You are on page 1of 109

‫عبد الجليـل الرفاعي‬

‫من يروي ظما الصادي؟‬

‫شـعر‬

‫‪1‬‬
‫إهــــــــــداء‬

‫شاق الكلمـــــــــة الصادقـــة‬ ‫ع َّ‬


‫إلى ُ‬
‫إلى هــــواة الشعر‬
‫الصيــــــــــــــل‬
‫إلى محبي الدب الرفيـــــــــــــــع‬
‫إلى متذوقي القصيدة العموديـــة‬
‫أهدي هذا الكتــــــــــــــــــاب‬

‫في مناجــــــــــاة الرسول‬

‫أقولُ والحبّ في الوجــــــــــــــدان محفو ُر‬


‫قلبي بحبّ رسول ال مغمـــــــــــورُ‬
‫ذاق الهـــوى فاصطفى خير الورى شرفاً‬
‫إني بحبـــــــك يا"طـــــــه"لمسرورُ‬
‫يا سيدي يا رســــــــــــــول ال يا سنَدي‬
‫‪2‬‬
‫المجــــــد فيــــك وآل البيت محصورُ‬
‫همُ المصابيحُ إن جنّ الدجى وهـــــــــــمُ‬
‫يا سيدي لحيــــــــــــاة القلبِ إكسيرُ‬
‫من هامَ في حبّهم نال المنى سلَفـــــــــــاً‬
‫ويطمئنّ بآل البيت مذعــــــــــــــورُ‬
‫وحبّهــــــــــــــــم واجبٌ في ظلّ شرعتنا‬
‫وودهم في الحشا كالحــــــج مبرورُ‬
‫من هام في حبّ "طه" نال بغيتـــــــــــه‬
‫ومن يقل غير هذا فهـــــــو مغرورُ‬
‫كلّ الحوائــــــــــــج تُقضى بالصلةِ على‬
‫من حظه في جنـــــان الخلدِ موفورُ‬
‫من جاء بالنـــــــــــــورِ والمصارُ قاطبةً‬
‫جثا بها من ظلم الجهـــــــل ديجورُ‬
‫والناس في لجّ بحر الجهل قد غرقــــــوا‬
‫كيف النجاةُ وبحر الجهل مسجورُ؟!‬
‫ول نجاة بغير المصطفى أبــــــــــــــــــداً‬
‫لوله ماعرفَ النسانُ ما النــــــورُ‬
‫أتى وقد بسط الجهــــــــــلُ الرداءَ على‬
‫ث العلــــــمُ محظـورُ‬ ‫كلّ البسيطةِ حي ُ‬
‫فاجتثّ للجهــــــــــــل جذرًا ضارب ًا وإذا‬
‫بالجهلِ في ظلماتِ الرّمسِ مقبــــورُ‬
‫الجهلُ في القبر والعلـــــــم الجليلُ على‬
‫ق الدّنى علــــ ٌم كالشمس مشهورُ‬ ‫أُفٌـِْ ِ‬
‫يا سيدي يا رسول ال خــــــــــــذ بيدي‬
‫إني بدونك يا جـــــــــــــــدي لمبتورُ‬
‫‪3‬‬
‫واشفع لما قدّمت يمنـــــــــــايَ من زللٍ‬
‫فإنني بقيـــــــــــــــود الذنبِ مأسورُ‬
‫وقل وأنت لهــــا يوم الحســـــــابِ غداً‪:‬‬
‫ذنبُ"الرفاعي" بيوم الدّين مغفـورُ‬
‫كوني حرامـــــاً على"عبدالجليل"لظى‬
‫فقلبه بهــــوى"المختارِ" معمــورُ‬
‫ومن يكـــــــــــــن سيد الكونين ناصره‬
‫فإنّما هو في الدارين منصــــــــورُ‬
‫ما خاب من ظنّ في خير الورى أمــــلً‬
‫وكلّ شيءٍ بأمـــــــــــر ال مقدورُ‬
‫صلّى الله على المختــــــــــار ماطلعت‬
‫س وغــرّد فوق اليكِ شحرورُ‬ ‫شم ٌ‬
‫وآل بيت رسول ال كلهــــــــــــــــــــــمُ‬
‫من حبّهم في حنايا القلب محفـــورُ‬
‫في صنعاء‬
‫‪\14‬حزيران\‪2004‬م‬

‫أيا صــــفوةَ الرحمن‬

‫ولمّا شكـا المظلــــــــــــــوم من ك ّل ظالمِ‬


‫ومن كـ ّل موج ٍ هاتك ٍ للمحــــــــارمِ‬
‫وضاقَ الورى ذرعــــــــاً بما شاعَ بينهم‬
‫من الظلمِ والفوضى وشتّى الجرائــمِ‬
‫وساد ربوعَ الرضِ واستفحــــــلَ التّوى‬
‫وقـادَ البرايا للردى كالبهـــــــــــــائمِ‬
‫ول حُكــــــــــــــــــــمَ إلّ للقويّ فلن ترى‬

‫‪4‬‬
‫ضعيفاً تنحّى عن سجون المحــــاكمِ‬
‫وللضربِ بالسياطِ يخضـــــــــــــــعُ جلدُه‬
‫ب مُـرّا من كؤوس العلقـــــــمِ‬ ‫ويشر ُ‬
‫وللنطع والجــــــــــــــــــــــلد يخفقُ قلبُه‬
‫فلَلموتُ أجـدى من سموم الراقـــــمِ‬
‫ولمّا طغى الشرارُ واستنجــــــــــد الورى‬
‫بمن ليس عن حالِ النـــــــــام بنائمِ‬
‫ومدّ اليدَ المظلــــــــــــومُ في غسَقِ الدّجى‬
‫وفي ساعة السحار جمـــــعُ الغنائمِ‬
‫ولن يرجعَ المظلــــــــومُ تال خائبـــــــــاً‬
‫إذا جـــادَ في وقت ٍ ثمين ٍ ملئـــــــمِ‬
‫تصيبُ سهامُ الليـــــــــــــــل أهدافها ولن‬
‫تحـــولَ بأمر ال عن أيّ ظالـــــــــمِ‬
‫على نفسه قد حرّم الظلــــــــــــــــمَ ربّنا‬
‫أيرضـــاه‪ -‬حاشا‪ -‬بين أبنـــا َء آدمِ؟!‬
‫ورحمته عمّت جميـــــــــــــــــــ َع عباده‬
‫بخير رســول ٍ جامــــــــع ٍ للمكـارمِ‬
‫ق بعد الظلــــــــــــــــــم فجرُ عدالةٍ‬ ‫فأشر َ‬
‫وأودى بديجور الظــــــــلم المتاخمِ‬
‫وسادت ربوعَ الرض شمسُ هدايـــــــةٍ‬
‫أشعّتها أوحت بطقس ٍ موائــــــــــمِ‬
‫فكان"ابن عبدال"نوراً مبَـــــــــــــــــدّداً‬
‫لك ّل ظــــــــــــل ٍم دامس ٍ متراكــــمِ‬
‫وجاءَ ربيعـــــــــــــــاً في ربيع ٍ فأصبحت‬
‫به الرضُ خضرا بعد ردّ المظــالمِ‬
‫أيا خي َر مبعوث ٍ إلى خيرِ أمّـــــــــــــــــةٍ‬
‫ويا خيرَ إنســانٍ إلى خير عَالــــَــــمِ‬

‫‪5‬‬
‫ويا خي َر من أدّى رســـــــــــــــــــالةَ ر ّب ِه‬
‫وأرسى لِنهــجِ العــدل أقوى الدعائمِ‬
‫ولعتُ بحبي للرســــــــــــــــــولِ ومقلتي‬
‫تجودُ على الخدّين بالدمـــــعِ ساجمِ‬
‫لَعلّي بحبي أن أنالَ شفاعــــــــــــــــــــة ً‬
‫إذا ما افتدى العاصي بكـــلّ الدّراهمِ‬
‫ولم يقبـــــــــــل الرحمن من فاجر ٍ فدىً‬
‫وإن شفعَ المختــــــــــارُ لستُ بنادمِ‬
‫أيا صفــــــــــــــــــــوةَ الرحمن إنّي متيّم‬
‫هويتُ عظيمــــــــــاً جاءنا بالعظائمِ‬
‫ض أكمــــــــــ ُل شرعةٍ‬ ‫وقامت به في الر ِ‬
‫بها أمن المحكـــــــوم من كلّ حاكمِ‬
‫على الملّة السمحاء شيّدت دولـــــــــــــة ً‬
‫ورسّختها بالمرهفـــــــاتِ الصّوارم‬
‫وأكملتَ دينَ ال للناسِ كلّهـــــــــــــــــــم‬
‫وخلّفت منهاجـــــــــ ًا كمزن الغمائـــمِ‬

‫عليك صلةُ ال يا سيّـــــــــــــــــدَ الورى‬


‫وآلك عدّ القطرِ أهــل العزائــــــــــــمِ‬
‫في جبل رعاوين‬
‫‪\2‬حزيران\‪2003‬م‬

‫‪6‬‬
‫إبتهـــــــــــــــــال‬

‫ق في كَبَـدِ‬‫إليك يا من خلقتَ الخلــــــــــــــ َ‬


‫عمَـــدِ‬ ‫يا من رفعت السما من غير ما َ‬
‫أشكو ذنوبـــــــــــــــــاً جساماً أنت تعلمها‬
‫ب من جَلَـــدِ‬
‫ما لي على حملـــها يا ر ّ‬
‫ف ول وجلٍ‬ ‫لقد أتيتَ بل خـــــــــــــــــــــــو ٍ‬
‫ما حـــرّم ال في ديني ومعتقـــــــدي‬
‫فتّشتُ في صفحــــــــــة الماضي وأسطرها‬
‫عمّا يكفّـــــــــــــرُ زلتي فلـــم أجــــدِ‬

‫‪7‬‬
‫لجـــــــــــــــــــأتُ حينئذٍ ل مبتهــــــــــــــ ً‬
‫ل‬
‫أعوذ ُ بال من همي ومن َكمَــــــدي‬
‫رحمـــــــــــــاكَ يا ربّ في الدارين تغمرني‬
‫فلستُ يومـــــــــاً عليها غير معتمــدِ‬
‫فجد على عبدك العاصي بمغفـــــــــــــــرةٍ‬
‫واغسل خطيئته بالثلـــــــــــج والبردِ‬
‫وارحم دموعـــــــــــاً من العينين قد ذرفت‬
‫فأنت أرحـــــــــــــــم من ُأمّ على و َلدِ‬
‫من للعصــــــــــــــــــاةِ إذا الرحمن عذّبهم؟‬
‫ما للعصاةِ سوى الرحمن من أحـــــدِ‬
‫إليكَ أرفــعُ حاجــــــــــــــــــــــاتي لتقضيَها‬
‫إليكَ يا سامـــــــــعَ الشّكوى أمدّ يدي‬
‫ف منـــــــــــــــــــــك يا أملي‬ ‫أقل عثاري بلط ٍ‬
‫واستر عيوبي بفضلٍ منـــك يا سّندي‬
‫أحسن ختامي‪ ,‬أجرني حرّ نــــــــــار لظى‬
‫ق عذابـــــــــاً في لظى جسَدي‬ ‫فل يطي ُ‬
‫واغفر لناظمـــــــــــــها يوم الحساب وقلْ‪:‬‬
‫"عبد الجليـــــــل" عن النيرانِ فابتعدِ‬
‫وصلّ عّد الحصى في كــــــــــــــــــ ّل آونةٍ‬
‫على شفيع الورى يــــــــوم الجزا وزدِ‬
‫والل قاطبــــــــــــــــــــــة ً ما قالَ مبتهلٌ‬
‫ق في كَ َبدِ‬
‫إليك يا من خلقتَ الخلـــــــــــ َ‬

‫في جبل رعاوين‬


‫‪\13‬تشرين الول \‪2003‬م‬

‫‪8‬‬
‫منـــــوا عل َّ‬
‫ي أحبتي‬

‫منـــــــــــــوا عليّ أحبتي وأجيبــــــــوا‬


‫إنّ النشاطَ بقربكــــــــــــــم لدؤوبُ‬
‫منــــــــــــــــــــوا عليّ بنظرةٍ يا سادتي‬
‫إنّ الحشا لفراقكــــــــــــــــم لكئيبُ‬
‫ي بزورةٍ فلعلّها‬‫منــــــــــــــــــــــــوا عل ّ‬
‫لضنى فؤادي بلسمٌ مطلـــــــــــوبُ‬
‫منـــــــــــــــــــــــوا عليّ بنفحةٍ أخويةٍ‬
‫إنّ الحياةَ بدونكــــــــــــــم لخطوبُ‬
‫ي بودكم وبحبكم‬ ‫منـــــــــــــــــــــوا عل ّ‬

‫‪9‬‬
‫فالودّ منكم مطلبٌ مرغـــــــــــوبُ‬
‫منـــــــــــــــــــوا عليّ أحبتي وتكرّموا‬
‫أحسنتُ ظني فيكــــــــــمُ‪,‬أيخيبُ؟!‬
‫حاشـــــــــــــا لظني أن يخيبَ فسادتي‬
‫أهل المرؤةِ‪,‬فعلهــــــــــــم محبوبُ‬
‫هامَ الفؤادُ بحبهــــــــــــــــــــم وتعلّقت‬
‫روحي بهـــــــــــم فكأنني مسلــوبُ‬
‫إنّ الحياةَ بغيرهــــــــــــــــــــم لمريرةٌ‬
‫فهمُ الحيـــــــــــــاةُ وإنني لمصيبُ‬
‫وهمُ الكرامُ إذا نزلتَ بساحهـــــــــــــم‬
‫أهل القِرى يأتيهــــــــــــمُ المنكوبُ‬
‫يلقى الغاثةَ عندهـــــــــــــــم يا ليتهم‬
‫منـــــــــــــــوا عليّ فإنني مكروبُ‬
‫إني بكــــــــــــــــــم يا سادتي مستنجدٌ‬
‫أرجو المــــــــــانَ فإنني مرعوبُ‬
‫حبي لكــــــــــــــم يا سادتي هو عدّتي‬
‫أبه تُكفرُ زلّـــــــــــةٌ وذنــــــوبُ؟!‬
‫أغواني الشيطانُ في دربِ التــــــــوى‬
‫فمتى إلى ربّ الوجـــــــودِ أُنيبُ؟!‬
‫ومتى أعودُ إلى الصراطِ وأهتـــــــدي؟‬
‫ومتى من الذنبِ الجسيـــــمِ أتوبُ؟‬
‫منــــــــــــــــــــــوا عليّ بنظرةٍ قدسيةٍ‬
‫ت طُيوبُ‬ ‫أنتـــــــــم لنا في المعضل ِ‬
‫أنتم نجـــــــــــــــومٌ في طريقِ صلحنا‬
‫إن فرّقتنا في الحيـــــــــــــاةِ دروبُ‬
‫أمَلي كبيرٌ فيكـــــــــــــــــــــمُ يا سادتي‬
‫منــــــــــــــوا عليّ أحبتي وأجيبوا‬

‫‪10‬‬
‫في صنعاء‬
‫‪\16‬حزيران\‪2005‬م‬

‫نفحـــــــات رمضـــــانية‬

‫أضحى المبـــاحُ على النــــــــــــام حراما‬


‫وغدا الصيـــــــام على النفوسِ لزامــا‬
‫رمضــــــــان جئت إلى البرية منحــــــــــة ً‬
‫لتكفّــر الزلت والثــــــــــــــــــــــــاما‬
‫وتطهر الرواح من رجس الهــــــــــــــوى‬
‫وتخفف الوجـــــــــــــــــاعَ واللمــا‬
‫وتقودنـــــــــا للخير يا شهر الهــــــــــــدى‬
‫وعلى الصــراط تثبت القدامــــــــــــــا‬
‫وتحثنا بالجــــــــــــــــــــــــــــود فيما بيننا‬
‫فإذا بنــا ل نقطـــــــــــعُ الرحـــــــــاما‬
‫‪11‬‬
‫تسمو بنا نحو السمـــــــــــــــــاوات العلى‬
‫ولِنصبحــن للمتقينَ إمــــــــــــــــــــاما‬
‫لنتوقَ للعليـــــــــــــــــــــــاءِ طيلةَ عمرنا‬
‫وإلى الجنـــــــــــــــان بلهفــةٍ نتسامى‬
‫ولِنعمرَ الدنيــــــــــــــــــــــــا بطاعةِ ربنا‬
‫ونهـذب الرواحَ ل الجســــــــــــــاما‬
‫نأبى الدنـــــــــــــــايا ماحيينــــــا‪ ,‬نرتقي‬
‫لننـــــــــــــــــالَ في دار الخلــودِ مراما‬
‫رمضان يا هبة الكريــــــــــــم إلى الورى‬
‫شهراً وليتـــــــــك كنت فينــــــا عـــاما‬
‫فيك الجنـــــــــــــــــــــــان تفتحت أبوابها‬
‫وتزينت للصائمين مقـــــــــــــــــــــاما‬
‫والنار يا شهر الهدايــــــــــــــــــة أغلقت‬
‫أبوابهـا في وجه عبــــــــــــــــدٍ صاما‬
‫ولقد حويتَ الخيرَ يا سعـــــــــــــد امرىءٍ‬
‫في ليلة القــــــــــــــــــدر الشريفة قاما‬
‫والويل يا شهر الهدايــــــــــــــــة لمرىءٍ‬
‫لم يقتبس من هديها الحكــــــــــــــاما‬
‫لم يدخــــــــر زاداً لقبـــــــــــــــ ٍر موحشٍ‬
‫لم يتخــــــــــــــــذ لِجنى الجنان زماما‬
‫إن كان في رمضانَ عبــــــــــــــداً خاسراً‬
‫فمتى يكــــــــــــــون لنفسـه لوّامـــا؟!‬
‫وال ل يغـــــــدو ابن آدم رابحـــــــــــــــاً‬
‫حتى تراه يعظــــــــــم الســـــــــــلما‬
‫***‬
‫رمضان عـــــــــــذراً إن نزلتَ بساحنــــــا‬
‫ووجدت بعضــــــــــــاً عن قراك لئاما‬

‫‪12‬‬
‫فسألت نفسك أيّ قــــــــومٍ جئتهــــــــــــم‬
‫خدّاما‬‫ليسوا لضيفٍ زارهـــــــــــــــم ُ‬
‫أوَ ليس يُقرى الضيفُ يا أهـــــــل القرى؟‬
‫كان الوائــــــــــــــل للضيوفِ كراما‬
‫ما خلتُ فيكــــــــــــم أحمق ًا مذ زرتكـــــــم‬
‫عجبـــــاً أصرتم فاسقين طغامـــــــا؟‬
‫ماذا أقول لربكـــــــــــم عن حالكــــــــــــم‬
‫أأقولُ كانوا في المــــــســــاءِ نياما؟!‬
‫أأقولُ كانــــــوا مفطرين نهارهـــــــــــــــم‬
‫عمــــــداً ولستم يا لئــــــــامُ سِقاما؟!‬
‫أأقولُ قد شاهدتُ فيكــــــــــــــــــــم مفطراً‬
‫علَنَــــــــــــــاً وكنتُ أعدّه"حاخاما"؟‬
‫أم أكذبنّ لجلكــــــــــم يا ويحكـــــــــــــــم‬
‫أألفقنّ لذي الجــــــــــــلل كلمـــــــا؟‬
‫رمضــــــــــــــــــان يا خير الشهور تح ّيةً‬
‫قد نلتَ في أرواحنــــــــــــــــا إعظاما‬
‫ضيفاً نزلتَ بكــــــــــــــــــلّ دا ٍر مكرمـــــاً‬
‫ولبثتَ في ساحاتنــــــــــــــا أيّامـــــــا‬
‫شهراً تمرّ بكــــــــــــــــــــــــــلّ عامٍ زائراً‬
‫يا ويح عبـــــــــــــدٍ عن هداكَ تعامى‬
‫شهراً نصوم عن المبــــــــــــــــــاحِ نهارَه‬
‫سجّــــــــــدا وقياما‬ ‫ونكون ليـــــــــلً ُ‬
‫نحكي الملئكــــــــــــــــــةَ الكرامَ وحسبنا‬
‫أنّا نُضاهي بالصيـــــــــــــــام عِظاما‬
‫ونذوقُ فيك حــــلوةً ماذاقـــــــــــــــــــها‬
‫إ ّل امرؤٌ في حبّ"ع ْدنٍ"هــــــــــــاما‬
‫سَكرى ولكن مِن رحيق صيامـــــــــــــــنا‬

‫‪13‬‬
‫شهراً نذوقُ من الصيـــــــــــام مداما‬
‫وبفرحتين ننــــــــــــــــــــالُ ساعة فطرنا‬
‫وإذا لقينـــــــــــــــا ربّنــــــــا صُـوّاما‬
‫صوّامُ في شهر الهــــــــــــــدى‬ ‫يستأنسُ ال ُ‬
‫ولَسوف يلقى المفطـرونَ أثـــــــــاما‬
‫ليــــــــــــــــــــــــــــــلً نناجي ربّنا في َلذّةٍ‬
‫نأتي المساجــد للصـــــلةِ زحـــــــاما‬
‫نتلمّس النفحــــــــــــــاتِ في غسق الدّجى‬
‫نرقى السمـــــــــــا َء ونعبـرُ الجراما‬
‫بين الرجـــــــا والخوف ندعــــــــــــو ربّنا‬
‫نرجوكَ من نار الجحيــــــــــــم سلما‬
‫فاصفح عن العاصين واصلـــــح بالهــــــم‬
‫واغفر ذنوباً للعصـــــــــــاةِ جســاما‬

‫ن عبـــــــــــــــــــداً صائم ًا‬


‫وادخل من الريّا ِ‬
‫والهمه قلبـــــــــــاً خاشعــــاً إلهــاما‬
‫وأنر بنوركَ عقلـــــــــــــــــــــــــه يا خالقي‬
‫حتى يرى البــــــــــــــدرَ التمامَ تماما‬
‫وارشده علمـــــــــــــــــــ ًا من علومكَ نافعاً‬
‫لِيُلــــــــمّ فيمـــــــا ترتضي إلمــــــاما‬
‫واكتب له رزقـــــــــــــــــــــــاً حللً واسعاً‬
‫واجعله في انفاقـــــــــــــــــــه مقداما‬
‫وإذا قبضتَ الروحَ فارحــــــــــــــــــم حاله‬
‫واحسن له يا ذا الجــــــــــــلل ختاما‬
‫وإذا الجحيمُ تسعّرت قل منّــــــــــــــــــــةً‪:‬‬
‫كوني على"عبد الجليــــــــــل"حراما‬

‫‪14‬‬
‫في جبل رعاوين‬
‫‪\15-18‬تشرين الثاني\‪2003‬م‬

‫*يا غافل ً وربيع العمر قد رحل‬

‫ل يُنكـــر الحـــــرّ ما خطّت أناملُـــ ُه‬


‫ول يخوض بأمـــ ٍر ليس يعلمُــــــهُ‬
‫ن بقولٍ أنت قائلــــــــــــــــــهُ؟‬
‫أتستهي ُ‬
‫"يا واعظ النّاس عمّا أنت فاعلُــــهُ‬

‫يا من ُيعَــدّ عليه العمــــ ُر بالنّفَسِ"‬


‫* * *‬
‫ط بعلــــــــــــــــمٍ أنت تدرسه‬
‫فل تُفرّ ْ‬
‫ضيّعْ شبــــــــــاباً أنت تلمسهُ‬
‫ول ُت َ‬
‫فللمشيب وشـــــــــــاحٌ سوف تلبسهُ‬
‫‪15‬‬
‫ب يدنّســـــهُ‬
‫"إحفظ لشيبك من عي ٍ‬

‫ن البياضَ قليلُ الحمــــــ ِل لل ّدنَسِ"‬


‫إّ‬
‫* * *‬
‫جرُفٍ دارًا تؤسسها‬
‫على شفـــــــــــا ُ‬
‫وتترك الفاســــــد الباغي ينجسها‬
‫واليوم تأتي قصور القــــوم تحرسها‬
‫"كحاملٍ لثيـــــــاب الناس يغسلها‬

‫وثوبــه غارقٌ في الرجس والنجَسِ"‬


‫*تخميس قصيدة ياواعظ الناس للمام الشافعي‬
‫ت مالكــها؟‬
‫أتعمرَنّ قصــــــــــــوراً لس َ‬
‫أتجهلنّ من الهيــجا معاركـــــــــــها؟‬
‫تهوى المعـــــــالي ولم تدرك مداركها‬
‫"ترجو النجـــــاةَ ولم تسلك مسالكها‬

‫إنّ السفينة ل تجــــري على اليبَسِ"‬


‫* * *‬

‫أراك بالمـــــــــــــال في دنياك منشغل‬


‫ت لكن فقدت المــــــــــالَ والمل‬
‫أمّل َ‬
‫يا غافلً وربيع العمـــــــــــــر قد رحل‬
‫ش ينسيك الركـوبَ على‬ ‫"ركوبك النع ُ‬

‫‪16‬‬
‫ما كنت تركب من بغلٍ ومن فرَسِ"‬
‫* * *‬

‫في ظلمة القبر ل يُجدي الورى كمَـــدُ‬


‫سدُ‬‫ول يطيقُ عذابــــــــــاً في لظى ج َ‬
‫ولن يُجيرك من ربّ الورى أحدُ‬
‫"يوم القيامةِ ل مـــــــــــــالٌ ول ولدُ‬

‫وضمّة القبر تنسي ليلةَ العُرسِ"‬


‫في صنعاء‬
‫‪\14‬حزيران\‪2004‬م‬

‫أثر الذنـــــــــــــــوب‬

‫الرض ثكلى فالنـــــــــــــــــــــــــام حيارى‬


‫والقحــــــــط فاشٍ فالجنــان صحارى‬
‫ش رحيلــــــــــــــــــــه‬
‫والزرع يبكي في فرا ِ‬
‫إذ يلفـــــــــــــظ النفس الخير بـــدارا‬
‫والناس غرقى في بحـــــــــــــــــور همومهم‬
‫يتجرعــــــــــــون النائبـــــــات مرارا‬
‫رفعوا إلى رب السمــــــــــاء أكفهـــــــــــــــم‬
‫وتضرعـــــــوا واستغـروا استغفــارا‬
‫ورجوا من الباري قبــــــــــــــــــــول دعائهم‬
‫وتوسلوا أن يقبـــــــــــــــل العــذارا‬
‫قالوا أنبنا ربنــــــــــــــــــــــــــــــــا فاغفر لنا‬
‫أنزل علينـــا ربنـــــــــــــــــا المطارا‬
‫‪17‬‬
‫قد خابتِ المــــــــــــــــــــــــــــــال إلّ فيك يا‬
‫ربّ العبـــــــــــــاد ففيك لن نتمـــارى‬
‫أنت الذي تسقي النـــــــــــــــــــــــــام لحكمةٍ‬
‫ولحكمـــــــــةٍ لن تسقيَ القطـــــــارا‬
‫ض همى‬ ‫ولحكمــــــــــــــــــةٍ ما الغيثُ في أر ٍ‬
‫جرُ النهـــارا‬ ‫ولحكمـــــــــــــــةٍ ما تـَف ُ‬
‫فإذا بلدٌ أخصبت فلحكمــــــــــــــــــــــــــــــةٍ‬
‫ولحكمــــــــةٍ إن تجدب المصــــــــارا‬
‫ولحكمةٍ تسبي الحيــــــــــــا ولحكمـــــــــــــةٍ‬
‫تعطي عطا ليعرفُ القتــــــــــــــــارا‬
‫والرزق لو بسط الكريــــــــــــــم على الورى‬
‫لبغى العصاةُ على التقــــــــــاةِ جهارا‬
‫وال لو يجزي الورى بذنوبهـــــــــــــــــم‬
‫لذاقَ كــــــــلّ المجرمين تَبَــــــــــارا‬
‫ال يسقي من يشـــــــــاءُ متى يشــــــــــا‬
‫ال يعلـــــــــم وحــــــــــــده السرارا‬
‫وال يحــــــــــــــــــرم من يشاءُ متى يشا‬
‫وال يقضي وحـــــــــــــــده الوطارا‬
‫قضتِ المشيئةُ بابتــــــــــــــــــــل ِء عباده‬
‫والبتـــــــــــل ُء يكفِــّــــــــرُ الوزارا‬
‫فإذا ابتلى ال الورى فلحكمـــــــــــــــــــةٍ‬
‫تأتي النـــــــــــامَ فتقرعُ الوتــــــارا‬
‫فعسى يتوبُ الفاسقونَ عساهـــــــــــــــــمُ‬
‫ل يدخلـــــــــونَ بفضــل ربّي النـــــارا‬
‫يا أمتي لو أنّكـــــــــــــــــــم لمليككـــــــــم‬
‫عدتـــــــم وأحييتـــــــــــم له السحارا‬
‫وسألتمُ من ربّكـــــــــــــــــــــــــم أرزاقكم‬

‫‪18‬‬
‫لجابكـــــــــم وسقاكــــــــــــمُ المدرارا‬
‫وللبسَ القفراءَ حلّــــــــــــــــــــــةَ عسجدٍ‬
‫وكسا الجنائنَ سندساً ونضــــــــــــارا‬
‫وكســــــــــــــا المزارعَ خضرةً فسبى بها‬
‫كلّ العقـــــــــــول ومتّــــــــعَ النظارا‬
‫يكفي البرايا من خزائن ملكــــــــــــــــــــه‬
‫ولكلّ قـــــــــومٍ يُحكـــــــــــمُ المقدارا‬
‫لكنكـــــــــــــــــــــــــم غرقى ببحر ذنوبكم‬
‫خضتم ولم تتمرّسوا البحـــــــــــــارا‬
‫ساد الرياء على مسار حياتكـــــــــــــــــم‬
‫وغدا رضا بعض النــــــــــام شعارا‬

‫وغزا النفاقُ قلوبكـــــــــــــــــــــم فتبدّلت‬


‫وقست فصارت فجــــــــــأةً أحجــارا‬
‫لم تحفظوا حقّ الجوار وربكــــــــــــــــــم‬
‫أوصاكــــــــــــــمُ أن ل تسبّوا الجارا‬
‫ضيّعت ُم كلّ الحقـــــــــــــــــــــــــوق تركتمُ‬
‫ما أوجب الباري هوىً وفخـــــــــارا‬
‫أعلنتـــــــــــــــــــمُ حرباً على الباري ولم‬
‫تستشعروا يا أمتي الخطـــــــــــــارا‬
‫شاعَ الربا وغزا البـــــــــــــــــلدَ بأسرها‬
‫فشكا البرايا بعــــــــــــــدها السعارا‬
‫وتذمّروا من وضعهـــــــــــــــــم وبلهجةٍ‬
‫جلبت من الباري لهــــــــــــــم إنذارا‬
‫دلفوا إلى المحظـــــــــــــور وانقادوا إلى‬
‫فعلٍ شنيعٍ أغضب الجبّــــــــــــــــارا‬
‫ومع الله الحق لم يتأدبـــــــــــــــــــــــوا‬

‫‪19‬‬
‫واستكبروا عن شرعه استكبـــــــارا‬
‫تركوا الصلةَ تهاونـــــــــــــوا بفروضها‬
‫واستنكـــــــــروا من حاربَ الشرارا‬
‫منعوا الزكـــــــــــــــاةَ تمرّدوا عن دفعها‬
‫وعلى الشريعةِ أسدلوا الستــــــــارا‬
‫يستحقرونَ من الذنـــــــــــــوب صغارها‬
‫ل يرقبون الواحـــــــــــــــــــد القهارا‬
‫ومن المعاصي أكثروا لم يعرفـــــــــــــوا‬
‫أنّ المعاصي تنقص العمــــــــــــارا‬
‫ما أسسوا بنيانهـــــــــــــــــــــم ياويحهم‬
‫جرُفٍ هوى فانهـــــــــــــارا‬ ‫إ ّل على ُ‬

‫وإذا أراد ال بالناس التــــــّــــــــــــــوى‬


‫ما من شفيعٍ يدفــــــــــــــــــعُ القدارا‬
‫أثر الذنوب على القلـــــــــــــــوبِ يزيغها‬
‫فتعيشُ عميــــــــــــــــا لترى النوارا‬
‫كم أمّــــــــــــــــــــــــةٍ أودت بها أوزارها‬
‫سكنوا اللحـــــــــــودَ‪-‬بقول كن‪ -‬فجّارا‬
‫كانوا عتــــــــــــــــاةً في الحياةِ فأصبحوا‬
‫تحت الثرى‪ -‬ياغافلين – صغـــــــــارا‬
‫رحلوا من الدنيا إلى أجداثهــــــــــــــــــــم‬
‫غابوا وكانوا مثلكـــــــــــــــــم حُضّارا‬
‫يا أمتي توبـــــــــــــــــــوا إلى الباري فما‬
‫جُعلت لكم هذي الحيـــــــــــــــاة قرارا‬
‫وسلوا من الرزّاق غيثاً يعطكــــــــــــــــــم‬
‫من فضله ما يدفــــــــــــــــعُ الضرارا‬
‫ن من خزائنِ ملكه‬ ‫لول حنـــــــــــــــــــــــــا ٌ‬

‫‪20‬‬
‫لم يُبق ِ منكم فاجــــــــــــــــــــراً ديّارا‬
‫في جبل رعاوين‬
‫آب\‪2003‬م‬

‫صادي؟‬
‫من يروي ظما ال ّ‬
‫لمّا اطلعتُ على تاريـــــــــــــــــخ ِأجدادي‬
‫ولدتُ واخترتُ في"صنعــاءَ"ميلدي‬
‫وسرتُ بين البرايا حامـــــــــــــــــلً قلَمي‬
‫مباهيــــــــــ ًا هذه الدنيـــــا بأمجــادي‬
‫وقلتُ لمّـــــــــا شموس المس ما بزغت‬
‫اليوم تبزغُ فينــــــــــــا شمسُ أعيادي‬
‫النّاسُ تقــــــــــــــــــرأُ ماضي أمتي وأنا‬
‫ل همّ لي غير أن أحيى كأجـــــــــدادي‬
‫أُسائلُ العزّ ولّى عن ممالكنــــــــــــــــــــا‬
‫أيفقدُ العـــــــــــزّ من يعتزّ بالضادِي؟!‬
‫تهمي دموعُ السى من مقلتي كمَـــــــــدَاً‬
‫أأصبحَ الذلّ فينا الرائـــــــــحَ الغادي؟!‬
‫كانت جدودي على الجــــــوزا مجالسهم‬

‫‪21‬‬
‫واليوم مجلسنا في أسفـــــــــل الوادي‬
‫لهفي على ملك أجــــــــــــدادي ودولتهم‬
‫ي من يروي ظمــا الصّادي؟‬ ‫يا ليتَ شعر َ‬
‫في صنعاء‬
‫‪\17‬آذار\‪2003‬م‬

‫لم تعرف الهيجاء جندا مثلهم‬

‫أعظـم بأبطـال الحمى أسـدالشَرى‬


‫الباذلـين نفوســــــــهم ل‬
‫الراكعين الساجــدين إذا الــدجى‬
‫أبدى انصياعا للظـــلم الواهي‬
‫الطائعـين لربهـــم ومليكــهم‬
‫العاملين بلهفـــــــة وتناهي‬
‫الفاعلــين لكــل ما قالوا فمـا‬
‫كانوا لعمــري من أولي الفـواه‬
‫فهم الرجــال البارزون إذاالوغى‬
‫هََبت وهـم أبطــال حـزب ال‬
‫المحــرزون برغـم قلـة عدة‬
‫يوم التقى الجمعان أعلى جـــاه‬

‫‪22‬‬
‫أعظـم بهم أعظـم بقائـد دربهم‬
‫الســيد المقــدام" نصـر ال"‬
‫أعظـم به ليثـا هزبـرا ضيغمـا‬
‫أعظـــم بـه مـن عابـد أواه‬
‫أعظـم بكل مجاهد عاف الكرى‬
‫ومضى يقاتــل في سبيــل ال‬
‫أعظم بمن نال الشهــادة وارتضى‬
‫عيشا سعيدا في جنـــان ال‬
‫يحظى بإحــدى الحسنيين ويبتغي‬
‫بجهــــاده تمكـين دين ال‬
‫أعظـم بمن عشـقوا الشهـادة مثلما‬
‫عشـق العـدى الدنـيا بكل تباهي‬
‫لم تعرف الهيجاء جنـــدا مثلهم‬
‫حـازوا بهـذا العصرنصــر ال‬
‫ثبتوا فثبت ربهـــم أقدامــهم‬
‫في وجــه عبـاد الرجيــم الله‬
‫فتلقن العـــداء درسا قاسيـا‬
‫وتجـرعوا ويلت حـــزب ال‬
‫منوا بشر هزيمـــة لحقت بهم‬
‫ولقوا بمصرعـهم عـــذاب ال‬
‫قل للصهاينة اللئــام تمهــلوا‬
‫لن تظفــــروا إل بلعــن ال‬
‫تأريخكـــم تأريخ شعب مجرم‬
‫أنتــم قتلتـــم أنبيـــاء ال‬
‫أنتــم نقضتــم كل عهد مبرم‬
‫وعصيتـم أمــر العـزيز الناهي‬

‫‪23‬‬
‫لستم رجـــال لستم إل سـوى‬
‫أنصــاف أوأشبــاح أوأشبـاه‬
‫ل تحسـبوا يــوما ول تتخيلوا‬
‫أن تهربــوا من بطش أسـد ال‬
‫مهما ملكتــم من سـلح فاتك‬
‫لن تقهـروا أبطــال حـزب ال‬

‫في صنعاء‬
‫‪2006\9\2‬م‪.‬‬

‫يا أهل غّزةَ أنتـــــــــم عُّز أمتنا‬

‫ل عذرَ إن لم يفض بالشــــــــعر وجـــداني‬


‫وخطبُ "غزّة" جـــرحٌ هــــــدّ بنياني‬
‫ت معتـــــــــــــــقداً‬
‫ل عذرَ لي أبــــــداً مادم ُ‬
‫أني سأُســـــــــــــأل عن ديني وإيماني‬
‫ق دمي‬ ‫ل عذرَ ما دام يجـــــــري في عرو ِ‬
‫نبضٌ يعبّــــــــــر عن جُرحي وأحزاني‬
‫ل عذرَ لي أبـــــــــــداً مادمتُ في سَعـــــةٍ‬
‫ولم أكن عاجزاً عن دعــــــــم إخواني‬
‫لمّا أشاهــــــــــــــــدُ ما يجـري بساحتهم‬
‫تهمي دمـوعي على خــــدي وأوجَاني‬
‫ت عنــــهم يــــــــــــوم محنتهم؟‬ ‫أما تخلي ُ‬
‫أما شـــــــــعرتُ بأني القاصيَ الداني؟‬
‫ض وقد‬ ‫ل عذرَ إن لم أجاهــــــــد بالقري ِ‬
‫جرت خطوبــــهمُ مجــرى دمي القاني‬
‫‪24‬‬
‫إخواننا حوصروا في عُقر دارهــــــــــ ُم‬
‫ودمّــــــروا بصواريــــــــــــخ ٍ ونيرانِ‬
‫وواجهوا معضــــــــــلتٍ ل نظير لهــــا‬
‫فقتّلوا بين أطفـــــــالٍ وشبّــــــــــــــانِ‬
‫نالــــــوا الشهـــــادة في ع ّز وفي شرفٍ‬
‫كانوا ليــــوث الوغى في كلّ ميــــدانِ‬
‫كم من ضحايا بهذا القصف قد سقطوا‬
‫وأصبحوا بين أحجـــــارٍ وكثبـــــــــانِ‬

‫ونحن في اللهـــــو واللـــــذاتِ مافتئت‬


‫حكامنـــــا بين عربيـــــــــــدٍ وسكرانِ‬
‫لهفي على أمة الســــلم كيف غــدت‬
‫تطأطئُ الرأسَ هذا اليـــــوم للجاني‬
‫ألم تكن أمــــــةً بالحـــــقّ صادعـــــةً‬
‫تقولُ للظلــــم ل تحلـــــــــم بأوطاني‬
‫ما بالها اليــوم في صمتٍ وفي ص َممٍ‬
‫كأنهـــا شبـــــحٌ في زيّ إنســـــــانِ‬
‫أنلزمُ الصمت والعـــــداء تقتلنــــــا‬
‫ونستغيث بهــــم من كــــــلّ عدوانِ؟‬
‫ألم نكن أمــــةً في الكــــــــون سائدةً؟‬
‫جرّدت من كــــلّ سلطانِ؟‬ ‫ما بالهـــــا ُ‬
‫ما بالها أصبحت في ذيل قافلـــــــــــةٍ‬
‫تمضي سراعاً إلى العلياءِ والشانِ؟‬
‫أباع" للقرد" و"الخنزيرِ" قادتنـــــا‬
‫ضمائراً تخذت ربّـا لهــــــــا "ثاني"‬
‫يا ويلهم عبدوا"الوثــانَ" والتمسوا‬
‫في كـــلّ موقف ذلّ ٍ عذرَ "شيطانِ"‬

‫‪25‬‬
‫خانوا أماناتِهــــم يا ويـــــح ما فعلـــوا‬
‫عاشوا عبيـداً لـ"زعطانٍ"و"فلتانِ"‬
‫هذا جـــزا ُء من استغنى بسلطتـــــــــه‬
‫عن قومه واكتفى بالدرهـــــم الفاني‬
‫يا أهــــل"غــزّة" أنتم عزّ أمتنــــــــــا‬
‫في مهجتي حبـّــكم يسري وشرياني‬
‫أحسّ بالفخــــــر أنّي في صفوفكـــــــمُ‬
‫إن قلتُ شعراً يحاكي شعــرَ"حسّانِ"‬

‫وإن تذكرتُ مأســـــاة ً بكــــــم عصفت‬


‫ندبت ما كان منـــّــــا في "حزيرانِ"‬
‫وددتُ لو أنني أفـدي شموخكـــــــــــــمُ‬
‫بكــــــــــ ّل مالي وروحي والدم القاني ً‬
‫أنتم حماسُ بني السلم صوتكـــــــــمُ‬
‫كالرعـــد تتبعه أمطــــار" نيســــانِ"‬
‫دوّى فأرعبَ" إسرائيل" إذ جعلـــــــوا‬
‫أصابعــــــاً لهــــــ ُم في كـــــــــــ ّل آذانِ‬
‫ل تحزنوا إن مضت للمــــــــوت قافلةٌ‬
‫منكم فكـــــــــلّ على ظهر الدنى فاني‬
‫ما الفخـــــــــرُ إلّ بأفعــــــــــالٍ مسجلةٍ‬
‫في صفحة الخلـــــدِ كانت خيرَ عنوانِ‬
‫قتلكمُ في جنــــــــــــان الخلد مسكنهم‬
‫إنّ الشهيــــــدَ بـمــــا يحظى به هاني‬

‫في بلحاف‬
‫كانون الثاني\‪2009‬م‬

‫‪26‬‬
‫صفحــا ً أيا أ ّ‬
‫مـــــــــــا ه‬

‫أمـــّـــاه صفحاً قد يطــــــــــولُ غيابي‬


‫ل تسأليني عن جفــــــــــا أحبــابي‬
‫أنا ما جفيتكِ راغبـــــــــــــــــاً فتريّثي‬
‫كي ل تطيلي اليــومَ في استجوابي‬
‫إني مقـــــــــــــــرٌ موقـــــــنٌ بجنايتي‬
‫ق ملمتي وعتـــــــــــابي‬ ‫أنا أستح ّ‬
‫لكنني في حالـــــــــــــــــــــةٍ يُرثى لها‬
‫أمّاه أبــــــــــــدو قد فقدتُ صوابي‬
‫ما ذقتُ يا أمّــــــــــــــــاه طعماً للكرى‬
‫كيف المنامُ بمدمـــــــعٍ سكّـــــــابِ‬
‫أمّاه صفحــــــــــاً عن جسيم جريرتي‬
‫والصفحُ طبـــــــعٌ في ذوي اللبابِ‬
‫إني مقرٌ أنني أخطـــــــــــــــــــــأتُ في‬
‫حقّ المومــــةِ‪,‬مؤمــــــنٌ بحسابي‬
‫أمّاه ذنبي ليكفــــّـــــــــــــــــــِره السى‬

‫‪27‬‬
‫ياربــــــّـــــــــةَ الحساب والنسابِ‬
‫والصفحُ منكِ مكفــــــــــــــــرٌ لجريمتي‬
‫ومخففٌ لنــــــــــــــــدامتي وعذابي‬
‫يا من بلغتُ بفضلهـــــــــــا أسمى المنى‬
‫وعرفتُ قيمـــــــــــة قوتي وشبابي‬
‫وبفضلها ذقتُ الحيـــــــــــــــــا َة حلوةً‬
‫ت منهــــــــــا أطيبَ الكوابِ‬‫وشرب ُ‬

‫لولكِ يا أمـــّــــــــــاه سرتُ مع الهوى‬


‫وسلكتُ جهـــــــــــلً مسلكَ الكـذابِ‬
‫ت عن دربِ الهــــــدى‬ ‫لول اهتمامكِ ته ُ‬
‫ونكصتُ يا أمي على أعقــــــــــابي‬
‫فلنتِ يا أمـــّــــــــــــــاه مصباحُ الدجى‬
‫بكِ أهتدي في غدوتي ومــــــــآبي‬
‫ولنتِ جامعـــــــــــــــــــةُ الفضائلِ كلّها‬
‫منـكِ اكتفيتُ بأشرف اللقــــــــــابِ‬
‫أعظـــــــــــــم بأمّ فــــــــــــــذةٍ ما مثلها‬
‫أمّ لـدى القرانِ والصحــــــــــــابِ‬
‫ما غبتِ يا أمـــّـــــــــــــــــاه عني لحظةً‬
‫ما بنتِ عن عيني وعن أهـــــدابي‬
‫أنا نادمٌ والصفــــــــــــــحُ أقصى مطلبي‬
‫رحمــــــاكِ أمي قد سمعتِ خطابي‬
‫صفحاً أيا أمـــــّــــــــــــــــــاه إني طامعٌ‬
‫بالصفح إني لستُ بالمرتــــــــــابِ‬
‫فلنتِ أرحــــــــــــــــــــم بي أنا مني أنا‬
‫ت عقابي‬ ‫أمّـــــــــــــاه يكفي قد لقي ُ‬
‫في عدن‬
‫‪\16‬آيار\‪2005‬م‬

‫‪28‬‬
‫ُ‬
‫ج"‬ ‫خذَ الدر ُ‬
‫س لو "العل ُ‬ ‫أ ِ‬
‫وعى*‬

‫شعَــــــا‬
‫يا حــــــــــــذا ًء صــدّ نذلً جَ ِ‬
‫أنت مَن للمجـــد صرحــاً رفعـــــــا‬
‫أنت أعتى من جيـــــــــوشٍ زحفت‬
‫نحــو من للبغي في الرض سعى‬
‫أنت أقــــوى مِـن جنـــــودٍ حُشدت‬
‫س ُوضَـــــــــعا‬ ‫أنت أسمى من أُنا ٍ‬
‫يا حــــــذا ًء كـــــان في غيرتــــــه‬
‫كحسامٍ رأس "بوشٍ" قَطَــــــــعَا‬
‫كان سهمـــاً من غيــــورٍ ثائـــــــرٍ‬
‫لقـَّنَ المحتــــلّ درســــاً رائــــــعا‬
‫من يـــد "الزيــــــديّ" من راحته‬
‫ج "وعى‬ ‫ُأخِــذَ الدرسُ لـو" العلـ ُ‬
‫َأوَعى" العلـــــــجُ" بأنـّا أمـــــــةٌ‬
‫ليس للمحتــــــل فيها موضـــعا؟‬
‫‪29‬‬
‫أخرجت للرض آســـــــاد الشرى‬
‫نحوها البصــــــــارُ ترنو خُشّعا‬
‫ليت شعري مـــا الذي حلّ بهــــــا‬
‫فغـــدت للكلب "بوشٍ" مطمعا؟‬
‫بمناسبة رشق جورج بوش بحذاء الزيدي في بغداد في ‪\14‬كانون الول\‪*2008‬‬

‫كلــــبَ أمريكـــــــــــا تريّث لحظ ًة‬


‫هاهـــــو الرئبـــالُ لبى من دعا‬
‫سعّرت‬ ‫غضبـــة الضرغــــــام نارٌ ُ‬
‫وأرى الطاغي بهــــــا ملتسعـا‬
‫وأرى "الزيديّ" في إقدامــــــــه‬
‫شيظمــــاً أنّى له أن يخضعــــــا‬
‫سلمت يمنــــــاه لمّـــــــــــا رفعت‬
‫صارمــاً في وجه"بوشٍ" لمعا‬
‫رشقت بالنعل كلبــــــــاً هينـــــــاً‬
‫فمضى الكلبُ بهــــــا مقتنــــعا‬
‫لو يكــــــن للكلب أدنى خجـــــــلٍ‬
‫لستقى في الحـــــال س ّم ًا ناقعا‬
‫إنّمــــا الكلـــــــبُ حقيـــــــرٌوكفى‬
‫ل يبـالي الكلـــبُ أنّى صُرِعــــا‬
‫ث الوغى‬ ‫أيّهـــــا "الزيديّ" يا لي َ‬
‫أنت من أشبع "بوشاً" هلـــــعا‬
‫عشت للمـــــــة رمزاً خالــــــــداً‬
‫إن رآه "العلجُ" ولىّ فزِعـــــــا‬
‫نعـــــلك الكــــــــرار أعتى قــــوةٍ‬
‫‪30‬‬
‫جعلت "بوشاً" ذليــــلً راكـــعا‬
‫أنت حققت انتصــــاراً ساحقـــــــاً‬
‫بحذا ٍء وجه "بوشٍ" صفعــــــا‬
‫صفعــــــة العصر وما أروعهـــــا‬
‫ثورة البركــــان لمّــــــا نَبــَـــــعَا‬

‫ثــــــــــــار في شعبٍ تناسى دورَه‬


‫فغــدا المحتـــــــلّ فيه راتـــــــعا‬
‫ثــــــــار لمّــــــا الذلّ أضحى سمةً‬
‫لُناسٍ يرفعـــــــــون ال ُوضَــــــعَا‬
‫عظّموا كلبــــــ ًا وهانوا أســـــــداً‬
‫شيَعا‬‫فرّقـــــوا الدين وكانــــــــوا ِ‬
‫خيبــــــوا المــــــــالَ في إذعانهم‬
‫لعـــــدوّ جاءهــــــم مُقتلـــــــــــعا‬
‫قدّمــوا "صـــــدّامَ" قربانــــــاً له‬
‫قربّــــوا ليثــــا أبى أن يركــــــــعَاً‬
‫ويحهــــــــم خانوا ِهزَبراً هيصماً‬
‫قائــــــــــــدًا أولى بــــه أن يُسمعَا‬
‫جلبـــــوا العـــــارَ إلى أوطانـــهم‬
‫ولكلب الغرب صـــــاروا تبـــــــــعَا‬
‫يا حــــذاءً كــــــان أغلى قيمــــةً‬
‫من رجالٍ همّـــــــها أن تشبــــــــعا‬
‫حزتَ في التأريخ ذكراً خالـــــــداً‬
‫ومكــــــــــاناً في السّما مرتفــــــعا‬
‫أنت رمـزٌ للتحـــــدي والبــــــَـــا‬
‫‪31‬‬
‫أنت من أوصــــــــد باب الدّعــــــا‬
‫يا حـــــذاءً فاق في نخوتـــــــــــه‬
‫كلّ من للثـــــأر نادى ودعــــــــــــا‬
‫يحصـــــــد النسانُ ما يزرعــــــه‬
‫من أراد المجـــــــد حقــــّــاً زرعــا‬

‫ق النّصر إلّصامـــــــــد‬ ‫ما استح ّ‬


‫"ليس للنســـــــــان إلّ ما سعى"‬
‫حقّق "الزيديّ" نصراً مذهــــــلً‬
‫صنَــــــــعَا‬
‫دخــــل التأريــــخَ فيما َ‬
‫رجمَ "الشيطانَ بوشاً" ِبحِــــــذِا‬
‫سنّ أمــــــراً حسنـــــاً ماابتدعــــا‬

‫في صنعاء‬
‫كانون الول ‪2008‬‬

‫‪32‬‬
‫*من خمـــرة الشعر‬

‫ذقتُ القريضَ فلم أشبــعْ مـن الدب‬


‫وقلتُ شعــرا عريق المجد والحسبِ‬
‫ت كلّ صنوف الشعـــر منطلقا‬ ‫طرق ُ‬
‫إلى فضــاءٍ عظيــمٍ واسعٍ َرحِبِ‬
‫حتى بلغتُ إلى الجــــوزاء مبتغيا‬
‫حقَبِ‬ ‫ما لم ينله الُلى في غابــر ال ِ‬
‫ولم أزل فارسا في الشعـــرِ مغتبطا‬
‫سحُبِ‬ ‫أكادُ أكتــبُ اشعاري على ال ّ‬
‫في ساحة الشعرِ ما نازلتُ من أحــدٍ‬
‫يحاولُ الشعــــرَ إلّ لذَ بال َهرَبِ‬
‫ض دمي‬‫الشعــرُ ياصاحِ أنفاسي ونب ُ‬
‫يجري وينبــعُ بينَ اللحمِ والعصبِ‬
‫الشعرُ دربي إلى العلياء إن عجــزت‬
‫ب وحالــت دونما َأرَبي‬ ‫شتى الدرو ِ‬
‫قريحة الشعــــر ل تخفى ملمحها‬
‫لمّا تجـــــودُ ببحرٍ زاخرٍ لجِبِ‬
‫فقل لمن يدعي في الشعـــر معرفةً‬

‫‪33‬‬
‫ول يجيــدُ أصول الشعرِ أنت غبي‬
‫الشعرُ ليس عباراتٍ منمقــــــة‬
‫تُبنى على الزيف والتشكيك والريبِ‬

‫*هذه القصيدة ألقيت في فندق موفمبيك في الحفل الذي أقامته الشركة اليمنية للغازالطبيعي المسال‪.‬‬

‫الشعـــرُ ليس كتاباتٍ ملفّقــــة‬


‫الهجــرُ أولى بها أو جذوة الحطبِ‬
‫الشعرُ ليس عقارا في العراءِ غـــدا‬
‫مابين طرفـــة عينٍ نهب مُن َتهَبِ‬
‫الشعرُ كنـــــزٌ ول يرقى إليه سوى‬
‫من غاص في قاع بحر الشعر والدبِ‬
‫فشنفوا السمع بالشعر البليــــغ فما‬
‫خطَبِ‬ ‫تُجدي الركاكةُ في الشعار وال ُ‬
‫ل تشربوا نخب هذا الحفــل من عنبٍ‬
‫فخمــرة الشعر فاقت خمرةَ العنبِ‬
‫تمتعوا برحيق الشعــــر وابتهجوا‬
‫والهـــوا فهذا أوان اللهو واللعبِ‬
‫بعد العناء وبعد الجهـــــد حالفكم‬
‫طرَبِ‬ ‫حظّ من اللهو والترويــح وال َ‬
‫لقد بذلتم جهــــودا ل امتهان بها‬
‫لمّا اطلعتــــم على جمّ من ال ُكتُبِ‬
‫بكادرٍ يستحقّ الشكرَ أوصلكـــــم‬
‫إلى مسارٍ عظيــمِ القصد وا َلرَبِ‬
‫تكادُ"بَلحافُ" تأتيكـــم مباركـــةً‬
‫جهـــودكم طالما كُنتم على أُهُبِ‬

‫‪34‬‬
‫بلحافُ تزدادُ تيها عند مقدمكــــم‬
‫لسيّما أنّها في عصرهــا الذهبي‬
‫فجددوا العهـــد وامضوا للوفاء به‬
‫ول تكونوا دعـــاة الزور والكذبِ‬
‫عليكـــــمُ علّقت آما ُل من وَثِقوا‬
‫بأنكم خيـــرُ من يُدعى ومن يُجبِ\‬
‫بَلحافُ تزهـــو بمشروعٍ يدارُ بكم‬
‫عمّا قريبٍ فكونـــوا خير مرتقبِ‬
‫هل فرّطت"واي إل إن جي"بواجبــها‬
‫طلَبِ‬ ‫تجاهكم؟ ل فجـدوا السير في ال َ‬
‫وحققوا القصد من تدريبكــم تصلوا‬
‫إلى مقاصدكـــم ياقومُ عن كَثَبِ‬
‫إليكــــــمُ آي أشعاري مفصّلةً‬
‫صحَبِ‬ ‫بدافــع الودّ والخلص لل ّ‬
‫وكل شُكري وتقديـــري َأخُصّ به‬
‫إدارةً ُزوّدت بالكــــادرِ ال ّنجُبِ‬
‫ول أضنّ به يومـــــا على أحدٍ‬
‫أسدى إليَ جميـــلً دونما سبَبِ‬
‫كلّ الساتذةِ الفذاذِ قاطبــــــةً‬
‫أخصّهــــم بثناءِ الشعر وا َلدَبِ‬

‫في صنعاء‬
‫‪\24‬نوفمبر\‪2006‬م‬

‫‪35‬‬
‫قف يوم أيلـــــــــــــول‬

‫قف يوم أيلــــــــــــول وارفع للسّماء يدا‬


‫فبحـره الجــــــــمّ يروي كـــ ّل من وردا‬
‫وانذر بفاتحــــــــــة القرآن بعدئــــــــــــذٍ‬
‫لكــــلّ من تَخــِــذَ الشرع الحنيفَ هدى‬
‫جدَثٍ‬‫ونضّد الورد إكليـــــــــــــــــلً على َ‬
‫لغير ربّ البرايــا قط ّما سجــــــــــــــدا‬
‫قف يوم أيلول إكبـــــــــــــاراً لمن رحلوا‬
‫وقدمــوا الروح للشعب العريــــق فدى‬
‫وسل عن السـْـــــد هل هابت مصارعَها‬
‫لتقبل العيش إن ليــــــــــل الظــلم بدا‬
‫هل استكانت لهل الضّيم في َدعَــــــــــةٍ؟!‬
‫هل كــلّ هذا على تأريخــــــهم و َردَا؟!‬
‫سل عنهمُ واقتبس من نهــــــــج سيرتهم‬
‫واعمل لصلح ما في الشعب قد فسدا‬
‫قف يوم أيلول واسأل كلّ من حكمـــــــــوا‬
‫هل أنـّما زرع الحـرارُ قد حُصـــــــــدا‬
‫أين النظــــــامُ وأين العـــــــــد ُل في وطنٍ‬
‫نادى بـه‪,‬أين ما نادى به وشـــــــدا؟!‬
‫غاب النظامُ وغاب العاملـــــــــــــــون به‬
‫ب قد وُجدا؟!‬ ‫هل من نظـام ٍ بهذا الشع ِ‬

‫‪36‬‬
‫الفقرُ والظلـــــــــــــــمُ هل غابا أم انتشرا‬
‫أم"المــامُ"الذي في قبره رقــَــــدا؟!‬
‫الجوع أودى بكـــــلّ الكادحين‪,‬فهــــــــــل‬
‫تحقق العـــدلُ يا أيلـــــولُ أم فُقـــــدا؟‬
‫هل حققت ثورة الحــــــــــــــرار غايتها‬
‫أم أنها لم تجد في الشعب رجع صدى؟!‬
‫ق قد كُشفت؟ !‬ ‫لمَ الخــــــــــداعُ إذا الورا ُ‬
‫أهداف أيلــــول ضاعت في البلد سُدى‬
‫كنا ننادي بأهــــــدافٍ مبجّلــــــــــــــــــــةٍ‬
‫أضحت شعـــارًا على الوراق معتمـــدا‬
‫ولست أدري أثرنا ضــــــدّ أنظمـــــــــــــةٍ؟‬
‫أم ضـدّ "فـردٍ"بحكمة المـــة انفردا؟!‬
‫ولّى زمــــــــــــانُ "إمامٍ" كان يحكمنــــــا‬
‫ولن يعـــــودَ إلى إلينا حكمه أبــــــــــدا‬
‫لكنما الحاكمون اليـــــــــــوم قد نهجــــــوا‬
‫نهج "المام "وظنوا حكمهـــم رشَــدا‬
‫قف يوم أيلــــــــــــول وادحض كلّ شائعةٍ‬
‫ليست تمـــد إلى القـــــول الصوابِ يدا‬
‫واذكر عظاماً على هاماتهــــــــــــــم كتبوا‬
‫إنّ الحيــــــــاة بل حريّــةٍ نكَـــــــــــــدا‬
‫واستفسر الشعبَ هل أضحى كما حلمــــوا‬
‫هل عاش بعـــــدَ التنائي عيش ًة رغَـــدَا‬
‫الشعبُ ما نال ما يرجــــــــــــو ول سكنت‬
‫أنّاتـه‪,‬مات ل يدري متى وُلــــــــــــــدا‬

‫في صنعاء‬
‫‪\26‬أيلول\‪2005‬م‬

‫‪37‬‬
‫ض الجماعا‬
‫رأي الخليفة يدح ُ‬
‫عجّ الغـــــــــــــل بين النـــــــامِ وشاعا‬
‫وازدادَ يومـــــــاً بعد يومٍ باعـــــــــا‬
‫عجّ الغـــــــــــــــــــل فغزا السعيدةَ كلها‬
‫وبنى وش ّيدَ للهــــــــــــــــلكِ قلعا‬
‫وحبا النا َم من الحيــــــــــــــــــاةِ مناعةً‬
‫ب من النفـــــــاقِ طباعا‬ ‫وحبا القلو َ‬
‫ودعا الفقيرَ إلى التقشّفِ طائعــــــــــــــاً‬
‫أوكارهــــــاً أو خائفـــــــــاً مرتاعا‬
‫ودعا اليتيمَ إلى قضـــــــــــــــــــاءِ حياته‬
‫مثل الفقير مكافحـــــــــــــــ ًا ملتاعا‬
‫ودعا الرامل للتحلي بالجـــــــــــــــــــوى‬
‫ن من الحيــــــــــــاةِ متاعا‬ ‫ل يشتهي َ‬
‫كـــــــــــــم حذّر المغرورَ من بطش الدنى‬
‫كم من أناسٍ في الحيـــــــاةِ ضياعا‬
‫حاشاه أن يدعَ النـــــــــــــــــــــــامَ بغفلةٍ‬
‫حتى يريهم للهــــــــــــــلكِ شعاعا‬
‫حاشاه أن يذر الفقير مؤمــــــــــــــــــــــلً‬
‫أن يصلحنّ زعيمـــــــــــه الوضاعا‬
‫ل يحلمنْ هذا الفقيرُ بقوتــــــــــــــــــــــــه‬
‫يوماً فيغدو حينها طمّـــــــــــــــــاعا‬
‫ويثيرُ في أرض السعيدةِ ضجّـــــــــــــــــة ً‬

‫‪38‬‬
‫تلقى بأفئــــــــــــــــدة الورى إيقاعا‬
‫فيزعزعَ المــــــــــــــــــنَ الذي ل ينبغي‬
‫أن ل يصونَ بريقـــه اللمّــــــــــــاعا‬
‫ض مجالَـــــــــــــــــــه‬
‫هذا اقتصادٌ ل يخو ُ‬
‫من ليسَ يدري في الحيـــــــاةِ خداعا‬
‫أيخوضُ في هذا المجـــــــــــــــــالِ مواطنٌ‬
‫يا سادتي للفقر لن ينصاعــــــــــــا؟!‬
‫حلم الفقير رغيف خبزٍ كامــــــــــــــــــــــلٍ‬
‫هذا الفقير يهدد الوضـــــــــــــــــاعا‬
‫ربع الرغيف لكـــــــــــــــــــــــ ّل فردٌ حصّةٌ‬
‫سمٌ أربـــــــــــــــــاعا‬ ‫هذا الرغيف مق ّ‬
‫ظمٌ‬ ‫هذا اقتصادٌ للبــــــــــــــــــــــــــــــلد من ّ‬
‫ليس الزعيم لقوتـــــــــــــــــكم منّاعا‬
‫القوتُ قوتُ زعيمكــــــــــــــــــــــم فتريّثوا‬
‫أفتنقــــــــدونَ من اشترى أوبـــاعا؟!‬
‫إن شاءَ أعطى من يشـــــــــــــاءُ وإن يشأ‬
‫يُقصِ الخصـــو َم ويكرمُ الشيـــــــاعا‬
‫فليشكر الشعبُ الفقيرُ زعيمــــــــــــــــــــه‬
‫إن حثــّه أنى يتركَ الطمــــــــــــــاعا‬
‫ويعيشَ عيشةَ زاهـــــــــــــــــــــــدٍ متقشّفٍ‬
‫ك مخمصــــــــــــةً إذا ما جاعا‬ ‫لم يش ُ‬
‫إنّ الحيــــــــــــــــــــــــــــاةَ تقشّفٌ فتقشّفوا‬
‫خطبَ الزعي ُم فخفّف الوجـــــــــــاعا‬
‫ودعا جميع الكادحينَ إلى التــــــّـــــــــــــوى‬
‫حتى يط ّه َر منهـــــــــــــــــمُ الصقاعَا‬
‫ت مدويّا‬ ‫ومضى يعــــــــــــــــــــــــدّ المنجزا ِ‬
‫فأثارَ بين الكادحينَ صراعَــــــــــــــــا‬

‫‪39‬‬
‫ودعا إلى الصبر الجميــــــــــــــــــــــلِ منبّه ًا‬
‫أن ليبيتَ الكادحـــــــــــــــــونَ شباعَا‬

‫فسواد جنّــــــــــــــــــــــــــــاتِ النعيمِ وأهلها‬


‫فقراء عاشوا كادحينَ جيــــــــــــــاعَا‬
‫حرص الولةِ يفوقُ حرصَ شعوبهــــــــــــــم‬
‫رأي الخليفةِ يُدحضُ الجمــــــــــــاعا‬
‫فليحمــــــــــــــــــــــــــد الشعبُ الفقيرُ زعيمه‬
‫إن كانَ قد لبسَ النفــــــــــــــاقَ قناعا‬
‫أو كانَ قد نثرَ الكــــــــــــــــــــلمَ على الورى‬
‫فسبى العقــــــــــولَ وشنّفَ السماعا‬
‫يكفيكَ يا يمن البـــــــــــــــــــــــــــــــاةِ خليفة‬
‫المسك من ألفاظه قد ضــــــــــــــــاعا‬
‫ك من هذا الزعيــــــــــــــــــــــــــــم كلمه‬ ‫يكفي َ‬
‫فاسمع طوال نهــــــــــــــارك المذياعا‬
‫واشبع بألفاظِ الزعيـــــــــــــــــــــــــــــــم فإنها‬
‫تُقري الفقيرَ من التــــّــــــــوى أنواعا‬
‫الفقرُ ينخرُ في العظــــــــــــــــــــــــام من الغل‬
‫والجوع يجني في البـــــــــــلدِ يراعا‬
‫نهشَ الغــــــــــــــــــــــــــل كلّ البلد فأصبحت‬
‫تمضي إلى ريب المنـــــــــونِ سراعا‬
‫هبة الزعيـــــــــــــــــــــــــــــم لشعبه فلتحمدوا‬
‫هذا الزعيـــــــــــــمَ على الغلءِ تباعا‬
‫ل تحلمــــــــــــــــــــــــــــــوا يا سادتي بمعيشةٍ‬
‫رغداءَ مادامَ"الزعيــــــــــمُ" مطاعا‬
‫لن تبلغوا غاياتكــــــــــــــــــــــــــــــم يا سادتي‬
‫ما دمتمُ لزعيمكـــــــــــــــــــــم أتباعا‬

‫‪40‬‬
‫ماذا جنيتم من ثمار سكوتكـــــــــــــــــــــــــــم؟‬
‫إلّ غلءً أفسدَ الوضـــــــــــــــــــــاعا‬

‫ماتت ضمائركـــــــــــــــــــــــــم فصرتم حينها‬


‫ل تنكرونَ قبيــــــــــــــــح فعلٍ شاعا‬
‫عجباً لكــــــــــــــــــم يا سادتي عجباً لكم‬
‫مابينكـــــــــــــــــــم والموت إلّ باعا‬
‫فبأيّ حق ٍ ترهبـــــــــــــــــونَ زعيمكم؟!‬
‫وبأيّ دينٍ تعبـــــــــــــدونَ سُواعا؟!‬
‫قومي أفيقــــــــــــــــوا من سُباتِ منامكم‬
‫وتحرّكوا نحو الحيـــــــــــــاةِ ذراعا‬
‫فعساكـــــــــــــــــــمُ يا سادتي أن تنهضوا‬
‫بعد المنــــــــــام عن الحقوق دفاعا‬
‫وعساكمُ أن تُرجعـــــــــــــــــــوا يا سادتي‬
‫مجداً تليــــــــــــــــدًا منكمُ قد ضاعا‬
‫أولى بكم أن تُستعا َد حقوقُكــــــــــــــــــــــم‬
‫قولوا جميعـــــــــــــــاً للفسادِ وداعا‬

‫في جبل رعاوين‬


‫‪\6‬تشرين أول\‪2003‬م‬

‫‪41‬‬
‫لنا لبثنا أُسارى العـــدى‬
‫لماذا استبدّت بأرضي اليهـــــــود؟!‬
‫لني استعنتُ بخصمي اللـــــــــــدودْ‬
‫لني تنازلـــــــــــــــــــــتُ عن مبدئي‬
‫لجـــــــــــــــــــأتُ إلى ناقضيّ العهودْ‬
‫وجئتُ بل خجـــــــــــــــــــــ ٍل عند مَن‬
‫تنكّر تأريخهـــــــــــــــم للجــــــــــدودْ‬
‫تخِذتُ العـــــــــــــــــادي أخلّ‪ ,‬وهلْ‬
‫إلى الخصم يحتكمـــــــــــونَ السودْ؟!‬
‫لمــــــــــــــــــــــاذا يسيطرُ في ارضنا‬
‫عدوٌ غريبٌ ظلـــــــــــومٌ جحـــــــــودْ؟‬
‫لنا غرقنــــــــــــا ببحــــــــــــر الهوى‬
‫عشقنا الكـــــــــرى واستبحنــا الرقودْ‬
‫لماذا؟لماذا استبدّ الجـــــــــــــــــــــوى‬
‫وأفضى بنا خصمنـــــــــــــــــا للجمودْ؟‬
‫لنا لبثنا أُسارى العـــــــــــــــــــــــــدى‬
‫أذلء عشنا نخــــــــــــــــــافُ الصمودْ‬
‫لمـــــــــــــــــاذا؟لمـــــــــاذا أمن قلّة؟‬
‫مئات اللـــــــــــــــــوف لدينا الجنودْ‬
‫غثاءً غدونا بل قيمــــــــــــــــــــــــــةٍ‬
‫نسينا تعاليم ربّ الوجـــــــــــــــــــودْ‬
‫تركنا الجهــــــــــــــــــــــادَ فعشنا كما‬
‫تمنّى عــــــــــــــــــدانا ذراري القرودْ‬
‫ومن يرتضِ الذلّ دربـــــــــــــــاً يعشْ‬

‫‪42‬‬
‫بل غايـــــــــــــــــــــــةٍ هيّناً ل يسودْ‬
‫في صنعاء‬
‫‪\6‬آيار\‪2003‬م‬
‫بعـــــد النـــــــوى‬
‫قرب الحبيب من الحبيبـــــة ممتــــــــــ ُع‬
‫وفراقها دا ٌء عضـــــــــــــــا ٌل موجــعُ‬
‫كم عاشقٍ بعد النــــوى ذاق التّــــــــــوى‬
‫جلّت‪,‬فماذا يصنـــــــــــــــعُ؟!‬ ‫مأساته ُ‬
‫إن بان عن دار الحبيبــــــــــــــــــــة ليلةً‬
‫فالقلب يدمي والمـــآقي تدمــــــــــعُ‬
‫من خاض في بحر الهـــــــوى يلقَ الذي‬
‫ما كــــــــــان في حسبانه يتوقــّــــعُ‬
‫بحر الهوى بحرٌ عميــــــــــــــــــقٌ ربّما‬
‫دفع الفؤادَ لكــــــــــــــلّ خطبٍ يُفجعُ‬
‫إني لقسم بالذي خلـــــــــــــــق الورى‬
‫وأقــــــــــــــولُ قولً قطّ ل يتزعزعُ‪:‬‬
‫القرب"عـ ْدنٌ"والفــــــــــراقُ"جهنّم"‬
‫من ذا بحرّ جهنّــــــــــــم يستمتعُ؟!‬
‫يا عاشقاً بات الليـــــــالي ساهـــــــــراً‬
‫مأســـــاة هجرك للحبيبــــــــة تفظعُ‬
‫* * *‬
‫أنا ل أطيـــــــــــــقُ البعد عن محبوبتي‬
‫يومــــــــــــ ًا ولستُ لغيرهــــا أتطلّع‬
‫أنا لستُ أصبر عن فـــــــــراق حبيبتي‬
‫من دونها أنا في الحيـــــــــاة مضيّع‬
‫أنا لستُ ألقى في المعيشةِ راحـــــــــــةً‬
‫بعد النّوى‪,‬أنا في هواهــــــــــا مولعُ‬

‫‪43‬‬
‫أينام جفني بعد هجــــــــــــــــر حبيبتي؟‬
‫أيطيب لي بعد الفـــــــراق المضجعُ؟!‬
‫كيف الحيــــــــــــــاة إذا حياتي قد نأت‬
‫عني وعيشي بعدهـــــــــــــــا ل ينفعُ؟‬
‫المـــــــــــــوتُ أهون من فراق حبيبتي‬
‫قلبي بغير حبيبتي ل يقنــــــــــــــــــعُ‬
‫جُبل الفـــــــــــــــؤاد على هواها يا لها‬
‫من غادةٍ أنا لستُ منها أشبــــــــــــعُ‬
‫سلبت خيالي واستقرّت في الحشـــــــــا‬
‫وغدت على عرش الحشـــــــا تتربّعُ‬
‫* * *‬
‫يا عاذلي مهلً فلستُ بشاطـــــــــــــــــحٍ‬
‫فيما أقـــــــــــــــــــولُ وما أنا متنطّعُ‬
‫أتخالُ أني أستطيعُ فراقــــــــــــــــــــــها‬
‫والبين سمّ للمتيّم ناقـــــــــــــــــــــعُ؟!‬
‫أو أنني يومـــــــــــــــــاً سأهوى غيرها‬
‫أتظنني في حبّ أخرى أطمـــــــــــــعُ؟!‬
‫هذي ظنـــــــــــــــــــونٌ يستحيلُ حدوثها‬
‫أتظنني عن حبّها أتراجـــــــــــــــــعُ؟!‬
‫هذا كلمٌ نابـــــــــــــــــــــــ ٌع من مهجتي‬
‫ماذا عساك تقـــــــــــــــــولُ هذا واقعُ‬
‫يا عاذلي مهـــــــــــــــــــــــلً فقلبي هائمٌ‬
‫ولِصوت من يهوى يطيـــــــعُ ويسمعُ‬
‫ي من ألم الفـــــــــــــــــــــراقِ ابتلتا‬
‫عينا َ‬
‫وإلى السماء المشتكى والمفـــــــزعُ‬

‫في صنعاء‬
‫‪\26‬كانون الول\‪2002‬م‬

‫‪44‬‬
‫بعــــــــد الفـــــراق‬
‫عشتُ قبل الهوى عزيز المنـــــــــــــــالِ‬
‫أتسامى وأرتقي للمعــــــــــــــــــالي‬
‫كلّ همّي هو الوصــــــــــــــــول بعزمي‬
‫وبجهدي إلى العـــــــــــــل ونضالي‬
‫ل يرى الوجـــــــــــــد من سبيل إذا ما‬
‫رام يومــــــــــــــــــاً أن يستقرّ ببالي‬
‫هكــــــــــــــــــــذا عشتُ سيداً ل مسوداً‬
‫طبتُ نفساً وكنتُ في خير حـــــــــالِ‬
‫* * *‬
‫فإذا بي أذوقُ للحبّ كأســـــــــــــــــــــاً‬
‫من شفـــــــــــــاهٍ لُعسٍ لحلى غزالِ‬
‫وإذا بي أهيــــــــــــــم في حب" ليلى"‬
‫صرتُ "قيساً "ولم أكــــــــن لبالي‬
‫صرتُ بالحبّ مدنفـــــــــــاً مستهامـــــاً‬
‫ليت شعري ماذا الذي قد جــرى لي‬
‫لستُ أنسى والحبّ في القلبِ ثـــــــــــاوٍ‬
‫أنّ قلبي بالحبّ والعشــــــــق سالي‬
‫وعدتني بالوصـــــــــــل" ليلى" وولت‬
‫فقلتني وما وفت بوصــــــــــــــــالي‬
‫ليتني ما عرفتُ "ليلى" بتــــــــــــــاتاً‬
‫ألم البين مثل جرح النبــــــــــــــــالِ‬
‫كيف ترضى بأن تراني جريحـــــــــــــاً‬
‫وأنا من ظننتــها كـــــلّ مـــــــــــالي؟‬

‫‪45‬‬
‫خطئي أنني جعلــــــــــــــــــتُ مصيري‬
‫ب "ليلــــى" وغايتي ومــــــــــآلي‬ ‫ح ّ‬
‫نال مني الهوى وأصبحتُ سهـــــــــلً‬
‫بعدما كنتُ عاتيــاً كالجبـــــــــــــــالِ‬
‫هكذا الحبّ نقطة الضعف فينـــــــــــا‬
‫نقطة الضعف عنـــــد أعتى الرجالِ‬
‫آه من غصّة الفــــــــــــــــراقِ لخلّي‬
‫نحـــــــــل الجسم من فراق الغوالي‬
‫أنا مـــــن غصت في لظى البين حتى‬
‫غرق الحلمُ في سهــــــــــــادِ الليالي‬
‫أنا من بالنوى اكتسى الوجــــــــدَ لمّا‬
‫فارقت عينــــــــــــه الحبيب المثالي‬
‫في صنعاء‬
‫‪\4‬يناير\‪2003‬م‬

‫‪46‬‬
‫نحن الرعية والجمال هو المير‬

‫ترنــــــو إليّ بلحظـــــــــها في رقّــــةٍ‬


‫فتقودني مثل"القَطـَـاة" إلى"الغديرْ"‬
‫وتجرّني ببساطــــةٍ نحـــو الهـــــــــوى‬
‫هيفاءُ ترفــــــــــل بالدّمقس وبالحريرْ‬
‫أنا من دُهشتُ لحسنــــــها وجمالـــــها‬
‫أنا من غدوتُ بسجنـــها الدّامي أسيرْ‬
‫ح هذي وردةٌ مقطوفـــــــــــــــــــةٌ‬ ‫يا صا ِ‬
‫من جنّة ما في الجنـــــــــان لها نظيرْ‬
‫يا صاحِ هذي غـــــــادةٌ بهنانـــــــــــــــةٌ‬
‫وأميرةٌ حسنــــا ُء من "قصر السّديرْ"‬
‫كالشّمس في كبـــــد السّما ببهائـــــــها‬
‫وبحسنها الفتّــــان كالبــــــــدر المنيرْ‬
‫ل لومَ إن أحببتُـــــــــــها وعشقتُـــــــها‬
‫ل ضيرَ إن بادلتـــــُــــــها حبي الكبيرْ‬
‫إنّي لفرشُ للجميـــــــــــــــــــلة مهجتي‬
‫خوفـاً عليــــــــها من لظى حرّ الهجيرْ‬
‫أنا من يعيرُ الحسنَ قلبـــــــــاً واعيــــــاً‬
‫أوَ ليسَ قلبي للمليحــــــــــةِ بالنصيرْ؟‬
‫أنا ألتقي الحسنــــــــا بوجهٍ باســــــــــمٍ‬
‫ل ألتقي الحسنـــــــــــا بوجـهٍ قمطريرْ‬
‫إنّ الجمـــــــــــــــا َل مقدّسٌ في شرعتي‬
‫هو نعمــــــ ٌة من أنعُـــــــــم ال القديرْ‬

‫‪47‬‬
‫* * *‬
‫خاطبتها والقلبُ يخفقُ مغرمــــــــــــــــاً‬
‫فتمايلت كتمايــــــــل الظبي الغريـــــرْ‬
‫وتردّدتْ في دهشـــــــــــةٍ وغرابــــــــةٍ‬
‫أوَ لم يكن هذا الديبُ هــــــو الجديرْ؟‬
‫وتبسّمت في لحظـــــةٍ فكأنّنـــــــــــــــــا‬
‫في"جنة المــــــــأوى"نحلّقُ أونطيرْ‬
‫وتكلّمت بفصاحــــــــــــةٍ وبلغــــــــــةٍ‬
‫وعذوبـــــةٍ كعذوبــــة المــــاءِ النميرْ‬
‫فأصغتُ سمعي في ارتياحٍ نحوهــــــــــا‬
‫حتّى كأني بـ"الفرزدقِ"أو"جريــرْ"‬
‫ورجوتُ ربّي أن تُطيــــــــلَ كلمهـــــــا‬
‫لشمّ ريحتها الزكيّـــــــــــــــة بالعبيرْ‬
‫يحيى الجمــــــــــــالُ وكلنا خَــــدَمٌ لـــه‬
‫نحن الرعيّــــةُ والجمــــالُ هو الميرْ‬
‫في صنعاء‬
‫‪\5‬يناير\‪2003‬م‬

‫‪48‬‬
‫قُ‬
‫ِ‬ ‫َ‬ ‫د‬ ‫حـ‬
‫َ‬ ‫وال‬ ‫ُ‬
‫ب‬ ‫ت اللـ ّ‬
‫أن ِ‬
‫من وجنتيكِ يفوحُ الــوردُ والحَبـ ُ‬
‫ق‬
‫يانجمةً في سمــاء الـرّوحُ تأتلقُ‬
‫أنتِ الذ ّكاءُ وأنتِ البـــدرُ فابتسمي‬
‫فمِن ثناياكِ نــــورُالفجرِ ينبثقُ‬
‫ولأريدُ مـــن الدّنيا وبهجتََــها‬
‫حدَقُ‬ ‫إ ّلكِ أنتِ فأنتِ اللـــبّ وال َ‬
‫جُودي بوصـــلٍ على قلبٍ سكنتِ به‬
‫واليومَ ينتابـهُ بعد النـَوى ا َلرَقُ‬
‫وأيّ جــــدوى من التعذيبِ سيّدتي‬
‫إنْ كنتُ شوقا إلى التعذيبِ أستبقُ‬
‫أنا السيرُ بسجـنٍ قــــد شُغفتُ بهِ‬
‫ن مَن في عدلها أثــقُ‬ ‫لنّني ره ُ‬
‫وددتُ لوأنني طفـلٌ بحجـــــرتِها‬
‫أنـامُ في حضنِها الدََافي وألتصقُ‬

‫في صنعاء‬
‫‪\6‬كانون الثاني\‪2003‬م‬

‫سيدي القاضي‬

‫‪49‬‬
‫ذاب قلبي في هوى خلي غرامــــــا‬
‫ومضى في مسلك العشق وهامــــا‬
‫وارتمى في سجن مـن يهوى أسيـــرا‬
‫لم تذق عيناه من سُهدٍ منامـــــا‬
‫واصطلى في قعـــر نار الهجــر حتى‬
‫أحرق الجسم ومااستبقى العظامـــا‬
‫ودّ لو لـم يعرف الحبّ بتاتـــــــا‬
‫بعدما ذوّقه الحبّ الحمامـــــــا‬
‫ياحبيبا صـــار في قلبي مُقيمــــا‬
‫بعدمــــا سلمته قلبي مُقامـــا‬
‫بعدمـــا أسكنته روحي زمانـــــا‬
‫بعدما قلدتــــه حبي وسامـــا‬
‫ما الذي أغراك أن تهجرَ صبّــــــا‬
‫مدنفــا أهداك قلبــــا مستهاما؟‬
‫مالذي أغراك أن تذبـــح قلبـــــا‬
‫ليرى إلك في الدنيا َمرَامـــــا؟‬
‫يا حبيبي جــد بوصــــــل لحبيبٍ‬
‫كاد يلقى بعدك المــــوت الزؤاما‬
‫لــم يذق بعدك للذات طعمـــــــا‬
‫بات يبكي مثلمــــا يبكي اليتامى‬
‫أنت أبرمت عهــــودا لم تصنـــها‬
‫ومواثيقـا ولـم ترعَ الذمامــــا‬
‫سيدي القاضي لقــد عيــل اصطباري‬
‫مرت العــــوام يتلو العامُ عاما‬
‫أنصف المظلـــــومَ لتخشَ البرايـا‬

‫‪50‬‬
‫هل جنى قلبيَ أخطـاءً جِسامــــا؟‬
‫هل غـدا حبي وإخلصي جُناحـــــا‬
‫أم غدا درب الهوى السامي اجترامـا؟‬
‫أيّ نهج ٍ يجعــــل الهجـــرَ حللً‬
‫ونظامٍ يجعـــل الوصـــل حراما؟‬
‫سيـدي القاضي تمعـــــــن بملفي‬
‫لستُ أرجـو سيدي إل النظامــــا‬
‫كيف ل تنظـــر في أمري؟ لمـــاذا‬
‫لم تعرني سيدي القاضي اهتمامــا؟‬
‫سيدي القاضي ترفــق بفـــــؤادي‬
‫قبــل أن أفقــــد آمالي تمامـا‬
‫في صنعاء‬
‫‪\7‬كانون الثاني\‪2003‬م‬

‫برنسيسة الحلم‬

‫‪51‬‬
‫مرّت برنسيسة الحــلم في بلدي‬
‫في زي فاتنــةٍ فاستأسرتْ خَ َلدِي‬
‫وخلفتني صريعـا في الثرى ومضتْ‬
‫ترنوإلي بعين الغنــــجِ والغَ َيدِ‬
‫ل غَروَ إن سلبتْ عقلي برقتـــها‬
‫سدِ‬ ‫ش مُهجةَ الَ َ‬ ‫فالظبيُ يَسبي ِبرِم ٍ‬
‫حسناء كالشّمسِ في جِلبـابِ غانيةٍ‬
‫غدِي‬ ‫وجدتُ فيها طموحاتي وحُلمَ َ‬
‫هيفاء أجمـــل ما عينايَ شاهـدتا‬
‫سدِ)‬‫حاكــت ملمحُها(حمّالةَ المَ َ‬
‫لمََا نظرتُ إلى أوداجــــها خجلتْ‬
‫فسدَدتْ سهمَها الدَامِي إلى كَبـديِ‬
‫وأخرجت صـــارما من غمده وبه‬
‫سدِ‬‫في لحظةٍ فَصَلتْ رَأسِي عن الجَ َ‬
‫الَ لوأنَ لي حصنا ألــوذُ بـــه‬
‫مِـن لحظ فاتنةٍ أوَهَـت به جَ َلدِي‬
‫لعشتُ حرّا ول ينتابني وَهــــنٌ‬
‫وما توســـل وجداني إلى َأحَدِ‬
‫لكن أيجـــــدي َت َمنٍ لسبيل إلى‬
‫تحقيـقهِ‪،‬ليس هذا قط ّملك يدي‬
‫لو كنت أسطيع أعصي للهوى طلبا‬
‫َلمَا َتوَ َقّدَ قلبي في لظى كَمــدِي‬

‫لكنني في سجون الحبِّ معتقـــل‬


‫أيام سجني بل حصرٍ ول عَـدَدِ‬
‫أحببت سجن الهوى لما سجنت به‬
‫فصار عنـدي كحضنِ الم للو َلدِ‬
‫‪52‬‬
‫فتّشتُ في رحلة في الكون قمتُ بها‬
‫عن مثل قاتلتي في الحُسنِ ِوالغَيَدِ‬
‫لكنني عدتُ بعـــد اليأس أندبها‬
‫ظهِ النكَــدِ‬ ‫والقلـبُ مكتئبا من ح ّ‬
‫فتَشتُ عنها سنينا بعــدما ذهبت‬
‫جدِ‬ ‫لكنني مثلـها في الحُسن ِلمْ َأ ِ‬
‫فقلت للنفسِ والذكـــرى تؤرّقني‬
‫ولَـَتْ برنسيسة ُالحلمِ عن َبلَدِي‬

‫في صنعاء‬
‫‪\8‬كانون الثاني\‪2003‬م‬
‫‪\5‬ذوالقعدة\‪1423‬هـ‬

‫صرخـــة البـــــــــــين‬

‫ع عِذا ُ‬
‫ب‬ ‫أكتب الشــــعرَ والدمـــــــــــــــــو ُ‬
‫ولظى البين للفـــــــــــــــــؤاد عـــذا ُ‬
‫ب‬
‫‪53‬‬
‫أنظم الشوق عبر بحــــــــــــــــــرٍ خفي ٍ‬
‫ف‬
‫لحبيبٍ نأى وطـــــــــــــــــال الغيـــابُ‬
‫فلعلّ الحنين يخبـــــــــــــــــــــــــو إذا ما‬
‫جاءني من حبيب قلبي خطـــــــــــابُ‬
‫يا حبيبي والعشق كالـــــــــــــــدم يجري‬
‫في الشرايين والهــــــــوى مستطابُ‬
‫أنا في البحر بين مــــــــــــــــــــدٍ وجزرٍ‬
‫بحر حبي له بقلبي انسيـــــــــــــــابُ‬
‫أنا في البحـــــــــــــــر يا حبيبي غريقٌ‬
‫وعلى العين غِشوةٌ وضبــــــــــــــابُ‬
‫أنا في النــــــــــــــــــار والعذابُ مريرٌ‬
‫ش َررُ النــــــــار نيزكٌ وشهــــــــــابُ‬ ‫َ‬
‫أأقاسي مرارة البــــــــــين قســــــــراً؟‬
‫شاب رأسي وضــــــاع مني الشبابُ‬
‫ليت شعـــــــــــــــري متى يحسّ حبيبي‬
‫وهو أدرى أنّ الجفـــــــــــــاءَ عذابُ‬
‫مهجتي رهن من عشقتُ لعمــــــــــــري‬
‫إنّ قلبي بحبـــــــــــــــــــها لمصــابُ‬
‫حبّها في الفؤاد نقطــــــــــــــــة ضعفي‬
‫أ َو مثلي بمثل هــــــذا يُعــــــــــــابُ؟‬

‫حــــــــــــــار عقلي وما درى يا حبيبي‬


‫ماالخطا في تصرفي ما الصــــــوابُ‬
‫اخبريني فأنت أدرى بحـــــــــــــــــــالي‬
‫ألِسُؤلي ألقى لديـــــــــــــك الجوابُ؟‬
‫إن يكُ الضعـــــــــــف في هواكِ فحسبي‬
‫ن ضعفي له إليــــــــــــــــكِ انتسابُ‬ ‫أّ‬

‫‪54‬‬
‫لستُ أرضى سواكِ أنثى بتــــــــــــــــات ًا‬
‫أنتِ للحبّ مرجـــــــــــــــــــعٌ وكتابُ‬
‫يا مــــــــــــلكي والحبّ في القلب يغلي‬
‫ل فراقٌ ينتابنـــــــــــــــــا ل اغترابُ‬
‫أنت أسمى المنى وأنت طمــــــــــــوحي‬
‫أنتِ زادٌ لمهجتــــــــــــــــي وشرابُ‬
‫أنت أرقى مؤهّـــــــــــــــــــلتِ نجاحي‬
‫كلّ شيءٍ سواكِ عنـــــــــدي سرابُ‬
‫ب جليلٌ‬ ‫أنت درعي إن عـــــــــــــمّ خط ٌ‬
‫ت مِن أفدح الرزايا حجـــــــــــابُ‬ ‫أن ِ‬
‫قد صبرنا على التنــــــــــــــائي كثيراً‬
‫أفيَأتي بعد التنــــــــــــــائي اقترابُ؟‬
‫جُد بوصـــــــــــلٍ بعد النوى يا حبيبي‬
‫إنّ داري بدونكـــــــــــــــــــم لخرابُ‬

‫في صنعاء‬
‫آذار\‪2003‬م‬

‫أنا والحب‬

‫شرب القلب من لمــــاها قراحــــا‬


‫واكتسى الروح من هواهـــا أقاحــا‬
‫وتغذى بحبهــــــا العقــــل حتى‬

‫‪55‬‬
‫صرع الحب سيـــــــدا جحجاحا‬
‫ناولتني كأس الغــــــرام دهاقـــا‬
‫فسبتني ولم أكــن مستباحـــــا‬
‫قلت لبأس إن سبى الظبي ليثــــــا‬
‫كان يسبي من الظبــــا الرواحـا‬
‫مقلـــة الظبي ضرجت ليث غـــابٍ‬
‫صـــدَ في ساحة القتـــال رماحا‬
‫وقلتني بعــــد الوصــــال وولت‬
‫فتسائلــتُ هل جنيتُ جُناحــــا؟‬
‫لست أدري وقد جفــــــاني حبيبي‬
‫وسقاني من الجــــــوى أقداحا‬
‫وكساني من زفرة الوجـــــــد ثوبا‬
‫ورمــاني إلى لظى واستراحـــا‬
‫كيف أحيـــــا وليس لي من حبيبٍ‬
‫في جـواري وكيف ألقى ارتياحــا؟‬
‫كيف لي أن أذوق للعيش طعمـــــا‬
‫وملكي قد أثخنتني جراحـــــا؟‬

‫سابح ٌ في الهمــــوم فكري مسا ًء‬


‫وأقاسي نفسَ الشعور صباحــــا‬
‫أذرف الدمـــع من جفوني الحيارى‬
‫فوق خدىَ غـــدوةً ورواحـــا‬
‫يعصـــف البين في ضلوعي ولكـن‬
‫يرسم الشوق للقـــاء جِناحـــا‬
‫بين يأسٍ من الوصـــال وحلـــمٍ‬
‫يأمـــل القلب أن يناغي َردَاحــا‬
‫هدّني البيـن واستـرقّ فـــــؤادي‬
‫‪56‬‬
‫أغــدا البين ُ ياحبيبي مباحـــا؟‬
‫صنت نفسي عن الدنايـــــا إلى أن‬
‫جاءني الحبّ غازيـــا مجتاحـــا‬
‫بعدما اعتــدتُ أرتدي ثوب عــــزّ‬
‫أرتدي اليوم للهــوان وشاحـــا‬
‫أنا والحب في الحيــــاة ضحــايـا‬
‫بيـــد أنّا لنستحبّ النياحــــا‬
‫لو أكن قاضيـــا لصدرتُ حكمــــا‬
‫يجعــل البين والفراق جُناحـــا‬
‫في صنعاء‬
‫‪\13‬آذار\‪2003‬م‬

‫الح ُّ‬
‫ب والحياة‬
‫أُداوي جراحي بحلـــــــم الغــ ِد‬
‫وأشـــدو بمستقبل واعــــدِ‬

‫‪57‬‬
‫وأصغي إلى الدهــر مستلهمـــــا‬
‫وصاياه في لهفـة القاصــــــدِ‬
‫فليس المجارى بأفكـــــــــاره‬
‫وعن مثلها لستُ بالزاهــــــدِ‬
‫سأبقى حريصــا على نيلهــــــا‬
‫لجني ثماري بيــــــومٍ ندي‬
‫سأبني بحبي قـــلعَ الهـــــوى‬
‫ولو لم أكــن قط ّبالرائــــــدِ‬
‫فل اليأس يا صـــــــاحِ يجتاحني‬
‫ول القلبُ ينصــاعُ للناقــــــدِ‬
‫سأحيا لني أحبّ الحيـــــــــاةَ‬
‫برا كريماً سخيّ اليـــــــَـــــــــــــــــــــدِ‬

‫في صنعاء‬
‫‪14‬آذار ‪2003‬م‬

‫ريف‬
‫في جنـــان الـ ّ ِ‬
‫غـــازل الوجـدان أجفــان الظبــا‬
‫في جنان الريف في فصـل الربيع‬
‫مرهـفـــات الحـس أنفـاس الـربى‬
‫فارعات الطول آيـات السميــع‬
‫ناعسات الطـــرف أنســام الهـوى‬
‫ساحرات اللب بالحسن الفظيــع‬

‫‪58‬‬
‫الحسان الغيــــــــد أنوار الدجى‬
‫فاتنات الكهل والطفــل الرضيع‬
‫المــــــــلح الخوذ أنغام الحشا‬
‫آسـرات الليث باللحـظ البـديع‬
‫في الروابي الخضر مـــن وادي بنا‬
‫هام قلبي في هوى ظبي رفيــع‬
‫حـرَكت في القلــــب أوتار الهوى‬
‫أبحرت في بحـروجداني الوسيع‬
‫فارتمت روحي بأحضـــــان الظبا‬
‫تلثـــم الوجان والجيد المنيع‬
‫واحتسى الحساس مـــن تلك اللمى‬
‫كأس خمر فتهــاوى كالصريـع‬
‫ذاقَ كأسـا من حميَا ثغــــــرها‬
‫ذاق كرم الثغــر ل كـرم البقيع‬
‫داعب الجــــــــؤذر قلبي مثلما‬
‫داعــب اليعسوب أزهار الربيع‬
‫يا غزال الــــريف أضناني الجوى‬
‫هـل إلى وصل الغواني من شفيع؟‬
‫أنا مشتاق وقلبي ماارتــــــوى‬
‫أنا شــار غير أني ل أبيــــع‬
‫لـــم تذق عيناي طعمـا للكـرى‬
‫ليس زادي اليوم إل من ضريع‬
‫ما لجــرحي يا طبيبي ما اكتـوى‬
‫أين ذاك البلسم الشافي السريع؟‬
‫ل تعـذبني بأسيـــاط النـــوى‬
‫إنَ هذا في قياسي لشنيــــع‬

‫‪59‬‬
‫في سيئون‬
‫‪2007\3\2‬م‪.‬‬

‫دّ‬
‫خـ ِ‬ ‫يا أسي َ‬
‫ل ال َ‬
‫في رُبى البستــانِ ذابــتْ مهجـتي‬
‫مِن هوى عذراءَ في وادي العَقيقْ‬
‫حرّكت في الـرّوح ِأوتــــارَالهوىَ‬
‫كبَلت ألحاظُـــها قلبي الرقيقْ‬
‫قطفت عينــايَ أحلى زهـــــرةٍ‬
‫ويـدي امتدّت إلى غُصنٍ رَشيقْ‬
‫ذاقَ قلبي من حمـــــــيَا ثغرها‬
‫فانتشى لكنـَه ضـلّ الطـــَريقْ‬
‫ذاقَ شهدامِـن َلمَــــــاهَا فارتمى‬

‫‪60‬‬
‫فجأةً ًفي حضنِها رَميَ الغــريقْ‬
‫صِـرتُ( قيسا) وهيَ (ليـلى) ياتُرى‬
‫مَن لِقيسٍ مثلمــــا لَيلَى تََليقْ؟‬
‫يا أسيلَ الخــــــدّ قلبي يصطلي‬
‫ِمن فراق الخَوذِ مااسطاعَ الشّهيقْ‬
‫كـــادَ بعدَ البين أن يلقى التَـَـوى‬
‫ل تُعـذ ّبني فقلبي ل يُطــــيقْ‬

‫في سيئون‬
‫‪\3‬مارس\‪2007‬م‬

‫ذّكــرى‬
‫ت لل ِ‬
‫حنّي ُ‬
‫أضرمتِ نـار الشـوقِ في إحساسي‬
‫فغـدت تحـنّ إلى لقـاكِ حـواسي‬
‫ت أشعـر ُأنني في غــربةٍ‬ ‫وغـدو ُ‬
‫وبوحشة كادت تُطيـــحُ بـراسي‬
‫حنيتُ للذكــــرى فأرَقني الجوى‬
‫وحـرمتُ لــذ َة هجعـتي ونُعاسي‬
‫ماعاد لي جَلـــدٌ على حمل النوى‬
‫فلقــــد شعرتُ اليـومَ بالفلسِ‬
‫عصف الحنينُ بمهجتي فتمـــزَقت‬
‫وتجــ َرعَ القلـبُ الفـراقَ القاسي‬
‫وأكـــا ُد أقضي من قساو ِة غربتي‬
‫حتفـي وألفــظُ آخــرَ النفاسِ‬
‫لتُسلميني للتّـــوى يامُهــجتي‬
‫ل تجعليني فاقــــدَ الحسـاسِ‬

‫‪61‬‬
‫فلقـــد براني الشـوقُ يامعشوقتي‬
‫جلّسي‬ ‫ت اليــــوم من ُ‬ ‫حتّى سئم ُ‬
‫لكنني سأظـــلّ أنتظــرُ اللقـا َء‬
‫بلهفــــةٍ وٍأنا شــديــدُ الباس‬
‫ت الوصالِ بدقّـــــةٍ‬
‫سأعدّ ساعا ِ‬
‫ولسوفَ أرقبُ دَقّــــــةَ الجراسِ‬
‫لَقولَ تبّا للنّـــوى في بهجـــةٍ‬
‫وسعـــــــاد ٍة وتفاؤلٍ وحماسِ‬
‫لذوقَ من شفتيكِ شهـــدا صافيا‬
‫ولحتسي خمــرَالهوى في الكاسِ‬
‫في بونتانج‪-‬إندونسيا‬
‫‪/15‬ديسمبر‪2007/‬م‬
‫ك‬ ‫ل بكل َِ ِ‬
‫ه بُشرا ِ‬ ‫ت الجما ُ‬
‫أن ِ‬
‫لول الحيا لصطدتُ في مرمـــا ِ‬
‫ك‬
‫ولكنتُ أ َولَ عاشــقٍ أدمــــاكِ‬
‫مهلً أسرتِ بنظرةٍ منكِ الحشـــا‬
‫لمَا رنت نحــوَ الحشا عينـــاكِ‬
‫مهلً على قلبي الرقيـــقِ ترفّقي‬
‫فلقــد أصبتِ القلبَ بالربـــاكِ‬
‫ك ذوّبَ القلـــبَ الذي‬
‫مهلً جمـال ِ‬
‫ح مُدنفــا يهـــواكِ‬ ‫أمسى وأصب َ‬
‫مهلً جمـالكِ فائـــــقٌ فتقنّعي‬
‫فلقــد فتكتِ اليــــومَ بال ُنسَاكٍ‬
‫ت َمنْ تيّمـــــتِ أفئدةَ الُلى‬
‫َأوَلس ِ‬
‫عاشوا طوال العمـر من أســراكِ‬
‫ياغادة أنا في هواهـــــا غارقٌ‬

‫‪62‬‬
‫أنتِ الجمــــالُ بكلـه بُشــرَاكِ‬
‫ت جميلــــة ٌ‬ ‫ما في الدّنى إ ّلكِ أن ِ‬
‫جُمعَ الجمـالُ فكانَ بعضَ لَمـــاكِ‬
‫يا"إندونسيا"أنتِ أجمــــلُ غـادةٍ‬
‫ما في الوجـــــودِ مليحة ٌإ ّلكِ‬
‫لمَـا رأت عيني جمــــا َلكِ هالها‬
‫ما فاقَ فيكِ الوصــــفَ بالدراكِ‬
‫ذاقَ الفـــؤادُ بحضنكِ الُنسَ الذي‬
‫ما ذا َقهُ بالمسِ عنـــــد سواكِ‬

‫لمَا احتسى من فيكِ خمـرا خالصـا‬


‫ومضى يقبّـلُ في ارتيــــاحٍ فاكِ‬
‫ت من وجدَ الحنـانَ بصدرهــا‬ ‫فلن ِ‬
‫ورأى السعــادةَ كلّــها بلقــاكِ‬
‫لول مسافـــاتٌ طوالٌ بييننـــا‬
‫لغدوتُ أ َولَ شاعـــــــرٍ وافاكِ‬
‫ك متيَمــا‬
‫عمْــري في ربا ِ‬ ‫ولعشتُ ُ‬
‫وأنا أُمتّعُ ناظري ِبرُبــــــــاكِ‬
‫ماذا أقــولُ وكيفَ أَنعتُ فعمـــةً‬
‫شرَاكِ‬‫سرَت صبابــةَ شاعـــرٍ ِب ِ‬ ‫أَ َ‬
‫الحسن يكمنُ في ابتسامةِ ثغرهـــا‬
‫وأنا أهيـــمُ بحسنِهــا الفتّــاكِ‬
‫أنا من أُســارى ثغــــرها لكنني‬
‫ت من هـــذا المصيرِ بِشَــاكِ‬ ‫ما كن ُ‬
‫فأنا أحسّ بنشـــوةٍ في قربهـــا‬
‫وإذا نأيتُ أمــوتُ كالسمــــاكِ‬
‫يا"إندونسيا" قــد فَتكـــتِ بمهجتي‬
‫‪63‬‬
‫وسحـرتِ لبّي منــذ يوم لقـــاكِ‬
‫وهجمتِ بالحسنِ البديــعِ على الحشا‬
‫ففعلت فعـل الريــــحِ بالفــلكِ‬
‫لمَا تج َولَ فيــكِ فكري عــاد مـن‬
‫أثرِ انذهالـــه مُولعــا بِبَهـــاكِ‬
‫وغـدا يد ّونُ مارأى في دِقـَــــةٍ‬
‫ما كانَ شِعري بالذي ينســـــاكِ‬

‫في بونتانج‪/‬إندونسيا‬
‫‪/23‬ديسمبر‪2007/‬م‬
‫ح الخطب‬
‫*فــــدَ َ‬
‫ما إلى الخلدِ في الحيـــــــــــــــــاةِ سبي ُل‬
‫والمنــــــــــــــــايا إلى البرايا رسولُ‬
‫قدرُ ال في البريئــــــــــــــــــــــــةِ ماضٍ‬
‫يرقبُ النّجــــــــمَ في السّماء الفولُ‬
‫كلّ حيّ ٍ يمــــــــــــــــــــــــوتُ يوماً ولكن‬
‫ليس يدري متى يكـــــــــونُ الرحيلُ‬
‫يأملُ المرءُ أن يعيشَ طويـــــــــــــــــــــلً‬
‫لكن الخلــــــــــدُ في الدنى مستحيلُ‬
‫كُتبَ الموتُ فالحيــــــــــــــــــــــــــاةُ متاعٌ‬
‫كلّ قبرٍ على الفنــــــــــــــــــاءِ دليلُ‬
‫لستُ أدري والخطــــــــــبُ أودى بصبري‬
‫والجــــوى في الحشا لعمري نزيـلُ‬
‫يوم قالــــــــــــــــــــوا"أبا زيادَ" مسجّى‬
‫بثيــــــــــــــابِ الردى فصب ٌر جميلُ‬
‫كيف أرثي والشعرُ يقص ُر عمّــــــــــــــــا‬

‫‪64‬‬
‫داهمَ العقـــــــلَ ‪,‬ما عسايَ أقولُ؟!‬
‫يا بن عمي والخطبُ في القلبِ ثــــــــــــاوٍ‬
‫أوشكت أن تزيغَ منه العقـــــــــولُ‬
‫ل أرى الشعرَ في رثائك أجـــــــــــــــــدى‬
‫من دمـــــــوع ٍ على الخدودِ تسيلُ‬
‫يعجزُ الشعرُ أن يص ّورَ وجـــــــــــــــــدي‬
‫إنّ طرفي من الجــــــــــــــوى لَكليلُ‬
‫*في رثاء ابن عمي عبده أحمد محمد إسماعيل الرفاعي‬

‫ن مهجتي ودهــــــــــــــــــاها‬ ‫غمر الحز ُ‬


‫واعتراني هـــــــــــولٌ لعمري مهيلُ‬
‫صدمة الثكـــــــــــــــــل أفقدتني صوابي‬
‫فانضوى الفكـــــرُ في الفضا ِء يجولُ‬
‫ما توقّعت أن تعــــــــــــــــــــــو َد مسجّى‬
‫"يا بن عمي"والجسمُ منــــــك نحيـلُ‬
‫جسداً هامـــــــــــــــــــــــــــدًا تعودُ إلينا‬
‫مثــل نجــــــــــــــــم ٍإلى الفولِ يميلُ‬
‫عظــــــــم المر فالقلــــــــــــــوبُ ثكالى‬
‫فدح الخطبُ فالمصــــــــــــابُ جليلُ‬
‫ب آل بيت الرفاعي‬ ‫فجـــــــــــــــــع الخط ُ‬
‫فاعتراهم من المصابِ ذهـــــــــــولُ‬
‫مأتمٌ في بيوتهـــــــــــــــــــــــــم بمصابٍ‬
‫أشعل النـــــــــــارَ في الحشا وعويلُ‬
‫ثكل اللُ سيــــــــــــــــداً هاشمــــــــــــيّا‬
‫ذاك خطبٌ على النفوسِ ثقيــــــــــــلُ‬
‫يا بن عمي والدمـــــــــــــعُ في الخدّ جارٍ‬
‫إنّ صبري عن البكـــــــــا لَقليــــــــلُ‬

‫‪65‬‬
‫ما استطعتُ الصمـــــــــــــودَ حتّى ثوا ٍ‬
‫ن‬
‫أفينسى الخليـــــــلَ منّا الخليـــــــلُ؟!‬
‫أنتَ عضـــــــــ ٌو من آل بيت "الرفاعي"‬
‫غابَ عنهـــــــــــــــم فما إليه وصولُ‬
‫وسكنتَ الضريحَ فرداً وحيـــــــــــــــــداً‬
‫ب طويلُ‬ ‫فتغرّبت والغيــــــــــــــــــــــا ُ‬
‫يا بن عمي إنّا لسرى لِخطـــــــــــــــــبٍ‬
‫ماله في الخطـــــــــــــوبِ خطبٌ مثيلُ‬

‫كيف ل والفتى الخلــــــــــــــــــوقُ تردّى‬


‫بشبابٍ عليــــه تبكي الكهـــــــــــــولُ‬
‫أيّ نجــــــــــــــــــــم ٍهوى صريعاً فأبكى‬
‫كلّ نجـــــــــــم ٍ له إليه أُصـــــــــولُ؟‬
‫أيّ خطبٍ دهى البــــــــــــــــــــلدَ؟ أحقّا‬
‫مات ذاك الفتى الخلــــــــــوقُ النبيلُ؟‬
‫يا بن عمي والخطـــــــــــــبُ قاس ٍعلينا‬
‫إنّ صبري على الجـــــــــــــوى لَقتيلُ‬
‫ك ؟ كـــــــــــــــــــلّ‬
‫أترانا ننسى مصابــــ َ‬
‫لستَ يومــــــــــــــ ًا عن العقولِ تزولُ‬
‫أنت تحتـــــــــــــــــــــــلّ في القلوبِ مكاناً‬
‫لستَ يومـــــــــــــاً إلى سواها تحولُ‬
‫جعـــــــــــــل ال ج ّنةَ الخلـــــــــــــــد داراً‬
‫ومقامــــــــاً غضّــــــــــــا إليه تؤولُ‬
‫فوداعاً والدّمـــــــــــــــــع في الخدّ يسري‬
‫ما إلى الخلــــــــــــدِ في الحياةِ سبيلُ‬

‫في جبل رعاوين‬


‫‪\5‬كانون الول\‪2003‬م‬

‫‪66‬‬
‫*فصبرا ً أبا فضـــــ ٍ‬
‫ل‬

‫تهب المنايــا والنــــام شواغــلُ‬


‫فتمضي المطايا والدمـــوع هواطلُ‬
‫تفاجئنــــا الرزاء ينهشنا التـــوى‬
‫تسير إلى الجداث منا قوافـــــلُ‬
‫تمرّ بنا اليـــام نفقد بعضنــــــا‬
‫فماالعمر إلّ خطـــوة ومراحــلُ‬
‫فلم تكد اليـــام تخدع أهلهــــــا‬
‫بزخرفهـــا حتّى تحـــلّ النوازلُ‬
‫فما قيمة الدنيـــــــا إذا ما تبسَمت‬
‫وسهم المنايـــا للبريـة قاتـــلُ؟‬
‫حجَا‬
‫ن من هولهــــا ال ِ‬‫جَ‬
‫خطوبٌ جسامٌ ُ‬
‫ول فيهــــا عبرةٌ ودلئــــلُ‬
‫خطوبٌ ولكنّــــا نُصَبّر بعضنــــا‬
‫عليها وإنّا إثرهـــا لذواهــــلُ‬
‫خطوبٌ ولكنــــا نقــولُ حيالهـــا‬

‫‪67‬‬
‫صبرنا على ما أنت ياربّ فاعــــلُ‬
‫ننام على المـــــال نحلم بالهنـــا‬
‫فنصحو وللحداث فينــا جلجـــلُ‬
‫حيا ٌة وموتٌ هكـــذا العمـــر ينقضي‬
‫ولكنَ ألباب البرايــــا غوافــــلُ‬

‫*في رثاء إلهام الشراعي بنت الدكتور عبدال عبدالكريم الشراعي التي وافتها المنيةوهي‬
‫في ريعان طفولتها إثر حادث مؤسف يوم الجمعة ‪1425\11\5‬ه‪2004\12\17-‬م‬

‫فصبرا أبا فضـــــلٍ على كلّ ما جرى‬


‫فكلّ امرىءٍ عن هذه الدار راحــــلُ‬
‫وكـــــــلّ سيقضي إي وربيَ حتفه‬
‫بربّك قل لي أين سار الوائــــــلُ‬
‫لئن سلبت منـــك المنيــة بغتــــةً‬
‫فتاةً فجلّ الخطبُ ما أنت قائـــــلُ؟‬
‫عهدتك في الحــداث ل تعـــرف الجوى‬
‫ومثلك في هذي البـــلد قلئــــلُ‬
‫أيا مؤمنـــا بال ل تسخط القضـــــا‬
‫فل يتأذّى من قضـا ال عاقـــــلُ‬
‫تدرّع بدرع الصبر واحتسب الجــــــزا‬
‫فأنت وأيم ال للجــــر نائــــلُ‬
‫لئن رحلت "إلهـــــام"عنك فإنهــــا‬
‫لها في جنـان الخلـــد مأوىً ومنزلُ‬
‫ترحّم عليهــــا واصطبر لفراقهــــا‬
‫فكلّ ابن أنثى ل محالــــة زائـــلُ‬
‫في صنعاء‬

‫‪68‬‬
‫‪2004\12\23‬م‬

‫صدام المجيد ومشنقة الشرف‬


‫تحيــــة ًلضريـح ٍضمّ مغـــوارَا‬
‫يزفها الشعـــرُ إجـللً وإكبــارا‬
‫وعزةً من شمـوخ الحـــــرّ ي ّممَها‬
‫شعري فحلّــقَ في الجـوزاء طيّارا‬
‫وباقة ًمن زهــــور الشعـر أبعثـها‬
‫إلى ثـرى الليـــثِ إكليلً وأزهارا‬
‫قل للقوافيَ شطّـت عن مآربـــــها‬
‫ما قيمـةُ الشعر إنْ لـم يرثِ أحرارا‬
‫ونخـوةً في الثرى لزلـتُ أندبـــها‬
‫فيسقطُ الدمــعُ من عينيّ مـدرارا‬
‫وحسرةً من صميم القلـب أطلقـــها‬
‫فتغمـــرُ الكـونَ أحزانـا وأكدارا‬
‫وهامــةً لك يا صـدامُ شامخـــةً‬
‫قادت إلى ذروةِ العليــاءِ أمصـارا‬
‫وددتُ ألثـمُ قبرا ضمّ أعظمــــها‬
‫لمَا نوافيـكَ ياصـــــدامُ ُزوَارا‬
‫فإن يلمني عذولٌ قلـتُ مفتخــــرا‬
‫ك مـا قبّلتُ أحجــــارا‬ ‫قبّلتُ رأس َ‬
‫‪69‬‬
‫ورحمةً أسـألُ الرحمــــنٌ يرسلها‬
‫إلى ضريحكَ مشكـاةً وأنــــوارا‬
‫على فراقكَ يا صــــــدامُ أفئـدةٌ‬
‫بكت دمــا سال يوم العيــد هدّارا‬
‫ومزَقتها خطـوبٌ كنت أفدحــــها‬
‫ففاض مدمعُـــها الهتّــانُ أنهارا‬
‫وحـلّ حزنٌ شديــــدٌ فاستبدّ بها‬
‫من شدة الخطب حزنٌ في الحشا غارا‬
‫والعيــدُ في مأتـمٍ والناسُ في وَ َلهٍ‬
‫جنَ العقــلُ واحتـارا‬‫جلّ المصابُ ف ُ‬
‫ماذاق للعيد طعمـــــا ك ّل معتمرٍ‬
‫حرّ رأى الكلب للضرغـــام نحّارا‬
‫ول غفت يومـــها عينٌ ول وقفت‬
‫من المآقي دمــــوعٌ تندبُ العارا‬
‫صـــــدامُ عذرا فإنّا أمةٌ عجزت‬
‫فأصبـحت في حساب الغير أصفارا‬
‫لغروَإن غدرت فيــكَ السنونَ فما‬
‫يزدادُ من ذلّ للعــــداءِأعمارا‬
‫والكل ميت ولكن ماالممـــات على‬
‫كره كموت زعيــم مات مختارا‬
‫خيرت بين الردى والعيش في رغـد‬
‫إن تقبـــل الذل للعداء تكرارا‬
‫ففضلت نفســــك الشمــاء حينئذ‬
‫أن ترتدي لثياب المــوت أزرارا‬
‫كم وقفة لك في التأريخ خالــــدة‬
‫أصغى العلوج لها سمعا وأبصارا‬

‫‪70‬‬
‫نــم في الثرى ياشهيد الحق مبتسما‬
‫فلست أول ليث فارق الــدارا‬
‫وأي دار سوى الفردوس تطلبـــها‬
‫لما اتخذت صراط العـز مضمارا‬
‫لكم يعز علينا أن نفــــارق من‬
‫مضى شهيدا وقضَى العمر مغوارا‬
‫في ساعة الروع ماهانت عزيمتــه‬
‫ول تلمَس للذعــــان أعذارا‬
‫فجاد بالروح قربانــــــا لمبدئه‬
‫ولم يحد عن دروب العــزّ أشبارا‬
‫وكان تال في وجه الردى جبــــل‬
‫ما اهت ّز جفن له يومــا ول انهارا‬
‫لم يخش يوم التقى الجمعان مصرعه‬
‫كــل‪,‬وهل ترهب الساد أخطارا‬
‫ليثا قضى نحبــــه واختار ميتته‬
‫ما كان يومــا من اليام خوارا‬
‫وقفت وحدك يا صــــدام يوم رأت‬
‫بغداد جيشــا من العداء جرارا‬
‫وكنت في ساحة الهيجــــاء يومئذ‬
‫سيفـــا على من غزا بغداد بتارا‬
‫قاتلتهم بصمود الليث فانهزمــــوا‬
‫لمّارأوا أســـدا في الحرب جبارا‬
‫فروا من الخوف ياصدام وارتعـــدوا‬
‫إذ واجهوا فارسا في الحـرب كرارا‬
‫فقال قائلـــــهم عودوا بخيبتــكم‬
‫لن تغلب الريح في البيداء إعصـارا‬

‫‪71‬‬
‫ولتدرسوا خطة للحرب محكمــــــة‬
‫بها ننال من الضرغام أوطـــارا‬
‫لتتركوا أســـــــد النهرين مبتهجا‬
‫بنصره وازرعـــوا من حوله نارا‬
‫وكرموا كـــــل جاسوس ومرتزق‬
‫لتنشروا في عـراق الخير أشرارا‬
‫فوظفوا المـــــال في إفساد أفئدة‬
‫مرضى بها اقتحموا للحصن أسوارا‬
‫وفككوا الصف واستولوا على بلــــد‬
‫عاثوا فسادا بها لم يتركــوا دارا‬
‫لهفي على دولة المنصور كيف غدت‬
‫أما أقام بها للمــــجد أدوارا؟‬
‫هي الخيــانة مدت للعـــدى يدها‬
‫فدمّـــــرت لبني العباس آثارا‬
‫وأيقظت فتنة كالليـــــــل مظلمة‬
‫نامت فلمّا صحت بركانـــها ثارا‬
‫فهبَ يطغى على الرواح في شَــ َرهٍ‬
‫وفرّق الناس أعــــداءً وأنصارا‬
‫كم س ّنةٍ قتلــوا‪,‬كم شيعة قتلـــوا‬
‫مذاهــــب قرعت للحرب أوتارا‬
‫أخ يبيد أخــــــا بالمس ينصره‬
‫جارٌ يقود إلى حوض الردى الجارا‬
‫سفك الدماء حــــرامٌ من أباح لكم‬
‫أمرا به بعضــكم يصلى غدا نارا‬
‫حرب الطوائف في بغداد معضــــلة‬
‫خبيثــة جلبت للمسلم العــــارا‬

‫‪72‬‬
‫مأساة شعب بهــــذا العصر مافتئت‬
‫تلقى بأفئدة الحــــرار إنكارا‬
‫رغم الخيانة يا صدام عشت كمـــــا‬
‫أردت بل زدت يا ذا الطود إصرارا‬
‫ياليث بغداد إن خانتـــــك شرذمة‬
‫فنلت جراء هذا الفعـــل أضرارا‬
‫حتى وقعت أسيرا في يــــد خضعت‬
‫للغاصبين‪ ,‬فما أنت الذي انهارا‬
‫لمَا وقفت أمام المــــــوتِ مبتسما‬
‫كبرت فازددت بين الناس مقدارا‬
‫إنَ العظــــــام إذا ماتوا فسيرتهم‬
‫تبقى على ألسن الجيــال أخبارا‬
‫مات العظام وما ماتت مكارمـــــهم‬
‫ماتوا وما برحوا في القلب حضّارا‬
‫نم في ضريحك يا صـــــدامُ منشرحا‬
‫فقد ملكت بطوبى اليـــوم هكتارا‬
‫تبا لعدائك الوغــــــــاد ويح يد‬
‫قادت إلى ساحة العدام معـــوارا‬
‫على حقيقتها بانت حقارتــــــــهم‬
‫أيكسب السيـــد الجحجاح أوزارا؟‬
‫أبالتوى كوفىء الضرغــــام؟ وآسفى‬
‫كلـــبٌ على أسدٍ في حكمـه جارا‬
‫إن أعدموا منــــك جثمانا فما قدروا‬
‫أن يعدموا منك يا صـــدامُ أفكارا‬
‫إن أعدموا منك شخصا طالما بذلــــوا‬
‫من أجل إعدامـــه مليــار دولرا‬

‫‪73‬‬
‫لن يعدموا منك ذكرا خالــــــدا أبدا‬
‫ل يجهل الدهـــرُ والتأريخ أحرارا‬
‫في إب‬
‫‪\30‬كانون الول \‪2006‬م‬
‫‪\10‬ذي الحجة\‪1427‬ه‬

‫وآخجلتي ماذا تخط بناني؟*‬

‫خطــب بأم المعضــــــلت دهاني‬


‫فانساب دمــــــع العين كالتهتان‬
‫خطــب تفاقــــــم فاستبد بمهجتي‬
‫وجـــــرى بأوردتي وفي شرياني‬
‫خطـــــــب جسيم قاد قلبي للتوى‬
‫ورمى به في شفـــــرة النيران‬
‫فتأججت من هوله نار الجــــــوى‬
‫لهبـــــا وضاق بها سما وجداني‬
‫مات العذافــــــرُ فالبسيطة أظلمت‬
‫وتوقّفت فــــــورا عن الدورانِ‬
‫مات الهزبــرُ فدبَ في روحي السى‬
‫واغتــــمَ من هول المصاب جَناني‬
‫جدّي نعى الناعي رحيــــلكَ فالحجا‬
‫في حيرةٍ والقلــــــبُ في َث َورَانِ‬
‫جدي رحلت وأنت ضرغـــام الشرى‬
‫فاختــــــل من ألم الفراق كياني‬
‫وبأضلعي عصف الجـــوى فتمزقت‬
‫وتغلغلت وسط الحشـــــا أحزاني‬

‫‪74‬‬
‫حزن تملّكني فقطـــــــع مهجتي‬
‫لما رأيتــــــــك لبس الكفانِ‬
‫مااسطعت أصبر يـوم ووريت الثرى‬
‫فمدامعي كالسيل في الجـــــريان‬

‫ماللرزايـــــا جرّعتني من لظى‬


‫شررا لتحــــرق في لظى جثماني؟‬
‫ماللنــــوائب أسلمتني للجـــوى؟‬
‫ماللمصـــــــائب قرّحت أجفاني؟‬
‫من أين لي جَلــــدٌ وفي قلبي انطوى‬
‫خطــــــــبٌ جليلٌ فادحٌ أبكاني؟‬
‫أمحمدٌ نـــــم في الثرى يابن اللى‬
‫تاقواإلى ذي الملك والسلــــــطان‬
‫تركوا الدنى عن رغبــــــة وقناعةٍ‬
‫وتعلقــــــــــوا بالواحد الديّانِ‬
‫زهدوا بدار ل تـــــــــدوم لساكن‬
‫وتطلعـــــــــوا للرّوح والريحانِ‬
‫ذكراك تُشعل في الفــــــؤاد مراجل‬
‫فيكف عن نبض وعن خفقــــــان‬
‫إني لهــــــــرق عند ذكرك دمعة‬
‫تجري على الخـــــدين والوجانِ‬
‫فتثيــــــر في قلبي وروحي حسرةً‬
‫لكأنـــــــــها حمم من البركانِ‬
‫نم يامحمـــــد في ضريحك وانشرح‬
‫بالنشراح وسورة الفرقـــــــان‬
‫فلقد قضيت العمــــر ل تخشَ الردى‬
‫يافارسا من أشجـــــــع الفرسانِ‬
‫‪75‬‬
‫وبرزت في الهيجاء تظفــــر بالمنى‬
‫وظهرت كالضرغـــــام في الميدان‬

‫أوَما بذلت الروح في ساح الفـــــدا‬


‫عند احتــــــدام البِيض بال ُمرَانِ؟‬
‫ويجود بالنفس الكريـــــم إذا الوغى‬
‫هبت بكل شجاعـــــــة وتفاني‬
‫عشت الحياة كما أردت مناضـــــل‬
‫ولبثت طـــــودا شامخ الركانِ‬
‫حتى انتقلت إلى الضريح مبجَــــــل‬
‫ولحقت هذا اليـــــوم بالرحمنِ‬
‫عشت الحياة كما تشاء مكافــــــحا‬
‫ماانصعتَ يوما قطّ للطغيــــــانِ‬
‫وعرفتها عن حكمــــــــة ودراية‬
‫كدرايــــــــة الباء بالولدانِ‬
‫قد عشت جنـــــــديا وفيا مخلصا‬
‫بالمس قاد الركـــــب للشطآنِ‬
‫وقضى الحياة بسيطةً لم ينخــــــدع‬
‫ببريقــــها وجمالـــها الفتانِ‬
‫وهو الذي لوقـــــــال للدنيا اقبلي‬
‫لتت على طبـــــق من العقيانِ‬
‫ولو انه أومى بإصبعـــــــــه لها‬
‫لتت إليه بلحظــــــــة وثواني‬
‫ليس الرفاعي من تحــــــدى فانثنى‬
‫أوسار يومــــــا ما مع الطوفانِ‬
‫ظهرت مناقبه العظـــــــــام جلية‬
‫كالشمس ل تخفى على إنســـــانِ‬
‫‪76‬‬
‫ياهيصما عشق إلبــــــاء فلم يعش‬
‫إل هصـــــــورا رافض الذعا ِ‬
‫ن‬

‫ماحاد عن درب البــــــــاء وهكذا‬


‫حال البـــــاة القادة الشجعـــان‬
‫ماذا أقولُ وكيف أرثي ضيغمـــــــا؟‬
‫وآخجلتي ماذا تخــــــــطّ بناني؟‬
‫يابن الهواشــــم لم تغب عن ناظري‬
‫ولوالتحــــــقت اليوم بالركبانِ‬
‫لك في خيالي صـــــــورة منقوشةٌ‬
‫بأنامــــــــل مافارقت أذهاني‬
‫لك لوحــــــــــة فنية مرسومة‬
‫في الذكريــــــات بريشة الفنانِ‬
‫ليست تفارقني لعمـــــــــري لحظةً‬
‫لست الذي يُعزى إلى النسيـــــانِ‬
‫كم كنت تتلو الذكـــــر في غسق الدجى‬
‫تحيي الدجى بتلوة التبيـــــــانِ‬
‫مازال في سمعي صـــــــدىً لتلوةٍ‬
‫كانت تشنف في المســــــا آذاني‬
‫مازال صـــــوتك ملء سمعي هادرا‬
‫إني أتوقُ لصوتـــــــك الرنّانِ‬
‫لكن بل جـــــــدوى فسكان الثرى‬
‫رحلـــــــوا وأنى للرحيل تداني‬
‫يهناك ياجدي نعيــــــم خالــــدٌ‬
‫بمنازل من لؤلــــــــؤ وجمانِ‬
‫إن كنت لم تبلغ مرامـــــك في الدنى‬
‫فلقد ظفـــــــرت بجنة الرضوانِ‬
‫‪77‬‬
‫ذق ماتشاءُ فما النعيــــــــم بناف ٍد‬
‫بجنى الجِنـــــان السرمدي الداني‬
‫إن كانت اللقيــــــــا تنآءت بيننا‬
‫فلنا لقـــــــاء في القيامة ثاني‬
‫عند الله العـــــــدل يُجمع شملُنا‬
‫ليُجازيَ الحســــــان بالحسانِ‬
‫إني لسأله تعالى رحمـــــــــةً‬
‫تغشاك ياجـــــدي مدى الزمانِ‬
‫من يومنـــــــا هذا إلى يوم الجزا‬
‫يوم اللقـــــا بالمصطفى العدنانِ‬
‫سأظل أدعـــــــو بعد كل فريضة‬
‫لك بالضيا والنـــــور والغفرانِ‬
‫ت مسلّمـــــــا‬ ‫وأزور قبرك ماحيي ُ‬
‫ومرتّل ســـــــورا من القرآنِ‬
‫ال يعصم ذوالجــــــــلل قلوبنا‬
‫وعقولنــــــا بالصبر والسلوانِ‬
‫إنَ المنية سنـــــــــة حتميــة‬
‫كتب الفنــــاء على بني النسانِ‬
‫من عاش مات فما الخلـــــود بممكن‬
‫كلّ على ظهـــــر البسيطة فاني‬
‫جدي رثاك القلب من حُــــرَق الجوى‬
‫في بعض يــــومٍ من ربيع الثاني‬
‫في إب‬
‫‪\4‬ربيع الثاني\‪1428‬ه‬
‫‪\22‬أبريل\‪2007‬م‬

‫‪78‬‬
‫ت رئبال‬ ‫*ذُهل القري ُ‬
‫ض لمو ِ‬
‫الشرى‬

‫ياعينُ جُــودي بالدمــوع بُحورا‬


‫وابكي هِزبـرا في الثرى مقبــورا‬
‫أوَماعلمــتِ بما جــرى يامقلتي‬
‫فلقـد دعا داعي المنــون هَصورا‬
‫أعني به" العــزّي" نجل "محمــد"ٍ‬
‫مـن ذكـرُه ملَ الوجــو َد عبيرا‬
‫ليثــا إلى بيت الرفاعي ينتــمي‬
‫وضُبارم ًا في المعضــلت جَسـورا‬
‫ملت شجاعتــه القلــوب مهابة‬
‫فغـدا بِعَي َنيْ مـن رآه كبــــيرا‬
‫هو ســيّدٌ من آل بيتِ محمـــدٍ‬
‫أضحى الحشـا لوفاتـه محسـورا‬
‫س أذهب عنهـــمُ ربّ الورى‬ ‫الرج َ‬
‫حتى يُطهّـــرَ نسلَـهم تطهـيرا‬
‫اليــوم يفقــدُ آ ُل بيتِ المصطفى‬
‫عضوا غـدا تحت الثـرى مطمورا‬
‫ويودعـون بحسرة أســدَ الوغى‬
‫والدمـع يهطل كالسيول غزيــرا‬
‫ويشيعون إلى الضريحِ عُذافــرا‬
‫يحكي هل ًل في السَما ِء منيـــ َراٍ‬
‫اليوم ننعي شيظمـا برحيــــله‬

‫‪79‬‬
‫خسر العــرين غضنفرا مشهورا‬
‫ب السى‬
‫ب جليــلٌ جرّع القلـ َ‬
‫خط ٌ‬
‫فغـــدا حزينا بالسى مغمـورا‬
‫*في رثاء العزي محمد حاميم الرفاعي‬

‫ب ألــمَ بنا فأضـرمَ في الحِجَا‬ ‫خط ٌ‬


‫ج في الفـــؤاد سعيرا‬ ‫نارا وأجَـ َ‬
‫ب عظيـــمٌ في البلد لقلّمــا‬ ‫خط ٌ‬
‫وجدت له بين الخطــوب نظيـرا‬
‫خطبٌ تفاقــمَ فالبسيطةُ أظلمــت‬
‫وغدا الجميعُ لما جرى مذعــورا‬
‫ب في السَماء تألمــت‬ ‫حتى الكواكـ ُ‬
‫وبكت على أسَــ ِد العـرين كثيرا‬
‫جعلت تُكفكفُ دمعـها في حســرةٍ‬
‫فانهـــلّ فوق خدودهـا منثورا‬
‫والرضُ مااسطاعت تُكتّمُ حزنــها‬
‫فغـدا النهار من الجـوى ديجورا‬
‫فدح المصاب فجلّ في الروح الجوى‬
‫والوَجدُ صارعلى الحشا محفـورا‬
‫ض لموت رئبـال الشّرى‬ ‫ذُهلَ القري ُ‬
‫فتفجّـرت آهاتــه تَفجِـــــيرا‬
‫ومضى يُخفّفُ بالرثـــاءِ مُصابَهُ‬
‫فرثى فقيــــدا بالرثـاء جديرا‬
‫ماعاش بين الناس إل ســــيّدا‬
‫ولسـوفَ يبقى ذكــرُه مسطورا‬
‫كل يبادله احتراما فائقــــــا‬
‫ويراه أعيــــان البـلد أميرا‬
‫تبكي القوافي هيصما تـرك الدنى‬
‫لينــالَ في دار الخـلود قصورا‬

‫‪80‬‬
‫ليذوقَ في المأوى نعيما خالــدا‬
‫ليطــوفَ في أفيائِها مسـرورا‬
‫نم يابن عمي في ضريحك وانشرح‬
‫ف تلبسُ سُندســا وحريرا‬‫فلسو َ‬

‫وتنال ماأمَلتـــــه في جنــ ٍة‬


‫ملت قلـوبَ الساكنـين حبــورا‬
‫ماهذه الدنيا سوى دار الفنــــا‬
‫كـل سيتركـــها غـدا مجبورا‬
‫ن المــــوتَ بين عباده‬ ‫وال س ّ‬
‫فغـــدا لكــل العالمين مصيرا‬
‫من عاش فـوق الرض حتى ليلة‬
‫زمنا ينــامُ ببطنـــها ودهورا‬
‫فردا سيرحـــلُ ك ّل حيّ مرغما‬
‫ويذوقُ كأسَ الفاجعـاتِ مريــرا‬
‫كلّ سيترك مااقتنى من ثـــروةٍ‬
‫ويــو ّد لـو كان الحسابُ يسيرا‬
‫ولسوف يُس َألُ حينها عن مالــه‬
‫كيف اقتنى بحياتـــه قطمـيرا‬
‫طوبى لمن ترك الدّنى عن رغبـةٍ‬
‫وقناعــــةٍ ولقى اللـهَ فقيرا‬

‫في صنعاء‬
‫‪/29‬نوفمبر‪2007/‬م‬

‫‪81‬‬
‫أوما سكنت الروح والحداقا؟‬
‫* َ‬

‫أكبرت يومـــــــــكِ أن يكــــــــــونَ فراقا‬


‫ت من المنــــــــون دهــــاقا‬ ‫لمّــــا سُقي ِ‬
‫ورحلتِ للخرى رحيــــــــــــــــــل مودّع ٍ‬
‫يمضي ليلقى الخالـــــــــــــــقَ الرزّاقا‬
‫فغربتِ مثــــــــــــل الشمس بعد شروقها‬
‫أوَ للذُكــــــــا أن تســـــــــأمَ الشراقا؟‬
‫برحيلكِ القلبُ اكتـــــوى ومن النــــــوى‬
‫أضحى الحشــا كأسَ الجــوى يتساقى‬
‫ك كجدّتي في عطفهـــــــــــــــــــا‬ ‫إني أرا ِ‬
‫وحنانهــــــــــا بل مثلهــــــــــا أخلقا‬
‫مالي أراكِ رحلتِ عنّــــــــــا فجــــــــــأةً؟‬
‫أوَما سكنتِ الروح َ والحداقــــــــــا؟‬
‫أرحلت للخــــــــــــرى؟ أفارقتِ الدّنى؟‬
‫فلقد لقيتِ الواحــــــدَ الخـــــــــــــلّقا؟‬
‫إنّا إلى ربّ العبــــــــــــاد مآلنـــــــــــــا‬
‫تمضي المطايا للمنــــــــون سبــــــاقا‬
‫لمّـــــــــــا نعى الناعي رحيلكِ أصبحت‬
‫عينـايَ تذرف دمعهـــــــــــــا الرقراقا‬
‫وأنا أُذكّــــــرُ مهجتي بحقيقـــــــــــــــةٍ‬
‫كـم مهجـــــــةٍ تتج ّرعُ الزهـــــــــــاقا‬

‫‪82‬‬
‫صبراً على خطــــــــــــــبٍ جسيمٍ فاد ٍ‬
‫ح‬
‫إنّ الرّزايــــــــــــا تنفـــــخُ البواقـــــا‬

‫*في رثاء الوالدة الغالية\ أم محمد قاسم الرفاعي‪.‬‬

‫كــــــــلّ ابن أنثى ل محـــــــــــالةَ ميّ ٌ‬


‫ت‬
‫هذي الحقيقــــــــة ُ لن تكونَ نفـــــــاقا‬
‫فالصبر إن جلّ المصابُ وإن غـــــــــدا‬
‫نهر الدمـــــــوع بوجنتي دفــّــــــاقا‬
‫إنّ الحيــــــــــا َة كمـــــــا عهدتُ حوادثٌ‬
‫وأرى المنــــــــونَ إلى الورى توّاقـا‬
‫إن غبتِ عن هذي الحيــــــــــــاةِ وأهلها‬
‫وحللتِ عن جيد الفنـــــــــــــاء وِثاقا‬
‫فلنتِ أربـــــــــــــــــــحُ إذ لحقتِ بموكبٍ‬
‫ذاقوا النعيـــــــــــــمَ فمتّعـوا الذواقا‬
‫الَ أســـــــألُ أن يجودَ برحمـــــــــــــــةٍ‬
‫تغشى ضريحكِ‪ ,‬تبلــــــغُ العمــــــاقا‬

‫في بلحاف‬
‫‪2008\11\20‬م‬

‫‪83‬‬
‫معانـــاةُ قلب‬
‫اليوم أرحلُ تاركا صنعــــا َء‬
‫وأغادرُ اليمــنَ السعيـدَ مساءَ‬
‫وأطيرُ في أُفقِ السماءِ محلقــا‬
‫وكأنني أتنفسُ الصّعـــــداءَ‬
‫سافرتُ من بَلَديً إلى َبلَـــدٍ نأتْ‬
‫س َفرِي أسىً وعنــاءَ‬ ‫فلقيتُ في َ‬
‫وقضيتُ أطولَ ليلةٍ في رحلــةٍ‬
‫جوّيّــةٍ قـد غادرت صنعــاءَ‬
‫كم ذقتُ فيها من متاعب جمّـةٍ‬
‫وأنا أُكابــدَ ليلةً ظلمــــاءَ‬
‫ما كدتُ أخلصُ من مش ّقةِ رِحلتي‬
‫حتى غدوتُ أضارعُ ال ّتعَسَـــاءَ‬
‫في غربةٍ غمـرت فؤادي حسرةً‬
‫ض من بعد النـوى الهيجاءَ‬ ‫لخو َ‬
‫وأنا أعاني من مراراتِ النّــوى‬
‫وأقاسيَ الويــــلتِ والرزاءَ‬
‫حنّيتُ للهلِ الذين تركتهــــم‬
‫ولبثتُ بعــد غيابهـم مُستـاءَ‬
‫ولهمْ بحباتِ الفــــؤا ِد منازلٌ‬
‫أضحت قفـارا بعدهــم غبراءَ‬

‫‪84‬‬
‫ياليت شِعري كيف أصبح حالُهـم‬
‫ماعدتُ أسمعُ عنهموا أنبـــاءَ‬

‫شطّ المزارُ َفيَا َلهَا من غُربـــةٍ‬


‫ق مُهجتي أشـلءَ‬ ‫كادت ُتمَــزّ ُ‬
‫يا للمعانــاةِ التي هجمــت على‬
‫قلبي فأخفى وَجــدَه استحيـاءَ‬
‫ومضى يكابــدُ حزنَـــه وكأنّه‬
‫ما فارقَ الحبابَ والبنــــاءَ‬
‫وهو الذي نخــــرَ السى بنيانَه‬
‫لمَا تج َرعَ غربــــةً وعنــاءَ‬
‫خ َلجَـــاته‬‫كاد السى يقضي على َ‬
‫ضعَفـــاءَ‬
‫إنَ السى ل يرحـمُ ال ّ‬
‫قلبي اصطلي نارَ النّوى ومن الجَوى‬
‫ذاقَ التّــوىوتجـ َرعَ البأســاءَ‬
‫فأنا هنا جَسَـ ٌد وروحي لــم تزلْ‬
‫في وكـرها ما غادرتْ صنعــاءَ‬
‫َكيف الحيـــا ُة ومهجتي عني نأتْ‬
‫أنا ل أطيـقُ تقسّمي أجــــزاءَ‬
‫ما ذقتُ طعمــا ًللسّرورِ فيا لهـا‬
‫من غربــةٍ كستِ الحشـا البلواءَ‬
‫الناسُ في مــرح ٍوقلبي في ضنىً‬
‫يبكي ويندبُ عيشـةً رغــــداءَ‬
‫ما اسطاعَ ينسى من يعزّ فراقهــم‬
‫فبكى عليهـــم بكـرةً وعِشـاءَ‬

‫في بونتانج‪/‬إندونسيا‬

‫‪85‬‬
‫‪/22‬ديسمبر‪2007/‬م‬

‫الليث في ضيافة الثعلب‬

‫المكــــــــر من شيــم الثعالب فاحتر ِ‬


‫س‬
‫ح يومــــــــ ًا ثعلبا‬
‫من أن تكن يا صا ِ‬
‫أوَ ما سمعتَ بما جرى لغضنــــــــــــفرٍ‬
‫خضّبا‬ ‫بدم الخيانـــــــة في الضيافة ُ‬
‫لبّى الندا َء ويالها من دعـــــــــــــــــوةٍ‬
‫الضيف فيها ذاق موتــــــــــاً مرعبا‬
‫و"الثعلب"الغدار يخــــــدعُ"هيصماً"‬
‫وبصدره سهماً مميتــــــــــــاً صوّبا‬
‫أرداه ميتاً في ظل ل ضيافـــــــــــــــةٍ‬
‫ل يا عذافرُ مرحبا‬ ‫من بعـــد أهــــــــ ً‬
‫الليثُ راح ضحيّــــــــــــــــــةً لتزمّت‬
‫مــــل القلــــــــــــوبَ تطرّفاً وتعصّبا‬
‫والشيظم الضرغام صــــــــارَ فريسةً‬
‫ب تَخِــــــــــــــذ التطرّف مذهبا‬ ‫لثُعيل ٍ‬
‫ن لثعلبٍ‬ ‫إيّاك يومـــــــــــــــــــــــاً تأمن ّ‬
‫لو أبرم اليمـــــــــــــانَ أن لن يُذنبا‬
‫في صنعاء‬
‫‪\29‬كانون الول\‪2002‬م‬

‫‪86‬‬
‫من رحيـــــــق الشعر‬

‫وقفت ُ في منبر البــــــداع صدّاحـــــــــــــــــا‬


‫فكنت للؤلؤ المكنـــــون نضّاحــــــــــــــــــا‬
‫وقفت أختــــــــال في أرجـــــــــــــاء مملكتي‬
‫كالبـــــــدر يظهر في عليـــــــــاه وضّاحـــا‬
‫وقفت في الملتقى الشعريّ مبتهجــــــــــــــــاً‬
‫أسقي الورى من رحيق الشعر أقداحــــــــا‬
‫سكَـــــرَاً من نخب قافيتي‬ ‫من يتخــــــــــــــذ ْ َ‬
‫يقضِ السويعات باللذاتِ مرتاحـــــــــــــــــا‬
‫ل يُحتسى الشعــر إ ّل من منابعـــــــــــــــــه‬
‫ما قيمة الشعر إن لم يسبِ أرواحـــــــــــا؟‬
‫ما الشعر إ ّل مناغــــــــــاة ٌوقافيـــــــــــــــةٌ‬
‫يخالها السّامع الخرّيدُ إصحاحـــــــــــــــــا‬
‫ما الشعر إ ّل مناجــــــــــــــــــــاة ٌلفئــــــدةٍ‬
‫باتت تلح على المجاد إلحاحــــــــــــــــــــا‬
‫من ذاق كأسَ حميّـــــــــــــــا الشعر تاقَ إلى‬
‫أخرى فغاص ببحر الشعر سبّاحـــــــــــــــا‬
‫سكرتُ بالشعر لمّـــــــــــــــا ذقتُ لذتـــــــــــه‬
‫من قرقفٍ مزجت تمــــــــــــــرًا وتفّاحــا‬
‫ذقت الحميّــــــــــــا فكانت لذّة كمُلــــــــــــــت‬
‫لشاعرٍ لم يكن بالشعر مزّاحــــــــــــــــــا‬
‫سكَـــــــــــــــــــــرَاً‬
‫وما صحوتُ كأني لم أذق َ‬
‫ولم أُهاجم ثغورَ الشعر مجتاحـــــــــــــــــا‬
‫نظمتُ آيــــــــــــــــاتِ أشعاري على و َترٍ‬

‫‪87‬‬
‫إن هزّه قارىءٌ ما احتاجَ إيضاحـــــــــــــا‬
‫ت مالكَهــــــــــا‬
‫ملكتُ أفئــــــــــــدةً ما كن ُ‬
‫لولم أكن في بحورالشعر ملّحـــــــــــــــا‬
‫رصّعت بالدرّ والياقـــــــــــــــوتِ قافيتي‬
‫فأصبحت في دروب الشعر مصباحـــــــــا‬
‫وصغتُ عقداً من المرجــــــــــان في أدبي‬
‫فكان في وسَط البياتِ فيّاحــــــــــــــــــــــا‬
‫قل للقوافي الُســـــــــــــارى في مخيّلتي‬
‫ألم أكن بلبلً بالشعر صدّاحـــــــــــــــــــــا؟‬
‫ما كنتُ آسرهــــــــــــــــــــــا إلّ لمقدرتي‬
‫على امتلك الحشا‪ ,‬ما كنتُ سفّاحــــــــــــــا‬
‫وقفتُ أتلـــــــــــــــــــوَ آي الشعر في ملٍ‬
‫تاقوا إلى الشعر أجساداً وأرواحـــــــــــــــا‬
‫فكلما سمعوا بيتاً توغّـــــــــــــــــــــل في‬
‫ألبابهم صفقوا فازددتُ أرباحـــــــــــــــــــا‬
‫ما أجمـــــل الشعر في سمع الشغوف به‬
‫إن تَسقهِ َق َدحَاً يسْألْك أقداحـــــــــــــــــــــا‬
‫في صنعاء‬
‫‪2006\12\8‬م‬

‫‪88‬‬
‫من وحي الطبيعة‬

‫ناغى القريضُ برقّــــــةٍ "بلحـــــــــــــــــــــــافا"‬


‫كمليحةٍ قد فاقت الوصـــــــــــــــــــــــــــافا‬
‫وبها تشبّب معلنـــــــــــــــــــــــــــاً إعجابــــه‬
‫غزلً غدا أنشودةً وهتــــــــــــــــــــــــــــــافا‬
‫ألفى طبيعتهــــــــــــــــا بأبهى حلّـــــــــــــــــة‬
‫ودللهـــــــــــــا يستأسر اللفــــــــــــــــــــا‬
‫وقوامهــــــــا يسبي العقـــــــــول ورمشهـــــا‬
‫للنازلين بساحهـــــــــــــــــــا خطّــــــــــــافا‬
‫تلك الطبيعــــــــة لوحـــــــــــــةٌ فنّيــــــــــــــة‬
‫رُسمت فكانت شاطئـــــــــــــــــــــــاً وضفافا‬
‫ال أودعهــــــــــــا جمـــــــــــــــــالً ساحراً‬
‫فغدت لكـــــــــلّ المغرمين مطافـــــــــــــــــــا‬
‫"بلحـــــــــــــــــــــاف" يا ميناء أغلى منجزٍ‬
‫تجني البـــــــــــــلد ثماره أضعـــــــــــــــافا‬
‫وتفاخـــــــــــر الجيران في تحقيقهـــــــــــــا‬
‫ما أثلج الحـــــاراتِ والريــــــــــــــــــــــافا‬
‫هزج القريضُ بهـــــــــــا وصار متيّمـــــــــا‬
‫ومن اللمى ذاق البيــــــــــــــــــــــانَ سُلفا‬
‫غاص البديـــــــــــــع ببحرهـــــــــــا فتقلّدت‬
‫أبياته المرجــــــــــــــــــــانَ والصــــــدافا‬
‫وترصّعت بللىءٍ مكنونــــــــــــــــــــــــــةٍ‬
‫ومن الجواهر كم حوت أصنـــــــــــــــــافا‬
‫قل للطبيعة كم حوت من منظـــــــــــــــــــرٍ‬
‫متفرّدٍ لن تبلغي "بلحــــــــــــــــــــــــافا"‬
‫"بلحـــــــــــــــــــــاف" ياأنشودةً غنّى بهـــا‬
‫‪89‬‬
‫وشدا الزمــــــــــــــــــــــان بلحنها عزّافا‬
‫وتمايلت طرباً على أعطافهــــــــــــــــــــــــا‬
‫أيك الجنـــــــان وهزّت العطــــــــــــــافا‬
‫والطير ترقص في الذرى صدّاحــــــــــــــــة‬
‫يشدو الهزارُ فيسرد الوصـــــــــــــــــــافا‬
‫وترى الخمائــــــــــــــــل في ابتسام ثغورها‬
‫وترى الجنـــــــــــــــــــان وقد غدت ألفافا‬
‫"بلحـــــــــــــــاف" زُفّت يوم أن خُلقت إلى‬
‫أرض السعيدة تفتن الريـــــــــــــــــــــــافا‬
‫فتشرّفت بقيـــــــــــــــــــادةٍ تسمو بهــــــــا‬
‫نحــــــو المعـــــــالي تسبق الشرافـــــــــا‬
‫أو َما حظت بمحطــــــــــــــةٍ عملقـــــــــــةٍ‬
‫مدّت بهـا نحو السما أكتــــــــــــــــــــــــافا‬
‫مشروع تسييلٍ لغـــــــــــــازٍ نابـــــــــــــــــعٍ‬
‫من "مأربٍ" متوجهٍ" بلحـــــــــــــــــافا"‬
‫وبه ستغدو صادرات بلدنــــــــــــــــــــــــــا‬
‫دخــــــــــلً يوظّف دعمـــــــه اللفــــــــــا‬
‫يا بلـــــــــدةً بزعيـــــــــم نهضتهـــــا ارتقت‬
‫فغدت تطوف على النجـــــــــــوم طوافــــا‬
‫لول"عليّ" ما سمــــــــــــــــــوتِ إلى العُلى‬
‫و َلمَا بلغتِ بدونـــــــــــــــــهِ الهدافــــــــا‬

‫لولهُ عشنـــــــــــــا في سُبــــــــــاتٍ لم نكن‬


‫لولهُ إلّ كالهشيم ضعـــــــــــــــــــــــــافا‬
‫فهو الموحّد للبــــــــــــــــــــــــلد وقد غدت‬
‫إبّان ذلك تُهمــــــــــــــل الطرافــــــــــــــا‬
‫فأعادهـــــــــــــــــــــــــا بعـــــد التمزّق قوةً‬

‫‪90‬‬
‫كانت تُمــــــــــــــــرّغ في الثرى آنــــــافا‬
‫واليـــــــوم في الجــــــــــــوزاء تبني مجدها‬
‫وتشيد في عرصاتهـــــــــا الكنـــــــــافا‬
‫لمّ الشتاتَ بوحــــــــــــــدةٍ في ظلهـــــــــــــا‬
‫سرنا ثقــــــــــــــــــالً للعُلى وخفـــــافا‬
‫منح البــــــــــــــلدَ شبابــــــهَ وحياتَــــــــــه‬
‫ومضى إلى درب البناء حفـــــــــــــــافا‬
‫كـــــــــــــــم منجــــــــــــزاتٍ بالمشير تحقّقت‬
‫كانت بغير جهوده أطيــــــــــــــــــــــــافا‬
‫وكفاه برهــــــــــــــــاناً عليها قاطعـــــــــــــــاً‬
‫أنّ الفــــــــــــــؤادَ غدا به هتّــــــــــــافا‬
‫والكــــــــــــــلّ يهتف باسمــــــــــــــه في عزّة‬
‫ل تقتفي العـــــــــاداتِ والعرافــــــــــا‬
‫أوَليس مـــــــن حــــــــقّ "المشير" بأن يرى‬
‫من شعبــــــــه في عهــــده إِنصـــــافا؟‬
‫ت بعهــــــــــــد خيرٍ مشرقٍ‬ ‫"بلحـــــــــاف"فُز ِ‬
‫بعطائــــــــــه ل يعرفُ الَنصـــــــــــــافا‬
‫فحويتِ مشروعــــــاً عظيمــــــــاً زاخـــــــــراً‬
‫وغـــدا الزمانُ مخلّـــداً" بلحـــــــــــافا"‬
‫في بلحاف‬
‫‪2007\7\31‬م‬

‫يا هيصمـا ً ل يعرف الذعانــا‬

‫قد كــــــــان حلمــــــــاً أن أراك عيانـــــــــــــــا‬

‫‪91‬‬
‫يا هيصمـــــــــاً ل يعرف ُ الذعانــــــــــــــــا‬
‫ياضيغمـــــــــــــــاً قاد البــــــــلد بحكمـــــــةٍ‬
‫وسياســــــــــــــــــــةٍ لتعــــــــرفُ الخُسرانا‬
‫فسمــــا بنا نحـــــــــو العلى في همــــــــــــةٍ‬
‫وعزيمــــــــــــــــةٍ ل تقبـــــــــــــــل الكسلنا‬
‫ما زلـــــت تعلــــــــــو يا"عليّ "إلى العلى‬
‫حتى اتخذت من السماء مكانـــــــــــــــــــــــا‬
‫أو لست ترقى في السماء محلقـــــــــــــــــاً‬
‫إني أراك بأمّ عيني النــــــــــــــــــــــــــــــا‬
‫قدت المسيرة باقتدارٍ كامــــــــــــــــــــــــــلٍ‬
‫فرقيت أبواب السّما مزدانــــــــــــــــــــــــــا‬
‫وبنــــــــــــــــــــــا مضيت إلى الثريا تبتني‬
‫مجــــــــــــداً يفوق بناؤه البلـــــــــــــــــدانا‬
‫يا قائـــــــــــــــــــــداً ذاع اسمه بين الورى‬
‫فغدا لكــــــــــــــــــــــل فضيلة ٍ عنــــــــوانا‬
‫قهر المحــــــــــــــــال وحقق الحلــــــم الذي‬
‫سالت لجلــــــــــــــــــــــه في التراب دمانا‬
‫لمّ الشتات محققــــــــــــــــاً أمــــــــــل الُلى‬
‫بذلـــــــــــــــــــوا النفوس لجله قربــــــانا‬

‫هجروا المضاجع في الجبــــــــــــــــال تشردوا‬


‫ذاقــــــــــوا المنايا فارقــــــــــــوا الوطانا‬
‫ما حققوا حلمـــــــــــــــــــــاً وحققـــــــه الذي‬
‫ركب الجيادَ فأذهــــــــــــــــــــــــل الفرسانا‬
‫لمّا تولّى أمرنــــــــــــــــــــا أســـــــــد الوغى‬
‫أضحى لنا بين الشعوب كيـــــــــــــــــــــانا‬
‫وتوحـــــــــــدت خطواتنـــــــــــــــــــــا وتآلفت‬

‫‪92‬‬
‫أرواحنا وعقولنــــــــــــــــا وقوانـــــــــــــا‬
‫بك يا زعيم الشعب صرنا دولـــــــــــــــــــــةً‬
‫شمسان عانق صنــوه ردفانـــــــــــــــــــــا‬
‫وتجمعت أشتاتنـــــــــــــــــــــا بعــــد التوى‬
‫فتحققت بك يا "عليّ "منانــــــــــــــــــــــا‬
‫أوَ بعد ذاك البغض عُدنــــــــا إخـــــــــــــوةً‬
‫وغـــدا الجميعُ بما جرى جذلنـــــــــــــــــا‬
‫يا قائـــــــــــــداً قاد البـــــــلد بحنكـــــــــــةٍ‬
‫و درايةٍ فأعادنـــــــــــــــــا إخوانـــــــــــــا‬
‫أنت الزعيــــــــــــــم وقائـــــــد الشعب الذي‬
‫زرع السلم وأطفـــــأ النيرانـــــــــــــــــــا‬
‫حمل الهموم فكان أعظــــــــــم قائــــــــــــــدٍ‬
‫أسّ البنــــــــــاءَ و شيّد الركانــــــــــــــــا‬
‫وعلى ذ ُرى الجوزاء أسس دولـــــــــــــــةً‬
‫وأشاد في عرصاتها العمرانــــــــــــــــــــا‬
‫بالعـــــــــــزم والصرار حقق مكسبــــــــــاً‬
‫غاض العــــــــــدو وأبهج الخلنــــــــــــــا‬
‫ومضى إلى الجــــــــــــــوزاء يستبق الخُطى‬
‫فأقام فوق رياضـــــــــــــــها عيدانــــــــــا‬

‫يا بن السعيدة أنت ضوء عيوننــــــــــــــــــا‬


‫لولك عشنا في الورى عميانــــــــــــــــــا‬
‫يا بن السعيدة أنت في أحداقنـــــــــــــــــــــــا‬
‫منــــــــــذ ارتقيت العـرش والسلطانــــــــــا‬
‫نلنا بفضلك يا"عليّ" مكانـــــــــــــــــــــــــةً‬
‫ما حازها بين الشعوب سوانـــــــــــــــــــــــا‬
‫نلنـــــــا احترام الكـــــــــــل نلنـــــــــــا ودّهم‬

‫‪93‬‬
‫كــــــــــــــلّ بعين الحترام يرانــــــــــــــــــا‬
‫ي "خيارنــــــــــــا‬ ‫قسمـــــــــــــاً بأنك يا"عل ّ‬
‫ماانفك يجري في العروق دمانـــــــــــــــــــا‬
‫فسواك لن نرضى وربي قائــــــــــــــــــــــــداً‬
‫أسواك يومــــــــاً نصطفي إنسانـــــــــــــــــا‬
‫ن لخـــــــــــــــــرٍ‬ ‫حاشا لنـــــــــــــــا أن نطمئ ّ‬
‫كمرشحٍ للحكــــــــــــم أيّا كانـــــــــــــــــــــــا‬
‫الشعب أنت وأنت كـــــــــــل مرامــــــــــــــــه‬
‫من أجــــــــــل ذلك أصــــــــدر الفرمانـــــــا‬
‫واختارك البطـــــــــل الهمـــــــــــام لدربــــــــه‬
‫لولك كان مضيّعـــــــــــــــا ولهانــــــــــــــا‬
‫أنت الذي حققت كـــــــــــــــل طموحـــــــــــــــه‬
‫فاستأصـــــــــــل اللم والحزانــــــــــــــــا‬
‫ها أنت فعـــــــــــــلً قد ملكت قلوبنـــــــــــــــــا‬
‫حتى الوريــــــــــد ملكت والشريانــــــــــــــا‬
‫نفديك بالرواح يا بطــــــــــــــــــــــــــل الحمى‬
‫يا من قضى كل الدجى سهرانـــــــــــــــــــــا‬
‫يحمي الذمـــــــــــــــــــار بقـــــــــــــوةٍ وإرادةٍ‬
‫ق خُطانـــــــــــــــــــا‬ ‫متفادياً ما قد يعيــــــــــ ُ‬

‫ما كان ممّن فرطــــــــــــوا بشعوبهـــــــــــــــم‬


‫وإلى المعـــــــــــــــازف شنفـــوا الذانـــــــا‬
‫ما كان ممن يمرحـــــــــــــــــون مع الخنــــــــا‬
‫أو كان ممن يعشقــــــــــون قيانــــــــــــــــا‬
‫مـــــــــــــا ذاق كأس الخمــــــــر ما كان الذي‬
‫يُرضي هــــــــــــــواه ليسخط الرحمــــــانا‬
‫ما اغتر باللــــــــــــذات ما ذاق الكـــــــــــرى‬

‫‪94‬‬
‫ما كـــان ممن يُغمضُ الجفـــــــــــــــــانا‬
‫ما اختصّ خيرات البـــــــــــــــــــــــلد لنفسه‬
‫بل كان ممن راقب الديّــــــــــــــــــــــــــانا‬
‫فهــو القــــــــــويّ هــــو المين هـــــو الذي‬
‫مل البــــــــــلدَ سعادةً وأمانــــــــــــــــــــا‬
‫يا من تخلّى عن متـــــــــــــاعٍ زائـــــــــــــــلٍ‬
‫لينــــــــــــالَ في دار الخلـــــود جنــــــــانا‬
‫من بعــــــــد عمــــــرٍ مستفيضٍ بالعطـــــــــا‬
‫ب دُعــــــــــــــــانا‬ ‫ال أســــــــــــألُ أن يُجي َ‬
‫ويطيـــــــل عمــــــرك يا مشيرُ بفضلـــــــــــه‬
‫وبمنّه آمينَ يا مولنــــــــــــــــــــــــــــــــــا‬
‫لك يا زعيـــم الشعب ألف تحيّــــــــــــــــــــــة‬
‫من شاعرٍ أهدى إليك بيــــــــــــــــــــــــــانا‬
‫صـــــــــــــــــــــــاغ القريض للىءً وجواهراً‬
‫وكسا القوافيَ عسجــــدًا وجمـــــــــــــــــانا‬
‫وبنى من الدرّ النفيس روائعـــــــــــــــــــــــــاً‬
‫ق سمـــــــــــانا‬ ‫مثل النجــــــــــــوم تلوحُ فو َ‬
‫تُهدي إلى هذا الرئيس سلمهـــــــــــــــــــــــا‬
‫وبلهجـــــــــةٍ ل تعرف اللوانـــــــــــــــــــــا‬

‫أوَ لست يا بطل البــــــــــــــــــلد وليثـــــــــها‬


‫من يستحق الشكر والعرفــــــــــــــــــــــــانا‬
‫فلنت من وهب البــــــــــــلد شبابــــــــــــــه‬
‫ولنت من غمَــــــــــــــرَ البــــلد حنـــــــانا‬
‫يا مــــــــــــن تفرّغ للبنــــــــــــــــــاء فأذهلت‬
‫أفعالـــــــــــــــــه العـــــــــــــداء والجيرانا‬
‫منذ استويت على مقاليــــــــــــــــــــــد النّهى‬

‫‪95‬‬
‫أصبحت في هاماتنـــــــــــــــا تيجــــــــــــانا‬
‫ت جمّــــــــــــــــةٍ‬‫جادت يداك بمنجـــــــــــــزا ٍ‬
‫تدع الحليــــــــــــم حيالها ولهــــــــــــــــانا‬
‫فعلى يديـــــــــــــــــــك تحققت آمالنـــــــــــــا‬
‫لمّــــــا اكتشفت النفط والعِقيـــــــــــــــــــانا‬
‫وزرعتَ بالخير البــــــــــــــــلد فأثمــــــــرت‬
‫أوَ ما ترى الصحرا غـدت بستـــــــــــــــــانا‬
‫وأتيت بالمستثمرين إلى هنـــــــــــــــــــــــــــا‬
‫أعني السعيدةَ كي يزيـــــــــــــد عطــــــــانا‬
‫وتجـــــود بالدعـــــــم السخيّ لكـــــــــــــلّ ما‬
‫من شأنه أن يُسعــــــــــــدَ النســـــــــــــانا‬
‫ت مباركــــــــــــــاً بحفـــــــــــــاوةٍ‬‫واليوم جئ َ‬
‫ما أثلج اللبـــــــــــــــــاب والوجــــــــــدانا‬
‫وأتيتنــــــــــا تزهــــــــو بأغلى منجــــــــــــزٍ‬
‫سرّ الشبــــــــاب وأفرح الصبيـــــــــــــانا‬
‫تسييل غازٍ نابــــــــــــــــــــــــعٍ من "مأربٍ"‬
‫"بلحافُ" أضحت للمســـــــا ِل مكــــــــــانا‬
‫غازًا طبيعيــــــــــــــــاً مسالً داعمــــــــــــــاً‬
‫للقتصاد محققـــــــــــاً لرجـــــــــــــــــــانا‬

‫ليُعيدَ بسمةَ كـــــــــــــــــــــــــــــــ ّل فردٍ كادحٍ‬


‫ذاق الجــــــــوى والفقـــــــرَ والحرمــــانا‬
‫ويزيدَ من دخـــــــــــل الفقير محسّنـــــــــــــاً‬
‫أوضاعـــــــــه ومعوّضــــــــــــــاً ما عانى‬
‫يا"رائد النجــــــــــــاز"حسبكَ مكسبــــــــــاً‬
‫أنّ المحــــــالَ أمــــــــــام عزمك لنــــــــا‬
‫فصنعت شتى المنجـــــــــــــــــــزاتِ ولم تزل‬

‫‪96‬‬
‫تبني البــــــــــــــــــــــــــلدَ فتتقنَ البنيانا‬
‫من رامَ يُحصي منجزاتك كلّهـــــــــــــــــــــــا‬
‫جحد النعيــــــــــــــــمَ وخالف التبيـــــــانا‬
‫في بلحاف‬
‫‪2008\11\11-12‬م‬

‫ذكرتنا منجزات العظما‬

‫أقبـــــل المجـــــــــــــد كسيرًا مرغمــــــــــا‬


‫و أتانــا خاضعـــــــــــــاً مستسلمــــــــــا‬
‫جاءنــــــــــــــــــــــا التأريـــــــــخ في زينته‬

‫‪97‬‬
‫وعلى أبواب"بلحــــــــــــــــاف"ارتمى‬
‫ودنت شمس الضحى راكعـــــــــــــــــــــــــةً‬
‫وإذا الغيثُ من المـــــــــــــــــــزن همى‬
‫فابشــــــــــري يا أرض بلقيس ابشـــــــــري‬
‫واشرئبي نحـــــــو آفــــاق السّمــــــــا‬
‫وادخلي التأريــــــــــــخَ من أبوابـــــــــــــــه‬
‫في زمـــــــــــــان الخير في عهـد النّما‬
‫هاهو الغــــــــــــــــــــــــــــــاز الطبيعيّ أتى‬
‫وتسامى للثريـــــــــــــــــــــــــــا فسمـا‬
‫شعلةٌ تشعل فينــــــــــــا بهجـــــــــــــــــــــةً‬
‫ذكرتنـــــــــــــــا منجـزات العظمـــــــــا‬
‫منجـــــــــــــزات القائــــــــد الفـــــــــذ الذي‬
‫عاش للمجـــــــــــــــاد يمضي ُقدُمـــــا‬
‫ت جمّـــــــــــــةً‬ ‫ذكرتنـــــــــــــــــــــــا منجزا ٍ‬
‫تشرح الصدر وتبري السقمــــــــــــــــا‬
‫ذكرتنـــــــــــــــــــا أننا من أمـــــــــــــــــــــةٍ‬
‫ترفض الليــــــــــل البهيم المظلمـــــــا‬
‫وترى النـــــــــــــور بقلـــــــــــــــــبٍ مشرقٍ‬
‫تاق للعليــــــاء يحـــــــــدوه الظمــــــا‬
‫شعلة الغــــــــــــــاز وما أروعهــــــــــــــــا‬
‫إذ تُضاهي بضياهـــــــــــــا النجمــــــــا‬
‫أُشعلت بعـــــد جهــــــــــــــــــــــــــو ٍد كُللت‬
‫بنجـاحٍ فتسامت مثلمـــــــــــــــــــــــــــا‬
‫تتسامى الروحُ في إيمانهــــــــــــــــــــــــــا‬
‫بمليـك الملك فيما حكمــــــــــــــــــــــــا‬
‫إيه يا"بلحــــــــــــــــــــافُ" تيهي وافخري‬
‫واجعلي التأريـــــــــــــــخَ صبّ ًا مغرمـــا‬

‫‪98‬‬
‫سجلي في الخلــــــــــــــــــــــد أنقى صفح ٍة‬
‫تُذهـل الفكــــــرَ وتسبي القلمــــــــــــــا‬
‫والبسي الفخـــــــــــــــــــــــــرَ رداءً واذكري‬
‫مَن لهــذا الشعب أسدى النّعمــــــــــــــا‬
‫وحبـــــــــــــــــانا قائــــــــــــــــــداً تزهو به‬
‫يمن اليمـــــان أرضـــــــــــــ ًا وسمــــا‬
‫رائد النجــــــــــــاز رئبــــــــــــــــال الوغى‬
‫إن دهى الخطبُ وليثـــــــاً ضيغمـــــــا‬
‫صانع المجاد ضرغــــــــــــــــــــــام الحمى‬
‫راعي البداع رمز الحكمـــــــــــــــــــــا‬
‫كل ما في الشعب من إنجـــــــــــــــــــــــــازه‬
‫جاد بالخيرات لمّـــــــــــا حكمــــــــــــــا‬
‫هو أَولى الشعبَ عهــــــــــــــــداً ناصعــــــــاً‬
‫كزعيــــــــــــمٍ فاق كـــــــــلّ الزعمــــا‬
‫فاصطفـــــــــاه الشعبُ حين اختــــــــــــــاره‬
‫ليقودَ الدربَ لمّــــــــــــــا احتكمــــــــا‬

‫لصناديـــــــــــــــــــق اقتراعٍ مثلـــــــــــــــت‬


‫صوت شعبٍ رأيـــــــه لن يُهزمـــــــــا‬
‫مبـــــــــــــــــدأ الشورى وقد حققــــــــــــــــه‬
‫كعظيمٍ يصطفيه العظمـــــــــــــــــــــــــــا‬
‫لستُ اُحصيه ثنـــــــــــــــــــــــــــــــاءً حسبه‬
‫أنّه في كــــــــلّ قلبٍ خيّمــــــــــــــــــــــا‬
‫حسبه تضميـــــــــــــــــــــــــــــــد جرحٍ نازفٍ‬
‫ح غـــــدا مُلتئمــــــــــــــــــــا‬ ‫إذ به الجر ُ‬
‫ب جُمـــــــــــــــــــــعت‬
‫وبه أشتــــــــات شعـــــ ٍ‬
‫وبه شطرا بلدي التحمــــــــــــــــــــــــا‬

‫‪99‬‬
‫فإذا الغـــــــــــــــــــــــــــــاز أتى من"مأربٍ"‬
‫سال في "بلحــــــــــــاف"أرض الكرما‬
‫فاستفاد الشعب من وحدتـــــــــــــــــــــــــــه‬
‫وإلى العليا مضى مبتمســـــــــــــــــــــا‬
‫يشكر الَ على آلئـــــــــــــــــــــــــــــــــــــه‬
‫ويباهي بالمشير الممــــــــــــــــــــــــا‬

‫في بلحاف‬
‫‪2008\11\16-17‬م‬

‫ح ُّ‬
‫ب الماجد يجري في شراييني‬

‫في صفحة الخلــــــــــد في أسمى الدواوي ِ‬


‫ن‬
‫أضحى بأولّ سطــــر ٍ"محسنُ العَيني"‬
‫في ذروةِ المجـــــــــــد في الجوزاءِ مؤتلقاً‬
‫تسلّم الحكـــــــــــمَ في عـــــزّ ٍ وتمكينِ‬
‫وشـــــــــــادَ أروع أمجــــــــــــــــا ٍد مؤثّلة ً‬
‫أضفت جمـــــــالً على الدنيا من الدّينِ‬

‫‪100‬‬
‫الدهرُ أرّخَ والحــــــــــــــــــــــداثُ شاهد ٌة‬
‫ومن سوى الدهــــــــرِ يأتي بالبراهينِ‬
‫يا صانع المجــــــــــدَ في أرضٍ نشأتَ بها‬
‫حتّى تقلّــــــــــــدت عرشاً من نياشينِ‬
‫وكنتَ أسمى مثالٍ للُلى حكمـــــــــــــــــوا‬
‫بالقسط طبقــــــــــــ ًا لحكــام القوانينِ‬
‫بعثتَ بالعلــــــــــــــــــــــــم جيلً ميّت ًا فغدا‬
‫حيّـــــــــــــــاً تلل في شتى الميــادينِ‬
‫منحتَ عطفـــــــــــــاً ورفقــــــــ ًا كلّ أرملة ٍ‬
‫وكنتَ برّا رؤوفــــــــــــــاً بالمساكينِ‬
‫وكنتَ في اليمنِ الميمــــــــــــــونِ خيرَأبٍ‬
‫ك من لدغِ الثعابينِ‬ ‫حميتَ شعبــــــــــ َ‬
‫لمّا بزغتَ على آفاقِ ِ مجتمـــــــــــــــــــع ٍ‬
‫عانى من الظلمِ في عهــــد السلطينِ‬
‫أزحتَ ليلً كئيبـــــــــــــــــــــاً عن كواهلهِ‬
‫وكنتَ للشّعب مثل النــــــــــور للعَينِ‬
‫صنعتَ أنصعَ تأريـــــــــــــخ ٍ معالمــــــــه‬
‫تلوحُ في الفـْـق ِ بين الحين ِوالحين ِ‬
‫ت ذكراً حميــــــــــــــــداً في ضمائرنا‬ ‫نقش َ‬
‫وصرتَ فيهـا من الغـــــــــرّ الميامين ِ‬
‫عَلمَاً‬ ‫خلّـــــــــــــــدت ذكرك في ألبابنـــــــا َ‬
‫واسماً جديراً بأفــــــــــــواه المليينِ‬
‫يأبى قريضيَ إلّ أن يُشيـــــدَ بكــــــــــــــم‬
‫حبّ الماجــــــدِ يجــري في شراييني‬
‫وما قريضي بمحصي مجدكـــــــــــــم أبداً‬
‫وهــل مناقبكــــــــم تُحصى بتدوينِ؟!‬
‫إن كنتُ أنشدتُ شعراً في مناقبكـــــــــــــم‬

‫‪101‬‬
‫ن في ذمّتي قســـــــــــط ًا من الدّينِ‬ ‫فإ ّ‬
‫والشعرُ لو لم يُوفّ الدّينَ صاحبَـــــــــــــه‬
‫فأيّ جــَــــــــــدوى للف الدواوين ِ‬

‫في صنعاء‬
‫‪\4‬آذار\‪2004‬م‬

‫عظماء في سجل التأريـــخ‬

‫ل تسأل العُربَ مــن هــــذا ول العجمـــا‬


‫وسل إلى ذروة الجوزاءِ كيف سمـــــا‬
‫سل كيف حلّقَ في الجــــــوزاء كيف بنى‬
‫أعلى السّماء على سطح الفضـا ق َممَـا‬
‫سل كيف شيّد أمجـــــــــــــــــــادًا مؤثّلة‬
‫وفي ذرى المجـد أضحى للورى علَمـَا‬
‫وبين طرفـــــــة عينٍ وانتباهتهــــــــــــا‬
‫‪102‬‬
‫يصافــحُ البــــــدرَ في العلياءِ مبتسما‬
‫وضمن وقتٍ وجي ٍز حقّقت يـــــــــــــــــده‬
‫ما كـان في ظـن أرباب النهى حُُلمَــــا‬
‫هذا عظيـــــــــــ ٌم ول يخفى على أحـــــــدٍ‬
‫إيّاكَ يا صــــــــاح أن ل تعرف العظما‬
‫هذا عظيــــــــــــــــ ٌم ول تخفى ملمحــــه‬
‫وهل يرىالطودَ أعمىأو يرىالهرما؟!‬
‫ل يجهلنّ "هيثم العينيّ" مجتمـــــــــــــعٍ‬
‫ما لم يكن من قـوى البصار قد حُرمَا‬
‫من ذا كـ"هيثم "في المصار قاطبــــــــةً‬
‫سل عن نظيرٍ له التأريـــــخَ والممــا‬
‫لو سرت من بلــــــدٍ سعياً إلى بلــــــــــــدٍ‬
‫وجئتَ مصراً جديـــداً ماضيــاً ُقدُمـــا‬
‫وأنت تبحثُ في أوساطهــــــــــــا دَأبَــــــاً‬
‫عن النظير له في الكـــــــون لنعدمــا‬
‫ولو أتيت مراراً كــــــلّ مجتمـــــــــــــــعٍ‬
‫في كل قطـــــرٍ وطفت البيت والحرما‬
‫وأنت تسألُ عن أهــــل النهى ورعــــــــاً‬
‫وأنت تقصـــدُ أربابَ الحجــــــا العلما‬
‫لعدتَ تجــــــــزم ما في الرض من بشرٍ‬
‫كمثل "هيثمَ" بالنهــج السوي التزما‬
‫ولو بحثت عن الخـــــــــلق في شغفٍ‬
‫من ذا الذي رُزق الخــــلق والشيما‬
‫لما وجدت بأرجـــــــاء الدنى رجـــــــلً‬
‫كمثـــــــــل "هيثمَ" بالخلق متّسما‬
‫ث عن‬ ‫ولو تنقلت بين الناس تبحـــــــــــ ُ‬
‫أهل الندى والسخاءِ الســـادة الكرما‬

‫‪103‬‬
‫الزاهدين بدنيـــــــــــــا ل بقــــــــاء لها‬
‫الباسطين يـــــــداً والصامتين َفمَـــــا‬
‫لقلت ما في ربوع الكــــــــــون من أحدٍ‬
‫أضحى كـ"هيثمَ" غيثاً في البلد َهمَى‬
‫أعمال خيرٍ لوجـــــــــه ال مولهــــــــــا‬
‫يبغي رضا ال لجاهــــــــــ ًا ولعظَما‬
‫وبالندى كالحيا كفّــــــاه قد همتَـــــــــــــا‬
‫ص دعماً لهــــــل البؤس منتظما‬ ‫فخ ّ‬
‫ل درّ يدٍ بالبـــــــــــــــــــــــــــذل مافتئت‬
‫تعطي عطا ليس يخشى الفقرَ والعدما‬
‫ومن يرم جنّة المأوى وزينتهـــــــــــــــا‬
‫يكن لما أمر الرحمن محتكمـــــــــــــا‬
‫والمالُ إن لم يكن ذخراً لصاحبـــــــــــــه‬
‫يوم القيامـــــــــةِ أضحى حينها ندَما‬

‫سيسأل المر ُء عمّـــــــــــــــــا أنفقت يده‬


‫وليس يخطــــــو إذا ما لم يُجب قدما‬
‫فمن أعدّ جوابـــــــــــــــــــــاً للسؤالِ نجا‬
‫ونال كلّ المنى واستوجبَ النعمــــــــا‬
‫يا نجل من أدهش الدنيــــــــــــا بحكمته‬
‫ن حكمه في"صنعاء" مذ حكمـــــا‬ ‫إبّا َ‬
‫لمّا يزل "محسن العيني" بكلّ فـــــــــــمٍ‬
‫صوتاً يدوي وفكراً في العقـــــول نما‬
‫ث ويا نبراسَ مجتمـــــــــــــــعٍ‬ ‫يا شبل لي ٍ‬
‫أحيى بهمتــــــــــــه في شعبه الهمما‬
‫لقد عقمن النسا عن مثلكم خلُقــــــــــــاً‬
‫كذا المبادىءُ عن أمثالكــــــــــم قيَما‬

‫‪104‬‬
‫إنّ العظــــــــــــــامَ بما جادوا به ندروا‬
‫من رام يحصي نداهم لم يجـــد رقما‬

‫في صنعاء‬
‫آيار\‪2004‬م‬

‫فل تحلــــــــــم بغير النحناء‬

‫علمتك باكيـــــــــــاً مثـــل النســـــــا ِء‬


‫فه ْل عرّضت نفســــــك للبغــــــاءِ؟‬
‫أم الرزاق ل تأتي بتــــــــــــــــــــــاتاً‬
‫إذا لم تتخذ طبــــــــــــــــع النساءِ؟‬
‫أيا"عبد الغنيّ" كفـــــــــــــــــــاك عارٌ‬
‫بأنك لم تعش كالقويـــــــــــــــــــاءِ‬
‫ولم تسلك سبيل الع ّز يومــــــــــــــــــاً‬
‫ولم تترك سبيل الشقيــــــــــــــــاءِ‬

‫‪105‬‬
‫ومن يرضَ الهوانَ يعش مهـــــــــــان ًا‬
‫ولم يعرف دروب الكبريـــــــــــــاءِ‬
‫ومن أحنى الجبينَ لجل مـــــــــــــــالٍ‬
‫فليس أخاً لصحاب البــــــــــــــاءِ‬
‫أيا"عبدالغنيّ"كفــــــــــــــــــاك خزيّ‬
‫بأنك خادمٌ لذوي الوبـــــــــــــــــاءِ‬
‫ن وممّ تبكي؟‬ ‫أتبكي ياجبــــــــــــــــــــا ُ‬
‫أيجري الدمع من طول العنــــــاءِ؟‬
‫أتمشي خاضــــــــــــــــعاً من غير لبّ‬
‫وتخشى أن تسير إلى العـــــــراءِ؟‬
‫أتنسى الَ رازقَ كـــــــــــــــــــ ّل حيّ‬
‫وأرزاق النـــــــــــام من السمــاء؟‬
‫ولكــن الحقير يعيـــــــــــــــــش نـــذلً‬
‫ذليلً راكعـــاً لذوي العطــــــــــــــاءِ‬

‫ك كالرجـــــــــــــال شديـــد بأسٍ‬ ‫فلــم ت ُ‬


‫وأين البأس من أهــــل الغبــــــــاءِ؟‬
‫ولم تكُ كالرجــــــــــــــال عزيز نفسٍ‬
‫فهلّ كنت حلـــــــــــــــــوًا كالنساءِ؟‬
‫أتمشي بالنميمــــــــــــــة لست تجني‬
‫سوى إثم النميمة والريــــــــــــــــاءِ‬
‫تعيش منافقــــــاً تحيى وضيعــــــــــاً‬
‫وعند"عليّ" كذابـــــــــــــــ ًا مرائي‬
‫عبدت المال بل أصبحت لصّــــــــــــــا‬
‫تظاهرُ بالمرؤةِ والوفــــــــــــــــــاءِ‬
‫ونفسك بعتها وغدوت عبــــــــــــــــداً‬
‫تقرّ لكلّ شـــــــــــــــــــــــارٍ بالولءِ‬

‫‪106‬‬
‫لحقـــــرُ أنت من كـــــــــــــــلّ البرايا‬
‫وأقبح أنت من كــــــــــــــــلّ الماءِ‬
‫وأصغر أنت من كلّ الدنـــــــــــــــــــايا‬
‫فل تحلــم بغير النحنــــــــــــــــــاءِ‬
‫ول تحسب بأنّ المــــــــــــــــــــال كنزٌ‬
‫إذا ماعشت عبــــــــــــــــد الغنياءِ‬
‫فعش يا نذل للنذال عبـــــــــــــــــــداً‬
‫ي وكن كالببـــــــــــــــــــــغاءِ‬ ‫بل رأ ّ‬

‫في صنعاء‬
‫‪\25‬تموز\‪2005‬م‬

‫يا ألَم الناس‬


‫ياشهر "تموز" حدث شهر"تشرينِ"‬
‫ويا"حزيران" حدث عن "علي النيني"‬
‫عن الَم الناس في الدنيا وأكذبــــــــهم‬
‫ولو تقمّص دور المرشـــــــــــــد الديني‬
‫ل تخدعنـــــــــك أقـــــوا ٌل مزخرفــــــةٌ‬
‫فالسّم يجري بأنيـــــــــــــــاب الثعابينِ‬
‫دع اللئـــــــــــــــام فل يغررك مظهرهم‬
‫قد يخدع السحر يوم ًا مقلــــــــةَ العينِ‬
‫إنّ اللئام لئـــــــامٌ مـــذ ولدتـــــــــــهم‬

‫‪107‬‬
‫جاؤا لئامـــــــــــاً وعاشوا كالشياطينِ‬
‫فاللــــــــؤم داءٌ خبيثٌ في طبيعتـــــــهم‬
‫مجرى الدمـــــاء جرى بين الشرايينِ‬
‫إنّ اللئــــــــام ولو ألبستـــــــــــــهم حللً‬
‫من الشهامــــــــــة بين الحين والحينِ‬
‫ولو مكثت سنين القحط تكرمــــــــــــــهم‬
‫وجئتهم بحصاد الهنــــــــــــد والصينِ‬
‫لما وجدتهــــــــــــمُ إ ّل كعادتـــــــــــــــهم‬
‫أولي اللئامة عبّــــــــــاد"الصوالينِ"‬
‫يمشي اللئيـــــــــــــــم وكلّ الناس تعرفه‬
‫حتى ولو كــــــــــــــان ذا عزّ وتمكينِ‬
‫وذاك أنّ صفات اللؤم تفضحــــــــــــــــــه‬
‫ولـــــــــو جــرى واختفى بين المليينِ‬
‫لئن جمعت لئــــــــــــــــــــام الناس قاطبةً‬
‫في كفـــــــــــــةٍ أثقلت أقوى الموازينِ‬

‫وجئت في الكفـــــــة الخرى بألمـــــــــهم‬


‫لرجحت كفــــــــــةٌ فيها "علي النيني"‬
‫يا ألم الناس في الدنيا وأحقرهـــــــــــــــــم‬
‫وأجبن الخلق في أسمى الميــــــــــــادينِ‬
‫ل تنخدع أبــــداً بالمــــــــــدح من أحــــــــدٍ‬
‫فالشعر أصـــــــــــدق من مدح المجانينِ‬
‫إن قيـــــــــــــل أحسنت ل تفرح بما سمعت‬
‫أذناك ما لم يؤيــــــــــــــــــــد بالبراهينِ‬
‫إن يُسدك النذلُ مدحـــــــــــــ ًا كيف تحسبه‬
‫وســــــــامَ فخــــــــــرٍ شبيهٍ بالنياشينِ‬
‫والزيف يطليـــــــه والبهتـــــــــان وآسفا‬

‫‪108‬‬
‫على امرئ آثر الدنيـــــــــــا على الدينِ‬
‫قرّبت كـــــــــــلّ لئيــــــــــمٍ واستعنت به‬
‫على الفساد وإلغـــــــــــــــــاءِ القوانينِ‬
‫أهدرت أمــــــــوال من ولّك ثروتــــــــه‬
‫لمّا ظهرت بأزيـــــــــــــــــاء المساكينِ‬
‫س َفهٍ‬
‫عاملت بالغشِ ربّ المــــــــــــال في َ‬
‫سرقت يا لصّ أصحـــــــــــابَ المليينِ‬
‫عاثت يداك بمـــــــــــــــالٍ لست صاحبه‬
‫ذبحت أوفى البرايــــــــــــــا بالسكاكين‬
‫خُنت المانـــــــــــــة لم تُدرك عواقبــها‬
‫تبّت يداك أتنسى "هيثـــــــــمَ العيني"‬
‫لهفي على "هيثم العيني" وحنكتـــــــه‬
‫كيف استخفّ بها يومـاً "علي النيني"‬
‫في صنعاء‬
‫تموز\‪2005‬م‬

‫فهرس الكتاب‬

‫الصفحة‬ ‫القصيدة‬
‫‪3‬‬ ‫في مناجاة الرسول‬

‫‪109‬‬

You might also like