Professional Documents
Culture Documents
تَميّـز النصف الثاني من القرن العشرين وخصوصا العشريتين الخيرتين منه بمجموعة
مـن التغيرات تتضـح مظاهرهـا فـي كافـة المجالت :القتصـادي ،الجتماعـي والثقافـي،
السياسي والتكنولوجي .ومن أهمها :ظاهرة العولمة بسلبياتها و إيجابياتها ،النفتاح العالمي
وتحر ير التجارة الدول ية وإزالة كا فة العوائق والقيود أمام انتقال ال سلع والخدمات ورؤوس
الموال ،التطور التكنولوجي السريع وتعدّد المنتجات المعروضة كمّا ونوعا.
دخلت المؤسسة الصناعية الجزائرية القرن الحادي و العشرين بخطى متثاقلة ،لتجد نفسها
أمام تحديات كـبيرة تفرضهـا تغيرات المحيـط الخارجـي الواسـع باعتبار المؤسـسة تعيـش
ضمن نظام مفتوح والتي تزداد سرعة و تعقيدا يوما بعد يوم ،وخاصة بعد توقيع الجزائر
على اتفاقيـة الشراكـة الورومتوسـطية و اعتبار الجزائر شريـك مـع التحاد الوربـي و
الطموح و التحض ير بجد ية للنضمام إلى المنض مة العالم ية للتجارة ، OMCو ما يت بع
ذلك من مناف سة قو ية و شديدة للمنتجات الجنب ية فضل عن المناف سة الوطن ية ال تي ر سم
معالم ها اقت صاد ال سوق م نذ انهيار النظام الشترا كي ،و تأ ثر الزبون بالتطورات المحي طة
به م ما أدى إلى تغي ير أذوا قه واحتياجا ته خ صوصا بعد ما أ صبح بإمكا نه الطلع على
مختلف منتجات دول العالم والخ صائص ال تي تتميّز ب ها سواء ما يتعلق بال سعر أو الجودة
أو الخدمات والمنا فع ال تي تقدم ها ،وذلك من خلل الو سائل والبتكارات التكنولوج ية من
و سائل العلم والت صال وبال خص شب كة النترن يت .بالتالي أ صبح الزبون يفا ضل ب ين
السلع والخدمات ليس فقط على أساس السعر كما كان عليه في السابق وإنما أصبح يختار
المنتجات ذات الجودة العاليـة ،وهذا يعنـي أنـه يسـتلزم الهتمام أكثـر بجانـب الجودة فـي
المنتجات المـر الذي يتعدى هذا ليشمـل المرحلة مـا قبـل النتاج إلى النتاج ثـم البيـع أو
الت سويق و موا صلة العمل ية إلي ما ب عد الب يع ممّا د فع بالمفكر ين والمنظمات بالب حث عن
أ ساليب إدار ية ته تم بالجودة وبإدارة الجودة .و من أ هم العنا صر ال تي تعت مد علي ها هذه
المناف سة عن صري التخط يط لجودة للمنتجات و البداع التكنولو جي ،فه ما هدفان أ ساسيان
يجب إدراجهما في قائمة الهداف إن كانت المؤسسة جادة في مسايرة التطورات الداخلية
و الخارجيـة ،و تعـد الجودة أحـد السـبقيات التنافسـية الهامـة التـي تسـعى المؤسـسات إلى
تحقيقهـا فـي مختلف المياديـن ،و كذلك جذب المسـتهلكين و تحقيـق التميـز و الريادة فـي
السوق ،و العمل على إدخال مبدأ البتكار و البداع التكنولوجي داخل المؤسسة و بتشجيع
الخرين على إبداء الرأي و الفكار و المقترحات
-2طرح الشكالية:
وانطلقا من أهمية التخطيط للجودة و البداع التكنولوجي ،ونطرح إشكالية هذا البحث
كالتالـي:
إلى أي مدى يمكـن السـتفادة مـن عمليـة التخطيـط لجودة المنتجات و البداع
التكنولوجي في المؤسسـة القتصادية الجزائرية ؟
ولللمام بكل جوانب الدراسة نجزئ هذه الشكالية إلى التساؤلت الفرعية التـالية:
ما هي المقصود بالجودة و المراحل المختلفة لتطور إدارة الجودة تاريخيا؟
ماهية العلقة القائمة بين عملية التخطيط للجودة و البداع التكنولوجي ؟
ما هي وضعية المؤسسة القتصادية الجزائرية من التخطيط للجودة و البداع التكنولوجي؟
-3فرضيات البحث:
نعتمد في تحليلنا ومعالجتنا لهذا الموضوع على مجموعة من الفرضيــات ،و سنحاول
الجابة عنها و التأكد من صحتها في هذه الدراسة:
إن قدرة المؤسـسة على تلبيـة احتياجات و رغبات المسـتهلك بشكـل مميـز ،و مواجهتهـا
للمنافسة يعتمد أساسا على توفرها لدارة الجودة الفعالة و الجيدة.
تع تبر عمل ية التخط يط للجودة و تطو ير المنتجات الجديدة عمل ية ها مة بالن سبة للمؤ سسة،
خاصة في ظل اشتداد المنافسة المحلية
يعتـبر البداع التكنولوجـي عمليـة غايـة الهميـة ،حيـث أنـه يوفـر تقنيات و أسـاليب إنتاج
حديثة ،بالضافة إلى خلق منتجات جديدة و منافسة في السوق.
يمثل وجود مؤسسات تستطيع النفاذ بمنتوجها إلى السواق الخارجية عامل مشجع لتحسين
تنافسية المؤسسة ،مرآة عاكسة لتحكمها في عملية التخطيط للجودة و البداع التكنولوجي.
-4أسباب اختيار البحث:
توجد عدة أسباب دفعتنا إلى اختيار البحث في هذا الموضوع دون غيره نجملها فيما يلي:
-1نوع التخصـص العلمـي الذي درسـناه ،فهذا الموضوع ذو صـلة متينـة و قويـة بعلوم
التسيير تخصص إدارة العمال.
-2الم يل ال طبيعي و الرغ بة للب حث وال ستطلع في موضوع إدارة النتاج (الجودة و
البداع التكنولوجي) وأثره في رفع مكانة و تنافسية المؤسسات.
-3الحساس بأهمية التخطيط للجودة و البداع التكنولوجي في الوقت الراهن و محاولة
تحقيق الرضا للزبون.
-4نقص الدراسات والبحوث السابقة و محاولة التعرض للموضوع.
-5محاولة لفـت اهتمام مسـؤولي المؤسـسات القتصـادية الجزائريـة إلى الهميـة يمكـن
الستفادة منها من عملية التخطيط للجودة و البداع التكنولوجي.
-5أهمية و أهداف البحث:
إن أهمية هذا البحث تكمن في تحليل مفهوم التخطيط للجودة و البداع التكنولوجي
وعر ضه ب صفة مب سطة سهلة ال ستيعاب ،وهكذا ي صبح في متناول الباحث ين ونج عل م نه
أرضية نظرية ود عم يمكن هم من إنجاز درا سات نظر ية أخرى مكملة أو درا سات ميدانية
ـق الميزة
ـم و تحقيـ
ـي دعـ
ـط للجودة و البداع التكنولوجـ
جديدة تتعلق بموضوع التخطيـ
التناف سية للمؤ سسة و التنم ية القت صادية و فق هذا الهتمام ،ك ما يمكن ني أن أقول بأن هذا
الموضوع بإمكانه أن يدعم ويسد نقصا موجودا في هذا المجال.
أهداف البحث:
إن النتائج التي أصبو الوصول إليها خلل بحثي هذا أختصرها فيما يلي:
-1تسـليط الضوء على موضوع تسـيير النتاج عامـة و تخطيـط الجودة و البداع
التكنولوجي خاصة.
-2اكتشاف المكانـة و العلقـة التـي تربـط عمليـة التخطيـط للجودة و البداع
التكنولوجي وهذا لتحقيق الميزة التنافسية للمؤسسة.
-3إظهار مدى تطـبيق وممارسـة التخطيـط للجودة و البداع التكنولوجـي على
مستوى المؤسسة الجزائرية..
-4توفيـر مادة نظريـة وميدانيـة حول هذا الموضوع لزملئنـا الباحثيـن ،ومـن ثـم
إثراء المكتبـة ببحـث جديـد يكون دعمـا لمـن يريـد تعميـق البحـث فـي هذا
الموضوع.
اتبع نا في هذا الب حث من هج درا سة الحالة لمعال جة الشكال ية المطرو حة ،وهذا المن هج يمكن نا من
التعرف على وضعية مؤسسة اقتصادية واحدة بشيء من التفصيل ،وحتى نتوصل إلى نتيجة واضحة
بشأنها -قد تعمم إذا تساوت الظروف والمكانات ،-وقد وقع اختيارنا على المؤسسة الوطنية للصناعة
اللكترونيـة ) ENIEسـيدي بلعباس( نظرا لمكانـة المؤسـسة الرائدة فـي مجال تقديمهـا و تسـويقها
لمنتجات خاصيتها الساسية أنها تتميز بالجودة العالية.
-7صعوبات البحث:
من أهم الصعوبات التي واجهتنا في أثناء إنجاز هذا البحث ما يلي:
-1نقص المراجع المتعلقة بإشكالية البحث مباشرة بحيث أن أغلبية البحوث و الكتب
و المقالت المتوفرة تتحدث عـن أحـد جانـبي الموضوع ) تخطيـط الجودة أو البداع
التكنولوجي( مستقل عن الخر ،أما المراجع التي بحثت في تفاصيل العلقة بين التخطيط
للجودة و البداع التكنولوجي فهي قليلة نسبيا.
-2صـعوبة الحصـول على بعـض المعلومات فـي مؤسـسة ENIEمحـل الدراسـة
التطبيقية.
-8تقسيمات البحث:
_ مقدمة الفصل
-تعني دراسة الدارة في الفترة الخيرة بأهمية شديدة بين الدارسين و الممارسين
في مختلف أوجه النشاط القتصادي ،ويرجع هذا لسبب تعاظم أهمية دراسة
الدارة وتطبيق مبادئها في مجتمعانا الحديث إلى تزايد تأثير المتغيرات
والظروف البيئية المختلفة من جهة ،ومن جهة أخرى إلى زيادة حدة المنافسة
بين المؤسسات المختلفة مما أدى إلى زيادة الهتمام بالداء الفعال داخل تلك
المؤسسات.
-التعريف
إن الوصول إلى تعريف شامل ومحدد لمعنى كلمة " إدارة " واجه الكثير من
الصعوبات حيث يختلف معنى الدارة باختلف وجهة النظر القائم بالتعريف ،و نواحي
1
التركيز الذي ينظر إلى الدارة من خلل الوقت الذي أصيغ فيه التعريف.
و باستعراض هذه التعريفات نجد أن اغلبها يعكس انتماءات و اهتمامات مقدميها,
والمشاكل التي واجهها المفكرون في ذالك الوقت.
فنجد أن فريد يريك تايلور يرى آن الدارة هي " أن تعرف بالضبط ماذا تريد ثم تتأكد
أن الفراد يؤدونه بأحسن وارخص وسيلة ممكنة ".2
وفي نفس التجاه يقول ماكس فيبر أن الدارة "هي المتخصصة بجنب أي -
محمد فريد الصحن ,و آخرون ,مبادئ الدارة ,الدار الجامعية ,السكندرية ,2002 2001 ,ص .21 1
-فيقول هينري فايول" إن معنى أن تدير هو أن تتنبأ وتخطط وتنظم وتراقب "
1
-أما درا كر فيعرف الدارة بأنها" وظيفة ومعرفة وعمل يتم إنجازه و يطبق
المديرون هذه المعرفة لتنفيذ هذه الوظائف و تلك العمال".
-ويرى كونتر وادونال أن الدارة هي "وظيفة تنفيذ الشياء من خلل الخرين
".
-أما سيك فيقدم تعريفا اشمل نسبيا وهو "أن الدارة هي تنسيق الموارد من خلل
عمليات التخطيصط و التوجيصه و الرقابصة حتصى يمكصن الحصصول على أهداف
محددة ".
-ومـن التجاهات الحديثـة نسـبيا فـي النظـر للدارة هـي ضرورة الخـذ بعيـن
العتبار الظروف والمتغيرات البيئية الخارجية التي تعمل في ظلها المنظمة و
المؤثرة في عمل الدارة ويعكس التعريف إلي قدمه روبرت البانيز هذا التجاه
عندما أشار
صم
صط و التنظيص
صن خلل العمليات المتماثلة للتخطيص
صة مص
-الفعال للموارد المتاحص
والتوج يه والرقا بة لتحق يق أهداف الع مل الجما عي بطري قة تع كس الظروف
البيئية السائدة و تحقق المسؤولية الجتماعية لذالك العمل ".
-وظائف الدارة
نفس المرجع 1
-إن تحقيق أهداف العمل الجماعي يتم من خلل القيام بالعمليات الدارية للتنسيق
و السـتخدام الفعال للموارد المتاحـة وتتشكـل مجموعـة مـن النشطـة اللزمـة
لتحقيـق ذالك إلى أن الدارة هـي "إيجاد و المحافظصة على ظروف بيئيصة يمكصن
من خللها للفراد تحقيق أهداف معينة بكفاءة و فعالية ".
-ومـن وجهـة نظـر شاملة يمكـن النظـر إلى العمليـة الداريـة مـن خلل أربعـة
وظائف أسـاسية ,تشكـل فيمـا بينهـا مزيجـا متكامل يمكـن للمديـر مـن خللهـا
الوصـول إلى أهداف وحدتـه التنظيميـة و هـي التخطيـط ,التوجيـه ,الرقابـة و
التنظيم.
. 1التخطيط:
-يعتبر التخطيط الوظيفة الولى في العملية الدارية يعرف التخطيط بأنه
"السلوب العلمي والواعد لدارة الجتمع وتوجيهه الوارد البشرية والادية والالية
التاحة فيه على النحو الذي يساعد ف تقيق الهداف القتصادية والجتماعية ف
أقصر وقت مكن وبأقل جهد ،وبأدن أمد من الضياع",،1فعن طريق التخطيط
تحدد الهداف المطلوب إنجازها لكل مستوى من التنظيم و الوسائل الواجب
إتباعها لتحقيق هذه الهداف ,ومن ثم فان الخطط الموضوعة في كل مستوى
من المستويات الدارية تحدد طريقة لتحقيق هذه الهداف ,و تعتبر
الستراتيجيات و السياسات و الجراءات و البرامج و القواعد و الميزانيات
أمثلة للخطط التي تساعد في إنجاز الهداف.
-وهناك مجموعتان أساسيتان من الخطط ,فالولى التخطيط طويل الجل و
تغطي عادة فترة زمنية طويلة نسبيا مثل خطط تقديم المنتجات الجديدة ,و
تطوير المنتجات الحالية و خطط التوسع في الطاقة النتاجية ،بينما التخطيط
قصير الجل يتضمن الخطط التي توضع لجدولة النتاج خلل السبوع أو
الشهر و خطط المبيعات خلل ستة شهور أو أقل.
- 1خظري كاظم حمود – هابيل يعقوب فاخوري ،إدارة النتاج والعمليات النتاجية ،الطبقة الولى ،دارى الصفا ،عمان،
، 2001ص .263
-و كذالك وقت التخطيط في خطة المشرف اقل من الوقت الذي تتضمنه خطة
مدير النتاج ,و هذه الملحظات تقودنا إلى استنتاج هام و هو انه كلما صعدنا
إلى المستويات الدارية العلى كلما زاد نطاق التخطيط وطالت الفترة الزمنية
التي تغطيها الخطة .
التنظيم:
_ تتضمن وظيفة التنظيم تحديد العلقات التنظيمية المطلوبة داخل العمل و اللزمة لتغيير
الخطط السابق وضعها وتحديد خطوط السلطة و درجة المركزية واللمركزية المطلوبة
في اتخاذ القرارات و تجميع العمال و النشطة داخل وحدات تنظيمية وتحديد نطاق
الشراف الواجب تطبيقه ,و بصفة عامة يحدد التنظيم طريقة تنفيذ الخطط من خلل
الوحدات التنظيمية المختلفة داخل المنظمة .
ويكن تعريف التنظيم "بأنه عملية منهجية يتم من خللا تديد النشطة والعمال والهام الت
يب القيام با لتحقيق رسالة النشأة وأهدافها وتصنيف هذه النشطة والعمال والهام ث تقسيمها
و/أو تميعها حسب أسس مددة يتم التفاق عليها .وتديد الصلحيات والواجبات الرتبطة يتلك
النشطة والعمال والهام .وتوصيف شكل وطبيعة العلقة بينها با يكن الفراد من التعاون فيما
".1بينهم لتوظيف إمكانيات وموارد النشأة بأعلى كفاءة تقق أهداف النظمة ومصال العاملي
وهناك العديد من المبادئ الدارية التي تستند عليها العملية التنظيمية مثل مبدأ وحدة
الرئاسة,وحدة التوجيه وتقسيم العمل ,المركزية و اللمركزية ...,ومن ثم فمن الممكن
إن يختلف التنظيم المطلوب لنجاز الهداف في منظمة عن أخرى تبعا لختلف توجهات
الدارة العليا للمنظمة و تاريخها في هذا الصدد.
-فقد تختلف درجة المركزية المنوحة للمرؤوسين حسب مدى اقتناع القيادات
بضرورة تفويض السلطة ,فتنظيم إدارة التسويق داخل المنظمة يكون على
1مصطفى محمود أبو بكر ،التنظيم الداري في التنظيمات المعاصرة "مدخل تطبيقي" .الدار الجامعية 84شارع ذكريا
غنيم –تانيس سابقا 2002/2003ص .71
أساس المناطق الجغرافية ,أو المنتجات التي تسوقها المنظمة تبعا لختلف نوع
المشاكل التي تقابلها.
-ويعتبر التنظيم ضروريا في كافة المستويات الدارية فعندما يقسم العمل بين
الدارات ثم بين الفراد فان على المسؤولين أن يتحملوا المسؤولية في مقابل
السلطة الممنوحة لهم لتسيير العمل و محاسبة مرؤوسيهم و تعتبر وظيفة
التنظيم مستمرة للمدير ول تعد لمرة واحدة عند نشأة التنظيم نظر التغير
الواجبات أو تدفق العمل وإعادة تنظيمه وزيادة (أو نقص) السلطة في هذا
الصدد.
3-التوجـيه:
طالمجا أن كجل المديريجن يعملون مجع أفراد ،فيججب عليهجم أن يوفروا الظروف التجي تشججع على
العمل بكفاءة ،و يطلق على وظيفة التوجيه العديد من التسميات مثل :التحفيز ،القيادة ،التأثير،
و إن كانججت كلهججا تدور حول معنججى واحججد و هججو كيفيججة التعامججل مججع الفراد العامليججن داخججل
المؤسسة ،و وظيفة التوجيه عملية معقدة حيث يتم من خللها:
بالضافجججة إلى ضرورة أن يمارس المديجججر دوره القيادي فجججي التأثيجججر على مرؤوسجججيه ،و
باختصار فإن على المدير أن يوفر المزيج المناسب من هذه الجوانب و في الوقات المناسبة
و بالقدر المناسب.
4-الرقابـة:
تمثجل الرقابجة الوظيفجة الخيرة مجن العمليجة الداريجة ،حيجث تتمجل الرقابجة بالتأكيجد مجن دقجة تنفيجذ
الخطط عن طريق مقارنة الداء الفعلي بالمعايير الموضوعية ،وفي حالة اختلفها يتم اتخاذ
الجراءات التصجحيحية لمعالججة هذه النحرافات ،و تتعدد الجراءات الواججب اتخاذهجا حسجب
طبيعججة النحرافات و أسججبابها ،حيججث توجججد إجراءات قصججيرة الجججل تسججتخدم إذا كانججت
النحرافات ناتجججة عججن أسججباب بمكججن معالجتهججا على المدى القصججير ،و قججد تكون الجراءات
التصحيحية طويلة الجل إذا كانت بسبب تقادم اللت أو اختلل في الهيكل التنظيمي...الخ.
ثم نجد أن و وظيفة الرقابة من خلل عملية تصحيح النحرافات تلتقي مع الوظائف الدارية
الخرى ،حيججث يترتججب على عمليججة التصججحيح إجراء تعديلت فججي الخطججط ،أو التنظيججم ،أو
عمليات القيادة و التوجيه.
و يرى العديد من الكتاب ارتباط وظيفتي التخطيط و الرقابة حيث ينظر الكثيرون على أنهما
وجهان لعملة واحدة ،فل يوجججد للرقابججة إذا لم تكججن هناك خطججة معينججة موضوعججة للتنفيججذ ،و
بالعكجس ليجس هناك معنجى لوضجع الخطجط إذا لم يوججد نظام فعال للرقابجة عليهجا ،و بهذا يمكجن
اعتبار وظيفتي التخطيط و الرقابة كجزء من دائرة متكاملة تبدأ بالتخطيط و تنتهي بالرقابة ثم
التخطيط...و هكذا.
و يمكجن القول بأن هذه الوظائف تؤدي بصجورة مسجتمرة و متكاملة فجي نفجس الوقجت ،و يتوقجف
اسجتخدام المزيجج الملئم مجن هذه الوظائف على مكان المديجر فجي الهيكجل التنظيمجي مجن حيجث
الوقت المستغرق في أداء كل وظيفة و الهمية النسبية المعطاة لهذا الوقت.
مفهوم الجودة:
لقد تعددت وتباينت التعريفات التي تطرقت على موضوع الجودة ،في إعطاء تعريف محدد و
شامل لمعنى و مضمون الجودة و من الصعب إيجاد تعريف للجودة تعريفا بسيطا و شامل،
وهذا لسبب تعدد جوانب الجودة.
و لهذا سوف نتطرق إلى مفهوم الجودة من وجهتي نضر مختلفتين و هما:
يرى بان الجودة ":هي مراعاة و احترام خصائص المنتوج المطلوبة من العملء مع غياب
1
أو عدم وجود أي خطأ أو انحراف عن المقاييس المعروفة عن المنتوج".
يري بأن الجودة هي ":هي ملئمة المنتوج للستعمال و دقته لمتطلبات العميل ،وذلك
لما للجودة من أهمية للتصميم و النتفاع و الميسورية التي تهيئ المستلزمات الضرورية
2
للعمل".
و أيضا يعرف الجودة" :هي مجموعة مميزات المنتوج التي تلبي توقعات العميل ،سواء
5
كانت هذه التوقعات صحيحة أو ضمنية أو موضوعية أو ذاتية واعية أو غير واعية"
.1لعزاز مصطفى ،منايف غالية "،الجودة داخل المؤسسة" ،مذكرة التخرج لنيل شهادة الدراسات التطبيقية ،تخصص
محاسبة و ضرائب ،جامعة الجيللي الليابس سيدي بلعباس ،2001-2002 ،ص .05
2
.نفس المرجع.
.3د.داني الكبير معاشو" ،السيطرة على الجودة بين النظري و التطبيقي في المؤسسات الصناعية الجزائرية" ،رسالة لنيل
شهادة دكتوراه دولة في علوم التسيير ،جامعة الجيللي الليابس سيدي بلعباس ،2001-2000 ،ص .08
4
.لعزاز مصطفى ،منايف غالية ،مرجع سبق ذكره ،ص . 05
5
.نفس المرجع،ص . 06
1
يرى الجودة على أنها " :المطابقة مع المتطلبات"
2
الجودة هي تلك السلعة أو الخدمة المتحررة من العيوب أو الخالية منها"
3
يرى الجودة بأنها " :درجة متوقعة من التنافس و العتماد تناسب السوق بتكلفة منخفضة "
4
و يرى أيضا بان الجودة 1988م ":مدى التنبؤ بشجاعة و تطابق المنتوج"
5
"الجودة هي المتانة و التميز للمنتوج"
هي مجموعة من التعريفات التي قدمتها هيئات و مجموعات متخصصة و لها علقة خاصة
في مجال الجودة.
.1د ،مهدي صالح السمرائي" ،إدارة الجودة الشاملة في القطاعين النتاجي و الخدمي" دار جرير للنشر و التوزيع ،الطبعة
الولى،الردن،2007،ص .30
2
.نفس المرحع .
3
.نفس المرحع.
4
.نفس المرحع.
5
د ،توفيق محمد عبد المحسن "،تخطيط و مراقبة جودة المنتجات ،مدخل ادارة الجودة الشاملة" دار النهضة العربية ،مصر،
،1999.ص 13
"الجودة هي قابلية المنتوج أو الخدمة على إرضاء و تلبية رغبات المستعملين و
6
المستهلكين".
"هي مجموعة من خصائص المنتوج أو منتوج يمنح الكفاءة و القدرة على إرضاء رغبات
المستهلكين و المستعملين" .2
" هي كل الخصائص و المظاهر الخاصة لمنتوج معين بحيث تكون قادرة على تلبية الرغبة
4
و الحاجة المحددة من طرف المستعمل أو المستهلك".
عرف الجودة ":أنها أداء العمل الصحيح و بشكل صحيح من المرة الولى ،مع العتماد على
تقييم المستفيد في معرفة مدى تحسن الداء".5
6
.لعزاز مصطفى ،منايف غالية ،مرجع سبق ذكره ،ص . 05
2
.نفس المرجع ,
3
.د .مهدي صالح السمرائي ،مرجع سبق ذكره،ص 30
4
.لعزاز مصطفى ،منايف غالية ،مرجع سبق ذكره ،ص . 05
5
..د .مهدي صالح السمرائي ،مرجع سبق ذكره،ص 28
" عرف الجودة من خلل التركيز على أربعة نقاط هي:
.1التركيز على السلعة المنتجة.
.2التركيز على التركيز بحيث تكون خصائص المنتوج مطابقة
للمواصفات المطلوبة.
.3التركيز على الزبون أو المستفيد.
.4التأكيد على القيمة المضافة على وفق سعر السلعة أو
1
المتطلبات التي يرغب فيها الزبون أو المستهلك".
يعرف الجودة على أنها " :الوفاء لمتطلبات السوق من حيث التصميم و الداء الجيد و
2
خدمات ما بعد البيع".
من ما تم استعراضه من مجمل هذه التعاريف ،يمكن استخلص أن معنى الجودة على أنها:
•إمكانية منتوج أو خدمة ما على تحقيق الشباع و الرضا و حتى السعادة لدى
المستهلك و المستعمل لها.
•الجودة تعني كل تلك المزايا التي يفترض المستهلك توفرها في المنتوج أو
الخدمة ،و المواصفات التي تجذب المشترين لها ،و تضاعف الرغبة فيها وفي
اقتنائها أو الستفادة أو الستمتاع بها.
و إذا تمعننا هذه التعاريف فإننا نجد أن أغلبها تمت وفقا لعدة أبعاد تتعلق برضاء الزبون ،و
تتمثل فيما يلي:3
الداء :ويشير هذا البعد إلى الخصائص الساسية للمنتوج؛
ألعتمادية :و تعني استمرارية و ثبات أداء المنتوج؛
الصلحية :ويشير هذا البعد إلي مدة صلحية المنتوج ابتداء من لحظة استعماله؛
1
.نفس المرجع ،ص 29
2توفبق محمد عبد المحسن ،مرجع سبق ذكره ،ص . 08
3سونيا محمد البكري ،إدارة النتاج و العمليات ،الدار الجامعية ،السكندرية ،2001 ،ص .113
الخصائص الخاصة :و يقصد بالخصائص الضافية التي يتميز بها المنتوج عن غيره من
المنتوجات المنافسة كسهولة الستخدام ،التكنولوجيا العالية أو طريقة التغليف و غيرها؛
المطابقة :و تعني مدى توافق المنتوج مع توقفات المستهلك؛
خدمات ما بعد البيع :و هو بعد يمكن للمؤسسة أن تحقق من خللها ميزة تنافسية و ذلك
بزيادة ثقة الزبائن في منتجاتها ،و تجدر الشارة إلى أن هذا البعد يمكن أن يندرج تحت
الخصائص الخاصة المشار إليها سابقا.
ولذلك فإن التقيد بجودة المنتوج أو الخدمة يعد عملية أخلقية و ثقافية ،لنها تعتمد على
المسؤولية و اللتزام و الثقة.
فالجودة تعبر عن هوية البلد و حضارته من خلل السلع و الخدمات التي يقدمها للسواق
المحلية و القليمية و الدولية ،و التي تعكس صورة البلد و نظامه الجتماعي و الخلقي
الذي يسود فيه و النوعية التي تميز حياة العمل في مؤسساتججه.
بعد تناولنا لكل من كلمتي " الدارة " و " الجودة " كل واحد منهما على حدا و بشكل
مفصل ،و باعتبار وظيفة إدارة الجودة تنطوي على وظيفتين أساسيتين داخل المؤسسة
القتصادية و هما:1
.1التخطيط للجودة.
.2مراقبة الجودة.
حيث عرف معهد الجودة الفيدرالي المريكي إدارة الجودة بأنها ":نظام استراتيجي
متكامل يساعد على تحقيق حالة من الرضا لدى العميل ،و يتضمن هذا النظام المديرين و
أصحاب العمال ( العمال) ،ويستخدم طرقا كمية لحداث تطوير مستمر في عمليا
المنضمة ".2
وكذلك يمكن تعريف إدارة الجودة على أنها" :وظائف و أنشطة الدارة التي من أهمها
سياسة الجودة و وضوح الهداف و المسؤوليات و تطبيقاتها بوسائل عملية مثل تخطيط
الجودة و مراقبتها و توكيدها و تحسينها باستمرار ضمن مواصفات نظلم الجودة".4
2
.د .مهدي صالح السمرائي ،مرجع سبق ذكره ،ص 33
3
.نفس المرجع
4
.نفس المرجع
5المرحع السابق.34 ،
تكون في أحسن المستويات القتصادية التي تسمح بالوصول إلى الرضا الكامل
للزبون".1
إن فلسفة إدارة الجودة قد أسهم في بلورتها و صياغة مبادئها و المداخل الساسية لها
مجموعة من العلماء والمفكرين الرواد الذين يعود الفضل لهم في إرساء هذه الفلسفة أو
النظرية على أسس متينة قابلة للتطبيق على مختلف المؤسسات ،2حيث بدأ التركيز على
مفهوم الجودة في اليابان ثم انتشر بعدها في أمريكا و الدول الوربية ثم باقي دول العالم،3
وفي غالبية دول العالم يلقى تطوير و تحسين جودة النتاج اهتماما ملحوظا .
و يعتبر إشيكاوا الب الروحي لحلقات الجودة و الذي قدم اقتراح تأليف مجموعات
صغيرة من العاملين ،تقوم بالتعرف على المشكلت المتعلقة بأعمالهم بهدف تحسين
مستوي الداء و تطويره ،و الهتمام بالتعليم والتدريب لزيادة مهارة العاملين ،حيث
أخذت عملية التدريب في اليابان مكانها بداية الستينيات من القرن العشرين.6
1
.نفس المرجع
2
.المرحع السابق81 ،
3
.د .محفوظ أحمد جودة"،إدارة الجودة المفاهيم و التطبيقات" ،دار وائل للنشر ،الطبعة الثانية ،2006 ،ص 24
4
.د .توفيق محمد عبد المحسن ،مرجع سبق ذكره ،ص 73
5
.د .محفوظ أحمد جودة ،مرجع سبق ذكره ،ص 34
6
.د .مهدي صالح السمرائي ،مرجع سبق ذكره ،ص 91
يعد كروسبي احد عمالقة إدارة الجودة في أمريكا ،و اصدر العديد من الكتب خاصة في
مجال إدارة الجودة الشاملة و منها :الجودة الحرة ،الجودة بدون ندم ،و أول من أسس كلية
للجودة حيث ركز فيها مجهوداته على تطوير الجودة و تخفيض تكاليفها.
أعتبر كروسبي الدارة العليا مسؤولية عن الجودة ،و على مكافئة العمال و الموظفين و
تدريبهم و كذلك وجوب خفض تكلفة الجودة ،و هذا ل يعني أن المسؤولية تقع على عاتق
الدارات العليا بل هي مسؤولية الجميع في المؤسسة.1
و اعتبر كروسبي أن معيار الداء الساسي هو العيوب الصفرية أي عدم وجود أي أخطاء
و قد قسم التكاليف إلى قسمين و هما:2
•التكاليف المقبولة ،و هي تلك التكليف التي ساهمت في تحسن مستوى الجودة.
•التكاليف غير مقبولة ،و هي التكاليف التي أنفقت و لم تحقق مستوى الجودة
المطلوب.
يعد جوران المعلم الول للجودة في العالم و من ابرز روادها ،اصدر كتابه " السيطرة
على النوعية" ،عمل مهندسا ،و مدير مؤسسة ،أستاذا جامعيا و قانونيا ،و يعود له الفضل في
التقدم الصناعي لليابان ،إذ انه قام بتدريب اليابانيين خلل الخمسينيات من القرن العشرين
على مبادئ إدارة الجودة الشاملة ،و أول من تنبأ في عام 1966م بان اليابان ستصل إلى
مركز القيادة في مجال الجودة .3
ركّز جوران على العيوب أو الخطاء أثناء الداء التشغيلي (العمليات) وكذلك على
الوقت الضائع أكثر من الخطاء المتعلقة مباشرة بالجودة ذاتها ،كما أنه ركّز على الرقابة
على الجودة ،وبالنسبة له الجودة تعني مواصفات المنتج التي تشبع حاجات المستهلكين
وتحوز على رضاهم مع عدم احتوائها على العيوب أو النقائص.
كما يرى أن التخطيط للجودة يمر بعدة مراحل وهي:
-تحديد من هم المستهلكين؛
-تحديد احتياجاتهم؛
-تطوير مواصفات المنتج لكي تستجيب لحاجات المستهلكين؛
-تطوير العمليات التي من شأنها تحقيق تلك المواصفات أو المعايير المطلوبة؛
-نقل نتائج الخطط الموضوعة إلى القوى التشغيلية.
1
.المرجع السابق ،ص 98
2
.د .محفوظ احمد جودة ،مرجع سبق ذكره ،ص 33
3
.د .مهدي صالح السمرائي ،مرجع سبق ذكره ،ص 92
أمجا فيمجا يتعلق بالرقابجة على الجودة كأحجد عناصجر العمليجة الداريجة فإن جوران يرى
بأنهجا عمليجة ضروريجة لتحقيجق أهداف العمليات النتاجيجة وكذلك الح ّد مجن العيوب والمشاكجل
الخرى التي يمكن تجنبها قبل حدوثها.
وتتضمن عملية الرقابة على الجودة حسب جوران على الخطوات التالية:
-تقييم الداء الفعلي للعمل؛
-مقارنة الداء المحقّق أو الفعلي بالهداف الموضوعة؛
-معالجة الختلفات أو النحرافات باتخاذ الجراءات التصحيحية .1
و قجد ركجز جوران على الدور الكجبير للدارة الوسجطى لقيادة الجودة ،و فجي نفجس
الوقجت لم يهمجل دور الدارة العليجا و دعمهجا للجودة ،كمجا انجه لم يهمجل دور العمال الذيجن
تقع على عاتقهما ساسا مسؤولية تنفيذ مشاريع الجودة.
لقججد شدد ديمنــج على المسججؤوليات الملقاة على عاتججق الدارة العليججا التججي تقود إلي
التغيير سواء كان ذلك في العمال أو النظام و قد قال بان القيادة تلعب دورا أساسيا و
مهما في النجاح لدارة الجودة و ذلك من خلل: 4
.1المسجؤولية التجي تقوم بهجا الدارة العليجا ليجاد الرؤيجة و توصجيلها لتوجيجه
المؤسسة نحو التطوير المتميز.
.2مسؤوليات الدارة العليا عن جميع مشكلت الجودة.
.3إعطاء الموظفيجن معاييجر واضحجة لمجا هجو مطلوب منهجم فجي العمجل ،كتوفيجر
المناخ الناسجب للعمجل و البيئة الملئمجة ،فسجح المجال أمام العمال لكتشاف
الخطاء.
1خضير كاظم حمود ،إدارة الودة الشاملة ،دار السية للنشر والتوزيع والطباعة ،الطبعة الول ،2000 ،ص .95-94
2
.المرجع السابق ،ص 82
3
.د .محفوظ احمد جودة ،مرجع سبق ذكره ،ص 28
4
.د .مهدي صالح السمرائي ،مرجع سبق ذكره،ص 84-83
و من خلل استعراض العناصر و المعايير التي طرحها المختصون في إدارة الجودة تجد
انها تطابقت في بعض فقراتها و اختلفت في أخرى ،و هذا حسب ثقافة ،و فلسفة ،و خبرة كل
واحد منهم ،و الجدول التالي يوضح العناصر المشتركة بين ابرز علماء إدارة الجودة.
سجوف نرى مجمجل اهتمامات رواد إدارة الجودة والمقارنجة بينهمجا فجي الشكجل التيجن وهذا مجن
ناحية الجوانب الدارية ،المالية ،الجتماعية ،و النتاجية مع درجة اهتمامهم المختلفة.
المصدر :د .عبد الفتاح محمود سليمان ،إدارة الجودة الشاملة في شركات و مشروعات
التشييد ،دار النشر ،مصر ،1999،ص .11
فمن خلل دراسة جوانب اهتمامات إدارة الجودة ،نجد أنها عرفت تطورا ملحوظا حيث لم
تقتصر على جودة النتاج بل توسعت وشملت جميع أقسام و وظائف المؤسسة ،و أصبح
منهج علمي يساهم في تطور الفكر الداري و يواكب التغيرات و التطورات العالمية و
المحلية.
لقججد مججججر هذا المنهججج التقليدي لدارة الجودة ،على ثلثججة مراحججل وهججي :مرحلة الفحججص ،و
مرحلة المراقبججة الحصججائية ،ثججم مرحلة تأكيججد أو ضمان الجودة ،و فيمججا يلي نسججتعرض أهججم
الخصائص المميز لكل مرحلة من هذه المراحل:
كانججت تحليلت الجودة تقوم إل على فحججص المنتوج النهائي ،و كانججت تتضمججن عمليججة
الفحجججص النشطجججة المتعلقجججة بقياس و اختيار ,تفتيجججش المنتوج و تحديجججد مدى مطابقتجججه
للمواصفات الفنية والموضوعية ،بالتالي تسليمها للزبون.3
نظجججر لتعدد المنتجات و تطور العمليات النتاجيججة ،حيججث أصججبح المنتوج الواحججد
ينجز من فبل عدة مجموعات ،و هذا نتيجة لتوسع المصانع و التخصص في العمل
و ظهور الصججناعات الحديثججة حيججث أصججبح العمججل يوزع على أكثججر مججن عامل ،2و
أصبح ذلك يتطلب رئيس العمال بمسؤولية الجودة في النتاج.
مجن خلل العمال التجي قام بهجا تايلور حول ضبجط الحركجة و الوقجت اللزم على
قصجد زيادة النتاج و العمجل على تخفيجض تكلفجة النتاج ،تعددت أنظمجة و أسجاليب
النتاج ،و أصبح رئيس العمال مسؤول عن أعداد كبيرة من العمال ،فادى ذلك إلى
ظهور المفتشين و تكليفهم بالتفتيش داخل ورشات النتاج.
إن عمليججججة فحججججص المنتوج كانججججت تتركججججز فقججججط على اكتشاف الخطاء و القيام
بتصحيحها ،فالخطأ أو العيب قد حصل فعل و إن عملية الفحص اكتشفت الخطأ و
لكنها لم تمنعه من الظهور أساسا.
يتمثجل ضبجط أ ,مراقبجة الجودة كافجة النشاطات و السجاليب الحصجائية التجي تضمجن المحافظجة
على مطابقة مواصفات السلعة أو المنتوج ،والمراقبة الحصائية للجودة هو استخدام الدوات
دينس عبد القادر ،زاوي مبروك ،مرجع سبق ذكره ،ص .06 1
د .مهدي صالح السمرائي ،مرجع سبق ذكره ،ص .45 2
و السجججاليب الحصجججائية فجججي مراقبجججة الجودة ،و القيام بالنشطجججة المختلفجججة لتطويجججر جودة
المنتجات ،و بالتالي مراقبجججة جودة المنتجات يشمجججل التأكجججد مجججن تصجججميم المنتوج مطابجججق
للمواصجفات المحددة ،و التأكيجد مجن أن النتاج و مجا بعجد النتاج متوافجق مجع هذه المواصجفات
يوزع ،و امتدت عمليججة مراقبججة الجودة إحصججائيا إلى التصججميم و الداء و نظرا لسججتخدامها
على السجاليب الحصجائية الحديثجة لمراقبجة الجودة ،و تعتجبر مراقبجة الجودة إحصجائيا مرحلة
متطورة عن الفحص فيما يتعلق بتعقيد الساليب و تطور النظمة المستخدمة.1
تتر كز هذه المرحلة على توج يه كا فة الجهود للوقا ية من حدوث الخطاء ،و هذا ب عد
تحقيـق اليابانيون نتائج ملموسـة بتطـبيقهم لفكرة حلقصصات الجصصودة ،و صـفت هذه
المرحلة على أنها تعتمد على نظام أساسه المنع من وقوع الخطاء منذ البداية ،فإيجاد
حل لمشكلة عدم مطابقة المنتجات للمواصفات المطلوبة هذه ليست طريقة فعالة ،حيث
الفضـل مـن ذلك هـو منـع حدوث و وقوع المشكلة أصـل و القضاء على أسـبابها
أصل.2
حيـث أصـبح ضمان و تأكيـد الجودة إحدى السـتراتيجيات السـاسية التـي تقوم بهـا
إدارة الجودة ،فالنتاج بدون أخطاء يعنـي إنتاج سـلع و منتجات عاليـة الجودة ،3إن
تأكيـد الجودة مرحلة تشتمـل بمنظورهـا على عمليـة التخطيـط للجودة بالضافـة إلى
ضرورة دراسة تكاليف الجودة و مقارنتها مع الفوائد و الرباح الممكن تحصيلها من
تطبيق نظام تأكيد الجودة.
د .مهدي صالح السمرائي ،مرجع سبق ذكره ،ص .46 3
بدأ مفهوم إدارة الجودة الشاملة بالظهور في الثمانينات من القرن العشر ين ،ح يث يتض من
هذا المفهوم جودة العمليات فـي النتاج بالضافـة إلى جودة المنتوج ،و يركـز على العمـل
الجما عي و تشج يع مشار كة العامل ين و اندماج هم ،بالضا فة إلى الترك يز على العملء و
مشاركة الموردين ،والتحسين الم ستمر ،و الهتمام بتطبيق الجودة الشاملة ليست ف قط في
المخرجات و العمليات النتاجيـة بـل فـي جوانـب أخرى ،1و أصـبح هذا المنهـج الداري
المعاصـر يتبنـى أفكار كـل مـن ديمنصج و جوران فـي اليابان الذيـن عمل على تنميتهـا و
تطويرهـا .تتّسـم المبادئ التـي تقوم عليهـا إدارة الجودة الشاملة بالتكامـل والترابـط فيمـا
بينها ،فكل مبدأ منها يستلزم توفر وتحقيق المبادئ الخرى.
-التركيصز على النتاج و المنتوج معصا :المنتجات المعيبـة تعتـبر مؤشـر لعدم
الجودة في العمليات النتاجية ذاتها ،و من ثم إيجاد حلول مستمرة للمشاكل التي
تعترض سبيل تحسين نوعية و جودة المنتجات.
-الوقاية من الخطاء قبل وقوعها :و العمل بهذا المبدأ يتطلب استخدام معايير
مقبولة لقياس جودة المنتجات و الخدمات أثناء عملة النتاج بدل مـن اسـتخدام
مثل هذه المعايير بعد وقوع الخطاء.
-اتخاذ القرارات اسصتنادا إلى الحقائق :تتبنـى إدارة الجودة الشاملة أسـاسا لحـل
المشكلت مـن خلل فرص التحسـين يشترك فـي تنفيذه جميـع مـن المديريـن و
المورد البشري و العملء مـن خلل التفهـم الكامـل للعمـل و مشكلتـه و كافـة
المعلومات ال تي تت خذ على أ ساسها القرارات .و هو ما ي جب أن يعت مد على
جهاز كفء للمعلومات.
و اختصارا لكل ما كتب بشأن المراحل التي مرت بها الجودة؛ فإن بعض المختصين
يحصرونها في المراحل الربعة و الجدول التالي يوضح الخصائص باختصار الخاصة بكل
مرحلة من مراحل تطور الجودة تاريخيا.
المصدر :د .مهدي صالح السمرائي ،مرجع سبق ذكره ،ص .52-51
يمكن القول بأن إدارة الجودة الشاملة قد خطة خطوة بعيدة عما كانت عليه الدارات التقليدية
للجودة ،و لعل المقارنة بين عناصرها يظهر للقارئ مقدار الفرق الشاسع بينهما ،و على
الرغم من وجود هذه الختلفات إل أن هناك أتفاق على أهميتها و دورها الفعال و الحاسم
في تحقيق موقف تنافسي و متميز ،من خلل تبني إستراتيجية فعالة اتجاه جودة المنتجات ،و
ذلك بالتوجه إلى السوق لتحديد احتياجات و رغبات العملء بالسواق المستهدفة لتحقيق و
تغطية تلك الرغبات بكفاءة و فعالية.
مسطح؛ مرن و أقل تعقيدا؛ أفقي شبكي. هرمي و رأسي يتصف بالجمود. الهيكل التنظيمي.
طويلة الجل؛ تبنى على الحقائق. قصيرة الجل؛ تبنى على الحاسيس القرارات.
و المشاعر التلقائية.
مبدأ وقائي ( قبل احتمال حدوث مبدأ علجي ( بعد حدوث الخطأ). تأكيد الخطاء.
الخطأ ).
الرقابة باللتزام الذاتي؛ و التركيز على الرقابة اللصيقة و التركيز على نوع الرقابة.
اليجابيات. الخطاء.
عن طريق فريق العمل. عن طريق المدراء. حل المشاكل.
خاتمة الفصل:
و في الخير ما يمكن استخلصه ،و الخذ به هو أن المؤسسات الصناعية و القتصادية
في مختلف النشاطات التي تزاولها ،أنها تولي اهتمامها للجودة وإدارة الجودة دورا هاما
خاصة في الهيكل التنظيمي الخاص بهذه المؤسسة ،و ذلك في إطار نظام إدارة الجودة ،و
هذا لتعزيز القدرة التنافسية للمؤسسة ،كما أن للجودة الفعالية في تنشيط المبيعات ،و زيادة
حجمها ،فالمستهلكين و المستعملين للسلع و الخدمات يبحثون دوما و بصورة عامة عن القيمة
العظم التي يمكن استخلصها من الجودة لكل قيمة نقدية يدفعونها ،و يفكر المستهلك الحالي
و في الوقت الراهن بالجودة أكثر بكثير مما كان عليه في الماضي ،و المقولة التي قالها:
ديمنج ( ) DIMINGتفرض علي المؤسسات الهتمام بالجودة و إدارتها في المؤسسة ،و
أن تضعها في صلب اهتماماتها و هي ":الجودة هي أن ل ترضي رئيسك ،بل المهم أن
ترضي عميلك أو الزبون".
تتكون إدارة الجودة الفعالة و الجيدة داخـل المؤسـسات القتصـادية مـن وظيفتيـن إداريتيـن
أ ساسيتين ه ما :التخط يط للجودة و مراقبت ها ،وباعتبار وظي فة التخط يط الوظي فة الدار ية
الولى ال تي تحدد الغايات و الهداف وال سياسات ال ستراتيجية ،ف هو يم ثل التحد يد الم سبق
للجراءات التي يجب تنفيذها وفق البرنامج المحدد من اجل الوصول إلى الهداف ،في
مجال تحســين الجودة بالموازاة مــع هذا يجــب إن يكون هناك نضام فعال للبداع
التكنولوجي خاصة من جانب المؤسسات لمداد القائمين على التخطيط للجودة بالتصاميم و
البرامـج لتطويـر المنتجات الجديدة وهذا كله رغبـة تحقيـق الرضـا التام للعميـل ،وهذا مـا
سوف نتطرق إليه في هذا الفصل الذي يتقسم على مبحثين وهما:
•التخطيط للجودة و تطوير المنتجات.
•البداع التكنولوجي.
.1قاعدة البيانات:
قاعدة البيانات هي حصيلة التجارب النسانية و الخبرات و المعارف والمعلومات التي
سـبق اكتسـابها،و هذه القاعدة قـد تختزن فـي الذاكرة فتسـمى الذاكرة الداخليـة و هناك
2أ.بوعللي عائشة،إشكالية الجودة ،دراسة حالة المؤسسة الوطنية للصناعات اللكنرونية ، ENIEرسالة ماجستر ،العلوم
القتصادية تخصص إقتصاد النتاج ،جامعة أبوبكر بلقايد تلمسان ،2002،2003،ص . 65
أيضا الذاكرة الخارجية التي تختزن في الحاسب اللي أو الرشيف و التي يتم بناؤها
من خلل تحد يد البيانات المطلو بة و م صادرها و من ثم الح صول علي ها و تحليل ها و
تخزينها في نظام المعلومات يسهل استرجاعها.
.2التحفيز:
و تعني الوظيفة بمنح مقابل عادل للداء المتميز ،و يتمكن تحفيز العاملين على أدائهم
الفردي أو أدائهم الجماعي ،فتظهر الحوافز الفردية و الحوافز الجماعية و هناك أيضا
حوافـز على أسـاس أداء المؤسـسة ككل.1لكـي نحفـز العمال على اسـتعمال السـاليب
الحديثـة لتخطيـط الجودة ،ينبغـي تعريفهـم بهذه السـاليب و تقديمهـا لخـم على شكـل
خطوات منطقية يسهل على الجميع فهمها ،و يتضمن التحفيز أيضا إزالة العقبات من
طريـق الجودة ،تلك العقبات التـي تشمـل :عدم إدراك أهميـة الجودة و غياب القدوة و
عدم إدراك الضرر الناتـج عـن ضعـف الجودة أو العائد المادي أو المعنوي الذي يعود
على العاملين من جراء تحسين الجودة.
.3التدريب ( التكوين):
تمارس المنض مة أنش طة التدر يب بغرض ر فع كفاءة و معارف و مهارات العامل ين و
توجيه اتجاهاتهم نحو أنشطة معينة .2و يمتد التدريب على الجودة إلى كل العاملين في
النشأة ،ول يقتصـر على العامليـن فـي إدارة الجودة .وهذا ينطلق مـن مفهوم الضبـط
الشا مل للجودة ،ويبدأ التدر يب بتحد يد الحتياجات التدريب ية ال تي تل بي تلك الحتياجات
و تحديد المجوعات التي تتلقى كل دورة تدريبية .و السؤال الذي يطرح نفسه هو :هل
يكون التدر يب إجبار يا أم اختيار يا؟ و للجا بة هي إن التدر يب ل يس خياري نا ،بل هو
1د .أحمد ماهر ،إدارة الموارد البشرية،الدار الجامعية ،الطبعة الخامسة ،السكندرية ،2001،ص .236
2نفس المرجع ،ص .319
ضرورة حتمية و من الهمية بمكان البدء بتدريب الدارة العليا لضرب المثل و القدوة
لكل الدارات و لتمكين كبار المديرين من تدريب مرؤوسيهم.
1
ص .40
.6التخطيط للجودة يساهم في تخفيض الوقت اللزم للوصول الى الطاقة النتاجية
القصـوى و التقليـل مـن مشاكـل الصـيانة و تخفيـض تكاليـف النتاج و تحسـين
ظروف و بيئة العمل.
تتدرج أهداف الجودة تدر جا هرم يا ,فإذا كان الهدف الرئي سي من صناعة ال سيارات هو
الن قل الفعال ،فإن عددا من الهداف الفرع ية تتفرع من الهدف الرئي سي لتش مل المان و
الراحة و القتصاد و المتانة و المظهر الجيد ...الخ فإذا أخذنا احد هذه الهداف الفرعية
و هو القت صاد ،ف سنجده يتفرع إلى الهداف فرع ية أخرى م ثل :سعر شراء منخ فض و
تكاليـف تشغيـل و صـيانة منخفضـة ،و يل حظ أن تحديـد الهداف هـو المدخـل الرئيسـي
لعمل ية تخط يط الجودة و تع تبر الهداف ال تي ي تم تحديد ها مدخلت للخطوة التال ية و هي
تحديد العميل.
.2تحديد العميل:
1
المرجع السابق ،ص 41
العملء الداخليين هم العاملون في الدارات التي لها علقة بتحقيق أهداف الجودة مثل
العمال في إدارة الموارد البشرية و إدارة النتاج و إدارة التموين.
و مـن أمثلة العملء الخارجييـن :الموردون و المسـتهلكون .غيـر انـه يلزم الهتمام
بتحديد العملء ذوي التأثير الكبير على تحقيق الهداف.
.3تحديد احتياجات العميل:
احتياجات العميـل هـي أسـاس تحديـد مسـتوي الجودة .فمثل يتحدد مدى جودة الخدمـة فـي
شركة الطيران بمدى تلبية احتياجات المسافرين و منها :عدم التأخر عن القلع و الخدمة
الممتازة داخل الطائرة و وصول الحقائب سليمة و إخبار المسافر بكل تفاصيل الرحلة قبل
و أثناء الطيران و بعد الوصول.
.4تحديد ملمح المنتوج أو الخدمة:
يجب أن تتناسب ملمح المنتوج أو الخدمة مع احتياجات العميل .و تعتبر مراحل التصميم
من أ هم المرا حل ال تي ي تم في ها تحد يد مل مح المنتوج أو الخد مة .و ي جب أن يرا عي في
التصميم ما يلي:
•احتياجات السوق
•اعتبار المان و السلمة
•العتبارات القانون ية و التشريع ية م ثل تشريعات ا ستهلك الطا قة
و المحافظة على البيئة.
•قابلية المنتوج أو الخدمة للبيع.
•حجم الستثمارات المطلوبة
•ديمومة الداء و سهولة الخدمة و الصيانة
•الفترة الزمنية المتاحة لنجاز التصميم
•عدم التعارض مع القيم و الخلق والثقافة السائدة
•صمود المنتوج أمام احتمالت سوء النتاج
•صمود المنتوج أمام تقلبات السوق و المنافسة
ننتقـل مـن تصـميم المنتجات إلى تصـميم العمليات التـي توصـلنا إلى ملمـح المنتوج
المطلو بة ،ول يس المق صود ه نا العمليات النتاج ية ف قط ،بل كل العمليات ال تي تث مل
اختيار الفراد و تدريبهم وتحفيز هم وعمليات تقييم المورد ين ،كل هذا ي ستدعي تحليل
العمليات المختلفـة و اختار انسـبها و موازنـة خصـائص المنتوج و ملمحـه المحددة
بالتكال يف ،و ه نا ي جب أن نفرق ب ين أداء العمل ية و قوة العمل ية ،فأداء العمل ية هو ما
ينتج عنها في فترة معينة من الزمن ،أما قوتها فتعني ما يمكن أن تؤديه بعد إزالة نقاط
الضعف من ها ،ك ما ي جب أن نأ خذ بع ين العتبار المتغيرات التي يمكن أن تطرأ على
العملية نظرا لتغير ظروف المحيط مثل :عمر اللة أو التآكل الذي قد يصيبها و مدى
تأث ير ذلك على خ صائص المنتوج و ال هم من ذلك كله اختيار عمليات ل تؤ ثر سلبا
على العاملين أو البيئة المحيطة .
.6تحديد وسائل التحكم بالعمليات:
لكل منتوج دورة حياة تتكون من مراحل محددة تختلف فيها ظروف تسويقها و تبدأ حياة
أي سلعة من لحظة تقديمها إلى السوق ,و لكن قبل ذلك تمر بمرحلة البتكار التي تتطلب
القيام بدراسات تتضمن ثلث خطوات:
-1خلق أفكار السلع الجديدة (إيجادها) حيث يقوم بها قسم البحث و التطوير.
-2فحص السلع المحتملة (المختارة)
-3تقييم السلع المختارة من خلل:
-3-1مدخل نقطة التعادل :حيث تحاول الشركة تحديد كمية المبيعات التي يبدأ معها
في تحقيق الرباح ,فتختار تلك التي تمكن معها الوصول إلى نقطة تعادل بأقل كمية
من المبيعات.
-3-2مد خل القي مة الحال ية :و ف يه تقوم الشر كة بح ساب مجموع التكال يف إنتاج ال سلعة
على مدى كافـة دورة حياتهـا ,و كذا حسـاب اليرادات المحققـة مـن مبيعاتهـا على كامـل
الدورة و تختار ال سلعة ال تي تح قق أ كبر فارق ،وبمجرد تقد يم المنتوج إلى ال سوق فينب غي
على المنظ مة أن تبذل كل المجهدات من ا جل بقاء ة ا ستمرار المنتوج لطول فترة ممك نة
مـن دورة حياة المنتوج و هـي تلك الفترة الزمنيـة التـي يقضيهـا المنتوج فـي السـوق منـذ
تقديمه كمنتوج جديد إلى غاية تدهور المبيعات في السوق و اتخاذ الدارة العليا قرار حذفه
من خطوط منتجاتها ،م هناك أربعة مراحل أساسية يمر بها المنتوج خلل دورة حياته في
السوق و هذه المراحل هي:
أ -مرحلة التقديم:
تعـد مرحلة التقديـم أول مراحـل دورة حياة السـلعة و تبدأ مـن لحظـة تقديـم السـلعة
أو الخدمة إلى السوق و ظهورها فيه لول مرة و عندها تكون المبيعات في أقل مستوياتها
و الرباح سالبة و ذلك ب سبب انخفاض اليرادات(المبيعات) ال تي ل تك في لتغط ية تكاليف
و نفقات كثيرة تتحملها المنشأة في هذه المرحلة و هو ما يتضح بجلء من الشكل السابق.
و تمثل مرحلة التقديم تحديا ماليا كبيرا لمنشآت العمال يتمثل في مدى قدرتها على تحقيق
إيرادات كافية لتقديم سلع و خدمات ناجحة إلى السواق.
1
.المرجع السابق،ص 251
المبيعات والرباح
المبيعات
الرباح
التقديم النمو الزدهار التدهور
خسارة
المصدر:أ.د،أبو قحف ،عبد السلم "،أساسيات التسويق"دار الجامعة الجديدة للنشر،مصر،
،2003.ص 412
تُ ستعمل كثيرا كل مة البداع التكنولو جي للدللة على شيء جد يد ،بارع أو مدهش،
أو فريد من نوعه ،حتى عند الحديث حول الفكار البارعة والفنون ،دون التمييز بين تلك
الشياء خاصة من حيث طبيعتها ،وحقيقة المر أنه ليس كل شيء بارع ،رائع أو جديد
هو إبداع تكنولوجي يُمكنُ من تقوية قدرات المؤسسة الصناعية والقتصاد ككل.
1أوكيل محمد السعيد ,وظائف و نشاطات المؤسسة الصناعية ,ديوان المطبوعات الجامعية ,الجزائر ،1992ص .110
2أ .محمد الطيب ،دويس "،براءة الختراع مؤشر لقياس تنافسية المؤسسات و الدول دراسة حالة الجزائر" ،رسالة ماجستر
في العلوم القتصادية تخصص دراسات اقتصادية ،جامعة ورقلة،21/06/2005،ص 3
3نفس المرجع.
4نفس المرحع.
بنا التفكير إلى أن البداع التكنولو جي يكون فقط في اختراع جهاز جديد أو شيء جد يد،
بل إن البداع التكنولو جي قد يكون بفكرة إدار ية أو بطري قة أداء أعمال مألو فة بطري قة
غيـر مألوفـة .و ل تشترط ظاهرة البداع التكنولوجـي بالضرورة الختراع ،فيمكـن أن
تعتمد على نقل التكنولوجيا ،بحيث تطبق تكنولوجيا موجودة على مجال جديد.
عرف القت صادي .Morin Jسنة 1986البداع التكنولو جي على أ نه "و ضع ح يز
التنفيـذ أو السـتغلل تكنولوجيـا موجودة ،التـي تتـم فـي شروط جديدة وتترجـم بنتيجـة
صناعية".1
وعرفته منظمة التعاون والتنمية القتصادية ( )OCDEبأن: 2
" البداعات التكنولوجية تغطي المنتجات الجديدة والساليب الفنية الجديدة ،وأيضا
ـل البداع
ـة ،ويكتمـ
ـاليب الفنيـ
ـة للمنتجات وللسـ
ـة المهمـ
التغييرات التكنولوجيـ
التكنولوجي عندما يتم إدخاله للسوق (إبداع المنتج) أو استعماله في أساليب النتاج
(إبداع ال ساليب) ،إذا البداعات التكنولوج ية تؤدي إلى تد خل كل أشكال النشاطات
العلمية ،التكنولوجية التنظيمية ،المالية والتجارية".3
يمكن أن نعرف البداع التكنولوجي بصيغة أشمل فهو :
"يشيـر إلى تدرج يشمـل التكنولوجيـا فـي حـد ذاتهـا وكذلك كـل دورة حياتهـا :
الت صميم ،الن شر ،ال سوق ،التح سين والتدهور ،فالبداع هو تدرج اقت صادي يُد خل
متغيرات مثل المر دودية ،التنافسية ،الستثمار ...،الخ ،وهو أيضا تدرج اجتماعي
يُدخـل ممثليـن وفوائد تتباعـد أو تتقارب ،تمثيليات جماعيـة أو فرديـة ،البداع هـو
كذلك تدرج مؤسساتي يتم في برامج أو داخل تنظيمات عمومية أو خاصة ،والتي
يكون موضوع مفاوضات وأساليب قرار".4
العلم للبحث.
التسـويق لملئمـة المنتـج
لمتطلبات السوق.
التقنية للتطوير.
1
محمد الطيب ،دويس ،مرجع سبق ذكرة ،ص 6
2نفس المرجع.
الهندسة للنتاج.
التسويق للبيع.
المداد للتوزيع.
لتمييـز البداعات التكنولوجيـة هنالك أكثـر مـن طريقـة نظرا لوجود عدة إمكانيات
للنشاط النتا جي والتكنولو جي ،ور غم ذلك تو جد تعار يف ل يم كن إغفال ها تعرف طبي عة
ودرجة المستوى التكنولوجي للبداع التكنولوجي ،وسوف نستعرض فيما يتعلق بخصائص
البداع التكنولوجـي إلى عنصـرين مهميـن أل وهمـا طبيعـة البداع التكنولوجـي وثانيهمـا
درجته البداع التكنولوجي.
يمكـن تصـنيف البداع التكنولوجـي حسـب طـبيعته إلى خمـس أنواع أو فئات ،وهـو
تصنيف للقتصادي : Schumpeter
إبداع المنتوج :يخص تصميم منفعة (مواد ،تجهيزات ،أداة ،منتوج)...، -1.1
وتعنـي وضـع حيـز التنفيـذ أو تسـويق منتوج جديـد ،أو تحسـينه على المسـتوى
التكنولوجـي (أو أقـل خاصـية مـن خصـائصه) .وبذلك فهـو يخـص كـل مـا يتعلق
بالمنتوج وتحسـينه سـواء تعلق بمفهوم المنتوج وخصـائصه التقنيـة ،أو بطريقـة
تقديمه ،ح يث ن جد ان البداعات التكنولوج ية للمنتوج ته تم ب كل خ صائص المن تج،
وتهدف ب صفة عا مة إلى تح سين الخدمات الموفرة للزبون .ويشت مل على الجوا نب
التالية:
إبداع المفهوم :تتمثـل فـي إبداع مفهوم جديـد أو التغييـر
إبداع ال سلوب الف ني للت صنيع :و هو معال جة أ ساليب النتاج والتوز يع -1.2
للخدمـة أو المنفعـة ،ويخـص كـل مـا يتعلق بتحسـين أسـاليب التصـنيع سـواء تعلق
بالعمليات المختلفـة المرتبطـة بالنتاج أو بطبيعـة السـلوب التكنولوجـي للتصـنيع.
وبصفة أوسع إبداع أسلوب يمكن أن يمتد كإبداع يمس تحسين العمل في النشاطات
غ ير ال صناعية ،ويعرف أيضا على أ نه إبداعات ال سلوب والنتاج ت خص تح سين
خطوات النتاج ،ويهدف ب صفة عا مة إلى تب سيط وتخف يض التكال يف .و هو يشت مل
على الجوانب التالية:
من خلل التركيز على أهمية التخطيط للجودة و خطواتها و الهيكل التنظيمي المناسب لها
و مفهوم البداع التكنولو جي و الخ صائص ال تي يميز ها ،ح يث ن جد أن التخط يط للجودة
يع تبر نشاط فعال من خلل عمل ية البداع التكنولو جي ،إذ أن كل وا حد منه ما يهدف إلي
عمليـة التجديـد و التحسـين المسـتمر للمنتجات،بالضافـة إلى ذلك فانـه لهمـا نفـس الفوائد
القتصادية ،و التي يمكن تلخيصها في النقطتين التاليتين: 1
.1يع تبر الهدف ال ساسي من وراء إدخال التقنيات الجديدة في عمل ية النتاج هو
الر فع في عدد الوحدات الم صنوعة ،و هذا لتمك ين التجهيزات و آلت النتاج
من ال سراع في تحو يل و معال جة ابر قدر مم كن من المدخلت خلل ز من
معين ،و بالتالي فالوحدات المصنوعة ترتفع خلل نفس المدة ،مما يترتب عنه
الزيادة فـي النتاجيـة ،بذلك فان تكاليـف النتاج الجماليـة و الوحدويـة للمنتوج
سوف تنخفض،فالتخطيط للجودة و البداع التكنولوجي يعتبران عاملن أساسيا
في المناف سة ب ين المؤ سسات ،و هذا خا صة في التكل فة النهائ ية و سعر الب يع
للمنتوج ،و من خلل هذا فا نه يؤدي بالمؤ سسات إلي ترش يد و عقلن ية العمل ية
النتاج ية و تحق يق هوا مش ر بح ا كبر و بالتالي ضمان ال ستمرار و البقاء عن
طريق الستثمارات الجديدة.
.2أما الثر الثاني فهو يتعلق بالمنتجات الجديدة التي تريد المؤسسات طرحها في
السواق،نفسها أكثر من أساليب و تقنيات النتاج ،فالتجديد و التحسين المستمر
للمنتجات يفرض على المؤسـسات الهتمام بجودتهـا ،و مـن ثـم الحصـول على
ميزة تنافسـية بالنسـبة للمنتجات المنافسـة ،و احتلل وضعيـة تنافسـية اقوي،
فال ستحواذ على حصة سوقية اكبر ،و ين تج عنه ارتفاع ر قم أعمال الشركات،
و من ثم الحصول على أرباح و عوائد مالية معتبرة.
و في الخير فان وظيفة التخطيط للجودة ترتبط ارتباطا وثيقا بوظيفة الرقابة على الجودة
داخل المؤسسات ،باعتبار أن ليس هناك معنى لوضع الخطط إذا لم يكن هناك نظام فعال
خلصة الفصل
لقد تبين من خلل ما جاء في هـذا الفصل أن كل من وظيفة التخطيط لجودة المنتجات
و البداع التكنولوجي هما وظيفتين مختلفتين إل أن لكلهما فوائد ايجابية خاصة في مجال
إبداع و تطوير منتجات جديدة و تمكن هذه المؤسسة من السيطرة على حصتها السوقية و
امتلكهـا لميزة تنافسـية ،ويعتـبر المسـتهلك أحـد المسـتفيدين مـن عمليـة التخطيـط لجودة
المنتجات و البداع التكنولوجـي ،فهـي تسـمح له بالحصـول على منتوج ذو نوعيـة جيدة
وبنفس سعر السوق أو اقل ،و هذا أيضا عند إبداع طرق و أساليب إنتاجية تتميز بالترشيد
و العقلنيـة و هذا مـا يؤدي إلى تخفيـض تكاليـف النتاج وتعظيـم اربـح و العائد المالي
للمؤ سسات بالتالي تض من المؤ سسة بقائ ها في ال سوق و كذلك امتلك ها لميزة تناف سية عن
المنتجات المنافسة.