You are on page 1of 24

‫المداخل العلجية المعاصرة للعمل‬ ‫‪1‬‬

‫مع الفراد والسر‬


‫الفصل العاشر‬
‫العلج المتمركز حول الحل‬
‫‪Solution - Focused Brief Therapy‬‬
‫مقدمة‪:‬‬

‫يعتبر هذا السلوب العلجي من أحدث الساليب العلجية‬


‫المختصرة‪ ،‬إذ تعود نشأته إلى أوائل الثمانينات من القرن العشرين على يد‬
‫مؤسسه ‪ Steve de Shazer‬العالم المريكي رئيس مركز العلج السري‬
‫بمدينة ميلواكي بولية ويسكنس المريكية‪.‬‬

‫وعلى الرغم من حداثة النشأة فإن تطبيقاته العملية وإسهامات‬


‫الباحثين حول التقنيات التي يقدمها ومدى ملئمتها في التعامل مع الفئات‬
‫الجتماعية المختلفة تعتبر دليلً على انتشاره (‪.)Murphy, 1997‬‬

‫وعلى خلف الساليب العلجية الخرى‪ ،‬فإن هذا السلوب العلجي‬


‫ل يستغرق في البحث عن العراض المرضية ول عن العوامل التي ساهمت‬
‫في نشأتها بقدر ما يتوجه مباشرة إلى الحلول التي تساهم في القضاء على‬
‫المشكلة أو التخفيف من حدتها أو التكيف مع إفرازاتها‪ .‬ومن هنا فإنه علج‬
‫موجه ومباشر نحو الهدف النهائي الذي يسعى له العميل وهو الوصول إلى‬
‫التوافق النفسي والجتماعي مع الذات ومع البيئة المحيطة‪.‬‬

‫نشأة أساليب العلج المختصرة‪-:‬‬

‫يشير التراث الدبي للعلج النفسي إلى استخدام الممارسين لمجموعة‬


‫من المسميات المختلفة للعلج المختصر فنجد البعض يطلق مسمى ‪Short-‬‬
‫‪2‬‬
‫المداخل العلجية المعاصرة للعمل‬
‫مع الفراد والسر‬
‫‪ term Therapy‬العلج قصير المد وهناك من يطلق مسمى العلج محدود‬
‫الوقت ‪ .Time-limited Therapy‬وعلى الرغم من تعدد هذه المسميات إل أن‬
‫المحور الذي يدور حوله العلج المختصر هو تقديم عملية المساعدة بكفاءة‬
‫وفاعلية في وقت قصير‪.‬‬
‫ويمكن الشارة إلى بعض العوامل التي ساهمت في نشأة وتطور‬
‫وشيوع استخدام العلج المختصر‪-:‬‬
‫‪-1‬قلة عدد المختصين في مجال مهن المساعدة النسانية وعدم‬
‫توفر الخبرة الكافية لدى البعض منهم‪.‬‬
‫‪-2‬ازدياد حجم ونوعية المشكلت النسانية التي يعاني منها الفراد‬
‫والجماعات والمجتمعات النسانية نتيجة للتحولت الجتماعية‬
‫والقتصادية والتقنية المتسارعة والتي ساهمت في التأثير على‬
‫نمط المعيشة وأنماط السلوك النساني‪.‬‬
‫‪-3‬قلة عدد المؤسسات المجتمعية التي يتم من خللها تقديم أوجه‬
‫الرعاية الجتماعية‪.‬‬
‫‪-4‬نمط الحياة المتسارع والذي أصبح سمة هذا العصر فنجد معظم‬
‫الفراد ينشغلون بأمور حياتهم إلى الحد الذي ل يتيح لهم الدخول‬
‫في علقات علجية طويلة المد وهو ما يميز الساليب العلجية‬
‫التقليدية (‪.)Lieberman, 1979‬‬
‫ويرى كل من (‪ )Metcalf, 1995‬أن هذه العوامل ساهمت بقدر‬
‫كبير في نشأة وتطور أساليب العلج المختصرة في محاولة للتكيف مع‬
‫المداخل العلجية المعاصرة للعمل‬ ‫‪3‬‬
‫مع الفراد والسر‬
‫التزايد المضطرد في أعداد العملء وتدني الموارد المادية والبشرية في‬
‫مقابلة ذلك‪.‬‬
‫وبالرغم من أهمية العوامل سالفة الذكر في بلورة العلج المختصر‬
‫ل ل يمكن تجاوزه في هذا الصدد وهو الجانب القتصادي‬
‫إل أن هناك عام ً‬
‫المتمثل في دور شركات التأمين الصحي في المجتمعات الغربية وما تمارسه‬
‫من ضغوط على المؤسسات الجتماعية والممارسين لتقنين عملية المساعدة‬
‫وتقليص النفاق على جلسات العلج‪ ،‬بل إن المر تعدى ذلك إلى تخصيص‬
‫عدد محدد من الجلسات على الممارس تقديم عملية المساعدة خللها‪.‬‬

‫وتشير معظم المصادر العلمية إلى أن العلج المختصر ارتبط بعلم‬


‫النفس الدينامي ونظرية التحليل النفسي لفترة من الزمن وأنه لم ينقل إل في‬
‫الستينات من القرن الماضي (‪ .)Aguilera & Messick, 1986‬بيد أن‬
‫العلج المختصر يمكن أن يعزى إلى إسهامات ‪ Milton Erickson‬عندما‬
‫أطلق عبارته الشهيرة‪:‬‬

‫‪No general Theory, No general Client‬‬

‫ل يوجد نظرية عامة ول يوجد عميل عام‬

‫ويشير ‪ )Murphy (1997‬إلى أن إسهامات ‪ Erickson‬كان لها قصب‬


‫السبق في صياغة أساسيات العلج المختصر‪ .‬ويضيف أن عبارة ‪Erickson‬‬

‫تتضمن أنه من الصعب الحصول على نظرية واحدة تستطيع تفسير السلوك‬
‫النساني كما أنه من الصعب أن ينظر إلى العملء نظرة واحدة حتى وإن‬
‫‪4‬‬
‫المداخل العلجية المعاصرة للعمل‬
‫مع الفراد والسر‬
‫كانت تبدو مشكلتهم متشابهة ويرى ‪ )Garfield (1994‬أن العلج المختصر‬
‫فعال ومؤثر نتيجة للتي‪-:‬‬

‫‪-1‬معظم الفراد يلجأون لطلب العلج لمشكلة محددة يواجهونها‬


‫وليس من أجل الحصول على الستبصار بتأثيرها فقط‪.‬‬

‫‪ - 2‬معظم من يطلبون المساعدة يتوقعون النتائج العاجلة التي ل‬


‫تستنزف الوقت والجهد‪.‬‬

‫ومما يجدر الشارة إليه في تطور أساليب العلج المختصر‬


‫السهامات الكبيرة التي قدمها معهد البحاث العقلية ‪Mental Research‬‬

‫‪ )Institute (MRI‬في مدينة ‪ Palo Alto‬بولية كاليفورنيا بالوليات المتحدة‬


‫المريكية منذ العام ‪ 1967‬ومن أبرز العلماء ‪ Bateson‬و ‪ Jackson‬و‬
‫‪ Weakland‬و ‪ Watzlawick‬وغيرهم ويرى (‪Goldenberg & Goldenberg,‬‬

‫‪ )1985‬أن العلج المختصر هو علج محدود الوقت يتميز بالواقعية والتركيز‬


‫على الحاضر والنشاط الموجه والتدرج في الوصول للهداف‪.‬‬

‫ويقدم معهد البحاث العقلية نموذجا يوضح كيفية تعامل العميل مع‬
‫المشكلة التي تواجهه ومدى مساهمة هذه الطريقة في تفاقم المشكلة وازدياد‬
‫حدثها (شكل رقم ‪.)1‬‬

‫ومن خلل النظر إلى الشكل يمكن ملحظة أن العميل يدور في دائرة‬
‫مغلقة من خلل محاولة علج المشكلة بحلول أثبتت فشلها وساهمت في تفاقم‬
‫المشكلة‪ .‬والعلج لهذا الوضع كما يراه ‪ MRI‬تكمن في كسر هذه الدائرة من‬
‫خلل التخلي عن الحلول عديمة الفائدة ومحاولة إيجاد حل مختلف‪.‬‬
‫المداخل العلجية المعاصرة للعمل‬ ‫‪5‬‬
‫مع الفراد والسر‬

‫نعم‬

‫المشكلة‬ ‫محاولة حلها‬ ‫النجاح في حلها‬

‫محاولة حلها بنفس‬


‫ل‬
‫الحلول السابقة‬

‫المشكلة‬
‫المشكلة تتفاقم‬
‫تتفاقم أكثر‬

‫محاولة حلها بنفس‬


‫الحلول السابقة‬
‫‪6‬‬
‫المداخل العلجية المعاصرة للعمل‬
‫مع الفراد والسر‬

‫نشأة العلج المتمركز حول الحل‪:‬‬

‫لقد ارتبط العلج المتمركز حول الحل في بداية الثمانينات من القرن‬


‫العشرين بالعالم المريكي ‪ Steve de Shazer‬وزملءه في معهد العلج السري‬
‫المختصر ‪ Brief Family Therapy Center‬بولية ويسكنسن المريكية‪.‬‬
‫والمتتبع لهذا النوع من العلج يلحظ أن ‪ de Shazer‬وزملءه استفادوا كثيرا‬
‫من إسهامات ‪ Milton Erickson‬من خلل التي‪-:‬‬

‫ل من التركيز على الماضي والستغراق‬


‫‪-1‬التركيز على المستقبل بد ً‬
‫فيه‪.‬‬

‫‪-2‬التركيز على الحلول بدلً من التركيز على المشكلت‪.‬‬

‫‪- 3‬التركيز على قدرات العميل وإمكانياته بدلً من التركيز على‬


‫مواطن الضعف‪.‬‬

‫وعلى هذا حاول ‪ )de Shazer (1985‬ورفاقه الهتمام بالجوانب‬


‫اليجابية في حياة العملء واستثمارها إلى أقصى مدى حتى يتمكنوا من‬
‫التغلب على الصعوبات التي تعوق أدائهم لوظائفهم الجتماعية والقيام‬
‫بأدوارهم الجتماعية (‪.)de Shazer, 1985‬‬

‫ويشير ‪ )Jeffrey Kottler (1997‬إلى أن ‪ de Shazer‬بدأ في ملحظة‬


‫التغير الذي يحدث للعملء بين الجلسات العلجية من خلل التركيز على‬
‫الوقات التي ل تحدث فيها المشكلة أو التي ل يتعرض العميل فيها للضغوط‬
‫المداخل العلجية المعاصرة للعمل‬ ‫‪7‬‬
‫مع الفراد والسر‬
‫وذلك بحثا منه على الحلول المنشودة‪ .‬ومن هنا فهو ل يركز على المشكلة‬
‫ول على أعراضها بل إنه يعتبر ذلك مضيعة للوقت‪.‬‬

‫ومثال على ذلك أن المرأة التي تطلب الرشاد النفسي والجتماعي‬


‫نتيجة لسوء معاملة زوجها لها‪ ،‬يمكن أن تحدد بعض الوقات التي يعاملها‬
‫زوجها معاملة جيدة حتى وإن كانت تلك الفترات الزمنية قصيرة جدا‪ .‬ويؤكد‬
‫‪ )de Shazer (1988‬أن المشكلة ل تستمر مع العميل طوال الوقت بل إنها تأتي‬
‫وتذهب تبعا للمؤثرات والعوامل التي تتسبب في حدوثها‪.‬‬

‫وخلصة القول أن نشأة العلج المتمركز حول الحل – على خلف‬


‫غيره من الساليب العلجية – رغم حداثتها لقت صدى كبيرا لدى‬
‫الممارسين في مجال العلج النفسي والخدمة الجتماعية لعدة أسباب يمكن‬
‫حصرها في التي‪-:‬‬

‫‪-1‬التركيز على المعطيات الحاضرة والتطلع إلى المستقبل‪.‬‬

‫‪-2‬استغلل كل ما يحضره العميل للعلج النفسي وعدم الستغراق‬


‫في الماضي‪.‬‬

‫‪-3‬أنه علج مباشر وموجه وفعال‪.‬‬

‫‪-4‬سهولة تطبيقه في الواقع الجتماعي وتدريب الممارسين عليه‪.‬‬

‫‪-5‬يتعامل مع مشكلت الحياة اليومية بفاعلية ول يجهد العملء أو‬


‫يستنفذ أوقاتهم في جلسات العلج الطويلة‪.‬‬
‫‪8‬‬
‫المداخل العلجية المعاصرة للعمل‬
‫مع الفراد والسر‬
‫المفاهيم الساسية‪-:‬‬

‫لقد حاول كل من ‪ )de Shazer (1987) ، Berg & Miller (1992‬أن‬


‫يحددوا ثلثة مسلمات يقوم عليها العلج المتمركز حول الحل هي‪-:‬‬

‫‪-1‬العملء هم الذين يحددون أهدافهم العلجية ول يجب أن تفرض‬


‫تلك الهداف من قبل المعالج النفسي‪ .‬وعلى هذا يجب أن يكون‬
‫التركيز منصبا على مساعدة العملء على الوصول إلى الحلول‬
‫بدلً من البحث في العوامل التي ساهمت في تفاقم المشكلة‪.‬‬
‫واتجاه المعالج النفسي نحو ذلك يجعل العميل يتجاوب مع العلج‬
‫ويمكنه من استثمار قدراته وإمكانياته‪.‬‬

‫‪"-2‬إذا عرفت ما الذي يحقق التغيير فالزمه وساعد العميل على‬


‫عمل المزيد منه"‪ .‬ومعنى ذلك أن التغيير مهما كان بسيطا هو‬
‫الهدف المنشود والوصول إليه وشعور العميل بما يحدثه في‬
‫حياته هو لب العلج ويجب أن يستمر العمل من خلله حتى‬
‫يتحقق التغيير الكامل وهو زوال المشكلة أو على القل الحد من‬
‫آثارها على العميل‪.‬‬

‫‪"-3‬إذا كان العلج غير فعال ولم يحدث التغيير فل تعاود محاولته‬
‫مرة ثانية" ومعنى ذلك أن على المعالج محاولة أسلوب آخر أو‬
‫حل آخر غير الذي ثبت فشله وفي هذا خروجا من الحباطات‬
‫التي يشعر بها العميل واستثاره لقدراته وإمكانياته في البحث عن‬
‫حلول أخرى أكثر فاعلية في التصدي لمشكلته‪.‬‬
‫المداخل العلجية المعاصرة للعمل‬ ‫‪9‬‬
‫مع الفراد والسر‬
‫وبناء على هذه المسلمات يقدم ‪ )Kottlor (1997‬خمسة مفاهيم أساسية‬
‫يقوم عليها العلج المتمركز حول الحل وهي‪-:‬‬

‫‪-1‬أن يتمحور المفهوم الول في العلج المتمركز حول الحل حول‬


‫التركيز على ما يمكن تحقيقه وفقا لمعطيات شخصية العميل‬
‫والبيئة المحيطة‪ .‬وعلى هذا فالممارس تقع عليه مسؤولية توجيه‬
‫العميل نحو ما يمكن تحقيقه والنجاح فيه بدلً من ما ل يمكن‬
‫تحقيقه والفشل فيه‪ .‬ويشير أنصار هذا العلج إلى ذلك بمقولة "‬
‫‪ "Solution talk‬حديث الحل بدلً من "‪ "Problem talk‬حديث‬
‫المشكلة‪ .‬ومعنى ذلك أن عملية العلج يجب أن توجه نحو الحل‬
‫وكيفية الوصول إليه‪.‬‬

‫‪-2‬المفهوم الثاني يدور حول التأكيد على أن كل مشكلة لها‬


‫استثناءات (هي الوقات التي ل تظهر فيها المشكلة) يمكن‬
‫تحويلها والتعامل معها على أنها حلول ممكنة للمشكلة‪ .‬ويرى‬
‫مؤسسي هذا النوع من العلج أن العملء يعتقدون خطأً أن‬
‫المشكلت التي يعانون منها ملزمة لهم على الدوام بينما في‬
‫الواقع تأثير المشكلة ل يستمر قويا طوال الوقت بل إنه قد‬
‫يتلشى ثم يعاود‪ .‬والمشكلة تكمن في أن العملء ل يلحظون‬
‫تلشي المشكلة من حياتهم بالقدر الذي يشعرون بتأثيرها متى‬
‫عاودت‪ .‬من هنا فملحظة الممارس لتلك الستثناءات يعتبر‬
‫‪10‬‬
‫المداخل العلجية المعاصرة للعمل‬
‫مع الفراد والسر‬
‫الخطوة الولى نحو الوصول إلى الحلول الممكنة لمساعدة‬
‫العميل وتقديم عملية المساعدة‪.‬‬

‫‪-3‬المفهوم الثالث الذي يرتكز عليه العلج المتمركز حول الحل‬


‫يقوم على فكرة كرة الثلج "‪ "Snow ball‬بمعنى أن التغيير البسيط‬
‫في حياة العميل يؤدي إلى نجاح أكبر وصولً إلى الهدف النهائي‬
‫وهو التوافق النفسي والجتماعي‪.‬‬

‫مثال‪-:‬‬

‫الطالب الذي يعاني من التأخر الدراسي نتيجة لنه يكره مادة‬


‫الرياضيات ل يمكن للمرشد الطلبي أن يحقق الهدف النهائي وهو هنا‬
‫التفوق الدراسي ما لم يسعى في البداية إلى إحداث بعض التغييرات البسيطة‬
‫في حياة الطالب مثل‪ :‬حث مدرس الرياضيات على تشجيع الطالب أمام‬
‫زملءه‪ ،‬إعطاءه دروسا خصوصية في أوقات الفراغ بين الحصص‬
‫الدراسية‪ ،‬إدماج الطالب في مجموعة صغيرة مع بعض الطلب المتفوقين‬
‫في مادة الرياضيات‪ .‬مثل هذه التغييرات الصغيرة تؤدي إلى تغيير أكبر في‬
‫حياة الطالب‪.‬‬

‫‪-4‬المفهوم الرابع يدور حول أهمية العتراف بأن لكل عميل قدرات‬
‫(‪ )Strengths‬يستطيع استخدامها للتغلب على ما يواجهه من‬
‫صعوبات‪ .‬وعلى هذا يجب على الممارس أن يعطي اهتماما كبيرا‬
‫المداخل العلجية المعاصرة للعمل‬ ‫‪11‬‬
‫مع الفراد والسر‬
‫نحو اكتشاف قدرات العميل وتجنب التركيز على مواطن الضعف‬
‫فيه‪.‬‬

‫إن التركيز على القدرات يزيد من ثقة العميل بنفسه ومن قدرته على‬
‫العتماد عليها فترتفع روحه المعنوية ويكبر المل والتفاؤل داخله‬
‫ويصبح متطلعا للمستقبل ومتخلصا من آثار الماضي‪.‬‬

‫‪-5‬يدور هذا المفهوم حول ضرورة صياغة أهداف العميل بصورة‬


‫إيجابية ‪ Positive goals‬بدلً من صياغتها بصورة سلبية‬
‫‪ Negative goals‬لن هناك فرقا شاسعا بين النظر إلى نصف‬
‫الكوب الملىء بالماء وبين النظر إلى نصف الكوب الفارغ من‬
‫الماء‪.‬‬

‫إن الطريقجة التجي ينظجر بهجا النسجان إلى الشياء هجي التجي توججه‬
‫إمكاناته وقدراته وهي بمثابة الوقود الذي يتزود منه النسان بالطاقة‪.‬‬

‫ومن هنا كان على الممارس أن يساعد العميل على صياغة أهدافه‬
‫بطريقة إيجابية من خلل سؤاله عما يود فعله وليس ما ل يود فعله‪ .‬وهذا‬
‫لن العملء يكتسبون القوة من خلل إنجاز الهداف التي وضعوها لحل‬
‫مشكلتهم التي يواجهونها‪.‬‬

‫العلقة بين الخصائي الجتماعي والعميل‪:‬‬

‫يقوم الخصائي الجتماعي المستخدم لسلوب العلج المتمركز حول‬


‫الحل بدور فاعل ونشيط ويبذل جهدا أكبر مقارنة بالساليب العلجية‬
‫‪12‬‬
‫المداخل العلجية المعاصرة للعمل‬
‫مع الفراد والسر‬
‫الخرى‪ .‬ويتمحور الدور الكبر للخصائي الجتماعي حول مساعدة العميل‬
‫في تحديد الهداف العلجية والمحافظة على تركيزه في إنجاز تلك الهداف (‬

‫‪.)O'Hanlon & Weiner-Davis, 1995‬‬

‫و من المهارات ال تي ي جب على المعالج أن يكت سبها في علق ته مع‬


‫العملء ما يلي‪-:‬‬

‫‪-1‬التعاطف والمشاركة الوجدانية (‪ )empathy‬وفيها يظهر اهتمام‬


‫المعالج بالعميل من خلل فهمه لمشكلته وتقديره لمشاعره‬
‫والمعاناة التي يشعر بها‪.‬‬

‫مثال‪:‬‬

‫الخصائي‪ :‬أقدر مشاعر اللم التي تشعر بها الن وأعلم مقدار المعاناة التي‬
‫تمر بها‪.‬‬
‫‪-2‬الستعداد لمناقشة كل شيء وأي شيء يود العميل مناقشته‬
‫‪ Readiness to discuss everything‬ولكن هذا المر ل يعني‬
‫بالضرورة أن المعالج يستطيع أن يعالج كل مشكلت العميل أو‬
‫أن لديه إجابة لكل سؤال أو استفسار يطرحه العميل بل يعني أن‬
‫المعالج لديه استعداد لبذل الجهد في محاولة مساعدة العميل‪.‬‬
‫‪-3‬الهدوء ورباطة الجأش (‪ )Composure‬وتعني أن يكون المعالج‬
‫مرتاحا من علقته بالعميل بغض النظر عن اعتقاداته وآراءه‬
‫الشخصية وبغض النظر عن الفوارق الجتماعية أو القتصادية‪.‬‬
‫فالعميل في نهاية المطاف إنسان يجب احترامه والهتمام به‪.‬‬
‫المداخل العلجية المعاصرة للعمل‬ ‫‪13‬‬
‫مع الفراد والسر‬
‫والهدوء هنا يجعل المعالج قادرا على التركيز في كل ما يقوله‬
‫أو يشعر به العميل‪.‬‬
‫‪-4‬التشجيع (‪ )encouragement‬وهو اليمان الكامل بأن لكل عميل‬
‫قدرات وإمكانيات يستطيع استثمارها إلى أقصى حد من أجل‬
‫التغلب على المشكلت التي تعوق تكيفه النفسي والجتماعي‪.‬‬
‫وقيام الخصائي الجتماعي بتشجيع العميل على تحمل‬
‫المسؤولية يكسب الخير الثقة بذاته وبقدراته كما أن ذلك يسهل‬
‫عملية تقديم المساعدة‪.‬‬
‫‪-5‬الهدفيه (‪ )Purposefulness‬وتعني أن يكون الخصائي‬
‫الجتماعي هادفا في عمله فلكل نشاط يقوم به هدف وغاية يسعى‬
‫إلى تحقيقها وتخدم مصالح عملءه‪ .‬كما يجب عليه أن يسعى إلى‬
‫توضيح ذلك للعملء الذين يتعامل معهم‪ .‬وكلما كانت تلك‬
‫الهداف واضحة لدى الخصائي والعميل كلما كان ذلك أدعى‬
‫لن تصبح عملية المساعدة أكثر كفاءة وفاعلية‪.‬‬
‫وعلى هذا فالعلقة المهنية بين كل من الخصائي الجتماعي والعميل‬
‫هي علقة تبادلية (‪ )Reciprocal‬بمعنى أن الخصائي الجتماعي ل يفرض‬
‫على العميل أهدافا محددة ويجبره على تبنيها كما أن العميل ينظر إلى‬
‫الخصائي الجتماعي كشخص مقبول ومتفهم ويمكن العتماد عليه (‬
‫‪ .)Aguilera & Messick, 1986‬وهذا النوع من العلقة مهم لنجاز الهداف‬
‫العلجية وإتمام عملية التدخل المهني‪.‬‬
‫‪14‬‬
‫المداخل العلجية المعاصرة للعمل‬
‫مع الفراد والسر‬
‫ويمكجن لنجا أن ننظجر إلى طبيعجة العلقجة المهنيجة التجي تربجط‬
‫الخ صائي الجتما عي بالعم يل في العلج المتمر كز حول ال حل من خلل‬
‫معرفة طبيعة العملء‪.‬‬

‫ويقدم كل من ‪ )Fisch et al (1982‬و ‪ )de Shazer (1988‬تصنيفا‬


‫للعملء يقسمهم إلى ثلثة أنواع‪-‬‬

‫‪-1‬العميل الزائر (‪ )Visitor‬وهو العميل الذي ل يرغب في العلج‬


‫ول يفعل شيئا تجاه المشكلة التي يعاني منها‪ .‬ومثال ذلك الطالب‬
‫الذي يرغم على مقابلة المرشد الطلبي من قبل مدير المدرسة‪.‬‬

‫‪-2‬العميل كثير الشكوى (‪ )Complainant‬وهو العميل الذي يعترف‬


‫بوجود المشكلة وتأثيرها عليه ولكنه ل يرغب في عمل أي شيء‬
‫لمواجهتها أو التصدي لها‪.‬‬

‫‪-3‬العميل الزبون (‪ )Customer‬وهو العميل الذي يعترف بوجود‬


‫المشكلة ويرغب في حلها ولديه الستعداد الكامل للتعاون مع‬
‫الخصائي الجتماعي في حلها‪.‬‬

‫والسؤال المهني الذي يفرض نفسه هنا هو كيف تواجه كل نوعية من‬
‫العملء باستخدام العلج المتمركز حول الحل ؟ وللجابة على هذا السؤال يطرح‬
‫‪ )Murphy (1997‬عددا من المهارات التي يمكن أن تساعد الخصائي الجتماعي‪.‬‬

‫المهارات‬ ‫الوصف‬ ‫نوع العميل‬


‫‪-‬المتناع عن‬ ‫‪-‬ل يدرك‬ ‫العميل الزائر‬
‫القتراحات التي‬ ‫المشكلة‬
‫المداخل العلجية المعاصرة للعمل‬ ‫‪15‬‬
‫مع الفراد والسر‬
‫تتضمن أفعال‪.‬‬ ‫ويراها‬
‫‪-‬تقدير الموقف ووجهة‬ ‫مرتبطة‬
‫النظر التي يتبناها‬ ‫بشخص‬
‫العميل‪.‬‬ ‫آخر‪.‬‬
‫‪-‬مدح الجوانب اليجابية‬ ‫‪-‬يأتي إلى‬
‫في موقفه‪.‬‬ ‫العلج‬
‫‪-‬نقاش العميل في‬ ‫مرغما‪.‬‬
‫المشكلة والهداف‬ ‫‪-‬ليس‬
‫بطريقة ذات معنى‪.‬‬ ‫لديه‬
‫‪-‬ناقش مع العميل‬ ‫التزام‬
‫مواضيع محببة مثل‬ ‫في‬
‫هواياته‪.‬‬ ‫العملية‬
‫العلجية‬
‫‪.‬‬
‫‪-‬المتناع عن‬ ‫‪-‬يعترف‬ ‫العميل كثير‬
‫القتراحات التي‬ ‫بالمشكلة‬ ‫الشكوى‬
‫تتضمن أفعال‪.‬‬ ‫وتأثيرها‬
‫‪-‬استمع وقدم المديح‪.‬‬ ‫ولكن ل‬
‫‪-‬قدم أسئلة وتوجيهات‬ ‫يرغب‬
‫بأسلوب غير مباشر‪.‬‬ ‫في‬
‫‪-‬حاول مع العميل‬ ‫المساعد‬
‫الوصول إلى حلول عن‬ ‫ة على‬
‫طريق الوصف‬ ‫حلها‪.‬‬
‫الذهني‪.‬‬ ‫‪-‬يرى‬
‫‪-‬أجعل العميل يتأمل في‬ ‫نفسه‬
‫واقعه ويلحظ الحداث‬ ‫عاجزا‬
‫التي تدور حوله‪.‬‬ ‫عن حل‬
‫مشاكله‪.‬‬
‫‪-‬يرى أن‬
‫مسؤولية‬
‫حل‬
‫‪16‬‬
‫المداخل العلجية المعاصرة للعمل‬
‫مع الفراد والسر‬
‫مشاكله‬
‫تقع على‬
‫غيره‪.‬‬
‫‪-‬اقترح مهام تتضمن‬ ‫‪-‬يعترف‬ ‫العميل الزبون‬
‫أفعال‪.‬‬ ‫بوجود‬
‫‪-‬اكتشف واستخدم‬ ‫المشكلة‬
‫الفكار التي يحضرها‬ ‫ويرغب‬
‫العميل معه أثناء‬ ‫في‬
‫المقابلة‪.‬‬ ‫حلها‪.‬‬
‫‪-‬التصال بالعميل‬ ‫‪-‬عنصر‬
‫وإطلعه على التقدم‬ ‫فاعل‬
‫الذي حصل‪.‬‬ ‫في‬
‫‪-‬حاول أن تجعل العميل‬ ‫عملية‬
‫ل بعملية المساعدة‬ ‫متص ً‬ ‫المساعد‬
‫ومشاركا في كل‬ ‫ة‪.‬‬
‫مهامها‪.‬‬

‫تكنيكات العلج‪:‬‬

‫إن التكنيكات التي يقدمها المتمركز حول الحل هي وسائل تعتمد‬


‫بدرجة كبيرة على مهارة الخصائي الجتماعي وعلى مدى استجابة العميل‬
‫أثناء عملية المساعدة‪ .‬ومع عرضنا لهذه التكنيكات يظل هناك تساؤلً حول‬
‫مدى ملئمة تطبيقها في المجتمعات العربية حيث أنها نشأت وتطورت وتم‬
‫تطبيقها فأثبتت فاعلية في المجتمعات الغربية‪ .‬وهذا لن المشكلت النسانية‬
‫وإن تشابهت السماء يظل التراث الثقافي والجتماعي عاملً مؤثرا في‬
‫الجانب التطبيقي فلكل مجتمع خصوصيته الثقافية والجتماعية‪.‬‬
‫المداخل العلجية المعاصرة للعمل‬ ‫‪17‬‬
‫مع الفراد والسر‬
‫ومن هذه التكنيكات ما يلي‪-:‬‬

‫‪ -1‬إعادة التشكيل (‪)Reframing‬‬

‫وهو أسلوب يستخدم من أجل مساعدة العملء على تفهم مواقفهم‬


‫وصياغة أهداف العميل العلجية‪.‬‬

‫مثال‪:‬‬

‫الطالب‪ :‬ل أريد أن يوقفني المعلم أمام التلميذ لنني لم أقم بحل الواجب؟‬
‫(هدف سلبي)‪.‬‬

‫هذا الطالب صاغ هدفه بطريقة سلبية تجعله ل يتقدم في العملية‬


‫العلجية والسبب أنه ربط اليقاف في الفصل بعملية أنه لم يقم بحل الواجب‪.‬‬
‫وهنا على الخصائي أن يساعد الطالب في تغيير هذا الهدف السلبي إلى‬
‫هدف إيجابي كالتي‪-:‬‬

‫الخصائي‪ :‬كيف يمكن للمعلم أن ل يوقفك أمام التلميذ ؟‬

‫الطــالب‪ :‬إذا قمت بحل الواجب فإن المعلم لن يوقفني أمام التلميذ‪.‬‬

‫‪ -2‬السؤال المعجزة (‪)Miracle Question‬‬

‫أن الهدف الرئيسي من هذا التكنيك هو البحث عن الستثناءات التي‬


‫يمكن أن تقود العميل إلى عملية المساعدة‪ .‬ولقد قدم ‪)de Shazer (1988‬‬
‫صيغة لهذا التكنيك كما يلي‪-:‬‬

‫الخ صائي‪ :‬تخ يل أ نك ق مت من النوم في ال صباح و قد انت هت المشكلة ال تي‬


‫تواجهك‪ .‬ما الذي يمكن أن يتغير في حياتك ؟‬
‫‪18‬‬
‫المداخل العلجية المعاصرة للعمل‬
‫مع الفراد والسر‬
‫من خلل إجابة العميل حول هذا الفتراض يمكن للخصائي‬
‫الجتماعي أن يبحث عن الحلول وفقا لما يراها العميل ثم يقوم بمناقشة‬
‫العميل حول إمكانية تطبيق تلك الحلول‪.‬‬

‫ولعل من المور التي تؤكد ضرورة تعديل الساليب العلجية بما‬


‫يتوافق مع البيئة السلمية هو تعديل بعض المسميات المرتبطة بتلك‬
‫الساليب والتكنيكات العلجية مثل السؤال المعجزة لعدم توافق ذلك مع‬
‫المعطيات السلمية واقترح أن يسمى سؤال الحلم (‪ )Dream Question‬فإن‬
‫ذلك أدعى للقبول لدى الفراد في المجتمعات السلمية‪.‬‬

‫‪ -3‬أسئلة " ماذا بعد ؟ " (‪)What else questions‬‬

‫إن الهدف من هذه ال سئلة هو زيادة وتعز يز فر صة العملء في أن‬


‫يجدوا الحلول الممكنة للمشكلت التي يواجهونها‪.‬‬
‫مثال‪:‬‬
‫العمــيل‪ :‬أريد أن أتخلص من كل المشكلت التي أعاني منها‪.‬‬
‫الخ صائي‪ :‬ماذا ب عد أن تتخلص من كل المشكلت‪ ،‬ما الذي يم كن أن يتغ ير‬
‫في حياتك؟‬
‫‪ -4‬خريطة العقل (‪)Mind mapping‬‬
‫إن هذا التكنيك العلجي ما هو إل رسم خريطة للفكار التي تقود‬
‫وتوجه العملء وتصبغ سلوكهم ومشاعرهم‪ .‬ولكي يستخدمه الخصائي‬
‫الجتماعي فإن عليه أن يقوم باستدعاء سلوك العميل اليجابي مهما كان‬
‫صغيرا وتعزيز ذلك السلوك في حياة العميل ومطالبته بعمل المزيد منه‪ .‬هذا‬
‫المداخل العلجية المعاصرة للعمل‬ ‫‪19‬‬
‫مع الفراد والسر‬
‫السلوك سوف يعمل بمثابة الخارطة التي سوف تقود العميل وترشده إلى‬
‫الوصول إلى النجاح في العملية العلجية وفيما يحقق أهدافها‪.‬‬
‫‪ -5‬توجيه النجاح (‪)Cheer Leading‬‬
‫يعرف ‪ )Kottler (1997‬هذا التكنيك بأنه مساندة وتشجيع نجاح العميل‬
‫من خلل إسماع العميل كلمات المدح والثناء‪ .‬فالعملء يحبون من يثني على‬
‫ما يقدمون أو ما يقومون به من أفعال‪ .‬وذلك إن حدث يمنحهم الثقة بالنفس‬
‫ويعتبر بمثابة الوقود الذي يدفعهم للمشاركة الفاعلة في عملية المساعدة‪.‬‬
‫ويمكن للخصائي أن يظهر هذا التكنيك من خلل‪-:‬‬
‫‪-1‬رفع مستوى الصدق أثناء الحوار ليري العميل كيف أن عملية‬
‫المساعدة تتقدم‪.‬‬
‫‪-2‬التعبير للعميل عن السرور عندما يقوم العميل بمحاولة جادة‬
‫للوصول إلى حل للمشكلة‪.‬‬
‫‪-3‬إظهار العجاب بما يقدمه العميل من تفكير بناء ورشيد وناضج‬
‫في المشكلة التي يواجهها‪.‬‬
‫مثال‪:‬‬

‫‪)1‬الخصائي‪ :‬حقيقة فعلت ذلك !!‬

‫‪)2‬الخصائي‪ :‬أنا بالفعل معجب بما قمت به !!‬

‫‪)3‬الخصائي‪ :‬ما قمت به يستحق التقدير والحترام‬


‫!!‬

‫‪ -6‬المقياس (‪)Scaling‬‬
‫‪20‬‬
‫المداخل العلجية المعاصرة للعمل‬
‫مع الفراد والسر‬
‫هذا التكنيك يهدف إلى مراقبة التحسن الذي يطرأ على الحالة من‬
‫مقابلة إلى أخرى أثناء العملية العلجية‪ ،‬ويتم ذلك من خلل الطلب من‬
‫العميل أن يحدد على مقياس يبدأ من صفر إلى ‪ 10‬بحيث أن الصفر يعني أنه‬
‫ل يوجد تقدم أو تحسن في حل المشكلة بينما يعني رقم ‪ 10‬أن المشكلة تماما‬
‫انتهت وتم التوصل إلى حل لها‪ .‬وعندما يختار العميل رقما بين طرفي‬
‫المقياس يقوم الخصائي الجتماعي بسؤاله عن سبب اختيار الرقم وعن‬
‫مقدار التحسن الذي طرأ على الحالة‪.‬‬

‫فمثلً عندما يختار العميل في المقابلة الولى صفر وفي المقابلة‬


‫الثانية يختار الرقم ‪ 4‬يتم مساءلة العميل عما حدث من تقدم وما هي الفعال‬
‫والمهام التي قام بها في مواجهة المشكلة التي يعاني منها‪ .‬ثم عندما يذكر‬
‫العميل بعضا من تلك الفعال التي ساهمت في عملية التغيير يطالبه‬
‫ل إلى‬
‫الخصائي بالستمرار في فعل ذلك حتى تستمر حالة التغيير وصو ً‬
‫الهداف العلجية‪.‬‬

‫تقييم العلج المتمركز حول الحل‪-:‬‬

‫على الرغم من النجاحات المتوالية التي تزخر بها أدبيات العلج‬


‫النفسي حول كفاءة وفاعلية العلج المتمركز حول الحل في التعامل مع‬
‫المشكلت النسانية في مجالت التربية والصحة العقلية والنحراف السلوكي‬
‫وسوء التوافق السري‪ ،‬إل أن تعميم تلك النجاحات في المجتمعات النساني‬
‫ومع مختلف الثقافات ل يزال أمرا يحتاج إلى الكثير من البحوث المبيريقية‪.‬‬
‫المداخل العلجية المعاصرة للعمل‬ ‫‪21‬‬
‫مع الفراد والسر‬
‫وما من شك أن العلج المتمركز حول الحل علج فعال وموجه نحو‬
‫الحلول دون الستغراق في ملحظة العراض والستغراق في البحث عن‬
‫العوامل وايجاد التفسيرات المنطقية لنماط السلوك‪ .‬بيد أن المشكلت‬
‫النسانية ليست دائما متماثلة أو متطابقة‪ ،‬كما وأن العملء يتمايزون في‬
‫قدراتهم الذاتية ويختلفون في بيئاتهم‪.‬‬

‫ومن هنا يتوجه النقد إلى العلج المتمركز حول الحل في كونه أسلوبا‬
‫علجيا تفاؤليا إلى حد المبالغة‪ .‬فهو ينظر إلى العميل على أنه يملك من‬
‫القدرات والمكانيات ما يؤهله للتغلب على الصعوبات التي تواجهه‪ .‬وفي هذا‬
‫نوع من التفاؤل المفرط فالعملء ليسوا في مستوى واحد من القدرات‬
‫الصحية والنفسية والجتماعية وبالتالي فمن المنطقي أن يختلفوا في مستوى‬
‫استجاباتهم وردود أفعالهم‪.‬‬

‫ومن النقد الذي يوجه أيضا لهذا السلوب العلجي أنه يعتمد كثيرا‬
‫على البحث عن الستثناءات (الوقات التي ل تظهر فيها المشكلة) ودفع‬
‫العميل نحو ملحظتها وإدامة فتراتها‪ .‬وفي هذا هروب من مواجهة المشكلة‬
‫ومحاولة للتوافق معها ومع تأثيراتها كما وأن ذلك يجعل العميل يقف موقفا‬
‫سلبيا منها‪.‬‬

‫وما يهمنا في هذا المقام هو مدى ملئمة هذا النوع من العلج في‬
‫مجتمعاتنا العربية والسلمية التي تتميز بخصوصيتها الثقافية والدينية‪ .‬وهذا‬
‫المر من الصعوبة الخوض فيه‪ ،‬حيث أنه يحتاج إلى المزيد من البحاث‬
‫التطبيقية والممارسة المهنية‪.‬‬
22
‫المداخل العلجية المعاصرة للعمل‬
‫مع الفراد والسر‬

‫مراجع الفصل العاشر‬

Aguilera, D, & Messick, J. (1986). Crisis Intervention:


Theory and Methodology. The Mosbycom, St. Luis.

Berg, I. & Miller, S. (1992). Working with the Problem


Drinker. Norton, New York.

De Shazer, S. (1985). Keys to Solution in Brief Therapy.


Norton, New York

De Shazer, S. (1987). Minimal Elegance. The Family


Therapy Networker, 59.

De Shazer, S. (1988). Clues: Investigating Solutions in Brief


Therapy. Norton, New York.
‫المداخل العلجية المعاصرة للعمل‬ 23
‫مع الفراد والسر‬
Fisch, R. et al,. (1982). The Tactics of Change: Doing
Therapy Briefly. Jossey-Bass, San Francisco.

Garfield, S. (1994). Research in Client Variables in


Psychotherapy. Handbook of Psychotherapy and Behavior
Change. Wiley, New York.

Goldenberg, I, & Goldenberg, H. (1994). Counseling


Today's Families. Brooks/Cole, CA.

Kottler, J. (1997). Brief Counseling That Works. Corwin


Press, Inc., CA.

Lieberman, F. (1979). Social Work with Children. Human


Sciences Press, Inc., New York.

Metcalf, L. (1995). Counseling Toward Solutions. The


Center for Applied Research in Education, New York.

Murphy, J. (1997). Solution-focused Counseling in Middle


and High Schools. American Counseling association, VA.

O'Hanlon, W. & Weiner-Davis, M. (1989). In Search of


Solution: A New Direction in Psychotherapy. Norton, New
York.
‫‪24‬‬
‫المداخل العلجية المعاصرة للعمل‬
‫مع الفراد والسر‬

You might also like