You are on page 1of 14

‫بـروفـــيــــل‬

‫من تاريخ‬

‫اليهود بتاونزة‬
‫حسن خمة‬

‫نونبر ‪2007‬‬

‫‪1‬‬
‫كلمة شكر‬

‫ل يسـعنا ونحـن بصـدد انجاز هدا العمـل حول اليهود بمنطقـة‬

‫كل مـن سـاهم مـن قريـب أو‬ ‫تاونزة إل أن نتقدم بتشكراتنـا الى‬

‫بعيد لخراجه إلى حيز الوجود ‪...‬‬

‫‪-‬تحية خاصة لمن شجعنا لهدا‪......‬‬

‫تح ية تقد ير واحترام للم ستجوبين الد ين لم يبخلوا بتزويد نا‬ ‫‪-‬‬

‫بمجموعة من المعلومات ‪...‬‬

‫‪ -‬تح ية مماثلة للخوة وال صدقاء الد ين ساهموا مع نا بن صائحهم‬

‫‪....‬‬ ‫وإرشاداتهم‬

‫‪ -‬تحية لمن راجع هدا العمل ‪...‬‬

‫‪-‬تحية لكم جميعا‪...........‬‬

‫‪2‬‬
3
4
‫بطاقة عن تاونزة‬

‫تمتـد جماعـة تاونزة على ضفتـي وادي العبيـد بجبال‬

‫الطلس المتوسـط ‪ ,‬وتقدر سـاكنتها حسـب الحصـاء العام‬

‫ب ‪11610‬نسـمة وتتربـع على مسـاحة‬ ‫للسـكنى والسـكان‬

‫تبلغ ‪ 340‬كلم ‪ 2‬وتعد تابعة لقبيلة أيت أعتاب وإداريا لقليم‬

‫ازيلل يحدهـا شمال جماعـة بنـي اعياط وشرقـا جماعتـي‬

‫ايت وعرض وبين الويدان وغربا جماعة مولي عيسى بن‬

‫إدريس وجنوبا جماعتي أكودي نلخير وتكل ‪....‬‬

‫يعتمـد سـكان تاونزة فـي اقتصـادهم على الفلحـة‬

‫وترب ية الموا شي وغلة‬ ‫كزرا عة الرا ضي البور ية والم سقية‬

‫الزيتون واللوز ‪...‬‬

‫ك ما توجد ب ها ثروة‬ ‫توجد بغاباتها أشجار البلوط والعرعار‪,‬‬

‫كالثعلب والخناز ير والر نب والح جل ‪,‬أ ما‬ ‫مه مة من الحيوانات‬

‫كالدباغة والفخار ‪...‬‬ ‫صناعتها فهي تقليدية‬

‫‪5‬‬
‫توطئة‬

‫لمحاكاتننا لموضوع اليهود بتاونزة ارتأيننا الى اسنتعمال تقنينة "اسنتطلع الرأي فيمنا يحنص حياة اليهود بملح تاونزة إيماننا مننا‬
‫بان هده الطريقة ستساعدنا على جمع بعض المعلومات المتعلقة بيهود تاونزة ‪.‬‬
‫ولقند اسنتهدفنا بدلك مجموعنة منن المسنتجوبين ل تقنل أعمارهنم عنن العشرينات فني حدود السنتينات لكون سننهم هدا يؤهلهنم – فني‬
‫دلك الوقت – لخوض الحياة السوسيو‪ -‬اقتصادية بشكل عام والدخول في علقات متنوعة مع اليهود بشكل خاص‪,‬‬
‫هده العلقات التني سناعدتهم على معرفنة مجموعنة منن الخباينا حول الحياة الدينينة والتجارينة والصنناعية لليهود ‘ وتعمدننا أن يكون‬
‫هؤلء المستجوبون رجال عوض النساء لكونهن لم يدخلن في علقة مباشرة مع اليهود‪....‬‬
‫ولقند سطرنا لدلك مجموعنة منن السئلة القبلينة ’ توخيننا منن خللهنا الوصول إلى مجموعنة منن الهداف منن قبنل ‪ :‬تارينخ اليهود‬
‫لمنطقة تاونزة ‪...‬وأصولهم وعلقاتهم الجتماعية وتجارتهم وحرفهم وعاداتهم وتقاليدهم ونظرتهم للمسلمين ونظرة المسلمين إليهم‬
‫‪ ....‬وطريقنة عيشهنم وكدا اثأر هجرتهنم على المنطقنة والزيارات الدورينة التني يقومون بهنا بينن الفيننة والخرى لمقرات اسنتيطانهم‬
‫القديمة بتاونزة ‪...‬‬
‫ول نخفنى مفاجئتننا العظيمنة لوصنولنا إلى مجموعنة منن المعلومات التني لم تكنن فني الحسنبان ‪ ....‬وفنى المقابنل خيبنة املننا لعدم‬
‫معرفنة تارينخ تواجند اليهود بالمنطقنة غينر أنهنم كانوا يسنكنون باينت عيسنى ( اينت واحكنو) ثنم اغنبر نعبدى ليسنتقر بهنم الحال بدوار‬
‫تاونزة وهو المكان الدى ظلوا يراوحونه الى حين هجرتهم إلى إسرائيل ما بين سنتي ‪ 1952‬و ‪1962‬‬

‫ول نخفى كدالك مجموعة من الصعاب التي وقفت في طريقنا ونحن نركب غمار مساءلة تاريخ اليهود بمنطقة تاونزة ‪:‬‬
‫أولها انعدام المراجع التي تسلط الضوء على المنطقة لكونها أصبحت تعيش عزلة مند بداية الستقلل ( الدى تزامن مع بداية ترحيل‬
‫اليهود من تاونزة الى إسرائيل ) وثانيها غياب " جنس اليهود" من قائمة المستجوبين ‪ .........‬وهو الجزء المظلم للوحة التي سلطنا‬
‫عليها المصباح‪ ..‬ثم كذلك صعوبة نقل المعلومات بحيث كنا في غالب الحيان نقوم بالترجمة الفورية لما يقوله المستجوبون‪ ...‬لكون‬
‫الحوار يدور بالمازيغية والكتابة بالعربية‪...‬‬
‫حاولنا أن نستجوب الشخاص الدين وضعنا لئحة بأسمائهم على فرادى وغالبا ما كان بعضهم يحيلنا على مجموعة من السماء‬
‫الخرى للسننتعانة بهننا‪ ...‬ولقنند طرحنننا نفنس السننئلة على مجموعننة مننن الشخاص فرادى وجماعات ’ ولم نكننن نتوقننع مصنادفتنا‬
‫لمجموعنة منن الشخاص كانوا بالنسنبة لننا منبنع عدد منن المعلومات‪........‬حينث هناك منن تعامنل منع اليهود على المسنتوى التجاري‬
‫والصناعي وتبادل الزيارات‪ ...........‬وهناك من قام بتدريسهم اللغة العربية‪. ...‬‬

‫‪6‬‬
‫أصل اليهود ‪ ..‬من أين أتوا إلى تاونزة؟‬

‫تضل الجابة عن هدا السؤال مطروحة ‪ ,‬بحيث لوجود لمصادر تاريخية تثبت أصول اليهود بتاونزة ول حتى الفترة التي بدا‬
‫تواجدهم بالمنطقة ‪ ,‬إل رواية واحدة ترجح اتهم وفدوا من بوكماز وايت عباس وايت أمحمد وتامرزوقت بضواحي مدينة ازيلل ‪.‬‬
‫أمنا الروايات الخرى فتؤكند تواجند اليهود بجماعنة تاونزة فني بداينة المنر بمنطقنة اينت عيسنى باينت وحكنو ‪ ,‬ثنم بعند دلك انتقلوا الى‬

‫‪ 200‬متر من ايت عيسى ) يعني الضفة الخرى لوادي العبيد ‪ .‬ليستقروا بدوار تاونزة على بعد ‪800‬‬ ‫اغير نعبدي ( على بعد‬
‫متنر منن اينت وحكنو‪ .‬وأثارهنم لزالت متواجدة باينت عيسنى ( مقنبرة ‪ +‬والي يدعنى مولي غني أو مول تينني( نسنبة الى شجرة‬
‫النخيل بجانبه ) أو سيدي يوسف بن علي ))‪.‬‬
‫فيما يخص أسماء العائلت التي كانت تسكن بملح تاونزة استطعنا أن نتعرف على مجموعة من السامي مثل ‪ :‬ايت بوتو وايت‬
‫بويمي وايت مسعود وايت يشو نحكي وبني شوعة وايت شوي لمات وايت عكان وايت بن يدير وايت إسحاق وايت بن تخاموشت‬
‫وبن يجو بن مايير وايت ناعوش وايت بايو ‪.‬‬
‫أمنا بخصنوص أرباب العائلت‪ ...‬حينث كان سنؤالنا‪ :‬منن كان يسنكن فني كنل منزل لزال متواجدا لحند ألن ؟ فتعرفننا على شالوم‬
‫وابن اساخا وعازر وايلو وايهودا ومسعود بن ساعدة و ببهي وايشان الكبير وايشان امزان وهدو وابن أنون ودود وش وابراهة‬
‫وهارون وابن يفيح وبيزوت وحبيبة وموشي التهان وابن وطيطة ‪.‬‬
‫يمكن أن ننبه هنا الى نقص في نطق بعض السماء اليهودية ‪ ..‬كما نسجل بجانب دلك إضافة بعض اللقاب إلى السماء ‪ ,‬لكنها‬
‫تبقننى معروفننة عننند عامننة الناس‪..‬المسننلمون منهننم واليهود ‪ ,‬وهده السننماء لزالت عالقننة بأذهان سننكان تاونزة ‪..‬ومنازلهننم لزالت‬
‫تسكنها عائلت تتجاذب أطراف الحديث عن اليهود‪....‬‬

‫حرف اليهود بتاونزة‬


‫يتفنق جمينع المسنتجوبون على أن اليهود هنم المسنئولون على إدخال جمينع الحرف الى تاونزة – باسنتثناء الفخار – بحينث كانوا‬
‫يزاولون مهنة السكافي والدباغة واللحامة وسك المعادن ‪ ,‬الفضية منها ولبرادعي ‪.....‬كما زاول النساء منهم مهنة النسيج‪.‬‬
‫فالسنكافي ‪ ,‬بالضافنة الى اننه يقوم بإصنلح الحدينة (للمسنلمين واليهود على حند سنواء ) فهنو يقوم بتصننيع بعضهنا ‪ :‬اركسنن التني‬
‫تصنع من جلد البقر ويكو ربين من الزيواني ( جلد الماعز المصقول) ويصنعون كذلك الغربال من جلد الغنم ‪ .‬ولقد استطاعوا أن‬
‫يطوروا صناعاتهم هاته الى بلغة عصرية مستعينين في دلك بمواد قادمة من البيضاء ‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫لبند منن الشارة هننا الى آن اليهود لقنوا المسنلمين هده الحرف كلهنا ‪ .‬وهناك منن لزال يزاولهنا لحند ألن رغنم التكالينف الباهظنة‬
‫والمنافسة‪ .‬نذكر منها الدباغة التي انتقلت مند دلك الحين الى كل من فاس وخنيفرة ومراكش سواء عبر اليهود أنفسهم أو المسلمين‬
‫الدين هاجروا المنطقة آنذاك ‪.‬‬
‫لقند أكند لننا المسنتجوبون على أن النتعاش التجاري الذي سناد المنطقنة خلل تواجند اليهود بتاونزة تراجنع بشكنل كنبير‪ ...‬حينث‬
‫يذكر أن السلع كانت تأتي من تافيللت ومراكش الى تاونزة ومنها الى بني ملل وخنيفرة و فاس مرورا بمجموعة من السواق‬
‫كافورار وبني عياط وأولد امبارك وزاوية الشيخ وايت اسحاق الى أن تصل إلى فاس على ظهور الجمال والبغال ‪.‬‬
‫كان يقام بتاونزة سوق يومي (بالضافة إلى السوق السبوعي ) نظرا لتوافد مجموعة من التجار الى المنطقة قادمين من ناحية‬
‫القبلة ( الراشيدية و ورزازات ) حاملين معهم الثمر والتين والحناء لبيعها وشراء مواد أخرى كالشاي والصابون والسكر ‪...‬وهي‬
‫المواد التي كانت تأتي من مراكش ‪ .‬أما السوق السبوعي فيقول احدهم بمرارة من الحسرة ‪ " :‬إن رحبة الزيواني فقط تعادل مساحة‬
‫السوق السبوعي الذي ينعقد حاليا يوم الحد بتاونزة " ويضيف ‪ " :‬كانت تاونزة أكثر رواجا من مدينة بني ملل ؟" ويقول آخر ‪:‬‬
‫" تاونزة هي البوابة ‪ .....‬هي بوابة الشرق نحو الوسط والعكس " فإلى جانب تاونزة توجد بلدية دمنات‪ ...‬فهاتان المنطقتان تعتبران‬
‫معبر التى من وسط المغرب الى الشرق وللتي من الشرق الى الوسط أو للمتجه إلى مراكش‬
‫أكثر من مائة دابة ( بين حمير وبغال وجمال ) كانت تدخل تاونزة يوميا حاملة معها مجموعة من السلع ‪ ...‬يقول احدهم‪" :‬كنا نسمع‬

‫الضجينج على بعند ‪ 300‬متنر منن الملح‪....‬والدكاكينن الموجودة حالينا بتاونزة يشهند لهنا الكنل بمنا روجت منن سلع مابينن المناطنق‬
‫السالفة الذكر"‬
‫أما أول حافلة دخلت ايت أعتاب فكانت تربط ما بين تاونزة ومراكش‪ ..‬هناك من قال بان هده الحافلة كانت "تتنقل" بالفحم الخشبي‬
‫وقال آخنر بالفحنم الحجري ‪ ..‬والشينء المؤكند لننا منن احند حفدة شرينك اليهودي بوتنو فني هده الحافلة هنو أن هده الرخصنة تنم بيعهنا‬
‫لحد المراكشيين‪ ...‬وثم تغيير خطها الى ما بين مراكش ومدينة ازيلل عبر دمنات‬

‫تربية المواشي عند اليهود‬


‫كان اليهود يشترون للمسلمين أغناما وأبقارا لتربيتها مقابل النصف ولم يشهد لهم أنهم كانوا يقومون بدلك بأنفسهم ول يحتفظون‬
‫بمنازلهم إل بالدواب لحمل السلع( البغلت في أحيان كثيرة) أما بخصوص الفلحة والحرث فلم تكن لهم أراض يقومون بزرعها بل‬
‫سنجل التارينخ أنهنم يشتركون منع المسنلمين فني دلك ‪.‬والناشطون منن اليهود فني هدا الميدان قليلون ‪،‬ويمكنن تأجيرهنم للعمنل عنند‬
‫المسلمين ( خاصة في معاصر الزيتون )‬

‫العياد‪ ..‬العادات والتقاليد‬

‫فيمنا بخنص سنؤالنا حول العادات والتقاليند التني تمينز يهود ملح تاونزة ‪،‬سنجلنا انغلق اليهودي على نفسنه‪،‬بحينث لم يسنتطع‬
‫المسنلمون التعرف بشكنل دقينق على عاداتهنم ‪ ،‬إل بعنض الشدرات منهنا ‪..‬فاليهودي ليكشنف عنن نفسنه وعلى الرغنم منن دلك فقند‬
‫يتبادل مع المسلم الزيارات والمأكولت والهدايا ويحكى أن يهود تاونزة يخلدون عيدا يدعى " اشططو" يدوم أسبوعا ويسمى‬
‫على كعكنة عبارة عنن رغينف رقينق يأتون بنه غالبنا منن الدار البيضاء خصنيصا لهدا الحفنل ويتنم تبادل الزيارات بهده المناسنبة‬
‫ويلبسون الجديد ‪ .‬ومنهم من يأتي الى أصدقائهم من المسلمين في اليوم الول من هدا السبوع ‪ ،‬ويطلبون منهم مقايضته باللبن في‬
‫آخر أيام العيد ‪..‬وتسمى هده الليلة الخيرة بالميمونة‪....‬‬

‫‪8‬‬
‫أمنا عيند " الشليحوت " فهنو عبارة عنن إقامنة الصنلة ليل ‪ ،‬ول أحند يدرى كينف تقام هده الليلة ‪...‬ويحتفلون بعيند "‬
‫بيسناح " ‪ ..‬حيننت يبنون "نوالة" مننن أعمدة خشبيننة على شكننل مثلت يظلون بداخلهننا طيلة هدا اليوم احتفاء بالعام الجينند‬
‫(الصبا) ويخلدون كذلك عيد (لم نتمكن من تحديد اسمه ) وهو يوم الفانتزيا ‪ ..‬خاص بالحمير والبغال ‪ ،‬حيت‬
‫دوابهم في يوم من أيام شهر مارس ويركضون جماعة على شاكلة مواسم الفروسية حاليا‪..‬لكن بدون‬ ‫يمتطي شبان اليهود صهوة‬
‫بارود ‪.‬‬

‫أما عطلة نهاية السبوع عندهم‪ ..‬فهي تعرف بيوم "تاسخينت " تشبه الطنجية المراكشية ‪ ..‬تمل باللحم وتدفن في فرن‬
‫جماعني‪ :‬كنل عائلة تأتني بتاسنخينت الخاصنة بهنا الى هدا الفرن ‪ ,‬ابتداء منن مسناء يوم الجمعنة الى منا بعند زوال يوم السنبت ‪ ..‬بعند‬
‫الصنلة حينث يأتني ممثنل كنل عائلة وياخند طنجيتنه ‪ ..‬ووجبنت الشارة هننا الى أن اليهود يمتنعون عنن العمنل خلل هدا اليوم ‪..‬‬
‫ويحرمون على أنفسهم إيقاد المواقند فني المنازل ( وقد يكون هدا منن السنباب التي تجعلهم يوقدون الفرن الجماعي منند صبيحة يوم‬
‫الجمعة) ولقد سجلنا هنا أن اليهودية تحمل هدا الناء عبر محطات‪..‬اعتقادا منها أن عدم التوقف عبارة عن جهد عملي محرم عليها‬
‫خلل هدا اليوم المقدس‪.‬‬

‫الجنازة عند اليهود‬

‫معروف عننند يهود تاونزة أنهننم يولولون ‪..‬ويندبون ‪ - ..‬وقنند يكون دلك بالبنادر – ادا هلك احدهننم ‪ ..‬و يأتون جماعات لتقديننم‬
‫التعازي لسرة الميت‪ ..‬ويتم تغسيل الهالك في مكان معلوم ( بمنزل الحزان مثل) ووجبت الشارة هنا الى أن الحزان عند اليهود‬
‫هو إنسان متعلم ومتفقه في الدين اليهودي ‪.‬وهو المرخص له شرعا للقيام ببعض المور الدينية والجتماعية بدءا بتغسيل الموات‬
‫وإقامنة الصنلة والذبنح وختان الطفال وقيادة الجنازة ومنا الى دالك ‪ ...‬إن حمنل النعنش عنند اليهود مؤدى عننه‪ :‬فمنن أراد أن يحمنل‬
‫الميت وجب عليه دفع قدر مالي مقابل دلك‪ .‬لهدا كانت الجنازة تتوقف عدة مرات‪..‬ودلك كلما رغب احدهم في الداء‪ ..‬بل كثيرا ما‬
‫يأمنر الحزان بالتوقنف منن اجنل جمنع المال ‪ ,‬حينت ينادي فني وجنه الناس ‪" :‬هنل هناك منن يريند أجرا ‪...‬؟ هنل هناك منن يريند حمنل‬
‫النعش‪..‬؟ من‪ ..‬هيا ها هي الفرصة أمامكم‪...‬فينكم يا أولد ربي شمعون ؟؟ " ول تتحرك الجنازة إل بعد أن يتطوع احدهم للداء‪...‬‬
‫ويحكني احند المسنتجوبون اننه عندمنا كان طفل كان يتربنص – رفقنة أصندقائه – بجنازة اليهود‪ ..‬ويصنيحون فني وجههنم‪ " :‬حرام‪..‬‬
‫حرام‪ ..‬حرام‪ " ..‬وعندمنننا يسنننمع اليهود هدا الكلم يتوقفون ويضعون النعنننش على الرض ويطردون الصنننغار ليسنننتأنفوا السنننير‬
‫بالجنازة‪ .‬وكثيرا مننا كانننت تتكرر هده اللعبننة‪ ..‬الشيننء الذي أدى باليهود إلى تنصننيب حراس لصنند الطفال المسننلمين ‪ .‬ولمننا سننألنا‬
‫صاحبنا عن السبب في القيام بهذا الستفزاز ‪..‬أجاب على أن هدا السلوك ل يعدو أن يكون عمل صبيانيا ل اقل ولاكثر ‪....‬‬

‫النظرة والنظرة المعاكسة…‬

‫لما حاولنا أن نبحث عن نظرة اليهود للمسلمين ونظرة المسلمين لليهود ‪ ,‬اكتشفنا إن الهاجس الديني هو العنصر المتحكم في‬
‫هده العلقننة ‪ .‬أمننا بخصننوص الجانننب العرقنني واللغوي فيكاد يكون غائبننا ‪ ..‬فاليهود لينظرون الى سننكان تاونزة كامازيننغ ‪ ,‬بننل‬
‫كمسلمين ‪ ..‬وكثيرا ما كانوا يتكلمون المازيغية كلسان حال تاونزة بالرغم من إن اليهود كانوا يتكلمون العربية الدارجة خصوصا‬
‫فيما بينهم ويستعملون العبرية في حالة ما ادا أرادوا تضليل المسلمين ‪ ..‬دون أية نظرة عرقية لطرف اتجاه آخر ‪..‬فالمسلمون يتقبلون‬
‫ويفهمون أن اللسان الصلي لليهود هو العبرية‪ ..‬ول يجدون حرجا في دلك ‪ ..‬بل هناك منن يحب إن يسنمع إليهم وهم يتكلمون هده‬
‫اللغة رغبة منه في استكشاف الخر ‪ .‬ويذكر أن العبرية كانت تدرس لليهود في المسجد ‪..‬لتعلم المبادئ الدينية اليهودية ( شانها في‬
‫‪9‬‬
‫دلك شان اللغة العربية في مساجد المسلمين ) ‪ ,‬أما بالنسبة للمازيغية ‪ ,‬فهي الوسيلة التي يستعملها اليهودي بشكل يومي لقضاء‬
‫حاجاته مع المسلمين ‪.‬‬
‫وبخصوص الدارجة المغربية فتكاد تكون الوسيلة الكثر استعمال بين اليهود أنفسهم‪ ..‬دون أن تخلو ل امازيغيتهم ول عربيتهم من‬
‫نبرة كنعانية ‪....‬‬
‫أمنا اللغنة العربينة الفصحى فقند خصنص لهم مكان منعزل في احند المنازل الذي لزال يشهند بنفسنه على دلك لتعلم المبادئ الولينة‬
‫للغة الضاد‪ ..‬وليس منن باب الصدف إن يكون من بين الشخاص الدينن استهدفناهم في استجوابنا شخص كان يدرسنهم أبجدية لغة‬
‫القران‪ ..‬حيننث حكننى لنننا على أن إقبال اليهود على العربيننة كان ضعيفننا‪ ..‬ويعزى دلك الى تخوفهننم مننن فقدان هويتهننم ‪..‬خاصننة أن‬
‫معلمهم متفقه في الدين السلمي ‪ .‬من هنا يمكن القول إن العربية فرضت عليهم ولم تكن خيارا أمامهم‪ ..‬ولقد تعاقب على تدريسهم‬

‫تلتة اساتدة مابين ‪ 1953‬و ‪1961‬‬


‫وفي المدرسة الرسمية سجلنا أن اليهود كانوا متفوقين في اللغة الفرنسية‪ ,‬وكانوا يقبلون عليها جيدا مقارنة مع العربية‪.‬‬
‫وتجدر الشارة أن اليهود عندمنا يصنل موعند العنصنرة ( أي العاصنفة القوينة ) ينقلبون ويكرهون النظنر الى المسنلمين ويحرمون‬
‫على أنفسهم أكل اللحم لمدة أسبوع ويندبون ويولولون ‪ ,‬كما أنهم يمشون حفاة ويرمون الوادي بالحجارة ‪,‬‬
‫وهناك طريقنة للتداوي عندهنم – كمنا هنو الشأن عنند المسنلمين – بحينث أنهنم يطوفون ببيضنة على رأس مرضاهنم ويضعون عليهنا‬
‫قليل منن الحناء وفني الصنباح الباكنر يضعونهنا على قارعنة الطرينق اعتقادا منهنم اننه ادا منر احند المسنلمين سنياخدها وسنينتقل إلينه‬
‫المرض مباشرة ‪ .‬أما المسلمون فيقومون بالطريقة نفسها ‪ ,‬لكنهم يتخلصون من البيضة بقذفها في الفضاء ليل حيث تتكسر حثما ‪...‬‬

‫العلقات الجتماعية‬

‫إن العلقات الجتماعية بين اليهود والمسلمين محدودة جدا ويطبعها جانب من الحيطة والحذر‪ ..‬ففيما يتعلق بالعلقات الزوجية فلم‬
‫نسجل إل حالة واحدة وهى إن إحدى اليهوديات تزوجت احد المسلمين وأسلمت بعد دلك لتصد عنها نظرة اليهود ‪ ..‬وعلى الرغم من‬
‫أن المسنتجوبين لم يحضروا هده الضجنة فقند ظلوا يتقصنون أخبار هده الزوجنة حينث قينل لننا بأنهنا طلقنت رجلهنا الول والثانني‬
‫فالثالث ويذكر أن لها درية من هؤلء‪ ......‬أما تبادل الزيارات فكان محدودا إل ادا كانت تربطهم علقات تجارية أو شراكة الغنام‬
‫مثل فالمسلمون يحتفظون بألد الطعام لديهم ( السمن والعسل ) لتقديمه أثناء زيارة اليهود المرتقبة‪ ,‬واليهود متسامحون مع المسلمين‬
‫في أداء القروض وفى مستحقات الشراكة أما المسلمون فل يأكلون من طعام اليهود إل الشاي واللوز و الجوز وبما أن يهود تاونزة‬
‫يفضلون أكلة البينض والطماطنم فان المسنلمين أنداك يتعففون الطماطنم ويعتبرونهنا حرامنا ويعزى تحفنظ المسنلمين فني القبال على‬
‫طعام اليهود الى مثنل هده الشبهات ‪ ....‬ول زال احند المسنتجوبون يذكنر أول يوم ذاق فينه الطماطنم‪ ....‬حينث اختفنى فني احند جنبات‬
‫الوادى ليتدوق هده" الخضرة العجيبة " والمسلمون في تاونزة لم يقبلوا على أكل الطماطم إل بعد أن عاشروا النصارى الفرنسيين‬
‫أثناء بناء سنند بيننن الويدان فنني نهايننة الربعينات مننن القرن الماضنني ‪...‬وفننى هده الفترة بالذات بدا إحصنناء اليهود لتهجيرهننم مننن‬
‫المنطقة ‪ ..‬أما منن جانب اليهود فهنم ل يشترون اللحم منن السنوق العام‪....‬بنل يشتركون في شراء عجل أو خروف ويتفضل الحزان‬
‫بالذبح والسلخ ويقسمون اللحم فيما بينهم ‪.....‬ويتفادون بدلك اللحم المذبوح من طرف المسلمين وفى هدا الصدد سجلنا أن اليهود ى‬
‫ل يتعاطى لمهنة الجزار‬

‫هجرة اليهود‬

‫‪10‬‬
‫إن الحديث عن الهجرة من تاونزة ل يميز اليهود وحدهم بل هناك من العائلت المسلمة التي غادرت إلى مدينة بني ملل والدار‬

‫البيضاء ‪ .....‬لكنن رحينل اليهود منا بينن سننتي ‪ 1962- 1952‬كان" خسنارة كنبرى على المنطقنة" على حند تعنبير رجنل مسنن‪,‬‬
‫فالهجرة نزلت كالصاعقة على الطرفين‪..‬‬
‫فلم يسبق لليهود إن توقعوا يوما أنهم سيهجرون تاونزة ‪ .‬إن المسلمين جميعهم يتذكرون كيف كانت حالة اليهود النفسية عندما ثم‬
‫الشروع في إحصائهم‪ .‬حيث أن هناك من أسرع إلى بيع ممتلكاته من منازل ومتاجر وتصفية حساباته التجارية مع المسلمين‪ ,‬فقد‬
‫سنبق القول بان اليهود شاركوا الغننم والبقنر منع المسنلمين ولهدا كان عليهنم تسنوية مجموعنة منن المشاكنل قبنل الرحينل ‪ .‬وفنى هدا‬
‫الصندد سنجل شركاؤهنم شدة هدا الوقنع فني نفوس اليهود‪ ..‬إن التسنامح فني تقسنيم الرباح كان ملزمنا طيلة تعاملهنم منع شركائهنم‬
‫المسلمين ‪ ..‬فكيف ل يحضر هدا التسامح في لحظة الفراق ؟‬
‫لقد باع اليهود منازلهم ومتاجرهم وجاء رحيلهم عبارة عن دفعات‪ ..‬اد يتم إخبار كل عائلة على حدة من اجل الستعداد للهجرة‪....‬‬
‫فهناك منن غادر منن تاونزة مباشرة الى إسنرائيل‪ ..‬وهناك منن فضنل بينع ممتلكاتنه وشراء منزل سنواء فني بنني ملل أو فني البيضاء‬
‫فني انتظار دوره للمغادرة النهائينة‪ . ..‬وبالرغنم منن بعنض الرتباك الدى لزم هده الهجرة فقند كاننت المنازل والمتاجنر تباع باثمننة‬
‫مرتفعننة مقارنننة مننع مثيلتهننا فننئ بننني ملل ‪ ....‬ويعزى هدا الى مكانننة تاونزة فنني الرواج القتصننادي أنداك ‪ ......‬يقول احنند‬

‫المستجوبون ‪ " :‬اشتريت أنا منزل ب ‪ 1500‬درهم في ملح تاونزة واشترى فلن مثله في بني ملل بأقل من هدا الثمن "‪ ..‬إن‬
‫هدا التصننريح يحمننل فنني طياتننه بعننض الحسننرة والندم على تراجننع المسننتوى القتصنادي بتاونزة ‪ ..‬فلو اشترى هدا الرجننل منزل‬
‫ببني ملل لربح المدينة كما يقول‪. ...‬‬
‫وهناك منن اليهود منن باع منزله وعاد واشترى منزل آخنر – نظرا لتأخنر رحيله – فني انتظار تسنوية ظروف اسنتقباله بإسنرائيل‪..‬‬
‫يقول احند الشخاص ‪ " :‬ودعننا اليهود بالبكاء " لقند بكوا مغادرة سنكناهم وممتلكاتهنم وشركائهنم وزبنائهنم وأصندقائهم وأضاف أخنر‬
‫‪ "..‬لم نكن نتوقع أن اليهود سيرحلون يوما "‬
‫إن رحيلهم بالنسبة لسكان تاونزة كان خسارة على المنطقة بكاملها ‪..‬رغم أن هناك من اعتقد من المسلمين أنهم سيتولون أماكنهم‬
‫فى التجارة لكن جرت الرياح بما ل تشتهيه السفن ‪ ..‬ولو إن هناك من استمر بالشتغال في متاجر ومصانع اليهود‬
‫لكن دالك لم يدم طويل ‪ ..‬حيث بدا التراجع على مستوى المدخول اليومى ‪ ..‬مقارنة بما كان عليه الحال إبان تواجد اليهود بالمنطقة ‪,‬‬
‫بالضافنة الى تدهور المعاملت التجارينة الواسنعة التني لعبتهنا تاونزة فني هده الجهنة وقند تاثرت بدلك كنل منن منطقتنى فنم الجمعنة‬
‫ودمنات بالقلينم ‪ ...‬فهناك عدة عوامنل موضوعينة سناهمت بدورهنا فني هدا النحطاط ‪ ,‬نذكنر منهنا على سنبيل المثال الجفاف حينث‬
‫قلت المطار فني الوننة الخيرة وتطور الصنناعة الحديثنة ‪ ,‬الشىء الدى اثنر سنلبا على الصنناعة التقليدينة المحلينة خاصنة الدباغنة‬
‫منها الى درجة انه لم يعد يشتغل فى هدا الميدان سوى بضعة صناع تقليديون معددون على اصابع اليد ‪ ,‬ومنهم من حاول أن يتأقلم‬
‫منع هده الظروف وتشبنث بمهنتنه لكننه رحنل اخيرا الى بنني ملل ومراكنش لمتابعنة مزاولة هده المهننة لننه ل يتقنن غيرهنا ‪ ,‬وقند‬
‫يكون منننن باب الصننندف أن التقنننى هؤلء الصنننناع التقليديون النازحون منننن تاونزة منننع سنننياح – يهود – تاونزة القادمون منننن‬
‫إسرائيل‪......‬‬

‫‪11‬‬
‫سياحة اليهود بتاونزة‬

‫ليمكنن أن نتحدث عنن سنياحة اليهود لتاونزة دون ربطهنا بعلقنة‬


‫فعندمننا تهدا هده‬ ‫المنند والجزر التنني تحكننم إسننرائيل بفلسننطين‪..‬‬
‫وعندمننا تتوتننر‬ ‫العلقننة يكثننر توافنند السننياح اليهود الى تاونزة‪..‬‬
‫العلقنة بالشرق الوسنط تكاد تنعدم هده الزيارة ‪ ..‬غينر أنننا سنجلنا‬
‫أن بعننننننننننض اليهود يأتون دون أن يولوا اي اهتمام لهده المور‬
‫وياثون لزيارة منازلهنم ومقنر سنكناهم وولدتهنم القدينم ‪ .‬فل يلقون‬
‫من المسلمين إل الترحيب ويتفضلون بالسماح لهم لدخول منازلهم‬
‫وتفقدهننا‪ .‬ويحكننى انننه مننن اليهود مننن لزال يذكننر غرف منزلهننم‬
‫واحدة واحدة ‪ ..‬ومنهنم منن جزم على أن ل شينء تغينر إل بعنض‬
‫الترميمات الخفيفننة ‪ ,‬ويحنون لمثننل هدا البناء ( التابوت ) الدافننئ‬
‫فى وقت القر والبارد فى وقت الحر ومن اليهود من جاء خصيصا‬
‫لترميم بعض قبور آبائهم وأجدادهم ‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫خاتمة‬

‫في نها ية هدا الب حث ل بد من الشارة إلى أن موضوع اليهود‬

‫من‬ ‫من الخبا يا ل بد‬ ‫في طيا ته مجمو عة‬ ‫بتاونزة لزال يح مل‬

‫الكشـف عنهـا ‪..‬لن تواجـد جنـس اليهود بالمنطقـة لمدة ليسـت‬

‫ثم رحيله المفا جئ الى إ سرائيل ل يع ني أبدا نها ية‬ ‫بالي سيرة‪..‬‬

‫فان الذاكرة الشعبيـة‬ ‫لهدا الموضوع ‪ ,‬بـل رغـم هدا الرحيـل‬

‫لسـكان تاونزة والمنطقـة عمومـا لزالت حبلى بمجموعـة مـن‬

‫الرموز ل بد من الك شف عن ها‪ ..‬وبحث نا هدا حاول ف قط أن ي سلط‬

‫في العل قة ال تي كا نت تر بط‬ ‫الضوء على الجا نب الجتما عي‬

‫اليهود بالمسلمين وتبقى الجوانب الخرى مفتوحة ‪...‬‬

‫‪13‬‬
14

You might also like