You are on page 1of 31

‫إعـادة صياغـة المـة‬

‫ماضرة ألقاها ‪ :‬ساحة الشيخ أحد بن حد الليلي الفت العام للسطنة‬


‫يوم السبت ‪ 25‬من ربيع الثان هــ ‪1422‬ـــ‬
‫‪/6‬يوليو مــ ‪2002‬ــــ‬
‫بسجد التوبة بالغبة‬

‫بسم ال الرحن الرحيم‬

‫مقـــدمــة‬

‫والمد ل والصلة على رسول ال وعلى آله وصحبه ومن واله وبعد ‪:‬‬

‫ساحة الشيخ العلمة أحد بن حد الليلي الفت العام للسلطنة‬

‫أصحاب الفضيلة الضور الكرام‬

‫السلم عليكم ورحة ال وبركاته‬

‫أضاعت هذه المة وقتا طويلً وهي تمّل أعدائها أسباب إخفاقها ف التدافع الضاري ‪،‬‬
‫وفوتت فرصا كبية كان يكن عبها أن تقوم بواجبها ف الشهود الضاري ‪ ،‬فنشأت الضارة‬
‫الديثة مشوهة جائرة بعزل عن إسهام السلمي وعان النسان والكون وباءته ‪.‬‬

‫من وهدة الزية تبحث المم لنفسها عن سبيل الياة ‪ ،‬وتتفحص حالا بلهفة وإلاح باحثة‬
‫عن أسباب الزية وعوامل النكسار ‪ ،‬ومع اشتداد مأزق أمتنا ‪ ،‬ومع استمرار تميشها عن‬
‫مال التأثي ف الياة ‪ ،‬وحي وضعتنا الحداث شئنا أم أبينا على حافة صراع حضارات فإن‬
‫النظر إل الذات أصبح أول من النظر إل الخر ( أو لا أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها‬
‫قلتم أن هذا قل هو من عند أنفسكم ) ‪ ،‬وف حالة أمة كأمتنا ل تشد حضارتا إل على‬
‫هدي من الدين ‪ ،‬ول يعرف لا التاريخ أي إسهام حضاري بعزل عنه ‪ ،‬ول تتميز إل حي‬
‫آمنت به وتثلته ‪ ،‬فإن البحث ف أسباب مأزقها يقتضي منا أن نتفحص بعناية علقتها بالكون‬
‫الضاري الول لضارتا أي علقتها بدينها وبدون ذلك يبدو البحث عبثا وتديفا ف اليبس ‪،‬‬
‫ومن النطقي أن ير البحث بناطق أخرى تابعة يالا البعض ثانوية وهي مع ذلك حسّاسة‬
‫وخطرة من قبيل العلقة بي اللف والسلف بي الاضر والاضي الت وصفها بعضهم خطأ أو‬
‫صوابا ل أدري بأنا علقة يكم فيها الموات الحياء ‪ ،‬عال من الحياء يكمه الموات على‬
‫حد عبارته ‪ ،‬أو من قبيل تديد الناهج ‪ ،‬مناهج الستنباط والجتهاد أو إعادة النظر ف سلم‬
‫الولويات الختل أو دراسة تبادل التأثي بي تصور السلمي لدينهم وتطور تاريهم السياسي‬
‫والجتماعي ‪ .‬هذه كلها مناطق يشعر كثي من الباحثي أمامها بالرهبة إما لضخامة الهمة أو‬
‫خوفا من التهم العلبة الاهزة الت تنتظر كل من يغامر بالدخول إل مناطق حرمها البعض على‬
‫البحث من أعفى نفسه من فريضة التفكي وألزم الخرين بذلك ‪ ،‬وبالملة فإن المة كما‬
‫يلخص ساحة شيخنا العلمة الليلي ف حاجة إل إعادة صياغة من جديد حت تستطيع أن‬
‫تنهض بهمتها الضارية شاهدة على العالي ‪ ،‬ونن هنا اليوم أيها الخوة لنستطلع رؤية الشيخ‬
‫الت عبّر عنها ف أكثر من مناسبة والت أصبحت عنصرا رئيسيا يلح عليه دائما وباتت سة‬
‫واضحة لطاب ساحة الشيخ ف الونة الخية ‪.‬‬

‫ساحة الشيخ لتسمح ل ‪ :‬تردد كثيا ف أحاديثكم وماضراتكم ف الونة الخية ف ماضرتكم‬
‫مثل ف مناسبة الجرة الشرفة ‪ ،‬ف الحتفال بناسبة الولد النبوي الشريف ‪ ،‬ف حلقات برنامج‬
‫سؤال أهل الذكر ‪ ،‬تردد كثيا ف خطابكم عبارة ( إعادة صياغة المة ) ‪.‬‬

‫سيدي ساحة الشيخ ‪ :‬سؤال بشكل مباشر ما الذي يعنيه ساحتكم بـ ( إعادة صياغة المة‬
‫من جديد ) تفضلوا ‪.‬‬

‫الشيــخ الليلـي ‪:‬‬

‫بسم ال الرحن الرحيم ‪ ،‬المد ل رب العالي ‪ ،‬والصلة والسلم على أشرف الرسلي سيدنا‬
‫ونبينا ممد الذي أرسله ال رحة للعالي وعلى آله وصحبه أجعي وعلى تابعيهم بإحسان إل‬
‫يوم الدين أما بعد ‪:‬‬

‫فالسلم عليكم إخوة اليان ورحة ال وبركاته وبعد ‪،،،‬‬

‫فإن المم إنا تقوم ‪ -‬أول ما تقوم ‪ -‬على التصور الصحيح ولذلك كان هدم التصورات‬
‫الباطلة وتشييد التصورات الصحيحة أول شيء يضطلع به الرسلون ‪ ،‬فما من رسول من رسل‬
‫ال سبحانه إل وقد واجه تصورات باطلة عششت ف الذهان واستحكمت ف النفوس‬
‫وسيطرت على اللباب وقادت المم إل حافة النتحار ‪ ،‬فكان أول شيء يدعون إليه بي أمهم‬
‫هو أن تعرف هذه المم من أين جاءت وإل أين تنتهي وماذا عليها أن تعمل فيما بي البدأ‬
‫والنتهى لتقوم حياتا على التصور الصحيح ‪ ،‬ونن نرى أن سيدنا ونبينا ممد عليه وعلى آله‬
‫وصحبه أفضل الصلة والسلم عندما جاء بالدعوة القة دعا أول ما دعا إل التصور الصحيح ‪،‬‬
‫دعا إل العتقاد الق بأنه ل إله إل ال وأن ممدا رسول ال‬

‫هذا التصور هو الذي شيدت عليه دعائم حياة هذه المة الفكرية والضارية والجتماعية حت‬
‫كانت خي أمة أخرجت للناس ‪ ،‬فهي أدركت تام الدراك أنه ل إله إل ال ‪ ،‬وأن الكم‬
‫الطلق إنا هو ل سبحانه الذي أوجد هذا الكون ‪ ،‬والذي أفاض على الوجود ما أفاض من‬
‫تلياته العظيمة الت تشاهد ف كل ذرة من ذرات الوجود بيث صارت كل ذرة من ذرات هذا‬
‫الكون تعرب بلسان حالا عن افتقارها إليه سبحانه وتعال وأنه هو الغن الذي ل يتاج إل أي‬
‫شيء سواه ‪ .‬وأن كل ما ف الكون إنا يسعد بالضوع لمره والستجابة لداعيه والوقوف عند‬
‫حدوده ولذلك تناغى هذا الكون مع هذه القيقة كما يعرب بذلك القرآن الكري عندما قال‬
‫ف وصفه سبحانه ( تسبح له السموات السبع والرض ومن فيهن ‪ ،‬وإن من شيء إل يسبح‬
‫بمده ولكن ل تفقهون تسبيحهم إنه كان حليما غفورا ) ‪.‬‬

‫والنسان هو واحد من هذه الكائنات آتاه ال سبحانه وتعال ما ميّزه به عليها من الرادة‬
‫والتفكي والقدرة على التأثي ف نفسه والتأثي فيما حوله ‪ ،‬فلذلك نيطت به مسئولية عظيمة ‪،‬‬
‫فهو إن تاوب مع هذا الكون ودار ف فلكه بيث كان مستجيبا لمر ال ‪ ،‬قائما بكم ال‬
‫سبحانه وتعال سعد وانعكس أثر سعادته على الوجود ‪ ،‬وإن شذ كان شذوذه داعيا إل التنافر‬
‫بينه وبي الكون وكان سببا للفساد كما يعرب عن ذلك قوله سبحانه وتعال ( ظهر الفساد ف‬
‫الب والبحر با كسبت أيدي الناس ) ‪.‬‬

‫ومع هذا أيضا فإن طريق التلقي عن ال سبحانه وتعال هو طريق واحد وهو ما يدل عليه‬
‫العتراف والشهادة بأن ممدا رسول ال فهذا هو طريق التلقي عن ال سبحانه وتعال بيث‬
‫يتلقى النسان السلم الؤمن بال وبنبيه عليه أفضل الصلة والسلم من هذا الطريق عن ال‬
‫سواء كان هذا الذي يتلقاه وحيا ظاهرا وهو القرآن الكري أو كان وحيا باطنا وهو السنة‬
‫النبوية على صاحبها أفضل الصلة والسلم ‪.‬‬

‫شيدت دعائم حضارة هذه المة على أساس هذا التصور الصحيح والفكر الناصع ‪ ،‬ولكن هل‬
‫ظلت المة مستمسكة بذا المر ناهجة هذا النهج ؟؟ كل ‪ .‬فقد دخلت التصورات الباطلة الت‬
‫تنقض هذا التصور وإن كانت هي ل تزال تت مظلته حسبما يزعم الكثي الكثي ‪ ،‬وذلك‬
‫بسبب التأويلت الباطلة وبناء الفكر على غي قواعد ثابتة من كتاب ال سبحانه ومن هدي‬
‫رسوله عليه أفضل الصلة والسلم ‪.‬‬

‫ونن إذا نظرنا إل ما ورثته هذه المة بسبب أن هنالك طوائف من البشر دخلوا السلم وهم‬
‫يملون أوزارا ما كانوا يعتنقونه من قبل من الفكار ‪ ،‬وبسبب تأثي السياسة إذا نظرنا إل ما‬
‫رزأت به هذه المة من ذلك نرى أن بعض ذلك يعود إل عدم الفهم الصحيح لليان بال ‪،‬‬
‫وبعضها يعود إل عدم الفهم الصحيح لليان باليوم الخر ‪ ،‬وبعضها يعود إل عدم الفهم‬
‫الصحيح للعلقة الت يب أن تكون بي البشر حكامهم ومكوميهم ف هذه الرض ‪.‬‬

‫أما العنصران الولن فهما يرجعان كما قلت إل كون كثي من المم دخلت ف السلم وهي‬
‫تمل أوزارا من مواريثها الفكرية السابقة ‪ ،‬والعنصر الخي إنا يرجع إل انراف الذين أخذوا‬
‫بزمام القيادة الدينية السياسية ف هذه المة منذ تلك الرحلة البكرة بعدما انتهت اللفة‬
‫الراشدة ‪.‬‬

‫أما المران الولن فأولما كما قلت عدم الفهم الصحيح لقيقة اليان بال ‪ ،‬عدم الفهم‬
‫الصحيح لقيقة اليان بال أدّى بكثي من الناس إل أن يسلكوا مسلكي متناقضي عجيبي‬
‫أولما ‪ :‬تشبيه الالق بخلوقاته ‪ ،‬وثانيهما تشبيه الخلوقات بالقها ‪.‬‬

‫أما تشبيه الالق بخلوقاته فهو أن يوصف ال سبحانه وتعال كما يوصف اللق بأنه مدود‬
‫متحيز متحرك يذهب وييء ويفرح ويزن وتعرض له العوارض الت تعرض للبشر حت أنم‬
‫قالوا بأنه ينسى نسيانا حقيقيا يليق بلله ‪ .‬وهذا على أي حال إنا هو راجع إل نبذ الحكم‬
‫واتباع التشابه وال سبحانه وتعال يقول ( فأما الذين ف قلوبم زيغ فيتبعون ما تشابه منه‬
‫ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله ) هذا ضلل ف التصور ‪.‬‬
‫أما الصورة الثانية فهي كما قلت تشبيه الخلوق بالقه وذلك بأن يوصف الخلوقون بصفات‬
‫اللوهية بيث ينظر إل طائفة من الناس إما لعنصرهم وإما لالم بأن ينظر إليهم أنم يتصرفون‬
‫ف هذا الكون تصرفا مطلقا ‪ ،‬فهم بيدهم البسط والقبض ‪ ،‬والعطاء والنع ‪ ،‬والرفع والفض‬
‫والقبول والرفض ‪ ،‬يدخلون النة من يشاءون ‪ ،‬ويرمون من يشاءون منها ‪ ،‬ويلقون ف النار‬
‫من يريدون لن المر كله راجع إليهم وتصريف الكون بأيديهم ‪ ،‬وهذا أمر ف منتهى الطورة‬

‫هذه العقيدة جاء السلم لجتثاثها فلو صيغت المة صياغة قرآنية من حيث تصورها لكانوا‬
‫أبعد ما يكونون عن هذا التصور كما أنم يكونون أبعد ما يكون عن التصور الول ‪ .‬ذلك‬
‫لننا نرى أن ال سبحانه وتعال يبي لنا أن أي أحد من خلقه ليس له من المر شيء فال‬
‫سبحانه وتعال ياطب عبده ورسوله ممد عليه وعلى آله وصحبه أفضل الصلة والسلم إذ‬
‫يقول ( ليس لك من المر شيء ) ويقول له صلوات ال وسلمه عليه ( قل إنا أنا بشر مثلكم‬
‫) ‪ ،‬وكذلك يقول له سبحانه وتعال ( قل ل أملك لنفسي نفعا ول ضرا إل ما شاء ال ولو‬
‫كنت أعلم الغيب لستكثرت من الي)‬

‫فإذن ما معن هذا التعلق بأفراد بسبب عنصرهم أو بسبب حالم وهم أحياء أو أموات ‪ ،‬مع أن‬
‫النب صلوات ال وسلمه عليه على عظم شأنه ومنلته العليا عند ال سبحانه وتعال ل يلك من‬
‫المر شيئا وهو ف حياته يل ثيابه ويل السمع والبصر ‪ ،‬فكيف هذا التمسك بالموات والتعلق‬
‫بالاضي واعتبار أن هؤلء يقدمون ويؤخرون وينفعون ويضرون ‪ ،‬أو التعلق بالحياء من تضفى‬
‫عليهم صفة القداسة ‪ .‬وند أن ال سبحانه وتعال ينعى على الشركي مثل هذا العتقد كثيا‬
‫ف كتابه عندما يقول عز من قائل ( قل من رب السموات والرض قل ال أفاتذت من دونه‬
‫أولياء ل يلكون لنفسهم نفعا ول ضرا قل هل يستوي العمى والبصي أم هل تستوي‬
‫الظلمات والنور أم جعلوا ل شركاء خلقوا كخلقه فتشابه اللق عليهم قل ال خالق كل‬
‫شيء وهو الواحد القهار )‬

‫والقرآن الكري يصور لنا التصوير الصحيح لذه القيقة ف مواضع شت فال تعال يقول ( قل‬
‫لن يصيبنا إل ما كتب ال لنا هو مولنا وعلى ال فليتوكل الؤمنون ) ويقول ( وإن‬
‫يسسك ال بضر فل كاشف له إل هو وإن يردك بي فل راد لفضله يصيب به من يشاء‬
‫من عباده وهو الغفور الرحيم ) ويقول سبحانه وتعال ( ما يفتح ال للناس من رحة فل‬
‫مسك لا وما يسك فل مرسل له من بعده وهو العزيز الكيم ) ويقول ( ولئن سألتهم من‬
‫خلق السموات والرض ليقولن ال قل أفرأيتم ما تدعون من دون ال إن أرادن ال بضر‬
‫هل هن كاشفات ضره أو أرادن برحة هل هن مسكات رحته قل حسب ال عليه يتوكل‬
‫التوكلون ) ‪.‬‬

‫قد يتساءل النسان ما علقة هذا بنهوض المة أو عثرتا ؟؟‬

‫الواب عن هذا العلقة ف هذا ظاهرة ذلك بأن ال سبحانه وتعال عندما يوصف بصفات‬
‫الخلوقي تذهب هيبة الربوبية الت له سبحانه وتعال ف قلوب عباده ‪ ،‬فعندما يوصف هذا‬
‫الالق العظيم بأنه يؤتى به ممولً على سرير من ذهب تمله أربعة ملئكة ‪ ،‬أو أنه يذهب‬
‫وييء ويفرح ويزن ‪ ،‬إل غي ذلك من هذه الصفات هل تبقى ف قلوب عباده هيبة كما‬
‫يسون بذلك عندما يعتقدون اعتقادا جازما أنه تعال ليس كمثله شيء وهو السميع البصي ‪،‬‬
‫وأنه عز وجل ل يشبه شيئا من ملوقاته ‪ ،‬ول يشبهه شيء من ملوقاته ‪ ،‬وأنه منه عن كل شبه‬
‫بأي شيء من هذه الكائنات فهو ل تعرض له العوارض ول تبدو له البدوات ‪ ،‬ول تكتنفه‬
‫القطار ‪ ،‬ول تيط به الهات ‪ ،‬هو الالق الصور البدئ العيد ‪ ،‬قد كان قبل خلق الزمان‬
‫والكان ‪ ،‬وهو الن على ما عليه كان ‪ ،‬ل يدرك بعي ‪ ،‬ول يطلب بأين ‪.‬‬

‫أما المر الذي يتعلق باليان باليوم الخر ‪ ،‬فإن اليان باليوم الخر يأت قرين اليان بال ف‬
‫كتاب ال سبحانه وتعال ‪ ،‬فنحن نرى أن ال سبحانه وتعال يذكر اليان باليوم الخر مع‬
‫اليان به سبحانه وهو يعن أن من آمن بال واليوم الخر فكأنا أمسك حبل اليان من‬
‫طرفيه ‪ ،‬واكتنف اليان من قطريه ‪ ،‬ذلك لن اليان بال إنا هو اليان بالبدئ العظيم الذي‬
‫خلق فسوى وقدر فهدى ‪ ،‬الذي أسبغ على العبد نعمه ظاهرة وباطنة ‪ ،‬والذي تتجلى عظمته‬
‫وكبياؤه ف كل مشهد من مشاهد هذا الكون ‪ ،‬ف كل ذرة من ذرات هذا الوجود ‪ ،‬فهذا‬
‫اليان يفز صاحبه إل أن يتفاعل معه تفاعلً تاما ‪ ،‬وذلك بأن يضبط جيع أعماله وفق أمر من‬
‫خلقه فسواه وأنعم عليه بذه النعم الظاهرة والباطنة‬

‫ولكن مع ذلك تعرض للنسان عوارض يعرض له الذهول وتعرض له الشهوات ‪ ،‬وتتحرك ف‬
‫نفسه الغرائز ‪ ،‬وذلك ما يؤدي به إل الوقوع ف مالفة أمره سبحانه وتعال إل أن ذلك كله‬
‫يكنه أن يتحكم فيه وأن يضبطه ضبطا متقنا عندما يكون مؤمنا باليوم الخر لن إيانه باليوم‬
‫الخر إنا هو إيانه بالعاد ‪ ،‬واليان بالعاد يقتضي أن يكون النسان مفكرا تفكيا عميقا ف‬
‫ذلك العاد ‪ ،‬فإن هذا العاش الذي ير برحلته ل يوازي شيئا بانب ذلك العاد ‪ ،‬فالعاد أبدي‬
‫والعاش إنا هو لفترة مدودة ‪ ،‬العاد أمر حقيقي والعاش إنا هو حياة وهية إذ ل يدري‬
‫النسان مت تنصرم هذه الياة ‪ ،‬فلذلك يتحكم النسان ف رغباته ونزواته ونزغاته عندما‬
‫يرسخ اليان باليوم الخر رسوخا ف نفسه على أن يكون تصوره لذلك اليوم تصورا‬
‫صحيحا ‪ ،‬تصورا مستلهما من القرآن الكري ومن الصحيح الثابت عن النب عليه وعلى آله‬
‫وصحبه أفضل الصلة والتسليم ‪ ،‬ل من المان الفارغة فإن ال سبحانه وتعال يقول ( ليس‬
‫بأمانيكم ول أمان أهل الكتاب من يعمل سوءا يز به ول يد له من دون ال وليا ول‬
‫نصيا ) وال سبحانه وتعال يقول ف وصف ذلك اليوم ( وما أدراك ما يوم الدين ث ما‬
‫أدراك ما يوم الدين يوم ل تلك نفس لنفس شيئا والمر يومئذ ل ) ‪ ،‬ويقول عز وجل ( من‬
‫جاء بالسنة فله خي منها وهم من فزع يومئذ آمنون ‪ ،‬ومن جاء بالسيئة فكبت وجوههم‬
‫ف النار هل تزون إل ما كنتم تعملون ) ويقول تعال ( من جاء بالسنة فله خي منها ومن‬
‫جاء بالسيئة فل يزى الذين عملوا السيئات إل ما كانوا يعملون ) ويقول سبحانه ( من‬
‫جاء بالسنة فله عشر أمثالا ومن جاء بالسيئة فل يزى إل مثلها )‬

‫عندما يرسخ هذا العتقاد ف النفس فإنه ول ريب يؤدي ذلك إل أن تتفاعل هذه النفس تفاع ً‬
‫ل‬
‫تاما فتصاغ حياتا وفق هذا العتقد ‪ ،‬ولكن عندما تَفرّغ هذه النفس من هذا العتقد ويكون‬
‫هناك تبث بالمان والمال الباطلة ل ريب أن الياة تتحول تولً جذريا من الي إل الشر‬
‫ومن الصلح إل الفساد ‪ ،‬فإن النفس البشرية جبلت على الطمع ‪ ،‬والنسان يب العاجلة‬
‫وينسى الدار الخرة عندما تيط به شهوات نفسه وتدفعه دفعا إل الوقوع ف الكثي من‬
‫الخالفات الشرعية ‪ ،‬ول ريب أن اليان بأن الق سبحانه وتعال يزي كل نفس با عملت‬
‫يؤدي بالنسان كما قلنا إل أن يتحكم ف هواه ويسيطر على رغباته ويصوغ حياته صياغة‬
‫شرعية‬

‫ولكن نرى من أجل ذلك كيف جاء القرآن الكري با يدلنا على أن القول بوعيد ال سبحانه‬
‫وتعال هو الذي يكن للنسان بسببه أن يتحكم ف نزغاته ونزعاته وأن يسيطر على أهواءه وأن‬
‫يقود نفسه قيادة سليمة إل خي الدنيا وسعادة الخرة ‪ ،‬فال تعال يقول ( فذكر بالقرآن من‬
‫ياف وعيد ) ومعن ذلك أن الذي ل ياف وعيد ال سبحانه وتعال ل يديه التذكي‬
‫بالقرآن ‪ ،‬فعندما يرسخ ف نفس النسان أن ال سبحانه وتعال إذا وعد وف وإذا توعد عفا ‪،‬‬
‫ل بد من إن تتز نفس هذا النسان وأن يؤدي به هذا العتقد إل الوقوع ف الكثي من‬
‫الخالفات الشرعية ‪ ،‬ولذلك نن ند كيف يصف ال سبحانه وتعال اليهود بالنراف بسبب‬
‫رسوخ هذا العتقد ف نفوسهم فهو تعال يقول ( فخلف من بعدهم خلف ورثوا الكتاب‬
‫يأخذون عرض هذا الدن ويقولون سيغفر لنا )‬

‫وكذلك ند أن ال سبحانه وتعال يذكر أن إعراض اليهود عن الكتاب الذي أنزل عليهم إنا‬
‫كان بسبب اعتقادهم أنم لن تسهم النار إل أياما معدودات فقد قال سبحانه وتعال ( أل تر‬
‫إل الذين أوتوا نصبا من الكتاب يدعون إل كتاب ال ليحكم بينهم ث يتول فريق منهم‬
‫وهم معرضون ذلك بأنم قالوا لن تسنا النار إل أياما معدودات وغرهم ف دينهم ما كانوا‬
‫يفترون فكيف إذا جعناهم ليوم ل ريب فيه ووفيت كل نفس ما كسبت وهم يظلمون ) ‪،‬‬
‫هذه العتقدات انتقلت كما قلنا إل هذه المة وأورثها ذلك ما أورثها من اتباع الهواء‬
‫وتشتت الكلمة وذهاب ريها وأن تصبح أمة هزيلة ‪.‬‬

‫فعقيدة الرجاء إذن لا أثر كبي ف تدمي هذه المة ‪ ،‬وف تدمي أخلقها ‪ ،‬وف القضاء على‬
‫معنوياتا ‪ ،‬وف الكبوة با بعدما كانت أمة ناهضة قوية عزيزة يسب لا بي المم جيعا كل‬
‫حساب ‪.‬‬

‫ول ريب أن مثل هذه العتقدات أخذت تنخر ف جسم هذه المة نرا ‪ ،‬وليس ذلك وليد‬
‫اليوم والمس وإنا ذلك منذ بدأ هذا النراف ‪ ،‬أخذت هذه العتقدات تنخر ف جسم هذه‬
‫المة نرا حت أصبح مفهوم اليان عندها مفهوما نظريا شكليا ل أثر له ف الياة كأنا الناس‬
‫تعبدوا بأن يعتقدوا أن هذا كذا وأن هذا كذا وأل يتأثروا بذا العتقد ف حياتم ‪ ،‬ومن غريب‬
‫ما يذكره المام ممد عبده من أمثلة ذلك أن أحد الكباء ف وقته كان يقول ‪ :‬أنا ل أنكر أنن‬
‫آكل الربا ولكنن والمد ل مسلم أدين بأن الربا حرام ‪ .‬أي تناقض هذا هو يعتقد أنه يكفيه‬
‫أن يعتقد أن الربا حرام ولئن اعتقد ذلك فحسبه هذا العتقد سببا لنجاته من النار ‪ .‬قال المام‬
‫ممد عبده تعليقا على ذلك ‪ :‬وقد فات هذا أنه يلزمه بناء على هذا العتقد أن يعتقد أنه من‬
‫الذين ياربون ال ورسوله ‪ ،‬وأن يعتقد أنه من أهل الوعيد على أكل الربا ‪.‬‬
‫ولكن با أن هؤلء الناس يعتقدون ما ذكرته من أن هذا الوعيد يطرأ عليه التبديل والتغيي‬
‫بسبب عفو ال سبحانه وتعال كما قالوا ( إذا وعد وف وإذا توعد عفا ) ‪ ،‬وأنم ل يرون لذا‬
‫الوعيد أثرا ف سلوكهم فلذلك يترأون على مارم ال تعال غي مبالي با ‪.‬‬

‫ونن نرى أن تفريغ اليان من معناه القيقي وهو الثر على هذه النفس البشرية حت تكون‬
‫نفسا يعتدي على ذلك ‪ ،‬وهذا يتحي الوقت من أجل أن يتال على ذلك ‪ ،‬كل واحد منهم ل‬
‫يشتغل إل بصلحة نفسه بلف ما إذا كان العقيدة راسخة لن كل واحد مزي بعمله ( من‬
‫جاء بالسنة فله خي منها ومن جاء بالسيئة فل يزى الذين عملوا السيئات إل ما كانوا‬
‫يعملون ) هذا العتقد هو الذي يعل هذه المة متواصلة اللقات أمة قوية ‪.‬‬

‫ونن وجدنا كيف أصاب هذه المة الوهن ‪ ،‬وجدنا شيخا معمما يقود حركة جهادية وينتصر‬
‫على العداء ‪ ،‬ويكن ال تعال له ث بعد ذلك يتنازع هو مع الخرين من أجل السلطة ومن‬
‫أجل الوصول إل الراكز القيادية ‪ ،‬وعندما يهمش ويتول القيادة غيه ‪ ،‬ويأت العدو بعد ذلك‬
‫ليضرب هذا الغي يبدي راحة بسبب ما يصيب أبناء ملته وأبناء بلدته وأبناء جلدته ما يصيبهم‬
‫من الدمار ‪ ،‬يبدي الراحة ويقول بأن ضميه مرتاح من هذا ‪ .‬ل يبال بعدوان العدو على أبناء‬
‫ملته وأبناء جلدته وأبناء بلدته ‪ ،‬وما يصيب بلده ‪ ،‬وما يصيب شعبه من الدمار ‪ ،‬ذلك كله‬
‫راجع إل تكيم الوى ‪ .‬ما منشأ تكيم الوى ؟؟ منشأ ذلك عدم التصور الصحيح ‪ ،‬عدم‬
‫إدراك ما لليان من أثر ف نفس النسان حت تتفاعل هذه النفس تفاعلً تاما مع مرضاة‬
‫ربا سبحانه وتعال ‪ ،‬ومع مصلحة أمتها ‪ ،‬وتتفان ف ذلك ‪ .‬فلذلك قلت بأن هذه المة هي‬
‫باجة إل صياغة جديدة ‪ ،‬صياغة قرآنية ليكون تصورها تصورا صحيحا مبنيا على دعائم من‬
‫أدلة القرآن الكري ومن أدلة السنة الثابتة على صاحبها أفضل الصلة والسلم ‪.‬‬

‫ومن هذه التصورات الباطلة الناشئة عن ما ذكرته من قبل من إعطاء الخلوق صفات الالق ‪،‬‬
‫وما َولِي ذلك من كون النسان ل يؤمن بوعيد ال وعيدا جازما ‪ ،‬ما شاهدناه ف سلوك كثي‬
‫من الناس ‪ ،‬وما سجله كثي من العلماء من المثلة الظاهرة الت تؤيد هذه الشاهدات الت‬
‫شاهدناها ‪ ،‬أنا بنفسي ما شاهدته ف بعض البلد السلمية أن أهل ذلك البلد ‪ ،‬ول أعن‬
‫جيعهم ولكن الكثي منهم ‪ ،‬يقع أحدهم ف ارتكاب جريرة ‪ ،‬ويطالبه صاحب الق بقه ‪،‬‬
‫ولكن ل يبال بذا كله يوف من ال تبارك وتعال ول ياف ويذكّر باليوم الخر ول يتذكر ‪،‬‬
‫ولكن إن قال له صاحب الق سيتوسل بأساء أهل بدر حت يستوف حقه ل يكاد يقول له هذه‬
‫الكلمة حت ينهار ويرجع ليسلّم تسليما ‪ ،‬ذلك لنم يعتقدون أن لهل بدر رضي ال تعال‬
‫عنهم تأثيا ف هذه الياة ليس هو لرب العالي ‪ ،‬كأنا أهل بدر هم الذين ييتون وييون ‪،‬‬
‫ويعطون وينعون ‪ ،‬ويرفعون ويفضون ‪ ،‬بيدهم كل شيء ‪ ،‬ل يبالون بسلطان ال ولكن يبالون‬
‫بأولئك ‪ ،‬مع أن أولئك رضي ال عنهم مع ما لم من النلة والقدر والشأن أفضوا إل ربم‬
‫سبحانه وتعال ‪ ،‬فهذا يرجع إل عدم التصور الصحيح لليان والسلم ‪ ،‬أولئك أفضوا إل ال‬
‫هم باجة إل أن نقول كلمة دعاء ف حقهم أن نقول رضي ال عنهم وأن نقول أدخلهم ال‬
‫تعال النة وأن نقول بوأهم ال مبوأ الرحة وأن نقول رفع ال منازلم يوم الدين إل أن هذا‬
‫التصور عشش ف نفوس كثي من الناس‬

‫وما يؤسف له أن ند كثيا من العلماء يغذّون هذا التصور الباطل ‪ .‬وقلنا كذلك أمر آخر‬
‫يتعلق بعلقات الناس أنفسهم بالياة السياسية الت تكم أفراد الناس عندما جاء النب صلى ال‬
‫عليه وسلّم قائدا هذه المة إل الي آمرا بالعروف ناهيا عن النكر داعيا إل ال ‪ ،‬وكان على‬
‫رأس الدول السلمية ‪ ،‬كان المر مع كون الوحي ينل على النب صلوات ال وسلمه عليه‬
‫شورى بي السلمي ‪ ،‬وكان القرآن ينل ليثبت مبدأ الشورى ‪ ،‬فالق تبارك وتعال يقول لنبيه‬
‫صلى ال عليه وسلّم ف مقام حسرة هذه المة على ما أصابا من الوهن والضعف والنكسة‬
‫بسبب مالفة الكثي للنب صلى ال عليه وسلّم ف السياسة الربية وذلك ف غزوة حني ‪ ،‬ينل‬
‫القرآن مع ذلك ليثبت مبدأ الشورى فيقول ل تعال له ( وشاورهم ف المر ) ذلك لنم وإن‬
‫وقعوا ف الطأ إل أن هذا الطأ خطأ عارض ‪ ،‬أما قضية الشورى فهي من الثوابت‬

‫ولذلك ل يهدم الثابت من أجل العارض وعندما كانت اللفة الراشدة كان المر شورى ما‬
‫بي السلمي كان الليفة كواحد من السلمي يعرض المر عليهم ويطلب منهم مناصحته ‪،‬‬
‫وكان الليفة يعلن على الل ‪ :‬أيها الناس إذا رأيتم فّ اعوجاجا فقومون ‪ .‬فيقوم أحد من عامة‬
‫الناس فيقول له لو رأينا فيك اعوجاجا لقومناه بسيوفنا فما يكون من الليفة إل أن يمد ال‬
‫تعال على هذه النعمة لئن يد ف رعيته من يقوّم اعوجاجه بسيفه ‪ .‬وكان الناس يتصورون‬
‫جيعا أن سياسة المة ل تقوم إل على العدل ‪ ،‬أن يكون الليفة خليفة عادل ‪ ،‬وأن ياسب من‬
‫جيع طوائف المة لنه أجي قائم على راس هذا المر ‪ ،‬أجيا لذه المة وهو مسئول فيما بينه‬
‫وبي ال كما أنه مسئول فيما بينه وبي المة ‪ ،‬للبشر أن ياسبوه ف الياة ‪ ،‬كما أن ال‬
‫سبحانه وتعال ياسبه ف الدار الخرة ‪ .‬وعندما أفضى المر إل بن أمية اجتثوا هذه القواعد‬
‫من أساسها ‪ ،‬وأتوا على هذا المر من قواعده وأقاموا سياسة مبنية على الستبداد بالرأي‬
‫والرغبة ف التحكم ‪ ،‬وأشاعوا ف الناس بأن هذا قدر مقدور من ال ‪ ،‬وأن على الميع أن‬
‫يسلّم له ‪ ،‬ومن ل يسلّم له فهو شاذ عن أمر السلمي ‪ ،‬خارج عن جاعتهم ‪ ،‬حرب على‬
‫السلمي ‪.‬‬

‫وقد رأينا ف كلم العلمة الكبي السيد أب العلى الودودي ف كتابه ( التجديد لذا الدين )‬
‫تصويرا رائعا لذا المر عندما وصف الالة ف عهد النب صلى ال عليه وسلّم كانت تثل قمة‬
‫السلم ‪ ،‬ث جاء بعد ذلك أبو بكر ‪ ،‬ث جاء بعده عمر رضي ال عنهما ‪ ،‬وكان المر ف‬
‫عهدها امتدادا لا كان ف عهد النب صلى ال عليه وسلّم ‪ ،‬ث جاء بعد ذلك الليفة الثالث‬
‫وقد كان بلغ من الكب عتيا ‪ ،‬ومع هذا كانت الواهب الت أوتيها العظيمان اللذان قبله ل تتوافر‬
‫فيه ‪ ،‬فدخل بعض الناس الذين هم استغلوا هذه الالة الت كان عليها الليفة ف آخر سنه من‬
‫أجل شق صف هذه المة ‪ ،‬ومن أجل ماولة الستئثار والبلوغ إل الرغبات ‪ ،‬وف مقدمة‬
‫هؤلء مروان بن الكم الذي هو معروف ابن طريد رسول ال صلى ال عليه وسلّم ‪ ،‬فأدى‬
‫المر إل الفتنة والشقاق ‪ ،‬ث جاء الليفة الرابع المام علي بن أب طالب كرّم ال وجهه‬
‫ووجد المر فيه شيء من التداعيات ‪ ،‬فلم يستطع أن يصلح ما تقدم بسبب هذه التداعيات‬
‫وتغلغل هؤلء الذين أرادوا أن يستبدوا بسياسة المة ‪ ،‬وبعد ذلك انقلب المر إل جاهلية‬
‫متحكمة ف حياة الناس ‪ ،‬جاهلية يقول فيها السيد أبو العلى الودودي هي أخطر من الاهلية‬
‫الول ‪ ،‬ذلك لن هذه الاهلية تلبس لبوس السلم ‪ ،‬فكل من أراد مقاومتها حورب باسم‬
‫السلم‬

‫وند من الفكرين السلميي من يقول بأن ذلك العصر كانت الياة تدور فيه حول شخص‬
‫واحد وهو شخص الليفة ‪ ،‬من أجله يكدح الكادح ‪ ،‬ويزرع الزارع ‪ ،‬ويصد الاصد ‪،‬‬
‫وتمل الامل ‪ ،‬وتلد الوالدة ‪ ،‬من أجله ترج الرض خياتا ‪ ،‬وحوله تدور حياة المة بأسرها‬
‫‪ ،‬قال بأن هذا العصر إنا هو عصر شبيه بعصر القياصرة والكاسرة وليس هو من السلم ف‬
‫شيء ‪ ،‬وهو ف حكم السلم ليس حريا أن يبقى يوما واحدا ‪ .‬ولكن مع السف كان هذا‬
‫هو النهج الذي اختطه هؤلء لنفسهم وأثروا به على العامة فأصبحت العامة تتفاعل به تفاعلً‬
‫تاما مع هذا النهج ‪ ،‬وأن كل من خرج هذا النهج أو حاول أن يصلح المر فهو إذن باغ‬
‫خارج عن سبيل السلمي ‪ ،‬مارب للخلفة السلمية ‪ ،‬متنكر لذه اللفة إل آخر ما كانوا‬
‫يرددونه ‪ .‬وأخذت البواق الت تدعو إل هذه السياسة يتردد صداها هنا وهناك ‪ ،‬وتوضع‬
‫الحاديث الكثية بأن لؤلء الطاعة الطلقة وإن ضرب أحدهم ظهرك أو أخذ مالك ما عليك‬
‫إل أن تضع وتنقاد ‪.‬‬

‫إذن كلمة ل إله ال بناء على هذا إنا هي وسيلة للستبداد والظلم والتسلط على رقاب‬
‫الناس ومن التناقضات العجيبة والفارقات الغريبة أن ند الذين يروجون لذا المر يقولون بان‬
‫القيام على هؤلء حجر مجور ل يوز أبدا ‪ ،‬لكن لو وجد من يقوم عليه أو من يقوم على‬
‫خليفة عادل مبايع بيعة شرعية بصفة شرعية على نج كتاب ال وسنة رسوله صلى ال عليه‬
‫وسلّم ‪ ،‬ث بعد ذلك يتغلب هذا القائم على الليفة العادل الؤمن الوف التقي الصال ويستبد‬
‫بالمر دونه فإن طاعته تصبح واجبة ‪ ،‬وتصبح خلفته شرعية ‪ ،‬وتصبح بيعته ف جيع رقاب‬
‫المة ‪ ،‬وعلى الناس جيعا أن يطيعوا وأن يضعوا وأن ينقادوا‬

‫فإذن مثل هذه التصورات جيعا هي ل بد من إعادة النظر فيها ‪ ،‬ول بد من بيان أن النهج‬
‫الصحيح الذي جاء به السلم هو العدل ‪ .‬النب صلى ال عليه وسلّم يقول ( لتأمرن بالعروف‬
‫ولتنهون عن النكر ولتقبضن على يد الظال ولتأطرنه على الق أطرا أو ليخالفن ال بي‬
‫وجوهكم ) فإذن ما معن هذا الديث الذي يلزمنا أن نقبض على يد الظال ونأطره على الق‬
‫أطرا ومع ذلك يقال بأن هذا الظال تب له الطاعة كما يطاع ال تبارك وتعال ‪ ،‬تعطف طاعته‬
‫على طاعة ال سبحانه وتعال ‪.‬‬

‫هذا التصور الذي ساد ف نفوس هذه المة وساد ف واقع هذه المة هو الذي انرف بذه‬
‫المة كما قلنا عن النهج الصحيح ‪.‬‬

‫ســؤال ‪:‬‬

‫شكرا ساحة الفت على هذه القاضة ف مفهومكم لعادة صياغة المة وقد فهمنا من ذلك أن‬
‫إعادة صياغة المة من جديد تقوم على هدم التصورات الباطلة ‪ ،‬وتصحيح الفاهيم الثلثة وهي‬
‫اليان بال واليان باليوم الخر والعلقة بي الاكم والحكوم لتكون مفاهيم قرآنية ‪ ،‬ومع‬
‫هذا التفصيل نقول ‪ :‬ساحة الفت ‪ :‬هذا الشروع النهضوي الضخم من أجل إعادة صياغة المة‬
‫من جديد ل شك أنه يتطلب خطوات كثية فما خطوات العادة ف تصور ساحتكم ؟؟‬

‫الشيــخ الليلـي ‪:‬‬

‫الواب ‪ :‬كل أحد مطالب بأن يؤمن بكتاب ال وأن يؤمن بالسنة الصحيحة الثابتة عن رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلّم ‪ ،‬وأن ل يؤثر هوى نفسه على ما جاء كتاب ال سبحانه وعلى ما‬
‫جاءت به سنة نبيه صلى ال عليه وسلّم وال عز وجل يقول ( وما كان لؤمن ول مؤمنة إذا‬
‫قضى ال ورسوله أمرا أن يكون لم الية من أمرهم ومن يعص ال ورسوله فقد ضل ضللً‬
‫مبينا ) ‪ ،‬ونن أمرنا أن تستهدي بالكتاب العزيز ال تبارك وتعال يقول ( إن هذا القرآن‬
‫يهدي للت هي أقوم ) ‪ ،‬ويقول سبحانه ( وننل من القرآن ما هو شفاء ورحة للمؤمني ) ‪،‬‬
‫ويقول تعال فيه ( ذلك الكتاب ل ريب فيه هدى للمتقي )‪ ،‬ويقول فيه ( هدى ورحة‬
‫للمحسني ) ‪ ،‬ويقول فيه ( هدى وبشرى للمسلمي )‬

‫القرآن أنزله ال سبحانه وتعال ليكون هداية للعالي ‪ ،‬والسنة الثابتة الصحيحة الثابتة عن النب‬
‫عليه أفضل الصلة والسلم هي الصدر الثان للتشريع ‪ ،‬والصدر الثان للفكر عند هذه المة ‪،‬‬
‫فإذن لوء هذه المة إل الكتاب العزيز وإل السنة النبوية على صاحبها أفضل الصلة والسلم‬
‫أساس هذا الي كله ‪ ،‬ولكن كيف ؟ يكن لذه المة أن تتغلب على موروثاتا الفكرية الت‬
‫عششت ف أذهانا وسادت ردحا من الزمن ‪ ،‬وغذيت با غذيت به من دعوات الدعاة‬
‫وترويج الروجي ‪ ،‬حت صار رسوخها كرسوخ البال الرواسي ف نفوس هذه المة ‪،‬‬
‫كيف يكن لذلك أن يؤتى عليه ؟‬

‫الواب على أي حال ذلك سهل لن سهله ال تبارك وتعال له ‪ ،‬ومن العلوم أن العتقدات الت‬
‫كانت سائدة ف المم عندما بعث النبيون كان رسوخها رسوخا عجيبا ‪ ،‬وكان التعصب لا‬
‫تعصبا مقيتا ‪ ،‬وكانت تعتب جزءا من حياة تلكم المم بيث ل يكد لم فكاك عنها ‪ ،‬إل‬
‫وضوح الجة وسطوع البهان وطريقة القناع أدى إل هدم تلكم العتقدات جيعا ‪ ،‬واجتثاثها‬
‫من أصولا ‪ ،‬وإقامة حياة نظيفة قائمة على التصور الصحيح والفكر السليم ‪ .‬ويكن لي أحد‬
‫أن يتغلب على هذه الفكار عندما يتجرد تردا تاما كأنا ل يغذ بأي فكر من قبل ‪ ،‬يأت إل‬
‫كتاب ال سبحانه موقنا أن هذا القرآن يهدي للت هي أقوم ‪ ،‬وأن الحتكام يب أن يكون إليه‬
‫( فإن تنازعتم ف شيء فردوه إل ال والرسول إن كنتم تؤمنون بال واليوم الخر ذلك خي‬
‫وأحسن تأويل ) عندما يكون الرجوع إل الكتاب العزيز وإل الفهم الصحيح للقرآن الكري‬
‫يكن لذه المة أن تتغلب على كل هذه العراقيل وأن تذلل هذه العقبات ‪ .‬وعلى أي حال يلزم‬
‫قبل كل شيء تشويق النفوس إل التجرد والحتكام إل القرآن وإل السنة النبوية على صاحبها‬
‫أفضل الصلة والسلم ‪ ،‬عندما تكون هذه الدعوة قائمة ف أوساط هذه المة ل ريب أنا‬
‫ستعطي ثرا يانعة وستحقق نتائج ممودة بشيئة ال وهذا ما نرجوه بعون ال‬

‫وأنا عندما ذكرت ما يب أن تتجرد منه هذه المة ذكرت قضايا هي الوروثات القدية لن‬
‫الوروث القدي له أثر أكب ‪ ،‬و إل فهناك الكثي الكثي من المور الت استجدت على الساحة ‪،‬‬
‫ومن بي القضايا الت استجدت للسف الشديد انبهار هذه المة بالضارة الغربية ‪ ،‬بيث أدى‬
‫بم هذا النبهار إل قبولا على علتا ‪ ،‬وعدم التفريق بي النافع والضار منها ‪ ،‬وذلك نتيجة ما‬
‫أصاب هذه المة من الزية النفسية ‪ ،‬وما أصابا من الشعور بركب النقص فإن ذلك أدى با‬
‫إل أن تكون أمة تضع كل الضوع لعدائها ‪ ،‬و على أي حال هذا أمر يكون مقدور عليه‬
‫عندما يكون الحتكام إل القرآن بيث تعرف المة مصدر عزتا ومصدر هاديتها ‪ ،‬عندما‬
‫يكون الحتكام إل القرآن الكري كل هذه المور يكن للمة بشيئة ال تعال أن تتخلص منها‬

‫ســؤال ‪:‬‬

‫ساحة الشيخ ‪ :‬يقول البعض بأن مسية الفكر السلمي هي سلسلة من ردود الفعال ‪ ،‬فربا‬
‫يقول قائل وأخذا من الفقرة الخية ف حديثكم ربا يقول قائل أن هذه الدعوة ييلها الشعور‬
‫بالطر الداهم والأزق الرج الذي تعبه المة الن ‪ .‬فهل هذه الدعوة فعل ‪ ،‬أم رد فعل ؟ هل‬
‫هي نتاج يسي ف سياق حركة تطور الفكر السلمي ف سياقها الطبيعي ‪ ،‬أم هو رد فعل‬
‫للشعور بالطر الداهم الذي تواجهه المة الن ؟؟‬

‫الشيــخ الليلـي ‪:‬‬

‫الواب ‪ :‬هذه الدعوة ليست إل تفاعلً مع عقيدة المة الراسخة ‪ ،‬عقيدة اليان الت جاء با‬
‫القرآن ‪ ،‬وجاءت با السنة النبوية على صاحبها أفضل الصلة والسلم ‪ .‬هي دعوة إل عودة‬
‫المة إل أصولا واكتشاف هويتها ‪ ،‬ومعرفة عقيدتا ‪ ،‬ومعرفة الصحيح والباطل من مسلكها ‪،‬‬
‫ومعرفة الصواب والطأ ف نجها ‪ ،‬إذن ليس هذا رد فعل وإنا هو عي الواجب الذي تفرضه‬
‫على هذه المة عقيدتا ‪ ،‬فنحن علينا أن ننظر هل السلم الذي جاء به النب عليه أفضل الصلة‬
‫والسلم بل جاء به الرسلون من قبل ‪ ،‬هل هذا السلم أنزل من قبل ال سبحانه وتعال ليكون‬
‫أمرا شكليا ل أثر له ف حياة المة ؟ هل هذا السلم أنزل ليكون نظريات تدغدغ أذهان‬
‫هذه المة من غي أن يكون لا تأثي عليها ف حياتا ؟ ل ‪ .‬إن السلم هو منهج حياة ‪ ،‬ولا‬
‫كان منهج حياة ‪ ،‬فإن هذا السلم يب أن يكون يتجسد ف كل جزئية من جزئيات حياتا ‪،‬‬
‫وذلك ما ل يتم أبدا إل عندما يكون هنالك تصور صحيح ‪ ،‬تصور قائم على فهم القرآن‬
‫الكري والسنة النبوية على صاحبها أفضل الصلة والسلم ‪ ،‬ونبذ العصبيات العمياء الت مزقت‬
‫هذه المة بيث تتعصب كل أمة منها لوروثها الفكري ‪ ،‬وتدع النظر ف كتاب والنظر ف‬
‫هدي رسوله صلى ال عليه وسلّم ‪ .‬عندما يكون هنالك تاوز لذه العصبيات بيث ينشد كل‬
‫أحد القيقة ل بد بشيئة ال سبحانه وتعال من التغلب على هذه الهواء ‪ ،‬والسيطرة على هذه‬
‫النعات ‪ ،‬والوصول إل هذه الغاية الرجوة ‪.‬‬

‫ســؤال ‪:‬‬

‫ساحة الشيخ ‪ :‬لكن هل ستطال إعادة الصياغة صلب مناهج الدراسات السلمية التفسي‬
‫وأصول الفقه وعلوم الديث مثلً ‪ ،‬أم ستقتصر إعادة الصياغة على التطبيقات وستكون تكرارا‬
‫للدعوات الت نسمعها دائما ‪ ،‬بعن آخر هل دعوة إل بعث روحي فحسب دون إعادة النظر‬
‫ف النهج ‪ ،‬هل ترون أن علوم الشريعة وآلت الستنباط والجتهاد ف هيئتها الراهنة الوروثة‬
‫كافية للتعامل مع العصر الديث ؟؟ ‪ ،‬وإذا أردنا طرح السؤال بطريقة أخرى هل نح علم‬
‫الديث من تنقية السنة من شوائب الوضع ؟؟ ‪ ،‬هل سيتقدر علم التفسي بختلف طرقه التفسي‬
‫بالأثور والتفسي بالرأي ومع احتفاله الشديد بالعن اللغوي وخفوت عنايته بروح النص هل‬
‫سيقتدر مع ذلك على تمل التصور القرآن وأداءه للعالي ؟؟ وهل علم أصول الفقه ف طريقتيه‬
‫طريقة الفقهاء وطريقة التكلمي هو ناية التصور لذا النهج إذا أردنا إعادة صياغة المة من‬
‫جديد ؟؟‬
‫الشيــخ الليلـي ‪:‬‬

‫الواب ‪ :‬هنالك فرق بي الثوابت والتغيات ‪ ،‬وهناك فرق بي الوسائل والقاصد ‪ ،‬القصد‬
‫كما قلنا هو الوصول إل هذه الغاية ‪ ،‬والوسائل تتلف فيها النظار ‪ ،‬والثوابت ل مساس با ‪،‬‬
‫إنا هي ثوابت ‪ ،‬والتغيات يكن لكل أحد أن يتهد فيها إن توافرت عنده آلة الجتهاد وكان‬
‫قادرا عليها ‪ ،‬وعلى أي حال أولً وقبل كل شيء نن ننظر ف نفس هذه الوروثات من هذه‬
‫العلوم ‪ ،‬هل هي حقائق تطبق ‪ ،‬أو هي نظريات ؟؟ ‪ ،‬نن نرى لو جئنا إل علم الديث مثلً‬
‫نرى أنه ما يقوله الحدثون جيعا بأن الديث ل يرقى على درجة الصحة ‪ ،‬ول يعتب حديثا‬
‫صحيحا حت يكون غي متصادم مع القرآن الكري ومع التواتر من السنة النبوية على صاحبها‬
‫أفضل الصلة والسلم‬

‫ولكن هل طبق ذلك تطبيقا صحيحا بيث أنه أخذ بالديث الذي يتفق مع مدلول القرآن ‪،‬‬
‫وترك الخذ بالديث الحادي الذي يتعارض مع مدلول القرآن ؟ ل ‪ .‬بل ند التناقض بي‬
‫علماء الديث بي ما يؤصلونه وما يسيون عليه ‪ ،‬ند هناك تناقضا عجيبا من أمثلة ذلك نرى‬
‫أن اللبان يقول ف الديث الذي أخرجه المام الربيع بن حبيب رحه ال من رواية ابن عباس‬
‫( إنكم ستختلفون من بعدي ‪ ،‬فإذا جاءكم عن حديث فاعرضوه على كتاب ال ‪ ،‬فإن وافقه‬
‫فهو عن ‪ ،‬وإن خالفه فليس عن ) يقول بأن هذا الديث حديث باطل ل يصح ‪ ،‬هو من وضع‬
‫الزنادقة ومن وضع الوارج و‪ ..‬إل آخره ‪ ..‬ث يقول ‪ :‬لو جئنا وحكمّنا هذا الديث نفسه‬
‫وعرضنا هذا الديث نفسه على القرآن لوجدناه حديثا باطلً لن القرآن يأمرنا بطاعة النب‬
‫صلى ال عليه وسلّم ‪ ،‬ولا كان يأمرنا بطاعة النب صلى ال عليه وسلّم فإذن علينا أن نأخذ بذا‬
‫المر ونرفض هذا الديث تبي لنا بذا القياس أنه حديث باطل ‪..‬ال ‪.‬‬

‫أولً للنظر هل الديث يقول بأنه يُرفض شيء ثابت عن النب صلى ال عليه وسلّم ‪ ،‬أو يقول‬
‫بأن معرفة التمييز بي الصحيح وغيه من جلة طرقه أن نرجع إل القرآن لننظر ف موافقة الرواية‬
‫للقرآن وعدم موافقتها ‪ ،‬ث للنظر ف مسلك الصحابة رضوان ال عليهم ‪ ،‬نن نرى أن‬
‫الصحابة رضوان ال عليهم كانوا مع قرب عهدهم بالنبع بالرسول صلوات ال وسلمه عليه‬
‫كانوا يرصون كل الرص على أن يأخذوا بالرواية الت ل تتعارض مع القرآن ‪ ،‬وعندما تأتيهم‬
‫رواية يشتّموا منها أي معارضة للقرآن ل يقبلون ذلك ‪ ،‬عمر بن الطاب رضوان ال تعال عليه‬
‫ردّ حديث فاطمة بنت قيس ‪ ،‬مع أن فاطمة بنت قيس صحابية وقد روت عن النب صلى ال‬
‫عليه وسلّم أنا طلقت ف عهده طلقا بائنا ول يفرض لا نفقة ول سكن ‪ ،‬فقال عمر رضي‬
‫ال عنه ‪ :‬ل نترك كتاب ال لقول امرأة ل ندري أذكرت أم نسيت ‪.‬‬

‫هذا مع أنه ليست هنالك واسطة بينها وبي النب عليه أفضل الصلة والسلم ‪ ،‬إنا تلقت‬
‫الكم من النب صلوات ال وسلمه عليه والكم مباشر ‪ ،‬ل يكن هذا الكم حكما ف غيها‬
‫وإنا كان حكما فيها ‪ ،‬وصاحب القصة هو أول بأن يفظ ‪ ،‬كذلك ما ثبت عن عائشة رضي‬
‫ال تعال عنها أنا ردت رواية ابن عمر بل ردت رواية عمر رضي ال عنه أن اليت يعذب‬
‫ببكاء أهله عليه ‪ .‬وقالت ف عبدال بن عمر‪ :‬يغفر ال لب عبد الرحن أما إنه ل يكن ليكذب‬
‫على النب صلى ال عليه وسلّم ولكنه لعله سع النب صلى ال عليه وسلّم يقول ف الرأة اليهودية‬
‫الت مر على أهلها يبكون عليها إنم ليبكون عليها وإنا لتعذب ببكائهم عليها ‪ .‬هي ردت‬
‫الرواية فقالت ‪ :‬حسبكم القرآن ( ل تزر وازرة وزر أخرى )‬

‫كذلك عندما سئل جابر بن زيد رحه ال عن حديث تري ذوات الناب من السباع أو‬
‫حديث المر الهلية نسيت ذلك هو ف صحيح مسلم قال ‪ :‬قد كان يقول ذلك الكم بن‬
‫عمرو الغفاري عندنا بالبصرة ولكن أب ذلك البحر قال ‪ :‬ل نترك كتاب ال لقول أعراب إل‬
‫آخره ‪ .‬فإذا كان هؤلء الصحابة يرفضون روايات جاءت من طرق صحابة ثقات ‪ ،‬فهل‬
‫هؤلء ف ميزان اللبان من الزنادقة الذين كانوا يردون سنة النب صلى ال عليه وسلّم اتباعا‬
‫للهوى ؟ ‪ ،‬أو أنم كانوا يرصون على السلمة ‪ ،‬ث ند التناقض ما بي هذا الذي قاله اللبان‬
‫هنا وما بي ما قاله ف كتاب ( آداب الزفاف ) ند التناقض بينا‬

‫ففي كتاب آداب الزفاف تعرض لرمة الذهب على النساء بناء على رأيه الذي خالف به‬
‫إجاع المة ‪ ،‬حيث يقول إن الذهب حرام على النساء ‪ ،‬مع أن بعض العلماء نقلوا الجاع‬
‫على خلف هذا الرأي ‪ ،‬ومن الذين نقلوا ذلك الافظ ابن عبد الب والافظ ابن حجر‬
‫العسقلن نقلوا الجاع على إباحة الذهب للنساء ‪ ،‬فهو اعترض على رواية الجاع وقال بأن‬
‫رواية الجاع ل تصح ‪ ،‬ونقل عن ابن القيم بأنه يب أن ينظر ف رواية الجاع فل تقبل أي‬
‫رواية للجاع فإنه ل إجاع إل إن كان له أصل من السنة ‪ ،‬ول سنة إل إن كان لا أصل من‬
‫الكتاب ‪ ،‬ند التناقض بي ما ذهب إليه هنا وهناك ‪ .‬فإذن كثي من أئمة الديث أو علماء‬
‫الديث وقعوا ف الكثي من التناقضات ‪.‬‬

‫ث إذا جئنا إل قضية التعديل والتجريح ند هذه القضية شيبت بالكثي الكثي ‪ ،‬فلربا كان‬
‫تريح أحد من الرواة بسبب موقف سياسي ما كان يتفق مع السياسة الت كانت متغلبة ف‬
‫ذلك الوقت وكانت متسلطة ف ذلكم العصر ‪ ،‬ولربا كان ذلك بسبب عدم اتفاق ف قضية من‬
‫القضايا مع جهور الحدثي بيث كان لذا الراوي موقف معي ‪ ،‬وكانت العصبية تدعو إل أن‬
‫يعتب مروحا ترفض روايته ول تقبل‬

‫فإذن قضية التعديل والتجريح يب أن تكون مردة من العصبيات الذهبية مردة من الهواء ‪،‬‬
‫فأنا أعجب عندما أقرأ مثلً ف كتب نقد الرجال ما يكيه البعض من أن عمرو بن عبيد كان‬
‫عندما يصلي أمام الناس يصلي صلة الاشع القانت الواه وعندما يصلي بنفسه يصلي صلة‬
‫فيها لعب وفيها تلفت وفيها وفيها ‪..‬ال مع أن عمرو بن عبيد كان رجلً مشهورا بالزهد ‪،‬‬
‫ولكن هذا إنا راجع إل العصبية لن الرجل كان معتزليا وبسبب كونه معتزليا أصحاب‬
‫الديث ل بد أن يقدحوا فيه وأن يرموه بذه التهم هذا أمر يب أن ينظر فيه ‪ ،‬وأن يعاد النظر‬
‫ف رواية الحاديث ‪.‬‬

‫أما بالنسبة للتفسي فالتفسي على أي حال إما أن يكون مستندا إل أدلة ثابتة ‪ ،‬وإما أن يكون‬
‫بلف ذلك ‪ ،‬ما كان مستندا إل الدليل الثابت فعلينا أن نقبله ‪ ،‬ولكن أن يرد حكم جاء به‬
‫القرآن الكري ‪ ،‬أو قضية نص عليها القرآن الكري لجل أن السواد العظم ل يرى ذلك ‪ ،‬هذا‬
‫أمر فيه خطر كبي‪ ،‬ث إن اللغة العربية هي وعاء القرآن ول بد من فهمها فهما دقيقا ‪ ،‬وكيف‬
‫ونن نرى أنه تُصرف ف هذه اللغة ف تفسي القرآن الكري كثيا ليتوافق هذا التفسي مع أمور‬
‫صارت راسخة ف أذهان طائفة من المة حت ل يصطدم التفسي مع ما ما رسخ أذهانا ‪ ،‬هذا‬
‫من جلة المور الت ينبغي النظر فيها‬

‫كذلك إذا جئنا إل أصول الفقه ‪ ،‬ل ريب أن أصول الفقه هي قواعد هي ف الصل منضبطة‬
‫من أجل ترسيخ اللكة لستنباط الحكام الشرعية من أدلتها التفصيلية ‪ ،‬ولكن مع هذا كله‬
‫هنالك فرق بي قضية وأخرى ف ردها إل قواعد هذه الصول ‪ ،‬جهور المة مثلً يقولون بأن‬
‫العام دللته دللة ظاهرة ‪ ،‬ليست دللة نصية ‪ ،‬وأن دللته دللة ظنية ليست قطعية ‪ ،‬هذا مسلّم‬
‫‪ ،‬هذا مسلم ف الفروع أما ف الصول الثابتة فل يكن أن يكون دللة العام دللة ظنية ‪ .‬ف‬
‫الصول الثابتة كيف يكون دللة العام دللة ظنية ؟؟ هب أن كل عام خُصص ومن أجل ذلك‬
‫كان دللة أي عام دللة ظنية ماذا عسى أن يقول القائل ف قول ال تعال ( ل تفى عليه خافية‬
‫) ‪ ،‬هل يقول هذا بأن هذا العموم يصص ؟ ‪ ،‬وأن بعض ألشياء قد تكون خافية على ال‬
‫سبحانه وتعال ؟ ‪ ،‬وأن هذه الدللة دللة ظنية ؟‪ ،‬واعتقاد أن ال سبحانه وتعال عليم بكل‬
‫شيء هذه دللة هل يكن أن يؤخذ بذا ؟ ‪.‬‬

‫قول ال تعال ( ل يلد ول يولد ول يكن له كفوا أحدا ) هل يكن أن يصص ؟؟ قوله ( ل‬
‫يلد ) عام ل يلد أي أحد ‪ ،‬هل يكن أن يكون ذلك مصصا بسبب أن هذا اللفظ لفظ عام ‪،‬‬
‫وأن تكون هذه الدللة دللة ظنية ‪ ،‬وأن يعذر من نسب إل ال تعال ولدا ‪.‬‬

‫كذلك ( ل يولد ) ‪ ،‬كذلك ( ل يكن له كفوا أحد ) هل يقال بأن هذه الدللة دللة ظنية ؟‬

‫( فاعلم أنه ل إله إل ال ) هذا أيضا لفظ عام ‪ ،‬نفي لكل إله إل ال سبحانه وتعال ‪ ،‬هل‬
‫يقال بأن هذا النفي ظن ؟ وأن هذه الدللة دللة ظنية ؟‬

‫إل غي ذلك ‪ .‬هذه أمور يب أن يعاد النظر فيها ‪.‬‬

‫ل بد من أن يُفرق ما بي الفروع والصول ‪ ،‬الصول الثابتة ل يكن أن يتناولا التخصيص ‪،‬‬


‫وإنا يؤخذ بعموم الدلة فيها وال تعال أعلم ‪.‬‬

‫ســؤال ‪:‬‬

‫ساحة الشيخ ‪:‬‬

‫إعادة الصياغة تتاج إل كوادر ينهضون لعادة الصياغة ‪ ،‬إل أشخاص يتمثلون هذه الفكرة‬
‫وينادون با ‪ ،‬فهل أنتم راضون ساحة الشيخ عن الؤسسات العلمية والعاهد القائمة على‬
‫تدريس علوم الشريعة ؟ هل ترون أنا قادرة ف وضعها الراهن على ماراة حركة التطور السريع‬
‫ومساوقة العصر ؟ هل ترون أنا تفلح حت الن ف تريج الداعية الفقيه والتزن الواعي بعاله ؟‬
‫لسيما وأن الدعوة إعادة الصياغة تتطلب دعاة وفقهاء من نوع خاص قلما نراهم بي أفواج‬
‫التقليديي الذين ترجهم معاهد العلوم السلمية ف وضعها الراهن ؟؟ ‪.‬‬

‫الشيــخ الليلـي ‪:‬‬

‫العاهد والؤسسات التربوية والعلمية إنا هي من صنع البشر ‪ ،‬وما كان من صنع البشر فإنه‬
‫يكن أن يتغي بي حي وآخر ‪ ،‬ل يلزم أن يكون على نج واحد ودخول التعديل والتغيي فيه‬
‫أمر وارد ‪ ،‬ولذلك كانت جيع الناهج الدراسية ف هذه الؤسسات العلمية خاضعة للتجربة‬
‫وخاضعة للنظر هل هي صالة لذا العصر أو غي صالة ‪ ،‬ومن أجل هذا فإنه ل بد من إعادة‬
‫النظر ف هذه الناهج ‪ ،‬وف هذه النظم الت تسي عليها هذه الؤسسات لنرى كيف يكون وضع‬
‫الريج الذي يظى بالدراسة فيها ‪.‬‬

‫ومع هذا كله فإن هنالك ضرورة داعية إل أن يرب هؤلء جيعا أولً على تعظيم كتاب ال‬
‫سبحانه وتعال ‪ ،‬وعلى تعظيم السنة الثابتة عن النب عليه وعلى آله وصحبه أفضل الصلة‬
‫والسلم ‪ ،‬وعلى احترام السلف احتراما ل يصل على حد القداسة ‪ ،‬بيث يعتب أن كل ما‬
‫جاءوا به هو ل يوز النظر فيه ‪ ،‬ول يوز تعديله ول تغييه ‪ ،‬وأنم مبءون من جيع الخطاء ‪،‬‬
‫هذا أمر غي جائز ‪ ،‬كل أحد يؤخذ من كلمه ويرد إل صاحب هذا القب إل النب صلوات ال‬
‫وسلمه عليه فإنه الذي ل يكن أن يعترض على شيء ما جاء من قبله عليه الصلة والسلم ‪.‬‬

‫ولكن بطبيعة الال مرت فترة جدت حركة البداع عند هذه المة وقل النظر والجتهاد ‪،‬‬
‫وسلّم الناس تسليما بكل ما وجدوه عن أسلفهم ‪ .‬وقد وصلت الغالة ف ذلك إل حد بعيد ‪،‬‬
‫ول أدل على هذا ما نده من النصوص البعثرة ف كتب العقيدة وكتب التفسي وغيها ‪ ،‬تلكم‬
‫النصوص الت تعلنا نار من أمرها ومن أمر قائليها ‪ .‬نصوص عجيبة ند مثال ذلك ما يقوله‬
‫الصاوي ف حاشيته على الللي أنه يب على جيع الناس أن يقلدوا الئمة الربعة ومن ل‬
‫يقلدهم فهو ضال مضل ‪ ،‬ولو أنه وافق ظاهر القرآن والحاديث الصحيحة وأقوال الصحابة ‪.‬‬
‫هذا كلم ف منتهى الطورة ‪ ،‬يُنسف ما يدل عليه القرآن ‪ ،‬ويُنسف ما جاءت به السنة‬
‫الصحيحة ‪ ،‬وتُنسف أقوال الصحابة الذين هم خي جيل من أجل قول أربعة أئمة اجتهدوا‬
‫وبذلوا جهدهم من أجل الوصول إل القيقة والوصول إل الق ‪ ،‬ولكن ل يدّعوا لنفسهم‬
‫العصمة ‪ ،‬ول يدّعوا لنفسهم السلمة من الطأ ف أي يوم من اليام ‪ ،‬بل هم كانوا يدعون‬
‫أتباعهم إل النظر والجتهاد مثل هذا قول الزرقان ف جوهرته ‪:‬‬

‫وواجب تقليد حب منهم **** كما روى القوم بلفظ يفهم‬

‫ومن أعجب المور أن نرى التناقضات العجيبة عند كبار العلماء الحققي أحيانا ‪ ،‬نرى ما‬
‫نعجب منه ‪ ،‬على سبيل ذلك الفخر الرازي يقول بأن دللة اللفاظ دللة ظنية ‪ ،‬ذلك لن‬
‫اللفاظ تفتقر إل نقل اللغات ومعانيها بذه النقول هي نقول أحادية ولا كانت نقولً أحادية‬
‫والحاد مظنون ‪ ،‬وما بن على الظن ل يتجاوز إل مرتبة القطعي ‪ ،‬لنسكت ‪ .‬هذا رأي رآه‬
‫لنسكت عنه ‪ .‬لكن ما الذي فرّع عليه فيما بعد ؟؟ عندما يأت إل قول ال سبحانه وتعال ( ل‬
‫تدركه البصار وهو يدرك البصار وهو اللطيف البي )‬

‫يقول إن ال تبارك وتعال تدح هنا بنفي إدراك البصار له ‪ ،‬تدح بنفي الرؤية عنه ‪ ،‬وال‬
‫سبحانه وتعال ل يتمدح بنفي مطلق إنا يتمدح بقيقة ثابتة ل بالعبث ‪ ،‬ولا كان متمدحا‬
‫بنفي الرؤية ول يتدح سبحانه وتعال بنفي مض ‪ ،‬فإذن هذا دليل على إمكان الرؤية ‪ .‬والمة‬
‫اختلفت منهم من قال ال تبارك وتعال يرى فقال بواز الرؤية وبوقوعها ‪ ،‬ومنهم من قال‬
‫باستحالتها وبعدم وقوعها ‪ ،‬ول يوجد أحد يقول بإمكانا ‪ -‬يقول بأنا مكنة ولن تقع ‪ -‬وبناء‬
‫على هذا فإن هذه الية إما أنا إمتداح وال سبحانه ل يتدح إل بمكن ‪ ،‬وهذا المكن من قال‬
‫بإمكانه قال بوقوعه فهي دليل قطعي على إمكان رؤيته تعال وعلى ثبوت هذه الرؤية ‪ .‬هو‬
‫ناحية يقول بأن الدليل النقلي أي دلئل الكتاب ودلئل السنة التواترة هي دلئل ظنية مهما‬
‫كان الدليل النقلي لنه دليل لفظي فهو دليل ظن ‪ ،‬ومن ناحية أخرى يعل من دللة الدليل‬
‫على الشيء أنه دليل قطعي على عكس ذلك الشيء‬

‫فإذن لنرجع إل قاعدته الت أصّلها إذا أردنا أن نطبقها على قوله ال سبحانه وتعال ( ل يلد ول‬
‫يولد ول يكن له كفوا أحد ) بناء على القاعدة الت طبقها فإن دللة الية على نفي الولد عن‬
‫ال دللة ظنية ‪ ،‬ودللتها على نفي الولودية على ال أيضا دللة ظنية ‪ ،‬ودللتها على نفي‬
‫الكفء عن ال تعال دللة ظنية ‪ ،‬وبناء على النهج الذي نجه فإن دللة هذه النصوص على‬
‫إثبات الولد ‪ ،‬وعلى إثبات كون ال مولودا ‪ ،‬وعلى إثبات وجود الكفء له سبحانه دللة‬
‫قطعية ‪ .‬فيستخلص من ذلك أنه بناء على هذا الذي أصّله تكون الدللة على إثبات الولد ل‬
‫تعال ‪ ،‬وعلى إثبات الوالد ل ‪ ،‬وعلى إثبات الكفء ل دللة ظنية ‪.‬‬

‫كذلك إذا جئنا بناء على ما أصّله يقول الق سبحانه وتعال ( وأنه تعال جد ربنا ما اتذ‬
‫صاحبة ول ولدا ) دللة الية على نفي الصاحبة عن ال ونفي الولد دللة ظنية ‪ ،‬ولكن بناء‬
‫على النهج الذي نجه يكون إثبات الصاحبة وإثبات الولد ل سبحانه وتعال أمرا قطعيا ‪.‬‬
‫كذلك ( ل تأخذه سنة ول نوم ) بناء على التأصيل الذي أصله نفي السنة والنوم عن ال أمر‬
‫ظن ‪ ،‬وبناء على النهج الذي نجه يكون إثبات ذلك أمرا قطعيا ‪ ،‬وف إثبات السنة ل وإثبات‬
‫النوم ل تعال أمرا قطعيا ‪.‬‬

‫قول ال تعال ( ول يظلم ربك أحدا ) نفي الظلم هنا عن ال تعال بناء على الصل الذي‬
‫أصّله هو أمر ظن ‪ ،‬وبناء على ما اتبعه ف مسلك استدلله يكون ذلك أمرا قطعيا ‪.‬‬

‫هذه المور هي الت يب أن تترفع عنها المة ‪ ،‬وهي الت يب أن تنتزع من مناهج الدراسة‬
‫لتسي المة سيا سليما ف اتباع الق ‪ ،‬والتعويل على الدليل ‪ ،‬وعدم التأثي على الدليل بسبب‬
‫هوى النفس ‪.‬‬

‫ســؤال ‪:‬‬

‫شكرا ساحة الفت ‪.‬‬

‫هذا سؤال أعتذر عنه مقدما ولكن القصود منه تبئة ساحة الفكرين الذين يريدون الي لذه‬
‫المة ‪ ،‬ثة من يقول بأن الطالبة بالتجديد ف نوعية التعليم ومناهج لتعليم الدين ظهرت ف‬
‫مصر ف عهد الستاذ ممد عبده ف وقت الذي انتشرت فيه الاسونية والعلمانية ‪ ،‬وظهرت‬
‫على يد ممد إقبال لنه قدم بفلسفة أوروبية من ألانيا ‪ ،‬وتظهر الن عند كثي من الفكرين‬
‫لتأت متناغمة مع التوجه المريكي والضغط من أجل تغيي مناهج التعليم ‪ ،‬والتعليم الدين‬
‫خصوصا ف البلد السلمية ‪ .‬أل تشون ساحتكم من أن يفسر البعض إل إعادة صياغة المة‬
‫وإل إعادة مناهج التعليم أن تفسر بثل هذا التفسي الذي فسر به سابقا ؟ ‪.‬‬
‫الشيــخ الليلـي ‪:‬‬

‫الواب ‪ :‬من أراد قدحا ف فكرة أو قدحا ف شخص ل يجزه عن ذلك حاجز ‪ ،‬ول ينعه من‬
‫ذلك مانع ‪ ،‬ولكن المر يب أن ينظر إليه نظرة واقعية فاحصة ‪ ،‬ل نظرة منبعثة من هوى‬
‫النفس والرغبة ف النتقاد ‪ ،‬فعلى أي حال قد يقول ذلك قائل ‪ ،‬وأنا ل أستطيع أن أمنع ألسن‬
‫الناس أن تنطلق با وقر ف نفوسهم من هوى النفس ‪ ،‬فإن هوى النفس متحكم ف حديثهم إل‬
‫أن تكون هذه المة أمة قوية ‪ ،‬أمة غي خاضعة للمم الخرى ‪،‬‬

‫أمة تعوّل على فكرها الذي جاء به دينها ‪ ،‬ل تعول على الفكار الستوردة ‪ ،‬ول تبن أفكارها‬
‫على ما تتلقفه من هنا ومن هناك ‪ ،‬طالا قلت بأن هذه المة عليها أن تستقل ‪ ،‬وأن تتخلص من‬
‫التبعية العمياء لغيها ‪ ،‬هي أمة أرادها ال سبحانه وتعال أن تكون أمة عزيزة ‪ ،‬وطالا قلت بأن‬
‫هذه المة ل تسعد ول تسلم ول تتمكن من تبوأ مكانتها الت هي جديرة بأن تتبوأها إل عندما‬
‫تتخلص من هوى موالتا لعدائها لن ال تبارك وتعال يقول ( يا أيها الذين آمنوا ل تتخذوا‬
‫اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولم منكم فإنه منهم إن ال ل يهدي‬
‫القوم الظالي ) ‪ ،‬ث يبي سبحانه أن هذه الوالة ناجة عن مرض نفسان حيث يقول ( فترى‬
‫الذين ف قلوبم مرض يسارعون فيهم يقولون نشى أن تصيبنا دائرة فعسى ال أن يأت‬
‫بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا على ما أسروا ف أنفسهم نادمي )‬

‫و كثيا ما قلت بأن هذه التبعية وهذه الوالة تفضي والعياذ بال إل الرتداد لن ال تعال ف‬
‫معرض التحذير منها حذر من الرتداد حيث قال ( يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن‬
‫دينه فسوف يأت ال بقوم يبهم ويبونه أذلة على الؤمني أعزة على الكافرين ) ‪ ،‬وقلت‬
‫أكثر من مرة أيضا بأن حصر المة ولءها ف ولئها لربا سبحانه وتعال ولنبيها صلى ال عليه‬
‫وسلّم وللمؤمني هو السبب ف التمكن والغلبة والنتصار وانضمامها إل حزب ال فإن ال‬
‫تعال يقول ( إنا وليكم ال ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلة ويؤتون الزكاة وهم‬
‫راكعون ومن يتول ال ورسوله والذين آمنوا فإن حزب ال هم الغالبون )‬

‫فإذن أنا دعوت واضحة ‪ ،‬إنا أدعو إل نبذ ما يكون سببا لتباع الوى ‪ ،‬سببا لذه التبعية‬
‫العمياء من هذه المة لعدائها ‪ ،‬ونن وجدنا ف ظل هذا النبهار بأعداء السلم ف ظل غياب‬
‫الفاهيم الصحيحة ‪ ،‬وف انسار الفكر السلمي الصحيح وجدنا كثيا من تبط الناس تبطا‬
‫عجيبا ‪ ،‬قبل ما يقارب عقدين من السني من الن كان رئيس دولة صليبية يصب الويلت على‬
‫رؤوس السلمي صبا ف تلكم الدولة ‪ ،‬وهو رجل صليب حاقد متعصب ‪ ،‬ويرص على إبادة‬
‫السلمي الوجودين هناك ‪ ،‬وكانوا بقدر مستطاعهم يدافعون عن شخصيتهم ‪ ،‬ويدافعون عن‬
‫دينهم ‪ ،‬ويدافعون عن استقللم ‪ .‬زار زائر تلكم الدولة ورجع من هناك يتحدث عن إعجابه‬
‫با وجده هناك وقال لول أن هنالك من السلمي من يكدرون الصف ويثيون الشغب فسألته‬
‫أي شغب هذا ؟ فقال ‪ :‬هؤلء متمردون ‪ .‬قلت ‪ :‬وكيف ؟ ما هو تردهم ؟ من الذي عصوه ؟‬
‫قال ‪ :‬إنا عصوا ول المر وال تعال يقول ( أطيعوا وأطيعوا الرسول وأول المر منكم )‬
‫فسألته وهل فلن الصليب هو ول أمر السلمي مع أن ال يقول ف صدر هذه الية الكرية ( يا‬
‫أيها الذين آمنوا أطيعوا ال وأطيعوا الرسول وأول المر منكم ) أطيعوا أي منكم معشر‬
‫السلمي ل الصليبي الاقدين‬

‫فإذن غياب الفاهيم السلمية أدى بالناس إل تبط تبطا ل مثيل له ‪ ،‬وهذا نتيجة لنسار‬
‫الوعي السلمي وعدم وجود تصور السلمي الصحيح ‪ ،‬وهكذا ف تلكم العصور السحيقة‬
‫عندما تكم بنو أمية وبنو العباس ف حياة المة وصل تبط الناس تبطا عجيبا ف مقاومة‬
‫الصلح ومقاومة الصلحي ‪ ،‬ونبذ كل من ياول أن يرد الناس إل الحجة البيضاء ‪ .‬نن‬
‫وجدنا من الفقهاء الكبار من يقول إن السي سبط رسول ال صلى ال عليه وسلّم قتل بسيف‬
‫جده ‪ .‬ما معن قتل بسيف جده ؟ معن ذلك أنه ثار على ول أمر السلمي الذي تب طاعته‬
‫ويب الضوع له سواء بر أو فجر ‪ ،‬عصى أو أطاع ‪ ،‬عدل أو جار ‪ ،‬يب أن يضع له‬
‫خضوعا مطلقا وأن ل ياسب على شيء من أعماله ‪ ،‬ومالف ذلك حقيق بالقتل فما أنزله‬
‫يزيد بن معاوية بالسي إنا كان ذلك تطبيقا لا جاء به الرسول عليه وعلى آله وصحبه أفضل‬
‫الصلة والسلم ‪ .‬هكذا ضلل الفكر وصلت الناس إل هذا الستوى ‪.‬‬

‫كذلك نن وجدنا أن الناس بسبب انبهارهم با كان عليه التسلطون ف هذه الرض من مظاهر‬
‫الترف الذي هو سبب للدمار وسبب ف تقهقر هذه المة ‪ ،‬وجدنا أولئك يقيسون حضارة‬
‫السلم ورقي المة بقدر تلكم الظاهر مظاهر الترف ‪ ،‬قبل فترة من الزمن كنا ف رحلة إل‬
‫العراق ‪ ،‬وذهبنا إل سامراء ‪ ،‬وهناك تنقيب عن آثار العباسيي وجئنا إل مكان حسب ما‬
‫خطط لنا ‪ ،‬كان فيه تنقيب عن آثار من يلقب بالتوكل ‪ ،‬وقد وجدوا تت طبقات التراب الت‬
‫تتراكم على النطقة بركة سباحة كبية جدا ‪ ،‬وتت هذه البكة خنادق ليقاد النار لجل أن‬
‫يمى الاء فيها ‪ .‬أحد العلماء الذين حضروا ف هذا الكان ماذا قال ؟ ‪ .‬قال ‪ :‬ال أكب ما هذه‬
‫العظمة للسلم ‪ .‬يعن عظمة السلم حيث يلس الرجل الفاسق الخالف لمر ال بي‬
‫الواري وهن يسبحن ف هذه البكة عاريات من الثياب وف حالة من الستخفاف برمات ال‬
‫‪ .‬هذه عظمة السلم ؟ أين عظمة السلم من هذا ؟ ‪.‬‬

‫عظمة السلم عندما كان عمر بن الطاب رضي ال عنه يعيش ف كوخ ‪ ،‬وعندما ترج منه‬
‫رسالة إل كسرى يهتز كسرى ‪ ،‬ويهتز عرشه بسبب تلك الرسالة ‪ .‬هذه عظمة السلم ‪،‬‬
‫عندما كان أهل الشرق وأهل الغرب يشون سطوة السلم ‪ ،‬ليست عظمة السلم من‬
‫مظاهر الترف ‪.‬‬

‫كذلك عندما نسمع الكثي من الناس يرددون بأن عظمة السلم تتمثل ف قول هارون اللقب‬
‫بالرشيد للسحابة عندما انابت عن ذلك الكان ( أمطري حيث شئت فسيأتين خراجك ) ‪،‬‬
‫قالو هذه عظمة السلم ودليل عظمة السلم ‪ ،‬أين هذا ما جاء به الرسول صلى ال عليه‬
‫وسلّم إن ال بعث ممدا داعيا ول يبعثه جابيا ‪ ،‬هذا يدل على الرغبة ف أخذ الضرائب ‪،‬‬
‫وضمها إل خزينة من يسمى بالليفة لجل أن يستمتع با حسب هواه ‪ .‬أين هذه العظمة‬
‫للسلم ؟‬

‫عظمة السلم عندما كانت دعوته تشق الطريق إل نفوس الناس ويتساوق الناس إل اعتناقه لا‬
‫يرونه ف القائمي عليه من العدل والنصاف وزجر النفس عن هواها ‪ ،‬وضبط حياة النفوس‬
‫بسب ما يتلءم مع جوهر السلم ‪.‬‬

‫كذلك عندما نسمع الكثي الكثي من الناس يقولون بأن من مظاهر السلم العظيمة قصر‬
‫المراء ف غرناطة وغيها من القصور ‪ ،‬هؤلء يدنسون سعة السلم ‪ ،‬السلم ل يتمثل ف‬
‫هذه العمال الت قام با هؤلء الترفون ‪ ،‬وهذا جر هؤلء جرا بسبب غياب الفاهيم الصحيحة‬
‫جر هؤلء إل أن يجدوا أعداء ال تعال من المم الت حكم عليها القرآن بأنا أمم كفر وعتو‬
‫وفساد وضلل وانراف عن الق ‪ ،‬مّدوا الفراعنة ‪ ،‬وكان من بي الشعراء شاعر من ناحية‬
‫يدح الرسول صلى ال عليه وسلّم ويثن عليه ويجد الرسول ‪ ،‬ومن ناحية أخرى يجّد فرعون‬
‫تجيدا حت يقول فيه ‪:‬‬
‫جلت ذاتك العلية عن أن **** تنالا اللقاب والساء‬

‫يصل به المر إل أن يؤله فرعون ‪ ،‬ومع ذلك مسوب على شعراء السلم ‪ ،‬هذا دليل انراف‬
‫الفكر وضلل العقيدة ‪.‬‬

‫ســؤال ‪:‬‬

‫ساحة الشيخ ‪:‬‬

‫كان ظهور علماء الحياء السلمي الفغان مثلً وممد عبده ورشيد رضا والسالي وأب مسلم‬
‫وممد باقر الصدر ‪ ،‬كان ظهور هؤلء العلم وغيهم إرهاصا لا عرف لحقا بالصحوة‬
‫السلمية ‪ ،‬فهل هذه الدعوة الت تنادون با الن ( إعادة صياغة المة ) مؤشر لبداية عصر‬
‫إحياء جديد سيشد الصحوة الت فجرها عصر الحياء الول ؟ وهل يكن عبور الرحلة القادمة‬
‫دون هذا الحياء الديد ؟‬

‫الشيــخ الليلـي ‪:‬‬

‫الواب ‪ :‬نن علينا أن نستفيد من كل تربة ول نصر دعوتنا هذه ف إطار ضيق ف تربة‬
‫خاصة دون غيها ‪ ،‬علينا أن نستفيد من كل تربة من هذه التجارب ‪ .‬وعلى أي حال لؤلء‬
‫العلماء جهد مشكور قاموا بدورهم وبذلوا جهدهم وحاولوا الصلح ‪ ،‬نن إذا جئنا إل‬
‫الدرسة الصلحية الت أرسى بصر دعائمها السيد جال الدين الفغان ‪ ،‬ث قام بتشييد مبانيها‬
‫تلميذه العملق الشيخ ممد عبده نرى أنا مدرسة آتت أكلها ‪ ،‬وكانت لا ثار طيبة ‪ ،‬ولكن‬
‫مع ذلك ل نستطيع نبأها من كل خطأ ‪ ،‬ل بد من أن نأخذ الصواب وندع الطأ ‪ ،‬وكل أحد‬
‫معرض للخطأ ‪ ،‬الدعوة الت قام العلمة المام ممد عبده ف مصر كانت ف وسط وجود كثي‬
‫من العلماء الذين يتبنون الرافات ‪ ،‬ووصل المر كما قلنا بكثي من الناس إل أن يضفوا على‬
‫الخلوقي صفات اللوهية ‪ ،‬وهذا أمر ف منتهى الطورة وهذا أمر ل يكن مصورا ف مصر‬
‫نفسها ولكن كان ف كثي من بقاع الرض‬

‫نن وجدنا على سبيل الثال أحد الكاتبي يكتب عن عال من العلماء ويترجم له ويضفي عليه‬
‫من القداسة الشيء العجيب العجيب الذي ينبو عنه العقل السليم فضلً عن رفض النصوص‬
‫القاطعة لنطقه فكان ما قاله ( ولا كانت حياته حياة الرسل واللئكة القربي ‪ ،‬كانت تتجلى‬
‫له الشياء على حقائقها ومعرفة الشقي والسعيد ومعرفة الجال ومداها ‪ ،‬وكان تزوره‬
‫اللئكة والموات والنبياء يقظة ويستمد منهم الدد ‪ ...‬ال ) ‪ ،‬وجدت هذه الفكار ول‬
‫تزال موجودة إل الن ‪ .‬والمام ممد عبده قاوم هذا الفكر بشدة وبعنف ‪ ،‬كما أنه أيضا‬
‫استطاع أن يتحرر من كثي من التقاليد الت أصر عليها الكثي من العلماء ‪ ،‬مسألة الوعد‬
‫والوعيد هذه قال فيها كلمة جازمة ف أكثر من موضع من دروسه التفسيية ‪ ،‬قال بأن وعيد‬
‫ال تبارك وتعال ل يتبدل وأن ما توعد الفسقة الجرمي من هذه المة ل يتلف عما توعد به‬
‫غيهم ‪ ،‬فليست هنالك ماباة من ال تبارك وتعال لذه المة دون غيها ‪ ،‬هي كغيها من‬
‫المم هذا ما قاله كثيا ‪.‬‬

‫مسألة الشفاعات الت يتشبث با الكثي الكثي تدث عنها بإسهاب ف مواضع متعددة من‬
‫تفسيه ‪ ،‬وقال بأن ما تشبث به التشبثون من شفاعات النبياء والصالي يوم القيامة إنا ذلك‬
‫تشبث بأوهام إل عندما يكون النسان من الصالي عمل عملً صالا وتاب توبة نصوحا‬
‫فكان حقيقا بأن يُشفع له من قبل النبيي وإل فهذه الوهام هي الوهام الت كانت عند أهل‬
‫الكتاب تدث عن ذلك ف تفسي قول ال تبارك وتعال ( يا بن إسرائيل اذكروا نعمت الت‬
‫أنعمت عليكم وأن فضلتكم على العالي واتقوا يوما ل تزي نفس عن نفس شيئا ول يقبل‬
‫منها شفاعة ول يؤخذ منها عدل ول هم ينصرون ) كما تدث عن ذلك ف تفسي قوله تعال‬
‫( يا أيها الذين آمنوا أنفقوا ما رزقناكم من قبل أن يأت يوم ل بيع فيه ول خلة ول شفاعة )‬

‫إل غي ذلك وقال إن الشفاعة ل وحده وذكر بأن هؤلء إنا يتشبثون با وجدوا الناس فمن‬
‫عادتم أنم وجدوا أصحاب الصال التسلطي ف هذه الرض قد يتنازل أحدهم عن الوعيد‬
‫الذي يتوعده مرما بسبب ما يراعي من مصلحته ينثن عن عزمه ويترك ذلك الجرم فقاسوا‬
‫حال الالق ال سبحانه وتعال على حال اللق ‪ .‬هكذا ذكر ف كثي من الواضع ‪ ،‬ولكن مع‬
‫هذا ند كان كما قلنا بي تيارين ‪ ،‬بي تيار هؤلء الذين من الرافة دينا ‪ ،‬وتيار الذين جاءوا‬
‫من الغرب بأفكار بعيدة عن الفكر السلمي وصاروا ل يؤمنون با وراء الادة ل يؤمنون إل با‬
‫وقع تت طائلة الواس ‪ ،‬فأراد أن يسلك مسلكا بي هؤلء وهؤلء ‪ ،‬وأراد أن يقنع الناشئي‬
‫بالسلم وبعتقدات السلم ‪ ،‬فلذلك حاول يضيّق نطاق الغيبيات ف كثي من تفسيه كتفسيه‬
‫لقصة آدم عليه السلم بأن الراد بآدم النس البشري ‪ ،‬وأن الراد بالشجرة الشر ‪ ،‬وأن الراد‬
‫باللئكة ملكات الي ‪ ،‬وأن الراد بالشياطي ملكات الشر إل غي ذلك الكثي هذا تفسي غي‬
‫مسلّم وقد تأثر به تلميذه السيد ممد رشيد رضا وإن كان أقل منه ف هذا ولكنه تأثر به ‪ ،‬هذا‬
‫مع أن السيد رشيد رضا أيضا من بعد أستاذه ممد عبده تأثر با سي بالدرسة السلفية من بعد‬
‫فوجد شيء من النقائض ف كثي من كلمه ‪ ،‬وقد نبهت على بعض الشياء فيما دونته ‪،‬‬
‫ونبهت على بعض هذه النقائض الت وجدت ف كلم السيد رشيد رضا ‪ ،‬وهذا ل ينع أن‬
‫نستفيد منه وأن نكب جهده ‪ ،‬ونذو حذوهم ف كثي من المور الت هي متفقة مع النهج‬
‫الصحيح ‪.‬‬

‫أما بالنسبة إل المام السالي رحه ال تعال فإنه كان امتدادا لفكر تأصل منذ الصدر الول‬
‫منذ الرعيل الول ‪ ،‬ل يأت باجة جديدة ‪ ،‬فمنهجه الذي سلكه هو منهج أسلف سلفوه منذ‬
‫فترة طويلة ‪ ،‬وقد عُن المام أبو الشعثاء جابر بن زيد بوضع الطة السليمة لذا النهج ‪ ،‬ث‬
‫اعتن بتنفيذ هذه الطط ونج هذه السالك تلميذه العملق المام أبو عبيدة ‪ ،‬ونج من بعدهم‬
‫هذا النهج ‪ .‬فهذا النهج على أي حال إنا هو كان منهج تاريي ‪ ،‬منهج من المكن أن يفيد‬
‫المة لكثي إذا بلور ووضح وضوحا جيدا وصور تصويرا يتلءم مع أفهام بن العصر ‪ ،‬وهذا ما‬
‫قامت به بمد ال أقلم معاصرة ‪ ،‬ومن أمثلة ذلك ما كتبه الدكتور حسي غباش ف كتابه‬
‫( عمان الديوقراطية السلمية ) فإن هذه الطوة خطوة إيابية جدا ‪ ،‬ونرجو من الكثي أن‬
‫يذو حذوه ف ذلك ‪.‬‬

‫وعلى أي حال دعوتنا دعوة عامة ل تنحصر ف إطار طائفة معينة ‪ ،‬وهناك الكثي من العلماء‬
‫الذين قدموا خدمة جليلة لذه المة من خلل مؤلفاتم ومن خلل ماضراتم ‪ ،‬كما ذكرت‬
‫المام أبو العلى الودودي قدم خدمة جليلة للمة من خلل مؤلفاته ‪ ،‬ذلك كله ما يكن أن‬
‫يستفاد منه ‪ ،‬كذلك السيد أبو السن الندوي وغيهم من العلماء الجلء ‪ ،‬هؤلء أفادونا‬
‫فائدة كبية فيمكن أن نستفيد من هذه التجارب جيعا ‪.‬‬

‫ســؤال ‪:‬‬

‫بذه الاتة ساحة الفت تكون قد أجبت على سؤالنا الوال الذي كنا نود أن نطرحه عليكم‬
‫وهو أن هذه الدعوة تتزامن مع حركات إعادة نظر أخرى لكن ف نطاقات مذهبية مثل حركة‬
‫إعادة نظر على الستوى السن الت تثلت سابقا ف كتب الشيخ ممد الغزال وعلى نو ما الن‬
‫ف كتاب ( السلطة ف السلم ) لعبد الواد ياسي ‪ ،‬وتتزامن أيضا مع بروز تيار الصلح‬
‫على الستوى الشيعي ف إيران وصدور كتاب أحد الكاتب ( الفكر السياسي الشيعي من‬
‫الشورى إل ولية الفقيه ) ‪ ،‬ولكن هذا يعنينا بشكل آخر أن دعوتكم ساحة الشيخ لعادة‬
‫صياغة المة بأكملها على متلف توجهاتا ومذاهبها الفقهية والفكرية هل ستطال إعادة النظر‬
‫الذهب الباضي كذلك أم ل ؟‬

‫الشيــخ الليلـي ‪:‬‬

‫على أي حال نن كما قلنا بأن أي أحد يؤخذ من كلمه ويرد ‪ ،‬نن ل ندّعي العصمة لي‬
‫أحد كان ‪ ،‬إنا الكم ف ذلك الكتاب العزيز والسنة النبوية على صاحبها أفضل الصلة‬
‫والسلم فما وجدناه منسجما مع دليل الكتاب العزيز والسنة النبوية على صاحبها أفضل‬
‫الصلة والسلم أخذنا به ‪ ،‬وما كان مالفا لما فإن ذلك مرفوض من جاء به ‪ ،‬نن قد نرى‬
‫أن كثيا من الباضية ربا سرى بعض الشياء الت وجدت عند غيهم كبعض الوهام قد‬
‫يكون ذلك ف العامة أكثر ما هو ف الاصة ف الهلة أكثر ما هو ف العلماء ولكن وجدت‬
‫فتاوى لبعض أهل العلم تبر ما يفعله العامة من الذهاب إل القابر وتقدي القرابي وتقدي‬
‫النذور هذه وإن كانت أشياء شاذة والمهور جهور أهل العلم إنا يرفضونا ولكن وجدت‬
‫من بعض الناس انسجاما مع هوى العامة فمثل هذه الشياء ل بد من أن تقتلع من جذورها ول‬
‫تتبع بأي حال من الحوال ‪.‬‬

‫ســؤال ‪:‬‬

‫حقيقة سررنا يا ساحة الشيخ وسعدنا كثيا بأطروحاتكم القيمة وبنهجكم الذي كنا وما‬
‫زلنا ‪،‬ونرجو أن نستمر بإذن ال تعال على أن نتلقى منه إل أن نلقى ربنا سبحانه وتعال ‪،‬‬
‫ولكن سرورنا وسعادتنا يكتملن حقيقة باختلف طريقتنا ف منهج التلقي من مشاينا حفظهم‬
‫ال تعال ‪ ،‬وقد أعجبن كثيا أحد الخوة الذين كتبوا حينما نشر العلن عن هذه الندوة‬
‫( إعادة صياغة المة ) فقال بأن منهجنا ينبغي أن يتلف ف التلقي فكثي من الناس حينما‬
‫يسمعون الدعوات أو يسمعون دعوة إل النهوض الضاري يتصورون أن الخاطب هم سكان‬
‫القمر أو الريخ أو أن الدعوة إنا تطال جيع الناس إل أنا فكل واحد منا يبئ ساحته ويبئ‬
‫نفسه ولكن الول بنا والحرى بنا أن نعيد منهجنا بيث يعتقد كل واحد منا أنه هو الخاطب‬
‫وأن المة إنا تلفت وتقهقرت وتراجعت بسبب قصوره وتقصيه ‪.‬‬

‫وف خاتة هذا اللقاء ندد لكم الشكر ونبث لكم البشرى بأن ساحة الشيخ حفظه ال تعال‬
‫مع هذه التفصيلت الكثية الت أدل با إل أنه ينوي بعون من ال سبحانه وتعال أن يفصل‬
‫كثيا من هذه المور كل نقطة منها ف ماضرة وندوة مستقلة با ‪ ،‬ونسأل ال سبحانه وتعال‬
‫أن يد ف عمره وأن يبارك ف حياته وعلمه وعمله ‪ ،‬ونرجو من ساحته أن يتم جلستنا هذه‬
‫بدعائه البارك ‪.‬‬

‫الشيــخ الليلـي ‪:‬‬

‫اللهم لك المد ربنا كما ينبغي للل وجهك وعظيم سلطانك ‪ ،‬سبحانك ربنا ل نصي ثناء‬
‫عليك ‪ ،‬أنت كما أثنيت على نفسك نستغفرك ربنا ونتوب إليك ‪ ،‬ونعول ف إجابة دعائنا‬
‫عليك ‪ ،‬ونشهد أن ل إله إل أنت وحدك ل شريك لك ‪ ،‬ونشهد أن سيدنا ونبينا ممد عبدك‬
‫ورسولك ‪ ،‬اللهم صل وسلّم وبارك عليه وعلى آله وصحبه أجعي ‪ ،‬اللهم إنا نسألك بأنا‬
‫نشهد أنك أنت ال ل إله إل أنت الواحد الحد الفرد الصمد الذي ل يلد ول يولد ول يكن‬
‫له كفوا أحد‬

‫نسألك ربنا أن ل تدع لنا ف مقامنا هذا ذنبا إل غفرته ‪ ،‬ول عيبا إل أصلحته ‪ ،‬ول غما إل‬
‫فرجته ‪ ،‬ول كربا إل نفسته ‪ ،‬ول دينا إل قضيته ‪ ،‬ول مريضا إل عافيته ‪ ،‬ول غائبا إل حفظته‬
‫ورددته ‪ ،‬ول ضالً إل هديته ‪ ،‬ول دعاء إل استجبته ‪ ،‬ول رجاء إل حققته ‪ ،‬ول بلء إل‬
‫كشفته ‪ ،‬ول سائلً إل أعطيته ‪ ،‬ول مروما إل رزقته ‪ ،‬ول جاهلً إل علمته ‪ ،‬ول حاجة من‬
‫حوائج الدنيا والخرة هي لك رضا ولنا صلح ومنفعة إل قضيتها ويسرتا ف يسر منك وعافية‬
‫‪ ،‬اللهم اجعل الوت خي غائب ننتظره ‪ ،‬والقب خي بيت نعمره ‪ ،‬واجعل ما بعده خي لنا منه ‪،‬‬
‫اللهم إنا نسألك أن تب كلً منا لسانا صادقا ذاكرا ‪ ،‬وقلبا خاشعا منيبا ‪ ،‬وعملً صالا‬
‫زاكيا ‪ ،‬وإيانا خالصا ثابتا ‪ ،‬ويقينا صادقا راسخا ‪ ،‬وعلما نافعا رافعا ‪ ،‬ورزقا حللً واسعا ‪،‬‬
‫ونسألك ربنا أن تب لنا إنابة الخلصي ‪ ،‬وخشوع الخبتي ‪ ،‬ويقي الصديقي ‪ ،‬وسعادة‬
‫التقي ‪ ،‬ودرجة الفائزين يا أفضل من قصد وأكرم من سئل وأحلم من عصي يا ال يا ذا اللل‬
‫والكرام ‪ .‬اللهم أعز السلم والسلمي ‪ ،‬وأذل الشرك والشركي واقطع دابر أعداء الدين‬
‫واستأصل شافتهم ول تدع لم من باقية ‪ ،‬اللهم شرّد بم ف البلد ‪ ،‬وأفعل بم كما فعلت‬
‫بثمود وعاد وفرعون ذي الوتاد الذين طغوا ف البلد فأكثروا فيها الفساد ‪ ،‬اللهم صب عليهم‬
‫سوط عذاب ‪ ،‬وحل بينهم وبي ما يشتهون وافعل بم كما فعلت بأشياعهم من قبل ‪ ،‬واجعل‬
‫بأسهم بينهم شديدا ‪ ،‬وخلص اللهم عبادك السلمي ف مشارق الرض ومغاربا من قهر‬
‫أعدائك الكافرين‬

‫اللهم خلص عبادك السلمي ف مشارق الرض ومغاربا من قهر أعدائك الكافرين ‪ ،‬اللهم‬
‫خلص عبادك السلمي ف مشارق الرض ومغاربا من قهر أعدائك الكافرين ‪ ،‬اللهم ربنا‬
‫استخلفنا ف أرضك كما استخلفت من قبلنا من عبادك الؤمني ‪ ،‬ومكن لنا ديننا الذي ارتضيته‬
‫لنا ‪ ،‬وأبدلنا بوفنا أمنا ‪ ،‬وبذلنا عزا ‪ ،‬وبفقرنا غن ‪ ،‬وبتشتتنا وحدة ‪ ،‬واجعنا على كلمتك ‪،‬‬
‫وألف بي قلوبنا بطاعتك يا حي يا قيوم يا ذا اللل والكرام‬

You might also like