You are on page 1of 9

‫(وظائف العلم في نشر الفكار المستحدثة(‪2‬‬

‫العلم ونشر الفكار المستحدثة‬


‫أول‪ :‬نشأة العلم وتطوره‬
‫تزداد أهمية العلم في المجتمع تبعا لسرعة توصيل الرسالة العلمية بالصوت‬
‫والصيورة والكلمية‪ .‬فالتطور الذي طرأ على الجهزة العلميية بالعتماد على‬
‫للبثي الذاعيي والمتلفيز‪ ،‬والذي طرأ على الطباعية والصيف‬
‫ّ‬ ‫القمار الصيناعية‬
‫اللكترو ني‪ ،‬اختزل الم سافات ب ين المنا طق وأل غى الحدود والفوا صل ب ين الدول‬
‫والشعوب‪ ،‬و يم كن اعتبار "الدخان" أول و سيلة ات صال إعل مي ب ين ب ني الب شر‪.‬‬
‫تبعه العلم بواسطة الرموز والشارات‪ ،‬ثم النقوش المقدسة‪ ،‬والحفر على اللواح‬
‫الحجريية والطينيية‪ ،‬مرورا باكتشاف الحروف وتطورهيا (الحرف الغريقيي يي‬
‫الهيراطيقي ي والحرف الروماني‪ )..‬ومن ثم الكتابة‪ ،‬فالطباعة‪ ،‬حتى دخلنا عصر‬
‫ومعنوي‪ ،‬بواسطة القمار الصناعية والطباعة اللكترونية‪.‬‬
‫ي ستمد العلم قو ته من عامل ين أ ساسيين‪ ،‬مادي ومعنوي ‪،‬العا مل المادي هو‬
‫تطور و سائل العلم إذ أ نّ سرعة ن قل ال خبر والتعل يق عل يه تزداد مع تطور‬
‫أجهزة وسيائل التصيال‪ .‬مين الشارات السيلكية لماركونيي‪ ،‬حتيى القمار‬
‫الصناعية اليوم‪ .‬وقبل ذلك من انتقال الكتابة على ورق البردي ‪ ...‬فالكتابة على‬
‫اللفائف الصيينية‪ ،‬ومين ثيم على الورق البغدادي الذي نقله العرب إلى أسيبانيا‪،‬‬
‫ومنها إلى أوروبا‪ ،‬وبعد استخدام الورق كانت المطبعة التي اخترعها اللماني‬
‫(يوحنا جوتنبرج) وتبع ذلك ظهور الصحف القرن الخامس عشر‪ ،‬واليوم مئات‬
‫اللف من الصحف يتم إصدارها في مناطق متفرقة من العالم‪ ،‬والتطور الذي‬
‫تشهده وسائل العلم تم وفقا لحاجة النسان للتصال مع الخر وقد قسم علماء‬
‫التصال والعلم المراحل التي مرت بها تكنولوجيا وسائل العلم إلى خمس‬
‫مراحل و هي‪:‬‬
‫أولً‪ -:‬المرحلة الشفو ية‪ :‬ح يث كا نت الل غة أول و سائل الت صال ال تي أ ستخدمها‬
‫البشر‪ ،‬وأدى اعتماد النسان على اللغة كوسيلة اتصال أساسية له في هذه المرحلة‬
‫إلى تطو ير ب عض الحواس والمهارات لد يه ليح قق أف ضل ات صال مم كن فأ صبحت‬
‫حاسية السيمع لدييه فيي أقوى حالتهيا‪ ،‬واسيتخدم الذاكرة فيي تخزيين المعلومات‬
‫والمعارف مميا أدى إلى بلوغ مهارة الحفيظ لدييه أعظيم مبلغ‪ ،‬وأصيبح للكلمية قوة‬
‫تعبير ية كبيرة فالعقود والتفاقات ي تم التفاق علي ها شفويا‪ ،‬وقوان ين القبيلة ونظم ها‬
‫وتاريخ ها هي كلمات ل بد من احترام ها واللتزام ب ها‪ .‬وكا نت الشائ عة هي أول‬
‫ش كل من أشكال العلم والت صال‪ ،‬ح يث كا نت الخبار تنت قل من ال فم إلى الذن‬
‫وبانتقالها كانت تغير وتشوه بحيث تضيع حقيقتها في أحيان كثيرة [‪.]1‬‬
‫ثانيا‪ -:‬المرحلة الكتاب ية‪ :‬مرت الكتا بة بالعد يد من مرا حل التطور ح تى و صلت‬
‫إلى و ضع أبجد ية لغو ية على يد الفينيقي ين‪ ،‬ويعت قد أن اشتغال الفينيقي ين بالتجارة‬
‫وحاجتهيم إلى كتابية عقود مدونية أو كتابية أصيناف التجارة دفيع بشكيل كيبير إلى‬
‫اختراع مثل هذه البجدية‪.‬‬
‫ورغيم أن الكتابية فيي بدايتهيا كانيت محدودة التأثيير على حياة النسيان لقلة عدد‬
‫الشخاص الذيين يسيتطيعون الكتابية والقراءة‪ ،‬إل أنهيا بمرور الزمين و اختراع‬
‫وسيائل جديدة سيهلت عمليية الكتابية كاختراع الورق فيي بلد الصيين وانتقاله إلى‬
‫بلد العرب ثيم إلى أوربيا‪ ،‬أخذت الكتابية تحتيل مكانية مرموقية فيي حياة البشير‬
‫وأنتشر التدوين والتأليف في مختلف العلوم‪ ،‬وظهرت مهنة الوراقة‪ ،‬وبالتالي أصبح‬
‫هناك دور لحفظ المخطوطات والكتب‪ .‬وبمعرفة الكتابة والنسخ على وسائط متعددة‬
‫ومختل فة تغ ير أ سلوب الت عبير والنشاء‪ ،‬ك ما تغ ير أ سلوب تخز ين المعر فة حين ما‬
‫أصبحت المعلومات تختزن عن طريق الحروف الهجائ ية‪ ،‬وبهذا حلت الع ين م حل‬
‫الذن كو سيلة أو كحا سة رئي سية ليكت سب من خلل ها الن سان معلوما ته‪ ،‬و سهل‬
‫الكلم البشري المنطوق الذي تج سد في ش كل مخطوط أو مكتوب الطر يق‪ ،‬لقا مة‬
‫تنظيمات إدارية وأشكال مختلفة من العلقات[‪.]2‬‬
‫ثالثا‪ -:‬المرحلة الطباعيية‪ :‬بفضيل اختراع آلة الطباعية حدث تغيير جذري فيي‬
‫أسياليب التعيبير والعلم حييث بدأ الفراد يعتمدون أسياسا على الرؤيية والكلمات‬
‫المطبوعية فيي الحصيول على معلوماتهيم وبذلك أصيبحت حاسية البصيار هيي‬
‫الم سيطرة والمطبوع حول ال صوات إلى رموز مجردة أي إلى حروف م ما ش كل‬
‫عملية تجريد منظم للحروف أو الرموز البصرية [‪.]3‬‬
‫فمنذ اكتشاف المطب عة ون شر أول كتاب مطبوع (مزام ير منز) في عام ‪1457‬م‬
‫وحتيى نهايية القرن أي عام ‪ 1500‬م تراوح عدد الكتيب المطبوعية بيين ‪ 15‬و ‪20‬‬
‫مليون كتاب موزعيين علي ‪ 35‬ألف طبعية‪ ،‬أي بمتوسيط إنتاج يصيل إلى ‪1300‬‬
‫كتاب يوميا[‪.]4‬‬
‫رابعا‪ -:‬المرحلة اللكترونيية‪:‬بدأت إرهاصيات هذه المرحلة منيذ منتصيف القرن‬
‫ين تجارب‬
‫ية‪.‬ع ذلك مي‬
‫ير باكتشاف وجود الموجات المغناطالعلميي‬
‫يع عشي‬
‫التاسي‬
‫ومحاولت لستغلل هذه الموجات حتى نجح العالم اليطالي ماركوني في إرسال‬
‫يد ذلك‬
‫يو عام ‪1906‬م‪ ،‬وتوالت بعي‬
‫يم اختراع الراديي‬
‫ين ثي‬
‫يلكية ومي‬
‫إشارات لسي‬
‫المخترعات والمكتشفات التي ما لبث أن حققت ثورة اتصالية قلبت كل الموازين‪،‬‬
‫وشكلت نقله نوعية كبيرة في وسائل التصال النساني‪.‬‬
‫فخلل هذه المرحلة ظهيير التلغراف والتلفون والفونوغراف‪ ،‬ثييم التصييوير‬
‫الفوتوغرا في فالفيلم ال سينمائي‪ ،‬ثم الذا عة المرئ ية (التلفزيون)‪ ،‬والتل كس‪ ،‬و صولً‬
‫إلى القمار ال صناعية والفاكيس والفيد يو وغيير ذلك مين و سائل العلم‪ .‬وتظهير‬
‫الحاسبات اللكترونية وتتطور جيل بعد جيل حتى تصل إلى الجيل الخامس وتدخل‬
‫كل مجالت الحياة ومنها المجالت العلمية[‪.]5‬‬
‫فقد أحدثت هذه المرحلة ثورة في نظم العلم وحولت العالم إلى قرية عالمية‬
‫إلكترونية يعرف الفرد فيها بالصوت وبالصورة وبالكلمة المطبوعة كل ما يحدث‬
‫وقت وقوعه‪.‬‬
‫إل أن هذا النفجار المعلوماتيي جعيل النسيان العادي يعجيز عين متابعية ميا‬
‫يحدث في العالم على مستوى الحداث اليومية العامة‪ ،‬أو على مستوى التخصص‬
‫العلمي أو المهني[‪.]6‬‬
‫خامسيا‪ -:‬مرحلة العلم متعدد الوسيائط‪ :‬وتتسيم هذه المرحلة بمزج أكثير مين‬
‫تكنولوج يا ات صاليه تملك ها أك ثر من و سيلة لتحق يق الهدف النهائي‪ ،‬و هو تو صيل‬
‫الرسالة إلى الجمهور المستهدف‪ .‬وقد أطلق على هذه المرحلة العديد من المسميات‬
‫مين أبرزهيا‪ :‬مرحلة العلم متعدد الوسيائط ‪ ،Multimedia‬ومرحلة التكنولوجييا‬
‫التصالية التفاعلية ‪ ،Interactive‬ومرحلة الوسائط المهجنة ‪.]Hypermedia ]7‬‬
‫وترتكيز هذه المرحلة التيي يمكين أن نطلق عليهيا أيضيا اسيم مرحلة التصيال‬
‫التفاعلي أو مرحلة الو سائط المتعددة على مجمو عة من المرتكزات الرئي سية هي‪:‬‬
‫الحا سبات اللكترون ية في جيل ها الخا مس‪ ،‬وأنظ مة الذكاء ال صناعي‪ ،‬إضا فة إلى‬
‫اللياف الضوئية وأشعة الليزر والقمار الصناعية‪.‬‬
‫وأدى ذلك الحدث إلى تزاوج بيين تكنولوجييا العلم وتكنولوجييا المعلومات‬
‫حتى أصبح من العسير الفصل بين الثنين بسبب التطور الهائل الذي شهده مجال‬
‫تقنيات العلم والمعلومات‪.‬‬
‫ف قد ج مع بينه ما النظام الرق مي الذي تطورت إل يه ن ظم العلم فتراب طت مع‬
‫شبكات المعلومات وهو ما نلمسه في حياتنا اليومية‪ ،‬وبذلك فقد انتهى عهد استقلل‬
‫نظم المعلومات عن نظم العلم و‬
‫دخلنييا فييي عهييد جديييد للمعلومات والعلم يسييمونه الن (‪Computer‬‬
‫‪. ]Communication(]8‬‬
‫ويوصيف العصير الذي يمير العالم المتقدم بيه الن بأنيه عصير أو مجتميع‬
‫‪ Information‬أو مجتمييع مييا بعييد الصييناعة ‪Post‬‬ ‫المعلومات ‪Society‬‬
‫‪( ،Industrial Society‬يتمادى البعيض فيي تقديير التطورات التكنولوجيية التيي‬
‫تحدث في العالم الن خاصة في العلم والمعلومات بحيث يصف العصر الحالي‬
‫فيي نهايية التسيعينات بمجتميع ميا بعيد المعلومات (‪Post Society of‬‬
‫‪.)Information‬‬
‫و قد لع بت المعلومات من خلل تكنولوجيات ها وأ ساليب نقل ها المختل فة أدوارا‬
‫يا والوليات المتحدة‬
‫يي اليابان وغرب أوربي‬
‫يي مجتمعات المعلومات في‬
‫ية في‬
‫مهمي‬
‫المريك ية‪ ،‬بح يث غيرت من ش كل هذه المجتمعات وأثرت على كل منا حي الحياة‬
‫فيهيا‪ ،‬حييث نجيد مجموعية مين الظواهير والسيمات والثار التيي تراوحيت بيين‬
‫التغيرات الجذر ية والثار الب سيطة ال تي تر كت آثار ها على كل جوا نب المجت مع‬
‫القتصادية والسياسية والجتماعية والنفسية والتكنولوجية[‪.]9‬‬
‫وهو ما دفع وسائل العلم المختلفة إلى تطوير أنماط عملها لتتماشى مع هذه‬
‫التكنولوجييا الجديدة‪ ،‬وتسيتطيع أن تسيتغل إمكانياتهيا المذهلة‪ ،‬وتيبرز الصيحافة‬
‫كواحدة مين أكثير وسيائل العلم اسيتغللً لمكانيات هذه التكنولوجييا سيواء فيي‬
‫مرحلة جميع المادة الصيحفية أو فيي مرحلة نشير هذه المادة عيبر أسياليب النشير‬
‫اللكترونيي‪ ،‬وخاصية عيبر شبكية النترنيت؛ مميا أدى إلى مفهوم جدييد للصيحافة‬
‫اللكترونية‪ ،‬وإلى حدوث ثورة حقيقية في تطبيقات الصحافة[‪.]10‬‬
‫ك ما تع تبر و سيلة النتر نت من أف ضل المثلة ال تي تط بق في ها تقنيات مرحلة‬
‫العلم متعدد الوسيائط فبعيد التغييير الكيبير الذي طرأ على شبكية النترنيت منيذ‬
‫مطلع التسيعينيات مين القرن العشريين بفضيل اسيتخدام تقنيات و أسياليب جديدة‬
‫للتواصل ونشر المواد النصية والصور الثابتة والمتحركة عبر النترنت من خلل‬
‫استغلل المكانيات التي يوفرها الدمج بين أجهزة الكمبيوتر وأجهزة التصالت‪،‬‬
‫ا ستطاعت و سائل العلم المختل فة أن ت ستغل هذه المكانيات ال كبيرة في عرض‬
‫موادهيا العلميية مين خلل شبكية النترنيت‪ ،‬فظهرت على الشبكية مواقيع تبيث‬
‫البرامج التلفزيونية والذاعية بشكل حي أو مسجل‪ ،‬وظهرت الصحف اللكترونية‬
‫ال تي تد مج بين المادة النصية وال صوت وال صور الفوتوغراف ية و أفلم الفيديو في‬
‫تقد يم معالجات ها للحداث المختل فة‪ ،‬وبذلك يتو فر لم ستخدم النتر نت مجمو عة من‬
‫وسيائل العلم مين خلل جهاز واحيد‪ ،‬وهيو ميا أدى إلى زيادة كيبيرة فيي عدد‬
‫مستخدمي الشبكة‪.‬‬
‫وأصبح المظهر الساسي لتطور العلم والكثر بروزا في حياتنا المعاصرة هو‬
‫السرعة‪ :‬سرعة تدفق الخبار والمعلومات وتداولها فعندما اغتيل الرئيس المريكي‬
‫" أبراهام لنكولن" في أبر يل سنة ‪ 1865‬ا ستغرق و صول خبر مقتله ستة أش هر‬
‫حتى يعم الوليات المتحدة المريكية وحدها‪ ،‬وعندما اغتيل الرئيس المريكي في‬
‫‪ 1963‬وصل خبر مقتله إلى جل المريكيين خلل الساعة التي تم فيها‪ ،‬أما عندما‬
‫تم تنفيذ حكم العدام في الرئيس الروماني نيكولي شوشيسكو في ديسمبر ‪1989‬‬
‫فقد علم الشعب بالخبر في الدقيقة التي حدث فيها بفضل البث التلفزيوني المباشر‬
‫وعند ما ت مت محا صرة مجلس الدو ما الرو سي للطا حة بالرئ يس الرو سي ال سابق‬
‫يلتسين" علم مستخدمو النترنيت بالحدث في الثانية ذاتها! لقد أصبح العلم يملك‬
‫سيرعة النترنييت على حيد تعيبير صيحافيي الصيحيفة الفرنسيية " ‪Le monde‬‬
‫‪ .]Diplomatique "]11‬وعلى الر غم من المكا سب ال تي حققت ها تقنيات العلم‬
‫فيي سيرعة نقيل المعلومات وتوسييع الوسيائل إل أن خيبراء العلم يتوقعون أن‬
‫تز يد التقنيات الت صالية الحدي ثة من العزلة ال تي أ صبح يعا ني من ها الب شر نتي جة‬
‫اعتماد هم على تقنيات المرحلة اللكترون ية‪ .‬فالن سان الن أ صبح بإمكا نه الت سوق‬
‫وشراء الك تب وقراءة ال صحيفة ورب ما الذهاب إلى الع مل وهول يزال جال سا أمام‬
‫شاشة الكمبيوتر المتصل بشبكة النتر نت‪ ،‬وبنقرة واحدة يم كن التجول حول العالم‬
‫دون الحاجية إلى الحصيول على تأشيرة دخول إلى أي دولة أو حتيى تكبيد مشاق‬
‫السيفر‪ ،‬وهيو ميا سييؤدي إلى نشوء علقات جديدة تتسيم بالطابيع اللكترونيي بيين‬
‫النسان واللة وبين البشر بعضهم ببعض‪.‬‬
‫إن العلم فيي عالم اليوم أصيبح الصيوت القوي للشعوب للتعيبير عين‬
‫قضاياهيا‪ ،‬وقيد تعددت وظائفيه واسيتخداماته المتعددة لتحقييق وظائفيه نحيو‬
‫المجت مع م ثل‪ :‬الخبار والمعلومات والتعل يم والتعبئة وخلق الرأي العام والترف يه‬
‫والتوا صل ب ين الفراد ووظي فة الرق يب العمو مي‪ ،‬و قد ضا عف ذلك من أهم ية‬
‫العلم وتحريضه الجماهير للستفادة من التكنولوجيا لتحقيق الرسالة المرجوة‬
‫منه خاصة وان العلم تتعاظم أهميته للدرجة التي كتب فيها الرئيس المريكي‬
‫السيبق(توماس جيفرسيون) عام ‪" :1787‬لو ترك لي الخيار بيين أن تكون لنيا‬
‫حكومية مين دون صيحف‪ ،‬أو صيحف مين دون حكومية‪ ،‬فلن أتردد فيي اختيار‬
‫الثاني" [‪.]12‬‬

‫‪ :2-2‬وسائل العلم ونشر الفكار المستحدثة‪:‬‬


‫التطورات الحديثة والمتسارعة في مجال التقنية وخصوصا ما يتعلق منها بالحاسب‬
‫عمو ما وشب كة النتر نت خ صوصا‪ .‬و قد قد مت تلك التقنيات آفا قا جديدة في مجال‬
‫العلم والن شر لم ت كن معروفية من قبيل وأفرزت أ ساليب غ ير تقليديية في نقيل‬
‫المعلومات‪ ,‬ل عل من أهم ها الن شر اللكترو ني إذ يرى أن الت صال يقوم على تبادل‬
‫المعا ني الموجودة في الرسائل وال تي من خللها يتفاعل الفراد من ذوي الثقافات‬
‫المختلفة ‪ ،‬وذلك من أجل إتاحة الفرصة لتوصيل المعنى ‪ ،‬وفهم الرسالة‪،‬و يتم من‬
‫خلل ذلك تحقييق معانيي مشتركية (متطابقية) بيين الشخيص الذي يقوم بالمبادرة‬
‫بإصيدار الرسيالة مين جانيب والشخيص الذي يسيتقبلها مين جانيب آخير‪ ،‬والعلم‬
‫باعتباره جزء مين التصيال يعرف بأنيه تلك العمليية التيي تبدأ بمعرفية المصيدر‬
‫الصيحفي بمعلومات ذات أهميية‪ ،‬أي معلومات جديدة بالنشير والنقيل‪ ،‬ثيم تتوالى‬
‫مراحل ها‪ :‬تجم يع المعلومات من م صادرها‪ ،‬نقل ها‪ ،‬التعا طي مع ها وتحرير ها‪ ،‬ثم‬
‫نشر ها وإطلق ها أو إر سالها عبر صحيفة أو وكالة أو إذا عة أو مح طة تلفزة إلى‬
‫[‪]13‬‬ ‫طرف معني بها ومهتم بوثائقه ‪.‬‬
‫نظرا لختلف ظروف العالم الناميي التيي ظهرت للوجود فيي منتصيف هذا القرن‬
‫هي بالتالي تختلف عن الدول المتقدمة من حيث المكانيات المادية والجتماعية ‪،‬‬
‫كان ل بد لهذه الدول من نموذج إعل مي يختلف عن النظريات التقليد ية المتعارف‬
‫علي ها (الشتراك ية‪ ،‬الم سئولية الجتماع ية‪،‬الحر ية ونظر ية ال سلطة)‪ ،‬وينا سب هذا‬
‫النموذج أو النظريية أو الوضاع القائمية فيي المجتمعات الناميية فظهرت النظريية‬
‫التنموية في عقد الثمانينات‪ ،‬وتقوم على الخروج عن نطاق بعدي الرقا بة والحرية‬
‫كأ ساس لت صنيف النظ مة العلم ية ‪ ،‬فالوضاع المتشاب هة في دول العالم الثالث‬
‫ت حد من إمكان ية ت طبيق نظريات العلم التقليد ية وذلك لغياب العوا مل ال ساسية‬
‫للت صال كالمهارات المهن ية والمواد الثقاف ية والجمهور المتاح‪،‬اذ ان مبادئ نظر ية‬
‫التنميية تعميل على تأكييد الهويية الوطنيية والسييادة القوميية والخصيوصية الثقافيية‬
‫للمجتمعات؛ وعلى الرغيم مين أن هذه النظريية ل تسيمح إل بقدر قلييل مين‬
‫الديمقراطية حسب الظرف السائدة إل أنها في نفس الوقت تفرض التعاون وتدعو‬
‫إلى تضافير الجهود بيين مختلف القطاعات لتحقييق الهداف التنمويية‪ ،‬وتكتسيب‬
‫النظرية التنموية وجودها المستقل من نظريات العلم الخرى باعترافها وقبولها‬
‫للتنمية الشاملة والتغيير الجتماعي‪ ،‬وتشترك نظرية التنمية في مفهومها مع نظرية‬
‫المشاركية الديمقراطيية التيي أحدثيت إضافية لنظريات التنميية فيي الدول الناميية‬
‫وأ صعبها تحديدا‪ ،‬ف قد برزت هذه النظر ية من وا قع ال خبرة العمل ية كاتجاه إيجا بي‬
‫ن حو ضرورة وجود أشكال جديدة في تنظ يم و سائل العلم‪ ،‬فالنظر ية قا مت كرد‬
‫ف عل مضاد للطا بع التجاري والحتكاري لو سائل العلم المملو كة ملك ية خا صة‪،‬‬
‫ك ما أن هذه النظرية قا مت ردا على مركزية مؤ سسات الذاعة العامة ال تي قامت‬
‫الرأسمالية‪]14[.‬‬ ‫على معيار المسؤولية الجتماعية وتنتشر بشكل خاص في الدول‬

‫وترى هذه النظريية أن نظريية الصيحافة الحرة (نظريية الحريية) فاشلة بسيبب‬
‫خضوعهيا لعتبارات السيوق التيي تجردهيا أو تفرغهيا مين محتواهيا‪ ،‬وترى أن‬
‫نظرية المسؤولية الجتماعية غير ملئمة بسبب ارتباطها بمركزية الدولة ‪ ،‬ومن‬
‫منظور نظر ية المشار كة الديمقراط ية فإن التنظ يم الذا تي لو سائل العلم لم يم نع‬
‫ظهور مؤ سسات إعلم ية تمارس سيطرتها من مرا كز قوى في المجت مع‪ ،‬وفشلت‬
‫في مهمتها وهي تلبية الحتياجات الناشئة من الخبرة اليومية للمواطنين أو المتلقين‬
‫العلم‪]15[.‬‬ ‫لوسائل‬

‫وهكذا فإن النقطية السياسية فيي هذه النظريية تكمين فيي الحتياجات والمصيالح‬
‫والمال للجمهور الذي يستقبل وسائل العلم‪ ،‬وتركز النظرية على اختيار وتقديم‬
‫المعلومات المناسبة وحق المواطن في استخدام وسائل التصال من أجل التفاعل‬
‫والمشاركية على نطاق صيغير فيي منطقتيه ومجتمعيه‪ ،‬وترفيض هذه النظريية‬
‫المركزية أو سيطرة الحكومة على وسائل العلم ولكنها تشجع التعددية والمحلية‬
‫والتفاعيل بيين المرسيل والمسيتقبل والتصيال الفقيي الذي يشميل كيل مسيؤوليات‬
‫المجتمع؛ ووسائل العلم التي تقوم في ظل هذه النظرية سوف تهتم أكثر بالحياة‬
‫الجتماعية وتخضع للسيطرة المباشرة من جمهورها‪ ،‬وتقدم فرصا للمشاركة على‬
‫أسس يحددها الجمهور بدل من المسيطرين عليها‪.‬‬

‫يرى البا حث إن عمل ية تحد يد الو سائل والهدف الذي يت صل أو يرت بط به القائم‬
‫بالتصال بالخرين يزيد من فاعلية نشر الفكار على ضوء النظريات التي توافق‬
‫مجتمعات الدول النامية‪ ،‬ويكون من الضروري وضعه في الحسبان أهم العناصر‬
‫التي تكمل رسالته مثل الرسالة‪،‬الوسيلة والهدف الذي يصبو إلى تحقيقه عبر نشره‬
‫لفكار لم تكين سيائدة ‪ ،‬وتقيع تجاوب الجمهور المتلقيي لذلك‪ ،‬إذن لبيد مين وجود‬
‫شخيص أو هيئة أو فئة أو جمهور يهتيم بالمعلومات فيمنحهيا أهميية على أهميتهيا‪،‬‬
‫ويكون الت صال عن تلك العمل ية العلم ية ال تي ت تم ب ين ميدان المعلومات وب ين‬
‫ميدان نشرها أو بثها‪.‬‬

‫[‪ ]1‬نصرالدين العياض‪ ،‬اشكاليات التصال في عصر العولمة‪،-‬مرجع سابق ‪.‬‬


‫[‪]2‬نصرالدين العياض‪ : ،‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫[‪]3‬محمود علم الدين ‪،‬تكنولوجيا المعلومات وصناعة التصال الجماهيري‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص ‪23‬‬
‫[‪]4‬سيرج برو ‪،‬فيليب بروتون ‪ :‬ثورةالتصال ‪ ،‬ترجمة هالة مراد ‪( ،‬القاهرة ‪ :‬دار المستقبل العربي ‪ ،‬الطبعة الولي ‪، ) 1993 ،‬ص‬
‫‪.47‬‬
‫[‪]5‬محمود علم الدين ‪ :‬تكنولوجيا المعلومات وصناعة التصال الجماهيري مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.24‬‬
‫[‪]6‬محمود علم الدين ‪:‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 8‬‬
‫[‪]7‬محمود علم الدين ‪ :‬المرجع السابق ص ‪22‬‬
‫[‪]8‬نبيل عارف الجردي‪(-‬مقدمة في علم التصال) مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 20‬‬
‫[‪]9‬المرجع السابق نفسه‪ .‬ص ‪28‬‬
‫[‪]10‬مقال منشور بموقع ‪www.masscomm.cu.edu.eg‬‬
‫[‪]11‬نصر الدين العياضي ‪ :‬إشكاليات التصال في عصر العولمة ‪ ،‬مصدر سابق‬
‫[‪]12‬ي ‪Into The News Room- Room- Leonard R. Teel and Ron Taylor‬‬
‫‪.Prentice-Hall of India-1985‬‬

‫[‪ - ]13‬الموقع اللكتروني لجريدة الشرق الوسط ‪www.alsharqalawsat.com‬‬

‫[‪ .]14‬نصر الدين العياضي ‪"،‬وسائل التصال الجماهيري والمجتمع" آراء ورؤى ‪ ،‬مجموعة دراسات جمعها وترجمها المؤلف‪ ،‬دار‬
‫القصبة للنشر – الجزائر ‪1999‬م ص ‪26‬‬
‫[‪ - . ]15‬الموقع اللكتروني لجريدة البيان ‪www.albayane.co.ae‬‬

You might also like