Professional Documents
Culture Documents
ولكنم ماستثار الفتنة وعرصة غييها هو فيما حازه الكفار مانم زخارف الدنيا الت فهفهتحَها ال عليهم ،فإنا قد
بلبلت كثيا مانم السلمي ،فمنهم مانم انسلخ عنم دينه والعياذ بال ؟ ومانهم مانم بقي حائرا ،ومانهم مانم ثبت على
دينه على هدهخننم ،ومانهم مانم ل يرفع بذه الفتنة رأسإا ول يلق لا بالا وثبت على دينه ثبات البال الرواسإي .
والقصود هنا فريق مانم السلمي ثبتوا على دينهم ،ولكمنم نقع ا مانم هذه الفتنة أصابم ،وذلك أنم حاولوا إبراز ماسإنم السإلما للكافرينم ،وأن
السلمي كانوا ف حضحارة وعلم مانم جنس حضحارتم وعلوماهم ،فهؤلء صحَت ألفاظهم وأخطأت ماعانيهم ،فالسإلما هو دينم الق والعلم والضحارة ،
ولكنها حضحارة غيي الضحارة وعلمم غي العلم :
فحَضحارتم دنيوية زائلة ،وحضحارة السلمي دينية نبوية باقية ،وعلوماهم دنيوية دنيه ،وعلوما السلمي شرعية ربانية :
ليسوا أول شطنح ول هذياهن سإلفيةم سإنيةم نبويةم
وقد كتبت هذا البحَث ونقلت فيه كلما الئمة العلما حول هذا الوضوع ،وقمسمته إل أربع فصول :
فالفصل الول :عنم الضحارة السإلماية وعلقتها بالعلم الشرعي .
والفصل الثان :عنم العلوما الدنيوية الت قيل إن السلمي برعوا فيها وحكمها شرع ا .
والفصل الثالث :عنم العلماء السلمي الذينم قيل إنم برعوا ف هذه العلوما وحكمهم شرع ا .
والفصل الرابع :عنم الشبهات الت قد ترد حول هذا الوضوع وردها .
هذا وماا كان ف هذا البحَث مانم صواب فمنم ال والمد ل على ذلك ،وماا كان فيه مانم خطأ فمن ومانم
الشيطان وأسإتغفر ال .
وأخيا ،أسإأل ال تعال أن يعل هذا البحَث خالصا لوجهه الكري ،وأن ينفع به مانم قرأه .وصلى ال
على ممد .
الفصل الول :الضحارة السإلماية والعلم الشرعي
إن الضحارة ا نلسإلماية الصحَيحَة هي الت وجدت ف القرون الفضحلة ،ف وقت الصحَابة والتابعي ،وأئمة الدينم ،فريق الدى ،وأشياع الق ،
وكتائبه ال ف أرضه ،الذينم بلغوا مانم الدينم والعلم والقوة غاية ليس وراءها ماطلع لناظر ،ول زيادة لستزِيد ،ففتحَوا البلدان ،وشيدوا الركان ،ودانت لم
المام ،وتداعت لم الشعوب :
وإن ننم أوماأنا إل الناس وققفوا ترى الناس ماا سإرنا يسيون خلفنا
هم الذينم قال فيهم الرسإول ) : خي القرون قرن ث الذينم يلونم ث الذينم يلونم ( ، 1أولئك هم ) أبر
2
الماة قلوب ا ،وأعمقها علوما ا ،وأقلها تكلف ا ،وأقوماها هدي ا ،وأحسنها حالا (
يبغي الله وجنة اليواهن وهم النجوما لكل عبند سإائنر
هفمنم كان مافاخرا فليفاهخهر بم ،ومانم كان ماكاثرا فليكاثهر بم ،فدينهم هو الدينم ،وعلمهم هو العلم .
ماقكنم ال لم ف الرض ففتحَوا الدنيا وحكموا العال ف مادةن ل يبلغ فيها الرضيع أن يفطم .
قال الذهب رحه ال تعال ) :واسإتول السلمون ف ثلثة أعواما على كرسإي ملكة كسرى وعلى كرسإي
ملكة قيصر ،وعلى أمماي بلدها ،وغنم السلمون غنائم ل يسمع بثلها قط مانم الذهبه والرير والرقيق فسبحَان ال
العظيم الفتاح ( 3اهف .
وقبل انتهاء جيل الصحَابة رضوان ال عليهم كانوا قد فتحَوا مانم الندلس غربا إل الصي شرقا ،وذلك
قضحل ال يؤتيه مانم يشاء .
ث إن السلمي ل يزِهل أمارهم ف إدبار بعد القرون الفضحلة وقوتم ف ضعف ،حت وصلوا إل ماا وصلوا إليه
اليوما مانم البعد عنم الدينم والتعلق بأذيال الكافرينم .
لذلك فاعلم أن الدينم ماا انتهجه السلف ،والعلم ماا طلبوه ،وماا سإوى ذلك فل خي فيه .
فصل
1
رواه الشيخان عن عران بن حصين .
2
رواه سعيد بن منصور عن ابن مسعود .
.3خخخخخ خخخخخخخ خخ . 159
3
وف هذه الزمانة الت أتت بكل عجيبه ظهر قوما برتم زخارف بن الصفر وبلبلت أفكارهم وفهوماهم ،
فشعروا لبعدهم عنم الق بنقص إزاء ماا يرونه ،فهبوا إل التاريخ يقلبون أوراقه لعلهم يدون فيه مالجأا أو ماغارا ن
ت أو
مامدخلا يستون فيه هذا النقص ،فطووا ذكر القرون الفضحلة لنم يعلمون أنه ليس فيها لشفرتم مقزِا ،ول لبغيتهم
طائلا ،وأماعنوا النظر ف دويلت البدع والضحللة فأخرجوا مانها زبالت التاريخ وحثالت السلمي منم تفلسف
وتزِندق وألد ف دينم ال ،فلممعوا وجوههم الكاحلة ،ونفضحوا عنها الهدهرن والنت ،وهيهات هيهات ) هل يصلح
العقطار ماا أصلح الدهير ؟ ( ،فبارزوا بم الكفار ،فكانوا بنق كعبند صرغه أههماةم ،وكالستجي مانم الرماضحاء بالنار :
وقد يسر النساين ف طل ه
به الربهح ت تلةا
طلبت بك التكثهي فازدد ي
) هماهنم أكثهر أههجهر ( فهرفوا با ل يعرفوا ،فما كلماهم إل خطل ،وماا حديثهم إل هههذر ،وقديا قيل :
.
فالسإلما ل ينضحبه ماعينه مانم أفذاذ الرجال ،ول مانم الئمة العلما حت يكون باجنة إل كقل ماوقوذة
وماتدينة ونطيحَنة ينازل بم السلمون والكافرينم ،ولكنم النكتة ف ذلك أن هؤلء القوما إنا أرادوا مابارزة بن الصفر
بعلونما مانم جنس علوماهم ،وهذه العلوما ل يبع فيها مانم السلمي إل اللحدة ،وغفلوا أو تغافلوا عنم قوله تعال :
ك ههميظوارا{ ) (20سإورة السإراء ،وهذا مانم عطائه سإبحَانه ، }يكلل دنهدد ههيؤلء هوههيؤلء هماهنم هعهطاء هربي ه
ك هوهماا هكاهن هعهطاء هربي ه
والدنيا يعطيها ال لنم يبه ويكره ،ولكنم الدينم ل يعطيه ال إل لنم يبه ،وإل فهذه العلوما ل تدل على حق ول
تنع مانم باطل بدليل أنك لو جعت ماا عند مالحدة اليونان والسلمي مانم هذه العلوما ث قارنتها با عند الكافرينم
اليوما لا بلغت عشر ماعشارها .
ك الههدد أههماهنم العثار .
والنقص إنا يشعر به مانم ابتعد عنم جادة الدينم ،وإل فمنم سإل ه
قال شيخ السإلما رحه ال تعال ) الموع : ( 4 / 11
وإذا كان خي الكلما كلما ال ،وخي الدي هدي ممد ،فكل مانم كان إل ذلك أقرب وهو به أشبه ،
كان إل الكمال أقرب ،وهو به أحق ،ومانم كان عنم ذلك أبعد وشبهه أضعف ،كان عنم الكمال أبعد وبالباطل
أحق ،والكامال هو مانم كان ل أطوع وعلى ماا يصيبه أصب فكلما كان اهتبع لا يأمار ال ورسإوله وأعظم ماوافقة ل
فيما يبه ويرضاه وصب على ماا قدره وقضحاه كان أكمل وأفضحل ،وكل مانم نقص عنم هذينم كان فيه مانم النقص
بسبه ذلك .اهف .
ولو أماعنوا ف دراسإة التاريخ لتضحح لم جلي ا إن السلمي ل يضحعفوا ويتسلط عليهم الكفار والتتار والباطنية
وغيهم إل بعد انتشار ماثل هذه العلوما والعلماء بي السلمي .
قال ابنم القيم رحه ال تعال ) : ( 602 / 2
) كما هي عادته سإبحَانه وسإنته ف عباده إذا أعرضوا عنم الوحي ،وتعوضوا عنه بكلما البشر ،فالغرب لا
ظهرت فيهم الفلسفة والنطق واشتغلوا با اسإتولت النصارى على أكثر بلدهم وأصاروهم رعية لم ،وكذلك لا ظهر
ذلك ببلد الشرق ،سإلط ال عليهم التتار فأبادوا أكثر البلد الشرقية واسإتولوا عليها ،وكذلك ف أواخر الائة الثالثة
وأول الرابعة لا اشتغل أهل العراق بالفلسفة وعلوما أهل اللاد سإلط ال عليهم القراماطة الباطنية ،فكسروا عسكر
الليفة عدة مارات واسإتولوا على الاج واسإتعرضوهم قتلا وأسإرا (
فصل
فالعلم هو العلم الشرعي وهو الذي دل عليه القرآن والسنة وكلما السلف ل علوما الفلسإفة واللحدة ،وف
الديث العلم ثلثة وماا سإوى ذلك فضحل :آية مكمة ،وسإنة ماتبعة ،وفريضحة عادلة ( 1وقال الوزاعي رحه ال
تعال ) :العلم ماا جاء به أصحَاب النب فما كان غي ذلك فليس بعلم ( 2وقال شيخ السإلما رحه ال تعال )1
) : ( 664 / 0لكنم جاع الي أن يستعي بال سإبحَانه ف تلقي العلم الوروث عنم النب صلى ال عليه وسإلم ،
فإنه هو الذي يستحَق أن يسمى علما ،وماا سإواه إماا أن يكون علما فل يكون نافعا ،وإماا أن ل يكون علما وإن
سي به ،ولئنم كان علما نافعا فل بد أن يكون ف ماياث ممد ماا يغن عنه ما هو ماثله وخي مانه ( اهف وقال ابنم
رجبه رحه ال تعال ) :3فالعلم النافع مانم هذه العلوما كلها ضبط نصوص الكتاب والسنة وفهم ماعانيها ،والتقيد
بالأثور عنم الصحَابة والتابعي وتابعيهم ف ماعان القرآن والديث ..ف ذلك غاية لنم عقل ،وشغل لنم بالعلم
النافع اشتغل ( اهف .
وقال الشافعي رحه ال تعال :
إل الديث وإل الفقه ف الدينم كل العلوما سإوى القرآن ماشغلة
وماا سإوى ذاك وسإواس الشياطي العلم ماا كان فيه قال :حدثنا
وكلما أهل العلم ف هذا كثي جدا ،وفيما نقلت كفاية إن شاء ال تعال .
فالاصل :
إن الضحارة السإلماية ل تقاس بعمران الدنيا ول بعلوماها ،فإن السلمي لا اشتغلوا ببناء القصور الفارهات
،وبتعقلم الفلسفة والنطق والطبيعيات ،وركنوا إل الدنيا واسإتهانوا بالعلوما الشرعيات ،رمااهم ال بالدواهي والصيبات
ت لعمارة الدنيا إل بالطاعات .وال أعلم وهو الوفق للصالات . ،فالفهم الفهم ،فإن السإلما ل يأ ه
ه ه
1
انظر ذلك بالتفصيل في ) جامع بيان العلم وفضله ( لبن عبد البر . 50- 29 / 2
2
) فضل علم السلف على علم الخلف ( صـ . 59
3
السابق صـ 63
الفصل الثان :العلوما الدنيوية الت قيل :إن السلمي برعوا فيها
تهيد :
ل تنتشهر هذه العلوما والت تسمى بف ) علوما الوائل ( عند السلمي وتظهر بصورة كبية إل ف وقت الأماون
الذي أمار بتجة كتبه اليونان ف الفلسفة والكمة وغيها ،فأدخل بفعله هذا على السلمي شرا ل يزِال أثره إل
اليوما ،لذلك قال شيخ السإلما رحه ال تعال ) :إن ال لنم يغفل عنم الأماون ماا أدخله على السلمي بتجة تلك
الكتبه ( وقال ) : ( 84 / 2ث طلبت كتبهم ) أي الفلسإفة ( ف دولة الأماون مانم بلد الروما ،فعييربت ودمرسإها
الناس ،وظهر سإببه ذلك مانم البدع ماا ظهر .اهف ونصوص العلماء ف ذما فعل الأماون هذا كثية ،ولكنم الذي يزِيد
ث على إقبارة أن أولئك القوما يعلون عصر الأماون هذا مانم أعظم العصور السإلماية علم ا وفتحَ ا على
المار ضغ م
السلمي )إن ل يكنم أعظمها على الطلق( بسببه هذه التجة .
ولك أن تقارن إن أردت الق ف ذلك با فعله الليفة الراشد عمر بنم الطاب ، فإنه لا فتحَت فارس وجد
السلمون فيها كتب ا كثية فاسإتشاروا عمر فيها ،فأمارهم بإحراقها وقال قولته العظيمة ) :إن يكنم ماا فيها هدى فقد هدانا ال بأهدى مانه ،وإن يكنم
ضللا فقد كفاناه ال ( فأحرقت كلها أو طرحت ف الاء .
ك نهد كبك ه
به وآخر مانهم سإال م ك بطهنم نلنة
فريقان مانهم سإال م
وكأن بأولئك القوما ياولون أن يقكذبوا أو على القل :يفوا هذه الرواية وهذا الب حت ل يسمع به الغرب
والكفار خي ماؤيد للسإلما بأنه دينم الهل ،وأنه غدو للعلم والعلماء ،ولكنم :
أما بلت حيث تناطح البحَراهن ماا ضمر تغلبه وائل أهجوتا
فالسإلما هو السإلما ل يغيه تأويل جاهل ،ول تكقلف أحق ،وحكم السإلما ف هذه العلوما واضح جلي
ذكره العلماء ،وسإوف أنقل فيما يأت بعض هذه العلوما وبعض ماا قيل فيها ،وال الستعان .
11
الكيمياء في السابق يختلف عن كيمياء اليوم – بعض الشيء – لنها في السابق كانت تتعنى بتحويل النحاس
ونحوه إلى الذهب والفضة ،وكانت قرينة للسحر والسيمياء ،أما اليوم فل يزال تحويل المواد من مادة إلى
أخرى باقية فيه ،ولكنها اتسعت لتشمل الصيدلة وعلومها الدوائية والتركيبات والمحاليل وغيرها .
22
نسب البعض إلى ) خالد بن يزيد ( صناعة الكيمياء وعلمها وهو باطل رواية ودراية :فأما الرواية :
فإن الذهبي رحمه ال تعالى ذكر أن هذا الخبر ل يصح )سير أعلم النبلء (4/383وكذلك ذكر ذلك ابن الثير )العلم
(300 / 2وكذلك نسبها شيخ السلم إليه بصيغة التضعيف )يحكى( وكذلك نسبها ابن كثير كذلك فقال ) وينسب إليه شيء من
علم الكيمياء( )البداية والنهاية (80/ 9
فأما الدراية :
فأولل :تقدم عصره في وقت الصحابة والتابعين ،وقبل الترجمة .
وثانيال :أن أبا زرعة وابن حبان والذهبي وابن كثير أثنوا على صلحه ودينه ووثقوه ) السير – 4/382البداية – 9/80
التهذيب ( 3/111ولو كان كيميائيال ما استحق هذا الثناء .
وثالثال :تفنيد ابن خلدون لهذا الكلم عقلل في مقدمته صـ 505وال أعلم .
وقد نعت ابنم خلدون ف ) ماقدماته صف 496وماا بعدها ( الكيميائيي بأنم يشتغلون بالسحَر والطلسمات ،وأنكر هذا
العلم وأبطله .
وفيما نقلت كفاية إن شاء ال تعال ف بيان حقيقة هذا العلم وحكمه .
الفصل الثالث :العلماء السلمي الذينم قيل :إنم برعوا ف تلك العلوما
تهيد :
سإوف أذكر ف هذا الفصل قائمة بأشهر العلماء الذينم يهيج العاصرون بدحهم ،والثناء على خلئقهم ،
وذكر فضحائلهم ،وأذكر ماا قاله أئمة السإلما فيهم وف عقائدهم ،وقد تركت مانهم أكثر ما ذكرت لن القصد
التنبيه ل الصر ،وقد رتبتهم على حسبه الوفاة .وال الستعان .
ابنم القفع :عبد ال بنم القفع ت 145 :هف :
كان موسإي ا فأسإلم ،وعقرب كثيا مانم كتبه الفلسإفة وكان يتهم بالزِندقة لذلك قال الهدي رحه
1
ال تعال ) :ماا وجدت كتاب زندقة إل وأصله ابنم القفع (
جابر ابنم حيان :ت 200 :هف :
أولا :إن وجود جابر هذا ماشكوك فيه ،لذلك ذكر )الزِركلي( ف ) العلما ( ف الاشية على
ترجته ) : 2إن حياته كانت غاماضحة ،وأنكر بعض الكتاب وجوده ( وذكر أن ابنم الندي أثبت وجوده ورد
على مانكريه ،وابنم الندي هذا ليس بثقة كما سإيأت إن شاء ال ،وما يؤيد عدما وجوده ماا قاله شيخ
السإلما رحه ال ) :وأماا جابر بنم حيان صاحبه الصنفات الشهورة عند الكيماوية فمجهول ل يعرف
وليس له ذكر بي أهل العلم والدينم ( 3اهف .
ثانيا :ولو أثبتنا وجوده ،فإنا نثبت سإاحرا مانم كبار السحَرة ف هذه اللة ،اشتغل بالكيمياء
4
والسيمياء والسحَر والطلسمات ،وهو أول مانم نقل كتبه السحَر والطلسمات كما ذكره ابنم خلدون
الوارزماي :ممد بنم ماوسإى الوارزماي ت 232 :هف :
وهو الشهور باختاع ) الب والقابلة ( وكان سإببه ذلك كما قاله هو الساعدة ف حل ماسائل
الرث ،وقد رقد عليه شيخ السإلما ذلك العلم بأنه وإن كان صحَيحَا إل أن العلوما الشرعية ماستغنية عنه
5
وعنم غيه .
والقصود هنا :إن الوارزماي هذا كان مانم كبار النقجمي ف عصر الأماون والعتصم الواثق ،وكان
6
بالضافة إل ذلك مانم كبار هماهنم ترجم كتبه اليونان وغيهم إل العربية .
الاحظ :عمرو بنم بر :ت 255 :هف :
مانم أئمة العتزِلة ،تنسبه إليه فرقة الاحظية ،كان شنيع النظر ،سإيء الخمب ،رديء العتقاد ،
تنسبه إليه البدع والضحللت ،وربا جاز به بعضحهم إل النلل ،حت قيل ) :يا ويح مانم كقفره الاحط
( ،حكى الطيبه بسنده أنه كان ل يصلي ،ورماي بالزِندقة ،وقال بعض العلماء عنه :كان كذابا على
7
اله وعلى رسإوله وعلى الناس.
ابنم شاكر :ممد بنم ماوسإى بنم شاكر :ت 259 :هف :
11
انظر ) سير أعلم النبلء ( ) – 208 / 6البداية والنهاية ( ) - 96/ 10لسان الميزان ( . 449 / 3
22
العلم . 103 / 2
33
مجموع الفتاوى . 374 / 29
44
المصدر السابق ،وانظر ) مقدمة ابن خلدون ( صـ . 497 – 496
55انظر ) مجموع الفتاوى ( . 215 – 214 / 9
16انظر ) تاريخ ابن جرير ( ) – 24 / 11البداية والنهاية ( ) – 308 / 10عيون النباء في طبقات الطباء
( صـ 483حاشية . 1
27انظر ) البداية والنهاية ( ) ، 19 / 11لسان الميزان ( . 409 / 4
فيلسوف ،ماوسإيقى ،مانقجم ،مانم الذينم ترحوا كتبه اليونان ،وأبوه ماوسإى بنم شاكر ،وأخواه
1
أحد والسنم مانجمون فلسإفة أيضحا .
الكندي :يعقوب بنم اسإحَاق :ت 260 :هف :
فيلسوف ،مانم أوائل الفلسإفة السإلمايي ،مانقجم ضال ،ماتهم ف دينه كإخوانه الفلسإفة ،بلغ
2
مانم ضلله أنه حاول ماعارضة القرآن بكلماه .
عباس بنم فرناس :ت 274 :هف :
فيلسوف ،ماوسإيقي ،ماغننم ،مانقجم ،نسبه إليه السحَر والكيمياء ،وكثر عليه الطعنم ف دينه ،
3
واتم ف عقيدته ،وكان بالضافة إل ذلك شاعرا بذيئ ا ف شعره ماولع ا بالغناء والوسإيقى .
ثابت بنم قرة :ت 288 :هف :
صابئ ،كافر ،فيلسوف ،مالحَد ،مانقجم ،وهو وابنه إبراهيم بنم ثابت وحفيده ثابت بنم سإنان
مااتوا على ضللم ،قال الذهب رحه ال تعال ) :ولم عقبه صابئة ،فابنم قرة هو أصل الصابئة التجددة
بالعراق فتنبه المار (. 4
أديان أهل الرض ذا الكفراهن أعن ) ابنم سإينا ( ذلك اللول مانم
ابنم اليثم :ممد بنم السنم بنم اليثم :ت 430 :هف :
مانم اللحدة الارجي عنم دينم السإلما ،مانم أقران ابنم سإينا علم ا وسإف ا وإلادا وضللا ،كان
1
ف دولة العبيديي الزِنادقة ،كان كأماثاله مانم الفلسإفة يقول بقدما العال وغيه مانم الكفريات .
ابنم الندي :ممد بنم اسإحَاق 438هف :
رافضحي ،ماعتزِل ،غي ماوثوق به ،قال ابنم حجر :وماصنفه ) فهرسإت العلماء ( ينادي على هماهنم
2
صنفه بالعتزِال والزِيع نسأل ال السلماة .اهف
العقري :أبو العلء أحد بنم عبد ال :ت 449 :هف :
الشهور بالزِندقة على طريقة الباهة الفلسإفة ،وف أشعاره ماا يدل على زندقته وانلله مانم الدينم
،ذكر ابنم الوزي أنه رأى له كتاب ا ساه ) الفصول والغايات ف ماعارضة الصور واليات ( على حروف
العجم ،وقبائحَه كثية .
قال القحَطان رحه ال تعال :
ه 3
قد كان مموعا له الهعهميان س العمدي أبو العلء فإنه
تع ه
ابنم باجه :أبو بكر بنم الصائغ ) ممد بنم ييح ( :ت 533 :هف :
فيلسوف كأقرانه ،له إلاديات ،يعتب مانم أقران الفاراب وابنم سإينا ف الندلس مانم تلمايذه ابنم
4
رشد وبسببه عقيدته حاربه السلمون هو وتلميذه ابنم رشد .
الدريسي :ممد بنم ممد :ت 560 :هف
31انظر ) فتاوى شيخ السلم ( ، 135 / 35وانظر ) درء التعارض ( ، 281 / 2وانظر ما كتبه من
الحاديات في مذكراته وهو في آخر عمره نسأل ال الثبات في ) تاريخ الفلسفة ( صـ . 270
42انظر ) لسان الميزان ( . 83 / 5
13انظر ) :المنتظم ( ) ، 148 / 8البداية والنهاية ( 76 – 72 / 12وقد نقل كثيرال من أشعاره اللحادية
) ،لسان الميزان ( – 1/218نونية القحطاني . 49
14انظر ) :عيون النباء ( 515وما بعدها – تاريخ الفلسفة 79وما بعدها .
كان خادماا للك النصارى ف ) صقليه ( بعد أن أخرجوا السلمي مانها ،وكفى لؤماا وضللا ،
وف الديث ) أنا بريء مانم كل ماسلم يقيم بي أظهر الشركي ( .
ابنم طفيل :ممد بنم عبد اللك 581 :هف
مانم مالحدة الفلسإفة والصوفية ،له الرسإالة الشهورة ) حي ابنم يقظان ( ،يقول بقدما العال وغي
1
ذلك مانم أقوال اللحدة .
ابنم رشد الفيد :ممد بنم أحد بنم ممد : 2ت 595 :هف :
فيلسوف ،ضال ،مالحَد ،يقول بأن النبياء ييلون للناس خلف الواقع ،ويقول بقدما العال
وينكر البعث ،وحاول التوفيق بي الشريعة وفلسفة أرسإطو ف كتابيه ) فصل القال ( و ) ماناهج اللة ( ،
وهو ف ماوافقته لرسإطو وتعظيمه له ولشيعته أعظم مانم ماوافقة ابنم سإينا وتعظيمه له ،وقد انتصر للفلسإفة
3
اللحدة ف ) تافت التهافت ( ،ويعتب مانم باطنية الفلسإفة ،والادياته ماشهورة ،نسأل ال السلماة .
فصل
جواب الشبهة الول :
فأماا الشبهة الول فجوابا مانم وجوه :
فالوجه الول :
إن هذه العلوما أصلا – بصرف النظر عنم علمائها – ل تت إل السإلما بصلة – كما سإبق بيانه –
فتسقط هذه الشبهة جلة وتفصيلا .
والوجه الثان :
إننا لو سإلمنا بف ) إسإلماية ( هذه العلوما ،فإننا ل نسلم وجود البيئة السإلماية الصحَيحَية الت هقيأت
) الناخ الناسإبه ( بل إن الواقع يشهد بلف ماا ذكر ،فإنه كما أن الشرات ل تكثر إل ف ماواضع الرمال
والقماماات ،فإن هؤلء العلماء ل يكثرون إل ف دويلت البدع والضحللت ،وإليك بعض الماثلة الت تؤيد ماا
ذكرت :
فالوارزماي وآل شاكر ظهروا ف دولة الأماون العتزِل ،وابنم سإينا وابنم اليثم ظهرا ف دولة العبيديي الزِنادقة ،
والفاراب ظهر ف دولة المدانيي الرافضحية ،وماسكويه ف دولة البوبيي الرافضحية ،وابنم رشد ف أول دولة الوحدينم
الشعرية الهدقية ،وهكذا .
والوجه الثالث :
لو سإلمنا بأن البيئة إسإلماية صحَيحَة ،وعلمية سإليمة ،فكيف يبع العال ف أتفه الماور وأخسها ،
وينحَرف ف أعظم الماور وأهها على الطلق وهو أمار دينه ؟!
والوجه الرابع :
إن كون البيئة إسإلماية علمية صحَيحَة ل يسقوغ الفاخرة بؤلء اللحدة ،وإن سإاغ ذلك عند أحد فليسع
عنده أيضح ا الفاخرة بيهود ذلك اوقت ونصاراه وموسإه الذينم ف الدولة السإلماية والذينم برعوا ف نفس العلوما وهم
كثي لنم ف نفس البيئة السإلماية العلمية الصحَيحَة !! وعندها يتلط الاثر بالدزِباد ،والرغوة بالصريح ،ول يكون
للدينم ماعن ،ول للسإلما قيمة .
فصل
جواب الشبهة الثانية :
وأماا الشبهة الثانية فجوابا مانم وجوه أيضحا :
فالوجه الول :
إن دعوة الكفار إل السإلما ل تكون بتكقلف الالت ،وتزِييف القائق ،فننسبه إل السإلما ماا هو مانه
براء لنرغبه الكفار فيه ،وإل فل فرق بي مانم يفعل ذلك وبي مانم يضحع الحاديث ف الزِهد والرقائق ليغبه الناس
ف الصالات ،ويقول :أنا أكذب للرسإول ول أكذب عليه .
وإنا تكون دعوتم كما كانت دعوة الرسإول لكفار زماانه ببيان التوحيد وذما الشرك ونوه ما ورد عنه وثبت ،فإن دخل
الكفار بذه الدعوة إل السإلما فلله المد ،وإ ل يدخلوا فيه وأصروا على باطلهم ورماوا السإلما وشتموه ،فل ضرر عليه مانم كلماهم بل هم :
فلم يضحرها وأوهى قرنه الوعل كناطح صخمرة يوما ا ليوهنها
وعلى السلم أن يتمثل ف ذلك بقول الشاعر :
ول كلما طقنم الذباب أراعي وماا كل كلبه نابنح يستفزِن
والوجه الثان :
أن يعلم – أصحَاب هذه الشبهة – أن السلمي إنا فتحَوا الدنيا ومالكوها بعدل عمر وفقه ماعاذ وحديث أب هريرة وزهد أب ذر
وشجاعة خالد ،ول يفتحَوها بإشارات ابنم سإينا ول بادي الرازي ول ببصريات ابنم اليثم ول بوسإيقى الفاراب :
أبعد ما بي بصري والرهما هيهات بي اللؤما بون والكرهما
بل ماا بدأت عزِة السلمي تذهبه إل بعد انتشار هؤلء وأماثالم كما سإبق بيانه .
والوجه الثالث :
أن هذه الشبهة مانقوضة طردا وعكسا :
أماا طردا :فإن أصحَاب هذه العلوما مانم مالحدة السلمي إنا اسإتفادوها مانم اليونانيي ،فإن كان ف
مالحدة السلمي ) العلم الثان ( الفاراب ،ففيهم ) العلم الول ( أرسإطو ،وإن كان ف مالحدة السلمي ) الب
الثان ( للطبه ،ابنم سإينا ،ففيهم ) الب الول ( أبقراط ،وإن كان ف مالحدة السلمي ) بطليموس الثان ( ابنم
اليثم ،ففيهم ) بطليموس الول ( ،وهكذا ،وكان الفضحل للمتقدما .ث إن قلتم :إن السلمي طوروا هذه العلوما ،
فإن ماا طوره الكفار اليوما ووصلوا إليه مانم الصناعات الذهلة الت طقيوا با الديد ،وكلموا الماد ،وبنو الشاهقات
،وأخرجوا عجائبه الخمتعات ،ليفوق أضعاف أضعاف أضعاف ماا طوره أولئك ،فإن قلتم :بأن هذه العلوما إنا
تدور ماع الق حيثما دار ،فقد صقحَحَتم عقائد الكافرينم أولا وأخيا ،وإن قلتم :إنا ل تدل على حقق فهي هنا
وهنا ،قلنا :وهذا ماا نبغي فلم الفخمار بعلنم ل يدل على حنق ،وبعلماء ابتعدوا عنم الق ؟!
وأماا عكس ا :فإننا ل ند ف وقت قوة السلمي وعزِتم ف القرون الفضحلة لؤلء اللحدة ذكر ،ول
لعلوماهم مال ،وإنا انتشرت حي بدأت تزِول الضحارة السإلماية ،أو قل :إنا عندماا انتشرت بدأت تزِول الضحارة
السإلماية ،فإن انتشار هذه العلوما وزوال النعمة ماتلزماان .وال أعلم .
فصل
جواب الشبهات الثالثة والرابعة والاماسة :
وأماا الشبهات الثلث الخية ،فأذكر فيما يلي أصولا ثلثة ف الواب عليها :
1
أماا الصل الول فهو ) :إن الدنيا جنة الكافر وسإجنم الؤمانم (
فالكافر غايته الدنيا وهي مانتهى أربه فهو يعمل فيها عمل ماقيم أبدا ،أماا الؤمانم فهو كعابر سإبيل ل بد مانم ارتاله
اليوما أو غدا ،كالذي ف السجنم ينتظر الفرج .
لذا السببه كان السلف ماع إقبال الدنيا عليهم كان أقصى مارادهم مانم الدنيا هو العمل الصال والتزِود
بالعلم النافع ،وأماا الدنيا فليست أهلا لعمرانا فوق الاجة .
وأماا الكفار فإنم سإعوا مانذ القدما ف تصيل الدنيا وعمرانا لنا جنتهم وماقصودهم فبعوا ف ذلك ،وهذه
آثارهم شاهدة على ماا أقول ماع قدما الزِمانم ،كآثار الفراعنة ف ماصر ،وآثار البابليي ،وديار حجر وثود وغيها ،
س أيمماةا هواهحهداة هلههعهلهنا
وكما نرى اليوما مانم زخارفهم وعلوماهم .وقد قال تعال ف مكم كتابه } :هولههوهل هأن يهيكوهن المنا ي
ضحنة هوهماهعاهرهج هعههليفهها يهظهههيروهن{}هوهلبيفييوهتههم هأبهفهواابا هويسإيرارا هعههليفهها يهفتمهكيؤوهن{}هويزهخيرافا
لههمنم يههكيفير هبالمرهحههنم هلبيفييوهتههم يسإيقافا يمانم فه م
ي{ ) (35-33سإورة الزِخرف قال الشنقيطي رحه ال تعال وهإن يكدل هذلهك لهمما ماتاع اهلياةه الددنهفيا واهلهخرةي هعنهد ربي ه ه
ك لهليمتمق هه ه ه ه ه ه ه ه ي هه ه
) أضواء البيان ) : ( 248 / 7أي لول كراهتنا لكون جيع الناس أماة واحدة ،ماتفقة على الكفر ،لعطينا
زخارف الدنيا كلها للكفار ولكننا لعلمنا بشدة مايل القلوب إل زهرة الياة الدنيا ،وجها لا ،لو أعطينا ذلك كله
للكفار لملق الرغبة ف الدنيا جيع الناس على أن يكونوا كفارا ( اهف فانظر رحك ال إل حال الكفار اليوما ،فإنم
ماع ماا هم فيه مانم زهرة الياة الدنيا ماا أعطاهم ال زخارف الرض كلها ،وانظر إل فتنة كثي مانم اللمي بم ،
فكيف لو أعطاهم زهرة الدنيا كلها ؟! وقال تعال أيضحا } :يهفهعلهيموهن هظاههارا يماهنم اهلههياةه الددنهفهيا هويههم هعهنم اهلهخهرةه يههم
11هذا نص حديث رواه مسلم والترمذي وغيرهما ،وانظر في شرحه " شرح مسلم للنووي " 93 / 18و "
بدائع الفوائد ، " 177 / 3وله عدة تفاسير منها إن المسلم قيده إيمانه عن المحظورات والكافر مطلق التصرفا
،ومنها إن هذا باعتبار العواقب ،فالمسلم ولو كان أنعم الناس في الدنيا فإنه بالضافة إلى ما له في الجنة كأنه
في سجن ،والكافر ولو كان أشد الناس بؤسال في الدنيا فذلك بالنسبة إلى النار جنة .
هغافهيلوهن { ) (7سإورة الروما فقد روى ابنم جرير وغيه عنم ابنم عباس ف تفسيها قال ) :يعرفون عمران الدنيا وهم ف أمار
الخرة جهال ( .وعنم السنم ) :ليبلغ مانم حذق أحدهم بأمار دنياه أنه يقلبه الدرهم على ظفره فيخمبك بوزنه ،
وماا يسنم يصلي ( 1فاعلم أن هذه الزِخارف لو كانت تزِن عند ال جناح بعوضة ماا هحهرهما مانها سإيد خلقه أجيعنم
وأعطاها لعدائه ،فإنه لا صعد إليه عمر تلك الشربة فرآه على صعيد قد أقثر ف جنبه ابتدرت عيناه بالبكاء ،
وقال ) :يا رسإول ال ،كسرى وقيصر فيما ها فيه ،وأنت صفوة ال مانم خلقه ،وكان الرسإول ماتكئا فجلس
ك أنت يا ابنم الطاب ؟ ث قال ) :أؤلئك قوما عجلت لم طيباتم ف حياتم الدنيا ( وف رواية وقال ) :أف ش ن
) أماا ترضى أن تكون لم الدنيا ولنا الخرة ( .
وأماا الصل الثان فهو ) :إن الكفار كانوا مانذ القدما – ول زالوا – أكثر مانم السلمي عددا ويعددا
وعمرانا ( .
وهذا ظاهر جدا بالتتبع والسإتقراء ،حت بعد نتشار السإلما ومانم شك ف ذلك فليقرأ التاريخ ،وقد ذكر
شيخ السإلما رحه ال تعال وغيه إن الكفار كانوا ف قتالم ماع السلمي أكثر عددا وعدة دائم ا ،والذي يقرأ
ويدرس أماهات ماعارك السلمي يعلم جيدا أن الفرق بي القوتي يكون دائم ا كبيا وف صال الكفار ،لذلك كان
عمر رضي ال عنه يوصي جيوشه فيقول ) :إنا ينصر السلمون بعصية عدوهم ل ،ولول ذلك ل تكنم لنا بم قوة
،لن عددنا ليس كعددهم ،ول عدتنا كعدتم ،فإذا اسإتوينا ف العصية كان لم الفضحل علينا ف القوة ،وإل
ننصر عليهم بفضحلنا ل نغلبهم بقوتنا ( .
أقن ؟ وأعداهم بل حسبان وال ماا فتحَوا البلد بكثرة
فمما يدل على أن قوة الكافرينم كانت دائما أكب مانم قوة السلمي ) مااديا ( أماور كثية مانها :
-لو درسإت ماعركت ) القادسإية ( و ) اليماوك ( والت با قضحى الصحَابة رضوان ال عليهم على قوت فارس
والروما لتبي لك أن أعداد الكفار وعتادهم أضعاف أضعاف أعداد السلمي وعتادهم ،كذلك المار فيما بعدها
مانم العارك كنهاوند ،وكالفتوح الت أتت بعد الصحَابة ،وكالعارك التأخرة ماثل ) حطي ( و ) الزِلقة ( وغيها ،
هذا فيما يتعلق بالقوة العسكرية .
-أماا الناحية العمرانية فنكتفي بثالي :
أماا الول :فإن هارون الرشيد حاول هدما ) أيوان كسرى ( فلم يستطع والدما أيسر – ول ماقارنة – مانم
البناء .
والثان :أن الأماون بعده أيضحا حاول هدما الهراماات فلم يستطع كذلك ،وماا ذلك إل لقوة هذينم
2
الصرحي وقدرة مانم بناها .
11ذكر الشنقيطي رحمه ال تعالى على آية الروم هذه كلمال قيمال جدال لول طوله لنقلته بنصه انظر :أضواء
البيان . 477 / 6
12ولذلك عقد ابن خلدون في مقدمته فصلل ) ص ( 358بأن المباني والمصانع في الملة السلمية قليلة
بالنسبة إلى قدرتها وإلى من كان قبلها من الدول وذكر هذين المثالين في مقدمته .
-وكذلك فإن الصحَابة قد اسإتفادوا مانم الفرس مانم الناحية التنظيمية الدواوينم وكالكتابة ونوها ،فإن
الصحَابة رضوان ال عليهم كانوا أمايي ف الملة ول يكنم ذلك نقصا ف حقهم بل كان إل الكمال أقرب ،كما
أن كمال النب ف أمايته .
فالاصل :
إن قوة الكافرينم اليوما وتكنهم مانم هذه العلوما ليست غريبة عنهم ،بل إن تكنهم فيها مانذ القدما وإن
حصل تطور عنم ذلك ولكنم الؤكد أنم برعوا فيها مانذ القدما ،وقد قدمات بعض الشواهد على ذلك ،وقد يرد
سإؤال عند هذا وهو :إذا كان الكفار أقوى مانم السلمي مانذ القدما عددا وعتادا وعمران ا ،فكيف كانت الدولة
بالماس للمسلمي واليوما للكافرينم ؟ فجواب هذا يكون بذكر الصل الثالث وهو :
) إن قوة السلمي بإيانم ل بدنياهم (
وهذا ظاهر ولو ذهبت أسإتقصي اليات والحاديث والثار الت تثبت هذا الصل لطال القاما ،لذلك تد
صل ف النفوس فإن ال سإبحَانه ينصر عباده كما فعل ف ماعارك الرسإول وإماداده لم أن اليان إذا ثبت وتأ ق
باللئكة ف بدنر وحني ،لذلك كان عمر يقول ) ننم قوما أعزِنا ال بالسإلما فمهما ابتغينا العزِة بغيه أذلنا ال (
ولا كان الصحَابة رضوان ال عليهم النموذج الماثل ف تطبيق السإلما كانوا – كما قال عنهم بعض التابعي – ) :
ل يثبت لم العدو فواق ناقة عند اللقاء ( .
أعمال ل بكتائبه الشجعاهن هذا وإن قتال حزِب ال بالف
فعزِة السلمي وقوتم بإيانم ،فإنم ينصرون به ،وماا السلح إل وسإيلة فقط ،لذلك فإن ال سإبحَانه
وتعال قال } :هوأههعددواه هيلم مماا اهسإتهطههعيتم يمانم قيفموةن هوهمانم يرهباهط اهلههيهل { ) (60سإورة النفال فإنه سإبحَانه أمار بإعداد الستطاع
فقط ،ول يأمار السلمي بأن يعدو مانم السلح ماثل ماا أعده الكافرون أو أكثر مانم ذلك ،فلو ل يستطع السلمون
إل على الجارة فأعدوها ماع إيانم الصادق لنصرهم ال ،ولعل هذا المار يتضحح بإماداد ال سإبحَانه للمسلمي
باللئكة ف بدر وحني ،وكما ماشى سإعد بنم أب وقاص وجنده على الاء وكذلك العلء بنم الضحرماي ،ولعل
هذا المار يتضحح بصورة أكثر ف ماساعدة الجر والشجر للمسلي ف قتالم ماع اليهود قبل قياما الساعة كما ورد ف
الديث الصحَيح .
لذلك فاعلم أن ذل السلمي اليوما ليس لهلهم بذه العلوما ،فإنم كانوا ف القرون الفضحلة – وقت
الضحارة – أجهل با ،ولكنم هذه الزِلة ضربا ال عليهم لا أعرضوا عنم دينه ،أن تسليط الكافرينم اليوما على
السلمي إنا هو فتنة لم وعقوبة ،وال أعلم .
وبعد :
فإن السبيل للرجوع إل حضحارة السإلما الول إنا تكون بإتباع السلف ف العناية بالعمال الصالة والعلوما
الشرعية والقياما بالهاد والزِهد ف الدنيا .
وقد أخطأ كمل الطأ مانم رأى أن السبيل إنا يكون بأخذ صناعات الكافرينم وتعلمها وتعليمها ونشرها بي
السلمي ،لنه ل بد مانم ماعرفة الداء قبل أن يوصف الدواء ،وداء السلمي اليوما هو البعد عنم دينم ال وعنم مانهج
السلف ،فلو أنم التزِماوا دينم ال على مانهج السلف لكان هذا الدواء بإذن ال تعال ،وكما قال المااما ماالك رحه
ال تعال :
) لنم يصلح آخر هذه الماة إل با صلح به أولا (
وال أعلم
الفهرس
المقدمة 3.............................................................................................................................................................
الفصل الثاني :العلوم الدنيوية التي قيل :إن المسلمين برعوا فيها 7......................................................................................................
الفصل الثالث :العلماء المسلمين الذين قيل :إنهم برعوا في تلك العلوم 12.............................................................................................
الفصل الرابع :الشبهات التي قد ترد حول هذا الموضوع وأردها 19......................................................................................................
الفهرس 25............................................................................................................................................................