You are on page 1of 10

‫فيلوكلوب‬

‫‪www.PhiloClub.net‬‬

‫املجزوءة‪ :‬الفلسفة‬

‫املحور الثاني‪ :‬محطات من تاريخ الفلسفة‬

‫العنصر الثاني‪ :‬الفلسفة اإلسالمية (الفلسفة والدين)‬

‫إعداد‪ :‬األستاذ مراد الكديوى‬

‫تقديم عام‪:‬‬
‫إذا كان العلم ال ذاكرة له بمعنى أنه ال يفكر في تاريخه‪ ،‬فإن الفلسفة على خالف ذلك ال‬

‫يمكن أن تستشكل حول موضوعاتها إال هي انطلقت من تاريخها و رجعت إليه‬

‫فالفيلسوف محكوم عليه بالتكرار والعودة لألصل(تاريخ الفلسفة) وبذلك تتخذ‬

‫الفلسفة طابعا تالزميا مع تاريخها بحيث ال يمكن الفصل بينهما‪ .‬إنهما وجهان لعملة‬

‫واحدة‪.‬‬

‫إن الفلسفة بما هي تاريخ تؤلف سلسلة من املحطات الفكرية عبر هذا التاريخ الطويل‬

‫التي تتصل وتنفصل فيما بينها‪ .‬فهي تتصل على املستوى النظري حيث تكون كل فلسفة‬

‫هي تفكير بطريقة جديدة في أفكار قديمة‪ ،‬أما على مستوى اإلنفصال فإن ذلك يتمظهر‬

‫من خالل اإلشكال العام الذي تعنى كل محطة من محطات الفكر الفلسفي بمعالجته‪،‬‬

‫فإذا كان إيبستمي(مجموع اإلطارات الفكرية املكونة لحقبة ما على املستوى النظري و‬

‫الثقافي و اإلجتماعي‪ )...‬الفلسفة اليونانية هو بحث إشكال أصل الوجود في عالقة‬

‫استشكالية بين امليتوس و اللوغوس‪ .‬فإن إشكالية الفلسفة اإلسالمية تقوم في بحث‬
‫فيلوكلوب‬
‫‪www.PhiloClub.net‬‬

‫العالقة بين الفلسفة و الدين كسؤال قيمي حول املجالين معا‪ ،‬في حين أن ظهور‬

‫الفلسفة الحديثة كان بمثابة إعالن إلشكال العالقة بين الفلسفة واملنهج ضمن مبحث‬

‫املعرفة وذلك بالنظر إلى كون أن مختلف التصورات الفلسفية في العالم أصبحت تبنى‬

‫انطالقا من الخلفيات املنهجية للعلم(الرياضيات‪ -‬الفيزياء‪ -‬البيولوجيا) هذا في حين أن‬

‫الفلسفة املعاصرة قامت كتساؤل حول طبيعة العالقة بين الفلسفة و العلم‬

‫ايبستمولوجيا و قيميا‪.‬‬

‫إن الثابت في السطور املاضية هو أن الفلسفة تؤلف في سيرورتها التاريخية جملة من‬

‫املحطات التي تعبر عن اإلهتمامات الفكرية اإلنسانية في مرحلة من املراحل و التي تؤكد‬

‫أن الفلسفة في جوهرها هي التعرج اإلشكالي أو اإلنزياح عن إشكالية في اتجاه إشكالية‬

‫أخرى‪ ،‬و عموما فإنه يمكننا التعبير عن جملة اإلشكاالت هذه كأن نتساءل فنقول‪:‬‬

‫هل الفلسفة وحدة كلية منسجمة أم أنها مجموعة من املراحل التي تختلف عن بعضها‬

‫البعض؟‬

‫بأي معنى تكون كل محطة من هذه املحطات تعبير عن إشكالية محددة دون غيرها من‬

‫اإلشكاليات؟‬

‫كيف تكون إشكالية العالقة بين الفلسفة و الدين و العالقة بين الفلسفة و املنهج ثم‬

‫بين الفلسفة و العلم هي تعبير بالتتالي عن الفلسفة اإلسالمية(وكذا املسيحية) و‬

‫الحديثة و املعاصرة؟‬
‫فيلوكلوب‬
‫‪www.PhiloClub.net‬‬

‫المقطع األول‪ :‬الفلسفة اإلسالمية (الفلسفة و الدين)‪.‬‬


‫إذا كانت الفلسفة اليونانية ظهرت أساسا كتجاوز لألسطورة(امليثوس) أو كنزع للطابع‬

‫الغرائبي عن العالم الناتج عن وجود فراغ نظري حول طبيعة الحقيقة و الوجود و‬

‫القيم‪...‬فإن الفلسفة اإلسالمية انبثقت كصورة مكتملة التفسير ملوضوعات العالم ما‬

‫دامت تستند إلى القرآن و السنة كمرجعية نظرية‪ .‬غير أن مثل هذا اإلستناد يطرح‬

‫سؤال الحاجة إلى الفلسفة في مجتمع يشكل الدين ثقافته الرسمية‪ ،‬بمعنى اخر ملاذا‬

‫الحاجة إلى الحقيقة العقلية إذا كانت هناك حقيقة نقلية؟ زما طبيعة العالقة بينهما؟‬

‫لقد شكلت العالقة بين النقل و العقل بين الحكمة و الشريعة محور اهتمام الفلسفة‬

‫اإلسالمية وفالسفتها‪ .‬فكانت هذه العالقة تارة توافقية و تارة تعارضية بينما كانت تارة‬

‫أخرى منفصلة حيث يكون لكل من الفلسفة و الدين مجاله الخاص الذي ال يجب أن‬

‫يتعداه‪ .‬إن ما يمنح لهذه العالقة أصالتها في الفكر اإلسالمي هو طبيعتها الجدلية فبين‬

‫اإلختالف في الطرق و املناهج يظهر اإلتفاق في الغاية التي هي البحث عن الحقيقة‪ .‬إال‬

‫أن القول باإلتفاق الغائي لم يمنع زمرة من فالسفة اإلسالم من إقصاء الفلسفة و‬

‫وجوب ترك اإلشتغال بها كونها في مثل هذا الرأي تشكل خطرا على الدين ولعل ذلك‬

‫يجد تعبيره في قول الفقهاء التالي‪":‬من تمنطق تزندق‪".‬‬

‫عموما إن الحديث عن إشكال العالقة بين الفلسفة و الدين داخل الفلسفة اإلسالمية‬

‫يضطرنا إلى الوقوف عند لحظتين أساسيتين‪:‬‬


‫فيلوكلوب‬
‫‪www.PhiloClub.net‬‬

‫‪ - 1‬لحظة النكسة أو قتل الفلسفة‪ :‬ويمثل هذه اللحظة اإلمام الغزالي لقوله بوجوب‬

‫تكفير الفالسفة و قتل من يعتقد إعتقادهم‪ .‬وقد قامت دعواه هذه على ثالث مسائل‪:‬‬

‫مسألة قدم العالم‪ -‬مسألة العلم اإللهي‪ -‬مسألة البعث‪.‬‬

‫‪ - 2‬لحظة إحياء الفلسفة‪ :‬ويمثلها الحفيد األندلس ي ابن رشد ألنه أعاد ربط العالقة‬

‫بين الفلسفة و الدين على أساس التوافق حيث أنهما اليختلفان ما دام هما معا نظر في‬

‫املوجودات من حيث الداللة على وجود الصانع‪ .‬وقد صدر ابن رشد في موقفه هذا‬

‫بالنظر إلى املسائل الثالث التي قال بها الغزالي فهي التتجاوز أن تكون تهم كونها تصنف‬

‫ضمن الظنيات أي من األمور النظرية التي السبيل إلى إثباتها على وجه اليقين ثم ألن‬

‫قول الغزالي ال يصدر عن إجماع الفالسفة بهذه املسائل‪ ،‬وكذلك ألنها تنبني على‬

‫مقدمات جدلية‪.‬‬

‫خالصة القول أن اإلشكال العام للفلسفة اإلسالمية هو بحث العالقة بين الحكمة‬

‫والشريعة من الرؤى النظرية لكل من هما‪ .‬فما هي إذن طبيعة العالقة بين الفلسفة‬

‫والدين؟ هل هي عالقة توافق ام عالقة تعارض؟ وما موقف الشرع من فعل التفلسف؟‬

‫اإلمام الغزالي‪ :‬العالقة بين الفلسفة والدين عالقة انفصال‪.‬‬


‫يرى اإلمام الغزالي في كتابه "تهافت الفالسفة" أن اإلشتغال بالفلسفة في املجتمع‬

‫اإلسالمي يشكل خطرا على اإلعتقاد‪ .‬إذ أن الفالسفة بمحاولة تعميمهم للمنطق في بحث‬

‫األمور النظرية امليتافيزيقية يقوض األسس التي يقوم عليها الدين‪ .‬ويعرض الغزالي لهذا‬
‫فيلوكلوب‬
‫‪www.PhiloClub.net‬‬

‫التعارض بين طبيعة القول الفلسفي والقول الديني من خالل ثالث مسائل أعلن فيها‬

‫تكفيره للفالسفة‪.‬‬

‫مسألة قدم العالم‪ :‬يقوم أساس اإلختالف في هذه املسألة في تصور العالم بين‬

‫القدم والحدوث‪ .‬فبالنسبة للفالسفة فالعالم قديم بموجب املبدأ التالي‪" :‬استحالة‬

‫صدور الحادث عن القديم قدما مطلقا" بمعنى أن القديم إما أال يصدر عنه شيىء وإما‬

‫أن يصدر عنه على وجه التناقض فالقول بحدوث العالم يفض ي ملجموعة من‬

‫التناقضات املنطقية في تصور الوجود اإللهي‪ .‬وعموما فإن قول الفالسفة ينبني على‬

‫أربع حجج أساسية‪:‬‬

‫حجة العلة‪ :‬ومضمونها استحالة تأخر املعلول عن علته وهذا معناه أن العالم‬ ‫•‬

‫كمعلول هلل يستحيل أن يتأخر عنه في الوجود فهو مساوق له بماملعنى الذي يكون فيه‬

‫العالم معلوال قديم غير متأخر عن علته (هللا)‬

‫حجة األحوال اإللهية‪ :‬ومفاذها أن األحوال اإللهية هي أحوال متشابهة وثابتة غير‬ ‫•‬

‫متغيرة فاهلل مطابق لذاته‪ ،‬ومن تم فإن القول بحدوث العالم معناه التغير في األحوال‬

‫اإللهية والتغير نقص وفساد ال يمكن أن يقال عن الوجود اإللهي وبالتالي فالعالم قديم‪.‬‬

‫حجة اإلرادة‪ :‬وفيها يرى الفالسفة أن اإلرادة اإللهية إرادة قديمة أزلية وثابتة ال‬ ‫•‬

‫تتغير وهذا مناقض للقول بحدوث العالم‪ ،‬فهذا الحدوث يعني أن هللا لم يريد العالم‬

‫لكنه توفرت له اإلرادة بعديا فخلقه‪ .‬ومن تم تكون اإلرادة اإللهية متغيرة وهذا غير‬

‫ممكن‪.‬‬
‫فيلوكلوب‬
‫‪www.PhiloClub.net‬‬

‫حجة املرجح‪ :‬ومعناه أن القول بحدوث العالم يرتبط بوجود مرجح رجح وجوده‬ ‫•‬

‫عن عدم وجوده‪ .‬الشيىء الذي يعني أن هللا كان عاجزا عن خلق العالم بدون وجود الة‬

‫رجحت وجود العالم عن عدم وجوده‪.‬‬

‫هذا ويرد الغزالي على قول الفالسفة في قدم العالم باعتراضين‪:‬‬

‫اعتراض اإلبطال‪ :‬وفيه يهدم الغزالي قول الفالسفة في حجة العلة‪ .‬فالحوادث ال‬ ‫•‬

‫يمكن أن تتداعى إلى ما ال نهاية ألن هذا التداعي معناه نفي الوجود اإللهي وهو ما‬

‫يتعارض مع قول الفالسفة أنفسهم‪ .‬وعليه فال بد من وجود علة كافية تستند عليها باقي‬

‫املعلوالت األخرى‪.‬‬

‫اعتراض املطالبة‪ :‬وفيه يثبت الغزالي أن القول بحدوث العالم ال يعني تغير في‬ ‫•‬

‫اإلرادة‪ .‬فاهلل خلق العالم بإرادة قديمة اقتضت أن يوجد في الوقت الذي وجد فيه مثلما‬

‫يقرر املسافر قبليا أن يسافر فيما بعد‪.‬‬

‫مسألة العلم اإللهي‪ :‬يرتبط الجانب اإلشكالي في هذه املسألة في تصور املعرفة‬

‫اإللهية‪ .‬ففي الوقت الذي يتصورها الفالسفة بأنها معرفة بالكليات فقط ألن هللا إما‬

‫أن يعلم ذاته وإما أن يعلم األشياء من حيث هي كلية‪ ،‬فاهلل ال يعلم الجزئيات ألن علمها‬

‫يعني تعدد في الذات اإللهية‪ ،‬ثم ألن الجزئيات واقعة تحت الزمان واملكان‪ .‬فمعرفتها‬

‫إذن‪ :‬تعني أن وجود هللا وجود زماني‪ .‬أما الغزالي فال يرى في تعدد املعارف تعدد للذات‬

‫فالعلم اإللهي علم واحد وكلي وشامل‪.‬‬


‫فيلوكلوب‬
‫‪www.PhiloClub.net‬‬

‫مسألة البعث‪ :‬إن اإلختالف األساس ي في هذه املسألة راجع لتصور الحساب‪ .‬هل‬

‫سيتم بالروح أم بالروح والجسد‪ .‬ففي الوقت الذي يتصور الفالسفة أن البعث سيتم‬

‫باألرواح ألن الروح عنصر أولي على خالف الجسد الفاني‪ ،‬حيث يكون الروح هو مصدر‬

‫األفعال فإن الغزالي يرى على النقيض بأن البعث سيتم بالروح والجسد معا‪.‬‬

‫خالصة القول أن العالقة بين الدين والفلسفة هي عالقة انفصال نظرا إلختالف كل من‬

‫القول الديني والفلسفي في املسائل الثالث‪ .‬ومن تم عمل الغزالي على تهميش الفلسفة‬

‫ودوراها داخل املجتمع اإلسالمي‪.‬‬

‫ابن رشد‪ :‬عالقة الفلسفة بالدين عالقة اتصال ‪ -‬تحليل نص بن رشد‬


‫الصفحة ‪:26‬‬
‫صاحب النص‪:‬‬
‫هو اإلمام محمد ابن أحمد بن رشد الحفيد األندلس ي‪ ،‬و يلقب ب(أبو الوليد)ولد سنة‬

‫‪ 520‬هجرية(‪1126‬م) بقرطبة وتلقى تكوينه العلمي و املعرفي فيها درس القضاء و زاوله‬

‫كما تعلم الفقه و علم الكالم و النحو‪ ،‬باإلضافة إلى دراسته الطب و املوسيقى و‬
‫الفلك و العلوم الرياضية له ّ‬
‫عدة مؤلفات من بينها‪ :‬تلخيص و شرح كتاب ما بعد‬

‫الطبيعة‪ -‬الكليات‪ -‬املسائل‪ -‬فصل املقال‪-‬مناهج األدلة‪ -‬تهافت التهافت‪....‬‬

‫البنية المفاهيمية للنص‪:‬‬


‫النظر‪ :‬التأمل العقلي‬

‫الصانع‪ :‬الخالق (هللا)‬

‫الشرع‪ :‬املقصود به الدين‬


‫فيلوكلوب‬
‫‪www.PhiloClub.net‬‬

‫الندب‪ :‬حكم شرعي يفيد املستحب ويقابله املكروه‬

‫الوجوب‪ :‬حكم شرعي يفيد األمر ويقابله النهي‬

‫القياس‪ :‬استدالل عقلي يتم فيه االنتقال من مقدمتين بينهما حد وسط‪ ،‬إلى نتيجة‬

‫متضمنة في املقدمتين مثال‪ :‬كل إنسان فان‪ ،‬سقراط إنسان‪ ،‬سقراط فان‪.‬‬

‫القياس البرهاني‪ :‬هو القياس األكثر صدقا بالنظر إلى املقدمات اليقينية التي ينبني‬

‫عليها‪.‬‬

‫اشكال النص‪:‬‬
‫ما طبيعة العالقة بين الفلسفة و الدين هل هي عالقة انفصال و قطيعة أم عالقة‬

‫ترابط و اتصال؟ و بصيغة اخرى ماهو موقف الشرع من فعل التفلسف هل يحرمه أم‬

‫أنه يدعو إليه و يأمر به؟‬

‫أطروحة النص‪:‬‬
‫يرى ابن رشد أن العالقة بين الفلسفة و الشرع هي عالقة توافق ما دام كالهما نظر في‬

‫املوجودات إلثبات نفس الغاية وهي وجود الصانع‪ ،‬وبذلك فإن الشرع ال يعترض على‬

‫فعل التفلسف بل يوجبه و يحث عليه باألحكام الشرعية و اآليات القرآنية التي تحث‬

‫على النظر و التأمل‪.‬‬

‫البنية الحجاجية‪:‬‬
‫ارتكز ابن رشد في بحث العالقة بين الحكمة و الشريعة على بنية حجاجية تشكل نسيج‬

‫النص و بناءه املنطقي الداخلي‪ ،‬ويمكن أن نجمل ذلك في املعطيات التالية‪:‬‬

‫التعريف‪ :‬تعريف الفلسفة بأنها نظر في املوجودات لداللتها على وجود الصانع ‪.‬‬
‫فيلوكلوب‬
‫‪www.PhiloClub.net‬‬

‫التالزم املنطقي‪ :‬بين املصنوعات و الصانع‪ .‬حيث أن وجود املصنوعات يدل ب الضرورة‬

‫على وجود الصانع‪.‬‬

‫حجة السلطة (اإلستشهادات القرآنية)‪" :‬فاعتبروا يا أولي األبصار‪"....‬‬

‫اإلستدالل املنطقي‪ :‬اإلنطالق من تعريف الفلسفة و بيان مجالها ثم اإلنتقال إلى الشرع‬

‫و بيان خصائصه من حيث أنه يدعو إلى النظر في املوجودات‪ ،‬ومن تم الخروج‬

‫بإستنتاج منطقي و هو التالي‪:‬‬

‫الفلسفة نظر في املوجودات لداللتها على وجود الصانع— الشرع يدعو إلى النظر في‬

‫املوجودات باألدلة القرآلنية لداللة على الصانع— النتيجة‪ :‬الفلسفة و الدين‬

‫منسجمان و يهدفان لنفس الغاية‪.‬‬

‫تعليق حول النص‪:‬‬


‫يمثل نص ابن رشد مرافعة نقدية أراد من خاللها الدفاع عن مشروعية الفلسفة في‬

‫املجتمع اإلسالمي‪ .‬و األخد بالعقل إلى جانب النقل ألنهما يسعيان لنفس الغاية التي هي‬

‫إثبات وجود الصانع‪ .‬وإذا كان اإلتفاق حاصل على مستوى الغاية فإن اإلعتراض على‬

‫فعل التفلسف بحجة الشرع يصبح الغيا‪ ،‬ألن هذا األخير نفسه يقدم اآلدلة القرآنية‪⁄‬‬

‫النقلية و األحكام الشرعية(الندب‪ -‬الوجوب) على وجوب النظر و التأمل في املوجودات‪.‬‬

‫إن نص ابن رشد هذا هو بمثابة ر ّد على اإلمام الغزالي الذي كان فيما قبل قد حرم‬
‫ّ‬
‫اإلشتغال بالفلسفة و كفر فالسفتها لبثهم في األمور النظرية‪ ،‬وهو األمر الذي ال يتفق‬

‫مع املنظور الشرعي الذي ندب و أوجب النظر و التأمل‪.‬‬


‫فيلوكلوب‬
‫‪www.PhiloClub.net‬‬

‫خالصة القول أن الشرع ال يعترض على فعل التفلسف ألن مجالهما واحد( النظر في‬

‫املوجودات) و غايتهما واحدة( الداللة على وجود الصانع ) حيث يكون بحث املوجودات‬

‫هو الوسيلة إلثبات وجود الصانع وهو ما عرض له ابن رشد بالتالزم املنطقي بين‬

‫املصنوعات و الصانع‪.‬‬

You might also like