Professional Documents
Culture Documents
إعادة صياغة الأمة لسماحة الشيخ أحمد الخليلي مفتي عام سلطنة عمان
إعادة صياغة الأمة لسماحة الشيخ أحمد الخليلي مفتي عام سلطنة عمان
مقـــدمــة
والمد ل والصلة على رسول ال وعلى آله وصحبه ومن واله وبعد :
أضاعت هذه المة وقتا طويلً وهي تمّل أعدائها أسباب إخفاقها ف التدافع الضاري ،
وفوتت فرصا كبية كان يكن عبها أن تقوم بواجبها ف الشهود الضاري ،فنشأت الضارة
الديثة مشوهة جائرة بعزل عن إسهام السلمي وعان النسان والكون وباءته .
من وهدة الزية تبحث المم لنفسها عن سبيل الياة ،وتتفحص حالا بلهفة وإلاح باحثة
عن أسباب الزية وعوامل النكسار ،ومع اشتداد مأزق أمتنا ،ومع استمرار تميشها عن
مال التأثي ف الياة ،وحي وضعتنا الحداث شئنا أم أبينا على حافة صراع حضارات فإن
النظر إل الذات أصبح أول من النظر إل الخر ( أو لا أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها
قلتم أن هذا قل هو من عند أنفسكم ) ،وف حالة أمة كأمتنا ل تشد حضارتا إل على
هدي من الدين ،ول يعرف لا التاريخ أي إسهام حضاري بعزل عنه ،ول تتميز إل حي
آمنت به وتثلته ،فإن البحث ف أسباب مأزقها يقتضي منا أن نتفحص بعناية علقتها بالكون
الضاري الول لضارتا أي علقتها بدينها وبدون ذلك يبدو البحث عبثا وتديفا ف اليبس ،
ومن النطقي أن ير البحث بناطق أخرى تابعة يالا البعض ثانوية وهي مع ذلك حسّاسة
وخطرة من قبيل العلقة بي اللف والسلف بي الاضر والاضي الت وصفها بعضهم خطأ أو
صوابا ل أدري بأنا علقة يكم فيها الموات الحياء ،عال من الحياء يكمه الموات على
حد عبارته ،أو من قبيل تديد الناهج ،مناهج الستنباط والجتهاد أو إعادة النظر ف سلم
الولويات الختل أو دراسة تبادل التأثي بي تصور السلمي لدينهم وتطور تاريهم السياسي
والجتماعي .هذه كلها مناطق يشعر كثي من الباحثي أمامها بالرهبة إما لضخامة الهمة أو
خوفا من التهم العلبة الاهزة الت تنتظر كل من يغامر بالدخول إل مناطق حرمها البعض على
البحث من أعفى نفسه من فريضة التفكي وألزم الخرين بذلك ،وبالملة فإن المة كما
يلخص ساحة شيخنا العلمة الليلي ف حاجة إل إعادة صياغة من جديد حت تستطيع أن
تنهض بهمتها الضارية شاهدة على العالي ،ونن هنا اليوم أيها الخوة لنستطلع رؤية الشيخ
الت عبّر عنها ف أكثر من مناسبة والت أصبحت عنصرا رئيسيا يلح عليه دائما وباتت سة
واضحة لطاب ساحة الشيخ ف الونة الخية .
ساحة الشيخ لتسمح ل :تردد كثيا ف أحاديثكم وماضراتكم ف الونة الخية ف ماضرتكم
مثل ف مناسبة الجرة الشرفة ،ف الحتفال بناسبة الولد النبوي الشريف ،ف حلقات برنامج
سؤال أهل الذكر ،تردد كثيا ف خطابكم عبارة ( إعادة صياغة المة ) .
سيدي ساحة الشيخ :سؤال بشكل مباشر ما الذي يعنيه ساحتكم بـ ( إعادة صياغة المة
من جديد ) تفضلوا .
بسم ال الرحن الرحيم ،المد ل رب العالي ،والصلة والسلم على أشرف الرسلي سيدنا
ونبينا ممد الذي أرسله ال رحة للعالي وعلى آله وصحبه أجعي وعلى تابعيهم بإحسان إل
يوم الدين أما بعد :
فإن المم إنا تقوم -أول ما تقوم -على التصور الصحيح ولذلك كان هدم التصورات
الباطلة وتشييد التصورات الصحيحة أول شيء يضطلع به الرسلون ،فما من رسول من رسل
ال سبحانه إل وقد واجه تصورات باطلة عششت ف الذهان واستحكمت ف النفوس
وسيطرت على اللباب وقادت المم إل حافة النتحار ،فكان أول شيء يدعون إليه بي أمهم
هو أن تعرف هذه المم من أين جاءت وإل أين تنتهي وماذا عليها أن تعمل فيما بي البدأ
والنتهى لتقوم حياتا على التصور الصحيح ،ونن نرى أن سيدنا ونبينا ممد عليه وعلى آله
وصحبه أفضل الصلة والسلم عندما جاء بالدعوة القة دعا أول ما دعا إل التصور الصحيح ،
دعا إل العتقاد الق بأنه ل إله إل ال وأن ممدا رسول ال
هذا التصور هو الذي شيدت عليه دعائم حياة هذه المة الفكرية والضارية والجتماعية حت
كانت خي أمة أخرجت للناس ،فهي أدركت تام الدراك أنه ل إله إل ال ،وأن الكم
الطلق إنا هو ل سبحانه الذي أوجد هذا الكون ،والذي أفاض على الوجود ما أفاض من
تلياته العظيمة الت تشاهد ف كل ذرة من ذرات الوجود بيث صارت كل ذرة من ذرات هذا
الكون تعرب بلسان حالا عن افتقارها إليه سبحانه وتعال وأنه هو الغن الذي ل يتاج إل أي
شيء سواه .وأن كل ما ف الكون إنا يسعد بالضوع لمره والستجابة لداعيه والوقوف عند
حدوده ولذلك تناغى هذا الكون مع هذه القيقة كما يعرب بذلك القرآن الكري عندما قال
ف وصفه سبحانه ( تسبح له السموات السبع والرض ومن فيهن ،وإن من شيء إل يسبح
بمده ولكن ل تفقهون تسبيحهم إنه كان حليما غفورا ) .
والنسان هو واحد من هذه الكائنات آتاه ال سبحانه وتعال ما ميّزه به عليها من الرادة
والتفكي والقدرة على التأثي ف نفسه والتأثي فيما حوله ،فلذلك نيطت به مسئولية عظيمة ،
فهو إن تاوب مع هذا الكون ودار ف فلكه بيث كان مستجيبا لمر ال ،قائما بكم ال
سبحانه وتعال سعد وانعكس أثر سعادته على الوجود ،وإن شذ كان شذوذه داعيا إل التنافر
بينه وبي الكون وكان سببا للفساد كما يعرب عن ذلك قوله سبحانه وتعال ( ظهر الفساد ف
الب والبحر با كسبت أيدي الناس ) .
ومع هذا أيضا فإن طريق التلقي عن ال سبحانه وتعال هو طريق واحد وهو ما يدل عليه
العتراف والشهادة بأن ممدا رسول ال فهذا هو طريق التلقي عن ال سبحانه وتعال بيث
يتلقى النسان السلم الؤمن بال وبنبيه عليه أفضل الصلة والسلم من هذا الطريق عن ال
سواء كان هذا الذي يتلقاه وحيا ظاهرا وهو القرآن الكري أو كان وحيا باطنا وهو السنة
النبوية على صاحبها أفضل الصلة والسلم .
شيدت دعائم حضارة هذه المة على أساس هذا التصور الصحيح والفكر الناصع ،ولكن هل
ظلت المة مستمسكة بذا المر ناهجة هذا النهج ؟؟ كل .فقد دخلت التصورات الباطلة الت
تنقض هذا التصور وإن كانت هي ل تزال تت مظلته حسبما يزعم الكثي الكثي ،وذلك
بسبب التأويلت الباطلة وبناء الفكر على غي قواعد ثابتة من كتاب ال سبحانه ومن هدي
رسوله عليه أفضل الصلة والسلم .
ونن إذا نظرنا إل ما ورثته هذه المة بسبب أن هنالك طوائف من البشر دخلوا السلم وهم
يملون أوزارا ما كانوا يعتنقونه من قبل من الفكار ،وبسبب تأثي السياسة إذا نظرنا إل ما
رزأت به هذه المة من ذلك نرى أن بعض ذلك يعود إل عدم الفهم الصحيح لليان بال ،
وبعضها يعود إل عدم الفهم الصحيح لليان باليوم الخر ،وبعضها يعود إل عدم الفهم
الصحيح للعلقة الت يب أن تكون بي البشر حكامهم ومكوميهم ف هذه الرض .
أما العنصران الولن فهما يرجعان كما قلت إل كون كثي من المم دخلت ف السلم وهي
تمل أوزارا من مواريثها الفكرية السابقة ،والعنصر الخي إنا يرجع إل انراف الذين أخذوا
بزمام القيادة الدينية السياسية ف هذه المة منذ تلك الرحلة البكرة بعدما انتهت اللفة
الراشدة .
أما المران الولن فأولما كما قلت عدم الفهم الصحيح لقيقة اليان بال ،عدم الفهم
الصحيح لقيقة اليان بال أدّى بكثي من الناس إل أن يسلكوا مسلكي متناقضي عجيبي
أولما :تشبيه الالق بخلوقاته ،وثانيهما تشبيه الخلوقات بالقها .
أما تشبيه الالق بخلوقاته فهو أن يوصف ال سبحانه وتعال كما يوصف اللق بأنه مدود
متحيز متحرك يذهب وييء ويفرح ويزن وتعرض له العوارض الت تعرض للبشر حت أنم
قالوا بأنه ينسى نسيانا حقيقيا يليق بلله .وهذا على أي حال إنا هو راجع إل نبذ الحكم
واتباع التشابه وال سبحانه وتعال يقول ( فأما الذين ف قلوبم زيغ فيتبعون ما تشابه منه
ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله ) هذا ضلل ف التصور .
أما الصورة الثانية فهي كما قلت تشبيه الخلوق بالقه وذلك بأن يوصف الخلوقون بصفات
اللوهية بيث ينظر إل طائفة من الناس إما لعنصرهم وإما لالم بأن ينظر إليهم أنم يتصرفون
ف هذا الكون تصرفا مطلقا ،فهم بيدهم البسط والقبض ،والعطاء والنع ،والرفع والفض
والقبول والرفض ،يدخلون النة من يشاءون ،ويرمون من يشاءون منها ،ويلقون ف النار
من يريدون لن المر كله راجع إليهم وتصريف الكون بأيديهم ،وهذا أمر ف منتهى الطورة
هذه العقيدة جاء السلم لجتثاثها فلو صيغت المة صياغة قرآنية من حيث تصورها لكانوا
أبعد ما يكونون عن هذا التصور كما أنم يكونون أبعد ما يكون عن التصور الول .ذلك
لننا نرى أن ال سبحانه وتعال يبي لنا أن أي أحد من خلقه ليس له من المر شيء فال
سبحانه وتعال ياطب عبده ورسوله ممد عليه وعلى آله وصحبه أفضل الصلة والسلم إذ
يقول ( ليس لك من المر شيء ) ويقول له صلوات ال وسلمه عليه ( قل إنا أنا بشر مثلكم
) ،وكذلك يقول له سبحانه وتعال ( قل ل أملك لنفسي نفعا ول ضرا إل ما شاء ال ولو
كنت أعلم الغيب لستكثرت من الي)
فإذن ما معن هذا التعلق بأفراد بسبب عنصرهم أو بسبب حالم وهم أحياء أو أموات ،مع أن
النب صلوات ال وسلمه عليه على عظم شأنه ومنلته العليا عند ال سبحانه وتعال ل يلك من
المر شيئا وهو ف حياته يل ثيابه ويل السمع والبصر ،فكيف هذا التمسك بالموات والتعلق
بالاضي واعتبار أن هؤلء يقدمون ويؤخرون وينفعون ويضرون ،أو التعلق بالحياء من تضفى
عليهم صفة القداسة .وند أن ال سبحانه وتعال ينعى على الشركي مثل هذا العتقد كثيا
ف كتابه عندما يقول عز من قائل ( قل من رب السموات والرض قل ال أفاتذت من دونه
أولياء ل يلكون لنفسهم نفعا ول ضرا قل هل يستوي العمى والبصي أم هل تستوي
الظلمات والنور أم جعلوا ل شركاء خلقوا كخلقه فتشابه اللق عليهم قل ال خالق كل
شيء وهو الواحد القهار )
والقرآن الكري يصور لنا التصوير الصحيح لذه القيقة ف مواضع شت فال تعال يقول ( قل
لن يصيبنا إل ما كتب ال لنا هو مولنا وعلى ال فليتوكل الؤمنون ) ويقول ( وإن
يسسك ال بضر فل كاشف له إل هو وإن يردك بي فل راد لفضله يصيب به من يشاء
من عباده وهو الغفور الرحيم ) ويقول سبحانه وتعال ( ما يفتح ال للناس من رحة فل
مسك لا وما يسك فل مرسل له من بعده وهو العزيز الكيم ) ويقول ( ولئن سألتهم من
خلق السموات والرض ليقولن ال قل أفرأيتم ما تدعون من دون ال إن أرادن ال بضر
هل هن كاشفات ضره أو أرادن برحة هل هن مسكات رحته قل حسب ال عليه يتوكل
التوكلون ) .
الواب عن هذا العلقة ف هذا ظاهرة ذلك بأن ال سبحانه وتعال عندما يوصف بصفات
الخلوقي تذهب هيبة الربوبية الت له سبحانه وتعال ف قلوب عباده ،فعندما يوصف هذا
الالق العظيم بأنه يؤتى به ممولً على سرير من ذهب تمله أربعة ملئكة ،أو أنه يذهب
وييء ويفرح ويزن ،إل غي ذلك من هذه الصفات هل تبقى ف قلوب عباده هيبة كما
يسون بذلك عندما يعتقدون اعتقادا جازما أنه تعال ليس كمثله شيء وهو السميع البصي ،
وأنه عز وجل ل يشبه شيئا من ملوقاته ،ول يشبهه شيء من ملوقاته ،وأنه منه عن كل شبه
بأي شيء من هذه الكائنات فهو ل تعرض له العوارض ول تبدو له البدوات ،ول تكتنفه
القطار ،ول تيط به الهات ،هو الالق الصور البدئ العيد ،قد كان قبل خلق الزمان
والكان ،وهو الن على ما عليه كان ،ل يدرك بعي ،ول يطلب بأين .
أما المر الذي يتعلق باليان باليوم الخر ،فإن اليان باليوم الخر يأت قرين اليان بال ف
كتاب ال سبحانه وتعال ،فنحن نرى أن ال سبحانه وتعال يذكر اليان باليوم الخر مع
اليان به سبحانه وهو يعن أن من آمن بال واليوم الخر فكأنا أمسك حبل اليان من
طرفيه ،واكتنف اليان من قطريه ،ذلك لن اليان بال إنا هو اليان بالبدئ العظيم الذي
خلق فسوى وقدر فهدى ،الذي أسبغ على العبد نعمه ظاهرة وباطنة ،والذي تتجلى عظمته
وكبياؤه ف كل مشهد من مشاهد هذا الكون ،ف كل ذرة من ذرات هذا الوجود ،فهذا
اليان يفز صاحبه إل أن يتفاعل معه تفاعلً تاما ،وذلك بأن يضبط جيع أعماله وفق أمر من
خلقه فسواه وأنعم عليه بذه النعم الظاهرة والباطنة
ولكن مع ذلك تعرض للنسان عوارض يعرض له الذهول وتعرض له الشهوات ،وتتحرك ف
نفسه الغرائز ،وذلك ما يؤدي به إل الوقوع ف مالفة أمره سبحانه وتعال إل أن ذلك كله
يكنه أن يتحكم فيه وأن يضبطه ضبطا متقنا عندما يكون مؤمنا باليوم الخر لن إيانه باليوم
الخر إنا هو إيانه بالعاد ،واليان بالعاد يقتضي أن يكون النسان مفكرا تفكيا عميقا ف
ذلك العاد ،فإن هذا العاش الذي ير برحلته ل يوازي شيئا بانب ذلك العاد ،فالعاد أبدي
والعاش إنا هو لفترة مدودة ،العاد أمر حقيقي والعاش إنا هو حياة وهية إذ ل يدري
النسان مت تنصرم هذه الياة ،فلذلك يتحكم النسان ف رغباته ونزواته ونزغاته عندما
يرسخ اليان باليوم الخر رسوخا ف نفسه على أن يكون تصوره لذلك اليوم تصورا
صحيحا ،تصورا مستلهما من القرآن الكري ومن الصحيح الثابت عن النب عليه وعلى آله
وصحبه أفضل الصلة والتسليم ،ل من المان الفارغة فإن ال سبحانه وتعال يقول ( ليس
بأمانيكم ول أمان أهل الكتاب من يعمل سوءا يز به ول يد له من دون ال وليا ول
نصيا ) وال سبحانه وتعال يقول ف وصف ذلك اليوم ( وما أدراك ما يوم الدين ث ما
أدراك ما يوم الدين يوم ل تلك نفس لنفس شيئا والمر يومئذ ل ) ،ويقول عز وجل ( من
جاء بالسنة فله خي منها وهم من فزع يومئذ آمنون ،ومن جاء بالسيئة فكبت وجوههم
ف النار هل تزون إل ما كنتم تعملون ) ويقول تعال ( من جاء بالسنة فله خي منها ومن
جاء بالسيئة فل يزى الذين عملوا السيئات إل ما كانوا يعملون ) ويقول سبحانه ( من
جاء بالسنة فله عشر أمثالا ومن جاء بالسيئة فل يزى إل مثلها )
عندما يرسخ هذا العتقاد ف النفس فإنه ول ريب يؤدي ذلك إل أن تتفاعل هذه النفس تفاع ً
ل
تاما فتصاغ حياتا وفق هذا العتقد ،ولكن عندما تَفرّغ هذه النفس من هذا العتقد ويكون
هناك تبث بالمان والمال الباطلة ل ريب أن الياة تتحول تولً جذريا من الي إل الشر
ومن الصلح إل الفساد ،فإن النفس البشرية جبلت على الطمع ،والنسان يب العاجلة
وينسى الدار الخرة عندما تيط به شهوات نفسه وتدفعه دفعا إل الوقوع ف الكثي من
الخالفات الشرعية ،ول ريب أن اليان بأن الق سبحانه وتعال يزي كل نفس با عملت
يؤدي بالنسان كما قلنا إل أن يتحكم ف هواه ويسيطر على رغباته ويصوغ حياته صياغة
شرعية
ولكن نرى من أجل ذلك كيف جاء القرآن الكري با يدلنا على أن القول بوعيد ال سبحانه
وتعال هو الذي يكن للنسان بسببه أن يتحكم ف نزغاته ونزعاته وأن يسيطر على أهواءه وأن
يقود نفسه قيادة سليمة إل خي الدنيا وسعادة الخرة ،فال تعال يقول ( فذكر بالقرآن من
ياف وعيد ) ومعن ذلك أن الذي ل ياف وعيد ال سبحانه وتعال ل يديه التذكي
بالقرآن ،فعندما يرسخ ف نفس النسان أن ال سبحانه وتعال إذا وعد وف وإذا توعد عفا ،
ل بد من إن تتز نفس هذا النسان وأن يؤدي به هذا العتقد إل الوقوع ف الكثي من
الخالفات الشرعية ،ولذلك نن ند كيف يصف ال سبحانه وتعال اليهود بالنراف بسبب
رسوخ هذا العتقد ف نفوسهم فهو تعال يقول ( فخلف من بعدهم خلف ورثوا الكتاب
يأخذون عرض هذا الدن ويقولون سيغفر لنا )
وكذلك ند أن ال سبحانه وتعال يذكر أن إعراض اليهود عن الكتاب الذي أنزل عليهم إنا
كان بسبب اعتقادهم أنم لن تسهم النار إل أياما معدودات فقد قال سبحانه وتعال ( أل تر
إل الذين أوتوا نصبا من الكتاب يدعون إل كتاب ال ليحكم بينهم ث يتول فريق منهم
وهم معرضون ذلك بأنم قالوا لن تسنا النار إل أياما معدودات وغرهم ف دينهم ما كانوا
يفترون فكيف إذا جعناهم ليوم ل ريب فيه ووفيت كل نفس ما كسبت وهم يظلمون ) ،
هذه العتقدات انتقلت كما قلنا إل هذه المة وأورثها ذلك ما أورثها من اتباع الهواء
وتشتت الكلمة وذهاب ريها وأن تصبح أمة هزيلة .
فعقيدة الرجاء إذن لا أثر كبي ف تدمي هذه المة ،وف تدمي أخلقها ،وف القضاء على
معنوياتا ،وف الكبوة با بعدما كانت أمة ناهضة قوية عزيزة يسب لا بي المم جيعا كل
حساب .
ول ريب أن مثل هذه العتقدات أخذت تنخر ف جسم هذه المة نرا ،وليس ذلك وليد
اليوم والمس وإنا ذلك منذ بدأ هذا النراف ،أخذت هذه العتقدات تنخر ف جسم هذه
المة نرا حت أصبح مفهوم اليان عندها مفهوما نظريا شكليا ل أثر له ف الياة كأنا الناس
تعبدوا بأن يعتقدوا أن هذا كذا وأن هذا كذا وأل يتأثروا بذا العتقد ف حياتم ،ومن غريب
ما يذكره المام ممد عبده من أمثلة ذلك أن أحد الكباء ف وقته كان يقول :أنا ل أنكر أنن
آكل الربا ولكنن والمد ل مسلم أدين بأن الربا حرام .أي تناقض هذا هو يعتقد أنه يكفيه
أن يعتقد أن الربا حرام ولئن اعتقد ذلك فحسبه هذا العتقد سببا لنجاته من النار .قال المام
ممد عبده تعليقا على ذلك :وقد فات هذا أنه يلزمه بناء على هذا العتقد أن يعتقد أنه من
الذين ياربون ال ورسوله ،وأن يعتقد أنه من أهل الوعيد على أكل الربا .
ولكن با أن هؤلء الناس يعتقدون ما ذكرته من أن هذا الوعيد يطرأ عليه التبديل والتغيي
بسبب عفو ال سبحانه وتعال كما قالوا ( إذا وعد وف وإذا توعد عفا ) ،وأنم ل يرون لذا
الوعيد أثرا ف سلوكهم فلذلك يترأون على مارم ال تعال غي مبالي با .
ونن نرى أن تفريغ اليان من معناه القيقي وهو الثر على هذه النفس البشرية حت تكون
نفسا يعتدي على ذلك ،وهذا يتحي الوقت من أجل أن يتال على ذلك ،كل واحد منهم ل
يشتغل إل بصلحة نفسه بلف ما إذا كان العقيدة راسخة لن كل واحد مزي بعمله ( من
جاء بالسنة فله خي منها ومن جاء بالسيئة فل يزى الذين عملوا السيئات إل ما كانوا
يعملون ) هذا العتقد هو الذي يعل هذه المة متواصلة اللقات أمة قوية .
ونن وجدنا كيف أصاب هذه المة الوهن ،وجدنا شيخا معمما يقود حركة جهادية وينتصر
على العداء ،ويكن ال تعال له ث بعد ذلك يتنازع هو مع الخرين من أجل السلطة ومن
أجل الوصول إل الراكز القيادية ،وعندما يهمش ويتول القيادة غيه ،ويأت العدو بعد ذلك
ليضرب هذا الغي يبدي راحة بسبب ما يصيب أبناء ملته وأبناء بلدته وأبناء جلدته ما يصيبهم
من الدمار ،يبدي الراحة ويقول بأن ضميه مرتاح من هذا .ل يبال بعدوان العدو على أبناء
ملته وأبناء جلدته وأبناء بلدته ،وما يصيب بلده ،وما يصيب شعبه من الدمار ،ذلك كله
راجع إل تكيم الوى .ما منشأ تكيم الوى ؟؟ منشأ ذلك عدم التصور الصحيح ،عدم
إدراك ما لليان من أثر ف نفس النسان حت تتفاعل هذه النفس تفاعلً تاما مع مرضاة
ربا سبحانه وتعال ،ومع مصلحة أمتها ،وتتفان ف ذلك .فلذلك قلت بأن هذه المة هي
باجة إل صياغة جديدة ،صياغة قرآنية ليكون تصورها تصورا صحيحا مبنيا على دعائم من
أدلة القرآن الكري ومن أدلة السنة الثابتة على صاحبها أفضل الصلة والسلم .
ومن هذه التصورات الباطلة الناشئة عن ما ذكرته من قبل من إعطاء الخلوق صفات الالق ،
وما َولِي ذلك من كون النسان ل يؤمن بوعيد ال وعيدا جازما ،ما شاهدناه ف سلوك كثي
من الناس ،وما سجله كثي من العلماء من المثلة الظاهرة الت تؤيد هذه الشاهدات الت
شاهدناها ،أنا بنفسي ما شاهدته ف بعض البلد السلمية أن أهل ذلك البلد ،ول أعن
جيعهم ولكن الكثي منهم ،يقع أحدهم ف ارتكاب جريرة ،ويطالبه صاحب الق بقه ،
ولكن ل يبال بذا كله يوف من ال تبارك وتعال ول ياف ويذكّر باليوم الخر ول يتذكر ،
ولكن إن قال له صاحب الق سيتوسل بأساء أهل بدر حت يستوف حقه ل يكاد يقول له هذه
الكلمة حت ينهار ويرجع ليسلّم تسليما ،ذلك لنم يعتقدون أن لهل بدر رضي ال تعال
عنهم تأثيا ف هذه الياة ليس هو لرب العالي ،كأنا أهل بدر هم الذين ييتون وييون ،
ويعطون وينعون ،ويرفعون ويفضون ،بيدهم كل شيء ،ل يبالون بسلطان ال ولكن يبالون
بأولئك ،مع أن أولئك رضي ال عنهم مع ما لم من النلة والقدر والشأن أفضوا إل ربم
سبحانه وتعال ،فهذا يرجع إل عدم التصور الصحيح لليان والسلم ،أولئك أفضوا إل ال
هم باجة إل أن نقول كلمة دعاء ف حقهم أن نقول رضي ال عنهم وأن نقول أدخلهم ال
تعال النة وأن نقول بوأهم ال مبوأ الرحة وأن نقول رفع ال منازلم يوم الدين إل أن هذا
التصور عشش ف نفوس كثي من الناس
وما يؤسف له أن ند كثيا من العلماء يغذّون هذا التصور الباطل .وقلنا كذلك أمر آخر
يتعلق بعلقات الناس أنفسهم بالياة السياسية الت تكم أفراد الناس عندما جاء النب صلى ال
عليه وسلّم قائدا هذه المة إل الي آمرا بالعروف ناهيا عن النكر داعيا إل ال ،وكان على
رأس الدول السلمية ،كان المر مع كون الوحي ينل على النب صلوات ال وسلمه عليه
شورى بي السلمي ،وكان القرآن ينل ليثبت مبدأ الشورى ،فالق تبارك وتعال يقول لنبيه
صلى ال عليه وسلّم ف مقام حسرة هذه المة على ما أصابا من الوهن والضعف والنكسة
بسبب مالفة الكثي للنب صلى ال عليه وسلّم ف السياسة الربية وذلك ف غزوة حني ،ينل
القرآن مع ذلك ليثبت مبدأ الشورى فيقول ل تعال له ( وشاورهم ف المر ) ذلك لنم وإن
وقعوا ف الطأ إل أن هذا الطأ خطأ عارض ،أما قضية الشورى فهي من الثوابت
ولذلك ل يهدم الثابت من أجل العارض وعندما كانت اللفة الراشدة كان المر شورى ما
بي السلمي كان الليفة كواحد من السلمي يعرض المر عليهم ويطلب منهم مناصحته ،
وكان الليفة يعلن على الل :أيها الناس إذا رأيتم فّ اعوجاجا فقومون .فيقوم أحد من عامة
الناس فيقول له لو رأينا فيك اعوجاجا لقومناه بسيوفنا فما يكون من الليفة إل أن يمد ال
تعال على هذه النعمة لئن يد ف رعيته من يقوّم اعوجاجه بسيفه .وكان الناس يتصورون
جيعا أن سياسة المة ل تقوم إل على العدل ،أن يكون الليفة خليفة عادل ،وأن ياسب من
جيع طوائف المة لنه أجي قائم على راس هذا المر ،أجيا لذه المة وهو مسئول فيما بينه
وبي ال كما أنه مسئول فيما بينه وبي المة ،للبشر أن ياسبوه ف الياة ،كما أن ال
سبحانه وتعال ياسبه ف الدار الخرة .وعندما أفضى المر إل بن أمية اجتثوا هذه القواعد
من أساسها ،وأتوا على هذا المر من قواعده وأقاموا سياسة مبنية على الستبداد بالرأي
والرغبة ف التحكم ،وأشاعوا ف الناس بأن هذا قدر مقدور من ال ،وأن على الميع أن
يسلّم له ،ومن ل يسلّم له فهو شاذ عن أمر السلمي ،خارج عن جاعتهم ،حرب على
السلمي .
وقد رأينا ف كلم العلمة الكبي السيد أب العلى الودودي ف كتابه ( التجديد لذا الدين )
تصويرا رائعا لذا المر عندما وصف الالة ف عهد النب صلى ال عليه وسلّم كانت تثل قمة
السلم ،ث جاء بعد ذلك أبو بكر ،ث جاء بعده عمر رضي ال عنهما ،وكان المر ف
عهدها امتدادا لا كان ف عهد النب صلى ال عليه وسلّم ،ث جاء بعد ذلك الليفة الثالث
وقد كان بلغ من الكب عتيا ،ومع هذا كانت الواهب الت أوتيها العظيمان اللذان قبله ل تتوافر
فيه ،فدخل بعض الناس الذين هم استغلوا هذه الالة الت كان عليها الليفة ف آخر سنه من
أجل شق صف هذه المة ،ومن أجل ماولة الستئثار والبلوغ إل الرغبات ،وف مقدمة
هؤلء مروان بن الكم الذي هو معروف ابن طريد رسول ال صلى ال عليه وسلّم ،فأدى
المر إل الفتنة والشقاق ،ث جاء الليفة الرابع المام علي بن أب طالب كرّم ال وجهه
ووجد المر فيه شيء من التداعيات ،فلم يستطع أن يصلح ما تقدم بسبب هذه التداعيات
وتغلغل هؤلء الذين أرادوا أن يستبدوا بسياسة المة ،وبعد ذلك انقلب المر إل جاهلية
متحكمة ف حياة الناس ،جاهلية يقول فيها السيد أبو العلى الودودي هي أخطر من الاهلية
الول ،ذلك لن هذه الاهلية تلبس لبوس السلم ،فكل من أراد مقاومتها حورب باسم
السلم
وند من الفكرين السلميي من يقول بأن ذلك العصر كانت الياة تدور فيه حول شخص
واحد وهو شخص الليفة ،من أجله يكدح الكادح ،ويزرع الزارع ،ويصد الاصد ،
وتمل الامل ،وتلد الوالدة ،من أجله ترج الرض خياتا ،وحوله تدور حياة المة بأسرها
،قال بأن هذا العصر إنا هو عصر شبيه بعصر القياصرة والكاسرة وليس هو من السلم ف
شيء ،وهو ف حكم السلم ليس حريا أن يبقى يوما واحدا .ولكن مع السف كان هذا
هو النهج الذي اختطه هؤلء لنفسهم وأثروا به على العامة فأصبحت العامة تتفاعل به تفاعلً
تاما مع هذا النهج ،وأن كل من خرج هذا النهج أو حاول أن يصلح المر فهو إذن باغ
خارج عن سبيل السلمي ،مارب للخلفة السلمية ،متنكر لذه اللفة إل آخر ما كانوا
يرددونه .وأخذت البواق الت تدعو إل هذه السياسة يتردد صداها هنا وهناك ،وتوضع
الحاديث الكثية بأن لؤلء الطاعة الطلقة وإن ضرب أحدهم ظهرك أو أخذ مالك ما عليك
إل أن تضع وتنقاد .
إذن كلمة ل إله ال بناء على هذا إنا هي وسيلة للستبداد والظلم والتسلط على رقاب
الناس ومن التناقضات العجيبة والفارقات الغريبة أن ند الذين يروجون لذا المر يقولون بان
القيام على هؤلء حجر مجور ل يوز أبدا ،لكن لو وجد من يقوم عليه أو من يقوم على
خليفة عادل مبايع بيعة شرعية بصفة شرعية على نج كتاب ال وسنة رسوله صلى ال عليه
وسلّم ،ث بعد ذلك يتغلب هذا القائم على الليفة العادل الؤمن الوف التقي الصال ويستبد
بالمر دونه فإن طاعته تصبح واجبة ،وتصبح خلفته شرعية ،وتصبح بيعته ف جيع رقاب
المة ،وعلى الناس جيعا أن يطيعوا وأن يضعوا وأن ينقادوا
فإذن مثل هذه التصورات جيعا هي ل بد من إعادة النظر فيها ،ول بد من بيان أن النهج
الصحيح الذي جاء به السلم هو العدل .النب صلى ال عليه وسلّم يقول ( لتأمرن بالعروف
ولتنهون عن النكر ولتقبضن على يد الظال ولتأطرنه على الق أطرا أو ليخالفن ال بي
وجوهكم ) فإذن ما معن هذا الديث الذي يلزمنا أن نقبض على يد الظال ونأطره على الق
أطرا ومع ذلك يقال بأن هذا الظال تب له الطاعة كما يطاع ال تبارك وتعال ،تعطف طاعته
على طاعة ال سبحانه وتعال .
هذا التصور الذي ساد ف نفوس هذه المة وساد ف واقع هذه المة هو الذي انرف بذه
المة كما قلنا عن النهج الصحيح .
ســؤال :
شكرا ساحة الفت على هذه القاضة ف مفهومكم لعادة صياغة المة وقد فهمنا من ذلك أن
إعادة صياغة المة من جديد تقوم على هدم التصورات الباطلة ،وتصحيح الفاهيم الثلثة وهي
اليان بال واليان باليوم الخر والعلقة بي الاكم والحكوم لتكون مفاهيم قرآنية ،ومع
هذا التفصيل نقول :ساحة الفت :هذا الشروع النهضوي الضخم من أجل إعادة صياغة المة
من جديد ل شك أنه يتطلب خطوات كثية فما خطوات العادة ف تصور ساحتكم ؟؟
الواب :كل أحد مطالب بأن يؤمن بكتاب ال وأن يؤمن بالسنة الصحيحة الثابتة عن رسول
ال صلى ال عليه وسلّم ،وأن ل يؤثر هوى نفسه على ما جاء كتاب ال سبحانه وعلى ما
جاءت به سنة نبيه صلى ال عليه وسلّم وال عز وجل يقول ( وما كان لؤمن ول مؤمنة إذا
قضى ال ورسوله أمرا أن يكون لم الية من أمرهم ومن يعص ال ورسوله فقد ضل ضللً
مبينا ) ،ونن أمرنا أن تستهدي بالكتاب العزيز ال تبارك وتعال يقول ( إن هذا القرآن
يهدي للت هي أقوم ) ،ويقول سبحانه ( وننل من القرآن ما هو شفاء ورحة للمؤمني ) ،
ويقول تعال فيه ( ذلك الكتاب ل ريب فيه هدى للمتقي ) ،ويقول فيه ( هدى ورحة
للمحسني ) ،ويقول فيه ( هدى وبشرى للمسلمي )
القرآن أنزله ال سبحانه وتعال ليكون هداية للعالي ،والسنة الثابتة الصحيحة الثابتة عن النب
عليه أفضل الصلة والسلم هي الصدر الثان للتشريع ،والصدر الثان للفكر عند هذه المة ،
فإذن لوء هذه المة إل الكتاب العزيز وإل السنة النبوية على صاحبها أفضل الصلة والسلم
أساس هذا الي كله ،ولكن كيف ؟ يكن لذه المة أن تتغلب على موروثاتا الفكرية الت
عششت ف أذهانا وسادت ردحا من الزمن ،وغذيت با غذيت به من دعوات الدعاة
وترويج الروجي ،حت صار رسوخها كرسوخ البال الرواسي ف نفوس هذه المة ،
كيف يكن لذلك أن يؤتى عليه ؟
الواب على أي حال ذلك سهل لن سهله ال تبارك وتعال له ،ومن العلوم أن العتقدات الت
كانت سائدة ف المم عندما بعث النبيون كان رسوخها رسوخا عجيبا ،وكان التعصب لا
تعصبا مقيتا ،وكانت تعتب جزءا من حياة تلكم المم بيث ل يكد لم فكاك عنها ،إل
وضوح الجة وسطوع البهان وطريقة القناع أدى إل هدم تلكم العتقدات جيعا ،واجتثاثها
من أصولا ،وإقامة حياة نظيفة قائمة على التصور الصحيح والفكر السليم .ويكن لي أحد
أن يتغلب على هذه الفكار عندما يتجرد تردا تاما كأنا ل يغذ بأي فكر من قبل ،يأت إل
كتاب ال سبحانه موقنا أن هذا القرآن يهدي للت هي أقوم ،وأن الحتكام يب أن يكون إليه
( فإن تنازعتم ف شيء فردوه إل ال والرسول إن كنتم تؤمنون بال واليوم الخر ذلك خي
وأحسن تأويل ) عندما يكون الرجوع إل الكتاب العزيز وإل الفهم الصحيح للقرآن الكري
يكن لذه المة أن تتغلب على كل هذه العراقيل وأن تذلل هذه العقبات .وعلى أي حال يلزم
قبل كل شيء تشويق النفوس إل التجرد والحتكام إل القرآن وإل السنة النبوية على صاحبها
أفضل الصلة والسلم ،عندما تكون هذه الدعوة قائمة ف أوساط هذه المة ل ريب أنا
ستعطي ثرا يانعة وستحقق نتائج ممودة بشيئة ال وهذا ما نرجوه بعون ال
وأنا عندما ذكرت ما يب أن تتجرد منه هذه المة ذكرت قضايا هي الوروثات القدية لن
الوروث القدي له أثر أكب ،و إل فهناك الكثي الكثي من المور الت استجدت على الساحة ،
ومن بي القضايا الت استجدت للسف الشديد انبهار هذه المة بالضارة الغربية ،بيث أدى
بم هذا النبهار إل قبولا على علتا ،وعدم التفريق بي النافع والضار منها ،وذلك نتيجة ما
أصاب هذه المة من الزية النفسية ،وما أصابا من الشعور بركب النقص فإن ذلك أدى با
إل أن تكون أمة تضع كل الضوع لعدائها ،و على أي حال هذا أمر يكون مقدور عليه
عندما يكون الحتكام إل القرآن بيث تعرف المة مصدر عزتا ومصدر هاديتها ،عندما
يكون الحتكام إل القرآن الكري كل هذه المور يكن للمة بشيئة ال تعال أن تتخلص منها
ســؤال :
ساحة الشيخ :يقول البعض بأن مسية الفكر السلمي هي سلسلة من ردود الفعال ،فربا
يقول قائل وأخذا من الفقرة الخية ف حديثكم ربا يقول قائل أن هذه الدعوة ييلها الشعور
بالطر الداهم والأزق الرج الذي تعبه المة الن .فهل هذه الدعوة فعل ،أم رد فعل ؟ هل
هي نتاج يسي ف سياق حركة تطور الفكر السلمي ف سياقها الطبيعي ،أم هو رد فعل
للشعور بالطر الداهم الذي تواجهه المة الن ؟؟
الواب :هذه الدعوة ليست إل تفاعلً مع عقيدة المة الراسخة ،عقيدة اليان الت جاء با
القرآن ،وجاءت با السنة النبوية على صاحبها أفضل الصلة والسلم .هي دعوة إل عودة
المة إل أصولا واكتشاف هويتها ،ومعرفة عقيدتا ،ومعرفة الصحيح والباطل من مسلكها ،
ومعرفة الصواب والطأ ف نجها ،إذن ليس هذا رد فعل وإنا هو عي الواجب الذي تفرضه
على هذه المة عقيدتا ،فنحن علينا أن ننظر هل السلم الذي جاء به النب عليه أفضل الصلة
والسلم بل جاء به الرسلون من قبل ،هل هذا السلم أنزل من قبل ال سبحانه وتعال ليكون
أمرا شكليا ل أثر له ف حياة المة ؟ هل هذا السلم أنزل ليكون نظريات تدغدغ أذهان
هذه المة من غي أن يكون لا تأثي عليها ف حياتا ؟ ل .إن السلم هو منهج حياة ،ولا
كان منهج حياة ،فإن هذا السلم يب أن يكون يتجسد ف كل جزئية من جزئيات حياتا ،
وذلك ما ل يتم أبدا إل عندما يكون هنالك تصور صحيح ،تصور قائم على فهم القرآن
الكري والسنة النبوية على صاحبها أفضل الصلة والسلم ،ونبذ العصبيات العمياء الت مزقت
هذه المة بيث تتعصب كل أمة منها لوروثها الفكري ،وتدع النظر ف كتاب والنظر ف
هدي رسوله صلى ال عليه وسلّم .عندما يكون هنالك تاوز لذه العصبيات بيث ينشد كل
أحد القيقة ل بد بشيئة ال سبحانه وتعال من التغلب على هذه الهواء ،والسيطرة على هذه
النعات ،والوصول إل هذه الغاية الرجوة .
ســؤال :
ساحة الشيخ :لكن هل ستطال إعادة الصياغة صلب مناهج الدراسات السلمية التفسي
وأصول الفقه وعلوم الديث مثلً ،أم ستقتصر إعادة الصياغة على التطبيقات وستكون تكرارا
للدعوات الت نسمعها دائما ،بعن آخر هل دعوة إل بعث روحي فحسب دون إعادة النظر
ف النهج ،هل ترون أن علوم الشريعة وآلت الستنباط والجتهاد ف هيئتها الراهنة الوروثة
كافية للتعامل مع العصر الديث ؟؟ ،وإذا أردنا طرح السؤال بطريقة أخرى هل نح علم
الديث من تنقية السنة من شوائب الوضع ؟؟ ،هل سيتقدر علم التفسي بختلف طرقه التفسي
بالأثور والتفسي بالرأي ومع احتفاله الشديد بالعن اللغوي وخفوت عنايته بروح النص هل
سيقتدر مع ذلك على تمل التصور القرآن وأداءه للعالي ؟؟ وهل علم أصول الفقه ف طريقتيه
طريقة الفقهاء وطريقة التكلمي هو ناية التصور لذا النهج إذا أردنا إعادة صياغة المة من
جديد ؟؟
الشيــخ الليلـي :
الواب :هنالك فرق بي الثوابت والتغيات ،وهناك فرق بي الوسائل والقاصد ،القصد
كما قلنا هو الوصول إل هذه الغاية ،والوسائل تتلف فيها النظار ،والثوابت ل مساس با ،
إنا هي ثوابت ،والتغيات يكن لكل أحد أن يتهد فيها إن توافرت عنده آلة الجتهاد وكان
قادرا عليها ،وعلى أي حال أولً وقبل كل شيء نن ننظر ف نفس هذه الوروثات من هذه
العلوم ،هل هي حقائق تطبق ،أو هي نظريات ؟؟ ،نن نرى لو جئنا إل علم الديث مثلً
نرى أنه ما يقوله الحدثون جيعا بأن الديث ل يرقى على درجة الصحة ،ول يعتب حديثا
صحيحا حت يكون غي متصادم مع القرآن الكري ومع التواتر من السنة النبوية على صاحبها
أفضل الصلة والسلم
ولكن هل طبق ذلك تطبيقا صحيحا بيث أنه أخذ بالديث الذي يتفق مع مدلول القرآن ،
وترك الخذ بالديث الحادي الذي يتعارض مع مدلول القرآن ؟ ل .بل ند التناقض بي
علماء الديث بي ما يؤصلونه وما يسيون عليه ،ند هناك تناقضا عجيبا من أمثلة ذلك نرى
أن اللبان يقول ف الديث الذي أخرجه المام الربيع بن حبيب رحه ال من رواية ابن عباس
( إنكم ستختلفون من بعدي ،فإذا جاءكم عن حديث فاعرضوه على كتاب ال ،فإن وافقه
فهو عن ،وإن خالفه فليس عن ) يقول بأن هذا الديث حديث باطل ل يصح ،هو من وضع
الزنادقة ومن وضع الوارج و ..إل آخره ..ث يقول :لو جئنا وحكمّنا هذا الديث نفسه
وعرضنا هذا الديث نفسه على القرآن لوجدناه حديثا باطلً لن القرآن يأمرنا بطاعة النب
صلى ال عليه وسلّم ،ولا كان يأمرنا بطاعة النب صلى ال عليه وسلّم فإذن علينا أن نأخذ بذا
المر ونرفض هذا الديث تبي لنا بذا القياس أنه حديث باطل ..ال .
أولً للنظر هل الديث يقول بأنه يُرفض شيء ثابت عن النب صلى ال عليه وسلّم ،أو يقول
بأن معرفة التمييز بي الصحيح وغيه من جلة طرقه أن نرجع إل القرآن لننظر ف موافقة الرواية
للقرآن وعدم موافقتها ،ث للنظر ف مسلك الصحابة رضوان ال عليهم ،نن نرى أن
الصحابة رضوان ال عليهم كانوا مع قرب عهدهم بالنبع بالرسول صلوات ال وسلمه عليه
كانوا يرصون كل الرص على أن يأخذوا بالرواية الت ل تتعارض مع القرآن ،وعندما تأتيهم
رواية يشتّموا منها أي معارضة للقرآن ل يقبلون ذلك ،عمر بن الطاب رضوان ال تعال عليه
ردّ حديث فاطمة بنت قيس ،مع أن فاطمة بنت قيس صحابية وقد روت عن النب صلى ال
عليه وسلّم أنا طلقت ف عهده طلقا بائنا ول يفرض لا نفقة ول سكن ،فقال عمر رضي
ال عنه :ل نترك كتاب ال لقول امرأة ل ندري أذكرت أم نسيت .
هذا مع أنه ليست هنالك واسطة بينها وبي النب عليه أفضل الصلة والسلم ،إنا تلقت
الكم من النب صلوات ال وسلمه عليه والكم مباشر ،ل يكن هذا الكم حكما ف غيها
وإنا كان حكما فيها ،وصاحب القصة هو أول بأن يفظ ،كذلك ما ثبت عن عائشة رضي
ال تعال عنها أنا ردت رواية ابن عمر بل ردت رواية عمر رضي ال عنه أن اليت يعذب
ببكاء أهله عليه .وقالت ف عبدال بن عمر :يغفر ال لب عبد الرحن أما إنه ل يكن ليكذب
على النب صلى ال عليه وسلّم ولكنه لعله سع النب صلى ال عليه وسلّم يقول ف الرأة اليهودية
الت مر على أهلها يبكون عليها إنم ليبكون عليها وإنا لتعذب ببكائهم عليها .هي ردت
الرواية فقالت :حسبكم القرآن ( ل تزر وازرة وزر أخرى )
كذلك عندما سئل جابر بن زيد رحه ال عن حديث تري ذوات الناب من السباع أو
حديث المر الهلية نسيت ذلك هو ف صحيح مسلم قال :قد كان يقول ذلك الكم بن
عمرو الغفاري عندنا بالبصرة ولكن أب ذلك البحر قال :ل نترك كتاب ال لقول أعراب إل
آخره .فإذا كان هؤلء الصحابة يرفضون روايات جاءت من طرق صحابة ثقات ،فهل
هؤلء ف ميزان اللبان من الزنادقة الذين كانوا يردون سنة النب صلى ال عليه وسلّم اتباعا
للهوى ؟ ،أو أنم كانوا يرصون على السلمة ،ث ند التناقض ما بي هذا الذي قاله اللبان
هنا وما بي ما قاله ف كتاب ( آداب الزفاف ) ند التناقض بينا
ففي كتاب آداب الزفاف تعرض لرمة الذهب على النساء بناء على رأيه الذي خالف به
إجاع المة ،حيث يقول إن الذهب حرام على النساء ،مع أن بعض العلماء نقلوا الجاع
على خلف هذا الرأي ،ومن الذين نقلوا ذلك الافظ ابن عبد الب والافظ ابن حجر
العسقلن نقلوا الجاع على إباحة الذهب للنساء ،فهو اعترض على رواية الجاع وقال بأن
رواية الجاع ل تصح ،ونقل عن ابن القيم بأنه يب أن ينظر ف رواية الجاع فل تقبل أي
رواية للجاع فإنه ل إجاع إل إن كان له أصل من السنة ،ول سنة إل إن كان لا أصل من
الكتاب ،ند التناقض بي ما ذهب إليه هنا وهناك .فإذن كثي من أئمة الديث أو علماء
الديث وقعوا ف الكثي من التناقضات .
ث إذا جئنا إل قضية التعديل والتجريح ند هذه القضية شيبت بالكثي الكثي ،فلربا كان
تريح أحد من الرواة بسبب موقف سياسي ما كان يتفق مع السياسة الت كانت متغلبة ف
ذلك الوقت وكانت متسلطة ف ذلكم العصر ،ولربا كان ذلك بسبب عدم اتفاق ف قضية من
القضايا مع جهور الحدثي بيث كان لذا الراوي موقف معي ،وكانت العصبية تدعو إل أن
يعتب مروحا ترفض روايته ول تقبل
فإذن قضية التعديل والتجريح يب أن تكون مردة من العصبيات الذهبية مردة من الهواء ،
فأنا أعجب عندما أقرأ مثلً ف كتب نقد الرجال ما يكيه البعض من أن عمرو بن عبيد كان
عندما يصلي أمام الناس يصلي صلة الاشع القانت الواه وعندما يصلي بنفسه يصلي صلة
فيها لعب وفيها تلفت وفيها وفيها ..ال مع أن عمرو بن عبيد كان رجلً مشهورا بالزهد ،
ولكن هذا إنا راجع إل العصبية لن الرجل كان معتزليا وبسبب كونه معتزليا أصحاب
الديث ل بد أن يقدحوا فيه وأن يرموه بذه التهم هذا أمر يب أن ينظر فيه ،وأن يعاد النظر
ف رواية الحاديث .
أما بالنسبة للتفسي فالتفسي على أي حال إما أن يكون مستندا إل أدلة ثابتة ،وإما أن يكون
بلف ذلك ،ما كان مستندا إل الدليل الثابت فعلينا أن نقبله ،ولكن أن يرد حكم جاء به
القرآن الكري ،أو قضية نص عليها القرآن الكري لجل أن السواد العظم ل يرى ذلك ،هذا
أمر فيه خطر كبي ،ث إن اللغة العربية هي وعاء القرآن ول بد من فهمها فهما دقيقا ،وكيف
ونن نرى أنه تُصرف ف هذه اللغة ف تفسي القرآن الكري كثيا ليتوافق هذا التفسي مع أمور
صارت راسخة ف أذهان طائفة من المة حت ل يصطدم التفسي مع ما ما رسخ أذهانا ،هذا
من جلة المور الت ينبغي النظر فيها
كذلك إذا جئنا إل أصول الفقه ،ل ريب أن أصول الفقه هي قواعد هي ف الصل منضبطة
من أجل ترسيخ اللكة لستنباط الحكام الشرعية من أدلتها التفصيلية ،ولكن مع هذا كله
هنالك فرق بي قضية وأخرى ف ردها إل قواعد هذه الصول ،جهور المة مثلً يقولون بأن
العام دللته دللة ظاهرة ،ليست دللة نصية ،وأن دللته دللة ظنية ليست قطعية ،هذا مسلّم
،هذا مسلم ف الفروع أما ف الصول الثابتة فل يكن أن يكون دللة العام دللة ظنية .ف
الصول الثابتة كيف يكون دللة العام دللة ظنية ؟؟ هب أن كل عام خُصص ومن أجل ذلك
كان دللة أي عام دللة ظنية ماذا عسى أن يقول القائل ف قول ال تعال ( ل تفى عليه خافية
) ،هل يقول هذا بأن هذا العموم يصص ؟ ،وأن بعض ألشياء قد تكون خافية على ال
سبحانه وتعال ؟ ،وأن هذه الدللة دللة ظنية ؟ ،واعتقاد أن ال سبحانه وتعال عليم بكل
شيء هذه دللة هل يكن أن يؤخذ بذا ؟ .
قول ال تعال ( ل يلد ول يولد ول يكن له كفوا أحدا ) هل يكن أن يصص ؟؟ قوله ( ل
يلد ) عام ل يلد أي أحد ،هل يكن أن يكون ذلك مصصا بسبب أن هذا اللفظ لفظ عام ،
وأن تكون هذه الدللة دللة ظنية ،وأن يعذر من نسب إل ال تعال ولدا .
كذلك ( ل يولد ) ،كذلك ( ل يكن له كفوا أحد ) هل يقال بأن هذه الدللة دللة ظنية ؟
( فاعلم أنه ل إله إل ال ) هذا أيضا لفظ عام ،نفي لكل إله إل ال سبحانه وتعال ،هل
يقال بأن هذا النفي ظن ؟ وأن هذه الدللة دللة ظنية ؟
ســؤال :
إعادة الصياغة تتاج إل كوادر ينهضون لعادة الصياغة ،إل أشخاص يتمثلون هذه الفكرة
وينادون با ،فهل أنتم راضون ساحة الشيخ عن الؤسسات العلمية والعاهد القائمة على
تدريس علوم الشريعة ؟ هل ترون أنا قادرة ف وضعها الراهن على ماراة حركة التطور السريع
ومساوقة العصر ؟ هل ترون أنا تفلح حت الن ف تريج الداعية الفقيه والتزن الواعي بعاله ؟
لسيما وأن الدعوة إعادة الصياغة تتطلب دعاة وفقهاء من نوع خاص قلما نراهم بي أفواج
التقليديي الذين ترجهم معاهد العلوم السلمية ف وضعها الراهن ؟؟ .
العاهد والؤسسات التربوية والعلمية إنا هي من صنع البشر ،وما كان من صنع البشر فإنه
يكن أن يتغي بي حي وآخر ،ل يلزم أن يكون على نج واحد ودخول التعديل والتغيي فيه
أمر وارد ،ولذلك كانت جيع الناهج الدراسية ف هذه الؤسسات العلمية خاضعة للتجربة
وخاضعة للنظر هل هي صالة لذا العصر أو غي صالة ،ومن أجل هذا فإنه ل بد من إعادة
النظر ف هذه الناهج ،وف هذه النظم الت تسي عليها هذه الؤسسات لنرى كيف يكون وضع
الريج الذي يظى بالدراسة فيها .
ومع هذا كله فإن هنالك ضرورة داعية إل أن يرب هؤلء جيعا أولً على تعظيم كتاب ال
سبحانه وتعال ،وعلى تعظيم السنة الثابتة عن النب عليه وعلى آله وصحبه أفضل الصلة
والسلم ،وعلى احترام السلف احتراما ل يصل على حد القداسة ،بيث يعتب أن كل ما
جاءوا به هو ل يوز النظر فيه ،ول يوز تعديله ول تغييه ،وأنم مبءون من جيع الخطاء ،
هذا أمر غي جائز ،كل أحد يؤخذ من كلمه ويرد إل صاحب هذا القب إل النب صلوات ال
وسلمه عليه فإنه الذي ل يكن أن يعترض على شيء ما جاء من قبله عليه الصلة والسلم .
ولكن بطبيعة الال مرت فترة جدت حركة البداع عند هذه المة وقل النظر والجتهاد ،
وسلّم الناس تسليما بكل ما وجدوه عن أسلفهم .وقد وصلت الغالة ف ذلك إل حد بعيد ،
ول أدل على هذا ما نده من النصوص البعثرة ف كتب العقيدة وكتب التفسي وغيها ،تلكم
النصوص الت تعلنا نار من أمرها ومن أمر قائليها .نصوص عجيبة ند مثال ذلك ما يقوله
الصاوي ف حاشيته على الللي أنه يب على جيع الناس أن يقلدوا الئمة الربعة ومن ل
يقلدهم فهو ضال مضل ،ولو أنه وافق ظاهر القرآن والحاديث الصحيحة وأقوال الصحابة .
هذا كلم ف منتهى الطورة ،يُنسف ما يدل عليه القرآن ،ويُنسف ما جاءت به السنة
الصحيحة ،وتُنسف أقوال الصحابة الذين هم خي جيل من أجل قول أربعة أئمة اجتهدوا
وبذلوا جهدهم من أجل الوصول إل القيقة والوصول إل الق ،ولكن ل يدّعوا لنفسهم
العصمة ،ول يدّعوا لنفسهم السلمة من الطأ ف أي يوم من اليام ،بل هم كانوا يدعون
أتباعهم إل النظر والجتهاد مثل هذا قول الزرقان ف جوهرته :
ومن أعجب المور أن نرى التناقضات العجيبة عند كبار العلماء الحققي أحيانا ،نرى ما
نعجب منه ،على سبيل ذلك الفخر الرازي يقول بأن دللة اللفاظ دللة ظنية ،ذلك لن
اللفاظ تفتقر إل نقل اللغات ومعانيها بذه النقول هي نقول أحادية ولا كانت نقولً أحادية
والحاد مظنون ،وما بن على الظن ل يتجاوز إل مرتبة القطعي ،لنسكت .هذا رأي رآه
لنسكت عنه .لكن ما الذي فرّع عليه فيما بعد ؟؟ عندما يأت إل قول ال سبحانه وتعال ( ل
تدركه البصار وهو يدرك البصار وهو اللطيف البي )
يقول إن ال تبارك وتعال تدح هنا بنفي إدراك البصار له ،تدح بنفي الرؤية عنه ،وال
سبحانه وتعال ل يتمدح بنفي مطلق إنا يتمدح بقيقة ثابتة ل بالعبث ،ولا كان متمدحا
بنفي الرؤية ول يتدح سبحانه وتعال بنفي مض ،فإذن هذا دليل على إمكان الرؤية .والمة
اختلفت منهم من قال ال تبارك وتعال يرى فقال بواز الرؤية وبوقوعها ،ومنهم من قال
باستحالتها وبعدم وقوعها ،ول يوجد أحد يقول بإمكانا -يقول بأنا مكنة ولن تقع -وبناء
على هذا فإن هذه الية إما أنا إمتداح وال سبحانه ل يتدح إل بمكن ،وهذا المكن من قال
بإمكانه قال بوقوعه فهي دليل قطعي على إمكان رؤيته تعال وعلى ثبوت هذه الرؤية .هو
ناحية يقول بأن الدليل النقلي أي دلئل الكتاب ودلئل السنة التواترة هي دلئل ظنية مهما
كان الدليل النقلي لنه دليل لفظي فهو دليل ظن ،ومن ناحية أخرى يعل من دللة الدليل
على الشيء أنه دليل قطعي على عكس ذلك الشيء
فإذن لنرجع إل قاعدته الت أصّلها إذا أردنا أن نطبقها على قوله ال سبحانه وتعال ( ل يلد ول
يولد ول يكن له كفوا أحد ) بناء على القاعدة الت طبقها فإن دللة الية على نفي الولد عن
ال دللة ظنية ،ودللتها على نفي الولودية على ال أيضا دللة ظنية ،ودللتها على نفي
الكفء عن ال تعال دللة ظنية ،وبناء على النهج الذي نجه فإن دللة هذه النصوص على
إثبات الولد ،وعلى إثبات كون ال مولودا ،وعلى إثبات وجود الكفء له سبحانه دللة
قطعية .فيستخلص من ذلك أنه بناء على هذا الذي أصّله تكون الدللة على إثبات الولد ل
تعال ،وعلى إثبات الوالد ل ،وعلى إثبات الكفء ل دللة ظنية .
كذلك إذا جئنا بناء على ما أصّله يقول الق سبحانه وتعال ( وأنه تعال جد ربنا ما اتذ
صاحبة ول ولدا ) دللة الية على نفي الصاحبة عن ال ونفي الولد دللة ظنية ،ولكن بناء
على النهج الذي نجه يكون إثبات الصاحبة وإثبات الولد ل سبحانه وتعال أمرا قطعيا .
كذلك ( ل تأخذه سنة ول نوم ) بناء على التأصيل الذي أصله نفي السنة والنوم عن ال أمر
ظن ،وبناء على النهج الذي نجه يكون إثبات ذلك أمرا قطعيا ،وف إثبات السنة ل وإثبات
النوم ل تعال أمرا قطعيا .
قول ال تعال ( ول يظلم ربك أحدا ) نفي الظلم هنا عن ال تعال بناء على الصل الذي
أصّله هو أمر ظن ،وبناء على ما اتبعه ف مسلك استدلله يكون ذلك أمرا قطعيا .
هذه المور هي الت يب أن تترفع عنها المة ،وهي الت يب أن تنتزع من مناهج الدراسة
لتسي المة سيا سليما ف اتباع الق ،والتعويل على الدليل ،وعدم التأثي على الدليل بسبب
هوى النفس .
ســؤال :
هذا سؤال أعتذر عنه مقدما ولكن القصود منه تبئة ساحة الفكرين الذين يريدون الي لذه
المة ،ثة من يقول بأن الطالبة بالتجديد ف نوعية التعليم ومناهج لتعليم الدين ظهرت ف
مصر ف عهد الستاذ ممد عبده ف وقت الذي انتشرت فيه الاسونية والعلمانية ،وظهرت
على يد ممد إقبال لنه قدم بفلسفة أوروبية من ألانيا ،وتظهر الن عند كثي من الفكرين
لتأت متناغمة مع التوجه المريكي والضغط من أجل تغيي مناهج التعليم ،والتعليم الدين
خصوصا ف البلد السلمية .أل تشون ساحتكم من أن يفسر البعض إل إعادة صياغة المة
وإل إعادة مناهج التعليم أن تفسر بثل هذا التفسي الذي فسر به سابقا ؟ .
الشيــخ الليلـي :
الواب :من أراد قدحا ف فكرة أو قدحا ف شخص ل يجزه عن ذلك حاجز ،ول ينعه من
ذلك مانع ،ولكن المر يب أن ينظر إليه نظرة واقعية فاحصة ،ل نظرة منبعثة من هوى
النفس والرغبة ف النتقاد ،فعلى أي حال قد يقول ذلك قائل ،وأنا ل أستطيع أن أمنع ألسن
الناس أن تنطلق با وقر ف نفوسهم من هوى النفس ،فإن هوى النفس متحكم ف حديثهم إل
أن تكون هذه المة أمة قوية ،أمة غي خاضعة للمم الخرى ،
أمة تعوّل على فكرها الذي جاء به دينها ،ل تعول على الفكار الستوردة ،ول تبن أفكارها
على ما تتلقفه من هنا ومن هناك ،طالا قلت بأن هذه المة عليها أن تستقل ،وأن تتخلص من
التبعية العمياء لغيها ،هي أمة أرادها ال سبحانه وتعال أن تكون أمة عزيزة ،وطالا قلت بأن
هذه المة ل تسعد ول تسلم ول تتمكن من تبوأ مكانتها الت هي جديرة بأن تتبوأها إل عندما
تتخلص من هوى موالتا لعدائها لن ال تبارك وتعال يقول ( يا أيها الذين آمنوا ل تتخذوا
اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولم منكم فإنه منهم إن ال ل يهدي
القوم الظالي ) ،ث يبي سبحانه أن هذه الوالة ناجة عن مرض نفسان حيث يقول ( فترى
الذين ف قلوبم مرض يسارعون فيهم يقولون نشى أن تصيبنا دائرة فعسى ال أن يأت
بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا على ما أسروا ف أنفسهم نادمي )
و كثيا ما قلت بأن هذه التبعية وهذه الوالة تفضي والعياذ بال إل الرتداد لن ال تعال ف
معرض التحذير منها حذر من الرتداد حيث قال ( يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن
دينه فسوف يأت ال بقوم يبهم ويبونه أذلة على الؤمني أعزة على الكافرين ) ،وقلت
أكثر من مرة أيضا بأن حصر المة ولءها ف ولئها لربا سبحانه وتعال ولنبيها صلى ال عليه
وسلّم وللمؤمني هو السبب ف التمكن والغلبة والنتصار وانضمامها إل حزب ال فإن ال
تعال يقول ( إنا وليكم ال ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلة ويؤتون الزكاة وهم
راكعون ومن يتول ال ورسوله والذين آمنوا فإن حزب ال هم الغالبون )
فإذن أنا دعوت واضحة ،إنا أدعو إل نبذ ما يكون سببا لتباع الوى ،سببا لذه التبعية
العمياء من هذه المة لعدائها ،ونن وجدنا ف ظل هذا النبهار بأعداء السلم ف ظل غياب
الفاهيم الصحيحة ،وف انسار الفكر السلمي الصحيح وجدنا كثيا من تبط الناس تبطا
عجيبا ،قبل ما يقارب عقدين من السني من الن كان رئيس دولة صليبية يصب الويلت على
رؤوس السلمي صبا ف تلكم الدولة ،وهو رجل صليب حاقد متعصب ،ويرص على إبادة
السلمي الوجودين هناك ،وكانوا بقدر مستطاعهم يدافعون عن شخصيتهم ،ويدافعون عن
دينهم ،ويدافعون عن استقللم .زار زائر تلكم الدولة ورجع من هناك يتحدث عن إعجابه
با وجده هناك وقال لول أن هنالك من السلمي من يكدرون الصف ويثيون الشغب فسألته
أي شغب هذا ؟ فقال :هؤلء متمردون .قلت :وكيف ؟ ما هو تردهم ؟ من الذي عصوه ؟
قال :إنا عصوا ول المر وال تعال يقول ( أطيعوا وأطيعوا الرسول وأول المر منكم )
فسألته وهل فلن الصليب هو ول أمر السلمي مع أن ال يقول ف صدر هذه الية الكرية ( يا
أيها الذين آمنوا أطيعوا ال وأطيعوا الرسول وأول المر منكم ) أطيعوا أي منكم معشر
السلمي ل الصليبي الاقدين
فإذن غياب الفاهيم السلمية أدى بالناس إل تبط تبطا ل مثيل له ،وهذا نتيجة لنسار
الوعي السلمي وعدم وجود تصور السلمي الصحيح ،وهكذا ف تلكم العصور السحيقة
عندما تكم بنو أمية وبنو العباس ف حياة المة وصل تبط الناس تبطا عجيبا ف مقاومة
الصلح ومقاومة الصلحي ،ونبذ كل من ياول أن يرد الناس إل الحجة البيضاء .نن
وجدنا من الفقهاء الكبار من يقول إن السي سبط رسول ال صلى ال عليه وسلّم قتل بسيف
جده .ما معن قتل بسيف جده ؟ معن ذلك أنه ثار على ول أمر السلمي الذي تب طاعته
ويب الضوع له سواء بر أو فجر ،عصى أو أطاع ،عدل أو جار ،يب أن يضع له
خضوعا مطلقا وأن ل ياسب على شيء من أعماله ،ومالف ذلك حقيق بالقتل فما أنزله
يزيد بن معاوية بالسي إنا كان ذلك تطبيقا لا جاء به الرسول عليه وعلى آله وصحبه أفضل
الصلة والسلم .هكذا ضلل الفكر وصلت الناس إل هذا الستوى .
كذلك نن وجدنا أن الناس بسبب انبهارهم با كان عليه التسلطون ف هذه الرض من مظاهر
الترف الذي هو سبب للدمار وسبب ف تقهقر هذه المة ،وجدنا أولئك يقيسون حضارة
السلم ورقي المة بقدر تلكم الظاهر مظاهر الترف ،قبل فترة من الزمن كنا ف رحلة إل
العراق ،وذهبنا إل سامراء ،وهناك تنقيب عن آثار العباسيي وجئنا إل مكان حسب ما
خطط لنا ،كان فيه تنقيب عن آثار من يلقب بالتوكل ،وقد وجدوا تت طبقات التراب الت
تتراكم على النطقة بركة سباحة كبية جدا ،وتت هذه البكة خنادق ليقاد النار لجل أن
يمى الاء فيها .أحد العلماء الذين حضروا ف هذا الكان ماذا قال ؟ .قال :ال أكب ما هذه
العظمة للسلم .يعن عظمة السلم حيث يلس الرجل الفاسق الخالف لمر ال بي
الواري وهن يسبحن ف هذه البكة عاريات من الثياب وف حالة من الستخفاف برمات ال
.هذه عظمة السلم ؟ أين عظمة السلم من هذا ؟ .
عظمة السلم عندما كان عمر بن الطاب رضي ال عنه يعيش ف كوخ ،وعندما ترج منه
رسالة إل كسرى يهتز كسرى ،ويهتز عرشه بسبب تلك الرسالة .هذه عظمة السلم ،
عندما كان أهل الشرق وأهل الغرب يشون سطوة السلم ،ليست عظمة السلم من
مظاهر الترف .
كذلك عندما نسمع الكثي من الناس يرددون بأن عظمة السلم تتمثل ف قول هارون اللقب
بالرشيد للسحابة عندما انابت عن ذلك الكان ( أمطري حيث شئت فسيأتين خراجك ) ،
قالو هذه عظمة السلم ودليل عظمة السلم ،أين هذا ما جاء به الرسول صلى ال عليه
وسلّم إن ال بعث ممدا داعيا ول يبعثه جابيا ،هذا يدل على الرغبة ف أخذ الضرائب ،
وضمها إل خزينة من يسمى بالليفة لجل أن يستمتع با حسب هواه .أين هذه العظمة
للسلم ؟
عظمة السلم عندما كانت دعوته تشق الطريق إل نفوس الناس ويتساوق الناس إل اعتناقه لا
يرونه ف القائمي عليه من العدل والنصاف وزجر النفس عن هواها ،وضبط حياة النفوس
بسب ما يتلءم مع جوهر السلم .
كذلك عندما نسمع الكثي الكثي من الناس يقولون بأن من مظاهر السلم العظيمة قصر
المراء ف غرناطة وغيها من القصور ،هؤلء يدنسون سعة السلم ،السلم ل يتمثل ف
هذه العمال الت قام با هؤلء الترفون ،وهذا جر هؤلء جرا بسبب غياب الفاهيم الصحيحة
جر هؤلء إل أن يجدوا أعداء ال تعال من المم الت حكم عليها القرآن بأنا أمم كفر وعتو
وفساد وضلل وانراف عن الق ،مّدوا الفراعنة ،وكان من بي الشعراء شاعر من ناحية
يدح الرسول صلى ال عليه وسلّم ويثن عليه ويجد الرسول ،ومن ناحية أخرى يجّد فرعون
تجيدا حت يقول فيه :
جلت ذاتك العلية عن أن **** تنالا اللقاب والساء
يصل به المر إل أن يؤله فرعون ،ومع ذلك مسوب على شعراء السلم ،هذا دليل انراف
الفكر وضلل العقيدة .
ســؤال :
كان ظهور علماء الحياء السلمي الفغان مثلً وممد عبده ورشيد رضا والسالي وأب مسلم
وممد باقر الصدر ،كان ظهور هؤلء العلم وغيهم إرهاصا لا عرف لحقا بالصحوة
السلمية ،فهل هذه الدعوة الت تنادون با الن ( إعادة صياغة المة ) مؤشر لبداية عصر
إحياء جديد سيشد الصحوة الت فجرها عصر الحياء الول ؟ وهل يكن عبور الرحلة القادمة
دون هذا الحياء الديد ؟
الواب :نن علينا أن نستفيد من كل تربة ول نصر دعوتنا هذه ف إطار ضيق ف تربة
خاصة دون غيها ،علينا أن نستفيد من كل تربة من هذه التجارب .وعلى أي حال لؤلء
العلماء جهد مشكور قاموا بدورهم وبذلوا جهدهم وحاولوا الصلح ،نن إذا جئنا إل
الدرسة الصلحية الت أرسى بصر دعائمها السيد جال الدين الفغان ،ث قام بتشييد مبانيها
تلميذه العملق الشيخ ممد عبده نرى أنا مدرسة آتت أكلها ،وكانت لا ثار طيبة ،ولكن
مع ذلك ل نستطيع نبأها من كل خطأ ،ل بد من أن نأخذ الصواب وندع الطأ ،وكل أحد
معرض للخطأ ،الدعوة الت قام العلمة المام ممد عبده ف مصر كانت ف وسط وجود كثي
من العلماء الذين يتبنون الرافات ،ووصل المر كما قلنا بكثي من الناس إل أن يضفوا على
الخلوقي صفات اللوهية ،وهذا أمر ف منتهى الطورة وهذا أمر ل يكن مصورا ف مصر
نفسها ولكن كان ف كثي من بقاع الرض
نن وجدنا على سبيل الثال أحد الكاتبي يكتب عن عال من العلماء ويترجم له ويضفي عليه
من القداسة الشيء العجيب العجيب الذي ينبو عنه العقل السليم فضلً عن رفض النصوص
القاطعة لنطقه فكان ما قاله ( ولا كانت حياته حياة الرسل واللئكة القربي ،كانت تتجلى
له الشياء على حقائقها ومعرفة الشقي والسعيد ومعرفة الجال ومداها ،وكان تزوره
اللئكة والموات والنبياء يقظة ويستمد منهم الدد ...ال ) ،وجدت هذه الفكار ول
تزال موجودة إل الن .والمام ممد عبده قاوم هذا الفكر بشدة وبعنف ،كما أنه أيضا
استطاع أن يتحرر من كثي من التقاليد الت أصر عليها الكثي من العلماء ،مسألة الوعد
والوعيد هذه قال فيها كلمة جازمة ف أكثر من موضع من دروسه التفسيية ،قال بأن وعيد
ال تبارك وتعال ل يتبدل وأن ما توعد الفسقة الجرمي من هذه المة ل يتلف عما توعد به
غيهم ،فليست هنالك ماباة من ال تبارك وتعال لذه المة دون غيها ،هي كغيها من
المم هذا ما قاله كثيا .
مسألة الشفاعات الت يتشبث با الكثي الكثي تدث عنها بإسهاب ف مواضع متعددة من
تفسيه ،وقال بأن ما تشبث به التشبثون من شفاعات النبياء والصالي يوم القيامة إنا ذلك
تشبث بأوهام إل عندما يكون النسان من الصالي عمل عملً صالا وتاب توبة نصوحا
فكان حقيقا بأن يُشفع له من قبل النبيي وإل فهذه الوهام هي الوهام الت كانت عند أهل
الكتاب تدث عن ذلك ف تفسي قول ال تبارك وتعال ( يا بن إسرائيل اذكروا نعمت الت
أنعمت عليكم وأن فضلتكم على العالي واتقوا يوما ل تزي نفس عن نفس شيئا ول يقبل
منها شفاعة ول يؤخذ منها عدل ول هم ينصرون ) كما تدث عن ذلك ف تفسي قوله تعال
( يا أيها الذين آمنوا أنفقوا ما رزقناكم من قبل أن يأت يوم ل بيع فيه ول خلة ول شفاعة )
إل غي ذلك وقال إن الشفاعة ل وحده وذكر بأن هؤلء إنا يتشبثون با وجدوا الناس فمن
عادتم أنم وجدوا أصحاب الصال التسلطي ف هذه الرض قد يتنازل أحدهم عن الوعيد
الذي يتوعده مرما بسبب ما يراعي من مصلحته ينثن عن عزمه ويترك ذلك الجرم فقاسوا
حال الالق ال سبحانه وتعال على حال اللق .هكذا ذكر ف كثي من الواضع ،ولكن مع
هذا ند كان كما قلنا بي تيارين ،بي تيار هؤلء الذين من الرافة دينا ،وتيار الذين جاءوا
من الغرب بأفكار بعيدة عن الفكر السلمي وصاروا ل يؤمنون با وراء الادة ل يؤمنون إل با
وقع تت طائلة الواس ،فأراد أن يسلك مسلكا بي هؤلء وهؤلء ،وأراد أن يقنع الناشئي
بالسلم وبعتقدات السلم ،فلذلك حاول يضيّق نطاق الغيبيات ف كثي من تفسيه كتفسيه
لقصة آدم عليه السلم بأن الراد بآدم النس البشري ،وأن الراد بالشجرة الشر ،وأن الراد
باللئكة ملكات الي ،وأن الراد بالشياطي ملكات الشر إل غي ذلك الكثي هذا تفسي غي
مسلّم وقد تأثر به تلميذه السيد ممد رشيد رضا وإن كان أقل منه ف هذا ولكنه تأثر به ،هذا
مع أن السيد رشيد رضا أيضا من بعد أستاذه ممد عبده تأثر با سي بالدرسة السلفية من بعد
فوجد شيء من النقائض ف كثي من كلمه ،وقد نبهت على بعض الشياء فيما دونته ،
ونبهت على بعض هذه النقائض الت وجدت ف كلم السيد رشيد رضا ،وهذا ل ينع أن
نستفيد منه وأن نكب جهده ،ونذو حذوهم ف كثي من المور الت هي متفقة مع النهج
الصحيح .
أما بالنسبة إل المام السالي رحه ال تعال فإنه كان امتدادا لفكر تأصل منذ الصدر الول
منذ الرعيل الول ،ل يأت باجة جديدة ،فمنهجه الذي سلكه هو منهج أسلف سلفوه منذ
فترة طويلة ،وقد عُن المام أبو الشعثاء جابر بن زيد بوضع الطة السليمة لذا النهج ،ث
اعتن بتنفيذ هذه الطط ونج هذه السالك تلميذه العملق المام أبو عبيدة ،ونج من بعدهم
هذا النهج .فهذا النهج على أي حال إنا هو كان منهج تاريي ،منهج من المكن أن يفيد
المة لكثي إذا بلور ووضح وضوحا جيدا وصور تصويرا يتلءم مع أفهام بن العصر ،وهذا ما
قامت به بمد ال أقلم معاصرة ،ومن أمثلة ذلك ما كتبه الدكتور حسي غباش ف كتابه
( عمان الديوقراطية السلمية ) فإن هذه الطوة خطوة إيابية جدا ،ونرجو من الكثي أن
يذو حذوه ف ذلك .
وعلى أي حال دعوتنا دعوة عامة ل تنحصر ف إطار طائفة معينة ،وهناك الكثي من العلماء
الذين قدموا خدمة جليلة لذه المة من خلل مؤلفاتم ومن خلل ماضراتم ،كما ذكرت
المام أبو العلى الودودي قدم خدمة جليلة للمة من خلل مؤلفاته ،ذلك كله ما يكن أن
يستفاد منه ،كذلك السيد أبو السن الندوي وغيهم من العلماء الجلء ،هؤلء أفادونا
فائدة كبية فيمكن أن نستفيد من هذه التجارب جيعا .
ســؤال :
بذه الاتة ساحة الفت تكون قد أجبت على سؤالنا الوال الذي كنا نود أن نطرحه عليكم
وهو أن هذه الدعوة تتزامن مع حركات إعادة نظر أخرى لكن ف نطاقات مذهبية مثل حركة
إعادة نظر على الستوى السن الت تثلت سابقا ف كتب الشيخ ممد الغزال وعلى نو ما الن
ف كتاب ( السلطة ف السلم ) لعبد الواد ياسي ،وتتزامن أيضا مع بروز تيار الصلح
على الستوى الشيعي ف إيران وصدور كتاب أحد الكاتب ( الفكر السياسي الشيعي من
الشورى إل ولية الفقيه ) ،ولكن هذا يعنينا بشكل آخر أن دعوتكم ساحة الشيخ لعادة
صياغة المة بأكملها على متلف توجهاتا ومذاهبها الفقهية والفكرية هل ستطال إعادة النظر
الذهب الباضي كذلك أم ل ؟
على أي حال نن كما قلنا بأن أي أحد يؤخذ من كلمه ويرد ،نن ل ندّعي العصمة لي
أحد كان ،إنا الكم ف ذلك الكتاب العزيز والسنة النبوية على صاحبها أفضل الصلة
والسلم فما وجدناه منسجما مع دليل الكتاب العزيز والسنة النبوية على صاحبها أفضل
الصلة والسلم أخذنا به ،وما كان مالفا لما فإن ذلك مرفوض من جاء به ،نن قد نرى
أن كثيا من الباضية ربا سرى بعض الشياء الت وجدت عند غيهم كبعض الوهام قد
يكون ذلك ف العامة أكثر ما هو ف الاصة ف الهلة أكثر ما هو ف العلماء ولكن وجدت
فتاوى لبعض أهل العلم تبر ما يفعله العامة من الذهاب إل القابر وتقدي القرابي وتقدي
النذور هذه وإن كانت أشياء شاذة والمهور جهور أهل العلم إنا يرفضونا ولكن وجدت
من بعض الناس انسجاما مع هوى العامة فمثل هذه الشياء ل بد من أن تقتلع من جذورها ول
تتبع بأي حال من الحوال .
ســؤال :
حقيقة سررنا يا ساحة الشيخ وسعدنا كثيا بأطروحاتكم القيمة وبنهجكم الذي كنا وما
زلنا ،ونرجو أن نستمر بإذن ال تعال على أن نتلقى منه إل أن نلقى ربنا سبحانه وتعال ،
ولكن سرورنا وسعادتنا يكتملن حقيقة باختلف طريقتنا ف منهج التلقي من مشاينا حفظهم
ال تعال ،وقد أعجبن كثيا أحد الخوة الذين كتبوا حينما نشر العلن عن هذه الندوة
( إعادة صياغة المة ) فقال بأن منهجنا ينبغي أن يتلف ف التلقي فكثي من الناس حينما
يسمعون الدعوات أو يسمعون دعوة إل النهوض الضاري يتصورون أن الخاطب هم سكان
القمر أو الريخ أو أن الدعوة إنا تطال جيع الناس إل أنا فكل واحد منا يبئ ساحته ويبئ
نفسه ولكن الول بنا والحرى بنا أن نعيد منهجنا بيث يعتقد كل واحد منا أنه هو الخاطب
وأن المة إنا تلفت وتقهقرت وتراجعت بسبب قصوره وتقصيه .
وف خاتة هذا اللقاء ندد لكم الشكر ونبث لكم البشرى بأن ساحة الشيخ حفظه ال تعال
مع هذه التفصيلت الكثية الت أدل با إل أنه ينوي بعون من ال سبحانه وتعال أن يفصل
كثيا من هذه المور كل نقطة منها ف ماضرة وندوة مستقلة با ،ونسأل ال سبحانه وتعال
أن يد ف عمره وأن يبارك ف حياته وعلمه وعمله ،ونرجو من ساحته أن يتم جلستنا هذه
بدعائه البارك .
اللهم لك المد ربنا كما ينبغي للل وجهك وعظيم سلطانك ،سبحانك ربنا ل نصي ثناء
عليك ،أنت كما أثنيت على نفسك نستغفرك ربنا ونتوب إليك ،ونعول ف إجابة دعائنا
عليك ،ونشهد أن ل إله إل أنت وحدك ل شريك لك ،ونشهد أن سيدنا ونبينا ممد عبدك
ورسولك ،اللهم صل وسلّم وبارك عليه وعلى آله وصحبه أجعي ،اللهم إنا نسألك بأنا
نشهد أنك أنت ال ل إله إل أنت الواحد الحد الفرد الصمد الذي ل يلد ول يولد ول يكن
له كفوا أحد
نسألك ربنا أن ل تدع لنا ف مقامنا هذا ذنبا إل غفرته ،ول عيبا إل أصلحته ،ول غما إل
فرجته ،ول كربا إل نفسته ،ول دينا إل قضيته ،ول مريضا إل عافيته ،ول غائبا إل حفظته
ورددته ،ول ضالً إل هديته ،ول دعاء إل استجبته ،ول رجاء إل حققته ،ول بلء إل
كشفته ،ول سائلً إل أعطيته ،ول مروما إل رزقته ،ول جاهلً إل علمته ،ول حاجة من
حوائج الدنيا والخرة هي لك رضا ولنا صلح ومنفعة إل قضيتها ويسرتا ف يسر منك وعافية
،اللهم اجعل الوت خي غائب ننتظره ،والقب خي بيت نعمره ،واجعل ما بعده خي لنا منه ،
اللهم إنا نسألك أن تب كلً منا لسانا صادقا ذاكرا ،وقلبا خاشعا منيبا ،وعملً صالا
زاكيا ،وإيانا خالصا ثابتا ،ويقينا صادقا راسخا ،وعلما نافعا رافعا ،ورزقا حللً واسعا ،
ونسألك ربنا أن تب لنا إنابة الخلصي ،وخشوع الخبتي ،ويقي الصديقي ،وسعادة
التقي ،ودرجة الفائزين يا أفضل من قصد وأكرم من سئل وأحلم من عصي يا ال يا ذا اللل
والكرام .اللهم أعز السلم والسلمي ،وأذل الشرك والشركي واقطع دابر أعداء الدين
واستأصل شافتهم ول تدع لم من باقية ،اللهم شرّد بم ف البلد ،وأفعل بم كما فعلت
بثمود وعاد وفرعون ذي الوتاد الذين طغوا ف البلد فأكثروا فيها الفساد ،اللهم صب عليهم
سوط عذاب ،وحل بينهم وبي ما يشتهون وافعل بم كما فعلت بأشياعهم من قبل ،واجعل
بأسهم بينهم شديدا ،وخلص اللهم عبادك السلمي ف مشارق الرض ومغاربا من قهر
أعدائك الكافرين
اللهم خلص عبادك السلمي ف مشارق الرض ومغاربا من قهر أعدائك الكافرين ،اللهم
خلص عبادك السلمي ف مشارق الرض ومغاربا من قهر أعدائك الكافرين ،اللهم ربنا
استخلفنا ف أرضك كما استخلفت من قبلنا من عبادك الؤمني ،ومكن لنا ديننا الذي ارتضيته
لنا ،وأبدلنا بوفنا أمنا ،وبذلنا عزا ،وبفقرنا غن ،وبتشتتنا وحدة ،واجعنا على كلمتك ،
وألف بي قلوبنا بطاعتك يا حي يا قيوم يا ذا اللل والكرام