You are on page 1of 5

‫الحـد ‪ 12‬ذو القعـدة ‪ 1424‬هـ ‪ 4‬يناير ‪ 2004‬العدد ‪9168‬‬

‫من أرشيف الوثائق السرية‬


‫الميركية‪ :‬الملك حسين لعب‬
‫دورا أساسيا في تحسين‬
‫العلقات الميركية العراقية‬
‫وتدخل لقناع صدام بسحب‬
‫الدعم عن «أبو نضال»‬
‫واشنطن‪ :‬عماد مكي‬
‫تكشف وثيقة سرية اميركية رفع عنها الحظر اخيرا عن قلق اميركي بالغ‬
‫حيال موقف العراق في حربه مع ايران في الثمانينات‪ .‬وتصف الوثيقة‪ ،‬وهي‬
‫رسالة مؤرخة في ‪ 24‬مارس (آذار) ‪ 1984‬ومرسلة الى وزير الدفاع الحالي‬
‫دونالد رامسفيلد‪ ،‬الذي كان في حينه المبعوث الخاص للرئيس الميركي‬
‫السبق رونالد ريغان الى الشرق الوسط‪ ،‬من وزير الخارجية الميركي وقتها‬
‫جورج شولتز‪ ،‬وضع العراق في تلك الحرب بانه «نضال يزداد يأسا من اجل‬
‫البقاء»‪ ،‬وذلك بعد ان خسرالعراق جزيرة مجنون وابار نفطها‪ .‬وكان‬
‫رامسفيلد قد ذهب بعد تلقيه تلك الرسالة الى بغداد وهو يحمل تعليمات من‬
‫وزارة الخارجية الميركية حول اسلحة الدمار الشامل تقول ان نقد الوليات‬
‫المتحدة العلني للعراق لستخدامه اسلحة كيماوية لن يؤثر على دعم واشنطن‬
‫للعراق في حربه ضد ايران واقامة علقات افضل مع بغداد‪ .‬وطلب شولتز‬
‫من رامسفيلد ابلغ صدام حسين بان التنديدات الميركية باستخدامه السلحة‬
‫الكيماوية ل تعني تغييرا في السياسة الميركية المؤيدة لبغداد وقتها‪ .‬وكان‬
‫الغرض من الزيارة احتواء تداعيات الدانة الميركية تلك لستخدام السلحة‬
‫الكيماوية في الحرب مع ايران‪.‬‬
‫وكان رامسفيلد قد قام بزيارة سابقة لبغداد كمبعوث لريغان وذلك في‬
‫ديسمبر(كانون الول) ‪ . 1983‬وتقول الرسالة لرامسفيلد «اذا استقبلك صدام‬
‫او طارق عزيز اثناء الزيارة فإن ذلك سوف يكون اشارة جديرة بالهتمام‬
‫على رغبة حكومة العراق في الحفاظ على علقاتنا على مسارها» وهو ما‬
‫حدث بالفعل اذ التقى عزيز رامسفيلد في ‪ 26‬مارس اثناء زيارته القصيرة‬
‫لبغداد‪ .‬ول توضح الوثائق ما قاله رامسفيلد خلل اجتماعاته مع عزيز لكنها‬
‫تكشف عن التعليمات التي صدرت اليه بخصوص ما يقوله‪ .‬وتقول الوثيقة ان‬
‫العاهل الردني الراحل الملك حسين كان متدخل شخصيا في تحسين العلقات‬
‫الميركية العراقية‪ ،‬وانه تدخل بشأن اقناع صدام بسحب الدعم والملذ عن‬
‫«ابو نضال» ورفاقه‪ .‬وتوضح الوثيقة ان دعم الملك حسين للعراق في حربه‬
‫مع ايران قد قوى الصداقة العراقية الردنية‪.‬‬
‫* نص الوثيقة‬
‫* الموضوع‪ :‬بيان عن زيارة رامسفيلد الى بغداد ‪ 1‬النص كله سري ‪2‬‬
‫خلفية الموضوع‪ :‬أدى حدثان الى تعكير الجو في بغداد منذ زيارتك الخيرة‬
‫هناك في ديسمبر هما‪ :‬اول ‪ ،‬استطاع العراق ان يرد جزئيا فقط الدفعة الولى‬
‫من تقدم ايراني ضخم خسر فيه جزيرة مجنون بحقولها النفطية ذات الهمية‬
‫الستراتيجية البالغة وتكبد خسائر فادحة ‪ .‬ثانيا‪ ،‬تدهورت العلقات الثنائية‬
‫(بين اميركا والعراق) بشكل حاد بسبب تنديدنا العلني في ‪ 5‬مارس باستخدام‬
‫العراق السلحة الكيماوية على الرغم من تحذيراتنا المتكررة من ان هذه‬
‫القضية سوف تظهر على السطح ان عاجل ام آجل‪ .‬ومع اهتماماتها الشديدة‬
‫في فترة الحرب وانزعاجها من بياننا الخاص بالسلحة الكيماوية‪ ،‬فإن القيادة‬
‫العراقية على الرجح سوف ل تهتم كثيرا بمناقشة لبنان او الصراع العربي‬
‫السرائيلى او شؤون اخرى ال بقدر ما تؤثر تلك في صراعها المتزايد في‬
‫اليأس من اجل البقاء على الحياة‪ .‬وإذا استقبلك صدام او طارق عزيز على‬
‫هذه الخلفية فإن ذلك سوف يكون اشارة جديرة بالهتمام على رغبة حكومة‬
‫العراق في الحفاظ على علقاتنا على مسارها‪ .‬وربما يكون ذلك مقياسا‬
‫لمقدار ما يعتقدون بانه يتعين علينا في آخر المطاف ان نقدمه لمجهودهم‬
‫الحربي‪ 3 .‬السلحة الكيماوية والعلقات الثنائية‪ :‬التقى وزير الخارجية‬
‫(جورج شولتز) ولري ايغلبيرغر مع وكيل وزارة الخارجية العراقي عصمت‬
‫كتاني في وزارة الخارجية يوم ‪ 15‬مارس‪ .‬واوضح (شولتز) ان تنديدنا‬
‫بالسلحة الكيماوية جاء بشكل مقصور على معارضتنا القوية لستخدام‬
‫السلحة الكيماوية المميتة او التي تسبب الشلل في الحركة اينما حدث ذلك‪.‬‬
‫وعليك ان تؤكد اهتمامنا بـ‪ :‬اول‪ ،‬منع انتصار ايراني‪ .‬وثانيا‪ ،‬الستمرار في‬
‫تحسين العلقات الثنائية مع العراق بوتيرة يختارها العراق وهي رغبة تبقى‬
‫غير مهزوزة‪ .‬وللتأكيد على هذه النقطة اوصل ايغلبيرغر الى كتاني دعوة‬
‫نائب الرئيس (الميركي) الى طارق عزيز للمجيء الى واشنطن في وقت‬
‫مناسب للطرفين‪ .‬ومع هذا وفي مناقشة لمتابعة ذلك مع ديك (ريتشارد)‬
‫ميرفي‪ ،‬اظهر كتاني ان حكومة العراق «غير مقتنعة» ببواعثنا المذكورة في‬
‫التنديد بالعراق باستخدام السلحة الكيماوية‪ .‬وتحتاج هذه الرسالة الى تأكيد‬
‫خلل مناقشاتك‪.‬‬
‫‪ 4‬السلحة الى ايران‪ :‬للتدليل على دعمنا المستمر‪ ،‬دخل ايغلبيرغر وديك‬
‫فيربانكس في تفاصيل في ما يتعلق بمجهوداتنا لقطع تدفق السلحة الى ايران‬
‫من دول صديقة للوليات المتحدة‪ .‬والعراقيون على دراية تامة بهذه المبادرة‬
‫وبدأوا في القيام بمجهودات دبلوماسية بمفردهم باتجاه الدول المسيئة‬
‫وتعاونوا مع الصدقاء العرب لبناء ضغط اضافي على المسيئيين‪ .‬وليس لنا‬
‫علم الى اي حد دفع العراقيون السوفيات واصدقاءهم في ما يتعلق بهذه‬
‫القضية‪ .‬ويستمر العراق في جذب انتباهنا الى تقارير متواترة عن شحنات‬
‫اسرائيلية ليران‪ .‬وقد يكون من المفيد لك ان تقول انك قد اثرت هذه القضية‬
‫في تل ابيب مرة اخرى‪ 5 .‬خط انابيب العقبة اكسيم‪ :‬يعرف العراق ان‬
‫اكسيم (مصرف التصدير والستيراد الميركي) قد تسلم أخيرا دراسة سلبية‬
‫جدا عن العراق‪ ،‬واوصت الدراسة بأل يشجع المصرف اي طلبات للئتمان‬
‫متوسط المدى (اكثرمن ‪ 180‬يوما) أو طويل المدى‪ .‬واوصت فقط بدراسة‬
‫كميات قليلة من التمويل طويل المدى‪ .‬وبحلول ‪ 27‬مارس من المرجح جدا‬
‫ان يدرس اكسيم‪ ،‬ثم يرفض‪ ،‬طلبا تحت النظر من ويستغهاوس للمشاركة في‬
‫جزء كلفته ‪ 16‬مليون دولر من مشروع لشركة «هيونداي» بكلفة مليار‬
‫دولر لبناء منشأة للطاقة الحرارية في العراق‪ .‬وهذا القرار سوف يؤكد‬
‫للعراقيين ظنونهم بأن تمويل مصرف اكسيم لخط انابيب العقبة هو مستحيل‪.‬‬
‫لكن ايغلبيرغر حاول ان يقضي على هذا التصور رغم ذلك بان اكد لكتاني‬
‫دعم الدارة الثابت لهذا الخط‪ .‬فالباب لم يغلق بعد امام اكسيم او أي تمويل‬
‫اخر من الحكومة الميركية لهذا المشروع‪ .‬فعلى سبيل المثال يعتبر خط‬
‫النابيب من الناحية الكيفية مشروعا اكثر جاذبية من وجهة نظر المقرضين‪.‬‬
‫ثانيا‪ ،‬يقوم مصرف اكسيم بالفعل بالعمل في الردن‪ ،‬حيث سيتم صرف ‪60‬‬
‫في المائة من التكلفة‪ .‬والمشكلة هي ان يقوم العراق والردن والشركة‬
‫بتسوية القضايا الفنية حتى تتمكن الشركة من القيام بعرض رسمي يعقبه‬
‫طلب يدرسه اكسيم‪ .‬لكننا في هذه الثناء تربكنا اولويات الحكومة العراقية‬
‫نفسها‪ :‬فقد تكون تحاول الموازنة بين خط العقبة ومشروع الربط السعودي‬
‫على امل السراع بتنفيذ أحدهما قبل الخر (سيكون هناك المزيد عن خط‬
‫النابيب من قبل سيبتل)‪.‬‬
‫‪ 6‬الردن‪ :‬لقد كان للملك حسين دور اساسي في مسألة تحسين العلقات‬
‫الميركية العراقية‪ .‬فقد كان يتدخل شخصيا لقناع صدام حسين بسحب‬
‫الدعم والملذ عن الرهابي ابو نضال‪ .‬ودعمه للعراق في حربها مع ايران‬
‫قوى الصداقة العراقية الردنية‪ .‬ومن الطبيعي ان يسأل صدام عن حالة‬
‫العلقات الردنية الميركية‪ .‬ويمكنك ان تستخدم النقاط التالية في الحديث‪:‬‬
‫ـ نحن نتفهم احباط الملك حسين على الرغم من اننا ل نشاركه بعض‬
‫تقديراته للمور‪.‬‬
‫ـ ونحن بالتأكيد نرفض استنتاجاته بان عملية السلم قد ماتت وان السياسة‬
‫الميركية في يد السرائيليين‪ .‬للوليات المتحدة القول النهائي في اهدافها‬
‫الخارجية والدفاعية تماما مثلما للملك حسين القول النهائي في سياسة الردن‬
‫الخارجية‪.‬‬
‫ـ صداقتنا ذات الثلثين عاما مع الردن والتزاماتنا تجاه امن الردن‬
‫والطبيعة الفريدة لهذه اللتزامات لن تتأثر بالضطراب الخير‪.‬‬
‫ـ نحن نأمل ان تتم ممارسة الدبلوماسية في القنوات الطبيعية ل على‬
‫صفحات الجرائد‪ .‬فل يجب ان يخاطر الصدقاء المقربين بإرسال الشارات‬
‫المضللة بان هناك خرقا في علقاتنا‪.‬‬
‫ـ نحن نرغب في افضل العلقات الممكنة مع الردن‪.‬‬
‫‪ 7‬السياسة القليمية الميركية‪ :‬تنتاب العراق حيرة بسبب وساءلنا في‬
‫تحقيق اهدافنا المعلنة في المنطقة سواء ان كان ذلك مواجهة الخميني‪ ،‬أوفي‬
‫لبنان‪ ،‬أومع سورية او مع اصدقاء مثل الردن ومصر واسرائيل‪ .‬وفي كل‬
‫حالة‪ ،‬قال المسؤولون العراقيون انهم في حيرة من تفسير افعالنا وقياسها‬
‫على اهدافنا المعلنة مثل بياننا عن السلحة الكيماوية الذي يغريهم على‬
‫التخلي عن التفسير العقلني والتقهقر الى فكرة ان سياسات الوليات المتحدة‬
‫هي في الصل مضادة للعرب ورهينة لرغبات اسرائيل‪.‬‬

You might also like