You are on page 1of 23

‫حقيقة الضحارة السإلماية‬

‫لفضيلة الشيخ ‪/‬‬


‫ناصر بن حمد الفهد‬

‫بسم ال الرحنم الرحيم‬


‫تنبيه‬
‫هذه الذكرة جواب عممنم جعل حضحارة السإلما هي النبوغ ف‬
‫علوما الفلسإفة واللحدة وجعلها هي تشييد البان وزخرفة‬
‫الساجد ‪ ،‬وجعل علماء السإلما هم اللحدة كابنم سإينا‬
‫والفاراب ونوهم ‪ ،‬أسإأل ال تعال أن ينفعهم با وصلى ال على‬
‫ممد ‪.‬‬
‫بسم ال الرحنم الرحيم‬
‫القدماة‬
‫المد ل والصلة والسلما على رسإول ال ‪ ،‬وبعد ‪:‬‬
‫فإن الفت ف هذه الزماان قد تتابعت كقطع الليل ‪ ،‬وأحييت ماعال المد هههاء ‪ ،‬وأثي نقع الفت واسإتوري زناد‬
‫الههزِاههزِ ‪:‬‬
‫ذكا لبه مانم جانبه فتضحرماا‬ ‫إذا لبه مانم جانبه باخ شره‬

‫ولكنم ماستثار الفتنة وعرصة غييها هو فيما حازه الكفار مانم زخارف الدنيا الت فهفهتحَها ال عليهم ‪ ،‬فإنا قد‬
‫بلبلت كثيا مانم السلمي ‪ ،‬فمنهم مانم انسلخ عنم دينه والعياذ بال ؟ ومانهم مانم بقي حائرا ‪ ،‬ومانهم مانم ثبت على‬
‫دينه على هدهخننم ‪ ،‬ومانهم مانم ل يرفع بذه الفتنة رأسإا ول يلق لا بالا وثبت على دينه ثبات البال الرواسإي ‪.‬‬
‫والقصود هنا فريق مانم السلمي ثبتوا على دينهم ‪ ،‬ولكمنم نقع ا مانم هذه الفتنة أصابم ‪ ،‬وذلك أنم حاولوا إبراز ماسإنم السإلما للكافرينم ‪ ،‬وأن‬
‫السلمي كانوا ف حضحارة وعلم مانم جنس حضحارتم وعلوماهم ‪ ،‬فهؤلء صحَت ألفاظهم وأخطأت ماعانيهم ‪ ،‬فالسإلما هو دينم الق والعلم والضحارة ‪،‬‬
‫ولكنها حضحارة غيي الضحارة وعلمم غي العلم ‪:‬‬

‫شتان بي ماشرنق وماغرب‬ ‫سإارت ماشرقة وسإرت ماغربا‬

‫فحَضحارتم دنيوية زائلة ‪ ،‬وحضحارة السلمي دينية نبوية باقية ‪ ،‬وعلوماهم دنيوية دنيه ‪ ،‬وعلوما السلمي شرعية ربانية ‪:‬‬
‫ليسوا أول شطنح ول هذياهن‬ ‫سإلفيةم سإنيةم نبويةم‬

‫وقد كتبت هذا البحَث ونقلت فيه كلما الئمة العلما حول هذا الوضوع ‪ ،‬وقمسمته إل أربع فصول ‪:‬‬
‫فالفصل الول ‪ :‬عنم الضحارة السإلماية وعلقتها بالعلم الشرعي ‪.‬‬
‫والفصل الثان ‪ :‬عنم العلوما الدنيوية الت قيل إن السلمي برعوا فيها وحكمها شرع ا ‪.‬‬
‫والفصل الثالث ‪ :‬عنم العلماء السلمي الذينم قيل إنم برعوا ف هذه العلوما وحكمهم شرع ا ‪.‬‬
‫والفصل الرابع ‪ :‬عنم الشبهات الت قد ترد حول هذا الوضوع وردها ‪.‬‬
‫هذا وماا كان ف هذا البحَث مانم صواب فمنم ال والمد ل على ذلك ‪ ،‬وماا كان فيه مانم خطأ فمن ومانم‬
‫الشيطان وأسإتغفر ال ‪.‬‬
‫وأخيا ‪ ،‬أسإأل ال تعال أن يعل هذا البحَث خالصا لوجهه الكري ‪ ،‬وأن ينفع به مانم قرأه ‪ .‬وصلى ال‬
‫على ممد ‪.‬‬
‫الفصل الول ‪ :‬الضحارة السإلماية والعلم الشرعي‬
‫إن الضحارة ا نلسإلماية الصحَيحَة هي الت وجدت ف القرون الفضحلة ‪ ،‬ف وقت الصحَابة والتابعي ‪ ،‬وأئمة الدينم ‪ ،‬فريق الدى ‪ ،‬وأشياع الق ‪،‬‬
‫وكتائبه ال ف أرضه ‪ ،‬الذينم بلغوا مانم الدينم والعلم والقوة غاية ليس وراءها ماطلع لناظر ‪ ،‬ول زيادة لستزِيد ‪ ،‬ففتحَوا البلدان ‪ ،‬وشيدوا الركان ‪ ،‬ودانت لم‬
‫المام ‪ ،‬وتداعت لم الشعوب ‪:‬‬

‫وإن ننم أوماأنا إل الناس وققفوا‬ ‫ترى الناس ماا سإرنا يسيون خلفنا‬

‫هم الذينم قال فيهم الرسإول ‪ ) : ‬خي القرون قرن ث الذينم يلونم ث الذينم يلونم (‪ ، 1‬أولئك هم ) أبر‬
‫‪2‬‬
‫الماة قلوب ا ‪ ،‬وأعمقها علوما ا ‪ ،‬وأقلها تكلف ا ‪ ،‬وأقوماها هدي ا ‪ ،‬وأحسنها حالا (‬
‫يبغي الله وجنة اليواهن‬ ‫وهم النجوما لكل عبند سإائنر‬

‫فريق أئمةم تدعو إل النياهن‬ ‫وسإواهم وال ققطاع الطف‬

‫هفمنم كان مافاخرا فليفاهخهر بم ‪ ،‬ومانم كان ماكاثرا فليكاثهر بم ‪ ،‬فدينهم هو الدينم ‪ ،‬وعلمهم هو العلم ‪.‬‬
‫ماقكنم ال لم ف الرض ففتحَوا الدنيا وحكموا العال ف مادةن ل يبلغ فيها الرضيع أن يفطم ‪.‬‬
‫قال الذهب رحه ال تعال ‪ ) :‬واسإتول السلمون ف ثلثة أعواما على كرسإي ملكة كسرى وعلى كرسإي‬
‫ملكة قيصر ‪ ،‬وعلى أمماي بلدها ‪ ،‬وغنم السلمون غنائم ل يسمع بثلها قط مانم الذهبه والرير والرقيق فسبحَان ال‬
‫العظيم الفتاح (‪ 3‬اهف ‪.‬‬
‫وقبل انتهاء جيل الصحَابة رضوان ال عليهم كانوا قد فتحَوا مانم الندلس غربا إل الصي شرقا ‪ ،‬وذلك‬
‫قضحل ال يؤتيه مانم يشاء ‪.‬‬
‫ث إن السلمي ل يزِهل أمارهم ف إدبار بعد القرون الفضحلة وقوتم ف ضعف ‪ ،‬حت وصلوا إل ماا وصلوا إليه‬
‫اليوما مانم البعد عنم الدينم والتعلق بأذيال الكافرينم ‪.‬‬
‫لذلك فاعلم أن الدينم ماا انتهجه السلف ‪ ،‬والعلم ماا طلبوه ‪ ،‬وماا سإوى ذلك فل خي فيه ‪.‬‬

‫فصل‬

‫‪1‬‬
‫رواه الشيخان عن عران بن حصين ‪. ‬‬
‫‪2‬‬
‫رواه سعيد بن منصور عن ابن مسعود ‪. ‬‬
‫‪ .3‬خخخخخ خخخخخخخ خخ ‪. 159‬‬
‫‪3‬‬
‫وف هذه الزمانة الت أتت بكل عجيبه ظهر قوما برتم زخارف بن الصفر وبلبلت أفكارهم وفهوماهم ‪،‬‬
‫فشعروا لبعدهم عنم الق بنقص إزاء ماا يرونه ‪ ،‬فهبوا إل التاريخ يقلبون أوراقه لعلهم يدون فيه مالجأا أو ماغارا ن‬
‫ت أو‬
‫مامدخلا يستون فيه هذا النقص ‪ ،‬فطووا ذكر القرون الفضحلة لنم يعلمون أنه ليس فيها لشفرتم مقزِا ‪ ،‬ول لبغيتهم‬
‫طائلا ‪ ،‬وأماعنوا النظر ف دويلت البدع والضحللة فأخرجوا مانها زبالت التاريخ وحثالت السلمي منم تفلسف‬
‫وتزِندق وألد ف دينم ال ‪ ،‬فلممعوا وجوههم الكاحلة ‪ ،‬ونفضحوا عنها الهدهرن والنت ‪ ،‬وهيهات هيهات ) هل يصلح‬
‫العقطار ماا أصلح الدهير ؟ ( ‪ ،‬فبارزوا بم الكفار ‪ ،‬فكانوا بنق كعبند صرغه أههماةم ‪ ،‬وكالستجي مانم الرماضحاء بالنار ‪:‬‬
‫وقد يسر النساين ف طل ه‬
‫به الربهح‬ ‫ت تلةا‬
‫طلبت بك التكثهي فازدد ي‬

‫) هماهنم أكثهر أههجهر (‬ ‫فهرفوا با ل يعرفوا ‪ ،‬فما كلماهم إل خطل ‪ ،‬وماا حديثهم إل هههذر ‪ ،‬وقديا قيل ‪:‬‬
‫‪.‬‬
‫فالسإلما ل ينضحبه ماعينه مانم أفذاذ الرجال ‪ ،‬ول مانم الئمة العلما حت يكون باجنة إل كقل ماوقوذة‬
‫وماتدينة ونطيحَنة ينازل بم السلمون والكافرينم ‪ ،‬ولكنم النكتة ف ذلك أن هؤلء القوما إنا أرادوا مابارزة بن الصفر‬
‫بعلونما مانم جنس علوماهم ‪ ،‬وهذه العلوما ل يبع فيها مانم السلمي إل اللحدة ‪ ،‬وغفلوا أو تغافلوا عنم قوله تعال ‪:‬‬
‫ك ههميظوارا{ )‪ (20‬سإورة السإراء ‪ ،‬وهذا مانم عطائه سإبحَانه ‪،‬‬ ‫}يكلل دنهدد ههيؤلء هوههيؤلء هماهنم هعهطاء هربي ه‬
‫ك هوهماا هكاهن هعهطاء هربي ه‬
‫والدنيا يعطيها ال لنم يبه ويكره ‪ ،‬ولكنم الدينم ل يعطيه ال إل لنم يبه ‪ ،‬وإل فهذه العلوما ل تدل على حق ول‬
‫تنع مانم باطل بدليل أنك لو جعت ماا عند مالحدة اليونان والسلمي مانم هذه العلوما ث قارنتها با عند الكافرينم‬
‫اليوما لا بلغت عشر ماعشارها ‪.‬‬
‫ك الههدد أههماهنم العثار ‪.‬‬
‫والنقص إنا يشعر به مانم ابتعد عنم جادة الدينم ‪ ،‬وإل فمنم سإل ه‬
‫قال شيخ السإلما رحه ال تعال ) الموع ‪: ( 4 / 11‬‬
‫وإذا كان خي الكلما كلما ال ‪ ،‬وخي الدي هدي ممد ‪ ،‬فكل مانم كان إل ذلك أقرب وهو به أشبه ‪،‬‬
‫كان إل الكمال أقرب ‪ ،‬وهو به أحق ‪ ،‬ومانم كان عنم ذلك أبعد وشبهه أضعف ‪ ،‬كان عنم الكمال أبعد وبالباطل‬
‫أحق ‪ ،‬والكامال هو مانم كان ل أطوع وعلى ماا يصيبه أصب فكلما كان اهتبع لا يأمار ال ورسإوله وأعظم ماوافقة ل‬
‫فيما يبه ويرضاه وصب على ماا قدره وقضحاه كان أكمل وأفضحل ‪ ،‬وكل مانم نقص عنم هذينم كان فيه مانم النقص‬
‫بسبه ذلك ‪ .‬اهف ‪.‬‬
‫ولو أماعنوا ف دراسإة التاريخ لتضحح لم جلي ا إن السلمي ل يضحعفوا ويتسلط عليهم الكفار والتتار والباطنية‬
‫وغيهم إل بعد انتشار ماثل هذه العلوما والعلماء بي السلمي ‪.‬‬
‫قال ابنم القيم رحه ال تعال ) ‪: ( 602 / 2‬‬
‫) كما هي عادته سإبحَانه وسإنته ف عباده إذا أعرضوا عنم الوحي ‪ ،‬وتعوضوا عنه بكلما البشر ‪ ،‬فالغرب لا‬
‫ظهرت فيهم الفلسفة والنطق واشتغلوا با اسإتولت النصارى على أكثر بلدهم وأصاروهم رعية لم ‪ ،‬وكذلك لا ظهر‬
‫ذلك ببلد الشرق ‪ ،‬سإلط ال عليهم التتار فأبادوا أكثر البلد الشرقية واسإتولوا عليها ‪ ،‬وكذلك ف أواخر الائة الثالثة‬
‫وأول الرابعة لا اشتغل أهل العراق بالفلسفة وعلوما أهل اللاد سإلط ال عليهم القراماطة الباطنية ‪ ،‬فكسروا عسكر‬
‫الليفة عدة مارات واسإتولوا على الاج واسإتعرضوهم قتلا وأسإرا (‬

‫فصل‬
‫فالعلم هو العلم الشرعي وهو الذي دل عليه القرآن والسنة وكلما السلف ل علوما الفلسإفة واللحدة ‪ ،‬وف‬
‫الديث العلم ثلثة وماا سإوى ذلك فضحل ‪ :‬آية مكمة ‪ ،‬وسإنة ماتبعة ‪ ،‬وفريضحة عادلة (‪ 1‬وقال الوزاعي رحه ال‬
‫تعال ‪ ) :‬العلم ماا جاء به أصحَاب النب ‪ ‬فما كان غي ذلك فليس بعلم (‪ 2‬وقال شيخ السإلما رحه ال تعال )‪1‬‬
‫‪ ) : ( 664 / 0‬لكنم جاع الي أن يستعي بال سإبحَانه ف تلقي العلم الوروث عنم النب صلى ال عليه وسإلم ‪،‬‬
‫فإنه هو الذي يستحَق أن يسمى علما ‪ ،‬وماا سإواه إماا أن يكون علما فل يكون نافعا ‪ ،‬وإماا أن ل يكون علما وإن‬
‫سي به ‪ ،‬ولئنم كان علما نافعا فل بد أن يكون ف ماياث ممد ‪ ‬ماا يغن عنه ما هو ماثله وخي مانه ( اهف وقال ابنم‬
‫رجبه رحه ال تعال ‪ ) :3‬فالعلم النافع مانم هذه العلوما كلها ضبط نصوص الكتاب والسنة وفهم ماعانيها ‪ ،‬والتقيد‬
‫بالأثور عنم الصحَابة والتابعي وتابعيهم ف ماعان القرآن والديث ‪ ..‬ف ذلك غاية لنم عقل ‪ ،‬وشغل لنم بالعلم‬
‫النافع اشتغل ( اهف ‪.‬‬
‫وقال الشافعي رحه ال تعال ‪:‬‬
‫إل الديث وإل الفقه ف الدينم‬ ‫كل العلوما سإوى القرآن ماشغلة‬

‫وماا سإوى ذاك وسإواس الشياطي‬ ‫العلم ماا كان فيه قال ‪ :‬حدثنا‬

‫وقال ابنم القيم رحه ال تعال ‪:‬‬


‫قال الصحَابة هم أولو العرفان‬ ‫العلم قال ال قال رسإوله‬

‫وكلما أهل العلم ف هذا كثي جدا ‪ ،‬وفيما نقلت كفاية إن شاء ال تعال ‪.‬‬
‫فالاصل ‪:‬‬
‫إن الضحارة السإلماية ل تقاس بعمران الدنيا ول بعلوماها ‪ ،‬فإن السلمي لا اشتغلوا ببناء القصور الفارهات‬
‫‪ ،‬وبتعقلم الفلسفة والنطق والطبيعيات ‪ ،‬وركنوا إل الدنيا واسإتهانوا بالعلوما الشرعيات ‪ ،‬رمااهم ال بالدواهي والصيبات‬
‫ت لعمارة الدنيا إل بالطاعات ‪ .‬وال أعلم وهو الوفق للصالات ‪.‬‬ ‫‪ ،‬فالفهم الفهم ‪ ،‬فإن السإلما ل يأ ه‬
‫ه ه‬

‫‪1‬‬
‫انظر ذلك بالتفصيل في ) جامع بيان العلم وفضله ( لبن عبد البر ‪. 50- 29 / 2‬‬
‫‪2‬‬
‫) فضل علم السلف على علم الخلف ( صـ ‪. 59‬‬
‫‪3‬‬
‫السابق صـ ‪63‬‬
‫الفصل الثان ‪ :‬العلوما الدنيوية الت قيل ‪ :‬إن السلمي برعوا فيها‬
‫تهيد ‪:‬‬
‫ل تنتشهر هذه العلوما والت تسمى بف ) علوما الوائل ( عند السلمي وتظهر بصورة كبية إل ف وقت الأماون‬
‫الذي أمار بتجة كتبه اليونان ف الفلسفة والكمة وغيها ‪ ،‬فأدخل بفعله هذا على السلمي شرا ل يزِال أثره إل‬
‫اليوما ‪ ،‬لذلك قال شيخ السإلما رحه ال تعال ‪ ) :‬إن ال لنم يغفل عنم الأماون ماا أدخله على السلمي بتجة تلك‬
‫الكتبه ( وقال ) ‪ : ( 84 / 2‬ث طلبت كتبهم ) أي الفلسإفة ( ف دولة الأماون مانم بلد الروما ‪ ،‬فعييربت ودمرسإها‬
‫الناس ‪ ،‬وظهر سإببه ذلك مانم البدع ماا ظهر ‪ .‬اهف ونصوص العلماء ف ذما فعل الأماون هذا كثية ‪ ،‬ولكنم الذي يزِيد‬
‫ث على إقبارة أن أولئك القوما يعلون عصر الأماون هذا مانم أعظم العصور السإلماية علم ا وفتحَ ا على‬
‫المار ضغ م‬
‫السلمي )إن ل يكنم أعظمها على الطلق( بسببه هذه التجة ‪.‬‬
‫ولك أن تقارن إن أردت الق ف ذلك با فعله الليفة الراشد عمر بنم الطاب ‪ ، ‬فإنه لا فتحَت فارس وجد‬
‫السلمون فيها كتب ا كثية فاسإتشاروا عمر فيها ‪ ،‬فأمارهم بإحراقها وقال قولته العظيمة ‪ ) :‬إن يكنم ماا فيها هدى فقد هدانا ال بأهدى مانه ‪ ،‬وإن يكنم‬
‫ضللا فقد كفاناه ال ( فأحرقت كلها أو طرحت ف الاء ‪.‬‬
‫ك نهد كبك ه‬
‫به‬ ‫وآخر مانهم سإال م‬ ‫ك بطهنم نلنة‬
‫فريقان مانهم سإال م‬

‫وكأن بأولئك القوما ياولون أن يقكذبوا أو على القل ‪ :‬يفوا هذه الرواية وهذا الب حت ل يسمع به الغرب‬
‫والكفار خي ماؤيد للسإلما بأنه دينم الهل ‪ ،‬وأنه غدو للعلم والعلماء ‪ ،‬ولكنم ‪:‬‬
‫أما بلت حيث تناطح البحَراهن‬ ‫ماا ضمر تغلبه وائل أهجوتا‬

‫فالسإلما هو السإلما ل يغيه تأويل جاهل ‪ ،‬ول تكقلف أحق ‪ ،‬وحكم السإلما ف هذه العلوما واضح جلي‬
‫ذكره العلماء ‪ ،‬وسإوف أنقل فيما يأت بعض هذه العلوما وبعض ماا قيل فيها ‪ ،‬وال الستعان ‪.‬‬

‫علم الفلسفة‪: 1‬‬


‫وهو مانبع الضحللة ‪ ،‬ومانجم الباطل ‪ ،‬قد عقششّ به الشيطان وضرب فيه قباب ‪ ،‬حقرماه جيع الققي مانم العلماء ‪،‬‬
‫وهماهنم تعلمه وأدمانم النظر فيه ل يسلم مانم اللاد ‪ ،‬ودينم أهل هذا العلم هو الكفر بال ومالئكته وكتبه ورسإله واليوما الخر ‪،‬‬
‫أبطلوا النقول ‪ ،‬وخالفوا العقول ‪ ،‬وأضلوا المام ‪.‬‬
‫قال ابنم الصلح رحه ال تعال ) الفتاوى صف ‪ ) : ( 70‬الفلسفة رأس السفه والنلل ‪ ،‬وماادة الية والضحلل ‪،‬‬
‫وماثار الزِيغ والزِندقة ‪ ،‬ومانم تفلسف عميت بصيته عنم ماسإنم الشريعة الؤيدة بالجج الظاهرة ‪ ،‬والباهي الباهرة ‪ ،‬ومانم‬
‫تلقبس به علم ا وتعليم ا قارنه الذلن والرقان ‪ ،‬واسإتحَوذ عليه الشيطان ‪ ،‬وأي فننم أخزِى ماهنم فننم يعمي صاحبه ‪-‬أظلم قلبه‬
‫–عنم نبوة نبينا ‪ .. ‬وليس الشتغال بتعليمه وتعلمه ما أباحه الشارع ‪ ،‬ول اسإتباحه أحد مانم الصحَابة والتابعي والئمة‬
‫التهدينم ‪ ،‬والسلف الصالي ‪ ،‬وسإائر مانم يقتدى به مانم أعلما الئمة وسإادتا ‪ ،‬وأركان الماة وقادتا ‪ ،‬قد بقرأ ال الميع‬
‫مانم ماعقرة ذلك وأوناسإه ‪ ،‬وطهرهم مانم أوضاره ( اهف‬
‫وقال ابنم القيم رحه ال تعال ) إغاثة اللهفان ‪ ) : ( 595 / 2‬فالزِندقة واللاد عند هؤلء جزِء مانم ماسمى‬
‫الفلسفة أو شرط ‪ ..‬فل مابدأ عندهم ول ماعاد ول صانع ول نبوة ول كتبه نزِلت مانم السماء تكلم ال با ‪ ،‬ول مالئكة‬
‫تنزِلت بالوحي مانم ال سإبحَانه ‪ ،‬فدينم اليهود والنصارى بعد النسخ والتبديل خي وأهون مانم دينم هؤلء ( اهف ‪.‬‬
‫وقال شيخ السإلما رحه ال تعال ) ‪ ) : ( 140 / 5‬والفلسإفة هم الذينم أفسدوا أهل اللل قبلنا ماللهم وتواريهم‬
‫( وقال ) ‪ ) : ( 176 / 9‬كان هؤلء التفلسفة إنا راجوا على أبعد الناس عنم العقل والدينم كالقراماطة والباطنية الذينم رقكبوا‬
‫ماذهبهم مانم فلسفة اليونان ودينم الوس وأظهروا الرفض ( وإنا ينفقون ف دولة جاهلية بعيدة عنم اليان إماا كفارا أو‬
‫مانافقي ‪ ،‬كما نفق هماهنم نفق مانهم على النافقي اللحدة ( اهف ‪.‬‬
‫وقال ابنم القيم رحه ال ف نونيته ‪:‬‬
‫ماتفاوتان وماا ها عدلن)يعن‪:‬ماتساويتان(‬ ‫والفيلسوف وذا الرسإول لديهم‬

‫والفيلسوف نب ذي البهان‬ ‫أماا الرسإول ففيلسوف عواماهم‬

‫اتباع صاحبه مانطق اليونان‬ ‫والق عندهم ففيما قاله‬


‫‪11‬‬
‫الفلسفة القديمة تحتوي على سبعة علوم هي على ترتيبهم ‪ :‬المنطق ثم الرتماطيقي ) علم العدد ( ثم الهندسة‬
‫ثم الهيئة ) علم الفلك والنجوم ( ثم الموسيقى ثم الطبيعيات ثم اللهيات ‪ ،‬ولكل واحدد فروع ‪ ،‬وانظر لتفصيل‬
‫وشرح هذه العلوم ) مقدمة ابن خلدون ( صـ ‪ 478‬وما بعدها ‪.‬‬
‫خلف ابنم سإينا فاغتوا بلبان‬ ‫وماضحى على هذي القالة أماة‬

‫الناصرينم للة الشيطان‬ ‫مانهم نصي الكفر ف أصحَابه‬

‫ل مارحبا لعساكر الشيطان‬ ‫إخوان إبليس اللعي وجنده‬

‫علم الكيمياء‪: 1‬‬


‫قال شيخ السإلما رحه ال تعال ) ‪ 398 / 29‬وماا بعدها ( ‪:‬‬
‫) وحقيقة الكيمياء إنا هي تشبيه الخملوق ‪ ،‬وهو باطل ف العقل ‪ ،‬وال تعال ليس كمثله شيء ل ف ذاته ول ف‬
‫صفاته ول ف أفعاله ‪ ،‬فهو سإبحَانه ل يلق شيئ ا يقدر العباد أن يصنعوا ماثل ماا خلق ‪ ..‬وأهل الكيمياء مانم أعظم الناس‬
‫غشا ولذا ل يظهرون للناس إذا عامالوهم إن هذا مانم الكيمياء ‪ ...‬فجماهي مانم يطلبه الكيمياء ل يصل إل الصنوع الذي‬
‫هو ماغشوش باطل طبع ا ‪ ،‬مرما شرع ا بل هم يطلبون الباطل الراما ‪ ...‬ول يكنم ف أهل الكيمياء أحد مانم النبياء ول مانم‬
‫علماء الدينم ول مانم ماشايخ السلمي ‪ ،‬ول مانم الصحَابة ول مانم التابعيي لم بإحسان وأقدما مانم يكى عنه شيء ف‬
‫الكيمياء ) خالد بنم يزِيد بنم ماعاوية (‪ 2‬وليس هو منم يقتدي به السلمون ف دينهم ول يرجعون إل رأيه ‪ ..‬وأماا ) جابر ابنم‬
‫حيان ( صاحبه الصنفات الشهورة عنم الكيماوية فمجهول ل يعرف ‪ ،‬وليس له ذكر بي أهل العلم ول بي أهل الدينم (‬
‫اهف ث قال ) ‪ : ( 378 / 29‬والكيمياء أشد تريا مانم الربا ‪ .‬وقال ‪ :‬إن الكيمياء ل يعملها رجل له ف الماة لسان صدنق ‪،‬‬
‫ول عال ماتبع ‪ ،‬ول شيخ يقتدى به ول مالك عادل ‪ ،‬ول وزير ناصح ‪ ،‬وإنا يفعلها شيخ ضال ماضحل ( ث قال ‪ ) :‬وأيضح ا‬
‫فإن فضحلء أهل الكيمياء يضحمون إليها الذي يسمى )السيمياء( وهو السحَر ‪ ...‬فإنك تد ) السيمياء ( الت هي مانم‬
‫السحَر كثيا ماا تقتن بالكيمياء ‪ ،‬وماعلوما بالضطرار مانم دينم السإلما أن السحَر أعظم الرماات ‪ ،‬فإذا كانت تقتن به‬
‫كثيا ‪ ،‬ول تقتن بأهل العلم واليان بل هي مانم أعمال أهل الكفر والفسوق والعصيان ( اهف‬
‫وقد قال الذهب رحه ال تعال ف ) ماسائل طلبه العلم وأقساماه صف ‪ : ( 214‬فصل ‪ :‬ومانم العلوما الرماة ‪ :‬علم‬
‫السحَر والكيمياء والسيمياء والشعبذة والتنجيم ‪ ،‬والرمال وبعضحها كفر صراح ( اهف‬

‫‪11‬‬
‫الكيمياء في السابق يختلف عن كيمياء اليوم – بعض الشيء – لنها في السابق كانت تتعنى بتحويل النحاس‬
‫ونحوه إلى الذهب والفضة ‪ ،‬وكانت قرينة للسحر والسيمياء ‪ ،‬أما اليوم فل يزال تحويل المواد من مادة إلى‬
‫أخرى باقية فيه ‪ ،‬ولكنها اتسعت لتشمل الصيدلة وعلومها الدوائية والتركيبات والمحاليل وغيرها ‪.‬‬
‫‪22‬‬
‫نسب البعض إلى ) خالد بن يزيد ( صناعة الكيمياء وعلمها وهو باطل رواية ودراية ‪ :‬فأما الرواية ‪:‬‬
‫فإن الذهبي رحمه ال تعالى ذكر أن هذا الخبر ل يصح )سير أعلم النبلء ‪ (4/383‬وكذلك ذكر ذلك ابن الثير )العلم‬
‫‪ (300 / 2‬وكذلك نسبها شيخ السلم إليه بصيغة التضعيف )يحكى( وكذلك نسبها ابن كثير كذلك فقال ) وينسب إليه شيء من‬
‫علم الكيمياء( )البداية والنهاية ‪(80/ 9‬‬
‫فأما الدراية ‪:‬‬
‫فأولل ‪ :‬تقدم عصره في وقت الصحابة والتابعين ‪ ،‬وقبل الترجمة ‪.‬‬
‫وثانيال ‪ :‬أن أبا زرعة وابن حبان والذهبي وابن كثير أثنوا على صلحه ودينه ووثقوه ) السير ‪ – 4/382‬البداية ‪– 9/80‬‬
‫التهذيب ‪ ( 3/111‬ولو كان كيميائيال ما استحق هذا الثناء ‪.‬‬
‫وثالثال ‪ :‬تفنيد ابن خلدون لهذا الكلم عقلل في مقدمته صـ ‪ 505‬وال أعلم ‪.‬‬
‫وقد نعت ابنم خلدون ف ) ماقدماته صف ‪ 496‬وماا بعدها ( الكيميائيي بأنم يشتغلون بالسحَر والطلسمات ‪ ،‬وأنكر هذا‬
‫العلم وأبطله ‪.‬‬
‫وفيما نقلت كفاية إن شاء ال تعال ف بيان حقيقة هذا العلم وحكمه ‪.‬‬

‫علم الفلك ‪:‬‬


‫علم الفلك قسمان ‪:‬‬
‫الول ‪ :‬هو ماعرفة مانازل القمر والنجوما والطالع وغيها ما يعي ف ماعرفة القبلة والهتداء ف الب والبحَر‬
‫ونوها ‪ ،‬وهو ماا يسمى بف ) علم التسيي ( ‪.‬‬
‫الثان ‪ :‬هو السإتدلل بالوادث الفلكية على الوادث الرضية وادعاء ماعرفة الغيبه ‪ ،‬وهو ماا يعرف بف‬
‫) التنجيم ( ويسمى ) علم التأثي ( ‪.‬‬
‫فالقسم الول تنازع العلماء ف جوازه ‪ ،‬فمنهم مانم حرماه سإدا للذريعة ومانهم مانم كره تعلمه ‪ ،‬ومانهم مانم‬
‫أجازه – وهم المهور – فإذا كان هذا المار ف ) علم التسيي ( فما بالك بالتنجيم ‪ ،‬فإن العلماء جيع ا على‬
‫حرماته وإبطاله شرع ا وعقلا ‪ ،‬وف الديث ) مانم اقتبس شعبة مانم النجوما فقد اقتبس شعبة مانم السحَر زاد ماا زاد ( ‪.‬‬
‫قال ابنم رجبه رحه ال تعال ) فضحل علم السلف صف ‪: ( 35‬‬
‫) فعلم تأثي النجوما مرما ‪ ،‬والعمل بقتضحاه كالتقرب إل النجوما وتقريبه القرابي لا كفر ‪ ،‬وأماا علم التسيي‬
‫فإذا تعلم مانه ماا يتاج إليه للهتداء وماعرفته القبلة والطريق كان جائزِا عند المهور ‪ ،‬وماا زاد عليه فل حاجة إليه‬
‫وهو يشغل عما هو أهم مانه وربا أدى التدقيق فيه إل إسإاءة الظنم بحَاريبه السلمي ‪ ،‬ف أماصارهم كما وقع ذلك‬
‫كثيا مانم أهل هذا العلم قديا وحديثا وذلك يفضحي إل اعتقاد خطأ الصحَابة والتابعي ف صلتم ف كثي مانم‬
‫الماصار ‪ ،‬وهو باطل ‪ ،‬وقد أنكر المااما أحد السإتدلل بالدي وقال ‪ :‬إنا ورد ) ماا بي الشرق والغرب قبلة ( اهف‬
‫‪.‬‬
‫وقال شيخ السإلما رحه ال تعال ) ‪ ) : ( 181 / 35‬إن النجوما نوعان ‪ ،‬حساب وأحكاما ‪ ،‬فأماا‬
‫الساب فهو ماعرفة أقدار الفلك والكواكبه ‪ ،‬وصفاته وماقادير حركاتا وماا يتبع ذلك ‪ ،‬فهذا ف الصل علم‬
‫صحَيح ل ريبه فيه كمعرفة الرض وصنعتها ونو ذلك ‪ ،‬لكنم جهور التدقيق فيه ‪ ،‬كثي التعبه قليل الفائدة ‪،‬‬
‫كالعال ماثلا بقادير الدقائق والثوان والثوالث ف حركات السبعة التحَية ‪ ...‬أماا الحكاما فهي مانم جنس السحَر ‪...‬‬
‫‪1‬‬
‫( اهف‬
‫ك السلمي الذينم يفاخر بم الهحَدثون –فيما أعلم – إنا‬ ‫فإذا وعيت ماا ماضحى ‪ ،‬فاعلم أن جيع علماء الهفله ه‬
‫ي‬
‫هم مانجمون كهان كالوارزماي وابنم البناء والطوسإي وآل شاكر والريطي وغيهم – عافانا ال وإياكم ما ابتلهم به‬
‫–‪.‬‬

‫‪ 11‬انظر ) فتح المجيد ( ‪ 316‬وما بعدها – الزواجر ‪. 2/109‬‬


‫فنم العمارة ‪:‬‬
‫أماا العمارة فليست مانم السإلما ف شيء ‪ ،‬فقد روى البخماري وغيه عنم خباب ‪ ‬مارفوعا ‪ ) :‬إن السلم‬
‫ليؤجر ف كل شيء ينفعه إل ف شيء يعله ف هذا التاب (‬
‫قال ابنم حجر رحه ال تعال ) فتح الباري ‪: ( 11/95‬‬
‫) وقد ورد ف ذما البناء صريا ماا أخرج ابنم أب الدنيا مانم رواية عمارة بنم عامار " إذا رفع الرجل بناءا فوق‬
‫سإبعة أذرع نودي ‪ :‬يا فاسإق إل أينم ؟ " وف سإنده ضعف ماع كونه ماوقوفا ‪ ،‬وف ذما البناء ماطلقا حديث خباب‬
‫يرفعه قال ‪ ) :‬يؤجر الرجل ف نفقته كلها إل التاب ( أو قال )البناء( أخرجه التماذي وصحَحَه وأخرج له شاهدا‬
‫عنم أنس بلفظ ) إل البناء فل خي فيه ( وللطبان مانم حديث جابر يرفعه قال ‪ ) :‬إذا أراد ال بعبند شرا خ م‬
‫ضحر له ف‬
‫ضحر ( حقسنم وزن ا وماعن ‪ ...‬ال ماا قال رحه ال تعال ( اهف ولكثرة الحاديث‬ ‫اللب والطي حت يبن ( وماعن ) خ ق‬
‫الت تذما البناء ورفعه كان اليدثون رحهم ال تعال يعقدون أبواب ا عنم البناء وماا ورد فيه ‪ .‬لذلك فإن عمر ‪ ‬لا‬
‫صبه ‪ ،‬فلما وهقع فيها الريق ‪ ،‬اسإتأذنوه ف بنائها بالجارة فقال ‪ ) :‬افعلوا ‪،‬‬ ‫اختط الكوفة أمارهم ببناء بيوتم مانم قه ه‬
‫ول يزِيدقن أحد على ثلثة أبيات ول تطاولوا ف البنيان والزِماوا السنة تلزِماكم الدولة ( ‪ ،‬وهكذا كان عهد الراشدينم‬
‫والسلف وهذه هي ) العمارة السإلماية ( وأماا ) قصور الزِهراء وغرناطة وقرطبة ودماشق الفيحَاء وبغداد والقاهرة‬
‫وزخرفة جواماعها وماساجدها ( فليست عمارة إسإلماية ‪ ،‬بل إن مانم الفتيات والكذب على السإلما أن ينسبه إليه‬
‫ماا نى عنه وزجر ‪ ،‬ولكنه التعلق بزِهرة الياة الدنيا ‪ .‬وال الستعان ‪.‬‬
‫واكتفى با ذكرته مانم العلوما وماا قاله العلماء فيها ‪ ،‬وإل فإن العلوما الدنيوية كثية وكلما العلماء فيه كثي‬
‫كالوسإيقى والشعر واليل وغيها ‪ .‬وال أعلم ‪.‬‬

‫الفصل الثالث ‪ :‬العلماء السلمي الذينم قيل ‪ :‬إنم برعوا ف تلك العلوما‬

‫تهيد ‪:‬‬
‫سإوف أذكر ف هذا الفصل قائمة بأشهر العلماء الذينم يهيج العاصرون بدحهم ‪ ،‬والثناء على خلئقهم ‪،‬‬
‫وذكر فضحائلهم ‪ ،‬وأذكر ماا قاله أئمة السإلما فيهم وف عقائدهم ‪ ،‬وقد تركت مانهم أكثر ما ذكرت لن القصد‬
‫التنبيه ل الصر ‪ ،‬وقد رتبتهم على حسبه الوفاة ‪ .‬وال الستعان ‪.‬‬
‫ابنم القفع ‪ :‬عبد ال بنم القفع ت ‪ 145 :‬هف ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫كان موسإي ا فأسإلم ‪ ،‬وعقرب كثيا مانم كتبه الفلسإفة وكان يتهم بالزِندقة لذلك قال الهدي رحه‬
‫‪1‬‬
‫ال تعال ‪ ) :‬ماا وجدت كتاب زندقة إل وأصله ابنم القفع (‬
‫جابر ابنم حيان ‪ :‬ت ‪ 200 :‬هف ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫أولا ‪ :‬إن وجود جابر هذا ماشكوك فيه ‪ ،‬لذلك ذكر )الزِركلي( ف ) العلما ( ف الاشية على‬
‫ترجته‪ ) : 2‬إن حياته كانت غاماضحة ‪ ،‬وأنكر بعض الكتاب وجوده ( وذكر أن ابنم الندي أثبت وجوده ورد‬
‫على مانكريه ‪ ،‬وابنم الندي هذا ليس بثقة كما سإيأت إن شاء ال ‪ ،‬وما يؤيد عدما وجوده ماا قاله شيخ‬
‫السإلما رحه ال ‪ ) :‬وأماا جابر بنم حيان صاحبه الصنفات الشهورة عند الكيماوية فمجهول ل يعرف‬
‫وليس له ذكر بي أهل العلم والدينم (‪ 3‬اهف ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬ولو أثبتنا وجوده ‪ ،‬فإنا نثبت سإاحرا مانم كبار السحَرة ف هذه اللة ‪ ،‬اشتغل بالكيمياء‬
‫‪4‬‬
‫والسيمياء والسحَر والطلسمات ‪ ،‬وهو أول مانم نقل كتبه السحَر والطلسمات كما ذكره ابنم خلدون‬
‫الوارزماي ‪ :‬ممد بنم ماوسإى الوارزماي ت ‪ 232 :‬هف ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫وهو الشهور باختاع ) الب والقابلة ( وكان سإببه ذلك كما قاله هو الساعدة ف حل ماسائل‬
‫الرث ‪ ،‬وقد رقد عليه شيخ السإلما ذلك العلم بأنه وإن كان صحَيحَا إل أن العلوما الشرعية ماستغنية عنه‬
‫‪5‬‬
‫وعنم غيه ‪.‬‬
‫والقصود هنا ‪ :‬إن الوارزماي هذا كان مانم كبار النقجمي ف عصر الأماون والعتصم الواثق ‪ ،‬وكان‬
‫‪6‬‬
‫بالضافة إل ذلك مانم كبار هماهنم ترجم كتبه اليونان وغيهم إل العربية ‪.‬‬
‫الاحظ ‪ :‬عمرو بنم بر ‪ :‬ت ‪ 255 :‬هف ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫مانم أئمة العتزِلة ‪ ،‬تنسبه إليه فرقة الاحظية ‪ ،‬كان شنيع النظر ‪ ،‬سإيء الخمب ‪ ،‬رديء العتقاد ‪،‬‬
‫تنسبه إليه البدع والضحللت ‪ ،‬وربا جاز به بعضحهم إل النلل ‪ ،‬حت قيل ‪ ) :‬يا ويح مانم كقفره الاحط‬
‫( ‪ ،‬حكى الطيبه بسنده أنه كان ل يصلي ‪ ،‬ورماي بالزِندقة ‪ ،‬وقال بعض العلماء عنه ‪ :‬كان كذابا على‬
‫‪7‬‬
‫اله وعلى رسإوله وعلى الناس‪.‬‬
‫ابنم شاكر ‪ :‬ممد بنم ماوسإى بنم شاكر ‪ :‬ت ‪ 259 :‬هف ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫‪11‬‬
‫انظر ) سير أعلم النبلء ( ‪ ) – 208 / 6‬البداية والنهاية ( ‪ ) - 96/ 10‬لسان الميزان ( ‪. 449 / 3‬‬
‫‪22‬‬
‫العلم ‪. 103 / 2‬‬
‫‪33‬‬
‫مجموع الفتاوى ‪. 374 / 29‬‬
‫‪44‬‬
‫المصدر السابق ‪ ،‬وانظر ) مقدمة ابن خلدون ( صـ ‪. 497 – 496‬‬
‫‪ 55‬انظر ) مجموع الفتاوى ( ‪. 215 – 214 / 9‬‬
‫‪ 16‬انظر ) تاريخ ابن جرير ( ‪ ) – 24 / 11‬البداية والنهاية ( ‪ ) – 308 / 10‬عيون النباء في طبقات الطباء‬
‫( صـ ‪ 483‬حاشية ‪. 1‬‬
‫‪ 27‬انظر ) البداية والنهاية ( ‪ ) ، 19 / 11‬لسان الميزان ( ‪. 409 / 4‬‬
‫فيلسوف ‪ ،‬ماوسإيقى ‪ ،‬مانقجم ‪ ،‬مانم الذينم ترحوا كتبه اليونان ‪ ،‬وأبوه ماوسإى بنم شاكر ‪ ،‬وأخواه‬
‫‪1‬‬
‫أحد والسنم مانجمون فلسإفة أيضحا ‪.‬‬
‫الكندي ‪ :‬يعقوب بنم اسإحَاق ‪ :‬ت ‪ 260 :‬هف ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫فيلسوف ‪ ،‬مانم أوائل الفلسإفة السإلمايي ‪ ،‬مانقجم ضال ‪ ،‬ماتهم ف دينه كإخوانه الفلسإفة ‪ ،‬بلغ‬
‫‪2‬‬
‫مانم ضلله أنه حاول ماعارضة القرآن بكلماه ‪.‬‬
‫عباس بنم فرناس ‪ :‬ت ‪ 274 :‬هف ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫فيلسوف ‪ ،‬ماوسإيقي ‪ ،‬ماغننم ‪ ،‬مانقجم ‪ ،‬نسبه إليه السحَر والكيمياء ‪ ،‬وكثر عليه الطعنم ف دينه ‪،‬‬
‫‪3‬‬
‫واتم ف عقيدته ‪ ،‬وكان بالضافة إل ذلك شاعرا بذيئ ا ف شعره ماولع ا بالغناء والوسإيقى ‪.‬‬
‫ثابت بنم قرة ‪ :‬ت ‪ 288 :‬هف ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫صابئ ‪ ،‬كافر ‪ ،‬فيلسوف ‪ ،‬مالحَد ‪ ،‬مانقجم ‪ ،‬وهو وابنه إبراهيم بنم ثابت وحفيده ثابت بنم سإنان‬
‫مااتوا على ضللم ‪ ،‬قال الذهب رحه ال تعال ‪ ) :‬ولم عقبه صابئة ‪ ،‬فابنم قرة هو أصل الصابئة التجددة‬
‫بالعراق فتنبه المار (‪. 4‬‬

‫اليعقوب ‪ :‬أحد بنم اسإحَاق ‪ 292‬هف ‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫رافضحي ‪ ،‬ماعتزِل ‪ ،‬تفوح رائحَة الرفض والعتزِال مانم تاريه الشهور ‪ ،‬ولذلك طبعته الرافضحة بف‬
‫‪5‬‬
‫) النجف ( ‪.‬‬
‫‪ ‬الرازي ‪ :‬ممد بنم زكريا الطبيبه ‪ :‬ت ‪ 313 :‬هف ‪:‬‬
‫مانم كبار الزِنادقة اللحدة ‪ ،‬يقول بالقدمااء المسة الوافق لذهبه الرانيي الصابئة وهي ) الرب‬
‫والنفس والادة والدهر والفضحاء ( وهو يفوق كفر الفلسإفة القائلي بقدما الفلك ‪ ،‬وصقنف ف ماذهبه هذا‬
‫‪6‬‬
‫ونصره ‪ ،‬وزندقته ماشهورة نعوذ بال مانم ذلك ‪.‬‬
‫‪ ‬البقثان ‪ :‬ممد بنم جابر الران الصابئ ‪ :‬ت ‪ 317 :‬هف ‪:‬‬

‫‪ 31‬انظر ) العلم ( ‪ ) ، 117 / 7‬عيون النباء ( ‪. 283‬‬


‫‪ 42‬انظر ) لسان الميزان ( ‪ ) ، 373 / 6‬مقدمة ابن خلدون ( ‪ ) ، 331‬مجموع الفتاوى ( ‪. 186 / 9‬‬
‫‪ 53‬انظر ) المغرب في حلي المغرب ( ‪ ) – 333 / 1‬المقتبس من أنباء أهل الندلس ( ‪ 279‬وما بعدها –‬
‫) نفح الطيب ( ‪) – 348 / 4‬العلم ( ‪ ، 264 / 3‬ومما يدل على رداءة عقله أيضال محاولته تقليد الطيور في‬
‫طيرانها ؟!!‬
‫‪ 64‬انظر ‪ ) :‬المنتظم ( ‪ ) ، 29 / 6‬سير أعلم النبلء ( ‪ ) ، 485 / 13‬البداية والنهاية ( ‪. 85 / 11‬‬
‫‪ 15‬من دراسة قمت بها لتاريخه المشهور ) تاريخ اليعقوبي ( ‪.‬‬
‫‪ 26‬انظر في بيان مذهبه ونقضه ‪ ) :‬مجموع الفتاوى ( ‪ 309 – 304 / 6‬مع ) منهاج السنة ( ‪ 209 / 1‬وما‬
‫بعدها ‪ .‬وانظر أيضال ‪ ) :‬المجموع ( ‪ ، 114 / 4‬و ) المنهاج ( ‪ ، 279 / 2 ، 353 / 1‬و ) درء التعارض ( ‪/ 9‬‬
‫‪. 346‬‬
‫‪1‬‬
‫كان صابئا ‪ ،‬قال الذهب ‪ ) :‬فكأنه أسإلم ( ‪ ،‬فيلسوفا ‪ ،‬مانقجما ‪.‬‬
‫‪ ‬الفاراب ‪ :‬ممد بنم ممد بنم طرخان ‪ 339 :‬هف ‪:‬‬
‫ضحل الفيلسوف على النب ‪ ،‬ويقول بقدما‬
‫مانم أكب الفلسإفة ‪ ،‬وأشدهم إلادا وإعراضا ‪ ،‬كان يف ق‬
‫العال ‪ ،‬ويكقذب النبياء ‪ ،‬وله ف ذلك ماقالت ف انكار البعث والسمعيات ‪ ،‬وكان ابنم سإينا على إلاده‬
‫‪2‬‬
‫خي مانه ‪ ،‬نسأل ال السلماة والعافية ‪.‬‬
‫‪ ‬السعودي ‪ :‬علي بنم السي ‪ :‬ت ‪ 346 :‬هف ‪:‬‬
‫كان ماعتزِليا ‪ ،‬شيعيا ‪ ،‬قال شيخ السإلما عنم كتابه ) ماروج الذهبه ( وف تاريخ السعودي مانم‬
‫‪3‬‬
‫الكاذيبه ماا ل يصيه إل ال تعال ‪ ،‬فكيف يوثق ف كتاب قد عرف بكثرة الكذب ؟ اهف ‪.‬‬
‫‪ ‬الريطي ‪ :‬ماسلمة بنم أحد ‪ :‬ت ‪ 398 :‬هف ‪:‬‬
‫فيلسوف ‪ ،‬كبي السحَرة ف الندلس ‪ ،‬بارع ف السيمياء والكيمياء ‪ ،‬وسإائر علوما الفلسإفة ‪ ،‬نقل‬
‫كتبه السحَر والطلسإم إل العربية ‪ ،‬وألف فيها ) رتبة الكيم ( و ) غاية الكيم ( وهي ف تعليم السحَر‬
‫ه‬ ‫ه‬
‫ي هكهفيرواه يفيهعلييموهن المنا ه‬
‫‪4‬‬
‫س اليسهحَهر { )‪ (102‬سإورة البقرة نسأل ال السلماة ‪.‬‬ ‫والعياذ بال }هولهكمنم المشهياط ه‬
‫‪ ‬ماسكويه ‪ :‬ممد بنم أحد ‪ :‬ت ‪ 421 :‬هف ‪:‬‬
‫كان موسإي ا ‪ ،‬فأسإلم ‪ ،‬وتفلسف ‪ ،‬وصحَبه ابنم العميد الضحال ‪ ،‬وخدما بن بويه الرافضحة‪ ،‬واشتغل‬
‫‪5‬‬
‫بالكيمياء فافتت با ‪.‬‬
‫‪ ‬ابنم سإينا ‪ :‬السي بنم عبد ال ‪ :‬ت ‪ 428 :‬هف ‪:‬‬
‫إمااما اللحدة ‪ ،‬فلسفي النحَلة ‪ ،‬ضال ماضحل ‪ ،‬مانم القراماطة الباطنية ‪ ،‬كان هو وأبوه مانم دعاة‬
‫‪6‬‬
‫الساعيلية ‪ ،‬كافر بال ومالئكته وكتبه ورسإله واليوما بالخر ‪.‬‬
‫لا أماهرن إل بالطلق‬ ‫ماساوئ لو قسمنم على الفوان‬

‫‪ 31‬انظر ) سير أعلم النبلء ( ‪. 518 / 14‬‬


‫‪ 42‬انظر على سبيل المثال ) الفتاوى ( ‪ ، 572 ، 57 / 11 ، 99 / 4 ، 86 / 2‬وغيرها ‪ ،‬وانظر ) درء التعارض‬
‫( في كثير من المواضع ‪ ،‬وانظر أيضال )إغاثة اللهفان ( ‪ 601 / 2‬وما بعدها ‪ ،‬و ) البداية والنهاية ( ‪/ 11‬‬
‫‪ – 224‬و ) المنقذ من الضلل ( صـ ‪ ، 98‬وكثير من المواضع في نونية ابن القيم ‪ ،‬وغيرها من كتب أهل‬
‫العلم ‪.‬‬
‫‪ 53‬انظر ‪ ) :‬منهاج السنة ( ‪ ) ، 84 / 4‬سير أعلم النبلء ( ‪ ) – 569 / 15‬لسان الميزان ( ‪. 258 / 4‬‬
‫‪ 64‬انظر ) مقدمة ابن خلدون ( ‪. 513 ، 504 ، 496‬‬
‫‪ 15‬انظر ) تاريخ الفلسفة المسلمين ( ‪ 304‬وما بعدها ‪.‬‬
‫‪ 26‬انظر ) سير أعلم النبلء ( ‪ ) ، 539 – 531 / 1‬إغاثة اللهفان ( ‪ 595 / 2‬وما بعدها – ) البداية والنهاية‬
‫( ‪) ، 43- 42 / 12‬فتاوى ابن الصلح( ‪ ، 69‬نونية ابن القيم ‪ 186 ، 160 ، 49 ، 43 ، 30 ، 14‬وغيرها ‪ ،‬و)‬
‫مجموع الفتاوى ( ‪ ، 133 / 35 ، 223 / 32 ، 571 / 17 ، 228 ، 133 / 9 ، 85 / 2‬وأكثر ) درء‬
‫التعارض ( رد عليه وعلى الفلسفة وكذلك ) المنهاج ( وانظر ) المنقذ من الضلل ( صـ ‪ ، 98‬وغيرها من‬
‫الكتب ‪.‬‬
‫قال ابنم القيم رحه ال تعال ‪:‬‬
‫إلاد ذاك خليفة الشيطان‬ ‫أو ذلك الخمدوع حامال راية الف‬

‫أديان أهل الرض ذا الكفراهن‬ ‫أعن ) ابنم سإينا ( ذلك اللول مانم‬

‫‪ ‬ابنم اليثم ‪ :‬ممد بنم السنم بنم اليثم ‪ :‬ت ‪ 430 :‬هف ‪:‬‬
‫مانم اللحدة الارجي عنم دينم السإلما ‪ ،‬مانم أقران ابنم سإينا علم ا وسإف ا وإلادا وضللا ‪ ،‬كان‬
‫‪1‬‬
‫ف دولة العبيديي الزِنادقة ‪ ،‬كان كأماثاله مانم الفلسإفة يقول بقدما العال وغيه مانم الكفريات ‪.‬‬
‫‪ ‬ابنم الندي ‪ :‬ممد بنم اسإحَاق ‪ 438‬هف ‪:‬‬
‫رافضحي ‪ ،‬ماعتزِل ‪ ،‬غي ماوثوق به ‪ ،‬قال ابنم حجر ‪ :‬وماصنفه ) فهرسإت العلماء ( ينادي على هماهنم‬
‫‪2‬‬
‫صنفه بالعتزِال والزِيع نسأل ال السلماة ‪ .‬اهف‬

‫‪ ‬العقري ‪ :‬أبو العلء أحد بنم عبد ال ‪ :‬ت ‪ 449 :‬هف ‪:‬‬
‫الشهور بالزِندقة على طريقة الباهة الفلسإفة ‪ ،‬وف أشعاره ماا يدل على زندقته وانلله مانم الدينم‬
‫‪ ،‬ذكر ابنم الوزي أنه رأى له كتاب ا ساه ) الفصول والغايات ف ماعارضة الصور واليات ( على حروف‬
‫العجم ‪ ،‬وقبائحَه كثية ‪.‬‬
‫قال القحَطان رحه ال تعال ‪:‬‬
‫ه ‪3‬‬
‫قد كان مموعا له الهعهميان‬ ‫س العمدي أبو العلء فإنه‬
‫تع ه‬
‫‪ ‬ابنم باجه ‪ :‬أبو بكر بنم الصائغ ) ممد بنم ييح (‪ :‬ت ‪ 533 :‬هف ‪:‬‬
‫فيلسوف كأقرانه ‪ ،‬له إلاديات ‪ ،‬يعتب مانم أقران الفاراب وابنم سإينا ف الندلس مانم تلمايذه ابنم‬
‫‪4‬‬
‫رشد وبسببه عقيدته حاربه السلمون هو وتلميذه ابنم رشد ‪.‬‬
‫‪ ‬الدريسي ‪ :‬ممد بنم ممد ‪ :‬ت ‪ 560 :‬هف‬

‫‪ 31‬انظر ) فتاوى شيخ السلم ( ‪ ، 135 / 35‬وانظر ) درء التعارض ( ‪ ، 281 / 2‬وانظر ما كتبه من‬
‫الحاديات في مذكراته وهو في آخر عمره نسأل ال الثبات في ) تاريخ الفلسفة ( صـ ‪. 270‬‬
‫‪ 42‬انظر ) لسان الميزان ( ‪. 83 / 5‬‬
‫‪ 13‬انظر ‪ ) :‬المنتظم ( ‪ ) ، 148 / 8‬البداية والنهاية ( ‪ 76 – 72 / 12‬وقد نقل كثيرال من أشعاره اللحادية‬
‫‪ ) ،‬لسان الميزان ( ‪ – 1/218‬نونية القحطاني ‪. 49‬‬
‫‪ 14‬انظر ‪ ) :‬عيون النباء ( ‪ 515‬وما بعدها – تاريخ الفلسفة ‪ 79‬وما بعدها ‪.‬‬
‫كان خادماا للك النصارى ف ) صقليه ( بعد أن أخرجوا السلمي مانها ‪ ،‬وكفى لؤماا وضللا ‪،‬‬
‫وف الديث ) أنا بريء مانم كل ماسلم يقيم بي أظهر الشركي ( ‪.‬‬
‫‪ ‬ابنم طفيل ‪ :‬ممد بنم عبد اللك ‪ 581 :‬هف‬
‫مانم مالحدة الفلسإفة والصوفية ‪ ،‬له الرسإالة الشهورة ) حي ابنم يقظان ( ‪ ،‬يقول بقدما العال وغي‬
‫‪1‬‬
‫ذلك مانم أقوال اللحدة ‪.‬‬
‫‪ ‬ابنم رشد الفيد ‪ :‬ممد بنم أحد بنم ممد‪ : 2‬ت ‪ 595 :‬هف ‪:‬‬
‫فيلسوف ‪ ،‬ضال ‪ ،‬مالحَد ‪ ،‬يقول بأن النبياء ييلون للناس خلف الواقع ‪ ،‬ويقول بقدما العال‬
‫وينكر البعث ‪ ،‬وحاول التوفيق بي الشريعة وفلسفة أرسإطو ف كتابيه ) فصل القال ( و ) ماناهج اللة ( ‪،‬‬
‫وهو ف ماوافقته لرسإطو وتعظيمه له ولشيعته أعظم مانم ماوافقة ابنم سإينا وتعظيمه له ‪ ،‬وقد انتصر للفلسإفة‬
‫‪3‬‬
‫اللحدة ف ) تافت التهافت ( ‪ ،‬ويعتب مانم باطنية الفلسإفة ‪ ،‬والادياته ماشهورة ‪ ،‬نسأل ال السلماة ‪.‬‬

‫‪ ‬ابنم جبي ‪ :‬ممد بنم أحد ‪ :‬ت ‪ 614 :‬هف ‪:‬‬


‫صاحبه الرحلة العروفة بف ) رحلة ابنم جبي ( ‪ ،‬ويظر مانم رحلته تلك تقديسه للقبور والشاهد‬
‫‪4‬‬
‫الشركية ‪ ،‬وتعظيمه للصخمور والحجار ‪ ،‬واعتقاده بالبدع والرافات وغيها كثي ‪.‬‬
‫‪ ‬الطوسإي ‪ :‬نصي الدينم ممد بنم ممد بنم السنم ‪ :‬ت ‪ 672 :‬هف ‪:‬‬
‫نصي الكفر والشرك واللاد ‪ ،‬فيلسوف ‪ ،‬مالحَد ‪ ،‬ضال ماضحل ‪ ،‬كان وزيرا لولكو وهو الذي‬
‫أشار عليه بقتل الليفة والسلمي واسإتبقاء الفلسإفة واللحَدينم ‪ ،‬حاول أن يعل كتاب ) الشارات ( لبنم‬
‫سإينا بدلا مانم القرآن ‪ ،‬وفتح مادارس للتنجيم والفلسفة ‪ ،‬وإلاده عظيم نسأل ال العافية ‪.‬‬
‫قال ابنم القيم رحه ال تعال ‪:‬‬
‫يح بصارما مانه وسإل لساهن‬ ‫وكذا أتى الطوسإي بالرب الصر‬
‫كفروا بدينم ال والقرآهن‬ ‫هعهمهر الدارس للفلسإفة الل‬
‫ينقلها إليهم فعل ذي أضغاهن‬ ‫وأتى إل أوقات أهل الدينم‬

‫‪ 21‬انظر ‪ ) :‬درء التعارض ( ‪. 56 / 6 ، 11 / 1‬‬


‫‪ 32‬تبيه ‪ :‬ابن رشد الحفيد غير الجد ‪ ،‬فالجد ‪ :‬محمد بن أحمد بن رشد ت ‪ 520 :‬هـ ‪ ،‬قاضي الجماعة بقرطبة‬
‫من أعيان المالكية ‪ ،‬له ) المقدمات ( و ) البيان والتحصيل ( ‪ ،‬أثنى عليه الذهبي وغيره ) السير ( ‪. 501 / 19‬‬
‫‪ 43‬انظر ) درء التعارض ( ‪ 234 ، 181 / 8 ، 242 ، 237 ، 6/210 ، 152 – 127 – 11 / 1‬وغيرها ‪ ،‬و‬
‫) منهاج السنة ( ‪ 356 / 1‬وغيرها ‪ ،‬وفي عدة مواضع من الفتاوى ‪ ،‬و ) سير أعلم النبلء ( ‪ ، 307 / 21‬و‬
‫) تاريخ الفلسفة ( ‪ 120‬وما بعدها ‪.‬‬
‫‪ 54‬تلخيص لدراسة أعددتها عن رحلته المشهورة بـ ) اعتبار الناسك في ذكر الثار الكريمة والمناسك ( وهو‬
‫على علته أفضل من )ابن بطوطة( في كثير من المور ‪ ،‬منها أن تعظيم المشاهد والقبور لم يستغرق رحلته‬
‫كان بطوطة ‪ ،‬ومها عفته عن سماع الغاني والملهي وحضور مجالسها ورؤية النساء والكل بأواني الذهب‬
‫وعدم استجدائه للسلطين بخلفا ) ابن بطوطة ( في ذلك كله ‪.‬‬
‫هي لبنم سإينا ماوضع الفرقاهن‬ ‫وأراد تويل ) الشارات ( الت‬
‫الت كانت لدى اليونان‬ ‫وأراد تويل الشريعة بالنوامايس‬
‫ليس ف القدور والماكاهن‬ ‫لكنه علم – اللعي – بأن هذا‬
‫ه ‪1‬‬
‫وسإائر الفقهاء ف البلدان‬ ‫إل إذا قتل الليفة والقضحاة‬

‫‪ ‬ابنم البناء ‪ :‬أحد بنم ممد ‪ :‬ت ‪ 721 :‬هف ‪:‬‬


‫‪2‬‬
‫شيخ الغرب ف الفلسفة ‪ ،‬والتنجيم ‪ ،‬والسحَر ‪ ،‬والسيمياء ‪.‬‬
‫‪ ‬ابنم بطوطة ‪ :‬ممد بنم عبد ال ‪ :‬ت ‪ 779 :‬هف ‪:‬‬
‫الصوف ‪ ،‬القبوري ‪ ،‬الراف ‪ ،‬الكقذاب ‪ ،‬كان جل اهتمامااته ف رحلته الشهورة زيارة القبور والبيت‬
‫ف الضرحة ‪ ،‬وذكر الرافات الت يسمونا ) كراماات ( وزيارة ماشاهد الشرك والوثنية ‪ ،‬ودعائه أصحَاب‬
‫القبور وحضحور السماعات ومالس اللهو ‪ ،‬وذكر الحاديث الوضوعة ف فضحائل بعض البقاع ‪ ،‬وتقديسه‬
‫‪3‬‬
‫للشخماص ‪ ،‬والفتاء على العلماء العلما ‪ ،‬وغي ذلك ‪.‬‬

‫‪ 11‬انظر ‪ ) :‬إغاثة اللهفان ( ‪ 601 /2‬وما بعدها – ) درء التعارض ( ‪ 44 / 10 – 78 / 6 – 67 / 5‬وما‬


‫بعدها ‪ ) ، 590‬الفتاوى ( ‪ 93، 92 / 2‬وما بعدها ‪ ) ،‬البداية والنهاية ( ‪ 267 / 13‬وغيرها ‪.‬‬
‫‪ 22‬انظر ‪ ) :‬مقدمة ابن خلدون ( صـ ‪ 115‬وما بعدها ‪.‬‬
‫‪ 33‬تلخيص لدراسة أعددتها عن رحلته ‪ ،‬وسبب نعتي له بأنه ) كذذاب ( لنه كذب كذبال فاضحال على شيخ‬
‫السلم رحمه ال تعالى وهو أنه رآه ينزل من المنبر ويقول إن نزول ال إلى السماء الدنيا كنزولي هذا ‪ ،‬وهو‬
‫يذكر أنه قد دخل دمشق في رمضان من سنة ‪ 726‬هـ وشيخ السلم في ذلك الوقت مسجون في القلعة منذ‬
‫شعبان ‪ ،‬وهذا دليل على افترائه عليه ‪.‬‬
‫الفصل الرابع ‪ :‬الشبهات الت قد ترد حول هذا الوضوع وردها‬
‫قد ترد بعض الشبهات حول هذا الوضوع ‪ ،‬وربا يكون مانم أهم هذه الشبهات ماا يأت ‪:‬‬
‫الشبهة الول ‪ :‬أن هؤلء العلماء وإن كانوا مالحدة إنا برعوا ف علوماهم لن بيئتهم بيئة إسإلماية علمية‬
‫صحَيحَة هقيأت لم الناخ الناسإبه للتفوق العلمي ‪ ،‬فلنا علوماهم وعليهم إلادهم ‪.‬‬
‫الشبهة الثانية ‪ :‬إننا إذا ذكرنا براعة هؤلء العلماء إنا نؤكد للعال اليوما إن السإلما هو دينم العلم والضحارة‬
‫وإذا تركنا ذكرهم مانم أجل عقائدهم نقص جانبه كبي وماهم مانم الضحارة انلسإلماية ‪.‬‬
‫الشبهة الثالثة ‪ :‬إن الكفار اليوما على حق لوجود هذه اليوما بأيديهم ولتفوقهم فيها ‪.‬‬
‫الشبهة الرابعة ‪ :‬إن الكفار إنا انتصروا على السإلما لوجود هذا التفوق العلمي لديهم ‪.‬‬
‫الشبهة الاماسة ‪ :‬إن السلمي انزِماوا وذلوا لهلهم بذه العلوما و ) تلفهم ( عنم ركبه الضحارة العلمية ‪.‬‬

‫فصل‬
‫جواب الشبهة الول ‪:‬‬
‫فأماا الشبهة الول فجوابا مانم وجوه ‪:‬‬
‫فالوجه الول ‪:‬‬
‫إن هذه العلوما أصلا – بصرف النظر عنم علمائها – ل تت إل السإلما بصلة – كما سإبق بيانه –‬
‫فتسقط هذه الشبهة جلة وتفصيلا ‪.‬‬
‫والوجه الثان ‪:‬‬
‫إننا لو سإلمنا بف ) إسإلماية ( هذه العلوما ‪ ،‬فإننا ل نسلم وجود البيئة السإلماية الصحَيحَية الت هقيأت‬
‫) الناخ الناسإبه ( بل إن الواقع يشهد بلف ماا ذكر ‪ ،‬فإنه كما أن الشرات ل تكثر إل ف ماواضع الرمال‬
‫والقماماات ‪ ،‬فإن هؤلء العلماء ل يكثرون إل ف دويلت البدع والضحللت ‪ ،‬وإليك بعض الماثلة الت تؤيد ماا‬
‫ذكرت ‪:‬‬
‫فالوارزماي وآل شاكر ظهروا ف دولة الأماون العتزِل ‪ ،‬وابنم سإينا وابنم اليثم ظهرا ف دولة العبيديي الزِنادقة ‪،‬‬
‫والفاراب ظهر ف دولة المدانيي الرافضحية ‪ ،‬وماسكويه ف دولة البوبيي الرافضحية ‪ ،‬وابنم رشد ف أول دولة الوحدينم‬
‫الشعرية الهدقية ‪ ،‬وهكذا ‪.‬‬
‫والوجه الثالث ‪:‬‬
‫لو سإلمنا بأن البيئة إسإلماية صحَيحَة ‪ ،‬وعلمية سإليمة ‪ ،‬فكيف يبع العال ف أتفه الماور وأخسها ‪،‬‬
‫وينحَرف ف أعظم الماور وأهها على الطلق وهو أمار دينه ؟!‬
‫والوجه الرابع ‪:‬‬
‫إن كون البيئة إسإلماية علمية صحَيحَة ل يسقوغ الفاخرة بؤلء اللحدة ‪ ،‬وإن سإاغ ذلك عند أحد فليسع‬
‫عنده أيضح ا الفاخرة بيهود ذلك اوقت ونصاراه وموسإه الذينم ف الدولة السإلماية والذينم برعوا ف نفس العلوما وهم‬
‫كثي لنم ف نفس البيئة السإلماية العلمية الصحَيحَة !! وعندها يتلط الاثر بالدزِباد ‪ ،‬والرغوة بالصريح ‪ ،‬ول يكون‬
‫للدينم ماعن ‪ ،‬ول للسإلما قيمة ‪.‬‬

‫فصل‬
‫جواب الشبهة الثانية ‪:‬‬
‫وأماا الشبهة الثانية فجوابا مانم وجوه أيضحا ‪:‬‬
‫فالوجه الول ‪:‬‬
‫إن دعوة الكفار إل السإلما ل تكون بتكقلف الالت ‪ ،‬وتزِييف القائق ‪ ،‬فننسبه إل السإلما ماا هو مانه‬
‫براء لنرغبه الكفار فيه ‪ ،‬وإل فل فرق بي مانم يفعل ذلك وبي مانم يضحع الحاديث ف الزِهد والرقائق ليغبه الناس‬
‫ف الصالات ‪ ،‬ويقول ‪ :‬أنا أكذب للرسإول ول أكذب عليه ‪.‬‬
‫وإنا تكون دعوتم كما كانت دعوة الرسإول ‪ ‬لكفار زماانه ببيان التوحيد وذما الشرك ونوه ما ورد عنه وثبت ‪ ،‬فإن دخل‬
‫الكفار بذه الدعوة إل السإلما فلله المد ‪ ،‬وإ ل يدخلوا فيه وأصروا على باطلهم ورماوا السإلما وشتموه ‪ ،‬فل ضرر عليه مانم كلماهم بل هم ‪:‬‬
‫فلم يضحرها وأوهى قرنه الوعل‬ ‫كناطح صخمرة يوما ا ليوهنها‬
‫وعلى السلم أن يتمثل ف ذلك بقول الشاعر ‪:‬‬
‫ول كلما طقنم الذباب أراعي‬ ‫وماا كل كلبه نابنح يستفزِن‬
‫والوجه الثان ‪:‬‬
‫أن يعلم – أصحَاب هذه الشبهة – أن السلمي إنا فتحَوا الدنيا ومالكوها بعدل عمر وفقه ماعاذ وحديث أب هريرة وزهد أب ذر‬
‫وشجاعة خالد ‪ ،‬ول يفتحَوها بإشارات ابنم سإينا ول بادي الرازي ول ببصريات ابنم اليثم ول بوسإيقى الفاراب ‪:‬‬
‫أبعد ما بي بصري والرهما‬ ‫هيهات بي اللؤما بون والكرهما‬

‫بل ماا بدأت عزِة السلمي تذهبه إل بعد انتشار هؤلء وأماثالم كما سإبق بيانه ‪.‬‬
‫والوجه الثالث ‪:‬‬
‫أن هذه الشبهة مانقوضة طردا وعكسا ‪:‬‬
‫أماا طردا ‪ :‬فإن أصحَاب هذه العلوما مانم مالحدة السلمي إنا اسإتفادوها مانم اليونانيي ‪ ،‬فإن كان ف‬
‫مالحدة السلمي ) العلم الثان ( الفاراب ‪ ،‬ففيهم ) العلم الول ( أرسإطو ‪ ،‬وإن كان ف مالحدة السلمي ) الب‬
‫الثان ( للطبه ‪ ،‬ابنم سإينا ‪ ،‬ففيهم ) الب الول ( أبقراط ‪ ،‬وإن كان ف مالحدة السلمي ) بطليموس الثان ( ابنم‬
‫اليثم ‪ ،‬ففيهم ) بطليموس الول ( ‪ ،‬وهكذا ‪ ،‬وكان الفضحل للمتقدما ‪ .‬ث إن قلتم ‪ :‬إن السلمي طوروا هذه العلوما ‪،‬‬
‫فإن ماا طوره الكفار اليوما ووصلوا إليه مانم الصناعات الذهلة الت طقيوا با الديد ‪ ،‬وكلموا الماد ‪ ،‬وبنو الشاهقات‬
‫‪ ،‬وأخرجوا عجائبه الخمتعات ‪ ،‬ليفوق أضعاف أضعاف أضعاف ماا طوره أولئك ‪ ،‬فإن قلتم ‪ :‬بأن هذه العلوما إنا‬
‫تدور ماع الق حيثما دار ‪ ،‬فقد صقحَحَتم عقائد الكافرينم أولا وأخيا ‪ ،‬وإن قلتم ‪ :‬إنا ل تدل على حقق فهي هنا‬
‫وهنا ‪ ،‬قلنا ‪ :‬وهذا ماا نبغي فلم الفخمار بعلنم ل يدل على حنق ‪ ،‬وبعلماء ابتعدوا عنم الق ؟!‬
‫وأماا عكس ا ‪ :‬فإننا ل ند ف وقت قوة السلمي وعزِتم ف القرون الفضحلة لؤلء اللحدة ذكر ‪ ،‬ول‬
‫لعلوماهم مال ‪ ،‬وإنا انتشرت حي بدأت تزِول الضحارة السإلماية ‪ ،‬أو قل ‪ :‬إنا عندماا انتشرت بدأت تزِول الضحارة‬
‫السإلماية ‪ ،‬فإن انتشار هذه العلوما وزوال النعمة ماتلزماان ‪ .‬وال أعلم ‪.‬‬

‫فصل‬
‫جواب الشبهات الثالثة والرابعة والاماسة ‪:‬‬
‫وأماا الشبهات الثلث الخية ‪ ،‬فأذكر فيما يلي أصولا ثلثة ف الواب عليها ‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫أماا الصل الول فهو ‪ ) :‬إن الدنيا جنة الكافر وسإجنم الؤمانم (‬
‫فالكافر غايته الدنيا وهي مانتهى أربه فهو يعمل فيها عمل ماقيم أبدا ‪ ،‬أماا الؤمانم فهو كعابر سإبيل ل بد مانم ارتاله‬
‫اليوما أو غدا ‪ ،‬كالذي ف السجنم ينتظر الفرج ‪.‬‬
‫لذا السببه كان السلف ماع إقبال الدنيا عليهم كان أقصى مارادهم مانم الدنيا هو العمل الصال والتزِود‬
‫بالعلم النافع ‪ ،‬وأماا الدنيا فليست أهلا لعمرانا فوق الاجة ‪.‬‬
‫وأماا الكفار فإنم سإعوا مانذ القدما ف تصيل الدنيا وعمرانا لنا جنتهم وماقصودهم فبعوا ف ذلك ‪ ،‬وهذه‬
‫آثارهم شاهدة على ماا أقول ماع قدما الزِمانم ‪ ،‬كآثار الفراعنة ف ماصر ‪ ،‬وآثار البابليي ‪ ،‬وديار حجر وثود وغيها ‪،‬‬
‫س أيمماةا هواهحهداة هلههعهلهنا‬
‫وكما نرى اليوما مانم زخارفهم وعلوماهم ‪ .‬وقد قال تعال ف مكم كتابه ‪} :‬هولههوهل هأن يهيكوهن المنا ي‬
‫ضحنة هوهماهعاهرهج هعههليفهها يهظهههيروهن{}هوهلبيفييوهتههم هأبهفهواابا هويسإيرارا هعههليفهها يهفتمهكيؤوهن{}هويزهخيرافا‬
‫لههمنم يههكيفير هبالمرهحههنم هلبيفييوهتههم يسإيقافا يمانم فه م‬
‫ي{ )‪ (35-33‬سإورة الزِخرف قال الشنقيطي رحه ال تعال‬ ‫وهإن يكدل هذلهك لهمما ماتاع اهلياةه الددنهفيا واهلهخرةي هعنهد ربي ه ه‬
‫ك لهليمتمق ه‬‫ه ه‬ ‫ه ه ه‬ ‫ه ه ه ي هه‬ ‫ه‬
‫) أضواء البيان ‪ ) : ( 248 / 7‬أي لول كراهتنا لكون جيع الناس أماة واحدة ‪ ،‬ماتفقة على الكفر ‪ ،‬لعطينا‬
‫زخارف الدنيا كلها للكفار ولكننا لعلمنا بشدة مايل القلوب إل زهرة الياة الدنيا ‪ ،‬وجها لا ‪ ،‬لو أعطينا ذلك كله‬
‫للكفار لملق الرغبة ف الدنيا جيع الناس على أن يكونوا كفارا ( اهف فانظر رحك ال إل حال الكفار اليوما ‪ ،‬فإنم‬
‫ماع ماا هم فيه مانم زهرة الياة الدنيا ماا أعطاهم ال زخارف الرض كلها ‪ ،‬وانظر إل فتنة كثي مانم اللمي بم ‪،‬‬
‫فكيف لو أعطاهم زهرة الدنيا كلها ؟! وقال تعال أيضحا ‪} :‬يهفهعلهيموهن هظاههارا يماهنم اهلههياةه الددنهفهيا هويههم هعهنم اهلهخهرةه يههم‬

‫‪11‬هذا نص حديث رواه مسلم والترمذي وغيرهما ‪ ،‬وانظر في شرحه " شرح مسلم للنووي ‪ " 93 / 18‬و "‬
‫بدائع الفوائد ‪ ، " 177 / 3‬وله عدة تفاسير منها إن المسلم قيده إيمانه عن المحظورات والكافر مطلق التصرفا‬
‫‪ ،‬ومنها إن هذا باعتبار العواقب ‪ ،‬فالمسلم ولو كان أنعم الناس في الدنيا فإنه بالضافة إلى ما له في الجنة كأنه‬
‫في سجن ‪ ،‬والكافر ولو كان أشد الناس بؤسال في الدنيا فذلك بالنسبة إلى النار جنة ‪.‬‬
‫هغافهيلوهن { )‪ (7‬سإورة الروما فقد روى ابنم جرير وغيه عنم ابنم عباس ف تفسيها قال ‪ ) :‬يعرفون عمران الدنيا وهم ف أمار‬
‫الخرة جهال ( ‪ .‬وعنم السنم ‪ ) :‬ليبلغ مانم حذق أحدهم بأمار دنياه أنه يقلبه الدرهم على ظفره فيخمبك بوزنه ‪،‬‬
‫وماا يسنم يصلي (‪ 1‬فاعلم أن هذه الزِخارف لو كانت تزِن عند ال جناح بعوضة ماا هحهرهما مانها سإيد خلقه أجيعنم ‪‬‬
‫وأعطاها لعدائه ‪ ،‬فإنه لا صعد إليه عمر ‪ ‬تلك الشربة فرآه على صعيد قد أقثر ف جنبه ابتدرت عيناه بالبكاء ‪،‬‬
‫وقال ‪ ) :‬يا رسإول ال ‪ ،‬كسرى وقيصر فيما ها فيه ‪ ،‬وأنت صفوة ال مانم خلقه ‪ ،‬وكان الرسإول ‪ ‬ماتكئا فجلس‬
‫ك أنت يا ابنم الطاب ؟ ث قال ‪ ) :‬أؤلئك قوما عجلت لم طيباتم ف حياتم الدنيا ( وف رواية‬ ‫وقال ‪ ) :‬أف ش ن‬
‫) أماا ترضى أن تكون لم الدنيا ولنا الخرة ( ‪.‬‬
‫وأماا الصل الثان فهو ‪ ) :‬إن الكفار كانوا مانذ القدما – ول زالوا – أكثر مانم السلمي عددا ويعددا‬
‫وعمرانا ( ‪.‬‬
‫وهذا ظاهر جدا بالتتبع والسإتقراء ‪ ،‬حت بعد نتشار السإلما ومانم شك ف ذلك فليقرأ التاريخ ‪ ،‬وقد ذكر‬
‫شيخ السإلما رحه ال تعال وغيه إن الكفار كانوا ف قتالم ماع السلمي أكثر عددا وعدة دائم ا ‪ ،‬والذي يقرأ‬
‫ويدرس أماهات ماعارك السلمي يعلم جيدا أن الفرق بي القوتي يكون دائم ا كبيا وف صال الكفار ‪ ،‬لذلك كان‬
‫عمر رضي ال عنه يوصي جيوشه فيقول ‪ ) :‬إنا ينصر السلمون بعصية عدوهم ل ‪ ،‬ولول ذلك ل تكنم لنا بم قوة‬
‫‪ ،‬لن عددنا ليس كعددهم ‪ ،‬ول عدتنا كعدتم ‪ ،‬فإذا اسإتوينا ف العصية كان لم الفضحل علينا ف القوة ‪ ،‬وإل‬
‫ننصر عليهم بفضحلنا ل نغلبهم بقوتنا ( ‪.‬‬
‫أقن ؟ وأعداهم بل حسبان‬ ‫وال ماا فتحَوا البلد بكثرة‬

‫فمما يدل على أن قوة الكافرينم كانت دائما أكب مانم قوة السلمي ) مااديا ( أماور كثية مانها ‪:‬‬
‫‪-‬لو درسإت ماعركت ) القادسإية ( و ) اليماوك ( والت با قضحى الصحَابة رضوان ال عليهم على قوت فارس‬
‫والروما لتبي لك أن أعداد الكفار وعتادهم أضعاف أضعاف أعداد السلمي وعتادهم ‪ ،‬كذلك المار فيما بعدها‬
‫مانم العارك كنهاوند ‪ ،‬وكالفتوح الت أتت بعد الصحَابة ‪ ،‬وكالعارك التأخرة ماثل ) حطي ( و ) الزِلقة ( وغيها ‪،‬‬
‫هذا فيما يتعلق بالقوة العسكرية ‪.‬‬
‫‪ -‬أماا الناحية العمرانية فنكتفي بثالي ‪:‬‬
‫أماا الول ‪ :‬فإن هارون الرشيد حاول هدما ) أيوان كسرى ( فلم يستطع والدما أيسر – ول ماقارنة – مانم‬
‫البناء ‪.‬‬
‫والثان ‪ :‬أن الأماون بعده أيضحا حاول هدما الهراماات فلم يستطع كذلك ‪ ،‬وماا ذلك إل لقوة هذينم‬
‫‪2‬‬
‫الصرحي وقدرة مانم بناها ‪.‬‬

‫‪ 11‬ذكر الشنقيطي رحمه ال تعالى على آية الروم هذه كلمال قيمال جدال لول طوله لنقلته بنصه انظر ‪ :‬أضواء‬
‫البيان ‪. 477 / 6‬‬
‫‪ 12‬ولذلك عقد ابن خلدون في مقدمته فصلل ) ص ‪ ( 358‬بأن المباني والمصانع في الملة السلمية قليلة‬
‫بالنسبة إلى قدرتها وإلى من كان قبلها من الدول وذكر هذين المثالين في مقدمته ‪.‬‬
‫‪ -‬وكذلك فإن الصحَابة قد اسإتفادوا مانم الفرس مانم الناحية التنظيمية الدواوينم وكالكتابة ونوها ‪ ،‬فإن‬
‫الصحَابة رضوان ال عليهم كانوا أمايي ف الملة ول يكنم ذلك نقصا ف حقهم بل كان إل الكمال أقرب ‪ ،‬كما‬
‫أن كمال النب ‪ ‬ف أمايته ‪.‬‬
‫فالاصل ‪:‬‬
‫إن قوة الكافرينم اليوما وتكنهم مانم هذه العلوما ليست غريبة عنهم ‪ ،‬بل إن تكنهم فيها مانذ القدما وإن‬
‫حصل تطور عنم ذلك ولكنم الؤكد أنم برعوا فيها مانذ القدما ‪ ،‬وقد قدمات بعض الشواهد على ذلك ‪ ،‬وقد يرد‬
‫سإؤال عند هذا وهو ‪ :‬إذا كان الكفار أقوى مانم السلمي مانذ القدما عددا وعتادا وعمران ا ‪ ،‬فكيف كانت الدولة‬
‫بالماس للمسلمي واليوما للكافرينم ؟ فجواب هذا يكون بذكر الصل الثالث وهو ‪:‬‬
‫) إن قوة السلمي بإيانم ل بدنياهم (‬
‫وهذا ظاهر ولو ذهبت أسإتقصي اليات والحاديث والثار الت تثبت هذا الصل لطال القاما ‪ ،‬لذلك تد‬
‫صل ف النفوس فإن ال سإبحَانه ينصر عباده كما فعل ف ماعارك الرسإول ‪ ‬وإماداده لم‬ ‫أن اليان إذا ثبت وتأ ق‬
‫باللئكة ف بدنر وحني ‪ ،‬لذلك كان عمر ‪ ‬يقول ) ننم قوما أعزِنا ال بالسإلما فمهما ابتغينا العزِة بغيه أذلنا ال (‬
‫ولا كان الصحَابة رضوان ال عليهم النموذج الماثل ف تطبيق السإلما كانوا – كما قال عنهم بعض التابعي – ‪) :‬‬
‫ل يثبت لم العدو فواق ناقة عند اللقاء ( ‪.‬‬
‫أعمال ل بكتائبه الشجعاهن‬ ‫هذا وإن قتال حزِب ال بالف‬

‫أقن ؟ وأعداهم بل حسباهن‬ ‫وال ماا فتحَوا البلد بكثرة‬

‫فعزِة السلمي وقوتم بإيانم ‪ ،‬فإنم ينصرون به ‪ ،‬وماا السلح إل وسإيلة فقط ‪ ،‬لذلك فإن ال سإبحَانه‬
‫وتعال قال ‪} :‬هوأههعددواه هيلم مماا اهسإتهطههعيتم يمانم قيفموةن هوهمانم يرهباهط اهلههيهل { )‪ (60‬سإورة النفال فإنه سإبحَانه أمار بإعداد الستطاع‬
‫فقط ‪ ،‬ول يأمار السلمي بأن يعدو مانم السلح ماثل ماا أعده الكافرون أو أكثر مانم ذلك ‪ ،‬فلو ل يستطع السلمون‬
‫إل على الجارة فأعدوها ماع إيانم الصادق لنصرهم ال ‪ ،‬ولعل هذا المار يتضحح بإماداد ال سإبحَانه للمسلمي‬
‫باللئكة ف بدر وحني ‪ ،‬وكما ماشى سإعد بنم أب وقاص ‪ ‬وجنده على الاء وكذلك العلء بنم الضحرماي ‪ ،‬ولعل‬
‫هذا المار يتضحح بصورة أكثر ف ماساعدة الجر والشجر للمسلي ف قتالم ماع اليهود قبل قياما الساعة كما ورد ف‬
‫الديث الصحَيح ‪.‬‬
‫لذلك فاعلم أن ذل السلمي اليوما ليس لهلهم بذه العلوما ‪ ،‬فإنم كانوا ف القرون الفضحلة – وقت‬
‫الضحارة – أجهل با ‪ ،‬ولكنم هذه الزِلة ضربا ال عليهم لا أعرضوا عنم دينه ‪ ،‬أن تسليط الكافرينم اليوما على‬
‫السلمي إنا هو فتنة لم وعقوبة ‪ ،‬وال أعلم ‪.‬‬
‫وبعد ‪:‬‬
‫فإن السبيل للرجوع إل حضحارة السإلما الول إنا تكون بإتباع السلف ف العناية بالعمال الصالة والعلوما‬
‫الشرعية والقياما بالهاد والزِهد ف الدنيا ‪.‬‬
‫وقد أخطأ كمل الطأ مانم رأى أن السبيل إنا يكون بأخذ صناعات الكافرينم وتعلمها وتعليمها ونشرها بي‬
‫السلمي ‪ ،‬لنه ل بد مانم ماعرفة الداء قبل أن يوصف الدواء ‪ ،‬وداء السلمي اليوما هو البعد عنم دينم ال وعنم مانهج‬
‫السلف ‪ ،‬فلو أنم التزِماوا دينم ال على مانهج السلف لكان هذا الدواء بإذن ال تعال ‪ ،‬وكما قال المااما ماالك رحه‬
‫ال تعال ‪:‬‬
‫) لنم يصلح آخر هذه الماة إل با صلح به أولا (‬

‫وال أعلم‬

‫وصلى ال على نبينا ممد وعلى آله وصحَبه أجيعنم‬

‫الفهرس‬
‫المقدمة ‪3.............................................................................................................................................................‬‬

‫الفصل الوأل ‪ :‬الحضارة السإلمية وأالعلم الشرعي ‪4.....................................................................................................................‬‬

‫الفصل الثاني ‪ :‬العلوم الدنيوية التي قيل ‪ :‬إن المسلمين برعوا فيها ‪7......................................................................................................‬‬

‫تهيد ‪7.......................................................................................................................................................... :‬‬


‫علم الفلسفة ‪8................................................................................................................................................... :‬‬
‫علم الكيمياء ‪9................................................................................................................................................... :‬‬
‫علم الفلك ‪10................................................................................................................................................... :‬‬
‫فنم العمارة ‪11.................................................................................................................................................... :‬‬

‫الفصل الثالث ‪ :‬العلماء المسلمين الذين قيل ‪ :‬إنهم برعوا في تلك العلوم ‪12.............................................................................................‬‬

‫تهيد ‪12........................................................................................................................................................ :‬‬


‫‪ ‬ابنم القفع ‪12.................................................................................................................................................‬‬
‫‪ ‬جابر ابنم حيان ‪12............................................................................................................................................‬‬
‫‪ ‬الوارزماي ‪12.................................................................................................................................................‬‬
‫‪ ‬الاحظ ‪13...................................................................................................................................................‬‬
‫‪ ‬ابنم شاكر ‪13.................................................................................................................................................‬‬
‫‪ ‬الكندي ‪13..................................................................................................................................................‬‬
‫‪ ‬عباس بنم فرناس ‪13...........................................................................................................................................‬‬
‫‪ ‬ثابت بنم قرة ‪13..............................................................................................................................................‬‬
‫‪ ‬اليعقوب ‪14..................................................................................................................................................‬‬
‫‪ ‬الرازي ‪14....................................................................................................................................................‬‬
‫‪ ‬البقثان ‪14....................................................................................................................................................‬‬
‫‪ ‬الفاراب ‪14...................................................................................................................................................‬‬
‫‪ ‬السعودي ‪14.................................................................................................................................................‬‬
‫‪ ‬الريطي ‪15..................................................................................................................................................‬‬
‫‪ ‬ماسكويه ‪15..................................................................................................................................................‬‬
‫‪ ‬ابنم سإينا ‪15..................................................................................................................................................‬‬
‫‪ ‬ابنم اليثم ‪15.................................................................................................................................................‬‬
‫‪ ‬ابنم الندي ‪15.................................................................................................................................................‬‬
‫‪ ‬العقري ‪16....................................................................................................................................................‬‬
‫ابنم باجه ‪16..................................................................................................................................................‬‬ ‫‪‬‬
‫الدريسي ‪16.................................................................................................................................................‬‬ ‫‪‬‬
‫ابنم طفيل ‪16.................................................................................................................................................‬‬ ‫‪‬‬
‫ابنم رشد الفيد ‪16............................................................................................................................................‬‬ ‫‪‬‬
‫ابنم جبي ‪16..................................................................................................................................................‬‬ ‫‪‬‬
‫الطوسإي ‪17..................................................................................................................................................‬‬ ‫‪‬‬
‫ابنم البناء ‪17.................................................................................................................................................‬‬ ‫‪‬‬
‫ابنم بطوطة ‪17................................................................................................................................................‬‬ ‫‪‬‬

‫الفصل الرابع ‪ :‬الشبهات التي قد ترد حول هذا الموضوع وأردها ‪19......................................................................................................‬‬

‫جواب الشبهة الول ‪19.......................................................................................................................................... :‬‬


‫جواب الشبهة الثانية ‪20........................................................................................................................................... :‬‬
‫جواب الشبهات الثالثة والرابعة والاماسة ‪21......................................................................................................................... :‬‬

‫الفهرس ‪25............................................................................................................................................................‬‬

You might also like