Professional Documents
Culture Documents
تعريفات ومصطلحات من القرآن الكريم - مكتوبة بطريقة أفضل
تعريفات ومصطلحات من القرآن الكريم - مكتوبة بطريقة أفضل
اد ٍة ِل َلب َ
ش ِر ، ط ِريقَ ٍة ِسِّريـَّ ٍة َخ ِفي ٍ
َّة َغ ْي ِر ُم ْعتَ َ الم َن َّز ُل على َن ِب ٍّي ِم ْن أَنبيائـِ ِه ،ب َ ُهو َك َّ ِ
الم الله تَ َعالى ُ ،
َ ُ ال َو ْح ُي 2
ٍ ِ ِ ِ ِ ِ
الم َنام ،أَو التَّ ْكليم اإلل ِه ِّي م ْن َو َراء ح َجاب .ِ ِ ِ ِ ِ ِ
الحة في َ الص َ بالر ْؤيـَا َّ
طة جبري َل ،أو ُّ بواس َ
رآن ال َك ِر ِيم ؛ ات ِمن القُ ِ رآن ِهي م ْجموع ُة َكِلم ٍ ِ
الم ْعج َزةُ .واآليـَ ُة م َن القُ ِ َ َ ُ َ َ
الع ْبرةُ َ ،و ِ
ُ
ِ
الم ُة َ ،و َ
الع َه َي َ
ِ
وم َد ِن َّي َة
رآن إلى َ :م ِّكيـَّ َة َ ، آيات القُ ِ
س ُم ُ اعها التَّو ِق ِ
يف ِّي ،وتُقَ َّ ط َ ْ
ان ا ْن ِق َ ِ
ض إلى َم َك ِ بب ْع ٍ
ض َها َ
ص ٌل َب ْع ُمتَّ ِ
ُ
بم َّكةَ؛ ِ ِ ِ ِ بح َ ِ
بعد ال ِه ْج َرة فَ ُه َو َم َدن ٌّي ولَ ْو َنَز َل َ فما َنَز َل قَْب َل ال ِه ْجرة فَ ُه َو َم ِّك ٌّي َ ،
وما َن َز َل َ سب ُن ُزول َها َ : َ اآليـَةُ 3
رآن ال َك ِريم ين عه َد ْي ِن :م ِّك ٍّي ،وم َد ِن ٍّي .وي ْبلُغُ ع َد ُد ِ
آيات القُ ِ ِ
َ َ َ َ َن ال ِه ْج َرةَ فَاص ٌل َب َ َ ْ أل َّ
ش َرةَ )
بع َع ْ ون ) ( )6236آي ًة مو َّزع ًة على ( َ ٍ ان ِ
وس ٌّ ومائتَ ِ ( ِستَّ ُة ٍ
مائة وأ َْر َ َ َُ َ ت و ثَالثُ َ آالف َ
وم ْع ِج َزاتُ ُه. ِ ( )114سورةً َ .كما أ َّ ِ ِ
َن آيات اهلل َ :ع َجائ ُب ُه ُ َ ُ َ
س ِّميـَ ْت بـِ َذِل َك ؛ رآن ال َك ِر ِيم ،لَها بـِ َدايـ ٌة ونـِهايـ ٌة ،وأَقـلـُّهـاـ ثَالَ ُ ٍ
ث آيـَات َ ،وقـَ ْد ُ َ َ َ َ َ َ َ َ ات ِم َن القُ ِ
م ْجموع ُة آيـ ٍ
َ ُ َ َ سو َرة
ال ُّ 4
ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ َّ ِ ِ ِ
ورةَ تـُحيطُ باآليـَات . الس َ
َن ُّ
المدي َنة ) الذي يـُحيطُ بـمـَا في َداخل َها ؛ أل َّ س ِ
ور َ ش ِب َ
يهاً لَ َها بـ ( ُ تَ ْ
س ُل في القَ ْو ِل ُم َح َّ
س َناً فيه .وتَر ِتي ُل القُ ِ
رآن : وه َو التََّر ُّ وح ْفظُ الو ِ
قوف ُ ، وف ِ ،
ار ِج الحر ِ ِر َع َاي ُة َم َخ ِ
ُ ُُ 14
التَّرتِي ُل
اء ِت ِه . ِ
التَّ َم ُّه ُل في ق َر َ
س ِم َي ِة "س َملَ ُة " بالتَّ ْ
الب ْ
ف َ الر ِح ِيم } َك َما تُ ْع َر ُ
الر ْح َمن َّ البسملَ ُة َكِلم ٌة م ْنحوتَ ٌة ِم ْن َقوِل ِه تَعالى { ِبـِسِم ِ
اهلل َّ ْ َ ْ َ َ ُ َ َْ
ِ و ِهي ج ْزء ِم ْن ٍ
ور ٍة
س َ ص َحف في ُم ْفتَتَ ِح ُك ِّل ُ الم ْ
س َملَ ُة في ُ الن ْم ِل َ .وتَ ِر ُد َ
الب ْ ور ِة َّ
س َ آية َو َر َد ْت في ُ َ َ ُ ٌ
ور ٍة ِ ِ اءة الب ِ وب ِقر ِ القر ِ ق علَم ِ اء سور ِة التَّوب ِة ِ ، ِ ِ
س َ س َملَة في ابت َداء ُك ِّل ُ َْ اءات على ُو ُج ِ َ اء َ َ ويتَّف ُ ُ َ ُ َ َْ باستث َن ُ َ ْ
ون
وي ُك ُ السور ِة َفلَ َك ِقراءةُ الب ِ َج َز ِ
ْت ِمن أ ْ ،ما ع َدا سور ِة بر ٍ
س َملَة ،ولَ َك تَْر ُك َها َ . َْ َ اء ُّ اءة ،فإذا ْابتَ َدأ َ َ َ ُ َ ََ البسملة 15
يح ِة ، َّ
سم َي َة في أ ََّو ِل الطَّ َع ِام وعلى الذ ِب َ
الة ،ثُ َّم تَ ْذ ُكر التَّ ِ
ْ ُ
الص ِ رآن في َّ اء ِة القُ ِ اإلسرار بالبسملَ ِة َ ِ
عند ق َر َ ِ ْ ُ َ َْ
الن ْم ِل اآلية ثَالثُون ( ور ِة َّس َ ص َها في ُ س َملَ ُة ب َن ِّ
الب ْ
ير ذل َك َ .و َو َر َد ْت َ الن ْوِم ،و َغ ِ وعند َّ
َ الص ْي ِد ،
وعلى َّ
)30
رآن َح َوالي اث َن ِ
ان َو ش َر عاماً وفي القُ ِ رآن في َم َّك َة قَ ْب َل ال ِه ْج َر ِة َ ،و ُمدَّتُ ُه َح َوالي ثَالَثَ َة َع ْ ما َن َز َل ِم َن القُ ِ
ِ وع :أ ََّوالً ـ أُمور الع ِق َ ِ ورةً َم ِّكيـَّ َة َ .و ُي َم ِّي ُز َها ِم ْن َح ْي ُ
ص
ص ُيدة َواآلخر ِة .ثانياً ـ قَ َ ُ ُ َ ض ِ الم ْو ُ
ث َ س َ ون (ُ )82 ثما ُن َ َ سو َرةُ ال َم ِّكيـَّةُ
ير :أ ََّوالًِ -قصر الفَو ِ ِ ِ ِ ال ُّ 18
اصلِ ث التَّ ْع ِب ِ ضالَل ِه ْم ُ .
وي َم ِّي ُز َها م ْن َح ْي ُ ف َ شُ ين َو َك ْ ش ِرك َ الم ْ األَ ْن ِب َياء .ثالثاً ـ ُم َج َ
َُ َ ادلَ ُة ُ
الس ْج ِ وقُ َّوةُ األَلفَ ِ
دة . ات ُّ آي ُاس َ ،كالَّ َ ،و َ ُّها َّ
الن ُ ات َ :يأَي َ
ير ٌ از .ثانياً -تَ ْع ِب َ يج ِ
اإل َاظ َو ِ َ
ور ِة َّ
الن ِ السو ِر التى تلي المثَ ِاني ْ ِ ِ
.وس َّميت
اس ُ س َورةُ (ق) إلى ُ الس َو ِر َو َّأولَ َها ُ
س َ صِ
ار ِّ من ق َ ه َى ِّ َ
ُمفَ َّ
ص ِل 20
ول التى بين السور بـ (بسم اهلل الرحمن الرحيم ) ص ِ بالمفَ ِ
صل لكثرة الفُ ُ ُ
ِ
الشعراء إلى ما قبل سورة )(ق) ص ِل ( .اى ما بعد سور ِة
المفَ َّ الم ِئ َ
السو ِر التى تلي ِ ِ
ون ُين َو ُد َ ه َى ِّ َ
َمثَانِى 21
تتكرر فيها
ُ األنباء والقصص تُثََنى أي
َ بالمثَانى ألن
وس ْميَّت َ
ُ
تقد السلف -يونس ،هود ولي الطَّ َوال (:سورةُ األنفال وبراءة -باعتبارهما سورةٌ واحدة كما كان َي ْع ُ ما َ
بالم ِئين ِألن كل
،يوسف ،النحل ،االسراء ،الكهف ،طه ،األنبياء ،المؤمنون ،الشعراء ) وسميَّت ِ
ُْ ِمئِينَ 22
آي ٍة . ِ سورةَ م ْن َها تَ ِز ُ
يد َع ْن َم َائة َ
وس ْميَّت بالطَّوال او الطَّ َول لطولها وهى( :البقرة،آل عمران ،النساء ،المائدة ،األنعام ،
ُ
ال ِّ
ط َو ِ 23
األعراف ) ،
الح ْم ِد أو التَّ ِ
سبيح أو تبارك . السو ِر التي ب َدأ ْ ِ ِ
َت ِبصي َغة َ َ
ِ
ه َي ِّ َ بَ َداَتْ بِثَنَا ٍء 24
وف
بَدَأتْ بِ ُح ُر ٍ
وف ُمقَطَّ َع ٍة مثل (الم ،حم ،طسم )
َت ِبحر ٍ
الس َو ُِر التي َب َدأ ْ ُ ُ
ِّ 25
ُمقَطَّ َع ٍة
ِ
والشمس ِ
والفجر الليل ِ
مخلوقاته مث َل ِ ٍ
بأشياء كثير ٍة من أقسم اهللُ تعإلى فيها بَدَأتْ بِالقَ َ 26
هي السور التي َ
س ِم
والرياح والمالئكة ..إلخ .
فعل َربك
كيف َ
(الم تر َ ِ ِ
ص ْدَر َك) أو التنبيه مثل ْ
نشرح ل َك َ
ْ (الم
مثل ْ االثبات َ بغرض األستفهام
ُ قَ ْد يأتى
ِ
للتعجيب والتشويق مثل (هل أتا َك حين ِم َن الدهر ) أو ِ ِ َّ سلُو ِ
ب بَدَأَتْ بِأ ُ ْ
االنسان ٌ أتى على
بأصحاب الفيل )أو النفى مثل (هل َ 31
استِ ْف َه ٍام
يكذب بالدين )
ُ و(أرأيت الذي
َ حديث الغاشية )
ُ
ط ْف ِفين )
(تبت يدا أبي لَ َه ِب ) و(وي ٌل ل ْل ُم َ
مثل ْ ٍ
بدعاء َ بدأت
ور التى ْ
الس ُ
ُّ بَدَأَتْ بِ ُدعَا ٍء 32
دأت بـ ( ياأيها النبى ) أو ( يا أيها الذين آمنوا )أو ( يا أيها الناس ) ِ
السور التى َب ْ ب نِدَا ٍء مث َل 33بَدَأَتْ بِأ ُ ْ
سلُو ِ
ِ
إليالف قريش ) ِ
كقوله تعالى ( 34بَدَأَتْ بِ َح ْر ِ
ف ِه َجا ٍء
بيوم القَّيامة )
ْسم ِ ِ 35بَدَأَتْ بِأ ُ ْ
ي كقوله تعالى ( ال أُق ُ ُ
ب نَ ْف ٍ
سلُو ِ
ذكر اإلمام ابن القيم رحمه اهلل في كتاب الفوائد خمسة أنواع من هجر القرآن الكريم نسأل اهلل سبحانه
وتعالى ان ال نكون منهم .
أحدها :هجر سماعه واإليمان به واإلصغاء إليه .
والثاني :هجر العمل به والوقوف عند حالله و حرامه وإ ن قرأه وآمن به .
والثالث :هجر تحكيمه و التحاكم إليه في أصول الدين وفروعه واعتقاد أنه ال يفيد اليقين وأن أدلته لفظية
هجر القرآن 36
ال تحصل العلم .
والرابع :هجر تدبره وتفهمه ومعرفة ما أراد المتكلم به منه .
والخامس :هجر االستشفاء والتداوي به في جميع أمراض القلوب وأدوائها ،فيطلب شفاء دائه من غيره
ويهجر التداوي به ،وكل هذا داخل في قوله تعالى { :وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن
مهجورا} [الفرقان ]3وإ ن كان بعض الهجر أهون من بعض
أرقام قرآنية
-1في القرآن الكريم " "114سورة واكثر من ستة آالف آية 6236 -آية -كل ذلك في " "30جزءًا ينقسم كل منها الى ""4
اجزاء يسمى كل جزء منها بـ"الحزب" ،وبذلك يضم القرآن الكريم " "120حزبًا .يحتوي القرآن على 6200آية ،منها 400آية
فيها أحكام فقهية و 5800آية الباقية هي آيات لتزكية القلوب وتطهيرها .فسبحان الذي أنزل الكتاب فيه منهج حياة المسلم من
تشريع وأخالق.
-2عدد النقاط في القرآن الكريم " "1015030نقطة -تقريبًا -اما حروفه فيبلغ عددها " "323670تكوّن بمجموعها "7793
"4كلمة قرآنية.
-4سور القرآن الكريم " "87منها مكية و" "27منها مدنية ( .تأكد )
-5كل السور تبدأ بالبسملة سوى سورة "التوبة" المباركة ،وسورة النمل المباركة فيها بسملتان.
-6ست سور من القرآن الكريم تحمل اسماء ست انبياء ،وهي سورة :يونس -هود -يوسف-ابراهيم -محمد -نوح.
-7أطول السور سورة البقرة المباركة بـ" "286آية واقصرها سورة الكوثر بـ" "3آيات.
-8سورة التوحيد -االخالص -هي السورة الوحيدة التي تحتوي على كسرة واحدة (لم يلِد) ،هذا بغير البسملة.
-9سورة الحمد المباركة :هي اول سورة فيما سورة الناس آخر سورة ،وفقًا للترتيب المعروف في المصاحف الشريفة ،
الوفقًا لنزول السّور ..ففي هذه الحالة ستكون العلق اول السور النازلة على صدر نبينا محمد"ص" ،فيما كانت سورة النصر
آخرها.
-10لفظ الجاللة "اهلل" جل وعال ،ورد في القرآن الكريم " "2707مرات "980" ،في حالة الرفع و" "592في حالة النصب و"
"1135في حالة الجر.
-11كلمة "وليتلطّف" تتوسط كلمة القرآن الكريم ،وحرف "التاء" فيها يتوسط حروفه.
-12لكل سورة في القرآن الكريم اسم خاص بها ،ولبعض السور اكثر من اسم حتى ان سورة "الحمد" المباركة لها اكثر من "
"20اسمًا منها :الفاتحة -ام الكتاب -السبع المثاني -الكنز -الوافية -الكافية -الشافية وغير ذلك.
-1بعض السور أُخذت اسماؤها من الحروف المقطعة التي في اول السورة ،كما في سور طه -يس-ص-ق .....ثم ان السور
وااليات المكية هي تلك التي نزلت قبل الهجرة ،والمدنية هي النازلة بعدها ..على ان بعض العلماء يعتبرون مكية االية او
مدنيتها متعلق بمكان نزولها من غير ان يكون لذلك عالقة بالهجرة.
-2اقصر االيات هي" :يس" في السورة المسماة بهذا االسم ..وقيل "مدهامتان" في سورة الرحمن ،لكن اطول اية هي :الثانية
والثمانون بعد المائتين من سورة البقرة وهي آية الدَين.
-4خمس سور تبدأ بـ"الحمد لـ ".....وهي :الفاتحة واالنعام والكهف وسبأ وفاطر.
-5سبع سور تبدأ بتسبيح الخالق جل وعال "سبح -يسبح -سبحان" وهي :االسراء واالعلى والتغابن والجمعة والصف
والحشر والحديد.
-6ثالث سور تبدأ بـ"يا ايّها النبي" وهي :االحزاب ،والطالق ،والتحريم.
-7سورتان تبدءان بـ"يا ايها المزمّل" و"يا ايها المدثّر" وهما :المزمل ،والمدثر.
-8ثالث سور تبدأ بـ"يا ايها الذين امنوا" وهي :المائدة ،والحجرات ،والممتحنة.
-9خمس سور تبدأ بـ"قل" وهي :الجن ،والكافرون ،والتوحيد ،واالخالص ،والفلق ،والناس.
-12خمسة عشر سورة تبدأ بصيغة القسم وهي :الذاريات ،والطور ،والنجم ،والمرسالت ،والنازعات ،والبروج ،
والطارق ،والفجر ،والشمس ،والليل ،والضحى ،والتين ،والعاديات ،والعصر ،والصافات.
-13تحتوي ( )15من سور القرآن الكريم على سجدة )4( ،منها واجبة وذلك في سور "حم فصلت" و"حم السجدة" والنجم
والعلق و( )11مستحبة في سور االعراف والنحل ومريم والحجّ( سجدتان) والنّمل واالنشقاق والرّعد واالسراء والفرقان وص.
-14الكلمة التي وردت في نصف القرآن الثاني ولم ترد ابدا في النصف االول هي كلمة (كال)
-15سورة المجادلة هي السورة الوحيدة التي ورد فيها لفظ الجاللة (اهلل) في كل آية من آيات السورة كلها
- 16سورتي التحريم والطالق هما الوحيدتان في القرآن كله المتساويتين في عدد االيات .فعدد آيات كل منهما 12آية ولم
ترد سورة أخرى في القرآن بهذا العدد من اآليات .فسبحان اهلل!
- 17اآلية الوحيدة في القرآن الكريم التي وردت فيها كل األحرف الهجائية هي اآلية األخيرة في سورة الفتح.
القصص القرآنية
اشار القرآن الكريم الى قصص االنبياء عليهم السالم واقوامهم بهدف العبرة واالعتبار ،وقد ذكر الكتاب العزيز اسماء ( )25نبيا
مع قصصهم وهم :محمد -آدم -ابراهيم -اسماعيل -الياس -ادريس -ايوب -عيسى -موسى-نوح -لوط -يوسف-
يعقوب -يوشع -هود !-يونس -صالح -شعيب -داوود -يحيى -زكريا -ذو الكفل -سليمان -هارون -اسماعيل صادق
الوعد.
معلومات عامة
تمثل السورة جزء من آيات القرآن الكريم ..والكلمة جاءت من "سور" التي تعني الحائط الذي يحيط بالمدينة ،وبذلك تكون
السورة الحصار الذي يفصل آيات معينة عن نظيراتها في سور اخرى.
اما االيات المحكمات :فهي المترابطة ترابطا وثيقا بين اللفظ والمعنى ليس فيها غموض او شبهة والمراد من ذلك االية
الواضحة التي اليمكن حملها على معنى آخر.
لكن المتشابهات من االيات :فهي التي نجد فيها غموضا او جوانب متعددة في لفظها او معناها ،اي انها تقبل التفسير والتاويل
الكثر من معنى ،وينبغي لفهمها بصورة صحيحة :االستعانة بالمحكمات من االيات الشريفة.
التراجم القرآنية
ترجم القرآن الكريم الى ( )22لغة منها كاملة ومنها ناقصة وفيما يلي ذكر للتراجم واعدادها:
لغة الخميادو -اللغة القديمة السبانيا -خمس وثالثون ترجمة. الرومانية ،ترجمة واحدة.
اللغة البرتغالية ،اربع تراجم. وبذلك يكون مجموع التراجم المدونة بكافة اللغات ثالثمائة
وواحدا وثالثين ترجمة.
لغة البوسناق ،ثالث عشر ترجمة.
أسماء الحيوانات الواردة في القرآن الكريم
البعير -البقر -الثعبان -الجراد -الجوارح -الحام -الحمولة -الحية -الخنازير -القردَة -القمّل -المعز -الناقة -النحل-
الهدهد -االبابيل -االنعام -البحيرة -البعوضة -الدابّة -الذباب -الصافنات -الطائر -البغال -الجمال -الجياد -الحمار-
الحوت -الفيل -القسورة -الكلب -الموريات -النعجة -النمل -الوصيلة -االبل -البُدن -الخيل -الذئب -دابّة االرض
"الدودة" -السائبة -الضأن -العاديات -العجل -العشار -الغنم -العرم -العنكبوت -الغراب -الفراش.
أسماء وصفات الرسول االكرم صلّى اهلل عليه وسلّم في القرآن الكريم
احمد -االمين -اول المؤمنين -اول المسلمين -اول العابدين -البرهان -البشير -خاتم النبيين -داعيًا الى اهلل -رحمة
للعالمين -رحيم -رسول -رسول اهلل -رسول امين -رسول مبين -رسول كريم -رؤوف -سراجًا منيرًا -شاهد -شهيد-
صاحب -طه -عبد اهلل -مبشّر -محمد"ص" -المدثِّر -المزمِّل -مذكّر -منذر -ناصح أمين -النبي -النبي االمّي -نذير-
النذير المبين -وليّ -يس.
مالحظة:
لم يورد القرآن الكريم تصريحًا باسم النسوة التي اشار اليها بالكنية او اللقب كأم موسى وامرأة فرعون سوى سيدتنا مريم بنت
عمران على نبينا وآله وعليها اتم السالم.
األعداد الواردة في القرآن الكريم
اثنا عشر -أحد -أربع -ألف -ألفين -اثنان -أحد عشر -أربعين -ألف سنة إال خمسين -ألوف -بضع -تسع -تسعة عشر-
تسع وتسعون -ثالث -ثاني -ثالث -ثالثة آالف -ثالث مائة -ثالثون -الثّلث -الثلثان -ثماني -الثُح -نمّقب -الخامسة-
خمس -خمسة -خمسة آالف -خمسين -خمسين الف -رابع -رُباع -الربع -سبع -سبعون -ستة -ستين -عشر-
عشرون -عُصبة -مائة ألف -مائتين -مثنى.
إعجاز آية
ساكِنَ ُك ْم اَل يَ ْح ِط َمنَّ ُك ْم ُسلَْي َما ُن َحتَّى إِذَا أََت ْوا َعلَى َو ِادي الن َّْم ِل قَالَ ْ
ت نَ ْملَةٌ يَا أ َُّي َها الن َّْم ُل ا ْد ُخلُوا َم َ
ن ( سورة النمل آية )18 ودهُ َو ُه ْم اَل يَ ْشعُ ُرو َ
َو ُجنُ ُ
فهل تعلمون لم استُخدَمت كلمة " يَحطِمَنَّكم " ؟؟
قبل أعوام قليلة اجتمع مجموعة من علماء الكفّار في سبيل البحث عن خطأ في كتاب اهلل تعالى حتى تثبت حجتهم بأن الدين
اإلسالمي دين ال صحة فيه ،وبدأوا يقلبون المصحف الشريف ،و يدرسون آياته ؛ حتى وصلوا إلى اآلية الكريمة التي ذكرتها
في بداية حديثي ،أو باألحرى عند لفظ " يَحطِمَنَّكم " وهنا اعترتهم الغبطة و السرور فها قد وجدوا _ في نظرهم _ ما يسيء
لإلسالم ؛ فقالوا بأن الكلمة " يَحطِمَنَّكم " من التحطيم والتهشيم و التكسير ،فكيف يكون لنملة أن تتحطم ؟؟ فهي ليست من زجاج
أو من أي مادة أخرى قابلة للتحطم ! إذن فالكلمة لم تأتَ في موضعها ؛ هكذا قالوا ؛ " كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون
إال كذبا " وبدأوا ينشرون اكتشافهم الذي اعتبروه عظيماَ ،و لم يجدوا ولو ردًا واحدًا على لسان رجل مسلم !
وبعد أعوام مضت من اكتشافهم ؛ ظهر عالم أسترالي أجرى بحوثًا طويلة على تلك المخلوقة الضعيفة ليجد ما ال يتوقعه إنسان
على وجه األرض !!!! لقد وجد أن النملة تحتوي على نسبة كبيرة _ أجهل قيمتها _ من مادة الزجاج ،ولذلك ورد اللفظ
ـ وعلى إثر هذا أعلن العالم األسترالي إسالمه ...فسبحان اهلل العزيز الحكيم " ....أال يعلم من المناسب في مكانه المناسب!!!!..
خلق و هو اللطيف الخبير" ؟؟؟؟
وعن عبد اهلل بن عمرو بن العاص رضي اهلل عنهما ،عن النبي صلى اهلل عليه وسلم قال((:يقال لصاحب القرآن :اقرأ وارتق
ورتل كما كنت ترتل في الدنيا ،فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها)) رواه أبو داود والترمذي ،صحيح الجامع 8122
بقدر إقبالك على القرآن يكون إقبال اهلل تعالى عليك ،وبقدر إعراضك عن القرآن يكون إعراض اهلل تعالى عنك ،وإ نما يكون
حظك يا عبد اهلل من درجات دار السالم بقدر حظك من القرآن .قال خباب بن األرت لرجل :تقرب إلى اهلل ما استطعت ،واعلم
أنك لن تقرب إلى اهلل تعالى بشيء هو أحب إليه من كالمه .وقال عثمان بن عفان :لو طهرت قلوبكم ما شبعتم من كالم ربكم .
وقال بعض السلف ألحد طالبه :أتحفظ القرآن ؟ قال :ال .قال :لمؤمن ال يحفظ القرآن !!! فبم يتنعم !! فبم يتر ّنم ! فبم يناجي
ربه تعالى !؟ .
قال ابن القيم رحمه اهلل :قال بعض السلف :نزل القرآن ليعمل به فاتَ َخذوا تالوته عمال ،ولهذا كان أهل القرآن هم العاملون به ،
والعاملون بما فيه ،وإ ن لم يحفظوه عن ظهر قلب ،وأما من حفظه ولم يفهمه ولم يعمل بما فيه ،فليس من أهله وإ ن أقام
حروفه إقامة السهم .
هذه بعض الفوائد والنصائح والقواعد التي تعينك علىالتأثر بكتاب اهلل وحفظه ،نسأل اهلل سبحانه وتعالى أن تنتفع بها في
الدارين ،ونسأل اهلل سبحانه وتعالى أن يجعل عملنا هذا خالصا لوجهه { ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم }{ .ربنا آتنا في
الدنيا حسنة و في اآلخرة حسنة وقنا عذاب النار } .وصلى اهلل على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم
.1تضرع إلى اهلل سبحانه وتعالى وأكثر من الدعاء بأن يعينك على حفظ القرآن فإن القرآن كما قال محمد بن واسع ...(( :
بستان العارفين ،فأينما حلُّوا منه حلُّوا في نزهة )) .واعلم أن اإللحاح في الدعاء من أعظم آداب الدعاء ،قال رسول اهلل
صلى اهلل عليه وسلم (( :ال يزال يستجاب للعبد ما لم َي ْدعُ بإثم أو قطيعة رحم ما لم يستعجل )) قيل :يا رسول اهلل ما
وي َدع الدعاء )) أخرجه مسلم من
االستعجال ؟ قال (( :يقول :قد دعوت وقد دعوت فلم َأر يستجيب لي فيستحسر عند ذلك َ
حديث أبي هريرة رضي اهلل عنه .وكما قيل :من أدمن قرع الباب يوشك أن يفتح له .
.2اجعل لك ِو ْرداً يوميا تتلو فيه القرآن وحبذا أن ال يقل عن جزء في اليوم ،وال تبدأ عملك اليومي في مدارسة العلم إال بعد
االنتهاء من ورد القرآن .وال يشغلنك الحفظ عن التالوة ،فإن التالوة وقود الحفظ.
.3داوم على أذكار الصباح والمساء والنوم ،وأيضا المداومة على األحراز التي تحفظك بإذن اهلل من الشيطان ،فإن الذكر
عدو الشيطان قال تعالى { :إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر اهلل
وعن الصالة فهل أنتم منتهون } المائدة آية . 91فِإ ْن َح ِف َ
ظك اهللُ من الشيطان استطعت المداومة على تالوة كتابه وحفظه
،ألن الشيطان نعوذ باهلل منه إذا عجز عن إيقاع المسلم في الشرك والبدع والكبائر والصغائر ،وسوس له ودعاه إلى
االشتغال بالمباحات التي ال ثواب فيها وال عقاب أو يشغله بالعمل المفضول عما هو أفضل منه ،كمن يشتغل بالصالة
النافلة واإلمام قائم يصلي الفريضة ،وكمن يشتغل بحفظ الشعر الذي هو كالم البشر وال يحفظ من القرآن إال القليل .
.4ال تتخلفن عن مجالس العلماء ،خاصة مجالس القرآن إال لعذر ،ومقياس هذا العذر أنك لو وعدت في هذا المجلس بعشرة
آالف لاير هل كنت ستتخلف عنها؟؟!! ..البعض لو دعي إلى عقيقة أو وليمة لبى مسرعا ،وإ ذا مر بمجلس علم ولى
مدبرا!! ويقول البعض في هذه األيام أستطيع سماع هذا المجلس من األشرطة المسجلة !! ولكن هذا المسكين قد حرم
نفسه من أجر عظيم وهو ال يعلم ،روى مسلم وأبو داود عن أبي هريرة رضي اهلل عنه قال (( :ما اجتمع قوم في بيت من
بيوت اهلل يتلون كتاب اهلل عز وجل ،ويتدارسونه بينهم إال نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم المالئكة
وذكرهم اهلل فيمن عنده )) .
.5عليك بالصاحب الذي يساعدك على ذكر اهلل ،فإن بعض األصحاب إذا دعوته لتالوة القرآن أخبرك بأنه يريد االنصراف ألمر
ما ،ولو أنك استرسلت معه في حديث غيره ما أخبرك باالنصراف ،فاظفر بالصديق الذي يعينك على تالوة القرآن فإنه
كنز نفيس .
.6إذا صليت وراء إمام ،وكنت تحفظ اآليات التي يتلوها في الصالة ،فقف مستمعا ال مصححا ،فإذا التبست عليه بعض
اآليات لتكن نيتك عند التصحيح إجالل كالم اهلل تعالى وحفظه ،وإ ال كما جاء في سنن ابن ماجه بسند صحيح عن أبي
هريرة رضي اهلل عنه قال :قال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم (( من تعلم العلم ليباهي به العلماء ،أو يماري به السفهاء
،أو يصرف به وجوه الناس إليه ،أدخله اهلل جهنم )) .
.7اعلم أن بداية العلم هو حفظ القرآن ،وكل آية تحفظها باب مفتوح إلى اهلل تعالى ،وكل آية ال تحفظها أو أنسيتها باب مغلق
،حال بينك وبين ربك ،واعلم أن المسلم لو عرض عليه ملء األرض ذهبا ال يساوي نسيانه أقصر سورة في القرآن ،بل
ال يساوي حرفا واحدا من كتاب اهلل تعالى ،فينبغي أن يكون حرصك على ما ال تحفظه من القرآن أكثر من حرصك على
أقصر سورة في القرآن(*) .
)*( تنبيه :كره بعض العلماء أن يقال أصغر سورة ،حيث ال صغير في القرآن ،وإ نما يقال أقصر سورة .
.8حافظ على الوضوء عند قراءة القرآن مع إحسانه ،ومعنى إحسانه هنا اتباع هدي النبي صلى اهلل عليه وسلم في الوضوء .
.9المحافظة على االستغفار واإلكثار منه ،فإن نسيان القرآن من الذنوب .قال عبداهلل بن مسعود رضي اهلل عنه :إني
ألحتسب أن الرجل ينسى العلم قد َعِل َمه بالذنب يعمله [ جامع بيان العلم وفضله ] .وجاء في طبقات الحنفية لعلي القارى [
( ]2/487وكان اإلمام أبو حنيفة رحمه اهلل تعالى ورضي عنه :إذا أشكلت عليه مسألة قال ألصحابه :ما هذا إال لذنب
علي .فبلغ ذلك الفضيل بن
أحدثته ! وكان يستغفر ،وربما قام وصلى ،فتنكشف له المسألة .ويقول :رجوت أني تيب ّ
عياض ،فبكى بكاء شديدا ثم قال :ذلك لقلة ذنبه ،فأما غيره فال ينتبه لهذا ) .وجاء في تهذيب التهذيب للحافظ ابن حجر
في ترجمة وكيع بن الجراح الكوفي[( : ]11/129وهو أحد األئمة األعالم الحفاظ ،وقد كان الناس يحفظون تكلفا ،
ويحفظ هو طبعا ،قال علي بن خثرم :رأيت وكيعا وما رأيت بيده كتابا قط ،إنما هو يحفظ ،فسألته عن دواء الحفظ؟ فقال
:ترك المعاصي ،ما جربت مثله للحفظ ) .وقال ابن القيم رحمه اهلل في كتابه الفوائد ( :الذنوب جراحات ،ورب جرح
وقع في مقتل !! وما ضرب عبد بعقوبة أعظم من قسوة القلب والبعد عن اهلل ،وأبعد القلوب من اهلل القلب القاسي! وإ ذا
قسا القلب قحطت العين ،وقسوة القلب من أربعة أشياء إذا جاوزت قدر الحاجة :األكل والنوم ،والكالم والمخالطة) .ومن
آثار المعاصي كما ذكر ابن القيم في الجواب الكافي ( :حرمان العلم فإن العلم نور يقذفه اهلل في القلب ،والمعصية تطفىء
ذلك النور ) ،ولما جلس اإلمام الشافعي بين يدي مالك وقرأ عليه أعجبه ما رأى من وفور فطنته ،وتوقد ذكائه ،وكمال
فهمه ،فقال :إني أرى اهلل قد ألقى على قلبك نورا ،فال تطفئه بظلمة المعصية ،
وذكر ابن كثير في تفسيره لقول اهلل تعالى في سورة الشورى { وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير
} عن الضحاك قال :ما نعلم أحدا حفظ القرآن ثم نسيه إال بذنب ثم قرأ { وما أصابكم من مصيبة }..اآلية ثم قال الضحاك
:وأي مصيبة أكبر من نسيان القرآن .
.10احذر من الغرور بما تحفظه من كتاب اهلل وتعلم القرآن ،وليكن تعلمك للقرآن ابتغاء ما عند اهلل واكتساب الخشية
والسكينة والوقار ال االستكبار .قال العالمة المناوي في فيض القدير ( :فإن العلم ال ينال إال بالتواضع ،وإ لقاء السمع ،
وتواضع الطالب لشيخ رفعة ،وذلُّه له عز ،وخضوعه له فخر . وقال السليمي :ما كان إنسان يجترىء على ابن
المسيب ليسأله حتى يستأذنه كما يستأذن األمير .وقال الشافعي :كنت أتصفح الورق بين يدي مالك برفق لئال يسمع
وقعها .وقال الربيع -تلميذ اإلمام الشافعي (واهلل ما اجترأت أن أشرب الماء والشافعي ينظر) انتهى.
فانظر رحمني اهلل وإ ياك في أحوال السلف وكيف كان تواضعهم في العلم وشتى أمورهم ،واحذر ثم احذر أن تنظر إلى الناس
بعين االحتقار والتقليل من شأن بعضهم ألنك تحفظ القرآن وهم ال يحفظون فإنها مصيبة أيما مصيبة !!.
اعلم أخي أن حفظ القرآن نعمة عظيمة على الحافظ لكتاب اهلل تستحق الشكر حيث يكون القلب عامرا فاحمد اهلل أيها .11
الحافظ واشكره على هذه النعمة ،قال تعالى { :وإ ذ تأذن ربكم لئن شكرتم ألزيدنكم ،ولئن كفرتم إن عذابي لشديد}
[إبراهيم . ] 7
هنالك مجموعة مقومات وقواعد ال بد منها لمن يشتغل بحفظ القرآن الكريم نذكر فيما يلي أهمها:
-1إخالص النية هلل عز وجل وإ صالح القصد وجعل حفظ القرآن والعناية به من أجل اهلل تعالى والفوز بجنته والحصول على
مرضاته فال أجر وال ثواب لمن قرأ وحفظ رياء أو سمعة وال شك أن من قرأ القرآن مريدا الدنيا وزينتها فهو آثم .قال اهلل تعالى
{ :من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم ال يبخسون .أولئك الذين ليس لهم في اآلخرة إال النار وحبط
ما صنعوا فيها وباطل ما كانو يعملون}هود 16-15ويقول سبحانه { من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد .
ثم جعلنا له جهنم يصالها مذموما مدحورا .ومن أراد اآلخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكورا }
اإلسراء 19-18وأخرج مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي اهلل عنه أن رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم قال (( :إن أول
الناس يقضى عليه يوم القيامة رجل استشهد ،فأتي به ،فعرفه نعمه ،فعرفها ،قال :فما عملت فيها؟ قال :قاتلت فيك حتى
جريء ،فقد قيل ،ثم أمر به فسحب على وجهه حتى أُلقي في النار ،ورجل تعلم
ٌ استشهدت ،قال :كذبت ،ولكنك قاتلت ليقال
العلم وعلمه ،وقرأ القرآن ،فأتي به فعرفه نعمه ،فعرفها ،قال :فما عملت فيها ؟ قال :تعلمت العلم وعلمته ،وقرأت فيك
قارىء فقد قيل ،ثم أُمر به فسحب على وجهه حتى
ٌ القرآن ،قال :كذبت ،ولكنك تعلمت العلم ليقال عالم ،وقرأت القرآن ليقال
أُلقي في النار ،ورجل وسع اهلل عليه ،وأعطاه من أصناف المال كله ،فأتي به فعرفه نعمه فعرفها ،قال :فما عملت فيها ؟ قال
حب أن ينفق فيها إال أنفقت فيها لك ،قال :كذبت ولكنك فعلت ليقال :هو جواد ،فقد قيل :ثم أُمر به
:ما تركت من سبيل ُي ُّ
فسحب على وجهه ،ثم ألقي في النار )) .
-2الدافع الذاتي وال ِه َّمة العالية :وهو أساسي لكل من يحاول حفظ القرآن إذ ال بد من تحسس اللذة والسعادة في تالوة القرآن
الكريم فللقرآن الكريم حالوة خاصة ،ولذة مصاحبة يدركها من يبحث عنها ويتحراها ،وال بد أن يصاحب الدافع الذاتي ِه َّمة
عالية وعزيمة صادقة حتىال تفتر بعد مدة قصيرة .
قال تعالى { :الذين إذا ذكر اهلل وجلت قلوبهم وإ ذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا} [ األنفال ، ]2وحيثما تهيأ هذا الدافع الذاتي
رأيت اإلنسان ال يكل من النظر في كتاب اهلل سبحانه ،وال يشبع من تالوته .
-3اختر الوقت والمكان المناسب الذي تكون فيه نشيطا وبعيدا عن الشواغل والتشويش وبوعي تام لما تقرأ ،فكثيرا ما يردد
سارة والسبب انصراف ذهنه إلى شيء آخر .لذلك البد من
دارس قطعة يود حفظها بخمول مرات كثيرة دون أن يجد نتيجة َّ
التركيز واالنتباه ودرء الخمول أثناء الحفظ .
)4نظم وقتك ووزعه توزيعا حسنا على ساعات الليل والنهار ،ومن اهم فوائد توزيع الوقت :تجدد النشاط والهمة ،ودفع الكلل
والملل ،والتعود على شعائر دون رهق ،واإلقبال على الجد والتقليل من اللهو .
-5تصحيح النطق والقراءة :وال يكون ذلك إال بالسماع من قارى مجيد أو حافظ متقن وال يعتمد القارىء على نفسه في قراءة
القرآن وتجويده مهما كان متمكن من اللغة العربية ..والقرآن ال يؤخذ إال بالتلقي فقد أخذه الرسول صلى اهلل عليه وسلم من
جبريل شفاها ،وكان الرسول صلى اهلل عليه وسلم يعرض القرآن على جبريل كل سنة مرة واحدة في رمضان وعرضه في العام
الذي توفي فيه عرضتين ،وقد أخذ الصحابة القرآن عن الرسول صلى اهلل عليه وسلم شفاها وأخذه عنهم أجيال األمة بعدهم
منهم .ومما يساعد على تصحيح النطق والقراءة أيضا هذه األيام السماع من األشرطة لقارىء متقن وال يعتمد في ذلك على
أشرطة صالة التراويح.
-6تحديد نسبة الحفظ كل يوم فمثال يحدد عشر آيات كل يوم أو صفحة أو حزب أو ربع حزب أو أكثر أو أقل كل حسب استطاعته
.
- 7إجادة الحفظ :ال تجاوز مقررك اليومي حتى تجيد حفظه تماما وذلك ليثبت في الذهن ومما يعين على ذلك أن يجعله شغله
طيلة الليل والنهار وذلك بقراءته في الصالة السرية وفي الجهرية إن كان إماما وفي النوافل وخاصة قيام الليل مع مراعاة هدي
النبي صلى اهلل عليه وسلم في الصالة ومقدار قراءته صلى اهلل عليه وسلم فيها ،وكذلك في أوقات انتظار الصلوات .
-8حافظ على رسم واحد لمصحفك وذلك ألن اإلنسان يحفظ بالنظر كما يحفظ بالسمع حيث تنطبق صور اآليات ومواضعها في
المصحف في الذهن مع القراءة والنظر في المصحف ،فإذا غيَّر الحافظ مصحفه الذي يحفظ منه ،أو حفظ من مصاحف شتى
متغيرة مواضع اآليات فإن حفظه يتشتت ويصعب عليه الحفظ.
-9الفهم طريق الحفظ :من أعظم ما يعين على الحفظ فهم اآليات المحفوظة ومعرفة وجه ارتباط بعضها ببعض لذلك يجب على
الحافظ أن يقرأ تفسير بعض اآليات والسور التي يحفظها وعليه أن يكون حاضر الذهن عند القراءة .
-10ال تجاوز سورة حتى تربط أولها بآخرها :بعد إتمام السورة ال ينبغي أن تنتقل إلى سورة أخرى إال بعد إتمام حفظها تماما
وربط أولها بآخرها وإ تقانها .
-11التسميع الدائم :يجب أال يعتمد على تسميع حفظه لنفسه بل عليه أن يعرض حفظه على حافظ آخر أو متابع آخر في
المصحف ويكون هذا الحافظ أو المتابع متقن للقراءة السليمة حتى ينبه إلى األخطاء أثناء التسميع مثل أخطاء النطق أو التشكيل
أو النسيان ،فكثيرا ما يحفظ الفرد السورة خطأ وال ينتبه لذلك .
-12المتابعة الدائمة :يقول صلى اهلل عليه وسلم (( والذي نفسي بيده لهو أشد تفلتا من اإلبل في عقلها )) متفق عليه .وعن
ابن عمر رضي اهلل عنه أن رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم قال ( :إذا قام صاحب القرآن فقرأه بالليل والنهار ذكره ،وإ ذا لم
يقرأه نسيه ) رواه مسلم .فال يكاد القارىء يتركه قليال حتى ينساه لذلك ال بد من المتابعة الدائمة والسهر الدائم على حفظ
القرآن ..وهذا يعني أن الحافظ ال بد أن يكون له ورد دائم كل يوم .
-13العناية بالمتشابهات وخاصة التشابه في اللفظ وعلى مدى اإلهتمام به يكون الحفظ جيدا .قال تعالى {اهلل نزل أحسن الحديث
كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر اهلل }[ الزمر.]23
-14 اغتنام سنوات الحفظ الذهبية وهي تقريبا من سن الخامسة إلى الثالثة والعشرين حيث تكون الحافظة في هذه السنوات
أفضل من غيرها ثم يبدأ خط الحفظ بالهبوط ويبدأ خط الفهم بالصعود ،وقد قيل [ الحفظ في الصغر كالنقش على الحجر ،والحفظ
في الكبر كالنقش على الماء
بعض الوسائل والطرق التي تعين على الحفظ
-1مصحف الحفاظ :ويتميز بأن الصفحة دائما تبدأ برأس آية وتختتم برأس آية وأن األجزاء ال تبدأ إال برؤوس الصحائف مما
ييسر على القارىء تركيز بصره في اآلية حتى ينتهي من استظهارها من غير أن يتوزع ذهنه بين صفحتين .
-2المصحف المجزأ :سواء كان كل جزء مستقل أو كل خمسة أجزاء مستقلة فباإلمكان االحتفاظ بواحد في الجيب بسهولة
ويسر .
-3قراءة اآليات قراة متأنية :يستحسن لمن أراد الحفظ تالوة اآليات وقراءتها قراءة متأنية قبل الحفظ ليرسم لنفسه الصورة
العامة لها .
-4الطريقة الثنائية :ينبغي أن يبحث عن أخ يشترك معه في الحفظ ويتخذه خليال في الذهاب واإلياب والمدارسة ،ويستحسن
وجود التالؤم والوفاق بينهما من الناحية النفسية والتربوية والدراسية والسن أيضا حتى تثمر هذه الطريقة في الحفظ.
-5تقسيم اآليات إلى مقاطع يربطها مثال موضوع واحد وتحفظ من أولها إلى آخرها جملة أو يمكن اعتبار خمسة آيات تبدأ أو
تنتهي بحرف معين مقطعا مستقال أو آية جامعة تبدأ بـ { يا أيها الذين آمنوا } أو { يا أيها الناس } وغير ذلك ..وبهذا التقسيم
تصغر الصفحة في نظر القارىء وتصبح كل صحيفة مقطعين أو ثالثة يمكن حفظها بسهولة .
-6قراءة اآليات في الصالة وقيام الليل والنوافل فإذا حفظت مقطعا فكرره في جميع الفروض والنوافل وتحية المسجد ،فكلما
كررت ونسيت فعد إلى المصحف فإنك سوف تحفظه بإذن اهلل ،وقيام الليل من أحفظ ما يكون للقرآن { إن ناشئة الليل هي أشد
وطئا وأقوم قيالً }
-7طريقة الكتابة :وتتم بأن يكتب الطالب المقطع بيده على السبورة أو على ورقة بالقلم الرصاص ثم يحفظها ثم يبدأ بمسح
المقطع بالتدريج لينتقل إلى مقطع آخر .
-8طريقة للمراجعة :يمكنك أن تأتي بكراسة من الورق األبيض ،في نفس حجم طبعة المصحف الذي تحفظ منه ،ثم ترقم
صفحاتها بنفس ترقيم المصحف ،مع قيامك برسم المستطيل الداخلي في كل ورقة ،بنفس مقاس تلك الطبعة ،ثم بعد ذلك تقوم
بكتابة الكلمات التي أنسيتها أو التبس عليك حفظها ،بخط واضح كاللون األحمر مثال ،مع تركك باقي الصفحة دون كتابة ،فإذا
أردت مراجعة سورة ما نظرت إلى تلك الكراسة .ويمكن استعمال أقالم التظهير على الكلمات محل االلتباس في الحفظ وتظهيرها
في المصحف مباشرة ،وعند المراجعة تقرأ فقط الكلمات المظهرة .
-9االلتزام بالبرنامج المكتوب فال بد أن يعتمد من أراد حفظ القرآن برنامجا محددا مكتوبا يلتزم به يوميا ويكون هذا البرنامج
حسب طاقته وقدرته على الحفظ ،فضع لك برنامجا تستطيع االستمرار بتنفيذه .
-10فهم المعنى العام لآلية فهو باب لرسوخ الحفظ في الذهن .
-11االلتحاق بمدارس وحلقات تحفيظ القرآن في المساجد أو غيرها فإنها تعين الراغب في الحفظ على المتابعة وفهم المعنى
وإ تقان التالوة .وهي من أنفع الطرق للصغار والفتيان في حفظ القرآن .
-12االلتزام بإمامة مسجد وتعتبر وسيلة ناجحة جدا لمن يستطيعها تجعل الفرد في متابعة وحرص على إتقان الحفظ دائما .
-13الترديد والتكرار : ويقصد بها الترديد مع المعلم أو مع شريط لقارىء متقن التجويد ،وتكرار سماع الشريط ألن السماع
من الوسائل القوية في الحفظ عند الكثير من الناس ،فيرسخ السماع في الذهن كما يرسخ مكان الكلمات في المصحف في الذهن
.وهذه الطريقة مفيدة وهي من أكثر الطرق ثمرة خاصة مع الصغار .قال ابن مسعود رضي اهلل عنه :حفظت من في رسول اهلل
صلى اهلل عليه وسلم بضعا وسبعين سورة
أوال :الطريقة من خالل التجربة ومن خالل ما نرى من عمل كثير من طالب التحفيظ و الحافظين يمكن أن نرى أو نلقي الضوء
على طريقتين اثنتين.
إحداهما طريقة الصفحة ،نعني بذلك أن يقرأ مريد الحفظ الصفحة كاملة من أولها إلى آخرها قراءة متأنية ،صحيحة ،ثالث أو
خمس مرات بحسب ذاكرة اإلنسان وقدرته على الحفظ ،فإذا قراها هذه المرات الثالث أو الخمس قراءة فيها استحضار قلب
وتركيز الذهن و العقل و ليس مجرد قراءة لسان فقط كال ،إنما قد جمع قلبه وفكره ألنه يريد من هذه القراءة أن يحفظ.
فإذا أتم الثالث أو الخمس أغلق مصحفه ،و بدأ يسمع صفحته ،و قد يرى بعضكم أن هذا لن يتم أو لن يستطيع حفظها بقراءة
الثالث أو الخمس ،أقول نعم .سيكون قد حفظ من أولها و مضى ثم سيقف وقفة ،أن يفتح مصحفه و ينظر حيث وقف فيستعين ،و
يمضى مغلقا مصحفه ،ثم سيقف ربما وقفة ثانية ،أو ثالثة ،ثم ليعد تسميع الصفحة.
ما الذي سيحصل ! ،الموضع الذي وقف به أوال لن يقف فيه ثانيه ،ألنه سيكون قد نقش في ذاكرته و حفر في عقله ،فستقل
الوقفات .و غالبا من خالل التجربة سيسمع المرة األولى ثم الثانية و في الغالب أنه في الثالثة يأتي بالصفحة محفوظة كاملة بعد
أن يقوم بمجموع ما قرأه ثمان مرات ،ثالث أو خمس في القراءة األولية المركزة ،ثم يبدأ بالخطوة الثانية بتسميع هذه الصفحة
و سيقف كما قلت بعض الوقفات في أول مرة و في المرة الثانية و في الغالب أنه في الثالثة ال يقف.
ماذا يصنع في الخطوة الثالثة ،أن يكرر التسميع الصحيح الذي أتمه في المرة األخيرة ثالث مرات تقريبا .فحينئذ يكون مجموع
ما قرأ به هذه الصفحة في ذلك الوقت تسع مرات أو أحد عشر مرة.
إذاً يقرأ الصفحة قراءة مركزة صحيحه ثالث أو خمس مرات ،ثم يسمعها في ثالث تجارب أو ثالث محاوالت .ثم يضبطها في
ثالث تسميعات .و بذلك سوف تكون الصفحة محفوظة حفظا جيدا متينا مكينا إن شاء اهلل.
ما مزية هذا الحفظ أو هذه الطريقة ،مزيتها أنك ال تتتعتع أو تتوقف عندما تصل الصفحات بعضها ببعض بعد ذلك .ألن بعض
االخوة يحفظ آنفا آية منفصل بعضها عن بعض ،ما الذي يحصل ؟ عند كل آخر آية يقف حمار الشيخ في العقبة ،و يحتاج إلى
دفعة فتعطيه أول كلمة من اآلية التي بعدها فينطلق كالسهم حتى يبلغ آخر اآلية التي بعدها ثم يحتاج إلى توصيلة أخرى و هكذا.
أما الصفحة فهي كاللوح أو كالقالب يحفظها في قلبه و يرسمها في مخيلته ،و يتصورها أمامه من مبدئها إلى منتهاها ويعرف
غالبا عدد آياتها ،آية كاملة صفحة كاملة بعض الصفحات آيتين وبعضها ثالث و بعضها آيات كثيرة ليس بالضرورة تصورها و
لكن هذه الطريقة تجعله ،أوال يأخذ الصفحة كاملة بال توقف يستحضرها تصورا فيعينه ذلك على حفظها ثم يتصورها كما قلت
هل هي في الصفحة اليمنى أو اليسرى ،بأي شيء تبتدئ و بأي شيء تنتهي وتحكم بإذن اهلل عز وجل إحكاما جيداً.
الطريقة الثانية
طريقة اآليات أو اآلية ،ال بأس بها و إن كنت أرى األولى أفضل منها .ما هي هذه الطريقة ،أن يقرأ اآلية مفردة قراءة صحيحه
مرتين أو ثالث مرات ،نفس الطريقة ،لكن بآية واحده و طبعا لما كانت آية ال نحتاج أن نعيدها من ثالث إلى خمس ،مرتين فقط
أو ثالث ثم يسمع هذه اآلية ،ثم يمضى إلى اآلية الثانية فيصنع بها صنيعه باألولى ،لكنه بعد ذلك يسمع األولى و الثانية ،ثم يحفظ
الثالثة بالطريقة نفسها ،يقرأها ثم يسمعها منفردة ثم يسمع الثالث من أولها األولى ثم الثانية ثم الثالثة ،ثم يمضي إلى الرابعة إلى
آخر الصفحة.
ثم يكرر تسميع الصفحة ثالث مرات .وحذار في هذه الطريقة أن ترى أن اآلية األولى قد أكثرت من ذكرها فال عازة لتكرارها،
بعضهم إذا بلغ نصف الصفحة قال النصف األول مضبوط فال يحتاج إذا حفظ اآلية في النصف الثاني أن يعيد النصف األول إلى
األخير .هنا ال يقف حمار الشيخ في العقبة في منتصف الصفحة و ثق من هذا تماما وجربه تراه شاهدا على كالمي .ال بد كل آية
تحفظ في الصفحة أن تعاد من األول إلى حيث بلغ ،حتى يتم الصفحة ثم يأتي بها ثالث مرات تسميعا كامال.
تختلف هذه الطريقة عن األولى أنها أبطأ في الغالب .أبطأ في الوقت فالصفحة في الطريقة األولى تستغرق بالمعدل نحو عشرة
دقائق ،قد يقول قائل العشر قليلة ،أقول عشر دقائق إذا كان يريد أن يحفظ أما إذا كان ينظر في الغادين و الرائحين و المتشاكلين
و المتضاربين و يسمع هنا و ..هذا وال مئة دقيقة و ال عشرة أيام يحفظ فيها شيء .أما الثانية فهي أبطأ و الغالب أنها تستغرق
نحو خمس عشرة دقيقة ألنه سيكرر كثيرا.
أما من حيث التطابق فآخر األمر أنه سيحفظ الصفحة كاملة و لكن هذه الطريقة أضعف إذا لم يصل اآلية باآلية سيكون هناك ذلك
التوقف الذي أشرت إليه ،إذا هذه الطريقة من حيث األصل حفظ الصفحة أو حفظ اآلية و في آخر األمر ستعود النتيجة إلى حفظ
الصفحة.
أنتقل إلى النقطة الثانية وهي نقطة مهمة مكملة و هي الشروط الالزمة.
الشروط الالزمة لكي تكون هذه الطريقة صحيحة سواء اخترت الطريقة األولى أو الثانية البد من هذه الشروط.
من األخطاء الكثيرة أن كثيرا ممن يعتزمون الحفظ أو يشرعون فيه يحفظون حفظا خاطئا .البد قبل أن تحفظ أن يكون ما تحفظه
صحيحا ،و هناك أمورا كثيرة في هذا الباب منها على سبيل المثال ال الحصر؛
أوال تصحيح المخارج :إن كنت تنطق ثم "سم" أو الذين "الزين" فقوم لسانك قبل أن تحفظ .ألنك إذا حفظت و أدمنت الحفظ بهذه
الطريقة و واضبت ستكون جيدا في الحفظ لكنك مخطئا فيه .فال بد أوال من تصحيح المخارج وتصحيح الحروف ال بد منه.
ثانيا ضبط الحركات :بعض األخوة إما لضعف قراءته ،أو لعجلته يخلط في الحركات ،و هذا الخلط ال شك أنه خطأ و أنه قد يترتب
عليه خلل في المعنى .و ذلك ليس من موضع حديثنا و لكن ال بد أن يتنبه المرء له و أن يحذر منه ،و من ذلك أن اللغة العربية
فيها تقديم و تأخير ،وفيها إضمار و حذف وتقدير ،وفيها إعرابات مختلفة ،فأحيانا بعض الناس ال يتنبه ،أحيانا مثال تقديم
رب ُه بالنسبة له
رب ُه أو َ
إبراهيم ? و ُ
ُ ُّه ِ ب َكِلمات? البقرة -124بعضهم يحفظها ?
يم َرب ُ ِ ِ ِ
المفعول على الفاعل ? َوإِذ ْابتَلَى إ ْب َراه َ
أحيانا قد ال تفرق ،و ما حفظته خطئا فثق تماما أنه يثبت هذا الخطأ وبعد ذلك تصعب إزالته ،يحتاج إلى عملية استئصال ،مثل
الذي يبني بناء ثم يتبين له أن هذا البناء خطأ البد له أن يكسر و أن يصحح البناء ،البد أن يزيل الخطأ ثم بعد ذلك يصحح من
جديد .لماذا تكرر الجهد مرتين و تعيد العمل مرتين ،ابدأ بداية صحيحة .و هناك أمثلة كثيرة في مسألة ضبط الحركات ،فإن هناك
كثيرا من األمثلة التي تقع في هذا الجانب كما في الضمائر أيضا .الضمائر عندما يقع الخلط فيها أيضاً يقع خلط في الحفظ غير
ش ِه ً
يدا َما ت َعلَ ْي ِه ْم َ
مقبول مطلقا ،كما يكون الضمير بالضم فيكون للمتكلم ،أو يكون بالفتح للمخاطب كما في قوله تعالى ? َو ُك ْن ُ
يب َعلَ ْي ِه ْم ? المائدة -116التاء في الضميرين األولين مضمومة و في الضميرين الثانيين ت ِفي ِه ْم َفلَ َّما تََوفَّ ْيتَِني ُك ْن َت أَْن َت َّ
الر ِق َ ُد ْم ُ
مفتوحة فأي تغيير بالحركة يغير المعنى.
كنت أنت الرقيب عليهم ) ما يمكن أن تستقيم أبدا وهكذا الكثير من الكلمات و الحركات تحتاج إلى الضبط
كما يقرأ البعض (و ُ
ابتداء قبل أن يخطىء فيها.
أيضا هناك ضبط الكلمات و هو أشد و أخطر ،الحركات منظوره يمكن أن يراها اإلنسان و لكن بعض الكلمات إما لصعوبتها أو ألن
هذا الحافظ لم يأخذ األسلوب الذي سأذكره الحقا ،أو ليس متمرسا في تالوة القرآن فإنه يحفظ الكلمة خطأ و من هذا قول اهلل عز
ون إِ َّن ُه لَ َم ْج ُن ٌ ار ِهم لَ َّما س ِمعوا ِّ اد الَّ ِذ َ
ون? -القلم - 51سمعت مرة من يقرؤها الذ ْك َر َو َيقُولُ َ َ ُ صِ ْ ين َكفَ ُروا لَ ُي ْزِلقُو َن َك ِبأ َْب َ وجل ? َوإِ ْن َي َك ُ
" ليزقلونك " ،السبق بين الحروف يحصل وعندما يراها رؤية سريعة وهو ال يعرفها تثبت على هذه الطريقة ،أحيانا بعض
وها ? هود -28قد يستثقلها و يقرأها قراءة خاطئة و تختلف الحروف بهذه الطريقة .كذلك بعض الكلمات الكلمات ? أَُن ْل ِز ُم ُك ُم َ
ف? َن ُيتََّب َع أ َْم َم ْن اَل َي ِهدِّي إِاَّل أ ْ
َن ُي ْه َدى فَ َما لَ ُك ْم َك ْي َ قأَْح ُّ
قأَالتي ربما ليس في القرآن إال مثال واحد منها ? أَفَ َم ْن َي ْه ِدي إِلَى ا ْل َح ِّ
يونس - 35يقرأها "أم من ال َي ْه ِدي" ألنها كلها في القرآن َي ْه ِدى وما فيها َي ِهدي فينتبه إلى مثل هذه الكلمات.
ش ْو ِن ? ليس
اخ َ ش ْو ِني ? و في المائدة (َ ? )3فاَل تَ ْخ َ
ش ْو ُه ْم َو ْ اخ َ
ش ْو ُه ْم َو ْ
كذلك ما يتعلق في الرسم كما في البقرة ( ? )52فَاَل تَ ْخ َ
فيها ياء وإ نما كسرة ،هذه أيضا مواطن مما قد يحفظه ابتداء حفظا خاطئا و يقع في هذا في أخطاء .و كذلك بعض الكلمات التي
سخريا ? قد يحفظها تمر عليه اآلية األولى ِ
هي في مواضع بضبط معين و في مواضع أخرى بضبط آخر مثل ? سخريا ? و ? ُ
سخريا و ِسخريا و غيرها من المواضع التي فيها مثل هذه األمثلة ،كما أيضا سخرياً و لم يفرق بين ُسخريا فكلما مرت قال ُ فتقرأ ُ
س ? فصلت - 29و ليس الَّ ِذين، َضاَّل َنا ِم َن ا ْل ِج ِّن َواإْلِ ْن ِ
في الجمع و التثنية مثل قول اهلل سبحانه و تعالى ? َر َّب َنا أ َِر َنا الَّ َذ ْي ِن أ َ
ين ? و ال ينتبه لمثل هذا إذا كان غير متمرس أو كان بعض الناس يقول الذين متعود ،نادرا أو قليل ضمير التثنية فيقول ? الَّ ِذ َ
اق َبتَ ُهما أ ََّن ُهما ِفي َّ
الن ِ
ار ان ع ِ
متعجال ،و غير ذلك كثير أيضا كما أشرت في األمثلة إنما هي للتقرير كما في قوله عز وجل ? فَ َك َ َ
َ َ
ين ? الحشر -17و ليس ِ اء الظَّ ِال ِم َ ِ ِ ِ
خالد ْين بالتثنية و ليس بالجمع فإذا ال بد أيضا من ضبط خالدين فيهاَ ، َخال َد ْي ِن ف َ
يها َو َذل َك َج َز ُ
الكلمات حتى ال يحفظها حفظا خاطئا .و األمثلة في ذلك كما قلت كثيرة جدا.
أيضا هنالك ضبط خواتيم اآليات ،مع السرعة و العجلة قد ال ينتبه فيحفظ حفظا خاطئا ? وهو العزيز الرحيم ? ما قرأها بنظره
قرأها ? و هو العزيز الحكيم ? وهكذا مضى عليها فحفظها ،هذه واضحة لكن أحيانا كما هو في التجارب أن الذي يحفظ يستشهد
و يظن أحيانا أن هذه اآلية في ذهنه قد سمعها أو قد أدمن قراءتها وهي في ذهنه أنها ? و هو العزيز الحكيم ? فيقولها هكذا و
يظن أنه قرأها و هو ما قرأها و ما مر ببصره عليها بل ربما يمر ببصره عليها وقد سبق في ذهنه أنها كذا و ال يقرأ المكتوب بل
ُيثبت ما في الذاكرة عنده أو ما يسمعه أو ما يظنه أو يتوهمه ،فينبغي أن يضبط ذلك حتى تكون القراءة صحيحة قبل أن يحفظ
شيئا خاطئا ،و كما قلت هنا التنبيه أن الحفظ الذي فيه خطأٌ ،خطأ .يعنى هذا الحفظ الذي فيه أخطاء هو حفظ فيه خطأ ألن طريقته
خطأ ألنه يبقى و يستمر ويصعب تغييره في كثير من األحوال.
كيف نحقق هذه القراءة الصحيحة ،األصل أيه األخوة األحبة أن القارىء و الحافظ البد أن يقرأ على شيخ متقن ،تلقى القرآن تلقيا
بالمشافهة ،وهذا هو األصل في تلقي القرآن لقنه النبي عليه الصالة و السالم صحابته و الصحابة من بعدهم ،فليس القرآن كتاب
يقرأ مثل غيره من الكتب ،ففيه رسم و فيه بعض األمور التي ذكرتها اآلن من تقديم و تأخير و كذا وفيه قراءات و فيه بعض
الكلمات التي ترسم بطريقة و تكتب بطريقة ،وفيه أحيانا آيات أو كلمات تقرأ بوجهين ،هذا كله ال يتيسر لك بمجرد القراءة،
األصل أن تكون متلقيا عن شيخ قد أتقن وتعلم فتكون قراءتك صحيحة فهو الذي يقرأ لك الصفحة أوال ويصححها لك ثم تمضي
بعد ذلك و تطبق الطريقة التي قلناها ،ممكن هذى خطوة ثانيه إذا كنت تلقيت التجويد و تلقيت القراءة و أحسنتها بمعنى أنك من
ناحية القراءة النظرية جيد ،و تحسن القراءة و ال تسقط فال بأس بأن تبدأ بتطبيق هذه الطرق األولى أو الثانيه لكن البد أن تكون
قد أتقنت القراءة وعرفتها و قرأت إما ختمه كاملة أو قرأت معظم القرآن و ذلك مما يضبط لك هذا الجانب ،هذا أول الشروط التي
كمل لك طريقة الحفظ الصحيح.
ال بد منها لتَ ُ
الحفظ الجديد ال بد أن يكون حفظا متينا ،ال يقبل فيه خطأ وال أقل من الخطأ و ال وقفه و ال تعتعه ،الحفظ الجديد أعني ،إذا أردت
أن تحفظ صفحة جديده إن لم يكن حفظك لها أقوى – مبالغة – من حفظك للفاتحة فال تعد نفسك قد حفظتها ،لماذا ؟ ألن الحفظ
الجديد هو مثل األساس ،اآلن إذا جئت بأساس البناء و تعجلت حيثما اتفق سوف ينهد البناء فوق رأسك يوما ما .و الحفظ الجديد
إذا قبلت فيه بالخطأ و الخطأين ،أو التعتعة أو الوقفة فإنك ثق تماما أنك كالذي يبني الرجاء على شفير الهاوية ،يعنى كأنك
متأرجح ،فإذا كنت في البداية متأرجح كيف ستبني على ما بعده ،كيف تريد أن تكون هذه الصفحة بعدها صفحات و صفحات ،ال
يمكن .ال ينبغي الترخص مطلقا في ضبط الحفظ الجديد ولو أخذت بدل الدقائق العشر التي ذكرناها عشرين أو ثالثين أو أربعين،
المهم ال تنتقل من حفظك األول حتى تتقنه اتقانا كما قلت مبالغ ًة أكثر من إتقانك للفاتحة ،لو قلت ألحدكم اآلن سمع الفاتحة
فس َّمعها بكل سهولة و يسر ،بل لو كان نائما و حلم و قرأ الفاتحة لن ِ
يخطأ فيها ،لماذا ! ألن الفاتحة قد أدمن قراءتها و حفظها َ
أكثر من حفظه أسمه ،البد أن يكون الحفظ األول مثل ذلك كما قلت دون أخطاء و دون عجلة.
وهذا الذي سيكتشف لك األخطاء التي ذكرتها ،بعض الناس الصفحة األولى للمرة الثالثة يسمع الصفحة خرج مطمئنا منشرح
الصدر مسرورا وهو قد حفظ و هناك بعض األخطاء مما أشرت إليه ،كيف يكتشفها ،ال يكتشفها ،يعيد مرة ثانيه في اليوم التالي
صفحته ويسمعها في خطئها و المصحف أمامه ،لماذا ؟ ألنه تصور أنه حفظ حفظا صحيحا .الذي يكتشف لك ذلك أن تسمع
الصفحة لغيرك مهما أنت بالغا الحد بالذكاء ،و حدة الذهن و سرعة الحفظ فالبد أن تسمع لغيرك ،أن تعطي المصحف غيرك
ليستمع لك ،وهذا أمر ال بد منه .ال بأس قد ال تجد من يسمع لك الصفحة إذا حفظتها أو الصفحتين أو الثالث ال بأس ،لكن لو
جمعت خمسا من الصفحات أو عشرا من الصفحات سمعها لغيرك ،هنا الزال هناك مجال لالستدراك ،أما بعد أن تحفظ عشرة
أجزاء تأتي و تسمع و عندك من األخطاء ما اهلل به عليم هذا ال يمكن أن يكون مقبوال.
الحفظ بالحفظ ،لو أنك صوبته وصححته ،و لو أنك متنته و قويته و لو أنك سمعته و قرأته ،ال يكفي فيه ذلك حتى تكرره في وقت
قريب ،ما معنى الوقت قريب ،في يومك الذي حفظت به الصفحة لو حفظتها بعد الفجر ،إذا تركتها إلى فجر اليوم التالي ستأتي
إليها وقد أصابتها هينات واعتراها بعض الوقفات و دخلت فيها بعض المتشابهات مما قد حفظته قبلها من اآليات ،البد أن تكرره
في الوقت نفسه.
في ذلك اليوم الصفحة الجديدة ،بعد التسميع الذي ذكرته ثالث مرات ،على أقل تقدير أن تسمع الصفحة خمس مرات في ذلك
اليوم ،و سأذكر كيف يمكن تطبيق ذلك دون عناء و ال مشقه ،الن بعض األخوة يقول هذا يريد أن نجلس في المسجد من بعد
الفجر إلى المغرب حتى نطبق هذه الطرق التي يقولها .أذكر مثال أن الحفظ الذي تتركه و ال تكرره يسرع في التفلت في ترجمة
ابن أبي حاتم ،اإلمام ابن أبي حاتم رحمة اهلل عليه كان يقرأ كتابا يريد أن يحفظه فكان يقرأه بصوت عالي ويكرره و عنده عجوز
بالبيت وهو يكرر الكتاب األولى والثانية و الثالثة والعاشرة ،فملت منه قالت :ما تصنع يا هذا ،قال :إني أريد أن أحفظه ،قالت:
ويحك لو كنت تريد لقد فعلت فإني قد حفظته ،فقال :هاتيه ،فسمعت له الكتاب من حفظها سماعا فحفظته ،قال و لكني ال أحفظه
حتى أكرره سبعين مره .يقول فجئتها بعد عام فقلت لها هاتي ما عندك من الكتاب فما أتت منه بشيء ،أما أنا فما نسيت منه
شيئا.
ال تنظر للوقت القريب انظر للمدى البعيد ،أنت تريد أن تحفظ شيئا ال تنساه بإذن اهلل عز وجل.
فالصفحة مثل الغرفة بالشقة ومثل الشقة في العمارة ،يعنى ال يمكن أن تكون هناك صفحة وحده ،ال بد أن تربطها بما قبلها و أن
تربطها بما بعدها و سيأتي لنا حديث عن الربط الحقا.
ننتقل إلى العوامل المساعدة .التي تساعدك على هذا و هذا .
النوافل الرواتب خمس في حد التقدير في الحد األدنى لمن ال يزيد ،ماذا نقرأ فيها غالبا ،كل واحد سيجيب إجابة واحدة سورة
اإلخالص ،الكافرون ،الكوثر .نريد الصفحة الجديدة أن تسمعها خمس مرات في هذه الصلوات الخمس أو في هذه الرواتب
الخمس .الصفحة عندما تقسمها قسمين ،سورة الضحى و ألم نشرح تقريبا في هذا الحديث ،فال تفصل صلواتك عن قراءاتك و
حفظك ،هذا من أهم العوامل المساعدة أن تغتنم النوافل بإخالص في حفظ و مراجعة و تثبيت هذا الحفظ.
وخاصة في انتظار الصلوات ،ما الفرق بين هذه و تلك؟ في كل آن عندما تذهب لموعد وغالبا تأتي و ال يأتي من واعدته إال
متأخرا فليكن ديدنك أن تكرر حفظك و أن يكون مصحفك في جيبك .الصلوات كثيرا ما نأتيها و قد كبر اإلمام ،لو قدمنا خمس
دقائق قبل كل صالة لكان عندنا خمس صلوات ،خمس مجالس يمكن أن نكرر فيه صفحة الحفظ أو أن نربط بعض الصفحات ،أو
أن نراجع بعض ما سنذكره في شأن المراجعة .هذا البد أن يكون لنا اهتمام به و أن نضعه في أذهاننا و تصوراتنا.
القراءة الفاحصة التي تفحصك و تمحصك ،هل حفظت حفظا صحيحا! هل حفظت حفظا متينا ! إنها قراءة المحراب .أن تتقدم
إماما في الصالة أو أن تؤم الناس إذا تيسر لك ذلك أو إذا وجدت لك الفرصة أو إذا قدمت ،اقرأ في المحراب ما حفظته ،فإن كنت
مطمئنا مستطيعا للقراءة دون تلكأ و ال تخوف و ال توقف فهذا مما يعين ألن قراءتك في الناس غير ،إذا أخطأت ركعت ،و إذا
أخطأت في الركعة الثانية انتقلت إلى سورة أخرى ،أما المحراب فغالبا ما يمحصك و يفحصك فحصا جيدا فاحرص عليه إن كنت
إماما أن تجعل من حفظك في صالتك و قراءتك.
و هذه نعمة من نعم اهلل عز وجل علينا ،أنك يمكن أن تسمع الحفظ الجديد و القديم في كل يوم في أثناء مسيرك في سيارتك أو قبل
نومك في بيتك اجعل شريط القرآن دائم التكرار .و ال يكن ذلك عفوا و ليكن ذلك بطريقة منهجية ،بمعنى أنك عندك في هذا
األسبوع سورة معينة للمراجعة تريد أن تجعله ديدنك خالل هذا األسبوع .و أن تجعل أيضا شريط الحفظ الجديد أيضا ديدنك هذا
األسبوع ،ليس كيفما اتفق و حسب الحاجة ،ال ،افعل ذلك ضمن البرنامج الذي تكمل فيه حفظك و مراجعتك فإن هذا من أعظم
األمور المعينة المساعدة ،ألنك ستسمع القراءة الصحيحة و ستعيدها و تكررها ،و ستسمعها بحسن التجويد و الترتيل فذلك من
أهم العوامل المساعدة.
وهذا أيضا من األمور التي يوصى بها و يحرص عليها كثيرا ،البد أن تأخذ لك مصحفا واحدا تحفظ عليه قدر استطاعتك من أول
المصحف إلى آخره ،ألن التغيير تشويش ،أنت عندما تلتزم المصحف الواحد غالبا ما ينقذح في ذهنك صورة الصفحة مبدأ
السورة في الصفحة و مبدأ الجزء في تلك الصفحة وأين تنتهي و كم عدد اآليات فيها فذلك يثبت الحفظ عندك ويجعلك أقدر على
أن تواصل و أن تربط و أن تمضي إن شاء اهلل مضيا جيدا سريعا وقويا .أما إذا حفظت يوما هنا فهذه الصفحة تبدأ بالسورة وفي
مصحف آخر السورة بدايتها في مكان آخر ،ال تستفيد من هذه الفائدة التي هي إحدى الفوائد التي سنذكرها فيما يأتي من
الحديث .إذن المصحف الواحد يعين و أجود المصاحف ما يسمى مصحف رأس اآلية الذي يبدأ بآية و ينتهي بآية ،ليس في
صفحة جزء من اآلية و تكملتها في الصفحة التي بعدها أو وراءها ،ألنك كما قلنا اجعل قدرك أو حفظك هو الصفحة ،مقياسك
صفحة ،إما أنك ستحفظ في اليوم صفحة أو أكثر ،تلك الصفحة هي اللوح الذي يعينك بإذن اهلل عز و جل .
وهو من أهمها و آخرها ،و هذه من الناحية العلمية معلوم أن استخدام حاسة واحدة يعطي نتيجة بنسبة معينة ،فإذا استخدمت
للحفظ أو في هذا العمل حاستين زاد استيعابك و فهمك و حفظك له ،و إذا استعملت ثالثة حواس زاد ،إذا استخدمت أربع زاد.
كيف نستخدم الحواس ؟ بعض األخوة يقرءون كما يقولون يقرأ بعينه ،هذه تضعف حفظك .اقرأ بعينك و بلسانك ،ارفع صوتك
يتحرك اللسان وتسمع اآلذان ،ثم إذا استطعت و هذا ال شك أنه فيه صعوبة لكن فيه قوة و متانة وهو أمر الكتابة ،إذا حفظت
صفحتك فاكتبها ولو على غير الرسم ،كتابة لتثبيت الحفظ ،فإن الكتابة من أقوى ما يثبت الحفظ تثبيتا راسخا ال ينسخ بإذن اهلل
عز و جل .و نحن نعلم شأن الكتاتيب التي تسمى كتاتيب ،و التي بعض الناس يقول زمن الكتاتيب و طريقة الكتاتيب ،وكأنه أمر
فيه تخلف و هو في حقيقة األمر من أجود و أمتن و أحسن ما يمكن عليه الحفظ.
وأذكر لكم هذه التجارب تعرفونها خاصة في بالد المغرب العربي وفي بالد أفريقيا الزالوا في موريتانيا و غيرها الزالوا بهذه
الطريقة .أنا ذهبت مرة إلى المغرب و ذهبت إلى بعض المساجد ووجدت الطالب كل معه لوحه من الخشب يكتب عليه ،فإذا كتب
هذا اللوح يظل يردده حتى يحفظه ،ثم عندهم هناك سطول من الماء يغمس فيها لوحه فيه ويكون قد ثبت في ذهنه ،فإذا محي من
لوحه فال يخشى بإذن اهلل عز وجل من ذهاب حفظه .فالكتابة أيضا أمر مهم ،وهناك نماذج كما قلت عندما ترى أمثال هؤالء
الذين يحفظون في الكتاتيب تعجب كأن عندك مسجال ،يقول اقرأ من آية كذا ينطلق المسجل ما شاء اهلل دون أن يخطئ ،بل في
تركيا عندهم مدارس لتحفيظ القرآن على النظام الداخلي ،يدخل فيها الطالب ما يظهر ألهله إال في آخر األسبوع لمدة سنتين
كاملتين ،لكن يحفظ حفظا عجيبا و إن شئت قل أعجب من العجيب أوال بأرقام اآليات بمواضيعها بترتيبها ،يمكن إذا جئت باآلية ال
يأتيك بالتي بعدها ،بل يأتيك بالتي قبلها ،و ممكن إذا جئته باآلية و قلت أنك تريد نظائرها قرأ لك هذا الموضع و أتمه ثم جاءك
بموضع آخر من سورة أخرى و أتمه ،يعنى حفظ في غاية القوة و المتانة .
األسس
ولست كما قلت معنيا بأن نذكر النصوص في تفلت القرآن و ما أخبرنا به نبينا على الصالة السالم تعاهدوا هذا القرآن
فوالذي نفس محمد بيده لهو أشد تفلتا من اإلبل في عقلها – رواه مسلم ، وقال تعاهدوا هذه المصاحف وربما قال
القرآن فلهو أشد تفصيا من صدور الرجال من النعم من عقله – رواه أحمد تعاهدوا القرآن فإنه أشد تفصيا ،إلى غير ذلك
لذ ْك ِر فَه ْل ِم ْن مد ِ
َّك ٍر ? القمر ، -17لكن آن ِل ِّ
س ْر َنا ا ْلقُْر َ
من األحاديث لكن أقول أن القرآن قال اهلل عز و جل في وصفه ? َولَقَ ْد َي َّ
ُ َ
ُجعل من خصائصه أنه سريع التفلت ،لماذا ؟
حكمة من اهلل عز وجل ،من أراد أن يحفظ القرآن هكذا ليتباهى به ،أو يحفظه ليأخذ به جائزة ،فهذا ال بأس يحفظ ثم ينسى ،أما
من يريد أن يحفظ القرآن حفظا هلل عز وجل ثم ينتفع به في عبادته و تعليمه و إلى آخره ،فإنه ال بد أن يبقى معه و بقائه معه هو
التأثير اإليجابي العملي السلوكي فإن األمر ليس يتعلق فقط بالحفظ نحن اليوم نركز على هذه المعاني ألننا نهدف إلى هدف معين
نريد طريقة الحفظ أما بقية األمور فليست في معزل عن هذا.
المقدار الكبير ،من يريد أن يراجع صفحة باليوم هذا ال تعد مراجعة و ال ينتفع بها إال في دائرة محدودة جدا .
مثل موسم رمضان هو موسم المراجعة األكبر ،فقد كان النبي يلتقي جبريل في رمضان ويتدارسان القرآن معا في كل رمضان
حتى إذا كان عام في العام األخير تدارسه معه مرتين ،فهذه النوافل تجمع و تفيد بإذن اهلل عز و جل.
أما الطريقة فأحب أن أشير إلى أمر مهم جدا إذا اعتبرنا المراجعة هي عبارة عن وقفات و محطات فأحسب أنها ال تفيد ،يعنى
أمضي ألحفظ خمسة أجزاء ثم أقف للمراجعة ،هذه بالنسبة للتجربة أرى أنها كالذي يحرث في الماء ،خاصة إذا كانت طريقته في
الحفظ أيضا ليست محكمة وجيدة .ال بد أن تكون المراجعة جزءا ال يتجزأ من الحفظ ،فكما تحفظ كل يوم تراجع كل يوم ،ال تقل لي
ليس عندي في هذه األيام مراجعة أو المراجعة ستكون في الشهر القادم أو بعد شهرين ،هذا ال سيما في البدايات ال يمكن أن يثمر
وال ينفع في غالب األحوال ،ال بد أن تكون المراجعة جزء قصير.
عند تسميع كل صفحة جديدة ال بد من تسميع أربعة صفحات من الحفظ الجديد قبلها .يعنى يسمع خمس صفحات ،في اليوم التالي
ماذا سيصنع ،سيحفظ صفحة جديدة سيسمعها و معها أربعة صفحات من التي قبلها وستكون صفحة األمس معها ،صفحة األمس
ستكرر خمس مرات ،فهذا أوال جزء المراجعة المبدئي الذي هو للحفظ الجديد ،يحتاج إلى صيانة باستمرار ،مثل أي شيء تترك
صيانته يبدأ يتسرب إليه الخلل ،إذا أوال مع كل صفحة جديدة يسمع أربع صفحات من الجديد قبلها ،هذا سيجعل الصفحة الجديدة
تسمع خمس مرات ،قبل أن ينتقل قبل ذلك إلى صفحة سادسة وسيعيد قبلها أربع فلن تكون األولى منها.
ثانيا :أن يسمع في كل يوم عشر صفحات من القديم
وكما قلت ليس هذا صعبا أو محاال إذا استغل مشيه بسيارته و صالته في نوافله و قراءته في نوافله و غير ذلك مما أشرت إليه
من سماعه ألشرطة ،فيتحقق له ذلك بإذن اهلل دون عناء كبير المهم النية و العزيمة إلى آخر ما ذكرنا في األسس العامة هذا
يضبط لنا األمر خاصة في البداية ،ثم ماذا يحصل نتيجة لهذا ،في البداية أيه اإلخوة قد يكون مثل هذا األمر فيه بعض الصعوبة أو
يحتاج لبعض الوقت ،لكن مالذي يحصل بعد هذا أيه األخوة ،الذي يحصل الست قد اشترطت عليكم أن تكون حفظ الصفحة األولى
مثل حفظ الفاتحة ،فإن طبقتم ذلك ثم قرأتموها خمس مرات في نوافلكم ،ثم كانت ضمن الصفحات الخمس التي تسمع في األيام
التي بعدها ،فماذا سيكون شأن هذه الصفحة ،هل تراك عندما تراجعها ستحتاج إلى جهد أو إلى عناء ،أنت ستتلوها كما تتلو
فاتحة الكتاب ،و أنت تمشي و أنت تجلس و أنت تنتظر و أنت تقوم و في وقت من األوقات ،إذا ماذا يحصل ،المراجعة إذا أتقناها
بهذه الطريقة تصبح شيئا ال يشكل عبئا و ال يحتاج وقتا في الوقت نفسه.
فلو تصورت أنك بدأت الحفظ حديثا ،فحفظت الصفحة األولى ،ثم جئت باليوم التالي و حفظت الصفحة الثانية ،و بذلك تسمع
الصفحتين معا حتى إذا جئت إلى اليوم الخامس سمعت الصفحات الخمس ،ثم إذا جئت إلى اليوم العاشر سمعت العشر ،و بذلك
تمضى إلى نهاية الجزء عشرين صفحة ،ماذا سيكون ،ستكون الصفحة األولى قد مرت بك نحوا من ثالثين مره ،فإذا مشيت على
هذه الطريقة ،إذا جئت إلى الجزء الثاني و الثالث لن يكون الجزء صعبا عليك ،و لن تحتاج أن تقول إذا البد أن أتوقف اآلن حتى
أراجع ذلك الجزء ،هذا التوقف و الوقفات الطويلة للمراجعة هي حفظ جديد .كثيرا ما يصنع ذلك طلبة التحفيظ ،يمضى خمسة
أجزاء ثم يقول أقف للمراجعة ،ووقفته للمراجعة حفظ جديد يحفظها مرة ثانيه ثم ال يحكمها ويمضى خمسة أخرى ثم يقول أرجع
و هو كما قلت إنما يحرث في الماء فلينتبه لذلك.
)2تالوة القرآن الكريم والوقوف على كل آية وتدبرها واالنفعال معها .
)4االطالع على تفسير مختصر لبيان كلمة غريبة أو تحديد معنى غامض أو معرفة حكم خاص ،فهذا االطالع للتوضيح أو
التصويب أو االستدراك مثل كتاب زبدة التفسير للشيخ محمد سليمان األشقر .
)5محاولة تطبيق كل آية في كتاب اهلل تمر أثناء القراءة في الواقع واستخراج العبر والعظات من قصص السابقين وتدوينها
والرجوع إليها بعد الرجوع إلى تفاسير السلف .
)6الحرص على حفظ اآليات في الصدر كما فعل سلفنا الصالح وكما كان يفعل عمر بن الخطاب رضي اهلل عنه كان يحفظ العشر
آيات وال ينتقل إلى غيرها حتى يطبقها وتكون واقعا عمليا في حياته .
)7االطالع على تفسير مطول يتوسع صاحبه في مباحثه ويستطرد في موضوعاته ويعرض ألوانا مختلفة من المعارف
والثقافات مثل تفسير ابن كثير وتفسير الطبري وتفسير السعدي وأضواء البيان للشنقيطي ..وغيرها
برنامج احتساب مدة حفظ القرآن الكريم اعتمادا على قدرة الحفظ اليومي لآليات
.1ألنه يبدأ بأول اآلية وينتهي بآخر اآلية في نفس الصفحة مما يساعد على التركيز في الحفظ
.2ألن كل 20صفحة تساوي جزءا كامال (عدا جزء عم) وهذا موافق لطريقة الحفظ
و في الختام أسال اهلل العلي القدير أن ينفعكم بها وان يعينكم على حفظ كتابه كامال