Professional Documents
Culture Documents
تأليف
عبد ال بن عمر بن سليمان الدميجي
الطبعة الول
1
1407هـ 1987 -م
2
بسم ال الرحن الرحيم
قال تعال :
﴿ أََفحُكْمَ الْجَاهِِليّ ِة يَْبغُو َن َومَنْ َأحْسَ ُن مِنَ الّلهِ حُكْما ّل َق ْومٍ يُوِقنُونَ ﴾ .
( سورة الائدة :آية ) 50
وقال تعال :
﴿ يَا أَّيهَا الّذِي َن آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرّسُو َل وَُأوْلِي ا َل ْمرِ مِنكُمْ فَإِن َتنَا َزعْتُ ْم فِي شَ ْي ٍء
ل﴾. َف ُردّوهُ إِلَى الّلهِ وَالرّسُولِ إِن كُنتُمْ ُت ْؤمِنُونَ بِالّل ِه وَاْلَي ْومِ ال ِخ ِر ذَِلكَ خَْي ٌر وَأَحْسَ ُن تَ ْأوِي ً
( سورة النساء :آية . ) 59
وقال رسول ال :
« لينقضن عرى السلم عروة عروة ،فكلما انتقضت عروة تشبث الناس بالت تليها ،
وأولن نقضًا الكم وآخرهن الصلة » .
( حديث شريف إسناده صحيح ) .
وقال رسول ال :
« ل طاعة لخلوق ف معصية الالق » .
( حديث شريف إسناده صحيح ) .
3
أصل هذا الكتاب :
رسصالة علميصة تقدم بصه الؤلف للحصصول على درجصة التخصصص الول
( الاجسصتي ) مصن جامعصة أم القرى بكصة الكرمصة كليصة الشريعصة والدراسصات
السصلمية قسصم الدراسصات العليصا الشرعيصة فرع العقيدة .وقصد تكونصت لنصة
الناقشة من :
-1معال الدكتور راشد بن راجح الشريف ،مدير جامعة أم القرى .الشرف
على الرسالة رئيسًا .
-2فضيلة الشيخ السيد سابق عضوًا .
-3فضيلة الشيخ كمال هاشم نا عضوًا .
ومنح صاحبها درجة الاجستي بتقدير (متاز)
وذلك يوم 1403 /8 /10هـ .
4
بسم ال الرحن الرحيم
القدمة
إن ال مد ل نمده ون ستعينه ون ستغفره ،ونعوذ بال من شرور أنف سنا و من سيئات
أعمالنصا مصن يهده ال فل مضصل له ،ومصن يضلل فل هادي له ،وأشهصد أن ل إله إل ال
وحده ل شريك له ،وأشهد أن ممدًا عبده ورسوله ﴿ يَا َأّيهَا الّذِي َن آمَنُواْ اّتقُواْ اللّ هَ حَقّ
سلِمُونَ ﴾ ( ﴿ . )1يَا َأّيهَا النّاسُ اّتقُوْا رَبّكُمُ الّذِي َخَلقَكُم مّن ُتقَاتِهِ وَ َل تَمُوتُنّ إِ ّل وَأَنتُم مّ ْ
ّن ْفسٍ وَاحِ َد ٍة وَخَلَ َق مِْنهَا َزوْ َجهَا َوَبثّ مِْنهُمَا رِجَالً كَثِيا وَنِسَاء وَاّتقُواْ الّلهَ الّذِي تَسَاءلُونَ
بِهِ وَا َلرْحَامَ إِنّ اللّهَ كَا َن َعلَيْكُ ْم رَقِيبا ﴾ ( ﴿ . )2يَا أَّيهَا الّذِي َن آمَنُوا اّتقُوا اللّ َه وَقُولُوا َقوْلً
سَدِيدا * يُ صِْلحْ لَكُ مْ َأعْمَالَكُ ْم وََي ْغ ِفرْ لَكُ ْم ُذنُوبَكُ ْم َومَن يُطِ ْع اللّ َه َورَ سُوَلهُ َفقَدْ فَازَ َفوْزا
عَظِيما ﴾ (. )3
أما بعد :
فإن من أعظم نعم ال عز وجل على هذه المة أن أنزل إليها خي كتبه ،وأرسل إليها
أف ضل خل قه ،وجعل ها خ ي أ مة أخر جت للناس ،تأ مر بالعروف ،وتن هى عن الن كر ،
وتؤمن بال ،كما تكفل لا بفظ دينها الذي ارتضاه لا ،وكلّفها ح ل هذه الرسالة ،
والهاد ف سبيلها ،لتكون كلمة ال هي العليا ،وكلمة الذين كفروا السفلى .فحازت
هذه المة بشرف هذه الرسالة زمام القيادة للبشرية جعًا .
5
ول قد كان هناك من ال مم والطوائف من يدّعي أ نه شعب ال الختار ،وأ نه الهيمن
على هذه البشرية ،وأنا ل تلق إل من أجله ولدمته ،فلما جاء السلم ،واستضاءت
بنوره مشارق الرض ومغارباص ،وتدفقصت أفواج البشريصة مصن كصل حدب وصصوب فص
الدخول ف هذا النور الد يد ،ث قا مت هذه ال مة على يد رعيل ها الول بإي صال كل مة
الق إل أطراف العمورة ،عند ذلك تقوضت هيمنة تلك الشعوب ،وأفلتت البشرية من
تت يديها ودخلت ف دين ال أفواجًا .
وعندئذٍ وق فت تلك ال مم الهزو مة تن ظر ب سرة وح قد وح سد إل هذا ال مر الذي
أفقد ها زمام سلطتها و سيطرتا على البشر ية و هو ال سلم الذي اختاره ال لذه البشر ية
دينًا ،وابت عث الؤمن ي به إل إخراج العباد من عبادة العباد إل عبادة ال وحده ،و من
ضيق الدنيا إل سعة الدنيا والخرة ،ومن جور الديان إل عدل السلم .
بعد ذلك علم أعداء هذا الدين أنه ل بد من طمس معال هذا النور الديد لَتَيقّنهم أنه
ل بقاء لمص ول قرار مصع وجوده ،فجربوا عدة طرق للقضاء عليصه ،منهصا الواجهصة
س الرخيص والتخريب ،وإثارة الفت ف صفوف السلمي ،ومنها بالسيف ،ومنها الد ّ
التشكيك وإثارة الشبهات حول حقائق هذا الدين ،وتشويش تصورها ف نفوس الؤمني
به ،ومن ها إق صاؤه عن ال سيطرة وال كم وت صريف أمور الؤمن ي به .إل غ ي ذلك من
الوسائل .
لذلك فل تكاد تو جد حقي قة من حقائق هذا الد ين إل تعر ضت للدس والتشو يه من
قبل أعداء الدين الظاهرين ،ومن قبل من دخلوا فيه بتصورات غريبة عنه وأرادوا إدخالا
فيه وجعلها من حقائقه .
ول ا كان موضوع ( المامصة العظ مى ) مصن أ هم المور وأخطرهصا ل نه الارس لذا
الدين ،واليد الطول لنشره والذود عن حاه من عبث العابثي وطمع الطامعي ،فقد كان
لذا الوضوع وافر الظ والنصيب من هذا
6
التشكيك والتدنيس منذ أول عصر هذه المة وإل يومنا هذا .
أ ما ف الع صور التقد مة فل ي فى ما لع بد ال بن سبأ اليهودي وأعوا نه من إدخال
تصورات وثنية قدية على هذا الوضوع .ومن ث تقبلها وتتلمذ عليها وآمن با الرافضة
من بعده ،ح ت جعلو ها الر كن ال ساسي من أركان دين هم .وجعلوا الئ مة ف سللة
معينة من آل البيت ،وجعلوا لم من الوصاف ما ل يليق إل بال عز وجل ،أو بأنبيائه
صلى ال عليهم وسلم ،كالعلم بالغيبات والعصمة ،بل جعلوهم ف منلة فوق النبوة ،
واعتقدوا فيهم الرجعة وتناسخ الرواح ،وما إل ذلك من التصورات الوثنية البحتة .
واستمر هذا العتقاد سائرًا حت يومنا هذا ،وأصبح ياهد ف سبيله ،ويقاتَل ف نشره
بالدافع والطائرات .
أما ما تعرض له هذا الوضوع ف أذهان غ ي الرافضة من يدّعون أنم من أ هل السنة ف
العصر الديث فل يقل خطرا عن سابقه .
فأعداء هذا الدين حينما عزموا على الطاحة بالدولة العثمانية ،عندما انتابا الضعيف
والنيار ،بقدر بعدهصا عصن التمسصك بقائق هذا الديصن كانوا يعلمون أنمص وإن أطاحوا
با ،فإن الطاقة الت ف نفوس هذه الشعوب ستتحول إل حركة وإل ماهدة ،فل بد من
العمصل الدائب على إخاد هذه الطاقصة باليلة تارة ،وبالدس أخرى وبالقوة حينًا آخصر ،
فنشأت فكرة فصل الدين عن الدولة ،وقام با أناس يملون اسم السلم وبأساء إسلمية
أخذوها عن الغرب الاهلي وديانته الباطلة .فبدأت الملة الشرسة ف تقرير أن الدين ما
هو إل عل قة ب ي الع بد ور به ،ل د خل له ف الياة ،أو أ نه مرد ركيعات تؤدى ف
ال سجد ،أو أدع ية وأذكار تردد ،أو طقط قة م سابح ف زوا يا معزولة ،أو سياحة دين ية
(!) تقام ف أماكن مصوصة من هذه الرض .واستمرت هذه العركة حت آمن با كثي
من ضعاف العقول من السلمي .
ولا مات هذا الرجل الريض ( الدولة العثمانية ) تقاست كلب الدنيا
7
هذه التركة ،وغرست الفرقة والنفور بي أبناء السلمي ،وصرفت الولء إل التراب أو
إل العرق وال قبيلة ،بد ًل من الولء وال ب ف ال ول .وا ستمر ذلك فترة ح ت تتل مذ
على أيديهم من ل يعرف من السلم إل اسه ،فانسحبوا ظاهرًا ،وأعلنوا استقلل هذه
الدويلت ال صغية ال صوري -وذلك ب عد مقاو مة عني فة من أبناء ال سلمي -وإن كانوا
جعلوا مكاننص عصبيدًا لمص ربوهصم على أيدهصم وبأفكارهصم ،ويأمرونمص فيطيعون ،
وين صحونم في ستجيبون ،فكانوا خدمًا ل م ،ورعاة على م صال أ سيادهم القد مة على
مصال شعوبم .وبذا أحكموا السيطرة على بلد السلمي ،وفرضوا العلمانية ( اللدينية
) على هذه الشعوب الغلوبة على أمرها ،وأبعدوا الدين عن كل شيء اسه الكم .
لكصن هذه الطاقصة الكامنصة فص قلوب الفئة الؤمنصة ل تنطفِص ،وإناص بدأت التحركات
وعلت ال صيحات تنادي ف كل مكان :ل بد من ح كم إ سلمي ،ول بد من سياسة
الدنيا بذا الدين ،ول بد من ترير الولء ل وحده ل لشرق ول لغرب .
بعد هذه ال صيحات تن به أعداء ال إل أ نه ل بد من القضاء على هذه الفكرة وط مس
مفاهيمهصا ،بعصد القضاء على حقيقتهصا وواقعهصا .ول يكتفوا بتجنيصد أبناء دينهصم -
الستشرقي -بل استخدموا بعض أدعياء العلم والدين ،كما انضمت إليهم طوائف من
التطوعي النتسبي للسلم .فهرعت القلم لتكتب عن نظام الكم ف السلم ،فهناك
من أن كر أن يكون ف ال سلم نظام ح كم ،أو أ نه يد عو إل إقا مة دولة إ سلمية (، )1
وآخر ل يانع من أن يكون
8
الشعب مسلمًا والكومة ل دينية ( ، )1ومنهم من قال بأن قيام حكومة إسلمية ف هذا
العصر من الستحيلت ( فمن ينظر ف كتب الشريعة الصلية بعي البصية والذق ،يد
أنه من غي العقول أن تضع قانونًا أو كتابًا أو مبدأ ف القرن الثان من الجرة ،ث تيء
بعد ذلك لتطبق هذا القانون سنة 1354هص (. ) )2
ويقول آخصر ( :إن قيام نظام اللفصة بالشروط وبالصصورة التص بينهصا رجال الفقصه
السلمي يعد -ف عصرنا هذا -شأنه شأن الجاع ضربًا من ضروب الحال (. ) )3
وأحد الدعاة إل الوحدة السلمية يقول ( :إننا ل نرى أن تكون الوحدة قائمة على
دولة واحدة لا حكومة مسيطرة على السلمي ( ) )4ويقول ( :إن الوحدة الت نبتغيها ل
تس سلطانًا -أي سلطان -يقوم بالق ..ول تس شكل الكم ف أي إقليم إسلمي )
(. )5
أمصا عقلء هؤلء -إن كان لمص عقلء -فقالوا :ل .إنكصم قصد أبعدتص النجعصة ،
وافتري تم على ال سلم ،فال سلم له نظام ح كم ،ود عا إل إقا مة دولة ،فن حن مع شر
السلمي سبقنا الغرب إل الديقراطية ( ، )6فنظام الكم
)(1ينقل مصطفى صبي عن شيخ الزهر -الراغي -قوله ( :بأن ف إمكان أي حكومة إسلمية أن ترج
من دينها فتصبح حكومة ل دينية ،وليس ف هذا مانع مع أن يبقى الشعب على إسلمه ،كما هو الال ف
تركيا الديدة ) .موقف العقل والعلم والدين (. )4/285
)(2موقف العقل والعلم والدين ( ( )4/359الامش ) من كلم الشيخ الراغي مع وفد الشبان العراقيي
النشور ف جريدة الهرام فباير 1936م .
)(3مبادئ نظام الكم ف السلم لعبد الميد متول ص ، 162ط .ثانية .
)(4الوحدة السلمية لب زهرة (ص ، )251ط .ثانية 1397هص .ن .دار الفكر .
)(5الوحدة السلمية لب زهرة (ص ، )252ط .ثانية 1397هص .ن -دار الفكر .
)(6إسلم بل مذاهب لصطفى الشكعة (ص . )57ط .رابعة .ن .دار النهضة الصرية .
9
ف السلم هو الديقراطية ،بل إن السلم هو ( أبو الديقراطيات ) .
وقابلهم الخرون فقالوا :ل بل أنتم مطئون ،فنظام الكم ف السلم هو الشتراكية
،وامتلت الكتبات والؤلفات بالديث عن ديقراطية السلم واشتراكيته .
هذا و قد ساهم ب عض الكتاب الحدث ي ف الكتا بة ف هذا الوضوع بف كر متم يز ،
وأهداف نبيلة ،لنم قد ساءهم ما لحظوه ف تلك الكتابات من انراف وفكر معوج ،
لكن هم بثوا ال سألة بت صورات متأثرة بالوا قع العا صر الذي يعيشو نه ،فتأثرت كتابات م
بتلك الت صورات ،وأغلب هم كا نت كتاب ته مقار نة ب ي نظام ال سلم والن ظم العا صرة ،
وكأن بينه ما شيئًا من التكا فؤ فيكون للمقار نة مكان ،ون سوا أ نه ل و جه للمقار نة ب ي
الشمس ف رابعة النهار وبي شعة صغية ل تكاد ترى ،فما بالك بن يقارن النور الذي
ل حد له بالظلمة الدامسة .
لذا كله رأيت من الواجب علي مع قصر باعي وضعف ساعدي أن أخوض ف هذا
البحر الضم لعلي أسهم ف رفع الستار وإزالة هذا الوحل والطي الذي غطى على أذهان
كثي من السلمي وتصوراتم لذه القيقة الناصعة والوضوع الطي ( المامة ) وأن أبي
حقائقه صافية نقية ،خالية من أي شائبة أو تصور غريب -بقدر استطاعت الحدودة -
لعلها تتضح لطالب الق ،ولكل ذي لب ،ولكل ساع إل معرفة دينه كما أنزل ال عز
وجل ،وكما سار عليه السلف الصال رضوان ال عليهم أجعي ،ليشمروا عن ساعد
ال د ف إقا مة هذا ال صرح العظ يم الذي ح طم وأب عد عن الوا قع العملي ف هذه الياة
العاصرة .
و ف بدا ية عملي هذا تطل عت إل تق يق هد ف ب مة كبية وأ مل قوي ،وأردت أن
أتعرض لذه السصألة مصن جيصع جوانبهصا ،وأدرس النرافات التص اعترتاص ،القديص منهصا
والديث ،فثابرت ف البحث والتنقيب وجع الراجع والصادر ،وبالفعل جعت الكثية
من الصادر .كما عرجت على التاهات
10
العاصرة التأثرة بالفكر الغرب .
ث دخلت الوضوع وب عد سنتي من الع مل الدائب ،نظرت إل نف سي فإذا أ نا ف
منتصف الطريق ،فاستخرت ال وقررت القتصار ف هذه الرحلة على ( المامة العظمى
ع ند أ هل ال سنة والما عة ) وإرجاء الوا نب الخرى إل مرحلة أخرى إن شاء ال ،إذا
كان ف الع مر ف سحة ،خ صوصًا و قد ج عت أغلب مراج عه وج عت ف يه مادة علم ية ل
بأس با ،ث رجعت إل ل ش ل ما جعت ف هذا الانب وهو ( الما مة العظمى عند
أهل السنة والماعة ) وها هو ذا الذي أقدم له الن .
منهجي ف البحث :
أما عن النهج الذي سرت عليه ف هذا البحث ،فقد حاولت قدر استطاعت أن أدخل
إل بثص الوضوع بدون أي تصصور سصابق ،أو فكرة معينصة أراهصا صصوابًا وأدافصع عنهصا
وأحاول تأويل النصوص لتوافقها ،سواء كان هذا التصور أو هذه الفكرة عصرية أو قدية
،كما حاولت أن أدخل إليه مردًا عن الوى والشهوة ،وهذه ما تصرف النسان عادة
عن ال ق وإن كان أو ضح من الش مس ،وكذلك حاولت ق مع العاط فة وأل يكون ل ا
سبيل إل التدخل ف تسيي موضوعات البحث إل عاطفة السلم الت يب أن تكون ف
ضم ي كل م سلم ف كل ل ظة من لظا ته ،بشرط أل تره إل العتداء أو الفتراء على
من يالفه ف الرأي .
بعد ذلك أخذت أجع النصوص الشرعية ،من كتاب ومن سنة صحيحة ،وما كان
من ها يتاج إل تف سي أو إيضاح حاولت أخذه عن ال سلف ال صال والرع يل الول الذ ين
كانت تصوراتم صافية نقية ،ل يصبها غبش ول يصرفها انراف .
فحاولت جع فتاوى الصحابة والتابعي ،وأقول ثقات العلماء قديًا وحديثًا ف تفسي
ذلك .
11
مع إرجاع كل ن قل إل أ صله -قدر ال ستطاع -مع تر يج اليات والحاد يث ،
وذكر أقوال علماء الرح والتعديل ف صحة ذلك الديث من عدمه .
وحيث إن بعض السائل قد ل تسعف النصوص الشرعية ف إيضاحها ،لذلك حاولت
تت بع سية اللفاء الراشد ين -رضوان ال تعال علي هم أجع ي -و سنتهم من قول ية أو
فعل ية ،خا صة الشيخ ي أ بو ب كر وع مر ،لن سنتهم سنة شرع ية ل مر ال نب بإتباع
سنتهم ،وخص الشيخي بالقتداء بما (. )1
ث بعد ذلك أقوال ثقات علماء السلمي قديًا وحديثًا .
ك ما إ ن حاولت أن أط هر ب ثي هذا من أن آ خذ عن إن سان ل يد ين بذا الد ين ،
فطرحت كل ما كتبه الستشرقون جنبًا ،وإن كان فيه بعض الق إل أننا ف غن عنه ،
ويكفينا ما جره الخذ عنهم من ويلت ف انراف الفكر السلمي خاصة ف مثل هذا
الوضوع الطي .
من كل ما سبق كا نت الادة العلم ية لذا الب حث و قد أدخلت ف يه نقولً عن ب عض
كبار العلماء الذ ين قد يالفون أ هل ال سنة والما عة ف ب عض م سائل العقيدة كال صفات
ونوها ،لكنهم يوافقونم ف موضوع المامة ،لذلك فهم من أهل السنة فيما وافقوا فيه
السنة ،وليسوا من أهل السنة فيما خالفوها فيه .
وعندما أنقل عن أحد من العتزلة فإن أنص على مذهبه .
ك ما إ ن ل أحاول التعرض ف كث ي من الحيان إل الراء الشاذة الخال فة لرأي أ هل
السنة والماعة إل بالتلميح والشارة ف أكثر الحيان .
أما ما كان بينهم من اختلفات ف الرأي ،أو آراء يقول با بعضهم
12
فإ ن أذ كر الرأي ي وأدلة كل منه ما ،ث الترج يح ب ي هذه الراء ،مؤيدا ذلك بالدل يل
وسبب الترجيح .
خطة البحث :
أ ما عن ال طة ال ت سرت علي ها ف كتا بة هذه الطرو حة التواض عة ف قد ق سمتها إل
مقدمة وبابي وخاتة .
أما القدمة :فقد ذكرت فيها سبب اختيار هذا الوضوع ،ولحة سريعة عن الكتابة
فيه ،ث عن منهجي ف الرسالة والطة ،وبعض الصعوبات الت لقيتها أثناء البحث .ث
تدثت عن صلة هذا الوضوع بالعقيدة .
أ ما الباب الول :ف قد ق سمته إل أرب عة ف صول ،الف صل الول ف تعر يف الما مة ،
فتكلمت عن التعريف اللغوي ث الصطلحي والتعريف الختار ،وورود لفظ المامة ف
الكتاب والسنة ،ث الترادف بي ألفاظ المامة ،واللفة ،وإمارة الؤمني ،ث الديث
عن ا ستعمالت لف ظي الما مة والل فة ،ث الفرق ب ي الل فة واللك ،وأخيًا جواز
إطلق لفظ الليفة على من سوى الراشدين .
أمصا الفصصل الثانص :فعصن وجوب المامصة وأدلة ذلك مصن الكتاب والسصنة والجاع
والقواعد الشرعية ونوها ،ث عرجت إل مناقشة القائلي بعدم وجوب المامة من قدماء
أو معاصرين ،ث أتبعته بالديث عن الكلّف بإقامة هذا الواجب النْسِي .
أما الفصل الثالث :فخصصته للحديث عن مقاصد المامة ،وهي باختصار ( إقامة
سسْ الدنيا بالدين ،وآراءالدين ،وسياسة الدنيا به ) ،وفيه تدثت عن حكم من ل يَ ُ
العلماء ف ذلك .
أما الفصل الرابع :فتحدثت فيه عن طر يق انعقاد المامة .فتحدثت ف البداية عن
مشروعية الطرق الت انعقدت با المامة للخلفاء الربعة
13
الراشدين ،ث الديث عن النّ صّيّة على أب بكر رضي ال عنه وآراء العلماء فيها ،وأدلة
كل رأي ،ث الرأي الرا جح ،ث الكلم عن دعوى الن صية على علي ر ضي ال ع نه ،
وبيان بطلن ا ،وأن ا ل أ صل ل ا ،ول يدّع ها علي ،ول غيه من الئ مة .والن صوص
الواردة عنه رضي ال عنه ف ذلك .
ث ثبوت مبايعته لب بكر رضي ال عنه بعد وفاة الرسول وإن ل يضر السقيفة .
ث قمت باستعراض تاريي لطرق انعقاد المامة لم .رضوان ال عليهم ،وبعد كل
طريقة أحدّد النتائج الستخلصة من هذه الطريقة .بعد ذلك اتضحت لنا الطرق الشرعية
للنعقاد وهي :
الول :الختيار من قبل أهل الل والعقد ،ث تدثت عن أهيته ،وعن مشروعيته ،
ث الديث عن أهل الل والعقد ،وما يتعلق بم من أحكام .
ثص الديصث عصن الطريقصة الثانيصة وهصي :السصتخلف ،وبيّنصت أدلة جوازهصا وأناص
مشروطة برضا أهل الل والعقد ،ومبايعتهم للمستخلف الذي تتوفر فيه شروط المامة .
ث أتبع ته بب حث عن البي عة و ما يتعلق ب ا من أحكام .ب عد ذلك تد ثت عن طري قة
القهر والغلبة وآراء العلماء فيها .
أما الباب الثان :فقد قسمته إل أربعة فصول أيضًا .
فالفصل الول :ف الديث عن شروط المام ،ووقفت عند شرط القرشية ،وبَيّنْ تُ
من هم قر يش ،وأدلة اشتراط هذا الشرط ،وآراء العلماء ف يه ،ث الرأي الرا جح ،ث
الك مة من هذا الشرط ،مع مناق شة رأي ا بن خلدون ،والدهلوي ،ورش يد ر ضا .ث
أتبعتصه بالديصث عصن اشتراط الفضل ية وآراء العلماء فص هذا الشرط ،وأدلتهصم ،والرأي
الراجح ف ذلك .ث ضمنت هذا الفصل مبحثًا عن الفاضلة بي اللفاء الراشدين والدلة
على ذلك ،مع نبذة يسية من الحاد يث الواردة ف فضل كل واحد منهم .ث ختمته
بوقف
14
بعض الفرق السلمية من ذلك .
أما الفصل الثان :فخصصته عن الديث عن واجبات المام وحقوقه ،وهذا قسمته
إل ثلث مباحث :
البحث الول :عن واجبات المام .
والثان :عن حقوقه ،ووقفت عند حق الطاعة ،وبينت فيم تكون الطاعة وحدودها
وما يتعلق بذلك من أحكام .
أ ما الب حث الثالث :فخ صصته بالد يث عن الشورى وحكم ها ،ومدى إلزاميت ها
للمام ،والرأي الراجح ف كل ذلك .
أما الفصل الثالث :فكان عن العزل ،والروج على الئمة ،وهذا قسمته على ثلثة
مباحث أيضًا :
البحث الول عن :أسباب العزل وآراء العلماء فيه .
الب حث الثا ن عن :و سائل العزل ،ووق فت ع ند م سألة ال سيف والثورة ال سلحة ،
وبينت تضييق السلم لذه الوسيلة لطورتا ،ولنا ترّ عادة إل منكر أكب من النكر
الراد إزالته ،وأنا سبب للفت وإراقة دماء السلمي ف غي مصلحة .
أما البحث الثالث فخصصته عن :الروج على الئمة وقسمته إل قسمي :
الول :ف الديث عن الارجي وأقسامهم .
الثان :ف الديث عن الخروج عليهم وأقسامهم .
ل عند الروج على الئمة الفسقة الظلمة الذين ل يصلوا إل ح ّد الكفر ، ووقفت طوي ً
ومذاهب العلماء ف السألة ،وأدلة كل مذهب ،ث ناقشت هذه الدلة وعقبت على ذلك
بالرأي الذي أراه صوابًا وعلمًا .
أما الفصل الرابع :فكان عن موقف أهل السنة من تعدد الئمة فبينت
15
الراء ف هذه السألة ،وأدلة كل مذهب ،ث الرأي الراجح .
وأخيًا ختمت البحث با أمكنن استنتاجه من كل الوضوعات السابقة .
من الصعوبات الت واجهتن ف البحث :
إن كل ع مل يعمله ال سلم يبت غي به و جه ال تعال ل بد وأن يوا جه ف طري قه ذلك
شيئًا مصن الصصعوبات والشقصة ،فمنهصم مصن تعوقصه عصن اسصتكمال طريقصه ،ومنهصم مصن
يتجاوزهصا ،وهذه الصصعوبات منهصا مصا يكصن تاوزه ،ومنهصا مصا ل يكصن ،ومصن أهصم
الصعوبات الت واجهتن ف هذا البحث وأعانن ال عز وجل وحده على تاوزها ما يلي :
-1سعة الوضوع وتشع به ،وكثرة م سائله ،و كل م سألة ف يه تتاج إل بوث
بالضافة إل اختلف الراء ف هذه القضايا وتباينها .
-2إبعاد الوضوع عن التطبيق ف الواقع منذ زمن بعيد ،فأول انراف وقع ف الواقع
السلمي هو النراف ف الكم ،وصرفه عن مراه ال صحيح ،ول يزال هذا النراف
مستمرًا ،لذلك فنحن ل نعال هذا الوضوع من حيث الواقع العاصر اليوم ،وإنا نعاله
من حيث هو مبادئ نظرية أو ًل ،ث من حيث هو مبادئ قابلة للتطبيق العملي ف الوقت
نفسه .
-3صصعوبة جعص العلومات وآراء العلماء القدميص فص هذه السصألة ،لن الوضوع
بُحث ف أماكن متفرقة من كتبهم ،فمنهم من بثه ف كتب العقائد ف أبواب المامة
وغيها ،ومنهم من بثه ف الفقه ف مواطن متلفة منه ،فمنهم من خ صّه بباب معي ،
ومنهم من بثه ف أحكام البغاة ،ومنهم من بثه ف الدود والقضاء ،ومنهم من تكلم
فيه عند الديث عن الصلة ،وف المعة ،وف الوكالة ،وف الزواج ،وف الهاد
16
والسّيَر ،وهكذا .
أما كتب الديث وشروحه فمنهم من خ صّه باب معيّن ومهم من بثه ف الناقب ،
ومنهم من أورده ف الهاد وال سّي ،أو ف شروط الصلح ،ونو ذلك ،أما كتب أصول
ص له أحيانًصا فص المصر أو العموم أو فرض الكفايصة أو الجتهاد أو
الفقصه فقصد تتعرض ُ
الستصحاب أو الصلحة ،أما كتب التاريخ فأكثر الحيان ف أول كتبهم أو ف التراجم
أو ف ثنايا الكتب عند ب عض الحداث ،لذا كله فمن الصعب الوقوف على رأي العال
من كتابه ف يسر وسهولة ،مع أن ما كتبه علماؤنا القدمون ف هذا الوضوع قليل جدًا
ومبع ثر ف طيات الك تب ول عل من أك ثر من ك تب ف هذا الوضوع ه ا صاحب كتا ب
الحكام السلطانية الوردي ،وأبو يعلى ف الصفحات الول من كتابيهما .
صلة الوضوع بالعقيدة :
السصلم كُلّ ل يتجزأ ،أنزله ال عصز وجصل ليخرج الناس مصن الظلمات إل النور ،
وربط فيه بي الحكام العملية ومسائل العقيدة مثل :اليان بال واليوم الخر ،والعقاب
الخروي الذي يلحصق الخالف .ونوص ذلك .وهذا واضصح فص كتاب ال عصز وجصل
والمثلة على ذلك منها قوله تعال :
﴿ الزّاِنيَ ُة وَالزّانِي فَاجِْلدُوا كُ ّل وَاحِ ٍد مّْنهُمَا مَِئةَ َجلْ َدةٍ وَلَا تَأْخُذْكُم ِبهِمَا رَأَْفةٌ فِي دِي ِن اللّ هِ
إِن كُنتُمْ ُت ْؤمِنُونَ بِالّل ِه وَاْلَي ْومِ ال ِخ ِر . )1( ﴾ ...
ق وَال سّا ِرقَ ُة فَاقْ َطعُواْ َأيْدَِيهُمَا َجزَاء بِمَا كَ سَبَاوقال عن عقو بة ال سارق ﴿ :وَال سّارِ ُ
نَكَالً مّ َن اللّ ِه وَاللّ ُه َعزِيزٌ حَكِي ٌم ﴾ ( . )2وقال ف الطلق ﴿ :يَا َأيّهَا النّبِيّ ِإذَا َطّلقْتُ مُ
النّ سَاء فَ َطّلقُوهُنّ ِلعِدِّتهِنّ وَأَحْصُوا اْلعِ ّدةَ وَاّتقُوا اللّهَ َربّكُ مْ ﴾ ( . )3والمثلة على ذلك أكثر
من أن تصر .
17
فجميع الحكام متصلة بالعقيدة وقائمة عليها ،وكلها أحكام عملية فالحكام الفقهية
من أعمال الوارح والقلوب ،والعقدية من أعمال القلوب .وكل عمل ل يكون عن نية
خالصة -وهي عمل القلب -فمردود .
و ما تق سيم الد ين إل م سائل أ صولية وفرع ية -والراد بال صولية الحكام العلم ية
التعل قة بأعمال القلوب ،والفرع ية الحكام العمل ية التعلقة بأعمال الوارح -إل تق سيم
حادث ( )1قد يقصد منه التسهيل والتنويع ،وإن كان الصل لواحد ل فرق بينهما لكن
هذا التفصيل قد جرّ إل الوقوع ف التفريق بينهما ،وبناء أحكام تصّ أحدها دون الخر
،يقول ابن القيم رحه ال عن هذا القسيم ( :إنه ل يرد ف كتاب ول سنة ) ...قال ( :
وكل تقسيم ل يشهد له الكتاب والسنة وأصول الشرع بالعتبار فهو تقسيم باطل يب
إلغاؤه ،وهذا التقسيم أصل من أصول ضلل القوم ،فإنم فرقوا بي ما سّوه أصو ًل وما
سّوه فروعًا ) .قال ( :و قد وضعوا عل يه أحكامًا ،وضعو ها بعقول م وآرائ هم ،من ها
التكفي بالطأ ف مسائل الصول دون الفروع ،وهذا من أبطل الباطل كما سنذكره ،
ومنه إثبات الفروع بأخبار الحاد دون الصول وغي ذلك ) ...ث تتبع رحه ال الفروق
الت جعلوها بي الصول والفروع وأبطلها بالجة والبهان (. )2
وقد تبع ابن القيم شيخه ابن تيمية رحه ال ف ذلك ،حيث ل يسلّم شيخ السلم
بذا التقسيم فيقول ( :بل الق أن الليل من كل واحد من الصنفي ( مسائل أصول )
والدقيق مسائل فروع ) (. )3
)(1قال شيخ السلم ابن تيمية ( :فإن هذه تسمية مدثة ،قسمها طائفة من الفقهاء والتكلمي ،وهو عن
التكلمي والصوليي أغلب ) ...ممع الفتاوى (. )6/65
)(2انظر :متصر الصواعق الرسلة (ص . )413
) 3(3مموع الفتاوي (. )57 – 6/56
18
والذي يهمنا ف هذا المر هو ما يتعلق بوضوع المامة وهل هي من مواضيع العقيدة
أم من مواضيع الفقه ؟ ،والق أن لا جوانب عقدية ،ولا جوانب فقهية ،كما أن لا
جوانصب تارييصة ،ولذلك فعلماء السصلف رحهصم ال عنصد ذكرهصم لعقائدهصم يذكرون
ذلك ،فل نكاد ند أحدًا ذكر عقيدته إل وينص على التربيع باللفاء الربعة وأن ترتيبهم
ف اللفة على ترتيبهم ف الفضل ،كما ينصون على أن المامة ف قريش ل يعاديهم أحد
إل كبّ ه ال ف النار ،وين صون على ال صلة خلف كل إمام بر أو فا جر والهاد وال ج
معه ،وعلى تري الروج على الئمة ،وعلى السمع والطاعة لم ف غي معصية ،وهذه
كل ها من مبا حث الما مة ،ولذلك ن د التكلم ي ين صون على باب الما مة ف أوا خر
كتبهم ف العقيدة .
كمصا أنمص يوردون ذلك فص مسصائل العقيدة للرد على النرافات والبدع التص نشأت
حول هذا الوضوع ،كبدعة الروافض ،واعتقاداتم الفاسدة ف المامة ،وأنا من أركان
الدين ،واعتقاد العصمة ،والرجعة ،وعلم الغيب ونو ذلك ف أئمتهم ،فيذكرها علماء
ال سلف للرد علي هم ،ول تبيي مالفت هم ف ذلك ،و مع بد عة الروا فض بد عة الوارج ف
وجوب الروج على الئمة الفسقة ونو ذلك .
وكذلك م ا يعل ها من ال سائل التعل قة بالعقيدة ف الع صر الا ضر هو إنكار ب عض
النتسبي للدين أنا من الدين ،وهذه من أخطر السائل الفكرية العاصرة .
أ ما الوا نب الفقه ية ف موضوع الما مة فكثية :من ذلك شروط الئ مة ،وكيف ية
اختيار إمام السلمي ،وأهل الل والعقد ،وشروطهم ،وعددهم ،والشورى وأحكامها
،والبيعة وأحكامها ،ونو ذلك .
أ ما الوا نب التاري ية ف الوضوع :ف هو درا سة الوضوع من ناح ية سية اللفاء
الراشد ين ،ث مَ نْ َبعْدَ هم رضوان ال علي هم ،والحداث ال ت ح صلت ف عهود هم ،
والنتائج والعب والحكام الستخلصة من ذلك .
19
ولذلك فموضوع المامة هذا من أدلة الترابط والتلزم بي الحكام العقدية والفقهية ،
وإن كلً من ها ملزم لل خر وقائم عل يه .ولذلك ف قد ج عل ال عز و جل طا عة الئ مة
والنصح لم وعدم الروج عليهم بغي مبر شرعي من العبادة الت يثاب فاعلها ،ويعاقب
تاركها بالعذاب الخروي يوم القيامة .
وأخيًا :
وبذا ال هد التوا ضع ل أد عي أ ن قد وف يت الوضوع ح قه ،وا ستكملته من ج يع
جوانبه ،ولكن حسب أنن ل أدخر ف سبيل ذلك وسعًا .وأقول كما قال الفاروق رضي
ال ع نه ( :ر حم ال من أهدى إلّ عيوب ) .فمن و جد ف يه خطأ ،أو ع ثر على نقص
حرف أو كلمة أو مع ن ي ب تغييه ،فإ ن أناشده ال ف إصلحه ،وأداء حق النصيحة
فيه ،فإن النسان ضعيف ،ل يسلم من الطأ إل من عصمه ال بتوفيقه ،ونن نسأل ال
ذلك ونرغب إليه ف تقيقه .
وأخيًا فإ ن أش كر ال عز و جل وأحده أو ًل وآخرًا وظاهرًا وباطنًا على نع مه وآلئه
الت ل تعد ول تصى .والذي أعانن على إكمال هذا البحث .
ك ما أش كر بعد ذلك كل من ساهم م عي ف إخراج هذا البحث من ح يث التوجيه
والنصح ،أو التقوي والناقشة أو الراجعة والتدقيق .سائلً الول عز وجل أن يزيهم عن
خ ي الزاء ،وأن يوفق نا وإيا هم إل ما ي به ويرضاه .وأخ صّ بالش كر :معال الدكتور
راشد بن راجح الشريف ،الذي كان ل شرف التتلمذ على يديه فكان الشرف على هذه
الرسالة ،وقد منحن الكثي من وقته وتوجيهاته ،مع كثرة أعبائه ومسؤولياته .فجزاه ال
عن خي الزاء ،وأجزل له الجر والثوبة .
\ ***
20
وآخر دعوانا أن المد ل رب العالي .وصلى ال وسلم على نبينا ممد وعلى آله
وصحبه وأتباعه إل يوم الدين .
بقلم راجي عفو ربه
عبد ال بن عمر بن سليمان الدميجي
مكة الكرمة 5/6/1403 :هص .
*****
21
22
الباب الول
المامة عند أهل السنة والماعة
ويتوي على الفصول التالية :
الفصل الول :تعريف المامة
الفصل الثان :وجوبا
الفصل الثالث :مقاصدها
الفصل الرابع :طرق انعقادها
23
24
الفصل الول
تعريفها
25
26
الفصل الول
تعريفها
التعريف اللغوي :
الما مة ف الل غة م صدر من الف عل ( أمّ ) تقول ( :أمّ هم وأمّ ب م :تقدم هم ،و هي
المامة ،والمام :كل ما ائتم به من رئيس أو غيه ) (. )1
ويقول ابن منظور ( :المام كل من ائتم به قوم كانوا على الصراط الستقيم أو كانوا
ضال ي ..وال مع :أئ مة ،وإمام كل ش يء قيّ مه وال صلح له ،والقرآن إمام ال سلمي ،
و سيدنا م مد ر سول ال إمام الئ مة ،واللي فة إمام الرع ية ،وأم ت القوم ف ال صلة
إمامة ،وائتم به :اقتدي به .
والمام :الثال ،وإمام الغلم ف الك تب ما يتعل مه كل يوم ،وإمام الثال ما امت ثل
عليه ،والمام :اليط الذي يُمَ ّد على البناء فيبن عليه ويسوى عليه ساف البناء ) ..أ .
هص (. )2
وقال صصاحب تاج العروس ( :والمام :الطريصق الواسصع ،وبصه فُسصّر قوله تعال :
﴿ وَإِّنهُمَا َلبِِإمَامٍ مِّبيٍ ﴾ ( )3أي :بطريق يُؤم ،أي :يقصد فيتميز قال :
)(1القاموس الحيط للفيوز آبادي :مد الدين ممد بن يعقوب ( . )4/78ن .دار اليل :بيوت .
)(2لسان العرب لبن منظور :جال الدين ممد بن مكرم ( )12/24مادة ( أمم ) .ن .دار صادر ودار
بيوت -بيوت ط 1388 .هص .
)(3سورة الجر آية . 79
27
( واللي فة إمام الرع ية ،قال أ بو ب كر :يقال فلن إمام القوم معناه :هو التقدم علي هم ،
ويكون المام رئيسًا كقولك :إمام السلمي ) ،قال ( :والدليل :إمام السفر ،والادي
:إمام البل ،وإن كان وراءها لنه الادي لا ) ..أ .هص (. )1
وقال الوهري فص الصصحاح ( :المّ بالفتصح القصصد ،يقال :أَمّه وأمهص وتأمهص إذا
قصده ) ( . )2إل غي ذلك من العان القاربة .
ومن جيع ما سبق نلحظ تقارب مدلول هذه اللفاظ عند أصحاب اللغة .
التعريف الصطلحي :
أما من حيث الصطلح :فقد عرفها العلماء بعدة تعريفات ،وهي وإن -اختلفت
ف اللفاظ فهي متقاربة ف العان ،ومن هذه التعريفات ما يلي :
( )1ما ذكره الاوردي ح يث قال ( :الما مة موضو عة لل فة النبوة ف حرا سة الد ين
وسياسة الدنيا به ) أ .هص (. )3
( )2ويقول إمام الرمي الوين ( :المامة رياسة تامة ،وزعامة تتعلق بالاصة والعامة
ف مهمات الدين والدنيا ) أ .هص (. )4
)(1تاج العروس من جواهر القاموس لحمد مرتضي الزبيدي ( . )8/193ن .دار مكتبة الياة :بيوت
لبنان .
)(2تاج اللغة وصحاح العربية لساعيل بن حاد الوهري ( )5/1865تقيق أحد عبد الغفور عطار .ط .
ثانية 1399هص .ن .دار العلم للمليي :بيوت .
)(3الحكام السلطانية لعلي بن ممد الاوردي (ص )5الثالثة 1393هص .ن .شركة مكتبة ومطبعة
مصطفى الباب اللب -القاهرة .
)(4غياث المم ف التياث الظلم لب العال الوين (ص . )15ط .أول 1400هص .ن .دار الدعوة
السكندرية تقيق د .مصطفى الين .د .فؤاد عبد النعم .
28
( )3وعرف ها الن سفي ف عقائده بقوله ( :نيا بة عن الر سول عل يه ال سلم ف إقا مة الد ين
بيث يب على كافة المم التباع ) (. )1
( )4ويقول صاحب الواقف ( :هي خلفة الرسول ف إقامة الدين بيث يب إتباعه
على كافة المة ) (. )2
( )5أما العلمة ابن خلدون فيعرفها بقوله ( :هي حل الكافة على مقتضى النظر الشرعي
ف مصالهم الخروية والدنيوية الراجعة إليها ،إذ أحوال الدنيا ترجع كلها عند الشارع
إل اعتبارها بصال الخرة ،فهي ف القيقة خلفة عن صاحب الشرع ف حراسة الدين
وسياسة الدنيا به ) أ .هص (. )3
( )6ويقول ال ستاذ م مد ن يب الطي عي ( :الراد ب ا -أي الما مة الرئا سة العا مة ف
شؤون الدنيا والدين ) (. )4
إل غي ذلك من التعريفات الت تدور حول هذه العان .
التعريف الختار :
والختار من هذه التعريفات ما ذكره ابن خلدون لنه الامع الانع ف نظري ،وبيان
ذلك أ نه ف قوله ( :ح ل الكا فة ) يرج به وليات المراء والقضاة وغي هم ،لن ل كل
منهم حدوده الاصة به وصلحيته القيدة ،وف قوله ( :وعلى مقتضى النظر الشرعي )
قيد لسلطته ،فالمام يب أن تكون
)(1العقائد النسفية (ص )179ط 1326 .هص .ن .شركة صحافة عثمانية .
)(2الواقف لليي (ص )395ط .بدون :ت .بدون :ن .عال الكتب بيوت .
)(3القدمة للعلمة ابن خلدون (ص . )190ط .الرابعة 1398هص .ن .دار الباز للنشر والتوزيع .
مكة .
)(4الجموع شرح الهذب للنووي .التكملة لحمد نيب الطيعي (حص )5من التكملة والسابع عشر من
الجموع (ص . )517ن .زكريا علي يوسف .
29
سلطاته مقيدة بواف قة الشري عة ال سلمية ،وف يه أيضًا وجوب سياسة الدن يا بالد ين ل
بالهواء والشهوات والصال الفردية ،وهذا القيد يرج به اللك .
وف قوله ( :ف مصالهم الخروية والدنيوية ) تبيي لشمول مسؤولية المام لصال
الدين والدنيا ل القتصار على طرف دون الخر .
لفظ ( المام ) ف الكتاب والسنة :
هذا وقد ورد لفظ ( المام ) ف القرآن الكري بصيغة الفراد ف عدة مواضع منها قوله
تعال حكا ية عن إبراه يم عل يه وعلى نبي نا ال صلة وال سلم ﴿ :قَالَ ِإنّ ي جَا ِعلُ كَ لِلنّا سِ
ِإمَاما قَا َل َومِن ُذرّيّتِي قَالَ لَ َينَا ُل َعهْدِي الظّاِل ِميَ ﴾ ( . )1والعن ( :أن مُ صَّيرُك للناس
إمامًا يؤت به ،ويقتدى به ) (. )2
()3
ك ما ورد ف قوله تعال حكا ية عن دعاء الؤمن ي ﴿ :وَا ْج َعلْنَا ِللْمُّتقِيَ ِإمَاما ﴾
أي ( :أئمة يقتدي بنا من بعدنا ) ( )4وقال البخاري ( :أئمة نقتدي بن قبلنا ،ويقتدي
بنا من بعدنا ) (. )5
وورد اللفظ بصيغة المع ف قوله تعال َ ﴿ :و َجعَلْنَاهُمْ أَئِمّةً َيهْدُونَ بَِأ ْمرِنَا ﴾ ( . )6أي
( :أئمة يؤت بم ف الي ف طاعة ال ف إتباع أمره ونيه ،ويقتدى بم ،ويتبعون عليه )
(. )7
30
جعََلهُمُ اْلوَارِِثيَ ﴾ ( )1أي :ولة وملوكًا (. )2 جعََلهُمْ َأئِمّ ًة وََن ْ
وف قوله تعال ﴿ :وَنَ ْ
كما ورد اللفظ بعن :من يؤت بم ف الشر .فقال تعال َ ﴿ :فقَاتِلُواْ أَئِمّةَ الْ ُك ْفرِ إِّنهُمْ
لَ أَيْمَا َن َلهُمْ ﴾ ( )3أي ( :رؤساء الكفر بال ) ( )4وقوله ﴿ :وَ َجعَلْنَاهُمْ أَئِمّةً يَ ْدعُونَ إِلَى
صرُونَ ﴾ ( )5أي ( :جعل نا فرعون وقومه أئ مة يأ ت ب م أ هل الع تو النّا ِر وََيوْ مَ اْلقِيَا َمةِ لَا يُن َ
على ال والكفر به ) ( . )6لكن إذا أطلق لفظ ( المام ) فإنه ل ينصرف إل أئمة الباطل ،
لنه ورد ذكرهم ف القرآن بذه الكلمة مقيدة .كما ف هذه اليات .
وورد الل فظ أيضًا ف موا طن كثية من الد يث النبوي الشر يف من ها قوله « :المام
العظم الذي على الناس راع ،وهو مسؤول عن رعيته » ..الديث ( . )7وقوله « :
الئمة من قريش » ( . )8والراد :الاكم أو الليفة .
إل غي ذلك من الحاديث الكثية .
31
وهكذا أخذت الما مة مع ن ا صطلحيًا إ سلميًا ،فق صد بالمام :خلي فة ال سلمي
وحاكمهم ،وتوصف المامة أحيانًا بالمامة العظمى أو الكبى تييزًا لا عن المامة ف
الصلة ،على أن المامة إذا أطلقت فإنا توجه إل المامة الكبى أو العامة ،كما أوضح
ذلك ابن حزم رحه ال (. )1
الترادف بي ألفاظ :المام والليفة وأمي الؤمني (: )2
والذي يبدو من ا ستعراض الحاد يث الواردة ف باب الل فة والما مة أن الر سول
والصحابة والتابعي الذين رووها ل يفرقوا بي لفظ خليفة وإمام ،ومن بعد تولية عمر بن
الطاب رضي ال تعال ع نه أضافوا إليها لفظ :أمي الؤمني -وإل ذلك ذهب العلماء
فجعلو ها من الكلمات التراد فة الؤد ية إل مع ن وا حد فيقول النووي ( :يوز أن يقال
للمام :الليفة ،والمام ،وأمي الؤمني ) (. )3
ويقول ابن خلدون :وإذ قد بيّنّا حقيقة هذا النصف وأنه نيابة عن صاحب الشريعة
ف حفظ الدين وسياسة الدنيا به تسمى خلفة وإمامة والقائم به خليفة وإمام ) أ .هص
( )4ويعرف ابن منظور اللفة بأنا المارة (. )5
وإل ذلك ذهب الستاذ ممد نيب الطيعي ف تكملته للمجموع
)(1الفصل ف اللل والهواء والنحل ( )4/90ط .ثانية 1395هص .ن .دار العرفة للطباعة والنشر
بيوت -لبنان .
)(2هذا الترادف من قبيل دللتها وإطلقها على ذات واحدة ،أما من حيث معانيها فلكل واحدة منها معناها
الاص با .مثل القرآن والفرقان والدى والنور فهي مترادفة من حيث دللتها على القرآن ،ومتباينة من
حيث معانيها .
)(3روضة الطالبي ليحي بن شرف الدين النووي ( . )10/49ن :الكتب السلمي .وانظر :نوه ف مغن
الحتاج للشربين (. )4/132
)(4القدمة (ص . )190
)(5لسان العرب (. )9/83
32
للنووي حيث قال ( :المامة واللفة وإمرة الؤمني مترادفة ) ( )1وكذلك الستاذ ممد
رش يد ر ضا ( ، )2ويف سر الش يخ أ بو زهرة الترادف ب ي لف ظي الل فة والما مة بقوله :
( الذاهب السياسية كلها تدور حول اللفة وهي المامة الكبى ،وسيت خلفة لن
الذي يتول ها ويكون الا كم الع ظم للم سلمي يلف ال نب ( )3ف إدارة شؤون م ،
وتسمى إمامة :لن الليفة كان يسمى إمامًا ،ولن طاعته واجبة ،ولن الناس كانوا
33
يسيون وراءه كما يصلون وراء من يؤمهم الصلة ) ( )1أي يأتون به ،وقد كان اللفاء
هصم الذيصن يتولون إمامصة الصصلة خاصصة المصع والعياد لكصن لاص اتسصعت رقعصة الدولة
السصلمية ،وضعفصت الناحيصة العلميصة عنصد اللفاء ،أخذوا ينيبون عنهصم مصن يقومون
مقامهم ف إمامة الصلة ،وخطب المع والعياد .
كما يفسر الستاذ ممد البارك رحه ال سبب اختيار هذه اللفاظ ( المام ،والليفة
،وأميص الؤمنيص ) بأنصه :ابتعاد بالفهوم السصلمي للدولة ورياسصتها عصن النظام اللكصي
بفهومصه القديص عنصد المصم الخرى مصن الفرس والرومان الختلف اختلفًا أسصاسيًا عصن
الفهوم السلمي الديد ) (. )2
هذا و قد كان اللفاء الول يلقبون باللفاء ك ما يلقبون بالئ مة ،وم نذ خل فة ع مر
بن الطاب رضي ال تعال عنه استعمل السلمون لقب ( أمي
= = الزوائد ( )5/198وذهب الراغب الصفهان إل أن ( :اللفة :النيابة عن الغي ،إما لغيبة النوب
عنه ،وإما لوته ،وإما لعجزه ،وإما لتشريف الستخلف ) .
قال ( :وعلى ها الوجه الخي استخلف ال أولياءه ف الرض . ) ...
ث ذكر اليات الدالة على ذلك .
انظر :الفردات للراغب (ص . )156
)(1تاريخ الذاهب السلمية لب زهرة الزء الول ف السياسة والعقائد (ص . )21ن .دار الفكر العرب .
)(2نظام السلم ( الكم والدولة ) (ص )61ط .ثالثة 1400هص .ن .دار الفكر .
34
الؤمني ) فيذكر ابن سعد ف طبقاته أنه لا مات أبو بكر رضي ال تعال عنه وكان يُ ْدعَى
خلي فة ر سول ال قيل لع مر :خلي فة خليفة ر سول ال ،فقال السلمون :من جاء
ب عد ع مر ق يل له :خلي فة خلي فة خلي فة ر سول ال فيطول هذا ،ول كن اجتمعوا على
اسم تدعون به الليفة ،يد عى به من بعده من اللفاء ،قال بعض أصحاب ر سول ال
()1
:نن الؤمنون وعمر أمينا ،فدعي عمر ( أمي الؤمني ) فهو أول من سي بذلك
.
وروي أن لب يد بن ربي عة وعدي بن حا ت ر ضي ال عنه ما ل ا قد ما من الدي نة ،قال
لعمرو بن العاص :ا ستأذن ل نا يا أم ي الؤمن ي ،فقال :أنت ما وال أ صبتما ا سه ،ف هو
الم ي ون ن الؤمنون ،فد خل عمرو على ع مر فقال :ال سلم عل يك يا أم ي الؤمن ي ،
فقال عمر :ما هذا ؟ فقال :أنت المي ،ونن الؤمنون ،فجرى الكتاب من يومئذ (.)2
وقيل ف سببها غي ذلك (. )3
أ ما ل فظ الم ي بإطلق ف قد كان م ستعملً ف عهد ال نب ،ل كن ل ي كن مق صورًا
على اللي فة ،وإن ا ي سمى به أمراء اليوش والقال يم والدن ون و ذلك ،و قد ورد ف
الديث « من أطاعن فقد أطاع ال ،ومن عصان فقد عصى ال ،ومن أطاع أميي فقد
أطاعن ،ومن عصى أميي فقد عصان » (. )4
)(1الطبقات الكبى لبن سعد ( )3/281ط 1398 .هص .ن .دار بيوت .
)(2رواه الطبان .وقال اليثمي :رجاله رجال الصحيح ممع الزوائد (. )9/61
)(3انظر :مناقب عمر ابن الطاب لبن الوزي (ص )59ط .أول 1400هص .ن .دار الباز للنشر
والتوزيع تقيق د .زينب إبراهيم القاروط .
)(4متفق عليه رواه البخاري -واللفظ له -ف ك :الحكام ،ب :قول ال تعال ﴿ :أطيعوا ال وأطيعوا
الرسول ﴾ ...فتح الباري ( ، )13/111ومسلم ف ك :المارة ،ب :وجوب طاعة المراء ف غي معصية
ح ، )3/1466( 1835ورواه النسائي ف البيعة .ب :الترغيب ف طاعة المام ( )7/154وغيهم .
35
استعمالت لفظي اللفة والمامة
ومن اللحظ أن لفظ ( المامة ) يغلب استعمالم عادة عند أهل السنة ف مباحثهم
العقدية والفقهية ،بينما الغالب استعمالم لفظ ( اللفة ) ف كتاباتم التاريية ،ولعل
السبب ف ذلك يعود إل أن هذه الباحث -خاصة العقدية -قد كتبت للرد على البتدعة
ف هذا الباب كالشيعة والوارج .
فالشيعصة يسصتخدمون لفصظ المامصة دون اللفصة ،ويعتبوناص إحدى أركان اليان
عند هم ،ويفرقون ب ي الما مة والل فة ،ف هم يع تبون الما مة رئا سة د ين ،والل فة
رئا سة دولة ( ، )1ويريدون من ذلك إثبات أن عليًا ر ضي ال تعال ع نه كان إمامًا ز من
خلفة الثلثة الذين سبقوه .وف ذلك فصل للدين عن الدولة .وهذا ل يقره السلم .
ومن ذهب إل التفريق بينهما أيضًا الرافضة الباطنية ( ، )2وبعض العتزلة (. )3
وأرجع بعض الكتاب العاصرين سبب استعمال لفظ ( المامة ) عند أهل السنة إل
تأثر أهل السنة بالشيعة (. )4
)(1انظر :المامة لحمد حسي آل ياسي (ص )19ط .ثانية ن .الكتب العلمي بيوت .وانظر :نظرية
المامة لدى الشيعة الثن عشرية د .أحد ممود صبحي (ص )24ط .بدون ن .دار العارف .
)(2انظر :المامة وقائم القيامة د .مصطفى غالب (ص )19ط 1981 .م .ن .مكتبة اللل .
)(3الغن ف أبواب التوحيد والعدل (حص )20ق ( 1 :ص . )129
)(4نظرة المامة لدى الشيعة الثن عشرية (ص )23د .أحد ممود صبحي .
36
ويرى بعضهم أن هذه التسمية من اختراعات الشيعة ( )1وهذا غي صحيح لستعمال
السصلمي هذا اللفصظ قبصل انشقاق الشيعصة عصن الماعصة ،ولوروده فص بعصض اليات
والحاديث كما سبق ،ولستعمال الصحابةُ رضوان ال عليهم له .
وم ا سبق ف تعر يف الما مة يت ضح ل نا أن العلماء الذ ين ت صدوا لتعريف ها قدّموا أمور
الد ين والعنا ية به وحف ظه على أمور الدن يا ،بع ن ج عل الثان ية تاب عة للول ،وبيان أن
سياسة الدن يا ي ب أن تكون بالد ين وشرائ عه وتعالي مه ،وأن ف صل الد ين عن ال سياسة
مالفة صرية لتعاليم السلم ولشريعته الربانية ،وأن سياسة الدنيا بالقواني الوضعية أو
بالراء والشهوات النف سية مال فة أيضًا لل سلم ،فل يوز أن يطلق على هذا النوع من
الكم بأنه حكم إسلمي ،أو متمش مع الشريعة السلمية ،بل هو مالفة صرية لا ل
يقره السلم .
الفرق بي اللفة واللك :
ولذا فرق العلماء بيص اللفصة واللك ،فيقول العلمصة ابصن خلدون فص ذلك ( :إن
اللك ال طبيعي :هو ح ل الكا فة على مقت ضى الغرض والشهوة ،وال سياسي :هو ح ل
الكاف على مقتضصى النظصر العقلي فص جلب الصصال الدنيويصة ودفصع الضار ،واللفصة
هي :حل الكافة على مقتضى النظر الشرعي ف مصالهم الخروية والدنيوية الراجعة
إليها ) أ .هص (. )2
والفرق ب ي الل فة واللك ثا بت ف الحاد يث ال صحيحة ال صرية عن ال نب من
ذلك :
( )1قول حذيفة رضي ال عنه ( :قال النب « :تكون
)(1الجتمع السلمي وأصول الكم د .ممد الصادق عفيفي (ص )123ط .أول 1400هص .ن .دار
العتصام .
)(2القدمة (ص . )190
37
النبوة في كم ما شاء ال أن تكون ،ث يرفع ها إذا شاء أن يرفع ها ،ث تكون خل فة على
منهاج النبوة ،فتكون ما شاء ال أن تكون ،ث يرفعها إذا شاء أن يرفعها ،ث تكون ملكًا
عاظًا ( ، )1فيكون ما شاء ال أن يكون ،ث يرفع ها إذا شاء أن يرفع ها ،ث تكون ملكًا
جبية ،فتكون ما شاء ال أن تكون ،ث يرفعها إذا شاء أن يرفعها ،ث تكون خلفة على
منهاج النبوة » .ث سكت ) (. )2
( )2ومنها الديث الذي رواه أهل السنن وغيهم عن سعيد بن جهان عن سفينة مول
ر سول ال عن النب قال « :خلفة النبوة ثلثون سنة ث يؤت ال ملكه -أو اللك -
من يشاء » .وف رواية « :ستكون اللفة ثلثون عامًا ث يكون اللك » (. )3
)(1وف بعض الروايات ملكًا عضوضًا ،وملك عضوض :شديد فيه عسف وعنف .ومعن الديث :يصيب
الرعية فيه عسف وظلم كأنم ُيعَضّون فيه عضًا .لسان العرب مادة ( عضض ) (. )7/191
)(2الديث رواه أحد ( ، )4/273والطيالسي رقم ( ، )438وفيه :داود بن إبراهيم الواسطي ( وثّقه
الطيالسي وحدّث عنه ميزان العتدال ( )3/203وفيه حبيب بن سال :مول النعمان وكاتبه وثقه أبو حات ،
وقال البخاري :فيه نظر ،وقال ابن عدي :ف إسناده اضطراب ميزان العتدال ( )1/455والديث قال عنه
اليثمي ف ممع الزوائد ( ( : )5/189رواه أحد ،والبزار أت منه والطبان ببعضه ف الوسط ورجاله
ثقات ) وحسّنه اللبان .انظر :سلسلة الحاديث الصحيحة حديث رقم ( . )1/8( )5وقد عزاه شيخ
السلم ابن تيمية إل مسلم .انظر :مموع الفتاوى ( )35/19ول أجده فيه .
)(3هذا الديث رواه أبو داود ك :السنة .ب . 8 :عون ( )12/397ورواه الترمذي ك :الفت .ب :
48ح )4/503( ، 2226وقال :حديث حسن ،قد رواه غي واحد عن سعيد بن جهان ول نعرفه إل
من حديث سعيد ،ورواه أحد ( )4/372وصححه ،قال اللل ( :أخبنا الروزي قال :ذكرت لب عبد
ال حديث سفينة فصححه ،وقال هو صحيح ،قلت :إنم يطعنون ف سعيد بن جهان .فقال :سعيد بن
جهان ثقة ،روى عنه غي واحد ،منهم حاد وحشرج والعوام وغي واحد .قلت لب عبد ال :إن عياش
بن صال حكى عن علي بن الدين ذكر عن يي بن القطان أنه تكلم ف سعيد بن جهان ،فغضب وقال :
باطل ما سعت يي تكلم فيه فقد روى عن سعيد بن جهان غي واحد ) .انظر :السند من مسائل المام
أحد للخلل مطوط -ورقة (. )64
والديث صححه من العاصرين ناصر الدين اللبان وقد أفاض ف تريه .انظر :سلسلة الحاديث
الصحيحة حديث رقم ( )1/198( ، )460وذكر له طرقًا كثية غي طريق سعيد بن جهان .
38
( )3وعن أب هريرة رضي ال عنه قال :جلس جبيل إل النب فنظر إل السماء فإذا
ملك ينل ،فقال له جبيل :هذا اللك ما نزل منذ خلق قبل الساعة ،فلما نزل قال :يا
ممد أرسلن إليك ربك :أملكًا أجعلك ،أم عبدًا رسولً ؟ قال له جبيل :تواضع لربك
يا ممد .فقال رسول ال « :ل ،بل عبدًا رسو ًل » ( . )1وهذا يدل على أنه ل يكن
ملكًا مع أنه إمام السلمي بل منازع .
قال شيخ السلم ابن تيمية ( :ل يتر أن يكون ملكًا لئل ينقص -من أجره شيئًا -
لا ف ذلك من الستمتاع بالرياسة والال عن نصيبه من الخرة ،فإن العبد الرسول أفضل
عند ال من النب اللك ) (. )2
( )4و من الثار ما روي عن سليمان ر ضي ال تعال ع نه سأل عن الفر قُ ب ي اللي فة
واللك ،فقال سلمان :إن أ نت جبيت من أرض ال سلمي درهًا أو أ قل أو أك ثر ث
وضعته ف
)(1رواه المام أحد ( ، )2/231وابن حبان ف صحيحه ح ( ، 2137ص )525وقال عنه اللبان :
صحيح على شرط مسلم .انظر :سلسلة الحاديث الصحيحة ح رقم . )3/3( ، 1002
)(2مموع الفتاوى (. )35/34
39
غي حقه فأنت ملك ،وأما الليفة فهو الذي يعدل ف الرعية ،ويقسم بينهم بالسوية ،
ويش فق علي هم شف قة الر جل على أ هل بي ته ،والوالد على ولده ،ويق ضي بين هم بكتاب
ال .فقال كعب :ما كنت أحسب ف هذا الجلس من يفرق بي اللك والليفة ،ولكن
ال ألم سلمان الجابة ) (. )1
فهذا من الفروق ف نوعية سياسة الرعية ،ومن الفروق أيضًا الطريق الت يتم با اللك
أو اللفة ،فاللك يتم عادة عن طريق القهر والغلبة والعهد من الباء للبناء ونو ذلك ،
دون الرجوع إل أهل الل والعقد ،أما اللفة فل تكون إل بإقرار أهل الل والعقد ،
سواء عن طريق الختيار أو عن طريق الستخلف كما سيأت :
ل كن م ا ي ب الت نبيه له أن كلم نا ه نا ل يش مل اللك الذي ذكره ال لب عض أ نبيائه
كداود و سليمان وغيه ا عليه ما ال سلم ،ف قد قال ال تعال عن داود ﴿ :وَقَتَ َل دَاوُودُ
َهص مِمّاص يَشَاءُ ﴾ ( . )2وقال عصن سصليمان : ْكص وَالْحِكْ َم َة َوعَلّم ُ
ّهص الْ ُمل َ
َاهص الل ُ
ُوتص وَآت ُجَال َ
ك سَُليْمَا َن وَمَا َك َفرَ ُسلَيْمَا ُن وَلَ صكِنّ الشّيْا ِطيَ
﴿ وَاتَّبعُوْا مَا َتتْلُواْ الشّيَاطِيُ َعلَى مُلْ ِ
َك َفرُواْ ﴾ ( . )3وغيهم من النبياء من سُمّا ملوكًا فهؤلء أنبياء معصومي ،ول شك أن
ملكهصم على نجص القص قطع ًا ،لذلك ل يرد عليصه الذم الوارد فص الحاديصث السصابقة
لعصمتهم عليهم السلم .
جواز إطلق لفظ ( خليفة ) على من سوى الراشدين
هذا وقد أجاز أهل السنة والماعة إطلق كلمة ( خلفاء ) على من جاءوا بعد اللفاء
الراشد ين وإن كانوا ملوكًا بشرط كون م من قر يش ،لقول ال نب « :الل فة بعدي
ثلثون ث يؤت ال اللك من يشاء » (. )4
)(1الطبقات الكبى لبن سعد ( . )3/306وانظر :تاريخ اللفاء للسيوطي (ص )140ط .أول 1371
هص ن .الكتبة التجارية الكبى بصر .
)(2سورة البقرة آية . 251
)(3سورة البقرة آية . 102
)(4سبق تريه قريبًا (ص . )33
40
أجازوا ذلك بدليل ما رواه البخاري ومسلم ف صحيحيهما عن أب هريرة رضي ال
تعال عنه عن رسول ال قال « :كانت بنوا إسرائيل تسوسهم النبياء ،كما هلك نب
خل فه نب ،وأ نه ل نب بعدي ،و ستكون خلفاء فتك ثر » قالوا :ف ما تأمر نا ؟ قال « :
فوا ببيعة الول فالول ،ث أعطوهم حقهم ،فإن ال سائلهم عما استرعاهم » ( . )1قال
ابن تيمية رحه ال - :قول « :فتكثر » دليل على من سوى اللفاء الراشدين فإنم ل
صا قوله « :فوا بيعصصة الول فالول » دلّ على أنمصص يتلفون ، يكونوا كثيًا ،وأيضًص
والراشدون ل يتلفوا ) (. )2
ومن الدلة على جواز إطلق ذلك ما ورد ف الديث التفق عليه أيضًا عن جابر بن
سرة رضي ال تعال عنه قال :سعت رسول ال يقول « :يكون اثنا عشر خليفة » -
ث قال كلمة ل أسعها -فقلت لب ما قال ؟ قال « :كلهم من قريش » ( . )3فهذا يدل
أيضًا على إطلق اللفصة على مصن سصوى الراشديصن ،وإن كان فيهصم بعصض النراف
والتقصي ف بعض واجبات الد ين بشرط القرشية ،لن م ل يكونوا يطلقون اللفة على
من ليس بقرشي ،ولذلك سوا زعماء العثمانيي بالسلطي ول يسموهم اللفاء .
قال ابن الزرق ( :قال البغوي :ل بأس أن يسمى القائم بأمر السلمي أمي الؤمني
والليفة وإن كان مالفًا لسية أئمة العدل ،لقيامه بأمر
)(1متفق عليه .رواه البخاري ف ك :النبياء .ب ، 50 :فتح الباري ( )6/495ورواه مسلم ف ك :
المارة .ب :الوفاء ببيعة الليفة ،ح )3/1471( 1842ورواه ابن ماجة ف ك :الهاد .ب ، 42 :ح
، )2/958( 2871وأحد ف السند (. )2/97
)(2مموع الفتاوى (. )35/20
)(3متفق عليه .رواه البخاري ك :الحكام .ب 51 :بلفظ ( أمي ) بدلً من ( خليفة ) ،فتح الباري (
، )13/211ومسلم ف ك :المارة .ب :الناس تبع لقريش ،ح . )3/1452( 1821وغيها .
41
الؤمنيص وتسصمع السصلمي له ) ( )1وذلك بشرط إقامصة معال الديصن وإن قَصّصرُوا هصم فص
أعمال أنفسهم أو ظلموا أو جاروا ف الموال ونوها ،أما إذا ل يقيموا الدين أو انرفوا
ل .بدليل قوله
انرافًا يؤدي إل الكفر فل يوز ذلك ،بل ل ولية لم على السلمي أص ً
جعَلَ الّلهُ ِللْكَاِفرِي َن عَلَى الْ ُم ْؤمِِنيَ سَبِيلً ﴾ ( . )2وال أعلم .
تعال ﴿ :وَلَن َي ْ
*****
42
الفصل الثان
وجوب المامة
43
44
الفصل الثان
وجوب المامة
ات فق ال سواد الع ظم من ال سلمي على وجوب ن صب المام ( ، )1ول ي شذ عن هذا
()4
الجاع إل النجدات من الوارج ( ، )2والصم ( ، )3والفوطي
)(1انظر على سبيل الثال :الامع لحكام القرآن ( ، )1/264وكشاف القناع ( ، )6/158ومنتهى
الرادات لبن النجار ( ، )2/494وحاشية القليوب على شرح النهاج ( ، )4/173ومغن الحتاج (
، )4/129والدر الختار ( ، )1/115والسامرة (ص ، )254والحكام السلطانية للماوردي (ص ، )5
ولب يعلى (ص ، )19والفصل ف اللل والهواء والنحل لبن حزم ( ، )4/87ومراتب الجاع له (ص
، )124والسياسة الشرعية لبن تيمية (ص ، )161ومقدمة ابن خلدون (ص ، )191وبدائع السلك لبن
الزرق ( ، )1/71وغيها من كتب الفقه .
)(2انظر :مقالت السلميي ( )1/205ط .الثانية 1389هص .ن .مكتبة النهضة الصرية .تقيق ممد
ميي الدين عبد الميد .ومن يذكر عنه عدم وجوب المامة من الوارج أيضًا الحكمة ،لكنهم تراجعوا عن
ذلك ،ويُنسب هذا القول إل الباضية أيضًا لكنهم ينفون ذلك .انظر بتوسع :رسالة ( الوارج تاريهم
وآراؤهم العتقادية وموقف السلم منها ) للطالب :غالب بن علي عواجي ،إشراف د .عثمان عبد النعم
عيش (ص )362لنيل الاجستي جامعة اللك عبد العزيز بكة 1399/ 98 .هص .
)(3أبو بكر عبد الرحن بن كيسان الصم من كبار العتزلة من الطبقة السادسة ،فرق وطبقات العتزلة (ص
. )65
)(4هو هشام بن عمرو الفوطي شيبان من أهل البصرة من الطبقة السادسة ،طبقات العتزلة (ص ، )69وإليه
تنسب فرق الاشية من العتزلة ،الفرق بي الفرق (ص . )159
45
مصن العتزلة ( . )1وفص هذا يقول المام ابصن حزم ( :اتفصق جيصع أهصل السصنة ،وجيصع
الرجئة ،وجيع الشيعة ،وجيع الوارج على وجوب المامة ،وأن المة واجب عليها
النقياد لمام عادل ،يق يم في هم أحكام ال ،ويسصوسهم بأحكام الشري عة التص أتصى ب ا
رسول ال حاشا النجدات من الوارج فإنم قالوا :ل يلزم الناس فرض المامة ،وإنا
عليهم أن يتعاطوا الق بينهم .أ .هص (. )2
وقال القرطب ( :ول خلف ف وجوب ذلك بي المة ول بي الئمة ،إل ما روي
عن الصم ،حيث كان عن الشريعة أصم .وكذلك كل من قال بقوله واتبعه على رأيه
ومذهبه (. )3
والوجبون ل ا من هم من يرى وجوب ا عن طر يق الشرع ،و هم أ هل ال سنة والما عة
ل ،والوجبون لا عقلً منهم من يوجبها على وأكثر العتزلة ( ، )4ومنهم من يوجبها عق ً
ال تعال -تعال ال ع ما يقولون علوًا كبيًا -و هم الشي عة ،ومن هم من يوجب ها على
الناس .وهم العتزلة البغداديون ( ، )5والاحظ من معتزلة البصرة (. )6
)(1أصول الدين للبغدادي (ص . )272ط .الثانية 1400هص .ن .دار الكتب العلمية بيوت .
)(2الفصل ف اللل والهواء والنحل (. )4/87
)(3الامع لحكام القرآن لب عبد ال ممد بن أحد القرطب ( )1/264ط .الثالثة 1386هص .ن .دار
القلم .
)(4الغن ف أبواب التوحيد والعدل (جص ، 20ص )141ق . 1وانظر :العثمانية للجاحظ (ص . )261
)(5شرح نج البلغة لبن أب الديد ( )2/308ط .أول 1378هص .ن .دار إحياء الكتب العربية -
عيسى اللب الباب وشركاه .ت :ممد أبو الفضل إبراهيم .
)(6العثمانية للجاحظ (ص . )261ط . 1374 .ن .دار الكتاب العرب ،تقيق عبد السلم هارون .
46
الدلة
قلنا :إن أهل السنة والماعة يرون أن المامة واجبة ،وأنه ل بد للمسلمي من إمام
يقيم شعائر الدين وينصف الظلومي من الظالي ،ويستدلون على ذلك بأدلة من الكتاب
والسنة والجاع والقواعد الشرعية ،وإليك الن تفصيل ذلك :
أولً :الدلة من القرآن الكري :
ّهص وَأَطِيعُواْ الرّسصُو َل وَُأوْلِي ا َل ْمرِ
ِينص آمَنُواْ أَطِيعُواْ الل َ
( )1قول ال تعال ﴿ :ي َا َأيّه َا الّذ َ
مِنكُ مْ ﴾ الية ( ، )1أورد الطبي عن أب هريرة رضي ال تعال عنه ( :أن أول المر هم
المراء ) ( )2ث قال الطبي :أول القوال ف ذلك بالصواب قول من قال :هم المراء
والولة في ما كان ل طا عة وللم سلمي م صلحة ) ( )3وقال ا بن كث ي ( :الظا هر -وال
أعلم أن الية عامة ف جيع أول المر من المراء والعلماء ) ( )4وهذا هو الراجح .
وو جه ال ستدلل من هذه ال ية :أن ال سبحانه أو جب على ال سلمي طا عة أول
ال مر من هم و هم الئ مة ،وال مر بالطا عة دل يل على وجوب ن صب ول ال مر ،لن ال
تعال ل يأمصر بطاعصة مصن ل وجود له ،ول يفرض طاعصة مصن وجوده مندوب ،فالمصر
بطاعته يقتضي المر بإياده ،فدل على أن إياد إمام للمسلمي واجب عليهم .
47
( )2ومن الدلة أيضًا قول ال تعال ماطبًا الر سول ﴿ :فَاحْكُم بَْينَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّ هُ
ِنص الْحَق ّ ﴾ ...اليصة ( ، )1وقوله تعال ﴿ :وَأ ِ
َنص َاءكص م َ
ُمص عَمّاص ج َ ِعص َأ ْهوَاءه ْ وَلَ تَتّب ْ
ض مَا أَنزَ َل اللّ هُاحْكُم َبيَْنهُم بِمَا أَنزَلَ اللّ هُ وَ َل تَتّبِ عْ َأ ْهوَاءهُ مْ وَاحْ َذ ْرهُ مْ أَن َيفِْتنُو َك عَن َبعْ ِ
إِلَْيكَ ﴾ (. )2
فهذا المر من ال تعال لرسوله بأن يكم بي السلمي با أنزل ال -أي بشرعه
، -وخطاب الرسول خطاب لمته ما ل يرد دليل يصصه به ،وهنا ل يرد دليل على
التخصيص ،فيكون خطابًا للمسلمي جيعًا بإقامة الكم با أنزل ال إل يوم القيامة ،ول
يعن إقامة الكم والسلطان إل إقامة المامة ،لن ذلك من وظائفها ول يكن القيام به
على الوجه الكمل إل عن طريقها ،فتكون جيع اليات المرة بالكم با أنزل ال دليلً
على وجوب نصب إمام يتول ذلك ..وال أعلم .
ت وَأَنزَْلنَا َم َعهُ مُ
( )3ومن الدلة أيضًا قول ال تبارك وتعال َ ﴿ :لقَدْ َأ ْر َسلْنَا رُ سَُلنَا بِالْبَيّنَا ِ
سطِ وَأَنزَْلنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْ سٌ شَدِي ٌد َومَنَافِ ُع لِلنّا سِ وَِلَيعْلَ مَب وَالْمِيزَا نَ ِلَيقُومَ النّا سُ بِاْلقِ ْاْلكِتَا َ
ص ُرهُ َورُ ُسَلهُ بِاْلغَْيبِ إِنّ الّلهَ َق ِويّ َعزِيزٌ ﴾ (. )3
الّلهُ مَن يَن ُ
فمهمة الرسل عليهم الصلة والسلم ومن أتى بعدهم من أتباعهم أن يقيموا العدل بي
الناس على وفصق مصا فص الكتاب النل ،وأن ينصصروا ذلك بالقوة ،وهذا ل يأتص لتباع
الر سل إل بتنصيب إمام يق يم فيهم العدل ،وين ظم جيوش هم الناصرة ،ولذا يقول ش يخ
السلم ابن تيمية رحه ال ( :فالدين الق ل بد فيه من الكتاب الادي والسيف
48
النا صر ..فالكتاب يبي ما أ مر ال به و ما ن ى ع نه ،وال سيف ين صر ذلك ويؤيده ) أ .
هص (. )1
( )4ومن الدلة القرآنية أيضًا جيع آيات الدود والقصاص ونوها من الحكام الت يلزم
القيام با وجود المام .
وآيات وجوب ال مر بالعروف والن هي عن الن كر ونو ها من اليات ،فالوا قع أن
ج يع اليات القرآن ية ال ت نزلت بتشر يع ح كم من الحكام ال ت تتعلق بوضوع الما مة
وشؤون ا جاءت على أ ساس أن قيام الما مة الشرع ية والقيادة العا مة ف الجت مع الشر عي
ش يء مفروغ من إثبا ته ول نقاش ف لزو مه ،ذلك لن الحكام الشار إلي ها من المور
الت يتوقف امتثالا وتنفيذها على وجود المام لنا من مسئولياته ووظائفه ،فتشريع مثل
هذه الحكام يلزمه مسبقًا الفروغية من تشريع حكم لزوم المامة وقيام الدولة السلمية
ف الجتمع السلم ،وهذا ينهي نا إل أن لزوم الما مة وإقامة الدولة ف الجتمع السلمي
من بديهات وضروريات الشريعة السلمية .
ثانيًا الدلة من السنة :
أ -الدلة من السنة القولية :
روي عن ال نب أحاد يث كثية في ها دللة على وجوب ن صب المام ،و من هذه
الدلة ما يلي :
)(1منهاج السنة النبوية ف نقض كلم الشيعة والقدرية .لشيخ السلم ابن تيمية ( )1/142ن .دار الكتب
العلمية بيوت ،وبامشه كتاب بيان موافقة صريح العقول لصحيح النقول .للمؤلف نفسه .
49
( )1ما رواه ع بد ال بن ع مر ر ضي ال عنه ما عن ال نب قال « :من مات ول يس ف
عن قه بي عة مات مي تة جاهل ية » ( )1أي :بي عة المام ،وهذا وا ضح الدللة على وجوب
ن صب المام ل نه إذا كا نت البي عة واج بة ف ع نق ال سلم ،والبي عة ل تكون إل لمام ،
فنصب المام واجب .
( )2ومن ها ما رواه أ بو سعيد الدري ر ضي ال تعال ع نه أن ر سول ال قال « :إذا
خرج ثل ثة ف سفر فليؤمروا أحد هم » .ومثله عن أ ب هريرة ،و عن ع بد ال بن ع مر
رضصي ال تعال عنهمصا أن النصب قال « :ل يلص لثلثصة يكونون بفلة مصن الرض إل
أمّروا أحدهم » ( )2قال شيخ السلم ابن تيمية رحه ال ( :فإذا كان قد أوجب ف أقلّ
الماعات وأقصصر الجتماعات ،أن يول أحدهصم ،كان هذا تشبيهًا على وجوب ذلك
فيما هو أكثر من ذلك ) أ .هص (. )3
)(1رواه مسلم ك :المارة .ب :وحوب الوفاء ببيعة اللفاء ،ح . )3/1478( 1851
)(2الديث رواه أبو داود ك :الهاد .ب ، 87 :عون ( ، )7/267وأحد ( ، )2/177وأخرجه البزار
من حديث عمر بن الطاب بسند صحيح ،وأخرجه أيضًا بسند صحيح من حديث ابن عمرو مرفوعًا بلفظ :
« إذا كانوا ثلثة ف سفر فليؤمروا أحدهم » .وأخرجه بذا اللفظ الطبان من حديث ابن مسعود بإسناد
صحيح ،وهذه الحاديث يشهد بعضها لبعض وقد سكت أبو داود والنذري عن حديث أب سعيد وأب
هريرة ،وكلها رجالما رجال الصحيح إل علي بن بر وهو ثقة .قال ف اللصة ( :وثقه ابن معي .ول
يذكر فيه قادحًا ) .انظر :نيل الوطار ( )8/255والروض النضي للسياغي ( التتمة ) ( )5/23وقد صححه
ناصر الدين اللبان ف :إرواء الغليل ح ، )8/106( 2454والستاذ أحد شاكر ف تريه للمسند ح
. )10/133( 6647
)(3السبة لشيخ السلم ابن تيمية (ص )11ط .أول 1976م .ن .دار الشعب .تقيق صلح عزام .
50
( )3ومن ها الد يث الذي رواه أ بو أما مة الباهلي عن ال نب أ نه قال « :لينق ضن عرى
ال سلم عروة ،عروة ،فكل ما انتق ضت عروة تش بث الناس بال ت تلي ها ،وأول ن نقضًا
ال كم ،وآخر هن ال صلة » ( . )1قال ال ستاذ ع بد الكر ي زيدان ( والق صود بال كم :
الكصم على النهصج السصلمي ،ويدخصل فيصه بالضرورة وجود الليفصة الذي يقوم بذا
الكم ،ونقضه يعن التخلي عنه وعدم اللتزام به ،وقد قرن بنقض الصلة وهي واجبة ،
فد ّل على وجوبه ) (. )2
( )4ومنها أيضًا الديث الشهور ف السنن عن العرباض بن سارية عن النب أنه قال -
من حد يث طو يل « -إ نه من يعش من كم ف سيى اختلفًا كثيًا ،فعلي كم بسنت و سنة
اللفاء الراشدين الهديي ،تسكوا با وعضوا عليها بالنواجذ ،وإياكم ومدثات المور
فإن كل بدعة ضللة » (. )3
وقد تواتر عن الصحابة رضوان ال عليهم أنم بايعوا أبا بكر رضي ال عنه باللفة
بعد لاق النب بالرفيق العلى ،ث استخلف أبو بكر عمر رضي ال تعال عنهما ،ث
استخلف عمر أحد الستة الذين اختاروا عثمان رضي ال عنه ،ث بعد استشهاده
51
بايعوا عليًا باللفة ،فهذه سنتهم رضي ال عنهم ف اللفة ،وعدم التهاون ف منصبها ،
فوجب القتداء بم ف ذلك بأمر النب .
إل غ ي ذلك من الحاد يث الدالة على وجوب طا عة الكام في ما ل مع صية ف يه ،
وأحاديث البيعة ،والمر بالوفاء با للول فالول ،وحرمة الروج على أئمة السلمي ،
وال ث على ضرب ع نق من جاء ينازع المام ال ق ،وال ت سترد إن شاء ال ف ثنا يا
البحصث .كصل هذه الحاديصث تقتضصي وجود المام السصلم ،فد ّل ذلك على وجوب
نصيبه .وال أعلم .
ب -من السنة الفعلية :
إن الر سول أقام أول حكو مة إ سلمية ف الدي نة ،و صار ر سول ال أول إمام
لتلك الكومة ،فبعد أن هيأ ال لذا الدين من ينصره ورسوله بدأ ف تشييد أركانا ،
فأصلح ما بي الوس والزرج من مشاكل وحروب طاحنة قدية ،ث آخى بي النصار
والهاجريصن ،ونظصم اليوش الجاهدة لنشصر هذا الديصن والذود عصن حاه ،وقصد أرسصل
الرسصل والدعوات إل ملوك الدول الجاورة يدعوهصم إل السصلم ،وعقصد التفاقات
والعاهدات مع اليهود وغي هم ،وأبان أحكام ال سرى و ما يتعلق ب م ،وأحكام الرب
وأ هل الذ مة ،وقام بتدب ي ب يت مال ال سلمي وتوزي عه ك ما أ مر ال عز و جل ،وعيّ ن
المراء والقضاة لتدبيص شؤون السصلمي ،وأقام الدود الشرعيصة والعقوبات ..إل غيص
ذلك من مظاهر الدولة ووظائف المامة .يقول المام الشاطب رحه ال ( :ثبت أن النب
ل يت حت أتى ببيان جيع ما يتاج إليه من أمر الدين والدنيا ،وهذا ل مالف عليه
من أهل السنة ) (. )1
)(1العتصام للمام أب إسحاق إبراهيم بن موسى الشاطب ( . )1/49ط .بدون ن .الكتبة التجارية
الكبى -مصر .
52
ومن العلوم أن قيام هذه الدولة وزعامته لا ل يكن هدفًا له ف حد ذاته ،وإنا هو
من م ستلزمات هذا الد ين الذي ل ي تم إل به ،ك يف وقد عرضت عل يه قريش من أول
ب آلتهم ،فرفض ذلك رفضًا وهلة اللك عليها من دون تعب ول جهاد ،وإنا بترك س ّ
( )1باتًا .وإن ا كان هد فه الوح يد القيام بتبل يغ هذه الر سالة وحل ها إل الناس ،واتاذ
كافة الوسائل الؤدية إل ذلك ،ومن هذه الوسائل قيام الدولة السلمية ،فهي واجبة لذا
الغرض ،ولنا من مستلزمات هذا الدين .
يقول ال ستاذ ع بد القادر عودة رح ه ال ( :فالر سول كوّن من ال سلمي وحدة
سصياسية ،وألفّ منهصم جيعًا دولة واحدة كان هصو رئيسصها وإمامهصا العظصم وكان له
وظيفتان :
الول :التبليغ عن ال .
والثان ية :القيام على أ مر ال وتوج يه سياسة الدولة ف حدود ال سلم ،و قد انت هى
()2
ع هد التبل يغ بوفاة الر سول وانقطاع الو حي ،وإذا ل ي كن بالناس حا جة إل التبل يغ
بعد وفاة الرسول لوجود القرآن والسنة ،فإنم ف أشد الاجة إل من يقوم على القرآن
وال سنة وي سوسهم ف حدود ال سلم ب عد أن َكوّ نَ الر سول من هم وحدة سياسية ،
وا ستّ ل م رئا سة الدولة وإما مة ال سلمي ف مشارق الرض ومغارب ا ،بل إن التأ سي
بالرسول وإتباع سنته يقتضي من السلمي جيعًا أن يُ َكوّنوا من أنفسهم وحدة سياسية
واحدة ،وأن يقيموا لم دولة واحدة تمعهم ،وأن يقيموا على رأسها من يلف الرسول
)(1سية ابن هشام ( )1/293ط .الثانية 1375هص .ن .مصطفى الباب اللب مصر .تقيق :مصطفى
السقا ،وإبراهيم البياري ،وعبد الفيظ شلب .
)(2أي تبليغ شرع جديد .أما تبليغ القرآن والسنة فهذا واجب على علماء المة اتفاقًا .
53
ف إقامة الدين وتوجيه سياسة الدولة توجيهًا إسلميًا خالصًا ) أ .هص (. )1
فالق صود أن ف عل ال نب ف تول ية زعا مة الدولة ال سلمية الول دل يل على وجوب
المامة ،حيث أن النب -كان مبينًا للحكام الشرعية بقوله وفعله وإقراره ،وفعله
يقتضي الوجوب ( )2إذا ل يكن مت صًا به ول جبلّيا ول مترددًا بي البلي وغيه ،ول
بيانًا لج مل كق طع يد ال سارق ونوه لقوله تعال ﴿ :فَآمِنُوْا بِاللّ ِه َورَ سُوِلهِ النّبِيّ ا ُلمّيّ
الّذِي ُي ْؤمِ نُ بِاللّ ِه وَكَلِمَاتِ ِه وَاتِّبعُو هُ َلعَلّكُ مْ َتهَْتدُو نَ ﴾ ( ، )3ولقوله تعال ﴿ :وَمَا آتَاكُ مُ
الرّ سُولُ فَخُذُو ُه َومَا َنهَاكُ ْم عَنْ هُ فَانَتهُوا ﴾ ...الية ( )4ولقوله عز من قائل كريًا ﴿ فَلَمّا
َقضَى زَيْ ٌد مّْنهَا وَطَرا َزوّ ْجنَا َكهَا لِكَ يْ لَا يَكُو َن عَلَى الْ ُم ْؤمِِنيَ َحرَ جٌ فِي َأ ْزوَا جِ َأ ْدعِيَاِئهِ مْ
ضوْا مِْنهُنّ وَطَرا ﴾ ...ال ية ( )5قال ا بن النجار ( :فلول الوجوب ل ا ر فع تزوي ه ِإذَا َق َ
الرج عن الؤمني ف أزواج أدعيائهم ) (. )6
ثالثًا :الجاع :
ومن أهم الدلة الدالة على وجوب المامة الجاع على ذلك من قبل
)(1السلم وأوضاعنا السياسية للستاذ عبد القادر عودة (ص )127ط .مؤسسة الرسالة -بيوت .
)(2على خلف بي علماء الصول ،لكن هذا هو الراجح لقوة الدليل .انظر :تفصيل السألة ف شرح
الكوكب الني لبن النجار النبلي ( )2/189منشورات مركز البحث العلمي بامعة أم القرى .تقيق د .
ممد الزحيلي ،ود .نزيه حاد .
)(3سورة العراف آية . 158
)(4سورة الشر آية . 7
)(5سورة الحزاب آية . 63
)(6شرك الكوكب الني (. )2/190
54
المة ،وأول ذلك إجاع الصحابة رضوان ال عليهم على تعيي خليفة للنب بعد وفاته
،بل حت قبل دفنه وتهيزه (. )1
و قد ورد ف ذلك عدة روايات من ها ما رواه البخاري ف صحيحه عن عائشة ر ضي
ال تعال عنها أن رسول ال مات ،وأبو بكر بالسنح ( )2قال إساعيل -يعن بالعالية
-فقام ع مر يقول :وال ما مات ر سول ال ،قالت :وقال ع مر :وال ما كان يقع
ف نفسي إل ذاك ،وليبعثنّه ال فليقطعن أيدي رجال وأرجلهم ،فجاء أبو بكر فكشف
عن رسول ال فقبّله فقال :بأب أنت وأمي طبت حيًا وميتًا ،والذي نفسي بيده ،ل
يذيقنك ال الوتتي أبدًا ،ث خرج فقال :أيها الالف على رسلك .فلما تكلم أبو بكر
جلس عمر ،فحمد ال أبو بكر وأثن عليه وقال :أل من كان يعبد ممدًا فإن ممدًا
ت وَإِّنهُم مّيّتُو نَ ﴾ ك مَيّ ٌ
قد مات .ومن كان يعبد ال فإن ال حي ل يوت وقال ﴿ :إِنّ َ
( ، )3وقال َ ﴿ :ومَا مُحَمّدٌ إِ ّل رَ سُولٌ قَدْ َخلَ تْ مِن قَْبلِ هِ الرّ سُلُ أََفإِن مّا تَ َأوْ ُقتِلَ ان َقلَْبتُ مْ
جزِي اللّهُ الشّا ِكرِي َن ﴾ (. )4 ب عَلَ َى َعقَِبيْهِ فَلَن َيضُرّ اللّهَ شَيْئا وَسََي ْ
عَلَى َأ ْعقَاِبكُ ْم َومَن يَنقَلِ ْ
قال :فش نج الناس يبكون ،قال :واجتم عت الن صار إل سعد بن عبادة ف سقيفة ب ن
ساعدة ،فقالوا :منا أمي ومنكم أمي ،فذهب إليهم أبو بكر وعمر وعبيدة ابن الراح ،
فذهب عمر يتكلم ،فأسكته أبو بكر ،وكان عمر يقول ( :وال ما أردت بذلك إل أن
قد هيأت كلمًا قد أعجبن خشيت أل يبلغه أبو بكر ) ث تكلم أبو بكر ،فتكلم أبلغ
)(1كانت وفاته عليه الصلة والسلم يوم الثني بعد أن زاغت الشمس لثنت عشرة خلت من ربيع الول
وكان دفنه -كما يقول ابن هشام -من وسط الليل ليلة الربعاء .انظر :سية ابن هشام (، )4/664
وانظر سبل السلم ( )2/111ن .دار الفكر .
)(2السنح :قيل بتسكي النون وقيل بضمها :منازل بن الارث من الزرج بالعوال بينه وبي السجد النبوي
ميل .فتح الباري (. )7/29
)(3سورة الزمر آية . 30
)(4سورة آل عمران آية . 144
55
الناس ،فقال فص كلمصه :ننص المراء وأنتصم الوزراء ،فقال حُباب بصن النذر :وال ل
نفعل منا أمي ومنكم أمي ،فقال أبو بكر :ل ،ولكنا المراء وأنتم الوزراء ،هم أوسط
العرب دارًا وأعراب م أن سابًا ،فبايعوا ع مر وأ با عبيدة ،فقال ع مر :بل نباي عك أ نت ،
فأنت سيدنا وخينا وأحب إل رسول ال فأخذ عمر بيده فبايعه وبايعه الناس ) (. )1
وبذا ي تبي أ نه قد ث بت أن ال صحابة رضوان ال علي هم أجع ي بجرد أن بلغ هم ن بأ وفاة
ال نب بادروا إل ع قد اجتماع ال سقيفة الذي ضم كبار الهاجر ين والن صار ،وتركوا
أ هم المور لدي هم ذلك الو قت و هو ته يز الر سول وتشيي عه ( ، )2وراحوا يتداولون
ويتشاورون ف أ مر اللفة ،وهم وإن اختلفوا أول ال مر حول الش خص الذي ينبغي أن
يبا يع فإن م أجعوا على وجوب وجود إمام ،ول ي قل أ حد أبدًا ل حا جة ل نا إل ذلك .
وقد وافق بقية الصحابة الذين ل يكونوا حاضرين على ما أقره الجتمعون من قبل عندما
جرت البيعة ف السجد ف اليوم التال .وف هذا يقول القرطب رحه ال تعال ( :أجعت
الصحابة بعد اختلف وقع بي
)(1رواه البخاري ك :مناقب الصحابة .ب ، 5 :قول النب « :لو كنت متخذًا خليلً ، » ...فتح
الباري (. )7/19
)(2ف تقديهم اختيار الليفة ومبايعته قبل تهيز النب دللة على أن ذلك من أهم الواجبات ،وإل لا ساغ
تقديه على دفن الرسول خصوصًا وقد أمر السراع ف دفن النازة ،كما ف الديث عن أب هريرة قال :
قال رسول ال « :أسرعوا بالنازة فإن تك صالة فخي تقدمونا إليه ،وإن يك سوى ذلك ،فشّر
تضعونه عن رقابكم » .متفق عليه رواه البخاري واللفظ له .ك :النائز .باب السرعة بالنازة ، 51ك :
السرعة بالنازة ،فتح الباري ( )3/183ومسلم ف ك :النائز ،ب :السراع بالنائز ،ح ( 944
)2/652وهذا وإن كان الظاهر منه السراع ف الشي ولكنه عام وقد روى أبو داود أن طلحة بن الباء
مرض فأتاه النب يعوده فقال « :إن ل ُأرَى طلحة إل قد حدث فيه الوت فآذنون به وعجلوا ،فإنه ل
ينبغي ليفة مسلم أن تبس بي ظهران أهله » .ك :النائز ،ب :تعجيل النازة وكراهية حبسها .لكنه
ضعيف .انظر :عون العبود (. )436 ، 8/435
56
الهاجرين والنصار ف سقيفة بي ساعدة ف التعيي حت قالت النصار :منا أمي ومنكم
أميص ) ...قال ( :فلو كان فرض الما مة غيص واجصب ل فص قريصش ول فص غي هم لاص
ساغت هذه الناظرة والحاورة عليها -يقصد ما جرى بينهم من نقاش ف مسألة التعيي
-ولقال قائل ( إن ا لي ست واج بة ل ف قر يش ول ف غي هم ف ما لتنازع كم و جه ،ول
فائدة ف أمر ليس بواجب ) (. )1
ويقول الشهر ستان ( :ول ا قر بت وفاة أ ب ب كر فقال :تشاوروا ف هذا ال مر .ث
وصف عمر بصفاته وعهد إليه واستقر المر عليه ،وما دار ف قلبه ول ف قلب أحد أنه
يوز خلو الرض من إمام ،ول ا قر بت وفاة ع مر ج عل ال مر شورى ب ي ستة ،وكان
التفاق على عثمان ر ضي ال ع نه ،وب عد ذلك التفاق على علي ر ضي ال ع نه ،فدل
ذلك كله على أن الصحابة رضوان ال عليهم ،وهم الصدر الول كانوا على بكرة أبيهم
متفق ي على أ نه ل بد من إمام ) ...ث يقول ( :فلذلك الجاع على هذا الو جه دل يل
قاطع على وجوب المامة ) (. )2
ويقول اليت مي ( :اعلم أيضًا أن ال صحابة رضوان ال علي هم أجعوا على أن ن صب
المام ب عد انقراض ز من النبوة وا جب ،بل جعلوه أ هم الواجبات ح يث اشتغلوا به عن
دفن رسول ال ) (. )3
وقد نقل هذا الجاع طائفة من العلماء ،منهم الاوردي حيث قال :
)(1الامع لحكام القرآن للقرطب ( )1/264ط .ثالثة 1386هص .ن .دار القلم .
)(2ناية القدام ف علم الكلم للشهرستان (ص )480ط .بدون .ن .مكتبة الثن ببغداد .
)(3الصواعق الحرقة ف الرد على أهل البدع والزندقة لحد بن حجر اليتمي (ص )7ط .ثانية 1385هص
ن .مكتبة القاهرة .مصر .
57
( وعقدها -أي المامة -لن يقوم با واجب بالجاع ،وإن شّذ عنهم الصم ) (. )1
ويقول النووي ( :وأجعوا على أنه يب على السلمي نصب خليفة )2( ) ..ويقول ابن
خلدون ( :نصب المام واجب ،وقد عرف وجوبه ف الشرع بإجاع الصحابة والتابعي
،لن أصحاب رسول ال عند وفاته بادروا إل بيعة أب بكر رضي ال عنه ،وتسليم
النظر إليه ف أمورهم ،وكذا ف كل عصر من العصار ،واستقر ذلك إجاعًا دا ًل على
وجوب نصب المام ) أ -هص (. )3
وقصد سصبق كلم ابصن حزم فص اتفاق المصة على ذلك ،ول يالف إل مصن ل يعتدّ
بخالفتهم (. )4
رابعًا :القاعدة الشرعية ( ما ل يتم الواجب إل به فهو واجب ) (. )5
ومن الدلة على وجوب المامة القاعدة الشرعية القائلة بأن ما ل يتم الواجب إل به
فهو واجب ،وقد علم أن ال سبحانه وتعال أمر بأمور ليس ف مقدور آحاد الناس القيام
با ،ومن هذه المور إقامة الدود وتهيز اليوش الجاهدة لنشر السلم ،وإعلء كلمة
ال ،وجباية الزكاة وصرفها
58
ف م صارفها الحددة ،و سد الثغور وح فظ حوزة ال سلمي ،ون شر العدل ود فع الظلم ،
وق طع النازعات الواق عة ب ي العباد ..إل غ ي ذلك من الواجبات ال ت ل ي ستطيع أفراد
الناس القيام ب ا ،وإن ا ل بد من إياد ال سلطة وقوة ل ا حق الطا عة على الفراد ،تقوم
بتنفيذ هذه الواجبات ،وهذه السلطة هي المامة .
فبناء على ذلك ي ب تعي ي إمام ي ضع له ويطاع ،ويكون له حق الت صرف ف تدب ي
المور حت يتأتى له القيام بذه الواجبات ،وف هذا يقول أمي الؤمني علي بن أب طالب
رضصي ال تعال عنصه ( :ل بصد للناس مصن إمارة َبرّة كانصت أو فاجرة ) قالوا :يصا أميص
الؤمن ي هذه البة قد عرفنا ها ،ف ما بال الفاجرة ؟ قال ( :يقام ب ا الدود ،وتأ من ب ا
السبل وياهد با العدو ،ويقسم با الفيء ) (. )1
ويقول ش يخ ال سلم ا بن تيم ية رح ه ال ( :ي ب أن يعرف أن ول ية أ مر الناس من
أعظصم واجبات الديصن ،بصل ل قيام للديصن إل باص ،فإن بنص آدم ل تتصم مصصلحتهم إل
بالجتماع لاجصة بعضهصم إل بعصض ) ( )2ويقول معللً ذلك ( :لن ال أوجصب المصر
بالعروف والنهي عن النكر ،ول يتم ذلك إل بقوة وإمارة ،وكذلك سائر ما أوجبه من
الهاد والعدل وإقامصة الجص والمصع والعياد ونصصر الظلوم ،وإقامصة الدود ل تتصم إل
بالقوة والمارة ) (. )3
ويقول ابن حزم ( :وقد علمنا بضرورة العقل وبديهته أن قيام الناس با
)(1منهاج السنة ( )1/146والسياسة الشرعية (ص . )63ط .رابعة 1969م .ن .دار الكتاب العرب
وعزاه صاحب كن العمال إل البيهقي ف شعب اليان .انظر :الكن ( )5/751ح . 14286
)(2السياسة الشرعية لبن تيمية (ص . )161
)(3نفس الرجع (ص . )162
59
أوج به ال من الحكام علي هم ف الموال ،والنايات ،والدماء ،والنكاح ،والطلق ،
وسصائر الحكام كلهصا ،ومنصع الظال ،وإنصصاف الظلوم ،وأخصذ القصصاص على تباعصد
أقطارهم وشواغلهم ،واختلف آرائهم ،وامتناع من ترى ف كل ذلك متنع غي مكن
) ..إل أن قال ... ( :وهذا الذي ل بصد منصه ضرورة ،وهذا مشاهصد فص البلد التص ل
رئيس لا ،فإنه ل يقام هناك حكم حق ،ول ح ّد حت قد ذهب الدين ف أكثرها ،فل
تصح إقامة الدين إل بالسناد إل واحد أو أكثر . )1( ) ...
خامسًا دفع أضرار الفوضى :
ك ما أن من الدلة على وجوب الما مة د فع أضرار الفو ضى ،لن ف عدم اتاذ إمام
معي من الضرار والفوضى ما ل يعلمه إل ال ،ودفع الضرر وحاية الضروريات المس
-الدين ،والنفس ،والعرض ،والال ،والعقل -واجب شرعًا ،ومن مقاصد الشريعة
حفظهصا .وهذا ل يتصم إل بإقامصة إمام للمسصلمي ،فدل على وجوبصه ،قال المام أحدص
رحه ال ف رواية ممد بن عوف بن سفيان المصي ( ( : )2الفتنة إذا ل يكن إمام يقوم
بأمر الناس ) (. )3
60
ويقول ابن البارك رحه ال :
بعروتصصه الوثقصصى لنصص دانصصا إن الماعصة حبصل ال فاعتصصموا
( (
()1
وكان أضعفنصا نبًصا لقوانصا لول الليفصة ل تأمصن لنصا سصبل
( (
ويقول أبو حامد الغزال رحه ال ( :إن الدنيا والمن على النفس والموال ل ينتظم
إل بسلطان مطاع ،فتشهد له مشاهدة أوقات الفت بوت السلطي والئمة ،وإن ذلك
لو دام ول يتدارك بن صب سلطان آ خر مطاع دام الرج ،وع مّ ال سيف وش ل الق حط ،
وهل كت الوا شي ،وتعطلت ال صناعات ،وكان كل من غلب سلب ،ول يتفرغ أ حد
للعبادة والعلم إن ب قي حيًا ،والكثرون يهلكون ت ت ظلل ال سيوف ،ولذا ق يل الد ين
والسلطان توأمان ،ولذا قيل :الدين أُسّ والسلطان حارس ،ومال أُسّ له فمهدوم .وما
ل حارس له فضائع ( ، )2وعلى الملة ل يتمارى العاقصصل فصص أن اللق على اختلف
طبقاتم ،وما هم عليه من تشتت الهواء ،وتباين الراء لو ُخلّوا وشأنم ،ولو ل يكن
ل م رأي مطاع ي مع شتات م للكوا من ع ند آخر هم ,وهذا داء ل علج له إل ب سلطان
قاهر مطاع يمع شتات الراء ،فبان أن السلطان ضروري ف نظام الدين ونظام الدنيا ،
ونظام الدن يا ضروري ف نظام الد ين ،ونظام الد ين ضروري ف الفوز ب سعادة الخرة ،
وهو مقصود النبياء قطعًا ،فكان وجوب المام من ضروريات الشرع الذي ل سبيل إل
تركه فاعلم ذلك .أ .هص (. )3
)1(1انظر :اللية لب نعيم ( . )8/164ط 1394 .هص .ن .مطبعة السعادة القاهرة .وانظر :بدائع
السلك (. )1/108
)(2ينسب هذا القول إل أمي الؤمني علي بن أب طالب رضي ال تعال عنه .انظر :الداب الشرعية لبن
مفلح النبلي ( )1/200ط 1972 .م .ن .دار العلم للجميع .
)(3القتصاد ف العتقاد للغزال (ص )199ط 1393 .هص .ن .مكتبة الندي بصر .
61
قلت :وخي دليل على ذلك :الواقع الرير الذي تعيشه المة السلمية اليوم ،ففيه
دللة قاط عة على أ نه لن تقوم لل سلم قائ مة إل بالرجوع إل ال ،ث ال سعي إل إقا مة
اللفة السلمية الت ما فتئ أعداء السلم ينخرون ف جنباتا حت قوضوها ،وصار لم
ما أرادوا فب عد أن أُبعدت الل فة ال سلمية ،ونُ حي ال سلم عن قيادة ال مة ،عُطلت
الدود ،وانته كت العراض والرمات ،وعطلت را ية الهاد ،وق سمت بلد ال سلمي
إل دويلت متناحرة يضرب بعضها رقاب بعض .وسلبت خيات السلمي من أراضيهم
،وتكال بت علي هم ال مم الكافرة من كل حدب و صوب ( و ما الذل الذي ي يم على
السلمي فيجعلهم يعيشون على هامش العال ،وف ذيل المم ومؤخرة التأريخ ،إل قعود
ال سلمي عن الع مل لقا مة الل فة وعدم مبادرت م إل ن صب خلي فة ل م التزامًا بال كم
الشرعي الذي أصبح معلومًا من الدين بالضرورة كالصلة والصوم والج ،فالقعود عن
العمل لستئناف الياة السلمية معصية من أكب العاصي ،لذلك كان نصب خليفة لذه
المة فرضًا لزمًا لتطبيق الحكام على السلمي ،وحل الدعوة السلمية إل جيع أناء
العال ) ( . )1لذلك فل خلص لذه المة ما هي فيه اليوم من الذل والوان إل بالنابة إل
ال ،ث إقامة حكم ال على هذه الرض وفق ما ارتضى لا ربا عز وجل .
سادسًا :المامة من المور الت تقتضيها الفطرة وعادات الناس :
و من الدلة أيضًا أن النوع إل تن صيب رئ يس للجما عة أ مر فطري ،ج بل ال اللق
عل يه ،ح يث إن الن سان مد ن بالط بع -ك ما يقال -ف هو ل ي ستطيع أن يع يش بفرده
ل عن أخيه النسان الخر ،بل ل بد أن يعيش مع الناس حت تستقيم أمور وحيدًا مستق ً
حياته ،وتتحقق مصاله ،ونتيجة
)(1قواعد نظام الكم ف السلم د .ممود عبد الجيد الالدي (ص )248ط .أول 1400هص .ن .
دار البحوث العلمية .
62
لخالطة الناس الخرين قد تتعارض مصالهم مع مصاله ،ويدث الحتكاك بينه وبينهم
وي صل التنازع ،فل بد من أم ي يت صم إل يه الناس ،ويرتضو نه ليح كم ف منازعت هم
وخ صوماتم ،و من ه نا كان تن صيب المام أمرًا ضروريًا للمحاف ظة على حقوق الناس ،
وضمان اسصتقرار الياة ،وفص هذا أمرًا ضروريًا للمحافظصة على حقوق الناس ،وضمان
ا ستقرار الياة ،و ف هذا يقول ش يخ ال سلم ا بن تيم ية رح ه ال ( :كل ب ن آدم ل ت تم
م صلحتهم ل ف الدن يا ول ف الخرة إل بالجتماع والتنا صر ،فالتعاون والتنا صر على
جلب منافعهم ،والتناصر لدفع مضارهم ،ولذا يقال :النسان مدن بالطبع ،فإذا جعوا
فل بد لم من أمور يفعلونا يتلبون با الصلحة ،وأمور يتنبونا لا فيها من الفسدة ،
ويكونون مطيعي للمر بتلك القاصد ،وللناهي عن تلك الفاسد ،فجميع بن آدم ل بد
ل م من طاعة آ مر وناه ،ف من ل يكن من أهل الك تب اللية ول من أ هل دين ،فإن م
()1
يطيعون ملوك هم في ما يرون أ نه يعود ب صال دنيا هم .م صيبي تارة ومطئي أخرى )
أ .هص .
والسلطة السية للمجتمع هذه هي إحدى الركان الكونة لي متمع كان ( ، )2فل
يكن أن يقوم أي متمع ما ل تكتمل أركانه .
وقديًا قال الشاعر صلءة ابن عمر بن مالك الفوه الودي (: )3
63
صادوا
صراة إذا جهالم ص سص
ول سص ل يصلح الناس فوضى ل سراة لم
( (
يومًا ،فقد بلغوا المر الذي كادوا فإن تمصصصصصع أوتاد وأعمدة
( (
والنوع إل إتباع قائد معيص ليصس ماص فطصر ال عليصه بنص النسصان فحسصب ،بصل
يشاركهم ف ذلك بعض اليوانات وحت الشرات ،فأنت ترى البل تكون عادة تابعة
لقائدها ( المل الفحل ) تتبعه حيث سار ،ولذلك ل يهتم راعي البل إل بتوجيه هذا
القائد ،ومن ث تتبعه البقية ،أما الشرات فل أدل من بروز تلك الفطرة منها عند النحل
الذي يتخذ له ( ملكًا ) ( )1من سللة معينة يقوم بمايته وتوفي ما يتاجه ،ويتبعه حيث
كان .ف ما بالك بالن سان الذي من حه ال الع قل ،وجعله يدرك ال طأ من ال صواب ،
ويعرف ما ينفعه ما يضره .
مناقشة الراء الخالفة
م ا سبق ي تبي أن أ هل ال سنة والما عة ويوافق هم أك ثر العتزلة يذهبون إل وجوب
المامة شرعًا -على خلف ف الدلة الت استنبطوا منها هذا الكم الشرعي -وتبي لنا
أنا ثابتة وواجبة بالكتاب والسنة والجاع والقواعد الشرعية كما سبق .ول يشذ عن
هذا إل شرذمة قليلة من العتزلة والشيعة وهم على آراء متلفة كما سيأت :
)(1انظر :شفاء العليل لبن القيم (ص )145ط .ثانية .ن .دار التراث تاريخ :بدون .
64
أولً :فمنهم من أوجبها عقلً ل شرعًا وهم فريقان :
()2
أحده ا :أوجب ها على الناس :وين سب هذا القول إل معتزلة بغداد ( )1والا حظ
من معتزلة البصرة ( ، )3ومن أقوى أدلتهم على ذلك هو ( :أن أصل دفع الضرة واجب
بكصم العقصل قطعًا ،فكذلك الضرة الظنونصة يبص دفعهصا عقلً ،وذلك لن الزئيات
الظنونة الندرجة تت أصل قطعي الكم ،يب إدراجها ف ذلك الكم قطعًا ) (. )4
وللرد على هؤلء نقول :كون هذا الدليل عقلي ل شرعي غي مسلم به ،وقد استدل
أهصل السصنة بذا الدليصل على وجوب المامصة شرع ًا ،لن وجوب دفصع الضرر ثابصت
بالشرع .فقد قال ال عز وجل ﴿:وَلَ تُ ْلقُوْا بِأَيْدِيكُ مْ ِإلَى الّتهْلُ َكةِ ﴾ ( )5الية وقال :
« ل ضرر ول ضرار » (. )6
)(1شرح نج البلغة لبن أب الديد ( . )2/308وانظر :الروض النضي للسباغي -التتمة للعباس بن أحد
السن (. )5/18
)(2هو :عمرو بن بر الاحظ وكنيته أبو عثمان .من كبار العتزلة ،وإليه تنسب الاحظية من فرقهم ،وهو
:من الطبقة السابعة توف سنة ( )255ف أيام الهتدي .انظر :فرق وطبقات العتزلة (ص . )73
)(3شرح الواقف للجرجان ( )8/348ط 1325 .هص .ن .مطبعة السعادة مصر .
)(4العثمانية للجاحظ (ص . )261
)(5سورة البقرة آية . 125
)(6رواه ابن ماجة عن عبادة بن الصامت ،ك :الحكام ب ، 17 :ح ، )2/784( 2340والدار قطن ،
ورواه مالك ف الوطأ مرسلً عن عمرو بن يي عن أبيه عن النب فأسقط أبا سعيد قال النووي ف أربعينه :
حديث حسن وقال :له طرق يقوي بعضها بعضًا .انظر :جامع العلوم والكم لبن رجب النبلي (ص
، )286والديث رواه عبد ال بن المام أحد ف السند ( )5/327فهو من زوائد السند ،وصححه ناصر
الدين اللبان ف سلسلة الحاديث الصحيحة رقم (. )1/99( )250
65
كما أن العقل ل يستقل بتحليل شيء ول تريه ،فهذا من أخص خصائص الشرع .
يقول القا ضي أ بو يعلى رح ه ال ( :إن الع قل ل يُعلم به فرض الش يء ول إباح ته ،ول
تليصل شيصء ول تريهص ) ( . )1قلت :ولو كان كذلك لاص كان هناك حاجصة إل إرسصال
الرسل وإنزال الوحي .
كما أن ما ينبغي التنبيه عليه أنه ل تعارض بي الشرع الصحيح والعقل السليم ،فكل
ما أثبته الشرع فالعقل السليم يوافقه ،وكل ما نفاه الشرع فالعقل السليم ينفيه فل يتصور
التعارض بينه ما ،وإذا و قع التعارض فإ ما أن الن قل للشرع غ ي صحيح ،وإ ما أن الع قل
مريض ،يقول شيخ السلم ابن تيمية رحه ال ( :إن الجة العقلية الصحيحة ل تناقض
ال جة الشرع ية ال صحيحة ،بل يت نع تعارض ال جج ال صحيحة ،سواء كا نت عقل ية أو
سعية وعقلية ) ( . )2ل يتلف فيه العقلء ل يتصور أن يعارضه الشرع البتة ،ومن تأمل
ذلك فيمصا تنازع العقلء فيصه مصن السصائل الكبار وجصد مصا خالف النصصوص الصصرية
ال صحيحة شبهات فا سدة يعلم بالع قل بطلن ا ،بل يعلم بالع قل ثبوت نقيض ها ،فتأ مل
ذلك ف م سائل التوح يد ،وال صفات ،وم سائل القدر ،والنبوات والعاد ،ت د ما يدل
عليه صريح العقل ل يالفه سع قط ،بل السمع الذي يالفه إما أن يكون حديثًا موضوعًا
أول تكون دللته مالفة لا دل عليه العقل ،ونن نعلم قطعًا أن الرسل ل يبون بحالت
العقول ،وإن أخبوا بجازات العقول ،فل يبون با ييله العقل ) ( )3أ .هص .
66
فالقصود أنا ل نسلم بتعارض النقل الصحيح مع العقل السليم وإذا كان هناك تعارض
فإننا نراجع النص ،فإذا ثبتت صحته قدمناه على ما يتصور أنه معقول (. )1
ب -والفريق الثان قالوا :بوجوب المامة عقلً على ال سبحانه وتعال عما يقولون
علوًا كبيًا :وهؤلء هم الرافضة ( )2من إمامية وإساعيلية ،واستدلوا على ما ذهبوا إليه با
يلي :قالوا ( :المامصة لطصف ،واللطصف واجصب على ال تعال ) ( )3ومرادهصم باللطصف
الوا جب ( :هو ما يقرب الع بد إل طا عة ال تعال ويبعده عن مع صيته بغ ي إلاء ول
إكراه ول إجبار ) (. )4
)(1وهذا خلف ما عليه التكلمون من العتزلة والشاعرة ،فهم ف هذه الناحية يقدمون العقل على الشرع
ويؤولون النصوص الصرية حت توافق عقولم الريضة ،وقد أدى بم هذا إل مزالق خطية من التأويل
والتعطيل والتحريف وهذا ناشئ عن فساد ف تصورهم للسلم :فالسلم يب أل يضع أمام عينيه رأيًا أو
نظامًا يلوي رقاب النصوص الشرعية حت يسوقها إليه ولكنه يستوحي النصوص الشرعية حكمها ف هذه
الراء والنظم ث يأخذ به ،وهذا العوجاج ف التفكي والغبش ف التصور الذي وقع فيه أولئك وقع فيه اليوم
أرباب النظر العقلي العاصرون الذين ياولون إخضاع الشريعة لتطلبات العصر التجددة ف زعمهم .
)(2انظر :كشف الراد شرح تريد العتقاد -نصي الدين الطوسي والشرح للحسي بن يوسف الطهر اللي
(ص ، )388وانظر عقائد المامية الثن عشرية لبراهيم الوسي (ص . )73ط .ثانية وشرح السعد على
العقائد النسفية (ص )183ن .شركة الصحافة العثمانية 1326هص .
)(3كشف الراد (ص . )388
)(4عقائد المامية (ص ، )38وانظر :الفرق السلمية للغراب (ص . )173ط .ثانية .ن .مكتبة ومطبعة
ممد علي صبيح .مصر .
67
وللرد عليهصم نقول :إن دعواهصم الياب على ال تعال مأخوذة عصن العتزلة فص
وجوب فعصل الصصلح على ال تعال .وهذا مصن قلة معرفتهصم بال ،وسصوء أدبمص معصه
سبحانه وتعال ﴿ :مَا قَ َدرُوا اللّهَ حَقّ قَ ْدرِهِ إِنّ اللّهَ َل َق ِويّ َعزِيزٌ ﴾ ( . )1فالعبيد الخلوقون
ليس لم حق الياب على ال تعال ،لنه تعال ﴿ ل يُ سَْأ ُل عَمّا َيفْعَ ُل َوهُ ْم يُ سَْألُونَ ﴾
( )2ول نه عز و جل ﴿ َي ْفعَ ُل مَا يَشَاءُ ﴾ ( )3و ﴿ يَحْ ُك مُ مَا ُيرِيدُ ﴾ ( )4ل راد لقضائه ول
معقب لكمه .
ومن أراد ال هدايته فبفضله ومَنّه وكرمه ،ومن أراد غوايته فبعدله وحكمته ﴿ ُيضِلّ
مَن يَشَا ُء وََيهْدِي مَن يَشَاءُ ﴾ ( . )5ول أن يوجب ويرم على نفسه كيف يشاء مت شاء
سهِ الرّحْ َمةَ لََيجْ َمعَنّكُمْ إِلَى َيوْمِ اْلقِيَامَةِ ل رَيْبَ فِيهِ ﴾
ب عَلَى َنفْ ِ
كما قال تعال ﴿ :كَتَ َ
( . )6أي أوجبها وقضاها بطريق التفضل والحسان على ذاته القدسة (. )7
وعن أب هريرة رضي ال عنه عن النب قال « :لا قضى ال اللق كتب ف كتابه
،وهو يكتب على نفسه ،وهو وضع ( )8عنده على
68
العرش ( :إن رحت تغلب غضب ) )1( . » .وقال ف الديث القدسي :
« قال ال تعال ( :يا عبادي إن حرمت الظلم على نفسي ،وجعلته بينكم مرمًا فل
تظالوا » . ) ...الديث (. )2
أما دعوى أن المامة عندهم ل طف يقرب العبد إل ال ،وهم يقولون بإمامة الهدي
النت ظر الذي ينتظرو نه م نذ أك ثر من ألف سنة فممنوع .وذلك لن ( :الل طف الذي
ذكرتوه ل ي صل إل بإمام قا هر قادر ظا هر ،غ ي م تف عن الناس ،يشاه أفراد ال مة
فيجون ثوابه ويشون عقابه ،يدعوهم إل الطاعات ويزجرهم عن العاصي ،فيقيم بينهم
القصصاص والدود ويعمصل على النصصاف مصن الظال للمظلوم ،وأنتصم ل توجبون هذا
اللطصف على ال كمصا فص زماننصا هذا .فإن المام الذي تؤمنون بصه متصف غيص ظاهصر ،
وغائب غي حاضر ،ل يتأتى منه قهر الناس حت يشوا عقابه ويرجوا ثوابه ،ول يتأتى
م نه دعوت م إل الطاعات ،وزجر هم عن العا صي ،والوا قع الذي تقولون بوجو به و هو
المام العصوم الختفي ليس لطفًا ،لنه ل يتصور منه تقريب الناس إل الصلح وإبعادهم
عن الفساد مع اختفائه بعيدًا عنهم ،والختفي والعدوم -سواء . )3( ) ...
والواقع أن ج يع الحكام الشرعية الت فرضها ال على عباده هي لطف منه سبحانه
على هذا العن ،فكيف تب عليه المامة دون غيها من الحكام ؟
)(1متفق عليه .رواه البخاري -واللفظ له -ف ك :التوحيد .ب :ويذركم ال نفسه ،فتح الباري (
، )13/384ومسلم ف ك :التوبة .ب ، 2 :سعة رحة ال ح . )4/2108( 2751
)(2رواه مسلم ف ك :الب .ب :تري الظلم ،ح . )4/1994( 2577
)(3شرح الواقف للجرجان ( . )8/348وانظر :منهاج السنة (. )1/20
69
ثانيًا :ومنهم من قال بعدم وجوبا :
وهم كما سبق النجدات من الوارج ،والصم ،والفوطي من العتزلة ،فالصم كما
قال عنه البغدادي يقول ( :إذا تنصاحت المة استغنت عن المام ) ( )1والفوطي يقول :
( بسصقوط المامصة عنصد الفتنصة ) ( )2ويعلق البغدادي على هذا القول فيقول ( :إناص أراد
الطعن ف إمامة علي ،لنا عقدت ف حال الفتنة وبعد مقتل إمام قبله ) (. )3
ثالثًا :وهناك صنف آ خر ل ينازعوا ف حا جة الناس إل قيادة ،ولكن هم أنكروا أن
ال سلم جاء بال مر بإقا مة الل فة ،وأن هناك ما ي سمى بالكو مة ال سلمية أمر نا ال
بإقامتها ،وأن السلم دين ودولة -بل هو دين فقط .يضيء لنا الطريق إل ال وليس
قوة سياسية تتحكم ف الناس .ومن هؤلء علي عبد الرازق ف كتابه ( السلم وأصول
الكصم ) ( )4حيصث ذهصب إل أن السصلم ديصن دعوة فقصط ،ول دخصل له فص الدولة ،
و سياسة أ مر الدن يا ،وأن ممدًا ما كان إل ر سو ًل لدعوة دين ية خال صة للد ين ،ل
تشوبا نزعة ملك ول دعوة لدولة ) ( )5ويقول :والق أن
70
الديصن السصلمي بريصء مصن تلك اللفصة ...واللفصة ليسصت فص شيصء مصن الطصط
الدينية ) (. )1
وقد ظهر هذا الكتاب بعد إلغاء مصطفى كمال اللفة والناس يكادون يمعون على
تسفيه صنيعه ،وظهر حي كان كثي من السلمي -ومن بينهم اللك فؤاد -يطمعون
علمائه ف اللفة ويسعون إليها ( ، )2وظهر حي كان الزهر -والدعي تأليفه أحد
()3
التخرجي منه -يبدي نشاطًا واضحًا ف الدعوة إل الؤتر السلمي أو مؤتر اللفة
.
وقصد ترجصم هذا الكتاب إل اللغصة النليزيصة ،واعتصب أحصد الراجصع السصاسية لعلم
الجتماع السلمي ف دراسة الامعات المريكية على الصوص للسلم وتعاليمه (. )4
لكن علي عبد الرازق الؤلف لذا الكتاب حوكم عليه من قبل الامع الزهر ،فمثل
للمحاك مة أمام هيئة كبار العلماء ،و صدر ف ح قه ال كم التال ( :حكم نا ن ن ش يخ
الامع الزهر -وكان إذ ذاك الشيخ ممد أبو الفضل -بإجاع أربع وعشرين عالًا معنا
من هيئة كبار العلماء بإخراج الشيخ علي عبد الرازق :أحد علماء الامع الزهر ،
71
والقاضي الشرعي بحكمة النصورة البتدائية الشرعية ،ومؤلف كتاب ( السلم وأصول
الكم ) من زمرة العلماء ) .صدر هذا الكم بدار الدارة العامة للمعاهد الدينية ف يوم
الربعاء 22الحرم 1344هص ( 12أغسطس 1925م ) (. )1
و قد سبقه إل هذا ال صنيع ف ثوب خادم كتاب الل فة و سلطة ال مة ) ( )2وإن كان
يهدف فص ظاهصر أمره إل مصا أقدم عليصه مصصطفى كمال مصن الفصصل بيص اللفصة
والكومة (. )3
ث تاب عه ف دعو ته تلك ع بد الم يد متول ح يث يقول ( :فالوا قع أن الل فة ذات
صبغة دنيوية أكثر من دينية ،وما يدل على ذلك أننا ل ند ف القرآن أو السنة كما قدمنا
نصا صريا يشر إل شيء من أحكامها ،بل ول عن وجوبا أو عدم وجوبا ) (. )4
)(1انظر :كتاب حكم هيئة كبار العلماء ف كتاب السلم وأصول الكم (ص . )32ط .ثانية 1344 .
هص .ن :الطبعة السلفية .
)(2نقله إل العربية عبد الغن سن ( نزيل القاهرة ،والسكرتي العام بولية بيوت ،ومتصرف اللذقية
سابقًا ) حسب ما هو مدون ف غلف الكتاب ،والكتاب مهول الؤلف ،ولكن يقول د .ممد ممد
حسي ( العروف أن لنة من الترك قد وضعته بإشارة الكماليي -مصطفى كمال أتاتورك وأتباعه ،وأن
حكومتهم هي الت أشرفت على تأليفه وأعانت على نشره ) التاهات الوطنية ( )2/68وهذا واضح حيث
أشار إليه الترجم ف التمهيد بقول ( :وهؤلء الفاضل بعد أن قتلوا السألة بثًا وتدقيقًا جعوا الحكام
الشرعية أخذًا من الكتب الفقهية ،والوثائق والستندات أخذًا من الكتاب والسنة والقياس والجاع ونشرت
حكومة الجلس تلك الجموعة بعنوان ( اللفة وسلطة المة انظر :التمهيد (ص )3 - 1من الكتاب .
)(3انظر ( :ص )3 - 1من كتاب اللفة وسلطة المة ط 1342 .هص .ن .مطبعة اللل .
)(4مبادئ نظام الكم ف السلم عبد الميد متول (ص . )157
72
ث جاء ب عد ذلك الستاذ خالد ممد خالد مقتف آثارهم ف كتاب ( من هنا نبدأ )
ولكنصه تراجصع عصن مقاله ذلك ،وألف كتاب ناسصخًا لاص سصبق وهصو كتابصه ( الدولة فص
السلم ) والرجوع إل الق خي من التمادي ف الباطل .
هذا وللرد على دعوى القائل ي بعدم وجوب الل فة مطلقا ،والقائل ي بأ نه ل يرد ف
السلم أمر بإقامة المامة نقول :هذا الفصل جيعه رد عليهم ،وهم ل يعتدّ بخالفتهم ،
ول يؤ به لقول م ،لن م قد كابروا بدعوا هم ،وأنكروا ما ل ين كر ،ول يكموا الشرع
في ما ذهبوا إل يه ،ولو فعلو ذالك متلب سي بتقوى ال ساعي لرضا ته لدركوا أن ن صب
الليفة واجب على المة شرعا بالكتاب والسنة والجاع والقواعد الشرعية كما مر (. )1
الكلف بإقامة هذا الواجب
بعد هذا كله يتضح جليًا ثبوت وجوب المامة ،ولكن لسائل أن يسأل ما نوعية هذا
الوجوب ؟ ومن الكلف بإقامته ،هل هو فرض عي واجب على كل مسلم ومسلمة أو
فرض كفاية ؟ وعلى هذه التساؤلت ييب علماء السنة
)(1هذا وقد تصدى للرد على علي عبد الرازق وكتابه كثي من علماء السلمي وألف ف ذلك كتبًا ولعل من
أبرزها :
-1كتاب ( نقض كتاب السلم وأصول الكم ) للشيخ ممد الضر حسي شيخ الامع الزهر السابق .
-2كتاب ( السلم واللفة ف العصر الديث -نقد كتاب السلم وأًصول الكم ) للدكتور ضياء
الدين الريس .
-3كتاب ( نقد علمي لكتاب السلم وأصول الكم ) ممد الطاهر عاشور وغيهم من العلماء .
73
وفقهاؤها ،فيقول القاضي أبو يعلى ( :وهي فرض على الكفاية ،ماطب با طائفتان من
الناس ،أحدها :أهل الجتهاد حت يتاروا ،والثانية :من يوجد فيه شرائط المامة حت
ينتصب أحدهم للمامة ) ( . )1
ويقول الاوردي الشافعي رحه ال ( :فإذا ثبت وجوبا ففرضها على الكفاية كالهاد
وطلب العلم ،فإذا قام با من هو من أهلها سقط ( ففرضها على الكفاية ) )2( ) .وإن
ل يقم با أحد خرج من الناس فريقان :أحدها أهل الختيار حت يتاروا إمامًا للمة ،
والثان :أهل المامة حت ينتصب أحدها للمامة ،وليس على من عدا هذين الفريقي
من المة ف تأخي المامة حرج ول مأث ( ، )3وإذا تيز هذان الفريقان من المة ف فرض
المامة وجب أن يعتب كل فريق منهما بالشروط العتبة فيه (. )4
ويقول النووي ( :تول المامة فرض كفا ية ،فإن ل يكن من يصلح إل واحد تعي
عليصه ،ولزمصه طلبهصا إن ل يبتدؤه ) ( )5هذا إذا كان الدافصع له الرص على مصصلحة
السلمي ،وإل فإن من شروط المام أل يطلبها لنفسه كما سيأت ف الشروط .
)(1الحكام السلطانية لب يعلى (ص . )19وانظر :شرح العقيدة الطحاوية (ص )410ط .رابعة .
)(2كذا ،ولعلها زائدة .
)(3ذهب بعض العلماء إل تديد الفترة الت تهل فيها المة بثلث أيام وذلك لعمل اللفاء الربعة ،ولقول
عمر رضي ال عنه ( :فإذا متّ فتشاوروا ثلثة أيام .ول يأتي الرابع إل وعليكم أمي منكم ) .تاريخ
الطبي ( . )3/293وانظر زيادة تفصيل ف :قواعد نظام الكم ف السلم للخالدي (ص . )254
)(4الحكام السلطانية للماوردي (ص . )6 ، 5
)(5روضة الطالبي للنووي (. )10/43
74
والق أنه ل شك أن وجوبا على الطائفتي آكد من غيها ،ولكن إذا ل تقوما بذا
الواجب فإن الث يلحق الميع ،وهذا هو الفهوم من كونا فرض كفاية ،أي إذا قام با
بعض هم سقطت عن الباق ي ،ول كن إذا ل ي قم ب ا أ حد أ ث الم يع ،كال مر بالعروف
والنهي عن النكر ،والهاد ،والعلم .وغي ذلك .
واليوم وقد تقاعست هاتان الطائفتان عن القيام بذا الواجب ،أو حيل بينهم وبي ما
يشتهون ،فتعيص على كصل مسصلم -كصل بسصب اسصتطاعته -العمصل لقامصة اللفصة
السلمية العامة ،الت تمع شل السلمي تت راية التوحيد الصادقة ،وترد لذا الدين
هيمنته وقيادته ،وترد للمسلمي كيانم ومكانتهم الت فقدوها بسبب تقصيهم ف القيام
بذا الواجب العظيم ،وال الستعان .
*****
75
76
الفصل الثالث
مقاصد الِمامة
77
78
مقاصد المامة :
المامة والكم ف السلم وسيلة ل غاية ،وسيلة إل مقاصد معينة يستطيع المام با
له من صلحيات خاصة أن يقق ويبلغ ما يعجز عن بلوغه آحاد السلمي .
وجاع هذه القا صد هو إقا مة أ مر ال عز و جل ف الرض على الو جه الذي شرع ،
والمر بالعروف والنهي عن النكر ،المر بكل معروف ون شر الي والرفع من قدره ،
والنهي عن كل منكر والقضاء على كل فساد والطّ من شأنه وأهله ،وهذا هو الدف
والق صد ال ساسي للما مة ف ال سلم ،و قد أو ضح ال عز و جل هذا الدف ف كتا به
الكر ي ح يث قال ﴿ :الّذِي نَ إِن مّكّنّاهُ مْ فِي الَْأرْ ضِ أَقَامُوا ال صّلَا َة وَآَتوُا الزّكَاةَ وََأ َمرُوا
ف وََن َهوْا عَ ِن الْمُن َك ِر وَِلّلهِ عَاقَِبةُ الُْأمُورِ ﴾ (. )1
بِالْ َم ْعرُو ِ
فهذا هو الامع لقاصد المامة جيعًا كما قال ابن تيمية رحه ال ( :وجيع الوليات
السلمية إنا مقصودها المر بالعروف والنهي عن النكر ) ( )2أ .هص وقال ( :القصود
والواجب بالوليات إصلح دين اللق الذي مت فاتم خسروا خسرانًا مبينًا ول ينفعهم
ما نعموا به ف الدنيا ،وإصلح ما ل
يقوم الدين إل به من أمر دنياهم ) (. )3
79
وهذه القاصد والهداف -كما هو واضح من تعريف أهل السنة السابق -للمامة
تتمثل ف مقصدين كبيين ها إقامة الدين وسياسة الدنيا به :
القصد الول :إقامة الدين :
الراد به الدين الق ،وهو السلم ،وهو القصد الول والهم كما قال ابن المام :
( والقصد الول إقامة الدين ،أي :جعله قائم الشعار على الوجه الأمور به من إخلص
الطاعات وإحياء السنن وإماتة البدع ليتوفر العباد على طاعة الول سبحانه ) (. )1
وتتمثل إقامة الدين ف أمرين :
أولً :حفظه :
من العلوم أن ال عز وجل قد تكفل بفظ القرآن الكري كما قال تعال ﴿ :إِنّا نَحْ ُن
َنزّْلنَا الذّ ْك َر وَإِنّا لَ هُ لَحَافِظُو نَ ﴾ ( . )2ول يكِلْ حفظه إلينا .كما وكل إل المم السابقة
ح فظ كتب ها فأ صابا التحر يف والتبد يل ،ك ما قال جل شأ نه ﴿ إِنّ ا أَنزَلْنَا الّت ْورَاةَ فِيهَا
ّونص وَالَ ْحبَارُ بِم َا
ِينص هَادُوْا وَالرّبّاِني َ
َسصلَمُواْ لِلّذ َ
ِينص أ ْ
ّونص الّذ َ
ُمص بِه َا النّبِي َهُدًى وَنُورٌ َيحْك ُ
حفِظُوْا مِن ِكتَابِ الّلهِ وَكَانُوْا عََلْيهِ ُشهَدَاء ﴾ الية (. )3
اسْتُ ْ
)(1السامرة للكمال بن أب شريف ف شرح السايرة للكمال بن المام ف علم الكلم (ص )153ط .ثانية
1347 .هص .ن .مطبعة السعادة بصر .
)(2سورة الجر آية . 9
)(3سورة الائدة آية . 44
80
وهيأ ال عز وجل للسنة النبوية جهابذة العلماء والنقاد الذين حفظوها ف صدورهم
ودوّنو ها ف الك تب مرو ية بأ سانيدها ،ميّزوا ب ي ال صحيح والضع يف والوضوع من ها ،
وهذا من حفظ ال سبحانه لذا الدين ،وبفظ القرآن والسنة يبقى الدين مفوظًا عزيزًا
منيعًا إل أن يرث ال الرض ومن عليها ،وهذا من فضل ال علينا ومَنّه .
وإنا الراد هنا براسة الدين وحفظه هو حراسة العقيدة السلمية ف صدور الؤمني
با ،وحفظ تصور الؤمني لذا الدين صافيًا سالًا من الغبش ،وإبقاء حقائقه ومعانيه كما
أنزله عز وجل ،وك ما بلّغها ر سول ال ،وسار عليها صحابته الكرام ،ونقلو ها إل
الناس من بعده ،وتطبيقها ف الواقع الحسوس ،وحكم الناس با ،ل أن تبقى ف بطون
الكتب للتبك با واتاذها زينة ف الجالس والكاتب .
لذلك يكون حفظ الدين بذا العن متمثلً ف :
-1نشره والدعوة إليه بالقلم واللسان والسنان :
ف من أ هم القا صد نشصر هذا الديصن والدعوة إل يه ف دا خل المصة ال سلمية ،وفص
الجتمعات الخرى الت ل تدين به ،وتبيي حقائق هذا الدين ناصعة نقية .
ص ،لناص وظيفصة الرسصل عليهصم الصصلةوالدعوة إل ال هصي أشرف القامات وأعله ا
والسلم وأتباعهم ،وقد قام با نبينا ممد خي قيام من حي بعثه ال عز وجل حت
توفاه ،قال شيخ السلم ابن تيمية ( :والرسول قام بذه الدعوة فإنه أمر اللق بكل
ما أمر ال به ،وناهم عن كل ما
81
نى ال عنه ،أمر بكل معروف ونى عن كل منكر ) (. )1
ِنص
ّكص وَلَا تَكُونَنّ م َ ْعص ِإلَى رَب َوذلك امتثال لمصر ال عصز وجصل حيصث قال ﴿ :وَاد ُ
شرِكِيَ ﴾ ( )2وقال ﴿ :قُ ْل هَ ص ِذ ِه سَبِيلِي َأدْعُو إِلَى اللّ هِ َعلَى بَ صِ َيةٍ َأنَ ْا َومَ نِ اتَّبعَنِي
اْلمُ ْ
﴾ ...الية (. )3
وهذا الوا جب وا جب على مموع ال مة ك ما قال ا بن تيم ية ( :و هو الذي ي سميه
العلماء فرض كفاية ،إذا قام به طائفة منهم سقط عن الباقي ،فالمة كلها ماطبة بفعل
ذلك ،ولكن إذا قام به طائفة سقط عن الباقي ) (. )4
وحيث إن المام هو النائب عن مموع المة ،فإن هذا الواجب يكون ف حقه آكد
وعليصه فرض عيص ،لن له القدرة والسصلطان أكثصر مصن غيه مصن أفراد السصلمي .فعلى
الدولة -مثلة ف شخصه -أن تقوم بتنفيذ هذا الدف الليل ف داخل البلد وخارجها .
والدعوة إل السلم تكون بطريقي :باللسان ،والسنان أو بتعبي أب العال الوين :
( فللدعاء إل الد ين ال ق م سلكان :أحده ا ال جة وإيضاح الح جة .والثا ن :القتهار
بغرار ال سيوف ،وإيراد الاحد ين الاهر ين منا هل التوف ) ( . )5وذلك لن ال سلم ل
يأت لقوم دون قوم ،أو لجتمع دون متمع ،أو لزمن دون آخر ،بل جاء خاتًا ناسخًا
لا قبله من الشرائع وماطبا به كل أفراد البشر ،من حي بعثة ممد إل أن تنتهي الدنيا
.
82
فعلى الدولة السلمية أن تعمل بشت الوسائل على نشر شريعة السلم وتبليغها لن
ل تصل إليه .فإذا ل يستجب الجتمع الذي أبلغ با فتعرض عليه الزية -إن كانوا من
أهل ها -فيكونون ف ذ مة السلمي عليهم الما ية لم ،و تبيي حقائق الد ين ل م ،ح ت
يدخل من يدخل ف السلم منهم عن طواعية ورغبة وقناعة ،لنه ل إكراه ف الدين .
فإذا ر فض الجت مع هذ ين المر ين فل سبيل إل الرب ،فعلى الدولة مقاتلت هم ح ت ل
تكون فت نة ويكون الد ين كله ل ،ك ما قال عز و جل ﴿ وَقَاتِلُوهُ مْ َحتّ ى لَ تَكُو َن فِتَْنةٌ
وَيَكُونَ الدّينُ ِلّلهِ ﴾ (. )1
قال السصبكي ( :فمصن وظائف السصلطان تنيصد النود ،وإقامصة فرض الهاد لعلء
كل مة ال تعال ،فإن ال تعال ل يوله على ال سلمي ليكون رئي سا آكل شاربًا م ستريًا
بل لينصر الدين ،ويعلي الكلمة ،فمن حقه أل يدع الكفار يكفرون أنعم ال ول يؤمنون
بال ول رسوله ) (. )2
وإل تقيق هذا القصد سلك إمام السلمي الول هذا السلك ،فبعد أن شرفه ال
بالرسصالة ،وأمره بالتبليصغ ،ومكنصه ال فص الرض ،أخصذ يرسصل الرسصل ( )3إل الدائن
يدعون م إل الدخول ف د ين ال ،و يبينون ل م طر يق ال ق ،ويقرؤون م القرآن ،وأ خذ
يراسل اللوك والزعماء ويكاتبهم (، )4
83
يدعوهصم إل السصلم ،فإن أبوا فالزيصة ،عصن يصد وهصم صصاغرون ،فإن أبوا فالرب ،
وبالفعل قاتل الشركي من الفرس والروم وغيهم ،وسيّر اليوش لنشر هذا الدين حت
توفاه ال عز وجل .
وعلى سنته سار خلفاؤه الراشدون ر ضي ال عن هم من بعده ح ت ل ي ض قرن من
الزمان إل و قد عم ال سلم أرجاء العمورة ،ود خل الناس ف د ين ال أفوا جا ،و حق
لارون الرشيصد رحهص ال أن ياطصب السصحابة ( :أمطري حيصث شئت فسصيأتين
خراجك ) .
والهاد لنشر الدين وإن كان من فروض الكفايات ( )1على آحاد
)(1ذهب بعض العلماء إل أن الهاد فرض عي على الفراد ،وحكى هذا عن سعيد بن السيب استدللً
بقوله تعال ﴿ :انْفِرُواْ ِخفَافا َوِثقَالً وَجَا ِهدُواْ ِبَأمْوَاِل ُكمْ وَأَن ُفسِ ُكمْ فِي َسبِيلِ الّلهِ ﴾ ...الية سورة
التوبة . 41ث قال ﴿ :إِلّ تَنفِرُواْ ُي َع ّذبْ ُكمْ َعذَابا أَلِيما ﴾ وبقوله تعال ُ ﴿ :كِتبَ َعَلْيكُمُ اْل ِقتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ
ّل ُكمْ ﴾ ...الية سورة البقرة . 216وبقوله « :من مات ول يغز ول يدث نفسه بالغزو مات على
شعبة من النفاق » .رواه مسلم ف ك :المارة .ب :ذم من مات ول يغز ،ح ، )3/1517( 1910
ورواه أبو داود ف ك :الهاد .ب ( 18 :عون ، )7/181والنسائي ك :الهاد .ب ، )6/8( ، 2 :
وأحد ف السند ( )2/374والدارمي وغيهم .
لكن جهور العلماء على أنه من فروض الكفاية لقوله تعال َ ﴿ :ومَا كَانَ اْلمُ ْؤمِنُونَ ِليَنفِرُواْ كَآّفةً ...
﴾ الية .سورة التوبة آية .122لكنه يتعي ف بعض الواضع على تفصيل ف كتب الفقه .انظر على سبيل
الثال :الغن والشرح الكبي ( ، )10/364وقال ابن القيم ( :التحقيق أن جنس الهاد فرض عي إما
بالقلب ،وإما باللسان ،وإما بالال ،وإما باليد ،فعلى كل مسلم أن ياهد بنوع من هذه النواع زاد العاد (
. )2/66
84
السلمي إل أنه ف حق المام من فروض العيان كالدعوة ،كما قال إمام الرمي رحه
ال ( :وأما الهاد فموكول إل المام ،ث يتعي عليه إدامة النظر فيه -على ما قد سبق
ذكره -فيصي أمر الهاد بثابة فرائض العيان والسبب فيه :أنه تَ َطوّق أمور السلمي ،
وصار مع اتاد شخصه كأنه السلمون بأجعهم ،فمن حيث اتناط ( )1جر النود وعقد
اللو ية والبنود بالمام ،و هو نائب عن كا فة أ هل ال سلم ،صار قيا مه ب ا على أق صى
المكان به كصلواته الت يقيمها . )2( ) ...
و قد حدد ب عض الفقهاء الدة الزمن ية ال ت ي سقط الوجوب في ها ،فقالوا :إن أ قل ما
يف عل مرة ف كل عام ول ي سقط الفرض إل بذلك ،وا ستدلوا على ذلك ( :بأن الز ية
تب على أهل الذمة ف كل عام ،وهي بدل من النصرة ،فكذلك مبدلا وهو الهاد ،
فيجب ف كل عام مرة إل من عذر ) ( . )3وتفصيل السألة ف كتب الفقه .
-2دفع الشبه والبدع والباطيل وماربتها :
ومن مقاصد المامة أيضًا العمل بشت الوسائل على أن يكون الدين مصونًا عن كل ما
يسيء إليه سواء ف هذا ما يتعلق بالعقيدة السلمية أو غيها ،وقد أشار الفقهاء إل هذا
العن ،فقال أبو يعلى ( :إن على المام
)(1كذا ،ولعلها من باب ( نوط ) تقول :نيط به الشيء :وصل به لسان العرب مادة ( نوط ) ()7/420
فيكون العن أن جر اليوش منوط به .أي :معلق وموصول به لنه السؤول الول عنها .
)(2غياث المم (ص . )156
)(3الغن والشرح الكبي ( . )10/368ن .الكتبة السلفية بالدينة ومكتبة الؤيد بالطائف .وانظر :شرح
منتهى الرادات ( ، )2/92ن :دار الفكر .
85
حفظ الدين على الصول الت أجع عليها سلف المة ،فإن زاغ ذو شبهة عنه بَيّن له
الجصة ،وأوضصح له الصصواب ،وأخذه باص يلزمصه مصن القوق والدود ،ليكون الديصن
مروسًا من خلل ،والمة منوعة من الزلل ) (. )1
فعلى الدولة السلمية ماربة البدع ،ودحض الشبه والفتريات والباطيل الت يروجها
أعداء السلم ،وعليها ماربة الفكار الدامة بشت الوسائل ،وتبيي ما فيها من أباطيل ،
ح ت يب قى الناس ف سلمة وأ من ف دين هم وأفكار هم ،وإن من أخ طر المور أن يتب ن
الولة هذه البدع والفكار ،و ف ذلك من فساد الد ين ما ف يه .يقول الفض يل رضي ال
عنه ( :من أعان صاحب بدعة فقد أعان على هدم السلم ) ( . )2ويقول ابن الزرق :
( ركون البتدع إل الولة من أعظم ما يل بذا الفظ -أي حفظ الدين -لمرين :
ل ... أحدها :لا فيه من الخافة لن أب من الجابة له سجنًا وضربًا وقت ً
الثان :ما ينشأ عن ذلك من كثرة الجيبي للدعوة ،لن سوق أكثر النفوس لا يراد
منها بوازع السلطان أمكن ما هو بجرد الباعث الدين ...
وعنصد ذلك فيجصب على ولة المصر إبعاد هذا الصصنف الشؤوم وإسصلمهم لجراء
أحكام السنة عليهم مافة الفتنة بم أولً ،وإدخال الضرر بم على الدين ثانيًا ) (. )3
ووسائل دفاع ذلك كثية ،منها التعليم لم ،لجة عليهم ،كما فعل علي رضي ال
عنه مع الوارج حينما بعث عبد ال بن عباس رضي ال عنهما لناظرتم فرجع منهم خلق
كثي .ومنها تعزير التعنت منهم وتغريبه وهجره ،كما فعل عمر رضي ال عنه بصبيغ
الذي أخذ يسأل عن متشابه
86
القرآن فضربه عمر وقال :احلوه على قتب ث أخرجوه حت تقدموا به بلده ،ث ليقم
خطيبًا ،ث ليقل إن صبيغًا طلب العلم فأخطأه ) ( . )1ومنها القتل ،كما قاتل علي رضي
ال عنه الوارج .
والواقع أن الوسيلة تتلف باختلف البدعة والداعي إليها والظروف الحيطة بأصحابا
.
فالق صود أن صيانة الفكار من غ بش البدع والفكار الدا مة من مقا صد الما مة ،
ومن مسئوليات المام نشر الدين وتوعية الجتمع وتثقيفهم بأمور دينهم حت يكونوا ف
حصن منيع من الفكار الدامة ،وعليه أل يدع لا مالً للوصول إل أفكارهم وأن ياربا
بكل وسيلة تدي .
-3حاية البيضة وتصي الثغور (. )2
من مقاصد المامة أيضًا توفي المن للمسلمي ف الجال الثقاف وهو ما تدثنا عنه ف
النقطة السابقة ،أو الجال العسكري سواء كان داخليًا أو خارجيًا حت يكون الناس ف
أمن وسلم على دينهم وأرواحهم وعقولم وأعراضهم وأموالم ،قال الاوردي ف تعداده
لسئوليات المام ( :الثالث :حاية البيضة والذب عن الري لتتصرف الناس ف العايش
وينتشروا ف
)(1رواه الجري ف الشريعة مسندًا (ص . )73ط .أول 1369هص تقيق ممد حامد الفقي ،ن .
مطبعة السنة الحمدية .
)(2البيضة :أصل القوم ومتمعهم ،وبيضة القوم :ساحتهم .لسان العرب مادة ( بيض ) (. )7/126
والثغور :جع ثغر وهو ما يلي دار الرب ،والثغر :موطن الخالفة من فروج البلدان .نفس الرجع مادة
( ثغر ) (. )4/103
87
ال سفار آمن ي من تغر ير بن فس أو مال ) ( . )1وقال إمام الرم ي ( :وأ ما اعتناء المام
بسد الثغور فهو من أهم المور وذلك بأن يصن أساس الصون والقلع ،ويستظهر لا
بذخائر الطعمصة ومسصتنقعات الياه ،واحتفار النادق ،والعتاد وآلت القصصد والدفصع ،
ويرتب على كل ثغر من الرجال ما يليق به ) (. )2
وقد ورد الث على الرابطة ف سبيل ال والمر با ف كتاب ال حيث قال تعال ﴿ :
يَا أَّيهَا الّذِي نَ آمَنُوْا ا صِْبرُواْ وَ صَاِبرُوْا َورَابِطُوْا وَاّتقُواْ اللّ هَ َلعَلّكُ مْ ُت ْفلِحُو نَ ﴾ ( . )3قال ابن
كث ي ( :ق يل :الراد بالراب طة ه نا مراب طة الغزو ف نور العدو ،وح فظ ثغور ال سلم
و صيانتها عن دخول العداء حوزة بلد السلمي وقد وردت الخبار بالترغيب ف ذلك
. )4( ) ...
وورد ف سنة رسول ال أحاديث كثية ف ذلك منها :
-1ما رواه البخاري ف صحيحه عن سهل بن سعد الساعدي رضي ال تعال عنه
قال :قال رسول ال « :رباط يوم ف سبيل ال خي من الدنيا وما عليها » (. )5
-2ومنها ما رواه م سلم ف صحيحه عن سلمان الفار سي رضي ال تعال ع نه عن
ر سول ال قال « :رباط يوم وليلة خ ي من صيام ش هر وقيا مه وإن مات جرى عل يه
عمه الذي كان يعمله ،وأجرى عليه رزقه ،
88
وأمن من الفتان » (. )1
-3ومنها ما رواه أحد بسنده عن النب قال « :من رابط ف شيء من سواحل
السلمي ثلثة أيام أجزأت عنه رباط سنة » (. )2
ثانيًا :تنفيذه :
وذلك يكون بالمور التالية :
-1إقامة الشرائع والدود وتنفيذ الحكام :
من لوازم حرا سة الد ين أيضًا تنف يذ أحكا مه من :جبا ية الزكاة ،وتق سيم الف يء ،
وتنظيم اليوش الجاهدة ،وأمر بالعروف ،وني عن النكر ،وإقامة الدود الت شرعها
ال عز و جل ،وأ مر بتنفيذ ها .وح يث إن أقامت ها من اخت صاصات الولة أو من ينيبو نه
عن هم من القضاة الشرعي ي ونو هم .ح يث ل ي ستطيع آحاد الناس إقامت ها وإل كا نت
هناك الفت والحن ،لذلك فهي من مقاصد المامة الختصة با ،قال شيخ السلم ابن
تيم ية رح ه ال ( :وإقا مة الدود واج بة على ولة المور ،وذلك ي صل بالعقو بة على
ترك الواجبات وفعل الحرمات ) (. )3
والعقوبات الشرع ية نوعان :عقو بة مقّدرة .و هي :الدود :ك حد ال سرقة ،وجلد
الفتري .وعقوبة غي مقدرة .وهي :التعزير .وهذه راجعة إل اجتهاد
)(1صحيح مسلم ك :المارة .ب :فضل الرباط ف سبيل ال ،ح . )3/1520 ( 1913
)(2قال صاحب الفتح الربان :أورده اليثمي وقال :رواه أحد والطبان من رواية :إساعيل بن عياش عن
الدنيي وبقية رجاله ثقات الفتح الربان ( )14/10فالديث ضعيف لن إساعيل الذكور روايته صحيحة عن
الشاميي فقط .
)(3السبة (ص . )55
89
الاكم أو من ينيبه من القضاة الشرعيي ،وتتلف صفاتا ومقاديرها بسب كب الذنب
وصغره وبسب حال الذنب .
وهذه الدود ل تشرع إل للتطبيق ،فيجب إقامتها على الشريف والوضيع ،والقوي
والضعيف ،ل يل تعطيلها ل بشفاعة ول بدية ول بغيها كما قال « :أقيموا حدود
ال ف القر يب والبع يد ،ول تأخذ كم ف ال لومة لئم » ( . )1وقال عل يه أفضل الصلة
()2
والسلم « :من حالت شفاعته دون حد من حدود ال ،فقد ضادّ ال ف أمره »
صباحًا » (. )3 .وقال « :حدّ يع مل به ف الرض خ ي من أن يطروا أربع ي
قال شيخ السلم ابن تيمية رحه ال معلقًا على هذا الديث ( :وهذا لن العاصي سبب
لن قص الرزق والوف من العدو ،ك ما يدل عل يه الكتاب وال سنة ،فإذا أقي مت الدود
ظهرت طاعة ال ونقصت معصية ال تعال ،فحصل الرزق والنصر ) (. )4
)(1رواه ابن ماجة ف ك :الدود .ب ، 3 :ح )2/849( 2540قال ف الزوائد هذا إسناد صحيح على
شرط ابن حبان ،فقد ذكر جيع رواته ف ثقاته .
)(2رواه أبو داود ف ك :القضية .ب ، 14 :عون ( )10/5ورواه المام أحد ف مسنده ()2/70
وصححه أحد شاكر .انظر :تريه للمسند ( )7/204ح . 5385كما صححه اللبان .انظر :سلسلة
الحاديث الصحيحة ح . 438
)(3رواه النسائي ف ك :حد السارق .ب :الترغيب ف إقامة الد ، )8/76( ،وابن ماجة ف ك :الدود
،ب ، 3 :ح ، )2/848( 2538ورواه أحد ف مسنده ( . )2/362وصححه السين عبد الجيد هاشم
ف تكملته لتخريج السند ح . )16/301( ، 8723والديث حسّنه النذري ف الترغيب . 1533وقال
ابن حجر ف متصر الترغيب والترهيب :رواه الطبان ف الكبي والوسط .وسند الكبي حسن (ص )206
.كما حسَنه العراقي ف تريه للحياء ( . )2/155وحسّنه اللبان .انظر :سلسلة الحاديث الصحيحة ح
. 231
)(4السياسة الشرعية (ص . )68
90
وإن من أعظم النكرات ف هذا الشأن أن يترك الوال إنكار النكر ،أو إقامة الدّ بال
يأخذه ك ما قال ا بن تيم ية ( :وول ال مر إذا ترك إنكار النكرات ،وإقا مة الدود علي ها
بال يأخذه ،كان بنلة مقدم الراميصة الذي يقاسصم الحاربيص على الخيذة ،وبنلة
القواد الذي يأخذ ما يأخذه ليجمع بي اثني على فاحشة ،وكان حاله شبيها بال عجوز
السوء إمرأة لوط ) (. )1
-2حل الناس عليه بالترغيب والترهيب :
ومن مقاصد المامة ف تنفيذ الدين حل الناس على الوقوف عند حدود ال ،والطاعة
لوامره وترغيبهم ف ذلك ،ومعاقبة الخالفي بالعقوبات الشرعية كما سبق .لن بعض
الناس ل ي صلح إل بالقوة ،ك ما أن بعض هم ل ي صلحه إل الل ي وال سماحة .ك ما قال
الشوكان رحه ال ( :فإن من الناس من يصلح بالوان ،ويفسد بالكرام كما هو معلوم
ل كل من يعرف أحوال الناس واختلف طبقات م ) ( . )2فم ثل هؤلء يبص أطر هم على
الق أطرًا كما روي عن النب أنه قال « :إن بن إسرائيل لا وقع فيهم النقص ،كان
الر جل يرى أخاه على الذ نب فينهاه ع نه ،فإذا كان من ال غد ،ل ين عه ما رأى م نه أن
يكون أكيله وشريبصه وخليطصه ،فضرب ال قلوب بعضهصم ببعصض ،ونزل فيهصم القرآن
فقال ُ ﴿ :لعِ نَ الّذِي نَ َك َفرُوْا مِن بَنِي إِ ْسرَائِي َل َعلَى لِ سَا ِن دَاوُو َد َوعِي سَى اْب نِ َمرْيَ َم ...
﴾ ح ت بلغ ﴿ وََلوْ كَانُوا ُي ْؤمِنُو نَ بِال والنّبِيّ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْ ِه مَا اتّخَذُوهُ مْ َأوْلِيَاء وَلَ صكِنّ
كَثِيا مّْنهُمْ فَا ِسقُونَ ﴾ ( . » )3فقال :وكان رسول ال متكئًا فجلس
91
وقال « ل .حت تأخذوا على يد الظال فتأطروه ( )1على الق أطرًا » (. )2
ول كن هذا ال سلوب ل ي كن ا ستعماله إل ب عد إزالة عوا مل الف ساد والنكرات من
الجتمع ،وهو من وسائل حفظ الدين وتنفيذه ،ومن مقاصد المامة ،فل يكن الدعاء
بفصظ الديصن وجصب الناس عليصه مصع ترك الفاسصد والنكرات بل إزالة ول إبعاد مصع توفصر
القدرة على ذلك .ك ما أ نه ينب غي تي سي طرق ال ي أمام العا مة ،والترغ يب ف يه ب كل
مكن .
كمصا أن مصن وسصائل حفصظ هذا الديصن ومصن تنفيذه بالضافصة إل مصا سصبق القصصد
التال (: )3
)(1الطر :عطف الشيء تقبض على أحد طرفيه فتعوجه لسان العرب مادة ( أطر ) ( )4/24والعن :
تعطفونه على الق .
)(2رواه ابن ماجة ف ك :الفت .ب :المر بالعروف ، ...ح )2/1328( 4006واللفظ له .ورواه
الترمذي ف تفسي سورة الائدة ح ، )5/252( 3047وقال :حسن غريب ،ورواه أبو داود ف ك :
اللحم .ب ، 17 :عون ( . )11/488وقال النذري :ذكر أن بعضهم رواه عن أب عبيدة عن النب
مرسلً ...وقد تقدم أنا أبا عبيدة بن عبد ال بن مسعود ل يسمع من أبيه فهو منقطع .عون العبود (
، )11/488ورواه المام أحد ف السند ( ، )1/391وقال عنه أحد شاكر :ضعيف لنقطاعه ،ح
، 3717من السند ( )5/268تقيق أحد شاكر .
)(3أفردت هذا القصد مستقلً عن سابقه وإن كان داخلً ف تنفيذ هذا الدين ،بل هو التنفيذ الفعلي له ،ول
شك أيضًا أنه من أهم وسائل حفظ هذا الدين ،أفردته مقصدًا مستقلً لهيته نظرًا لبعاده عن التطبيق ف
العصر الاضر واستبداله بالقواني الوضعية والنظمة الاهلية الستمدة من أهواء البشر وميولتم الشخصية .
وللرد على القائلي بأن الدين ما هو إل شعائر تعبدية تقام ف السجد ،وأخلق وأذكار تردد ف الناسبات
ل دخل له ف الياة العامة للناس .
92
القصد الثان
ثانيًا :سياسة الدنيا به :أو الكم ف شؤون هذه الياة با أنزل ال .
القصد الثان من مقاصد المامة هو سياسة الدنيا بالدين ،أو الكم ف هذه الياة با
أنزل ال عز و جل ،و قد تكلم نا في ما سبق ف ( حرا سة الد ين ) عن إقا مة الدود
والعقوبات ،و هي ل شك من ال كم ب ا أنزل ال ،ولكن ها لي ست وحد ها الراد ب ص
( الكم با أنزل ال ) بل الراد به :إدارة وتدبي جيع شؤون الياة وفقًا لقواعد الشريعة
ومبادئ ها وأحكام ها الن صوص علي ها أو ال ستنبطة من ها وفقًا لقوا عد الجتهاد ال سليم ،
فالدود جزء من الكم با أنزل ال ،وليس قاصرًا عليها كما يتصور أكثر الناس .
وقد بي ال عز وجل ف كتابه الكري القاعدة الساسية ف التصور السلمي للحكم
فقال ﴿ :إِ ِن الْحُ ْك مُ إِل ِللّ هِ ﴾ ف أكثر من آية ( ، )1فهو سبحانه الاكم الهيمن ،وكل
ما ف الوجود ت ت هيمن ته وتدبيه ،فالاكم ية الطل قة له وحده عز و جل دون غيه .
فيجب على كل مسلم أن يعي هذه القاعدة ويفهمها جيدًا ويطبقها على أكمل وجه لنا
مضمون السلم ومقتضى كلمة ( ل إله إل ال ) فل إيان بدون اليان با .
عموم الرسالة الحمدية :
وما يب اليان به أيضًا عموم الرسالة الحمدية وشولا لكل متطلبات الياة ،وأنا
الشريعة الاتة والصالة للبشرية جعاء حت قيام الساعة ،حيث قال عز وجل ﴿ :اْلَيوْ مَ
أَكْمَ ْلتُ لَ ُكمْ دِينَكُ ْم وََأتْمَ ْمتُ َعلَيْكُ ْم ِنعْمَتِي
)(1ف ثلث آيات ،الول ف سورة النعام آية ، 57والثانية ،والثالثة ف سورة يوسف آية . 67 ، 40
93
ل َم دِينا ﴾ ( )1ويقول عصز وجصل ﴿ :مّاص َفرّطْنَا فِي الكِت ِ
َابص مِن ِسص َ
ُمص ال ْ
ِيتص لَك َُو َرض ُ
َابص ِتبْيَانا لّ ُكلّ شَ ْيءٍ َوهُدًى َورَحْمَةً شَ ْيءٍ ﴾ ( )2ويقول سصبحانه ﴿ :وََنزّلْنَا عَلَي َ
ْكص الْكِت َ
شرَى لِلْ ُمسْلِ ِميَ ﴾ (. )3
وَبُ ْ
وليس معن شول الشريعة وكمالا بميع متطلبات الياة هو الن صّية على كل جزئية
بعين ها ،فهذا أ مر متعذر وتم يل للن صوص ما ل تتمله ،وإن ا الراد أن ا جاءت بتف صيل
بعصض المور التص ل تتغيص ول تتأثصر بالزمان والكان والظروف الحيطصة ،أمصا مصا يتأثصر
بعوا مل الياة الحي طة ف قد جاءت الشري عة له بالقوا عد الكل ية ال ت من ها ي كن ا ستنباط
الحكام الختلفة بالوسائل الشروعة .وف هذا يقول المام الشاطب رحه ال ( :لو كان
الراد بالية -اْلَيوْ مَ أَكْ َملْ تُ لَكُ ْم دِينَ ُك مْ - ...الكمال بسب تصيل الزئيات بالفعل ،
فالزئيات ل ناية لا فل تنحصر برسوم .وقد نص العلماء على هذا العن ،فإنا الراد
الكمال بسصب مصا يتاج إليصه مصن القواعصد الكليصة التص يري عليهصا مصا ل نايصة له مصن
النوازل ) (. )4
فما يدث ويد من أقضية ل بد وأن يوجد ف الشريعة من القواعد الكلية والزئية
ال ت ي كن أن يرد إليها حكم هذه القضية ،أو يقاس عليها ،وهذه هي مه مة الجتهد ،
كما قال عمر بن عبد العزيز رضي ال عنه ( يدّ للناس من القضية بقدر ما أحدثوا من
فجور ) .وإل فل معن لعموم الشريعة وشولا لميع ما تتاجه البشرية من أحكام .
94
ويقول شيخ السلم ابن تيمية رحه ال ( :الصواب الذي عليه جهور أئمة السلمي
أن النصوص وافية بمهور أحكام أفعال العباد ،ومنهم من يقول إنا وافية بميع ذلك ،
وإنا أنكر ذلك من أنكره لنه ل يفهم معان النصوص العامة الت هي أقوال ال ورسوله
صع الكلم ،فيتكلم صث ممدًا بوامص وشولا ص لحكام أفعال العباد .وذلك أن ال بعص
بالكل مة الام عة العا مة ال ت هي قض ية كل ية ،وقاعدة عا مة تتناول أنواعًا كثية ،وتلك
النواع تتناول أعيانًا ل تصى ،فبهذا الوجه تكون النصوص ميطة بأحكام أفعال العباد )
( )1أ .هص .وقد وصف تلميذه ابن القيم رحه ال هذه النقطة بأنا ( :موضع مزلة أقدام
،ومضلة أفهام ،وهصو مقام ضنصك ،ومعترك صصعب ،فرّط فيصه طائفصة فعطلوا الدود
وضيعوا القوق وجرؤوا أهصل الفجور على الفسصاد ،وجعلوا الشريعصة قاصصرة ل تقوم
بصال العباد متاجة إل غيها ،وسدوا على نفوسهم طرقًا صحيحة من طرق معرفة الق
والتنف يذ له ،مع علم هم وعلم غي هم قطعًا أ نه حق مطا بق للوا قع ،ظنًا من هم منافت ها
لقوا عد الشرع ،ولع مر ال إن ا ل تناف ما جاء به الر سول وإن نا فت ما فهموه من
شريعتصه باجتهادهصم ،والذي أوجصب لمص ذلك نوع تقصصي فص معرفصة الواقصع ،وتنيصل
أحد هم على ال خر ،فل ما رأى ولة المور ذلك وأن الناس ل ي ستقيم ل م أمر هم إل
ل وف سادًا
بأ مر وراء ما فه مه هؤلء من الشري عة أحدثوا من أوضاع سياستهم شرًا طوي ً
عريضًا ) ...إل أن قال ( :وأفرطت طائفة أخرى قابلت هذه الطائفة فسوغت من ذلك
ما يناف حكم ال ورسوله .وكل الطائفتي أتيت من تقصيها ف معرفة ما بعث ال به
رسوله وأنزل به كتبه ) . )2( .أ .هص .
)(1مموع فتاوى شيخ السلم ابن تيمية ( . )19/280وقريب من هذا النص ف منهاج السنة (. )3/163
)(2الطرق الكمية لبن القيم (ص . )14 ، 13وانظر :إعلم الوقعي له (. )4/375
95
فالقصود أن شريعة ال وافية بكل ما تتاجه البشرية وما من قضية إل ولا ف كتاب
ال و سنة ر سوله ح كم ،إ ما ن صًا أو ظاهرًا أو ا ستنباطًا أو غ ي ذلك من الدللت ،
علم ذلك من علمه وجهله من جهله ( ، )1وإل لكان ذلك تكذيبًا ل عز و جل القائل ﴿
اْلَيوْمَ أَكْ َملْتُ لَكُ ْم دِينَكُ ْم ﴾ ...الية ( )2واستنقاصًا لشرعه ولبيان ال ورسوله ،وحكمًا
عليه بعدم الكفاية للناس عند التنازع وقد قال عز وجل ﴿ :فَإِن تَنَا َز ْعتُ مْ فِي َش ْيءٍ َف ُردّو هُ
()3
إِلَى اللّ هِ وَالرّ سُولِ إِن كُنتُ مْ ُت ْؤمِنُو نَ بِاللّ ِه وَاْلَيوْ مِ ال ِخرِ ذَلِ كَ خَْي ٌر وَأَحْ سَنُ تَ ْأوِيلً ﴾
ويلحصظ فص التعصبي أنصه قال ﴿ :فِي شَ ْيءٍ ﴾ وهصي نكرة فص سصياق الشرط فتدل على
العموم أي :كصل شيصء صصغيًا كان أو كصبيًا ،والتنازع شامصل لمور الديصن والدنيصا .
جرَ بَْيَنهُ ْم ...ل َورَبّ كَ لَ ُي ْؤمِنُو نَ حَتّ َى يُحَكّمُو كَ فِيمَا َش َ وكذلك ال ية الخرى ﴿ :فَ َ
﴾ الية ( )4فإن اسم الوصول مع صلته من صيغ العموم عند الصوليي وغيهم ،وذلك
العموم والشمول هو من ناح ية الجناس والنواع ،ك ما أ نه من ناح ية القدر ،فل فرق
\ هنا بي نوع ونوع ،كما أنه ل فرق بي القليل والكثي .
)(1يقول ابن رجب النبلي رحه ال ( :ما ينبغي أن يعلم أن ذكر الشيء بالتحليل والتحري ما قدم يفى
فهمه من نصوص الكتاب والسنة ،فإن دللة هذه النصوص قد تكون بالنص والتصريح ،وقد تكون بطريق
العموم والشمول ،وقد تكون بطريق الفحوى والتنبيه ...وقد تكون دللته بطريق مفهوم الخالفة ...وقد
أخذ الكثرون بذلك وجعلوه حجة ،وقد تكون دللته من باب القياس ،فإذا نصّ الشارع على حكم ف
شيء لعن من العان وكان ذلك العن موجودًا ف غيه فإنه يتعدى الكم إل كل ما وجد فيه ذلك العن عند
جهور العلماء ،وهو من باب العدل واليزان الذي أنزله ال وأمر بالعتبار به ،فهذا كله ما يعرف به دللة
النصوص على التحليل والتحري ) أ .هص .جامع العلوم والكم (ص . )267
)(2سورة الائدة آية . 3
) (3سورة النساء آية . 59
)(4سورة النساء آية . 65
96
والراد بالتحاكم إل ال والرسول أي :إل كتاب ال وسنة رسوله (. )1
وب عد أن تبي ل نا هذا كان لزامًا علي نا معر فة ما هي المور ال ت بي نت الشري عة في ها
الكليات والزئيات التف صيلية الدقي قة ،و ما هي المور ال ت أعطت نا في ها القوا عد الكل ية
العامة وسوغت التفصيلت لجتهدي المة ينظرون ف القواعد الشرعية الكلية والحكام
الخرى ويقي سون بعض ها على بعض ،مع مراعاة ال صال والقواعد ال صولية العا مة ال ت
راعت ها الشري عة عمومًا ،و ما هي ال سائل ال ت أباح ال ل نا إشغال العقول في ها والب حث
عنها وعن دقائقها .كان لزامًا علينا معرفتها وتفصيلها حت ل يلتبس علينا المر ونكون
على بينة من أمرنا .
جوانب الياة البشرية :
لذا نستطيع أن نقسم الياة البشرية إل ثلثة أقسام ل تلو من أحدها ( )2وهي :
-1جوانب ثابتة متعلقة بقيقة النسان ذاته :ل تتغي بتغي الظروف والحوال ول
تتبدل إطلقًا ،فهذه جاءت الشريعة لا بأحكام تفصيلية دقيقة وواضحة ،وذلك كأحكام
السرة ،وكالدود ،والشعائر التعبدية .ونو ذلك .
-2جوانب ثابتة الوهر والدف ولكنها متجددة الصور ومتغية الساليب لرتباطها
بتغيات الزمان والكان ،فهذه جاءت الشريعة لا بأحكام
)(1كما فسره بذلك ماهد وغيه من السلف .انظر :تفسي القرآن العظيم لبن كثي (. )2/304
)(2انظر :العلمانية نشأتا وتطورها وآثارها ف الياة السلمية العاصرة للشيخ سفر بن عبد الرحن الوال
(ص )695بتصرف .من مطبوعات مركز البحث العلمي وإحياء التراث السلمي بامعة أم القرى ط .
أول 1402هص .
97
كلية وقواعد عامة تفظ الانب الثابت فيه وتبقى الوانب ذات العلقة بالتغي مسموح
الجال في ها للمجت هد الذي ملك أدوات الجتهاد أن يبي جزئيات ا الدقي قة النا سبة لتلك
الفترة ،وذلك كالنهج القتصادي للدولة ،والطة التعليمية والدارية ،والنظمة الرورية
،وقواني السي ونو ذلك .فمثلً النهج القتصادي قد وضعت له الشريعة قواعد عامة
وكليات ثابتة ل تتغي ول بد من مراعاتا والسي على ضوئها عند رسم أي منهج ف أي
عصر أو مصر .فقد أوضحت الشريعة أن الال ملك ل عز وجل ،والبشر مستخلفون
فيه ،وأوضحت وجوب تأمي الضروريات لكل فرد ،وتري أكل أموال الناس بالباطل
ف أي صورة من صوره ،وتري الربا والكوس ،والنهي عن الحتكار والشع وتقرير
حصق اللكيصة الفرديصة ،والنهصي عصن أن يكون دولة بيص الغنياء ،والثص على النفاق
ووجوبه ف بعض الحيان ( ، )1وأوجبت الزكاة وبينت أنصبتها ومصارفها وجيع دقائقها
...إل غي ذلك ،أما وضع الطط القتصادية وطرق الستثمار وتديد النظمة الكفيلة
بإعطاء كل ذي حق ح قه ،وحفظ أموال السلمي من ع بث العابثي ،وكيف ية التعا مل
الباح بي الؤسسات العامة والاصة وإشراف الدولة ...إل فهذا راجع إل اجتهاد المة
فص إطار تلك القواعصد والقيود العامصة ،يقول الدكتور ممصد عبصد الواد ممصد ( :مصن
الواجب أن تؤخذ معظم ( )2الحكام والقواعد الت وضعت ها هذه الن ظم ( أي الوضعية )
من الحكام والقواعد الت استنبطها الفقهاء السلمون ف الذاهب الفقهية الختلفة .أما
العاملت ال ت جدت ب سبب الخترعات الدي ثة ف من الم كن وضصع أحكام ل ا بطر يق
القياس أو القتباس ف حدود القواعد الصولية ف الفقه السلمي ) ( )3وبذا تأخذ الصبغة
الشرعية .
98
()1
ل كن يشترط ف هذا الجت هد ال ستنبط أن يكون مالكًا لدوات الجتهاد وأهل له
كما يشترط أل يصادم نصًا شرعيًا فليس من حق أي موظف أو مستشار قانون ل يعرف
من السلم إل اسه أن يقوم برسم هذه الطط والنظمة .
وقد وضع المام الشافعي قاعدة جليلة دقيقة ف نو هذا ،ولكنه ل يضعها ف الذين
يشّرعون القواني عن مصادر غي إسلمية ،فقد كانت بلد السلم إذ ذاك بريئة من هذا
العار ،ولكنه وضعها ف الجتهدين العلماء من السلمي الذين يستنبطون الحكام قبل أن
يتثبتوا ما ورد ف الكتاب والسنة الصحيحة ،ويقيسون ويتهدون برأيهم على غي أساس
صحيح ،ح ت ولو وا فق ال صواب ح يث يقول ( :و من تكلّف ما ج هل ،و ما ل تثب ته
معرفته كانت موافقته للصواب -إن وافقه من حيث ل يعرفه -غي ممودة وال أعلم ،
وكان بطئه غي معذور إذا ما نطق
)(1اشترط علماء الصول ف الجتهد عدة شروط نملها فيما يلي :
-1أن يكون عارفًا بالكتاب والسنة ،بأن يعرف مظان الحكام وكيفية استنباطها ،وأن يكون عارفًا
بأسباب النول وما ورد ف تفسيها وتأويلتا وبالناسخ والنسوخ وبصحة الديث من ضعفه .
-2أن يكون عارفًا بالجاع وحجيته ومظان وجوده .
-3أن يكون عالًا بوجوه القياس وعلل الحكام والكم التشريعية الت شرعت من أجلها الحكام .
-4أن يعرف من النحو والفقه ما يكفيه ف معرفة ما يتعلق بالكتاب والسنة من نص ظاهر وممل وحقيقة
وماز وعام وخاص ومطلق ومقيد ..إل .
-5أن يكون عنده ملكة الستنباط ،وأن يكون ذكي الفؤاد متوقد الذهن ،وأن يكون خبيًا بوقائع
وأحوال الناس ومعاملتم ومصالهم ...فإذا تعذرت هذه الشروط فالمثل المثل .انظر :ف ذلك روضة
الناظر لبن قدامة (ص )190والدخل إل مذهب المام أحد لبن بدران (ص )181وعلم أصول الفقه
لعبد الوهاب خلف (ص . )218
99
فيما ل ييط علمه بالفرق بي الطأ والصواب فيه ) (. )1
يقول الستاذ أحد شاكر تعليقًا على هذا ( :ومعن هذا واضح أن الجتهد ف الفقه
ال سلمي على قوا عد ال سلم ل يكون معذورًا إذا ما كان اجتهاده على غ ي أ ساس من
معرفة ،وعن غي تثبيت ف البحث عن أدلة الكتاب والسنة ،حت لو أصاب ف الكم إذ
تكون إصابته مصادفة ل تب على دليل ،ول تب على اجتهاد صحيح .
أما الذي يتهد ويتشرع على قواعد خارجة عن قواعد السلم فإنه ل يكون متهدًا ،
ول يكون م سلمًا إذ ق صد إل و ضع ما يراه من الحكام واف قت ال سلم أم خالف ته ،
فكا نت موافق ته لل صواب إن واف قه من ح يث ل يعر فه بل من ح يث ل يق صده غ ي
ممودة ،بل كانوا با ل يقلون عنهم كفرًا حي يالفون هذا وهذا بديهي . )2( ) ...
-3أما المور الدنيوية الحضة :كأساليب تطوير الزراعة والصناعة ،والتعرف على
خ صائص الادة ،وال ستفادة من ها ف عمارة الرض ،و سائر النش طة البشر ية ال ت ل
علقصة لاص بالتحليصل أو التحريص ،ول بالدى والضلل ،فهذه قصد وكلهصا ال إل نفصس
النسان ليجد ويتهد ويبحث ويعمل فيها بسب ما يوصله عقله وتفكيه .وهذه هي
التص قال فيهصا النصب « :أنتصم أعلم بأمور ديناكصم » ( )3وهذه مندرجصة تتص حكصم
البا حة ،إل أن ا تب قى خاض عة للغا ية ال ساسية من الوجود و هي العبادة ك ما قال تعال
َ ﴿ :ومَا َخَل ْقتُ الْجِ ّن وَالِنسَ إِل لَِيعْبُدُونِ ﴾ ( )4فإذا أريد بذه العمال وجه ال ،
)(1الرسالة للمام الشافعي تقيق أحد شاكر (ص )53ط .ثانية 1399هص .ن .مكتبة دار التراث .
)(2انظر :تعليقه على مسند المام أحد (. )6/304
)(3رواه مسلم ك الفضائل .ب :وجوب امتثال ما قاله شرعًا دون ما ذكره من معايش الدنيا ،ح
، )4/1836( 2363ابن ماجة ف ك :الرهون .ب ، 15 :تلقيح النخل ،ح ، )2/825( 1471
وأحد ف السند (. )3/152
)(4سورة الذاريات آية . 56
100
والتّقوّي على طاع ته ون صرة دي نه ،فإن ا تكون داخلة ف مفهوم العبادة ويثاب الع بد على
فعل ها ،وإن أر يد ب ا الكابرة والرياء والتعال على ال ومار بة ال ور سوله فإ نه يعا قب
عليها .
حكم سياسة الدنيا بغي الدين :
والن بعد أن عرفنا شول الشريعة لميع جوانب الياة بقي علينا أن نعرف حكم من
ل يسس الدنيا بذا الدين ،أو بعبارة أخرى من ل يُحَكّم دين ال ف شؤون هذه الياة ،
واستبداله بالقواني الوضعية الت وضعها البشر ،ولن ند كبي عناء ف البحث عن هذا
الكم فقد بيّنه ال عز وجل ف العديد من اليات الصرية .
ك َومَا -1فمنها قوله عز وجل ﴿ :أََلمْ َترَ إِلَى الّذِي َن َي ْزعُمُونَ أَّنهُ ْم آمَنُواْ بِمَا أُنزِلَ إَِليْ َ
ص َوُيرِيدُ
ُوتص وَقَدْ ُأ ِمرُواْ أَن يَ ْك ُفرُواْ بِه ِ
ص أَن يََتحَاكَمُواْ ِإلَى الطّاغ ِ ص ُيرِيدُون َ
أُنزِ َل مِصن قَْبلِك َ
ُمص ضَللً َبعِيدا ﴾ ( )1والذي يظهصر مصن أول وهلة مصن التعصبي بقوله َانص أَن ُيضِّله ْ
الشّيْط ُ
﴿ َي ْزعُمُو نَ ﴾ التكذيب لم فيما ادعوه من اليان ،فيكون ال قد نفي عنهم اليان
ب سبب التحا كم إل غ ي شرع ال ،وذلك ل نه ل يت مع التحا كم إل غ ي شرع ال مع
ل ،بل أحدها ينا ف الخر ،ول يكون هناك إيان حقًا إل بعد اليان ف قلب عبد أص ً
ّهص َفقَدِ
ُوتص وَُيؤْم ِن بِالل َِنص يَ ْك ُفرْ بِالطّاغ ِ الكفصر بالطاغوت كمصا قال عصز وجصل ﴿ :فَم ْ
سكَ بِاْل ُع ْروَةِ اْل ُوْثقَىَ لَ انفِ صَامَ لَهَا وَاللّ هُ َسمِي ٌع عَلِي مٌ ﴾ ( )2وهذا هو مع ن ( :ل ا سْتَمْ َ
إله إل ال ) .
والطاغوت :مشتق من الطغيان :وهو ماوزة الد ،فكل من حكم بغي ما جاء به
النب ،أو حاكم إل غي ما جاء به النب
101
فقد حكم بالطاغوت وحاكم إليه ،وذلك من حق كل أحد أن يكون حاكمًا با جاء به
النب فقط ل بلفه ،كما أن من حق كل أحد أن ياكم إل ما جاء به النب ،فمن
ح كم بلفه أو حا كم إل خلفه فقد ط غى وجاوز حده حكمًا أو تكيمًا فصار بذلك
طاغوتًا لتجاوزه حده ) (: )1
ل َورَبّ كَ لَ ُي ْؤمِنُو نَ حَتّىَ يُحَكّمُو َك فِيمَا -2و من الدلة أيضًا قوله عز و جل ﴿ :فَ َ
ت وَيُسَلّمُواْ تَسْلِيما ﴾ ( )2فهنا نرى سهِ ْم َحرَجا مّمّا َقضَيْ َ جرَ َبيَْنهُمْ ثُمّ لَ يَجِدُواْ فِي أَنفُ ِ
شَ َ
أن ال عز وجل ُيقْ سِم بذاته العلية على نفي اليان عن من ل يُحَكّ ْم رسول ال ،ول
يكت فّ بجرد التحكيم فقط ،بل أضاف إليه عدم وجود شيء من الرج ف نفوسهم ،
ول يكتف بذلك أيضًا بل ل بد من النقياد الطلق والتسليم التام لكمه .
وند أيضًا أن ال عز وجل قد أطلق على من ل يكم با أنزل ال :الكفر ،والظلم ،
()3
ك هُمُ الْكَاِفرُونَ ﴾
والفسوق ،فقال عز وجل ﴿ َومَن لّ ْم يَحْكُم بِمَا أَنزَ َل اللّهُ فَُأوْلَصِئ َ
و ﴿ َومَن لّمْ يَحْكُم بِمَا أنزَ َل اللّهُ فَُأ ْولَصِئكَ هُ ُم الظّاِلمُونَ ﴾ ( )4و ﴿ َومَن لّمْ َيحْكُم بِمَا
ك هُ مُ اْلفَا ِسقُونَ ﴾ ( )5و قد روي أن ا نزلت ف أ هل الكتاب ل ا حرّفوا أَنزَ َل اللّ هُ فَُأوْلَ صِئ َ
دينهم وهي -وإن ثبت ذلك -فهي عامة ف كل من ل يكم با أنزل ال ،لن العبة
بعموم اللفظ ل بصوص السبب ،وقد رد على القائلي بذا القول حذيفة رضي ال عنه
فقال ( :نعم الخوة لكم بنو إسرائيل ،إن كانت لم كل ُمرّة ،ولكم
102
كل حلوة ،كل وال لتسلكن طريقهم قدر الشراك ) (. )1
وقيل فيها أيضًا أنا ( :كفر دون كفر ) أي :غي ناقل من اللة كما روي ذلك عن
ابن عباس وطاوس وغيها (. )2
والق أنا تبقى على إطلقها فقد يرج من اللة ،وقد يكون كفرًا أصغر بسب حال
الاكم ،كما قال شارح الطحاوية ( :إنه إن اعتقد -أي الاكم -أن الكم بغي ما
أنزل ال غ ي وا جب ،وأ نه م ي ف يه ،أو ا ستهان به مع تيق نه أ نه ح كم ال فهذا ك فر
أ كب ،وإن اعت قد وجوب ال كم ب ا أنزل ال ،وعل مه ف هذه الواق عة ،وعدل ع نه مع
اعترافه بأنه مستحق للعقوبة ،فهذا عاص ،ويسمى كافرًا كفرًا مازيًا ،أو كفرًا أصغر )
( . )3قلت :وعلى هذا يت مل تف سي ا بن عباس ،وطاوس ر ضي ال عنه ما :الك فر بأ نه
كفر دون كفر .
كلم الشيخ ممد بن إبراهيم رحه ال :
وقصد أوسصع الوضوع بثًا الشيصخ ممصد بصن إبراهيصم رحهص ال تعال -مفتص الديار
السعودية سابقًا -فقال ( :ومن المتنع أن يسمي ال سبحانه وتعال الاكم بغي ما أنزل
ال كافرًا ول يكون كافرًا ،بل هو كافر مطلقًا إما كفر عمل أو كفر اعتقاد . ) ...
قال ( :أما الول :وهو كفر العتقاد فهو أنواع :
أحدها :أن يحد الاكم بغي ما أنزل ال أحقية حكم ال ورسوله ،وهو معن ما
روي عن ابن عباس .واختاره ابن جرير أن ذلك :جحود ما أنزل ال من الكم الشرعي
،وهذا ل نزاع فيه بي أهل العلم .
103
الثا ن :أن ل ي حد الا كم بغ ي ما أنزل ال كون ح كم ال ور سوله حقًا ،ل كن
اعتقد أن حكم غي الرسول أحسن من حكمه وأت وأشل لا يتاجه الناس من الكم
بينهم عند التنازع ،إما مطلقًا أو بالنسبة إل ما استجد من الوادث الت نشأت مع تطور
الزمان وتغ ي الحوال ،وهذا أيضًا ل ر يب أ نه ك فر لتفضيله أحكام الخلوق ي ال ت هي
مض زبالة الذهان وصرف حثالة الحكام عن حكم الكيم البي ...
الثالث :أل يعتقد كونه أحسن من حكم ال ورسوله لكن اعتقد أنه مثله فهذا :
كالنوع ي اللذ ين قبله ف كو نه كافرًا الك فر النا قل عن اللة ل ا يقتض يه ذلك من ت سوية
الخلوق بالالق ...
الرابع :أل يعتقد كون حكم الاكم بغي ما أنزل ال ماثلً لكم ال ورسوله فضلً
عن أن يعتقد كونه أحسن منه ،لكن اعتقد جواز الكم با يالف حكم ال ورسوله ،
فهذا كالذي قبله يصدق عل يه ما يصدق عليه لعتقاده جواز ما علم بالن صوص الصرية
القاطعة تريه .
الامس :وهو أعظمها وأشلها وأظهرها معاندة للشرع ومكابرة لحكامه ،ومشاقة
صلً وتفريعًا
ل ورسصوله ،ومضاهاة بالحاكصم الشرعيصة ،إعدادًا وإمدادًا وإرصصادًا وتأص ي
ل وتنويعًا وحكمًا وإلزامًا ومراجصع ومسصتندات ،فكمصا أن للمحاكصم مراجصع وتشكي ً
م ستمدات مرجع ها كل ها إل كتاب ال و سنة ر سوله ،فلهذه الحا كم مرا جع هي :
القانون اللفصق مصن شرائع شتص ،وقوانيص كثية :كالقانون الفرنسصي ،والقانون
المري كي ،والقانون البيطا ن ،وغي ها من القوان ي ،و من مذا هب ب عض البدعي ي
النتسبي إل الشريعة وغي ذلك .فهذه الحاكم الن ف كثي من أمصار الِسلم مهيأة
مكمّلة ،مفتوحة البواب ،والناس
104
إلي ها أ سراب إ ثر أ سراب ،ي كم حكامها ب ا يالف ح كم ال سنة والكتاب ،من أحكام
ذلك القانون وتلزمهم به وتقرهم عليه وتتمه عليهم ،فأي كفر فوق هذا الكفر ،وأي
مناقضة للشهادة بأن ممدًا رسول ال بعد هذه الناقضة ...
ال سادس :ما ي كم به كث ي من رؤ ساء العشائر والقبائل من البوادي ونو هم من
حكايات آبائ هم وأجداد هم وعادات م ال ت ي سمونا ( سلومهم ) يتوارثون ذلك من هم ،
ويكمون بصه ،ويصصلون على التحاكصم إليصه عنصد الناع ،بقاء على أحكام الاهليصة
وإعراضًا ورغبة عن حكم ال ورسوله ،فل حول ول قوة إل بال .
وأما القسم الثان :من مسمى كفر الاكم بغي ما أنزل ال ،وهو الذي ل يرج عن
اللة ،فقد تقدم تفسي ابن عباس رضي ال عنهما لقول ال عز وجل َ ﴿ :ومَن لّمْ َيحْكُم
ك هُ مُ الْكَاِفرُو نَ ﴾ قد شل ذلك القسم ،وذلك ف قوله رضي ال بِمَا أَنزَ َل اللّ هُ فَُأوْلَصِئ َ
عنه ف الية ( كفر دون كفر ) وقوله ( :ليس بالكفر الذي تذهبون إليه ) .أ .هص .
وذلك أن تمله شهوتصه وهواه على الكصم فص القضيصة بغيص مصا أنزل ال مصع اعتقاده أن
حكم ال ورسوله هو الق ،واعترافه على نفسه بالطأ ومانبة الدى ) .أ .هص (. )1
-4واليات ف حكم الاكم بغي ما أنزل ال كثية يصعب استقصاؤها ،منها قوله
تعال ف سورة التو بة ﴿ :اتّخَذُواْ أَحْبَا َرهُ ْم َو ُرهْبَاَنهُ مْ َأرْبَابا مّ ن دُو نِ اللّ هِ وَالْمَ سِي َح ابْ نَ
()2
شرِكُو نَ ﴾ َمرْيَ َم وَمَا ُأ ِمرُواْ إِل ِلَيعْبُدُواْ إِلَ صها وَاحِدا ل إِلَ صهَ إِل ُهوَ ُسبْحَاَنهُ عَمّ ا يُ ْ
ويفسرها حديث عدي بن حات رضي ال عنه
)(1تكيم القواني لحمد بن إبراهيم (ص )8 - 5وقد نقلته بطوله مع الختصار قدر المكان لهيته وقوته
العلمية ،وللحاجة الاسة إليه خصوصًا ف عصرنا الاضر .
)(2سورة التوبة آية . 31
105
عندما سع النب يتلوها فقال :يا رسول ال لسنا نعبدهم ،قال « :أليسوا يلون لكم
مصا حرم ال فتحلونصه ؟ ويرمون مصا أحصل ال فتحرمونصه ؟ » قال :بلى ،قال « :فتلك
عبادت م » ( . )1فالا كم الذي يشّرع للناس ،فيح ّل ل م ما حرّم ال ،ويرم علي هم ما
أحل ال قد جعل نفسه ربًا لم .
ومن ها كذلك ف سورة النور ﴿ ...وََيقُولُو نَ آمَنّ ا بِاللّ هِ وَبِالرّ سُو ِل وَأَ َطعْنَا ثُمّ َيَتوَلّى
ك َومَا ُأوْلَئِكَ بِالْ ُم ْؤمِِنيَ * وَِإذَا ُدعُوا إِلَى اللّ ِه َورَ سُوِلهِ لَِيحْكُ َم بَْيَنهُ مْ َفرِي ٌق مّْنهُم مّن َبعْ ِد ذَلِ َ
ِإذَا َفرِي ٌق مّنْهُم مّ ْع ِرضُو نَ ﴾ ...إل قوله ﴿ :إِنّمَا كَا نَ َقوْ َل الْ ُم ْؤمِنِيَ ِإذَا ُدعُوا إِلَى اللّ هِ
ك هُمُ الْ ُمفِْلحُونَ ﴾ (. )2 َورَسُوِلهِ لِيَحْكُ َم بَْيَنهُمْ أَن َيقُولُوا سَ ِمعْنَا وَأَ َطعْنَا وَُأوْلَِئ َ
ومنها قوله تعال ف سورة ممد ﴿ :إِنّ الّذِينَ ا ْرتَدّوا عَلَى َأ ْدبَا ِرهِم مّن َبعْدِ مَا تََبيّنَ
َلهُ مُ اْلهُدَى الشّْيطَا ُن َسوّلَ َلهُ ْم وََأمْلَى َلهُ ْم * ذَلِ كَ بِأَّنهُ ْم قَالُوا لِلّذِي نَ َك ِرهُوا مَا َنزّلَ اللّ هُ
سَُنطِيعُكُمْ فِي َبعْضِ ا َل ْم ِر . )3( ﴾ ...
وقد سى ال سبحانه وتعال هذا النوع من الكم بأنه ( :حكم الاهلية ) وذلك ف
سنُ مِ َن الّل ِه
قوله ﴿ :أَفَحُكْ َم الْجَاهِلِيّةِ َيْبغُونَ َومَنْ أَحْ َ
106
حُكْما ّل َقوْ مٍ يُوِقنُو نَ ﴾ ( )1فج عل ال كم حكم ي ل ثالث ل ما :ح كم إ سلمي ،و هو
الكم :بكتاب ال وسنة رسوله ،وحكم جاهلي ،وهو :ما خالف ذلك .
وليست الاهلية فترة مددة من الزمان والكان انتهت ،إنا كل متمع يكم بغي ما
أنزل ال فهو متمع جاهلي مهما أوت من قوة مادية ،ومن كشوفات علمية خارقة ،وقد
قال رسول ال « :أبغض الناس إل ال ثلثة » .وذكر منهم « مبتغ ف السلم سنة
الاهلية » ( . )2وقال عل يه الصلة والسلم لب ذر « :إنك امرؤ فيك جاهلية » .قال
ال سن الب صري ر ضي ال ع نه ( :من ح كم بغ ي ما أنزل ال فح كم الاهل ية ) (. )3
وقال ا بن ح جر ( :كل مع صية تؤ خذ من ترك وا جب أو ف عل مرم ف هي من أخلق
الاهلية ) (. )4
و من ذلك ما ابتلي به ال سلمون اليوم من ت سلط ب عض الطغاة على مقال يد ال كم ،
واتاذهم حكم الاهلية شرعة ومنهاجًا لم ،وتركهم حكم ال وراءهم ظهريًا كأنم ل
يعلمون ،يقول ال ستاذ أح د شا كر رح ه ال ( :نرى ف ب عض بلد ال سلمي قوان ي
ضُر بت علي ها ،نقلت عن أورو با الوثن ية اللحدة ،و هي قوان ي تالف ال سلم مال فة
جوهر ية ف كث ي من أ صولا وفروع ها ،بل إن ف بعض ها ما ين قض ال سلم ويهد مه ،
وذلك أمر واضح بديهي ،ل يالف فيه إل من يغالط نفسه ،ويهل دينه أو يعاديه من
حيث يشعر أو ل يشعر ،وهي ف كثي من
107
أحكامها أيضًا توافق التشريع السلمي ،أو ل تنافيه على القل ،وإن العمل با ف بلد
السلمي غي جائز حت فيما يوافق التشريع السلمي ،لن من وضعها حي وضعها ل
ين ظر إل موافقت ها لل سلم أو مالفت ها ،إن ا ن ظر إل موافقت ها إل قوان ي أورو با ،أو
لبادئها وقواعدها ،وجعلها هي الصل الذي يرجع إليه ،فهو آث مرتد بذا سواء أوضع
حكمًا موافقًا للسلم أم مالفًا له . )1( ) ....
ويرى فضيلته أن الواقع ف هذا الرم العظيم من الناس ثلثة وهم :
-1التشرع ( :ويقصصد بصه فص مصصطلحاتم اليئة التشريعيصة ،وعلى رأسصهم المصر
بذلك ،و هو الا كم العلى للدولة ،الذي يع ي اليئة ويأمر ها بذلك ويدد ل ا مهمت ها
ويصادق على ما تتبناه من تشريعات ) .قال ع نه :فإ نه يضع هذه القواني و هو يعتقد
صحتها وصحة ما يعمل ،فهذا أمره بَيّن وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم ) (. )2
-2الدافع ( :وهو الذي يدافع عن هذه القواني وينفذها ) قال عنه ( :فإنه يدافع
بالق وبالباطل الخالف للسلم معتقدًا صحته فهو كزميله التشرع ،وإن كان غي ذلك
كان منافقًا خالصًا مهما يعتذر بأنه يؤدي واجب الدفاع ) (. )3
-3الاكصم :وهصو الذي يقضصي ويكصم بيص الناس بذه القوانيص ،فعصن هذا يقول
الستاذ أحد شاكر ( :قد يكون له ف نفسه عذر حي يكم با يوافق السلم من هذه
القواني ،وإن كان
108
التحقيق الدقيق ل يعل لذا العذر قيمة ،أما حي يكم با يناف السلم ما ن صّ عليه
الكتاب وال سنة ،وم ا تدل عل يه الدلئل من ها فإ نه على اليقي م ا يد خل ف هذا الد يث
يق صد حد يث « :وعلى الرء ال سمع والطا عة في ما أ حب أو كره ،إل أن يؤ مر بع صية
فل سع ول طا عة » .قد أ مر بع صية القوان ي ال ت يرى أن عل يه واجبًا أن يطيع ها لن ا
أمرته بعصية ،بل با هو أشد من العصية أن يالف كتاب ال وسنة رسوله فل سع ول
طاعة ،فإن سع وأطاع كان عل يه من الوزر ما كان على آمره الذي وضع هذه القواني
وكان كمثله سواء ) (. )1
-4كما يكن أن يضاف إل ما ذكره الشيخ صنف رابع وهو ( :الحكوم ) خاصة
إذا رضي وتابع ،فعلى الحكوم أل يتحاكم إليها ،وأن يبيّن حرمة ذلك ،وأن يسعى ف
سبيل مقاومت ها والتحا كم إل شرع ال قدر ا ستطاعته ول يكلف ال نف سًا إل و سعها .
وقد قال ف الديث الذي روته أم سلمة رضي ال تعال عنها أن رسول ال قال « :
إنصه يسصتعمل عليكصم أمراء فتعرفون وتنكرون ،فمصن كره فقصد برئ ،ومصن أنكصر فقصد
سلم ،ولكن من رضي وتابع » ( . )2أما ف حالة الجبار والضرورة الشرعية فالضرورة
تقدّر بقدرها .
والن ب عد أن عرف نا وجوب سياسة الدن يا بشرع ال النل ،وأ نه ل مال للتردد ول
للتخيي ،فالقضية قضية إيان وكفر ،قضية إسلم
109
أو ل إسصلم ،فل غرابصة أن يكون هذا مصن أهصم مقاصصد المامصة العظمصى وهصو غايتهصا
وهدف ها الذي من أجله شر عت ،نود أن نتعرف على ب عض القا صد الفرع ية النات ة عن
هذه القيقة الكلية فمنها :
القاصد الفرعية :
-1العدل ورفع الظلم :
وهذا من أهم القاصد وأسى الطالب الت أمر السلم بتطبيقها ،ول يعل السلم
اللتزام بذا المر خا صًا بالكام فحسب ،بل أمر كل إنسان بالعدل ف جيع أموره الت
يزاولا سواء ف ذلك ما يتصل بالسرة أو بالار أو بغي ذلك …
وقد تتطابق على وجوب العدل آيات الكتاب الكيم ،وأحاديث الرسول .
أما اليات فكثية جدًا منها :
َنص
ّهص يَ ْأ ُمرُ بِاْلعَدْ ِل وَالِحْسصَا ِن وَإِيتَاء ذِي اْل ُقرْبَى وَيَنْهَى ع ِ قوله عصز وجصل ﴿ :إِنّ الل َ
حشَاء وَالْمُن َكرِ وَالَْبغْيِ َيعِظُ ُكمْ َلعَلّكُمْ َتذَ ّكرُونَ﴾ ( . )1ومنها قوله عز وجل ﴿ :إِنّ اللّهَ اْلفَ ْ
يَ ْأ ُمرُكُ مْ أَن تُؤدّوْا ا َلمَانَا تِ إِلَى َأهِْلهَا وَِإذَا حَكَ ْمتُم بَيْ نَ النّا سِ أَن تَحْكُمُواْ بِاْلعَدْلِ إِنّ اللّ هَ
ِنعِمّا َيعِظُكُم ِبهِ إِ ّن الّلهَ كَا َن سَمِيعا َبصِيا ﴾ (. )2
ومنها قوله عز وجل ﴿ :وَِإذَا قُ ْلتُ ْم فَاعْدِلُوْا وََلوْ كَا َن ذَا ُق ْربَى وَِب َعهْدِ اللّ هِ َأوْفُوْا ذَلِكُ مْ
َوصّاكُم ِبهِ َلعَلّكُمْ تَ َذ ّكرُونَ ﴾ (. )3
110
جرِمَنّكُمْ شَنَآ ُن َقوْمٍ َعلَىبل قد أوجب ال العدل حت مع العداء قال تعال ﴿ :وَلَ َي ْ
أَلّ َتعْدِلُواْ اعْدِلُواْ ُهوَ َأ ْقرَ بُ لِلّت ْقوَى وَاّتقُواْ اللّ هَ إِنّ اللّ هَ خَبِيٌ بِمَا َتعْمَلُو نَ ﴾ ( ، )1وأمر نبيه
داود عليه السلم بالكم بالعدل -وهو الق -وناه عن إتباع الوى مع أنه نب معصوم
س بِالْحَقّ وَلَا
،فقال عز وجل ﴿ :يَا دَاوُودُ ِإنّا َجعَ ْلنَاكَ َخلِيفَ ًة فِي الَْأرْضِ فَاحْكُم بَيْ َن النّا ِ
َتتّبِ عِ اْل َهوَى فَُيضِلّ كَ عَن سَبِيلِ اللّ هِ إِنّ الّذِي َن َيضِلّو َن عَن َسبِي ِل اللّ هِ َلهُ ْم عَذَا بٌ شَدِي ٌد بِمَا
نَسُوا َي ْومَ اْلحِسَابِ ﴾ ( )2إل غي ذلك من اليات .
أما الحاديث النبوية فكثية أيضًا منها :
-1حديث السبعة الذين يظلهم ال يوم ل ظل إل ظله ،وذكر منهم إمام عادل (. )3
-2ومنهصا قوله « :ليصس مصن وال أمصة َقلّت أو كثرت ل يعدل فيهصا إل كبّهص ال
تبارك وتعال على وجهه ف النار » (. )4
111
-3ومن ها ما رواه أ بو هريرة ر ضي ال تعال ع نه عن ال نب قال « :ما من أم ي
عشرة إل يؤتى به يوم القيامة مغلو ًل ،ل يفكه إل العدل أو يوبقه الور» (. )1
-4ومنها قوله « :القسطون على منابر من نور عن يي الرحن ،وكلتا يديه يي
،هم الذين يعدلون ف حكمهم وأهلهم وما ولوا » (. )2
-5وقد روى أبو عبيد بسنده إل أب هريرة رضي ال عنه عن النب قال « :لعمل
المام العادل ف رعيته يومًا واحدًا أفضل من عبادة العابد ف أهله مائة عام أو خسي عامًا
» ( )3شك هشيم ( وهو شيخ أب عبيد ) .إل غي ذلك من الحاديث الكثية .
وف مقابل ذلك ندد السلم بالظلم والظالي وتوعدهم ،واليات والحاديث ف هذا
كثية منها قوله « :إن ال ليملي للظال حت إذا أخذه ل يفلته » (. )4
وقد جعل ال الظلم من أسباب هلك المم .فما من دولة
)(1رواه المام أحد ف السند وقال اليثمي :إسناده جيد ورجاله رجال لصحيح وقال النذري :أخرجه
البزار بإسناد رجال الصحيح .انظر :الفتح الربان ( ، )23/14ورواه الدارمي ف سننه (. )2/240
)(2رواه مسلم ف ك :المارة .ب :فضيلة المام العادل ،ح ، )3/1458( 1827وأخرجه النسائي ف
ك :آداب القضاة .ب :فضل الاكم العادل ف حكمه ( ، )8/221ورواه أحد ف السند (. )2/160
)(3الموال (ص . )13
)(4رواه البخاري ف تفسي سورة هود فتح الباري ( ، )8/354ومسلم ف ك :الب .ب :تري الظلم ح
. )4/1997( 2583
112
يتفشى فيها الظلم إل ويبدأ فيها النيار ،وحلّت عليها عقوبة ال تعال ﴿ :وَكَذَلِ كَ
أَخْ ُذ رَبّ كَ ِإذَا أَخَ َذ اْل ُقرَى َوهِ يَ ظَاِلمَةٌ إِنّ أَخْذَ هُ أَلِي ٌم شَدِي ٌد ﴾ ( )1قال ش يخ ال سلم ا بن
تيم ية رح ه ال ( :إن العدل نظام كل ش يء ،فإذا أق يم أ مر الدن يا بعدل قا مت ،وإن ل
يكن لصاحبها ف الخرة من خلق ،وإن ل تقم بعدل ل تقم ،وإن كان لصاحبها من
اليان ما يزى به ف الخرة ) (. )2
والعدل ال ق ل يكون إل بت طبيق أحكام الشري عة ال ت تضم نت العدل كل العدل ف
إعطاء القوق ل صحابا وتنظ يم العلقات ب ي الناس تنظيمًا عاد ًل .وإن من أ كب الظلم
وأخطره أن يتعدى حاكم من الكام على حق من حقوق ال تعال فيقوم بالتشريع للمة
يرعاها ،وف هذا يكون ظالًا لنفسه بأن عرضها لغضب ال وسخطه ،وأحلها دار البوار
.فتعدى حدوده وطغى على حق من حقوق ال عز وجل ل يوز إل له ،وكذلك يكون
ظالًا للرعيصة التص تتص يده حيصث حرمهصم مصن عدل ال وشرعصه ،وحّلهصم مصن الثام
والوزار ب سبب إجبار هم على التحا كم إل الطاغوت ،و قد رأي نا في ما سبق ما ف ذلك
من الوعيد .
وللعدل صور شت ،منها القيام بنع الظلم وإزالته عن الظلوم ،ومنع انتهاك حرمات
الناس ،وحقوق هم التعل قة بأنف سهم وأعراض هم وأموال م ،وإزالة آثار التعدي الذي ي قع
علي هم ،وإعادة حقوق هم إلي هم ،ومعاق بة العتدي علي ها ب ا ي ستحقه من العقو بة .و من
صوره أيضًا َفضّ الصومات والنازعات بي السلمي
113
وإعطاء كصل ذي حصق حقصه ،وتعيص القضاة الكفاء لتحقيصق ذلك .ومراعاة حقوق
أهل الذمة .
ومن صوره أيضًا القيام بق أفراد الشعب ف كفالة حرياتم وحياتم العاشية حت ل
يكون فيهم عاجز متروك ،ول ضعيف مهمل ،ول فقي بائس ،ول خائف مهدد .
و من صوره أيضًا الت سوية ب ي الناس ف العاملة ومكافأة جهود هم ب سبها ،وإ سناد
العمال والوظائف ل ن ي ستحقونا ،وعدم الفاضلة والتمي يز بين هم تبعًا للهوى وال صلحة
الشخصية ،أو غي ذلك من السباب غي الشرعية .
ومن صوره أيضًا :أل تتدخل مراكز الناس الجتماعية وأنسابم ف خضوعهم لقتضى
العدل .فالشريعة السلمية تطبق على كل أحد ،ل فرق ف ذلك بي الشريف وغيه ،
ول بي حا كم ومكوم ،و ف ذلك يقول الر سول « :إن ا هلك من كان قبل كم أن م
كانوا إذا سَرق الشر يف تركوه ،وإذا سرق الضع يف أقاموا عل يه ال د ،وأ ي ال لو أن
فاطمة بنت ممد سرقت لقطعت يدها » (. )1
إل غي ذلك من الصور الت ل حصر لا .
وقد ر سم اللفاء الراشدين رضي ال عنهم أ سى الصور وأرفعها ف إقامة العدل ف
الرعية .فهذا أبو بكر رضي ال عنه يقول
)(1رواه البخاري ك :الهاد .ب ، 12 :فتح الباري ( ، )12/87ورواه أبو داود ك :الدود .ب :الد
يشفع فيه ،عون ( . )12/31ورواه أيضًا الاكم وغيه .
114
لر جل ش كا إل يه أ حد عماله أ نه ق طع يده ظلمًا ( :لئن ك نت صادقًا لقيد نك م نه ) ،
وروى أبو داود وغيه عن عمر رضي ال عنه :أنه خطب الناس فقال ( :إن ل أبعث
عمالي ليضربوا أبشاركم ،ول ليأخذوا أموالكم ،ولكن أرسلهم إليكم ليعلموكم دينكم
و سنتكم ،ف من ف عل به ذلك فليف عه إلّ أق صه م نه ) .فقال عمرو بن العاص :لو أن
رجلً أدب ب عض رعي ته تق تص م نه ؟ قال ( :أي والذي نف سي بيده أق صه ،و قد رأ يت
رسول ال يقص من نفسه ) (. )1
إل غي ذلك من الصور الرائعة الت يضيق القام عن ذكرها .ول غرابة ف ذلك ،فهم
الذين تربوا على يد سيّد البشرية ممد .
-2جع الكلمة وعدم الفرقة :
ك ما أن من غايات الما مة ومقا صدها ج ع الكل مة ،وعدم الفر قة وتوح يد صفوف
ال سلمي ،ول يكون هذا إل تتص قيادة واحدة .وقصد ورد المصر بذلك ف كتاب ال
عصز وجصل وفص سصنة رسصوله فقال تعال ﴿ :إِنّ هَذِهِصُأمّتُكُم ْصُأمّ ًة وَاحِ َدةً وَأَنَا رَبّكُم ْص
فَا ْعبُدُو نِ ﴾ ( ، )2وأمرهم بالتاد واللتفاف حول راية واحدة فقال تعال ﴿ :وَاعْتَصِمُواْ
حبْلِ اللّه ِص َجمِيعا وَلَ َت َفرّقُواْ ﴾ ( )3وحرم التنازع بينهصم ،وبَيّنص أنصه يفضصي إل الخفاقبِ َ
والضعف ،
)(1رواه أبو داود ف سننه ك :الديات .ب :القود من الضربة ، ...عون ( . )12/269ورواه المام أحد
ف السند .وصححه أحد شاكر ح . )1/278( 286وانظر :الطبقات (. )3/293
)(2سورة النبياء آية . 92
)(3سورة آل عمران آية . 103
115
ب رِيُكُ ْم ﴾ ...ال ية ( ، )1وحذر هم من أن فقال تعال ﴿ :وَلَ َتنَا َزعُواْ َفَتفْشَلُوْا وَتَ ْذهَ َ
ص حدث للذيصن من قبلهصم ﴿ :وَلَ تَكُونُواْ كَالّذِينَص يؤدي ب م الختلف إل الفر قة كم ا
َت َفرّقُوْا وَاخَْتَلفُوْا ﴾ ...الية ( )2إل غي ذلك من اليات الكثية .
يقول الستاذ عبد القادر عودة رحه ال ( :لقد صنع السلم للوحدة السلمية كل
ما يقتضيه التوحيد ،وأقام الوحدة على دعائم ثابتة ل يتطرق إليها اللل ما دام السلمون
متمسكي بدينهم حريصي على طاعة ربم .وحّد السلم بي السلمي جيعًا با أوجب
عليهصم مصن اليان برب واحصد ،والضوع لله واحصد ،وإتباع كتاب واحصد ،ومشرع
وا حد ،وب ا ج عل لل مة ال سلمية على تعدد أفراد ها من هدف وا حد وتفك ي وا حد
ومن هج وا حد ،وب ا ط بع عل يه ال سلمي من آداب وأخلق موحدة ،وب ا ج عل ال مة
كل ها من قبلة واحدة ،و سياسة واحدة ،و سلوك وا حد ،وأ مر ل يتلف على أ صوله
اثنان ) (. )3
ومن مقومات جع الكلمة هذه أنه آ خى بي السلمي ،وجعل الرابطة بينهم رابطة
العقيدة ،العقيدة وحدها .قال ال تعال ﴿ :إِنّمَا الْ ُم ْؤمِنُونَ ِإ ْخ َوةٌ ﴾ ( ، )4وقال عز وجل
حتُم ِبِنعْمَتِهِ ِإ ْخوَانا
﴿ :وَاذْ ُكرُواْ ِنعْمَتَ اللّهِ َعلَيْكُمْ ِإذْ كُنتُمْ َأعْدَاء فََألّفَ بَيْ َن قُلُوِبكُمْ فَأَصْبَ ْ
﴾ ال ية ( . )5وقال « :ال سلم أ خو ال سلم ،ل يظل مه ول يقره ،التقوى ها ه نا -
ويشي إل صدره -
116
بسصب امرئ مصن الشصر أن يقصر أخاه السصلم ،كصل السصلم على السصلم حرام ،دمصه ،
وماله ،وعرضصه » ( . )1وقضصى على الواجصز الغرافيصة والعصصبيات الوطنيصة والقبليصة ،
وقضصى على اختلفات اللغصة والنصس واللون ،وجعصل اليزان والعيار الثابصت لقياس
ّاسصإِنّاص َخَلقْنَاكُم مّنص ذَ َك ٍر وَأُنثَى
الفضليصة هصو التقوى والعمصل الصصال ﴿ يَا َأيّهَا الن ُ
وَ َجعَلْنَاكُ مْ ُشعُوبا وََقبَائِ َل لَِتعَارَفُوا إِنّ َأ ْكرَمَكُ ْم عِندَ اللّ هِ َأْتقَاكُ مْ ﴾ ( )2وجعلهم ف التسوية
بينهم كأسنان الشط الواحد فقد روي عنه أنه قال « :الناس سواسية كأسنان الشط
الواحد » ( . )3أما التفاخر بالحساب ،والنساب ،والعصبيات ،والجناس ،واللوان
.فقد عدّه من أعمال الاهلية ،وليس من السلم ف شيء قال « :يا أيها الناس إن
ربكم واحد ،وإن أباكم واحد ،أل ل فضل لعرب على عجمي ،ول لعجمي على عرب
،ول لح ر على أ سود ،ول ل سود على أح ر إل بالتقوى » ( . )4ويقول عل يه ال صلة
والسلم « :إن ال عز وجل أذهب عنكم عبّيّة الاهلية ،وفخرها بالباء ،الناس بنوا آدم
،وآدم من تراب ،مؤمن تقي ،وفاجر شقي ،لينتهي أقوام يفخرون بالرجال ،إنا هم
فحم من فحم جهنم ،أو ليكونن أهون على ال من
)(1رواه مسلم ف ك :الب .ب :تري ظلم السلم وخذله ، ...ح . )4/1986( 2564وروى أبو داود
بعضه ف ك :الدب .ب :الؤاخاة ،عون ( ، )13/236ورواه الترمذي ف ك :الب .ب ، 18 :ح
. )4/3259( 1927وروى ابن ماجة بعضه ف :ك الزهد .ب ، 23 :ح ، )2/4106( 4213وأحد
ف السند (. )3/491
)(2سورة الجرات آية . 13
)(3أخرجه الديلمي عن سهل بن سعد .انظر :كشف الفاء ومزيل اللتباس عما اشتهر من الحاديث على
ألسنة الناس للعجلون ( . )2/451وهو ضعيف السناد .
)(4رواه المام أحد ف السند (. )5/411
117
العلن الت تدفع النت بأنوفها » (. )1
ويقول أيضًا « :من قُتِل ت ت را ية عم ية يد عو إل ع صبية أو يغ ضب للع صبية فقتلة
جاهلية » ( )2وف رواية « فقتلته » (. )3
إل غي ذلك من الحاديث .
هذا هو حكم السلم ف السلمي ،جعلهم أمة واحدة ،وجعل منهم دولة واحدة ،
وأمرهم أن يعلوا لم إمامًا واحدًا يكم هذه الدولة ،ويمع شل المة ،ويصرف عنها
كل أسباب الفرقة ،وبالفعل كان لا ذلك عدة قرون ،فكانت تت لواء واحد ،وقيادة
واحدة حتص آخصر اللفصة العباسصية فص مصصر ،ثص غزو التتار للبلد السصلمية ،ثص قيام
العبا سي ف م صر ،ث قا مت الدولة العبيد ية ( )4ف م صر أيضًا ،ك ما ظهرت ف ن فس
الوقت اللفة الموية ف بلد الندلس ،فأصبح ف العال ثلث حكومات :العباسية ف
الشرق ومركزها بغداد ،والعبيدية ف مصر ومركزها القاهرة ،والموية ف الناح الغرب
ومركزها قرطبة ،ث غربت شس الدولة العباسية ف بغداد لتشرق مرة أخرى ف القاهرة
ف عصر دولة الماليك ،وظلت تمل لواء الزعامة الدينية حت كان الكم العثمان للعال
العرب فتَمّ تنازل آخر اللفاء العباسيي بالقاهرة عن
)(1رواه المام أحد ف السند ( ، )2/524وحسنه اللبان .وقال :رواه الطحاوي ،وابن منده ،والبيهقي
.انظر :صحيح الامع الصغي ( )2/119ح . 1783
)(2رواه مسلم ف ك :المارة .ب :وجوب ملزمة جاعة السلمي ح . )3/1478( ، 1850
والنسائي ف ك :تري الدماء .ب :التغليظ فيمن قاتل تت راية عمية ( . )7/123وأحد ف السند (
)488 ، 2/306بألفاظ متقاربة .
)(3رواه ابن ماجة ف ك :الفت .ب . 7 :ح . )2/1302( ، 3948
)(4ل يورد السيوطي أحدًا من اللفاء العبيدين ف كتابه ( تاريخ اللفاء ) قال = :
118
اللفة للسلطان العثمان سليم الول ( ، )1واستمرت الدولة العثمانية إل سنة 1924م ،
حيث أعلن إلغاؤها مصطفى كمال أتاتورك ( )2بعد إلغائه
119
السصلطنة العثمانيصة سصنة 1918م وإنشاء المهوريصة التركيصة .فكان آخصر عهصد العال
ال سلمي بالدولة الام عة ( )1و ت القضاء على الدولة ال سلمية ،فانفرط عقد ها وتز قت
أشلؤ ها ،وأ صبحت فري سة سهلة للعداء الذ ين كادوا ل ا ح ت أطاحوا ب ا ث تكالبوا
عليها من كل جانب ،وأخذوا يتقاسون تركة هذا ( الرجل الريض ) على ما أسوه .
فقطعوها إربًا ورسوا بينها الدود ( ، )2فشتتوا أمر السلمي وأهدافهم ،وزرعوا بذرة
النقمة والبغضاء بينهم ،فأخذوا يتطاحنون فيما بينهم ،هذا يعتز بولئه الشرقي ،والخر
بالغربص ،وهذا بقوميتصه ،والخصر بوطنيتصه ،والثالث بفرعونيتصه ...إل غيص ذلك مصن
النعرات الاهلية حت وصلت إل ما وصلت إليه الن من الذل والوان فل حول ول قوة
إل بال العلي العظيم .
-3القيام بعمارة الرض واستغلل خياتا فيما هو صال للسلم والسلمي :
كذلك من مقاصد المامة ومن مظاهر سياسة الدنيا بالدين القيام بعمارة الرض الت
َاسصَتعْ َمرَكُمْ فِيه َا ...
ْضص و ْ
ّنص ا َلر ِ
اسصتعمرنا ال فيهصا .قال تعال ُ ﴿ :هوَ أَنشَأَك ُم م َ
﴾ الية (. )3
120
ول يكون ذلك إل بأن تقوم الدولة السلمية بتهيئة جيع ما يتاجه الناس من متلف
ال صناعات ،والرف ،والعلوم ،وتوف ي سبل الب حث العل مي والختراع ،و قد ج عل
الفقهاء ذلك من فروض الكفا ية ال ت ي ب وجود ها ف ال مة ،قال ا بن عابد ين ( :من
فروض الكفاية الصنائع الحتاج إليها ) ( ، )1ويترتب على هذا لوق الث بالمة والئمة
إذا ق صرا ف ت صيلها ،ولذلك ج عل الفقهاء من حق المام إجبار أ صحاب ال صناعات
الضرورية على القيام با إذا امتنعوا عنها ،يقول العلمة ابن القيم رحه ال ( :ومن ذل
أن يتاج الناس إل صناعة طائفة كالفلحة ،والنساجة ،والبناء وغي ذلك .فلول المر
أن يلزمهم بذلك بأجرة مثلهم ،فإنه ل تتم مصلحة الناس إل بذلك ،ولذا قالت طائ فة
من أصحاب أحد والشافعي إن تعلم هذه الصناعات فرض كفاية ) ( )2أ .هص .
وكذلك مصن عمارة الرض أيضًا اسصتثمار خيات البلد باص يقصق مصصال السصلمي
العامة كشق الطرق ،وإقامة الصانع ،واستخراج العادن ،وتنظيم الري ،وإقامة السدود
،وتسي وسائل الزراعة ،الت تزيد ف الحصول ،وإياد سبل العمل الشريفة للمة ،
إل غي ذلك من المور الت ل حصر لا ،وقد شعر بذه السؤولية أمي الؤمني عمر بن
الطاب رضصي ال عنصه فقال ( :لو أن بغلة عثرت فص سصواد العراق لشيصت أن يسصأل
عنها عمر لاذا ل يسو لا الطريق ) .
وقد كتب أبو يوسف إل هارون الرشيد رحهما ال تعال يبي له أن على الليفة أن
يأ مر ب فر النار وإجراء الاء في ها ،وتم يل ب يت الال وحده نفقات ذلك فقال ( :فإذا
اجتمعوا -أي أهل البة -على أن
121
ف ذلك صلحًًا وزيادة ف الراج أمرت بفر تلك النار وجعلت النفقة من بيت الال ،
ول تمل النفقة على أهل البلد ...وكل ما فيه مصلحة لهل الراج ف أرضهم وأنارهم
وطلبوا إصلح ذلك أجيبوا إليه إذا ل يكن فيه ضرر على غيهم ) (. )1
يقول الستاذ عبد الكري زيدان ( :كما يكن القياس على ما ذكره أبو يوسف جع
العمال اللزمصة لسصتغلل ثروات البلد وخياتاص على وجصه يعود بالنفصع العميصم على
الميع ) ( . )2وال أعلم .
*****
122
الفصل الرابع
طرق انعقاد المامة
123
124
الفصل الرابع
طرق انعقاد المامة
عند النظر إل نصوص الكتاب والسنة فإننا ل ند هناك ن صًا صريًا ف تعيي الطريقة
ال ت تث بت ب ا الما مة للمام ،ول يس ثَمّ ة إل الن صوص العا مة التعل قة بالول ية والتول ية ،
سواء أكانت صغرى أم كبى ،كالشورى ونوها .
لذلك ل ي بق أمام نا إل ا ستعراض الطرق ال ت انعقدت ب ا الما مة للخلفاء الراشد ين
رضي ال عنهم أجعي .
ونن نعتقد أن هذه الطرق تعتب شرعية للدلة التالية :
-1ما ورد ف حد يث العرباض بن سارية الطو يل ،وم نه قوله ... « :فعلي كم
بسنت ،وسنة اللفاء الراشدين من بعدي َعضّ عليها بالنواجذ ،وإياكم ومدثات المور
» ....إل (. )1
فهذا أ مر صريح م نه بوجوب اللتزام ب سنته و سنة اللفاء الراشد ين ،و من سنتهم
الطريقة الت ت ت توليتهم با .يقول ابن رجب النبلي رحه ال ( :وف أمره بإتباع
سنته وسنة اللفاء الراشدين من بعده (و) ( )2أمره بالسمع والطاعة لولة المور عمومًا ،
دليصل على أن سصنة اللفاء الراشديصن متبعصة كإتباع السصنة بلف غيهصم مصن ولة
المور ) (. )3
125
-2ومنها قوله « :اقتدوا باللّذين من بعدي ،أب بكر وعمر » وف لفظ « :إن
ل أدري ما بقائي في كم ،فاقتدوا باللذ ين من بعدي ،وأشار إل أ ب ب كر وع مر » (، )1
وهذا نص صريح ف وجوب القتداء بأب بكر وعمر رضي ال تعال عنهما ،ومن ذلك
القتداء بما ف طريقة تعيي الليفة ،ومن جاء من بعدهم من اللفاء الراشدين ل يرج
عن طريقته ما ف ال سابق .ك ما قال ش يخ ال سلم ا بن تيم ية ( :أ مر -أي ال نب -
بإتباع سنة اللفاء الراشدين ،وهذا يتناول الئمة الربعة ،وخص أبا بكر وعمر بالقتداء
بمصا ،ومرتبصة القتدى بصه فص أفعاله وفيمصا سصنه للمسصلمي فوق سصنة التبصع فيمصا سصنه
فقط ) (. )2
-3الجاع على ذلك :
والجاع حجة شرعية ،فما بالك إذا كان من الصحابة والرعيل الول منهم ،فإنه ل
يرد ف الروايات الكثية الت وصفت لنا وصفًا دقيقًا كل ما حدث من ظروف وملبسات
ومراجعات ومناقشات بي الصحابة ف تعيي اللفاء الراشدين ،ل يرد ف هذه الروايات
أية رواية عن أحد من الصحابة تطعن ف الطريقة الت تّ با تعيي أحد من اللفاء ،وما
كان هناك من خلف -وهو قليل جدًا وانتهى باجتماع السقيفة ل كما
126
يصوره بعض الؤرخ ي -فإنا هو ف الش خص الول ل ف طري قة التولية ،وينتهي هذا
اللف بعد القتناع ووضوح الجة ،وتبيي الدلئل .
ل ،وهم الذين جاهدوا مع وعصر اللفاء الراشدين هو التطبيق العملي للسلم كام ً
الر سول ،وقدّموا ال هج والرواح ف سبيل ال ،وعاشوا مع التن يل ل ظة بلح ظة ،
لذلك كانوا أفقصه الناس وأعرفهصم بقواعصد الشرع ومقاصصده ،وقصد عملوا أعمالً كثية
وأجعوا عليها ،وهذه العمال ل يكن معهم دليل معيّن عليها ،وإنا مستندهم ف ذلك
الصلحة الت تتلئم مع مقا صد الشريعة كجمع القرآن ،وتدو ين الدواوين ،وتول ية أب
بكر لعمر ،وجعل عمر أمر اللفة ف ستة ،إل غي ذلك من الصال الت ل شك عاقل
أنا معتبة شرعًا ،ومن أنكرها فهو ل يعرف ول يفقه منهج السلف رضوان ال عليهم .
لذلك كان ل بد لنا من استعراض تاريي سريع لبايعة كل من اللفاء الربعة ،وقبل
الشروع ف ذلك علينا أن نقق هل هناك نص صريح من رسول ال يدل على أن أبا
بكر الصديق هو الليفة من بعده أم أنا تثبت بالختيار ؟ وكذلك َزعْ مُ الرافضة النصية
على علي رضصي ال تعال عنصه هصل له أصصل فص كتاب ال وسصنة رسصوله ؟ أو أنصه مرد
الفتراء مصن الرافضصة على ال وعلى رسصوله وعلى الصصحابة رضوان ال عليهصم أجعيص
فنقول :
الكلم ف الّنصّية على أب بكر رضي ال تعال عنه
قد عهد ذهب بعض أهل السنة إل القول بالنصية على خلفة أب بكر ،وأن النب
إليه وهم على قولي :من قال بالنص الفي ،ومن قال بالنص اللي .
127
الذهب الول :
من قال بالنص الفي والشارة على أب بكر ،وينسب هذا القول إل السن البصري
رحه ال وجاعة من أهل الديث ( ، )1وهو رواية عن المام أحد (. )2
واستدلوا على ذلك بعدة أدلة هي :
-1بتقدي النب له ف الصلة فقد روى البخاري ف صحيحه بسنده عن أب موسى
قال :مرض النب فاشتد مرضه فقال « :مروا أبا بكر فليصل بالناس » ،قالت عائشة
( :إ نه ر جل رق يق إذا قام مقا مك ل ي ستطع أن ي صلي بالناس ) ،قال « :مروا أ با ب كر
فليصصل بالناس » فعادت .فقال « :مري أبصا بكصر فليصصل بالناس ،فإنكصن صصواحب
يوسف » .فأتاه الرسول فصلى بالناس ف حياة النب (. )3
قال الروزي :قيل لب عبد ال -أحد بن حنبل -قول النب :يؤم القوم أقرؤهم ،
فلما مرض قال « :قدموا أبا بكر يصلي بالناس » ،وقد كان ف القوم من هو أقرأ من أب
بكر ؟ فقال أبو عبد ال :إنا أراد
128
اللفة ) (. )1
وقال ال سيوطي :قال العلماء :هذا الد يث -أي حديث تقديه ف الصلة بروايا ته
التعددة -أو ضح دللة عل أن ال صديق أف ضل ال صحابة على الطلق وأحق هم بالل فة
وأولهم بالمامة (. )2
-2وا ستدلوا أيضًا ب ا ورد ف الصحيحي أ نه ل ا خ طب قرب وفا ته وقال « :إن
عبدًا خيه ال » ...الد يث .و ف آخره « ول يبق ي باب إل سد إل باب أ ب ب كر »
وف لفظ « ل يبقي ف السجد خوخة إل سدت إل خوخة أب بكر » (. )3
قال ال سيوطي ( :قال العلماء :هذا إشارة إل الل فة ) ( )4ك ما ا ستدلوا بالحاد يث
الت استدل با من قال بالنص اللي وهي كالتال :
)(1السند من مسائل المام أحد للخلل ورقة ( ، )43وقال الشعري :قد علم بالضرورة أن رسول ال
أمر الصديق أن يصلي بالناس مع حضور الهاجرين والنصار مع قوله « :يؤم القوم أقرؤهم لكتاب ال »
فدل على أنه كان أقرأهم ( تاريخ اللفاء ص ) 63وهو الذي ذهب إليه ابن حجر ف فتح الباري ()9/52
لكن يعضد قول المام أحد قول عمر ( :أقرأنا ُأَبيّ ) ....رواه البخاري ف التفسي .ب ، 7 :فأبو بكر
أقرأ الصحابة بعن :أعلمهم وأفقههم أما ف التلوة فأب أقرأ منه .وال أعلم .
)(2تاريخ اللفاء ص (. )63
)(3متفق عليه رواه البخاري ف الناقب .ب 45 :فتح الباري ( ، )7/227ومسلم ف :فضائل الصحابة ح
)4/1854( ، 2382وغيها .
)(4تاريخ اللفاء ص (. )61
129
الذهب الثان :
مصن قال بالنصص اللي على خلفصة أبص بكصر الصصديق رضصي ال تعال عنصه ،وهذا
قول جا عة من أ هل الد يث ،وإل يه ذ هب ا بن حزم الظاهري ( )1ورج حه ا بن ح جر
اليتمي (. )2
واستدلوا على ذلك با يلي :
-1ب ا رواه الشيخان عن جبي بن مطعم قال :أتت امرأة النب فأمر ها أن تر جع
إليه ،قالت :أرأيت إن جئت فلم أجدك ؟ كأنا تريد الوت ،قال « :إن ل تدين فأت
أبا بكر » (. )3
قال ابن حزم ( :وهذا نص جلي على استخلف أب بكر ) (. )4
-2وبا رواه الشيخان أيضًا ،واللفظ لسلم ،عن عائشة رضي ال عنها قالت :قال
ل رسول ال « :أدعي ل أباك وأخاك حت أكتب كتابًا ،فإن أخاف أن يتمن متمن
ويقول قائل أ نا أول ،ويأ ب ال والؤمنون إل أ با ب كر » ( . )5وأخر جه أح د وغيه من
طرق وف بعضها :قالت :قال ل
130
رسول ال ف مرضه الذي مات فيه « :أدعي ل عبد الرحن بن أب بكر أكتب لب
ب كر كتابًا ل يتلف عل يه أ حد بعدي » ،ث قال « :دع يه ،معاذ ال أن يتلف الؤمنون
ف أب بكر » ( . )1قال ابن حزم ( :فهذا نص جلي على استخلفه عليه الصلة والسلم
أبا بكر على ولية المة بعده ) (. )2
-3وب ا أخر جه الا كم و صححه عن أ نس ر ضي ال تعال ع نه قال ( :بعث ن ب نو
ال صطلق إل ر سول ال أن سله إل من ند فع صدقاتنا بعدك ؟ فأتي ته ف سألته فقال « :
إل أب بكر » (. )3
-4وب ا رواه حذي فة ر ضي ال تعال ع نه ،قال :قال ر سول ال « اقتدوا باللذ ين
من بعدي أب بكر وعمر » (. )4
إل غيص ذلك مصن الحاديصث الصصحيحة الشية إل خلفتصه رضصي ال تعال عنصه
كأحاديث الرؤى وغيها ،وهناك أحاديث صرية ف استخلفه لكنها ل تسلم من مقال
ف أسانيدها آثرنا الصفح عنها (. )5
131
رأي شيخ السلم ابن تيمية ف هذه السألة
يقول ا بن تيم ية ف هذه ال سألة ( :التحق يق أن ال نب دلّ السلمي على ا ستخلف
أب بكر وأرشدهم إليه بأمور متعددة من أقواله وأفعاله ،وأخب بلفته إخبار راض بذلك
حامصد له ،وعزم على أن يكتصب بذلك عهدًا ثص علم أن السصلمي يتمعون عليصه فترك
الكتاب اكتفاء بذلك ...فلو كان التعي ي م ا يشت به على ال مة لبي نه ر سول ال بيانًا
قاطعًا للعذر ،ول كن ل ا دل م دللت متعددة على أن أ با ب كر هو التع ي وفهموا ذلك
حصل القصود ،ولذا قال عمر بن الطاب ف خطبته الت خطبها بحضر من الهاجرين
والنصار ( :وليس فيكم من تقطع إليه العناق مثل أب بكر ) رواه البخاري ومسلم ...
( )2( . ) )1إل أن قال ( :فخلفصة أبص بكصر الصصديق دلت النصصوص الصصحيحة على
صحتها وثبوتا ورضا ال ورسول ال له با ،وانعقدت ببايعة السلمي له واختيارهم
إياه اختيارًا استندوا فيه إل ما علموه من تفضيل ال ورسوله با وأنا حق وأن ال أمر با
وقدرها ،وأن الؤمني يتارونا وكان هذا أبلغ من مرد العهد با لنه حينئذ يكون طريق
ثبوت ا الع هد ،وأ ما إذا كان ال سلمون قد اختاروه من غ ي ع هد ودلت الن صوص على
صوابم فيما فعلوه ورضا ال ورسوله بذلك كان ذلك دليلً على أن الصديق كان فيه من
الفضائل الت بان با عن غيه ما علم السلمون به أنه أحقهم باللفة فإن ذلك ل يتاج
إل عهد خاص ) (. )3
فابن تيمية إذن يرى أن الرسول ل يصدر عنه أمر إل السلمي بأن يكون أبو بكر
هو الليفة من بعده ،وإنا علم من ال سبحانه أن السلمي سيختارونه لزاياه الت يتمتع
با ويفوق با غيه .
132
الرأي الراجح
وهذا هصو الرأي الراجصح فص نظري لن القول بأناص قصد ثبتصت بالنصص قصد يصصعب
الستدلل عليه ،لن أقواله وأفعاله الت يستدل با على أن خلفة أب بكر ثابتة بالنص
ل تفيد هذا إفادة صرية ،فتقدي الرسول أبا بكر للصلة بالناس ليس نصًا على خلفته
ل جليًا ول خفيًا وإنا هو إرشاد للمة إل أن أبا بكر أول بأن ينوب عن الرسول ،
وكذلك أحاد يث سد البواب والوخ إل باب أ ب ب كر فف يه إشارة إل فضله وتيزه عن
غيه ل أكثر .
أ ما الحاد يث الدالة على أ نه أراد أن يك تب عهدًا ث تر كه ف قد ترك ذلك لعل مه بأن
الؤمني سيختارونه من دون عهد منه فدل على أنه ليس هناك عهد .
وكذلك حديصث الرأة السصائلة ،ومبعوث بنص الصصطلق .ففيصه :إخبار بأن الذي
سيكون واليًا هو أ بو ب كر ،فلتأ ته الرأة وت سأله ،وليد فع بنوا ال صطلق إل يه زكات م .
وكذلك حديث المر بالقتداء ليس نصًا ف اللفة .
فهذه الحاد يث ال ت ي ظن ب عض الناس أن ا تف يد ال نص على إما مة أ ب ب كر ر ضي ال
تعال عنه إنا تدل على علم رسول ال عن طريق الوحي بأن السلمي سيجتمعون على
خلفة أب بكر لزاياه الت ل يضارعه فيها أحد كما تدل إل رضا ال ورسوله بذلك دون
غيه ،وهذا هو الذي فه مه ال صحابة رضوان ال تعال علي هم من ها ،يدل على ذلك ما
يلي :
-1اجتماع ال سقيفة :ح يث ل ا تو ف ر سول ال اجت مع الن صار ف سقيفة ب ن
ساعدة لختيار خليفة للمسلمي -وسيأت بيان ذلك مفصلً قريبًا إن شاء ال -فلو كان
هناك نص ما اجتمعوا لذلك ولبايعوا العهود إليه
133
مباشرة وهم أحرص الناس على إتباع رسول ال .
-2كما يدل على ذلك أيضًا أخذ أب بكر رضي ال تعال عنه بيدي عمر وأب عبيدة
ابن الراح وقوله ( :قد اخترت لكم أحد هذين الرجلي فبايعوا أيهما شئتم ( )1فلو كان
هناك عهد له ل يز له أن يتار ،ول يعقل أن ل يعلم هو بذلك وهو العهود له .
-3ومن ها قول عمر رضي ال تعال ع نه حين ما طلب م نه أن يتار خليفة للم سلمي
بعده فقال ( :إن أستخلف فقد استخلف من هو خي من -يعن أبا بكر -وأن أترك
فقد ترك من هو خي من -يع ن الرسول ( . )2وهذا نص ف السألة بأن النب ل
يستخلف أحدًا بعده .
-4وما يدل على ذلك أيضًا قول عائشة رضي ال تعال عنها حينما سئلت من كان
رسول ال مستخلفًا لو استخلف ؟ فقالت :أبو بكر ،قيل ث من ؟ قالت :عمر ،قيل
ث من ؟ قالت :أبو عبيدة ابن الراح ( . )3فقول السائل ( :لو استخلف ) دال على أنه
ل يستخلف ،والسؤال عما لو كان مستخلفًا فمن سيستخلف ؟
)(1رواه البخاري ك :الدود .ب :رجم البلى رقم ( )31فتح الباري ( )12/144وسية ابن هشام (
، )4/660ومسند المام أحد .انظر :الفتح الربان (. )23/58
)(2متفق عليه رواه البخاري ف ك :الحكام .ب ، 51 :فتح الباري ( ، )13/206ومسلم ك :المارة .
)12/204( ، 11بشرح النووي ،وأبو داود بنحوه ف ك :المارة .ب ، 8 :عون العبود ()8/157
والترمذي :فت )4/502( ، 48 .تقيق شاكر ،وأحد (. )1/43
)(3رواه مسلم ،فضائل الصحابة )15/154( ، 9 :بشرح النووي ،وأحد ف السند ( )6/63بلفظ
( لستخلف أبا بكر أو عمر ) .
134
-5ومن ها ما رواه المام أح د ب سنده إل ا بن عباس ر ضي ال عنه ما قال ( :مات
رسصول ال ول يوص ) ( . )1فهذا دليصل صصريح فص السصألة على أن النصب ل يوص
باللفة ل لب بكر ،ول لعلي رضي ال عنها ،ول لغيها .
-6ومنها ما رواه المام أحد بسنده إل علي رضي ال عنه قال :قيل يا رسول ال
من تؤمر بعدك ؟ قال « :إن تؤمروا أبا بكر تده أمينًا زاهدًا ف الدنيا راغبًا ف الخرة ،
وإن تؤمروا عمر تدوه قويًا أميًنا ل ياف ف ال لومة لئم ،وإن تؤمروا عليًا ول أراكم
فاعلي تدوه هاديًا مهديًا يأخذ بكم الطريق الستقيم » (. )2
فقول النصب « :إن تؤمروا » دليصل على أنصه ل يؤمصر أحدًا ،وإناص وكصل ذلك إل
ال سلمي ث ا ستعرض ب عض أفا ضل ال صحابة مبتدئًا بأ ب ب كر وب ي ما ف كل وا حد
منهم من الصال الميدة الميزة له .
دعوى النصّية على علي :
أما دعوى النصية من النب باللفة لعلي رضي ال عنه والوصية
)(1رواه أحد بسند قال عنه أحد شاكر :صحيح .انظر :السند تقيق أحد شاكر ح )5/68( ، 3189
.
)(2رواه أحد وصححه أحد شاكر ح ، )2/157( ، 859وقال اليثمي :رواه أحد ،والباز ،والطبان
ف الوسط .ورجال البزار :ثقات .ممع الزوائد ( )5/176وقال صاحب كن العمال :رواه أحد ،وابن
أب خيثمة ف :فضائل الصحابة ،والاكم ف الستدرك ،وأبو نعيم ف اللية ،وابن الوزي ف الواهيات
فأخطأ ،وابن عساكر ،وسعيد بن منصور .انظر :الكن ( )5/799ح . 14419
135
له بذلك فل يس هناك من كتاب ول سنة يدل على ذلك لن ا ل ت قع ،وإن ا ابتدع هذه
القالة ع بد ال بن سبأ اليهودي اللع ي ( )1ليش تت ب ا ش ل ال سلمي ،وتلقف ها من بعده
الشي عة ( )2وجعلو ها من أ صول اليان عند هم ،بل هي أ صل اليان ،ث أدخلوا علي ها
كثيًا من التحريفات فجعلوها متسللة ف عقبه ،أي أن كل إمام يوصي با لن بعده من
آل البيت ،وزعموا أن النب نص على كل واحد منهم بالتلميح تارة وبالتصريح أخرى
،كما أدخلوا عليها القول بالعصمة والرجعة وعلم الغيب وإكمال الشريعة إل غي ذلك
من الكفريات .
ولكصي يسصتدلوا على مصا ذهبوا إليصه وليسصتميلوا جهلة السصلمي وعوامهصم ذهبوا إل
كتاب ال العزيز ،فقاموا يتارون منه اليات العامة الادحة للمؤمني ولولياء ال التقي
ويصصونا بعلي رضي ال عنه ،ويصصون علي با رضي ال عنه ،وأسعفهم ف ذلك
كثي من وضاع الدث ، :والؤرخي ،وبعض الروايات غي الثابتة والطعون ف صحتها
.
ث ذهبوا إل سنة رسول ال وجعلوا يتأولون الحاديث الواردة ف مناقبه رضي ال
عنه ويزيدون فيها وينقصون ليستدلوا با على بدعتهم
)(1ذهب علماء الرافضة العاصرين إل القول بأن عبد ال بن سبأ شخصية وهية ل حقيقة لا ليتبؤوا من
القول بأن أصل التشيع من اليهود ،ومن هؤلء عبد ال فياض ف كتابه تاريخ المامية وأسلفهم من الشيعة
(ص ، )95ومرتضي العسكري ف عبد ال بن سبأ (ص )28وما بعدها ،ومن غي الشيعة طه حسي ف
الفتنة الكبى حيث يقول ( :إن ابن السوداء ل يكن إل وهًا ،وإن وجد فلم يكن ذا خطر ) ، )1/132( .
وما علم هؤلء النكرون أن أئمة الشيعة أنفسهم قد ترجوا له وبينوا مقالته مثل الناشئ الكب ف كتاب
مسائل المامة (ص ، )22والقمي ف القالت والفرق (ص ، )20والنوبت ف فرق الشيعة (ص ، )19
والكشي ف رجاله (ص )99 ، 98والطوسي وغيهم ....
)(2وبعض العتزلة كالنظام ومن وافقه .انظر :اللل والنحل للشهرستان (. )1/57
136
الكبية ،ووضعوا بسبب ذلك كثيًا من الحاديث ،ونسوبا إل النب زورًا وبتانًا ،
والنب منها بريء ،وقد تصدى لا علماء السنة وبيّنوا وضعها ،كما ألف الرافضة كثيًا
مصن الكتصب الكفر ية الدا مة لديصن السصلم ونسصوبا إل أئ مة البيصت البءاء مصن ذلك :
ككتاب الفر الامع ،الذي ينسبونه إل أب عبد ال جعفر الصادق رضي ال عنه (. )1
ولسنا الن ف هذا القام بصدد مناقشتهم ف دعواهم ،بل نرى أن مناقشتهم ف هذا
الع صر والوض مع هم ف الرد علي هم عد ي الفائدة و من إضا عة الو قت بل طائل (، )2
وال سبب ف ذلك أ نه ل يس هناك َحكَ ٌم يترا جع إل يه ال صمان ويقران ب ا ي كم به ع ند
التنازع ،فالسصلمون مأمورون -إذا حصصل بينهصم نزاع -أن يعلوا كتاب ال وسصنة
ر سوله هي ال كم الف صل بين هم ،ك ما قال تعال ﴿ :وَمَا اخَْتَلفْتُ مْ فِي هِ مِن شَ ْيءٍ
حكْمُ هُ إِلَى اللّ هِ ﴾ ( ، )3وقال ﴿ :فَإِن تَنَا َز ْعتُ مْ فِي َش ْيءٍ َف ُردّو هُ إِلَى اللّ ِه وَالرّ سُو ِل ...
فَ ُ
﴾ الية (. )4
ولكصن هؤلء الراف ضة ل يسصلمون بصه ،بصل يزعمون أنصه مرف ،وأن الصصحيح هصو
كتاب فاطمة رضي ال عنها الذي عند أئمتهم ،والذي
)(1انظر :أصول الكاف للكلين ( )1/239ط .ثالثة 1388هص .دار الكتب السلمية طهران .
)(2إنا الواجب هو تذير السلمي من خطرهم ،وكشف مذهبهم على حقيقته ،وإبانة عيوبه ومزالقه
الطية وبُعده عن السلم ،وإيضاح خطرهم على السلم والسلمي حت ل يغتّر بم جهلة السلمي كما
هو حاصل اليوم خصوصًا وقد تصدى لبانة الق لم كثي من علماء السنة قديًا وحديثًا ،ولعل من أشل
الكتب الت ناقشتهم مناقشة علمية دقيقة هو كتاب شيخ السلم ابن تيمية السمى منهاج السنة النبوية ف
نقض كلم الشيعة القدرية .
)(3سورة الشورى آية . 10
)(4سورة النساء آية . 59
137
يعادل ثل ثة أضعاف ال صحف الذي ف أيدي نا ح يث يروي شيخ هم الكلي ن ف كتا به
( الكافص ) -وهصو بنلة صصحيح البخاري عنصد السصلمي ( - )1بسصنده إل أبص جعفصر
الصادق رضي ال عنه أنه يقول -وحاشاه ال أن يقول مثل هذا -وإن عندنا لصحف
فاطمة عليها السلم ،وما يدريهم ما مصحف فاطمة ؟ قال :قلت - :أي الراوي أبو
بصي -وما مصحف فاطمة عليها السلم ؟ قال :مصحف فيه مثل قرآنكم هذا ثلث
مرات ،وال ما فيه من قرآنكم حرف واحد . )2( ) ...وقد أَلّف أحد علمائهم الكبار -
النوري الطبسصي -كتاب ًا كصبيًا سصاه ( فصصل الطاب فص إثبات تريصف كتاب رب
الرباب ) ( )3جع فيه نصوصًا كثية عن علماء الرافضة ومتهديهم ف متلف العصور ،
وز عم من خلل ا أن القرآن قد ز يد ف يه ون قص ،وذ كر ف يه سورة الول ية ( )4ال ت تكاد
تمع الرافضة على حذفها من القرآن الكري وهي أشبه
)(1يقول أحد بن مكي -من كبار علماء الرافضة -عن الكاف ( :كتاب الكاف ف الديث ل يعمل
المامية مثله ) .ويقول شيخهم الجلسي ( :كتاب الكاف أضبط الصول وأجعها وأحسن مؤلفات الفرقة
الناجية وأعظمها ) .ويقصد بالفرقة الناجية فرقته الرافضة الضالة .انظر :هذه النصوص وغيها ف مقدمة
أصول الكاف (. )1/27
)(2أصول الكاف ( )1/239ومن تناقضهم عليهم لعائن ال أنم يطعنون ف القرآن ويزعمون تريفه ،ومع
ذلك فهم ياولون الستدلل به على مذهبهم ،وكذلك السنة يقولون :ل نقبل إل ما كان عن طريق الشيعة
إل آل البيت ولكن إذا وجدوا خبًا ضعيفًا أو موضوعًا أو رواية تاريية ل سند لا ول أصل تؤيد مذهبهم
استدلّوا با ...
)(3هو ميزرا حسي بن ممد تقي النوري الطبسي طبع ف إيران عام 1298هص ،وعندي منه صورة وهو
مصور ف مكتبة مركز البحث العلمي ،والكتبة الركزية بامعة أم القرى ،والامعة السلمية .
)(4يذكر السيد مب الدين الطيب أنه وجد هذه السورة الت يزعمون أنا من القرآن مطبوعة ف مصاحفهم
ف إيران وأخذ لا صورة وجعلها ف كتابه الطوط العريضة (ص . )12
138
ما تكون بقرآن مسيلمة الكذاب الذي زعم أنه أوحي إليه به .
أما عن السنة فهم ل يؤمنون إل با ف كتبهم وبإسنادهم على أئمتهم من آل البيت
الطهّر الذين هم من هذا الراء برءاء ،وما ورد عن طريق ثقات السلمي من غي الرافضة
فل يقبلونه ،لذلك فل مال لللتقاء والناقشة إل إذا ت التفاق على الصول الت يتحاكم
إلي ها و هي :كتاب ال تعال ك ما فه مه ال صحابة والتابعون وال سنة ال صحيحة ،و تبأت
الرافضة بصدق من ذلك النفاق الذي يتخذونه دينًا ويسمونه ( َتقِيّة ) ( )1لنه مع التقية
يظل النقاش عملً ل قيمة له مهما وصل إليه من نتائج ف الظاهر .
يقول سليمان بن جر ير -من الزيد ية ( : -إن أئ مة الراف ضة قد وضعوا مقالت ي
لشيعتهم ل يظهر أحد قط عليهم :
أحدها :القول بالبداء .فإذا أظهروا قو ًل :إنه سيكون لم قوة وشوكة وظهور ث ل
يكون المر على ما أظهروه .قالوا بدا ل تعال ف ذلك (. )2
والثانية :الّتقِيّة فكلما أرادوا تكلموا به ،فإذا قيل لم ف ذلك :إنه ليس بق ،وظهر
لم البطلن قالوا إنا قلناه تقية ،وفعلناه تقية (. )3
)(1ينسب شيخهم الكلين إل جعفر الصادق رضي ال عنه أنه يقول :التقيّة دين ودين آبائي ول إيان لن ل
تقية له .أصول الكاف (. )2/219
)(2انظر قولم ف :البداء أصول الكاف ( )1/146ويسندون إل جعفر الصادق -البيء -قوله :ما عُظِم
ال بثل البداء وف رواية ( :ما عبد ال بشيء مثل البداء ) .
)(3اللل والنحل للشهرستان (. )1/160
139
ول كن لزيادة الفائدة نذ كر ب عض الثار الدالة على براءة أم ي الؤمن ي علي ر ضي ال
عنه ما نسبه إليه الرافضة من دعوى النصية والحقية باللفة من أب بكر وعمر وعثمان
رضي ال عنهم والروية عنه نفسه فمنها :
الثار الرويـة عـن علي رضـي ال عنـه والدالة على عدم النصـية ل عليـه ول على
غيه :
-1روى مسلم -وغيه -بسنده إل أب الطفيل قال :سئل علي :أخصّكم رسول
ال بشي ؟ فقال :ما خصنا رسول ال بشيء ل يعم به الناس كافة إل ما كان ف
قراب سيفي هذا .فأخرج صحيفة مكتوبًا فيها « :لعن ال من ذبح لغي ال ،ولعن ال
من سرق منار الرض ،ولعن ال من لعن والده ،ولعن ال من آوى مدثًا » (. )1
-2وعصن عمرو بصن سصفيان قال :لاص ظهصر علي يوم المصل قال :أيهصا الناس :إن
رسول ال ل يعهد إلينا ف هذه المارة شيئًا حت رأينا من الرأي أن نستخلف أبا بكر
فأقام واستقام حت مضى سبيله ،ث إن أبا بكر رأى من الرأي أن يستخلف عمر ،فأقام
وا ستقام ح ت ضرب الد ين برا نه ،ث إن أقوامًا طلبوا الدن يا فكا نت أمور يق ضي ال
فيها (. )2
-3وقال ا بن سعد ف الطبقات :أخب نا وك يع بن الراح عن أ ب ب كر الذل عن
السن قال :قال علي لا ُقبِ ضَ النب نظرنا ف أمرنا فوجدنا النب قد قدم أبا بكر ف
الصلة فرضينا لدنيانا من رضى رسول ال لديننا فقدمنا أبا بكر (. )3
)(1رواه مسلم ف صحيحه ك :الضاحي .ب :تري الذبح لغي ال ،ح ، )3/1567( ، 1978
والنسائي ف الطهارة ، 105 :وأحد ف السند (. )1/118
)(2قال الباركفوري :أخرجه أحد ،والبيهقي ف :دلئل النبوة بسند حسن تفة الحوذي (. )6/478
)(3طبقات ابن سعد ( . )3/183وأخرجه ابن عساكر بأطول منه .انظر :تاريخ اللفاء للسيوطي (ص
، )177وأخرجه اللل ف السند من مسائل المام أحد ورقة (. )37
140
-4وعن أب وائل قال :قيل لعلي أل تستخلف علينا ؟ قال :ما استخلف رسول ال
فأ ستخلف ،ول كن إن يرد ال بالناس خيًا ف سيجمعهم على خي هم ك ما جع هم ب عد
نبيهم على خيهم (. )1
-5وعصن قيصس بصن عباد قال :كنصا مصع علي فكان إذا شهصد مشهدًا أو أشرف على
أك مة أو ه بط واديًا قال :سبحان ال ،و صدق ال ور سوله ...إل أن قال :ف سألناه
ص ( :فهصل عهصد رسصول ال إليصك شيئًا ف ذلك ؟ قال :فأعرض عنصا ،وألحنصا فقلن ا
عليه ،فلما رأى ذلك قال :وال ما عهد إلّ رسول ال عهدًا إل شيئًا عهده إل الناس
،ولكن الناس وقفوا على عثمان رضي ال عنه فقتلوه ،فكان غيي فيه أسوأ حالً وفعلً
من ،ث إن رأيت أن أحقهم بذا المر فوثبت عليه ،فال أعلم أصبنا أم أخطأنا (. )2
فكل هذه النصوص تدلّ دللة قاطعة على أن رسول ال ل يوص باللفة ول يعهد
با لحد بعده ل أب بكر ،ول علي ،ول غيها ،وإنا ظهر منه أقوال وأفعال تدل على
أنه يريدها لب بكر بعده ،ويقر ذلك ويرضى به وأنه يعلم أن السلمي لن يتاروا عليه
غيه كما مر .
)(1قال الباركفوري :أخرجه الاكم ف الستدرك ،وصححه البيهقي ف :الدلئل تفة الحوذي (
. )6/478
)(2رواه أحد ف مسنده ،وقال صاحب الفتح الربان :فيه علي بن زيد وهو ابن جدعان وثقه بعضهم
وضعفه آخرون وإسناده جيد .الفتح الربان ( . )23/116وصححه أحد شاكر .انظر :السند ح
. )2/287( ، 1206
141
ثبوت مبايعة علي والزبي لب بكر رضي ال عنهم :
ثبت بالسانيد الصحيحة مبايعة علي والزبي لب بكر رضي ال عنهم بعد وفاة النب
وقبل دفنه من ذلك :
( )1ما رواه أ بو سعيد الدري ر ضي ال ع نه قال :قُ بض ر سول ال ،واجت مع
الناس ف دار سعد بن عبادة وفيهم أبو بكر وعمر ...إل أن قال :فصعد أبو بكر النب ،
فن ظر ف وجوه القوم فلم ير الزب ي ،قال :فد عا بالزب ي ،فجاء ،فقال :قلت ا بن ع مة
رسصول ال وحواريصه ،أردت أن تشصق عصصا السصلمي ،فقال :ل تثريصب يصا خليفصة
رسول ال فقام فبايعه ،ث نظر ف وجوه القوم ،فلم ير عليًا ،فدعا بعلي بن أب طالب
،فجاء فقال :قلت ابصن عصم رسصول ال ،وختنصه على ابنتصه ،أردت أن تشصق عصصا
السلمي ،قال :ل تثريب يا خليفة رسول ال فبايعه ) (. )1
( )2ويعضد ما سبق قول موسى بن عقبة ف مغازيه عن سعد بن إبراهيم .حدثن أب
أن أباه عبد الرحن بن عوف كان مع عمر وأن ممد بن مسلمة كسر سيف الزبي ،ث
خطب أبو بكر واعتذر إل الناس وقال :ما كنت حريصًا على المارة يومًا ول ليلة ،ول
سألتها ف سر ول علنية ،فقبل الهاجرون مقالته .وقال علي والزبي :ما غضبنا إل أن
أُخّرنا عن الشورة ،
)(1قال الافظ ابن كثي ( :رواه البيهقي عن الاكم ،وأب ممد بن حامد القري .وقد رواه علي بن عاصم
عن الريري عن أب ضرة عن أب سعيد الدري ) ...قال ( :وهذا إسناد صحيح مفوظ من حديث أب
نضرة النذر بن مالك عن أب سعيد سعد بن مالك بن سنان الدري ) ،قال ( :وفيه فائدة جليلة وهي مبايعة
علي بن أب طالب أما ف أول يوم أو اليوم الثان من الوفاة ) قال ( :وهذا حق فإن علي بن أب طالب ل
يفارق الصديق ف وقت من الوقات ول ينقطع ف صلة من الصلوات خلفه ) .انظر :البداية والنهاية (
. )5/249
142
وإنا نرى أن أبا بكر أحق الناس با ،إنه لصاحب الغار ،وإنا لنعرف شرفه وخبه ،ولقد
أمره رسول ال أن يصلي بالناس وهو حي ) (. )1
والعذر ف ذلك -وهو عدم مشورتم -كما قال الازري ( :إنه خشي من التأخر
عن البيعة الختلف لا وقع من النصار ) ( )2وسيأت ف حديث السقيفة .
أما ما ثبت ف الصحيحي ( ، )3أن عليّا رضي ال عنه بايع أبا بكر رضي ال عنه بعد
وفاة فاطمة رضي ال عنها -بعد ستة أشهر من وفاة النب -فما ذلك إل لنا رضي
ال عنها كانت قد أخذت ف خاطرها على أب بكر رضي ال عنه بعض العتب ،لتوهها
أن لا ف مياث النب حق - ،والصواب خلف ذلك لورود النص ،وكذلك ف صدقة
الرض ال ت ب يب ،فلم تكلم ال صديق ح ت ما تت فاحتاج علي أن يرا عي خاطر ها ب عض
الشيء ،فلما ماتت بعد ستة أشهر من وفاة أبيها رأى علي أن يدد البيعة مع أب بكر
رضي ال عنهما ...مع ما تقدم له من البيعة قبل دفن رسول ال ) (. )4
143
استعراض تاريي لطرق تولية اللفاء الراشدين رضي ال عنهم
ب عد ذلك ن ستعرض طرق تول ية اللفاء الراشد ين ر ضي ال عن هم لنأ خذ من ها الطرق
الشرعية لتولية المام من بعدهم وهي كالتال :
تولية أب بكر الصديق رضي ال عنه
ل وم نه
روى البخاري ف صحيحه عن ع مر بن الطاب ر ضي ال ع نه حديثًا طوي ً
( ...وأنه قد كان من خبنا حي توف ال نبيه أن النصار خالفونا واجتمعوا بأسرهم
ف سقيفة بن ساعدة ،وخالف عنا علي والزبي ومن معهما ،واجتمع الهاجرون إل أب
بكر ،فقلت لب بكر :انطلق بنا إل إخواننا هؤلء من النصار فانطلقنا نريدهم ،فلما
دنونصا منهصم لقينصا منهصم رجلن صصالان ( ، )1فذكرا مصا تال عليصه القوم ،فقال :أيصن
تريدون يا معشر الهاجرين ؟ فقلنا :نريد إخواننا هؤلء من النصار ،فقال :ل عليكم
أل تقربوهم أقضوا أمر كم ،فقلت :وال لنأتينهم ،فانطلق نا ح ت أتينا هم ف سقيفة ب ن
ساعدة ،فإذا رجل مزمّل بي ظهراينهم ،فقلت :من هذا ؟ فقالوا :هذا سعد بن عبادة
ل تشهّد خطيبهم ( )2فأثن على ال با هو فقلت :ماله ؟ فقالوا :يوعك ،فلما جلسنا قلي ً
أهله ث قال :أ ما ب عد :فن حن أن صار ال وكتي بة ال سلم ،وأن تم -مع شر الهاجر ين -
رهط ،وقد دفّت دافّة ( )3من
)(1وردت تسميتها ف بعض الروايات وها :عوير بن ساعدة ،ومعن بن عدي .انظر :سية ابن هشام (
، )4/660وفتح الباري ( ، )12/151والفتح الربان (. )23/60
)(2قال الافظ ابن حجر :ل أقف على اسه ،وكان ثابت بن قيس بن شاس يدعى خطيب النصار ،فالذي
يظهر أنه هو ،فتح الباري (. )12/151
)(3الدافة :العدد القليل وأصله من الدف وهو السي البطيء ف جاعة فتح الباري (. )12/151
144
قوم كم فإذا هم يريدون أن يتزلو نا من أ صلنا وأن يضنو نا ( )1من ال مر ،فل ما سكت
أردت أن أتكلم وكنت أداري منه بعض الد ،فلما أردت أن أتكلم قال أبو بكر :على
رسلك ،فكرهت أن أغضبه ،فتكلم فكان هو أحلم من وأوقر ،وال ما ترك من كلمة
أعجبتن ف تزويري إل قال ف بديهته مثلها أو أفضل منها حت سكت ،فقال :ما ذكرت
في كم من خ ي فأن تم له أ هل ولن يعرف هذا ال مر إل لذا ال ي من قر يش ،هم أو سط
العرب نسبًا ودارًا وقد رضيت لكم هذا أحد هذين الرجلي فبايعوا أيهما شئتم -فأخذ
بيدي ويد أب عبيدة عامر بن الراح وهو جالس بيننا -فلم أكره ما قال غيها ،كان
وال أن أُقدّم فتضرب عن قي ل يقرب ن من ذلك إ ث أ حب إل من أن تأمّ ر على قوم في هم
أ بو ب كر ،الل هم إل أن ت سول إل نف سي ع ند الوت شيئًا ل أجده الن ،فقال قائل من
النصار ( : )2أنا جذيلها الحكك ،وعذيقها الرجب ( ، )3منا أمي ومنكم أمي يا معشر
قريش ،فكثر اللغط وارتفعت الصوات حت فرقت من الختلف ،فقلت :ابسط يدك
يا أبا بكر ،فبسط يده فبايعته وبايعه الهاجرون ث بايعته النصار ونزونا على سعد بن
عبادة فقال قائل منهم :قتلتم سعد بن عبادة ،فقلت :قتل ال سعد بن عبادة ( ، )4قال
عمر :وإنا وال
)(1حضنه واحتضنه عن المر أخرجه منه ناحية عنه واستبد به أو حبسه عنه ،فتح الباري (. )12/152
)(2ف الروايات الخر :هو الباب بن النذر .انظر مثلً :الفتح الربان ( )23/58وعند البخاري نفسه ف
ك :فضائل الصحابة باب قول النب « :لو كنت متخذًا خليلً » فتح الباري ( )7/20وغيها .
)(3الذل :عود ينصب للبل الرباء لتحتكّ فيه ،فأراد أنه يستشفى برأيه ،والعُذيق :تصغي عذق ،
والرجّب :أي يدعم النخلة إذا كثر حلها .انظر :فتح الباري (. )7/31
)(4هناك روايات أخر تذكر تراجع سعد رضي ال عنه فقد روى المام أحد ف مسند الصديق عن عثمان عن
أب معاوية عن داود بن عبد ال الودي عن حيد بن عبد الرحن -هو الميي ، -فذكر حديث السقيفة
وفيه :إن الصديق قال :قريش ولة هذا المر ،فبّر الناس تبع لبهم ،وفاجرهم تبع لفاجرهم ،قال :فقال
له سعد :صدقت ،نن الوزراء وأنتم المراء .السند ( )1/5قال شيخ السلم ابن تيمية :فهذا مرسل
حسن ولعل حيدًا أخذه من بعض الصحابة الذين شهدوا ذلك ...قال :وفيه فائدة جليلة جدًا ،وهي أن
سعد بن عبادة نزل عن مقامه الول ف دعوى المارة وأذعن للصديق بالمارة فرضي ال عنهم أجعي .
منهاج السنة ( ، )1/143أما أحد شاكر فقد ضعف هذا الديث لنقاطعه قال :فإن حيد بن عبد الرحن =
145
ما وجدنا فيما حضرنا من أمر أقوى من مبايعة أب بكر ،خشينا إن فارقنا القوم ول تكن
بيعة أن يبايعوا رجلً منهم بعدنا ،فإما بايعناهم على ما ل نرضى ،وإما نالفهم فيكون
()1
ل من غي مشورة من السلمي فل يتابع هو ول الذي بايعه َت ِغرّ َه فسادًا ،فمن بايع رج ً
أن يقتل ) (. )2
فهذه هي البي عة الول ك ما تذكر ها ال صادر ،و هي بي عة فضلء وكبار الهاجر ين
والنصار له رضي ال عنه ،ث تبعتها البيعة الثانية وهي بيعة عامة السلمي ف السجد
على النب ،وروى البخاري ف صحيحه عن أنس بن مالك رضي ال عنه أنه سع خطبة
عمر الخرة حي جلس على النب ،وذلك
=1الميي التابعي الثقة يروي عن أمثال أب هريرة وأب بكرة وابن عمر وابن عباس ...ول يصرح هنا بن
حدثه هذا الديث ،وظاهر أنه ل يدرك وفاة الرسول وحديث السقفية ( . )1/164وقال اليثمي :رجاله
ثقات إل أن حيد بن عبد الرحن ل يدرك أبا بكر .انظر :ممع الزوائد (. )5/191
() قال ف النهاية :مصدر غررته إذا ألقيته ف الغرر ،وهي من التغرير كالّت ِعلّة من التعليل ،وف الكلم مضاف
تقديره :خوف تغرة أن يقتل أي :خوف وقوعهما ف القتل .انظر :النهاية ف غريب الديث والثر (
)3/356ط .أول 1383هص .
)(2البخاري ك :الدود .ب :رجم البلى رقم ( . )31انظر :فتح الباري ( )22/144وسية ابن هشام
( )4/660المام أحد .انظر :الفتح الربان ( ، )23/58ومناقب عمر بن الطاب لبن الوزي (ص )51
.
146
الغد من يوم توف النب فتشهد وأبو بكر صامت ل يتكلم قال :كنت أرجو أن يعيش
ر سول ال ح ت يدبر نا -ير يد بذلك أن يكون آخر هم -فإن ي كن م مد قد مات
فإن ال قصد جعصل بيص أظهركصم نورًا تتدون بصه باص هدى ال ممدًا ،وإن أبصا بكصر
صاحب رسول ال ثان اثني فإنه أول بأموركم فقوموا فبايعوه ،وكانت طائفة منهم
قد بايعوه قبل ذلك ف سقيفة بن ساعدة ،وكانت بيعة العامة على النب .
قال الزهري :عن أ نس بن مالك سعت ع مر يقول ل ب ب كر يومئذ :ا صعد ال نب ،
فلم يزل به حت صعد النب فبايعه الناس عامة (. )1
قال ابن كثي ( :قال ابن إسحاق :ث تكلّم أبو بكر فحمد ال وأثن عليه بالذي هو
أهله ث قال :أيها الناس إن قد وليت عليكم ولست بيكم ،فإن أحسنت فأعينون ،
وإن أسأت فقوّمون ،الصدق أمانة ،والكذب خيانة ،والضعيف فيكم قوي عندي حت
أر جع إل يه ح قه ،والقوي في كم ضع يف ح ت آ خذ ال ق م نه إن شاء ال ،ل يدع قوم
الهاد إل خذلم ال بالذل ،ول تشيع الفاحشة ف قوم إل عمهم ال بالبلء ،أطيعون ما
أط عت ال ور سوله ،فإذا ع صيت ال ور سوله فل طا عة ل علي كم قوموا إل صلتكم
يرحكم ال ) (. )2
النتائج الستخلصة :
هذه زبدة الروايات ال ت وردت ف بي عة أ ب ب كر ر ضي ال ع نه بالل فة ،ول نا أن
ن ستنتج من مموع هذه الروايات ب عض الفوائد الا صة بوضوع نا ف من هذه الفوائد ما
يلي :
147
-1الدللة على أن النصب ل ينصص صصراحة على الليفصة مصن بعده ،وإن أخصب بنص
سيتول ،وف هذا دللة على أن للمام أن يترك الختيار للمسلمي من بعده .
-2أن بي عة أ ب ب كر ر ضي ال تعال ع نه ت ت ب عد مشاورات ب ي فضلء الهاجر ين
والنصصار ،وفص هذا دللة على أن الذي يقوم بالختيار هصم فضلء القوم وعلماؤهصم
ورؤساؤهم وهم من يسمّمون بص ( أهل الل والعقد ) وسيأت دراسة مفصلة لهل الل
والعقد قريبًا إن شاء ال .
-3ل يشترط الجاع التام على اختيار اللي فة فل ت ضر مال فة ب عض القوم ك ما ل
تضر مالفة سعد بن عبادة رضي ال عنه .
-4مشروعية البيعة للخليفة الختار من قبل أهل الل والعقد أو ًل ،ث من قبل عامة
السلمي ثانيًا ،كما تّ لب بكر رضي ال عنه .
-5ل يشترط ف النتخاب حضور جيع أهل الل والعقد كما :ل يضر تلف علي
بن أب طالب ،والزبي بن العوام رضي ال عنهما حيث تلفا عن الختيار -كما ذكرت
بعض الروايات ( - )1لتجهيز النب وإن كانا بايعا بعد ذلك (. )2
وعلى ضوء هذه النقاط ستتضح لنا الطريقة الول لنعقاد اللفة وهي النتخاب من
قبل أهل الل والعقد ،والت سنوضحها بعد هذا العرض التاريي لبايعة الربعة رضي ال
تعال عنهم .
148
ثانيًا :تولية عمر رضي ال عنه :
أ ما انعقاد الل فة لع مر فثب تت بطري قة أخرى مغايرة -إل حد ما -ولكن ها شرع ية
أيضًا بالدللة السابقة وهي طريقة الستخلف ( العهد ) .
قال ابن الوزي ( :عن السن بن أب السن رضي ال عنه قال :لا ثقل أبو بكر
رضوان ال تعال عليه واستبان له من نفسه .جع الناس فقال :إنه قد نزل ب ما ل ترون
ول أظنن إل لأت ،وقد أطلق ال أيانكم من بيعت ،وحلّ عنكم عقدت ،وردّ عليكم
أمر كم ،فأمّروا علي كم من أحبب تم فإن كم إن أمّر ت علي كم ف حياة م ن كان أجدر أل
تتلفوا بعدي ،فقاموا فص ذلك وحلوا عنصه فلم تسصتقم لمص ،فقالوا :إرأ لنصا يصا خليفصة
ر سول ال قال :فلعل كم تتلفون ؟ قالوا :ل ،قال :فعلي كم ع هد ال على الر ضا ؟
قالوا :نعم .قال :فأمهلون أنظر ل ودينه ولعباده ،فأرسل أبو بكر إل عثمان بن عفان
رضي ال ع نه فقال :أ شر علي بر جل .وال إنك عندي ل ا لهل ومو ضع فقال -أي
عثمان : -ع مر .فقال :اك تب . ،فك تب ح ت انت هى إل ال سم فغُ شي عل يه ث أفاق
فقال :اكتب عمر ) (. )1
وذكر أنه لا أراد العقد دعا عبد الرحن بن عوف فيما ذكر ابن سعد عن الواقدي عن
ابن أب سبة عن عبد الجيد بن سهيل عن أب سلمة ابن عبد الرحن قال -وذكر طرقًا
أخر : -إن أبا بكرالصديق لا اسُت ِع ّز به ( )2دعا عبد الرحن بن عوف فقال :أخبن عن
عمر بن الطاب ،فقال عبد الرحن :ما تسألن عن أمر إل وأنت أعلم به من ،فقال أبو
ب كر :وإن ...فقال ع بد الرح ن :و هو وال أف ضل من رأ يك ف يه ،ث د عا عثمان بن
عفان فقال :
149
أخبن عن عمر فقال :أنت أخبنا به ،فقال :على ذلك يا أبا عبد ال ،فقال عثمان :
اللهم علمي به أن سريرته خي من علنيته ،وأنه ليس فينا مثله .فقال أبو بكر :يرحك
ال ،وال لو ترك ته ما عدو تك ،وشاور معه ما سعيد بن ز يد أ با العور ،وأ سيد بن
الضي ،وغيها من الهاجرين والنصار ،فقال أسيد :اللهم علمه الية بعدك يرضى
سرّ خ ي من الذي يعلن ،ول يل هذا ال مر أ حد للر ضى ،وي سخط لل سخط ،الذي يُ ِ
أقوى عليه منه ،وسع بعض أصحاب النب بدخول عبد الرحن وعثمان على أب بكر
وخلوتم به ،فدخلوا على أب بكر فقال له قائل منهم :ما أنت قائل لربك إذا سألك عن
استخلفك عمر علينا وقد ترى غلظته ؟ فقال أبو بكر :أجلسون ،أبا ل توفون ؟ :
خاب من تزود من أمركم بظلم أقول :اللهم إن استخلفت عليهم خي أهلك ،أبلغ ما
قلت لك من ورائك ،ث اضطجع ودعا عثمان بن عفان فقال ( :اكتب بسم ال الرحن
الرحيم :هذا ما عهد أبو بكر بن أب قحافة ف آخر عهده بالدنيا خارجًا منها ،وعند
ل فيها .حيث يؤمن الكافر ،ويوقن الفاجر ،ويصدق الكاذب . أول عهده بالخرة داخ ً
إن استخلفت عليكم بعدي عمر بن الطاب فاسعوا له وأطيعوا ،وإن ل آل ال ورسوله
ودينه ونفسي وإياكم خيًا ،وإن بدل فلكل امرئ ما اكتسب من الث ،والي أردت ،
ول أعلم الغ يب ،و سيعلم الذ ين ظلموا أي منقلب ينقلبون ،وال سلم علي كم ورح ة ال
وبركاته ) .ث أمر بالكتاب فختمه .ث قال بعضهم :لا أملى أبو بكر صدر هذا الكتاب
وبقي ذكر عمر :ف ُذهِب به قبل أن يسمي أحدًا ،فكتب عثمان إن قد استخلفت عليكم
عمر بن الطاب ث أفاق أبو بكر فقال :اقرأ علي ما كتبت ،فقرأ عليه فذكر عمر بن
الطاب فكبّر أبو بكر وقال :أراك خفت إن أقبلت نفسي ف غشيي تلك يتلف الناس ،
ل ،ث أمره فخرج بالكتاب فجزاك ال عن ال سلم وأهله خيًا ،وال إن ك نت ل ا له ً
متومًا .ومعصه عمصر بصن الطاب ،وأسصيد بصن سصعيد القرضصي ،فقال عثمان للناس :
أتبايعون لن ف هذا الكتاب ؟ فقالوا :نعم ،وقال بعضهم :قد علمنا به ،قال ابن سعد
:علي القائل ،وهو عمر فأقروا بذلك جيعًا ورضوا به وبايعوا ،ث دعا أبو بكر
150
عمر خاليًا فأوصاه با أوصاه به ،ث خرج من عنده فرفع أبو بكر يديه مدًا فقال :اللهم
إنص ل أرد بذلك إل صصلحهم وخفصت عليهصم الفتنصة فعملت فيهصم باص أنصت أعلم بصه ،
واجتهدت لم رأي ،فوليت عليهم خيهم وأقواهم عليهم وأحرصهم على ما أرشدهم ،
وقد حضرن من أمرك ما حضر فاخلفن فيهم ،فهم عبادك ونواصيهم بيدك أصلح لم
واليهم واجعله من خلفائك الراشدين يتبع هدى نب الرحة وهدى الصالي بعده وأصلح
له رعيته (. )1
النتائج الستخلصة :
فهذه مبايعة عمر رضي ال عنه ،ويكننا الن أن نستنتج منها على غرار ما تقدم ما
يلي :
-1جواز الستخلف لشخص معي .
-2مشاورة أهل الل والعقد قبل العزم على تعيي الليفة .
-3كتابة العقد للخليفة العهود إليه .
-4العهد ل يكفي لتولية المام ،وإنا ل بد من البيعة للمام العهود إليه .
وعلى ضوء هذه النقاط سصتتضح طريقصة السصتخلف قريبًا إن شاء تعال .فلنرجصئ
التفصيل عنها إل موضعه .
ثالثًا :تولية عثمان بن عفان رضي ال عنه :
ل ذكر فيه تفاصيل طعن
روى البخاري ف صحيحه عن عمرو بن ميمون حديثًا طوي ً
عمر رضي ال تعال عنه ،ث حله إل بيته ث دخولم عليه .
)(1الطبقات الكبى لبن سعد ( . )200 ، 3/199وانظر الرواية هذه متصرة ف كل من تاريخ الطبي (
)3/428الطبعة الثانية ،ومناقب عمر بن الطاب لبن الوزي (ص . )54
151
وفيه :فقالوا :أوص يا أمي الؤمني ،استخلف ( . )1فقال :ما أجد أحق بذا المر من
هؤلء الن فر -أو الر هط -الذ ين تو ف ر سول ال و هو عن هم راض :ف سمى عليّ ا ،
وعثمان ،والزب ي ،وطل حة ،و سعدًا ،وع بد الرح ن ( . )2وقال :يشهد كم ع بد ال بن
عمر وليس له من المر شيء -كهيئة التعزية له -فإن أصابت المرة سعدًا فهو ذاك وإل
فليستعن به أيكم ما ُأمّر ،فإن ل أعزله عن عجز ول خيانة ...إل أن قال الراوي :فلما
فرغ من دف نه اجت مع هؤلء الر هط فقال ع بد الرح ن :اجعلوا أمر كم إل ثل ثة من كم .
فقال الزبيص :قصد جعلت أمري إل علي .فقال طلحصة :قصد جعلت أمري إل عثمان .
وقال سعد :قد جعلت أمري إل عبد الرحن بن عوف ،فقال عبد الرحن :أيكما تبأ
مصن هذا المصر فنجعله إليصه وال عليصه والسصلم لينظرن أفضلهصم فص نفسصه ،فأسصكت
الشيخان ،فقال ع بد الرح ن :أفتجعلو نه إلّ وال علي أن ل آلو عن أفضل كم ؟ قال :
ن عم ،فأ خذ ب يد أحده ا فقال :لك قرا بة من ر سول ال والقدم ف ال سلم ما قد
علمت ،فال عليك لئن أ ّمرْتك لتعدلن ولئن َأ ّم ْرتُ عثمان لتسمعن ولتطيعن .
)(1ثبت عنه رضي ال عنه أنه قيل له :أل تستخلف يا أمي الؤمني ،فقال :إن أستخلف فقد استخلف من
هو خي من -يعن أبا بكر -وإن أترك فقد ترك من هو خي من -يعن رسول ال -فأثنوا عليه فقال :
( راغب وراهب وددت أن نوت منها كفافًا ل ل ول علي ،ل أتملها حيًا وميتًا ) .متفق عليه وسبق
تريه (ص . )125والمع بي هذا واستخلفه أحد الستة :يتمل أن يكون ذلك ف صحته قبل طعن
الجوسي له ،ويتمل أن يكون قاله ث تراجع ونصّ على هؤلء الستة .
)(2هؤلء هم بقية العشرة البشرين بالنة منهم :أبو بكر ،وأبو عبيدة .وقد توفوا .ومنهم :عمر بن
الطاب ،ومنهم سعيد بن زيد ،وهذا ل ينصّ عليه ف أهل الشورى ولعل السبب ف ذلك لنه ابن عم عمر
فلم يسمّه عمر مبالغة ف التبي من المر وال أعلم ) .فتح الباري (. )7/67
152
ث خل بال خر فقال م ثل ذلك ،فل ما أ خذ اليثاق قال :ار فع يدك أباي عك يا عثمان
فبايعه ،فبايعه علي وول أهل الدار فبايعوه (. )1
وف بعض الروايات أنا لا انصرت بي عثمان وعلي رضي ال عنهما ( :نض عبد
الرحن بن عوف يستشي الناس فيهما ويمع رأي السلمي برأي رؤوس الناس وأخيارهم
جيعًا وأشتاتًا ،مثن وفرادى ومتمعي ...فسعى ف ذلك عبد الرحن ثلثة أيام بلياليهن
ل يغتمض بكثي نوم إل صلة ودعاء واستخارة وسؤا ًل من ذوي الرأي عنهم ،فلم يد
أحدًا يعدل بعثمان بن عفان رضي ال عنه (. )2
وهكذا تتص البيعصة لعثمان رضصي ال عنصه بإجاع الصصحابة رضوان ال عليهصم كمصا
قال المام أحدص رحهص ال تعال ( :ل يتمعوا على بيعصة أحصد كمصا اجتمعوا على بيعصة
عثمان ) (. )3
النتائج الستخلصة :
والذي يكن أن نستنتجه من هذه البيعة ما يلي :
جواز العهصد إل أشخاص معينيص دون تعييص العهود إليصه بعينصه إذا كان ذلك هصو
الصلح ،ويرى ابن تيمية رحه ال سبب عدم تعيي واحد بعينه من
)(1البخاري كتاب :فضائل الصحابة .باب ، 8 :قصة البيعة والتفاق على عثمان .انظر :فتح الباري (
، )7/59ونوه ف السند رقم ( ، )89بإسناد صحيح .انظر :السند ( )1/192تقيق شاكر ،وتاريخ
الطبي ( ، )4/228وتاريخ اللفاء (ص ، )135والبداية والنهاية ( )7/145على اختلف ف اللفاظ .
)(2انظر :البخاري كتاب :الحكام .باب ، 43 :كيف يبايع الناس المام ؟ فتح الباري (، )13/193
والبداية والنهاية ( )7/146واللفظ له .
)(3منهاج السنة (. )3/166
153
ال ستة ح ت ل يدث الختلف والاز عة .ول نه رأى الف ضل متقاربًا ف ال ستة ،ورأى
أيضًا أنه إذا عَيّن واحدًا قد ل يسن القيام بإمامة السلمي فيصبح عمر نفسه مسؤولً عنه
لنسبته إليه فترك التعيي خوفًا من التقصي (. )1
أ ما ا بن بطال ف هو يرى -ك ما ن قل ع نه ا بن جر ير -أن ف هذه الطري قة ج ع ب ي
طريقة الرسول ف ترك الستخلف وتفويض المر للمسلمي ،وبي طريقة صاحبه أب
بكر رضي ال عنه ف الستخلف قال :فأخذ من فعل النب طرفًا وهو ترك التعيي ،
ومن فعل أب بكر طرفًا وهو العهد لحد الستة وإن ل ينص عليه ( . )2فهي طريقة جامعة
بي العهد والختيار .
تولية علي رضي ال عنه :
بعصد حادثصة اسصتشهاد الليفصة الراشصد عثمان بصن عفان رضصي ال تعال عنصه ظهصر
الختلف ف صفوف السلمي ،وهو بق -كما يرى ابن تيمية -أول نزاع ظهر على
المامة ،حيث ما جرى من قبل ل يكن نزاعًا بالعن القيقي ( إل ما جرى ف اجتماع
ال سقيفة ،وما اتصلوا حت اتفقوا ،وم ثل هذه ل يسمى نزاعًا ) ( . )3وك ما قال حذي فة
رضي ال عنه ( :إنا -أي حادثة استشهاد عثمان -كانت أول الفت ،وآخرها فتنة
السيح ) ( . )4أما تصوير بعض الؤرخي وأصحاب الغراض ما كان ف السقيفة بأنه :
الصراع الرهيب والتناحر على المامة فل أساس له من الصحة .
154
وقد واجه استخلف علي رضي ال عنه صعوبات كثية ،ل تواجه من سبقه ،منها
حادثة استشهاد عثمان رضي ال عنه ،ودخول القتلة الجرمي ف صف علي ،ومطالبة
بعض السلمي بالقصاص منهم ،وإنكار أهل الشام الماعي لبايعته ( ، )1وخروج بعض
كبار الصحابة رضي ال تعال عنهم كطلحة ،والزبي ،وعائشة ،وغيهم .
والن نرى القصة الكاملة لتولية علي رضي ال تعال عنه
قال اللل ( :أ خبن م مد بن علي بن ممود قال :حدث نا أ بو ب كر الثرم -أمله
علينا من كتابه -حدثنا أبو عبد ال حدثنا إسحاق بن يوسف قال :حدثنا عبد اللك عن
سلمة بن كهيل عن سال ابن أب العد عن ممد بن النيفة قال :كنت مع علي رحه ال
وعثمان مصر ،قال :فأتاه رجل فقال :إن أمي الؤمني مقتول ،ث جاء آخر فقال :إن
أميص الؤمنيص مقتول السصاعة ،قال :فقام علي رحهص ال ،قال ممصد :فأخذت بوسصطة
توفًا عليه .فقال :خلّ ل أم لك ،قال :فأتى علي الدار وقد قتل الرجل رحه ال فأتى
داره فدخلها فأغلق بابه ،فأتاه الناس فضربوا عليه الباب فدخلوا عليه فقالوا :إن هذا قد
ُق تل ،ول بد للناس من خلي فة ول نعلم أحدًا أ حق ب ا م نك فقال ل م علي :ل تريدو ن
فإن لكم وزير خي من لكم أمي ،فقالوا :ل وال ل نعلم أحدًا أحق با منك قال :فإن
أبي تم علي فإن بيع ت ل تكون سرًا ،ول كن أخرج إل ال سجد ف من شاء يبايع ن بايع ن ،
فخرج إل ال سجد فباي عه الناس ،قال أ بو ع بد ال :ما سعته إل م نه ،ما أعج به من
حديث ) (. )2
وف رواية ( :فقال عبد ال بن عباس :فكرهت أن يأت السجد كراهية أن يشغب
عليه ،وأب هو إل السجد فلما دخل جاء الهاجرون والنصار فبايعوا وبايع الناس ) (. )3
155
وقال ابن كثي :ذكر سيف بن عمر عن جاعة من شيوخه قالوا :بقيت الدينة خسة
أيام ب عد مق تل عثمان وأمي ها الغاف قي بن حرب يلتم سون من ييب هم إل القيام بال مر ،
وال صريون يلحون على علي و هو يهرب من هم إل اليطان ،ويطلب الكوفيون الزب ي فل
يدو نه ،والب صريون يطلبون طل حة فل ييب هم ،فقالوا ،في ما بين هم ل نول أحدًا من
هؤلء الثل ثة .فمضوا إل سعد بن أ ب وقاص فقالوا :إ نك من أ هل الشورى فلم يق بل
منهم ،ث راحوا إل ابن عمر فأب عليهم ،فحاروا ف أمرهم ث قالوا :إن نن رجعنا إل
أم صارنا بق تل عثمان من غ ي إمرة اختلف الناس ف أمر هم ول ن سلم ،فرجعوا إل علي
فألّوا عل يه وأ خذ الش تر النخ عي بيده فباي عه ،وذلك يوم الم يس الرا بع والعشر ين من
ذي الجة وذلك بعد مراجعة الناس لم ف ذلك وكلهم يقول :ل يصلح لا إل علي ،
فلما كان يوم المعة وصعد النب بايعه من ل يبايعه بالمس (. )1
وروى سيف عن أ ب حار ثة مرز العبش مي و عن أ ب عثمان يز يد بن أ سيد الغ سان
قال :لاص كان يوم الميصس على رأس خسصة أيام على مقتصل عثمان جعوا أهصل الدينصة
فوجدوا سعدًا والزب ي خارج ي ،ووجدوا طل حة ف حائط له ...فل ما اجت مع ل م أ هل
الدي نة قال ل م أ هل م صر :أن تم أ هل الشورى وأن تم تعقدون الما مة وأمر كم عابر على
ل تنصبونه ونن لكم تبع .فقال المهور :علي بن أب طالب نن المة فانظروا لكم رج ً
به راضون ...فقال علي :دعون والتمسوا غيي ...فقالوا :ننشدك ال أل ترى الفتنة
أل تاف ال ؟ فقال :إن أحببتم ركبت بكم ما أعلم ،وإن تركتمون فإنا أنا كأحدكم
إل أ ن أ سعكم وأطوع كم ل ن وليتموه أمر كم ،ث افترقوا على ذلك واتعدوا ال غد فل ما
أصبحوا يوم المعة حضر السجد وجاء علي حت صعد النب فقال ( :يا أيها الناس عن
مل وإذن .إن هذا أمركم ليس لحد فيه حق
156
إل من أ ّمرْ ت ،و قد افترق نا بال مس على أ مر ،فإن شئ تم قعدت ل كم وإل فل أ جد على
أحد ) .فقالوا :نن على ما فارقناك عليه بالمس (. )1
وهكذا ت ت البي عة لعلي رضي ال ع نه ول كن وجود الف سدين دا خل ال صف أدى إل
تصدعه ،وبدأت الفرقة بي السلمي حيث وقعت موقعة المل الشهورة .وأعلن معاوية
رضي ال عنه وأهل الشام عدم دخولم ف الطاعة حت يؤ خذ بثأر عثمان ،فسار إليهم
علي بيشه ووقعت موقعة صفي وغيها من العارك .ث انشق عليه صفه بعد التحكيم
وخرجت عليه الوارج وقاتلهم وكثرت الفت ف عصره رضي ال تعال عنه .
والذي يهمنا ف هذا البحث هو الطريقة الت تت با مبايعته وهي كما رأينا طريقة
الختيار كالت ثبتت با إمامة أب بكر حيث إن عثمان رضي ال تعال عنه ل يستخلف
أحدًا بعده ( ، )2فبعد حادثة استشهاده بقي الناس ف غيبة من إمام حت اختاره أهل الل
والعقد .وعقدوا المامة له بعد مشاورات ومناقشات طويلة .
ويلحظ أيضًا أنه ل يكن هناك أحد يدعي المامة لنفسه بعد عثمان ،ول يكن علي
رضي ال تعال عنه حري صًا عليها ،وإن ا قبلها بعد إلاح خوفًا من ازدياد الفت ،ومع
ذلك فلم ي سلم من ها ر ضي ال ع نه وأرضاه .وكذلك ل يدع أن هناك ن صًا على إمام ته
كما تقول الرافضة فد ّل على كذبم .لعنهم ال .
157
طرق انعقاد المامة :
ب عد هذا العرض التاري ي الو جز للطرق ال ت ت ت ب ا تول ية اللفاء الراشد ين وعلى
ضوئها يكننا أن ندّد الطرق الشرعية الثابتة لتولية المام وها طريقتان فقط :
الطريقة الول :الختيار :
والذي يقوم به هم أ هل ال ل والع قد ،و هي الطري قة ال ت ت ت ب ا تول ية أ ب ب كر
الصديق ،وعلي بن أب طالب رضي ال تعال عنهما كما رأينا :
أهية الختيار :
قلنا :إن المامة وسيلة ل غاية ،وسيلة إل إقامة المر بالعروف والنهي عن النكر
بفهومصه الواسصع -كمصا مرّ فص مقاصصد المامصة -وهذا واجصب على جيصع أفراد المصة
السصلمية ،وحيصث إنصه ل يكصن القيام بصه على وجهصه الكمصل إل بعصد تنصصيب إمام
للمسلمي يقودهم وينظم لم طريق الوصول إل القيام بذا الواجب العام ،لذلك فالمة
م سؤولة عن اختيار من ت نبيه عن ها ،وت سلّم له زمام الذعان والنقياد لقود ها إل تق يق
هذا الدف العظيصم الذي هصو واجصب على السصلمي عمومًا ،فالِمام مصا هصو إل نائب
ووكيل عن هذه المة ،وليس له ف نظر السلم أية ميزة أو قداسة أو صفة من الصفات
ال ت يتعال ب ا عن بق ية أفراد ال سلمي .فم سؤولية الختيار لذا النائب راج عة إل ال مة
نف سها ل نه النائب عن ها وح يث إن ال مة متفر قة ف ال صقاع والم صار ،في ها القوي
والضع يف ،والعال بال صلحة والا هل ،والعا قل وغيه ،و صاحب الوى والغرض ،إل
غي ذلك من الختلفات الت يصعب معها التمييز بي الصال والطال والذي يَُتوَ سّ ُم فيه
حل هذه المانة وغيه .ولذلك تكون السؤولية ف
158
هذا الجال واق عة على أعناق عقلء ال مة وعلمائ ها وفضلئ ها ،ف هم الذ ين يتارون من
ل للقيام بذا الوا جب الشر عي الذي أوج به ال علي هم و هو إقا مة شرع ال ف يرو نه أه ً
أرضه ،والمر بالعروف والنهي عن النكر ف جيع أناء العمورة .
لذلك تبدو أهية المة ف اختيار من تلزمه عنانا ليسي با إل أداء ما أوجبه ال عليها
والقيام بأعباء اللفة الدمية على هذه الرض .
كمصا تبدوا أهيصة عقلء المصة -أهصل اللص والعقصد -الذيصن تثصق فيهصم وتسصلمهم
مسؤوليتها ،وتملهم المانة ليختاروا لم من يقودهم بكتاب ال إل ما يرضي ال .
فهذه الفئة -أ هل ال ل والع قد -تتح مل ال سؤولية من ج هة اختيار ها من ت سلّم له
قيادها باعتبارهم أفراد من أفراد السلمي .ومن جهة إنابة المة لم وثقتهم فيهم ليختاروا
ل لثل هذا النصب العظيم ،ومن جهة ثالثة أنم شركاء من يتارونه ف الث من يكون أه ً
أمام ال إذا ل يهدوا أنفسهم ف اختيار الصلح .
ومن شعورهم بثقل هذه السؤوليات مع أنم أفاضل المة وعقلؤها وعلماؤها فإن
اختيارهم سيكون بعد تروّ وترّ بعيدًا من أن تدنسه أهواء شهوانية ،أو مطامع شخصية ،
أو تع صبات قبل ية أو مذهب ية ،و سيكون موفقًا و صائبًا إن شاء ال خا صةً إذا شعروا إزاء
ذلك بأن الذي سصيختارونه سصيترتب على السصلمي عموم ًا له مصن الواجبات والقوق
الشيء الكثي وستكون طاعته ف غي معصية واجبة على جيع أفراد المة ،وإذا قصر ف
شيء من ذلك فإن الفئة الت اختارته سيكون عليها من وزره نصيب إذا ل تكن أجهدت
نفسها ف اختيار من تراه مناسبًا .
159
كل ما سبق يدلنا على أهية هذا الطريق ( الختيار ) وأنه أقرب الطرق بل هو الطريق
ال صل لختيار المام ف الشري عة ال سلمية على اعتبار أن ال ستخلف مشروط بواف قة
أهل الل والعقد على الستخلف كما سيأت :
وهذه الطريقة ثابتة الشروعية بالسنة والجاع :
فمن السنة :
-1فعل النب :فقد توف ول ينص نصًا صريًا على الليفة من بعده وإنا أخب بن
سيتول كما رأينا ،والذي يد ّل على ذلك قول عمر النف الذكر :
( إن أستخلف فقد استخلف من هو خي من -يعن أبا بكر -وإن أترك فقد ترك
من هو خ ي م ن -يع ن ر سول ال )1( ) -وتوج يه الدللة من ذلك أن ال نب قد
أو جب تن صيب المام -ك ما مر -و قد تو ف ول يع هد إل أ حد بعده فكان ل بد من
الختيار فدل على مشروعيته .
-2ومنها قوله لا قيل له من تؤمر بعدك ؟ فقال « :إن تؤمروا أبا بكر تدوه أمينًا
زاهدًا ف الدن يا ،راغبًا ف الخرة ،وإن تؤمروا ع مر تدوه قويّ ا أمينًا ل تأخذه ف ال
لومة لئم ،وإن تولوها عليّا تدوه هاديًا مهديًا » (. )2
ووجه الدللة :إنه لو ل يز الختيار ل يقل :إن تؤمروا فلنًا فكذا ،أو تؤمروا فلنًا
فكذا ،أو تولوها فلنًا فكذا .
160
-3ومنها فعل اللفاء الراشدين رضي ال تعال عنهم كما سبق ،وقد أمرنا بإتباع
سنتهم والقتداء بأب بكر ،وعمر -كما مرّ -وقد قال عمر بن الطاب رضي ال تعال
عنه ( :من بايع رجلً من غي مشورة من السلمي فل يتابع هو ول الذي بايعه َت ِغرّة أن
يقتل ) (. )1
ومن الجاع :
رأينا فيما سبق ف العرض التاريي كيفية اختيار الصحابة لب بكر ث لعلي رضي ال
تعال عنهمصا ،ول تذكصر الروايات أحدًا اعترض على هذه الطريقصة وخالف فيهصا ،فدلّ
على إجاعهصم ،ومصن حكصى هذا الجاع مصن العلماء النووي وغيه ،فقال النووي فص
شرحه لصحيح مسلم ( :وأجعوا على انعقاد اللفة بالستخلف ،وعلى انعقادها بعقد
أهل الل والعقد لنسان إذا ل يستخلف الليفة ) (. )2
ول يالف فص هذا إل الرافضصة لنصه يتنافص مصع عقيدة النصص عندهصم الباطلة ولذلك
وجهوًا إليه نقدًا مريرًا ولكن ل عبة بخالفتهم .
قلنا :والذي يقوم بذا الختيار هم أهل الل والعقد ،ولنا أن نتساءل من هم أهل
الل والعقد ؟ وما هي الشروط الت يب أن تتوفر فيهم ؟ وهل يشترط عدد معي أم ل ؟
وما هي وظائفهم ؟ ...إل وللجابة على هذه التساؤلت نقول :
161
أهل الل والعقد
هصم :فئة مصن الناس على درجصة مصن الديصن واللق والعلم بأحوال الناس وتدبيهصم
المور ،وي سمون أ هل الختيار ،وأ هل الشورى ،وأ هل الرأي والتدب ي ،كما حدد هم
ب عض العلماء بأن م ( :العلماء والرؤ ساء ووجهاء الناس ،الذ ين يتي سر اجتماع هم ) (. )1
إل غي ذلك .من السميات الت أُطلقت على هذه الماعة .
وهذه الفئة يو كل إلي ها الن ظر ف م صال ال مة الدين ية والدنيو ية ومن ها اختيار المام
للم سلمي ،ف هي ال سئولة عن ت صفح أحوال الذ ين ي كن صلحيتهم لتول هذا الن صب
الهصم والجتهاد فص ذلك ،فمصن رأوه صصالًا لتول هذا النصصب بايعوه على كتاب ال
وسنة نبيه ولزوم طاعته فيما ليس فيه معصية ،وهذه الفئة تقوم باختيار المام نيابة عن
المة جيعًا ،فهم بباشرتم هذا الختيار ل يثلون أنفسهم فقط ،بل يثلون المة كلها ،
ولذا فإ نه ع ند مباي عة أ هل ال ل والع قد المام ت ب مبايع ته والنقياد له على سائر أفراد
المة (. )2
ومشروعية اعتبارها ورد به القرآن والسنة :
فمصن القرآن قوله تعال ﴿ :يَا َأيّهَا الّذِينَص آمَنُواْ أَطِيعُوْا اللّه َص وَأَطِيعُواْ الرّسصُو َل وَُأوْلِي
ا َل ْم ِر مِنكُ ْم ﴾ .وهم العلماء والولة -كما مرّ . -
ومن ها قوله تعال ... ﴿ :وََل ْو َردّو هُ إِلَى الرّ سُو ِل وَإِلَى ُأ ْولِي ا َل ْم ِر مِْنهُ مْ َلعَلِمَ هُ الّذِي نَ
ستَنبِطُوَن ُه مِْنهُمْ ﴾ الية .
يَ ْ
162
أما من السنة فلقوله « :أخرجوا ل من كم اثن عشر نقيبًا ليكونوا على قومهم با
فيهم » .وذلك للنصار ف بيعة العقبة الثانية (. )1
شروط أهل الل والعقد :
وقد حدد العلماء الشروط الت يب أن تتوفر ف من يكون أهلً للدخول ف هذه الفئة
من الناس .وهذه الشروط تنقسم إل قسمي :
أولً :شروط الولية العامة وهي :
-1السلم :
وهذا شرط أ ساسي ف كل ول ية ف البلد ال سلمية فل يوز في ها تول ية من ل يس
جعَلَ اللّهُ لِ ْلكَاِفرِي َن عَلَى الْ ُم ْؤمِِنيَ سَبِيلً ﴾ ( . )2ولنه
بسلم وذلك لقوله تعال ﴿ :وَلَن َي ْ
ل ولية لكافر على م سلم قال ابن النذر ( :أجع كل من يفظ عنه من أ هل العلم أن
الكا فر ل ول ية له على م سلم ) ( ، )3ول نه ل ت ب طا عة غ ي ال سلم ،ول النقياد له ،
ول تعزيزه ول توقيه و قد أذله ال ب سبب كفره ،فل توز تولي ته على ش يء من شؤون
السلمي ،قال ابن القيم رحه ال تعال ( :لا كانت التولية شقيقة الولية كانت توليتهم
نوعًا من َتوَلّيهم ،وقد حكم تعال بأن من تولهم فهو منهم ،ول يتم اليان إل بالباءة
منهصم ،والوليصة تنافص الباءة ،فل تتمصع الوليصة والباءة أبدًا ،والوليصة " إعزاز .فل
تتمع هي وإذلل الكفر أبدًا ،والولية :
163
صلة فل تامع معاداة الكافر أبدًا ) (. )1
-2العقل :
فل يوز تولية غي العاقل سواء كان لصغره -أي ل يبلغ -أو لطارئ طرأ فأدى إل
زوال عقله أو نق صانه ،و هو ما يؤ ثر ف مقدرة الش خص على التمي يز فهذا ل يول من
أمور السلمي شيئًا فكيف باختيار خليفة لم .
-3الذكورة :
يشترط كث ي من الفقهاء الذكورة ف الوليات العا مة وذلك لقوله تعال ﴿ :الرّجَالُ
ض َوبِمَا أَن َفقُوْا مِنْ َأ ْموَاِلهِمْ ﴾ (. )2
ضهُمْ َعلَى َبعْ ٍ
َقوّامُو َن عَلَى النّسَاء بِمَا َفضّلَ الّلهُ َب ْع َ
ولقوله لا قيل :إن كسرى خلفته ابنته قال « :لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة
» (. )3
ولن الوليات يتاج فيهصا إل الدخول فص مافصل الرجال وهذا مظور على النسصاء .
ولنه يتاج فيها إل كمال الرأي ،وتام العقل
164
والفطنصة .والرأة ناقصصة العقصل ،قليلة الرأي ل تقبصل شهادتاص ولو كان معهصا ألف مرأة
مثلها ما ل يكن معهن رجل إل فيما ل يطّلع عليه إل النساء من عيوب الرأة .وقد نبّه
ال على ضللن ونسيانن بقوله تعال ﴿ :أَن َتضِلّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَ ّكرَ إِ ْحدَاهُمَا ا ُل ْخرَى ﴾
( )1قال ابن قدامة ف الغن ( :ولذا ل يولّ النبيه ول أحد من خلفائه ول من بعده امرأة
قضاء قط ،ول ولية بلد فيما بلغنا ،ولو جاز ذلك ل يل منه جيع الزمان غالبًا ) (. )2
فإذا كان ذلك ف القضاة والولية الصغية غي وارد ففي الولية الكبية والل والعقد
أول .
ول عبة با يتشدق به أكثر الكتاب الحدثي من ضرورة خروج الرأة وإشراكها ف
البلانات والجالس العامة ،وأن هذا من حقوقها الت منحها إياها السلم .لن هؤلء
ل ينظرون إل هذه السألة بنظار السلم الصاف ،وإل :فالق أبلج ،وإنا ينظرون إليها
و قد تشب عت أفكار هم بالتيارات الشرق ية أو الغرب ية اللحدة ،و هم ف مو قف ض عف
وانزامية وانبهار بتلك المم ومدنياتا الزائفة ،ث يأتون فيؤولون النصوص ويضعونا ف
غيص مواضعهصا ويرّفون الكلم عصن مواضعصه حتص توافصق أهواءهصم ،ثص يقولون هذا هصو
السلم الذي أرسل به الرسلون .
-4الرية :
الرية شرط أساسي ف أدن الوليات ،ومن ث يب توافرها ف أهل الل والعقد ،
لن اكتمال الهلية شرط فيهم ،ولنه مول لغيه
165
فكيصف يكون واليًا على موله وغيه مصن الناس .قال إمام الرميص ( :وكذلك ل يناط
هذا المر -أي عقد المامة والختيار -بالعبيد وإن حازوا قصب السبق ف العلوم )(.)1
وماص يدل على اشتراط هذا الشرط حديصث جابر رضصي ال عنصه قال :جاء عبصد يبايصع
النب على الجرة ول يشعر النب أنه عبد ،فجاء سيده يريده فقال النب « :بعنيه
» .فاشتراه بعبدين أسودين ،ث ل يبايع أحدًا حت يسأله « :أعبد هو » ؟ ( )2فهذا يدل
على اشتراط الر ية ف الباي عة ،وح يث إن مه مة أ هل ال ل والع قد هي اختيار اللي فة
ومبايعته فدل على اشتراط الرية ف أهل الل والعقد .
ثانيًا :الشروط الاصة :
هذه هي الشروط العامة ف جيع الوليات ف الدولة السلمية ،أما الشروط الاصة
فبالضافة إل ما سبق :
-5العدالة :
وهي هيئة كامنة ف النفس توجب على النسان اجتناب الكبائر والصغائر ،والتعفف
عن ب عض الباحات الار مة للمروءة ،وبناء على هذا الشرط فل يوز تول ية الفا سق ول
من فيه نقص ينع الشهادة .
166
ومصن شأن اشتراط العدالة أن يؤدي إل ثقصة أفراد المصة فص اختيار العدل ،ويكون
اختيار الليفة عن طريق من تتوفر فيه هذه الشروط مدعاة إل ثقة الناس فيه والنقياد له .
وتث بت العدالة بال ستفاضة والشهرة قال النووي ( :ف من اشتهرت عدال ته ب ي أ هل العلم
وشاع الثناء عليه با كفى فيها ) (. )1
-6العلم :
يشترط فص أهصل القص والعقصد درجصة معينصة مصن العلم تؤهلهصم إل حسصن الختيار
للخليفصة .قال الاوردي ( :أمصا أهصل الختيار فالشروط العتصبة فيهصم ثل ثة :أحدهصا :
العدالة الامعة لشروطها .والثان :العلم الذي يتوصل به إل معرفة من يستحق المامة
على الشروط الع تبة في ها . )2( ) ...وقال الوي ن ( :فلو ل ي كن العيّ ن التخيّ ر عالًا
ب صفات من ي صلح لذا الشأن لو شك أن يض عه ف غ ي مله ،وي ر إل يه ضررًا ب سوء
اختياره ،ولذا ل يد خل ف ذلك العوام ،و من ل ُيعَ ّد من أ هل الب صائر ) ( . )3أ ما أن
يكون هناك تديد لدرجة معينة من العلم ،كأن يكون متهدًا فالذي يظهر أنه ل يشترط
الجتهاد ،ولكل عصر ما يناسبه .
-7الرأي والكمة :
بالضافة إل العلم بالحكام الشرعية فإنه يشترط أيضًا أن يكون
167
الختار مصن ذوي الرأي السصديد والنظصر الثاقصب الذي يعرف حاجات الدول وطبائع
الرجال ،ويكون عنده من القدرة على التمي يز الكا ف ف الختيار ليوا فق ال صلح لتول
اللفصة .قال الاوردي ( :الثالث -أي مصن الشروط -الرأي والكمصة الؤديان إل
اختيار من هو للمامة أصلح ،وبتدبي الصال أقوم وأعرف ) (. )1
فهذه هي شروط أ هل الختيار ال ت ينب غي أن تتو فر في هم ،و هم :أول من يأ ث ف
تأخي تولية المام كما قال الاوردي ( :فإنه إذا أهل القيام بذا المر فإنه يأث فريقان من
الناس .
الفريق الول :أهل الختيار حت يتاروا إمامًا للمة ...
والثان :أهل المامة حت ينتصب أحدهم للمامة ) (. )2
وقد سبق أن بيّنا أن المة أيضًا تأث لنا من فروض الكفايات ،فإذا ل يقم با بعضهم
أث الميع .
هل لهل العاصمة مزية على غيهم ف الختيار ؟
ول قد ذ هب ب عض العلماء إل تم يل أ هل الختيار القيم ي ف العا صمة ال ت ي سكنها
المام السابق والت مات فيها مسؤولية أخص ف اختيار المام الديد دون من عداهم من
أهل الختيار ف الدن الخرى وباقي الصقاع ،لنم هم الذين يبلغهم النبأ أولً ،ولن
من يصلح للمامة يوجد عادة ف العاصمة أكثر ما يوجد ف غيها من البلد ،وإل ذلك
ذ هب البائي من العتزلة فقال ( :إن ن صب الما مة وا جب على أ هل الدي نة ال ت مات
فيها
168
المام ،وهم بوجوب ذلك أول من َبعُد ) (. )1
ولكن هذا الرأي غي مقبول عند الخرين فهذا أبو يعلى يقول ( :وليس لن كان ف
بلد مزّية على غيه من أهل البلد يتقدم با ،وإنا صار من يتص ببلد المام متوليًا لعقد
()2
المامة لسبق عمله بوته ،ولن من يصلحون للخلفة ف الغالب موجودون ف بلده )
.واعتب الاوردي ذلك الختصاص عرفًا ل شرعًا ،وذكر السباب الت ذكرها أبو يعلى
النفة الذكر ( . )3وعلق ابن حزم على ذلك الرأي بقوله ( :أما قول من يقول :إن عقد
الما مة ل ي صح إل بع قد أ هل حضرة المام وأ هل الو ضع الذي ف يه قرار الئ مة ...هو
قول فا سد ل ح جة لهله ،و كل قول ف الد ين عرى من ذلك من القرآن أو من سنة
الرسول أو إجاع المة التيقن فهو باطل بيقي ) ( . )4والواقع أنم ل يقولوا ل يصح
إل بعقدهم وإنا قالوا ( :هم بوجوب ذلك أول من َبعُد ) .
قلت :ورباص يكون ذلك مناسصبًا لتلك العصصور التص يصصعب فيهصا التنقصل ووسصائل
الت صال ،أ ما اليوم ف قد تقد مت و سائل الت صال ،وأم كن انتشار ال ب والجتماع ف
لظات قليلة ،فل مزية لهل العاصمة على غيهم .
وظائف أهل الل والعقد :
ب عد أن عرف نا أ هل ال ل والع قد وشروط هم نود أن ن ستعرض بإياز أهصم الوظائف
الناطة بعاتق هذه الفئة من الناس وهي :
169
-1اختيار الليفة وعقد البيعة له :
وهو موضوع الفصل ،وقد سبق أن بينا أنم أول من يأث عند تأخيهم لختيار إمام
السلمي ومبايعتهم له وأنه منوط بم ،يقول الاوردي ( :فإذا اجتمع أهل الل والعقد
للختيار تصصفحوا أحوال أهصل المامصة الوجودة فيهصم شروطهصا ،فقدموا للبيعصة منهصم
أكثر هم فضلً وأكمل هم شروطًا ،و من ي سرع الناس إل طاع ته ول يتوقفون عن بيع ته ،
فإذا تبي لم من بي الماعة من أدا هم الجتهاد إل اختياره عرضوها عليه فإن أجاب
إليها بايعوه عليها وانعقدت ببيعتهم له المامة ،وإن ل يب إليها ل يب عليها لنا عقد
مراضاة واختيار ل يدخله إكراه ول إجبار ،وعدل عنه إل من سواه من مستحقيها (. )1
-2التمييز بي التقدمي للمامة :
كما أن من الهام النوطة بذه الفئة هو التمييز بي الذين يتقدمون للمامة وتتوفر فيهم
شروط ها ،فإذا تكا فأ ف شروط ها اثنان قُدّم أ سنهما قال الاوردي ( :وإن ل ت كن زيادة
السن مع كمال البلوغ شرطًا فإن بويع أصغرها سنًا جاز ) (. )2
فإذا كان أحده ا :أعلم ،وال خر :أش جع ،رو عي ف الختيار ما يوج به الو قت ،
قال صاحب الحكام السلطانية ( :فإن كانت الاجة إل فضل الشجاعة أدعى لنتشار
الثغور وظهور البغاة كان الشجصع أحصق ،وإن كانصت الاجصة إل فضصل العلم أدعصى
لسكون الدهاء ،وظهور أهل البدع كان العلم أحق ) (. )3
170
أما إذا كانا متكافئي ف جيع المور فتنازعا ف ذلك فقد قال بعض العلماء :يكون
قدحًا ف منعه ما من ها ،والذي عل يه جهور العلماء والفقهاء ك ما قال الاوردي ( :إن
التنازع فيها ل يكون قدحًا مانعًا فقد تنازع أهل الشورى ( )1فما ُردّ عنها طالب ول منع
عنها راغب ) (. )2
واختلف الفقهاء فيما يقطع به هذا التنازع على رأيي :
الول :
القرعة ،قال أبو يعلى ( :فقياس قول أحد رحه ال :أنه يقرع بينهما فيبايع من قرع
منه ما ،ل نه قال ف روا ية اب نه ع بد ال ( )3ف م سجد ف يه رجلن تداع يا الذان ف يه :
( يقرع بينهما ) واحتج بقول سعد ولفظ الديث ما رواه أبو حفص العبكري بإسناده
عن أب شبمة ( :إن الناس تشاطوا ف الذان يوم القادسية فأقرع بينهم سعد ) (. )4
الثان :
الختيار فيكون أهل الل والعقد باليار ف بيعة أيهما شاءوا .
)(1الق :أنه ل يكن هناك تنازع كما مرّ ،وإنا اجتمعوا فتنازل بعضهم عن بعض حت بفيت بي اثني
و َحكَم ،فشاور الكم الناس واختار من اختاروه .
)(2الحكام السلطانية (ص . )7
)(3مسائل المام أحد رواية ابنه عبد ال (ص )57تقيق زهي الشاويش ن .الكتب السلمي .
)(4الحكام السلطانية لب يعلى (ص . )25
171
-3مبايعة النفع :
ومن وظائف أهل الل والعقد أنه عند اجتماع عدد تتوفر فيهم شروط المامة فإنه ل
يب عليهم اختيار الفضل ،بل الول أن يتاروا النفع والصلح والناسب للمقام ،فإن
اجت مع الفضل وال صلحة ف ش خص وا حد كان ذلك هو الطلوب ،ك ما تو فر ذلك ف
اللفاء الراشديصن رضصي ال تعال عنهصم ،فإن ترتيبهصم فص اللفصة موافصق لترتيبهصم فص
الفضلية ،فأفضلهم ،أبو بكر ،ث عمر -باتفاق أهل السنة -ث عثمان ،ث علي رضي
ال تعال عنهم أجعي ،وهم كذلك مرتبون على حسب الصلحة والنفعة ،فمن مصلحة
ال سلمي أن يتول ال مر ب عد ر سول ال أ بو ب كر لقوة إيا نه وعزي ته على الذود عن
السلم ،وقد كان ف عصر ارتدت فيه بعض القبائل على السلم ومنعت أخرى الزكاة
بجة وفاة النب فكان ل يصلح لثل هذه القام إل أبو بكر رضي ال تعال عنه ،ث جاء
ع مر ر ضي ال تعال ع نه وكان سيفًا م سلو ًل على أعداء ال سلم الارج ي ،فكان هو
الناسب لذا القام ،ث من بعده عثمان ،ث علي رضي ال تعال عنهم أجعي .وسيأت
زيادة بيان إن شاء ال عن الفاضلة بينهم .
فالق صود أن الول تول ية الن فع وإن ل ي كن الف ضل ،وهذا أ مر وا ضح ف سية
الرسول ،وتأميه المراء على اليوش ،قال ابن القيم رحه ال ( :والقصود أن هديه
تولية النفع وإن كان غيه أفضل منه ) (. )1
وسيأت زيادة بيان لذه النقطة عند ذكر شروط المام إن شاء ال .
172
-4عزل الليفة :
الذي يقوم بع قد الما مة للخلي فة نيا بة عن ال مة هم أ هل ال ل والع قد ،فكذلك إن
طرأ ،أي :حدث على المام الن صوب فالذي يعلن عزله وي ستبدله بغيه هم هؤلء الفئة
مصن الناس ،ول دخصل للدهاء فص مثصل هذه المور ،فلو طرأ مثلً على المام النصصوب
جنون ،أو مرض شد يد ل ير جى برؤه ،أو و قع ف أيدي العداء ول ير جى له فكاك ،
أو ارتد عن الدين -والعياذ بال -أو نو ذلك ،ففي هذه الالة تقوم هذه الفئة بإعلن
عزله واستبداله بغيه .
وسيأت زيادة بيان لذا الوضوع إن شاء ال .
عدد أهل الل والعقد :
اختلف العلماء ف تد يد العدد الذي تنع قد به الما مة من أ هل ال ل والع قد اختلفًا
كبيًا .ويكن نا ح صر هذا الختلف ف ثل ثة مذا هب ن ستعرضها أولً ث نرى الرأي
الراجح منها .
الذهب الول :
وهؤلء اشترطوا الجاع التام على الليفة الختار ول يددوه بعدد معي ...
وانقسموا إل قسمي :
-1قوم اشترطوا الجاع التام من قبل المة على الليفة الختار الذي يتاره
173
أهل الل والعقد ،وقد عزا الشعري هذا القول إل الصم من العتزلة فقال ( :ل تنعقد
إل بإجاع السصلمي ) ( . )1وحكصي هذا القول روايصة عصن المام أحدص رحهص ال تعال
فقال ف ر سالة عبدوس بن مالك العطار ( :أ صول ال سنة عند نا التم سك ب ا كان عل يه
أصحاب رسول ال ) ...إل أن قال ( :ومن ول اللفة فأجع عليه الناس ورضوا به
. )2( ) ...
وقال ف رواية إسحاق بن منصور لا سئل عن حديث النب « من مات وليس له
إمام مات مي تة الاهل ية » ما معناه ؟ فقال :أتدري ما المام ؟ المام الذي ي مع عل يه
السلمون كلهم يقول هذا إمام فهذا معناه ) (. )3
-2وقوم اشترطوا إجاع أهل الل والعقد :وحكى ابن خلدون أن هذا هو السبب
الذي ج عل ب عض ال صحابة يعدلون عن بي عة علي ر ضي ال تعال ع نه إل الطال بة بدم
عثمان رضصي ال تعال عنصه فقال ( :رأى آخرون أن بيعتصه -أي علي -ل تنعقصد ،
لفتراق الصحابة أهل الل والعقد بالفاق ،ول تلزم بعقد من تولها من غيهم أو من
القليصل منهصم ) ...إل أن قال ( :ذهصب إل ذلك معاويصة ،وعمرو بصن العاص ،وأم
الؤمني عائشة ،والزبي ،وابنه ...إل ) ( )4رضي ال تعال عنهم أجعي .
وذهب إل ذلك أيضًا أبو يعلى ف كتابه ( العتمد ف أصول الدين )
174
حيث قال ( :لن المام يب الرجوع إليه ول يسوغ خلفه والعدول عنه كالجاع ،ث
إن الجاع يعتب ف انعقاده جيع أهل الل والعقد كذلك عقد المامة له ) (. )1
وعند النظر ف هذا الذهب نده مردودًا بشطرية للسباب التالية :
أ -أما اشتراط إجاع الدهاء فل يلتفت إليه ،لن طبقة الدهاء لبدّ أن تكون مقلدة
لفئة في ها ،تؤ ثر علي ها بالدعا ية والضج يج ،فل ت ستطيع أن ت كم ف أناة وتعقّ ل لتختار
المام العادل ،و من ث فإن أ هل ال ل والع قد و هم :الطلي عة الواع ية والفئة ال ستنية من
أهصل الجتهاد مصن المصة هصم الديرون باختيار المام ،لنمص سصيحتملون وزره إذا ل
يتحروا ف اختياره الصواب ،وسيكونون شركاءه ف مآثه ومظاله (. )2
ب -ولنه كما يقول ابن حزم رحه ال ( :تكليف ما ل يطاق وما ليس ف الوسع
و ما هو أع ظم الرج ،وال تعال ل يكلف نف سًا إل و سعها .قال تعال ﴿ :وَمَا َجعَلَ
عََليْكُمْ فِي الدّي ِن مِنْ َحرَجٍ ﴾ (. )3
جص -وهو مدفوع أيضًا با حدث بي الصحابة ف سقيفة بن ساعدة إذا التقى ف
تلك السقيفة بعض أهل الل والعقد ،ول ينتظروا حضور الميع ،وف ذلك القام بايعوا
أبا بكر رضي ال تعال عنه دون انتظار لرأي الخرين .
175
د -أما قياس ذلك على الجاع فهو قياس مع الفارق .
الذهب الثان :
وهناك من حدد أهل الل والعقد بعدد معي ،واختلفوا ف هذا التحديد إل عدة آراء
هي :
-1قوم قالوا ( :إن أقل ما تنعقد به أربعون ل دونم ،لن عقد المامة فوق عقد
المعة ول تنعقد بأقل من أربعي ) (. )1
-2وذهب آخرون إل :القول بأن أقل ما تنعقد به خسة يتمعون على عقدها ،أو
يعقدها أحدهم برضا الربعة ،واحتجوا لذلك بأن بيعة أب بكر انعقدت بمسة ،ولن
عمصر قصد جعلهصا شورى فص سصتة ) ( . )2ونُسصب هذا القول إل شيوخ العتزلة البائيص
والقاضي عبد البار ( . )3وقال الاوردي ( :وهذا قول أكثر الفقهاء والتكلمي من أهل
البصرة ) (. )4
-3وذهب آخرون إل انعقادها بأربعة قياسًا على أكثر نصاب الشهود (. )5
-4وذهب الفريق الخر إل اشتراط أن يكونوا ثلثة ،لنم جاعة ل توز مالفتهم
(. )6
-5وذهب آخرون إل انعقادها برضا اثني للثالث ،لن الثني أقلّ المع وليكونا
حاكمًا وشاهدين كما يصح عقد النكاح بول وشاهدين (. )7
176
وعزا الاوردي هذا القول إل علماء الكوفة ( . )1ونسبه البغدادي إل سليمان بن جرير
الزيدي وطائفة من العتزلة (. )2
-6وقالت طائفة تنعقد بواحد ،واستدلوا على ذلك بأن العباس قال لعلي رضي ال
ص ( :امدد يدك أبايعصك فيقول الناس عصم رسصول ال بايصع ابصن عمصه ،فل تعال عنهم ا
يتلف عل يك اثنان ) .ولن ع مر ل ا با يع أ با ب كر ر ضي ال تعال عنه ما تب عه ال صحابة
على ذلك ووافقوه .ولنه حُكْ ٌم ،وحكم واحد نافذ ( ، )3وقد عزا البغدادي هذا القول
إل أب السن الشعري ( )4وإليه ذهب اليي ف الواقف ( )5والغزال ف فضائح الباطنية
ح يث يقول ( :والذي نتاره أ نه يُكت فى بش خص وا حد يع قد البي عة للمام ) ( . )6وبذا
القول قال إمام الرم ي ح يث ذ كر أن ( :أقرب الذا هب ما ارتضاه القا ضي أ بو ب كر .
و هو :النقول عن شيخ نا أ ب ال سن ر ضي ال عنه ما ،و هو :أن الما مة تث بت بباي عة
رجل واحد من أهل العقد ) ( )7لكنه اشترط بعد ذلك أن يكون ذا شوكة وإل فل (. )8
وإليه ذهب أبو عبد ال القرطب ف تفسيه ( ، )9وهو مذهب الزيدية ( )10ومن قال بذا
الرأي من الُحدثي د .ضياء الدين الريس ف كتابه النظريات السياسية
177
السلمية (. )1
وذهب جهور الشافعية إل أنا تنعقد بن تيسر حضوره وقت البايعة ف ذلك الوضع
من العلماء والرؤساء ووجهاء الناس التصفي بصفات الشهود ،حت لو تعلق الل والعقد
بوا حد كفى .قال القلقشندي ( :و هو الصح عند أصحابنا الشافعية ) ( . )2وإل ذلك
ذهب القلنسي شيخ البغدادي ( )3ومن الُحدَثي د .صلح الدين دبوس ف كتابه الليفة
توليته وعزله (. )4
ويلحظ أن هناك فرقًا بي ما ذهب إليه الشعري وأتباعه وما ذهب إليه الشافعية ،
وهصو أن جهور الشافعيصة تشترط لنعقادهصا بواحصد أن ل يكون ثةص غيه منص يكصن أن
يوصف بصفات أهل الل والعقد ،أما الشعرية فل تشترط ذلك ،وإنا تكتفي بواحد
من أهل الل والعقد (. )5
وعند النظر ف هذه القوال والراء ندها مرجوحة لا يلي :
-1قياس عدد أهصل اللص والعقصد على عدد مصن تصصح بمص المعصة أو الشهود ،أو
النكاح أو غيها غي مسلم به ،لنه قياس مع الفارق ،ول يصح انفراد عدد قليل بالبتّ
ف أ مر ي هم ال مة كل ها ،الل هم إل إذا ق ّل أفراد جا عة أ هل ال ل والع قد فحينئذ تكون
الضرورة هي اللجئة إل القول
178
بانعقاد المامة بالعدد القليل ( .ولنه ليس قول من قال :تنعقد باثني بأول من قول من
قال :تنع قد بأرب عة ،ول قول من قال :تنع قد بأرب عة بأول من قول :من قال :تنع قد
بالماعة . )1( ) ...
-2أما الحتجاج ببيعة أب بكر وعمر رضي ال تعال عنهما فل يصح ،لن بيعة أب
ب كر ل تنع قد ببي عة الم سة الذ ين ذكرو هم ف قط ،وإن ا ت ت بباي عة كبار الهاجر ين
والن صار ك ما م ّر مع نا ف حد يث ال سقيفة ،قال ا بن تيم ية ع ند قول الراف ضي :إن م
يقولون :المام بعد رسول ال أبو بكر ببايعة عمر برضا أربعة قال :فيقال له ( :
ل يس هذا قول أئ مة ال سنة وإن كان ب عض أ هل الكلم يقولون :إن الما مة تنع قد ببي عة
أربعة كما قال بعضهم :تنعقد ببيعة اثني ،وقال بعضهم :تنعقد ببيعة واحد ،فليست
هذه أقوال أئمة السنة ،بل المامة عندهم تثبت بوافقة أهل الشوكة عليها ،ول يصي
الرجل إمامًا حت يوافقه أهل الشوكة الذين يصل بطاعتهم له مقصود المامة ) .إل أن
قال ( :ولو قُدّر أن عمر وطائفة معه بايعوه -أي أبا بكر -وامتنع الصحابة عن البيعة ل
يصصر إمامًا بذلك ،وإناص صصار إمامًا ببايعصة جهور الصصحابة الذيصن هصم أهصل القدرة
والشوكة ) ( . )2أ .هص .
-3وكذلك ف عل ع مر ف ح صر الل فة ف ال ستة الذ ين اختار هم فنقول هذا ل يس
حصرًا لعدد أهل الل والعقد الذين يتارون ،وإنا لن يتار منهم ،فهم جيعًا مرشحون
للخل فة ويتار أحد هم ،يد ّل على ذلك ما مرّ مع نا أن ع بد الرح ن بن عوف ر ضي ال
عنه بقي ثلثًا ل تغتمض عينه بكثي نوم وهو يشاور كبار الهاجرين والنصار ،قال ابن
تيمية ( :عثمان ل يصر إمامًا باختيار بعضهم -أي بعض الستة -بل ببايعة الناس له ،
179
وج يع ال سلمي بايعوا عثمان ل يتخلف عن بيع ته أ حد ) ( . )1و قد م ّر مع نا قول المام
أحد ف ذلك عند الكلم على مبايعة عثمان رضي ال تعال عنه .
-4أ ما ال ستدلل على صحة بي عة الوا حد ببادرة ع مر ف بي عة أ ب ب كر ث تب عه
الصحابة ووافقوه على ذلك فل يصح ،لن سبب إتباعهم له هو رضاهم با ذهب إليه ،
ل أنه قد ألزمتهم مبايعته إتباعه ،وإل لو فرض أنه ل يبايع غي عمر لا ثبتت إمامة أب
بكر خصوصًا وهو القائل ( :من بايع رجلً من غي مشورة السلمي فل يتابع هو ول
الذي بايع َت ِغرّة أن يقتل ) (. )2
أما كون عمر هو السابق إل البيعة ففي كل بيعة ل بد من سابق ،كما قال ابن تيمية
(. )3
-5أ ما ال ستدلل على صحة بي عة واحدة بأن العباس قال لعلي بن أ ب طالب ب عد
موت ال نب :امدد يدك أباي عك ،فيقول الناس عم ر سول ال با يع ا بن أخ يه ...إل فل
يصح لمور منها :
أ -الا جة إل إثبات ن سبة هذا القول إل العباس ر ضي ال تعال ع نه وهذا متعذر ،
لن القائل ل يذكر السند ول حت الصدر ول أعثر أنا على سند له (. )4
180
ب -ولو فرض صحته فإنه ل يتم ول يفعله .
جص -ولو فعله فل يكون ذلك إل تبيبًا وتشجيعًا لغيه ف البايعة وتكون مبادرة منه
لعلهم يتابعونه على ذلك .
-6وأما ما ذهب إليه جهور الشافعية من انعقاد المامة بالواحد إذا انصر فيه أهل
الل والعقد فكما قال د .ممد رأفت عثمان ( :ل يصل ف عصر من العصور انصار
الل والعقد ف واحد ،ويندر أن يصل ذلك ) ( . )1والنادر ل حكم له .
-7وما يدل على أنا ل تنعقد بالواحد ما روي عن عمر بن الطاب رضي ال تعال
ع نه عن ال نب أ نه قال « :من أراد ببو حة ال نة فليلزم الما عة ،فإن الشيطان مع
الواحد ،وهو من الثني أبعد » (. )2
الذهب الثالث :
ذهب أصحاب الذهب الثالث إل العتدال ف تديد أهل الل والعقد ،فلم يشترطوا
الجاع ك ما قال أ صحاب الذ هب الول ،ول يشترطوا عددًا معينًا ك ما قال أ صحاب
الذهب الثان ،وإنا اشترطوا جهور أهل الل والعقد والغلبية الذين هم أهل الشوكة ،
والذيصن ببايعتهصم واختيارهصم للمام يصصل مقصصود المامصة وطبقًا لذا التاه ل يؤدي
تلف بعضهم إل الطعن ف صحة الختيار ،كما ل يؤدي موافقة القلة أن تعطي للخليفة
السند الشرعي للسلطة ،لن تلف القلة ل يؤثر ف مقصود الولية ،وموافقة القلة
181
ليس من شأنه أن يققها ،وإنا العبة بوافقة الغلبية ( المهور ) لنه بوافقتهم يتحقق
القصود من السلطة العامة المثلة ف الليفة . )1( ،
قال الاوردي ( :قالت طائ فة ل تنع قد إل بمهور أ هل ال ل والع قد من كل بلد ،
ليكون الرضا به عامًا والتسليم لمامته إجاعًا ) ( . )2ومن ذهب إل هذا القول أبو يعلى
فص الحكام السصلطانية فقال ( :أمصا انعقادهصا باختيار أهصل اللص والعقصد فل تنعقصد إل
بمهور أهل الل والعقد ،قال أحد ف روا ية إسحاق بن إبراه يم ( المام الذي يتمع
قول أ هل ال ل والع قد ( . )3عل يه كل هم يقول هذا إمام ) ،قال :وظا هر هذا أن ا تنع قد
بماعتهم ) (.)4
وذهب إل ذلك أيضا شيخ السلم بن تيمية رحه ال حيث قال ( :وإنا صار إمامًا
-أي أ بو ب كر ر ضي ال تعال ع نه -ببايع ته جهور ال صحابة الذ ين هم أ هل القدرة
والشوكصة ،ولذا ل يضصر تلف سصعد بصن عبادة ( )5رضصي ال تعال عنصه ،لن ذلك ل
يقدح ف مق صود الول ية ،فإن الق صود ح صول القدرة وال سلطان اللذ ين ب ما ت صل
مصصال المامصة ،وذلك قصد حصصل بوافقصة المهور على ذلك ،فمصن قال يصصي إمامًا
بوافقة واحد أو اثني أو أربع ،وليسوا هم ذوي القدرة والشوكة فقد غلط ،كما أن من
ظن أن تلف الواحد أو الثني أو العشرة يضر فقد غلط ) (. )6
182
الرأي الراجح وأدلة الترجيح :
وهذا هو الرأي الذي نيل إليه ونرجحه لا يلي :
-1لتفاقه مع ما حصل ف بيعة اللفاء الراشدين رضي ال تعال عنهم -كما مر -
فإنم ل يشترطوا إجاع أهل الل والعقل ،ول يددوا الفئة الناخبة بعدد معي كما ذهب
إل ذلك أ صحاب الذ هب الثا ن ،ول يكتفوا ف الباي عة بأي عدد م كن ،بل كانوا
يكثرون الستشارة واستطلع الرأي العام -كما أمر . -
ث عليه القرآن
-2وكذلك من الرجحات لذا الذهب تقيقه لبدأ الشورى الذي ح ّ
الكري ،ورغّب فيه الرسول ف أكثر من موضع -كما سيأت -فهو يتفق مع قواعد
الفقه السلمي وما يقضي به العقل والنطق ،وإل هذا الرأي ذهب من الكتاب الحدثي
الدكتور ممد رأفت عثمان ف كتابه ( رئاسة الدولة ف الفقه السلمي) ( ، )1والدكتور
فؤاد ممد النادي ف كتابه ( طرق اختيار الليفة ) ( ، )2والدكتور ممد فاروق النبهان ف
كتابه ( نظام الكم ف السلم ( ، )3والدكتور ممد عمارة ف كتابه ( السلم وفلسفة
الكم ) (. )4
183
الطريقة الثانية
العهد ( الستخلف ) :
ومن طرق انعقاد المامة العهد من الليفة السابق إل من يتاره من السلمي ،ويراه
لئقًا بذا النصب من بعده ،فإذا أحس الليفة بقرب أجله وأراد أن يستخلف على القوم
أحدهم فإنه يقوم بشاورة أهل الل والعقد فيمن يتار ،فإذا وقع رأيه على شخص معيّن
يصلح لذا القام ووافقه أهل الل والعقد فإنه يعهد إليه من بعده .
والن ل بد ل نا من التعرف على الع هد وحك مه ،و هل يع تب العهود له إمامًا بجرد
العهد أم ل بد من مبايعة أهل الل والعقد ،ث مبايعة جهور السلمي له باللفة ؟ وما
شروط هذا العهد ؟ إل غي ذلك من الباحث التعلقة بذا الوضوع .فنقول :
تعريف العهد لغة :
العهد كل ما عوهد ال عليه وك َل ما بي العباد من الواثيق فهو عهد ،والعهد الوصية
كقول سعد حي خاصم سعد بن زمعة ف ابن أمته فقال ( :إن أخي عهد إل فيها ) أي
:أوصى ،ومنه الديث ( تسكوا بعهد أم عبد ) ( )1أي :
)(1رواه الترمذي ضمن حديث « اقتدوا باللذين من بعدي ...وفيه « :وتسكوا بعهد ابن مسعود » عن ابن
مسعود نفسه ف ك :الناقب .ب ، 38 :مناقب عبد ال بن مسعود ( )5/672وقال :حسن غريب ل
نعرفه إل من هذا الوجه .
وعند أحد عن حذيفة يرفعه « ...وتسكوا بعهد عمار ،وما حدّثكم ابن مسعود فصدّقوه » السند (
. )5/385
184
ما يوصيكم ويأمركم ،وهو عبد ال بن مسعود رضي ال تعال عنه ،والعهد التقدم إل
الرء ف الشيء ،والعهد الذي يكتب للولة مشتق منه ،والمع عهود ...والعهد الوثق
واليمي يلف بما الرجل ،وقيل ول العهد لنه ول اليثاق والذي يؤخذ على من بايع
الليفة ( ... )1إل غي ذلك من العان الخر كالوفاء والمان ...وغيها ما ليس له صلة
بوضوعنا ...
والعهد ف الصطلح :
هو اختيار العاهد إنسانًا معينًا لعمل معي من أعمال الدولة يبدأ من رئاستها وينتهي
إل أدن درجة من درجاتا ،ويسمي هذا الختيار عهدًا ،ث انتقل الصدر ( عهد ) إل
الوثيقة الكتوبة الت يليها أو يكتبها العاهد لغيه ،فإذا ما قيل عهد انصرف الفهوم إل
أحد العنيي وفقًا لسياق العبارة أو لكليهما معًا (. )2
أدلة مشروعيته :
السصتخلف جائز شرعًا ،ومصن الطرق الشروعصة لنعقاد المامصة إذا كان مكتمصل
الشروط .ومن الدلة على ذلك ما يلي :
-1قوله ف الد يث الذي رواه البخاري « :ل قد ه مت ( أو أردت ) أن أر سل
إل أ ب ب كر واب نه فأع هد أن يقول القائلون أو يتم ن التمنون ،ث قلت :يأ ب ال ويد فع
الؤمنون ،أو يدفع ال ويأب الؤمنون » (. )3
185
و ف روا ية أخرى عن عائ شة ر ضي ال تعال عن ها قالت :قال ل ر سول ال :ف
مرضه « :ادعي ل أباك وأخاك حت أكتب لب بكر كتابًا ،فإن أخاف أن يتمن متمن
ويقول قائل :أنا أول ،ويأب ال والؤمنون إل أبا بكر » (. )1
ف في هذ ين الديث ي دللة واض حة على أن ال نب هَمّ أن يع هد ث تر كه لعل مه أن
الناس لن يتاروا غي أب بكر رضي ال تعال عنه ،فدلّ على جوازه .
وقد قال شيخ السلم ابن تيمية رحه ال تعليقًا على هذا الديث ( فبيّن أنه يريد
أن يكتب كتابًا خوفًا ،ث علم أن المر واضح ظاهر ليس ما يقبل الناع فيه ...قال :
وتركصه -أي العهصد والكتا بة -لعدم الا جة إل يه وظهور فضيلة ال صديق وا ستحقاقه ،
وهذا أبلغ من العهد ) (. )2
-2و من الدلة على جوازه أيضًا ف عل اللفاء الراشد ين ر ضي ال تعال عن هم ،ف قد
استخلف أبو بكر عمر بن الطاب ،وعهد عمر بالمر إل الستة الذين توف رسول ال
و هو عن هم راض ل ستخلف من يرو نه من هم ،و قد قال ع مر ر ضي ال ع نه ( :إن
أستخلف فقد استخلف من هو خي من -يعن أبا بكر -وإن أترك فقد ترك من هو خي
من يعن رسول ال ) ( . )3وقد م ّر معنا صيغة استخلف ك ّل من أب بكر لعمر ،ث
عمر للستة رضي ال تعال عنهم ،وقد سبق هذا الستخلف مشاورات طويلة مع كبار
الهاجرين والنصار .
)(1رواه مسلم واللفظ له ف ك :فضائل الصحابة .ب :فضائل أب بكر ح ، )4/1857( 2387وروى
نوه المام أحد ف مسنده ( ، )6/106و (. )6/144
)(2منهاج السنة (. )1/140
)(3متفق عليه وسبق تريه (ص )125من هذا الفصل .
186
-3و من الدلة على جواز ال ستخلف إجاع ال صحابة ،فلم تذ كر الروايات أحدًا
خالف واح تج بأن الع هد ل يوز حين ما ع هد أ بو ب كر إل ع مر ،ث حين ما ع هد ع مر
بالمر شورى إل الستة من بعده ،فدل ذلك على الواز .
وقد حكى هذا الجاع كثي من العلماء فقال الاوردي ( :وأما انعقاد المامة بعهد
من قبله فهو ما انعقد الجاع على جوازه ،ووقع التفاق على صحته ) (. )1
وقال النووي ف شر حه ل صحيح م سلم ( :حا صله أن ال سلمي أجعوا على أن
الليفة إذا حضرته مقدمات الوت وقبل ذلك وقبل ذلك يوز له الستخلف ،ويوز له
تركه ،فإن تركه فقد اقتدى بالنب ف هذا ،وإل فقد اقتدى بأب بكر رضي ال تعال
عنصه ،وأجعوا على انعقاد اللفصة بالسصتخلف ) ( . )2وقال ابصن حزم ( :واتفقوا أن
للمام أن يستخلف قَبْل أم ل ( )3ول يتلف ف جواز ذلك لب بكر رضي ال تعال عنه
أحد ،وإجاعهم هو الجاع ) ( . )4بل اعْتََبرَ أن هذه الطريقة هي أحسن الطرق وأفضلها
فقال ( :فوجد نا ع قد الما مة ي صح بوجوه أول ا وأفضل ها وأ صحها :أن يع هد المام
اليت إل إنسان يتاره إمامًا بعد موته ،وسواء فعل ذلك ف صحته أو ف مرضه أو عند
مو ته .إذ ل نص ول إجاع على ال نع من أ حد هذه الوجوه ما ف عل ر سول ال بأ ب
()5
بكر
187
وكما فعل أبو بكر بعمر ،وكما فعل سليمان بن عبد اللك بعمر بن عبد العزيز . ) ...
قال ( :وهذا هصو الوجصه الذي نتاره ونكره غيه لاص فص هذا الوجصه مصن اتصصال
المامة وانتظام أ مر السلم وأهله ،ورفع ما يتخوف من الختلف والشغب م ا يتوقع
صر وارتفاع النفوس وحدوث صن انتشار المص صى ومص صة فوضص صن بقاء المصف ص غيه مص
الطماع ) أ .هص (. )1
قلت :والراد بالجاع فيما سبق هو إجاع أهل السنة فقط ،لن العتزلة قد خالفوا
أهل السنة ف هذه الطريقة ( الستخلف أو ( العهد ) حيث قصروها على الختيار فقط
( ، )2ونسب الشوكان هذا القول إل الشعرية أيضًا ( ، )3ولكن ف هذه النسبة نظر ،لن
لكثر الشاعرة يوافقون أهل السنة ف هذا القام .
-4ومصن الدلة على جواز السصتخلف أيضًا قياسصه على اسصتخلف النصب على
ج يش مؤ تة ،وإذا ف عل ال نب ذلك ف المارة على ال يش جاز مثله ف الل فة ،ف قد
ذكر المام البخاري رحه ال تعال من رواية عبد ال بن عمر رضي ال تعال عنهما أن
رسول ال أمّر على جيش مؤتة زيد بن حارثة وقال « :إن قتل فجعفر بن أب طالب ،
فإن قتل فعبد ال بن رواحة » وف رواية « وإن قتل فليتض السلمون رجلً » فتقدم زيد
فقتل ،فأخذ الراية جعفر وتقدم فقتل ،فأخذ الراية عبد ال
188
ابن رواحة فتقدم فقتل ،فاختار السلمون بعده خالد بن الوليد (. )1
وبناء على ما سبق فإن طريقة الستخلف جائزة شرعًا ،ل عبة با ذهب إليه بعض
الُحدَث ي من ماولة الط عن ف هذه الطري قة الشرع ية وزعم هم أن ا تؤدي إل ال ستبداد
والظلم ونوها .وما علموا أن الكفاءة شرط أساسي ف الستخلف ،وأنه ل يتم إل بعد
مشاورة أ هل ال ل والع قد ومبايعت هم له ،وأ نه يشترط ف العهود له أن يكون م ستكملً
لشروط المامة كما سيأت :
البيعة للمعهود له من قبل أهل الل والعقد ورضاهم بذلك :
لكن هل تنعقد اللفة بجرد العهد من المام السابق أم ل بد من البيعة للمعهود له
من قبل أهل الل والعقد ؟ للعلماء ف ذلك قولن ،والذي يترجح لنا أنه ل بد من البيعة
للمعهود له ،وذلك لف عل اللفاء الراشد ين ر ضي ال تعال عن هم ،فأ بو ب كر ل ا أراد أن
يستخلف عمر شاور كبار الهاجرين والنصار ف ذلك ،فكلّهم وافقه على العهد لعمر ،
ح يث أ خذ من هم اليثاق على أن يبايعوا من يتاره ب عد أن طلبوا م نه ال ستخلف فأ خذ
يستشي كبارهم ف عمر ،وكلّهم أيده على رأيه فيه ،فعهد إليه فبايعوه وبايعه الناس -
كما مرّ -ف السجد .
وكذلك شأن ع مر فإ نه ل ي كن ينوي ال ستخلف وقال ( :ل أتمل ها حيًا وميتًا )
ل عليه الصحابة فجعلها ف الستة ،وهم بقية العشرة البشرين
فأ ّ
)(1رواه البخاري :مغازي . 44 .انظر :فتح الباري ( )7/510بدون « وإن قُتل فليتضى » ...ونوه
عند المام أحد ف مسنده (. )1/265
189
بالنة والذين توف النب وهو عنهم راض ،ول شك أنم أفضل الوجودين من الصحابة
،ث رأي نا مشاورة ع بد الرح ن بن عوف الناس ،وأ نه أ خذ ثلث ليال ل يغت مض بكث ي
نوم يشاور الناس ح ت أشاروا عل يه بعثمان ،ورأى أن م ل يعدلون به أحدًا فباي عه وباي عه
الناس ) (. )1
وكذلك قال علي بن أب طالب رضي ال عنه فيما رواه عنه زيد بن علي رحه ال ف
مموعه بسنده إل علي قال ( :ول تنعقد المامة إل بيعة السلمي ) (. )2
فلو كانت البيعة غي لزمة لا فعلها الصحابة رضوان ال تعال عليهم .قال أبو يعلى
الفراء ( :الما مة ل تنع قد للمعهود له بن فس الع هد ،وإن ا تنع قد بع هد ال سلمي ) (. )3
وعلى هذا فيمكن أن يسمى العهد ترشيحًا بلغة العصر .وقال الاوردي ( :وذهب بعض
علماء الب صرة إل أن ر ضا أ هل الختيار لبيع ته شرط ف لزوم ها لل مة ) ( . )4وقال ش يخ
السلم ابن تيمية رحه ال تعال ...( :وكذلك عمر لا عهد إليه أبو بكر إنا صار إمامًا
لا بايعوه وأطاعوه ،ولو قُدّر أنم ل ينفذوا عهد أب بكر ول يبايعوه ل يصر إمامًا ) ...
(. )5
وبذا ي صل التقارب ب ي طر يق الختيار وطر يق الع هد ،ف أن كل منه ما مشروط
بوافقة أهل الل والعقد ومبايعتهم له .
)(1انظر :مبايعة أب بكر وعثمان رضي ال تعال عنهما من هذا الفصل (ص ، 135ص . )142
)(2الروض النضي شرح مموع الفقه الكبي للسياغي ( التتمة لحد السن ) . )5/18 ( :
)(3الحكام السلطانية (ص . )25
)(4الحكام السلطانية للماوردي (ص . )10
)(5منهاج السنة (. )1/142
190
أمصا القائلون بعدم اشتراط رضصا أهصل اللص والعقصد والبايعصة فمنهصم الاوردي حيصث
يقول ( :وال صحيح أن بيع ته منعقدة ،وأن الر ضا ب ا غيص مع تب ) ( . )1وقال صاحب
السلفة ف معرفة اللفة ( :حكم المام ف العهد حكم أهل الختيار ف العقد ) (. )2
واحتجوا لذلك بأن بي عة ع مر ل تتو قف على ر ضا ال صحابة ،ولن المام أ حق ب ا
فكان اختياره فيها أمضى (. )3
وُي َردّ على ذلك بأن بيعة عمر حصلت بوافقة جهور الصحابة رضوان ال تعال عليهم
-كما مرّ بنا -وأن من اعترض على ذلك لزعمه أنه خائف من غلظة عمر تراجع وبايع
كما بايع غيه كما مرّ ،ونن ل نشترط الجاع من قبل أهل الل والعقد ل ف الختيار
ول ف الستخلف .
أما أحقية المام دون غيه فهذا ما ل تقوم له حجة ،بل الق لعامة السلمي ينوب
عنهم ف ذلك كباؤهم وعقلؤهم وعلماؤهم -أهل الل والعقد -وما المام إل ساعٍ
لم فيما يصلحهم ف دينهم ودنياهم ،فإن هو وافق الصلح واستخلف الناسب ستوافقه
جاعة أهل الل والعقد ،وإن هو أخطأ ف ذلك فخطأه غي ملزم لبقية السلمي ،خاصة
بعد موته وسقوط بيعته من رقابم .فلبُد من الرجوع إليهم واستشارتم ف ذلك ،فإذا
اختار من ي صلح وواف قه أ هل ال ل والع قد على ذلك ف هو الطلوب بل هو لق صر الشّ ر
وإماتة الفتنة أقرب .وال أعلم .
191
وبناء على هذا فإن تعييص المام ومبايعتصه سصواء عصن طريصق الختيار أو السصتخلف
مداره على -أ هل ال ل والع قد – و ما المام ال ستخلف إل مر شح ف قط فإن ق بل أ هل
الشأن -أ هل ال ل والع قد -ت ت له البي عة وانعقدت له الما مة ،وإن رفضوا فل عبة
بترشيح المام السابق ،وهذا هو الواضح من سية اللفاء الراشدين ف ذلك وال أعلم .
شروطه :
هذا و قد حدّد العلماء شروط الوا جب توفر ها ليكون ال ستخلف صحيحًا نمل ها
فيما يلي :
-1أن تكون الشروط الطلوبة ف المام متحققة ف العهود إليه :كالسلم والرية
والبلوغ ،والعقل والذكورة ،والعدالة والقرشية وغيها .وبناء على هذا فإنه ل يوز أن
يعهد إل صغي ول إل فاسق ول إل غي الكفء وغيهم من ل تتوفر فيه شروط المام
العتبة شرعًا وستأت مفصّلة قريبًا إن شاء ال .
-2أن يق بل العهود إل يه وير ضى به ،فإن ل يق بل العهود إل يه فل ينع قد عهده ول
يب على ذلك ،لن العهد عقد بي طرفي فل بد من موافقة كل من الطرفي ورضاها ،
قال النووي ( :يشترط لنعقاد الما مة أن ي يب البا يع ،فإن امت نع ل تنع قد إمام ته ول
يب عليها ) (. )1
-3أن يكون العهود له حاضرًا أو ف ح كم الا ضر ،ب يث يكون معلوم القا مة ،
أما إذا كان العهود إليه مفقودًا أو مهو ًل فل يوز العهد إليه
192
ول استخلفه (. )1
-4أن يكون المام العاهد قد قام بذا العهد والمامة ل زالت معقودة له ،فإن عهد
بالمامة ف حال طروء عارض يرجه عن المامة ل يصح العهد (. )2
-5مشاورة العاهد أهل الل والعقد وموافقتهم له ف عهده بدون أي إجبار أو إكراه
.ومبايعتهم للمعهود له (. )3
هذا وقد يكون العهد إل واحد وقد يكون إل اثني فأكثر وهذا يكون على ضربي :
الول :
أن ي عل الما مة شورى بين هم ،ك ما ف عل ع مر بن الطاب ر ضي ال تعال ع نه ،
ففصي هذه الال يبص أن يتار أهصل اللص والعقصد أحصد العهود إليهصم ثص يبايعوه إمامًا
للمسلمي (. )4
)(1النظام الساسي ف السلم (ص )247د .ممد عبد القادر أبو فارس .
)(2رئاسة الدولة ف الفقه السلمي (ص . )287
)(3كما سبق توضيح هذا الشرط (ص )180فما بعدها .سيأت له زيادة بيان ف شروط البيعة (ص .)199
حدَثي هذا من العهد ،وإنا اعتبه طريقًا ثالثًا وهو :التولية عن طريق الثقة .انظر :
)(4ل يعتب بعض الُ ْ
الليفة توليته وعزله للدكتور صلح دبوس (ص . )159ونن ل نرى أن هناك فرقًا بي العهد وهذا ،بل
المام العاهد الستكمل شروط المامة هو من الثقات أيضًا .وال أعلم .
193
الثان :
ل :إن م تّ ففلن
أن يعهد المام بالمامة إل أكثر من واحد يرتبها فيهم ،فيقول مث ً
هصو المام ،فإن مات فالمام فلن ،فإن مات فالمام فلن ،وهكذا ،فالمامصة حينئذ
ي ب أن يرا عى في ها الترت يب الذكور ،و قد ا ستدل العلماء على هذا بف عل ال نب ف
غزوة مؤتة وتوليته المارة لثلثة على الترتيب كما مر .
العهد إل الباء أو البناء :
اختلف العلماء ف جواز ذلك على ثلثة مذاهب :
الول :
عدم جواز العهد إل أصول العاهد أو فروعه ،وذلك لن العهد كالشهادة والكم ،
فل تقبل شهادة الرجل لصوله ول لفروعه ،لوجود التهمة بقه ،فالنسان بطبعه يبّ
نفسه ويؤثرها على غيها ف أكثر الحيان ،ويب أصوله وفروعه لنه جزء منهم وهم
جزء م نه ،فل تمله العاط فة على مان بة ال صواب وتزك ية والده أو ولده ل مر الل فة ،
وهو ل يستحقها وليس كفؤًا لا ،والسلم مأمور بالبتعاد عن الشبهات ومواطن التهم ،
فإن من اتّقى الشبهات فقد استبأ لدينه وعرضه .
الثان :
جواز العهد إل الصول والفروع وذلك ( لنه أمي المة ،نافذ المر لم وعليهم ،
فغلب ح كم الن صب على ح كم النّ سب ،ول ي عل للته مة عل يه طريقًا ) ( . )1قال ا بن
خلدون ( :ول يُتّهم المام ف هذا
194
ال مر ،وإن ع هد إل أب يه أو اب نه ،ل نه مأمون الن ظر ل م ف حيا ته ،فأول أن ل يت مل
فيها تبعة ما بعد ماته ،خلفًا لن قال :باتامه ف الولد والوالد ،أو لن خ صّص اتامه
بالولد دون الوالد ،فإ نه بع يد عن الظ نة ف ذلك كله ،ل سيما إذا كا نت هناك داع ية
تدعوا إليه من إيثار مصلحة أو توقع مفسدة فتنتفي الظنة عند ذلك رأ سًا ،كما وقع ف
ع هد معاو ية ليثار اب نه يز يد بالع هد دون سواه ...إن ا هو مراعاة ال صلحة ف اجتماع
الناس ) (. )1
الثالث :
صه إل الوالد ،
صع إل الولد َأمْيَلَ منص إن له النفراد بذلك للوالد دون الولد ،لن الطبص
ولذلك كان ما يقتنيه ف الغلب مذخور لولده دون والده ) (. )2
الرأي الراجح وأدلة الترجيح :
والذي يترجّح عندي من هذه الراء هو الرأي الول لسببي اثني ها :
-1إقتداء باللفاء الراشي رضي ال تعال عنهم ،حيث كانوا بعيدين كل البعد عن
مواطن الشبهة ،فلم يعهد أبو بكر رضي ال تعال عنه لبنه ،ول يعهد عمر لبنه عبد ال
،وكان مصن فضلء الصصحابة ،وقصد اقترح ذلك عمصر بعصض الصصحابة رضوان ال تعال
عليهم ،فقد ذكر ابن سعد ف الطبقات قال :أخبنا وكيع بن الراح عن العمش عن
إبراهيصم قال :قال عمصر ( :مصن أسصتخلف ؟ لو كان أبصو عصبيدة ابصن الراح ،فقال له
رجل :يا أمي الؤمني أين أنت من عبد ال بن عمر ؟ فقال :قاتلك ال ،وال
195
ص على أنه ما أردت با ال )1( ) ...وكما مرّ بنا أنه جعله من أهل الشورى ،ولكن ن ّ
ل يتول اللفة زيادة ف الورع والبعد عن الشبهة .
وكذلك حصر اللفة ف هؤلء الستة وهم بقية العشرة إل سعيد بن زيد لنه كان
يَمت له بصلة -فهو ابن عمّ عمر -فلم يسمّه بُعدًا عن الشّبهة ،ومبالغة ف التَّبرّي من
المر (. )2
وكذلك عثمان رضي ال تعال عنه ل يعهد إل أحد من أقاربه مع أن أكثر الؤرخي
يتهمونه ببّه لم رضوان ال تعال عليه .
ب منه ذلك ،فعند وفاته وكذلك علي رضي ال تعال عنه ل يعهد إل السن وقد ُطلِ َ
ر ضي ال تعال ع نه سأل الناس :أناب يع اب نك ال سن ؟ فر ّد علي هم ( :ل آمر كم ول
أناكم ،أنتم أبصر ) .وحينما طُلب منه أن يوصي باللفة سأله رجل فقال :أل تعهد
يا أم ي الؤمن ي .فأجا به :ل .وإن ا أترك كم ك ما ترك كم ر سول ال ( ... )3وذلك
مبالغة منه رضي ال عنه ف التبي .
فالوْل القتداء بؤلء البطال والسي على منوالم لنحوز الفوز ف الدنيا والخرة .
196
-2إن المام مه ما بلغ من التقوى والورع وال صلح يب قى إن سانًا ف يه ميول وغرائز
وطباع ونوازع نو الي وأخرى نو الشّر ،فهو يطئ ويصيب ،ويذنب ويستغفر ليس
حبّ آبائه وأبنائه وماباتم غالبًا .فالول له
بعصوم ،ويتأثر بعوامل جبلّيّة فُ ِط َر عليها ك ُ
البتعاد عن موا طن الته مة والشب هة ،وال ستباء لدي نه وعر ضه من ذلك ،و هي :أما نة
يب التحرز منها ،وأداؤها على وجهها الكمل ،وقد حذّر ال تعال من عاطفة البنوة
فقال ﴿ :أَنّمَا َأ ْموَالُكُ ْم وََأوْلَادُكُمْ ِفتَْنةٌ ﴾ ( )1أي :فل تقوده عاطفة البنوة إل اللك .
أ ما مصن سبق وأجاز العهصد للولد فإ نه اشترط أن يكون الدف مصصلحة ال سلمي ل
غرضًا دنيويًا رخي صًا ،بل اعتب ذلك بعض الكتاب من شروط صحة العهد عمومًا فقد
قال د .صصلح دبوس ( :الشرط الثانص :أن يسصتوحي العاهصد مصن عهده مصصلحة
السلمي ،وهذا ما يكشف عنه عمل أب بكر عند توليته لعمر رضي ال تعال عنهما كما
هو ظاهر من عهده له ) ( . )2والذي سبق أن عرضناه آنفًا ،وكذلك ع هد معاو ية لب نه
يزيد بدافع مصلحة السلمي وإل فهناك من هو أحق منه وأفضل وأصلح ،ولكن خشي
إن تركهصم بدون عهصد أن تعود الفتنصة مرة أخرى ،يقول ابصن خلدون فص هذا الصصدد :
( وكذلك عهد معاوية على يزيد خوفًا من افتراق الكلمة ،لا كانت بنوا أمية ل يرضوا
تسليم المر إل من سواهم ،فلو قد عهد إل غيه اختلفوا عليه مع أن ظنه به كان صالًا
،ول يرتاب أ حد ف ذلك ،ول ي ظن معاو ية غيه ،فلم ي كن ليع هد إل يه وهو يعت قد ما
كان عليه من الفسق ،حاشا ال لعاوية من ذلك ) (. )3
197
وذلك من باب مباي عة الفضول مع وجود الف ضل -ك ما سيأت ف الشروط -فل
يصار إل العهد إل القارب إل إذا ما رَجّحت مصلحة السلمي ذلك ،وتُيقّن تقيق هذه
ال صلحة .وبناء على هذا فهم متفقون على أن الما مة ل تورث ،فل يس من ال سلم ف
ش يء أن تكون الما مة ف أ سرة معي نة ،أو طائ فة خا صة ،قال ا بن خلدون ( :وأ ما أن
يكون القصد بالعهد حفظ التراث على البناء فليس من القاصد الدينية ،إذ هو أمر من
ص به من يشاء من عباده ،وينب غي أن ت سن ف يه الن ية ما أم كن خوفًا من الع بث ال ي ّ
بالنا صب الدين ية ،واللك ل يؤت يه من يشاء ) ( . )1وقال ع بد القا هر البغدادي ( :كل
()2
من قال با -أي بإمامة أب بكر رضي ال عنه -قال :إن المامة ل تكون موروثة )
.ومعلوم أن كل أ هل ال سنة يقولون بإما مة أ ب ب كر ر ضي ال ع نه ،ول يالف هم إل
الراف ضة من الشي عة ،وقال ا بن حزم ( :ل خلف ب ي أ حد من أ هل ال سلم ف أ نه ل
يوز التوارث في ها ) ( . )3فنظام ال كم الورا ثي غ ي معترف به إذن ف ال سلم مطلقًا ،
وقد قال ال عز وجل ﴿ :وَِإذِ اْبتَلَى ِإْبرَاهِيمَ َربّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَ ّمهُنّ قَالَ إِنّي جَاعِلُكَ لِلنّاسِ
ِإمَاما قَا َل َومِن ُذرّيّتِي قَالَ لَ َينَا ُل َعهْدِي الظّاِل ِميَ ﴾ (. )4
البيعة
رأينا فيما سبق الطرق الشرعية لنعقاد المامة ،وهي الختيار والستخلف ورأينا أن
كلً منهما ل بد فيه من البيعة من ِقبَل أهل الل
198
والعقد ،ث من قبل عموم السلمي الذين يتيسر حضورهم ،والن نودّ نتعرّف على ماهِيّة
البيعة وأنواعها وشروطها وأقسامها وغي ذلك ما ل يتعلق با من أحكام فنقول :
تعريفها :
البيعة :بفتح الباء تطلق ويراد با ال صفقة على إياب البيع ،وعلى الباي عة والطاعة ،
قال ا بن منظور ( :والبي عة :الباي عة والطا عة ،و قد تبايعوا على ال مر كقولك :أ صفقوا
عل يه ،وباي عه عل يه مباي عة :عاهده ،وبايع ته من الب يع والبي عة جيعًا والتبا يع مثله ،و ف
الديث أنه قال « :أل تبايعون على السلم » ؟ هو عبارة عن العاقدة والعاهدة ،كأن
()1
كل واحد منهما باع ما عنده من صاحبه وأعطاه خالصة نفسه وطاعته ودخيلة أمره )
.
فالبيعة إذن تعن :إعطاء العهد من البايع على السمع والطاعة للمي ف غي معصية ،
ف الن شط والكره والع سر والي سر وعدم منازع ته ال مر وتفو يض المور إل يه .قال ا بن
خلدون ( :اعلم أن البيعة هي :العهد على الطاعة كأن البايع يعاهد أميه على أنه يُ سَلّم
له النظر ف أمر نفسه وأمور السلمي ،ل ينازعه ف شيء من ذلك ،ويطيعه فيما يكلفه
به من المر على النشط والكره ،وكانوا إذا بايعوا المي وعقدوا عهده جعلوا أيديهم ف
يده تأكيدًا للع هد ،فأش به ذلك ف عل البائع والشتري ،ف سمي بي عة م صدر باع و صارت
البيعصة مصصافحة باليدي ،هذا مدلولاص فص عرف اللغصة ومعهود الشرع وهصو الراد فص
الديث ف بيعة النب ليلة العقبة وعند الشجرة ) (. )2
199
أنواع البيعة :
تتنوع البي عة ف الشرع ب سب ال مر البا يع عل يه ،وأ هم المور ال ت با يع ال نب
أصحابه عليها أربعة :
أولً :البي عة على ال سلم ،و هي أو جب النواع وآكد ها ،ول ش يء من البيعات
نكثه كفر إل هذه ،أما غيها فكبية من الكبائر وذنب عظيم ،وأكثر ما كان النب
يبا يع الناس على ال سلم ،وذلك أن يأ ت الر جل الذي ير يد الدخول ف ال سلم في سلم
على ال نب وي ضع يده ف يده ويتش هد أو يتع هد بالتزام ال سلم ،في صي بذلك م سلمًا
مبايعًا للرسول .وكل هذا ثابت عن النب بأدلة صحيحة كثية منها :
-1قول ال عز و جل ﴿ :يَا َأيّهَا النّبِيّ ِإذَا جَاء كَ الْ ُم ْؤمِنَا تُ يُبَاِيعْنَ كَ َعلَى أَن ل
سرِقْ َن وَل َيزِْنيَ وَل َي ْقتُلْ نَ َأوْلَا َدهُنّ وَل يَ ْأِتيَ ِبُبهْتَا نٍ َيفَْترِينَ هُ بَْي نَ
شرِكْ نَ بِاللّ هِ شَيْئا وَل يَ ْ
يُ ْ
أَيْدِيهِنّ وََأرْ ُجِلهِنّ وَل َيعْصِيَنكَ فِي مَ ْعرُوفٍ َفبَاِي ْعهُنّ وَا ْسَت ْغفِرْ َلهُنّ اللّهَ إِنّ اللّ َه َغفُو ٌر رّحِيمٌ
﴾ (. )1
-2حديث جر ير بن ع بد ال رضي ال عنه قال :بايعت ر سول ال على شهادة
أل إله إل ال وأن ممدًا رسصول ال ،وإقام الصصلة ،وإيتاء الزكاة ،والسصمع والطاعصة
والنصح لكل مسلم ) (. )2
200
وهذا الديث شامل لذا النوع ولغيه من أنواع البيعات كما سيأت .
-3حد يث ضماد ر ضي ال تعال ع نه الطو يل وف يه أ نه قال لل نب ( :هات يدك
( أبايعك على السلم ) ،فبايعه ،فقال رسول ال « :وعلى قومك » ،قال :
وعلى قومي ) (. )1
-4حديث جابر بن عبد ال رضي ال تعال قال :جاء أعراب إل النب فقال ( :
بايعْنص على السصلم ،فبايعصه على السصلم ،ثص جاء مصن الغصد ممومًا فقال :أقلنص .
فأب ،فلما ولّى قال « :الدينة كالكي تنفي خبثها وتنصع طيبها » (. )2
ثانيًا :البيعة على النصرة والنعة :
وهذه تتضح ف البيعة الت أخذها النب على وفد النصار ،وهي بيعة العقبة الثانية
( ، )3وكان عددهم إذ ذاك ثلثة وسبعي رجلً وامرأتي ( :فواعدهم النب سرّا بالعقبة
من أوسط أيام التشريق ،فلما حضروا ،تكلّم النب فتل القرآن ودعا إل ال ورغّب ف
السلم ،ث قال :أبايعكم على أن تنعون ما تنعون منه نساءكم وأبناءكم قال :فأخذ
الباء بن معرور بيده ث قال :نعم والذي بعثك
)(1رواه مسلم ف ك :المعة .ب :تفيف الصلة والطبة ،ح . )2/593( ، 868
)(2رواه البخاري ك :الحكام .ب ، 50 :من نكث بيعته ،فتح الباري (. )13/205
)(3كانت بيعة العقبة الول على السلم كما ف بيعة النساء ﴿ يَا َأيّهَا الّنِبيّ إِذَا جَاءكَ اْلمُ ْؤ ِمنَاتُ . ﴾ ...
انظر البخاري ك :اليان ب ، 11 :فتح الباري ( ، )1/64وسية ابن هشام (. )1/433
201
بالق نبيًا لنمنعنك ما ننع منه أزرنا فبايعنا رسول ال ...إل ) (. )1
ثالثًا :البيعة على الهاد :
وقد وردت ف القرآن الكري وف السنة الشريفة ف عدة مواضع منها :
سهُ ْم وََأ ْموَاَلهُم بِأَنّ َلهُ ُم الَنّةَ - 1قول ال تعال ﴿ :إِنّ اللّ هَ اشَْترَى مِ نَ اْل ُم ْؤمِِنيَ أَنفُ َ
ُيقَاِتلُو َن فِي سَبِيلِ اللّ هِ فََيقُْتلُو َن وَُيقَْتلُو َن َوعْدا َعلَيْ هِ َحقّا فِي الّت ْورَا ِة وَالِنِي ِل وَاْل ُقرْآ نِ َومَ نْ
شرُوْا بَِبْيعِكُمُ الّذِي بَاَيعْتُم ِب ِه َوذَِلكَ ُهوَ اْل َفوْزُ اْلعَظِيمُ ﴾ (. )2 َأوْفَى ِب َعهْدِ ِه مِنَ الّلهِ فَا ْستَبْ ِ
فال سبحانه وتعال ابتاع من الؤمني أنفسهم وأموالم بأن لم النة وعدًا عليه حقًا
ف كتبه النلة أن يفي لم ما وعدهم إذا هم وفوا ما عاهدوا ال عليه ،فقاتلوا ف سبيل
ال فقتلوا أو قُتلوا .وذكر ابن جرير عن شر بن عطية قال ( :ما من مسلم إل ول ف
عن قه بي عة وفّ ى ب ا أو مات علي ها ف قول ال تعال ﴿ :إِنّ اللّ هَ ا ْشَترَى مِ َن الْ ُم ْؤمِنِيَ
سهُ ْم ﴾ ...ال ية ( . )3قال الش يخ حا فظ حكمي رحه ال ( :ولو ل ي كن ف ذلك أَنفُ َ
إل قول رب عز وجل -وذكر الية -لكانت هذه الية كافية ف نعش القلوب وتييج
النفوس وتشويقها ،وحلها على تلك البيعة الرابة الت ل خطر لا ول ياط بعظم فضلها
وال ال ستعان ) ( . )4فهذه البي عة ف ع نق كل م سلم ،و هي الهاد ف سبيل ال و هي
مستمرة ،لن الهاد
202
ماض إل يوم القيامة ،وهي ف هذا الوطن تتمل البيعة بعن الشراء ،وتتمل أن تكون
بعن العهد .
-2ومنها ما ورد ف الديبية من قول ال تعال ﴿ :إِنّ الّذِي َن يُبَاِيعُونَ كَ إِنّمَا ُيبَاِيعُو نَ
س ِه َومَ نْ َأ ْوفَى بِمَا عَاهَ َد َعلَيْهُ اللّهَ
اللّهَ يَدُ اللّهِ َفوْ قَ أَيْدِيهِ مْ فَمَن نّكَثَ فَإِنّمَا يَنكُثُ َعلَى َنفْ ِ
سُيؤْتِيهِ أَجْرا عَظِيما ﴾ ( . )1فهذه الت كانت ف الديبية .وذُكر ف سببها أن رسول ال فَ َ
أر سل عثمان بن عفان ر ضي ال ع نه إل م كة للتفاوض مع الشرك ي وإخبار هم أن
الرسول جاء معتمرًا ل غازيًا ،فاحتبسته قريش ف مكة ،وأشيع عند النب أنه قد قتل
،فقال النب « :ل نبح حت نناجز القوم » ،ودعا إل البيعة ،وكانت بيعة الرضوان
ت ت الشجرة ( . )2و قد نزل ف هذه البي عة ،قرآنًا يتلى إل يوم القيا مة ،و هو قوله تعال
ج َرةِ َفعَلِ َم مَا فِي
ف نفس السورة َ ﴿ :لقَ ْد َرضِ َي اللّهُ عَنِ الْ ُم ْؤمِِنيَ ِإذْ يُبَاِيعُونَكَ تَحْتَ الشّ َ
ُقلُوِبهِم ْص فَأَنزَلَ السّصكِيَن َة عََلْيهِم ْص وَأَثَاَبهُم ْص فَتْحا َقرِيبا . )3( ﴾ ...وفص هذه ال ية يتدح ال
صنيعهم ف هذا الوقف وينحهم رضاه عز وجل وهو هدفهم النشود رضوان ال عليهم .
-3وروى البخاري عن يزيد بن أب عبيد قال :قلت :لسلمة بن الكوع :على أي
شيء بايعتم رسول ال يوم الديبية ؟ قال :
203
( على الوت ) ( . )1و ف روا ية ع ند البخاري ( :على ال صب ) .و ف روا ية م سلم عن
جابر قال ( :ل نبايع رسول ال على الوت ،وإنا بايعناه على أل نفر ) (. )2
-4وروى البخاري ف باب البيعة ف الرب ...أحاديث كثية ف ذلك حت كان
ما يردده الهاجرون والنصار يوم الندق من الرجز :
()3
على الهاد مصصا حيينصصا أبدًا ننصصص الذيصصصن بايعوا ممدًا
( (
)(1رواه البخاري ف ك :الغازي .ب ، 35 :غزوة الديبية ،فتح الباري ( ، )7/449ومسلم ف ك :
المارة .ب :استحباب مبايعة المام اليش ،ح . )3/1486( ، 1861
)(2صحيح مسلم ك :المارة .ب :استحباب مبايعة المام اليش ،ح . )3/1483( ، 1856
)3(3البخاري ك :الهاد .ب ، 110 :ف البيعة ف الرب ،فتح الباري (. )6/117
)(4متفق عليه :رواه البخاري ف ك :الهاد .ب ، 110 :ف البيعة ف الرب ،فتح الباري (، )6/116
ومسلم ف ك :المارة .ب :تري رجوع الهاجر إل استيطان وطنه ،ح . )3/1487( ، 1863
204
خامسًا :البيعة على السمع والطاعة :
وهذه هي الت إذا أطلقت البيعة انصرفت إليها ،والت كانت تعطي للئمة عند تعينهم
خلفاء للمسلمي -وهي الراد ف هذا الباب -والدلة عليها كثية منها :
-1حد يث عبادة بن ال صامت ر ضي ال تعال ع نه قال :بايع نا ر سول ال على
السمع والطاعة ف العسر واليسر ،والنشط والكره ،وعلى أثرة علينا ،وعلى أل ننازع
المر أهله ،إل أن تروا كفرًا بواحًا عندكم من ال فيه برهان ) .وف رواية ( :وعلى أن
نقول بالق أينما كنا ،وأل ناف ف ال لومة لئم ) (. )1
-2حد يث ع بد ال بن ع مر ر ضي ال عنه ما قال ( :ك نا نبا يع ر سول ال على
ال سمع والطا عة يقول ل نا « :في ما ا ستطعت » ( . ) )2وتقدم حد يث جر ير بن ع بد ال
وف يه الباي عة على ال سمع والطا عة فلقّ نه ر سول ال « :في ما ا ستطعت ،والن صح ل كل
مسلم » .
ونن ف بثنا هذا سنقتصر على هذا النوع من البيعات ،وهو بيعة المام رعيته على
السمع والطاعة .
)(1متفق عليه رواه البخاري ف ك :الفت .ب ، 2 :قول النب « :سترون بعدي أمورًا تنكرونا » فتح
الباري ( ، )13/5ومسلم ف ك :المارة .ب :وجوب طاعة المراء تنكرونا ف غي معصية ح ( ، 1749
. )3/1470
)(2رواه مسلم ف ك :المارة .ب :البيعة على السمع والطاعة فيما استطاع ،ح . )3/1490( ، 1867
205
شروط صحة البيعة :
ذ كر العلماء أن هناك ب عض الشروط ال ت ي ب توفر ها ل صحة ع قد البي عة :و من ث
يب على السلم أن يبايع لن توفرت فيه هذه الشروط وهي :
-1أن يتمع ف الأخوذ له البيعة شروط المامة -وستأت مفصلة -فل تنعقد مع
فوات واحد منها إل مع الشوكة والغلبة كما سيأت .
-2أن يكون التول لعقد البيعة -بيعة النعقاد -أهل الل والعقد كما سبق أن بينًا
أن ذلك من وظائفهم ،قال الرملي ( :أما بيعة غي أهل الل والعقد من العوام فل عبة
ل ا ) ( )1قلت :ذلك ف بي عة النعقاد ،أ ما البي عة العا مة فل هم ذلك ك ما سيأت ،لك نه
يشترط ف البايع التكليف ،بدليل أن زينب بنت حيد ذهبت بابنها عبد ال بن هشام -
وكان قد أدرك النب -إل رسول ال فقالت :يا رسول ال بايعه .فقال النب « :
هو صغي » .فسمح رأسه ودعا له ) (. )2
ودل يل هذا الشرط هو ف عل اللفاء الراشد ين ر ضي ال عن هم ك ما م ّر ،وقول ع مر
ل من غ ي مشورة ال سلمي فل ر ضي ال ع نه ك ما ث بت ف ال صحيح ( :من با يع رج ً
يبايع ) .وف رواية ( :فل يتابع هو ومن بايعه َت ِغرّة أن يقتل ) ( . )3وقال عمر رضي ال
عنه وهو على فراش الوت ( :أمهلوا ،فإن حدث ب حدث فليصل بالناس صهيب مول
بن جدعان ثلث ليال ،ث اجعوا ف اليوم الثالث أشراف الناس ،وأمراء الجناد فأمّروا
206
أحدكم -لحظ الطاب :للستة -فمن تأمر من غي مشورة فاضربوا عنقه ) (. )1
-3أن ييب البايع إل البيعة .فلو امتنع ل تنعقد إمامته ول يب عليها .قال النووي
ف الروضة ( :إل أن يكون من ل يصلح للمامة إل واحد فيجب بل خلف ) (. )2
-4أن يتّحِ َد العقود له ،بأن ل تعقد البيعة لكثر من واحد ،يدل على ذلك ما رواه
مسلم ف صحيحه بسنده إل أب سعيد الدري رضي ال عنه قال « :إذا بويع لليفتي
فاقتلوا ال خر منه ما » ( )3وقوله « :فوا بي عة الول فالول » ( . )4ولذلك أ ب سعيد
ابن السيب رحه ال لا دعي إل البيعة للوليد وسليمان ابن عبد اللك بن مروان ،فقال :
( ل أبا يع اثن ي ما اختلف الل يل والنهار ) ،قال :فق يل :اد خل من الباب واخرج من
الباب الخر ،فقال ( :ل وال ل يقتدي ب أحد من الناس فجُلِد وأْلبِس السوح ) (. )5
-5أن تكون البيعصة على كتاب ال وسصنة رسصوله قولً وعملً ،وهذا الشرط
وا ضح ف خ طب اللفاء الراشد ين ر ضي ال تعال عن هم ك ما مر ،ح يث قال أ بو ب كر
رضي ال عنه ( :أطيعون ما أطعت ال ورسوله . )6( ) ...وتبعه عمر فقال ( :فورب
الكعبة لحلن العرب على
207
الطريق ي ) .وقال ع بد الرح ن بن عوف لعثمان ر ضي ال عنه ما ( :أباي عك على سنة
ال ،وسنة رسوله ،والليفتي من بعده ) ( . )1فوافقه عثمان وبايعه على ذلك .
وك ما ك تب ع بد ال بن ع مر ر ضي ال عنه ما لع بد اللك بن مروان ب عد أن اجت مع
عل يه الناس ( :إ ن أُقرّ بال سمع والطا عة لع بد ال ع بد اللك بن مروان أم ي الؤمن ي على
سنة ال وسنة رسوله ما استطعت وإنّ بن قد أقروا بثل ذلك ) (. )2
قال د .ظافر القاسي ( :وهذا الشرط مستند إل صريح القرآن الكري حيث ترددت
آية واحدة ( )3ف سورة واحدة ول يتغي فيها إل جزء واحد َ ﴿ :ومَن لّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ
ك هُ ُم الْكَاِفرُو َن . )4( ﴾ ...فإذا خالف البا يع هذا الشرط فلم يع مل ب ا ف اللّ هُ فَُأوْلَ صِئ َ
الكتاب والسصنة أو عمصل باص يناقضهمصا فقصد انتقضصت بيعتصه لقوله « :ال سلمون على
شروطهم » (. )5
-6الرية الكاملة للمبايع ف البيعة ،كما فعل الصحابة رضوان ال تعال عليهم ف
بيعة اللفاء الراشدين ،فلم تذكر الروايات أنم أجبوا أحدًا
)(1صحيح البخاري ك :الحكام .ب ، 43 :كيف يبايع المام الناس ؟ (فتح الباري (. )13/194
)(2صحيح البخاري ك :الحكام .ب ، 43 :كيف يبايع المام الناس ؟ فتح الباري (. )13/194
)(3الق أنا جزء من آية وليست آية مستقلة ف الواضع الثلث .انظر :سورة الائدة اليات ، 45 ، 43
. 47
)(4نظام الكم ف الشريعة والتأريخ السلمي (ص . )274
)(5رواه البخاري تعليقًا ف ك :الجارة .ب :أجرة السمسرة ...فتح الباري ( ، )4/451ورواه أبو داود
ف ك :القضية .ب :ف الصلح ،عون ( . )9/516ونوه عند الترمذي :ك :الحكام .ب :ف الصلح
وزاد ( :إل شرطًا حرّم حللً أو أحلّ حرامًا ) ( )3/626وقال :حسن صحيح .
208
على بيعصة قصط ،وإناص يبايصع باختياره أو يترك ،وقصد كانوا يبدون اعتراضاتمص ولكنهصم
يتراجعون بعصد القتناع بالجصة والبهان ،وبناء على هذا الشرط فبيعصة الكره ل تلزم ،
فقد قال ابن كثي ( :روى ابن جرير عن المام مالك أنه أفت الناس ببايعته -أي ممد
بن ع بد ال بن ح سن الذي خرج سنة 145ه ص -فق يل له :فإن ف أعناق نا بي عة
للمن صور ،فقال :إن ا كن تم مكره ي ،ول يس لكره بي عة ،فباي عه الناس ع ند ذلك ولزم
مالك بيته ) ( . )1وكان هذا هو سبب منته رحه ال وجلده (. )2
وماص يدل على هذا الشرط أيض ًا أن البيعصة عقصد مراضاة واختيار ل سصبيل فيهصا إل
الجبار والكراه .
-7الشهاد على الباي عة :من العلماء من شروط الشهاد على الباي عة ( )3وذلك لئل
يدعصي مدع أن المامصة عقدت له سصرًا فيؤدي ذلك إل الشقاق والفتنصة والذيصن قالوا :
بوجوب الشهاد على ع قد الما مة قالوا :يك في شاهدان خلفًا للجبائي ف اشترا طه :
أربعة شهود وعاقدًا ومعقودًا له مستنبطًا ذلك من ترك عمر المر شورى بي ستة ،فوقع
المر على عاقد وهو :عبد الرحن بن عوف ،ومعقود له وهو :عثمان بن عفان ،وبقي
الرب عة الخرون شهودًا ،قال الشنقي طي رح ه ال ( :ول ي فى ض عف هذا ال ستنباط
كما َنبّه عليه القرطب وابن كثي والعلم عند ال تعال ) (. )4
أمصا جهور العلماء فقصد قالوا :بأنصه ل يبص الشهاد ،لن إياب الشهاد يتاج إل
دليل من النقل وهذا ل دليل عليه منه .
209
قلت :والذ ين قالوا بإياب الشهاد هم القائلون بواز أن يكون العا قد واحدًا ،فه نا
يب الشهاد ،و سبق أن بيّنّا الراجح ف هذه السألة ،وهو أن الذي يقوم بالعقد هم :
أهصل اللص والعقصد ،فهصم جاعصة ل يتاج معهصم إل شهود ،وسصبق أن ناقشنصا القوال
الحددة لهل الل والعقد ( )1فالاصل أن هذا الشرط غي واجب اشتراطه .وال أعلم .
حكم نكث البيعة :
ال سلم د ين اللتزام والنظام ،و من بديهيات هذا الد ين الوفاء بالعهود سواء كا نت
بي السلمي بعضهم مع بعض ،أو حت مع الكفار ،وقد ورد ف القرآن الكري الوفاء
بذه العهود سواء كانت عهودًا خاصة بي الفراد أو بي جاعاتم ،أو حت بي السلمي
وأعدائهم من الكفار .ومن هذه اليات .
سؤُولً ﴾ (. )2 -1قوله تعال ﴿ :وََأ ْوفُواْ بِاْل َعهْدِ إِ ّن اْل َعهْدَ كَا َن مَ ْ
-2وقوله تعال ﴿ :يَا أَّيهَا الّذِينَ آمَنُواْ َأ ْوفُواْ بِاْل ُعقُو ِد ...الية ﴾ (. )3
ص َبعْدَ
ّمص وَ َل تَن ُقضُواْ ا َليْمَان َ
ص ِإذَا عَاهَدت ْ -3وقوله عصز وجصل ﴿ :وََأوْفُواْ ِب َعهْدِ اللّه ِ
َتوْكِي ِدهَا وَقَدْ َجعَ ْلتُمُ الّلهَ َعلَيْ ُكمْ َكفِيلً إِنّ الّلهَ َيعْلَ ُم مَا َت ْفعَلُونَ ﴾ (. )4
وهذا عام ف كل عقد وعهد ،والبيعة بميع أنواعها داخلة ف هذه العقود والعهود ،
وهذه اليات تدل على وجوب الوفاء با .
210
والبيعة نفسها لا كانت تتلف باختلف البايع عليه كما رأينا آنفًا ف تعداد أنواعها ،
فإنه ل يصح إطلق حكم معي على من ل يلتزم بالبيعة ،دون تقييده إما لفظًا أو بقرينة
الال ب ا يدل على النوع الراد من هذه البيعات ،ول كل نوع حك مه الاص ،فمن ها ما
هو كفر ،ومنها ما هو معصية وكبية من الكبائر ،فالسألة إذًا تتاج إل تفصيل كما
سيأت :
-1البيعة على السلم :
فهذه إذا نقضها البايع يكون كافرًا مرتدًا عن السلم ،كما فعل العراب ف الديث
السابق ،مع أنه من الحتمل أن يكون هذا العراب قد طلب القالة من البيعة على الجرة
ل على السلم عندما استوخم الدينة وأصابته حاها ،فل يكون بذلك مرتدًا عن السلم
،بل يكون مرتكبًا لكبية من الكبائر آنذاك وهي التعرب بعد الجرة (. )1
و قد أث بت ال اليان ل ن ل يها جر ،وإن كان ن فى ع نه الول ية ك ما ف قوله تعال
... ﴿ :وَالّذِي َن آمَنُوْا وَلَ ْم ُيهَا ِجرُوْا مَا لَكُم مّ ن وَ َليَتِهِم مّ ن شَ ْيءٍ حَتّ ى ُيهَا ِجرُوْا وَإِ نِ
صرُ إِ ّل َعلَى َق ْومٍ بَْينَكُ ْم وََبيَْنهُم مّيثَاقٌ ﴾ ...الية (. )2
صرُوكُمْ فِي الدّينِ َفعَلَْيكُمُ الّن ْ
اسْتَن َ
علمًا بأن البي عة على ال سلم كا نت خا صة بال نب ،ل نعلم من ال صحابة ول من
بعد هم أحدًا أخذ ها ،وإن ا كان الر جل ب عد وفاة ال نب يد خل ف ال سلم دون بي عة
لحد ،بل إن النب نفسه ل يبايع جيع السلمي على السلم ،فإن منهم من أسلم ول
يره ،وكثي منهم أسلم ول يضع يده ف يده .
211
أما البيعة على الجرة فقد انقطعت بانقطاع الجرة بعد فتح مكة كما مر .
-2أما من نكث البيعة على النصرة أو الهاد أو السمع والطاعة دون أن يصدر منه
ما يناف أصل اليان ،فهذا يكون بذلك عاصيًا مرتكبًا لكبية من الكبائر ،وهي :نقض
العهد الذي توعد ال فاعله ،وهذه تتلف حرمتها باختلف موضوعها ،فأشدها حرمة
ن كث بي عة المام الشر عي على ال سمع والطا عة ف غ ي مع صية من دون مبر شر عي ،
وهي :عقد على الدوام إل إذا حدث من البايع أو قام به ما ينقضها كالوت أو الكفر أو
النون ونو ذلك ،وهي الراد بالبيعة عند الطلق .
أ ما البي عة على الن صرة وال هد ف هي تأ ت ف ظروف ا ستثنائية ولذلك تُذ كر مقيدة ،
ويب الوفاء با عند انعقادها ،ونكثها أخف من نكث بيعة المام على السمع والطاعة ،
فإنه يوز أن يبايع القائد السلم جيشه على الثبات والصب ،وقد يثبت ويصب هذا البايع
وقد ل يثبت .
و قد ورد أحاد يث كثية ف وجوب الوفاء ببي عة المام على ال سمع والطا عة ف غ ي
معصية ،وتري نكث بيعته بدون مبر شرعي ،ومن هذه الحاديث :
-1حديث ابن عباس رضي ال عنهما قال :قال رسول ال « من رأى من أميه
شيئًا يكرهه فليصب ،فإنه ليس أحد يفارق الماعة شبًا فيموت إل مات ميتة الاهلية »
(. )1
)(1متفق عليه .رواه البخاري ف ك :الحكام .ب ، 4 :فتح الباري ( ، )13/121ومسلم ف ك :
المارة .ب :وجوب ملزمة جاعة السلمي ،ح ، )3/1477( ، 1849والدارمي :ك :السية .ب :
، 7وأحد ف السند (. )1/275
212
قال ا بن أ ب حزة ( :الراد بالفار قة ال سعي إل حل ع قد البي عة ال ت ح صلت لذلك
المي ) (. )1
-2حديث عبد ال بن عمرو بن العاص رضي ال عنهما أن النب قال « :من بايع
إمامًا فأعطاه صفقة يده وثرة قلبه فليطعه ما استطاع ،فإن جاء آخر ينازعه فاضربوا عنق
الخر » (. )2
-3ومنها ما روي عن أب حازم رضي ال عنه قال :قاعدت أبا هريرة خس سني ،
فسمعته يدث عن النب قال « :كانت بنو إسرائيل تسوسهم لنبياء ،كلما هلك نب
خلفه نب ،وأنه ل نب بعدي ،وستكون خلفاء فتكثر » .قالوا فما تأمرنا يا رسول
ال ؟ قال « :فوا ببيعصة الول فالول ،وأعطوهصم حقهصم ،فإن ال سصائلهم عمصا
استرعاهم » (. )3
-4حديث ابن عمر رضي ال عنهما عن النب قال « :من مات وليس ف عنقه
بي عة مات مي تة الاهل ية » ( . )4أي :ع ند وجود المام الشر عي ،وذلك ل نه قد يف هم
بعض الناس من ظاهر هذا الديث أنه يب على السلم أن يبايع الاكم الوجود ف عصره
مه ما كان هذا الا كم ،سواء كان فا سقًا أو ظالًا ،بل ولو كافرًا والعياذ بال ،ح ت
يسلم من هذا الوعيد وهو « :اليتة الاهلية » .
213
وال ق خلف هذا الف هم ،فالذي يف هم م نه أ نه إذا كان هناك إمام شر عي ،توفرت
فيه شروط صحة البيعة ،وانتفت نواقضها ،فإنه يب على السلم أن يبادر إل البيعة إذا
كان من أهل الل والعقد ،أو طلبت منه ول يوز له أن يبيت ول يراه إمام ،أما إذا ل
تكن شروط صحة البيعة متوفرة ف هذا الاكم ،فليس عليه واجب البيعة ،بل عليه أن
يسعى لياد المام الشرعي حسب طاقته ول يكلف ال نفسًا إل وسعها .
والذي يدل على أن الديث خلف ظاهره ما يلي :
-1أن البي عة واج بة وجوبًا كفائيًا إذا قام به الب عض سقط ،الباق ي ك ما هو قول
المهور (. )1
-2ف عل راوي الد يث ع بد ال بن ع مر ر ضي ال عنه ما نف سه ،ف هو أول بف هم
الديث على وجهه الصحيح من غيه ،فقد قال عنه الافظ ابن حجر ( :أنه امتنع أن
يبايع لعلي أو معاوية ،ث بايع لعاوية لا اصطلح مع السن بن علي واجتمع عليه الناس ،
وبايع لبنه يزيد بعد موت معاوية لجتماع الناس عليه ،ث امتنع من البايعة لحد حال
الختلف إل أن قتل الزبي وانتظم اللك كله لعبد اللك بن مروان فبايع له حينئذ ) (. )2
)(1انظر :العتمد ف أصول الدين (ص ، )254وروضة القضاة وطريق النجاة للسمنان (، )1/69
والحكام السلطانية لب يعلى (ص ... )27وللماوردي (ص . )15
)(2فتح الباري ( . )13/195وانظر :اعتزاله للحرب بي ابن الزبي والجاج .البداية والنهاية ()9/121
وإنكاره على أب سعيد الدري مبايعته لبن الزبي ث لهل الشام مسند أحد (. )3/30
214
فلو فهم الديث على ظاهره لا بات ليلة إل وف عنقه بيعة لحدها يعطيها من يدلّه
عل يه اجتهاده على أ نه أقرب لل صواب ،و قد روي ع نه قوله ...( :لك ن أكره أن أبا يع
أميين قبل أن يتمع الناس على أمي واحد ) (. )1
فالقصود أنه أخذ مدة وليس ف عنقه بيعة لحد ،وهذا على خلف ظاهر الديث .
لنتفاء أحد شروط صحة البيعة ،وهو أن يكون البايع واحدًا ،كما مر .
-3ما رواه حذيفة بن اليمان رضي ال عنه قال :قال رسول ال « :يكون دعاة
على أبواب جهنم ،من أجابم إليها قذفوه فيها » ،فقلت :يا رسول ال ،صفهم لنا ؟
قال « :هم قوم من جلدتنا يتكلمون بألسنتنا » ،فقلت :فما تأمرن إن أدركن ذلك ؟
قال « :فالزم جاعصة السصلمي وإمامهصم ،فإن ل يكصن لمص جاعصة ول إمام فاعتزل تلك
الفرق كلها ،ولو أن تعض بأصل شجرة ،حت يدركك الوت وأنت كذلك » (. )2
كمصا أمصر عنصد الختلف بقوله « :تأخذون باص تعرفون ،وتَ َدعُون مصا تنكرون
وتقبلون على خاصتكم وتذرون أمر عوامكم » (. )3
215
فلو كانت البيعة واجبة ف عنق كل مسلم ف كل وقت لمر ببايعة إمام إحدى هذه
الفرق ،علمًا بأن ل كل فر قة إمامًا ،فل يوز مباي عة إل المام الشر عي م ت و جد ،وقد
رفصع ال عنصا الرج والعنصت وأرشدنصا عنصد وقوع هذه الالة أن ُنقْبِل على أمصر الاصصة
( وهم أهل الشخص وذويه وأقاربه وإخوانه ) وندع أمر العامة من سوى ذلك .
-4كما أنه لو أخذ الدث على الفهم السابق لا بقي شيء اسه الولء والباء أصلً ،
وتوض يح ذلك أن البي عة ت عبي عن الولء -أو هي الولء نف سه -فإذا قل نا إ نه ل بد من
إعطاء البيعة للموجود كائنًا من كان ،فمعن هذا :إننا واليناه وعادينا من عاداه ،سواء
كان فاسقًا ،أو ظالًا ،أو كافرًا والعياذ بال .وهذا يؤدي إل الوقوع ف مذور أكب ما
()1
تو عد به نا قض البي عة القي قي ،قال ال تعال ﴿ :وَمَن َيَتوَلّهُم مّنكُ مْ فَِإنّ هُ مِْنهُ ْم ﴾
وحاشا أن يأمرنا ال بوالة أعدائه .
فالق صود أن البي عة ح كم شر عي ،له شروط وموا نع جاء الشرع ب ا ،فم ت تق قت
الشروط وانت فت الوا نع و جب ال كم وإ ما ل فل .ن و الزكاة ف هي الر كن الثالث من
أركان السلم وقد توعد الشارع من ل يؤدها بأشد العذاب ،ولكن هذا الوعيد ل يقع
إل عندما يلك النسان الال الذي فيه زكاة ،ويكتمل النصاب ،ث يول عليه الول ،
وغ ي ذلك من الشروط ،ث ي نع زكا ته ،وكذلك ه نا .فإذا كان هناك إمام شر عي ،
وامتنع السلم من البيعة ،عند ذلك يقع ف الوعيد الذي نص عليه الديث .وال أعلم .
وقد سئل المام أحد رحه ال عن حديث « من مات وليس له
216
إمام مات ميتصة جاهليصة » مصا معناه ؟ فقال ( :أتدري مصا المام ؟ المام الذي :يمصع
السلمون عليه ،كلهم يقول هذا إمام ،فهذا معناه ) (. )1
من يأخذها ؟
والذي يأخذ البيعة من السلمي هو المام ف حاضرة الدولة السلمية ،أما القاليم
البعيدة فقد يأخذها هو أو من ينيبه عنه ،فلقد أخذ النب البيعة بنفسه ،وكان أحيانًا
ينيب عنه كما فعل ف بيعة النساء ،فقد روي أن النب :أمر عمر بن الطاب أن يأخذ
البي عة من الن ساء عام الف تح ،وكان من ب ي الن ساء ه ند ب نت عت بة ر ضي ال تعال عن ها
حيث قال لعمر « :بايعهن واستغفر لن ال ،فبايعهن عمر رضي ال تعال عنه »
(. )2
صور البيعة :
وللبيعة ف عهد النب ث من جاء من بعده عدة صور منها :
-1الصافحة والكلم :
وقد مر معنا بعض الحاديث الصرحة بذلك ( )3وهذا هو الغالب ف بيعات النب
و من ذلك بي عة الرضوان ،و قد قال ال تعال في ها ﴿ :إِنّ الّذِي نَ يُبَاِيعُونَ كَ إِنّمَا يُبَاِيعُو نَ
الّلهَ يَدُ الّلهِ َفوْقَ أَيْدِيهِمْ ﴾ (. )4
217
-2الكلم فقط :
وهذا يكون عادة ف مبايعته للنساء ومن به عاهة ،فقد كانت مبايعته لن كلمًا
فقط ،لنه ل يوز للمسلم أن ي سّ يد امرأة أجنبية ،وأحيانًا يبايعهن من تت الثياب ،
والذي يد ّل على ذلك ما يلي :
أ -ما رُوي أَن أُميمة بنت رقيقة دخلت ف نسوة تبايع ،فقلن :يا رسول ال :ابسط
يدك نصافحك .فقال « :إ ن ل أ صافح الن ساء ،ول كن سآخذ علي كن » ،فأ خذ علينا
حت بلغ ﴿ :وَلَا َيعْصِيَنكَ فِي َم ْعرُوفٍ ﴾ فقال « :فيما أطقتّ واستطعت » ،فقلن ( :
ال ورسوله أرحم بنا من أنفسنا ) (. )1
ب -وقالت عائشة رضي ال عنها ( :وال ما مست يد رسول ال يد امرأة قط ،
غي أنه بايعهن بالكلم ) (. )2
جصص -وكمصا بايصع النصب الرجصل الجذوم حيصث أرسصل له وقال « :ارجصع فقصد
بايعتك » (. )3
- 3الكتابة :
وهذا وا ضح ف مباي عة النجا شي له ح يث ك تب إل يه فقال ( :ب سم ال الرح ن
الرحيم ،إل ممد رسول ال من :النجاشي الصحم بن
)(1رواه ابن ماجة ف ك :الهاد .ب ، 43 :ح ، )2/959( ، 2875والنسائي ف ك :البيعة .ب :
بيعة النساء ( ، )7/149ومالك ف الوطأ ،تنوير الوالك ( ، )2/250وأحد ف السند (. )6/357
وغيهم بألفاظ متقاربة .وصححه اللبان انظر :سلسلة الحاديث الصحيحة ح . )2/52( ، 529
)(2رواه البخاري ف تفسي سورة المتحنة ،فتح الباري ( ، )8/636وابن ماجة ف الهاد .ب ، 43 :ح
. )2/960( ، 2875
)(3رواه النسائي ف ك :البيعة .ب :بيعة من به عاهة ( ، )7/150ومسلم ف السلم ح ( ، 2231 :
. )4/1752
218
أب ر ،سلم عل يك يا ر سول ال ورح ة ال وبركا ته من ال الذي ل إله إل هو الذي
هدانص للسصلم ،أمصا بعصد :فقصد بلغنص كتابصك يصا رسصول ال فيمصا ذكرت مصن أمصر
عيسى ) ...إل أن قال ( :وقد بايعتك وبايعت ابن عمك وأصحابه وأسلمت على يديه
ل رب العالي ) (. )1
وقد ثبت عن عبد ال بن عمر رضي ال عنهما أنه :كتب إل عبد اللك بن مروان
يبايعه فكتب ( :بسم ال الرحن الرحيم أما بعد :لعبد اللك بن مروان أمي الؤمني ،
سلم عل يك ،فإ ن أح د إل يك ال الذي ل إله إل هو ،وُأِقرّ لك بال سمع والطا عة على
سنة ال وسنة رسوله فيما استطعت ) (. )2
أما ما رُوي ف كتب التاريخ من أن بعض اللفاء يطلب الطلق واليمي والنذور عند
البايعصة ،فهذا ل أصصل له فص الشرع النيصف ،وإناص هصو مصن فرط التثبصت وخوفًا مصن
نقض ها ،وعلى أي حال فهذا ل يس من الشرع الط هر ف ش يء .وأول من ابتدع أيان
البيعة هو الجاج بن يوسف السقفي لا أراد أن يُحلّف الناس على بيعة الليفة عبد اللك
ابن مروان (. )3
)(1البداية والنهاية ( ، )3/84وانظر :مموعة الوثائق السياسية للعهد النبوي واللفة الراشدة (ص )78د .
ممد حيد ال .ط .ثالثة 1389هص .
)(2رواه البخاري وغيه ،وسبق تريه (ص . )199
)(3انظر :الغن ( ، )1/824والقواعد النورانية (ص 223و . )259
219
أقسام البيعة :
وللبيعة قسمان :
-1بيعة النعقاد :
وهذه البيعة هي :ال ت يقوم با أهل ال ل والعقد ،وبوجب ها يكون للش خص البا يع
سصلطان ،له حصق الطاعصة والنصصرة والنقياد .وهذه البيعصة واضحصة فص سصية اللفاء
الراشدين رضي ال تعال عنهم ،فقد كان أهل الختيار يقومون باختيار المام ث يبايعونه
كما فعل الصحابة رضوان ال عليهم ف سقيفة بن ساعدة ،وهذه بيعة النعقاد .
-2أما البيعة العامة ( بيعة الطاعة ) :
فهي البيعة الت يؤديها سائر السلمي بعد بيعة النعقاد ،وهذا ما جرى عليه العمل ف
بيعة اللفاء الراشدين رضي ال تعال عنهم ،فهذا أبو بكر بعد أن بايعه أهل الل والعقد
ف سقيفة بن ساعدة صعد النب اليوم الثان ث قام عمر رضي ال عنه فأخب الناس بأنم قد
اختاروه وبايعوه ،وأمر هم ببايع ته فباي عه عا مة ال سلمي ( ، )1وهذه هي البي عة العا مة ،
ومثل أب بكر بقية اللفاء الراشدين رضي ال عنهم كما مرّ معنا ف استعراض بيعاتم .
220
أسباب البيعة
وقد ذكر القلقشندي ( )1السباب والواضع الت تؤخذ فيها البيعة نلخّصها فيما يلي :
ال سبب الول :موت اللي فة النتصب من غ ي ع هد بالل فة ل حد بعده ،كما ف
قصة الصديق التقدمة بعد وفاة النب ،أو بتركها شورى ف جاعة معينة كما فعل عمر
.
الثا ن :خلع اللي فة النتصب لو جب يقت ضي اللع ،فتحتاج ال مة إل مباي عة إمام ،
يقوم بأمورها ،ويتمل أعباءها .
الثالث :أن يتوهم الليفة خروج ناحية من النواحي عن الطاعة ،فيو جه إليهم من
يأخذ البيعة له عليهم ،لينقادوا لمره ويدخلوا تت طاعته .
الرابع :أن تؤخذ البيعة للخليفة العهود إليه بعد وفاة العاهد .
الامس :أن يأخذ الليفة النتصب البيعة على الناس لِولّي عهده باللفة ،بأن يكون
خليفته بعده .
)(1صبح العشى ف صياغة النشاء لب العباس أحد بن علي القلقشندي ( )10/274مصوره عن الطبعة
الميية .
221
القهر والغلبة
بيّنّا فيما مضى الطرق الشرعية الصحيحة لنعقاد المامة ،وهناك طريق آخر ،تب
الطاعة بوجبه ويرم الروج عليه بسببه ،ولكنه ليس من الطرق الشرعية ،ول يوز إل
للضرورة لجصل مصصلحة السصلمي وحقصن دمائهصم ،وهذا هصو طريصق القهصر والغلبصة
والستيلء على الكم بالقوة ،ومنه ما يسمى اليوم بالنقلبات العسكرية وما شابها ،
وهذا هو الغالب اليوم ف العال السلمي .
وهذا الطر يق ل يمع السلمون على اعتباره ما تنعقد المامة عن طريقه بل هم فيه
مذهبان :
الول :قالوا ل تنعقصد إمامتصه ول تبص طاعتصه لنصه ل تنعقصد له المامصة بالبيعصة إل
باسصتكمال الشروط فكذا القهصر ) ( . )1وذهصب إل هذا القول الوارج والعتزلة ووجصه
لبعض الشافعية (. )2
الثان :وهو مذهب أهل السنة والماعة أن المامة يصح أن تعقد لن غلب الناس ،
وق عد بالقوة على كر سي ال كم ،قال المام أح د ف روا ية عبدوس بن مالك العطار :
( ومن غلب عليهم بالسيف حت صار خليفة ،وسي أمي الؤمني ،فل يلّ لحد يؤمن
بال واليوم ال خر ،أن يبيت ول يراه إمامًا ) ( . )3وقال أيضًا ف روا ية أ ب الارث ف
ج عليه من يطلب اللك فيكون مع هذا قوم ومع هذا قوم ،تكون خرُ ُ
المام ( :يَ ْ
222
المعة مع من غلب ) .واحتج بأن ابن عمر صلى بأهل الدينة زمن الرّة وقال ( :نن
مع من غلب ) (. )1
وهذا مذهب مالك والشافعي رحهما ال تعال ،فأما مالك فقد قال يي بن يي -
من أ صحاب مالك -ح ي سئل :البي عة مكرو هة ؟ قال ( :ل ) ،ق يل له :وإن كانوا
أئ مة جور ؟ فقال ( :قد با يع ا بن ع مر لع بد اللك بن مروان وبال سيف أ خذ اللك ،
أ خبن بذلك مالك ع نه أ نه ك تب إل يه ،وأ مر له بال سمع والطا عة على كتاب ال و سنة
نبيه ) (. )2
أ ما الشاف عي رح ه ال ف قد روى البيه قي بإ سناده عن حرملة قال :سعت الشاف عي
يقول :ك ّل من غلب على الل فة بال سيف ح ت ي سمى خليفة ،وي مع الناس عل يه فهو
خليفة ) (. )3
وقال النووي ( :أ ما الطر يق الثالث ف هو القهر وال ستيلء ،فإذا مات المام فتصدى
للمامة من ج ع شرائط ها من غ ي ا ستخلف ول بيعة ،وق هر الناس بشوكته وجنوده ،
انعقدت خلفته ،لينتظم شل السلمي ،فإن ل يكن جامعًا للشرائط ،بأن كان فاسقًا أو
جاهلً فوجهان أصحهما انعقادها لا ذكرناه وإن كان عاصيًا بفعله ) ( . )4وإليه
)(1نفس الصدر ( ، )23وانظر ف هذا العن قوله مسندًا ف طبقات ابن سعد ( :ل أقاتل ف الفتنة ،وأصلي
وراء من غلب ) )4/149( .وسنده صحيح إل سيف الازن أما هو :فذكره ابن حات ول يذكر فيه جرحًا
ول تعديلً .انظر إرواء الغليل (. )2/304
)(2العتصام للشاطب ( )2/182وكتابة ابن عمر وبيعته هذه ثابتة ف البخاري وغيه وسبق تريها (ص
)199من هذا الفصل .
)(3مناقب الشافعي للبيهقي ( )1/449ط .أول . 1391تقيق السيد أحد صقر .
)(4روضة الطالبي (. )10/46
223
ذهب أبو عبد ال القرطب ونسبه سهل بن عبد ال التستري وابن خويز منداد (. )1
وقال ش يخ ال سلم ا بن تيم ية رحهص ال ( :فم ت صار قادرًا على سياستهم ،إ ما
بطاعتهم أو بقهره فهو ذو سلطان مطاع إذا أمر بطاعة ال ) (. )2
وقال الشيخ ممد بن عبد الوهاب رحه ال ( :الئمة ممعون من كل مذهب على
أن مصن تغلّب على بلد أو بلدان ،له حكصم المام فص جيصع الشياء ،ولول هذا مصا
استقامت الدنيا ،لن الناس من زمن طويل قبل المام أحد إل يومنا هذا ما اجتمعوا على
إمام وا حد ،ول يعرفون أحدًا من العلماء ذ كر أن شيئًا من الحكام ل ي صح إل بالمام
العظم ) (. )3
ويلحظ من كلم الشيخ ممد بن عبد الوهاب رحه ال :أنه يعتب التغلب حاكمًا
ت ب طاع ته ،ل إمامًا وخلي فة للم سلمي ،ل نه ل ي ستوف شروط الما مة غالبًا ،ول
تنعقد له من طريق شرعي ،بل بالقوة والقهر والستيلء والغصب ،والغصب حرام ف
السلم .فله حكم
224
المام يطاع ف طاعة ال وياهد معه ويصلى خلفه ،ول يوز الروج عليه ،وإن كان
عليه إث فإثه على نفسه ،والسلمون منه برءاء قال صاحب كتاب اللفصة وسلطة المة
( :ول كن هذه ال مة ل ت كن خل فة حقي قة ،بل ملك و سلطنة وتغلب ...و ف التغلب
يكون القول للسيف والكم للغالب ضرورة ) ( . )1وقال ( :وإطلق اسم المامة على
هؤلء التَغلّبة وعلى اللوك والسلطي مطلقًا باعتبار معناه العم ) (. )2
وقصد بَيّنص الغزال الكمصة فص وجوب طاعتصه وإعطائه حكصم المام فقال ( :لو تعذر
وجود الورع والعلم ف من يت صدى للما مة ،وكان ف صرفه إثارة فت نة ل تطاق حكم نا
بانعقاد إمام ته ،لن نا ب ي أن نرّك فت نة بال ستبدال ،ف ما يل قى ال سلمون م نه من الضرر
يزيد على ما يفوتم من نقصان هذه الشروط الت أثبتت الزية الصلحة ،فل يهدم أصل
ال صلحة شغفًا بزايا ها كالذي يب ن ق صرًا ويهدم م صرًا ،وب ي أن ن كم بلو البلد من
المام وبفسصاد القضيصة وذلك مال ،وننص نقضصي بنفوذ قضاء أهصل البغصي فص بلدهصم
لسيس حاجتهم ،فكيف ل نقضي بصحة المامة عند الاجة والضرورة ؟ ) (. )3
ومع أن التغلّب ُيعْطَي حكم المام نظرًا إل حال الاجة والضرورة كما قلنا ،إل أن
علماء السلمي ل ييزوا أن يكون القهر طريقًا لنعقاد إمامة الكافر للمسلمي ،إذ حال
القهر يكن أن يتسامح فيه عن بعض شروط المامة ،كالعلم والعدالة لقوله « :أَل من
ل عليه وال فرآه يأت شيئًا من معصية ال ؛ فليكره ما يأت من معصية ال وَ َ
225
ول ينعنّ يدًا من طا عة » ( . )1وكالر ية والقرش ية لقوله ... « :لو ا ستعمل علي كم
عبد يقودكم بكتاب ال فاسعوا له وأطيعوا » ( . )2ونوها من شروط .
أ ما شرط ال سلم فل ي كن أبدًا إ سقاطه عن المام ( وعلى هذا فلو تغلب على هذا
النصصب ،فل يوز شرعًصا السصكوت على هذا الوضصع ،ويبص خلع هذا التغلب
ص َعلَى اْل ُم ْؤمِنِيَص
ص ِللْكَاِفرِين َ
جعَلَ اللّه ُ
بقوة السصلح لن ال سصبحانه يقول ﴿ :وَلَن يَ ْ
سَبِيلً ﴾ ( . )4( ) )3ولقوله للذي قال أفل ننابذهم ؟ -أي أئمة الور -قال « :ل ما
أقاموا فيكصم الصصلة ،ل مصا أقاموا فيكصم الصصلة » ( . )5والكافصر غيص مقيصم للصصلة ،
()6
فوجبت منابذته ولقوله « ...إل أن تركوا كفرا بواحًا عندكم من ال فيه برهان »
.
وبذا نكون قد تكلّم نا على الطرق ال ت تنع قد ب ا الما مة ع ند جهور ال سلمي أ هل
السنة والماعة ،وعلى الوضوعات التعلقة با .
)(1رواه مسلم ف ك :المارة .ب :خيار الئمة وشرارهم ،ح ، )3/1482( 1855والدرامي ف الرقاق
، 78وأحد ف السند (. )6/24
)(2رواه مسلم واللفظ له ف ك :المارة .ب :وجوب الطاعة ف غي معصية ،ح ، )3/1468( ، 1838
والترمذي ف ك :الهاد .ب )4/209( ، 28 :وابن ماجة ف ك :الهاد .ب ، )2/955( ، 39 :
وأحد ف السند (. )4/570
) (3النساء آية . 141 :
)(4رئاسة الدولة ف الفقه السلمي (ص . )294
)(5رواه مسلم ك :المارة .ب :خيار الئمة وشرارهم ،ح )3/1482( ، 1855وغيه .
)(6متفق عليه وسبق تريه ص (. )196
226
هذا و قد خالف ف الزيدية من الشيعة ،حيث جعلوا الدعوة إل النفس هي الطريقة
لنعقاد المامة ( )1ووافقهم البائي من العتزلة (. )2
أ ما الراف ضة المام ية ف هم ل يرون غ ي الن صية طريقًا للما مة على من بعده من آل
البيت حت المام الستور ف زعمهم الذي ينتظرونه إل اليوم وإل قيام الساعة .
وسبق الديث عن النصية ف أول هذا الفصل با يغن عن العادة .وال أعلم .
*****
227
228
الباب الثان
المام عند أهل السنة والماعة
ويشمل الفصول التالية
الفصل الول :شروط المام
الفصل الثان :واجباته وحقوقه
الفصل الثالث :عزله والروج على الئمة
الفصل الرابع :موقفهم من تعدد الئمة
229
230
الفصل الول
شروط الِمام
231
232
الفصل الول
شروط المام
المام هو الرئ يس العلى للدولة ال سلمية ،و من ال طبيعي أن تكون هناك شروط ل
بد من توفرها فيه ،نظرًا للمكانة الت سيشغلها والسؤولية الكبى الت ستلقى على عاتقه
وليكون كفؤًا لمل هذه المانة الثقيلة .
وهذه الشروط التص اشترطهصا العلماء فيمصن يراد توليتصه رئاسصة الدولة السصلمية هصي
شروط ي ب مراعات ا ف الال أن ل تول أمورها إل من تق قت ف يه هذه الشروط ،أما
إذا انتفصت حال الختيار وألئت المصة إل حال ل اختيار لاص فيصه كتغلب ونوه ،وتول
ال مر من ل ي صلح له ول ي ستكمل شروط الما مة ف في هذه الال ل تشترط ج يع تلك
الشروط لن ذلك سيؤدي إل ف ت عظي مة ،ال مة ف غ ن عن ها ،لن م صلحة ال سلمي
تقتضي ذلك وعلى قاعدة ( ارتكاب أخف الضررين ) فيتساهل ف بعض هذه الشروط ،
إل أن تتغي الوضاع وحي الوقت الناسب لتولية مكتمل الشروط ،فالاصل أن فقدان
بعصض الشروط فص الاكصم التغلب ل يقتضصي جواز الروج عليصه وعدم طاعتصه فص غيص
معصية .
وهذه الشروط منها ما هو شرط ف كل ولية إسلمية كبية كانت أو صغية ،ومنها
ما هو خاص بالمامة العظمى ،وقد سبق الديث عن شروط أهل الل والعقد ،وهي
شروط واجب توفرها ف المام بالضافة إل شروط أخرى خاصة به وهي شروط :منها
ما هو شرط كمال ومنها ما هو شرط صحة ل بد منه ويتضح ذلك عند الديث عن كل
شرط .
233
والن ن ستعرض هذه الشروط و نبي آراء العلماء في ها وأدلة اشتراط ها والرأي الرا جح
ف الشروط الختلف فيها فنقول :
الشرط الول :السلم :
وهذا شرط وا جب ف كل ول ية إ سلمية صغية كا نت أو كبية و من باب أول
اشتراطها ف الولية العظمى ،والدلة على هذا الشرط كثية منها :
جعَلَ اللّ هُ ِللْكَاِفرِي َن َعلَى الْ ُم ْؤمِِنيَ َسبِيلً ﴾ ( )1أي : أ -قول ال عز و جل ﴿ :وَلَن يَ ْ
بأن ي سلطوا علي هم ف الدن يا ( ، )2ومعلوم أن الول ية العظ مى هي أع ظم سبيل وأقوى
تسليط على الحكوم .
ب -ومنها اليات الدالة على النهي عن تول الكفار كقول ال عز وجل ﴿ :يَا أَّيهَا
ض َومَن يََتوَّلهُم مّنكُ ْم فَإِنّهُ
ضهُمْ َأوِْليَاء َبعْ ٍ
الّذِي َن آمَنُواْ ل تَتّخِذُواْ الَْيهُودَ وَالنّصَارَى َأوْلِيَاء َبعْ ُ
مِْنهُ مْ ﴾ ( . )3وقوله تعال ﴿ :يَا َأيّهَا الّذِي َن آمَنُواْ ل َتتّخِذُوْا الْكَاِفرِي نَ َأوِْليَاء مِن دُو نِ
جعَلُواْ لِلّ ِه عََليْكُ ْم ُسلْطَانا مّبِينا ﴾ ( )4ومنها قوله تعال ّ ﴿ :ل يَتّخِذِ اْل ُم ْؤمِِنيَ أَُترِيدُونَ أَن تَ ْ
اْل ُم ْؤمِنُونَ اْلكَاِفرِينَ َأوِْليَاء مِن ُدوْنِ الْ ُم ْؤمِِنيَ َومَن َي ْفعَلْ ذَِلكَ فََليْسَ مِنَ اللّهِ فِي شَ ْيءٍ إِلّ أَن
()6
ُمص ُتقَا ًة ﴾ ...اليصة ( . )5إل غيص ذلك مصن اليات الناهيصة عصن تول الكفار َتّتقُواْ ِمْنه ْ
وتوليتهم نوع من التول النهي عنه ،لذا
234
ل يوز توليتهم على شيء من أمور السلمي ،وقد سبق أن ذكرنا كلم ابن القيم رحه
ال ف ذلك (. )1
جص -ومن أدلة اشتراط السلم ف المام قوله تعال ﴿ :يَا أَّيهَا الّذِي َن آمَنُواْ أَطِيعُواْ
ص على اللّ هَ وَأَطِيعُواْ الرّ سُولَ وَُأوْلِي ا َل ْمرِ مِنكُ ْم ﴾ ...الية ( )2فقوله تعال ﴿ مِنكُ ْم ﴾ ن ّ
اشتراط أن يكون ول ال مر من ال سلمي ،قال د .ممود الالدي ( :ول ترد كل مة ﴿
ُأوْلِي ا َلمْرِ ﴾ إل مقرونصة بأن يكونوا مصن السصلمي ،فدلّ على أن ول المصر يشترط أن
يكون م سلمًا ) ( . )3ومعلوم أن الكا فر ل ت ب طاع ته ف ش يء أبدًا ،بل ت ب مارب ته
ومقاتل ته ب نص القرآن ( )4ح ت ي سلم أو يع طي الز ية عن يد و هو صاغر إن كان من
أهلها .
د -ومن الدلة على ذلك أيضًا ما روته أم الؤمني عائشة رضي ال عنها عن النب
()6
أنصه قال « :إنصا ل نسصتعي بشرك » ( )5وفص روايصة « :ارجصع فلن أسصتعي بشرك »
للذي تبعصه يوم بدر وأراد أن يغزو معصه وهصو على شركصه فإذا ورد النهصي عصن السصتعانة
بالكافر ف بعض المور فكيف يستعان به
235
على تدبي أمور السلمي ويول أمرهم !
ول قد امت ثل لذا ال مر خلفاء ال سلمي ،فهذا ع مر بن الطاب ر ضي ال تعال ع نه
يعاتب أبا مو سى الشعري على اتاذ كاتب نصران فقد قال عبد ال بن أحد :حدثنا
أب حدثنا وكيع حدثنا إسرائيل عن ساك بن حرب عن عياض الشعري عن أب موسى
رضي ال تعال عنه قال :قلت لعمر رضي ال عنه :إن ل كاتبًا نصرانيًا قال :مالك ؟
ِينص آمَنُواْ لَ َتتّخِذُوْا الَْيهُو َد وَالنّصصَارَى
قاتلك ال .أمصا سصعت ال يقول ﴿ :يَا َأيّهَا الّذ َ
ُمص ﴾ ...اليصة ( )1أل اتذت ّهص مِْنه ْ
ُمص فَإِن ُ
ْضص وَمَن يََتوَلّهُم مّنك ْ
ُمص َأوِْليَاء َبع ٍ
ضه َْأوْلِيَاء َب ْع ُ
حنيفيًا ،قال :قلت :يا أمي الؤمني ل كتابته وله دينه .قال ( :ل أُكرمهم إذ أهانم
ال ،ول أعزهم إذ أذلم ال ،ول أُدنيهم إذ أقصاهم ال ) ( . )2وقال عمر رضي ال عنه
أيضًا ( :ل تؤمنوهم وقد خوّنم ال ،ول تُقرّبوهم وقد أبعدهم ال ،ول تُعزّوهم وقد
أذلم ال ) ( )3ودرج على ذلك اللفاء الذين لم ثناء حسن ف المة كعمر بن عبد العزيز
والنصور والرشيد والهدي والتوكل والقتدر وغيهم (. )4
جص -الجاع على ذلك :
أجع السلمون على عدم جواز تولية الكفار تدبي أمور السلمي ،وأنه ل ولية لكافر
على مسلم ،وقد حكى هذا الجاع كثي من أهل العلم منهم :ابن النذر حيث قال ( :
أجع كل من يفظ عنه
236
من أهل العلم أن الكافر ل ولية له على مسلم بال ) ( )1وقال القاضي عياض ( :أجع
العلماء على أن المامة ل تنعقد لكافر ،وعلى أنه لو طرأ عليه الكفر انعزل .قال :وكذا
لو ترك إقامة الصلوات والدعاء إليها ) (. )2
وبناء على هذا فل يوز أن تعقد المامة لكافر أصلي أو مرتد ،لن معن إقامة دولة
إ سلمية هو أن تلتزم بالن هج ال سلمي تطب قه وتع يش حيات ا على و فق تعالي مه ،وهذا
النهج السلمي ل يتصور تطبيقه إل من أناس يدينون بالولء والضوع التام لشّرع هذا
النهج ،يقول الستاذ ممد أسد ( :إننا يب أل نتعامى عن القائق ،فنحن ل نتوقع من
شخص غ ي م سلم مه ما كان نزيهًا مل صًا وفيًا مبًا لبلده متفانيًا ف خد مة مواطن يه أن
يع مل من صميم فؤاده لتحق يق الهداف اليديولوج ية لل سلم ،وذلك ب سبب عوا مل
نفسية مضة ل نستطيع أن نتجاهلها ،إنن أذهب إل حد القول أنه ليس من النصاف أن
نطلب منه ذلك ) (. )3
الشرط الثان :البلوغ :
وهذا من الشروط البديهية واللزمة ف كل ولية إسلمية صغية كانت أو كبية ،
فل تنعقد إمامة الصب لنه مول عليه ف أموره وموكل به غيه ،فكيف يوز أن يكون
س َفهَاء َأ ْموَالَكُ مُ الّتِي َجعَلَ اللّ هُ لَكُ مْ قِيَاما
ناظرًا ف أمور المة ،قال تعال ﴿ :وَلَ ُتؤْتُواْ ال ّ
وَا ْرزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُ ْم وَقُولُواْ َلهُمْ َقوْ ًل
237
ّمعْرُوفا ﴾ ( )1والراد بالسفهاء هنا ( :الصغار والنساء ) ( )2فإذا نينا عن إعطائهم أموالم
لن م ل ي سنون الت صرف ف من باب أول أل يقّلدوا تدب ي أمور ال سلمي ،ولن ال صغي
غ ي مكلف ل ا روي عن علي بن أ ب طالب ر ضي ال ع نه عن ال نب قال « :إن القلم
ر فع عن ثل ثة :عن الجنون ح ت يف يق ،و عن ال صب ح ت يدرك ،و عن النائم ح ت
يستيقظ » ( )3فمن رُفع عنه القلم ل يصح تصرفه ف المور لنه غي مكلف شرعًا فما دام
ل يلك التصرف ف خاصة نفسه فل يوز شرعًا أن يكون مالكًا للتصرف ف جيع شؤون
السلمي ،ومن ل يلي أمر نفسه ل يلي أمر السلمي من باب أول .
هذا و قد روي أن ال نب أ مر بالتعوذ من إمارة ال صبيان .ف عن أ ب هريرة ر ضي ال
تعال عنه قال :قال رسول ال « :تعوذوا بال من رأس السبعي ،ومن إمارة الصبيان
» ( . )4قال ابن حزم ( :وجيع فرق أهل القبلة ليس منهم أحد ييز إمامة امرأة ول إمامة
صب ل يبلغ إل الرافضة فإنا تيز إمامة الصغي (. )5
238
قلت :وكذلك الوارج وخاصة الشبيبية كما سيأت (. )1
الشرط الثالث :العقل :
وهذا أيضًا من الشروط البديه ية فل تنع قد ول ية لذا هب ع قل بنون أو غيه ( لن
العقل آلة التدبي فإذا ذهب العقل ذهب التدبي ) ( . )2ولن ذاهب العقل يتاج ف نفسه
من يصرف أموره فكيف يوكل إليه تصريف أمور السلمي .
وإذا كان الصب مرومًا من هذا النصب لذا السبب فمن باب أول الجنون ،وقد مر
()3
معنا حديث النب « :رفع القلم عن ثلثة » ،وذكر منهم « والجنون حت يفيق »
قال الغزال معللً عدم جواز إما مة الجنون وال صب ( :الثا ن :الع قل فل تنع قد لجنون
فإن التكاليف ملك المر وعصامه ) (. )4
هذا وقد قسم العلماء زوال العقل إل أقسام هي :
( )1ما كان عارضًا مرجوًا زواله كالغماء فهذا قال عنه أبو يعلى ( :ل ينع عقدها
ول استدامتها لنه مرض قليل اللبث ،ولن النب أغمي عليه ف مرضه ) (. )5
239
( )2ما كان لزمًا ل يرجى زواله كالنون والبل ،وهذا ينقسم إل ثلثة أقسام :
أ -ما كان مطبقًا ل يتخلله إفاقة فهذا ينع البتداء والستدامة ،وإذا طرأ عليه أبطلها
لنه ينع مقصود الولية .
ب -ما كان أكثر زمانه البل فهذا كما كان مطبقًا .
جص -ما كان أكثر زمانه الفاقة فهذا ينع من عقد المامة ( )1واختلف ف منعه من
استدامتها .
هذا ول يكتفي ف رئيس الدولة أن يكون عاقلً فقط ،بل ل بد أن يكون على درجة
عالية من الذكاء والفطنة تكّنه من التفكي ف قضايا المة وإياد اللول الناسبة لا .
الشرط الرابع :الرية :
وهذا الشرط أيضًا من الشروط الضرور ية ف الما مة لن الملوك ل ي ق له التصرف
ف ش يء إل بإذن سيده ،فل ول ية له على نف سه ،فك يف تكون له الول ية على غيه ،
ويعلل الغزال هذا الشرط بقوله ( :فل تنعقد المامة لرقيق ،فإن منصب المامة يستدعى
ا ستغراق الوقات ف مهمات اللق فك يف ينتدب ل ا من هو كالفقود ف حق نف سه
الوجود لالك يتصرف تت تدبيه وتسخيه ،كيف وف اشتراط نسب قريش ما يتضمن
هذا الشرط ،إذ ليس يتصور الرق ف نسب قريش بال من الحوال ) (. )2
240
هذا و قد ن قل ا بن بطال عن الهلب الجاع على ذلك فقال ( :وأج عت ال مة على
أنا -أي المامة -ل تكون ف العبيد ) ( . )1وقال الشنقيطي ( :ل خلف ف هذا بي
العلماء ) (. )2
ول يشذ عن هذا الجاع إل الوارج ،فإنم جوزوا أن يكون المام عبدًا ( )3وشذوذ
الوارج ل يعده العلماء قادحًا ف صحة الجاع .
فإن قيل :ورد ف الصحيح ما يدل على إمامة العبد فقد أخرج البخاري ف صحيحه
من حديث أنس بن مالك رضي ال تعال عنه قال :قال رسول ال « :اسعوا وأطيعوا
وإن ا ستعمل علي كم ع بد حب شي كأن رأ سه زبي بة » ( . )4ونوه عن العرباض بن سارية
رضي ال تعال عنه ف الديث الطويل :قال وعظنا رسول ال يومًا بعد صلة الغداة
موعظصة بليغصة ذرفصت منهصا العيون ،ووجلت منهصا القلوب ،فقام رجصل فقال :إن هذه
موعظة مودع ،فماذا تعهد إلينا يا رسول ال ؟ قال « :أوصيكم بتقوى ال ...والسمع
والطاعة وإن عبد حبشي » ...الديث ( . )5وما ف معناها .
241
فالواب على ذلك من أوجه :
( )1أ نه قد يضرب ال ثل ب ا ل ي قع ف الوجود عادة ،فإطلق الع بد الب شي ل جل
البال غة ف المر بالطاعة ،وإن كان ل يتصور شرعًا أن يلي ذلك ،ذ كر ابن ح جر هذا
الواب عن الطاب ( ، )1ويشبه هذا الوجه قوله تعال ﴿ :قُلْ إِن كَا نَ لِلرّحْمَ ِن وَلَدٌ فََأنَا
َأوّلُ اْلعَابِدِي َن ﴾ ( )2على أحد التفسيات (. )3
( )2أن الراد باستعمال العبد البشي أن يكون مأمورًا من وجهه المام العظم على
بعض البلد ،قال الشنقيطي رحه ال ( :وهو أظهرها ) ( )4فليس هو المام العظم .
( )3أن يكون أطلق عليه اسم العبد نظرًا لتصافه بذلك سابقًا مع أنه وقت التولية حر
،ونظيه إطلق لفظ اليتيم على البالغ باعتبار اتصافه به سابقًا ف قوله ﴿ :وَآتُوْا اْليَتَامَى
َأ ْموَاَلهُ ْم ﴾ ...الية (. )5
( )4أو أن الراد بذلك التغلّب ل الختار ،ففي هذه الالة تب طاعته وإن كان عبدًا
حبشيًا ،ول يوز الروج عليه لجرد عبوديته ،ويؤيد هذا الرأي لفظ « :إن تأمر عليكم
» ...فلفظ « تأمر » يدل على أنه تسلط على المارة بنفسه ول يؤمر من قبل أهل الل
والعقد .
والراجح من هذه الجابات ف نظري هو الواب الثان ،وهو الذي رجحه الشنقيطي
رحه ال ،وسبب الترجيح هو ورود بعض الحاديث الدالة على ذلك ،منها ما أخرجه
الاكم من حديث علي رضي ال عنه
242
عن النب قال « :الئمة من قريش ،أبرارها أمراء أبرارها وفجارها أمراء فجارها ،
ولكل حق ،فآتوا كل ذي حق حقه ،وإن أمرت قريش فيكم عبدًا حبشيًا مدعًا فاسعوا
له وأطيعوا » ( . )1ويع ضد هذا الرأي أيضًا ألفاظ الديصث « :وإن ا ستعمل » ,و « إن
ُأمّر » ونوها ...وال أعلم .
وم ا يدل على اشتراط الر ية ،وأن تصرف الع بد باطل وإن كان حاكمًا ح كم العز
بن ع بد ال سلم رح ه ال ببيع أمراء الدولة اليوب ية ف م صر -المال يك -ل نه ل ي صح
شرعًا ت صرفهم إل إذا عتقوا فح كم ببيعهم وإدخال أثان م إل ب يت مال السلمي ،فل ما
ح كم بذلك غضبوا وغ ضب ن م الد ين أيوب -حا كم م صر ف ذلك الو قت -وقال :
هذا ليس من اختصاصه فقرر العزل الرحيل عن مصر فجهز أمتعته وسار ،ث لقه جيع
الناس وقالوا :إن خرج خرج نا ،فل حق به ن م الد ين ف الطر يق وترضاه وطلب م نه أن
يعود وينفذ ما حكم به ،فعاد ونفذ ما أراد (. )2
الشرط الامس :أن يكون ذكرًا :
من شروط المام أن يكون ذكرًا ( ول خلف ف ذلك بي العلماء ) (. )3
)(1الستدرك ( )76 ، 4/75قال ابن رجب النبلي :إسناده جيد ،ولكنه روي عن علي موقوفًا ،وقال
الدارقطن :هو أشبه .جامع العلوم والكم (ص . )248وصححه اللبان .انظر :صحيح الامع ح
. )2/406( ، 2754
)(2انظر :طبقات الشافعية الكبى للسبكي ( )217 ، 8/216ط .أول .ن .عيسى الباب اللب القاهرة
-تقيق عبد الفتاح ممود اللو ،و د .ممود الطناحي .
)(3أضواء البيان ( )1/55وعدّه ابن حزم من السائل الجمع عليها .انظر :مراتب الجاع له (ص . )125
243
ويدل عل يه ما ث بت ف صحيح البخاري وغيه من حد يث أ ب بكرة ر ضي ال تعال
عنه أن النب لا بلغه أن فارسًا ملّكوا ابنة كسرى قال « :لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة
» ( . )1و قد ورد ف القرآن الكر ي كث ي من اليات الدالة على تقد ي الرجال على الن ساء
ضهُ مْ عَلَى َبعْ ضٍ من ذلك قوله تعال ﴿ :الرّجَالُ َقوّامُو نَ َعلَى النّ سَاء بِمَا َفضّلَ اللّ هُ َب ْع َ
()3
وَبِمَا أَن َفقُوْا مِ نْ َأ ْموَاِلهِ ْم ﴾ ...الية ( )2وأخب النب بأن النساء ناقصات عقل ودين
والمامة تتاج إل كمال الرأي وتام العقل والفطنة ،لذلك ل تقبل شهادتا إل إذا كان
معها رجل ،وقد نبّه ال على ضللن ونسيانن بقوله تعال ﴿ :أَن َتضِلّ ْإحْدَاهُمَا فَتُذَ ّكرَ
إِحْدَاهُمَا ا ُل ْخرَى ﴾ ( )4وسبق أن ذكرنا كلم ابن قدامة ف هذا العن (. )5
كما أن إمامة السلمي تقتضي الدخول ف الحافل ومالطة الرجال
244
ْنص فِي
وقيادة اليوش ونوص ذلك ،وهذا مظور على النسصاء شرعًا بقوله تعال ﴿ :وََقر َ
ُبيُوتِكُنّ ﴾ ( )1وغيها .
يقول الغزال ( :الرابصع الذكوريصة ،فل تنعقصد المامصة لمرأة ،وإن اتصصفت بميصع
خلل الكمال وصفات الستقلل ،وكيف تترشح امرأة لنصب المامة وليس لا منصب
القضاء ول منصصب الشهادة فص أكثصر الكومات ) ( . )2وقال البغوي ( :اتفقوا على أن
الرأة ل تصلح أن تكون إمامًا ول قاضيًا ،لن المام يتاج إل الروج لقامة أمر الهاد
والقيام بأمور ال سلمي ،والقا ضي يتاج إل البوز لف صل ال صومات ،والرأة عورة ل
تصصلح للبوز وتعجصز لضعفهصا عصن القيام بأكثصر المور ،ولن الرأة ناقصصة والمامصة
والقضاء من كمال الوليات فل يصلح لا إل الكامل من الرجال ) (. )3
والوا قع يش هد لذلك فالناس بتجارب م يعرفون أ نه ل ي صلح للما مة إل الرجال وإن
صار من هن ف من صب رئا سة الدولة فإن ا كان نادرًا ولظروف ا ستثنائية .وكذلك طبي عة
الرأة النفسية والسمية ل تتلءم أبدًا مع هذا النصب ،فكما هو معروف أن طبيعة الرأة
يلحظ عليها إرهاف العاطفة وسرعة النفعال وشدة النان ( وقد خلقت هذه الصفات
ف الرأة لت ستطيع ب ا أن تؤدي وظيفت ها الول و هي المو مة والضا نة ) ( )4وإذا كا نت
هذه الصصفات لزمصة فص مضمار المومصة والضانصة فقصد تكون ضارة فص مضمار القيادة
والرئاسة ،أما الرجل فل يندفع ف الغالب -مع عواطفه ووجدانه -كما تندفع الرأة ،
بل يغلب عليه الدراك والفكر والروي وها قوام السؤولية والقيادة .
245
لذلك فإن ال سبحانه وتعال شرع للر جل ما يلئم بني ته ال سمية والنف سية كالهاد
والقيادة ون و ذلك ،وشرع للمرأة ما يلئم تكوين ها أيضًا من ترب ية وحضا نة وأعمال
أخرى تلئمها .
هذا و قد ح كى الجاع على عدم جواز تول ية الرأة الما مة ا بن حزم الظاهري ح يث
قال ( :وج يع فرق أ هل القبلة ل يس من هم أحدي ي يز إما مة الرأة ) ( )1وكذلك القر طب
( . )2وخالف فص ذلك الوارج ،فهناك فرقصة منهصم تقول بواز ذلك وهصي :الشبيبيصة
( أتباع شبيب بن يز يد الشيبا ن ) ( )3قال البغداي عنهم ( :إ نه من أتبا عه أجازوا إما مة
الرأة منهم إذا قامت بأمورهم وخرجت على مالفيهم وزعموا أن غزالة أم شبيب كانت
المام بعد قتل شبيب إل أن قتلت ) (. )4
هذا عن المامة أما القضاء فلبعض العلماء فيه رأي ،ولكن جهورهم ينع ذلك قال
ابن التي فيما حكاه عنه ابن حجر ( :احتج بديث أب بكرة -النف الذكر -من قال
ل يوز أن تول الرأة القضاء .وهو قول المهور وخالف ابن جرير الطبي فقال :يوز
أن تقضي فيما تقبل شهادتا فيه ،
246
وأطلق بعض الالكية الواز ) ( )1وروى ذلك عن أب حنيفة ( :أنا تلي الكم فيما توز
فيه شهادة النساء ) ( . )2ولسنا بصدد بث هذه السألة فلها مال آخر .
الشرط السادس :العلم :
مصن شروط المام أن يكون لديصة حصصيلة علميصة كافيصة لتدبيص المور على وجههصا
الك مل ،و قد أشار القرآن الكر ي ف ق صة طالوت إل هذا الشرط ،وجعله من المور
ال ت جعلته أحق باللك دون غيه فقال تعال ﴿ :وَقَالَ َلهُ ْم نَبِّيهُ مْ إِنّ اللّ هَ قَدْ َبعَ ثَ َلكُ مْ
ت َسعَ ًة مّ نَ ك مِنْ ُه وَلَ مْ ُيؤْ َ
ح نُ أَحَقّ بِالْمُلْ ِ
ك عَلَْينَا وَنَ ْ
ت مَلِكا قَاُلوَاْ َأنّى يَكُو نُ لَ هُ اْلمُلْ ُ
طَالُو َ
ج سْ ِم وَاللّ هُ ُيؤْتِي ُملْكَ ُه مَن سطَةً فِي اْلعِلْ ِم وَالْ ِ
اْلمَالِ قَالَ إِنّ اللّ هَ ا صْ َطفَا ُه عَلَْيكُ ْم َوزَادَ هُ بَ ْ
يَشَاءُ وَاللّ ُه وَا سِ ٌع َعلِي ٌم ﴾ ( )3وقال عن سليمان عل يه ال سلم ﴿ :وَشَ َددْنَا ُملْكَ هُ وَآتَْينَا هُ
اْلحِكْمَ َة َوفَص ْصلَ الْخِطَاب ِص ﴾ ( )4وقال عصن يوسصف عليصه السصلم ﴿ :قَا َل ا ْجعَلْنِي عَلَى
َخزَآئِ ِن ا َلرْ ضِ ِإنّي َحفِي ظٌ َعلِي مٌ ﴾ ( )5وقد فضّل ال الذين يعلمون على الذين ل يعلمون
ف آيات كثية منها ﴿ :قُ ْل هَ ْل يَ سَْتوِي الّذِي نَ َيعَْلمُو نَ وَالّذِي نَ ل َيعْلَمُو نَ ﴾ ( . )6ولكن
العلماء اختلفوا ف تديد هذا العلم فهل يشترط ف المام أن يكون قد بلغ مرتبة الجتهاد
أم ل ؟ على قولي :
247
الول :قالوا :يشترط أن يكون بلغ مرتبة الجتهاد وهم المهور ،فقد قال الشاطب
رحه ال ( :إن العلماء نقلوا التفاق على أن المامة الكبى ل تنعقد إل لن نال رتبة
الجتهاد والفتوى ف علوم الشرع ) ( ، )1وقال إمام الرمي الوين ( :فالشرط أن
يكون المام متهدًا بالغًا مبلغ الجتهدين مستجمعًا صفات الفتي ،ول يؤثر ف اشتراط
ذلك خلف ) ( ، )2وقال الرملي ف سياق عده لشروط المام ... ( :متهدًا كالقاضي
وأول ،بل حكى فيه الجاع ) ...قال ( :وكون أكثر من ول أمر المة بعد اللفاء
الراشدين غي متهد إنا هو لتغلبهم فل َي ِر ْد ) (. )3
وإل هذا القول ذهب المام الشافعي ( ، )4والاوردي ( ، )5والقاضي أبو يعلى (، )6
وعبد القاهر البغدادي ( ، )7والقرطب ( ، )8وابن خلدون ( ، )9والقلقشندي ( )10وغيهم
واستدلوا على ما ذهبوا إليه بالدلة التالية :
-1إن الصحابة رضوان ال عليهم قدّموا للمامة من قدمه الرسول للصلة -كما مر
-وقد قال (( :يؤم القوم أقرؤهم لكتاب
248
ال ،فإن كانوا ف القراءة سواء فأعلمهم بالسنة )) ...إل الديث (. )1
-2واستدلوا أيضًا بالقياس حيث قاسوا منصب المامة العظمى على منصب القضاء ،
قال الباقلن ( :لن القاضي الذي يكون من ِقبَلِه يفتقر إل ذلك فالمام أول ) وقد سبق
كلم الرملي وقياسه على القضاء .
-3واستدلوا أيضًا بطبيعة العمل الوكل إل المام العظم قال إمام الرمي الوين :
( والدليل عليه أن أمور معظم الدين تتعلق بالئمة فأما ما يتص بالولة وذوي المر فل
شك ف ارتباطه بالمام ،وأما ما عداه من أحكام فقد يتعلق به من جهة انتدابه للمر
بالعروف والنهي عن النكر ،فلو ل يكن المام مستقلً بعلم الشريعة لحتاج إل مراجعة
العلماء ف تفاصيل الوقائع الت ترفع إل المام ،وذلك يشتت رأيه ويرجه عن دائرة
الستقلل ) . 2
ويقول القلقشندي ( :ل نه متاج لن ي صرف المور على الن هج القو ي ويري ها على
ال صراط ال ستقيم ،ولن يعلم الدود وي ستوف القوق ويف صل ال صومات ب ي الناس ،
وإذا ل يكن عالًا متهدًا ل يقدر على ذلك ) . 3
)(1رواه مسلم ف ك :الصلة ،ب :من أحق بالمامة ،ح ، )1/465( 290والبخاري تعليقًا ف الذان ،
ب 54 :الفتح ( ، )2/184وأبو داود ف ك :الصلة ،ب :من أحق بالمامة عون (، )2/289
والترمذي ف باب :من أحق بالمامة ،ح ، )1/458( 235والنسائي ف :المامة ،ب ، 3 :وابن ماجة
ف :الذان ،ب ، 5 :وأحد (. )3/48
2غياث المم (ص . )66
3مآثر النافة (. )1/37
249
-4أما ابن خلدون فقد استدل على اشتراط الجتهاد بقوله ( :لن التقليد نقص ،
والمامصة تسصتدعي الكمال فص الوصصاف والحوال ) .وقال ( :لنصه إناص يكون منفذًا
لحكام ال تعال إذا كان عالًا با ،وما ل يعلمها ل يصح تقديه لا ) (. )1
الثانص :ومصن العلماء مصن ل يشترط الجتهاد فص المام قال الشهرسصتان ( :ومالت
جا عة من أ هل ال سنة إل ذلك ح ت جوّزوا أن يكون المام غ ي مت هد ول خبي بوا قع
الجتهاد ،ول كن ي ب أن يكون م عه من يكون من أ هل الجتهاد فياج عه ف الحكام
ويستفتيه ف اللل والرام ،ويب أن يكون ف الملة ذا رأي متي وبصر ف الوادث
نافصذ ) ( )2واعتصب ا بن حزم هذا الشرط مصن الشروط ال ستحبة ل الواج بة ( ، )3وإل هذا
القول ذهب أكثر النفية ( )4وبه قال الغزال حيث يقول ( :وليست رتبة الجتهاد ما ل
بد منه ف المامة ضرورة بل الورع الداعي إل مراجعة أهل العلم فيه كاف ،فإذا كان
الق صود ترت يب الما مة على و فق الشرع فأي فرق ب ي أن يعرف ح كم الشرع بنظره أو
يعرفه بإتباع أفضل أهل زمانه ؟ ! ) (. )5
واحتج القائلون بعدم اشتراط الجتهاد با يلي :
-1بتعذر حصول هذا الشرط مع بقية الشروط ف شخص وا حد خصوصًا ف هذه
الزمان ،حيث ضعف الوزاع الدين عند الناس ،وضعفت همهم عن طلب العلم وبلوغ
مرتبة الجتهاد فيه .
250
-2ك ما ا ستدلوا على ذلك أيضًا بأنصه طالاص كان القصصود من ت صريف المور أن
يكون على وفق ما يقضي به الشرع السلمي ،فإنه من المكن حصول ذلك بالستعانة
بالعلماء الجتهدين واستفتائهم ف كل أمر يتاج فيه إليهم .
القول الراجح :
والذي يظهصر -وال أعلم -أنصه ل بد أن يكون المام على در جة كاف ية من العلم
الشر عي ومن العلوم الخرى ،لن طبي عة وظيف ته ت ستلزم ذلك و ف ب عض الحيان يتعي
عليه إبداء الرأي ف ساعة حرجة ل يكنه فيها جع العلماء واستفتاؤهم .
ولكن ليس من الضروري أن يبلغ درجة الجتهاد الطلق لتعذرها ف كثي من الناس اليوم
بسبب ضعف المم عن طلب العلم وانشغالم بالدنيا وملذاتا .
وهذه السألة من السائل الجتهادية لنه ل يرد نص صريح فيها ،وإنا مرجع ذلك
إل الضرورة والاجصة والصصلحة ،فإذا وُجِد متهصد تتوفصر فيصه بقيصة الشروط الضروريصة
والنصصوص عليهصا فهصو الطلوب ،وإن تعذر وجوده فل تترك مصصال السصلمي تتعطصل
ويدب فيهم الفساد بسبب عدم وجود الجتهد الذي تتوفر فيه شروط المام وال أعلم .
الشرط السابع :العدالة :
العدالة صفة كامنة ف النفس توجب على النسان اجتناب الكبائر والصغائر والتعفف
عن بعض الباحات الار مة للمروءة ،وهي مموعة صفات أخلقية من التقوى والورع
وال صدق والما نة والعدل ورعا ية الداب الجتماع ية ومراعاة كل ما أوج بت الشري عة
اللتزام به .
وبناء على هذا الشرط فل يوز تولية الفاسق ول من فيه نقص ينع
251
الشهادة .قال القاضصي عياض ( :ول تنعقصد لفاسصق ابتداء ) ( )1وذكصر مثله الافصظ فص
الفتح ( )2وقال القرطب ( :ول خلف بي المة ف أنه ل يوز أن تعقد اللفة لفاسق )
(. )3
ومن الدلة على اشتراط هذا الشرط ما يلي :
( )1ما ورد ف ق صة إبراه يم عل يه ال سلم حين ما قال له ر به ﴿ :قَالَ إِنّ ي جَاعِلُ كَ
لِلنّا سِ ِإمَاما قَا َل َومِن ُذرّيّتِي قَالَ ل َينَا ُل َعهْدِي الظّالِ ِميَ ﴾ ( . )4عن ماهد ( :أنه أراد
أن الظال ل يكون إمامًصا ، )5( ) ...وقال الفخصر الرازي ( :احتصج المهور على أن
الفاسصق ل يصصلح أن تعقصد له المامصة بذه اليصة ﴿ ل َينَا ُل َعهْدِي الظّاِلمِيَ ﴾ ووجصه
الستدلل با على وجهي :
الول :ما بيّنّ ا أن قوله ﴿ لَ َينَا ُل َعهْدِي الظّالِمِيَ ﴾ جواب لقوله ﴿ :وَمِن ُذرّيّتِي
﴾ طلب للما مة ال ت ذكر ها ال تعال ،فو جب أن يكون الراد بذا الع هد هو الما مة
ليكون الواب مطابقًا لل سؤال فت صي ال ية كأ نه تعال قال :ل ينال الما مة الظالون ،
وكصل عاص فإنصه ظال لنفسصه ،فكانصت اليصة دالة على مصا قلناه ) ( . )6وبنحوه ذهصب
الشوكا ن فقال ( :و قد ا ستدل بذه ال ية جا عة من أ هل العلم على أن المام ل بد أن
يكون من أهل العدل والعمل بالشرع كما ورد لنه إذا زاغ عن ذلك كان ظالًا ،
252
ويكن أن ينظر إل ما يصدق عليه اسم العهد وما تفيده الضافة من العموم فيشمل جيع
ذلك اعتبارًا بعموم اللفصظ مصن غيص نظصر إل السصبب ول السصياق ) ...إل أن قال :
( فالول أن يقال :إن هذا البص فص معنص المصر لن أخباره تعال ل يوز أن تتخلف ،
وقد علمنا أنه قد عهده من المامة وغيها كثي من الظالي ) ( . )1قال الفقيه النفي أبو
()2
بكر الصاص ( :فثبت بدللة هذه الية بطلن إمامة الفاسق وأنه ل يكون خليفة )
وقال الزمشري عند تفسي هذه الية ( :وقالوا :ف هذا دليل على أن الفاسق ل يصلح
للمامة وكيف يصلح لا من ل يوز حكمه وشهادته ول تب طاعته ول يقبل خبه ول
يقدم للصلة ) .قال ( :وعن ابن عيينة :ل يكون الظال إمامًا قط ،وكيف يوز نصب
الظال للما مة ،والمام إن ا هو لكفّ الظل مة ،فإذا ن صب من كان ظالًا ف نف سه ف قد
جاء الثل السائر :من استرعى الذئب ظلم ) (. )3
( )2ومنها قوله تعال ﴿ :يَا أَّيهَا الّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَا ِسقٌ بَِنبَأٍ َفتَبَيّنُوا ﴾ ...الية
( . )4فال سبحانه وتعال أمر ف هذه الية بالتبي ع ند قول الفاسق ( ول يوز أن يكون
الاكم ما ل يقبل قوله ويب التبيّن عند حكمه ،ولن الفاسق ل يوز أن يكون شاهدًا
فلن ل يكون قاضيًا أول ) ( )5ولن ل يكون حاكمًا للمسلمي أول .
س ِرِفيَ الّذِي َن ُيفْسِدُونَ فِي الَْأ ْرضِ وَل ( )3ومنها قوله تعال ﴿ وَلَا تُطِيعُوا َأ ْمرَ الْمُ ْ
253
يُ صْلِحُونَ ﴾ ( . )1فال سبحانه وتعال ينهانا ف هذه الية عن طاعة السرف وف موطن
آخر يأمرنا بطاعة المام ف غي معصية ،فوجب أل يكون المام من قد نى ال عز وجل
عن طاعتهم .
( )4وا ستدل على ذلك أيضًا بأن الق صد ال ساسي من ن صب اللي فة هو ر فع ظلم
الظال ،ل ت سليط الظال على الناس ،والظال ي تل به أ مر الد ين والدن يا فك يف ي صلح
للوليصة ومصا الوليصة إل لدفصع شره ! قال الوينص ( :والب الفاسصق على فرط حصد بصه
وإشفاقه على ولده ل يعتمد ف مال ولده فكيف يؤتن ف المامة العظمى فاسق ل يتقي
ال و من ل يقاوم عقله هواه ونف سه المارة بال سوء ول ين هض رأ يه ب سياسة نف سه فأ ن
يصلح خطة السلم ) (. )2
وقال ابن خلدون ( :وأما العدالة فلنه منصب دين ينظر ف سائر الناصب الت هي
شرط فيها ،فكان أول باشتراطها فيه ) ( )3وقال البغدادي ( :وأقل ما يب له من هذه
ال صلة أن يكون م ن يوز قبول شهاد ته تملً وأدا ًء ) ( )4والقي قة أ نه إذا كان ال تعال
قد ج عل العدالة شرطًا ف أ صغر ما يت صور من الوليات والحكام م ثل حضا نة ال صغي
وال كم ف جزاء ال صيد ،وأن الفا سق ل ي صلح أن يكون واليًا على صغي أو يتيم ،ول
حكمًا ف مسألة قياسية فيكف يصلح واليًا على المة جعاء ،وحكمًا ف قضايا ف غاية
الطورة .
( )5ك ما يدل على ذلك أن الف سق مدعاة للت ساهل ف ت طبيق أحكام الشري عة وإقا مة
الدين ،فلو كان فسقه بشرب خر مثلً فالتصور عقلً أنه ل بد أن
254
ي قع م نه الت ساهل ف شأن ال مر وشارب ا ،وهكذا ف سائر الحكام ك ما أن الخيار
العدول ف المة كثي والمد ل فما الداعي لتولية الفاسق ؟
هذا وقد قسم الاوردي الفسق الذي تزول به العدالة إل قسمي :
الول :ما تابع فيه الشهوة .
الثان :ما تعلق فيه بشبهة .
فأمصا الول منهصا فمتعلق بأفعال الوارح وهصو ارتكابصه للمحظورات وإقدامصه على
النكرات تكيمًا للشهوة وانقيادًا للهوى ،فهذا -ك ما يرى الاوردي -ي نع من انعقاد
المامة ومن استدامتها . )1( ...
وأ ما الثا ن :فمتعلق بالعتقاد والتأول بشب هة تعترض فيتأول ل ا خلف ال ق ،ف قد
اختلف العلماء فيهصا ،فذهصب فريصق مصن العلماء إل أناص تنصع مصن انعقاد المامصة ومصن
استدامتها ...وقال كثي من علماء البصرة ( :إنه ل ينع من انعقاد المامة ول يرج به
منها كما ل ينع من ولية القضاء وجواز الشهادة ) (. )2
أ ما إذا تعذر العدل واضطرت ال مة إل ول ية الفا سق ( جاز ذلك ولذا قال ا بن ع بد
السلم :لو تعذرت العدالة ف الئمة قدمنا أقلهم فسقًا قال الذرعي :وهو متعي إذ ل
سبيل إل جعل الناس فوضى ) (. )3
255
هذا وما ينبغي التنبيه له أن اشتراط العدالة هو ف حالة الختيار والعهد فقط ،أما ف
حالة التغلب فل يشترط ،والدلة على ذلك كثية جدًا منها :
-1ما روته أم سلمة زوج النب قالت :قال رسول ال « :إنه يستعمل عليكم
أمراء فتعرفون وتنكرون ،فمن كره فقد برئ ومن أنكر فقد سلم ولكن من رضي وتابع
» ،قالوا يا ر سول ال :أل نقاتل هم ؟ « قال ل ما صلوا » ( )1قال النووي :إن ف قوله
« :ل ما صلوا » عدم جواز الروج على اللفاء بجرد الظلم أو الف سق ما ل يغيوا
شيئًا من قواعد السلم ) (. )2
-2ومنها ما رواه البخاري وغيه عن عبد ال بن مسعود رضي ال تعال عنه قال :
قال لنصا رسصول ال « :إنكصم سصترون بعدي أثرة ( )3وأمورًا تنكروناص » ،قالوا :فمصا
تأمرنا يا رسول ال ؟ قال « :أدوا إليهم حقهم وسلوا ال حقكم » (. )4
)(1رواه مسلم ك :المارة .باب :وجوب النكار على المراء فيما يالف الشرع ،ح ( 1854
، )3/1480ورواه الترمذي ف :الفت .باب :رقم ( )4/529( )78بتحقيق شاكر ،وأبو داود ف :
السنة .باب :قتل الوارج ( )13/106 ،عون العبود ،وأخرجه المام أحد ف مسنده ( )6/295بألفاظ
متقاربة .
)(2صحيح مسلم بشرح النووي (. )12/243
)(3الثرة :بفتح المزة والثاء :السم من آثر يؤثر إيثارًا إذا أعطى ،أراد أن يستأثر عليكم فيفضل غيكم ف
نصيبه من الفيء .والستئثار :النفراد بالشيء .انظر :لسان العرب مادة ( أثر ) (. )4/8
)(4الديث رواه البخاري ف الفت باب قوله عليه السلم « :سترون بعدي أمورًا تنكرونا » .فتح الباري (
)13/5واللفظ له .ورواه مسلم ف المارة .باب :وجوب الوفاء ببيعة اللفاء ،ح ( ،1843
، )3/1472ورواه الترمذي ف :الفت .باب :ما جاء ف الثرة ( )4/482بتحقيق أحد شاكر وآخرين .
256
إل غيص ذلك مصن الحاديصث الكثية فص هذا الوضوع ولذلك كان مذهصب السصلف
رضوان ال عليهصم الصصلة والهاد مصع كل إمام برًا كان أو فاجرًا ،لن هذا مصن طا عة
ال ،فهم يطاعون ف طاعة ال ويعصون ف معصيته .وهذا ما أدى بأب يعلى أن يقول :
( وقد روي عن المام أح د ألفاظ تقتضي إسقاط اعتبار العدالة والعلم والفضل فقال ف
رواية عبدوس بن مالك ( :ومن غلبهم بالسيف حت صار خليفة وسي أمي الؤمني ل
يل لحد يؤمن بال واليوم الخر أن يبيت ول يراه إمامًا عليه برًا كان أو فاجرًا فهو أمي
الؤمن ي ) وقال أيضًا ف روا ية الروزي ( :فإن كان أميًا يعرف بشرب ال سكر والغلول
يغزو معه إنا ذلك له ف نفسه ) (. )1
فمقصود المام أحد الوال التغلب كما هو نص الرواية الول -ل ف حالة الختيار
من قبل أهل الل والعقد ،ويدلّ على ذلك -بالضافة إل ما سبق -قوله أيضًا ( :وإن
المامصة ل توز إل بشروطهصا :النسصب ،والسصلم ،والمايصة ،والبيصت ...وحفصظ
الشريعصة ،وعلم الحكام ،وصصحة التنفيصذ والتقوى ،وإتيان الطاعصة ،وضبصط أموال
السلمي ،فإن شهد له بذلك أهل الل والعقد من علماء السلمي وثقاتم أو أخذ هو
ذلك على نفسصه ثص رضيصه السصلمون جاز له ذلك ) ( )2فهذا يدلّ على أن المام أحدص
يشترط كغيه العدالة والعلم ف حالة الختيار أما ف حالة التغلب فل يشترط كما سبق .
وهذا ما حدا بالحناف أل يعدوا العدالة من الشروط
257
الواج بة وأجازوا أن يلي الفا سق أ مر ال مة ،لكن هم يكرهون ذلك ( ، )1ل نه قد ث بت أن
الصحابة صلّوا خلف أئمة الور من بن أمية ورضوا بتقلدهم رئاسة الدولة .
والرد عليهم أن ذلك ف حال التغلب ل ف حال الختيار كما مر .وهناك من يعل
الفسق موجبًا للعزل ،وبناء عليه فل تلزم إمامة التغلب الفاسق بل العدل فقط ،وسيأت
لا زيادة بيان إن شاء ال عند الديث عن العزل .
وبذا ي تبي أن هذا الشرط وا جب توفره ف المام ع ند الختيار دون التغلب لتظا فر
الدلة على ذلك .
كما أنه ما ينبغي التنبيه له أنه ليس القصود بالعدالة أن يكون الرشح للمامة معصومًا
ف أقواله وأفعاله وت صرفاته ،خاليًا من كل ن قص ،مبء من كل ع يب -ك ما تدّ عي
الرافضة ، -فهذه الصفات ل يدرك ها إل الرسل علي هم الصلة وال سلم الذ ين أكرمهم
ال بالعصمة من الكبائر والذنوب وعدم إقرارهم على الصغائر إن وقعت منهم .
أمصا السصلم العادي فقصد يقصع فص بعصض الذنوب والثام ولكنصه سصرعان مصا يسصترجع
ويستغفر ال ما بدر منه ويعزم أل يعود ،فهذه ل ترم مروءته ول تبطل عدالته .
)(1انظر :السامرة ف شرح السايرة (ص )167 ، 166ط .ثانية 1347هص .ن .مطبعة السعادة .
مصر .وانظر :حاشية رد الحتار على الدر الختار (. )1/548
258
وقد روي عن النب أنه قال « :كل ابن آدم خطاء وخي الطائي التوابون » (. )1
كما أن العدالة معتبة ف كل زمان بأهله وإن اختلفوا ف وجه التصاف با ،فنحن
نقطع بأن عدالة الصحابة ل تساويها عدالة التابعي ،وعدالة التابعي ل تساويها عدالة من
بعد هم ،وكذلك كل زمان مع ما بعده إل زمان نا هذا ،فلو ق يس عدول زمان نا بعدول
الصحابة والتابعي ل يعدوا عدولً لتباين ما بينهما من التصاف بالتقوى والروءة ،ولكن
ل بد من اعتبار كل عدول زمان ب سبه ،وإل ل ي كن إقا مة ول ية يشترط في ها العدالة
التامة ...وال أعلم .
الشرط الثامن :الكفاءة النفسية :
وم ا ينب غي توفره ف اللي فة أيضًا أن يكون شجاعًا جريئًا على إقا مة الدود واقتحام
الروب بصصيًا باص كفيلً بمصل الناس عليهصا ،عارفًا بالدهاء قويًا على معاناة السصياسة
وحسن التدبي ليصبح له بذلك ما جعل له من حاية الدين وجهاد العدو وإقامة الحكام
وتدبي الصال .
ودليل اشتراط هذا الشرط هو طبيعة هذا النصب الذي يتاج إل كل
)(1رواه الترمذي ك :صفة القيامة .ب ، 49 :ح )4/659( 2499وقال :غريب ل نعرفه إل من
حديث علي بن مسعدة عن قتادة ،ورواه ابن ماجة ف :الزهد .ب :ذكر التوبة ،ح )2/1420( 4251
بنفس طريق الترمذي ،ورواه أحد ( )3/198وفيه :علي بن مسعدة هذا متلف فيه ،والكثر على تضعيفه
انظر :تذيب التهذيب ( )7/318وبقية رجاله ثقات .
259
هذه ال صفات ح ت يكون قادرًا على سياسة الرع ية وتدب ي م صالهم الدين ية والدنيو ية ،
ولن الوادث ال ت تدث ف الدولة تر فع إل يه ول يت سن له الب تّ في ها ك ما ل ت تبي له
الصلحة إل إذا كان على قدر من الكمة والرأي والتدبي ،ولذلك فل يول إل من كان
عنده القدرة على ذلك ،يدل عليه قول النب لب ذر رضي ال عنه حينما قال له :يا
رسصول ال أل تسصتعملن ؟ قال :فضرب بيده على منكصب ،ثص قال « :يصا أبصا ذر إنصك
ضعيف ،وإنا أمانة ،وإنا يوم القيامة خزي وندامة ،إل من أخذها بقها وأدى الذي
عليه فيها » .وف رواية قال له « :يا أبا ذر ،إن أراك ضعيفًا ،وإن أحب لك ما أحب
لنفسي ،ل تأمّرنّ على اثني ول تولي مال يتيم » ( )1فإذا كان هذا ف الولية الصغرى
و ف الموال ف من باب أول ف الما مة العظ مى الشاملة للقيام بأعباء الوليات ال صغرى
والكبى والموال وغيها .
وإل اشتراط هذا الشرط ذهب إمام الرمي الوين ( )2وسبقه أبو يعلى حيث يقول :
( الثالث :أن يكون قَيّ ما بأ مر الرب وال سياسة وإقا مة الدود ل تلح قه رأ فة ف ذلك
والذب عصن المصة ) ( )3وبصه قال الاوردي ( :الرابصع :الرأي الفضصي إل سصياسة الرعيصة
()4
وتدبي الصال ،الامس :الشجاعة ،والنجدة الؤدية إل حاية البيضة وجهاد العدو )
وبه قال البغدادي ( ، )5وابن
)(1الديث رواه مسلم ف :المارة .باب :كراهية المارة بغي ضرورة ،ح ، )3/1457( 1825وأبو
داود ف :الوصايا .باب :ما جاء ف الدخول ف الوصايا )8/70( ،عون العبود ،والنسائي ف :كتاب
الوصايا .باب :النهي عن الولية على مال اليتيم ،وأحد ف السند (. )5/173
)(2غياث المم (ص . )68
)(3الحكام السلطانية لب يعلي (ص . )20
)(4الحكام السلطانية للماوردي (ص . )6
)(5أصول الدين (ص . )277
260
خلدون ( ، )1واليي ف الواقف ( )2والغزال ف فضائح الباطنية ( )3وغيهم كثي .
فهذا هصو مذهصب جهور العلماء ،وهناك مصن العلماء مصن ل يشترطون هذا الشرط
ت فيه
موزين الكتفاء بأن يستشي المام أصحاب الراء الصائبة ف كل ما يتاج إل الب ّ
من المور اله مة معلل ي ذلك بأ نه يندر أن يتو فر هذا الشرط مع الشروط الطلو بة ف
المامة من الجتهاد وغيه .
والوا قع أ نه ل يس هناك ح ّد مع ي لذا الشرط ،وإن ا ل كل زمان ب سبه ،فال هم أل
يكون هناك قصور ي ّل بالقاصد الت من أجلها نصب المام ...وال أعلم .
الشرط التاسع :الكفاءة السمية :
والقصود با سلمة الواس والعضاء الت يؤثر فقدانا على الرأي والعمل .كذهاب
الب صر والن طق وال سمع فهذه تؤ ثر ف الرأي ،وفقدان اليد ين والرجل ي يؤ ثر ف النهوض
و سرعة الر كة ،وتشوه الن ظر وتض عف من هي بة المام ف نفوس الرع ية ،و قد أشار
القرآن الكر ي إل هذا الشرط ف ق صة طالوت ك ما مر وذلك ف قوله تعال ﴿ :إِنّ اللّ هَ
اصْ َطفَا ُه عَلَْيكُ ْم َوزَا َدهُ بَسْ َطةً فِي اْلعِلْ ِم وَاْلجِسْمِ ﴾ (. )4
)(1القدمة (ص . )193
( )(2ص . )398
)(3فضائح الباطنية (ص . )185
)(4سورة البقرة آية . 247
261
من أجل هذا قسّم الفقهاء أوجه النقص السدية إل أربعة أقسام :
الول :ما ل ينع من عقد المامة وهو :النقص الذي ل يؤثر فقده ف رأي ول عمل
ول يشي ف النظر فهذا نقص ل يول دون قيام الليفة بوظائفه لنه ل يؤثر ف كفاءته
وقدرته على سياسة المور ف الدولة السلمية .
الثان :النقص الذي ينع من اختيار الش خص لنصب اللفة كفقد اليدين أو عجز
الرجل ي الذي ين عه من النهوض ويؤ ثر ف حرك ته ،فهذا وذاك ن قص يؤ ثر ف الكفاءة
اللزم توفرها ف الرشح للخلفة ،ويعوقه عن مباشرة سلطاته واختصاصاته فيما لو ول
أ مر ال مة ،و هو ما ي ضر بقوق ها وم صالها العا مة ،لذلك فإن هذا الن قص يول دون
صلحية الش خص لرئا سة الدولة ،ك ما أ نه يؤدي ف حالة طروء هذا الن قص عل يه ب عد
توليته اللفة إل منع استدامتها .
الثالث :و هو الن قص الؤدي إل الع جز الزئي ويؤ ثر ف أداء ب عض العمال كق طع
إحدى اليديصن أو الرجليص ،وهذا مصن شأنصه أن يول دون اختياره للخلفصة لعجزه عصن
كمال التصرف ،ول يتلف الفقهاء ف ذلك وإنا اختلفوا ف استدامتها على ما سنوضحه
إن شاء ال عند الديث عن العزل .
الرا بع :و هو الن قص الذي ي نع اللي فة من مباشرة العباء القررة على الن صب ول
يول دون قيا مه ب سائر اخت صاصاته و سلطاته كالن قص الؤ ثر ف الظ هر كجدع ال نف
وسل إحدى العيني ،فهذا ل يرجه من المامة بعد عقدها اتفاقًا ،لعدم تأثيه ف شيء
من حقوق ها ،أ ما ف الختيار فالعلماء ف يه على رأي ي من هم من أجاز ،ومن هم من م نع
لي سلم الولة من شي يعاب ون قص يزدري فتق ّل هيبتهم ،و ف قلّت ها نفور عن الطا عة ،
وما أدى إل هذا فهو نقص ف حقوق المة .
262
أمصا عصن شرط سصلمة الواس .فالسصمع والنطصق يشترطصه كثيص مصن الفقهاء ،لن
الوقوف على م صال ال سلمي والرأي والتدب ي يتو قف عليه ما ومن هم من ل يشترطه ما
لمكان الف هم عن طر يق الكتا بة ( )1ونو ها .ل كن الرا جح اشتراط توفره ا ف اللي فة
للحاجة إليهما ،وكذلك البصر فهو من الشروط الت يب توافره ضرورة ،لن العمى
ل يستطيع أن يدبر أمر نفسه وهو ما ل يسمح له أن يدبر أمر السلمي ،أما ف الولية
()2
الصغرى فجائز لن النب ول ابن أم مكتوم وهو رجل أعمى على الدينة عدة مرات
وقصد خالف فص اشتراط هذا الشرط ا بن حزم رحهص ال تعال فقال ( :ل يضصر المام أن
يكون ف خلقه عيب ،كالعمى والصم والجدع والجذم والحدب ،والذي ل يدان
له ول رجلن ،ومن بلغ الرم ما دام يعقل ولو أنه ابن مائة عام ...فكل هؤلء إمامتهم
جائزة ،إذ ل ينع منها نص القرآن ول سنة ول إجاع ول نظر ول دليل أصل ) (. )3
ونن ل نقول بأنه نص عليه قرآن ول سنة ول إجاع ،وإنا مقصود المامة ل يتم إل
بن كانت فيه هذه الشروط ،وما ل يتم الواجب إل به فهو واجب وال أعلم .
) (1انظر :الحكام السلطانية للماوردي (ص ، )19ولب يعلى ( :ص )22، 21وانظر :مآثر النافة (
)1/34ومقدمة ابن خلدون ( :ص )193ومن الكتب الديثة انظر :طرق اختيار الليفة د .فؤاد ممد
النادي (ص ، )64ورئاسة الدولة ف الفقه السلمي (ص . )168
)(2انظر :سنن أب داود ك :الراج والمارة .ب :الضرير يول ،عون ( ، )8/149ومسند المام أحد (
، )3/192وطبقات ابن سعد ( ، )2/31وسية ابن هشام وغيهم .
))3الفصل ف اللل والهواء والنحل (. )4/167
263
الشرط العاشر :عدم الرص عليها :
و قد نص ال نب على هذا الشرط ،وج عل الرص علي ها بغ ي م صلحة شرع ية ت مة
يعاقب عليها بنعه منها .والدلة على هذا الشرط كثية منها :
( )1عن عبد الرحن بن سرة رضي ال تعال عنه قال :قال ل رسول ال « :يا
عبصد الرحنص بصن سصرة ل تسصأل المارة ،فإن أعطيتهصا عصن مسصألة وكلت إليهصا ،وإن
أعطيتها عن غي مسألة أعنت عليها » (. )1
( )2وعن أب موسى رضي ال تعال عنه قال :دخلت على النب أنا ورجلن من
قومي فقال أحد الرجلي َ :أمّرنا يا رسول ال ،وقال الخر مثله ،فقال « :إنا ل ُنوَلّي
هذا من سأله ول من حرص عليه » (. )2
ولذلك قال سصفيان الثوري رحهص ال ( :إذا رأيصت الرجصل يرص على أن ي َؤمّرص
فأ ّخرْه ) ( )3أمصا إذا كان فص تقديص النسصان نفسصه مصصلحة شرعيصة كأن يكون أهلً لذا
النصب فيموت الوال ول يوجد غيه ،وخشي من التأخر الفتنة والضياع ،فله أن يقدم
نف سه بن ية ال صلحة الشرع ية ل بن ية الرص علي ها ،قال الا فظ ا بن ح جر ( :وهذا ل
يالف ما فرض ف الديث الذي قبله من الصول بالطلب أو بغي طلب ،بل ف التعبي
)(1متفق عليه .رواه البخاري ف ك :الحكام .ب :من سأل المارة وكل إليها ،فتح الباري (
، )3/124ومسلم ف ك :المارة .ب :النهي عن طلب المارة والرص عليها ،ح )3/1456( 1652
.
)(2متفق عليه .رواه البخاري ف ك :الحكام .ب :ما يكره من الرص على المارة ،فتح الباري (
، )13/125ومسلم ف ك :المارة .ب :النهي من طلب المارة ، ...ح . )3/1456( 1733
)(3شرح السنة للبغوي (. )10/58
264
ب ص ( حرص ) إشارة إل أن من قام بال مر ع ند خش ية الضياع يكون ك من ُأعْ طى بغ ي
سؤال ،لف قد الرص غالبًا ع من هذا شأ نه ،و قد يغت فر الرص ف حق من تع ي عل يه
لكونه يصي واجبًا عليه ) ( . )1وقد سبق أن نقلنا كلم النووي ف ذلك ) (. )2
هذا وقد سأل الولية بعض النبياء الصطفي عليهم وعلى نبينا الصلة والسلم حينما
رأوا أنم أكفأ من يقوم با ،ولطورة ما يترتب عليها لو وضعت ف يد غي أمينة ،فهذا
()3
ظ عَلِيمٌ ﴾
يوسف عليه السلم يقول للملك ﴿ :ا ْجعَ ْلنِي َعلَى َخزَآئِنِ ا َلرْضِ ِإنّي َحفِي ٌ
وهذا سليمان عليه السلم يسأل ال عز وجل الولية فيقول ﴿ :قَا َل َربّ ا ْغ ِفرْ لِي َوهَبْ
لِي مُلْكا لّا يَنَبغِي لِأَحَ ٍد مّ ْن َبعْدِي ﴾ ...الية (. )4
الشرط الادي عشر :القرشية :
هذا الشرط من الشروط ال ت وردت الن صوص عل يه صرية وانع قد إجاع ال صحابة
والتابع ي عل يه ،وأط بق عل يه جاه ي علماء ال سلمي ،ول يالف ف ذلك إل الن صزر
الي سي من أ هل البدع كالوارج وب عض العتزلة وب عض الشاعرة ،ون ن سنورد الدلة
الثب تة لذا الشرط ،ث أدلة الناف ي ،ونرى الرا جح من ها ،والك مة من ذلك و هل هذا
الشرط مطلق أم مقيد ،إل غي ذلك من البحوث التعلقة بذا الوضوع .
وقبل معالة الوضوع ل بد لنا من التعرف على قريش هؤلء من هم ؟
265
من هم قريش ؟
قبيلة قر يش هم أولد قر يش ،واختلف النّ سّابون ف قر يش هذا من هو ؟ على عدة
أقوال :
الول :قيل هو :النضر بن كنانة بن خزية بن مدركة بن إلياس بن مضر .قال ابن
هشام ( :النضر قريش ،فمن كان من ولده فهو :قرشي .ومن ل يكن من ولده فليس
بقرشصي ) ( . )1وإل هذا القول ذهصب بعصض الشافعيصة ،ويدل على ذلك مصا ذكره ابصن
إسحاق وغيه ف قصة وفد كنده ( :أن الشعث بن قيس قال :يا رسول ال ،نن بنو
آ كل الرار ،وأ نت ا بن آ كل الرار ( )2فتب سم ر سول ال وقال « :نا سبوا بذا الن سب
العباس بن عبد الطلب ،وربيعة بن الارث » ...ث قال لم « :ل .بل نن بنو النضر
بن كنانة ل نقفوا أمنا ول ننتفي من أبينا » ( ، )3فقال الشعث بن قيس :هل فرغتم يا
ل يقول ا إل ضرب ته ثان ي ( . )4قال البغدادي ( :وهذا
مع شر كندة ؟ وال ل أ سع رج ً
اختيار أب عبيدة معمر بن الثن ،وأب عبيد القاسم بن سلم ،وبه قال الشافعي رضي ال
عنه وأصحابه ( )5وهو قول ابن حزم ( )6وابن منظور (. )7
266
وقول الافظ ابن حجر ( )1وابن قيم الوزية ( )2رحهم ال تعال .
الثا ن :أن قريشًا هو ف هر بن مالك ،قال الزبيي ( :قالوا :ا سم ف هر بن مالك ،
قريشي ،ومن ل يلد فهر فليس من قريش ) ( . )3وقال الزبيدي ( :والصحيح عند أئمة
النسب أن قريشًا هو :فهر بن مالك بن النضر ،وهو :جاع قريش وهو :الد الادي
ع شر ( )4لر سول ال ،ف كل من ل يلده فل يس بقر شي ( )5قيل :ا سه فهر .ولق به :
قريش .وقيل :العكس ،وقد روي عن نساب العرب أنم قالوا :من جاوز فهرًا فليس
من قريش ( ، )6قال الزهري ( :وهو الذي أدركت عليه من أدركت من نساب العرب أن
من جاوز فهرًا فليس من قريش ) (. )7
قال الشنقي طي ( :فالفهري قر شي بل نزاع ،و من كان من أولد مالك بن الن ضر ،
أو أولد النضر بن كنا نة فف يه خلف ،ومن كان من أولد كنانة من غ ي النضر فليس
بقرشي بل نزاع ) ( )8ويدل على ذلك ما رواه واثلة بن السقع قال :قال رسول ال :
« إن ال اصطفى
267
كنا نة من ولد إ ساعيل ،وا صطفى قريشًا من كنا نة وا صطفى من قر يش ب ن ها شم ،
واصطفان من بي هاشم » (. )1
وهناك أقوال أخرى ضعيفة وهي :
ثالثًا :قالت التميم ية :قر يش أولد إلياس بن م ضر وأدخلوا أنف سهم ف جلة قر يش
لن م من ولد إلياس بن م ضر ،وهذا اختيار أ ب عمرو بن العلء وأ ب ال سن الخ فش
وحاد بن سلمة الفقيه وعبيد ال بن حسن القاضي وسوار بن عبد ال وروي مثله عن أب
السود الدؤل (. )2
رابعًا :وقالت القيسية :إن قريشًا هم جيع ولد مضر بن نزار ،فأدخلت قيس غيلن
ف هذه الملة ،و به قال من الفقهاء م سعر بن كدام ،و قد روي مثله عن حذي فة بن
اليمان ) (. )3
وسيت قريش قريشًا من التقرش ،والتقرش التجارة والكتساب ،وقال ابن إسحاق :
ص ( ، )4قال الزبيدي ( .وقصد ح كى
ص مصن بعصد تفرقه ا
يقال سصيت قريصش قريشًا لتجمعه ا
بعضهم ف تسمية فهر بقريش عشر ين قو ًل أوردتا ف شرحي على القاموس ) ( )5وقيل
غي ذلك (. )6
)(1رواه مسلم واللفظ له ف :كتاب الفضائل .باب :فضل نسب النب ،ح ، )4/1782( 2276
وروى الترمذي ( )5/583نوه .وأحد ( ، )4/107ورواه ابن سعد انظر :الطبقات (. )1/20
)(2أصول الدين للبغدادي (ص . )277
)(3أصول الدين (ص . )277
)(4سية ابن هشام ( . )94 ، 1/93وانظر :لسان العرب مادة ( قرش ) (. )6/334
)(5انظر :تاج العروس (. )4/337
)(6من شاء الستزادة فلياجع نسب قريش لبن الصعب الزبيي (ص ، )12ولسان العرب مادة (قرش) (
، )6/335وفتح الباري (. )6/534
268
أدلة أهل السنة والماعة على اشتراط القرشية
قلنا :إن جاهي علماء السلمي قاطبة ذهبوا إل اشتراط هذا الشرط وحكى الجاع
عل يه من ق بل ال صحابة والتابع ي ،و به قال الئ مة الرب عة ،فقال المام أح د ف روا ية
ال صطخري ( :الل فة ف قر يش ما ب قي من الناس اثنان ،ل يس ل حد من الناس أن
ينازع هم في ها ول يرج علي هم ،ول ن قر لعي هم ب ا إل قيام ال ساعة ) ( ( )1و قد نص
الشافعي رضي ال عنه على هذا ف بعض كتبه ( ، )2وكذلك رواه زرقان عن أب حنيفة )
( )3وقال المام مالك ( :ول يكون -أي المام -إل قرشيًا .وغيه ل حكصم له إل أن
يدعوا إل المام القرشصي ) ( )4ول يالف فص ذلك إل النر اليسصي مصن الوارج وبعصض
العتزلة وبعصض الشاعرة ( ، )5واسصتدل الثبتون بعدة أدلة صصرية صصحيحة مصن السصنة
والجاع فمن السنة ما يلي :
( )1ما رواه البخاري ف صحيحه عن معاوية رضي ال تعال عنه حيث قال البخاري
( :باب المراء من قريش ،حدثنا أبو اليمان أخبنا شعيب عن الزهري قال :كان ممد
بن جبي بن مطعم يدث أنه بلغ معاوية -وهم عنده ف وفد من قريش -أن عبد ال بن
عمرو يدث أنه سيكون ملك
269
من قحطان ( )1فغ ضب فقام فأث ن على ال ب ا هو أهله ث قال :أ ما ب عد فإ نه بلغ ن أن
رجالً من كم يدثون أحاد يث لي ست ف كتاب ال ول تؤ ثر عن ر سول ال وأولئك
جهال كم فإيا كم والما ن ال ت ت ضل أهل ها ،فإ ن سعت ر سول ال يقول « :إن هذا
المر ف قريش ل يعاديهم أحد إل كبه ال ف النار على وجهه ما أقاموا الدين » (. )2
( )2ومنها الديث التفق على صحته عن عبد ال بن عمر قال :قال رسول ال :
« ل يزال هذا المر ف قريش ما بقي منهم اثنان » ( )3قال الا فظ ابن حجر ( :وليس
الراد حقيقة العدد ،وإنا الراد به انتفاء أن يكون المر ف غي قريش ) (. )4
( )3ومنها ما رواه البخاري ومسلم ف صحيحهما عن أب هريرة رضي ال تعال عنه
قال :قال رسول ال « :الناس تبع لقريش ف هذا الشأن ،
)(1قول عبد ال بن عمرو بن العاص -الذي أنكره عليه معاوية ف الديث الذكور -إنه سيكون ملك من
قحطان ...إل إن أراد به القحطان الذي صحت الرواية بلكه فل وجه لنكاره لثبوت أمره ف الصحيح من
حديث أب هريرة أن رسول ال قال « :ل تقوم الساعة حت يرج رجل من قحطان يسوق الناس بعصاه
» .أخرجه البخاري ف :الفت .باب :ف تغي الزمان حت يعبدوا الوثان )13/76( .من الفتح ،وذكره
ف الناقب ف ذكر قحطان ( ، )6/545وأخرجه مسلم ف :كتاب الفت وأشراط الساعة .ب :ل تقوم
الساعة حت ير الرجل بقب الرجل فيتمن أن يكون مكان اليت من البلء ،ح ، )4/2232( 2910وهذا
القحطان ل يعرف اسه عند الكثرين وقيل :اسه جهجاه ،وقيل :شعيب بن صال ،وقيل غي ذلك .وال
أعلم .انظر :فتح الباري ( )13/115وأضواء البيان (. )1/55
)(2رواه البخاري ف :كتاب الحكام .باب :المراء من قريش )13/114( ،من الفتح .
)(3متفق عليه .رواه البخاري ف :ك الحكام .باب :المراء من قريش )13/114( ،من الفتح ،ومسلم
ف :كتاب المارة .باب :اللفة ف قريش ،ح . )3/1452( 1820
)(4فتح الباري (. )13/117
270
مسلمهم تبع لسلمهم ،وكافرهم تبع لكافرهم » (. )1
( )4و ف م سند المام أح د أن أ با ب كر وع مر ل ا ذه با إل سقيفة ب ن ساعدة ح ي
أنزل اجتمع النصار لختيار خليفة رسول ال ،تكلّم أبو بكر ول يترك شيئًا
ف النصار وذكره رسول ال من شأنم إل ذكره ،وقال :ولقد علمتم أن رسول ال
قال « :لو سلك الناس واديًا وسلكت النصار واديًا سلكت وادي النصار » .ولقد
علمت يا سعد أن رسول ال قال وأنت قاعد « :قريش ولة هذا المر فََب ّر الناس تبع
()2
لبهم ،وفاجرهم تبع لفاجرهم » ،فقال له سعد :صدقت نن الوزراء وأنتم المراء
.
وقد مرّ معنا ف الرواية الواردة ف الصحيح والت أثبتناها ف مبايعة أب بكر رضي ال
تعال عنه عند ذكره لذا الديث بعناه ل بلفظه حيث قال ( :ولن يعرف هذا المر إل
لذا الي من قريش ) (. )3
( )5ومنها ما رواه المام أحد بسنده عن أنس بن مالك :أن رسول ال قام على
باب البيت ونن فيه فقال « :الئمة من قريش ،إن لم عليكم حقًا ولكم عليكم حقًا
مثصل ذلك ،مصا إن اسصترحوا رحوا ،وإن عاهدوا وفوا ،وإن حكموا عدلوا ،فمصن ل
يفعل ذلك منهم فعليه لعنة ال واللئكة والناس أجعي » ( . )4وقال ابن حزم ( :وهذه
رواية الئمة من
271
قر يش ) جاءت م يء التوا تر روا ها أ نس بن مالك ،وع بد ال بن ع مر بن الطاب ،
ومعاوية وروى جابر بن عبد ال ،وجابر بن سرة ،وعبادة بن الصامت معناها (. )1
قلت :وأكثر من هذا ما ذكره الافظ ابن حجر حيث قال ( :قد جعت طرقه عن
ن و أربع ي صحابيًا ل ا بلغ ن أن ب عض فضلء الع صر ذ كر أ نه ل يرد إل عن أ ب ب كر
الصديق ) ( . )2إل غي ذلك من الحاديث الكثية ف هذا الباب .
ثانيًا الجاع :
أما الجاع :فقد حكاه غي وا حد من العلماء منهم :النووي ح يث قال ف شرحه
لد يث « :الناس ت بع لقر يش » ...إل .الد يث ( :هذه الحاد يث وأشباه ها دل يل
ظاهر على أن اللفة متصة بقريش ل يوز عقدها لحد من غيهم ،وعلى هذا انعقد
الجاع ف زمن الصحابة والتابعي فمن بعدهم بالحاديث الصحيحة ) (. )3
ومنهم القاضي عياض .فقد نقل عنه النووي قوله ( :اشتراط كونه – أي
=1والصنف ف التاريخ -يعن البخاري -وأخرجه النسائي ،وأبو يعلى نوه وغيهم )13/114( .من
فتح الباري .وسئل المام أحد عن هذا الديث فقال :ل أعرف إل أن ابن أب ذئب قد حدث عنه معمر
غي حديث السند من مسائل المام أحد .ورقة ( )8وقد صحح أحد شاكر هذا السناد ف تريه للمسند ،
ح . 7640وصححه اللبان ف صحيح الامع الصغي ،ح . )2/406( 2755وانظر زيادة تريج ف :
الروض النضي (. )5/18
() الفصل ف اللل والهواء والنحل (. )4/89
)(2فتح الباري (. )7/32
)(3شرح النووي على صحيح مسلم (. )12/200
272
المام -قرشيًا هو :مذهب العلماء كافة .قال :وقد احتج به أبو بكر وعمر رضي ال
عنه ما على الن صار يوم ال سقيفة فلم ينكره أ حد ،قال القا ضي :و قد عد ها العلماء ف
م سائل الجاع ،ول ين قل عن أ حد من ال سلف في ها قول ول ف عل يالف ما ذكر نا ،
وكذلك مصن بعدهصم فص جيصع العصصار قال :ول اعتداد بقول النظام ومصن وافقصه مصن
الوارج وأ هل البدع أ نه :يوز كو نه من غ ي قر يش ،ول سخافة ضرار بن عمرو ف
قوله :إن غي القرشي من النبط وغيهم يقدم على القرشي لوان خلعه إن عرض منه أمر
وهذا الذي قاله من باطل القول وزخرفه مع ما هو عليه من مالفة إجاع السلمي وال
أعلم ) (. )1
ومن حكى هذا الجاع أيضًا الاوردي ( ، )2واليي ف الواقف ( ، )3وابن خلدون ف
القدمة ( ، )4والغزال ف فضائح الباطنية ( )5وغيهم .
ومن الحدثي الشيخ ممد رشيد رضا حيث قال ( :أما الجاع على اشتراط القرشية
ف قد ث بت بالن قل والف عل ،رواه ثقات الحدث ي ،وا ستدل به التكلمون وفقهاء مذا هب
السنة كلهم ،وجرى عليه العمل بتسليم النصار وإذعانم لبن قريش ،ث إذعان السواد
العظم من المة عدة قرون . )6( ) ...
ولكن الافظ ابن حجر يعترض على هذا الجاع بقوله ( :قلت :
273
ويتاج من نقل الجاع إل تأويل ما جاء عن عمر من ذلك ،فقد أخرج أحد عن عمر
بسند رجاله ثقات أنه قال ( :إن أدركن أجلي وقد مات أبو عبيدة استخلفت معاذ بن
جبل ...الد يث ) .ومعاذ بن ج بل أنصاري ل ن سب له ف قر يش فيحت مل أن يقال :
لعل الجاع انعقد بعد عمر على اشتراط أن يكون الليفة قرشيًا ،أو تغي اجتهاد عمر ف
ذلك وال أعلم ) (. )1
القائلون بعدم اشتراط القرشية وأدلتهم
أول من قال بعدم اشتراط القرشية الوارج الذين خرجوا على علي رضي ال عنه ( إذ
جوزوا أن تكون الما مة ف غ ي قر يش ،و كل من ن صبوه برأي هم وعا شر الناس على ما
مثلوا له من العدل واجتناب الور كان إمامًا ) (. )2
وز عم ضرار بن عمرو -من شيوخ العتزلة -أيضًا أن الما مة ت صلح ف غ ي قر يش
( حت إذا اجتمع قرشي ونبطي ق ،دمنا النبطي إذ هو أقل عددًا وأضعف وسيلة فيمكننا
خلعه إذا خالف الشريعة )( )3قال الشهرستان ( :والعتزلة -أي جهورهم -وإن جوزوا
المامة ف غي قرشي ،إل أنم ل ييزون تقدي النبطي على القرشي ( )4وزعم الكعب أن
القرشصي أول باص مصن الذي يصصلح لاص مصن غيص قريصش ،فإن خافوا الفتنصة جاز عقدهصا
لغيه ) (. )5
)(1فتح الباري ( . )13/119والواقع أنه ل يرجع إل التأويل إل إذا صح الب ف مالفة عمر للجاع ،
ولكن هذا الثر ضعيف لنقطاعه وسيأت الكلم عليه قريبًا (ص . )265
)(2اللل والنحل (. )1/116
)(3اللل والنحل للشهرستان ( جص 1ص . )91
)(4اللل والنحل (. )1/91
)(5أصول الدين (ص . )275
274
ومن الشاعرة إمام الرمي الوين حيث مال إل عدم اشتراطه ،وزعم أنه من أخبار
الحاد وهصو على مذهبصه البا طل ل يتصج بصه فص م ثل هذه ال سائل حيصث قال ( :وهذا
مسصلك ل أوثره ،فإن نقلة هذا الديصث معدودون ل يبلغون مبلغ عدد التواتصر والذي
يوضح الق ف ذلك :أنا ل ند ف أنفسنا ثلج الصدور واليقي الثبوت بصدد هذا من
فلق فص رسصول ال ،كمصا ل ندص ذلك فص سصائر أخبار الحاد ،فإذًا ل يقتضصي هذا
الد يث العلم باشتراط الن سب ف الما مة ) ( )1وقال ف كتا به ( الرشاد ) ( :وهذا م ا
يالف فيه بعض الناس ،وللحتمال فيه عندي مال ،وال أعلم بالصواب ) (. )2
وقد اختلف قول أب بكر الباقلن ،فاشترط القرشية ف كتابه ( النصاف ) فقال ( :
ويب أن يعلم أن المامة ل تصلح إل لن تتمع فيه شرائط منها :أن يكون قرشيًا لقوله
« :الئمة من قريش » ( )3ول يشترطها ف كتابه ( التمهيد ) حيث قال ( :إن ظاهر
الب ل يقضي بكونه قرشيًا ،ول العقل يوجبه ) (.)4
وإل نفي اشتراط القرشية ذهب أكثر الكتاب الحدثي منهم :الشيخ
275
م مد أ بو زهرة ف كتا به ( تار يخ الذا هب ال سلمية ) وذهب إل أن الحاد يث الواردة
مرد أخبار ل تف يد حكمًا ( ، )1ومنهم العقاد ( ، )2ومنهم د .علي ح سن الربوطلي ف
كتابه ( السلم واللفة ) ( )3وترأ على رمي الحاديث الذكورة بالوضع ،ومنهم د .
صلح الدين دبوس ف كتابه ( الليفة توليته وعزله ) وذهب إل أن هذه الحاديث مرد
أخبار ( ، )4ومن هم ال ستاذ م مد البارك رح ه ال وع فا ع نه واعتب ها من باب ال سياسة
الشرعية التغية بتغي العوامل (. )5
واستدل من ذهب إل نفي اشتراط القرشية با يلي :
( )1بقول النصصار يوم السصقيفة ( منصا أميص ومنكصم أميص ) ( )6قالوا :فلو ل يكصن
النصار يعرفون أنه يوز أن يتول المامة غي قرشي لا قالوا ذلك .
( )2و من أدلت هم أيضًا ما أخر جه البخاري ف صحيحه من حد يث أ نس بن مالك
ر ضي ال تعال ع نه قال :قال ر سوا ال « :ا سعوا وأطيعوا وإن ا ستعمل علي كم ع بد
حب شي كأن رأ سه زبي بة » ( )7فالد يث أو جب الطا عة ل كل إمام وإن كان عبدًا ،فدل
على عدم اشتراط القرشية .
( )3واستدلوا أيضًا بقول عمر بن الطاب رضي ال تعال عنه ( :إن أدركن أجلي
وأبو عبيدة حي استخلفته ...فإن أدركن أجلي وقد مات أبو عبيدة
276
اسصتخلفت معاذ بصن جبصل ) ( )1والعروف أن معاذ بصن جبصل أنصصاري ل نسصب له فص
قر يش ( )2فدل على الواز .ك ما روي ع نه ر ضي ال تعال ع نه أ نه قال ( :لو أدرك ن
أحد رجلي ،ث جعلت هذا المر إليه لوثقت به :سال مول أب حذيفة ،وأبو عبيدة بن
الراح ) (. )3
( )4كما استنتجوا من قول أب بكر رضي ال تعال عنه ( :إن العرب ل تدين إل
لذا ال ي من قر يش ) ...أن هذا تعل يل لطا عة العرب ل م فإذا تغ ي الال تغ ي مو ضع
الختيار .
( )5ومنهم من قال :إن هذه الحاديث الت يستدل با أهل السنة إنا هي على سبيل
الخبار ،ول يس في ها أمر ي ب امتثاله ،ذ هب إل ذلك ب عض الكتاب الحدثي كالش يخ
ممد أب زهرة ( )4ود .صلح الدين دبوس ( . )5وغيهم .
()6
( )6وا ستدلوا على ذلك أيضًا بقوله تعال ﴿ :إِنّ أَ ْك َرمَكُ ْم عِن َد اللّ هِ َأْتقَاكُ ْم ﴾
فجعصل الفضليصة والكرام بالتقوى ل بالعاييص الخرى كالنسصب ونوه ،بصل وردت
أحاديث تذر من التفاخر بالنساب والساب ،وتنهى عن العصبية الاهلية منها :
)(1رواه أحد ف مسنده ( . )1/18وقال عنه الافظ ابن حجر :رجاله ثقات .فتح الباري ()13/119
لكن ف إسناده انقطاع لن شريح بن عبيد تابعي متأخر ل يدرك عمر ،وكذلك راشد بن سعد المصي ل
يدرك عمر ،فالديث ضعيف لنقطاعه انظر :السند تقيق أحد شاكر ،ح . )1/201( 108
)(2انظر :الصابة لبن حجر (. )9/219
)(3السند ( . )1/60وصحح الستاذ أحد شاكر إسناده ح . )1/112( 129
)(4تاريخ الذاهب السلمية (. )1/90
)(5الليفة توليته وعزله (ص . )270
)(6سورة الجرات آية . 13
277
أ -قوله « :أر بع من أم ت من أ مر الاهل ية ل يتركون ن :الف خر بالح ساب ،
والطعن ف النساب ،والنياحة ،والستسقاء بالنجوم » (. )1
ب -ومنها قوله « :إن ال أذ هب عن كم عُبّيّ ة ( )2الاهل ية وفخر ها بالباء .الناس
رجلن :مؤمصن تقصي ،وفاجصر شقصي .أنتصم بنوا آدم ،وآدم مصن تراب .ليدعصن رجال
فخرهم بأقوام إنا هم فحم من فحم جهنم ،أو ليكونن أهون على ال من العلن الت
تدفع بأنفها النت » (. )3
مناقشة هذه الدلة
( )1أما استدللم بقول النصار ( :منا أمي ومنكم أمي ) فواضح البطلن ،وذلك
لرجوعهم رضي ال عنهم عن هذا القول ف تلك اللحظة بعد أن سعوا النص الوارد عن
النب الذي رواه أبو بكر رضي ال تعال عنه
)(1رواه البخاري ف ك :مناقب النصار .ب :القسامة ف الاهلية ،فتح الباري ( ، )6/156ورواه مسلم
واللفظ له ف :النائز .ب :التشديد ف النياحة ،ح . )2/644( 934
)(2عبية الاهلية :بضم العي الهملة وكسر الوحدة الشددة وفتح الثناة التحتية الشددة :أي :فخرها
وتكبها .قال الطاب :العبية الكب والنخوة ،يريد بذا القول ما كان عليه أهل الاهلية من التفاخر
بالنساب والتباهي با ،وأصله مهموز من العبء وهو :الثقل وفيه لغة أخرى وهي :العبية بالكسر .انظر :
غريب الديث للخطاب ( )1/190ط .مركز البحث العلمي بامعة أم القرى 1402 .هص .
)(3رواه أبو داود ف سننه ك :الدب .ب :التفاخر بالحساب )14/21( .عون العبود ،وأخرج نوه
الترمذي ف ك :الناقب .ب :فضل الشام واليمن )5/735( ،وقال :حسن غريب .وسبق تريه (ص
)110من فصل مقاصد المامة .
278
ف قوله :ولقد علمت يا سعد أن رسول ال قال وأنت قاعد « قريش ولة هذا المر
،فب الناس ت بع لب هم ،وفاجر هم ت بع لفاجر هم » .فقال له سعد :صدقت ( .ن ن
الوزراء وأنتم المراء ) ( . )1فيحتمل أنم قالوا هذا القول قبل أن يعرفوا النص الذي يثبت
اللفة ف قريش ولذا رجعوا إل رشدهم لا عرفوا القيقة .
( )2أما استدللم بأحاديث المر بالطاعة وإن كان عبدًا حبشيًا ،فقد سبق الواب
عليها مفصلً ( )2وأن الراد إما إمامة التغلب أو المارة الصغرى على بعض الوليات ،أو
ل.لجل البالغة ف المر بالطاعة وضرََبهُ مث ً
( )3أما استدللم بقول عمر ف إرادته استخلف معاذ بن جبل النصاري رضي ال
تعال عنصه فهذا ل يتصم ،وإناص رشصح عمصر سصتة قرشييص اختارهصم وقال ( :ليختاروا
أحدهم ) ،وأيضًا لو ثبت ذلك فإن النص مقدّم على قول الصحاب وإن بلغ من الفضل
ما بلغ ،ولعله اجتهاد من عمر رضي ال تعال عنه ث تراجع عنه إل النص ،وقد أجاب
الافظ ف الفتح ( )3على هذا العتراض باحتمالي ها :
أ -إما أن يكون الجاع انعقد بعد عمر على اشتراط أن يكون الليفة قرشيًا .
ب -وإما أن يكون قد تغي اجتهاد عمر ف ذلك .
قلت :وإما أن يريد من قوله ذلك الولية الصغرى ،أي :على أحد القاليم ،وهذا
ل يشترط فيه النسب اتفاقًا .هذا على افتراض صحة الديث وإل فقد سبق أن بينا ضعفه
لنقطاع سنده فل يصلح
279
للحتجاج به .
أ ما الد يث الثا ن والذي ف يه ذ كر سال مول أ ب حذي فة وأ ب عبيدة فيحت مل إرادة
التولية الصغرى أيضًا ،أو أنه يعتب قرشيًا ،لن أبا حذيفة القرشي ( )1قد تبناه وهو مول
له ،ومول القوم منهم ،وقد أرضعته زوجه -وهو كبي -بعد تري التبن فأصبح ابنًا له
،وقصة إرضاعه مشهورة وهي ف صحيح مسلم وغيه ،قال ابن عبد الب ( :وهو يعد
ف قريش لا ذكرنا ) ( )2ويقصد قوله ( :لنه لا أعتقته مولته زوج أب حذيفة تول أبا
()4
حذيفة وتبناه أبو حذيفة ،ولذلك عُ ّد ف الهاجرين ) ( )3أما أبو عبيدة فقرشي باتفاق
.
( )4أما استدللم بقول أب بكر ( :إن العرب ل تدين إل لذا الي من قريش ) ...
وقول م بأن هذا تعل يل لطا عة العرب ل م ،فإذا تغ ي الال تغ ي مو ضع الختيار ،هكذا
عللوه ،وهو تعليل بعيد ،لنه ظاهر ف أحقية قريش باللفة فهو بق دليل على اشتراط
القرشية ل على نفيها ،والنصوص الت ذكرت استدلل أب بكر مبينة لذا الظاهر ،وهذا
ما فهمه الصحابة رضي ال تعال عنهم ،بدليل تسليمهم بالطاعة لب بكر رضي ال عنه
حينما بي لم هذا الدليل ...وال أعلم .
( )5وأما من قال بأنا على سبيل الخبار وليس فيها أمر فمردود ،لنا أمر ف صيغة
البص ،وقصد وردت بعصض الحاديصث بالمصر الصصريح كقوله « :قدموا قريشًا ول
تقدموها » ( )5فهذا أمر منه بذلك .
280
كما أنه لو كان إخبار من النب لتحقق الب ،وهو :أنه لن يتول اللفة إل قرشي
،لن خصب الصصادق لبصد أن يتحقصق ،لكصن الواقصع غيص ذلك ،فقصد تول اللفصة غيص
القرشي ي ،من هم من يد عي كذبًا أ نه قر شي كال عبيديي الذي ت سموا بالفاطمي ي (، )1
ومنهم :من ل يدع ذلك كسلطي الدولة العثمانية ،قال ابن حزم ( :هذان البان -
يق صد حد يث ا بن ع مر ،ومعاو ية ال سابق ذكره ا -وإن كا نا بل فظ ال ب فه ما أ مر
صحيح مؤ كد إذ لو جاز أن يو جد ال مر ف غ ي قر يش لكان تكذيبًا ل ب ال نب وهذا
كفر من أجازه ) (. )2
( )6وأما ما قالوه من أن السلم نى عن العصبية ،وأن تسود طائفة معينة على سائر
السلمي وأنه جاء بالساواة بي السلمي جيعًا ل فرق بي عرب ول عجمي إل بالتقوى
...إل .
نقول :إن ال سلم باشترا طه أن يكون المام قرشيًا ل ي كن بذلك داعيًا إل الع صبية
القبلية الت نى عنها ف أكثر من موضع ،فإن المام ف نظر السلم ليس له أي مزية على
سائر أفراد المة ول لسرته أدن حق زائد على غيهم ،فالمام وغيه من أفراد السلمي
سواء ف نظر السلم ،بل هو متحمل من التبعات والسؤوليات ما يعله من أشدّ الناس
حلً وأثقلهم حسابًا يوم القيامة .
وهذا وليس معن أن السلم نى عن العصبية أن الناس ل تفاضل بينهم ،بل التفاضل
ب ي اللق ف الدن يا من صميم الفطرة ووردت أدلة شرع ية على ذلك .فجمهور العلماء
( )3على أن جنس العرب خي من غيهم ،كما أن جنس قريش خي من غيهم ،قد ثبت
ف الصحيح عنه أنه سئل أي الناس أكرم ؟ فقال « :أتقاهم » .فقالوا :ليس
281
عن هذا ن سألك ،فقال « :فيو سف نب ال ا بن يعقوب نب ال ،ا بن إ سحاق نب ال ،
ابصن إبراهيصم خليصل ال » .قالوا :ليصس عصن هذا نسصألك ،قال « :أفعصن معادن العرب
ت سألون ؟ خيار هم ف الاهل ية خيار هم ف ال سلم إذا فقهوا » .و ف روا ية « :الناس
معادن كمعادن الذهب والفضة خيارهم ف الاهلية خيارهم ف السلم إذا فقهوا » (. )1
قال شيخ السلم ابن تيمية ( :ذهبت طائفة إل عدم التفضيل بي الجناس ،وهذا قول
طائ فة من أ هل الكلم :كالقا ضي أ ب ب كر ا بن الط يب وغيه ...وهذا القول يقال له
مذهصب الشعوب ية وهصو :قول ضع يف مصن أقوال أ هل البدع ( )2وقال ( :لكصن تفض يل
الملة على الملة ل ي ستلزم أن يكون كل فرد أف ضل من كل فرد فإن ف غ ي العرب
خلق كثي خي من أكثر العرب ،وف غي قريش من الهاجرين والنصار خي من أكثر
قريش . ) ...
قال ( :والقصود أنه أرسل - -إل جيع الثقلي النس والن فلم يص العرب
دون غيهم من المم بأحكام شرعية ،ولكن خص قريشًا بأن المامة فيهم ،وخص بن
هاشم بتحري الزكاة عليهم ،وذلك لن جنس قريش لا كانوا أفضل ،وجب أن تكون
المامة ف أفضل الجناس مع المكان ،وليست الما مة أمرًا شاملً وإن ا يتولها وا حد
من الناس ) ( . )3وقال شيخ السلم ( :وإذا فرضنا اثني أحدها :أبوه نب .والخر :
أبوه كافر .وتساويا ف التقوى والطاعة من كل وجه كانت درجتهما ف النة سواء ،
ول كن أحكام الدن يا بلف ذلك ف :الما مة ،والزوج ية ،والشرف ،وتر ي ال صدقة
ونو ذلك ) ...قال :والي ف الشراف أكثر
282
منه ف الطراف (. )1
أ ما ن فس ترت يب الثواب والعقاب على القرا بة ومدح ال عز و جل للش خص الع ي
وكرامته عند ال وفضله فهذا ل يؤثر فيه النسب ،وإنا الؤثر الوحيد هو التقوى والعمل
الصال ،كما قال عز وجل ﴿ :إِنّ أَ ْك َرمَكُ ْم عِن َد الّلهِ َأْتقَاكُمْ ﴾ (. )2
و قد ورد عن النب أحاديث كثية ف فضل قريش على سائر القبائل ( )3منها قوله
« :إن ال اصطفى كنانة من بن إساعيل ،واصطفى قريشًا من كنانة ،واصطفى بن
ها شم من قر يش ،وا صطفان من ب ن ها شم » ( . )4فالا صل أن هناك من أل غى فضيلة
الن ساب مطلقًا ،وهناك من يف ضل الن سان بن سبه على من هو أع ظم م نه ف اليان
ل عمن هو مثله .قال ابن تيمية ( :فكل القولي خطأ ،وها متقابلن ،بل والتقوى فض ً
الفضيلة بالن سب فضيلة جلة ،وفضيلة ل جل الظ نة وال سبب ،والفضيلة باليان والتقوى
فضيلة تعيي وتقيق وغاية ،فالول يفضل به لنه سبب وعلمه ،ولن الملة أفضل من
جلة تساويها ف العدد ،والثان يفضل به لنه القيقة والغاية ،ولن كل من كان أتقى
كان أكرم ع ند ال ،والثواب من ال ي قع على هذا ،لن القي قة قد وجدت فلم يعلق
الكم بالظنة ) (. )5
فالقصود أن اشتراط القرشية ف المام ليس له علقة بالعصبية
283
القبلية الت نى السلم عنها ألبتة .كما أن النسب ف حد ذاته ف أصل الشريعة ل قيمة
له ذاتية وإنا هو صفة كمال .
هذا وأ هل ال سنة ل يق صروها على نوع بعي نه من قر يش ،وإن ا كان من انت سب إل
قر يش جازت له الما مة إذا توفرت شروط ها الخرى ،وهناك من البتد عة من ق صرها
على فرع معي ،فقصرها بعضهم على بن هاشم ،وهؤلء انقسموا إل قسمي :
-1الراوندية ( : )1وهؤلء يرون أنا يب أن تكون ف العباس بن عبد الطلب وولده
إل أن ينتهوا با إل أب جعفر النصور .
-2الرافضة :وهؤلء يرون أنا يب أن تكون ف علي رضي ال عنه ث ف ولده من
بعده ،ث اختلفوا بعد ذلك إل مذاهب شت :
فزع مت الزيد ية من هم أن ا ل تكون إل ف ولد علي ر ضي ال ع نه ،و من خرج من
ولد السن أو السي شاهرًا سيفه وفيه آلت المامة فهو المام .
وزعمت المامية أنا ف واحد مصوص من أولد علي رضي ال عنه وهو :ممد بن
ال سن الع سكري المام الثا ن ع شر الذي ينتظرو نه ح يث قالوا :إن الما مة ف علي ث
السن ث السي ث تسلسلت ف أبناءهم إل ممد بن السن العسكري ( النتظر ) وقال
بعض الغلة من الروافض :إن المامة ف الصل ف علي وولده ث أخرجوها إل جاعة
من غي قريش ،إما بدعواهم وصية بعض الئمة إليه ،وإما بدعواهم تناسخ الرواح من
المام إل من يزعمون أن المامة انتقلت إليه كالبيانية ف دعواها انتقال روح
)(1هم أتباع أب هريرة الراوندي من فرقة الكيسانية انظر :القالت ( )1/96واعتقادات فرق السلمي
والشركي للرازي (ص )95ط .جديدة 1398 .هص .ن .مكتبة الكليات الزهرية .
284
الله من أب هاشم بن ممد بن النفية إل بيان ،وكدعوى من ادّعى أن الروح انتقلت
إل الطاب السدي ،وكدعوى النصورية نبوة أب منصور العجلي وإمامته (. )1
تقييد سلطتهم والتوعد بروج المر عنهم :
هذا ومصع ذلك فلم ترد هذه ال سلطة مطلقصة ،وإناص مقّيدة بإقامصة الديصن ،وتوعدهصم
بروج ال مر عن هم إذا ل يراعوا حقوق ها ،ف قد جاءت الحاد يث الشية إل ذلك على
ثلثة أناء :
الول :وعيدهم باللعن إذا ل يافظوا على الأمور به كما ف حديث « :الئمة من
قريش ما فعلوا ثلثًا ،ما إن استرحوا ،وإن عاهدوا وفوا ،وإن حكموا عدلوا ،فمن ل
يفعل ذلك فعليه لعنه ال واللئكة والناس أجعي » ( )2ق .ال ابن حجر ( وليس ف هذا
ما يقتضي خروج المر عنهم ) (. )3
الثان :وعيدهم بأن يسلط ال عليهم من يبالغ ف أذيتهم ،فعند أحد وأب يعلي من
حديث ابن مسعود يرفعه « :يا معشر قريش إنكم أهل هذا المر ما ل تعصوا ال ،فإذا
عصيتموه بعث ال عليكم من يلحاكم ك ما يلحى هذا القضيب ،لقض يب ف يده ،ث
لى القضيب فإذا هو أبيض يصلد » ( , )4وليس ف هذا تصريح بروج المر عنهم أيضًا
وإن
285
كان فيه إشعار به .
الثالث :الذن ف القيام عليهم وقتالم ( ، )1واليذان بروج المر عنهم ،كما أخرج
الطيالسي والطبان من حديث ثوبان يرفعه « :استقيموا لقريش ما استقاموا لكم ،فإن
ل يسصتقيموا فضعوا سصيوفكم على عواتقكصم فأبيدوا خضراءهصم ،فإن ل تفعلوا فكونوا
زراعي أشقياء » ( . )2قال الافظ ابن حجر ( :ويؤخذ من بقية الحاديث أن خروجه
عنهم إنا يقع بعد إيقاع ما هددوا به من اللعن أو ًل وهو الوجب للخذلن وفساد التدبي
وقد وقع ...ث التهديد بتسليط من يؤذيهم عليه ووجد ذلك ...ث طرأ عليهم طائفة بعد
طائفة حت انتزع المر منهم ف جيع القطار ول يبق للخليفة إل مرد السم ف بعض
286
المصار ) ( )1أما اليوم فلم يبق اسم ول جسم إل رسوم ف طيات الكتب وصدق رسول
ال ! .
هل يوز خلو قريش من هو صال للمامة ؟
وعلى هذا الت ساؤل ي يب القا ضي أ بو يعلي بقوله ( :ل يوز خلو قر يش م ن ي صلح
للمامة خلفًا للجبائي ( )2ف قوله :يوز ،وإذا خلوا جاز نصب إمام من غيهم يستوف
القوق ويقيصم الدود ،والدللة عليصه أنصه قصد ورد الشرع بالمامصة فص قريصش ،فلو
خلت قر يش م ن ي صلح للما مة كان ف يه تكل يف ن صبه إمامًا مع عدم القدرة ،ول يوز
هذا ) (. )3
قلت :ويدل عل يه أيضًا حد يث ا بن ع مر التقدم « :ل يزال هذا ال مر ف قر يش ما
بقصي مصن الناس اثنان » ( . )4وهذا وإن ل يرد حقيقصة العدد فإناص يدل على بقاء الوجوب
إل قيام الساعة ،ول يكن أن يوجب الشرع شيئًا ل وجود له ،ويدل عليه أيضًا حديث
عمرو بن العاص رضي ال عنه قال :سعت
287
رسول ال يقول « :قريش ولة الناس ف الي والشر إل يوم القيامة » (. )1
وي ستدل به أيضًا على عدم وقوع ما فر ضه الفقهاء من الشافع ية وغي هم أ نه إذا ل
يوجد قرشي يستخلف كنان ،فإن ل يوجد فمن بن إساعيل ،فإن ل يوجد منهم أحد
م ستجمع الشروط فعج مي ،و ف و جه :جره ي ،وإل ف من ولد إ سحاق ( )2قال ا بن
ل ،ح جر ( :قالوا :وإن ا فرض الفقهاء ذلك على عادت م ف ذ كر ما ي كن أن ي قع عق ً
وإن كان ل يقع عادة أو شرعًا ) (. )3
الكمة من اشتراط القرشية
من ال سلم به أن كل تشر يع من ال سبحانه وتعال ل بد له من حك مة ومق صد
شريف علمه من علمه وجهله من جهله ،ونن لسنا مطالبي بعرفة حكمة كل تشريع
يرد بل مطالبون بالتحقيق من صحة هذا التشريع ،ث تنفيذه ف واقع الياة العملي سواء
اتضحت لنا حكمته أم ل .ومن هذا القبيل اشتراط القرشية ف المام .
رأي ابن خلدون :
وقد حاول بعض العلماء الهتداء إل هذه الكمة والتعرف عليها ،ومن أشهر أولئك
ابن خلدون حيث قال ف مقدمته ( :إن الحكام الشرعية
)(1رواه الترمذي وقال :حديث حسن صحيح غريب .ك :الفت .ب :ما جاء أن اللفاء من قريش إل
أن تقوم الساعة )4/503( .ونوه عند مسلم عن عبد ال بن مسعود « :ل يزال هذا المر ف قريش ما بقي
منهم اثنان » .ك المارة .ب :الناس تبع لقريش ،ح . )3/1452( 1820
)(2انظر على سبيل الثال :ناية الحتاج (. )7/409
)(3فتح الباري (. )13/119
288
كل ها ل بد ل ا من مقا صد وح كم تشت مل علي ها وتشرع لجل ها ،ون ن إذا بث نا عن
الكمة ف اشتراط النسب القرشي ومقصد الشارع منه ل يقتص فيه على التبك بوصلة
ل ،لكن النب كما هو ف الشهور ،وإن كانت تلك الوصلة موجودة والتبك با حاص ً
التبك ليس من القاصد الشرعية كما علمت .فلبد إذن من الصلحة ف اشتراط النسب
وهي القصودة من مشروعيتها ،وإذا سبنا وقسنا ل ند إل اعتبار العصبية الت تكون با
الما ية والطال بة ،ويرت فع اللف والفر قة بوجود ها ل صاحب الن صب لت سكن إل يه اللة
وأهلها ،وينتظم حبل اللفة فيها ،وذلك أن قريشًا كانوا عصبة مضر وأصلهم ،وأهل
الغلب في هم ،وكان ل م على سائر م ضر العزة بالكثرة والع صبية والشرف ،فكان سائر
العرب يعترف ل م بذلك وي ستكينون لغلب هم ،فلو ج عل ال مر ف سواهم لتو قع افتراق
الكلمصة ...والشارع يذر مصن ذلك [ لنصه ] ( )1حريصص على اتفاقهصم ورفصع التنازع
والشتات بين هم لتح صل اللح مة والع صبية وت سن الما ية ،بلف ما إذا كان ال مر ف
[ غيص ] ( )2قريصش ،لنمص قادر على سصوق الناس بعصصا الغلب إل مصا يراد منهصم ،فل
يشى من أحد من خلف عليهم ول فرقة ،لنم كفيلون حينئذ بدفعها ومنع الناس منها
،فاشتراط نسبهم القرشي ف هذا النصب وهم أهل العصبية القوية ليكون أبلغ ف انتظام
اللة واتفاق الكلمة . )3( ) ...قال ( :فإذا ثبت اشتراط القرشية إنا هو لدفع التنازع با
كان ل م من الع صبية والغلب ،وعلم نا أن الشارع ل ي ص الحكام ب يل ول ع صر ول
أمة معينة ،علمنا أن ذلك إنا هو من الكفاية ،فرددناه إليها وطردنا العلة الشتملة على
القصود من القرشية وهي وجود العصبية ،فاشتراطنا ف القائم بأمور السلمي أن يكون
من قوم أول عصبية قوية غالبة على من معها ) (. )4
289
مناقشة هذا الرأي :
هذا هو كلم ابن خلدون ف الكمة ،وأنت تلحظ أنه جعل مدار علة الشرط هو
العصبية ،فإن وجدت وجد الشرط وإن عدمت عدم ،فإذا ل تكن لقريش عصبية فعلى
رأيه ل يلزم أن تكون المامة فيهم ،بل يب أن تكون ف القوى عصبية ف ذلك العصر
وإن كان من غي قريش (. )1
ل كن ع ند ا ستقراء الن صوص ل ن د أن ا تدل على ذلك ،فالتشر يع ال سلمي جاء
تشريعًا للحياة من أول النبوة الحمد ية إل قيام ال ساعة ،ف هو غ ي خاص بزمان مع ي أو
مكان مدد ولو كان الراد الع صبية ل نص علي ها ال نب أو للزم أن تكون الع صبية دائمًا
لقر يش ،لن الن صوص ن صت على قر يش بالذات ،وهذا ما ل يقول به أ حد وخلف
الواقع فدل على بطلن ذلك ،وكذلك لو كانت العلة هي العصبية فقط لكانت اللفة
بعد النب ف أقوى بيوت قريش عصبية ،والواقع يالف ذلك ،فالليفة بعد النب هو
أبو بكر الصديق بإجاع أهل السنة ،وهو من تيم ،وليست بأقوى بطون قريش ( )2ف
ذلك الع صر .ول بأكثر هم ع صبية ،بل كا نت بنوا ها شم أقوى من هم شو كة وأك ثر
عصبية ،ول تكن اللفة الول فيهم ،فدل على أن القصود ليس هو العصبية ...وال
أعلم .
)(1ومن ذهب هذا الذهب من الكتاب الحدثي د .ممد ضياء الدين الريس ف كتابه النظريات السياسية
السلمية (ص )302ود .ممد فاروق النبهان ف كتابه نظام الكم ف السلم (ص ، )470ود .ممد
فؤاد النادي ف كتابه طرق اختيار الليفة (ص )107ومؤلفو اللفة وسلطة المة (ص )23تعريب عبد
الغن سن ،وإليه ذهب الشيخ عبد الوهاب خلف ف السياسة الشرعية (ص )56واستحسنه الستاذ ممد
يوسف موسى ف نظام الكم ف السلم (ص (. )69
)(2رئاسة الدولة ف الفقه السلمي (ص . )163
290
رأي ول ال الدهلوي :
ومنص حاول التماس الكمصة أيض ًا شاه ول ال الدهلوي حيصث قال ( :والسصبب
القت ضي لذا -أي اشتراط الن سب القر شي ف الما مة -أن ال ق الذي أظهره ال على
لسان نبيه إنا جاء بلسان قريش وف عاداتم ،وكان أكثر ما تعيّن من القادير والدود
ما هو عندهم ،وكان العدّ لكثي من الحكام ما هو فيهم ،فهم أقوى به وأكثر الناس
تسكًا بذلك ،وأيضًا فإن قريشًا قوم النب وحزبه ول فخر لم إل بعلو دين ممد ،
و قد اجت مع في هم ح ية دين ية وح ية ن سبية فكانوا مظ نة القيام بالشرائع والتم سك ب ا ،
وأيضًا فإنه يب أن يكون الليفة من ل يستنكف الناس عن طاعته ،لللة نسبه وحسبه
ل ،وأن يكون منص عرف منهصم الرئاسصات ،فإن مصن ل نسصب له يراه الناس حقيًا ذلي ً
والشرف ،ومارس قومصه جعص الرجال ونصصب القتال ،وأن يكون قومصه أقوياء يمونصه
وينصرنه ويبذلون دونه النفس ول تتمع هذه المور إل ف قريش ،لسيما بعدما بعث
النب ونبه به أمر قريش ) (. )1
رأي ممد رشيد رضا :
وقريب من هذا ما ذهب إليه الشيخ ممد رشيد رضا ف مال التماسه لذه الكمة
حيث يقول ( :إن ال تعال ختم دينه وأكمله بكتابه الكيم الذي أنزله قرآنًا عربيًا ,و (
حكمًا عربيًا ) على خاتص رسصله العربص القرشصي ،وزعامتهصم وقوة العرب وحايصة هذه
الدعوة بسيوفهم ،وك ّل من دخل ف السلم من العاجم وكان له عمل صال فيه كان
تابعًا لم متلقيًا عنهم ،
)(1حجة ال البالغة لشاه ول ال الدهلوي ( )2/737ن :دار الكتب الديثة بالقاهرة تقيق السيد سابق .
291
على م ساواة الشرع ف أحكا مه بين هم ،ونبوغ كث ي من موالي هم الذ ين ا ستعربوا ل م ،
وكا نت قر يش ف جلة بطون ا أك مل العرب خلقًا وأخلقًا ،وف صاحة وذكاء ،وفهمًا
وقوة عار ضة ،ك ما كا نت أ صرح ن سبًا ف سللة إ ساعيل ،وأشرف تأريًا ف العرب
بفضائلهصا وفواضلهصا ،وخدمتهصا لبيصت ال تعال ،فكان مموع هذه الزايصا التص كملت
بال سلم مؤهلً ل ا لجتماع كل مة العرب علي ها ،ث كل مة من يد خل ف ال سلم من
ص من الرسول وإجاع الصحابة عليه ) ...ث شعوب العجم بالول ،ولسيما بعد الن ّ
يقول ( فحكمة جعله صلوات ال وسلمه عليه نبوته فيها وسببه أمران :
( )1كثرة الزايا الت تنشر با الدعوة وتكون بسب طباع البشر سببًا لمع الكلمة ،
ومنع العارضة والزاحة أو ضعفها وكذلك كان .
( )2أن تكون إقامة السلم متسلسلة ف سلئل أول من تلقاها ودعا إليها ونشرها
حت ل ينقطع اتصال سيها العنوي والتاريي . )1( ) ...
مناقشة هذين الرأيي :
وهكذا يلحظ أن كل من الدهلوي ورشيد رضا يرى الكمة من اشتراط القرشية لا
لذه القبيلة من النلة والفضل والكانة ،قد يكون هذا هو السبب وقد يكون غيه على
أن نا ل ن سلم بم يع هذه النقاط الزئ ية ال ت ذكرا ها ،وعلى سبيل الثال قول الدهلوي :
( الق الذي أظهره ال على لسان نبيه إنا جاء بلسان قريش وف عاداتم . ) ...فهذا
ليس بصحيح فأكثر عاداتم حاربا السلم وحرمها ول يقر من عاداتم إل القليل جدًا ،
وال ت تتلءم و ما جاء به ال سلم ،كإكرام الض يف ونوه ب عد أن صبغها ال سلم ،فل
يوز أن نقول :إن السلم جاء بعادات قريش .
ونو ها ف كلم ال ستاذ م مد رش يد ر ضا رح ه ال ف عدة خد مة قر يش لب يت ال
الرام من الزايا والفضائل ،فهذه ل ترفع منلتهم على الذين آمنوا
292
حرَا مِ كَمَ ْن
بال واليوم الخر بنص القرآن ﴿ :أَ َج َعلْتُ مْ ِسقَايَةَ الْحَاجّ َوعِمَا َرةَ الْمَ سْجِ ِد الْ َ
آمَ نَ بِاللّ ِه وَاْلَيوْ مِ ال ِخ ِر ﴾ ...ال ية ( )1وإن كان لذه الد مة منلة ع ند العرب وفضيلة
لقريصش على غيهصا ،وعمارة السصاجد مصن أفضصل القربات عنصد ال ،لكنهصا ل تنفصع
صاحبها إذا خلت من اليان ﴿ ِإنّمَا َيعْ ُم ُر مَ سَاجِ َد اللّ هِ مَ ْن آمَ نَ بِاللّ ِه وَالَْيوْ مِ ال ِخ ِر ...
﴾ الية (. )2
وكذلك قوله ( :واقتضت حكمته أن يكون نشره ف مشارق الرض ومغاربا بدعوة
قر يش وزعامت هم ) .فهذا غ ي م سلم به ،لن الدعوة أول ما انتشرت كا نت ب ساهة
جيع السلمي من قريش ،ومن النصار ومن القبائل العربية الخرى ،بل ومن العاجم
أيضًا فكان كل فرد يأ ت في سلم ويتعلم أمور الد ين ينقلب إل قبيلته داعيًا إل ال فيؤ من
على يديه اللق الكثي ،وقد تؤمن القبيلة بأكملها بسبب هذا الداعية فينضمون إل جند
ال ناشرين لذا الدين وداعي له ،وبذلك انتشرت الدعوة ف مشارق الرض ومغاربا ،
وكانوا تت قيادات متلفة قرشية وغي قرشية .
وكذلك اعتباره كون ا ف سلسلة واحدة مت صلة من ال سباب ال ت خ صت قر يش
بالمامة ،فهذا أيضًا غي مسلم ،لنه قد يفهم من ذلك التوارث ف المامة ،وهذا قد
اتفق العلماء على أنه ليس من السلم ف شيء كما مر ( )3ول يقل به إل الروافض .
293
الرأي الراجح :
ب قي الن أن أدل بدلوي ف التماس هذه الك مة ف هي -في ما أرى وال أعلم -أن
قريشًا هي أف ضل قبائل العرب ب نص الد يث عن ال نب ،ف عن واثلة بن ال سقع قال :
قال رسول ال « :إن ال اصطفى قريشًا من كنانة ،واصطفى من قريش بن هاشم ،
واصطفان من بن هاشم » (. )1
فالعرب ف الجناس وقريش ف العرب مظنة أن يكون فيهم الي أعظم ما يوجد ف
غي هم ،ولذا كان من هم أشرف خلق ال ال نب الذي ل ياثله أ حد ف قر يش ،فضلً
عن وجوده ف سائر العرب وغي العرب ،وكان منهم اللفاء الراشدون ،وسائر العشرة
البشرين بالنة رضي ال عنهم ،وغيهم من ل يوجد له نظي ف العرب وغي العرب ،
وكان ف العرب السابقون الولون من ل يوجد لم نظي ف سائر الجناس ،فل بد أن
يوجد ف الصنف الفضل ما ل يوجد مثله ف الفضول ،فمظنة وجود الفضلء ف قريش
أكثر من مظنة وجودهم ف غيها ،ول يص النب بن هاشم دون غيهم من قريش
وهم أفضل بطون قريش ،لنا بطن من قبيلة فعددها مصور وقليل ،فل يلزم أن يكون
الفضلء فيها ،كما أن أفضل الناس بعد النب ل يكن فيهم ،وإنا ف بن تيم وهو أبو
بكر ،ث عمر من بن عدي ،ث عثمان من بن أمية ،ث علي من بن هاشم .
وم ا يدل على ف ضل العرب على غي هم قول المام أح د ف روا ية ال صطخري ع ند
ذكر عقيدته ( :ويعرف للعرب حقها وفضلها وسابقتها ويبهم لديث « :حبهم إيان ،
وبغضهم نفاق » .ول يقول بقول الشعوبية
294
ص ونفاقًصاوأراذل الوال الذيصن ل يبون العرب ول يقرون لمص بفضصل ،فإن لمص بدعً ا
وخلفًا ) (. )1
ومن الكمة أيضًا أن ال سبحانه وتعال قد ميزهم عن غيهم من سائر القبائل بقوة
النبصل وسصداد الرأي ،وهاص صصفتان هامتان وضروريتان للمام ،يدل على ذلك الديصث
الذي رواه أحد بسنده عن جبي بن مطعم رضي ال عنه قال :قال رسول ال « :إن
للقر شي مثلي قوة الر جل من غ ي قر يش » .فق يل للزهري :ما ع ن بذلك ؟ قال :ن بل
الرأي (. )2
قد يكون هذا السبب ف تصيص قريش بالمامة وقد يكون غيه ول أثر لعدم معرفتنا
الكمة من ذلك على الكم العام والعمل به وهو اشتراط القرشية ف الرشح للمامة .
وهذا الشرط كغيه من الشروط السابقة الت ل تشترط إل عند الختيار من قبل أهل
ال ل والع قد ،أ ما إذا كان تول المام للما مة بغ ي هذه الطري قة فل يشترط ف يه القرش ية
ل ومن عهد إليه من إمام سابق وخشيت الفتنة إن عُزل ،ففي مثل هذه الالة كالتغلب مث ً
ت ب طاع ته ف غ ي مع صية والهاد م عه ون و ذلك ،وله من القوق ما للقر شي ب نص
الحاديث السابقة ( )3والوجبة لطاعة التغلب وإن ل تكتمل فيه جيع هذه الشروط .وال
أعلم .
295
الكلم ف اشتراط الفضلية
هذا الشرط متلف فيه بي العلماء وهو :هل يب أن يكون المام أفضل أهل زمانه ؟
أو يوز أن يول الفضول مصع وجود الفاضصل ؟ وفص هذا البحصث ناول أن نتعرف على
آراء الفريقي وأدلة كل منهما ث نرى الراجح من ذلك ونعقبه ببحث موجز عن الفاضلة
بي اللفاء الراشدين وموقف أهل السنة والفرق الخرى من ذلك :
وقبل الوض ف الوضوع نريد أن ندد العن القصود بالفضل وف أي شيء تكون
الفاضلة ؟ وذلك لنصه قصد يقصع بعصض الختلف نتيجصة للختلف فص الصصطلح وإل
فالنتيجة واحدة .
فالفضصل فص نظري إذا أطلق انصصرف إل الفضصل عنصد ال كمسصائل التفضيصل بيص
ال صحابة وب ي ال نبياء وبين هم وب ي اللئ كة ون و ذلك .هذا وإن كان من علم الغ يب
الذي ل يعلمه إل ال ،إل أننا نكم على الناس بسب أعمالم الظاهرة ،أما الباطنة فل
علم لنا با وحساب صاحبها عند ربه عز وجل ،فإذا رأينا من رجلٍ الصلح والتقوى
وكثرة التعبد بالفرائض والنوافل حكمنا بأنه أفضل من هو دونه ف الظاهر من أعماله ،
وإن كنا ما ندري ما يفي ضميه فهذا بينه وبي ال عز وجل ،وربا كان عند ال القل
أعمالً أفضل لعلة خافية ل يعلمها إل ال ،وهذا الكم ظن الدللة ول نقطع إل با صح
ف الشرع تفضيله كالفاضلة بي اللفاء الراشدين ونوه .
وإل هذا الرأي ذهصب القاضصي عبصد البار العتزل ونسصبه إل قومصه حيصث قال :
( والعلوم أنم ل يريدون بالتفضيل ما قدمناه -أي كالنسب والعقل - ...وإنا عنوا ف
باب الد ين الذي ير جع إل كثرة الثواب ومزي ته على ثواب غيه ،وإذا قل نا ز يد فا ضل
فالراد أنه يستحق من الثواب قدرًا
296
كثيًا ) ...إل أن قال ( :وإذا قل نا هو أف ضل من غيه فالراد أن له على غيه مز ية ف
قدر الثواب ) (. )1
أما إذا خصص هذا الفضل كأن يقال :الفضل ف العلم ،أو الفضل ف الشجاعة ،
أو الفضصل فص توفصر الشروط ،فهذا ينصصرف إل مصا خصصص بصه ويكصن أن يعصب عنصه
بالصلح أو النفع للمسلمي .
وهذا خلف ما ذهب إليه إمام الرمي الوين فقد اعتب الفضل هنا بعن الصلح
والنفع للمسلمي حيث قال ( :فالعن بالفضل استجماع اللل الت يشترط اجتماعها
ف التصدي للمامة ،فإذا أطلقنا الفضل ف هذا الباب عنينا به الصلح للقيام على اللق
با يستصلحهم ) (. )2
فالراد بالفضل عند الوين هو الصلح ف أمور الناس ل الفضل ف الدين .بعد هذا
نشرع ف الوضوع فنقول :
القائلون باشتراط الفضلية
ذهصب إل اشتراط أن يكون المام أفضصل أهصل عصصره طوائف مصن الشاعرة وبعصض
العتزلة وبعض الوارج ( )3وجيع الرافضة من الشيعة إل بعض الزيدية ،فمن الشاعرة أبو
السن الشعري رحه ال حيث نسب البغدادي هذا القول إليه فقال ( :قال أبو السن
الشعري يب أن يكون
297
المام أفضل أهل زمانه ف شروط المامة ( ، )1ول تنعقد المامة لحد مع وجود من هو
أفضل منه ،فإن عقدها قوم للمفضول كان العقود له من اللوك دون الئمة ) (. )2
ونسب هذا القول للنظام والاحظ من العتزلة حيث قال ( :إن المامة ل يستحقها
إل الفضل ،ول يوز صرفها إل الفضول ) (. )3
وإل هذا القول ذهب بعض أهل السنة منهم أبو يعلي فقال ( :وف البتداء لو عدلوا
-أي لو عدل أ هل ال ل والع قد ف ابتداء الع قد -عن الف ضل لغ ي عذر ل ي ز ،وإن
كان لعذر من كون الفضل غائبًا أو مريضًا أو كان الفضول أطوع ف الناس جاز ) (. )4
أ ما الشي عة فكل هم يذهبون إل اشتراط الفضل ية ( )5إل الرير ية من الزيد ية ،و هم
أتباع سليمان بن جرير الزيدي فقد ( أجاز إمامة الفضول ) ( )6وإل البترية منهم كذلك
حيث قالوا بقول الريرية ف المامة ( )7وهو مذهب زيد بن علي رحه ال الذي تنسب
إليه الزيدية قال الشهرستان ( :وكان من
)(1لعله يقصد بالتفضيل هنا استجماع شروط المامة ل التفضيل عند ال وهو الذي ذهب إليه الوين وسبق
ذكره .
)(2أصول الدين (ص )293وانظر :الفرق بي الفرق (ص . )352
)(3نفس الرجع (ص )293وانظر :الحكام السلطانية للماوردي (ص . )8
)(4الحكام السلطانية لب يعلي (ص )23والعتمد له (ص . )245
)(5انظر :كشف الراد شرح تريد العتقاد لنصي الدين الطوسي والشرح للحلي (ص ، )392وعقائد
المامية الثن عشرية (ص ، )78وحق اليقي ف معرفة أصول الدين (. )1/141
)(6الفرق بي الفرق (ص . )34
)(7اللل والنحل (. )1/161
298
مذهبه جواز إمامة الفضول مع قيام الفضل ) (. )1
أدلة القائلي بوجوب تولية الفضل دون الفضول :
استدلوا على ما ذهبوا إليه بعدة أدلة أهها :
( )1ما روي عن النب أنه قال « :أيا رجل استعمل رجلً على عشرة أنفس علم
أن ف العشرة أفضل من استعمل ،فقد غش ال وغش رسوله ،وغش جاعة السلمي »
ل من( . )2ونوه ما رواه الا كم و صححه عن ا بن عباس مرفوعًا « :من ا ستعمل رج ً
ع صابة وفي هم من هو أر ضى ل م نه ،ف قد خان ال ور سوله والؤمن ي » ( . )3فهذا ف
الماعة الصغية فأول اشتراطه ف الماعة الكبية .
( )2ومنها ما روي عن عمر بن الطاب رضي ال تعال عنه أنه قال ( :لو علمت
أن أحدًا من الناس أقوى عليه من – يعن الولية – لكنت أقدم فتضرب عنقي أحب إل
من أن أليه ) (. )4
( )3ما روي عن عمر أيضًا أنه قال ( :إن لترج أن أستعمل الرجل وأنا أجد من
هو أقوى منه ) ( )5وإذا كان هذا ف المارة ففي المامة من باب أول .
299
( )4و من الدلة على ذلك أيضًا أن ال صحابة قد عقدوا الما مة للف ضل فالف ضل ،
فاللفاء الربعة مرتبون على حسب الفضلية ،أفضلهم أولم أبو بكر ث عمر ث عثمان ث
علي ،وقد احتج بذا أبو السن الشعري ( )1رحه ال تعال .
أما الرافضة فل يسلمون بذلك ،بل يدعون أن الفضل هو علي بن أب طالب رضي
ال عنه .
( )5ومن الدلة أيضًا أن الفضل من كان أقرب إل انقياد الماهي له واجتماع الراء
على متابعته .
( )6واستدلوا أيضًا على ذلك بأن العقل يقضي بقبح تقدي الفضول على الفضل ف
إقا مة أحكام الشري عة وح فظ حوزة اللة ،وهذا الدل يل قد احت جت به الشي عة ،وضرب
الييص لذلك مثالً فقال ( :فإن مصن ألزم الشافعصي -رحهص ال -حضور درس آحاد
العلماء والعمل بفتواه عد سفيهًا قاضيًا بغي قضية العقل ) (. )2
القائلون بواز إمامة الفضول :
ذهب أكثر أهل السنة والماعة وأكثر العتزلة وأكثر الوارج ومن الشيعة :زيد بن
علي رضي ال عنه ،والبترية من الزيدية ،إل جواز إمامة الفضول مع وجود الفاضل ،
وأن مدار ذلك راجع إل مصلحة السلمي فإن كانت الصلحة تقتضي تقدي الفضول قدم
،وإن كانت تقتضي تقدي الفاضل قدم ،ولنه رب مفضول ف علمه وعمله هو بالزعامة
أعرف وبشرائطها أقوم ( . )3وذكر ابن حزم أن ( :الجاع قد انعقد على جواز إمامة
300
الفضول ) ( )1وقال المام أحد بن حنبل حينما سئل عن الرجلي يكونان أميين ف الغزو
وأحدها :قوي فاجر ،والخر :صال ضعيف ،مع أيهما يغزى ؟ قال ( :أما الفاجر
القوى فقوتصه للمسصلمي وفجوره على نفسصه ،وأمصا الصصال الضعيصف فصصلحه لنفسصه
وضعفه على السلمي ،فُيغزى مع القوي الفاجر ) (. )2
أدلتهم على جواز إمامة الفضول
استدلوا على ما ذهبوا إليه بالدلة التالية :
( )1فعل النب ف أمرائه ورؤساء أجناده ،فلم يكن يتار أفضلهم فيوليه المارة ،
بل ول المارة أناسًا فيهم من هو أفضل منهم ،فاستعمل على أعمال اليمن معاذ بن جبل
،وأبا موسى الشعري ،وخالد بن الوليد .وعلى عمان عمرو بن العاص .وعلى نران
أ با سفيان .وعلى م كة عتاب بن أ سيد .وعلى الطائف عثمان بن أ ب العاص .وعلى
البحرين العلء بن الضرمي ،وغيهم رضي ال عنهم أجعي .ول خلف ف أن :أبا
بكر ،وعمر ،وعثمان ،وعلي ،وطلحة ،والزبي ،وعبد الرحن بن عوف ،وسعد بن
أ ب وقاص ،و سعيد بن ز يد ،وعمار بن يا سر ،وأ با عبيدة ،وا بن م سعود ،وأ با ذر
رضي ال عنهم أجعي أفضل من ذ كر .قال ا بن حزم ( :ف صح يقينًا أن ال صفات ال ت
ي ستحق ب ا الما مة والل فة ل يس من ها التقدم ف الف ضل ) ( )3لذا فقد كان من هد يه
تول ية الن فع للم سلمي وإن كان غيه أف ضل م نه ( )4وعلى هذا سار خلفاؤه الراشدون
رضي ال عنهم ف توليتهم المراء
301
فهم ل يشترطون الفضل ،قال ابن حجر عن عمر رضي ال عنه ( :والذي يظهر من
سية ع مر ف أمرائه الذ ين كان يؤمر هم ف البلد أ نه كان ل يرا عي الف ضل ف الد ين
فقط ،بل يضم إليه مزيد العرفة بالسياسة مع اجتناب ما يالف الشرع فيها ،فلجل هذا
استخلف معاوية ،والغية ابن شعبة ،وعمرو بن العاص مع وجود من هو أفضل من كل
منهم ف أمر الدين والعلم كأب الدرداء ف الشام وابن مسعود ف الكوفة ) (. )1
فهذا وإن كان فص المارة الصصغرى فإنصه يقاس عليصه المامصة الكصبى فل تشترط
الفضل ية ،بل قد روي ع نه ر ضي ال ع نه قوله ( :إ ن لترج أن أ ستعمل الر جل وأ نا
أجد أقوى منه ) (. )2
( )2قول أبص بكصر رضصي ال عنصه يوم السصقيفة ( :قصد رضيصت لكصم أحصد هذيصن
الرجلي -يعن أبا عبيدة وعمر -فبايعوا أيهما شئتم ) ( )3ومن العلوم أن أبا بكر أفضل
من عمر ،وعمر أفضل من أب عبيدة ،فدل على أبا بكر يرى إمامة الفضول مع وجود
الفضل .
( )3عهد عمر رضي ال ع نه إل الستة ،ولبد أن لبعضهم على بعض فضلً ،فدل
ذلك على أن عمر قد أجاز أن يعقد لواحد منهم إذا اجتمعوا عليه ،ورأوا -مصلحتهم
ف توليته ،وهذا يدل على أنه ل يشترط أن يكون المام أفضل الناس (. )4
( )4إجاع ال صحابة رضوان ال تعال علي هم على إما مة معاو ية ر ضي ال ع نه ب عد
تسليم السن رضي ال عنه المر إليه ،وسي ذلك العام عام
302
الما عة ،و ف بقا يا ال صحابة من هو أف ضل منه ما بل خلف م ن أن فق من ق بل الف تح
وقا تل ،قال ا بن حزم ( :فكل هم أول م عن آخر هم با يع معاو ية ورأى إمام ته ،وهذا
إجاع متي قن ب عد إجاع -يق صد ما سبق من كلم أ ب ب كر وع هد ع مر إل ال ستة فلم
يالف ف ذلك أحد من الصحابة -فدل إجاعهم عليه على جواز إمامة من غيه أفضل
بيق ي ل شك ف يه ،إل أن حدث من ل وزن له ع ند ال تعال فخرقوا الجاع بآرائ هم
الفاسدة بل دليل نعوذ بال من الذلن ) (. )1
( )5ومن أدلتهم أيضًا أنه ل سبيل إل معرفة الفضل إل بنص أو إجاع وهذه متنعة
الن فل يدري أحد فضل إنسان على غيه من بعد الصحابة إل بالظن والكم بالظن ل
ي ل ( )2لقوله تعال ذامًا لقوم ﴿ إِن نّظُنّ إِل ظَنّا وَمَا نَحْ نُ بِ ُم سَْتْيقِِنيَ ﴾ ( )3ونو ها من
اليات .
( )6و من الدلة أيضًا أ نه تكل يف ب ا ل يطاق وإلزام ب ا ل ي ستطاع ،وهذا با طل ل
ي ل ،وذلك لن قريشًا مفترقون ف البلد فمعر فة أ سائهم مت نع فك يف معر فة أحوال م
فكيف معرفة أفضلهم ؟ وأيضًا فالناس متباينون ف الفضائل فيكون الواحد أزهد ،ويكون
الخر أورع ،ويكون الثالث أعلم ،وهكذا فكيف يبي التفاوت بينهم ؟ (. )4
مناقشة الدلة
وبعد هذا العرض والنظر ف أدلة كل من الطرفي نرى رجحان أدلة الجيزين لا يأت :
303
أ ما ما روي عن ال نب أ نه قال « :أي ا رجلً ا ستعمل رجلً » ...إل الد يث ،
وكذلك حديث ابن عباس فهما حديثان ضعيفان ل تقوم بما حجة .
()1
الول :ضع فه الش يخ نا صر الد ين اللبا ن ف تري ه للجا مع ال صغي لل سيوطي
والثان :ذكر ضعفه أيضًا ف ضعيف الامع الصغي ( )2ول عبة بتصحيح الاكم له لنه
معروف بت ساهله رح ه ال ف ذلك ،ورب ا صحح ما ل ي صح ،وي كن أن ت مل هذه
الحاديث وما شاكلها على من ترك الفضل غشًا للمسلمي وماباة لحد ،أما من ول
الفضول ل صلحة ال سلمي فهذا قد ن صح ل ولر سوله وقام ب ا أوج به ال عل يه ...وال
أعلم .
أمصا الديصث الثالث فإن صصح فهصو حجصة لصصحاب الرأي الثانص ،لنصه ل يشترط
الفضل بل الصلح ،وكذلك قول عمر رضي ال عنه فإنه ل ينص على الفضل بل قال
القوى ،أي :على سياسة الناس والقيام بأعباء هذا النصب فل حجة لم فيها وإنا ها
حجة للقائلي بالقول الثان .
أ ما ا ستدللم بترت يب الل فة للخلفاء الراشد ين على ح سب أفضليت هم فهذا صحيح
ومسلم به ،إل أنه ليس فيه دللة على منع تولية الفضول ،بل هناك الشواهد من أقوالم
تدل على خلف ذلك كما مر ف ذكر أدلة الخرين .
أ ما قول م إن الف ضل أقرب إل انقياد الماه ي له فهذا غ ي م سلم به ،إذ رب ا يكون
الفضول أقدر على القيام بصصال المامصة ،ونصصبه أوقصع لنتظام حال الرعيصة وأوثصق فص
اندفاع الفتنة .
304
أما كون العقل يقبح تقدي الفضول على الفضل فغي مسلم به ،لن الدف من إقامة
اللفة هو تقيق مقاصدها ،فالقدر على تقيق هذه القاصد هو الول بالتنصيب سواء
كان هو الفضل أم الفضول .
الرأي الراجح :
فالذي يترجح عندي هو :أن القدر على تقيق أهداف المامة هو الول بالتنصيب
سواء كان فاضلً أو مفضو ًل ،لنه إذا كان صالًا ف نفسه ضعيفًا ف تدب ي المور أ ثر
هذا الضعف على جيع المة ،أما إذا كان قويًا ف سياسته وحسن تدبيه وعنده شيء من
التقصصي فص الطاعصة فإن هذا التقصصي ترجصع مضرتصه على نفسصه دون المصة ،فهصو أول
بالتقد ي ،ولذلك م نع ر سول ال أ با ذر ر ضي ال ع نه من التول ية وب ي له ال سبب ف
من عه ،فع نه ر ضي ال ع نه قال :قلت يا ر سول ال أل ت ستعملن ؟ قال :فضرب بيده
ص أبصا ذر إنصك ضعيصف ،وإناص أمانصة ،وإناص يوم القيامصة خزي على منكصب ثص قال « :ي ا
وندامة ،إل من أخذها بقها وأدى الذي عليه فيها » ( )1هذا أبو ذر الذي قال فيه النب
« :ما ت قل ال غباء ول ت ظل الضراء على ذي ل جة أ صدق وأو ف من أ ب ذر شبيه
عيسى بن مري » .على نبينا وعليه السلم قال :فقام عمر بن الطاب فقال يا نب ال :
أفنعرف ذلك له ؟ قال « :نعم فاعرفوا له » (. )2
أما إذا اجتمع الفضل والصلح ف شخص واحد فهو الول بالتقدي بل شك ،وإنا
يصار إل الثان لجل الصلحة العامة وخوف وقوع الفتنة ،
)(1رواه مسلم ،وأبو داود ،والنسائي ،وأحد وسبق تريه (ص )226من هذا الفصل .
)(2رواه الترمذي بلفظ « ما أظلت الضراء » ...إل ف :الناقب .ب :مناقب أب ذر ،ح 3801
وقال :حديث حسن ( ، )5/669ورواه ابن ماجة ف القدمة ب ، 11 :وأحد ( ، )2/163وابن سعد (
، )4/168وابن حبان ف صحيحه (ص . )560
305
ل صالًا بعده ،كما قال وهذا ما حدا بعمر بن عبد العزيز رضي ال عنه أن ل يول رج ً
مالك رحهص ال للعمري ( :أتدري مصا الذي منصع عمصر بصن عبصد العزيصز أن يول رجلً
صالًا ؟ ) قال العمري ( :ل أدري ) .قال مالك ( :لكن أنا أدري ،إنا كانت البيعة
ل صالًا أن ل يكون ليزيد بد من القيام فتقوم هجمة ليزيد بعده فخاف عمر إن ول رج ً
فيفسد ما ل يصلح ) ( )1قال الشاطب تعليقًا على هذه الرواية ( :فظاهر هذه الرواية أنه
إذا خيف عند خلع غي الستحق وإقامة الستحق أن تقع فتنة وما ل يصلح ،فالصلحة ف
الترك ) (. )2
علمًا بأن الصلح هذا يتلف من ولية أخرى ،فينبغي أن يعل ف كل ولية الصلح
ل ا ،فإن الول ية ل ا ركنان ك ما قال ش يخ ال سلم ا بن تيم ية وه ا ( :القوة ،والما نة
، ) ...أخذًا من الية الكرية ﴿ :إِنّ َخْيرَ مَ ِن اسْتَ ْأ َج ْرتَ اْل َقوِيّ ا َل ِميُ ﴾ قال ( :والقوة
ف كل ول ية ب سبها .فالقوة ف ول ية الرب تر جع إل شجا عة القلب ،وإل ال بة
بالروب والخاد عة في ها .والقوة ف ال كم ب ي الناس تر جع إل العلم بالعدل الذي دل
عليه الكتاب والسنة ،وإل القدرة على تنفيذ الحكام .والمانة ترجع إل خشية ال ...
وترك خشيصة الناس ) ( )3قال ( :فالواجصب فص كصل وليصة الصصلح بسصبها ،فإذا تعيص
رجلن أحدها :أعظم أمانة .والخر :أعظم قوة .قدم أنفعهما لتلك الولية ،وأقلهما
ضررًا فيها ) ( )4وقد سبق كلم الاوردي وأب يعلي ف أنه يراعى ما يقتضيه العصر ( فإذا
كانت الاجة إل فضل الشجاعة أدعى لنتشار الثغور وظهور البغاة ،كان الشجع أحق
()5
،وإن كانت الاجة إل فضل العلم لسكون الدهاء وظهور البدع كان العلم أحق )
وهذا هو مذهب أهل
306
السنة كما قرره شيخ السلم ابن تيمية فقال ( :أهل السنة يقولون ينبغي أن يول الصلح
للول ية إذا أم كن إ ما وجوبًا ع ند أكثر هم ،وإ ما ا ستحبابًا ع ند بعض هم ،وإن عدل عن
الصلح مع قدرته لواه فهو ظال ومن كان عاجزًا عن توليته الصلح مع مبته لذلك فهو
معذور ) (. )1
أسباب العدول عن الفضل إل الفضول :
()2
أ ما القا ضي ع بد البار من العتزلة ف قد حدد أ سبابًا معي نة تقت ضي ف رأ يه جواز
العدول عن إمامة الفاضل إل الفضول إذا وجد أحد هذه السباب وهي :
-1أن يكون ف الفضل علة ترجه من أن يصح كونه إمامًا ،نو أن تكون بعض
الشرائط الت يتاج إليها المام مفقودة ،كالعلم وكالعرفة بالسياسة .
-2أن يكون الفضل من غي قريش فيقدم الفضول من قريش عليه لثبوت السمع
الدال على أن المامة ف قريش .
-3أن يقترن إل حال الفضول ما يعله بالتقدي أحق وإن كان الول سليم الال ،
وذلك ب ق شهرة فضله و صلحه ع ند الاص والعام دون الف ضل فيكون بالتقد ي أول ،
لن النفوس إليه أسكن ،ولن الفضل الطلوب ف المامة إنا يراد لا يعود على الكافة من
الصلحة .
-4كذلك القول ف من يعرف أن انقياد الناس له أكثر واستقامتهم إليه أت وشكواهم
إليه أعظم ،فهو بالتقدي أحق من هو أفضل منه إذا ل يكن هذا حاله .
-5إذا كان ف حال العقد عارض يقتضي تقدي الفضول ،نو أن يكون الفضول ف
البلد الذي مات فيه المام ومست الاجة إل نصب آخر ،
307
وإن أخصر نصصب الفضول أدى إل فتنصة أو مصا شاكلهصا ،أو أن يكون الفاضصل غائبًا أو
مريضًا أو نو ذلك .
أ ما إذا ل يو جد هناك أي سبب يؤدي إل تقد ي الفضول على الفا ضل فالول تقد ي
الفضل لنه الصلح قطعًا ،وإذا بايع أهل الل والعقد الفضول ول لكن هناك أي سبب
فالمامة له منعقدة وطاعته واجبة .
وبذا ننتهي إل أن الفضلة ليست شرطًا ف المامة ،ول يب أن يكون أفضل أهل
زمانه ...وال أعلم .
*****
308
مبحث
ف
309
310
مبحث
ف
الفاضلة بي اللفاء الراشدين
ب عد الد يث عن الفاضلة ،و هل الفضل ية شرط من شروط الما مة أم ل ،وب عد
ذكرنا أن اللفاء الراشدين مرتبون ف اللفة حسب ترتيبهم ف الفضلية ،أحببنا زيادة
بيان وتدل يل على هذه القض ية ,فنذ كر مذ هب ال سلف أ هل ال سنة والما عة ث نذيّ ل
باختصار لراء الفرق الضالة وموقفهم من ذلك فنقول :
مذهب السلف أهل السنة والماعة ف الفاضلة بي اللفاء الراشدين .
ات فق أ هل ال سنة والما عة على تفض يل أ ب ب كر وع مر على عثمان وعلى ر ضي ال
عنهصم أجعيص ،قال ش يخ ال سلم ابصن تيميصة ( :فهذا متفصق عليصه بيص أئمصة ال سلمي
الشهورين بالمامة ف العلم والدين من الصحابة والتابعي وتابعيهم ،وهو مذهب مالك
وأهل الدينة ،والليث بن سعد وأهل مصر ،والوزاعي وأهل الشام ،وسفيان الثوري ،
وأ ب حني فة ،وحاد بن ز يد ،وحاد بن سلمة وأمثال م من أ هل العراق ،و هو مذ هب
الشافعي ،وأحد ،وإسحاق ،وأب عبيد وغي هؤلء من الئمة ) (. )1
وح كى مالك إجاع أ هل الدي نة على ذلك فقال ( :ما أدر كت أحدًا م ن يقتدى به
يشك ف تقدي أب بكر وعمر ) (. )2
311
ونقل البيهقي ف العتقاد بسنده إل أب ثور عن الشافعي أنه قال ( :أجع الصحابة
وأتباعهم على أفضلية أب بكر ث عمر ث عثمان ث علي ) (. )1
والدلة على ما ذهبوا إليه مستفيضة منها على سبيل الثال :
( )1ما رواه البخاري وغيه عن نا فع عن ع بد ال بن ع مر ر ضي ال تعال عنه ما
قال ( :ك نا ن ي ب ي الناس ف ز من ال نب فنخ ي أ با ب كر ،ث ع مر بن الطاب ،ث
عثمان بن عفان رضي ال عنهم ) (. )2
( )2وفص روايصة قال سصال بصن عبصد ال :إن عبصد ال بصن عمصر قال ( :كنصا نقول
رضي ورسول ال حي :أفضل أمة النب بعده أبو بكر ث عمر ث عثمان
ال عنهم ) (. )3
وكل الديثي نص ف السألة .
( )3وقصد روي آثار مسصتفيضة عصن علي رضصي ال تعال عنصه نفسصه ففصي صصحيح
البخاري عن ممد بن النفية أنه قال ( :قلت لب :أي الناس خي بعد رسول ال ؟
قال :أبو بكر ،قلت :ث من ؟ قال :عمر ،وخشيت أن يقول عثمان قلت :ث أنت ؟
قال :ما أنا إل رجل من السلمي ) ( . )4قال ابن تيمية ( :وروي هذا عن علي بن أب
طالب من نو ثاني وجهًا ،وأنه كان يقول على منب الكوفة ،بل قال :ل أوتى بأحد
يفضلن على أب
312
ب كر وع مر إل جلد ته حد الفتري ،ف من فضله على أ ب ب كر وع مر جلد بقت ضى قوله
رضي ال عنه -ثاني سوطًا ) (. )1
قلت :وفص هذا أكصب حجصة على بطلن قول الرافضصة بأنصه ل يبايصع إل تقيصة وكان
مكرهًا وإل فهو أفضل منهما ،ولو كان المر كذلك لا أعلنه على رؤوس الشهاد على
النب ،ولا جلد من يقول ذلك حد الفتراء .
ومنها ما رواه البخاري أيضًا وغيه عن ابن عباس رضي ال تعال عنهما قال ( :إن
لواقف ف قوم ندعوا ال لعمر بن الطاب وقد وضع على سريره ،إذا رجل من خلفي
كنتص لرجصو أن يعلك ال مصع ُ قصد وضصع مرفقصه على منكصب يقول :رحكص ال إن
صاحبيك لن كثيًا ما كنت أسع رسول ال يقول :كنت وأبو بكر وعمر ،وفعلت
وأبو بكر وعمر ،وانطلقت وأبو بكر وعمر ،فإن كنت لرجو أن يعلك ال معهما ،
فالتفتّ فإذا هو علي بن أب طالب ) (. )2
( )4وروي عن سفيان الثوري أنه قال ( :من زعم أن عليًا كان أحق بالولية منهما
فقد خطّأ أبا بكر وعمر والهاجرين والنصار رضي ال عن جيعهم وما أراه يرتفع له مع
هذا ع مل إل السماء ) ( )3و ف رواية ( ...فقد أزرى على اث ن ع شر ألفًا من أصحاب
ر سول ال ،و ما أراه ...إل الد يث ) ( )4هذا بالضا فة إل ما روي عن ال نب ف
كل منهم من الفضائل :
313
من فضائل أب بكر الصديق رضي ال عنه
فقد ورد ف فضائل أب بكر الصديق أحاديث كثية صحيحة صرية ف تفضيله على
المة بعد نبيها ،ومن هذه الحاديث :
( )1عن ا بن عباس ر ضي ال تعال عنه ما أن ال نب قال « :لو ك نت متخذًا خليلً
لتذت أبصا بكصر ،ولكصن أخصي وصصاحب » .وفص روايصة « ...لكصن أُخوّة السصلم
أفضل » (. )1
( )2ومن ها ما ورد ف ال صحيح أيضًا أ نه كان ب ي أ ب ب كر وع مر ر ضي ال تعال
عنهما كلم ،فطلب أبو بكر من عمر أن يستغفر له فلم يفعل ،فجاء أبو بكر إل النب
فذ كر ذلك فقال :اجلس يا أ با ب كر يغ فر ال لك ( ثلثًا ) ،ث إن ع مر ندم ،فجاء
إل منل أب بكر فلم يده ،فجاء إل النب فجعل وجه النب يتمعّر حت أشفق أبو بكر
فجثا على ركبتيه فقال :يا رسول ال وال أنا كنت أظلم ( مرتي ) فقال النب « :
إن ال بعثن إليكم فقلتم كذبت ،وقال أبو بكر صدق وواسان بنفسه وماله ،فهل أنتم
تاركوا ل أصحاب ( مرتي ) فما أذوي بعدها » (. )2
( )3ما روي عن عمرو بن العاص ر ضي ال ع نه أ نه سأل ال نب أي الناس أ حب
إليك ؟ قال « :عائشة » ،قلت من الرجال ؟ قال « :أبوها » ،قلت :
)(1متفق عليه .رواه البخاري ف :فضائل الصحابة .باب :قول النب « لو كنت متخذًا خليلً » فتح الباري
( ، )7/18ومسلم عن ابن مسعود ف :فضائل الصحابة ب :من فضائل أب بكر ،ح )4/1855( 2383
،والترمذي ف :كتاب الناقب .باب مناقب أب بكر حديث رقم ( . )5/606( )3655وغيهم .
)(2صحيح البخاري ف :فضائل الصحابة .باب :قول النب « لو كنت متخذًا خليلً » ...فتح الباري (
. )7/18
314
ث من ؟ قال « :عمر بن الطاب » (. )1
إل غي ذلك من الحاديث الت يصعب استقصاؤها ،وقد سبق الديث عن بعض
الدلة على أفضليتصه واسصتحقاقه المامصة عنصد الكلم على النصصية ( )2قال أبصو السصن
()3
الشعري ( :وإذا وجبت إمامة أب بكر بعد الرسول وجب أنه أفضل السلمي )
وقد استدل على إمامته بعده آيات من القرآن الكري منها قوله تعال َ ﴿ :لقَ ْد َرضِ يَ اللّ هُ
ج َرةِ ﴾ ( )4فقال ( :وقد أجع هؤلء الذين أثن ال عَ ِن الْ ُم ْؤمِِنيَ ِإذْ ُيبَاِيعُونَ كَ تَحْ تَ الشّ َ
علي هم ومدح هم ،على إما مة أ ب ب كر ال صديق ر ضي ال ع نه و سوه خلي فة ر سول ال
وبايعوه وانقادوا له ،وأقروا له بالفضل وكان أفضل الماعة ف جيع الصال الت يستحق
با المامة من العلم والزهد وقوة الرأي وسياسة المة وغي ذلك ) (. )5
من فضائل الفروق عمر بن الطاب رضي ال عنه
أما فضائل عمر فبالضافة إل أنه من العشرة البشرين بالنة هو وأبو بكر ،وعثمان ،
وعلي ،فقد ورد فيه عن النب أحاديث كثية منها :
( )1ما رواه أبو هريرة عن النب قال « :لقد كان فيمن قبلكم مدثون ،
)(1البخاري ك الفضائل .ب « :لو كنت متخذًا خليلً » ،فتح الباري ( ، )7/18ومسلم ف فضائل
الصحابة .ب :من فضائل أب بكر ،ح )4/1856( 2384وقريب منه عند الترمذي عن عائشة إل أنا ل
تذكر نفسها رضي ال عنها تواضعًا منها .انظر :كتاب الناقب .باب مناقب أب بكر حديث رقم ()3657
( )5/607وقال :حسن صحيح .
)(2انظر (ص )118فما بعدها .
)(3البانة (ص )255تقيق د .فوقية حسي ممود .
)(4سورة الفتح آية . 18
)(5البانة (ص . )252
315
فإن يكن ف أمت أحد فإنه عمر » (. )1
( )2ومنها ما رواه سعد بن أب وقاص ،عن النب قال ماطبًا عمر رضي ال عنه :
« والذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان سالكًا فجّا إل سلك فجّا غي فجك » (. )2
( )3ومنها ما رُوي عن النب أنه قال « :لو كان بعدي نب لكان عمر » (. )3
وقد ورد له فضائل أخرى مقرونًا مع أب بكر منها :
( )1عن أ ب سعيد الدري رضي ال تعال ع نه قال :قال ر سول ال « :إن أ هل
الدرجات العل ليا هم من تت هم ك ما ترون الن جم الطالع ف أ فق ال سماء ،وإن أ با ب كر
وعمر منهم وأنعما » (. )4
)(1متفق عليه .رواه البخاري ف فضائل الصحابة .باب :فضائل عمر ،الفتح ( ، )7/42ومسلم عن
عائشة ف :مناقب عمر ،ح ، )4/1864( 2398ورواه الترمذي ف :الناقب .باب :مناقب عمر ،رقم
الديث (. )5/622( )3693
)(2متفق عليه .رواه البخاري ف :فضائل الصحابة .باب :فضائل عمر ،فتح الباري ( ، )7/41ومسلم ف
:فضائل عمر ،ح . )4/1863( 2396وقريب منه عند الترمذي (. )5/622
)(3رواه الاكم ف الستدرك وصححه ،ووافقه الذهب ( )3/85ورواه الترمذي ف :الناقب .باب :مناقب
عمر ،حديث رقم ( )3686وقال :حسن غريب (. )5/619
)(4رواه الترمذي ف الناقب .ب :مناقب أب بكر ،ح . 3658وقال :حديث حسن ( ، )5/607ورواه
ابن ماجة ف القدمة .ب :من فضائل أصحاب النب ،ح ، )1/37( 96ورواه المام أحد ف السند (
، )3/26ورواه ابن حبان ف صحيحه كلهم عن أب سعيد الدري ،ورواه الطبان عن جابر ،وابن عساكر
عن أب هريرة انظر :الصواعق الحرقة (ص . )77وقريب منه عند الطبان عن أب هريرة قال اليثمي :
رجاله رجال الصحيح غي سلم بن قتيبة وهو :ثقة .ممع الزوائد (. )9/54
316
( )2ومنها ما روي عن علي رضي ال تعال عنه قال :قال رسول ال « :أبو بكر
وعمر سيدا كهول أهل النة من الولي والخرين إل النبيي والرسلي » (. )1
الفاضلة بي عثمان وعلي رضي ال تعال عنهما
أما الفاضلة بي عثمان وعلي فهذه دون تلك ،وقد حصل فيها نزاع بي السلف قال
ا بن تيم ية ( :فإن سفيان الثوري وطائ فة من أ هل الكو فة رجحوا عليًا على عثمان ،ث
ر جع عن ذلك سفيان وغيه ،وب عض أ هل الدي نة توقّ ف ف عثمان وعلي و هي إحدى
الروايت ي عن مالك ،ل كن الروا ية الخرى ع نه تقد ي عثمان على علي ك ما هو مذ هب
سائر الئ مة كالشافعي وأ ب حنيفة وأصحابه ،وأح د وأصحابه ،وغ ي هؤلء من أئمة
السلم ) (. )2
أما أبو حنيفة رح ه ال فقد روي عنه ( تقد ي علي على عثمان ) ( )3وجاء ف السي
الكبي لحمد بن السن الشيبان ( :روى نوح بن أب مري عن أب حنيفة رضي ال عنه
أ نه قال :سألته عن مذ هب أ هل ال سنة فقال :أن تف ضل أ با ب كر وع مر ،وت ب عليّ ا
وعثمان ،وترى السح على الفي )4( ،ول تكفر أحدًا
)(1رواه الترمذي ف :الناقب ،ح ، 3664وقال :حسن غريب ( ، )5/610ورواه ابن ماجة ف القدمة .
ب :من فضائل أصحاب النب ،ح ، )1/38( 100ورواه ابن حبان ف صحيحه موارد الظمآن (ص
، )538ورواه أحد .وقال صاحب الفتح الربان :إسناده صحيح ،ورجاله ثقات (. )22/184
)(2مموع الفتاوى (. )4/426
)(3شرح العقيدة الطحاوية (ص . )486
)(4مالفة للرافضة ،لنم ل يرون السح على الفي ول الصلة فيها ،ولذلك درج علماء السلف على ذكر
هذه السألة الفرعية ف عقائدهم للدللة على مالفتهم للرافضة .
317
من أهل القبلة ،وتؤمن بالقدر ،ول تنطق ف ال بشيء ) ...ث قال الشارح ( :ومن
الناس من يقول :ق بل الل فة كان عليّا مُقَدّمًا على عثمان ،وب عد الل فة عثمان أف ضل
من علي ) ( )1ث اعتذر الشارح عن كلم المام السابق بقوله ( :ول ُي ِردْ أبو حنيفة رضي
ال عنه با ذكر تقدي علي على عثمان ،ولكن مراده أن مبتهما من مذهب أهل السنة
فالواو عنده ل توجب الترتيب ) (. )2
قلت :بل قد صرّح ف الف قه ال كب بتقد ي عثمان على علي فقال ( :وأف ضل الناس
بعد النبيي عليهم الصلة والسلم أبو بكر ،ث عمر بن الطاب الفاروق ،ث عثمان بن
عفان ذو النور ين ،ث علي بن أ ب طالب الرت ضى ر ضي ال تعال عن هم أجع ي ) (. )3
و هو ظا هر الذ هب قال ال سرخسي ( :فأ ما الذ هب عند نا أن عثمان أف ضل من علي
رضوان ال عليهما قبل اللفة وبعدها ) (. )4
أدلة تفضيل عثمان على علي رضي ال عنه :
وم ا سبق يت ضح أن الغالب ية العظمى من أ هل ال سنة والما عة على تقد ي عثمان على
علي ،ول يالف إل القليل ،ويدل على صحة ما ذهبوا إليه ما يلي :
( )1ما تقدّم من قول ع بد ال بن ع مر ر ضي ال عنه ما :ك نا نقول ور سول ال
ح ّي ( :أفضل المة بعد نبيها أبو بكر ث عمر ث عثمان رضي ال عنهم ) (. )5
318
( )2وكذلك ف قصة بيعة عثمان الثابتة ف الصحيح -كما مر -أنه لا ل يبق ف
الشورى إل عثمان ،وعلي ،وال كم ع بد الرحنص بن عوف ،وبقصي ع بد الرح ن بن
عوف ثلثصة أيام بلياليهصا يشاور الهاجريصن والنصصار والتابعيص لمص بإحسصان ،ويشاور
أمهات الؤمن ي ،ويشاور أمراء الم صار -فإن م كانوا بالدي نة حجوا مع ع مر وشهدوا
موته -حت قال عبد الرحن ( :إن ل ثلثًا ما اغتمضت بنوم ) بعد هذا كله وبعد أخذ
الواثيق منهما على أن يبايع من بايعه ،أعلن النتيجة بعد هذا الستفتاء وهي قوله ( :إن
رأ يت الناس ل يعدلون بعثمان ) فباي عه علي وع بد الرح ن و سائر ال سلمي بي عة ر ضى
واختيار ( )1فدلّ ذلك على تقديه ف الفضلية عليه ،قال ابن تيمية ( :وهذا إجاع منهم
على تقدي عثمان على علي ) ( )2ولا سأل رجل عبد ال بن البارك أيهما أفضل علي أو
عثمان قال ( :قد كفا نا ذاك ع بد الرح ن بن عوف ( ، ) )3وقال ع بد ال بن م سعود
رضي ال عنه حينما ول عثمان اللفة ( أمّرنا خي من بقي ول نَأْل ) (. )4
ولذا قال أيوب وأحد بن حنبل والدارقطن ( :من قَدّم عليًا على عثمان فقد أزرى
بالهاجرين والنصار ) ( )5ويف سّر ابن تيمية ذلك بأنه ( :لو ل يكن عثمان أحق بالتقدي
وقد قدموه كانوا إما جاهلي بفضله ،وإما ظالي بتقدي الفضول من غي ترجيح دين ،
ومن نسبهم إل الهل
)(1انظر تفصيل ذلك :طرق النعقاد (ص ، )143وهذه الرواية من البخاري ك . 93 :باب ، 43 :فتح
الباري ( ، )13/193ومن البداية والنهاية ( )7/146بتصرف يسي .
)(2مموع الفتاوى (. )4/428
)(3السند من مسائل المام أحد للخلل ورقة (. )57
)(4قال ف ممع الزوائد :رواه الطبان بأسانيد ،ورجال أحدها رجال الصحيح ( )9/88وذكره اللل ف
السند من مسائل المام أحد ورقة (. )57
)(5مموع الفتاوى ( . )4/428وانظر :شرح العقيدة الطحاوية (ص . )486
319
والظلم فقد أزرى بم ) (. )1
والسلف وإن كان بعضهم يرى التوقف بعد ذكر عثمان ،ل يقدّمون على علي أحدًا
بعد الثلثة ،كما قال المام أحد ( :من ل يربّع بعلي فهو أضل من حار أهله ) ( )2وإنا
من قال بالتوقف ف التفضيل عند عثمان يريد القتداء بديث ابن عمر السابق ،فيذكرون
الثلثة ث يملون بقية أصحاب الشورى كما هي رواية عن المام أحد نفسه فقد ذكر
عنه الللكائي قوله ( :وخي المة بعد نبيها ،أبو بكر الصديق ،ث عمر بن الطاب ،
ث عثمان بن عفان .نقدّم هؤلء الثلثة كما قدّمهم أصحاب رسول ال ل يتلفوا ف
ذلك ،ث بعد هؤلء الثل ثة أ صحاب الشورى الم سة :علي بن أ ب طالب ،وطل حة ،
والزبي ،وعبد الرحن بن عوف ،وسعد كلهم يصلح للخلفة وكلهم إمام ،ونذهب إل
حديث ابن عمر ( كنا نع ّد ورسول ال حيّ وأصحابه متوافرون أبو بكر ،ث عمر ،ث
عثمان ) (. )3
وبنحوه تامًا عن علي بن الدين (. )4
وإن كان ورد ع نه نف سه رح ه ال روايات ي نص في ها على الترب يع بعلي من ها الروا ية
السابقة ( :من ل يربّع بعلي فهو أضل من حار أهله ) .ومنها رواية الصطرخي حيث
قال في ها ( :وخ ي ال مة ب عد نبي ها :أ بو ب كر ،وع مر ب عد أ ب ب كر ،وعثمان ب عد
عمر ،وعلي بعد عثمان ،ووقف قوم على عثمان ) (. )5
320
ولذلك كانت خلصة رأي المام أحد رحه ال ف التفضيل -على ما يراه اللل -
هي من قوله ( :من قال :أبو بكر وعمر وعثمان فقد أصاب .وهو الذي العمل عليه ،
ومن قال :أبو بكر وعمر وعثمان وعلي رضي ال عنهم فصحيح أيضًا جيد ل بأس به
وبال التوفيق ) (. )1
قلت :لكنه ورد عنه رحه ال تكذيبه لن نسبه إل التوقف عند عثمان فقال ف رواية
م مد بن عوف الم صي ( :وخ ي الناس ب عد ر سول ال :أ بو ب كر ث ع مر ،ث
عثمان ،ث علي ،فقلت له يا أ با ع بد ال ،فإن م يقولون :إ نك وق فت على عثمان ؟
فقال :كذبوا وال علي ،إنا حدثتهم بديث ابن عمر -وذكر الديث -ول يقل النب
:ل تايروا بعد هؤلء بي أحد ،ليس لحد ف ذلك حجة ،فمن وقف على عثمان
ول يربع بعلي فهو على غي السنة يا أبا جعفر ) (. )2
فالاصل أن من نص على التربيع على علي ،ومن توقف عن التنصيص عند عثمان ،
كلهم ل يقدمون على علي بعد الثلثة أحدًا ،ول يلزم من عدم التنصيص عليه بعد عثمان
أنم يقدمون عليه أحدًا ،قال ابن تيمية ( :فليس ف أهل السنة من يقدم عليه -أي علي
-أحدًا غ ي الثل ثة ،بل يفضلو نه على جهور أ هل بدر ،وأ هل بي عة الرضوان ،وعلى
السابقي الولي من الهاجرين والنصار ،وما ف أهل السنة من يقول :إن طلحة والزبي
وسعدًا وعبد الرحن بن عوف أفضل منه ،بل غاية ما يقولون السكوت عن التفضيل بي
أهصل الشورى ) ( )3وقصد حكصى الافصظ ابصن حجصر الجاع على أن ترتيصب اللفاء فص
الفضلية كترتيبهم ف
321
اللفة ) (. )1
لكصن مصن قدم علي ًا على عثمان هصل هصو مبتدع أم ل ؟ وعلى هذا السصؤال ييصب
اللل ،فقد قال بعد ذكره لعدة روايات مسنده عن إمام أهل السنة أحد بن حنبل فيمن
قدم عليًا على عثمان قال ( :فاستقر القول من أب عبد ال أنه يكره هذا القول ول يزم
ف تبديعه ،وإن قال قائل :هو مبتدع ل ينكر عليه وبال التوفيق ) (. )2
من فضائل عثمان رضي ال عنه
والن نورد ب عض الحاد يث الواردة ف فضل ذي النور ين عثمان بن عفان ر ضي ال
عنه منها :
-قول النب « :من يفر بئر رومة ( )3فله النة » .فحفرها عثمان ،وقال « :
من جهز جيش العسرة فله النة ،فجهزه عثمان » ( )4زاد الترمذي
322
فقال النب « :ما ضر عثمان ما عمل بعد اليوم » مرتي . )1( .
-2ومنها ما روته عائشة رضي ال تعال عنها عن النب أنه قال « :أل أستحي من
رجل تستحي منه اللئكة يعن عثمان » (. )2
ومن الحاديث الدالة على فضائله رضي ال عنه الت شارك فيها أبا بكر وعمر رضي
ال تعال عنهما ما يلي :
( )1ما رواه أ نس بن مالك ر ضي ال تعال ع نه قال :صعد ال نب أحدًا وم عه أ بو
ب كر ،وع مر ،وعثمان ،فر جف ب م فقال « :أ سكن أ حد -أظ نه ضر به برجله -
فليس عليك إل نب وصديق وشهيدان » (. )3
( )2ومنها ما رواه أبو موسى الشعري رضي ال تعال عنه أن النب دخل حائطًا
وأمر ن ب فظ باب الائط فجاء ر جل ي ستأذن ،فقال « :ائذن له وبشره بال نة » ،فإذا
أ بو ب كر ،ث جاء آ خر ي ستأذن فقال « :إئذن له وبشره بال نة » ،فإذا ع مر ،ث جاء
آ خر ي ستأذن ف سكت هني هة ث قال « :ائذن له وبشره بال نة على بلوى ت صيبه » ،فإذا
عثمان بن عفان وعند مسلم :فقال « :اللهم صبًا أو ال الستعان » (. )4
)(1سنن الترمذي ف :الناقب .باب :مناقب عثمان ،حديث رقم (. )5/626( )3701
)(2رواة مسلم ف ك :فضائل الصحابة .ب :من فضائل عثمان ،ح . )4/1866( 2401
)(3رواه البخاري -واللفظ له -ف كتاب الصحابة .باب :مناقب عثمان )7/53( ،من الفتح ،والترمذي
ف :الناقب .باب :مناقب عثمان ،رقم الديث ( )5/624( )3697وقال :حسن صحيح .
)(4متفق عليه .رواه البخاري ف كتاب :الفضائل .باب :مناقب عثمان )7/53( ،من الفتح ،ورواه
مسلم ف :الفضائل .ب :من فضائل عثمان ح ، )4/1867( 2403ورواه الترمذي ف :مناقب عثمان ،
حديث رقم (. )5/631( )3710
323
من فضائل علي بن أب طالب رضي ال عنه
ورد ف حق أم ي الؤمن ي علي بن أ ب طالب ر ضي ال ع نه كث ي من الحاد يث
ال صحيحة الدالة على فضله وكثرة مناق به ح ت ق يل إ نه ل يرد ف حق أ حد من ال صحابة
بالسانيد الياد أكثر ما جاء ف علي ( )1ومن هذه الحاديث ما يلي :
)(1انظر :الستدرك ( ، )3/107وروي هذا القول عن المام أحد ،وعن إساعيل القاضي ،والنسائي ،
وأب علي النيسابوري .ذكر ذلك الافظ ابن حجر ف فتح الباري ( )7/71وعلل ذلك بأنه ( :تأخر ووقع
الختلف ف زمانه ،وخروج من خرج عليه ،فكان ذلك سبب لنتشار مناقبه من كثرة من كان بينها من
الصحابة ردًا على من خالفه ،فكان الناس طائفتي لكن البتدعة قليلة جدًا ،ث كان من أمر علي ما كان
فنجمت طائفة أخرى حاربوه ،ث اشتد الطب فتنقصوه ،واتذوا لعنه على النابر سنة .ووافقهم الوارج
على بغضه ،وزادوا حت كفروه مضمومًا .ذلك منهم إل عثمان فصار الناس ف حق علي ثلثة :أهل
السنة ،والبتدعة من الوارج ،والحاربي له من بن أمية وأتباعهم ،فاحتاج أهل السنة إل بث فضائله فكثر
الناقل لذلك لكثرة من يالف ذلك ،وإل فالذي ف نفس المر أن لكل من الربعة من الفضائل إذا حرر
بيزان العدل ل يرج عن قول أهل السنة والماعة أصلً ) .فتح الباري ( )7/71فل يلزم من ذلك أفضليته
على الثلثة الذي سبقوه باللفة ،قلت :وقد يكون من هذه السباب أيضًا ظهور بعض التشيع له الذي قد
يؤدي ببعضهم إل وصفه با ليس فيه ،وهذا أدى بأهل السنة إل إيضاح وتبيي ما ورد ف الرجل عن النب
على حقيقته ،لكن السباب السابقة تؤدي إل كثرة طرق هذه الحاديث ل كثرة الحاديث نفسها وال
أعلم .
هذا وقد يعتب بعض العلماء أن السبب هو وضع الروافض للحديث ف فضائله قلت :ل شك أنم قد
وضعوا الشيء الكثي ف ذلك ،ولكن هذا معروف عند أهل السنة ول يندرج عليهم ،لن ال قد هيأ لذه
السنة جهابذة العلماء والنقاد فبينوا الصحيح من الضعيف من الوضوع فكل الحاديث الوضوعة من الروافض
معروفة عند علماء السنة فل يدرجونا ف كتبهم ،وإن أدرجوها بينوا ما فيها أو عرف ذلك من بعدهم من
السند ،والمد ل الذي حفظ لنا ديننا ،وإل فقد قال الليلي ف الرشاد :قال بعض الافظ :تأملت ما
وضعه أهل الكوفة ف فضائل علي وأهل بيته فزاد على ثلثائة ألف وال أعلم .انظر :تنيه الشريعة الرفوعة
عن الخبار الشنيعة الوضوعة لبن عراق (. )1/407
324
( )1ما رواه البخاري ومسلم عن سعد بن أب وقاص أن رسول ال خرج إل تبوك
وا ستخلف عليًا ،فقال « :أتلف ن ف ال صبيان والن ساء ؟ » قال « :أل ترضى أن تكون
من بنلة هارون من موسى إل أنه ل نب بعدي » (. )1
وهذا الديث ما تعلقت به الروافض ف أن اللفة كانت حقًا لعلي وأنه وصى له با
ول حجة لم فيه ،بل غاية ما ف المر إثبات فضيلة من فضائل علي رضي ال عنه ،ول
يتعرض الديث لكونه أفضل من غيه أو مثله ،وليس فيه أية دللة على استخلفه بعده ،
لن النب إنا قال هذا تطييبًا لاطره حي استخلفه على الدينة ف غزوة تبوك .ويؤيد
هذا أن هارون الشبه به ل يكن خليفة بعد موسى عليهما السلم بل توف ف حياته ،كما
أن هارون كان نبيًا مع أخيه موسى عليهما السلم ،وإنا استخلفه حينما ذهب ليقات .
ربه للمناجاة وال أعلم .علمًا بأنه ل يلزم من التشبيه الساواة ف كل الحوال .
« ( )2ومنها ما روي عن سهل بن سعد ( :أن رسول ال قال يوم خيب :
لعط ي هذه الرا ية رجلً يف تح ال على يد يه ،ي ب ال ور سوله وي به ال ور سوله » ،
قال :فبات الناس يدركون ( )2ليلت هم أي هم يعطا ها .قال :فل ما أ صبح الناس غدوا على
رسول ال كلهم يرجوا أن يعطاها ،فقال « :أين علي بن أب طالب ؟ » فقالوا :هو
يا ر سول ال يشتكي عينيه ،قال « :فأر سلوا إل يه » ،فأ ت به فبصق ر سول ال ف
عينيه ودعا له وبرأ حت كأن
)(1البخاري ف :الغازي .باب غزوة تبوك ،فتح الباري ( )8/112ومسلم ف :الفضائل .ب :من
فضائل علي ،ح ، )4/1870( 2404والترمذي ف :مناقب علي ،رقم ( )5/641( )3731وابن حبان
،موارد الظمآن (ص )543وغيهم .
)(2أي يوضون ويتحدثون ف ذلك .انظر :شرح النووي لصحيح مسلم (. )15/178
325
ل يكن به وجع ،فأعطاه الراية ...الديث ) (. )1
فهذه الحاديصث غيصض مصن فيصض الحاديصث الصصحيحة الواردة فص مناقصب اللفاء
الراشدين رضي ال عنهم أوردت بعضها نوذجًا ل استقصاء وإل فمناقبهم قد صنف فيها
ملدات .
هذا وب عض أ هل ال سنة قد خّ س باللفاء الراشد ين ،ول كن اختلفوا ف الا مس ،
فمن هم من جعله ع مر بن ع بد العز يز ،وُروي ذلك عن سفيان الثوري ( )2وروي عن
الشاف عي ( )3أيضًا .ومن هم من جعله ال سن بن علي للف ته ال ت مدت ا ستة أش هر ق بل
ال صلح ،وا ستدلوا على ذلك بد يث سُفينة ال سابق « الل فة بعدي ثلثون سنة » ...
الديث .وقد عدّوا هذه الشهر الستة تام الثلثي سنة (. )4
وهذا القول أقوى من سابقه ،لن معاوية رضي ال عنه أفضل من عمر بن عبد العزيز
()5
ل صحبة رسول ال وكتابته الوحي بي يديه وغيها ول ُيعّد منهم ،ويكفيه فض ً
ف ،فرفعوإنا اشتهر فضل عمر بن ع بد العزيز لنه أ تى بعد سنوات من الظلم والعَ سْ ِ
الظال ورد المانات إل
)(1رواه مسلم .والفظ له ف كتاب :فضائل الصحابة .ب :من فضائل علي ،ح ، )4/1872( 2406
ورواه البخاري متصرًا عن سلمة بن الكوع ف كتاب :الفضائل .باب :مناقب علي ،فتح الباري (
)7/270وغيها .
)(2سنن أب داود ك :السنة .ب ، 7عون ( ، )12/383وحلية الولياء (. )7/332
)(3آداب الشافعي ومناقبه لبن أب حات (ص ، )189ومناقب الشافعي للبيهقي (. )1/448
)(4تاريخ اللفاء للسيوطي (ص . )9
)(5من شاء الستزادة ف هذا الوضوع فليجع إل كتاب :العواصم من القواصم وحاشيته (ص )151فما
بعدها .
326
أهل ها .أ ما معاو ية ر ضي ال ع نه ف قد جاء ب عد أف ضل ال مة ب عد ال نبياء ،و هم اللفاء
الربعصة الراشدون رضصي ال تعال عنهصم أجعيص ،ومصع ذلك فقصد كان له مصن الفضصل
والمانة وحسن سياسة الرعية ومبتهم له الشيء الكثي ،روى الثرم بسنده إل أب هريرة
الكتّب قال :كنا عند العمش فذكروا عمر بن العزيز وعدله فقال العمش ( :فكيف
لو أدركتصم معاويصة ؟ ) قالوا فص حلمصه ؟ قال ( :ل وال بصل فص عدله ) ( . )1قال شيصخ
ال سلم ا بن تيم ية ( :ات فق العلماء على أن معاو ية أف ضل ملوك هذه ال مة ) ( . )2و قد
روي عن ال نب أحاد يث ف فضله ر ضي ال ع نه ،هذا من ناح ية اللفاء ،أ ما أف ضل
الصحابة عمومًا بعد الربعة فهم بقية أهل الشورى .
من السنة الفاضلة بي اللفاء الراشدين
هذا وبنا سبة حديث نا عن التفض يل ب ي اللفاء الراشد ين ر ضي ال تعال عن هم قد
يعترض معترض فيقول :الول أن ن بّ أصحاب النب جيعًا ول نفاضل بينهم ،ولذا
العترض نقول :السنة الفاضلة بينهم على ما جاءت به الحاديث الصحيحة ،وسار عليه
السلف الصال
)(1منهاج السنة ( )3/185وقد سئل المام أحد :أيا أفضل معاوية أو عمر بن عبد العزيز فقال :معاوية
أفضل ،لسنا نقيس بأصحاب رسول ال أحدًا ،قال رسول ال « :خي القرون قرن ث الذين يلونم »
الديث متفق عليه ،وف رواية قال :كان معاوية أفضل من ستمائة مثل عمر بن عبد العزيز واستدل بديث :
« لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبًا ما بلغ مد أحدهم ول نصيفه . » ...رواه مسلم ف :فضائل الصحابة .ح
، )4/1963( 2540انظر :السند من مسائل المام أحد ورقة (. )68
)(2مموع الفتاوى (. )4/478
327
من تفض يل أ ب ب كر ث ع مر ث عثمان ث علي ر ضي ال تعال عن هم أجع ي على سائر
ال صحابة ،و قد سئل المام أح د عن ر جل ي ب أ صحاب ر سول ال ول يف ضل
بعضهم على بعض وهو يبهم قال ( :السنة أن يفضل أبا بكر وعمر وعثمان وعلي من
اللفاء ) (. )1
وإنا الذي ذموا التحدث فيه والتعرض له هو ما شجر بي الصحابة من قتال وفت بعد
مق تل الشه يد عثمان ر ضي ال ع نه ،ث الناع الذي ح صل ب ي علي ومعاو ية ر ضي ال
عنهما ومن معهما من الصحابة (. )2
موقف بعض الفرق السلمية من التفضيل
الشاعرة مصع أهصل السصنة فص هذا الوضوع ،بصل مالفتهصم لهصل السصنة فص باب
()3
( المامة ) عمومًا قليلة جدًا ،ولذلك ينتحلون السنة ويُنَحّلُونا ف مثل هذا الوضوع
وهناك فرق أخرى خالفت ف هذه السألة نستعرض آراءهم باختصار ومن هذه الفرق :
( )1العتزلة :
ووافقت العتزلة أهل السنة ف تول جيع الصحابة والترحّم عليهم وعلى صحة إمامة
اللفاء الربعصة على الترتيصب ،وعلى أن أبصا بكصر أفضصل مصن عمصر ،وعمصر أفضصل مصن
عثمان ،ولكن هم اختلفوا ف أيه ما أف ضل أ بو ب كر ،أم علي ر ضي ال عنه ما على أقوال
ثلثة :
-1منهم من يرتّب اللفاء الراشدين ف اللفة أبو بكر ،فعمر ،فعثمان ،
328
فعل يّ .وكذلك ف الف ضل وهذا قول قدماء الب صريي ،ومن هم عمرو بن عب يد والنظام
الاحظ وثامة بن أشرس والفوطي والشحام وغيهم (. )1
-2ومن هم من قال بف ضل أ ب ب كر فع مر فعثمان ولك نه تو قف ف أ مر علي ون سبة
فضله إل ف ضل أ ب ب كر أيه ما أف ضل ...فمن هم من فضّل عليّ ا على عثمان وتو قف ف
التفضل بينه وبي أب بكر ومن هؤلء واصل ابن عطاء ( )2وأبو هذيل العلف .وتبعهم
من التأخرين أبو هاشم بن أب علي البائي وأبو السي ممد بن علي بن الطيب البصري
( )3ف أول حياتما .
-3ومنهم من ذهب إل تفضيل علي على أب بكر وهذا مذهب العتزلة البغداديي ،
( وذهب هذا الذهب من متأخري البصريي أبو علي الُبّائي بعد أن كان متوقفًا ،والتزم
التوقف ف مصنفاته ،ث اعتنق تفضيل علي عند وفاته ) ( )4وكذلك أبو السي ممد بن
علي البصري ف آخر حياته ( لنه يقطع أن أمي الؤمني -أي عليّا -أفضل الماعة )
( ، )5وم ن ذ هب إل تفض يل علي على أ ب ب كر القا ضي ع بد البار ح يث قال ( :فأ ما
عندنا :أي أفضل الصحابة أمي الؤمني علي ث السن ث السي عليهم السلم ) (. )6
329
الوارج :
أما الوارج ف هم يقولون بأفضل ية وإما مة أ ب ب كر وع مر وعثمان ح ت انقضاء ال ست
السنوات الول من حكمه ،ث علي حت قبوله التحكيم ،وما يُجْمع عليه الوارج كما
قال الشعري ( إكفار علي وعثمان ) (. )1
الروافض :
وعلى أ ما الروا فض فهم ممعون على تفض يل علي على سائر أصحاب ر سول ال
أنه ليس بعد النب أفضل منه (. )2
وج يع هذه الفرق الضالة الخال فة ل هل ال سنة والما عة ل يس ع ند أ حد من ها دل يل
صريح من كتاب ال أو سنة رسوله الصحيحة الت يكنها أن تقابل الحاديث السابقة
الدالة على مذهب الق ف هذه السألة ،وهو مذهب أهل السنة والماعة .
أما أن نوض معهم ف مادلت عقلية ل تركز على أساس ،ول تصل إل قرار فهذا
يتاج إل بث أوسع ومدة زمنية أطول ،ولو أردنا استقصاء كل مبحث ف هذه الرسالة
لبلغت الجلدات ،لكن نبي مذهب الق -مذهب أهل السنة والماعة -وندلل عليه
بالدلة الصرية الصحيحة ونشي إشارة متصرة إل من خالف من الفرق على حسب ما
يسمح لنا به الوقت وحجم الرسالة ،وال الستعان .
330
الفصل الثان
واجبات الِمام وحقوقه
البحث الول :واجبات الِمام
331
332
الفصل الثان
واجبات الِمام وحقوقه
البحث الول :واجبات الِمام
تهيد :
الكم ف نظر السلم تبعة ومسؤولية ،ل يُشْرع إل لتحقيق أهداف وبلوغ مقاصد ،
وتقيق هذه الهداف وبلوغ هذه القاصد مسؤولية مشتركة بي الكام والحكومي وهم
مسؤولون عنها جيعًا .
وح يث كان مق صود ج يع الوليات ف ال سلم أن يكون الد ين كلّه ل ،وأن تكون
كلمة ال هي العليا ،وأن تكون العبادة ل وحده ،فإن ال سبحانه وتعال إنا خلق اللق
لذلك ،وبه أنزل الكتب وبه أرسل الرسل ،ومن أجله جاهد الرسول والؤمنون ،قال
تعال ﴿ :وَمَا َخَلقْ تُ اْلجِنّ وَالن سَ إِل ِلَيعْبُدُو نِ ﴾ ( . )1وجاع الد ين وج يع الوليات
هو المر والنهي ،والذي بعث ال به رسوله هو المر بالعروف والنهي عن النكر ،
ضهُ مْ َأوْلِيَاء َبعْ ضٍ
و هو ن عت الؤمن ي ف كتاب ال تعال ﴿ وَالْ ُم ْؤمِنُو َن وَالْ ُم ْؤمِنَا تُ َب ْع ُ
يَ ْأ ُمرُونَ بِالْ َم ْعرُوفِ َويَْن َهوْ َن عَنِ الْمُن َك ِر . )2( ﴾ ...
وحيث إن المام هو النائب أو الوكيل ( )3عن المة ف تقيق هذه
333
القاصد الشرعية ،وقد أعطته زمام السلطة للسي با إل تقيق هذه القاصد عند بيعتها
له ،لذلك كان عليصه مصن الواجبات مصا ليصس على غيه ،ولن مناط الوجوب فيهصا هصو
القدرة وقد حصلت له بعد مبايعتهم له ،فلزمه القيام بذا الواجب الثقيل .
لكنصه ل يسصتطيع وحده القيام بتحقيصق هذه القاصصد مهمصا بلغ مصن القوة والذكاء
والفطنة ،لذلك أوجب السلم على الحكومي أيضًا واجبات وحقوقًا للمام مقابل تلك
الواجبات اللقاة على عاتقه ،وعن طريق هذه القوق تكمل له القدرة ف القيام با أوجبه
ال عليه من تقيق لذه القاصد .
وجريًا على القاعدة ال سلمية ف تقد ي الوا جب على ال ق فإ ن سأتدث أو ًل عن
الواجبات اللقاة على عا تق المام ،ث أت بع ذلك بالد يث عن حقو قه على الرع ية ،ث
الديث عن الشورى ،وهل هي واجب من الواجبات اللقاة على عاتقه ؟ أم أنا حق من
حقوقه على رعيته .
واجبات المام
حِمْلُ الما مة ثق يل ،وواجبات ا كبية ل ت ستطيع القيام ب ا على وجه ها الك مل إل
أولو العزم من الرجال ،لذلك كانت من أعظم القربات عند ال لن احتسب القيام با ،
وق صد التقرّب إل يه تعال ،ولذلك قال « :سبعة يظل هم ال ت ت ظله يوم ل ظل إل
ظله » ...وذكر منهم « :إمام عادل . )1( » ...
)(1متفق عليه .رواه البخاري ف ك :الذان .ب :من جلس ف السجد ينتظر الصلة ،فتح الباري (
، )2/143ومسلم ف ك :الزكاة .ب :فضل إخفاء الصدقة ،ح ، )2/715( 1031والترمذي ف ك :
الزهد .ب ، 53 :والنسائي ف القضاة .ب ، 2 :والوطأ ف الشعر ( ، )14وأحد (. )2/439
334
وما يدل على ثقل هذا المل ما رواه مسلم ف صحيحه عن أب ذر الغفاري رضي
ال عنه أن النب قال له ف المارة « :إنا أمانة ،وإنا يوم القيامة خزي وندامة إل من
أخذ ها بق ها وأدى الذي عل يه في ها » ( . )1و عن ع بد ال بن ع مر ر ضي ال عنه ما أن
ر سول ال قال « :أل كل كم راع وكل كم م سؤول عن رعي ته ،فالمام الع ظم الذي
على الناس راع وهو مسؤول عن رعيته ،والرجل راع على أهل بيته وهو مسؤول عن
رعيته ،والرأة راعية على أهل بيت زوجها وهي مسؤولة عنهم ،وعبد الرجل راع على
مال سيّده وهو مسؤول عنه ،أل كلّكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته » (. )2
ومن أهم هذه الواجبات ما يلي :
أولً :واجبات أساسية :
الواجب الول والساسي والامع لكثي من الواجبات الشرعية هو :السعي إل تقيق
مقا صد الما مة ال ت من أجل ها ُشرِ عت ،و هي بعبارة مت صرة ( :إقا مة الد ين و سياسة
ل ،ول مانع هناالدنيا به ) وقد أفرد تُ فيما سبق للحديث عن هذه القاصد فصلً كام ً
من إعادة متصرة للنقاط الت بثتها هناك ف هذا الفصل .
القصد الول :إقامة الدين :وتتمثل ف :
أولً :حفظه وذلك با يلي :
-1نشره والدعوة إليه بالقلم واللسان والسنان .
-2دفع الشبه والباطيل وماربتها .
)(1رواه مسلم ف صحيحه ك :المارة .ب :كراهة المارة بغي ضرورة ،ح . )3/1457( 1825
)(2متفق عليه .وسبق تريه ف التعريف (ص . )26
335
-3حاية البيضة وتصي الثغور حت يكون السلمون ف أمن على دينهم وأنفسهم
وأموالم وأعراضهم .
ثانيًا :تنفيذه وذلك با يلي :
-1إقامة شرائعه وحدوده وتنفيذ أحكامه :وذلك يشمل جباية الزكاة ،وتقسيم
الفيء ،وتنظ يم اليوش الجاهدة لجل رفع راية السلم ،وإقا مة قضاة الشرع للحكم
بي الناس با أنزل ال ،وتنفيذ هذه الحكام والدود الت شرعها ال لعباده ...إل .
-2حل الناس عليه بالترغيب والترهيب .
القصد الثان :سياسة الدنيا بذا الدين .وهو :الكم با أنزل ال ف جيع شؤون
هذه الياة ،وينتج عن هذا القصد بعض القاصد الفرعية منها :
-1العدل ورفع الظلم .
-2جع الكلمة وعدم الفرقة .
-3القيام بعمارة الرض واستغلل خياتا فيما هو صال للسلم والسلمي .وقد
سبق بسط هذه الوضوعات ومناقشتها فل داعي للعادة (. )1
ثانيًا :واجبات فرعية :
لكصن بالضافصة إل هذه الواجبات الرئيسصة هناك بعصض الواجبات اللزمصة على الِمام
وإن ل يكصن بعضهصا مصن الهداف الرئيسصة للِمامصة ،وإناص هصي وسصائل إل تقيصق هذه
الهداف ،وبناء على القاعدة الصولية ( ما ل يتم
336
الواجب إل به فهو واجب ) فهي واجبه على المام إذًا ...ومن هذه الواجبات ما يلي :
أولً :استيفاء القوق الالية لبيت الال وصرفها ف مصارفها الشرعية :
من واجبات الِمام ومسؤولياته السام ا ستيفاء القوق الال ية أو الوارد أو كما يقول
أ بو يعلى ( :جبا ية الف يء ،وال صدقات على ما أوج به الشرع ن صًا واجتهادًا من غ ي
عسف ) ( )1وكذلك الصروفات والنفقات والعطاءات ،وعلى حدّ قول القاضي أب يعلى
( :تقدير العطاء وما يستحق من بيت الال من غي سرف ول تقصي ،ودفعه ف وقت ل
تقدي فيه ول تأخي ) (. )2
والواقع أن هذا الواجب وإن كان من مقاصد المامة ومن الواجبات الساسية وداخل
ل ل ا للمام ف يه من دور
ف مق صد ( تنف يذ ال سلم ) إل أن ن ذكر ته ه نا مفردًا ومف صّ ً
اجتهادي فيما ل نصّ فيه من تقدير العطاءات ونوها ،كما ذكرته لزيادة تفصيل ما سبق
ل. مم ً
وفص هذا القام يسصن بنصا أن نأخصذ لحصة سصريعة فص الديصث عصن موارد بيصت الال
ومصارفه ووجوه صرفها .
337
موارد بيت الال :
-1الزكاة :
وهي :الركن الثان من أركان السلم ،ثابتة بالكتاب والسنة والجاع ،تب على
كل م سلم وم سلمة مَلَ كَ ن صابًا وحال عل يه الول في ما يشترط ف يه ذلك .و قد حدّدت
الشريعة السلمية نصاب كل صنف من أصناف الموال الزكّاة .
وقد اتفق الصحابة على قتال مانعيها ،وعلى هذا فمن أنكر وجوبا كفر ،ومن منعها
معتقدًا وجوب ا وقدر المام على أخذ ها م نه أخذ ها م نه جبًا وعزّره على امتنا عه ،وإن
كان خارجًا عن قب ضة المام قاتله ,ك ما ف عل أ بو ب كر ال صّدّيق ر ضي ال ع نه ،وقال
قولته الشهورة ( :وال لو منعون عقالً -وف رواية عناقًا -كانوا يُؤدونه إل رسول ال
لقاتلتهم عليه ) (. )1
وهي ليست حقًا موكولً للفراد يؤديه منهم من شاء ويدعه من أراد ،وإنا هي حق
عام يتوله المام وولته فيقومون ببايته من تب عليه ،ويصرفونه إل من تب له .
والدلة على ذلك كثية منها :
-1قول ال تعال ِ ﴿ :إنّمَا الصّدَقَاتُ لِ ْل ُف َقرَاء وَالْمَسَا ِكيِ وَاْلعَامِِليَ َعلَْيهَا
)(1البخاري كتاب :العتصام .باب :القتداء بسنة الرسول ،فتح الباري ( ، )13/250ومسلم ف
كتاب :اليان .باب المر بقتال الناس حت يقولوا :ل إله إل ال ،ح . )1/51( 20
338
ب وَاْلغَا ِر ِميَ وَفِي سَبِيلِ اللّ هِ وَابْ ِن ال سّبِي ِل َفرِيضَ ًة مّ نَ اللّ هِ وَاللّ هُ
وَالْ ُمؤَّل َفةِ قُلُوُبهُ ْم وَفِي الرّقَا ِ
عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴾ (. )1
فالشا هد من الية قوله ﴿ وَاْلعَامِِليَ َعلَيْهَا ﴾ قال الف خر الرازي ف تفسيه ( :دلت
هذه ال ية على أن هذه الزكاة يتول أخذ ها وتفرقت ها المام و من يلي من ِقبَله ،والدل يل
عليه أن ال جعل للعالي سهمًا فيها ،وهذا يدل على أنه ل بد ف أداء هذه الزكوات من
عامل ،والعامل هو الذي نصبه المام لخذ الزكوات فد ّل هذا النص على أن المام هو
الذي يأخذ الزكوات ) (. )2
كما يدلّ ذلك أيضًا أن بعض الصارف الذكورة ل يكن أن يصرفها إل المام ،مثل
م صرف الؤلّ فة قلوب م ،فهذا ل يقوم به إل المام ،فدلّ على ا ستحقاق دفع ها إل يه .
ومثل إعداد العدّة والعُ َددِ للجهاد ف سبيل ال فل يكن تنظيم ذلك إل بتصرف المام .
-2قوله تعال ﴿ :خُ ْذ مِ نْ َأ ْموَاِلهِ ْم صَدََقةً تُ َط ّه ُرهُ مْ َوُتزَكّيهِم بِهَا وَ صَلّ َعلَْيهِ مْ إِنّ
صَلََتكَ سَكَنٌ ّلهُ ْم وَالّلهُ ﴾ (. )3
فالطاب فقوله ﴿ خُ ْذ ﴾ لل نب ول كل من يلي أ مر ال سلمي من بعده ك ما ف هم
الصحابة رضوان ال عليهم بذلك (. )4
-3ومنها ما رواه ابن عباس ف الصحيحي وغيها أن النب حي بعث معاذًا إل
الي من قال له ... « :أعِْلمْهُم أن ال افترض عليهم ف أموال م صدقة تؤ خذ من أغنيائهم
فتر ّد على فقرائهم ،فإن هم
339
أطاعوك لذلك فإياك وكرائم أموالم » ...الديث (. )1
والشاهد من الديث قوله « :تؤخذ من أغنيائهم فتردّ على فقرائهم » فبي الديث أن
الشأن فيها أن يأخذها ويردها رادّ ،ل أن تترك لختيار من وجبت عليه ) (. )2
قال الافصظ ابصن حجصر ( :اسصتدل بصه على أن المام هصو الذي يتول قبصض الزكاة
وصرفها ،إما بنفسه وإما بنائبه فمن امتنع منهم أخذت منه قهرًا ) (. )3
ومعروف ف السية النبوية والتاريخ سعاة النب الذين بعثهم إل المصار ،وكذلك
سار على ن جه خلفاؤه من ب عد .ولل صحابة فتاوى كثية ف هذا الوضوع ( ، )4ولذا
قال العلماء ( :يب على المام أن يبعث السعاة لخذ الصدقة لن النب واللفاء من
بعده كانوا يبعثون ال سعاة ،ولن ف الناس من يلك الال ول يعرف ما ي ب عل يه ف يه ،
ومنهم من يبخل فوجب أن يبعث من يأخذ . )5( ) ....
الكمة ف دفعها للمام :
ولقيام المام بمعها ث توزيعها دون قيام الالك بتوزيعها بنفسه على مستحقيها حكم
كثية منها :
)(1البخاري ف كتابه :الزكاة .باب :أخذ الصدقة من الغنياء وترد ف الفقراء ،فتح الباري (. )3/357
)(2فقه الزكاة للقرضاوي (. )2/749
)(3فنح الباري (. )3/360
)(4راجع بتوسع فقه الزكاة للقرضاوي (. )2/754
)(5الجموع ( )6/167والروضة ( )2/210للنووي .
340
-1أن كثيًا من الفراد قد توت ضمائرهم أو يصيبها السقم والزال فل ضمان
للفقي إذا ترك حقه لثل هؤلء .
-2ف أخذ الفقي حقه من الكومة ل من الغن نفسه حفظ لكرامته ،وصيانة لاء
وجهه أن يراق بالسؤال ،ورعاية لشاعره أن يرحها النّ والذى .
-3أن ترك ال مر للفراد ي عل التوز يع فو ضى ف قد ينت به أك ثر من غ ن لعطاء فق ي
واحد ،على حي يغفل عن آخر ل يفطن له أحد ،وربا كان أشدّ فقرًا (. )1
كل ما سبق يدل على أن على المام أن يطلب الزكاة ويبيها من أصحابا ،ث يقوم
بتوزيعها على مستحقيها الذين ذكرتم الية السابقة .وعلى المة أن تدفعها إليه أو إل
عماله الذين يرسلهم لبايتها .
أ ما إذا ل يطلب ها أو ز عم الالك أ نه قد دفع ها بنف سه و صرفها ،أو كان المام غ ي
عادل ،ويصرفها ف غي وجوهها الستحقة فهل يوز أن يوزعها الالك بنفسه ؟ ف مثل
هذه الال يتاج المر إل تفصيل .
أضرب الموال الزكاة :
الموال الزكاة ضربان ،ظاهرة ،وباطنة ،فالموال الظاهرة هي :ما ل يكن إخفاؤه
مصن الزروع والثمار والواشصي ...إل .والباطنصة هصي :مصا أمكصن إخفاؤه مصن الذهصب
والفضة وعروض التجارة ونو ذلك ،واختلف ف زكاة الفطر فمن الفقهاء من جعلها من
الموال الظاهرة ،ومنهم من جعلها من الباطنة ...
341
أ -الموال الظاهرة :
ذهب المام مالك وأبو حنيفة وأبو عبيد إل أنه ل يفرق الموال الظاهرة إل المام ،
لقول ال تعال ﴿ خُ ْذ مِ نْ َأ ْموَاِلهِ ْم صَدَقَةً ﴾ ولن أبا بكر طالبهم بالزكاة وقاتل مانعيها
عليها ...ووافقه الصحابة على هذا ،ولن ما للمام قبضه بكم الولية ل يوز دفعه إل
الول عليه كول اليتيم ( ، )1وللشافعي قولن ف الذهب ( :أظهرها وهو الديد -يوز
-والقدي ل يوز ،بل يب صرفها إل المام إن كان عادلً ) ( )2وروي عن المام أحد
ص صدقة الرض فيعجبنص دفع ها إل ال سلطان )3( ) ...قال أبصو الطاب مصن قوله ( :أم ا
النابلة ( :دفصع الزكاة إل المام العادل أفضصل ،ومنص قال بدفعهصا إل المام :الشعصب
وممد بن علي -الباقر -وأبو رزين والوزاعي ) (. )4
قال أ بو عب يد ( :وهذا عند نا هو قول أ هل ال سنة والعلم من أ هل الجاز والعراق
وغيهم ف الصامت ،لن السلمي مؤتنون عليه كما ائتمنوا على الصلة ،وأما الواشي
وال ب والثمار فل يلي ها إل الئ مة ،ول يس لرب ا أن يغيب ها عن هم ،وإن فرق ها ووضع ها
مواضعها فليست قاضية عنه ،وعليه إعادتا إليهم فرقت بي ذلك السنة والثار ) (. )5
ب -الموال الباطنة :
أ ما الموال الباط نة من نقود وعروض تارة فلم يظ هر خلف ب ي الفقهاء ف أن ا إذا
دفعت زكاتا إل المام أجزأت ،ولكن هل يب
342
عليه أخذها ؟ وهل عليه أن يب الناس على دفعها إليه أم ل ؟ وللجابة على ذلك نقول :
قد كانت ف الصل تدفع للمام ف زمن النب ث خليفتيه من بعده -لنه ل يرد ف
الدلة تفريق بي الموال الظاهرة والباطنة -لكنه اختلف ف أدائها إليهم بعد مقتل عثمان
ر ضي ال ع نه ( ، )1فكان من هم من يدفع ها إلي هم ،ومن هم من يق سمها ،ف صار أرباب
الموال كالوكلء عن المام وإن ل يب طل ذلك ح قه ف أخذ ها ،ولذا قالوا ( :لو علم
السلطان من أهل بلدة على أنم ل يؤدون زكاة الموال فإنه يطالبهم با ) (. )2
ومنص ذهصب إل أناص مفوضصة إل أرباب الموال النفيصة والشافعيصة ،قال الاوردي :
( ليس لوال الصدقات نظر ف زكاة الال الباطن ،وأربابه أحق بإخراج زكاته منه ،إل
أن يبذلا أرباب الموال طوعًا فيقبلها منهم ،ويكون ف تفريقها عونًا لم ) ( )3أما النابلة
فقد قال ابن قدامة ( :يستحب للن سان أن يلي تفرقة الزكاة بنفسه ،ليكون على يقي
من وصولا إل مستحقها سواء كانت من الموال الظاهرة أو الباطنة .قال المام أحد :
( أعجصب إلّ أن يرجهصا ،وإن دفعهصا إل السصلطان فهصو جائز ) .قال :وقال السصن
()4
ومكحول ،و سعيد بن جبي ،وميمون بن مهران :يضع ها رب الال ف موضع ها )
وقال أبو يعلي -من
343
النابلة ( : -ول يس لوال ال صدقات ن ظر ف زكاة الال البا طن ،وأربا به أ حق بإخراج
زكاته منه إل أن يبذلا أرباب الموال طوعًا فيقبلها منهم ،ويكون ف تفرقتها عونًا لم ،
ونظره م صوص بزكاة الال الظا هر ،يؤمَر أرباب الموال بدفع ها إل يه إذا طلب ها ،فإن ل
يطلبها جاز دفعها إليه ( )1وف رواية عبد ال بن المام أحد قال ( :سألت أب عن الزكاة
تدفع إل السلطان أو يقسمها هو ؟ قال :يقسمها هو ) ( )2وما يدل على جواز إخراجها
بنف سه ما رواه أ بو سعيد ال قبي قال ( :جئت ع مر بن الطاب ر ضي ال ع نه بائ ت
در هم ،فقلت يا أم ي الؤمن ي هذا زكاة مال ،قال :و قد عت قت يا كي سان ؟ قال :
قلت :نعم قال :با أنت فاقسمها ) ( )3كما يدل على ذلك حديث « :سبعة يظلهم ال
ت ت ظله يوم ل ظل إل ظله » ...وذ كر من هم « :ور جل ت صدق بيمي نه ح ت ما تعلم
شاله ما أنفقت يينه » ( )4وهذا عام ف صدقة التطوع والزكاة الواجبة .
فالذي يظهر ما سبق أن المام العادل إذا طلب الزكاة وجب دفعها إليه سواء كانت
ظاهرة أو باطنة ،أما إذا ل يطلبها ول يرسل عماله لبايتها ،ففي هذه الال لصحاب
الال الق ف توزيعها على من يرون أنه من أهلها ،وإن دفعها إل المام جاز ذلك وأجزأ
عنهم ،كما أنا ل تسقط بعدم مطالبة المام لا ،فهي حق ف عنق كل مسلم وإن رفض
المام أخذها أو توزيعها أو كان الناس ف زمان ل إمام فيه .
344
دفعها إل أئمة الور :
هذا إذا كان المام عاد ًل ،أما إذا ل يكن كذلك فهل يب دفعها إليه عند طلبها أم
ل ؟ وهل تزئ إذا أخذها وإن كان يضعها ف غي موضعها ؟
والواقع أننا عند استعراض الدلة والفتاوى والنصوص الواردة ف السألة ند منها ما
يوجب الدفع ومنها ما ينع ذلك ،فلنستعرضها ونرى الراجح منها :
الدلة الوجبة لدفع الزكاة لئمة الور :
-1عن جرير بن عبد ال قال ( :جاء ناس من العراب إل رسول ال فقالوا :إن
« أنا سًا من ال صدقي ( جباة ال صدقة ) يأتون نا فيظلمون نا ،فقال ر سول ال :
أرضوا مصدقيكم » . )1( ) .
ل قال لرسول ال :إذا أدّيت الزكاة -2وعن أنس بن مالك رضي ال عنه أن رج ً
إل ر سولك ف قد برئت من ها إل ال ور سوله ؟ قال « :ن عم .إذا أديت ها إل ر سول ف قد
برئت منها إل ال ورسوله ،ولك أجرها وإثها على من بدّلا » (. )2
)(1رواه مسلم ف ك :الزكاة .ب :إرضاء السعاة ،ح )2/686( 989وأبو داود ف ك :الزكاة .ب :
إرضاء الصدق ،عون ( ، )4/473والنسائي ف :الزكاة ، )14( .وأحد ف السند (. )4/362
)(2رواه أحد ( ، )3/136وعزاه ابن حجر ف تليص البي إل الارث بن أب أسامة وابن وهب .تليص
البي (. )2/174
345
- 3كما يد ّل على ذلك فتاوى الصحابة والتابعي ،وكلم الفقهاء من ذلك :
أ -ما روي عن سهل بن أب صال عن أبيه قال ( :اجتمع عندي نفقة فيها صدقة -
يعن بلغت نصاب الزكاة -فسألت سعد بن أب وقاص وابن عمر وأبا هريرة وأبا سعيد
الدري أن أق سمها أو أدفعها إل السلطان ؟ فأمرو ن جيعًا أن أدفعها إل ال سلطان ،ما
اختلف علي منهم أحد ) .وف رواية فقلت لم ( :هذا السلطان يفعل ما ترون -كان
هذا ف عهد بن أمية -فأدفع إليهم زكات ؟ فقالوا كلهم :نعم فادفعها ) (. )1
ب -وعصن ابصن عمصر رضصي ال عنهمصا قال ( :ادفعوا صصدقاتكم إل مصن وله ال
أمركم ،فمن بر فلنفسه ومن أث فعليها ) ( . )2وف رواية عن قزعة مول زياد بن أبيه أن
ابن عمر قال ( :ادفعوا إليهم وإن شربوا با المر ) (. )3
جص -و عن الغية بن شع بة أ نه قال لول له -و هو على أمواله بالطائف – ( ك يف
ت صنع ف صدقة مال ؟ قال :من ها ما أت صدق به ،ومن ها ما أد فع إل ال سلطان ،قال :
وف يم أ نت من ذلك ؟ -أن كر عل يه أن يفرق ها بنف سه -فقال :إن م يشترون ب ا الرض
ويتزوجون با النساء .فقال :ادفعها إليهم ،فإن رسول ال أمرنا أن ندفعها إليهم
) ( . )4قال ابن قدامة ( :روي عن المام أحد أنه قال :قيل لبن عمر :إنم يقلدون با
)(1رواه سعيد بن منصور ف مسنده وابن أب شيبة ( )3/156ط .السلفية ،والبيهقي ( ، )4/115وأبو
عبيد ف الموال (ص . )504قال اللبان :وهذا سند صحيح على شرط مسلم .إرواء الغليل (. )3/380
)(2رواه أبو عبيد ف الموال (ص . )505
)(3رواه البيهقي ( )4/115بإسناد صحيح .قاله النووي ف الجموع ( . )6/163ونوه عند أب عبيد (ص
. )506وصحح اللبان إسناده :إرواء الغليل (. )3/380
)(4رواه البيهقي ف السنن الكبى (. )4/115
346
الكلب ،ويشربون با المور ،قال :ادفعها إليهم ،قال :وكان ابن عمر يدفع زكاته
إل من جاءه من سعاة ابن الزبي أو ندة الروري ) ( )1من الوارج .
د -أ ما أقوال الفقهاء :فللشافع ية ف د فع الموال الظاهرة إل المام الائر وجهان .
أحده ا :يوز ،ول ي ب .قال النووي ( :وأ صحها ي ب ال صرف إل يه لنفاذ حك مه
وعدم انعزاله ) (. )2
أما النابلة فقد قال ابن قدامة ف الغن ( :ل يتلف الذهب أن دفعها إل المام جائز
سواء كان عادلً أو غي عادل ،وسواء كانت ف الموال الظاهرة أو الباطنة ويبأ بدفعها
إليه ) (. )3
القائلون بعدم جواز دفعها إل أئمة الور :
و ف القا بل ن د من ال صحابة والتابع ي والفقهاء من أف ت بعدم جواز دفع ها إل أئ مة
الور إذا علم أنم ل يضعونا ف مواضعها فمنهم :
-1يروى رجوع ابن عمر عن فتاواه السابقة وإفتاؤه بعدم دفعها إليهم يدل على
ذلك :
أ -ما رواه عبد ال بن المام أحد بسنده عن أبيه إل خيثمة قال :سألت ابن عمر
عن الزكاة ؟ فقال ( :ادفعها إليهم ) ،وسألته مرة أخرى فقال ( :ل تدفعها إليهم ،فقد
أضاعوا الصلة ) (. )4
ب -وروى أبو عبيدة بسنده عن ميمون قال :إن صديقًا لبن عمر أخبن أنه قال
لبن عمر :ما ترى ف الزكاة فإن هؤلء ل يضعونا
347
مواضعها ؟ فقال :ادفعها إليهم قال :فقلت :أرأيت لو أخّروا الصلة عن وقتها أكنت
تصلي معهم ؟ قال :ل ،قال فقلت :هل الصلة إل مثل الزكاة ؟ فقال ( :لبّسوا علينا
لبّس ال عليهم ) (. )1
جص -وروى أبو عبيد بسنده إل حبان بن أب جبله عن ابن عمر أنه رجع عن قوله
ف دفع الزكاة إل السلطان وقال ( :ضعوها ف مواضعها ) (. )2
ف لم واكْذبم ول ُتعْطِهم شيئًا إذا ل يضعوها مواضعها ) -2وقال الثوري ( :احْلِ ْ
وقال ( :ل تعطهم ) (. )3
-3وقال عطاء ( :أعطهم إذا وضعوها مواضعها ) ( فمفهومه كما قال ابن قدامة :
( أنه ل يعطيهم إذا ل يكونوا كذلك ) (. )4
-4وقال الشعب وأبو جعفر ( :إذا رأيت الولة ل يعدلون فضعها ف أهل الاجة )
.
-5وقال إبراهيم ( :ضعوها ف مواضعها فإن أخذها السلطان أجزأك ) ( . )5وروي
عنه قوله ( :ل تؤدوا الزكاة لن يور فيها ) (. )6
-6ومن أقوال الفقهاء ما ذهب إليه البهوت بقوله ( :وإن ل يكن يضعها أي المام
– مواضعها ( َحرُم ) دفعها ( ويوز ) وعبارة الحكام السلطانية وكثي من النسخ ويب
( كتمها إذن ) وهذا قول القاضي ف الحكام السلطانية ) (. )7
348
القول الراجح :
وعند النظر ف هذه الدلة يتضح رجحان قول القائلي بواز دفع الزكاة إل سلطي
ل بالحاد يث الذكورة وبعموم الحاد يث الور وإجزائ ها إذا طلبو ها وخي فت الفت نة عم ً
الوج بة لطاعت هم وإن جاروا ،وأنّ علي هم ما حُمّلوا وعلي كم ما حل تم ،وأدّوا إلي هم
حقهم وسلوا ال حقكم .ونوها .والت ستأت مف صّلَة عند الديث عن حق الطاعة إن
شاء ال .
و قد روي عن بش ي بن ال صاصية قال :قل نا :يا ر سول ال إن قومًا من أ صحاب
ال صدقة يعتدون علي نا أفنك تم من أموال نا بقدر ما يعتدون علي نا ؟ فقال « :ل » ( . )1أ ما
ت الفتنة ،أو أمكن إخفاؤها ،فعلى صاحبها ترّي الحق با إذا ل ُيلِحّوا ف طلبها وُأمِنَ ْ
من أهلها ودفعها إليه ...وال أعلم .
( )2الزية :
الورد الثان من موارد بيت مال السلمي هو الزية .وهي :الال القدر الأخوذ من
الذ مي ،يلتزم إذا ما د خل ف ذ مة ال سلمي بأدائ ها إل الدولة ال سلمية إذا أحبّ البقاء
ح ّرمُو نَ مَاعلى دي نه .قال تعال ﴿ :قَاِتلُواْ الّذِي نَ ل ُي ْؤمِنُو نَ بِاللّ ِه وَلَ بِاْلَيوْ مِ ال ِخرِ وَلَ ُي َ
جزَْي َة عَن يَدٍ
َح ّرمَ الّلهُ َورَسُوُل ُه وَلَ يَدِينُو َن دِينَ الْحَ ّق مِنَ الّذِينَ أُوتُواْ اْلكِتَابَ حَتّى ُيعْطُوْا الْ ِ
َوهُمْ صَا ِغرُونَ ﴾ (. )2
)(1رواه أبو داود ف ك :الزكاة .ب :رضاء الصدق ،عون العبود ( )4/470قال الشوكان :أخرجه
أيضًا عبد الرزاق وسكت عنه أبو داود والنذري .وف إسناده :ديسم السدوسي .ذكره ابن حبان ف الثقات
.وقال ف التقريب :مقبول .نيل الوطار ( . )4/76وترجته ف اليزان ( )2/29وهو ف معن حديث مسلم
السابق (ص )331من هذا الفصل ( ارضوا مصدقيكم ) .
)(2سورة التوبة آية . 29
349
وت سقط الز ية ب عد وجوب ا إذا أ سلم الذ مي ،أو عجزت الدولة عن حايت هم ،ولذا ردّ
أ بو عبيدة بن الراح ر ضي ال عن الز ية إل الذمي ي ف ب عض مدن الشام ع ند ع جز
اليش السلمي عن حايتهم .
ول تب الزية ف السنّة إل مرة واحدة (. )1
( )3الراج :
وهو ما ضُرب على أراضي الكفار الغنومة عنوة الت تركت بيد أصحابا ،وأول من
ف عل ذلك اللي فة الرا شد ع مر بن الطاب ر ضي ال ع نه ،إذ فرض على أرض العراق
الراج وتركها بيد أصحابا بعد مشاورة منه للصحابة رضي ال عنهم وموافقتهم له على
ص عل يه أح د ف روا ية رأ يه ،وأ ما قدر الراج الضروب فيع تب ب ا تتمله الرض ( )2ن ّ
م مد بن داود و قد سئل عن حد يث ع مر ( :و ضع على َجرِ يب ( )3ال َكرْ مِ كذا وعلى
جريب كذا كذا ) هو شيء موصوف على الناس ل يزاد عليه أو عن رأى المام غي هذا
زاد ون قص ؟ قال بل هو على رأي المام إن شاء زاد وإن شاء ن قص .وقال هو َبيّ ن ف
حديصث عمصر ( :إن زدت عليهصم كذا أل يهدهصم ؟ ) إناص نظصر عمصر إل مصا تطيصق
الرض ) (. )4
350
( )4العشور :
وهي ضريبة تؤخذ من الذميي والستأمني على أموالم العدّة للتجارة إذا دخلوا بلد
السلمي ،ومقدارها نصف العشر على الذمي ،والعشر على الرب ،لنم يأخذون على
تّار ال سلمي مثله إذا قدموا بلد هم ( )1أ ما الذميون فلن م صولوا على ذلك ،قاله أ بو
عب يد ومالك بن أ نس ( )2و قد روى أ بو عب يد بإ سناده إل الش عب قال ( :أول من وضع
العشر ف السلم عمر ) (. )3
ويشترط فيه النصاب كما ذهب إل ذلك النابلة ( )4والنفية ،أما مالك فلم يشترط
ذلك (. )5
( )5الغنائم :
الغنيمة هي الال الأخوذ من الكفار بالقتال .وقد سّاها ال تعال أنفالً لنا زيادة ف
أموال السلمي ( )6وهي :أربعة أصناف :أسرى ،وسب ،وأرضون ،وأموال منقولة ،
وهذه هي الغنائم الألوفة .
351
( )6الفيء :
و هو كل ما أخذه ال سلمون من الكفار بغ ي قتال ،قال ال تعال ﴿ :وَمَا أَفَاء اللّ ُه
سّلطُ رُ سَُل ُه عَلَى مَن
ب وَلَكِنّ اللّ هَ ُي َ
عَلَى رَ سُوِلهِ ِمْنهُ مْ فَمَا َأوْ َجفْتُ ْم عََليْ ِه مِ نْ َخيْ ٍل وَل رِكَا ٍ
يَشَاءُ وَالّل ُه عَلَى كُ ّل شَ ْيءٍ قَدِيرٌ ﴾ (. )1
و سُمّي فيئًا لن ال تعال أفاءه على السلمي ،أي ردّه عليهم من الكفار لص ( أن ال
تعال إنا خلق الموال إعانة على عبادته ،لنه إنا خلق اللق لعبادته ،فالكافرون به أباح
أنفسهم الت ل يعبدوه با وأموالم الت ل يستعينوا با على عبادته ،لعباده الؤمني الذين
يعبدونه ) (. )2
( )7الوارد الخرى :
و من موارد ب يت الال الموال ال ت ل يس ل ا مالك ُمعًيّ ن م ثل من مات من ال سلمي
وليس له وارث معيّن ،وكالغصوب ،والعواري ،والودائع .الت تعذّر معرفة أصحابا ،
والرا ضي ال ت ت ستغلّها الدولة أو تؤجر ها ،والعادن ال ت ت ستخرجها الدولة من با طن
الرض ،وخسص الركاز .وهصي :العادن السصتخرجة مصن باطصن الرض ،كالذهصب
والفضة والنحاس واللح ونوها ...أما إذا استخرجتها الدولة فهي لبيت مال السلمي .
ومن ها ما يفر ضه المام على الغنياء ع ند الضرورة وع جز ب يت الال ل صرفه على شؤون
الدولة والرعية الضرورية مثل نفقات الند والسلح وسد حاجات الحتاجي ونو ذلك .
352
مصارف بيت الال
( )1الزكاة :
وتصرف لن سّاهم ال ف كتابه ف قوله تعال ﴿ :إِنّمَا الصّدَقَاتُ ِل ْلفُ َقرَاء وَالْ َمسَا ِكيِ
ي وَفِي َسبِي ِل الّلهِ وَابْنِ السّبِيلِ ي عََلْيهَا وَالْ ُمؤَّلفَ ِة قُلُوُبهُمْ َوفِي الرّقَابِ وَاْلغَا ِرمِ َ
وَاْلعَامِِل َ
َفرِيضَ ًة مّ َن الّل ِه وَالّلهُ َعلِي ٌم حَكِي ٌم ﴾ ( .التوبة آية . )60
ول يوز صرفها لغي هؤلء الثمانية ،ول إل بن هاشم ول لواليهم لقوله « :إن
الصدقة ل تنبغي لل ممد ،إنا هي أوساخ الناس » (. )1
أما بنوا الطلب ففيهم روايتان عن المام أحد بالنع وبالواز ،وإل الواز ذهب
أبو حنيفة ( ، )2واستدل الانعون بديث جبي بن مطعم رضي ال عنه قال :قال رسول
ال « :إنا وبنوا الطلب ل نفترق ف جاهلية ول إسلم ،وإنا نن وهم شيء واحد »
ل ،لنم ( . )3قال ابن حزم ( :فص ّح أنه ل يوز أن ُي َفرّق بي حكمهم ف شيء أص ً
شيء واحد بنصّ كلمه عليه الصلة والسلم ،فص ّح أنم آل ممد ،وإذ هم آل ممد
فالصدقة عليهم حرام ) (. )4
)(1رواه مسلم ف كتاب :الزكاة .باب :ترك استعمال آل النب على الصدقة حديث رقم (( )1073
. )2/752
)(2الغن والشرح الكبي (. )2/520
)(3رواه أبو داود ف سننه ك :المارة .ب :بيان مواضع المس وسهم ذوي القرب عون (، )8/202
ورواه البخاري بلفظ « :إنا بنوا الطلب وبنوا هاشم شيء واحد » عن جبي نفسه ف ك :فرض المس .
ب :الدليل على أنه المس للمام .فتح الباري ( ، )6/144ورواه النسائي ،وابن ماجة أيضًا .
)(4الحلى لبن حزم (. )6/210
353
( )2الزية والراج والعشور ونوها :
فهذه تُدخ َل إل بيصت مال السصلمي ،وتصصرف فص العطاءات والنفقات السصتحقة
ومصصروفات بيصت الال الخرى على حسصب مصا يراه المام .ونوهصا موارد بيصت الال
الاصة بالدولة كالراضي الؤجرة والموال الت ل صاحب لا ونو ذلك .
( )3الغنائم :
وهذه تصصصرف كمصصا قال تعال ﴿ :يَسصصْأَلُوَن َ
ك عَنصصِ الَنفَالِ قُ ِل الَنفَا ُل لِلّهصصِ
وَالرّ سُو ِل . )1( ﴾ ...وقوله ﴿ :وَا ْعلَمُواْ َأنّمَا َغنِمْتُم مّن شَ ْيءٍ فَأَنّ ِللّ هِ خُمُ َ
سهُ وَلِلرّ سُولِ
وَلِذِي اْل ُقرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَ سَا ِكيِ وَابْ نِ ال سّبِي ِل ﴾ ...ال ية ( . )2فالوا جب ف الغ نم
تميسه ،وصرف الُمس إل من ذكره ال تعال ،وقسمة الباقي بي الغاني ،قال عمر
ابن الطاب رضي ال تعال عنه ( :الغنيمة لن شهد الوقعة ،وهم الذين شهدوها للقتال
سواء قاتلوا أو ل يقاتلوا ) (. )3
ويب قسمها بالعدل ،فل ياب أحد ل لرياسة ،ول لاه ،ول لفضل ،كما فعل
ال نب وخلفائه من بعده .ف في صحيح البخاري أن سعد بن أ ب وقاص رضي ال ع نه
رأى له فضلً على من دونه ،فقال النب :
354
« هل تُنْ صَرون وترزقون إل بضعفائ كم » ( )1والعدل ف الق سمة أن يقُ سم للر جل سهم
وللفرس سهمان ،كما فعل النب عام خيب » (. )2
أ ما إن رأى المام أن ف تفض يل ب عض الجاهد ين على ب عض م صلحة دين ية يعلم ها
هو ،ل لوى النفس ،فله ذلك كما فعل النب غي مرة (. )3
( )4الفيء .
وهذا يق سم على من ذكر هم ال ف سورة ال شر قال تعال ﴿ :مّ ا أَفَاء اللّ هُ َعلَى
رَ سُوِل ِه مِ نْ َأهْ ِل اْل ُقرَى َفلِلّ هِ وَلِلرّ سُو ِل وَِلذِي اْل ُقرْبَى وَالَْيتَامَى وَالْمَ سَا ِكيِ وَابْ نِ ال سّبِيلِ كَ يْ
ل يَكُو َن دُولَةً َبيْ َن ا َلغِْنيَاء مِن ُك ْم َومَا آتَاكُمُ الرّسُولُ َفخُذُو ُه َومَا َنهَاكُ ْم عَنْهُ فَانَتهُوا وَاّتقُوا
اللّهَ إِنّ اللّهَ شَدِيدُ اْل ِعقَابِ * لِ ْل ُف َقرَاء الْ ُمهَا ِجرِي َن الّذِينَ ُأ ْخرِجُوا مِن دِيا ِرهِ ْم وََأ ْموَاِلهِ ْم يَْبَتغُونَ
ك هُمُ الصّادِقُو َن * وَالّذِينَ َتَب ّوؤُوا الدّارَ صرُونَ اللّ َه َورَسُوَلهُ ُأوْلَئِ َ ضوَانا َويَن ُل مّنَ اللّهِ َو ِر ْ
َفضْ ً
وَا ِليَا َن مِن َقبِْلهِمْ ُيحِبّو َن مَنْ هَا َجرَ إِلَْيهِ ْم وَل َيجِدُونَ فِي صُدُو ِرهِمْ
)(1رواه البخاري ف :الهاد .باب ، 76 :من استعان بالضعفاء والصالي ف الرب .بدون (وترزقون)
انظر :فتح الباري ( . )6/88ورواه أحد ف مسنده ( . )1/173وروى نوه الترمذي ف :الهاد .باب :
ف الستفتاح بصعاليك السلمي ،ح ، )4/206( 1702وأبو داود ف :الهاد ، 70 .والنسائي ف :
الهاد ، 43 .وأحد ف مسنده (. )5/198
)(2البخاري ف :الهاد .باب :سهام الفرس ، 51 .فتح الباري ( ، )6/67ومسلم ف :الهاد .باب :
كيفية قسم الغنيمة بي الاضرين ،ح ، )3/1383( 1762وأبو داود ف :الهاد .باب ف :سهام
اليل ،عون العبود ( ، )7/404وأحد ف مسنده (. )2/62
)(3السياسة الشرعة (ص . )35
355
س ِه
سهِ ْم وََلوْ كَا َن ِبهِ مْ خَ صَاصَ ٌة وَمَن يُو قَ شُحّ َنفْ ِ حَاجَ ًة مّمّ ا أُوتُوا وَُيؤِْثرُو نَ َعلَى أَنفُ ِ
فَُأوَْلئِ كَ هُ ُم الْ ُمفْلِحُو َن * وَالّذِي نَ جَاؤُوا مِن َبعْ ِدهِ مْ َيقُولُو نَ َربّنَا ا ْغ ِفرْ َلنَا وَلِ ْخوَانِنَا الّذِي نَ
ف رّحِي مٌ ﴾ ( الشر ك َرؤُو ٌ ل لّلّذِي َن آمَنُوا رَبّنَا ِإنّ َ
جعَ ْل فِي قُلُوِبنَا غِ ً
سََبقُونَا بِا ِليَا ِن وَل تَ ْ
. )10 : 7
و عن ع مر بن الطاب ر ضي ال قال ( :كا نت أموال ب ن النض ي م ا أفاء ال على
ر سوله م ا ل يو جف ال سلمون عل يه من خ يل ول ركاب ،فكا نت لل نب فكان ين فق
على أهله نفقة سنته ) .وف لفظ ( :يبس لهله قوت سنتهم ويعل ما بقي ف الكراع
والسلح عدة ف سبيل ال ) (. )1
وعلى هذا فيصرف الفيء بعد وفاة النب ف جيع مصال السلمي ،ومنها التفاق
على ذوي الاجات ود فع الرزاق للج ند والعلماء والقضاء و سائر موظ في الدولة ،ك ما
يع طي م نه إل عموم ال سلمي ،وهذا هو الأثور عن اللفاء الراشد ين ر ضي ال تعال
عنهم ف سيتم وهديهم ،ولذلك قال عمر بن الطاب رضي ال تعال عنه ( :وال ما
أحد أحق بذا الال من أحد ،وال ما من السلمي أحد إل وله ف هذا الال نصيب إل
عبدًا ملوكًا ،ولك نا على منازل نا من كتاب ال تعال وق سمنا من ر سول ال فالر جل
وبلؤه ف السلم ،والرجل وقدمه
)(1متفق عليه .رواه البخاري ف :الهاد .باب :الجن ومن يترس بترس صاحبه . 80 ،انظر :الفتح (
، )6/93ورواه مسلم ف :الهاد .باب :حكم الفيء ،ح . )3/1376( 1757
356
ف السلم ،والرجل وغناؤه ف السلم ،والرجل وحاجته ) (. )1
وقد روى عنه أيضًا ( :وال لئن بقيت لم إل قابل ليأتي الراعي ببل صنعاء حظّه
من هذا الال وهو يرعى مكانه ) (. )2
ويفهم من هذا كله أن عموم السلمي لم نصيب من مال الفيء ،فيعطون منه بعد
سد النفقات الضرورية للدولة .
( )5ويلحق بالفيء ويكون مصرفه مصرف الفيء الموال الت ليس لا مالك معي ،
م ثل من مات من ال سلمي ول يس له وارث ،وكالغ صوب ،والعواري ،والودائع وغ ي
ذلك من أموال السلمي الت تعذر معرفة أصحابا ) ( ، )3أو الت ل صاحب لا .
وجوه صرف الموال
الواجب على المام عند صرف الموال أن يبتدئ ف القسمة بالهم
)(1رواه أحد ف مسنده تت رقم ( )292من الزء الول وصححه أحد شاكر انظر :تريه للمسند (
، )1/281وف سنده :ممد بن إسحاق صاحب السية .قال فيه أحد شاكر :ثقة تكلم فيه بغي حجة .
انظر :تريج السند ( )1/193قلت :جهور الحدثي على تسي حديثه إذا انفرد به وال أعلم .كما روى
الديث أبو داود ف كتاب :المارة .باب :ما يلزم المام من أمر الرعية .انظر :عون العبود ()8/166
بزيادة ( :والرجل وعياله ) وف إسناده :ممد ابن إسحاق أيضًا .ورواه ابن سعد ف الطبقات ()3/299
عن السائب بن يزيد .
)(2جزء من الثر السابق .
)(3مموع فتاوى شيخ السلم ابن تيمية ( . )277 ، 8/276وقريب منه ف ( )28/568من نفس
الرجع .
357
فالهم من مصال السلمي ،كعطاء من يصل للمسلمي منهم منفعة عامة أو الحتاجي
فمن هؤلء :
( )1القاتلة :وهم أهل النصرة والهاد ،وهم أحق الناس بالفيء ،فإنه ل يصل إل
بم ،حت اختلف الفقهاء ف مال الفيء هل هو متص بم أو مشترك ف جيع الصال ؟
( على قولي للشافعي ووجهي ف مذهب أحد ،لكن الشهور ف مذهبه وهو مذهب أب
حنيفة ومالك :أنه ل يتص به القاتلة بل يصرف ف الصال كلها ) ()1كما سبق ذكره ،
وكذلك إذا قتل أو مات من القاتلة فإنه ترزق امرأته وأولده الصغار حت يكبوا (. )2
( )2ذُوو الوليات كالولة والقضاة والعلماء والسصصعاة على الال جعًصا وحفظًصا
وقسمة ،وجع القائمي على مصال السلمي .
( )3كذلك ي صرف ف الثان والجور ل ا ي عم نف عه من سداد الثغور بالكراع
وال سلح ،وعمارة ما يتاج إل عمار ته من طرقات الناس كال سور والقنا طر وطرقات
الياه والنار ونو ذلك .
( )4ومصن السصتحقي ذوو الاجات :فإن الفقهاء قصد اختلفوا هصل يقدّمون فص غيص
الصدقات من الفيء ونوه -على غيهم ؟ على قولي ف مذهب المام أحد وغيه منهم
من قال يقدّمون ،ومنهم من قال :الال أ ستحق بال سلم ،فيشتركون ف يه ك ما يشترك
الور ثة ف الياث ،قال ا بن تيم ية ( :وال صحيح أن م يقدّمون ،فإن ال نب كان يقدّم
ذوي الاجات كما قدّمهم ف مال بن النضي ،وقال عمر رضي ال عنه ( :ليس أحد
أحق بذا
358
الال من أحد . )1( ) ...وذكر كلم عمر النف الذكر (. )2
( )5كما يوز -بل يب -العطاء لتأليف من يتاج إل تأليف قلبه ،وإن كان ل
ي ل له أ خذ ذلك ،ك ما خ صّص ال ف القرآن ن صيبًا للمؤل فة قلوب م من ال صدقات ،
وكما كان يعطيهم من الفيء ونوه فقد أعطى القرع بن حابس ،وعيينة بن حصن
صد الي ص الطائي وقال « :إن ص إنا ص فعلت ذلك صة العامري ،وزيص
الفزاري ،وعلقمص
لتألفهم » (. )3
قال شيصخ السصلم ابصن تيميصة ( :وهذا النوع مصن العطاء وإن كان ظاهره إعطاء
الرؤسصاء وترك الضعفاء كمصا يفعصل اللوك فالعمال بالنيات ،فإذا كان القصصد بذلك
مصلحة الدين وأهله ،كان من جنس عطاء النب وخلفائه ،وإن كان القصود العلو ف
الرض والفساد كان من جنس عطاء فرعون ) (. )4
أما ما فضل عن منا فع السلمي ،فإ نه يق سم بينهم ،ل كن مذهب الشاف عي وب عض
أصحاب أح د أ نه ل يس للغنياء الذ ين ل منف عة فيهم حق ،ك ما فعل عمر بن الطاب
رضي ال عنه لا كثر الال أعطى منه عامة السلمي فكان لميع السلمي فرض ف ديوان
عمر بن الطاب غنيهم وفقيهم ...ومع هذا فالواب تقدي الفقراء على الغنياء الذين
ل
359
منفعصة فيهصم ،فل يعطصي شيئًا حتص يفضصل عصن الفقراء .هذا مذهصب المهور كمالك
وأحد ف الصحيح من الروايتي عنه ( . )1ويدل على ذلك قوله تعال ﴿ :كَ يْ لَا يَكُو نَ
دُولَةً َبيْنَ الَْأغْنِيَاء مِنكُ ْم ﴾ ( الشر آية . ) 7 :
لكن هل يب التساوي ف العطاء أم ل ؟ ورد ف السنن ( أن النب كان إذا أتاه مال
أعطى الهل قسمي وال َع َزبَ قسمًا ( ) )2فيفضّل التأهل على العزب .
أ ما ع مر فمذه به ف ق سمة الف يء هو التفض يل ف العطاء بالفضائل الدين ية وحاجات
الرعية ،يدل على ذلك كلمه النف الذكر ( ، )3أما أبو بكر الصديق رضي ال عنه فقد
كان مذه به الت سوية ف العطاء إذا ا ستووا ف الا جة ،وإن كان بعض هم أف ضل ف دي نه
وقال ( :إنا أسلموا ل وأجورهم على ال ،وإنا هذه الدنيا بلغ ) .
وروي ع نه أ نه قال ( :ا ستوى في هم إيان م -يع ن أن حاجت هم ف الدن يا واحدة -
فأعطيهم لذلك ل للسابقة والفضيلة ف الدين ،فإن أجرهم يبقى على ال ،فإذا استووا ف
الاجة سوى بينهم ف العطاء ) (. )4
360
أما عن حقوق العاملي ف الدولة فعلى الدولة تأمي الزواج للموظف والسكن والادم
والركب ،كما ف الديث الذي رواه أبو داود بإسناده إل جبي بن نفي عن الستورد بن
شداد قال سعت النب يقول « :من كان ل نا عاملً فليكتسب زو جة ،فإن ل ي كن له
خادم فليكتسب خادمًا ،فإن ل يكن له مسكن فليكتسب مسكنًا » ،قال :قال أبو بكر
:أخبتُ أن النب قال « :من اتذ غي ذلك فهو غالّ أو سارق » (. )1
وكذلك من مات وعليه دين ،وليس له مال يفي بدينه ،أو له أولد قصرّ فإن المام
يؤدي ما عل يه من د ين من ب يت مال ال سلمي ،ك ما ف الد يث الذي رواه أ بو هريرة
قال « :من ترك مالً فلورثته ،ومن ترك كلّ فعلينا » وف رواية عن جابر بن عبد
ال « :أ نا أول بكُ ّل مؤ من من نف سه فأي ا ر جل مات وترك دينًا فإلّ ،و من ترك مالً
فلورثته » (. )2
ومن واجبات المام بالضافة إل ما سبق :
ثانيًا :اختيار الكفاء للمناصب القيادية :
نظرًا لثقل العباء النوطة بالمام فإنه ل يستطيع وحده القيام بتدبيها جيعًا ،ولذلك
كان ل بد له من ولة ومعاوني يقومون
)(1سنن أب داود كتاب :المارة .باب :ف أرزاق العمال )8/161( .من عون العبود .والديث سكت
عنه النذري كما قال صاحب عون العبود .
)(2متفق عليه رواه البخاري كتاب :الفرائض .باب ، 15 :فتح الباري ( )12/27عن أب هريرة ،ورواه
مسلم ف :الفرائض .باب :من ترك مالً فلورثته )3/1237( ،حديث رقم ( )1619وابن ماجه ف :
الصدقات .باب ، 13 :من ترك دينًا أو ضياعًا فعلى ال ورسوله ،ح ، )2/807( 2415والنسائي ف :
النائز . 67
361
بسصاعدته ويوليهصم بعصض الهام وبعصض الهات ،فيكونون فيهصا نوابًا عنصه ،يوافونصه
بأخبارها ،ويقومون بتدبيها نيابة عنه على حسب ما يأمرهم به ،لذلك كان لزامًا عليه
أن يتار من الولة من َتْبرَأ ب م ذم ته ،ل نه ال سئول الول عن كل مظل مة أو خ طأ ي قع
منهم على الرعية .
وأول وأقرب هؤلء هصم الوزراء والسصتشارون والبطانصة ،فيجصب أن يكون حصصيفًا
يقظًا ف اختيارهم ،قال ال تعال حكاية عن موسى عليه السلم ﴿ :وَا ْجعَل لّي َوزِيرا
مّ نْ َأهْلِي * هَارُو نَ أَخِي * اشْ ُددْ بِ هِ َأ ْزرِي * وَأَ ْشرِكْ هُ فِي َأ ْمرِي ﴾ ( )1وقال تعال ﴿ :يَا
ُمص خَبَا ًل ﴾ ...اليصة ( )2وقال ُمص َل يَأْلُونَك ْ خذُواْ بِطَانَ ًة مّنص دُونِك ْ ِينص آمَنُواْ َل تَتّ ِ
أَيّه َا الّذ َ
ك مَ َع الّذِي نَ يَ ْدعُو َن رَّبهُم بِاْلغَدَا ِة وَاْلعَشِيّ ُيرِيدُو َن وَ ْجهَ هُ وَل َتعْدُ س َ تعال ﴿ :وَا صِْبرْ َنفْ َ
عَيْنَا َك عَْنهُ مْ ُترِيدُ زِيَنةَ اْلحَيَاةِ الدّنْيَا وَل تُطِ ْع مَ نْ َأ ْغفَلْنَا قَ ْلبَ هُ عَن ذِ ْكرِنَا وَاتَّب عَ َهوَا هُ وَكَا نَ
َأ ْمرُهُ ُفرُطا ﴾ (. )3
وروى البخاري بسنده عن أب سعيد الدري عن النب قال « :ما استخلف خليفة
إل له بطانتان ،بطانصة تأمره باليص وتضصه عليصه ،وبطانصة تأمره بالشصر وتضصه عليصه ،
والعصوم من عصم ال » (. )4
362
وعن عائشة رضي ال عنها قالت :قال رسول ال « إذا أراد ال بالمي خيًا جعل
له وز ير صدق ،إن ن سي ذكره ،وإن ذ كر أعا نه ،وإذا أراد ال به غ ي ذلك ج عل له
وزير سوء ،إن نسي ل يذكره ،وإن ذكر ل يعنه » (. )1
وع نه قال « :إن ال ل يب عث نبيًا إل وله بطانتان .بطا نة تأمره بالعروف وتنهاه
عن النكر ،وبطانة ل تألوه خبا ًل ،ومن يوق بطانة السوء فقد وقي » (. )2
ويدخل ف الكم الوزراء والبطانة جيع الولة الذين يقوم بتوليتهم ،كالقضاة ،وولة
الرب ،وال سبة ،والال .وغي هم ،قال ش يخ ال سلم ا بن تيم ية ( :فيجب على ول
المر أن يول على كل عمل من أعمال السلمي أصلح من يده لذلك العمل ) (. )3
ل وهو يد كما روي عن النب أنه قال « :من ول من أمر السلمي شيئًا فول رج ً
من هو أ صلح للم سلمي م نه ،ف قد خان ال ور سوله » .و ف روا ية « :من قلد رجلً
عملً على ع صابة ،و هو ي د ف تلك الع صابة أر ضى م نه ،ف قد خان ال وخان ر سوله
وخان الؤمني » ( . )4وقال عمر بن الطاب رضي ال عنه ( :من ول من أمر السلمي
ل لودة أو قرابة بينهما ،فقد
شيئًا فول رج ً
)(1رواه أبو داود ف :المارة .باب :ف اتاذ الوزير )8/150( ،عون العبود .قال الشارح ( :والديث
سكت عنه النذري ) .ورواه النسائي ف :البيعة ، 33 .وأحد ( )6/70من السند .
)(2رواه الترمذي ف حديث طويل ك :الزهد .ب :معيشة أصحاب النب ،ح ، )4/585( 2369
وابن حبان ،والاكم ،والنسائي .انظر :تفة الحوذي (. )7/39
)(3السياسة الشرعية (ص . )6
)(4رواه الاكم وصححه وروى بعضهم أنه من قول عمر لبنه وسبق تريه (ص . )287
363
خان ال ور سوله وال سلمي ) ( )1فل يس على المام إل أن ي ستعمل أصلح الوجود ،و قد
ل يكون ف موجوده من هو صال لتلك الول ية فيختار الم ثل فالم ثل ف كل من صب
ب سبه ،وإذا ف عل ذلك ب عد الجتهاد التام وأخذه الول ية بق ها ،ف قد أدى الما نة وقام
بالواجب ف هذا وصار ف هذا الوضع من أئمة العدل القسطي عند ال .
هذا وابن تيمية -رحه ال -ل يقصر واجب ول المر على تولية الصلح فقط ،بل
تعدّى ذلك إل وجوب العداد والتأه يل ليتو فر لعمال الدولة من يتول ها من القادر ين
على القيام با ،حيث يقول :
( ومع أ نه يوز تول ية غ ي ال هل للضرورة إذا كان أ صلح الوجود ،في جب مع ذلك
السصعي فص إصصلح الحوال ،حتص يكمصل فص الناس مصا ل بصد لمص مصن أمور الوليات
والمارات ونو ها ،ك ما ي ب على الع سر ال سعي ف وفاء دي نه ،وإن كان ف الال ل
يُطلب منه إل ما يقدر عليه ) (. )2
كما استنبط رحه ال شروط التوظيف الساسية من اليات القرآنية التالية :
﴿ إِنّ َخْي َر مَ نِ ا ْستَأْ َج ْرتَ اْل َقوِيّ الَْأمِيُ ﴾ ( )3وقول صاحب م صر ليو سف عل يه
السلم ِ ﴿ :إنّ كَ الَْيوْ مَ لَ َديْنَا مِ ِكيٌ َأمِيٌ ﴾ ( )4وقوله تعال ف صفة جبيل ﴿ :إِنّ هُ َل َقوْلُ
رَسصُولٍ َكرِيٍ * ذِي ُق ّوةٍ عِن َد ذِي اْل َعرْ شِ مَكِيٍ * مُطَاعٍصثَمّ َأمِيٍ ﴾ ( )5وهذه الشروط
هي :القوة ،والمانة ،وتعنيان :العلم ،والبة ف
364
العمل الوكل إليه والقدرة عليه ،والشية ل ل للناس (. )1
هذا ول يقدّم الرجل لكونه طلب الولية أو سبق ف الطلب ،بل ذلك سبب ف النع ،
لقول النب « :إنا وال ل ُنوَلّي هذا العمل أحدًا سأله أو أحدًا حرص عليه » ( . )2وقال
لعبد الرحن بن سرة « :يا عبد الرحن ل تسأل المارة فإنك إن أعطيتها عن غي مسألة
أُعنت عليها ،وإن أعطيتها عن مسألة وكلت إليها » (. )3
فإن عدل عن الحق الصلح إل غيه لجل قرابة بينهما أو صداقة أو موافقة ف بلد
أو مذهصب أو طريقصة أو جنصس كالعربيصة والفارسصية والتركيصة والروميصة ونوص ذلك ،أو
ص مصن مال أو منفعصة أو غيص ذلك مصن السصباب ،أو لضغصن فص قلبصه على لرشوة يأخذه ا
ال حق ،أو عداوة بينه ما ،ف قد خان ال ور سوله والؤمن ي ود خل في ما ن ى ال ع نه ف
ُمص
ُمص وَأَنت ْ
ّهص وَالرّسصُو َل وَتَخُونُواْ َأمَانَاِتك ْ
ِينص آمَنُواْ لَ َتخُونُوْا الل َ
قوله تعال ﴿ :يَا َأيّهَا الّذ َ
َتعْلَمُو نَ ﴾ ( )4لذلك تع تب تول ية الولة وال ستعانة بالعوان م سؤولية ج سيمة ي ب أل
ت سلّم إل لرباب ا الذ ين ي ْقدِرون علي ها ،وإن ا من أع ظم المانات ،و من أخ طر المور
توسيدها لغي أهلها ،بل ذلك من علمات الساعة ،روى البخاري ف صحيحه عن أب
هريرة رضي ال عنه عن النب قال « :إذا ضُّيعَت المانة ،انتظر الساعة » .قيل :يا
رسول ال وما إضاعتها ؟ قال « :إذا وُسّد المر إل غي أهله فانتظر الساعة » (. )5
365
وقال « :كل كم راع وكل كم م سؤول عن رعي ته » ...الد يث ( . )1وروي عن
عمران بن سُليم عن عمر بن الطاب رضي ال عنه قال « :من استعمل فاجرًا وهو يعلم
أنه فاجر فهو مثله » (. )2
ماسبتهم :
هذا مع أن من وا جب المام ح سن اختيار ول ته والتدق يق والتحري ف ذلك ،فإن
عليه أيضًا تتبّع أخبارهم ،وماسبتهم على ك ّل صغية وكبية ،فقد روى البخاري رحه
ال ف صحيحه عن أب حيد الساعدي أن النب استعمل ابن اللتبية -وف رواية التبية
-على صدقات بن سُليم ،فلما جاء رسول ال وحاسبه قال :هذا لكم وهذه هدية
أهديت ل ،فقال رسول ال « :فهل جلست ف بيت أبيك وبيت أمك حت تأتيك
هديتك إن كنت صادقًا ؟ » ث قام رسول ال فخطب ف الناس فحمد ال وأثن عليه ث
قال « :أما بعد :فإن أستعمل رجا ًل منكم على أمور ما ولن ال ،فيأت أحدكم فيقول
ل جلس ف بيت أبيه وبيت أمه حت تأتيه هديته إن :هذا لكم وهذه هدية أهديت ل .فه ّ
كان صادقًا ؟ فوال ل يأ خذ أحد كم من ها شيئًا -قال هشام :بغ ي ح قه -إل جاء ال
ل ْعرِفَنّ ما جاء ال رج ٌل ببع ي له رغاء ،أو ببقرة ل ا خوار ،أو
يمله يوم القيا مة .أل فَ َ
شاة َتْيعَر ( - )3ث رفع يديه حت رأيت بياض إبطيه -أل هل بلغت ؟ » (. )4
366
و عن الح نف بن قيس -وكان أ حد ولة عمر ر ضي ال ع نه -قال :قد مت على
ع مر بن الطاب رضوان ال عل يه فاحتب سن عنده حو ًل ،فقال :يا أح نف قد بلو تك
وخبتك ،فرأيت أن علنيتك حسنة ،وأنا أرجو أن تكون سريرتك مثل علنيتك ،وإنّا
كنا لنُحَدّث ( إنا يهلك هذه المة كلّ منافق عليم ) (. )1
ثالثًا :الشراف بنفسه على تدبي المور وتفقّد أحوال الرعية :
ك ما قل نا إن المام هو ال سئول الول عن كل صغية و كبية ف الدولة ،و مع أ نه
شرَع له اتاذ الوزراء والعوان على تدب ي المور ،إل أ نه ي ب عل يه أن يشرف بنف سه يُ ْ
على هؤلء الوزراء والعوان ،وأل يتّكصل عليهصم ،فعليصه أيضًا أن يقوم بالشراف على
أحوال الرعيصة ويتفقصد أحوالمص ،وأل يتجصب عنهصم حتص يعرف أوضاعهصم ،فيعيص
متاجهم ،وينصر مظلومهم ،ويقمع ظالهم ،قال أبو يعلى ف تعداده لواجبات المام :
( العاشصر :أن يباشصر بنفسصه مشارفصة المور ،وتصصفح الحوال ،ليهتمّ بسصياسة المصة
ل بلذة أو عبادة ،ف قد يون الم ي ويغشّ وحرا سة اللة ،ول يعول على التفو يض تشاغ ً
النا صح ،و قد قال تعال ﴿ :يَا دَاوُودُ ِإنّ ا َجعَلْنَا كَ َخلِيفَ ًة فِي الرْ ضِ فَاحْكُم بَيْ نَ النّا سِ
بِالْحَقّ وَل َتتّبِ عِ اْل َهوَى ﴾ ( )2فلم يقت صر سبحانه على التفو يض دون الباشرة ،و قد قال
« :كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته » (. )3
367
والذي يد ّل على ما سبق ذكره من وجوب مباشرة المام بنفسه وعدم الحتجاب عن
رعيته والنصح لم ما رواه أبو داود بإسناد إل أب مري الزدي قال سعت رسول ال
يقول « :من ولّه ال عز وجل شيئًا من أمر السلمي فاحتجب دون حاجتهم و ُخلّتِهم
وفقرهم ،احتجب ال دون حاجته وخلته وفقره » (. )1
واختلف ف مشروع ية الا جب للحكام ( فقال الشاف عي وجا عة ينب غي للحا كم أل
يتخصذ حاجب ًا ،وذهصب آخرون إل جوازه وحُمصل الول على زمصن سصكون الدهاء
واجتماع هم على ال ي ،وطواعيت هم للحا كم .وقال آخرون :بل ي ستحب ذلك حينئذ
شرّير (. )2
ليتب الصوم وينع الستطيل ويدفع ال ّ
ود خل أ بو م سلم الول ن على معاو ية بن أ ب سفيان ر ضي ال ع نه فقال :ال سلم
عليك أيها الجي ،فقالوا :قل :السلم عليك أيها المي ،فقال :السلم عليك أيها
الج ي ،فقالوا :قل :ال سلم عل يك أي ها الم ي ،فقال :ال سلم عل يك أي ها الج ي ،
فقالوا :قل :المي ،فقال معاوية :دعوا أبا مسلم فإنه أعلم با يقول .فقال :إنا أنت
أجي ،استأجرك ربّ هذه الغنم لرعايتها ،فإن أنت هَنَأْ تَ جرباها ،وداويت مرضاها ،
وحبست أُولها على أخراها ،وفّاك سيدها أجرك ،وإن أنت ل تنأ جرباها ،ول تداو
مرضاها ،ول تبس أولها على أخراها ،عاقبك سيدها . )3( ) ...
)(1رواه أبو داود ف :المارة .باب ، 13 :عون العبود ( ، )8/165ورواه الترمذي ،وأحد بن حنبل ف
السند ( . )5/239وقال ابن حجر :إسناده جيد انظر :فتح الباري (. )13/233
)(2فتح الباري (. )13/133
)(3نقلً عن السياسة الشرعية (ص . )12
368
وك تب القا ضي أ بو يو سف إل أم ي الؤمن ي هارون الرش يد يذّره من مغبّ ة إهاله
للرع ية وتضي يع حقوق ها ،فقال ( :احذر أن تض يع رعي تك في ستوف رب ا حق ها م نك ،
ويضيعك -با أضعت -أجرك ،وإنا يدعم البنيان قبل أن يتهدم ،وإنا لك من عملك
ما عملت فيما ولّك ال أمره ،وعليك ما ضيعت منه ،فل تنس القيام با ولك ال أمره
فلست تُنسى ،ول تغفل عنهم فليس يُغفل عنك . )1( ) ...
فمت شعر الئمة بذا الشعور ،وقاموا بذا الواجب حازوا رضى ال عز وجل ورضى
الناس ،واستقام لم أمر هم ،ومت تنكّبُوا هذا الطريق َخ سِروا الدن يا والخرة وذلك هو
السران البي .
وم ن قام بذا الوا جب خ ي قيام خلفاء الر سول ،فلنأ خذ نوذجًا من ذلك .فهذا
ع مر بن الطاب ر ضي ال ع نه روى ع نه ال سن رح ه ال قوله ( :ولئن ع شت إن شاء
صلُون
ال لسي ّن ف الرعية حو ًل ،فإن أعلم أن للناس حوائج تقطع عن ،أما هم فل يَ ِ
إلً ،وأما عمالم فل يرفعونا إلّ .فأسي إل الشام فأقيم با شهرين ،ث أسي إل مصر
فأقيم با شهرين ،ث أسي إل البحرين فأقيم با شهرين ،ث أسي إل الكوفة فأقيم با
شهرين ،ث أسي إل البصرة فأقيم با شهرين ) ( . )2وعن طاوس أن عمر قال ( :أرأيتم
إن استعملت عليكم خي من أعلم ث أمرته بالعدل أقضيت ما علي ؟ قالوا :نعم .قال :
ل حت أنظر ف عمله أعمل با أمرته أم ل . )3( ) ...
369
رابعًا :الرفق بالرعية والنصح لم وعدم تتبع عوراتم :
ك ما أن من واج به أيضًا الر فق بذه الرع ية ال ت ا سترعاه ال أمر ها ،والن صح ل م ،
وعدم تتبع سوءاتم عوراتم ،وقد ورد ف هذا الواجب أحاديث وآثار كثية منها :
ما رواه مسلم ف صحيحه بسنده عن عائشة رضي ال عنها قالت :سعت رسول ال
يقول ف بيت هذا « :اللهم من وَلِ َي من أمر أمت شيئًا فش ّق عليهم فاشقق عليه ،ومن ول
من أمر أمت شيئًا فرفق بم فارفق به » (. )1
قال النووي ( :هذا من أبلغ الزوا جر عن الش قة على الناس ،وأع ظم الثّ على الر فق
بم ،وقد تظاهرت الحاديث بذا العن ) (. )2
ومنها ما رواه البخاري بسنده إل السن قال :إن عبيد ال بن زياد زار َم ْعقِل بن يسار
ف مر ضه الذي مات ف يه ،فقال له مع قل :إ ن مد ثك حديثًا سعته من ر سول ال
سعت النب يقول « :ما من عبد يسترعيه ال رعية من السلمي فيموت وهو غاشّ لم
إل حرّم ال عليه النة » ( . )3وعند مسلم قال « :ما من عبد يلي أمر السلمي ث ل
يهد لم وينصح لم إل ل يدخل النة معهم » (. )4
)(1مسلم كتاب :المارة .باب :فضيلة المام العادل ،رقم الديث (. )3/1458( )1828
)(2شرح النووي لصحيح مسلم (. )12/213
)(3البخاري ك :الحكام .ب :من استرعى رعيته فلم ينصح لا ،فتح الباري (. )13/126
)(4مسلم ك :اليان .ب :استحقاق الوال الغاش لرعيته النار ،ح . )1/125( 142
370
و عن ال سن أن عائذ بن عمرو كان من أ صحاب ر سول ال د خل على عب يد ال
ا بن زياد فقال :أي ب ن :إ ن سعت ر سول ال يقول « :إن شرّ الرّعاء الُطَ َم َة (، )1
فإياك أن تكون منهم » ،فقال له :اجلس إنا أنت من نالة أصحاب ممد ،فقال :
وهل كانت لم نالة ؟ إنا كانت النخالة بعدهم وف غيهم (. )2
ومن ها ما رواه أ بو داود ب سنده عن أ ب أما مة قال :إن ر سول ال قال « :إذا ابت غى
المي الرّيبة ف الناس أفسدهم » (. )3
و عن معاو ية ر ضي ال ع نه قال :سعت ال نب يقول « :إ نك عن تتب عت عورات
الناس أفسدتم ،أو كدت تفسدهم » (. )4
خامسًا :أن يكون قدوة حسنة لرعيته :
من طبيعة النفس البشرية أنا دائمًا مولعة بتقليد القوى سواء كان ف الي أو الش ّر ،
وحيث إن المام هو الذي ف يده زمام السلطة
)(1الُطمة :العنيف التعسف قليل الرحة .انظر :لسان العرب مادة ( حطم ) (. )12/139
)(2مسلم ك :اليان .ب :استحقاق الوال الغاش رعيته النار ،ح ، )1/126( 142وأحد (. )5/25
)(3سنن أب داود ك :الدب .ب :النهي عن التجسس ،عون ( . )13/232وأحد ف السند (، )6/4
وقال مقق جامع الصول :هو :حديث حسن .جامع الصول (. )4/83
)(4سنن أب داود ك :الدب .ب :النهي عن التجسس ،عون ( ، )13/232ورواه ابن حبان ف
صحيحه (ص . )359وعزاه صاحب كن العمال لعبد الرزاق ف الصنف انظر :الكن ( )5/797ح
.14359
371
والتدب ي ،فإن نفوس الرع ية تكون مول عة في ما يذ هب إل يه ،لذلك و جب عل يه أن يكون
قدوة ح سنة لتبا عه ح ت ي سيوا على ن جه ،ويقلّدوه ف سنّته ال سنة ،لن عيون م
معقودة بصه وأبصصارهم شاخصصة إليصه ،فإن أي صصغية تبدوا منصه تتجسصم لدى العامّة ،
ويتخذون منهصا ثغرة ينفذون منهصا إل النراف ،وقلّ أن يردّهصم بعصد ذلك نصصح أو
تويف .
ولذلك لا دخل قائد جيش السلمي سعد بن أب وقاص رضي ال عنه قصر كسرى
ع َومَقَا مٍ َكرِيٍ * وََنعْ َمةٍ
ت َوعُيُو ٍن * َو ُزرُو ٍ
و هو يتلوا قوله تعال ﴿ :كَ مْ َترَكُوا مِن جَنّا ٍ
كَانُوا فِيهَا فَا ِكهِيَ * كَ َذلِ كَ وََأ ْورَْثنَاهَا َقوْما آ َخرِي نَ ﴾ ( )1أر سل سعد كل ما ف ق صر
كسرى إل أمي الؤمني عمر بن الطاب ،وأخذ عمر رضي ال عنه يقلّب هذه النفائس
ويقول :إن قوم ًا أدّوا هذا لمناء .فقال علي بصن أبص طالب رضصي ال عنصه ( :لقصد
عففت فعفّت رعيتك ،ولو رتعت لرتعت ) ث قسم عمر على ذلك ف السلمي .
وقد روى البخاري رحه ال عن أب بكر رضي ال عنه ف حديثه للحسية لا سألته :
مصا بقاء هذا المصر الصصال الذي جاء ال بصه بعصد الاهليصة ؟ قال :مصا اسصتقامت بكصم
أئمتكم ) (. )2
وقال عمر بن الطاب رضي ال عنه ( :إن الناس ل يزالوا مستقيمي ما استقامت لم
أئمتهم وهداتم ) ( ، )3وقال ( :الرعية مؤدية إل
372
المام ما أدى المام إل ال ،فإن رتع المام رتعوا ) (. )1
لذلك كان من سيته رضي ال عنه -كما ذكر ذلك سال بن عبد ال عن أبيه قال :
( كان ع مر إذا أراد أن ين هى الناس عن ش يء تقدّم لهله فقال :ل أعل من أحدًا و قع ف
شيء ما نيت عنه إل أضعفت له العقوبة ) (. )2
قال شيخ السلم ابن تيمية رحه ال ( :وينبغي أن ُيعْرف أن أول المر كالسوق ما
ن فق ف يه جُلب إل يه ،هكذا قال ع مر بن ع بد العز يز ،فإن نفق ف يه الصدق والبّ والعدل
والمانة جُلب إليه ذلك ،وإن نفق فيه الكذب والور واليانة جُلب إليه ذلك ) (. )3
وتاريخ السلمي ناطق با للسوة الطيبة ف الكّام من أثر ف المة ،ففي أيام عمر بن
الطاب شاع الزهد والتق شف إقتدا ًء به ،و ف أيام الول يد بن ع بد اللك ( )4تنا فس الناس
ف إنشاء الساجد وإقامة اللجئ للمرضى والعجزة ماراة ليول الليفة ف ذلك ،وف أيام
عمر بن عبد العزيز شاعت روح العدالة ف الجتمع ،وأقبل الناس على إقامة شعائر الدين
أسوة بذا الليفة العادل .
)(1طبقات ابن سعد ( ، )3/292والبيهقي ف السنن الكبى ،وابن أب شيبة ،والنسائي .قاله صاحب كن
العمال ( )5/765ح . 14318
)(2الطبقات الكبى (. )3/289
)(3السياسة الشرعية (ص . )32
)(4انظر :البداية والنهاية (. )9/165
373
هذا وقد قيل ( :الناس على دين ملوكهم ) (. )1
قال الطرطو شي ( )2( :ل أزل أ سع الناس يقولون :أعمال كم عمال كم ك ما تكونوا
يول عليكم ) ( )3إل أن ظفرت به ف قوله تعال ﴿ :وَكَذَلِكَ ُنوَلّي َب ْعضَ الظّالِ ِميَ َبعْضا
سبُونَ ﴾ (. )5( ، )4
بِمَا كَانُوْا يَكْ ِ
هذا وهناك أعمال أخرى -غي ما ذُكر -مناطة بالئمة أو من يولونه مكانم ،مثل
ل له ،وإقامة المع والعياد وقيادة اليوش ونو ذلك . ولية من ل و ّ
)(1قال السخاوي :ل أعرفه حديثًا .انظر :القاصد السنة (ص )441ح .1236ط .أول . 1399ن
:دار الكتب العلمية بيوت .
)(2هو :أبو بكر ممد بن الوليد من علماء الالكية .انظر :النجوم الزاهرة (. )5/231
)(3رواه الديلمي ف مسند الفردوس ،والبيهقي ف :شعب اليان .عن أب إسحاق السبيعي مرسلً قاله
صاحب كن العمال ( )6/89ح ، 14972وقال العجلون ( :رواه الاكم ومن طريقه الديلمي عن أب
بكرة مرفوعًا وأخرجه البيهقي بلفظ ( :يؤمر عليكم ) بدون شك وبذف أب بكر فهو منقطع ،وأخرجه ابن
جيع والقضاعي عن أب بكرة بلفظ ( يول عليكم ) بدون شك وف سنده ماهيل ،ورواه الطبان بعناه عن
السن ) ...كشف الفا ومزيل اللباس ( . )2/184والديث ضعفه اللبان ف :ضعيف الامع الصغي (
. )4/160
)(4سورة النعام آية . 129
)(5سراج اللوك للطرطوشي (ص ، )101ط .أول 1319هص .ن .الطبعة الزهرية الصرية .
374
البحث الثان
حقوق المام
إذا قام الليفة بالواجبات السابقة ثبت له بإزائها كثي من القوق الت تعينه على القيام
بذه الواجبات خي قيام ،ومن هذه القوق :
أولً :حق الطاعة :
الطاعة دعامة من دعائم الكم ف السلم وقاعدة من قواعد نظامه السياسي ،وهي
من المور الضرورية لتمكي المام من القيام بواجبه اللقى على عاتقه ،وضرورية أيضًا
لتمك ي الدولة من تنف يذ أهداف ها وتق يق أغراض ها ،ور ضي ال عن ع مر بن الطاب
حيث يقول ( :ل إسلم بل جاعة ،ول جاعة بل أمي ،ول أمي بل طاعة ) .
وإن من أهم ما ييز نظام السلم عن غيه من النظم الرضية الت وضعها البشر هو
ذلك الوازع الدي ن ف ضم ي الؤ من ،ف هو ي ستشعر -ع ند قيام المام بواج به -أن ال
سبحانه وتعال قد أجب عليه الطاعة لذا المام ،فيؤنبه ضميه ويردعه وازعه الدين عن
الخلل بنظام الدولة أو التمرد والعصيان على أي أمر من أمور الدولة الت وضعتها لصال
المة ،وإن غابت عنه عي الرقيب والارس لذا النظام ،لنه يشعر بأن الرقيب حي قيوم
ل تأخذه سنة ول نوم ،و هو مطلع عل يه عال بأحواله ف كل ل ظة وأوان .وهذا ما ل
وجود له ف النظم الرضية ،فكل منهم يراقب عي الرقيب وحارس النظام ،وهو بشر
مثلهم ،ومن طبيعة البشر الضعف والغفلة والتقصي ،فإن غاب عنه فل رقيب ول
375
حارس ول وازع دين أو خلقي يردعه من التمرد على هذا النظام الراد حفظه .
كذلك الؤ من إذا ات ذ هذه الطا عة قر بة ل سبحانه وتعال وعبادة ،فله علي ها ال جر
الز يل ،ل نه يطيع هم امتثالً ل مر ال ور سوله بذلك ل لشخا صهم .في جو من ال
الثواب على ذلك .أما النظم الخرى فل رجاء ول أجر إل ما يصيبه ف هذه الياة الدنيا
من حطامها ،ومن النتائج الترتبة على حفظ هذه النظام َ ﴿ ،ومَا الْحَيَا ُة الدّْنيَا فِي ال ِخ َرةِ
ع﴾. إِ ّل مَتَا ٌ
قال شيخ السلم ابن تيمية ( :فطاعة ال ورسوله واجبة على كل أحد ،وطاعة ولة
المور واجبة لمر ال بطاعتهم ،فمن أطاع ال ورسوله بطاعة ولة المر ل فأجره على
ال ،ومن كان ل يطيعهم إل لا يأخذه من الولية والال فإن أعطوه أطاعهم و إن منعوه
عصاهم فماله ف الخرة من خلق ) (. )1
وقد روى البخاري ومسلم وغيها عن أب هريرة رضي ال عنه عن النب قال « :
ثل ثة ل يكلم هم ال يوم القيا مة ول ين ظر إلي هم ،ول يزكي هم ول م عذاب أل يم :ر جل
على فضل ماء بالفلة ينعه من ابن السبيل ،ورجل بايع رجلً بسلعة بعد العصر فحلف
له بال لخذها بكذا وكذا فصدقه وهو غي ذلك ،ورجل بايع إمامًا ل يبايعه إل لدنيا
376
ف » (. )1
فإن أعطاه منها وف وإن ل يعطه ل ي ِ
لذلك فالسمع والطاعة للفاء السلمي وأئمتهم من أجل الطاعات والقربات عند ال
تعال ،ومن الواجبات اللقاة على عاتق كل مسلم ..
قال ابن كثي ( :وقال الصياح بن سوادة الكندي :سعت عمر بن عبد العزيز يطب
وهو يقول ﴿ :الّذِي نَ إِن مّكّنّاهُ مْ فِي الَْأرْ ضِ ﴾ ...الية ( . )2ث قال ( :أل إنا ليست
على الوال وحده ولكنهصا على الوال والوال عليصه ،أل أنبئكصم باص لكصم على الوال مصن
ذلك ؛ وب ا للوال علي كم م نه ؟ إن ل كم على الوال من ذل كم أن يؤاخذ كم بقوق ال
علي كم ،وأن يهدي كم إل ال ت هي أقوم ما ا ستطاع ،وإن علي كم من ذلك الطا عة غ ي
البزوزة ( )3ول الستكرهة ول الخالف سرها علنيتها ) (. )4
أدلة وجوبا
السمع والطاعة للمام من أهم حقوقه الواجبة له ،ومن أعظم الواجبات على الرعية
له ،وقد دَ ّل على ذلك الكتاب والسنة :
)(1البخاري ف :الحكام .باب ، 48 :من بايع رجلً ل يبايعه إل للدنيا ،انظر :فتح الباري (
، )13/201ومسلم ف :اليان .باب :غلظ تري إسبال الزار والن بالعطية ،رقم (، )1/103( )108
والترمذي ف :السي .باب :ما جاء ف نكث البيعة ،رقم ( ، )4/150( )1595وابن ماجه ف ك :
التجارات .باب كراهية اليان ف الشراء والبيع ،رقم الديث (. )2/744( )2207
)(2سورة الج آية . 41
)(3بزه يبزه بزًا :غلبه وغصبه .وبز الشيء انتزعه يقول ( :ل ألزمكم الطاعة قسرًا ) .
)(4تفسي ابن كثي (. )5/434
377
فمن الكتاب :
قوله تعال ﴿ :يَا َأّيهَا الّذِي َن آمَنُواْ أَطِيعُوْا اللّ َه وَأَطِيعُوْا الرّ سُو َل وَُأوْلِي ا َلمْ ِر مِنكُ ْم فَإِن
َتنَا َزعْتُ مْ فِي شَ ْيءٍ َف ُردّو هُ إِلَى اللّ ِه وَالرّ سُولِ إِن كُنُت مْ ُت ْؤمِنُو نَ بِاللّ هِ وَالَْيوْ مِ ال ِخرِ ذَلِ كَ َخْيرٌ
وَأَحْسَ ُن تَ ْأوِيلً ﴾ (. )1
فلمصا أمصر ال تعال الرعاة والولة بأداء المانات إل أهلهصا والكصم بالعدل فص اليصة
السابقة لا ﴿ :إِنّ اللّ هَ يَ ْأ ُمرُكُ مْ أَن تُؤدّواْ ا َلمَانَا تِ إِلَى َأ ْهِلهَا وَِإذَا َحكَمْتُم بَْي نَ النّا سِ أَن
حكُمُواْ بِاْلعَدْلِ ﴾ أ مر الرع ية من اليوش وغي هم بطا عة أول ال مر الفاعل ي لذلك ف تَ ْ
قسمهم وحكمهم ومغازيهم وغي ذلك ،إل أن يأمروا بعصية ال ،فل طاعة لخلوق ف
معصصية الالق ) ( . )2وأولو المصر فص هذه اليصة هصم كمصا قال الشوكانص ( :الئمصة
والسلطي والقضاة وكل من كانت له ولية شرعية ل ولية طاغوتية ،والراد طاعتهم
فيما يأمرون به وينهون عنه ما ل تكن معصية ) (. )3
وقال ابن حجر ( :قال ابن عيينة :سألت زيد بن أسلم عنها -أي عن أول المر ف
هذه الية -ول يكن بالدينة أحد يفسر القرآن بعد ممد بن كعب مثله -فقال :اقرأ ما
قبلها تعرف ،فقرأت ﴿ :إِنّ اللّ هَ يَ ْأمُرُكُ مْ أَن تُؤدّوْا ا َلمَانَا تِ إِلَى َأ ْهِلهَا وَِإذَا حَكَ ْمتُم َبيْ نَ
حكُمواْ بِاْلعَدْل ﴾ الية .فقال :هذه ف الولة ) (. )4 النّاسِ أَن تَ ْ
378
وتشمل أيضًا العلماء كما رواه الطبي بإسناده عن ابن عباس وابن أب نيح والسن
وماهد وعطاء وغيهم (. )1
فالصصواب إذًا شولاص كمصا قال شيصخ السصلم ابصن تيميصة ( :وأولو المصر أصصحابه
وذووه ،وهصم الذيصن يأمرون الناس ،وذلك يشترك فيصه أهصل اليصد والقدرة وأهصل العلم
والكلم ،فلهذا كان أولو المصر صصنفي :العلماء ،والمراء .فإذا صصلحوا صصلح الناس
وإذا فسدوا فسد الناس ) (. )2
ثانيًا :من السنة :
أما من السنة فالحاديث كثية ف وجوب السمع والطاعة للئمة ف غي معصية نأخذ
منها ما يلي :
( )1ما رواه البخاري ومسلم وغيها عن أب هريرة رضي ال تعال عنه قال :قال
ر سول ال « :من أطاع ن ف قد أطاع ال ،و من ع صان ف قد ع صى ال ،و من أطاع
أميي فقد أطاعن ومن عصى أميي فقد عصان » (. )3
( )2ومنها ما رواه البخاري بسنده عن أنس بن مالك رضي ال عنه أن رسول ال
قال « :ا سعوا وأطيعوا وإن ا ستعمل علي كم ع بد حب شي كأن رأ سه زبي بة ما أقام في كم
كتاب ال » .وف رواية إن رسول ال قال لب
379
ذر « :اسع وأطع ولو لبشي كأن رأسه زبيبة » (. )1
( )3ومنها ما رواه البخاري ومسلم والترمذي عن عبد ال بن مسعود رضي ال تعال
عنصه قال :قال رسصول ال « :إناص سصتكون بعدي أثرة وأمور تنكروناص » قالوا :يصا
رسول ال ! كيف تأمر من أدرك ذلك منا ؟ قال « :تؤدون الق الذي عليكم وتسألون
ال الذي لكم » (. )2
( )4ومنها ما رواه البخاري ومسلم وغيها عن عبادة الصامت رضي ال عنه قال :
( بايعنا رسول ال على السمع والطاعة ف العسر واليسر والنشط والكره ،وعلى أثرة
علينا ،وعلى أل ننازع ال مر أهله ،وعلى أن نقول الق أين ما ك نا ل ناف ف ال لومة
لئم ) .وف رواية لسلم « :إل أن تروا كفرًا بواحًا عندكم من ال فيه برهان » (. )3
إل غي ذلك من الحاديث الكثية الوجبة لطاعة الئمة ف غي معصية وإن جاروا ،
روى أبو عبيد القاسم بن سلم بسنده إل مصعب
)(1البخاري كتاب الحكام .باب ، 4 :السمع والطاعة للمام ما ل تكن معصية ،فتح الباري (
)13/121ونوه عند مسلم عن أم الصي الحسية ف :المارة .باب :وجوب طاعة المراء ف غي
معصية ،ح ، )3/1468( 1838والنسائي ( )7/154ف :البيعة .باب :الترغيب ف طاعة المام .
)(2البخاري ف :الفت .باب ، 2 :قوله عليه السلم « :سترون بعدي أثرة وأمورًا تنكرونا » ،فتح
الباري ( ، )13/5ومسلم ف :المارة .باب :وجوب الوفاء ببيعة اللفاء ،ح ، )3/1472( 1843
والترمذي ف :الفت .رقم ( . )2195باب :ما جاء ف الثرة . )4/482( ،
)(3متفق عليه .رواه البخاري ف ك :الفت .ب :قول النب « :سترون بعدي أمورًا تنكرونا » ،فتح
الباري ( ، )13/5ومسلم ف ك :المارة .ب :وجوب طاعة المراء ف غي معصية ،ح ( 1709
. )3/1470
380
ا بن سعد قال :قال علي بن أب طالب رضي ال عنه كلمات أصاب فيهن الق ،قال :
( ي ق على المام أن ي كم ب ا أنزل ال ،وأن يؤدي الما نة ،فإذا ف عل ذلك ف حق على
الناس أن يسمعوا له ويطيعوا وييبوه إذا دعا ) (. )1
طاعة المام ليست مطلقة
حين ما أو جب ال عز و جل على الرع ية أن تط يع ولة المور ال سلمي ل ي عل هذه
الطا عة مطل قة من كل ق يد ،وذلك لن الا كم والحكوم كل هم عب يد ل عز و جل ،
واجب عليهم طاعته وامتثال أوامره ،لنه هو الاكم وحده ،فإذا قصرت الرعية ف حق
من حقوق ال تعال فعلى الاكم تقويها بالترغيب والترهيب حت تستقيم على الطريق ،
وكذلك الاكم إذا أمر بعصية فل سع ول طاعة له ،وإنا على المة نصحه وإرشاده ،
والسصعي بكصل وسصيلة إل إرجاعصه إل القص شريطصة أل يكون هناك مفسصدة أعظصم مصن
مصلحة تقويه ،وإل فعلى الرعية الصب حت يقضي ال فيه بأمره ويريهم منه .
يقول السصتاذ الودودي رحهص ال فص شأن تقييصد سصلطة الاكصم والفرد فص الكصم
السلمي ( :لقد أقيم بي الفرد والدولة ف هذا النظام توازن ل هو يعل الدولة سلطانًا
مطلق اليد ،فتصبح السيد صاحب السطوة والسلطة واليمنة على كل شيء فتجعل من
النسان عبدًا ملوكًا لا ل حول له ول
381
طول ،ول هصو يعطصي الفرد حريصة مطلقصة ويترك له البصل على الغارب ،فيصصبح عدوًا
لنفسه ولصلحة الماعة ،وإنا أعطى الفراد حقوقهم الساسية ،وألزم الكومة بإتباع
القانون العلى والتزام الشورى ،وهيصأ الفرص التامصة لتربيصة وتنشئة الشخصصية الفرديصة
وحفظها من تدخل السلطة دون وجه من ناحية ،ث من جانب آخر ربط الفرد بضوابط
الخلق وفرض عليه طاعة الكومة الت تسي وفق قانون ال وشرعته ،والتعاون معها ف
الي والعروف ومنعه من إيقاع اللل ف نظامها وبث الفوضى ف أرجائها والتقاعس عن
التضحية بالروح والال والنفس ف سبيل حايتها والفاظ عليه ) (. )1
أدلة تقييد سلطة الاكم :
والدلة على تقي يد سلطة الا كم وأ نه ل طا عة له ف مع صية كثية جدًا نأ خذ من ها
بعض النماذج :
أولً :من كتاب ال :
( )1يقول ال تعال ﴿ :يَا َأيّهَا الّذِي َن آمَنُواْ أَطِيعُوْا اللّ هَ وَأَطِيعُواْ الرّ سُو َل وَُأوْلِي ا َلمْ ِر
مِنكُ مْ فَإِن َتنَا َزعْتُ مْ فِي شَ ْيءٍ َف ُردّو هُ إِلَى اللّ هِ وَالرّ سُولِ إِن كُنتُ مْ ُت ْؤمِنُو نَ بِاللّ ِه وَاْلَيوْ مِ ال ِخرِ
ذَِلكَ خَْي ٌر وَأَحْسَ ُن تَ ْأوِيلً ﴾ (. )2
قال الافصظ ابصن حجصر :قال الطيصب ( :أعاد الفعصل فص قوله ﴿ :وَأَطِيعُواْ الرّسصُولَ
﴾ إشارة إل استقلل الرسول بالطاعة ،ول يعده ف أول المر إشارة
382
إل أنه يوجد فيهم من ل تب طاعته ،ث بي ذلك ف قوله ﴿ :فَإِن تَنَا َزعْتُمْ فِي شَ ْيءٍ ﴾
كأنصه قيصل :فإن ل يعملوا بالقص فل تطيعوهصم وردوا مصا تالفتصم فيصه إل حكصم ال
ورسوله ) (. )1
ستُم أمرت بطاعتنا ف وعن أب حازم سلمة بن دينار أن مسلمة بن عبد اللك قال ( :ألَ ْ
قوله ﴿ :وَُأوْلِي ا َل ْمرِ مِنكُ ْم ﴾ ؟ قال :أليست قد نزعت عنكم إذا خالفتم الق بقوله ﴿
فردوه إل ال والرسول . )2( ﴾ ...
فالشا هد من ال ية أن المام الطاع ي ب أن يكون من السلمي كما سبق بيانه ع ند
ذكر الشروط ،وأنه إذا وقع خلف بينه وبي رعيته فالكم ف ذلك هو كتاب ال وسنة
رسوله ل هواه وبطشه ،فدل ذلك على تقييد سلطته بإتباع الكتاب والسنة .
قال الش يخ ال سلم ا بن تيم ية رح ه ال ( :إن م -أي أ هل ال سنة والما عة -ل
يوزون طاعة المام ف كل ما يأمر به ،بل ل يوجبون طاعته إل فيما تسوغ طاعته فيه
ف الشريعة ،فل يوزون طاعته ف معصية ال وإن كان إمامًا عاد ًل ،فإذا أمرهم بطاعة
ال أطاعوه ،مثل أن يأمرهم بإقام الصلة ،وإيتاء الزكاة ،والصدق ،والعدل ،والج ،
والهاد ف سبيل ال .فهم ف القيقة إنا أطاعوا ال ،والكافر والفا سق إذا أمر ب ا هو
طاعة ل ل ترم طاعة ال ،ول يسقط وجوبا لمر ذلك الفاسق با ،كما أنه إذا تكلم
بق ل يز تكذيبه ول يسقط وجوب إتباع الق لكونه قد قاله فاسق ) (. )3
383
قال فأهصل السصنة :ل يطيعون ولة المور مطلقًا إنمص يطيعونمص فص ضمصن إطاعصة
الرسول كما قال تعال ﴿ :أَطِيعُوْا الّل َه وَأَطِيعُوْا الرّسُو َل وَُأوْلِي ا َل ْمرِ مِنكُ ْم ﴾ ...الية
(. )2( ، )1
َكص عَلَى أَن ل َاتص ُيبَاِيعْن َ
َاءكص الْ ُم ْؤمِن ُ
( )2ومنهصا قوله تعال ﴿ :ي َا أَيّه َا النّبِيّ ِإذَا ج َ
سرِقْ َن وَلَا َي ْزِنيَ وَل َيقْتُ ْل نَ َأوْل َدهُنّ وَل يَ ْأِتيَ ِبُبهْتَا نٍ َيفَْترِينَ هُ بَْي نَ
شرِكْ نَ بِاللّ هِ شَيْئا وَل يَ ْ
يُ ْ
أَيْدِيهِنّ وََأرْ ُجِلهِنّ وَل َيعْ صِيَنكَ فِي مَ ْعرُو فٍ َفبَاِي ْعهُنّ وَا ْسَت ْغفِرْ َلهُنّ اللّ هَ إِنّ اللّ َه َغفُورٌ
رّحِي ٌم ﴾ (. )3
ف ﴾ روى ابن جرير بسنده والشاهد من الية قوله تعال ﴿ :وَل َيعْصِيَنكَ فِي َم ْعرُو ٍ
عن ابن زيد ف قوله ﴿ :وَل َيعْصِيَنكَ فِي َم ْعرُوفٍ ﴾ قال :إن رسول ال نبيّه وخيته
من خلقه ،ث ل يستحلّ له أمر إل بشرط ،ل يقل ﴿ ل َيعْصِيَنكَ ﴾ ويترك .حت قال :
﴿ فِي َم ْعرُو فٍ ﴾ فكيف ينبغي لحد أن يطاع ف غي معروف وقد اشترط ال هذا على
نبيه ) (. )4
وقال الزمشري مف سرًا سبب تقي يد طا عة الر سول بالعروف مع أ نه ل يأ مر إل
بالعروف ( :نبصه بذلك على أن طاعصة الخلوق فص معصصية الالق جديرة بالتوقصي
والجتناب ) (. )5
384
وقال الكيا الراسي ( :يؤخذ من قوله ﴿ :وَل َيعْ صِيَنكَ فِي َم ْعرُو فٍ ﴾ أنه ل طاعة
لحد ف غي معروف ) ...قال :وأمر النب ل يكن إل بعروف وإنا شرطه ف الطاعة
لئل يترخص أحد ف طاعة السلطي ) (. )1
فيؤخذ من هذا أن طاعة الخلوقي جيعهم :حاكم هم ومكوميهم مقيدة بأن تكون
بالعروف ،والعروف هو ما عرف من الشارع والعقل السليم حسنه أمرًا كان أو نيًا ،
وال كم ف ذلك هم العلماء الذ ين ي ستنبطون ال كم من الكتاب وال سنة ك ما قال تعال
َ ﴿ :وَلوْ َردّو هُ ِإلَى الرّ سُو ِل وَإِلَى ُأوْلِي ا َل ْمرِ مِْنهُ مْ َلعَلِمَ هُ الّذِي َن يَ سْتَنبِطُوَنهُ مِْنهُ مْ ﴾ (. )2
إذا ل يكن المام عالًا -مع أنه من شروطه -وكما شلت الية السابقة ﴿ أَطِيعُوْا اللّ هَ
وَأَطِيعُواْ الرّ سُو َل وَُأوْلِي ا َل ْم ِر مِنكُ مْ ﴾ العلماء أيضًا ،ولن نا أمر نا ع ند التنازع بالتحا كم
إل كتاب ال وسنة رسوله وهذا ما يمله علماء الشرع ويتعلمونه ويعلمونه .لذلك كله
تكون طاعة الكام تبعًا لطاعة العلماء وف هذا يقول ابن القيم رحه ال ( :والتحقيق أن
المراء إناص يطاعون [ إذا ] ( )3أَمروا بقتضصى العلم ،فطاعتهصم تبصع لطاعصة العلماء ،فإن
الطاعة إنا تكون ف العروف وما أوجبه العلم ،فكما أن طاعة العلماء تبع لطاعة الرسول
،فطاعصة المراء تبصع لطاعصة العلماء ،ولاص كان قيام السصلم بطائفتص العلماء والمراء ،
وكان الناس كلهصم تبعًا لمص ،كان صصلح العال بصصلح هاتيص الطائفتيص ،وفسصاده
بفسادها كما قال عبد ال بن البارك وغيه من السلف ( :صنفان من الناس إذا صلحا
صلح الناس ،وإذا فسدا فسد الناس ،قيل من هم ؟ قال :اللوك والعلماء ) ( )4وكما قال
عبد ال بن البارك :
385
ويورث الذّلّ إدمانُهصصصا رأيصت الذنوب تيصت القلوب
( (
صوء ورهباناص
وأحبار سص وهصصل بَدّل الديصصن إل اللوك
( (
()1
يبي لذي العقل إنتانا صة
صع القوم فص جيفص
صد رتص
لقص
( (
)(1ذكرها ابن عبد الب بسنده إل ابن البارك ف كتاب جامع بيان العلم وفضله (ص )166 ، 165ط .
1398هص .ن .دار الباز للنشر والتوزيع بكة .
)(2رواه البخاري ف :الحكام .ب :السمع والطاعة للمام ما ل تكن معصية ،فتح الباري (، )13/122
ومسلم ف :المارة .ب :وجوب طاعة المام ف غي معصية ،ح ، )3/1469( 1839والترمذي ف :
الهاد .ب :ما جاء ل طاعة لخلوق ف معصية الالق ،ح ، )4/209( 1707وأبو داود ف :الهاد .ب
:الطاعة ،عون العبود ( ، )7/290والنسائي ف :البيعة ، )7/160( ،وأحد ف السند ح ( 4668
)6/111تقيق أحد شاكر .
)(3انظر :شرح ابن القيم لسنن أب داود الطبوع مع عون العبود (. )7/290
386
( )2ومنها ما رواه البخاري -واللفظ له -ومسلم وغيها عن علي بن أب طالب
ل من الن صار ،وأمر هم أن ر ضي ال ع نه قال :ب عث ال نب سريّة ،وأمّ ر علي ها رج ً
يطيعوه ،فغ ضب علي هم وقال :أل يس قد أ مر ال نب أن تطيعو ن ؟ قالوا :بلى ،قال :
عزمت عليكم لا جعتم حطبًا وأوقدت نارًا ث دخلتم فيها ،فجمعوا حطبًا وأوقدوا نارًا ،
فل ما هوا بالدخول فقام ين ظر بعض هم إل ب عض ،فقال بعض هم :إن ا تبع نا ال نب فرارًا
من النار أفندخل ها ؟ فبين ما هم كذلك إذ خدت النار ،و سكن غض به ،فذُ ِكرَ لل نب
فقال « :لو دخلوها ما خرجوا منها ،إنا الطاعة ف العروف » (. )1
ورويت هذه القصة أيضًا وجاء فيها أن أميها كان عبد ال بن حذافة السهمي وكان
امرءًا فيه دعابة ،ول يكن من النصار بل كان مهاجريًا .
فهذا قد أمرهم بدخول نار الدنيا ،وقد أوجب الرسول عصيانه ،فما بالك بالذين
يأمرون بدخول نار الخرة بارتكاب العاصي ! فكيف تكون طاعتهم ؟ .
( )3ومنها ما رواه البخاري عن أنس بن مالك رضي ال عنه أن رسول ال قال :
« اسعوا وأطيعوا وإن استعمل عليكم عبد حبشي كأن رأسه
)(1متفق عليه .رواه البخاري ف ك :الحكام .ب :السمع والطاعة للمام ما ل تكن معصية ،فتح الباري
( ، )13/122ومسلم ف المارة .ب :وجوب طاعة المام ف غي معصية ،ح ، )3/1469( 1840
ومسند أحد رقم ( )2/47( )622تقيق أحد شاكر ،وأبو داود ف :الهاد .ب :الطاعة ،عون العبود (
. )7/289
387
زبيبة ،ما أقام فيكم كتاب ال » (. )1
فهذا الديث قيد الطاعة للمام الذي يقود بكتاب ال وبناء على ذلك فل توز طاعة
حا كم ي كم بغ ي ما أنزل ال ف حك مه هذا ،سواء كان هذا ال كم مرجًا له من اللة
أولً -كمصا سصبق بيانصه -لنصه فص كلتصا الالتيص عاص ل يأمصر بالعروف ،ول طاعصة
لخلوق ف معصية الالق .
( )4ومن ها ما رواه المام أح د ب سنده إل ع بد ال بن م سعود ر ضي ال تعال ع نه
قال :قال ر سول ال « :إ نه سيلي أمر كم من بعدي رجال يطفؤون ال سنة ويدثون
البد عة ،ويؤخرون ال صلة عن مواقيت ها » ،قال ا بن م سعود :ك يف ب إذا أدركتهم ؟
قال « :ليس -يا ابن أم عبد -طاعة لن عصى ال » .قالا ثلث مرات (. )2
ونوص مصا رواه عبادة بصن الصصامت رضصي ال عنصه قال « :سصيليكم أمراء بعدي ،
يعرفونكم ما تنكرون ،وينكرون عليكم ما تعرفون ،فمن أدرك ذلك منكم فل طاعة لن
عصى ال (. )3
)(1متفق عليه رواه البخاري ف ك :الحكام .ب :السمع والطاعة للمام ما ل يأمر بعصية ،فتح الباري (
، )13/111ومسلم عن أم الصي ف ك :المارة .ب :وجوب طاعة المراء ف غي معصية ،ح 1838
(. )3/1468
)(2مسند أحد ح ، 3790تقيق أحد شاكر وقال :إسناده صحيح ( )5/301ورواه ابن ماجة ،والطبان
قال اللبان :إسناده جيد على شرط مسلم .سلسلة الحاديث الصحيحة (. )2/139
)(3رواه أحد ( ، )1/399والاكم وصححه ( ، )3/356وصححه اللبان .سلسلة الحاديث الصحيحة
ح . )2/138( 590
388
( )5بل إن الطا عة الطل قة من كل ق يد ترّ إل الشرك بال وعبادة الرجال بعض هم
ّهص
ُونص الل ِ
ُمص َأرْبَابا مّنص د ِ ُمص َو ُرهْبَاَنه ْ
لبعصض كمصا قال عصز وجصل ﴿ :اتّخَذُواْ أَ ْحبَا َره ْ
صحَاَنهُ عَمّاص
ص َح ابْن َص َمرْيَم َص وَمَا ُأ ِمرُواْ إِلّ لَِيعْبُدُواْ إِلَصصها وَاحِدا لّ إِلَصصهَ ِإلّ ُهوَ سُبْ
وَالْمَس ِي
شرِكُونَ ﴾ (. )1 يُ ْ
وف حديث عدي بن حات رضي ال عنه ،وكان قد قدم على النب وهو نصران
فسمعه يقرأ هذه الية ،قال :فقلت له :إنا لسنا نعبدهم قال « :أليس يرمون ما أحلّ
ال فتحرمونصه ،ويُحلّون مصا حرّم ال فيحِلّونصه ؟ » قال :فقلت :بلى ،قال « :فتلك
عبادت م » ( . )2قال ا بن تيم ية :وكذلك قال أ بو البختري ( ( : )3أَمَا إن م يُ صَلّوا ،ولو
أمروهم أن يعبدوهم من دون ال ما أطاعوهم ،ولكن أمروهم فجعلوا حلل ال حرامه ،
وحرامه حلله ،فأطاعوهم ،فكانت تلك الربوبية ) (. )4
وقال الربيع بن أنس :قلت لب العالية :كيف كانت تلك الربوبية ف بن إسرائيل ؟
قال :كانت الربوبية أنم وجدوا ف كتاب ال ما أمروا به ونوا عنه ،فقالوا :لن نسبق
أحبارنا بشيء ،فما أمرونا به ائتمرنا وما نونا عنه انتهينا لقولم ،فاستنصحوا الرجال
ونبذوا كتاب ال وراء ظهورهم ،فقد بيّن النب أن عبادتم إنا كانت ف تليل الرام
وتري اللل ،ل أنم صَلّوا لم وصاموا لم ودعوهم من دون ال ،فهذه عبادة للرجال
وتلك عبادة للموال ) ( )5يقصد حديث « :تعس
389
عبد الدينار » .وروى الطبي بسنده إل ابن جريج عند قوله تعال ﴿ :وَل يَتّخِذَ َب ْعضُنَا
ّهص ﴾ ...اليصة ( . )1قال ( :ل يطصع بعضنصا بعضًا فص معصصية ُونص الل ِ
َبعْضا َأرْبَابا مّنص د ِ
ال ) (. )2
لذلك ف من أطاع العلماء والمراء في ما ف يه مع صية ل ف قد اتذ هم أربابًا من دون ال
عز و جل ،وهذا شرك وعبادة ل م من دون ال ،وأي ذ نب أ كب من أن يت خذ الن سان
ش ّرعًا يطيعه ف معصية ال ،ويرم عليه ما أحلّ ال له .
الخر ربًا مُ َ
والطاعة ف العصية طاعة للطاغوت ،وقد ُأمِرنا بالكفر به ،قال ابن تيمية ( :والطاع
ف مع صية ال والطاع ف إتباع غ ي الدى ود ين ال ق سواء كان مقبو ًل خبه الخالف
لكتاب ال أو مطاعًا أمره الخالف لمر ال هو طاغوت ) (. )3
من كل ما سبق يتبي أن طاعة الئمة مقيدة با ليس فيه معصية ل ورسوله ،أما ما كان
كذلك فل طاعة لم فيه كما نصت الدلة .ويتبي لنا كذلك أن الطاعة للئمة الت أمرنا
ال باص وأوجبهصا على الرعيصة إناص هصي طاعصة مبصصرة ل طاعصة عمياء كمصا تنصص عليهصا
الصطلحات العسكرية ف النظم الوضعية ،وكما تنص عليها بعض الطرق الصوفية من
إياب الطاعة العمياء على الشخص أمام مريده ،أما السلم فل « إنا الطاعة ف العروف
» كما مرّ معنا ف قصة أصحاب السرية وأميهم وتوجيه النب لم .
390
ولو أجيزت الطا عة ف الع صية لكان هناك تنا قض ف ال سلم ،إذ ل يع قل أن يرّم
الشارع شيئًا ث يوجبه ) (. )1
ويعلق الستاذ أحد شاكر على حديث « :السمع والطاعة على الرء فيما أحب وكره
...إل » بقوله ... ( :ث قَيّد هذا الواجب -واجب الطاعة -بقيد صحيح دقيق ،
يعل للمكلف الق ف تقديره ما كلف به ،فإن أمره من له المر عليه بعصية فل سع
ول طاعة ،ل يوز له أن يعصي ال بطاعة الخلوق ،فإن فعل كان عليه من الث ما كان
على من أمره ،ل يعذر عند ال بأنه أتى هذه العصية بأمر غيه ،فإنه مكلّف مسئول عن
عمله ،شأنه شأن آمره سواء .
ومن الفهوم بداهة أن العصية الت يب على الأمور أل يطيع فيها المر هي العصية
الصرية الت يدلّ الكتاب والسنة على تريها ،ل العصية الت يتأوّل فيها الأمور ويتحايل
حت يوهم نفسه أنه إنا امتنع لنه أمر بعصية مغالطة لنفسه ولغيه ) (. )2
فهذا ردّ على الذين يرتكبون العاصي بجة أنم قد أُمروا با ،فيقولون الث على من
أمر نا ل علي نا ،وال ق أن الِ ث على ال مر وعلى الفا عل ،و كل ما سبق من أحاد يث
وأقوال للعلماء ردّ على زعمهم ومادعتهم أنفسهم .
391
هذا و قد خر جت طائ فة من أ هل الشام ز من الموي ي يرون الطا عة الطل قة للمام ،
وأن ال يتق بل ح سناته ،ويتجاوز عن سيئاته ،يقول ش يخ ال سلم ا بن تيم ية عن هذه
الطائفة ... ( :وأما غالية الشام أتباع بن أمية فكانوا يقولون :إن ال إذا استخلف خليفة
تقبّ ل م نه ال سنات ،وتاوز له عن ال سيئات ،ورب ا قالوا :إ نه ل يا سبه ،ولذا سأل
الوليصد بصن عبصد اللك عصن ذلك العلماء فقالوا :يصا أميص الؤمنيص أنصت أكرم على ال أم
داود ؟ وقد قال له ﴿ :يَا دَاوُودُ إِنّا َجعَلْنَا كَ خَلِيفَةً فِي ا َلرْ ضِ فَا ْحكُم بَْي نَ النّا سِ بِاْلحَقّ
وَل تَتّبِ ِع اْل َهوَى فَُيضِلّ كَ عَن َسبِي ِل اللّ هِ إِنّ الّذِي نَ َيضِلّو َن عَن سَبِيلِ اللّ هِ َلهُ ْم عَذَا بٌ شَدِيدٌ
بِمَا َن سُوا َيوْ مَ اْلحِ سَابِ ﴾ ( )1وكذلك سؤال سليمان بن عبد اللك عن ذلك لب حازم
الدن ف موعظته الشهورة فذكر له هذه الية ) ( )2ث بيّن رحه ال تعال غلطهم فقال :
( لكن غلط من غلط منهم من جهتي .من جهة :أنم كانوا يطيعون الولة طاعة مطلقة
،ويقولون :إن ال أمصر بطاعتهصم .الثانيصة :قول مصن قال منهصم :إن ال إذا اسصتخلف
خليفة تقبّل منه السنات وتاوز له عن السيئات ) (. )3
طاعة المام الائر
هذه الطا عة لي ست مشرو طة بكون الِمام عاد ًل ،بل ح ت ولو كان ف يه ش يء من
الور والف سق على نف سه ،كأن يكون ف يه تق صي ف حق ال تعال ،أو ب عض حقوق
الدمي ي ،لن العادل الائف والرا قب ل عز و جل قَلّ أن يأ مر بع صية و هو يعلم أن ا
معصية ،أما الذي قد يأمر بعصية ل تعال فهو
392
الائر والفا سق ،فهذا يطاع ف طا عة ال ويع صى ف مع صية ال ،ما ل ي صل به جوره
وفسقه إل الد الذي يوجب عزله -وسيأت بيان ذلك وأقوال العلماء وأدلتهم ف فصل
قادم إن شاء ال -والذي يدل على ذلك ما يلي :
( )1ما رواه البخاري وم سلم والترمذي وغي هم عن ع بد ال بن م سعود ر ضي ال
تعال عنه قال :قال رسول ال « :إنا ستكون بعدي أثرة وأمور تنكرونا » ،قالوا
:يصا رسصول ال كيصف تأمصر مصن أدرك ذلك منصا ؟ قال « :تؤدّون القص الذي عليكصم
وتسألون ال الذي لكم » (. )1
ل أ تى ال نب فقال :يا ر سول ال ،ا ستعملت ( )2و عن سعيد بن حض ي أن رج ً
فلن ًا ول تسصتعملن ،قال « :إنكصم سصترون بعدي أثرة فاصصبوا حتص تلقونص على
الوض » (. )2
( )3ومن ها حد يث سلمة بن يز يد أ نه قال :يا نب ال أرأ يت إن قا مت علي نا أمراء
يسألونا حقهم ،وينعونا حقنا فما تأمرنا ؟ فأعرض عنه ،ث سأله فأعرض عنه ...إل أن
قال « :اسعوا وأطيعوا فإن عليهم ما حُمّلوا وعليكم ما حُمّلتم » (. )3
393
( )4ومنها ما رواه مسلم عن حذيفة رضي ال عنه قال :قلت :يا رسول ال :إنا
شرّ فجاء ال ب ي فن حن ف يه ،ف هل من وراء هذا ال ي من شر ؟ قال « :ن عم » ، ك نا بِ َ
قلت :و هل وراء هذا ال شر خ ي ؟ قال « :ن عم » ،قلت :ف هل وراء هذا ال ي شر ؟
صة ل يهتدون بدي ،ول صف ؟ قال « :يكون بعدي أئمص صم » ،قلت :كيص قال « :نعص
يستنون بسنت ،وسيقوم فيكم رجال ،قلوبم قلوب الشياطي ف جثمان إنس » ،قال :
قلت :ك يف أ صنع يا ر سول ال إن أدر كت ذلك ؟ قال « :ت سمع وتط يع وإن ضُر بَ
ظهرك وُأخِذَ مالك فاسع وأطع » (. )1
فهذه الحاديث وما ف معناها تَ ُدلّ ف جلتها على أن الطاعة ف العروف واجبة على
ال سلم للمام ،وإن م نع ب عض القوق وا ستأثر بب عض الموال ،بل ولو تعدى ذلك إل
الضرر بالسم كالضرب ،أو إل أخذ الال ونوه من المور الشخصية ( ، )2فعلى الؤمن
القيام با أوجبه ال عليه من الطاعة ف العروف ،وأن يتسب حقه عند ال عز وجل ،
فعند ال تتمع الصوم ،وذلك سدّا لفتح باب الفت والختلف الذموم .
كما تدل على أن الؤمن ينبغي أل يغضب ول ينتقم إل ل عز وجل ،ل لنفسه أسوة
بالر سول ك ما ف ال صحيح ( :أن ر سول ال ما انت قم لنف سه قط إل أن تنت هك
حرمات ال ) ( )3فإذا قص ّر المام ف ح ٍق
)(1رواه مسلم ف ك :المارة .ب :وجوب ملزمة جاعة السلمي عند ظهور الفت . )3/1476( ،
)(2انظر :الشريعة للجري (ص . )40
)(3متفق عليه .رواه البخاري ف ك :الدب .ب :قول النب « يسروا ول تعسروا » .فتح الباري (
، )10/524ومسلم ف ك :الفضائل .ب :مباعدته للثام ،ح . )4/1813( 2327
394
من حقوق الدنيا لحد الرعية فعليه أن يطيعه ف طاعة ال ،ول يعصيه بسبب منعه هذا
القص ،وإن كان يرتكصب شيئًا مصن العاصصي فص نفسصه ،وعنده تقصصي فص أداء بعصض
الواجبات ،ففي هذه الال على الؤمن نصحه وطاعته ف طاعة ال ،أما إن تطرّق المر
إل ما يس الدين كأن يأمره بعصية ل عز وجل فهنا ل سع ول طاعة ،بل يب عليه
العصيان وإن تَرتّب على ذلك ما ترتّب ،ورضى ال عن الصديق حيث يقول ف خطبته
الشهورة ( :أطيعونص مصا أطعصت ال ورسصوله ،فإذا عصصيت ال ورسصوله فل طاعصة ل
عليكم ) ( ، )1وكما ف حديث عبادة بن الصامت النف الذكر وفيه ( :وأن نقول كلمة
ال ق ،ول ناف ف ال لو مة لئم ) ف ن فس مبايعت هم على ال سمع والطا عة ف الع سر
والي سر ...إل .ول شك أن من قام بال ق ود عا إل يه فإن أمراء الور سيتصدّون له ،
فعليه حينئذٍ أن يصب ويثبت ويستمر ويتسب ذلك عند ال تعال ،قال تعال ﴿ :وَْأ ُمرْ
ك مِ ْن َعزْ مِ الُْأمُورِ ﴾ ( )2ول ا
بِالْ َم ْعرُو فِ وَانْ َه عَ نِ الْمُن َك ِر وَا صِْب ْر َعلَى مَا أَ صَاَبكَ إِنّ ذَلِ َ
سصئل النصب أي الهاد أفضصل ؟ قال « :كل مة حصق عنصد سصلطان جائر » ( . )3وروى
الاكم عن عبد الرحن بن بشي النصاري قال :
395
أتى رجل فنادى ابن مسعود فأكبّ عليه ،فقال :يا أبا عبد الرحن مت أضلّ وأنا أعلم ؟
قال :إذا كا نت عل يك أمراء إذا أطعت هم أدخلوك النار ،وإذا ع صيتهم قتلوك ) ( )1فم ثل
هؤلء مالفتهم إذا أمروا بعصية واجبة وإن حصل للنسان أذى منهم .
ومصع تقريصر هذا يبص أن ُننَبّهص إل أنصه ليصس متفقًا على وجوب الصصب على الذى
الشخصي عند السلف ،فقد خالف ف ذلك ناس منذ عصر الصحابة رضي ال عنهم ،
عملً بأدلة أخرى مثل :
-1قوله تعال ﴿ وَالّذِينَ ِإذَا َأصَاَبهُمُ اْلَبغْيُ هُ ْم يَنَتصِرُونَ ﴾ (. )2
-2حد يث « من ُقتِ َل دون ماله ف هو شه يد » ( )3و ما شاب ها دون تفر يق ب ي وقوع
الظلم والب غي من حا كم أو غيه ،من ذلك ما روي أن معاو ية أر سل إل عا مل له أن
يأ خذ الو هط -و هي أرض لع بد ال بن عمرو بالطائف ،فبلغ ذلك ع بد ال بن عمرو
فلبس سلحه هو وموال يه وغلم ته وقال :إ ن سعت ر سول ال يقول « من قتل دون
ماله مظلومًا فهو شهيد » (. )4
396
ل كن هذه الدلة عا مة وتلك أ خص فتخ صص العموم ،قال ا بن النذر ( :الذي عل يه
أهل العلم أن للرجل أن يدفع ما ذُكِر إذا أريد ظلمًا بغي تفصيل ،إل أن كل من يفظ
عنه من علماء الديث كالجمعي على استثناء السلطان للثار الواردة بالمر بالصب على
جوره وترك القيام عليه ) (. )1
وما تدر الشارة إليه أيضًا أن المام ابن احزم له موقف متشدد ف هذه السألة ،فهو
يرى أن الصب على المام إذا أخذ الال وضرب الظهر إنا هو إذا َتوَلّى ذلك بق ،وقال
( :أ ما إن كان ذلك ببا طن فمعاذ ال أن يأ مر ر سول ال بال صب على ذلك ) ( )2و قد
انتهى به المر إل القول بأن هذه الحاديث منسوخة وهذا ُبعْدٌ منه رحه ال .
وسيأت زيادة بيان لذه السائل ولوقف أهل السنة من أئمة الور عند مناقشة العزل
إن شاء ال .
ثانيًا :النصرة والتقدير :
ات ضح ل نا ع ند ذ كر واجبات المام ع ظم ال سئولية اللقاة على عات قه ،ومن ها مارب ته
للفسصاد والفسصدين ،وهذه تعله فص خطصر منهصم ،لذلك فعلى المصة أن تقوم بانبصه
ُسصلِمُه لعدائه الفسصدين سصواء كانوا داخصل الدولة وتسصاعده على نوائب القص ،ول ت ْ
السلمية أو خارجها ،يدل على ذلك ما يلي :
( )1قول ال عصصز وجصصل ﴿ :وََتعَاوَنُوْا َعلَى الْ ّب وَالّت ْقوَى وَلَ َتعَاوَنُوْا َعلَى ا ِلثْمصصِ
وَاْلعُ ْدوَا ِن ﴾ ...الية ( )3ول شك أن معاضدة المام الق ومناصرته من الب الذي يترتب
عليه نصرة السلم والسلمي .
397
( )2يدل على ذلك أيضًا ما رواه عمرو بن العاص رضي ال عنهما أن النب قال :
« من با يع إمامًا فأعطاه صفقة يده وثرة قل به فليط عه ما ا ستطاع ،فإن جاء آ خر ينازعه
فاضربوا رقبة الخر » ...الديث (. )1
قال أ بو يعلي ( :وإذا قام المام بقوق ال مة و جب له علي هم حقان الطا عة والن صرة
ما ل يوجد من جهته ما يريج به عن المامة ) (. )2
وقال السصتاذ ممصد أسصد ( :إن على السصلمي أن يقفوا متحديصن وراء الكومصة
الشرع ية يؤيدون ا ويؤازرون ا ويضحون من أ جل هذه الوحدة ب كل متع هم وملذات م و ما
يلكون من الدنيا وبياتم أيضًا . )3( ) ...
ولذلك شرع قتال أ هل الب غي إذا بدؤوا بقتال المام العادل بدون تأو يل سائغ ،ك ما
س َعوْنَ فِي شرع حد الرابة ف قوله تعال ﴿ :إِنّمَا َجزَاء الّذِي نَ يُحَارِبُو َن اللّ هَ َورَ سُوَلهُ َويَ ْ
ا َلرْ ضِ َف سَادا أَن ُي َقتّلُواْ َأ ْو يُ صَلّبُواْ َأ ْو ُتقَطّ عَ َأيْدِيهِ ْم وََأرْ ُجلُهُم مّ نْ خِل فٍ َأوْ يُن َفوْْا مِ نَ
ض ﴾ ...الية ( الائدة . ) 33 ا َل ْر ِ
قال ش يخ ال سلم ا بن تيم ية رح ه ال ( :إذا طلب هم -أي الحارب ي -ال سلطان أو
نوابه لقامة الد بل عدوان فامتنعوا عليه ،فإنه يب على السلمي قتالم باتفاق العلماء
حت يقدر عليهم كلهم (. )4
وللموضوع تف صيلت كثية مذكورة ف ك تب الف قه ل يس هذا مقام تف صيلها .أ ما
قتال أهل البغي فسيأت له زيادة بيان إن شاء ال تعال .
398
كمصا أن على السصلمي احترام المام العادل وتقديره والدعاء له وعدم إهانتصه حتص
يكون له مهابة عند ضعاف النفوس ،فيتدعون عما تليه عليهم عواطفهم وشهواتم يدل
على ذلك ما يلي :
-1ما روي عن زياد بن كسيب العدوي قال :كنت مع أب بكرة -رضي ال عنه
-تت منب ابن عامر وهو يطب وعليه ثياب رقاق ،فقال أبو بلل :انظروا إل أمينا
يل بس ثياب الف ساق ،فقال أ بو بكرة :ا سكت سعت ر سول ال يقول « :من أهان
سلطان ال ف الرض أهانه ال » (. )1
-2و عن أ ب مو سى الشعري قال :قال ر سول ال « :إن من إجلل ال تعال
إكرام ذي الشيبصة السصلم ،وحامصل القرآن غيص الغال فيصه والافص عنصه ،وإكرام ذي
السلطان القسط » (. )2
وقال حذي فة بن اليمان ر ضي ال ع نه ( :ما م شى قوم إل سلطان ال ف الرض
ليذلوه إل أذلم ال قبل أن يوتوا ) (. )3
وقال الفض يل بن عياض ( :لو أن ل دعوة م ستجابة لعلت ها للمام لن به صلح
الرعية ،فإذا صلح أمنت العباد والبلد ) (. )4
وقال سهل بن عبد ال رحه ال ( :ل يزال الناس بي ما عظموا السلطان والعلماء ،
فإن عظموا هذيصن أصصلح ال دنياهصم وأخراهصم ،وإن اسصتخفوا بذيصن أفسصدوا دنياهصم
وأخراهم ) (. )5
)(1رواه الترمذي وقال :حسن غريب .ك :الفت .ب ، )4/502( ، 47 :وروى المام أحد نوه عن
أب بكرة ( ، )5/42ورواه الطيالسي (. )2/167
)(2رواه أبو داود ف الدب .ب :إنزال الناس منازلم ،عون ( . )13/192قال النووي :وهو حديث
حسن .انظر :التبيان ف آداب حلة القرآن (ص . )12
)(3شرح السنة للبغوي ( )10/54تقيق الرناؤوط .
)(4البداية والنهاية (. )10/199
)(5تفسي القرطب (. )5/260
399
هذا بشرط أن يكون المام من أئ مة العدل ،أ ما أئ مة الور والف سق فل يعانون على
فسقهم وظلمهم ،وقد قال مالك رحه ال فيما رواه عنه ابن القاسم ( )1أنه قال ( :إن
كان المام مثل عمر بن عبد العزيز وجب على الناس الذب عنه والقتال معه ،وأما غيه
فل ،دعه وما يراد منه ينتقم ال من الظال بظال ،ث ينتقم من كليهما ) (. )2
بل إذا رأى ال سلم أ نه ل فائدة من الدخول علي هم ومنا صحتهم أو خاف على نف سه
فتنتهم فعليه اعتزالم ،وترك الدخول عليهم ،والذر من موافقتهم على باطل ،يدل على
ذلك ما يلي :
-1حديث كعب بن عجرة رضي ال عنه عن النب قال « :سيكون بعدي أمراء ،
فمن دخل عليهم فصدقهم بكذبم ،وأعانم على ظلمهم فليس من ،ولست منه ،وليس
بوارد عليّ الوض ،ومن ل يدخل عليهم ول يعنهم على ظلمهم ،ول يصدقهم بكذبم
،فهو من وأنا منه ،وهو وارد عليّ الوض » (. )3
)(1هو أبو عبد ال عبد الرحن بن القاسم بن خالد ولد سنة 133وتوف 191هص .صحب مالكًا عشرين
سنة ،وانتفع به أصحاب مالك بعد موته .وهو صاحب الدونة .قال عنه النسائي :ل يرو أحد الوطأ عن
مالك أثبت من ابن القاسم .انظر :ترجته ف الزء السادس من الدونة (ص . )470ن .دار صادر .
)(2شرح الرشي على متصر خليل ( )8/60ن .دار صادر .بيوت .وأحكام القرآن لبن العرب (
. )4/1721
)(3رواه الترمذي وقال :صحيح غريب .ف :الفت .باب ، )4/525( ، 72 :والنسائي ك :البيعة .
ب ، )7/160( ، 35 :وابن حبان ف صحيحه ،موارد الظمآن (ص ، )378والطيالسي بدون ذكر
الوض ( ، )2/165ورواه أحد عن ابن عمر رقم ( . )5702وقال أحد شاكر :صحيح السناد ()8/62
من السند .
400
قال أبو سليمان الطاب رحه ال ( :ليت شعري من الذي يدخل إليهم اليوم ( )1فل
ي صدقهم على كذب م ،و من الذي يتكلم بالعدل إذا ش هد مال سهم ،و من الذي ين صح
ومن الذي ينتصح منهم ؟ إن أسلم لك يا أخي ف هذا الزمان وأحوط لدينك أن تقل من
مالطتهم وغشيان أبوابم ونسأل ال الغن عنهم والتوفيق لم ) (. )2
قلت :هذا ف القرن الرابع الجري فما بالك بالامس عشر !!!
-2ما روي عن أب هريرة رضي ال عنه قال :قال رسول ال « :من بدا جفا ،
ومن اتبع الصيد غفل ،ومن أت أبواب السلطان افتت ،وما ازداد عبد من السلطان قربًا
إل ازداد من ال بعدًا » (. )3
-3و عن أ ب هريرة ر ضي ال ع نه عن ال نب قال ... « :وإن أب غض القراء إل ال
الذي يزورون المراء » (. )4
401
-4وروي عن حذيفة رضي ال عنه قال ( :إياكم ومواطن الفت ،قيل :وما هي ؟
قال :أبواب المراء يدخصل أحدكصم على الميص ،فيصصدقه بالكذب ويقول مصا ليصس
فيه ) (. )1
وقال خالد بن ز يد :سعت م مد بن علي -البا قر -يقول :قال ع مر بن الطاب
رضصي ال عنصه ( :إذا رأيتصم القارئ يبص الغنياء فهصو صصاحب دنيصا وإذا رأيتموه يلزم
السلطان فهو لص ) (. )2
وقال أ بو ذر ل سلمة ( :يا سلمة ل ت غش أبواب ال سلطي ،فإ نك ل ت صيب من
دنياهم شيئًا إل أصابوا من دينك أفضل منه ) (. )3
وقال سعيد بن ال سيب ( :ل تلئوا أعين كم من أعوان الظل مة إل بالنكار بقلوب كم
لكي ل تبط أعمالكم الصالة ) (. )4
وروى المام أحد عن معمر بن سليمان الرقي عن فرات بن سليمان عن ميمون بن
مهران قال ( :ثلث ل تبلون نف سك ب ن ،ل تد خل على سلطان وإن قلت آمره بطا عة
ال ،ول تدخصل على امرأة وإن قلت أعلمهصا كتاب ال ،ول تصصغي بسصمعك إل ذي
هوى فإنك ل تدري ما يعلق بقلبك من هواه ) (. )5
402
والراد من كل ما سبق هم سلطي الور والظلم ،والن هي عن مالطت هم وإتيان م
بقصد التقرب إليهم وحصول شيء من دنياهم .
وإعانتهم على ظلمهم قد تكون بجالستهم ومؤازرتم ،وقد تكون بتبير أخطائهم ،
بل قد تكون بالسكوت عنهم وعدم إنكار النكر عليهم ،وتكون بالدعاء لم كما قيل :
( من دعا لظال بالبقاء ،فقد أحب أن يعصى ال ف أرضه ) (. )1
قال ابن تيمية ( :وقد قال غي واحد من السلف :أعوان الظلمة من أعانم ولو أنه
لق لم دواة أو برى لم قلمًا .ومنهم من كان يقول :بل من يغسل ثيابم من أعوانم ،
وأعوانم هم أزواجهم الذكورون ف الية ) (. )2
شرُوا الّذِينَ ظَلَمُوا وََأ ْزوَا َجهُ ْم ﴾ ...الية (. )3
يقصد قوله تعال ﴿ :احْ ُ
أ ما الدخول علي هم على سبيل الن صح ل م وأمر هم بالعروف وني هم عن الن كر فهذا
باب آخر كما سيأت ف النصح لم ،كما أن خلفاء السلمي العدول تب مناصحتهم
ومؤازرتم ومشاركتهم ف الرأي ،وقد كان القراء هم أصحاب ملس عمر رضي ال عنه
ومشاورته (. )4
وقد عقد الغزال ف إحياء علوم الدين بابًا فيما يل من مالطة السلطي الظلمة وما
يرم ،وحكم غشيان مالسهم والدخول عليهم
)(1رفعه الغزال ف الحياء ( )2/87ول يصح ،قال العراقي :ل أجده مرفوعًا ،وإنا رواه ابن أب الدنيا ف
كتاب الصمت من قول السن .انظر :حاشية الحياء نفس الصفحة .
)(2كتاب اليان لبن تيمية (ص . )61
)(3سورة الصافات آية . 22
)(4رواه البخاري ف ك :العتصام .ب . 2 :انظر :فتح الباري (. )13/250
403
والكرام لمص .فقال ( :اعلم أن لك مصع المراء والعمال الظلمصة ثلثصة أحوال ( الالة
الول ) و هي :شر ها أن تد خل علي هم ( .والثان ية ) و هي :دون ا أن يدخلوا عل يك .
( والثالثة ) وهي :السلم أن تعتزل عنهم فل تراهم ول يرونك . )1( ) ...
قال ( :ول يوز الدخول إل بعذرين :
أحده ا :أن يكون من جهت هم أ مر إلزام ل أ مر إكرام ،وعلم أ نه لو امت نع أوذي أو
( فسد ) ( )2عليهم طاعة الرعية واضطرب عليهم أمر السياسة ،فيجب عليه الجابة ل
طاعة لم بل مراعاة لصلحة اللق حت ل تضطرب الولية .
والثا ن :أن يد خل علي هم ف د فع ظلم عن م سلم سواه أو عن نف سه ،إ ما بطر يق
السصبة ،أو بطريصق التظلم فذلك رخصصة بشرط أل يكذب ول يثنص ول يدع نصصيحة
يتوقع لا قبو ًل ،فهذا حكم الدخول ) (. )3
قلت :ويضاف إل ما سبق أمر آخر وهو :
الثالث :الدخول عليهم بقصد مناصحتهم وأمرهم بالعروف ونيهم عن النكر ،كما
دل عل يه الد يث « :أف ضل الهاد كل مة حق ع ند سلطان جائر » ( . )4وغيه و سيأت
قريبًا زيادة بيان لذه النقطة إن شاء ال .
و قد كان من شدة ورع بعض ال سلف رضوان ال عليهم أن نوا عن الدخول عليهم
ولو للمر بالعروف والنهي عن النكر -وسبق ذكر بعض الثار الدالة على ذلك -يقول
الافظ بن رجب النبلي رحه ال ( :وقد كان كثي من السلف ينهونه عن الدخول على
اللوك لن أراد أمرهم بالعروف ونيهم عن النكر أيضًا .ومن نى عن ذلك عمر بن عبد
العزيز ،وابن البارك ،
404
والثوري وغيهم من الئمة .وقال ابن البارك :ليس المر الناهي من اعتزلم ،وسبب
هذا ما يشى من فتنة الدخول عليهم فإن النفس قد تيل للنسان إذا كان بعيدًا عنهم أنه
يأمرهم وينهاهم ويغلظ عليهم ،فإذا شاهدهم قريبًا مالت النفس إليهم ،لن مبة الشرف
كام نة ف الن فس له ولذلك يداهن هم ويلطفهم ورب ا مال إلي هم وأحب هم ول سيما إن ل
طفوه وأكرموه وقبل ذلك منهم ) (. )1
قال ( :وقصد جرى ذلك لعبصد ال بصن طاوس مصع بعصض المراء بضرة أبيصه طاوس
فوبّخَ هُ على فعله ذلك ،وكتب سفيان الثوري إل عبّاد بن عبّاد وكان ف كتابه ( :إياك
والمراء أن تد نو من هم أو تالط هم ف ش يء من الشياء ،وإياك أن تدع ويقال لك :
لتش فع وتدرأ عن مظلوم أو ترد مظل مة ،فإن ذلك خدي عة إبل يس ،وإناص اتذ ها فجار
القراء سلمًا ،وما كفيت عن السألة والفتيا فاغتنم ذلك ول تنافسهم ،وإياك أن تكون
م ن ي ب أن يع مل بقوله ،أو ين شر قوله أو ي سمع قوله ،فإذا ترك ذلك م نه عرف ف يه ،
وإياك وحب الرياسة ،فإن الر جل يكون حب الرياسة أ حب إل يه من الذ هب والفضة ،
وهو :باب غامض ل يبصره إل البصي من العلماء السماسرة فتفقد بقلب واعمل بنية ،
واعلم أنه قد دنا من الناس أمر يشتهي الرجل أن يوت والسلم ) (. )2
ثالثا :الناصحة :
شرٌ ،يعتر يه ما يعتري الب شر من الض عف وال طأ والن سيان ،
سبق أن قل نا إن المام بَ َ
ولذلك شرعت النصيحة له لتذكيه وتبيي ما قد يفى
)(1من رسالة شرح حديث :ما ذئبان جائعان أرسل ف غنم ...إل لبن رجب (ص )13ضمن مموعة
الرسائل النيية الجلد الثان :الزء الثالث .الرسالة الول .
)(2الرجع السابق (ص . )13
405
عل يه من المور ،وهذه من حقو قه على الرع ية ،فعلى الرع ية القيام بأدائ ها إل يه سواء
طلبها أم ل ،والدلة على هذا كثية منها :
( )1ما رواه مسلم ف صحيحه عن تيم الداري أن النب قال « :الدين النصيحة ».
و ف روا ية -قال ا ثلثًا -قل نا :ل ن ؟ قال « :ل ولكتا به ولر سوله ولئ مة ال سلمي
وعامتهم » (. )1
وهذا من الحاد يث العظي مة و من جوا مع كل مه ،قال النووي ( :وأ ما ما قاله
جا عة من العلماء أ نه أ حد أرباع ال سلم أي :أ حد الحاد يث الرب عة ال ت ت مع أمور
السلم فليس كما قالوا بل الدار على هذا وحده ) (. )2
ومعنص النصصيحة ل كمصا نقله النووي عصن الطابص وغيه مصن العلماء ( :أن معناهصا
منصرف إل اليان به ،ونفي الشريك عنه ،وترك اللاد ف صفاته ،ووصفه بصفات
الكمال ،واللل كل ها ،وتني هه سبحانه وتعال من ج ع النقائص ،والقيام بطاع ته ،
واجتناب معصيته ،والب فيه والبغض فيه ...
وأ ما الن صيحة لكتا به سبحانه وتعال :فاليان بأ نه كلم ال تعال وتنيله ل يشب هه
شيء من كلم اللق ،ول يقدر على مثله أحد من اللق ،ث تعظيمه وتلوته حق تلوته
وتسينها والشوع عندها .
)(1رواه مسلم ف ك :اليان .ب :بيان أن الدين النصيحة ،ح ، )1/74( 95ورواه البخاري تعليقًا .
ووصله ابن حجر ف الفتح ( ، )1/137ورواه الترمذي ف :الب .ب ، )4/324( 17 :والنسائي ف :
البيعة .ب ، 31 :والدارمي ف :الرقائق ، 41وأحد ف السند (. )1/351
)(2شرح صحيح مسلم للنووي (. )1/37
406
وأما النصيحة لرسوله فتصديقه على الرسالة ،واليان بميع ما جاء به ،وطاعته
ف أمره ون يه ،ون صرته حيًا وميتًا ،ومعاداة من عاداه وموالة من واله ،وإعظام ح قه
وتوقيه ،وإحياء سنته وبث دعوته ونشر شريعته ...
وأ ما الن صيحة لئ مة ال سلمي :فمعاونت هم على ال ق وطاعت هم ف يه ،وأمر هم به
وتذكريهم برفق ولطف ،وإعلمهم با غفلوا عنه ول يبلغهم من حقوق السلمي ،وترك
الروج عليهم ،وتألف قلوب الناس لطاعتهم .
وأما النصيحة لعامة السلمي وهم من عدا ولة المر :فبإرشادهم إل مصالهم ف
آخرتم ودنياهم ...وأمرهم بالعروف ونيهم عن النكر ) (. )1
والنصيحة كما قال الطاب ( :كلمة جامعة معناها :حيازة الظ للمنصوح له ،قال
:ويقال هو :من وج يز ال ساء ،ومت صر الكلم ،ول يس ف كلم العرب كل مة مفردة
يستوف با العبارة عن هذه الكلمة ) (. )2
وقال أبصو عمرو بصن الصصلح ( :النصصيحة :كلمصة جامعصة تتضمصن قيام الناصصح
ل ) (. )3
للمنصوح له بوجوه الي إرادة وفع ً
407
( )2ومنها ما رواه جبي بن مطعم رضي ال عنه قال :قام رسول ال باليف من
من فقال « :نضر ال امرءًا سع مقالت فبلغها ،فرب حامل فقه غي فقيه ،ورب حامل
فقصه إل مصن هصو أفقصه منصه ،ثلث ل يغصل عليهصن قلب مؤمصن :إخلص العمصل ل ،
والنصيحة لولة السلمي ،ولزوم جاعتهم ،فإن دعوتم تيط من ورائهم » (. )1
ما سبق نستنتج أن النصيحة أصل عظيم من أصول السلم ولذلك عدها ابن بطة من
أصول السنة عند السلف رضوان ال عليهم (. )2
وقد كان النب عندما يبايع أحدًا ،يشترط عليه النصح لكل مسلم .قال جرير بن
عبد ال رضي ال عنه ( :بايعت النب على النصح لكل مسلم ) (. )3
و قد دأب ال صحابة رضوان ال علي هم على أداء هذا ال ق لئمتهم ،فقد روى المام
أحد بسنده إل ممد بن عبد ال أن عبد ال بن عمر لقي
)(1رواه ابن ماجة حديث رقم ( )3056كتاب :الناسك .باب :الطبة يوم النحر ( . )2/1015قال ف
الزوائد :هذا إسناد فيه :ممد بن إسحاق وهو :مدلس وقد رواه بالعنعنة والت على حاله صحيح .قلت :
ورواه أحد من طريق ابن إسحاق نفسه أيضًا ( )4/80وابن إسحاق متلف فيه فمنهم من يصحح حديثه
ومنهم من يسنه ،وقد رواه ابن ماجة من طريق أخرى ليس فيها ابن إسحاق حديث رقم ( )230ف :
القدمة .باب ، )1/84( 18ورواه عبد ال بن المام أحد ف السند عن أنس ( )3/225وأيضًا عن يزيد
بن ثابت (. )5/183
)(2انظر :الشرح والبانة عن أصول السنة والديانة (ص )179رسالة ماجستي مقدمة من الطالب رضا
معطي نعسان بامعة أم القرى .
)(3رواه مسلم كتاب :اليان .باب :بيان أن الدين النصيحة ،حديث رقم ( ، )1/75( )98والنسائي ف
:البيعة (. )6
408
نا سًا خرجوا من ع ند مروان فقال :من أ ين جاء هؤلء ؟ قالوا :خرج نا من ع ند الم ي
مروان ،قال :وكل حق رأيتموه تكلّمتم به وأعنتم عليه ،وكل منكر رأيتموه أنكرتوه
عليه ؟ قالوا :ل وال ،بل يقول ما ينكر فنقول قد أصبت أصلحك ال ،فإذا خرجنا من
عنده قل نا :قاتله ال ما أظل مه وأفجره .قال ع بد ال :ك نا بع هد ر سول ال نع ّد هذا
نفاقًا لن كان هكذا (. )1
وقد رغب النب ف أن يؤدي الؤمن هذه النصيحة إل أئمة الور وإن خاف منهم
اللك وعد ذلك من أفضل الهاد يدل عليه الحاديث التالية :
-1عن أ ب أما مة ر ضي ال ع نه أن رجلً قال :يا ر سول ال ! أي الهاد أف ضل ؟
ورسول ال يرمي المرة الول فأعرض عنه ،ث قال له عند المرة الوسطى فأعرض عنه
،فلما رمى جرة العقبة ووضع رجله ف الغرز قال :أين السائل ؟ قال :أنا ذا يا رسول
ال .قال « :أفضل الهاد كلمة حق عند سلطان جائر » (. )2
)(1رواه أحد ف مسنده رقم ( )5373بتحقيق أحد شاكر وقال عنه :إسناد صحيح ( . )7/198ورواه
البخاري قريبا من عبد ال بن عمر عن أبيه ف كتاب :الحكام .باب ما يكره من ثناء السلطان وإذا خرج
قال غي ذلك ،فتح الباري ( . )13/170وروى نوه البيهقي ف سننه ( )166 ، 8/165نوه .
)(2رواه أحد ( ، )5/251ورواه ابن ماجه ف :الفت .باب :المر بالعروف والنهي عن النكر ،حديث
رقم ( 4011و )2/1330( )4012قال ف الزوائد :ف إسناده :أبو غالب وهو :متلف فيه ،ضعّفه ابن
سعد ،وأبو حات ،والنسائي ،ووثقه الدارقطن .وقال ابن عدي :ل بأس به .وراشد بن سعد قال فيه أبو
حات :صدوق ،وباقي رجال السناد ثقات .ورواه الترمذي عن أب سعيد الدري ف كتاب :الفت .
باب :أفضل الهاد ،رقم الديث ( )4/471( )2174وقال :هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه ،
ورواه عن طارق بن شهاب عند أحد ( ، )4/314والنسائي ( . )7/161قال الرناؤوط وإسناده صحيح .
وصححه النووي ،والنذري .انظر :تريه لشرح السنة ( ، )10/66والديث حسنه البغوي شرح السنة (
. )10/66وصححه اللبان لطرقه وقد جعها حفظه ال انظر :السلسلة الصحيحة ( )1/62حديث رقم (
. )491
409
قال الطاب ( :إنا كان هذا أفضل الهاد لن من جاهد العدو كان على أمل الظفر
بعدوه ول يتي قن الع جز ع نه ،ل نه ل يعلم يقينًا أ نه مغلوب ،وهذا يعلم أن يد سلطانه
أقوى من يده ،فصرات الثوبة فيه على قدر عظيم الئونة (. )1
-2و عن جابر بن ر ضي ال ع نه عن ال نب قال « :خ ي الشهداء حزة بن ع بد
الطلب ،ورجل قام إل رجل فأمره وناه ف ذات ال فقتله على ذلك » (. )2
-3وروى أحد بسنده إل عبد ال بن عمرو قال :سعت رسول ال يقول « :إذا
رأيتم أمت تاب الظال أن تقول له إنك أنت ظال فقد ُت ُودّع منها » (. )3
)(1العزلة (ص . )92
)(2أخرجه الاكم ف الستدرك وقال :صحيح السناد ول يرجاه قال الذهب :قلت :الصفار ل يدري من
هو ( . )3/195وقد ذكر اللبان هذا الديث ف :السلسلة الصحيحة ح ، 374الجلد الول .
)(3رواه أحد ف مسنده رقم ( )6520وقال أحد شاكر :صحيح السناد ( ، )10/30وعزاه السيوطي إل
الطبان ف الكبي ،والاكم ف الستدرك ،والبيهقي ف الشعب .وضعفه اللبان .انظر :ضعيف الامع
الصغي وزيادته حديث رقم (. )1/182( )600
410
وقد كان اللفاء الراشدون رضي ال عنهم يَحُثّون أقوامهم على نصحهم وتقويهم إذا
أخطئوا ،فهذا أ بو ب كر ر ضي ال ع نه يقول ف خطب ته الشهورة ( :أي ها الناس إن ا أ نا
متبع ،ولست ببتدع ،فإن أحسنت فأعينون ،وإن زغت فقوّمون ) (. )1
وقال رضي ال عنه ( :إن قد وُلّيت عليكم ولست بيكم ،فإن أحسنت فأعينون
وإن أسأت فقوّمون ) (. )2
وهذا ع مر ر ضي ال ع نه يقول في ما رواه سفيان بن عيي نة ع نه ( :وأ حب الناس إل
من إل رفع عيوب ) ( )3وكذلك بقية اللفاء .
ك ما أ نه ينب غي للنا صح لل سلطان أن يرا عي مكان ته ب يث ل يرق هيب ته .يدل على
ذلك حديصث عياض بصن غنصم الشعري رضصي ال عنصه قال :قال « :مصن كان عنده
نصيحة لذي سلطان فل يكلمه با علنية ،وليأخذ بيده فلْيخل به ،فإن قَِبَلهَا َ ،قبَِلهَا ،
وإل كان قد أدى الذي عليه والذي له » (. )4
ك ما أ نه ي ب على النا صح أن يذر التأن يب والتعي ي ( )5والغي بة وال سعاية ح ت تكون
خالصة ل تعال .
411
وقد كان علماء السلف رضوان ال عليهم يصدعون بقول الق والنصح لئمة الور
ف وجوه هم ،وإن توقعوا أو تيقنوا اليذاء ب سبب ذلك ،ل يشون ف ال لو مة لئم ،
لن م يعلمون أن من قتل بسبب ذلك فهو شهيد ،والشهادة أغلى أمان الؤ من الصدق
بو عد ال ،لذلك قدموا على ذلك موطن ي أنف سهم على اللك ومتمل ي ألوان العذاب ،
وصابرين عليه ف ذات ال تعال ،ومتسبي لا يبذلونه من مهجهم عند ال .
والمثلة على ذلك كثية نأخذ منها على سبيل الثال :
أ -قدم هشام بصن عبصد اللك حاجًا إل مكصة فلمصا دخلهصا قال :ائتونص برجصل مصن
الصحابة ،فقيل :يا أمي الؤمني قد تفانوا ،فقال :من التابعي .فأت بطاوس اليمان ،
فل ما دخل عل يه خلع نعل يه باش ية بساطه ،ول يسلم عليه بإمرة الؤمني ،ول كن قال :
السلم عليك يا هشام ،ول يكنه ،وجلس بإزائه .وقال :كيف أنت يا هشام ؟ فغضب
هشام غضبًا شديدًا حت هم بقتله .فقيل له :أنت ف حرم ال وحرم رسوله ،ول يكن
ذلك .فقال :يصا طاوس مصا الذي حلك على مصا صصنعت ؟ قال :ومصا الذي صصنعت ؟
فازداد غضبًا وغيظًا .قال :خل عت نعل يك باش ية ب ساطي ،ول تق بل يدي ،ول ت سلم
على بإمرة الؤمنيص ول تكننص ،وجلسصت بإزائي بغيص إذنص ،وقلت :كيصف أنصت يصا
هشام ؟ قال :أ ما ما فعلت من خلع نعلي باش ية ب ساطك فإ ن أخلعه ما ب ي يدي رب
العزة كل يوم خس مرات ،ول يعاتبن ول يغضب عليّ ،وأما قولك ل تقبل يدي فإن
سعت أمي الؤمني علي
412
ا بن أ ب طالب ر ضي ال ع نه يقول ( :ل ي ل لر جل أن يق بل يد أ حد إل امرأ ته من
شهوة ،أو ولده من رح ة ) .وأ ما قولك ل ت سلم علي بإمرة الؤمن ي فل يس كل الناس
راضيص بإمرتصك فكرهصت أن أكذب ،وأمصا قولك ل تكننص فإن ال تعال سصى أنصبياءه
وأولياءه فقال :يا يي يا عيسى ،وكن أعداءه فقال َ ﴿ :تبّ تْ يَدَا َأبِي َلهَ بٍ َوَتبّ ﴾ ،
وأ ما قولك :جل ست بإزائي فإ ن سعت أم ي الؤمن ي عليًا ر ضي ال ع نه يقول ( :إذا
أردت أن تنظصر إل رجصل مصن أهصل النار فانظصر إل رجصل جالس وحوله قوم قيام ) (. )1
فانظر إل عزة الؤمن كيف تفعل أمام السلطي .
ب -وروى أ بو سليمان الطا ب ب سنده إل ع بد ال بن ب كر ال سهمي قال :سعت
ب عض أ صحابنا قالوا :أر سل ع مر بن هبية -و هو على العراق -إل فقهاء من فقهاء
الب صرة وفقهاء من فقهاء الكو فة ،وكان م ن أتاه من فقهاء الب صرة ال سن ،و من أ هل
الكوفة الشعب ،فدخلوا عليه ،فقال لم :إن أمي الؤمني يزيد يكتب إل ف أمور أعمل
با فما تريان ؟ قال :فقال الشعب :أصلح ال المي أنت مأمور والتبعة على من أمرك ،
فأقبصل على ال سن فقال :مصا تقول ؟ قصد قال هذا ،قصل أنصت ،قال :اتصق ال يصا عمصر
فكأ نك بلك قد أتاك فا ستزلك عن سريرك هذا ،وأخر جك من سعة ق صرك إل ض يق
قبك ،إن ال تعال ينج يك من يز يد ،وإن يز يد ل ينج يك من ال سبحانه ،فإياك أن
تعرض ل تعال بالعا صي ،فإ نه ل طا عة لخلوق ف مع صية الالق .ث قام فتب عه الذن
فقال :أي ها الشيخ ما حلك على ما ا ستقبلت به الم ي ؟ قال :حل ن عل يه ما أ خذ ال
تعال على العلماء ف علم هم ث تل ﴿ :وَِإذَ أَخَ َذ اللّ ُه مِيثَا قَ الّذِي نَ أُوتُوْا الْ ِكتَا بَ لَُتبَيّنُنّ هُ
س وَلَ تَ ْكتُمُوَنهُ فََنبَذُوهُ َورَاء
لِلنّا ِ
413
ُظهُو ِرهِمْ ﴾ ...الية (. )2( ، )1
إل غي ذلك من الثلة الت ل حصر لا .
فهذه كانت سية العلماء وعاداتم ف المر بالعروف والنهي عن النكر والنصح لئمة
السلمي وعامتهم ،وقلة مبالتم بسطوة السلطي ،لكنهم اتكلوا على ال وقاموا بأداء
ما أوج به ال علي هم و سعوا ف الطر يق الو صل إل الشهادة ،فل ما أخل صوا ل الن ية أ ثر
كلمهم ف كثي من القلوب القاسية فلينها وأزال قسوتا ،أما الن فقد قيدت الطماع
ألسنة العلماء فسكتوا ،وإن تكلموا ل تساعد أقوالم أعمالم فلم ينجحوا ،ولو صدقوا
وقصدوا رضا ال ف ذلك وأخلصوا له النية لفلحوا ،ففساد الرعايا بفساد اللوك وفساد
اللوك بف ساد العلماء -ك ما مر -وف ساد العلماء با ستيلء حب الال والاه والن صب ،
ومن استول عليه ذلك ل يقدر على النكار أو النصح لراذل الناس ،فكيف على اللوك
والكابر ،ولو تكلم ل يسمع له لنه ل ينصح نفسه فيصلحها فكيف يصلح غيه !
لذلك ركز أعداء السلم على هذه النقطة وهي إغراق العلماء بالدنيا وفتحها عليهم
بدون ح ساب ح ت ينشغلوا ب ا عن واجب هم القي قي ،و هو مياث ال نبياء ،الذي هو
العلم الستلزم للمر بالعروف والنهي عن النكر .
414
وهذه أخطر وسيلة لفساد العلماء لن مابتهم ومواجهتهم وإهانتهم تؤدي إل ازدياد
قوة إيان م وثبات م على ال ق .ك ما تؤدي إل انت صار العا مة ل م وبغض ها ل ن أهان م ،
ولذلك قال سصفيان الثوري رحهص ال ( :مصا أخاف مصن إهانتهصم ل ،وإناص أخاف مصن
إكرامهم فيميل قلب إليهم ) ( . ) 1
وبالفعل وللسف عند تطبيقهم لذه الوسيلة حصل لم مطلوبم -إل ما شاء ربك -
وهو النشغال بالدنيا والسكوت عنهم وعما يرتكبونه من معاص ف حقوق ال وحقوق
العباد .
بل و صل ال مر إل أن وجدوا ل م من يعين هم على ظلم هم و يبر ل م أعمال م و هو
مسوب على العلماء ،ويتكلم باسهم وباسم السلم .وهذا من أسباب تاديهم ف غيهم
وإعجاب م بآرائ هم مه ما كان بعد ها عن ال ق ،و هو :كثرة ثناء الناس علي هم خا صة
العلماء فقد وجدوا من علماء الدنيا من يبر لم أعمالم مهما كان خطؤها ،وقصده من
ذلك ح صول رضا هم والتقرب إلي هم ،وبلوغ ش يء من حطام هذه الدن يا الفان ية ال ت
بأيديهم .
ولو أن العلماء قاموا ب تبيي ما أوج به ال علي هم ،وأخل صوا ذلك ل وترفعوا وتنهوا
عن الدن يا وحطام ها ،ووقفوا ف و جه كل ظال فدلوه على ال ق ون صحوه ،وحذروه
مغ بة ما أقدم عل يه من مع صية ال ل رتد عت ال سلطي الظل مة عن كث ي من غي ها ،
ولبصروا الق ول يف عليهم شيء من أمرهم .
415
ول كن من هم بأمثال :ال سن ،وطاوس ،و سفيان الثوري ،و سعيد بن ال سيب ،
وسعيد بن جبي ،وأب حنيفة ،ومالك ،والشافعي ،وأحد ،والبخاري ،والعز بن عبد
ال سلم ( ، )1وا بن تيمية ،وأمثال م من العلماء العلم الجاهد ين الخل صي الذ ين يقفون
فص وجصه الظال فيقولون له ( أنصت ظال ) مهمصا كان منصصب هذا الظال ،ومهمصا كان
إغراؤه لم بالدنيا ،ومهما ترتب على مواقفهم هذه من أذي يصيب أجسادهم ،ولكنه
يبقي للسلم هيمنته ،وللمة كرامتها ويردع الظالي عن غيهم ...وال الستعان .
رابعًا :حق الال :
واجبات المام كثية كمصا سصبق تسصتدعي التفرغ التام لتدبيص شؤون الرعيصة ،وهصو
كغيه من الناس ف حاجة إل الال لأكله ومشربه وخدمه وعياله ونو ذلك ،لذلك فقد
جعل السلم له حقًا ف مال السلمي يأخذ منه ما يكفيه ومن يعول ،وقد أخذ أبو بكر
وعمر رضي ال عنهما ما يكفيهما من بيت الال .فقد روى ابن سعد ف الطبقات بسنده
عن عطاء بن السائب قال :لا استخلف أبو بكر رضي ال عنه أصبح غاديًا إل السوق
وعلى رقبته أثواب يتجر با ،فلقيه عمر بن الطاب ،وأبو عبيدة ابن الراح فقال له :
أيصن تريصد يصا خليفصة رسصول ال ؟ قال :السصوق .قال :تصصنع ماذا وقصد وليصت أمصر
السصلمي ؟ قال :فمصن أيصن أطعصم عيال ؟ قال له :انطلق حتص نفرض لك شيئًا فانطلق
معهما ،ففرضوا له كل يوم شطر شاة وكسوة ف الرأس والبطن ) (. )2
)(1انظر :مواقفهم من الكام ف كتاب ( السلم بي العلماء والكام ) لعبد العزيز البدري .
)(2الطبقات الكبى لبن سعد (. )3/184
416
وروى البخاري وابن سعد بسنديهما عن عائشة رضي ال عنها قالت ( :لا استخلف
أبو بكر الصديق قال :لقد علم قومي أن حرفت ل تكن تعجز عن مئونة أهلي ،وشغلت
بأمر السلمي ،فسيأكل آل أب بكر من هذا الال ،واحترف للمسلمي فيه ) ( . ) 1
ولا وُل عمر بن الطاب أمر السلمي بعد أب بكر مكث زمانًا ل يأكل من الال حت
دخلت عليه ف ذلك خصاصة ،وأرسل إل أصحاب رسول ال فاستشارهم ف ذلك
فقال :قد شغلت نف سي ف هذا ال مر ف ما ي صلح ل ف يه ؟ فقال عثمان بن عفان :كل
وأط عم قال :وقال ذلك سعيد بن ز يد بن عمرو بن نف يل .وقال ع مر لعلي :ما تقول
أنت ف ذلك ؟ قال :غداء وعشاء ،فأخذ عمر بذلك ) (. )2
وروى أحد بسنده إل عبد ال بن زرير عن علي بن أب طالب قال :يا ابن زرير إن
سعت رسول ال يقول « :ل يل للخليفة من مال ال إل قصعتان ،قصعة يأكلها هو
وأهله ،وقصعة يضعها بي الناس » (. )3
وروى أيضًا ا بن سعد وا بن أ ب شي بة عن حار ثة بن مضرب قال :قال ع مر بن
الطاب رضي ال عنه ( :إن أنزلت نفسي من مال ال منلة
)(1البخاري كتاب :البيوع باب . 15 :كسب الرجل وعمله بيده الفتح ( ، )4/303وابن سعد ف
الطبقات (. )3/185
)(2طبقات ابن سعد (. )3/307
)(3السند حديث رقم ( )578وقد صححه أحد شاكر ( )2/26وإن كان ف إسناده :ابن ليعة والكثرون
على تضعيفه ،وعزاه صاحب كن العمال إل ابن عساكر انظر :الكن ( )5/774ح . 14349
417
مال اليتيصم ،إن اسصتغنيت اسصتعففت ،وإن افتقرت أكلت بالعروف ) ( . )1قلت :أشار
ص َغنِيّاص فَ ْليَسصَْت ْعفِفْ وَمَصن كَانصَ َفقِيًا َفلْيَأْكُلْ
بذلك إل قوله تعال ﴿ :وَمَصن كَان َ
بِالْ َم ْعرُو فِ ﴾( . )2وتساءل بعض السلمي عما يلّ لمي الؤمني من الال فقال عمر :
( أ نا أ خبكم ب ا أ ستحل م نه ،ي ل ل حلتان :حلة ف الشتاء ،وحلة ف الق يظ .و ما
أحج عليه وأعتمر من الظهر ،وقوت وقوت أهلي كقوت رجل من قريش ليس بأغناهم
ول بأفقرهم ،ث أنا َبعْدُ رجل من السلمي يصيبن ما يصيبهم ) (. )3
ما سبق يتّضح أن للمام أن يأخذ من مال السلمي راتبًا معيّنا يَ سُ ّد به حاجته ومن
يعول من غي إسراف ول تقتي ،وقد أثبت النب هذا الق لن ول ولية من إمارة أو
غيها وإن كان موسرًا ،فقد روى البخاري بسنده إل حويطب بن عبد العزى أخبه أن
عبد ال بن السعدي أخبه أنه قدم على عمر ف خلفته فقال له عمر :أل أحدّث أنك
تلي من أعمال الناس أعما ًل فإذا أعط يت العمالة ( )4كرهت ها ؟ فقلت :بلى فقال ع مر :
ما تريد ذلك ؟ قلت :إن ل أفراسًا وأعبدًا وأنا بي ،
)(1ابن سعد ف الطبقات ( . )3/276قال الافظ ابن حجر :سنده صحيح .انظر :فتح الباري ( .
. )13/151
)(2سورة النساء آية . 6 :
)(3طبقات ابن سعد ( . )3/276وقال ابن حجر :وأخرجه الكاربيسي بسند صحيح عن الحنف ،قال :
قال :كنا بباب عمر فذكر قصة وفيها ما سبق .فتح الباري (. )13/151
)(4قال ابن حجر :العُمالة بضم الهملة .وتفيف اليم أي :أجرة العمل ،وأما العَمالة بفتح العي فهي نفس
العمل فتح الباري (. )13/152
418
وأريد أن تكون عمالت صدقة على السلمي ،قال عمر :ل تفعل فإن كنت أردت الذي
أردت فكان رسول ال يعطين العطاء فأقول أعطه أفقر إليه من ،حت أعطان مرة مالً
فقلت :أعطه أفقر إليه من ،فقال النب « :خذه فتموّله وتصدق به فما جاءك من هذا
الال وأ نت غ ي مشرف ول سائل فخذه وإل فل تتب عه نف سك » ( . )1قال الا فظ ا بن
ح جر :قال ال طبي ( :ف حد يث ع مر الدل يل الوا ضح على أن من شُ غل بش يء من
أعمال السلمي أخذ الرزق على عمله ذلك ) ( . )2لكن عليه أن يتقي ال فيه ،فإنه أمانة
ف يده فعل يه أن يأ خذ ما يكف يه بل إ سراف ول تقت ي ،ول يع بث بأموال ال سلمي ال ت
ائتمنه ال عليها .
خامسًا :الكم مدة صلحيته للمامة :
ومن حقوق المام أن يبقى حاكمًا ما دام صالًا للمامة وليس له وقت مدد ينتهي
إليصه ،حتص ينتهصي أجله ،أو تنتهصي قدرتصه وطاقتصه فص القيام باص ،يقول الدكتور ممصد
ال صادق عفي في ( :وللخلي فة ال ق ف أن ي كم مدى الياة ،ح ت يأ من اللق والنفاق ،
وحت ل يستكي لحد طمعًا ف تديد انتخابه مرة ثانية ،والاكم عندما ينظر يب أن
تكون نظرته شاملة ،أي :ينظر إل الشعب ف مموعه دون تفرقة بي طائفة وأخرى ،
وأن يعمل على أساس أنه باق مدى الياة طال الزمن أو قصر ،حت يكون عمله خال صًا
من الشبهات ) (. )3
)(1رواه البخاري ف :الحكام .باب :رزق الاكم والعاملي عليها ،الفتح ( ، )13/150ورواه مسلم
ف :الزكاة .حديث ( ، )2/723( )1045والنسائي ف :الزكاة ( ، )3/105وأبو داود ف :المارة .
باب :أرزاق العمال ،عون العبود ( ، )8/161وأحد (. )1/71
)(2فتح الباري (. )13/154
)(3الجتمع السلمي وأصول الكم (ص . )195
419
وهذا ما يالف فيه السلم النظم الديقراطية الت تدد فترة معينة للرئيس ،ث بعدها
ينتخب انتخابًا ثانيًا ،وف هذه الالة يكون هَمّه جع أكب عدد من الصوات الرشّحة
له ،فيخ صّ أعضاء حزبه ومرشحيه بالصلحة دون غيهم من الناس لكسب رضاهم ...
وال أعلم .
*****
420
البحث الثالث
الشورى
بعد الديث عن واجبات المام وحقوقه يسن أن أفرد مبحثًا للحديث عن الشورى
ل ف مب حث واجبات المام ول ف حقو قه ،لن ومكانت ها ف ال سلم ،ول أجعله داخ ً
السألة خلفية ،فهناك من يعتبها من واجبات المام وبعدها عند عرضه للواجبات ،أما
الذ ين يرون ا من الندوبات ف هم ل يعلون ا من واجبات المام ،وهذا هو مفهوم عا مة
السلف من الفقهاء وغيهم .
و ف هذا الب حث سأتدث عن تعر يف الشورى اللغوي وال صطلحي ،ث الد يث
عن مشروعيت ها وأدلة ذلك ،ث عن حكم ها و هل هي واج بة أو م ستحبة ونعرض أدلة
الرأيي ث الرأي الراجح ،وأخيًا الد يث عن مدى إلزام المام با وآراء كل فريق ،ث
نذيّل ذلك بالرأي الراجح ف السألة .
والقيقة إن سأستعرض كل ما سبق بشيء من الياز لن هذه السألة من السائل
الشائ كة ،والكلم في ها طو يل ،و قد كفا نا مئو نة هذا الب حث ب عض العلماء الفا ضل
وألفوا فيها كتبًا مستقلة ( )1ورسائل علمية .
)(1انظر على سبيل الثال :الشورى وأثرها ف الديقراطية للدكتور عيد الميد إساعيل النصاري ف ()470
صفحة ،ومبدأ الشورى ف السلم د .يعقوب الليجي ف ( )304صفحات وغيهم كثي .
421
تعريف الشورى
( )1ف اللغة :
الشورى الشاورة والشورة :مصادر للفعل شاور قال ف اللسان :يقال :شار العسل
يشوره شورًا ،وشيارة ومشارًا ومشارة ا ستخرجه من ال َوقْبَة واجتباه ،وقال أ بو عب يد :
شرت العسل واشترته اجتنيته وأخذته من موضعه ...ويقال :اشرن على العسل أي أعن
،وشرت الدابة شورًا عرضتها على البيع أقبلت با وأدبرت ...إل ) (. )1
فأصل الشورى إذن الستخراج والظهار والعانة على ذلك والصدر مَشُور َة ( بفتح
شوَرة ) لغتان ،قال ا بن ح جر : ال يم و ضم العج مة ) وب سكون العج مة وف تح الواو ( مَ ْ
الول أرجح (. )2
( )2ف الصطلح :
أ ما ف ال صطلح ف هي ( :ا ستطلع الرأي من ذوي ال بة ف يه للتو صل إل أقرب
المور للحق ) (. )3
422
هذا وقد ذهب بعض الُحْدَثي إل التفريق بي الشورى والشْورة فجعل الشورى هي
شوَرة أخذ الرأي على سبيل اللزام ( ، )1ث حاول الستدلل على أخذ الرأي مطلقًا ،وال ْ
رأيه هذا ،ولكن الذي يظهر أنه ل فرق بينهما ،والدلة الت أوردها غي مقنعة .
مشروعيتها
مشروعية الشورى ثابتة بالكتاب والسنة وسية اللفاء الراشدين رضي ال تعال عنهم
،فقد رغّ ب ال سلم في ها ف أك ثر من موضع ،وجعلها من المور ال ت ل غ ن لطالب
ال ق عن ها ،سواء كا نت ف المور الا مة كتدب ي شؤون ال مة ،أو ف المور الا صة
بالفراد والشؤون الشخصية .وقد حلت هذا السم إحدى سور كتاب ال النّل .
والدلة على مشروعيتها كثية منها :
( )1من الكتاب :
أ -قول ال عز وجل َ ﴿ :فبِمَا رَحْمَ ٍة مّ نَ اللّ هِ لِن تَ َلهُ ْم وََلوْ كُن تَ فَظّا َغلِي ظَ اْلقَلْ ِ
ب
ف عَْنهُ ْم وَا سَْت ْغ ِفرْ َلهُ ْم وَشَا ِو ْرهُ مْ فِي ا َل ْمرِ فَِإذَا َع َزمْ تَ فََتوَكّلْ
لَن َفضّوْا مِ نْ َحوْلِ كَ فَاعْ ُ
حبّ الْمَُتوَكِّليَ ﴾ (. )2 عَلَى الّلهِ إِنّ الّلهَ يُ ِ
قال ابن جرير الطبي بعد سرده لعدة آثار عن السلف ف تفسي هذه الية ( :وأول
القوال بالصواب ف ذلك أن يقال :إن ال عز وجل
)(1قواعد نظام الكم ف السلم (ص )173د .ممود عبد الجيد الالدي .
)(2سورة آل عمران آية . 159
423
أمر نبيه بشاورة أصحابه فيما َحزَبَه من أمر عدوه ومكايد حربه ،تألفًا منه بذلك من
ل ت كن ب صيته بال سلم الب صية ال ت يؤمَن عل يه مع ها فت نة الشيطان ،وتعريفًا م نه أم ته
مَأْتَى المور ال ت تزب م من بعده ،ومطلب ها ليقتدوا به ف ذلك ع ند النوازل ال ت تنل
بم ،فيتشاورا فيما بينهم كما كانوا يرونه ف حياته يفعله ،فأما النب فإن ال كان
ُي َعرّ فه مطالب وجوه ما حز به من المور بوح يه أو إلا مه إياه صواب ذلك ،وأ ما أم ته
فإن م إذا تشاوروا م ستنّي بفعله ف ذلك على ت صادق ،تَأَخّ ( )1لل حق وإرادة جيع هم
للصواب من غي ميل إل هوى ،ول حيد عن هدى فال مسددهم وموفقهم ) (. )2
وقد أخرج ابن أب حات عن السن قال ( :وقد علم ال أنه ما به إليهم حاجة ولكن
أراد أن يست به من بعده ) (. )3
و عن الضحاك بن مزا حم قال ( :ما أ مر ال نبيه بالشورة إل ل ا علم في ها من
الفضل ) (. )4
ب -قوله تعال ف سورة الشورى ﴿ :فَمَا أُوتِيتُم مّن شَ ْيءٍ فَمَتَا عُ الْحَيَا ِة الدّْنيَا َومَا
عِن َد اللّ هِ خَْي ٌر وَأَبْقَى لِلّذِي َن آمَنُوا َوعَلَى َرّبهِ مْ َيَتوَكّلُو نَ * وَالّذِي نَ َيجْتَِنبُو نَ َكبَاِئرَ ا ِلثْ مِ
وَاْل َفوَاحِ شَ وَِإذَا مَا َغضِبُوا هُ مْ َي ْغ ِفرُو نَ * وَالّذِي َن ا سَْتجَابُوا ِلرَّبهِ ْم وَأَقَامُوا ال صّلةَ وََأ ْم ُرهُ مْ
شُورَى بَيَْنهُ ْم َومِمّا َرزَقْنَاهُمْ يُن ِفقُونَ ﴾ (. )5
)(1توخي المر تراه وقصده ويمه ،ث تقلب واوه ألفًا فيقال :تأخيت المر .
)(2تفسي الطبي ( )7/345تقيق أحد شاكر وأخيه .
)(3فتح الباري ( . )13/340قال ابن حجر :إسناده حسن .
)(4تفسي الطبي (. )7/345
)(5سورة الشورى اليات . 38 - 36
424
فقصد بيص ال سصبحانه وتعال فص هذه اليات الصصفات السصاسية التص تيصز الؤمنيص
ُمص ﴾ قالُمص شُورَى بَيَْنه ْ
ومدحهصم باص ،وذكصر مصن ضمصن هذه الصصفات أن ﴿ وََأمْ ُره ْ
القرطب ( :فمدح ال الشاورة ف المور بدح القوم الذين كانوا يتثلون ذلك ) ( )1قيل
:إنا نزلت ف النصار ،قال النقاش ( :كانت النصار قبل قدوم النب إذا أرادوا أمرًا
تشاوروا ف يه ث عملوا عل يه فمدح هم ال به ) ( )2ل كن هذا بع يد ،لن ا ذكرت ف ثنا يا
أوصاف الؤمني الت ل تكن قبل السلم مثل إقام الصلة والنفاق ،وهذه ل تشرع إل
بعد ميء السلم ول يكونوا يعرفون الصلة قبل أن يسلموا .
قال الستاذ سيد قطب رحه ال ( :وهنا ف هذه اليات يصور خصائص هذه المة
الت تطبعها وتيزها ،ومع أن هذه اليات مكية نزلت قبل قيام الدولة السلمة ف الدينة ،
فإننا ند فيها أن من صفة هذه الماعة السلمة ( وأمرهم شورى بينهم ) ...ما يوحي
بأن وضع الشورى أعمق ف حياة السلمي من مرد أن يكون نظامًا سياسيًا للدولة ،فهو
طا بع أ ساسي للجما عة كل ها ،يقوم عل يه أمر ها كجما عة ،ث يت سرب من الما عة إل
الدولة ) (. )3
ثانيًا :من السنة :
سنة النب العملية حافلة بالترغيب ف الشورى والض عليها وكانت سة بارزة ف
سيته وف سية اللفاء الراشدين من بعده لذلك فقد دل على مشروعيتها جانب السنة
العملي أكثر من القول .
425
أ -السنة القولية :
ع ند التت بع والتق صي لل ستدلل على مشروع ية الشورى بال سنة القول ية ل أع ثر على
نص صريح سليم من مقال .نعم قد روي عدة أحاديث ولكن عند تحيصها ووضعها
( )1
تت مهر النقد ل أجد فيها شيئًا ليس فيه مقال ف إسناده فضربت عن أكثرها صفحًا
ولعل من أحسنها ما يلي :
-1ما روي عن عبد الرحن بن غنم أن النب قال لب بكر وعمر « :لو أنكما
تتفقان على أمر واحد ما عصيتكما ف مشورة أبدًا » ( . ) 2
)(1انظر الحاديث الواردة ف هذه السألة ف :كتاب الشورى وأثرها ف الديقراطية (ص )65فما بعدها .
)(2ذكر ابن حجر أن هذا الديث ف فضائل الصحابة لسد بن موسى والعرفة ليعقوب ابن سفيان بسند -
ل بأس به -عن عبد الرحن بن غنم وهو متلف ف صحبته فتح الباري ( )13/340قلت :وقد رواه أحد
ف السند عن عبد الرحن بن غنم أيضًا ف ( . )4/227وفيه عبد الميد بن مهران عن شهر بن حوشب ،
فعبد الميد هذا وثقه يي بن معي وأبو داود الطيالسي ،وقال أبو حات :أحاديثه عن شهر صحاح ،وقال
أحد :أحاديثه عن شهر مقاربة ،وهناك من طعن فيه .انظر :ميزان العتدال (. )2/538
وشهر بن حوشب قال ابن معي :ثقة .وقال أبو حات ليس هو بدون أب الزبي ول يتج به ،وقال أبو
زرعة :ل بأس به ،وقال النسائي وابن عدي :ليس بالقوي .ميزان العتدال ( ، )2/283وقد طعن فيه
بعضهم أيضًا .
426
-2أ ما حد يث « ال ستشار مؤتنص » ( )1فهذا وإن ل ي كن ف يه ترغ يب صريح ف
الشورى ،إل أ نه إخبار بع ن الطلب ل ن ا ستشي أن يكون أمينًا ف أداء مشور ته ،و قد
روي من عدة طرق عن أب هريرة وابن مسعود وعائشة وابن عمر وأم سلمة .
-3حديث أب هريرة رضي ال عنه قال ( :ما رأيت أحد أكثر مشورة لصحابه من
النب ) (. )2
ب -أما السنة الفعلية :
فيما يؤكد ترغيب السلم ف الشورى بالضافة إل ما سبق هو فعل النب فهو مع
جللة قدره وعظيصم منلتصه وتأييده بالوحصي الليص ،مصع ذلك فقصد كان كثيص الشاورة
لصحابه ،كما مر ف حديث أب هريرة ،
)(1رواه ابن ماجة عن أب هريرة وعن أب مسعود ف :الدب رقم ( . )3746 ، 3745ف باب :الستشار
مؤتن .قال ف الزوائد :إسناد حديث ابن مسعود صحيح رجاله ثقات :السنن ( ، )2/1233ورواه
الطبان عن عبد ال بن الزبي يرفعه .قال اليثمي :ورجاله رجال الصحيح ممع الزوائد ( . )8/97ورواه
الترمذي عن أب هريرة .وقال :هذا حديث حسن حديث رقم ( )2822كتاب :الدب .باب :أن
الستشار مؤتن .قال :وف الباب عن ابن مسعود وأب هريرة وابن عمر وروي بنحوه عن أم سلمة وقال :
هذا غريب من حديث أم سلمة ( )5/126تقيق أحد شاكر وآخرين .ورواه أبو داود ف سننه ف :الدب
.باب ف الشورى ،عون العبود ( )14/36عن أب هريرة ،ورواه الدارمي ف السي ( )13وأحد ف السند
(. )5/274
)(2قال فيه ابن حجر :رجاله ثقات إل أنه منقطع .فتح الباري ( )13/340وقد أشار إليه الترمذي فقال :
ويروى عن أب هريرة فذكره -يعن بدون إسناد -ف الهاد .باب ، )4/214( ، 34 :ورواه الشافعي ف
الم ( ، )7/95ورواه البيهقي ف سننه ( ، )10/109والسيوطي ف الدر النثور (. )2/90
427
والسية حافلة بالمثلة الكثية لشورته لصحابه :
-فقد شاورهم يوم بدر ف التوجه إل قتال الشركي (. )1
-وشاورهم قبل معركة أحد أيبقى ف الدينة أم يرج إل العدو ( )2؟ .
-وشاورهم ف أسرى بدر ( . ) 3
-وشاور ال سعدين -سعد بن معاذ ،و سعد بن عبادة -يوم الندق فأشارا عل يه
بترك مصالة العدو على بعض ثار الدينة مقابل انصرافهم عنها فأخذ برأيهما (. )4
-وشاورهم عام الديبية (. )5
-وشاورهم ف حصار الطائف (. )6
-واستشار عليًا وأسامة رضي ال عنهما ف أمر عائشة ف قصة الفك (. )7
-واستشار ف عقوبة النافقي الذين آذوه ف أهله فقال « :ما تشيون
)(1مسلم كتاب :الهاد والسي .باب :ف غزوة بدر حديث رقم ( ، )3/1403( )1717وسية ابن
هشام (. )2/614
)(2سية ابن هشام (. )3/63
)(3مسلم كتاب :الهاد .حديث رقم ( ، )3/1384( )1763والسند (. )3/243
)(4الصنف لعبد الرزاق ( )5/368ط .الكتب السلمي تقيق عبد الرحن العظمي .والبداية والنهاية (
. )4/104
)(5الصنف ( ، )5/330وسنن البيهقي ( ، )10/109والبداية والنهاية (. )4/164
)(6مسلم كتاب :الهاد والسي .باب غزوة الطائف ،حديث ( ، )3/1402( )1778والسند حديث
رقم ( )4588تيق أحد شاكر ( ، )6/268وطبقات ابن سعد (. )2/159
)(7البخاري كتاب :العتصام .باب ( ، 28 :وأمرهم شورى بينهم ) فتح الباري ( ، )13/339وزاد
العاد (. )2/126
428
عليّ ف قوم يسبون أهلي . )1( » ...
إل غي ذلك من الصور الكثية من استشارته لصحابه .
-3سية اللفاء الراشدين وآثار السلف :
لقد َظلّت الشورى سة واضحة ف عهد اللفاء الراشدين رضي ال عنهم ،ول يكاد
يلو بم موقف من الواقف الاسة إل تشاوروا فيه .والمثلة على ذلك ل تصى أهها :
قصة السقيفة وعهد عمر إل الستة للتشاور بينهم -كما مرّ -وجع الصحف وتوحيد
السلمي على مصحف واحد ونو ذلك ،بل قد كانوا يأمرون ولتم بأن ل يبموا أمر
إل بعد التشاور فيه ،فهذا أبو بكر رضي ال عنه يكتب إل خالد بن الوليد حي وجهه
إل حرب الرتدين ( :واستشر من معك من أكابر أصحاب رسول ال فإن ال تعال
موفقك بشورتم ) ( . ) 2
وعن ميمون بن مهران قال :كان أبو ب كر الصديق إذا ورد عل يه أ مر نظر ف كتاب
ال ،فإن وجد فيه ما يقضي به قضى بينهم ،وإن علمه من سنة رسول ال قضى به ،
وإن ل يعلم خرج فسصأل السصلمي عصن السصنة ،فإن أعياه ذلك دعصا رؤوس السصلمي
وعلماءهم واستشارهم ( . ) 3
وعلى هذا سار عمر رضي ال تعال عنه فقد ( كان القراء أصحاب
)(1البخاري كتاب :العتصام .باب ( ، 28 :وأمرهم شورى بينهم ) ( )13/340من الفتح ،ومسلم
كتاب :التوبة ،حديث رقم (. )4/2137( )2770 - 58
)(2مموعة الوثائق السياسية (ص . )268
)(3أخرجه البيهقي بسند صحيح قاله الافظ ابن حجر ف الفتح (. )13/342
429
مشورة عمر كهولً كانوا أو شبابًا وكان قافًا عند كتاب ال عز وجل ) (. )1
وقد سبق كلم عمر ف الشورى ف اللفة ،وعلى هذا سار الئمة من بعدهم .قال
البخاري ( :وكانت الئمة بعد النب يستشيون المناء من أهل العلم ف المور الباحة
بالنب ) ليأخذوا بأسهلها ،فإذا وضح الكتاب والسنة ل يتعدوه إل غيه إقتداء
(. )2
أما آثار السلف الدالة على الترغيب
ف الشورى فكثية منها :
( )1ما روي عن السن رحه ال تعال قال ( :ما تشاور قوم قط بينهم إل هداهم
ال لفضل ما يضرهم ) وف لفظ ( :إل عزم ال لم بالرشد أو بالذي ينفع ) (. )3
( )2قال قتادة ( :ما تشاور قوم يبتغون وجه ال إل هُدُوا لرشد أمرهم ) (. )4
وأسصند الطصبي عنصه قوله ... ( :وإن القوم إذا شاروا بعضهصم بعضًا وأرادوا بذلك
وجه ال عزم لم على رشده ) (. )5
)(1ذكره البخاري ف كتاب :العتصام .باب ، 28قول ال تعال ﴿ وََأمْرُ ُهمْ شُورَى َبْينَ ُهمْ ﴾ الفتح (
. )13/339
)(2البخاري ف صحيحه كتاب :العتصام .باب ، 28 :وأمرهم شورى بينهم ( )13/339من الفتح .
)(3قال الافظ ف الفتح :أخرجه البخاري ف :الدب الفرد .وابن أب حات بسند قوي عن السن .قلت :
وقد رواه الطبي عنه أيضًا ( . )7/344تقيق أحد شاكر وروي مرفوعًا إل النب لكنه ل يصح .
)(4الكلم الطيب لبن تيمية تقيق اللبان (ص ، )71والوابل الصيب لبن القيم (ص . )235
)(5تفسي الطبي (. )7/344
430
الكمة من مشروعية الشورى وشيء من فوائدها :
تتلف الكمة من مشروعية الشورى بالنسبة للنب عنها بالنسبة لسائر الئمة .
أ -أما بالنسبة للرسول :فقد قيل عن الكمة من مشروعيتها ما يلي :
-1إنا ذلك ليستُ ّن به من بعده ،سبق كلم السن رحه ال ( :قد علم أنه ما به
إليهم حاجة ،ولكن أراد أن يست به من بعده ) (. )1
وروى ال طبان عن سفيان بن عيي نة قوله ﴿ :وَشَا ِو ْرهُ مْ فِي ا َل ْمرِ ﴾ قال ( :هي
للمؤمني أن يتشاورا فيما ل يأتم عن النب ف أثر ) (. )2
قال أبصو بكصر ابصن العربص ( :وكانصت هذه فائدة لنص بعده ليسصت بالنصب فص
الشاورة ) (. )3
-2وقيل :بل هو لتطييب نفوس أصحابه رضوان ال عليهم ولتألف قلوبم ،وليوا
أنه يسمع منهم ويستعي بم ،يدل على ذلك أول الية ﴿ وََلوْ كُن تَ فَظّا غَلِي ظَ اْلقَلْ بِ
لَن َفضّوْا مِ نْ َحوْلِ كَ ﴾ ف قد روى ال طبي عن الرب يع أ نه قال ( :أ مر ال نبيه أن يشاور
أصحابه ف المور ،وهو يأتيه الوحي من السماء لنه أطيب لنفسهم ) ( )4وعن قتادة
قوله ( :أمر ال عز وجل نبيه أن يشاور أصحابه ف المور وهو يأتيه وحي السماء ،
لنه أطيب لنفس القوم . )5( ) ...قيل :كانت سادات العرب إذا
431
ل يشاورا ف ال مر شق علي هم ،فأ مر ال ر سوله بشاورة أ صحابه ،لئل يث قل علي هم
استبداده بالرأي دونم (. )1
-3أ ما القول الثالث :فل يبي له الرأي وأ صوب المور ف التدب ي ،ف قد روي عن
الضحاك بن مزاحم قوله ﴿ :وَشَا ِو ْرهُ مْ فِي ا َل ْمرِ ﴾ قال :ما أمر ال عز وجل نبيه
بالشورة إل لا علم فيها من الفضل ) (. )2
قلت :هذا ل يكون إل ف المور الربية والمور الدنيوية الت قال فيها « :أنتم أعلم
بأمور دنياكم » ( . )3وقوله « :إن كان شيئًا من أمر دنياكم فشأنكم به ،وإن كان شيئًا
من أمر دينكم فإلّ » ( . )4ولستجابته لرأي الباب بن النذر يوم بدر وسلمان الفارسي
يوم الندق ون و ذلك .أ ما أمور التشر يع ف هو وإن كان يت هد إذا ل ينل عل يه و حي
ولكن ال عز و جل يقره على ذلك الجتهاد إن أصاب الق ويرشده ويرده إل الصواب
إن جانبه ،كما ورد ف قصة أسرى بدر حينما أخذ الفدية من السرى فنل العتاب من
خنَ فِي ا َل ْرضِ . )5( ﴾ ...
السماء ﴿ مَا كَانَ لَِنبِيّ أَن يَكُونَ َلهُ أَ ْسرَى حَتّى يُثْ ِ
-4وهناك قول رابع :وهو ( :أن الرسول أمر بالشاورة لنه ف غزوة أحد كان
معظم الصحابة قد أشاروا عليه بالروج خاصة الذين ل يقاتلوا يوم
432
بدر -وكان الرسول يرى عدم الروج والتحصن بالدينة ،فلما خرج بناء على رأيهم
وقع ما وقع من انزام السلمي ،فلو أن الرسول ترك مشاورتم بعد ذلك لعتقدوا أن
ف قلبه منهم بسبب مشاورتم بقية أثر ،فأمره ال سبحانه بالشاورة بعد غزوة أحد حت
يدل ذلك على أنه ل يبق ف قلبه أثر من تلك الواقعة ) (. )1
والواقع أنه ل منافاة بي هذه الكم جيعًا فقد تكون جيعها من حكم أمر ال سبحانه
وتعال رسوله بشورة أصحابه .وال أعلم .
ب -الكمة من مشروعيتها بالنسبة للخلفاء ولسائر المة :
أ ما بالن سبة للئ مة والمراء و سائر الب شر فالو ضع يتلف -و قد سبق الد يث عن
ضعف النفس البشرية غي العصومة ،وأنا معرضة للهوى والطأ والنسيان لذلك فهي ف
حاجة ماسة إل استشارة غيها ،والستعانة بم ف الوصول إل الصواب .
ومن الفوائد والكم الت من أجلها شرعت الشورى ما يلي :
( )1إحراز الصواب غالبًا :
ل نه إذا طُرح ال مر للشورى فإ نه سيجتهد كل من ال ستشارين ف ا ستخراج الو جه
الم ثل ف تلك الواق عة ال ت ي ستشار بشأن ا ،فت صي الرواح بذلك متطاب قة متواف قة على
ت صيل أ صلح الوجوه وأمثل ها ،وتطا بق الرواح الطاهرة على الش يء الوا حد من أع ظم
أسباب حصوله ،
433
ول شك أن الرأي الصادر من مموعة ملصة يكون أقرب إل الصواب من رأي الفرد
غالبًا ،وقد يتص بعضهم بعرفة الصلحة والصواب فيكون ف الستشارة كشفًا لذا
الستور فتعم الفائدة ،وقال ابن الزرق (( كان يقال :من ُأعْطِيَ أربعًا ل ينع أربعًا ،من
ُأعْطِيَ الشكر ل ينع الزيد ،ومن ُأعْطِيَ التوبة ل ينع القبول ،ومن ُأعْطِ َي الستخارة ل
ينع الية ،ومن ُأعْ ِطيَ الشورة ل ينع الصواب )) (. )1
ولكن هذا ليس على الطلق فربا ينفرد الفرد أو القلية برأي هو عي الصواب ،
ورأي الماعة هو خطأ ،كما سيأت تقريره عند الديث عن مدى إلزامية الشورى
للمام .
( )2المن من ندم الستبداد بالرأي الظاهر خطؤه :
والذي قد يولد ف النفوس ما ل تمد عقباه ،وقد رأينا ذلك ف الكمة من مشروعية
الشورى بالنسبة للنب ص فبالنسبة إل غيه أول ،وقد قيل (( :ما خاب من استخار ،
ول ندم من استشار )) ( . )2وروي مرفوعًا إل النب ص أيضًا (( :استرشدوا العاقل
ترشدوا ،ول تعصوه فتندموا )) (. )3
434
( )3ازدياد العقل با واستحكامه :
قال الطرطوشي (( :الستشي وإن كان أفضل رأيًا من الستشار فإنه يزداد برأيه رأيًا
كما تزداد النار بالسليط ضوء )) ( . )1وقال ابن الزرق (( :وقد قيل :الشاورة لقاح
ل أخذ نصف عقله )) ( . )2وقال بعض الكماء : العقل ورائد الصواب ،ومن شاور عاق ً
(( حق على العاقل الازم أن يضيف إل رأيه آراء العقلء ،فإذا فعل أمن من عثاره ،
ووصل إل اختياره )) (. )3
( )4المن من عتب المة عند الطأ وإقامة الجة على العترض :لنه إذا نوقشت السألة
الجتهادية من جانب أهل الشورى ،فلو حصل خطأ بعد ذلك فإن اللوم ل يكون على
المام وحده ،ول يكون هناك حجة لعترض بعد ذلك .وقيل :ومن أكثر الشورة ل
يعدم عند الصواب قادحًا ( )4وعند الطأ عاذرًا )) (. )5
( )5التجرد با عن الوى والبعد عن الوقوع ف شباكه :
لن النفس البشرية معرضة دائمًا إل ذلك إل من عصمه ال لذلك .قال بعض الكماء :
إنا يتاج اللبيب ذو التجربة إل الشاورة ليتجرد له رأيه من هواه .،وسئل أحدهم :
(( ل يكن رأي الستشار أفضل
435
من رأي ال ستشي ؟ فقال :لن رأي الستشار معرى من الوى ( . )1و ما أحسن ما قاله
بشار بن برد :
( إذا بلغ الرأي النصصيحة فاسصتعن برأي نصصيح أو نصصيحة حازم ول تعصل الشورى
عليك غضاضة مكان الواف قوة للقوادم وخل الوينا للضعيف ول تكن نؤمًا فإن الزم
ليس بنائم ) (. )2
قال الصمعي :قلت لبشار :يا أبا معاذ إن الناس يتعجبون من أبياتك ف النشورة -
يعن هذه البيات فقال :يا أبا سعد إن الشاور بي صواب بفوز بثمرته أو خطأ يشارك
ف مكروهه .فقلت له :أنت ف قولك هذا أشعر منك ف شعرك (. )3
( )6استمناح الرحة والبكة :
كما قال عمر بن العزيز رحه ال ( :الشورة والناظرة بابا رحة ،ومفتاحا بركة ،ل
يضل معهما رأي ول يفقد معهما حزم ) ( )4كما يدل العمل با على الداية والسداد قول
علي رضي ال عنه ( :الشورة عي الداية وقد خاطر من استغن برأيه ) ( . )5وروي عن
سهل بن سعد الساعدي عن
436
رسول ال قال « :ما شقي قط عبد بشورة ،وما سعد باستغناء رأي » (. )1
( )7كما أن من فوائد الشورى أنا خي وسيلة للكشف عن الكفاءات والقدرات وبا
يظ هر الكفاء ،وت ستفيد ال مة من كفاءات م ،قال صحاب الع قد الفر يد ( :من ف ضل
الشورى أن ا تك شف لك طباع الرجال ،فم ت طل بت اختيار ر جل فشاوره ف أ مر من
المور ،يظهر لك رأيه وفكره وعدله وجوره وخي وشره ) (. )2
مالت الشورى ( فيم تكون ؟ )
من العلوم بداهة والتفق عليه بي العلماء أن الشورى ل تكون فيما نزل فيه وحي ،
ُمص
ُمص ف ِي ا َل ْمرِ ﴾ و ﴿ وََأمْ ُره ْ
كمصا اتفقوا على تصصيص عموم قوله تعال ﴿ :وَشَا ِو ْره ْ
شُورَى بَيَْنهُ مْ ﴾ ب ا ل ينل ف يه و حي ،إل أن م اختلفوا ف مدى هذه ال صوصية على
أقوال ثلثة :
( )1فمنهم من قال :إنه خاص ف أمور الرب ما ليس فيه حكم ،وقد نسب هذا
القول ا بن ح جر إل الداودي ( ، )3وقال أ بو ب كر ا بن العر ب ( :قال علماؤ نا :الراد به
ال ستشارة ف الرب ،ول شك ف ذلك ،لن الحكام ل ي كن ل م في ها رأي بقول ،
وإنا هي بوحي مطلق من عند ال عز وجل ،
)(1تفسي القرطب .والديث ضعيف قال ابن حزم :مرسل .قال أحد شاكر :فيه عيسى الواسطي غي
معروف .انظر :الحكام ف أصول الحكام تقيق أحد شاكر (ص )771ط 1970 .م نقلً عن الشورة
وأثرها ف الديقراطية (ص . )69
)(2العقد الفريد لب سال ممد بن طلحة القرشي النصيب (ص )43ط .مطبعة الوطن سنة 1306هص .
القاهرة .
)(3فتح الباري (. )13/340
437
أو باجتهاد من النب على من يوز له الجتهاد ) (. )1
( )2ومنهم من قال بأ نه خاص ف المور الدنيو ية ( )2ف قط الرب ية وغ ي الرب ية قال
الزمشري ( :ف أمر الرب ونوه ما ل ينل فيه وحي ) (. )3
( )3أنه ف كل أمر ليس فيه نص :قال سفيان بن عيينة ف قوله تعال ﴿ :وَشَا ِو ْرهُمْ
ف ا َل ْم ِر ﴾ ( :هو للمؤمني أن يتشاوروا فيما ل يأتم عن النب فيه أثر ) ( . )4ويؤيده
ما روي عن علي بن أب طالب رضي ال عنه قال :قلت :يا رسول ال ! المر ينل بنا
بعدك ل ينل ف يه قرآن ،ول ي سمع م نك ف يه بش يء ،قال « :اجعوا له العا بد من أم ت
واجعلوه بينكم شورى ،ول تنقضوه برأي واحد » ( . )5قال شيخ السلم ابن تيمية ف
ذكره لفوائد الشورى ( :وليستخرج منهم الرأي فيما ل ينل فيه وحي من أمر الروب
والمور الزئية وغي ذلك . )6( ) ...وقال الصاص ( :ولا ل يص ال تعال أمر الدين
مصن أمور الدنيصا فص أمره وجصب أن يكون ذلك فيهمصا جيعًا ) ( )7وبناء على هذا فل
تكون الشورى إل ف ال مر الذي ل نص ف يه ف هي ف المور ال ت في ها م سرح للع قل
لسصتخلص الرأي الذي يؤدي إل رعايصة شؤون السصلمي على جهصة اليص والصصلح
والسصداد ،كمصا قال ابصن خويرز منداد ( :واجصب على الولة مشاورة العلماء فيمصا ل
يعلمون ،وما
438
أشكصل عليهصم مصن أمور الديصن ،ووجوه اليصش فيمصا يتعلق بالروب ،ووجوه الناس
صال البلد
صا يتعلق بصص
صال ،ووجوه الوزراء والكتاب والعمال فيمصصا يتعلق بالصصفيمص
وعمارتا ) (. )1
الرأي الختار :
بعد النظر واستعراض الجالت الت شاور النب فيها أصحابه ندها ليست مصورة
ف المور التعل قة بشؤون الرب .صحيح أن أك ثر حالت الشورى ال ت ت ت ف عهده
كا نت ف أمور الرب ولكن ها ل تقت صر على ذلك بل شلت أيضًا كثيًا من المور
الدنيويصة الخرى ذات الهيصة والطصر بالنسصبة للجماعصة ومسصتقبلها ،والمور الشرعيصة
الجتهاديصة التص ل يرد فيهصا نصص ،أو فص التص ورد فيهصا نصص بعصد الجتهاد يقرر هذا
الجتهاد أو يقومه ويصلح اعوجاجه .ومن المثلة على ذلك ما يلي :
( )1مصا رواه الترمذي وحسصنه عصن علي بصن أبص طالب رضصي ال عنصه قال ( :لاص
نزلت ﴿ يَا أَّيهَا الّذِي َن آمَنُوا ِإذَا نَا َجيْتُ ُم الرّسُو َل ﴾ ...الية ( )2قال ل النب « :ما ترى
« دينار ؟ » .قلت ل يطيقونه ،قال « فنصف دينار ؟ » قلت :ل يطيقونه ،قال
فكم ؟ » قلت :شعية ،قال « :إنك لزهيد » .فنلت ﴿ :أَأَ ْش َفقْتُ مْ ﴾ ...الية .فب
خفف ال عن هذه المة ) ( . )3قال ابن حجر ( :ففي هذه الديث الشاورة ف بعض
الحكام ) ( . )4قلت :وذلك ف
439
تديد ما أوكل إل اجتهاده مثل مقدار الصدقة هنا .
( )2وكذلك ما ورد ف قصة أسرى بدر ،وهي من المور الشرعية الجتهادية قبل
نزول ال نص ،فنل ال نص يقوم خ طأ اجتهاده و يبي ال ق ف هذه ال سألة والنماذج ف
مثل هذا كثية .
وكذلك الصصحابة رضوان ال عليهصم قصد تشاوروا فص بعصض الحكام ،مثصل مياث
الدة ،و حد شرب ال مر وعدده ،و ف إملص الرأة ،وقتال ما ن عي الزكاة ،وغي ها
من المور الشرعية ،وبذا يتبي رجحان الرأي الثالث .
لكصن ماص ينبغصي التنبصه له أن مشاورتمص فص المور الشرعيصة هصو البحصث عصن النصص
وا ستطلع الرأي ،ل نه رب ا يكون ف ال سألة نص خ في على بعض هم دون ب عض ،أو
تكون مشاورتم بقصد الوصول إل فهم صحيح لنص معي اختلفت النظار ف فهمه ،
فإذا و ضح ال نص و صح فل مال للتشاور ب عد ذلك بل الت سليم الطلق والنقياد ل مر ال
ورسوله .ولذلك كان من سنة الصحابة رضوان ال عليهم سؤال النب عند إرادة طرح
وجهات نظرهم ف مسألة ما هل هو أمر منل ل مال فيه للرأي أم ل ؟ نو قول الباب
بن النذر ( :هل هو منل أنزل كه ال ؟ أم هو الرأي والرب والكيدة ؟ ) .ون و كلم
السعدين يوم الندق وغيها .
ل كما يدار اليوم ف برلانات الطواغيت هل نطبق شرع ال أم شرع فرنسا وإيطاليا ؟
وهل نطبق هذا الد الثابت ف الكتاب والسنة أم ل ؟
فهذه لي ست شورى ،بل ك فر وردة عن د ين ال و عن ال سلم والعياذ بال .لن
السلم
440
ُونص َحتّ َى
ّكص لَ ُي ْؤمِن َ
ل َورَب َ
هصو السصتسلم ل بإتباع أمره ووحيصه والنقياد لذلك ﴿ فَ َ
ُسصلّمُواْ
ْتص َوي َ
ُسصهِمْ َحرَجا مّمّاص َقضَي َ
ُمص ثُمّ َل يَجِدُوْا فِي أَنف ِ
جرَ َبيَْنه ْ
ُوكص فِيمَا شَ َ
حكّم َ
يُ َ
سلِيما ﴾ ( . )1وال الستعان . تَ ْ
حكم الشورى
ل قد اختلف العلماء قديًا وحديثًا ف ح كم الشورى ،هل هو للوجوب أو للندب ،
وذلك بالن سبة لل نب ث ل ن بعده ،فإذا وج بت عل يه ف من باب أول ولة ال مر من
بعده ،وإذا ل تكن واجبة عليه ل تكن واجبة على الولة من بعده .
وعند استعراض أقوال العلماء قديًا وحديثًا ند أن عامة علماء السلف على أنا للندب
ل للوجوب ،وهناك منهم من قال :بأنا للوجوب كما سيأت .
أمصا الكتاب الحدثون فأكثرهصم على وجوب الشورى ،وننص ل نريصد الوض فص
أعماق السصألة لناص مسصألة بثصت قديًا ،وأشبعصت بثًا فص العصصر الديصث ،وإناص
سنستعرض أهم الدلة الت يستند إليها هؤلء وأولئك ،ث نبي ما يترجح ف آخر البحث
.
القائلون بالوجوب :
قلنصا :إن عامصة الفقهاء الحدثيص يرون وجوب الشورى بالنسصبة للمام ،وإل ذلك
ذهب بعض الفقهاء القدميي منهم :
441
( )1أبو بكر الصاص ف كتابه أحكام القرآن حيث يقول ( :وغي جائز أن يكون
المر بالشاورة على جهة تطييب نفوسهم ورفع أقدارهم ولتقتدي المة به ف مثله ،لنه
لو كان معلومًا عند هم إن م إذا ا ستفرغوا مهود هم ف ا ستنباط ما شاوروا ف يه و صواب
الرأي في ما سئلوا ع نه ،ث ل ي كن ذلك كذلك معمولً عل يه ول متل قى من هم بالقبول
بوجه ،ل يكن ف ذلك تطييب نفوسهم ول رفع لقدارهم بل فيه إياشهم وأعلمهم بأن
آراءهم غي مقبولة ول معمول عليها .فهذا تأويل ساقط ل معن له ) ( . )1يقصد صرف
المر من الوجوب إل الندب .
( )2ابصن خويصز منداد ( : )2حيصث نقصل القرطصب عنصه قوله ( :واجصب على الولة
مشاورة العلماء ) (. )3
( )3ا بن عط ية الال كي ( : )4ف قد ن قل ع نه القر طب أيضًا قوله ( :إن الشورى من
قواعد الشريعة وعزائم الحكام ،ومن ل يستشي أهل العلم والدين فعزله واجب ) (. )5
( )4فخر الدين الرازي حيث يقول ( :والتحقيق ف القول إنه تعال أمر أول البصار
بالعتبار فقال ﴿ :فَاعْتَِبرُوا يَا أُولِي الْأَْبصَارِ ﴾ وكان عليه السلم سيد
)(1أحكام القرآن للجصاص ( )2/330تقيق ممد الصادق قمحاوي .ن .دار الصحف .
)(2أبو عبد ال الفقيه الصول الالكي توف سنة 400هص .الديباد الذهب لبن فرحون (. )2/229
)(3تفسي القرطب (. )4/249
)(4عبد الق الفسر والقاضي الالكي توف سنة 541هص .طبقات الفسرين للداودي (. )1/260
)(5تفسي القرطب (. )4/249
442
أول الب صار ،ومدح ال ستنبطي فقال َ ﴿ :لعَلِمَ هُ الّذِي نَ َي سْتَنبِطُوَنهُ مِْنهُ مْ ﴾ وكان أك ثر
الناس عقلً وذكا ًء ،وهذا يدل على أنصه كان مأمورًا بالجتهاد إذا ل ينل عليصه وحصي ،
والجتهاد يتقوى بالناظرة والباحثصة ،فلهذا كان مأمورًا بالشاورة ...ثص قال ( :ظاهصر
المر للوجوب فقوله ﴿ شَا ِو ْرهُمْ ﴾ يقتضي الوجوب ) (. )1
هذا وقصد نسصب هذا الشوكانص للهادويصة فقال ( :وقصد ذهبصت الادويصة إل وجوب
استشارة المام لهل الفضل ) (. )2
أ ما الحدثون فغالبيت هم ك ما قل نا ،و من أشهر هم :م مد عبده ورش يد ر ضا (، )3
وال ستاذ ع بد القادر عودة ( ، )4وأ بو زهرة ( ، )5وممود شلتوت ( ، )6ود .ع بد الكر ي
زيدان ( ، )7ود .عبصد الميصد إسصاعيل النصصاري ( ، )8وضياء الديصن الريصس ( ، )9ود .
يعقوب الليجي ( ، )10وغيهم .
443
أدلتهم :
استدل القائلون بالوجوب على ما ذهبوا إليه بالتال :
( )1أهصم وأقوى دليصل على إياب الشورى عنصد مصن قال بإياباص هصو قوله تعال :
﴿ فَبِمَا رَحْمَ ٍة مّ َن اللّ هِ لِن تَ َلهُ ْم وََلوْ كُن تَ َفظّا غَلِي ظَ اْلقَلْ بِ لَن َفضّواْ مِ ْن َحوْلِ كَ
حبّ ف عَْنهُ ْم وَاسَْت ْغ ِفرْ َلهُ ْم وَشَا ِو ْرهُمْ فِي ا َل ْمرِ فَِإذَا َع َزمْتَ فََتوَكّ ْل َعلَى اللّهِ إِنّ اللّهَ يُ ِ
فَاعْ ُ
اْلمَُتوَكِّليَ ﴾ (. )1
قالوا :فهذا أمر ظاهره الوجوب ول قرينة تصرفه عن ذلك ،فدل على أنه واجب ف
حق النب فهو ف حق من هو دونه أول (. )2
حيَاةِ الدّنْيَا ﴾ ...إل قوله ع الْ َ( )2ومن ها قوله تعال ﴿ :فَمَا أُوتِيتُم مّ ن شَ ْيءٍ فَ َمتَا ُ
ُمص
ُمص َومِمّاص َرزَقْنَاه ْ ُمص شُورَى َبيَْنه ِْمص وَأَقَامُوا الصصّل َة وََأ ْمرُه ْ اسصتَجَابُوا ِلرَّبه ْ ِينص ْ ﴿ :وَالّذ َ
يُنفِقُونَ ﴾ (. )3
فقصد بيص ال سصبحانه وتعال صصفات الؤمنيص السصاسية والميزة لمص ومدحهصم على
ذلك ،و من هذه ال صفات الشورى .و قد ذكر ها ال ب عد صفة ال صلة ال ت هي عماد
الد ين وق بل صفة الزكاة ،فو ضع الشورى ب ي إقام ال صلة وأداء الزكاة من أ كب الدلة
على وجوباص ،ودل هذا على أنصه إذا كانصت الصصلة فريضصة عباديصة ،والزكاة فريضصة
اجتماعية ،فإن الشورى
444
فريضة سياسية (. )1
( )3كما استدلوا على ذلك بأن الرسول على جللة قدره ،وعظيم منلته .
كان كثي الشاورة لصحابه -وسردوا كثيًا من المثلة على ذلك وسبق ذكر أهها وإذا
كان ذلك بالنسبة للنب فبالنسبة لولة المر بعده ألزم وأوجب .
( )4واستدلوا ببعض الحاديث النسوبة إل النب ( )2وسبق ذكر أهها علمًا بأن ل
أجد فيها ما ينهض لدرجة السن ،حت يكون صالًا للحتجاج فآثرت الصفح عنها .
( )5وا ستدلوا كذلك بنماذج من سنن اللفاء الراشد ين و سيتم كتول ية المام و ما
يتعلق بالروب وتولية المراء على القاليم وغيها من الشاكل الطارئة والت تتطلب حلً
()3
غي مقرر ف القرآن والسنة كجمع القرآن وجع المة على مصحف واحد وغي ذلك
.
القائلون بالندب :
أما من ذهب إل القول بأنا للندب وأنا من ال سنن الؤكدة الت دل الكتاب والسنة
على مشروعيتها وإن كانت ل تصل إل حد الوجوب هم كما
)(1انظر :الشورى وأثرها ف الديقراطية (ص )53نقلً عن الشروعية السلمية العليا د .على جريشه (ص
. )254وانظر :الشورى ف ظل نظام الكم السلمي (ص . )38
)(2انظر :الشورى وأثرها ف الديقراطية (ص ، )65ومبدأ الشورى ف السلم للمليجي (ص . )95
)(3انظر بالتفصيل :الشورى وأثرها ف الديقراطية (ص . )77
445
سبق معظم السلف وبعض اللف .وقد سبق معنا تعليل المر بالشورة وأقوال السن،
وقتادة ،والربيع ،وسفيان بن عيينة ،والضحاك (. )1
ومنص ذهصب إل أن المصر الوارد للندب ل للوجوب المام الشافعصي ( )2رحهص ال ،
والمام أحدص حيصث يقول ( :مصا أحسصن هذا -أي الشاورة -لو كان الكام يفعلونصه
يشاورون وينتظرون ) ( )3لكن يلحظ أنه يريد القضاة ،قال ابن قدامة ( :ول مالف ف
استحباب ذلك ) ( )4أي :الشورة بالنسبة للقضاة (. )5
وقد أشار إل الستحباب شيخ السلم ابن تيمية حيث قال ( :ل غن لول المر عن
الشاورة ،فإن ال تعال أمر با نبيه ( )6وهذه العبارة ل يفهم منها الوجوب كما فهمه
بعض الكتاب ( )7وما يعضد هذا الفهم -أي أنا ليست للوجوب -قوله عند تفسي قول
ال تعال ﴿ :وََأمْ ُرهُ مْ شُورَى بَيَْنهُ ْم ﴾ قال ( :والقصود هنا أن ال لا حدهم على هذه
الصصفات مصن اليان والتوكصل ومانبصة الكبائر ،والسصتجابة لربمص ،وإقام الصصلة ،
والشتوار ف أمرهم ...كان
446
هذا دليلً على أن ضدّ هذه ال صفات ل يس ممودًا بل مذمومًا ،وعدم الحمود ل يكون
ممودًا إل أن يل فه ما هو ممود .ولن حد ها والثناء علي ها طلب ل ا وأ مر ب ا ولو أ نه
أ مر ا ستحباب ) ( )1والل حظ أن ال صفات ال ت ذكر ها كل ها م مع على أن ال مر ب ا
للوجوب و هي :اليان ،والتو كل ،ومان بة الكبائر ،وال ستجابة ل ،وإقام ال صلة .
وليس فيها ما يتمل الستحباب إل صفة الشاورة ،فدلّ على أنه يقصد بأمر الستحباب
المر بالشتوار وال أعلم .
و قد صرح بال ستحباب تلميذه ا بن الق يم رح ه ال فقال ف معرض تعداده للفوائد
الفقهية الستنبطة من قصة الديبية قال ( :ومنها استحباب مشاورة المام رعيته وجيشه
ا ستخراجًا لو جه الرأي وا ستطابة لنفو سهم ،وأمنًا لعتب هم وتعرفًا ل صلحة ي تص بعلم ها
بعضهم دون بعض وامتثالً لمر الرب ف قوله ﴿ :وَشَا ِو ْرهُمْ فِي ا َلمْ ِر ﴾ . )2( ) .
ومن قال بالستحباب أيضًا الافظ ابن حجر ،ونسب ذلك إل البيهقي وأب نصر
القشيي أيضًا فقال ( :اختلفوا ف وجوبا فنقل البيهقي ف العرفة الستحباب وبه جزم
أبو نصر القشيي ف تفسيه وهو الرجّح ) (. )3
ويظهر أن هذا هو ما ذهب إليه الاوردي وأبو يعلى لنما لا عَدّوا واجبات الئمة ل
يذكروا من ها الشورى ،وإن ا ذكرا ها من وظائف أم ي الرب اللز مة له ( . )4ك ما أن
الفقهاء ع ند مناقشت هم ل ا ل يناقشو ها على أ ساس أن ا من وظائف المام بل ناقشو ها
بالنسبة للقاضي كما مرّ .
447
وقد حكى النووي الجاع على استحبابا بالنسبة للمة فقال عند شرحه لديث بدء
الذان ف م سلم ( :وف يه التشاور ف المور ل سيما اله مة ،وذلك م ستحب ف حق
المة بإجاع العلماء ) (. )1
وهناك من العلماء من يقول بأن ا واج بة ف حق ال نب م ستحبة ف حق ال مة ،
فالنووي رحه ال يقول ( :واختلف أصحابنا هل كانت الشاورة واجبة على رسول ال
أم كانت سنة ف حقه كما ف حقنا ) ،قال ( :والصحيح عندهم وجوبا ،وهو
ص فِصي ا َل ْمرِ ﴾ والختار الذي عليصه جهور الفقهاء الختار ،قال ال تعال ﴿ وَشَا ِو ْرهُم ْ
ومققو الصول أن المر للوجوب ) (. )2
وف البجيمي على الطيب قوله ( :قال ف الصائص وشرحها للمناوي :واختص
بوجوب الشاورة عليصه لذوي الحلم والعقلء فص المصر ،قال :وجوب الشاورة -
أي بالنسبة للنب -هو ما صححه الرافعي والنووي ) (. )3
والوا قع أ نه لو ث بت وجوب ا بالن سبة لل نب فوجوب ا على غيه من باب أول ،ل كن
يظهر أن الذي جعلهم يقصرون الوجوب على النب دون غيه هو تصيصهم الطاب
ف قوله تعال ﴿ :وَشَا ِو ْرهُمْ فِي ا َل ْمرِ ﴾ على النب دون غيه من سائر المة ،والواقع
أن الطاب للنب أو ًل ،ث لسائر المة بطريق التّبع ما ل َي ِردْ قرينة تصصه ،ويستأنس
بقولم ( :العبة بعموم اللفظ ل بصوص السبب ) .والمثلة على ذلك ف القرآن الكري
كثية مثل قوله تعال ﴿ :يَا أَّيهَا النّبِيّ اتّقِ الّل َه ﴿ ، ﴾ ...يَا أَّيهَا النّبِيّ جَاهِ ِد الْ ُكفّا َر
448
وَالْ ُمنَاِف ِقيَ ﴾ ...الية .و ﴿ يَا أَّيهَا النّبِيّ ِإذَا َطّلقْتُ مُ النّ سَاء ﴾ ...ونوها .فقد يكون
الطاب خاصًا بالنب والكم عام له ولمته .
الدلة :
يستدل القائلون بأن الشورى للندب ل للوجوب با يلي :
( )1ل يس هناك دل يل يد ّل على الوجوب إل ال مر ف قوله تعال ﴿ :وَشَا ِو ْرهُ مْ فِي
ا َل ْمرِ ﴾ ولكن هذا المر للندب ل للوجوب يدل على ذلك ما يلي :
أ -أن النصب ليصس باجصة للشورى فقصد أغناه ال بتوفيقصه للصصواب وبالوحصي عصن
الشورى ،ولذلك رُوي عن بعض كبار التابعي ف العن القصود والكمة من هذا المر
عدة روايات ( ، )1وكلها دالة على الندب ل على الوجوب .
ص بالنب قال الشوكان : ب -ومع التسليم بأن هذا المر يقتضي الوجوب فهو خا ّ
( والستدلل بالية على الوجوب إنا يتمّ بعد تسليم أنا غي خاصة برسول ال ،أو
بعد تسليم أن الطاب الاص به يع ّم المة أو الئمة وذلك متلف فيه عند أهل الصول )
( )2وقد سبق كلم الرافعي والنووي من الشافعية ف أن المر خاصّ به .
فالق صود :إن كان هناك وجوب ف هو خاص بال نب وقياس الئ مة على ال نب قياس
مع الفارق .
449
( )2أ ما ال ية الثان ية و هي قوله تعال ﴿ :وَالّذِي نَ ا سْتَجَابُوا ِل َرّبهِ مْ وََأقَامُوا ال صّل َة
وََأ ْمرُهُ مْ شُورَى َبيَْنهُ مْ َومِمّا َرزَقْنَاهُ مْ يُنفِقُو نَ ﴾ ( الشورى )38فل دللة فيها ألبتة على
وجوب الشورى ،وإنا هي مدح من ال سبحانه وتعال لن اتصف بذه الصفة -كما
مر تقر ير ذلك ع ند الد يث على مشروعيت ها -وقل نا :إن ا أ مر مطلوب ومرغّ ب ف يه ،
لكن ليس هناك ما يدل على الوجوب .
أما كونا وقعت بي الصلة والنفقة وها فرضان ولذلك تأخذ حكمهما ،فهذا مبن
على القول بأن كل معطوف يأ خذ ح كم العطوف عل يه من ناح ية الياب أو التحر ي ،
وهذا ل يس ب صحيح ،هذا على فرض أن النف قة الذكورة هي الزكاة الفرو ضة ،أ ما أن
تكون عامصة شاملة للمفروضصة والتطوع فهذا أقرب لن السصورة مكيصة ،والزكاة ل تدد
أنصبتها وف أي شيء تكون إل ف السنة الثالثة من الجرة ،وهذا ما يؤكد ما ذهبنا إليه .
بل وما يدل على أن العطوف ل يأخذ حكم العطوف عليه -الشرعي ل اللغوي -هو
أنه قد ذكر ف هذه الصفات ما ليس بواجب بل هو من ماسن الخلق الندوبة ،وهي
قوله تعال ﴿ :وَِإذَا مَا َغضِبُوا هُ مْ َي ْغ ِفرُو نَ ﴾ فل أحد يقول أنه يب على السلم الغفرة
صَبرَ َو َغ َفرَ إِ ّن ذَلِكَ لَمِ ْن َعزْمِ الُْأمُورِ
عند الغضب لن أغضبه ،بل قد قال تعال ﴿ :وَلَمَن َ
﴾ ل من واجبت ها ،وقال ﴿ :فَمَ نِ اعَْتدَى عََليْكُ مْ فَاعْتَدُوْا َعلَيْ هِ بِمِْث ِل مَا اعْتَدَى عَلَْيكُ مْ
. ﴾ ...
فالق صود أن هذه ال ية ل يس في ها دللة على وجوب الشورى ،بل مدح ل ن ات صف
بذه الصفة ،وهذا يقتضي مدح الفعل ،وهذا ما نقول به .
( )3أمصا الحاديصث والثار الواردة فص ذلك فالحاديصث ضعيفصة -كمصا مصر تقريره
ث ،وهذا والثار جلة ليس فيها دللة على الوجوب بل على الترغيب وال ّ
450
ما ل خلف فيه .
( )4أما كون النب كان يشاور أصحابه ،وقد شاورهم ف مواقف كثية كما مر
فهذا -كما يظهر -ل يدل على وجوبا بل على مشروعيتها ،وأنا من فضائل العمال
ومستحباتا ،وينبغي للعاقل أن يأخذ با أسوة بالنب (. )1
هذا وقصد رجصح الدكتور ممود عبصد الجيصد الالدي قول مصن قال :بأناص للندب ل
للوجوب ،وا ستدل على ذلك بقوله ( :إن ال مر الوارد ف القرآن قد اقترن بقري نة تدلّ
على عدم الزم اللزم لتعييص الكصم فص الوجوب ،وذلك ظاهصر فص كون الشورى ل
تكون فص فرض ول مندوب ول مكروه ول حرام ،لن الكصم قصد عُيّنص فص كصل منهصا
فالشرع يلزم المة بأخذه كما ُعيّن ) ...إل أن قال ( :وكون الشورى ل تكون إل ف
الباحات يد ّل على أنا ليست فرضًا إل أن الذي رجح كونا مندوبة وليست مباحة ثناء
ال تبارك وتعال على السلمي الذين يعلون إبرام أمورهم شورى بينهم بقوله تعال ﴿ :
وَالّذِينَ اسْتَجَابُوا ِل َرّبهِمْ ﴾ ...الية فالدح هنا قرينة على أن فعلها مرجح على عدم فعلها
،فكان كذلك قرينة على تعيي حكم الندب ف الشورى ) (. )2
)(1هذا وقد رد أصحاب القول على هذه العتراضات ردودًا طويلة ول نريد أن نتوسع ف هذه القضية
الشائكة فهي تتاج إل رسائل خاصة وقد كفينا عناء ذلك ول المد ،انظر بالتفصيل :الشورى وأثرها ف
الديقراطية (ص )52فما بعده .
)(2قواعد نظام الكم ف السلم (ص . )153 ، 152
451
الرأي الراجح :
الذي يتر جح ل ب عد الن ظر والتدق يق ف الدلة والعتراضات علي ها ،أ نه ل يس هناك
دليل صريح على الوجوب إل قوله تعال َ ﴿ :وشَا ِو ْرهُمْ فِي ا َل ْمرِ ﴾ وقد م ّر معنا ذكر ما
ي صرف هذا ال مر إل الندب والستحباب -خاصة ف حق المة -أما غيه من الدلة
فل تصل إل حد اللزام والياب ،وإنا فيها الثّ على فعلها ،والترغيب ف ذلك وأنا
من عزائم المور ومستحباتا .
ث عليها السلم أنه من وليس معن قولنا إنا من المور الشروعة والستحبة الت ح ّ
ال سهل ترك ها والتهاون ب ا ،وخ صوصًا و قد علم نا مبلغ حرص ال نب و صحابته على
التمسك بثل هذه المور وإن كانت ليست من الفروض والواجبات فقد كانوا ل يَدَعون
المور الستحبة كقيام الليل والسنن الرواتب بعد الصلة والوتر وركعت الفجر ،فلم يكن
يدعمها النب ل ف سفر ول حضر -وهذا على قول من قال :بأنا من السنن الؤكدة
ل مصن الواجبات -وكذلك الئمصة الذيصن نتحدث عنهصم فهصم كمصا عرفصت مصن ذكصر
الشروط الواجب توفرها فيهم من العلم والعدل والورع والمانة ...إل فمن كانت فيه
هذه الشروط الواجب فمن الؤكد أنه لن يتأخر عنها ساعة خاصة ف مهمات المور ،بل
هو الذي سيطلب الستشارة من تلقاء نفسه دون أن تفرض عليه لا لا من الفضل وسداد
الرأي وأنا أقرب طريق للوصول إل الق .
أمصا إذا كانوا مصن جبابرة السصلطي التغلبصة فهؤلء عادة يكونون مصن أجهصل الناس
لنشغالمص باللذات وشهوات أنفسصهم ،وهؤلء يبص عليهصم السصؤال والشاورة لذوي
البصة والعلم عمصا يهلونصه لكمال مصا نقصص فيهصم مصن شروط المامصة قال تعال ﴿ :
فَا سْأَلُواْ َأهْ َل الذّ ْكرِ إِن كُنتُ مْ لَ َتعْلَمُو نَ ﴾ ( النحل ) 43 :وكذلك من يهل النص ف
قضية من القضايا وهو يظن وجوده
452
ففي هذه الال عليه أن يسأل ويستشي العلماء وإن كان متهدًا .
والذي يلفصت النتباه حقًا فص هذا القام هصو تشدّد أكثصر الكتاب الُحْدثيص فص هذا
الوضوع مع أنه من العروف عنهم ف الغالب التساهل وتتبع الرخص وغضّ الطرف عن
كثي من السائل اللزامية الواجبة بالنصوص الصرية .
فالذي حدا بمص إل ذلك -كمصا يبدو ل وال أعلم -ليصس هصو بسصبب قوة الدليصل
وثبو ته عند هم ،فال سلف أك ثر فهمًا ل ا -أي الدلة -من هم وأحرص على الع مل ب ا
والتمسك با -وقد يكون سببًا عند بعضهم لكنهم قلة -فالسبب الذي دعا إل ذلك ف
نظري هو أحد المور الثلثة التالية :
( )1هو بسبب ما ابتلوا به من حكام جهلة ظلمة ،ل علم سديد عندهم يدلّهم على
ال ي وال صواب ،ول خوف من ال وورع يعل هم ير صون على إ صابة ال ق والهتمام
بشؤون رعايا هم ،ويعل هم يرفعون الظلم وال ستبداد ،والتع سف ع من ت ت أيدي هم ،
ف هم ياولون ال ّد من ذلك عن طر يق إياب الشورى ،و من ث إنشاء مالس للشورى
تدافع عن حقوقهم الهضومة .
( )2ك ما أن من دوا فع ب عض الكتّاب إل التشدد ف م ثل هذا الوضوع هو التأ ثر
والنبهار بديقراطيات الغرب الوثنية ،فهم ياولون أن يثبتوا مثل هذا الوضوع حت يقال
إن ما عندكم ف الديقراطية هو عندنا ف السلم أو ف ( ديقراطية السلم )كما يلوا
لبعضهم أن يسميها !!
ومن ث فل فرق بيننا وبي الغرب !! وشتان بي الشورى ف السلم والديقراطية عند
الغرب .
453
( )3كما أن من أسباب الهتمام عند بعض الباحثي ف هذا الوضوع والتشدد فيه
هو للرد على اتام الستشرقي للسلم بأنه دين الستبداد والتعسف فحت يردوا مثل هذا
التام يوجبون م ثل هذا الوضوع ح ت يقال :ل يس صحيحًا أن ال سلم د ين ال ستبداد
والتعسف بدليل أنه يوجب الشورى ويلزم با الكام .
هذه هي السباب ف نظري فمنها ما يدل على حسن نية .كالذين دفعهم إل ذلك
السصبب الول ،والثالث .ولكنص أخالفهصم فص العلج ،فالعلج ليصس هصو أن نؤول
الن صوص ونو جب شيئًا ل يوج به ال ور سوله ح ت ن سلم من هذه البلوى أو ند فع هذه
التهمة .وإنا نرجع أو ًل إل سبب نشوء هذه البليا ،وتصديق ضعاف العقول بذه التهم
،وهو :غياب السلم عن التطبيق ف الواقع .فالعلج الصحيح إذًا هو السعي إل قيام
ل صادقًا ،ومن ث فإنا سترفع اللفة السلمية الصحيحة النظيفة الت تثل السلم تثي ً
مشكلة ال ستبداد والظلم و ستسد كل باب للتام والفتراء على ال سلم وتل قم العا ند
الجر وتقنع طالب الق بالواقع ل بالكلم .
أ ما ما دام ال سلم ف طيات الك تب على الرفوف ،فالظلم وال ستبداد سيبقى وإن
أن شئ هناك مالس صورية للشورى تنت ظر الشارة من رؤ سائها ف قط فت قر الذي ي ْه َووْن
كما هو واقع اليوم .كما أن الشبه والتامات ستبقى لنه ل يدفع مثل هذا التام الب
الذي على الورق .ولن يردع الظلمة عن ظلمهم القول بأن الشورى واجبة فعليكم العمل
با ،لنم قد استحلوا ما هو من أعظم الكبائر وأشد الذنوب الت ل شك ف حرمتها ،
بل ما هو كفر والعياذ بال كتحكيم غي شرع ال .فكيف ينصاعون إل قول القائل :إن
الشورى واجبة عليكم ،فعليكم العمل با .
454
وقد يستغرب كثي من الناس هذا الل وهو العلج ويقولون :إنه من طلب الستحيل
وإنه مطلب صحيح ولكنه بعيد النال .ونن نقول لم :ليس المر كما تفهمون بل هو
وارد وواقع إن شاء ال .فلو أصلح كل منا نفسه ومن تت يده لصلحت بذلك الشعوب
وإذا صصلحت واسصتقامت على منهصج ال فلن يبقصى لظال أو متعسصف مكان بيص هذه
الشعوب ،وإنا سيتول القيادات من صالي هذه الشعوب ( وكما تكونوا يول عليكم )
وهذا هو الطلوب وبشائر الحاد يث النبو ية تدل على ذلك إن شاء ال م ثل ف تح روم يه
وقتال يهود على جانب النهر وغي ذلك كثي وهو قريب إن شاء ال .
أ ما دعاة الديقراط ية وماكاة الغرب ف كل ش يء وماولت التقر يب ب ي ال سلم
والكفر التمثل ف وثنيات الغرب العاصرة فهذا هو طلب الستحيل حقًا ،لنه لن يتمع
الق مع الباطل أبدًا وإن التقيا ف بعض الوانب وتلك سنة ال ف خلقه ،فالسلم شرع
ال ومنهجصه ومضمونصه عبادة ال وحده ل شريصك له ،أمصا الديقراطيصة فشرع الكفار
ومنهجهم ومضمونا عبادة البشر بعضهم لبعض ووسيلتها الول :فصل الدين عن واقع
الياة العملي .وشتان ب ي الك فر واليان .ولؤلء نقول :صححوا إيان كم ومعرفت كم
بال وشر عه أو ًل ث ب عد ذلك تعالوا لتعالوا م ثل هذه القضا يا .فإن ف شريعت نا -ول
سنُ مِ َن اللّ هِ حُكْما ّل َقوْ مٍ
المد -الغناء كل الغناء ،والكتفاء كل الكتفاء ﴿ َومَ نْ أَحْ َ
يُوِقنُونَ ﴾ (. )1
455
هل الشورى ملزمة أو معلمة ؟
كما سبق أن بيّنا أن العلماء على ضربي ف حكم الشورى ،فهم كذلك هنا فمنهم
من يرى أن الشورى ملزمة للمام وعليه النقياد للغالبية منهم ،ومنهم من يرى أنا فقط
معلمة يستخرج با الصواب ،فعندما يشاور المام أهل الرأي ينظر على آرائهم ث يتار
منها ما يظنه أقرب للصواب سواء كان رأي الغلبية أم رأي القلية أم رأيه هو وحده .
والن نستعرض أدلة كل من الفريقي بإياز ،ث نرى الرأي الراجح :
أدلة القائلي بأن الشورى ملزمة :
( )1ا ستدلوا بقوله تعال َ ﴿ :وشَا ِو ْرهُ مْ فِي ا َل ْمرِ فَِإذَا َع َزمْ تَ َفَتوَكّ ْل عَلَى اللّ هِ ﴾ .
قالوا :فالعزم :هصو الخصذ برأي الكثريصة أو هصو دال على الخصذ برأي الكثريصة (. )1
ويد ّل على ذلك قوله فص الديصث الذي رواه أميص الؤمنيص علي رضصي ال عنصه قال :
سئل رسول ال عن العزم فقال « :مشاورة أهل الرأي ث إتباعهم » (. )2
لوما روي عن خالد بن معدان وعبد الرحن بن أب حسي أن رج ً
456
قال :يا رسول ال ما العزم ؟ قال « :أن تشاور ذا رأي ث تطيعه » ( . )1قال الصاص
( :وف ذكر العزية عقيب الشاورة دللة على أنا صدرت عن الشورة ) (. )2
ص ﴾ فقالوا ( :اليصة تفيصدص شُورَى َبيَْنهُم ْ
( )2كمصا اسصتدلوا بقوله ﴿ :وََأ ْمرُهُم ْ
الوجوب ،ولو كان أ خذ الشورى بجرد الرأي ف قط دون التق يد برأي الكثر ية ل ا كان
المر شورى حقًا ) ( )3ولا كان للمشورة فائدة .
( )3ك ما ا ستدلوا بقوله « :لو أنك ما تتفقان -يع ن أ با ب كر وع مر -على أ مر
واحد ما عصيتكما ف مشورة أبدًا » ( . )4قالوا :فالديث دال على رجحان رأي الثني
على الواحد ،ومن ث رجحان رأي الكثرية على القلية (. )5
( )4كما استدلوا بالسنة الفعلية حيث قالوا :إنه ل يثبت أن النب شاور أصحابه ث
أعرض عن رأي الغالبية ،قال الستاذ عبد الرحن عبد الالق :إنه ل ترد ( حادثة واحدة
تدل على أن الرسول تسّك برأيه ف أمر شورى ) (. )6
)(1سنن البيهقي كتاب :آداب القاضي ( ، )10/112ورواه السيوطي ف الدر النثور ( )2/90وهو :
مرسل .
)(2أحكام القرآن (. )2/331
)(3الشورى وأثرها ف الديقراطية (ص . )193
)(4سبق تريه (ص . )412
)(5الشورى وأثرها ف الديقراطية (ص . )196
)(6الشورى ف ظل نظام الكم السلمي (ص . )106
457
ك ما ا ستدلوا بآراء وح جج عقل ية وأحاد يث عا مة ف ال مر بلزوم الما عة وال سواد
العظم ونو ذلك (. )1
أدلة القائلي بعدم إلزامية الشورى للمام وإنا هي معلمة :
استدلوا على ذلك بالت :
( )1قوله تعال ... ﴿ :وَشَا ِو ْرهُ مْ فِي ا َل ْمرَِ فَِإذَا َع َزمْ تَ فََتوَكّ ْل َعلَى اللّ هِ ﴾ فالية :
خطاب موجّه إل النب ،بدأت بالعفو والستغفار للصحابة الذين أشاروا عليه بالروج
يوم أحد للقاة العدو ،وأصابم ما أصابم ف ذلك اليوم ( فكيف يلزم الرسول بآراء
من يفترقون إل عفوه واستغفاره ،فهو ف الحل العلى وهم ف الحل الدن ) ( )2قال
الطبي ( :فإذا ص ّح عزمك بتثبيتنا إياك وتسديدنا لك فيما نابك وحزبك من أمر دينك
ودنياك فا مض ل ا أمرناك على ما أمرناك به ،وا فق ذلك آراء أ صحابك و ما أشاروا به
عليك أو خالفها ( ،وتوكل ) فيما تأت من أمورك أو تدع وتاول أو تزاول ( على ال )
فثق به ف كل ذلك وارض بقضائه ف جيعه دون آراء سائر خلقه ومعونتهم فص ﴿ إِنّ
حبّ اْلمَُتوَكِّليَ ﴾ وهم الراضون بقضائه ،والستسلمون لكمه فيهم ،وافق ذلك اللّ هَ يُ ِ
منهم هوى أو خالفه ) (. )3
وقد سرد الدكتور عبد الميد إساعيل النصاري أقوال خسة عشر مفسرًا كلها تدور
حول هذا العن (. )4
)(1راجع إن شئت :الشورى وأثرها ف الديقراطية (ص )206وما بعدها ،والشورى ف ظل نظام الكم
السلمي (ص )107فما بعدها .
)(2الشورى ف السلم د .حسن هويدي (ص . )8
)(3تفسي الطبي ( )7/346تقيق أحد شاكر وأخيه .
)(4الشورى وأثرها ف الديقراطية (ص . )116 ، 115
458
ّهص وَأَطِيعُوْا
ِينص آمَنُواْ أَطِيعُواْ الل َ
( )2كمصا اسصتدلوا أيضًا بقوله تعال ﴿ :يَا أَيّهَا الّذ َ
ص وَالرّسصُو ِل ... ص إِلَى اللّه ِ ص فِصي شَ ْيءٍ َف ُردّوه ُص فَإِن تَنَا َزعْتُم ْ
الرّسصُو َل وَُأوْلِي ا َل ْمرِ مِنكُم ْ
﴾ الية (. )1
فال ية تدل على أ نه إذا ح صل خلف ب ي أول ال مر والرع ية ،فإ نه ي ب الردّ إل
كتاب ال وسنة نبيه ،فإذا وجد الكم وجب إتباعه ،ول طاعة لحد ف مالفته وإن ل
يكن الكم صريًا ،وقد تنازع السلمون فيه ( فينبغي أن يستخرج من كل منهم رأيه ،
فأي الراء أشبه بكتاب ال وسنة رسوله عمل به ) ( . )2ل بقول الكثرية ول بالقلية ،
أما ف السائل الباحة الجتهادية فنحن ملزمون بطاعتهم بنص الية ( فكيف يأمرنا ال
بطاعة الليفة ،وتقضي الشورى بخالفته ! ) (. )3
( )3كما استدلوا بوادث من السية ل يلتزم الرسول برأي الغلبية ،م ثل بعض
الواقف ف صلح الديبية ( )4وكذلك اللفاء الراشدين من بعده ،مثل موقف أب بكر من
حروب الردة ،وإصرار أب بكر رضي ال عنه على رأيه ،وف تنفيذه ليش أسامة ،وقد
كان الصحابة يشيون عليه بعدم إنفاذه لطورة الوقف ،وقاسم عمر رضي ال عنه ولته
نصف أموالم وهم كبار الصحابة :كأب هريرة وعمرو بن العاص ،وابن عباس ،وسعد
بن أب وقاص بغي شورى (. )5
459
ول يأ خذ عثمان ر ضي ال ع نه بشورة ال صحابة الذ ين أشاروا عل يه با ستعمال الشدة
مع أ صحاب الشاعات ،وكذلك علي ر ضي ال ع نه ف قد سارع ب عد تول يه الل فة إل
عزل ولة الم صار ،ول ي سمع لشورة ال صحابة بأن ل يتع جل بنع هم ح ت يت مّ له أمره
ويستقر حكمه (. )1
( )4ومن الدلة أيضًا أن الليفة مكتمل الشروط يكون ف الغالب متهدًا ،والجتهد
يرم عليه التقليد ،فإن رأى رأيًا صوابًا وخالفه فيه الكثرية من أهل الشورى فهل يوز
له شرعًا أن ير جع عن رأ يه ال صواب فيقلّد هم ف رأي هم الذي يراه خطاء ؟ ( )2ك ما أن
المام مسصئول مسصئولية كاملة عصن أعماله فل يوز إلزامصه بتنفيصذ رأي غيه إن ل يقتنصع
بصوابه ،لن كون النسان مسئو ًل عن عمله يعن أنه يعمله باختياره ورأيه ،ل أن يعمل
وينفذ رأي غيه على وجه اللزام وهو كاره له غي مقتنع به ،ث يسأل هو عن هذا الرأي
ونتائجه ،قال شارح الطحاوية ( :وقد دلت نصوص الكتاب والسنة وإجاع سلف المة
أن ول المصر وإمام الصصلة والاكصم وأميص الرب وعامصل الصصدقة يطاع فص مواضصع
الجتهاد وليس عليه أن يطيع أتباعه ف موارد الجتهاد ،بل عليهم طاعته ف ذلك وترك
رأيهم لرأيه ) (. )3
ل قاطعًا أو راجحًا عليه ،إذ أن صواب ( )6إن الكثرة ليست مناطًا للصواب ول دلي ً
الرأي أو خطأه ي ستمدان من ذات الرأي ل من كثرة أو قلة القائل ي ) ( . )4فال سلم ل
يعل كثرة العدد ميزانًا للحق والباطل كما تفعله
460
الديقراطيات الديثصة ( ،ومبدأ الكثريصة هذا مبدأ غيص إسصلمي ) ( )1قال السصتاذ
الودودي ( :فإن من الم كن ف ن ظر ال سلم أن يكون الر جل الفرد أ صوب رأيًا وأحدّ
بصرًا ف مسألة من السائل من سائر أعضاء الجلس ) (. )2
و قد ورد ف القرآن كث ي من اليات تدل على أن الكثرة غالبًا على خلف ال ق نو
ُونص ﴾ ( )3وقوله ﴿ :وَم َا أَ ْكَثرُ الن ِ
ّاسص وََلوْ ّاسص ل ُي ْؤمِن َ
قوله تعال ﴿ :وَلَكِن ّ أَكَْثرَ الن ِ
ُمص إِل ظَنّا ﴾ ( )5وقوله َصصتَ بِ ُم ْؤمِنِيَ ﴾ ( )4وقوله عصز وجصل ﴿ :وَمَا يَتّب ُ
ِعص أَكَْث ُره ْ َحر ْ
تعال ﴿ :وَإِن تُطِ عْ أَكَْث َر مَن فِي ا َلرْ ضِ ُيضِلّو َك عَن َسبِي ِل اللّ هِ ﴾ ( )6وغيها كثي وال
أعلم .
الرأي الراجح
بعد النظر ف الدلة والتحقيق ند أن من الطأ إصدار حكم عام على مسائل متلفة
م ثل هذه ،ونقول :إن الشورى ملز مة للمام أو غ ي ملز مة على الطلق ،ول كن ال مر
يتاج إل تفصيل نذكره باختصار ،لن منها ما هو ملزم ،ومنها ما هو غي ملزم وهي
كالتال :
461
( )1إذا كان فص المصر الطروح للمشاورة حكصم شرعصي ،ول يعرف المام حكمصه
فحينئذ ي ب عل يه الشاورة ف يه و سؤال أ هل العلم ح ت ي تبي له الدل يل فيح كم به وإذا
اتضح له الدليل وجب عليه اللتزام به ،كما قال تعال َ ﴿ :ومَا كَا نَ لِ ُم ْؤمِ نٍ وَل ُم ْؤمِنَةٍ
ِإذَا َقضَى الّل ُه َورَسُوُلهُ َأمْرا أَن يَكُونَ َلهُمُ الْخَِي َر ُة مِنْ َأ ْم ِرهِمْ ﴾ (. )1
أ ما إذا ل ي كن ف ال سألة دل يل صريح فإ نه ف هذه الال يأ خذ من كلّ رأ يه ،ث
يعرضها على الكتاب والسنة ،فما كان أشبه بما أخذ به ،ووجب على الناس طاعته ،
ك ما كان اللفاء رضي ال عن هم يفعلونه ،م ثل ما حصل ف :مياث الدة ،وإملص
الرأة .وهو ف هذه الال غي ملزم برأي معي من هذه الراء سواء كان عليه الكثر أم
القل .
( )2أما الحكام والقضايا الجتهادية الت ل يرد فيها دليل ول شبهة دليل وإنا هي
من مسائل الجتهاد الفوضة ففي هذه السألة على المام أن ُيعْمِل رأيه ،ث يعزم على ما
يؤد يه إل يه اجتهاده ،وينب غي له ف م ثل هذا الال أن ي ستني بآراء العلماء وذوي ال بة
ويستشيهم ،وف مثل هذه الال ل يُ ْلزَم برأي معيّن من آراء الستشارين قلّوا أو كثروا ،
ّهص وَأَطِيعُواْ
بصل يكون اجتهاده الذي عزم عليصه واجصب الطاعصة لقوله تعال ﴿ :أَطِيعُواْ الل َ
الرّسُولَ وَُأوْلِي ا َل ْمرِ مِنكُ ْم )2( ﴾ ....وهذا ل يكون إل ف المور الت ل نص فيها .
( )3أما القضا يا الفن ية ال ت يتص بعرفتها ذوو ال بات والختصاصات فهذه ينبغي
للمام أل يشاور فيهصا إل ذوي الختصصاص ،وأن يتّبصع الصصواب ولو مصن واحصد ،إذا
اتضح له أو ترجح عنده أن هذا هو
462
ال صواب ،ول ُي َعرّج على الكثرة أو القلة ،وذلك ك ما ف عل ال نب يوم بدر عند ما أراد
النول فأخبه صاحب البة والستراتيجية العسكرية -بلغة العصر -الباب بن النذر
ر ضي ال ع نه بالكان النا سب للنول ،فواف قه ال نب على رأ يه ،ونوه ق صة سليمان
الفارسي وحفر الندق .
( )4أما ما سوى ذلك من المور العامة ،فإنه ينبغي للمام أن يستشي فيها ويكثر
مصن ذلك كمصا دلّت على ذلك النصصوص السصابقة ،ول بأس أن يعصل الرجّحص هصو رأي
الغلبية كما فعل النب يوم أُحَد حينما ألّ عليه بالروج الصحابةة الذين ل يشاركوا
ف بدر طلبًا للشهادة ،و قد كان يرى عدم الروج هو وب عض كبار ال صحابة ،وك ما
حصل عند حصاره للطائف لا هَمّ بالرجوع والنسحاب ،فرأى القوم يكرهونه فتركهم
حت اتضح له منهم الرغبة ف النسحاب ،فضحك منهم النب وأمر بالرحيل (. )1
أما إذا أصرّ على رأيه فعلى الرعية الطاعة والنقياد له ف غي معصية ،وقد يقال فما
الفائدة إذًا من الشورى ؟
والواب :أن فائدة الشورى تظهصر فص ظهور الرأي الصصواب ،والظنون فص الليفصة
مكتمل الشروط أن يأخذ بالصواب وما فيه مصلحة ل بواه وشهوته ،وليس معن وجود
كثي من الوادث ف السية وفيها يرجع المام عن رأيه ويأخذ برأي الستشارين ما يدل
على إلزاميت ها له ،فهذا ل ح جة ف يه بل الفروض ف اللي فة وغيه من أ هل الن صيحة أن
يتبع الق حيثما ظهر ،وذلك كثي ف تارينا وهو من ثرات الشورى الطيبة فقد يرجع
عن رأ يه إل رأي هم ،و قد يرجعون عن رأي هم إل رأ يه ،وإل فل فائدة للشورى أ صلً
ويكون تشريعهصا عبثًصا ،لذلك فتلك الوادث ل تدل على إلزاميصة الشورى للمام وال
أعلم .
463
تنبيه
أما الشورى بي أهل الل والعقد لختيار المام فهي تالف وتغاير ما هنا ،وقد سبق
أن بيّنا أنا هي الطريق الشرعي الول لتعيي المام ،وهي السماة ( النتخاب ) وتلك لا
أحكامها الاصة الغايرة للشورى الذكورة ف هذا البحث ،فهي واجبة إذا ل يكن هناك
عهد من الليفة السابق ،كما قال عمر رضي ال عنه ( :من بايع إمامًا من غي مشورة
السلمي فل يبايع .وف رواية ( :يتابع ) هو ول الذي بايعه تَغرّه أن يقتل ) ( )1كما أن
تلك الشورى ملزمة للناس إذا اختاره أهل الل والعقد وبايعوه كما سبق .وال أعلم .
*****
)(1البخاري كتاب :الدود .باب :رجم البلى رقم ( )31فتح الباري ( . )12/144وانظر :تريه
(ص )137من فصل طرق النعقاد .
464
الفصل الثالث
465
466
الفصل الثالث
عزل الِمام والروج على الئمة
ذكرنا ف الفصل السابق الواجبات النوطة بالئمة والقوق الترتبة على تلك الواجبات
ل ل ا الن صب ،ل كن لو ،و من قبله ذكر نا الشروط ال ت تشترط ف الِمام ح ت يكون أه ً
نقص شرط من هذه الشروط أو قصّر المام ف واجب من هذه الواجبات فما الكم ؟
لذا جاء السصلم بعلج شاف يعال بصه هذه الشكلة الطية ،وهذا العلج يتلف
باختلف الداء ،فقد يكون هذا العلج هو النصح والتذكي والتقوي ،وقد يكون الجر
والذلن والقاط عة ،و قد يكون العزل بالو سائل ال سليمة و قد يكون ف ب عض الالت
بالروج عليه وسلّ السيوف .
ونظرًا لهية هذا الوضوع وخطورته ،ولقلة التفصيل الوارد فيه من علمائنا القدمي
والحدث ي ،واختلف وجهات الن ظر ف يه قديًا وحديثًا ،ول كل وج هة أدلت ها الشرع ية
الا صة ب ا ،لذلك كله رأ يت من الوا جب على تزئة الوضوع وتف صيله قدر ال ستطاع
ح ت يتكون عند نا صورة واض حة لذا القض ية ،لذلك كان ل بد من تبيان ال سببات
الوج بة للعزل وآراء العلماء في ها ،ث الد يث عن و سائل العزل وآراء العلماء ف كل
وسيلة ،ث الديث عن أحوال الئمة الخروج عليهم من عدالة وفسق وكفر ،ث أحوال
الارجي على أولئك من خوارج وماربي وبغاة وأهل حق ،وذلك لكي تتضح الصورة
ويزول اللبس عن هذه القضية فأقول :
467
البحث الول
مسببات العزل
من الت فق عل يه ب ي العلماء أن المام ما دام قائ ما بواجبا ته اللقاة على عات قه ،مال كا
القدرة على الستمرار ف تدبي شؤون رعيته ،عاد ًل بينهم فإنه ل يوز عزله ول الروج
عل يه ،بل ذلك م ا حذر م نه ال سلم وتو عد الغادر بعذاب أل يم يوم القيا مة ،ك ما أن
الخطاء اليسية ،ل توز عزل المام ،لن الكمال ل وحده والعصوم من عصمه ال ،
وكل ابن آدم خطاء وخي الطابي التوابون ،لكن هناك أمور عظيمة لا تأثي على حيات
ال سلمي الدين ية والدنيو ية ،من ها ما يؤدي إل ضرورة عزل المام الرت كب ل ا ،وهذه
المور منها :ما هو متفق عليه بي العلماء .ومنها :ما هو متلف فيه .والن نستعرض
هذه السباب لنرى آراء العلماء فيها :
الول :الكفر والردّة بعد السلم :
أول المور وأعظم السباب الوجبة لعزل الوال وخلعه عن تدبي أوامر السلمي هو
الردة والكفر بعد اليان ،فإذا ما ارتكب المام جرمًا عظيمًا يؤدي إل الكفر والرتداد
عن الد ين فإ نه ينعزل بذلك عن تدب ي أ مر ال سلمي ،ول يكون له ول ية على م سلم
ل ﴾ ( )1وأي سصبيل
سصِي ً
ِينص َعلَى الْ ُم ْؤمِنِيَ َب
ّهصِللْكَاِفر َ
جعَلَ الل ُ
بال ،قال تعال ﴿ :وَلَن يَ ْ
أعظم من سبيل المامة ؟ وف الديث الذي رواه عبادة بن الصامت رضي ال تعال عنه
قال ( :بايعنا -أي رسول ال -على السمع والطاعة ف منشطنا ومكرهنا وعسرنا
ويسرنا
468
وأثرة علينصا ،وأل ننازع المصر أهله إل أن تروا كفرًا بواحًصا عندكصم مصن ال فيصه
برهان ) (. )1
قال الطاب ( :معن « بواحًا » يريد ظاهرًا باديًا من قولم باح بالشيء يبوح بوحًا
وبواحًا إذا أذاعه وأظهره ) ( « )2وعندكم من ال فيه برهان » قال الافظ ابن حجر ( :
أي :نص آية أو خب صحيح ل يتمل التأويل ) ( . )3وقال النووي ( :الراد بالكفر هنا
الع صية ،ومع ن الد يث ل تنازعوا ولة المور ف وليات م ،ول تعترضوا علي هم إل أن
تروا منهم منكرًا مققًا تعلمونه من قواعد السلم ) (. )4
ومصن مفهوم هذا الديصث أنصه ل يشترط أن يعلن هذا الاكصم الردة عصن السصلم أو
الك فر ،بل يك في إظهاره لب عض الظا هر الوج بة للك فر قال الكشميي ( :ودل -أي
هذا الد يث -أيضًا على هذا أن أ هل القبلة يوز تكفي هم وإن ل يرجوا عن القبلة ،
وأنصه قصد يلزم الكفصر بل التزام وبدون أن يريصد تبديصل اللة ،وإل ل يتصج الرائي إل
برهان ) (. )5
فظاهر الديث أن من طرأ عليه الكفر فإنه يب عزله ،وهذا أهون ما يب على المة
نوه ،إذ الواجب أن يقاتل ويباح دمه بسبب ردته امتثا ًل
)(1متفق عليه .رواه البخاري ف ك :الفت .ب :قول النب « سترون بعدي أمورًا تنكرونا » فتح الباري
( ، )13/5ورواه مسلم ف ك :المارة .ب :وجوب طاعة المراء ف غي معصية )3/1470( ،ح
. 1709
)(2فتح الباري (. )13/8
)(3نفس الصدر (. )13/5
)(4صحيح مسلم بشرح النووي (. )12/229
)(5إكفار اللحدين (ص )22للكشميي ط 1388 .ن .الجلس العلمي ف كراتشي .
469
لقوله ف الديث الذي رواه ابن عباس « :من بدل دينه فاقتلوه » (. )1
وقد سبق عند ذكر الشروط أن الكافر ل ولية له على السلم بال وهذا السبب ف
عزل المام مل اتفاق بي العلماء ،وممع عليه عندهم ،قال أبو يعلي ( :إن حدث منه
ما يقدح ف دينه ،نظرت فإن كفر بعد إيانه فقد خرج عن المامة ،وهذا ل إشكال فيه
لنه قد خرج عن اللة ووجب قتله ) (. )2
وقال القاضي عياض ( :أجع العلماء على أن المامة ل تنعقد لكافر وعلى أنه لو طرأ
عليه كفر وتغيي للشرع أو بدعة خرج عن حكم الولية وسقطت طاعته ،ووجب على
السصلمي القيام عليصه وخلعصه ونصصب إمام عادل إن أمكنهصم ذلك ،فإن ل يقصع ذلك إل
لطائفة وجب عليهم القيام بلع الكافر ) ( . )3وقال الافظ ابن حجر ( :أنه -أي المام
-ينعزل بالكفر إجاعًا ،فيجب على كل مسلم القيام ف ذلك فمن قوي على ذلك فله
الثواب ،ومن داهن فعليه الث ،ومن عجز وجبت عليه الجرة من تلك الرض (. )4
وقال السفاقسي ( :أجعوا على أن الليفة إذا دعا إل كفر أو بدعة يثار عليه ) (. )5
)(1رواه البخاري ف ك :الهاد .ب :ل يعذب بعذاب ال )6/149( ،من الفتح .ورواه أبو داود ف ك
:الدود .ب . 35 :انظر :عون العبود ( ، )12/3وابن ماجة ف ك :الدود .ب )2/848( ، 3 :
والنسائي ،وأحد .
)(2العتمد ف أصول الدين (ص . )243
)(3صحيح مسلم بشرح النووي (. )12/229
)(4فتح الباري (. )13/123
)(5إرشاد الساري بشرح صحيح البخاري (. )10/217
470
الثان :ترك الصلة والدعوة إليها :
كما أن من السباب الوجبة لعزل المام ترك الصلة والدعوة إليها ،إما جحودًا فهذا
كفر ويدخل ف السبب ال نف الذكر ،وإما تاونًا وكسلً فعلى رأي بعض العلماء أنه
معصية وكبية من الكبائر ،وعلى الرأي الخر أنه كفر ،وهناك أحاديث صحيحة تشهد
()1
لذا الرأي منها قوله « :العهد الذي بيننا وبينهم الصلة ،فمن تركها فقد كفر »
.وغيه من الحاد يث ول يس هذا م ل ب ث لذه ال سألة .فعلى أي الال ي ي ب عزل
ل بالحاد يث الواردة ف ذلك وال ت ن ت عن منابذة الئ مة المام الذي يترك ال صلة عم ً
الورة ونقض بيعتهم وعن مقاتلتهم بشرط إقامتهم الصلة ومن الحاديث :
-1ما رواه مسلم عن عوف بن مالك رضي ال تعال ع نه قال :سعت ر سول ال
يقول « :خيار أئمت كم الذ ين تبون م ويبون كم ،وت صلون علي هم وي صلون علي كم ،
وشرار أئمت كم الذ ين تبغضون م ويبغضون كم ،وتلعنون م ويلعنون كم » .قال :قل نا يا
ر سول ال :أفل ننابذ هم ع ند ذلك ؟ قال « :ل ما أقاموا في كم ال صلة ،ل ما أقاموا
فيكم الصلة » ...الديث ( . )2ومن مفهوم الديث أنه مت تركوا إقامة الصلة فإنم
ينابذون ،والنابذة هي الدافعة والخاصمة والقاتلة .
)(1رواه الترمذي ف ك :اليان .ب ، 9 :ترك الصلة .وقال :حسن صحيح غريب )5/14( .ح
، 2618ورواه النسائي ف ك :الصلة .ب ، 8الكم ف تارك الصلة ( ، )1/231ورواه ابن ماجة ف :
القامة .باب ، 77 :فيمن ترك الصلة ( ، )1/342وأحد ف مسنده (. )5/346
)(2رواه مسلم ف ك :المارة .ب :خيار الئمة وشرارهم )3/1482( ،ح . 1855
471
-2كما يدل على ذلك أيضًا الديث الذي رواه مسلم وغيه عن أم سلمة رضي ال
عنها قالت :إن رسول ال قال « :إنه يستعمل عليكم أمراء فتعرفون وتنكرون ،فمن
كره فقد برئ ،ومن أنكر فقد سلم ،ولكن من رضي وتابع » ،قالوا :أفل نقاتلهم ؟
قال « :ل ما صلوا » (. )1
وهذا الد يث ف يه الت صريح بقاتلة المراء الذ ين ل ي صلون ،ومعلوم أن القاتلة هي
آخر وسيلة من وسائل العزل كما سيأت .
وقد سبق ذكر كلم القاضي عياض وادعاؤه إجاع العلماء على عزل المام ( لو ترك
إقامة الصلة والدعوة إليها ) (. )2
الثالث :ترك الكم با أنزل ال :
وهذا السبب أيضًا كالذي قبله تستوي فيه الصور من الكم بغي ما أنزل ال الخرجة
لفاعلها من السلم ،وكذلك الصور الت ل ترجه من اللة ،وقد سبق بث هذه الصور
وتفنيدها .
والذي يدل على أن هذا ال سبب مو جب لعزل المام بم يع صوره الكفرة والف سقة
هو ورودها مطلقة ف الحاديث النبوية الصحيحة التية :
)(1رواه مسلم ف ك :المارة .ب :وجوب النكار على المراء فيما يالف الشرع )3/1483( ،ح
، 1854ورواه الترمذي ف ك :الفت .ب . 78 :وقال :حسن صحيح ( )4/529ح ، 2265ورواه
أبو داود ف ك :السنة .ب :ف قتل الوارج ،عون العبود ( ، )13/106ورواه أحد ف مسنده (
. )6/395
)(2صحيح مسلم بشرح النووي (. )12/229
472
-1عن أنس بن مالك ر ضي ال تعال عنه أن ر سول ال قال « :ا سعوا وأطيعوا
وإن استعمل عليكم عبد حبشي كأن رأسه زبيبة ما أقام فيكم كتاب ال » (. )1
-2وعن أم الصي الحسية رضي ال تعال عنها قالت ( :حججت مع رسول ال
حجصة الوداع ...إل أن قالت :ثص سصعته يقول « :إن أمصر عليكصم عبصد مدع -
حسبتها قالت :أسود -يقودكم بكتاب ال فاسعوا له وأطيعوا » .وف رواية :الترمذي
والنسائي سعته يقول « :يا أيها الناس اتقوا ال وإن أمر عليكم عبد حبشي مدع فاسعوا
له وأطيعوا ما أقام فيكم كتاب ال » (. )2
فهذه الحاديث واضحة الدللة على أنه يشترط للسمع والطاعة أن يقود المام رعيته
بكتاب ال .أما إذا ل يكم فيهم شرع ال فهذا ل سع له ول طاعة وهذا يقتضي عزله ،
وهذا ف صور الكم بغي ما أنزل ال الفسقة ،أما الكفرة فهي توجب عزله ولو بالقاتلة
كما سبق بيانه ف السبب الول وال أعلم .
الرابع :الفسق والظلم والبدعة :
سبق الدث على أن من التفق عليه بي العلماء أن المامة ل تعقد لفاسق ابتداء .قال
القرطب ( :ل خلف بي المة أنه ل يوز
)(1رواه البخاري ف :الحكام .باب :السمع والطاعة للمام ما ل تكن معصية ،وغيه وسبق تريه ف
الشروط (ص . )229
)(2رواه مسلم ف ك :المارة .ب :وجوب طاعة المراء ف غي معصية ،ح ، )3/1468( 1838
والترمذي ف ك :الهاد .ب :ما جاء ف طاعة المام ،ح ، )4/209( 1706والنسائي ك :ف البيعة .
ب :الض على طاعة المام (. )7/154
473
أن تعقد المامة لفاسق ( . )1وسبق تفصيل الدلة الواردة ف ذلك عند الديث عن شرط
العدالة .
لكن لو انعقدت المامة لعادل ث طرأ عليه الفسق فما الكم ؟ هنا حصل اللف بي
العلماء فمنهم من قال يستحق العزل وتنتقض بيعته ،ومنهم من قال باستدامة العقد ما ل
يصل به الفسق إل ترك الصلة أو الكفر ،وفصل آخرون القول ف ذلك على ما سيأت :
( )1القائلون بالعزل مطلقًا :
وهؤلء يرون أن طروء الفسق كأصالته ف إبطال العقد وذلك لنتفاء الغرض القصود
أصصلً مصن المامصة ،ونسصب القرطصب هذا القول للجمهور فقال ( :قال المهور :إنصه
تنف سخ إمام ته ،ويلع بالف سق الظا هر العلوم ،ل نه قد ث بت أن المام إن ا يقام لقا مة
الدود واستيفاء القوق ،وحفظ أموال اليتام والجاني ،والنظر ف أمورهم ،وما فيه
من الفسق يقعده عن القيام بذه المور والنهوض با . ) ...
()2
قال ( :فلو جوزنا أن يكون فاسق أدى إل إبطال ما أقيم له ،وكذلك هذا مثله )
.
()4
ونسب الزبيدي هذا القول إل الشافعي ف القدي ( ، )3وإليه ذهب بعض أصحابه )
وهو الشهور عن أب حنيفة .
474
وهو مذهب العتزلة والوارج ،أما العتزلة فقد قال عنهم القاضي عبد البار ( :فأما
الحداث الت يرج با من كونه إمامًا فظهور الفسق سواء بلغ حد الكفر أو ل يبلغ لن
ذلك يقدح ف عدال ته ) قال ... ( :ل فرق ب ي الف سق بالتأو يل ،وب ي الف سق بأفعال
الوارح ف هذا الباب عند مشاي نا ...وهذا م ا ل خلف ف يه ،لن م أجعوا أ نه يه تك
بالفجور وغيه ( وكذا ) أنه ل يبقى على إمامته ) (. )1
وأما الوارج فإنم لا كانوا يقولون بأن الفسق يرج مرتكبه من اليان قالوا بانعزال
المام إذا فسق لنه حينئذ ليس مؤمنًا -على مذهبهم -وغي الؤمن ل يصلح أن يكون
إمامًا ،وما أجعت عليه الوارج هو ( الروج على الئمة ) (. )2
( )2القائلون بعدم العزل بالفسق مطلقًا :
وهم جهور أهل السنة ،قال القاضي عياض ( :وقال جهور أهل السنة من الفقهاء
والحدثي والتكلمي ل ينعزل بالفسق والظلم وتعطيل القوق ول يلع ول يوز الروج
عليه بذلك بل يب وعظه وتويفه ) (. )3
وقال النووي ( :إن المام ل ينعزل بالفسصق على الصصحيح ) ( )4وقال أبصو يعلى فص
العتمد ( :ذكر شيخنا أبو عبد ال ف كتابه عن أصحابنا أنه ل ينخلع بذلك ،أي بفسق
الفعال كأخذ الموال وضرب البشار ،ول يب الروج عليه ،بل يب وعظه وتويفه
،وترك طاعته ف شيء ما
475
يدعو إليه من معاصي ال تعال ) (. )1
وذ هب ف كتا به ( الحكام ال سلطانية ) إل أن الف سق ( ل ي نع من ا ستدامة الما مة
سواء كان متعلقًا بأفعال الوارح وهو ارتكاب الحظورات وإقدامه على النكرات إتباعًا
لشهوة ،أو كان متعلقًا بالعتقاد وهصو :التأول لشبهصة تعرض يذهصب فيهصا إل خلف
الق ) (. )2
ث استدل على ما ذهب إليه بكلم المام أحد ف النع من الروج على الئمة لا ف
ذلك من إحياء الفتنة ،وبالحاديث المرة بالصب على جور الئمة وسيأت ذلك موضحًا
فيما بعد .
لكن ما ينبغي التنبيه إليه ف هذا القام هو أن الراد هنا هل الفسق يعله مستحقًا للعزل
أم ل ؟ أما عن الروج والقاتلة بالسيف فهذه سيأت الكلم عليها ،علمًا بأن هناك طرقًا
للعزل غ ي ال سيف ،سيأت إيضاح ها قريبًا ،ول يس كل من ا ستحق العزل يعزل ،وإن ا
ين ظر إل ما سيترتب على هذا العزل ،فإن تر تب عل يه فت نة أ كب ل ي ز العزل والروج
عل يه .ك ما ل يوز إنكار الن كر بن كر أع ظم م نه ،أ ما إذا أم نت الفت نة وقدر على عزله
بوسيلة ل تؤدي إل فت نة ففي هذه الال يقوم أ هل ال ل والع قد بعزله لنم الذ ين أبرموا
معه عقد المامة ،فهم الذين يلكون نقضه .
476
( )3ومنهم من فصل ف ذلك :
وهذا التفصيل من جهتي :من جهة ماهية الفسق ،ومن جهة زمان العزل .
أ -فأ ما ما يتعلق باه ية الف سق :ف قد ذ كر الاوردي الشاف عي أن الف سق الا نع لع قد
المامة واستدامتها على ضربي :
أحدها :ما تابع فيه الشهوة .وهو :فسق الوارح ،وهو :ارتكابه الحظورات ،
وإقدامصه على النكرات ،تكيمًا للشهوة وانقيادًا للهوى .قال ( :فهذا فسصق ينصع مصن
انعقاد المامة ومن استدامتها ،فإذا طرأ على من انعقدت إمامته خرج منها ) (. )1
الثا ن منه ما متعلق :بالعتقاد والتأول لشب هة تعترض فيتأول ل ا خلف ال ق ،ف قد
اختلف العلماء في ها ( فذ هب فر يق من هم إل أن ا ت نع من انعقاد الما مة و من ا ستدامتها
ويرج بدوثه منها ...وقال كثي من علماء البصرة :إنه ل ينع من انعقاد المامة ول
يرج به منها ،كما ل ينع ولية القضاء وجواز الشهادة ) (. )2
ب -أما ما يتعلق بزمان العزل ففيها ثلثة أوجه وهي كالتال :
أحدها :ينخلع بنفس الفسق ...كما لو مات .
477
والثان :ل ينخلع حت يكم بلعه ،كما إذا فك عنه الجر ث صار مبذرًا ،فإنه ل
يصح أن يصي مجورًا عليه إل بالكم .
والثالث :إن أمكن استتابته وتقوي اعوجاجه ل يلع وإن ل يكن ذلك خلع (. )1
وهذا الوجصه هصو الذي رجحصه الوينص ( )2وذهصب إليصه ابصن حزم الظاهري فقال :
( والواجب إن وقع شيء من الور وإن قل أن يكلم المام ف ذلك وينع منه ،فإن امتنع
وراجع الق وأذعن للقود من البشرة أو العضاء ولقامة حد الزنا والقذف والمر عليه
فل سبيل إل خلعه .وهو :إمام كما كان ل يل خلعه ،فإن امتنع من إنفاذ شيء من
هذه الواجبات عليه ول يراجع وجب خلعه وإقامة غيه من يقوم بالق ) (. )3
وقد استدل القائلون بالعزل بالدلة الدالة على اشتراطه ف عقد المامة ابتداء -وسبق
ذكر ها -قالوا :فكذلك ه نا ،ولن الغرض من الن صب هو حا ية جناب الد ين ور فع
الظلم وتقيق العدل ،فإذا انتفت هذه الصال انتفى مقصود المامة والمامة واجبة شرعًا
كما مر فدل على أنه ل بد أن يكون المام عاد ًل .
واستدل الانعون بالحاديث الصحيحة الكثية ف المر بالصب على جور الئمة وعدم
نزع اليد من الطاعة ،وبا يترتب على العزل من
478
فت وإراقة الدماء وقد يلب دفع هذا النكر منكرًا أكب منه وهذا ل يوز ،وسيأت زيادة
بيان وتفصيل لذه الدلة قريبًا إن شاء ال .
الامس :نقص التصرف :
ومصن مسصببات العزل أيضًا نقصص التصصرف ،وذلك بأن يطرأ على المام مصا يقيصد
تصرفاته أو يبطلها ،وقد قسمه العلماء إل حجر وقهر :
أ -فال جر ( :هو :أن ي ستول عل يه من أعوا نه من ي ستبد بتنف يذ المور من غ ي
تظاهر بعصية ول ماهرة بشاقه ) (. )1
فهذا ل يقت ضي عزله وخرو جه من أحكام الما مة ،وإن ا ين ظر إل أفعال من ا ستول
على أموره وهي :ل ترج عن صورتي .
-1أمصا أن تكون جاريصة على أحكام الديصن ومقتضصى العدل ،وفص هذه الالة يوز
( إقراره عليها تنفيذًا لا وإمضاء لحكمها ،لئل يقف من المور الدينية ما يعود بفساد
على المة ) (. )2
-2وإ ما أن تكون أفعاله خارج ية عن ح كم الد ين ومقت ضى العدل ف في هذه الال
( ل يز إقراره عليها ،ولزمه أن يستنصر من يقبض يده ويزيل تغلبه ) (. )3
479
ب -أما الفهر فله صورتان :
الول :السر :
وهو :أن يصي مأسورًا ف يد عدو قاهر ل يقدر على اللص منه ،سواء كان هذا
العدو مشركًا أو مسلمًا باغيًا ،وهذا السألة تتاج إل تفصيل كما سيأت :
-1أن يكون مرجو اللص من هذا السر فهو ف هذه حال باق على إمامته ،قال
الاوردي ( :وهو على إمامته ما كان مرجو اللص مأمول الفكاك إما بقتال أو بفداء )
( )1وعلى كافة المة استنقاذه لا أوجبته المامة من نصرته .
-2أن يكون ميئوسًا من خلصه ،وف هذه الال ينظر إل السر :
أ -فإن كانوا الشركي :فعلى أهل الل والعقد استئناف بيعة غيه على المامة .
ب -وإن كانوا بغاة :فلن يلو حالم من أمرين :
-1إ ما أن يكونوا قد ن صبوا لنف سهم إمامًا دخلوا ف بيع ته ،وانقادوا لطاع ته ف في
هذه الال يكون ( المام الأسور ف أيديهم خارجًا من
480
المامة بالياس من خلصه ،لنم قد انازوا بدار تفرد حكمها عن الماعة وخرجوا با
عن الطاعة ،فلم يبق لهل العدل بم نصرة وللمأسور معهم قدرة ،وعلى أهل الختيار
فص دار العدل أن يعقدوا المامصة لنص ارتضوا لاص فإن خلص الأسصور ل يعصد إل المامصة
لروجه منها ) (. )1
-2وإما أن يكونوا ل ينصبوا لم إمامًا ،بل كانوا فوضى ل إمام لم ففي هذه الالة
يكون ( المام الأسصور فص أيديهصم على إمامتصه ،لن بيعتهصم له لزمصة وطاعتصه عليهصم
واجبة ،فصار معهم كمصيه مع أهل العدل إذا صار تت الجر ،وعلى أهل الختيار
أن يستنيبوا عنه ناظرًا يلفه إن ل يقدر على الستنابة ،فإن قدر عليها كان أحق باختيار
من يستنيبه منهم ) (. )2
الصورة الثانية :أن يرج عليه من يستول على المامة بالقوة :
وهذا أحد طرق انعقاد المامة كما سبق ذكره ،وهو ما يسمى بالقهر والغلبة ،وف
هذه الال إذا ت كن هذا القا هر وغلب على المام الول ،وا ستول على تدب ي المور ،
فإن المام السصابق فص هذا الال يكون معزو ًل ،وتنعقصد المامصة لذا السصتول الديصد
للضرورة ،وحت ل يقع الناس ف الفوضى والفتنة ،ويعمّ الفساد ،وقد صلى ابن عمر
481
رضصي ال تعال عنهمصا بأهصل الدينصة يوم الرّة ( )1وقال ( :ننص مصع مصن غلب ) (. )2
وقال ( :ل أقاتل ف الفتنة ،وأصلي وراء من غلب ) (. )3
وذهب المام أحد رحه ال إل بطلن إمامة السابق كما ف رواية أب الارث ( :ف
المام يرج عليه من يطلب اللك ،فيفتت الناس فيكون مع هذا قوم ومع هذا قوم ،مع
من تكون المعة ؟ قال ( :مع من غلب ) (. )4
وقد سبق الديث عن هذه الطريقة ،وأدلة ثبوتا ،وأقوال العلماء فيها وأنا ليست
من الطرق الشروعة وإنا للضرورة ،ولن مصلحة السلمي تقتضي ذلك .وال أعلم .
السادس :نقص الكفاءة :
وذلك بعجز عقلي أو جسدي له تأثي على الرأي أو العمل :وهذه منها ما ينع عقد
المامة ابتداء وينع استدامتها ،ومنها ما ينع عقدها ابتداء فقط -كما سبق بيانه عند
الديث على الشروط
)(1الرة موضع قريب من الدينة ،ووقعة الرة هذه هي الوقعة الت حصلت بي يزيد ابن معاوية وبي أهل
الدينة لا خلعوه لا أخذوا عليه من فسق ،فبعث إليهم من يردهم إل الطاعة ،وأنظرهم ثلثة أيام ،فلما
رجعوا قاتلهم واستباح الدينة ثلثة أيام ...انظر :البداية والنهاية (. )8/232
)(2الطبقات الكبى لبن سعد (. )4/110
)(3الطبقات أيضًا ( . )4/149وإسناده صحيح إل سيف الازن ،أما هو فأورده ابن أب حات ول يذكر فيه
جرحًا ول تعديلً .انظر :إرواء الغليل (. )2/304
)(4الحكام السلطانية لب يعلى (ص . )23
482
-ومنها ما ل ينع العقد ل ابتداء ول ينع من استدامتها ،ونن ف هذا القام سنقتصر
على ما ينع من عقد المامة ابتداء ومن استدامتها ،لن ذلك هو الوجب للعزل فقط .
أ -زوال الع قل :بنون ونوه ،وهذا م ا ل خلف ف يه ( )1إذا كان دائمًا ل ين فك ،
لن النون يتصد عادة ( فلو ل ينصصبوا إمامًا آخصر لدى ذلك إل اختلل المور ،ولن
الجنون يب ثبوت الولية عليه ،فكيف يكون وليًا لكافة المة ) ؟ ( )2وأيضًا لن ذلك
( ينع القصود الذي هو إقامة الدود واستيفاء القوق وحاية السلمي ) (. )3
هذا إذا كان مطبق ًا ل يتخلله إفاقصة ،أمصا إذا كان يتخلله إفاقصة يعود فيهصا إل حال
السلمة ففي هذه الناحية يتاج المر إل تفصيل ( فإن كان أكثر زمانه البل فهو كما لو
كان مطبقًا -أي ي نع ابتداء الع قد وا ستدامته -وإن كان أك ثر زما نه الفا قة ف قد ق يل :
ي نع من عقد ها ،و هل ي نع من ا ستدامتها ؟ فق يل :ي نع من ا ستدامتها ك ما ي نع من
ابتدائها ،لن ف ذلك إخللً بالنظر الستحق فيه ،وقد قيل :ل ينع من استدامتها وإن
م نع من عقد ها ،ل نه يرا عى ف ابتداء عقد ها سلمة كاملة و ف الروج من ها ن قص
كامل ) ( )4أما إن كان عارضًا يرجى زواله كالغماء ونوه فهذا
483
ل ينع العقد ابتداء ،ومن ث ل ينع استدامتها من باب أول .
ب -فقد بعض الواس الؤثرة ف الرأي أو العمل مثل :
-1العمى :فهذا ينع من عقدها ومن استدامتها ،لنه يُْبطِل القضاء وينع من جواز
الشهادة -على رأي المهور -فأول أن ي نع من صحة الما مة ( . )1أ ما ع شى الع ي
وضعف البصر فل ينع من الستدامة .
-2الصمم والرس :ففي انعزاله بطروئهما عليه ثلثة مذاهب حكاها الاوردي
وهي :
الول :ينعزل بذلك ك ما ينعزل بالع مى لتأثيه ا ف التدب ي والع مل ،ورجّح هذا
القول ( ، )2وعليه اقتصر الرافعي والنووي (. )3
الثان :ل ينعزل لقيام الشارة مقام السمع ،والروج من المامة ل يكون إل بنقص
كامل .
الثالث :إن كان يسصن الكتابصة ل يعزل ،وإن كان ل يسصنها انعزل ،لن الكتابصة
مفهومة والشارة موهومة (. )4
أما ما ل يؤثر ذهابه ف الرأي والعمل كالَشَم ف النف الذي ينع إدراك الروائح ،
وفقصد الذوق الذي يعرف بصه الطعوم فإنمصا ل يوجبان العزل بل خلف ،وكذلك ل
ينعزل بتمتمة
484
اللسان ونوها لن نب ال موسى عليه السلم ل تنعه عقدة لسانه من النبوة فأول أل ينع
المامة (. )1
هذا وقد سبقت الشارة إل أن من الفقهاء من ل يشترط هذه المور ف المامة عند
ابتداء الع قد ،و من باب أول ب عد الع قد كا بن حزم وغيه لك نه رأي مرجوح ك ما سبق
تبيان ذلك .
جص -فقد بعض العضاء الخل فقدها بالعمل أو النهوض :
وذلك كذهاب اليد ين أو الرجلي .فإذا طرأ على المام ش يء من ذلك انعزل لعجزه
عن كمال القيام بقوق ال مة .أ ما ما يؤ ثر ف ب عض الع مل دون ب عض كذهاب إحدى
اليدين أو إحدى الرجلي ففيه وجهان :
الول :أ نه ل يؤ ثر وإن كان ذلك ي نع ع قد الما مة ابتداء ،لن الع تب ف عقد ها
كمال السلمة ،فيعتب ف الروج منها كمال النقص ،وهذا هو الراجح .
والثان :يؤثر لنقص الركة ،فلو كان ذلك ل يؤثر فقده ف عمل ول نوض كقطع
الذكر أو النثيي ،فهذا ل ينع من المامة ول من استدامتها ،لن ذلك مؤثر ف التناسل
فقط ...وقد استدلوا على ذلك بوصف ال ليحي بن زكريا عليهما السلم وثنائه عليه
حيَ ﴾ ( )2وقد رُوي عنفقال تعال ﴿ :وَ َسيّدا َو َحصُورا َونَبِيّا مّ َن الصّالِ ِ
485
ابن عباس رضي ال عنهما ( أنه ل يكن له ذكر يغشى به النساء )1( ) ...قالوا ( :فلما
ل ينع ذلك من النبوة ،فأول أن ل ينع من المامة ) (. )2
ونو ذلك سل إحدى العيني وجدع النف والذن لن ذلك ل تأثي له على القوق
وال أعلم .
البحث الثان
وسيلة العزل
بعد الديث عن السباب السببة لعزل أئمة الور بقي النظر ف الوسيلة الت يكن أن
يُعزل با المام الستحق لذلك وهنا ثلث وسائل هي :
)(1روي عن ابن عباس وغيه هذا القول ورواه ابن أب حات مرفوعًا بسنده إل ابن العاص -ل يدري عبد
ال أو عمرو -عن النب ورواه موقوفًا على سعيد بن السيب .قال ابن كثي :وهو أقوى إسنادًا من
الرفوع ،بل وف صحة الرفوع نظر .ووصفه بأنه غريب جدًا .انظر :تفسي ابن كثي ( )2/31وكذلك
رواه الطبي ف التفسي ( )6/378تقيق أحد شاكر ،والسيوطي ف الدر النثور ج ( )2/22الرفوع
والوقوف وقال ( :وهو أقوى إسنادًا من الرفوع ) ولعل الراجح ف تفسي ( حصورًا ) أي :معصومًا من
الذنوب كما رجح ذلك القاضي عياض ف الشفاء ،وابن كثي ف :التفسي وليس كما ورد .انظر التفسي (
. )2/31
)(2الحكام السلطانية لب يعلى (ص . )21
486
( )1أن يعزل المام نفسه :
وقصد اتفصق العلماء على أن المام إذا أحصس مصن نفسصه عدم القدرة على القيام بأعباء
المامة فإن له عزل نفسه ،قال القرطب ( :يب عل يه أن يلع نفسه إذا وجد ف نفسه
نقصًا يؤثر ف المامة ) ( )1وكذلك إذا كان ف عزله إخاد لفتنة قد تزداد وتستمر إذا أصرّ
على منصبه ،بل هو ممود ف مثل هذه الالة إذا عزل نفسه ،ولذلك أثن جيع السلمي
على سبط ر سول ال ال سن بن علي ر ضي ال عنه ما حين ما عزل نف سه وتنازل عن
المامة لعاوية رضي ال عنه ،بعد أن بايعه أهل العراق حقنًا لدماء السلمي ،بل قد أثن
عل يه ق بل وقو عه جده حين ما قال ( :إن اب ن هذا سيد ،ول عل ال أن ي صلح به ب ي
فئتي من السلمي ) (. )2
أما إذا ل يكن هناك عذر شرعي للعزل ،بل طلبًا للتخفيف ف الدنيا والخرة فللفقهاء
ف هذه السألة رأيان :
الول :ينعزل :لن إلزامه بالستمرار قد يلحق الضرر به قي آخرته ودنياه ( )3ولنه
ك ما ل تلز مه الجا بة إل الباي عة ل يلز مه الثبات ( ، )4ول نه وك يل للم سلمي وللوك يل
عزل نفسه (. )5
الثان :ل ينعزل :واستدلوا على ذلك با روي أن أبا بكر رضي ال تعال عنه
487
طلب من السلمي أن يقيلوه من منصب اللفة حينما قال ( :أقيلون أقيلون ،قالوا :ل
وال ل نقيلك ول نستقيلك ،رضيك رسول ال لديننا أفل نرضاك لدنيانا ) (. )1
فلو كان عزل نفسه مؤثرًا لا طلب منهم القالة (. )2
والق أن ذلك راجع إل مصلحة السلمي العامة ،فإن كان ف بقائه مصلحة كإخاد
فت نة ونو ها فعل يه البقاء ،وإن كان ف بقائه مف سدة أ كب من ال صلحة الترت بة على بقائه
فعليه الستقالة ،كما فعل السن رضي ال عنه ،وإن كان المران متساوين فهو باليار
وال أعلم .
( )2السيف ( القتال والثورة السلحة ) :
()3
وهذا هو أخطر الطرق وبسببه تنشأ الفت عادة ،وهو الذي يراه جيع فرق الزيدية
وجيع الوارج ( - )4ومن أجله سوا خوارج -وجيع العتزلة لن المر بالعروف والنهي
عن النكر أحد أصولم المسة وكثي من الرجئة وبعض الشاعرة وبعض أهل السنة كما
تقدم ،وإن كان فيمن سبق أن ذكرنا أنه مع القائلي باستحقاق أئمة الور والفسق العزل
.إل أنم ليسوا ممعي على هذه الطريقة ف كل وقت وهي سل السيوف ،لا يترتب
عليها
)(1ضعيف .قال ابن حجر :رواه الطالقان ف السنة من طريق شبابة بن سوار عن شعيب بن ميمون .قال :
هو منكر متنًا ،منقطع سندًا .انظر :تلخيص البي (. )4/52
)(2مآثر النافة (. )1/65
)(3مقالت السلميي (. )1/150
)(4نفس الرجع (. )1/204
488
من مفاسد أعظم من الصلحة الرجوة من عزله .
فالقصصود أنصه ل يلزم مصن قول القائل إن المام الائر الظال يسصتحق العزل ويرى
الروج عليه أنه يرى الروج دائمًا ،لن هناك طرقًا للعزل غي هذه الطريقة ول يترتب
علي ها ما يتر تب على هذه .ك ما أن كثيًا م ن ذكرناه ل يرى الروج على الئ مة وي نع
من ذلك وهم الغالبية من أهل السنة ،أنم يقصدون هذه الطريقة دون غيها ،يد ّل على
ذلك مقاطعتهم وانعزالم عن أئمة الور ،وتبيي فسادهم وتذير الناس منه ،وهذا هو
الذي تدل عليه الدلة الانعة من الروج .
هذا و قد اختلف القائلون بال سيف والثورة ف تد يد العدد الذي ينب غي الروج عنده
إذا اجتمع ( فقال بعض الزيدية :إذا اجتمع عدد مثل أهل بدر ،وقالت العتزلة :إذا كُنّا
جا عة ،وكان الغالب في نا أ نا نك في مالفي نا ،وقال آخرون :أَيّ عدد اجت مع ،وقال
قائلون :إذا كان مقدار أهل الق نصف مقدار أهل البغي ) (. )1
( )3الطرق السلمية الخرى :
وهناك طرق غ ي ما تقدم ،من ها أن يتقدم إل الِمام الائر أ هل ال ل والع قد الذ ين
عقدوا له البيعة وينصحونه وينذرونه مغبّة انرافه ،ويهلونه ويصبون عليه فترة من الزمن
لعله ير جع أو يرعوي ع ما هو عل يه من ظلم وطغيان ،فإن أ صرّ على ذلك فعلي هم أن
يعملوا لعزله بكل الوسائل المكنة ،بشرط أل يترتب على ذلك مفسدة أكب من الفسدة
489
الرجو إزالتها ،لن عزله من النهي عن النكر ،والنكر ل يرفع با هو أنكر منه .
و من هذه الو سائل ما ي سمى ف الع صر الد يث بالع صيان الد ن ( )1وهذه الطري قة
تكون على النحو التال ( :إذا شعرت المة بأن هذا المام فاسق مستهتر وجائر ل يصلح
للمامة ،وتقدمت إليه بالنصيحة ولكنه أب واستكب ،فما عليها إل أن تقاطعه وتقاطع
من له به أية علقة ،وحينئذ يد نفسه منبوذًا من أمته فإما اعتدل وإما اعتزل ) (. )2
قلت :وهذه ل ا م ستند من الشرع ،و هو ما جاء ف ال طبان عن ال نب قال « :
يكون ف آ خر الزمان أمراء ظل مة ،ووزراء ف سقة ،وقضاة خو نة ،وفقهاء كذ بة ،ف من
أدرك منكم ذلك فل يكونن لم جابيًا ول عريفًا ول شرطيًا » ( . )3وال أعلم .
البحث الثالث
الروج على الئمة
الروج ف العرف الشر عي كل مة تطلق على أحوال متفاو تة ،وت سري علي ها أحكام
متلفة ،فقد يكون الراد بالروج هو عدم القرار بإمامة الِمام ،
490
و قد يكون بالتحذ ير م نه و من طاع ته وم ساعدته والدخول عل يه ،و قد يراد به القاتلة
والنابذة بال سيف ،وهذا الخ ي هو الراد ف أك ثر عبارات ال سلف حين ما ين صّون على
تري الروج والنهي عنه عند ذكر عقائدهم .
وبناء على تفاوت هذه الحوال ،فإنصصه تعتريصصه الحكام المسصصة نظرًا لختلف
السباب واللبسات ،فقد يكون مرمًا وكبية من الكبائر ،وقد يكون مكروهًا ،وقد
يكون مباحًا ،وقد يكون مندوبًا ،وقد يكون واجبًا ،لذلك فمن الطأ إطلق القول فيه
ب كم خاص دون مراعاة لل سباب واللب سات الداع ية إل ذلك ،ولذا فإ نه ع ند إرادة
إطلق ال كم الشر عي على هذه القض ية فإ نه ي ب أن ين ظر إل ج يع أطراف ها بالنظار
الشرعي ومن ث يتبي الكم .
والذي يظهر ل أن أطراف هذه القضية الت لا تأثي مباشر على الكم ثلثة هي :
أ -الارجون .
ب -الخروج عليهم .
جص -وسيلة الروج .
وقد سبق الديث عن وسيلة العزل با فيه الكفاية ،فيبقى الطرفان الخران ،ولذلك
كان لزامًا علينا ف هذا البحث أن نُصّهما بشيء من التفصيل ،حت تكون الرؤية أمامنا
واضحة فنقول :
أو ًل الارجون :
قسّم العلماء الارجي على الئمة إل أربعة أقسام وهم :
491
-1الوارج :
وهم أصحاب الذهب العروف ،وهم الذين خرجوا على أمي الؤمني علي أب طالب
ر ضي ال تعال ع نه يوم التحك يم ث صار ل م آراء ومعتقدات خا صة ب م ،من ها إكفار
عثمان وعلي والكمي .وأصحاب المل ومن رضي بتحكيم الكمي رضي ال عنهم
أجعيصص ،ومنهصصا الكفار بارتكاب الذنوب ووجوب الروج على المام الائر (، )1
ويسمون بالرورية والشراة والارقة والحكمة وهم يصلون إل عشرين فرقة (. )2
وهؤلء قد ورد نص صريح من النب ف المر بقاتلتهم ،فعن أمي الؤمني علي بن
أب طالب رضي ال تعال عنه قال :سعت رسول ال يقول « :سيخرج قوم ف آخر
الزمان حداث ال سنان ،سفهاء الحلم .يقولون من قول خ ي الب ية ،ل ياوز إيان م
حناجرهم ،يرقون من الدين كما يرق السهم من الرمية فأينما لقيتموهم فاقتلوهم فإن ف
قتلهم أجرًا لن قتلهم يوم القيامة » ( . )3وغي ذلك من
492
الحاديصث الصصحيحة الكثية التص أمرت بقتالمص ،ووعدت مصن قتلهصم أو قتلوه بالجصر
الزيل عند ال يوم القيامة .
-2الحاربون :
وهم قطاع الطرق الفسدون ف الرض إذا كان لم منعة وسلح واستعرضوا الناس ،
فإن على المام -إذا تكن منهم أن يقيم فيهم حكم ال ف قوله -تعال ﴿ :إِنّمَا َجزَاء
س َعوْنَ فِي الرْ ضِ َف سَادا أَن ُي َقتّلُواْ َأ ْو يُ صَلّبُواْ َأ ْو ُتقَطّ عَ
الّذِي نَ ُيحَارِبُو نَ اللّ َه َورَ سُوَلهُ وََي ْ
أَيْدِيهِ ْم وََأرْجُلُهُم مّ نْ خِل فٍ َأوْ يُن َفوْْا مِ نَ ا َلرْ ضِ ﴾ ...ال ية ( )1وك ما ف عل ال نب
بالعرنيي ،أما إذا ل يتمكن المام منهم بعسكره فإن على باقي الرعية أن تقاتل معه حت
يقيم الد عليهم إذا استوجبوا ذلك .
-3البغاة :
وهم الذين يرجون على المام العادل طلبًا للملك بتأويل سائغ ،أو غي سائغ (، )2
وف حكمهم من خرج على المام
493
القص انتقامًا أو عصصبية ،أو قبليصة ،أو لغرض دنيوي ،ونوص ذلك ،فهؤلء ل يقاتلون
ابتداء ،وإن ا يسعى ف الصلح بين هم وبي المام ،فإن كان ل م مظلمة رفعت عنهم ،
وإن كان لمص شبهصة بيص لمص وجصه القص فيهصا ،وإن كان لمص حصق أعطوا إياه ،فإن ل
ينصصاعوا بعصد ذلك إل الصصلح وبدأوا فص القتال ففصي هذه الالة يقاتلون عملً بقوله
تعال ﴿ :وَإِن طَاِئفَتَان ِص مِن َص الْ ُم ْؤمِنِيَ اقَْتتَلُوا فَأَص ْصلِحُوا َبيَْنهُمَا فَإِن َبغَت ْصإِحْدَاهُمَا عَلَى
َصصلِحُوا َبيَْنهُمَا بِاْلعَدْلِ
َاءتص فَأ ْ
ّهص فَإِن ف ْ الُْأ ْخرَى َفقَاتِلُوا الّتِي تَبْغِي حَتّىص َتفِيءَ ِإلَى َأ ْمرِ الل ِ
سطُوا إِنّ اللّ هَ يُحِبّ الْ ُمقْ سِ ِطيَ ﴾ ( . )1ولقوله « :من أتا كم وأمر كم ج يع على وَأَقْ ِ
رجل واحد يريد أن يشق عصاكم أو يفرق جاعتكم فاقتلوه » (. )2
وهذه الق سام الثل ثة أوجز نا الد يث عن ها لن م ل ا ستكمال الد يث عن ها ك تب
الفقه لن شاء التفصيل والزيادة على خلف بي الفقهاء ف أحكامهم ،أما الذي يلزم بيانه
ف هذا الفصل فهم أهل القسم الرابع التال :
-4أهل الق :
وهم أهل عدل خرجوا على إمام جائر ،أو هم كما قال الافظ ابن حجر ( :قسم
خرجوا غضبًا للدين من أجل جور الولة
494
وترك عملهم بالسنة النبوية ،فهؤلء هم أهل حق ،ومنهم السي بن علي وأهل الدينة
ف الرّة والقراء الذين خرجوا على الجاج ) ( )1فهؤلء ل توز مقاتلتهم على الصحيح ،
قال الافظ ( :وأما من خرج عن طاعة إمام جائر أراد الغلبة على ماله أو نفسه أو أهله
فهو معذور ول ي ّل قتاله ،وله أن يدفع عن نفسه وماله وأهله بقدر طاقته ) .وقد َأ ْو َردَ
على هذا القول ما يدل عل يه فقال ( :قد أخرج ال طبي ب سند صحيح عن ع بد ال بن
الارث عن رجل من بن نضر ( )2عن -علي وذكر الوارج -فقال ( :إن خالفوا إمامًا
عادلً فقاتلوهم ،وإن خالفوا إمامًا جائرًا فل تقاتلوهم ،فإن لم مقا ًل ) (. )3
وقال ابن حزم ( :وأما الورة من غي قريش فل يل أن يقاتل مع أحد منهم ،لنم
كلهم أهل منكر إل أن يكون أحدهم أقلّ جورًا فيقاتل معه من هو أجور منه ) (. )4
وعلى هذا فإنصه إذا كان المام جائرًا وخرج عليصه عادل فل توز مقاتلة العادل ،أمصا
إذا كان المام عادلً وخرج عليصه عادل مثله ( )5أو كان جائرًا وخرج عليصه جائر مثله ،
ففي مثل هذه الالة يكون القتال قتال فتنة ،والول ترك القتال فيها للنصوص الواردة -
وستأت قريبًا إن شاء ال .
495
كما ل تب طاعة المام وإن كان عادلً إذا أمر بقاتلتهم ( إذ طاعته إنا تب فيما ل
يعلم الأمور أنا معصية بالنص ،فمن علم أن هذا هو قتال الفتنة الذي تركه خي من فعله
ص معي خاص -أي الحاديث الناهية عن القتال ف الفتنة - ل يب عليه أن يعدل عن ن ّ
إل نص عام مطلق ف طاعة أول المر ،ولسيما وقد أمر ال تعال عند التنازع بالرد إل
ال والر سول ( )1قال ال طبي ( :وال صواب أن يقال :إن الفت نة أ صلها البتلء ،وإنكار
النكر واجب على كل من قدر عليه ،فمن أعان الحق أصاب ،ومن أعان الخطئ أخطأ
،وإن أشكل المر فهي الالة الت ورد النهي عن القتال فيها ) (. )2
هذا في ما ي ص مقاتلة أ هل ال ق أ ما مقاتلة الكفار والرتد ين فهذا وا جب مع ج يع
الئ مة سواء كانوا عدولً أم فجارًا ،ك ما ت ب ال صلة خلف هم ف الم عة والماعات ،
لن هذه المور كلها أمور تعبدية طاعة ل تعال تب إقامتها ،سواء كان هناك إمامًا أم
ل ،سواء كان هذا المام صالًا أم فاجرًا ،لن صلحه وفجوره ف هذا القام على نفسه
،وهذا مل اتفاق بي أهل السنة والماعة ،ول يشذ عنهم إل بعض أهل البدع ،وكانوا
ين صّون عليه عادة عند ذكر عقائدهم ،قال المام أحد ( :الهاد ماض قائم مع الئمة
بروا أو فجروا .ل يبطله جور جائر ،ول عدل عادل ،والمعصة والعيدان والجص مصع
السلطان وإن ل يكونوا بررة عدو ًل أتقيا . )3( ) ...
هذه هي أقسام الذين يرجون على الئمة .ولكل قسم من هذه
496
القسام أحكامه الاصة به ف القتال ،وكل واحد منها يغاير الخر ،ولذلك فقد عاب
ش يخ السلم ا بن تيم ية على كث ي من الفقهاء من أ صحاب أ ب حني فة والشافعي وأح د
وغيهم من الصنفي ف ( قتال أهل البغي ) فإنم قد يعلون قتال أب بكر لانعي الزكاة ،
وقتال علي الوارج ،وقتاله ل هل ال مل و صفي ،إل غ ي ذلك من قتال النت سبي إل
السصلم مصن باب قتال أهصل البغصي )1( ،قال ( :أمصا جهور أهصل العلم فيفرقون بيص
( الوارج الارقي ) وبي أهل المل وصفي وغي أهل المل وصفي من يُعدّ من البغاة
التأوليص ،وهذا هصو العروف عصن الصصحابة ،وعليصه عامصة أهصل الديصث والفقهاء
والتكلميص ) وقال فص موضصع آخصر ( :والصصنفون فص الحكام يذكرون قتال البغاة
والوارج جيعًا ،وليس عن النب ف قتال البغاة حديث ( )2إل حديث كوثر بن حكيم
عن نافع وهو موضوع ،وأما كتب الديث الصنفة مثل صحيح البخاري والسنن فليس
في ها إل قتال أهصل الردة والوارج ،وهصم أهصل الهواء وكذلك كتصب السصنة النصصوص
علي ها عن المام أح د ونوه ،وكذلك في ما أ ظن -والكلم ل بن تيم ية -ك تب مالك
وأ صحابه ل يس في ها باب قتال البغاة وإن ا ذكروا أ هل الردة والهواء ،قال ( :وهذا هو
ال صل الثا بت بكتاب ال و سنة ر سوله ،و هو الفرق ب ي القتال ل ن خرج عن الشري عة
وال سنة ،فهذا الذي أ مر به ال نب ،وأ ما القتال ل ن ل يرج إل عن طا عة إمام مع ي
فليس ف النصوص أمر بذلك ) ( )3ث بي ما نتج عن هذا اللط فقال :
497
( فارتكب الولون ثلثة ماذير :
الول :قتال من خرج عن طا عة ملك مع ي ،وإن كان قريبًا م نه أو مثله ف ال سنة
والشريعة لوجود الفتراق ،والفتراق هو الفتنة .
ثانيًا :التسوية بي هؤلء وبي الرتدّين عن بعض شرائع السلم .
والثالث :التسوية بي هؤلء وبي قتال الوارج الارقي من السلم كما يرق السهم
مصن الرميصة ،ولذا تدص تلك الطائفصة يَدْخلون فص كثيص مصن أهواء اللوك وولة المور
ويأمرون بالقتال مع هم لعدائ هم بناء على أن م أ هل العدل وأولئك البغاة ،و هم ف ذلك
بنلة التعصبي لبعض أئمة العلم أو أئمة الكلم أو أئمة الشيخة على نظرائهم مدّعي أن
الق معهم ،أو أنم أرجح بوى قد يكون فيه تأويل بتقصي ل بالجتهاد ،وهذا كثي ف
علماء المة وعبادها وأمرائها وأجنادها ،وهو من البأس الذي ل يرفع من بينها ،فنسأل
ال العدل فإنه ل حول ول قوة إل به ) ( . )1أ .هص .
هذه أقسام الارجي وأحكام مقاتلتهم ،أما عن أحكام خروجهم وقتالم :
فالقسم الول :من فعل فعلهم واعتقد عقائدهم فهو مشكوك ف إسلمه ،خصوصًا
وقد قال « :يرقون من الدين مروق السهم من الرمية » ( ، )2وقد اختلف أهل السنة
ف تكفي الوارج (. )3
498
أما القسم الثان :فمن فعل فعلهم فهو عاص ل تعال مستحق إقامة الد الذكور .
حد الرابة .
أ ما الق سم الثالث :فل يوز فعل هم ل ا سبق أن ذكر نا من تر ي الروج على أئ مة
العدل والوعيد الوارد ف ذلك .وهذا مل اتفاق بي أهل السنة والماعة .
أما القسم الرابع :فهو مل نظر وهو مال البحث ف هذا الفصل وستتبي لنا النتيجة
آخر الفصل إن شاء ال .
ثانيًا الخروج عليهم :
أما الخروج عليهم ( الئمة ) فأحوالم متباينة من شخص لخر ،وواحدهم ل يرج
عن أحد ثلثة :إما أن يكون عاد ًل مسقطًا ،وإما أن يكون كافرًا مرمًا ،وإما أن يكون
حاله مترددًا ب ي هذ ين و هو الفا سق أو الظال ،وهذا قد يكون ف سقه وظل مه على نف سه
و ف أعماله الا صة ،و قد يتعدى ذلك إل الرع ية إ ما ف أموال م وأنف سهم أو ف دين هم
وأعراضهم .ولكل واحد من هؤلء حكم خاص .
-1المام العادل القسط :
فهذا يرم الروج عليصه مطلق ًا وباتفاق العلماء ،يدل على ذلك اليصة والحاديصث
المرة بالطاعة لول المر من السلمي -وقد سبق تفصيلها عند الديث على القوق با
يغ ن عن العادة -ويدل على ذلك أيضًا اليات والحاد يث الواردة ف وجوب الوفاء
بالبيعة ،وما ورد من
499
النهي والتحذير من نكثها ف ذلك -وسبق تفصيلها أيضًا ( - )1حت ولو وجد بعد إبرام
العقد والبايعة لن هو أفضل وأكمل شروطًا -كما سبق بيانه عند الديث عن اشتراط
الفضلية ( - )2بل تب مناصرته ومقاتلة من ناوأه وبغى عليه إذا ل يفيء إل أمر ال (. )3
هذا و قد سبق أن بيّنّ ا أن العدالة الطلو بة ال ت بات صاف الِمام ب ا يرم الروج عل يه
كائنًا من كان هذا الارج ل تقتضي أن يكون معصومًا ف أقواله وأفعاله ،بل كل بشر
عرضة للوقوع ف الطأ وف بعض الذنوب ،لكن إذا كان حري صًا على التحرز من ذلك
ويرجع عن خطئه إذا تبي له ذلك ويستغفر ويتوب إل ال عما بدر منه ،ويرجع حقوق
الدميي إل أصحابا إذا ظهر له الطأ ف تصرفه فيها إذا أمكن ذلك .فهو بذه الصفات
من أئ مة العدل الوا جب طاعت هم والحرم الروج علي هم ب كل صور الروج الختل فة .
ولؤلء الئمة نرجو من ال الغفرة لم فيما يقعون فيه من خطأ ولم ثواب الجتهاد الذي
بذلوه ف سبيل الوصول إل الق سواء أصابوه أم خالفوه ،والتائب من الذنب كمن ل
ذنب له .
-2الروج على الاكم الكافر الرتد :
وهذا -أيض ًا -متفصق على وجوب الروج عليصه ومنابذتصه بالسصيف إذا قُدر على
ذلك ،أما إذا ل يكن لم قدرة عليه فعليهم السعي إل سلوك أقرب طريق للطاحة به ،
وتليص السلمي من تسلطه عليهم
500
مهما كلّف ذلك من جهد ،يدل على ذلك حديث عُبادة النف الذكر « ...وأل ننازع
المر أهله إل أن تروا كفرًا بواحًا عندكم من ال فيه برهان » (. )1
قال الا فظ بن ح جر ( :وإذا و قع من ال سلطان الك فر ال صريح فل توز طاع ته ف
ذلك ،بل ت ب ماهد ته ل ن قدر علي ها ك ما ف الد يث ...يع ن حد يث عبادة ال نف
الذكر ) (. )2
وقال ف موضع آخر ( :إنه -أي الاكم -ينعزل بالكفر إجاعًا ،فيجب على كل
م سلم القيام ف ذلك ،ف من قوي على ذلك فله الثواب ،و من دا هن فعل يه ال ث ،و من
عجز وجبت عليه الجرة من تلك الرض ) (. )3
و قد سبق الكلم على أ نه ل ول ية لكا فر على م سلم بال ع ند الد يث عن شرط
()5
السلم ( ، )4وعلى وجوب العزل لن ارتد عن السلم عند الديث عن أسباب العزل
با يغن عن العادة وال أعلم .
-3الروج على المام الفاسق :
سبق الديث عن اختلف العلماء ف الفسق هل هو من
501
مسصببات العزل أم ل ؟ .وبناء على ذلك الختلف اختلفوا أيضًا فص الروج على أئمصة
الور وسصلطي الظلم ،والذي يظهصر ل أن سصبب اختلفهصم هصو اختلف أفهامهصم
للنصصوص الشرعيصة الناهيصة عصن الروج ،والخرى الؤيدة له ،كمصا أن أحوال أولئك
السلطي غي منضبطة وغي ثابتة ،فمنهم القريب إل العدل ،ومنهم القريب إل الكفر ،
ومنهم الغامض ،ومنهم من يكون ف عصر يندر فيه الخيار ،ومنهم من يكون بلف
ذلك ،ث إن من العلماء من ينظر إل السنات ويقتصر على نصوص الطاعة ،ومنهم من
ي صر نظره على ال سيئات وي ستشهد بأحاد يث الروج ،و من ناح ية ثال ثة ين ظر ب عض
الفقهاء إل كون الارج مساويًا للمخروج عليه أو أظلم منه بينما يرى الخرون أنه أعدل
وأحق .
لذلك فمصن الصصعب أن يكون هناك قاعدة منضبطصة ثابتصة لذا الصصنف التذبذب فص
حقيق ته و ف نظرة الناس إل يه ،ول كن قد يمع هم مذهبان ،مذ هب ل يرى الروج على
أئمة الظلم ول ييزه ،ومذهب آخر يرى ذلك ويوجبه ،والن نستعرض هذين الذهبي
وأدلة كل منهما حت يتضح لنا وجه الق إن شاء ال :
الذهب الول
القائلون بعدم جواز الروج على الئمة الظلمة :
ذهصب غالب أهصل السصنة والماعصة إل أنصه ل يوز الروج على أئمصة الظلم والور
بالسيف ما ل يصل بم ظلمهم وجورهم إل الكفر البواح ،أو ترك الصلة والدعوة إليها
أو قيادة المة بغي كتاب ال تعال
502
كما نصت عليها الحاديث السابقة ف أسباب العزل (. )1
وهذا الذهب منسوب إل الصحابة الذين اعتزلوا الفتنة الت وقعت بي علي ومعاوية
رضي ال عنهما .وهم :سعد بن أب وقاص ،وأسامة بن زيد ،وابن عمر ،وممد بن
()3
مسلمة ( ، )2وأبو بكرة رضي ال تعال عنهم أجعي .وهو :مذهب السن البصري
والشهور عن المام أح د بن حن بل وعا مة أ هل الد يث .قال ش يخ ال سلم ا بن تيم ية
رحهص ال ( ...ولذا كان مذهصب أهصل الديصث ترك الروج بالقتال على اللوك البغاة
والصب على ظلمهم إل أن يستريح بر ،أو يستراح من فاجر . )4( ) ...
()5
هذا وقد ادعى الجاع على ذلك بعض العلماء كالنووي ف شرحه لصحيح مسلم
وكابن ماهد البصري الطائي ( )6فيما حكاه عنه ابن حزم ( )7ولكن دعوى الجاع فيها
نظر ،لن هناك من أهل السنة من خالف ف ذلك كما سيأت :
503
الدلة :
استدلوا على مذهبهم وهو ترك الروج على أئمة الظلم بالسيف بالدلة التالية :
أولً :الحاديصث الواردة ف المصر بالطاعصة وعدم نكصث البيعصة والمصر بالصصب على
جورهم وإن رأى النسان ما يكره .وهي أحاديث كثية بلغت حد التواتر العنوي كما
ذكر ذلك الشوكان ( )1رحه ال .أهها :
-1حديث عبادة بن الصامت رضي ال تعال عنه قال ( :بايعنا رسول ال على
السمع والطاعة ف العسر واليسر والنشط والكره ،وعلى أثرة علينا وعلى أل ننازع المر
أهله إل أن تروا كفرًا بواحًا عندكم من ال فيه برهان ) .وف رواية ( :وعلى أل ننازع
ال مر أهله ،وعلى أن نقول ال ق أين ما ك نا ل ناف ف ال لو مة لئم ) ( . )2قال ا بن
تيم ية ب عد ذكره لذا الد يث ( :فهذا أ مر الطا عة مع ا ستئثار ول ال مر ،وذلك ظلم
منه ،وني عن منازعة المر أهله وذلك ني عن الروج عليه ) (. )3
-2حديصث أم سصلمة رضصي ال تعال عنهصا قالت :إن رسصول ال قال « :إنصه
ي ستعمل علي كم أمراء ،فتعرفون وتنكرون ،ف من كره ف قد برئ و من أن كر ف قد سلم ،
ولكن من رضي وتابع » ،قالوا :أفل نقاتلهم قال « :ل ما صلوا » (. )4
-3حديث ابن عباس رضي ال تعال عنهما عن النب قال « :من
504
رأى مصن أميه شيئًا يكرهصه فليصصب فإنصه مصن فارق الماعصة شصبًا فمات ...مات ميتصة
تاهلية » (. )1
-4حديث عوف بن مالك الشجعي رضي ال عنه قال :سعت رسول ال يقول
« :خيار أئمت كم الذ ين تبون م ويبون كم ،وت صلون علي هم وي صلون علي كم .وشرار
أئمتكم الذين تبغضونم ويبغضونكم ،وتلعنونم ويلعنونكم » .قال :قلنا يا رسول ال
أفل ننابذهم ؟ قال « :ل ما أقاموا فيكم الصلة ،أل من ول عليه وال فرآه يأت شيئًا من
معصية ال فليكره ما يأت من معصية ال ،ول ينعن يدًا من طاعة » (. )2
-5حديث عبد ال بن عمر رضي ال تعال عنهما قال :قال رسول ال « :من
خلع يدًا من طاعة لقي ال يوم القيامة ول حجة له ،ومن مات وليس ف عنقه بيعة مات
ميتة جاهلية » (. )3
-6حد يث حذي فة قال :قال ر سول ال « :يكون بعدي أئ مة ل يهتدون بد يي
ول يستنون بسنت ،وسيقوم فيهم رجال قلوبم قلوب الشياطي ف جثمان إنس » قال :
قلت :ك يف أ صنع يا ر سول ال إن أدر كت ذلك ؟ قال « :ت سمع وتط يع وإن ضرب
ظهرك وأخذ مالك فاسع
)(1متفق عليه .رواه البخاري ف الفت .ب :سترون بعدي أمورًا تنكرونا ،فتح الباري ( ، )13/5ومسلم
ف ك :المارة .ب :ملزمة جاعة السلمي ...ح ، )3/1477( ، 1849وأحد ف السند (. )1/275
)(2رواه مسلم وسبق تريه (ص . )456
)(3رواه مسلم .وسبق تريه (ص )204 ، 44عن البيعة .
505
وأطع » وف رواية « :تلزم جاعة السلمي وإمامهم » .قال فإن ل يكن لم جاعة ول
إمام ؟ قال « :فاعتزل تلك الفرق كل ها ولو أن ت عض على أ صل شجرة ،ح ت يدر كك
الوت وأنت على ذلك » (. )1
إل غي ذلك من الحاديث الكثية ف هذا العن ،وهي جيعها صرية ف النهي عن
الروج على الئمة ،وإن رأى النسان ما يكره ،وصرية كذلك ف المر بالصب على
جورهم وعدم نزع اليد من الطاعة .
ثان يا :الحاد يث الدالة على تر ي اقتتال ال سلمي في ما بين هم ،وعلى الن هي عن
القتال ف الفتنة :
و من الدلة على عدم جواز الروج على الئ مة الف ساق الحاد يث الدالة على تر ي
القتتال بي السلمي ،وهذا يقع عادة عندما ترج طائفة عن طاعة إمامها ،لنه يستنجد
بنده من ال سلمي فيح صل القتتال بين هم ،وهناك ما يدل على غلظ تر ي ق تل ال سلم
أخاه السلم ،وعلى النهي عن القتتال بي السلمي ،ومن هذه الدلة :
()3
-1مصا رواه البخاري ( )2بسصنده إل طريصف أبص تيمصة قال :شهدت صصفوان
وجندبًا ( )4وأصحابه وهو يوصيهم فقالوا :هل سعت من
)(1متفق عليه .رواه البخاري ف :الفت .باب :كيف المر إذا ل تكن جاعة .الفتح ( ، )13/35ومسلم
ف :المارة .ح . )3/1475( 1847
)(2رواه ف كتاب :الحكام .باب ، 9 :من شاق شق ال عليه ،حديث رقم ( )7152الفتح (
. )13/128
)(3هو :ابن مرز بن زياد التابعي الثقة الشهور من أهل البصرة عن الفتح (. )13/129
)(4هو :ابن عبد ال البجلي الصحاب الشهور .
506
رسول ال شيئًا ؟ قال سعته يقول « :من سع سع ال به يوم القيامة » .قال « :ومن
شاق ش قق ال عل يه يوم القيا مة » .فقالوا :أو صنا .فقال إن أول ما ين ت من الن سان
بطنه فمن استطاع أن ل يأكل إل طيبًا فليفعل ومن استطاع أن ل يال بينه وبي النة
بلء كف من دم هراقه ( )1فليفعل .
قال الا فظ ا بن ح جر ( :وهذا وإن ل يرد م صرحًا برف عه لكان ف ح كم الرفوع ،
لنه ل يقال بالرأي ) (. )2
-2وعن عبد ال بن مسعود رضي ال عنه أن النب قال « :سباب السلم فسوق
وقتاله كفر » (. )3
-3و عن الح نف بن ق يس ر ضي ال تعال ع نه قال :ذه بت لن صر هذا الر جل -
يعن على بن أب طالب رضي ال عنه -فلقين أبو بكرة فقال أين تريد ؟ فقلت :أنصر
هذا الرجصل ،فقال :ارجصع فإنص سصعت رسصول ال يقول « :إذا التقصى السصلمان
بسيفيهما فالقاتل والقتول ف النار » .فقلت :يا رسول ال هذا القاتل فما بال القتول ؟
قال « :إنه كان حريصًا على قتل صاحبه » (. )4
507
-4و عن جر ير أن ال نب قال له ف ح جة الوداع :ا ستنصت الناس فقال « :ل
ترجعوا بعدي كفارًا يضرب بعضكم رقاب بعض » (. )1
فهذه الحاد يث و ما ف معنا ها تدل على تر ي اقتتال ال سلمي في ما بين هم ،وهذا ل
شك يكون عند الروج على الئمة بالسيف ،فدل على تري ذلك الروج .
أحاديث النهي عن القتال ف الفتنة :
ك ما أن م ا يدل على ذلك الحاد يث الواردة ف الن هي عن القتال ف الفت نة ،و هي
أحاديث كثية منها :
-1عن أ ب هريرة ر ضي ال تعال ع نه عن ال نب أ نه قال « :ستكون ف ت القا عد
فيها خي من القائم ،والقائم خي من الاشي ،والاشي فيها خي من الساعي ،من تشرف
ل ا ت ستشرفه ،و من و جد في ها مل جأ فلي عذ به » ( . )2أي :من و جد عا صمًا وموضعًا
يلتجئ إليه ويعتزل فيه فليعتزل (. )3
-2وعن أب سعيد رضي ال تعال عنه قال :قال رسول ال « :يوشك أن يكون
خي مال السلم غنم يتبع با شعف البال ومواقع
)(1متفق عليه .رواه البخاري ف ك :العلم .ب ، 43 :النصات للعلماء .الفتح (. )1/217
ومسلم ف ك :اليان ،ح . )1/82( 118باب :بيان معن قول النب « :ل ترجعوا بعدي كفارًا . » ...
ورواه الترمذي ف :الفت .باب :ل ترجعوا بعدي كفارًا ،ح . )4/486( 2193
)(2متفق عليه .رواه البخاري ف ك :الفت .ب ، 9 :الفتح ( ، )13/30ومسلم ف ك :الفت .ب :
نزول الفت كمواقع القطر ،ح ، 2886وروى نوه الترمذي عن سعد بن أب وقاص ف ك :الفت .ح
، )4/486( 2194وأحد ف السند (. )1/169
)(3انظر :فتح الباري ( )13/30بتصرف يسي .
508
القطر ،يفر بدينه من الفت » (. )1
وهذا يدل على فضل اعتزال الفت عند وقوعها ،وأنا مفسدة للدين الذي هو أول ما
يب على السلم صيانته وحفظه .
-3وعن أب بكر رضي ال تعال عنه قال :قال رسول ال « :إنا ستكون فت .
أل ث تكون فتنة القاعد فيها خي من الاشي فيها ،والاشي فيها خي من الساعي إليها .
أل فإذا نزلت أو وقعصت فمصن كان له إبصل فليلحصق بإبله ،ومصن كانصت له غنصم فليلحصق
بغنمه ،ومن كانت له أرض فليلحق بأرضه » .قال :فقال رجل :يا رسول ال أرأيت
من ل يكن له إبل ول غنم ول أرض ؟ قال « :يعمد إل سيفه فيدق على حده بجر ،ث
لينج إن استطاع النجاء .اللهم هل بلغت -ثلثًا . » -قال :فقال رجل :يا رسول ال
أرأيت إن أكرهت حت ينطلق ب إل أحد الصفي أو إحدى الفئتي فضربن رجل بسيفه
أو يئ سهم فيقتلن ؟ قال « :يبوء بإثه وإثك ويكون من أصحاب النار » (. )2
-4و عن عدي سة ب نت إهبان بن صيفي الغفاري قالت :جاء علي بن أ ب طالب إل
أ ب فدعاه للخروج م عه ،فقال له أ ب :إن خليلي وا بن ع مك ع هد إل إذا اختلف الناس
أن اتذ سيفًا من خشب فقد اتذته فإن شئت خرجت به معك ...قالت :فتركه (. )3
)(1رواه البخاري ف :الفت .ب :التغرب ف الفتنة الفتح ( ، )13/40وأبو داود ف الفت .ب ، 4 :عون
( ، )11/349والنسائي ف :اليان .ب ، 30 :وابن ماجة ف :الفت .باب ،13 :ح ( 3980
. )1317
)(2رواه مسلم ف :المارة .ب :نزول الفت كمواقع القطر .ح . )3/2212( 2887
)(3رواه الترمذي واللفظ له .ف :الفت .ب ، 33 :ح . 2203وقال :حسن غريب ل نعرفه إل من
حديث عبد ال بن عبيد ( ، )4/490ورواه ابن ماجة ف :الفت .ب ، 11 :ح . )2/1309( 3960
وانظر :مسند المام أحد ( )5/69بنحوه .
509
وقطعوا -5وعن أب موسى أن النب قال ف الفت « :كسروا فيها سيوفكم
()1
أوتاركم واضربوا بسيوفكم الجارة ،فإن دخل على أحدكم فليكن كخي ابن آدم »
.
فهذه النصوص جيعها تدل على النهي عن القتال ف الفتنة ول شك أن الروج على
الئ مة م ا يؤدي إل الفت نة ،فدل ذلك على الن هي عن الروج على الئ مة الظل مة .قال
الافظ ابن حجر ( :والراد بالفتنة ف هذا الباب :هو ما ينشأ عن الختلف ف طلب
اللك حيث ل يعلم الحق من البطل ) (. )2
ثالثا :الحاديث الدالة على أن ال يؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر :
فقد قال « :إن ال يؤيد هذا اليدين بالرجل الفاجر » ( . )3وف رواية « ...بأقوام
ل خلق لم » (. )4
فإذا كان الدين قد يؤيد وينصر بسبب رجل فاجر ،ول يضر الدين فجوره فل يوز
الروج على الئمة الفجرة لجرد فجورهم ،لن
)(1رواه ابن ماجة متصرا ف ك :الفت .ب ، 11 :ح ، )2/1310( 3961والترمذي ف الفت .ب :
، 33ح . 2204وقال :هذا حديث حسن غريب صحيح ( ، )4/491وأبو داود ف :الفت .ب ، 2 :
عون العبود (. )12/337
)(2فتح الباري (. )13/31
)(3سنن الدارمي (. )2/241
)(4متفق عليه .رواه البخاري ف ك :الهاد .ب ، 182 :إن ال ليؤيد هذا الدين ...فتح الباري (
، )6/179ومسلم ف :اليان .ب :غلظ تري قتل النسان نفسه ،ح . )1/105( 178وذلك ف قصة
الرجل الذي قاتل مع النب وقال عنه إنه من أهل النار ،وظهر بعد ذلك أنه قتل نفسه .
510
فجور الفاجر منهم ل يضر هذا الدين وإنا ضرره على نفسه ،وقد ير هذا الروج إل
فت وويلت ل تمد عقباها .
رابعا :ومن الدلة على عدم الروج أيضًا موقف الصحابة الذين توقفوا عن القتال ف
الفتنة ،وموقف علماء السلف أيام حكم بن أمية وبن العباس وكان ف بعضهم فسوق
وظلم ،ومن هم الجاج بن يو سف الثق في الذي كفره بعض هم ،وكان ال سن الب صري
يقول ( :إن الجاج عذاب ال فل تدافعوا عذاب ال بأيدي كم ول كن علي كم ال ستكانة
ِمص وَم َا
اسصتَكَانُوا ِلرَّبه ْ
َابص فَم َا ْ
والتضرع فإن ال تعال يقول َ ﴿ :وَلقَدْ َأخَذْنَاه ُم بِاْلعَذ ِ
َيَتضَ ّرعُونَ ﴾ (. )2( ) )1
وقيل للشعب ف فتنة ابن الشعث ( : )3أين كنت يا عامر ؟ قال ( :كنت
511
حيث يقول الشاعر :
()1
و صوت إن سان فكدت أط ي عوى الذئب فاسصتأنت بالذئب إذ عوى
( (
أصابتنا فتنة ل نكن فيها بررة أتقياء ول فجرة أقوياء ) (. )2
قال شيخ السلم ابن تيمية رحه ال ( :ولذا استقر رأي أهل السنة على ترك القتال
ف الفتنة ،للحاديث الصحيحة الثابتة عن النب وصاروا يذكرون هذا ف عقائدهم ،
ويأمرون بالصب على جور الئمة وترك قتالم (. )3
قلت :ول يكاد أحد من علماء السلف يذكر عقيدته إل وينص على هذه السألة ذاتا
،ومن المثلة على ذلك ما ذكره المام أحد ف عقيدته ف أكثر من رواية حيث قال :
( ول يل قتال السلطان ول الروج عليه لحد من الناس فمن فعل ذلك فهو مبتدع على
غي السنة والطريق ( )4وسيأت تقرير مذهب المام أحد قريبًا إن شاء ال .وبنحو كلم
المام أحد هذا .نص على ذلك أبو زرعة ،وابن أب حات الرازيان (، )5
)(1هذا البيت ف غريب الديث للحرب (ص )732تقيق سليمان العايد رسالة دكتوراه من جامعة أم القرى
1402هص .ورواه ابن قتيبة ف الشعر والشعراء ( ، )787وعزاه للحيمر السعدي ،وانظر كتاب :العزلة
للخطاب (ص )56فقد رواه بسنده إل الشافعي وعزاه إل تأبط شرًا .
)(2منهاج السنة (. )2/241
)(3منهاج السنة (. )2/241
)(4شرح أصول اعتقاد أهل السنة والماعة للللكائي تقيق أحد سعد حدان :رسالة دكتوراه عام 1401
هص .جامعة أم القرى (ص . )158
)(5نفس الرجع (ص )167و(ص . )179
512
()3
وعلي بصن الدينص ( ، )1وغيهصم كثيص :كالطحاوي ( ، )2وأبص عثمان الصصابون
وغيهم .
خام سًا :و من الدلة على الن هي عن الروج على الئ مة صلة ال صحابة رضوان ال
عليهم خلف أئمة الور والبتدعة ،وهذا يقتضي القرار بإمامتهم .
يقول شيخ السلم ابن تيمية رحه ال ( :إذا ظهر من الصلي بدعة أو فجور وأمكن
ال صلة خلف من يعلم أ نه مبتدع أو فا سق مع إمكان ال صلة خلف غيه ،فأك ثر أ هل
العلم يصححون صلة الأموم ،وهذا مذهب الشافعي وأب حنيفة وهو :أحد القولي ف
مذهب مالك وأحد ،وأما إذا ل يكن الصلة إل خلف البتدع أو الفاجر كالمعة الت
إمام ها مبتدع أو فا جر ول يس هناك ج عة أخرى فهذه ت صلى خلف البتدع والفا جر ع ند
عامة أهل السنة والماعة ،وهذا مذهب الشافعي وأب حنيفة وأحد بن حنبل وغيهم
من أئمة السنة بل خلف عندهم ) (. )4
والذي يدل على ذلك الواز فعصل الصصحابة رضوان ال عليهصم حيصث كانوا يصصلون
خلف من يعرفون فجوره ،كما صلى عبد ال بن
513
مسعود وغيه من الصحابة خلف الوليد بن عقبة بن أب معيط ،وقد كان يشرب المر ،
و صلى مرة ال صبح أربعًا ،وجلده عثمان ر ضي ال ع نه على ذلك ،وكان ع بد ال بن
عمر وغيه من الصحابة يصلون خلف الجاج بن يوسف ( ، )1وكان الصحابة والتابعون
يصلون خلف ابن أب عبيد وكان متهمًا باللاد ( ، )2وأخرج ابن سعد عن زيد بن أسلم
()3
( :أن ابن عمر كان ف زمان الفتنة ل يأت أميًا إل صلى خلفه وأدى إليه زكاة ماله )
.
سـادسًا :ومصن الدلة على عدم جواز الروج على الئمصة الفسصقة مراعاة مقاصصد
الشري عة إذ أن من أهداف الشري عة ال سلمية تق يق أك مل ال صلحتي بتفو يت أدناه ا ،
ودفع أعظم الضررين باحتمال أخفهما .ول شك أن الضرر ف الصب على جور الكام
أقل منه ف الروج عليهم لا يؤدي إليه من الرج والرج ،فقد يرتكب ف فوضى ساعة
من الظال ما ل يرتكب ف جور سني .قال ابن تيمية ( :وقل من خرج على إمام ذي
سلطان إل كان ما تولد على فعله من الشر ،أعظم ما تولد من الي ) (. )4
ولذلك ( فل يهدم أصصل الصصلحة شغفًصا بزاياهصا ،كالذي يبنص قصصرًا ويهدم
مصرًا ) (. )5
وذكر ابن الزرق ف معرض استدلله أن جور المام ل
)(1حديث كان ابن عمر يصلي خلف الجاج ذكره ابن أب شيبة ف الصنف .وقال عنه اللبان :سنده
صحيح على شرط الستة .انظر :إرواء الغليل (. )2/303
)(2انظر :مموعة الرسائل والسائل (. )5/199
)(3قال اللبان :سنده صحيح .انظر :إرواء الغليل (. )2/204
)(4منهاج السنة (. )2/241
)(5إحياء علوم الدين على هامشه إتاف السادة التقي للزبيدي (. )2/233
514
يسقط وجوب الطاعة قال ( :الثان :دللة وجوب درء أعظم الفاسد عليه ،إذا ل خفاء
أن مفسدة عصيانه تربو على مفسدة إعانته بالطاعة له كما قالوا ف الهاد معه ،ومن ثَمّ
قيل :عصيان الئمة هدم أركان اللة ) ( )1كما أن ف الصب على جورهم واحتساب ذلك
ع ند ال تكف ي ال سيئات ومضاع فة الجور ( فإن ال تعال ما سلطهم علي نا إل لف ساد
أعمالنا ،والزاء من جنس العمل فعلينا الجتهاد ف الستغفار والتوبة وإصلح العمل )
( . )2وذكر شيخ السلم ابن تيمية أن الكمة الت راعاها الشارع ف النهي عن الروج
على المراء وندب إل ترك القتال فص الفتنصة لاص فص القاتلة مصن قتصل للنفوس بل حصصول
للمصلحة الطلوبة .قال ( :وإن كان الفاعلون لذلك يرون أن مقصودهم المر بالعروف
والن هي عن الن كر كالذ ين خرجوا بالرة وبد ير الما جم على يز يد والجاج وغيه ا
)3( ) ...قال ( :لكن إذا ل يزل النكر إل با هو أنكر منه صارت إزالته على هذا الوجه
منكرًا ،وإذا ل ي صل العروف إل بن كر ،مف سدته أع ظم من م صلحة ذلك العروف ،
كان تصصيل ذلك العروف على هذا الوجصه منكرًا ،وبذا الوجصه صصارت الوارج
ي ستحلون ال سيف على أ هل القبلة ح ت قاتلت عليًا -ر ضي ال تعال ع نه -وغيه من
ال سلمي ،وكذلك من وافق هم ف الروج على الئ مة بال سيف ف الملة من العتزلة
والزيدية والفقهاء وغيهم ) (. )4
ويقرر تلميذه ابصن القيصم رحهمصا ال هذه السصألة فيقول ( :إن النصب شرع لمتصه
إياب إنكار النكر ليحصل بإنكاره من
515
العروف ما يبه ال ورسوله ،فإذا كان إنكار النكر يستلزم ما هو أنكر منه وأبغض إل
ال ورسوله فإنه ل يسوغ إنكاره وإن كان ال يبغضه ويقت أهله ،وهذا كالنكار على
اللوك والولة بالروج عليهم ،فإنه أساس كل شر وفتنة إل آخر الدهر ،وقد استأذن
ال صحابة ر سول ال ف قتال المراء الذ ين يؤخرون ال صلة عن وقت ها ،وقالوا :أفل
نقاتل هم ؟ فقال « :ل ،ما أقاموا ال صلة » ،وقال « :و من رأى من أميه ما يكر هه ،
فلي صب ول ين عن يدًا من طا عة » .و من تأ مل ما جرى على ال سلم ف الف ت الكبار
والصغار ،رآها من إضاعة هذا الصل وعدم الصب على منكره ،فطلب إزالته فتولّد منه
ما هو أكب منه ،فقد كان رسول ال يرى بكة أكب النكرات ول يستطيع تغييها ،
بل لا فتح ال مكة وصارت دار إسلم عزم على تغيي البيت وردّه على قواعد إبراهيم ،
ومنعه من ذلك مع قدرته عليه -خشية وقوع ما هو أعظم منه من عدم احتمال قريش
لذلك ،لقرب عهد هم بال سلم وكون م حدي ثي ع هد بك فر ،ولذا ل يأذن ف النكار
على المراء باليصد لاص يترتصب عليصه مصن وقوع مصا هصو أعظصم منصه )1( ) ...إل أن قال :
( فإنكار النكر أربع درجات :
الول :أن يزول ،ويلفه ضده .
الثانية :أن يقلّ وإن ل يُزل بملته .
[ الثالثة :أن يتساويا .
الرابعة ] ( : )2أن يلفه ما هو شر منه ) .
قال ( :فالدرجتان الوليان مشروعتان ،والثالثة موضع اجتهاد ،
516
والرابعة مرمة ) ( )1ث ضرب المثلة على كل درجة ،ومنها قوله ف التمثيل على الرابعة
( :سعت شيخ السلم ابن تيمية قدّس ال سره ونوّر ضريه يقول ( :مررت أنا وبعض
أصحاب ف زمن التتار بقوم منهم يشربون المر ،فأنكر عليهم من كان معي ،فأنكرت
عليه وقلت له :إنا حرّم ال المر لنا تصد عن ذكر ال وعن الصلة ،وهؤلء تصدهم
المر عن قتل النفوس وسب الذراري وأخذ الموال فدعهم ) (. )2
سابعًا :ومن الدلة على عدم جواز الروج على الئمة أننا عند استعراضنا للفت الت
قامت ف التأريخ السلمي الول ند أنا ل تؤت الثمار الرجوة من قيامها ،بل بالعكس
قد أدت إل فت وفرقة بي السلمي ل يعلم عظم فسادها إل ال ،يقول العلمي ( :وقد
جرّب السلمون الروج فلم يروا منه إل الشر :
-1خرج الناس على عثمان يرون أنم يريدون الق .
-2ث خرج أهل المل يرى رؤساؤهم ومعظمهم أنم إنا يطلبون الق ،فكانت
ثرة ذلك بعد اللقيا ،والت أن انقطعت خلفة النبوة وتأسست دولة بن أمية .
-3ث اضطر السي بن علي إل ما اضطر إليه فكانت تلك الأساة .
-4ث خرج أهل الدينة فكانت وقعة الرّة .
-5ث خرج القرّاء مع ابن الشعث فماذا كان ؟
-6ث كانت قضية زيد بن علي ،وعرض عليه الروافض أن ينصروه على أن يتبأ من
أب بكر وعمر ،فخذلوه ،فكان ما كان ) (. )3
517
()1
قلت :وقد عدّ أبو السن الشعري خسة وعشرين خارجًا كلهم من آل البيت
ول يك تب ل حد من هم ن صيب ف الروج ،وقال ش يخ ال سلم ا بن تيم ية ( :وق ّل من
خرج على إمام ذي سلطان إل كان ما تولد على فعله من الشر ،أعظم ما تولّد من الي
. )2( ) ...
فإذا كان هذا مآل الارج ،وإن كان قصصده حسصنًا ،ول يريصد إل اليص وإصصلح
الوضاع ،فكيف يوز الروج ؟
الذهب الثان
القائلون بالروج على أئمة الور والظلم
()4
ذهبصت طوائف مصن أهصل السصنة وبعصض الشاعرة والعتزلة والوارج ( )3والزيديصة
وكث ي من الرجئة إل الروج على أئ مة الور ،و سلّ ال سيول وا ستخدام القوة ف تغي ي
النكر إذا ل يكن دفع النكر إل بذلك ولو ل يصلوا إل درجة الكفر .قال ابن حزم ( إن
س ّل ال سيوف ف ال مر بالعروف والن هي عن الن كر وا جب إذا ل ي كن د فع الن كر إل
بذلك ) ( )5ون سب هذا القول إل ب عض ال صحابة وغي هم من التابع ي وتابعي هم و من
بعدهم .فقال ( :وهذا قول علي بن أب طالب رضي ال عنه وكل من معه من الصحابة
،وقول أم الؤمن ي عائ شة ر ضي ال عن ها ،وطل حة والزب ي .و كل من كان مع هم من
الصحابة .وقول
518
معاوية ،وعمرو ،والنعمان بن بشي ،وغيهم من معهم من الصحابة رضي ال عنهم
أجعي .وهو :قول عبد ال بن الزبي ،وممد بن السن بن علي ،وبقية الصحابة من
الهاجرين والنصار القائمي يوم الرّة رضي ال عن جيعهم أجعي .وقول كل من قام
على الفاسق الجاج ومن واله من الصحابة رضي ال عن جيعهم :كأنس بن مالك .
وكل من كان من ذكرنا من أفاضل التابعي ...ث من بعد هؤلء من تابعي التابعي ومن
بعدهم :كعبد ال بن عبد العزيز بن عبد ال بن عمر ،وكعبد ال بن عمر ،وممد بن
عجلن ،ومن خرج مع ممد بن عبد ال بن السن ،وهاشم بن بشر ،ومطر الوراق ،
ومن خرج مع إبراهيم بن عبد ال ،وهو الذي تدل عليه أقوال الفقهاء :كأب حنيفة ،
والسن بن حي وشريك ،ومالك ،والشافعي ،وداود وأصحابم .فإن ك ّل من ذكرنا
من قدي وحديث إما ناطق بذلك ف فتواه ،وإما فاعل لذلك بسل سيفه ف إنكار ما رأوه
منكرًا ) ...أ .هص . )1( .
الدلة :
صلُوا إل ح ّد الكفر بالدلة التالية :
استدل القائلون بالروج على أئمة الور وإن ل َي ِ
أو ًل من القرآن الكري :
-1قال ال تعال ﴿ :وَإِن طَاِئفَتَا ِن مِ َن الْ ُم ْؤمِنِيَ ا ْقتََتلُوا فَأَ صِْلحُوا َبيَْنهُمَا فَإِن َبغَ تْ
إِحْدَاهُمَا عَلَى الُ ْخرَى َفقَاِتلُوا الّتِي َتْبغِي حَتّى َتفِيءَ ِإلَى َأ ْمرِ الّل ِه ﴾ ...الية (. )2
519
ففي هذه الية أمر ال عز وجل بقتال الفئة الباغية سواء كان المام معها أم مع العادلة
-إذ ليس من شرطه أن يكون مع العادلة دائمًا -هذا مع أن هذه الفئة الباغية الت يب
أن تقاتل ل توصف بالكفر البواح .بل وصفت باليان .
وبناء على هذا فلو خر جت طائ فة م قة على إمام جائر و جب على ال سلمي ن صرتا
وقتاله وإن ل يكن كفر كفرًا بواحًا ،وعليه جرى العمل زمن الصحابة رضي ال عنهم
والتابعي حيث أن معظمهم أيد عبد ال بن الزبي رضي ال عنه ف خروجه على بن أمية
وقتالم (. )1
-2ك ما ا ستدلوا لذهب هم بقوله تعال لبراه يم عل يه ال سلم ﴿ :قَالَ إِنّ ي جَاعِلُ كَ
لِلنّا سِ ِإمَاما قَا َل وَمِن ُذرّيّتِي قَالَ ل يَنَالُ َعهْدِي الظّالِمِيَ ﴾ ( . )2والما مة ع هد ال فل
يوز أن ينال هذا العهد ظال ،وإن ناله وجب الروج عليه وإرجاعه عن ظلمه أو طرده
عن منصب المامة .
صتدلوا أيضًصا بقوله تعال ﴿ :وََتعَاوَنُوْا َعلَى الْ ّب وَالّت ْقوَى وَل َتعَاوَنُوْا عَلَى
-3واسص
ا ِلثْ ِم وَاْلعُ ْدوَا ِن ﴾ ( . )3قالوا :فعدم الروج على المام الظال والسكوت عنه من التعاون
على الث والعدوان النهي عنه ،وإنكار النكر وماهدة الظلمة والفسقة من الب الذي أمر
ال تعال بالتعاون عليه .
ثانيًا :كما ستدلوا باليات والحاديث على وجوب المر بالعروف
)(1انظر :البداية والنهاية لبن كثي ( . )238وقد اختلف الناس ف هذه السألة فمن قائل فتنة ابن الزبي ،
ومن قائل :خلفة ابن الزبي .وال أعلم بالصواب .
)(2سورة البقرة آية . 124
)(3سورة الائدة آية . 2
520
والنهي عن النكر فمنها :
-1قول ال عز و جل ﴿ :وَلْتَكُن مّنكُ مْ ُأمّةٌ يَ ْدعُو نَ إِلَى الْخَْي ِر وَيَ ْأ ُمرُو نَ بِالْ َم ْعرُو ِ
ف
وَيَْن َهوْنَ َعنِ الْمُن َك ِر وَُأوْلَصِئكَ هُمُ الْ ُم ْفلِحُونَ ﴾ ( )1وقوله عز وجل ُ ﴿ :لعِ َن الّذِينَ َك َفرُواْ
مِن بَنِي ِإ ْسرَائِي َل عَلَى لِ سَا ِن دَاوُو َد َوعِي سَى ابْ ِن َمرْيَ َم ذَلِ كَ بِمَا عَ صَوا وّكَانُواْ َيعْتَدُو َن *
كَانُواْ لَ يََتنَا َهوْ َن عَن مّن َكرٍ َفعَلُوهُ لَِبْئسَ مَا كَانُواْ َي ْفعَلُونَ ﴾ (. )2
-2ومن ها ما ورد عن أ ب ب كر ال صديق ر ضي ال تعال ع نه ع ند قوله تعال ﴿ :يَا
ضرّكُم مّن ضَلّ ِإذَا اهَْتدَيْتُ ْم ﴾ ( )3حينما قام خطيبًا أَّيهَا الّذِي نَ آمَنُوْا َعلَيْكُ مْ أَنفُ سَكُمْ لَ َي ُ
فح مد ال وأث ن عل يه ث قال ( :أي ها الناس إن كم تقرؤون هذه ال ية -وتل ها -وإن كم
تضعون ا على غ ي موضع ها ،وإ ن سعت ر سول ال قال « :إن الناس إذا رأوا الن كر
ول يغيو نه أو شك ال عز و جل أن يعم هم بعقا به » .و ف روا ية « :إن الناس إذا رأوا
الظال فلم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمهم ال بعقاب منه » (. )4
-3ومنها قوله « :من رأى منكم منكرًا فليغيه بيده ،فإن ل يستطع
521
فبلسانه ،فإن ل يستطع فبقلبه ،وذلك أضعف اليان » (. )1
-4ومنها ما روي عن عبد ال بن مسعود رضي ال تعال عنه قال :قال رسول ال
« :إن أول ما دخل النقص على بن إسرائيل أنه كان الرجل يلقى الرجل فيقول :يا
هذا اتق ال ودع ما تصنع فإنه ل يل لك ،ث يلقاه من الغد وهو على حاله فل ينعه أن
يكون أكيله وشريبصه وقعيده ،فلمصا فعلوا ذلك ضرب ال قلوب بعضهصم ببعصض ،ونزل
فيهم القرآن فقال ُ ﴿ :لعِ َن الّذِي نَ َكفَرُوْا مِن َبنِي إِ ْسرَائِيلَ َعلَى ِل سَا ِن دَاوُودَ َوعِي سَى ابْ نِ
َمرْيَمَص ﴾ ...إل قوله ﴿ فَاسِصقُونَ ﴾ -وكان متكئًا ثص جلس -ثص قال « :كل وال
لتأمرن بالعروف ولتنهون عصن النكصر ،ثص لتأخذن على يصد الظال ولتأطرنصه على القص
أطرًا ،ولتقصرنه على الق قصرًا ،أو ليضربن ال قلوب بعضكم ببعض ،ث يلعنكم كما
لعنهم » ( . )2قالوا :فإنكار النكر واجب على كل مسلم سواء صدر هذا النكر من أمي
أو حقيص ،أو شريصف أو وضيصع ،ول يرد فص اليات والحاديصث المرة بذلك اسصتثناء
للمراء ،فدل على وجوب إنكار النكر عليهم ،وإزالته ولو بالقوة عند الستطاعة .
)(1رواه مسلم ف ك :اليان .ب :كون النهي عن النكر من اليان ،ح ، )1/69( 49ورواه الترمذي
ف :الفت .ب :ما جاء ف المر بالعروف والنهي عن النكر ،ح ، )4/470( 2172ورواه أبو داود ف
ك :اللحم .ب :المر والنهي عن أب سعيد .انظر :عون العبود (. )11/491
)2(2رواه أبو داود ف ك :اللحم .ب :المر والنهي ،عون ( ، )11/487ورواه الترمذي وحسنه ف
كتاب :التفسي .ح ، )5/252( 3048 ، 3047وابن ماجة ف :الفت .باب :المر بالعروف ( .
)2/1323( ، )4/4006بألفاظ متقاربة .وروياه أيضًا مرسلً – أي الترمذي وابن ماجة – قال ابن
مفلح النبلي :وإسناد هذا الب ثقات .وأبو عبيد ل يسمع من أبيه عندهم .انظر :الداب الشرعية (
. )1/193
522
ثالثًا :الحاديث الدالة على عزل الظال والروج عليه وكفه عن ظلمه
كما أن هناك أحاديث دالة على وجوب ماهدة الظلمة وكفهم عن ظلمهم منها :
-1حديث ابن م سعود رضي ال تعال ع نه قال :قال ر سول ال « :ما من نب
بع ثه ال ف أ مة قبلي إل كان له من أم ته حواريون وأ صحاب يأخذون ب سنته ويقتدون
بأمره .ث إنا تلف من بعدهم خلوف يقولون مال يفعلون ويفعلون مال يؤمرون .فمن
جاهدهم بيده فهو مؤمن ،ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن ،ومن جاهدهم بقلبه فهو
مؤمن وليس وراء ذلك من اليان حبة خردل » (. )1
قال ا بن ر جب النبلي ( :وهذا يدل على جهاد المراء بال يد ) ( )2و هو نص صريح
ف السألة .
-2ومن ها حد يث ع بد ال بن عمرو قال :سعت ر سول ال يقول « :إذا رأي تم
أمت تاب الظال أن تقول له :إنك أنت ظال فقد تودع منهم » (. )3
-3وعن حذيفة رضي ال تعال عنه قال -ف حديث طويل : -قلت يا رسول ال
أرأيت هذا الي الذي أعطانا ال أيكون بعده شر كما كان قبله ؟ قال « :نعم » ،قلت
:فما العصمة من ذلك ؟ قال « :السيف » ،قلت :
)1(1رواه مسلم ف ك :اليان .ب :النهي عن النكر من اليان ،ح . )1/70( 50
)2(2جامع العلوم والكم (ص . )304
)(3مسند المام أحد ( . )2/163وقد صحح الستاذ أحد شاكر هذا الديث .انظر :تريه السند .
حديث رقم (. )10/30( )6521
523
يا رسول ال ث ماذا يكون ؟ قال « :إن كان ل خليفة ف الرض فضرب ظهرك ،وأخذ
مالك فأطعصه ،وإل فمصت وأنصت عاض بذل شجرة » ،قلت :ثص ماذا ؟ قال « :
الدجال . » ...وف رواية :قلت :فما العصمة يا رسول ال ؟ قال « :السيف » ،قال
:قلت :و هل ب عد هذا ال سيف بق ية ؟ قال « :نعم ،تكون أمارة على أقذاء وهد نة على
دخن » ،قال :قلت :ث ماذا ؟ قال « :تنشأة دعاة الضللة . )1( » ...
-4و عن عق بة بن مالك ر ضي ال تعال ع نه من ره طه قال :ب عث ر سول ال
سرية فسلمت رجلً منهم سيفًا فلما رجع قال :لو رأيت ما لمنا رسول ال ؟ قال :
« أعجزت إذا بعثت رجلً فلم يض لمري أن تعلوا مكانه من يضي لمري » (. )2
وهذا الد يث يدل على أ مر ال نب بأن المام إذا ل ي ض على سنة ال نب وحاد
عنها ،فإنه يعزل ويعل مكانه من يتبع السنة ويسي على منهاجها .
-5وعن ابن عمر رضي ال تعال عنهما قال :قال رسول ال :
)(1رواه أبو داود ف الفت .ب :ذكر الفت ودلئلها ،عون العبود ( . )11/312ورواه المام أحد بعدة
أسانيد ف السند ( . )404 ، 5/403وحسنه اللبان ف الامع الصغي ح . ) . 3/54( 2992
)(2رواه أبو داود ف ك :الهاد .ب :ف الطاعة .عون ( . )7/291وقال الشيخ عبد القادر الرناؤوط :
إسناده حسن ،قال النذري :ذكر أبو عمر النمري وغيه أن عقبة هذا روى عن النب حديثًا واحدًا .
انظر :جامع الصول لبن الثي ( ، )4/71وكلم النذري ف عون العبود ( ، )7/291وعزاه صاحب
كن العمال إل الطيب البغدادي ف التفق ( )5/297ح . 14415
524
« سصيكون عليكصم أمراء يأمرونكصم باص ل يفعلون .فمصن صصدقهم بكذبمص وأعانمص على
ظلمهم فليس من ولست منه ولن يرد على الوض » (. )1
-6هذا وقد قال أبو بكر الصديق رضي ال تعال عنه ف خطبته الشهورة لا انعقدت
له اللفة ( :أيها الناس إن قد وليت عليكم ولست بيكم ،فإن أحسنت فأعينون وإن
أ سأت فقومو ن )2( ) ...فهذا أ مر م نه ر ضي ال ع نه لل صحابة بالتقو ي ع ند ح صول
النراف ف رعايته لم وهو أبو بكر الصديق ،فأول بالتقوي من يأت من بعده ،وييد
عن الطريق (. )3
رابعًا :الحاديث الدالة على خطر الئمة الضلي :
وقد ورد عن النب عدة أحاديث تذر من الئمة الضلي ،وأنم خطر كبي على
المة وعلى دينها ،لذلك يب السعي إل إبعاد خطرهم
)(1رواه أحد ف السند .وصححه أحد شاكر حديث رقم ( . )8/62( )5702وقال ف ممع الزوائد :
رواه أحد والبزار ...وفيه :إبراهيم بن قعيس .ضعفه أبو حات ،ووثقه ابن حبان ،وبقية رجاله رجال
الصحيح ( ، )5/247وف السند أيضًا عن جابر وهو ف الترغيب والترهيب ( ، )3/150ورواه الترمذي عن
كعب بن عجرة ف :الفت .باب ، 72 :رقم ( )2259وقال :حديث صحيح غريب ل نعرفه من حديث
مسهر إل من هذا الوجه (. )4/525
)(2انظر :سي ابن هشام ( ، )4/161والبداية والنهاية ( )6/301قال ابن كثي :إسناده صحيح .
)(3وهناك أحاديث أخرى كثية ف هذا الباب منها « ...فضعوا سيوفكم على عواتقكم فأبيدوا خضراءهم
» ...ونوها .ولكن آثرت الصفح عنها لنا ل تسلم من مقال .
525
عن هذه ال مة ،ال ت ت ب حايت ها على كل م سلم إذا غز يت أرض ها أو ن بت أموال ا
فكيف إذا غزي دينها ؟
ومن هذه الحاديث ما يلي :
-1عن ثوبان ر ضي ال تعال ع نه قال :قال ر سول ال « :إن ا أخاف على أم ت
الئمة الضلي . )1( » ...
-2و عن ثوبان ر ضي ال ع نه ف الد يث الطو يل عن ال نب قال « :زو يت ل
الرض ح ت رأ يت مشارق ها ومغارب ا » ...إل أن قال « :وإن ا أتوف على أم ت أئ مة
مضلي . )2( » ...
-3وف رواية عند الطيالسي « :أخوف ما أخاف على أمت الئمة الضلي » (. )3
-4وروى أحد بسنده إل عبد ال بن مسعود قال :إن رسول ال قال « :أشد
الناس عذابًا يوم القيامة :رجل قتله نب ،أو قتل نبيًا ،
)(1رواه الترمذي ف :الفت .ب :ما جاء ف الئمة الضلي ،ح . 2229وقال :حسن صحيح (
. )4/504وصححه اللبان ف تعليقه على مشكاة الصابيح (. )3/1484
)(2رواه أبو داود ف :الفت .ب ، 1 :عون ( ، )323 ، 11/322وابن ماجة ف :الفت .ب ، 9 :ح
، )2/1304( 3952ورواه المام أحد ف السند ( )4/123عن شداد بن أوس ،وأصل الديث بدون
زيادة « وإنا أتوف » ...ف مسلم ف ك :الفت .ح . )4/2215( 2889
)(3مسند الطيالسي ( . )2/165وبنحوه ف السند عن شداد بن أوس .قال ف ممع الزوائد :رجاله رجال
الصحيح (. )5/239
526
وإمام ضللة ،ومثل من المثلي » ( )1ولذلك فقد قال عمر لكعب :أن أسألك عن أمر
فل تكتمن قال :وال ل أكتمك شيئًا أعلمه قال :أخوف شيء توفه على أمة ممد
؟ قال « :أئمة مضلي » ،قال عمر :صدقت ،قد أسر ذلك إلّ وأعلمنيه رسول ال
) (. )2
وروى أبو شامة بسنده إل زياد بن حدير قال ( :قال ل عمر :هل تعرف ما يهدم
السصلم ؟ قلت :ل ،قال :يهدمصه زلة عال وجدال منافصق بالكتاب ،وحكصم الئمصة
الضلي ) (. )3
فإذا كانت هذه خطورتم فمجاهدتم واجبة تليه الصلحة الشرعية .
خامسًا :ومن الدلة على تري الروج على أئمة الضللة :
هو إجاع العلماء على قتال أي طائفة امتنعت عن شريعة من شرائع السلم ،فهذه
ي ب جهاد ها وقتال ا باتفاق ال سلمي .قال ش يخ ال سلم ا بن تيم ية رح ه ال ( :وأي ا
طائفة انتسبت إل السلم وامتنعت عن بعض شرائعه الظاهرة التواترة فإنه يب جهادها
باتفاق السلمي ) ...قال :
)(1رواه المام أحد ف السند رقم ( . )3868وقال أحد شاكر :إسناده صحيح ( . )5/332قال اليثمي
رواه البزار ..ورجاله ثقات وكذلك رواه المام أحد ممع الزوائد ( . )5/236والديث حسنه اللبان ف
صحيح الامع الصغي (. )1/335
)(2مسند المام أحد حديث رقم ( . )293قال ف ممع الزوائد :رجاله ثقات ( . )5/238وحسن
الستاذ أحد شاكر إسناده (. )1/282
)(3الباعث على إنكار البدع والوادث لب شامة (ص . )15
527
( فثبت بالكتاب والسنة وإجاع المة أنه يقاتل من خرج عن شريعة السلم وإن تكلم
بالشهادت ي ،و قد اختلف الفقهاء ف الطائ فة المتن عة لو تر كت ال سنة الرات بة كركع ت
الفجصر هصل يوز قتالمصا ؟ على قوليص ،فأمصا الواجبات والحرمات الظاهرة والسصتفيضة
فيقا تل علي ها بالتفاق ( . )1فهذه الطائ فة ي ب جهاد ها سواء كان المام مع ها أم ل .
فدل على وجوب الروج على أئ مة الور إذا امتنعوا عن شري عة من شرائع ال سلم ،أو
تركوا شيئًا من الواجبات ،أو فعلوا الحرمات الظاهرة .
و قد قال ر سول ال « :ل تزال طائفة من أم ت ظاهرين ح ت يأتي هم أمر ال و هم
ظاهرون » ( )2و ف روا ية « :ل تزال طائ فة من أم ت على ال ق ظاهر ين ل يضر هم من
يذلم حت يأت أمر ال » (. )3
هذا وقد جاء تفسي هذا الظهور بأنه النصر ف القتال كما ف الروايات التالية :
-1حديصث جابر بصن سصرة « :لن يصبح هذا الديصن قائمًا يقاتصل عليصه عصصابة مصن
السلمي حت تقوم الساعة » (. )4
-2رواية جابر بن عبد ال « :ل تزال طائفة من أمت يقاتلون على الق
528
ظاهرين إل يوم القيامة » ( . )1وف رواية عمران بن الصي ... « :يقاتلون على الق
ظاهرين على من ناوأهم حت يقاتل آخرهم السيح الدجال » (. )2
-3روا ية عق بة بن عا مر « :ل تزال ع صابة من أم ت يقاتلون على أ مر ال قاهر ين
لعدوّهم ،ل يضرّهم من خالفهم حت تأتيهم الساعة وهم على ذلك » (. )3
فهذه الطائفة النصورة تقاتل قطعًا وليس قتالا خا صًا بالكفار الصرحاء فحسب ،بل
تقا تل كل من يذل ا ويالف ها ،وأعظم هم الئ مة الضلون ك ما ف الحاد يث ال سابقة
لسصيما إذا كانوا أخطصر على الديصن مصن الكفار الصصرحاء ،فدلّ على أن ال قصد وعصد
الارج لنصرة دينه بالنصر والتمكي ،وهذا يدل على مشروعية مثل هذا الروج .
سادسًا :ومن الدلة أيضًا فعل الصحابة والسلف رضوان ال عليهم أجعي :
فالصحابة الذين عاصروا الفتنة الت وقعت بي علي وأصحاب المل رضي ال عنهم
أجع ي ل يكونوا يرون أن ال بر الوح يد للخروج هو الك فر يدلّ على ذلك أن ال صحابة
كانوا ف زمن علي ثلثة أقسام :
الول :من كان مع علي .
529
الثان :من كان مع معاوية (. )1
الثالث :الذين توقفوا ،وهم القلّةُ رضي ال عنهم أجعي .
فأما علي ومن معه فلو أنم يعلمون أنه ل يصح الروج إل ف حالة الكفر لكان هذا
وحده كافيًصا فص الحتياج على مصن خالفهصم ،ول اشتهصر ذلك عنهصم ،وأفحموا
خ صومهم ،ول سيما أ صحاب ال مل ،فإن من الثا بت أن أ صحاب ال مل ( طل حة ،
والزبي ،وعائشة ) بايعوا عليًا ،ث خرجوا عليه ،ومع ذلك ل ينقل عن علي وأصحابه
أن م احتجوا علي هم بأن عليًا ل يك فر فل يوز ل كم الروج بل كل ما احتجوا به أن م
خرجوا عن الطا عة دون سبب وج يه ،يدل على ذلك ما رواه البخاري ( )2عن ع بد ال
بن زياد ال سدي قال ( :ل ا سار طل حة ،والزب ي ،وعائ شة إل الب صرة .ب عث علي :
عمار بن ياسر ،والسن بن علي ،فقدما الكوفة فصعدا النب فكان السن بن علي فوق
ال نب ف أعله ،وقام عمار أ سفل من ال سن ،فاجتمع نا إل يه ،ف سمعت عمارًا يقول :
( إن عائشة قد سارت إل البصرة ،وال إنا لزوجة نبيكم ف الدنيا والخرة ،ولكن ال
ابتلكم ليعلم إياه تطيعون أم هي ) أما علي نفسه فما زاد أن قال ف حق طلحة والزبي :
ل م ن با يع أ با ب كر خال فه لقاتلناه ،
( بايعا ن بالدي نة وخالفا ن بالب صرة ،ولو أن رج ً
وكذلك ع مر ) ( )3و كل الروايات الديث ية والتأري ية ال ت روت الحاورات وال جج
الت حصلت بي الطرفي ل تذكر أحدًا منهم احتج بأنه ل يوز الروج على المام إل أن
يكفر ،فدل على أنم ل يرون ذلك .
)(1أهل الشام هم الفئة الباغية لقول الرسول « عمار تقتله الفئة الباغية » ...وعلي أقرب إل الق لقوله
عن الوراج « :تقتلهم أدن الطائفتي إل الق . » ...وال أعلم .
)(2الامع الصحيح ك :الفت .ب ، 18 :فتح الباري (. )13/53
)(3أخرجه إسحاق بن راهويه من طريق سال الرادي انظر :فتح الباري ( . )13/53وانظر :تاريخ السلم
للذهب ( )3/391بلفظ (خلعان ) بدلً من ( خالفان ) .
530
أما طلحة والزبي وأهل الشام وفيهم معاوية والنعمان بن بشي والغية بن شعبة رضي
ال عن هم أجع ي فلو أن م يعلمون أن سبب الروج هو الك فر وحده ث خرجوا وقاتلوا
ال سلمي لكان مع ن هذا أن م متعمدون ا ستحلل مقاتلة المام وإرا قة دماء ال سلمي ،
وليسصوا متهديصن مطئيص ،وهذا ل يوز فص حقهصم قطعًا ،ولو أنمص يعلمون ذلك ول
يرجوا حتص كفصر علي -حاشصا ل أن يكفصر -ل حتجوا بصه وأظهروه ،ول يعللوا
خروجهم بالطالبة بدم عثمان -فدل على أنم يرون الروج على المام ولو ل يكفر .
أ ما الذ ين توقفوا ،وأشهر هم ع بد ال بن ع مر ،و سعد بن أ ب وقاص ،وأ سامة بن
زيد ،وممد بن مسلمة ،وأبو موسى ،فهؤلء ل ينقل عنهم أن سبب توقفهم هو أن
أحدًا من الفئتي ل يكفر فل يوز الروج عليه ،بل الثابت أن توقفهم كان عن اجتهاد
ووجهة نظر إذ رأوا أنا فتنة ل يتبي لم المر فيها وقد نى النب عن القتال ف الفتنة ،
والذي يدل على أن هذا هو سبب توقفهم ما يلي :
-1أما أسامة بن زيد فقد روى البخاري أن حرملة قال ( :أر سلن أ سامة إل علي
وقال إ نه سيسألك الن فيقول :ما خلف صاحبك ؟ -أي الذي أخره ع نا -ف قل له :
يقول لك :لو ك نت ف شدق ال سد لحب بت أن أكون م عك ف يه ،ول كن هذا ال مر ل
أره ) (. )1
ل بأحاديث النهي عن القتال ف -2أما عبد ال بن عمر فقد كان يرى الكف ،عم ً
الفت نة ،ومثله سعد ،وم مد بن م سلمة ،إل أن ا بن عمر و سعدًا ن قل عنه ما الندم على
أن ما ل يقاتل الفئة الباغ ية ال ت قتلت عمارًا .ف قد روي عن ع بد ال بن ع مر أ نه قال :
( من هي الفئة الباغية ؟ ولو علمنا ما سبقتن أنت ول غيك على قتالا ) ( )2وروي عنه
أنه قال ( :ما أجد ف نفسي شيئًا
531
إل أن ل أقاتل الفئة الباغية مع علي بن أب طالب ) ( )1أما سعد فقد روي عنه أنه قال :
( ندمت على تركي قتال الفئة الباغية ) (. )2
-3أما أبو موسى وأبو مسعود فقد دخل على عمار حي بعثه علي إل أهل الكوفة
يسصتنفرهم فقال :مصا رأيناك أتيصت أمرًا أكره عندنصا مصن إسصراعك فص هذا المصر منصذ
أسلمت ،فقال عمار :ما رأيت منكما منذ أسلمتما أمرًا أكره عندي من إبطائكما عن
ل من الطرفي قد عاب الخر بالنسبة لا يعتقده ،ول هذا المر )3( ) ...فاللحظ أن ك ً
يذكر واحد من الثلثة الكفر أو عدمه .
وهذا حذيفة رضي ال عنه -الذي اشتهر بروايته لحاديث الفت ،لنه كان يسأل
النب عن الشر ليجتنبه -يقول ( :يا أيها الناس أل تسألون ؟ فإن الناس كانوا يسألون
النب عن الي ،وكنت أسأله عن الشر ،أفل تسألون عن ميت الحياء ؟ فقال :إن
ال تعال بعصث ممدًا فدعصا الناس مصن الضللة إل الدى ،ومصن الكفصر إل اليان ،
فاستجاب من استجاب ،فحي بالق من كان ميتًا ،ومات بالباطل من كان حيًا ،ث
ذهبت النبوة فكانت اللفة على منهاج النبوة ،ث يكون ملكًا عضوضًا ،فمن الناس من
ينكر بقلبه ،ويده ،ولسانه ،والق استكمل ،ومنهم من ينكر بقلبه ولسانه ،كافًا يده
و ُشعْبَ ًة من الق ترك ،ومنهم من ينكر بقلبه كافًا يده ولسانه ،وشعبتي من الق ترك ،
ومنهم من ل ينكر بقلبه ولسانه فذلك ميت الحياء ) (. )4
)(1سي أعلم النبلء ( ، )3/232وروي عنه أن الفئة الباغية يعن با الجاج وإسناده صحيح .انظر :سي
أعلم النبلء (. )3/232
)(2الامع لحكام القرآن للقرطب (. )16/319
)(3رواه البخاري ف صحيحه ف ك :الفت .ب ، 18 :انظر :فتح الباري (. )13/53
)(4حلية الولياء لب نعيم مسندًا (. )275 ، 1/274
532
من كل ما سبق نستطيع أن نقول :إن أكثر الصحابة رضوان ال عليهم يرون جواز
الروج والقاتلة في ما دون الك فر ,و هو ما ي سمى بالروج لت صحيح الوضاع -أي
للمر بالعروف والنهي عن النكر -ومستندهم آية الجرات َ ﴿ :فقَاِتلُوا الّتِي تَْبغِي حَتّى
َتفِيءَ إِلَى َأ ْمرِ اللّ هِ َ ﴾ ( )1حيث أمر الشارع بقتال الفئة الباغية مع وصفها باليان ،وقد
تكون طائفة المام هي الباغية وذلك إذا تاوزت حدود الشرع ،ولذلك قال العلماء ( :
إن حكمة ال تعال ف حرب الصحابة التعريف منهم لحكام قتال أهل التأويل ،إذ كان
أحكام قتال أهل الشرك قد عرفت على لسان الرسول وفعله ) (. )2
موقف السلف من غي الصحابة
أما من جاء بعد الصحابة رضوان عليهم من أهل القرون الفضلة وغيهم من السلف ،
فقد كان يرى كثي منم الروج على الئمة الفسقة الظلمة ،وقد قام بعضهم فعلً على
بعض المراء الظلمة ،فمن الصحابة السي بن علي ،وعبد ال بن الزبي ،ومن معهم
ر ضي ال عن جيع هم .وقام ج ع عظ يم من التابع ي وال صدر الول على الجاج بن
يو سف الثق في مع ا بن الش عث .قال ا بن كث ي ( :وواف قه -أي ا بن الش عث -على
خلعهما -أي الجاج وع بد اللك بن مروان -جيع من ف البصرة من الفقهاء والقراء
والشيوخ والشباب ،ح ت ق يل :إ نه خرج م عه ثلثة وثلثون ألف فارس ومائة وعشرون
ألف راجل ) ( . )3ووقعت بينهم وقعة دير الماجم سنة 82هص ( . )4ومن
533
هؤلء أيضًا كبي التابعي سعيد بن جبي ( ، )1وطلق بن حبيب ( ، )2وقتبية بن مسلم (. )3
( كمصا خرج الناس على الوليصد بصن يزيصد بصن عبصد اللك لاص رأوا فسصقه وحاصصروه ثص
قتلوه ) ( . )4قال الذهب ( :ل يصح عن الوليد كفر ول زندقة ،بل اشتهر بشرب المر
والتلوط ،فخرجوا عليه لذلك ) ( . )5أما عمر بن عبد العزيز :فقد روي عنه أنه ( أمر
بضرب من سى يزيد بن معاوية أمي الؤمني عشرين سوطًا ) ( )6وهذا يدل على أنه ل
يقر له بإمامة .
وقال الافظ ابن حجر ف ترجة السن بن صال ف الرد على التهم الت وجهت إليه
قال ( :قول م كان يرى ال سيف ،يع ن كان يرى الروج بال سيف على أئ مة الور ...
قال :وهذا مذهب للسلف قدي ،لكن استقر المر على ترك ذلك لا رأوه قد أفضى إل
ما هو أشد منه . )7( ) ...
آراء أئمة الذاهب الربعة :
سبق أن عد ابن حزم الئمة الثلثة -أبا حنيفة ،ومالكًا ،والشافعي .بأنم :من
يرى سل السيوف ف المر بالعروف والنهي عن النكر ،وإنكار منكرات الئمة الظلمة .
534
أ ما أ بو حني فة رح ه ال تعال ف قد كان يرى الروج على أئ مة الور ،و هو ظا هر
مذه به على قول أ ب ب كر ال صاص ،ف قد قال ( :و من الناس من يظ هر أن مذ هب أ ب
حنيفة تويز إمامة الفاسق وخلفته ،وأنه يفرق بينه وبي الاكم فل ييز حكمه ،وذكر
ذلك عن بعض التكلمي . ) ..قال ( :ول فرق عند أب حنيفة بي القاضي والليفة ف
أن شرط كل منه ما العدالة ،وأن الفا سق ل يكون خليفة ،ول يكون حاكمًا ،ك ما ل
تقبصل شهادتصه . ) ...قال ( :وكان مذهبصه رحهص ال مشهورًا فص قتال الظلمصة وأئمصة
الور ،ولذلك قال الوزاعي ( :احتملنا أبا حنيفة على كل شيء حت جاءنا بالسيف -
يعن قتال الظلمة -فلم نتمله ) ...قال ( :وقضيته ف أمر زيد بن علي مشهورة ،وف
حله الال إل يه وفتياه الناس سرًا ف وجوب ن صرته والقتال م عه ،وكذلك أمره مع م مد
وإبراهيم ابن عبد ال بن حسن ) . )1( ) .
وقال أبصو إسصحاق الفزاري لبص حنيفصة ( :مصا اتقيصت ال حيصث حثثصت أخصي على
الروج مع إبراهيم ،فقال :أنه كما لو قتل يوم بدر ،وقال شعبة :وال لي عندي بدر
ال صغرى ) ( )2وكان يقول ف الن صور وأشيا عه ( :لو أرادوا بناء م سجد وأرادو ن على
عد آجره لا فعلت ) (. )3
أما المام مالك فقد روى ابن جرير عنه أنه أفت الناس ببايعة ممد ابن عبد ال بن
ح سن -خرج سنة 45ه ص -فق يل له ( :فإن ف أعناق نا بي عة للمن صور :فقال :إن ا
كن تم مكره ي ،ول يس لكره بي عة ،فباي عه الناس ع ند ذلك عن قول مالك ،ولزم مالك
بيته ) ( . )4وقال ابن العرب من الالكية ( :قال
)(1أحكام القرآن للجصاص ( )1/70ط 1335هص .ن .دار الكتاب العرب .وانظر :اللل والنحل
للشهرستان (. )1/158
)(2شذرات الذهب لبن العماد النبلي ( . )1/214ونوه ف تاريخ بغداد (. )13/384
)(3الكشاف للزمشري (. )1/309
)(4البداية والنهاية (. )10/84
535
علماؤنا ف رواية سحنون :إنا يقاتل مع المام العدل سواء كان الول أو الارج عليه ،
فإن ل يكو نا عد ين فأم سك عنه ما إل أن تراد بنف سك أو مالك أو ظلم ال سلمي فاد فع
ذلك ...قال ( :وقصد روى ابصن القاسصم عصن مالك :إذا خرج على المام العدل خارج
وجب الدفع عنه ،مثل عمر بن عبد العزيز ،فأما غيه فدعه ينتقم ال من ظال بثله ،ث
ينتقم من كليهما ،قال ال تعال َ ﴿ :فِإذَا جَاء َوعْدُ أُولهُمَا َب َعثْنَا عَلَْيكُ ْم عِبَادا لّنَا ُأوْلِي
بَأْ سٍ شَدِيدٍ فَجَا سُواْ ِخلَلَ الدّيَا ِر وَكَا َن َوعْدا ّم ْفعُولً ﴾ ( . )1قال مالك :إذا بويع للمام
فقام عل يه إخوا نه قوتلوا إذا كان الول عد ًل ،فأ ما هؤلء فل بي عة ل م إذا كان بو يع ل م
على الوف ) (. )2
ومشهور ف التاريخ أن سبب جلد المام هو قوله بعدم انعقاد أيان البيعة ،لن البيعة
عنده ولء قلب ،وليست مواثيق تؤخذ على الستكراه ،فقد روى ابن أب حات بسنده
إل حرملة قال :سعت الشافعي قال :كان على أهل الدينة الاشي ( )3فأرسل إل مالك
وقال :أنت الذي تفت ف الكراه وإبطال البيعة ؟ فضربه مردًا مائة ،حت أصاب كتفه
خلع ،وكان ل يزر إزاره بيده ) (. )4
أمصا المام الشافعصي رحهص ال فقصد نسصبه إل هذا القول التفتازانص فص شرحصه للعقائد
النسفية ( ، )5ونسبه إل ذلك الزبيدي من أصحابه ،وقال :أنه
536
رأيه ف القدي من مذهبه (. )1
أما المام أحد رحه ال فالروايات عنه ف هذه القضية متلفة -كما هو الغالب على
مذه به رح ه ال و هو تعدد الروايات -والشهور ع نه هو القول بعدم جواز الروج على
()2
الئمة الفسقة ،فقد نقل عنه ابن أب يعلى ف طبقات النابلة من رواية الصطخري
قوله ( :والنقياد إل مصن وله ال أمركصم ،ول تنع يدًا مصن طاعتصه ،ول ترج عليصه
بسصيفك حتص يعصل ال فرجًا ومرجًا ،ول ترج على السصلطان ،وتسصمع وتطيصع ول
تن كث بيعة ،فمن فعل ذلك فهو مبتدع مالف للجماعة ) ( . )3وقال ف رواية عبدوس
بن مالك القطان ( :و من غلب هم بال سيف ح ت صار خلي فة و سي أم ي الؤمن ي ل ي ل
لحصد يؤمصن بال واليوم الخصر أن يصبيت ول يراه إمامًا ،برًا كان أو فاجرًا ،فهصو أميص
الؤمني ) (. )4
وقال اللل ( :أخبن ممد بن أب هارون وممد بن جعفر أن أبا الارث حدثهم
قال :سألت أبا عبد ال ف أمي كان حدثهم ببغداد ،وهم قوم بالروج معه ،فقلت :يا
أبصا عبصد ال مصا تقول فص الروج مصع هؤلء القوم ؟ فأنكصر ذلك عليهصم وجعصل يقول :
سبحان ال ،الدماء ،الدماء ل أرى ذلك ول أمر ته ،ال صب على ما ن ن ف يه خ ي من
الفتنة ،تسفك فيها الدماء ،
537
وت ستباح في ها الموال ،وتنت هك في ها ( الرمات ) ( ، )1أما علمت ما كان الناس فيه ؟
يعن أيام الفتنة ،قلت :والناس اليوم ف فتنة يا أبا عبد ال ،قال :وإن كان .فإنا هي
فتنة خاصة ،فإذا وقع السيف عمت الفتنة وانقطعت السبل ،الصب على هذا ويسلم لك
دينك خي لك ) (. )2
وقال حن بل ف ول ية الوا ثق ( :اجت مع فقهاء بغداد إل أ ب ع بد ال وقالوا :هذا أ مر
قد تفا قم وف شا -يعنون إظهار خلق القرآن -نشاورك ف أ نا ل سنا نر ضى بإمر ته ول
سصلطانه فقال ( :عليكصم النكرة بقلوبكصم ،ول تلعوا يدًا مصن طاعصة ،ول تشقوا عصصا
السلمي ) (. )3
وقال ف رواية الروزي وذكر السن بن صال فقال ( :كان يرى السيف ول نرضى
بذهبه ) (. )4
كل ما سبق يدل على أن المام أحد رحه ال كان ل يرى الروج على الئمة وإن
ظلموا وجاروا ،وارتكبوا بعض البدع ،لكن ند هناك روايات معارضة لا سبق منها :
ما ورد ف رواية حنبل قال عن الأمون ( :وأي بلء كان أكب من الذي أحدث عدو
ال ،وعدو السلم من إماتة السنة ؟ . )5( ) ...
538
وقال أبو يعلي ( :قال المام أحد فيما رأيته على ظهر جزء من كتب أخي رحه ال ،
حدثنا أبو الفتح بن منيع قال :سعت جدي يقول ( :كان أحد إذا ذكر الأمون قال :
كان ل مأمون ) ( . )1وقال ف روا ية الثرم ف امرأة ل ول ل ا ( ال سلطان ) ،فق يل له :
تقول السلطان ونن على ما ترى اليوم ؟ وذلك وقت يتحن فيه القضاة .فقال ( :أنا ل
أقول على ما نرى ،إنا قلت :السلطان ) (. )2
بل قد صرّح باللع للمبتدع عند الستطاعة فذكر ابن أب يعلى ف ذيل كتابه -طبقات
النابلة -كتابًا ذكر فيه بالسند التصل اعتقاد المام أحد قال فيه :وكان يقول ( :من
دعصا منهصم إل بدعصة فل تيبوه ول كرامصة ،وإن قدرتص على خلعصه فافعلوا ) ( . )3فهذا
تصريح منه رحه ال بأن صاحب البدعة إن قدر على خلعه فللمسلمي ذلك .
وهذا ل شك معارض للروايات السابق ذكرها ،ويصعب المع بينهما إل إذا قلنا :
ص ما ل يوز معصه الروج ،وت مل عليصه تلك إن الف سق والور والبد عة متل فة ،فمنه ا
الروايات القائلة بالنع ،ومنها ما هو أعظم فيجوز الروج بشرط الستطاعة وتمل عليه
هذه الروايات .أو أ نه م نع من الروج ل نه ي شك ف نوا يا الارج ي ،أو يعلم ضعف هم
وأنم سيحدثون فتنًا وملحم بي السلمي ،وأجاز لن سوى ذلك ،وال أعلم .
أما مذهب النابلة فهو عدم جواز الروج على المام الائر (، )4
539
وخالف ف ذلك ابن رزين وابن عقيل وابن الوزي ( )1فهم يرون الروج .
قصة أحد بن نصر الزاعي :
ل على ال سلطان البتدع الوا ثق بال القائل بلق القرآن أح د بن وم ن طبّ ق الروج فع ً
ن صر الزا عي الذي و صفه ا بن كث ي بأ نه ( :من أ هل العلم والديا نة ،والع مل ال صال ،
والجتهاد ف الي ،وكان من أئمة السنة المرين بالعروف والناهي عن النكر ) (. )2
والذي قال عنه المام أحد ( :رحه ال ما أسخاه لقد جاد بنفسه له ) (. )3
وقصته :إنه قد ساءه ما رآه من انراف اللفة وإظهار البدعة ،فقام بدعوة سرّية إل
المر بالعروف والنهي عن النكر ،ونشط هو وأصحابه ف جيع اللوف من أهل بغداد ،
فل ما كان ش هر شعبان من سنة إحدى وثلث ي ومائت ي انتظ مت البي عة له ف ال سرّ على
القيام بالمر بالعروف والنهي عن النكر والروج على السلطان لبدعته ودعوته إل القول
بلق القرآن ،ولا هو عليه هو وأمراؤه وحاشيته من العاصي والفواحش وغيها ،ولكن
الطة اكتشفت ف نايتها بسبب خلل ف اليعاد التفق عليه وذهب أحد بن نصر شهيدًا ،
وحزن عليه أهل بغداد سني طويلة ل سيما المام أحد رحه ال ) (. )4
وأخيًا فهذه آراء العلماء فص هذه السصألة ،وهذه أقوال كصل طائفصة .وهذه أدلتهصم
والن نناقش هذه الراء ،ونرى الراجح منها .
540
مناقشة أدلة الطرفي
أو ًل :مناقشة أدلة الذهب الول :وهو عدم الروج :
عند النظر ف الدلة الدالة على تري الروج على الئمة الظلمة نلحظ ما يلي :
-1أما الحاديث المرة بالطاعة فهي :مقيدة بالعروف ،وبا ل يكن فيه ل معصية
.أما الحاديث الناهية عن الروج ،والمرة بالصب ،وإن رأى النسان ما يكره فهي
مقيّدة با تروا كفرًا بواحًا ...وما أقاموا الصلة ...وما قادوكم بكتاب ال .وهي بق
أحاديث صرية ف السألة يب العمل با .
-2أما الستدلل بالحاديث الناهية عن القتتال بي السلمي ،وعن القتال ف الفتنة
،فهذا وارد فيمصا إذا ل يتصبي للنسصان وجصه القص فص القتال ففصي هذه الالة عليصه أن
يعتزل ،أ ما إذا تبيّن له و جه ال ق فعل يه أن ين صر ال ق ك ما ف عل ال صحابة أيام الفت نة ،
فمنهم من رأى أن الق مع علي فقاتل معه ،ومنهم من رأى أن الق مع معاوية فقتل
معه ،ومنهم من ل يتبيّن له وجه الق فتوقف .
-3أ ما ال ستدلل بالحاد يث الدالة على أن ال يؤ يد هذا الد ين بالر جل الفا جر ،
فليصس كصل فاجصر مؤيدًا للديصن ،بصل الغالب منهصم حرب على الديصن ،وإل ل يكونوا
فجرة ،وإنا معن الديث أنم ف بعض الواقف قد يكون لم مواقف حسنة تؤيد الدين
وتنصره ،كما يدل على ذلك
541
سبب الديث وهو الرجل الذي كان يقاتل مع الرسول فلما أصابه جرح قتل نفسه .
-4أما الستدلل بفعل الصحابة رضوان ال عليهم أجعي فالذي يتضح من سياق
أدلة الفريق ي -الانع ي والجيز ين -لن كلً منه ما ي ستدل بف عل ب عض ال صحابة -أن
هناك من تبيّن له وجه الق مع علي فقاتل معه ومنهم من تبي له وجه الق مع معاوية
والطالبة بدم عثمان فقاتل معه ،ومنهم من ل يتبي له وجه الق مع أح ٍد منهما فتوقف
واعتزل ،وكل هم متهدون ،فال صيب من هم مأجور والخ طئ معذور ،وله أ جر اجتهاده
إن شاء ال ،وليس لنا إتباع أحد منهم مع اختلفهم إل إذا تبيّن لنا وجه الق من ذلك
بدليل من كتاب أو سنة صحيحة فعلينا إتباع الدليل .
والول :المساك عما جرى بينهم ،وعدم الحتجاج بفعلهم وقت اللف ،ونتبع
ما ورد عن السلف وموقفهم من ذلك ،فقد سئل السن البصري رح ه ال عن قتالم
فقال ( :قتال شهده أصحاب رسول ال وغبنا ،وعلموا وجهلنا ،واجتمعوا فاتبعنا ،
واختلفوا فوقفنصا ) ( )1قال الحاسصب ( :فنحصن نقول كمصا قال السصن ،ونعلم أن القوم
كانوا أعلم ب ا دخلوا ف يه م نا ،ونت بع ما اجتمعوا عل يه ،ون قف عند ما اختلفوا ف يه ،ول
نبتدع رأيا منا ،ونعلم أنم اجتهدوا وأرادوا ال عز وجل ،إذ كانوا غي مهتمي ف الدين
،ونسأل ال التوفيق ) ( . )2قلت :ونن نقول كما قالوا رحهم ال تعال ورضي عنهم .
هذا وقد قال أبو سليمان الطاب ( :أما ما شجر بي الصحابة من
542
المور ،وحدث ف زمانم من اختلف الراء ،فإنه باب كلما قلّ التّسرع فيه والبحث
ع نه كان أول بنا وأسلم ،وما يب علي نا أن نعتقده ف أمرهم أنم كانوا أئمة علماء ،
و قد اجتهدوا ف طلب ال ق ،وترّوا جه ته ،وتوخوا ق صده ،فال صيب من هم مأجور ،
والخطصئ معذور ،وقصد تعلق كصل منهصم بجصة ،وفزع إل عذر ،والقايسصة عليهصم ،
والباحثة عنهم ،اقتحام فيما ل يعنينا . )1( ) ...
وروى رحه ال بسنده إل الشافعي قوله :قيل لعمر بن عبد العزيز :ما تقول ف أهل
صفي ؟ قال ( :تلك دماء ط هر ال يدي من ها ،فل أحب أن أخضب لسان با ) (. )2
سبْتُ ْم وَلَ ُتسَْألُونَ
سَبتْ َولَكُم مّا كَ َ
ونقول كما قال تعال ﴿ :تِ ْلكَ ُأمّ ٌة قَدْ َخلَتْ َلهَا مَا كَ َ
عَمّا كَانُوا َيعْمَلُونَ ﴾ (. )3
أ ما ال ستدلل ب صلة ال صحابة خلف البتد عة ،فهذه ل تقت ضي القرار بإمامت هم ،
ولن الصلة ل يلحق ضرر إمامها الأموم ،بل هو عليه وحده ،وهذا ل منازع فيه عند
أهل السنة ( )4وليست ف مل الشكال .وال أعلم .
-5أ ما ال ستدلل بأن ال صلحة ف ترك القتال فهذه متوق فة على غالب ال ظن ،وقوة
الارج والخروج عليصه ،ومصا ييصط بالسصألة مصن أحوال ،فإذا كان الغالب على الظصن
حصول منكر أكب ما سعى إل دفعه فالواجب
543
ال نع ،وإن كان الغالب على ال ظن أن ال صلحة ف الروج ،وأ نه قد يتر تب على تر كه
مفسدة أعظم من ذلك ،فالواجب الروج .فالراجح الصلحة العامة على كل حال .
هذا وإن كان فيمصا سصبق أن غالبيصة مصن خرج ل يتصم على أيديهصم خيص ،ول يؤمصر
بسببهم بعروف أو ينه عن منكر ،وما حصل من الشر والفتنة كان أعظم .ول يرزوا
ل قاطعًا وإن ا ترد لل ستئناس ف قط وترج يح ك فة أن ال نع من
الن صر فهذه ل ت صلح دلي ً
الروج فيه من الصلحة أكثر ما ف الروج .وال أعلم .
ثانيًا :مناقشة أدلة القائلي بالروج :
إذا سبنا أدلة القائلي بالروج وس ّل السيوف على أئمة الور وإزالة منكراتم نلحظ
ما يلي :
-1أ ما ال ستدلل باليات ال سابق ذكر ها ف هذا القام فغ ي مُ سَلّم به ،إذ هي
ضعي فة الدللة على هذه ال سألة ،وذلك لن ال ية الول ﴿ :وَإِن طَاِئفَتَا ِن مِ نَ الْ ُم ْؤمِنِيَ
اقْتََتلُوا ﴾ ...تبي ال كم ع ند ح صول القتال ومعر فة الفئة الباغ ية من العادلة ،ول تأ مر
ال ية بالروج والقتال ابتدا ًء .بل أمرت بال صلح .أ ما اليتان الثان ية والثال ثة ف هي من
العموميات الخصصة بالحاديث الناهية عن الروج على الئمة الظلمة ،كما أنما ليستا
صريت الدللة على هذه السألة ،فالول قد يستفاد منها النهي عن تولية الظال ابتداء ل
على الروج عل يه ب عد تولي ته ،والثان ية ي ستفاد من ها التعاون على الب والتقوى عمومًا ،
ول يس كل خروج على الئ مة الظل مة يع تب من الب الأمور بالتعاون عل يه ،بل قد يكون
من الث والعدوان النهي عنه ف نفس الية ،وهذا راجع إل الصلحة والضرة
544
الترتبة على الروج .
-2أمصا السصتدلل باليات والحاديصث المرة بالعروف والناهيصة عصن النكصر على
الروج فهذا وارد إذا توافرت شروط المصر بالعروف والنهصي عصن النكصر ،ومصن هذه
الشروط أل يترتب على إنكار النكر منكر أعظم منه ،كما أن من شروطها الستطاعة ،
وقد نى النب عن أن يذل الؤمن نفسه ،فعن حذيفة رضي ال عنه قال :قال رسول
ال « :ل ينبغي للمؤمن أن يذل نفسه » ،قالوا :كيف يذل نفسه ؟ قال « :يتعرض
من البلء لا ل يطيق » (. )1
وعلى كل حال فال مر بالعروف والن هي عن الن كر وا جب عل كل حال بشرو طه
ودرجا ته العرو فة .و هي عا مة ،أ ما الحاد يث الناه ية عن الروج على الئ مة .ف هي
أخص ،فيقدم الاص على العام .
-3أما الستدلل بالحاديث الدالة على عزل الظلمة وماهدتم فهذه قد ترد على
و سائل العزل غ ي ال سيف ،ول يس في ها ما يدل على ال سيف إل الد يث الول « ف من
جاهدهم بيده فهو مؤمن » ...كما أنا عامة ف كل ظال والسابقة خاصة بأئمة الور
فيستثنون من العموم .
-4أمصا السصتدلل بالدلة الدالة على خطصر الئمصة الضليص على الروج ،فهصو
اسصتدلل ضعيصف ،فالحاديصث تصبي مالمص مصن خطورة ،ولذلك ينبغصي أل يولوا أمور
السصلمي ابتداء ،أمصا إذا تولوا فل يعانون ول يقربون ،وقصد تدل على العزل بالوسصائل
السلمية ،أما السيف فليس ف تلك الحاديث
)(1رواه الترمذي ف الفت .ب 67 :ح . 2254وقال :حسن غريب ( ، )4/523ورواه أحد ف السند
(. )5/405
545
أي دللة عليه .
-5أمصا السصتدلل بإجاع العلماء على قتال الطائفصة المتنعصة عصن بعصض الشرائع
السصلمية ،فهذا اسصتدلل وارد بشرط السصتطاعة ،وإل فل ،لن جهاد الكفار يشرط
ف يه غالب ية ال ظن على الن صر ،فكذلك ه نا ،أ ما التهور وتعر يض ال مة للف ت مع عدم
حصول النتيجة الرجوة فهذا ل يوز .
-6أ ما ا ستدللم بف عل ال صحابة وال سلف ،فهذا يرد عل يه ما ورد على ا ستدلل
أصحاب الذهب الول على الدليل نفسه .
الرأي الراجح والنتيجة
م ا سبق يت ضح ل نا قوة أدلة أ صحاب الذ هب الول ،وأن ا صرية ف ال سألة ،وإن
كان ف أدلة أ صحاب الذ هب الثا ن ما ل يرد عل يه اعتراض ،و هو قوي الدللة ف با به
لذلك فيمكننا المع بي الدلة السالة من العتراض ( )1عند الطرفي ،وهو الذي يترجح
عندنا ،ونستنتجه من هذا الفصل ،وذلك كالتال :
)(1ذهب ابن حزم إل دعوى أن الحاديث المرة بالصب على جور الئمة وعلى الكف عن قتالم منسوخة
بآيات وأحاديث المر بالعروف والنهي عن النكر انظر :الفصل ( . )4/173وقد أبعد النجعة ف هذه
الدعوى لنه ل يصار إل النسخ إل إذا وقع التعارض التام ،ول يكن المع بي الدلة ،وعلم التقدم من
التأخر .ولكن كل هذا غي وارد ف هذه السألة ،لنه ل تعارض فيما بينها ولكل دللته ف بابه ويكن العمل
با جيعًا .
546
-1أن ال مر بالعروف والن هي عن الن كر وا جب بال يد وبالل سان وبالقلب بشرط :
القدوة والستطاعة ،وأنه :ل يوز إنكار النكر بنكر أكب منه .
-2وجوب إقامة الج والهاد والمعة والعيدين مع الئمة وإن كانوا فسقة لنه حق ل
،ل ينعه جور جائر ،ول عدل عادل .
-3تري الروج على المام العادل سواء كان الارج عادلً أم جائرًا ،وإن ذلك ما
ن ى ع نه ال سلم أ شد الن هي وأ مر بطاعت هم ،و من خرج علي هم ف هو باغ ،وعل يه ت مل
الحاديث الطلقة ف السمع والطاعة .
-4أ ما المام الق صر و هو الذي ي صدر م نه مالفات عمل ية ،أو ت ساهل ف اللتزام
بأحكام الشرع ،فهذا ت ب طاع ته ون صحه وعل يه ت مل أحاد يث « ...فليكره ما يأت من
معصية ال ول ينعن يدًا من طاعة » .وما ف معناها ،وأن الروج عليه حرام ،وإذا كان
باجتهاد فهو خطأ .
-5أما الفاسق والظال والبتدع :وهو الرتكب للمحظورات والكبائر دون ترك الصلة
ل سيما ظلم القوق أو دعوة إل بدعة فهذا يطاع ف طاعة ال ويعصى مع النكار عليه ف
الع صية ،ويوز عزله إن أم كن بإحدى الطرق ال سلمية ال سابقة -عدا ال سيف -بشرط أل
يترتب على ذلك مفسدة أ كب ،فإن ل يكن ذلك و جب البالغة ف النكار عل يه والتحذ ير
من ظل مه وبدع ته ح ت لو أدى ال مر إل العتزال عن الع مل م عه والتعرض لذاه بشرط أل
يكون سبب ذلك حقًا شخ صيًا ،وعلى هذا ت مل أحاد يث « :من جاهد هم بنف سه ف هو
مؤمن . » ...وحديث « :من دخل عليهم وأعانم على ظلمهم . » ...وما ف معناها مع
حديث « :فاصب وإن جلد ظهرك وأخذ مالك . » ...وعلى هذا تمل أيضًا أقوال الئمة
الربعة ونوهم وأفعالم ،وما أصابم بسبب ذلك من من .
-6الاكصم الكافصر والرتصد ،وفص حكمصه تارك الصصلة ونوه ،فهؤلء يبص الروج
عليهم ولو بالسيف إذا كان غالب الظن القدرة عليهم ،عملً بالحاديث ... « :ل إل أن
تروا كفرًا بواحًا » ...و « ل ما أقاموا فيكم الصلة » ...و « ...ما قادوكم بكتاب ال
» .ونوها مع اليات
547
والحاديث المرة بجاهدة الكفار والنافقي لتكون كلمة ال هي العليا .أما إذا ل يكن
هناك قدرة على الروج عليه فعلى المة أن تسعى لعداد القدرة والتخلص من شره .
-7وبناء على ما سبق فإنه يكننا أن نستنبط ضوابط لشروعية العزل ف النقاط التالية
:
أ -قيام السبب القتضي للعزل .
ب -رجحان الصلحة العامة على الضرة .
جص -أن يصدر العزل عن أهل الل والعقد ف المة ،لنم هم الذين أبرموا العقد
معه ،فلهم وحدهم حق حله إذا استوجب ذلك شرعًا .
-8يلحظ تشديد السلف رضوان ال عليهم ف النهي عن الروج على أئمة الور
بالسيف والمر بالصب عليهم ،وذلك لا يلي :
أ -عملً بالحاديث الواردة ف ذلك كما سبق .
ب -حرصًا على تنب الفت وتعرض المة لا ،وإراقة الدماء ف غي ملها .
ج ص -وماف ظة على هذا الن صب الل يل ف ال مة الذي م ت ض عف ا ستهانت ب م
أعداؤهم ،ومت قوي خافتهم وهابتهم .
ول ينبغصي أن يفهصم مصن ذلك أنصه الجلل لولئك العصصاة واحترامهصم ،ول خوف
منهم ،ول الطمع فيما ف أيديهم وكسب رضاهم ،يدل على ذلك سيتم معهم ،وما
يلقونه بسببهم من الحن ،وهي مشهورة منشورة ،ومدونة ف بطون الكتب .وال أعلم
.
*****
548
الفصل الرابع
موقفهم من تعدد الئمة
549
550
موقف أهل السنة من تعدد الئمة
سبق الديصث فص الفصصول السصابقة عصن شروط الئمصة وحقوقهصم وواجباتمص ومتص
يستحقون العزل وما إل ذلك من الحكام .
وب قي هناك موضوع ف غا ية اله ية ،وجد ير بالب حث والعال ة و هو :هل يو جب
السلم على المة السلمية أن تكون دولة واحدة بإمام واحد ؟ أو ييز للمة السلمية
أن تكون دويلت عديدة ،كل واحدة م ستقلة عن الخرى ،ل ا إمام ها ول ا سياستها
السصتقلة التص قصد تتعارض مصع أختهصا الجاورة ،كمصا كان قائمصا فص فترة مصن الفترات
الاضية ،وكما هو حاصل الن ف الاضر من انقسام المة السلمية إل دويلت طائفية
صغية تتناحر وتتنافر فيما بينها ؟ .
الواقصع أن ل سلم قد جاء بالدواء الشا ف لذا الداء العضال ،ولذلك ف من الواجصب
علي نا الك شف عن هذا الدواء ،وإظهاره للم سلمي لعل هم يرععون إل ال ق ،ويرجعون
إل رشدهم بمع كلمتهم ،وتوحيد صفهم ،ووقوفهم أما أعدائهم صفًا واحدًا ،بدلً
من هذه الفرقة والضعف والوان ،
551
وهو ما أراده لم أعداؤهم ،فنقول :
درس علماؤنا هذه السألة وناقشوها وبيّنوا وجه الق فيها ،ومن خلل هذه الدارسة
اتضح أن ف السألة مذهبي :
الذهب الول
وهو مذهب جاهي السلمي من أهل السنة والماعة وغيهم قديًا وحديثًا وهو أنه :
ل يوز تعدد الئمة ف زمن واحد وف مكان واحد ،قال الاوردي ( :إذا عقدت المامة
لمامي ف بلدين ل تنعقد إمامتهما ،لنه ل يوز أن يكون للمة إمامان ف وقت واحد ،
وإن شذ قوم فجوزوه ) (. )1
وقال النووي ( :اتفق العلماء على أنه ل يوز أن يعقد لليفتي ف عصر واحد .)2( ) ...
وهؤلء القائلون بالنع على مذهبي :
أ -قوم قالوا بال نع مطلقًا سواء ات سعت رق عة الدولة ال سلمية أم ل ،وإل هذا القول
ذهب أكثر أهل السنة والماعة ،وبعض العتزلة حت زعم النووي اتفاق العلماء عليه (.)3
552
ب -وهناك من قال بالنع إل أن يكون هناك سبب مانع من التاد على إمام واحد ،
ويقت ضي هذا ال سبب التعدد ،ف في هذه الالة يوز التعدد .وذ كر إمام الرم ي الوي ن
أهصم هذه السصباب فص قوله ( :منهصا اتسصاع الطصة ،وانسصحاب السصلم على أقطار
متباينة ،وجزائر ف الج متقاذفة ،وقد يقع قوم من الناس نبذة من الدنيا ل ينتهي إليهم
نظر المام ،وقد يتول خط من ديار الكفر بي خطة السلم ،وينقطع بسبب ذلك نظر
المام عن الذين وراءه من السلمي ) ...قال ( :فإذا اتفق ما ذكرناه فقد صار صائرون
عند ذلك إل تويز نصب إمام ف القطر الذي ل يبلغه أثر نظر المام (. )1
وعزا الوينص هذا القول إل شيخصه أبص السصن الشعري ،والسصتاذ أبص إسصحاق
السفرايين ( ، )2وهو وجه لبعض أصحاب الشافعي ( ، )3ورجحه أبو منصور البغدادي
( ، )4وإل ذلك ذ هب القر طب ف تف سيه فقال ( :ل كن إذا تباعدت القطار ،وتباي نت
كالندلس وخراسان ،جاز ذلك ) (. )5
لكن يلحظ من أقوال الجيزين عند اتساع الرقعة ،إنا ذلك بسبب الضرورة ،وإل
فإن وحدة المامصة هصي الصصل ،وإن التعدد إناص أبيصح على سصيبل السصتثناء الحصض ،
ولضرورات تيزه ،والضرورة تقدر
553
بقدرها وإذا زالت الضرورة زال حكمها وبقي الصل .
الذهب الثان
القائلون بواز التعدد مطلقًا
وإل ذلك ذهب بعض العتزلة كالاحظ ،وبعض الكرامية ( )1وعلى رأسهم ممد بن
كرام ال سجستان ( . )2الذي ينت سبون إل يه وكذلك أ بو ال صباح ال سمرقندي ( ، )3وغرض
الكرامية من ذلك هو إثبات إمامة كل من علي ومعاوية رضي ال عنهما أيام الفتنة (. )4
وهو مذهب المزية من الوارج ( ، )5والزيدية من الشيعة حيث جوزوا لص ( كل
فاطمي عال شجاع سخي خرج بالمامة أن يكون إمامًا واجب الطاعة ،وجوزوا خروج
إماميص فص قطريصن يسصتجمعان هذه الصصال ،ويكون كصل واحصد منهمصا واجصب
الطاعة ) (. )6
وقالت الرافضصة ( :يوز أن يكون إمامان فص وقصت واحصد .أحدهاص :صصامت .
والخر ناطق .وزعموا :أن السي بن علي كان صامتًا ف وقت
554
السن ( )1رضي ال عنهما ث نطق بعد موته ) .
الدلة
والن نورد أدلة كل مذهب لنرى وجه الق فيهما ،ونناقش منها ما يستحق النقاش
فنقول :
أول :أدلة أصحاب الذهب الول :وهم القائلون بنع التعدد :
استدلوا على ما ذهبوا إليه بأدلة من الكتاب والسنة والجاع والعقول :
-1من الكتاب :
ف قد ورد ف القرآن الكر ي العد يد من اليات ال ت تد عو ال سلمي وتأمر هم بالجاع
والتآلف ،وتنهى عن التفرق والختلف الؤديي إل التنازع والفشل ،فمن هذه اليات
ُمص ِإذْ
ّهص عََليْك ْ َتص الل ِ
ّهص جَمِيعا وَلَ َت َفرّقُوْا وَاذْ ُكرُواْ ِنعْم َ حبْلِ الل َِصصمُواْ بِ َ
قوله تعال ﴿ :وَا ْعت ِ
حتُم بِِنعْ َمِتهِ ِإ ْخوَانا ﴾ ...الية (. )2 ف بَيْ َن قُلُوبِ ُكمْ فََأصْبَ ْ
كُنتُمْ َأعْدَاء فَأَلّ َ
ومنها قوله تعال ﴿ :وَلَ تَكُونُواْ كَالّذِي َن َت َفرّقُوْا وَاخْتََلفُوْا مِن َبعْ ِد مَا جَاءهُ مُ اْلبَيّنَا تُ
ب عَظِيمٌ ﴾ (. )3 وَُأوْلَصِئكَ َلهُمْ عَذَا ٌ
ومنها قوله عز من قائل ﴿ :وَأَطِيعُواْ الّلهَ َورَسُوَل ُه وَلَ َتنَا َزعُواْ َفَتفْشَلُوْا
555
صِبرُواْ إِنّ اللّهَ مَعَ الصّاِبرِينَ ﴾ ( . )1إل غي ذلك من اليات الكثية ف
وَتَ ْذهَبَ رِيُكُ ْم وَا ْ
هذا العن .
ووجه الدللة من هذه اليات أنا جيعًا جاءت متفقة على المر بالوحدة والتضامن ،
والنهي عن التشتت والفتراق والختلف ،لا ينجم عن ذلك عادة من التنازع والفشل
المقوت ،وكلها تدل على وجوب وحدة المة السلمية وتضامنها ،وذلك ل يتأتى إل
إذا كان إمامها واحدًا ل ينازعه أحد ،إذ إن وجود إمامي فأكثر يؤدي إل غية أحدها
من ال خر ،ومناف سته له ،وماولة التعال عل يه ،و من ث إل الشقاق والتنا حر ل مالة ،
وهذا ما نى السلم عنه ،فدل على وجوب أن يكون إمام السلمي واحدًا ،لن ما ل
يتم الواجب إل به فهو واجب .
-2من السنة :
أما من السنة فقد ورد عن النب أحاديث صحيحة صرية ف هذه تدل على وجوب
منع تعدد الئمة ف الزمن الواحد ومن هذه الحاديث :
أ -مصا رواه أبصو سصعيد الدري رضصي ال تعال عنصه عصن النصب قال « :إذا بويصع
لليفتي فاقتلوا الخر منهما » ( . )2فالمر بقتل الخر يدل على تري نصب إمامي ف
آن واحد ،لن القتل ل يكون إل عن كبية يتفاقم خطرها .لذلك فل يوز عقد البيعة
لليفتي ف زمن واحد .
556
وأول بعض العلماء القتل هنا باللع والعتراض عليه ل بالقتل القيقي (. )1
ولكن هذا التأويل ل مل له ومردود بالديث التال :
ب -ما رواه عبد ال بن عمرو بن العاص رضي ال تعال عنهما أنه سع النب يقول
« :من بايع إمامًا فأعطاه صفقة يده وثرة قلبه فليطعه ما استطاع ،فإن جاء آخر ينازعه
فاضربوا رقبة الخر » ...الديث (. )2
جص -ما رواه أبو حازم قال :قاعدت أبا هريرة خس سني فسمعته يدث عن النب
قال « :كانت بنو إسرائيل تسوسهم النبياء ،كلما هلك نب خلفه نب ،وأنه ل نب
بعدي ،و ستكون خلفاء فتك ثر ،قالوا :ف ما تأمر نا ؟ قال « :فوا ببي عة الول فالول ،
وأعطوهم حقهم ،فإن ال سائلهم عما استرعاهم » (. )3
د -ومن ها ما رواه عرف جة بن شر يح قال :سعت ر سول ال يقول « :من أتا كم
وأمركم جيع على رجل واحد ،يريد أن يشق عصاكم أو يفرق جاعتكم فاقتلوه » (. )4
557
-3الجاع :
فإن الصحابة رضي ال عنهم قد اتفقوا على أنه ل يوز أن يلي إمامة المة أكثر من
واحد ،ودليل ذلك أن الهاجرين ل يوافقوا النصار ف طلبهم أن يكون منهم أمي ،ومن
الهاجرين أمي حينما طلبوا ذلك ف سقيفة بن ساعدة ،وكان ما روي ف ذلك الوقف
قول أ ب ب كر ر ضي ال ع نه ( :هيهات أن يت مع سيفان ف غ مد ) ( )1عندئ ٍذ ر ضي
النصار بذلك ،فصار ذلك منهم إجاعًا على عدم جواز تعدد الئمة ،بل روى البيهقي
ف الط بة نف سها عبارة أك ثر ت صريًا من ال سابقة و هي قوله ( :أ نه ل ي ل أن يكون
للم سلمي أميان ،فإ نه مه ما ي كن ذلك يتلف أمر هم وأحكام هم ،وتتفرق جاعت هم
ويتنازعون فيما بينهم ،هنالك تترك السنة ،وتظهر البدعة ،وتعظم الفتنة ،وليس لحد
على ذلك صلح ) (. )2
أ ما من بعد هم ف قد ن قل الجاع على ذلك النووي ( ، )3وإمام الرم ي الوي ن (، )4
والقر طب ( ، )5والقا ضي ع بد البار ( ( )6من العتزلة ) وا بن حزم ح يث قال ( :واتفقوا
أنه ل يوز أن يكون على السلمي ف وقت واحد ف جيع الدنيا إمامان ،ل متفقان ول
مفترقان ،ول ف مكاني ول ف مكان واحد ( )7وخالفه ف ذلك شيخ السلم ابن تيمية
فقال :
)(1انظر :فتح الباري ( . )12/153وقيل :إنه من قول عمر .وهو عند البزار وغيه .
)(2السنن الكبى للبيهقي ( )8/145عن ابن إسحاق .
)(3شرحه لصحيح مسلم (. )12/232
)(4نفس الرجع ( )12/232علمًا بأنه من القائلي بواز التعدد عند وجود السبب الؤدي إل ذلك كما مر .
)(5الامع لحكام القرآن (. )1/273
)(6الغن ف أبواب التوحيد والعدل ( )20/243ق . 1
)(7مراتب الجاع لبن حزم (ص . )144
558
( الناع فص ذلك معروف بيص التكلميص فص هذه السصألة كأهصل الكلم والنظصر ،
فمذ هب الكرام ية وغي هم جواز ذلك ،وأن عليًا كان إمامًا ومعاو ية كان إمامًا ،وأ ما
أئ مة الفقهاء فمذهب هم أن كلً من هم ين فذ حك مه ف أ هل ولي ته ك ما ين فذ ح كم المام
الوا حد ،وأ ما جواز الع قد ل ما فهذا ل يف عل مع اتفاق ال مة )1( ) ...ل كن نفاذ ح كم
الثا ن كنفاد ح كم المام التغلب على حد سواء ،فل ينا ف هذا ال كم الج مع عل يه ،
وليصس الكلم إل حكصم الشرع ،أمصا المور الطارئة فلهصا مال آخصر ،وتأخصذ أحكام
الضرورة .
والراد بالجاع الذكور هنا هو :إجاع الصحابة وسلف هذه المة ،وإل فقد سبق
أن ذكرنصا مصن خالف فص هذه السصألة مصن الكراميصة وغيهصم مصن أهصل الهواء ،ولكصن
مالفتهصم ل تؤثصر فص إجاع أهصل السصنة والماعصة على ذلك ،لن الجاع القصصود :
إجاعهم ل إجاع جيع الناس ...وال أعلم .
-4العقول :
أمصا الدليصل بالعقول فإن تعدد الئمصة للمصة السصلمية الواحدة يؤدي إل الختلف
والشقاق والصصومات وحصصول الفتص والضطرابات والقلقصل ،واختلف أمصر الديصن
والدنيا ،وهذا ل يوز .وبناء على ذلك فل توز المامة لكثر من واحد ف زمن واحد
.
وكذلك لو جاز فص العال إمامان لاز أن يكون ثلثصة وأربعصة وأكثصر ،فإن منصع مصن
ذلك مانع كان متحكمًا بل برهان ،ومدعيًا بل دليل ،وهذا
)(1نقد مراتب الجاع لبن تيمية (ص )216بذيل كتاب مراتب الجاع لبن حزم .
559
الباطل الذي ل يعجز عنه أحد ،وإن جاز ذلك المر حت يكون ف كل عام إمام ،أوف
كل مدينة إمام ،أو ف كل قرية إمام ،أو يكون كل واحد إمامًا وخليفة ف منله ،وهذا
الفساد الحض وهلك الدين والدنيا (. )1
ثانيا :أدلة القائلون بالواز :
استدل القائلي بواز تعدد الئمة با يلي :
( )1إن الق صود من ن صب المام إن ا هو تق يق م صال الرع ية ،وهذا إن ا يتح قق
بانضباط ودقة أكثر إذا كان هناك أكثر من إمام ،فكلما كان ف كل قطر إمام كان كل
واحد منهم أقدر على القيام بأعباء منصبه ومتابعة رعيته ،وما يتاجون إليه ،ومراقبة من
يعينهم من الولة والقضاة والعمال وغيهم ،وذلك بسبب قلة الشاكل والوادث الناشئة
من ضيق الساحة الت تت يده (. )2
( )2إ نه ل ا جاز أن يو جد أك ثر من نب ف ز من وا حد ،ول ي فض ذلك إل إبطال
النبوة ،الت هي الصل ،جاز ذلك ف المامة من باب أول ،لنا فرع النبوة ) (. )3
560
الواب على هذه الدلة
أول ما يلحظ على استدللم على هذه السألة ،أنا أدلة عقلية ،ليس فيها أدلة من
كتاب ال ول سنة رسوله تقابل تلك الدلة السابقة .وهي مع ذلك ضعيفة الدللة ،
مردودة وماب عليها با يلي :
( )1أما الدليل الول :فالواب عنه يتلخص ف :أن منصب الرئاسة ل يعل لتحقيق
ال صال الدنيو ية فح سب ك ما زعم تم ،بل جُ عل أيضًا لرا سة الد ين ،والحاف ظة على
ال صال الدين ية إل جا نب ال صال الدنيو ية ال ت أشر ت إلي ها ،وهذا ل يتأ تى مع تعدد
الئمصة ،بصل بالعكصس إذا كان المام واحصد أمكنصه السصيطرة على جيصع أقطار السصلمي
وأصبحوا يدًا واحدة متحدين ف أمورهم الدينية والدنيوية ،وأمكنهم التكامل القتصادي
والبشري ،وأصبحوا قوة عظيمة على من ناوأهم .
كما أنه إذا تباعدت القطار فيمكن التغلب على ذلك عن طريق الولة والنواب الذين
يعينهم المام ،ويقومون هم بدورهم بتنفيذ أوامره الصادرة إليهم .
يضاف إل ذلك ما ين جم عن التعدد من مفا سد ،و من ف ت وحروب وقطي عة ب ي
ال سلمي ،رب ا كا نت أك ثر ضررًا من ال صال الشار إلي ها فهؤلء قد نظروا إل ب عض
وجوه الصلحة وأغفلوا النظر عن وجود الفسدة الت تتضاءل أمامها هذه الصلحة .
( )2وجوابًا على الدليصل الثانص :أن قياس المامصة على النبوة قياس مصع الفارق فهصو
قياس با طل ،لن ال نبياء مع صومون من عداوة بعض هم لب عض بع كس حال الئ مة ف في
حال التعدد ،سيكون هناك اختلف وشقاق ل
561
مالة لا جبلت عليه النفس البشرية من حب العلو والعتداء والسيطرة على الخرين .
أما ما دعا الكرامية إل القول بواز التعدد ،وذلك لثبات إمامة كل من علي ومعاوية
ر ضي ال عنه ما فل شك ع ند أ هل ال سنة أن المام ف ذلك الو قت هو :علي بن أ ب
طالب ر ضي ال ع نه اللي فة الرا شد الرا بع ،ومعاو ية ر ضي ال ع نه ل يرج عل يه طلبًا
للما مة ،وإن ا طل با للثأر من قتلة عثمان الذ ين دخلوا ف صف علي -وعلي معذور ف
تأخي إقامة الد عليهم لا هم من شوكة ومنعة ولن المور مضطربة ول تستقر له بعد -
و قد كان معاو ية واليًا لع مر بن الطاب ر ضي ال ع نه على الشام ،ث لعثمان بن عفان
رضصي فأراد البقاء على وليتصه تلك ،ولذلك فأهصل الشام أول مصا بايعوا معاويصة ( بايعوه
على الطلب بدم عثمان أميًا ول يطمع ف اللفة ) ( . )1ول يدع معاوية اللفة إل بعد
تنازل ال سن ومبايع ته ،ومباي عة ال سلمي له بالل فة .والول عدم الوض في ما ش جر
بينهم رضي ال عنهم جيعًا وأرضاهم .
الترجيح :
ي تبي ل نا م ا سبق أن ال ق مع أ صحاب الذ هب الول ،ل ا ورد ف هذه ال سألة من
ن صوص شرع ية يرم على ال سلم تطيها ،ول معارض ل ا ع ند الطرف النازع .ويعضد
ما سبق المور التالية :
)(1وقعة صفي لنصر بن مزاحم (ص )82تقيق عبد السلم هارون .الطبعة الثالثة 1401هص .وانظر :
السألة ف العواصم من القواصم ( الاشية ) (ص ، )127والصواعق الحرقة للهيتمي (ص ، )216وسي
أعلم النبلء للذهب ( ، )3/140وتاريخ السلم له (. )3/324
562
( )1أن التعدد يؤدي إل الختلف والتحا سد والتنا حر ،ك ما هو طبي عة الن فس
البشر ية ،وحالة الكومات اليوم خ ي شا هد على ذلك .وهذا التش تت الخ طط له من
قبل أعداء السلمي هو من أكب السباب الت أدت إل ضعف السلمي وإذللم وتسلط
أعدائهم عليهم .
( )2أن الدعاء بأن تعدد الرؤساء يسهل مهمة الشراف وتقيق الصال للرعية غي
مسلم به ,ل سيما ف عصرنا الاضر ،بسبب ما أحرز من تقدم هائل يبهر العقول ف
ج يع أجهزة الوا صلت والت صالت ،وهذا م ا ل يدع مالً لل شك ف تق يق التاب عة
والشراف بكل يسر وسهولة ،وإذن فمن المكن إسناد العمال وتصريف شؤون المة
ف كل قطر إل ولة أكفاء ،يقومون با تت إشراف المام ومتابعته .
ل ف العصور الول ،على ( )3أنه ما دامت وحدة المة السلمية قد تققت فع ً
الر غم من ات ساع رق عة الدولة ال سلمية و صعوبة الوا صلت والت صالت بالن سبة لذلك
الوقت ،ومع ذلك رست أنصع صفحات التأريخ لذه المة من القوة وحسن الدارة ،
فمن المكن اليوم تقيقها من باب أول بكل يسر وسهولة ،ولذلك فل يبقى للمحتجي
بالضرورة حجة بعد اليوم .
الكم لو وقع بيعتان ف زمن واحد
هذا هو الكم الشرعي ف منع تعدد الئمة ،وأن ذلك ل يوز ،ولكن لو حصلت
بيعتان لمامي ف زمن واحد ،ففي هذه الالة العلماء فيها ثلث طوائف وهي :
( )1ذهبت طائفة إل أن المامة الصحيحة تسلم للمام الذي عقدت إمامته
563
ف البلد الذي مات فيه المام السابق .
( )2وذهبت طائفة ثانية إل أنه يب على كل واحد من المامي أن يتخلّى عن
المامصة لصصاحبه ،وعندئذٍ يتار أهصل اللص والعقصد منهمصا مصن تتوفصر فيصه هذه الشروط
الطلوبة .
( )3وذهبت طائفة ثالثة أن المامة تنعقد لسبقهما بيعة ( )1وهذا هو الصواب الؤيّد
بالدل يل ال سابق « :فوا ببي عة الول فالول » ( . )2قال الاوردي ( :وال صحيح ف ذلك
وما عليه الفقهاء الحققون أن المامة لسبقهما بيعة وعقدًا ) (. )3
هذا إذا عُلم ال سابق أ ما إذا جُهِل أو بو يع ل ما ف ل ظة واحدة فللعلماء في ها ثل ثة
أقوال هي :
( )1القرعة بينهما .
( )2إبطال العقدين ،واستئناف عقد جديد لحدها أو لغيها .
( )3و ُح كي عن الغزال أ نه قال بالكثرية ( :فالمام من انعقدت له البيعة من أك ثر
اللق ،والخالف للكثر باغ يب ردّه إل النقياد إل الق ) (. )4
والذي يظهر -وال أعلم -هو إبطال العقدين واستئناف اليار من جديد وذلك لن
أحدها باطل ول يكن تييز الباطل منهما فيبطلن ،ويعقد لن يتاره أهل اللّ والعقد
من جديد .وال أعلم .
564
الاتة
ونتيجة البحث
بعد هذا الستعراض الطويل ،والدراسة الستفيضة لتلك الوضوعات الكثية يكننا أن
ندّد بعض النقاط الستنتجة ما سبق وهي :
( )1أن السلم جاء بنظام كامل للحكم ،وهذا يدلّنا على شول السلم ،وصلحه
ل كل زمان ومكان ،فهذه الر سالة هي الر سالة الالدة والباق ية .صالة للت طبيق إل قيام
الساعة ،وأنه لن َيصْلُح آخر هذه المة إل با صلح به أولا .
( )2أن المامة ثابتة الوجوب بالكتاب ،والسنة ،والجاع ،والقواعد الشرعية .
و هو وجوب كفائي ،متوجّ ه إل أ هل ال ل والع قد باعتبار هم المثلون لل مة ،النائبون
عن ها ف هذه اله مة الطية .وإذا تقاعس أ هل ال ل والع قد فإن ال ث يل حق كل من له
قدرة واستطاعة ،حت يسعى لقامة هذا الواجب بقدر ما أوت من قوة واستطاعة .
( )3بطلن دعوى من قال بأن السلم ل يأت بنظام للحكم ،وأنه ل يوجب على
السلمي إقامة دولة إسلمية متميزة .
( )4أن المامة ف حدّ ذاتا وسيلة ل غاية ،وسيلة إل إقامة أمة تقف نفسها على
الي والعدل ،ت ّق الق وتبطل الباطل أمة تأمر بالعروف وتنهى عن النكر وتؤمن بال ،
أمة تقوم بأداء رسالتها السماوية على منهاج السلم الذي رسه ال لا .
( )5أن من أهداف المامة هو حفظ الدين ،وسياسة الدنيا به ،وأن ذلك أهم
الواجبات اللقاة على عاتق المام ،وكفر من فرّق بي الدين وساس الدنيا بغي هذا الدين
.
( )6أنه ل ِع ّز ،ول رفعة ،ول قيام للمة السلمية إل بالرجوع إل التحاكم
565
إل كتاب ال وسنة رسوله ،والسعي إل إقامة اللفة السلمية الت تفظ الدين وتعيد
للمسلمي عزتم وكرامتهم .
( )7أن خلفة أب بكر الصديق رضي ال عنه ثبتت باختيار السلمي له ،ومبايعتهم
له مصع وجود الكثيص مصن النصصوص التص تدّل على أن السصلمي لن يتاروا غيه ،وعلى
رضى ال ورسوله بذلك ،وأنه أفضل المة بعد نبيها .
( )8أن خلفة أمي الؤمني علي بن أب طالب رضي ال عنه تثبت باختيار السلمي
ص من النب عليه باللفة ،ول َيدّع هو شيئًا من ذلك ومبايعتهم له ،وأنه ليس هناك ن ّ
،وأنه بريء من كل ما تنسبه الرافضة إليه .
( )9ثبوت شرع ية الطرق ال ت تّ مت ب ا مباي عة وتول ية اللفاء الراشد ين ،وأن نا
مأمورون بإتباعهم ف ذلك .
( )10أن الذي يقوم باختيار المام هم عقلء المة ،وعلماؤها ( أهل الل والعقد )
ول دخصل للعامصة ،والدهاء فص الختيار ،ولذلك فل يتار العقلء عادة إل العقصل ،
وال صلح لذا الن صب الط ي ،ولذلك فل مال للدعا ية والتلم يع وبذل الموال الباطلة
لكسب الصوات الرخيصة كما ف الديقراطيات الديثة .
( )11مشروع ية ال ستخلف ،مع ضرورة مواف قة أ هل ال ل والع قد ،ومبايعت هم
للمستخلف .
ل منه ما يُشترط ف يه( )12يت مع طر يق الختيار من طر يق ال ستخلف ف أن ك ً
رضى أهل الل والعقد ومبايعتهم .
( )13أن المامة ل تورث .
( )14تري نكث البيعة ،وأنا واجبة ف عنق السلم مت وُجِد المام الستحق لا .
( )15طريقة القهر والغلبة ليست من الطرق الشرعية ،وإنا تنعقد المامة
566
با نظرًا لصلحة السلمي لا قد يرّ ذلك عادة من الفت .
( )16للمام شروط ل بد من توفّرها ،حت يكون أهلً لذا النصب العظيم ،أما
عند القهر والغلبة فل تشترط جيع تلك الشروط .
( )17ثبوت إشتراط القرشيصة ،وأن المامصة فيهصم ل يوز صصرفها إل غيهصم ،وأن
ذلك ليصس مصن العصصبية الذمومصة فص شيصء ،لن المامصة فص نظصر السصلم تكليصف ل
تشريف .
( )18عدم اشتراط أن يكون المام أفضل أهل زمانه ،وإنا الول اختيار الصلح
والنفع للمسلمي .
( )19اللفاء الراشدون الربعة مرتّبون ف اللفة على ترتيبهم ف الفضلية ،وأنه
ل يس من ال سلف أ حد يقدّم على أ ب ب كر ث ع مر وغيه ا ،أ ما الفاضلة ب ي عثمان ،
وعلي رضي ال عنهما فهي دون تلك ،و قد اختلفوا ف تبديع من قدّم عليًا على عثمان
ف الفضل ،وأن من السنة التفضيل بينهم على ما جاءت به الثار .
( )20على المام واجبات كثية ،يب عليه القيام با ،كما أن له حقوقًا أخرى
تعينه على القيام بتلك الواجبات .
( )21طا عة المام واج بة في ما وا فق الشرع ،ومرّ مة في ما خالف الشرع ،وأن
سصلطات الئمصة مقيّدة بكوناص موافقصة للكتاب والسصنة ،فيطاعون فيمصا هصو ل طاعصة ،
ويع صون في ما هو ل مع صية ،ول طا عة لخلوق ف مع صية الالق ،و من أطاع هم ف
معصية فالث على المر والأمور .
( )22مشروعية الشورى ،وأنا واجبة عند اختيار المام ،أما ف تدبي شؤون الرعيّة
فهي مستحبة ،ينبغي للمام أن يشاور ،وليست واجبة عليه ،كما أنه لو استشار فإنه
ل يس ملزمًا بإتباع م ستشاريه ،ل نه ال سئول الول عن ت صريف المور فيحت مل وحده
تبعات خطئه .
( )23تري الروج على أئمة العدل وإثارة الفت ،وأن ذلك من أكب الذنوب .
( )24أن بقاء الاكم ف منصبه منوط بصلحيته لتول قيادة السلمي ،أما
567
إذا ف قد هذه ال صلحية ،وارت كب شيئًا من م سببات العزل فلل مة مثّلة ف أ هل ال ل
والع قد أن تطلب م نه أن يعزل نف سه ،فإن أ ب فل ها أن تعلن عزله عن من صبه إذا أم نت
وقوع الفتنة .ك ما ل يوز ل ا إقصاؤه عن ال كم بقوة ال سلح إل ف أض يق نطاق عند
ظهور الكفصر البواح ،وال طر التيقّنص على ال سلمي فص دينهصم ،فإذا كان ذلك فليقدّم
السلم دمه دون دينه .
( )25وجوب اتاد السلمي فيما بينهم ،وأن يكون إمامهم واحد مهما اتسعت
رقعة ديار السلم ،وتري البيعة لكثر من إمام ف زمن واحد .
( )26تيّز نظام الكم ف السلم عن ج يع أنظمة ال كم الوضيعة ،القد ي منها
والد يث ،وأن اللف بي نه وبين ها ف الغا ية والو سيلة والهداف .ف هو نظام متميّ ز ل
ينطبق عليه أي وصف من الوصاف العهودة لنظم الكم الوضيعة .
انتهى ول المد والنّة وآخر دعوانا
أن المد ل رب العالي
568
الفهارس العامة
أو ًل :فهرست اليات .
ثانيًا :فهرست الحاديث والثار .
ثالثًا :فهرست العلم الترجم لم .
رابعًا :قائمة الراجع والصادر .
خامسًا :فهرست الوضوعات العامة .
569
تنبيه واعتذار
وقع ف ترتيب الفهارس حيث جاءت غي مطابقة لكان الوضوعات ف داخل الكتاب
ونن إذ نعتذر من القراء الكرام نرجو النتباه إل التعديل التال ف أرقام صفحات الفهرس
وذلك للحصول على الرقام الصحيحة .
570
أولً :
571
572
فهرست اليات القرآنية
حرف اللف (أ)
الصفحة الية
395 ك ........
وَْأ ُمرْ بِالْ َم ْعرُوفِ وَاْنهَ عَ ِن الْمُن َكرِ وَاصِْب ْر عَلَى مَا َأصَاَب َ
54 فَآمِنُواْ بِالّلهِ َورَسُوِلهِ النّبِيّ ا ُلمّ ّي ...........................
242 وَآتُواْ الْيَتَامَى َأ ْموَاَلهُمْ ...................................
40 وَاتَّبعُوْا مَا تَْتلُوْا الشّيَا ِطيُ َعلَى مُ ْلكِ سَُليْمَانَ ......
374 ، 97 اتّخَذُواْ َأحْبَا َرهُ ْم َو ُرهْبَاَنهُمْ َأ ْربَابا مّن دُونِ الّلهِ .
30 وَا ْج َعلْنَا ِللْمُّت ِقيَ ِإمَاما .
265 ا ْجعَلْنِي َعلَى َخزَآئِنِ ا َل ْرضِ ِإنّي َحفِيظٌ َعلِيمٌ
362 وَا ْجعَل لّي َوزِيرا مّنْ َأهْلِي هَارُونَ أَخِي
403 شرُوا الّذِينَ َظلَمُوا وََأ ْزوَا َجهُ ْم .
احْ ُ
48 حقّ .
فَاحْكُم َبيَْنهُم بِمَا أَنزَلَ الّل ُه وَلَ تَتّبِعْ َأ ْهوَاءهُمْ عَمّا جَاء َك مِنَ الْ َ
82 شرِ ِكيَ
ك وَل تَكُونَ ّن مِنَ الْ ُم ْ
وَادْعُ إِلَى رَّب َ
198 وَِإذِ اْبتَلَى ِإْبرَاهِي َم َرّبهُ ِبكَلِمَاتٍ
110 وَِإذَا ُقلْتُ ْم فَاعْدِلُوْا وََلوْ كَا َن ذَا ُقرْبَى
536 س شَدِيدٍ .
فَِإذَا جَاء َوعْدُ أُولهُمَا َبعَثْنَا َعلَيْكُ ْم ِعبَادا لّنَا ُأوْلِي بَ ْأ ٍ
33 وَِإذْ قَا َل رَّبكَ ِللْمَلَئِ َكةِ إِنّي جَاعِلٌ فِي ا َل ْرضِ خَلِيفَةً
116 وَاذْ ُكرُواْ ِنعْ َمتَ الّلهِ َعلَيْكُمْ ِإذْ كُنتُمْ َأعْدَاء فَأَلّفَ بَْينَ قُلُوبِكُمْ
452 فَاسْأَلُواْ َأهْ َل الذّ ْكرِ إِن كُنتُمْ لَ َتعْلَمُونَ
362 شيّ
ك مَعَ الّذِينَ يَ ْدعُو َن رَّبهُم بِاْلغَدَا ِة وَاْلعَ ِ
س َ
وَاصِْبرْ َنفْ َ
555 وَأَطِيعُواْ الّل َه َورَسُوَلهُ وَ َل تَنَا َزعُوْا فََتفْشَلُواْ
، 115 وَاعَْتصِمُوْا بِحَْبلِ الّلهِ جَمِيعا وَلَ َت َفرّقُوا
555
573
442 فَا ْعتَِبرُوا يَا أُولِي الْبصَارِ
354 وَا ْعَلمُواْ أَنّمَا غَِنمْتُم مّ ن َشيْ ٍء فَأَنّ لِلّ هِ ُخمُ سَهُ َولِلرّ سُولِ َوِلذِي اْلقُرْبَى وَالْيَتَامَى
وَاْلمَسَا ِكيِ
84 ِإلّ تَنفِرُواْ ُي َعذّْب ُكمْ َعذَابا َألِيما
80 إِنّا َنحْ ُن نَ ّزلْنَا الذّكْ َر وَِإنّا لَهُ َلحَافِظُونَ
80 إِنّا أَنزَلْنَا التّوْرَاةَ فِيهَا ُهدًى وَنُورٌ
48 حقّ
فَاحْكُم َبيْنَهُم ِبمَا أَن َزلَ اللّهُ َولَ تَتِّبعْ َأهْوَاء ُهمْ َعمّا جَاءكَ مِنَ اْل َ
283 ، 277 إِنّ َأكْ َرمَ ُكمْ عِندَ اللّهِ أَْتقَا ُكمْ ...................................
93 إِنِ اْلحُكْمُ إِلّ ِلّلهِ .............................................
106 إِنّ الّذِينَ ا ْرتَدّوا َعلَى َأدْبَا ِرهِم مّن َبعْ ِد مَا تََبيّنَ َلهُمُ اْلهُدَى
، 203 إِنّ الّذِينَ ُيبَاِيعُوَنكَ إِنّمَا يُبَاِيعُونَ الّلهَ
217
110 إِنّ الّلهَ يَ ْأ ُمرُ بِاْلعَدْ ِل وَا ِلحْسَا ِن وَإِيتَاء ذِي اْل ُقرْبَى
، 110 إِنّ الّلهَ يَ ْأ ُمرُكُمْ أَن تُؤدّواْ ا َلمَانَاتِ ِإلَى َأهِْلهَا
378
202 سهُ ْم وََأ ْموَاَلهُم
إِنّ الّلهَ ا ْشَترَى مِنَ الْ ُم ْؤمِِنيَ أَنفُ َ
261 سمِ
جْصطَفَاهُ عَلَيْ ُكمْ وَزَادَهُ َبسْطَةً فِي اْلعِ ْلمِ وَاْل ِ
إِنّ اللّهَ ا ْ
، 137 ، 96 فَإِن تَنَا َزعُْتمْ فِي شَيْءٍ فَرُدّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرّسُولِ
383
244 ، 165 ضلّ إْ ْحدَا ُهمَا فَُت َذكّرَ إِ ْحدَا ُهمَا الُخْرَى
أَن َت ِ
461 ضلّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ
َوإِن ُت ِطعْ َأكْثَرَ مَن فِي الَ ْرضِ ُي ِ
364 ، 306 إِنّ خَيْرَ َمنِ اسْتَ ْأجَرْتَ اْلقَوِيّ الَْأ ِميُ
، 519 ، 494
وَإِن طَاِئفَتَا ِن مِ َن الْ ُم ْؤمِِنيَ ا ْقتََتلُوا فََأصِْلحُوا َبيَْنهُمَا
544
84 اْنفِرُواْ ِخفَافا َوِثقَالً
364 إِّنكَ الْيَ ْومَ َلدَيْنَا مِ ِكيٌ َأمِيٌ
55 إِّنكَ مَّيتٌ َوإِنّهُم مّيّتُونَ .
574
106 إِّنمَا كَانَ قَ ْولَ اْلمُ ْؤمِِنيَ إِذَا ُدعُوا إِلَى اللّهِ وَرَسُولِهِ لَِيحْ ُكمَ بَيْنَ ُهمْ .
116 إِّنمَا اْلمُ ْؤمِنُونَ إِ ْخوَةٌ .
197 أنّمَا َأ ْموَالُكُ ْم وََأوْلدُكُمْ فِْتنَ ٌة
\
575
، 339 خُ ْذ مِنْ َأ ْموَاِلهِ ْم صَدََق ًة
342
576
\
577
***** حرف القاف (ق)
31 فَقَاِتلُواْ َأئِمّ َة الْ ُك ْفرِ ِإّنهُمْ لَ أَيْمَا َن َلهُمْ ..............
349 قَاتِلُواْ الّذِينَ لَ ُي ْؤمِنُونَ بِالّل ِه وَلَ بِاْلَي ْومِ ال ِخرِ ......
83 وَقَاتِلُوهُمْ َحتّى لَ تَكُونَ ِفتَْن ٌة وَيَكُونَ الدّينُ ِلّلهِ .
40 حكْمَةَ َوعَلّ َم ُه مِمّا َيشَاءُ .
ك وَالْ ِ
وَقََتلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ الّلهُ الْ ُم ْل َ
247 قَا َل ا ْجعَ ْلنِي عَلَى َخزَآئِنِ ا َل ْرضِ .........
، 30 ص ِإمَاما قَا َل وَمِصن ُذرّيّتِصي قَالَ َل يَنَا ُل َعهْدِي
ص لِلنّاس ِ
قَالَ ِإنّيص جَاعِلُك َ
، 198 الظّالِ ِميَ .......
، 252
520
247 وَقَالَ َلهُ ْم نَبِّيهُمْ إِ ّن الّلهَ قَ ْد َب َعثَ لَ ُكمْ طَالُوتَ مَلِكا ...
245 وََقرْنَ فِي بُيُوتِ ُكنّ .............
242 قُلْ إِن كَا َن لِلرّحْمَ ِن وََلدٌ فَأَنَا َأوّ ُل اْلعَابِدِينَ ....
82 قُ ْل هَص ِذهِ سَبِيلِي َأ ْدعُو إِلَى الّل ِه عَلَى َبصِ َيةٍ َأنَ ْا َومَنِ اتَّبعَنِي ...
247 قُ ْل هَ ْل يَسَْتوِي الّذِينَ َي ْعلَمُونَ وَالّذِينَ ل َيعْلَمُو َن ......
حروف الكاف (ك)
68 سهِ الرّحْ َم َة .......
ب عَلَى َنفْ ِ
كََت َ
84 ب عََليْكُمُ اْلقِتَا ُل َو ُهوَ ُك ْرهٌ لّكُمْ ..........
كُِت َ
113 وَكَذَِلكَ أَخْ ُذ رَّبكَ ِإذَا أَ َخذَ اْل ُقرَى َوهِيَ ظَالِ َم ٌة ..
374 وَكَذَِلكَ ُنوَلّي َبعْضَ الظّالِ ِميَ َبعْضا بِمَا كَانُواْ يَ ْكسِبُو َن ..
372 ع َو َمقَامٍ َكرِ ٍي ..
ت َوعُيُونٍ َو ُزرُو ٍ
كَمْ َترَكُوا مِن َجنّا ٍ
360 كَيْ ل يَكُو َن دُوَلةً بَيْ َن ا َلغِْنيَاء مِنكُ ْم ............
حرف اللم (ل)
521 وَلْتَكُن مّنكُمْ ُأمّةٌ َي ْدعُونَ ِإلَى اْلخَْي ِر ..........
578
579
، 521 ، 91 ُلعِنَ الّذِينَ َك َفرُوْا مِن بَنِي إِ ْسرَائِي َل ...........
522
511 وََل َقدْ أَ َخذْنَاهُم بِاْل َعذَابِ َفمَا ا ْستَكَانُوا لِرَبّ ِهمْ َومَا َيَتضَرّعُونَ .
48 َل َقدْ أَرْ َسلْنَا رُ ُسلَنَا بِاْلبَيّنَاتِ ...................
315 ، 302 شجَرَةِ ..
حتَ ال ّ
َل َقدْ رَضِيَ اللّهُ عَنِ اْلمُ ْؤمِِنيَ إِذْ يُبَاِيعُوَنكَ َت ْ
461 وَلَ ِكنّ َأكْثَرَ النّاسِ ل يُ ْؤمِنُونَ .............
54 فََلمّا َقضَى َزْيدٌ مّنْهَا وَطَرا ...................
101 أََلمْ تَرَ إِلَى اّلذِينَ يَ ْز ُعمُونَ أَنّ ُهمْ آمَنُواْ ِبمَا أُن ِزلَ إِلَْيكَ ..
450 وََلمَن صَبَرَ َو َغفَرَ إِنّ ذَِلكَ َل ِمنْ عَزْمِ ا ُلمُورِ ....
، 163 ، 42 جعَ َل الّلهُ ِللْكَاِفرِي َن عَلَى الْ ُم ْؤمِِنيَ سَبِيلً ....
وَلَن يَ ْ
، 234 ، 226
468
، 162 ستَنِبطُوَنهُ مِْنهُمْ
وََل ْو َردّوهُ إِلَى الرّسُو ِل وَإِلَى ُأوْلِي ا َل ْمرِ مِْنهُمْ َل َعلِ َمهُ الّذِينَ يَ ْ
385
حرف اليم (م)
137 َومَا ا ْخَتلَفُْتمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ َفحُ ْكمُهُ إِلَى اللّهِ ..............
54 خذُوهُ َومَا نَهَا ُكمْ عَنْهُ فَانتَهُوا .....
َومَا آتَا ُكمُ الرّسُولُ َف ُ
352 َومَا َأفَاء اللّهُ عَلَى َرسُولِهِ مِنْ ُهمْ َفمَا َأوْ َجفُْتمْ َعلَيْهِ ِمنْ خَْيلٍ وَل ِركَابٍ ...
355 مّا َأفَاء اللّهُ عَلَى رَسُولِهِ ِمنْ َأ ْهلِ الْقُرَى ...
461 صتَ ِب ُم ْؤمِِنيَ .
َومَا َأكْثَرُ النّاسِ وَلَوْ حَرَ ْ
333 وَاْلمُ ْؤمِنُونَ وَاْلمُ ْؤمِنَاتُ َب ْعضُ ُهمْ أَوِْليَاء َب ْعضٍ .
333 ، 100 َومَا َخلَ ْقتُ اْلجِنّ وَالْإِنسَ إِل لَِيعُْبدُونِ .
94 مّا فَرّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ .........
68 مَا َقدَرُواْ اللّهَ َحقّ َقدْرِهِ ............
84 َومَا كَانَ الْ ُم ْؤمِنُونَ ِليَن ِفرُواْ كَآفّةً ...........
462 وَمَا كَا نَ لِ ُم ْؤمِ ٍن وَل ُمؤْمَِنةٍ ِإذَا قَضَى اللّ ُه َورَ سُوُلهُ َأمْرا أَن يَكُو نَ َلهُ مُ
580
اْلخَِي َر ُة مِنْ َأ ْم ِرهِمْ
581
432 خنَ فِي ا َل ْرضِ .
مَا كَانَ لَِنبِيّ أَن يَكُونَ َلهُ أَ ْسرَى حَتّى يُثْ ِ
55 َومَا مُحَمّدٌ إِ ّل َرسُولٌ قَدْ َخَلتْ مِن َقبِْلهِ الرّسُلُ ....
461 َومَا يَتّبِعُ أَكَْث ُرهُمْ إِلّ ظَنّا ....................
455 َومَنْ َأحْسَ ُن مِنَ الّلهِ حُكْما ّل َقوْمٍ يُوِقنُونَ
450 فَمَنِ اعْتَدَى َعلَيْ ُكمْ فَاعْتَدُوْا عََلْيهِ ِبمِثْ ِل مَا ا ْعتَدَى َعلَيْكُ ْم ....
102 َومَن لّمْ يَحْكُم بِمَا أنزَ َل الّلهُ فَُأ ْولَصِئكَ هُ ُم الظّاِلمُونَ ...
102 َومَن لّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَ َل الّلهُ فَُأ ْولَصِئكَ هُ ُم اْلفَا ِسقُونَ ...
، 102 َومَن لّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَ َل الّلهُ فَُأ ْولَصِئكَ هُ ُم الْكَاِفرُونَ ....
، 105
208
216 َومَن يََتوَّلهُم مّنكُ ْم فَإِّن ُه مِْنهُمْ ....
101 ت وَُي ْؤمِن بِالّلهِ ...
فَمَ ْن يَ ْك ُفرْ بِالطّاغُو ِ
***** حرف النون (ن)
31 جعََلهُمُ اْلوَارِِثيَ ...
جعََلهُمْ َأئِمّ ًة وََن ْ
وَنَ ْ
94 وََنزّلْنَا َعلَْيكَ الْكِتَابَ ِتبْيَانا لّكُ ّل شَ ْيءٍ ...
حرف الاء (هـ)
120 ُهوَ أَنشَأَكُم مّ َن ا َل ْرضِ وَاسَْتعْ َمرَكُمْ فِيهَا ...
حرف (ل)
237 س َفهَاء َأ ْموَالَكُ ُم الّتِي َجعَلَ الّلهُ لَكُمْ ِقيَاما ...
وَلَ ُتؤْتُواْ ال ّ
253 ض وَل ُيصْلِحُو َن ...
سرِِفيَ الّذِينَ ُيفْسِدُو َن فِي ا َل ْر ِ
وَل تُطِيعُوا َأمْرَ الْمُ ْ
، 116 وَلَ تَكُونُواْ كَالّذِينَ َت َفرّقُوْا وَاخَْتَلفُواْ ...
555
65 وَلَ تُ ْلقُوْا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى الّت ْهلُكَةِ ..
582
116 َولَ َتنَا َزعُواْ فََت ْفشَلُواْ ...
، 102 ، 96 جرَ َبيَْنهُمْ ...
حكّمُوكَ فِيمَا شَ َ
ل َورَّبكَ لَ ُي ْؤمِنُونَ َحتّىَ يُ َ
فَ َ
441
234 خذِ اْلمُ ْؤمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء ...
لّ يَّت ِ
390 خذَ َب ْعضُنَا َبعْضا أَرْبَابا مّن دُونِ اللّهِ ...
َولَ َيّت ِ
111 َولَ َيجْ ِرمَنّ ُكمْ َشنَآنُ قَ ْومٍ َعلَى َألّ َت ْعدِلُواْ ا ْعدِلُواْ ...
68 ل ُيسَْألُ َعمّا َي ْف َعلُ َو ُهمْ ُيسْأَلُونَ ...
حرف الياء (ي)
521 ضلّ إِذَا اهَْتدَْيُتمْ ..........
يَا أَيّهَا اّلذِينَ آمَنُواْ َعلَيْ ُكمْ أَن ُفسَكُمْ لَ َيضُ ّركُم مّن َ
88 صبِرُواْ وَصَابِرُواْ .............
يَا أَيّهَا اّلذِينَ آمَنُواْ ا ْ
، 235 ، 162 يَا َأّيهَا الّذِي َن آمَنُواْ أَطِيعُوْا الّلهَ وَأَطِيعُوْا الرّسُو َل وَُأوْلِي ا َل ْمرِ مِنكُمْ
، 382 ، 378
459 ، 386 ............
439 جوَاكُ ْم صَدَقَةً ..
يَا َأّيهَا الّذِي َن آمَنُوا ِإذَا نَاجَْيتُمُ الرّسُولَ َفقَ ّدمُوا َبيْنَ يَ َديْ نَ ْ
253 يَا َأّيهَا الّذِي َن آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ ِبنَبٍَأ فَتََبيّنُوا
210 يَا َأّيهَا الّذِي َن آمَنُواْ َأوْفُواْ بِاْل ُعقُودِ .
234 يَا َأّيهَا الّذِي َن آمَنُواْ لَ َتتّخِذُوْا الْكَاِفرِينَ َأوِْليَاء مِن دُونِ الْ ُم ْؤمِِنيَ ..
236 يَا َأّيهَا الّذِي َن آمَنُواْ لَ َتتّخِذُوْا الَْيهُو َد وَالّنصَارَى َأوْلِيَاء ..
362 يَا َأّيهَا الّذِي َن آمَنُواْ لَ َتتّخِذُوْا بِطَاَن ًة مّن دُونِكُمْ ...
365 يَا أَيّهَا اّلذِينَ آمَنُواْ لَ َتخُونُواْ اللّهَ وَالرّسُولَ ...
117 يَا أَيّهَا النّاسُ إِنّا َخلَقْنَاكُم مّن َذكَرٍ َوأُنثَى ...
448 يَا أَيّهَا النّبِيّ اّتقِ اللّهَ ...
384 ، 200 يَا َأّيهَا النّبِيّ ِإذَا جَاءكَ اْل ُم ْؤمِنَاتُ يُبَاِيعَْنكَ ...
449 ، 17 يَا أَيّهَا النّبِيّ إِذَا َطلّقُْتمُ الّنسَاء ...
448 يَا َأّيهَا النّبِ ّي جَاهِدِ اْل ُكفّارَ وَالْمُنَاِف ِقيَ ...
\
583
، 111 يَا دَاوُودُ إِنّا َجعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي ا َل ْرضِ فَا ْحكُم بَْينَ النّاسِ بِاْلحَ ّق ...
392 ، 367
354 ك عَنِ الَنفَالِ قُلِ الَنفَالُ ِلّلهِ وَالرّسُولِ ..
يَسَْألُوَن َ
68 ُيضِ ّل مَن يَشَا ُء وََيهْدِي مَن يَشَاءُ ...
، 94 ، 93 اْلَي ْومَ أَ ْكمَ ْلتُ لَكُ ْم دِينَكُمْ ....
96
584
585
ثانيا
فهرست الحاديث والثار
586
587
فهرست الحاديث والثار
حرف اللف (أ)
الصفحة طرف الديث
323 إئذن له وبشره بالنة .
208 أبايعك على سنة ال ورسوله والليفتي من بعده (قول عبد الرحن بن عوف
107 أبغض الناس إل ال ثلثة .
317 أبو بكر وعمر سيدا كهول أهل النة .
152 أتعلو نه إلّ وال عليّ أن ل آلو عن أفضل كم ؟ قالوا :ن عم ( من قول ع بد
الرحن بن عوف .
438 اجعوا له العابد من أمت ث اجعلوه بينكم شورى .
411 ل عيوب ( من قول عمر ) .
أحب الناس إلّ من رفع إ ّ
348 احلف لم وأكذبم ول تعطهم شيئًا ( من قول الثوري ) .
588
556 ، 207 إذا بويع لليفتي فاقتلوا الخر منهما .
50 إذا خرج ثلثة ف سفر فليؤمروا أحدهم .
402 إذا رأي تم القارئ ي ب الغنياء ف هو صاحب دن يا ،وإذا رأيتموه يلزم ال سلطان
فهو لص ( من قول عمر ) .
523 ، 410 إذا رأيتم أمت تاب الظال أن تقول له إنك أنت ظال فقد تودع منها .
365 إذا ضيعت المانة فانتظر الساعة .
هامش 74 فإذا مت فتشاورا ثلثة أيام ،ول يأتي اليوم الرابع إل وعليكم أمي منكم ( من قول عمر )
369 أرأيتم إن استعملت عليكم خي ما أعلم ث أمرته بالعدل أقضيت ما علي؟(من قول عمر ) .
278 أربع من أمت من أمر الاهلية ل يتركونن .
218 ارجع فقد بايعتك .
345 أرضوا مصدقيكم .
434 استرشدوا العاقل ترشدوا ول تعصوه فتندموا .
286 استقيموا لقريش ما استقاموا لكم .
، 264 ، 229 اسعوا وأطيعوا وإن استعمل عليكم عبد حبشي .
، 373 ، 366
458
56 أسرعوا بالنازة
380 اسع وأطع ولو لبشي كأن رأسه زبيبة .
323 اسكن أحد فليس عليك إل نب وصديق وشهيدان .
526 أشد الناس عذابًا يوم القيامة رجل قتله نب أو قتل نبيًا .
، 147 أطيعون ما أطعت ال ورسوله ( من قول أب بكر ) .
395 ، 207
339 أعْلمهم أن ال افترض عليهم ف أموالم صدقة .
282 أفعن معادن العرب تسألون ؟ خيارهم ف الاهلية خيارهم ف السلم إذا فقهوا
131 ، 126 اقتدوا باللذين من بعدي .
589
هامش 129 أ ْقرَأْنَا أُبَ ّي ( من قول عمر ) .
90 أقيموا حدود ال ف القريب والبعيد .
488 أقيلون أقيلون قالوا :ل وال ل نقيلك ول نستقيلك (من قول أب بكر )
275 ، 31 الئمة من قريش .
243 الئمة من قريش .فإن أمرت قريش فيكم عبدًا حبشيًا مدعًا فاسعوا له وأطيعوا .
271 الئمة من قريش إن لم عليكم حقًا ولكم عليهم حقًا ،ما إن استرحوا رحوا
335 ، 31 المام العظم الذي على الناس راع وهو مسئول عن رعيته .
117 الناس سواسية كأسنان الشط .
389 ألي سوا يرمون ما أحل ال فتحرمو نه ويلون ما حرم ال فتحلونه قال :
قلت بلى ،قال :فتلك عبادتم .
171 امدد يدك أبايعك فيقول الناس عم رسول ال بايع ابن أخيه ( من قول العباس
346 أمرون جيعًا أن أدفعها إل السلطان ما اختلف علي منهم أحد ( من قول أب
صال ) .
206 امهلوا فإن حدث ب حدث فليص ّل بالناس صهيب ( من قول عمر ) .
276 إن أدركن أجلي وأبو عبيدة حي استخلفته ( من قول عمر ) .
،160 ،134 إن أستخلف فقد استخلف من هو خي من ( من قول عمر ) .
186
112 إن ال ليملي للظال حت إذا أخذه ل يفلته .
، 117 إن ال أذهب عنكم ِعبّية الاهلية وفخرها بالباء .
278
171 إن الناس تشاطوا ف الذان يوم القاد سية ،فأقرع بين هم سعد ( من قول أ ب
شبمه ) .
235 إنا ل نستعي بشرك .
238 إن القلم رفع عن ثلثة .
590
، 267 إن ال اصطفى كنانة من ولد إساعيل .
، 283
294
، 264 إنا ل نول هذا من سأله ول من حرص عليه .
365
314 إن ال بعثن إليكم فقلتم كذبت وقال أبو بكر صدق .
316 إن أهل الدرجات العلى لياهم من تتهم كما ترون النجم الطالع ف أفق
السماء .
353 إن الصدقة ل تنبغي لل ممد إنا هي أوساخ الناس .
353 إ نا وبنوا الطلب ل نفترق ف جاهل ية ول إ سلم .إن ا ن ن و هم ش يء
واحد .
361 أنا أول بكل مؤمن من نفسه ،وأيا رجل مات وترك دينًا فإلّي ،ومن
ترك مالً فلورثته .
363 إن ال ل يبعث نبيًا إل وله بطانتان .
430 إن القوم إذا شاور بعضهصم بعضًا وأرادوا بذلك وجصه ال عزم لمص على
رشدهم ( من قول قتادة ) .
473 إن أمر عليكم عبد فاسعوا له وأطيعوا ما قادكم بكتاب ال .
487 إن ابن هذا سيد ولعل ال أن يصلح به فئتي متقاتلي من السلمي .
510 إن ال ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر أو بأقوام ل خلق لم .
521 إن الناس إذا رأوا النكر ول يغيونه أوشك ال عز وجل أن يعمهم بعقابه .
521 إن الناس إذا رأوا الظال فلم يأخذوا على يديه .
522 إن أول ما دخل النقص على بن إسرائيل أنه كان الرجل يلقى الرجل .
91 إن بن إسرائيل لا وقع فيهم النقص كان الرجل يرى أخاه على الذنب .
، 100 أنتم أعلم بأمور ديناكم .
591
432
، 135 إن تؤمروا أبا بكر تدوه أمينًا زاهدًا ف الدنيا راغبًا ف الخرة .
160
509 إن خليلي وابصن عمصك عهصد إلّي إذا اختلف الناس أن أتذص سصيفًا مصن
خشب ( من قول اهبان بن صيفي ) .
394 إن رسول ال ما انتقم قط إل أن تنتهك حرمات ال .
371 إن شر الرعاء الطمة .
530 إن عائشة قد سارت إل البصرة وال إنا لزوجة نبيكم ف الدنيا والخرة
( من قول عمار ) .
40 ، 39 إن عمر بن الطاب سأل عن الفرق بي اللفة واللك ( قول سلمان )
143 إن عليّا بايع أبا بكر بعد وفاة فاطمة .
، 380 إنكم سترون بعدي أثرة وأمور تنكرونا .
393
393 إنكم سترون بعدي أثرة فاصبوا حت تلقون على الوض .
432 إن كان شيئًا من أمور دنياكم فشأنكم به ،وإن كان شيئًا من أمر دينكم
فإلّي .
371 إنك إن تتبعت عورات الناس أفسدتم أو كدت تفسدهم .
130 إن ل تدين فأت أبا بكر .
295 إن للقرشي مثلي قوة الرجل من غي قريش .
526 إنا أخاف على أمت الئمة الضلي .
367 إنا يهلك هذه المة كل منافق عليم .
114 إنا أهلك من كان قبلكم أنم كانوا إذا سرق الشريف تركوه .
399 إن من إجلل ال تعال إكرام ذي الشيبة السلم وحامل القرآن غي الغال فيه والاف .
401 إن من أبغض القراء إل ال الذين يزورون المراء .
592
154 إنا كانت أول الفت -أي حادثة استشهاد عثمان وآخرها فتنة السيح
( من قول حذيفة
593
509 إنا ستكون فت أل ثُمّ تكون فتنة القاعد فيها خي من الاشي .
270 إن هذا المر ف قريش ل يعاديهم أحد إل كبّه ال ف النار .
388 إنه سيلي أمركم من بعدي رجال يطفئون السنة ويدثون البدعة .
51 إنه من يعش منكم فسيى اختلفًا كثيًا فعليكم بسنت وسنة اللفاء
الراشدين من بعدي .
149 إنه قد نزل ب ما ل ترون ،ول أظنن إل لأتّي وقد أطلق ال أيانكم من
بيعت ( من قول أب بكر ) .
، 109 إنه يستعمل عليكم أمراء فتعرفون وتنكرون .فمن كره فقد بريء ومن
، 256 أنكر فقد سلم .
472
، 109 إنه يستعمل عليكم أمراء فتعرفون وتنكرون .
، 256
472
، 208 إن أقر بالسمع والطاعة لعبد ال عبد اللك بن مروان (من قول ابن عمر)
219
، 417 إن أنزلت نفسي من مال ال منلة اليتيم ( من قول عمر ) .
418
359 إن إنا فعلت ذلك لتألفهم -لا أعطى القرع بن حابس وصحبه . -
56 إن لرى طلحة قد حدث فيه الوت فآذنون به وعجلوا .
115 إن ل أبعث عمال ليضربوا أبشاركم ( من قول عمر ) .
218 إن ل أصافح النساء .
299 إن لترج أن استعمل الرجل وأنا أجد من هو أقوى منه (من قول عمر)
411 إ ن قد ول يت علي كم ول ست بي كم فإن أح سنت فأعينو ن وإن أ سأت
فقومون ( من قول أب بكر ) .
241 أوصيكم بتقوى ال والسمع والطاعة وإن عبد حبشي .
594
380 إل أن تروا كفرًا بواحًا .
225 أل من ول عليه وآل فرآه يأت شيئًا من معصية ال فليكره ما يأت من معصية ال .
323 أل أستحي من رجل تستحي منه اللئكة
\
595
530 بايعان بالدينة وخالفان بالبصرة ( من قول علي ) .
131 بعثن بنو الصطلق إل رسول ال أن سله إل من ندفع صدقتنا ؟
596
حرف التاء (ت)
215 تأخذون با تعرفون وتدعون ما تنكرون .
، 394 تسمع وتطيع وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك فاسع وأطع .
، 505
506
238 تعوذوا بال من رأس السبعي ومن إمارة الصبيان .
38 ، 37 تكون النبوة ما شاء ال فيكم أن تكون ث يرفعها إذا شاء أن يرفعها .
515 تقتلهم -أي الوارج -أدن الطائفتي إل الق .
حرف الثاء (ث)
، 376 ثلثة ل يكلمهم ال يوم القيامة ول ينظر إليهم ول يزكيهم ولم عذاب
377 أليم .
حرف اليم (ج)
166 جاء عبصد يبايصع النصب على الجرة فبايعصه -فجاء سصيده يريده فقال :
بعنيه .
حرف الاء (ح)
90 حد يعمل به ف الرض خي من أن يطروا أربعي صباحًا .
حرف الاء (ح)
419 خذه فتموله وتصدق به فما جاءك من هذا الال وأنت غي مشرف له ،
ول سائل فخذه وإل فل تتبعه نفسك .
597
326 ، 33 خلفة النبوة ثلثون سنة .
، 471 خيار أئمتكم الذين تبونم ويبونكم .
505
حرف الدال (د)
142 دعصا أبصو بكصر بالزبيص فقال :قلت ابصن عمصة رسصول ال ؟ -فقال :ل
تثريب يا خليفة رسول ال ؟
406 الد ين الن صيحة قل نا ل ن ؟ قال :ل ولر سوله ولكتا به ولئ مة ال سلمي
وعامتهم .
حرف الذال (ذ)
204 ذهب أهل الجرة با فيها .
حرف الراء (ر)
88 رباط يوم ف سبيل ال خي من الدنيا وما فيها .
88 رباط يوم وليلة خي من صيام شهر وقيامه .
313 رحك ال إن كنت لرجو أن يعلك ال مع صاحبيك ( من قول علي )
.
140 رضينا لدنيانا من رضي رسول ال لديننا ( من قول علي ) .
، 372 الرع ية مؤد ية إل المام ما أدى المام إل ال فإن ر تع المام رتعوا ( من
373 قول عمر ) .
598
حرف الزاي (ز)
526 زويت ل الرض حت رأيت مشارقها ومغاربا .
حرف السي (س)
456 سئل النب عن العزم فقال :مشاورة أهل الرأي ث إتباعهم .
457 سئل النب عن العزم فقال :أن تشاور ذا رأي ث تطيعه .
507 سباب السلم فسوق وقتاله كفر .
، 111 سبعة يظلهم ال يوم ل ظل إل ظله .
، 334
344
38 ستكون اللفة من بعدي ثلثون ث يكون اللك .
508 ستكون فت القاعد فيها خي من القائم .
،126 ، 56 حديث السقيفة ( فيه أحاديث كثية ) .
، 133
143
492 سيخرج قوم ف آ خر الزمان حداث ال سنان سفهاء الحلم يقولون من
قول خي البية .
400 سيكون بعدي أمراء فمن دخل عليهم فصدقهم بكذبم .
525 سيكون عليكم أمراء يأمرونكم با ل يفعلون فمن صدقهم .
374 سيليكم أمراء بعدي يعرفونكم ما تنكرون ،وينكرون عليكم ما تعرفون
حرف الضاد (ض)
348 ضعوها ف مواضعها -أي الصدقة ( -من قول ابن عمر )
599
حرف العي (ع)
524 ل فلم يض لمري أن تعلوا مكانه من يض لمري
أعجزت إذا بعثت رج ً
386 على الرء السمع والطاعة فيما أحب وأكره إل أن يؤمر بعصية .
، 194 على أي ش يء بايع تم ر سول ال يوم الديب ية قال :على الوت .من
195 قول سلمة بن الكوع ) .
530 عمار تقتله الفئة الباغية .
112 لعمل المام العادل ف رعيته يومًا أفضل من عبادة العابد ف أهله مائة عام
أو خسي عامًا .
، 141 عهد أب بكر لعمر .
142
471 العهد الذي بيننا وبينهم الصلة فمن تركها فقد كفر .
، 186 عهد عمر بالمر إل الستة .
187
حرف الغي (غ)
354 الغنيمة لن شهد الوقعة ( من قول عمر ) .
حرف الفاء (ف)
، 41 فوا ببيعة الول فالول .
، 207
، 213
، 557
564
حرف القاف (ق)
125 قد اخترت لكم هذين الرجلي فبايعوا أيهما شئتم ( .من قول أب بكر )
600
219 وقد بايعتك وبايعت ابن عمك وأصحابه ( من كلم النجاشي ) .
344 وقد عتقت يا كيسان ؟ قال :نعم .قال :با أنت فأقسمها ( .من قول
عمر ) .
268 قدموا قريشًا ول تقدموها .
288 قريش ولة الناس ف الي والشر إل يوم القيامة .
، 271 قريش ولة هذا المر .فقال سعد :صدقت نن الوزراء وأنتم المراء .
، 272
279
141 قيل لعلي :استخلف قال :ما استخلف رسول ال فأستخلف ( .من
قول علي ) .
حرف الكاف (ك)
، 41 كانت بنوا إسرائيل تسوسهم النبياء .
، 213
557
510 كسروا فيها سيوفكم وقطعوا أوتاركم .
259 كل ابن آدم خطاء وخي الطاءين التوابون .
45 ، 374 كما تكونوا يول عليكم .
5
395 ك نا بع هد ر سول ال ن عد هذا نفاقًا ل ن كان هكذا ( .من قول ع بد
ال بن عمر ) .
205 ك نا نبا يع ر سول ال على ال سمع والطا عة يقول ل نا في ما ا ستطعت .
( من قول ابن عمر ) .
312 ك نا ن ي ب ي الناس ف ز من ال نب فنخ ي أ با ب كر ث ع مر ث عثمان .
( من قول ابن عمر ) .
601
147 كنت أرجو أن يعيش رسول ال حت يدبرنا ( .من قول عمر )
602
حرف اللم (ل)
325 لعطي هذه الراية رجلً يفتح ال على يديه يب ال ورسوله ويبه ال
ورسوله .
348 لبسوا علينا لبس ال عليهم ( .من قول ابن عمر ) .
33 لست خليفة ال ،ولكن خليفة رسول ال ( .قول أب بكر ) .
140 لعن ال من ذبح لغي ال .
372 لقد عففت فعفت رعيتك ولو رتعت لرتعوا ( .من قول علي ) .
315 لقد كان فيمن قبلكم مدثون .
215 لك ن أكره أن أبا يع أمي ين ق بل أن يت مع الناس على أم ي وا حد ( .من
قول ابن عمر ) .
355 للرجل سهم وللفرس سهمان .
338 وال لو منعو ن عقالً كانوا يؤدو نه لر سول ال لقاتلت هم عل يه ( .من
قول أب بكر ) .
33 اللهم أنت الصاحب ف السفر .
356 وال ل أحد أحق بذا الال من أحد ( .من قول عمر ) .
218 وال ما مست يد رسول ال يد امرأة قط .
370 اللهم من ول من أمر أمت شيئًا فشق عليهم فأشقق عليه .
141 وال ما عهد إلّ رسول ال إل شيئًا عهده إل الناس ( من قول علي )
69 ، 68 لا قضى ال اللق كتب ف كتابه ..إن رحت تغلب غضب .
195 ل نبايع رسول ال على الوت ،وإنا بايعناه على أل نفر (عن جابر)
439 لا نزلت ﴿ يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول ﴾ ...قال ل النب
:ما ترى ؟
528 لن يبح هذا الدين قائمًا يقاتل عليه عصابة من السلمي .
\
603
24 ، 164 لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة .
4
277 لو أدركن أحد هذين الرجلي ث جعلت هذا المر إليه لوثقت به ( .من قول
عمر ) .
226 لو استعمل عليكم عبد يقودكم بكتاب ال فاسوا وأطيعوا .
327 لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبًا ما بلغ مد أحدهم ول نصيفه .
، 426 لو أنكما تتفقان على أمر واحد ما خالفتكما .
457
387 لو دخلوها ما خرجوا منها إنا الطاعة ف العروف .
271 لو سلك الناس واديًا لسلكت وادي النصار وشعبها .
299 لو علمصت أحدًا مصن الناس أقوى عليصه منص لكنصت أقدم فتضرب عنقصي
أحب إل من أن أليه ( .من قول عمر ) .
316 لو كان بعدي نب لكان عمر .
531 لو كنت ف شدق السد لحببت أن أكون معك فيه ،ولكن هذا المر
ل أره ( .من قول أسامة لعلي ) .
314 لو كنت متخذًا خليلً لتذت أبا بكر .
111 ليس من وال أمة قلت أو كثرت ل يعدل فيها إل كبه ال ف النار .
51 لينقض عرى السلم عروة عروة .
98 أليسوا يلون لكم ما حرم ال فتحلونه ؟
حرف اليم (م)
ما أجد ف نفسي شيئًا إل أن ل أقاتل الفئة الباغية مع علي ( .من قول ابن 532 ، 531
عمر ) .
362 ما استخلف خليفة إل له بطانتان .
312 ما أنا إل رجل من السلمي ( .من قول علي ) .
604
372 مصا بقاء هذا المصر الصصال الذي جاء ال بصه بعصد الاهليصة ؟ قال ( :مصا
استقامت بكم أئمتكم ) ( .من قول أب بكر ) .
605
\
606
201 الدينة كالكي تنفي خبثها ،وتنصع طيبها .
128 مروا أبا بكر فليصل بالناس .
427 الستشار مؤتن .
، 116 السلم أخو السلم .
117
208 السلمون على شروطهم .
436 الشورة عي الداية وقد خاطر من استغن برأيه ( .من قول علي ) .
112 القسطون على منابر من نور .
، 479 من أتاكم وأمركم جيع على رجل منكم يريد أن يشق عصاكم فاقتلوه
541
379 ، 35 من أطاعن فقد أطاع ال ومن عصان فقد عصى ال .
181 من أراد ببو حة ال نة فليلزم الما عة فإن الشيطان مع الوا حد و هو من
الثني أبعد .
، 195 من استخلف ؟ لو كان أبو عبيدة ابن الراح ( .من قول عمر ) .
196
299 مصن اسصتعمل رجلً على عصصابة وفيهصم أرضصى ال منصه فقصد خان ال
ورسوله والؤمني .
399 من أهان سلطان ال ف الرض أهانه ال .
، 213 من با يع إمامًا فأعطاه صفقة يده وثرة قل به فليط عه ما ا ستطاع فإن جاء
، 398 آخر ينازعه فأضربوا عنق الخر .
557
، 161 ل من غي مشورة السلمي فل يتابع هو ول الذي بايعه تغرةمن بايع رج ً
، 180 أن يقتل ( .من قول عمر ) .
206
401 من بدا جفا ومن اتبع الصيد غفل .
607
470 من بدل دينه فاقتلوه .
90 من حالت شفاعته دون حد من حدود ال فقد ضار ال من أمره
608
107 من حكم بغي ما أنزل ال فحكم الاهلية ( .من كلم السن البصري )
403 من دعا لظال بالبقاء فقد أحب أن يعصى ال ف أرضه .
89 من رابط ف شيء من سواحل السلمي ثلثة أيام أجزأت عنه رباط سنة
، 203 من رأى من أميه شيئًا يكرهه فليصب .
505
، 521 من رأى منكم منكرًا فليغيه بيده .
522
313 من ز عم أن عليًا أ حق بالول ية ف قد خ طأ أ با ب كر وع مر والهاجر ين
والنصار ( .من قول سفيان الثوري ) .
507 من سع سع ال به يوم القيامة ،ومن شاق شقق ال عليه يوم القيامة .
118 من قتل تت راية عمية يدعوا إل عصبية .
382 من قتل دون ماله فهو شهيد .
134 من كان رسول ال مستخلفًا لو استخلف ؟ قالت :أبو بكر ( .من قول
عائشة ) .
411 من كان عنده نصيحة لذي سلطان فل يكلمه با علنية .
361 ل فليكتسب زوجة .
من كان لنا عام ً
76 من مات ول يغز ول يدث نفسه بالغزو مات ميتة جاهلية .
505 ، 50 من مات وليس ف عنقه بيعة مات ميتة جاهلية .
368 من وله ال شيئًا من أمور السلمي فاحتجب دون حاجتهم وخلتهم .
531 من هي الفئة الباغ ية ؟ لو علم نا ما سبقتن أ نت ول غيك على قتال ا .
( من قول ابن عمر ) .
322 من يفر بئر رومة فله النة .
609
حرف النون (ن)
266 ناسبوا بذا النسب العباس بن عبد الطلب وربيعة بن الارث .
، 270 الناس ت بع لقر يش ف هذا الشأن م سلمهم ت بع ل سلمهم ،وكافر هم ت بع
271 لكافرهم .
374 الناس على دين ملوكهم .
35 نن الؤمنون وعمر أمينا ( .قول بعض أصحاب رسول ال ) .
223 نن مع من غلب ( .من قول ابن عمر ) .
532 ندمت على تركي قتال الفئة الباغية ( .من قول ابن عمر ) .
408 نضر ال امرأ سع مقالت فبلغها فرب حامل فقه غي فقيه .
345 نعم إذا أديتها إل رسول فقد برئت منها .
حرف الاء (هـ)
201 هات يدك أبايعك على السلم فبايعه فقال الرسول وعلى قومك قال
:وعلي قومي ( عن ضماد ) .
352 فهل جلست ف بيت أبيك أو بيت أمك حت تأتيك هديتك .
355 هل تنصرون وترزقون إل بضعفائكم .
حرف الل (ل)
197 ل آمركم ول أناكم أنتم أبصر ( .من قول علي )
610
207 ل أبايع اثني ما اختلف الليل والنهار ( .من قول سعيد بن السيب ) .
، 214 ل أقاتل ف الفتنة وأصلي وراء من غلب ( .من قول بن عمر ) .
467
312 ل أوتى بأحد يفضلن على أب بكر وعمر إل جلدته حد الفتري ( .من
قول علي ) .
39 ل بل عبدًا رسو ًل .
347 ل تدفعها إليهم فقد أضاعوا الصلة ( .من قول ابن عمر ) .
508 ل ترجعوا بعدي كفارًا يضرب بعضكم رقاب بعض .
155 ل تريدون ،إن لكم وزير خي من لكم أمي ( .من قول علي ) .
، 528 ل تزال طائفة من أمت على الق ظاهرين حت يأتيهم أمر ال .
529
529 ل تزال طائفة من أمت يقاتلون على الق .
270 ل تقوم الساعة حت يرج رجل من قحطان يسوق الناس بعصاه .
92 ل حت تأطروهم على الق أطرًا .
65 ل ضرر ول ضرار .
471 ، 226 ل ما أقاموا فيكم الصلة .
، 505 ،
547
203 ل نبح حت نناجز القوم .
196 ل وإنا أترككم كما ترككم رسول ال ( .من قول علي ) .
129 ل يبقي باب إل سدّ إل باب أب بكر .
50 ل يل لثلثة يكونون بفلة من الرض إل أمروا أحدهم .
417 ل يل للخليفة من هذا الال إل قصعتان .
270 ل يزال هذا المر ف قريش ما بقي منهم اثنان .
611
545 ل ينبغي للمؤمن أن يذل نفسه .
حرف الياء (ي)
305 ، 260 يا أبا ذر إنك ضعيف وإنا أمانة .
396 يا أبا عبد الرحن مت أ ضل وأنا أعلم ؟ قال :إذا كانت عليك أمراء إذا
أطعتهم أدخلوك النار ،وإذا عصيتهم قتلوك ( .من قول ابن مسعود ) .
532 عن ال ي يا أي ها الناس أل ت سألون ؟ فإن الناس كانوا ي سألون ال نب
وكنت أسأله عن الشر ( .من قول حذيفة ) .
117 يا أيها الناس إن ربكم واحد .
156 يا أي ها الناس عن ملأ وإذن ،إن هذا أمركم ل يس ل حد ف يه حق ( .من قول
علي )
249 ، 248 ، 128
يؤم القوم أقرؤهم لكتاب ال .
63 يا عبادي إن حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم مرمًا .
، 264 يا عبد الرحن بن سره ل تسأل المارة .
365
523 يا رسول ال أرأيت هذا الي الذي أعطانا ال أيكون بعده شر كما كان
قبله ؟ قال :نعم ،قلت :ما العصمة ؟ قال :السيف .
349 يا ر سول ال إن القوم من أ صحاب ال صدقة يعتدون علي نا أفنك تم من
أموالنا بقدر ما يعتدون علينا ؟ قال :ل .
206 يا رسول ال بايعه فقال هو صغي فمسح رأسه ودعا له ( .عن زينب بنت
جحش ) .
285 يا معشر قريش إنكم أهل هذا المر ما ل تعصوا ال فإذا عصيتموه بعث
عليكم من يلحاكم .
232 يا معشر النساء تصدقن .
356 يبس لهله قوت سنتهم ويعل ما بقي ف الكراع .
612
381 يق على المام أن يكم با أنزل ال وأن يؤدي المانة ( .من قول عليّ)
\
613
41 يكون اثنا عشر خليفة كلهم من قريش .
، 394 يكون بعدي أئمة ل يهتدون بديي ول يستنون بسنت .
505
215 يكون دعاة على أبواب جهنم من أجابم إليها قذفوه فيها .
، 508 يوشك أن يكون خي مال السلم غنم .
509
527 يهدمصه أي السصلم ،زلة عال وجدال منافصق بالكتاب ،وحكصم الئمصة
الضلي ( .من قول عمر ) .
*****
614
ثالثًا :
فهرست العلم الترجم لم
537 إبراهيم بن ممد ..أبو إسحاق السفرايين .
428 ابن خويز منداد .
428 ابن عطية الالكي .
39 أبو بكر عبد الرحن الصم .
54 أبو جعفر ممد بن عوف المصي .
491 جندب بن عبد ال .
234 شبيب بن يزيد الشيبان ( الارجي ) .
491 صفوان بن مرز
386 عبد الرحن بن القاسم بن خالد .
59 عمرو بن بر الاحظ .
24 ممد نيب الطيعي .
488 ممد بن ماهد .
111 مصطفى كمال أتاتورك .
39 هشام بن عمرو الفوطي .
ملحوظة :
اقتصرت على ذكر الصفحة الت وردت فيها الترجة فقط .
615
رابعًا :
قائمة الراجع والصادر
616
617
رابعًا :
قائمة الراجع والصادر
-1القرآن الكري .
-2البانة عن أصول الديانة لب السن الشعري ( ت 324 :هص ) تقيق د .فوقيه
حسي ممود .ط :أول 1397هص .ن :دار النصار -القاهرة .
-3ابن حزم -حياته وعصره وآراؤه الفقهية ،لحمد أب زهرة .ط 1373هص .ن :
دار الفكر العرب .
-4إتاف ال سادة التق ي بشرح أ سرار إحياء علوم الد ين .لح مد بن م مد ال سين
الزبيدي الشهي برتضى .ط :بدون .ن :دار إحياء التراث العرب ،بيوت -لبنان .
-5التاهات الوطنية ف الدب العاصر .د .ممد ممد حسي ت 1403 :هص .
ط :ثالثة 1392 .هص .ن :دار النهضة الصرية .
-6أحكام أ هل الذ مة ل ب ع بد ال م مد بن أ ب ب كر ا بن الق يم ( 751 -691ه ص)
تق يق :د .صبحي ال صال .ط :الثان ية 1401 .ه ص .ن :دار العلم للملي ي .
بيوت -لبنان .
-7أحكام البغاة والحاربي د .خالد رشيد الميلي رسالة دكتوراه من جامعة القاهرة
ط 1977 :م .ن :دار الرية للطباعة والنشر .وقد ساعدت جامعة بغداد على نشره
.
-8الحكام السلطانية والوليات الدينية لعلي بن ممد الاوردي ت 450 :هص .ط :
الثالثة 1393هص .ن :شركة مكتبة ومطبعة مصطفى الباب اللب -القاهرة .
-9الحكام السلطانية للقاضي أب يعلي ممد بن السي الفراء النبلي ت 458 :هص
.تقيصق :ممصد حامصد الفقصي .ط :ثانيصة 1386هصص .ن :شركصة مكتبصة ومطبعصة
مصطفى الباب اللب .القاهرة -مصر .
618
-10أحكام القرآن -لب بكر ممد بن عبد ال العروف بابن العرب ( 543 - 468
هص) تقيق :علي ممد البجاوي .ط :ثالثة . 1392ن :مطبعة عيسى الباب اللب
وشركاه .
-11أحكام القرآن لحد بن علي أب بكر الرازي العروف بالصاص ( 370 - 305
هص) ط :الول 1335هص .طبع بطبعة الوقاف السلمية ف دار اللفة العلية .ن
:دار الكتاب العرب بيوت -لبنان .
-نسخة أخرى بتحقيق :ممد الصادق قمحاوي .ط :الثانية .ن دار الصحف -
القاهرة .
-12إحياء علوم الدين لب حامد ممد بن ممد الغزال (ت 505 :هص) ط :بدون
.ن :دار العرفة للطباعة والنشر بيوت -لبنان .
-13الداب الشرع ية لبراه يم بن م مد بن مفلح النبلي (ت 884 :ه ص) ط :
1972م .ن .دار العلم للجميع .
-14آداب الشافعي ومناقبه لب ممد عبد الرحن ابن أب حات الرازي (327 - 240
هص) تقيق وتعليق :عبد الرحن عبد الالق .ط 1373 :هص .
-15أدب الدن يا والدين لب السن علي بن ممد بن حبيب الاوردي (ت 450 :
هص) ط :ثالثة .
-16الرشاد إل قواطع الدلة ف أصول العتقاد لب العال الوين (ت 419 :هص)
تق يق :م مد يو سف مو سى وعلى ع بد الن عم ع بد الم يد .ط 1369 :ه ص .ن :
مكتبة الاني بصر .
-17إرشاد الساري شرح صحيح البخاري لشهاب الدين أحد بن ممد بن الطيب
القسطلن وبامشه مت صحيح مسلم وشرح النووي عليه ( 923 - 851هص) ط :
سابعة .سنة 1323هص .بالطبعة الكبى الميية ببولق .مصر .
619
-18إرواء الغليل تريج أحاديث منار السبيل للشيخ ممد ناصر الدين اللبان ط .أول
1399هص .ن :الكتب السلمي .
620
-19الستيعاب ف معرفة الصحاب لب عمر يوسف بن عبد ال بن ممد بن عبد الب
على هامش كتاب الصابة لبن ح جر .ط :أول 1390ه ص .ن .مكت بة الكليات
الزهرية القاهرة .
-20السلم د .أحد شلب .ط :سادسة 1979م .ن .مكتبة النهضة الصرية .
القاهرة -مصر .
-21السلم بي العلماء والكام لعبد العزيز البدري .ط 1966 :م .ن .الكتبة
العلمية بالدينة النورة .
-22ال سلم عقيدة وشري عة لحمود شلتوت .ط :ثام نة 1395ه ص .ن :دار
الشروق .
-23السلم وأصول الكم لعلي عبد الرازق .ط 1978 :م .تعليق د :ممود حقي
.ن :دار مكتبة الياة .بيوت .
-24السلم وأوضاعنا السياسية للستاذ عبد القادر عودة .ط :بدون ن :مؤسسة
الرسالة .بيوت .
-25السلم واللفة ف العصر الديث نقد كتاب السلم وأصول الكم د .ضياء
الدين الريس .ط :أول 1393هص .ن :منشورات العصر الديث بيوت -لبنان .
-26ال سلم والل فة د .علي ح سن الربوطلي .ط 1969 :م .دار بيوت
للطباعة والنشر .بيوت -لبنان .
-27السلم وفلسفة الكم د ممد عمارة .ط 1979 :م .ن :دار الؤسسة العربية
للدراسات والنشر .
-28الصابة ف تييز الصحابة للحافظ أحد بن علي العسقلن العروف بابن حجر (
852 - 773هص) .تقيق :ممد الزين .ط :الول 1390هص .ن :مكتبة
الكليات الزهرية وبامشه الستيعاب لبن عبد الب .
-29أصصول الدعوة لعبصد الكريص زيدان .ط :ثالثصة 1396هصص .ن :مكتبصة النار
السلمية .
621
-30أصول الدين لب منصور عبد القادر بن طاهر التميمي البغدادي (ت 429 :هص)
ط :ثانية 1400هص .ن :دار الكتب العلمية بيوت -لبنان .
-31أصول الكاف لب جعفر ممد بن يعقوب بن إسحاق الكلين (ت 328 :هص)
ط :ثالثة .ن :دار الكتب السلمية .طهران .
-32أضواء البيان ف إيضاح القرآن بالقرآن .لح مد الم ي بن م مد الختار الك ن
الشنقيطي -طبع على نفقة ممد بن عوض بن لدن رحه ال .ط :الثانية 1400هص
.ن :مكتبة التراث السلمي .حلب .
-33العتصام لب إسحاق إبراهيم بن موسى الشاطب (ت 790 :هص) ط 1323 :
هص .الكتبة التجارية الكبى .مصر .
-34اعتقادات فرق السلمي والشركي .لفخر الدين ممد بن عمر الطيب الرازي (
606 - 544هص) .ط 1398 :هص .ن :مكتبة الكليات الزهرية .
-35العلم قاموس التراجم ،لي الدين الزركلي .ط :الرابعة 1979م .ن :دار
العلم للمليي بيوت -لبنان .
-36إعلم الوقعي عن رب العالي لشمس الدين أب عبد ال ممد بن أب بكر العروف
بابن القيم (ت 751 :هص) راجعه وعلق عليه :طه عبد الرؤوف سعد .ط 1973 :
م .ن :دار اليل للنشر والتوزيع بيوت -لبنان .
-37القتصاد ف العتقاد لب حامد الغزال (ت 505 :هص) تقيق :ممد مصطفى
أبو العل .ط 1393 :هص .ن :مكتبة الندي بالقاهرة .
-38إكفار اللحديصن فص ضروريات الديصن لحمصد نور شاه الكشميي (ت 1352 :
هص) ط 1388 :هص .ن :الجلس العلمي بكراتشي -باكستان .
622
-39الم .لحمد بن إدريس الشافعي .ط :أول 1381هص .ن :مكتبة الكليات
الزهرية .ونسخة ثانية .ط :ثانية 1393هص .ن :دار العرفة .
-40المامة لحمد حسي آلياسي .ط :ثانية .ن :الكتب العالي .بيوت .
-41المامة لدى الشيعة الثن عشرية .د .أحد ممود صبحي .ط :بدون .ن :
دار العارف .مصر .
-42المامة وقائم القيامة .د .مصطفى غالب .ط 1981 :م .مكتبة اللل .
-43الموال .ل ب عب يد القا سم بن سلم (ت 224 :ه ص) تق يق :م مد خل يل
هراس .ن .مكتبة الكليات الزهرية .دار الفكر .القاهرة .
-44النتقاء ف فضائل الثل ثة أئ مة الفقهاء مالك والشاف عي وأ ب حني فة .ل ب ع مر
يوسف بن عبد ال بن عبد الب (ت 463 :هص) .
-45النصاف فيما يب اعتقاده ول يوز الهل به للقاضي أب بكر بن الطيب الباقلن
(ت 403 :هص) تقيق :ممد زاهد الكوثري .ط :ثانية 1382هص .ن :مؤسسة
الاني للطباعة والنشر والتوزيع بالقاهرة .
-46النصاف ف معرفة الراجح من اللف على مذهب المام البجل أحد بن حنبل (
885 - 817هص) صححه وحققه :ممد حامد الفقي .ط :الول 1374هص .
ن :بدون .
-47اليضاح والتبا ين ف معر فة الكيال واليزان ل ب العباس ن م الد ين بن الرف عة
النصاري (ت 710 :هص) تقيق :د .ممد أحد اساعيل الاروف .ط 1400 :
هص .ن :مركز البحث العلمي بامعة أم القرى .
-48اليان لشيخ السلم ابن تيمية ( 728 - 661هص) ط :الثالثة 1399هص .
الكتب السلمي .
623
حرف الباء (ب)
-49الباعث على إنكار البدع والوادث لب ممد عبد الرحن بن إساعيل العروف
بأب شامة ( 665 - 599هص) .تقيق :عثمان أحد عنب .ط :أول 1398هص .
ن :دار الدى للنشر والتوزيع .
-50البجيمي علي الطيب للشيخ سليمان البجيمي السماه تفة البيب على شرح
الط يب ،والط يب هو :م مد الشربي ن الط يب .ط :أخية 1370ه ص .ن :
مصطفى الباب اللب مصر .
-51بدائع ال سلك ف طبائع اللك ل ب ع بد ال بن الزرق (ت 896 :ه ص) تق يق
وتعليق :د علي سامي النشار .ن :وزارة الإعلم المهورية العراقية .
-52البداية والنهاية للحافظ عماد الدين ابن كثي (ت 774 :هص) ط :ثالثة 1979م
.ن :مكتبة العارف بيوت -لبنان .
)حرف التاء (ت
-53تاج العروس من جواهر القاموس لحمد مرتضى الزبيدي .ط :بدون .ن :دار
مكتبة الياة .بيوت -لبنان .
-54تاج الل غة و صحاح العرب ية .ل ساعيل بن حاد الوهري .تق يق :أح د ع بد
الغفور عطار .ط :الثانية 1399هص .ن :دار العلم للمليي .بيوت .
-55تاريخ السلم وطبقات الشاهي والعلم للحافظ ممد بن أحد بن عثمان الذهب
(ت 748 :هص) تقيق :حسام الدين القدسي .ن :مطبعة القدس .
624
-56تاريخ المامية وأسلفهم من الشيعة .لعبد ال فياض .ط :بغداد 1970م .
-57تاريخ بغداد أو مدينة السلم .للحافظ أب بكر أحد بن علي الطيب البغدادي
(ت )463 :ن :دار الكتاب العرب .بيوت -لبنان .
-58تاريخ اللفاء للل الدين عبد الرحن بن أب بكر السيوطي (ت 911 :هص)
تق يق :م مد م ي الد ين ع بد الم يد .ط :أول 1371ه ص .ن :الكت بة التجار ية
الكبى بصر .
-59تاريخ الطبي السمى ( تاريخ الرسل واللوك ) لب جعفر ممد بن جرير الطبي
( 310 - 224هص) تقيق :ممد أبو الفضل إبراهيم .ط :الرابعة .ن :دار العارف
.القاهرة .
-60تاريخ الذاهب السلمية الزء الول ف السياسة والعقائد لحمد أب زهرة .ط :
بدون .ن :دار الفكر العرب .
-61التب السبوك ف نصيحة اللوك لب حامد ممد بن ممد بن ممد الغزال (ت :
505هص) تقيق :ممد مصطفى أبو العل .ط :شركة الطباعة الفنية التحدة .ن :
مكتبة الندي .القاهرة .
-62التبيان ف آداب حلة القرآن .ليحي بن شرف الدين النووي .ط :بدون .توزيع
مكتبة العارف بالرياض .
-63تك يم القوان ي للش يخ م مد بن إبراه يم آل الش يخ (ت 1389 :ه ص) ط :
1380هص .ن :مطابع الثقافة بكة الكرمة .
-64تفة الحوذي شرح جامع الترمذي لب العلى ممد عبد الرحن بن عبد الرحيم
الباركفوري ( 1353 - 1283هص) مراجعة :عبد الرحن ممد عثمان .ط :ثالثة
1399هص .ن :دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع .بيوت -لبنان .
-65تدريصب الراوي شرح تقريصب النووي .للل الديصن عبصد الرحنص بصن أبص بكصر
السيوطي ( 911 - 849هص) ط :الثانية 1385هص .ن :الكتبة السلفية .
625
-66التطور التشريعي ف الملكة العربية السعودية .د .ممد عبد الواد ممد .ط :
1397هص :منشأة العارف السكندرية .
-67تفسي القرآن الكيم الشهي بتفسي النار لحمد رشيد رضا .ط :الثالثة .
-68تفسي القرآن العظيم لعماد الدين ابن كثي ( 774 - 700هص) تقيق :د .
م مد إبراه يم الب نا .م مد أح د عاشور .ع بد العز يز غن يم .ط .... :ن :دار الف كر
العرب .
-69تلبس إبليس .لمال الدين أب الفرج عبد الرحن بن الوزي (ت 597 :هص)
ط :ثانية 1368هص .ن :دار الكتب العلمية .بيوت -لبنان .
-70تلخيص البي ف تريج أحاديث الرافعي الكبي للحافظ أب الفضل شهاب الدين
أح د بن علي بن م مد بن ح جر الع سقلن (ت 852 :ه ص) تق يق وتعل يق :شعبان
ممد إساعيل .ط 1399 :هص .ن :مكتبة الكليات الزهرية .
-71تنيه الشريعة الرفوعة عن الخبار الشنيعة الوضوعة .لب السن علي بن ممد بن
عراق الكنان ( 963 - 907هص) تقيق :عبد الوهاب عبد اللطيف وعبد ال ممد
الصديق .ط :أول 1399هص .ن :دار الكتب العلمية .بيوت -لبنان .
-72التنكيل با ف تأنيب الكوثري من الباطيل .لعبد الرحن بن يي العلمي .ط :
أول 1401هص .لهور -باكستان .
-73تذيب التهذيب للحافظ شهاب الدين أب الفضل أحد بن علي بن حجر العسقلن
(ت 852 :هص) ط :أول 1325هص .مطبعة دار العارف النظامية ف حيدر أباد -
الدكن -الند .
626
حرف اليم (ج)
-74جامع الصول ف أحاديث الرسول للمام مد الدين أب السعادات البارك بن ممد
بن الث ي الزري ( .ت 606 :ه ص) تق يق ع بد القادر الرناؤوط .ن :مكت بة
اللوان ومطبعة اللح ومكتبة دار البيان .
-75جامع البيان عن تأويل آي القرآن ( تفسي الطبي ) لب جعفر ممد بن جرير
الطبي ( 310 - 224هص) ط :الثالثة 1388هص .ن :مكتبة ومطبعة مصطفى
الباب اللب .القاهرة .نسخة أخرى تقيق أحد شاكر وممود شاكر .ط :ثانية .ن :
دار العارف بصر .
-76جامع بيان العلم وفضله وما ينبغي ف روايته وحله .لب عمر يوسف بن عبد الب
النمري القرطب (ت 463 :هص) ط 1398 :هص .ن :دار الباز للنشر والتوزيع بكة
.
-77جامع العلوم والكم ف شرح خسي حديثًا من جوامع الكلم .تأليف زين الدين
أ ب الفرج ع بد الرح ن بن شهاب الد ين بن أح د بن ر جب النبلي ( من علماء القرن
الثامن الجري ) ط :بدون .ن :دار العرفة للطباعة والنشر .بيوت -لبنان .
-78الامع لحكام القرآن لب عبد ال ممد بن أحد النصاري القرطب .ط :ثالثة
1387هص .ن :دار الكتاب العرب للطباعة والنشر .القاهرة .
-79جهرة أنساب العرب لب ممد علي بن أحد بن سعيد بن حزم الندلسي ( 384
456 -هص) تقيق عبد السلم هارون .ط :الرابعة .ن :دار العارف بصر .
*****
627
حرف الاء (ح)
-80حاشية الدسوقي على الشرح الكبي .الاشية للعلمة شس الدين ممد بن عرفة
الد سوقي .والشرح ال كبي ل ب البكات سيدي أح د الدرد ير .ط :الكت بة التجار ية
الكبى .ن :دار الفكر .
-81حجة ال البالغة .لشاه ول ال الدهلوي .تقيق السيد سابق ن :دار الكتب
الديثة .القاهرة .
-82السبة لشيخ السلم ابن تيمية .تقيق :صلح عزام .ط :أول 1976م .ن
:دار الشعب .
-83حق اليقي ف معرفة أصول الدين .لعبد ال شب (1243 - 1118هص) ن :دار
الكتاب السلمي .
-84حل ية الولياء وطبقات ال صفياء ل ب نع يم أح د بن ع بد ال ال صبهان (ت :
430هص) ط 1394 :هص .ن :مطبعة السعادة .القاهرة .
حرف الاء (خ)
-85الراج -للقاضي أب يوسف يعقوب بن إبراهيم ( 182 - 113هص) ط :الرابعة
1392هص .الطبعة السلفية ومكتبتها .القاهرة .
-86الطط .لتقي الدين أحد بن علي بن عبد القادر العروف بالقريزي .ط :بولق
1270هص .ن :دار التحرير للطبع والنشر .القاهرة .
-87الطوط العريضة للسس الت قام عليها دين الشيعة المامية الثن عشرية لحب
الدين الطيب .ط :التاسعة .ن :الطبعة السلفية ومكتبتها .القاهرة .
-88الوارج ( تاريهم وآراؤهم العتقادية ومو قف السلم منها ) للطالب غالب بن
علي عوا جي .إشراف د .عثمان عبد النعم عيش .لن يل الاج ستي ف العقيدة .جام عة
اللك عبد العزيز بكة عام 1399 /98هص .
628
-89اللفة أو المامة العظمى لحمد رشيد رضا .مطبعة النار سنة 1341هص .
-90والل فة واللك ل ب العلى الودودي .تعر يب أحدص إدر يس .ط :أول
1398هص .ن :دار العلم .الكويت .
-91اللفة وسلطة المة لماعة من التراك .تعريب عبد الغن سن ط 1342 :هص
.مطبعة اللل .
-92الليفة توليته وعزله .د .صلح الدين دبوس .ط :بدون .ن :مؤسسة الثقافة
الامعية .
حرف الدال (د)
-93الدرر السنية ف الجوبة النجدية .جع عبد الرحن بن قاسم العصامي القحطان .
ط :ثانية 1385هص .
-94الدر النثور ف التفسي بالأثور .جلل الدين عبد الرحن بن أب بكر السيوطي (
911 - 849هص) ط :بدون .ن :ممد أمي دمج .بيوت -لبنان .
-95الدولة ف ال سلم لالد م مد خالد .ط :أول 1401ه ص .ن :دار ثا بت
القاهرة .
-96الديقراطية ف السلم لعباس ممود العقاد .ط :رابعة .ن :دار العارف .مصر
.
-97ديوان الفوه ألودي ض من ممو عة الطرائف الدب ية للميم ن .ن :دار الك تب
العلمية .
-98ديوان بشار بن برد .ط 1376 :ه ص .شرح وتعل يق م مد الطا هر بن عاشور .
ن :لنة التأليف والترجة والنشر .القاهرة .
629
حرف الراء (ر)
-99رئاسة الدولة ف الفقه السلمي د .ممد رأفت عثمان .ط :مطبعة السعادة .
مصر .ن :دار الكتاب الامعي .
-100الرسالة للمام ممد بن إدريس الشافعي تقيق أحد شاكر ط :ثانية 1399هص
.ن :مكتبة دار التراث .
-101ر سالة شرح حد يث « ما ذئبان جائعان أر سل ف غ نم » ..إل .للحا فظ ع بد
الرح ن بن شهاب الد ين بن أح د بن ر جب النبلي (ت 795 :ه ص) ض من ممو عة
الرسائل النيية الجلد الثان الرسالة الول .ط 1346 :هص .بإدارة الطباعة النيية .
-102رسالة ف العقل والروح لشيخ السلم ابن تيمية ضمن مموعة الرسائل النيية
الرسالة الثانية من الزء الثان من الجلد الول .ط 1343 :هص .إدارة الطباعة النيية
.ن :ممد أمي دمج .بيوت -لبنان .
-103الروض البا سم ف الذب عن سنة أ ب القا سم .ل ب ع بد ال ال سيد م مد بن
إبراهيم الوزير (840 - 775هص) ط 1385 :هص .ن :الطبعة السلفية ومكتبتها .
القاهرة .
-104روضة الطالبي ليحي بن شرف الدين النووي ( 676 - 631هص) ن :الكتب
السلمي .
-105روضة الناظر وجنة الناظر ف أصول الفقه .لوفق الدين عبد ال بن أحد بن
قدا مة القد سي (620 - 541ه ص) ط :الراب عة 1397ه ص .ن :الطب عة ال سلفية
ومكتبتها .القاهرة .
-106الروض النضيص للقاضصي شرف الديصن السصي بصن أحدص السصياغي (- 1180
1221هص) مع التتمة للسيد العباس بن أحد السن .ط :الثانية 1388هص .ن :
مكتبة الؤيد بالطائف .
630
حرق الزاء (ز)
-107زاد العاد ف هدى حي العباد -لشمس الدين أب عبد ال ممد بن أب بكر
العروف بابن القيم (751 - 691هص) راجعه وقدم له :طه عبد الرؤوف طه .ط :
1390هص .شركة مكتبة ومطبعة مصطفى الباب اللب .القاهرة .
حرف السي (س)
-108سبل السلم شرح بلوغ الرام لحمد بن إساعيل المي اليمن الصنعان ( 1059
1182 -هص) ن :دار الفكر .
-109سراج اللوك .ل ب ب كر م مد بن م مد بن الول يد الفهري الطرطر شي (ت :
520هص) ط :أول 1319هص .ن :دار النصار .القاهرة .
-110سلسلة الحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها للستاذ ممد ناصر الدين
اللبان ط :الثانية 1399هص .ن :الكتب السلمي .
-111سلسلة الحاديث الضعيفة والوضوعة وأثرها السيئ ف المة للستاذ ممد ناصر
الدين اللبان .ط :الرابعة 1398هص .ن :الكتب السلمي .
-112سنن أب داود لسليمان بن الشعث بن إسحاق ( 275 - 202هص) الطبوع
على مت عون العبود بشرح أب داود لب الطيب ممد شس الق العظيم أبادي .ط :
الثالثة 1399هص .ن :الكتبة السلفية .
-113سنن ابن ماجة للحافظ أب عبد ال ممد بن يزيد القزوين ابن ماجة ( - 207
275ه ص) ح قق ن صوصه ورق مه :م مد فؤاد ع بد البا قي ط :بدون .ن :دار الف كر
للطباعة والنشر والتوزيع .
-114سنن الترمذي السمى ( الامع الصحيح ) لب عيسى ممد بن عيسى بن سوره
(279 - 209هص) تقيق وشرح :أحد ممد شاكر وغيه .ط :الثانية 1398هص
.ن :شركة مكتبة ومطبعة مصطفى الباب اللب .القاهرة .
631
-115سنن الدار مي ل ب م مد ع بد ال بن ع بد الرح ن بن الف ضل بن برام الدار مي
(ت 225 :هص) ن :دار إحياء السنن النبوية .
-116السنن الكبى لب بكر أحد بن السي بن علي البيهقي (ت 458 :هص) وف
ذيله الوهر النفيس لعلء الدين بن علي بن عثمان الاردين الشهي بابن التركمان (ت :
745هص) ط :بدون .ن :دار الفكر .بيوت -لبنان .
-117السنة .لب بكر عمر بن أب عاصم الضحاك من ملد الشيبان (ت 287 :هص)
ومعصه ظلل النصة فص تريصج السصنة للسصتاذ ممصد ناصصر الديصن اللبانص .ط :الول
1400هص .ن :الكتب السلمي .
-118ال سياسة الشرع ية لشيخ السلم ابن تيم ية .ط :رابعة 1969م .ن :دار
الكتاب العرب .بيوت .
-119ال سياسة الشرع ية أو نظام الدولة ال سلمية ف الشؤون الد ستورية والارج ية
والالية للشيخ عبد الوهاب خلف .ط 1370 :هص .ن :دار النصار .القاهرة .
-120سصي أعلم النبلء لشمصس الديصن ممصد بصن أحدصبصن عثمان الذهصب (ت :
748هص) تقيق :شعيب الرناؤوط .ط :ثانية 1402هص .ن :مؤسسة الرسالة .
-121سصية ابصن هشام لبص ممصد عبصد اللك بصن هشام العافري .تقيصق :مصصطفى
السصقا .إبراهيصم البياري وعبصد الفيصظ شلبص .ط :الثانيصة 1375هصص .ن :مكتبصة
ومطبعة مصطفي الباب اللب .مصر .
632
حرف الشي (ش)
-122شذرات الذهب ف أخيار من ذهب لب الفلح عبد الي بن العماد النبلي (ت
1089 :هص) ط :بدون .ن :دار الفاق الديدة .بيوت -لبنان .
-123شرح ابن القيم ل سنن أ ب داود الطبوع على هامش عون العبود .تقيق ع بد
الرحن ممد عثمان .ط :الثالثة 1399هص .ن :الكتبة السلفية .
-124شرح أصول اعتقاد أهل السنة والماعة .لب القاسم هبة ال بن السي بن
منصور الطبي الللكائي .تقيق :أحد بن سعد حدان .رسالة دكتوراه من جامعة أم
القرى .إشراف د .عثمان عبد النعم عيش عام 401هص .طبع استانسل .
-125شرح الصول المسة للقاضي عبد البار بن أحد :تعليق :أحد بن السي بن
أب هاشم تقيق :دكتور عبد الكري عثمان .ط :أول 1384هص .ن :مكتبة وهبة .
القاهرة .
-126شرح ثلثيات السند للشيخ ممد السفارين النبلي .تقيق :زهي الشاويش .
ط :أول .ن :الكتب السلمي .
-127شرح الرشي على متصر خليل لحمد الرشي .وبامشه حاشية الشيخ علي
العدوي .ط :بدون ن :دار صادر .بيوت -لبنان .
-128شرح العقيدة الطحاوية لبن أب اعز النفي تريج :ممد ناصر الدين اللبان .
ط :ثالثة ،ن :الكتب السلمي .
-129شرح السعد على العقائد النسفية لنجم الدين عمر النسفي .والشارح سعد الدين
سعود بن عمر (ت 792 :هص) ط 1326 :هص .ن :شركة الصحافة العثمانية .
-130شرح السنة لب ممد السي بن مسعود الفراء البغوي .تقيق وتريج شعيب
الرناؤوط .ط :أول 1394هص .ن :الكتب السلمي .
633
-131شرح السي الكبي لحمد بن السي الشيبان .إملء ممد بن أحد السرخسي (
من علماء القرن الامس الجري ) تقيق :صلح الدين النجد .ط 1971 :م .ن :
مطبعة شركة العلنات الشرقية بالتعاقد مع معهد الخطوطات العربية .القاهرة .
-132شرح فتح القدير .للكمال بن المام .ط :بولق سنة 1315هص نسخة ثانية
.ط :اللب 1398هص .
-133شرح الكو كب الن ي .تأل يف ممد بن أح د بن ع بد العزيز بن علي الفتوحي
النبلي العروف بابصن النجار (ت 972 :هصص) تقيصق د .ممصد الزحيلي ،ود .نزيصه
حاد .ط :أول 1400هصص .مصن منشوارت مركصز البحصث العلمصي واحياء التراث
السلمي بامعة أم القرى .
-134شرح منتهى الرادات لبن النجار النبلي (ت 972 :هص) ط :بدون .دار
الفكر .
-135شرح الوا قف لل سيد علي بن م مد الرجانصب (ت 816 :هصص) ط :أول
1325هص .ن :مطبوعات السعادة .مصر .
-136شرح الواهب اللدنية للقسطلن .تأليف ممد بن عبد الباقي الزرقان .ط :
أول 1325هص .ن :الطبعة الزهرية الصرية .
-137شرح النووي على صحيح م سلم .ليح ي بن شرف الد ين النووي ( - 631
676هص) ن :الطبعة الصرية ومكتبتها .
-138شرح نج البلغة لبن أب الديد .تقيق :ممد أبو الفضل إبراهيم .ط :أول
1378هص .ن :دار إحياء الكتب العربية .عيسى الباب اللب وشركاه .مصر .
-139الشرح والبانة عن أصول أهل السنة والديانة لبن بطة العبكري رسالة ماجستي
ف العقيدة مقدمة من الطالب رضى معطي نعسان بامعة أم القرى .
-140الشري عة .ل ب ب كر م مد بن ال سي الجري (ت 360 :ه ص) تق يق م مد
حامد الفقي .ط :أول 1369هص .ن :مطبعة السنة الحمدية .
634
-141شفاء العليل ف مسائل القضاء والقدر والكمة والتعليل .لب عبد ال ممد بن
أب بكر بن القيم (ت 751 :هص) ترير :السان حسن عبد ال ،ط :الثانية .ن :
دار التراث .القاهرة .
-142الشورى ف السلم .د .حسن هويدي .ط 1395 :هص .ن :مكتبة النار
السلمية .الكويت .
-143الشورى ف ظل نظام الكم السلمي .عبد الرحن عبد الالق .ط 1975 :
م .ن :الدار السلفية ودار القلم .الكويت .
-144الشورى وأثرها ف الديقراطية .د .عبد الميد إساعيل النصاري .ط :الول
1400هص .ن :الطبعة السلفية ومكتبتها .القاهرة .
حرف الصاد (ص)
-145صبح الع شى ف صياغة الن شا ل ب العباس أح د بن علي القلقشندي (ت :
821هص) مصورة عن الطبعة الميية .
-146صحيح البخاري ال سمى ( الا مع ال صحيح ) ل ب ع بد ال م مد بن إ ساعيل
البخاري (256 - 194هصص) الطبوع على متص فتصح الباري بشرح صصحيح البخاري
لبن حجر العسقلن ترقيم :ممد فؤاد عبد الباقي ط ، .....ن :الكتبة السلفية .
-147صحيح الامع الصغي وزياداته للحافظ جلل الدين السيوطي .تقيق :ممد
ناصر الدين اللبان .ط :أول 1374هص .ن :دار إحياء الكتب العربية .القاهرة .
-148صحيح مسلم .لب السي مسلم بن الجاج القشيي النيسابوري (- 206
261ه ص) ترق يم وتق يق :م مد فؤاد ع بد البا قي .ط :أول 1374ه ص .ن :دار
إحياء الكتب العربية .القاهرة .
635
-149ال صواعق الحر قة ف الرد على أ هل البدع والزند قة .لح د بن ح جر اليت مي
الكي ( 974 - 899هص) .ط :الثانية 1385هص .ن :مكتبة القاهرة .مصر .
حرف الضاد (ض)
-150ضعيف الامع الصغي وزياداته للسيوطي .تقيق وترتيب وتريج الشيخ ناصر
الدين اللبان .ط :ثانية 1399هص .ن .الكتب السلمي .
حرف الطاء (ط)
-151طبقات النابلة للقا ضي أ ب ال سي م مد بن أ ب يعلى وذيله ل ب الفرج ع بد
الرحن بن شهاب الدين بن رجب النبلي ( 795 - 636هص) ط :بدون .ن :دار
العرفة للطباعة والنشر .بيوت -لبنان .
-152طبقات الشافعية الكبى .لتاج الدين أ ب نصر ع بد الوهاب بن علي بن عبد
الكا ف ال سبكي ( 771 - 727ه ص) تق يق :ع بد الفتاح م مد اللو ود .ممود
الطناحي .ط :أول 1383هص .ن :عيسى الباب اللب .القاهرة .
-153الطبقات الكبى لب عبد ال ممد بن سعد بن منيع البصري ( 230 - 168
هص ) ط 1398 :هص .ن :دار بيوت للطباعة والنشر .بيوت -لبنان .
-154الطرق الكمية ف السياسة الشرعية لش مس الدين م مد بن أ ب ب كر ابن القيم
(ت 751 :هص) ن :دار الباز للنشر والتوزيع .مكة الكرمة .
636
حرف العي (ع)
-155العثمانية .لب عثمان عمرو بن بر الاحظ ( 255 - 150هص) تقيق :عبد
السلم هارون .ط 1374 :هص .ن :دار الكتاب العرب .بيوت .
-156العزلة ل ب سليمان ح د بن ممد بن إبراه يم الطا ب الب ست ( 388 - 317
هص) ط :ثانية 1399هص .ن :الطبعة السلفية ومكتبتها القاهرة .
- 157عقائد المامية الثن عشرية ،لبراهيم الوسوي الزنان ط :ثانية 1393هص
.ن :مؤسسة العلمي للمطبوعات .بيوت -لبنان .
-158العقد الفريد لحد بن ممد بن عبد ربه الندلسي ( .ت 328 :هص) تقيق :
ممد سعيد العريان ط :ثانية 1372هص .ن :الكتبة التجارية الكبى بصر .
-159عقيدة السلف وأصحاب الديث .لب عثمان الصابون ضمن مموعة الرسائل
النييصة .الجلد الول -الزء الول -الرسصالة السصادسة .ط 1343 :هصص .إدارة
الطباعة النيية .ن :ممد أمي دمج .بيوت -لبنان .
-160علم أصول الفقه .لعبد الوهاب خلف .ط :الثانية عشرة 1398هص .ن :
دار القلم للطباعة والنشر والتوزيع .الكويت .
-161العلمانية نشأتا وتطورها وآثارها ف الياة السلمية العاصرة للستاذ سفر بن
عبد الرح ن الوال .ط :أول 1402هص .منشورات مركز البحث العلمي وإحياء
التراث السلمي بامعة أم القرى .
-162العوا صم من القوا صم ف تق يق موا قف ال صحابة ب عد موت ال نب .تأل يف
القاضي أب بكر ممد بن عبد ال بن العرب ( 543 - 468هص) تقيق وتعليق :مب
الدين الطيب .راجع أحاديثه :ممود مهدي استانبول .ط :بدون .ن :دار العرفة .
بيوت -لبنان .
637
-163عون العبود شرح سنن أب داود لب الطيب ممد شس الق العظيم آبادي .ط
:الثالثة 1399هص .ن :الكتبة السلفية .
-164عيون الخبار لبن قتيبة الدينوري نسخة مصورة عن طبعة دار الكتاب .ن :
الؤسسة الصرية العامة للتأليف ( 1383هص) .
حرف الغي (غ)
-165غاية الرام ف تريج أحاديث اللل والرام .للشيخ ممد ناصر الدين اللبان .
ط :أول 1400هص .ن :الكتب السلمي .
-166غر يب الد يث .ل ب إ سحاق إبراه يم بن إ سحاق الر ب (ت 285 :ه ص)
الجلدة الام سة .تقيصق ودراسصة :سصليمان إبراهيصم العابصد .إشراف الدكتور :ممود
ممد الطناحي .رسالة دكتوراه مقدمة لامعة أم القرى عام 1402هص .
-167غريب الديث لب سليمان حد بن ممد بن إبراهيم الطاب البست ( - 317
388هص) تقيق :عبد الكري إبراهيم العزباوي .ط 1402 :هص .من منشورات
مركز البحث العلمي وإحياء التراث السلمي :بامعة أم القرى .
-168غياث ال مم ف التياث الظلم .ل ب العال إمام الرم ي ع بد اللك الوي ن .
تقيق :د .مصطفى حلمي ،د .فؤاد عبد النعم .ط :أول 1400هص .ن :دار
الدعوة .السكندرية .
***
638
حرف الفاء (ف)
-169ف تح الباري بشرح صحيح المام البخاري للحا فظ أح د بن علي بن ح جر
الع سقلن ( 852 - 773ه ص) تصحيح وتعليق :ع بد العز يز بن عبد ال بن باز -
أشرف على طبعه :مب الدين الطيب .ورقم أبوابه وأحاديثه ممد فؤاد عبد الباقي .
ن :الكتبة السلفية .
-170الف تح الربا ن لترت يب م سند المام أح د بن حن بل الشيبا ن وم عه كتاب بلوغ
المان من أسرار الفتح الربان :كلها تأليف أحد بن عبد الرحن البنا الشهي بالساعات.
ط :ثانية .ن :دار إحياء التراث العرب .
-171فتح القدير الامع بي فن الرواية والدراية من علم التفسي .تأليف ممد بن علي
بن ممد الشوكان (ت 1250 :هص) ط :ثانية 1383هص .ن :مكتبة ومطبعة
مصطفى الباب اللب وأولده بصر .
-172الفرق ب ي الفرق لع بد القادر بن طا هر بن م مد البغدادي (ت 429 :ه ص)
تق يق :م مد م ي الد ين ع بد الم يد .ط :بدون .ن :دار العر فة للطبا عة والن شر .
بيوت -لبنان .
-174فرق وطبقات العتزلة تأليف القاضي عبد البار بن أحد المذان (ت 415 :
هصص) تقيصق وتعليصق :د .علي سصامي النشار والسصتاذ عصصام الديصن ممصد علي ط :
1972م .ن :دار الطبوعات الامعية .
-175فصل الطاب ف إثبات تريف كتاب رب الرباب .تأليف ميزرا حسن ممد
1298هص . النووي الطبسي .مصور عن طبعة إيران
-176الف صل ف اللل والهواء والن حل ل ب ممصد علي بن أحدص بن حزم الظاهري
وبام شه اللل والن حل للشهر ستان .ط :ثان ية 1395ه ص .ن :دار العر فة للطبا عة
والنشر .بيوت .
639
-177فضائح الباطنية .لب حامد الغزال .تقيق :عبد الرحن بدوي .ط :أول .
ن :مؤسسة دار الكتب الثقافية .الكويت .
-178الفقه الكب لب حنيفة النعمان بن ثابت الكوف مع شرحه للمل علي القاري
النفي .ط 1399 :هص .ن :دار الكتب العلمية .بيوت -لبنان .
1389ه ص .ن :دار الرشاد -179ف قه الزكاة ليو سف القرضاوي .ط :أول
للطباعة والنشر والتوزيع .بيوت -لبنان .
-180الف كر ال سلمي و صلته بال ستعمار العر ب .د .م مد الب هي .ط :الثام نة
1395هص .ن :مكتبة وهبة .القاهرة -مصر .
-181ف ظلل القرآن للستاذ سيد قطب .ط 1396 :هص .ن :دار الشروق .
حرف القاف (ق)
-182القاموس الح يط .ل جد الد ين م مد بن يعقوب الفيوز أبادي .تق يق م مد
مصطفى أبو العل .ط :بدون .ن :دار اليل بيوت -لبنان .
-183القاضي أبو يعلي وكتابه الحكام السلطانية .د .ممد عبد القادر أبو فارس .
رسالة دكتوراه ف السياسة الشرعية من الزهر .ط 1401 :هص .ن :وزارة الوقاف
والشؤون السلمية والقدسات ف الملكة الردنية الاشية .عمان -الردن .
-184قبسات من الرسول للستاذ /ممد قطب .ط :سابعة 1400هص .ن :دار
الشروق .
-185ق طر الول على حد يث الول أو ( ول ية ال والطر يق إلي ها ) لح مد بن علي
الشوكا ن (ت 1250 :ه ص) تقد ي وتق يق :د .إبراه يم هلل .ط 1370 :ه ص .
ن :دار الكتب الديثة مصر .
-186القوا عد ف الف قه ال سلمي للحا فظ أ ب الفرج ع بد الرح ن بن ر جب النبلي (
795 - 736هصص) راجعصه وقدم له وعلق عليصه :طصه عبصد الرؤوف سصعد .ط :أول
1392هص .ن :مكتبة الكليات الزهرية .القاهرة -مصر .
640
-187قواعد نظام الكم ف السلم .د .ممود ع بد الج يد الالدي .ط :أول
1400هص .ن :دار البحوث العلمية .
حرف الكاف (ك)
-188كتاب ح كم هيئة كبار العلماء ف كتاب ال سلم وأ صول ال كم ط :ثان ية
1344هص .ن :الطبعة السلفية ومكتبتها القاهرة .
-189الكشاف عن حقائق التنيل وعيون القاويل ف وجوه التأويل .تأليف أب القاسم
جار ال ممود بن عمر الزمشري (538 - 467هص) ومعه حاشية الرجان .وكتاب
النصصاف لبصن النيص السصكندري .تقيصق ممصد الصصادق قمحاوي .ط :أخية
1392هص .ن :شركة مكتبة ومطبعة مصطفى الباب اللب وأولده -مصر .
-190كشاف القناع عن مت القناع لنصور بن يونس بن إدريس البهوت ( - 1000
1051هص) ط 1394 :هص .ن :مطبعة الكومة بكة الكرمة .
-191كشف الفا ومزيل اللباس عما اشتهر من الحاديث على ألسنة الناس .للشيخ
إساعيل بن ممد العجلون (ت 1162 :هص) أشرف على طبعه :أحد القلش .ط :
بدون .ن :مكتبة التراث السلمي بلب ودار التراث بالقاهرة .
-192كشصف الراد شرح تريصد العتقاد .لنصصي الديصن الطوسصي (ت 672 :هصص)
والشرح للحسصي بصن يوسصف الطهصر اللي (726هصص) ط .أول 1399هصص .ن :
مؤسسة العلمي للمطبوعات .بيوت -لبنان .
641
-193ك ن العمال ف سنن القوال والفعال لعلء الد ين علي الت قي بن حسام الد ين
الندي البهان فوري (ت 975 :هصص) ضبطصه وفسصر غريبصه :الشيصخ حسصن رزوق .
صححه وو ضع فهار سه صفوت ال سقا .ط :أول 1389ه ص .ن :مكت بة التراث
السلمي بلب .
-194الكلم الط يب لش يخ ال سلم أح د بن ع بد الل يم بن تيم ية الرا ن ( - 661
728ه ص) تق يق وتر يج م مد نا صر الد ين اللبا ن .ط :الثال ثة 1397ه ص .ن .
الكتب السلمي .
حرف اللم (ل)
-195لسان العرب لمال الدين ممد بن مكرم بن منظور (711 - 630هص) .ط :
1388هص .ن :دار صادر ودار بيوت للطباعة والنشر .بيوت -لبنان .
حرف اليم (م)
-196مآثر النافة ف معال اللفة لحد بن علي القلقشندي ( 820 - 756هص)
تقيق عبد الستار أحد فراج .ط :ثانية 1380هص .ن :عال الكتب .بيوت -
لبنان .
-197مبادئ نظام الكم ف السلم .لعبد الميد متول .ط .ثانية 1374هص .ن
:منشأة العارف بالسكندرية .
-198مبدأ الشورى ف السلم .د .يعقوب ممد الليجي .ط :بدون .ن :مؤسسة
الثقافة الامعية بالسكندرية .
-199البسوط لشمس الدين ممد بن أب سهل الرضى .ط :ثانية .ن :دار العرفة
للطباعة والنشر والتوزيع .بيوت -لبنان .
-200الجتمصع السصلمي لحمصد أميص الصصري .ط :أول 1400هصص .ن :دار
الرقم -الكويت .
642
-201الجت مع ال سلمي وأ صول ال كم .د .م مد ال صادق عفي في .ط :أول
1400هص .ن :دار العتصام -القاهرة .
-202ممع الزوائد ومنبع الفوائد للحافظ نور الدين علي بن أب بكر اليثمي (ت :
807هص) ط :ثانية 1402هص .ن :دار الكتاب العرب .بيوت -لبنان .
-203الجموع شرح الهذب .لب زكريا مي الدين يي بن شرف الدين النووي
(ت 676 :ه ص) مع التكملة لح مد ن يب الطي عي .ن :زكر يا علي يو سف .مطب عة
المام -مصر .
-نسخة أخرى نشر مكتبة دار الرشاد بدة التكملة .ط :أول .ن .الكتبة العلمية
بالفجالة .
-204مموع فتاوى شيخ السلم ابن تيمية .جع عبد الرحن بن قاسم وابنه .ط :
أول 1386هص -الرياض .
-205مموعة الرسائل والسائل لشيخ السلم ابن تيمية .تعليق ممد رشيد رضا .ن
:لنة التراث العرب .
-206ممو عة الوثائق السياسية للعهد النبوي والل فة الراشدة .د .ممد ح يد ال
آبادي .ط :ثالثة 1389هص .
-207ما سن التأو يل ( تف سي القا سي ) لح مد جال الد ين القا سي ( - 1283
1332هص) وقف على طبعه ورقمه :ممد فؤاد عبد الباقي .ط :ثانية 1389هص .
ن :دار الفكر .بيوت -لبنان .
-208الحلى لب ممد علي بن أحد بن سعيد بن حزم (ت 456 :هص) تصحيح :
حسن زيدان طلبة .ط 1390 :هص .ن :مكتبة المهورية بصر .
-209متصر الصواعق الرسلة على الهمية والعطلة تأليف ممد بن أب بكر بن القيم .
اختصره الشيخ ممد بن الوصلي .ط :بدون .ن :مكتبة الرياض الديثة .
643
-210الدخل إل مذهب المام أحد للشيخ عبد القادر بن أحد بن مصطفى العروف
با بن بدران الدمش قي .ط :إدارة الطبا عة الني ية .وأعاد طب عه ونشره دار إحياء التراث
العرب .
-211الدونة الكبى للمام مالك بن أنس .ط :بطبعة السعادة بصر .ن :دار صادر
بيوت -لبنان .
-212مرا تب الجاع لبن حزم وبذيله نقد مراتب الجاع لبن تيمية .ط :أول
1978هص .ن :دار الفاق بيوت -لبنان .
-213مسائل المام أحد برواية ابنه عبد ال :تقيق :زهي الشاويش .ط :أول
1401هص .ن :الكتب السلمي .
-214ال سامرة للكمال بن أ ب شر يف ف شرح ال سايرة للكمال بن المام ف علم
الكلم .ط :ثانية 1347هص .ن :مطبعة السعادة -مصر .
-215ال ستدرك على ال صحيحي للحا فظ أ ب ع بد ال الا كم الني سابوري (ت :
455هص) ن :دار الكتاب العرب .بيوت -لبنان .
-216مسند المام أحد بن ممد بن حنبل ( 241 - 164هص) وبامشه منتخب كن
العمال ف سنن القوال والفعال .ن :الكتب السلمي ودار صادر بيوت -لبنان .
-217السند من مسائل المام أحد .رواية أب بكر أحد بن ممد بن هارون بن يزيد
اللل ( مطوط ) صورة م نه ف مكت بة الام عة ال سلمية والصل ف الت حف البيطا ن
تت رقم :
Order SCH 4849 Catologue oriental : 2675
-218مصنف ابن أب شيبة السمى الكتاب الصنف ف الحاديث والثار .لعبد ال بن
ممد بن أب شيبة (ت 235 :هص) طبع ونشر الدار السلفية .بومباي -الند .
-219ال صنف ل ب ب كر ع بد الرزاق بن هام ال صنعان (211 - 126ه ص) تق يق :
حبيب الرحن العظمي .ط :أول 1391هص .ن :الجلس العلمي بكراتشي .
644
-220معارج القبول بشرح سلم الوصول إل علم الصول ف التوحيد للشيخ حافظ بن أحد
حكمي .ط :بدون .ن :جاعة إحياء التراث .مصر .
-221العارف لب ممد عبد ال بن مسلم بن قتيبة الدنيوري ( 276 -213هص)ط :الثانية
.
-222التعمد ف أصول الدين لب يعلي ممد بن السي الفراء (ت 458 :هص) تقيق :د
.وديع زيدان حداد .ط :دار الشرق .ن :الكتبة الشرقية .بيوت -لبنان .
-223الع جم الفهرس للفاظ الد يث النبوي -رت به ونظ مه لف يف من ال ستشرقي
ونشره .د .أ .ي .ونستك .ط 1936 :م .مكتبة بريل ف مدينة ليدن .
-224العجم الفهرس للفاظ القرآن الكري .وضعه ممد فؤاد عبد الباقي .ن :دار
إحياء التراث العرب .بيوت -لبنان .
-225الغن لب ممد عبد ال بن أحد بن ممد بن قدامة ( ت 620 :هص) ومعه الشرح
الكبي لب عمر ممد بن أحد بن قدامة القدسي (ت 682 :هص) ط :بدون .ن :الكتبة
السلفية بالدينة النورة .ومكتبة الؤيد بالطائف .
-226مغن الحتاج إل معرفة معان ألفاظ النهاج للشيخ ممد الشربين الطيب ( من أعيان
علماء الشافعيي ف القرن العاشر الجري ) على مت النهاج للنووي .ط :بدون .ن :الكتبة
السلمية لصاحبها الاج رياض الشيخ .
-نسخة أخرى .ط 1377 :ه ص شر كة مكت بة ومطب عة مصطفى الباب الل ب وأولده .
القاهرة -مصر .
-227الغنص فص أبواب التوحيصد والعدل .للقاضصي أبص السصن عبصد البار السصد أبادي
( العتزل ) (ت 415 :هص) تقيق :د .عبد الليم ممود .ود .سليمان دنيا ،مراجعة د .
إبراهيصم مدكور .إشراف .د .طصه حسصي .ط 1966 :م .ن :الدار الصصرية للتأليصف
والترجة .
-228مفاتيح الغ يب الشهور بص ( التف سي ال كبي ) لب ع بد ال ممد بن ع مر بن حسي
القر شي الل قب بف خر الد ين الرازي (606 - 544ه ص) ط :بدون .ن :مؤ سسة الطب عة
السلمية بالقاهرة .
\
645
-نسخة أخرى ط :ثانية .ن :دار الكتب العلمية طهران .
646
-229مقالت ال سلميي ل ب ال سن على بن إ ساعيل الشعري (ت 330 :ه ص)
تق يق :م مد م ي الد ين ع بد الم يد .ط :ثان ية 1389 .ه ص .ن :مكت بة النه ضة
الصرية .
-230القد مة .ل بن خلدون .ط :الراب عة 1398ه ص .ن :دار الباز للن شر
والتوزيع .مكة الكرمة .
-231اللل والن حل .ل ب الف تح م مد بن ع بد الكر ي بن أ ب ب كر أح د الشهر ستان
( 548 - 479هص ) تقيق :ممد سيد كيلن .ط :ثانية 1395هص .ن :دار
العرفة .بيوت -لبنان .
-232مناقب الشافعي لب بكر أحد بن السي البيهقي ( ) 458 - 384تقيق :
السيد أحد صقر .ط :أول 1391هص .ن :مكتبة دار التراث .
-233مناقب عمر بن الطاب لب الفرج عبد الرحن بن علي بن ممد بن الوزي (
)597 - 508تقيق :د .زينب إبراهيم القاروط .ط :أول 1400هص .ن :دار
الباز للنشر والتوزيع بكة الكرمة .
-234النتقي من منهاج العتدال ف نقض كلم أهل الرفض والعتزال لشيخ السلم
ا بن تيم ية اخت صره الا فظ أ بو ع بد ال م مد بن عثمان الذ هب (748 - 673ه ص)
تقيق :مب الدين الطيب .ط :بدون ن :بدون .
-235منحه العبود ف ترتيب مسند الطيالسي أب داود لحد عبد الرحن البنا الشهي
بال ساعات ،وال سند ل ب داود سليمان بن داود بن الارود العروف بالطيال سي (ت :
204هص) ط :ثانية .ن :الكتبة السلمية .
-236منهاج السلم ف الكم لحمد أسد .نقله إل العربية منصور ممد ماضي .ط
:خامسة 1978م .ن :دار العلم للمليي .بيوت لبنان .
647
-237منهاج ال سنة النبو ية ف ن قض كلم الشي عة القدر ية وبام شه بيان مواف قة صريح
العقول لصصحيح النقول كلهاص لشيصخ السصلم ابصن تيميصة (ت 728 :هصص) ن :دار
الكتب العلمية .بيوت -لبنان .
-238موارد الظمآن إل زوائد ابن حيان للحافظ نور الدين علي بن أب بكر اليثمي
(ت 807 :هصص) تقيصق ممصد عبصد الرزاق حزة .ط :بدون .ن :الطبعصة السصلفية
ومكتبتها -القاهرة .
-239الواقف ف علم الكلم .للقاضي عضد الدين عبد الرحن بن أحد اليي .ن :
عال الكتب .بيوت -لبنان .ومكتبة التنب -القاهرة .ومكتبة سعد الدين -دمشق .
-240موسوعة إبراهيم النخعي الفقهية .د .ممد رواس قلعة جي الكتاب الثان .ط
:أول 1399هص .ن :مركز البحث العلمي وإحياء التراث السلمي -جامعة أم
القرى .
-241الو طأ للمام مالك بن أ نس .صححه ورق مه وخرج أحادي ثه م مد فؤاد ع بد
الباقي .ط :بدون .ن :دار إحياء الكتب العربية عيسى الباب اللب وشركاه .
-242مو قف الع قل والعلم والد ين من رب العال ي وعباده الر سلي ل صطفى صبي
( ش يخ ال سلم للدولة العثمان ية سابقًا ) ط 1369 :ه ص .ن :الكت بة ال سلمية
لصاحبها الاج رياض الشيخ .
-243ميزان العتدال ف نقد الرجال لب عبد ال ممد بن أحد بن عثمان الذهب (ت
748 :هص) تقيق :علي ممد البجاوي .ط :أول 1382هص .ن :دار العرفة
للطباعة والنشر .بيوت -لبنان .
*****
648
حرف النون (ن)
-244نسب قريش لب عبد ال الصعب بن عبد ال بن الصعب الزبيي ( - 156
236هص) تقيق :أ .ليقي بروفنال .ط :ثانية .ن :دار العارف .مصر .
-245نشأة السلفة ف معرفة اللفة لعبد القادر أحد الطبي ( مطوط ) ف الكتبة
الركزية بامعة أم القرى تت رقم تسلسل 1225رقم تسجيل . 1818
-246نظام السلم ( الكم والدولة ) للستاذ /ممد البارك .ط :ثالثة 1400هص
.ن :دار الفكر .بيوت -لبنان .
-247نظام الكم ف السلم .د .ممد يوسف موسى .ط :ثانية 1964م .ن :
دار العرفة بالقاهرة .
-248نظام الكم ف السلم .د .ممد فاروق النبهان .ط 1394 :هص مطبوعات
جامعة الكويت .ن :دار السياسة .
-249نظام ال كم ف الشري عة والتأر يخ ال سلمي .د .ظا فر القا سي .ط :ثان ية
1397هص .ن :دار النفائس بيوت -لبنان .
-250نظام اللفة ف الفكر السلمي .د .مصطفى حلمي .ط :بدون .ن :دار
النصار .القاهرة -مصر .
-251النظريات السصياسية السصلمية للدكتور ضياء الديصن الريصس .ط :سصابعة
1979م .ن :دار التراث .القاهرة .
-252نظرية السلم وهديه ف السياسة والقانون والدستور لب العلى الودودي ط :
1389هص .ن :مؤسسة الرسالة .بيوت -لبنان .
-253نقد مراتب الجاع لشيخ السلم ابن تيمية بذيل مراتب الجاع لبن حزم .ط
:أول 1978م .ن :دار الفاق الديدة .بيوت -لبنان .
-254نايصة القدام فص علم الكلم .لحمصد بصن عبصد الكريص الشهرسصتان (- 479
548هص) ط :بدون .ن :مكتبة الثن ببغداد .
649
-255النهاية ف غريب الديث والثر لب السعادات البارك بن ممد بن الثي الزري
(ت 606 :هصص) تقيصق :ممود ممصد الطناحصي وطاهصر أحدص الزاوي .ط :ثانيصة
1399هص .ن :دار الفكر .
-256ناية الحتاج إل شرح النهاج لب العباس أحد بن حزة بن شهاب الدين الرملي
(ت 1004 :هص) ط 1357 :هص .ن :شركة مكتبة ومطبعة مصطفى الباب اللب
.القاهرة -مصر .
-نسخة أخرى .ط :أخية 1386 .هص .ن .مصطفى الباب اللب -مصر .
-257نيل الوطار شرح منتقى الخبار من أحاديث سيد الخيار .تأليف ممد بن
علي بن ممد الشوكان (ت 1250 :هص) ط :الخية .ن :مكتبة ومطبعة مصطفى
الباب اللب وأولده بصر .
حرف الواو (و)
-258الوا بل ال صيب ورا فع الكلم الط يب ل ب ع بد ال م مد بن الق يم ( - 691
751ه ص) تق يق وتعل يق :إ ساعيل النصاري .ط :بدون ن .رئاسة إدارات البحوث
العلمية والفتاء والدعوة والرشاد ف الملكة العربية السعودية .
-259وفيات العيان وأنباء أبناء الزمان لب العباس شس الدين أحد بن ممد بن أب
ب كر بن خلكان (681 - 608ه ص) حق قه :إح سان عباس .ط :بدون .ن :دار
الثقافة .بيوت -لبنان .
-260وق عة صفي لن صر بن مزا حم النقري (ت 212 :ه ص) تق يق :ع بد ال سلم
هارون .ط :ثالثة 1401هص .ن :مكتبة الاني بصر .
*****
650
651
خامسًا
652
653
فهرست الوضوعات العامة
الصفحة الوضوع
5 القدمة
11 منهج البحث
13 خطة البحث
17 صلة الوضوع بالعقيدة
الباب الول
الفصل الول
تعريف المامة
27 التعريف اللغوي .
28 التعريف الصطلحي .
29 التعريف الختار وسبب الختيار .
30 لفظ ( المام ) ف الكتاب والسنة .
32 الترادف بي ألفاظ :المام ،الليفة ،أمي الؤمني .
36 استعمالت لفظي المامة واللفة .
37 الفرق بي اللفة واللك .
40 جواز إطلق لفظ خليفة على غي الراشدين .
الفصل الثان
وجوب المامة
45 وجوب المامة ثابت بالكتاب والسنة والجاع والقواعد الشرعية .
47 الدلة .................................................................
654
47 أو ًل :الدلة من القرآن الكري .
49 ثانيًا :من السنة .
49 أ -السنة القولية .
52 ب -السنة الفعلية .
54 ثالثًا :الجاع .
58 رابعًا :القاعدة الشرعية ( ما ل يتم الواجب إل به فهو واجب ) .
60 خامسًا :دفع أضرار الفوضى .
62 سادسًا :كونا ما تقتضيه الفطرة وعادات الناس .
64 مناقشة الراء الخالفة .
65 -1القائلون بوجوبا عقلً ل شرعًا والرد عليهم .
67 ل على ال تعال والرد على ( الرافضة ) . -2القائلون بوجوبا عق ً
70 -3القائلون بعدم وجوبا مطلقا .
70 -4القائلون بأن السلم ل يأت بنظام للحكم وإنا هو دين فقط .
73 الكلف بإقامة هذا الواجب .
الفصل الثالث
مقاصدها
79 مقاصد المامة
80 القصد الول :إقامة الدين ويتمثل ف :
80 أو ًل :حفظه :وذلك يكون بالمور التالية :
81 -1نشره والدعوة إليه بالقلم واللسان والسنان .
85 -2دفع الشبه والبدع والباطيل وماربتها .
87 -3حاية البيضة وتصي الثغور .
655
89 ثانيًا :تنفيذه وذلك بالمور التالية :
89 -1إقامة الشرائع والدود وتنفيذ الحكام .
91 -2حل الناس عليه بالترغيب والترهيب .
93 القصد الثان :سياسة الدنيا به .
93 عموم الرسالة الحمدية وشولا لميع متطلبات الياة .
97 جوانب الياة البشرية .
101 حكم سياسة الدنيا بغي الدين .
103 كلم الشيخ ممد بن إبراهيم رحه ال .
107 الراد بالاهلية .
107 كلم الستاذ أحد شاكر .
110 القاصد الفرعية الناتة عن هذا القصد :
110 -1العدل ورفع الظلم .
115 -2جع الكلمة وعدم الفرقة .
120 -3القيام بعمارة الرض واستخراج خياتا .
123 الفصل الرابع
طرق النعقاد
125 شرعية الطرق الت انعقدت با اللفة للخلفاء الربعة الراشدين .
127 الكلم ف النصية على أب بكر .
128 الذهب الول .
130 الذهب الثان .
132 رأي شيخ السلم ابن تيمية .
133 الرأي الراجح وأدلته .
135 دعوى النصية على علي .
656
140 الثار الروية عن علي والدالة على عدم النصية ل عليه ول على غيه .
142 ثبوت مبايعة علي والزبي لب بكر رضي ال عنهم قبل دفن النب .
144 استعراض تأريي لطرق تولية اللفاء الراشدين .
144 تولية أب بكر اللفة رضي ال عنه .
147 النتائج الستخلصة .
149 تولية عمر رضي ال عنه .
151 النتائج الستخلصة .
151 تولية عثمان رضي ال عنه .
153 النتائج الستخلصة .
154 تولية علي رضي ال عنه .
158 الطرق الشرعية لتولية المام الستنبطة ما سبق .
158 الطريقة الول :الختيار .
158 أهية الختيار .
160 أدلة مشروعيته .
162 أهل الل والعقد .
163 شروطهم .
168 هل لهل العاصمة مزية على غيهم ؟
169 وظائفهم .
173 عددهم وفيه عدة مذاهب .
173 الول .
176 الثان .
181 الثالث .
183 الرأي الراجح وأدلة الترجيح .
184 الطريقة الثانية :الستخلف ( العهد ) .
657
184 تعريفه .
185 أدلة مشروعيته .
189 البيعة للمعهود له .
192 شروطه .
194 العهد للباء والبناء وفيه ثلثة مذاهب .
194 الذهب الول .
194 الذهب الثان .
195 الذهب الثالث .
195 الرأي الراجع وأدلة الترجيح .
198 البيعة .
199 تعريفها .
200 أنواعها .
206 شروط صحتها .
210 حكم نكثها .
217 من يأخذها ؟
217 صورها .
220 أقسامها :
220 أ -بيعة النعقاد .
220 ب -البيعة العامة .
221 أسبابا .
222 طريق القهر والغلبة وآراء العلماء فيه .
*****
658
الباب الثان
الفصل الول
231 شروط المام
233 شروط المام :
234 الشرط الول :السلم .
237 الشرط الثان :البلوغ .
239 الشرط الثالث :العقل .
240 الشرط الرابع :الرية .
243 الشرط الامس :أن يكون ذكرًا .
247 الشرط السادس :العلم .
247 هل يشترط الجتهاد ؟ على قولي .
248 الول :قالوا باشتراط بلوغ درجة الجتهاد .
248 الدلة على ذلك .
250 الثان :قالوا بعدم اشتراطه .
250 الدلة :
251 القول الراجح .
251 الشرط السابع :العدالة .
259 الشرط الثامن :الكفاءة النفسية .
261 الشرط التاسع :الكفاءة السمية .
264 الشرط العاشر :عدم الرص على المامة .
265 الشرط الادي عشر :القرشية .
266 من هم قريش ؟
269 أدلة اشتراط هذا الشرط .
274 القائلون بعدم اشتراط القرشية .
276 أدلتهم .
659
278 مناقشة هذه الدلة .
285 تقييد سلطة قريش والتوعد بروج المر عنهم .
287 هل يوز خلو قريش من هو صال للمامة ؟
288 الكمة من اشتراط القرشية .
288 رأي ابن خلدون .
290 مناقشة هذا الرأي .
291 رأي ول ال الدهلوي .
291 رأي ممد رشيد رضا .
292 مناقشة هذين الرأيي .
294 الرأي الراجح .
296 الكلم ف اشتراط الفضلية .
297 القائلون باشتراط الفضلية .
299 أدلتهم .
300 القائلون بواز إمامة الفضول .
301 أدلتهم .
303 مناقشة الدلة .
305 الرأي الراجح .
307 أسباب العدول عن الفضل إل الفضول .
309 مبحث ف الفاضلة بي اللفاء الراشدين .
311 مذهب أهل السنة والماعة ف الفاضلة بينهم .
312 أدلتهم
314 من فضائل أب بكر الصديق رضي ال عنه .
315 من فضائل الفاروق رضي ال عنه .
317 الفاضلة بي عثمان وعلي رضي ال عنهما .
318 أدلة تفضيل عثمان على علي .
322 من فضائل ذي النورين رضي ال عنه .
660
323 من فضائله الت شارك فيها أبا بكر وعمر .
324 من فضائل علي رضي ال عنه .
327 هل من السنة الفاضلة بينهم كما سبق أم الول أن نبهم ول نفاضل بينهم ؟
328 موقف بعض الفرق السلمية من التفضيل .
328 الشاعرة .
328 العتزلة .
330 الوارج .
330 الروافض .
الفصل الثان
332 واجبات المام وحقوقه
333 تهيد .
البحث الول :
334 واجبات المام .
335 أو ًل :واجبات أساسية وتتمثل ف .
335 مقاصد المامة وسبق الكلم عليها .
336 ثانيًا :واجبات فرعية وتتمثل ف .
337 أو ًل :استيفاء القوق الالية وصرفها ف مصارفها الشرعية .
338 موارد بيت الال .
338 -1الزكاة .
340 أدلة كونا من واجبات المام وأنه الختص بصرفها .
341 الكمة ف دفعها للمام .
431 أضرب الموال الزكاة .
661
342 أ -الموال الظاهرة .
342 ب -الموال الباطنة .
345 دفعها إل أئمة الور .
345 الدلة على ذلك .
347 القائلون بعدم جواز دفعها إل أئمة الور وأدلتهم .
349 القول الراجح .
349 -2الزية .
350 -3الراج .
351 -4العشور .
351 -5الغنائم .
352 -6الفيء .
352 -7الوارد الخرى .
353 مصارف بيت الال .
353 -1الزكاة .
354 -2الزية والراج والعشور ونوها .
354 -3الغنائم .
355 -4الفيء .
357 -5الصارف الخرى .
357 وجوه صرف الموال .
361 ثانيًا :اختيار الكفاء للمناصب القيادية .
366 ماسبتهم .
367 ثالثًا :الشراف بنفسه على تدبي المور وتفقد أحوال الرعية .
370 رابعًا :الرفق بالرعية والنصح لم وعدم تتبع عوراتم .
371 خامسًا :أن يكون قدوة حسنة لرعيته .
375 البحث الثان :حقوق المام .
375 أو ًل :حق الطاعة .
662
377 أدلة وجوبا .
381 طاعة الئمة ليست مطلقة .
382 أدلة تقييد سلطة الاكم .
392 طاعة المام الائر .
397 ثانيًا :النصرة والتقدير .
405 ثالثًا :الناصحة .
416 رابعًا :حق الال .
419 خامسًا :الكم مدة صلحيته للمامة .
421 البحث الثالث :الشورى .
421 متويات البحث .
422 تعريف الشورى .
422 -1ف اللغة .
422 -2ف الصطلح .
423 أدلة مشروعيتها .
423 -1من الكتاب .
425 -2من السنة .
426 أ -السنة القولية .
427 ب -السنة الفعلية .
429 -3سية اللفاء الراشدين .
430 آثار السلف الدالة على الترغيب فيها .
431 الكمة من مشروعيتها وشيء من فوائدها .
431 أ -بالنسبة للرسول .
433 ب -بالنسبة للخلفاء ولسائر المة .
437 موضوعات الشورى ( فيم تكون ؟ ) .
439 الرأي الختار .
441 حكم الشورى .
663
441 القائلون بالوجوب .
444 أدلتهم .
445 القائلون بالندب .
449 أدلتهم .
452 الرأي الراجح .
453 أسباب اهتمام أغلبية الحدثي بالقول بوجوبا .
456 الشورى ملزمة أو معلمة ؟
456 أدلة القائلي بأن الشورى ملزمة .
458 أدلة القائلي بأن الشورى غي ملزمة للمام وإنا هي ( معلمة ) .
461 الرأي الراجح .
464 تنبيه .
الفصل الثالث
467 العزل والروج على الئمة
فيه ثلث مباحث :
468 البحث الول :مسببات العزل :
468 الول :الكفر والردة بعد السلم .
471 الثان :ترك الصلة والدعوة إليها .
472 الثالث :ترك الكم با أنزل ال .
473 الرابع :الفسق والظلم والبدعة وهذا فيه ثلث مذاهب :
474 -1القائلون بالعزل مطلقًا .
475 -2القائلون بعدم العزل مطلقًا .
-3ومنهم من فصل ف ذلك :
477 أ -من جهة ماهية الفسق .
477 ب -من جهة زمان العزل .
664
479 الامس :نقص التصرف :وهو على ضربي :
479 أ– الجر .
480 ب -القهر وهو على صورتي .
480 الول :السر .
481 الثانية :أن يرج عليه من يستول على المامة بالقوة .
482 السادس :نقص الكفاءة وذلك بص :
483 أ -زوال العقل .
484 ب -فقد بعض الواس الؤثرة ف الرأي والعمل .
485 جص -فقد بعض العضاء الخل فقدها بالعمل أو النهوض .
486 البحث الثان :وسائل العزل :
487 -1أن يعزل المام نفسه .
488 -2السيف ( القتال والثورة السلحة ) .
489 -3الطرق السلمية الخرى .
490 البحث الثالث :الروج على الئمة :
491 أو ًل :الارجون :وهم أربعة أقسام .
492 -1الوارج .
493 -2الحاربون .
493 -3البغاة .
494 - 4أهل الق .
499 ثانيًا :الخروج عليهم وهم ثلثة أقسام :
665
502 الذهب الول :القائلون بعدم جواز الروج على الئمة الظلمة .
504 الدلة :وهي :
504 أو ًل :أحاديث المر بالطاعة وعدم نكث البيعة والمر بالصب على جوره .
506 ثانيًا :الحاديث الدالة على تري اقتتال السلمي فيما بينهم وعن القتال ف
الفتنة .
510 ثالثًا :الحاديث الدالة على أن ال يؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر .
511 رابعًا :موقف الصحابة الذين وقفوا عن القتال ف الفتنة .
513 خامسًا :صلة الصحابة خلف أئمة الور والبتدعة .
514 سادسًا :تقيق أكمل الصلحتي بتفويت أدناها .
517 سابعًا :تارب السابقي تدل على أن الفت ل تأت بي .
518 الذهب الثان :
518 القائلون بالروج على أئمة الور والظلم .
519 الدلة .
519 أو ًل :من القرآن الكري .
520 ثانيًا :الحاديث الدالة على وجوب المر بالعروف والنهي عن النكر .
523 ثالثًا :الحاديث الدالة على عزل الظال والورج عليه وكفه عن الظلم .
525 رابعًا :الحاديث الدالة على خطر الئمة الضلي .
527 خام سًا :إجاع العلماء على قتال أي طائ فة امتن عت عن شري عة من شرائع
السلم .
529 سادسًا :فعل الصحابة والسلف رضوان ال عليهم أجعي .
533 موقف السلف من غيهم .
534 آراء أئمة الذاهب الربعة :
666
535 المام أبو حنيفة .
535 المام مالك .
536 المام الشافعي .
537 المام أحد بن حنبل .
540 قصة أحد بن نصر الزاعي .
541 مناقشة أدلة الطرفي :
541 أو ًل :مناقشة أدلة الذهب الول وهو عدم الروج .
544 ثانيًا :مناقشة أدلة الذهب الثان وهم القائلون بالروج .
546 الرأي الراجح والنتيجة .
549 الفصل الرابع
موقفهم من تعدد الئمة
الذاهب ف هذه السألة مذهبان :
552 الول :النع من تعدد الئمة وهم على مذهبي :
552 أ -قوم قالوا بالنع مطلقًا وهو مذهب أكثر أهل السنة والماعة .
553 ب -قوم قالوا بالنع إل أن يكون هناك مانع كاتساع الرقعة .
554 الثان :القائلون بواز التعدد مطلقًا .
555 الدلة .
555 أو ًل :أدلة القائلي بنع التعدد .
555 -1من الكتاب .
556 -2من السنة .
558 -3الجاع .
559 -4العقول .
667
560 ثانيًا :أدلة القائلي بالواز .
561 الواب على هذه الدلة .
562 الترجيح .
563 الكم لو وقع بيعتي ف زمن واحد .
565 الاتة ونتيجة البحث :
الفهارس العامة :
573 أو ًل :فهرست اليات القرآنية .
585 ثانيًا :فهرست الحاديث النبوية والثار .
606 ثالثًا :فهرست العلم الترجم لم .
609 رابعًا :قائمة الراجع والصادر .
643 خامسًا :فهرست الوضوعات العامة .
*****
668
ملحق فهرس اليات والحاديث
بترتيب لنة تبع الناشر على الشبكة
بي يدي الفهرس :
-1ل ننظر إل ( ال ) التعريف بعي العتبار .فلفظ الناس تد ف حرف النون .
-2أيضًا ل ننظر للحرف الشدد باعتباره حرفي ،بل اعتبناه حرفًا واحدًا .
-3لفظ الللة ( ال ) اعتبناه ف حرف اللف ث اللم ،وكذا اللهم ،والذي
والذين .
-4المزة الت على الواو أو الياء ل نعتبها هزة ف حرف المزة بل الت على الواو
تدها ف الواو ،والت على الياء تدها ف الياء .
669
أولً
فهرست اليات القرآنية
حرف اللف (أ)
الصفحة الية
، 105 اتّخَذُواْ َأحْبَا َرهُ ْم َو ُرهْبَاَنهُمْ َأ ْربَابا مّن دُونِ الّلهِ ........................
389
293 حرَامِ كَمَ ْن آمَنَ بِالّلهِ .......... ج َوعِمَا َرةَ الْ َمسْجِدِ الْ َ أَ َجعَ ْلتُمْ ِسقَاَيةَ اْلحَا ّ
265 ا ْجعَلْنِي َعلَى َخزَآئِنِ ا َل ْرضِ ِإنّي َحفِيظٌ َعلِيمٌ ..........................
403 شرُوا الّذِينَ َظلَمُوا وََأ ْزوَا َجهُ ْم ..................................... احْ ُ
حكْمَ اْلجَاهِِليّةِ َيْبغُونَ َومَنْ أَ ْحسَ ُن مِنَ الّلهِ حُكْما ّل َق ْومٍ يُوقِنُو َن 106 ، 3 ........ أَفَ ُ
84 إِلّ تَن ِفرُوْا ُيعَذّبْكُ ْم عَذَابا أَلِيما .......................................
الّذِينَ إِن مّكّنّاهُ ْم فِي الَْأ ْرضِ َأقَامُوا الصّل َة 377 ، 79 ...........................
101 أَلَمْ َترَ إِلَى الّذِينَ َي ْزعُمُونَ أَّنهُ ْم آمَنُواْ ِبمَا أُنزِلَ إَِلْيكَ ...................
إِنّصصصصص أَ ْك َرمَكُمصصصصصْ عِندَ اللّهصصصصصِ َأْتقَاكُمصصصصصْ 283 ، 277
.........................................
106 إِنّ الّذِينَ ا ْرتَدّوا َعلَى َأدْبَا ِرهِم مّن َبعْ ِد مَا تََبيّنَ َلهُمُ اْلهُدَى ..............
، 203 إِنّ الّذِينَ ُيبَاِيعُوَنكَ إِنّمَا يُبَاِيعُونَ الّلهَ ..................................
217
202 صهُ ْم وََأ ْموَالَهُصصم
إِنّصص اللّهصصَ ا ْشَترَى مِنصصَ الْ ُم ْؤمِنِيَصص أَنفُسص َ
.........................
261 جسْمِ ................. إِنّ الّلهَ اصْ َطفَاهُ َعلَيْكُ ْم َوزَا َدهُ َبسْطَ ًة فِي اْل ِعلْ ِم وَالْ ِ
110 إِنّ الّلهَ يَ ْأ ُمرُ بِاْلعَدْ ِل وَا ِلحْسَا ِن وَإِيتَاء ذِي اْل ُقرْبَى ......................
، 110 إِنّ الّلهَ يَ ْأ ُمرُكُمْ أَن تُؤدّواْ ا َلمَانَاتِ ِإلَى َأهِْلهَا ..........................
378
خرَى 232 ، 165 ........................... أَن َتضِلّ إْحْدَاهُمَا َفتُذَ ّكرَ إِحْدَاهُمَا ا ُل ْ
670
93 إِنِ اْلحُكْمُ إِلّ ِلّلهِ ...................................................
364 ، 306 ج ْرتَ الْقَ ِويّ اْلَأمِيُ ...............................
ِإنّ َخيْرَ َمنِ ا ْسَتأْ َ
303 ستَْيقِِنيَ .................................
إِن نّظُنّ إِل َظنّا َومَا نَحْ ُن بِمُ ْ
115 إِ ّن هَ ِذهِ ُأمّتُكُمْ ُأمّ ًة وَاحِ َدةً .........................................
80 إِنّا أَنزَلْنَا التّوْرَاةَ فِيهَا ُهدًى وَنُورٌ .......................................
80 صصصَ
ص َلحَافِظُونص
صص ُ
صصص لَهص
ص نَ ّزلْنَصصصا الذّكْ َر وَإِنّاص
صص ُ
صصص َنحْنص
إِنّاص
.....................................
84 اْنفِرُواْ ِخفَافا َوِثقَالً ..................................................
55 ك مَّيتٌ وَِإّنهُم مّيّتُونَ ............................................. إِّن َ
364 إِّنكَ الَْي ْومَ لَدَْينَا مِ ِكيٌ َأ ِميٌ ..........................................
197 أَنّمَا َأ ْموَالُكُ ْم وََأوْلدُكُمْ فِْتنَ ٌة .........................................
، 398 س َعوْنَ فِي ا َل ْرضِ فَسَادا ......
إِنّمَا َجزَاء الّذِينَ يُحَارِبُونَ الّلهَ َورَسُوَل ُه وََي ْ
493
، 338 إِنّمَا الصّدَقَاتُ ِل ْل ُفقَرَاء وَالْ َمسَا ِكيِ ...................................
353
106 إِنّمَا كَانَ َقوْلَ الْ ُم ْؤمِِنيَ ِإذَا ُدعُوا ِإلَى الّلهِ َورَسُوِلهِ ِليَحْكُ َم بَيَْنهُمْ ........
116 إِنّمَا الْ ُم ْؤمِنُونَ إِ ْخ َوةٌ ................................................
293 إِنّمَا َيعْ ُمرُ مَسَاجِدَ الّلهِ مَ ْن آمَنَ بِالّلهِ وَالَْي ْومِ ال ِخرِ .....................
364 إِّنهُ َل َقوْ ُل رَسُولٍ َكرِيٍ ...............................................
حرف التاء (ت )
543 ت وَلَكُم مّا كَسَْبتُ ْم ....................
ِت ْلكَ ُأمّ ٌة قَدْ َخَلتْ َلهَا مَا َكسََب ْ
حرف الاء (خ)
، 339 خُ ْذ مِنْ َأ ْموَاِلهِ ْم صَدََق ًة ..............................................
342
671
حرف الراء (ر)
265 َربّ ا ْغفِرْ لِي َو َهبْ لِي مُلْكا ل يَنَبغِي لِأَحَ ٍد مّنْ َبعْدِي .................
، 164 ضهُ ْم عَلَى َب ْعضٍ ...........
الرّجَالُ َقوّامُونَ عَلَى النّسَاء بِمَا َفضّلَ الّلهُ َب ْع َ
244
حرف الفاء ( ف )
54 فَآمِنُواْ بِالّلهِ َورَسُوِلهِ النّبِيّ ا ُلمّ ّي .....................................
48 ح ّق ......
فَاحْكُم َبيَْنهُم بِمَا أَنزَلَ الّل ُه وَلَ تَتّبِعْ َأ ْهوَاءهُمْ عَمّا جَاء َك مِنَ الْ َ
536 س شَدِيدٍ .......... فَِإذَا جَاء َوعْدُ أُولهُمَا َبعَثْنَا َعلَيْكُ ْم ِعبَادا لّنَا ُأوْلِي بَ ْأ ٍ
452 فَاسْأَلُواْ َأهْ َل الذّ ْكرِ إِن كُنتُمْ لَ َتعْلَمُونَ ...............................
442 فَا ْعتَِبرُوا يَا أُولِي الْبصَارِ ............................................
يءٍ َف ُردّوهُ ِإلَى الّلهِ وَالرّسُولِ ، 137 ، 96 ........................ فَإِن تَنَا َزعْتُ ْم فِي شَ ْ
383
، 423 َفبِمَا رَحْمَ ٍة مّ َن اللّ هِ لِن تَ َلهُ ْم وََلوْ كُن تَ فَظّا غَلِي ظَ اْلقَلْ بِ لَن َفضّوْا مِ نْ
444 َحوِْلكَ ............................................................
31 َفقَاِتلُواْ َأئِمّ َة الْ ُك ْفرِ ِإّنهُمْ لَ أَيْمَا َن َلهُمْ .................................
جرَ َبيَْنهُمْ ، 102 ، 96 ................. حكّمُوكَ فِيمَا شَ َ ل َورَّبكَ لَ ُي ْؤمِنُونَ َحتّىَ يُ َ فَ َ
441
54 َفلَمّا َقضَى زَيْ ٌد مّْنهَا وَطَرا ...........................................
حيَاةِ الدّنْيَا 444 ، 424 .............................. ع الْ َ فَمَا أُوتِيتُم مّن شَ ْيءٍ فَمَتَا ُ
450 فَمَنِ اعْتَدَى َعلَيْ ُكمْ فَاعْتَدُوْا عََلْيهِ ِبمِثْ ِل مَا ا ْعتَدَى َعلَيْكُ ْم ...............
101 ت وَُي ْؤمِن بِالّلهِ ................................... فَمَ ْن يَ ْك ُفرْ بِالطّاغُو ِ
حرف القاف (ق)
349 قَاتِلُواْ الّذِينَ لَ ُي ْؤمِنُونَ بِالّل ِه وَلَ بِاْلَي ْومِ ال ِخ ِر ..........................
247 قَا َل ا ْجعَ ْلنِي عَلَى َخزَآئِنِ ا َل ْرضِ ....................................
672
، 30 ص ِإمَاما قَا َل وَمِصن ُذرّيّتِصي قَالَ َل يَنَا ُل َعهْدِي
ص لِلنّاس ِ
قَالَ ِإنّيص جَاعِلُك َ
، 198 الظّالِ ِميَ ..........................................................
، 252
520
265 قَا َل َربّ ا ْغ ِفرْ لِي َو َهبْ لِي ُملْكا ل يَنَبغِي لِأَحَ ٍد مّ ْن َبعْدِي .............
242 قُلْ إِن كَا َن لِلرّحْمَ ِن وََلدٌ فَأَنَا َأوّ ُل اْلعَابِدِينَ ...........................
82 قُ ْل هَص ِذهِ سَبِيلِي َأ ْدعُو إِلَى الّل ِه عَلَى َبصِ َيةٍ َأنَ ْا َومَنِ اتَّبعَنِي .............
247 قُ ْل هَ ْل يَسَْتوِي الّذِينَ َي ْعلَمُونَ وَالّذِينَ ل َيعْلَمُو َن ......................
حروف الكاف (ك)
68 سهِ الرّحْ َم َة ...................................... ب عَلَى َنفْ ِ
كََت َ
84 ب عََليْكُمُ اْلقِتَا ُل َو ُهوَ ُك ْرهٌ لّكُمْ ...................................
كُِت َ
372 ع َو َمقَامٍ َكرِ ٍي .....................
ت َوعُيُونٍ َو ُزرُو ٍ
كَمْ َترَكُوا مِن َجنّا ٍ
360 كَيْ ل يَكُو َن دُوَلةً بَيْ َن ا َلغِْنيَاء مِنكُ ْم ...............................
حرف اللم (ل)
234 خ ِذ الْ ُم ْؤمِنُونَ اْلكَافِرِينَ َأوِْليَاء ............................
ل يَتّ ِ
68 ل يُسَْأ ُل عَمّا َي ْفعَلُ َوهُ ْم يُسْأَلُونَ .....................................
صرَائِيلَ ، 521 ، 91
صص ْصصصَ َكفَرُوْا مِصصصن بَنِصصصي إِسص لُعِنصصصصَ الّذِينص
522
...................................
48 ت .......................................... َلقَدْ َأرْسَ ْلنَا رُ ُسلَنَا بِالَْبيّنَا ِ
ج َرةِ 315 ، 203
ص عَنصصِ الْ ُم ْؤمِنِيَص ِإذْ ُيبَاِيعُونَكصصَ َتحْتصصَ الشّ َ َلقَ ْد َرضِيصصَ اللّهصُ
................
حرف اليم (م)
355 مّا أَفَاء الّلهُ َعلَى رَسُوِل ِه مِنْ َأ ْهلِ اْل ُقرَى ..............................
673
432 خنَ فِي ا َل ْرضِ ................
مَا كَانَ لَِنبِيّ أَن يَكُونَ َلهُ أَ ْسرَى حَتّى يُثْ ِ
94 ب مِن شَ ْيءٍ ...................................... مّا َفرّطْنَا فِي الكِتَا ِ
68 مَا قَ َدرُوْا الّلهَ حَ ّق قَ ْد ِرهِ ............................................
674
395 ك ...............
وَْأ ُمرْ بِالْ َم ْعرُوفِ وَاْنهَ عَ ِن الْمُن َكرِ وَاصِْب ْر عَلَى مَا َأصَاَب َ
461 وَإِن تُطِعْ أَ ْكَثرَ مَن فِي ا َل ْرضِ ُيضِلّو َك عَن سَبِيلِ الّلهِ ...................
، 519 ، 494
وَإِن طَاِئفَتَا ِن مِ َن الْ ُم ْؤمِِنيَ ا ْقتََتلُوا فََأصِْلحُوا َبيَْنهُمَا .....................
544
27 وَإِّنهُمَا َلبِِإمَامٍ مِّبيٍ .................................................
210 وََأوْفُوْا ِب َعهْدِ الّلهِ ِإذَا عَاهَدتّمْ .........................................
210 سؤُولً ................................
وََأوْفُوْا بِاْل َعهْدِ إِنّ اْل َعهْدَ كَا َن مَ ْ
، 397 وََتعَاوَنُوْا َعلَى الْ ّب وَالّت ْقوَى ..........................................
520
31 صرُونَ ............... وَ َجعَلْنَاهُمْ أَئِمّةً يَ ْدعُونَ إِلَى النّا ِر وََي ْومَ اْلقِيَامَةِ لَا يُن َ
30 وَ َجعَلْنَاهُمْ أَئِمّةً َيهْدُونَ بَِأ ْمرِنَا .......................................
485 حيَ ................................. وَسَيّدا وَ َحصُورا وَنَِبيّا مّنَ الصّاِل ِ
247 ب ....................... وَشَ َددْنَا مُ ْل َكهُ وَآتَْينَاهُ اْلحِكْمَ َة وََفصْ َل الْخِطَا ِ
83 وَقَاتِلُوهُمْ َحتّى لَ تَكُونَ ِفتَْن ٌة وَيَكُونَ الدّينُ ِلّلهِ ........................
247 وَقَالَ َلهُ ْم نَبِّيهُمْ إِ ّن الّلهَ َقدْ َب َعثَ َلكُمْ طَالُوتَ َملِكا ....................
40 حكْمَةَ َوعَلّ َم ُه مِمّا َيشَاءُ ....... ك وَالْ ِ وَقََتلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ الّلهُ الْ ُم ْل َ
245 وََقرْنَ فِي بُيُوتِ ُكنّ ...................................................
113 وَكَذَِلكَ أَخْ ُذ رَّبكَ ِإذَا أَ َخذَ اْل ُقرَى َوهِيَ ظَالِ َم ٌة .......................
374 وَكَذَِلكَ ُنوَلّي َبعْضَ الظّالِ ِميَ َبعْضا بِمَا كَانُواْ يَ ْكسِبُو َن ................
253 ض وَل ُيصْلِحُو َن ...... سرِِفيَ الّذِينَ ُيفْسِدُو َن فِي ا َل ْر ِ وَل تُطِيعُوا َأمْرَ الْمُ ْ
، 116 وَلَ تَكُونُواْ كَالّذِينَ َت َفرّقُوْا وَاخَْتَلفُواْ ..................................
555
65 وَلَ تُ ْلقُوْا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى الّت ْهلُكَةِ .......................................
116 شلُواْ ................................................ وَلَ تَنَا َزعُواْ فََتفْ َ
237 س َفهَاء َأ ْموَالَكُ ُم الّتِي َجعَلَ الّلهُ لَكُمْ ِقيَاما ...................
وَلَ ُتؤْتُواْ ال ّ
675
390 وَلَ يَتّخِذَ َب ْعضُنَا َبعْضا َأرْبَابا مّن دُونِ الّلهِ ............................
111 ج ِرمَنّكُ ْم شَنَآنُ َق ْو ٍم عَلَى َألّ َتعْدِلُوْا اعْدِلُواْ ....................... وَلَ يَ ْ
521 وَلْتَكُن مّنكُمْ ُأمّةٌ َي ْدعُونَ ِإلَى اْلخَْي ِر ..................................
511 ض ّرعُو َن .............
وََلقَدْ أَخَ ْذنَاهُم بِاْلعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا ِل َرّبهِمْ َومَا َيَت َ
461 وَلَكِ ّن أَ ْكَثرَ النّاسِ ل ُي ْؤمِنُو َن ........................................
450 وَلَمَن صََب َر َو َغ َفرَ إِ ّن ذَِلكَ لَمِ ْن َع ْزمِ ا ُلمُورِ ...........................
، 163 ، 42 جعَ َل الّلهُ ِللْكَاِفرِي َن عَلَى الْ ُم ْؤمِِنيَ سَبِيلً ......................... وَلَن يَ ْ
، 234 ، 226
468
، 162 ستَنِبطُوَنهُ مِْنهُمْ
وََل ْو َردّوهُ إِلَى الرّسُو ِل وَإِلَى ُأوْلِي ا َل ْمرِ مِْنهُمْ َل َعلِ َمهُ الّذِينَ يَ ْ
385
54 َومَا آتَاكُ ُم الرّسُو ُل فَخُذُوهُ َومَا َنهَا ُكمْ َعْنهُ فَانَتهُوا .....................
137 َومَا اخَْتَلفْتُمْ فِيهِ مِن َش ْيءٍ َفحُكْ ُمهُ إِلَى الّل ِه ............................
352 ب ...
َومَا َأفَاء الّلهُ عَلَى رَسُوِلهِ مِْنهُ ْم فَمَا َأوْ َجفْتُ ْم َعلَْيهِ مِ ْن خَيْ ٍل وَل رِكَا ٍ
461 س وََلوْ َح َرصْتَ بِ ُم ْؤمِِنيَ ............................... َومَا أَ ْكَثرُ النّا ِ
، 100 جنّ وَالْإِنسَ إِل ِلَيعْبُدُونِ ................................ َومَا خََل ْقتُ الْ ِ
333
462 وَمَا كَا نَ لِ ُم ْؤمِ ٍن وَل ُمؤْمَِنةٍ ِإذَا قَضَى اللّ ُه َورَ سُوُلهُ َأمْرا أَن يَكُو نَ َلهُ مُ
اْلخَِي َر ُة مِنْ َأ ْم ِرهِمْ ..................................................
84 َومَا كَانَ الْ ُم ْؤمِنُونَ ِليَن ِفرُواْ كَآفّةً .....................................
55 َومَا مُحَمّدٌ إِ ّل َرسُولٌ قَدْ َخَلتْ مِن َقبِْلهِ الرّسُلُ ........................
461 َومَا يَتّبِعُ أَكَْث ُرهُمْ إِلّ ظَنّا ............................................
455 َومَنْ َأحْسَ ُن مِنَ الّلهِ حُكْما ّل َقوْمٍ يُوِقنُونَ ..............................
102 َومَن لّمْ يَحْكُم بِمَا أنزَ َل الّلهُ فَُأ ْولَصِئكَ هُ ُم الظّاِلمُونَ ..................
102 َومَن لّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَ َل الّلهُ فَُأ ْولَصِئكَ هُ ُم اْلفَا ِسقُونَ ..................
676
، 102 َومَن لّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَ َل الّلهُ فَُأ ْولَصِئكَ هُ ُم الْكَاِفرُونَ ..................
، 105
208
216 َومَن يََتوَّلهُم مّنكُ ْم فَإِّن ُه مِْنهُمْ ........................................
333 ض ........................... ضهُمْ َأوْلِيَاء َبعْ ٍوَالْ ُم ْؤمِنُو َن وَالْ ُم ْؤمِنَاتُ َبعْ ُ
31 جعََلهُمُ اْلوَارِِثيَ .................................... جعََلهُمْ َأئِمّ ًة وََن ْ
وَنَ ْ
94 وََنزّلْنَا َعلَْيكَ الْكِتَابَ ِتبْيَانا لّكُ ّل شَ ْيءٍ ................................
439 جوَاكُ ْم صَدَقَةً ..
يَا َأّيهَا الّذِي َن آمَنُوا ِإذَا نَاجَْيتُمُ الرّسُولَ َفقَ ّدمُوا َبيْنَ يَ َديْ نَ ْ
88 يَا َأّيهَا الّذِي َن آمَنُواْ اصِْبرُواْ َوصَاِبرُواْ ..................................
، 235 ، 162 يَا َأّيهَا الّذِي َن آمَنُواْ أَطِيعُوْا الّلهَ وَأَطِيعُوْا الرّسُو َل وَُأوْلِي ا َل ْمرِ مِنكُمْ
، 382 ، 378
459 ، 386 .......
253 يَا َأّيهَا الّذِي َن آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ ِبنَبٍَأ فَتََبيّنُوا .......................
210 يَا َأّيهَا الّذِي َن آمَنُواْ َأوْفُواْ بِاْل ُعقُودِ .....................................
521 ضرّكُم مّن ضَلّ ِإذَا اهْتَدَْيتُمْ ...... سكُمْ لَ َي ُ يَا َأّيهَا الّذِي َن آمَنُوْا عََليْكُمْ أَنفُ َ
362 يَا َأّيهَا الّذِي َن آمَنُواْ لَ َتتّخِذُوْا بِطَاَن ًة مّن دُونِكُمْ .......................
234 يَا َأّيهَا الّذِي َن آمَنُواْ لَ َتتّخِذُوْا الْكَاِفرِينَ َأوِْليَاء مِن دُونِ الْ ُم ْؤمِِنيَ ........
236 يَا َأّيهَا الّذِي َن آمَنُواْ لَ َتتّخِذُوْا الَْيهُو َد وَالّنصَارَى َأوْلِيَاء .................
365 يَا َأّيهَا الّذِي َن آمَنُواْ لَ َتخُونُوْا الّل َه وَالرّسُولَ ...........................
117 يَا َأّيهَا النّاسُ إِنّا خََلقْنَاكُم مّن ذَ َك ٍر وَأُنثَى .............................
448 يَا َأّيهَا النّبِ ّي اتّ ِق الّلهَ ................................................
384 ، 200 يَا َأّيهَا النّبِيّ ِإذَا جَاءكَ اْل ُم ْؤمِنَاتُ يُبَاِيعَْنكَ .............................
يَا َأّيهَا النّبِيّ ِإذَا طَّلقْتُ ُم النّسَاء 449 ، 17 ........................................
448 يَصصصصا َأيّهَصصصصا النّبِيّصصصص جَاهِدِ اْل ُكفّارَ وَالْمُنَاِفقِيَصصصص
.................................
677
، 111 يَا دَاوُودُ إِنّا َجعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي ا َل ْرضِ فَا ْحكُم بَْينَ النّاسِ بِاْلحَقّ ........
392 ، 367
354 ك عَنِ الَنفَالِ قُلِ الَنفَالُ ِلّلهِ وَالرّسُولِ ........................
يَسَْألُوَن َ
68 ُيضِ ّل مَن يَشَا ُء وََيهْدِي مَن يَشَاءُ .....................................
اْلَي ْومَ أَ ْكمَ ْلتُ لَكُ ْم دِينَكُمْ ، 94 ، 93 ...........................................
96
%
فهرس الحاديث والثار
حرف اللف (أ)
الصفحة طرف الديث
208 أبايعك على سنة ال ور سوله والليفتي من بعده (قول ع بد الرح ن بن
عوف
201 أبايعكم على أن تنعون ما تنعون منه نساءكم وأبناءكم .
107 أبغض الناس إل ال ثلثة .
317 أبو بكر وعمر سيدا كهول أهل النة .
152 أتعلو نه إلّ وال عليّ أن ل آلو عن أفضل كم ؟ قالوا :ن عم ( من قول
عبد الرحن بن عوف .
438 اجعوا له العابد من أمت ث اجعلوه بينكم شورى .
411 ل عيوب ( من قول عمر ) . أحب الناس إلّ من رفع إ ّ
348 احلف لم وأكذبم ول تعطهم شيئًا ( من قول الثوري ) .
678
346 ادفعها إليهم فإن رسول ال أمرنا أن ندفعها إليهم ( من قول الغية بن
شعبة ) .
346 ادفعوا صدقاتكم إل من وله ال أمركم ( من قول ابن عمر ) .
371 إذا ابتغى المي الريبة ف الناس أفسدهم .
363 إذا أراد ال بالمي خيًا جعل له وزير صدق .
507 إذا التقا السلمان بسيفيهما فالقاتل والقتول ف النار .
556 ، 207 إذا بويع لليفتي فاقتلوا الخر منهما .
50 إذا خرج ثلثة ف سفر فليؤمروا أحدهم .
523 ، 410 إذا رأيتم أمت تاب الظال أن تقول له إنك أنت ظال فقد تودع منها .
402 إذا رأيتم القارئ يب الغنياء فهو صاحب دنيا ،وإذا رأيتموه يلزم السلطان
فهو لص ( من قول عمر ) .
365 إذا ضيعت المانة فانتظر الساعة .
369 أرأيتم إن استعملت عليكم خي ما أعلم ث أمرته بالعدل أقضيت ما علي؟(من
قول عمر ) .
278 أربع من أمت من أمر الاهلية ل يتركونن .
218 ارجع فقد بايعتك .
345 أرضوا مصدقيكم .
434 استرشدوا العاقل ترشدوا ول تعصوه فتندموا .
286 استقيموا لقريش ما استقاموا لكم .
56 أسرعوا بالنازة
323 اسكن أحد فليس عليك إل نب وصديق وشهيدان .
380 اسع وأطع ولو لبشي كأن رأسه زبيبة .
، 264 ، 229 اسعوا وأطيعوا وإن استعمل عليكم عبد حبشي .
، 373 ، 366
458
526 أشد الناس عذابًا يوم القيامة رجل قتله نب أو قتل نبيًا .
679
، 147 أطيعون ما أطعت ال ورسوله ( من قول أب بكر ) .
، 207
395
524 ل فلم يض لمري أن تعلوا مكانه من يض لمري أعجزت إذا بعثت رج ً
339 أعْلمهم أن ال افترض عليهم ف أموالم صدقة .
282 أف عن معادن العرب ت سألون ؟ خيار هم ف الاهل ية خيار هم ف ال سلم إذا
فقهوا
131 ، 126 اقتدوا باللذين من بعدي .
هامش 129 أ ْقرَأْنَا أُبَ ّي ( من قول عمر ) .
488 أقيلون أقيلون قالوا :ل وال ل نقيلك ول نستقيلك (من قول أب بكر )
90 أقيموا حدود ال ف القريب والبعيد .
323 أل أستحي من رجل تستحي منه اللئكة
380 إل أن تروا كفرًا بواحًا .
325 أل ترضى أن تكون من بنلة هارون من موسى
225 أل من ول عل يه وآل فرآه يأ ت شيئًا من مع صية ال فليكره ما يأ ت من
معصية ال .
33 اللهم أنت الصاحب ف السفر .
370 اللهم من ول من أمر أمت شيئًا فشق عليهم فأشقق عليه .
389 ألي سوا يرمون ما أحل ال فتحرمو نه ويلون ما حرم ال فتحلونه قال :
قلت بلى ،قال :فتلك عبادتم .
106 أليسوا يلون لكم ما حرم ال فتحلونه ؟
335 ، 31 المام العظم الذي على الناس راع وهو مسئول عن رعيته .
171 امدد يدك أبايعك فيقول الناس عم رسول ال بايع ابن أخيه ( من قول العباس
346 أمرون جيعًا أن أدفعها إل السلطان ما اختلف علي منهم أحد ( من قول أب
صال ) .
680
206 أمهلوا فإن حدث ب حدث فليصلّ بالناس صهيب ( من قول عمر ) .
487 إن ابن هذا سيد ولعل ال أن يصلح به فئتي من السلمي .
276 إن أدركن أجلي وأبو عبيدة حي استخلفته ( من قول عمر ) .
،160 ،134 إن أستخلف فقد استخلف من هو خي من ( من قول عمر ) .
186
، 117 إن ال أذهب عنكم ِعبّية الاهلية وفخرها بالباء .
278
، 267 إن ال اصطفى كنانة من ولد إساعيل .
، 283
294
314 إن ال بعثن إليكم فقلتم كذبت وقال أبو بكر صدق .
112 إن ال ليملي للظال حت إذا أخذه ل يفلته .
363 إن ال ل يبعث نبيًا إل وله بطانتان .
510 إن ال يؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر أو بأقوام ل خلق لم .
473 إن أمر عليكم عبد فاسعوا له وأطيعوا ما قادكم بكتاب ال .
316 إن أهل الدرجات العلى لياهم من تتهم كما ترون النجم الطالع ف أفق
السماء .
522 إن أول ما دخل النقص على بن إسرائيل أنه كان الرجل يلقى الرجل .
91 إن بن إسرائيل لا وقع فيهم النقص كان الرجل يرى أخاه على الذنب .
457 أن تشاور ذا رأي ث تطيعه
، 135 إن تؤمروا أبا بكر تدوه أمينًا زاهدًا ف الدنيا راغبًا ف الخرة .
160
509 إن خليلي وابصن عمصك عهصد إلّي إذا اختلف الناس أن أتذص سصيفًا مصن
خشب ( من قول اهبان بن صيفي ) .
394 إن رسول ال ما انتقم قط إل أن تنتهك حرمات ال .
681
371 إن شر الرعاء الطمة .
353 إن الصدقة ل تنبغي لل ممد إنا هي أوساخ الناس .
530 إن عائشة قد سارت إل البصرة وال إنا لزوجة نبيكم ف الدنيا والخرة
( من قول عمار ) .
143 إن عليّا بايع أبا بكر بعد وفاة فاطمة .
40 ، 39 إن عمر بن الطاب سأل عن الفرق بي اللفة واللك ( قول سلمان )
238 إن القلم رفع عن ثلثة .
430 إن القوم إذا شاور بعضهصم بعضًا وأرادوا بذلك وجصه ال عزم لمص على
رشدهم ( من قول قتادة ) .
432 إن كان شيئًا من أمور دنياكم فشأنكم به ،وإن كان شيئًا من أمر دينكم
فإلّي .
295 إن للقرشي مثلي قوة الرجل من غي قريش .
130 إن ل تدين فأت أبا بكر .
401 إن من أبغض القراء إل ال الذين يزورون المراء .
399 إن من إجلل ال تعال إكرام ذي الشيبة السلم وحامل القرآن غي الغال
فيه والاف .
521 إن الناس إذا رأوا الظال فلم يأخذوا على يديه .
521 إن الناس إذا رأوا النكر ول يغيونه أوشك ال عز وجل أن يعمهم بعقابه
.
171 إن الناس تشاطوا ف الذان يوم القاد سية ،فأقرع بين هم سعد ( من قول أ ب
شبمه ) .
270 إن هذا المر ف قريش ل يعاديهم أحد إل كبّه ال ف النار .
361 أنا أول بكل مؤمن من نفسه ،وأيا رجل مات وترك دينًا فإلّي ،ومن
ترك مالً فلورثته .
682
235 إنا ل نستعي بشرك .
264 إنا ل نول هذا من سأله ول من حرص عليه .
365 إنا وال ل ُنوَلّي هذا العمل أحدًا سأله أو أحدًا حرص عليه
353 إ نا وبنوا الطلب ل نفترق ف جاهل ية ول إ سلم .إن ا ن ن و هم ش يء
واحد
432 ، 100 أنتم أعلم بأمور ديناكم .
371 إنك إن تتبعت عورات الناس أفسدتم أو كدت تفسدهم .
393 إنكم سترون بعدي أثرة فاصبوا حت تلقون على الوض .
256 إنكم سترون بعدي أثرة وأمور تنكرونا .
526 إنا أخاف على أمت الئمة الضلي .
114 إنا أهلك من كان قبلكم أنم كانوا إذا سرق الشريف تركوه .
367 إنا يهلك هذه المة كل منافق عليم .
388 إنه سيلي أمركم من بعدي رجال يطفئون السنة ويدثون البدعة .
149 إنه قد نزل ب ما ل ترون ،ول أظنن إل لأتّي وقد أطلق ال أيانكم من
بيعت ( من قول أب بكر ) .
51 إنه من يعش منكم فسيى اختلفًا كثيًا فعليكم بسنت وسنة اللفاء
الراشدين من بعدي .
إنه يستعمل عليكم أمراء فتعرفون وتنكرون .فمن كره فقد بريء ومن ، 109
، 256 أنكر فقد سلم .
472
، 380 إنا ستكون بعدي أثرة وأمور تنكرونا
393
509 إنا ستكون فت أل ثُمّ تكون فتنة القاعد فيها خي من الاشي .
154 إنا كانت أول الفت -أي حادثة استشهاد عثمان وآخرها فتنة السيح (
من قول حذيفة
683
إ ن أ قر بال سمع والطا عة لع بد ال ع بد اللك بن مروان ( من قول ا بن 219 ، 208
عمر )
418 ، 417 إن أنزلت نفسي من مال ال منلة اليتيم ( من قول عمر ) .
359 إن إنا فعلت ذلك لتألفهم -لا أعطى القرع بن حابس وصحبه . -
411 إ ن قد ول يت علي كم ول ست بي كم فإن أح سنت فأعينو ن وإن أ سأت
فقومون ( من قول أب بكر ) .
218 إن ل أصافح النساء .
299 إ ن لترج أن ا ستعمل الر جل وأ نا أ جد من هو أقوى م نه ( من قول
عمر ) .
56 إن لرى طلحة قد حدث فيه الوت فآذنون به وعجلوا .
115 إن ل أبعث عمال ليضربوا أبشاركم ( من قول عمر ) .
241 أوصيكم بتقوى ال والسمع والطاعة وإن عبد حبشي .
، 395 أي الهاد أفضل ؟ قال :كلمة حق عند سلطان جائر .
409
، 314 أي الناس أحب إليك ؟ قال عائشة .قلت ومن الرجال ؟ قال أبوها
315
402 إياكصم ومواطصن الفتص قيصل ومصا هصي ؟ قال :أبواب المراء (مصن قول
حذيفة )
323 إئذن له وبشره بالنة .
275 ، 31 الئمة من قريش .
243 الئمة من قريش ،أبرارها أمراء أبرارها
285 الئمة من قريش ما فعلوا ثلثًا ،ما إن استرحوا
271 الئمة من قريش إن لم عليكم حقًا ولكم عليهم حقًا ،ما إن استرحوا
رحوا
243 الئمة من قريش ......فإن أمرت قريش فيكم عبدًا حبشيًا مدعًا فاسعوا له
684
وأطيعوا
140 أيها الناس إن رسول ال ل يعهد إلينا ف هذه المارة شيئًا ( من قول
علي )
411 أيها الناس إنا أنا متبع ولست ببتدع فإن أحسنت فأعينون وإن أسأت
فقومون ( من قول أب بكر ) .
، 147 أيها الناس أن قد وليت عليكم ولست بيكم ( من قول أب بكر ) .
525
685
530 تقتلهم -أي الوارج -أدن الطائفتي إل الق .
38 ، 37 تكون النبوة ما شاء ال فيكم أن تكون ث يرفعها إذا شاء أن يرفعها .
حرف الثاء (ث)
ثل ثة ل يكلم هم ال يوم القيا مة ول ين ظر إلي هم ول يزكي هم ول م عذاب 3 ، 376
77 أليم .
حرف اليم (ج)
166 جاء عبد يبايع النب على الجرة فبايعه -فجاء سيده يريده فقال :بعنيه
حرف الاء (ح)
90 حد يعمل به ف الرض خي من أن يطروا أربعي صباحًا .
، 56 حديث السقيفة ( فيه أحاديث كثية ) .
، 126
، 133
، 143
، 154
، 175
، 179
، 273
276
حرف الاء (ح)
419 خذه فتموله وتصدق به فما جاءك من هذا الال وأنت غي مشرف له ،ول
سائل فخذه وإل فل تتبعه نفسك .
، 38 خلفة النبوة ثلثون سنة .
326
686
، 471 خيار أئمتكم الذين تبونم ويبونكم .
505
حرف الدال (د)
142 دعا أبو بكر بالزبي فقال :قلت ابن عمة رسول ال ؟ -فقال :ل تثريب
يا خليفة رسول ال ؟
406 الديصن النصصيحة قلنصا لنص ؟ قال :ل ولرسصوله ولكتابصه ولئمصة السصلمي
وعامتهم .
حرف الذال (ذ)
204 ذهب أهل الجرة با فيها .
حرف الراء (ر)
88 رباط يوم ف سبيل ال خي من الدنيا وما فيها .
88 رباط يوم وليلة خي من صيام شهر وقيامه .
313 رحك ال إن كنت لرجو أن يعلك ال مع صاحبيك ( من قول علي ) .
140 رضينا لدنيانا من رضي رسول ال لديننا ( من قول علي ) .
، 372 الرعيصة مؤديصة إل المام مصا أدى المام إل ال فإن رتصع المام رتعوا ( مصن
373 قول عمر )
حرف الزاي (ز)
526 زويت ل الرض حت رأيت مشارقها ومغاربا .
حرف السي (س)
507 سباب السلم فسوق وقتاله كفر .
، 111 سبعة يظلهم ال يوم ل ظل إل ظله .
، 334
344
687
38 ستكون اللفة من بعدي ثلثون ث يكون اللك .
508 ستكون فت القاعد فيها خي من القائم .
492 سيخرج قوم ف آ خر الزمان حداث ال سنان سفهاء الحلم يقولون من
قول خي البية .
400 سيكون بعدي أمراء فمن دخل عليهم فصدقهم بكذبم .
525 سيكون عليكم أمراء يأمرونكم با ل يفعلون فمن صدقهم .
456 سئل النب عن العزم فقال :مشاورة أهل الرأي ث إتباعهم .
374 سيليكم أمراء بعدي يعرفونكم ما تنكرون ،وينكرون عليكم ما تعرفون
حرف الضاد (ض)
348 ضعوها ف مواضعها -أي الصدقة ( -من قول ابن عمر )
حرف العي (ع)
، 203 على أي شيء بايعتم رسول ال يوم الديبية قال :على الوت .من قول
204 سلمة بن الكوع ) .
386 على الرء السمع والطاعة فيما أحب وأكره إل أن يؤمر بعصية .
530 عمار تقتله الفئة الباغية .
، 150 عهد أب بكر لعمر .
151
471 العهد الذي بيننا وبينهم الصلة فمن تركها فقد كفر .
، 186 عهد عمر بالمر إل الستة .
187
حرف الغي (غ)
354 الغنيمة لن شهد الوقعة ( من قول عمر ) .
حرف الفاء (ف)
فإذا مت فتشاورا ثلثة أيام ،ول يأتي اليوم الرابع إل وعليكم أمي منكم هامش 74
688
( من قول عمر )
352 فهل جلست ف بيت أبيك أو بيت أمك حت تأتيك هديتك .
، 41 فوا ببيعة الول فالول .
، 207
، 213
، 557
564
حرف القاف (ق)
134 قد اخترت لكم هذين الرجلي فبايعوا أيهما شئتم ( .من قول أب بكر ) .
280 قدموا قريشًا ول تقدموها .
288 قريش ولة الناس ف الي والشر إل يوم القيامة .
، 271 قريش ولة هذا المر .فقال سعد :صدقت نن الوزراء وأنتم المراء .
، 272
279
141 فأ ستخلف ( .من ق يل لعلي :ا ستخلف قال :ما ا ستخلف ر سول ال
قول علي ) .
حرف الكاف (ك)
، 41 كانت بنوا إسرائيل تسوسهم النبياء .
، 213
557
510 كسروا فيها سيوفكم وقطعوا أوتاركم .
259 كل ابن آدم خطاء وخي الطاءين التوابون .
41 كلهم من قريش .
4 ، 374 كما تكونوا يول عليكم .
689
55
409 كنا بعهد رسول ال نعد هذا نفاقًا لن كان هكذا ( .من قول عبد ال
بن عمر ) .
205 كنا نبايع رسول ال على السمع والطاعة يقول لنا فيما استطعت ( .
من قول ابن عمر ) .
312 كنا ني بي الناس ف زمن النب فنخي أبا بكر ث عمر ث عثمان ( .
من قول ابن عمر ) .
147 كنت أرجو أن يعيش رسول ال حت يدبرنا ( .من قول عمر )
حرف اللم (ل)
196 ل آمركم ول أناكم أنتم أبصر ( .من قول علي )
207 ل أبايع اثني ما اختلف الليل والنهار ( .من قول سعيد بن السيب ) .
482 ل أقاتل ف الفتنة وأصلي وراء من غلب ( .من قول بن عمر ) .
312 ل أوتى بأحد يفضلن على أب بكر وعمر إل جلدته حد الفتري ( .من
قول علي ) .
39 ل بل عبدًا رسو ًل .
347 ل تدفعها إليهم فقد أضاعوا الصلة ( .من قول ابن عمر ) .
508 ل ترجعوا بعدي كفارًا يضرب بعضكم رقاب بعض .
155 ل تريدون ،إن لكم وزير خي من لكم أمي ( .من قول علي ) .
، 528 ل تزال طائفة من أمت على الق ظاهرين حت يأتيهم أمر ال .
529
529 ل تزال طائفة من أمت يقاتلون على الق .
270 ل تقوم الساعة حت يرج رجل من قحطان يسوق الناس بعصاه .
92 ل حت تأطروهم على الق أطرًا .
65 ل ضرر ول ضرار .
690
، 226 ل ما أقاموا فيكم الصلة .
، 471
، 505
547
203 ل نبح حت نناجز القوم .
196 ل وإنا أترككم كما ترككم رسول ال ( .من قول علي ) .
129 ل يبقي باب إل سدّ إل باب أب بكر .
50 ل يل لثلثة يكونون بفلة من الرض إل أمروا أحدهم .
417 ل يل للخليفة من مال ال إل قصعتان .
287 ل يزال هذا المر ف قريش ما بقي من الناس اثنان .
270 ل يزال هذا المر ف قريش ما بقي منهم اثنان .
545 ل ينبغي للمؤمن أن يذل نفسه .
325 لعط ي هذه الرا ية رجلً يف تح ال على يد يه ي ب ال ور سوله وي به ال
ورسوله
348 لبسوا علينا لبس ال عليهم ( .من قول ابن عمر ) .
33 لست خليفة ال ،ولكن خليفة رسول ال ( .قول أب بكر ) .
112 لعمل المام العادل ف رعيته يومًا أفضل من عبادة العابد ف أهله مائة عام
أو خسي عامًا .
140 لعن ال من ذبح لغي ال .
372 لقد عففت فعفت رعيتك ولو رتعت لرتعوا ( .من قول علي ) .
315 لقد كان فيمن قبلكم مدثون .
215 لكن أكره أن أبايع أميين قبل أن يتمع الناس على أمي واحد ( .من قول
ابن عمر ) .
355 للرجل سهم وللفرس سهمان .
691
204 ل نبايع رسول ال على الوت ،وإنا بايعناه على أل نفر ( .عن جابر )
.
69 ، 68 لا قضى ال اللق كتب ف كتابه ..إن رحت تغلب غضب .
439 لا نزلت ﴿ يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول ﴾ ...قال ل النب ،
ما ترى ؟
528 لن يبح هذا الدين قائمًا يقاتل عليه عصابة من السلمي .
2 ، 164 لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة .
44
لو أدركن أحد هذين الرجلي ث جعلت هذا المر إليه لوثقت به ( .من 277
قول عمر ) .
226 لو استعمل عليكم عبد يقودكم بكتاب ال فاسوا وأطيعوا .
327 لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبًا ما بلغ مد أحدهم ول نصيفه .
، 426 لو أنكما تتفقان على أمر واحد ما عصيتكما ف مشورة أبدًا
457
387 لو دخلوها ما خرجوا منها إنا الطاعة ف العروف .
271 لو سلك الناس واديًا لسلكت وادي النصار وشعبها .
لو علمت أحدًا من الناس أقوى عليه من لكنت أقدم فتضرب عنقي أحب 299
إل من أن أليه ( .من قول عمر ) .
316 لو كان بعدي نب لكان عمر .
لو كنت ف شدق السد لحببت أن أكون معك فيه ،ولكن هذا المر ل 531
أره ( .من قول أسامة لعلي ) .
314 لو كنت متخذًا خليلً لتذت أبا بكر .
111 ليس من وال أمة قلت أو كثرت ل يعدل فيها إل كبه ال ف النار .
51 لينقض عرى السلم عروة عروة .
692
حرف اليم (م)
، 531 ما أجد ف نفسي شيئًا إل أن ل أقاتل الفئة الباغية مع علي ( .من قول ابن
532 عمر ) .
362 ما استخلف خليفة إل له بطانتان .
312 ما أنا إل رجل من السلمي ( .من قول علي ) .
372 مصا بقاء هذا المصر الصصال الذي جاء ال بصه بعصد الاهليصة ؟ قال ( :مصا
استقامت بكم أئمتكم ) ( .من قول أب بكر ) .
430 ما تشاور قوم قط إل هداهم ال لفضل ما يضرهم ( .من قول السن )
430 ما تشاور قوم قط يبتغون وجه ال إل هدوا لرشد أمرهم ( .من قول قتادة
305 ما تقل الغباء ول تظل الضراء على ذي لجة أصدق وأوف من أب ذر .
434 ما خاب من استخار ول ندم من استشار .
140 ما خصنا رسول ال بشيء ل يعم به الناس ( .من قول علي ) .
427 ما رأيت أحدا أكثر مشورة لصحابه من النب ( .من قول أب هريرة )
532 ما رأيناك أتيت أمرًا أكره عندنا من إسراعك ف هذا المر ( .من قول أب
موسى وأب مسعود ) .
437 ما شقي قط عبد بشورة ،وما سعد باستغناء رأي .
385 ما مشى قوم إل سلطان ال ليذلوه إل أذلم ال قبل أن يوتوا ( .من قول
حذيفة ) .
112 ما من أمي عشرة إل يؤتى به يوم القيامة مغلولً ل يفكه إل العدل أو يوبقه
الور .
370 ما من عبد يسترعيه ال رعية من السلمي ث يوت وهو غاش لم إل ل
يدخل النة معهم
370 ما من عبد يلي أمر السلمي ث ل يهد لم وينصح لم إل ل يدخل النة
معهم .
693
523 ما من نب بعثه ال قبلي إل كان له من أمته حواريون .
135 مات رسول ال ول يوص ( .من قول ابن عباس ) .
201 الدينة كالكي تنفي خبثها ،وتنصع طيبها .
128 مروا أبا بكر فليصل بالناس .
427 الستشار مؤتن .
، 116 السلم أخو السلم .
117
99 السلمون على شروطهم .
436 الشورة عي الداية وقد خاطر من استغن برأيه ( .من قول علي ) .
112 القسطون على منابر من نور .
5 ، 494 من أتاكم وأمركم جيع على رجل منكم يريد أن يشق عصاكم فاقتلوه
57
من أراد ببو حة ال نة فليلزم الما عة فإن الشيطان مع الوا حد و هو من 181
الثني أبعد .
، 195 من استخلف ؟ لو كان أبو عبيدة ابن الراح ( .من قول عمر ) .
196
من استعمل رجلً على عصابة وفيهم أرضى ال منه فقد خان ال ورسوله 299
والؤمني .
، 35 من أطاعن فقد أطاع ال ومن عصان فقد عصى ال .
379
399 من أهان سلطان ال ف الرض أهانه ال .
من بايع إمامًا فأعطاه صفقة يده وثرة قلبه فليطعه ما استطاع فإن جاء آخر ، 213
، 398 ينازعه فأضربوا عنق الخر .
557
ل من غي مشورة السلمي فل يتابع هو ول الذي بايعه تغرة ، 161 من بايع رج ً
694
، 180 أن يقتل ( .من قول عمر ) .
206
401 من بدا جفا ومن اتبع الصيد غفل .
470 من بدل دينه فاقتلوه .
90 من حالت شفاعته دون حد من حدود ال فقد ضار ال من أمره
107 من حكم بغي ما أنزل ال فحكم الاهلية ( .من كلم السن البصري ) .
403 من دعا لظال بالبقاء فقد أحب أن يعصى ال ف أرضه .
89 من رابط ف شيء من سواحل السلمي ثلثة أيام أجزأت عنه رباط سنة .
، 212 من رأى من أميه شيئًا يكرهه فليصب
505
، 521 من رأى منكم منكرًا فليغيه بيده .
522
313 من زعم أن عليًا أحق بالولية فقد خطأ أبا بكر وعمر والهاجرين والنصار
( من قول سفيان الثوري ) .
507 من سع سع ال به يوم القيامة ،ومن شاق شقق ال عليه يوم القيامة .
118 من قتل تت راية عمية يدعوا إل عصبية .
396 من قتل دون ماله فهو شهيد .
396 من قتل دون ماله مظلومًا فهو شهيد
363 من قلد رجلً عملً على عصابة ،وهو يد ف تلك العصابة أرضى منه
134 من كان رسول ال مستخلفًا لو استخلف ؟ قالت :أبو بكر ( .من قول
عائشة ) .
411 من كان عنده نصيحة لذي سلطان فل يكلمه با علنية .
361 ل فليكتسب زوجة . من كان لنا عام ً
84 من مات ول يغز ول يدث نفسه بالغزو مات ميتة جاهلية .
، 50 من مات وليس ف عنقه بيعة مات ميتة جاهلية .
695
505
، 216 من مات وليس له إمام مات ميتة جاهلية
217
531 من هي الفئة الباغية ؟ لو علمنا ما سبقتن أنت ول غيك على قتالا ( .من
قول ابن عمر ) .
368 من وله ال شيئًا من أمور السلمي فاحتجب دون حاجتهم وخلتهم .
322 من يفر بئر رومة فله النة .
حرف النون (ن)
272 الناس تبع لقريش
، 270 الناس ت بع لقر يش ف هذا الشأن م سلمهم ت بع ل سلمهم ،وكافر هم ت بع
271 لكافرهم .
117 الناس سواسية كأسنان الشط .
374 الناس على دين ملوكهم .
266 ناسبوا بذا النسب العباس بن عبد الطلب وربيعة بن الارث .
223 نن مع من غلب ( .من قول ابن عمر ) .
482 ،
35 نن الؤمنون وعمر أمينا ( .قول بعض أصحاب رسول ال ) .
532 ندمت على تركي قتال الفئة الباغية ( .من قول ابن عمر ) .
408 نضر ال امرأ سع مقالت فبلغها فرب حامل فقه غي فقيه .
345 نعم إذا أديتها إل رسول فقد برئت منها .
حرف الاء (هـ)
201 هات يدك أبايعك على السلم فبايعه فقال الرسول وعلى قومك قال :
وعلي قومي ( عن ضماد ) .
355 هل تنصرون وترزقون إل بضعفائكم .
696
حرف الواو (و)
356 وال ل أحد أحق بذا الال من أحد ( .من قول عمر ) .
338 وال لو منعون عقالً كانوا يؤدونه لرسول ال لقاتلتهم عليه ( .من قول
أب بكر ) .
141 وال ما عهد إلّ رسول ال إل شيئًا عهده إل الناس ( .من قول علي )
218 وال ما مست يد رسول ال يد امرأة قط .
219 وقد بايعتك وبايعت ابن عمك وأصحابه ( من كلم النجاشي ) .
334 وقد عتقت يا كيسان ؟ قال :نعم .قال :با أنت فأقسمها ( .من قول
عمر ) .
129 ول يبقي باب إل سدّ إل باب أب بكر .
505 ومن مات وليس ف عنقه بيعة مات ميتة جاهلية
697
349 يا رسول ال إن القوم من أصحاب الصدقة يعتدون علينا أفنكتم من أموالنا
بقدر ما يعتدون علينا ؟ قال :ل .
206 يا رسول ال بايعه فقال هو صغي فمسح رأسه ودعا له ( .عن زينب
بنت جحش ) .
69 يا عبادي إن حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم مرمًا .
، 264 يا عبد الرحن بن سره ل تسأل المارة .
365
285 يا معشر قريش إنكم أهل هذا المر ما ل تع صوا ال فإذا عصيتموه بعث
عليكم من يلحاكم .
244 يا معشر النساء تصدقن .
356 يبس لهله قوت سنتهم ويعل ما بقي ف الكراع .
381 يق على المام أن يكم با أنزل ال وأن يؤدي المانة ( .من قول عل ّي )
41 يكون اثنا عشر خليفة كلهم من قريش .
، 394 يكون بعدي أئمة ل يهتدون بدي ول يستنون بسنت .
490
215 يكون دعاة على أبواب جهنم من أجابم إليها قذفوه فيها .
527 يهدمصه أي السصلم ،زلة عال وجدال منافصق بالكتاب ،وحكصم الئمصة
الضلي ( .من قول عمر ) .
، 508 يوشك أن يكون خي مال السلم غنم .
509
، 128 يؤم القوم أقرؤهم لكتاب ال 128 .
، 248
249
*****
698