You are on page 1of 86

‫الربــعــون الــنـوويــة‬

‫قائمة الحاديث‬
‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪7‬‬

‫‪8‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪14‬‬

‫‪15‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪21‬‬

‫‪22‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪27‬‬ ‫‪28‬‬

‫‪29‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪31‬‬ ‫‪32‬‬ ‫‪33‬‬ ‫‪34‬‬ ‫‪35‬‬

‫‪36‬‬ ‫‪37‬‬ ‫‪38‬‬ ‫‪39‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪41‬‬ ‫‪42‬‬


‫• الحديث الول‪ :‬العمال بالنيات‬
‫إنهاء‬ ‫القائمة‬ ‫الشرح‬

‫• عن أمـيـر المؤمنـين أبي حـفص عمر بن الخطاب قال‪ :‬سمعت‬


‫رسول ال يقـول‪ } :‬إنـما العـمـال بالنيات وإنـمـا لكـل امـرئ‬
‫ما نـوى‪ ،‬فمن كـانت هجرته إلى ال ورسولـه فهجرتـه إلى ال‬
‫ورســوله‪ ،‬ومـن كانـت هجرتـه لــدنيا يصــيبها أـو امرأـة ينكحها‬
‫فهجرته إلى ما هاجر إليه {‪.‬‬
‫]رواه إمام المحدثين أبـو عـبـد ال محمد بن إسماعـيل بن ابراهـيـم‬
‫بن المغـيره بن بـردزبه البخاري الجعـفي‪ ، 1:‬وأبـو الحسـيـن مسلم‬
‫بن الحجاج بن مـسلم القـشـيري الـنيسـابـوري‪ 1907 :‬رضي ال‬
‫عنهما في صحيحيهما اللذين هما أصح الكتب المصنفة[‪.‬‬
‫• الحديث الثاني‪ :‬مراتب الدين‬
‫إنهاء‬ ‫القائمة‬ ‫الشرح‬

‫عن عمر أيضًا‪ ،‬قال‪ :‬بينما نحن جلوس عـند رسـول ال ذات يوم إذ طلع علينا رجل شديد بياض‬ ‫•‬
‫الثياب‪ ،‬شديد سواد الشعر‪ ،‬ل يرى عليه أثـر السفر‪ ،‬ول يعـرفه منا أحـد‪ ،‬حتى جـلـس إلى النبي‬
‫فـأسند ركبـتيه إلى ركبتـيه ووضع كفيه على فخذيه‪ ،‬وقـال‪ ) :‬يا محمد أخبرني عن السلم (‪.‬‬
‫فقـال رسـول ال ‪ } :‬السـلم أن تـشـهـد أن ل إلـه إل ال وأن محـمـدًا رسـول ال‪ ،‬وتـقـيـم الصلة‪،‬‬ ‫•‬
‫ل {‪.‬‬
‫وتـؤتي الـزكاة‪ ،‬وتـصوم رمضان‪ ،‬وتـحـج البيت إن اسـتـطـعت إليه سبي ً‬
‫قال‪ ) :‬صدقت (‪ ،‬فعجبنا له‪ ،‬يسأله ويصدقه؟ قال‪ ) :‬فأخبرني عن اليمان (‪.‬‬ ‫•‬
‫قال‪ } :‬أن تؤمن بال وملئكته وكتبه ورسله واليوم الخر وتؤمن بالقدر خيره وشره {‪.‬‬ ‫•‬
‫قال‪ ) :‬صدقت (‪ .‬قال‪ ) :‬فأخبرني عن الحسان (‪.‬‬ ‫•‬
‫قال‪ } :‬أن تعبد ال كأنك تراه‪ ،‬فإن لم تكن تراه فإنه يراك {‪.‬‬ ‫•‬
‫قال‪ ) :‬فأخبرني عن الساعة (‪.‬‬ ‫•‬
‫قال‪ } :‬ما المسؤول عنها بأعلم من السائل {‪.‬‬ ‫•‬
‫قال‪ ) :‬فأخبرني عن أماراتها (‪.‬‬ ‫•‬
‫قال‪ } :‬أن تلد المة ربتها‪ ،‬وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان {‪.‬‬ ‫•‬
‫ثم انطلق‪ ،‬فلبثت مليًا‪ ،‬ثم قال‪ } :‬يا عمر أتدري من السائل ؟ {‪.‬‬ ‫•‬
‫قلت‪ :‬ال ورسوله أعلم‪.‬‬ ‫•‬
‫قال‪ } :‬فإنه جبريل ‪ ،‬أتاكم يعلمكم دينكم {‪.‬‬ ‫•‬
‫]رواه مسلم‪.[8:‬‬ ‫•‬
‫• الحديث الثالث‪ :‬أركان السلم‬
‫إنهاء‬ ‫القائمة‬ ‫الشرح‬

‫• عـن أـبي عــبد الرحمـن عبـد الـ بـن عــمر بـن‬


‫الخطاب رضي ال عـنهما‪ ،‬قـال‪ :‬سمعت رسول ال‬
‫يقـول‪ } :‬بـني السـلم على خـمـس‪ :‬شـهـادة أن‬
‫ل إلــه إل الـ وأـن محمـد رسـول الـ‪ ،‬وإقامة‬
‫الصـلة‪ ،‬وإيــتـاء الــزكـاة‪ ،‬وحــج الـبيت‪ ،‬وصـوم‬
‫رمضان {‪.‬‬
‫• ]رواه البخاري‪ ،8:‬ومسلم‪.[16:‬‬
‫• الحديث الرابع‪ :‬مراحل الخلق‬
‫إنهاء‬ ‫القائمة‬ ‫الشرح‬

‫• عن أبي عبد الرحمن عبد ال بن مسعـود رضي ال عنه‪ ،‬قال‪:‬‬


‫حدثنا رسول ال ‪ -‬وهو الصادق المصدوق‪ } :‬إن أحـدكم يجمع‬
‫خلقه في بطن أمه أربعين يومًا نطفه‪ ،‬ثم يكون علقًة مثل ذلك‪ ،‬ثم‬
‫يكون مـضغـًة مثل ذلك‪ ،‬ثم يرسل إليه الملك‪ ،‬فينفخ فيه الروح‪،‬‬
‫ويــؤمر بأربـع كلمات‪ :‬بكتـب رزقـه‪ ،‬وأجلـه‪ ،‬وعملـه‪ ،‬وشقـي أم‬
‫سعيد؛ فوالـ الــذي ل إلـــه غــيره إـن أحـــدكم ليعــمل بعمـل أهل‬
‫الجنـه حتـى مـا يكون بينـه وبينهـا إل ذراع فيسـبق عليه الكتاب‬
‫فيعـمل بعـمل أهــل النار فـيـدخـلها‪ .‬وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل‬
‫النار حتـي مـا يكون بينـه وبينهـا إل ذراع فـــيسـبـق عليه الكتاب‬
‫فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها {‪.‬‬
‫• ]رواه البخاري‪ ،3208:‬ومسلم‪.[2643:‬‬
‫• الحديث الخامس‪ :‬النهي عن البتداع في الدين‬
‫إنهاء‬ ‫القائمة‬ ‫الشرح‬

‫• عـن أـم المؤمنيـن أـم عبـد الـ عــائـشة رضـي الـ عنها‪،‬‬
‫قالت‪ :‬قال رسول ال ‪ } :‬من أحدث في أمرنا هـذا مـا‬
‫لـيـس مـنه فهـو رد {‪.‬‬
‫• ]رواه الـبـخـاري‪ ،2697:‬ومسلم‪.[ 1718:‬‬
‫• وفـي روايـة لمسـلم ‪ } :‬مــن عــمـل عــمـ ً‬
‫ل لــيـس عـلـيه‬
‫أمـرنا فهـو رد {‪.‬‬
‫• الحديث السادس‪ :‬البعد عن مواطن الشبهات‬
‫إنهاء‬ ‫القائمة‬ ‫الشرح‬

‫• عن أبي عبدال النعـمان بن بشير رضي ال عـنهما‪ ،‬قـال‪:‬‬


‫سمعـت رســول الـ يقول‪ } :‬إـن الحلل بّيـن‪ ،‬وإن‬
‫الحـرام بّين‪ ،‬وبينهما أمـور مشتبهات ل يعـلمهن كثير من‬
‫الناس‪ ،‬فمن اتقى الشبهات فـقـد اسـتبرأ لديـنه وعـرضه‪،‬‬
‫ومن وقع في الشبهات وقـع في الحرام‪ ،‬كـالراعي يـرعى‬
‫حول الحمى يوشك أن يرتع فيه‪ ،‬أل وإن لكل ملك حمى‪،‬‬
‫أل وإن حمى ال محارمه‪ ،‬أل وإن في الجـسد مضغة إذا‬
‫صلحـت صـلح الجسـد كلـه‪ ،‬وإذا فــسـدت فــسـد الجسـد‬
‫كـلـه‪ ،‬أل وهي الـقـلب {‪.‬‬
‫• ]رواه البخاري‪ ،52:‬ومسلم‪.[1599:‬‬
‫• الحديث السابع‪ :‬النصيحة عماد الدين‬
‫إنهاء‬ ‫القائمة‬ ‫الشرح‬

‫عن أبـي رقــيـة تمـيم بن أوس الـداري رضي ال عنه‪،‬‬ ‫•‬


‫أن النبي قـال‪ } :‬الـديـن النصيحة {‪.‬‬
‫قلنا‪ :‬لمن؟‬ ‫•‬
‫قال‪ } :‬ل‪ ،‬ولـكـتـابـه‪ ،‬ولـرسـولـه‪ ،‬ول ئـمـة الـمـسـلـمـيـن‬ ‫•‬
‫وعــامـتهم {‪.‬‬
‫]رواه مسلم‪.[55:‬‬ ‫•‬
‫• الحديث الثامن‪ :‬حرمة دم المسلم وماله‬
‫إنهاء‬ ‫القائمة‬ ‫الشرح‬

‫• عن ابن عمر رضي ال عنهما أن رسول ال قـال‪:‬‬


‫} ُأمرت أن أقاتل الناس حتى يـشـهــدوا أن ل إلــه إل ال‬
‫وأن محمدًا رسول ال‪ ،‬ويـقـيـمـوا الصلة‪ ،‬ويؤتوا الزكاة؛‬
‫فإذا فعلوا ذلـك عصـموا منـي دماءهـم وأموالهـم إل بحق‬
‫السلم‪ ،‬وحسابهم على ال تعالى {‪.‬‬
‫• ]رواه البخاري‪ ،25:‬ومسلم‪.[22:‬‬
‫• الحديث التاسع‪ :‬النهي عن كثرة السؤال والتشدد‬
‫إنهاء‬ ‫القائمة‬ ‫الشرح‬

‫• عـن أـبي هريرة عبدالرحمـن بـن صـخر رضـي الـ عنه‪،‬‬


‫قال‪ :‬سمعت رسول ال يقول‪ } :‬ما نهيتكم عنه فاجتنبوه‪،‬‬
‫وما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم‪ ،‬فإنما أهلك الذين من‬
‫قبلكم كثرة مسائلهم واختلفهم على أنبيائهم {‪.‬‬
‫• ]رواه البخاري‪ ،7288:‬ومسلم‪.[1337:‬‬
‫• الحديث العاشر‪ :‬سبب إجابة الدعاء‬
‫إنهاء‬ ‫القائمة‬ ‫الشرح‬

‫• عن أبي هريرة رضي ال عنه‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول ال ‪:‬‬


‫} إـن الـ تعالـى طيـب ل يقبـل إل طيبًا‪ ،‬وإـن الـ أمر‬
‫سلُ‬
‫المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال تعالى‪َ :‬يا َأّيَها الّر ُ‬
‫صاِلحًا ]المؤمنون‪ ،[51:‬وقال‬ ‫عَمُلوا َ‬ ‫ت َوا ْ‬ ‫طّيَبا ِ‬‫ُكُلوا ِمنَ ال ّ‬
‫ت َما َرَزْقَناُكْم‬
‫طّيَبا ِ‬
‫ن آَمُنوْا ُكُلوْا ِمن َ‬
‫تعالى‪َ :‬يا َأّيَها اّلِذي َ‬
‫]البقرة‪ ،[172:‬ثـم ذكـر الرجـل يطيـل السـفر أشعـث أغبر‬
‫يمـد يده إلـى السـماء‪ :‬يـا رب ! يـا رب ! ومطعمه حرام‬
‫ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فأّنى يستجاب‬
‫له؟ {‪.‬‬
‫• ]رواه مسلم‪.[1015:‬‬
‫• الحديث الحادي عشر‪ :‬اترك ما شككت فيه‬
‫إنهاء‬ ‫القائمة‬ ‫الشرح‬

‫• عن أبي محمد الحسن بن على بن أبي طالب سبط رسول‬


‫ال وريحانته رضي ال عـنهـما‪ ،‬قـال‪ ) :‬حـفـظـت مـن‬
‫رســول ال ‪ } :‬دع ما يـريـبـك إلى ما ل يـريـبـك { (‪.‬‬
‫• ]رواه الترمذي‪ ،2520:‬والنسائي‪ ،5711:‬وقال‬
‫الترمذي‪ :‬حديث حسن صحيح[‪.‬‬
‫• الحديث الثاني عشر‪ :‬الشتغال بما يفيد‬
‫إنهاء‬ ‫القائمة‬ ‫الشرح‬

‫• عن أبي هريرة رضي ال عنه‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول ال ‪:‬‬


‫حسن إسلم المرء تركه ما ل يعـنيه {‪.‬‬
‫} من ُ‬
‫• ]حديث حسن‪ ،‬رواه الترمذي‪ 2318:‬وابن ماجه‪.[ 3976:‬‬
‫• الحديث الثالث عشر‪ :‬من كمال اليمان‬
‫إنهاء‬ ‫القائمة‬ ‫الشرح‬

‫• عـن أبي حـمـزة أنـس بـن مـالـك رضي ال عـنـه‪ ،‬خــادم‬


‫رسـول ال ‪ ،‬عن النبي قــال‪ } :‬ل يُـؤمـن أحـدكـم‬
‫حـتي يُـحـب لخـيـه مــا يُـحـبـه لـنـفـسـه {‪.‬‬
‫• ]رواه البخاري‪ ،13:‬ومسلم‪.[45:‬‬
‫• الحديث الرابع عشر‪ :‬متى يهدر دم المسلم؟‬
‫إنهاء‬ ‫القائمة‬ ‫الشرح‬

‫• عن ابن مسعود رضي ال عنه‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول ال ‪:‬‬


‫} ل يحل دم امرىء مسلم يشهد أن ل إله إل ال‪ ،‬وأني‬
‫رسول ال إل بـإحـدي ثـلث‪ :‬الـثـيّـب الــزاني‪ ،‬والـنـفـس‬
‫بـالنفس‪ ،‬والـتـارك لـديـنـه الـمـفـارق للـجـمـاعـة {‪.‬‬
‫• ]رواه البخاري‪ ،6878:‬ومسلم‪.[ 1676:‬‬
‫• الحديث الخامس عشر‪ :‬إكرام الضيف‬
‫إنهاء‬ ‫القائمة‬ ‫الشرح‬

‫• عن أبي هـريـرة رضي ال عـنه‪ ،‬أن رســول ال قــال‪:‬‬


‫} مـن كـان يـؤمن بال والـيـوم الخر فـلـيـقـل خـيـرًا أو‬
‫لـيـصـمـت‪ ،‬ومـن كــان يـؤمن بال واليـوم الخر فـليكرم‬
‫جاره‪ ،‬ومن كان يؤمن بال واليوم الخر فليكرم ضيفه {‪.‬‬
‫• ]رواه البخاري‪ ،6018:‬ومسلم‪.[ 47:‬‬
‫• الحديث السادس عشر‪ :‬النهي عن الغضب‬
‫إنهاء‬ ‫القائمة‬ ‫الشرح‬

‫• عـــن أبــي هــريـرة رضـي الـ عـــنـه أـن رجـــ ً‬


‫ل قـــال‬
‫للـنـبي ‪ :‬أوصــني‪.‬‬
‫• قال‪ } :‬ل تغضب { فردد مرارًا ‪ ،‬قال‪ } :‬ل تغضب {‪.‬‬
‫• ]رواه البخاري‪[6116:‬‬
‫• الحديث السابع عشر‪ :‬الرفق بالحيوان‬
‫إنهاء‬ ‫القائمة‬ ‫الشرح‬

‫• عــن أـبي يعــلى شــداد بــن أوس رضـي الـ عــنه‪ ،‬عـن‬
‫الــرسـول صـلى الـ عــليه وسـلم قــال‪ } :‬إـن الـ كتب‬
‫الحــسـان عــلى كـــل شيـء‪ ،‬فــإذا قــتـلـتم فـأحسـنوا‬
‫القــتـلة‪ ،‬وإذا ذبــحـتم فــأحسنوا الذبحـة‪ ،‬وليحـد أحـدكم‬
‫شـفـرتـه‪ ،‬ولـيـرح ذبـيـحـته {‪.‬‬
‫• ]رواه مسلم‪.[1955:‬‬
‫• الحديث الثامن عشر‪ :‬الخلق الحسن‬
‫إنهاء‬ ‫القائمة‬ ‫الشرح‬

‫• عــن أـبي ذر جــنـدب بــن جــنـادة‪ ،‬وأـبي عــبد الـرحـمـن‬


‫معـاذ بـن جـبـل رضي ال عـنهما‪ ،‬عـن الرسول صلى‬
‫ال عـليه وسلم‪ ،‬قـال‪ } :‬اتـق ال حيثما كنت‪ ،‬وأتبع السيئة‬
‫الحسنة تمحها‪ ،‬وخالق الناس بخـلـق حـسـن {‪.‬‬
‫• ]رواه الترمذي‪ ،1987:‬وقال‪ :‬حديث حسن‪ ،‬وفي بعض‬
‫النسخ‪ :‬حسن صحيح[‪.‬‬
‫• الحديث التاسع عشر‪ :‬اليمان بالقضاء والقدر‬
‫إنهاء‬ ‫القائمة‬ ‫الشرح‬

‫• عــن أـبي العــباس عــبدال بـن عــباس رضـي الـ عــنهما‪ ،‬قــال‪:‬‬
‫كـنت خـلـف النبي صلي ال عـليه وسلم يـومًا‪ ،‬فـقـال ‪ } :‬يـا غـلم‬
‫! إنـي أعــلمك كـــلمات‪ :‬احــفـظ الـ يــحـفـظـك‪ ،‬احــفـظ ال تجده‬
‫تجاهــك‪ ،‬إذا ســألت فــاسأل الـ‪ ،‬وإذا اســتعـنت فــاسـتـعـن بال‪،‬‬
‫واعــلم أـن المــة لــو اجــتمـعـت عــلى أـن يــنـفـعـوك بشيـء لم‬
‫يــنـفـعـوك إل بشيء قـد كـتـبـه ال لك‪ ،‬وإن اجتمعـوا عـلى أن‬
‫يـضـروك بشيء لـم يـضـروك إل بشيء قـد كـتـبـه ال عـلـيـك؛‬
‫رفـعـت القــلم‪ ،‬وجـفـت الـصـحـف {‪.‬‬
‫• ]رواه الترمذي‪ 2516:‬وقال‪ :‬حديث حسن صحيح[‪.‬‬
‫• وفي رواية غير الترمذي‪ } :‬احفظ ال تجده أمامك‪ ،‬تعرف إلى ال‬
‫في الرخاء يعرفك في الشدة‪ ،‬واعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك‪،‬‬
‫وما أصابك لم يكن ليخطئك‪ ،‬واعلم أن النصر مع الصبر‪ ،‬وأن‬
‫الفرج مع الكرب‪ ،‬وأن مع العسر يسرًا {‪.‬‬
‫• الحديث العشرون‪ :‬الحياء من اليمان‬
‫إنهاء‬ ‫القائمة‬ ‫الشرح‬

‫• عن أبي مسعود عقبة بن عمرو النصاري البدري رضى‬


‫ال عنه قال‪ :‬قال رسول ال صلي ال عليه وسلم‪ } :‬إن‬
‫ممـا أدرك الناس مـن كلم النبوة الولـى‪ :‬إذا لـم تستح‬
‫فاصنع ما شئت {‪.‬‬
‫• ]رواه البخاري‪.[3483:‬‬
‫• الحديث الحادي والعشرون‪ :‬الستقامة بالسلم‬
‫إنهاء‬ ‫القائمة‬ ‫الشرح‬

‫• عـن أـبي عمرو‪ ،‬وقيـل‪ :‬أـبي عمرة ؛ سـفيان بـن عبـد ال‬
‫الثقفي رضي ال عنه‪ ،‬قال‪ :‬قلت‪ :‬يا رسول ال ! قـل لي‬
‫ل ل أسـأل عـنه أحــدًا غـيـرك‪ ،‬قـال‪:‬‬ ‫في السـلم قـو ً‬
‫} ُقــل آمـنـت بال‪ ،‬ثـم اسـتـقم {‪.‬‬
‫• ]رواه مسلم‪.[38:‬‬
‫• الحديث الثاني والعشرون‪ :‬الطريق إلى الجنة‬
‫إنهاء‬ ‫القائمة‬ ‫الشرح‬

‫• عن أبي عبد ال جابر بن عبد ال النصاري رضي ال‬


‫ل سـأل رسـول الـ ‪ ،‬فقال‪ ) :‬أرأيت إذا‬ ‫عنهمـا‪ :‬أـن رج ً‬
‫صليت المكتوبات‪ ،‬وصـمت رمضان‪ ،‬وأحللت الحلل‪،‬‬
‫وحرمت الحرام‪ ،‬ولم أزد على ذلك شيئًا؛ أأدخل الجنة؟ (‬
‫قال‪ } :‬نعم {‪.‬‬
‫• ]رواه مسلم‪.[15:‬‬
‫• الحديث الثالث والعشرون‪ :‬جوامع الخير‬
‫إنهاء‬ ‫القائمة‬ ‫الشرح‬

‫• عـن أـبي مالـك الحارث بـن عاصـم الشعري رضـي ال‬


‫عنه‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول ال صلي ال عليه وسلم‪ } :‬الطهور‬
‫شطـر اليمان‪ ،‬والحمـد لـ تملـ الميزان‪ ،‬وسـبحان ال‬
‫والحمد ل تملن ‪ -‬أو‪ :‬تمل ‪ -‬ما بين السماء والرض‪،‬‬
‫والصلة نور‪ ،‬والصدقة برهان‪ ،‬والصبر ضياء‪ ،‬والقرآن‬
‫حجة لك أو عليك؛ كل الناس يغدو‪ ،‬فبائع نفسه فمعتقها‪،‬‬
‫أو موبقها {‪.‬‬
‫• الحديث الرابع والعشرون‪ :‬من فضل ال على الناس‬
‫إنهاء‬ ‫القائمة‬ ‫الشرح‬

‫عـن أـبي ذر الغفاري رضـي الـ عنـه‪ ،‬عـن النـبي صـلي ال عليـة وسـلم‪ ،‬فيمـا يرويـه عـن ربه تبارك‬ ‫•‬
‫وتعالى‪ ،‬أنه قال‪:‬‬
‫} يا عبادي‪ :‬إني حرمت الظلم على نفسي‪ ،‬وجعـلته بيـنكم محرمًا؛ فل تـظـالـمـوا {‬ ‫•‬
‫} يا عبادي ! كلكم ضال إل من هديته‪ ،‬فاستهدوني أهدكم {‬ ‫•‬
‫} يا عبادي ! كلكم جائع إل من أطعمته‪ ،‬فاستطعموني أطعمكم {‬ ‫•‬
‫} يا عبادي ! كلكم عار إل من كسوته‪ ،‬فاستكسوني أكسكم {‬ ‫•‬
‫} يا عبادي ! إنكم تخطئون بالليل والنهار‪ ،‬وأنا أغفر الذنوب جميعاً فاستغفروني أغفر لكم {‬ ‫•‬
‫} يا عبادي ! إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني‪ ،‬ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني {‬ ‫•‬
‫} يا عبادي ! لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم‪ ،‬ما زاد ذلك‬ ‫•‬
‫في ملكي شيئًا {‬
‫} يا عبادي ! لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا علي أفجر قلب رجل واحد منكم‪ ،‬ما نقص ذلك‬ ‫•‬
‫من ملكي شيئًا {‬
‫} يا عبادي ! لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد‪ ،‬فسألوني‪ ،‬فأعطيت كل واحد‬ ‫•‬
‫مسألته‪ ،‬ما نقص ذلك مما عندي إل كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر {‬
‫} يا عبادي ! إنما هي أعمالكم أحصيها لكم‪ ،‬ثم أوفيكم إياها؛ فمن وجد خيرًا فليحمد ال‪ ،‬ومن وجد غير‬ ‫•‬
‫ذلك فل يلومن إل نفسه {‪.‬‬
‫]رواه مسلم‪.[2577:‬‬ ‫•‬
‫• الحديث الخامس والعشرون‪ :‬فضل الذكر‬
‫إنهاء‬ ‫القائمة‬ ‫الشرح‬

‫عن أبي ذر أيضًا‪ ،‬أن ناسًا من أصحاب رسول ال قالوا للنبي‬ ‫•‬
‫‪ :‬يـا رسول ال ذهب أهل الدثور بالجور؛ ُيص ّلون كما نصلي‪،‬‬
‫ويصومون كما نصوم‪ ،‬ويـتـصـدقــون بفـضـول أمـوالهم‪ .‬قـال ‪:‬‬
‫} أولــيـس قــد جعــل الـ لكـم مـا تصـدقون؟ إـن لكـم بكـل تسبيحة‬
‫صدقة‪ ،‬وكـل تكـبيرة صـدقة‪ ،‬وكـل تحميدة صـدقة‪ ،‬وكـل تهليلة‬
‫صدقة‪ ،‬وأمـر بالمعروف صدقة‪ ،‬ونهي عـن المنكر صدقة‪ ،‬وفي‬
‫بضع أحـد كم صـدقـة {‪.‬‬
‫قالوا ‪ :‬يا رسول ال‪ ،‬أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟‬ ‫•‬
‫قال‪ } :‬أرأيتـم لـو وضعهـا في حرام‪ ،‬أكان عليـه وزر؟ فكذلك إذا‬ ‫•‬
‫وضعها في الحلل‪ ،‬كان له أجر {‪.‬‬
‫]رواه مسلم‪.[1006:‬‬ ‫•‬
‫• الحديث السادس والعشرون‪ :‬كثرة طرق الخير‬
‫إنهاء‬ ‫القائمة‬ ‫الشرح‬

‫• عن أبي هريرة رضي ال عنه‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول ال ‪:‬‬


‫سـلمى مـن الناس عليـه صـدقة‪ ،‬كـل يوم تطلـع فيه‬ ‫} كـل ُ‬
‫الشمـس تعدل بيـن اثنيـن صـدقة‪ ،‬وتعيـن الرجـل فـى دابته‬
‫فتحملـه عليهـا أـو ترفـع لـه عليهـا متاعـة صـدقة‪ ،‬والكلمة‬
‫الطيبـة صـدقة‪ ،‬وبكـل خطوة تمشيهـا إلـي الصـلة صدقة‪،‬‬
‫وتميط الذي عن الطريق صدقة {‪.‬‬
‫• ]رواه البخاري‪ ،2989:‬ومسلم‪.[1009:‬‬
‫• الحديث السابع والعشرون‪ :‬تعريف البر والثم‬
‫إنهاء‬ ‫القائمة‬ ‫الشرح‬

‫عـن النواس بـن ســمعـان رضـي الـ عــنه‪ ،‬عــن النـبي صـلى ال‬ ‫•‬
‫عــليه وسـلم قــال‪ } :‬الــبـر حــسـن الــخلق والثــم مـا حــاك في‬
‫نـفـسـك وكـرهـت أن يـطـلع عــلـيـه الـنـاس {‪.‬‬
‫]رواه مسلم‪.[2553:‬‬ ‫•‬
‫وعن وابصه بن معبد رضي ال عنه‪ ،‬قال‪ :‬أتيت رسول ال صلي‬ ‫•‬
‫ال عليه وسلم‪ ،‬فقال‪ } :‬جئت تسأل عن البر؟ { قلت‪ :‬نعم؛ فقال‪} :‬‬
‫استفت قلبك؛ البر ما اطمأنت إليه النفس واطمأن إليه القلب‪ ،‬والثم‬
‫ما حاك في النفس وتردد في الصدر‪ ،‬وإن أفتاك الناس وأفتوك {‪.‬‬
‫]حديـث حسـن‪ ،‬رويناه فـي مسـندي الماميـن أحمـد بـن حنبل‪/4:‬‬ ‫•‬
‫‪ ،227‬والدارمي‪ 246 /2:‬بإسناد حسن[‪.‬‬
‫• الحديث الثامن والعشرون‪ :‬السمع والطاعة‬
‫إنهاء‬ ‫القائمة‬ ‫الشرح‬

‫• عن أبي نجـيـج العـرباض بن سارية رضي ال عنه‪ ،‬قال‪:‬‬


‫وعـظـنا رسول ال صلي ال عليه وسلم موعـظة وجلت‬
‫منها القلوب‪ ،‬وذرفت منها الدموع‪ ،‬فـقـلـنا‪ :‬يا رسول ال !‬
‫كأنها موعـظة مودع فـأوصنا‪ ،‬قال‪ } :‬أوصيكم بتقوى ال‪،‬‬
‫والسـمع والطاعـة وإـن تأمـر عليكـم عبـد‪ ،‬فإنـه مـن يعــش‬
‫منكم فسيرى اخـتـلفـا كثيرًا‪ ،‬فعـليكم بسنتي وسنة الخفاء‬
‫الراشديـن المهدييـن عــضو عــليها بالــنـواجـذ‪ ،‬واياكم‬
‫ومـحدثات المور‪ ،‬فإن كل بدعة ضلله {‪.‬‬
‫• ]رواه أبو داود‪ ،4607:‬والترمذي‪ ،2676:‬وقال‪ :‬حديث‬
‫حسن صحيح[‪.‬‬
‫• الحديث التاسع والعشرون‪ :‬أبواب الخير‬
‫إنهاء‬ ‫القائمة‬ ‫الشرح‬

‫عن معاذ بن جبل رضي ال عنه‪ ،‬قال‪ :‬قلت‪ :‬يا رسول ال ! أخبرني بعملٍ‬ ‫•‬
‫يدخلني الجنه ويباعدني عن النار‪ ،‬قال‪ } :‬لقد سألت عن عظيم‪ ،‬وإنه ليسير‬
‫على من يسره ال عليه‪ :‬تعبد ال ل تشرك به شيئًا‪ ،‬وتقيم الصلة‪ ،‬وتؤتي‬
‫الزكاة‪ ،‬وتصوم رمضان‪ ،‬وتحج البيت { ثم قال‪ } :‬أل أدلك على أبواب الخير‬
‫؟‪ :‬الصـوم جنـة‪ ،‬والصـدقة تطفىـء الخطيئـة كمـا يطفىـء الماء النار‪ ،‬وصلة‬
‫جِع حتى بلغ‬‫ضا ِ‬
‫ن اْلَم َ‬
‫عِ‬‫جُنوُبُهْم َ‬
‫جاَفى ُ‬
‫الرجل في جوف الليل { ثم تل‪َ :‬تَت َ‬
‫نـ ]السـجدة‪ [17،16:‬ثـم قال‪ } :‬أل أخـبرك برأـس المر وعموده‬ ‫َيْعَمُلو َ‬
‫وذروة سـنامه؟ { قلـت‪ :‬بلـى يـا رسـول الـ‪ ،‬قال‪ } :‬رأـس المـر السلم‪،‬‬
‫وعموده الصلة‪ ،‬وذروة سـنامه الجهاد {‪ .‬ثم قال‪ } :‬أل أخبرك بملك ذلك‬
‫كله ؟ { فقلت‪ :‬بلى يا رسول ال ! فأخذ بلسانه وقال‪ } :‬كف عليك هذا {‪،‬‬
‫قلت‪ :‬يا نبي ال وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به ؟ فقال‪ } :‬ثكلتك أمك وهل يكب‬
‫الناس فـي النار علـى وجوههـم – أـو قال ‪) :‬علـى مناخرهـم ( ‪ -‬إل حصائد‬
‫ألسنتهم ؟! {‪.‬‬
‫]رواه الترمذي‪ ،2616:‬وقال‪ :‬حديث حسن صحيح[‪.‬‬ ‫•‬
‫• الحديث الثلثون‪ :‬الوقوف عند حدود الشرع‬
‫إنهاء‬ ‫القائمة‬ ‫الشرح‬

‫• عن أبي ثعلبة الخشني جرثوم بن ناشر رضي ال عنه‪،‬‬


‫عن رسول ال ‪ ،‬قال‪ } :‬إن ال تعالى فرض فرائض فل‬
‫تضيعوهـا‪ ،‬وحـد حدودًا فل تعتدوها‪ ،‬وحرم أشياء فل‬
‫تنتهكوهـا‪ ،‬وسـكت عـن أشياء رحمًةـ لكـم غيـر نسيان فل‬
‫تبحثوا عنها {‪.‬‬
‫• ]حديـث حسـن‪ ،‬رواه الدارقطنـي فـي سننه‪،184 /4:‬‬
‫وغيره[‪.‬‬
‫• الحديث الحادي والثلثون‪ :‬الزهد في الدنيا‬
‫إنهاء‬ ‫القائمة‬ ‫الشرح‬

‫• عن أبي العباس سهل بن سعد الساعدي رضي ال عنه‪،‬‬


‫قال‪ :‬جاء رجل إلى النبي ‪ ،‬فقال‪ ) :‬يا رسول ال ! دلني‬
‫علـى عمـل إذا عملتـه أحبنـي الـ وأحبني الناس (؛ فقال‪:‬‬
‫} ازهد في الدنيا يحبك ال‪ ،‬وازهد فيما عند الناس يحبك‬
‫الناس {‪.‬‬
‫• ]حديـث حسـن‪ ،‬رواه ابـن ماجـه‪ ،4102:‬وغيره بأسانيد‬
‫حسنه[‪.‬‬
‫• الحديث الثاني والثلثون‪ :‬ل ضرر ول ضرار‬
‫إنهاء‬ ‫القائمة‬ ‫الشرح‬

‫• عن أبي سـعـيـد سعـد بن مالك بن سنان الخدري رضي‬


‫ال عنه‪ ،‬أن رسول ال قال‪ } :‬ل ضرر ول ضرار {‪.‬‬
‫• ]حديـث حسـن‪ ،‬رواه ابـن ماجـه‪ ،2341:‬والدارقطني‪/4:‬‬
‫‪ ،228‬وغيرهــــما مســـندًا‪ ،‬ورواه مالـــك في‬
‫)الموطـأ(‪ ،2/746:‬عــن عــمرو بـن يحي عــن أـبيه عـن‬
‫ل‪ ،‬فــأسـقـط أبـا سـعـيد‪ ،‬وله طرق يقوي‬
‫النـبي مرسـ ً‬
‫بعـضها بعـضًا[‪.‬‬
‫• الحديث الثالث والثلثون‪ :‬البّينة على الُمّدعي‬
‫إنهاء‬ ‫القائمة‬ ‫الشرح‬

‫• عن ابن عباس رضي ال عنهما‪ ،‬أن رسول ال ‪ ،‬قال‪} :‬‬


‫لو يعطــى الناس بدعواهــم‪ ،‬لدعى رجال أموال قوم‬
‫ودماءهـم‪ ،‬لكـن البّينـة علـى الُمّدعـي واليميـن علـى من‬
‫أنكر {‪.‬‬
‫• ]حديث حسن‪ ،‬رواه البيهقي في السنن‪ 252 /10:‬وغيره‬
‫هكذا‪ ،‬وبعضه في الصحيحين[‪.‬‬
‫• الحديث الرابع والثلثون‪ :‬تغيير المنكر فريضة‬
‫إنهاء‬ ‫القائمة‬ ‫الشرح‬

‫• عـن أـبي سـعيد الخدري رضـي الـ عنـه‪ ،‬قال‪ :‬سمعت‬


‫رسول ال يقول‪ } :‬من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده‪،‬‬
‫فإـن لـم يسـتطع فبلسـانه‪ ،‬فإـن لـم يسـتطع فبقلبـه‪ ،‬وذلك‬
‫أضعـف اليمان {‪.‬‬
‫• ]رواه مسلم‪.[49:‬‬
‫• الحديث الخامس والثلثون‪ :‬المسلم أخو المسلم‬
‫إنهاء‬ ‫القائمة‬ ‫الشرح‬

‫• عن أبي هريرة رضي ال عنه‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول ال صلي‬


‫ال ـ عليــه وســلم‪ } :‬ل تحاسدوا‪ ،‬ول تناجشوا‪ ،‬ول‬
‫تباغضوا‪ ،‬ول تدابروا‪ ،‬ول يبع بعضكم على بيع بعض‪،‬‬
‫وكونوا عباد الـ إخوانًا‪ ،‬المسـلم أخـو المسـلم‪ ،‬ل يظلمه‪،‬‬
‫ول يخذله‪ ،‬ول يكذبه‪ ،‬ول يحقره‪ ،‬التقوى ها هنا { ويشير‬
‫إلى صدره ثلث مرات } بحسب امرىء أن يحقر أخاه‬
‫المسلم‪ ،‬كل المسلم على المسلم حرام‪ :‬دمه وماله وعرضه‬
‫{‪.‬‬
‫• ]رواه مسلم‪.[2564:‬‬
‫• الحديث السادس والثلثون‪ :‬قضاء حوائج المسلمين‬
‫إنهاء‬ ‫القائمة‬ ‫الشرح‬

‫• عن أبي هريرة رضي ال عنه‪ ،‬عن النبي قال‪ } :‬من نّفس عن‬
‫مؤمـن كربـة مـن كرب الدنيـا نّفـس الـ عنـه كربـة من كرب يوم‬
‫سر ال عليه في الدنيا والخرة‪،‬‬ ‫سر على معسر ي ّ‬ ‫القيامة‪ ،‬ومن ي ّ‬
‫ومن ستر مسلمًا ستره ال في الدنيا والخرة‪ ،‬وال في عون العبد‬
‫ما كان العبـد فـي عون أخيـه‪ ،‬ومـن سـلك طريقًا يلتمـس فيه علمًا‬
‫سهل ال له به طريقًا إلي الجنه‪ ،‬وما اجتمع قوم في بيت من بيوت‬
‫ال يتلون كتاب ال‪ ،‬ويتدارسونه بينهم؛ إل نزلت عليهم السكينه‪،‬‬
‫وغشيتهم الرحمه‪ ،‬وحفتهم الملئكة‪ ،‬وذكرهم ال فيمن عنده‪ ،‬ومن‬
‫أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه {‪.‬‬
‫• ]رواه مسلم‪ [2699:‬بهذا اللفظ‪.‬‬
‫• الحديث السابع والثلثون‪ :‬الترغيب في فعل الحسنات‬
‫إنهاء‬ ‫القائمة‬ ‫الشرح‬

‫• عن ابن عباس رضي ال عنهما‪ ،‬عن رسول ال فيما‬


‫يرويه عن ربه تبارك وتعالى‪ ،‬قال‪ } :‬إن ال تعالى كتب‬
‫الحسـنات والسـيئات‪ ،‬ثـم بيـن ذلـك‪ ،‬فمـن هـم بحسـنة فلم‬
‫يعملهـا كتبهـا الـ عنده حسـنة كاملـة‪ ،‬وإـن هـم بهـا فعملها‬
‫كتبها ال تعالى عنده عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف‬
‫إلـى أضعاف كثيرة‪ ،‬وإـن هـم بسـيئة فلـم يعملهـا كتبهـا ال‬
‫عنده حسنة كاملة‪ ،‬وإن هم بها فعملها كتبها ال عنده سيئة‬
‫واحدة {‪.‬‬
‫• ]رواه البخاري‪ ،6491:‬ومسلم‪ 131:‬في صحيحيهما بهذه‬
‫الحروف[‪.‬‬
‫• الحديث الثامن والثلثون‪ :‬جزاء معادات الولياء‬
‫إنهاء‬ ‫القائمة‬ ‫الشرح‬

‫• عن أبي هريرة رضي ال عنه‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول ال صلي‬


‫ال عليه وسلم‪ } :‬إن ال تعالى قال‪ :‬من عادى لي ولّيا فقد‬
‫ي مما‬‫ي عبدي بشيء أحب إل ّ‬ ‫آذنته بالحرب‪ ،‬وما تقرب إل ّ‬
‫ي بالنوافل حتي‬ ‫افترضته عليه‪ ،‬ول يزال عبدي يتقرب إل ّ‬
‫أحبه‪ ،‬فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به‪ ،‬وبصره الذي‬
‫يبصر فيه‪ ،‬ويده التي يبطش بها‪ ،‬ورجله التي يمشي بها‪،‬‬
‫ولئن سألني لعـطينه‪ ،‬ولئن استعاذني لعيذنه {‪.‬‬
‫• ]رواه البخاري‪.[6502:‬‬
‫• الحديث التاسع والثلثون‪ :‬التجاوز عن الخطأ والنسيان‬
‫إنهاء‬ ‫القائمة‬ ‫الشرح‬

‫• عن ابن عباس رضي ال عنهما‪ ،‬أن رسول ال قال‪:‬‬


‫} إـن الـ تجاوز لـي عـن أمتـي الخطـأ والنسـيان وما‬
‫استكرهوا عليه {‪.‬‬
‫• ]حديـث حسـن رواه ابـن ماجـه‪ ،2045:‬والـبيهقي في‬
‫السنن‪ ،7/356:‬وغيرهما[‪.‬‬
‫• الحديث الربعون‪ :‬كن في الدنيا كأنك غريب‬
‫إنهاء‬ ‫القائمة‬ ‫الشرح‬

‫• عـن ابـن عـمـر رضي ال عـنهـما‪ ،‬قــال‪ :‬أخـذ الرسول‬


‫صلي ال عـلية وسلم بمنكبي‪ ،‬فقال‪ } :‬كن في الدنيا كـأنـك‬
‫غـريـب أو عـابـر سبـيـل {‪.‬‬
‫• وكـان ابـن عـمـر رضي ال عـنهـما يقول‪ ) :‬إذا أمسيت‬
‫فل تـنـتـظـر الصباح‪ ،‬وإذا أصبحت فل تـنـتـظـر المساء‪،‬‬
‫وخذ من صحـتـك لـمـرضـك‪ ،‬ومن حـياتـك لـمـوتـك (‪.‬‬
‫• ]رواه البخاري‪.[6416:‬‬
‫• الحديث الحادي والربعون‪ :‬اتباع النبي صلى ال عليه وسلم‬
‫إنهاء‬ ‫القائمة‬ ‫الشرح‬

‫• عن أبي محمد عبد ال بن عمرو بن العاص رضي ال‬


‫عنهمـا‪ ،‬قال‪ :‬قال رسـول الـ صـلي الـ عليـه وسلم‪ } :‬ل‬
‫يؤمن أحدكم حتي يكون هواه تبعًا لما جئت به {‪.‬‬
‫• ]حديـث حسـن صـحيح‪ .‬رويناه فـي كتاب الحجـة بإسناد‬
‫صحيح[‪.‬‬
‫• الحديث الثاني والربعون‪ :‬سعة مغفرة ال‬
‫إنهاء‬ ‫القائمة‬ ‫الشرح‬

‫• عن أنس قال‪ :‬سمعت رسول ال صلي ال عليه وسلم‬


‫يقول‪ } :‬قال الـ تعالـى‪ :‬يـا ابـن آدم ! إنـك مـا دعـوتـني‬
‫ورجوتـني غفرت لك على ما كان منك ول أبالي‪ ،‬يا ابن‬
‫آدم ! لـو بلغــت ذنــوبك عــنان السـماء‪ ،‬ثـم استغـفـرتـني‬
‫غــفـرت لـك‪ ،‬يـا ابـن آدم ! إنـك لـو اتيتني بقراب الرض‬
‫خطايـا ثـم لقيتــني ل تــشـرك بـي شيئًا لتــيـتـك بقرابها‬
‫مغـفـرة {‪.‬‬
‫• ]رواه الترمذي‪ ،3540:‬وقال‪ :‬حديث حسن صحيح[‪.‬‬
‫شرح الحديث الول‬ ‫عودة للحديث‬ ‫الربــعــون الــنـوويــة‬

‫هذا الحديث أصل عظيم في أعمال القلوب؛ لن النيات من أعمال القلوب‪ ،‬قال العلماء‪ ) :‬وهذا الحديث‬ ‫•‬
‫نصف العبادات (؛ لنه ميزان العمال الباطنة وحديث عائشة رضي ال عنها‪ } :‬من أحدث في أمرنا هذا‬
‫ل ليس عليه أمرنا فهو رد { نصف الدين؛ لنه‬ ‫ما ليس منه فهو رد { وفي لفظ آخر‪ } :‬من عمل عم ً‬
‫ميزان العمال الظاهرة فيستفاد من قول النبي ‪ } :‬إنما العمال بالنيات { أنه ما من عمل إل وله نية؛‬
‫ل بل نية‪ ،‬حتى قال بعض العلماء‪ ) :‬لو كلفنا ال عم ً‬
‫ل‬ ‫لن كل إنسان عاقل مختار ل يمكن أن يعمل عم ً‬
‫بل نية لكان من تكليف ما ل يطاق ( ويتفرع على هذه الفائدة‪:‬‬

‫الرد على الموسوسين الذين يعملون العمال عدة مرات‪ ،‬ثم يقول لهم الشيطان‪ :‬إنكم لم تنووا‪ .‬فإننا نقول‬ ‫•‬
‫ل إل بنية فخففوا على أنفسكم ودعوا هذه الوساوس‪.‬‬
‫لهم‪ :‬ل‪ ،‬ل يمكن أبدًا أن تعملوا عم ً‬

‫ومـن فوائـد هذا الحديـث أـن النسـان يؤجـر أـو يؤزر أـو يحرم بحسـب نيتـه لقول النـبي ‪ } :‬فمـن كانت‬ ‫•‬
‫هجرته إلى ال ورسوله فهجرته إلى ال ورسوله {‪.‬‬

‫ويستفاد من هذا الحديث أيضًا أن العمال بحسب ما تكون وسيلة له‪ ،‬فقد يكون الشيء المباح في الصل‬ ‫•‬
‫يكون طاعة إذا نوى به النسان خيرًا‪ ،‬مثل أن ينوي بالكل والشرب التقوي على طاعة ال؛ ولهذا قال‬
‫النبي ‪ } :‬تسحروا فإن في السحور بركة {‪.‬‬

‫ومن فوائد هذا الحديث‪ :‬أنه ينبغي للمعلم أن يضرب المثال التي يتبين بها الحكم‪ ،‬وقد ضرب النبي‬ ‫•‬
‫ل بالهجرة‪ ،‬وهي النتقال من بلد الشرك إلى بلد السلم وبّين أن الهجرة وهي عمل واحد تكون‬ ‫لهذا مث ً‬
‫لنسان أجرًا وتكون لنسان حرمانًا‪ ،‬فالمهاجر الذي يهاجر إلى ال ورسوله هذا يؤجر ويصل إلى مراده‪،‬‬
‫والمهاجر لـدنيا يصـيبها أو امرأة يتزوجها ُيحرم من هذا الجر‪ .‬وهذا الحديث يدخل في باب العبادات‬
‫وفي باب المعاملت وفي باب النكحة وفي كل أبواب الفقه‪.‬‬
‫شرح الحديث الثاني‬ ‫عودة للحديث‬ ‫الربــعــون الــنـوويــة‬

‫هذا الحديث يستفاد منه فوائد‪:‬‬ ‫•‬


‫منها أن من هدي النبي مجالسة أصحابه وهذا الهدي يدل على حسن خلق النبي ‪ ,‬ومنها أنه ينبغي‬ ‫•‬
‫عشرة من الناس ومجالسة وأن لينزوي عنهم‪.‬‬ ‫للنسان أن يكون ذا ِ‬
‫حسن أدب المتعلم أما المعلم حيث جلس جبريل عليه الصلة والسلم أمام النبي هذه‬ ‫ومن فوائد الحديث‪ُ :‬‬ ‫•‬
‫الجلسة الدالة على الدب والصغاء والستعداد لما يلقى إليه فأسند ركبتيه إلى ركبتيه ووضع كفيه على‬
‫فخذيه‪.‬‬
‫منها‪ :‬جواز دعاء النبي باسمه لقوله‪ ) :‬يا محمد ( وهذا يحتمل أنه قبل النهي أي قبل نهي ال تعالى عن‬ ‫•‬
‫ضُكْم َبْعضًا ]النور‪ [63:‬على أحد التفسيرين‬
‫عاِء َبْع ِ‬
‫ل َبْيَنُكْم َكُد َ‬
‫سو ِ‬
‫عاَء الّر ُ‬
‫جَعُلوا ُد َ‬
‫ل َت ْ‬
‫ذلك في قوله‪َ :‬‬
‫ويحتمل أن هذا جرى على عادة العراب الذين يأتون إلى الرسول فينادونه باسمه يا محمد وهذا أقرب؛‬
‫لن الول يحتاج إلى التاريخ‪.‬‬

‫ومن فوائد هذا الحديث‪ :‬أن المتسبب له حكم المباشر إذا كانت المباشرة مبنية على السبب؛ لقول النبي ‪} :‬‬ ‫•‬
‫هذا جبريل أتاكم يعلمكم دينكم { مع أن المعلم هو الرسول لكن لما كن جبريل هو السبب لسؤاله جعله‬
‫الرسول عليه الصلة والسلم هو المعلم‪.‬‬
‫ومن فوائد هذا الحديث العظيم‪ :‬إثبات الملئكة والملئكة عالم غيبي وصفهم ال تعالى بأوصاف كثيرة في‬ ‫•‬
‫القرآن ووصفهم النبي في السنة وكيفية اليمان بهم‪ :‬أن نؤمن بأسماء من عّينت أسماؤهم منهم ومن لم‬
‫ل ونؤمن كذلك بما ورد من أعمالهم التي يقوموه بها ما علمنا منها‪،‬‬ ‫يعين لسمائهم فإننا نؤمن بهم إجما ً‬
‫ونؤمن كذلك بأوصافهم التي وصفوا بها ما علمنا بها‪ ،‬ومن ذلك أن النبي رأى جبريل عليه الصلة‬
‫والسلم وله ستمائة جناح قد سد بها الفق على خلقته التي خلق عليها‪.‬‬
‫عْندَُه‬
‫ن ِ‬‫وواجبنا نحو الملئكة أن نصدق بهم وأن نحبهم لنهم عباد ال قائمون بأمره كمال قال تعالى‪َ :‬وَم ْ‬ ‫•‬
‫ن ]النبياء‪.[20،19:‬‬ ‫ل َيْفُتُرو َ‬
‫ل َوالّنَهاَر َ‬
‫ن الّلْي َ‬
‫حو َ‬
‫سّب ُ‬
‫ن )‪ُ (19‬ي َ‬
‫سُرو َ‬‫حِ‬
‫سَت ْ‬
‫ل َي ْ‬
‫عَباَدِتِه َو َ‬
‫ن ِ‬
‫عْ‬‫ن َ‬
‫سَتْكِبُرو َ‬
‫ل َي ْ‬
‫َ‬
‫شرح الحديث الثالث‬ ‫عودة للحديث‬ ‫الربــعــون الــنـوويــة‬

‫• هذا الحديث بين فيه النبي أن السلم بمنزلة البناء الذي يظلل صاحبه‬
‫ويحميه من الداخل والخارج‪ ،‬وبّين فيه النبي أنه بني على خمس أركان‪} :‬‬
‫شهادة أـن لإلـه إل الـ وأـن محمدًا رسـول الـ وإقام الصلة وإيتاء الزكاة‬
‫وحـج الـبيت وصـوم رمضان { وقـد تقدم الكلم علـى كـل هذه الركان في‬
‫حديث عمر بن الخطاب الذي قبل هذا فليرجع إليه‪.‬‬
‫• سؤال‪ :‬ما فائدة إيراد هذا الحديث مرة أخرى مع أنه ذكر في سياق حديث‬
‫عمر بن خطاب ) الحديث الثاني (؟‬
‫• الجواب‪ :‬الفائدة أنه لهمية هذا الموضوع أراد أن يؤكده مرة ثانية هذا من‬
‫جهة ومن جهة أخرى أن في حديث عبدال بن عمر التصريح بأن السلم‬
‫بنـي علـى هذه الركان الخمسـة أمـا حديـث عمـر بـن الخطاب فليس بهذه‬
‫الصيغة وإن كان ظاهره يفيد ذلك‪ ،‬لنه قال‪ } :‬السلم أن تشهد أن ل إله‬
‫إل ال وأن محمدًا رسول ال ‪ { ..‬إلخ‪.‬‬
‫شرح الحديث الرابع‬ ‫عودة للحديث‬ ‫الربــعــون الــنـوويــة‬

‫هذا الحديث الرابع من الحاديث النووية وفيه بيان تطور خلق النسان في بطن أمه وكتابه وأجله ورزقه وغير ذلك‪.‬‬ ‫•‬
‫فيقول عبدال بن مسعود رضي ال عنه‪ ) :‬حدثنا رسول ال وهو الصادق المصدوق ( الصادق في قوله المصدوق‬ ‫•‬
‫فيما أوحي إليه وإنما قال عبدال بن مسعود هذه المقدمة‪ ،‬لن هذا من أمور الغيب التي ل تعلم إل بوحي فقال‪ } :‬إن‬
‫أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يومًا ‪ ...‬الخ {‪.‬‬
‫ففي هذا الحديث من الفوائد‪ :‬بيان تطور خلقة النسان في بطن أمه‪ ،‬وأنه أربعة أطوار‪.‬‬ ‫•‬
‫الول‪ :‬طور النطفة أربعون يومًا ‪ ...‬والثاني‪ :‬طور العلقة أربعون يومًا ‪ ...‬والثالث‪ :‬طور المضغة أربعون يومًا ‪...‬‬ ‫•‬
‫والرابع‪ :‬الطور الخير بعد نفخ الروح فيه‪ ..‬فالجنين يتطور في بطن أمه إلى هذه الطوار‪.‬‬
‫ومن فوائد هذا الحديث‪ :‬أن الجنين قبل أربعة أشهر ل يحكم بأنه إنسان حي‪ ،‬وبناء على ذلك لو سقط قبل تمام أربعة‬ ‫•‬
‫أشهر فإنه ل يغسل ول يكفن ول يصلى عليه‪ ،‬لنه لم يكن إنسانًا بعد‪.‬‬
‫ومن فوائد هذا الحديث‪ :‬أنه بعد أربعة أشهر تنفخ فيه الروح ويثبت له حكم النسان الحي‪ ،‬فلو سقط بعد ذلك فإنه‬ ‫•‬
‫يغسل ويكفن ويصلى عليه كما لو كان ذلك بعد تمام تسعة أشهر‪.‬‬
‫ل بها لقوله‪ } :‬فيبعث إليه الملك { أي الملك الموكل بالرحام‪.‬‬ ‫ومن فوائد هذا الحديث‪ :‬أن للرحام ملكًا موك ً‬ ‫•‬
‫ومن فوائد هذا الحديث‪ :‬أن أحوال النسان تكتب عليه وهو في بطن أمه ‪ ..‬رزقه ‪ ..‬عمله ‪ ..‬أجله ‪ ..‬شقي أم سعيد‪،‬‬ ‫•‬
‫ومنها بيان حكمة ال عز وجل وأن كل شيء عنده بأجل مقدر وبكتاب ل يتقدم ول يتأخر‪.‬‬
‫ومن فوائد هذا الحديث‪ :‬أن النسان يجب أن يكون على خوف ورهبة‪ ،‬لن رسول ال أخبر } إن الرجل يعمل‬ ‫•‬
‫بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إل ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها {‪.‬‬
‫ل ثم يمن ال‬‫ومن فوائد هذا الحديث‪ :‬أنه ل ينبغي لنسان أن يقطع الرجاء فإن النسان قد يعمل بالمعاصي دهرًا طوي ً‬ ‫•‬
‫عليه بالهداية فيهتدي في آخر عمره‪.‬‬
‫فإن قال قائل‪ :‬ما الحكمة في أن ال يخذل هذا العمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إل ذراع فيسبق عليه‬ ‫•‬
‫الكتاب فيعمل بعمل أهل النار؟‬
‫فالجواب‪ :‬إن الحكمة في ذلك هو أن هذا الذي يعمل بعمل أهل الجنة إنما يعمل بعمل أهل الجنة فيما يبدو للناس وإل‬ ‫•‬
‫فهو في الحقيقة ذو طوية خبيثة ونية فاسدة‪ ،‬فتغلب هذه النية الفاسدة حتى يختم له بسوء الخاتمة نعو بال من ذلك‪.‬‬
‫وعلى هذا فيكون المراد بقوله‪ } :‬حتى ما يكون بينه وبينها إل ذراع { قرب أجله ل قربه من الجنة بعمله‪.‬‬
‫شرح الحديث الخامس‬ ‫عودة للحديث‬ ‫الربــعــون الــنـوويــة‬

‫هذا الحديث قال العلماء‪ :‬إنه ميزان ظاهر العمال وحديث عمر الذي هو‬ ‫•‬
‫في أول الكتاب } إنما العمال بالنيات { ميزان باطن العمال‪ ،‬لن العمل‬
‫له نية وله صورة فالصورة هي ظاهر العمل والنية باطن العمل‪.‬‬
‫وفي هذا الحديث فوائد‪ :‬أن من أحدث في هذا المر ‪ -‬أي السلم ‪ -‬ما ليس‬ ‫•‬
‫منه فهو مردود عليه ولو كان حسن النية‪ ،‬وينبني على هذه الفائدة أن جميع‬
‫البدع مردودة على صاحبها ولو حسنت نيته‪.‬‬
‫ل ولو كان أصله مشروعًا ولكن‬ ‫ومن فوائد هذا الحديث‪ :‬أن من عمل عم ً‬ ‫•‬
‫عمله على غير ذلك الوجه الذي أمر به فإنه يكون مردودًا بناًء على الرواية‬
‫الثانية في مسلم‪.‬‬
‫وعلى هذا فمن باع بيعًا محرمًا فبيعه باطل ‪ ,‬ومن صلى صلة تطوع لغير‬ ‫•‬
‫سبب في وقت النهي فصلته باطلة ومن صام يوم العيد فصومه باطل وهلم‬
‫جرا‪ ،‬لن هذه كلها ليس عليها أمر ال ورسوله فتكون باطلة مردودة‪.‬‬
‫شرح الحديث السادس‬ ‫عودة للحديث‬ ‫الربــعــون الــنـوويــة‬

‫سم النبي المور إلى ثلثة أقسام‪:‬‬ ‫قّ‬ ‫•‬


‫قسم حلل بّين ل اشتباه فيه‪ ،‬وقسم حرام بّين ل اشتباه فيه‪ ،‬وهذان واضحان أما الحلل فحلل ول يأثم النسان به‪ ،‬وأما الحرام‬ ‫•‬
‫فحرام ويأثم النسان به‪.‬‬
‫مثل الول‪ :‬حل بهيمة النعام ‪ ...‬ومثال الثاني‪ :‬تحريم الخمر‪.‬‬ ‫•‬
‫أما القسم الثالث فهم المر المشتبه الذي يشتبه حكمه هل هو من الحلل أم من الحرام؟ ويخفى حكمه على كثير من الناس‪ ،‬وإل فهو‬ ‫•‬
‫معلوم عند آخرين‪.‬‬
‫فهذا يقول الرسول الورع تركه وأن ل يقع فيه ولهذا قال‪ } :‬فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه { استبرأ لدينه فيما بينه‬ ‫•‬
‫وبين ال‪ ،‬واستبرأ لعرضه فيما بينه وبين الناس بحيث ل يقولون‪ :‬فلن وقع في الحرام‪ ،‬حيث إنهم يعلمونه وهو عند مشتبه ثم ضرب‬
‫ل لذلك } بالراعي يرعى حول الحمى { أي حول الرض المحمية التي ل ترعاها البهائم فتكون خضراء‪ ،‬لنها لم ترعى‬ ‫النبي مث ً‬
‫فيها فإنها تجذب البهائم حتى تدب إليها وترعاها‪ } ،‬كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه { ثم قال عليه الصلة والسلم‪:‬‬
‫} أل وأن لكل ملك حمى { يعني بأنه جرت العادة بأن الملوك يحمون شيئًا من الرياض التي يكون فيها العشب الكثير والزرع الكثير‬
‫} أل وإن حمى ال محارمه { أي ما حرمه على عباده فهو حماه‪ ،‬لنه منعهم أن يقعوا فيه ثم بين أن } في الجسد مضغة { يعني‬
‫لحمة بقدر ما يمضغه الكل إذا صلحت صلح الجسد كله ثم بينها بقوله‪ } :‬أل وهي القلب { وهو إشارة إلى أنه يجب على النسان أن‬
‫يراعي ما في قلبه من الهوى الذي يعصف به حتى يقع في الحرام والمور المشتبهات‪.‬‬
‫فيستفاد من هذا الحديث‪:‬‬ ‫•‬
‫أوًل‪ :‬أن الشريعة السلمية حللها بّين وحرامها بّين والمشتبه منها يعلمه بعض الناس‪.‬‬ ‫•‬
‫ثانيًا‪ :‬أنه ينبغي للنسان إذا اشتبه عليه المرأحلل هو أم حرام أن يجتنبه حتى يتبّين له أنه حلل‪.‬‬ ‫•‬
‫ومن فوائد الحديث‪ :‬أن النسان إذا وقع في المور المشتبه هان عليه أن يقع في المور الواضحة فإذا مارس الشيء المشتبه فإن‬ ‫•‬
‫نفسه تدعوه إلى أن يفعل الشيء البين وحينئذ يهلك‪.‬‬
‫ومن فوائد هذا الحديث‪ :‬جواز ضرب المثل من أجل أن يتبين المر المعنوي بضرب الحسي أي أن تشبيه المعقول بالمحسوس‬ ‫•‬
‫ليقرب فهمه‪.‬‬
‫ومن فوائد هذا الحديث‪ :‬حسن تعليم الرسول عليه الصلة والسلم بضربه للمثال وتوضيحها‪.‬‬ ‫•‬
‫ومن فوائد هذا الحديث‪ :‬أن المدار في الصلح والفساد على القلب وينبني على هذه الفائدة أنه يجب على النسان العناية بقلبه دائمًا‬ ‫•‬
‫وأبدًا حتى يستقيم على ما ينبغي أن يكون عليه‪.‬‬
‫ومن فوائد الحديث‪ :‬أن فاسد الظاهر دليل على فاسد الباطن لقول النبي ‪ } :‬إذا صلحت صلح الجسد كله‪ ،‬وإذا فسدت فسد الجسد كله‬ ‫•‬
‫{ ففساد الظاهر عنوان فساد الباطن‪.‬‬
‫شرح الحديث السابع‬ ‫عودة للحديث‬ ‫الربــعــون الــنـوويــة‬

‫فالنصيحة ل عزوجل‪ :‬هي النصيحة لدينه كذلك بالقيام بأوامره واجتناب نواهيه وتصديق خبره والنابة‬ ‫•‬
‫إليه والتوكل عليه وغير ذلك من شعائر السلم وشرائعه‪.‬‬
‫والنصيحة لكتابه‪ :‬اليمان بأنه كلم ال وأنه مشتمل على الخبار الصادقة والحكام العادلة والقصص‬ ‫•‬
‫النافعة وأنه يجب أن يكون التحاكم إليه في جميع شئوننا‪.‬‬
‫والنصيحة للرسول ‪ :‬اليمان به وأنه رسول ال إلى جميع العالمين ومحبته والتأسي به وتصديق خبره‬ ‫•‬
‫وامتثال أوامره واجتناب نهيه والدفاع ونحو عن دينه‪.‬‬
‫والنصيحة لئمة المسلمين‪ :‬مناصحتهم ببيان الحق وعدم التشويش عليه والصبر على ما يحصل منهم‬ ‫•‬
‫من الذى وغير ذلك من حقوقهم المعروفة ومساعدتهم ومعاونتهم فيما يجب فيه المعونة كدفع العداء‬
‫ونحو ذلك‪.‬‬
‫ل للنصـيحة لهـم بالدعوة إلـى الـ والمر‬
‫والنصـيحة لعامـة المسـلمين‪ :‬أـي سـائر المسـلمين هـي أيضًا بذ ً‬ ‫•‬
‫بالمعروف والنهي عن المنكر وتعليمهم الخير وما أشبه هذا‪ ،‬ومن أجل ذلك صار الدين النصيحة وأول ما‬
‫يدخل في عامة المسلمين نفس النسان أن ينصح النسان نفسه‪.‬‬
‫ومن فوائد هذا الحديث‪:‬‬ ‫•‬
‫أوًل‪ :‬انحصار الدين في النصيحة لقول النبي } الدين النصيحة {‪.‬‬ ‫•‬
‫ثانيًا‪ :‬أن مواطن النصيحة خمسة‪ :‬ل‪ ،‬ولكتابه‪ ،‬ولرسوله‪ ،‬لئمة المسلمين‪ ،‬وعامتهم‪.‬‬ ‫•‬
‫ومن فوائد الحديث‪ :‬الحث على النصيحة في هذه المواطن الخمسة‪ ،‬لنها إذا كانت هذه هي الدين فإن‬ ‫•‬
‫النسان بل شك يحافظ على دينه ويتمسك به‪ ،‬ولهذا جعل النبي النصيحة في هذه المواطن الخمسة‪.‬‬
‫ومن فوائد هذا الحديث‪ :‬تحريم الغش لنه إذا كانت النصيحة الدين فالغش ضد النصيحة فيكون على‬ ‫•‬
‫خلف الدين وقد ثبت عن النـبي أنه قال‪ } :‬من غشنا فليس منا {‪.‬‬
‫شرح الحديث الثامن‬ ‫عودة للحديث‬ ‫الربــعــون الــنـوويــة‬

‫} ُأمرت {‪ :‬أي أمره ال عزوجل وأبهم الفاعل لنه معلوم فإن المر والناهي هو ال‬ ‫•‬
‫تعالى‪.‬‬
‫} أقاتل الناس حتى يشهدوا { هذا الحديث عام لكنه خصص بقوله تعالى‪َ :‬قاِتُلوا اّلِذينَ‬ ‫•‬
‫حّ‬
‫ق‬ ‫ن اْل َ‬ ‫ن ِدي َ‬‫ل َيِديُنو َ‬
‫سوُلُه َو َ‬‫ل َوَر ُ‬
‫حّرَم ا ُّ‬
‫ن َما َ‬ ‫حّرُمو َ‬‫ل ُي َ‬‫خِر َو َ‬‫لِ‬ ‫ل ِباْلَيْوِم ا ْ‬
‫ل َو َ‬
‫ن ِبا ِّ‬
‫ل ُيْؤِمُنو َ‬‫َ‬
‫ن ]التوبة‪.[29:‬‬ ‫غُرو َ‬‫صا ِ‬
‫ن َيٍد َوُهْم َ‬ ‫عْ‬ ‫جْزَيَة َ‬‫طوا اْل ِ‬‫حّتى ُيْع ُ‬‫ب َ‬ ‫ن ُأوُتوا اْلِكَتا َ‬‫ن اّلِذي َ‬
‫ِم َ‬
‫وكذلك السنة جاءت بأن الناس يقاتلون حتى يسلموا ويعطوا الجزية‪.‬‬ ‫•‬
‫ومن فوائد هذا الحديث‪ :‬وجوب مقاتلة الناس حتى يدخلوا في دين ال أو يعطوا الجزية‬ ‫•‬
‫لهذا الحديث وللدلة الخرى التي ذكرناها‪.‬‬
‫ومن فوائد هذا الحديث‪ :‬أن من امتنع عن دفع الزكاة فإنه يجوز قتاله ولهذا قاتل أبوبكر‬ ‫•‬
‫الذين امتنعوا عن الزكاة‪.‬‬
‫ومن فوائد الحديث‪ :‬أن النسان إذا دان السلم ظاهرًا فإن باطنه يوكل إلى ال‪ ،‬ولهذا‬ ‫•‬
‫قال‪ } :‬فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم وحسابهم على ال {‪.‬‬
‫ومن فوائد الحديث‪ :‬إثبات الحساب أي أن النسان يحاسب على عمله إن خيرًا فخير‬ ‫•‬
‫ل ِمْثَقا َ‬
‫ل‬ ‫ن َيْعَم ْ‬
‫خْيًرا َيَرُه )‪َ (7‬وَم ْ‬ ‫ل َذّرةٍ َ‬‫ل ِمْثَقا َ‬‫ن َيْعَم ْ‬‫وإن شرًا فشر قال ال تعالى‪َ :‬فَم ْ‬
‫شّرا َيَره ]الزلزلة‪.[8،7:‬‬ ‫َذّرٍة َ‬
‫شرح الحديث التاسع‬ ‫عودة للحديث‬ ‫الربــعــون الــنـوويــة‬

‫} ما { في قوله‪ } :‬ما نهيتكم { وفي قوله‪ } :‬ما أمرتكم { شرطية يعني الشيء الذي أنهاكم عنه اجتنبوه‬ ‫•‬
‫كله ول تفعلوا منه شيئًا‪ ،‬لن الجتناب أسهل من الفعل كل يدركه‪ ،‬وأما المأمور فقال‪ } :‬وما أمرتكم به‬
‫فأتوا منه ما استطعتم { لن المأمور فعل وقد يشق على النسان‪ ،‬ولذلك قيده النبي بقوله‪ } :‬فأتوا منه ما‬
‫استطعتم {‪.‬‬
‫فيستفاد من هذا الحديث فوائد‪ :‬وجوب اجتناب ما نهى عنه الرسول وكذلك ما نهى ال عنه من باب‬ ‫•‬
‫أولى‪ .‬وهذا ما لم يدل دليل على أن النهي للكراهة‪.‬‬
‫ومن فوائد هذا الحديث‪ :‬أنه ل يجوز فعل بعض المنهي عنه بل يجب اجتنابه كله ومحل ذلك ما لم يكن‬ ‫•‬
‫هناك ضرورة تبيح فعله‪.‬‬
‫ومن فوائد الحديث‪ :‬وجوب فعل ما أمر به ومحل ذلك ما لم يقم دليل على أن المر للستحباب‪.‬‬ ‫•‬
‫ومن فوائده‪ :‬أنه ل يجب على النسان أكثر مما يستطيع‪.‬‬ ‫•‬
‫ومن فوائده‪ :‬سهولة هذا الدين السلمي حيث لم يجب على المرء إل ما يستطيعه‪.‬‬ ‫•‬
‫ومن فوائده‪ :‬أن من عجز عن بعض المأمور كفاه بما قدر عليه منه فمن لم يستطع الصلة قائمًا صلى‬ ‫•‬
‫قاعدًا ومن لم يستطع قاعدًا صلى على جنب ومن أمكنه أن يركع فليركع ومن ل يمكنه فليومئ بالركوع‪،‬‬
‫وهكذا بقية العبادات يأتي النسان منها بما يستطيع‪.‬‬
‫ومن فوائد هذا الحديث‪ :‬أنه ل ينبغي للنسان كثرة المسائل لن كثرة المسائل ول سيما في زمن الوحي‬ ‫•‬
‫ربما يوجب تحريم شيء لم يحرم أو إيجاب شيء لم يجب‪ ،‬وإنما يقتصر النسان في السؤال على ما‬
‫يحتاج إليه فقط‪.‬‬
‫ومن فوائد الحديث‪ :‬أن كثرة المسائل والختلف على النبياء من أسباب الهلك كما هلك بذلك من كان‬ ‫•‬
‫قبلنا‪.‬‬
‫ومن فوائد الحديث‪ :‬التحذير من كثرة المسائل والختلف‪ ،‬لن ذلك أهلك من كان قبلنا‪ ،‬فإذا فعلناه‪ ،‬فإنه‬ ‫•‬
‫يوشك أن نهلك كما هلكوا ‪..‬‬
‫شرح الحديث العاشر‬ ‫عودة للحديث‬ ‫الربــعــون الــنـوويــة‬

‫} إن ال طيب ل يقبل إل طيبًا { الطيب في ذاته طيب في صفاته وطيب في أفعاله ول يقبل إل طيبًا في ذاته وطيبًا في كسبة‪ .‬وأما الخبيث‬ ‫•‬
‫في ذاته كالخمر‪ ،‬أو في كسبة كالمكتسب بالربا فإن ال تعالى ل يقبله } وإن ال أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين { فقال تعالى‪ُ :‬كُلوا ِم ْ‬
‫ن‬
‫ت َما َرَزْقَناُكم ]البقرة‪ .[172:‬فأمر ال تعالى للرسل وأمره للمؤمنين واحد أن يأكلوا من الطيبات وأما الخبائث فإنها حرام عليهم لقوله‬ ‫طّيَبا ِ‬
‫َ‬
‫ث ]العراف‪ [157:‬ثم إن رسول ال ذكر الرجل الذي يأكل‬ ‫خَباِئ َ‬
‫عَلْيِهُم اْل َ‬
‫حّرُم َ‬ ‫ت َوُي َ‬‫طّيَبا ِ‬
‫ل َلُهُم ال ّ‬
‫حّ‬‫تعالى في وصف الرسول ال ‪َ :‬وُي ِ‬
‫الحرام أنه تبعد إجابة دعائه وإن وجدت منه أسباب الجابة يطيل السفر أشعت أغبر يمد يديه إلى السماء } يا رب يا رب‪ ،‬ومطعمه حرام‬
‫ومشربه حرام وملبسة حرام وغذي بالحرام فأّنى يستجاب لذلك { هذا الرجل اتصف بأربع صفات‪:‬‬
‫الولى‪ :‬بأنه يطيل السفر والسفرالجابة أي إجابة الداعي‪.‬‬ ‫•‬
‫الثانية‪ :‬أنه أشعث أغبر وال تعالى عند المنكسرة قلوبهم من أجله وهو ينظر إلى عباده يوم عرفه ويقول‪ } :‬أتوني شعثًا غبرًا { وهذا من‬ ‫•‬
‫أسباب الجابة أيضًا‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬أنه يمد يديه إلى السماء ومد اليدين إلى السماء من أسباب الجابة‪ ،‬فإن ال سبحانه وتعالى يستحي من عبده إذا رفع إليه يديه أن‬ ‫•‬
‫يردهما صفرًا‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬دعاءه إياه } يا رب يا رب { وهذا يتوسل إلى ال بربوبيته وهو من أسباب الجابة ولكنه ل تجاب دعوته‪ ..‬لن مطعمه حرام‪،‬‬ ‫•‬
‫وملبسه حرام وغذي بالحرام فاستبعد النبي أن تجاب دعوته وقال‪ } :‬فأّنى يستجاب لذلك {‪.‬‬
‫يستفاد من هذا الحديث فوائد‪:‬‬ ‫•‬
‫ل‪.‬‬
‫منها وصف ال تعالى بالطيب ذاتًا وصفاتًا وأفعا ً‬ ‫•‬
‫ومنها تنزيه ال تعالى عن كل نقص‪.‬‬ ‫•‬
‫ومنها أن من العمال ما يقبله ال ومنها ما ل يقبله‪.‬‬ ‫•‬
‫ومنها أن ال تعالى أمر عباده الرسل والمرسل إليهم أن يأكلوا من الطيبات وأن يشكروا ال سبحانه وتعالى‪.‬‬ ‫•‬
‫صاِلحًا ]المؤمنون‪ [51:‬وقال للمؤمنين‪ُ :‬كُلوا‬ ‫عَمُلوا َ‬
‫ت َوا ْ‬
‫طّيَبا ِ‬
‫ن ال ّ‬ ‫ل ُكُلوا ِم َ‬ ‫سُ‬
‫ومنها أن الشكر هو العمل الصالح لقوله تعالى‪َ :‬يا َأّيَها الّر ُ‬ ‫•‬
‫شُكُروا لِّ ]البقرة‪ [172:‬فدل هذا على أن الشكر هو العمل الصالح‪.‬‬ ‫ت َما َرَزْقَناُكْم َوا ْ‬
‫طّيَبا ِ‬
‫ن َ‬ ‫ِم ْ‬
‫غذي بالحرام‪ } :‬أّنى يستجاب‬ ‫ومنها أن من شرط إجابـة الدعاء اجتناب أكل الحرام لقول النبي في الذي مطعمه حرام وملبسه حرام و ُ‬ ‫•‬
‫لذلك {‪.‬‬
‫ومنها أي من أسباب إجابة الدعاء كون النسان في سفر‪.‬‬ ‫•‬
‫ومنها أي من أسباب إجابة الدعاء رفع اليدين إلى ال‪.‬‬ ‫•‬
‫ومنها أي من أسباب إجابة الدعاء التوسل إلى ال بالربوبية لنها هي التي بها الخلق والتدبير‪.‬‬ ‫•‬
‫ومنها أن الرسل مكلفون بالعبادات كما أن المؤمنين مكلفون بذلك‪.‬‬ ‫•‬
‫ل ]البقرة‪.[172:‬‬ ‫شُكُروا ِّ‬ ‫ومنها وجوب الشكر ل على نعمه لقوله تعالى‪َ :‬وا ْ‬ ‫•‬
‫ومنها أنه ينبغي بل يجب على النسان أن يفعل السباب التي يحصل بها مطلوبه ويتجنب السباب التي يمتنع بها مطلوبه‪.‬‬ ‫•‬
‫شرح الحديث الحادي عشر‬ ‫عودة للحديث‬ ‫الربــعــون الــنـوويــة‬

‫عن أبي محمد الحسن بن علي سبط رسول ال وعن أبيه وأمه وهو ابن‬ ‫•‬
‫بنت رسول ال وهو أفضل الحسنين فإن النبي أثنى عليه وقال‪ } :‬إن‬
‫ابني هذا سيد وسيصلح ال به بين فئتين من المسلمين {‪ ،‬فأصلح ال بين‬
‫الفئتين المتنازعتين حين تنازل عن الخلفة لمعاوية بن أبي سفيان فنال بذلك‬
‫السيادة‪.‬‬
‫أن النبي قال‪} :‬دع ما يريبك إلى ما ل يريبك { يعني اترك الذي ترتاب‬ ‫•‬
‫فيه وتشك فيه إلى الشيء الذي ل تشك فيه‪ ،‬وهذا يشبه الحديث السابق أن‬
‫النبي قال‪ } :‬بينهما أمور مشتبهات ل يعلمهن كثير من الناس فمن اتقى‬
‫الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه { فالذي يريبك وتشك فيه سواء كان في‬
‫أمور الدنيا أو أمور الخرة فالحسن أن ترتاح منه وتدعه حتى ل يكون في‬
‫نفسك قلق واضطراب فيما فعلت وأتيت‪.‬‬
‫فمن فوائد هذا الحديث‪:‬‬ ‫•‬
‫ما دل على لفظه من ترك النسان للشياء التي يرتاب فيها إلى الشياء التي‬ ‫•‬
‫ل يرتاب فيها‪ ،‬ومنها أن النسان مأمور باجتناب ما يدعو إلى القلق‪.‬‬
‫شرح الحديث الثاني عشر‬ ‫عودة للحديث‬ ‫الربــعــون الــنـوويــة‬

‫هذا الحديث أصل في الدب والتوجيه السليم وهو أن النسان يترك ما ل‬ ‫•‬
‫حسن إسلمه ويكون‬ ‫يعنيه أي ما ل يهمه وما ل علقة له به فإن هذا من ُ‬
‫أيضًا راحة له‪ ،‬لنه إذا لم يكلف به فيكون راحًة له بل شك وأريح لنفسه‪.‬‬
‫فيسـتفاد مـن هذا الحديث‪ :‬أن السلم يتفاوت منه حسن ومنه غير حسن‬ ‫•‬
‫لقوله‪ } :‬من حسن إسلم المرء {‪.‬‬
‫ومن فوائد هذا الحديث‪ :‬أنه ينبغي للنسان أن يدع ما ل يعنيه ل في أمور‬ ‫•‬
‫دينه ول دنياه‪ ،‬لن ذلك أحفظ لوقته وأسلم لدينه وأيسر لتقصيره لو تدخل‬
‫في أمور الناس التي ل تعنيه لتعب‪ ،‬ولكنه إذا أعرض عنها ولم يشتغل إل‬
‫بما يعنيه صار ذلك طمأنينة وراحة له‪.‬‬
‫ومن فوائد الحديث‪ :‬أن ل يضيع النسان ما يعنيه أي ما يهمه من أمور‬ ‫•‬
‫دينه ودنياه بل يعتني به ويشتغل به ويقصد إلى ما هو أقرب إلى تحصيل‬
‫المقصود‪.‬‬
‫شرح الحديث الثالث عشر‬ ‫عودة للحديث‬ ‫الربــعــون الــنـوويــة‬

‫} ل يؤمن { يعني اليمان الكامل‪ .‬قوله‪ } :‬حتى ُيحب لخيه { أي أخيه المسلم‪ } .‬ما ُيحب لنفسه {‬ ‫•‬
‫من أمور الدين والدنيا‪ ،‬لن هذا مقتضى الخوة اليمانية أن تحب لخيك ما تحب لنفسك‪.‬‬
‫فيسـتفاد مـن هذا الحديـث‪ :‬أـن اليمان يتفاضـل منـه كامـل‪ ،‬ومنـه ناقـص وهذا مذهـب أهـل السنة‬ ‫•‬
‫والجماعة أن اليمان يزيد وينقص‪.‬‬
‫ومـن فوائـد هذا الحديـث‪ :‬الحـث علـى محبـة الخيـر للمؤمنيـن لقولـه‪ } :‬حتـى ُيحـب لخيـه مـا ُيحب‬ ‫•‬
‫لنفسه {‪.‬‬
‫ومن فوائد هذا الحديث‪ :‬التحذير من أن يحب للمؤمنين ما ل يحب لنفسه لنه ينقص بذلك إيمانه‬ ‫•‬
‫حتى أن الرسول نفى عنه اليمان‪ ،‬مما يدل على أهمية محبة النسان لخوانه ما يحب لنفسه‪.‬‬
‫ومن فوائد الحديث‪ :‬تقوية الروابط بين المؤمنين‪.‬‬ ‫•‬
‫ومن فوائد هذا الحديث‪ :‬أن من اتصف به فإنه ل يمكن أن يعتدي على أحد من المؤمنين في ماله أو‬ ‫•‬
‫في عرضه أو أهله‪ ،‬لنه ل يحب أن يعتدي أحد عليه بذلك فل يمكن أن يحب اعتداءه هو على أحد‬
‫في ذلك‪.‬‬
‫ومن فوائد الحديث‪ :‬أن المة السلمية يجب أن تكون يدًا واحدة وقلبًا واحدًا وهذا مأخوذ من كون‬ ‫•‬
‫كمال اليمان أن يحب لخيه ما يحب لنفسه‪.‬‬
‫ومن فوائد الحديث‪ :‬استعمال ما يكون به العطف في أساليب الكلم في قوله‪ } :‬لخيه { ولو شاء‬ ‫•‬
‫لقال‪ :‬ل يؤمن أحدكم حتى يحب للمؤمن ما يحب لنفسه ( لكنه قال‪ } :‬لخيه { استعطافًا أن يحب‬
‫للمؤمن ما يحب لنفسه‪.‬‬
‫شرح الحديث الرابع عشر‬ ‫عودة للحديث‬ ‫الربــعــون الــنـوويــة‬

‫هذا الحديث بيـن فيـه الرسول عليه الصلة والسلم أن دماء المسلمين محترمة وأنها محرمة ل يحـل انتهاكها إل‬ ‫•‬
‫بإحدى ثلث‪:‬‬
‫ن ال عليه بالزواج‪ ،‬فهذا يحل دمه‪ ،‬لن حده أن يرجم‬ ‫الول‪ } :‬الثّيب الزاني { وهو الذي تزوج ثم زنى بعد أن م ّ‬ ‫•‬
‫بالحجارة حتى يموت‪.‬‬
‫ص ِفي اْلَقْتَلى‬
‫صا ُ‬
‫عَلْيُكُم اْلِق َ‬
‫ب َ‬
‫ن آَمُنوا ُكِت َ‬ ‫الثاني‪ } :‬النفس بالنفس { وهذا في القصاص لقوله تعالى‪َ :‬يا َأّيَها اّلِذي َ‬ ‫•‬
‫]البقرة‪.[178:‬‬
‫الثالث‪ } :‬التارك لدينه المفارق للجماعة { والمراد به من خرج على المام‪ ،‬فإنه يباح قتله حتى يرجع ويتوب إلى‬ ‫•‬
‫ال عزوجل‪ ،‬وهناك أشياء لم تذكر في هذا الحديث مما يحل فيها دم المسلم لكن الرسول عليه الصلة والسلم كلمه‬
‫يجمع بعضه من بعض ويكمل بعضه من بعض‪.‬‬
‫في هذا الحديث فوائد‪ :‬منها احترام المسلم وأنه معصوم الدم لقوله‪ } :‬ل يحل دُم امرئ مسلم إل بإحدى ثلث {‬ ‫•‬
‫ن ال عليه بالنكاح الصحيح وجامع‬ ‫ومنها أنه يحل دُم المرء بهذه الثلث } الثيب الزاني { وهو الذي زنى بعد أن م ّ‬
‫زوجتـه فيـه ثـم يزنـي بعـد ذلـك فإنـه يرجـم حتـى يموت‪ } .‬والنفـس بالنفـس { يعنـي إذا قتـل شخصـًا وتمت شروط‬
‫ص ِفي اْلَقْتَلى ]البقرة‪.[178:‬‬ ‫صا ُ‬‫عَلْيُكُم اْلِق َ‬
‫ب َ‬ ‫ن آَمُنوا ُكِت َ‬‫القصاص فإنه ُيقتل به‪ ،‬لقوله تبارك وتعالى‪َ :‬يا َأّيَها اّلِذي َ‬
‫س ]المائدة‪ } .[45:‬والتارك لدينه المفارق للجماعة { وهذا المرتد‬ ‫س ِبالّنْف ِ‬
‫ن الّنْف َ‬
‫عَلْيِهْم ِفيَها َأ ّ‬
‫وقال تعالى‪َ :‬وَكَتْبَنا َ‬
‫وإنه إذا ارتد بعد إسلمه حل دمه‪ ،‬لنه صار غير معصوم الدم‪.‬‬
‫ومن فوائد هذا الحديث‪ :‬وجوب رجم الزاني لقوله‪ } :‬الثيب الزاني {‪.‬‬ ‫•‬
‫ومن فوائده أيضًا‪ :‬جواز القصاص لكن النسان مخّير ‪ -‬أعني من له القصاص ‪ -‬بين أن يقتص أو يعفو إلى الدية أو‬ ‫•‬
‫يعفو مجانًا‪.‬‬
‫ومن فوائده أيضًا‪ :‬وجوب قتل المرتد إذا لم يتب‪23.‬‬ ‫•‬
‫شرح الحديث الخامس عشر‬ ‫عودة للحديث‬ ‫الربــعــون الــنـوويــة‬

‫هذا الحديث من الداب السلمية الواجبة‪:‬‬ ‫•‬


‫الول‪ :‬إكرام الجار فإن الجار له حق‪ ،‬قال العلماء‪ :‬إذا كان الجار مسلمًا قريبًا فله ثلث حقوق‪ :‬الجوار والسلم‬ ‫•‬
‫والقرابة‪ ،‬وإن كان مسلمًا غير قريب فله حقان‪ :‬وإذا كان كافرًا غير قريب له حق واحد حق الجوار‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬وأما الضيف فهو الذي نزل بك وأنت في بلدك وهو ماٌر مسافر‪ ،‬فهو غريب محتاج وأما القول باللسان‬ ‫•‬
‫فإنه من أخطر ما يكون على النسان فلهذا كان مما يجب عليه أن يعتني بما يقول فيقول خيراً أو يسكت‪.‬‬
‫ففي هذا الحديث مـن الفوائـد‪ :‬وجوب إكرام الجار فيكون بكف الذى عنـه وبذل المعروف لـه‪ ،‬فمن ل يكف‬ ‫•‬
‫الذى عن جاره فليس بمؤمن‪ ،‬لقول النبي ‪ } :‬وال ل يؤمن‪ ،‬وال ل يؤمن‪ ،‬وال ل يؤمن { قالوا من يا رسول‬
‫ال ؟ قال‪ } :‬من ل يأمن جاره بوائقه {‪.‬‬
‫ومن فوائد هذا الحديث‪ :‬وجوب إكرام الضيف لقوله عليه الصلة والسلم‪ } :‬من كان يؤمن بال واليوم الخر‬ ‫•‬
‫فليكرم ضيفه { ومن إكرامه إحسان ضيافته‪ ،‬والواجب في الضيافة يوم وليلة وما بعده فهو تطوع ول ينبغي‬
‫لضيف أن يكثر على مضيفه بل يجلس بقدر الضرورة‪ ،‬فإذا زاد على ثلثة أيام فليستأذن من مضيفه حتى ل‬
‫يكلف عليه‪.‬‬
‫ومن فوائد هذا الحديث‪ :‬رعاية السلم للجوار والضيافة‪ ،‬فهذا يدل على كمال السلم وأنه متضمن للقيام بحق‬ ‫•‬
‫ال سبحانه وتعالى وبحق الناس‪.‬‬
‫ومن فوائد هذا الحديث‪ :‬أنه يصح نفي اليمان لنتفاء كماله لقوله‪ } :‬من كان يؤمن بال واليوم الخر { ونفي‬ ‫•‬
‫اليمان ينقسم إلى قسمين‪:‬‬
‫نفي مطلق‪ :‬ونالنسان به كافرًا كفرًا مخرجًا من الملة‪.‬‬ ‫•‬
‫ومطلق نفي‪ :‬وهذا الذي يكون به النسان كافرًا في هذه الخصلة التي فرط فيها لكنه معه أصل اليمان‪ ،‬وهذا‬ ‫•‬
‫ما عليه أهل السنة والجماعة أن النسان قد يجتمع فيه خصال اليمان وخصال الكفر‪.‬‬
‫شرح الحديث السادس عشر‬ ‫عودة للحديث‬ ‫الربــعــون الــنـوويــة‬

‫• الوصية هي العهد بالمر الهام‪ ،‬وهذا الرجل صبي من النبي أن يوصيه‬


‫فقال‪ } :‬ل تغضب { وعدل النبي عن الوصية بالتقوى التي أوصى ال عز‬
‫وجل بها هذه المة وأوصى بها الذين أوتوا الكتاب من قبلنا إلى قوله } ل‬
‫تغضب { لنه يعلم من حال هذا الرجل وال أعلم أنه كثير الغضب ولهذا‬
‫أوصاه بقوله } ل تغضب { وليس المراد النهي عن الغضب الذي هو طبيعة‬
‫من طبيعة النسان‪ ،‬ولكن المراد‪ :‬املك نفسك عند الغضب بحيث ل تنفذ إلى‬
‫ما يقتضيه ذلك الغضب‪ ،‬لن الغضب جمرة يلقيها الشيطان في قلب ابن آدم‬
‫فلهذا تجده تحمر عيناه وتنتفخ أوداجه وربما يذهب شعوره بسبب الغضب‬
‫ويكون أشياء ل يحمد عقباها‪ ،‬وربما يندم ندمًا عظيمًا على ما حصل منه‪،‬‬
‫فلهذا أوصاه النبي بهذه الوصية وهي وصية له ولمن كان حاله مثل حاله‪.‬‬
‫• ما يؤخذ من الحديث‪ :‬أنه ينبغي للمفتي والمعلم أن يراعي حال المستفتي‬
‫وحال المتعلـم وأـن يخاطبـه بمـا تقتضيـه حالـه‪ ،‬وإـن كان لو خاطبًا غيره‬
‫فخاطبه بشيء آخر‪.‬‬
‫شرح الحديث السابع عشر‬ ‫عودة للحديث‬ ‫الربــعــون الــنـوويــة‬

‫} الحسان { ضد الساءة وهو معروف‪ } .‬كتب { بمعنى شرع‪ ،‬وقوله‪ } :‬على كل شيء { الذي يظهر‬ ‫•‬
‫أنها بمعنى في كل شيء‪ ،‬يعني أن الحسان ليس خاصًا في بني آدم بل هو عام في كل شيء } فإذا قتلتم‬
‫فأحسنوا القتلة‪ ،‬وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته { وهذا من الحسان‪.‬‬
‫ن مـن الحيوانات من وحوش‬ ‫وقولـه‪ } :‬إذا قتلتـم { هذا حيـن القتـل مـن بنـي آدم أـو ممـا يباح قتلـه أـو يسـ ُ‬ ‫•‬
‫وغيرها‪.‬‬
‫وقوله‪ } :‬فأحسنوا القتلة { أن يسلك أقرب الطرق إلى حصول المقصود بغيرأذية لكن يرد على هذا ما‬ ‫•‬
‫ثبـت مـن رجـم الزانـي المحصـن والجواب عنـه أـن قال‪ :‬إنـه مسـتثنى مـن الحديـث وإمـا أن يقال‪ :‬المراد‬
‫} فأحسنوا القتلة { موافقة الشرع وقتل المحصن بالرجم موافق للشرع‪.‬‬
‫وأمـا قولـه‪ } :‬فأحسـنوا الذبحـة { والمراد بـه المذبوح مـن الحيوان الذي يكون ذبحـه ذكاة لـه مثل النعام‬ ‫•‬
‫والصيد وغير ذلـك ‪ ..‬فإن النسـان يسـلك أقرب الطرق التي يحصل بهـا المقصود الشرعي من الذكاة‪،‬‬
‫ولهذا قال‪ } :‬وليحد أحدكم شفرته { أي سّكينه‪ } ،‬وليرح ذبيحته { أي يفعل ما به راحتها‪.‬‬
‫ومن فوائد هذا الحديث‪ :‬أن ال سبحانه وتعالى جعل الحسان في كل شيء حتى إزهاق القتلة‪ ،‬وذلك بأن‬ ‫•‬
‫يسلك أسهل الطرق لرهاق الروح ووجوب إحسان الُذبحة كذلك بأن يسلك أقرب الطرق لزهاق الروح‬
‫ولكن على الوجه المشروع‪.‬‬
‫><ومن فوائد هذا الحديث‪ :‬طلب تفقد آلت الذبح لقوله عليه الصلة والسلم‪ } :‬وليحد أحدكم شفرته {‪.‬‬ ‫•‬
‫ومن فوائد هذا الحديث‪ :‬طلب راحة الذبيحة عند الذبح ومن ذلك أن يضجعها برفق دون أن تتعسف في‬ ‫•‬
‫عنقها ويدع قوائمها الربعة اليدين والرجلين بدون إمساك‪،‬‬ ‫إضجاعها ومن ذلك أيضًا أن يضع رجله على ُ‬
‫لن ذلك أبلغ في إراحتها وحريتها في الحركة‪ ،‬ولن ذلك أبلغ في خروج الدم عنها فكان أولى‪.‬‬
‫شرح الحديث الثامن عشر‬ ‫عودة للحديث‬ ‫الربــعــون الــنـوويــة‬

‫قوله‪ } :‬اتق ال { فعل أمر من التقوى وهو اتخاذ وقاية من عذاب ال بفعل أوامره واجتناب نواهيه فهذا هو‬ ‫•‬
‫التقوى وهذا هو أحسن حد قيل فيها‪.‬‬
‫وقوله‪ } :‬اتق ال حيثما كنت { في أي مكان كنت‪ ،‬فل تتقي ال في مكان يراك الناس فيه‪ ،‬ول تتقيه في مكان ل‬ ‫•‬
‫يراك فيه أحد‪ ،‬فإن ال تعالى يراك حيثما كنت فاتقه حيثما كنت‪.‬‬
‫وقوله‪ } :‬وأتبع السيئة الحسنة { يعني اعل الحسنة تتبع السيئة‪ ،‬فإذا فعلت سيئة فأتبعها بالحسنة ومن ذلك ‪ -‬أي‬ ‫•‬
‫إتباع السيئة بالحسنة ‪ -‬أن تتوب إلى ال من السيئة فإن التوبة حسنة‪.‬‬
‫ت‬
‫سَنا ِ‬‫حَ‬
‫ن اْل َ‬
‫وقوله‪ } :‬تمحها { يعني الحسنة إذا جاءت بعد السيئة فإنها تمح السيئة ويشهد لهذا قوله تعالى‪ِ :‬إ ّ‬ ‫•‬
‫ت ]هود‪.[114:‬‬ ‫سّيَئا ِ‬‫ن ال ّ‬ ‫ُيْذِهْب َ‬
‫وفـي هذا الحديـث مـن الفوائـد‪ :‬حرص النـبي علـى أمتـه بتوجيههـم لمـا فيـه الخيـر والصـلح‪ ،‬ومنها وجوب‬ ‫•‬
‫حرص تقوى ال عزوجل في أي مكان كان ومنها وجوب التقوى في السر والعلن‪ ،‬لقوله ‪ } :‬اتق ال حيثما‬
‫كنت {‪.‬‬
‫ومن فوائد هذا الحديث‪ :‬الشارة إلى السيئة إذ اتبعها الحسنة إذا اتبعتها الحسنة فإنها تمحوها وتزيلها بالكلية‪،‬‬ ‫•‬
‫وهذا عام في كل حسنة وسيئة إذا كانت الحسنة هي التوبة‪ ،‬لن التوبة تهدم ما قبلها‪ ،‬أما إذا كانت الحسنة غير‬
‫ل صالحًا فإن هذا يكون بالموازنة فإذا رجح العمل السيئ‬ ‫ل سيئًا ثم يعمل عم ً‬ ‫التوبة وهو أن يعمل النسان عم ً‬
‫خْرَد ٍ‬
‫ل‬ ‫ن َ‬‫حّبٍة ِم ْ‬
‫ل َ‬
‫ن ِمْثَقا َ‬
‫ن َكا َ‬
‫شْيًئا َوِإ ْ‬
‫س َ‬
‫ظَلُم َنْف ٌ‬
‫ل ُت ْ‬
‫ط ِلَيْوِم اْلِقَياَمِة َف َ‬
‫سَ‬‫ن اْلِق ْ‬
‫ضُع اْلَمَواِزي َ‬
‫لره كما قال تعالى‪َ :‬ونَ َ‬ ‫زا ُ‬
‫سـِبينَ ]النـبياء‪ [47:‬ثـم قال‪ } :‬وخالـق الناس بخلـق حسـن { عاملهـم بالخلق الحسنة‬ ‫حا ِ‬
‫َأَتْيَنـا ِبَهـا َوَكَفـى ِبَنـا َ‬
‫بالقول والعمل‪ ،‬فإن ذلك خير وهذا المر‪ ،‬إما على سبيل الوجوب وإما على سبيل الستحباب‪.‬‬
‫فيستفاد منه‪ :‬مشروعية مخالفة الناسب الخلق الحسن وأطلق النبي كيفية المخالفة‪ ،‬وهي تختلف بحسب أحوال‬ ‫•‬
‫الناس فقد تكون حسنة لشخص‪ ،‬ول تكون حسنة لغيره‪ ،‬والنسان العاقل يعرف ويزن‪.‬‬
‫شرح الحديث التاسع عشر‬ ‫عودة للحديث‬ ‫الربــعــون الــنـوويــة‬

‫قوله‪ ) :‬كنت خلف النبي ( يحتمل أنه راكب معه‪ ،‬ويحتمل أنه يمشي خلفه‪ ،‬وأيًا كان فالمهم أنه وصاه بهذه‬ ‫•‬
‫الوصايا العظيمة‪.‬‬
‫قال‪ } :‬إني أعلمك كلمات { قال ذلك من أجل أن ينتبه لها‪.‬‬ ‫•‬
‫الكلمة الولى‪ :‬قوله‪ } :‬احفظ ال يحفظك { هذه كلمة } احفظ ال { يعني احفظ حدوده وشريعته بفعل أوامره‬ ‫•‬
‫واجتناب نواهيه يحفظك في دينك وأهلك ومالك ونفسك‪ ،‬لن ال سبحانه وتعالى يجزي المحسنين بإحسانهم‪.‬‬
‫الكلمة الثانية‪ :‬قال‪ } :‬احفظ ال تجده اتجاهك { ونقول في قوله‪ } :‬احفظ ال { كما قلنا في الولى‪ ،‬ومعنى‬ ‫•‬
‫} تجده اتجاهك { أي تجده أمامك يدلك على كل خير ويقربك إليه ويهديك إليه‪.‬‬
‫الكلمة الثالثة‪ :‬قوله‪ } :‬إذا سألت فاسأل ال { إذا سألت حاجة فل تسأل إل ال عز وجل ول تسأل المخلوق‬ ‫•‬
‫شيئًا‪ ،‬وإذا قدر أنك سألت المخلوق ما يقدر عليه‪ ،‬فاعلم أنه سبب من السباب وأن المسبب هو ال عز وجل‬
‫فاعتمد على ال تعالى‪.‬‬
‫الكلمة الرابعة‪ :‬قوله‪ } :‬وإذا استعنت فاستعن بال { فإذا أردت العون وطلبت العون من أحد فل تطلب إل من‬ ‫•‬
‫ال‪ ،‬لنه هو الذي بيده ملكوت السماوات والرض وهو يعينك إذا شاء‪،‬‬
‫الكلمة الخامسة‪ :‬قوله‪ } :‬واعلم أن المة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إل بشيء قد كتبه ال لك‬ ‫•‬
‫{ المة كلها من أولها إلى آخرها لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لن ينفعوك إل بشيء قد كتبه ال لك‬
‫الكلمة السادسة‪ } :‬وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إل بشيء قد كتبه ال عليك { وعلى هذا‬
‫فإن نالك ضرر من أحد فاعلم أن ال قد كتبه عليك فارض بقضاء ال وبقدره ول حرج أن تحاول أن تدفع‬
‫سّيَئٌة ِمْثُلَها ]الشورى‪.[40:‬‬
‫سّيَئٍة َ‬
‫جَزاُء َ‬
‫الضر عنك لن ال تعالى قال‪َ :‬و َ‬
‫الكلمـة السـابعة‪ } :‬رفعـت القلم وجفـت الصـحف { يعنـي أـن مـا كتبـه الـ تعالـى قـد انتهـى فالقلم رفعت‬ ‫•‬
‫والصحف جفت ول تبديل لكلمات ال‪.‬‬
‫شرح الحديث العشرون‬ ‫عودة للحديث‬ ‫الربــعــون الــنـوويــة‬

‫• قال في الربعين النووية‪ :‬الحديث العشرون عن أبي مسعود عقبة‬


‫بن عمروالنصـاري البدري قال‪ :‬قال رسـول الـ ‪ } :‬إـن مما‬
‫أدرك الناس من كلم النبوة الولى‪ ،‬إذا لم تستح فاصنع ما شئت {‬
‫يعني أن من بقايا النبوة الولى التي كانت في المم السابقة‪.‬‬
‫• وأقرتها هذه الشريعة } إذا لم تستح فاصنع ما شئت { يعني إذا لم‬
‫ل يستحى منه فاصنع ما شئت هذا أحد وجهين‪ ،‬أي ففعله‬ ‫تفعل فع ً‬
‫في المعنى الثاني أن النسان إذا لم يستح يصنع ما شاء ول يبالي‬
‫وكل المعنين صحيح‪.‬‬
‫• يسـتفاد مـن هذا الحديـث‪ :‬أـن الحياء مـن الشياء التـي جاءـت بها‬
‫الشرائع السابقة‪ ،‬وأن النسان ينبغي له أن يكون صريحًا‪ ،‬فإذا كان‬
‫الشيء ل يستحى منه فليفعله وهذا الطلق مقيد بما إذا كان في‬
‫فعله مفسدة فإنه يمتنع الفعل خوفًا من هذه المفسدة‪.‬‬
‫شرح الحديث الحادي والعشرون‬ ‫عودة للحديث‬ ‫الربــعــون الــنـوويــة‬

‫الحديث الحادي والعشرون من الربعين النووية عن أبي عمرو وقيل‪ :‬أبي عمرة سفيان بن عبدال الثقفي‬ ‫•‬
‫ل ل أسـأل عنـه أحدًا غيرك‪ ،‬قال‪ } :‬قـل آمنـت بالـ ثم‬‫قال‪ :‬قلـت يـا رسـول الـ‪ ،‬قـل لـي فـي السـلم قو ً‬
‫ل يكون جامعًا واضحًا بّينا ل أسأل أحدًا غيرك فيه‪ ،‬فقال له النبي ‪ } :‬قل آمنت بال ثم‬ ‫استقم { يعني قو ً‬
‫استقم { آمنت بال هذا بالقلب‪ ،‬والستقامة تكون بالعمل‪ ،‬فأعطاه النبي كلمتين تتضمنان الدين كله فآمنت‬
‫بال يشمل إيمانًا بكل ما أخبر ال به عزوجل عن نفسه وعن اليوم الخر وعن رسله وعن كل ما أرسل‬
‫به‪ ،‬وتتضمن أيضًا النقياد ولهذا قال‪ } :‬ثم استقم { وهو مبني على اليمان ومن ثم أتي بـ } ثم { الدالة‬
‫علـى الترتيب والستقامة ولزوم الصراط المسـتقيم صراط الذين أنعم ال عليهم من النبيين والصديقين‬
‫والشهداء والصالحين‪ ،‬ومتى بنى النسان حياته على هاتين الكلمتين فهو سعيد في الدنيا وفي الخرة‪.‬‬
‫في هذا الحديث من فوائد‪ :‬حرص الصحابة رضي ال عنهم على السؤال عما ينفعهم في دينهم ودنياهم‪.‬‬ ‫•‬
‫ومنها عقل أبي عمرو أو أبي عمرة‪ ،‬حيث سأل هذا السؤال العظيم الذي في النهاية ويستغني عن سؤال‬ ‫•‬
‫ل ل أسأل عنه أحدًا غيرك {‪.‬‬ ‫أي أحد‪ ،‬حيث قال‪ } :‬قل لي في السلم قو ً‬
‫ومنها أنه أجمع وصية وأنفع وصية ما تضمنه هذا الحديث‪ ،‬اليمان بال ثم الستقامةعلى ذلك بقوله‪:‬‬ ‫•‬
‫} آمنت بال ثم استقم {‪.‬‬
‫ومن فوائد هذا الحديث‪ :‬أن اليمان بال ل يكفي عن الستقامة‪ ،‬بل ل بد من إيمان بال واستقامة على‬ ‫•‬
‫دينه‪.‬‬
‫ومن فوائد هذا الحديث‪ :‬أن الدين السلمي مبني على هذين المرين‪ ،‬اليمان ومحله القلب ‪،‬والستقامة‬ ‫•‬
‫ومحلها الجوارح‪ ،‬وإن كان للقلب منها نصيب لكن الصل أنها في الجوارح‪ .‬وال أعلم‪.‬‬
‫شرح الحديث الثاني والعشرون‬ ‫عودة للحديث‬ ‫الربــعــون الــنـوويــة‬

‫قال النووي‪ ) :‬ومعنى حرمت الحرام‪ :‬اجتنبته‪ ...‬ومعنى الحلل‪ :‬فعلته معتقدًا حله (‪.‬‬ ‫•‬
‫قال الشيخ رحمه ال‪:‬‬ ‫•‬
‫الحديث الثاني والعشرون‪ :‬عن أبي عبدال جابر بن عبدال النصاري رضي ال عنهما أن رجلً سأل‬ ‫•‬
‫رسول ال فقال‪ ) :‬أرأيت ( بمعني‪ :‬أخبرني‪.‬‬
‫) أرأيت إذا صليت المكتوبات ( بمعنى الفرائض‪ ،‬وهي الفرائض الخمس والجمعة‪.‬‬ ‫•‬
‫) وصمت رمضان ( وهو الشهر الذي بين شعبان وشوال‪.‬‬ ‫•‬
‫) وأحللت الحلل ( أي فعلته معتقدًا حله‪.‬‬ ‫•‬
‫) وحرمت الحرام ( أي اجتنبته معتقدًا تحريمه‪.‬‬ ‫•‬
‫) ولم أزد على ذلك‪ ،‬أأدخل الجنة؟ قال‪ } :‬نعم { ]رواه مسلم[ (‪.‬‬ ‫•‬
‫في هذا الحديث يسأل الرجل رسول ال إذا صلى المكتوبات وصام رمضان وأحل الحلل وحرم الحرام‬ ‫•‬
‫ولم يزد على ذلك شيئًا هل يدخل الجنة ؟ قال‪ } :‬نعم {‪.‬‬
‫ل في قوله‪ ) :‬حرمت‬ ‫وهذا الحديث لم يذكر فيه الزكاة ولم يذكر فيه الحج‪ ،‬فإما أن يقال‪ :‬إن ذلك داخ ً‬ ‫•‬
‫الحرام ( لن ترك الحج حرام وترك الزكاة حرام‪.‬‬
‫ويمكن أن يقال‪ :‬أما بالنسبة للحج فربما يكون هذا الحديث قبل فرضه‪ ،‬وأما بالنسبة للزكاة فلعل النبي‬ ‫•‬
‫علم من حال هذا الرجل أنه فقير وليس من أهل الزكاة فخاطبه على قدر حاله‪.‬‬
‫شرح الحديث الثالث والعشرون‬ ‫عودة للحديث‬ ‫الربــعــون الــنـوويــة‬

‫عن أبي مالك ‪ -‬الحارث بن عاصم ‪ -‬الشعري قال‪ :‬قال رسول ال ‪ } :‬الطهور شطر اليمان { بضم الطاء يعني الطهارة‪.‬‬ ‫•‬
‫شطر اليمان أي نصفه وذلك أن اليمان تخلي وتحلي‪ ،‬أما التخلي فهو التخلي عن الشراك‪ ،‬لن الشرك بال نجاسة كما قال ال‬ ‫•‬
‫عاِمِهْم َهَذا ]التوبة‪.[28:‬‬ ‫حَراَم َبْعَد َ‬
‫جَد اْل َ‬
‫سِ‬ ‫ل َيْقَرُبوا اْلَم ْ‬
‫س َف َ‬‫ج ٌ‬
‫ن َن َ‬‫شِرُكو َ‬ ‫تعالى‪ِ :‬إّنَما اْلُم ْ‬
‫فلهذا كان الطهور شطر اليمان‪ ،‬وقيل‪ :‬إن معناه أن الطهور للصلة شطر اليمان‪ ،‬لن الصلة إيمان ول تتم إل بطهور‪ ...‬لكن‬ ‫•‬
‫المعنى الول أحسن وأعم‪.‬‬
‫وقال‪ } :‬والحمد ل تمل الميزان { الحمد ل تعني‪ :‬وصف ال تعالى بالمحامد والكمالت الذاتية والفعلية‪ } ،‬تمل الميزان { أي ميزان‬ ‫•‬
‫العمال لنها عظيمة عند ال عزوجل ولهذا قال النبي ‪ } :‬كلمتان حبيبتان إلى الرحمن‪ ،‬خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان‪،‬‬
‫سبحان ال وبحمده سبحان ال العظيم {‪.‬‬
‫وقال‪ } :‬سبحان ال والحمد ل { يعني الجمع بينهما } تمل { أو قال‪ } :‬تملن ما بين السماء والرض { وذلك لعظمهما ولشتمالهما‬ ‫•‬
‫على تنزيه ال تعالى عن كل نقص‪ ،‬وعلى إثبات الكمال ل عزوجل‪ ،‬ففي التسبيح تنزيه ال عن كل نقص‪ ،‬وفي الحمد وصف ال‬
‫تعالى بكل كمال‪ ،‬فلهذا كانتا تملن ما بين السماء والرض‪.‬‬
‫ثم قال‪ } :‬والصلة نور { يعني‪ :‬أن الصلة نور في القلب وإذا استنار القلب استنار الوجه‪ ،‬وهي كذلك نور يوم القيامة قال تعالى‪:‬‬ ‫•‬
‫ن َأْيِديِهْم َوِبَأْيَماِنِهْم ‪] ...‬الحديد‪ .[12:‬وهي أيضًا نور بالنسبة للهتداء والعلم وغير‬ ‫ت َيسْ َعى ُنوُرُهْم َبْي َ‬ ‫ن َواْلُمْؤِمَنا ِ‬
‫َيْوَم َتَرى اْلُمْؤِمِني َ‬
‫ذلك من كلما فيه النور‪.‬‬
‫وقال‪ } :‬والصـدقة برهان { أـي دليـل علـى صـدق صـاحبها‪ ،‬وأنـه يحب التقرب إلـى الـ وذلـك لـن المال محبوب إلى النفوس ول‬ ‫•‬
‫يصرف المحبوب إل في محبوب أشد منه حبًا وكل إنسان يبذل المحبوب من أجل الثواب المرتجى وهو برهان على صحة إيمانه‬
‫وقوة يقينه‪.‬‬
‫قال‪ } :‬والصبر ضياء { الصبر أقسامه ثلثة‪ :‬صبر على طاعة ال‪ ،‬وصبر على معصية ال‪ ،‬وصبر على أقدار ال‪.‬‬ ‫•‬
‫ضَياًء َواْلَقَمَر ُنورًا ]يونس‪.[5:‬‬
‫س ِ‬
‫شْم َ‬
‫ل ال ّ‬
‫جَع َ‬‫وقال‪ } :‬ضياء { نورًا مع حرارة كما قال تعالى‪ُ :‬هَو اّلِذي َ‬ ‫•‬
‫والشمس فيها النور والحرارة‪ ،‬والصبر كذلك لنه شاق على النفس فهو يعاني كما يعاني النسان من الحرارة ومن الحار‪.‬‬ ‫•‬
‫وقال أيضًا‪ } :‬والقرآن حجة لك أو عليك { والقرآن حجة لك‪ ،‬أي عند ال عزوجل أو حجة عليك ‪...‬‬ ‫•‬
‫فإن عملت به كان حجة لك‪ ،‬وإن أعرضت عنه كان حجة عليك‪ ،‬ثم بين النبي أن كل الناس يغدون‪ ،‬أي يذهبون الصباح إلي‬ ‫•‬
‫أعمالهم‪.‬‬
‫وقال‪ } :‬فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها { كل الناس يغدون ويكدحون ويتعبون أنفسهم‪ ،‬فمنهم من يعتق نفسه ومنم من يوبقها أي يهلكها‬ ‫•‬
‫بحسب عمله‪ ،‬فإن عمل بطاعة ال واستقام على شريعته فقد اعتق نفسه‪ ،‬أي‪ :‬حررها من رق الشيطان‪.‬‬
‫شرح الحديث الرابع والعشرون‬ ‫عودة للحديث‬ ‫الربــعــون الــنـوويــة‬

‫عن أبي ذر الغفاري عن النبي واله وسلم فيما يرويه عن ربه عز وجل وهذا الحديث وأشباهه يسمى الحديث القدسي‪ ،‬لنه يرويه النبي‬ ‫•‬
‫عن ال عز وجل قال‪ } :‬يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما { فبين ال عز وجل في هذا الحديث أنه حرم الظلم‬
‫ضًما‬
‫ل َه ْ‬
‫ظْلًما َو َ‬
‫ف ُ‬
‫خا ُ‬
‫ل َي َ‬
‫ن َف َ‬
‫ت َوُهَو ُمْؤِم ٌ‬
‫حا ِ‬ ‫صاِل َ‬‫ن ال ّ‬ ‫ل ِم َ‬
‫ن َيْعَم ْ‬‫على نفسه فل يظلم أحدًا ل بزيادة سيئة ول بنقص حسنة كما قال تعالى‪َ :‬وَم ْ‬
‫]طه‪.[112:‬‬
‫} وجعلته بينكم محرمًا { أي جعلت الظلم بينكم محرمًا‪ ،‬فيحرم عليكم أن يظلم بعضكم بعضًا‪ ،‬ولهذا قال‪ } :‬فل تظالموا { والفاء للتفريع على‬ ‫•‬
‫ما سبق } يا عبادي‪ ،‬كلكم ضال إل من هديته فاستهدوني أهدكم { العباد كلهم ضال في العلم وفي العمل إل من هداه ال عزوجل وإذا كان‬
‫المر كذلك فالواجب طلب الهداية من ال‪ ،‬ولهذا قال‪ } :‬فاستهدوني أهدكم { أي اطلبوا مني أهدكم‪ ،‬والهداية هنا تشمل هداية العلم وهداية‬
‫التوفيق‪ } ،‬يا عبادي كلكم جائع إل من أطعمته فاستطعموني أطعمكم {‪ ،‬وهذه كالتي قبلها بين سبحانه وتعالى أن العباد كلهم جياع إل من‬
‫أطعمه ال ثم يطلب من عباده أن يستطعموه ليطعمهم‪ ،‬وذلك لن الذي يخرج الزرع ويدر الضرع هو سبحانه وتعالى كما قال سبحانه‬
‫ن ]الواقعة‪ [65-63:‬ثم المال الذي‬ ‫ظْلُتْم َتَفّكُهو َ‬
‫طاًما َف َ‬
‫حَ‬ ‫جَعْلَناُه ُ‬‫شاُء َل َ‬
‫ن *َلْو َن َ‬
‫عو َ‬
‫ن الّزاِر ُ‬
‫حُ‬‫عوَنُه َأْم َن ْ‬
‫ن* َأَأْنُتْم َتْزَر ُ‬
‫حُرُثو َ‬
‫وتعالى‪َ :‬أَفَرَأْيُتْم َما َت ْ‬
‫يحصل بهالحرث هو ل عزوجل‪.‬‬
‫} يا عبادي كلكم عار { أي قد بدت عورته إل من كساه ال ويسر له الكسوة‪ ،‬ولهذا قال‪ } :‬إل من كسوته فاستكسوني أكسكم {اطلبوا مني‬ ‫•‬
‫الكسوة أكسكم‪ ،‬لن كسوة بني ادم مما أخرجه ال تعالى من الرض‪ ،‬ولو شاء ال تعالى لم يتيسر ذلك‪.‬‬
‫} يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعًا فاستغفروني أغفر لكم { وهذا كقوله في الحديث الصحيح‪ } :‬كل ابن ادم‬ ‫•‬
‫ل ونهارًا أـي يرتكبون الخطـأ وهو مخالفـة أمـر الـ ورسوله بفعـل المحذور أو ترك‬ ‫خطاء وخيـر الخطائيـن التوابون { فالناس يخطئون لي ً‬
‫المأمور‪ ،‬ولكن هذا الخطأ له دواء – ول الحمد – وهو قوله‪ } :‬فاستغفروني أغفر لكم { أي اطلبوا مغفرتي أغفر لكم‪ ،‬والمغفرة‪ :‬ستر الذنب‬
‫مع التجاوز عنه‪.‬‬
‫} يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني { لن ال سبحانه وتعالى غني عن العالمين ولو كفر كل أهل الرض‬ ‫•‬
‫فلن يضروا ال شيئًا‪ ،‬ولو آمن كل أهل الرضلن ينفعوا ال شيئًا‪ ،‬لنه غني بذاته عن جميع مخلوقاته‪.‬‬
‫} يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنكسم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا { لن طاعة الطائع إنما تنفع‬ ‫•‬
‫الطائع نفسه أما ال عزوجل فل ينتفع بها لنه غني عنها‪ ،‬فلو كان الناس كلهم على أتقى قلب رجل واحد ما زاد ذلك ملك ال شيئًا‪.‬‬
‫} يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنكسم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد منكم ما نقص ذلك في ملكي شيئًا { وذلك لن ال غني عنا‪،‬‬ ‫•‬
‫فلو كان الناس والجن على أفجر قلب رجل مانقص ذلك من ملك ال شيئًا‪.‬‬
‫} يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنكسم وجنكم قاموا على صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل واحد مسألته ما نقص ذلك مما عندي إل كما‬ ‫•‬
‫ينقص المخيط إذا أدخل البحر { وذلك لكمال جوده وكرمه وسعة ما عنده‪ ،‬فإنه لو أعطى كل إنسان مسألته لم ينقصه شيئًا‪ ،‬وقوله‪ } :‬إل كما‬
‫ينقص المخيط إذا دخل البحر { وهذا من باب تأكيد عدم النقص‪ ،‬لنه من المعلوم أن المخيط إذا دخل في البحر ثم نزع منه فإنه ل ينقص‬
‫البحر شيئًا لن البلل الذي لحق هذا المخيط ليس بشيء‪.‬‬
‫} يا عبادي إنما أعمالكم أحصيها لكم { أي أعدها لكم وتكتب على النسان ] ثم أوفيكم إياها فمن وجد خيرًا فليحمد ال ومن وجد غير ذلك‬ ‫•‬
‫فل يلومن إل نفسه { ومع هذا فإنه سبحانه يجزي الحسنة بعشرة أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة‪ ،‬ويجزي السيئة بمثلها أو‬
‫يعفو ويصفح فيما دون الشرك وال أعلم‪.‬‬
‫شرح الحديث الخامس والعشرون‬ ‫عودة للحديث‬ ‫الربــعــون الــنـوويــة‬

‫يعني بالضافة إلى الحديث السابق القدسي أن أناس ًا من أصحاب رسول ال قالوا للنبي } يا رسول ال { وهؤلء فقراء‪ ،‬قالوا‪:‬‬ ‫•‬
‫} يا رسول ال ذهب أهل الدثور بالجور { يعني أهل الموال ذهبوا بالجور‪ ،‬يعني اختصموا بها‪.‬‬
‫} ُيصّلون كما نصلي‪ ،‬ويصومون كما نصوم‪ ،‬ويتصدقون بفضول أموالهم { فهم شاركوا الفقراء في الصلة والصوم وفضولهم في‬ ‫•‬
‫الصدقة‪.‬‬
‫قال النبي ‪ } :‬أوليس قد جعل ال لكم ما تصدقون‪ { ...‬إلخ‪.‬‬ ‫•‬
‫لما اشتكى الفقراء إلى رسول ال أنه ذهب أهل الدثور بالجور يصلون كما يصلون ويصومون كما يصومون ويتصدقون بفضول‬ ‫•‬
‫أموالهم يعني والفقراء ل يتصدقون‪ .‬بّين لهم النبي الصدقة التي يطيقونها فقال‪ } :‬أوليس قد جعل ال لكم ما تصدقون به‪ ،‬إن لكم‬
‫بكل تسبيحة صدقة { يعني أن يقول النسان سبحان ال صدقة } وبكل تكبيره صدقة { يعني إذا قال‪ ) :‬ال أكبر ( فهذه صدقة } وكل‬
‫تحميده صدقة { يعني إذا قال‪ ) :‬الحمد ل ( فهذه صدقة } وكل تهليلة صدقة { يعني إذا قال‪ ) :‬ل إله إل ال ( فهذه صدقة } وأمر‬
‫بالمعروف { يعني إذا أمر شخصًا أن يفعل طاعة فهذه صدقة } ونهي عن منكر { يعني إذا نهى شخص ًا عن منكر فإن ذلك صدقة‬
‫} وفي بضع أحدكم صدقة { يعني إذا أتى الرجل زوجته فإن ذلك صدقة وكل له فيها أجر ذكروا ذلك لتقرير قوله } وفي بضع‬
‫أحدكم صدقة { وليس للشك في هذا‪ ،‬لنهم يعلمون أن ما قاله النبي فهو حق لكن أرادوا أن يقرروا ذلك فقالوا‪ :‬يا رسول ال أيأتي‬
‫ي اْلِكَبُر َواْمَرَأِتي‬
‫لٌم َوَقْد َبَلَغِن َ‬
‫غَ‬‫ن ِلي ُ‬
‫ب َأّنى َيُكو ُ‬
‫ل َر ّ‬
‫أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر ؟ ونظير ذلك قول زكريا عليه السلم‪َ :‬قا َ‬
‫عاِقٌر ]آل عمران‪ ... [40:‬أراد أن يقرر ذلك ويثبته مع أنه مصدق به‪.‬‬ ‫َ‬
‫قال‪ } :‬أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه وزر؟ { والجواب‪ :‬نعم يكون عليه وزر قال‪ } :‬فكذلك إذا وضعها في حلل كان له‬ ‫•‬
‫أجر { وهذا القياس سمونه قياس العكس يعني كما أن عليه وزرًا في الحرام يكون له أجرًا في الحلل فقال } فكذلك إذا وضعها في‬
‫الحلل كان له أجر {‪.‬‬
‫في هذا الحديث من الفوائد‪:‬‬ ‫•‬
‫حرص الصحابة رضي ال عنهم على السبق إلى الخيرات‪.‬‬ ‫•‬
‫ينبغي للنسان إذا ذكر شيئًا أن يذكر وجهه لن الصحابة رضي ال عنهم لما قالوا‪ ) :‬ذهب أهل الدثور بالجور ( بّينوا وجه ذلك‬ ‫•‬
‫فقالوا‪ ) :‬يصلون كما نصلي‪ ( ...‬إلخ‪.‬‬
‫أن كل قول يقرب إلى ال تعالى فهو صدقة كالتسبيح والتحميد والتكبير والتهليل والمر بالمعروف والنهي عن المنكر فكله صدقة‪.‬‬ ‫•‬
‫الترغيب في الكثار من هذه الذكار‪ ،‬لن كل كلمة منه تعتبر صدقة تقرب المرء إلى ال عزوجل‪.‬‬ ‫•‬
‫أن الكتفاء بالحلل والحرام يجعل الحلل قربة وصدقة لقوله ‪ } :‬وفي بضع أحدكم صدقة {‪.‬‬ ‫•‬
‫جواز الستثبات في الخبر ولو كان صادرًا من صادق لقولهم‪ ) :‬أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟ (‪.‬‬ ‫•‬
‫حسن تعليم الرسول بإيراد كلمه على سبيل الستفهام حتى يقنع المخاطب بذلك ويطمئن قلبه‪ ،‬وهذا قوله عليه الصلة والسلم حين‬ ‫•‬
‫سئل عن بيع الرطب بالتمر‪ } :‬أينقص إذا جف؟ { قالوا‪ :‬نعم‪ ،‬فنهى عن ذلك‪.‬‬
‫شرح الحديث السادس والعشرون‬ ‫عودة للحديث‬ ‫الربــعــون الــنـوويــة‬

‫سلمى أي‬ ‫سلمى من الناس صدقة‪ ،‬كل يوم تطلع فيه الشمس { كل ُ‬ ‫عن أبي هريرة قال‪ :‬قال رسول ال ‪ } :‬كل ُ‬ ‫•‬
‫كل عضو ومفصل من الناس عليه صدقة } كل يوم تطلع فيه الشمس { أي صدقة في كل يوم تطلع فيه الشمس فقوله‬
‫سلمى { مبتدأ و } عليه صدقة { جملة خبر المبتدأ } وكل يوم { ظرف‪ ،‬والمعنى أنه كلما جاء يوم صار على‬ ‫} كل ُ‬
‫كل مفصل من مفاصل النسان صدقة يؤديها شكرًا ل تعالى على نعمة العافية وعلى البقاء ولكن هذه الصدقة ليست‬
‫صدقة المال فقط بل هي أنواع‪.‬‬
‫} تعدل بين اثنين صدقة { أي تجد اثنين متخاصمين فتحكم بينهما بالعدل فهذه صدقة وهي أفضل الصدقات لقوله‬ ‫•‬
‫س‪] ...‬النساء‪[114:‬‬ ‫ن الّنا ِ‬
‫ح َبْي َ‬
‫لٍ‬
‫ص َ‬
‫ف َأْو ِإ ْ‬
‫صَدَقٍة َأْو َمْعُرو ٍ‬
‫ن َأَمَر ِب َ‬
‫ل َم ْ‬‫جَواُهْم ِإ ّ‬
‫ن َن ْ‬
‫خْيَر ِفي َكِثيٍر ِم ْ‬
‫ل َ‬‫تبارك وتعالى‪َ :‬‬
‫} وتعين الرجل على دابته فتحمله عليها أو ترفع له عليها متاعه صدقة { وهذا أيضاً من الصدقات أن ُتعين أخاك‬ ‫•‬
‫المسلم في دابته إما أن تحمله عليها إن كان ل يستطيع أن يحمل نفسه أو ترفع له على دابته متاعه يعني ‪ -‬عفشه ‪-‬‬
‫هذا أيضًا لنها إحسان وال يحب المحسنين‪.‬‬
‫} والكلمـة الطيبـة صـدقة { الكلمـة الطيبـة‪ ،‬كـل كلمـة تقرب إلـى الـ كالتسـبيح والتهليـل والتكـبير والتحميـد والمر‬ ‫•‬
‫بالمعروف والنهي عن المنكر وقراءة القران وتعليم العلم‪ ،‬وغير ذلك كل كلمة طيبة فهي صدقة‪.‬‬
‫} وبكل خطوة تخطوها إلى الصلة فإنها صدقة { وقد ثبت في الصحيحين من حديث أبي هريرة أن النسان إذا‬ ‫•‬
‫توضأ في بيته وأسبغ الوضوء ثم خرج من بيته إلى المسجد ل يخرجه إل الصلة ل يخطو خطوة إل رفع ال له بها‬
‫درجة وحط بها خطيئة‪.‬‬
‫} وتميط الذى عن الطريق صدقة { إماطة الذى يعني إزالة الذى عن الطريق‪ ،‬والذى ما يؤذي المارة من ماء أو‬ ‫•‬
‫حجر أو زجاج أو شوك أوغير ذلك وسواء أكان يؤذيهم من الرض أو يؤذيهم من فوق كما لو كان هناك أغصان‬
‫شجرة متدلية تؤذي الناس فأماطها فإن هذه صدقة‪.‬‬
‫وفي هذا الحديث فوائد منها‪:‬‬ ‫•‬
‫‪ - 1‬أن كل إنسان عليه صدقة كل يوم تطلع فيه الشمس على عدد مفاصله وقد قيل إن المفاصل ثلثمائة وستون‬ ‫•‬
‫ل –وال أعلم‪.‬‬
‫مفص ً‬
‫‪ - 2‬أن كلما يقرب إلى ال من عبادة وإحسان إلى خلقه فإنه صدقة‪ ،‬وما ذكره النبي فهو أمثلة على ذلك وقد جاء في‬ ‫•‬
‫حديث آخر‪ } :‬أن يجزئ عن ذلك ركعتان يركعهما من الضحى {‪.‬‬
‫شرح الحديث السابع والعشرون‬ ‫عودة للحديث‬ ‫الربــعــون الــنـوويــة‬

‫عن النواس بن سمعان عن النبي قال‪ } :‬البر حسن الخلق { البر كلمة تدل على الخير وكثرة الخير‪ ،‬وحسن الخلق يعني‬ ‫•‬
‫أن يكون النسان واسع البال منشرح الصدر والسلم مطمئن القلب حسن المعاملة‪ ،‬فيقول عليه الصلة والسلم‪ } :‬إن البر‬
‫خلق مع ال ومع عباد ال حصل له الخير الكثير وانشرح صدره للسلم واطمأن‬ ‫حسن الخلق { فإذا كان النسان حسن ال ُ‬
‫قلبه باليمان وخالق الناس بخلق حسن‪ ،‬وأما الثم فبّينه النبي عليه الصلة والسلم بأنه‪ } :‬ما حاك في نفسك { وهو يخاطب‬
‫النواس بن سمعان‪ ،‬والنواس ابن سمعان صحابي جليل فل يحيك في نفسه ويتردد في نفسه ول تأمنه النفس إل ما كان إثمًا‬
‫ولهذا قال‪ } :‬ما حاك في نفسك وكرهت أن يطلع عليه الناس { وأما أهل الفسق والفجور فإن الثام ل تحيك بنفوسهم ول‬
‫يكرهون أن يطلع عليها الناس بل بعضهم يتبجح ويخبر بما يصنع من الفجور والفسق‪ ،‬ولكن الكلم مع الرجل المستقيم فإنه‬
‫إذا هم بسيئة حاك ذلك في نفسه وكره أن يطلع الناس على ذلك‪ ،‬وهذا الميزان الذي ذكره النبي عليه الصلة والسلم إنما‬
‫يكون مع أهل الخير والصلح‪.‬‬
‫ومثل الحديث عن وابصة بن معد قال‪ :‬أتيت النبي فقال‪ } :‬جئت تسأل عن البر؟ { قلت‪ :‬نعم‪ ،‬قال‪ } :‬استفت قلبك { يعني‬ ‫•‬
‫ل تسأل أحدًا واسأل قلبك واطلب منه الفتوى } البر ما اطمأنت إليه النفس واطمأن إليه القلب {‪ ،‬فمتى وجدت نفسك مطمئنة‬
‫وقلبك مطمئن إلى شيء فهذا هو البر فافعله } والثم ما حاك نفسك { في النفس وتردد في الصدر‪ ،‬فإذا رأيت هذا الشيء‬
‫حاك في نفسك وتردد في صدرك فهو إثم‪ ،‬قال‪ } :‬وإن أفتاك الناس وأفتوك { يعني إن أفتاك الناس بأنه ليس فيه إثم وأفتوك‬
‫مرة بعد مرة‪ ،‬وهذا يقع كثيرًا تجد النسان يتردد في الشيء ول يطمئن إليه ويتردد فيه ويقول له الناس‪ :‬هذا حلل وهذا‬
‫لبأس به‪ ،‬لكن لم ينشرح صدره بهذا ولم تطمئن إليه نفسه فيقال‪ :‬مثل هذا إنه إثم فاجتنبه‪.‬‬
‫ومن فوائد هذا الحديث والذي قبله‪ :‬فضيلة حسن الخلق حيث فعل النبي حسن الخلق هو البر‪.‬‬ ‫•‬
‫ومن فوائده أيضًا‪ :‬أن ميزان الثم أن يحيك بالنفس ول يطمئن إليه القلب‪.‬‬ ‫•‬
‫ومن فوائده‪ :‬أن المؤمن يكره أن يطلع الناس على عيوبه بخلف المستهتر الذي ل يبالي‪ ،‬فإنه ل يهتم إذا اطلع الناس على‬ ‫•‬
‫عيوبه‪.‬‬
‫ومن فوائدها‪ :‬فراسة النبي حيث أتى إليه وابصة فقال‪ } :‬جئت تسأل عن البر ؟ {‪.‬‬ ‫•‬
‫ومن فوائدها‪ :‬إحالة حكم الشيء إلى النفس المطمئنة التي تكره الشر وتحب الخير‪ ،‬لقوله‪ } :‬البر ما اطمأنت إليه النفس‬ ‫•‬
‫واطمأن إليه القلب {‪.‬‬
‫ومن فوائد الحديثين أيضًا‪ :‬أن النسان ينبغي له أن ينظر إلى مايكون في نفسه دون ما يفتيه الناس به فقد يفتيه الناس الذين‬ ‫•‬
‫ل علم لهم بشيء لكنه يتردد فيه ويكرهه فمثل هذا ل يرجع إلى فتوى الناس وإنما يرجع إلى ما عنده‪.‬‬
‫ومن فوائدهما‪ :‬أنه متى أمكن الجتهاد فإنه ليعدل إلى التقليد لقوله‪ } :‬وإن أفتاك الناس وأفتوك {‪.‬‬ ‫•‬
‫شرح الحديث الثامن والعشرون‬ ‫عودة للحديث‬ ‫الربــعــون الــنـوويــة‬

‫قوله‪ } :‬وعظنا { الوعظ‪ :‬هو التذكير المقرون بالترغيب أو الترهيب‪ ،‬وكان النبي يتخول أصحابه بالموعظة ول يكثر عليهم مخافة السآمة‪،‬‬ ‫•‬
‫قوله‪ } :‬وجلت منها القلوب { أي خافت‪ } ،‬وذرفت منها العيون { أي بكت حتى ذرفت دموعها‪ ) ،‬فقلنا‪ :‬يا رسول ال كأنها موعظة مود ٍ‬
‫ع‬
‫فأوصنا ( لن موعظة المودع تكون موعظة بالغة قوية فأوصنا قال‪ } :‬أوصيكم بتقوى ال عزوجل { وهذا من فقه الصحابة رضي ال عنهم‬
‫أنهم استغلوا هذه الفرصة ليوصيهم النبي بما فيه خير‪ ،‬قال‪ } :‬أوصيكم بتقوى ال عزوجل { وتقوى ال اتخاذ وقاية من عقابه بفعل أوامره‬
‫واجتناب نواهيه وهذا حق ال عزوجل } والسمع والطاعة { يعني لولة المور أي اسمعوا ما يقولون وما به يأمرون واجتنبوا ما عنه‬
‫طيُعوا‬ ‫ن آَمُنوا َأ ِ‬‫ينهون‪ ] ،‬وإن تأمر عليكم عبد { يعني وإن كان الميرعبدًا فأسمعوا له وأطيعوه‪ ،‬وهذا هو مقتضى عموم الية‪َ :‬يا َأّيَها اّلِذي َ‬
‫لْمِر ِمْنُكْم ]النساء‪.[59:‬‬
‫ل َوُأوِلي ا َْ‬
‫سو َ‬‫طيُعوا الّر ُ‬ ‫ل َوَأ ِ‬‫ا َّ‬
‫قوله‪ } :‬فإنه من يعش منكم { أي من تطول حياته فسيرى اختلفًا كثيرًا‪ ،‬ووقع ذلك كما أخبرالنبي فقد حصل الختلف الكثير في زمن‬ ‫•‬
‫الصحابة رضي ال عنهم ثم أمر بأن نلتزم بسنته أي بطريقته وطريقة الخلفاء الراشدين المهدين‪ ،‬والخلفاء الذين خلفوا النبي في أمته‬
‫علمًا وعبادة ودعوة وعلى رأسهم الخلفاء الربعة أبوبكر وعمر وعثمان وعلي رضي ال عنهم‪.‬‬
‫} المهديين { وصف كاشف‪ ،‬لن كل رشاد فهو مهدي ومعنى المهدين الذين هدوا أي هداهم ال عزوجل لطريق الحق‪.‬‬ ‫•‬
‫} عضو عليها بالنواجذ { وهي أقصى الضراس وهو كناية عن شدة التمسك بها‪ ،‬ثم حذر النبي من محدثات المور فقال‪ } :‬إياكم { أي‬ ‫•‬
‫أحذركم من محدثات المور‪ ،‬وهي ما أحدث في الدين بل دليل شرعي وذلك لنه لما لمر بلزوم السنة والحذر من البدعة وقال‪ } :‬فإن كل‬
‫بدعة ضللة { ]رواه أبوداود والترمذي وقال حديث حسن صحيح[‪.‬‬
‫وفي الحديث فوائد منها‪ :‬حرص النبي على موعظة أصحابه‪ ،‬حيث يأتي بالمواعظ المؤثرة التي توجل لها القلوب وتذرف منها العين‪.‬‬ ‫•‬
‫ومنها‪ :‬أن النسان المودع الذي يريد أن يغادر إخوانه ينبغي له أن يعظهم موعظة تكون ذكرى لهم‪ ،‬موعظة مؤثرة بليغة‪ ،‬لن المواعظ عند‬ ‫•‬
‫الوداع ل تنسى‪.‬‬
‫ب ِم ْ‬
‫ن‬ ‫ن ُأوُتوا الِْكَتا َ‬ ‫ص ْيَنا اّلِذي َ‬
‫ومنها‪ :‬الوصية بتقوى ال عزوجل‪ ،‬فهذه الوصية هي وصية ال في الولين والخرين لقوله تعالى‪َ :‬وَلَقْد َو ّ‬ ‫•‬
‫ل ]النساء‪.[131:‬‬ ‫ن اّتُقوا ا ّ‬
‫َقْبِلُكْم َوِإّياُكْم َأ ِ‬
‫لْمِر ِمْنكُْم‬‫ل َوُأوِلي ا َْ‬ ‫سو َ‬ ‫طيُعوا الّر ُ‬ ‫ل َوَأ ِ‬ ‫طيُعوا ا َّ‬‫ن آَمُنوا َأ ِ‬
‫ومنها‪ :‬الوصية بالسمع والطاعة لولة المور وقد أمر ال بذلك في قوله‪َ :‬يا َأّيَها اّلِذي َ‬ ‫•‬
‫]النساء‪ ...[ 59:‬وهذا المر مشروط بأن ل يؤمر بمعصية ال‪ ،‬فإن أمر بمعصية فل سمع ول طاعة في معصية ال لقول النبي ‪ } :‬إنما‬
‫لْمِر ِمْنُكْم‬‫سـولَ َوُأوِلـي ا َْ‬ ‫طيُعوا الّر ُ‬ ‫لـ َوَأ ِ‬
‫طيُعوا ا َّ‬‫نـ آَمُنوا َأ ِ‬‫الطاعـة فـي المعروف { ومـن هنـا نتـبين الفائدة فـي قولـه تعالـى‪َ :‬يـا َأّيَهـا اّلِذي َ‬
‫]النساء‪ ... [59:‬حيث لم يعد الفعل عند ذكر طاعة أولياء المور بل جعلها تابعة لطاعة ال ورسوله‪.‬‬
‫ومن فوائد هذا الحديث‪ :‬حرص النبي على موعظة أصحابه كما أنه حريص على أن يعظهم أحيانًا بتبليغهم الشرع‪ ،‬فهو أيضًا يعظهم‬ ‫•‬
‫مواعظ ترقق القلوب وتؤثر فيها‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬أن ينبغي للواعظ أن يأتي بموعظة مؤثرة في السلوب وكيفية اللقاء ولكن بشرط أل يأتي بأحاديث ضعيفة أو موضوعة‪ ،‬لن بعض‬ ‫•‬
‫الوعاظ يأتي بالحاديث الضعيفة والموضوعة يزعم بأنها تفيد تحيرك القلوب‪ ،‬ولكنها وإن أفادت في هذا تضر‪ ،‬فقد ثبت عن النبي أنه قال‪:‬‬
‫} من حدث عني بحديث يرى أنه كذب فهو أحد الكذابين {‪.‬‬
‫ومن فوائد هذا الحديث‪ :‬أن العادة إذا أراد شخص أن يفارق أصحابه وإخوانه فإنه يعظهم موعظة بليغة‪ ،‬لقوله‪ } :‬كأنها موعظة مودع {‪.‬‬ ‫•‬
‫شرح الحديث التاسع والعشرون‬ ‫عودة للحديث‬ ‫الربــعــون الــنـوويــة‬

‫ل لمره واجتنابًا لنهيه مخلصًا له } ل تشرك‬ ‫المرالول‪ } :‬تعبد ال ول تشرك به شيئًا { وعبادة ال سبحانه وتعالى هي القيام بطاعته امتثا ً‬ ‫•‬
‫ل‪ ،‬لنه من شرط العبادة والخلص له عز وجل‪.‬‬ ‫به شيئًا { أي ل ملكًا مقربًا ول نبيًا مرس ً‬
‫والمر الثاني‪ :‬من العمل الذي يدخل الجنة ويباعد عن النار إقامة الصلة حيث قال‪ } :‬وتقيم الصلة { ومعنى إقامتها أن تأتي بها مستقيمة‪.‬‬ ‫•‬
‫المر الثالث‪ } :‬وتؤتي الزكاة { وهي المال الذي أوجبه ال عز وجل يخرجه النسان من أموال معينة بشروط معروفة إلى أهلها المستحقين‪.‬‬ ‫•‬
‫المر الرابع‪ :‬أي شهر رمضان وهو أيضًا معلوم والصوم هو التعبد ل تعالى بالمساك عن المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس‪.‬‬ ‫•‬
‫المر الخامس‪ } :‬وتحج البيت { أي تقصد البيت الحرام وهو الكعبة لداء المناسك‪.‬‬ ‫•‬
‫جنة { يعني أنه‬ ‫ثم قال أي النبي ‪ } :‬أل أدلك على أبواب الخير؟ { يعني على ما تتوصل به إلى الخير‪ ،‬كأنه قال نعم‪ ،‬فقال النبي ‪ } :‬الصوم ُ‬ ‫•‬
‫وقاية يقي من المعاصي في حال الصوم ويقيه من النار يوم القيامة ثم قال ‪ } :‬والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار { الصدقة‪ :‬هي‬
‫بذل المال للفقير المحتاج تقربًا ل سبحانه وتعالى وتقربًا وإحسانًا إلى الفقير وهذه الصدقة تطفئ الخطيئة‪ ،‬أي ما أخطأ به النسان من ترك‬
‫واجب أو فعل محرم } كما يطفئ الماء النار { وكلنا يعرف أن إطفاء الماء للنار ل يبقي من النار شيئًا‪ ،‬كذلك الصدقة ل تبقي من الذنوب‬
‫شيئًا‪.‬‬
‫} وصلة الرجل في جوف الليل { أي تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار‪ ،‬وجوف الليل وسطه وأفضل صلة الليل النصف الثاني أو ثلث‬ ‫•‬
‫عو َ‬
‫ن‬ ‫جِع َيْد ُ‬
‫ضا ِ‬
‫ن اْلَم َ‬
‫عِ‬‫جُنوُبُهمْ َ‬
‫جاَفى ُ‬ ‫الليل بعد النصف الول وقد كان داود عليه السلم ينام نصف اللي ويقوم ثلثه وينام سدسه ثم قرأ‪َ :‬تَت َ‬
‫ن ]السجدة‪ ..[17،16:‬قرأها‬ ‫جَزاًء ِبَما َكاُنوا َيْعَمُلو َ‬
‫ن َ‬
‫عُي ٍ‬
‫ن ُقّرِة َأ ْ‬
‫ي َلُهْم ِم ْ‬
‫خِف َ‬
‫س َما ُأ ْ‬
‫ل َتْعَلُم َنْف ٌ‬
‫طَمًعا َوِمّما َرَزْقَناُهْم ُيْنِفُقون*َف َ‬
‫خْوًفا َو َ‬
‫َرّبُهْم َ‬
‫استشهادًا بها‪ ،‬و الية كما هو ظاهر فيها أنها تتجافى جنوبهم عن المضاجع يعني للصلة في الليل وينفقون مما رزقهم ال وهاتان هما‬
‫الصدقة وصلة الليل اللتان ذكرها رسول ال في هذا الحديث‪.‬‬
‫ثم قال ‪ } :‬أل أخبرك برأس المر وعموده وذروة سنامه؟ { قلت بلى يا رسول ال‪ ،‬قال‪ } :‬رأس المر السلم { يعني الشأن الذي هو‬ ‫•‬
‫أعظم الشئون ورأسه السلم يعلو ول يعلى عليه وبالسلم يعلو النسان على شرار عباد ال من الكفار والمشركينوالمنافقين‪ } ،‬وعموده {‬
‫أي عمود السلم } الصلة { لن عمود الشيء ما يبنى عليه الشيء ويستقيم به الشيء ول يستقيم إل به وإنما كانت الصلة عمود السلم‪،‬‬
‫لن تركها يخرج النسان من السلم إلى الكفر والعياذ بال } وذروة سنامه الجهاد { في سبيل ال والسنام ما عل ظهر البعير وذروة أعله‬
‫وإنما ذروة سنام السلم الجهاد في سبيل ال‪ ،‬لن به يعلو المسلمون على أعدائهم‪.‬‬
‫ثم قال ‪ } :‬أل أخبرك بملك ذلك كله؟ { أي بما به ملك هذا المر كله‪ ،‬فقلت بلى يا رسول ال فأخذ بلسانه وقال‪ } :‬كف عليك هذا { يعني‬ ‫•‬
‫ل تطلقه بالكلم لنه خطر‪ ) ،‬قلت يا رسول ال وإنا لمؤاخذون بما نتكلم؟ ( هذه جملة استفهامية والمعنى هل نحن مؤاخذون بما نتكلم به ؟‬
‫فقال النبي ‪ } :‬ثكلتك أمك { أي فقدتك حتى كانت ثكلى من فقدك‪ ،‬وهذه الجملة ل يراد بها معناها‪ ،‬وإنما يراد بها الحث والغراء‪ ،‬على فهم‬ ‫•‬
‫ما يقال‪ ،‬فقال‪ } :‬ثكلتك أمك‪ ،‬وهل يكب الناس في النار على وجوههم { أو قال‪ } :‬على مناخرهم إل حصائد ألسنتهم ؟ {‪ ،‬أوهنا للشك من‬
‫الراوي هل قال النبي ‪ } :‬على وجوههم { أو قال‪ } :‬على مناخرهم إلحصائد ألسنتهم { أي إل ما تحصد ألسنتهم من الكلم والمعنى أن‬
‫اللسان إذا أطلقه النسان كان سببًا أن ُيكب على وجهه في النار والعياذ بال‪.‬‬
‫شرح الحديث الثلثون‬ ‫عودة للحديث‬ ‫الربــعــون الــنـوويــة‬
‫قوله ‪ } :‬إن ال فرض فرائض فل تضيعوها { أي‪ :‬أوجب إيجابًا حتميًا على عباده فرائض معلومة ول الحمد كالصلوات الخمس والزكاة والصيام‬ ‫•‬
‫والحج وبر الوالدين وصلة الرحام وغيرذلك‪.‬‬
‫} فل تضيعوها { أي‪ :‬ل تهملوها إما بالترك أو بالتهاون أو ببخسها أو نقصها‪.‬‬ ‫•‬
‫} وحد حدودًا { أي‪ :‬أوجب واجبات وحددها بشروط وقيود‪.‬‬ ‫•‬
‫} فل تعتدوها { أي‪ :‬ل تتجاوزوها‪.‬‬ ‫•‬
‫} وحرم أشياء فل تنتهكوها { حرم أشياء مثل الشرك وعقوق الوالدين وقتل النفس التي حرمها ال إل بالحق والخمر والسرقة وأشياء كثيرة‪.‬‬ ‫•‬
‫} فل تنتهكوها { أي‪ :‬فل تقعوا فيها‪ ،‬فإن وقوعكم فيها انتهاك لها‪.‬‬ ‫•‬
‫} وسكت عن أشياء { أي‪ :‬أي لم يفرضها ولم يوجبها ولم يحرمها‪.‬‬ ‫•‬
‫} رحمًة بكم { من أجل الرحمة والتخفيف عليكم‪.‬‬ ‫•‬
‫سى ]طه‪ [52:‬فهو تركها جل وعل رحمًة‬ ‫ل َيْن َ‬
‫ل َرّبي َو َ‬
‫ضّ‬‫ل َي ِ‬
‫} غير نسيان { فإن ال تعالى ل ينسى كما قال موسى عليه الصلة والسلم‪َ :‬‬ ‫•‬
‫بالخلق‪ ،‬وليس نسيان لها‪.‬‬
‫} فلتسألوا عنها { أي‪ :‬ل تبحثوا عنها‪.‬‬ ‫•‬
‫فوائد هذا الحديث‪:‬‬ ‫•‬
‫حسن بيان الرسول ‪ ،‬حيث ساق الحديث بهذا التقسيم الواضح البين‪.‬‬ ‫•‬
‫ومن فوائد هذا الحديث‪ :‬أن ال تعالى فرض على عباده فرائض أوجبها عليهم على الحتم واليقين‪ ،‬والفرائض قال أهل العلم‪ :‬أنها تنقسم إلى قسمين‪:‬‬ ‫•‬
‫فرض كفاية‪ ،‬وفرض عين‪ .‬فأما فرض الكفاية‪ :‬فإنه ما قصد فعله بقطع النظر عن فاعله‪ ،‬وحكمه إذا قام به من يكفي سقط عن الباقين‪ ،‬وفرض العين‬
‫هو‪ :‬ما قصد به الفعل والفاعل ووجب على كل أحد بعينه‪.‬‬
‫فأما الول‪ :‬فمثله الذان والقامة وصلة الجنازة وغيرها‪.‬‬ ‫•‬
‫وأما الثاني‪ :‬فمثل الصلوات الخمس والزكاة والصوم والحج‪.‬‬ ‫•‬
‫وقوله‪ } :‬وحد حدودًا { أي‪ :‬أوجب واجبات محددة ومعينة بشروطها‪.‬‬ ‫•‬
‫فيستفاد من هذا الحديث‪ :‬أنه ل يجوز للنسان أن يتعدى حدود ال‪ ،‬ويتفرع من هذه الفائدة أنه ل يجوز المغالة في دين ال‪ ،‬ولهذا أنكر النبي على‬ ‫•‬
‫الذين قال أحدهم‪ ) :‬أنا أصوم ول أفطر (‪ ،‬وقال الثاني‪ ) :‬أنا أقوم ول أنام (‪ ،‬وقال الثالث‪ ) :‬أنا ل أتزوج النساء ( أنكر عليهم وقال‪ } :‬وأما أنا فأصلي‬
‫وأنام‪ ،‬وأصوم وأفطر‪ ،‬وأتزوج النساء‪ ،‬فمن رغب عن سنتي فليس مني {‪.‬‬
‫ومن فوائد الحديث‪ :‬تحريم انتهاك المحرمات لقوله‪ } :‬فل تنتهكوها { ثم إن المحرمات نوعان كبائر وصغائر‪:‬‬ ‫•‬
‫فالكبائر‪ :‬ل تغفر إل بالتوبة‪ ،‬والصغائر‪ :‬تكفرها الصلة والحج والذكر وما أشبه ذلك‬ ‫•‬
‫ل في الوجوب؛ فهو مما‬ ‫ومن فوائد الحديث‪ :‬أن ما سكت ال عنه فهو عفو‪ ،‬فإذا أشكل علينا حكم الشي هل هو واجب أم ليس بواجب ولم نجد له أص ً‬ ‫•‬
‫عفا ال عنه‪ ،‬وإذا شككنا هل هذا حرام أم ليس حرامًا وهو ليس أصله التحريم؛ كان هذا أيضًا مما عفا ال عنه‪.‬‬
‫ومن فوائد الحديث‪ :‬إنتفاء النسيان عن ال عز وجل‪ ،‬وهذا يدل على كمال علمه وأن ال عز وجل بكل شئ عليم فل ينسى ما علم ولم يسبق علمه‬ ‫•‬
‫ل وأبدًا‪.‬‬
‫ل‪ ،‬بل هو بكل شئ عليم أز ً‬ ‫جه ً‬
‫شرح الحديث الحادي والثلثون‬ ‫عودة للحديث‬ ‫الربــعــون الــنـوويــة‬

‫عن أبي العباس سهل بن سعد الساعدي قال‪ :‬جاء رجل إلى النبي ولم يبين اسم الرجل؛ لنه‬ ‫•‬
‫ليس هناك ضرورة إلى معرفته إذ أن المقصود معرفة الحكم ومعرفة القضية فقال‪ ) :‬يا رسول‬
‫ال‪ ،‬دلني على عمل إذا عملته أحبني ال وأحبني الناس ( وهذا الطلب ل شك أنه مطلب عالي‬
‫يطلب فيه السائل ما يجلب محبة ال له وما يجلب محبة الناس له‪ ،‬فقال له النبي ‪ } :‬ازهد في‬
‫الدنيا { يعني‪ :‬اترك في الدنيا ما ل ينفعك في الخرة وهذا يتضمن أنه يرغب في الخرة؛ لن‬
‫الدنيا والخرة ضرتان إذا زهد في إحداهما فهو راغب في الخرى بل هذا يتضمن أن النسان‬
‫يحرص على القيام بأعمال الخرة من فعل الوامر وترك النواهي ويدع ما ل ينفعه في الخرة‬
‫من المور التي تضيع وقته ول ينتفع بها‪ .‬أما ما يكون سببًا لمحبة الناس فقال‪ } :‬ازهد فيما عند‬
‫الناس يحبك الناس { فل يطلب من الناس شيئًا ول يتشوق إليه ول يستشرف له ويكون أبعد الناس‬
‫عن ذلك حتى يحبه الناس؛ لن الناس إذا سئل النسان ما في أيديهم استثقلوه وكرهوه‪ ،‬وإذا كان‬
‫بعيدًا عن ذلك فإنهم يحبونه‪.‬‬
‫من فوائد هذا الحديث‪ :‬حرص الصحابة رضي ال عنهم على سؤال النبي فيما ينفعهم‪.‬‬ ‫•‬
‫ومن فوائده‪ :‬أن النسان بطبيعة الحال يحب أن يحبه ال وأن يحبه الناس ويكره أن يمقته ال‬ ‫•‬
‫ويمقته الناس فبين النبي ما يكون به ذلك‪.‬‬
‫ومن فوائد هذا الحديث‪ :‬أن من زهد في الدنيا أحبه ال؛ لن الزهد في الدنيا يستلزم الرغبة في‬ ‫•‬
‫الخرة‪ ،‬وقد سبق معنى الزهد‪ :‬وأنه ترك ما لينفع في الخرة‪.‬‬
‫ومن فوائد هذا الحديث‪ :‬أن الزهد فيما عند الناس سبب في محبة الناس لك‪.‬‬ ‫•‬
‫ومن فوائد هذا الحديث‪ :‬إن الطمع في الدنيا والتعلق بها سبب لبغض ال للعبد وإن الطمع فيما عند‬ ‫•‬
‫الناس والترقـب لـه يوجـب بغـض الناس للنسـان‪ ،‬والزهـد فيمـا فـي أيديهـم هـو أكـبر أسباب‬
‫محبتهم‪25.‬‬
‫شرح الحديث الثاني والثلثون‬ ‫عودة للحديث‬ ‫الربــعــون الــنـوويــة‬

‫• عن أبي سعيد سعد بن سنان الخدري أن رسول ال قال‪ } :‬ل ضرر ول‬
‫ضرار { ثم تكلم المؤلف رحمه ال على طرق هذاالحديث‪.‬‬
‫• قولـه‪ } :‬ل ضرر { أـي‪ :‬أـن الضرر منفـي شرعًا‪ } ،‬ول ضرار { أي‪:‬‬
‫مضاره والفرق بينهمـا أـن الضرر يحصـل بل قصـد‪ ،‬والضرار يحصل‬
‫بقصـد فنفـى النـبي المريـن‪ ،‬والضرار أشـد مـن الضرر؛ لن الضرار‬
‫يحصل قصدًا كما قلنا‪.‬‬
‫• مثال ذلك‪ :‬لو إنسانًا له جار وهذا الجار يسقي شجرته فيتسرب الماء من‬
‫الشجرة إلى بيت الجار لكن بل قصد‪ ،‬وربما لم يعلم به فالواجب أن يزال‬
‫هذا الضرر إذا علم به حتى لو قال صاحب الشجرة‪ :‬أنا ما أقصد المضارة‪،‬‬
‫نقول له‪ :‬وإـن لـم تقصد؛ لـن الضرر منفـي شرعًا أمـا الضرار فإن الجار‬
‫يتعمد الضرار بجاره فيتسرب الماء إلى بيته وما أشبه ذلك‪ ،‬وكل هذا منفي‬
‫شرعًا وقـد أخـذ العلماء مـن هذا الحديـث مسـائل كثيرة في باب الجوار‬
‫وغيره‪ ،‬وما أحسن أن يراجع النسان عليها ما ذكره العلماء في باب الصلح‬
‫وحكم الجوار‪.‬‬
‫شرح الحديث الثالث والثلثون‬ ‫عودة للحديث‬ ‫الربــعــون الــنـوويــة‬

‫قوله‪ } :‬لو يعطى الناس بدعواهم { أي‪ :‬بما يّدعونه على غيرهم‪ ،‬وليعلم أن إضافة الشيء على أوجه‪:‬‬ ‫•‬
‫ي كذا ( فهذا إقرار‪.‬‬
‫الول‪ :‬أن يضيف لنفسه شيئًا لغيره‪ ،‬مثل أن يقول‪ ) :‬لفلن عل ّ‬ ‫•‬
‫والثاني‪ :‬أن يضيف شيئًا لنفسه على غيره‪ ،‬مثل أن يقول‪ ) :‬لي على فلن كذا وكذا ( فهذه دعوى‪.‬‬ ‫•‬
‫فهذا الثالث‪ :‬أن يضيف شيئًا لغيره على غيره‪ ،‬مثل أن يقول‪ ) :‬لفلن على فلن كذا وكذا ( فهذه شهادة‪.‬‬ ‫•‬
‫ل فإنه لو قبلت‬‫والحديث الن في الدعوى فلو اّدعى شخص على آخر قال‪ ) :‬أنا أطلب مائة درهم ( مث ً‬ ‫•‬
‫دعواه لدعى رجال أموال قوم ودماءهم‪ ،‬وكذلك لو قال لخر‪ ) :‬أنت قتلت أبي ( لكان ادعى دمه وهذا‬
‫يعني أنها ل تقبل دعوى إل ببينة‪.‬‬
‫ولهذا قال‪ } :‬لكن البينة على المدعي { فإذا ادعى إنسان على آخر شيئًا قلنا‪ :‬أحضر لنا البينة‪ ،‬والبينة كل‬ ‫•‬
‫ما بان به الحق سواء كانت شهودًا أو قرائن حسية أو غير ذلك‪.‬‬
‫} واليمين على من أنكر { أي‪ :‬من أنكر دعوى خصمه إذا لم يكن لخصمه بينة فإذا قال زيد لعمرو‪ ) :‬أنا‬ ‫•‬
‫أطلب مائة درهم ( قال عمرو‪ ) :‬ل (‪ ،‬قلنا لزيد ائت ببينة‪ ،‬فإن لم يأتي بالبينة قلنا لعمرو‪ ) :‬احلف على‬
‫نفي ما ادعاه (‪ ،‬فإذا حلف برئ‪.‬‬
‫وهذا الحديث فيه فوائد‪ :‬منها أن الشريعة السلمية حريصة على حفظ أموال الناس ودماءهم لقوله‪ } :‬لو‬ ‫•‬
‫يعطى الناس بدعواهم ل ادعى رجال أموال قوم و دماءهم {‪.‬‬
‫ومـن فوائـد هذا الحديـث‪ :‬أـن المدعـي إذا قام ببينـة علـى دعواه حكـم لـه بمـا ادعاه‪ ،‬لقولـه عليـه الصلة‬ ‫•‬
‫والسلم‪ } :‬لكن البّينة على المدعي { والبينة كل ما بين به الحق ويتضح كما اسلفنا في الشرح‪ ،‬وليست‬
‫خاصة بالشاهدين أو الشاهد بل كل ما أبان الحق فهو بينة‪.‬‬
‫ومن فوائد الحديث‪ :‬أن اليمين على من أنكر‪ ،‬أي‪ :‬من أنكر دعوى المدعي‪.‬‬ ‫•‬
‫ومن فوائده‪ :‬أن لو أنكر المنكر وقال‪ ) :‬ل أحلف ( فإنه يقضي عليه بالنكول ووجه ذلك أنه إذا أبى‪،‬‬ ‫•‬
‫يحلف فقد امتنع مما يجب عليه فيحكم عليه به‪.‬‬
‫شرح الحديث الرابع والثلثون‬ ‫عودة للحديث‬ ‫الربــعــون الــنـوويــة‬

‫قوله‪ } :‬من رأى { من هذه شرطية وهي للعموم‪ ،‬قوله‪ } :‬رأى { يحتمل أن يكون المراد رؤية البصر‪ ،‬أو أن‬ ‫•‬
‫المراد رؤية القلب‪ ،‬وهي العلم‪ ،‬والثاني أشمل وأعم‪ ،‬وقوله‪ } :‬منكرًا { المنكر هو‪ :‬ما أنكره الشرع وما حرمه‬
‫ال عز وجل ورسوله‪.‬‬
‫قولـه‪ } :‬فليغيره بيده { اللم هذه للمـر أـي‪ :‬يغيـر هذا المنكـر بأن يحولـه إلـى معروف‪ ،‬إما بمنعـه مطلقًا أي‪:‬‬ ‫•‬
‫بتحويله إلى شئ مباح } بيده { إن كان له قدرة اليد‪.‬‬
‫قوله‪ } :‬فإن لم يستطع { أي‪ :‬أن يغيره بيده‪.‬‬ ‫•‬
‫} فبلسانه { بأن يقول لفاعله‪ :‬اتقي ال‪ ،‬اتركه‪ ،‬وما أشبه ذلك‪.‬‬ ‫•‬
‫} فإن لم يستطع { باللسان بأن خاف على نفسه أو كان أخرس ل يستطيع الكلم‪.‬‬ ‫•‬
‫} فبقلبه { أي‪ :‬يغيره بقلبه وذلك بكراهته إياه‪.‬‬ ‫•‬
‫وقال‪ } :‬وذلك أضعف اليمان { أي‪ :‬أن كونه ل يستطيع أن يغيره إل بقلبه هو أضعف اليمان‪.‬‬ ‫•‬
‫ل وهذا ل يكون إل للسلطان‪،‬‬ ‫ففي هذا الحديث فوائد‪ :‬وجوب تغيير المنكر على هذه الدرجات والمراتب باليد أو ً‬ ‫•‬
‫وإن لم يستطع فبلسانه‪ ،‬وهذا يكون لدعاة الخير الذين يبينون للناس المنكرات‪.‬‬
‫ومن فوائده‪ :‬أن من ل يستطيع ل بيده ول بلسانه فليغيره بقلبه‪.‬‬ ‫•‬
‫ومـن فوائـد هذا الحديـث‪ :‬تيسـير الشرع وتسـهيله حيـث رتـب هذه الواجبات علـى السـتطاعة لقولـه‪ } :‬فإـن لم‬ ‫•‬
‫يستطع {‪.‬‬
‫ومن فوائد هذا الحديث‪ :‬أن اليمان يتفاوت‪ ،‬بعضه ضعيف وبعضه قوي وهذا مذهب أهل السنة والجماعة وله‬ ‫•‬
‫أدلة من القرآن والسنة على أنه يتفاوت‪.‬‬
‫وليعلم أن المراتب ثلث‪ :‬دعوه ‪ -‬أمر ‪ -‬تغيير‪.‬‬ ‫•‬
‫فالدعوة أن يقوم الداعي في المساجد أـو أماكن تجمع الناس ويـبين لهم الشر ويحذرهم منـه ويـبين لهم الخير‬ ‫•‬
‫ويرغبهم فيه‪ ،‬والمربالمعروف والناهي عن المنكر‪ :‬هو الذي يأمر الناس ويقول افعلوا‪ ،‬أو ينهاهم ويقول‪ :‬ل‬
‫تفعلوا‪.‬‬
‫والمغير‪ :‬هو الذي يغير بنفسه إذا رأى الناس لم يستجيبوا لدعوته ول لمره و نهيه‪.‬‬ ‫•‬
‫شرح الحديث الخامس والثلثون‬ ‫عودة للحديث‬ ‫الربــعــون الــنـوويــة‬

‫قوله‪ } :‬ل تحاسدوا { هذا نهي عن الحسد‪ ،‬والحسد هو كراهية ما انعم ال على أخيك من نعمة دينية أو دنيوية سواء تمنيت زوالها أم‬ ‫•‬
‫لم تتمن‪ ،‬فمتى كرهت ما أعطى ال أخاك من النعم فهذا هو الحسد‪.‬‬
‫} ول تناجشوا { قال العلماء‪ :‬المناجشه أن يزيد في السلعة‪ ،‬أي‪ :‬في ثمنها في المناداة وهو ل يريد شراءها وإنما يريد نفع البائع أو‬ ‫•‬
‫الضرار بالمشتري‪.‬‬
‫} ول تباغضوا { البغضاء هي الكراهه‪ ،‬أي‪ :‬ليكره بعضكم بعضًا‪.‬‬ ‫•‬
‫} ول تدابروا { أن يولي كل واحد الخر دبره بحيث ل يتفق التجاه‪.‬‬ ‫•‬
‫} ول يبع بعضكم على بيع بعض { يعني ل يبيع أحد على بيع أخيه‪ ،‬مثل أن يشتري إنسان سلعه بعشرة فيذهب آخر على المشتري‬ ‫•‬
‫ويقول‪ :‬أنا أبيع عليك بأقل؛ لن هذا يفضي إلى العداوة والبغضاء‪.‬‬
‫لخوة‬ ‫} وكونوا عباد ال إخوانًا { كونوا يا عباد ال إخوانًا أي‪ :‬مثل الخوان في المودة والمحبة واللفة وعد العتداء ثم أكد هذه ا ً‬ ‫•‬
‫بقوله‪ } :‬المسلم أخو المسلم { للجامع بينهما وهوالسلم وهو أقوى صله تكون بين المسلمين‪.‬‬
‫} ل يظلمه [ أي‪ :‬ل يعتدي عليه‪.‬‬ ‫•‬
‫} ول يخذله { في مقام أن ينتصر فيه‪.‬‬ ‫•‬
‫} ول يكذبه { أي‪ :‬يخبرهبحديث كذب‪.‬‬ ‫•‬
‫} ول يحقره { أي‪ :‬يستهين به‪.‬‬ ‫•‬
‫} التقوى ها هنا { يعني‪ :‬تقوى ال تعالى محلها القلب فإذا اتقى القلب اتقت الجوارح ‪ -‬و يشير إلى صدره ثلث مرات ‪ -‬يعني‪:‬‬ ‫•‬
‫يقول‪ :‬التقوى ها هنا‪ ،‬التقوى ها هنا‪ ،‬التقوى ها هنا‪.‬‬
‫ثم قال‪ } :‬بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم { بحسب يعني‪ :‬حسب فالباء زائدة والحسب الكفاية والمعنى لو لم يكن من‬ ‫•‬
‫الشر إل أن يحقر أخاه لكان هذا كافيًا‪.‬‬
‫} المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه { دمه فل يجوز أن يعتدي عليه بقتل أو فيما دون ذلك‪.‬‬ ‫•‬
‫} وماله { ل يجوز أن يعتدي على ماله بنهب أو سرقه أو جحد أو غير ذلك‪.‬‬ ‫•‬
‫} وعرضه { أي‪ :‬سمعته فل يجوز أن يغتابه فيهتك بذلك عرضه‪.‬‬ ‫•‬
‫شرح الحديث السادس والثلثون‬ ‫عودة للحديث‬ ‫الربــعــون الــنـوويــة‬
‫قال النووي رحمه ال تعالى في الربعين النووية الحديث السادس والثلثون‪ ،‬عن أبى هريرة عن النبي قال‪ } :‬من نّفس عن مؤمن كربة من كرب‬ ‫•‬
‫الدنيا نّفس ال عنه كربة من كرب يوم { والكرب يعني‪ :‬الشدة والضيق والضنك‪ ،‬والتنفيس معناه‪ :‬إزالة الكربة ورفعها‪ ،‬وقوله‪ } :‬من كرب الدنيا {‬
‫يعم المالية والبدنية والهلية والفردية والجماعية‪.‬‬
‫} نفس ال عنه { أي‪ :‬كشف ال عنه وأزال‪.‬‬ ‫•‬
‫} كربة من كرب يوم القيامة { ول شك أن كرب يوم القيامة أعظم وأشد من كرب الدنيا‪ ،‬فإذا نفس عن المؤمن كربة من كرب الدنيا نفس ال عنه‬ ‫•‬
‫كربة من كرب يوم القيامة‪.‬‬
‫} ومن يسر على معسر { أي‪ :‬سهل عليه وأزال عسرته‪.‬‬ ‫•‬
‫} يسر ال عليه في الدنيا والخرة { وهنا صار الجزاء في الدنيا والخرة وفي الكربكربة من كرب يوم القيامة ؛ لن كرب يوم القيامة عظيمة جدا‪.‬‬ ‫•‬
‫} ومن ستر مسلمًا { أي‪ :‬ستر عيبه سواء أكان خلقيا أو خلقيا أودينيا أو دنيويا إذا ستره وغطاه حتى ل يتبن للناس‪.‬‬ ‫•‬
‫} ستره ال في الدنيا والخرة { أي‪ :‬حجب عيوبه عن الناس في الدنيا والخرة‪.‬‬ ‫•‬
‫ثم قال كلمة جامعه مانعة قال‪ } :‬وال في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه { أي‪ :‬أن ال تعالى يعين النسان على قد معونته أخيه كما وكيفا‬ ‫•‬
‫وزمنا‪ ،‬فما دام النسان في عون أخيه فال في عونه‪ ،‬وفي حديث آخر‪ } :‬من كان في حاجة أخيه كان ال في حاجته {‪.‬‬
‫و قوله‪ } :‬من سلك طريقا يلتمس فيع علما سهل ال له به طريقا إلى الجنة { يعني‪ :‬من دخل طريقا وصار فيه يلتمس العلم والمراد به العلم الشرعي‪،‬‬ ‫•‬
‫سهل ال له به طريقا إلى الجنة‪ ،‬لن النسان علم شريعة ال تيسر عليه سلوكها‪ ،‬ومعلوم أن الطريق الموصل إلى ال هو شريعته‪ ،‬فإذا تعلم النسان‬
‫شريعة ال سهل ال له به طريقا إلى الجنة‪.‬‬
‫سُمُه‬‫ن ُتْرَفَع َوُيْذَكَر ِفيَها ا ْ‬
‫ل َأ ْ‬‫ن ا ُّ‬‫ت َأِذ َ‬‫} وما اجتمع قوم قي بيت من بيوت ال { المراد به المسجد فإن بيوت ال هي المساجد‪ ،‬قال ال تعالى‪ِ :‬في ُبُيو ٍ‬ ‫•‬
‫سُمهُ‬‫ن ُيْذَكَر ِفيَها ا ْ‬‫ل َأ ْ‬‫جَد ا ِّ‬
‫سا ِ‬ ‫ن َمَنَع َم َ‬ ‫ن َأظَْلُم ِمّم ْ‬
‫حًدا ]الجن‪ ،[ 18:‬وقال‪ :‬وََم ْ‬ ‫ل َأ َ‬ ‫عوا َمَع ا ِّ‬
‫ل َتْد ُ‬
‫ل َف َ‬‫جَد ِّ‬ ‫سا ِ‬
‫ن اْلَم َ‬
‫]النور‪ ،[ 36:‬وقال تعالى‪َ :‬وَأ ّ‬
‫]البقرة‪ ... [114:‬فأضاف المساجد إليه؛ لنها موضع ذكره‪.‬‬
‫قوله‪ } :‬يتلون كتاب ال ويتدارسونه بينهم { يتلونه‪ :‬يقرءونه ويتدارسونه أي‪ :‬يدرس بعضهم على بعض‪.‬‬ ‫•‬
‫} إل نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملئكة { نزلت عليهم السكينة يعني‪ :‬في قلوبهم وهي الطمأنينة والستقرار‪ ،‬وغشيتهم الرحمة‪:‬‬ ‫•‬
‫غطتهم وشملتهم‪.‬‬
‫} وحفتهم الملئكة { صارت من حولهم‪ } .‬وذكرهم ال فيمن عنده { أي‪ :‬من الملئكة‪.‬‬ ‫•‬
‫} ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه { أي‪ :‬من تأخر من أجل عمله السيئ فإن نسبه ل يغنيه ول يرفعه ول يقدمه والنسب هوالنتساب إلى قبيلة‬ ‫•‬
‫ونحو ذلك‪.‬‬
‫في هذا الحديث فوائد ‪ :‬الترغيب في تنفيس الكرب عن المؤمنين لقوله ‪ } :‬من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس ال عنه كربة من كرب يوم‬ ‫•‬
‫القيامة {‪.‬‬
‫يٌء عظيم * يَوَْم‬ ‫ش ْ‬‫عِة َ‬ ‫سا َ‬‫ن َزْلَزَلَة ال ّ‬ ‫س اّتُقوا َرّبُكْم ِإ ّ‬‫ومن فوائده‪ :‬الشارة الى يوم القيامة وأنها ذات كرب وقد بين ذلك ال تعالى في قوله‪َ :‬يا َأّيَها الّنا ُ‬ ‫•‬
‫شِديٌد ]الحج‪.[2،1:‬‬ ‫ل َ‬ ‫ب ا ِّ‬ ‫عَذا َ‬ ‫ن َ‬ ‫سَكاَرى َوَلِك ّ‬ ‫سَكاَرى َوَما ُهْم ِب ُ‬
‫س ُ‬
‫حْمَلَها َوَتَرى الّنا َ‬ ‫ل َ‬
‫حْم ٍ‬‫ت َ‬
‫ل َذا ِ‬‫ضُع ُك ّ‬ ‫ت َوَت َ‬
‫ضَع ْ‬‫عّما َأْر َ‬‫ضَعٍة َ‬
‫ل ُمْر ِ‬‫ل ُك ّ‬
‫َتَرْوَنَها َتْذَه ُ‬
‫شرح الحديث السابع والثلثون‬ ‫عودة للحديث‬ ‫الربــعــون الــنـوويــة‬

‫الحديث السابع والثلثون عن ابن عباس رضي ال عنهما‪ ،‬عن رسول ال فيما يرويه عن ربه تبارك وتعالى قال‪ } :‬إن ال كتب‬ ‫•‬
‫الحسنات والسيئات { إذا عبر الصحابي بمثل هذا التعبير أي عن النبي فيما يرويه أو فيما رواه عن ربه فإنه يسمى عند أهل العلم‬
‫حديثًا قدسيًا‪.‬‬
‫وقوله‪ } :‬إن ال كتب الحسنات والسيئات { أي‪ :‬كتب ثوابهما وكتب فعلهما فهو الذي كتب الحسنات؛ لن ال تعالى حين خلق القلم‬ ‫•‬
‫قال له‪ ) :‬اكتب ( قال‪ :‬رب‪ ،‬وماذا أكتب ؟ قال‪ ) :‬اكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة ( فجرى في تلك الساعة بما هو كائن إلى يوم‬
‫القيامة‪ ،‬وظاهر سياق الحديث أن المراد بهذه الكتابة الثانية‪ ،‬وهي كتابة الثواب لقوله‪ } :‬ثم بين ذلك { أي‪ :‬وضحه بالتفصيل‪.‬‬
‫فقال‪ } :‬فمن هم بحسنة فلم يعملها كتبها ال عنده حسنة كالمة { الهم يعني‪ :‬الرادة‪ ،‬أراد النسان أن يعمل حسنة ولكنه لم يعملها‪.‬‬ ‫•‬
‫ففي هذا الحديث فوائد‪ :‬أن ال كتبها حسنة كاملة يعني‪ :‬ل نقص فيها‪ .‬وقد دلت الدلة على أنه إذا هم بالحسنة فلم يعملها فإن كان‬ ‫•‬
‫جًرا ِإَلى‬ ‫ن َبْيِتِه ُمَها ِ‬
‫خُرجْ ِم ْ‬ ‫ن َي ْ‬‫ل لقوله تبارك وتعالى‪َ :‬وَم ْ‬ ‫عاجزًا عنها أي‪ :‬تركها عجزًا بعد أن شرع فيها فإنه يكتب له الجر كام ً‬
‫جُرُه ]النساء‪ .[100:‬وأما إذا هم بها ثم عدل عنها لكسل أو نحوه فإنه كذلك كما في هذا‬ ‫ت َفَقْد َوَقَع َأ ْ‬‫سوِلِه ُثّم ُيْدِرْكُه اْلَمْو ُ‬ ‫ل َوَر ُ‬ ‫ا ِّ‬
‫الحديث يكتب له حسنة كاملة وذلك بنيته الطيبة‪ ،‬قال‪ } :‬وإن هم بها فعملها كتبها ال عنده عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف إلى‬
‫أضعاف كثيرة { إذا هم بها وعملها وأحسن في عمله بأن كان مخلصًا متبعًا لرسول ال فإن ال يكتبها عشر حسنات إلى سبعمائة‬
‫ل مـن الـ سـبحانه وتعالى‬ ‫ضعـف إلـى أضعاف كثيرة وهذه المضاعفـة تأتـي بحسـب حسـن العمـل والخلص فيـه وقـد تكون فض ً‬
‫وإحسانًا‪.‬‬
‫شاُء َوا ُّ‬
‫ل‬ ‫ن َي َ‬
‫ف ِلَم ْ‬‫ع ُ‬ ‫ضا ِ‬‫ل ُي َ‬‫حّبٍة َوا ُّ‬ ‫سْنُبَلٍة ِماَئُة َ‬
‫ل ُ‬ ‫ل ِفي كُ ّ‬ ‫سَناِب َ‬‫سْبَع َ‬ ‫ت َ‬ ‫حّبٍة َأْنَبَت ْ‬
‫ل َ‬
‫ل َكَمَث ِ‬
‫ل ا ِّ‬
‫سِبي ِ‬
‫ن َأْمَواَلُهْم ِفي َ‬‫ن ُيْنِفُقو َ‬
‫ل اّلِذي َ‬
‫قال تعالى‪َ :‬مَث ُ‬ ‫•‬
‫عِليٌم ]البقرة‪ [261:‬وقال‪ } :‬وإن هم بسيئة فلم يعملها كتبها ال عنده حسنة كاملة‪ ،‬وإن هم بها فعملها كتبها ال سيئة واحدة {‬ ‫سٌع َ‬ ‫َوا ِ‬
‫وإن هم بسيئة فلم يعملها فإنه يكتب له حسنة كاملة وذلك فيما تركه ال كما في بعض ألفاظ الحديث } لنه تركها من جرائي { أي‪:‬‬
‫من أجلي وقد دلت الدلة على أن من هم بالسيئة فلم يعملها فإنه ينقسم إلى ثلث أقسام‪:‬‬
‫القسم الول‪ :‬أن يحاول فعلها ويسعى فيه ولكن لم يدركه لن يكتب عليه وزر السيئة كاملة‪.‬‬ ‫•‬
‫القسم الثاني‪ :‬إن بها ثم يعزف عنها ل خوفا من ال ولكن لن نفسه عزفت فهذا يكتب له ول عليه‪.‬‬ ‫•‬
‫القسم الثالث‪ :‬أن يتركها ل عز وجل خوفًا منه وخشية فهذا كما جاء في هذا الحديث يكتبها ال حسنة كاملة‪.‬‬ ‫•‬
‫سّيَئِة َفلَ‬
‫جاَء ِبال ّ‬‫ن َ‬ ‫شُر َأْمَثاِلَها َوَم ْ‬‫عْ‬ ‫سَنِة َفَلُه َ‬
‫حَ‬ ‫جاَء ِباْل َ‬
‫ن َ‬ ‫قال‪ } :‬وإن هم بها فعملها كتبها ال سيئة كاملة { ويشهد لهذا قوله تعالى‪َ :‬م ْ‬ ‫•‬
‫ل ِمْثَلَها ]النعام‪ [160:‬وهذا الحكم بالنسبة للسيئة أي‪ :‬أنها تكون سيئة واحدة في مكة وغيرها وفي كل زمن إل في الشهر‬ ‫جَزى ِإ ّ‬ ‫ُي ْ‬
‫ب َأِليٍم ]الحج‪.[25:‬‬ ‫عَذا ٍ‬‫ن َ‬ ‫ظلٍْم ُنِذْقُه ِم ْ‬
‫حاٍد ِب ُ‬‫ن ُيِرْد ِفيِه ِبِإْل َ‬
‫الحرم ولكنها في مكة تكون أشد وأعظم لهذا قال ال تعالى‪َ :‬وَم ْ‬
‫جاَء‬‫ن َ‬ ‫وقال العلماء‪ :‬إن الحسنات والسيئات تضاعف في كل زمن فاضل وفي كل مكان فاضل ول تضاعف بالعدد لقوله تعالى‪َ :‬م ْ‬ ‫•‬
‫شُر َأْمَثاِلَها ]النعام‪ [160:‬ولهذا الحديث الذي ساقه المؤلف ‪ -‬رحمه ال ‪ -‬إن ال يكتبها سيئة واحدة‪ .‬قال المؤلف‪:‬‬ ‫عْ‬ ‫س َنِة َفَلُه َ‬
‫حَ‬
‫ِباْل َ‬
‫) رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما بهذه الحروف (‪ .‬أي‪ :‬أن المؤلف ‪ -‬رحمه ال ‪ -‬ساقه بلفظه وأكد ذلك ‪ -‬رحمه ال ‪ -‬لما في‬
‫الحديث من البشارة العظيمة والحسان العظيم‪.‬‬
‫شرح الحديث الثامن والثلثون‬ ‫عودة للحديث‬ ‫الربــعــون الــنـوويــة‬

‫قوله‪ } :‬إن ال تعالى قال‪ :‬من عادى لي ولّيا فقد آذنته بالحرب { هذا الحديث حديث قدسي لن النبي رواه عن ربه‬ ‫•‬
‫وكل حديث رواه النبي عم ربه يسمى عند العلماء حديثًا قدسيًا‪ .‬المعاداة ضد الموالة‪ ،‬والولي ضد العدو وأولياؤه‬
‫ن )‪(62‬‬ ‫حَزُنو َ‬
‫ل ُهْم َي ْ‬
‫عَلْيِهْم َو َ‬
‫ف َ‬
‫خْو ٌ‬
‫ل َ‬
‫ل َ‬‫ن َأْوِلَياَء ا ِّ‬
‫ل ِإ ّ‬
‫سبحانه وتعالى هم المؤمنون المتقون ودليله قوله تعالى‪َ :‬أ َ‬
‫ن ]يونس‪.[63-62‬‬ ‫ن آَمُنوا َوَكاُنوا َيّتُقو َ‬
‫اّلِذي َ‬
‫وقوله‪ } :‬آذنته { يعني‪ :‬أعلمته أي‪ :‬إني أعلنت الحرب‪ ،‬فيكون من عادى ولياً من أولياء ال فقد آذن ال تعالى بالحرب‬ ‫•‬
‫ي عبدي بشيء أحب إلى مما افترضته‬ ‫وصار حربًا ل‪ ،‬ثم ذكر تبارك وتعالى أسباب الولية فقال‪ } :‬وما تقرب إل ّ‬
‫عليه { يعني‪ :‬ما عبدني أحد بشيء أحب إلى مما افترضته عليه لن العبادة تقرب إلى ال سبحانه وتعالى فمث ً‬
‫ل‬
‫ل‪ ،‬ودرهم من زكاة‪ ،‬أحب إلى ال من درهم صدقة‪ ،‬حج فريضة‬ ‫ركعتان من الفريضة أحب إلى ال من ركعتين نف ً‬
‫أحـب إلـى الـ مـن حـج تطوع‪ ،‬صـوم رمضان أحـب إلـى الـ مـن صـوم تطوع‪ ،‬وهلـم جرى ولهذا جعـل الـ تعالى‬
‫الفرائض لزمة في العبادة مما يدل على آكاديتها ومحبته لها‪.‬‬
‫} ول يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل { يعني‪ :‬الفرائض والفعل } ل يزال { يدل على الستمرار يعني‪ :‬ويستمر‬ ‫•‬
‫ي بالنوافل { يعني‪ :‬بعد الفرائض حتى أحبه ال‪ } ،‬حتى { تحتمل هنا الغاية وتحتمل التعليل فعلى‬ ‫} عبدي يتقرب إل ّ‬
‫ي بالنوافل‬
‫الول يكون المعنى‪ :‬أن تقربه إلى ال يوصله إلى محبة ال‪ ،‬وعلى الثاني يكون المعنى‪ :‬ل يزال يتقرب إل ّ‬
‫ويكون هذا التقرب سببًا لمحبته والغاية واحدة‪.‬‬
‫} فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به { أي‪ :‬سددته في كل ما يسمع فل يسمع إل ما فيه الخير له وليس المعنى أن‬ ‫•‬
‫ال يكون سمع النسان لن سمع النسان صفه من صفاته أي‪ :‬صفات النسان محدث بعد أن لم يكن‪ ،‬وهو صفة فيه‬
‫أي‪ :‬في النسان وكذلك يقال في } بصره الذي يبصر به { أي‪ :‬أن ال فيما يرى إل ما كان فيه خير ول ينظر إل إلى‬
‫ما كان فيه خير‪.‬‬
‫} ويده التي يبطش بها { يقال فيها ما سبق في السمع أي‪ :‬أن ال تعالى يسدده في بطشه وعمله بيده فل يعمل إلى ما‬ ‫•‬
‫فيه الخير‪.‬‬
‫} ولئن سألني { أي‪ :‬دعاني بشيء وطلب مني شيئا } لعطينه {‪.‬‬ ‫•‬
‫} ولئن استعاذني لعيذنه { فذكر السؤال الذي به حصول المطلوب‪ ،‬والستعاذة التي بها النجاة من المهروب وأخبر‬ ‫•‬
‫أنه سبحانه وتعالى يعطي هذا المتقرب إليه بالنوافل يعطيه ما سأل ويعيذه مما استعاذ‪.‬‬
‫شرح الحديث التاسع والثلثون‬ ‫عودة للحديث‬ ‫الربــعــون الــنـوويــة‬

‫قوله‪ } :‬تجاوز { بمعنى‪ :‬عفا‪ } ،‬الخطأ { فعل الشيء عن غير قصد‪ } ،‬النسيان { ذهول القلب‬ ‫•‬
‫عن شيء معلوم‪ ،‬والستكراه إلجاء النسان‪ ،‬وهذه ثلثة أشياء بين فيها النبي أن ال تجاوز‬
‫سيَنا‬
‫ن َن ِ‬‫خْذَنا ِإ ْ‬
‫ل ُتَؤا ِ‬‫عن أمته هذه الشياء الثلثة وقد دل على ذلك القرآن قال ال تعالى‪َ :‬رّبَنا َ‬
‫ح ِفيَما‬‫جَنا ٌ‬‫عَلْيُكْم ُ‬‫س َ‬ ‫طْأَنا ]البقرة‪ [ 286:‬فقال ال‪ ) :‬قد فعللت (‪ ،‬وقال ال تعالى‪َ :‬وَلْي َ‬ ‫خَ‬ ‫َأْو َأ ْ‬
‫ن َبْعِد ِإيَماِنِه ِإ ّ‬
‫ل‬ ‫ل مِ ْ‬ ‫ن َكَفَر ِبا ِّ‬
‫ت ُقُلوُبُكْم ]الحزاب‪ [5:‬وقال تعالى‪َ :‬م ْ‬ ‫ن َما َتَعّمَد ْ‬ ‫طْأُتْم ِبِه َوَلِك ْ‬
‫خَ‬‫َأ ْ‬
‫عَذا ٌ‬
‫ب‬ ‫ل َوَلُهْم َ‬ ‫ن ا ِّ‬‫ب ِم َ‬ ‫ض ٌ‬ ‫غ َ‬ ‫صْدًرا َفَعَلْيِهْم َ‬
‫ح ِباْلُكْفِر َ‬
‫شَر َ‬
‫ن َ‬
‫ن َم ْ‬
‫ن َوَلِك ْ‬
‫ليَما ِ‬
‫ن ِبا ِْ‬
‫طَمِئ ّ‬
‫ن ُأْكِرَه َوَقْلُبُه ُم ْ‬
‫َم ْ‬
‫ظيٌم ]النحل‪.[106:‬‬ ‫عِ‬‫َ‬
‫فيستفاد من هذا الحديث فوائد‪:‬‬ ‫•‬
‫منها سعة رحمة ال عز وجل وأن رحمته سبقت غضبه‪ ،‬ومنها أن النسان إذا فعل الشيء خطًأ‬ ‫•‬
‫فإنه ل يؤاخذ عليه ولكن إن كان محرمًا فإنه ل يترتب عليه إثم ول كفارة ول فساد عبادة وقع‬
‫فيها‪ ،‬وأما إن كان ترك واجب فإنه يرتفع عنه الثم ولكن ل بد من تدارك الواجب‪.‬‬
‫ومن فوائد الحديث‪:‬‬ ‫•‬
‫أن من أكره على شيء قولي أو فعلي فإنه ل يؤاخذ به لقوله ‪ } :‬وما استكرهوا عليه { وهذا‬ ‫•‬
‫عام سواء كان الكراه على فعل أو على قول ول دليل لمن فرق بين الكراه على الفعل والكراه‬
‫على القول‪ ،‬ولكن إذا كان الكراه في حق آدمي فإنه يعامل بما تقتضيه الدلة الشرعية مثل‪ :‬أن‬
‫يكره شخصًا على قتل شخص آخر فإنه يقتل المكره لن الكراه ل يبيح قتل الغير ول يمكن ول‬
‫يجوز للنسان أن يستبقي حياته بإتلف غيره‪.‬‬
‫شرح الحديث الربعون‬ ‫عودة للحديث‬ ‫الربــعــون الــنـوويــة‬

‫الحديث الربعون عن ابن عمر رضي ال عنهما قال‪ ) :‬أخذ رسول ال بمنكبي ( يعني‪ :‬أمسك بهما‬ ‫•‬
‫لجل أن يسترعي انتباهه ليحفظ ما يقول فقال له‪ } :‬كن في الدنيا كأنك غريب‪ ،‬أو عابر سبيل { الغريب‪:‬‬
‫المقيم في البلد وليس من أهلها‪ ،‬أو عابر سبيل‪ :‬هو الذي مر بالبلد‪ ،‬وهو ماشي مسافر‪ ،‬ومثل هؤلء ‪-‬‬
‫أعني الغريب أو عابر سبيل ‪ -‬ل يتخذ هذا البلد موطنًا ومستقرًا‪ ،‬لنه مسافر فأخذت هذه الموعظة من‬
‫عبدال بن عمر رضي ال عنهما ما أخذت من قلبه ولهذا كان يقول‪ ) :‬إذا أمسيت فل تنتظر الصباح وإذا‬
‫أصبحت فل تنتظر المساء ( يعني إذا أمسيت فل تقول‪ :‬سوف أبقى إلى الصباح‪ ،‬كم من إنسان أمسى ولم‬
‫يصبح‪ ،‬وكذلك قوله‪ ) :‬وإذا أصبحت فل تنتظر المساء ( فكم من إنسان أصبح ولم يمسي ومراد بن عمر‬
‫في ذلك‪ :‬أن ينتهز النسان الفرصة للعمل الصالح حتى ل تضيع عليه الدنيا وهو ل يشعر‪.‬‬
‫قال‪ ) :‬وخذ من صحتك لمرضك ( يعني‪ :‬بادر في الصحة قبل المرض فإن النسان ما دام صحيحًا يسهل‬ ‫•‬
‫عليه العمل‪ ،‬لنه صحيح منشرح الصدر منبسط النفس‪ ،‬والمريض يضيق صدره ول تنبسط نفسه فل‬
‫يسهل عليه العمل‪.‬‬
‫قال‪ ) :‬ومن حياتك لموتك ( أي انتهز الحياة ما دمت حيًا قبل أن تموت لن النسان إذا مات انقطع عمله‬ ‫•‬
‫صح ذك عن النبي حيث قال‪ } :‬إذا مات النسان انقطع عمله إل من ثلث‪ :‬صدقة جارية‪ ،‬أو علٍم ينتفع‬
‫به‪ ،‬أو ولد صالح يدعو له {‪.‬‬
‫ومن فوائد هذا الحديث‪ :‬أنه ينبغي للنسان أن يجعل الدنيا مقر إقامه لقوله‪ } :‬كن في الدنيا كأنك غريب‬ ‫•‬
‫أو عابر سبيل {‪.‬‬
‫ومن وفوائده‪ :‬أنه ينبغي للعاقل مادام باقيًا والصحة متوفرة أن يحرص على العمل قبل أن يموت فينقطع‬ ‫•‬
‫عمله‪ ،‬ومنها أنه ينبغي للمعلم أن يفعل السباب التي يكون فيها انتباه المخاطب لن النبي أخذ بمنكبي‬
‫عبدال بن عمر رضي ال عنهما‪.‬‬
‫ومن وفوائد الحديث‪ :‬فضيلة عبدال بن عمر رضي ال عنهما حيث تأثر بهذه الموعظة من رسول ال ‪.‬‬ ‫•‬
‫شرح الحديث الحادي والربعون‬ ‫عودة للحديث‬ ‫الربــعــون الــنـوويــة‬

‫قوله‪ } :‬ل يؤمـن { أـي ليؤمـن اليمان الكامـل‪ ،‬وليـس المراد نفي اليمان‬ ‫•‬
‫بالكلية‪.‬‬
‫وقوله‪ } :‬حتى يكون هواه { أي‪ :‬ميله وإرادته‪.‬‬ ‫•‬
‫وقوله‪ } :‬تبعًا لما جئت به { أي‪ :‬لما جاء به من الشرع فل يلتفت إلى غيره‪.‬‬ ‫•‬
‫قال المؤلف‪ ) :‬حديث صحيح رويناه في كتاب الحجة بإسناد صحيح (‪.‬‬ ‫•‬
‫><فـي الحديـث فوائـد منهـا‪ :‬أـن اليمان قد ينفى عـن مـن قصر في بعض‬ ‫•‬
‫واجبه فقوله‪ } :‬ل يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعًا لما جئت به { وهذا‬
‫موقوف علـى مـا ورد بـه الشرع‪ ،‬فليـس للنسـان أـن ينفـي اليمان عن‬
‫الشخص بمجرد أنه رآه على معصية حتى يثبت بذلك دليل شرعي‪.‬‬
‫ومن فوائد هذا الحديث‪ :‬وجوب النقياد لما جاء به النبي ‪.‬‬ ‫•‬
‫ومن فوائده‪ :‬أنه يجب تخلي النسان عن هواه المخالف لشريعة ال‪.‬‬ ‫•‬
‫ومن فوائده‪ :‬أنه اليمان يزيد وينقص كما هو مذهب أهل السنة والجماعة‪.‬‬ ‫•‬
‫شرح الحديث الثاني والربعون‬ ‫عودة للحديث‬ ‫الربــعــون الــنـوويــة‬

‫هذا الحديث من الحاديث القدسية التي يرويها النبي عن ربه أنه قال جل وعل‪ } :‬يا بن آدم { الخطاب‬ ‫•‬
‫لجميع بني آدم‪ } ،‬إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك {‪ } ،‬ما { شرطية يعني‪ :‬متى دعوتني ورجوتني‪.‬‬
‫} دعوتني { أي‪ :‬سألتني أن أغفر لك‪ } .‬رجوتني { رجوت مغفرتي ولم تيأس‪ } ،‬غفرت لك { هذا جواب‬
‫الشرط والمغفرة ستر الذنب والتجاوز عنه أي‪ :‬أن ال يستر ذنبك عن الناس ويتجاوز عنك فل يعاقبك‪.‬‬
‫وقوله‪ } :‬على ما كان منك ول أبالي { يعني على ما كان منك من المعاصي وهذا يشهد له قوله تعالى‪:‬‬
‫جِميعًا ِإّنُه ُهَو اْلَغُفوُر‬
‫ب َ‬
‫ل َيْغِفُر الّذُنو َ‬
‫ن ا َّ‬
‫ل ِإ ّ‬
‫حَمِة ا ِّ‬
‫طوا ِمن ّر ْ‬
‫ل َتْقَن ُ‬
‫سِهْم َ‬
‫عَلى َأنُف ِ‬‫سَرُفوا َ‬ ‫ن َأ ْ‬
‫ي اّلِذي َ‬
‫عَباِد َ‬
‫ل َيا ِ‬‫ُق ْ‬
‫حيُم ]الزمر‪.[53:‬‬ ‫الّر ِ‬
‫} يا بن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء { يعني‪ :‬لو بلغت أعلى السماء‪ } ،‬ثم استغفرتني غفرت لك {‬ ‫•‬
‫يعني‪ :‬مهما عظمت الذنوب حتى لو وصلت السماء بكثرتها ثم استغفرت ال بصدق وإخلص وافتقار‬
‫غفر ال لك‪.‬‬
‫} يا بن آدم إنك لو أتيتني بقراب الرض خطايا ثم لقيتني ل تشرك بي شيئًا لتيتك بقرابها مغفرة { قرابها‬ ‫•‬
‫يعني قرب ملئها إذا لقي النسان ربه عزوجل بقراب الرض أي‪ :‬ملئها أو قربها خطايا لكنها دون الشرك‬
‫ولهذا قال‪ } :‬ثم لقيتني ل تشرك بي شيئًا لتيتك بقرابها مفغرة { وهذا يدل على فضيلة الخلص وأنه‬
‫سبب لمغفرة الذنوب‪.‬‬
‫في هذا الحديث من الفوائد‪ :‬أن النسان مهما دعا ال بأي شيء ورجا ال في أي شيء إل غفر له‪.‬‬ ‫•‬
‫ومن فوائده‪ :‬بيان سعة فضل ال عزوجل ‪.‬‬ ‫•‬
‫ومن وفوائده; أن الذنوب وإن عظمت إذا استغفرالنسان ربه منها غفرها ال له ‪.‬‬ ‫•‬
‫ل يَْغِفُر أَ ْ‬
‫ن‬ ‫ل َ‬‫ن ا َّ‬ ‫ومن فوائد هذا الحديث‪ :‬فضيلة الخلص وأنه سبب لمغفرة الذنوب وقد قال تعالى‪ِ :‬إ ّ‬ ‫•‬
‫شاُء ]النساء‪.[48:‬‬ ‫ن َي َ‬‫ك ِلَم ْ‬
‫ن َذِل َ‬
‫ك ِبِه َوَيْغِفُر َما ُدو َ‬
‫شَر َ‬‫ُي ْ‬
‫فنسأل ال تعالى أن يعمنا جميعًا بمغفرته ورضوانه وأن يهب لنا منه رحمته إنه هو الوهاب‪.‬‬ ‫•‬

You might also like