You are on page 1of 201

‫دماغك حتت تأثري ا إلابحيّة‬

‫أرضار املرئ ّيات اجلنس ّية عىل الإنرتنت يف ضوء عمل الإدمان احلديث‬

‫غاري ويلسون‬
‫ترمجة وتقدمي النّسخة العرب ّية‪ :‬يم بدر‬

‫بترصف عن كتاب‬
‫ترمج ّ‬

‫‪Your Brain on Porn‬‬


‫‪Internet Pornography and the Emerging Science of Addiction‬‬
‫‪Gary Wilson‬‬

‫‪2‬‬
‫للطباعة والنّرش‬
‫كومون ويلث ّ‬
‫اململكة امل ّتحدة (‪)٢٠١٤‬‬
‫‪commonwealth-publishing.com‬‬

‫مجيع احلقوق حمفوظة‬


‫الطبع حمفوظة للمؤلّف د‪ .‬غاري ويلسون ‪٢٠١٤ -‬م‬
‫حقوق ّ‬
‫خط ّي مس بق من املؤلّف‬
‫حيظر نسخ وتوزيع هذا الكتاب أو أي جزء منه بأ ّي شلك أو طريقة دون اإذن ّ‬

‫‪3‬‬
‫حتذير ها ّم‬
‫املعلومات اليت يتض ّمهنا هذا الكتاب هدفها تعل ّميي حبت‪ ،‬ول يقصد مهنا بشلك مبارش أو غري مبارش أن‬
‫الط ّب ّية‪ .‬احرص دوما عىل استشارة طبيبك اخلاص أو أ ّي ممارس معمتد‬ ‫تكون بديال عن الاستشارة ّ‬
‫الط ّب ّية قبل أن تبدأ برانجما عالج ّيا جديدا‪ ،‬أو توقف برانمج العالج اذلي وصفه كل ّ‬
‫الطبيب‬ ‫للخدمات ّ‬
‫سابقا‪ ،‬واس تفرس من طبيبك عن أ ّي أعراض ّ‬
‫حص ّية تقلقك‪ ،‬فاملعلومات اليت يتض ّمهنا هذا الكتاب ل‬
‫يقصد مهنا أن تس تعمل لهداف التّشخيص ّ‬
‫الط ّ ّّب أو العالج‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫فهرس احملتوايت‬

‫مقدمة النّسخة العرب ّية‬


‫مقدّ مة‬
‫الفصل الول الواقع اذلي ن ُعاينُه‬
‫الفصل الثّاين شهوات تعيث فسادا‬
‫الس يطرة‬ ‫الفصل الثّالث اس تعادة ّ‬
‫الفصل ّالرابع خواطر ختام ّية‬
‫هل دليك اهامتم ابلبحث العلمي؟‬
‫مفردات خمتارة ونظريها ابللّغة الإجنلزيية‬

‫‪5‬‬
‫مقدمة النّسخة العرب ّية‬
‫يم بدر‬
‫عامل ّالرجوةل يف أزمة حقيقيّة‪ ،‬تشري الإحصائ ّيات العامل ّية اإىل أ ّن ّاذلكور اليوم يزحفون خلف الإانث يف الإجنازات ادلّ راس ّية‬
‫لك أحناء‬ ‫لك العامر‪ ،‬ويف اكفة املس توايت التّعلمي ّية من ادلّ راسة الابتدائ ّية ّ‬
‫وحّت مس توى ادلّ راسة اجلامع ّية‪ ،‬ويف ّ‬ ‫واملهن ّية‪ ،‬يف ّ‬
‫العامل‪.‬‬
‫ّدق الباحث يف عمل النّفس ادلّ كتور "فيليب زميباردو" انقوس اخلطر يف حمارضته الشّ هرية "زوال ّالرجال" اليت ألقاها‬
‫الش ّبان اليوم‪ّ ،‬‬
‫فاذلكور ‪-‬كام‬ ‫يف "مؤمتر تيد" )‪ )TED Talks‬عام ‪٢٠١١‬م حني حتدّث عن معق الزمة اليت تواجه الفتية و ّ‬
‫سن مبكّر‪ ،‬ونس بة ّ‬
‫الش ّبان اذلين ينجحون يف‬ ‫أوحض زميباردو‪ -‬أكرث عرضة للفشل يف ادلّ راسة أو ال ّتخ ّّل عن طلب العمل يف ّ‬
‫اإمتام ادلّ راسة واحلصول عىل درجة الشّ هادة اجلامع ّية أق ّل من نظرياهتم من الفتيات‪ ،‬وقد أفادت دراسة طويةل المد أجريت بني‬
‫سن ‪ ٢٧‬عاما قد حصلوا عىل الشّ هادة اجلامعية‪ ،‬مقابل ‪ ٪٣٣‬من النّساء يف‬
‫عايم ‪٢٠١٢-١٩٩٧‬م أ ّن ‪ ٪٢٥‬من الرجال يف ّ‬
‫ّ‬
‫خرجيي اجلامعات مه من النّساء‪.‬‬
‫الس ّن‪ ،‬ويف أسرتاليا وكندا ‪ ٪٦٠‬من ّ‬
‫نفس ّ‬
‫ويعاين ّ‬
‫الش ّبان عند حماوةل اإجياد وظيفة اثبتة أو حتديد مسار حياهتم املهن ّية‪ ،‬هذا عدا عن أ ّن الكثريين مهنم يفشلون‬
‫سن متأخّرة‪ .‬أجري اس تفتاء‬ ‫‪-‬أو جيدون صعوبة ّمجة‪ -‬يف اإقامة عالقة عاطفيّة انحجة وتكوين أرسة‪ ،‬بل يركنون اإىل العزوب ّية ّ‬
‫حّت ّ‬
‫عىل الإنرتنت عام ‪٢٠١١‬م وشارك فيه عرشون ألف خشص ‪ ٪٧٦‬مهنم من ّالرجال‪ ،‬وأكرث من نصف املشاركني اكنوا ما بني‬
‫‪ ٣٤-١٨‬عاما‪ ،‬أظهرت نتاجئ الاس تفتاء أ ّن العديد من ّ‬
‫الش ّبان ليس دلهيم أ ّي اهامتم ابإقامة عالقة عاطف ّية طويةل المد‪ ،‬وليس‬
‫جمرد الاس تقالل يف حياهتم‪.‬‬ ‫حّت ّ‬‫ابلسعي ّللزواج‪ ،‬أو الإجناب‪ ،‬أو أن يصبحوا أرابب أرس‪ ،‬أو ّ‬ ‫دلهيم رغبة ّ‬
‫يتفوقن عىل ّاذلكور أاكدمي ّيا وهمنيا ل ّول ّمرة يف ال ّتارخي‪ ،‬واملشلكة الساس ّية أ ّن ّاذلكور اليوم يفتقرون اإىل احلافز‬
‫الإانث ّ‬
‫ابلركب‪.‬‬ ‫وادلّ افع ّاذل ّ‬
‫ايت للحاق ّ‬
‫الصبية والفتية عىل الإاثرة النّامجة من اللعاب ا إللكرتون ّية ومشاهدة الفالم‬ ‫عزى زميباردو هذه ّ‬
‫الظاهرة اإىل اإدمان ّ‬
‫الإابحيّة عىل الإنرتنت‪ ،‬ملاذا خيرج وياكحف لينجح ويثبت ذاته اإذا اكن ابإماكنه أن يفتح الفتوح وحيقّق ا إلجنازات من بني جدران‬

‫‪6‬‬
‫جحرته!‬
‫الس نوات‬ ‫اكدميي‪ ،‬فا ّإن ظاهرة أخرى فاجأت الوساط ّ‬
‫الط ّب ّية والعلم ّية يف ّ‬ ‫ابلإضافة اإىل ظاهرة الضّ عف املهين وال ّ‬
‫اجلنيس بني ّ‬
‫الش ّبان اليافعني حتت سن الربعني‪ .‬وتواترت التّقارير يف‬ ‫ّ‬ ‫الخرية وأخذهتم عىل حني ّغره‪ ،‬اإّنّ ا ظاهرة تف ّّش العجز‬
‫اجلنيس‬
‫ّ‬ ‫مربرة‪ -‬يف أمراض العجز‬ ‫الوساط ّ‬
‫الطب ّية‪ ،‬سواء من ابحثني أو أط ّباء ممارسني أو اختصاصيّني عن زايدة كبرية ‪-‬وغري ّ‬
‫الش باب واليافعني‪ ،‬وبدرجة مل تعهدها الوساط ّ‬
‫الط ّب ّية من قبل‪ ،‬بل وفاقت يف بعض ادلّ راسات نسبهتا‬ ‫بش ّّت أنواعها يف فئة ّ‬
‫اجلنيس دلى ّالرجال الوروب ّيني يف سن ‪ ٤٠-١٨‬عاما‬
‫ّ‬ ‫يف الفئات العمريّة الكرب س نّا‪ ،‬ففي عام ‪٢٠١١‬م اكنت نس بة العجز‬
‫اجلنيس تصل اإىل ‪،٪٣٠‬‬
‫ّ‬ ‫سن ‪ ٢٤-١٨‬عاما أن نس بة العجز‬
‫ترتاوح بني ‪ ،٪٢٨-١٤‬ووجدت دراسة سويديّة مشلت ش ّباان يف ّ‬
‫رصح ‪ ٪٥٣,٥‬من املراهقني ّاذلكور يف ّ‬
‫سن ‪ ٢١-١٦‬عاما بأّنّ م يعانون من‬ ‫ويف دراسة أخرى أجريت يف كندا عام ‪٢٠١٤‬م ّ‬
‫أعراض تويح بوجود مشالكت جنس ّية‪.‬‬
‫الرسيري‪ ،‬وعمل الإدمان‪،‬‬ ‫ويف مسح شامل للحباث والتّقارير املتعلّقة هبذا املوضوع من مصادر متعدّ دة يف ّ‬
‫الط ّب ّ‬
‫وعمل النّفس‪ ،‬وعمل الاجامتع‪ ،‬اس تنتج فريق البحث ‪-‬يف التّقرير اذلي نرش عام ‪٢٠١٦‬م‪ -‬أ ّن العوامل التّقليديّة اليت ّ‬
‫تفرس‬
‫السكري وتصلّب ا ّلرشايني‪ ،‬و ّ‬
‫السمنة‪ ،‬وال ّتدخني‪،‬‬ ‫السن‪ ،‬وأمراض القلب و ّ‬ ‫اجلنيس دلى ّالرجال ‪-‬مثل تق ّدم ّ‬
‫ّ‬ ‫مشالكت العجز‬
‫اجلنيس دلى ّ‬
‫الش ّبان‬ ‫ّ‬ ‫وزايدة نس بة ادلّ هون يف ادلّ م‪ -‬مل تعط تفسريا مقبول لالرتفاع احلا ّد يف عدد حالت أمراض العجز‬
‫اليافعني‪ ،‬وابلتّايل فال بدّ أ ّن هناك مسبّبات أخرى‪ .‬وقد أمجع الباحثون عىل أ ّن الانتشار الكبري لظاهرة مشاهدة الفالم‬
‫وخاصة يف وجود تقارير‬
‫اجلنيس‪ّ ،‬‬
‫ّ‬ ‫الإابح ّية عىل الإنرتنت بني أفراد هذه الفئة العمريّة قد يكون املسبّب ّ‬
‫الفعّل ملشالكت الداء‬
‫تؤكّد ّ‬
‫حتسن الداء بعد التّوقّف عن مشاهدهتا‪.‬‬
‫هذا عىل صعيد الحباث الاكدمي ّية‪ ،‬ولكن عىل صعيد املامرسة العمل ّية فا ّإن الكرثيّة العظمى من الط ّباء ل يربطون بني‬
‫اجلنيس دلى ّالرجال‪ .‬وقد ّعرب عن هذه املعضةل ادلّ كتور طارق ابشا‪ ،‬أ ّ‬
‫خصايئ‬ ‫ّ‬ ‫مشاهدة الفالم الإابح ّية ومشالكت الداء‬
‫املساكل البول ّية والتّناسل ّية يف معهد ميتش يغان لمراض املساكل البول ّية والتّناسل ّية‪ ،‬وعن احلرية اليت انتابته عند معاجلته لمراض‬
‫اجلنيس النّاجتة عن مشاهدة الفالم الإابح ّية‪ ،‬يقول‪:‬‬
‫ّ‬ ‫العجز‬
‫"مل يدر خبدلي أ ّن يوما ما س يأيت اإىل عياديت العديد من املرىض يف ريعان ّ‬
‫الش باب‪ ،‬وحتت ّ‬
‫سن‬
‫‪7‬‬
‫متخصص يف معاجلة أمراض املساكل‬ ‫اجلنيس بأشاكل خمتلفة‪ .‬كطبيب ّ‬ ‫ّ‬ ‫الربعني‪ ،‬يش تكون من العجز‬
‫اجلنيس‬
‫ّ‬ ‫الط ّب يف الولايت املتّحدة‪ ،‬فأان معتاد عىل معاجلة أمراض العجز‬ ‫البول ّية والتّناسل ّية‪ ،‬وأمارس ّ‬
‫مصاحب‬
‫ٌ‬ ‫اجلنيس‬
‫ّ‬ ‫وضعف الانتصاب دلى ّالرجال الكرب س نّا‪ .‬عادة ما يكون هذا النّوع من العجز‬
‫العصّب‪ ،‬أو أ ّي‬
‫ّ‬ ‫الرشايني‪ ،‬وأمراض اجلهاز‬‫لمراض عضويّة مثل ارتفاع ضغط ادلّ م‪ ،‬وأمراض القلب و ّ‬
‫سن الربعني يعانون من‬ ‫مرض أخر هل أس باب خارج ّية‪ .‬اإل أ ّين اليوم أعاجل عددا كبريا من ّالرجال حتت ّ‬
‫عضوي أخر‪ ،‬وقد صدمين هذا المر ل ّين أفرتض أ ّن نس بة‬ ‫ّ‬ ‫نيس يف غياب أ ّي مرض‬ ‫أمراض العجز اجل ّ‬
‫اجلنيس دلى هذه الفئة العمريّة ل تتعدّ ى ‪ ٪٢‬حبسب دراسة شامةل يف هذا اجملال أجريت عام‬ ‫ّ‬ ‫العجز‬
‫‪٢٠٠٢‬م‪.‬‬
‫اجلنيس متعدّ دة بشلك كبري‪ ،‬بعض ّالرجال يش تكون من عدم قدرهتم عىل‬ ‫ّ‬ ‫الرسيريّة للعجز‬‫العراض ّ‬
‫الانتصاب أثناء امجلاع‪ ،‬ولكهنّ م قادرون عىل ذكل أثناء مشاهدة الفالم الإابحيّة‪ ،‬والبعض ل يمتكن من‬
‫الرسيّة‪ ،‬وبعضهم‬ ‫الوصول اإىل ّاذلروة أثناء امجلاع‪ ،‬ولكهنّ م قادرون عىل ذكل عن طريق ممارسة العادة ّ ّ‬
‫تدين حا ّد يف ّالرغبة اجلنس ّية‪ .‬وكرضب من اخليال‪ ،‬جيهش بعض ّالرجال ابلباكء ومه‬ ‫يش تيك من ّ‬
‫تطورت دلهيم أذواق وميول‬ ‫يتساءلون عن حقيقة ميوهلم اجلنس ّية‪ ،‬وذكل ل ّن العديد من مرضاي ّ‬
‫جنس ّية خمتلفة متاما ّمعا عرفوه طوال حياهتم‪ .‬ويف حني يش تيك البعض من تأخّر شديد يف القذف‪ ،‬يعاين‬
‫الرسيع جدّ ا‪ ،‬واحملظوظون مهنم اذلين يمتكّنون من حتقيق الانتصاب بدرجة اكفية‬ ‫أخرون من القذف ّ‬
‫متكّهنم من ممارسة العالقة ّالزوجيّة يقولون أ ّن العضو ّاذلكري يبدو وكنه خمدّ ر‪ ،‬وينعدم فيه الإحساس‬
‫دلرجة أّنّ م ل يشعرون ّبذلة امجلاع اإطالقا‪ .‬اإضافة اإىل ذكل يقول العديد مهنم رصاحة أّنّ م ل يشعرون‬
‫مبيل عاطف ّي أو أ ّي متعة يف عالقهتم بزوجاهتم‪ ،‬وليس هذا حفسب‪ ،‬بل اإّنّ م ل يمتكنّون من اإمتام امجلاع‬
‫اإل اإذا صاحبه مشاهدة ملقاطع من أفالم اإابح ّية‪ ،‬أو خت ّيل للمامرسات اليت شاهدوها يف تكل الفالم‪،‬‬
‫واحملزن أ ّن عددا مهنم ‪-‬ومه ّقةل‪ -‬فكّر مل ّيا ابلنتحار‪.‬‬
‫الص ّحة والعافية يُ َتوقّع منه أن يكون قادرا عىل ّالزواج‪ ،‬وممارسة اجلنس‬ ‫اب اليافع اذلي يمت ّتع باكمل ّ‬ ‫الشّ ّ‬
‫حص ّية ونفس ّية يف غاية‬‫طبيعي‪ ،‬إوانشاء أرسة‪ ،‬وعندما ختيب هذه ال ّتوقّعات ينجم عهنا مشالكت ّ‬ ‫بشلك ّ‬
‫اخلطورة‪.‬‬
‫عّل يف العيادة‪ ،‬وذكل ل ّين مل أر مثلها يف س نوات التّدريب‬ ‫حريتين هذه احلالت اليت اكنت ّمتر ّ‬ ‫لقد ّ‬
‫حّت يف س نوات التّدريب كطبيب مقمي‪ ،‬وذلكل فقد انطلقت يف هم ّمة جادّة‬ ‫الط ّب‪ ،‬ول ّ‬ ‫اجلامعي يف لك ّية ّ‬
‫ّ‬
‫احملرية‪ ،‬وقد تفاجأت حني وجدت أحبااث ممتازة حول هذا املوضوع‪ ،‬واذلي‬ ‫ّ‬
‫لإلقاء الضّ وء عىل هذه الظاهرة ّ‬
‫أ ّقر بلك جخل أ ّين مل أكن أعرف عنه شيئا‪.‬‬
‫يف البداية فعلت ما يفعهل معظم النّاس حني يودّون معرفة يشء أشلك علهيم‪ :‬استرشت ادلّ كتور‬
‫"جوجل" (®‪ .)Google‬معظم املواقع اليت ظهرت يف نتاجئ البحث ال ّو ّيل ذكرت أس بااب نفس ّية للعجز‬
‫فيس والاكتئاب‬ ‫املربرات ل ّن احلرص النّ ّ‬
‫فيس أو الاكتئاب‪ ،‬شككت هبذه ّ‬ ‫اجلنيس مثل احلرص النّ ّ‬ ‫ّ‬
‫الظاهرة اليت نراها اليوم يف هذه الفئة‬ ‫تفّش ّ‬
‫يفرس ّ‬
‫موجودان منذ زمن بعيد‪ ،‬ول ميكن ل ّي مهنام أن ّ‬
‫‪8‬‬
‫اجلنيس دلى رجال أحصّاء ويف‬ ‫ّ‬ ‫اجلوهري‪ :‬ما سبب زايدة حالت العجز‬ ‫ّ‬ ‫السؤال‬
‫الصغرية‪ .‬ويبقى ّ‬
‫العمريّة ّ‬
‫ريعان ّ‬
‫الش باب؟‬
‫تع ّمقت يف البحث حّت وجدت موقع "دماغك حتت تأثري الإابحيّة"‪ ،‬وقد ذهلت عندما عرفت أ ّن‬
‫اجلنيس‪ ،‬يف البداية شككت يف‬ ‫ّ‬ ‫هناك ارتباطا تالزم ّيا بني مشاهدة الفالم الإابح ّية والإصابة ابلعجز‬
‫حصّة هذه املعلومات‪ ،‬فالإابح ّية اجلنس ّية اكنت موجودة عىل مر العصور‪ ،‬ولكن بعد قراءة عدد من‬
‫اجلنيس‬
‫ّ‬ ‫الحباث اليت نرشت عىل املوقع بدأت أرى العالقة بني مشاهدة الفالم الإابح ّية والإصابة ابلعجز‬
‫بوضوح أكرب‪ .‬النّقطة الفاصةل ‪-‬عىل ما يبدو‪ -‬اكنت عام ‪٢٠٠٦‬م عندما ظهرت مواقع "ال ّتيوب" الإابح ّية‪،‬‬
‫لك احناء املعمورة اليت تصلها خدمات الإنرتنت من مشاهدة الفالم الإابحيّة‬ ‫واليت مكّنت ّالرجال يف ّ‬
‫دون قيد أو رشط‪ ،‬ودون حدّ ‪ ،‬وبتجديد رسيع رسعة الربق‪ ،‬و ّ‬
‫برسيّة ات ّمة‪.‬‬
‫حّت "تساعدمه" عىل‬ ‫شعرت ابخلجل الشّ ديد‪ ،‬لن ّنا أحياان نويص مرضاان بأن يشاهدوا الفالم ا إلابحيّة ّ‬
‫اخملتصون يف معاجلة أمراض املساكل البول ّية والتّناسل ّية‪،‬‬ ‫اجلنيس‪ .‬حنن الط ّباء ّ‬
‫ّ‬ ‫التّخلّص من أعراض العجز‬
‫اجلنيس دلى ّالرجال‪ ،‬ولكنّنا مغ ّيبون متاما‪ ،‬ول‬ ‫ّ‬ ‫واملتوقّع منّا أن نكون خرباء يف ح ّل مشالكت العجز‬
‫ناكد نعرف شيئا عن هذا اخلطر الاكمن اذلي هيدّ د ّ‬
‫الص ّحة العا ّمة‪".‬‬

‫الإابح ّية اجلنس ّية!‬


‫اجلنيس ّللرجال؟ ويه سبب من أس باب الضّ عف املهين‬
‫ّ‬ ‫مشاهدة الفالم الإابح ّية عىل الإنرتنت تسبّب أمراض العجز‬
‫بلك ما‬ ‫اكدميي ّلذلكور؟ لقد شاع ارتياد املواقع الإابح ّية عىل الإنرتنت بشلك كبري يف ّ‬
‫الس نوات الخرية‪ ،‬اإّنّ ا مشلكة عرصيّة ّ‬ ‫وال ّ‬
‫يف اللكمة من معىن‪ ،‬ورمغ أ ّن املرئ ّيات الإابحيّة موجودة منذ غابر الزمنة ا ّإل أّنّ ا اليوم ‪-‬يف وجود الإنرتنت ّ‬
‫الرسيعة‪ -‬ختتلف ّّمك‬
‫السبب يف أ ّن تأثريها أيضا خمتلف ّمعا اكن معهودا‬
‫ونوعا عن لك ما عرفته الإنسانية عرب العصور‪ ،‬وهذا ‪-‬كام يرى الباحثون‪ -‬هو ّ‬
‫السابق‪ .‬ولكن املوا ّد الإابح ّية متوفّرة ومتاحة للجميع‪ ،‬فلامذا يعاين ّالرجال من ويالهتا بشلك ظاهر أكرث من النّساء؟‬
‫يف ّ‬
‫من املؤكّد أ ّن بعض النّساء يشاهدن الفالم الإابحيّة‪ ،‬ولكن بنس بة أق ّل بكثري من ّالرجال‪ .‬أجرى الباحثان "أويج‬
‫أوجاس" و"ساي جادام" عام ‪٢٠١١‬م دراسة حتليل ّية لربعامئة مليون معل ّية حبث عىل الإنرتنت‪ ،‬فوجدا أ ّن مخسة ومخسني‬
‫الصور والفالم اجلنس ّية أكرث من‬
‫مليون مهنا (‪ )٪١٣‬اكنت حبثا عن موا ّد اإابح ّية‪ ،‬ووجد الباحثان أ ّن ّالرجال يبحثون عن ّ‬
‫النّساء مبعدّ ل ‪ ٦‬اإىل ‪ .١‬ويف حني تقدّ ر بعض املواقع الإابحيّة أ ّن ‪ ٪٧٥‬من مراتدهيا مه من ّالرجال‪ ،‬اإل أن ّه عندما يتطلّب‬
‫المر دفع مقابل ماد ّّي فا ّإن ‪ ٪٩٨‬من بطاقات الئامتن اليت تس تعمل ّلدلفع عىل تكل املواقع ميلكها رجال‪ ،‬مقابل ‪ ٪٢‬فقط مملوكة‬

‫‪9‬‬
‫لنساء‪ .‬عندما يتعلّق المر مبشاهدة الفالم الإابحيّة عىل الإنرتنت فاإّنّ ا مشلكة ذكوريّة ابدلّ رجة الوىل‪.‬‬
‫وماذا عن الطفال؟‬
‫لطب الطفال عام ‪٢٠١٣‬م تقريرا ذكرت فيه أ ّن الطفال الن يقضون أمام الشّ اشات ما‬ ‫نرشت الاكدمي ّية المريك ّية ّ‬
‫بني تصفّح وسائل التّقنيات احلديثة‪ ،‬والتّلفاز‪ ،‬والهاتف ّاذل ّيك‪ ،‬وقتا أطول ممّا يقضون عىل مقاعد ادلّ راسة‪ ،‬ويأيت ذكل يف املرتبة‬
‫الثّانية بعد عدد ساعات النّوم‪ .‬ورمغ أ ّن الاكدمي ّية تويص بأن ل يتجاوز ّالزمن اذلي يقضيه ّ‬
‫الطفل أمام الشّ اشة ساعة اإىل‬
‫سن ‪ ١٠-٨‬س نوات يقيض ابملعدّل حوايل ‪٨‬‬ ‫ساعتني يوم ّيا‪ ،‬اإل أ ّن بعض الطفال يقضون أضعاف هذه املدّ ة‪ّ ،‬‬
‫فالطفل يف ّ‬
‫ساعات يف اليوم أمام الشّ اشات‪ ،‬واملراهقون يقضون وقتا أطول قد يتجاوز ‪ ١١‬ساعة يف اليوم‪.‬‬
‫كام أورد التّقرير أ ّن ‪ ٪٧٥‬من اليافعني يف سن ‪ ١٧-١٢‬عاما ميلكون هاتفا ّ‬
‫خلواي‪ ،‬وأ ّن أكرث من نصفهم يرسلون‬
‫ابملعدّ ل مخسني رساةل ّنص ّية يوم ّيا‪ ،‬وأ ّن ثلث هؤلء يس تخدمون الهاتف ّلدلخول عىل الإنرتنت‪ ،‬ورمغ ذكل فقد أ ّقر ثليث‬
‫الطفال بأ ّن وادلهيم ل يضعون هلم أ ّي قوانني أو قيود حتمك اس تخدام التّقن ّيات املتوفرة هلم‪.‬‬
‫متوسط معر ّ‬
‫الطفل عند مشاهدته الفالم الإابحيّة ل ّول ّمرة هو ‪١١‬‬ ‫فهل تس تغرب ‪-‬واحلاةل هذه‪ -‬اإذا عرفت أ ّن ّ‬
‫الس ّن ووصوهل مرحةل البلوغ‪ ،‬يصبح ارتياد املواقع الإابح ّية نشاطا يوم ّيا يف حياة الشّ ّ‬
‫اب املراهق‪.‬‬ ‫عاما فقط؟ ومع ال ّتقدّ م يف ّ‬
‫ا ّإن ارتياد املواقع الإابح ّية عىل الإنرتنت ظاهرة ل ياكد يسمل مهنا أحد‪ ،‬واملؤسف أ ّن أعدادا مزتايدة من الطفال يقعون حض ّية‬
‫اكدميي يف جامعة مونرتايل ادلّ كتور "س ميون لجونيس" حاول يف عام‬
‫وحّت تقدّ ر جحم املشلكة‪ ،‬فاعمل أ ّن الباحث ال ّ‬
‫لإغراهئا‪ّ .‬‬
‫‪٢٠١٠‬م اإجراء دراسة ملعرفة الفرق يف سلوك مراتدي املواقع الإابح ّية من ّ‬
‫الش باب مقارنة بغريمه‪ ،‬وبعد أشهر من البحث مل‬
‫سن ادلّ راسة اجلامع ّية ل يشاهد الفالم الإابح ّية‪ ،‬وألغيت ادلّ راسة!‬ ‫يمتكن من اإجياد ّ‬
‫شاب واحد يف ّ‬
‫ولكن ما هو رضر ارتياد املواقع الإابحيّة عىل الإنرتنت؟ وكيف تؤثّر سلبا عىل مشاهدهيا وتؤدّي اإىل هذه النّتاجئ‬
‫الاكرث ّية؟‬
‫الرسيّة‪،‬‬
‫ومزيهتا عن غريها‪ :‬اخلفاء و ّ ّ‬‫الإابح ّية اجلنس ّية عىل الإنرتنت لها جاذب ّية كبرية بسبب س تة عوامل اجمتعت لها ّ‬
‫رخص الثّمن‪ ،‬اجلرأة يف املادّة املعروضة‪ ،‬تق ّبل اجملمتع لها‪ ،‬قابل ّية الإدمان عىل مشاهدهتا‪ ،‬وكوّنا مثرية وهم ّيجة للشّ هوة‪ .‬مبعىن‬
‫أخر‪ ،‬ابإماكن ا ّإي خشص أن يشاهد الفالم الإابحيّة عىل الإنرتنت يف خلوة بيته ودون أن يراه أحد‪ ،‬مل تعد هناك حاجة اإىل‬
‫‪10‬‬
‫ّاذلهاب اإىل دور العرض أو اإىل املكتبات وحما ّل بيع الكتب من أجل احلصول عىل املرئ ّيات اجلنس ّية‪ ،‬فهيي متوفّرة جمّاان‪ ،‬وبكرثة‪،‬‬
‫وسهةل املنال‪.‬‬
‫الإابح ّية اجلنس ّية عىل الإنرتنت توفّر متعة بال مثن‪ ،‬ومتكّن الشّ خص من جتنّب التّعامل املبارش مع النّساء‪ ،‬أو حت ّمل‬
‫تاكليف ّالزواج ورعاية الرسة‪ ،‬ويف احلالت اليت يفتقر فهيا الشّ خص اإىل الإماكن ّية املاديّة ّللزواج فقد جيد الشّ ّ‬
‫اب أ ّن مشاهدة‬
‫لكن اجلرأة والإاثرة ّالزائدة عن احلدّ اليت ّمتزي املوا ّد الإابح ّية املعروضة‬
‫الفالم الإابح ّية يه البديل املناسب إاىل حني ميرسة‪ .‬و ّ‬
‫عىل الإنرتنت جتعل أنشطة احلياة الخرى تبدو ابهتة و ّممةل ابملقارنة‪ ،‬وابلتّايل يقبل الشّ خص عىل مشاهدة الفالم الإابح ّية‬
‫بشلك مزتايد‪ ،‬وهيمل أنشطة احلياة اليوميّة‪ ،‬مبا يف ذكل ادلّ راسة الاكدمي ّية‪ .‬ورشاكت صناعة الإابحيّة اجلنس ّية تعي ذكل جيّدا‪،‬‬
‫بل وتسعى اإىل اإغراقنا ابملنتجات ا ّجملان ّية اإىل أن نصل اإىل مرحةل الإدمان‪ ،‬ول نمتكّن من التّوقّف عن مشاهدهتا‪ ،‬متاما كام يقدّ م‬
‫ّجتار اخملدّ رات بضاعهتم جمّاان لزابئهنم حّت يدمنوا‪ ،‬وبعدها يضمنون اس مترار املبيعات‪ ،‬وزايدهتا‪ .‬واليوم‪ ،‬فا ّإن أكرث حضااي هذه‬
‫سن ّ‬
‫الطفوةل‪.‬‬ ‫الصناعة القذرة مه أبناؤان‪ ،‬وفذلات أكبادان اذلين مل يتجاوزوا بعد ّ‬
‫ّ‬
‫وهكذا‪ ،‬فا ّإن مشاهدة الفالم الإابحيّة عىل الإنرتنت تقلّل حامس الشّ اب ّلدلراسة الاكدمي ّية‪ ،‬وتضعف دليه احلافز‬
‫عي وتأسيس أرسة‪ ،‬وقد تقوده اإىل الإدمان عىل مشاهدة الفالم الإابح ّية حبيث‬ ‫للجدّ والنّجاح‪ ،‬وتفقده ّالرغبة يف ّالزواج ّ‬
‫الرش ّ‬
‫أن ّه لو حاول أن يتوقّف عن مشاهدهتا فلن يمتكّن من ذكل‪ّ ،‬‬
‫حّت مع وجود الرضار اجلسم ّية والنّفس ّية والاجامتع ّية‪ ،‬بل‬
‫وتفامقها‪.‬‬
‫الطويةل أمام الشّ اشة ‪-‬يف عزةل‪ -‬حيرم ّ‬
‫الطفل ومن ّمث الشّ ّ‬
‫اب من فرص كثرية لكتساب‬ ‫الساعات ّ‬
‫كام أ ّن قضاء ّ‬
‫جمرد اكتشاف ميوهل واهامتماته يف هذه اجملالت‪ .‬ورمغ ذكل تظ ّل‬ ‫اخلربات الاجامتع ّية‪ ،‬وتمنية قدراته وهماراته وهواايته‪ ،‬أو ّ‬
‫حّت ّ‬
‫التّوقّعات بأن عىل ّالرجل أن يتح ّمل مسؤول ّياته جتاه جممتعه ووطنه‪ ،‬وهنا تمكن املعضةل‪ ،‬حفني جي ّد اجل ّد وحياول الشّ ّ‬
‫اب أن‬
‫يصبح عضوا فاعال يف اجملمتع ّ‬
‫يتعرث ويفشل‪ .‬و ّ‬
‫الطا ّمة الكربى أن الإابح ّية اجلنس ّية اليوم شاعت اإىل درجة أّنّ ا مل تعد ُترى عىل‬
‫أّنّ ا ذنب عظمي‪ ،‬أو مشلكة كربى‪ ،‬كيف يتس ّىن لنا أن نعاجل مشلكة مس تعصية كهذه اإذا مل نكن نعتربها مشلكة ابلساس!‬

‫‪11‬‬
‫دماغك حتت تأثري الإابحيّة‬
‫هذا الكتاب اذلي بني يديك هو ترمجة لكتاب ألّفه أس تاذ ّ‬
‫جامعي متقاعد هو ادلّ كتور غاري ويلسون‪ ،‬معل د‪.‬‬
‫ويلسون يف منصب أس تاذ مساعد يف جامعة ولية جنوب أوريغون يف الولايت املتّحدة المريك ّية‪ ،‬وهو خم ّتص يف عمل‬
‫العصاب‪ .‬ورمغ أ ّن موضوع الإابحيّة اجلنس ّية يعد من أكرث املواضيع اليت طرحت ونوقشت يف مؤلّفات ل تعدّ ول حتىص‪ ،‬اإل‬
‫وعرصي يتناسب مع جحم املشلكة وأبعادها املعارصة يف ضوء ال ّت ّ‬
‫طورات‬ ‫ّ‬ ‫أ ّن هذا الكتاب يناقش القض ّية من منطلق ّ‬
‫علمي‬
‫التّقن ّية اليت غزت بيئتنا وجممتعاتنا‪" .‬دماغك حتت تأثري الإابح ّية" يناقش كيف تؤثّر مشاهدة الفالم الإابح ّية عىل الإنرتنت عىل‬
‫جنيس يف جسم الإنسان‪ ،‬دماغه!‬
‫أ ّمه عضو ّ‬
‫نعم‪ ،‬ادلّ ماغ هو العضو املسؤول عن الإاثرة اجلنس ّية‪ ،‬وفيه مراكز التّ ّ‬
‫حمك اليت تو ّجه وتقود الوظائف اجلنس ّية دلى‬
‫ّالرجال والنّساء عىل حدّ سواء‪ ،‬وادلّ ماغ هو العضو الكرث تأثّرا ابلإاثرة املفرطة اليت تسبّهبا مشاهدة املرئ ّيات اجلنس ّية املتوفّرة‬
‫وخاصة الطفال اذلين مل يصلوا بعد اإىل مرحةل البلوغ والنّضج‬
‫عىل الإنرتنت‪ ،‬وهنا يمكن اخلطر عىل مشاهدي الفالم الإابح ّية‪ّ ،‬‬
‫البدين والنّ ّ‬
‫فيس ليدركوا ما هو اجلنس‪.‬‬ ‫ّ‬
‫يقدّ م ادلّ كتور غاري ويلسون نظريّته املبن ّية عىل مبادئ عمل العصاب وعمل الإدمان احلديث‪ّ ،‬‬
‫ليفرس لنا ما اذلي‬
‫حيدث يف دماغ الشّ خص اذلي يشاهد املرئ ّيات اجلنس ّية‪ ،‬وما يه نتاجئ الارتياد ّ‬
‫املتكرر للمواقع الإابح ّية عىل الإنرتنت‪ ،‬وكيف‬
‫اجلنيس فامي بعد‪.‬‬
‫ّ‬ ‫يس تجيب دماغه ل إالاثرة املفرطة اليت تعرض عىل الشّ اشة‪ ،‬وكيف يؤثّر الاس مترار يف هذا ّ‬
‫السلوك عىل أدائه‬
‫ظري للمبادئ العلم ّية والحباث الاكدمي ّية تدمعه جتربة ميدان ّية كربى يعرضها الاكتب يف فصول هذا الكتاب‪،‬‬ ‫ّ‬
‫الطرح النّ ّ‬
‫ويه جتربة اإنسان ّية واقع ّية‪ ،‬عاشها أحصاهبا ووثّقوها عىل الإنرتنت‪ ،‬واملشاركون يف هذه التّجربة مه أانس عاديّون من خلف ّيات‬
‫متنوعة‪ ،‬جيمعهم يش ٌء واحد فقط‪ :‬مجيعهم من مراتدي املواقع الإابحيّة اذلين عاينوا بأنفسهم الاثر املد ّمرة‬
‫بيئيّة وثقافيّة ودينيّة ّ‬
‫والويالت اليت جلبهتا الإابح ّية اجلنس ّية عىل حياهتم‪ ،‬ومن ّمث ّاختذوا القرار احلامس ابلإقالع عن هذا ّ‬
‫السلوك املشني‪.‬‬
‫يف هذه التّجربة الفريدة اليت مل يس بق لها مثيل يعرض هؤلء الشخاص كيف أثّر ارتياد املواقع الإابح ّية عىل حياهتم‪،‬‬
‫"الريبوت" أو "اإعادة التّشغيل"‪ .‬ولن أرشح كل يف هذه املقدّ مة‬
‫وكيف اس تفادوا من تركها والإقالع عهنا‪ ،‬هذه يه جتربة ّ‬
‫رش كبري‪ ،‬وأ ّن اخلري ّ‬
‫لك‬ ‫تفاصيل هذه التّجربة‪ ،‬مفا عليك اإل أن تقرأ فصول هذا الكتاب ليك تدرك أ ّن الإابحيّة اجلنس ّية يه ٌّ‬
‫‪12‬‬
‫اخلري يف الإقالع عهنا‪.‬‬
‫"الريبوت" مل يكن حافزا دين ّيا أو‬
‫واملدهش يف هذه ال ّتجربة أ ّن احلافز اذلي محل هؤلء ّالرجال عىل خوض جتربة ّ‬
‫الص ّحة البدن ّية والنّفس ّية‪.‬‬ ‫أخالق ّيا أو اجامتع ّيا ‪-‬رمغ أمه ّيهتا ّ‬
‫ابلطبع‪ ،-‬ولكن احلافز ال ّ‬
‫سايس اكن احلفاظ عىل ّ‬
‫ّالرساةل الها ّمة اليت أو ّد أن أوصلها اإىل قارئ هذا الكتاب تتلخّص فامي يّل‪:‬‬
‫لّب عىل ادلّ ماغ أثبتته الدةل العلم ّية‬
‫الس ّ‬
‫الص ّحة العا ّمة‪ ،‬وتأثريها ّ‬ ‫أ ّول‪ :‬مشاهدة الفالم الإابح ّية عىل الإنرتنت ّ‬
‫يشلك خطرا عىل ّ‬
‫العلمي‪ ،‬أمراض‬ ‫والحباث الاكدمي ّية‪ ،‬كام أثبتته التّجربة الإنسان ّية الواقع ّية‪ .‬ومن أخطارها املوثّقة‪ :‬تأخّر ّ‬
‫الطالب يف حتصيهل ّ‬
‫اجلنيس مبختلف أنواعها‪ ،‬تدهور العالقات ّالزوجيّة‪ ،‬والتّعرض خلطر الإدمان‪.‬‬
‫ّ‬ ‫الضّ عف‬
‫اثنيا‪ :‬الإقالع عن ارتياد املواقع الإابحيّة ميكنه أن يوقف هذه الخطار اجلس مية‪ ،‬بل وميكن أن يساعد عىل التّخلص من التّأثريات‬
‫الضّ ّارة اإن وجدت‪ ،‬وابل ّتايل مفهام تكن طبيعة املرحةل اليت وصل اإلهيا الشّ خص يف عادة اس هتالك املوا ّد الإابح ّية‪ ،‬سواء أاكن‬
‫يشاهدها من حني لخر‪ ،‬أو أّنّ ا أصبحت نشاطا يوم ّيا روتين ّيا‪ ،‬أو أن ّه وصل اإىل مرحةل الإدمان‪ ،‬فا ّإن الإقالع عهنا كفيل‬
‫سن أكرب‪ ،‬ف إان ّه ابلتّأكيد سوف‬ ‫شااب يف مقتبل العمر‪ ،‬أو ّ‬
‫حّت يف ّ‬ ‫إابصالح حاهل‪ .‬وهمام اكنت س نّه‪ ،‬سواء أاكن طفال مراهقا‪ ،‬أو ّ‬
‫حتس نا واحضا يف مجيع منايح حياته بعد الإقالع‪ .‬ل نقول أبدا أ ّن رحةل الإقالع عن ارتياد املواقع الإابح ّية س تكون‬
‫يالحظ ّ‬
‫سهةل‪ ،‬ولكهنّ ا ابلتّأكيد اخليار الفضل عىل املدى البعيد‪.‬‬

‫من ميكن أن يس تفيد من قراءة هذا الكتاب؟‬


‫العادي‪،‬‬
‫ّ‬ ‫رمغ املادّة العلم ّية الغن ّية اليت يعرضها "دماغك حتت تأثري الإابح ّية" اإل أن ّه مو ّجه ابدلّ رجة الوىل ل إالنسان‬
‫ميرسة وسلسة‪ ،‬وقد روعي عند ترمجته الفروق بني اللّغة الصل ّية‬
‫ح ّّت ولو مل يكن دليه خلف ّية علم ّية‪ ،‬فالكتاب كتب بلغة ّ‬
‫واللّغة العرب ّية‪ .‬فاإذا كنت مبتىل ابرتياد املواقع الإابحيّة عىل الإنرتنت‪ ،‬فقد جتد يف هذا الكتاب ما يقنعك برضورة الإقالع عهنا‪،‬‬
‫وما يعينك عىل ذكل لو أردت‪.‬‬
‫اإل أ ّن هذا الكتاب ليس ّ‬
‫موّجا للشخاص اذلين يشاهدون الفالم الإابح ّية فقط‪ ،‬ولكنه ذو فائدة ّمجة للابء واملربّني‬
‫احلريصني عىل توجهيه النّشء وتربيته‪ ،‬وللزواج اذلين استمثروا أايم معرمه وعواطفهم يف عالقة زوج ّية‪ ،‬وحيرصون عىل أل‬

‫‪13‬‬
‫ابلص ّحة العا ّمة‪ ،‬وسالمة الرسة‪ ،‬وحامية ّ‬
‫الطفوةل‪.‬‬ ‫العائّل بسبب الإابحيّة اجلنس ّية‪ ،‬و ّ‬
‫للك هم ّمت ّ‬ ‫السعادة والاس تقرار ّ‬
‫خيرسوا ّ‬
‫قد تبدو ظاهرة ارتياد املواقع الإابح ّية عىل الإنرتنت عىل أّنّ ا مشلكة فردية ملن ابتّل هبا‪ ،‬اإل أ ّن لها تداعيات خطرية‬
‫عىل الرسة واجملمتع و ّ‬
‫الص ّحة العا ّمة‪ ،‬وش يوع هذه ّ‬
‫الظاهرة اإىل ادلّ رجة اليت نراها اليوم جتعل خطرها الاكمن أمر ل ميكن جتاههل‬
‫بأ ّي حال‪.‬‬

‫ملاذا ّن ّمت بطرح ومناقشة موضوع الإابحيّة اجلنس ّية عىل الإنرتنت؟‬
‫الإنرتنت يه تقن ّية العرص‪ ،‬ويه وجدت وستبقى‪ ،‬بل ا ّإن اعامتدان علهيا يزداد يوما بعد يوم سواء أردان أم مل نرد‪.‬‬
‫للقارات‪ ،‬ل تعرف حدودا‪ ،‬ول توقفها احلواجز الثّقافيّة‪ ،‬ول العرقيّة‪ ،‬ول ادلّ ينيّة‪ .‬صار العامل ّ‬
‫العريب منفتحا‬ ‫والإنرتنت تقن ّية عابرة ّ‬
‫الس يطرة عىل الغزو الثقا ّيف واحلضار ّي‪ ،‬أو منع تأثريه‪ ،‬أو جحبه من الوصول‬ ‫عىل الثّقافات الغرب ّية و ّ‬
‫الرشقيّة‪ ،‬ومل يعد ابلإماكن ّ‬
‫اإىل عيون وعقول وأفئدة أبنائنا‪ ،‬فيغزوها وحيتلّها‪ ،‬ويستبدل هبا علومنا وثقافتنا وحضارتنا الصيةل‪.‬‬
‫والإابح ّية اجلنس ّية املتوفّرة عىل الإنرتنت يه صناعة غرب ّية ابدلّ رجة الوىل‪ ،‬و ّ‬
‫لكن ذكل مل مينعها من الوصول اإىل بالدان‬
‫العرب ّية‪ .‬ويه صناعة تتناقض وتتعارض مع قمينا وعاداتنا وتقاليدان ا ّلرشقيّة احملافظة‪ ،‬ومع ثقافة جممتعاتنا املتديّنة بطبيعهتا‪ ،‬ومع‬
‫ذكل صار اس هتالك املوا ّد الإابح ّية يف منطقة ّ‬
‫الرشق الوسط من أعىل معدّ لت الاس هتالك يف العامل‪ .‬فنحن لس نا يف مأمن ممّا‬
‫يصدّ ره لنا العامل من ويالت‪ ،‬إواذا مل نع هذه احلقيقة نكون اكلنّعامة اليت تدفن رأسها يف ّالرمال‪.‬‬
‫ويف عرص الإنرتنت‪ ،‬تس ّببت التقن ّيات احلديثة يف اإحداث جفوة يف العمل والثّقافة بني جيل الابء وجيل البناء‪ ،‬وهذه‬
‫الفجوة ‪-‬مع السف‪ -‬ال ّت ّفوق فهيا لصاحل البناء‪ ،‬ا ّإن املثل القائل "أكرب منك بيوم أعمل منك بس نة" ل ّ‬
‫يصح عندما نتحدّث عن‬
‫تقنية الإنرتنت‪ ،‬جفيل أبنائنا اليوم هو جيل الإنرتنت‪ ،‬أ ّما حنن ‪-‬معرش الابء واملربّني‪ -‬فدخيلون عىل هذه التّقنية وقليلو العمل‬
‫ابملقارنة‪ ،‬وذلكل اإذا خيّل اإليك أن ّك تعرف ّ‬
‫لك ما يفعهل أبناؤك عند اس تخدام الإنرتنت فعليك أن تعيد النّظر‪ ،‬فاحلقيقة قد‬
‫تكون أبعد ما يكون عن ذكل‪.‬‬
‫يف عام ‪١٩٩٨‬م أجرى طبيب الطفال "توماس يونغ" واخلبري يف عمل النّفس "ريك زميرمان" دراسة ملعرفة مدى عمل‬
‫الص ّحة مثل التّدخني‪ ،‬ورشب امخلر‪ ،‬وممارسة اجلنس‪.‬‬
‫السلوك ّيات اخلطرة عىل ّ‬
‫وخاصة فامي خيص ّ‬
‫الابء بسلوك أبناهئم املراهقني‪ّ ،‬‬

‫‪14‬‬
‫الصادمة ّلدلراسة حتت عنوان "مغ ّيبون"‪ ،‬وقد اس تنتج الباحثان أ ّن الابء ليس دلهيم أدىن فكرة عن‬
‫نرش الباحثان النّتاجئ ّ‬
‫سلوك أبناهئم‪ .‬فعندما س ئل الابء اإذا اكن ودلمه أو ابنهتم يدخّن جسائر ال ّتبغ‪ ،‬أجاب ‪ ٪١٢‬مهنم ابلإجياب‪ ،‬بيامن أ ّقر ‪ ٪٤٣‬من‬
‫البناء أّنّ م يدخّنون فعال‪ .‬وعند سؤاهلم عن تعاطي احلشيش فا ّإن ‪ ٪٣‬فقط من الابء اعتقدوا أ ّن ودلمه أو ابنهتم يتعاطى‬
‫احلشيش‪ ،‬بيامن اعرتف ‪ ٪٤٣‬من البناء أّنّ م يتعاطوّنا‪ .‬وعن رشب امخلر اكن تقدير الابء ل يتعدّ ى ‪ ٪٥‬بيامن أ ّقر ‪ ٪٤٩‬من‬
‫البناء أّنّ م يرشبون امخلر‪ ،‬وأخريا عند سؤاهلم اإذا اكن لودلمه أو ابنهتم نشاط ّ‬
‫جنيس فا ّإن ‪ ٪٢‬فقط من الابء قالوا أ ّن ودلمه‬
‫املراهق أو ابنهتم ميارس اجلنس فعال‪ ،‬يف حني أ ّقر بذكل ‪ ٪٥٢‬من البناء‪ .‬اكنت هذه ادلّ راسة قبل ش يوع الإنرتنت‪ ،‬وقبل‬
‫ويح والهاتف ّاذل ّيك‪ ،‬ما هو بظنّك مدى عمل الابء بسلوك أبناهئم اليوم مع ّ‬
‫لك‬ ‫الاجامتعي‪ ،‬وقبل احلاسوب اللّ ّ‬
‫ّ‬ ‫مواقع التّواصل‬
‫هذه التّ ّغريات اليت غزت بيئتنا الثقافيّة وصارت جزءا ل ي ّ‬
‫تجزأ من نس يج حياتنا اليوميّة؟!‬
‫وعندما نتحدّ ث عن الإابح ّية اجلنس ّية‪ ،‬فقد اختلفت املوا ّد املعروضة عىل الإنرتنت اليوم ّّمك ونوعا عام اكن معروفا قبل‬
‫أق ّل من عقدين من ّالزمان‪ ،‬وكثري من املواضيع والفاكر واملامرسات اليت حتوهيا الفالم الإابح ّية اليوم اكنت يف ذكل الوقت‬
‫تعج به املشاهد الإابحيّة‪.‬‬
‫اجلسدي اذلي ّ‬
‫ّ‬ ‫حمرمات ل جيرؤ املرء عىل ذكرها‪ ،‬هذا عدا عن اجلرأة‪ ،‬والاحنراف‪ ،‬والعنف اللّفظ ّي و‬
‫ّ‬
‫ويف دراسة حتليل ّية حملتوى عدد من الفالم الإابح ّية املعروضة عىل الإنرتنت ُوجد أ ّن ما يقارب ‪ ٪٩٠‬من هذه الفالم حتوي‬
‫عنفا بدن ّيا‪ ،‬أو لفظ ّيا‪ ،‬أو لكهيام‪ ،‬وأ ّن العنف مو ّجه ض ّد النّساء ابدلّ رجة الوىل‪ .‬فاإذا كنت خشصا جادّا وعفيفا‪ ،‬ول تشاهد‬
‫الفالم الإابحيّة عىل الإنرتنت‪ ،‬فأنت عىل الغلب ل تعرف ماذا نعين عندما نتحدّ ث عن الإابحيّة اجلنس ّية اليوم‪ ،‬إواذا كنت‬
‫أاب أو أ ّما أو مربّيا أو معلّام فال ب ّد كل من ّ‬
‫ختطي هذه الفجوة يف العمل واملعرفة اإذا أردت أن تكون ف ّعال يف توجيه وتعلمي وتربية‬
‫أبناء هذا اجليل‪.‬‬
‫لكن تعلمي الثّقافة اجلنس ّية يف العامل ّ‬
‫العريب‬ ‫وحيوي ّ‬
‫للك الجيال‪ ،‬وابذلات للنّاش ئني‪ ،‬و ّ‬ ‫ّ‬ ‫تعلمي الثّقافة اجلنس ّية أمر هام‬
‫يتحرج أغلب الابء من احلديث مع أبناهئم يف موضوع‬‫ل ينال الاهامتم الاكيف‪ .‬فهو غائب متاما عن املناجه التّعلمي ّية يف املدارس‪ ،‬و ّ‬
‫اجلنس‪ ،‬بل وخيجلون من التّط ّرق هل بأ ّي حال‪ ،‬وقد يفتقرون اإىل القدرة عىل التّعبري عن هذه املواضيع بسبب نقص اخلربة فامي‬
‫ينبغي أن يقال‪ ،‬أو بتأثري ثقافة اجملمتع اليت تعترب هذه الحاديث عيبا وقةل يف الدب‪ .‬وهكذا ينشأ البناء دون توجيه أو عمل‬
‫بأمور اجلنس‪ ،‬ويصبح القران مه املعلّمون‪ ،‬فيصريون اكلمعى يرشد المعى‪ ،‬وعندما يقودمه الفضول ّ‬
‫وحب الاس تكشاف اإىل‬
‫‪15‬‬
‫مشاهدة الفالم الإابحيّة عىل الإنرتنت تصبح يه ّ‬
‫املعمل الكرب‪.‬‬
‫ذكرت أ ّن ظاهرة ارتياد املواقع الإابح ّية يه قض ّية ذكوريّة ابدلّ رجة الوىل‪ ،‬يقول طبيب الطفال "ليوانرد ساكس" يف‬
‫كتابه "اجلنس هل أمه ّية‪ ،‬ما ينبغي عىل الابء واملر ّبني أن يعلموا عن الفروقات بني اجلنسني" أ ّن الفرق بني ّاذلكر والنىث ليس‬
‫مقترصا عىل العضاء ّ‬
‫الظاهرة فقط‪ ،‬ولكنّه أمعق من ذكل بكثري‪ ،‬ويؤثّر عىل الوظائف احليويّة والفس يولوجيّة ووظائف ادلّ ماغ‪،‬‬
‫اجلنيس هو أحد النّوايح اليت ي ّ‬
‫تجىل فهيا هذا الفرق بشلك واحض‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫السلوك‬
‫و ّ‬
‫العاطفي أو غريها‪ ،‬أ ّما ابلنّس بة‬
‫ّ‬ ‫فاجلنس ابلنّس بة ل إالانث هو وس يةل اإىل هدف أخر‪ ،‬قد يكون المومة أو الإش باع‬
‫ّلذلكور ف إا ّن اجلنس هو هدف قامئ حب ّد ذاته‪ .‬هذا عدا عن ا ّإن اجلنس دلى ّاذلكور مرتبط ابإفراز هرمون ّاذلكورة‬
‫"التّس توس تريون"‪ ،‬وهذا الهرمون مرتبط أيضا ابلعنف واخلشونة اليت ّمتزي ّالرجال‪ ،‬وقد دلّت أحباث عديدة درست ظاهرة‬
‫اجلنيس والاغتصاب تراود الكثريين من ّالرجال ا ّلطبيع ّيني اذلين ل يظهر علهيم‬
‫ّ‬ ‫اجلسدي والاغتصاب أ ّن أفاكر العنف‬
‫ّ‬ ‫العنف‬
‫ميل للعنف‪ ،‬وليس هلم أس بق ّيات بسلوك ّيات كهذه‪ ،‬بل وي ّقر بعض ّالرجال أن ل مانع دليه من اغتصاب امرأة اإذا تي ّقن أن ّه‬
‫لن ُيعاقَب عىل فعلته!‬
‫وذلكل فا ّإن هدفا أساس ّيا من أهداف تربية ّاذلكور هو أن نعلّمهم ّالرفق ابلنّساء واحلرص علهين‪ ،‬وأن نعلّمهم الاس تقامة‬
‫اجلنيس‪ ،‬وأن ننقل نظرهتم للعالقة اجلنس ّية من النّاحية اجلسديّة اإىل النّوايح الإنسان ّية والعاطف ّية‪ ،‬إواىل املودّة‬
‫ّ‬ ‫يف سلوكهم‬
‫السكن اليت ّمتزي العالقة ّالزوجيّة ّ‬
‫السويّة‪.‬‬ ‫و ّ‬
‫حمس نة جراح ّيا‪ ،‬أو مبالغ‬ ‫وماذا تعلّمهم الفالم الإابح ّية؟ اإّنّ ا تقلّص الإنسان اإىل ّ‬
‫جمرد أجساد وأعضاء غالبا ما تكون ّ‬
‫احلب والاحرتام‪ .‬فالفالم الإابح ّية ليس فهيا أيّة عاطفة‪،‬‬ ‫وجمردة من ّالروح والإنسان ّية‪ ،‬ومن ّ‬
‫لك معاين ّ‬ ‫يف تصويرها إواخراّجا‪ّ ،‬‬
‫لهن مشاعر وأهداف ومواهب‪ ،‬بل تعامل النّساء مكتاع‪ ،‬وكجسد خاو وجد فقط ليمتتّع‬
‫ول تظهر النّساء عىل أّنّ ّن أدميّات و ّ‬
‫به ّالرجال‪.‬‬
‫حنب أن ينشأ أبناؤان وقد تش ّبعوا هبذه الفاكر أو ألفوا هذه‬
‫حنب أن ننقل هذه املامرسات اإىل بيوتنا؟ هل ّ‬
‫فهل ّ‬
‫املامرسات؟ كابء ومربّني علينا أن نتح ّمل املس ئول ّية امللقاة عىل عاتقنا وأن ّ‬
‫نعمل أولدان وحنمهيم من أخطار الإابح ّية اجلنس ّية‪.‬‬
‫الطفوةل‪ ،‬وأطفالنا يف أخر املطاف سوف يتعلّمون‪ :‬اإن مل نعلّمهم ما يصلح هلم‪،‬‬
‫وحب الاس تكشاف مسة من سامت ّ‬
‫الفضول ّ‬
‫‪16‬‬
‫سوف يعلّمهم صنّاع الإابحيّة اجلنس ّية ما يشاؤون‪.‬‬

‫كيف يعاجل الكتاب ظاهرة الإابحيّة اجلنس ّية؟‬


‫وري أن ننظر بعني فاحصة إاىل ثالثة أنواع من العوامل‬ ‫السلوك ّيات الإنسان ّية مفن ّ‬
‫الرض ّ‬ ‫عندما حناول أن نفهم ونعاجل ّ‬
‫إنساين وحتمك اختياراته‪:‬‬
‫السلوك ال ّ‬ ‫املؤثّرة اليت ّ‬
‫تشلك ّ‬
‫ومزياته‪ ،‬وخصائصه املوروثة‪.‬‬ ‫أ‪ -‬العوامل الفرديّة‪ ،‬وصفات الشّ خص‪ّ ،‬‬
‫العائّل‪ ،‬وما يتوفّر فهيا من موا ّد إواماكانت وأنشطة‪.‬‬
‫اجلو ّ‬ ‫ب‪ -‬العوامل البيئيّة‪ ،‬والظروف احمليطة‪ ،‬و ّ‬
‫عي‪ ،‬وما يرتتّب علهيا من ترشيعات وقوانني‪.‬‬ ‫الس ّ‬
‫يايس‪ ،‬والاجامت ّ‬ ‫ج‪ -‬النّظام العا ّم‪ ،‬وهذا يشمل النّظام ّ‬

‫معين ابدلّ رجة الوىل‬ ‫لك هذه العوامل بال ّ‬


‫شك مرتابطة‪ ،‬وتتأثر وتؤثّر عىل بعضها البعض‪ ،‬اإل أن "دماغك حتت تأثري الإابحيّة" ّ‬ ‫ّ‬
‫ابلعوامل البيئ ّية اليت ّ‬
‫تشلكت بسبب وجود تقن ّية الإنرتنت‪ .‬فالكتاب ل هيدف ‪-‬ول يتسع فيه اجملال‪ -‬ملناقشة النّظام العا ّم يف‬
‫تطرق بشلك مقتضب اإىل بعض العوامل‬
‫لك دول العامل‪ .‬ورمغ أ ّن الاكتب ّ‬ ‫لك ادلّ ول اليت تصلها خدمات الإنرتنت‪ ،‬ويه ّ‬
‫ابلطبع ّ‬ ‫ّ‬
‫"الريبوت"‪ ،‬كن يعاين الشّ خص من أمراض نفس ّية أو موروثة‪ ،‬اإل‬
‫الفرديّة اليت عاىن مهنا بعض الشخاص اذلين خاضوا جتربة ّ‬
‫ختصصا يف دراسة هذه‬
‫تفصيّل‪ ،‬بل أشار اإىل رضورة اإجراء أحباث أكرث ّ‬
‫ّ‬ ‫أن ّه مل يأت عىل مناقشة هذه العوامل بأ ّي شلك‬
‫العوامل من أجل فهم أمعق لتأثري الإابحيّة اجلنس ّية عىل مس هتلكهيا‪.‬‬
‫الإنرتنت كتقن ّية غزت مجيع منايح احلياة يه عامل ّ‬
‫بييئ هل أثر واحض عىل سلوك الفراد‪ ،‬وقد أثّرت الإنرتنت عىل‬
‫فالروابط العصب ّية‬
‫السلوك‪ّ ،‬‬ ‫يتغري ّ‬
‫بتغري ّ‬ ‫اجلنيس‪ .‬ودلونة ادلّ ماغ جتعهل يتأثر و ّ‬
‫ّ‬ ‫الكثري من أنشطة احلياة اليوم ّية‪ ،‬مبا يف ذكل ّ‬
‫السلوك‬
‫يف ادلّ ماغ تقوى وتضعف اس تجابة لتكرار سلوك بعينه‪ .‬ول ّن تقن ّية الإنرتنت تؤثّر يف اختيار الفرد القيام بسلوكيات مع ّينة‪ ،‬ميكهنا‬
‫أن تسهم يف تغيري ادلّ ماغ إواعادة تشكيل ّالروابط العصب ّية فيه‪.‬‬
‫وذلكل فا ّإن فهم أل ّية اس تجابة ادلّ ماغ للشّ هوات‪ ،‬وكيف يس تقبل ادلّ ماغ احملفّزات اجلنس ّية اليت يراها عىل الإنرتنت‪،‬‬
‫وكيف يس تجيب لها‪ ،‬يصبح أمرا يف غاية المه ّية اإذا أردان أن نفهم تأثري مشاهدة الفالم الإابح ّية وأرضارها عىل ّ‬
‫الص ّحة‪ ،‬وكيف‬
‫أّنّ ا ميكن أن تسبّب الإدمان‪ .‬ويه الل ّية ذاهتا اليت تساعد عىل التّعايف من أاثر وأرضار اس هتالك املوا ّد الإابح ّية‪ ،‬وذكل بأن‬

‫‪17‬‬
‫الص ّح ّي وحنرص عىل تكراره‪ ،‬ومع املامرسة والتّكرار يعيد دماغنا ا ّلدلن تشكيل نفسه وتقوية ّالروابط اليت‬
‫السلوك ّ‬
‫خنتار ممارسة ّ‬
‫السلوك القومي‪.‬‬
‫تعزز ّ‬
‫ّ‬
‫عمل العصاب احلديث ودلونة ادلّ ماغ هو عمل هل أ ّمهية قصوى‪ ،‬لن ّه يدلّنا كيف تؤثر فينا العوامل البيئ ّية‪ ،‬والبيئة وما‬
‫فهيا يه من صنع الإنسان واختياره يف أغلب الحيان‪ ،‬وذلكل فهو يعطينا مفتاحا لفهم تفاعل دماغنا مع املؤثّرات من حولنا‪،‬‬
‫ووس يةل لل ّت ّ‬
‫حمك حبيث نسعى خللق بيئة ذات تأثري اإجيا ّيب عىل سلوكنا واختياراتنا‪.‬‬

‫ماذا يق ّدم "دماغك حتت تأثري الإابحيّة" للقارئ؟‬


‫ا ّإن قراءة هذا الكتاب سوف تعطي القارئ القاعدة العلم ّية اليت تساعده عىل فهم التّ ّغريات اليت حتصل يف دماغ مراتدي‬
‫املواقع الإابحيّة‪ ،‬وانعاكسها عىل حصّهتم اجلسديّة والنّفس ّية‪ ،‬سواء دلى مشاهدة الفالم الإابحيّة أو عند الإقالع عهنا‪ .‬وهذا‬
‫رضوري لن ّه يساعد الشّ خص عىل ال ّتعامل مع العراض اليت قد ّ‬
‫يتعرض لها بسبب عادة ارتياد املواقع الإابح ّية عىل‬ ‫ّ‬ ‫الفهم‬
‫الإنرتنت‪ ،‬إواذا عزم عىل الإقالع عهنا ف إان ّه س يكون عىل عمل مبواطن الضّ عف واملزالق اليت قد تسبب تعرثه وانتاكسه‪ ،‬وكيف‬
‫"الريبوت" قد يفيد الكثريين ممّن ابتلوا برشور الإابحيّة‬
‫حيذر مهنا‪ .‬كام ا ّإن قراءة ترصحيات ّالر ّواد اذلين بدأوا خبوض جتربة ّ‬
‫اجلنس ّية‪ ،‬ويعطهيم حافزا ليس ّمتروا رمغ صعوبة رحةل الإقالع‪.‬‬
‫وقد تتساءل مستنكرا‪ :‬أين دور ادلّ ين؟ وأين املوعظة احلس نة؟! فاملوعظة ادلّ ين ّية لها دور كبري يف تقومي ّ‬
‫السلوك‪،‬‬
‫وخاصة يف جممتعات متديّنة وحمافظة ابلفطرة مثل اجملمتعات العرب ّية‪.‬‬
‫ّ‬
‫ول أنكر أ ّن املوعظة ادلّ ين ّية البليغة‪ ،‬وال ّتذكري ابلثّواب والعقاب‪ ،‬واجلنّة والنّار‪ ،‬ورىض ّالرمحن‪ ،‬وفضل ّاذلكر‪،‬‬
‫و ّالرتغيب و ّالرتهيب‪ ،‬وغريها من ّالرقائق لها أبلغ الثر يف ش ّد العزمية‪ ،‬والثّبات عىل ّ‬
‫الطريق املس تقمي‪ .‬ورمغ أ ّن "دماغك حتت‬
‫تأثري الإابحيّة" ّاختذ منحى علم ّيا يف طرح املوضوع‪ ،‬ومل يأخذ منحى دينيّا‪ ،‬اإل أ ّن املهناج الشّ امل اذلي يعرضه الكتاب ل يعارض‬
‫حّت أ ّن الاكتب ّ‬
‫حيث‬ ‫ادلّ ين بأ ّي حال‪ ،‬بل ا ّإن رسالته الساس ّية تنسجم متاما مع دعوة ادلّ ين اإىل العفاف وعدم اتّباع الشّ هوات‪ّ ،‬‬
‫لك راغب يف الإقالع عن مشاهدة الفالم الإابح ّية‪ -‬أن يبحث‪ ،‬ويفكّر‪ ،‬و ّ‬
‫يطور فلسفته يف احلياة‪ ،‬ويط ّبقها‪.‬‬ ‫القارئ ‪-‬و ّ‬
‫وس يجد صاحب ادلّ ين يف تعالمي دينه ما يعينه عىل اتّباع التّوصيات اليت وردت يف الكتاب‪ ،‬وما يساعده عىل الثّبات‬

‫‪18‬‬
‫والتّوبة‪ .‬حفني يقول أحدمه‪" :‬وجدت يف جلسات التّأ ّمل ّ‬
‫الصامتة راحة وعوان"‪ ،‬فقل‪" :‬أجد يف صاليت‪ ،‬وخشوعي‪ ،‬وأذاكري‬
‫راحة وعوان"‪ .‬وعندما حيثّك عىل ّاختاذ رشيك يف املساءةل ليدمع بعضمك بعضا‪ ،‬فتذكّر مقوةل الفاروق معر بن ّ‬
‫اخلطاب ريض‬
‫بين ليكن أول يشء تكس به‬
‫هللا عنه‪" :‬ما أعطي العبد بعد الإسالم نعمة خريا من أخ صاحل"‪ ،‬ووص ّية لقامن احلكمي لبنه‪" :‬اي ّ‬
‫بعد الإميان ابهلل أخا صادقا‪ ،‬ف إان ّا مثهل مكثل جشرة اإن جلست يف ظلها أظلتك‪ ،‬إوان أخذت مهنا أطعمتك‪ ،‬إوان مل تنفعك مل‬
‫الاجامتعي‪ ،‬فقل س بحان‬
‫ّ‬ ‫ترضك"‪ .‬وعندما يقول أحدمه وجدت أن الابتسام يف وجوه النّاس ساعدين يف ال ّتخلّص من القلق‬
‫اذلي جعل الابتسامة عبادة نؤجر علهيا‪ .‬وكيف تس تغرب أ ّن بعضهم يويص ابلغتسال ابملاء البارد كوس يةل للتّخفيف من حدّ ة‬
‫ّالرغبة املل ّحة‪ ،‬وأنت تعرف أ ّن هللا تعاىل شفى نبيّه داود من أسقامه بقوهل يف سورة ص "هذا مغتسل ابرد ورشاب (‪.")٤٢‬‬
‫طوع كوس يةل اإىل اإشغال وقتك والابتعاد عن اخللوة مع احلاسوب‪ ،‬فاخرت العمل ّ‬
‫الطوعي يف خدمة‬ ‫وحني حيثّك أحدمه عىل التّ ّ‬
‫دينك‪ ،‬فامسح دمعة يتمي‪ ،‬أو ّفرج ّمه مكروب‪ ،‬أو ساعد يف خدمة مسجد‪.‬‬
‫لكن "دماغك حتت تأثري الإابح ّية" يقدّ م لقارئه أكرث من ذكل بكثري‪ ،‬ذكل أ ّن املرء اإذا نوى وعزم عىل الإقالع عن‬
‫و ّ‬
‫مشاهدة الفالم الإابحيّة‪ ،‬فا ّإن فهم املبادئ العلم ّية اليت يعرضها الكتاب يعترب عامال يف غاية المه ّية لضامن جناح املرء يف حتقيق‬
‫هدفه‪ ،‬فاملوعظة يف شأن كهذا ل تغين عن العمل‪ ،‬بل ا ّإن أثر الوعظ عىل العامل أبلغ منه عىل اجلاهل‪.‬‬
‫سن املراهقة‪ ،‬واس ّمتر يف مشاهدهتا لس نوات مل جتد خاللها‬
‫لنقل أ ّن فّت ايفعا بدأ مبشاهدة الفالم الإابح ّية يف ّ‬
‫املوعظة ادلّ ينيّة طريقا اإىل قلبه وعقهل‪ّ .‬مث جاءته ساعة تفكّر وهداية‪ ،‬فأدرك خطأه‪ ،‬واتب‪ ،‬وأانب‪ ،‬وعزم عىل ترك الإابحيّة‬
‫الصادقة يف ال ّتوبة‬
‫اجلنس ّية اإىل غري رجعة‪ .‬وهذا هو هدفنا‪ ،‬أليس كذكل؟ ولكنّه وصل الن اإىل مرحةل "الإدمان"‪ ،‬ورمغ رغبته ّ‬
‫فقد ل يمتكّن من ذكل دون مساعدة جادّة وهادفة‪ ،‬وتفهّم معيق لبعاد مشلكته‪ ،‬ودمعه بتوفري بيئة أمنة هل ل ّ‬
‫يك يتجاوز حمنته‪،‬‬
‫فرحةل العالج من الإدمان شاقّة‪ ،‬وطريق التّوبة وعر ومّلء ابلتّحدّ ايت‪.‬‬
‫يري"‪ ،‬فانتابه الهلع‬ ‫شاب نوى ال ّتوبة‪ ،‬وامتنع عن مشاهدة الفالم الإابح ّية‪ ،‬ولكنّه عاىن من حاةل "املوت ّ‬
‫الرس ّ‬ ‫وهذا ّ‬
‫واخلوف و ّاذلعر‪ ،‬وخّش فقدان رجولته وحفولته اإىل غري رجعة‪ ،‬فعاد همرول يتصفّح املواقع الإابح ّية من جديد‪.‬‬
‫شاب أعلن التّوبة النّصوح‪ ،‬وأقسم أل يشاهد الفالم الإابح ّية أبدا طوال حياته‪ ،‬ولكنّه ما لبث أن شعر بتوتّر‪،‬‬
‫وهذا ّ‬
‫وأرق‪ ،‬وألم ل هتدأ‪ ،‬وفقد القدرة عىل ا ّلرتكزي‪ ،‬ومل خيفّف هذه املعاانة اإل مشاهدة فيمل أو مقطع ا ّ‬
‫إابيح‪ ،‬فصارت الفالم الإابح ّية‬
‫‪19‬‬
‫ابلنّس بة هل العالج واحل ّل‪ ،‬ومل تعد يه املشلكة! هذه يه "أعراض الانسحاب" اليت ل ب ّد من احلذر مهنا‪.‬‬
‫وشاب أخر لكّام عزم عىل ال ّتوبة والإقالع عن مشاهدة الفالم الإابح ّية جيد أ ّن اس تجابته اجلنس ّية قد وصلت اإىل‬
‫ّ‬
‫اجلنيس" حبيث أّنّ ا ابتت مرتبطة ابحلاسوب‪ ،‬والشّ اشة‪ ،‬ومشاهدة الفالم الإابح ّية ارتباطا وثيقا‪ ،‬اإىل‬
‫ّ‬ ‫درجة من "التّك ّيف‬
‫عي‪ ،‬فاقتنع بأن ل غىن هل عن مشاهدة الفالم‬ ‫حّت يف ّالزواج ّ‬
‫الرش ّ‬ ‫درجة أن ّه ل جيد املتعة اجلنس ّية يف طريق غريه‪ ،‬ول ّ‬
‫الإابحية‪ ،‬وعزف عن ّالزواج‪.‬‬
‫لك أشاكل الإابح ّية اجلنس ّية رعاية ملشاعر زوجته‪ ،‬ويه‬ ‫شاب حديث عهد بعرس‪ ،‬عزم عىل التّ ّ‬
‫خّل عن ّ‬ ‫وهذا ّ‬
‫لك احتياجاته‪ ،‬وتغنيه عن املواقع الإابحيّة ورشورها‪ ،‬لتجد يف الهنّ اية‬ ‫لك ّجدها ّيك تتج ّمل‪ ،‬و ّ‬
‫تتعطر‪ ،‬وتوفّر هل ّ‬ ‫بدورها بذلت ّ‬
‫مربرة‪ ،‬فيئست وطلبت ّ‬
‫الطالق‪ .‬هذا مس تقبل أرسة صار يف‬ ‫أن ّه يرجع اإىل احلاسوب إواىل مشاهدة الفالم الإابحيّة بلهفة غري ّ‬
‫همب ّالرحي بسبب "ال ّتأثري املطارد"‪.‬‬
‫ّ‬
‫الش باب اليوم بسبب املواقع الإابح ّية املنترشة عىل الإنرتنت‪ ،‬ول سبيل اإىل‬
‫هذه يه بعض التّحدّ ايت اليت تواجه ّ‬
‫التّعامل معها اإل اإذا فهمنا اخللفيّة العلم ّية لوظائف ادلّ ماغ وعمل الإدمان‪ .‬فاإذا أردت أن تعرف كيف حيصل "الإدمان" عىل‬
‫اجلنيس" أو‬
‫ّ‬ ‫يري"‪ ،‬وما يه "أعراض الانسحاب"‪ ،‬وما هو "ال ّتك ّيف‬ ‫الإابح ّية اجلنس ّية‪ ،‬أو أن تفهم ما يه حاةل "املوت ّ‬
‫الرس ّ‬
‫" التّأثري املطارد" فاقرأ فصول هذا الكتاب‪.‬‬
‫"دماغك حتت تأثري الإابحيّة" هو املفتاح اذلي سوف يساعد يف التّخلّص من هذا اخلطر احملدق اذلي هيدّ د ّ‬
‫الصحة‬
‫اخملتصني يف اجملالت ّ‬
‫الط ّب ّية‪ ،‬ابإماكنك أن‬ ‫السالمة العا ّمة‪ ،‬والكثريون منّا ل يدركون بُعده أو مدى رضره‪ ،‬مبا يف ذكل بعض ّ‬
‫و ّ‬
‫حتدث التّغيري فقط عندما تتسلّح ابلعمل النّافع واملعرفة ّ‬
‫الصحيحة‪ ،‬فكام قال أمري الشّ عراء أمحد شويق‪:‬‬
‫العز و ّ‬
‫الرشف‬ ‫واجلهل هيدم بيت ّ‬ ‫العمل يرفع بيتا ل عامد هل‬
‫أسأل هللا أن يساعدان يف ال ّتخلّص من هذا ادلّ اء فا ّإن مس تقبل أبنائنا مرهون بقدرتنا عىل حتقيق هذا الهدف‪ ،‬أحت ّدى ّ‬
‫لك رجل‬
‫عاقل واع ومسؤول أن يأخذ موقفا صارما وحازما من الإابح ّية اجلنس ّية‪ ،‬وأن يظهر نبهل وحسن معدنه فيرتكها ويقلع عهنا يف‬
‫احلال‪ .‬لنرتك اخليال ّالزائف املصطنع اذلي ل ميكن أن حنصل عليه أبدا‪ ،‬ونسعى اإىل بناء العالقات ا إلنسان ّية احلمية اليت تغمرها‬
‫السعي خلف ا ّلرساب‪ ،‬يشقينا ويظهر أقبح ما فينا‪ ،‬ل ّ‬
‫شك أّنّ ا قد تكون‬ ‫فالسعي وراء اخليال ّالزائف مثل ّ‬
‫السعادة‪ّ ،‬‬
‫العاطفة و ّ‬
‫‪20‬‬
‫تحق التّضحية‪ ،‬كن سفريا لهذا الهدف‪ ،‬وانرش هذا التّح ّدي‪ ،‬أعط نسخة من هذا الكتاب لشخص‬
‫لكن مثرهتا تس ّ‬
‫رحةل مؤملة‪ ،‬و ّ‬
‫حت ّبه‪ ،‬فقد تكون سببا يف اإنقاذ حياته‪.‬‬
‫ون الشه ه ََو ِات أَن تَ ِميلُوا َم ْي اال َع ِظمياا (النّساء‪)٢٧ :‬‬
‫وب عَلَ ْي ُ ْمك َويُ ِريدُ ه ِاذل َين يَت ه ِب ُع َ‬
‫اَّلل يُ ِريدُ أَن ي َ ُت َ‬
‫َو ه ُ‬

‫‪21‬‬
‫مقدّمة‬

‫اذلي يتغلّب عىل شهواته أحس به أكرث جشاعة من ذاك اذلي يقهر ّ‬
‫عدوه‪ ،‬اإذ أ ّن الانتصار عىل ا ّذلات هو الصعب ‪-‬‬
‫أرسطوطاليس‬

‫لع ّل فضوكل دفعك لتقرأ هذا الكتاب‪ ،‬حّت تعرف ملاذا حياول مئات اللف من مراتدي املواقع الإابح ّية عىل الإنرتنت‬
‫يف اكفّة أرجاء العامل أن يقلعوا عهنا‪ .‬وربّام تقرأه لن ّك مغرم مبشاهدة املرئ ّيات اجلنس ّية عىل الإنرتنت اإىل درجة تثري قلقك‪،‬‬
‫الصور املاجنة رمغ أ ّن دليك ن ّية وعزما أكيدا عىل أل تفعل‪ .‬ومن املمكن أيضا‬
‫وتالحظ أن ّك تقيض وقتا طويال يف البحث عن ّ‬
‫أن ّك جتد صعوبة يف الوصول اإىل ّاذلروة أثناء امجلاع‪ ،‬أو أن ّك ابتليت بضعف الانتصاب‪ ،‬و ّ‬
‫لعكل بدأت تشعر بأ ّن رشيكة حياتك‬
‫مل تعد تثري اهامتمك عىل الإطالق‪ ،‬يف حني تغريك غانيات الإنرتنت دامئا‪ .‬ولربّام أن ّك مزنجع ل ّن عادة مشاهدة الفالم الإابحيّة‬
‫قد تفامقت اإىل درجة مشاهدة ممارسات جنس ّية شا ّذة وشديدة الفحش‪ ،‬أو أن ّك بدأت تنجذب لنواع من اجملون ل تتالءم مع‬
‫قميك الخالق ّية أو ّ‬
‫حّت ميوكل اجلنس ّية‪.‬‬
‫اإذا اكن حاكل مثل حال اللف اذلين أدركوا أ ّن دلهيم مشلكة‪ ،‬فعىل الرحج أ ّن ال ّربط بني متاعبك وبني ارتياد املواقع‬
‫الإابح ّية عىل الإنرتنت قد تأخّر لفرتة طويةل‪ .‬ل ّعكل ظننت أن ّك تعاين من مرض ما‪ ،‬وربّام اعتقدت أن ّك مصاب حباةل غريبة من‬
‫بت مقتنعا أن ّك تعاين من نقص يف‬ ‫حّت ال َعتَه املبكّر ‪-‬كام ّ‬
‫ظن أحدمه بنفسه‪ ،-‬أو أن ّك ّ‬ ‫الاجامتعي‪ ،‬أو ّ‬
‫ّ‬ ‫الاكتئاب‪ ،‬أو القلق‬
‫هرمون ّاذلكورة "الت ّس توس تريون"‪ ،‬أو أن ّك ببساطة قد هرمت‪ .‬لع ّل طبيبك قد وصف كل بعض الدوية‪ ،‬وأكّد كل حني‬
‫صارحته مبخاوفك من أرضار الإابح ّية اجلنس ّية بأن ّك خمطئ‪ ،‬وأن ّه ل يوجد ما يس تدعي القلق‪.‬‬
‫الط ّ‬
‫بيعي جدّ ا أن تسرتعي ّ‬
‫الصور املغرية الانتباه‪ ،‬وأن ّه ل رضر من‬ ‫الكثريون من ذوي ّالرأي املوثوق يقولون أن ّه من ّ‬
‫تصفّح املواقع الإابح ّية عىل الإنرتنت‪ .‬ويف حني أ ّن الادّعاء ال ّول حصيح‪ ،‬فا ّإن الثّاين ليس حصيحا ‪-‬كام سرنى‪.-‬‬
‫السائد يف الوقت ّالراهن مييل اإىل الاعتقاد بأ ّن ارتياد املواقع الإابحيّة عىل الإنرتنت ل ميكن أن يسبّب أ ّي‬
‫ّالرأي ّ‬
‫‪22‬‬
‫ينصب عىل الإابحيّة اجلنس ّية من ِقبَل امجلاعات املتديّنة و ّ‬
‫املؤسسات الاجامتع ّية‬ ‫العلين عادة ما ّ‬
‫أعراض خطرة‪ ،‬ومبا أ ّن الانتقاد ّ‬
‫املتحررين أن يرصفوا النّظر عن هذا الانتقاد دون متحيص‪.‬‬
‫السهل عىل الشخاص ّ‬
‫احملافظة‪ ،‬مفن ّ‬
‫ا ّإل أ ّين أصغيت ابهامتم ملا يقوهل الكثريون عن جتربهتم مع ارتياد املواقع الإابح ّية طوال العوام الثّامنية املاضية‪ ،‬ولس نوات‬
‫توصل اإليه العلامء عن وظائف ادلّ ماغ‪ ،‬وأؤكّد لمك القول هاهنا أ ّن هذا‬
‫عديدة س بقت كنت مس تغرقا يف دراسة لك جديد مما ّ‬
‫احلريّة اجلنس ّية‪.‬‬ ‫املوضوع ليس قض ّية حمافظني ّ‬
‫ومتحررين‪ ،‬ول هو مسأةل احلياء والورع مقابل ّ‬
‫البرشي‪ ،‬وكيف ّية اس تجابته ل إالحياءات املوجودة‬
‫ّ‬ ‫املوضوع اذلي نطرحه يف هذا الكتاب يتعلّق بطبيعة وظائف ادلّ ماغ‬
‫جذراي‪ .‬حنن ننظر ّ‬
‫ابذلات اإىل تأثري الاس هتالك املزمن‪ ،‬و ّالزائد عن احل ّد‪،‬‬ ‫الس نوات الخرية ّ‬
‫تغريا ّ‬ ‫يف بيئتنا‪ ،‬واليت ّ‬
‫تغريت يف ّ‬
‫الطلب‪ ،‬وبمتويل ل ينضب‪ .‬حنن ننظر يف ظاهرة ارتياد ّ‬
‫الش باب اليافع‬ ‫للك جديد متجدّ د من املثريات اجلنس ّية‪ ،‬املتوفّرة حتت ّ‬
‫ّ‬
‫ملواقع الإابح ّية اجلنس ّية عىل الإنرتنت‪ ،‬واليت توفّر هلم مك ّيات غري حمدودة من املرئ ّيات‪ 1‬اجلنس ّية الفاحضة‪.‬‬
‫لك ّ‬
‫متغرياهتا‪ ،‬عىل سبيل املثال وجدت‬ ‫حّت أ ّن الباحثني جيدون صعوبة يف الإملام ب ّ‬ ‫هذه ّ‬
‫الظاهرة تتفامق برسعة كبرية ّ‬
‫الصبيان َع َرضَ ت هلم موا ّد اإابحيّة عىل الإنرتنت قبل ّ‬
‫سن الثّالثة عرشة‪ ،‬وعندما‬ ‫دراسة أجريت عام ‪٢٠٠٨‬م أ ّن ‪ ٪١٤,٤‬من ّ‬
‫أجريت الإحصائ ّيات عام ‪٢٠١١‬م قفز هذا ّالرمق اإىل ‪ ،٪٤٨,٧‬وعىل نفس الوترية اكن ارتياد املواقع الإابح ّية عىل الإنرتنت يوم ّيا‬
‫أمرا اندرا عام ‪٢٠٠٨‬م‪ ،‬ول يتعدّ ى ‪ ،٪٥,٢‬ولكن يف عام ‪٢٠١١‬م وصلت نس بة املراهقني اذلين يدخلون عىل املواقع الإابح ّية‬
‫يويم اإىل ‪ ،٪١٣‬وحنن نتساءل ماذا س تظهر الإحصائ ّيات اليوم بعد ش يوع الهواتف ّاذلك ّية‬
‫يويم أو ش به ّ‬
‫عىل الإنرتنت بشلك ّ‬
‫املوصوةل ابلإنرتنت؟‬
‫يف املايض وقبل ال ّس نوات ّ‬
‫الس ّت الخرية مل يكن دل ّي اهامتم أو رأي مبسأةل الإابح ّية اجلنس ّية عىل الإنرتنت‪ ،‬لطاملا‬
‫اعتربت أ ّن صور النّساء ما يه اإل بديل رديء ول يغين عن الصل‪ ،‬ولكن مل يكن ّ‬
‫دلي أبدا أ ّي تو ّجه أو دعوة اإىل حظر‬
‫املوا ّد الإابح ّية‪ ،‬فقد نشأت يف أرسة غري متديّنة‪ ،‬يف مدينة س ياتل شامل غرب الولايت امل ّتحدة المريك ّية‪ ،‬واكن شعاري يف‬
‫احلياة دوما "عش حياتك ودعك من غريك"‪.‬‬

‫الفردي عرب الاكمريا مع الغانيات مقابل أجر‪ ،‬ومؤ ّخرا ابلتقن ّية ثالثية البعاد‬ ‫‪ 1‬املرئيات اجلنس ّية متوفّرة بأشاكل عدّة‪ :‬صور‪ ،‬وفيديو‪ ،‬وبث ّ‬
‫يح مبارش‪ ،‬وكذكل التّواصل ّ‬
‫‪23‬‬
‫يرصحون عىل‬
‫ولكن يف الونة الخرية بدا واحضا يل أ ّن أمرا ذي ابل جيري‪ ،‬وذكل عندما بدأ رجال ‪-‬وبأعداد مزتايدة‪ّ -‬‬
‫منتدى تديره زوجيت ‪-‬عىل موقعها عىل الإنرتنت‪ -‬بأّنّ م مدمنون عىل ارتياد املواقع الإابح ّية‪ .‬حبمك طبيعة معّل‪ ،‬وكوين أس تاذا‬
‫خاصا اب ّلدلونة العصب ّية‪ ،‬وبقدرة ادلّ ماغ عىل‬ ‫أ ّدرس التّرشحي وعمل وظائف العضاء يف اجلامعة لس نوات طوال‪ ،‬فا ّإن ّ‬
‫دلي اهامتما ّ‬
‫التّكيّف والتّ ّغري اس تجابة للمامرسة والتّجربة‪ ،‬وبأل ّية اس تجابة ادلّ ماغ للشّ هوات‪ ،‬وكذكل عمل الإدمان‪ .‬وقد اتبعت عىل مدى‬
‫لك ما يس تج ّد من الحباث البيولوج ّية اليت تدرس أل ّية اس تجابة ادلّ ماغ للمحفّزات‪ّ ،‬‬
‫وخاصة يف حالت الإدمان‪،‬‬ ‫الس نوات ّ‬
‫ّ‬
‫رستين الاكتشافات احلديثة اليت ّتبني السس الفس يولوج ّية لشهواتنا‪ ،‬وكيف ميكن أن خترج عن ن ُ ُس ِقها‪.‬‬
‫وقد أ َ َ‬
‫العراض اليت اكن يرسدها هؤلء ّالرجال ‪-‬وكذكل النّساء فامي بعد‪ -‬تؤكّد بأ ّن ارتيادمه ّ‬
‫املتكرر للمواقع الإابحيّة عىل‬
‫عضواي ابلغا‪ ،‬وأثّر يف كيفيّة اس تجابهتا للمؤثّرات اجلنس ّية‪ّ .‬‬
‫يوحض ذكل طبيب المراض‬ ‫الإنرتنت قد أحدث يف أدمغهتم تغيريا ّ‬
‫العقل ّية ادلّ كتور "نورمان دودج" يف كتابه الشّ هري "ادلّ ماغ اذلي ّ‬
‫يغري نفسه‪ "2‬حيث يقول‪:‬‬
‫"الرجل اجلالس أمام شاشة احلاسوب‪ ،‬وينظر اإىل ا ّلصور املاجنة‪ ،‬إانّام يضع نفسه يف جلسات تدريب ّية‬ ‫ّ‬
‫الرشوط الالزمة لإجراء تغيريات فعل ّية عىل خارطة ادلّ ماغ‪ ،‬فال ُعصبوانت اليت تُستثار سويّة‬ ‫ّ‬ ‫لك ّ‬ ‫تس تويف ّ‬
‫اس تجابة حملفّز بعينه تتوثّق ّالروابط بيهنا‪ ،‬وحني يس تغرق هذا ّالرجل يف النّظر ابهامتم اإىل املرئ ّيات‬
‫يعرض ال ُعصبوانت يف دماغه اإىل مك ّيه هائةل من املامرسة ّالالزمة ل ّ‬
‫يك‬ ‫الإابح ّية‪ ،‬وبشلك ّ‬
‫متكرر‪ ،‬ف إان ّه ّ‬
‫اجلنيس‬
‫ّ‬ ‫الصور املاجنة ومراكز املتعة يف ادلّ ماغ‪ .‬ويف ّ‬
‫لك ّمرة يشعر فهيا ابلهتّ يج‬ ‫تتوثّق ّالروابط بني رؤية ّ‬
‫العصّب "ادلّ وابمني" ويه كفيةل‬
‫ّ‬ ‫أو يقوم ابلس متناء أثناء ارتياد املواقع الإابحيّة ي ّمت اإفراز " ّخبة" من النّاقل‬
‫بتوثيق ّالروابط بني مجيع ال ُعصبوانت اليت اس تثريت أثناء اجللسة‪ .‬اإاثرة ّجاز املاكفأة يف ادلّ ماغ إوافراز‬
‫السلوك‪ ،‬ويف نفس الوقت ينعدم عنده لك شعور‬ ‫ابلرضا عن هذا ّ‬ ‫ادلّ وابمني مينح الشّ خص شعورا ّ‬
‫ابحلرج‪ ،‬مقارنة ابذلي قد يشعر به عىل ‪-‬سبيل املثال‪ -‬من اكن يف املايض يشرتي جمةل "بالي بوي"‬
‫(®‪ )Playboy‬من املتجر‪ ،‬املتعة عىل الإنرتنت بال مثن‪.‬‬
‫لك جديد ممّا تعرضه املواقع الإابح ّية قد أحدث تغيريا يف دماغه دون أن‬ ‫املتكرر عىل ّ‬‫ول ّن الإقبال ّ‬
‫يشعر‪ ،‬فا ّإن ما اكن يراه هذا ّالرجل مثريا يف املايض مل يعد يلفت انتباهه‪ ،‬وذكل ل ّن دلونة ادلّ ماغ‬
‫تنافس ّية‪ ،‬فاحملفّزات اجلديدة ‪-‬مع تكرار ال ّت ّعرض لها‪ -‬تنافس القدمية‪ ،‬ويعاد رمس اخلارطة العصب ّية يف‬
‫السبب‬ ‫ادلّ ماغ حبيث يقوى تأثري احملفّزات اجلديدة‪ ،‬ويتالىش تأثري احملفّزات القدمية‪ ،‬وهذا ابعتقادي هو ّ‬
‫أن ّه ابت يرى رشيكة حياته غري ج ّذابة‪.‬‬

‫‪“The Brain that chages itself” by Norman Doidge 2‬‬


‫‪24‬‬
‫تورطوا بعادة ارتياد املواقع الإابحيّة متكّنوا من الإقالع عهنا‬
‫الس ياق فا ّإن بعض مرضاي اذلين ّ‬
‫ويف نفس ّ‬
‫يعززون تأثريها‪ ،‬وقد وجدوا يف‬ ‫العضوي عىل ادلّ ماغ‪ ،‬وأّنّ م بسلوكهم ذاك ّ‬
‫ّ‬ ‫ّنائ ّيا ّ‬
‫مبجرد أن أدركوا أثرها‬
‫الهنّ اية أّنّ م ينجذبون لرشيكة حياهتم من جديد‪".‬‬

‫وجد ّالرجال اذلين عرضوا مشلكهتم عىل املنتدى رشح ادلّ كتور نورمان والحباث املتعلقة به مفيدة ومش ّجعة‪ ،‬وأخريا‬
‫فهموا كيف أ ّن مشاهدة املرئ ّيات اجلنس ّية قد اختطفت الل ّية البدائ ّية لالس تجابة للشّ هوات يف دماغهم‪ ،‬وحرفهتا عن مسارها‬
‫بيعي‪ ،‬فهذه ّالرتاكيب العصب ّية يف ادلّ ماغ جمبوةل عىل أن تستثار حبيث حتثّنا عىل ّ‬
‫السلوك ّيات النّافعة مثل ّ‬
‫السعي ّللزواج‬ ‫الط ّ‬‫ّ‬
‫السلوكيات اليت قد خنتار طوعا أن نقوم هبا تؤثّر عىل ال ّتوازن‬
‫عي‪ ،‬ونبذ ناكح احملارم عىل سبيل املثال‪ .‬اإل أ ّن بعض ّ‬ ‫ّ‬
‫الرش ّ‬
‫السبب أ ّن التّصفّح ّ‬
‫املتكرر و ّالزائد عن احلدّ للمواقع الإابح ّية حيدث‬ ‫العصّب يف هذه ا ّلرتاكيب ادلّ ماغ ّية عيهنا‪ ،‬وهذا هو ّ‬ ‫الك ّ‬
‫مييايئ‪ّ -‬‬
‫تأثريات مل تكن ابحلس بان‪.‬‬
‫مشاهدة املرئ ّيات الإابح ّية تسبّب للشّ خص اإاثرة شديدة مبغرايت أن ّية‪ ،‬حبيث أ ّن الشّ خص يعطي قمية أكرب للشّ هوة‬
‫العاجةل مقارنة بأ ّي ارتباط طويل المد‪ ،‬بل اإّنّ ا قد تكدّ ر عليه اس متتاعه واس تجابته ملباجه احلياة اليوم ّية‪ ،‬وتقوده اإىل البحث‬
‫حّت أشدّ ّالرجال عزما إوارادة‬
‫عن املزيد ممّا حياكهيا يف مس توى الإاثرة‪ ،‬وقد يسبّب الانقطاع عهنا أعراضا حادّة جدّ ا‪ ،‬ممّا جيرب ّ‬
‫عىل الانكباب علهيا جمدّ دا ليلهتم املزيد من الإاثرة أمال يف تسكني هذه العراض‪ .‬اإّنّ ا ّ‬
‫تغري املزاج‪ ،‬وتعمي البصرية‪ ،‬وتقلب‬
‫لوايت‪ ،‬و ّ‬
‫لك هذا دون وعي منّا أو اإدراك‪.‬‬ ‫الو ّ‬
‫حني تسلّحوا ابملعرفة املبنيّة عىل أ ّدق العلوم احلديثة عن كيفيّة معل أةل التّ ّ‬
‫حمك البرشيّة‪ ،‬أدرك مس هتلكو الإابحيّة‬
‫اجلنس ّية أ ّن أدمغهتم دلنة‪ ،‬وأ ّن من املمكن أن يعكسوا ال ّتغيريات اليت س ّببهتا هلم عادة ارتياد املواقع الإابح ّية‪ ،‬ويرجعوها اإىل‬
‫حّت يتّفق اخلرباء عىل رأي مو ّحد خبصوص تأثري اس هتالك الإابح ّية‬
‫سابق عهدها‪ .‬لقد ارتأوا أن ّه من غري املعقول أن ينتظروا ّ‬
‫السلوك‪ ،‬وحيمكوا عىل النّتاجئ بأنفسهم‪.‬‬
‫ضارة أم ل‪ ،‬ما دام يف مقدورمه أن يتوقفوا عن هذا ّ‬
‫اجلنس ّية عىل الإنرتنت‪ ،‬وهل يه ّ‬
‫يوّجون ادلّ فّة ّ‬
‫ابلجتاه املأمول‪ ،‬وبدأوا حيصدون املاكسب عند الثّبات‬ ‫بدأ هؤلء ّالر ّواد يضبطون سلوكهم‪ ،‬و ّ‬

‫‪25‬‬
‫لك انتاكسة مل جيزعوا‪ ،‬بل تقبلوا ضعفهم بتعاطف أكرب‪ ،‬ومن خالل هذه الرحةل ّ‬
‫تعمل هؤلء الكثري‪ ،‬وشاركوان‪3‬‬
‫ّ‬ ‫والاس مترار‪ ،‬وعند ّ‬
‫ّ‬
‫ابلكثري من الفاكر النّ ّرية و ّالرائعة عن رحةل ال ّتعايف من املشالكت النّامجة عن ارتياد املواقع الإابح ّية عىل الإنرتنت‪.‬‬
‫عندما نرش هؤلء ّالرواد نتاجئ جتربهتم همّدوا ّ‬
‫الطريق أمام الكثريين ّممن ساروا عىل خطامه‪ ،‬وقد سامه ذكل يف جعل‬
‫جتربة الإقالع عن مشاهدة الفالم الإابحيّة واس تعادة توازن ادلّ ماغ أق ّل ترويعا ملن جاء بعدمه‪ .‬واكن هذا من حسن ّ‬
‫الطالع‪،‬‬
‫ل ّن فيضاان من ّ‬
‫الش ّبان اليافعني ممّن مه أصغر س نّا ‪-‬وأدمغهتم أكرث دلونة‪ -‬بدأوا ينض ّمون بأعداد غفرية اإىل صفوف الباحثني عن‬
‫طريقة للتّعايف من املشالكت اليت س ّببهتا هلم مشاهدة املرئ ّيات الإابح ّية عىل الإنرتنت‪.‬‬
‫اجلنيس احلا ّد‪ ،‬وبأشاكل خمتلفة‬
‫ّ‬ ‫مما يثري احلزن أ ّن اذلي دفع الكثريين مهنم اإىل حماوةل الإقالع هو معاانهتم من الضّ عف‬
‫مثل‪ :‬تأخّر القذف‪ ،‬أو ضعف الانتصاب‪ ،‬أو انعدام القدرة عىل الشّ عور برعشة امجلاع‪ ،‬أو العزوف ّنائ ّيا عن اإقامة عالقة‬
‫تكرر بسبب الاس هتالك ّالزائد عن احل ّد‬ ‫زوج ّية طبيع ّية‪ .‬مشلكة ضعف الانتصاب اليت يعاين مهنا ّ‬
‫الش ّبان اليافعني بشلك م ّ‬
‫للموا ّد الإابح ّية عىل الإنرتنت أخذت الوساط ّ‬
‫الط ّب ّية عىل حني ّغرة‪ ،‬ولكن مؤخرا يف عام ‪٢٠١٤‬م بدأ الطباء ّيقرون حبقيقة‬
‫خصايئ أمراض املساكل البول ّية والتّناسل ّية ومؤلّف كتاب‬
‫املشلكة‪ .‬يقول الس تاذ جبامعة هارفارد ادلّ كتور "أبراهام مورجنتالر" أ ّ‬
‫"ملاذا خيدع ّالرجال‪ :‬احلقيقة غري املتوقّعة بتاات عن ا ّلرجال واجلنس‪ ،"4‬يقول‪" :‬من ّ‬
‫الصعب أن نعرف ابلضّ بط عدد ّ‬
‫الش ّبان‬
‫واليافعني اذلين يعانون من ضعف الانتصاب بسبب اس هتالك الإابح ّية اجلنس ّية‪ ،‬ولكن من الواحض أ ّن هذه ّ‬
‫الظاهرة رمغ أّنّ ا‬
‫حديثة العهد ولكهنّ ا ليست اندرة"‪ .‬وكتب ادلّ كتور "هاري فيش"‪ 5‬رصاحة أ ّن اس هتالك الإابحيّة اجلنس ّية يقيض عىل العالقات‬
‫العرصي‪ "6‬عىل العنرص احلامس وهو الإنرتنت‪ .‬يقول د‪ .‬فيش‪" :‬الإنرتنت وفّرت سهوةل‬
‫ّ‬ ‫اجلنس ّية‪ .‬وسلّط الضّ وء يف كتابه " ّ‬
‫اجملرد‬
‫السالمة اجلنس ّية لو‬
‫الص ّحة و ّ‬ ‫ّمجة يف الوصول اإىل يشء ل ّ‬
‫يرض لو اس هتكل من حني اإىل أخر‪ ،‬ولكنه يصبح انرا موقدة عىل ّ‬
‫اس هتكل يوميّا‪".‬‬
‫فيس (‪ )JAMA Psychiatry‬يف شهر أ ّاير عام ‪٢٠١٤‬م دراسة بعنوان "ادلّ ماغ حتت‬
‫للط ّب النّ ّ‬ ‫نرشت ّ‬
‫جمةل جاما ّ‬

‫‪ 3‬نرشت هذه املشاراكت عىل مواقع ومنتدايت عىل الإنرتنت أنشأها بعض هؤلء ا ّلر ّواد بغرض ادلّ عوة اإىل ترك الإابحيّة وإاظهار رضرها ودعوة املبتلني هبا للمشاركة يف احلةل‬
‫‪“Why men fake it: the totally unexpected truth about men and sex” by Abraham Morgentaler 4‬‬
‫خمتص بأمراض املساكل البوليّة والتّناسليّة‬
‫‪ 5‬ادلّ كتور "هاري فيش" هو أيضا طبيب ّ‬
‫‪“The new naked” by Harry Fisch 6‬‬
‫‪26‬‬
‫تالزيم بني ارتياد املواقع الإابحيّة عىل الإنرتنت ومضور املادّة ّالرماديّة يف‬
‫ّ‬ ‫تأثري الإابحيّة"‪ ،‬تظهر نتاجئ ادلّ راسة وجود ارتباط‬
‫قرشة ادلّ ماغ‪ ،‬تزامنا مع ضعف الاس تجابة للمحفّزات اجلنس ّية‪ .‬وحبسب ال ّتقرير فقد ُوجدت هذه ال ّت ّغريات يف قرشة ادلّ ماغ‬
‫حّت دلى مس هتليك الإابح ّية اجلنس ّية ابعتدال تبعا ملا بيّنه حساب عدد س نوات الاس هتالك ومعدّ ل عدد ال ّساعات يف الس بوع‪.‬‬
‫ّ‬
‫ولفت الباحثون النّظر اإىل أ ّن الضّ مور اذلي وجد يف قرشة ادلّ ماغ دلى مس هتليك املوا ّد الإابحيّة ميكن أن يكون قد حصل قبل‬
‫ابلرضورة نتيجة هل‪ ،‬ولكهنم ر ّجحوا أ ّن اس هتالك الإابح ّية اجلنس ّية هو املسبّب‬
‫أن يبدأوا مبشاهدة الفالم الإابح ّية‪ ،‬وليس ّ‬
‫الفعّل لهذا الضّ مور‪ .‬يقول رئيس فريق الباحثني "ساميون كون"‪" :‬هذا يعين أ ّن الاس هتالك املزمن ل إالابح ّية اجلنس ّية ميكن أن‬
‫ّ‬
‫يسبّب بشلك أو بأخر تأالك يف ّجاز املاكفأة يف ادلّ ماغ"‪.‬‬
‫خصا ّيئ‬
‫رصح فريق من اخلرباء يف عمل العصاب يف جامعة اكمربيدج بقيادة أ ّ‬
‫ويف شهر متوز من نفس العام (‪٢٠١٤‬م) ّ‬
‫املتطوعني للمشاركة يف دراسة عن الإدمان عىل ارتياد املواقع الإابح ّية ذكروا‪:‬‬
‫يف المراض العقل ّية أ ّن أكرث من نصف ّ‬
‫"أّنّ م ‪-‬نتيجة لالس هتالك ّالزائد عن احل ّد للموا ّد اجلنس ّية الفاحضة‪ -‬فاإّنّ م ‪ ...‬يعانون من امضحالل رغبهتم‬
‫وخاصة يف العالقة ّالزوج ّية ا ّلطبيع ّية (ولكن ليس عند مشاهدة املرئ ّيات‬
‫يف اجلنس أو ضعف الانتصاب ّ‬
‫اجلنس ّية عىل الإنرتنت)‪".‬‬

‫ر ّواد املنتدايت اذلين ذكرهتم أنفا مل يكن متوفّرا هلم هذا النّوع من التّوثيق ّ‬
‫العلمي والاكدميي للمشلكة‪ ،‬لقد اس تنبطوا‬
‫احلقائق فقط بتبادل تقارير عن خرباهتم وجتارهبم‪ ،‬وما كتبته يف فصول هذا الكتاب هو مل ّخص ملا نعرفه عن العراض اليت عاىن‬
‫مهنا بعضهم بسبب ارتيادمه للمواقع الإابحيّة عىل الإنرتنت‪ ،‬وفيه أيضا رشح وبيان للتّفسري اذلي تقدّ مه الحباث املعارصة يف عمل‬
‫الطرق اليت متكّن الفراد واجملمتعات من مواّجة‬
‫العصاب والعلوم البيولوج ّية عن كيف ّية حصول هذه العراض‪ ،‬وأفضل ّ‬
‫املشالكت االنّاجتة عن اس هتالك الإابح ّية اجلنس ّية عىل الإنرتنت‪ .‬اإذا كنت تعاين من مشالكت بسبب ارتياد املواقع الإابح ّية‬
‫الطريق لتفهم طبيعة مشلكتك‪.‬‬ ‫عىل الإنرتنت‪ ،‬أعرين اهامتمك الاكمل لساعتني من الوقت‪ ،‬وهناك احامتل كبري أ ّين سأهمّد كل ّ‬
‫اجلنيس مرتبطا ابرتياد املواقع الإابحيّة عىل الإنرتنت‪ ،‬أو أ ّن هل‬
‫ّ‬ ‫نقول بداية‪ :‬كيف ّميزي ّالرجل اإذا اكن التّدهور يف أدائه‬

‫‪27‬‬
‫مسبّب أخر ‪-‬مثل رهبة الداء‪ 7‬عىل سبيل املثال‪-‬؟‬
‫خصا ّيئ يف أمراض املساكل البول ّية وال ّتناسل ّية‪ ،‬وتأكّد أن ّك ل تعاين من مشلكة‬
‫أ‪ -‬ابدأ بعرض نفسك عىل طبيب أ ّ‬
‫عضويّة تس تدعي ال ّتدخّل ّ‬
‫الط ّّب‪.‬‬
‫ب‪ -‬وبعدها راقب قدرتك عىل الاس متناء عند مشاهدة الفالم الإابحيّة‪ ،‬ولو أن ّك أقسمت أن تقلع عهنا ابلفعل تذكّر‬
‫كيف اكن احلال عندما كنت تشاهدها سابقا‪.‬‬
‫ج‪ -‬وأخريا‪ ،‬حاول يف وقت لحق أن تراقب قدرتك عىل الاس متناء دون مشاهدة الفالم الإابح ّية‪ ،‬ودون اس تحضار‬
‫مقاطع مهنا يف خياكل‪.‬‬

‫ّمث قارن بني أدائك يف احلالت اخملتلفة من حيث جودة الانتصاب‪ ،‬والوقت اذلي احتجته لتصل اإىل ّاذلروة ‪-‬اإذا اكن ذكل‬
‫اب اليافع اذلي يمتتّع باكمل عافيته لن جيد صعوبة يف حتقيق الانتصاب الاكمل والوصول اإىل ذروة ّ‬
‫الش بق‪ 8‬سواء‬ ‫مبقدورك‪ .-‬الشّ ّ‬
‫أاكن ذكل ابلنّظر اإىل الفالم الإابح ّية أو بدوّنا‪ .‬ولكن‪...‬‬
‫‪ -‬اإذا حقّقت انتصااب متينا يف (ب) ولكنّك عانيت من ضعف يف الانتصاب يف (ج) فا ّإن هذا الضّ عف سببه ارتياد‬
‫املواقع الإابح ّية عىل الإنرتنت‪.‬‬
‫‪ -‬وإاذا اكن أداؤك ج ّيدا يف (ج) ولكنّك تعاين من مشلكة يف عالقتك ّالزوج ّية‪ ،‬فا ّإن رهبة الداء سبب مشلكتك‪.‬‬
‫‪ -‬وإاذا كنت تعاين من مشلكة يف الك احلالتني (ب) و(ج) مفن احملمتل أ ّن اس هتالك الإابح ّية اجلنس ّية قد سبّب كل‬
‫اجلنيس‪ ،‬أو أن ّك تعاين من مشلكة عضويّة تس تدعي العالج ال ّط ّ ّّب‪.‬‬
‫ّ‬ ‫درجة مس تفحةل من الضّ عف‬

‫تبدأ فصول هذا الكتاب برسد لبداايت ال ّت ّعرف عىل مشلكة الإدمان عىل الإابح ّية اجلنس ّية‪ ،‬وذكل عندما بدأ عدد‬
‫حبريّة يعانون من مشالكت عديدة‪ ،‬ويُعزوّنا اإىل ارتياد املواقع الإابحيّة عىل‬ ‫هائل من ّ‬
‫الش ّبان اذلين هت ّيأ هلم اس تخدام الإنرتنت ّ‬
‫الس تار عن هذه ّ‬
‫الظاهرة‪ ،‬وعن العراض‬ ‫الإنرتنت‪ .‬سوف أنقل لمك ترصحيات مبارشة من أحصاب الشّ أن ت ُّبني كيف أزحي ّ‬
‫الشّ ائعة اليت صاحبهتا‪.‬‬
‫والفصل اذلي يليه يرشح عمل العصاب احلديث‪ ،‬ويلقي الضّ وء عىل الل ّية البالغة يف ادلّ قّة اليت يس تجيب هبا ادلّ ماغ‬

‫اجلنيس دون وجود مشالكت عضويّة ظاهرة يف اجلهاز الت ّ‬


‫ّناسّل‬ ‫ّ‬ ‫‪" 7‬رهبة الداء" هو التّشخيص املعتاد ل ّذلكور اذلين يعانون من الضّ عف‬
‫‪ّ 8‬‬
‫الش بق هو اش تداد الشّ عور ابلشّ هوة اجلنس ّية ّ‬
‫والرغبة يف امجلاع‬
‫‪28‬‬
‫اجلنيس‪ ،‬وأ ّ‬
‫وحض ملاذا يعترب دماغ املراهقني‬ ‫ّ‬ ‫للشّ هوات‪ ،‬وسوف أخل ّص بعض الحباث احلديثة عن الإدمان ّ‬
‫السلو ّيك والتّكيّف‬
‫لّب ابلإاثرة املفرطة اليت تسبّهبا الإابحيّة اجلنس ّية يف زمننا هذا‪.‬‬ ‫ّ‬
‫ابذلات أكرث عرضة لل ّتأثّر ّ‬
‫الس ّ‬
‫ويعرض الفصل الثّالث ّّمك مت ّنوعا من ّ‬
‫الطرق العمل ّية اليت جلأ اإلهيا ا ّلش ّبان ّيك ّ‬
‫حيرروا أنفسهم من عادة ارتياد املواقع‬
‫الإابحيّة‪ ،‬و ّيبني مواطن الضّ عف واملزالق اليت يتوجب احلذر مهنا‪ .‬أان ل أقدّ م برانجما عالجيّا حمدّ دا‪ ،‬ف ّ‬
‫للك خشص ظروفه‬
‫وحيث ّياته اليت ختتلف عن غريه‪ ،‬وليس هناك وصفة حسريّة لل ّتعايف من املشالكت اليت تسبّهبا الإابح ّية اجلنس ّية‪ّ ،‬‬
‫فالطرق اليت‬
‫اجلنيس بسبب اس هتالك املوا ّد‬
‫ّ‬ ‫مزتوجا‪ ،‬والشّ ّ‬
‫اب اليافع اذلي يعاين من الضّ عف‬ ‫اس تفاد مهنا ّ‬
‫شاب أعزب قد ل تناسب خشصا ّ‬
‫سن متقدّ م‪ ،‬ويف أحيان كثرية قد يكون من‬
‫الإابحيّة قد حيتاج اإىل وقت أطول ّيك يتعاىف مقارنة بأخر بدأت عنده املشلكة يف ّ‬
‫وري اتّباع عدّ ة طرق خمتلفة تط ّبق ابل ّتتابع أو يف نفس الوقت للحصول عىل النّتيجة ّ‬
‫املرجوة‪.‬‬ ‫الرض ّ‬
‫ّ‬
‫ويف خامتة الكتاب سوف أ ّ‬
‫وحض لمك ملاذا يعترب اتّفاق العلامء عىل أرضار ا إلابحيّة اجلنس ّية هدف ما نزال نرجو حتقيقه‪،‬‬
‫وسوف أرشح الحباث اليت تعطي أمال ابلوصول اإىل هذا الإجامع يف املس تقبل القريب‪ ،‬ومن ّمث سأنظر يف دور اجملمتع‪ ،‬وكيف‬
‫ميكن أن يدمع مراتدي املواقع الإابحيّة‪ ،‬ويساعدمه عىل اختاذ قرارات صائبة مبن ّية عىل العمل واملعرفة‪.‬‬
‫لكمة أخرية قبل أن نبدأ فصول هذا الكتاب‪ :‬ل أفرتض أن ّك تعاين من مشلكة مع الإابح ّية اجلنس ّية ّ‬
‫جملرد أن ّك هت ّمت‬
‫طبيعي فامي‬
‫طبيعي أو غري ّ‬ ‫ابملوضوع‪ ،‬ول أريد أن أسبّب كل نوعا من الهلع أو ّاذلعر‪ ،‬ول أرغب يف أن أصدر الحاكم عام هو ّ‬
‫خيص الفطرة اجلنس ّية ا إلنسان ّية‪ .‬ف إاذا كنت واثقا أن ّك ل تعاين من أي ّة مشلكة‪ ،‬فأنت أدرى حباكل‪ ،‬ولست معن ّيا بأن أ ّغري‬
‫ّ‬
‫اخلاص بقض ّية املرئ ّيات اجلنس ّية عىل الإنرتنت‪ ،‬وبرشاكت صناعة الإابح ّية‬
‫لك منّا احلق يف أن يكون هل رأيه ّ‬‫قناعتك‪ ،‬فل ّ‬
‫الرضر كل أو لحد تعرفه‪ ،‬فاس ّمتر‬
‫اجلنس ّية‪ .‬ولكن اإذا اكن دليك شعور بأ ّن ارتياد املواقع الإابح ّية عىل الإنرتنت يسبّب ّ‬
‫ابلقراءة‪ ،‬وسأبذل قصارى ّجدي لرشح كل كيف يسبّب اس هتالك الإابحيّة اجلنس ّية عىل الإنرتنت أرضارا غري متوقّعة‪ ،‬وماذا‬
‫ميكن أن تصنع حيالها‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫الفصل الول‬
‫الواقع اذلي ن ُعاينُه‬

‫اإيونيسكو ‪9‬‬
‫ليست الإجابة يه اليت تنري ادلّ رب بل ّ‬
‫السؤال ‪ -‬اإيوجني‬

‫اجلنيس‪ ،‬أو للوحدة‪ ،‬أو حّت‬


‫ّ‬ ‫أكرث مراتدي املواقع الإابحيّة عىل الإنرتنت يعتربوّنا احل ّل‪ .‬احلل للملل‪ ،‬أو للكبت‬
‫فيس‪ .‬ولكن منذ س بع س نني خلت‪ 10‬بدأ بعض مس هتليك الإابح ّية اجلنس ّية يربطون بني مشالكت عديدة يعانون‬
‫الضّ غط النّ ّ‬
‫مهنا وبني ارتياد املواقع الإابح ّية عىل الإنرتنت‪ .‬ويف عام ‪٢٠١٢‬م نرش أحدمه عىل منتدى موقع ريديت‪ /‬نوفاب‪ 11‬تأرخيا للكيف ّية‬
‫اليت اكتشفوا فهيا حقيقة مشلكهتم‪ .‬يقول‪:‬‬
‫رصحون هبلع أّنّ م يعانون من‬
‫"حبلول عام ‪٢٠٠٩-٢٠٠٨‬م بدأ يظهر عىل منتدايت الإنرتنت أشخاص ي ّ‬
‫جنيس حا ّد يف عالقاهتم ّالزوج ّية‪ ،‬ولكهنم يف ذات الوقت قادرون عىل حتقيق انتصاب متني‬ ‫جعز ّ‬
‫الّشء العجيب أ ّن‬ ‫والاس متناء فقط ابلنّظر اإىل املرئ ّيات اجلنس ّية املدقعة يف الفحش عىل الإنرتنت‪ّ .‬‬
‫الكثريين من أعضاء املنتدايت تفاعلوا مع هذه الشّ اكوى‪ ،‬واللف مهنم ‪-‬يف بعض احلالت‪ -‬ر ّدوا مؤكّدين‬
‫الش ّبان أ ّن العراض اليت يعانون مهنا تد ّل‬
‫أّنّ م أيضا يعانون من نفس العراض‪ .‬عندها اس تنتج هؤلء ّ‬
‫عىل أّنّ م فقدوا حساسيّهتم جلاذبية النّساء بسبب الاس متناء ّ‬
‫املتكرر أثناء مشاهدة الفالم الإابح ّية عىل‬
‫الإنرتنت‪ ،‬فال توجد امرأة ميكهنا أن تنافس الإاثرة الشّ ديدة اليت توفّرها املرئ ّيات اجلنس ّية عىل الإنرتنت‬
‫همام بلغت من احلسن وامجلال‪ ،‬وتوقّعوا أّنّ م لو امتنعوا عن مشاهدة الفالم الإابحيّة وعن الاس متناء‬
‫السلب ّية ويعودوا اإىل سابق عهدمه‪.‬‬ ‫لفرتة طويةل ميكهنم أن يبطلوا هذه الاثر ّ‬
‫الش ّبان مواقع عىل الإنرتنت مثل موقع "نوفاب‪ "12‬أو موقع "دماغك‬ ‫يف ذكل الوقت مل يكن متوفّرا لهؤلء ّ‬
‫حتت تأثري الإابحيّة" والعدد الكبري من املواقع واملنتدايت الخرى اليت تطرح هذا املوضوع للنّقاش اليوم‪،‬‬
‫ظنّوا عندها أّنّ م وحدمه‪ ،‬وأّنّ م املهووسون الوحيدون عىل هذا الكوكب اذلين تثريمه مشاهدة الفالم‬

‫مرسيح روما ّين (‪١٩٩٤-١٩٠٩‬م) عاش يف فرنسا وألّف مرسحيّات ابللغة الفرنس يّة‬ ‫ّ‬ ‫‪" 9‬اإيوجني اإيونيسكو" هو اكتب‬
‫الطبعة الثّانية عام ‪٢٠١٧‬م‬ ‫‪ 10‬صدر الكتاب ل ّول ّمرة عام ‪٢٠١٤‬م ونرشت ّ‬
‫‪ Reddit/NoFap11‬و"نوفاب" هو مصطلح ش بايب ابللّهجة الاجنلزييّة العاميّة ويعين‪ :‬ل لالس متناء‬
‫‪www. nofap.com 12‬‬
‫‪30‬‬
‫اجلنس ّية اخلليعة ول حترك فهيم أمجل النّساء ساكنا‪ .‬الكثريون مهنم اكنوا عازبني‪ ،‬وبعضهم عاىن س نوات‬
‫من الفشل يف عالقاهتم ّالزوجيّة مما د ّمر ثقهتم بأنفسهم‪ ،‬حفس بوا أّنّ م غري قادرين عىل اإقامة عالقة جنس ية‬
‫طبيع ّية مع أي ّة امرأة‪ ،‬واعتقدوا أّنّ م بطبيعهتم غريبو الطوار‪ ،‬فعزلوا أنفسهم عن اجملمتع‪ ،‬وأصبحوا اكل ّرهبان‪.‬‬
‫الإقالع عن ارتياد املواقع الإابح ّية ساعد هؤلء ّالرجال عىل اس تعادة ّالرغبة اجلنس ّية ا ّلطبيع ّية والتّخلّص‬
‫اجلنيس اذلي س ّببته هلم الإابح ّية اجلنس ّية‪ ،‬وبدأوا يتحدّ ثون عن تغيريات اإجياب ّية أخرى مثل‬ ‫ّ‬ ‫من العجز‬
‫السعادة‪.‬‬
‫ابلرضا و ّ‬ ‫ال ّتخلّص من الاكتئاب‪ ،‬والقلق الاجامتعي‪ ،‬وزايدة الثّقة ابلنّفس‪ ،‬والإحساس ّ‬
‫متكرر يف عالقايت مع النّساء‪ ،‬واكن لهذا الفشل أثر مد ّمر عىل‬ ‫أان أحد هؤلء ّالرجال‪ ،‬عانيت من فشل ّ‬
‫حاليت النّفس ّية‪ ،‬ويف ّالزمن املعارص ل ياكد خيلو اإعالن أو فيمل سيامنيئ أو برانمج تلفزيوين أو ّ‬
‫حّت‬
‫عادي من الإشارات والتّلميحات اجلنس ّية اليت ل تفتأ تذكّرين بعجزي‪ ،‬لقد كنت فاشال كرجل‬ ‫حوار ّ‬
‫ظن وقتئذ أ ّين الفاشل الوحيد‪.‬‬‫عىل املس توى اجلوهري ّللرجوةل‪ ،‬وكنت أ ّ‬
‫نفيس‪ ،‬فشخّص حاليت‬ ‫قبل اإقالعي عن مشاهدة الفالم الإابح ّية بس نة عرضت مشلكيت عىل طبيب ّ‬
‫اجامتعي حاد‪ ،‬ووصف يل أدوية مضادّة لالكتئاب‪ ،‬و ّ‬
‫لكين مل أوافقه‬ ‫ّ‬ ‫عىل أّنّ ا حاةل اكتئاب يصاحهبا قلق‬
‫لك ساعة من ّ‬
‫لك‬ ‫تؤرقين ّ‬ ‫ّالرأي‪ .‬وعندما اكتشفت فامي بعد أ ّن املشلكة الساس ّية يف حيايت واليت اكنت ّ‬
‫يوم من املمكن معاجلهتا‪ ،‬انزاح عن اكهّل أثقل ّمه محلته يف حيايت‪.‬‬
‫الرسيّة ل ّول ّمرة‪ ،‬وملدّ ة مثانني يوما ابل ّتامم والكامل‪ ،‬بدأت ألحظ النّتاجئ املذهةل‬
‫بعدما أقلعت عن العادة ّ ّ‬
‫اليت لحظها الكثريون قبّل‪ .‬أليس هذا المر مذهال ابلفعل؟! إواىل هذه ادلّ رجة! املشلكة احملوريّة اليت‬
‫اكنت تد ّمر ثقيت بنفيس وجتعلين أشعر ابلوحدة القاتةل عىل كوكب يقطنه س بعة باليني نسمة بدأت‬
‫ابلمضحالل‪ ،‬وليس هذا حفسب بل اكتشفت أّنّ ا مشلكة شائعة جدّ ا بني أقراين‪.‬‬
‫اليوم هو رمق ‪ ١٠٩‬عىل التّوايل منذ أقلعت‪ ،‬وأشعر أ ّين سعيد‪ ،‬وواثق بنفيس‪ّ ،‬‬
‫وحمب للحياة‪ ،‬وذ ّيك‪،‬‬
‫وقادر عىل مواّجة لك التّحدّ ايت ‪...‬اخل اخل اخل"‬

‫أوائل اذلين بدأوا يناقشون مشالكت الإابح ّية اجلنس ّية عىل املنتدايت اكن جلّهم من مربجمي احلاسوب أو العاملني‬
‫يف حقل التّقن ّية املعلومات ّية‪ ،‬فهؤلء مه اذلين توفّر هلم ارتياد املواقع الإابح ّية عىل ش بكة الإنرتنت ّ‬
‫الرسيعة قبل غريمه من أقراّنم‪.‬‬
‫جنيس التّا ّم أثناء امجلاع‪ ،‬وأخريا بدأ بعضهم‬
‫اكتسب هؤلء ّالرجال أذواقا جنس ّية غري معهودة‪ ،‬وعانوا من تأ ّخر القذف أو العجز ّ‬
‫حّت عند مشاهدة الفالم اجلنس ّية عىل الإنرتنت‪ .‬مجيعهم اكنوا يف أواخر العرشينات من العمر أو‬
‫اجلنيس ّ‬
‫ّ‬ ‫يعاين من العجز‬
‫أكرب بقليل‪ ،‬وقد أمجعوا عىل أ ّن الإابح ّية اجلنس ّية عىل الإنرتنت اكنت "خمتلفة" عن غريها‪ ،‬وشديدة الإغراء بشلك غريب جدّ ا‪.‬‬
‫وقد ّعرب عن ذكل أحد أعضاء املنتدايت بقوهل‪:‬‬
‫حمك ابلمر ل ّن ّ‬
‫اجملالت مل‬ ‫لك أس بوع‪ ،‬واكن ابإماكين التّ ّ‬ ‫ّ‬
‫"اجملالت توفّر ّ‬
‫الصور اخلليعة ّمرات معدودة ّ‬
‫‪31‬‬
‫تقدّ م شيئا م ّمتزيا‪ ،‬ولكن عندما دخلت العامل املظمل ل إالابحيّة اجلنس ّية عىل الإنرتنت وجد عقّل شيئا‬
‫مرغواب‪ ،‬شيئا يريده وبكرثة وبزتايد مس متر‪ ،‬لقد خرج المر عن ّ‬
‫الس يطرة متاما يف أق ّل من س تّة أشهر‪.‬‬
‫اجملالت ومل أواجه أي ّة مشلكة‪ ،‬ولكن بعد بضع شهور من‬ ‫الصور اخلليعة يف ّ‬‫س نوات من النّظر اإىل ّ‬
‫ارتياد املواقع الإابحيّة عىل الإنرتنت رصت مدمنا‪".‬‬

‫تطور املرئ ّيات الإابح ّية عرب ال ّتارخي سوف جند ال ّدةل اليت ّ‬
‫توحض لنا كيف ميكن للمرئ ّيات‬ ‫لو مقنا إابلقاء نظرة خاطفة عىل ّ‬
‫اجلنس ّية عىل الإنرتنت أن تؤثّر عىل ادلّ ماغ اإىل هذه ادلّ رجة اليت مل يتوقّعها أحد‪ .‬بدأ رواج املرئ ّيات اجلنس ّية الإابح ّية عن طريق‬
‫ّ‬
‫اجملالت ادلّ وريّة‪ ،‬واكن عىل ّالراغبني يف ذكل الوقت أن يقنعوا مبا تقدّ مه هذه اجملالت من ال ّصور اخلليعة يف ّ‬
‫لك اإصدار‪ ،‬اإىل‬
‫الصور‪ ،‬ورسعان ما اكنت ا ّلصور يف ّ‬
‫لك عدد تفقد حداثهتا إواغراءها‬ ‫أن يظهر الإصدار ال ّتايل وتقدّ م ّ‬
‫اجملةل قسطا جديدا من ّ‬
‫دلى الشّ خص‪ّ ،‬مما ّ‬
‫يضطره أن يبحث عن الإاثرة من طرق أخرى كن يلجأ مثال اإىل خت ّيل جارته احلس ناء‪ ،‬أو أن يبذل ّجدا‬
‫كبريا‪ ،‬وقد يكون مبثابة غارة خطرة وملكفة للحصول عىل عدد جديد وصور جديدة‪.‬‬
‫السيامنئ ّية املصنّفة حتت بند الإابح ّية اجلنس ّية (صنف ‪ ،13)X‬واملتفانني يف طلب املتعة‬
‫اكن هناك القليل من الفالم ّ‬
‫اكن ابإماكّنم احلصول عىل املوا ّد اجلنس ّية الفاحضة من بعض حما ّل بيع الكتب‪ ،‬ويف ذكل الوقت اكن احلصول عىل هذه املوا ّد‬
‫السيامنيئ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫حمدود حبفنة من املصادر‪ ،‬وأكرث النّاس مل تكن دلهيم رغبة يف قضاء وقت طويل يف دور العرض‬
‫حمطات التّلفزة اللّيل ّية‪ ،‬اكنت هذه العروض أكرث اإاثرة من ّ‬
‫الصور‬ ‫ّمث بدأ استئجار أرشطة الفيديو والاشرتاك يف ّ‬
‫خف وطأة من ادلّ خول ّ‬
‫العلين اإىل صاةل العرض حلضور فيمل سيامنيئ‪ .‬ولكن‬ ‫الفوتوغراف ّية اليت تنرش يف ّ‬
‫اجملالت‪ ،‬واكن اس تعاملها أ ّ‬
‫مك ّمرة ميكن للشّ خص أن يشاهد نفس الفيمل عىل رشيط الفيديو قبل أن تس نح هل زايرة أخرى للمح ّل لستئجار رشيط أخر؟‬
‫حّت يصل اإىل اللّقطات‬
‫ويف ذكل الوقت اكن عىل املشاهد أن حيرض عرضا فيه ّقصة وحبكة‪ ،‬وتس تفحل فيه الإاثرة ابلتّدرجي ّ‬
‫الساخنة‪ ،‬وأكرث القارصين اكنت قدرهتم عىل احلصول عىل هذه الرشطة حمدودة جدّ ا‪.‬‬
‫ّ‬
‫وبعدها بدأت مشاهدة العروض اجلنس ّية عىل الإنرتنت‪ ،‬واكنت العروض تصل اإىل املشاهدين بشلك ّ‬
‫رس ّي وقليل‬
‫اللكفة عرب خطوط الهاتف‪ .‬يف البداية اكنت املا ّدة املتوفّرة ل تعدو كوّنا عرضا لعدد من ّ‬
‫الصور الفوتوغرافيّة‪ ،‬ورمغ أ ّن ادلّ خول‬

‫‪ 13‬وإان اكنت بعض الفالم اليت عرضت يف ذكل الوقت قد حقّقت جناحا ّ‬
‫جتاراي ملموسا‬
‫‪32‬‬
‫الصور اكن بطيئا‪ ،‬وما اكن ابلإماكن احلصول علهيا بكبسة زر‪.‬‬
‫الصور اكن متاحا اإل أ ّن تزنيل ّ‬
‫اإىل تكل ّ‬
‫"اكن عليك أن تقوم بتزنيل الفيمل‪ ،‬ومن ّمث فتحه جمازفا خبطر احلصول عىل فريوس‪ ،‬وأحياان قد ل يتوفّر‬
‫دليك الربانمج املالمئ لعرض الفيمل‪ ،‬فاكن ل بدّ من بذل بعض اجلهد ّيك تتأكّد من أنك وجدت ما‬
‫يناس بك قبل أن تبدأ التّزنيل وتمتكّن من "الاس متتاع" به‪ ،‬أو أن حترص عىل ارتياد مواقع مع ّينة تعرف‬
‫سلفا أ ّن حمتواها مناسب كل‪ ،‬فتشاهد عرضا أو اثنني وتكتفي‪".‬‬

‫الساحة اكئن جديد‪ :‬مواقع اإابح ّية‪ ،‬توفّر‬ ‫لك ذكل ّ‬


‫تغري حبلول عام ‪٢٠٠٦‬م وش يوع الإنرتنت ّ‬
‫الرسيعة‪ ،‬فقد ظهر عىل ّ‬ ‫و ّ‬
‫وبمتويل ل ينضب أفالما قصرية‪ ،‬تعرض دقائق ساخنة من املشاهد اجلنس ّية املبتذةل‪ ،‬هذه يه مواقع التّيوب! ّمسيت كذكل‬
‫لّنّ ا تعمل بنفس ال ّتقن ّية اليت يعمل هبا موقع يوتيوب (®‪ )YouTube‬الشّ هري للفالم‪ .‬لقد ّ‬
‫تغري عامل الإابح ّية اجلنس ّية بشلك‬
‫غري مس بوق‪ ،‬وقد وصف بعض مراتديه هذا التّ ّ‬
‫حول‪ ،‬فقالوا‪:‬‬
‫الصور اخلليعة لس نوات؛ لكرث من عقد من ّالزمان‪ ،‬وشاهدت أرشطة الفيديو من حني‬ ‫"لقد نظرت اإىل ّ‬
‫لخر‪ ،‬ولكن عندما صار تصفّح مواقع التّيوب عىل الإنرتنت نشاطا يوم ّيا مل احتج اإىل وقت طويل بعدها‬
‫اجلنيس‪ ،‬أعتقد أ ّن مواقع التّيوب وعروضها الوفرية قد أثقلت اكهل دماغي‬
‫ّ‬ ‫يك أشعر مبشالكت العجز‬
‫وأّنكته‪".‬‬
‫* * *‬
‫"الإاثرة عىل مواقع التّيوب تتسارع مبارشة من صفر اإىل ‪ 140‬كيلومرتا يف ّ‬
‫الساعة‪ ،‬فالإاثرة ليست تدرجي ّية‬
‫أو مرحية أو تداعب اخلواطر‪ ،‬ولكهنّ ا الوصول املبارش اإىل ذروة ا ّلش بق‪ .‬وأفالم التّيوب قصرية جدّا‪،‬‬
‫وذلكل جتد أ ّن عليك أن تكرث من النّقر حبثا عن املزيد من الفالم اجلديدة‪ ،‬فالفيمل الواحد قد ل يكفي‬
‫حّت يشاهده‪ ،‬فيدفعه فضوهل‬ ‫للوصول اإىل الهتّ ّيج الاكمل‪ ،‬وأيضا ل ميكن أن يعرف املرء حمتوى الفيمل ّ‬
‫الالمتنايه لالس مترار يف النّقر والبحث‪ ...‬وهكذا‪"..‬‬
‫* * *‬
‫"ابإماكين أن أتفهّم متاما أن يرغب الشّ خص مبشاهدة عرشة مقاطع جنس ّية ي ّمت تزنيلها لكّها يف ذات‬
‫الوقت‪ ،‬لقد أذهلين أن أمسع خشصا غريي ّيقر بأن ّه يفعل ذكل‪ ،‬ا ّإن اإّناك احلو ّاس ابلإاثرة املفرطة أش به‬
‫ما يكون ابلس تكثار من كزن ما يفيض عن احلاجة‪ ،‬أو حشو البطن ابلطعمة اإىل ح ّد التّخمة‪".‬‬

‫* * *‬
‫وخاصة املواقع الكبرية‪ -‬اإنا يه كواكيني الإابحيّة اجلنس ّية عىل الإنرتنت‪ ،‬ويه متوفّرة‬
‫"مواقع ال ّتيوب ‪ّ -‬‬
‫‪33‬‬
‫وحّت ّ‬
‫لك عرش دقائق‪ ،‬لقد اكن ابإماكين‬ ‫لك يوم‪ ،‬و ّ‬
‫لك ساعة‪ّ ،‬‬ ‫بكرثة‪ ،‬وتقدّ م الكثري من املوا ّد اجلديدة ّ‬
‫احلصول عىل مثريات متجدّ دة ابس مترار‪".‬‬

‫* * *‬
‫وحّت الهواتف ّاذلك ّية‪ ،‬رصت أشاهد أفالما جنس ّية عالية اجلودة أكرث‬
‫الرسيعة ّ‬ ‫"الن مع وجود الإنرتنت ّ‬
‫من ذي قبل وبشلك متواصل‪ ،‬أصبحت مشاهدة الفالم الإابح ّية ‪-‬يف بعض الحيان‪ -‬نشاطا يس ّمتر‬
‫ثايل‪ .‬مل تكن مش بعة لرغبيت أبدا‪ ،‬واكن عقّل دامئا يطلب املزيد‪...‬‬
‫طوال اليوم حبثا عن عرض اخلتام امل ّ‬
‫اي لها من أكذوبة‪".‬‬

‫* * *‬
‫اجلنيس كنت قد اس تفحلت يف مشاهدة أعداد مزتايدة من‬ ‫ّ‬ ‫"قبل أن أكتشف أ ّين أعاين من العجز‬
‫الساخنة عىل شلك أفالم قصرية عىل مواقع التّيوب الإابح ّية‪".‬‬ ‫املقاطع اجلنس ّية ّ‬

‫* * *‬
‫الرسيّة أكرث من ّمرة يف‬
‫لك يشء‪ ،‬بدأت أمارس العادة ّ ّ‬ ‫"املواقع الإابح ّية عىل الإنرتنت ا ّلرسيعة ّغريت ّ‬
‫ابلرغبة يف الاس متناء كنت أجلأ اإليه لل ّتخفيف من الضّ غط النّ ّ‬
‫فيس‪ ،‬أو ليساعدين‬ ‫اليوم‪ّ ،‬‬
‫وحّت لو مل أشعر ّ‬
‫عىل النّوم‪ ،‬وتصفّح املواقع الإابحيّة عىل الإنرتنت ساعد يف ذكل‪ .‬وجدت نفيس أجلأ اإىل مشاهدة الفالم‬
‫الإابحيّة قبل أن أجامع زوجيت‪ ،‬فزوجيت مل تعد تثريين عىل الإطالق‪ ،‬والتّأخر يف القذف اكن مشلكة‬
‫الش بق والشّ عور ّهبزة امجلاع‪ ،14‬وأحياان ل أمتكّن من‬
‫كبرية‪ ،‬فقد كنت أجد صعوبة يف الوصول اإىل ذروة ّ‬
‫ذكل عىل الإطالق‪".‬‬

‫ي ُس ّجل ادلّ ماغ مشاهدة الفالم الإابحيّة عىل أن ّه نشاط "ذو قمية"‪ ،‬وذكل بسبب التّجدّ د ادلّ امئ للامدّة املرئ ّية اليت تثري‬
‫اجلنيس الشّ ديد اذلي تسبّبه املرئ ّيات الإابحيّة ّ‬
‫يقوي ّالروابط العصب ّية واليت بدورها ّ‬
‫تلح عليك بأن‬ ‫ّ‬ ‫غريزة اجلنس‪ ،‬والهتّ ّيج‬
‫تطلب املزيد من هذا النّوع من الإاثرة‪ ،‬وابل ّتايل تغدو لك املثريات اجلنس ّية اليت كنت تعرفها سابقا ابهتة ابملقارنة‪ .‬وحبسب‬
‫ملاين فا ّإن املشالكت اليت يعاين مهنا مس هتلكو الإابح ّية اجلنس ّية عىل الإنرتنت ل ترتبط بطول الوقت اذلي يقضيه‬
‫فريق حبث أ ّ‬

‫حتركهام مجيعا عند الإيالج ّالرجل واملرأة‪.‬‬


‫واهزت ونشط‪ ،‬و"الارهتاز" يف امجلاع أ ّي ّ‬
‫حترك ّ‬ ‫‪ 14‬وتس ّمى يف العرب ّية أيضا ّ‬
‫"الرهز"‪ ،‬وتعين ّ‬
‫‪34‬‬
‫الصفحات اليت يتصفّحها ‪-‬أ ّي التّ ّنوع يف املادة املرئ ّية‪ ،-‬ودرجة الهتّ ّيج‬ ‫املرء يف تصفّح املواقع‪ ،‬ولكهنّ ا تتناسب ّ‬
‫طرداي مع عدد ّ‬
‫اجلنيس اذلي يشعر به‪ .‬وهناك خطر أخر لهذا البوفيه املفتوح من الإابح ّية اجلنس ّية وهو الاس هتالك ّالزائد عن احلدّ ‪ ،‬تقول‬
‫ّ‬
‫ادلّ كتورة "شريي جباتو" الاس تاذة بلكّ ّية ّ‬
‫الط ّب يف جامعة ماساشوستس‪:‬‬
‫"الحباث املتعلّقة ابلشّ ه ّية تد ّل عىل أ ّن تعدّ د النواع مرتبط ارتباطا وثيقا بفرط الاس هتالك‪ ،‬س تألك‬
‫أكرث يف بوفيه مفتوح مما لو عرض عليك صنف واحد من ّ‬
‫الطعام‪ ،‬يف الك احلالتني لن تظ ّل جائعا ولكن‬
‫يف اإحداهام سوف تشعر لحقا ابلنّدم‪ ،‬مبعىن أخر‪ :‬اإذا أردت أن تتجنّب الاس هتالك ّالزائد عن احل ّد‬
‫ومشالكه‪ ،‬فابتعد عن البوفيه املفتوح يف ّ‬
‫لك منايح احلياة‪".‬‬

‫ومن اجلدير ّ‬
‫ابذلكر أ ّن مشاهدة الفالم ت ّعطل اخليال بشلك ل تس تطيعه ّ‬
‫الصور الفوتوغراف ّية‪ ،‬فلو أطلق املرء العنان‬
‫لّب كام هو احلال عند مشاهدة الفالم‪،‬‬
‫الس ّ‬
‫املتفرج ّ‬ ‫خلياهل ف إان ّه س يحت ّل دور البطوةل يف ّ‬
‫تصوراته وأحالمه‪ ،‬ولن يأخذ دور ّ‬
‫سن مبكّرة جدّ ا اكنت جتربهتم خمتلفة متاما‪ .‬يقول‬
‫الش ّبان اذلين بدأوا يتصفّحون املواقع الإابحيّة عىل الإنرتنت ابنتظام يف ّ‬
‫لكن ّ‬
‫و ّ‬
‫أحدمه‪:‬‬
‫"غريب! هذه يه اللكمة اليت ميكن أن أصف هبا شعوري عندما أقدمت عىل جامع امرأيت ل ّول ّمرة‪،‬‬
‫أحسست أ ّين يف وضع مصطنع ومس تغرب‪ ،‬كام لو أ ّين رصت معتادا عىل الاس متناء وأان جالس أمام‬
‫بيعي بدل من العالقة اجلنس ّية احلقيق ّية‪".‬‬
‫الط ّ‬‫حّت صار عقّل يعترب أن هذا هو ّ‬
‫شاشة احلاسوب‪ّ ،‬‬

‫خص فليس مبقدوره‬ ‫أثناء امجلاع ليس ابإماكن الشّ خص أن يأخذ دور ّ‬
‫املتفرج كام هو احلال عند مشاهدة الفالم الإابحيّة‪ ،‬وابل ّ‬
‫ّالرتكزي عىل عضو حمدّ د يف اجلسم‪ ،‬أو الاقتصار عىل نوع ّ‬
‫معني من املغرايت اكليت اعتاد مشاهدهتا لس نوات قبل ّالزواج‪.‬‬

‫القض ّية اليت ل جيرؤ عىل ذكرها أحد‬


‫عّل زوجيت أن أع ّد موقعا عىل ا إلنرتنت عن هذه ّ‬
‫الظاهرة اجلديدة‪ ،‬يف ذكل الوقت‬ ‫يف ّناية عام ‪٢٠١٠‬م اقرتحت ّ‬
‫يعج برجال يبحثون عن اإجاابت انجعة ملشالكهتم املتعلّقة ابلإابحية اجلنس ّية‪:‬‬
‫اكن منتدى العالقات اجلنس ّية اذلي تديره زوجيت ّ‬
‫عدم الاجنذاب لزوجاهتم‪ ،‬وتأخّر أو انعدام القدرة عىل القذف أثناء امجلاع‪ ،‬أو اس تحداث ميول ورغبات جنس ّية جديدة ومثرية‬
‫السابق لوانه بدرجة‬ ‫للقلق وخا ّصة لكام اس تفحلوا يف مشاهدة النواع اخملتلفة من ّالرذائل والفواحش‪ ،‬وأحياان القذف ّ‬
‫الرسيع ّ‬

‫‪35‬‬
‫متخصص ميكّهنم من قراءة ما ّ‬
‫يرصح به بعضهم البعض عن‬ ‫غري مألوفة‪ .‬لقد ارتأت زوجيت أ ّن أعضاء املنتدى حباجة اإىل موقع ّ‬
‫مشالكهتم‪ ،‬ويوفّر هلم ّ‬
‫الاطالع عىل الحباث العلم ّية احلديثة يف املواضيع ذات ا ّلصةل مثل الإدمان عىل اس تخدام الإنرتنت‪،‬‬
‫اجلنيس‪ ،‬وا ّلدلونة العصب ّية‪ .‬ومن هنا انطلق موقع "دماغك حتت تأثري الإابح ّية"‪.‬‬
‫ّ‬ ‫والتّك ّيف‬
‫تعرف عىل ّزوار املوقع اجلديد‪ ،‬فبدأت مبتابعة مشاراكت ّ‬
‫الزوار‪ ،‬وذهلت ممّا وجدت! بدأت تظهر‬ ‫دفعين فضويل أن أ ّ‬
‫روابط للموقع يف نقاشات ممتدّ ة يف مجيع أحناء ّ‬
‫الش بكة العنكبوت ّية‪ ،‬وأحياان كثرية بلغات خمتلفة‪ ،‬ف ّالرجال يف خمتلف أحناء العامل‬
‫احلايل يراتد موقع "دماغك حتت تأثري الإابح ّية" ما يقرب من عرشين‬
‫اكنوا جادّين ابلبحث عن اإجاابت شافية‪ ،‬ويف الوقت ّ‬
‫ألف زائر يوميّا‪.‬‬
‫وبعد ذكل بدأت تظهر منتدايت أخرى م ّ‬
‫وّجة للشخاص اذلين يرغبون ابلإقالع عن ارتياد املواقع الإابحيّة عىل‬
‫الإنرتنت‪ ،‬وانتقلت النّقاشات حول أرضار الإابح ّية اجلنس ّية اإىل دول أخرى يف العامل‪ ،‬ففي ّ‬
‫الصني عىل سبيل املثال ظهر‬
‫منتداين‪ّ ،‬مث اندجما لحقا يف منتدى واحد يض ّم أكرث من مليون عضو ياكحفون من أجل التّخلّص من تأثري مشاهدة الفالم‬
‫الإابحيّة‪ ،‬وأيامن اجمتع حشد من ّالرجال جتدمه يناقشون تأثريات وأرضار الإابحيّة اجلنس ّية‪.‬‬
‫مطوةل‪ ،‬حتوي يف بعض الحيان اللف من املشاراكت لرايض ّيني‪،‬‬
‫امتل موقع "دماغك حتت تأثري الإابح ّية" بنقاشات ّ‬
‫وخرجيي اجلامعات‪ ،‬وعشّ اق ّ‬
‫الس ّيارات‪ ،‬ومش ّجعي الفرق ّالرايض ّية‪ ،‬وعازيف املوس يقى‪ ،‬وكذكل مدمين اخملدّ رات‪ ،‬والباحثني‬ ‫ّ‬
‫عن نصيحة ط ّب ّية! معظم ّالرجال مل يصدّ قوا أ ّن ارتياد املواقع الإابحيّة عىل الإنرتنت هو سبب العراض اليت يعانون مهنا اإل بعد‬
‫أشهر من الامتناع عن مشاهدهتا‪ ،‬يقول أحدمه‪:‬‬
‫"بعد س نوات من ارتياد املواقع الإابح ّية عىل الإنرتنت بدأت أعاين من مشلكة ضعف الانتصاب‪،‬‬
‫وتدهورت حاليت اإىل السوأ فالسوأ يف العامني الخريين‪ ،‬فرصت أحتاج اإىل أن أشاهد املزيد من أنواع‬
‫فيس اذلي انتابين دفعين لغرق‬ ‫لكن احلرص النّ ّ‬
‫الفواحش يك أصل اإىل ا إلاثرة اليت أريد‪ .‬كنت قلقا جدّ ا‪ ،‬و ّ‬
‫أكرث مبشاهدة أنواع أكرث حفشا واحنرافا من املامرسات اجلنس ّية‪.‬‬
‫والن لكّام طالت مدّة امتناعي عن مشاهدة الفالم الإابحيّة‪ ،‬وعن ممارسة العادة ا ّ ّ‬
‫لرسيّة‪ ،‬وما يصاحهبا‬
‫بيعي أرسع وأسهل‪ ...‬ما عدت أعاين من‬ ‫اجلنيس املصطنع‪ ،‬لكام صار الانتصاب ّ‬
‫الط ّ‬ ‫ّ‬ ‫من اخليالت والهتّ ّيج‬
‫اجلنيس اليت كنت أعاين مهنا قبل أشهر قليةل خلت‪ ،‬لقد تعافيت‪".‬‬ ‫ّ‬ ‫مشالكت العجز‬

‫‪36‬‬
‫وظ ّل الكثريون من ّالرجال يشكّكون يف العالقة بني الإابحيّة اجلنس ّية واملشالكت اليت تصيهبم ّ‬
‫حّت بعد التّ ّ‬
‫حسن الواحض اذلي‬
‫لحظوه بعد ا إلقالع‪ ،‬فعادوا اإىل ارتياد املواقع الإابح ّية من جديد‪ ،‬ليكتشفوا أ ّن مشالكهتم قد عادت اثنية‪ ،‬ابل ّتدرجي أحياان‬
‫تضج بنقاشات العضاء حتت غطاء "امس املس تخدم"‬
‫وبرسعة فائقة أحايني أخرى‪ .‬ورمغ أ ّن املنتدايت عىل الإنرتنت اكنت ّ‬
‫وعلين‪ .‬يقول أحد ّ‬
‫الش ّبان‪:‬‬ ‫هوايهتم احلقيقيّة‪ ،‬اإل أ ّن أحدا مل يكن راغبا يف احلديث عن هذا املوضوع بشلك رصحي ّ‬
‫اذلي خيفي ّ‬
‫نيس اذلي سبّبه‬‫اجلنيس‪ ،‬الضّ عف اجل ّ‬
‫ّ‬ ‫الطبيب يش تكون من ضعفهم‬ ‫الش ّبان اليافعون مل يرغبوا بزايرة ّ‬
‫" ّ‬
‫رسا خشص ّيا ّ‬
‫للك واحد منّا‪.‬‬ ‫الإدمان عىل مشاهدة الفالم الإابحيّة‪ّ ،‬‬
‫وحّت هذا الإدمان اكن ّ‬
‫كنّا متوتّرين‪ ،‬و َخجِ لني‪ ،‬وحائرين‪ ،‬وأيضا غاضبني دلرجة أن ّنا مل نكل القدرة عىل خلق وعي عا ّم هبذه‬
‫لك فرد منّا اكن حريصا عىل أَل ُيرى عىل حقيقته‪ ،‬وابلتّايل فمل يدرك‬ ‫القض ّية‪ ،‬كنّا خنتئب يف ّ‬
‫الظ ّل‪ ،‬ل ّن ّ‬
‫جمسدة فينا‪ -‬موجودة ابلفعل‪".‬‬ ‫أحد يف اجملمتع أ ّن هذه ّ‬
‫الظاهرة ‪ّ -‬‬

‫وابلنّس بة للبعض فا ّإن الإقالع عن ارتياد املواقع الإابحيّة صاحبته أعراض انسحاب مؤملة جدّ ا‪ ،‬وغري متوقّعة‪ ،‬وقد ّعرب عهنا أحد‬
‫ّ‬
‫الش ّبان بقوهل‪:‬‬
‫"هذا ما أعاين منه‪ :‬الهتّ ّيج املفرط‪ ،‬والإّجاد‪ ،‬وعدم القدرة عىل النّوم‪ ،‬حّت الدوية مل تساعدين عىل‬
‫اخللود للنّوم‪ ،‬وأعاين من الارتعاش وال ّرجفة يف الطراف‪ ،‬وعدم القدرة عىل ا ّلرتكزي‪ ،‬وضيق النّفس‪،‬‬
‫والاكتئاب‪ .‬لقد قارعت الإدمان ع ّدة ّمرات يف حيايت‪ ،‬واّجت الإدمان عىل النّيكوتني وامخلر وموا ّد‬
‫أخرى‪ ،‬وقد تغلّبت علهيا مجيعا‪ ،‬و ّ‬
‫لكن هذا الإدمان هو الصعب عىل الإطالق‪ّ .‬الرغبة املل ّحة‪ ،‬والفاكر‬
‫املهووسة‪ ،‬والرق‪ ،‬والشّ عور ادلّ امئ ابلعجز واليأس واحلقارة‪ ،‬ومشاعر هدّ امة أخرى كثرية اكنت بعض‬
‫ما عانيته بسبب الإابحيّة اجلنس ّية‪ ،‬اإّنّ ا يشء خبيث وقذر‪ ،‬ولن أتعامل معه ّمرة أخرى أبدا طيةل‬
‫حيايت‪".‬‬

‫اإذا مل تكن واعيا أ ّن مثل هذه العراض قد تباغتك عند التّوقّف عن مشاهدة الفالم الإابح ّية‪ ،‬ولكنّك تالحظ أ ّن ّالرجوع‬
‫اإىل تصفّح املواقع الإابح ّية خيفّف هذه العراض‪ ،‬فس يصبح ذكل دافعا كل لتس ّمتر يف هذه العادة املد ّمرة‪ ،‬وسأيت لحقا عىل‬
‫تفصيّل‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ذكر معضةل أعراض الانسحاب املرافقة ل إالقالع عن مشاهدة املرئ ّيات اجلنس ّية بشلك‬
‫الكرث مدعاة للقلق أ ّن بعض الشخاص اذلين توقّفوا عن مشاهدة الفالم الإابح ّية عندما بدأوا يعانون من أعراض‬
‫اجلنيس التّام عانوا مهنا بعد الإقالع‪ ،‬فقد عانوا ‪-‬بشلك مؤقت‪ -‬من جعز‬
‫ّ‬ ‫اجلنيس‪ ،‬عادة ما يصفون حاةل من العجز‬
‫ّ‬ ‫الضّ عف‬
‫‪37‬‬
‫ابلرغبة اجلنس ّية‪ ،‬وانعدام احلياة والحاسيس يف أعضاهئم التّناسل ّية‪ّ .‬‬
‫حّت أ ّن بعض ّالرجال‬ ‫جنيس ات ّم‪ ،‬مع فقدان اكمل للشّ عور ّ‬
‫ّ‬
‫اجلنيس قبل الإقالع‪ ،‬ميكن أن يعانوا من فقدان مؤقّت ّللرغبة اجلنس ّية وضعف‬
‫ّ‬ ‫اذلين مل يشعروا بأ ّي من أعراض الضّ عف‬
‫جنيس بس يط بعده‪ .‬يقول أحدمه‪:‬‬
‫ّ‬
‫عفواي أو تلقائ ّيا‪ ،‬إان ّه شعور غريب‬
‫"ليست دل ّي أي ّة رغبة جنس ّية عىل الإطالق‪ ،‬ولحيدث الانتصاب ّ‬
‫ابلفعل عندما تنظر اإىل فتاة حس ناء‪ ،‬ويدور خبدلك أفاكر طبيع ّية مثل‪ :‬اي لها من فتاة مجيةل أو ّد لو‬
‫توّجات أو نوااي جنس ّية ّنائ ّيا‪ ،‬اكنت هذه جتربة غريبة جدّ ا‬ ‫تعرف علهيا‪ ،‬ورمغ ذكل فليس عندك ّ‬ ‫أ ّ‬
‫ابلنّس بة يل‪ ،‬وخميفة يف نفس الوقت‪ ،‬شعرت كام لو أ ّين رصت خمص ّيا‪".‬‬

‫يري" املؤقّت بعد الإقالع عن مشاهدة الفالم الإابح ّية‪ ،‬فا ّإن‬ ‫الرس ّ‬ ‫الش ّبان من حدوث هذا "املوت ّ‬ ‫اإذا مل ي ّمت حتذير هؤلء ّ‬
‫اجلنيس ادلّ امئ قد جتعلهم هيرولون عائدين اإىل الفضاء الإلكرتوين حملاوةل اإنقاذ رجولهتم‪ ،‬سيبدو هلم أ ّن اللّجوء‬
‫ّ‬ ‫اخملاوف من العجز‬
‫جنيس ضعيف‪ -‬وكن ّه مثن بس يط يدفعه‬ ‫اإىل مشاهدة أنواع الفواحش والعهر اليت تعرضها املواقع الإابحيّة ‪ّ -‬‬
‫حّت ولو بأداء ّ‬
‫الشّ خص لمينع الفقدان الاكمل لرجولته‪ ،‬يصبح ارتياد املواقع الإابحيّة يف نظرمه هو العالج‪ ،‬وليس املشلكة! ومع ذكل فا ّإن‬
‫الكثريين صعقوا عندما اكتشفوا أ ّن العودة اإىل مشاهدة الفالم الإابح ّية مل خيلّصهم من حاةل "املوت ا ّلرس ّ‬
‫يري" اليت يعانون مهنا‪،‬‬
‫تلقايئ‪ ،‬وقد اس تغرق ذكل يف بعض الحيان عدّ ة شهور‪.‬‬ ‫حّت تعود هلم ّالرغبة اجلنس ّية بشلك ّ‬
‫طبيعي و ّ‬ ‫واكن علهيم أن ينتظروا ّ‬
‫اجلنيس تظهر‬
‫ّ‬ ‫ومن اجلدير ّ‬
‫ابذلكر هنا أ ّن ذكور فرئان التّجارب ‪-‬يف اخملتربات العلم ّية‪ -‬اليت تزتاوج اإىل درجة الإّناك‬
‫الط ّ‬
‫بيعي‪ .‬فهل يعترب ذكل‬ ‫اجلنيس ّ‬
‫ّ‬ ‫عريض‪ ،‬ول تلبث بعدها أن تس تعيد نشاطها‬
‫ّ‬ ‫يري" بشلك‬
‫الرس ّ‬
‫علهيا أيضا أعراض "املوت ّ‬
‫اجلنيس التّا ّم واملؤقّت اذلي تسبّبه الإابح ّية اجلنس ّية إانّام هو اس تجابة بيولوج ّية طبيع ّية لهذا ّ‬
‫السلوك؟‬ ‫ّ‬ ‫دليال عىل أ ّن العجز‬
‫اجلنيس أو حالهتا النّفس ّية‪ ،‬ولكن ل ّن‬
‫ّ‬ ‫فالعلامء ‪ّ -‬‬
‫ابلطبع‪ -‬ل يدرسون سلوك الفرئان ّيك يساعدوا الفرئان يف اإدماّنا أو سلوكها‬
‫تراكيب دماغ الفأر تش به دماغ الإنسان بشلك كبري‪ ،‬وقد ّعرب عن ذكل ادلّ كتور "جون ج‪ .‬ميدينا" اخلبري يف عمل ّ‬
‫تطور الحياء‬
‫يدوي ّيو ّجه الحباث عىل الإنسان‪ ،‬لّنّ ا تلقي الضّ وء عىل العمل ّيات‬
‫ييئ بقوهل‪" :‬الحباث عىل احليواانت تعمل مكصباح ّ‬
‫اجلز ّ‬
‫البيولوجيّة الساس ّية‪".‬‬
‫يري" املؤقّتة‪ ،‬فا ّإن‬ ‫مبجرد حتذير هؤلء ّ‬
‫الش ّبان من احامتل مواّجة حاةل "املوت ّ‬
‫الرس ّ‬ ‫وممّا يبعث عىل الاطمئنان‪ ،‬أن ّه و ّ‬

‫‪38‬‬
‫أغلهبم متكّن من مواّجهتا بثبات ورابطة جأش‪ ،‬يقول أحد ّ‬
‫الش ّبان‪:‬‬
‫يري"‪ ،‬وعندما يقول البعض أن ّك تشعر وك ّن عضوك م ّيت فاإّنّ م ل‬
‫الرس ّ‬
‫"لقد عانيت من حاةل "املوت ّ‬
‫حتراكتك عبء عليك‪".‬‬ ‫لك ّ‬ ‫جمرد وجوده معك يف ّ‬
‫يبالغون‪ ،‬تشعر حقيقة ابنعدام احلياة هناك‪ ،‬وتشعر بأ ّن ّ‬

‫مع زايدة انتشار مواقع التّيوب الإابحيّة‪ ،‬وش يوعها بشلك كبري‪ ،‬بدأ فيضان من ّ‬
‫الش ّبان اليافعني يف أواخر مرحةل‬
‫اجلنيس اليت يعاين مهنا‬
‫ّ‬ ‫املراهقة أو بداايت العرشينات من العمر ينض ّمون اإىل املنتدايت‪ ،‬ويش تكون من نفس مشالك العجز‬
‫العضاء الكرب س نّا‪ ،‬ويف وقت وجزي صاروا ّ‬
‫يشلكون الغالب ّية بني أعضاء املنتدايت‪ ،‬وصارت املنتدايت يه املاكن اذلي‬
‫جنيس أصاهبم بسبب ارتياد املواقع الإابحيّة عىل الإنرتنت‪.‬‬
‫يصفون فيه معاانهتم ممّا ابتوا مدركني متاما أن ّه جعز ّ‬

‫التّجربة الخرى مع الإابحيّة اجلنس ّية‬


‫يف عام ‪٢٠١١‬م بدأت مجموعة من ّ‬
‫الش ّبان يف العرشينات من العمر إابنشاء منتدايت عىل الإنرتنت ّ‬
‫خمصصة بشلك‬
‫الش باب عىل الإقالع عن ارتياد املواقع الإابح ّية‪ ،‬وذكل عىل أمل التّخلّص من املشالكت املرتبطة ابلإابح ّية‬
‫رئيس لتشجيع ّ‬
‫اجلنس ّية‪ ،‬وقد لحظوا أ ّن حماوةل الإقالع عن مشاهدة الفالم الإابحيّة قد ساعدت أيضا يف الامتناع عن الاس متناء بشلك‬
‫مؤقّت‪ ،‬والواقع أ ّن الكثريين مهنم مل يكونوا قادرين عىل ممارسة العادة ّ ّ‬
‫الرسيّة دون مشاهدة الفالم ا إلابح ّية ّ‬
‫وخاصة يف بداية‬
‫حماوةل الإقالع‪ .‬اكن هدفهم أن يعطوا أدمغهتم راحة من الإاثرة املفرطة واملزمنة اليت يسبّهبا ا إلكثار من مشاهدة املرئ ّيات اجلنس ّية‬
‫عىل الإنرتنت‪ ،‬و ّمسيت هذه التّجربة "ال ّريبوت" أي "اإعادة التّشغيل" ابلعرب ّية‪.‬‬
‫أفضل هذه املنتدايت وأكربها وأقدهما بدأ يف عام ‪٢٠١١‬م ابللّغة الإجنلزييّة‪ ،‬وهو منتدى "ريديت‪/‬نوفاب‪ "15‬اذلي‬
‫يض ّم حال ّيا ما يزيد عىل مائة واثنني وثالثني ألف عضو‪ ،‬وهناك أيضا منتدى "ريديت‪/‬بورن فري‪ "16‬ويض ّم تسعة عرش ألف‬
‫عضو‪ ،‬وانض ّم اإىل موقع "نوفاب‪ "17‬ثالثني ألف عضو‪ ،‬إواىل موقع "اإعادة تشغيل ال ّمة ‪ "18‬ألفني ومخسامئة عضو‪ ،‬أما موقع‬

‫‪www.Reddit.com/NoFap 15‬‬
‫‪www.Reddit.com/PornFree 16‬‬
‫‪www.NoFap.com 17‬‬
‫‪www.RebootNation.org 18‬‬
‫‪39‬‬
‫وعددهن يزداد بشلك مضطرد‪.‬‬
‫ّ‬ ‫"دماغك يس تعيد توازنه ‪ "19‬فيض ّم ثالثة عرش ألف عضو‪ ،‬وتر ّحب هذه املواقع بعضويّة النّساء‪،‬‬
‫لقد دأبت عىل متابعة هذه املنتدايت منذ بداايهتا ل ّن عددا من أعضاهئا اكنت هلم روابط مع العضاء يف موقعي"دماغك حتت‬
‫تأثري الإابح ّية"‪.‬‬
‫الش باب من ّ‬
‫لك أحناء العامل يف‬ ‫الصحافة والإعالم‪ ،‬اخنرط ألف ّ‬
‫كجزء من هذه احلركة النّاش ئة‪ ،‬وبعيدا عن أعني ّ‬
‫لك املثريات اجلنس ّية املصطنعة عىل الإنرتنت وغريها‪ ،‬و ّ‬
‫بلك أشاكلها‪،‬‬ ‫"الريبوت" ّالرائدة‪ ،‬واليت تدعو اإىل الإقالع عن ّ‬
‫جتربة ّ‬
‫اجلنيس عن طريق الاكمريات‪ ،‬وقراءة الدب‬
‫ّ‬ ‫ويشمل ذكل الامتناع عن مشاهدة أفالم التّيوب الإابح ّية‪ ،‬والتّواصل‬
‫املكشوف‪ ،20‬وتصفّح اإعالانت املواعدة عىل الإنرتنت‪ ...‬وما شابه‪ .‬والكثريون مهنم نرشوا مشاراكهتم عىل مدى شهور‪ ،‬يروون‬
‫فهيا نتاجئ جتربهتم‪.‬‬
‫"الريبوت"‪ -‬دون مجموعة ال ّت ّ‬
‫حمك‪ ،‬ودون بروتوكول ال ّتجربة املزدوجة التّعمية‪ ،21‬مفن‬ ‫أجريت هذه ال ّتجربة الكربى ‪-‬جتربة ّ‬
‫املس تحيل اإجراء هذا النّوع من التّجارب يف هذا اجملال‪ ،‬وذكل ل ّن أداء التّجربة يتطلّب من الباحث أن يطلب من بعض‬
‫املشاركني ترك الاس متناء والامتناع عن مشاهدة املرئ ّيات اجلنس ّية‪ ،‬وهبذا يصبح المر معلوما ل ّ‬
‫لك من املشاركني يف التّجربة‬
‫والقامئني علهيا عىل حدّ سواء‪ ،‬وهذا يشء ينبغي جتنّبه يف ال ّتجارب اليت تعمتد بروتوكول ال ّتعمية املزدوجة‪ .‬اإل أ ّن جتربة ّ‬
‫"الريبوت"‬
‫ت ّمتزي بأّنّ ا التّجربة الوحيدة ‪-‬يف حدود علمي‪ -‬اليت تعمتد عىل إازاةل عامل "مشاهدة املرئ ّيات اجلنس ّية"‪ّ ،‬مث تقارن العراض‬
‫لتغريات املس تقبل ّية ّالالحقة‪.‬‬
‫السابقة اب ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫وابلطبع مل يمت اختيار املشاركني عشوائ ّيا‪ ،‬فاملشاركون يف جتربة ّ‬
‫"الريبوت" أقدموا طوعا عىل الإقالع عن ارتياد املواقع‬
‫الإابح ّية‪ ،‬كام أ ّن أغلب املشاركني اكنوا من جيل الإنرتنت اذلين نشأوا منذ ال ّصغر عىل اس تعامل تقن ّية احلاسوب‪ ،‬وابلتّايل فهم‬
‫يشلكون رشحية متثّل خمتلف أطياف اجملمتع‪ ،‬أضف اإىل ذكل أ ّن املنتدايت واملواقع اليت طرحت حتدّ ي ّ‬
‫"الريبوت" ل تفصح‬ ‫ل ّ‬
‫عن نس بة أعضاهئا اذلين يعانون من مشالكت متعلّقة ابس هتالك الإابح ّية اجلنس ّية‪ ،‬وذكل ّ‬
‫ابلرمغ من أ ّن عضويّة هذه املنتدايت‬

‫‪www.YourBrainRebalanced.com 19‬‬
‫‪ 20‬الدب املكشوف‪ :‬يه ا ّلرواايت اليت تتناول املسائل اجلنس يّة بلغة رصحية دون تعريض أو مواربة هبدف اإاثرة الغرائز‬
‫‪ 21‬يف التّجربة املزدوجة التّعمية يكون القامئ ابلتّجربة واخلاضع لها غري عارفني مبعلومات الاختبار‬
‫‪40‬‬
‫واملواقع قد تضاعفت أضعافا كثرية منذ أن اس هتل أ ّولها عام ‪٢٠١١‬م‪.‬‬
‫يزمع بعض املشكّكني يف أرضار الإابح ّية اجلنس ّية أ ّن الشخاص اذلين حياولون الإقالع عهنا ل بد وأ ّن دلهيم وازعا‬
‫ديين‪ ،‬وقد أجرى أكرب هذه املواقع اس تفتاء قبل عامني‪،‬‬ ‫دين ّيا‪ ،‬اإل أ ّن ّ‬
‫لك املنتدايت واملواقع اليت ذكرهتا أنفا ليس لها أ ّي تو ّجه ّ‬
‫وهذا املوقع يض ّم أكرب عدد من اليافعني بدلةل معدّل معر العضاء‪ ،‬و ّتبني من نتاجئ الاس تفتاء أ ّن ‪ ٪٧‬فقط من العضاء خاضوا‬
‫ال ّتجربة لس باب دين ّية‪.‬‬
‫املعلومات اليت تزدمح هبا املنتدايت مصدرها النّقاشات بني العضاء‪ ،‬والقصص والتّجارب الشّ خص ّية اليت ينرشوها‪،‬‬
‫فهيي ليست حقائق مثبتة علم ّيا‪ ،‬ولكن من اخلطأ أن ندع هذه املعلومات متر دون دراسة مس تفيضة‪ ،‬وذكل لسبب أ ّ‬
‫سايس‬
‫مفاده أ ّن هؤلء الشخاص ّاذلين خاضوا جتربة ّ‬
‫"الريبوت"‪ ،‬ومن ّمث رأوا النّتاجئ الإجيابية بأ ّم عيهنم‪ ،‬ميثّلون ع ّينة ّ‬
‫متنوعة من‬
‫النّاس يف خلف ّياهتم الاجامتع ّية والثّقاف ّية وادلّ ين ّية ويف جتارهبم احليات ّية‪ ،‬فبعضهم قد وصفت هل أدوية لعالج احلاةل النّفس ّية‪،‬‬
‫مزتوجون‪ ،‬وبعضهم يدخّنون أو يتعاطون اخملدّ رات‪ ،‬وبعضهم رايض ّيون‪ ،‬وأعامرمه ّ‬
‫تغطي مدى واسعا‪ ...‬وهكذا دواليك‪.‬‬ ‫وبعضهم ّ‬
‫"الريبوت" وهو أ ّن املشاركني يف هذه التّجربة ‪ -‬إوان اكنت قد أجريت بشلك‬
‫وسبب أخر يدعوين لالهامتم بنتاجئ جتربة ّ‬
‫اكدميي‪ -‬قد قاموا إابزاةل عامل "مشاهدة املرئ ّيات اجلنس ّية"‪ ،‬وابس تثناء دراسة أاكدمي ّية واحدة اس ّمترت مل ّدة ثالثة أسابيع‬
‫غري أ ّ‬
‫احلب اذلي ل يدوم‪ ،‬الإابح ّية اجلنس ّية وضعف الولء لرشيك احلياة"‪ ،‬فال توجد جتربة أاكدمي ّية أخرى جنحت‬
‫فقط‪ ،‬وعنواّنا " ّ‬
‫يف إازاةل عامل "مشاهدة املرئ ّيات اجلنس ّية" عىل الإطالق‪.‬‬
‫ادلّ راسات الاكدمي ّية يف موضوع الإابح ّية اجلنس ّية غالبا ما تركّز عىل حبث ّالرتابط ال ّتالزيم بني العوامل اخملتلفة‪ ،‬وهذا‬
‫النّوع من ادلّ راسات عادة ما يظهر معلومات ق ّيمة عن العراض و ّ‬
‫الظروف اليت يزتامن وجودها مع وجود عادة مشاهدة املرئ ّيات‬
‫اجلنس ّية‪ ،‬ولكهنّ ا ل ميكن أن ّتبني لنا ما اذلي حيدث عندما ميتنع املشاركون عن مشاهدهتا‪ ،‬وهذا ما نعنيه إابزاةل عامل "مشاهدة‬
‫املرئ ّيات اجلنس ّية"‪ ،‬اإجراء ال ّتجارب اليت تعمتد عىل إازاةل العامل املسبّب يه أحد طرق البحث ّ‬
‫العلمي املوثوقة اليت حيدّ د هبا‬
‫العلامء الس باب واملسبّبات‪.‬‬
‫وجدت ادلّ راسات الاكدمي ّية ارتباطا تالزم ّيا بني درجة مشاهدة املرئ ّيات اجلنس ّية وبني احامتل وجود أعراض تد ّل‬
‫فيس‪ ،‬أوالفشل الاجامتعي‪ .‬ووجدت ادلّ راسات أيضا ارتباطا تالزميّا بني درجة‬
‫فيس‪ ،‬أوالضّ غط النّ ّ‬
‫عىل الاكتئاب‪ ،‬أواحلرص النّ ّ‬
‫‪41‬‬
‫الص ّح ّية بشلك‬
‫اجلنيس‪ ،‬وكذكل سوء الحوال ّ‬
‫ّ‬ ‫اس هتالك املوا ّد الإابحيّة وعدم الاكتفاء يف العالقات اجلنس ّية‪ ،‬واحنراف ّاذلوق‬
‫حّت الن اندرا ما يبحثون يف ّ‬
‫الظواهر الخرى اليت نسمع‬ ‫عا ّم‪ ،‬وال ّتدهور يف العالقات ال ّزوج ّية‪ .‬اإل أ ّن الباحثني الاكدمييني ّ‬
‫روتيين عىل منتدايت الإنرتنت مثل فتور اهلمة‪ ،‬وعدم الثّقة ابلنّفس‪ ،‬وضباب ّية التّفكري‪ ،‬وعدم القدرة عىل ّالرتكزي‪،‬‬
‫عهنا بشلك ّ‬
‫اجلنيس‪ ،‬وأيضا ما يرويه مس هتلكو املرئ ّيات الإابحيّة أنفسهم عن ا ّلرتدّي مبرور الوقت اإىل‬
‫ّ‬ ‫وفقدان الاجنذاب للنّساء‪ ،‬والعجز‬
‫مشاهدة أنواع من املرئ ّيات اجلنس ّية أكرث حفشا واحنرافا… وغريها من ّ‬
‫الظواهر‪.‬‬
‫سن البلوغ من النّادر أن يربطوا بني‬
‫ومعوما فا ّإن الشخاص اذلين بدأوا ابرتياد املواقع الإابح ّية بشلك مكث ّف منذ ّ‬
‫اس هتالك الإابحيّة اجلنس ّية ومشالكهتم النّفس ّية مثل احلرص النّ ّ‬
‫فيس والاكتئاب‪ ،‬أو مشلكة ضعف الانتصاب‪ ،‬اإل بعد أن‬
‫يقلعوا عهنا‪ ،‬ورمغ وضعهم البائس واملزر ّي اإل أ ّن تصفّح املواقع الإابحيّة يبدو هلم كوس يةل ت ُش ِعرمه أّنّ م خبري ولو يف ّ‬
‫الظاهر‬
‫فقط‪ ،‬اإّنّ م يروّنا احل ّل ول يدركون أّنّ ا مصدر املتاعب‪.‬‬
‫ويف الواقع فلن يس تفيد الباحثون شيئا من سؤال مراتدي املواقع الإابح ّية ّمعا اإذا اكنوا يعتقدون بأ ّن اس هتالكهم للموا ّد‬
‫الإابحيّة هو املسبّب للعراض واملشالكت اليت يعانون مهنا‪ ،‬فليس دلى مشاهدي الفالم الإابحيّة أ ّي سبب جيعلهم يأخذون‬
‫هذا الاحامتل ابحلس بان‪ ،‬وذكل ل ّن اجملمتع صنّف مشالكهتم حتت مس ّميات كثرية ل تأخذ بعني الاعتبار ظاهرة ارتياد املواقع‬
‫الإابح ّية عىل الإنرتنت‪ .‬فالكثريون من مراتدي املواقع الإابح ّية ي ّمت يف الوقت احلايل تشخيص حالهتم عىل أّنّ ا قلق اجامتعي‪ ،‬أو‬
‫ضعف الثّقة ابلنّفس‪ ،‬أو عدم القدرة عىل ا ّلرتكزي‪ ،‬أو ضعف اهل ّمة‪ ،‬أو الاكتئاب‪ ،‬أو رهبة الداء يف العالقات احلمية ( ّ‬
‫حّت‬
‫إوان اكنوا ل يمتكّنون من امجلاع اإل بعد مشاهدة مقاطع جنس ّية) وغريها من املس ّميات الشّ ائعة‪ ،‬وقد توصف هلم الدوية‬
‫والعالجات يف بعض الحيان‪.‬‬
‫الش ّبان بصمت لعتقادمه بأ ّن ميوهلم اجلنس ّية قد ّ‬
‫تغريت بشلك غامض‪ ،‬أو لّنّ م ابتوا مقتنعني‬ ‫ويعاين بعض هؤلء ّ‬
‫رسا بأّنّ م شا ّذون ومنحرفون‪ ،‬ول تثريمه اإل املرئ ّيات اجلنس ّية الشّ ا ّذة‪ ،‬أو خلشيهتم أّنّ م لن يمتكّنوا من ممارسة اجلنس مدى‬
‫ّ‬
‫اجلنيس اذلي أصاهبم‪ .‬ول أريد أن أبدو كام لو أ ّين‬
‫ّ‬ ‫تقبّل بعالقة زوج ّية سلمية بسبب العجز‬
‫احلياة‪ ،‬وأن ليس هلم أ ّي أمل مس ّ‬
‫لكين قرأت عددا كبريا من التّرصحيات اليت تشري اإىل أ ّن هواجس الانتحار انتابت بعض ّ‬
‫الش ّبان‬ ‫بدأت أ ّدق انقوس اخلطر‪ ،‬و ّ‬
‫"الريبوت"‪ ،‬و ّيقرروا التّوقّف عن مشاهدة الفالم الإابحيّة‪ .‬وممّا يثري القلق فعال أ ّن دراسة حديثة‬ ‫قبل أن ي ّ‬
‫تعرفوا عىل جتربة ّ‬
‫‪42‬‬
‫طرداي مع احامتل ّية اإيذاء‬
‫متوسطة أو مس تفحةل يتناسب ّ‬
‫أجريت يف جامعة أوكسفورد وجدت أ ّن الإدمان عىل الإنرتنت بدرجة ّ‬
‫الصدد‪:‬‬ ‫رصح به ثالثة من ّ‬
‫الش ّبان هبذا ّ‬ ‫النّفس‪ .‬وسأورد هنا ما ّ‬
‫"لقد فكّرت جدّ ّاي ابلنتحار طوال س نني حيايت بسبب هذه املشالك‪ ،‬ولكّ ّين متكّنت من التّغلّب عىل‬
‫السبب‪ .‬وبعد مائة ومخسة‬ ‫هذه الهواجس يف حيهنا‪ ،‬اإىل أن عرفت أ ّن مشاهدة الفالم الإابح ّية يه ّ‬
‫لكين أدرك الن‬ ‫حتررت من قيود هذه العادة‪ .‬ما يزال المر صعبا‪ ،‬و ّ‬ ‫عرش يوما من بداية "الريبوت" ّ‬
‫أ ّين لو امتنعت عن مشاهدة الفالم الإابح ّية سأكون قادرا عىل وصال رشيكة حيايت يف اليوم ال ّتايل‪".‬‬
‫* * *‬
‫حبق‪ ،‬لقد ظننت أ ّن ترك هذه العادة س يكون‬ ‫"الإقالع عن مشاهدة الفالم الإابح ّية ّغري حيايت ّ‬
‫حّت أنتحر‪ .‬واحلقيقة اليت مل أكن أعرفها ‪-‬ولكهنّ ا فادتين‬‫مس تحيال دلرجة أن ّين فكّرت بأن أختيص‪ ،‬أو ّ‬
‫كثريا‪ -‬يه أ ّن النّاس ينكبّون عىل مشاهدة املامرسات اجلنس ّية الشّ ا ّذة ملا تسبّبه من اإاثرة وحسب‪،‬‬
‫ابلرضورة الشّ وا ّذ جنس ّيا‪ ،‬ا ّإن‬
‫حّت منتجو هذه الفالم ّيقرون بأّنّ م يس هتدفون هبا عا ّمة النّاس وليس ّ‬
‫و ّ‬
‫هواجس الشّ ذوذ اليت س ّببهتا يل مشاهدة هذه الفالم مل تكن اإل خداعا ّ‬
‫برصاي ونفس ّيا‪".‬‬
‫* * *‬
‫لك ذكل ّ‬
‫تغري‬ ‫دلي عدد كبري من الصدقاء‪ ،‬و ّ‬
‫"كنت طفال رايض ّيا وذك ّيا واجامتع ّيا‪ ،‬كنت سعيدا‪ ،‬واكن ّ‬
‫عندما بلغت احلادية عرشة من العمر‪ ،‬مقت وقهتا بتحميل برانمج اكزا (‪ ،)KaZaA‬وتردّيت بعدها اإىل‬
‫لك نوع من أنواع املرئ ّيات اجلنس ّية ميكن خت ّيهل‪ ،‬وبدأت أعاين من الاكتئاب احلا ّد واحلرص‬
‫مشاهدة ّ‬
‫الس نوات امخلسة عرش اليت تلهتا من حيايت يف غاية البؤس‪ .‬رصت معزول اجامتع ّيا‬ ‫فيس‪ ،‬وصارت ّ‬‫النّ ّ‬
‫بدرجة كبرية‪ ،‬ومل أرغب ابلتّحدّث ل ّي اكن‪ ،‬بل كنت أفضّ ل اجللوس وحدي ساعة الغداء‪ .‬كرهت ّ‬
‫لك‬
‫النّاس‪ ،‬وجهرت لك أنواع ّالرايضة اليت كنت أمارسها رمغ أ ّين كنت من أفضل ّالالعبني‪ ،‬وتدن ّت عالمايت‬
‫يف املدرسة اإىل درجة أ ّين رصت ابلاكد أحصل عىل درجة النّجاح‪ .‬وبقدر ما أكره أن أسرتجع هذه‬
‫خطط لنفيس خروجا من هذا العامل عىل طريقة‬ ‫ّاذلكرايت الن‪ ،‬اإل اإين يف ذكل الوقت فكّرت بأن أ ّ‬
‫كولومبني‪." 22‬‬

‫"الريبوت" فوائد ّمجة اإىل درجة‬


‫يرصحون بأّنّ م اس تفادوا من ّ‬
‫وبعد اإقالعهم عن ارتياد املواقع الإابح ّية‪ ،‬بدأ هؤلء ال ّرجال ّ‬
‫أذهلهتم‪ .‬ويد ّل ذكل ‪-‬بشلك غري مبارش‪ -‬عىل أ ّن أدمغهتم اكنت قد تأثّرت بعمق ابلإاثرة املفرطة النّاجتة عن مشاهدة املرئ ّيات‬

‫‪ 22‬حدثت اجملزرة ادلّ مويّة يف مدرسة كولومبني الثّانويّة يف كولورادو‪ ،‬وأسفرت عن مقتل أس تاذ و‪ ١٢‬طالب وجرح ‪ ٢٤‬أخرين حني قام طالبان من ّ‬
‫طالب املدرسة ابإطالق النّار عشوائيّا‬
‫داخل مبىن املدرسة ّمث انتحرا‪.‬‬
‫‪43‬‬
‫تعزز حصّة هذا الاس تنتاج‪.‬‬
‫اجلنس ّية عىل الإنرتنت مرارا وتكرارا وملدّ ة طويةل‪ ،‬وسرنى لحقا أ ّن الحباث الاكدمي ّية احلديثة ابتت ّ‬
‫ابلنّظر اإىل وزن ال ّترصحيات وال ّتقارير اليت يروهيا هؤلء النّاس يف املنتدايت عن جتربهتم ّاذلات ّية مع الإابح ّية اجلنس ّية‪،‬‬
‫ويف خمتلف أحناء العامل‪ ،‬فاإن الحباث املس تقبل ّية ينبغي أن تركّز عىل اإلقاء الضّ وء عىل أل ّية حدوث هذه العراض والتّ ّغريات‪.‬‬
‫والحباث العلم ّية ابإماكّنا أن مت ّزي بني الشخاص اذلين ابتلوا برشور الإابحيّة اجلنس ّية‪ ،‬وبني أولئك اذلين يعانون من أمراض‬
‫ابلطبع‪ -‬أن ّنا ل ميكن أن نلقي ّ‬
‫ابلالمئة عىل عادة‬ ‫البدهييي ‪ّ -‬‬ ‫أخرى اكليت تنشأ من صدمة يف ّ‬
‫الطفوةل أو سوء ال ّتنش ئة الرسيّة‪ ،‬مفن ّ‬
‫مشاهدة املرئ ّيات اجلنس ّية عىل الإنرتنت يف ّ‬
‫لك احلالت‪ ،‬ومعروف أيضا أ ّن بعض الذواق اجلنس ّية قد تكون غري مألوفة‪،‬‬
‫ولكهنّ ا موجودة دلى أشخاص طبيعيني وسعداء‪ .‬املشلكة اجلوهريّة تمكن يف تأثري مشاهدة املرئ ّيات اجلنس ّية عىل ادلّ ماغ‪ ،‬وليس‬
‫يف أ ّي جانب من جوانب طبيعة ّالرغبة اجلنس ّية‪ ،‬واليت قد ختتلف من خشص اإىل أخر‪.‬‬

‫العراض الشّ ائعة‬


‫اجلنيس وحماوةل‬
‫ّ‬ ‫سايس وقف التّدهور يف أداهئم‬
‫"الريبوت" يف بداايهتا اكن هدفهم ال ّ‬
‫ّالر ّواد اذلين خاضوا جتربة ّ‬
‫الصواب‪ ،‬لكن الكثريين اليوم خيوضون هذه التّجربة أمال يف جين مدى واسع من الفوائد‪ ،‬وسوف نعرض‬
‫اإعادة المر اإىل جادّة ّ‬
‫فامي يّل عددا من ال ّترصحيات اليت نرشها أعضاء املنتدايت يصفون هبا ال ّت ّ‬
‫حسن اذلي طرأ علهيم‪ ،‬والفوائد اليت عاينوها بعد‬
‫اإقالعهم عن ارتياد املواقع الإابحيّة‪ ،‬و رمغ أ ّين سأعرضها عليمك ّ‬
‫مبوبة يف فئات‪ ،‬اإل أن ّه من الشّ ائع أن يالحظ الشّ خص نفسه‬
‫حتس نا يف نواح ّ‬
‫حص ّية ونفس ّية عديدة‪ ،‬فقد كتب أحدمه‪:‬‬ ‫ّ‬
‫"الريبوت"‪:‬‬ ‫ال ّت ّ‬
‫حسن اذلي لحظته منذ أن بدأت ّ‬
‫لحظت تراجعا كبريا يف القلق الاجامتعي‪ ،‬وهذا يشمل‪ :‬زايدة الثّقة ابلنّفس‪ ،‬والقدرة عىل التّواصل عينا لعني‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫السالسة أثناء التّفاعل مع النّاس‪.‬‬ ‫والشّ عور ّ‬
‫ابلراحة و ّ‬
‫أمت ّتع بزايدة يف ال ّطاقة والنّشاط بشلك عام‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫دلي قدرة أكرب عىل ا ّلرتكزي‪.‬‬‫ذهين صاف ومتّقد‪ ،‬و ّ‬ ‫‪-‬‬
‫وّجيي صار يبدو وضّ اء ّ‬
‫وحيواي‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫مل أعد أعاين من الاكتئاب‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫دلي رغبة يف التّواصل مع النّساء‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪-‬‬
‫واس تعدت القدرة عىل الانتصاب!!‬ ‫‪-‬‬
‫‪44‬‬
‫شاب أخر وصف معاانته وهو يف أوج انغامسه يف ارتياد املواقع الإابحيّة‪:‬‬
‫و ّ‬
‫ابتعد ّعين أحصايب‪ ،‬وختلّيت عن عالقايت الاجامتع ّية ّنائ ّيا ّيك أجلس يف غرفيت "وأمتّع" نفيس فقط‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫حبق‪ ،‬ولكن وجودي معهم مل يكن مصدر هبجة أو سعادة‪.‬‬ ‫أهّل وأرسيت اكنوا حي ّبوين ّ‬ ‫‪-‬‬
‫فقدت القدرة عىل ا ّلرتكزي أثناء أداء وظيفيت‪ ،‬وكذكل يف دراس يت اجلامع ّية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫كنت أعزاب ووحيدا‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫فيس عند التّواصل مع النّاس‪.‬‬ ‫كنت أعاين ‪-‬بشلك عام‪ -‬من قدر كبري من احلرص النّ ّ‬ ‫‪-‬‬
‫كنت أمارس التّدريبات ّالرايض ّية بشلك مكث ّف‪ ،‬ولكن مل يكن يبدو أ ّن لهذه التّدريبات أ ّي فائدة تذكر‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫اكن من حويل يقولون يل بأ ّن ذهين شارد وأ ّين دامئا يف عامل أخر‪ ،‬ويف أحد ال ّايم شاهدت لقطة يل يف تسجيل‬ ‫‪-‬‬
‫اخلاريج‪.‬‬
‫ّ‬ ‫لكن عقّل اكن ساحبا يف الفضاء‬ ‫فيديو ورأيت بنفيس نظرايت الشّ اردة‪ ،‬كنت يف املزنل و ّ‬
‫بغض النّظر عن عدد ساعات النّوم مل يكن عندي طاقة أبدا‪ ،‬وكنت دامئا مرهقا‪ ،‬وأعاين‬ ‫أشعر بأ ّن طاقيت خاوية‪ ،‬و ّ‬ ‫‪-‬‬
‫من سواد حتت العينني‪ ،‬وحشوب يف الوجه‪ ،‬وبثور وجفاف يف البرشة‪.‬‬
‫مل أكن أعتين هبندايم‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫اجلنيس النّامج عن كرثة ارتياد املواقع الإابح ّية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫كنت أعاين من العجز‬ ‫‪-‬‬
‫فيس‪ ،‬وكنت حائرا وضائعا‪.‬‬ ‫فيس‪ ،‬واحلرص النّ ّ‬‫كنت أعاين من الضّ غط النّ ّ‬ ‫‪-‬‬
‫مل أكن ميتا‪ ،‬ويف نفس الوقت مل أكن أس متتع ابحلياة‪ ،‬كنت اكمل ّيت اخلارج من قربه (زومّب)‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫ومن ّ‬
‫الطبيعي أن يتساءل املرء كيف ميكن ل ّ‬
‫لك هذه العراض املتفاوتة أن تكون مرتبطة بسلوك واحد وهو ارتياد املواقع‬
‫الإابح ّية عىل الإنرتنت؟ وما يه التّ ّغريات البدن ّية والوظيف ّية اليت تقف وراء التّ ّ‬
‫حسن اذلي يطرأ عىل هؤلء الشخاص بعد‬
‫"الريبوت"؟ وقد يتساءل البعض أيضا‪ :‬ملاذا تتفاوت النّتاجئ بني النّاس‪ ،‬وبعضهم قد ل يرى أ ّي ّ‬
‫حتسن عىل الإطالق؟‬ ‫ّ‬
‫لكين سأقدّ م لمك‬
‫الحباث اجلادّة عن تأثري ارتياد املواقع الإابح ّية عىل الإنرتنت عىل حصّة مراتدهيا ما يزال يف بداايته‪ ،‬و ّ‬
‫يف الفصل التّايل نظريّيت املبن ّية عىل المكّ الوفري من الحباث العلم ّية املتوفّرة اليوم يف عمل العصاب ودلونة ادلّ ماغ‪ ،‬وكذكل عىل‬
‫الحباث اليت درست تأثريات اس تخدام الإنرتنت‪ .‬ويف غضون ذكل‪ ،‬س نلقي نظرة عىل ترصحيات أعضاء املنتدايت وتقاريرمه‬
‫عن معاانهتم مع أرضار الإابحيّة اجلنس ّية‪.‬‬

‫الس يطرة‬ ‫ّ‬


‫تعطل احلياة وخروّجا عن ّ‬
‫العالمتان الفارقتان ل إالدمان هام‪ :‬عدم القدرة عىل كبح جامح عادة ارتياد املواقع الإابح ّية‪ ،‬والاس مترار يف ارتياد املواقع‬
‫‪45‬‬
‫الإابحيّة رمغ أّنّ ا تعكّر صفو احلياة‪ .‬عندما يصل املرء اإىل مرحةل الإدمان تكون أولوايته قد احنرفت عن جادّة ا ّلصواب‪ ،‬وذكل‬
‫بفعل ال ّت ّغريات اليت حصلت يف دماغه بسبب الإدمان ‪-‬كام سرنى ابل ّتفصيل يف الفصل ال ّتايل‪ ،-‬ونتيجة ذلكل فاإن بعض متع‬
‫الصداقة‪ ،‬وممارسة ّالرايضة‪ ،‬والإجنازات بشلك عا ّم ل ميكهنا أن تتنافس مع الفالم الإابحيّة عىل جلب اهامتم املدمن‪،‬‬
‫احلياة مثل ّ‬
‫السلوك ‪-‬أي تصفّح املواقع الإابحيّة‪ -‬هو هدف هم ّم جدّ ا‪ ،‬وغاية حبدّ ذاته‪ ،‬وأ ّن ّ‬
‫السعي يف‬ ‫فقد أصبح دماغه مقتنعا بأ ّن هذا ّ‬
‫السعي من أجل البقاء‪ .‬وقد ّعرب عن ذكل عدد كبري من ّ‬
‫الش بان‪ ،‬اإليمك بعض ما قالوا‪:‬‬ ‫طلبه يعدل يف أمه ّيته ّ‬
‫الرسيّة بكرثة يف معظم ال ّايم‪ ،‬دلرجة أن ّين اإذا مقت ابلس متناء يف أخر اليوم ل خيرج‬
‫"كنت أمارس العادة ّ ّ‬
‫ّمين املين إوان شعرت ابلإاثرة الاكمةل‪ .‬وعندما بدأت أعاين من ضعف الانتصاب زدت من وترية‬
‫الصباح‪ ،‬مث أمارس الاس متناء‬
‫مشاهديت للفالم الإابح ّية‪ ،‬كنت فعل ّيا أقوم ابلس متناء عندما أستيقظ يف ّ‬
‫عدّ ة ّمرات طوال اليوم‪ ،‬وكذكل عندما أخدل اإىل فرايش ليال‪ ،‬صدقا ست ّمرات يف اليوم أو أكرث‪ .‬أقول‬
‫رصاحة أ ّن حيايت اكنت عبثا‪ ،‬وأ ّين عانيت من لك الاثر الضّ ّارة ل إالابحيّة اجلنس ّية مضاعفة عرشة‬
‫يرضانين‪ ،‬ولكين أنكرت ذكل‪.‬‬ ‫أضعاف‪ ،‬كنت أدرك حقيقة أ ّن الاس متناء ومشاهدة الفالم الإابحيّة ّ‬
‫فالس متناء "يشء حسن ومفيد"‪ ،‬وأيضا "مشاهدة الفالم الإابح ّية ل ميكن أن تسبّب الإدمان"‪ ،‬أليس‬
‫كذكل؟!"‬
‫* * *‬
‫الصيدةل‪ ،‬وخرست رشيكة حيايت يف يوم واحد‬
‫" واّجت أسوأ حاليت عندما خرست شهاديت يف ّ‬
‫بسبب الإابح ّية اجلنس ّية والتّسويف‪".‬‬
‫* * *‬
‫حّت أمتكّن من حتقيق الانتصاب‪ ،‬وبعدها‬
‫للمتحولني جنس ّيا‪ّ 23‬‬
‫"كنت أمعد اإىل مشاهدة الفالم الإابحيّة ّ‬
‫احملرمات‪،‬‬
‫وي لخمت هبا اجللسة‪ .‬بدون أن أعي بدأت أشاهد الكثري من ّ‬ ‫الس ّ‬
‫أشاهد أفالم اجلنس ّ‬
‫واملامرسات اجلنس ّية شديدة الفحش والفجور‪ ،‬واليت ما اكن يل أن أفكّر هبا ّ‬
‫جمرد تفكري قبل عامني فقط‪.‬‬
‫السقوط‪".‬‬
‫لكين مل أكن قادرا عىل وقف نفيس من ّ‬‫مل أصدّق أ ّين وصلت اإىل هذه ادلّ رجة من الاحنطاط‪ ،‬و ّ‬
‫* * *‬
‫[امرأة] "معظم الإانث ‪-‬وليس لكّهن‪ -‬ل يقضني الوقت يف مشاهدة الفالم اجلنس ّية عىل الإنرتنت‪ ،‬بل‬
‫يفضّ لن قراءة رواايت الدب املكشوف‪ ،‬فنحن نلجأ اإىل خيالنا بكرثة‪ ،‬أ ّما ّالرجال فيفضّ لون املشاهدة‪،‬‬

‫املتحولون جنس يّا مه الشخاص اذلين يعتقدون أ ّن هويهتم احلقيقيّة من حيث ّاذلكورة والنوثة تتعارض مع أجسادمه؛ كن يكون هل جسد رجل ولكن ّه مقتنع أن ّه أنىث (أو العكس)‬
‫‪ّ 23‬‬
‫ويترصف عىل أساس قناعته‪.‬‬
‫‪46‬‬
‫السهل جدّ ا أن جتد الدب املكشوف يف لك ماكن‪ ،‬وهناك مواقع ّ‬
‫متخصصة‬ ‫ومع وجود الإنرتنت صار من ّ‬
‫مكرسة لنواع الدب املكشوف حسب ّالرغبة‪.‬‬ ‫و ّ‬
‫ويف أسوأ أحوايل كنت أفتح س بع أو مثان صفحات عىل متصفّح الإنرتنت ّمث أقيض ثالث أو أربع ساعات‬
‫أتصفّح حمتوايهتا‪ ،‬أو أحبث عن ّالرواية الغرام ّية املثال ّية اليت تثري غريزيت‪".‬‬
‫* * *‬
‫"ظننت أ ّن مشاهديت للفالم الإابح ّية بكرثة اإنا هو بسبب الشّ هوة اجلنس ّية العالية‪ ،‬و ّ‬
‫لكين أدرك‬
‫الن أ ّين كنت خمطئا‪ ،‬لقد كنت مدمنا! كنت اندرا ما أخرج من البيت‪ ،‬وابلتّأكيد مل تكن يل أي ّة عالقات‬
‫نسائ ّية‪".‬‬
‫* * *‬
‫الساعة‪ ،‬اكنت طاقيت معدومة‪،‬‬ ‫"قبل أن أقلع عن مشاهدة الفالم الإابح ّية كنت يف وضع مزر عىل مدار ّ‬
‫الص ّحي‪ ،‬أو أمارس التّامرين‬
‫دلي أ ّي حافز‪ ،‬وكنت كسال عىل مدار اليوم‪ .‬ما كنت ألك اللك ّ‬ ‫ومل يكن ّ‬
‫ّالرايض ّية‪ ،‬ومل أكن أدرس درويس‪ ،‬أو ّ‬
‫حّت أه ّمت بنظافيت‪ .‬واحلقيقة أن ّه ما اكن ابإماكين أن اهمت بأ ّي يشء‬
‫عّل جدّ ا أن أقف لكرث من ثالث دقائق‪ ،‬انهيك‬ ‫يف وضعي اذلي كنت عليه‪ ،‬فقد اكن من ا ّلصعب ّ‬
‫عن القيام بأ ّي معل منتج‪ .‬لقد م ّر أكرث من شهر منذ أن بدأت "ال ّريبوت" وأشعر أ ّن وضعي أفضل‬
‫بكثري‪".‬‬
‫* * *‬
‫الاجامتعي اإىل حصّيت البدن ّية‪ -‬قد تأ ّذى بسبب هذا الإدمان‪ ،‬وأسوأ‬
‫ّ‬ ‫لك يشء يف حيايت ‪-‬من نشاطي‬ ‫" ّ‬
‫ترصفايت‪ ،‬وكنت أقول لنفيس أ ّن هذا يشء "حص ّّي ومفيد" وأجد‬ ‫ما يف المر أ ّين كنت دوما أ ّبرر ّ‬
‫السلوان يف كوين "عىل القل ل أتعاطى اخملدّ رات"‪ .‬ويف حقيقة المر اكنت هذه العادة أسوأ من لك‬ ‫ّ‬
‫الص ّحة مقارنة بأ ّي معل أخر مقت به‪".‬‬‫اخملدّ رات‪ ،‬وأبعد ما تكون عن ّ‬
‫* * *‬
‫"يف ّمقة اإدماين عىل ارتياد املواقع الإابحيّة مل أكن اتطلّع لي يشء‪ ،‬كرهت ّاذلهاب اإىل العمل‪ ،‬ومل أكن‬
‫أرى التّواصل مع أهّل وأصدقايئ نشاطا ذو قمية أبدا‪ّ ،‬‬
‫وخاصة ابملقارنة مع مراس مي تصفّح املواقع الإابحيّة‬
‫اليت كنت أقوم هبا‪ ،‬واليت أعطتين اإاثرة ومتعة أكرث من أ ّي يشء أخر‪.‬‬
‫الصغرية تفرحين‪ ،‬أجد نفيس أحضك يف كثري من الحيان‪،‬‬ ‫بعد ختلّيص من الإدمان صارت الش ياء ّ‬
‫وأبتسم دون سبب‪ ،‬وأجد أ ّين أتّسم بروح ط ّيبة بشلك عام"‬
‫* * *‬
‫"لطاملا اعتقدت أن ّين اإنسان متشامئ‪ ،‬و ّ‬
‫لكين يف احلقيقة كنت مدمنا‪".‬‬
‫‪47‬‬
‫احلرمان من متعة امجلاع‬
‫الاس مترار يف مشاهدة املرئ ّيات اجلنس ّية بكرثة لعدد من ال ّس نوات ميكن أن يسبّب مجموعة ّ‬
‫متنوعة من الرضار‪،‬‬
‫تتدرج يف حدّ هتا كدرجات ّ‬
‫الطيف‪ ،‬ففي أحايني كثرية يش تيك‬ ‫وبنظرة فاحصة جتد أ ّن العراض اليت يعاين مهنا الشّ خص ّ‬
‫اجلنيس‬
‫ّ‬ ‫مس هتلكو الإابحيّة اجلنس ّية أ ّن معاانهتم من تأخّر القذف‪ ،‬وعدم القدرة عىل الشّ عور برعشة امجلاع‪ ،‬اكان سابقني للعجز‬
‫ال ّتا ّم اذلي واّجوه لحقا‪ .‬أ ّي واحد من العراض اليت سأوردها فامي يّل أو عدد مهنا ميكن أن يس بق أو يزتامن مع تأخّر‬
‫اجلنيس التّا ّم‪:‬‬
‫ّ‬ ‫القذف والعجز‬
‫أنواع املرئ ّيات اجلنس ّية اليت اعتدت مشاهدهتا يف ّ‬
‫السابق مل تعد تثريك‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫اكتساب أذواق جنس ّية غري معهودة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫املشاهد اجلنس ّية عىل الإنرتنت تثري شهوتك أكرث من رشيكة حياتك‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ضعف حساس ّية العضو ّاذلكري‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الإاثرة اجلنس ّية أثناء امجلاع ابهتة وفاترة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫يتالىش الانتصاب برسعة عند حماوةل الإيالج أثناء امجلاع‪ ،‬أو بعدها بقليل‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫جامع امرأتك ل يثريك‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫حّت تمتكّن من اإطاةل أمد الانتصاب أثناء امجلاع‪ ،‬أو من أجل تعزيز‬
‫حتتاج اإىل خت ّيل مشاهد من الفالم الإابحيّة ّ‬ ‫‪-‬‬
‫رغبتك بوصال امرأتك‪.‬‬

‫الصدد‬
‫إواليمك بعض ما قيل هبذا ّ‬
‫وحّت اللّيةل املاضية‪-‬‬
‫"أان سعيد جدّ ا الن‪ ،‬فأان رجل يف اخلامسة والعرشين من العمر‪ ،‬وطيةل حيايت ‪ّ -‬‬
‫مل أمتكّن من الوصول إاىل ّاذلروة أثناء امجلاع أبدا‪ ،‬كنت أمارس اجلنس و ّ‬
‫لكين مل أكن قادرا عىل الشّ عور‬
‫ّهبزة امجلاع بأ ّي وس يةل أو نوع من املثريات أ ّاي اكن‪ .‬لقد بدأت حيايت ‪-‬كام هو حال أغلبمك‪ -‬ابرتياد املواقع‬
‫الإابحيّة عىل الإنرتنت منذ بلغت اخلامسة عرشة من العمر‪ ،‬ليتين كنت أعرف حيهنا أ ّي رضر كنت‬
‫أسبّبه لنفيس‪".‬‬
‫* * *‬
‫"[‪ ٢٩‬عاما] بعد ‪ ١٧‬س نة من ممارسة الاس متناء‪ ،‬و‪ ١٢‬س نة من مشاهدة املرئ ّيات اجلنس ّية املرتدّية يف‬
‫الاحنطاط‪ ،‬بدأت أفقد ّالرغبة يف العالقة اجلنس ّية ا ّلطبيع ّية‪ ،‬وصارت الإاثرة اليت أحصل علهيا من‬
‫تنوعا غري حمدود‪،‬‬ ‫مشاهدة الفالم الإابح ّية أقوى من تأثري امجلاع‪ ،‬فالإابح ّية اجلنس ّية عىل الإنرتنت توفّر ّ‬
‫‪48‬‬
‫وميكنين يف أ ّي حلظة أن أختار ما أرغب يف مشاهدته‪ .‬صار تأخّر القذف أثناء امجلاع سيّئا اإىل ح ّد‬
‫كبري‪ ،‬دلرجة أ ّين فقدت القدرة عىل الوصول اإىل ّاذلروة متاما‪ ،‬وهذا ما قتل يف نفيس لك رغبة يف امجلاع‪".‬‬
‫* * *‬
‫حّت طبيبا عىل دراية هبذا النّوع من‬‫"عايشت التّأخّر يف القذف طيةل حيايت‪ ،‬ومل أجد خشصا واحدا أو ّ‬
‫العجز‪ ،‬أو دليه القدرة عىل أن تقدمي مقرتح ف ّعال لتحسني الوضع‪ .‬بدأت أس تعمل حبوب الفياغرا‬
‫(®‪ )VIAGRA‬وس ياليس (®‪ّ )Cialis‬يك تساعدين يف الوصول اإىل ّاذلروة أثناء امجلاع‪ ،‬وعادة ما‬
‫يكون ذكل بعد أكرث من ساعة من الإاثرة املكث ّفة‪ ،‬وكنت أرى أ ّن جرعات منتظمة من املرئ ّيات اجلنس ّية‬
‫اكنت رضوريّة أيضا‪.‬‬
‫السار‪ :‬بعد الابتعاد عن مشاهدة الفالم ا إلابح ّية عىل الإنرتنت أصبحت أس متتع‬ ‫والن جاء دور اخلرب ّ‬
‫حتسنت قدريت عىل‬ ‫بعالقة جنس ّية سعيدة أكرث من أ ّي وقت مىض‪ ،‬ودون اس تعامل الدوية‪ .‬لقد ّ‬
‫الانتصاب‪ ،‬وعالقيت بزوجيت مرحية‪ ،‬وتدوم طاملا أردان لها حنن الثنني أن تدوم‪".‬‬
‫* * *‬
‫"[‪ 4‬شهور من الامتناع عن مشاهدة املرئ ّيات اجلنس ّية] البارحة اكن يوم ميالدي‪ ،‬وحظيت بوصال‬
‫امرأيت‪ .‬بدأت عالقتنا منذ شهور‪ ،‬ولكن مل أمتكن من الوصول اإىل ا ّذلروة أثناء امجلاع أبدا‪ ،‬ول ّ‬
‫حّت مل ّرة‬
‫وحّت عن‬ ‫حّت ليةل أمس‪ ،‬واكن أمجل شعور عىل الإطالق‪ .‬لقد انزاح عن اكهّل محل ثقيل‪ّ ،‬‬ ‫واحدة ّ‬
‫اكهلها لّنّ ا اكنت قد بدأت تشعر ابحلرج من هذا المر‪".‬‬
‫* * *‬
‫السابقة‪ ،‬أان أحتدّث عن ساعتني اإىل ثالث ساعات‬ ‫"لقد عانيت من مشلكة تأخّر القذف يف عالقيت ّ‬
‫من املداعبة من أجل أن أمتكّن من اإمتام امجلاع‪ ،‬وكثريا ما كنت يف الهنّ اية أتوقّف ّمث أختّل بنفيس وأقوم‬
‫ابلس متناء‪".‬‬
‫* * *‬
‫"الريبوت"‪ ،‬وجناح أكرب مع امرأيت اللّيةل‪.‬‬
‫"ما زال جنايح مس ّمترا للس بوع العارش عىل التّوايل منذ بداية ّ‬
‫لقد قهرت مشلكة تأخّر القذف‪ ،‬ورصت مراتحا أكرث يف عالقتنا‪ ،‬فقد اكن امجلاع سلسا كام مل أعهده‬
‫من قبل‪ ،‬اي هل من تألّق ما أردت هل أن ينهتيي‪ ،‬وهذا يشء حسن لشخص عاىن من تأخّر شديد يف‬
‫القذف‪ ،‬ولس نوات عديدة‪".‬‬
‫انتصاب ل يعمتد عليه‬
‫السبب ال ّول وال ّ‬
‫سايس اذلي يدفع معظم أعضاء املنتدايت من ا ّلرجال اإىل‬ ‫اجلنيس هو ّ‬
‫ّ‬ ‫كام ذكرت سابقا فا ّإن العجز‬

‫‪49‬‬
‫اخملتص مبعاجلة أمراض املساكل البول ّية والتّناسل ّية أن ّه‬ ‫التّوقّف عن مشاهدة الفالم الإابحيّة‪ ،‬وقد ّ‬
‫رصح ادلّ كتور "هاري فيش" ّ‬
‫اجلنيس بسبب ارتياد املواقع الإابح ّية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫يرى يف عيادته مرىض يعانون من أمراض العجز‬
‫يقول د‪ .‬فيش يف كتابه "التّ ّعري املعارص‪:"24‬‬
‫"ابإماكين أن أقدّ ر درجة انكباب ّالرجل عىل مشاهدة املرئ ّيات اجلنس ّية ّ‬
‫مبجرد أن يبدأ ابحلديث رصاحة‬
‫اجلنيس اليت يعاين مهنا‪ّ ...‬الرجل اذلي ميارس الاس متناء بكرثة سوف يعاين بعد فرتة‬
‫ّ‬ ‫عن أعراض العجز‬
‫وخاصة يف عالقته اجلنس ّية مع النّساء‪ ،‬أضف اإىل ذكل مشاهدة‬ ‫وجزية من مشالكت يف الانتصاب‪ّ ،‬‬
‫الفالم الإابح ّية وس يغدو غري قادر عىل ممارسة اجلنس بتاات‪ .‬فالعضو ّاذلكري اذلي ابت معتادا عىل نوع‬
‫الرسيع لن يعمل بنفس الكفاءة اإذا جاءته الإاثرة بشلك‬ ‫معني من الحاسيس اليت تقوده اإىل القذف ّ‬ ‫ّ‬
‫خمتلف‪ ،‬وسوف يعاين من تأخّر القذف‪ ،‬وقد ل يمتكن من الشّ عور ّهبزة امجلاع أبدا‪".‬‬

‫رئيس اجملمع الإيطايل لمراض التّناسل ادلّ كتور" اكرلو فوريس تا" هو أيضا طبيب ّ‬
‫خمتص يف معاجلة أمراض املساكل‬
‫البول ّية وال ّتناسل ّية‪ ،‬وابحث أجرى أكرث من ‪ ٣٠٠‬دراسة أاكدمي ّية‪ .‬بدأ د‪ .‬فوريس تا يتابع تأثريات ارتياد املواقع الإابحية عىل‬
‫الإنرتنت منذ حوايل عقد من ّالزمان‪ ،‬وقد عرض يف حمارضة ألقاها عام ‪٢٠١٤‬م ومضات من الاس تبيان اذلي أجراه يف‬
‫نواي عىل مدى مثان س نوات‪ ،‬ابتداء من العام ‪٢٠٠٥‬م وحّت عام ‪٢٠١٣‬م‪ .‬وجد يف نتاجئ حتليل بياانت‬
‫املدارس الثّانويّة س ّ‬
‫الاس تبيان أ ّن عدد املراهقني اذلين يعانون من مشالكت جنس ّية قد تضاعف خالل هذه الفرتة‪ ،‬ولكن النّتيجة الكرث غرابة‬
‫أ ّن عدد املراهقني اذلين يعانون من "فتور وامضحالل يف ّالرغبة اجلنس ّية" قفز مبعدّ ل ‪( ٪٦٠٠‬من ‪ ٪١,٧‬اإىل ‪ ،)٪١٠,٣‬ولك‬
‫ذكل يف مثان س نوات فقط‪ .‬يقول د‪ .‬فوريس تا‪" :‬عندما تصبح مشاهدة الفالم الإابحيّة نشاطا روتينيّا يف حياة الشّ ّ‬
‫اب املراهق‪،‬‬
‫ف إان ّه يسبّب فتورا أو ح ّّت عزوفا ات ّما عن ممارسة اجلنس‪".‬‬
‫سن ‪ ٢٥-١٩‬عاما اذلين يراتدون املواقع الإابح ّية بكرثة مع أولئك اذلين‬
‫وعندما قارن د‪ .‬فوريس تا الشخاص يف ّ‬
‫يشاهدون الفالم الإابح ّية من حني لخر‪ ،‬وجد أ ّن اذلين يراتدون املواقع الإابحيّة عىل الإنرتنت ابنتظام يعانون من العجز‬
‫اجلنيس بدرجة أكرب‪ ،‬وتق ّل رغبهتم يف اجلنس مبقدار النّصف مقارنة بأقراّنم‪.‬‬
‫ّ‬

‫‪“The New Naked: The Ultimate Sex Education for Grown-Ups” by Harry Fisch and Karen Moline 24‬‬
‫‪50‬‬
‫اجلنيس دلى الضّ ّباط والفراد يف‬
‫ّ‬ ‫ووجدت دراسة أجراها اجليش المرييك عام ‪٢٠١٤‬م أ ّن ّ‬
‫تفّش أمراض العجز‬
‫سن ‪ ٤٠ -٢١‬عاما قد تضاعف ما بني عايم ‪٢٠١٣ - ٢٠٠٤‬م‪ .‬ويبدو أ ّن املدن ّيني يف أمرياك يعانون أيضا من مشالكت‬
‫مشاهبة‪ ،‬ففي اس تفتاء أجري يف أمرياك عام ‪٢٠١٤‬م ومشل املواطنني اليافعني يف سن ‪ ٤٠-١٨‬عاما‪ّ ،‬‬
‫رصح ‪ ٪٣٣‬من املشاركني‬
‫بأ ّن ارتياد املواقع الإابحيّة يؤثّر سلبا عىل عالقاهتم اجلنس ّية‪ ،‬يف حني أ ّن ‪ ٪١٩‬مهنم قالوا أ ّن دلهيم شكوك بأ ّن مشاهدة الفالم‬
‫اجلنيس‪ ،‬ولكهنّ م غري متأكّدين‪.‬‬
‫ّ‬ ‫الإابح ّية يؤثّر عىل أداهئم‬
‫اجلنيس‬
‫ّ‬ ‫ويف عام ‪٢٠١٤‬م أجرى خرباء يف عمل اجلنس يف كندا دراسة أظهرت أ ّن معدّل ظهور مشالكت العجز‬
‫دلى املراهقني من ّاذلكور أعىل مهنا دلى البالغني مهنم بدرجة ّ‬
‫حمرية‪ ،‬وأ ّن هذه ّ‬
‫الظاهرة يف تزايد‪ .‬يقول الباحثون‪٪٥٣,٥" :‬‬
‫من املراهقني ّاذلكور ّمت تصنيفهم مضن فئة "اذلين يعانون من أعراض تد ّل عىل مشالكت جنس ّية"‪ ،‬وأكرث العراض ش يوعا‬
‫اكنت ضعف الانتصاب وفتور ّالرغبة اجلنس ّية‪".‬‬
‫جمرد وجود هذه املعدّ لت العالية من حالت ضعف الانتصاب وفتور ّالرغبة اجلنس ّية دلى املراهقني من ّاذلكور‬
‫إا ّن ّ‬
‫يه نتاجئ غري متوقّعة بتاات‪ ،‬واكن يتو ّجب عىل الباحثني أن ينتهبوا اإىل هذا المر‪ ،‬هل تصدّق بأن ّنا ل ميكن أن جند أو نسمع‬
‫اجلنيس لو كنّا نتحدّث عن اليافعني من اخليول والثّريان! ورمغ ذكل فا ّإن خرباء عمل اجلنس اذلين أجروا‬
‫ّ‬ ‫هبذا النّوع من الضّ عف‬
‫مربرا واحضا لوجود هذه النّس بة العالية من‬
‫البحث يف كندا مل يكن دلهيم تفسريا واحضا للنّتاجئ اليت أظهرهتا ادلّ راسة‪ ،‬ومل يعطوا ّ‬
‫حّت أّنّ م مل يأتوا عىل ذكر ارتياد املواقع الإابحيّة عىل الإنرتنت مكسبّب حممتل! وابملقابل‬
‫املشالكت اجلنس ّية دلى املراهقني‪ّ ،‬‬
‫فا ّإن ادلّ راسة اليت ذكرهتا أنفا‪ ،‬واليت أجراها مؤ ّخرا خرباء عمل العصاب يف جامعة اكمربيدج عن الإدمان عىل ارتياد املواقع‬
‫ايئ أ ّن حوايل ‪ ٪٦٠‬من املدمنني اذلين مشلهتم ادلّ راسة "عانوا من فتور وامضحالل ّالرغبة اجلنس ّية‬
‫الإابح ّية‪ ،‬ذكرت يف التّقرير الهنّ ّ‬
‫ومن ضعف الانتصاب‪ ،‬ويظهر ذكل واحضا يف عالقاهتم اجلنس ّية مع النّساء ّ‬
‫خاصة‪ ،‬ولكهنم ل يعانون من هذه املشالكت عند‬
‫مشاهدة الفالم اجلنس ّية الفاحضة‪ ،‬وأ ّن ذكل نتيجة الاس هتالك ّالزائد عن احلدّ ل إالابح ّية اجلنس ّية عىل الإنرتنت‪".‬‬
‫هناك نطني خمتلفني للتّعايف من أرضار مشاهدة املرئ ّيات اجلنس ّية عىل الإنرتنت‪ :‬التّعايف ال ّرسيع قصري المد أو التّعايف‬
‫البطيء طويل المد‪ّ .‬قةل من ّالرجال يس تعيدون عافيهتم ويعودون اإىل سابق عهدمه يف وقت قصري نسب ّيا‪ ،‬يف حوايل أس بوعني‬
‫اجلنيس‪ ،‬أو بسبب زايدة وترية‬
‫ّ‬ ‫أو ثالثة‪ ،‬حيمتل أ ّن مشالكت هؤلء ّ‬
‫القةل من ّالرجال قد جنمت عن درجة ضعيفة من ال ّتكيّف‬
‫‪51‬‬
‫تبدل الإحساس‪ ،‬و ّ‬
‫تبدل الإحساس هو عرض‬ ‫لرسية عند مشاهدة الفالم الإابحيّة‪ ،‬وقد تكون حاةل بس يطة من ّ‬
‫ممارسة العادة ا ّ ّ‬
‫من أعراض الإدمان سوف نناقشه يف الفصل ال ّتايل‪.‬‬
‫ولكن الغالبية العظمى من ّالرجال اذلين ابتلوا بويالت الإابح ّية اجلنس ّية احتاجوا من شهرين اإىل س تّة أشهر‪ ،‬وأحياان‬
‫"الريبوت طويل المد" عانوا أيضا من‬‫احتاجوا اإىل وقت أطول ح ّّت يس تعيدوا عافيهتم بشلك اكمل‪ ،‬ومعظم اذلين واّجوا ّ‬
‫الرسيري" البغيضة‪ ،‬سالفة ّاذلكر‪ .‬وهؤلء مه عادة من ّ‬
‫الش ّبان‬ ‫مجموعة م ّ‬
‫تنوعة من أعراض الانسحاب‪ ،‬مبا يف ذكل حاةل "املوت ّ‬
‫الصغر س نّا اذلين بدأوا ابرتياد املواقع الإابح ّية مبكّرا‪ ،‬وأعتقد بأ ّن هذه احلقيقة املؤسفة إانّام يه نتيجة حمت ّية عندما يصطدم‬
‫دماغ املراهق ا ّلدلن وهو يف مرحةل النّ ّمو ابل ّمك الوفري من املرئ ّيات اجلنس ّية عىل الإنرتنت‪ .‬اإليمك بعض ما قال هؤلء عن معاانهتم‪:‬‬
‫للمرة الوىل مل تكن موفّقة عىل الإطالق‪ ،‬يف الواقع لقد شعرت ابمللل‪ ،‬تالىش‬ ‫" جتربيت يف امجلاع ّ‬
‫لكن المر ابلنّس بة يل قد انهتيى‪ .‬وعندما‬
‫الانتصاب بعد عرش دقائق تقريبا‪ ،‬واكنت ترغب ابملزيد‪ ،‬و ّ‬
‫للمرة الثّانية اكنت اكرثة‪ ،‬فالنتصاب مل يدم لفرتة اكفية متكّنين من الإيالج‪ ،‬وفوق هذا مل يكن‬
‫حاولت ّ‬
‫ابإماكين اس تخدام الوايق ّاذلكري لن الانتصاب مل يكن متينا مبا يكفي‪".‬‬
‫* * *‬
‫"يف أسوأ حال وصلت اإليه فشلت يف حتقيق الانتصاب أثناء امجلاع‪ ،‬ليس ّمرة واحدة ولكن بشلك‬
‫متكرر خالل فرتة ارتباطنا اليت اس ّمترت ثالث س نوات ‪-‬انفصلنا بعدها‪ ،-‬ومل أمتكّن من الوصول اإىل‬ ‫ّ‬
‫ّ‬
‫ّاذلروة أثناء امجلاع ول ّمرة واحدة‪ .‬لقد مقت بزايرة الط ّباء‪ ،‬ورشاء كتب عن مترينات العضو اذل ّ‬
‫كري‪،‬‬
‫وحاولت تغيري عادايت ابلقتصار عىل مشاهدة أنواع خفيفة من املرئ ّيات اجلنس ّية عىل الإنرتنت‪ ،‬وأبتعدت‬
‫عن النواع اليت كنت مدمنا عىل مشاهدهتا‪ .‬وقد تفهّمت رشيكيت الوضع وساعدتين طوال املدّ ة‪ ،‬فقد‬
‫بلك طريقة‪ ،‬ولكن‬ ‫لك قلهبا‪ ،‬واشرتت مالبس نوم مغرية‪ ،‬وحاولت ّجدها يك تثريين ّ‬ ‫اكنت حت ّبين من ّ‬
‫دون نتيجة! وذكل ل ّين اعتدت عىل مشاهدة أنواع من املامرسات الإابح ّية عىل الإنرتنت اكنت شديدة‬
‫الفحش‪ ،‬وفهيا اغتصاب وساديّة‪ ،‬ول ميكن مضاهاة اإاثرهتا"‬
‫* * *‬
‫"مل أواجه أي ّة مشلكة يف الانتصاب عند مشاهدة املرئ ّيات اجلنس ّية عىل الإنرتنت‪ ،‬ولكن عندما جي ّد‬
‫اجلدّ يف عالقيت ّالزوجيّة بدأت أخذ س ياليس (®‪ ،)Cialis‬ومبرور ّالزمن رصت أحتاج ادلّ واء أكرث‬
‫حّت ادلّ واء مل يعد يفيد يف بعض الحيان‪ ...‬ما يه املشلكة احلقيقيّة؟ مل يكن هناك‬
‫وأكرث‪ ،‬ويف الهنّ اية ّ‬
‫صعوبة يف حتقيق الانتصاب عندما كنت أشاهد الفالم الإابح ّية عىل الإنرتنت!"‬

‫‪52‬‬
‫الصور‪ ،‬وربّام عىل أرشطة‬ ‫ّالرجال الكرب س نّا بدأوا مبشاهدة املرئ ّيات اجلنس ّية ‪ -‬عىل الغلب‪ -‬منذ عهد ّ‬
‫اجملالت و ّ‬
‫حّت اعمتدوا عىل خت ّيالهتم فقط عند الاس متناء ‪-‬وهو يشء يس تغرب منه ّ‬
‫الش ّبان‬ ‫يوين مبتذل‪ ،‬أو ّ‬
‫الفيديو‪ ،‬أو يف عرض تلفز ّ‬
‫هذه ال ّايم‪ ،-‬واحامتل كبري أّنّ م خاضوا عالقة عاطف ّية مع امرأة حقيق ّية أو ّمروا بتجارب جنس ّية يف ش باهبم قبل أن تصيهبم لعنة‬
‫يتعرضون لها عند مشاهدة الفالم الإابحيّة قد تثقل اكهل ادلّ وائر‬ ‫الإابحيّة اجلنس ّية عىل الإنرتنت ّ‬
‫الرسيعة‪ .‬الإاثرة املفرطة اليت ّ‬
‫العصب ّية ادلّ ماغ ّية اليت حتفّز الغريزة اجلنس ّية‪ ،‬و ّ‬
‫لكن هذه ادلّ وائر موجودة وموثّقة يف أدمغهتم بسبب خرباهتم ّ‬
‫السابقة‪ ،‬وسوف‬
‫مبجرد التّخلّص من تأثري مشاهدة الفالم الإابح ّية‪ .‬أعرض عليمك فامي يّل ما ّ‬
‫رصح به بعضهم‪:‬‬ ‫طبيعي ّ‬
‫تعود للعمل بشلك ّ‬
‫ومزتوج] لقد اعتدت عىل مشاهدة املرئ ّيات اجلنس ّية لعقود‪ ،‬و ّ‬
‫لكين مل أشاهد فيلام اإابح ّيا‬ ‫"[‪ ٥٢‬س نة ّ‬
‫واحدا ومل أمارس الاس متناء أبدا خالل السابيع الربعة املاضية‪ ،‬والتّغيري مدهش‪ .‬عندما استيقظت‬
‫هذا ا ّلصباح وجدت عندي أقوى انتصاب رأيته يف حيايت‪ ،‬وزوجيت أيضا لحظت‪ ،‬واعتنت يب‪ ،‬و ّ‬
‫لك‬
‫السابعة صباحا‪ .‬ل أذكر أ ّين استيقظت مبثل هذه احلاةل من قبل اإل عندما كنت يف‬ ‫الساعة ّ‬ ‫ذكل قبل ّ‬
‫سن املراهقة‪ ،‬اإضافة ذلكل فا ّإن الحاسيس اكنت معيقة‪ ،‬وأفضل بكثري ّمما كنت أشعر به عند مشاهدة‬ ‫ّ‬
‫الفالم الإابح ّية‪".‬‬
‫* * *‬
‫نيس‪ ،‬فقد كنت أيت أهّل ابس مترار‬
‫ومزتوج] مل يدر خبدلي يوما أ ّين أعاين من العجز اجل ّ‬‫"[‪ ٥٠‬س نة ّ‬
‫ودون مشالك تذكر‪ ،‬ومك كنت خمطئا‪ .‬منذ أن برأت من أاثر مشاهدة الفالم الإابح ّية صار الانتصاب‬
‫أكرب‪ ،‬وأكرث امتالء‪ ،‬ويدوم ملدّة أطول‪ ،‬وقد لحظت زوجيت الفرق‪ .‬كنت يف احلقيقة أعاين من ضعف‬
‫لكين كنت غارقا يف اإدماين حبيث أ ّين مل أع أ ّن هذه املشلكة موجودة أساسا‪ .‬لحظوا أن ّين‬
‫الانتصاب‪ ،‬و ّ‬
‫لكين أمتتّع بص ّحة جيّدة وأحيا حياة عفيفة‪".‬‬
‫يف امخلسني من معري‪ ،‬و ّ‬
‫* * *‬
‫حتسن عالقيت بزوجيت‪ ،‬وابلنّظر‬ ‫"ماكفأيت عىل التّ ّ‬
‫خّل عن مشاهدة الفالم الإابحيّة ملدّ ة أربعة أشهر يه ّ‬
‫مزتوجني منذ مخسة عرش عاما فهذه جائزة قيّمة‪ .‬اي لها من عالقة م ّمتزية‪ ،‬أشعر بسعادة كبرية مل‬
‫اإىل كوننا ّ‬
‫أشعر مبثلها يف املايض‪".‬‬

‫شاب جاء يف مرحةل وسط ّية‪ ،‬فقد بدأ ابرتياد املواقع الإابح ّية يف بداية عرص الإنرتنت‪ ،‬ولكن قبل ش يوع الإنرتنت ّ‬
‫الرسيعة‪،‬‬ ‫وهنا ّ‬
‫يقول‪:‬‬
‫"لقد مارست الاس متناء بكرثة منذ ّ‬
‫سن الثّالثة عرشة‪ ،‬وبدأت مبشاهدة املرئ ّيات اجلنس ّية عىل الإنرتنت‬
‫‪53‬‬
‫يف ّالرابعة عرشة‪ ،‬وابلتّدرجي رصت أحتاج اإىل اإاثرة أكرب‪ ،‬أو مشاهدة أنواع من املامرسات الإابحيّة أكرث‬
‫حفشا‪ ،‬وما عدت أعرف الانتصاب العفوي والتّلقايئ‪ .‬كنت أعاين أثناء امجلاع من أجل أن أحقّق‬
‫السبب هو‬ ‫الس بع املاضية عشت أعزاب و ّ‬ ‫الس نوات ّ‬ ‫الانتصاب أو أبقيه لفرتة اكفية إلمتام امجلاع‪ ،‬ويف ّ‬
‫هذه املشلكة‪.‬‬
‫والن الخبار ا ّلس ّارة‪ :‬منذ أن عرفت سبب مشلكيت توقّفت عن مشاهدة الفالم الإابح ّية مبارشة‪،‬‬
‫الس ّتة املاضية امتنعت عن الاس متناء قدر املس تطاع ‪-‬أطول فرتة اكنت تسعة أ ّايم‪-‬‬ ‫وعىل مدى السابيع ّ‬
‫‪ .‬ولك ّجودي أتت ألكها‪ ،‬فقد قضيت عطةل ّناية الس بوع مع امرأيت وكنّا أسعد ما نكون‪ .‬ما زلت قلقا‬
‫لكين أحببت أن أقول لمك أ ّن‬ ‫السابقة‪ ،‬واليت عانيت مهنا لس نوات‪ ،‬و ّ‬ ‫الّشء بسبب مشالكي ّ‬ ‫بعض ّ‬
‫جتربيت يف الإقالع عن مشاهدة الفالم الإابحيّة ُمجدية‪ ،‬ولها نتاجئ قيّمة‪".‬‬

‫وماذا عن النّساء؟ يبدو أ ّن ارتياد املواقع الإابح ّية عىل الإنرتنت يضعف الاس تجابة اجلنس ّية دلى النّساء أيضا‪:‬‬
‫الصعب القول أن ّنا ‪-‬معرش الن ّساء‪ -‬نعاين من ضعف الانتصاب بسبب ارتياد املواقع الإابحيّة‪ ،‬و ّ‬
‫لكين‬ ‫"من ّ‬
‫أشعر بنفس الشّ عور اذلي يصفه بعض ّ‬
‫الش ّبان‪ .‬هناك رغبة نفس ّية ابجلنس‪ ،‬ولكن الاس تجابة اجلسم ّية‬
‫للمثريات ضعيفة‪ ،‬ول توجد أحاسيس جنس ّية من أ ّي نوع‪ ،‬وأعاين أيضا من وصول رسيع ّلذلروة وسابق‬
‫لوانه‪ ،‬مبعىن أن ّه حيصل عىل درجة ضعيفة من الإاثرة‪ ،‬ويكون خافتا وضعيفا‪ ،‬ول يتجاوز توتّرا حمدودا‬
‫ممتركزا يف العضاء التّناسل ّية‪".‬‬
‫الرسيع‬
‫القذف ّ‬
‫يعاين بعض الشخاص اذلين يشاهدون املرئ ّيات اجلنس ّية عىل الإنرتنت ابإفراط من مشلكة القذف ّ‬
‫الرسيع‪ ،‬اإل أ ّن‬
‫رسعة القذف مشلكة اندرة مقارنة مبشالكت ضعف الانتصاب وتأخّر القذف‪ .‬وقد يبدو أن ّه من غري ال ّ‬
‫بدهييي أن يعاين مس هتكل‬
‫العصّب‬
‫ّ‬ ‫الإابح ّية اجلنس ّية من رسعة القذف‪ ،‬ولكن هناك تفسريان حممتالن لهذا ال َع َرض‪ :‬من املمكن أن ّالرجل قد ّعود ّجازه‬
‫حّت ولو اكن الانتصاب جزئ ّيا فقط‪ ،‬كام يصف هذا الشّ ّ‬
‫اب‪:‬‬ ‫عىل رسعة القذف ّ‬
‫سن‬
‫وخاصة اإذا بدأت متارسها يف ّ‬ ‫لرسيّة وارتياد املواقع الإابحيّة ميكن أن يسبّبا رسعة القذف‪ّ ،‬‬
‫"العادة ا ّ ّ‬
‫صغرية‪ ،‬لن ّك عندها ترغب يف أن ت ّمت العمل ّية لكّها برسعة خش ية أن يفطن أحد ملا تفعل‪ ،‬وابلتّايل ف إان ّك‬
‫تدرب دماغك أن ّه جيب عليك ‪-‬ومع أ ّول بوادر الانتصاب‪ -‬أن تهنيي العمل ّية ابلقذف ويف أرسع وقت‪،‬‬ ‫ّ‬
‫س‬
‫وأل تنشغل ابل متتاع ابلحاسيس‪".‬‬

‫ويف حالت أخرى قد ترتبط مشاهدة املرئ ّيات اجلنس ّية يف دماغ الشّ خص ابلقذف ارتباطا وثيقا‪ ،‬حبيث أن رؤية الوىل‬
‫‪54‬‬
‫ابفلوف‪25‬‬ ‫الرسيع ‪-‬واذلي يبدو تلقائ ّيا‪ -‬يش به التّكيّف اذلي حصل للالكب يف جتربة‬
‫تس تدعي الخرية مبارشة‪ ،‬وهذا الهتّ ّيج ّ‬
‫الشّ هرية‪ ،‬حيث صار اللكب يبدأ إابفراز اللّعاب ّ‬
‫مبجرد أن يسمع صوت اجلرس‪ ،‬لرتباطه مبوعد تقدمي ّ‬
‫الطعام‪ .‬هذا بعض ما قيل‬
‫الصدد‪:‬‬
‫يف هذا ّ‬
‫السابق لوانه اليت عانيت مهنا لس نوات طويةل قبل أن أبدأ‬ ‫الرسيع و ّ‬
‫"ما عدت أعاين من مشلكة القذف ّ‬
‫الرسيع هو ّعةل جين ّية موروثة‪ ،‬فمل أربط‬
‫"الريبوت"‪ .‬اإّنّ ا حقّا معجزة‪ ،‬لقد كنت أعتقد أ ّن القذف ّ‬
‫جتربة ّ‬
‫بني النّقاط‪ ،‬أو أضع يف حس باين أ ّن مشاهدة الفالم الإابح ّية ميكن أن يكون عامال مسبّبا لهذه املشلكة‪.‬‬
‫حساس ج ّدا‪ ،‬ومفرط يف احلساس ّية‪ ،‬مما جيعل‬ ‫"الريبوت" اكن عضوي املنتصب ّ‬ ‫قبل أن أخوض جتربة ّ‬
‫قواي ومتينا‪ ،‬وكن ّه صاروخ يس تعدّ لالنطالق‪ ،‬يبدأ‬‫القذف رسيعا جدّ ا اإىل درجة حمرجة‪ .‬اكن الانتصاب ّ‬
‫حّت صار شعاري "عذرا عزيزيت"‪ .‬ولكن‬ ‫العدّ ال ّتنازيل من ‪ ١٠‬ثوان ‪ -٢-٣-٤-٥-٦-٧-٨-٩‬قذف‪ّ ،‬‬
‫منصة الإطالق‪،‬‬ ‫"الريبوت"‪ ،‬ما عاد عندي صاروخ عىل ّ‬ ‫اليوم‪ ،‬وبعد اإثنني ومخسني يوما عىل بداية ّ‬
‫قوي ومتني‪،‬‬‫القوة‪ ،‬ولكنّه أكرب‪ .‬ل تيسء الفهم مفا زلت أحصل عىل انتصاب ّ‬ ‫الانتصاب ليس بذات ّ‬
‫وأمتكّن من الإيالج بسهوةل‪ ،‬ولكنّه ط ّيع أكرث‪ ،‬وأق ّل حساس ّية‪ ،‬وليس متف ّجرا كام اكن يف املايض‪ .‬وأ ّمه‬
‫حتسن عالقيت بزوجيت‪ ،‬فقد صار ابإماكين أن أحافظ عىل الانتصاب لفرتة أطول‪ ،‬لقد أصلح‬ ‫يشء هو ّ‬
‫"الريبوت" مشلكة القذف ا ّلرسيع اليت كنت أعاين مهنا اإصالحا ملموسا‪".‬‬ ‫خوض جتربة ّ‬
‫* * *‬
‫" عندما تشاهد املرئ ّيات اجلنس ّية عىل الإنرتنت تصبح شديد الهتّ ّيج‪ ،‬والقذف يصبح عىل بُعد ملسة‬
‫واحدة‪ .‬لقد حتدّ ثت مع عدد من ّالرجال أكرب ّمين س نّا‪ ،‬وسألهتم كيف ميكهنم احملافظة عىل الانتصاب‬
‫ملدّ ة أطول‪ ،‬وأكّد الكثريون مهنم أ ّن ذكل حيدث طبيع ّيا‪ ،‬فهم ل ميارسون العادة ا ّ ّ‬
‫لرسيّة‪ ،‬ول يشاهدون‬
‫رس يل ابن ّمعي أ ّن ابإماكنه احملافظة عىل الانتصاب من عرشين دقيقة اإىل نصف‬ ‫الفالم الإابح ّية‪ .‬أ ّ‬
‫ساعة‪ ،‬وأحياان مل ّدة أطول عندما ميتنع عن مشاهدة الفالم الإابح ّية وعن الاس متناء"‬
‫* * *‬
‫"اس ّمترت عالقتنا م ّدة عامني قبل أن ننفصل‪ ،‬ما كنت خاللها أعاين من أي ّة مشالكت جنس ّية عىل‬
‫الإطالق‪ ،‬مل أعاين من ضعف الانتصاب ول من رسعة القذف‪ ،‬ومل أكن مدمنا عىل ارتياد املواقع الإابح ّية‪،‬‬
‫لكين كنت أشاهد الفالم الإابحيّة وأمارس الاس متناء من حني لخر‪ .‬بعد أن انفصلنا بدأت ابرتياد‬ ‫و ّ‬
‫حمالت املساج اليت تعد "بهناية سعيدة"‬ ‫املواقع الإابحيّة عىل الإنرتنت ابنتظام‪ ،‬ورصت أتردّد عىل ّ‬
‫للجلسة‪ .‬وبعد س تّة أشهر رجعت عالقتنا اإىل سابق عهدها‪ ،‬فقلّصت اإىل ح ّد ما وترية نشاطايت الخرى‪.‬‬

‫حّت ولو مل يقدّم ّ‬


‫الطعام‪.‬‬ ‫‪ 25‬يف هذه التّجربة اعتادت الالكب أن تسمع صوت اجلرس تزامنا مع تقدمي ّ‬
‫الطعام‪ ،‬ومع الوقت بدأ لعاب الالكب يس يل ّ‬
‫مبجرد سامع صوت اجلرس ّ‬
‫‪55‬‬
‫اإل أ ّن عالقتنا اجلنس ّية أصبحت سيّئة جدّ ا ‪-‬عىل القل ابلنس بة لها‪ ،-‬عانيت من ضعف الانتصاب ّمرة‬
‫أو ربّام ّمرتني فقط‪ ،‬ولكن الانتصاب ما اكن يدوم أكرث من دقيقة‪ .‬اس ّمترت عالقتنا عاما اكمال علىى هذا‬
‫احلال‪ ،‬ومل أمتكّن من اإش باع رغبهتا أثناء امجلاع ول ّمرة واحدة طوال هذه الفرتة‪ ،‬ويه نفسها الفتاة اليت‬
‫اكنت سعيدة بعالقتنا منذ س تة أشهر خلت‪".‬‬

‫وابلنّس بة للبعض فا ّإن رسعة القذف ميكن أن تكون مرتبطة بعادة قدمية‪ ،‬كن حي ّث الشّ خص نفسه عىل القذف برسعة ّ‬
‫حّت‬
‫إوان اكن الانتصاب ما يزال ضعيفا‪:‬‬
‫الصباح قبل أن أذهب اإىل املدرسة‪ ،‬وأيضا عدّ ة ّمرات خالل اليوم‪،‬‬ ‫"كنت أجرب نفيس عىل القذف يف ّ‬
‫مل تكن عندي رغبة جنس ّية‪ ،‬ومل يكن هناك انتصاب يس تدعي ذكل‪ ،‬ا ّإل أ ّين كنت أميل اإىل اإجبار‬
‫جردتين‬ ‫السيّئة وسلويك ّ‬
‫القهري عند مشاهدة الفالم الإابح ّية ّ‬ ‫نفيس عىل القذف مرارا وتكرارا‪ .‬عادايت ّ‬
‫عضّل عابر وتدفّق رسيع‬‫حتولت العمل ّية اإىل انقباض ّ‬ ‫لك اإحساس ابلن ّشوة اليت تصاحب القذف‪ّ ،‬‬ ‫من ّ‬
‫وحسب‪ .‬اإذا كنت تعاين من رسعة القذف بسبب ارتياد املواقع الإابح ّية عىل الإنرتنت أعط اعتبارا‬
‫للمشاعر والحاسيس منذ البداية‪ .‬يف املايض وقبل أن أعتاد عىل مشاهدة الفالم الإابح ّية عىل الإنرتنت‬
‫اكن إاحسايس ّبذلة امجلاع اس تثنائ ّيا دلرجة أ ّن ركبتاي اكنتا ترجتفان‪ ،‬أ ّما الن فا ّإن القذف يأيت رسيعا‬
‫خاصة يف عالقيت‬‫طبيعي‪ ،‬و ّ‬
‫وبشلك أ ّيل‪ ،‬ول يصاحبه شعور ابلمتنان‪ ،‬بل يكون الحساس ضعيفا وغري ّ‬
‫مع النّساء‪".‬‬
‫اكتساب أذواق جنس ّية غريبة‬
‫يف قدمي ّالزمان اكن ّالرجال يثقون بأن أجسادمه سوف تساعدمه عىل ّ‬
‫تعمل ّ‬
‫لك ما يرغبون مبعرفته عن ميوهلم وأذواقهم‬
‫اجلنس ّية‪ ،‬واكن هذا قبل ش يوع املواقع الإابح ّية ووفرهتا عىل الإنرتنت‪.‬‬
‫ندرب أدمغتنا ابس مترار‪ ،‬سواء وعينا لهذه‬
‫ادلّ ماغ عضو دلن وقابل للتّغيري ابلتّدريب واملامرسة‪ ،‬وحنن يف احلقيقة ّ‬
‫حول من مشاهدة نوع من أنواع املامرسات اجلنس ّية اإىل‬
‫احلقيقة أم مل نعها‪ .‬ويتّضح ّمما ورد يف عدد كبري من التّرصحيات أ ّن التّ ّ‬
‫مشاهدة نوع أخر هو أمر شائع بني مراتدي املواقع الإابح ّية‪ ،‬واذلين عادة ما ينهتيي هبم املطاف حيث مل حيتس بوا‪ ،‬مما ّ‬
‫يودل يف‬
‫نفوسهم شعورا ابلنزعاج واحلرية‪ .‬مفا اذلي يقف خلف هذه ّ‬
‫الظاهرة؟‬
‫وخاصة عندما نتحدّث عن دماغ املراهق وهو ما يزال يف طور النّ ّمو‪،‬‬
‫أحد الاحامتلت أن يكون امللل أو التّ ّعود‪ّ ،‬‬
‫لك غريب ومس تغرب‪ ،‬فلكّام اكن اجلديد‬
‫وخاصة يف ّ‬ ‫فاملراهقون ينشدون الإاثرة‪ ،‬وميلّون برسعة‪ّ .‬‬
‫حيب املراهقون ال ّتجديد‪ّ ،‬‬
‫‪56‬‬
‫أكرث غرابة لكّام لفت انتباههم أكرث‪.‬‬
‫وقد وصف العديد من املراهقني من جيل الإنرتنت كيف تعلّموا أن ميارسوا الاس متناء بيد‪ ،‬بيامن اليد الخرى تضغط‬
‫عىل الزرار‪ ،‬وتتنقّل بني عدد من الفالم الإابح ّية‪ ،‬فعندما ميل أحدمه من مشاهدة فيمل عن ّ‬
‫السحاق ّيات ‪-‬عىل سبيل املثال‪-‬‬
‫املتحولني جنس ّيا‪ ،‬ويرتتّب عىل ذكل جتديد مس ّمتر‪ ،‬وزايدة مضطردة يف احلرص النّ ّ‬
‫فيس‪ ،‬وهذان العامالن‬ ‫ينتقل اإىل فيمل عن ّ‬
‫اجلنيس‪ .‬وقبل أن يعي املراهق ما اذلي حيدث يف دماغه يكون قد وصل اإىل‬
‫ّ‬ ‫فيس) يؤ ّججان حاةل الهتّ ّيج‬
‫(ال ّتجديد واحلرص النّ ّ‬
‫اجلنيس يف دماغه‪ .‬املراهق اذلي مل يزل يف طور‬
‫ّ‬ ‫للسلوك‬ ‫الش بق‪ ،‬وروابط جديدة تكون قد ُ ّ‬
‫جسلت يف ادلّ ائرة العصب ّية ّ‬ ‫ذروة ّ‬
‫النّ ّمو ميكنه الن أن ينتقل أثناء ممارسة العادة ّ ّ‬
‫الرسيّة من مشاهدة نوع من أنواع املامرسات اجلنس ّية اإىل مشاهدة نوع أخر‬
‫السلوك قد‬
‫ابلرمغ من أ ّن هذا ّ‬ ‫وبرسعة شديدة‪ ،‬وهذا المر ليس هل مثيل يف ّ‬
‫لك ما عرف عن الإابحيّة اجلنس ّية يف املايض‪ ،‬و ّ‬
‫الرسيعة‪ .‬يقول أحد ّ‬
‫الش ّبان‪:‬‬ ‫عادي جدّ ا‪ ،‬ولكنّه ياكد يكون اخلطر ّالرئيس ملواقع التّيوب الإابح ّية يف عرص الإنرتنت ّ‬
‫يبدو للبعض ّ‬
‫السابق مل أكن أميل اإىل أ ّي يشء غريب الطوار‪ّ ،‬مث بدأت أشاهد الفالم الإابح ّية عىل الإنرتنت‪،‬‬ ‫"يف ّ‬
‫يف البداية كنت أشاهد فتيات من جيّل‪ ،‬أ ّما الن فقد رصت أحب مشاهدة الفالم ا إلابحيّة للفارقة‬
‫ملتحولني جنس ّيا‪ ،‬أو اخملنّثني والشّ وا ّذ‪ ،‬وكذكل‬
‫ال ّسود‪ ،‬وأفالم الن ّساء البدينات‪ ،‬أو الن ّساء املس نّات‪ ،‬أو ا ّ‬
‫لثنائي اجلنس‪ 26‬شارك يف‬ ‫إابيح ّ‬ ‫الفالم الإابح ّية للمراهقني‪ .‬شاهدت يف أحد ال ّايم بضع ثوان من فيمل ا ّ‬
‫حتولت‬ ‫احملرمات فمل أشاهده‪ ،‬ومل أعطه فرصة ليثريين‪ ،‬و ّ‬‫أدائه امرأة ورجالن‪ ،‬وانتابين شعور بأن ّه جتاوز ّ‬
‫حب مشاهدهتا‪ ،‬وذكل ل ّين مل‬ ‫ثنائي اجلنس‪ ،‬ول أ ّ‬ ‫اإىل فيمل أخر‪ .‬فأان الن ل أميل اإىل مشاهدة أفالم ّ‬
‫لكين أعطيت هذه الفرصة لنواع أخرى من الفالم اليت عرضت يل‪،‬‬ ‫أعط الفيمل فرصة ليثري غريزيت‪ ،‬و ّ‬
‫ولو أعطيت الفرصة لفالم اإابحيّة بطالهتا جدّ ات مس نّات لباتت تغريين أيضا‪".‬‬

‫امليل اإىل مشاهدة أنواع من املامرسات اجلنس ّية أكرث حفشا واحنرافا مع اس تفحال عادة مشاهدة املرئ ّيات اجلنس ّية ليس‬
‫مقترصا عىل املراهقني‪ ،‬ففي دراسة أجريت قبل عرص الإنرتنت‪ُ 27‬عرض عىل املشاركني فيلام مدّ ته ساعة اكمةل‪ّ ،‬مرة ّ‬
‫لك أس بوع‪،‬‬
‫وملدّ ة س تة أسابيع‪ .‬اكنت الفالم املعروضة عىل نوعني‪ :‬إا ّما أن يشاهد املشاركون أفالما بريئة‪ ،‬أو يشاهدون أفالما اإابح ّية ذات‬

‫‪ 26‬ثنايئ اجلنس هو الشّ خص اذلين مييل اإىل ممارسة اجلنس مع الك اجلنسني‪ :‬النّساء ّ‬
‫والرجال‬
‫تغري الذواق عند اس هتالك الإابحيّة (‪)١٩٨٦‬‬‫‪ 27‬دراسة "دولف زيلامن" بعنوان‪ّ :‬‬
‫‪57‬‬
‫حمتوى جنيس ليس فيه عنف أو غرابة‪ ،‬وقد ُعرض عىل املشاركني يف ّ‬
‫لك مجموعة نوع واحد فقط من الفالم طيةل الفرتة‪ ،‬وبعد‬
‫الس ّتة أعطي ّ‬
‫لك مشارك اجملال يك خيتار بنفسه فيلام‪ ،‬ويشاهده يف خلوة‪ .‬أعطي املشاركون عددا‬ ‫أس بوعني من انهتاء العروض ّ‬
‫من اخليارات لفالم مصنّفة فئة (‪ )G‬ويه ّ‬
‫موّجة لعا ّمة املشاهدين‪ ،‬أو فئة (‪ )R‬ويه حمدودة ببعض الضّ وابط‪ ،‬أو فئة (‪)X‬‬
‫الس تة مل يبدو رغبة‬
‫جنيس فاحض‪ .‬املشاركون اذلين ُعرضت علهيم الفالم الإابحيّة يف السابيع ّ‬
‫ويه أفالم اإابحيّة ذات حمتوى ّ‬
‫مبشاهدة الفالم ا إلابح ّية اخلالية من العنف والغرابة‪ ،‬ولكهنم اختاروا مشاهدة أفالم جنس ّية فهيا عنف وساديّة‪ ،‬أو أفالم جنس‬
‫لديم مع حيوان‪ ،‬وهذا امليل لختيار مشاهدة املامرسات اجلنس ّية الغريبة اكن أكرث وضوحا دلى ّاذلكور‪ ،‬ولكنّه موجود دلى‬
‫الإانث اإىل ح ّد ما‪.‬‬
‫وقد ن ُرشت مراجعة شامةل للحباث املتعلّقة هبذا املوضوع‪ ،‬وورد فهيا أ ّن الباحثني يف اإحدى ادلّ راسات ّ‬
‫رصحوا بأ ّن‬
‫الاحامتل ضعيف أن يقترص مس هتلكو الإابح ّية اجلنس ّية عىل مشاهدة الفالم اليت تعرض املامرسات اجلنس ّية املعتادة‪ ،‬ولكن‬
‫اإذا أتيحت هلم الفرصة سوف يقبلون عىل مشاهدة الفالم ا إلابح ّية اليت تعرض ممارسات جنس ّية غريبة‪ ،‬مبا يف ذكل ّ‬
‫الساديّة‬
‫املتكرر للمرئ ّيات اجلنس ّية جيعل الانتصاب دلى املشاهد أضعف‬
‫والعنف اجلسدي‪ .‬وقد وجد بعض الباحثني أيضا أ ّن التّ ّعرض ّ‬
‫حّت ينجح يف اإاثرة وهتييج‬ ‫ول يدوم طويال‪ ،‬وذلكل ف إان ّه يزنع اإىل ال ّتصعيد ومشاهدة أفالم ذات حمتوى أكرث غرابة و ّ‬
‫تطرفا ّ‬
‫الغريزة‪ ،‬ولكن عندما يبدأ الشّ خص مبشاهدة املامرسات اليت تعرضها الفالم اجلديدة‪ ،‬ف إان ّه ل يمتكّن يف العودة إاىل الوراء و ّالرجوع‬
‫اإىل مشاهدة الفالم القدمية اليت بدأ هبا‪ ،‬وذكل ل ّن شعوره ابملتعة والإاثرة دلى مشاهدة الفالم القدمية يكون ضعيفا وخم ّيبا‬
‫للمل‪ ،‬ويظ ّل ضعف أو انعدام الاس تجابة عند مشاهدة الفالم القدمية مالزما هل مل ّدة أسابيع قبل أن يبدأ ابلت ّ‬
‫حسن تدرجي ّيا‪.‬‬
‫اإذن وابختصار فقد وجد الباحثون قبل مخسة وعرشين عاما أ ّدةل ملموسة عىل أ ّن درجة تأثري الفالم الإابح ّية عىل‬
‫املشاهدين يضعف مع الوقت بسبب التّ ّعود‪ ،‬وتنخفض اس تجابهتم ملا تعرضه من املثريات اجلنس ّية‪ ،‬وأّنّ م حيتاجون اإىل املزيد‬
‫اجلنيس‪ .‬واليوم فا ّإن املواقع الإابح ّية عىل الإنرتنت‬
‫ّ‬ ‫من اجلرأة يف املادّة املعروضة‪ ،‬إوال فس ينتاهبم شعور بعدم ّالرضا أو الاكتفاء‬
‫حّت تضمن اس مترار الاس هتالك فاإّنّ ا جتعل التّصعيد يف مس توى الفحش‬ ‫الفطري دلى مراتدهيا‪ ،‬و ّ‬
‫ّ‬ ‫الرسيعة تس تغ ّل هذا الضّ عف‬
‫ّ‬
‫يف املادّة املعروضة متاحا‪ ،‬ورسيعا‪ ،‬ودون قيد أو رشط‪.‬‬
‫يفرس ظاهرة ال ّتصعيد يف نوع ّية املامرسات اجلنس ّية‬
‫ابلإضافة اإىل امللل أو التّ ّعود‪ ،‬فا ّإن هناك عامل أخر ميكن أن ّ‬
‫‪58‬‬
‫املريض‪ ،‬ويقود الشّ خص اإىل طلب ال ّزايدة يف جرعة الإاثرة‬
‫ّ‬ ‫املرغوبة وهو‪ :‬التّح ّمل‪ .‬التّح ّمل أكرث دلةل عىل الإدمان مبفهومه‬
‫ابس مترار ‪-‬كام سرنى لحقا‪ .-‬وال ّتجديد املس ّمتر يف املادّة اجلنس ّية املعروضة سوف يضمن ابلتأكيد جذب انتباه املشاهد‪ ،‬إوااثرته‬
‫من جديد‪ ،‬فلو فقد اهامتمه بنجمة الإابح ّية يف أحد الفالم‪ ،‬فقد جي ّرب أن يشاهد فيلام عن الاغتصاب امجلاعي أو اجلنس‬
‫ادلّ موي العنيف‪ ،‬ليس لن ّه عدوان ّيا أو سفّاحا‪ ،‬ولكن لن ّه يصبح حباجة اإىل مرئ ّيات جنس ّية عنيفة كهذه وما يصاحهبا من زايدة‬
‫فيس "نورمان دودج" لحظ أيضا هذه‬ ‫فيس يك تؤجج شهوته وتبلّغه مراده‪ .‬وكام ذكرت يف املقدّ مة‪ ،‬فا ّإن ّ‬
‫الطبيب النّ ّ‬ ‫احلرص النّ ّ‬
‫ّالزنعة عند مرضاه‪.‬‬
‫لكن ال ّدةل عىل اإماكن ّية الرباء مهنا أيضا كثرية‬ ‫هذه ّ‬
‫الظاهرة شائعة جدّ ا بني مراتدي املواقع الإابحيّة عىل الإنرتنت‪ ،‬و ّ‬
‫ومطمئنة‪ ،‬إواليمك بعض التّرصحيات اليت رواها عدد من ّ‬
‫الش ّبان‪:‬‬
‫"ولكّام اس تفحلت يف عادة ارتياد املواقع الإابح ّية أثناء س نوات دراس يت اجلامع ّية رصت أجد نفيس أنزلق‬
‫فريسة للمزيد من ال ّرذيةل واجملون‪ ،‬أش ياء غريبة‪ ،‬ومقرفة حقّا‪ ،‬ومل تعد تثريين عندما أفكّر هبا الن‪ .‬إان ّه‬
‫عادي‪ ،‬ودل وترعرع عىل الكرة‬ ‫أعظم شعور عىل الإطالق أن تعرف أ ّن خت ّيالتك صارت خت ّيالت اإنسان ّ‬
‫الرض ّية ك ّ‬
‫ديم‪".‬‬
‫* * *‬
‫"لقد س مئت سامع مقوةل النّاس أ ّن "ما يغريك هو ما يعجبك"‪ ،‬فالكثري مما أشاهده ل يعجبين عىل‬
‫الإطالق‪ ،‬ولكن الش ياء ا ّلطبيع ّية مل تعد تغريين أبدا‪ .‬مل يدر خبدلي يوما أن تثري شهويت رؤية نساء‬
‫وحّت هذه املامرسات فقدت مفعولها مع الوقت‪ ،‬ومل تعد تؤثّر ّيف‪.‬‬ ‫بعضهن البعض‪ّ ،‬‬
‫ّ‬ ‫يتبولن عىل‬
‫ّ‬
‫ظن أن ّنا ابلاكد بدأان نفهم تأثري ارتياد املواقع الإابحيّة عىل الإنسان‪ ،‬لكّنا‬
‫الشّ هوة اجلنس ّية خدّ اعة‪ ،‬وأ ّ‬
‫"الريبوت"‪ ،‬ومما قرأته مرارا وتكرارا فا ّإن املشاركني بدأوا يالحظون التّغيري اإىل‬ ‫مشاركون يف جتربة ّ‬
‫الفضل‪".‬‬
‫* * *‬
‫"ميكنين القول بلك ثقة بأ ّن اخليالت اليت تراودين عن الاغتصاب والقتل والإذلل مل تكن موجودة قبل‬
‫أن أنزلق يف وحل مشاهدة املرئ ّيات اجلنس ّية املاجنة من سن ‪ ١٨‬اإىل ‪ ٢٢‬س نة‪ ،‬وعندما توقّفت عن‬
‫مشاهدة الفالم الإابح ّية مل ّدة مخسة أشهر تالشت لك هذه اخليالت والوهام‪ ،‬لقد عادت ا ّإيل أذوايق‬
‫السقوط يف ّخف الإابحيّة اجلنس ّية‬
‫وميويل اجلنس ّية ا ّلطبيع ّية واليت اكنت دوما وما تزال بنكهة الفا ّنيال‪ .‬عند ّ‬
‫احملرمات‪ ،‬واملامرسات القذرة‪ ،‬من أجل أن تصل اإىل‬ ‫ف إان ّك حتتاج دوما اإىل املزيد من الفحش‪ ،‬واجملون‪ ،‬و ّ‬
‫املرجوة‪".‬‬
‫الإاثرة ّ‬
‫‪59‬‬
‫* * *‬
‫"وصلت اإىل قناعة بأ ّين لن أمتكّن من ممارسة اجلنس بصورة طبيع ّية أبدا‪ ،‬فقد كنت أعتقد أ ّن دماغي‬
‫مربمج حبيث ل تثريين اإل مشاهد املرأة املتسلّطة (وهو نوع من الفالم الإابح ّية تكون فيه املرأة يف‬
‫دور س يادي‪ ،‬وتقوم ابإذلل ّالرجل)‪ ،‬اكلشّ ا ّذ اذلي تثريه رؤية ّالرجال‪ ،‬ول يرغب بأ ّي عالقة جنس ّية مع‬
‫النّساء‪ .‬مل أكن أعرف أ ّن ما ظننته من طبيعيت إانّام هو نتيجة لعادة ارتياد املواقع الإابحيّة‪ ،‬لقد اكن حجامي‬
‫بيدي‪ .‬وبعد ثالثة أشهر من الامتناع التّا ّم عن مشاهدة الفالم الإابح ّية جتدّ دت عالقيت‬ ‫صنعته ّ‬
‫بزوجيت‪ ،‬ممّا أزال من عقّل لك الشّ كوك بف ّعالية ّ‬
‫"الريبوت"‪".‬‬
‫* * *‬
‫شاب يف الثّالثة والعرشين من العمر وأمتتع بص ّحة جيّدة‪ ،‬بدأت ابرتياد املواقع الإابحيّة عىل الإنرتنت‬ ‫"أان ّ‬
‫سن اخلامسة عرشة‪ ،‬وبرسعة تص ّعدت عاديت من مشاهدة املامرسات اجلنس ّية ا ّلطبيع ّية اإىل مشاهدة‬ ‫يف ّ‬
‫اجلنيس‪ ،‬وناكح احملارم‪ ...‬وغريها‪.‬‬
‫ّ‬ ‫املتحولني جنس ّيا‪ ،‬والعنف‬
‫أنواع من املامرسات أشدّ حفشا مثل أفالم ّ‬
‫سن العرشين‪ ،‬فقد‬ ‫رض نفيس اإل عند أ ّول عالقة جنس ّية حقيق ّية يل يف ّ‬ ‫مل أع اإىل أ ّي درجة كنت أ ّ‬
‫عانيت وقهتا من ضعف الانتصاب وتالش يه برسعة‪ .‬لقد أذت هذه ال ّتجربة ثقيت بنفيس اإىل حدّ كبري‪،‬‬
‫متخوفا من العالقة احلمية‪ ،‬وقد عانيت من نفس املشلكة مرارا‪ ،‬وبعدها رصت أزيد من وترية‬ ‫وجعلتين ّ‬
‫ارتياد املواقع الإابحيّة‪ ،‬وأطيل فرتة مشاهديت لفالم اجلنس‪ ،‬وابلتّدرجي تردّيت اإىل مشاهدة أنواع أقذع‬
‫جترأت عىل حماوةل امجلاع ّمرة أخرى وفشلت‪ ،‬فتدحرجت يف‬ ‫من الفواحش و ّالرذائل‪ .‬وبعد س نة اكمةل ّ‬
‫دلي‬
‫تودل ّ‬‫جربت ممارساهتم يف بعض الحيان‪ ،‬و ّ‬ ‫حفرة اليأس‪ ،‬وبدأت أشاهد أفالما اإابح ّية للمخنّثني‪ ،‬و ّ‬
‫شعور بأ ّين شا ّذ‪ ،‬رمغ أ ّن أفالم الشّ وا ّذ مل تكن تغريين أبدا يف املايض‪.‬‬
‫ّمث وجدت موقع "نوفاب"‪ ،‬و ّقررت أن أقلع عن ارتياد املواقع الإابح ّية‪ ،‬وبعد عدد من الانتاكسات‬
‫لك رغبة مبشاهدهتا‬ ‫متكّنت من الامتناع عن مشاهدة الفالم الإابح ّية مل ّدة تسعني يوما اكمةل‪ ،‬وفقدت ّ‬
‫السابع والثّامنني من‬‫وخاصة املامرسات شديدة الفحش اليت اعتدت مشاهدهتا يف املايض‪ .‬ويف اليوم ّ‬ ‫ّ‬
‫تعرفت عىل فتاة ل ّول ّمرة بعد عصور من العزوب ّية‪ ،‬وعند أ ّول جتربة جنس ّية يل ‪-‬بعد‬ ‫"الريبوت" ّ‬ ‫جتربة ّ‬
‫السابق أفقد الانتصاب برسعة‪،‬‬ ‫الإقالع‪ -‬مل أعاين من أي ّة مشلكة‪ ،‬وهذا يشء مدهش ل ّين كنت يف ّ‬
‫املرات اليت تلهتا مل أعاين من أ ّي مشالك يف الانتصاب‪ ،‬بل اكن احلال عىل أفضل ما يكون‪،‬‬ ‫وأيضا يف ّ‬
‫أشعر أ ّين أعطيت فرصة جديدة للحياة‪".‬‬
‫* * *‬
‫لك عشّ اق الفالم الإابحيّة لكّام شاهدت أفالما أكرث لكّام احتجت اإىل املزيد من ال ّرذيةل والفجور‬
‫"مثل ّ‬
‫حّت أصل اإىل الإاثرة املطلوبة‪ ،‬يف أسوأ أحوايل كنت غارقا يف مشاهدة أفالم اجلنس مع احليواانت‪،‬‬ ‫ّ‬
‫وناكح احملارم‪ ،‬وغريها من املامرسات املنحرفة‪ ،‬ومل يكن اإتيان النّساء من ال ُق ُبل يُثريين‪ ،‬بل كنت أميل‬
‫‪60‬‬
‫حولت الإابحيّة اجلنس ّية النّساء يف نظري‬ ‫أكرث اإىل املامرسات الخرى مثل اجلنس الفموي وغريها‪ ،‬لقد ّ‬
‫اإىل أدوات للمتعة اجلنس ّية ل أكرث‪.‬‬
‫السموم ا ّذلهن ّية" كام حيلو يل أن أ ّمسهيا‪ ،‬وبعد عدّ ة حماولت جادّة‪ ،‬ختلّصت‬
‫وبعد عدّ ة شهور من " إازاةل ّ‬
‫السويّة مع النّساء‪.‬‬
‫من تركزيي عىل تكل املامرسات‪ ،‬ورصت أجنذب اإىل العالقة ّ‬
‫لكين أدركت ا ّإن العاطفة اليت ّ‬
‫يودلها اإتيان املرأة من ال ُق ُبل ل‬ ‫قد يبدو لمك المر عىل أن ّه طرفة ل أكرث‪ ،‬و ّ‬
‫تُضاىه‪ ،‬ورصت أرى زوجيت الن أكرث جاذب ّية إواغراء من أ ّي وقت مىض‪ .‬لقد اكن قراري ابلإقالع‬
‫عن ارتياد املواقع الإابح ّية قرارا راحبا للكينا‪ ،‬وبدون مبالغة لقد تضاءلت رغبيت يف مشاهدة أفالم اجلنس‬
‫من رغبة جاحمة اإىل ّنفة عارضة‪".‬‬

‫اعتقد ّالرجال عىل مدى الزمان أ ّن ما يثريمه جنس ّيا ويوصلهم اإىل مقّة الهتّ ّيج هو ادلّ ليل ال ّراخس عىل أذواقهم اجلنس ّية‪،‬‬
‫وذلكل فا ّإن ال ّتصعيد اإىل مشاهدة املامرسات اجلنس ّية املنحرفة اليت ختالف ميول الشّ خص وأذواقه اليت اعتاد علهيا يف ّ‬
‫السابق‬
‫قد ّ‬
‫يشلك حمنة حقيق ّية للكثريين‪ ،‬لن ّه يدفعهم اإىل الشّ ّك يف معرفهتم حقيقة أذواقهم وميوهلم اجلنس ّية‪ .‬ورمغ ذكل فا ّإن التّصعيد‬
‫جيي حنو مشاهدة أنواع غري معهودة من املامرسات اجلنس ّية شائع جدّا هذه ال ّايم اإىل درجة تثري الاس تغراب‪ّ ،‬‬
‫وخاصة بني‬ ‫التّدر ّ‬
‫الس ّن اذلين نشأوا منذ نعومة أظفارمه غارقني يف مشاهدة مواقع التّيوب الإابحيّة اليت تعمل بس ياسة "لك يشء مقبول"‪.‬‬
‫صغار ّ‬
‫يروي أحدمه جتربته فيقول‪:‬‬
‫سن املراهقة‪ ،‬وجدت عددا من املواقع الإابح ّية تش به‬‫"عندما وصلت حاسويب عىل الإنرتنت وأان يف ّ‬
‫موقع يوتيوب (®‪ )YouTube‬وتصنّف حمتوايهتا يف مجموعات حسب نوع املامرسات اجلنس ّية اليت‬
‫الس نوات احنرف ذويق‬ ‫الش ّبان املراهقني من جيّل‪ ،‬ولكن مبرور ّ‬ ‫لك ّ‬
‫تعرضها‪ .‬يف البداية اكن ذويق مثل ّ‬
‫ورصت أميل اإىل مشاهدة الفالم اليت تعرض العنف اجلسدي‪ّ ،‬‬
‫وابذلات العنف املو ّجه ض ّد النّساء‪،‬‬
‫وخاصة أفالم الكرتون اجلنس ّية (الهينتاي) اليت تعرض سيناريوهات تشمزئ مهنا النّفوس‪ ،‬ومنحرفة اإىل‬ ‫ّ‬
‫درجة ل ميكن أن حتدث يف الواقع‪ ،‬ومع ذكل مللت هذه الفالم يف الهنّ اية‪ .‬ويف العرشينات من معري‬
‫وجدت أنواعا جديدة من الفالم الإابحيّة‪ ،‬ويف غضون س نة كنت قد شاهدت عددا من النواع‪،‬‬
‫ورصت أنتقل من نوع اإىل النّوع اذلي يليه بشلك أرسع‪ ،‬ويف وقت أقرص من سابقه‪.‬‬
‫"الريبوت" ل ّن ذويق وميويل اجلنس ّية يف الوقت احلايل أصبحت تربكين‬ ‫ّقررت أن أخوض جتربة ّ‬
‫وتؤرقين‪ ،‬فهيي تتعارض مع ميويل اجلنس ّية احلقيق ّية اليت عهدهتا‪".‬‬

‫و ّ‬
‫الطا ّمة الكربى أ ّن هناك منشورا شائعا جدّ ا عىل الإنرتنت يدّ عي بأ ّن الإابح ّية اجلنس ّية تساعد مس هتلكهيا عىل‬

‫‪61‬‬
‫حب الاس تكشاف اإىل تتبّع ومتابعة لك مثري وملهتب‬
‫"اكتشاف ميوهلم اجلنس ّية احلقيقيّة"‪ ،‬بعض الفضوليون من اليافعني دفعهم ّ‬
‫من الفالم الإابح ّية اليت تقع علهيا أيدهيم جبرأة إواقدام‪ ،‬معتقدين أ ّن هذا س يكشف هلم حقيقة ميوهلم اجلنس ّية‪ ،‬فهم جيهلون‬
‫اجلنيس عند رؤيهتم املادّة ا إلابح ّية ليس املعيار الوحيد للميول اجلنس ّية عند الإنسان‪.‬‬
‫ّ‬ ‫جمرد شعورمه ابلهتّ ّيج‬
‫أ ّن ّ‬
‫الوقوع يف خفّ الإدمان ميكن أن يقود اإىل تزايد رغبة الشّ خص يف مشاهدة أنواع جديدة من املرئ ّيات اجلنس ّية اليت‬
‫تبدو هل أكرث اإاثرة‪ ،‬يف حني أ ّن النواع اليت اكن يعتربها يف ّ‬
‫السابق ساخنة وملهتبة تظهر هل فامي بعد ابردة وغري مؤثّرة‪ ،‬وقد‬
‫فيس دلى الشّ خص ميكن أن‬
‫لك مادّة مرئ ّية تعمل عىل زايدة احلرص النّ ّ‬ ‫يكون هذا التّغيري مفاجئا ّ‬
‫وحمريا هل‪ .‬أضف اإىل ذكل أ ّن ّ‬
‫اجلنيس أيضا‪ ،‬وقد ّ‬
‫وحض أحد الباحثني أ ّن تسارع النّبض واتّساع بؤبؤ العني ورطوبة اجلدل يه أعراض اس تجابة‬ ‫ّ‬ ‫تزيد الهتّ ّيج‬
‫الصادمة‪ ،‬ولكهنّ ا أحياان تُعزى خطأ اإىل الشّ عور ابلهتّ ّيج‬
‫اجلسم لإفراز الدرينالني‪ 28‬أثناء مشاهدة املرئ ّيات اجلنس ّية اجلريئة و ّ‬
‫اجلنيس‪ ،‬فنحن قد "خنظئ يف تفسري سبب هت ّيجنا بسبب الافرتاضات اخلاطئة أساسا عن سبب هذه العراض"‪ .‬وقد أ ّكد‬ ‫ّ‬
‫الصدد أ ّن الاهامتمات واملثريات اجلنس ّية قابةل للتّغيري والتّك ّيف‪ ،‬وعندما‬
‫مسح شامل للحباث الاكدمي ّية املنشورة هبذا ّ‬
‫يس تفحل مس هتلكو الإابحيّة اجلنس ّية يف مشاهدة النواع الكرث حفشا وعنفا من الفالم واملامرسات اجلنس ّية حبثا عن التّجديد‬
‫والإاثرة‪ ،‬فقد وجد الكثريون مهنم أّنّ م انزلقوا اإىل مشاهدة ممارسات جنس ّية تتناقض وتتعارض مع طبيعهتم اليت ألفوها‪ .‬وهذا‬
‫رصحوا به‪:‬‬
‫بعض ما ّ‬
‫الس نوات مل تعد الفالم اليت اعتدت مشاهدهتا جتدي نفعا‪ ،‬شاهدت مؤخّرا بعض الفالم‬ ‫"مبرور ّ‬
‫الإابحيّة للشّ وا ّذ ل ّين كنت أشعر ابمللل‪ ،‬بدا يل المر وكن ّه‪ :‬ها أان ذا وقد بلغت الثّامنة والعرشين‪،‬‬
‫لك أنواع املامرسات اجلنس ّية‪ ،‬فمل ل أشاهد أفالما عن ممارسات املثل ّيني‪ !29‬يف تكل اللّحظة‬
‫وشاهدت ّ‬
‫لكين ّ‬
‫ابلطبع مل‬ ‫بذرت بذرة خري‪ ،‬فقد قلت لنفيس " إان ّه يشء قذر جدّ ا‪ ،‬وجيب عليك أن تتوقّف"‪ ،‬و ّ‬
‫أتوقّف حيهنا‪"...‬‬
‫* * *‬
‫تعج بقصص أانس من اكفّة‬
‫"املواقع واملنتدايت ّاليت ينرش هبا العضاء لك ما يف جعبهتم من أرسار ّ‬
‫الطياف‪ ،‬ضائعون وحائرون‪ ،‬ول يعرفون ميوهلم اجلنس ّية احلقيق ّية‪ .‬اإّنّ م يتساءلون مرعوبني عن سبب‬

‫العصّب اذلي يفرز يف مواقف الشّ عور ابخلطر أو الهتّ ديد واليت تتطلّب من الإنسان ردّة فعل "ارضب أو اهرب"‬
‫ّ‬ ‫‪" 28‬الدرينالني" هو النّاقل‬
‫السلوك بني النّساء "ا ّلسحاق" وبني الرجال "اللّواط"‬
‫ّ‬ ‫هذا‬ ‫يدعى‬ ‫جنسهم‪،‬‬ ‫نفس‬ ‫من‬ ‫شخاصا‬ ‫أ‬ ‫يعارشون‬ ‫‪ 29‬املثل ّيون مه اذلين‬
‫‪62‬‬
‫ما يشعرون به من رغبات جنس ّية شا ّذة وغريبة‪ ،‬تكل اليت بدأوا يشعرون هبا بعد أن شاهدوا ما يعرض‬
‫عىل املواقع الإابحيّة‪ .‬وها مه أبناء جيل الإنرتنت هيرعون اإىل املنتدايت عىل الإنرتنت حبثا عن اإجاابت‬
‫شافية‪ ،‬وعىل املواقع الفرنس ّية فاحلال ل خيتلف‪ ،‬اللف يتساءلون‪ ،‬والكثريون ل يعلمون ملاذا ظهرت‬
‫دلهيم ميول جنس ّية مل يعهدوها من قبل‪ ،‬والعامل املشرتك بيهنم مجيعا هو اس تخدام الإنرتنت ّ‬
‫الرسيعة‬
‫وما فهيا من برامج التّواصل‪ ،‬واملواقع ا إلابح ّية‪ ،‬ومواقع التّعارف واملواعدة‪".‬‬

‫وعندما يصبح الشّ خص موسوسا وغري واثق بأن ّه يعرف حقيقة ميوهل اجلنس ّية فاإّنّ م يش هبّ ونه حباةل الوسواس القهري‪ ،‬فيقولون‬
‫اجلنيس"‪ .‬وهذا أحدمه يقول‪:‬‬
‫ّ‬ ‫أعاين من "الوسواس القهري يف امليل‬
‫"[‪ ١٩‬عاما] لقد اعتقدت جبدّ يّة أ ّين بدأت أصبح شا ّذا‪ ،‬كنت يف ذكل الوقت أعاين من حاةل حادّة من‬
‫اجلنيس‪ ،‬وفكّرت مل ّيا بأن ألقي نفيس من أقرب مرتفع‪ ،‬وكنت أشعر ابلكتئاب‬
‫ّ‬ ‫الوسواس القهري يف امليل‬
‫أيضا‪ .‬أعرف أ ّين أميل اإىل الفتيات‪ ،‬وأن ّه من غري املمكن أن أجنذب اإىل رجلٍ أخر‪ ،‬ولكن ملاذا كنت‬
‫حّت تُثار‬ ‫اجلنيس؟ وملاذا احتجت اإىل مشاهدة أفالم الشّ وا ّذ و ّ‬
‫املتحولني جنس ّيا ّ‬ ‫ّ‬ ‫أعاين من العجز‬
‫غريزيت؟!"‬

‫هري هو حبدّ ذاته مشلكة طبّ ّية تس تدعي الاهامتم‪ ،‬وهمام اكنت طبيعة امليول‬
‫ا ّإن أ ّي شلك من أشاكل الوسواس الق ّ‬
‫خمتصا‪ .‬وينبغي عىل ّ‬
‫الطبيب‬ ‫تؤرقك‪ ،‬اإذا كنت تعاين من هذا النّوع من العراض فالجدر بك أن تراجع طبيبا ّ‬
‫اجلنس ّية اليت ّ‬
‫أن يتفهّم متاما أ ّن مرض الوسواس القهري هو اذلي يدفعك مكرها اإىل اإعادة التّدقيق يف ميوكل اجلنس ّية مرارا وتكرارا من أجل‬
‫نفيس لطبيعتك اجلنس ّية‪ .‬هذا ّ‬
‫شاب‬ ‫أن تُ َط ْمنئ نفسك أن ّك خبري‪ ،‬وذكل ّ‬
‫حّت ل يسارع اإىل تشخيص حالتك عىل أّنّ ا اإناكر ّ‬
‫يروي معاانته‪:‬‬
‫نفيس فأكّد يل أ ّين أعاين من مرض الوسواس القهري‪ ،‬ووصف يل دواء زاانكس‬ ‫"ذهبت اإىل طبيب ّ‬
‫(‪ .)®Xanax‬صارت أعراض الوسواس القهري الن أق ّل ح ّدة بكثري من ذي قبل‪ ،‬أس تطيع أن أفكّر‬
‫وحتسنت شه ّييت‪ ،‬ورصت أانم نوما هنيئا أكرث من أ ّي وقت مىض‪ .‬وال ّمه من ذكل أ ّين رصت‬
‫بوضوح‪ّ ،‬‬
‫أعمل عمل اليقني أ ّين لست شا ّذا‪ ،‬ول ثنايئ اجلنس‪ ،‬وصار الإقالع عن مشاهدة الفالم الإابح ّية أسهل‬
‫النفيس اذلي كنت أعاين منه قد تالىش‪ .‬وهكذا اإذا سأكل خشص ما عن خطورة ارتياد‬ ‫ّ‬ ‫ل ّن احلرص‬
‫اضطر اإىل تناول دواء زاانكس ّيك يمتكّن من الإقالع عهنا‪".‬‬
‫املواقع الإابحيّة‪ ،‬فقل هل أن ّك تعرف رجال ّ‬

‫‪63‬‬
‫تفقد النّساء جاذبيّ ّ‬
‫هتن‬
‫أورد تقرير ن ُرش يف حصيفة "جاابن اتميز" (‪ )Japan Times‬النّتاجئ ّ‬
‫الصادمة لالس تفتاء اذلي أجري عام ‪٢٠١٠‬م‪،‬‬
‫املزتوجون مهنم بدأوا يقلّلون من ممارسة‬
‫وحّت ّ‬ ‫يقول التّقرير أ ّن ّ‬
‫الش ّبان يف الياابن ينشؤون غري أهبني ابجلنس‪ ،‬بل اكرهون هل‪ّ ،‬‬
‫العالقة احلمية‪ .‬أكرث من ‪ ٪٣٦‬من ال ّش ّبان اليافعني يف ّ‬
‫سن ‪ ١٦‬اإىل ‪ ١٩‬عاما ليس دلهيم أ ّي رغبة يف اجلنس‪ ،‬ويه زايدة‬
‫مبعدّ ل الضّ عف عن نس بة ‪ ٪١٧,٥‬اليت اكنت عام ‪٢٠٠٨‬م‪ .‬وأظهر ّالرجال يف ّ‬
‫سن ‪ ٢٠‬اإىل ‪ ٤٠‬عاما نفس ال ّتو ّجه بزايدة من‬
‫‪ ٪١١,٨‬اإىل ‪ ،٪٢١,٥‬بيامن قفزت نس بة العزوف عن اجلنس دلى ا ّلرجال يف سن ‪ ٤٥‬اإىل ‪ ٤٩‬عاما من ‪ ٪٨,٧‬اإىل ‪.٪٢٢,١‬‬
‫الش باب عن اجلنس‪ ،‬فقد وجد اس تبيان أجري يف فرنسا‬
‫والياابن ليست البدل الوحيدة اليت تعاين من ظاهرة عزوف ّ‬
‫عام ‪٢٠٠٨‬م أ ّن ‪ ٪٢٠‬من ّ‬
‫الش ّبان الفرنس ّيني اليافعني ليس دلهيم أي ّة رغبة يف اجلنس‪.‬‬
‫ا ّإن هذا لمر غريب ابلفعل‪ ،‬وقد غزا الولايت امل ّتحدة المريك ّية أيضا‪ ،‬فقد وجدت دراسة أجريت عام ‪٢٠١٤‬م أ ّن‬
‫الش ّبان اليافعني اذلين يشاهدون الفالم الإابح ّية بكرثة غالبا ما يعمتدون علهيا لتثريمه جنس ّيا‪ ،‬وأّنّ م مييلون ‪-‬أكرث من غريمه‪-‬‬
‫ّ‬
‫حّت أثناء العالقة احلمية مع النّساء‪ ،‬كام أ ّن درجة اس متتاعهم‬
‫اإىل الاعامتد عىل مشاهدة هذه الفالم هبدف تأجيج الشّ هوة ّ‬
‫بعالقاهتم اجلنس ّية احلقيق ّية أضعف من أقراّنم من ّالرجال الق ّل اإقبال عىل مشاهدة الفالم الإابح ّية‪.‬‬
‫دلي ّالرغبة يف‬
‫السؤال‪" :‬هل انعدمت ّ‬ ‫من غري املس تغرب أن جتد أانسا يف منتدايت ّ‬
‫"الريبوت" يسألون هذا ّ‬
‫اجلنس؟" فاإذا سأهل أحدمه اإذا اكن ميارس الاس متناء‪ ،‬عادة ما تكون الإجابة‪" :‬نعم‪ّ ،‬مرتني اإىل ثالث ّمرات يف اليوم عند‬
‫مشاهدة الفالم الإابح ّية‪ ".‬هل انعدمت رغبهتم يف اجلنس؟ أم أّنّ م مدمنون عىل ارتياد املواقع الإابح ّية؟! هذا مع العمل أ ّن‬
‫العالقة ّالزوج ّية تبدأ ابلفتور وتفقد جاذبيّهتا يف عني املدمن يف حني أ ّن الإاثرة اليت تسبّهبا مشاهدة الفالم الإابح ّية يظ ّل لها‬
‫فاعل ّية يف تأجيج الشّ هوة اجلنس ّية‪ ،‬ولفرتة طويةل‪ .‬اإليمك بعض ما رواه أعضاء املنتدايت من ويح جتارهبم‪:‬‬
‫لهن ل‬ ‫ابلرضورة مفا زلت أرى النّساء مجيالت‪ ،‬و ّ‬
‫لكين مل أعد أجنذب ّ‬ ‫"لست معدوم ّالرغبة اجلنس ّية ّ‬
‫جنس ّيا ول عاطفيّا‪ ،‬إوان كنت ألحظ من حني لخر أّنّ ّن ج ّذاابت‪ .‬معرش ّالرجال‪ ،‬هل ّ‬
‫جرب أحدمك‬
‫هذا الشّ عور املؤمل؟ حني ترى فتاة حس ناء‪ ،‬وت ّمتىن لو أ ّن حس هنا يثري شهوتك‪ ،‬ولكنّك ل تشعر بّشء!‬
‫ا ّإن هذا جيعلين أشعر ابلغضب‪".‬‬
‫* * *‬
‫‪64‬‬
‫دلي رغبة جنس ّية‬ ‫سن اخلامسة عرشة اكنت ّ‬ ‫"[‪ ١٨‬عاما] قبل أن أبدأ مبشاهدة الفالم الإابحيّة يف ّ‬
‫شديدة دلرجة أ ّين كنت مس تعدّ ا ملطاردة أ ّي يشء ميّش عىل رجلني‪ ،‬اكنت يل عالقات سابقة ومل يكن‬
‫لكن ارتياد املواقع الإابح ّية د ّمر حيايت‪ ،‬لقد أصبحت غري هم ّمت ابلفتيات‬
‫عندي أي ّة مشلكة يف الانتصاب‪ .‬و ّ‬
‫سن! كنت متأكّدا بأ ّن مثّة يشء غري‬‫عىل الإطالق‪ ،‬ورصت أعاين من ضعف الانتصاب‪ ،‬وأان يف هذه ال ّ‬
‫طبيعي‪ ،‬ل ّين ‪-‬مكراهق‪ -‬من املفرتض أن أكون مغرما ابلفتيات متاما كام كنت قبل أن أنزلق يف عادة ارتياد‬ ‫ّ‬
‫"الريبوت"‪ ،‬ومتكّنت أخريا من اإقامة عالقة انحجة‬ ‫السابعة عرشة بدأت جتربة ّ‬ ‫سن ّ‬‫املواقع الإابح ّية‪ .‬يف ّ‬
‫دون أن أحتاج اإىل اس تعامل أدوية ملعاجلة ضعف الانتصاب‪ ،‬مدهش حقّا‪".‬‬
‫* * *‬
‫حب أن أمتّع ّ‬
‫انظري‬ ‫"هاةل من النّور حتيط ابلفتيات هذه ال ّايم‪ ،‬اإّنّ ّن مجيالت ولطيفات ومرحات‪ ،‬وأ ّ‬
‫جاملهن‪ ،‬ل ّين رجل وهذا ما يفعهل ّالرجال‪ .‬و ّ‬
‫لكن المر هنا أكرب من ذكل بكثري‪ ،‬فال ميكنين أن‬ ‫ّ‬ ‫برؤية‬
‫أصف ال ّتغيري اذلي طرأ عىل نظريت للنّساء بعد أن توقّفت عن مشاهدة الفالم الإابحيّة‪ ،‬بدأت أقدّ ر‬
‫النّساء‪ ،‬وأقدّر الوقت اذلي أقضيه ّ‬
‫معهن أكرث بكثري من ذي قبل‪ .‬بعد س نوات من ممارسة العادة ّ ّ‬
‫الرسيّة‬
‫من مخس ّمرات اإىل اثين عرش ّمرة يف الس بوع أثناء مشاهدة الفالم الإابحيّة عىل الإنرتنت‪ ،‬صارت‬
‫العالقة اجلنس ّية ا ّلطبيع ّية تسبّب يل حرجا كبريا‪ ،‬ليس فقط ل ّن رغبيت مبامرسة اجلنس ضعيفة جدّ ا‪،‬‬
‫ولكن ل ّين أشعر أّنّ ا ل تعطيين النّوع اذلي اعتدت عليه من الإاثرة‪ .‬وبعد س تّة شهور من الإقالع ما‬
‫عدت أعاين من أي ّة مشلكة عىل الإطالق‪ ،‬ورصت الن أجد امجلاع أفضل بعرشين ّمرة من الاس متناء‪،‬‬
‫حتب ذكل جدّ ا‪ .‬سوف أس تغرب‬ ‫حّت أش بع رغبيت‪ ،‬ويه ّ‬ ‫فأان أحتاج اإىل قضاء وقت ممتع مع رشيكيت ّ‬
‫من نفيس‪ ،‬وأشعر خبيبة كبرية اإذا عدت اإىل الاس متناء من جديد‪".‬‬
‫* * *‬
‫"[‪ ١٩‬عاما] اعتقدت لس نوات أ ّين أراتد املواقع الإابحيّة بسبب رغبيت اجلنس ّية اجلاحمة‪ ،‬وظننت أ ّين‬
‫لكين مؤخّرا رفضت الارتباط إابحدى زمياليت‬ ‫لو أتيحت يل املعارشة ّالزوج ّية فلن أحتاج لالس متناء‪ ،‬و ّ‬
‫‪ّ ...‬مرتني‪ ،‬وفضّ لت البقاء وحيدا يف بييت لمارس الاس متناء وأان أخت ّيل نفيس يف عالقة معها‪ .‬أكرث ما‬
‫يزجعين هو أ ّين مل أقدّ ر معق مشلكيت ا ّإل البارحة‪ ،‬مبعىن أ ّين لو كنت فعال أمارس الاس متناء ل ّين حمتاج‬
‫للجنس فلامذا أضعت الفرصة لبداية عالقة طبيع ّية؟ كنت يف حاةل اإناكر واحضة‪ ،‬أليس كذكل؟!‬
‫* * *‬
‫بيعي وال ّت ّ‬
‫لقايئ‬ ‫قوي ابلجنذاب ّ‬
‫الط ّ‬ ‫"[اليوم ‪ ٤٦‬منذ أقلعت] يف ال ّايم الثّالثة املاضية انتابين اإحساس ّ‬
‫عفوي‬
‫رؤيهتن تثريين بشلك ّ‬ ‫ّ‬ ‫للنّساء أيامن ذهبت وأيامن حللت‪ ،‬بدأت ألحظ وجود النّساء‪ ،‬وصارت‬
‫بيعي‪ ،‬أليس كذكل؟! إان ّه ملن املدهش حقّا اإىل‬ ‫دلي ن ّية بذكل‪ ،‬وهذا هو الشّ عور ّ‬
‫الط ّ‬ ‫حّت لو مل تكن ّ‬‫ّ‬
‫أ ّي درجة تفسد الإابح ّية اجلنس ّية ّاذلوق‪ ،‬برصاحة ل أذكر أ ّين شعرت مبثل هذا الشّ عور يف املايض‪".‬‬
‫‪65‬‬
‫* * *‬
‫"أان معروف بني أصدقايئ بأ ّين أضع معايري عالية لختيار رشيكة احلياة‪ ،‬رمغ ا ّإين اندرا ما أفلح يف حتقيق‬
‫تعرف عىل الفتيات أكرث من أ ّي وقت مىض‪،‬‬ ‫"الريبوت" بدأت أ ّ‬
‫هديف‪ .‬وبعد أربعني يوما من بداية جتربة ّ‬
‫السابق مل‬‫حديهثن‪ .‬يف ّ‬
‫ّ‬ ‫اهامتماهتن‪ ،‬وحفوى‬
‫ّ‬ ‫لسلوكهن‪ ،‬و‬
‫ّ‬ ‫لكين أجنذب أيضا‬‫مجلالهن وحسب‪ ،‬و ّ‬
‫ل أجنذب ّ‬
‫اهن مقبولت نوعا ما‪ ،‬وذكل ل ّن دماغي اكن يبحث عن نوذج املرأة‬ ‫أعر الفتيات أ ّمه ّية تذكر‪ ،‬كنت أر ّ‬
‫املاجنة اللّعوب‪ .‬والن فقط بدأت أدرك أ ّين ض ّيعت س نوات من معري أحبث عن عالقة خيال ّية ومه ّية‬
‫قابلهتن‪ ،‬ولكّ ّين‬
‫بدل من أن أسعد مبا متنحين احلياة‪ ،‬وقد عرفت متأخّرا أّنّ ا منحتين ألطف النّساء الّلوايت ّ‬
‫مع ذكل واصلت البحث املضىن‪"...‬‬
‫* * *‬
‫وّجت ّ‬
‫لك‬ ‫ابلرغبة يف الارتباط بأ ّي فتاة‪ ،‬فقد ّ‬
‫لكين مل أكن أشعر ّ‬ ‫" كنت يف املايض ألحظ امجلال‪ ،‬و ّ‬
‫لك ما يتعلّق به اكن حمصورا‬‫طاقيت اجلنس ّية ّجتاه الإابح ّية اجلنس ّية عىل الإنرتنت‪ ،‬اجلنس ابلنّس بة يل و ّ‬
‫يف مشاهدة الفالم الإابح ّية‪ ،‬ومل يكن ابإماكين أن أخت ّيل نفيس كرجل يرتبط بعالقة عاطف ّية مع فتاة‬
‫الطاقة اجلنس ّية‪ ،‬ورصت أثق أ ّن‬ ‫بيعي لتفريغ ّ‬ ‫حقيق ّية‪ .‬والن رصت أشعر أ ّن امجلاع هو الطريق ّ‬
‫الط ّ‬
‫لك‬‫ابإماكين أن أمارس العالقة اجلنس ّية ال ّطبيع ّية‪ ،‬وأ ّن هناك الكثريات ممن قد يرغنب ابلرتباط ّيب‪ .‬جفأة‪ّ ،‬‬
‫الفاكر املث ّبطة اليت اكنت تنتابين صارت تبدو غب ّية ومض ّيعة للوقت‪ ،‬وأخريا رصت أشعر كام يشعر‬
‫معظم ّالرجال‪ ،‬وهذا يشء رائع جدّ ا‪".‬‬
‫تأثري الإابحيّة اجلنس ّية عىل العالقات العاطفيّة‬
‫العالقات العاطفيّة تتأثّر سلبا ابرتياد املواقع الإابحيّة‪ ،‬وهذا اس تنتاج ّ‬
‫منطقي‪ ،‬فالهتّ ّيج الشّ ديد و ّ‬
‫املتكرر اذلي يشعر‬
‫احلب"‪.‬‬
‫ويج" أو "الوقوع يف ّ‬ ‫به الشّ خص عند مشاهدة املرئ ّيات اجلنس ّية ميكن أن ي ّ‬
‫شوش عىل ما يس ّميه العلامء "الارتباط ّالز ّ‬
‫عندما حقن العلامء بعض احليواانت املعروفة بتكوين رابطة زوج ّية جبرعات من المفيتامني‪ ،30‬فا ّإن هذه احليواانت ‪-‬املعروفة‬
‫ابللزتام مع زوج بعينه‪ -‬ما عاد ابإماكّنا أن تظهر هذا التّفضيل الواحض لزوج واحد‪ ،‬وابتت تتناوب عىل عدد مهنم‪ .‬الإاثرة‬
‫تترصف مثل احليواانت‬ ‫املصطنعة –بفعل حقنة المفيتامني‪ -‬اس تحوذت عىل أل ّية تشكيل الارتباط ّالز ّ‬
‫ويج دلهيا‪ ،‬فصارت ّ‬
‫الثّدي ّية الخرى اليت تفتقر اإىل وجود ادلّ ائرة العصب ّية ادلّ ماغ ّية ّاليت متكّهنا من تشكيل ال ّرابط ال ّز ّ‬
‫ويج طويل المد‪.‬‬

‫‪ " 30‬المفيتامني" هو منشط للجهاز العصّب املركزي يعمل عىل زايدة اإفراز ادلّوابمني‬
‫‪66‬‬
‫والحباث عىل الإنسان تد ّل أيضا عىل أ ّن التّ ّعرض ل إالاثرة املفرطة يضعف الارتباط ّالزويج‪ ،‬ففي دراسة أجريت عام‬
‫جمرد مشاهدة ّالرجال صورا لنساء حس ناوات ومغرايت جعلهم أق ّل تقديرا لزوجاهتم‪ ،‬وأعطى‬ ‫‪٢٠٠٧‬م‪ ،‬وجد الباحثون أ ّن ّ‬
‫الصور تقيامي أق ّل لزوجته‪ ،‬ليس فقط يف امجلال واجلاذب ّية‪ ،‬ولكن يف دفء العاطفة ودرجة ّاذلاكء أيضا‪ .‬ويف‬
‫ّالرجل بعد مشاهدة ّ‬
‫جتربة أخرى س ئل املشاركون بعد مشاهدهتم لبعض املرئ ّيات اجلنس ّية عن تقيميهم لعالقاهتم ّالزوجيّة‪ّ ،‬الرجال والنّساء عىل حدّ‬
‫سواء أجابوا أّنّ م غري سعداء يف عالقاهتم العاطف ّية‪ ،‬وأظهر ال ّتقيمي اخنفاضا يف ّ‬
‫لك من‪ :‬مقدار حهبّ م ّ‬
‫للرشيك‪ ،‬إواجعاهبم مبظهره‪،‬‬
‫اجلنيس‪ ،‬ابلإضافة اإىل أّنّ م صاروا يعطون أمه ّية أكرب للجنس ّ‬
‫حّت ولو بدون وجود عاطفة أو شعور‬ ‫ّ‬ ‫ورضامه عن أدائه‬
‫حسن اذلي طرأ عىل عالقاهتم العاطفيّة بعد ّ‬
‫"الريبوت"‪ ،‬فقالوا‪:‬‬ ‫رومانيس‪ .‬وقد ّعرب بعض ّ‬
‫الش ّبان عن التّ ّ‬
‫"الريبوت" قد ساعد‬ ‫"[اليوم ‪١٢٥‬منذ أقلعت] أان مرتبط بعالقة عاطفيّة منذ فرتة طويةل‪ ،‬وأجزم بأ ّن ّ‬
‫الرسيع‪ ،‬أو أ ّي مشالك‬‫كثريا يف حتسني عالقتنا احلمية‪ .‬مل أكن أعاين من ضعف الانتصاب‪ ،‬أو القذف ّ‬
‫جنس ّية تذكر‪ ،‬ولكن عندما أقارّنا ابحلارض فا ّإن عالقتنا اجلنس ّية يف املايض عندما كنت أشاهد الفالم‬
‫الإابح ّية اكنت فاترة و ّممةل‪ ،‬ولكهنّ ا اليوم ليست فاترة ول ّممةل‪ ،‬والكان يشعر ابلعاطفة جتاه الخر أكرث من‬
‫السابق‪ ،‬لست متأكّدا كيف أثّر اإقالعي عن مشاهدة الفالم الإابحيّة علهيا‪ ،‬أو اإن اكن هل تأثري ابلفعل‪،‬‬ ‫ّ‬
‫حل‬
‫ولكهنّ ا الن تقبل عىل العالقة ا مية أكرث من ّ‬
‫السابق"‬
‫* * *‬
‫"[‪ ٥٠‬عاما] عىل مدى س نوات‪ ،‬كنت أقرتح عىل زوجيت أن جن ّرب بعض املامرسات اجلنس ّية املس توحاة‬
‫من سيناريوهات الفالم الإابح ّية اليت أشاهدها‪ ،‬اكنت زوجيت تقبل القيام ببعضها‪ ،‬ولكن مل يكن يبدو‬
‫علهيا ّالرضا أبدا‪ .‬ورمغ أ ّن عالقتنا احلمية اكنت ج ّيدة‪ ،‬وأفضل بكثري من أانس أخرين مبثل سنّنا‪ّ ،‬‬
‫لكين‬
‫كنت دامئا أقارن عالقيت مع زوجيت مبا أشاهده يف الفالم الإابحيّة‪ ،‬وأشعر بعدم ّالرضا أيضا‪ّ .‬‬
‫تغري‬
‫الوضع الن‪ ،‬يف أخر لقاء لنا أحسست ابلقرب الشّ ديد من زوجيت‪ ،‬وانتابين شعور بعاطفة محمية مغرتين‬
‫اإىل درجة مفزعة‪ ،‬لقد شعرت بعمق يف عالقتنا مل أشعر به من قبل‪ ،‬وقد ّهزين هذا الشّ عور‪ ،‬إان ّه شعور‬
‫مجيل جدّا دلرجة ما زالت تذهلين‪ ،‬ول ميكن وصفه ابللكامت‪".‬‬
‫* * *‬
‫"[‪ ٣٠‬عاما] يف املايض‪ ،‬اكن جامع زوجيت خاليا من العاطفة‪ ،‬واكن يبدو اإىل حد ما كام لو أ ّين كنت‬
‫وحدي‪ ،‬وذكل ل ّين كنت أثناء ممارسة اجلنس أركّز عىل أفاكري وخياليت لسبب أو لخر (مثل تأخّر‬
‫القذف وغريه)‪ .‬وقبل ذكل عندما كنت يف العرشينات من معري مل تكن العالقة مع النّساء تثريين أبدا‪،‬‬
‫وجاملهن‪ّ ،‬‬
‫وابذلات مقارنة مع الإاثرة اليت كنت أشعر هبا عند مشاهدة الفالم‬ ‫ّ‬ ‫بغض النّظر عن حس ّ‬
‫هنن‬ ‫ّ‬
‫‪67‬‬
‫لكين أدركته منذ أن بدأت رحةل‬‫الرسيعة‪ .‬ومل أكن أعِ هذا المر يف ذكل الوقت‪ ،‬و ّ‬
‫الإابحيّة عىل ا إلنرتنت ّ‬
‫"الريبوت" قبل أربعة أشهر‪ ،‬وأقول بصدق أ ّين صعقت اإىل أ ّي درجة يصبح امجلاع ممتعا عندما تلغي‬ ‫ّ‬
‫عامل "مشاهدة املرئ ّيات اجلنس ّية" من حياتك بعد أن اكن مسة اثبتة و ّ‬
‫متكررة فهيا‪".‬‬
‫* * *‬
‫"[‪ ٢٠٠‬يوما منذ أقلعت] أشعر اليوم برغبة جنس ّية ل ميكن اإناكرها‪ ،‬وأرغب بوصال زوجيت أكرث من‬
‫اجلنيس‪ ،‬واذلي‬
‫ّ‬ ‫عّل زمن طويل دون ممارسة اجلنس‪ ،‬أشعر مبا يس ّمى التّوتّر‬ ‫أ ّي وقت مىض‪ ،‬ولو ّمر ّ‬
‫حقيقي ابلفعل‪ .‬ألحظ اليوم عىل زوجيت أش ياء مل أكن أحلظها من قبل‪ ،‬ألحظ ّمتوج شعرها‬ ‫اكتشفت أن ّه ّ‬
‫لك منمك أن ّك اإذا وصلت اإىل هذه املرحةل‪،‬‬ ‫ونظراهتا وأنفاسها وحراكهتا‪ ،‬إان ّه عامل خمتلف‪ .‬ودعوين أقول ل ّ‬
‫جمرد لكمة "زوجة" سوف‬ ‫فلن يعد هي ّمك ما يه أنواع املغرايت اجلنس ّية اليت اكنت تثريك من قبل‪ ،‬فا ّإن ّ‬
‫جتعكل تشعر ابلإاثرة‪".‬‬
‫* * *‬
‫"[‪ ٩٠‬يوما منذ أقلعت] لقد ختلّصت من عاديت املقيتة بأن أنظر للنّساء حبثا عن جامل املظهر فقط‪ ،‬أان‬
‫الن جا ّد ابلبحث عن زوجة تناسبين‪ ،‬رغبيت يف اجلنس مل تكن أقوى مهنا اليوم‪ ،‬وأان أحبث عن امرأة‬
‫تصلح زوجة يل وأما لولدي يف املس تقبل‪ ،‬ما عاد المر مقترصا عىل امجلال الشّ ّ‬
‫لكي‪".‬‬
‫* * *‬
‫ظن أ ّين حباجة لكبح جامح خياليت‪.‬‬
‫"قبل أن أعرف أ ّن مشاهدة الفالم الإابح ّية يه املشلكة‪ ،‬كنت أ ّ‬
‫السابقة تس تحوذ‬
‫"الريبوت"‪ ،‬ما عادت خياليت ّ‬ ‫والن بعد ما يقرب من مثانية أشهر منذ أن بدأت رحةل ّ‬
‫عىل تفكريي‪ ،‬وأصبحنا أان وزوجيت نس متتع بعالقتنا احلمية أكرث‪ ،‬وأكرث بكثري من ّ‬
‫السابق‪ .‬عندما ختلّصت‬
‫من اخليالت ادلّ خيةل‪ ،‬صارت العالقة بيين وبيهنا فقط‪ ،‬وصار ابإماكننا أن نقيض وقتا ممتعا معا‪ ،‬رصت‬
‫أه ّمت هبا‪ ،‬وأنظر اإىل عينهيا‪ ،‬بدل من ّالرتكزي عىل ما يدور يف ذهين من خت ّيالت‪".‬‬
‫القلق الاجامتعي وتقدير ا ّذلات‬
‫الشخاص اذلين ينجحون ابلإقالع عن ارتياد املواقع الإابحيّة تزداد ‪-‬بشلك عام‪ -‬رغبهتم يف التّواصل مع الخرين‪،‬‬
‫ويزيد اإحساسهم بقمية ّاذلات‪ ،‬و ّ‬
‫تتحسن قدرهتم عىل ال ّتواصل مع النّاس عينا لعني‪ ،‬ويش ّعون تفاؤل ومرحا‪ ،‬ويزدادون جاذبية‬
‫يف عيون الشخاص من اجلنس الخر‪ ...‬وغريها من الفوائد‪ّ .‬‬
‫وحّت أولئك اذلين عانوا من القلق الاجامتعي احلا ّد يف املايض‪،‬‬
‫عادة ما يبدأون يف اس تكشاف طرق جديدة للتّواصل الاجامتعي مثل التّ ّبسم عند مالقاة النّاس‪ ،‬أو املزاح مع زمالهئم يف‬
‫الصامتة‪ ،‬أو عن طريق الاشرتاك يف النّوادي ّالرايض ّية‪ ،‬وغريها‬
‫العمل‪ ،‬أو ال ّتعارف عن طريق الإنرتنت‪ ،‬أو يف جلسات ال ّتأ ّمل ّ‬
‫‪68‬‬
‫حسن بدرجة ملحوظة‪ ،‬ولكن ابلنّس بة‬ ‫من ّ‬
‫الطرق‪ .‬وقد حيتاج الشّ خص يف بعض احلالت اإىل عدّ ة أشهر ّيك يشعر هبذا التّ ّ‬
‫لخرين فا ّإن ال ّتغيري ميكن أن يكون رسيعا ومفاجئا‪ ،‬ويأخذمه عىل حني ّغرة‪.‬‬
‫ومل يكن موقع "دماغك حتت تأثري الإابحية" مت ّفردا يف الإشارة اإىل هذه العالقة غري املتوقّعة بني مشاهدة املرئ ّيات‬
‫الاجامتعي‪ ،‬ففي حمارضته الشّ هرية اليت ألقاها يف "مؤمتر تيد" (‪ )TED Talks‬بعنوان "زوال ّالرجال"‪،‬‬
‫ّ‬ ‫اجلنس ّية و ّ‬
‫السلوك‬
‫أشار أس تاذ عمل النّفس الشّ هري ادلّ كتور فيليب زميباردو اإىل أ ّن "الإدمان عىل الإاثرة املفرطة" عىل الإنرتنت سواء بتأثري مشاهدة‬
‫سايس لالرتباك والقلق الاجامتعي الشّ ائع بني أفراد جيل الإنرتنت‬
‫الفالم الإابح ّية أو اللعاب ا إللكرتون ّية أو لكهيام‪ ،‬يه مسبّب أ ّ‬
‫اليوم‪.‬‬
‫يعطل تطوير القدرات واملهارات الاجامتع ّية ا ّلطبيع ّية‪،‬‬
‫وتتلخّص نظريّة زميباردو بأ ّن قضاء وقت طويل أمام الشّ اشة ّ‬
‫يفرس زايدة الثّقة ابلنّفس‪ ،‬أو الانبساط يف ال ّتواصل مع الخرين بعد الإقالع عن‬
‫ومن الواحض أن هذا حصيح ابلفعل‪ ،‬ولكنّه ل ّ‬
‫ارتياد املواقع الإابحيّة‪ ،‬وأيضا ل ّ‬
‫يوحض ملاذا حيصل هذا التّ ّ‬
‫حسن برسعة كبرية دلى البعض‪.‬‬
‫يقول طبيب المراض العقل ّية ادلّ كتور "نورمان دودج" يف كتابه "ادلّ ماغ اذلي ّ‬
‫يغري نفسه" أ ّن الإاثرة املفرطة اليت‬
‫توفّرها املرئ ّيات اجلنس ّية اليوم تقوم ابل ّس يطرة عىل مناطق مع ّينة يف ادلّ ماغ وتعيد ترتيب ادلّ وائر العصب ّية فهيا‪ ،‬ويف غياب تأثري‬
‫لبث الشّ عور بقمية وجدوى العالقات الاجامتع ّية‪ ،‬وابلنّتيجة فا ّإن التّواصل‬
‫مكرسة ّ‬
‫املرئ ّيات اجلنس ّية‪ ،‬فا ّإن هذه املناطق تكون ّ‬
‫الاجامتعي مع أانس حقيقيّني ل يبدو ملراتدي املواقع الإابحيّة جمداي أو ذو قمية‪ ،‬بيامن التّواصل مع الشّ خص ّيات املصطنعة عىل‬
‫ّ‬
‫الإنرتنت يبدو هل مغراي‪ .‬ومن هنا نس تنتج أ ّن إازاةل عامل "مشاهدة املرئ ّيات اجلنس ّية" من روتني احلياة ميكن أن يعيد حترير‬
‫الاجامتعي مع الصدقاء والحباب‪.‬‬
‫ّ‬ ‫هذه املناطق يف ادلّ ماغ‪ ،‬ويفسح لها اجملال يك تس تجيب للمؤثّرات ا ّلطبيع ّية مثل التّواصل‬
‫ويف الفصل التّايل سوف ألقي الضّ وء عىل هذه التّ ّغريات اليت حتدث يف ادلّ ماغ‪ ،‬واملسؤوةل عن العالقة بني ارتياد املواقع الإابحيّة‬
‫الصدد‪:‬‬
‫الاجامتعي‪ .‬وفامي يّل ما قاهل بعض أعضاء املنتدايت هبذا ّ‬
‫ّ‬ ‫عىل الإنرتنت وزايدة القلق‬
‫الس نوات اليت مضت من حيايت‪ ،‬أجد أ ّن العالقة بني مشاهدة املرئ ّيات اجلنس ّية‬ ‫"اليوم عندما أس تعرض ّ‬
‫نكب عىل‬
‫الاجامتعي اكنت دامئا موجودة‪ ،‬قبل أن أ ّ‬ ‫ّ‬ ‫الرسيّة ومعاانيت املس ّمترة من القلق‬
‫وممارسة العادة ّ ّ‬
‫الصديقات‪ ،‬كنت أشعر أ ّين يف ّمقة ّ‬
‫السعادة‪،‬‬ ‫دلي الكثري من الصدقاء و ّ‬‫مشاهدة الفالم الإابحيّة اكن ّ‬
‫لك ما ميكن‬‫اخلاصة يف مواّجة ّ‬‫دلي طريقيت ّ‬ ‫وأن ليس هناك يشء ‪-‬أاي اكن‪ -‬ميكن أن هيزمين‪ ،‬واكنت ّ‬
‫‪69‬‬
‫أن يعرتضين‪ّ .‬مث حصلت عىل ّجاز احلاسوب اجلديد‪ ...‬وبعد عام أو اثنني وجدت نفيس أعاين من قلق‬
‫اجامتعي شديد‪ ،‬مزتامن مع تعاطي احلشيش بكرثة‪ ،‬وعدم وجود أ ّي يشء ذو قمية يف حيايت‪".‬‬
‫ّ‬
‫* * *‬
‫الطبيب النّ ّ‬
‫فيس‪،‬‬ ‫"لست حاةل تقليديّة لشخص يعرتف بعزلته الاجامتع ّية أو غرابة أطواره‪ ،‬لقد استرشت ّ‬
‫جامتعي‪ ،‬ووصف يل الدوية‪ .‬أعرف ذكل‬ ‫متوسطة اإىل حادّة من القلق الا ّ‬ ‫وخشّص حاليت عىل أّنّ ا حاةل ّ‬
‫الشّ عور عندما يقرتب منك خشص غريب وجفأة يرسي الدرينالني يف عروقك‪ ،‬وأعرف كيف تشعر‬
‫بأن ّك عىل وشك أن تصاب بنوبة قلب ّية عندما حتاول أن تشارك يف املناقشة ادلّ ائرة سواء يف الفصل‬
‫جترأت أساسا عىل التّفكري ابملشاركة‪ ،‬وأعرف أن ّك قد ختتار‬‫ادلّ رايس أو يف اجامتع فريق العمل‪ ،‬هذا لو ّ‬
‫الطويةل الغري مأهوةل‪ ،‬ومتّش فهيا وحيدا‪ ،‬فقط يك تتجنّب لقاء خشص ما‪ ،‬وأعرف‬ ‫الطرق ّ‬ ‫أن تسكل ّ‬
‫مربر عندما تتواصل عينا لعني مع خشص ما‪ّ ،‬مث تش ّيد بينكام حائطا عاليا‪،‬‬ ‫كيف تشعر خبجل غري ّ‬
‫وتتصبّب عرقا‪ ،‬وتبدأ ابلرتعاش‪ ،‬وتنتابك نوبة من الفزع‪ ،‬وكره النّفس‪ ،‬وتراودك هواجس الانتحار‪...‬‬
‫بلك هذه املشاعر‪.‬‬‫لقد مررت ّ‬
‫بدأت مبحاولت الإقالع عن مشاهدة الفالم الإابحيّة منذ س نتني‪ ،‬وهذه ال ّايم مصدت لطول فرتة‬
‫"الريبوت"‪ ،‬وما عدت أعاين من العذاب اذلي وصفته للتّ ّو‪ .‬ل مل أودل‬ ‫من الامتناع منذ أن بدأت جتربة ّ‬
‫لكين ختلّصت من الغالل اليت‬ ‫حتول اإىل فراشة اجامتع ّية طليقة‪ ،‬مفا زلت أان نفيس‪ ،‬و ّ‬
‫من جديد‪ ،‬ومل أ ّ‬
‫الاجامتعي"‪ .‬ويف العامني الخريين‪ ،‬تواصلت مع العديد من النّاس‪ ،‬و ّكونت صداقات‬‫ّ‬ ‫تس ّمى " ّالرهاب‬
‫جديدة أكرث مما متكّنت أن أفعل طيةل امخلسة وعرشين عاما الوىل من حيايت‪ .‬أشعر ّ‬
‫ابلسعادة الغامرة‬
‫و ّالرضا عن ذايت‪ ،‬فقد هتاوى اجلدار اذلي بنيته بيين وبني النّاس‪".‬‬
‫* * *‬
‫الاجامتعي‪ ،‬وغري قادر عليه أبدا‪ ،‬ولكن يف الس بوع‬
‫ّ‬ ‫"قبل مخسني يوما فقط كنت أرهب ال ّتواصل‬
‫املايض تواصلت بسهوةل ويرس مع أانس ما اكن ليتس ّىن يل أن أتواصل معهم عندما كنت غارقا يف‬
‫مشاهدة املرئ ّيات اجلنس ّية‪ .‬يف ذكل الوقت‪ ،‬ما اكن ابإماكين أن أتواصل مع النّاس عينا لعني‪ ،‬كنت‬
‫ضطر أن أبدأ حمادثة مع النّاس اذلين أعرفهم يف ماكن عا ّم‪ ،‬ومعوما ما اكن ابإماكين‬
‫حّت ل أ ّ‬ ‫أتوارى قصدا ّ‬
‫فهن خشص ّيا‪ ،‬وكنت أقيض‬ ‫حّت اللّوايت كنت أعر ّ‬‫أن أندمج يف أ ّي حمادثة أو حوار‪ .‬والنّساء ّكن يرعبنين‪ّ ،‬‬
‫وقيت معظم اليوم وأان أخت ّيل أ ّين أصبحت قادرا عىل التّواصل مع النّاس بشلك طبيع ّي‪...‬‬
‫جذري‪ ،‬لقد بتّ قادرا عىل التّواصل مع النّاس عينا لعني‪،‬‬
‫انظري‪ ،‬وبشلك ّ‬ ‫تغري الن أمام ّ‬ ‫لك هذا قد ّ‬‫و ّ‬
‫ترصف عىل جس ّييت‪ .‬رصت أشارك يف اللّقائات الاجامتع ّية بعد أن كنت يف ّ‬
‫السابق أجتنّب‬ ‫وبثقة عالية‪ ،‬وأ ّ‬
‫جامعي‪ ،‬وأحبث عن ايّة طريقة ّيك أنسحب منه‪".‬‬ ‫املشاركة يف أ ّي حوار ّ‬
‫* * *‬

‫‪70‬‬
‫تعرف علهيم الن يطرون عىل ثقيت بنفيس ولباقيت يف احلديث‪ ،‬وما كنت‬ ‫"الشخاص اجلدد اذلين أ ّ‬
‫أتوقّع أن أمسع مثل هذا النّوع من الإطراء قبل عدّ ة أشهر فقط‪".‬‬
‫* * *‬
‫داخّل ابمتالك قدرات‬ ‫دلي شعور ّ‬ ‫"طريقيت يف التّواصل مع النّساء تب ّدلت بشلك اكمل‪ ،‬وكن ّه قد ّ‬
‫تودل ّ‬
‫عّل أن أرشحه‪ .‬الإانث بنت ميتدحن قوايم ومظهري‪،‬‬ ‫أكرب‪ ،‬أو يشء من هذا القبيل‪ ،‬ولكن من ال ّصعب ّ‬
‫لهن يف املواقف الاجامتع ّية‪ ،‬فرصت أكرث قدرة عىل فهم النّاس وقراءة لغة اجلسد‪،‬‬
‫وازداد وعي وانتبايه ّ‬
‫وما عدت أرهب التّواصل مع النّاس كام كنت يف املايض‪ ،‬رصت أشعر كام لو أ ّن ّالرهبة ترتدّ بعيدا‬
‫ّعين‪ ،‬وأبقى حمافظا عىل كياس يت‪".‬‬
‫عدم القدرة عىل ّالرتكزي‬
‫يرصحون بأّنّ م "أفضل قدرة عىل ّالرتكزي"‪ ،‬وأ ّن "الضّ باب‬
‫"الريبوت" عادة ما ّ‬
‫الشخاص اذلين اخنرطوا يف جتربة ّ‬
‫حتسنت"‪ .‬العلامء الباحثون‬ ‫اذلي اكن حييط ابدلّ ماغ قد انقشع"‪ ،‬وأ ّن "الوضوح واحلدّة يف التّفكري قد زاد"‪ ،‬وأ ّن ّ‬
‫"اذلاكرة قد ّ‬
‫يف عمل الإدمان بيّنوا مرارا أ ّن الإدمان عىل اس تخدام الإنرتنت يسبّب لبعض املدمنني مشالكت يف ّاذلاكرة‪ ،‬والقدرة عىل ا ّلرتكزي‪،‬‬
‫الس يطرة عىل الانفعالت‪ ،‬وأن ّه يسبّب أيضا تغيريات دماغ ّية مزتامنة مع ظهور هذه املشالكت‪ .‬وجد الباحثون ‪-‬عىل سبيل‬
‫و ّ‬
‫طرداي مع حدّ ة الإدمان عىل الإنرتنت‪ ،‬وظهر هذا الارتباط‬
‫املثال‪ -‬أ ّن حدّ ة اضطراب "نقص الانتباه وفرط احلركة" تتناسب ّ‬
‫فيس‪ ،‬والاكتئاب‪ ،‬واختالف‬ ‫حّت بعد الخذ ابحلس بان‪ ،‬وحتييد تأثري ّ‬
‫لك من العوامل ال ّتالية‪ :‬درجة احلرص النّ ّ‬ ‫الزيم واحضا ّ‬
‫ال ّت ّ‬
‫الصفات الشّ خص ّية‪ .‬وكام سأ ّ‬
‫وحض لحقا بتفصيل أكرب‪ ،‬فقد أكّد ابحثون يف أملانيا مؤخّرا أ ّن الانكباب عىل مشاهدة املرئ ّيات‬ ‫ّ‬
‫اجلنس ّية ‪-‬ولو ابعتدال‪ -‬مرتبط ارتباطا تالزميّا مع الضّ مور يف املادّة ّالرماديّة يف مناطق من قرشة ادلّ ماغ ّ‬
‫متخصصة ابلوظائف‬
‫حّت عند غري املدمنني‪ .‬يقول بعض ّ‬
‫الش ّبان‪:‬‬ ‫الإدراك ّية‪ ،‬وظهر هذا الضّ مور واحضا ّ‬
‫"عندما كنت أراتد املواقع الإابح ّية اكن عىل دماغي ضباب دامئ حييط به‪ ،‬فاكن من ال ّصعب ّ‬
‫عّل أن‬
‫أركّز‪ ،‬أو أحتدّ ث مع النّاس‪ ،‬أو ّ‬
‫حّت أقوم بأعاميل اليوم ّية الاعتياديّة‪ .‬بعد س بعة اإىل عرشة أ ّايم فقط‬
‫بت أ ّ‬
‫حتمك‬ ‫من الامتناع عن مشاهدة الفالم الإابح ّية ذهب ّعين هذا الشّ عور‪ ،‬وصار ذهين صافيا‪ ،‬و ّ‬
‫بأفاكري بسهوةل‪ ،‬وأصبحت مراتحا أكرث بشلك عا ّم‪".‬‬
‫* * *‬

‫‪71‬‬
‫"معري أربعة وثالثون عاما‪ ،‬بدأت أتناول دواء الديرول‪ )Adderall®( 31‬منذ بضع شهور‪ ،‬وبعد‬
‫شهرين فقط من الإقالع عن ارتياد املواقع الإابحيّة ما عدت أحتاج ادلّ واء عىل الإطالق‪ .‬بعض النّتاجئ‬
‫حتسنت قدريت عىل احلفظ وتذكّر املعلومات‪،‬‬ ‫"الريبوت"‪ّ :‬‬ ‫الإجياب ّية اليت عايش هتا منذ بدأت جتربة ّ‬
‫الطبع‪ ،‬بل رصت أكرث‬‫ورصت أسرتجع أحدااث من حيايت املاضية بشلك أفضل بكثري‪ ،‬وما عدت حا ّد ّ‬
‫قدرة عىل ا ّلرتكزي‪ ،‬وأس تطيع القيام مبها ّمي بكفاءة أعىل‪".‬‬
‫* * *‬
‫حتسن‬
‫"ونتيجة أخرى [لل ّريبوت]‪ :‬كتابيت صارت أفضل‪ ،‬ل أعين جامل اخلطّ فقط ‪ -‬إوان اكن هذا قد ّ‬
‫الس نة الوىل من ادلّ راسات‬
‫أيضا‪ ،-‬ولكن أعين اختيار اللكامت وبناء امجلل وغريها‪ .‬لقد أّنيت للتّ ّو ّ‬
‫العليا‪ ،‬وخالل هذا العام اكنت الكتابة ابلنّس بة يل معال شاقّا‪ ،‬والن بعد الإقالع عن ارتياد املواقع‬
‫الإابح ّية صارت الكتابة متعة‪ ،‬أصبحت سهةل جدّ ا‪ ،‬ومنطلقة‪ ،‬ويف جعبيت مفردات أكرث‪ ،‬وأ ّ‬
‫ظن أ ّن ذكل‬
‫بسبب ال ّت ّ‬
‫حسن يف ذاكريت بشلك عا ّم‪".‬‬
‫* * *‬
‫حتسنت لعىل ادلّ رجات‪ .‬ابإماكين الن أن أدخل‬
‫"الريبوت" ّ‬ ‫ّ‬
‫"اذلاكرة‪ ،‬ذاكريت اكنت دامئا قويّة‪ ،‬ولكن بعد ّ‬
‫لك أرقام تلفوانهتم يف أق ّل من مخس دقائق‪ ،‬صار‬ ‫غرفة هبا مخسة عرش خشصا وأحفظ بل وأتذكّر ّ‬
‫السلّب‪".‬‬ ‫ايس ممتاز‪ ،‬وختلّصت من القلق الاجامتعي والتّفكري ّ‬
‫حتصيّل ادلّ ر ّ‬
‫* * *‬
‫"لولئك اذلين يدرسون يف اجلامعة أقول‪ :‬الإقالع عن مشاهدة املرئ ّيات اجلنس ّية معجزة ّلدلماغ‪ .‬كنت‬
‫السابق‪ ،‬أجرب نفيس عىل ّالرتكزي يف احملارضات‪ ،‬ويف الهنّ اية ل أس تطيع املقاومة‪ ،‬وترشد أفاكري‪.‬‬
‫يف ّ‬
‫والن صار ابإماكين أن أركّز يف حمارضة مدّ هتا ثالث ساعات دون أ ّي صعوبة‪ ،‬ول يزال التّ ّ‬
‫حسن‬
‫مس ّمترا‪".‬‬
‫الاكتئاب وهبوط مس توى ّ‬
‫الطاقة والإحباط‬
‫الطاقة مع ضعف يف التّحفزي‪ ،‬والحباث احلديثة تؤكّد‬
‫الاكتئاب ‪-‬كام يراه العلامء اليوم‪ -‬هو حاةل هبوط يف مس توى ّ‬
‫سايس عن ال ّتحفزي‪ ،‬وهو اذلي مينح الإنسان ادلّ افع ّ‬
‫للسعي اإىل القيام بعمل ما‪.‬‬ ‫أ ّن النّاقل العصّب "دوابمني" هو املسؤول ال ّ‬
‫احلقيقي للكثري من الرضار اليت يعاين مهنا مس هتلكو الإابح ّية‬
‫ّ‬ ‫وقد يكون اخللل يف الإشارات اليت يرسلها ادلّ وابمني هو املسبّب‬

‫‪ " 31‬الديرول" هو دواء يوصف ملعاجلة اضطراب "نقص الانتباه وفرط احلركة"‬
‫‪72‬‬
‫الصدد‬
‫دلي الكثري مما سأقوهل هبذا ّ‬ ‫اجلنس ّية‪ ،‬إواصالح هذا اخللل ‪-‬بعد الإقالع‪ -‬هو سبب التّ ّ‬
‫حسن اذلي يالحظونه‪ .‬وما زال ّ‬
‫رصح به بعض ّ‬
‫الش ّبان‪:‬‬ ‫يف الفصل ال ّتايل‪ ،‬والن سأعرض ما ّ‬
‫"لحظت أ ّن شعوري ابلكتئاب إواحسايس بعدم جدواي قد ق ّل‪ ،‬وخفّت وتريته‪ .‬صار ابإماكين أن‬
‫الصباح بسهوةل ويرس‪ ،‬وكثريا ما أجد احلافز ل ّنظف بييت قبل أن أخدل اإىل النّوم‪".‬‬
‫أستيقظ يف ّ‬
‫* * *‬
‫"أان أكرث سعادة الن‪ ،‬أكرث سعادة بكثري‪ ،‬كنت يف املايض أعاين من الاضطراابت العاطف ّية املومس ّية‬
‫لكين شعرت‬ ‫ابس مترار‪ ،‬وقد خشّصت حاليت قبل عدّة س نوات عىل أّنّ ا حاةل بس يطة من الاكتئاب‪ ،‬و ّ‬
‫الش تاء من هذا العام أ ّين أفضل بكثري‪ ،‬وأ ّن عندي طاقة كبرية‪".‬‬
‫يف فرتة اخلريف و ّ‬
‫* * *‬
‫"الريبوت" أكرث من أ ّي دواء أخر‬‫"كرجل يعاين من الاكتئاب املوروث‪ ،‬فقد اس تفدت من جتربة ّ‬
‫تناولته‪ ،‬كام لو أن الإقالع عن مشاهدة الفالم الإابح ّية قد جعلين أكرث يقظة وانتباها وسعادة من تأثري‬
‫دواء ويلبرتين (®‪ ،)Wellbutrin‬وزولوفت (®‪ ،)Zoloft‬وغريها من الدوية اليت تناوبت عىل‬
‫تناولها‪".‬‬
‫* * *‬
‫"وأخريا عادت يل ّ‬
‫الطاقة واحليويّة ّمرة أخرى‪ ،‬وبدرجة مل أشعر هبا منذ أ ّايم ادلّ راسة الثّانويّة‪ ،‬مل أصبح‬
‫لكين بدأت أشعر مؤخّرا أ ّين أمكل طاقة‬ ‫ّالرجل اخلارق "هكل" (‪ )Hulk‬أو يشء من هذا القبيل‪ ،‬و ّ‬
‫اإضافيّة لجنز أعاميل‪ .‬قضيت معظم فرتة العرشينات من معري يف حاةل من الاكتئاب وهبوط مس توى‬
‫الطاقة‪ ،‬وأر ّجح بنس بة ‪ ٪٨٠‬أ ّن سبب ذكل هو أ ّين كنت أتصفّح املواقع الإابحيّة عىل الإنرتنت ّمرتني‬ ‫ّ‬
‫"الريبوت" بدأت أمارس التّامرين ّالرايض ّية‪ ،‬ورصت نشطا اجامتع ّيا‪ ،‬واس متتع حبيايت‬ ‫يوميّا‪ .‬والن بعد ّ‬
‫أكرث‪".‬‬
‫* * *‬
‫فيس‪ ،‬والاكتئاب‪ ،‬وكنت ِكسال عىل ادلّ وام‪ ،‬كنت أصارع نفيس‬ ‫السابق أعاين من احلرص النّ ّ‬
‫" كنت يف ّ‬
‫يوم ّيا يك أن أّنض من فرايش وأواجه احلياة‪ ،‬وكنت أجتنّب الكثري من املواقف الاجامتع ّية‪ .‬والن أشعر‬
‫راييض‪،‬‬
‫ّ‬ ‫الطاقة‪ ،‬وعندما أنظر يف املرأة أرى النّضارة يف وّجيي‪ .‬اشرتكت يف ان ٍد‬ ‫أ ّن دل ّي أطنان من ّ‬
‫وبدأت أرفع الثقال‪ ،‬ورصت أزيد يف الوزان اليت أرفعها بشلك مضطرد‪ ،‬وأركض مسافة كيلومرتين‬
‫لك صباح‪ .‬املواقف الاجامتع ّية صارت تبدو ه ّينة كنسمة الهواء‪ ،‬وعندما أمّش بني النّاس‬ ‫عىل الق ّل ّ‬
‫وقوي‪ ،‬ويس تطيع أن يتحدّث مع أ ّي خشص‪ ،‬وأن يفعل أ ّي يشء‪ ،‬وفوق هذا‬ ‫أشعر أ ّين اإنسان قادر ّ‬
‫وهن ينظرن ا ّإيل بمت ّعن‪".‬‬
‫فقد لحظت بعض الفتيات ّ‬
‫‪73‬‬
‫* * *‬
‫"الإقالع عن ارتياد املواقع الإابح ّية ليس ادلّ واء النّاجع للك مشلكة يف حياتك‪ ،‬ولكنّه الساس املتني‪،‬‬
‫الرسيّة والعار ا ّلذلان‬
‫إان ّه ا ّلرتبة اخلصبة اليت تزرع فهيا بذورا ملس تقبل جديد‪ ،‬مس تقبل مل تفسده العادة ّ ّ‬
‫السقوط يف هاوية الإابحيّة اجلنس ّية‪ ،‬مس تقبل مل يفسده الشّ عور ابليأس اذلي ل همرب منه‪،‬‬ ‫ينتجان من ّ‬
‫واذلي عرفه الكثريون منّا‪ ،‬مس تقبل حتيا فيه حياة مليئة ابلمل وا ّلقوة‪ ،‬وليست حياة املناديل املبلّةل‬
‫ابملين‪ ،‬والغرية‪ ،‬واملرارة‪ ،‬وكره النّفس‪ ،‬والغضب‪ ،‬والحالم املهدورة‪".‬‬

‫الصفحات املاضية‪ّ ،‬يبني أ ّن ّالرأي‬


‫"الريبوت" عن نتاجئ جتربهتم‪ ،‬واذلي خل ّصته لمك يف ّ‬
‫ما رواه املشاركون يف جتربة ّ‬
‫اذلي يتبنّاه الط ّباء وعلامء النّفس اليوم‪ ،‬واذلي يقول بأ ّن مشاهدة املرئ ّيات اجلنس ّية املتوفّرة عىل الإنرتنت ل رضر فهيا‪ ،‬إانّام هو‬
‫نتبىن رأاي ّ‬
‫خيطئ اللف من النّاس اذلين وصفوا لنا معاانهتم‬ ‫نطقي أن نصدر حكام أو ّ‬
‫رأي حيتاج اإىل مراجعة عاجةل‪ .‬فليس من امل ّ‬
‫من أرضار مشاهدة املرئ ّيات اجلنس ّية بكرثة وملدّ ة طويةل‪ ،‬ورشحوا لنا كيف أّنّ م قد تغلّبوا عىل متاعهبم ابلإقالع عهنا‪ .‬بل ا ّإن‬
‫منطق العقل ّيقرر بأ ّن العراض والمراض اليت يصفوّنا يه يف الغالب حقيق ّية‪ ،‬وأ ّن مشاهدة املرئ ّيات اجلنس ّية عىل الإنرتنت‬
‫س ّببهتا‪ ،‬وابلتّايل فا ّإن تغيري ّ‬
‫السلوك ابلإقالع عهنا ميكن أن يؤدّي اإىل جين الفوائد القيّمة اليت وردت يف ترصحياهتم‪.‬‬
‫لك الحوال‪ ،‬فا ّإن أ ّي خشص اعتاد عىل تصفّح املواقع الإابحيّة عىل الإنرتنت ّمث بدأ يعاين من أعراض مشاهبة‬
‫ويف ّ‬
‫"الريبوت"‪ ،‬لن خيرس شيئا لو توقّف عن مشاهدة الفالم الإابح ّية لعدّ ة أشهر ّ‬
‫حّت يرى بأ ّم‬ ‫لتكل اليت عاىن مهنا ّرواد جتربة ّ‬
‫عينيه ما اإذا اكنت هذه العراض سزتول بعد الإقالع أم ل‪ ،‬فا ّإن جتربة ّ‬
‫"الريبوت" أثبتت جدواها للكثريين‪.‬‬

‫‪74‬‬
‫الفصل الث ّاين‬
‫شهوات تعيث فسادا‬

‫خفي من المراض"‬
‫"الاختيار هو نوع ّ‬
‫دون ديليلو‪32‬‬

‫هل س بق وأن مسعت "بعامل كوليدج"؟ "عامل كوليدج" ي ّبني لنا بوضوح الكيف ّية اليت يؤثّر هبا ال ّتجديد يف العالقات‬
‫اجلنيس‪ ،‬وأثر هذا العامل ملحوظ دلى مدى واسع من احليواانت الث ّدي ّية اكجلرذان والكباش عىل سبيل‬
‫ّ‬ ‫اجلنس ّية عىل ّ‬
‫السلوك‬
‫املثال ل احلرص‪ ،‬ويعمل اكلتّايل‪ :‬أطلق ذكرا من اجلرذان يف قفص فيه أنىث جاهزة ّللزتاوج‪ ،‬يف البداية سوف تلحظ موجة من‬
‫املتكرر بني ّاذلكر والنىث‪ ،‬ولكن ابل ّتدرجي مي ّل ّاذلكر من هذه النىث حتديدا‪ّ ،‬‬
‫وحّت لو اكنت النىث‬ ‫ّالزتاوج اجلنيس النّشط و ّ‬
‫ترغب ابملزيد من ّالزتاوج فا ّإن ّاذلكر قد اكتفى‪ .‬ولكن اإذا استبدلت النىث الصل ّية بأخرى جديدة‪ ،‬فا ّإن ّاذلكر سوف يس تعيد‬
‫نشاطه يف احلال‪ ،‬وس يعمل بلك اإقدام وجدّ عىل ختصيهبا‪ .‬وابلإماكن تكرار هذه التّجربة‪ ،‬واستبدال الإانث بشلك مس ّمتر‪،‬‬
‫حّت ختور قوى ّاذلكر ابلاكمل‪ .‬ال ّتاكثر ‪-‬أ ّول وأخريا‪ -‬هو الولويّة الكربى للجينات‪ ،‬وميكنك أن تسأل عن ذكل الفأر السرتايل‬
‫ّ‬
‫اذلي ينخرط يف موجات نشطة من ّالزتاوج مع الإانث ّ‬
‫حّت يد ّمر ّجازه امل ّ‬
‫ناعي‪ ،‬ويسقط قتيال‪.‬‬
‫من املؤكّد أ ّن ّالزتاوج دلى الإنسان معوما أكرث تعقيدا من ذكل‪ ،‬فنحن عىل سبيل املثال من بني الثّالثة اإىل امخلسة‬
‫ابملائة من الثّدي ّيات القادرة عىل تكوين رابطة زوج ّية طويةل المد‪ ،‬ورمغ ذكل فا ّإن ال ّتجديد يف العالقات اجلنس ّية ميكن ان‬
‫اجلنيس ل إالنسان أيضا‪.‬‬
‫ّ‬ ‫يؤثّر عىل النّشاط‬
‫ّمسي "عامل كوليدج" هبذا الامس نس بة اإىل ّالرئيس المرييك" اكلفني كوليدج"‪ .33‬يف أحد ال ّايم‪ ،‬اكن ّالرئيس وزوجته‬

‫‪ 32‬مقتبس من رواية "اللكب اذلي يعدو" بقمل "دون ديليلو" اليت صدرت عام ‪1978‬م‪.‬‬
‫‪ 33‬هو "جون اكلفني كوليدج جونيور"‪ّ ،‬الرئيس الث ّالثون للولايت املتّحدة المريكيّة (‪١٩٢٩-١٩٢٣‬م)‬
‫‪75‬‬
‫بلك خفر ديكه النّشط اذلي‬
‫الس ّيدة الوىل و ّ‬
‫يتزنهان يف مزرعة‪ ،‬وبيامن اكن ّالرئيس منشغال يف ماكن أخر‪ ،‬عرض املزارع عىل ّ‬
‫ّ‬
‫يس تطيع أن يزتاوج مع ادلّ جاجات طيةل اليوم بال لكل‪ ،‬ويس ّمتر عىل ذكل يوما بعد يوم‪ .‬عندها أبدت ّ‬
‫الس ّيدة الوىل اإجعاهبا‬
‫ابدلّ يك وبنشاطه امل ّمتزي‪ ،‬وطلبت من املزارع حبياء أن خيرب عنه ا ّلس ّيد ّالرئيس‪ ،‬ففعل‪ .‬عندها أطرق الرئيس كوليدج مفكّرا‬
‫الس ّيدة‬
‫لربهة‪ّ ،‬مث سأهل‪" :‬أيفعل ذكل مع نفس ادلّ جاجة؟" أجاب املزارع‪" :‬ل اي س ّيدي"‪ ،‬فر ّد عليه ّالرئيس حبزم‪" :‬أخرب ّ‬
‫بذكل"‪.‬‬
‫اجلنيس بسبب وجود زوج حس ناء جديدة هو العامل ال ّ‬
‫سايس اذلي يدفع جعةل‬ ‫ّ‬ ‫هذا الثر اذلي يظهر عىل النّشاط‬
‫صناعة الإابحيّة اجلنس ّية‪ .‬لو نظران اإىل طبيعة اخللق من منطلق احملافظة عىل البنية اجلسديّة‪ ،‬فا ّإن احلافز للتّجديد يف العالقات‬
‫اجلنس ّية هو الوس يةل ا ّلطبيع ّية اليت تثبّط ناكح القارب‪ ،‬وتضمن جتدّ د اجلينات يف النّسل عىل ّمر الجيال‪ .‬ولكن ما اذلي‬
‫الوظيفي جلسم الإنسان؟ إان ّه "ادلّ وابمني"‪.‬‬
‫ّ‬ ‫يشحن ّالرغبة يف ال ّتجديد عىل املس توى‬
‫يوجد يف ادلّ ماغ دوائر عصب ّية ّ‬
‫تتحمك ابلعواطف‪ ،‬والانفعالت‪ ،‬واحلوافز‪ ،‬وادلّ وافع‪ ،‬واختاذ القرارات عىل مس توى‬
‫الإدراك ّالالواعي‪ ،‬هذه ادلّ وائر العصب ّية تؤدّي وظيفهتا بكفاءة عالية‪ ،‬ومل ّ‬
‫يتغري تركيهبا أبدا منذ بدء اخلليقة‪ .‬وادلّ وابمني هو‬
‫عصّب اذلي يؤ ّجج ّالرغبة ويعطينا احلافز ّيك نسعى اإىل اإقامة عالقة جنس ّية‪ ،‬فادلّ وابمني ينشّ ط تراكيب عصب ّية تقع يف‬
‫النّاقل ال ّ‬
‫وسط ادلّ ماغ‪ ،‬وتعرف ابدلّ ائرة العصب ّية للماكفأة‪ ،‬وادلّ ائرة العصب ّية للماكفأة يه اجلزء من ادلّ ماغ اذلي مينحنا احلافز و ّالرغبة يف‬
‫السعي لمر ما‪ ،‬والشّ عور ابلتّ ّذلذ بّشء ما‪ ،‬وكذكل الإدمان عىل سلوك بعينه‪.‬‬
‫ّ‬
‫يورث جيناتك‪ ،‬ويرتبع عىل ّمقة‬
‫ادلّ ائرة العصب ّية للماكفأة قدمية قدم اخللق‪ ،‬وهدفها أن تدفعك لتعمل ما يضمن بقاءك و ّ‬
‫الصداقة‪ ،‬والتّجديد‪ .‬وتس ّمى هذه النشطة "احملفّزات‬ ‫احلب‪ ،‬و ّ‬‫لوايت املاكفأة دلى الإنسان‪ :‬الغذاء‪ ،‬واجلنس‪ ،‬و ّ‬ ‫قامئة أو ّ‬
‫ا ّلطبيع ّية"‪ ،‬وذكل مقارنة ابلعقاقري الضّ ّارة اليت تسبّب الإدمان‪ ،‬واليت ابإماكّنا أن ختتطف هذه ادلّ ائرة العصب ّية عيهنا‪ ،‬وتس يطر‬
‫علهيا‪.‬‬
‫السعي ليك تعمل ما خيدم مصلحة جيناتك‪ ،‬ويضمن اس مترار‬
‫سايس من اإفراز ادلّ وابمني هو أن حيفّزك عىل ّ‬
‫الهدف ال ّ‬
‫السعي للحصول عليه‪ ،‬ولكن اإذا مل‬ ‫نسكل‪ .‬ولكّام ازداد اإفراز ادلّ وابمني لكام ازدادت رغبتك يف البحث عن ّ‬
‫الّشء املرغوب و ّ‬
‫ابلسعرات احلراريّة و ّ‬
‫الطاقة‪ ،‬مثل حلوى‬ ‫غين ّ‬‫يفرز ادلّ وابمني فقد تتغاىض عن المر متاما‪ .‬فعندما يعرض عليك طبق فيه طعام ّ‬
‫‪76‬‬
‫الشّ وكولتة مع البوظة عىل سبيل املثال‪ ،‬سوف ّ‬
‫تتودل دليك رغبة جاحمة لتناوهل‪ ،‬أ ّما اإذا عرض عليك طبق من الكرفس؟ فهذا‬
‫الطعام ليس ج ّذااب ّ‬
‫ابلرضورة‪.‬‬ ‫ّ‬

‫التّ ّغريات يف معدّ ل اإفراز ادلّ وابمني يه املعيار اذلي يساعدك يف تقدير قمية أ ّي جتربة ّمتر بك‪ ،‬ويه اليت ّ‬
‫تدكل عىل‬
‫ابلسعي هل‪ ،‬وما تو ّد اجتنابه‪ ،‬وأين تضع انتباهك واهامتمك‪ .‬وفوق هذا مفوجات اإفراز ادلّ وابمني ختربك ما اذلي‬
‫ما ترغب ّ‬
‫يتو ّجب عليك أن تتذكّره لحقا‪ ،‬لّنّ ا تساعد عىل توثيق ّالروابط بني العصبوانت يف ادلّ ماغ‪.‬‬
‫طبيعي الش ّد تأثريا عىل ادلّ ائرة العصب ّية‬ ‫الش بق‪ ،‬جيمتعان معا ّ‬
‫ليشالك احملفّز ال ّ‬ ‫اجلنيس‪ ،‬ومن ّمث الوصول اإىل ذروة ّ‬
‫ّ‬ ‫الهتّ ّيج‬
‫للماكفأة يف دماغك‪ ،‬واذلي يسبّب أكرب موجة من اإفراز ادلّ وابمني عىل الإطالق مقارنة بأ ّي نشاط أخر تقوم به‪.‬‬
‫ورمغ أ ّن ادلّ وابمني يشار اإليه عادة عىل أن ّه "جزيء املتعة"‪ ،‬ا ّإل أن ّه يف احلقيقة حيفّز عىل ّ‬
‫السعي حبثا عن املتعة‪ ،‬ول‬
‫يسبّب املتعة بذاهتا‪ .‬ولجل ذكل فا ّإن اإفراز ادلّ وابمني يزداد يف حال توقّع احلدث‪ ،‬إان ّه حافزك وسائقك يف تعقّب ّ‬
‫املذلات‬
‫املرتقبة‪ ،‬والهداف بعيدة املدى‪.‬‬
‫العصّب عند التقاء العصبوانت‪ ،‬حيث ترتبط جزيئات ادلّ وابمني اليت يفرزها‬
‫ّ‬ ‫يعمل ادلّ وابمني يف نقاط التّشابك‬
‫‪77‬‬
‫العصّب من عصبون اإىل الخر كام ترى يف‬
‫ّ‬ ‫العصبون املرسل ابملس تقبالت العصب ّية يف العصبون اجملاور‪ ،‬وهكذا يرسي التّ ّيار‬
‫الصورة‪ .‬أ ّما املتعة اليت تشعر هبا عند بلوغ ّمقة الإاثرة فتأيت من اإفراز مركّبات أفيون ّية‪ 34‬أخرى‪ ،‬وذلكل انظر اإىل ادلّ وابمني عىل‬
‫أن ّه املسؤول عن ّالرغبة يف املتعة‪" :‬أرغب هبذا"‪ ،‬واملركّبات الفيون ّية عىل أّنّ ا املسؤوةل عن شعورك ابملتعة‪" :‬يعجبين هذا"‪.‬‬

‫ينش ْنك" الفرق بني ادلّ وابمني واملركّبات الفيون ّية بقولها‪" :‬ادلّ وابمني‬ ‫وقد ّوحضت أ ّ‬
‫خصائ ّية عمل النّفس "سوزان و ِ‬
‫جيعلنا نريد‪ ،‬ونرغب‪ ،‬ونسعى‪ ،‬ونبحث"‪ .‬ويعترب "أثر معل منظومة ادلّ وابمني أقوى من أثر معل منظومة املركّبات الفيون ّية‪،‬‬
‫السعي هل أثر أكرب يف تأمني بقائنا من ّالركون اإىل القناعة و ّالرضا‬
‫ابلسعي أكرث ّمما نشعر ابلقناعة مبا حصلنا عليه‪ ...‬ف ّ‬
‫فنحن ننشغل ّ‬
‫بلك غفةل‪ ".‬ومن هذا املنطلق‪ ،‬ميكننا أن نعترب الإدمان عىل أن ّه سعي يف طلب الشّ هوات قد ض ّل‪ ،‬وعاث فسادا‪.‬‬
‫ّ‬

‫‪ 34‬املركّبات الفيون ّية لها مس تقبالت ّ‬


‫خاصة هبا ختتلف عن مس تقبالت ادلّوابمني‪.‬‬
‫‪78‬‬
‫التّجديد والتّجديد ّمث التّجديد‬
‫يزيد إافراز ادلّ وابمني عندما جي ّد جديد‪ ،‬س ّيارة جديدة أو افتتاح فيمل سيامنيئ أو أخر رصعة يف الّجزة الإلكرتونية ‪...‬‬
‫لكّنا رهن ال ّزايدة يف اإفراز ادلّ وابمني‪ .‬وكام هو احلال مع ّ‬
‫لك رصعة جديدة‪ ،‬فا ّإن التّشويق يتالىش مع هبوط مس توى ادلّ وابمني‪.‬‬
‫اإذا عدان اإىل املثال اذلي ذكرانه قبل قليل‪ ،‬فميكن أن نقول بأ ّن ادلّ ائرة العصب ّية للماكفأة يف دماغ الفأر تفرز تدرجي ّيا مكّ ّيات أق ّل‬
‫فأق ّل من ادلّ وابمني اس تجابة لإغراء النىث املوجودة معه يف القفص‪ ،‬ولكهنّ ا تشهد ارتفاعا كبريا يف اإفراز ادلّ وابمني دلى اإدخال‬
‫النىث اجلديدة‪ .‬هل يبدو ذكل مألوفا؟‬
‫جنيس عىل املشاركني يف التّجربة ع ّدة ّمرات‪ ،‬ووجدوا‬
‫يف اإحدى التّجارب‪ ،‬عرض ابحثون أسرتال ّيون فيلام ذا حمتوى ّ‬
‫اجلنيس مع تكرار عرض الفيمل‪ ،‬واس تدلّوا عىل ذكل من قياس شدّ ة‬
‫ّ‬ ‫أ ّن املشاركني عانوا من تناقص مس ّمتر يف مس توى الهتّ ّيج‬
‫الانتصاب دلى املشاركني‪ ،‬ومن ترصحياهتم الشّ خص ّية اليت أدلوا هبا لحقا‪ .‬مشاهدة الفيمل نفسه مرارا وتكرارا جتعهل يبدو ّممال‬
‫بسبب التّ ّعود‪ ،‬والتّ ّعود ‪-‬أي ضعف الاس تجابة للمحفّز بتكرار التّ ّعرض هل‪ -‬هو دلةل عىل اخنفاض معدّ ل اإفراز ادلّ وابمني‪.‬‬
‫حّت صار املشاركون يف التّجربة ّ‬
‫يغطون يف غفوة أثناء العرض‪ّ ،‬غري الباحثون‬ ‫بعد عرض الفيمل ذاته مثان عرشة ّمرة‪ّ ،‬‬
‫الفيمل‪ ،‬وعرضوا فيلمني جديدين يف جلس يت العرض ال ّتاسعة عرشة والعرشين‪ ،‬واي لها من مفاجأة! ّنض املشاركون وانتهبوا‬
‫وابلطبع فقد أبدت النّساء‬
‫وتفاعلوا مع العرض‪ ،‬وظهر ذكل جل ّيا عىل مقياس شدّ ة الانتصاب دلهيم (أنظر ّالرمس البياين املرفق)‪ّ .‬‬
‫تأثّرا مماثال ابلتّجديد‪.‬‬

‫‪79‬‬
‫خاص ّية أساس ّية‬
‫اإغراء املرئ ّيات اجلنس ّية ينبع من زايدة نشاط اجلهاز العصّب للماكفأة دلى مشاهدهيا‪ ،‬وذكل بسبب ّ‬
‫لك جلسة تصفّح للمواقع‬
‫ّمتزي الإنرتنت ا ّلرسيعة عن غريها من ال ّتقن ّيات ويه أ ّن ال ّتجديد متوفّر دامئا‪ ،‬وعىل بعد نقرة واحدة‪ .‬ففي ّ‬
‫الإابح ّية‪ ،‬ميكن للشّ خص أن يرى وجوها جديدة‪ ،‬أو مشاهد غري مألوفة‪ ،‬أو سلوك ّ‬
‫جنيس غريب‪ ،‬أو ‪ ...‬امل أنت الفراغ‪.‬‬
‫واملواقع الإابحيّة الكرث شعب ّية ‪-‬تكل املس ّماة مواقع التّيوب‪ -‬تراعي يف تصممي صفحاهتا أن ختدم هذه ّالرغبة يف التّجديد ادلّ امئ‬
‫لك صفحة توفّر هلم العرشات من الفالم اجلنس ّية القصرية‪ ،‬ورضوب خمتلفة من املامرسات اجلنس ّية ليختاروا‬
‫دلى مراتدهيا‪ ،‬ف ّ‬
‫مهنا‪ ،‬ويقيض مراتدو هذه املواقع فرتات طويةل ينقرون وينتقلون من فيمل اإىل أخر‪ ،‬ويس تغرقون يف مشاهدة املوا ّد املعروضة‬
‫لّنّ ا تقدّ م هلم جتديدا ل ينضب‪.‬‬
‫بوجود عدد من ال ّصفحات املفتوحة عىل متصفّح الإنرتنت‪ ،‬وال ّتنقّل بيهنا‪ ،‬والنّقر لساعات‪ ،‬ابإماكنك أن تعاين يف ّ‬
‫لك‬
‫عرش دقائق عددا من احلس ناوات اجلدد أكرب ممّا اكن يتس ّىن لجدادك الوائل أن يعاينوه‪ ،‬ولو سعوا طوال حياهتم‪ .‬واب ّلطبع‬
‫مغاير متاما لواقع جتربة الجداد‪ ،‬ل ّن ما يبدو يف ّ‬
‫الظاهر عىل أن ّه رمز للوفرة‪ ،‬ل يعدو كونه‬ ‫الرسيعة ٌ‬
‫فا ّإن واقع احلال مع الإنرتنت ّ‬
‫ساعات عديدة تُمىض أمام الشّ اشة‪ ،‬سعيا يف طلب يشء موجود يف ماكن أخر من العامل‪.‬‬
‫الّشء‬‫الصفحات‪ّ ،‬‬ ‫لك متصفّح أفتح عددا من ّ‬ ‫"كنت أفتح متصفّح الإنرتنت يف عدد من النّوافذ‪ ،‬ويف ّ‬
‫سايس اذلي اكن يثري شهويت هو ال ّتجديد‪ :‬وجوه جديدة‪ ،‬وأجساد جديدة‪ ،‬واختيارات جديدة‪ .‬اندرا‬ ‫ال ّ‬
‫ما كنت أشاهد املشهد اكمال‪ ،‬ول أذكر مّت شاهدت فيلام جنس ّيا بر ّمته‪ ،‬فذكل مم ّل جدّ ا‪ ،‬كنت دامئا‬
‫أرغب ابلتّجديد ّ‬
‫الرسيع‪".‬‬
‫حمفّز خارق ّ‬
‫للطبيعة‬
‫العصّب عند‬
‫ّ‬ ‫الصور املغرية والفالم اخلليعة ‪ ...‬لكّها موجودة منذ زمن بعيد‪ ،‬وكذكل طبيعة اجلهاز‬
‫اللكامت املغوية و ّ‬
‫العصّب عندما تلوح هل فرصة جديدة ل ّلزتاوج يه أيضا فطرة قدمية قدم اخللق‪ .‬مفا اذلي جيعل‬
‫ّ‬ ‫الإنسان‪ ،‬وأن ّه يقوم ابإفراز النّاقل‬
‫املرئ ّيات اجلنس ّية املتوفّرة عىل الإنرتنت اليوم شديدة الإغراء‪ ،‬وهبذا الشّ لك القهر ّي؟ ليس ذكل بسبب التّجديد ادلّ امئ فقط‪،‬‬
‫ولكن ل ّن اإفراز ادلّ وابمني يزداد اس تجابة ملشاعر وحمفّزات أخرى ابلإضافة اإىل التّجديد‪ ،‬ومجيع هذه احملفّزات موجودة بشلك‬
‫ظاهر يف الفالم الإابح ّية املتوفّرة عىل الإنرتنت‪:‬‬
‫الصدمة‪ ،‬وما اذلي ل يعترب صادما يف الفالم الإابحية اليوم؟‬
‫أ‪ -‬املفاجأة و ّ‬
‫‪80‬‬
‫فيس‪ ،‬اكذلي تشعر به عندما تشاهد أفالما جنس ّية ل تامتىش مع قميك وأخالقك‪.‬‬‫ب‪ -‬احلرص النّ ّ‬
‫السعي والبحث‪ ،‬وما يصاحبه من التّشويق و ّالرتقّب‪.‬‬
‫ج‪ّ -‬‬

‫ينطبق عىل املرئ ّيات اجلنس ّية املتوفّرة عىل الإنرتنت اليوم صفة ما يس ّميه العلامء "احملفّز اخلارق ّ‬
‫للطبيعة"‪ .‬قبل س نوات عديدة‪،‬‬
‫اكتشف العامل احلائز عىل جائزة نوبل "نيكولس تِ ِنرب ِغن"‪ 35‬أ ّن ابلإماكن خداع ّ‬
‫الطيور‪ ،‬والفراشات‪ ،‬وحيواانت أخرى‪ ،‬وجعلها‬
‫تفضّ ل البيوض والزواج ّالزائفة عىل بيوضها وأزواّجا احلقيق ّية‪ .‬اإانث ّ‬
‫الطيور ‪-‬عىل سبيل املثال‪ -‬جاهدن ّيك يرقدن عىل بيوض‬
‫بيوضهن احلقيقيّة املرقّطة بألوان ابهتة هممةل‬
‫ّ‬ ‫تِ ِنرب ِغن ّالزائفة‪ ،‬واليت صنعها من ّ‬
‫اجلص لتبدو كبرية ومرقّطة بألوان زاهية‪ ،‬بيامن تركن‬
‫املرصعة أمهلوا ّالزتاوج مع الإانث من نوعهم‪ ،‬وبذلوا ّجودا عقمية يف حماولهتم املس متيتة ّللزتاوج مع القعر‬
‫لتتعفّن‪ .‬وذكور اخلنفساء ّ‬
‫الرشاب ذات اللّون ّ ّ‬
‫البين‪ .‬ابلنّس بة ذلكر اخلنفساء‪ ،‬فا ّإن زجاجة ا ّلرشاب امللقاة عىل الرض تبدو وكّنّ ا أكرب‬ ‫الغائر لزجاجة ّ‬
‫وأمجل وأكرث الإانث اذلين رأمه اإغراء إوااثرة‪.‬‬
‫الجدر أن يظ ّل اهامتم احليوان حمصورا يف نطاق هم ّمة ّالزتاوج ا ّلطبيع ّية‪ ،‬ولكن يف هذه احلالت بدل من أن تتوقّف‬
‫اس تجابة احليوان الغريزيّة للمحفّزات عند هذا الهدف‪ ،‬فا ّإن الفطرة املربجمة يف دماغه تواصل حث ّه عىل الاس تجابة النّشطة‬
‫للمحفّزات ّالزائفة‪ ،‬ونتيجة ذلكل فا ّإن هذه احملفّزات ّالزائفة تغري احليوان‪ ،‬وتس تدرجه اإىل خارج نطاق هم ّمة ا ّلزتاوج ابللكّ ّية‪.‬‬
‫ّمسى ِت ِنرب ِغن هذه احملفّزات اخلادعة "حمفّزات فوق ا ّلطبيع ّية"‪ ،‬ويشار اإلهيا اليوم يف الغالب عىل أّنّ ا "حمفّزات خارقة ّ‬
‫للطبيعة"‪.‬‬
‫للطبيعة يه نسخ مبالغ فهيا من احملفّزات ا ّلطبيع ّية‪ ،‬ننخدع هبا‪ ،‬فرناها ذات قمية‪ .‬قد ل نتوقّع ‪-‬مثال‪-‬‬
‫احملفّزات اخلارقة ّ‬
‫أن يفضّ ل القرد صورة النىث عىل النىث احلقيق ّية‪ ،‬اإل أن ّنا قد نصاب ابدلّ هشة عندما جند أ ّن القرود مس تعدّ ة أن تدفع غرامة‬
‫تتفرج عىل صور ملؤ ّخرات اإانث القرود‪ .‬فليس مس تغراب ‪-‬واحلال هذه‪-‬‬
‫(تتنازل عن تناول العصري املعروض علهيا) مقابل أن ّ‬
‫أ ّن ندرك بأ ّن املرئ ّيات اجلنس ّية عىل الإنرتنت ابإماكّنا أن ختتطف ادلّ ائرة العصب ّية للماكفأة يف دماغ الإنسان‪ ،‬وحترفها عن الفطرة‬
‫ا ّلسلمية‪.‬‬
‫للطبيعة عىل ّمقة أو ّ‬
‫لوايتنا‪ ،‬ف إان ّنا نفعل ذكل ل ّن هذا احملفّز سبّب زايدة كبرية يف اإفراز ادلّ وابمني‬ ‫عندما نضع حمفّزا خارقا ّ‬

‫‪ 35‬حاز"نيكولس ِت ِنرب ِغن" عىل جائزة نوبل يف ّ‬


‫الطب وعمل وظائف العضاء عام ‪١٩٧٣‬م ابلشرتاك مع "اكرل فيش" و"كونراد لوريزن"‪.‬‬
‫‪81‬‬
‫الطبيعي اذلي يوازيه‪ .‬ابلنّس بة ملعظم مشاهدي املرئ ّيات اجلنس ّية‪،‬‬
‫يف ّجاز املاكفأة يف أدمغتنا‪ ،‬وبدرجة أكرب ممّا يسبّبه احملفّز ّ‬
‫فا ّإن ّ‬
‫اجملالت الإابحيّة اليت شاعت يف املايض ما اكن ابإماكّنا أن تنافس أو ّتزب ال ّرشيكة احلقيق ّية‪ ،‬وما يُعرض يف ط ّيات صفحات‬
‫جمةل "البالي بوي" ما اكن إابماكّنا أن توفّر نسخة طبق الصل عن الإشارات وا إلحياءات اليت تعلّموا أن يربطوها ابلعالقة‬
‫ّ‬
‫اجلنس ّية‪ ،‬مثل نظرات العيون‪ ،‬واللّمس‪ ،‬والعطر‪ ،‬والإاثرة اليت تصاحب الغزل‪ ،‬و ّالرقص‪ ،‬واملداعبة ‪ ...‬وغريها‪ ،‬وذلكل فا ّإن‬
‫الط ّ‬
‫بيعي!‬ ‫الصور املعروضة يف ّ‬
‫اجملالت ل ترتقي اإىل درجة الإاثرة اليت يوفّرها احملفّز ّ‬ ‫درجة الإاثرة عند مشاهدة ّ‬
‫ولكن لو تف ّحصنا املرئ ّيات اجلنس ّية اليت تعرض عىل املواقع الإابح ّية عىل الإنرتنت‪ ،‬جند أ ّن احملفّزات اخلارقة ّ‬
‫للطبيعة‬
‫منسوجة ومتشابكة يف بنيهتا‪ .‬فهيي أ ّول‪ :‬توفّر فيضا ا ل ينهتيي من احلس ناوات املغرايت بكبسة زر‪ ،‬والحباث تؤكّد بأ ّن التّجديد‬
‫و ّالرتقّب النّاجتان عن معل ّية البحث وتصفّح املواقع عىل الإنرتنت يفامق أحدهام الخر‪ ،‬ويزيدان من مس توى الإاثرة‪ ،‬وابلتّايل ميكن‬
‫أن يسبّبا تغيريات يف مسار ّالروابط بني العصبوانت يف ادلّ ائرة العصب ّية للماكفأة يف ادلّ ماغ‪.‬‬
‫مكربة اصطناع ّيا دلى النّساء‪ ،‬وأعضاء ذكوريّة هائةل بفعل الفياغرا‬
‫واثنيا‪ :‬تعرض املواقع الإابح ّية عىل الإنرتنت أثداء ّ‬
‫السيناريوهات اليت تعرض‬
‫جامعي‪ ،‬وغريها من ّ‬
‫متكرر‪ ،‬وجنس ّ‬
‫دلى ّالرجال‪ ،‬ومههامت وحراكت غريزيّة مبالغ فهيا‪ ،‬وجامع ّ‬
‫ممارسات جنس ّية مبالغ فهيا‪ ،‬وبعيدة عن الواقع‪.‬‬
‫واثلثا‪ :‬الإاثرة اليت تسبّهبا مشاهدة الفالم تفوق الإاثرة النّامجة عن مشاهدة ا ّلصور الفوتوغراف ّية املنشورة يف اجملالت‬
‫مبراحل‪ ،‬والفالم اليت تعرض عىل مواقع التّيوب قصرية‪ ،‬وقد ل تتعدّ ى يف مدّ هتا دقائق معدودة‪ ،‬ولكهنّ ا تعرض للمشاهد‬
‫ممارسات جنس ّية ساخنة وجريئة‪ .‬عند مشاهدة صور الن ّساء العارايت‪ ،‬فا ّإن ّ‬
‫لك ما دلى املشاهد هو قدرته عىل ال ّتخ ّيل‪ ،‬أن‬
‫يتخ ّيل ما اذلي س يحصل بعد مشاهدة ا ّلصور‪ ،‬وابلنّس بة ملراهق يف الثّالثة عرشة من جيل ما قبل الإنرتنت‪ ...‬مل يكن ابإماكنه‬
‫جيف من أفالم "ل أصدّ ق ما رأت عيناي"‪ ،‬فا ّإن ما يشاهده‬
‫الس يل اذلي ل ّ‬
‫أن يتخ ّيل الكثري‪ .‬وابملقارنة‪ ،‬ففي وجود هذا ّ‬
‫الفّت املراهق عىل الإنرتنت غالبا ما يفوق توقّعاته‪ ،‬ولهذا يس ّجل ادلّ ماغ مس توى أكرب من ا إلاثرة‪ .‬وضع يف حس بانك أيضا أ ّن‬
‫الإنسان ّ‬
‫يتعمل من مراقبة الخرين‪ ،‬وابلتّايل فا ّإن مشاهدة الفيمل تعطي دروسا أبلغ وأقوى يف "كيف تصنع عندما ‪ّ "...‬مما تعطيه‬
‫الصور الفوتوغراف ّية‪.‬‬
‫مشاهدة ّ‬
‫املواقع الإابحيّة عىل الإنرتنت تعرض احملفّزات اجلنس ّية اخلارقة ّ‬
‫للطبيعة بوفرة‪ ،‬ودون حدود أو ضوابط‪ ،‬والنّتيجة أ ّن‬
‫‪82‬‬
‫مراتدي املواقع الإابحيّة يشعرون أ ّن الإاثرة اجلنس ّية املصطنعة عىل الإنرتنت أكرث جاذب ّية إواغراء من زوجاهتم‪ .‬تبدو هذه‬
‫العلمي اإىل درجة ميكهنا أن جتعل تِ ِنرب ِغن يقول‪" :‬هذا هو ابلضّ بط ما كنت احتدّ ث عنه!"‪.‬‬ ‫ّ‬
‫الظاهرة من غرابهتا أقرب اإىل اخليال ّ‬
‫ابلرضورة لّنّ م يريدون أن حينوا‬
‫ا ّإن اإقبال مراتدي املواقع الإابح ّية عىل مشاهدة املثريات اجلنس ّية عىل الإنرتنت ليس ّ‬
‫ظهورمه لساعات أمام شاشات احلاسوب ومه حيدّ قون يف املرئ ّيات اجلنس ّية املعروضة‪ ،‬أوينقرون حبثا عن موا ّد جديدة‪ ،‬فهم‬
‫عىل الغلب يفضّ لون أن ميضوا وقهتم ابل ّتواصل مع أصدقاهئم‪ ،‬أوال ّت ّعرف عىل أصدقاء جدد‪ ،‬وربّام البحث عن زوجات املس تقبل‪.‬‬
‫الصعب عىل العالقات الاجامتع ّية الواقع ّية أن تنافس الفالم الإابح ّية عىل مس توى اس تجابة ادلّ ماغ للمحفّزات‪،‬‬
‫اإل أن ّه من ّ‬
‫وخاصة عندما يضاف للمعادةل عدم وجود ضامانت ملس تقبل العالقات الاجامتع ّية‪ ،‬والتّقلّبات احملمتةل يف العالقات العاطفيّة‪.36‬‬
‫ّ‬
‫وقد ّعرب "نوح تشريش" عن ذكل يف مذكّراته "المحق‪ :‬مدمن عىل اإابحيّة الإنرتنت"‪ 37‬فيقول‪" :‬ليس ل ّين مل أكن أرغب بعالقة‬
‫السعي اإىل اإقامة عالقة عاطف ّية اكن يف الواقع أصعب بكثري‪ ،‬وأكرث اإراباك من ّالركون اإىل مشاهدة‬
‫جنس ّية حقيق ّية‪ ،‬ولكن ل ّن ّ‬
‫الفالم الإابح ّية"‪ .‬وقد وجدت هذه الفكرة صداها يف الكثري من ترصحيات أعضاء املنتدايت‪:‬‬
‫"مررت بفرتة كنت فهيا أعزاب‪ ،‬وكنت أعيش يف بدلة صغرية انئية‪ ،‬فبدأت أمارس الاس متناء بشلك‬
‫متكرر أثناء مشاهدة الفالم الإابحيّة‪ ،‬وقد ذهلت من ا ّلرسعة الفائقة اليت انزلقت هبا يف وحل هذه‬ ‫ّ‬
‫العادة املقيتة‪ .‬بدأت أتغ ّيب أ ّايما عن معّل لتصفّح املواقع الإابحيّة‪ ،‬ورمغ ذكل مل أقدّ ر مغ ّبة ما اكن‬
‫الرسير مع امرأيت ووجدت نفيس أحاول جاهدا أن أتذكّر مقاطع‬ ‫حيدث يل‪ ،‬اإىل أن كنت يوما يف ّ‬
‫وصورا اإابح ّية لتساعدين عىل الانتصاب‪ .‬ما اكن حبس باين يوما أ ّن شيئا كهذا ميكن أن حيدث يل‪،‬‬
‫حص ّية وسلمية قبل أن أنزلق يف وحل الإابح ّية‬
‫دلي أساس متني وعالقة جنس ّية ّ‬ ‫وحلسن احلظ فقد اكن ّ‬
‫لرسيّة رجعت اإىل سابق عهدي‪".‬‬‫اجلنس ّية‪ ،‬فأدركت الفرق‪ ،‬وبعد أن أقلعت متاما عن ممارسة العادة ا ّ ّ‬

‫يف هذا العرص‪ ،‬ل تبدو يف الفق أيّة بوادر للتّخلّص من احمل ّفزات اجلنس ّية اخلارقة ّ‬
‫للطبيعة‪ ،‬فصناعة الإابحيّة اجلنس ّية‬
‫وحّت اللّعب واللت اليدويّة املصنّعة لهداف‬
‫بدأت فعل ّيا بعرض منتجاهتا يف الفالم الثّالث ّية البعاد‪ ،‬وبتقن ّية الإنسان اليل‪ّ .‬‬
‫اجلنيس النّامج عن‬
‫ّ‬ ‫الإاثرة اجلنس ّية‪ ،‬صار ابلإماكن برجمهتا مع حاسوب املس هتكل‪ ،‬حبيث يزتامن معلها البدين مع شعوره ابلهتّ ّيج‬

‫عي مثل ضيق ذات اليد أو عدم توفّر املسكن‪ ،‬ولكن ّ‬


‫لك هذه العوائق ل ّتربر تعريض ادلّ ماغ خملاطر الإابحيّة اجلنس ّية‪ ،‬وإال فس نكون اكملس تجري‬ ‫الرش ّ‬
‫‪ 36‬وقد توجد عوائق أخرى ّللزواج ّ‬
‫من ّالرمضاء ابلنّار‪.‬‬
‫‪“Wack: Addicted to Internet Porn” by Noah Church 37‬‬
‫‪83‬‬
‫مشاهدة الفيمل عىل الشّ اشة‪ .‬وخطورة التّ ّعرض للمحفّزات اخلارقة ّ‬
‫للطبيعة هبذه الكثافة تمكن يف زايدة احامتل حدوث هذه‬
‫السلسةل من ال ّتأثريات املتتابعة‪:‬‬
‫ّ‬
‫أ‪ -‬أن ي ُس هجل يف دماغنا أ ّن هذا احملفّز ذو قمية ممت ّزية‪ ،‬كن يكون نسخة مبالغ فهيا من يشء عرفه أجدادان‪ ،‬وعرفنا‬
‫ابلسعرات احلراريّة‪ ،‬أو الإاثرة اجلنس ّية‬
‫الغين ّ‬
‫الطعام ّ‬ ‫قاوم مثل ّ‬
‫حنن أيضا بأ ّن اإغراءه ل يُ َ‬
‫ب‪ -‬أن يكون متوفّرا بسهوةل ويرس‪ ،‬وبمتويل ل ينضب‪ ،‬بشلك غري متوفّر يف الواقع‪ ،‬ول ميكن حمااكته يف ّ‬
‫الطبيعة‪.‬‬
‫ج‪ -‬أن يتوفّر بتشكيةل واسعة‪ ،‬وجتديد مس ّمتر‪.‬‬
‫د‪ -‬ومن ّمث نقبل عىل اس هتالكه ابإفراط‪ ،‬ولفرتة طويةل‪.‬‬

‫السابقة‪ ،‬ومتعارف علهيا بأّنّ ا أيضا حمفّزات خارقة ّ‬


‫للطبيعة‪ .‬ابإماكنك‬ ‫لك ّ‬
‫الرشوط ّ‬ ‫الرسيعة املتوفّرة بأمثان زهيدة حتقّق ّ‬
‫الوجبات ّ‬
‫أن جترع علبة مرشوب غازي سعة ‪ 32‬أونصة وتألك كيسا من رشاحئ البطاطس املقل ّية برسعة ودون أن ترتدّد‪ ،‬ولكن هل‬
‫مكونة من اللّحوم املقدّ دة واجلزر املسلوق؟ وبنفس ّ‬
‫السهوةل؟!‬ ‫السعرات احلراريّة ّ‬
‫ابإماكنك أن تألك وجبة تعادلها يف عدد ّ‬
‫وابملثل‪ ،‬فا ّإن املشاهدين يقضون ال ّساعات ّ‬
‫الطوال ومه يتصفّحون مكتبات الفالم يف املواقع الإابح ّية‪ ،‬ويبحثون عن‬
‫املثايل‪ ،‬ويظ ّل مس توى ادلّ وابمني يف أدمغهتم مرتفعا بدرجة غري طبيع ّية لفرتات طويةل‪ ،‬ويفعلون ذكل يوما بعد يوم‪.‬‬
‫فيمل اخلتام ّ‬
‫الساعات‪ ،‬ميارس الاس متناء‪ ،‬وهو ينظر اإىل ال ّرسوم املنقوشة‬
‫ولكن حاول أن تتخ ّيل أن يقيض الإنسان ال ّول نفس العدد من ّ‬
‫روتيين ‪ ...‬غري ممكن!‬
‫عىل حائط الكهف‪ ،‬وأن ّه يفعل ذكل بشلك ّ‬
‫خطر املرئ ّيات اجلنس ّية عىل الإنرتنت يتعدّ ى كوّنا حمفّزات خارقة ّ‬
‫للطبيعة‪ ،‬فالإنرتنت كوس يةل لعرض وتوزيع منتجات‬
‫ا إلاثرة اجلنس ّية ّ‬
‫تشلك حب ّد ذاهتا أخطارا اس تثنائ ّية وغري مس بوقة‪ .‬أول‪ :‬ادلّ خول اإىل املواقع سهل جدّ ا‪ ،‬ومتوفر عىل مدار‬
‫ّاين‪ .‬اثنيا‪ :‬يبدأ معظم مشاهدي املرئ ّيات اجلنس ّية مبشاهدهتا مع بداية مرحةل البلوغ‪ ،‬عندما تكون‬
‫رس ّي وجم ّ‬
‫الساعة بشلك ّ‬
‫ّ‬
‫أدمغهتم يف ّمقة دلونهتا‪ ،‬ويف أوج عرضهتا خلطر الإدمان‪ ،‬ولإماكن ّية تغيري مسار ّالروابط العصب ّية فهيا‪ .‬وأخريا‪ :‬سعة املعدة تضع‬
‫بيعي اذلي ينتابنا عندما نشعر ّ‬
‫ابلش بع‪ ،‬وبأن ّنا ل نس تطيع أن نألك لقمة أخرى‬ ‫الط ّ‬‫الطعام‪ ،‬وكذكل النّفور ّ‬
‫حدّ ا طبيع ّيا لس هتالك ّ‬
‫من ّ‬
‫الطعام‪ .‬ولكن ‪-‬عدا عن احلاجة للنّوم‪ ،‬واس تعامل دورة املياه‪ -‬فليس هناك حدّ ّ‬
‫بدين واحض لالكتفاء من مشاهدة الفالم‬
‫اجلنيس أثناء مشاهدته‬
‫ّ‬ ‫الإابح ّية عىل الإنرتنت‪ .‬ابإماكن مراتد املواقع الإابحيّة أن حيافظ عىل مس توى عال من الإاثرة والهتّ ّيج‬

‫‪84‬‬
‫الفالم الإابحيّة مل ّدة ساعات دون أن ّ‬
‫يتودل دليه أ ّي شعور ابلكتفاء أو النّفور‪.‬‬
‫والهنّ م يف مشاهدة املرئ ّيات اجلنس ّية يبدو للشّ خص وكن ّه اس تجابة لوعد ابملتعة املرتقبة‪ ،‬تذكّر أ ّن ّالرساةل اليت يرسلها‬
‫السعادة " ّمعا‬ ‫ادلّ وابمني ليست "القناعة" مبا حصلت عليه‪ ،‬إوانّام احل ّض عىل أن تس ّمتر " ّ‬
‫ابلسعي والبحث"‪ ،‬وس تأتيك املتعة و ّ‬
‫قريب"‪.‬‬
‫"كنت اسعى لإاثرة شهويت اإىل ما قبل ّاذلروة بقليل ّمث أتوقّف‪ ،‬وأس ّمتر يف مشاهدة الفالم الإابح ّية‪،‬‬
‫وأبقي نفيس عىل مس توى متوسط من الإاثرة‪ ،‬ودامئا مهت ّيج‪ .‬كنت همتـ ّما مبشاهدة الفالم أكرث من‬
‫حّت أصل اإىل درجة الإرهاق‪،‬‬‫اهامتيم ابلس متناء‪ ،‬وكنت أظ ّل أسريا للتّصفّح والبحث يف املواقع الإابحيّة ّ‬
‫ابلرعشة والقذف كنوع من الاستسالم‪".‬‬ ‫وعندها أشعر ّ‬
‫ادلّ ماغ يتأقمل ولكن يف ّ‬
‫الاجتاه اخلاطئ ‪...‬‬
‫اجلنيس والإدمان‬
‫ّ‬ ‫التّكيّف‬
‫يتعرض حملفّز خارق ّ‬
‫للطبيعة ابإفراط‪ ،‬وملدّ ة طويةل؟ وكيف يس تجيب ادلّ ماغ لهذا احملفّز وليس‬ ‫ماذا يفعل ادلّ ماغ عندما ّ‬
‫السلمي‪ ،‬وت ّمت معل ّية التّأقمل عىل حنو‬ ‫دليه برجمة سابقة عن كيف ّية التّعامل معه؟ بعض الدمغة تتأقمل‪ ،‬ولكن ليس يف ّ‬
‫الاجتاه ّ‬
‫جيي‪.‬‬
‫تدر ّ‬
‫يف البداية تقود مشاهدة املرئ ّيات اجلنس ّية اإىل الاس متناء والوصول اإىل ذروة ّ‬
‫الش بق‪ ،‬وابل ّتايل ختفيف ال ّتوتّر اجلنيس‪،‬‬
‫ويس تقبل ادلّ ماغ ذكل ابلمتنان وال ّرضا‪ .‬ولكن اإذا ّعرضت نفسك ل إالاثرة املفرطة بشلك مزمن فا ّإن دماغك يبدأ مبعاداتك‪،‬‬
‫حيصن نفسه ض ّد الإاثرة املفرطة ابلتّقليل من تأثري ادلّ وابمني‪ ،‬وابلتّايل تضعف ا إلشارات العصب ّية ابلتّدرجي‪ ،‬ويقل شيئا فشيئا‬
‫و ّ‬
‫حيصن نفسه ابإفراز مكّ ّيات أقل من‬
‫الصورة‪ ،‬فا ّإن ادلّ ماغ ّ‬
‫شعورك ابلمتنان و ّالرضا عند مشاهدة الفالم الإابح ّية‪ .‬كام ترى يف ّ‬
‫ادلّ وابمني وبتقليص عدد املس تقبِالت العصب ّية ّ‬
‫اخلاصة به‪.‬‬
‫تبدل الإحساس‪ ،‬و ّ‬
‫تبدل الإحساس قد يؤدّي اإىل التّح ّمل‪ ،‬أ ّي‬ ‫هذه التّ ّغريات اليت حتصل يف بنية ادلّ ماغ تؤدّي اإىل ّ‬
‫تبدل الإحساس‬ ‫أن حيتاج الشّ خص اإىل حمفّزات أكرب للحصول عىل نفس املس توى من الإاثرة اذلي اكن يشعر هبا يف البداية‪ ،‬و ّ‬

‫ميكن أن يدفع بعض الشخاص اإىل الاس مترار يف البحث عن الإاثرة ّ‬


‫املرجوة بتصممي أكرب‪ .‬وابل ّتأكيد ف إا ّن هذه ال ّت ّغريات اليت‬
‫حتدث يف بنية ادلّ ماغ جتعل التّخلّص من أرضار الإابح ّية اجلنس ّية رحةل مليئة ابلتّحدّ ايت‪ ،‬وقد ّعرب عن ذكل أحد مراتدي‬
‫‪85‬‬
‫"السقوط يف خفّ الإابحيّة اجلنس ّية كوخز ا إلبرة‪ ،‬واخلروج مهنا كزنع س نّارة ّ‬
‫الصيد من مف الفريسة‪".‬‬ ‫املواقع الإابحيّة بقوهل‪ّ :‬‬

‫اجلنيس‬
‫ّ‬ ‫التّكيّف‬
‫اجلنيس مع مؤثّرات غري‬
‫ّ‬ ‫أحد عواقب الإفراط يف تعريض ادلّ ماغ للمحفّزات اجلنس ّية اخلارق ّ‬
‫للطبيعة يه التّكيّف‬
‫اجلنيس‪ ،‬ميكن أن ترتبط اإاثرة الشّ هوة اجلنس ّية‬
‫ّ‬ ‫طبيع ّية وغري متوقّعة‪ ،‬وبشلك مل يعهده أابؤان يف املايض‪ .‬يف حالت ال ّتك ّيف‬
‫بوجود شاشة احلاسوب‪ ،‬أو ابلبحث املس ّمتر عن اجلديد والنّقر عىل الزرار‪ ،‬أو ابإطالق البرص والنّظر اإىل ّ‬
‫احملرمات‪ ،‬أو‬
‫ترصفات أخرى مس تغربة‪ .‬ويف أسوأ احلالت س يصبح الشّ خص يف الهنّ اية حباجة اإىل الثنتني معا‪ :‬املرئ ّيات الإابح ّية املغرية‬
‫ب ّ‬
‫حّت يصل اإىل الإاثرة اجلنس ّية املطلوبة‪ .‬يقول أحد ّ‬
‫الش ّبان‪:‬‬ ‫ووس يةل العرض اليت اعتاد علهيا ‪-‬ويه البحث والنّقر ‪ّ -‬‬
‫"قبل أن أتوقّف عن مشاهدة الفالم الإابح ّية‪ ،‬كنت أعاين من صعوبة ّمجة ّيك أثري شهويت‪ ،‬اكن يتو ّجب‬
‫حّت أمتكّن من الوصول اإىل ّاذلروة‪.‬‬
‫عيين‪ ،‬وأخت ّيل سلسةل متواصةل من اللّقطات الإابح ّية ّ‬
‫عّل أن أمغض ّ‬
‫ّ‬
‫كنت أشعر كام لو أ ّين ‪-‬بشلك أو بأخر‪ -‬أس تعمل جسد رشيكيت فقط من أجل أن أصل اإىل الإاثرة‪،‬‬
‫‪86‬‬
‫وبعد فرتة طويةل من الإقالع صار المر أسهل‪ ،‬وما عدت أحتاج اإىل أن أسرتجع املشاهد الإابحيّة‪ .‬اإّنّ ا‬
‫معجزة‪ ،‬وهذا أمجل شعور عىل الإطالق‪".‬‬
‫معظم التّقارير الإخباريّة اليت تنرش عن مشاهدة اليافعني للمرئ ّيات اجلنس ّية تركّز عىل التّعلمي عىل مس توى الإدراك‬
‫لك ما يتو ّجب علينا أن نفعهل ‪-‬مكربّني ومعلّمني‪ -‬هو أن خنرب الفّت املراهق بأ ّن املامرسات اليت‬
‫الواعي‪ ،‬وهناك اعتقاد سائد بأ ّن ّ‬
‫تعرضها الفالم الإابح ّية ختتلف عن العالقة اجلنس ّية احلقيق ّية‪ ،‬و ّ‬
‫لك يشء بعدها س يكون عىل ما يرام‪ .‬ولكن هذه الوصفة‬
‫العالج ّية هتمل تأثري مشاهدة املرئ ّيات اجلنس ّية عىل مس توى الإدراك ّالالواعي‪ ،‬ففي نفس الوقت اذلي ّ‬
‫يتعمل فيه الفّت املراهق‬
‫وجوههن‪ ،38‬ف إان ّه قد ّ‬
‫يتعمل عىل مس توى الإدراك‬ ‫ّ‬ ‫عىل مس توى الإدراك الواعي أ ّن النّساء "يعشقن" أن يقذف املين عىل‬
‫ال ّالواعي أ ّن قذف املين عىل وجوه النّساء مثري وهم ّيج للشّ هوة اجلنس ّية‪ ،‬وهذا النّوع من ال ّت ّعمل ا ّلالواعي حيصل بدرجات متفاوتة‬
‫سن ّالرابعة عرشة‬ ‫اجلنيس أثناء مشاهدة املرئ ّيات اجلنس ّية‪ّ .‬‬
‫وابلطبع فا ّإن ما يثري املراهق يف ّ‬ ‫ّ‬ ‫يف ّ‬
‫لك ّمرة يشعر فهيا الفّت ابلهت ّيج‬
‫تدرج اإىل مشاهدة الفالم‬
‫السادسة عرشة‪ ،‬مفن املمكن عندئذ أن يكون قد ّ‬
‫سن ّ‬‫قد ل ميتّ بصةل ملا سوف يشاهده يف ّ‬
‫الإابح ّية الشدّ حفشا واحنرافا‪ ،‬كتكل اليت تعرض ّ‬
‫الساديّة أو ناكح القارب‪.‬‬
‫طحي"‪ ،‬عىل أن ّه "هذه اإذن يه ّ‬
‫الطريقة‬ ‫ميكن تلخيص التّ ّعمل عىل مس توى الإدراك الواعي‪ ،‬أو ما يس ّمى "التّك ّيف ّ‬
‫الس ّ‬
‫اجلنيس عىل مس توى الإدراك‬
‫ّ‬ ‫عّل أن أفعهل أان أيضا"‪ ،‬أ ّما التّك ّيف‬
‫اليت ميارس هبا النّاس اجلنس‪ ،‬وابلتّايل فهذا ما يتو ّجب ّ‬
‫ّالالواعي فميكن أن جنمهل مبا يّل‪" :‬هذا ما يؤ ّجج شهويت"‪ ،‬أو عىل مس توى اس تجابة ادلّ ماغ‪" :‬هذا ما يزيد اإفراز ادلّ وابمني‬
‫الس يقان ّالرش يقة‪ ،‬أو تفضيل ذات العضالت‬
‫دلي"‪ .‬و"هذا" قد يكون شيئا بس يطا مثل تفضيل املرأة احلرياء‪ ،‬أو ذات ّ‬
‫ّ‬
‫املفتوةل عىل ذات الهنّ ود البارزة‪.‬‬
‫لك ما يعرض لنا ويثري شهوتنا‪ ،‬وتعمتد‬
‫تتطور خياراتنا املفضّ ةل‪ ،‬فا ّإن ادلّ ماغ مربمج عىل أن يس تنبط ويس ّجل ّ‬
‫كيفام ّ‬
‫سايس هل اعتباره يف عمل العصاب وهو‪ :‬أ ّن العصبوانت اليت تستثار معا تقوى وتتوثّق ّالروابط بيهنا‪.‬‬ ‫هذه ّ‬
‫الظاهرة عىل مبدأ أ ّ‬
‫اخملتصة ابلإاثرة اجلنس ّية يف اجلهاز العصّب للماكفأة والعصبوانت اليت ّ‬
‫ختزن‬ ‫ابختصار فا ّإن ادلّ ماغ ّ‬
‫يقوي ّالروابط بني العصبوانت ّ‬
‫ّاذلكرايت والحداث اليت تزتامن مع الإاثرة اجلنس ّية‪ .‬اكتب ‪-‬عىل سبيل املثال‪ -‬امس املوقع ال ّ‬
‫إابيح املفضّ ل دليك‪ ،‬وسوف‬

‫واقعي يعرض يف بعض الفالم الإابحيّة ويقوم فيه عدد من الرجال بقذف املين عىل وجه امرأة تبدو سعيدة وراضية عن الفعل‪.‬‬
‫‪ 38‬اإشارة اإىل سيناريو غري ّ‬
‫‪87‬‬
‫تنشّ ط هبذا الفعل العصبوانت يف ادلّ ائرة العصب ّية للماكفأة‪ ،‬وسزييد اإفراز ادلّ وابمني‪ ،‬وتكرار ّ‬
‫السلوك يؤدّي اإىل ال ّزايدة يف ّقوة‬
‫الصورة‪.‬‬
‫ّالروابط بني العصبوانت كام ترى يف ّ‬

‫مبجرد أن يس ّجل دماغك اإحياء أو حمفّزا ما ويربطه بهت ّيج الشّ هوة اجلنس ّية‪ ،‬فليس هناك‬
‫ادلّ ماغ دلن وقابل لل ّتغيري‪ ،‬و ّ‬
‫طريقة يك تعرف مّت سوف يسبّب كل هذا احملفّز الإاثرة يف املس تقبل‪ .39‬وكام ّ‬
‫تعمل الكب ابفلوف ‪-‬ابخلربة‪ -‬أ ّن ّدق اجلرس‬
‫مبجرد سامع صوت اجلرس‪ ،‬فا ّإن مشاهدي املرئ ّيات اجلنس ّية اليوم يتعلّمون عىل‬ ‫مرتبط بتقدمي ّ‬
‫الطعام وصار يس يل لعاهبم ّ‬
‫اجلنيس دلهيم مبحفّزات غري متوقّعة‪ ،‬ولكهنّ ا مس ّجةل يف أدمغهتم‪ .‬فادلّ ائرة‬
‫ّ‬ ‫مس توى الإدراك ّالالواعي‪ ،‬فريتبط الانتصاب والهتّ ّيج‬
‫العصب ّية للماكفأة يف ادلّ ماغ بدائ ّية دلرجة أّنّ ا ل ّمتزي أ ّن اجلرس ليس طعاما‪ ،‬أو أ ّن املشهد ال ّ‬
‫إابيح اجلديد ليس عالقة جنس ّية‬

‫‪ 39‬ل ّن هذا ّالربط ي ّمت عىل مس توى الإدراك ّالالواعي‪ ،‬فقد ل يعي الشّ خص لوجوده رمغ أن ّه يؤث ّر يف سلوكه‪.‬‬
‫‪88‬‬
‫حقيقيّة‪ ،‬اذلي ّمتزيه ادلّ ائرة العصب ّية للماكفأة بدهي ّيا وب ّ‬
‫لك بساطة هو‪" :‬هذا يزيد اإفراز ادلّ وابمني‪ ،‬وابلتّايل فهو يشء يرضيين"‬
‫يف عام ‪٢٠٠٤‬م وجد ابحثون سويديّون أ ّن ‪ ٪٩٩‬من اليافعني قد شاهدوا مرئ ّيات جنس ّية عىل الإن نرتت‪ ،‬ورمغ أ ّن‬
‫تطور تقن ّية الإنرتنت‪ ،‬وطرق عرض املرئ ّيات اجلنس ّية يف‬
‫هذه ادلّ راسة اكنت يف حقبة اترخي ّية قدمية نسب ّيا ابلنّظر اإىل رسعة ّ‬
‫ذكل الوقت‪ ،‬اإل أ ّن أكرث من نصف املشاركني يف ادلّ راسة أ ّقروا بأ ّن مشاهدة املرئ ّيات اجلنس ّية أثّرت بشلك واحض عىل سلوكهم‬
‫اجلنيس‪.‬‬
‫ّ‬
‫حّت لو كنت تشاهد الفالم ا إلابح ّية اليت تعرض ممارسات جنس ّية مألوفة‪ ،‬ومل ّ‬
‫تتدرج بعد اإىل مشاهدة املامرسات‬ ‫و ّ‬
‫الغريبة أو املنحرفة‪ ،‬فا ّإن "الكيفيّة" اليت حتصل هبا عىل ّ‬
‫مذلاتك ميكن أن يكون لها أصداء يف ادلّ ائرة العصب ّية للماكفأة‪ .‬اإذا كنت‬
‫تعود نفسك عىل وجود خيار ال ّتغيري‬
‫املتفرج‪ ،‬أو ّ‬ ‫تتصفّح املواقع الإابحيّة عىل الإنرتنت فأنت ّ‬
‫تدرب نفسك عىل أن تأخذ دور ّ‬
‫فتغري من مشهد اىل أخر بنقرة واحدة مع أ ّول بوادر هبوط مس توى ادلّ وابمني‪ ،‬أو تس ّمتر يف البحث ادلّ ؤوب عن‬
‫الرسيع‪ّ ،‬‬
‫ّ‬
‫املشهد املثايل اذلي يوصكل اإىل ّمقة الإاثرة‪ .‬وأيضا فقد تعتاد عىل ممارسة الاس متناء وأنت جالس ّ‬
‫حمين ّ‬
‫الظهر أمام شاشة‬
‫اجلوال‪.‬‬ ‫احلاسوب‪ ،‬أو ليل ّيا وأنت مس تلق يف ّ‬
‫الرسير وتنظر اإىل شاشة الهاتف ّ‬
‫السلوك ّيات ميكن أن يس ّجل يف ادلّ ماغ اإذا تزامن مع ممارسة الاس متناء ومشاهدة املرئ ّيات اجلنس ّية‬ ‫ّ‬
‫لك واحد من هذه ّ‬
‫الفاحضة‪ ،‬فيصبح اإحياء أو حمفّزا ابإماكنه أن ينشّ ط ادلّ ائرة العصب ّية للماكفأة دليك كوعد مبتعة اجلنس‪ ...‬رمغ أّنا فعل ّيا ليست‬
‫اجلنيس‪ ،‬وذكل ل ّن فروع‬
‫ّ‬ ‫السلوك ّيات ابلهتّ ّيج‬ ‫سلوك ّيات جنس ّية بذاهتا‪ ،‬ا ّإل أ ّن تقوية ّالروابط بني العصبوانت ي ّ‬
‫رخس اقرتان هذه ّ‬
‫السلوك‪ ،‬وابل ّتايل تتوثّق ّالروابط بني مجيع العصبوانت اليت تستثار أثناء جلسة املشاهدة‬ ‫عصبون ّية جديدة تمنو عندما ي ّ‬
‫تكرر ّ‬
‫تكررت مشاهدتك للفالم الإابح ّية‪ ،‬وازدادت وتريهتا‪ ،‬لكّام قويت هذه ّالروابط أكرث وأكرث‪ ،‬ونتيجة ذلكل س تصل‬
‫تكل‪ .‬ولكّام ّ‬
‫يف الهنّ اية اإىل مرحةل حتتاج فهيا اإىل أن تكون يف دور املشاهد‪ ،‬أو حتتاج اإىل أن تنقر ابس مترار لهثا وراء اجلديد‪ ،‬أو حتتاج اإىل‬
‫أن تشاهد املرئ ّيات اجلنس ّية ومتارس الاس متناء ّ‬
‫حّت تمتكّن من اخللود اإىل النّوم‪ ،‬أو حتتاج اإىل أن تبحث عن العرض ّ‬
‫املثايل‬
‫جمرد رغبة أو نزوة!‬
‫اذلي يساعدك يف الوصول اإىل مرادك‪ ،‬حتتاج‪ ...‬مل تعد ّ‬
‫طور يف مرحةل املراهقة هو ّ‬
‫تعمل لك يشء عن اجلنس والإاثرة اجلنس ّية‪،‬‬ ‫سايس من أهداف معل ّية النّ ّمو والتّ ّ‬
‫هدف أ ّ‬
‫سواء عىل مس توى الإدراك الواعي أو ّالالواعي‪ .‬ومن أجل اإجناز هذه امله ّمة‪ ،‬فا ّإن دماغ املراهق يكون عايل ا ّلدلونة‪ ،‬وقادر‬
‫‪89‬‬
‫عىل رصد وتسجيل الإشارات والإحياءات اجلنس ّية يف البيئة من حوهل‪ ،‬وذلكل فا ّإن احملفّزات اجلديدة‪ ،‬واملذهةل‪ ،‬واملثرية‪ ،‬ميكهنا‬
‫أن تزلزل عامل املراهقني بشلك أكرب بكثري من تأثريها عىل دماغ البالغني‪ ،‬وهذا ما أظهرته نتاجئ حفوصات املسح ّ‬
‫الطبقي ادلّ ّ‬
‫ماغي‬
‫لليافعني من مشاهدي املرئ ّيات اجلنس ّية يف دراسة أجريت جبامعة اكمربيدج عام ‪٢٠١٤‬م‪ .‬هذه اخلاص ّية يف الاس تجابة‬
‫العصب ّية‪-‬الكمييائية للمحفّزات‪ ،‬واليت ّمتزي دماغ املراهق‪ ،‬مس ئوةل عن برجمة الدمغة اليافعة‪ ،‬في ّ‬
‫تعمل ادلّ ماغ اليافع أن يربط اجلنس‬
‫جنيس‪ ،‬أ ّاي اكنت!‬ ‫والإاثرة اجلنس ّية ابحملفّزات اليت تؤ ّمن هل أكرب طنطنة ّ‬
‫ودوي ّ‬
‫واملراهقون قادرون عىل ّالربط بني جتارهبم وخرباهتم اليوم ّية وبني الإاثرة اجلنس ّية بدرجة أرسع وأسهل من البالغني‬
‫اذلين يكربوّنم بس نوات معدودة فقط‪ ،‬وذكل ل ّن ادلّ ماغ يبدأ ابلضّ مور بعد سن الثّانية عرشة‪ ،‬وباليني من ّالروابط العصب ّية‬
‫بني العصبوانت ي ّمت تشذيهبا أو اإعادة ترتيهبا (كام ترى يف ا ّلصورة)‪ ،‬وحيمك معل ّية التّشذيب هذه مبدأ "اس تعمهل أو اخرسه"‬
‫اذلي ّيقرر أ ّي ّالروابط العصب ّية ستبقى‪ ،‬وأي ّالروابط العصب ّية سوف ي ّمت ال ّتخلّص مهنا‪.‬‬

‫متسك هبا بشدّ ة‪ ،‬و ّ‬


‫ترتخس‬ ‫تتشلك ال ّروابط العصبون ّية اجلديدة بعد مرحةل التّشذيب هذه‪ ،‬فا ّإن ادلّ ماغ ي ّ‬
‫مبجرد أن ّ‬
‫و ّ‬
‫السلوك والإاثرة اجلنس ّية‪ ،‬وتظهر الحباث أ ّن أقوى ّاذلكرايت وأكرثها رسوخا عند الإنسان يه اليت‬ ‫تكونت بني ّ‬
‫الصالت اليت ّ‬
‫ّ‬

‫‪90‬‬
‫سن املراهقة‪ ،‬وكذكل العادات‪ ،‬احلسن مهنا أو القبيح‪.‬‬
‫تكونت يف ّ‬
‫ّ‬
‫قبل ش يوع املواقع الإابح ّية عىل الإنرتنت‪ ،‬اكن مصدر الإشارات وال ّتلميحات اجلنس ّية عادة مه القران والحصاب‪ ،‬أو‬
‫ّ‬
‫جمةل أو صورة مطبوعة بني حني وأخر‪ ،‬ولربّام فيمل تصنيف (‪ ،)R‬والنّتيجة ‪-‬كام هو متوقّع‪ -‬أ ّن أشخاصا نعرفهم من أبناء جيلنا‬
‫اكنوا يف معظم الحيان مصدر الإغراء والإاثرة‪ .‬أ ّما الن فاحلال خمتلف‪ ...‬كام ّعرب أحدمه بقوهل‪:‬‬
‫سن الثّانية عرشة‪ ،‬وبدأت‬ ‫تيرس يل اس تخدام الإنرتنت ّ‬
‫الرسيعة منذ ّ‬ ‫"معري مخسة وعرشون عاما‪ّ ،‬‬
‫املرات القليةل اليت‬
‫عندها أشاهد الفالم الإابحيّة عىل الإنرتنت‪ ،‬خربيت اجلنس ّية حمدودة جدّ ا‪ ،‬ويف ّ‬
‫حاولت فهيا أن أقمي عالقة جنس ّية اكنت النّتيجة خم ّيبة للمل‪ ،‬فمل أمتكّن من حتقيق الانتصاب أبدا‪.‬‬
‫"الريبوت" منذ مخسة شهور‪ ،‬وأخريا حت ّسنت حاليت‪ .‬لقد أدركت أ ّين قد وصلت اإىل درجة‬ ‫بدأت جتربة ّ‬
‫اجلنيس حبيث أ ّن رغبيت اجلنس ّية صارت مرتبطة بشلك وثيق بشاشة احلاسوب‪ ،‬والنّساء‬ ‫ّ‬ ‫من التّك ّيف‬
‫ل يلفنت نظري ا ّإل اإذا ّكن يف صورة ثنائ ّية البعاد خلف شاشة احلاسوب ّالزجاج ّية‪".‬‬

‫هذا النّوع من ال ّتك ّيف و ّالربط عىل مس توى الإدراك ّالالواعي من املمكن أن يؤدّي اإىل ّ‬
‫حتولت غري متوقّعة يف‬
‫فيس "نورمان‬ ‫وخاصة دلى املراهقني ل ّن أدمغهتم نشطة للغاية‪ .‬ونشري ّمرة أخرى اإىل ما ّوحضه ّ‬
‫الطبيب النّ ّ‬ ‫الذواق اجلنس ّية‪ّ ،‬‬
‫دودج" يف كتابه "ادلّ ماغ اذلي ّ‬
‫يغري نفسه"‪ ،‬يقول‪" :‬ل ّن دلونة ادلّ ماغ تنافس ّية‪ ،‬فا ّإن اخلرائط ادلّ ماغ ّية للمرئ ّيات اجلنس ّية‬
‫اجلديدة واملثرية تتوثّق عىل حساب املرئ ّيات القدمية اليت اكنت جتذهبم يف ّ‬
‫السابق"‪.‬‬
‫اإذا غلب عىل سلوك املراهق ممارسة الاس متناء أثناء مشاهدة الفالم الإابح ّية‪ ،‬فا ّإن ّالروابط العصب ّية يف ادلّ ماغ اليت‬
‫قد تستثار لرؤية زميلته يف ال ّ‬
‫صف ‪-‬مثال‪ -‬س تخرج من املنافسة خارسة‪ ،‬وقد ي ّمت تشذيهبا فامي بعد‪ .‬ا ّإن قضاء س نوات معرك‬
‫الظهر أمام شاشة احلاسوب‪ ،‬تتنقّل بني عرش صفحات من متصفّح الإنرتنت‪ ،‬وحتاول أن تتقن همارة الاس متناء‬
‫حمين ّ‬
‫اليافعة وأنت ّ‬
‫سن مل حتظ هبا بعد بأي ّة جتربة جنس ّية‬
‫بيدك اليرسى بيامن تتص ّيد عروضا ملامرسات جنس ّية مل يسمع هبا أابؤك‪ ،‬وأنت ما تزال يف ّ‬
‫لك ذكل لن يعلّمك كيف تبدأ عالقة عاطف ّية مع زوجة املس تقبل‪ ،‬أو يعينك عىل اإقامة عالقة جنس ّية انحجة‬
‫عىل الإطالق ‪ّ ...‬‬
‫كزوج‪ ،‬بل عىل العكس‪ ،‬قد حيرم دماغك الفرصة ليس ّجل ويوثّق ا ّلروابط العصب ّية اليت من شأّنا أن تساعدك يف هذه امله ّمة‬
‫املس تقبل ّية‪.‬‬
‫يف مقال كتبه "نورمان دودج" عام ‪٢٠١٤‬م قال‪" :‬حنن يف خض ّم ثورة يف الذواق العاطف ّية واجلنس ّية ليس لها مثيل‬
‫‪91‬‬
‫يف التّارخي‪ ،‬جتربة اجامتع ّية ي ّمت اإجراؤها عىل الطفال واملراهقني ‪ ...‬ا ّإن هذا املس توى من التّ ّعرض للمرئ ّيات اجلنس ّية جديد‬
‫ابلفعل‪ .‬هل س تكون هذه ال ّتأثريات والذواق املكتس بة سطح ّية؟ أم أ ّن العروض الإابح ّية املعارصة سوف ّ‬
‫ترخس نفسها بعمق‬
‫ل ّن س نوات معر املراهقة يه مرحةل ّنو وت ّ‬
‫طور؟"‬
‫حلسن احلظّ فا ّإن دلونة ادلّ ماغ تعمل بنفس الكفاءة يف ّ‬
‫الاجتاه املعاكس أيضا‪ ،‬لقد رأيت العديد من ال ّش ّبان اليافعني‬
‫يقلعون عن مشاهدة الفالم الإابح ّية‪ ،‬وبعد ع ّدة أشهر يالحظون أ ّن اس تجابهتم اجلنس ّية للمحفّزات املس تحدثة بسبب مشاهدة‬
‫املرئ ّيات اجلنس ّية قد تالشت‪ ،‬هذه احملفّزات اليت ظنّوا أ ّن تأثريها قد ّ‬
‫ترخس يف دماغهم ولن ميحى‪ ،‬جتدمه يف الهنّ اية ل يصدّقون‬
‫أّنّ م يف يوم من الايم وصلوا اإىل مرحةل تثريمه فهيا مثل هذه املامرسات‪ ،‬بل أل يثريمه اإل يه!‬
‫اجلنيس يف مرحةل املراهقة هو املسؤول عن احتياج اليافعني اإىل شهور أطول ّ‬
‫حّت يتعافوا‬ ‫ّ‬ ‫من املر ّجح أ ّن ال ّتكيّف‬
‫اجلنيس اذلي تسبّبه مشاهدة املرئ ّيات اجلنس ّية مقارنة ّ‬
‫ابلرجال الكرب س نّا‪ ،‬ف ّالرجال الكرب س نّا مل يربطوا بني‬ ‫ّ‬ ‫من الضّ عف‬
‫الصغر‪ ،‬وابلتّايل تبقى اخلرائط العصب ّية و ّالروابط بني العصبوانت اليت تربط بني‬
‫شاشة احلاسوب والاس تجابة اجلنس ّية منذ ّ‬
‫الاس تجابة اجلنس ّية ووجود ال ّزوجة راخسة يف أدمغهتم‪ ،‬وعادة ما يكونوا قد مارسوا العالقة اجلنس ّية ا ّلطبيع ّية مع زوجاهتم‬
‫لس نوات عديدة قبل أن يبدأوا بتصفّح مواقع ال ّتيوب عىل الإنرتنت‪.‬‬

‫الإدمان‬
‫الإدمان هو النّوع الثّاين من التّأقمل ادلّ ماغي اذلي ينتج عن الإفراط يف مشاهدة املرئ ّيات اجلنس ّية‪ .‬أظهرت جتارب‬
‫خمربيّة أجريت عىل الفرئان مؤخّرا نتاجئ مثرية ّلدلهشة‪ ،‬أظهرت ال ّتجارب أ ّن ماد ّّيت امليثأمفيتامني والكواكيني‪ 40‬ختتطفان‬
‫اجلنيس‪ .‬ودراسة أخرى أجراها بعض الباحثني من نفس فريق‬
‫ّ‬ ‫ختتص بوظيفة التّك ّيف‬
‫العصبوانت ذاهتا يف ّجاز املاكفأة اليت ّ‬
‫اجلنيس مع القذف يتسبّب يف مضور العصبوانت اليت تفرز ادلّ وابمني يف ادلّ ائرة العصب ّية للماكفأة ملدّة‬
‫ّ‬ ‫البحث وجدت أ ّن الهتّ ّيج‬
‫أس بوع عىل الق ّل‪ ،‬وتضمر هذه العصبوانت ذاهتا ‪-‬اليت تفرز ادلّ وابمني‪ -‬يف حالت الإدمان عىل الهريوين‪.‬‬

‫‪ 40‬امليثأمفيتامني (أو امليث) والكواكيني يه أنواع من اخمل ّدرات احملظورة اليت يتعاطاها بعض النّاس وتسبّب الإدمان‪.‬‬
‫‪92‬‬
‫ميكن أن نلخّص هذه النّتاجئ بشلك ّ‬
‫مبسط‪ :‬اخملدّ رات اليت تسبّب الإدمان مثل امليث والهريوين‪ ،‬تسبّب الإدمان‬
‫بلك بساطة‪ -‬ختتطف الل ّية نفسها يف ادلّ ماغ اليت ُخلقت لتجعل اجلنس مغراي ومرغواب‪ .‬متع احلياة الخرى حتفّز وتثري‬
‫لّنّ ا ‪-‬و ّ‬
‫العصبوانت يف ّجاز املاكفأة أيضا‪ ،‬ولكهنا ل تثري نفس العصبوانت اليت تستثار بسبب شهوة اجلنس‪ ،‬كام أ ّن التّوافق بني أثر‬
‫هذه املتع وأثر اخملدّ رات ليس توافقا ات ّما كام هو احلال مع الشّ هوة اجلنس ّية‪ ،‬وابلتّايل فا ّإن املتع الخرى تبدو خمتلفة يف طبيعهتا‪،‬‬
‫وأق ّل جاذب ّية من متعة اجلنس‪ ،‬ولكّنا يعرف الفرق بني ألك رشاحئ البطاطا املقل ّية وبني الشّ عور برعشة امجلاع‪.‬‬
‫اجلنيس‪ ،‬وتؤ ّجج الشّ عور ابلنّشوة دون ممارسة حقيق ّية‬
‫ّ‬ ‫وكام أ ّن اخملدّ رات ابإماكّنا أن حتفّز وتثري اخلالاي ّ‬
‫اخملتصة ابلهتّ ّيج‬
‫للجنس‪ ،‬فا ّإن مشاهدة املرئ ّيات اجلنس ّية عىل الإنرتنت ميكن أن تعطي نفس الثر‪ .‬بيامن املتع الخرى مثل لعب اجلولف‪،‬‬
‫حّت الاس امتع اإىل موس يقى ّالروك احملبوبة‪ .‬فكون ّ‬
‫الّشء‬ ‫ومشاهدة منظر الغروب‪ ،‬والضّ حك والفاكهة ل ميكهنا ذكل‪ ،‬ول ّ‬
‫ممتعا ومرغواب ل يكفي لن جيعهل مادّة عرضة ل إالدمان‪ ،‬الشّ هوة اجلنس ّية تتصدّ ر قامئة أو ّ‬
‫لوايتنا ابلفطرة‪ ،‬وتتسبّب يف ارتفاع‬
‫مس توى ادلّ وابمني أكرث من أ ّي حمفّز ّ‬
‫طبيعي أخر‪.‬‬
‫يعمل الباحثون أ ّن ّالزايدة املزمنة يف اإفراز ادلّ وابمني اليت حتدث يف ّ‬
‫لك أنواع الإدمان ‪-‬رمغ الاختالفات بيهنا‪ -‬تتسبّب‬
‫يف قلب املوازين الكمييائ ّية‪-‬العصب ّية يف ادلّ ماغ‪ ،‬ممّا يؤدّي اإىل مجموعة من ال ّت ّغريات اجلذريّة يف معق بنيته‪ ،‬وتظهر أاثر هذه‬
‫التّ ّغريات عىل شلك عالمات وأعراض مرض ّية وسلوك ّيات حمدّ دة‪ ،‬ويه اليت ي ّمت اختبارها يف الفحص املعمتد لتقيمي حالت‬
‫الإدمان‪ ،‬واملعروفة ابلعراض الثّالثة ال ّرئيسة‪:‬‬
‫ابلسعي للحصول عليه‪،‬‬‫يض‪ ،‬والانشغال ادلّ امئ ّ‬ ‫السلوك املر ّ‬ ‫أ‪ -‬ال ّتوق الشّ ديد اإىل تعاطي اخملدّ ر أو الاخنراط يف ّ‬
‫وال ّتفاعل معه‪ ،‬أو ال ّتعايف من أثره‪.‬‬
‫معني‪ ،‬فيس ّمتر يف‬
‫السلوك‪ ،‬سواء أاكن عادة تعاطي مادّة خمدّ رة أو الاخنراط يف سلوك ّ‬ ‫الس يطرة عىل ّ‬ ‫ب‪ -‬فقدان ّ‬
‫السلوك لفرتات أطول‪ ،‬أو بوترية أعىل‪ ،‬أو بمكّ ّيات أكرب‪ ،‬أو بشدّ ة أعىل‪ ،‬أو بزايدة المكّ ّية اليت يتعاطاها من اخملدّ ر‬ ‫ّ‬
‫لك ذكل فقط من أجل احلصول عىل التأثري املرغوب‪.‬‬ ‫اإىل درجة خطرة‪ ،‬و ّ‬
‫للسلوك‪ ،‬والرضار الواحضة عىل ا ّلص ّحة البدن ّية‪ ،‬واحلياة الاجامتع ّية‪ ،‬ومجيع منايح احلياة‬ ‫السلب ّية ّ‬‫ج‪ -‬ظهور النّتاجئ ّ‬
‫العمل ّية واملا ّديّة والنّفس ّية‪.‬‬

‫وما جحم خطر الإدمان عىل مشاهدة املرئ ّيات اجلنس ّية؟ من املعروف أ ّن املوا ّد اليت تسبّب زايدة يف اإفراز ادلّ وابمني مثل‬
‫‪93‬‬
‫امخلور والكواكيني ميكن أن تسبّب الإدمان‪ ،‬ورمغ ذكل فا ّإن ‪ ٪١٥-١٠‬فقط من النّاس (أو الفرئان يف خمتربات التّجارب) اذلين‬
‫يتعاطون اخملدّ رات يصلون اإىل مرحةل الإدمان‪ ،‬ابس تثناء النّيكوتني‪ .41‬فهل يعين ذكل أ ّن الباقني أمنون من خطر الإدمان؟‬
‫عندما نتحدّ ث عن تعاطي اخملدّ رات‪ ،‬فالإجابة قد تكون "نعم"‪ ،‬ولكن عندما نتحدّ ث عن احملفّزات اخلارقة ّ‬
‫للطبيعة‪ ،‬واملتوفّرة‬
‫حّت ولو مل نكن عرضة ل إالدمان عىل املوا ّد الضّ ّارة الخرى‪.‬‬
‫الرسيعة مثال‪ ،-‬فالإجابة غالبا "ل"‪ّ ،‬‬
‫دون قيود ‪-‬مثل الوجبات ّ‬
‫الرسيعة والإاثرة اجلنس ّية تأرسان بشلك أكرب من غريها من احملفّزات‪ ،‬هو أ ّن ادلّ ائرة‬
‫السبب اذلي جيعل الك من الوجبات ّ‬
‫ّ‬
‫السعي لتأمني الغذاء والتّاكثر‪ ،‬وليس اخملدّ رات وامخلور‪ .‬وادلّ ليل عىل ذكل‪ ،‬أ ّن الوجبات‬
‫العصب ّية للماكفأة ُخلقت لتقودان اإىل ّ‬
‫السكّرايت أوقعت يف رشاكها عددا كبريا من النّاس‪ ،‬وساقهتم اإىل أناط هدّ امة من ّ‬
‫السلوك‪ ،‬أكرث‬ ‫الرسيعة الغن ّية ابدلّ هون و ّ‬
‫ّ‬
‫بكثري ممّا س ّببته اخملدّ رات احملظورة‪ ،‬فس بعون ابملائة من المريكيني البالغني يعانون من الوزن ّالزائد‪ ،‬وس بعة وثالثون ابملئة‬
‫السمنة املفرطة‪.‬‬
‫مهنم يعانون من ّ‬
‫ل نعرف ابلضّ بط عدد النّاس اذلين تأثّروا سلب ّيا بسبب مشاهدة املرئ ّيات اجلنس ّية عىل الإنرتنت نظرا ّ ّ‬
‫للرسيّة اليت‬
‫السلوك‪ ،‬ول ّن هؤلء الشخاص قلّام يربطون بني العراض اليت يعانون مهنا وارتياد املواقع الإابحيّة‪ .‬اإل أ ّن‬
‫حياط هبا هذا ّ‬
‫اس تفتاء أجري عام ‪٢٠١٤‬م‪ ،‬وشارك فيه ألف خشص ابلغ يف الولايت امل ّتحدة المريك ّية‪ ،‬أظهر أ ّن ‪ ٪٣٣‬من ّالرجال يف ّ‬
‫سن‬
‫‪ ٣٠-١٨‬عاما يشكّون بأّنّ م مدمنون عىل مشاهدة املرئ ّيات اجلنس ّية‪ ،‬أو يعتقدون أّنّ م مدمنون ابلفعل‪ .‬وبفارق واحض‪ ،‬فا ّإن‬
‫سن ‪ ٦٨-٥٠‬عاما يشكّون أّنّ م مدمنون عىل مشاهدة املرئ ّيات اجلنس ّية أو يعتقدون أّنّ م مدمنون‬
‫‪ ٪٥‬فقط من ّالرجال يف ّ‬
‫ابلفعل‪.‬‬
‫للطبيعة ‪-‬كام ذكران أنفا‪ -‬يه نسخ مبالغ فهيا من احملفّزات ا ّلطبيع ّية‪ ،‬ولها القدرة عىل جتاوز أل ّية الشّ عور‬
‫احملفّزات اخلارقة ّ‬
‫ابلكتفاء يف ادلّ ماغ‪ ،‬ويه الل ّية ا ّلطبيع ّية اليت ختربان بأ ّن علينا أن نتوقّف‪ .‬وليس مفاجئا ّ‬
‫ابلطبع أ ّن الإغراءات املتجدّ دة دون‬
‫حدود ميكن أن جتذب فئات عديدة من النّاس‪ ،‬وذكل يشمل أانسا ل يعتربون عرضة ل إالدمان عىل تعاطي اخملدّ رات أو املوا ّد‬
‫الضّ ّارة الخرى‪ .‬كام ّ‬
‫رصح بعض أعضاء منتدايت الإنرتنت‪:‬‬

‫‪" 41‬النيكوتني" يه املادّة املوجودة يف جسائر التّبغ ويعتقد أّنّ ا تسبّب الإدمان أيضا‪.‬‬
‫‪94‬‬
‫"مل أعان من الإدمان أبدا‪ ،‬عدا الإدمان عىل مشاهدة املرئ ّيات اجلنس ّية‪ .‬لقد نشأت وأان أ ّ‬
‫ظن أ ّن مشاهدة‬
‫حّت أ ّين حسبت أّنّ ا من املمكن أن تكون مفيدة‬
‫للك يفعل ذكل‪ّ ،‬‬ ‫عادي‪ ،‬وأ ّن ا ّ‬
‫املرئ ّيات اجلنس ّية يشء ّ‬
‫يل‪".‬‬
‫* * *‬
‫"لقد قارعت الإدمان عىل مشاهدة املرئ ّيات اجلنس ّية لس نوات‪ ،‬بيامن اكن قراري ابلإقالع عن ال ّتدخني‬
‫قرارا واحدا‪ ،‬ومل أرجع فيه أبدا‪ .‬الإدمان عىل الإابحيّة اجلنس ّية خيتلف عن تدخني جسائر التّبغ‪ ،‬لن ّه‬
‫لك يشء أكرث صعوبة‪".‬‬‫مرتبط برغبة بيولوج ّية مل ّحة‪ ،‬تندمج مع الإدمان وجتعل ّ‬
‫ما يه طبيعة الإدمان اذلي نتحدّث عنه؟‬
‫خصائيني النّفس ّيني من غري ّ‬
‫اخملتصني يف عمل العصاب والإدمان أ ّن من اخلطأ أن‬ ‫تزمع بعض الكوادر ّ‬
‫الط ّب ّية وال ّ‬
‫السلب ّية لبعض ال ّسلوك ّيات الضّ ّارة‪ ،‬اكلرضار اليت هتدّ د ّ‬
‫الص ّحة البدن ّية‬ ‫ّ‬
‫نوظف مبادئ عمل الإدمان من أجل تفسري وفهم التّأثريات ّ‬
‫القهري عىل لعب القامر‪ ،‬أوالانغامس يف مشاهدة املرئ ّيات اجلنس ّية عىل الإنرتنت‬
‫والنّفس ّية واحلياة الاجامتع ّية بسبب الإقبال ّ‬
‫الس يطرة‪ ،‬ويقولون أ ّن احلديث عن الإدمان يكون منطق ّيا ومقبول فقط عندما نتحدّ ث عن الإدمان‬
‫بشلك خارج عن حدود ّ‬
‫عىل تعاطي اخملدّ رات مثل الهريوين والكحول والنّيكوتني‪ ،‬وهذه الراء ‪-‬مع السف‪ -‬كثريا ما جتد طريقها بشلك أو بأخر اإىل‬
‫وسائل الإعالم‪ ،‬اإل أ ّن نتاجئ الحباث احلديثة اليت تدرس أل ّية حدوث الإدمان تتعارض مع هذا الرأي‪.‬‬
‫وقد ل يكون معلوما للكثريين أ ّن الإدمان من أكرث المراض العقل ّية اليت أوسعت حبثا ودراسة عىل نطاق واسع‪ ،‬بل‬
‫فيس "دليل الت ّشخيص والإحصاء"‬
‫الط ّب النّ ّ‬ ‫ّ‬
‫لعهل أكرثها دراسة عىل الإطالق‪ .‬فالإدمان ي ّمتزي عن ابيق المراض املدرجة يف مرجع ّ‬
‫الطلب‪ ،‬ممّا ميكّن الباحثني من دراسة‬
‫ل ّن من املمكن اس تنساخ حالت الإدمان يف حيواانت ال ّتجارب يف اخملتربات حسب ّ‬
‫بلك دقّة وتفصيل‪ ،‬و ّ‬
‫حّت عىل مس توى ّالرتكيب اجلزييئ‪.‬‬ ‫أل ّية الس باب واملسبّبات‪ ،‬والاثر التّدمرييّة ل إالدمان عىل ادلّ ماغ ّ‬
‫وقد اكتشف الباحثون ‪-‬عىل سبيل املثال‪ -‬أ ّن جزيء مادّة بروتينيّة تس ّمى "دلتافوس ّب" يعمل مكفتاح الت ّشغيل اذلي‬
‫يعطي اإشارة البدأ لسلسةل من ال ّت ّغريات اليت ُرصدت يف أدمغة املدمنني‪ ،‬وتظهر أعراض هذه ال ّت ّغريات ادلّ ماغ ّية عىل شلك‬
‫اضطراابت سلوك ّية حمدّ دة‪ ،‬وقد وجدت هذه التّ ّغريات ادلّ ماغ ّية والعراض اليت تصاحهبا يف حالت الإدمان عىل اخملدّ رات‪،‬‬
‫السلو ّيك عىل حدّ سواء‪ .‬وهذا النّوع من الاكتشافات العلم ّية جيعل خرباء الإدمان يعتقدون دون أدىن‬
‫ويف حالت الإدمان ّ‬

‫‪95‬‬
‫ّ‬
‫شك بأ ّن الك من حالت الإدمان عىل اخملدّ رات وحالت ا إلدمان ا ّلسلو ّيك يه وجوه متعدّ دة ملرض واحد‪.‬‬
‫علمي حول ظاهرة الإدمان عىل اس تخدام الإنرتنت وتأثريها عىل ادلّ ماغ‪ ،‬وقد أظهرت‬
‫وهناك ما يزيد عن تسعني حبث ّ‬
‫الحباث وجود نفس التّ ّغريات ادلّ ماغ ّية دلى املدمن عىل اس تخدام الإنرتنت كتكل اليت وجدت يف أدمغة املدمنني عىل تعاطي‬
‫اخملدّ رات‪ .‬اإذا اكن اس تخدام الإنرتنت حبدّ ذاته جيعلنا عرضة ل إالدمان‪ ،‬فا ّإن ارتياد املواقع الإابحيّة عىل الإنرتنت جيعلنا عرضة‬
‫ل إالدمان أيضا‪.‬‬
‫متعلق تعلّقا اتما اب ّلسلوك‬
‫وقد نرش ابحثون هولنديّون نتاجئ دراسة بعنوان "التّن ّبؤ ابلإدمان عىل اس تخدام الإنرتنت ّ‬
‫اجلنيس!"‪ ،‬وذكروا يف التّقرير أ ّن مشاهدة املرئ ّيات اجلنس ّية عىل الإنرتنت ي ّعرض مشاهدهيا خلطر الإدمان بدرجة عالية جدّ ا‪،‬‬
‫ّ‬
‫أعىل من لك ال ّتطبيقات الخرى املوجودة عىل الإنرتنت (وجاء لعب القامر يف املرتبة الثّانية)‪ .‬وهذه النّتاجئ منطقيّة للغاية‪ ،‬ل ّن‬
‫اخملدّ رات اليت تسبّب الإدمان إانّام تسبّبه فقط لّنّ ا تضخّم أو ختتطف الل ّية املوجودة يف ادلّ ماغ لل ّتعامل مع احملفّزات الطبيع ّية‬
‫مثل املثريات اجلنس ّية‪.‬‬
‫حّت الن عن الإدمان عىل اس تخدام الإنرتنت تؤكّد بأ ّدةل‬
‫وهبذا ميكننا القول أ ّن ادلّ راسات ادلّ ماغ ّية اليت أجريت ّ‬
‫علم ّية حبتة اإماكن ّية الإدمان عىل مشاهدة املرئ ّيات اجلنس ّية كنتيجة لالرتياد ّ‬
‫املتكرر للمواقع الإابح ّية عىل الإنرتنت‪ ،‬والكثري من‬
‫تطرق اإىل ذكر الإابح ّية اجلنس ّية خصوصا‪.‬‬
‫هذه ادلّ راسات ّ‬
‫ويف عام ‪٢٠١٤‬م نرشت ثالث دراسات حديثة اهمتّت بعزل‪ ،‬ودراسة‪ ،‬وحتليل‪ ،‬أدمغة مراتدي املواقع الإابحيّة عىل‬
‫الإنرتنت‪ ،‬اإحدى هذه ادلّ راسات أجريت يف معهد ماكس بالنك يف أملانيا‪ ،‬ودراس تان أجريتا يف جامعة اكمربيدج يف بريطانيا‬
‫مضن سلسةل من ادلّ راسات اليت ما تزال قيد البحث‪.‬‬
‫اه ّمت الباحثون يف معهد ماكس بالنك يف أملانيا بدراسة أدمغة مشاهدي املرئ ّيات اجلنس ّية اذلين مل يصلوا بعد اإىل‬
‫فيس حتت عنوان "بنية ادلّ ماغ و ّالرابط الوظيفي املتعلّق مبشاهدة‬ ‫مرحةل الإدمان‪ ،‬ون ُ ِرشت نتاجئ ادلّ راسة يف جم ّةل جاما ّ‬
‫للط ّب النّ ّ‬
‫املرئ ّيات اجلنس ّية عىل الإنرتنت‪ :‬ادلّ ماغ حتت تأثري الإابح ّية"‪ ،‬وقد وجد الباحثون ما يّل‪:‬‬
‫أ‪ -‬زايدة امل ّدة اليت يقضهيا الشّ خص يف مشاهدة املرئ ّيات اجلنس ّية عىل الإنرتنت (مقدّ رة حبساب عدد ّ‬
‫الساعات يف‬
‫الس نوات‪ ،‬مرتبط ارتباطا تالزم ّيا مع الضّ مور يف قرشة ادلّ ماغ ّالرماديّة يف ّ‬
‫اخملطط‬ ‫الس بوع) ولعدد أكرب من ّ‬
‫‪96‬‬
‫ابحلث والتّحفزي و ّاختاذ القرارات‪ .‬والضّ مور يف قرشة‬ ‫البطين هو جزء يف ّجاز املاكفأة خم ّتص ّ‬ ‫اخملطط ّ‬‫البطين‪ ،‬و ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ادلّ ماغ ّالرماديّة يف هذا اجلزء من ّجاز املاكفأة يعين وجود عدد أق ّل من ّالروابط العصب ّية‪ ،‬وقةل عدد ّالروابط‬
‫تدين الشّ عور ابملتعة أو ما يس ّمى " ّ‬
‫تبدل‬ ‫العصب ّية جيعل نشاط ادلّ ائرة العصب ّية للماكفأة بطيئا‪ ،‬ممّا يؤدّي اإىل ّ‬
‫الإحساس"‪ ،‬وس نأيت عىل هذا ابلتّفصيل لحقا‪ .‬وقد ّفرس الباحثون هذه النّتاجئ عىل أّنّ ا دليل عىل تأثّر ادلّ ماغ‬
‫سلب ّيا ابلإكثار من مشاهدة املرئ ّيات اجلنس ّية عىل الإنرتنت وملدّ ة طويةل‪.‬‬
‫متكرر يُض ِعف ّالروابط العصب ّية بني العصبوانت يف ّجاز املاكفأة‬ ‫ب‪ -‬مشاهدة املرئ ّيات اجلنس ّية عىل الإنرتنت بشلك ّ‬
‫للفص اجلهبيي من ادلّ ماغ‪ ،‬ويزداد ضعف ّالروابط العصب ّية سوءا مع زايدة امل ّدة اليت‬ ‫والعصبوانت يف القرشة ّالرماديّة ّ‬
‫تعطل ّالروابط بني ادلّ ائرة العصب ّية‬ ‫يقضهيا الشّ خص يف تصفّح املواقع الإابحيّة‪ .‬وكام ذكر تقرير ادلّ راسة فا ّإن "أعراض ّ‬
‫السلوك اخلاطئ ‪-‬أي مشاهدة املرئ ّيات‬ ‫اجلهتيي تبدو واحضة عندم يس ّمتر الشّ خص يف ممارسة ّ‬ ‫الفص ّ‬ ‫للماكفأة و ّ‬
‫بغض النّظر عن الرضار الواحضة لهذا ا ّلسلوك‪ ".‬وابختصار‪ ،‬فا ّإن هذه النّتاجئ تقدّ م دليال علم ّيا عىل‬ ‫اجلنس ّية‪ّ -‬‬
‫حّت‬ ‫الس يطرة عىل هذا ال ّسلوك‪ّ ،‬‬ ‫الارتباط بني ارتياد املواقع الإابحيّة عىل الإنرتنت‪ ،‬واختالل قدرة الشّ خص عىل ّ‬
‫ولو جتاوز احلدّ ‪ ،‬وسبّب هل الذى‪.‬‬
‫ج‪ -‬ولكّام طالت املدّ ة اليت يقضهيا الشّ خص يف مشاهدة الفالم الإابح ّية عىل الإنرتنت‪ ،‬لكّام فرت نشاط ادلّ ائرة العصب ّية‬
‫للماكفأة عند مشاهدته مشاهد جنس ّية عىل هيئة صور فوتوغراف ّية‪ ،‬وتضعف كذكل الإاثرة اليت يشعر هبا‪ ،‬وهذا‬
‫تبدل الإحساس‪ .‬وقد و ّحضت رئيسة فريق الباحثني "س ميون كون" هذه النّتاجئ بقولها‪" :‬حنن نفرتض بأ ّن‬ ‫دليل عىل ّ‬
‫حّت يشعروا بنفس‬ ‫املشاركني يف ادلّ راسة اذلين يشاهدون املرئ ّيات اجلنس ّية بدرجة أكرب حيتاجون اإىل حتفزي زائد ّ‬
‫ادلّ رجة من املتعة‪ ،‬وهذا متوافق متاما مع نظريّتنا القائةل بأ ّن ّجاز املاكفأة دلهيم حيتاج اإىل زايدة مضطردة يف ش ّدة‬
‫التّحفزي"‪.‬‬
‫لنجمل ما س بق‪ :‬ال ّزايدة يف مشاهدة املرئ ّيات اجلنس ّية عىل الإنرتنت مرتبطة ارتباطا تالزم ّيا مع الضّ مور يف القرشة‬
‫ّالرماديّة يف ادلّ ماغ‪ ،‬ومع مخول نشاط ادلّ ائرة العصب ّية للماكفأة وضعف الاس تجابة عند مشاهدة ا ّلصور اجلنس ّية‪ ،‬ومرتبط أيضا‬
‫اجلهبيي‪.‬‬
‫الفص ّ‬ ‫مع الضّ عف يف ّالروابط بني ادلّ ائرة العصب ّية للماكفأة واملنطقة يف ادلّ ماغ اليت حتمك ّقوة ا إلرادة دلينا ويه قرشة ّ‬
‫ضع يف عني الاعتبار أ ّن هذه دراسة تالزم ّية اهمت ّت بدراسة ا ّلرتابط بني العوامل فقط‪ ،‬ومل هت ّمت ببحث الس باب‬
‫بقي لدمغة ‪ ٦٤‬مشاراك جلّهم من مشاهدي املرئ ّيات‬ ‫واملسبّبات‪ .‬وقد قام الباحثون يف هذه ادلّ راسة بتحليل صور املسح ّ‬
‫الط ّ‬
‫اجلنس ّية عىل الإنرتنت‪ ،‬وقاس الباحثون مدى ال ّرتابط بني النّتاجئ اليت حصلوا علهيا من صور املسح ّ‬
‫الط ّ‬
‫بقي وعامل "الوقت‬
‫حرصاي يف مشاهدة املرئ ّيات اجلنس ّية"‪ .‬وقد حرص الباحثون عىل مشاركة الشخاص اذلين مل يصلوا اإىل‬
‫ّ‬ ‫اليت قضاه املشارك‬
‫مرحةل الإدمان بعد‪ ،‬وقاموا إابجراء حفص شامل ودقيق للمشاركني قبل اإجراء ادلّ راسة‪ ،‬واس تثنوا لك خشص يعاين من أعراض‬
‫الإدمان‪ ،‬أو من مشالكت ط ّب ّية أو نفس ّية أخرى‪ ،‬أو يتعاطى أ ّي نوع من أنواع اخملدّ رات احملظورة‪.‬‬
‫‪97‬‬
‫ا ّإل أ ّن الباحثني توقّفوا عند هذا احلدّ ‪ ،‬مل يُت ِبعوا هذه ادلّ راسة ابخلطوة املنطقيّة التّالية ويه‪ :‬أن يطلبوا من املشاركني‬
‫السلب ّية ستبقى‪ ،‬أم‬ ‫ال ّتوقّف عن مشاهدة املرئ ّيات اجلنس ّية (أي إازاةل العامل) لع ّدة شهور ّ‬
‫حّت يروا إان اكنت هذه ال ّتأثريات ّ‬
‫أّنّ ا ستسري يف ّ‬
‫الاجتاه املعاكس‪ .‬ولكن هناك أحباث أخرى ذات صةل ابملوضوع تؤيّد النّظريّة القائةل بأ ّن التّ ّعرض املزمن ل إالاثرة‬
‫حتس نا واحضا يف ادلّ ماغ بعد التّوقّف‬
‫املفرطة عند مشاهدة املرئ ّيات اجلنس ّية هو املسبّب للرضار‪ ،‬وبعض هذه الحباث وثّقت ّ‬
‫عن مشاهدة املرئ ّيات اجلنس ّية‪.‬‬
‫وأجرى خرباء عمل الإدمان يف جامعة اكمربيدج سلسةل من ادلّ راسات ركّزت رصاحة عىل الإدمان‪ ،‬فقد قام الباحثون‬
‫بعزل املشاركني اذلين تظهر علهيم فعل ّيا أعراض الإدمان عىل مشاهدة املرئ ّيات اجلنس ّية عىل الإنرتنت‪ ،‬وحفصوا أدمغهتم‪.‬‬
‫وادلّ راس تان اللّتان نرشات ّ‬
‫حّت الن تؤكّدان أ ّن أدمغة املدمنني عىل مشاهدة املرئ ّيات اجلنس ّية تس تجيب للمحفّزات اجلنس ّية‬
‫عىل نفس النّمط اذلي ّميزي اس تجابة أدمغة املدمنني عىل اخملدّ رات عند تعاطي اخملدّ ر‪ .‬يقول أحد الباحثني‪:‬‬
‫القهري وبني الحصّاء‪ ،‬وهذه‬
‫اجلنيس ّ‬
‫ّ‬ ‫"هناك فروقات جل ّية بني اس تجابة أدمغة املرىض اذلين يعانون من ّ‬
‫السلوك‬
‫الفروقات تعكس نفس النّمط اذلي نراه يف اس تجابة أدمغة املدمنني عىل اخملدّ رات ‪ ...‬أعتقد أ ّن هذه ادلّ راسة سوف تساعد‬
‫حقيقي‪ ،‬وينبغي أل نرصف النّظر عن ّ‬
‫السلوك‬ ‫وظيفي ّ‬
‫ّ‬ ‫النّاس عىل فهم هذه القض ّية عىل أّنّ ا حاةل اإدمان ّ‬
‫مريض‪ ،‬واختالل‬
‫القهري عىل اعتباره قض ّية أخالق ّية وحسب ‪ ...‬فقبل س نوات معدودة فقط‪ ،‬اكنت هذه يه ّ‬
‫الطريقة اليت ينظر هبا‬ ‫اجلنيس ّ‬
‫ّ‬
‫املريض عىل لعب القامر‪ ،‬أو الإدمان عىل تعاطي اخملدّ رات‪".‬‬
‫ّ‬ ‫النّاس اإىل الإدمان‬
‫واكتشف فريق الباحثني يف جامعة اكمربيدج أ ّن النّواة امل ّتكئة يف مركز املاكفأة يف أدمغة املدمنني تظهر نشاطا زائدا‬
‫اس تجابة للمحفّزات اجلنس ّية‪ ،‬واليت اكنت عبارة عن لقطات من فيمل ّ‬
‫جنيس فاحض عرضت عىل املشاركني لعدّ ة ثوان حمدودة‪،‬‬
‫مفصل بعد قليل‪ ،‬واحلساس ّية املفرطة يه اليت تشحن‬‫وهذا دليل عىل حاةل من "احلساس ّية املفرطة" واليت سنرشهحا بشلك ّ‬
‫وتؤ ّجج ال ّتوق الشّ ديد اذلي يدفع املدمن ملشاهدة املزيد من املرئ ّيات اجلنس ّية ابس مترار‪ .‬ومن اجلدير ّ‬
‫ابذلكر هنا أ ّن دراسة‬
‫حديثة أجريت يف أملانيا‪ ،‬أظهرت أ ّن النّساء اللّوايت يرتدن املواقع الإابح ّية عىل الإنرتنت ّ‬
‫هن أيضا جسّلن نشاطا دماغ ّيا زائدا‬
‫اس تجابة ملشاهدة اللّقطات اجلنس ّية مقارنة مبجموعة التّ ّ‬
‫حمك‪.‬‬
‫وابملقارنة مع النّتاجئ اليت ّ‬
‫توصل اإلهيا الباحثون يف جامعة اكمربيدج‪ ،‬واليت وجدت دليال عىل "احلساس ّية املفرطة"‬
‫‪98‬‬
‫وزايدة يف نشاط النّواة املتّكئة‪ ،‬فا ّإن فريق البحث يف معهد ماكس بالنك وجد يف أدمغة غري املدمنني من مشاهدي املرئ ّيات‬
‫البطين‪ ،‬ويعترب ذكل دليل عىل " ّ‬
‫تبدل الإحساس" أو‬ ‫اجلنس ّية مخول يف نشاط منطقة أخرى من ّجاز املاكفأة ويه ّ‬
‫اخملطط ّ‬
‫ضعف الاس تجابة‪.‬‬
‫توصل‬ ‫وقد قام فريق البحث يف جامعة اكمربيدج مبراجعة النّتاجئ اليت ّ‬
‫توصلت اإلهيا الحباث يف معهد ماكس بالنك‪ ،‬و ّ‬
‫اإىل نظريّة مفادها أ ّن اس تجابة ادلّ ماغ عند مشاهدة املرئ ّيات اجلنس ّية قد ختتلف عند املدمنني عهنا عند غري املدمنني‪ ،‬وهذا‬
‫حصيح‪ ،‬ولكن لعلّنا لو تف ّحصنا طبيعة املرئ ّيات اجلنس ّية اليت اس تعملت يف الك التّجربتني ميكن أن نقدّ م توضيحا أمعق لهذا‬
‫الاختالف‪.‬‬
‫وجد فريق البحث يف معهد ماكس بالنك ضعفا يف الاس تجابة عندما عرضوا عىل املشاركني صورا فوتوغرافيّة ذات‬
‫جنيس مدّ هتا ‪ ٩‬ثوان‪.‬‬
‫جنيس وملدّ ة نصف اثنية فقط‪ ،‬بيامن اس تعمل فريق البحث يف جامعة اكمربيدج مقاطع من فيمل ّ‬
‫حمتوى ّ‬
‫عادي جدّ ا مقارنة مبا‬
‫الصور الفوتوغراف ّية العابرة قد تبدو يف نظر مراتدي املواقع الإابح ّية اليوم عىل أّنّ ا يشء ّ‬
‫ويف حني أ ّن ّ‬
‫يعرض عىل الإنرتنت‪ ،‬ف إا ّن مشاهدة الفيمل من شأّنا أن تثري غريزة غالب ّية مراتدي املواقع ا إلابحيّة سواء أاكنوا مدمنني أم ل‪،‬‬
‫وذكل لّنّ ا أقرب اإىل نوع ّية املرئ ّيات اجلنس ّية اليت يشاهدوّنا عىل مواقع ال ّتيوب الإابح ّية‪ ،‬وابل ّتايل فا ّإن الفيمل ربّام يكون احملفّز‬
‫النسب‪ ،‬يف حني أ ّن ا ّلصور الفوتوغراف ّية أقرب اإىل متثيل املغرايت اجلنس ّية العاديّة واليت ابتت بنظرمه ّممةل وغري مثرية‪.‬‬
‫لك الحوال‪ ،‬فا ّإن الك النّتيجتني‪ :‬زايدة احلساس ّية للمحفّزات املتعلّقة مبادّة الإدمان (الفالم اجلنس ّية)‪ ،‬وضعف‬
‫ويف ّ‬
‫الاس تجابة للمحفّزات العادية ( ّ‬
‫الصور الفوتوغراف ّية) ليس تا مس تغربتني يف حالت الاس هتالك ّالزائد عن احل ّد للمرئ ّيات الإابح ّية‬
‫لك أنواع‬‫عىل الإنرتنت‪ ،‬وذكل ل ّن زايدة احلساس ّية للمحفّز وما يصاحهبا من تقلّص الشّ عور ابملتعة يه أعراض ّمت رصدها يف ّ‬
‫الإدمان‪.‬‬
‫املهمتّون بقراءة املزيد عن عمل الإدمان احلديث وعالقته مبشاهدة املرئ ّيات اجلنس ّية عىل الإنرتنت ابإماكّنم ّ‬
‫الاطالع‬
‫عىل تقرير حول هذا املوضوع ن ُ ِرش يف ّ‬
‫جمةل علم ّية‪ ،‬و ّمت تدقيق حمتواه من قبل اخلرباء‪ ،‬وعنوانه "الإدمان عىل الإابح ّية اجلنس ّية‪،‬‬

‫‪99‬‬
‫العصبية"‪42.‬‬
‫ّ‬ ‫للطبيعة خنتربه من منظور ا ّلدلونة‬
‫حمفّز خارق ّ‬
‫املتخصصة يف جمال ا إلدمان عىل مشاهدة املرئ ّيات اجلنس ّية وأثرها‬ ‫ول ّ‬
‫شك بأن ّنا سنشهد اإجراء املزيد من الحباث ّ‬
‫بغض النّظر‬ ‫عىل ادلّ ماغ يف املس تقبل القريب‪ ،‬بيد أ ّن اخلرباء يف عمل الإدمان يؤكّدون بأ ّن الإدمان ّ‬
‫بلك أنواعه هو مرض واحد ّ‬
‫عن مادّة الإدمان‪ ،‬سواء أاكنت مشاهدة الفالم اجلنس ّية‪ ،‬أو لعب القامر‪ ،‬أو رشب امخلور‪ ،‬أو تعاطي النّيكوتني أو الهريوين‬
‫اخملتصون هذه النواع من الإدمان يف العقود املاضية دراسة مس تفيضة‪ ،‬واملئات من ادلّ راسات‬
‫أو امليث‪ .‬وقد درس العلامء و ّ‬
‫السلو ّيك وا إلدمان عىل تعاطي اخملدّ رات تؤكّد مجيعها بأ ّن ّ‬
‫لك أنواع الإدمان تؤثّر عىل الوظائف ادلّ ماغ ّية‬ ‫يف موضوع الإدمان ّ‬
‫تغريات عضوي ّة وكمييائ ّية حمدّ دة ومعروفة يف بنية ادلّ ماغ رمغ اختالف مادّة الإدمان (وس نأيت عىل‬
‫الساس ّية ذاهتا‪ ،‬وينتج عهنا ّ‬
‫ذكل لحقا وبتفصيل أكرث)‪.‬‬
‫ويف عام ‪٢٠١١‬م أكّد "اجملمتع المري ّ‬
‫يك لعالج الإدمان"‪ 43‬بأ ّن الإدمان ّ‬
‫بلك أنواعه هو مرض واحد ويتبع نوذجا‬
‫مو ّحدا‪ ،‬وقام بنرش تعريف جديد ل إالدمان يشمل ّ‬
‫لك أنواع الإدمان املعروفة‪ ,‬وقد اقتطعت ما يّل من صفحة الس ئةل الشّ ائعة‬
‫عىل موقعهم الإلكرتوين‪:‬‬
‫ال ّسؤال‪ :‬هذا ال ّتعريف اجلديد ل إالدمان يشري اإىل "الإدمان عىل لعب القامر" و"الإدمان عىل تناول‬
‫يك لعالج الإدمان بأ ّن‬ ‫السلوك ّيات اجلنس ّية"‪ ،‬هل يؤمن اجملمتع المري ّ‬ ‫الطعمة" و"الإدمان عىل بعض ّ‬
‫الطعام واجلنس ميكن أن يقودا اإىل الإدمان؟‬ ‫ّ‬
‫يك لعالج الإدمان يتجنّب تعريف الإدمان عىل أن ّه‬ ‫الإجابة‪ :‬التّعريف اجلديد اذلي يقدّ مه اجملمتع المري ّ‬
‫السلوك ّيات اليت‬
‫وحض أ ّن الإدمان ميكن أن يرتبط ببعض ّ‬ ‫مقترص عىل تعاطي اخملدّ رات احملظورة‪ ،‬بل إان ّه ي ّ‬
‫متنح الشّ خص الشّ عور ابملاكفأة‪ ...‬هذا التّعريف يقول بأ ّن الإدمان يتعلّق ابل ّطريقة اليت تعمل هبا ادلّ وائر‬
‫العصب ّية يف ادلّ ماغ‪ ،‬وكيف ختتلف بنية ووظيفة ادلّ ماغ دلى الشخاص اذلين يعانون من الإدمان عن‬
‫اجلنيس وكذكل‬‫ّ‬ ‫السلوك‬
‫الطعام و ّ‬ ‫بنية ووظيفة ادلّ ماغ دلى الشخاص اذلين ل يعانون من الإدمان‪ّ ...‬‬
‫لعب القامر يه سلوك ّيات متنح الشّ خص الشّ عور ابملاكفأة‪ ،‬ومن املمكن أن تصاحهبا "نزعة مرض ّية يف‬
‫السعي وراء املتعة واملاكفأة" كام نذكر يف تعريفنا اجلديد ل إالدمان‪.‬‬
‫ّ‬

‫‪ 42‬دراسة لدلّ كتور "دواندل هيلتون" نرشت عام ‪٢٠١٣‬م‬


‫‪ 43‬يض ّم "اجملمتع المري ّ‬
‫يك لعالج الإدمان" مجموعة من الط ّباء والباحثني يف جمال عمل الإدمان‬
‫‪100‬‬
‫اخملتصني يف ّ‬
‫الط ّب النّ ّ‬
‫فيس‪ ،‬واذلي ينتقده‬ ‫وكذكل "دليل التّشخيص والإحصاء" اذلي يعترب املرجع ال ّ‬
‫سايس للط ّباء ّ‬
‫الصالح ّية‪ ،‬اإل أن ّه بدأ مؤ ّخرا يعرتف عىل مضض بوجود أنواع من الإدمان ّ‬
‫السلو ّيك‪ ،‬يقول "تشارلز‬ ‫البعض بشدّ ة ويعتربه منهتيي ّ‬
‫اخملتص بأمراض الإدمان عىل اخملدّ رات وما يتعلّق هبا‪:‬‬
‫أوبراين" رئيس فريق العمل ّ‬
‫"ا ّإن الفكرة القائةل بأ ّن هناك أنواعا من الإدمان ل تتعلّق بتعاطي اخمل ّدرات قد تكون جديدة للبعض‪ ،‬أل‬
‫أن ّنا والعاملون يف دراسة أل ّية حدوث الإدمان وجدان أ ّدةل قوية من الحباث عىل احليواانت وعىل الإنسان‬
‫تفيد بأ ّن الإدمان هو مرض ينتج من خلل يف ّجاز املاكفأة يف ادلّ ماغ‪ ،‬وليس هناك فرق اإذا اكن التّحفزي‬
‫تكرر جلهاز املاكفأة ي ّمت عن طريق لعب القامر‪ ،‬أو تعاطي املرشوابت الكحول ّية‪ ،‬أو أ ّي مادّة أخرى‪".‬‬
‫امل ّ‬
‫السلو ّيك مثل "الإدمان عىل لعب القامر"‬ ‫اخملتصني يف عمل الإدمان‪ -‬ل يعرتفون ابلإدمان ّ‬
‫قد جتد أ ّن البعض ‪-‬من غري ّ‬
‫أو "الإدمان عىل مشاهدة املرئ ّيات اجلنس ّية" ول يعتربوّنا من أنواع ا إلدمان‪ ،‬بل ينظرون اإلهيا عىل أّنّ ا "سلوك ّيات قهريّة"‪.‬‬
‫السؤال‪ :‬كيف ختتلف التّ ّغريات العصب ّية اليت حتدث يف دماغ‬
‫وهذا ّالرأي ل يعدو كونه ّذرا ّللرماد يف العيون‪ ،‬وقد سألهتم هذا ّ‬
‫ابلسلوك القهري عن ال ّت ّغريات العصب ّية اليت حتدث يف دماغ املدمنني عىل تعاطي اخملدّ رات؟‬
‫املصابني ّ‬
‫السؤال‪ ،‬فليس هناك اختالفات عضويّة يف‬
‫القهري أن جييبوا عن هذا ّ‬
‫السلوك ّ‬
‫مرويج فكرة ّ‬
‫يف الواقع ليس ابإماكن ّ‬
‫بنية ووظيفة ادلّ ماغ بني "الإدمان عىل لعب القامر" و"الإقبال القهري عىل لعب القامر"‪ .‬هناك ّجاز واحد للماكفأة ودائرة‬
‫السلو ّيك‪ ،‬يه ال ّت ّغريات ذاهتا اليت‬
‫عصب ّية واحدة للماكفأة يف ادلّ ماغ‪ ،‬وال ّت ّغريات اجلوهريّة اليت حتدث فهيا يف حالت الإدمان ّ‬
‫القهري‪ ،‬ويه التّ ّغريات املعروفة اليت حتدث يف‬
‫حتدث يف حالت الإدمان عىل تعاطي اخملدّ رات‪ ،‬وكذكل يف حالت ال ّسلوك ّ‬
‫خاصة به ّمتزيه عن غريه‪.‬‬ ‫لك حالت الإدمان دون اس تثناء‪ ،‬و ّ‬
‫ابلطبع فا ّإن لك نوع من أنواع الإدمان هل ّممزيات اإضافيّة ّ‬ ‫ادلّ ماغ يف ّ‬
‫وسأعرض عليمك فامي يّل ال ّت ّغريات ادلّ ماغية اليت نرصدها يف ّ‬
‫لك حالت الإدمان‪ ،‬سواء أاكن ا إلدمان عىل تعاطي‬
‫اخملدّ رات أو ا إلدمان ال ّسلو ّيك‪:‬‬
‫أ‪ّ " -‬‬
‫تبدل الإحساس" وهو ضعف وخدر يف الاس تجابة للمتعة‪ .‬الاخنفاض يف اإفراز ادلّ وابمني والتّ ّغريات الخرى اليت‬
‫حتدث يف ادلّ ماغ جتعل املدمن أق ّل حساس ّية ملتع احلياة اليوميّة‪ ،‬ولكنّه يظ ّل ّتواقا اإىل ّ‬
‫السلوك أو املادّة اليت تزيد‬
‫السابق أولويّة وأمه ّية كربى‪.‬‬ ‫اإفراز ادلّ وابمني‪ ،‬وقد هيمل الاهامتمات والنشطة الخرى ّ‬
‫حّت إوان اكن لها يف ّ‬
‫و ّ‬
‫تبدل الإحساس هو ‪-‬عىل الغلب‪ -‬أ ّول أثر من أاثر الإدمان يالحظه املدمن عىل مشاهدة املرئ ّيات اجلنس ّية‪ ،‬لن ّه‬
‫‪101‬‬
‫يصبح حباجة اإىل حمفّزات أكرب وأقوى من أجل أن حيصل عىل نفس املس توى من املتعة‪ ،‬وهذا ما يس ّمى يف عمل‬
‫الإدمان "ال ّتح ّمل"‪ .‬وينعكس ذكل عىل سلوك املدمن‪ ،‬فتجده يقيض وقتا أطول يف تصفّح املواقع الإابحيّة‪ ،‬أو‬
‫يطيل زمن اجللسة الواحدة بأن حيافظ عىل مس توى عال من الإاثرة ولكن ليس مبا يكفي للوصول اإىل ّاذلروة ومن‬
‫ّمث القذف‪ ،‬ويبقى عىل هذه احلال فرتة طويةل‪ ،‬أو أن يشاهد الفالم اجلنس ّية دون ممارسة الاس متناء‪ ،‬بل يس ّمتر‬
‫ابل ّتص ّفح والبحث ادلّ ؤوب عن عرض اخلتام ّ‬
‫املثايل ليخمت به اجللسة‪.‬‬
‫وقد ينعكس ّ‬
‫تبدل الإحساس عىل سلوك املدمن بشلك أخر‪ ،‬حيث يعمد املدمن اإىل التّصعيد يف أنواع العروض‬
‫حّت صادمة ومؤذية نفس ّيا‪ .‬تذكّر‪ّ :‬‬
‫الصدمة‪،‬‬ ‫اجلنس ّية اليت يشاهدها اإىل أنواع أشدّ حفشا‪ ،‬أو أكرث غرابة‪ ،‬أو ّ‬
‫فيس‪ ،‬لكّها عوامل تزيد اإفراز ادلّ وابمني‪.‬‬
‫واملفاجأة‪ ،‬واحلرص النّ ّ‬
‫ب‪" -‬احلساس ّية املفرطة"‪ ،‬اإذ يس ّجل الإدراك ّالالواعي ذكرايت راخسة للمتعة و ّ‬
‫لك ما يرتبط ويزتامن معها‪ ،‬حبيث أ ّن‬
‫جمرد اسرتجاع هذه ّاذلكرايت‪ ،‬أو التّ ّعرض ل إالحياءات املرتبطة هبا‪ ،‬ينتج عنه حتفزي وتوق شديدين جدّ ا للمتعة ذاهتا‪.‬‬
‫ّ‬
‫ّالروابط العصب ّية اليت اس ُتحدثت يف ادلّ ماغ بسبب الإدمان عىل مشاهدة املرئ ّيات اجلنس ّية تؤدّي اإىل اإشعال‬
‫وحّت الفاكر‪ -‬املتعلّقة ّ‬
‫ابلسلوك بناء عىل مبدأ "العصبوانت اليت‬ ‫ادلّ ائرة العصب ّية للماكفأة اس تجابة ل إالحياءات ‪ّ -‬‬
‫تستثار معا تقوى وتتوثّق ّالروابط بيهنا"‪ ،‬وهذه ّاذلكرايت ‪-‬اليت حتدّث عهنا ابفلوف‪ 44‬يف أحباثه‪ -‬جتعل الإدمان أشدّ‬
‫قهري‪.‬‬ ‫جذاب لهامتم املدمن من ّ‬
‫لك النشطة الخرى يف حياته‪ ،‬وبشلك ّ‬
‫ا إلحياءات املوجودة يف حميط الشّ خص مثل تشغيل احلاسوب‪ ،‬أو مشاهدة الإعالانت عىل الشّ اشة‪ ،‬أو ّ‬
‫جمرد أن‬
‫يكون يف خلوة لكّها قد تكون مرتبطة يف ذاكرته مبشاهدة املرئ ّيات اجلنس ّية‪ ،‬ومن املمكن أن تؤ ّجج دليه رغبة‬
‫شديدة بتصفّح املواقع الإابحيّة‪ .‬هل تشعر برغبة جارفة ملامرسة اجلنس حاملا خترج زوجتك للت ّ ّ‬
‫سوق؟ عىل الغلب‬
‫مسري‪ ،‬أو أ ّن خشصا أخر ّ‬
‫يتحمك بدماغك‪ .‬وقد وصف بعضهم احلساس ّية املفرطة لهذه‬ ‫ل! ولكن قد تشعر بأن ّك ّ‬
‫احملفّزات كام لو أّنّ ا "دخول يف نفق مظمل ليس هل اإل منفذ واحد وهو مشاهدة الفالم الإابح ّية"‪ .‬قد تشعر بفورة‬

‫‪" 44‬اإيفان ابفلوف" (‪١٩٣٦-١٨٤٩‬م)‪ :‬عامل رويس وابحث يف عمل النّفس اش هتر بتجاربه عىل الالكب يف جمال التّكيّف ّ‬
‫السلو ّيك‬
‫‪102‬‬
‫لك ما تس تطيع أن تفكّر فيه هو أن تفتح‬ ‫من النّشاط‪ ،‬أو بزايدة يف دقّات القلب‪ ،‬أو ّ‬
‫حّت ارتعاش يف الطراف‪ ،‬و ّ‬
‫احلاسوب وتتصفّح مواقع ال ّتيوب الإابحيّة املفضّ ةل دليك‪.‬‬
‫توحض كيف تعمل الإحياءات و ّاذلكرايت املرتبطة ّ‬
‫ابلسلوك عىل اإاثرة ادلّ وائر العصب ّية‬ ‫هذه فقط بعض المثةل اليت ّ‬
‫املس تحدثة بسبب الإدمان‪ ،‬واليت ت ّمتزي ابحلساس ّية املفرطة‪ ،‬وهذه بدورها تشعل ّجاز املاكفأة دليك صارخة‪:‬‬
‫"افعل ذكل حال"‪.‬‬
‫اجلهبيي ّلدلماغ‪ ،‬حيث يق ّل الن ّشاط العصّب يف املنطقة اجلهب ّية يف دماغ املدمن ممّا يؤدّي اإىل‬
‫الفص ّ‬ ‫ج‪ -‬مخول يف نشاط ّ‬
‫ضعف ّقوة ا إلرادة دليه يف مواّجة التّوق الشّ ديد اذلي ينتابه عىل مس توى الإدراك ّالالواعي‪ .‬التّ ّغريات اليت حيدهثا‬
‫اجلهبيي ّلدلماغ ويف مادّة ادلّ ماغ البيضاء أيضا مرتبطة ارتباطا تالزميّا مع ضعف‬
‫للفص ّ‬ ‫الإدمان يف القرشة ّالرماديّة ّ‬
‫توصلت مراجعة للحباث ادلّ ماغ ّية والنّفس ّية أجريت‬
‫تدين القدرة عىل التّن ّبؤ ابلعواقب‪ .‬وقد ّ‬ ‫ال ّت ّ‬
‫حمك ابلنفعالت‪ ،‬و ّ‬
‫حديثا يف أملانيا اإىل أ ّن التّ ّ‬
‫دين يف وظائف ادلّ ماغ دلى املدمنني عىل الإنرتنت قد يكون مرتبطا بفقداّنم القدرة عىل‬
‫اجلهبيي ّلدلماغ يشعر‬
‫الفص ّ‬ ‫الس يطرة عىل سلوكهم يف اس تخدام الإنرتنت‪ ،‬الشّ خص اذلي يعاين من أعراض مخول ّ‬
‫ّ‬
‫إدماين‬ ‫ك ّن جزأين من دماغه يف حاةل شدّ وجذب مثل لعبة شدّ احلبل‪ :‬ادلّ وائر العصب ّية املس تحدثة بفعل ّ‬
‫السلوك ال ّ‬
‫تكون مفرطة احلساس ّية وترصخ "نعم"‪ ،‬بيامن دماغك الواعي والكرث ّ‬
‫تطورا يقول كل "ل تفعلها ّمرة أخرى"‪ .‬ومبا أ ّن‬
‫اجلهبيي) قد أضعفت‪ ،‬فا ّإن ادلّ وائر العصب ّية املس تحدثة بفعل‬
‫الفص ّ‬ ‫السلطة التّنفيذيّة يف دماغ املدمن (أي ّ‬
‫مناطق ّ‬
‫الإدمان غالبا ما تكون ّالراحبة‪.‬‬
‫فيس‪ ،‬ممّا جيعل أق ّل مس توى من الضّ غط النّ ّ‬
‫فيس يؤدّي اإىل‬ ‫د‪ -‬اختالل يف ادلّ وائر العصب ّية اليت ّ‬
‫تتحمك يف الضّ غط النّ ّ‬
‫فيس ينشّ ط ادلّ وائر العصب ّية ذات احلساس ّية املفرطة‪.‬‬
‫تأجيج التّوق الشّ ديد والانتاكس‪ ،‬وذكل ل ّن الضّ غط النّ ّ‬
‫ميكن أن نلخّص ما س بق اكل ّتايل‪ :‬اإذا اكن ابإماكن ال ّت ّغريات العصب ّية اليت حتدث يف ادلّ ماغ بفعل الإدمان أن تنطق‪ ،‬فا ّإن ّ‬
‫تبدل‬
‫الإحساس قد ينوح شاكيا‪" :‬ل ميكنين أن أصل اإىل ا ّإي درجة من الاكتفاء"‪ .‬ويف ذات الوقت‪ ،‬فا ّإن احلساس ّية املفرطة قد‬
‫الّشء ذاته اذلي سبّب كل ّ‬
‫تبدل‬ ‫لك ما حتتاجه"‪ ،‬و"ما حتتاجه" هو يف احلقيقة ّ‬
‫تلكزك يف جنبك قائةل‪" :‬ه ّمل ا ّإيل‪ ،‬دل ّي ّ‬
‫اجلهبيي فقد ّهيز كتفيه‪ ،‬ويتهنّد‪ ،‬ويقول‪" :‬فكرة سيّئة‪ ،‬ولكن ليس ابإماكين أن أمنعك"‪ .‬أ ّما الاختالل‬
‫الفص ّ‬ ‫الإحساس‪ .‬أ ّما مخول ّ‬
‫‪103‬‬
‫فيس ف إان ّه يستنجد صارخا‪" :‬أان حباجة لّشء ما‪ ،‬الن‪ ،‬وحال‪ّ ،‬يك خيفّف معاانيت"‪.‬‬
‫يف ادلّ وائر العصب ّية للضّ غط النّ ّ‬
‫هذه العراض الربعة جممتعة يه العراض الساس ّية يف ّ‬
‫لك أنواع الإدمان‪ ،‬وقد أمجلها أحد املدمنني عىل مشاهدة‬
‫املرئ ّيات اجلنس ّية بعد أن تعاىف من اإدمانه مبا يّل‪" :‬ل ميكنين أن أحصل عىل كفاييت من يشء ل يعطيين الشّ عور ابلكتفاء‪،‬‬
‫وما اكن ليعطيين الشّ عور ابلكتفاء أبدا‪ ،‬وبأ ّي حال"‪ .‬والتّعايف من الإدمان يمت عندما ينعكس ّاجتاه هذه التّ ّغريات‪ّ ،‬‬
‫فيتعمل املدمن‬
‫طبيعي‪.‬‬ ‫رويدا رويدا كيف ّ‬
‫يتحمك يف رغباته بشلك ّ‬

‫وماذا عن أعراض الانسحاب؟‬


‫ابلرضورة معاانة الشّ خص من التّح ّمل (أي الاحتياج اإىل‬
‫يعتقد الكثريون بأ ّن تشخيص حالت الإدمان يس تلزم ّ‬
‫حمفّزات أقوى للشّ عور بنفس املس توى من التّأثري وذكل بسبب ّ‬
‫تبدل الإحساس) وأعراض الانسحاب القاس ية‪ .‬واحلقيقة أ ّن‬
‫العرضني (ال ّتح ّمل وأعراض الانسحاب) أو لكهيام ليس رشطا أساس ّيا يف تشخيص حالت ا إلدمان‪ ،‬رمغ أ ّن‬ ‫وجود أحد هذين َ‬
‫العرض اذلي يعترب أكرث ال ّدةل املوثوقة عىل‬
‫يرصحون بأّنّ م يعانون من لكهيام‪ .‬بيامن َ‬
‫مشاهدي املرئ ّيات اجلنس ّية اليوم غالبا ما ّ‬
‫لك اختبارات تقيمي حالت الإدمان هو‪ :‬الاس مترار يف ّ‬
‫السلوك‬ ‫السلو ّيك‪ ،‬واذلي هت ّمت بفحصه ّ‬
‫وصول الشّ خص اإىل درجة الإدمان ّ‬
‫السلوك‪.‬‬ ‫السلب ّية الواحضة ّ‬
‫الرضر لهذا ّ‬ ‫ابلرمغ من النّتاجئ ّ‬
‫ّ‬
‫لقد عرضنا يف غري موضع من هذا الكتاب عددا من التّرصحيات اليت أدىل هبا مشاهدو املرئ ّيات اجلنس ّية عىل الإنرتنت‬
‫اذلين أ ّقروا بأّنّ م سعوا اإىل مشاهدة أنواع من املرئ ّيات اجلنس ّية أكرث حفشا واحنرافا عندما ضعفت اس تجابة أدمغهتم للامدّة‬
‫املرئ ّية‪ ،‬وق ّل شعورمه ابملتعة (ال ّتح ّمل)‪ ،‬ولكن ماذا عن أعراض الانسحاب؟‬
‫بداية نقول ‪-‬وكام ذكران قبل قليل‪ -‬من املمكن أن يكون الشّ خص قد وصل اإىل درجة الإدمان ابلفعل دون أن يعاين‬
‫من أعراض الانسحاب احلادّة‪ ،‬وعىل سبيل املثال فا ّإن املدمنني عىل النّيكوتني والكواكيني قد يكونوا منغمسني بعمق يف اإدماّنم‬
‫ولكهنم عادة ما يعانون من أعراض انسحاب بس يطة مقارنة ابملدمنني عىل امخلر أو الهريوين‪ .‬وقد رصدت يف منتدايت ّ‬
‫"الريبوت"‬
‫"الريبوت"‪،‬‬
‫روتيين عن العراض اليت عانوا مهنا بعد ّ‬ ‫ترصحيات للعديد من ّ‬
‫الش ّبان اذلين خاضوا جتربة الإقالع يتحدّ ثون بشلك ّ‬
‫وتذكّرين هذه التّرصحيات بأعراض الانسحاب اليت نراها يف حالت الإدمان عىل اخملدّ رات‪ ،‬ومن العراض اليت ذكرها هؤلء‬

‫‪104‬‬
‫الصرب‪ ،‬والإّجاد‪ ،‬وعدم القدرة عىل ّالرتكزي‪،‬‬ ‫فيس‪ ،‬والهتّ ّيج املفرط‪ ،‬وتقلّب املزاج‪ ،‬و ّ‬
‫الصداع‪ ،‬ونفاذ ّ‬ ‫ّ‬
‫الش ّبان‪ :‬الرق‪ ،‬واحلرص النّ ّ‬
‫الاجامتعي‪ ،‬وتأ ّجج ال ّتوق الشّ ديد ملشاهدة املرئ ّيات اجلنس ّية‪ .‬وقد ذكر بعضهم أعراضا أخرى‬
‫ّ‬ ‫والاكتئاب‪ ،‬وانعدام النّشاط‬
‫صادمة مثل ّالرجفة يف الطراف‪ ،‬وأعراض شبهية بزنلت الربد‪ ،‬وتش نّج العضالت‪ ،‬ونوابت متتابعة من الاكتئاب أو احلرص‬
‫فيس واليت قد تس ّمتر لعدد من الشّ هور‪ ،‬أو الفقدان التّام ‪-‬وبشلك غامض ومفاجئ‪ّ -‬للرغبة اجلنس ّية‪ ،‬وهو ما يس ّميه ّ‬
‫الش ّبان‬ ‫النّ ّ‬
‫الرسيري"‪ ،‬وهذا ال َع َرض ّ‬
‫ابلطبع ينحرص يف حالت الإدمان عىل مشاهدة املرئ ّيات اجلنس ّية دون غريها‪ .‬يقول‬ ‫حاةل "املوت ّ‬
‫أحدمه‪:‬‬
‫لك ما يف اللكمة من معىن‪ .‬عانيت من الاكتئاب احلا ّد‪،‬‬‫"شهرا اكنون ال ّول والثّاين اكان صعبني فعال‪ ،‬ب ّ‬
‫وانعدام ّالرغبة اجلنس ّية لكّ ّيا‪ ،‬والفاكر الكئيبة اكنت جتول خباطري طوال الهنّ ار ووطوال اللّيل‪ ،‬ووجدت‬
‫الصغري‪ .‬لقد اكن رمز رجوليت يف حاةل يرىث لها‪ ،‬مرتهّل بشلك دامئ وكن ّه قطعة‬
‫الطفل ّ‬ ‫نفيس أبيك مثل ّ‬
‫زائدة وعدمية الفائدة يف جسدي‪ ،‬حبيث أن ّه مل يكن يرغب ‪-‬أو ّ‬
‫حّت حيمل‪ -‬جبذب انتباه أ ّي أنىث‪".‬‬
‫حّت الن دراسة أعراض الانسحاب يف حالت الإدمان عىل مشاهدة املرئ ّيات اجلنس ّية بشلك ّ‬
‫خاص‪ ،‬اإل أ ّن‬ ‫مل ت ّمت ّ‬
‫نتاجئ الحباث اليت أجريت يف جامعيت سوانس يا وميالن يف موضوع الإدمان عىل اس تخدام الإنرتنت بشلك عا ّم‪ ،‬واليت نرشت‬
‫عام ‪٢٠١٣‬م‪ ،‬أشارت اإىل أ ّن املدمنني يعانون من أعراض جسم ّية ونفس ّية تش به أعراض الانسحاب دلى املدمنني عىل‬
‫اخملدّ رات عندما يتوقّفون عن اس تخدام الإنرتنت بشلك مفاجئ‪ ،‬والغالب ّية العظمى من املدمنني اذلين شاركوا يف ادلّ راسة اكنوا‬
‫ئييس لرتياد املواقع الإابح ّية أو للعب القامر‪.‬‬
‫يس تخدمون الإنرتنت بشلك ر ّ‬
‫لك من يتوقّف عن مشاهدة املرئ ّيات اجلنس ّية يعاين من أعراض الانسحاب‪ ،‬اإل أ ّن بعضهم يعاين من‬ ‫و ّ‬
‫ابلطبع ليس ّ‬
‫أعراض قاس ية جدّ ا‪ ،‬يقول بعض ّ‬
‫الش ّبان‪:‬‬
‫"العراض اليت أعاين مهنا بعد الإقالع‪ :‬ا إلرهاق الشّ ديد‪ ،‬وصعوبة يف اخللود للنّوم‪ ،‬وأمل يف العضالت‬
‫الصدر‪ ،‬وصعوبة يف ال ّتنفس‪،‬‬ ‫واملفاصل‪ ،‬وارتفاع يف درجة احلرارة‪ ،‬وتشويش يف الفاكر‪ ،‬وضيق يف ّ‬
‫نفيس شديد‪".‬‬
‫وحرص ّ‬
‫* * *‬
‫"أعراض الانسحاب اليت أعاين مهنا يه اضطراب يف ّالرجلني‪ ،‬فرجالي ل هتدأن أبدا عندما أجلس‬
‫متقطع‪ ،‬حيث أجد صعوبة يف النّوم‪ ،‬أو أستيقظ يف منتصف اللّيل‪،‬‬ ‫الكريس‪ .‬وأعاين من نوم ّ‬
‫ّ‬ ‫عىل‬
‫وتكون دقّات قلّب متسارعة اإىل درجة كبرية‪ ،‬ول أمتكّن من اخللود للنّوم بعدها‪ .‬وأعاين أيضا من ال ّصداع‪،‬‬
‫‪105‬‬
‫الص ّح ّية مرتدّية بشلك عام‪".‬‬
‫والهتاب يف احللق‪ ،‬وحاليت ّ‬

‫ومن املؤكّد أ ّن أعراض الانسحاب يف حالت الإدمان عىل مشاهدة املرئ ّيات اجلنس ّية تش به اإىل حدّ ما أعراض الانسحاب‬
‫لك أنواع الإدمان حتدث نطا أساس ّيا وحمدّ دا من التّأثريات الكمييائ ّية‪-‬العصب ّية‪،‬‬
‫يف حالت الإدمان عىل اخمل ّدرات‪ ،‬وذكل ل ّن ّ‬
‫وال ّت ّغريات يف خالاي ادلّ ماغ‪ ،‬ابلإضافة طبعا اإىل ال ّت ّغريات الخرى اليت ّمتزي ّ‬
‫لك نوع من أنواع الإدمان عن غريه‪ .‬والانسحاب‪،‬‬
‫السلوك اذلي سبّب هذه التّ ّغريات‪ ،‬يؤدّي اإىل سلسةل من التّعديالت الكمييائ ّية‪-‬العصب ّية يف ادلّ ماغ‪،‬‬
‫أ ّي التّوقّف عن ممارسة ّ‬
‫و ّ‬
‫لك خشص يشعر بأثر هذه التّعديالت بشلك خمتلف نوعا ما عن غريه‪.‬‬

‫الط ّ‬
‫بيعي‬ ‫جتاوز ح ّد الاكتفاء ّ‬
‫الاس هتالك ّالزائد عن احلدّ من الطعمة أو اجلنس يرسل اإشارة عصب ّية اإىل ادلّ ماغ بأ ّن الشّ خص قد وجد كزنا دفينا‬
‫طبيعي وذو قمية‪ّ ،‬‬
‫وخاصة يف احلالت‬ ‫العصّب اذلي حيثّنا عىل الاس تكثار هو دافع ّ‬ ‫ينبغي الاس تفادة منه‪ ،‬وهذا ادلّ افع الك ّ‬
‫مييايئ‪ّ -‬‬
‫اليت مينحنا فهيا جتاوز حدّ الاكتفاء فرصة أكرب للبقاء‪ .‬فكّر ‪-‬عىل سبيل املثال‪ -‬يف قطيع ّاذلئاب اذلي يس هتكل ما قد يصل اإىل‬
‫عرشين رطال من حلم الفريسة يف وجبة واحدة‪ ،‬أو موامس ّالزتاوج عندما يكون هناك قطيع من الإانث اجلاهزة للتّخصيب‪،‬‬
‫بيعي لالس تكثار يضمن للحيوان الاس تفادة مهنا‪ ،‬ويزيد فرص البقاء‬
‫الط ّ‬‫هذه موامس اندرة من الوفرة‪ ،‬ول تدوم طويال‪ ،‬وادلّ افع ّ‬
‫والاس مترار‪.‬‬
‫املواقع الإابح ّية عىل الإنرتنت متنح مراتدهيا موسام " ّللزتاوج" يتّسم ابلوفرة وال ّتجديد‪ ،‬ويس تقبل ادلّ ماغ هذه الوفرة عىل‬
‫اجلنيس الشّ ديد‪ .‬وكام تفعل ّ‬
‫لك احليواانت الثّدي ّية بطبيعهتا‪ ،‬فا ّإن الشّ خص‬ ‫ّ‬ ‫أّنّ ا فرصة ذات قمية‪ ،‬ملا يصاحهبا من الشّ عور ابلهتّ ّيج‬
‫اذلي يشاهد املرئ ّيات اجلنس ّية س يعمل عىل نرش جيناته طول وعرضا‪ ،‬غري أ ّن "مومس ّالزتاوج" عىل الإنرتنت ل ينهتيي‪،‬‬
‫وابإماكن الشّ خص أن يس ّمتر يف مشاهدة املرئ ّيات اجلنس ّية والاس متناء ابإفراط‪ ،‬ودون حدّ ‪ ،‬ودون ّناية يف الفق‪ّ .‬الرتقّب‬
‫املصاحب لتصفّح املواقع الإابح ّية عىل الإنرتنت يؤدّي اإىل زايدة اإفراز ادلّ وابمني يف ّ‬
‫لك ّمرة يشاهد فهيا الشّ خص مقطعا جديدا‪،‬‬
‫اجلنيس هو املاكفأة ا ّلطبيع ّية اليت تسبّب زايدة اإفراز‬
‫ّ‬ ‫اجلنيس‪ ،‬والهتّ ّيج‬
‫ّ‬ ‫أو ما ّدة جنس ّية تفوق توقّعاته‪ ،‬ويؤدّي ذكل اإىل الهتّ ّيج‬
‫ادلّ وابمني عند الإنسان اإىل أعىل مس توايته عىل الإطالق‪.‬‬
‫‪106‬‬
‫نقرة ونقرة فنقرة ّمث اس متناء‪ ،‬وبعدها نقرة ونقرة فنقرة ّمث اس متناء‪ّ ،‬مث نقرة ونقرة فنقرة ‪ ...‬وقد تس ّمتر اجللسة لساعات‪،‬‬
‫يوما بعد يوم‪ .‬ورمغ أ ّن أل ّية الاس تكثار ا ّلطبيع ّية دلى الشّ خص قد تدفعه يف بعض الحيان اإىل جتاوز حدّ الاكتفاء‪ ،‬اإل أ ّن‬
‫طبيعة اخللق مل جتهّز ادلّ ماغ للتّعامل مع هذا النّوع من الاس هتالك الزائد عن احل ّد اذلي يس ّمتر دون توقّف‪ .‬وحي ّذر اخلبريان‬
‫"رميريسام" و"س يتسام" من أ ّن املرئ ّيات اجلنس ّية املتوفّرة اليوم عىل الإنرتنت ميكن أن توصل مشاهدهيا اإىل مرحةل الإدمان‬
‫وخاصة أولئك اذلين يراتدون املواقع الإابحيّة عىل الإنرتنت بكرثة‪ ،‬وبشلك ّ‬
‫روتيين‪.‬‬ ‫برسعة كبرية‪ّ ،‬‬

‫كيف حيثّنا ادلّ ماغ عىل الاس تكثار‬


‫ذكران فامي س بق أ ّن ال ّزايدة يف اإفراز ادلّ وابمني تؤدّي اإىل إاطالق الإشارات الكمييائ ّية‪-‬العصب ّية يف ادلّ ماغ اليت تسبّب‬
‫التّ ّغريات املصاحبة ل إالدمان‪ ،‬وذكل ل ّن نوابت الارتفاع يف اإفراز ادلّ وابمني تنشّ ط أل ّية اإنتاج جزيء مادّة بروتينيّة امسها‬
‫"دلتافوس ّب"‪ ،‬ودلتافوس ّب يه مفتاح التّشغيل لعدد من ال ّت ّغريات ادلّ امئة اليت حتدث يف ادلّ ماغ يف حالت الإدمان‪...‬‬
‫طرداي مع مكّ ّيات‬
‫ترتامك مادّة دلتافوس ّب ببطء يف ّجاز املاكفأة يف ادلّ ماغ‪ ،‬وتتناسب مكّ ّيات دلتافوس ّب املرتامكة تناس با ّ‬
‫السكّ ّرايت واملوا ّد الغن ّية ابدلّ هون‪،‬‬
‫لك ّمرة ننخرط يف متعنا ا ّلطبيع ّية مثل ممارسة اجلنس‪ ،‬وتناول ّ‬
‫ادلّ وابمني اليت ي ّمت اإفرازها يف ّ‬
‫وممارسة ّالرايضة‪ ،‬أو عند تعاطي اخملدّ رات‪ .‬وحيتاج جزيء مادّة دلتافوس ّب اإىل شهر أو شهرين ّيك يتبدّ د‪ ،‬اتراك وراءه ال ّت ّغريات‬
‫اليت سبّهبا‪.‬‬
‫احلايل‪ ،‬يعترب الباحثون أ ّن ترامك مادّة دلتافوس ّب يف مراكز‬
‫وملاذا أان هم ّمت بتعريفمك بربوتني دلتافوس ّب؟ يف الوقت ّ‬
‫يوطد عادة الإدمان و ّ‬
‫يرخسها يف حالت الإدمان ّ‬
‫السلو ّيك ويف حالت الإدمان عىل‬ ‫املاكفأة يف ادلّ ماغ هو مفتاح التّشغيل ا ّذلي ّ‬
‫تعاطي اخملدّ رات عىل حدّ سواء‪ .‬إوان مل يبد ظاهرا للوهةل الوىل‪ ،‬ا ّإل أ ّن اكتشاف جزيء هذه املادّة الربوتين ّية ّ‬
‫يقوض الادّعاء‬
‫بأ ّن الإدمان عىل مشاهدة املرئ ّيات اجلنس ّية عىل الإنرتنت غري ممكن‪.‬‬
‫ولكن ما يه نتاجئ ترامك بروتني دلتافوس ّب؟ ترامك جزيئات بروتني دلتافوس ّب يسبّب تشغيل مجموعة حمدّ دة من‬
‫تغريات يف بنية ّالرتاكيب العصب ّية والتّوازن الكمييايئ يف مراكز املاكفأة يف ادلّ ماغ‪ .‬لو أس تعران‬
‫اجلينات‪ ،‬واليت بدورها تسبّب ّ‬
‫المت ّثيل من موقع البناء‪ ،‬فا ّإن ادلّ وابمني هو رئيس الع ّمال اذلي يصدر الوامر والتّعلاميت‪ ،‬بيامن دلتافوس ّب هو عامل البناء اذلي‬

‫‪107‬‬
‫املرة تلو الخرى"‪ ،‬والعامل‬ ‫السلوك هم ّم جدّ ا ج ّدا‪ ،‬وعليك أن تقوم به و ّ‬
‫تكرره ّ‬ ‫يصب ا إلمسنت‪ .‬يقول ادلّ وابمني صارخا‪" :‬هذا ّ‬
‫ّ‬
‫النّش يط "دلتافوس ّب" وظيفته أن حيثّك عىل أن تتذكّر هذا ّ‬
‫السلوك وحترص عىل تكراره‪ ،‬فيعمل عىل تغيري مسار ّالروابط‬
‫السلوك اذلي كنت‬ ‫العصب ّية يف دماغك‪ ،‬واس تحداث روابط عصب ّية جديدة جتعكل تشعر ّ‬
‫ابلرغبة يف "هذا"‪ ،‬و"هذا" هو ّ‬
‫تكرره بشلك مفرط‪ ،‬أ ّاي اكن‪.‬‬
‫تفعهل و ّ‬
‫السلوك‪ ،‬وتكرار ّالزايدة يف اإفراز ادلّ وابمني وزايدة ترامك دلتافوس ّب‪ّ ،‬‬
‫تتودل معل ّية لولب ّية متواصةل‪،‬‬ ‫ونتيجة لتكرار ّ‬
‫السلوك ممّا يؤدّي اإىل نوابت ارتفاع يف اإفراز ادلّ وابمني‪ ،‬وارتفاع اإفراز ادلّ وابمني‬
‫حبيث أ ّن تأ ّجج ّالرغبة يؤدّي اإىل الاخنراط يف ّ‬
‫السلوك‪ ...‬وهذا دواليك‪ ،‬ويصبح مس توى الإحلاح أقوى يف ّ‬
‫لك ّمرة‬ ‫يسبّب ترامك دلتافوس ّب‪ ،‬واذلي بدوره ّ‬
‫يلح عليك بتكرار ّ‬
‫لكرة‪ .‬عندما نذكر املبدأ القائل بأ ّن العصبوانت اليت تستثار معا تتوثّق ّالروابط بيهنا‪ ،‬ف إان ّنا نتحدّ ث عن ادلّ ور اذلي‬
‫تعاد فهيا ا ّ‬
‫يلعبه بروتني دلتافوس ّب‪.‬‬
‫لك العصبوانت اليت تستثار أثناء جلسة مشاهدة املرئ ّيات اجلنس ّية مع بعضها البعض يعاد تشكيل‬
‫وعندما ي ّمت ربط ّ‬
‫ادلّ ائرة العصب ّية للماكفأة ابس تحداث روابط عصب ّية جديدة‪ ،‬إواعادة الت ّشكيل هذه هتدف ّ‬
‫خصيصا اإىل تأجيج التّوق ملشاهدة‬
‫لك ال ّت ّغريات اليت بدأت بسبب ترامك بروتني‬
‫املزيد من املرئ ّيات اجلنس ّية‪ ،‬وهذا ما ّعرفناه سابقا ابحلساس ّية املفرطة للمحفّز‪ّ .‬‬
‫دلتافوس ّب تعمل عىل حث ّنا عىل الاس هتالك إابفراط‪ ،‬وحني نتحدّث عن ارتياد املواقع الإابح ّية عىل الإنرتنت فاإّنّ ا جتعلنا ننك ّب‬
‫عىل الاس تكثار ّمما يبدو ّلدلماغ عىل أن ّه همرجان ختصيب‪.‬‬
‫السلسةل من ال ّت ّغريات الكمييائ ّية‪-‬العصب ّية اليت حتدث يف ادلّ ماغ مل ُختلق لتجعل منّا مدمنني‪ ،‬بل خلقت ّ‬
‫لتحث‬ ‫هذه ّ‬
‫رضورايت البقاء حني تطيب وتتوفّر‪ .‬والفكرة الساس ّية هنا أ ّن الل ّية اليت ي ّمت تشغيلها حني‬
‫ّ‬ ‫السعي للحصول عىل‬
‫اخمللوق عىل ّ‬
‫اجلنيس‪ ،‬ويف حالت‬
‫ّ‬ ‫تؤدّي زايدة اإفراز ادلّ وابمني اإىل ترامك بروتني دلتافوس ّب يه الل ّية عيهنا اليت تعمل يف حالت التّكيّف‬
‫الإدمان أيضا‪ .‬مجيعها تبدأ بذاكرة خارقة للحداث املالزمة للمتعة (كام لوحظ يف جتارب ابفلوف) تؤدّي اإىل احلساس ّية املفرطة‪،‬‬
‫السذاجة مباكن أن يعتقد مشاهدو املرئ ّيات اجلنس ّية‬ ‫واحلساس ّية املفرطة بدورها تشعل ّالرغبة املل ّحة لتكرار ّ‬
‫السلوك‪ .‬ومن ّ‬
‫حمصنون ضد هذه الل ّية البيولوج ّية الفطريّة‪.‬‬
‫أّنّ م ّ‬
‫الفطري اإفراطا وجتاوزا للحدّ ؟ والإجابة بس يطة جدّ ا‪ :‬عندما‬
‫ّ‬ ‫السؤال اذلي يطرح نفسه هو‪ :‬مّت يصبح الاس تكثار‬
‫و ّ‬
‫‪108‬‬
‫تصل درجة التّحفزي اإىل ح ّد يؤدّي اإىل ترامك بروتني دلتافوس ّب‪ ،‬ومن ّمث تشغيل سلسةل التّ ّغريات ادلّ ماغ ّية املسبّبة ل إالدمان‬
‫الصعب ال ّتن ّبؤ به‪ .‬وذلكل فا ّإن التّساؤلت اليت قد يطرهحا البعض‬
‫بسبب هذا ا ّلرتامك‪ ،‬وهذا احل ّد خيتلف من خشص لخر‪ ،‬ومن ّ‬
‫مثل‪ :‬هل هذا النّوع من املرئ ّيات يندرج حتت بند ا إلابح ّية اجلنس ّية؟ أو مّت تؤدّي مشاهدة املرئ ّيات اجلنس ّية اإىل الإدمان؟‬
‫إانّام يه تساؤلت مضلّةل‪ .‬فالتّساؤل ال ّول يوازي سؤالنا اإذا اكنت لعبة "البالك جاك" يه اليت تسبّب الإدمان أم أّنّ ا "ماكينات‬
‫القامر"؟ والتّساؤل الثّاين يوازي سؤالنا خشصا بدينا ومدمنا عىل تناول الوجبات ّ‬
‫الرسيعة‪" :‬مك دقيقة خت ّصص لللك يوم ّيا"؟!‬
‫واحلقيقة يه أ ّن مركز املاكفأة يف ادلّ ماغ ل يعرف ما يه الإابح ّية اجلنس ّية‪ ،‬اذلي يس ّجل فقط هو مس توى الإاثرة‬
‫والتّحفزي من خالل ّالزايدة احلاصةل يف اإفراز ادلّ وابمني‪ ،‬والتّفاعل املهبم اذلي حيدث بني دماغ الشّ خص ونوع ّية احملفّز اذلي‬
‫تعرض هل (أي املرئ ّيات اجلنس ّية اليت شاهدها) هو اذلي ّيقرر اإذا اكن الشّ خص سوف يسقط يف خفّ الإدمان أم ل‪.‬‬
‫ّ‬
‫وجدير ّ‬
‫ابذلكر أ ّن بعض الشخاص اذلين يدّ عون أّنّ م غري مدمنني‪ ،‬وأ ّن دلهيم القدرة عىل ال ّتوقّف عن مشاهدة‬
‫اجلنيس احلا ّد اذلي تسبّبه مشاهدة املرئ ّيات‬
‫ّ‬ ‫املرئ ّيات اجلنس ّية بسهوةل ويرس مّت أرادوا‪ّ ،‬‬
‫معرضون أيضا ل إالصابة بأعراض العجز‬
‫اجلنس ّية‪ ،‬فقد يعانون من أعراض مثل تأخّر القذف‪ ،‬أوضعف الانتصاب‪ ،‬أوعدم القدرة عىل الوصول اإىل ذروة ّ‬
‫الش بق أثناء‬
‫اجلنيس‪ ،‬وال ّت ّغريات ادلّ ماغ ّية املصاحبة هل هو عىل‬
‫ّ‬ ‫امجلاع‪ ،‬وأيضا عدم الاجنذاب لزوجاهتم‪ .‬ويف مثل هذه احلالت فا ّإن ال ّتك ّيف‬
‫الرحج املسبّب لهذه العراض‪.‬‬
‫ادلّ وابمني شأنه غريب حقّا‪ ،‬فهو يفرز بمكّ ّيات كبرية عندما جند بأ ّن شيئا ما أفضل ممّا كنّا نأمل‪ ،‬أي يفوق توقّعاتنا‪،‬‬
‫الّشء اإىل مس توى توقّعاتنا‪ .‬ويف موضوع اجلنس‪ ،‬ف إان ّه من املس تحيل ل ّي يشء أو‬
‫ولكنّه ينخفض كثريا عندما ل يرىق ذات ّ‬
‫أ ّي خشص أن يضايه أو يفوق مس توى املفاجأة‪ ،‬والتّ ّنوع‪ ،‬والتّجديد اذلي توفّره املواقع الإابحيّة عىل الإنرتنت‪ .‬وابلتّايل ف ّ‬
‫مبجرد‬
‫اجلنيس مع مشاهدة الفالم اجلنس ّية عىل الإنرتنت‪ ،‬فا ّإن ممارسة العالقة احلمية مع زوجته ل ميكن أن‬
‫ّ‬ ‫أن يكيّف ال ّرجل سلوكه‬
‫وخزنهتا ذاكرته عىل مس توى الإدراك ّالالواعي‪،‬‬
‫ترىق اإىل مس توى توقّعاته اليت صاغهتا يف ذهنه املشاهد اجلنس ّية عىل الإنرتنت‪ّ ،‬‬
‫وعدم تلبية التّوقّعات ينتج عهنا هبوط يف مس توى اإفراز ادلّ وابمني‪ ،‬وينعكس ذكل عىل قدرته عىل حتقيق الانتصاب‪ ،‬وذكل‬
‫رضوري من أجل اس مترار تأ ّجج الشّ هوة اجلنس ّية واحملافظة عىل متانة الانتصاب‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ل ّن اس مترار الارتفاع يف مس توى ادلّ وابمني‬
‫واملراهقون ّ‬
‫ابذلات أكرث عرضة للمخاطر ل ّن ادلّ ائرة العصب ّية للماكفأة يف دماغ املراهق نشطة للغاية‪ ،‬وابلتّايل فاإّنّ ا‬
‫‪109‬‬
‫تس تجيب للتّجديد يف أنواع املرئ ّيات اجلنس ّية ابإفراز مك ّيات أكرب من ادلّ وابمني‪ .‬ومراكز املاكفأة يف دماغ املراهق أكرث حساس ّية‬
‫ّلدلوابمني‪ ،‬وتنتج مكّ ّيات أكرب من بروتني دلتافوس ّب‪ .‬وابلنّتيجة‪ ،‬فا ّإن دماغ املراهق ميكن أن يتك ّيف مع مشاهدة املرئ ّيات‬
‫اجلنس ّية عىل الإنرتنت بعمق وبسهوةل مفاجئني‪ ،‬وقد يصل التّك ّيف اإىل درجة جتعل خوض جتربة اجلنس احلقيق ّية عند ال ّزواج‬
‫تبدو لبعضهم وكّنّ ا أمر غريب ودخيل‪.‬‬
‫سن املراهقة‪ ،‬حيتاجون اإىل وقت أطول ّيك يتعلّموا‬
‫ال ّش ّبان الصغر س نّا اذلين بدأوا مبشاهدة املرئ ّيات اجلنس ّية يف ّ‬
‫الاس متتاع ابلعالقة ّالزوج ّية مقارنة ّ‬
‫ابلرجال الكرب س نّا‪ ،‬وقد تطول امل ّدة لعدّ ة شهور أو أكرث‪ .‬بيامن ّالرجال الكرب س نّا اذلين‬
‫ش ّبوا قبل عرص الإنرتنت‪ ،‬واذلين تكيّفوا عىل املامرسة ا ّلطبيع ّية للعالقة ّالزوجيّة قبل أن يبدأوا ابرتياد املواقع الإابحيّة‪ّ ،‬‬
‫فلك ما‬
‫حيتاجونه هو تذكّر ما تعلّموه سابقا‪ ،‬وتعزيزه‪.‬‬
‫نؤكّد لمك بأ ّن دماغ الفّت اليافع أكرث حساس ّية للماكفأة‪ ،‬ممّا جيعل املراهقني أكرث عرضة ل إالدمان من غريمه‪ .‬إواذا مل‬
‫تكن هذه املعلومة مرعبة مبا فيه الكفاية‪ ،‬فتذكّر أ ّن هناك معل ّية تشذيب طبيع ّية ّللروابط العصب ّية يف ادلّ ماغ حتصل يف هذه‬
‫املرحةل من العمر‪ ،‬ومعل ّية الت ّشذيب هذه ّ‬
‫تشلك دماغ ال ّطفل وحترص خياراته يف مرحةل البلوغ‪ ،‬حيث تقوم إابلغاء إوازاةل ّالروابط‬
‫املتكرر اس تجابة للمحفّزات‬
‫العصب ّية اليت ل تس تعمل‪ ،‬وتبقي ‪-‬بل وت ّعزز‪ّ -‬الروابط العصب ّية اليت حشذت وقويت ابلس تعامل ّ‬
‫تعرض هل يف فرتة املراهقة‪ ،‬إوان مل يكن‬
‫اجلنيس اذلي ّ‬
‫ّ‬ ‫اب عقد العرشينات من العمر‪ ،‬فا ّإن التّكيّف‬
‫حّت اإذا بلغ الشّ ّ‬
‫احليات ّية‪ّ .‬‬
‫دامئ الثر‪ ،‬ا ّإل أن ّه س يكون مثل أخدود معيق حفر يف دماغه‪ ،‬وليس من ّ‬
‫السهل التّغايض عن وجوده‪ ،‬كام أ ّن اإعادة برجمته لن‬
‫تكون هم ّمة سهةل‪.‬‬

‫حتديد الس باب واملسبّبات‬


‫العلمي ينكرون اإماكن ّية الإدمان عىل الإابحيّة اجلنس ّية‪ ،‬ويعتقد هؤلء بأ ّن‬
‫ذكرت أ ّن بعض العاملني يف جمال البحث ّ‬
‫الاثر الضّ ّارة اليت تنتج عن مشاهدة املرئ ّيات اجلنس ّية عادة ما تصيب الشخاص اذلين يعانون من أمراض نفس ّية مثل‬
‫رصون عىل أ ّن ارتياد هؤلء‬ ‫تعرضوا اإىل صدمة نفس ّية يف مرحةل ّ‬
‫الطفوةل‪ .‬وي ّ‬ ‫القهري‪ ،‬أو اذلين ّ‬
‫ّ‬ ‫الاكتئاب‪ ،‬أو الوسواس‬
‫الشخاص للمواقع الإابحيّة ابإفراط هو نتيجة ملشالكهتم الصل ّية وليس مسبّبا لها‪.‬‬

‫‪110‬‬
‫ل جرم أ ّن بعض مراتدي املواقع الإابحيّة دلهيم مشالكت مرض ّية سابقة‪ ،‬وحيتاجون اإىل دمع اإضا ّيف‪ ،‬ولكن ل ميكن‬
‫ل ّي خشص أن يعاين من الإدمان اإل اإذا ّعرض نفسه ل إالاثرة املفرطة‪ ،‬وبشلك مزمن‪ .‬اإضافة اإىل ذكل‪ ،‬فا ّإن نظريّهتم اليت تفرتض‬
‫ينكب عىل مشاهدة املرئ ّيات اجلنس ّية عىل الإنرتنت دون أن يكون‬ ‫بأ ّن الشّ ّ‬
‫اب اليافع املعاىف من أ ّي أمراض سابقة ميكنه أن ّ‬
‫عرضة للعواقب والاثر الضّ ّارة‪ ،‬يه نظريّة ليس لها تأييد يف الحباث العلم ّية‪ ،‬بل ا ّإن العكس هو ا ّلصحيح‪.‬‬
‫عىل سبيل املثال‪ ،‬وجد الباحثون يف دراسة طويةل المد رصدت نط اس تخدام الإنرتنت من قبل فتيان ايفعني عىل‬
‫مدى س نوات أ ّن "الفتيان اليافعني اذلين اكنوا يف البداية معافني من أ ّي أمراض أو مشالكت نفس ّية ولكهنّ م يس تخدمون‬
‫يض" صاروا أكرث عرضة ل إالصابة ابلكتئاب ‪-‬مبعدّ ل أكرث من الضّ عفني‪ -‬من أولئك اذلين ل‬
‫الإنرتنت ابإفراط بشلك َم َر ّ‬
‫يس تخدمون الإنرتنت بنفس ادلّ رجة‪ ،‬وقد أخذ الباحثون بعني الاعتبار حتييد أثر العوامل املتضاربة‪.‬‬
‫الصني‪ ،‬وقد يكون من املس تحيل‬
‫وبعد مرور عام عىل نرش نتاجئ هذه ادلّ راسة‪ ،‬صدرت نتاجئ دراسة مذهةل أجريت يف ّ‬
‫للط ّالب اجلدد حال بدايهتم ادلّ راسة اجلامع ّية‪ ،‬و ّمت عزل‬
‫الص ّحة العقل ّية والنّفس ّية ّ‬
‫تكرارها يف الغرب‪ ،‬فقد قام العلامء بفحص ّ‬
‫الط ّالب مل ي ّ‬
‫تيرس هلم اس تخدام الإنرتنت بتاات قبل دخول اجلامعة‪ .‬وبعد اثين عرش شهرا قام العلامء بتقيمي ّ‬
‫الص ّحة‬ ‫مجموعة من ّ‬
‫الط ّالب حدييث العهد ابلإنرتنت ّمرة اثنية‪ ،‬فوجدوا أ ّن ‪ ٪٥٩‬مهنم صاروا مدمنني عىل اس تخدام‬
‫العقل ّية والنّفس ّية جملموعة ّ‬
‫الإنرتنت‪ .‬يقول الباحثون‪:‬‬
‫"بعد أن وصلوا اإىل مرحةل الإدمان‪ ،‬أظهرت نتاجئ حفوصاهتم ارتفاعا ملحوظا يف ّ‬
‫مؤرشات الاكتئاب‪ ،‬واحلرص النّ ّ‬
‫فيس‪،‬‬
‫والعدوان ّية‪ ،‬واحلساس ّية يف ال ّتعامل مع الخرين‪ ،‬والاضطراابت العقل ّية‪ ،‬ممّا يد ّل عىل أ ّن هذه العراض نتجت عن اإدماّنم‬
‫عىل اس تخدام الإنرتنت‪".‬‬
‫الط ّالب اذلين وصلوا اإىل مرحةل الإدمان خالل ّ‬
‫الس نة اليت قضوها يف اجلامعة‪ ،‬وقارنوا نتاجئ‬ ‫ّمث عزل الباحثون مجموعة ّ‬
‫حفوصاهتم قبل وبعد اس تخداهمم ل إالنرتنت‪ ،‬ووجدوا أ ّن الإدمان عىل اس تخدام الإنرتنت قد سبّب تدهورا خطريا يف حصّهتم‬
‫العقل ّية والنّفس ّية‪ .‬وقد ذكرت ادلّ راسة أن ّه‪:‬‬
‫فيس‪ ،‬والعدوان ّية دلى‬ ‫أ‪ -‬قبل أن يصبحوا مدمنني عىل اس تخدام الإنرتنت اكنت ّ‬
‫مؤرشات الاكتئاب‪ ،‬واحلرص النّ ّ‬
‫الط ّ‬
‫بيعي‪.‬‬ ‫هؤلء الشخاص أق ّل من ّ‬
‫‪111‬‬
‫الس نة اليت قضوها يف اجلامعة ارتفعت هذه ّ‬
‫املؤرشات‬ ‫ب‪ -‬وبعد أن صاروا مدمنني عىل ارتياد املواقع الإابحيّة خالل ّ‬
‫ارتفاعا كبري‪ ،‬ممّا يدفعنا اإىل الاس تنتاج بأ ّن الاكتئاب‪ ،‬واحلرص النّ ّ‬
‫فيس‪ ،‬والعدوان ّية يه أرضار سبّهبا الإدمان عىل‬
‫اس تخدام الإنرتنت‪.‬‬

‫ويقول الباحثون‪" :‬مل نمتكّن من عزل عامل واحد حمدّ د ميكنه التّن ّبؤ ابإماكن ّية الإدمان عىل اس تخدام الإنرتنت‪ ،‬ا ّإل أ ّن الإدمان‬
‫عىل اس تخدام الإنرتنت هو حاةل َمرض ّية‪ ،‬وابإماكّنا أن تسبّب للمدمنني أرضارا ّ‬
‫حص ّية خطرة‪ ".‬وخالصة نتاجئ هذه ادلّ راسة يه‬
‫الط ّالب يف اس تخدام الإنرتنت هو اذلي سبّب هلم العراض النّفس ّية املرض ّية‪.‬‬
‫أ ّن سلوك ّ‬
‫تالزيم بني الإدمان عىل اس تخدام الإنرتنت و ّ‬
‫تفّش‬ ‫ّ‬ ‫وحديثا أظهرت دراسة أجراها ابحثون يف اتيوان وجود ارتباط‬
‫جمرد التّفكري ابلنتحار‪ ،‬أو حماوةل الانتحار ابلفعل‪ ،‬وذكل ّ‬
‫حّت بعد الخذ بعني‬ ‫ظاهرة الانتحار بني ّ‬
‫الش ّبان‪ ،‬سواء أاكن ّ‬
‫الاعتبار وحتييد عوامل أخرى مثل الاكتئاب‪ ،‬والإحساس بقمية ا ّذلات‪ ،‬والوضع ال ّ‬
‫رسي‪ ،‬والعوامل ادلّ ميوغرافيّة‪.‬‬
‫الصني‪ ،‬أكّد الباحثون أن ّه يف حني يظهر عىل املفرطني ابس تخدام الإنرتنت أعراضا تد ّل‬
‫ويف دراسة أخرى أجريت يف ّ‬
‫السلوك العدا ّيئ‪ ،‬واملزاج املكتئب‪ ،‬وعقدة الإحساس ّ‬
‫ابذلنب)‪ ،‬غري أّنّ م ل تظهر علهيم‬ ‫عىل الاكتئاب (مثل فقدان الاهامتم‪ ،‬و ّ‬
‫أعراض وصفات الاكتئاب ادلّ امئ‪ .‬مبعىن أخر‪ ،‬فا ّإن أعراض الاكتئاب اليت تظهر علهيم منشؤها الاس تخدام املفرط ل إالنرتنت‪،‬‬
‫وليس مرض اكمن سابق الوجود‪.‬‬
‫الاجامتعي‪ ،‬والإدمان عىل‬
‫ّ‬ ‫مؤرشات ّ‬
‫لك من الاكتئاب‪ ،‬والعدوان ّية‪ ،‬والقلق‬ ‫الصني مؤخّرا بقياس ّ‬
‫وقام ابحثون من ّ‬
‫السابع (‪ ٢٢٩٣‬تلميذا)‪ ،‬أجريت الفحوصات للتّالميذ ّمرتني بفارق س نة‬
‫الص ّف ّ‬
‫اس تخدام الإنرتنت جملموعة كبرية من تالميذ ّ‬
‫الط ّالب اذلين صاروا مدمنني عىل اس تخدام الإنرتنت خالل هذه ّ‬
‫الس نة‪ ،‬عانوا أيضا من زايدة يف‬ ‫اكمةل‪ .‬ووجد الباحثون أ ّن ّ‬
‫الاكتئاب والعدوان ّية مقارنة بأولئك اذلين مل يقعوا يف ّخف الإدمان‪ .‬أ ّما التّالميذ اذلين اكنوا مدمنني منذ البداية ولكهنّ م تعافوا من‬
‫الاجامتعي‪ ،‬مقارنة بأولئك اذلين اكنوا‬
‫ّ‬ ‫حتس نا يف ّ‬
‫مؤرشات الاكتئاب‪ ،‬والعدوان ّية‪ ،‬والقلق‬ ‫اإدماّنم خالل فرتة البحث‪ ،‬بدا علهيم ّ‬
‫مدمنني منذ البداية وظلّوا عىل إادماّنم ّ‬
‫حّت ّناية العام‪.‬‬
‫ومؤخّرا أيضا ّقمي ابحثون يف بلجياك الداء الاكدميي جملموعة من الفتيان اليافعني يف ّ‬
‫سن ّالرابعة عرشة ّمرتني بفارق‬
‫"الزايدة يف معدّ ل مشاهدة املرئ ّيات اجلنس ّية عىل الإنرتنت أدّت اإىل تراجع الداء ال ّ‬
‫اكدميي للفّت يف‬ ‫فرتة زمن ّية‪ ،‬ووجدوا أ ّن ّ‬
‫‪112‬‬
‫غضون س تّة أشهر"‪.‬‬
‫السابقة تتّسق مع نتاجئ جتربة ّ‬
‫"الريبوت" اليت وثّقها اللف من‬ ‫نتاجئ الحباث الاكدمي ّية اليت خل ّصناها يف الفقرات ّ‬
‫اخلاصة أثناء حماولهتم الإقالع عن ارتياد املواقع الإابح ّية‪ ،‬ووقد ذكروا يف ترصحياهتم التّأثريات‬
‫أعضاء املنتدايت من خالل جتارهبم ّ‬
‫الاجامتعي‪...‬‬
‫ّ‬ ‫اكدميي‪ ،‬والتّخلّص من القلق‬ ‫"الريبوت" عىل احلاةل النّفس ّية‪ ،‬وحشذ ادلّ افع احملفّز‪ّ ،‬‬
‫وحتسن الداء ال ّ‬ ‫الإجياب ّية لتجربة ّ‬
‫جرا‪ .‬ا ّإن معاانهتم من العراض الضّ ّارة بسبب الإدمان عىل مشاهدة املرئ ّيات اجلنس ّية‪ّ ،‬مث ال ّت ّ‬
‫حسن امللحوظ بعد الإقالع‬ ‫وه ّمل ّ‬
‫تقوض الادّعاء بأ ّن مشالك اس تخدام الإنرتنت تنشأ فقط عند الشخاص اذلين يعانون من أمراض سابقة الوجود‪ ،‬أو‬
‫عهنا‪ّ ،‬‬
‫بسبب خصائص نفس ّية اكمنة‪.‬‬

‫اجلنيس‪ ...‬جمدّدا‬
‫ّ‬ ‫الإابحيّة اجلنس ّية ومشالكت الداء‬
‫تشري الحباث اإىل أ ّن قدرة ّاذلكور عىل حتقيق الانتصاب حتتاج اإىل وجود مكّ ّيات اكفية من ادلّ وابمني يف ادلّ ائرة‬
‫العصب ّية للماكفأة ويف مراكز اجلنس يف ادلّ ماغ‪ .‬قبل فرتة من ّالزمن ليست ببعيدة‪ ،‬قام ابحثون اإيطال ّيون بعمل صور املسح‬
‫بقي مضورا يف املادّة ّالرماديّة يف مركز‬ ‫فيس‪ .45‬أظهرت صور املسح ّ‬
‫الط ّ‬ ‫اجلنيس النّ ّ‬
‫ّ‬ ‫بقي لدمغة ش ّبان يعانون من العجز‬ ‫ّ‬
‫الط ّ‬

‫العضوي اذلي تسبّبه مشالكت يف‬


‫ّ‬ ‫اجلنيس‬
‫ّ‬ ‫اجلنيس اذلي ل تصاحبه مشالكت عضويّة يف العضاء التّناسليّة‪ ،‬مقارنة ابلعجز‬
‫ّ‬ ‫فيس" يه حالت العجز‬ ‫اجلنيس النّ ّ‬
‫ّ‬ ‫‪ 45‬حالت "العجز‬
‫العضاء التّناسل ّية تس تدعي التّدخّل ّ‬
‫الط ّ ّّب‬
‫‪113‬‬
‫ابذلات يف النّواة املتّكئة‪ ،‬ويف مركز اجلنس يف املهاد‪ .‬مضور املادّة ّالرماديّة يعين ّقةل يف عدد التّ ّفرعات العصبون ّية‪،‬‬
‫املاكفأة و ّ‬
‫ونقص يف ّالروابط العصب ّية مع العصبوانت الخرى‪ ،‬ويرتمج ذكل معل ّيا اإىل اخنفاض يف الإشارات العصب ّية اليت يرسلها ادلّ وابمني‬
‫الس ّيارة اذلي يعمل جبزء من كفاءته فقط ول يس تعمل‬ ‫اجلنيس‪ ،‬تش به حاةل هؤلء ّ‬
‫الش ّبان حاةل ّ‬
‫حمرك ّ‬ ‫ّ‬ ‫وابلتّايل ضعف الهتّ ّيج‬
‫ّ‬
‫لك اإماكانته‪.‬‬
‫اجلنيس ّ‬
‫حّت ولو مل‬ ‫ّ‬ ‫ب ّينت هذه ادلّ راسة أ ّن احلاةل النّفس ّية للشّ خص ليست ّ‬
‫ابلرضورة يه املسؤوةل عن حاةل العجز‬
‫اجلنيس ميكن أن يكون نتيجة للنّقص املزمن يف اإفراز ادلّ وابمني‪ ،‬وبسبب ا ّ‬
‫لتغريات‬ ‫ّ‬ ‫عضوي واحض ّيربره‪ ،‬وأ ّن العجز‬
‫ّ‬ ‫يوجد سبب‬
‫اجلنيس اذلي يعاين منه‬
‫ّ‬ ‫اليت حتدث يف ادلّ ائرة العصب ّية للماكفأة نتيجة لهذا النّقص‪ .‬وهذا ميكن أن ي ّ‬
‫فرس أيضا أعراض العجز‬
‫بعض مراتدي املواقع الإابحيّة عىل الإنرتنت مثل ضعف الانتصاب‪ ،‬وتأخّر القذف‪ ،‬وعدم القدرة عىل الوصول اإىل ّاذلروة أثناء‬
‫فرس أيضا ملاذا حيتاج ال ّتعايف من هذه العراض اإىل فرتة طويةل نوعا ما‪ ،‬وقد متتدّ لع ّدة أسابيع وربّام لعدّ ة‬
‫امجلاع‪ .‬وميكن أن ي ّ‬
‫أشهر‪.‬‬
‫توصل اإلهيا الباحثون يف اإيطاليا متّسقة مع النّتاجئ اليت ّ‬
‫توصل اإلهيا الباحثون يف معهد ماكس بالنك يف‬ ‫النّتاجئ اليت ّ‬
‫فيس‪ .‬الك ادلّ راس تني أظهرات مضورا يف املادّة ّالرمادي ّة يف ادلّ وائر العصب ّية للماكفأة‪،‬‬
‫للط ّب النّ ّ‬ ‫أملانيا واليت نرشت يف ّ‬
‫جمةل جاما ّ‬
‫وقد وجد الباحثون الملان أ ّن املشاركني اذلين يشاهدون الفالم اجلنس ّية بوترية أعىل يعانون من مضور أشدّ يف املادّة ّالرماديّة‪،‬‬
‫ويس تجيبون بشلك أضعف عند مشاهدة ا ّلصور اجلنس ّية‪ .‬وهذه املالحظات جتيب عن التّساؤل ال ّ‬
‫زيل‪ :‬هل للحجم تأثري؟‬
‫وعندما يكون احلديث عن املادّة ّالرماديّة يف ادلّ ماغ‪ ،‬فالإجابة يه‪ :‬نعم‪ ،‬وابل ّتأكيد‪.‬‬
‫وكام ذكران سابقا‪ ،‬فا ّإن ال ّش ّبان اذلين بدأوا ابرتياد املواقع الإابح ّية يف عرص الإنرتنت ا ّلرسيعة عادة ما حيتاجون اإىل‬
‫سن الربعني فأكرث‪ ،‬ورمغ أ ّن ّ‬
‫تبدل الإحساس اذلي ينتج‬ ‫شهور أطول ّيك يتعافوا ويس تعيدوا حصّهتم اجلنس ّية مقارنة اب ّلرجال يف ّ‬
‫اجلنيس‪ ،‬ا ّإل أن كون ال ّرجال‬
‫ّ‬ ‫عن مضور املادّة ّالرماديّة يف مركز املاكفأة يف ادلّ ماغ يلعب دورا كبريا يف ظهور أعراض الضّ عف‬
‫سن‬
‫تعرضوا هل يف ّ‬
‫اجلنيس العميق اذلي ّ‬
‫ّ‬ ‫الصغر س نّا حيتاجون اإىل وقت أطول للتّعايف يشري اإىل ادلّ ور اذلي يلعبه التّك ّيف‬
‫املراهقة‪.‬‬
‫ّ‬
‫تبدل الإحساس والتّ ّغريات ادلّ ماغ ّية الخرى النّاجتة عن مشاهدة املرئ ّيات اجلنس ّية بكرثة ولفرتة طويةل ميكن رصدها‬
‫‪114‬‬
‫الصور ّ‬
‫الطبقيّة ّلدلماغ‪ ،‬وميكن التّحقّق من وجود هذا‬ ‫اجلنيس فال يظهر هل أثر يف ّ‬
‫ّ‬ ‫بقي‪ ،‬أ ّما التّكيّف‬ ‫عن طريق صور املسح ّ‬
‫الط ّ‬
‫املرض ّية اليت اكن يعاين مهنا حال اإدمانه‪ ،‬ومن ّمث‬ ‫النّوع من ال ّتك ّيف فقط اإذا قام الشّ خص ابلإدلء بتقرير ّ‬
‫ذايت عن العراض َ‬
‫رصد درجة التّ ّ‬
‫حسن اذلي طرأ عليه بعد التّعايف من الإدمان‪.‬‬
‫سن املراهقة ميثّل مرحةل النّ ّمو اجلوهريّة اليت ي ّمت فهيا تشكيل ادلّ ماغ‪ ،‬إواعداده لريبط اس تجابته‬
‫وكام هو معروف فاإن ّ‬
‫اجلنس ّية اب ّلسلوك ّيات والإحياءات املوجودة يف البيئة احمليطة (وهذه يه طبيعة ّ‬
‫لك الثّدي ّيات)‪ .‬ويقوم ادلّ ماغ بعد ذكل بعمل ّية‬
‫فيقوي ّالروابط اليت تس تعمل بكرثة‪ ،‬ويتخلّص من ّ‬
‫لك‬ ‫تكونت يف فرتة ّ‬
‫الطفوةل واملراهقة‪ّ ،‬‬ ‫تشذيب ل ّلروابط العصب ّية اليت ّ‬
‫ّالروابط املهمةل اليت ل تس تعمل‪ .‬ويف خض ّم معل ّية التّشذيب هذه قد يقوم دماغ مراتدي املواقع الإابحيّة ابلتّخلّص من ّالروابط‬
‫حقيقي ّ‬
‫لقةل اهامتهمم هبا‪ ،‬يف حني أ ّن الفتية يف‬ ‫السعي اإىل اإقامة عالقة عاطفيّة أو جنس ّية مع زوج ّ‬
‫العصب ّية اخمل ّصصة حلثّه عىل ّ‬
‫تلقايئ‪ .‬اإليمك‬ ‫املايض قبل عرص الإنرتنت ا ّلرسيعة اكنوا يعملون عىل تطوير وتقوية هذه ّالروابط العصب ّية يف هذا ّ‬
‫الس ّن بشلك ّ‬
‫اجلنيس بشلك وثيق مع مشاهدة املرئ ّيات اجلنس ّية عىل الإنرتنت‪:‬‬
‫ّ‬ ‫لشاب ايفع تك ّيف سلوكه‬
‫ترصحيا نوذج ّيا ّ‬
‫اجلنيس أم أ ّين أع ّذب نفيس‬
‫ّ‬ ‫حبق هللا هل سأتعاىف من العجز‬ ‫"لعكل تتساءل كام تساءلت أان أيضا‪ّ :‬‬ ‫ّ‬
‫دون نتيجة؟ والإجابة يه "نوعا ما" ّمث "نعم"!‬
‫ّاذلي س تعاين منه عند ّالزواج هو أ ّن دماغك سوف يقول كل‪ :‬ما هذا؟ وذكل ل ّن دماغك غري معتاد‬
‫عىل امجلاع كوس يةل أوىل وأساس ّية لالس تجابة اجلنس ّية‪ .‬ولكن عندما تداوم عىل ممارسة اجلنس سوف‬
‫تبدأ معل ّية اإعادة ترتيب ا ّلروابط العصب ّية يف دماغك‪ ،‬وسوف تالحظ زايدة يف حساسيّتك واس تجابتك‬
‫للعالقة اجلنس ّية ا ّلطبيع ّية‪ ،‬وس يغدو احلال بعد الإقالع عن مشاهدة الفالم الإابح ّية أفضل بكثري من‬
‫السابق‪ ،‬وبدرجة ل ميكن وصفها ابللكامت‪.‬‬ ‫ّ‬
‫ولهذا أقول كل‪ :‬س يكون هناك معل ّية اإعادة ترتيب ّللروابط العصب ّية يف ادلّ ماغ‪ ،‬وأثناء هذه العمل ّية قد‬
‫تعاين من انتاكسات وكبوات‪ ،‬ولكن يف الهنّ اية سوف تتعاىف مائة ابملائة‪ .‬اليوم ما عدت أعاين من العجز‬
‫اجلنيس أبدا‪ ،‬بل مل أعد أفكّر يف املوضوع بتاات‪".‬‬
‫ّ‬
‫هل تُرتكب أخطاء يف الت ّشخيص ال ّط ّّب؟‬
‫الاجامتعي‪،‬‬
‫ّ‬ ‫اجلنيس‪ ،‬والقلق‬
‫ّ‬ ‫رمغ أ ّن العراض اليت يعاين مهنا املدمنون عىل مشاهدة املرئ ّيات اجلنس ّية مثل العجز‬
‫متنوعة ول تبدو مرتبطة ببعضها البعض‪ ،‬ا ّإل أ ّن بيهنا شيئا مشرتاك أثبتته الحباث العلم ّية‪،‬‬
‫ومشالكت ّالرتكزي‪ ،‬والاكتئاب‪ّ ،‬‬
‫تبدل الإحساس"‪ .‬و ّ‬
‫تبدل الإحساس ‪-‬كام ذكران‪ -‬هو أحد العراض النّاجتة عن التّ ّغريات اليت حتصل يف ادلّ ماغ بسبب‬ ‫وهو " ّ‬
‫‪115‬‬
‫لك أنواع املتع‪ ،‬واذلي هو ابلساس تعبري‬ ‫الإدمان‪ ،‬ويشري هذا املصطلح معوما اإىل اخنفاض ظاهر يف اس تجابة الشّ خص اإىل ّ‬
‫عن اخنفاض معدّ ل اإفراز ادلّ وابمني‪ ،‬وضعف اس تجابة اخلالاي العصب ّية يف ّجاز املاكفأة لإفراز ادلّ وابمني‪ .‬ومن اجلدير ّ‬
‫ابذلكر هنا‬
‫أ ْن نذكّرمك بأ ّن ادلّ راسة اليت أجراها الباحثون يف معهد ماكس بالنك يف أملانيا وجدت دليال عىل ّ‬
‫تبدل الإحساس ّ‬
‫حّت دلى‬
‫الشخاص اذلين يراتدون املواقع ا إلابحيّة عىل الإنرتنت ابعتدال (أي دون اإفراط)‪.‬‬
‫وعندما نتحدّ ث عن مشاهدة املرئ ّيات اجلنس ّية عىل الإنرتنت‪ ،‬فا ّإن ّ‬
‫تبدل الإحساس ياكد يكون املسؤول عن عدد‬
‫كبري من العراض اليت يعاين مهنا أولئك اذلين يشاهدوّنا بكرثة‪ ،‬وهو أيضا املسؤول عن أكرث العراض اليت يذكرها أعضاء‬
‫املنتدايت يف ترصحياهتم‪ ،‬ل ّن اخنفاض معدّ ل اإفراز ادلّ وابمني عادة ما يصاحب ّ‬
‫لك من العراض التّالية‪:‬‬
‫اجلنيس‪ ،‬وهذا يشمل حالت ضعف الانتصاب وتأخّر القذف‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫أ‪ -‬ضعف الداء‬
‫فيس مصحواب بزنعة اإىل ردود الفعل الغاضبة‪ ،‬وأ ّي واحد من هذه العوامل‬ ‫تدين ال ّرغبة يف اجملازفة‪ ،‬وزايدة احلرص النّ ّ‬ ‫ب‪ّ -‬‬
‫وحده (انهيك عن كوّنا جممتعة) كفيل بأن يضعف ّالرغبة يف التّواصل مع النّاس أوبناء عالقات اجامتع ّية‪.‬‬
‫يفرس املشالكت املتعلّقة اب ّلرتكزي و ّاذلاكرة اليت يعاين مهنا املدمنون عىل‬
‫ج‪ -‬عدم القدرة عىل ّالرتكزي‪ ،‬وهذا ميكن أن ّ‬
‫مشاهدة املرئ ّيات اجلنس ّية‪.‬‬
‫بيعي اإىل املس تقبل‪ ،‬ممّا قد يؤدّي اإىل ّالالمبالة والتّسويف‪ ،‬وقد يقود اإىل‬ ‫د‪ -‬وأخريا انعدام ادلّ افع احملفّز والتّطلّع ّ‬
‫الط ّ‬
‫الاكتئاب‪.‬‬
‫يك خيفضوا مس توى ادلّ وابمني دليه ابس تخدام عقاقري‬ ‫الطب الفرصة للط ّباء ل ّ‬‫يف اإحدى ال ّتجارب‪ ،‬أاتح طالب جشاع يف لكّ ّية ّ‬
‫ط ّب ّية لفرتة وجزية‪ ،‬وهذا ملخ ٌّص لنتاجئ التّجربة‪:‬‬
‫جيي ملس توى ادلّ وابمني دلى الشّ خص ّ‬
‫املتطوع‪ ،‬لحظنا أن ّه ّمر بعدد من‬ ‫"أثناء جتربة اخلفض التّدر ّ‬
‫احلالت والعراض اليت ظهرت ّمث اختفت عىل التّوايل‪ .‬بعض هذه احلالت والعراض اكنت شبهية‬
‫بأعراض نقص ادلّ وابمني معوما [مثل فقدان ادلّ افع احملفّز‪ ،‬وضعف اس تجابة احلو ّاس‪ ،‬وثقل اللّسان‪،‬‬
‫فيس‪ ،‬ونفاذ الصرب‪ ،‬والإحساس‬ ‫و ّ‬
‫تدين احلاةل النّفس ّية معوما‪ ،‬وا إلّجاد‪ ،‬وضعف ّالرتكزي‪ ،‬واحلرص النّ ّ‬
‫القهري‪ ،‬والاضطراب يف ال ّتفكري‪ ،‬وأعراض‬
‫ابخلزي واخلوف‪ ]46‬وبعضها اكن شبهيا بأعراض الوسواس ّ‬
‫فيس‪ ،‬والاكتئاب‪".‬‬‫احلرص النّ ّ‬

‫‪ 46‬مالحظة‪ :‬القامئة بني القواس مش تقّة من موضع أخر يف تقرير ادلّ راسة‪.‬‬

‫‪116‬‬
‫وقد رصد الباحثون يف عمل الإدمان اخنفاض معدّ ل اإفراز ادلّ وابمني‪ ،‬واخنفاض احلساس ّية يف الاس تجابة ّلدلوابمني يف‬
‫ادلّ ائرة العصب ّية للماكفأة يف أدمغة املدمنني يف ّ‬
‫لك أنواع الإدمان‪ ،‬ويشمل ذكل املدمنني عىل اس تخدام الإنرتنت‪ .‬ومعروف يقينا‬
‫بأ ّن هذا الاخنفاض ميكن أن حيصل برسعة عالية جدّ ا اس تجابة "للمحفّزات ا ّلطبيع ّية" مثل تناول الوجبات ّ‬
‫الرسيعة الغن ّية‬
‫ابلسعرات احلراريّة عىل سبيل املثال‪.‬‬
‫ّ‬
‫والوجه الخر لهذه احلقيقة العلم ّية أن ّه عند ضبط مكّ ّيات ادلّ وابمني‪ ،‬وتنظمي الكميياء‪-‬العصب ّية املرتبطة به كام ينبغي‪،‬‬
‫الاجامتعي مع النّاس‪ ،‬والقدرة عىل ّالرتكزي‪ ،‬والاس تجابة للمحفّزات اجلنس ّية‬
‫ّ‬ ‫اجلنيس لل ّزوجة‪ ،‬والتّواصل‬
‫ّ‬ ‫فا ّإن الاجنذاب‬
‫السالمة‪ ،‬حتدث مجيعها تلقائ ّيا ودون بذل أ ّي ّجد‪ .‬وابعتقادي أ ّن عودة نشاط ادلّ وابمني‬ ‫ا ّلطبيع ّية‪ ،‬والإحساس العا ّم ّ‬
‫ابلص ّحة و ّ‬
‫اإىل طبيعته بعد التّوقّف عن مشاهدة املرئ ّيات اجلنس ّية ّ‬
‫يفرس ال ّت ّ‬
‫حسن امللحوظ اذلي شعر به عدد كبري من ال ّرجال يف نواح‬
‫"الريبوت"‪ ،‬بعد أن ختلّصوا من اإدماّنم عىل الاس هتالك املفرط واملزمن للمرئ ّيات اجلنس ّية عىل الإنرتنت‪ .‬وما يزال‬
‫متعدّ دة بعد ّ‬
‫العلامء جادّون يف حماولهتم للتّ ّعرف عىل أخطار مشاهدة املرئ ّيات اجلنس ّية بكرثة‪ ،‬والعراض اليت تسبّهبا‪ ،‬والحباث العلم ّية يف‬
‫هذا املوضوع ما تزال يف بداايهتا‪.‬‬
‫السادسة عرشة ملدّة س نتني متتابعتني‪.‬‬
‫منذ زمن ليس ببعيد‪ ،‬تت ّبع ابحثون سويديّون سلوك عدد من الفتية يف سن ّ‬
‫ووجد الباحثون أ ّن "معدّ ل مشاهدة املرئ ّيات اجلنس ّية عىل الإنرتنت" اذلي ُ ِّجسل ل ّ‬
‫لك فّت مهنم يف بداية البحث اكن العامل‬
‫الوحد اذلي ميكنه أن يتنبّأ ابحامتل اإصابة الشّ خص اب ّلصداع املس ّمتر‪ ،‬والضّ غط النّ ّ‬
‫فيس‪ ،‬والرق يف وقت لحق‪ .‬ورمغ ذكل‬
‫يرصون عىل أ ّن ارتياد املواقع الإابح ّية‬
‫الص ّح ّية ل يزالون ‪-‬مع السف‪ّ -‬‬ ‫فا ّإن الكثريين من العاملني يف حقل اخلدمات ّ‬
‫الط ّب ّية و ّ‬
‫عىل ا إلنرتنت ل ميكن أن يسبّب أعراضا كهذه‪ ،‬ول ميكنه أن يسبّب الاكتئاب‪ ،‬أو ضباب ّية التّفكري‪ ،‬أو ضعف ادلّ افع احملفّز‪،‬‬
‫فيس‪ ...‬وابلنّتيجة فاإّنّ م خيطئون يف تشخيص مثل هذه العراض دون قصد‪ ،‬ويتعاملون معها عىل أّنّ ا املرض‬
‫أو احلرص النّ ّ‬
‫السؤال عن عادات مرضامه يف اس تخدام الإنرتنت‪ .‬وبعد رحةل من العذاب وال ّتنقّل بني أنواع العالج وعيادات‬
‫سايس دون ّ‬
‫ال ّ‬
‫مبجرد امتناعهم عن مشاهدة املرئ ّيات اجلنس ّية‪ .‬وقد روى‬
‫الط ّباء يتفاجأ مراتدو املواقع الإابح ّية ابختفاء لك هذه العراض ّ‬
‫بعض ّ‬
‫الش ّبان جتارهبم فقالوا‪:‬‬
‫"ل أعتقد أ ّن اجملمتع يعرف ماذا يفعل ارتياد املواقع ا إلابحيّة ّ‬
‫ابلرجال‪ ،‬و ّ‬
‫الّشء الوحيد اذلي يعزونه‬
‫‪117‬‬
‫اجلنيس‪ ،‬لكن احلقيقة أ ّن مشاهدة الفالم الإابحيّة ّ‬
‫حتول ّالرجل‬ ‫ّ‬ ‫ملشاهدة املرئ ّيات اجلنس ّية هو العجز‬
‫العتيد اإىل طفل مذعور‪ .‬كنت مكتئبا‪ ،‬وغريب الطوار اجامتع ّيا‪ ،‬وأفتقر ل ّي دافع حمفّز‪ ،‬وما كنت‬
‫وحّت صويت‬‫أس تطيع ّالرتكزي‪ .‬كنت أشعر ابنعدام الثّقة ابلنّفس‪ ،‬وأعاين من ضعف عا ّم يف العضالت‪ّ ،‬‬
‫الس يطرة عىل أ ّي شأن من شؤون حيايت‪.‬‬‫اكن ضعيفا‪ ،‬وما اكن عندي القدرة عىل ّ‬
‫يذهب ّالرجال اإىل عيادات الط ّباء فيصفون هلم أنواعا كثرية من الدوية‪ ،‬يف حني أ ّن سبب احلاةل يف‬
‫معظم الحيان هو مشاهدة املرئ ّيات اجلنس ّية‪ ،‬وكيف تؤثّر عىل دماغك وحصّة بدنك‪ .‬لقد توقّفت متاما‬
‫عن ارتياد املواقع الإابح ّية‪ ،‬وحصّيت الن أفضل من أ ّي وقت مىض‪".‬‬
‫* * *‬
‫[‪ ٩١‬يوما من الامتناع عن ارتياد املواقع ا إلابح ّية‪ ،‬بعد س نتني من احملاولت املس متيتة ل إالقالع]‬
‫"كشخص يعاين من الاكتئاب منذ س نوات املراهقة‪ ،‬فأان أرى أ ّن هناك عالقة ل ميكن اإناكرها بني‬
‫الاكتئاب‪ ،‬ومشاهدة الفالم الإابحيّة‪ ،‬والاس متناء‪ .‬وابإماكين أن أقول أ ّين منذ أقلعت عهنا بدأت أشعر‬
‫بتحسن يف نظريت ذلايت‪ ،‬ورصت أكرث قدرة عىل التّعامل مع مشالكت احلياة‪ ،‬ومل أعد أعط الضّ غط‬ ‫ّ‬
‫عدايئ‪ ،‬وحاةل ميؤوس مهنا كام كنت يف املايض‪ .‬مبعىن أخر فأان اليوم‬
‫حيولين اإىل خشص ّ‬ ‫فيس جمال ّيك ّ‬‫النّ ّ‬
‫أق ّل اكتئااب بكثري‪".‬‬
‫* * *‬
‫"كرجل عاىن من الاكتئاب املوروث‪ ،‬فا ّإن حترير نفيس من عادة ارتياد املواقع الإابحيّة أثّر يف حاليت أكرث‬
‫من أ ّي دواء تناولته يف حيايت‪ .‬الإقالع عن مشاهدة املرئ ّيات اجلنس ّية جعلين خشصا أكرث يقظة‪،‬‬
‫وانتباها‪ ،‬وسعادة بدرجة أفضل من تأثري الويلبرتين (®‪ ،)Wellbutrin‬و ّالزولوفت (®‪ ،)Zoloft‬و ّ‬
‫لك‬
‫الس نوات‪".‬‬
‫الدوية الخرى اليت تناوبت عىل تناولها عىل مدى ّ‬
‫* * *‬
‫"الإقالع عن ارتياد املواقع الإابح ّية هو مضا ّد الاكتئاب اذلي كنت حباجة اإليه‪ .‬قبل تسعة أشهر كنت‬
‫يف اخلامسة والعرشين من العمر‪ ،‬وقد تركت دراس يت اجلامع ّية دون أن أحصل عىل الشّ هادة‪ ،‬وكنت‬
‫أكره معّل الوظيف ّي‪ ،‬وكنت مكتئبا جدّ ا‪.‬‬
‫لك قواي اخلارقة‪ .‬لقد‬‫ويف غضون بضعة أشهر بعد الإقالع عن مشاهدة الفالم الإابحيّة اس تعدت ّ‬
‫حقّقت الكثري من الإجنازات ل ّول ّمرة يف حيايت‪ ،‬مبا يف ذكل تكوين صداقات جديدة‪ ،‬وأعتقد بأ ّين قد‬
‫السابق حني‬ ‫ختلّصت من الاكتئاب‪ .‬ما تزال هناك انتاكسات من حني لخر‪ ،‬ولكن ليس كام كنت يف ّ‬
‫اكنت طاقيت معدومة‪ ،‬وتالحقين هواجس الانتحار‪.‬‬
‫الرس؟ اس تخدمت الإنرتنت ملدّ ة ساعة واحدة فقط طيةل الشّ هر املايض! وقد ّقررت أن ألتحق‬ ‫وما هو ّ ّ‬
‫لك تاكليف ادلّ راسة‪ ،‬ودون عون من أحد‪".‬‬ ‫ابجلامعة من جديد يف شهر أيلول القادم رمغ أ ّين سأتكفّل ب ّ‬
‫‪118‬‬
‫عندما نتعامل مع الشخاص اذلين حيتاجون اإىل املساعدة يف مواّجة مشالكهتم املتعلّقة ابرتياد املواقع الإابحيّة‪ ،‬نصبح‬
‫لتعرضه ل إالاثرة املفرطة واملزمنة اليت تسبّهبا مشاهدة املرئ ّيات‬
‫ماسة اإىل فهم الكيف ّية اليت يتأقمل هبا ادلّ ماغ اس تجابة ّ‬
‫يف حاجة ّ‬
‫اجلنس ّية‪ .‬لكن اخلرباء اذلين تلقّوا تعلميهم وتدريهبم قبل عرص الإنرتنت ّ‬
‫الرسيعة د ُّربوا عىل أ ّن الذواق وامليول اجلنس ّية يه يشء‬
‫يتغري‪ ،‬ولهذا فبدل من أن ينصحوا املريض برضورة التّخلّص من الذواق اجلنس ّية املكتس بة بسبب‬
‫يزي اثبت ول ّ‬
‫فطري غر ّ‬
‫ّ‬
‫ارتياد املواقع الإابحيّة‪ ،‬قد يلجأوا اإىل أنواع من املعاجلة أكرث قسوة و ّ‬
‫تطرفا‪ ،‬يقول أحدمه‪:‬‬
‫" يف عام ‪٢٠١٢‬م ذهبت اإىل عيادة خبري يف عمل اجلنس واملعاجلة النّفس ّية‪ ،‬واس تجمعت جشاعيت‬
‫وأخربته بأ ّين أعاين ‪-‬ومنذ عرشين عاما‪ -‬من الإدمان القهري عىل مشاهدة املرئ ّيات اجلنس ّية‪ ،‬فاصطدمت‬
‫حبائط من عدم الفهم أو ال ّتفهّم‪ .‬حاول هذا اخلبري أن يقنعين بأ ّين أعاين من طاقة جنس ّية عالية‪ ،‬أو ما‬
‫جنيس يتع ّذر عالجه (الإتيان يف ادلّ بر‬
‫ّ‬ ‫يس ّمى "اضطراب ّالرغبة اجلنس ّية اجلاحمة"‪ ،‬ومن شذوذ‬
‫واملامرسات اجلنس ّية العنيفة)‪ .‬وأكّد يل أن ّه ل يوجد يشء امسه الإدمان عىل مشاهدة املرئ ّيات اجلنس ّية‪،‬‬
‫قواي لهرمون ّاذلكورة (الت ّس توس تريون) ّ‬
‫حّت هيدّ ئ طاقيت اجلنس ّية‪ .‬مل أوافقه‬ ‫وأراد أن يصف يل مضا ّدا ّ‬
‫ّالرأي‪ ،‬ومل أتناول ادلّ واء ل ّين أعرف أاثره اجلانب ّية مثل تضخّم الثّديني‪".‬‬

‫وبعض الط ّباء يصفون الدوية والعالجات ل ّلش ّبان اذلين يش تكون من حالت ضعف الانتصاب وتأخّر القذف‪ ،‬يف‬
‫جمرد الإقالع عن مشاهدة املرئ ّيات اجلنس ّية‪ ،‬وقد قرأت يف يوم واحد ترصحيات هبذا ا ّلصدد‬ ‫حني أ ّن ّ‬
‫لك ما حيتاجه هؤلء هو ّ‬
‫شاابن من أعضاء املنتدايت‪.‬‬
‫أدىل هبا ّ‬
‫اجلنيس‬
‫ّ‬ ‫الشّ ا ّب ال ّول أخربه ّمعه ‪-‬وهو طبيب ّ‬
‫خمتص مبعاجلة المراض العقل ّية‪ -‬بأن ّه من املس تحيل أن يصاب ابلضّ عف‬
‫بسبب ارتياد املواقع الإابحيّة‪ ،‬اإل أ ّن الشّ ّ‬
‫اب ّقرر أن خيوض جتربة " ّالريبوت" عىل أ ّي حال‪ ،‬وتعاىف‪.‬‬
‫سن الثّانية والثّالثني‪ ،‬ويف الهنّ اية وبعد أن فشلت املعاجلة ابحلُقن‪ ،‬ومل ُ ْجي ِد تناول دواء الفياغرا‬ ‫والشّ ّ‬
‫اب الثّاين اكن يف ّ‬
‫لكن الشّ ّ‬
‫اب رفض اإجراء اجلراحة‪،‬‬ ‫اجلنيس‪ ،‬وصف هل ّ‬
‫الطبيب اإجراء جراحة زرع يف القضيب‪ .‬و ّ‬ ‫ّ‬ ‫نفعا يف معاجلة مشلكة العجز‬
‫اجلنيس النّاجتة عن عادة ارتياد املواقع الإابح ّية‪ّ ،‬‬
‫فقرر أن خيوض‬ ‫ّ‬ ‫ّمث اكتشف املعلومات املتوفّرة عىل الإنرتنت عن حالت العجز‬
‫"الريبوت"‪ ،‬وتعاىف‪.‬‬
‫جتربة ّ‬
‫وهذا ترصحي أدىل به رجل أخر واجه موقفا مشاهبا‪:‬‬
‫‪119‬‬
‫الط ّب ما زالت متخلّفة عن زماننا هذا‪ .‬لقد أنفقت ألف ادلّ ولرات عىل الكشوفات ّ‬
‫الط ّب ّية‪ ،‬مبا‬ ‫"همنة ّ‬
‫اجلنيس‪ ،‬واحتجت يف‬ ‫ّ‬ ‫يف ذكل مراجعات ملشاهري الط ّباء اخملت ّصني يف أمراض املساكل البول ّية والعجز‬
‫الطبيب‪ .‬وقد‬ ‫بعض الحيان أن أقطع مسافات طويةل‪ ،‬قد تصل اإىل بضع ساعات ّيك أصل اإىل عيادة ّ‬
‫أنفقت اللف عىل الفحوصات اخملربيّة‪ ،‬وعىل الدوية والعقاقري‪.‬‬
‫اكنوا يقولون يل‪" :‬اإذا كنت قادرا عىل حتقيق الانتصاب عند مشاهدة الفالم الإابح ّية‪ ،‬فهذا يعين أ ّن‬
‫دليك مشلكة نفس ّية وحسب‪ ،‬تناول ح ّبة فياغرا لعلّها تصلح حاكل"‪ .‬ومل يقل يل أ ّي طبيب‪ ،‬ول ّمرة‬
‫اجلنيس‪ ،‬بل اكنوا يطرحون تفسريات‬ ‫ّ‬ ‫واحدة‪ ،‬أ ّن مشاهدة الفالم الإابح ّية بكرثة ميكن أن تسبّب العجز‬
‫عّل أساسا‪ .‬عىل‬ ‫اجلنيس‪ ،‬ومل تكن التّفسريات تنطبق ّ‬ ‫ّ‬ ‫ابلرضورة أّنّ ا مرتبطة ابلعجز‬‫أخرى مل يثبت ّ‬
‫عّل أعراض‬ ‫فيس … رمغ أن ّه مل يبد ّ‬ ‫فيس‪ ،‬والضّ غط النّ ّ‬ ‫سبيل املثال عزى بعضهم حاليت اإىل احلرص النّ ّ‬
‫أ ّي مهنام‪ .‬وألقى البعض ابلالمئة عىل النّظام الغذا ّيئ … رمغ أ ّن وزين طبيعي‪ ،‬وعادايت يف اللك معتدةل‪.‬‬
‫السبب هو نقص هرمون ّاذلكورة (الت ّس توس تريون) … رمغ أ ّن نقص هرمون ّاذلكورة‬ ‫وبعضهم قال أ ّن ّ‬
‫دلي مل يكن منخفضا‬ ‫اجلنيس اإل يف احلالت القصوى فقط‪ ،‬كام أ ّن مس توى الهرمون ّ‬ ‫ّ‬ ‫ل يربط ابلعجز‬
‫عن احلدّ ّ‬
‫الط ّ‬
‫بيعي‪.‬‬
‫املروعة اليت يعطهيا اخلرباء يف عمل اجلنس‪ ،‬فاخلرباء يف عمل اجلنس م ّدربون عىل‬ ‫هذا عدا عن النّصاحئ ّ‬
‫السلب ّية والضّ ّارة لرتياد املواقع‬
‫اإعطاء نظرة اإجياب ّية عن اجلنس بلك الحوال‪ ،‬فهم ل ينكرون العواقب ّ‬
‫الإابحيّة حفسب‪ ،‬ولكهنّ م يسفّهون رصاحة فكرة أ ّن مشاهدة املرئ ّيات اجلنس ّية ميكن أن تسبّب العجز‬
‫اجلنيس اذلي‬‫ّ‬ ‫اجلنيس‪ .‬وذلكل‪ ،‬ورمغ أ ّين أشعر ابلغباء ل ّين مل أربط بني ارتيادي للمواقع الإابحيّة والعجز‬ ‫ّ‬
‫املرة أ ّين استرشت اخلرباء يف هذا الشّ أن‪ ،‬ومل يأت مهنم أ ّي ذكر ل إالابح ّية‬ ‫كنت أعاين منه‪ ،‬ا ّإل أ ّن احلقيقة ّ‬
‫اجلنس ّية اإل من وّجة نظر اإجياب ّية‪ ،‬ويدّ عون أ ّن "امجليع يفعل ذكل‪ ،‬وهذا أمر طبيع ّي… بل يف احلقيقة‬
‫هو مفيد لل ّص ّحة!"‬
‫عّل اإماكن ّية اإجراء معل ّية جراح ّية يف القضيب اكنت س تلكّفين ما بني مخس وعرشين اإىل‬ ‫لقد ُعرض ّ‬
‫الطبيب اذلي عرض ّ‬
‫عّل‬ ‫ثالثني ألف دولر نقدا‪ ،‬والنّتاجئ مل تكن مضمونة‪ .‬يف اليوم ال ّتايل ملوعدي مع ّ‬
‫"الريبوت"‪ ،‬واي هل من‬ ‫الصدفة عىل معلومات عىل الإنرتنت عن جتربة ّ‬ ‫اإجراء اجلراحة عرثت مبحض ّ‬
‫ابلراحة بعدها‪ ...‬والنّتاجئ اكنت ف ّعاةل جدّ ا!‬
‫اكتشاف‪ ،‬ومك شعرت ّ‬
‫لك ما اكن يتو ّجب‬ ‫تحسن ابس مترار‪ّ .‬‬
‫حتسنت كثريا‪ ،‬وما زالت حاليت ت ّ‬ ‫مل أتعاف مائة ابملائة بعد‪ ،‬و ّ‬
‫لكين ّ‬
‫عّل أن أفعهل هو أن أقلع عن ارتياد املواقع الإابح ّية‪ ،‬وأتوقّف عن ممارسة الاس متناء‪ ،‬وكن ّه رضب من‬ ‫ّ‬
‫اخليال‪ .‬برصاحة أشعر ابلغضب‪ ،‬ل ّين طرقت أبواب اخلرباء والط ّباء‪ ،‬وحاولت أن أحبث عن احل ّل‪،‬‬
‫ولكهنّ م اخذوا أموايل وأعطوين نصاحئ غري ل تغين ول تذر‪".‬‬

‫مك من املرىض يتلقّون من الط ّباء معلومات قدمية وخاطئة؟ ومك من ّالرجال توصف هلم عالجات وأدوية مه ليسوا حباجة لها؟‬

‫‪120‬‬
‫لك ما حيتاجونه هو أن يعطوا أدمغهتم راحة وفرصة لتعود اإىل طبيعهتا‪ ،‬يعودون بعدها اإىل الاس متتاع ابحلياة والداء‬
‫يف حني أ ّن ّ‬
‫اجلنيس هو النّتيجة ا ّلطبيع ّية واملأموةل عند الإقالع عن مشاهدة‬
‫ّ‬ ‫الط ّ‬
‫بيعي؟ ا ّإن ال ّتعايف ال ّتا ّم من مشالكت العجز‬ ‫اجلنيس ّ‬
‫ّ‬
‫املرئ ّيات اجلنس ّية عىل الإنرتنت‪ ،‬والتّوقّف عن تعريض ادلّ ماغ ل إالاثرة املفرطة واملزمنة اليت تسبّهبا‪.‬‬
‫إنساين بوظائف ادلّ ماغ‪ ،‬مفن الهتّ ّور مباكن‬
‫السلوك ال ّ‬ ‫واللكمة الفصل يف هذا املقال‪ :‬ابلنّظر اإىل ّ‬
‫لك ما نعرفه عن عالقة ّ‬
‫طرق لحامتل وقوعهم فريسة يف ّخف مشاهدة املرئ ّيات‬ ‫أن توصف أدوية المراض العقل ّية والنّفس ّية ّ‬
‫للش ّبان اليافعني دون ال ّت ّ‬
‫اجلنس ّية عىل الإنرتنت‪.‬‬

‫‪121‬‬
‫الفصل الث ّالث‬
‫الس يطرة‬
‫اس تعادة ّ‬

‫بليك‪47‬‬ ‫السري يف طر ِيق الإفراط يؤدّي اإىل قالع من احلمكة ‪ -‬ويليام‬


‫ّ‬

‫رمغ الفوائد ا ّمجلة اليت جينهيا الكثريون ممّن خاضوا جتربة " ّالريبوت"‪ ،‬ا ّإل أ ّن أكرب هديّة حتصل علهيا بعد التّوقّف عن‬
‫الس يطرة عىل مقاليد حياتك‪ .‬وهذا ما ّعرب عنه هذا الشّ ّ‬
‫اب اذلي خاض ال ّتجربة‬ ‫مشاهدة املرئ ّيات اجلنس ّية يه اس تعادة ّ‬
‫بنجاح‪:‬‬
‫"بغض النّظر ّمعا يقوهل البعض فا ّإن الإقالع عن ارتياد املواقع الإابحيّة لن جيعكل منبع احلمكة والكفاءة‪،‬‬
‫ّ‬
‫رمغ أن ّك يف الشّ هور الوىل ستشعر كام لو أن ّك كذكل ابلفعل‪ .‬التّوقّف عن مشاهدة املرئ ّيات اجلنس ّية‬
‫الس يطرة عىل مقاليد المور‪ ،‬بشلك يش به اإىل حدّ ما الانتقال من مرحةل‬ ‫سوف جيعكل أكرث قدرة عىل ّ‬
‫رصف ابنفعال ّية‪ّ ،‬‬
‫ستتعمل ضبط النّفس والعقالن ّية يف التّعامل مع‬ ‫سن ّالرشد‪ .‬بدل من التّ ّ‬‫املراهقة اإىل ّ‬
‫لك منايح حياتك‪ ،‬ويصبح ّاختاذ القرارات‬ ‫واحد من أساس ّيات الفطرة الإنسان ّية‪ ،‬وسينعكس ذكل عىل ّ‬
‫احليات ّية حتت س يطرتك ابدلّ رجة الوىل‪.‬‬
‫"الريبوت" قبل مخسامئة يوم‪ ،‬وكنت يف ذكل الوقت أعاين من صعوبة يف ا ّلرتكزي‪ ،‬وما اكن‬ ‫بدأت رحةل ّ‬
‫ابإماكين أن ألزتم ابلعمل لتحقيق هدف ذو قمية –أ ّاي اكن‪ -‬ملدّ ة أطول من أس بوع واحد‪ .‬وعندما يأيت يوم‬
‫العطةل‪ ،‬كنت أقيض الوقت كسال‪ ،‬رمغ أ ّين كنت أدرك متاما أ ّن ابإماكين أن أشغل هذا الوقت املهدور‬
‫بّشء مفيد‪.‬‬
‫والن‪ ،‬صار ابإماكين أن أمعل مخسني أو س تني ساعة يف الس بوع دون أن أشعر بضغط العمل‪ ،‬ورصت‬
‫حتسنت عالقيت ابمرأيت كثريا ل ّين رصت أعاملها عىل اإّنّ ا‬ ‫أؤدّي التّامرين ّالرايض ّية يوم ّيا وابنتظام‪ ،‬و ّ‬
‫طور نفيس بدل من‬ ‫جمرد متاع لقضاء الوطر‪ ،‬ورصت أمعل جب ّد ّ‬
‫لك يوم ّيك أ ّ‬ ‫اإنسان ذو قمية وليس ّ‬
‫ماين‪".‬‬
‫ّالركون اإىل الكسل‪ ،‬والاقتصار عىل ال ّ‬

‫‪" 47‬ويليام بليك" (‪ )William Blake‬هو شاعر وفن ّان اإجنلزيي عاش يف لندن ما بني ‪ ،١٨٢٧-١٧٥٧‬ومل حيظ ابلشّ هرة رمغ اإبداعه يف الشّ عر والف ّن الت ّ ّ‬
‫شكيّل‪ .‬امجلةل املقتطفة تشري‬
‫يعرفنا ح ّد الاكتفاء‪ ،‬فزنداد حكام وعلام‪.‬‬
‫اإىل أ ّن معاينة ّالزائد عن احل ّد ّ‬
‫‪122‬‬
‫اإذا كنت تسعى اإىل التّعايف من أرضار ارتياد املواقع الإابحيّة وترغب إابعادة المور اإىل نصاهبا‪ ،‬فاخلطوة الوىل اليت‬
‫عليك ّاختاذها يه‪ :‬أن تعطي دماغك راحة ات ّمة من ّ‬
‫لك أنواع الإاثرة اجلنس ّية املصطنعة لفرتة طويةل ل تق ّل عن عدّ ة شهور‪،‬‬
‫وحتول اهامتمك اإىل أنشطة احلياة احلقيق ّية‪ .‬ولهذه اخلطوة فوائد عديدة‪ ،‬اإل أ ّن أ ّول وأ ّمه فائدة يه أن تتأكّد ما اإذا اكنت مشاهدة‬
‫ّ‬
‫املرئ ّيات اجلنس ّية يه املسبب للعراض اليت تعاين مهنا أم أ ّن هناك سبب أخر‪.‬‬
‫يف الحوال املثال ّية‪ ،‬ومع افرتاض عدم وجود أمراض عضويّة أخرى‪ ،‬فا ّإن ال ّتوقّف عن مشاهدة املرئ ّيات اجلنس ّية لفرتة‬
‫طويةل سوف يساعد عىل‪:‬‬
‫عودة ادلّ ائرة العصب ّية للماكفأة يف ادلّ ماغ اإىل طبيعهتا‪ ،‬وزايدة حساسيهتا واس تجابهتا للمؤثّرات احليات ّية‪ ،‬ممّا ميكّنك‬ ‫‪-‬‬
‫من الاس متتاع بأنشطة احلياة اليوم ّية‪.‬‬
‫احلدّ من نشاط ادلّ وائر العصب ّية املس تحدثة بتأثري مشاهدة املرئ ّيات اجلنس ّية‪ ،‬ادلّ وائر العصب ّية املس تحدثة يه اليت‬ ‫‪-‬‬
‫السلوك وتكراره‪.‬‬‫تلح عليك وتدفعك اإىل الاس مترار يف هذا ّ‬ ‫ّ‬
‫حّت تس تعيد ّقوة ا إلرادة والعزمية‪.‬‬
‫اجلهبيي ّلدلماغ ّ‬
‫الفص ّ‬ ‫اإاتحة اجملال لتقوية ّالروابط العصب ّية يف ّ‬ ‫‪-‬‬
‫يودل دليك توقا شديدا للعودة اإىل ارتياد املواقع الإابحيّة‪.‬‬ ‫فيس اذلي يؤ ّجج ّالرغبة املل ّحة‪ ،‬و ّ‬ ‫احلدّ من تأثري الضّ غط النّ ّ‬ ‫‪-‬‬
‫حّت تظ ّل اثبتا عىل قرارك‪ ،‬قد حتتاج اإىل ع ّدة أشهر وربّام أكرث‪ ،‬وقد حتتاج اإىل عامني‬
‫واخلطوة التّالية يه أن جتاهد نفسك ّ‬
‫اكملني من اجملاهدة يضعف خاللها تدرجي ّيا نشاط ادلّ وائر العصب ّية املس تحدثة بفعل الإدمان‪ ،‬ومن ّمث تتالىش ّنائ ّيا‪.‬‬
‫"الريبوت" وتعين "اإعادة التّشغيل" ابلعرب ّية‪ .‬وجتربة ّ‬
‫"الريبوت"‬ ‫ُ ّمسيت جتربة الإقالع عن مشاهدة املرئ ّيات اجلنس ّية ّ‬
‫هدفها أن تعيد اكتشاف نفسك وخشص ّيتك دون وجود أ ّي تأثري ل إالابحيّة اجلنس ّية يف حياتك‪ ،‬والفكرة ابختصار ان ّك عندما‬
‫تتجنّب ّ‬
‫لك أنواع الإاثرة اجلنس ّية املصطنعة‪ ،‬تكون مكن يطفئ ّجاز احلاسوب (هنا‪ :‬دماغك) ّمث يعيد تشغيهل‪ ،‬أو اكذلى يعيد‬
‫الصنع الصل ّية‪.‬‬
‫احلاسوب اإىل حالته قبل الاس تعامل ومبواصفات ّ‬
‫وقد ترى أ ّن مصطلح " ّالريبوت" املس تعار من معل ّية اإعادة تشغيل احلاسوب ل ينطبق متاما عىل جتربة الإقالع عن‬
‫منطقي وصائب ّ‬
‫ابلطبع‪ ،‬فليس من املمكن أن نعود ّ‬
‫ابلزمن اإىل الوراء‪ ،‬أو أن خنتار حلظة‬ ‫مشاهدة املرئ ّيات اجلنس ّية‪ ،‬وهذا رأي ّ‬
‫مع ّينة من ّالزمن ‪-‬قبل الوقوع يف خف الإابح ّية اجلنس ّية‪ -‬ونرجع اإلهيا‪ ،‬ول ميكن أن نحي لك املعلومات اليت ّ‬
‫جسلها دماغنا كام نفعل‬
‫عندما نحي القرص ا ّلصلب للحاسوب‪ ،‬اإل أ ّن اس تعارة مصطلح ّ‬
‫متثيّل قد يساعد عىل تقريب ا ّلصورة وفهم املراد من هذه‬

‫‪123‬‬
‫حّت لو مل يكن التّمثيل منطبقا متاما‪ .‬واحلقيقة أ ّن الكثريين متكّنوا من التّخلّص من التّأثريات الضّ ّارة لعادة ارتياد املواقع‬
‫التّجربة ّ‬
‫السلوك الضّ ّار بسلوك جديد حسن‪ ،‬وإاعطاء أدمغهتم ّالراحة اليت حتتاّجا من‬
‫الإابح ّية‪ ،‬واملشالكت املرتتّبة علهيا فقط بتغيري ّ‬
‫لك ما ميكن أن حي ّل حملّها أويعطي أثرها‪.‬‬
‫تأثري مشاهدة املرئ ّيات اجلنس ّية‪ ،‬واخليالت اجلنس ّية‪ ،‬و ّ‬
‫فالسلوك ّيات املؤذية مثل ارتياد املواقع الإابحيّة‪ ،‬وأعراض الإدمان اليت يعاين مهنا الشخاص اذلين يسلكون هذه‬
‫ّ‬
‫السلوك ّيات يه أ ّول وأخريا أمور ملموسة وحمسوسة‪ ،‬وال ّت ّغريات الضّ ّارة اليت تسبّهبا هذه ّ‬
‫السلوك ّيات ترتك أثرا فعل ّيا وظاهرا يف‬ ‫ّ‬
‫السلوك الضّ ّار بسلوك جديد حسن فا ّإن‬
‫نغري ّ‬ ‫بنية تراكيب حمدّ دة يف ادلّ ماغ ميكن رصدها ابلفحوص ّ‬
‫الط ّب ّية‪ .‬وابملقابل عندما ّ‬
‫الخري يسبّب أيضا أثرا فعل ّيا وظاهرا يف ادلّ ماغ‪ ،‬ومع الوقت فا ّإن العادات احليات ّية اجلديدة سوف تنعكس عىل شلك ّ‬
‫تغريات‬
‫إاجياب ّية يف بنية ووظيفة ادلّ ماغ‪.‬‬
‫"الريبوت" عن طريق ال ّتجربة واخلطأ جعلهتم يدركون أ ّن الإاثرة اجلنس ّية املصطنعة‬
‫اخلربة اليت اكتس هبا ّرواد جتربة ّ‬
‫تعج هبا املواقع الإابح ّية عىل الإنرتنت‪ .‬ا ّإن تصفّح موقع فيس‬
‫جمرد مشاهدة ما يعرض يف مكتبات الفالم اليت ّ‬
‫تعين أكرث من ّ‬
‫بوك (®‪ ،)Facebook‬وموقع يوتيوب (®‪ ،)YouTube‬أو تصفّح مواقع املواعدة‪ ،‬ومواقع اخلدمات اجلنس ّية باكفّة أشاكلها حبثا‬
‫ترصفات غري ُم ْجدية‪ ،‬بل وتتعارض مع الهدف ّ‬
‫املرجو‪ ،‬فيكون حال أحدمه كحال املدمن عىل‬ ‫عن الإغراء وال ّصور اخلليعة يه ّ‬
‫امخلر اذلي ميتنع عن رشب النّبيذ ولكنّه يستبدهل ابجل ّعة‪.‬‬
‫اإجامل‪ ،‬عليك أن تصنّف حتت بند "الإاثرة اجلنس ّية املصطنعة" ّ‬
‫لك سلوك ميكن أن يس تقبهل دماغك ويس تجيب هل‬
‫الطريقة اليت اكن يس تجيب هبا عند مشاهدة الفالم الإابحيّة‪ ،‬وميكن أن يشمل ذكل أنشطة عديدة مثل‪ :‬اللّقاءات‬
‫بنفس ّ‬
‫اجلنيس‪ ،‬وقراءة رواايت الدب املكشوف‪،‬‬
‫ّ‬ ‫املصورة عرب اكمريا احلاسوب‪ ،‬وتبادل ّالرسائل النّ ّص ّية ذات احملتوى‬
‫اجلنس ّية ّ‬
‫واس تخدام تطبيقات البحث عن رشيك‪ ،‬والانشغال بتخ ّيل مشاهد من الفالم اجلنس ّية‪ ،‬و … يبدو يل أ ّن الفكرة ابتت‬
‫واحضة‪.‬‬
‫"الريبوت" هو أن تسعى للتّواصل مع أانس حقيق ّيني ل تفصلهم عنك شاشة احلاسوب‪ ،‬وأن تشعر‬
‫الهدف من جتربة ّ‬
‫حّت تستيقظ دليك ّالرغبة يف احلياة‪ ،‬ويف اإقامة عالقات حقيق ّية مبن ّية عىل احمل ّبة والو ّد‪.‬‬
‫السعادة يف التّعامل مع النّاس‪ّ ،‬‬
‫ابملتعة و ّ‬
‫قد ل يشعر دماغك يف بداية التّجربة بأ ّن الشخاص احلقيقيّني مثريون مبا يكفي لكسب اهامتمك وجلب انتباهك‪ ،‬مقارنة‬
‫‪124‬‬
‫ابلتّجديد املس ّمتر اذلي توفّره ا إلنرتنت بكبسة زر‪ .‬اإل أن ّك بتصمميك عىل الامتناع عن مشاهدة املرئ ّيات اجلنس ّية‪ ،‬واحلدّ من‬
‫تتحول تدرجي ّيا اىل ّ‬
‫الاجتاه املرغوب‪.‬‬ ‫لوايتك سوف ّ‬ ‫نشاط ادلّ وائر العصب ّية املس تحدثة يف دماغك بتأثري هذا ّ‬
‫السلوك‪ ،‬فا ّإن أو ّ‬
‫ومتنوعة مل يكن ليتس ّىن هلم معرفهتا من قبل‪:‬‬ ‫لقد مكّنت جتربة ّ‬
‫"الريبوت" ّروادها من اكتشاف أش ياء مثرية ّ‬
‫"أمضيت س تة أشهر اكمةل دون أن أزور موقعا اإابحيّا واحدا‪ ،‬وعندما رأيت مقطعا من فيمل ا ّ‬
‫إابيح بعد‬
‫مدّ ة الانقطاع تكل‪ ،‬فوجئت ل ّي درجة اكن العرض مصطنعا ومبتذل‪ ،‬ومنذ ذكل احلني مل تعد ّ‬
‫دلي أي ّة‬
‫رغبة مبشاهدة الفالم الإابح ّية‪ ،‬وأقلعت عهنا ّنائ ّيا‪ .‬ا ّإن مشاهدة الفالم الإابح ّية مقارنة ابلعالقة ّالزوج ّية‬
‫احلمية مثل النّظر اإىل صورة س ّيارة فرياري مقارنة بقيادة ّ‬
‫الس ّيارة ذاهتا‪".‬‬
‫* * *‬
‫املرة اكتشفت نبعا داخل ّيا‬ ‫"عندما عدت من املؤمتر ليةل البارحة كنت جمهدا بدن ّيا وذهن ّيا‪ ،‬و ّ‬
‫لكين هذه ّ‬
‫للطاقة احملفّزة مل أتوقّع أن أجده يف يوم من ال ّايم‪ ،‬العالقة اجلنس ّية مع زوجيت اكنت محمية وعاطف ّية بشلك‬
‫ّ‬
‫ل يصدّ ق‪ ،‬شعرت وك ّين يف العرشين من معري‪ .‬بعد مخس س نوات من الشّ عور ابل ّتعب والإرهاق‪،‬‬
‫والاستناكف عن جامع زوجيت يف مناس بات كهذه‪ ،‬أدركت الن أ ّن املشلكة مل تكن بسبب فتور العالقة‬
‫بيين وبني زوجيت‪ ،‬ولكن بسبب هدر طاقيت اجلنس ّية ابلس متناء ّ‬
‫املتكرر عند مشاهدة الفالم الإابح ّية‪".‬‬

‫"الريبوت" يف بدايهتا من التّح ّدايت‪ ،‬فدماغك يعمتد عىل اإقباكل عىل مشاهدة املرئ ّيات اجلنس ّية‪ ،‬بل‬
‫ل ختلو جتربة ّ‬
‫يلح عليك أن تشاهدها ّيك توفّر هل اجلرعة املعتادة من ادلّ وابمني (وعدد من النّاقالت العصب ّية الخرى)‪ ،‬فقد تأقمل دماغك‬
‫و ّ‬
‫عىل هذا النّمط من الكميياء‪-‬العصب ّية من خالل جلساتك ّ‬
‫املتكررة أمام شاشة احلاسوب وتصفّح املواقع الإابح ّية‪ .‬وقد يستش يط‬
‫دماغك غضبا اإذا اس تدعاك ‪-‬بتأجيج التّوق الشّ ديد‪ -‬لتؤ ّمن هل اجلرعة اليت ترضيه من ادلّ وابمني‪ ،‬ولكنّك مل جتبه‪.‬‬
‫ا ّإل أ ّن ال ّت ّ‬
‫حرر من قيود عادة ارتياد املواقع الإابح ّية تمكن يف أن تعطي دماغك فرصة ليضعف ّالروابط العصب ّية‬
‫حبق‪ ،‬وس تصبح قادرا عىل أن حتدّ د أو ّ‬
‫لوايتك دون‬ ‫املس تحدثة بفعل الإدمان‪ ،‬ويعود اإىل طبيعته‪ ،‬وعندها فقط س تكون ّ‬
‫حرا ّ‬
‫التّشويش اذلي يسبّبه التّوق الشّ ديد و ّالرغبة املل ّحة‪ ،‬ودون الإشارات ال ّصاخبة اليت يرهقك هبا دماغك مطالبا بزايدة اإفراز‬
‫ادلّ وابمني والنّاقالت العصب ّية الخرى اليت اعتاد علهيا‪ ،‬واليت قد تضعفك ‪ -‬إابحلاهحا‪ -‬وتسلبك إارادتك‪ .‬وقد وصف أحد ّ‬
‫الش ّبان‬
‫مثيّل ّ‬
‫املعرب‪:‬‬ ‫جتربته هبذا الوصف التّ ّ‬
‫"عندما حترم دماغك من مصدر متعته اليت اعتاد عليه‪ ،‬ف إان ّه يفقد توازنه ويصبح غري مس ّ‬
‫تقر‪ ،‬يصبح‬
‫‪125‬‬
‫مثل ال ّطاوةل حني تزنع رجال من أرجلها‪ .‬ويف هذه احلاةل جيد ادلّ ماغ نفسه أمام خيارين‪ :‬ال ّول‪ ،‬أن‬
‫جيعكل تشعر ابلمل الشّ ديد‪ ،‬وبلك طريقة ممكنة ّيك "يش ّجعك" عىل إاعادة رجل ّ‬
‫الطاوةل اإىل ماكّنا‪.‬‬
‫الطاوةل لن تعود‪ ،‬وجيد طريقة أخرى ليس تعيد توازنه من جديد بدوّنا‪.‬‬ ‫والثّاين‪ ،‬أن يتق ّبل أ ّن رجل ّ‬
‫جيرب اخليار ال ّول يف البداية‪ ،‬ولكنّه بعد فرتة يستسمل للخيار الثّاين‪ ،‬ويبدأ ابلعمل‬ ‫و ّ‬
‫ابلطبع فا ّإن ادلّ ماغ ّ‬
‫ابجتاه اخليار ال ّول من حني لخر‪ .‬ويف الهنّ اية سيبدو وك ّن ادلّ ماغ قد متكّن‬
‫بناء عليه‪ ،‬مع حماوةل الضّ غط ّ‬
‫من اس تعادة توازنه‪ ،‬وهكذا ّ‬
‫يتخىل عن اخليار ال ّول ّنائ ّيا‪ ،‬بعد أن يكون قد جنح يف تطبيق اخليار الثّاين‬
‫جناحا ات ّما‪".‬‬

‫يف هذا الفصل من الكتاب سوف أبدأ بعرض النّصاحئ اليت عادة ما يتبادلها أعضاء املنتدايت‪ ،‬والتّوصيات اليت وجدها‬
‫"الريبوت" وأس باب‬
‫الكثريون جمدية‪ّ ،‬مث أ ّعرج بعد ذكل اإىل احلديث عن بعض ال ّتحدّ ايت والعقبات اليت قد تواّجك يف جتربة ّ‬
‫الفشل اليت س ّببت الانتاكس للكثريين أثناء رحةل الإقالع‪ ،‬وأخريا سوف جنيب عن بعض التّساؤلت الشّ ائعة‪.‬‬
‫املرض ّية‪ ،‬وابلتّايل فليس‬ ‫ضع يف حس بانك أ ّن ّ‬
‫الظروف ختتلف من خشص لخر‪ ،‬وكذكل طبيعة الدمغة‪ ،‬والسرية َ‬
‫هناك وصفة حسريّة تنطبق عىل امجليع‪ ،‬عليك أن ختتار النّصاحئ وا ّلطرق اليت تشعر أّنّ ا ميكن أن تساعدك عىل اإعادة تأهيل‬
‫اخلاصة بك‪ .‬ل تدع الهواجس تثبطك‪ ،‬كن تتساءل‪ :‬هل ما أفعهل صوااب؟ أنت الوحيد القادر‬
‫دماغك مبا يتناسب مع الظروف ّ‬
‫الصواب" ابلنّس بة كل تبعا لهدافك ووضعك ّ‬
‫احلايل‪.‬‬ ‫عىل أن ّتقرر ما هو " ّ‬
‫"الريبوت" قد يكون مدّ ة مائة يوم أو ثالثة أشهر‪،‬‬
‫زمين إلمتام معل ّية ّ‬
‫يعمد بعض الشخاص اإىل وضع ح ّد أو أجل ّ‬
‫يقسمون هذه امل ّدة اإىل فرتات أقرص هبدف حتقيق عدّ ة أهداف مرحل ّية قبل الوصول اإىل الهدف الهنّ ّ‬
‫ايئ‪ ،‬وهؤلء مه عادة‬ ‫و ّ‬
‫اجلنيس‪ ،‬فهذه الفرتة قد‬
‫ّ‬ ‫اجلنيس بعد‪ .‬أ ّما ابلنّس بة لولئك اذلين يعانون فعل ّيا من العجز‬
‫ّ‬ ‫الشخاص اذلين مل يعانوا من العجز‬
‫تكون غري اكفية‪ ،‬وأحياان كثرية حيتاجون اإىل وقت أطول‪.‬‬
‫اخلطة‪.‬‬ ‫اخلاصة‪ ،‬فاإذا مل تعط ّ‬
‫خطتك الثر املرجو‪ ،‬عدّ ل ّ‬ ‫"الريبوت" هو اخملترب اذلي جتري فيه جتاربك ّ‬
‫واحلقيقة أ ّن ّ‬
‫لحظ أن ّك قد حتتاج يف بعض الحيان اإىل شهرين اكملني لتعرف اإذا اكنت ّ‬
‫خطتك ف ّعاةل أم ل‪ ،‬وابلتّايل فالفضل أن تظ ّل‬
‫اثبتا عىل ّ‬
‫خطتك ملدّ ة شهرين عىل الق ّل قبل أن ّ‬
‫تقمي النّتاجئ‪ ،‬رشيطة أل تنتكس انتاكسة كربى تنذر خبروج المور عن نطاق‬
‫الس يطرة كن تعود مثال اإىل ارتياد املواقع الإابح ّية ابإفراط‪ .‬يقول ّ‬
‫شاب‪:‬‬ ‫ّ‬

‫‪126‬‬
‫"الريبوت"‪ ،‬أعتقد أ ّين فهمت أخريا معىن مقوةل "العمل نور"‪،‬‬ ‫"مدهش حقّا مك ّ‬
‫تتعمل عندما تبدأ رحةل ّ‬
‫السهل عليك جدّ ا أن حتشد‬‫تتعمل طبيعة معل يشء ما‪ ،‬وتفهم كيف يؤثّر عليك‪ ،‬يصبح من ّ‬‫مبجرد أن ّ‬
‫ف ّ‬
‫لك قواك ّ‬
‫لتغري جمرى الحداث إابرادة وعزم لو أردت‪".‬‬ ‫ّ‬

‫"الريبوت" ل يعطي ضامانت بأ ّن الشّ خص اذلي عاىن من مشالكت يف الداء‬


‫لكمة وحمكة ملن وعى‪ :‬النّجاح يف جتربة ّ‬
‫نيس بسبب ارتياد املواقع الإابحية يصبح يف مأمن من اخلطر لو عاد اإىل مشاهدة املرئ ّيات اجلنس ّية يف املس تقبل‪ ،‬بعض‬
‫اجل ّ‬
‫اجلنيس اإىل طبيعته يعين أ ّن‬
‫ّ‬ ‫ا ّلش ّبان دفعوا مثنا ابهظا قبل أن يتعلّموا هذا ادلّ رس‪ ،‬فقد ظنّوا أ ّن اس تعادة عافيهتم وعودة أداهئم‬
‫اجلنيس من جديد‪ .‬ادلّ وائر‬
‫ّ‬ ‫ابإماكّنم العودة لتصفّح املواقع الإابح ّية ‪-‬أو ما شاهبها‪ -‬عىل الإنرتنت‪ ،‬فانهتيى هبم املطاف اإىل العجز‬
‫العصب ّية املس تحدثة يف ادلّ ماغ بتأثري مشاهدة املرئ ّيات اجلنس ّية بشلك ّ‬
‫متكرر ولعدّ ة س نوات قد تصبح متأ ّصةل اجلذور‪ ،‬حبيث‬
‫أّنّ ا تس تعيد نشاطها بسهوةل لو س نحت لها الفرصة‪.‬‬

‫الاقرتاحات وال ّتوصيات‬


‫اإليمك الاقرتحات والتّوصيات الكرث تداول يف منتدايت ّ‬
‫"الريبوت" عىل الإنرتنت‪:‬‬

‫امعل عىل ضبط وتقليص فرص اس تخدام الإنرتنت‬


‫لك ما يتعلّق ابلإابحيّة اجلنس ّية‬
‫أزل ّ‬
‫لك ما يتعلّق ابلإابحيّة اجلنس ّية من ّ‬
‫لك الّجزة ا إللكرتون ّية ّ‬
‫اخلاصة بك‪ ،‬قد تكون هذه اخلطوة موجعة نوعا ما‪،‬‬ ‫امح ّ‬
‫حديداي للتّغيري‪ .‬تذكّر بأن متحي املوا ّد اجلنس ّية ّ‬
‫اخملزنة يف النّسخة‬ ‫ّ‬ ‫ولكّهنا ترسل رساةل واحضة اإىل دماغك مفادها أ ّن دليك عزما‬
‫الصفحات احملفوظة للمواقع الإابح ّية‪ ،‬وكذكل أمح‬ ‫لك ّ‬
‫مؤرشات ّ‬ ‫سةل املهمالت‪ ،‬وختلّص من ّ‬
‫الاحتياط ّية لبياانتك‪ ،‬وأن تفرغ ّ‬
‫اترخي التّصفّح احملفوظ يف متصفّح الإنرتنت‪.‬‬
‫الش ّبان ّاذلين خاضوا جتربة ّ‬
‫"الريبوت" أن ّه اكن حيتفظ مبخزون من املرئ ّيات اجلنس ّية‪ ،‬ولكن مل تطاوعه‬ ‫كتب أحد ّ‬
‫نفسه أن يتخلّص منه أبدا‪ ،‬فقام حبفظ نسخة منه عىل قرص مدمج‪ّ ،‬مث لفّه وألصقه ابإحاكم وكن ّه حيتوي عىل أرسار وصفة‬
‫الكواككول‪ ،‬وخ ّبأه يف ماكن بعيد عن انظريه‪ ،‬وصعب الوصول اإليه‪ .‬وعندما تعاىف من أرس الإابح ّية اجلنس ّية صار من ّ‬
‫السهل‬

‫‪127‬‬
‫عليه أن يتخ ّىل عن القرص املدمج‪ ،‬فرماه مع النّفاايت‪.‬‬
‫ّغري ترتيب الاثث‬
‫اجلنيس اذلي يشعر به الشّ خص أثناء مشاهدة‬
‫ّ‬ ‫ادلّ ماغ يتك ّيف مع الإحياءات املوجودة يف البيئة احمليطة تزامنا مع الهتّ ّيج‬
‫الفالم الإابحيّة‪ ،‬ومع الوقت يصبح لهذه الإحياءات تأثري عىل زايدة يف اإفراز ادلّ وابمني‪ ،‬وميكن أن تؤدّي اإىل تأجيج ّالرغبة‬
‫املل ّحة‪ ،‬فال ّزايدة يف اإفراز ادلّ وابمني ميكن أن تؤدّي اإىل زايدة ّالرتقّب وال ّتوق للمتعة‪ ،‬وابل ّتايل تنشط ادلّ وائر العصب ّية املس تحدثة‬
‫بفعل الإدمان‪.‬‬
‫للس يطرة عىل تأثري الإحياءات املوجودة يف البيئة يف حالت الإدمان عىل تعاطي اخملدّ رات مثال يُنصح املدمنون عادة‬
‫ّ‬
‫أن جيتنبوا الصدقاء‪ ،‬والماكن‪ ،‬والنشطة اليت ارتبطت يف ّ‬
‫السابق بعادة التّعاطي‪ .‬ولكن يف حالت الإدمان عىل ارتياد املواقع‬
‫الإابح ّية فالمر أكرث صعوبة‪ ،‬و ّ‬
‫ابلطبع لن يكون ابإماكنك أن تتجنّب نفسك‪ ،‬أو أن ترحل من بيتك‪ ،‬ولكن ابإماكنك أن جتري‬
‫بعض التّغيريات يف ديكور البيت وترتيب الاثث‪ّ ،‬مث حترص عىل أل تشاهد املرئ ّيات اجلنس ّية بعدها‪.‬‬
‫احرص عىل أن تس تخدم الإنرتنت يف أماكن غري معزوةل عن ابيق أفراد الرسة‪ ،‬وابتعد عن الماكن اليت ترتبط يف‬
‫ذهنك مبشاهدة املرئ ّيات اجلنس ّية‪ ،‬أو ّغري شلك املاكن اذلي اعتدت أن جتلس فيه أثناء تصفّح املواقع الإابح ّية‪ ،‬كن تتخلّص‬
‫الكريس اذلي كنت جتلس عليه أثناء ممارسة الاس متناء‪ .‬ومن املمكن أن حتصل عىل نتيجة ف ّعاةل فقط ّ‬
‫مبجرد أن ت ّغري ترتيب‬ ‫ّ‬ ‫من‬
‫الاثث يف غرفتك كام فعل هذا الشّ ّ‬
‫اب‪:‬‬
‫"اإعادة ترتيب الاثث يف شقّيت أعطى نتاجئ رائعة‪ ،‬ومل أعد أشعر بنفس ّالروابط اليت كنت أشعر هبا‬
‫بني ّالرتتيب القدمي وارتياد املواقع الإابح ّية‪ .‬جعيب حقّا كيف أ ّن ّ‬
‫جمرد حتريك قطع الاثث بضع أقدام‪ ،‬أو‬
‫يغري بيئتك‪ ،‬ويضعف الارتباط بني الش ياء من حوكل وعادة‬ ‫تغيري ّاجتاهها بضع درجات‪ ،‬ميكن أن ّ‬
‫مشاهدة الفالم اجلنس ّية‪".‬‬

‫وهذه أفاكر أخرى‪:‬‬


‫"ختلّصت من ّجاز احلاسوب اذلي كنت أس تعمهل ملشاهدة الفالم اجلنس ّية وممارسة العادة ا ّ ّ‬
‫لرسيّة عىل‬
‫مدى س نوات عديدة‪ .‬هذا اجلهاز مل يكن ف ّعال يف تصفية وجحب املواقع الإابحيّة‪ ،‬وما كنت أس تعمهل‬
‫اإل ل ّدلخول عىل هذه املواقع‪ ،‬إواضاعة الوقت‪ .‬وما زال ابإماكين أن أجنز أعاميل امله ّمة عىل ّجاز احلاسوب‬
‫‪128‬‬
‫النّقّال‪".‬‬
‫* * *‬
‫الس يطرة‬
‫الطاوةل‪ ،‬وصار ابإماكين أن اس تعمل احلاسوب قامئا‪ ،‬وقد أعطى ذكل نتاجئ خارقة يف ّ‬ ‫"غريت ّ‬
‫ّ‬
‫عىل عادايت السيّئة يف تصفّح املواقع عىل الإنرتنت‪ ،‬ول ّين مل أعد أجلس مراتحا أمام الشّ اشة‪ ،‬فقد قلّلت‬
‫اس تعامل احلاسوب بدرجة كبرية‪ ،‬وب ّت أقترص عىل الش ياء امله ّمة اليت أحتاّجا ابلفعل بدل من اإضاعة‬
‫الوقت‪ ،‬والانغامس يف الشّ هوات‪".‬‬
‫اس تخدم برامج جحب املواقع‬
‫الربامج اليت حتجب املواقع الإابحيّة ل ختلو من نس بة فشل ضئيةل‪ ،‬اإّنّ ا تعمل مثل مط ّبات ّ‬
‫الرسعة‪ ،‬وقد تعطيك‬
‫اإنذارا أن ّيا بأن ّك عىل وشك أن تفعل ما ل ترغب بفعهل‪ .‬هذه الربامج ميكن أن تكون ف ّعاةل يف بداية رحةل الإقالع‪ ،‬وقبل أن‬
‫تس تعيد أل ّية ا إلرادة و ّاختاذ القرارات يف دماغك عافيهتا التّا ّمة‪ ،‬ولكنّك يف الهنّ اية لن تكون حباجة لها‪ .‬وهناك برامج ف ّعاةل و ّجمان ّية‬
‫حلجب املواقع الإابحيّة‪ ،‬ويه متوفّرة عىل الإنرتنت‪:‬‬
‫‪Qustodio - http://www.qustodio.com/index2 -‬‬
‫‪K-9 - http://www1.k9webprotection.com -‬‬
‫‪Esafely.com - http://www.esafely.com/home.php -‬‬
‫‪OpenDNS - http://www.opendns.com/home-internet-security/parental-controls/ -‬‬
‫وينصح أحد ّ‬
‫الش ّبان ابس تعاملها‪ ،‬فيقول‪:‬‬
‫"أنصح وبشدّ ة ابس تعامل برانمج "أوبن دي اإن اإس" (‪ ،)OpenDNS‬أو أ ّي برانمج أخر شبيه به‬
‫وخاصة تكل الربامج اليت تعطيك همةل ثالث دقائق قبل أن‬ ‫يعمل عىل تصفية وجحب املواقع الإابحيّة‪ّ ،‬‬
‫تعرثت‪،‬‬‫حّت لو انتكست و ّ‬‫الطريقة ّ‬ ‫تس تجيب لطلب تغيري الإعدادات وتط ّبق الإعدادات اجلديدة‪ ،‬هبذه ّ‬
‫وغريت الإعدادات حبيث تسمح كل ابدلّ خول عىل املواقع الإابح ّية‪ ،‬فا ّإن هذه ادلّ قائق الثّالث تعطيك‬ ‫ّ‬
‫فرصة اكفية من الوقت لتس توعب العواقب‪ ،‬وتدرك بأن ّك ل ترغب فعل ّيا مبشاهدة الفالم الإابح ّية‪،‬‬
‫ومن ّمث توقف معل ّية تغيري الإعدادات قبل أن ت ّمت‪.‬‬
‫املدوانت اليت تقودك اإىل مثل هذه املواقع‪،‬‬
‫وحّت ّ‬ ‫الصداقة‪ّ ،‬‬ ‫مق مبنع ّ‬
‫لك املواقع اجلنس ّية‪ ،‬ومواقع املواعدة و ّ‬
‫موقع "متبلر" (‪ )Tumbler‬عىل سبيل املثال هو موقع خبيث‪ ،‬ول تريد أن يكون دخوهل متاحا كل‪".‬‬

‫مالحظة‪ :‬اإذا كنت من هواة اللعاب ا إللكرتون ّية‪ ،‬فا ّإن اس تعامل برامج جحب الإابح ّية قد تكون خطرة بعض الّشء‪،‬‬
‫فقد يكون دماغك معتادا عىل ارتفاع نس بة ادلّ وابمني عند ّ‬
‫ختطي احلواجز واجتياز العقبات يف اللعاب‪ ،‬وقد تعامل برانمج‬
‫‪129‬‬
‫جحب ا إلابحيّة ‪-‬دون وعي منك‪ -‬وكن ّه مغامرة من مغامرات اللعاب ا إللكرتون ّية‪ .‬لو واّجت مثل هذه احلاةل‪ ،‬فالفضل أن‬
‫وجترب طريقة "التّدريب عىل انقراض الإحياءات" اذلي س نأيت عىل رشهحا بعد قليل‪ ،‬أو أ ّي طريقة‬
‫تزيل برانمج جحب املواقع ّ‬
‫أخرى‪.‬‬
‫ولكن يف ّ‬
‫لك الحوال اس تخدم برانمج حلجب الإعالانت‪ ،‬وبذكل لن تكون جمربا عىل مشاهدة صور الإعالانت‬
‫اخلليعة اليت تومض وتتذبذب عىل حافّة الشّ اشة‪ ،‬و ّ‬
‫خاصة عندما تكون مهنماك بأنشطة جادّة مثل حتضريات العيد‪ ،‬أو رشاء‬
‫علبة فيتامينات‪ .‬ويرى الكثريون أ ّن جحب الإعالانت يساعد يف احلدّ من تأجيج ّالرغبة املل ّحة ملشاهدة املرئ ّيات اجلنس ّية‪ ،‬هناك‬
‫برانمج لهذا الغرض متوفّر جمّاان امسه "أدبلوك بلص" (‪.)AdblockPlus‬‬
‫اس تخدم عدّادا لل ّايم‬
‫"الريبوت" عىل الإنرتنت توفّر ّ‬
‫للك عضو عدّادا ّجمان ّيا لل ّايم‪ ،‬ويظهر العدّ اد عىل شلك رمس‬ ‫العديد من منتدايت ّ‬
‫لك مشاركة ينرشها الشّ خص عىل صفحات املنتدى‪ ،‬وي ّبني ما ّمت إاحرازه من تقدّ م ّ‬
‫ابجتاه الهدف الهنّ ا ّيئ‪ ،‬وي ّمت حتديث‬ ‫بياين حتت ّ‬
‫ّ‬
‫ابلرضا والارتياح حني يكون ابإماكّنم أن يتابعوا تقدّ همم‬ ‫تلقايئ‪ .‬بعض النّاس ‪ّ -‬‬
‫وخاصة ّالرجال‪ -‬يشعرون ّ‬ ‫البياين بشلك ّ‬
‫ّالرمس ّ‬
‫البياين‪.‬‬
‫بنظرة خاطفة اإىل ّالرمس ّ‬
‫الراء حول فائدة اس تخدام عدّ اد ال ّايم متضاربة‪ ،‬اخلطر يمكن عندما يواجه الشّ خص انتاكسة‪ ،‬ويدخل اإىل موقع‬
‫الصفر‪ ،‬ويبدأ من جديد‪ .‬وقد ينظر الشّ خص اإىل عدد ال ّايم عىل أن ّه نقاط‬
‫إابيح ّمرة بعد فرتة من الامتناع‪ ،‬فيعود العدّ اد اإىل ّ‬
‫ا ّ‬
‫فاز هبا يف لعبة تنافس ّية‪ ،‬وابل ّتايل يرى تصفري العدّاد عىل أن ّه خسارة‪ ،‬وقد يصبح ذكل م ّربرا هل ليس ّمتر يف مشاهدة الفالم‬
‫الصفر عىل ّ‬
‫لك حال‪ ،‬وابإماكنه أن يبدأ الع ّد‬ ‫الإابح ّية لعدد من ال ّايم لن ّه ‪-‬يف اعتقاده‪ -‬لن خيرس شيئا‪ ،‬فالعدّ اد سيبدأ الع ّد من ّ‬
‫من جديد مّت شاء‪ .‬ومع السف فا ّإن العودة اإىل الانغامس يف مشاهدة املرئ ّيات اجلنس ّية إابفراط أثناء ّ‬
‫"الريبوت" قد تؤدّي اإىل‬
‫تألك ال ّتقدّ م اذلي أحرزه أثناء فرتة الامتناع اليت س بقت الانتاكسة‪ ،‬وتأثريها س يكون أكرب بكثري من ّ‬
‫جمرد انتاكسة عابرة هنا‬
‫وهناك‪.‬‬
‫ولهذا‪ ،‬اإذا ّقررت أن تس تعمل عدّ ادا لل ّايم فتعامل معه من منظور طويل المد‪ ،‬كن خفورا مبجمل عدد ال ّايم اليت‬
‫امتنعت فهيا عن ارتياد املواقع الإابحيّة‪ ،‬ول تعطي وزان كبريا لعدد ال ّايم منذ أخر انتاكسة‪ ،‬وال ّمه من ذكل أل ّ‬
‫تظن أ ّن ابإماكنك‬
‫‪130‬‬
‫مبجرد أن حتقّق الهدف اذلي وضعته لنفسك يف البداية‪.‬‬
‫السابقة يف مشاهدة املرئ ّيات اجلنس ّية من جديد ّ‬
‫أن تعود اإىل عاداتك ّ‬
‫الهدف ال ّمه يف ّناية املطاف هو اس تعادة توازن ادلّ ماغ وليس عدد أايم الامتناع‪ ،‬فادلّ ماغ ل يس تعيد توازنه وفق‬
‫برانمج حمدّ د‪ ،‬وطاملا أ ّن ادلّ ماغ حباجة اإىل املزيد من الوقت ليس تعيد توازنه فا ّإن عدد ال ّايم حب ّد ذاته ل يعطي ال ّصورة الاكمةل‬
‫"الريبوت"‪ .‬ابلإضافة اإىل عدد ال ّايم‪ ،‬فا ّإن توازن ادلّ ماغ يتحقّق و ّ‬
‫يرتخس ابلخنراط يف النشطة النّافعة اليت طغت‬ ‫عن جناح ّ‬
‫الاجامتعي مع الهل والحصاب‪ ،‬واخلروج‬
‫ّ‬ ‫السابق عادة ارتياد املواقع الإابح ّية‪ ،‬مثل ممارسة ال ّتامرين ّالرايض ّية‪ ،‬وال ّتواصل‬
‫علهيا يف ّ‬
‫حمك ابلنّفس‪ ،‬والعناية اب ّلص ّحة‪ ،‬هذه النشطة لكّها ميكن أن تفيد‬
‫الطبيعة‪ ،‬وزايدة القدرة عىل التّ ّ‬
‫لقضاء بعض الوقت يف أفياء ّ‬
‫يف اإعادة توازن ادلّ ماغ فائدة ّمجة‪.‬‬
‫مبين عىل عدد أ ّايم الامتناع عن ارتياد املواقع الإابحيّة فقط‪ّ ،‬مث‬
‫ويفضّ ل أل حتدّد لنفسك هدفا واحدا بعيد املدى ّ‬
‫تشعر ابلفشل والإحباط عند أ ّول انتاكسة‪ .‬وكبديل ذلكل ميكنك أن تضع لنفسك عدّ ة أهداف مرحل ّية‪ ،‬وهبذه ّ‬
‫الطريقة ستشعر‬
‫حّت لو كنت تزحف حنو هدفك الهنّ ايئ زحفا‪.‬‬
‫ايئ‪ّ ،‬‬ ‫دوما بأن ّك حقّقت اإجنازا ما‪ ،‬وتقدّ مت خطوة اإىل المام ّ‬
‫ابجتاه الهدف الهنّ ّ‬
‫التّدريب عىل انقراض الإحياءات‬
‫حّت صار يس يل لعاهبا ّ‬
‫مبجرد‬ ‫هل تذكر الكب ابفلوف اليت تك ّيفت وصارت تربط بني صوت اجلرس وتقدمي ّ‬
‫الطعام ّ‬
‫سامع صوت اجلرس؟ قد ل تكون عىل عمل مبسار التّجربة ابلاكمل‪ ،‬اإل أ ّن ابفلوف مل ّ‬
‫يعمل الالكب أن تربط بني صوت اجلرس‬
‫الطعام حفسب‪ ،‬إوانّام علّمهم لحقا بأن ل يأهبوا لصوت اجلرس‪ ،‬ول يس يل لعاهبم عند سامع ّالرنني‪ ،‬وحتقّق ذكل لن ّه‬
‫وتقدمي ّ‬
‫متكرر‪.‬‬ ‫الرني ولكن ل يقدّ م ّ‬
‫الطعام‪ ،‬وفعل ابفلوف ذكل بشلك ّ‬ ‫يرن اجلرس يف غري مواعيد تقدمي ّ‬
‫الطعام‪ ،‬فيسمع اللكب ّ ن‬ ‫صار ّ‬
‫وتعرف هذه ّ‬
‫الظاهرة ابمس "انقراض الإحياءات"‪ ،‬وميكن اإضعاف التّك ّيف غري املرغوب بطريقة "التّدريب عىل انقراض‬
‫الإحياءات" اليت هتدف اإىل اإضعاف ّالرابطة بني الإحياء املوجود يف البيئة ‪-‬أ ّاي اكن‪ -‬والاس تجابة املعتادة هل‪ 48.‬بعض مراتدي‬
‫املواقع الإابح ّية متكّنوا من اس تخدام هذه ّ‬
‫الطريقة لتقوية قدرهتم عىل ضبط النّفس‪:‬‬
‫[‪ ١٦‬عاما] "يف ّ‬
‫لك ّمرة أس تخدم الإنرتنت عىل احلاسوب أفتح موقعا من املواقع الإابح ّية‪ ،‬و ّ‬
‫مبجرد أن‬
‫حّت أعرف مدى قدريت عىل ضبط النّفس‪ .‬الس بوعان‬ ‫يظهر املوقع عىل الشّ اشة أقوم ابإغالقه مبارشة ّ‬

‫‪ 48‬يف جتربة ابفلوف‪ :‬الإحياء املوجود يف البيئة هو صوت اجلرس‪ ،‬والاس تجابة املعتادة يه اإفراز اللّعاب ترقّبا لتقدمي ّ‬
‫الطعام‪.‬‬
‫‪131‬‬
‫وحّت الن ل أعرف كيف متكّنت من جتاوزهام‪ ،‬وبعد ثالثني‬ ‫ال ّولن اكان صعبني جدّ ا بلك املقاييس‪ّ ،‬‬
‫"الريبوت" صار ابإماكين أن أؤكّد بأ ّين قد ختلّصت من عادة مشاهدة الفالم اجلنس ّية ّنائ ّيا‪،‬‬
‫يوما من ّ‬
‫اليوم أكون قد أمتمت تسعني يوما دون ادلّ خول اإىل املواقع الإابحيّة‪ ،‬وقد نسيهتا متاما‪ ،‬ول أفكّر هبا‬
‫مطلقا‪ ،‬وأشعر ك ّين ودلت من جديد‪ .‬مقت ابلس متناء ع ّدة ّمرات فقط (مخس ّمرات) خالل مدّ ة الشهر‬
‫لكين مل أشاهد الفالم الإابح ّية عىل الإطالق‪ ،‬مكراهق‪ ...‬ما اكن ابإماكين أن امتنع عن ذكل‬‫الثّالثة‪ ،‬و ّ‬
‫لكّ ّيا‪".‬‬

‫"التّدريب عىل انقراض الإحياءات" ويس ّمى أيضا "الوقاية بضبط الاس تجابة" قد ل يصلح للجميع‪ ،‬وميكن أن يكون‬
‫جمرد رؤية لقطات عابرة من ا ّلصور اجلنس ّية س تجعكل عرضة للوقوع يف الفخّ ّمرة أخرى‪ ،‬والعودة‬
‫خطرا يف حالتك اإذا اكنت ّ‬
‫اإىل مشاهدة املرئ ّيات اجلنس ّية إابفراط‪ .‬اإذا اكن احلال كذكل‪ ،‬فالجدر بك أن تبتعد عن هذه ّ‬
‫الطريقة‪ ،‬وجت ّرب طرقا غري مبارشة‬
‫الصامتة قد تكون خيارات حس نة يف هذه احلاةل (وس نأيت عىل‬
‫لتقوي إارادتك‪ ،‬ممارسة التّدريبات ّالرايض ّية وجلسات التّأ ّمل ّ‬
‫ّ‬
‫رشهحا لحقا)‪.‬‬

‫تلقّى ادلّمع‬
‫انض ّم اإىل منتدى و ّاختذ رشياك يف املساءةل‬
‫يس تفيد الكثريون من الانضامم اإىل أحد منتدايت ّ‬
‫"الريبوت" عىل الإنرتنت‪ ،‬وقد جتدها مفيدة كل أنت أيضا‪ ،‬فهيي‬
‫تعطيك جمال للتّواصل مع أخرين حياولون مه أيضا أن يقلعوا عن ارتياد املواقع الإابح ّية‪ ،‬وقد يكون ّ‬
‫الاطالع عىل جتارب الغري‬
‫مصدر اإلهام كل‪ ،‬كام أ ّن املنتدى يعطيك مساحة ّ‬
‫لتعرب عن أفاكرك‪ ،‬وقد يس تفيد أحدمه ممّا تكتب ومينحك شعورا مجيال بأن ّك‬
‫ترسع تقدّ مك حنو الهدف‪ .‬يقول أحدمه‪:‬‬
‫قادر عىل تقدمي العون لغريك‪ ،‬وقد حتصل منه عىل بعض النّصاحئ اليت ّ‬
‫ابلطبع اذلي س تقود نفسك عىل طريق النّجاح اإىل ّنايتة‪ ،‬ولكن‬ ‫"ل ختض هذه املعركة وحدك‪ ،‬أنت ّ‬
‫املنتدى عىل الإنرتنت ميكن أن يوفّر كل ذكل ال ّمك الإضا ّيف من ادلّ افع احملفّز‪ّ ،‬‬
‫وخاصة عندما ّمتر بأسوأ‬
‫املعنوايت‪".‬‬
‫الوقات‪ ،‬وتعاين من هبوط يف ّ‬

‫الاشرتاك يف منتدايت ّ‬
‫"الريبوت" عىل الإنرتنت‪ ،‬مثل منتدى "نوفاب" و"اإعادة تشغيل ال ّمة"‪ ،‬تسهّل عليك اإجياد‬
‫صديق ميكن أن يكون رشياك كل يف املساءةل‪ ،‬وهبذه ّ‬
‫الطريقة ابإماكنك أنت وأحد أصدقائك من العضاء أن تدمعوا بعضمك‬
‫‪132‬‬
‫البعض بشلك أمعق‪ ،‬يف حني حيافظ ّ‬
‫لك منمك عىل خصوص ّيته ابإخفاء هويّته احلقيقيّة‪ ،‬هذا النّوع من ادلّ مع املتبادل بني خشصني‬
‫"الريبوت"‪.‬‬
‫سواي لتحقيق نفس الهدف سارع يف جناح الكثريين يف جتربة ّ‬
‫يعمالن ّ‬
‫السلب ّية يف عضويّة املنتدايت‪ ،‬ويف تلقّي ادلّ مع املتبادل من العضاء‪ ،‬أ ّن هذا التّواصل حيصل عىل الإنرتنت‪،‬‬
‫النّاحية ّ‬
‫ول ّن مشلكتك اليت تسبّب كل الرضار يه ارتياد املواقع الإابحيّة‪ ،‬فأنت حباجة اإىل تقليص مدّ ة اس تخدام الإنرتنت‪ .‬ويف حني‬
‫ّيقر الكثريون بأ ّن عضويّة املنتدايت ساعدهتم يف بداية املشوار‪ ،‬ا ّإل أ ّن بعضهم لحظ أن ّه يف الهنّ اية صار يلجأ اإلهيا كوس يةل‬
‫لتجنّب الاخنراط يف النشطة الاجامتع ّية احلقيق ّية‪ ،‬وحني وصل هبم احلال اإىل هذه النّقطة‪ّ ،‬قرر هؤلء العضاء أن يقرصوا‬
‫ماسة اإىل التّشجيع وادلّ مع‪.‬‬
‫التّواصل مع أعضاء املنتدى فقط عىل الوقات اليت يشعرون فهيا أّنّ م حباجة ّ‬
‫اجامتعي ّيك ي ّمت بنجاح‪ ،‬ول‬
‫ّ‬ ‫اجامتعي‪ ،‬والتّعايف من الإدمان أيضا حيتاج اإىل حميط‬
‫ّ‬ ‫الإدمان مشلكة حتدث مضن حميط‬
‫هي ّم اإذا وجدت ادلّ مع والتّشجيع عىل الإنرتنت أو بدون الإنرتنت‪ ،‬املهم هو أن جتد ادلّ مع والتّشجيع عندما حتتاجه‪.‬‬
‫فيس واملواظبة عىل حضور اللّقاءات مع مجموعة ادلّ مع‬ ‫احرص عىل استشارة ّ‬
‫الط ّبيّب النّ ّ‬
‫الطبيب من ّ‬
‫القةل الواعية اليت ت ّقر بأ ّن‬ ‫وخاصة إاذا اكن ّ‬ ‫استشارة ّ‬
‫الطبيب النّ ّ‬
‫فيس ميكن أن تكون عوان كبريا كل‪ّ ،‬‬
‫طّب‪ ،‬وأن ّه ل خيتلف عن مشالكت الإدمان الخرى‪.‬‬ ‫السلو ّيك هو حاةل مرض ّية‪ ،‬واضطراب ّ‬
‫حقيقي حيتاج اإىل تدخّل ّ ّ‬ ‫الإدمان ّ‬
‫وقد يصف كل ّ‬
‫الطبيب النّ ّ‬
‫فيس الانضامم اإىل مجموعة دمع‪ ،‬بل قد يساعدك يف اختيار اجملموعة اليت تناسب حالتك‪ ،‬وعندها‬
‫تتعرف عىل أانس أخرين ياكحفون مثكل من أجل الإقالع عن مشاهدة املرئ ّيات اجلنس ّية‪ ،‬وتلتقي معهم بشلك منتظم‪،‬‬
‫سوف ّ‬
‫فال تشعر أن ّك وحيد يف هذه ّالرحةل‪ .‬وهناك أيضا مجموعات ادلّ مع اليت ت ّنظم جبهود أفراد‪ ،‬وتدار عىل مواقع عىل الإنرتنت‪ ،‬وتتبع‬
‫هذه اجملموعات برانمج الثين عرش خطوة للمعاجلة من الإدمان‪ ،‬ولقاءات العضاء قد تكون عرب الإنرتنت‪ ،‬أو وّجا لوجه‪.‬‬
‫خمتص يف معاجلة القضااي الرسيّة س يكون استامثرا جمداي ابلتّأكيد اإذا كنت تعاين من مشالكت‬
‫نفيس ّ‬
‫استشارة طبيب ّ‬
‫اجلنيس يف مرحةل ّ‬
‫الطفوةل‪ ،‬أو أن ّك عانيت من مشالكت عائل ّية جعلتك‬ ‫ّ‬ ‫أخرى مثل أاثر ال ّت ّعرض لظروف صادمة أو لل ّت ّ‬
‫حرش‬
‫العاطفي مع من حوكل‪ .‬وقد حتتاج اإىل تناول الدوية ‪-‬ولو لفرتة بس يطة‪ -‬عندما حتاول أن‬
‫ّ‬ ‫تعاين من صعوبة يف تكوين ّالرابط‬
‫القهري‪ ،‬كام أ ّن تناول الدوية ميكن‬ ‫تتوقّف عن مشاهدة الفالم الإابح ّية‪ّ ،‬‬
‫وخاصة اإذا كنت تشعر بأن ّك تعاين من الوسواس ّ‬
‫"الريبوت" وأعراض الانسحاب‪ ،‬وهذا طبعا حيتاج اإىل وصفة ط ّب ّية‪،‬‬ ‫أن يساعد يف ال ّتخفيف من أاثر احلرص النّ ّ‬
‫فيس النّاجت عن ّ‬
‫‪133‬‬
‫القهري‪:‬‬
‫اخملتص‪ .‬يقول خشص عاىن من اضطراب الوسواس ّ‬ ‫ول بدّ كل من أن تعرض نفسك عىل ّ‬
‫الطبيب ّ‬
‫"تناول مضادّات الاكتئاب ساعدين كثريا‪ ،‬شعرت كام لو أّنّ ا اكنت تدفعين اإىل المام دفعا‪ ،‬وجتربين‬
‫عىل أن أنظر اإىل حاليت نظرة اإجياب ّية‪ ،‬وهذا خري يل من أن تثقل اكهّل ّ‬
‫لك ال ّتحدّ ايت اليت كنت أ ّمر‬
‫هبا‪ ،‬وترجعين القهقرى‪".‬‬

‫ّاختذ مد ّونة خشص ّية‬


‫ادمع نفسك بنفسك‪ ،‬ومق بتسجيل أحداث جتربتك يف ّ‬
‫مدونة خشص ّية‪ ،‬فرحةل ّ‬
‫"الريبوت" ل تسري عادة يف طريق‬
‫مس تقمي من البداية اإىل الهنّ اية‪ ،‬بل س متّر بك أ ّايم حس نة وأ ّايم سيّئة‪ .‬وسوف حياول دماغك يف ال ّايم ّ‬
‫السيّئة عىل ال ّ‬
‫خص أن‬
‫الاجتاه ال ّصحيح‪ ،‬وأن ّه ل يوجد بصيص أمل بأن ّك سوف تمتكّن من حتقيق هدفك عىل الإطالق‪.‬‬
‫خطتك ل تسري يف ّ‬
‫يقنعك بأ ّن ّ‬
‫مدونتك الشّ خص ّية‪ ،‬وسوف يساعدك اسرتجاع ّاذلكرايت يف الثّبات وجتاوز‬
‫ويف أ ّايم كهذه ستس تفيد من قراءة صفحات من ّ‬
‫"الريبوت"‪ ،‬وتتذكّر الس باب اليت‬
‫الصفحات اليت تروي معاانتك يف ال ّايم الوىل من بداية ّ‬
‫وخاصة حني تقرأ ّ‬
‫الكبوات‪ّ ،‬‬
‫جعلتك ختوض هذه التّجربة من الساس‪ ،‬فزتيد من عزمك إوارصارك عىل أن تضع المور يف نصاهبا من جديد‪:‬‬
‫دونيت‪ ،‬فأدرك أ ّين قد قطعت شوطا كبريا يف رحةل‬
‫عّل رغبيت وتش تدّ ‪ ،‬كنت أقرأ م ّ‬
‫"عندما اكنت تلح ّ‬
‫الإقالع‪ ،‬وليس من املنطق أن أتراجع‪ .‬حافظ عىل خصوص ّية ّ‬
‫مدونتك بلكمة مرور اإذا مل ترغب بأن‬
‫ي ّطلع علهيا أحد‪".‬‬

‫الصعب جدّا ‪-‬بل من‬ ‫املدونة يساعدك يف التّعبري عن ّ‬


‫لك المور اليت تثقل اكهكل‪ ،‬واليت تشعر أن ّه من ّ‬ ‫كتابة ّ‬
‫املس تحيل‪ -‬أن تبوج هبا ل ّي خشص أخر‪ ،‬و إابماكنك أيضا أن تقوم بكتابة ّ‬
‫مدونة اإلكرتونية وتنرشها عىل الإنرتنت حتت امس‬
‫مس تعار خيفي هويّتك احلقيقيّة‪ ،‬وهناك العديد من املنتدايت اليت تفسح لعضاهئا اجملال لينرشوا ّ‬
‫مدونة خشص ّية عىل صفحات‬
‫املنتدى (تقدّ م هذه اخلدمة جمّاان يف بعض املنتدايت مثل منتدى "نوفاب" و"اإعادة تشغيل ال ّمة" و"دماغك يس تعيد توازنه")‪.‬‬
‫املدونة الإلكرتونية يف مثل هذه املواقع لها فائدة اإضاف ّية ويه أّنّ ا متكّن العضاء من تبادل اخلربات والنّصح‪ ،‬فيقدّ موا ادلّ مع‬
‫ّ‬
‫لبعضهم البعض بناء عىل ما ينرشون من مشاراكت‪.‬‬

‫‪134‬‬
‫ختلّص من الضّ غوطات‪ ،‬واحرص عىل ضبط النّفس والعناية هبا‬
‫مارس ال ّتامرين ّالرايض ّية والضّ غوطات النّافعة‬
‫لك ّ‬
‫الطرق والوسائل الخرى اليت‬ ‫"الريبوت" مقارنة ب ّ‬
‫ممارسة التّامرين ّالرايض ّية يه الوس يةل الكرث نفعا يف اإجناح جتربة ّ‬
‫يط ّبقها ّ‬
‫الش ّبان‪ ،‬ممارسة التّامرين ّالرايض ّية وس يةل ممتازة لرصف النّظر عن ّالرغبة املل ّحة حني يش ت ّد إاحلاهحا‪ ،‬كام أّنّ ا حتافظ عىل‬
‫لياقة اجلسم‪ ،‬وتزيد الثّقة ابلنّفس‪ ،‬ومن املعروف أيضا أ ّن ممارسة التّامرين ّالرايض ّية تساعد عىل حتسني الانتصاب دلى ّالرجال‬
‫سن الربعني‪.‬‬
‫حتت ّ‬
‫قوي يف حتسني املزاج‪ ،‬ويعتقد العلامء أّنّ ا تساعد يف التّخفيف من أاثر الإدمان ل ّن املامرسة الن ّشطة‬
‫ول ّلرايضة أثر ّ‬
‫للتّامرين ّالرايض ّية ‪-‬ولو لفرتة بس يطة فقط‪ -‬يسبّب ارتفاعا ملحوظا يف مس توى ادلّ وابمني‪ ،‬واملداومة عىل أداء التّامرين ّالرايض ّية‬
‫اليويم يؤدّي اإىل زايدة ادلّ وابمني بشلك دامئ مع ما يصاحبه من ّ‬
‫تغريات اإجياب ّية‪ ،‬ويساعد ذكل عىل‬ ‫ابنتظام كجزء من ّالروتني ّ‬
‫التّخفيف من وطأة الاخنفاض املزمن يف اإفراز ادلّ وابمني اذلي يعاين منه املدمنون يف بداية رحةل الإقالع‪ ،‬وقبل أن تس تعيد‬
‫أدمغهتم عافيهتا‪ .‬وأس تعرض هنا ما قاهل اثنان من العضاء عىل صفحات منتدايت ّ‬
‫"الريبوت"‪:‬‬
‫" ل ميكنين أن أصف مدى أ ّمه ّية مترين الضّ غط‪ ،‬ابإماكنك أن تقوم به يف أ ّي وقت‪ ،‬وأداء ال ّتمرين‬
‫عرشين ّمرة ل حيتاج اإىل أكرث من نصف دقيقة من وقتك‪ ،‬اإل أن ّه يسارع دقّات القلب‪ ،‬ويرصف اهامتمك‬
‫فوري‪ .‬إواذا اس ّمترت رغبتك يف مشاهدة الفالم الإابحيّة ابلإحلاح‬ ‫بعيدا عن ّالرغبات املل ّحة بشلك ّ‬
‫عليك‪ ،‬فقم بأداء التّمرين يف جولت متعدّ دة تفصلها عدّ ة ثو ٍان من ّالراحة‪ ،‬واس ّمتر بذكل اإىل أن تشعر‬
‫بأ ّن ذراعيك سوف تنفصالن عن جسدك‪ ،‬وبعدها لن يكون ّللرغبة املل ّحة أثر‪ ،‬وس ّمتر بسالم‪".‬‬
‫* * *‬
‫"مارس مترينات محل الثقال‪ ،‬فذكل سيساعدك‪ ،‬وإاذا مل تشعر ابلثّقة يف قدرتك عىل محل الثقال‪،‬‬
‫اييض سوف يقدّ مون كل العون والتّوجيه اإذا مل تعرف‬
‫جرب ماكينات التّمرين‪ ،‬املرشفون يف النّادي ّالر ّ‬
‫ّ‬
‫كيف تس تعملها‪".‬‬

‫تُعرف التّامرين ّالرايض ّية مبسبّبات الضّ غوط النّافعة‪ ،‬وذكل ل ّن أداء التّامرين ّالرايض ّية جيهد اجلسم اإىل حدّ ما ولكن‬
‫بدرجة يسرية‪ ،‬فيس تجيب اجلسم ملواّجة الإّجاد‪ ،‬ممّا يعطيه اإحساسا مفعام ابلنّشاط و ّ‬
‫الص ّحة واحليويّة‪ .‬الكثريون من أعضاء‬
‫"الريبوت" يؤكّدون أ ّن مسبّبات الضّ غوط النّافعة معوما ميكن أن تساعد ادلّ ماغ ل ّ‬
‫يك يس تعيد‬ ‫املنتدايت اذلين خاضوا جتربة ّ‬
‫‪135‬‬
‫حساسيّته واس تجابته ملتع احلياة اليوميّة‪ ،‬وابإماكنك زايرة موقع "نصبح أقوى" (‪ )Getting Stronger‬وتقرأ املزيد من املقالت‬
‫والحباث املتعلّقة بأداء ال ّتامرين ّالرايض ّية وتفاعل اجلسم معها‪ ،‬وميكن أن تقرأ عن مواضيع أخرى أيضا مثل فوائد ّ‬
‫الصوم من‬
‫اليويم ابملاء البارد‪ ،‬وغريها من املواضيع اليت ثبتت جدواها للكثريين ابلتّجربة واملامرسة‪.‬‬
‫حني لخر‪ ،‬والاس تحامم ّ‬
‫اكنت فكرة الاس تحامم ابملاء البارد يف املايض القريب تثري الضّ حك والفاكهة‪ ،‬ل ّن القدرة عىل حت ّمل الاس تحامم ابملاء‬
‫"الريبوت" يتحدّ ثون‬
‫البارد اكنت تعترب دليل ّالرجوةل يف القرون اخلالية أ ّايم امللكة فيكتوراي‪ ،‬بيد أ ّن الكثريين ممّن خاضوا جتربة ّ‬
‫حبامس عن أمه ّية الاس تحامم ابملاء البارد‪ ،‬وكيف ساعدهتم يف اس تعادة ّقوة ا إلرادة والتّصممي بشلك رسيع وف ّعال‪ ،‬ويف احملافظة‬
‫عىل اس تقرار احلاةل النّفس ّية‪ ،‬اإضافة ذلكل فا ّإن الاس تحامم ابملاء البارد يوصف كعالج ّ ّ‬
‫طّب يف بعض حالت الاكتئاب‪ .‬يقول‬
‫أحدمه‪:‬‬
‫"الريبوت"‪ ،‬اس تحم يوم ّيا بأبرد ماء ميكن أن يتحمهل‬‫"هذا هو اليوم الواحد والثّامنون منذ أن بدأت رحةل ّ‬
‫جسدي‪ ،‬وأحياان تكون عندي رغبة قويّة ابلهروب من ا ّحلام بسبب برودة املاء‪ ،‬اإل أ ّين أقاوم‪ ،‬وعندما‬
‫متوج عىل العامل لكّه‪".‬‬
‫أخرج من ا ّحلام أشعر بأ ّين مكل ّ‬

‫تذكّر أ ّن عليك أن جتد الوصفة اليت تناس بك‪ ،‬اإذا اكن الاس تحامم ابملاء البارد ّ‬
‫حيسن مزاجك‪ ،‬وجيعكل أق ّل رغبة‬
‫وخاصة اإذا كنت تعاين من أعراض الانسحاب‪ ،‬ولكن ليس من‬
‫إابضاعة وقتك متس ّمرا أمام شاشة احلاسوب‪ ،‬فهو مفيد كل ّ‬
‫احلمكة أن تبالغ يف أ ّي يشء‪ ،‬وأنت ابلتّأكيد تعي هذه الفكرة ج ّيدا‪.‬‬
‫اخرج من البيت‬
‫الطبيعة تغ ّذي الإبداع‪ ،‬وتلهم احللول للمشالكت‪،‬‬
‫الطبيعة مفيد ّلدلماغ‪ ،‬ف ّ‬
‫وجد الباحثون أ ّن قضاء وقت يف أفياء ّ‬
‫وقد لحظ أعضاء املنتدايت ذكل أيضا‪:‬‬
‫لك التّقن ّيات احلديثة‪.‬‬
‫الطبيعة‪ ،‬وبعيدا عن ّ‬ ‫"لقد وجدت فائدة ّمجة يف قضاء وقت خارج البيت يف أفياء ّ‬
‫ومن ويح جتربيت فا ّإن ّ‬
‫الطبيعة اخلالبة تسارع يف تعايف ادلّ ماغ‪ ،‬وعودة المور اإىل نصاهبا‪".‬‬
‫* * *‬
‫لك يوم قبل رشوق الشّ مس‪ ،‬وأركض اإىل أعىل ال ّت ّةل القريبة‪ّ ،‬مث أجلس عىل الق ّمة‬‫"أخرج من البيت ّ‬
‫الطبيعة‬‫وأتأ ّمل رشوق الشّ مس‪ ،‬وأ ّعرب عن شكري وامتناين ل ّين ما زلت ح ّيا أرزق‪ ،‬وأشعر ك ّين أعانق ّ‬
‫جرهبا‪".‬‬
‫حارا‪ ...‬عليك هبذه‪ّ ..‬‬
‫عناقا ّ‬
‫‪136‬‬
‫رضوري ومفيد‬
‫ّ‬ ‫خصص بعضا من الوقت ّللزنهة وامش اإىل احلدائق القريبة‪ ،‬وهذا‬
‫الصاخبة‪ّ ،‬‬
‫وإاذا كنت تعيش يف أجواء املدينة ّ‬
‫بلك الحوال‪ ،‬فقد اكتشف الباحثون يف جامعة ش يفيدل أ ّن البيئة الهادئة تؤثّر اإجياب ّيا عىل وظائف ادلّ ماغ‪.‬‬
‫كل ّ‬
‫املتزنهات‪ ،‬وتنفّس الهواء العليل يف أجواء الطبيعة ّ‬
‫اخلالبة‪ .‬مل خنلق لنعيش بني‬ ‫"أخرج اإىل احلدائق و ّ‬
‫اجلدران‪ ،‬وننظر اإىل الشاكل الهندس ّية‪ ،‬ونتنفّس هواء املك ّيفات طوال الوقت‪".‬‬

‫تواصل مع النّاس‬
‫اجامتعي بطبعه‪ ،‬ومفطور عىل تكوين ّالرابطة العاطف ّية اليت تس ّمى‬
‫ّ‬ ‫ال ّتواصل مع النّاس هل أ ّمه ّية كبرية‪ ،‬فالإنسان خملوق‬
‫احلب"‪ ،‬كام أ ّن أدمغتنا ليس ابإماكّنا أن تس ّمتر يف احملافظة عىل توازن احلاةل النفس ّية اإذا‬
‫ويج" أو "الوقوع يف ّ‬
‫"الارتباط ّالز ّ‬
‫كنّا نعيش حياة من الوحدة والعزةل عىل ادلّ وام‪ ،‬عىل القل ليس عىل املدى ّ‬
‫الطويل‪ .‬وليس من املس تغرب أن يشعر أحدان‬
‫ابلقلق والاكتئاب عندما جيد نفسه وحيدا ومعزول عن اجملمتع‪ ،‬وقد يلجأ اإىل معاجلة نفسه من أعراض القلق والاكتئاب ابإغراقها‬
‫يف نوع من أنواع الإدمان‪.‬‬
‫الاجامتعي ياكد يكون أفضل تأمني حص ّّي ميكن أن يتوفّر كل لن ّه يساعد عىل تقليل هرمون الكورتزيون‪،‬‬
‫ّ‬ ‫والتّواصل‬
‫فيس يسبّب زايدة يف نس بة هرمون الكورتزيون يف ادلّ م ممّا يُضعف ّجاز املناعة‪ .‬وقد أكّد خبري املعاجلة‬
‫يف حني أ ّن الضّ غط النّ ّ‬
‫الاجامتعي يف مقاةل نرشهتا جريدة نيويورك اتميز بقوهل‪" :‬نصبح أق ّل‬
‫ّ‬ ‫النّفس ّية وعمل العصاب "جميس كوين" عىل أ ّمه ّية التّواصل‬
‫ّمها و ّمغا لو اكن حولنا أانس يساعدوننا يف ضبط وتوازن احلاةل النّفس ّية"‪.‬‬
‫عندما يتوقّف املدمنون عن مشاهدة املرئ ّيات اجلنس ّية‪ ،‬ويرصفون اهامتهمم بعيدا عن "وس يةل ّالراحة" اليت اعتادوا‬
‫علهيا‪ ،‬فا ّإن ادلّ ائرة العصب ّية للماكفأة تبدأ ابلبحث عن مصادر أخرى للمتعة‪ ،‬ويف الهنّ اية سوف يبدأون ابلنتباه اإىل احملفّزات‬
‫الاجامتعي‬
‫ّ‬ ‫ا ّلطبيع ّية املوجودة حوهلم‪ ،‬ويه ّ‬
‫ابلطبع احملفّزات اليت فطرت ادلّ ائرة العصب ّية للماكفأة عىل الاس تجابة لها مثل التّواصل‬
‫مع الصدقاء أو الزواج‪ ،‬وختصيص وقت لالس تجامم يف أفياء ا ّلطبيعة ّ‬
‫اخلالبة‪ ،‬وممارسة التّامرين ّالرايض ّية‪ ،‬والعمل اجلا ّد‬
‫ادلّ ؤوب ل إالبداع وحتقيق الإجنازات احليات ّية‪ ،‬وغريها الكثري من النشطة البنّاءة واملفيدة‪ ،‬ويساعد الانشغال يف هذه النشطة‬
‫عىل اإضعاف شدّ ة ّالرغبة املل ّحة ‪-‬اليت تدفعه اإىل ارتياد املواقع الإابحيّة دفعا‪ -‬ومتكّنه من الثّبات والتّغلّب علهيا يف الهنّ اية‪.‬‬
‫‪137‬‬
‫حّت تشعر بفائدة التّواصل الاجامتعي‪ ،‬اإذا كنت تعاين‬
‫مطوةل مع النّاس ّ‬ ‫ليس من ّ‬
‫الرضور ّي أن تبدأ خبوض أحاديث ّ‬
‫من العزةل أو أ ّن الإدمان جعكل غري أبه ابل ّتواصل مع النّاس وال ّتعامل معهم‪ ،‬فابدأ بداايت بس يطة‪ ،‬وتقدّ م حنو هدفك ابل ّتدرجي‬
‫وخبطوات وئيدة‪ .‬اإليك بعض النّصاحئ اليت قدّ هما ثالثة ممّن خاضوا جتربة ّ‬
‫"الريبوت"‪:‬‬
‫"هناك الكثري من الماكن اليت ميكن أن تساعدك يف كرس عزلتك‪ ،‬وتوفّر كل الفرصة ليك تعتاد عىل‬
‫الاجامتعي والتّواجد بني النّاس‪ ،‬ولكهنّ ا يف نفس الوقت ل ّ‬
‫تشلك ضغطا اجامتع ّيا عليك‪ .‬اجلس‬ ‫ّ‬ ‫التّواصل‬
‫متزنه واقرأ‪ ،‬أو‬
‫جمةل واجلس يف مقهيى أو يف ّ‬ ‫يف املكتبة العا ّمة أو حما ّل بيع الكتب واقرأ كتااب‪ ،‬أو خذ ّ‬
‫وخصصت لها‬ ‫اخرج يف نزهة طويةل سريا عىل القدام‪ .‬لقد اثبرت عىل القيام هبذه النشطة ابنتظام‪ّ ،‬‬
‫حّت صارت جزءا من روتني حيايت‪ ،‬وقد ساعدين ذكل يف اخلروج من عزليت‪،‬‬ ‫بعض الوقت لك أس بوع ّ‬
‫وقوى شعوري بأ ّين عضو ذو قمية يف اجملمتع‪".‬‬‫ّ‬
‫* * *‬
‫لك ّمرة ينتابين الشّ عور بأ ّين غريب الطوار… أبتسم! وقد أفادين ذكل كثريا‪ ،‬ههههه‪".‬‬ ‫"يف ّ‬
‫* * *‬
‫"أحاول أن أبين عالقات "أفالطون ّية" مع النّاس اذلين أقابلهم يف اجملمتعات واحملافل والنّوادي وغريها‪،‬‬
‫ختصيص بشلك طوعي ّمرة يف الس بوع‪ ،‬وأحرص‬ ‫وبدأت منذ فرتة بتقدمي اخلدمات الاستشاريّة يف جمال ّ‬
‫لك يوم ولو ّمرة واحدة عىل الق ّل‪ ،‬فأقدّ م املساعدة لشخص حمتاج ل تربطين‬ ‫خريي ّ‬
‫عىل أن أقوم بعمل ّ‬
‫به مصلحة أو معرفة سابقة‪ .‬الاخنراط يف هذا النّوع من العمل ّ‬
‫اخلريي ساعدين يف احملافظة عىل توازين‬
‫دون ّ‬
‫شك‪".‬‬

‫واقرتاح أخر سهل نوعا ما هو أن حترض اجامتعات ذات طابع ممهنج مثل اجامتعات اندي اخلطابة "توست ماسرتز"‬
‫(‪ .)Toastmasters Club‬همام اكن اختيارك‪ ،‬حاول أن تتواصل عينا لعني مع الشخاص اذلين تقابلهم ابس مترار‪ ،‬ابدأ بكبار‬
‫الس ّن‪ ،‬وحاول أن جتعلها مثل لعبة حت ّد‪ ،‬و ْاس َع اإىل حتسني أدائك يف ّ‬
‫لك ّمرة‪ ،‬عندما تشعر أن ّك رصت تتواصل مع النّاس عينا‬ ‫ّ‬
‫لعني دون رهبة أضف الابتسامة‪ّ ،‬مث ابدأ إابلقاء التّح ّية‪ ،‬وهكذا حدّد لنفسك أهدافا جديدة أكرث جرأة يف لك ّمرة‪ّ ،‬‬
‫حّت تعود‬
‫كل روحك الاجامتع ّية ا ّلطبيع ّية تلقائ ّيا‪.‬‬
‫داوم عىل الاسرتخاء وجلسات التّأ ّمل ّ‬
‫الصامتة‬
‫الصامتة ميكن أن يكون مرحيا جدّ ا لولئك اذلين يعانون من أعراض‬
‫ختصيص بعض الوقت يوم ّيا جللسات التّأ ّمل ّ‬
‫القيادي‪،‬‬
‫ّ‬ ‫اجلهبيي من ادلّ ماغ ف ّعال بدوره‬
‫الفص ّ‬ ‫الصامتة تساعد عىل إابقاء ّ‬
‫الانسحاب‪ ،‬وقد أظهرت الحباث أ ّن جلسات التّأ ّمل ّ‬
‫‪138‬‬
‫اجلهبيي من ادلّ ماغ خم ّتص ابلعقالن ّية واملنطق و ّاختاذ القرارات ولكنّه يضعف يف حالت الإدمان‪ ،‬و ّ‬
‫لكن جلسات التّأ ّمل‬ ‫الفص ّ‬ ‫و ّ‬
‫القهري‪.‬‬ ‫الصامتة تساعد عىل تقويته‪ ،‬ويف نفس الوقت تقوم بكبح جامح اجلزء الخر من ادلّ ماغ اذلي حيفّز ويؤ ّجج ّ‬
‫السلوك ّ‬ ‫ّ‬
‫لنعرض بعض ما قاهل أعضاء املنتدايت عن جلسات التّأ ّمل ا ّلصامتة‪:‬‬
‫"قيل يل أن ّه من الفضل أل أكرث من التّفكري يف موضوع الإقالع عن مشاهدة املرئ ّيات اجلنس ّية‬
‫الصامتة‬‫الصامتة‪ .‬حفرصت عىل القيام جبلسات التّأ ّمل ّ‬ ‫تعمل كيف أمارس جلسات التّأ ّمل ّ‬ ‫حبدّ ذاته‪ ،‬وأن أ ّ‬
‫ابنتظام‪ ،‬ولكّام أمعنت يف التأ ّمل أثناء جلسايت تكل صار ذهين أقوى‪ ،‬وصار ا إلدمان أضعف‪ ،‬وذلكل‬
‫الصامتة‪ ،‬وقد ق ّل تفكريي واهامتيم مبشاهدة الفالم الإابح ّية‬ ‫اخملصص جللسات التّأ ّمل ّ‬
‫مقت بزايدة الوقت ّ‬
‫اإىل حدّ كبري‪".‬‬
‫* * *‬
‫الصامتة ابنتظام‪ ،‬فا ّإن اجلزء من دماغي اذلي حيثّين عىل الإقالع عن‬ ‫"عندما أداوم عىل جلسات التّأ ّمل ّ‬
‫اجلهبيي) يصبح أقوى وأكرب تأثريا‪ .‬وعندما أنقطع عن هذه اجللسات‪ ،‬أو‬ ‫(الفص ّ‬ ‫ارتياد املواقع الإابحيّة ّ‬
‫يتفّن ابختالق العذار لتسويغ وتربير‬ ‫أقوم هبا بشلك غري منتظم‪ ،‬فا ّإن ذكل اجلزء من دماغي اذلي ّ‬
‫فيس يصبح أقوى‪ .‬يبدو يل أ ّن‬ ‫مشاهدة الفالم الإابح ّية كوس يةل لقتل امللل أو التّخلّص من الضّ غط النّ ّ‬
‫املعركة للتّخلّص من الإدمان عىل مشاهدة املرئ ّيات اجلنس ّية يه يف احلقيقة معركة بني أجزاء ادلّ ماغ‬
‫العقالن ّية واملنطق ّية من ّجة‪ ،‬والجزاء العاطف ّية والانفعال ّية من ّجة أخرى‪ .‬وجلسات التّأ ّمل ّ‬
‫الصامتة‬
‫الفص اجلهبيي من ادلّ ماغ يف مركز القيادة‪".‬‬
‫يه برأيي أفضل وس يةل لوضع ّ‬

‫حدّد هدفا حلياتك و ّمن هواايتك وإابداعك‬


‫"الريبوت" سوف تعاين ابدلّ رجة الوىل من رصاع مع التّشتّت ّاذل ّ‬
‫هين واحلرية‪ ،‬وذلكل‬ ‫يف السابيع الوىل من رحةل ّ‬
‫عليك أن تستمثر طاقتك‪ ،‬وتشغل نفسك بأنشطة اإضاف ّية تضمن أن متل وقت فراغك‪ ،‬وتزيد ثقتك بنفسك‪ ،‬وتعطي قمية أكرب‬
‫"الريبوت" عىل رضورة ملء وقت الفراغ بأنشطة خمتلفة‪ ،‬واس تكشاف أش ياء جديدة‬ ‫حلياتك‪ .‬أكّد ّ‬
‫شاب ممّن خاضوا جتربة ّ‬
‫ميكن أن تتعلّمها‪:‬‬
‫الطريقة اليت كنت تعيشها يف‬ ‫"ل تتوقّع أن تعيش بعد الإقالع عن مشاهدة الفالم الإابح ّية بنفس ّ‬
‫الصباح وتعمل لفرتة قصرية‪ّ ،‬مث‬‫يتغري حاكل! أي أن تستيقظ من النّوم يف ّ‬ ‫السابق ّمث ترجو وتأمل أن ّ‬ ‫ّ‬
‫تتصفّح املواقع عىل الإنرتنت‪ّ ،‬مث تعود لعمكل وتعمل لفرتة قصرية‪ّ ،‬مث تتصفّح املواقع عىل الإنرتنت ّمرة‬
‫أخرى‪ ،‬وقد جتازف بسمعتك وتتصفّح مواقع غري لئقة يف موقع العمل‪ّ ،‬مث تعمل لفرتة قصرية‪ ،‬وبعدها‬
‫تتصفّح املواقع عىل الإنرتنت من جديد وهكذا دواليك… الاس مترار هبذا الشّ لك لن ّ‬
‫يغري شيئا‪ ،‬والعادات‬
‫‪139‬‬
‫السيّئة لن تزول بعصا حسري ّة‪ ،‬ولن ّ‬
‫يتغري أ ّي يشء دون أن تبذل ّجدا واعيا وهادفا للتّغيري‪".‬‬ ‫ّ‬
‫عندما تسعى وتعمل ّيك ت ّ‬
‫تعمل أش ياء جديدة ويف ّ‬
‫لك حني تفتح فهيا لنفسك أبوااب ل إالبداع فا ّإن دماغك س يكون شاكرا‬
‫كل صنيعك‪ ،‬فالإبداع و ّ‬
‫تعمل اجلديد الكهام يسهامن بفاعل ّية يف رصف ّاذلهن ّمعا يشغهل ويشتّته‪ ،‬ومينحان الشّ خص الشّ عور‬
‫ابلرضا والامتنان‪ ،‬وحني تشغل وقتك ابل ّت ّعمل وال ّتجديد سوف ّ‬
‫يتودل دليك توقّع وترقّب بأن ّك ستنجز شيئا ها ّما وذا قمية‪.‬‬ ‫ّ‬
‫حب املوس يقى‪ ،‬وبعد الإقالع عن ارتياد املواقع الإابح ّية حت ّسنت قدريت عىل الداء والإبداع يف عزف‬ ‫"أ ّ‬
‫املوس يقى‪ ،‬وكذكل زاد من اس متتاعي بسامعها‪ .‬لقد "ألّفت" يف ذهين حوايل عرشين أغنية يف الشّ هور‬
‫"الريبوت"‪ ،‬واكتشفت أيضا أ ّين مبدع يف اإلقاء النّاكت‪ ،‬ويف خوض‬ ‫القليةل املاضية منذ أن بدأت رحةل ّ‬
‫النّقاشات‪ ،‬وبدون مقدّ مات رصت أرى الحاديث مع النّاس وكّنّ ا معزوفات موس يق ّية‪ ،‬وأجد هذا‬
‫املرسيح يف‬
‫ّ‬ ‫ال ّتغيري ممتعا جدّ ا‪ ،‬ومثريا ل إالجعاب يف نفس الوقت‪ .‬أفكّر حال ّيا ابلنضامم اإىل فرقة النّادي‬
‫لعّل أمتكّن من تطوير هواييت‪ ،‬مل أعد أشعر برهبة من التّمثيل عىل خش بة املرسح‪ ،‬وهذا شعور‬ ‫اجلامعة ّ‬
‫مثري حقّا‪".‬‬
‫* * *‬
‫الس نوات القليةل املاضية تركت موهبيت الفنّ ّية ترتاجع‪ ،‬وتفقد أ ّمهيهتا‪،‬‬‫لكين يف ّ‬ ‫يقي‪ّ ،‬‬‫" أان اكتب وموس ّ‬
‫السبب أ ّين بدأت ابرتياد املواقع الإابح ّية عىل الإنرتنت‪ ،‬ومع‬ ‫جمرد أعامل جانب ّية واثنويّة‪ ،‬و ّ‬
‫حّت صارت ّ‬ ‫ّ‬
‫فين‪ ،‬ل ّين كنت أجد‬ ‫ال ّايم انغمست يف تصفّح املواقع أكرث وأكرث‪ .‬ظننت وقهتا أ ّين أ ّمر مبرحةل مجود ّ ّ‬
‫جمرد مالحظات أو‬ ‫حّت ّ‬ ‫صعوبة يف ال ّت ّفرغ لعاميل الفنّ ّية‪ ،‬فمل يكن ابإماكين أن أجلس وأكتب‪ ،‬ول ّ‬
‫الفين‪ ،‬وأمعل حال ّيا عىل‬‫"الريبوت" عدت اإىل الزتايم ابلعمل ّ ّ‬ ‫خواطر عابرة‪ .‬ولكن منذ أن بدأت رحةل ّ‬
‫تأليف ثالث أغنيات‪ ،‬و ّالرابعة ما تزال يف مرحةل الإعداد‪ ،‬وس تجد طريقها اإىل النّور قريبا‪".‬‬

‫"الريبوت"‪ ،‬والكثريون مهنم‬ ‫س تجد أ ّن العديد من ّ‬


‫الش ّبان يبدأون ابلعودة اإىل ممارسة هواايهتم املفضّ ةل من جديد مع بداية رحةل ّ‬
‫حياولون اس تكشاف هواايت وهمارات جديدة‪ ،‬وهذا ما ّعرب عنه ثالثة مهنم‪:‬‬
‫"بدأت أخذ دروسا معل ّية يف ا ّلطبخ واخلزب‪ ،‬أجدها ممتعة جدّ ا‪ ،‬وتشغلين عن مشلكيت‪ ،‬وعندما‬
‫أّنيي ادلّ رس أحصل عىل ماكفأة ذليذة‪".‬‬
‫* * *‬
‫"رصت أمارس رايضة اليوغا‪ ،‬وهذا يساعدين عىل اخلروج من البيت واس هتالك جزء من طاقيت‪ ،‬وأيضا‬
‫تعرف عىل الكثري من الفتيات احلس ناوات‪ ،‬فتيات حس ناوات جدّ ا… وهذا يشء ما‬ ‫يعطيين فرصة ل ّ‬
‫"الريبوت"!"‬
‫كنت أبه به قبل ّ‬
‫‪140‬‬
‫* * *‬
‫"الريبوت" بدأت ابلعزف عىل اجليتار من جديد‪ ،‬ورصت أذهب اإىل النّادي ّالر ّ‬
‫اييض‬ ‫"منذ بدأت رحةل ّ‬
‫الص ّح ّي والهندام النيق‪".‬‬ ‫ابنتظام‪ ،‬وبدأت أ ّ‬
‫تعمل عادات اللك ّ‬

‫نصيحة ق ّيمة‬
‫احرص دامئا عىل وضع ح ّد للنشطة اليت تزيد اإفراز ادلّ وابمني بشلك غري هادف مثل اللعاب ا إللكرتون ّية‪ ،‬وتناول‬
‫الرسيعة‪ ،‬ولعب القامر‪ .‬وجتنّب قضاء الوقت يف تصفّح مواقع التّسلية مثل موقع "فيس بوك" (®‪،)Facebook‬‬
‫الوجبات ّ‬
‫السطح ّية واخلالية‬
‫و"متبلر" (®‪ ،)Tumbler‬و"تويرت" (®‪ ،)Twitter‬و"ايهو" (®‪ ،)Yahoo‬أو مشاهدة برامج ال ّتلفزيون ّ‬
‫ابلرضا والامتنان‬ ‫من املضمون‪ .‬واستبدل هذه النشطة اليت هتدر الوقت دون فائدة بأنشطة أخرى ميكهنا أن ّ‬
‫تودل دليك شعورا ّ‬
‫عىل املدى البعيد‪ّ ،‬‬
‫حّت إوان مل تكن تعطيك نفس ادلّ رجة من الإاثرة الن ّية عىل املدى القريب‪.‬‬
‫عليك ابلنشطة البنّاءة مثل جتاذب أطراف احلديث مع النّاس‪ ،‬أو تنظمي وترتيب ماكن معكل‪ ،‬أو املداومة عىل‬
‫جلسات التّدليك العالج ّية‪ .‬وميكنك أن تقيض بعض الوقت يف التّفكري اجلاد يف مس تقبكل‪ ،‬وحتديد أهداف حياتك‪ .‬وابإماكنك‬
‫أيضا أن تقوم بزايرة خشص عزيز عليك‪ ،‬أو تشغل نفسك ببناء وتركيب يشء ما‪ ،‬أو بزراعة اخلرضاوات يف حديقة مزنكل‪.‬‬
‫الاجامتعي‪ ،‬أو يساعدك عىل أن متيض قدما‬
‫ّ‬ ‫ابختصار‪ ،‬اشغل نفسك بعمل مينحك الشّ عور ابلنامتء‪ ،‬أويزيد من فرص ال ّتواصل‬
‫خشيص طويل المد‪.‬‬ ‫ّ‬
‫ابجتاه حتقيق هدف ّ‬
‫قوي تصعب مقاومته‪ ،‬وميكن أن يستس يغه البعض كنوع من‬
‫املرئ ّيات اجلنس ّية املتوفّرة عىل الإنرتنت تعمل مكحفّز ّ‬
‫وخاصة أولئك اذلين يعانون من حالت امللل‪،‬‬ ‫ال ّتطبيب ّاذلايت اذلي يساعدمه يف جتاوز ّ‬
‫الصعوابت احليات ّية اليت تواّجهم‪ّ ،‬‬
‫فيس‪ ،‬والوحدة‪ .‬ولكن اإذا كنت قد قرأت هذا الكتاب ابإمعان وتفكّر‪ ،‬فأرجو هللا أن تكون قد اقتنعت‬
‫والإحباط‪ ،‬والضّ غط النّ ّ‬
‫للطبيعة مثل املرئ ّيات اجل ّنس ية عىل الإنرتنت فقط هبدف التّغلّب عىل هذا النّوع‬
‫بأ ّن تعريض دماغك مرارا وتكرارا حملفّز خارق ّ‬
‫من املشالكت إانّام هو صفقة خارسة‪ ،‬لّنا يف الهنّ اية س تكون وابل عليك‪ ،‬وعىل ّ‬
‫حصتك وأهداف حياتك‪.‬‬
‫ايت‪ ،‬الاهامتم ابللّياقة البدن ّية و ّ‬
‫تعمل عادات اللك‬ ‫لكّام اهمتمت بتحسني حالتك النّفس ّية‪ ،‬لكّام قلّت حاجتك للتّطبيب ّاذل ّ‬
‫الس نني والإنسان يصارع حتدّ ايت احملافظة عىل توازن ادلّ ماغ دون اس تعامل الدوية‬
‫الص ّح ّي يه خطوة البداية فقط‪ .‬منذ ألف ّ‬
‫ّ‬
‫‪141‬‬
‫املتوفّرة يف هذا العرص‪ ،‬والكثريون ممّن س بقوان تركوا لنا حلول اثقبة وملهمة‪ ،‬ويه اليوم متوفّرة عىل الإنرتنت ليس تفيد مهنا‬
‫وري أن تعيد اخرتاع ادلّ ولب‪ ،‬انظر حوكل واحبث‪ ،‬فكّر بعمق‪ّ ،‬‬
‫وطور مع الوقت فلسفتك يف احلياة ّمث‬ ‫الرض ّ‬
‫امجليع‪ .‬ليس من ّ‬
‫امعل عىل تطبيقها‪.‬‬

‫كن اإجيابيّا‪ ،‬اقبل عىل مناهل العمل‪ ،‬واحبث عن الإلهام‬


‫ارفق بنفسك‬
‫"الريبوت" بسهوةل ي ّمتزيون ابملرح وروح الفاكهة‪ ،‬ويتق ّبلون اإنسانيّهتم‪ ،‬ويدركون مواطن‬
‫أولئك اذلين جيتازون جتربة ّ‬
‫ضعفهم‪ .‬ي ّقرون بأ ّن دلهيم رغبة يف اجلنس‪ ،‬ولكهنم يف نفس الوقت يقدّ رون ذواهتم‪ ،‬وحيرتمون هذه الفطرة الإنسان ّية‪ ،‬ويدركون‬
‫الص ّح ّي عند الاس تجابة لهذه الرغبة‬ ‫أمه ّيهتا‪ ،‬وبدل من أن ينكروها‪ ،‬ويتنكّروا لها‪ ،‬فاإّنم حيملون أنفسهم عىل الالزتام ّ‬
‫ابلسلوك ّ‬
‫ابلرمحة‬
‫حّت يصلوا اإىل ّبر المان‪ .‬ومه ابلتأكيد يعاملون أنفسهم ّ‬ ‫الفطريّة‪ ،‬ويوّجون طاقهتم اجلنس ّية ابلتّدرجي اإىل ّ‬
‫الطريق القومي ّ‬
‫و ّالرفق‪ ،‬فال يقسون علهيا‪ ،‬أو هيدّ دوها ابلفشل واخليبة عند لك كبوة أو انتاكسة‪.‬‬
‫ّالرغبة اجلنس ّية يه فطرة اإنسان ّية ل غىن عهنا‪ ،‬ويه عامل وسائق أساس ّيان يف احلياة‪ ،‬وعندما تتّخذ القرار ابلتّ ّ‬
‫خّل‬
‫عن الإاثرة اجلنس ّية املكث ّفة اليت توفّرها كل مشاهدة الفالم الإابح ّية‪ ،‬سوف ّ‬
‫يتعرض دماغك اإىل تغيري كبري‪ ،‬ويتو ّجب عليك‬
‫أن تتعامل مع النّتاجئ املرتتّبة عىل هذا التّغيري‪ .‬وذلكل مفن الفضل أن تعمل عىل التّخفيف عن نفسك‪ ،‬والتّيسري علهيا قدر‬
‫تعرثت‪ ،‬وتس ّمتر‬
‫حّت تمتكّن من اجتياز هذه املرحةل الانتقال ّية‪ ،‬فتسامح نفسك اإذا أخطأت‪ ،‬وتقف من جديد اإذا ّ‬
‫املس تطاع ّ‬
‫وري جدّ ا أن تكون مران يف مواّجة ال ّتحدّ ايت‪ ،‬خت ّيل ماذا تفعل عندما‬
‫الرض ّ‬ ‫حّت تصل اإىل هدفك الهنّ ّ‬
‫ايئ‪ .‬من ّ‬ ‫ابلسعي قدما ّ‬
‫ّ‬
‫متارس رايضة ّالزتلّج عىل اجلليد‪ ،‬أو ا ّلزتلّج عىل املاء‪ :‬ينبغي عليك أن تتجاوب مع التّ ّعرجات واحلواجز اليت تعرض كل ّ‬
‫حّت‬
‫تظ ّل ماضيا يف طريقك ول تت ّعرث‪.‬‬
‫ّ‬
‫تعمل كيف يس تجيب دماغك للشّ هوات‬
‫"الريبوت" يقدّ رون قمية ّاطالعهم عىل املعلومات اليت ت ّ‬
‫وحض الوظائف الساس ّية ل ّدلماغ‬ ‫ّ‬
‫لك اذلين خيوضون جتربة ّ‬
‫بغض النّظر عن مدى تب ّحرمه يف العلوم ا ّلطبيع ّية‪ ،‬فاإّنّ م يس تفيدون فائدة ّمجة من ّ‬
‫تعمل مبادئ‬ ‫عند الاس تجابة للشّ هوات‪ ،‬و ّ‬

‫‪142‬‬
‫ابلطبع‪ -‬املرئ ّيات اجلنس ّية‬ ‫تعرضها للمحفّزات اخلارقة ّ‬
‫للطبيعة‪ ،‬ومن مضهنا ‪ّ -‬‬ ‫عمل وظائف ادلّ ماغ اليت ترشح كيف تتأثّر أدمغهتم عند ّ‬
‫املتوفّرة عىل الإنرتنت هذه ال ّايم‪ .‬عمل وظائف ادلّ ماغ ي ّبني هلم كيف وصلوا اإىل حاهلم اليت مه علهيا فقط بسبب ارتيادمه ّ‬
‫املتكرر‬
‫للمواقع الإابح ّية‪ ،‬وليس هذا حفسب ولكنّه أيضا يدلّهم عىل ال ّطريق اإىل الإصالح‪:‬‬
‫جرد أن عرفت ما اذلي حيصل يف دماغي‪ ،‬وما اذلي يسبّب يل املشالكت اليت أعاين مهنا‪ ،‬شعرت‬ ‫"مب ّ‬
‫الطريقة اليت خيدعنا هبا دماغنا‪ ،‬وعندما تسلّحت هبذه املعرفة‬‫ابلرتياح‪ .‬لقد تفاجأت كثريا عندما عرفت ّ‬
‫رصت أشعر بأ ّين قادر عىل متيزي وفهم ما حيدث يل‪ ،‬وزادت ثقيت بأ ّين سوف أمتكّن من ح ّل مشلكيت‪،‬‬
‫وأ ّين سأمتكّن من التّغلّب عىل العراض اليت أعاين مهنا قبل فوات الوان‪ .‬شاهدوا الفيديوهات ال ّتعلمي ّية‬
‫عىل موقع "دماغك حتت تأثري الإابح ّية"‪ ،‬أنصحمك مبشاهدهتا"‪.‬‬

‫موقع "دماغك حتت تأثري الإابحيّة" هو املوقع اذلي أ ّسس ته قبل س نوات‪ ،‬وهو بيت القصيد للك هم ّمت ّ‬
‫ابلطالع عىل‬
‫خيص الإدمان عىل مشاهدة املرئ ّيات اجلنس ّية‪ ،‬وحيوي املوقع مصادر علم ّية ّ‬
‫متنوعة مثل الفيديوهات‬ ‫عمل وظائف ادلّ ماغ فامي ّ‬
‫الط ّب ّية‪ ،‬والحباث الاكدمي ّية املتعلّقة ابلإدمان‬
‫وّجة اإىل عا ّمة النّاس‪ ،‬ابلإضافة اإىل عدد كبري من ادلّ راسات ّ‬
‫املبسطة امل ّ‬
‫ا إلرشاديّة ّ‬
‫السلو ّيك‪.‬‬
‫ّ‬
‫احبث عن الإلهام‬
‫حّت يوم ّيا لو احتاج‬
‫"الريبوت" مليئة ابلتّحدّ ايت‪ ،‬ومن املفيد كل أن جتد منبعا ل إاللهام تس تقي منه ابنتظام‪ ،‬أو ّ‬
‫رحةل ّ‬
‫المر‪ .‬قد يكون مصدر اإلهامك هو اشرتاك يف أحد املنتدايت عىل الإنرتنت‪ ،‬فهيي توفّر الكثري من ادلّ مع والتّشجيع لعضاهئا‪،‬‬
‫ديين لعدّ ة دقائق هو ما يشعرك ّ‬
‫ابلراحة‬ ‫جمرد ّ‬
‫الاطالع عىل كتاب ّ‬ ‫وقد يأتيك من قراءة أفاكر فيلسوف شهري‪ ،‬ومن املمكن أ ّن ّ‬
‫شاب متح ّمس للمطالعة‪:‬‬
‫ويبعث فيك المل‪ .‬يقول ّ‬
‫وحبق هو املطالعة‪ ،‬كتايب املفضّ ل أعطاين حتدّ اي مثريا‪ ،‬طلب الاكتب‬ ‫"الّشء الثّاين اذلي ساعدين كثريا ّ‬ ‫ّ‬
‫خطة معل ّية‪ ،‬وحيدّ د اخلطوات اليت ينبغي أن‬ ‫لك قارئ أن حيدّ د هدفا حيات ّيا يو ّد حتقيقه‪ّ ،‬مث يضع ّ‬ ‫من ّ‬
‫بغض النّظر عن ّ‬
‫لك‬ ‫خيطوها من أجل حتقيق هذا الهدف‪ّ ،‬مث يلزتم بتنفيذها‪ ،‬بل وجيرب نفسه عىل اإمتاهما ّ‬
‫املشاعر املضادّة اليت قد يشعر هبا‪.‬‬
‫جامتعي"‪ ،‬ووضعت خطوات معل ّية من‬ ‫حسن قدريت عىل ال ّتواصل الا ّ‬ ‫حفدّ دت لنفيس هدفا وهو "أن أ ّ‬
‫أجل حتقيق هديف‪ ،‬فاشرتكت يف النّادي اجلامع ّي رمغ أ ّين نفس ّيا مل أكن م ّيال اإىل الاشرتاك يف أ ّي اند‪،‬‬
‫ورصت حريصا عىل أن أكون البادئ يف املناقشات مع زماليئ يف ادلّ راسة ّ‬
‫حّت ولو مل أكن أشعر برغبة‬
‫‪143‬‬
‫حّت لو كنت قد‬ ‫يف احلديث‪ ،‬وعندما كنت أتلقّى دعوة للخروج اإىل ان ٍد أو ّ‬
‫متزنه كنت أ ّلّب ادلّ عوة‪ ،‬و ّ‬
‫عزمت عىل عدم اخلروج من املزنل كنت أمحل نفيس عىل اخلروج وتلبية ادلّ عوة‪ ،‬وقد حاولت أن أحبث‬
‫عن صداقات جديدة رمغ أ ّن هذه اخلطوة اكنت تسبّب يل التّوتّر‪ .‬لقد اكنت هم ّمة صعبة جدّ ا‪ ،‬ولكهنّ ا‬
‫السبب يف ّ‬
‫تعريف عىل مجموعة من الصدقاء املمتازين‪".‬‬ ‫يف الهنّ اية اكنت ّ‬

‫"الريبوت"‪ ،‬وختلّصوا من براثن الإدمان عىل ارتياد‬ ‫ميكنك ّ‬


‫الاطالع عىل املزيد من ال ّتجارب امللهمة لشخاص خاضوا جتربة ّ‬
‫املواقع الإابح ّية‪ ،‬لقد مقت جبمع املئات مهنا من منتدايت عدّ ة‪ ،‬ونرشهتا يف مقتطفات عىل موقع "دماغك حتت تأثري الإابح ّية"‬
‫ابللّغة الإجنلزييّة‪ّ ،‬‬
‫لالطالع علهيا مق ابليت‪:‬‬
‫‪ -‬ادخل عىل املوقع ‪ http://yourbrainonporn.com‬عىل الإنرتنت‬
‫‪ -‬انقر عىل ‪Rebooting‬‬
‫‪ -‬مث اخرت من القامئة ‪Rebooting Accounts‬‬
‫حتدّ ايت ّ‬
‫"الريبوت"‬
‫أعراض الانسحاب‬
‫الساعية اإىل اخلري بأ ّن "مشاهدة‬
‫الصادقة و ّ‬ ‫املرة أ ّن الثّقافة ّ‬
‫السائدة مازالت تاكبر‪ ،‬وما زالت تنكر املقوةل ّ‬ ‫احلقيقة ّ‬
‫املرئ ّيات اجلنس ّية عىل الإنرتنت بكرثة ودون حدّ ميكن أن تسبّب الإدمان"‪ ،‬وهذا الواقع املؤسف هو ّ‬
‫السبب يف أ ّن أعراض‬
‫"الريبوت" بدرجة شدّهتا وعنفها‪ ،‬ممّا يدفع الكثريين مهنم اإىل ارتياد املواقع الإابح ّية‬
‫الانسحاب تفاجئ أولئك اذلين خيوضون جتربة ّ‬
‫من جديد‪ ،‬بل والعدول عن فكرة الإقالع ّنائ ّيا‪ ،‬وهذا ما حي ّذر منه هنا أحد هؤلء ّ‬
‫الش ّبان‪:‬‬
‫السبب أن ّنا نفشل‪ .‬هذه العراض‬ ‫"أعراض الانسحاب مقرفة‪ ،‬ولكن ل أحد يتحدّ ث عهنا مبا يكفي‪ ،‬ويه ّ‬
‫يتوسل اإلينا‪،‬‬
‫تعرب عن حال مركز املاكفأة وهو ّ‬ ‫تعرب عن رغبة ادلّ ماغ مبشاهدة املرئ ّيات اجلنس ّية‪ ،‬و ّ‬ ‫ّ‬
‫املربرات والس باب ليك نعود اإلهيا من جديد‪.‬‬ ‫وهيدّ دان‪ ،‬ويعاقبنا‪ ،‬ويرجوان‪ ،‬ويفاوضنا‪ ،‬ويعطينا ّ‬
‫أعراض الانسحاب مؤملة جدّ ا‪ ،‬وتسبّب لنا ألما بدن ّية‪ ،‬وعقل ّية‪ ،‬ونفس ّية‪ .‬اإّنّ ا حالت ّالرنفزة والعصب ّية‬
‫اليت تنتابنا‪ ،‬ونوابت ال ّت ّعرق الشّ ديد‪ ،‬والقشعريرة اليت ترسي يف أبداننا‪ ،‬واللم الغامضة اليت نشعر هبا‬
‫يف أماكن غريبة‪ ،‬وضباب ّية التّفكري اليت نعاين مهنا عندما نتوقّف عن مشاهدة الفالم الإابحيّة‪ .‬هذه يه‬
‫مبجرد تزويده جبرعة بس يطة وغري‬ ‫لك هذه اللم س تنهتيي وتتالىش ّ‬ ‫ال ّطريقة اليت خيربان هبا دماغنا بأ ّن ّ‬
‫ضارة من املرئ ّيات اجلنس ّية‪.‬‬
‫ّ‬
‫"الريبوت" كنت أعاين من أعراض الانسحاب‪ ،‬شعرت بأ ّين أصبت ابلهتاب يف‬ ‫عندما بدأت جتربة ّ‬
‫‪144‬‬
‫اجليوب النفيّة‪ ،‬واكنت أس ناين تؤملين فعال‪ .‬ويف احلقيقة مل يكن عندي الهتاب يف اجليوب النفيّة‪،‬‬
‫لكن دماغي اكن حياول ‪-‬بشلك أو بأخر‪ -‬أن جيعلين أشعر ابملعاانة والمل‪ّ ،‬‬
‫حّت‬ ‫وأس ناين اكنت سلمية‪ ،‬و ّ‬
‫جيرين اإىل حماوةل حتسني الوضع جبرعة مسكّنة من الفالم الإابح ّية‪".‬‬
‫ّ‬

‫أعراض الانسحاب معروفة يف ّ‬


‫لك أنواع الإدمان‪ ،‬ويعاين مهنا الشّ خص ّ‬
‫مبجرد الإقالع عن مادّة الإدمان‪ ،‬سواء أاكنت‬
‫مادة خمدّ رة أو سلوك بعينه‪ ،‬وذكل لن ّه يتوقّف عن تزويد دماغه مبصدر الإاثرة املفرطة اليت اعتاد علهيا بشلك م ّ‬
‫تكرر‪ ،‬وحرمان‬
‫تغريات كمييائ ّية‪-‬عصب ّية يف ادلّ ماغ يه املسؤوةل عن أعراض الانسحاب‪ .‬وعادة تظهر‬
‫ادلّ ماغ من مصدر املتعة يؤدّي اإىل حدوث ّ‬
‫قوي ينتاب املدمن بأ ّن العامل مظمل‪،‬‬ ‫أعراض الانسحاب عىل هيئة ردود فعل مبالغ فهيا عند ال ّت ّعرض للضّ غط النّ ّ‬
‫فيس‪ ،‬وشعور ّ‬
‫"الريبوت" يه الصعب‬
‫وابئس‪ ،‬ول معىن هل يف غياب الإاثرة اليت حيصل علهيا من مادّة الإدمان‪ .‬والسابيع الول من رحةل ّ‬
‫عىل الإطالق‪ ،‬يقول أحدمه‪:‬‬
‫"الريبوت"‪ :‬لن يكون ابإماكنمك أن‬ ‫"دعوين أخربمك حقيقة ما س يواّجمك عندما ّتقرروا أن تبدأوا حتدّ ي ّ‬
‫لك يوم‪ ،‬وستشعرون أنّمك فعال وحقّا غري‬ ‫حتقّقوا هذا الهدف! أو عىل القل هذا ما س يدور خبدلمك ّ‬
‫قادرين عىل الاس مترار‪ .‬س تعانون من ال ّتقلّبات النّفس ّية الشّ ديدة‪ ،‬ومن أعراض الانسحاب املث ّبطة‪،‬‬
‫يتعمل املّش بعد‪ .‬يف البداية سيبدو‬ ‫وس تكونون مكن لكّف نفسه هممة تسلّق جبل شاهق‪ ،‬بيد أن ّه مل ّ‬
‫المر مس تحيال‪ ،‬ولكن مع مرور ال ّايم‪ ،‬ولكّام خطومت خطوات قليةل اإىل المام‪ ،‬فا ّإن عضالتمك ‪-‬أي ّقوة‬
‫إارادتمك‪ -‬سوف تمنو‪ ،‬وتقوى‪ ،‬وس يصبح حتقيق هدفمك قريب املنال‪.‬‬
‫"الريبوت" عىل أن ّه حرب رضوس يش هنّ ا‬ ‫لك يوم‪ ،‬ول ينظر أحدمك اإىل ّ‬ ‫وذلكل عيشوا التّجربة يوما بيوم‪ّ ،‬‬
‫ليقتلع عادة ارتياد املواقع الإابح ّية من جذورها يف عدد حمدّد من ال ّايم‪ ،‬إوا ّل ستبدو ال ّتجربة عىل أّنّ ا‬
‫أكرب من أن حتمتل‪.‬‬
‫كن واعيا بأ ّن ما تفعهل هو أن تقول "ل للمرئ ّيات اجلنس ّية" أ ّول ّمرة‪ ،‬وعندما ت ّلح عليك ّالرغبة من‬
‫جديد س تقول "ل" ّمرة أخرى‪ ،‬ارصخ "ل" يف خمدّتك‪ ،‬ويف قلبك‪ ،‬وارم هذه الفاكر بعيدا‪ .‬اشغل‬
‫نفسك مبا يرصفها عن التّفكري يف هذا املوضوع‪ ،‬وستشعر بعدها أنك أسعد حال دون مشاهدة‬
‫املرئ ّيات اجلنس ّية‪ ،‬وس تدرك أيضا جحم اخلسارة اليت ستتك ّبدها فامي لو رجعت اإىل حاكل اذلي كنت‬
‫لعكل اإن عدت اإىل الإدمان‪ ،‬فلن تمتكّن من قطع هذا الشّ وط من جتربة ّ‬
‫"الريبوت"‬ ‫عليه من قبل‪ .‬بل ّ‬
‫ّمرة أخرى‪ ،‬فال تفسح اجملال لل ّرغبة املل ّحة أن هتزمك‪.‬‬
‫الّشء ذاته يف ّ‬
‫لك ّمرة تعود اإليك‬ ‫نعم‪ ،‬قل "ل للمرئ ّيات اجلنس ّية" ّمرة واحدة يف البداية‪ ،‬وافعل ّ‬
‫ّالرغبة إابحلاح‪ ،‬وهذا هو احل ّل‪ ،‬ليس عددا حمدّ دا من ال ّايم‪ ،‬وليس ال ّت ّ‬
‫حّل ب ّقوة ا إلرادة لجل معلوم‪،‬‬
‫بل ا ّإن احل ّل يمكن يف تغيري طريقة احلياة‪ ،‬ويف "ل" هادئة تقولها لكّام ومضت أمامك نزوة عابرة هنا أو‬
‫‪145‬‬
‫هناك‪ ،‬وحاولت أن جتد لنفسها يف قلبك موطئ قدم‪".‬‬

‫العصّب يف بنيته‪ ،‬فاإذا ّعرضنا ادلّ ماغ حملفّز‬ ‫كام ّوحضنا أنفا‪ ،‬فا ّإن ادلّ ماغ جياهد ابس مترار ليحافظ عىل التّوازن الك ّ‬
‫مييايئ‪ّ -‬‬
‫قوي ولفرتة طويةل‪ ،‬فا ّإن خالاي ادلّ ماغ تقوم إابحداث تغيريات هتدف اإىل تقليل حساسيّهتا لبعض النّاقالت العصب ّية اليت تُفرز‬
‫ّ‬
‫اس تجابة لهذا احملفّز‪ .‬وابل ّتايل فا ّإن تعريض ادلّ ماغ ل إالاثرة املفرطة‪ ،‬وبشلك مزمن ميكن أن يؤدّي اإىل خدر وضعف يف الاس تجابة‬
‫للمتع واملشاعر يف احلياة اليوم ّية‪ ،‬فيصبح الشّ خص وكن ّه م ّيت خارج من قربه (زومّب)‪ ،‬وتصبح احلياة يف نظره ّممةل‪ ،‬وغري‬
‫هادفة‪ .‬وابملقابل‪ ،‬عندما نتخلّص من احملفّز ّ‬
‫القوي اذلي ي ُسبّب دلماغنا الإاثرة املفرطة واملبالغ فهيا فا ّإن هذا اخلدر يتالىش‬
‫تدرجي ّيا‪ ،‬وتنعكس تأثرياته‪ .‬وذلكل نالحظ بأ ّن تقلّب املزاج اذلي يعاين منه املقلعون قد يكون يف الواقع أ ّول اإشارة اإىل أ ّن مثّة‬
‫تتوج اجلهود ابس تعادة ادلّ ماغ توازنه‪.‬‬
‫تغيريات حتدث يف أدمغهتم‪ ،‬وتبدأ اللوان الهبيجة ابلعودة تدرجي ّيا‪ ،‬وتزداد احلاسة‪ ،‬و ّ‬
‫"أشعر بأ ّن دماغي يعمل مثل أرجوحة الطفال‪ ،‬من املمكن أن ينقلب مزايج يف اليوم الواحد من‬
‫الاس متتاع بيوم مجيل اإىل مقارعة هواجس الانتحار‪ ،‬ويف غضون ساعات فقط‪ .‬من ّ‬
‫الصعب جدّ ا حت ّمل‬
‫هذا الوضع‪ ،‬اإل أن ّه يطمئنين بأ ّن شيئا ما داخل دماغي حياول أن يص ّحح نفسه‪".‬‬

‫خصايئ يف عمل النّفس "دوغ لزييل" حمارضة يف "مؤمتر تيد" (‪ )TED Talks‬بعنوان " ّخف املتعة"‪ ،‬وعرض‬
‫ألقى ال ّ‬
‫ابلصوم عن اللك متاما لفرتات مع ّينة‪ ،‬أو ابلقتصار‬
‫حالت لشخاص عانوا من الإفراط يف تناول الطعمة‪ ،‬ولكهنّ م عندما قاموا ّ‬
‫عىل تناول العصري فقط‪ ،‬متكّنوا من التّغلّب عىل ّالرغبة املل ّحة اليت تدفعهم ل إالرساف يف تناول ّ‬
‫الطعام‪ .‬املبدأ هو نفسه‪ :‬تزداد‬
‫حساس ّية الشّ خص للمحفّزات ا ّلطبيع ّية املوجودة يف أنشطة احلياة اليوم ّية اإذا ختلّص من الإاثرة املفرطة اليت تسبّهبا مادة‬
‫لك احملفّزات اليت تنشّ ط مركز املاكفأة يف ادلّ ماغ‪ ،‬مبا يف ذكل مشاهدة املرئ ّيات اجلنس ّية عىل‬
‫الإدمان‪ ،‬وهذا املبدأ ينطبق عىل ّ‬
‫الإنرتنت‪.‬‬
‫"الريبوت" يعانون من أعراض انسحاب بس يطة ابلاكد تذكر‪ ،‬والبعض الخر يعانون من أعراض حادّة‬
‫بعض ّرواد ّ‬
‫السادسة والعرشين من العمر اعتاد عىل ارتياد املواقع الإابح ّية بكرثة‪ ،‬ولس نوات طويةل‪:‬‬ ‫جدّ ا‪ ،‬يقول ّ‬
‫شاب يف ّ‬
‫"يف الس بوع ال ّول عانيت من أسوأ أنواع الرق اذلي ميكن خت ّيهل‪ ،‬ل أذكر أ ّين متكّنت من اخللود اإىل‬
‫الس تّة الوىل‪ّ ،‬ودلت ّ‬
‫دلي هذه التّجربة قناعة بأ ّن أس بوعا من التّدريبات العسكريّة‬ ‫النّوم ّنائ ّيا طيةل ال ّايم ّ‬
‫‪146‬‬
‫حسن رويدا رويدا‪ ،‬ا ّإل أ ّين‬
‫يف معسكر حر ّيب يه هم ّمة سهةل‪ .‬ويف السابيع اليت تلت‪ ،‬بدأت المور ابلتّ ّ‬
‫دلي طاقة اكفية حّت‬ ‫بدأت مبالحظة التّغيريات الفعل ّية بعد ثالثة أشهر‪ ،‬فقد بدأت حيهنا أشعر بأ ّن ّ‬
‫أجنز ّ‬
‫لك أشغايل‪".‬‬

‫وقد تفاجأ بعض الشخاص بأ ّن أعراض الانسحاب مؤملة جدّ ا‪ ،‬ومل يكن هناك أ ّي عالمة أو اإشارة متكّهنم من التّن ّبؤ حبجم المل‬
‫اذلي أصاهبم‪:‬‬
‫"الريبوت" س تكون‬ ‫"مل يكن ارتياد املواقع الإابحيّة مشلكة كبرية ابلنّس بة يل‪ ،‬وذلكل ظننت أ ّن فوائد ّ‬
‫لكين اليوم أقول كل‪" :‬اإذا كنت تعتقد أن ّك لست مدمنا‪ ،‬حاول أن تتوقّف عن مشاهدة‬ ‫هامش ّية‪ ،‬و ّ‬
‫الفالم اجلنس ّية‪ ،‬وسرتى بأ ّم عينك ما اذلي س يحدث"‪ .‬اذلي حدث يف حاليت أ ّين مررت بفرتة من‬
‫املعاانة من أعراض الانسحاب القاس ية‪ ،‬واليت اس مت ّرت ملدّ ة شهر عىل الق ّل‪ ،‬لقد اكن واحضا أ ّن مثّة‬
‫عّل بشدّ ة ومعق‪ ،‬فكنت يف غضون الربع وعرشين‬ ‫تغريات كمييائ ّية‪-‬عصب ّية حتدث يف دماغي‪ ،‬وتؤثّر ّ‬
‫ّ‬
‫السعادة الغامرة والهبجة‪ ،‬تتلوها فرتات‬
‫ساعة يف اليوم الواحد أعاين ‪-‬وبشلك حا ّد‪ -‬من تعاقب فرتات من ّ‬
‫حسن‪ ،‬وبدأت المور تعود إاىل نصاهبا‪،‬‬ ‫السوداويّة القاتةل والكبة‪ .‬وبعد شهر تقريبا بدأت أشعر ابل ّت ّ‬
‫من ّ‬
‫بدأت أرى النّاس أكرث تق ّبال يل‪ ،‬وتواصّل معهم صار أفضل‪ ،‬ورصت أابدل زماليئ يف العمل املزاح‪،‬‬
‫ومعوما بدأت أنظر اإىل الوجه املرشق للحياة‪".‬‬

‫أكرث أعراض الانسحاب ش يوعا يه‪ :‬الهتّ ّيج املفرط‪ ،‬وحاةل من احلرص النّ ّ‬
‫فيس تصاحهبا أحياان نوابت مس تغربة من الفزع مع‬
‫الصرب‪ ،‬والكسل والبالدة‪ ،‬والصداع‪ ،‬وضباب ّية التّفكري‪ ،‬والاكتئاب‪ ،‬وتقلّب املزاج‪ ،‬و ّالرغبة يف العزةل‬
‫الإّجاش ابلباكء‪ ،‬ونفاذ ّ‬
‫العضّل‪ ،‬والرق‪ ،‬ابلإضافة اإىل نوابت تأ ّجج ّالرغبة املل ّحة ملشاهدة الفالم اجلنس ّية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫والابتعاد عن النّاس‪ ،‬والتّش نّج والشدّ‬
‫بقوة‪ ،‬سوف تعاين من الاكتئاب‪ ،‬وأنواع غريبة من احلرص‬ ‫"العراض النّفس ّية لالنسحاب تباغتك ّ‬
‫عّل‬
‫لك يوم اكن ّمير ّ‬ ‫فيس‪ ،‬وا إلحساس ابنعدام القمية‪ .‬عانيت من هذه العراض لكّها يف نفس الوقت‪ّ ،‬‬
‫النّ ّ‬
‫اكن يبدو يل كن ّه يوم صعب مضاعف عرش ّمرات‪ .‬وذكل عدا عن تأ ّجج ّالرغبة املل ّحة لالس متناء‪.‬‬
‫أنصحمك أن تتعلّموا كيف تس يطروا عىل خيالتمك‪ ،‬لنّمك اإن مل تفعلوا فسوف تشعرون ‪-‬بال ّ‬
‫شك‪ -‬ابلمل‬
‫الشّ ديد‪".‬‬

‫وهناك أعراض أخرى قد يعاين مهنا البعض‪ ،‬ويه أق ّل ش يوعا‪ ،‬ولكهنّ ا ليست اندرة احلدوث مثل‪ :‬التّ ّبول ّ‬
‫املتكرر‪ ،‬و ّالرجفة يف‬
‫الصدر مصحواب بصعوبة يف ال ّتنفّس‪ .‬وقد ينتاب الشّ خص شعور عا ّم ابليأس‪ ،‬ونوابت من‬
‫الطراف‪ ،‬والغثيان‪ ،‬وضيق ّ‬

‫‪147‬‬
‫ابحلر الشّ ديد‪ ،‬أو الربد الشّ ديد ولو اكن جالسا جبانب انر املدفأة‪ ،‬والإفراط يف تناول ّ‬
‫الطعام أو الفقدان الاكمل‬ ‫ا إلحساس ّ‬
‫السابق‪ ،‬أو نزول املين عند قضاء‬ ‫للشّ ه ّية‪ .‬ومن العراض اليت ذكرها بعضهم أيضا‪ :‬الاحتالم ّ‬
‫املتكرر بشلك غري معهود يف ّ‬
‫احلاجة‪ ،‬أو امتالء مع ضغط وأمل يف اخلصيتني‪ ،‬وقد وجد بعض ا ّلش ّبان أ ّن املاء البارد جيدي يف التخفيف من المل يف هذه‬
‫احلاةل‪.‬‬
‫سن الثّالثة عرشة من معرها‪ ،‬قد أرى جشرة مجيةل‬ ‫"عانيت من تقلّب املزاج كام تعاين فتاة حبىل ويه يف ّ‬
‫املنظر وبعد قليل أبيك جمل ّرد ذكرها‪ ،‬كنت أشعر برغبة وشوق شديدين للتّواصل مع النّاس‪ ،‬ولكن اكن‬
‫دلي خوف رهيب من احملاوةل‪ ،‬واكن دلي ّنم وشه ّية مفتوحة لللك… يف أحد ال ّايم ألكت قالبا اكمال‬ ‫ّ‬
‫الطبع جدّ ا‪ ،‬وأسوأ ما يف‬‫من الكيك يف غضون أربع وعرشين ساعة فقط‪ ،‬وكنت دامئا عصب ّيا وحا ّد ّ‬
‫يسء اخللق يف التّعامل مع النّاس‪".‬‬ ‫المر أ ّين عندما كنت أعاين من هذه العراض كنت ّ‬

‫واحملبط يف أعراض الانسحاب هو أ ّن ال ّتعايف من أرضار ارتياد املواقع الإابح ّية ل يسري يف خطّ مس تقمي من البداية‬
‫اإىل الهنّ اية‪ ،‬إوانّام تتقلّب أحوال الشّ خص بني اإجنازات ملحوظة وانتاكسات مث ّبطة‪ ،‬يعاين البعض من أعراض الانسحاب احلادّة‬
‫خالل السابيع الثّالثة الوىل فقط‪ ،‬يف حني يس ّمتر أخرون يف املعاانة من أعراض الانسحاب عىل مدى شهور‪ ،‬وتش تدّ عليه‬
‫العراض من حني لخر ولكهنّ ا ل تس ّمتر طويال‪ ،‬ول تلبث أن ختتفي لفرتة ّمث تعود ّ‬
‫للظهور ّمرة أخرى‪ ،‬وقد أطلق أعضاء‬
‫املنتدايت عىل هذه احلاةل امس "أعراض الانسحاب املزمنة"‪.‬‬
‫لك أولئك اذلين يعانون من العراض النّفس ّية املصاحبة لهذه التّجربة‬‫بث المل يف نفوس ّ‬ ‫"بو ّدي أن أ ّ‬
‫الس نة والنّصف مل يكن بوسعي أن أشعر ابلس متتاع بأ ّي يشء‪ ،‬والن بدأت‬ ‫الصعبة‪ .‬مل ّدة تزيد عىل ّ‬ ‫ّ‬
‫أتفاعل مع الحلان املوس يق ّية من جديد‪ ،‬وصار ابإماكين أن أس متتع ابلتّحدّ ث مع خشص ل أعرفه بعد أن‬
‫حتسن‬
‫بلك بساطة‪ -‬أ ّن حاليت الن يف ّ‬ ‫الاجامتعي لفرتة طويةل بسبب الإدمان‪ .‬احلقيقة ‪-‬و ّ‬
‫ّ‬ ‫عانيت من القلق‬
‫شك عندي بذكل‪ .‬ومن الواحض‬ ‫الصعوابت اليت واّجهتا خالل العامني املاضيني‪ ،‬ول ّ‬ ‫لك ّ‬‫مضطرد رمغ ّ‬
‫أيضا أ ّين عانيت من أعراض الانسحاب املزمنة‪ ،‬وبدا ذكل بوضوح من ال ّتذبذب يف شدّ ة العراض بني‬
‫حتسن وانتاكس‪ ،‬واكن ال ّتعايف ي ّمت ببطء شديد جدّ ا‪ ،‬اإضافة اإىل عودة العراض ذاهتا مرارا‪".‬‬‫ّ‬

‫مع ال ّايم ومع إارصارك عىل الاس مترار يف ّ‬


‫"الريبوت" سوف يزداد عدد ال ّايم احلس نة ابلتّدرجي‪ ،‬ولكن ّك قد تعاين من‬
‫السيّئة قد تط ّل عليك من حني لخر‪ ،‬اإىل أن يتعاىف ادلّ ماغ متاما‪ ،‬ويعود‬
‫"أعراض الانسحاب املزمنة" لفرتة طويةل‪ ،‬وال ّايم ّ‬

‫‪148‬‬
‫حتس نك ابلقياس اإىل الوقت اذلي حيتاجه غريك ليتعاىف‪ّ ،‬‬
‫فللك خشص‬ ‫اإىل طبيعته‪ .‬ولجل ذكل فليس من احلمكة أن ّ‬
‫تقمي درجة ّ‬
‫حاةل خ ّاصة به‪ ،‬وبعض النّاس حيتاجون اإىل فرتة زمن ّية أطول لتس تعيد أدمغهتم توازّنا‪.‬‬
‫يري‬
‫الرس ّ‬
‫املوت ّ‬
‫يري" عىل أّنّ ا "تكل احلاةل العص ّية عىل الوصف‪ ،‬وشديدة الوطأة عىل النّفس اليت‬
‫الرس ّ‬
‫شاب حاةل "املوت ّ‬
‫وصف ّ‬
‫يري هو عرض من أعراض الانسحاب‪ ،‬ويه احلاةل‬ ‫يعاين مهنا املرء‪ ،‬ولكنّه ل جيرؤ عىل اإطالع أحد علهيا أبدا"‪ .‬املوت ّ‬
‫الرس ّ‬
‫اجلنيس التّا ّم بسبب اس تفحاهلم يف عادة ارتياد املواقع الإابح ّية‪ ،‬وقد‬
‫ّ‬ ‫اليت عادة ما تصيب ّ‬
‫الش ّبان اذلين وصلوا اإىل مرحةل العجز‬
‫جرد أن يبدأوا رحةل الإقالع ّ‬
‫حّت اإذا‬ ‫"الريبوت"‪ ،‬وأحياان تدمههم احلاةل جفأة ودون مقدّ مات مب ّ‬ ‫تصيب بعض ّ‬
‫الش ّبان مع بداية ّ‬
‫اجلنيس التّام‪.‬‬
‫ّ‬ ‫مل يصلوا اإىل مرحةل العجز‬
‫شاب ممّن خاضوا جتربة‬ ‫العرض املؤقّت يف بداية الكتاب‪ ،‬ولكن هناك املزيد ممّا يقال هبذا ّ‬
‫الصدد‪ ،‬هذا ّ‬ ‫لقد ذكرت هذا َ‬
‫يري‪:‬‬
‫"الريبوت" يصف معاانته مع حاةل املوت ا ّلرس ّ‬
‫ّ‬
‫يري‪ ،‬واليت‬ ‫"بعد عدّ ة أ ّايم من مقاومة ّمترد ادلّ ماغ وشدّ ة ّالرغبة املل ّحة‪ ،‬بدأت أشعر حباةل املوت ّ‬
‫الرس ّ‬
‫ئييس أ ّين غري أبه ابلفتيات‪ ،‬أو ابجلنس‪ ،‬أو أ ّي يشء من هذا‬ ‫اس ّمترت لع ّدة أسابيع‪ .‬شعرت بشلك ر ّ‬
‫يتحرش يب‪،‬‬ ‫القبيل‪ .‬اكن وحش الإابح ّية يصدر صوات خافتا من وراء الكواليس‪ ،‬وحياول أحياان أن ّ‬
‫لكين يف أغلب الحيان مل أكن أه ّمت ابملوضوع عىل الإطالق‪ .‬واكن العضو ّاذل ّ‬
‫كري صغريا جدّ ا‪ ،‬واحلياة‬ ‫و ّ‬
‫فيه معدومة ّنائ ّيا‪ ،‬وك ّن أحدا ما قد قطع التّ ّيار الكهراب ّيئ عن الةل اليت تشعل الشّ هوة اجلنس ّية‪ ،‬فقد‬
‫اكنت رغبيت يف اجلنس معدومة متاما‪".‬‬

‫"الريبوت" قد ّ‬
‫يتخىل عن فكرة الإقالع ّنائ ّيا‪،‬‬ ‫يري بعد بداية ّ‬
‫الرس ّ‬ ‫غين عن ّاذلكر أ ّن الشّ ّ‬
‫اب اذلي تفاجئه حاةل املوت ّ‬ ‫ّ‬
‫لينكب عىل مشاهدة املرئ ّيات اجلنس ّية من جديد‪ ،‬خوفا من أن يتسبّب اإهامل المر ابلفقدان ادلّ امئ‬
‫وقد هيرع اإىل احلاسوب ّ‬
‫اجلنيس ابلفعل فهذا يف نظره أفضل من ل يشء‪.‬‬
‫ّ‬ ‫لقدرته اجلنس ّية‪ّ ،‬‬
‫وحّت لو اكن يعاين من ضعف الداء‬
‫شااب يف ا ّلسادسة والعرشين من معره يعيش يف اسرتاليا‪،‬‬
‫يري ّ‬ ‫قبل ستّ س نوات تقريبا‪ ،‬أصابت حاةل املوت ّ‬
‫الرس ّ‬
‫اب الشّ جاع ّقرر أن يس ّمتر يف جتربة " ّالريبوت" رمغ معاانته‪ ،‬ليتفاجأ أ ّن حاةل املوت ا ّلرس ّ‬
‫يري شفيت تلقائ ّيا‪،‬‬ ‫لكن هذا الشّ ّ‬
‫ّ‬
‫وتعاىف مهنا متاما بعد حوايل س بعة أسابيع‪ ،‬وعادت هل أحاسيسه ورغبته اجلنس ّية ّ‬
‫بقوة‪ ،‬وعادت هل القدرة عىل الانتصاب‪ .‬ومنذ‬
‫‪149‬‬
‫يري بشجاعة وثبات‪ ،‬والكثريون وثّقوا كيف تعافوا مهنا‪ .‬ويف‬ ‫ذكل احلني‪ ،‬صار العديد من ّ‬
‫الش ّبان يواّجون حاةل املوت ّ‬
‫الرس ّ‬
‫لكن أحد ّ‬
‫الش ّبان قدّ م هذه النّظريّة‪ ،‬يقول‪:‬‬ ‫يري هذه‪ ،‬و ّ‬ ‫علمي متّفق عليه حلاةل املوت ّ‬
‫الرس ّ‬ ‫الواقع ل يوجد اإىل الن تفسري ّ‬
‫سن صغرية جدّا نارس الاس متناء بكرثة عند مشاهدة الفالم اجلنس ّية عىل الإنرتنت‪ ،‬وواصلنا‬ ‫"بدأان يف ّ‬
‫حّت أرهقنا عقولنا وأجسادان‪ .‬وعندما تصل اإىل هذا احل ّد من‬ ‫الرسيّة بشلك جنو ّين‪ّ ،‬‬ ‫ممارسة العادة ّ ّ‬
‫حّت يراتح‪،‬‬‫يري" ّ‬ ‫ا إلّناك‪ ،‬يدخل دماغك وجسدك يف حاةل س بات معيق نس ّمهيا حاةل "املوت ّ‬
‫الرس ّ‬
‫ويسرتجع قواه‪ ،‬ويمتكّن من الاس تجابة للمحفّزات ّمرة أخرى‪ .‬لو أانّ أعطينا دماغنا فرصة لرياتح عند‬
‫لك يشء‬ ‫يري اس ّمترت ل ّايم معدودة فقط‪ّ ،‬مث يعود بعدها ّ‬ ‫الرس ّ‬ ‫أ ّول بوادر الإّناك‪ ،‬لربّام أ ّن حاةل املوت ّ‬
‫يري ّ‬
‫حّت‬ ‫الرس ّ‬‫اإىل طبيعته‪ .‬ولكنّنا مل نرتكه هيدأ‪ ،‬بل واصلنا ارتياد املواقع الإابحيّة رمغ اإصابتنا حباةل املوت ّ‬
‫وصلنا اإىل احلضيض‪ ،‬وعندها ما عادت تكفي بضعة أ ّايم لتعيد المور اإىل نصاهبا‪ ،‬بل رصان حنتاج اإىل‬
‫عدّ ة أشهر‪ ،‬وربّام أكرث يف بعض احلالت‪ ،‬ولكهنّ ا ابلتّأكيد ّمتر بسالم يف الهنّ اية‪".‬‬

‫يري هو كوكبة ال ّت ّغريات ادلّ ماغ ّية اليت حتدث بطبيعة احلال عند الإقالع‪ ،‬وما قد يصاحهبا‬ ‫قد يكون املسبّب حلاةل املوت ّ‬
‫الرس ّ‬
‫من ّ‬
‫تغريات راخسة يف مراكز اجلنس يف ادلّ ماغ‪ .‬فأان أعتقد بأ ّن مراكز اجلنس يف منطقة املهاد لها دور يف حدوث حاةل املوت‬
‫يري‪ ،‬ل ّن القدرة اجلنس ّية ل تتأثّر عند معاجلة املدمنني يف أنواع الإدمان الخرى‪.‬‬
‫الرس ّ‬
‫ّ‬
‫الرسيري عن غريها من حيث شدّ هتا أو مدّ هتا‪ ،‬وبعض ّ‬
‫الش ّبان يس تعيدون‬ ‫وختتلف لك حاةل من حالت املوت ّ‬
‫أحاسيسهم ورغبهتم اجلنس ّية وكذكل القدرة عىل الانتصاب يف الوقت نفسه‪ ،‬إا ّما ابلتّدرجي أو بشلك مفاجئ‪ ،‬ولكن ابلنّس بة‬
‫لخرين فقد تعود هلم رغبهتم اجلنس ّية قبل أن يس تعيدوا القدرة عىل الانتصاب‪ ،‬وقد حيدث العكس متاما‪ ،‬فقد تعود هلم القدرة‬
‫عىل الانتصاب‪ ،‬قبل عودة أحاسيسهم ورغبهتم اجلنس ّية‪.‬‬
‫يري عص ّية عىل الفهم حقّا‪ ،‬يف املايض وقبل وجود الإنرتنت ّ‬
‫الرسيعة‬ ‫أ ّاي اكن سبهبا أو منشؤها‪ ،‬فا ّإن حاةل املوت ا ّلرس ّ‬
‫مل يكن التّ ّ‬
‫خّل عن مشاهدة املرئ ّيات اجلنس ّية مصحواب ابلفقدان الاكمل ل ّلرغبة اجلنس ّية‪ ،‬ومل تكن حاةل املوت ا ّلرس ّ‬
‫يري معروفة‬
‫كعرض مؤقّت‪ّ .‬‬
‫وابلطبع فليس لك رجل شاهد الفالم الإابح ّية ّمث توقّف عن مشاهدهتا سوف‬ ‫كام هو احلال الن‪ ،‬ول ّ‬
‫حّت َ‬
‫اجلنيس يف ارتفاع‪ ،‬وذكل ل ّن‬
‫ّ‬ ‫يري يف فرتة النّقاهة‪ ،‬اإل أ ّن أعداد ّ‬
‫الش ّبان اذلين يعانون من العجز‬ ‫الرس ّ‬
‫يعاين من حاةل املوت ّ‬
‫سن مبكّرة جدّ ا يف ازدايد مضطرد‪ ،‬وهذه الفئة أكرث‬
‫أعداد اليافعني اذلين يبدأون مبشاهدة املرئ ّيات اجلنس ّية عىل الإنرتنت يف ّ‬
‫اجلنيس نتيجة ذلكل‪ ،‬وأحضت ّ‬
‫تشلك نس بة أكرب من مجمل احلالت‪ .‬يقول أحدمه‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫عرضة ل إالصابة ابلعجز‬
‫‪150‬‬
‫يري لفرتة طويةل‪ ،‬وبعضهم يعاين مهنا لفرتة أقرص‪ ،‬والبعض‬ ‫الرس ّ‬ ‫"بعض ّ‬
‫الش ّبان يعانون من حاةل املوت ّ‬
‫ل يعاين مهنا أبدا‪ ،‬من ا ّلصعب أن نضع معايري دقيقة ل ّي يشء ل ّن هذه املشلكة حديثة جدّ ا‪ .‬نأمل أن ّنا‬
‫يف غضون س نتني س نكون قد فهمنا النّمط اذلي تسري به المور‪ ،‬وعندها قد نمتكّن من اإسداء النّصح‬
‫"الريبوت"‪".‬‬
‫السابقون يف خوض جتربة ّ‬ ‫لغريان‪ ،‬حنن الن ‪-‬مع السف‪ّ -‬الر ّواد ّ‬

‫السؤال اذلي يطرح نفسه هو‪ :‬هل ينبغي عليك أن خترب زوجتك اإذا كنت تعاين من مشالكت تؤثّر يف أدائك‬
‫و ّ‬
‫يري وأس باهبا ساعدمه كثريا يف جتاوز املشلكة‪ ،‬اإليمك‬
‫الرس ّ‬
‫اجلنيس؟ كثري من ّالرجال يقولون بأ ّن اإخبار ال ّزوجة عن حاةل املوت ّ‬
‫ّ‬
‫ما قالته امرأة يف الثّالثة والعرشين من العمر احتاج رشيكها ‪-‬من نفس ّ‬
‫الس ّن‪ -‬اإىل مائة وثالثني يوما ّيك يتعاىف من العجز‬
‫اجلنيس‪ ،‬ويعود اإىل طبيعته‪ ،‬تقول‪:‬‬
‫ّ‬
‫"أخرب زوجتك‪ ،‬فذكل سوف خيفّف الضّ غط عليك‪ ،‬وجينّبك أن جترح شعورها‪ .‬ل تشعر ابخلزي لن ّك‬
‫اجلنيس بسبب مشاهدة الفالم الإابح ّية‪ ،‬فاملرئ ّيات اجلنس ّية منترشة بكرثة هذه ال ّايم‪،‬‬
‫ّ‬ ‫تعاين من العجز‬
‫لك الفتيات يعرفن‬ ‫وتقريبا لك شاب يشاهد الفالم الإابحيّة أو شاهدها يف فرتة ما‪ ،‬وابعتقادي أ ّن ّ‬
‫الرضوري أن تكرث‬ ‫ذكل‪ .‬وابل ّتايل فهذا النّوع من املشالكت ميكن أن حيدث ل ّي خشص‪ ،‬فليس من ّ‬
‫حّت يشعر دماغك برضرها‪.‬‬ ‫من مشاهدة املرئ ّيات اجلنس ّية ّ‬
‫لقد حاول رشييك أن يرشح يل وضعه ومعاانته‪ ،‬وأان شاكرة هل صنيعه! أشعر ابل ّراحة ل ّين كنت عىل عمل‬
‫مبا جيري‪ ،‬وعالقتنا الن أصبحت أقوى من ذي قبل‪ ،‬وزاد قربنا من بعضنا البعض‪ ،‬لن ّنا أصبحنا‬
‫حّت تعاىف متاما‪".‬‬‫سواي ّ‬‫"الريبوت" ّ‬ ‫رشيكني يف ّمه واحد‪ ،‬وخضنا جتربة ّ‬

‫الرق‬
‫من امله ّم جدّ ا أن حتصل عىل قسط اكف من ّالراحة اجلسديّة‪ ،‬ل ّن ا إلّجاد حيفّز ّالرغبة ملشاهدة املرئ ّيات اجلنس ّية‪،‬‬
‫"الريبوت" اعمتدوا لس نوات عديدة عىل مشاهدة الفالم‬ ‫ويزيد يف اإحلاهحا‪ .‬اإل أ ّن الكثريين من ّ‬
‫الش ّبان اذلين خيوضون جتربة ّ‬
‫الإابح ّية يف اللّيل كعامل يساعدمه يف اخللود اإىل النّوم‪ .‬وعندما ميتنعون عن مشاهدهتا يصبح النّوم صعب املنال‪ّ ،‬‬
‫وخاصة يف‬
‫بداية رحةل الإقالع‪ ،‬وذلكل جند أ ّن الرق عرض شائع من أعراض الانسحاب‪.‬‬
‫عليك أن تبحث عن طريقة تساعدك يف اخللود اإىل النّوم غري مشاهدة املرئ ّيات اجلنس ّية‪ ،‬وضع يف حس بانك أ ّن هذه‬
‫املشلكة مؤقّتة‪ ،‬وسوف تتالىش مع الوقت‪ .‬يقول أحد ّ‬
‫الش ّبان‪:‬‬

‫‪151‬‬
‫الطريقة الوحيدة اليت ميكن أن جتعلين أخدل للنّوم‪ ،‬اإل أ ّين‬
‫الرسيّة يه ّ‬
‫"كنت أعتقد أ ّن ممارسة العادة ّ ّ‬
‫مبجرد‬
‫"الريبوت"‪ ،‬ما أروع أن تغطّ يف نوم معيق ّ‬ ‫رصت أانم نوما هنيئا بعد عرشة أ ّايم فقط من بداية ّ‬
‫أن تضع رأسك عىل الوسادة‪".‬‬

‫وجتنّب استبدال عادة مشاهدة الفالم اجلنس ّية قبل النّوم بعادة سيّئة أخرى مثل رشب امخلر مثال‪ ،‬فقد يساعدك رشب امخلر‬
‫عىل النّوم‪ ،‬ولكنّه ميكن أن جيعكل تستيقظ مبكّرا جدّ ا قبل أن حتصل عىل القسط الاكيف من ّالراحة اليت حيتاّجا جسدك‪،‬‬
‫وأيضا فليس من احلمكة أن تستبدل اإدمانك عىل سلوك ّ‬
‫ضار مبادّة أخرى جتعكل عرضة ل إالدمان‪ .‬اإليك بعض الفاكر اليت‬
‫جرهبا أخرون بنجاح‪:‬‬
‫ّ‬
‫وحّت أختلّص من هذه املشلكة ّقررت أن أمتنع عن أس تعامل‬
‫"النّوم يف الس بوع ال ّول اكن صعبا للغاية‪ّ ،‬‬
‫احلاسوب يف ا ّلرسير ّنائ ّيا‪ ،‬فوضعت احلاسوب عىل طاوةل يف املطبخ‪ ،‬ورصت اس تلقي عىل ّ‬
‫الرسير‬
‫فقط عندما أشعر ابل ّتعب‪".‬‬
‫* * *‬
‫جمرد وجود هذا الضّ وء اخلافت اذلي يشع نوره عىل كتابك‬ ‫"أنصح ابس تخدام مصباح ّ‬
‫ليّل للقراءة‪ ،‬ا ّإن ّ‬
‫مكصدر وحيد ل إالضاءة يف الغرفة كفيل بأن جيعكل تشعر ابلنّعاس الشّ ديد‪".‬‬
‫* * *‬
‫بدأت أمارس رايضة العدو يف أخر اللّيل‪ ،‬وعندما أعود اإىل البيت أس تح ّم وألقي بنفيس يف ّ‬
‫الرسير‪،‬‬
‫واكن هذا كفيال بأن جيعلين أغفو يف احلال‪".‬‬
‫* * *‬
‫"كنت أس متع دوما للمعزوفات املوس يق ّية املفضّ ةل عندي حبيث يركّز دماغي عىل الاس امتع للموس يقى‪،‬‬
‫واكن هذا يساعدين عىل النّوم‪".‬‬
‫* * *‬
‫عندما أجد صعوبة يف اخللود اإىل النّوم كنت أقرأ كتااب‪ ،‬املطالعة يه النّشاط البديل لالس متناء ومشاهدة‬
‫الفالم الإابح ّية‪ ،‬وقد معلت جاهدا عىل اإقناع نفيس بأ ّن الرق لليةل واحدة ليس ّناية العامل‪ ،‬وقد‬
‫ساعدين ذكل كثريا‪".‬‬
‫* * *‬
‫روتيين‪ ،‬وال ّت ّعرض للشّ مس قدر ا إلماكن ّيك ّ‬
‫تزودين‬ ‫"الطريقة اليت اتّبعهتا يه ممارسة ّالرايضة بشلك ّ‬ ‫ّ‬

‫‪152‬‬
‫الرسير يس تعمل للنّوم واجلنس فقط"‪،‬‬ ‫بيعي‪ ،‬والزتمت ابلقاعدة اليت ت ّنص عىل أ ّن " ّ‬ ‫الط ّ‬‫ابمليالتونني‪ّ 49‬‬
‫الرسير يس تعمل للنّوم فقط"‪".‬‬ ‫ومبا أ ّين كنت أعزاب فقد اكنت تعين " ّ‬
‫* * *‬
‫عّل المر‪ ،‬كنت أقوم بأداء متارين "كيجل"‪)Kegel( 50‬‬ ‫الصرب‪ ،‬ويش تدّ ّ‬ ‫"عندما كنت أعاين من نفاذ ّ‬
‫حّت لو يف منتصف اللّيل‪ .‬يساعد‬ ‫لتقوية العضالت يف أسفل احلوض‪ ،‬وكنت أفعل ذكل لكّام احتجت ّ‬
‫ال ّتمرين عىل ال ّتخفيف من حدّ ة ّالرغبة املل ّحة وأعراض الانسحاب‪ ،‬لن ّه كام يبدو يساعد يف توزيع ّ‬
‫الطاقة‬
‫لك انتباهك اإىل عضالت احلوض لفرتة قصرية‪ ،‬وبعدها‬ ‫أو يشء من هذا القبيل‪ ،‬وجيعكل ال ّتمرين تو ّجه ّ‬
‫ختدل اإىل النّوم‪".‬‬
‫* * *‬
‫الطريقة ستمتكّن من أداء التّامرين ّالرايض ّية يف ا ّلصباح الباكر‪ ،‬وعندما يأيت وقت‬‫"استيقظ مبكّرا! وهبذه ّ‬
‫النّوم يف املساء س تكون متعبا مبا يكفي لتنام نوما معيقا‪".‬‬
‫* * *‬
‫ذين بّشء‪ ،‬كن أرفع مقييص عىل رأيس‪ ،‬وقد ساعدين ذكل يف اخللود اإىل‬ ‫عيين وأ ّ‬
‫غطي ّ‬ ‫"كنت كثريا ما أ ّ‬
‫النّوم‪".‬‬
‫* * *‬
‫"ما ساعدين يف التّغلّب عىل الرق هو أن أانم وأستيقظ يف مواعيد منتظمة يوميّا‪ ،‬وأن أبتعد عن‬
‫النشطة البدن ّية العنيفة قبل موعد النّوم‪".‬‬
‫* * *‬
‫لك الش ياء اليت تس توجب شكرك وامتنانك‪ ،‬يف البداية اكنت قامئة الامتنان‬ ‫"اس تلق عىل ظهرك وعدّ د ّ‬
‫للصحبة ال ّط ّيبة ولكّب اخمللص إواذ أان أغطّ يف س بات‬
‫طويةل‪ ،‬أ ّما الن فال أاكد أ ّعرب عن شكري وامتناين ّ‬
‫معيق‪".‬‬

‫وبعض الشخاص اس تفادوا من تناول املمكّالت الغذائ ّية‪ ،‬وأنواع من الشّ اي والعشاب مثل البابوجن‪ ،‬وغريها من الوصفات‬
‫املزنل ّية‪ ،‬مثل هذا الشّ اب‪:‬‬
‫"ملعاجلة الرق أتناول حساء التّمر المحر أو حساء ميسو‪."51‬‬

‫‪" 49‬امليالتونني" هو هرمون طبيعي يفرزه غدّة يف ادلّ ماغ ليال ويساعد عىل الشّ عور ابلنّعاس ّ‬
‫والرغبة يف النّوم‬
‫‪ 50‬مترين "كيجل" لتقوية العضةل يف أسفل احلوض‪ ،‬يتطلّب التّمرين أن تقبض العضةل ملدّة مخس ثوان ّمث ترخهيا‪ّ ،‬‬
‫وتكرر العمليّة عدّة ّمرات‪.‬‬
‫‪" 51‬ميسو" هو مس تحرض مصنوع من فول ا ّلصواي والشّ عري يس تخدم يف وصفات ّ‬
‫الطهيي الياابين‬
‫‪153‬‬
‫الإحياءات احملفّزة‬
‫وصف أحد ّالرجال الإحياءات احملفّزة عىل أّنّ ا "العوامل اخلارج ّية اليت جتعكل تفكّر وتتوق اإىل مشاهدة املرئ ّيات‬
‫اجلنس ّية"‪ ،‬ا إلحياءات احملفّزة املوجودة يف البيئة من حولنا كثرية ومتنوعة‪ ،‬و بعضها شائع ومعروف مثل مشاهدة برامج التّلفزيون‬
‫السيامنئ ّية اليت حتوي لقطات اإغراء‪ ،‬أو اس تحضار ّاذلاكرة وخت ّيل لقطات من الفالم الإابحيّة اليت شاهدهتا يف املايض‪،‬‬
‫والفالم ّ‬
‫جمرد قراءة لكامت تذكّرك‬
‫أو وجود انتصاب قوي عند الاستيقاظ من النّوم صباحا‪ ،‬وأيضا تعاطي اخملدّ رات أو رشب امخلر‪ ،‬أو ّ‬
‫إابيح أو مبمثّةل اإابح ّية تعرفها‪ ،‬وكذكل مشاهدة الإعالانت اليت تظهر عشوائ ّيا عىل جانب شاشة احلاسوب‪ .‬يقول أحد‬
‫مبوقع ا ّ‬
‫ّ‬
‫الش ّبان‪:‬‬
‫"الّشء الوحيد اذلي يعترب أسوأ من الانتاكس أثناء حماوةل الإقالع عن مشاهدة الفالم الإابحيّة هو‬ ‫ّ‬
‫أن تنتكس لن ّك مل تمتكّن من ال ّس يطرة عىل ّ‬
‫ترصفاتك حتت تأثري اخملدّ رات أو امخلور‪".‬‬

‫واحلاةل النّفس ّية ميكن أيضا أن تعمل اكإحياء حمفّز من هذا النّوع‪ ،‬كام حيدث عندما ّمتر يف حاةل من امللل‪ ،‬أو احلرص‬
‫فيس‪ ،‬أو الاكتئاب‪ ،‬أو الوحدة‪ ،‬أو الشّ عور بأن ّك منبوذ ممّن حوكل‪ ،‬أو ا إلّجاد‪ ،‬أو الإحباط‪ ،‬أو‬
‫فيس‪ ،‬أو الضّ غط النّ ّ‬
‫النّ ّ‬
‫الغضب‪ ،‬أو الفشل‪ ،‬أو الشّ عور ابلىس عىل ما ألت اإليه أحواكل‪ .‬من املفيد كل ان ّ‬
‫حترض قامئة بلك الش ياء اليت ترغب يف‬
‫حّت تذكّرك بأهدافك الق ّيمة يف الوقات العصيبة‪ ،‬و ّ‬
‫حرض قامئة بعدد من النشطة‬ ‫اإجنازها‪ ،‬وحتتفظ هبا يف ماكن قريب املنال ّ‬
‫املفيدة اليت تبعدك عن خطر التّحفزي عندما ّمتر يف حالت نفس ّية كهذه‪ ،‬ول جتد يف نفسك ادلّ افع ّاذل ّ‬
‫ايت لن خت ّطط لعمل‬
‫منتج‪.‬‬
‫وقد تعرض كل الإحياءات احملفّزة بشلك أخر كن ّ‬
‫تتودل دليك ّالرغبة مباكفأة نفسك عىل اإجناز ّ‬
‫معني‪ ،‬أو أن تشعر‬
‫ابلثّقة ّالزائدة ابلنّفس‪ ،‬أو ابلغرية‪ ،‬أو ينتابك احلنني اإىل ذكرايت املايض‪ .‬والتّسويف كذكل يعمل اكإحياء حمفّز للكثريين‪ ،‬وذلكل‬
‫ارتبط التّسويف يف الذهان ابلس متناء‪.‬‬
‫من املؤكّد أن ّ‬
‫لك دماغ هل اإحياءات حمفّزة فريدة من نوعها تؤثّر فيه‪ ،‬وهناك بعض الإحياءات احملفّزة اليت تعترب أق ّل‬
‫السكّ ّرايت أو الن ّ ّ‬
‫شوايت‬ ‫ش يوعا من غريها ولكن لها تأثريها عىل الشّ خص مثل الاس تحامم ابملاء ال ّساخن‪ ،‬والإفراط يف تناول ّ‬
‫أو املنهبّ ات‪ .‬ومهنا أيضا تصفّح اإعالانت ّالزواج عىل الإنرتنت‪ ،‬أو تصفّح بعض مواقع التّسلية اليت ل تعترب مواقع اإابحيّة مثل‬
‫‪154‬‬
‫موقع "يوتيوب" (©‪ ،)YouTube‬وموقع "ريديت" (‪ ،)Reddit.com‬وموقع "احبث عام ترغب"(‪،)StumbleUpon.com‬‬
‫الصور (‪ ،)Imgur.com‬أو مالحقة ّاذلكرايت الغرام ّية القدمية عىل موقع "فيس بوك" (©‪.)Facebook‬‬
‫وموقع "اإميجار" لتبادل ّ‬
‫ومن العوامل الخرى اليت ميكن أن تعمل إاكحياءات حمفّزة عند البعض ولكهنّ ا غري شائعة‪ :‬اس تخدام احلاسوب لفرتات‬
‫طويةل دون أن تأخذ قسطا من ال ّراحة‪ ،‬والفضل أن تأخذ فرتة اسرتاحة قصرية ملدّ ة ربع ساعة عىل الق ّل بعد ّ‬
‫لك ساعة تقضهيا‬
‫أمام شاشة احلاسوب‪ .‬ومهنا أيضا اللعاب ا إللكرتون ّية‪ ،‬وامتالء املثانة‪ ،‬والانطوائ ّية‪ ،‬ولبس املالبس الضّ ّيقة اليت تسبّب احتاكاك‬
‫جمرد ملس العضاء التّناسل ّية ل ّي سبب‪ .‬ومن الإحياءات احملفّزة أيضا‬ ‫يف العضاء التّناسل ّية‪ ،‬أو ممارسة العادة ا ّ ّ‬
‫لرسيّة‪ ،‬أو ّ‬
‫حّت ّ‬
‫اس تخدام الهاتف ّاذل ّيك‪ ،‬أو الربجمة عىل احلاسوب وانتظار ظهور نتاجئ الربجمة‪ ،‬وأيضا الشّ عور ابجلوع‪.‬‬
‫الإحياءات احملفّزة ميكن تكون املشلكة واحل ّل يف نفس الوقت‪ ،‬فقد تفقدك صوابك يف بداية ّ‬
‫"الريبوت"‪ ،‬ولكهنّ ا أيضا‬
‫"الريبوت" أ ّختذوا‬ ‫ت ّدكل عىل مواطن ال ّزلل اليت ينبغي عليك أن تعريها انتباهك ويقظتك‪ ،‬بعض ّ‬
‫الش ّبان اذلين خاضوا جتربة ّ‬
‫تدابري قاس ية من أجل مواّجة الإحياءات احملفّزة‪ ،‬وداوموا علهيا لفرتة من الوقت‪.‬‬
‫السهل الاس تغناء عن‬
‫"رفضت أن أوصل خدمات الإنرتنت اإىل بييت إواىل هاتفي احملمول‪ ،‬وبرأيي أن ّه من ّ‬
‫حّت يس تعيد جسدك عافيته‪".‬‬ ‫خدمات الإنرتنت مل ّدة شهر أو شهرين ّ‬

‫"الإحياءات" ‪-‬كام يس ّمهيا علامء الإدمان‪ -‬يه احملفّزات املوجودة يف البيئة اليت تؤ ّجج دلى املدمن ّالرغبة يف العودة اإىل‬
‫إدماين‪ ،‬ولكن كيف ُحتدث تأثريها؟ عندما تقيض الوقت يف جلسات مشاهدة املرئ ّيات اجلنس ّية‪ ،‬يقوم دماغك‬ ‫السلوك ال ّ‬‫ّ‬
‫اجلنيس‬
‫ّ‬ ‫لك يشء موجود حوكل وارتبط ابلهتّ ّيج‬ ‫بتكوين وتوثيق روابط عصب ّية بني مركز املاكفأة و ّاذلكرايت اليت ّ‬
‫جسلها ادلّ ماغ ل ّ‬
‫لك يشء ينشّ ط هذه ّالروابط العصب ّية يف وقت لحق يعترب اإحياء حمفّزا يؤ ّجج دليك ّالرغبة‬
‫اليت شعرت به يف تكل اجللسة‪ ،‬و ّ‬
‫ابلسعي للحصول عىل نفس املس توى من الإاثرة اجلنس ّية اليت شعرت هبا يف تكل اجللسة‪ .‬وعلينا أن ندرك بأ ّن قدرة الإنسان‬
‫ّ‬
‫وطبيعي‪ ،‬وعادة ما تعمل لصاحل الإنسان‬
‫ّ‬ ‫عىل الاس تجابة ل إالحياءات والإشارات املوجودة يف البيئة من حوهل يه يشء ّ‬
‫فطري‬
‫حّت ل يغفل أو يض ّيع الفرص الق ّيمة اليت تتاح هل وتضمن بقاءه‪.‬‬
‫ّ‬
‫اجلنيس‪ ،‬وينتج‬
‫ّ‬ ‫عندما تعرض كل الإحياءات احملفّزة فاإّنّ ا تقوم بتنش يط ادلّ وائر العصب ّية اليت تربطها يف ذاكرتك ابلهتّ ّيج‬
‫عن ذكل زايدة غري طبيع ّية يف الن ّشاط العص ّّب يف دماغك‪ّ ،‬مما ّ‬
‫يسبب تأجيج ّالرغبة املل ّحة ملشاهدة املرئ ّيات اجلنس ّية‪ .‬و ّ‬
‫لك‬
‫‪155‬‬
‫ذكل حيدث عىل مس توى الإدراك ّالالواعي‪ ،‬فقد ل تمتكّن من حتديد سبب الهتّ ّيج اذلي تشعر به‪ ،‬و ّ‬
‫لك ما تدركه أن ّك ‪-‬ويف‬
‫حلظة‪ّ -‬‬
‫تودلت دليك رغبة جارفة مبشاهدة الفالم الإابح ّية‪ ،‬وقد تبدو كل يف حيهنا قض ّية حياة أو موت‪ ،‬وتتبخّر معها ّ‬
‫لك‬
‫أهدافك ابلإقالع وحتسني الوضع‪.‬‬
‫عصّب ّ‬
‫املتودل يف ادلّ ماغ من تأثري‬ ‫وجد الباحثون يف حالت الإدمان عىل تعاطي اخملدّ رات‪ ،‬ا ّإن ش ّدة النّشاط ال ّ‬
‫الفعّل للامدّة اخملدّ رة‪ ،‬و ّ‬
‫الّشء ذاته‬ ‫"الإحياءات احملفّزة" قد تصل اإىل نفس مس توى شدة النّشاط ال ّ‬
‫عصّب اليت تنتج من ال ّتعاطي ّ‬
‫غالبا ما ينطبق عىل الشخاص اذلين يراتدون املواقع الإابح ّية بكرثة‪ ،‬يقول أحدمه‪:‬‬
‫"يف أحد ال ّايم نظرت بلمحة خاطفة اإىل صورة خليعة‪ ،‬ولحظت نشاطا مع ّينا اش تدّ يف دماغي‪ ،‬وك ّن‬
‫نوبة ّمحى مفاجئة اجتاحتين‪ .‬حلسن احلظ أ ّن هذا الشّ عور أفزعين مبا يكفي يك أغ ّذ اخلطى مبتعدا عهنا‪".‬‬

‫إدماين تظ ّل موجودة يف ادلّ ماغ لفرتة طويةل ّ‬


‫حّت بعد‬ ‫واملؤسف أ ّن ّالروابط العصب ّية اليت تربط الإحياءات احملفّزة ّ‬
‫ابلسلوك ال ّ‬
‫"الريبوت" بنجاح‪ ،‬ولكهنّ ا تضعف ابلتّأكيد‪ .‬وعىل سبيل املثال فا ّإن الشّ خص اذلي‬
‫التّعايف التّا ّم من أاثر الإدمان واجتياز جتربة ّ‬
‫اكن مدمنا عىل امخلر ولكنّه ختلّص من اإدمانه قبل عرشين س نة‪ ،‬لن يتأثّر ‪-‬عىل الغلب‪ -‬مبشاهدة اإعالانت اجل ّعة يف التّلفزيون‪،‬‬
‫ولكنّه اإذا رشب اجل ّعة فعال‪ ،‬ف إان ّه هبذا الفعل ميكن أن ينشّ ط ّالروابط العصب ّية املتعلّقة ابلإدمان واليت أضعفت عىل ّمر‬
‫الس يطرة عىل مقاليد المور‪ ،‬والعودة اإىل الإدمان من جديد‪ .‬و ّ‬
‫الّشء ذاته ميكن أن‬ ‫الس نوات‪ ،‬وقد يؤدّي ذكل اإىل فقدان ّ‬
‫ّ‬
‫حيدث للشخاص اذلين عانوا من الإدمان عىل مشاهدة املرئ ّيات اجلنس ّية يف املايض‪ ،‬فقد يكونوا يف مأمن من الإحياءات احملفّزة‬
‫"الريبوت"‪ ،‬ولكهنّ م اإذا بدأوا ابرتياد املواقع الإابح ّية من‬
‫اليت اكن لها تأثري خطر ومه يف أوج اإدماّنم ّمث ضعف تأثريها بعد جناح ّ‬
‫الس يطرة برسعة كبرية‪ ،‬ويعودوا اإىل الإفراط يف مشاهدة املرئ ّيات اجلنس ّية كام اكنوا يفعلون‬
‫جديد فقد خيرج المر عن نطاق ّ‬
‫"الريبوت"‪.‬‬
‫قبل ّ‬
‫"الريبوت"‪ ،‬وتس ّمتر بذكل‬
‫ينبغي عليك أن تظ ّل واعيا ومنتهبا عىل ادلّ وام اإىل تأثري الإحياءات احمل ّفزة أثناء خوض جتربة ّ‬
‫ملدّ ة طويةل بعد حتقيق هدفك‪ ،‬وخ ّاصة تكل الإحياءات اليت تعترب حمفّزات قويّة‪ ،‬ولها تأثري شديد عليك‪ .‬وذلكل ف إان ّه من اجملدي‬
‫أن تراقب نفسك ابس مترار لتكتشف ما يه الإحياءات اليت حتفّزك‪ ،‬وتراقب تأثريها عليك عن كثب‪ ،‬ومن الفضل أيضا أن‬
‫تكون جاهزا بردّة فعل مالمئة للتّعامل مع هذه احملفّزات لو فاجأتك يوما‪ ،‬ابليقظة و ّالرتقّب والتّحضري املس بق س يكون ابإماكنك‬
‫‪156‬‬
‫أن تتغلّب عىل ّالرغبة اجلاحمة املل ّحة اليت تؤ ّججها الإحياءات احملفّزة‪.‬‬
‫الش ّبان أّنّ م لو متكّنوا من اإشغال أنفسهم مبا يرصفها عن الإحياء احملفّز ملدّ ة عرش دقائق‪ ،‬فا ّإن‬
‫وقد لحظ الكثريون من ّ‬
‫الش ّبان اذلين متكّنوا من اس تغالل تأثري الإحياءات احملفّزة لصاحلهم‪:‬‬
‫تأثريه يضعف‪ ،‬و ّمتر الزمة بسالم‪ .‬هذه ترصحيات لبعض ّ‬
‫"يف أحد ال ّايم كنت أتصفّح مواقع عىل الإنرتنت عندما ّقرر وادلاي أن خيرجا من البيت‪ ،‬مل أكن أرغب‬
‫غلق الباب شعرت ك ّن شيئا ما‬ ‫ابخلروج معهم‪ ،‬وفضّ لت البقاء يف البيت يك أّنيي أشغايل‪ .‬وعندما أ َ‬
‫نقرين يف رأيس‪ ،‬جفأة اجتاحت ذهين رغبة شديدة ابدلّ خول عىل املواقع الإابح ّية‪ ،‬لقد أثريت شهويت‬
‫املرة الوىل اليت وعيت فهيا اإىل أ ّن "خروج الوادلان من املزنل"‬
‫مبجرد أن أغلق الباب! واكنت هذه يه ّ‬ ‫ّ‬
‫السابق‪،‬‬ ‫هو اإحياء حمفّز ابلنّس بة يل‪ ،‬وأعتقد أن تأثري هذا الإحياء اكن دامئا موجود و ّ‬
‫لكين مل أحلظه أبدا يف ّ‬
‫والن رصت واعيا لتأثريه‪ ،‬ولكّام خرج وادلاي من املزنل أخرج يف نزهة مش يا عىل القدام‪ ،‬أو أدعو‬
‫أحد أصدقايئ ليقيض معي بعض الوقت‪ ،‬رصت‪-‬ببساطة‪ -‬أمتنع عن اس تخدام احلاسوب‪ ،‬وأفعل شيئا‬
‫أخر مفيد‪".‬‬
‫* * *‬
‫الرسير وهاتفي احملمول بيدي‪ ،‬اإحياء حمفّز واحض ومعروف‬ ‫" اكنت مشلكيت الكربى يه الاس تلقاء يف ّ‬
‫حرصاي قبل النّوم ليال‪ .‬ما أفعهل الن هو أ ّين‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ابلطبع‪ ،‬فقد كنت معتادا عىل مشاهدة الفالم اجلنس ّية‬
‫لك الّجزة الإلكرتونية‪ ،‬وأضع احلاسوب يف اخلزانة‪ّ ،‬مث أ ّعري املن ّبه‬
‫الساعة احلادية عرشة مساء أقفل ّ‬
‫يف ّ‬
‫مدونيت‪ ،‬أو أقرأ‬ ‫الرسير‪ ،‬وبعدها أغسل وّجيي وأس ناين‪ّ ،‬مث أكتب ّ‬ ‫عىل ّجاز الهاتف‪ ،‬وأضعه بعيدا عن ّ‬
‫حّت أشعر ابلتّعب‪ .‬اكنت املطالعة تبعدين عن الإحياءات احملفّزة والإغراءات‪ ،‬فكنت أّنمك يف‬ ‫كتااب ّ‬
‫قراءة الكتاب بدل من أن أترك عقّل ليتشتّت ويرسح‪".‬‬

‫حّت تكتشف ما يه الإحياءات احملفّزة اليت تؤثّر عليك‪ ،‬وتمتكّن من ال ّتعامل معها‪ ،‬اسأل نفسك لكّام شعرت بتأ ّجج‬
‫ّ‬
‫ّالرغبة املل ّحة‪:‬‬
‫ما يه املشاعر اليت تنتابين؟‬ ‫‪-‬‬
‫الساعة الن؟‬
‫مك ّ‬ ‫‪-‬‬
‫هل هناك أحد غريي هنا؟‬ ‫‪-‬‬
‫ما هو الّشء اذلي فعلته للتّ ّو؟‬ ‫‪-‬‬
‫أين أان الن؟‬ ‫‪-‬‬
‫ما هو النّشاط البديل اذلي ميكن أن يل ّّب احتياجايت الن‪ :‬يف هذا املاكن وهذه ال ّساعة؟ هل ابإماكنك أن‬ ‫‪-‬‬
‫حص ّيا؟ أو ّ‬
‫تتعمل لكمة جديدة من لغة أخرى؟ أو‬ ‫حترض طعاما ّ‬
‫خترج ومتارس رايضة اجلري؟ أو تدخل املطبخ و ّ‬
‫‪157‬‬
‫ختطط لكتابهتا منذ زمن؟ أو تتواصل مع أحد أصدقائك؟ اخرت نشاطا يزرع‬‫تبدأ بكتابة ّالرواية اليت كنت ّ‬
‫فيك الإحساس ابلإجناز أو التّواصل أو العناية ابلنّفس‪.‬‬

‫تتعرف عىل الإحياءات احملفّزة اليت تؤثّر فيك‪ ،‬وختتار النّشاط البديل واملناسب اذلي س تلجأ اإليه لو فاجأك أحدها‪ ،‬مق‬
‫وعندما ّ‬
‫خطتك‪" :‬عندما حيدث ______ (الإحياء احملفّز) سوف أقوم بـ ______ (النّشاط البديل) ل ّن هذا يشعرين‬
‫بتدوين ّ‬
‫حتسن يف ّ‬
‫حصتك‪،‬‬ ‫بـ ______ (املاكفأة)‪ ".‬واملاكفأة قد تكون زايدة يف ّ‬
‫الطاقة واحليويّة‪ ،‬أو معل يبعث عىل الفخر‪ ،‬أو ّ‬
‫حتسن ّاذلاكرة‪ ،‬أو خروج‬ ‫أو الشّ عور ّ‬
‫ابلسعادة والارتياح لن ّك أجنزت أعامكل‪ ،‬أو زايدة الثّقة ابلنّفس‪ ،‬أو اعتدال املزاج‪ ،‬أو ّ‬
‫جنيس أفضل‪ ،‬وغريها الكثري‪.‬‬
‫الاجامتعي‪ ،‬أو أداء ّ‬
‫ّ‬ ‫من حاةل الاكتئاب وزايدة ّالرغبة ابل ّتواصل‬
‫عندما تتعامل مع الإحياءات احملفّزة بطريقة "قاوم واستبدل" ابس مترار‪ ،‬فا ّإن ّ‬
‫السلوك اجلديد سوف يصبح تلقائ ّيا‪ ،‬إواذا‬
‫مل تمتكّن من تطبيق روتني ّ‬
‫معّل جديد ‪-‬ل ّي سبب من الس باب‪ -‬افعل ما يفعهل أبطال اللعاب الوملب ّية‪ :‬أطلق العنان خلياكل‪،‬‬
‫وخت ّيل أن ّك تفعل ما تو ّد فعهل ابل ّتفاصيل ادلّ قيقة‪.‬‬
‫العواطف اجل ّياشة‬
‫"الريبوت" يف كثري من الحيان بأّنّ م أصبحوا عاطف ّيني جدّ ا‪ ،‬وتغمرمه‬
‫يشعر بعض الشخاص اذلين خيوضون جتربة ّ‬
‫مشاعر جيّاشة بطريقة غريبة مل يعهدوها من قبل‪ ،‬وقد ّ‬
‫يشلك ذكل حتدّ اي قاس يا هلم ّ‬
‫وخاصة اإذا اكنت هذه املشاعر غري مرغوبة‪،‬‬
‫الصدد‪:‬‬
‫إواليمك ترصحيات بعضهم هبذا ّ‬
‫مربرة اإىل احلزن اذلي‬ ‫"أشعر بتقلّب املشاعر بدرجة مل أشعر هبا يف املايض‪ ،‬من ّ‬
‫السعادة الغامرة الغري ّ‬
‫يصيب ابلشّ لل‪ .‬مشاهدة الفالم الإابح ّية والاس متناء ّ‬
‫املتكرر خدّ را اإحسايس هبذه العواطف وجعالين‬
‫فاتر الشّ عور عىل ادلّ وام‪ ،‬ورمغ ذكل كنت راض حبايل‪".‬‬
‫* * *‬
‫"سوف تغمرك عواطف ج ّياشة مل تشعر هبا منذ س نني‪ ،‬وربّام مل تشعر هبا أبدا طوال حياتك‪ ،‬ويف حني‬
‫السابق‪ ،‬سوف يصبحن حمور تفكريك‪ .‬هل س بق أن رسبت يف الاختبارات‬ ‫مل تكن تلتفت للفتيات يف ّ‬
‫املرة لن ّمير فشكل يف ادلّ راسة مرور الكرام‪ ،‬لن ّك سوف هت ّمت بتحصيكل ادلّ ر ّ‬
‫ايس‪،‬‬ ‫املدرس ّية؟ هذه ّ‬
‫وتقلق عىل درجاتك يف الامتحاانت الهنّ ائ ّية اليت ستبدأ بعد أس بوعني‪.‬‬
‫وهذا يشء حسن جدّ ا‪ ،‬بل إان ّه يشء رائع‪ ،‬ل ّن هذه يه املعاانة اليت سوف ّ‬
‫تتعمل مهنا‪ ،‬وتمن ّي وت ّ‬
‫طور‬
‫‪158‬‬
‫شك‪ ،‬ويف بعض الحيان ستشعر ابحلرية واحلزن اإىل درجة الاكتئاب‪،‬‬ ‫خشص ّيتك‪ .‬س تكون مؤملة بال ّ‬
‫ولكن ل تسقط يف هذا الفخّ ‪ ،‬فالعواطف اجل ّياشة س تخبو مع ال ّايم‪ ،‬و ّاذلكرايت العصيبة سوف تتالىش‪،‬‬
‫العاطفي لتعيشها وتتطلّع‬
‫ّ‬ ‫وس تخرج من هذه التّجربة أقوى‪ .‬تذكّر أ ّن أمامك س نوات من النّ ّمو والنّضج‬
‫تحق ما تبذهل من ّجد وعطاء‪".‬‬ ‫اإلهيا‪ ،‬قد ل تكون سهةل‪ ،‬ول مرحية‪ ،‬ولكهنّ ا تس ّ‬

‫الصعبة‪:‬‬ ‫السعيدة دون أن تكون دليك ا إلرادة ّ‬


‫لتتخطى الوقات ّ‬ ‫وكام يشري هذا الشّ ّ‬
‫اب‪ ،‬لن يكون ابإماكنك أن تعيش الوقات ّ‬
‫"عادة ارتياد املواقع الإابح ّية يه ‪-‬يف الساس‪ -‬مثل أ ّي مادّة أخرى أو سلوك أخر يسبّب الإدمان‪ ،‬اإّنّ ا‬
‫ختدّ ر أحساسك‪ ،‬وهنا مربط الفرس‪ ،‬فالإدمان ل خيدّر الإحساس بنوع واحد من املشاعر فقط‪ ،‬بل‬
‫إان ّه خيدّ ر املشاعر والحاسيس لكّها‪ .‬ولهذا‪ ،‬ففي حني إان ّك تقع يف ّخف الإدمان لن ّك تعتقد أن ّه سوف يقلّل‬
‫السلب ّية مثل الضّ عف‪ ،‬والوحدة‪ ،‬واحلزن‪ ،‬وخيبة المل‪ ،‬واخلوف‪ ،‬اإل أن ّه‬ ‫من اإحساسك ابملشاعر ّ‬
‫السعادة‪ ،‬والمل‪ ،‬والهبجة‪ ،‬واحمل ّبة‪".‬‬
‫سوف خيمد العواطف الإجياب ّية أيضا مثل ّ‬

‫التّأثري املطا ِرد‬


‫مصطلح "ال ّتأثري املطا ِرد" يصف حاةل تأ ّجج ّالرغبة املل ّحة ملشاهدة املرئ ّيات اجلنس ّية عىل الإنرتنت اليت تنتاب الشّ خص‬
‫بعد أن ميارس اجلنس ويشعر ّهبزة امجلاع‪ ،‬وهذا العرض ‪-‬مثل سائر أعراض الانسحاب‪ -‬ميكن أن يتسبّب ابنتاكسة رسيعة‪،‬‬
‫شاابن وصفا معاانهتام مع "التّأثري املطا ِرد"‪:‬‬
‫هذان ّ‬
‫بدهييي‪ ،‬ولكهنّ ا حاةل حقيقيّة ابلفعل‪ .‬طوال فرتة سفر‬
‫"حاةل "التّأثري املطا ِرد" ل تبدو ل ّول وهةل كمر ّ‬
‫رشيكيت اإىل خارج البالد مل أشعر برغبة يف الاس متناء عىل الإطالق‪ ،‬ولكن ّ‬
‫مبجرد أن رجعت من رحلهتا‪،‬‬
‫وبدأان نارس العالقة احلمية‪ ،‬عادت ا ّإيل ّالرغبة ابلس متناء ومشاهدة الفالم الإابحيّة بشلك أقوى من‬
‫السابق‪".‬‬
‫ّ‬
‫* * *‬
‫"أشعر أحياان برغبة جاحمة يف اجلنس عقب ممارسة اجلنس فعال‪ ،‬ويف مثل هذه الوقات أشعر أيضا‬
‫ابجنذاب شديد للنّساء الخرايت‪".‬‬

‫وقد يشعر بعض الشخاص "ابلتّأثري املطا ِرد" بعد الاحتالم‪ ،‬وبعض الشخاص قد ل يشعرون به عىل الإطالق‪ ،‬ويف ّ‬
‫لك‬
‫الحوال فا ّإن هذا التأ ّجج الشّ ديد واملفاجئ ّللرغبة املل ّحة بعد الشّ عور ّهبزة امجلاع ميكن أن يؤدّي ابلشّ خص اإىل العودة ملشاهدة‬
‫وخاصة اإذا مل يكن عارفا حباةل "التّأثري املطا ِرد" وأعراضها‪ ،‬يقول بعضهم‪:‬‬
‫الفالم الإابحيّة من جديد‪ّ ،‬‬
‫‪159‬‬
‫لك يشء عىل ما يرام‪ ،‬ا ّإل أ ّين‬ ‫"الريبوت" قضيت وقتا ممتعا مع رشيكيت‪ ،‬واكن ّ‬ ‫"بعد أن جنحت جتربة ّ‬
‫عانيت من حاةل "التّأثري املطا ِرد" البغيضة‪ ،‬شعرت يف صباح اليوم التّايل برغبة قويّة جدّ ا يف اجلنس‬
‫دلرجة أ ّين مقت ابلس متناء ويه ما تزال يف ا ّحلام‪ ،‬ويف احلقيقة مقت بعدها ابلس متناء عدّ ة ّمرات‪ ،‬وانتابين‬
‫بعد ذكل شعور ابلكتئاب الشّ ديد بق ّية اليوم‪".‬‬
‫* * *‬
‫"بعد ثالثة أشهر من الامتناع ال ّتا ّم عن مشاهدة الفالم الإابح ّية مارست العالقة احلمية مع رشيكيت‪،‬‬
‫عّل من جديد رغبة قويّة جدّ ا مبشاهدة الفالم‬ ‫وكنّا سعداء جدّ ا‪ .‬ولكن بعد يوم أو يومني‪ ،‬بدأت ّ‬
‫تلح ّ‬
‫لكن هذا ما حصل فعال‪ ،‬لقد عدت اإىل ممارسة العادة‬ ‫الإابحيّة والاس متناء‪ .‬قد يبدو ذكل متناقضا‪ ،‬و ّ‬
‫السابق‪ ،‬وكذكل عدت اإىل مشاهدة املرئ ّيات اجلنس ّية من جديد‪".‬‬ ‫الرسيّة أكرث من ّ‬
‫ّّ‬
‫* * *‬
‫الطريق‬ ‫عّل أن أجرب نفيس عىل العودة اإىل ّ‬ ‫"لحظت أ ّين بعد الإكثار من مشاهدة الفالم الإابح ّية‪ّ ،‬‬
‫الش بق جتعكل أكرث رغبة إابعادة ّ‬
‫الكرة‪ ،‬وال ّايم‬ ‫القومي اإجبارا‪ ،‬وذكل ل ّن الاس متناء والوصول اإىل ذروة ّ‬
‫الثّالثة الوىل يه الصعب عىل الإطالق‪".‬‬
‫* * *‬
‫"ليس عندي أ ّي مشلكة يف امجلاع‪ ،‬اإل أ ّين اخرتت طوعا أن أجتنّب امجلاع طوال الشّ هر املايض‪ ،‬واكن‬
‫هذا قرارا حكامي ل ّين مل أعاين يف هذه الفرتة من العراض املتعبة "للتّأثري املطا ِرد"‪".‬‬

‫بيعي اذلي حيدث عادة يف الكميياء‪ -‬العصب ّية بعد‬


‫الط ّ‬‫حاةل "التّأثري املطا ِرد" ميكن أن تكون درجة مبالغ فهيا من التّأرحج ّ‬
‫الشّ عور ّهبزة امجلاع‪:‬‬
‫"اكن اليومان ال ّتاليان لالنتاكس صعبني جدّ ا‪ ،‬لقد عانيت من صعوبة يف ا ّلرتكزي‪ ،‬وأحسست ابختالل‬
‫عّل أعراض الانسحاب‪ ،‬فقد صار دماغي خمدّ را وبطيئا‪ ،‬ولكاميت اكنت‬
‫ادلّ وابمني يف دماغي‪ ،‬واش تدّ ت ّ‬
‫متعرثة‪ ،‬وعانيت من صعوبة يف ال ّتواصل مع الخرين‪ ،‬واكنت ّالرغبة ابلس متناء وممارسة اجلنس قويّة‬
‫ّ‬
‫السابق‪".‬‬
‫ومل ّحة أكرث بكثري من ّ‬

‫اجلنيس‬
‫ّ‬ ‫يري"‪ ،‬وتسهّل عودة الداء‬ ‫إجيايب حلاةل "التّأثري املطا ِرد" أّنّ ا قد تساعد الشّ خص عىل اإّناء حاةل "املوت ّ‬
‫الرس ّ‬ ‫واجلانب ال ّ‬
‫والحاسيس اجلنس ّية اإىل طبيعهتا‪:‬‬
‫"الريبوت" حصل يل يشء غريب جدّ ا مل حيصل يل أبدا‬ ‫الس تني منذ بداية ّ‬
‫"يف صباح اليوم الثّامن و ّ‬
‫سن املراهقة‪ :‬الاحتالم! عندما أسرتجع هذه ّاذلاكرة اليوم ‪-‬وقد أمتمت واحدا وتسعني يوما‪ -‬أشعر‬
‫وأان يف ّ‬
‫بأّنّ ا اكنت نقطة فاصةل يف هذه التّجربة‪ ،‬وك ّين ودلت يف ذكل اليوم من جديد‪ ،‬ومنذ ذكل الوقت بدأت‬
‫‪160‬‬
‫أعاين فوائد الإقالع عن ارتياد املواقع الإابحيّة‪ .‬أشعر الن أ ّين مفعم ّ‬
‫ابلطاقة واحليويّة‪ ،‬وتعافيت متاما من‬
‫اجلنيس اذلي كنت أعاين منه‪".‬‬
‫ّ‬ ‫العجز‬

‫ختف مبرور الوقت‪ ،‬وتتالىش عند اس تعادة ادلّ ماغ توازنه‪ .‬إا ّن تضاؤل الشّ عور حباةل‬
‫ولحظ البعض أ ّن حاةل "التّأثري املطا ِرد" ّ‬
‫"الريبوت" تؤيت ألكها‪ ،‬يقول هذا الشّ ّ‬
‫اب‪:‬‬ ‫"التّأثري املطا ِرد" واختفاؤها ّنائ ّيا فامي بعد إانّام هو دليل ملموس عىل أ ّن جتربة ّ‬
‫"لقد عادت يل القدرة عىل الانتصاب بسهوةل وبأق ّل اإاثرة أو خت ّيل‪ ،‬و ّ‬
‫بقوة وحت ّمل مفاجئني‪ ،‬ومن حيهنا‬
‫دلي رغبة كبرية ابجلنس‪ ،‬اإل أ ّين الن صايف ّاذلهن‪،‬‬ ‫رصت أشعر أ ّين مفعم ّ‬
‫ابلطاقة واحليويّة‪ .‬ورمغ أ ّن ّ‬
‫حتس نا ملحوظا‪".‬‬
‫حتسنت ّ‬ ‫ول أعاين من حاةل "التّأثري املطا ِرد"‪ ،‬وابإماكين أن أقول بأ ّن حاليت ّ‬

‫وقد وجد هذا ّالزوج اس تخداما مفيدا حلاةل "التّأثري املطا ِرد"‪:‬‬
‫"زوجيت عىل عمل حباةل "التّأثري املطا ِرد" وتداعياهتا‪ ،‬ومبا أن ّنا أمقنا عالقة عاطفيّة محمية اللّيةل املاضية‪ ،‬فقد‬
‫الصاةل متسلّةل عىل رؤوس أصابعها لرتى ما اذلي كنت أتصفّحه عىل‬ ‫الصباح أن تتبعين اإىل ّ‬ ‫ّقررت هذا ّ‬
‫حّت تعمل دون ّ‬
‫شك‬ ‫الإنرتنت‪ .‬وقد رأت بأ ّم عيهنا حاةل "التّأثري املطا ِرد"‪ ،‬فقد طاردهتا اإىل غرفة النّوم ّ‬
‫تحق التّضحية‪".‬‬ ‫لكن المر اكن يس ّ‬ ‫بأ ّين لن أطارد غريها‪ .‬تأخّرت يف اخلروج اإىل العمل‪ ،‬و ّ‬

‫الكوابيس واسرتجاع ّاذلكرايت‬


‫يقول الكثريون أّنّ م صاروا يتذكّرون ما يرونه يف مناهمم من رؤى وأحالم بشلك أفضل بعد ّ‬
‫"الريبوت"‪ ،‬واليت قد‬
‫تكون سعيدة ومفرحة وقد تكون غري ذكل‪:‬‬
‫"الريبوت" مع منتدى "نوفاب" هو أ ّين بدأت أرى الحالم‬
‫"الّشء اذلي لحظته منذ أن بدأت جتربة ّ‬ ‫ّ‬
‫يف منايم‪ ،‬وبرصاحة ل أذكر أ ّين رأيت مناما واحدا خالل ّ‬
‫الس نوات العرش املاضية حني كنت أمارس‬
‫الاس متناء بكرثة‪ ،‬والن رأيهتا عدّ ة ّمرات‪".‬‬

‫ماغي اليت حتصل أثناء رحةل التّخلّص من الإدمان وأاثره‪ ،‬يرى‬


‫الرؤى والحالم الواقع ّية تبدو وكّنّ ا جزء من معل ّية التّنظيف ادلّ ّ‬
‫بعض الشخاص يف مناهمم أّنّ م ّميرون ابنتاكسة ل ّن ادلّ ماغ حياول جاهدا أن ينشّ ط ادلّ وائر العصب ّية املألوفة دليه‪ ،‬ا ّإل أ ّن هذه‬
‫الحالم ل تلبث أن تتالىش‪ ،‬يقول هذا الشّ ّ‬
‫اب‪:‬‬
‫"لقد بتّ أرى أحالما مزجعة جدّ ا‪ ،‬أرى يف منايم أش ياء ل أشعر اب ّلراحة يف احلديث عهنا ل ّي اكن‪،‬‬
‫‪161‬‬
‫أعمل أ ّن دماغي ّمير مبرحةل النّقاهة وحياول أن يتغلّب عىل أعراض الانسحاب‪ ،‬اإل أ ّين أمل أن تنهتيي‬
‫حّت أمتكّن من النّوم الهادئ ّمرة أخرى‪".‬‬
‫هذه الحالم برسعة ّ‬

‫ومن الشّ ائع أيضا اسرتجاع وتذكر لقطات جنس ّية من الفالم الإابح ّية اليت شوهدت يف املايض‪ ،‬وقد تسبّب هذه ّاذلكرايت‬
‫ضيقا شديدا جدّ ا للشّ خص‪ ،‬يقول ّ‬
‫شاب أخر‪:‬‬
‫"يف كثري من الحيان ل أس تطيع أن أرى الشّ خص الواقف أمايم ‪-‬غريبا اكن أم صديقا‪ -‬بصورته‬
‫لك ما أراه هو ومضات تظهر الشّ خص عاراي سواء أاكن رجال أو امرأة‪ .‬أتفهّم متاما أ ّن النّاس‬ ‫احلقيقيّة‪ّ ،‬‬
‫الطبيع ّيني ميكن أن تكون دلهيم خيالت كهذه‪ ،‬ولكهنّ ا تتعلّق فقط ابلشخاص اذلين حي ّبوّنم أو ينجذبون‬
‫السبب ل تقلقين اخليالت حبدّ ذاهتا‪ ،‬إوانّام اذلي يقلقين هو أ ّن هذه اخليالت حتدث بكرثة‪،‬‬‫اإلهيم‪ ،‬ولهذا ّ‬
‫وأّنّ ا حتدث اس تجابة لحداث وحمفّزات عشوائ ّية‪ ،‬وأحياان حمفّزات غري مرغوبة‪ ،‬وأّنّ ا تفاجئين يف بعض‬
‫ابلرضورة‪ ،‬أو أ ّين ل أرغب بأن أراه كذكل كن يكون خشصا‬ ‫حّت لو مل أر الشّ خص ج ّذااب ّ‬ ‫املواقف ّ‬
‫الس ّن أو طفال صغريا‪.‬‬
‫طاعنا يف ّ‬
‫أشعر وك ّن ذهين قد أصيب ابلعطب‪ ،‬اكن ميكن أن أحمتل هذا الوضع لوحصل يل عندما أ ّمر ابلشّ خص‬
‫الطريق مرور الكرام‪ ،‬عندها سوف أجتاوزه رسيعا‪ ،‬وس يكون ابإماكين أن أختلّص من اخليالت‪،‬‬ ‫يف ّ‬
‫وأحموها من ذاكريت‪ .‬ولكن عندما تدمهين هذه اخليالت وأان مهنمك يف احلديث مع الشّ خص‪ ،‬أشعر‬
‫بأ ّين سوف أصاب بنوبة من الهلع‪ ،‬وعندها أقوم إابّناء احملادثة برسعة‪ ،‬مث أهرع اإىل ماكن هادئ كن‬
‫حّت أهدّ ئ من روعي‪ .‬أشعر كام لو أ ّن‬ ‫أذهب اإىل دورة املياه أو أخرج يف نزهة مش يا عىل القدام ّ‬
‫أحدا غريي ّ‬
‫يتحمك بأفاكري وخياليت ولكن ليس يل القدرة عىل الاعرتاض‪ ،‬أن ّه دماغ الإابح ّية اجلنس ّية‬
‫القدمي عىل ما أعتقد‪ ،‬وهو اذلي يس تحرض يف ذهين هذه اخليالت‪".‬‬

‫من الفضل أن تتعامل مع اسرتجاع ّاذلكرايت كام تتعامل مع ّالرؤى والحالم‪ ،‬أي اعتربها جزءا من معل ّية ال ّتنظيف‬
‫"الريبوت"‪ ،‬ول تعتربها دليل عىل الفشل يف مسعاك ل إالقالع عن مشاهدة املرئ ّيات اجلنس ّية‪ّ .‬‬
‫سمل‬ ‫ّاذلهن ّية اليت ّمتر هبا أثناء ّ‬
‫بأ ّن وجود هذه اخليالت هو أمر واقع‪ ،‬ودعها ّمتر دون أن تعطهيا أ ّي معىن‪ّ ،‬مث اضبط حو ّاسك وراقهبا عن كثب‪ ،‬وركّز‬
‫انتباهك اإىل ما جيري حوكل‪ ،‬واسرتخ وخذ أنفاسا معيقة من حني لخر‪.‬‬
‫القهري قد يواّجون صعوبة يف اإهامل هذه اخليالت أو‬
‫املعرضون ل إالصابة ابضطراب الوسواس ّ‬
‫مالحظة‪ :‬الشخاص ّ‬
‫تركها ّمتر بسالم‪ ،‬وذكل لّنّ م يزنعون اإىل الاهامتم الشّ ديد بأش ياء يه يف احلقيقة ليست ذات أمه ّية‪.‬‬

‫‪162‬‬
‫د ّوامة العار‬
‫معظم اذلين يشاهدون املرئ ّيات اجلنس ّية عىل الإنرتنت هذه ال ّايم نشأوا وترعرعوا يف وجود الإغراء عىل الإنرتنت‪،‬‬
‫ومه عىل الغلب ل يرون حرجا يف مشاهدهتا‪ ،‬وقلّام يشعرون ابخلزي من حفش املادّة املرئ ّية‪ ،‬أو من ّ‬
‫جمرد مشاهدهتا يف املقام‬
‫الس يطرة‪ ،‬وخروج المر عن طوره‪ ،‬ويتبخّر ّ‬
‫لك شعور‬ ‫منصب عىل فقدان ّ‬
‫ّ‬ ‫ال ّول‪ ،‬إواذا اكن هناك شعور ابخلزي والعار فهو‬
‫مبجرد أن يس تعيدوا ّ‬
‫الس يطرة عىل مقاليد المور‪.‬‬ ‫ابخلزي والعار ّ‬
‫أ ّما اإذا اكنت مشاهدة املرئ ّيات اجلنس ّية مرتبطة يف ذهنك ابلفضيحة واخلزي‪ ،‬أو الهتّ ديد ابلعقوبة من قبل وادليك‪،‬‬
‫أو زوجتك‪ ،‬أو داينتك‪ ،‬أو أن ّك متأثّر ابلراء ال ّصارمة اليت تستنكر الاس متناء‪ ،‬فقد حتتاج اإىل املساعدة ّ‬
‫حّت ّ‬
‫تغري أطر نظرتك‬
‫وحتسن نظرتك اإىل ذاتك‪.‬‬
‫السلوك‪ّ ،‬‬
‫اإىل هذا ّ‬
‫سن املراهقة‪ ،‬ويزيد اإفراز‬ ‫النشطة املمنوعة تصبح مرغوبة ومثرية اإىل درجة تثري ادلّ هشة‪ّ ،‬‬
‫وخاصة عند الفتية يف ّ‬
‫ادلّ وابمني بشلك حا ّد عندما يرتقّب الفّت املراهق معل يشء جديد‪ ،‬أو القيام مبجازفة‪ ،‬مبا يف ذكل معل يشء ممنوع‪ .‬هذه القفزة‬
‫يك جيازف‪ ،‬وخيوض جتارب جديدة‪ ،‬ويسعى للبحث عن‬
‫الفتوة ادلّ افع ل ّ‬
‫يف مس توى ادلّ وابمني يه اليت تعطي الإنسان يف مرحةل ّ‬
‫زوج بعيدا عن القارب املعروفني‪ .‬يعمل ادلّ وابمني بنفس الل ّية منذ سالف العرص و ّالزمان‪ ،‬وهو اذلي جيعل طعم الثّمرة ّ‬
‫احملرمة‬
‫أكرث حالوة‪ ،‬وجيعل املمنوع مرغواب‪ .‬كام أ ّن الحباث أظهرت ‪-‬كام ذكران سابقا‪ -‬أ ّن احلرص النّ ّ‬
‫فيس اذلي يصاحب اجملازفة واقرتاف‬
‫املمنوع يزيد من مس توى الإاثرة أيضا‪.‬‬
‫ويف وجود المكّ ّيات ّالزائدة من ادلّ وابمني اليت ترصخ "نعم‪ ،‬افعل ذكل"‪ ،‬يصبح من ّ‬
‫السهل جدّ ا عىل مركز املاكفأة‬
‫يف ادلّ ماغ أن يبالغ يف تقدير قمية النشطة احملظورة‪ ،‬بل ويس ّجلها حتت بند "مثري للغاية"‪ ،‬ويصبح ذكل عزاؤان اذلي ينسينا ‪-‬‬
‫مؤقّتا‪ -‬الشّ عور ابخلزي والعار من اقرتاف هذا ا ّذلنب‪ .‬وهذا ّ‬
‫يفرس كيف يقع مشاهدو املرئ ّيات اجلنس ّية يف ّدوامة متعاقبة من‬
‫النّدم عىل ارتاكب ّاذلنب‪ ،‬والشّ عور ابخلزي والعار‪ّ ،‬مث العودة اإىل مشاهدة الفالم من جديد‪ ،‬وابإفراط‪ّ ،‬مث الشّ عور ابلعار ّمرة‬
‫أخرى‪ ،‬وهذا دواليك‪.‬‬
‫لك يشء عن وظائف ادلّ ماغ والتّ ّغريات اليت حتدث يف الكميياء‪-‬‬
‫ليس من احلمكة أن ندّ عي بأ ّن العمل قد كشف و ّبني ّ‬
‫لكين مؤمن بأ ّن التّعامل مع حالت الإدمان عىل‬
‫القصة اكمةل اإىل الن‪ ،‬و ّ‬
‫العصب ّية يف حالت الإدمان‪ ،‬فنحن ما زلنا ل نعرف ّ‬
‫‪163‬‬
‫العلمي اذلي اعمتدته يف هذا‬
‫الصورة احلقيقيّة للمشلكة‪ .‬الإطار ّ‬ ‫ارتياد املواقع الإابحيّة يف هذا الإطار ّ‬
‫العلمي ميكن أن ّيقرب لنا ّ‬
‫الكتاب يرتكز عىل السس البيولوج ّية لوظائف اجلهاز العصّب ودلونة ادلّ ماغ من ّجة‪ ،‬واس تعارة املصطلح ال ّت ّ‬
‫مثيّل من عمل‬
‫احلاسوب اذلي يش ّبه التّوقّف عن مشاهدة املرئ ّيات اجلنس ّية إابعادة تشغيل اجلهاز من ّجة أخرى‪ ،‬وأعتقد أن هذا ّ‬
‫الطرح‬
‫تتحرج من احلديث يف موضوع‬ ‫ميكن أن ّيقربنا اإىل حقيقة ما جيري مبوضوع ّية وعقالن ّية‪ّ ،‬‬
‫وخاصة ابملقارنة مع ال ّرؤية احملافظة اليت ّ‬
‫املتحررة جدّ ا اليت تطلق العنان للشّ هوات‪ ،‬ول ترى يف الإابح ّية اجلنس ّية‬
‫اجلنيس‪ ،‬أو النّظرة ّ‬
‫ّ‬ ‫لك ما يتعلّق ابلنّشاط‬
‫اجلنس و ّ‬
‫عيبا ول رضرا‪.‬‬
‫"الريبوت"‪ ،‬وممّا يثري ادلّ هشة ابلفعل أ ّن الكثريين مهنم‬
‫أاتبع ابنتظام ترصحيات أعضاء املنتدايت اذلين خيوضون جتربة ّ‬
‫علمي‪ ،‬لّنّ م يتعلّمون‬
‫تتحسن بشلك أرسع عندما يواّجون حتدّ ايت الإقالع من منظور ّ‬ ‫وحّت املتديّنني ‪ّ -‬‬
‫يرصحون بأ ّن حالهتم ّ‬ ‫‪ّ -‬‬
‫عكيس جيعل ّالرغبة املل ّحة وما يصاحهبا‬
‫ّ‬ ‫السلوك ّيات اخلطرة‪ ،‬وملاذا تتسبّب الإاثرة الشّ ديدة واملزمنة ابرتداد‬
‫كيف يو ّجه ادلّ وابمني ّ‬
‫السابق‪ ،‬وابلتّايل تزداد احلاجة اإىل التّطبيب ّاذل ّ‬
‫ايت جبرعة جديدة من املرئ ّيات اجلنس ّية لتخفيف الوجاع‪.‬‬ ‫من أوجاع أشدّ من ّ‬
‫أعتقد أ ّن مفتاح احل ّل يمكن يف التّعاطف مع النّفس‪ ،‬وتوجيه طاقهتا ّجتاه العامل البنّاءة‪ ،‬وبعيدا عن ا ّلرصاع ادلّ اخّل املؤمل مع‬
‫ّاذلات‪ ،‬واذلي قد يبدو للبعض مثريا أحياان ولكن هل أاثر هدّ امة‪.‬‬
‫الش ياطني‪ ،‬أو أّنّ ا‬ ‫"ما عدت أرى مشلكيت مع الإدمان عىل مشاهدة الفالم الإابح ّية عىل أّنّ ا وساوس ّ‬
‫طبيعي للعالقة‬
‫ّ‬ ‫إنساين‬
‫دلي احتياج ا ّ‬ ‫تعرب عن الاثم و ّاذلنوب اليت ملت قلّب‪ ،‬ورصت أدرك أ ّن ّ‬ ‫ّ‬
‫ترخست وقويت‬ ‫وضارة ّ‬
‫العاطف ّية احلمية ولكنّه ّاجته ّاجتاها خاطئا‪ ،‬فارتياد املواقع الإابحيّة عاد ٌة سيّئة ّ‬
‫بسبب النّاقالت العصب ّية اليت تفرز يف ادلّ ماغ‪ ،‬فهيي ليست شيئا غامضا أو غيب ّيا‪.‬‬
‫بترصفايت‪ ...‬ففعلت‪ ،‬وأيقنت أ ّن احلياة اليت أحمل أن‬ ‫حمك ّ‬ ‫دلي القدرة عىل ال ّت ّ‬
‫ببساطة جدّ ا‪ :‬أدركت أ ّن ّ‬
‫أعيشها لن تتحقّق مع وجود الإابحيّة اجلنس ّية فهيا‪ ...‬فأخذت القرار احلامس ابلإقالع عهنا‪ ،‬وعندما أقول‬
‫"ببساطة" ل أعين "بسهوةل"‪.‬‬
‫السلوك أعطاين الثّقة الاكفية ّيك أتغلّب عىل التّحدّ ايت الخرى‪ ،‬ومنذ أن‬ ‫ا ّإن جنايح يف ضبط هذا ّ‬
‫"الريبوت" قبل تسعني يوما‪ :‬أنقصت وزين ‪ ٢٠‬رطال‪ ،52‬وبدأت أمارس هواية ّالرقص عىل اإيقاع‬ ‫بدأت ّ‬
‫تعرفت عىل فتاة ط ّيبة‪ .‬أان ل أحتدّ ث عن قوى خارقة‪،‬‬ ‫موس يقى اجلاز‪ ،‬وانضممت اإىل فرقة موس يق ّية‪ ،‬و ّ‬
‫السلوك املد ّمر‪.‬‬‫معطةل بسبب انغاميس يف هذا ّ‬ ‫الطاقة اكنت اكمنة ّيف‪ ،‬ولكهنّ ا اكنت ّ‬‫فلك هذه ّ‬ ‫ّ‬

‫‪ّ 52‬الرطل الإجنلزيي ويعادل أق ّل بقليل من نصف كيلوغرام (‪ 1‬رطل = ‪ 0.454‬كيلوغرام)‬


‫‪164‬‬
‫حب نفيس وأقدّ رها‪ ،‬فال أشعر مبرارة النّدم عندما‬ ‫"الريبوت" ثقيت بنفيس‪ ،‬بل إا ّين رصت أ ّ‬
‫ازدادت بعد ّ‬
‫بيعي اذلي جيب أن يشعر به الإنسان‪ .‬يؤسفين مك أهدرت‬ ‫أنظر يف املرأة‪ ،‬وأعتقد أ ّن هذا هو الشّ عور ّ‬
‫الط ّ‬
‫من الوقت وأان أشعر ابخلزي والعار وعقدة الإحساس اب ّذلنب‪ ،‬أ ّما الن فأان أنظر اإىل املس تقبل بضمري‬
‫حب احلياة‪".‬‬
‫صاف‪ ،‬وأ ّ‬

‫مواطن ّالزلل‬
‫التّأرحج عىل احلافّة‬
‫الصحيح أكرث من‬ ‫ما هو الّشء اذلي يفعهل مراتدو املواقع الإابحيّة ويتسبّب يف خروج جتربة ّ‬
‫"الريبوت" عن مسارها ّ‬
‫أ ّي يشء أخر؟ إان ّه ال ّتأرحج عىل احلافّة! "ال ّتأرحج عىل احلافّة" يه حاةل الشّ خص عندما ميارس الاس متناء‪ ،‬ويعمل عىل زايدة‬
‫اجلنيس أثناء مشاهدة املرئ ّيات اجلنس ّية املغرية عىل الإنرتنت‪ ،‬ولكنّه حيول دون الوصول اإىل ّاذلروة أو القذف لفرتة‬
‫ّ‬ ‫الهتّ ّيج‬
‫طويةل‪ ،‬بل حيرص عىل بقائه عىل هذه احلاةل من الهتّ يج‪ ،‬ويس ّمتر يف تصفّح املواقع‪ ،‬وقد يفعل ذكل مرارا‪ .‬هذا ّ‬
‫السلوك ليس‬
‫مس تغراب بني أعضاء املنتدايت‪ ،‬ل ّن بعض ّالرجال أقنعوا أنفسهم بأ ّن املشلكة الساس ّية تمكن يف القذف‪ ،‬بيامن الإاثرة ّالزائدة‬
‫الش ّبان أدركوا غياب احلمكة يف عادة التّأرحج عىل احلافّة‪،‬‬
‫اليت تسبّهبا مشاهدة الفالم الإابح ّية يه مشلكة اثنويّة‪ ،‬اإل أ ّن بعض ّ‬
‫ويظهر ذكل يف ترصحي أدىل به أحدمه‪ ،‬يقول‪:‬‬
‫"بدل من الوصول اإىل ّاذلروة والقذف إواّناء المر‪ ،‬ف إان ّك ترتك دماغك يس بح يف النّاقالت العصب ّية‬
‫امله ّيجة للشّ هوة لع ّدة ساعات‪ ،‬وهذا أسوأ يشء ميكن أن تفعهل‪ ،‬ول ّيزبه يشء يف رضر‪ ،‬إان ّه الخطر‬
‫عىل الإطالق‪ .‬أعتقد أن ّنا مل نكن مدمنني عىل مشاهدة الفالم الإابحيّة ّ‬
‫ابذلات‪ ،‬ولكن كنّا مدمنني عىل‬
‫عادة التّأرحج عىل احلافّة أثناء مشاهدة الفالم الإابح ّية‪".‬‬

‫التّأرحج عىل احلافّة يرهق غدّ ة الربوس تاات‪ ،‬وجيعل الشّ حص غري هم ّيأ لإقامة عالقة جنس ّية طبيع ّية مع خشص ّ‬
‫حقيقي‪،‬‬
‫الطريقة اليت متارس هبا العالقة احلمية يف الواقع‪ ،‬فالتأرحج عىل احلافّة يرتبط عادة مبشاهدة‬
‫السلوك ل تتوافق مع ّ‬
‫ل ّن ممارسة هذا ّ‬
‫الرسيع والانتقال من مشهد اإىل أخر‪ ،‬وابس تعامل اليد يف ممارسة الاس متناء‬ ‫احملفّز ّ‬
‫املريئ عىل الشّ اشة ولفرتات طويةل‪ ،‬وابلتّجديد ّ‬
‫(أو أ ّي أداة أخرى)‪.‬‬
‫يصل ادلّ وابمني اإىل أعىل مس توايته عندما يكون الشّ خص عىل وشك الوصول اإىل ذروة ّ‬
‫الش بق والشّ عور ّهبزة امجلاع‪،‬‬
‫‪165‬‬
‫وذلكل فا ّإن التّأرحج عىل احلافّة يُبقي ادلّ وابمني يف أعىل مس توايته اليت ميكن أن يصل اإلهيا طبيع ّيا ولفرتات طويةل قد متت ّد‬
‫اجلنيس احلاصل وبني ما ت ّمت مشاهدته‬
‫ّ‬ ‫لساعات‪ ،‬وأثناء ذكل يس تقبل ادلّ ماغ اإشارات قويّة تعمل عىل تقوية ّالرتابط بني الهتّ ّيج‬
‫جمرد وجود شاشة احلاسوب‪ .‬اإضافة ذلكل‪ ،‬فا ّإن الارتفاع الشّ ديد يف مس توى‬
‫عىل الشّ اشة‪ ،‬سواء أاكن سلواك جنس ّيا مع ّينا‪ ،‬أو ّ‬
‫ادلّ وابمني بشلك مزمن جيعل دماغ الشّ خص أكرث عرضة حلدوث التّ ّغريات ادلّ ماغ ّية وترس يخها مثل تناقص حساس ّية ادلّ ماغ‬
‫للمتعة‪ ،‬وابل ّتايل يصبح أكرث عرضة خلطر الإدمان‪.‬‬
‫اب يلجأ اإىل الاس متناء كوس يةل لكبح جامح شهوته‪ ،‬واكن عادة ما حيرص‬
‫يف عصور ما قبل الإنرتنت ا ّلرسيعة‪ ،‬اكن الشّ ّ‬
‫عىل القذف إواّناء المر يف غضون دقائق‪ ،‬لن ّه بذكل يسبّب اإفراز انقالت عصب ّية يف ادلّ ماغ تؤدّي اإىل خفض معدّ ل اإفراز‬
‫ادلّ وابمني لفرتة من ّالزمن‪ ،‬ويرتتّب عىل ذكل شعور عا ّم ابلرتياح من اإحلاح ّالرغبة اجلنس ّية‪ .‬ولكن اإطالق العنان لرفع معدّل‬
‫اإفراز ادلّ وابمني اإىل أعىل مس توايته ا ّلطبيع ّية اإىل ما ل ّناية كام يفعل مراتدو املواقع الإابح ّية ف إان ّه يؤدّي اإىل تأجيج مس ّمتر‬
‫شاب‪:‬‬ ‫للشّ هوة اجلنس ّية دون أ ّي شعور ّ‬
‫حقيقي ابلكتفاء‪ ،‬يقول ّ‬
‫الطريق القاتل ل إالدمان عىل مشاهدة الفالم اجلنس ّية هو يف احلقيقة أ ّين‬
‫"اذلي سبّب يل الانزلق يف ّ‬
‫ّغريت عاديت من مشاهدة الفالم من أجل الاس متناء والقذف‪ ،‬اإىل مشاهدهتا من أجل الاس متتاع‬
‫ابلحاسيس اليت تقود اإلهيام‪".‬‬

‫"الريبوت" أ ّي عالقة عاطف ّية تشعرك ابلكتفاء و ّالرضا متاما‪ ،‬كام‬


‫ضع يف حس بانك أن ّك قد ل جتد يف الفرتة الوىل من ّ‬
‫اجلنيس‪،‬‬
‫ّ‬ ‫أ ّن الاس متناء دون مشاهدة املرئ ّيات اجلنس ّية قد ل يؤ ّمن كل الإاثرة الاكفية ّيك تصل اإىل ّاذلروة أو تشعر ابلكتفاء‬
‫وسبب ذكل أ ّن دماغك مل يسرتجع بعد القدرة عىل الاس تجابة ال ّتلقائ ّية للامرسات اجلنس ّية ا ّلطبيع ّية‪ ،‬ولكن ابإماكنك أن تس تغ ّل‬
‫هذا المر لصاحلك فتقلّل من ممارسة الاس متناء بيامن يعمل دماغك جاهدا ّيك يس تعيد توازنه‪ّ .‬‬
‫رصح عدد من الشخاص اذلين‬
‫"الريبوت" أ ّن رغبهتم يف ممارسة الاس متناء قلّت اإىل حدّ كبري ّ‬
‫مبجرد أن توقّفوا عن مشاهدة املرئ ّيات اجلنس ّية‪،‬‬ ‫خاضوا جتربة ّ‬
‫ل ّن الاس متناء دون مشاهدة الفالم الإابحيّة ليس مثريا أو ممتعا مبا يكفي‪ ،‬ولهذا فال داعي لن ترهق دماغك ابلس متناء يف‬
‫هذه الفرتة‪ ،‬امتنع عنه وكن صبورا‪.‬‬

‫‪166‬‬
‫اخليالت‬
‫صور ّاذلهين أو العقّل‪ 53‬تشري اإىل أ ّن خت ّيل جتربة ما‪ ،‬أو ت ّ‬
‫صور نشاط ما‪ ،‬ميكن أن ينشّ ط‬ ‫الحباث اليت تدرس ال ّت ّ‬
‫نفس ادلّ وائر العصب ّية اليت تنشط دلى أداء التّجربة أو النّشاط فعل ّيا‪ .‬مبعىن أخر‪ ،‬فا ّإن اخليالت اجلنس ّية والتّ ّ‬
‫صورات اليت تدور‬
‫بذهنك عندما تتصفّح تطبيقات املواعدة أو اإعالانت ّ‬
‫الصداقة عىل الإنرتنت تنشّ ط وت ّقوي ّالروابط العصب ّية املرتبطة ابلإدمان‬
‫عىل مشاهدة املرئ ّيات اجلنس ّية‪ ،‬واليت تبحث ّمعا يثريها من ال ّتجديد‪.‬‬
‫يرصح الكثريون بأ ّن اجتناب هذه اخليالت مبكّرا يف بداية ّ‬
‫"الريبوت" مفيد جدّ ا‪ ،‬مبا يف ذكل اجتناهبا أثناء امجلاع‪،‬‬ ‫ّ‬
‫وذكل ل ّن جتنّب هذه اخليالت يقلّل من تأجيج ّالرغبة املل ّحة اليت تدفع الشّ خص اإىل مشاهدة الفالم الإابحيّة‪ .‬وابملقابل‪ ،‬اإذا‬
‫اكن الشّ خص ذا خربة جنس ّية ضئيةل‪ ،‬مفن املمكن أ ّن يكون خت ّيل العالقة اجلنس ّية ال ّطبيع ّية مفيدا هل‪ ،‬ل ّن اخليالت والتّ ّ‬
‫صورات‬
‫اليت تركّز عىل العالقة اجلنس ّية ا ّلطبيع ّية مع زوج ّ‬
‫حقيقي قد تساعد يف ّناية املطاف عىل اإعادة تأهيل دماغه ّيك يس تجيب‬
‫طبيعي بد ّل من الاس تجابة للعروض اليت يراها عىل شاشة احلاسوب‪.‬‬
‫للمحفّزات اجلنس ّية بشلك ّ‬
‫احلقيقة املؤكّدة يه أ ّن اخليالت اجلنس ّية يه أمر ّ‬
‫طبيعي عرفه الإنسان منذ سالف ّالزمان‪ ،‬ومربط الفرس هو أن‬
‫تتجنّب ال ّتخ ّيالت اليت حتوم حول مقاطع من الفالم الإابح ّية املفضّ ةل دليك‪ّ ،‬‬
‫وابذلات جتنّب إاعطاء أشخاص حقيق ّيني دور‬
‫شاابن قدّ ما بعض النّصاحئ يف هذا الشّ أن‪:‬‬
‫البطوةل يف هذه املقاطع‪ .‬هذان ّ‬
‫"الريبوت"‪ ،‬وذكل ل ّن خيالتنا يف الشّ هور الوىل بعد الإقالع ل‬ ‫"اخليالت تعترب شيئا خطرا يف بداية ّ‬
‫تعدو كوّنا نسخا معدّ ةل من الفالم الإابحيّة اليت كنّا نشاهدها‪ .‬ول ّن قدرة دماغك عىل الإبداع‬
‫والاس تجابة للمتعة قد ضعفت‪ ،‬فلن يكون سهال أن تتخ ّيل كيف تكون العالقة اجلنس ّية مع فتاة حس ناء‬
‫نيس اذلي أاثرك‬ ‫عاطف ّية ومحمية‪ .‬واحلل؟ يقول كل دماغك‪" :‬ملاذا ل تسرتجع صورة ذكل املشهد اجل ّ‬
‫وجعكل تتأرحج عىل احلافّة لساعات؟" وهنا ممكن اخلطر‪ ،‬وليس يف التّخ ّيل حبدّ ذاته‪ .‬فالشّ خص املعاىف‬
‫معني فلن يواجه أ ّي‬‫ابلصحة والعافية لو جالت خباطره خيالت جنس ّية متعلّقة بشخص ّ‬ ‫اذلي يمت ّتع ّ‬
‫مشلكة‪ ،‬ولكن الشّ خص املدمن عىل مشاهدة الفالم الإابح ّية عندما ينشغل خبيالت جنس ّية مبن ّية‬
‫متكرر سوف‬ ‫يرض نفسه‪ ،‬إواذا اس ّمتر يف ال ّتخ ّيل بشلك ّ‬
‫عىل ما شاهده من أفالم اإابحيّة يف املايض ف إان ّه ّ‬
‫مبجرد أن تبدأ ابلتّعايف من الإدمان‪ ،‬اإذا صار ذهنك يتخ ّيل خيالت‬ ‫يصبح وضعه أسوأ‪ .‬برأيي أن ّك ّ‬

‫خيزن فهيا عقل الإنسان صور الش ياء والشخاص والحداث اليت تس تقبلها حو ّاسه من العامل اخلاريج‬ ‫صور ا ّذلهين أو العقّل هو ّ‬
‫الطريقة اليت ّ‬ ‫‪ 53‬التّ ّ‬
‫‪167‬‬
‫جنس ّية دون أن يسرتجع مقاطع من الفالم الإابحيّة ودون أن يركّز عىل خيالت منحرفة أو غري واقع ّية‪،‬‬
‫تقوي هذه اخليالت أو تدمعها‪ ،‬فقط دعها ّمتر مرور‬ ‫فعليك أن تدعه وشأنه‪ ،‬ول أعين أ ّن عليك أن ّ‬
‫الكرام‪ ،‬ول تقف عندها كثريا‪".‬‬
‫* * *‬
‫"الريبوت" تش به ما كنت تشاهده يف الفالم الإابح ّية ‪-‬‬ ‫"اإذا اكنت اخليالت اليت جتول بذهنك أثناء ّ‬
‫ولو بدرجة قليةل‪ -‬فعليك أن تتخلّص مهنا‪ ،‬وذكل لس ببني‪:‬‬
‫صورات اليت تش به حمتوى الفالم الإابح ّية قد تؤدّي اإىل الانتاكس‪.‬‬ ‫‪ -١‬اخليالت وال ّت ّ‬
‫‪ -٢‬قد يؤدّي الاس مترار يف هذه اخليالت اإىل ال ّتنش يط ّ‬
‫املتكرر ل ّلروابط العصب ّية املس تحدثة بفعل‬
‫الصور اليت يراها‬ ‫الساعية اإىل التّخلّص مهنا‪ ،‬فدماغك ل ّميزي بني ّ‬ ‫لك ّجودك ّ‬ ‫فتقوهيا‪ ،‬وتضعف ّ‬ ‫الإدمان ّ‬
‫هين ملشاهد من الفالم ا إلابحيّة ل‬ ‫الصور اليت تتخيلها بذهنك‪ ،‬وابلتّايل فا ّإن التّخ ّيل ّاذل ّ‬
‫عىل الشّ اشة و ّ‬
‫خيتلف أثره عىل دماغك عن مشاهدة الفالم ابلفعل‪.‬‬
‫"الريبوت"‬ ‫لك اخليالت سيّئة‪ ،‬أو أّنّ ا دامئا تأيت بنتاجئ مضادّة‪ ،‬أثناء خوض جتربة ّ‬ ‫رمغ ذكل ل أعتقد أ ّن ّ‬
‫لحظت أ ّين بدأت ‪-‬ول ّول ّمرة يف حيايت‪ -‬أخت ّيل تلقائ ّيا خيالت من نوع جديد‪ ،‬بدأت أخت ّيل خيالت‬
‫تصور يف ذهين‬ ‫تدور حول عالقة رومانس ّية وعاطف ّية‪ ،‬ولكن دون ّالرتكزي عىل اجلنس حبدّ ذاته‪ ،‬كنت أ ّ‬
‫الظهر أو الرجل‪ .‬قد تبدو هذه اخليالت عاديّة و ّممةل‪،‬‬ ‫تبادل الابتسامات‪ ،‬وتشابك اليدي‪ ،‬وتدليك ّ‬
‫اإل أّنّ ا ابلنّس بة يل بدت ممتعة ومفعمة ابحلياة‪ ،‬ول أعتربها نسخة خمفّفة من املشاهد اجلنس ّية لّنّ ا من‬
‫نوع خمتلف متاما‪ ،‬وقد وجدت أ ّن هذا النّوع من اخليالت ينعكس اإجياب ّيا عىل حاليت‪ ،‬وابملناس بة أان ل‬
‫أقوم ابلس متناء أثناء هذه اخليالت‪ ،‬ول أجدها تثريين اإىل درجة التّأرحج عىل احلافّة‪ ،‬إوال فلن يكون‬
‫هناك فرق بيهنا وبني خت ّيل مقاطع من الفالم الإابح ّية‪".‬‬

‫بدائل املواقع الإابحيّة‬


‫لكن البعض يقبل عىل تصفّحها كبديل‪ ،‬وهذا موطن من‬
‫بعض املواقع عىل الإنرتنت ل تصنّف عىل أّنّ ا مواقع اإابح ّية و ّ‬
‫"الريبوت" عن مساره املرغوب ّ‬
‫بلك سهوةل‪ .‬اإذا كنت حتاول أن تقلع عن مشاهدة الفالم‬ ‫مواطن ّالزلل ابإماكنه أن حيرف ّ‬
‫مربرا يقنعك بأن النّظر اإىل صور نساء حس ناوات بلباس البحر البيكيين ‪-‬عىل سبيل‬
‫السهل أن جتد لنفسك ّ‬
‫الإابح ّية‪ ،‬مفن ّ‬
‫"الريبوت" هو الإقالع عن مشاهدة الفالم الإابح ّية‪،‬‬
‫جمرد صور وليست أفالما اإابح ّية‪ ،‬وهدف ّ‬
‫املثال‪ -‬ل بأس فيه‪ ،‬فهذه ّ‬
‫فال يوجد داع للقلق‪ ،‬أليس كذكل؟ واحلقيقة أ ّن ّجاز املاكفأة يف دماغك ل يعرف ما يه الإابحيّة اجلنس ّية‪ّ ،‬‬
‫لك ما يعرفه هو‬
‫إاذا اكن هذا ّ‬
‫الّشء اذلي تنظر اإليه يثري شهوتك أم ل‪ ،‬دماغك ملكك أنت وحدك‪ ،‬وأنت أدرى به‪ .‬عضو حممكة العدل العليا‬

‫‪168‬‬
‫المريكيّة "بوتر ستيوارت" قال يف عام ‪١٩٦٤‬م مقولته الشّ هرية‪" :‬يف حني أ ّين ل أس تطيع أن أعطي تعريفا حمدّ دا ل إالابحيّة‬
‫اجلنس ّية‪ ،‬اإل أ ّين أ ّمزيها حني أراها"‪ ،‬وبناء عىل ذكل اإذا اكنت مشاهدة صور النّساء بلباس البحر البيكيين تثري غريزتك‬
‫وتؤجج شهوتك فهيي أيضا مؤذية مثل الفالم الإابح ّية متاما‪.‬‬
‫ينبغي أل تعمتد عىل أراء الخرين عندما حتمك عىل ما يعرض عىل شاش تك‪ ،‬هل يه اإابحيّة جنس ّية أم ل‪ ،‬فأراء النّاس‬
‫ليس لها قمية يف قرارك‪ ،‬ل ّن امله ّم هو أن تنتبه اإىل القفزات يف اإفراز ادلّ وابمني يف ادلّ ائرة العصب ّية للماكفأة اليت تصاحب ّ‬
‫تعرضك‬
‫السؤال اذلي ل بدّ أن تطرحه هو‪ :‬ما هو ّ‬
‫السلوك اذلي مقت به ومعل عىل تدريب دماغي ّيك‬ ‫ل إالاثرة اجلنس ّية املصطنعة‪ .‬و ّ‬
‫يس تجيب هبذا الشّ لك؟ ما هو ّ‬
‫السلوك اذلي تأثّر به دماغي سلبا وسبّب يل املشالكت اليت أعاين مهنا؟ وهل بفعّل هذا‬
‫الصور عىل سبيل املثال) أقوم بتكرار هذه التّدريبات وتعزيز الثر الضّ ّار أم ل؟‬
‫(مشاهدة ّ‬
‫اإذا كنت تتصفّح موقع "فيس بوك" (®‪ )Facebook‬لن ّك جتده مغراي‪ ،‬فهل ميكن أن يتسبّب ذكل بتنش يط ادلّ وائر‬
‫العصب ّية املس تحدثة بفعل الإدمان عىل مشاهدة املرئ ّيات اجلنس ّية؟ وهل ت ّعزز الإدمان بسلوكك هذا؟ والإجابة‪ :‬نعم‪ّ ،‬‬
‫ابلطبع‪.‬‬
‫متعطش ل إالاثرة‪ ،‬مفن املمكن ذلكل أن ّ‬
‫يبطئ‬ ‫اإذا معدت اإىل البحث والنّقر والتّصفّح حبثا عن صور مغرية جديدة ل ّن دماغك ّ‬
‫مبجرد أن تلمحها‪ ،‬فأنت‬ ‫ابلصدفة عىل صور جنس ّية فاحشة فقمت إابغالق ّ‬
‫الصفحة مبارشة ّ‬ ‫معل ّية ال ّتعايف‪ ،‬ويف املقابل اإذا عرثت ّ‬
‫اجلهبيي من ادلّ ماغ‪ ،‬تذكّر أ ّن الهدف ال ّ‬
‫سايس هو أن تعيد برجمة دماغك‬ ‫الفص ّ‬ ‫تعزز ّقوة إارادتك‪ ،‬و ّ‬
‫تقوي سلطة ّ‬ ‫هبذا التّ ّ‬
‫رصف ّ‬
‫حبيث يصبح متح ّمسا للعالقات العاطفيّة احلقيقيّة‪.‬‬
‫مشلكة الإدمان اليت حنن معن ّيون بطرهحا هنا ليست يف ال ّت ّعري حبدّ ذاته‪ ،‬اإليك هذا املثال‪ :‬أ ّي ممّا يّل أقرب يف‬
‫التّعبري عن حاةل الإدمان عىل ارتياد املواقع الإابح ّية‪:‬‬
‫أ‪ -‬أن تتصفّح موقعا للمواعدة عىل الإنرتنت‪ ،‬وتتخ ّيل خيالت جنس ّية بيامن تنقل انظريك من صورة اإىل أخرى (لانس‬
‫يرتدون الثّياب)‪ ،‬أم‬
‫ب‪ -‬أن تقيض بعد ّ‬
‫الظهر مع مجع يف اندي العراة؟‬
‫الوىل ّ‬
‫ابلطبع أقرب يف التّعبري عن حاةل الإدمان من الثّانية‪ ،‬فالإدمان عىل ارتياد املواقع الإابح ّية ليس اإدماان عىل التّ ّعري‪ ،‬ول‬
‫اجلنيس حب ّد ذاته‪ ،‬إان ّه اإدمان عىل التّجديد املس ّمتر‪ ،‬التّجديد اذلي تراه عىل الشّ اشة دون حدّ ‪ .‬ويلخّص لنا‬
‫ّ‬ ‫السلوك‬ ‫ّ‬
‫حّت عىل ّ‬
‫الش ّبان ما تعلّمه من جتربته ّ‬
‫اخلاصة‪ ،‬فيقول‪:‬‬ ‫أحد ّ‬
‫‪169‬‬
‫"ملاذا نتصفّح موقع اليوتيوب حبثا عن فيديوهات لفتيات يرقصن اب ّلرساويل القصرية جدّ ا؟ ما الهدف من‬
‫اجلنيس؟ وملاذا نتواصل عرب اكمريا احلاسوب؟ أو جنري اتّصالت‬ ‫ّ‬ ‫اإرسال ّالرسائل النّ ّص ّية ذات احملتوى‬
‫هاتف ّية ونتحدّ ث حديثا فيه غزل إواغراء؟ وملاذا نتخ ّيل اخليالت اجلنس ّية ابس مترار؟ أو نقرأ رواايت‬
‫الدب املكشوف؟ أو نتصفّح مواقع املواعدة عىل الإنرتنت دون أن يكون دلينا رغبة يف التّواصل مع أ ّي‬
‫حمرك البحث "جوجل" (®‪)Google‬‬ ‫من أعضاهئا؟ ملاذا نبحث عن صور ممثّالت الفالم الإابح ّية يف ّ‬
‫الاجامتعي؟ وغريها الكثري‪ ...‬ملاذا؟‬
‫ّ‬ ‫أو نتصفّح مواقع ال ّتواصل‬
‫تقوي ادلّ وائر العصب ّية ذاهتا اليت تعمل جاهدا من‬ ‫لك هذه النشطة تزيد من رغبتك ابلس متناء‪ ،‬اإّنّ ا ّ‬ ‫ّ‬
‫أجل اإضعافها‪ ،‬وتبقي دماغك منشغال ابلفاكر اجلنس ّية‪ ،‬والثداء‪ ،‬واملؤ ّخرات‪ ،‬واجلنس‪ ،‬والانتصاب‪،‬‬
‫واحلس ناوات… اإّنّ ا جتعل الإقالع عن ارتياد املواقع الإابحيّة أصعب بكثري وأشدّ اإيالما‪.‬‬
‫إا ّما أن تسعى لإقامة عالقة عاطفيّة حقيقيّة كن تبحث عن زوجة أو تتواصل مع الصدقاء‪ ،‬أو افعل‬
‫شيئا ل عالقة هل ابجلنس‪ :‬ادرس‪ ،‬اش تغل‪ ،‬مارس ّالرايضة‪ ،‬أواخرج من البيت‪ .‬الفكرة بر ّمهتا أن تبتعد‬
‫عن الإاثرة واخليالت اجلنس ّية املصطنعة‪ ،‬وتدخل يف عامل العالقات الإنسان ّية احلقيق ّية‪".‬‬

‫"الريبوت"‬
‫امجلاع أثناء ّ‬
‫هناك اعتقاد سائد يف عرف الكثريين من ّالرجال والنّساء وهو أ ّن العمل عىل زايدة لهيب العالقة اجلنس ّية بني‬
‫اجلنيس بسبب‬
‫ّ‬ ‫اجلنيس دلى ّ‬
‫الطرف الخر‪ ،‬غري أ ّن أولئك اذلين يعانون من العجز‬ ‫ّ‬ ‫الزواج يساعد يف ح ّل مشلكة الربود‬
‫ارتياد املواقع الإابح ّية عىل الإنرتنت وجدوا بأ ّن ال ّتعايف يكون أرسع اإذا تركوا رغبهتم اجلنس ّية تعود اإلهيم تلقائ ّيا‪ ،‬وبشلك ّ‬
‫طبيعي‪.‬‬
‫أي أّنّ م حباجة اإىل أن يعطوا أدمغهتم الفرصة لتتعاىف من أاثر الإدمان بعيدا عن أ ّي ضغط أو مطالبة مبامرسة اجلنس‪ ،‬وقد‬
‫وصف أحد ّالرجال كيف وجد التّفهّم وادلّ مع من رشيكته يف هذا المر‪ ،‬يقول‪:‬‬
‫حّت أمت ّكن‬
‫"اكنت فعال رائعة‪ ،‬لقد صارحهتا بأ ّين أجد نفيس حباجة اإىل خت ّيل املشاهد اجلنس ّية ّ‬
‫جمرد معرفة‬‫حّت لو حرمت من امجلاع ّنائ ّيا‪ ،‬ا ّإن ّ‬ ‫من الانتصاب‪ ،‬فقالت أّنّ ا تفضّ ل أن أمتنع عن ذكل ّ‬
‫لك يشء أسهل‪ ،‬مل أعد أفكّر ابلفالم الإابحيّة مطلقا منذ أن حتدّ ثنا يف املوضوع‪ ،‬واكن ذكل‬ ‫رأهيا جعل ّ‬
‫جشعتين عىل أن‬ ‫اجلنيس‪ ،‬و ّ‬
‫ّ‬ ‫رصت أيضا عىل أل أتناول أ ّي دواء ملعاجلة العجز‬ ‫قبل ع ّدة أسابيع‪ .‬وقد أ ّ‬
‫طبيعي‪ .‬ومن ويح جتربيت فأان أنصح مبا يّل‪:‬‬‫حّت أتعاىف بشلك ّ‬ ‫أصرب ّ‬
‫صارح زوجتك فهيي أكرب عون كل‬
‫تتحسن اب ّلرسعة اليت تراها مرحية كل‬
‫حّت ّ‬ ‫خذ الوقت اذلي حتتاجه ّ‬
‫جتنّب الدوية فليس لها أ ّي تأثري يذكر‬
‫حّت ولو ابعتدال‪ ،‬امتنع عهنا ّنائ ّيا‬‫ل تقع يف ّخف مشاهدة الفالم الإابحيّة ّ‬
‫‪170‬‬
‫الّشء املثري للعجب أّنّ ا ّمرت بتجربة مشاهبة منذ فرتة قريبة‪ ،‬فقد اكنت تشاهد الفالم الإابحيّة عىل‬ ‫و ّ‬
‫حّت وصلت اإىل مرحةل مل تعد تثريها اإل العالقات بني النّساء‪ ،‬رمغ أّنّ ا ليست حساقيّة‬‫الإنرتنت بكرثة‪ّ ،‬‬
‫السلوك أبدا‪ ،‬وامتنعت بعدها عن مشاهدة الفالم الإابح ّية‪ ،‬وذلكل فقد م ّرت يه‬ ‫ول متيل اإىل هذا ّ‬
‫الخرى بتجربة الإقالع من قبل‪ ،‬وهذا ساعدان كثريا لّنّ ا تفهّمت وضعي ومشلكيت اليت كنت أعاين‬
‫مهنا‪.‬‬
‫ابلطبع أ ّايم عصيبة‪ ،‬متلّكها أحياان شعور بعدم الثّقة ابلنّفس‪ ،‬وشعرت أان بأ ّين عاجز وعدمي‬ ‫ّمرت بنا ّ‬
‫الفائدة‪ ،‬ولكنّا كنّا نتحاور ونتناقش يف المر‪ ،‬ويف الهنّ اية خرجنا من ال ّتجربة أقوى‪ .‬ويف الهنّ اية عادت يل‬
‫طبيعي الس بوع املايض‪ ،‬واكنت هذه خطوة كبرية اإىل المام ابلنّس بة يل‪،‬‬ ‫أحاسييس اجلنس ّية بشلك ّ‬
‫وجتربة جديدة ورائعة‪".‬‬

‫اإذا اكن امجلاع يسبّب كل موجات ارتداديّة يف الكميياء‪-‬العصب ّية كن تعاين من حاةل التّأثري املطا ِرد مثال‪ ،‬أو يفتح كل‬
‫الباب لتدخل يف انتاكسة يتبعها جوةل من الارتياد املفرط للمواقع الإابحيّة‪ ،‬فالفضل أن متتنع عن امجلاع يف املس تقبل‪ ،‬واقترص‬
‫لك الضّ غوطات النّفس ّية حول هذا املوضوع ّ‬
‫حّت ترجع كل حساسيّتك‬ ‫اجلنيس عىل املداعبات ّالرقيقة‪ .‬ابتعد عن ّ‬
‫ّ‬ ‫يف نشاطك‬
‫طبيعي‪ ،‬مفن احلمكة أن متتنع وتصرب ولكّك أمل وتطلّع اإىل املس تقبل املرشق‪ ،‬من أن تتع ّجل‬ ‫للمتعة و ّ‬
‫يتحسن أداؤك بشلك ّ‬
‫وتستنفد طاقتك اجلنس ّية متاما‪.‬‬
‫وري أن تطلب من رشيكتك أل تتقمص دور "بطةل الإابح ّية"‪ ،‬وأل جتهتد يف‬ ‫يف بعض الحيان س يكون من ّ‬
‫الرض ّ‬
‫فبالرمغ من أ ّن ّجودا كهذه ميكن أن تشعل ّالرغبة اجلنس ّية أن ّيا‪ ،‬اإل أّنّ ا عىل املدى‬
‫حماوةل اإاثرتك قبل أن تكون مس تعدّ ا ذلكل‪ّ ،‬‬
‫"الريبوت"‪ ،‬وعندما تتعاىف متاما سوف تعود اإىل طبيعتك ّالرجول ّية اجل ّذابة‪ ،‬وعندها‬ ‫ّ‬
‫الطويل ميكن أن تعرقل التّعايف وتطيل أمد ّ‬
‫ستمتكّنا من تعويض ّ‬
‫لك ما فاتكام‪ ،‬وس تجدا أ ّن الانتظار اكن جمداي‪.‬‬
‫"قبل أسابيع معدودة فقط‪ ،‬كنت قد استسلمت لعجزي‪ ،‬واقتنعت أ ّين لن أمتكّن من الاس متتاع بعالقيت‬
‫ّالزوج ّية أبدا‪ ،‬ولكين البارحة قضيت وقتا ممتعا مع رشيكيت وقد بدا المر طبيع ّيا جدّ ا‪ ،‬لقد رجعت يل‬
‫حسن يف‬‫الحاسيس‪ ،‬وعادت ّالرغبة اجلنس ّية اإىل سابق عهدها‪ ،‬وأشعر أ ّن هناك املزيد من ال ّت ّ‬
‫املس تقبل‪".‬‬

‫هل ّغريت الفالم الإابحيّة ذويق اإىل البد‬


‫اإذا كنت تعتقد بأن ّك ليس كل خيار أو رأي يف أناط املامرسات اجلنس ّية اليت جتدها مغرية أو تفضّ لها عىل غريها‪،‬‬
‫‪171‬‬
‫وإاذا كنت مؤمنا بأ ّن ما تفضّ هل من الناط واملامرسات اليت تعرضها الفالم الإابحيّة ي ّعرب فعل ّيا عن حقيقة ميوكل ورغباتك‬
‫"الريبوت"‪ ،‬لن ّك ستشعر عند ال ّتوقّف عن مشاهدهتا بأن ّك ّ‬
‫تتخىل‬ ‫اجلنس ّية‪ ،‬مفن املمكن أن ّك تضع عقبة رئيسة يف طريق جناح ّ‬
‫تتعرف عىل احملفّزات‬ ‫اجلنيس‪ .‬واحلقيقة ّ‬
‫ابلطبع غري ذكل متاما‪ ،‬لن ّك لن ّ‬ ‫ّ‬ ‫عن املصدر الوحيد اذلي يوفّر كل المل ابلإش باع‬
‫تعرب ابلفعل عن ميوكل ورغباتك اجلنس ّية احلقيقيّة اإل عندما ّ‬
‫تتخىل عن مشاهدة الفالم الإابحيّة‪ ،‬مفن اجلائز‬ ‫واملثريات اليت ّ‬
‫أ ّن ما جيذبك اليوم عىل الشّ اشة يه مغرايت سطح ّية اجنذبت اإلهيا فقط حبمك عرضها علىى املواقع الإابح ّية‪.‬‬
‫"الريبوت" يه ّ‬
‫ابلطبع مغرايت سطح ّية‪ ،‬وليست جزءا أصيال من‬ ‫املغرايت اليت تفقد أثرها يف الشّ هور الوىل من ّ‬
‫ميوكل اجلنس ّية‪ ،‬اإل أ ّن ّالرغبة املل ّحة اليت قد تش تدّ عليك يف هذه الفرتة قد تكون من خملّفات عادة ارتياد املواقع الإابحيّة‬
‫وذكرايهتا‪ ،‬ومن املمكن أن ختدعك‪ ،‬يقول أحد ّ‬
‫الش ّبان‪:‬‬
‫"يف صيف عام ‪٢٠١١‬م بدأت أجنذب اإىل نوع جديد من الفالم الإابح ّية مل أكن أبه به من قبل‪ ،‬اي‬
‫ابلسعادة ا ّمجلة واحلاسة عندما أشاهد هذا‬
‫اإلهيي‪ ،‬كنت أشعر بزايدة ادلّ وابمني يف دماغي‪ ،‬وكنت أشعر ّ‬
‫النّوع من الفالم‪ ،‬واكن جسمي يرتعش‪ ،‬ومنذ ذكل الوقت رصت أق ّل سعادة ممّا مىض بكثري‪ ،‬ومل أمتكّن‬
‫من العودة اإىل طبيعيت‪".‬‬

‫يصاب مراتدو املواقع الإابح ّية ابحلرية عندما يقارنون بني الإاثرة اليت شعروا هبا عند مشاهدة فيمل ا ّ‬
‫إابيح أ ّول ّمرة‪،‬‬
‫اجلنيس عند مشاهدة نفس الفيمل لحقا‪ ،‬ويدفعهم حرصهم‬
‫ّ‬ ‫حّت انعدام الاس تجابة ّنائ ّيا وعدم الشّ عور ابلإش باع‬
‫وبني ضعف أو ّ‬
‫عىل الوصول اإىل نفس املس توى من الهتّ ّيج والإاثرة اإىل سلسةل من التّصعيد حنو مشاهدة أناط من الفالم الإابح ّية اليت تعرض‬
‫ممارسات أكرث جرأة وحفشا‪.‬‬
‫يظن البعض أ ّن ميوهلم اجلنس ّية قد ّ‬
‫تغريت‪ ،‬وأ ّن هذا هو السبب اذلي جعل املامرسات اجلنس ّية اليت تعرضها‬ ‫وقد ّ‬
‫الفالم القدمية تفقد تأثريها علهيم بيامن جتذهبم الفالم اجلديدة‪ ،‬وأحياان تدفع هذه الفاكر ببعضهم اإىل بذل حماولت مس متيتة‬
‫السلوكيات واملامرسات اجلنس ّية الغريبة‪ ،‬ويس ّمترون يف‬
‫للتّأكّد من حقيقة ميوهلم اجلنس ّية‪ ،‬فيقومون مبشاهدة أناط خمتلفة من ّ‬
‫جنوين‪ ،‬عىل أمل أن يكتشفوا أ ّي من هذه املامرسات أكرث اإاثرة إواغراء هلم‪ ،‬وهذه ّالرغبة القهريّة‬
‫ّ‬ ‫ممارسة الاس متناء بشلك‬
‫لل ّتأ ّكد من امليول اجلنس ّية احلقيق ّية تؤدي ابلبعض يف ّناية املطاف اإىل مرحةل الإدمان‪ ،‬أو اإىل الإصابة ابضطراب الوسواس‬

‫‪172‬‬
‫القهري‪ ،‬دون أن يتّضح هلم يشء عن حقيقة ميوهلم اجلنس ّية‪.‬‬
‫ويف خض ّم محلهتم اجلادّة يف البحث عن الاكتفاء والإش باع اجلنيس حياول بعضهم أن يط ّبقوا املامرسات الإابح ّية اليت‬
‫جيدوّنا مغرية ‪-‬عىل غرابهتا‪ -‬يف عالقاهتم العاطف ّية احلقيق ّية‪.‬‬
‫العقّل يقتيض بأ ّن أ ّول معل ينبغي أن نقوم به يف ّ‬
‫لك هذه احلالت هو استبعاد عامل"مشاهدة املرئ ّيات‬ ‫واملنطق ّ‬
‫اجلنس ّية" مكسبّب حممتل لهذا ال ّتغيري وهذه الوساوس‪ ،‬فادلّ ماغ حباجة اإىل ّالراحة وليس حباجة اإىل الاختبار‪ ،‬واستبعاد العامل‬
‫املسبّب احملمتل يكون ابلإقالع عن مشاهدة ّ‬
‫لك أنواع املرئ ّيات الإابح ّية ومصادر الإاثرة اجلنس ّية املصطنعة مبا يف ذكل الامتناع‬
‫عن ّ‬
‫لك اخليالت اجلنس ّية لبضع شهور‪.‬‬
‫حّت تشعر ابلكتفاء والإش باع‬ ‫يري بأ ّن ّ‬
‫لك ما حتتاجه ّ‬ ‫الرس ّ‬
‫وحذار من أن تقنعك أعراض الانسحاب أو حاةل املوت ّ‬
‫اجلنيس هو مشاهدة نوع جديد من الفالم الإابحيّة‪ ،‬وممارسات أكرث جرأة وغرابة وحفشا‪ ،‬ل ّن الاكتفاء احلق ّ‬
‫يقي لن يأتيك اإل‬ ‫ّ‬
‫السلوك ولكنّه‬ ‫الاجتاه املعاكس ّ‬
‫لالجتاه اذلي تسري به الن‪ ،‬فالإدمان يؤ ّجج ّالرغبة بتكرار ّ‬ ‫بتوازن دماغك‪ ،‬أ ّي عندما تسري يف ّ‬
‫ل مينحك أبدا الشّ عور ابلكتفاء‪ ،‬ويشاركنا أحد أعضاء املنتدايت بتجربته فيقول‪:‬‬
‫"بسبب مشاهدة الفالم الإابح ّية رصت غري قادر عىل الشّ عور ابملتعة اإل اإذا اس تحرضت يف ذ ّ‬
‫هين‬
‫املتطرفة مع‬
‫جربت الكثري من املامرسات الفاحشة و ّ‬ ‫خيالت ملامرسات جنس ّية شديدة الفحش‪ ،‬لقد ّ‬
‫املتحولني جنس ّيا‪ ،‬وكنت دامئا أخرج مس تاء‪ ،‬فمل أجد أ ّي يشء ممّا يفعلوه مغراي‬
‫مومسات‪ ،‬ومع بعض ّ‬
‫أو مثريا‪ ،‬وكنت أحتاج اإىل أن ّالرتكزي الشّ ديد وخت ّيل املشاهد اجلنس ّية اليت اعتدت عىل مشاهدهتا‬
‫تصور‬ ‫جنيس ّ‬
‫معني اإىل ّ‬ ‫تصور سلوك ّ‬ ‫حّت أمتكّن من اإاثرة شهويت‪ ،‬ولحظت أ ّن ذهين اكن ينتقل من ّ‬
‫لك بضع دقائق‪ ،‬ومبعدّ ل يوازي رسعة تنقّّل من فيمل اإىل أخر أثناء تصفّح املواقع‬ ‫جنيس أخر ّ‬
‫سلوك ّ‬
‫الإابح ّية يف البيت‪.‬‬
‫عندما كنت أشاهد الفالم الإابح ّية ابس مترار مل تكن رؤية امرأة حس ناء مغرية تثريين‪ ،‬رمغ أ ّين يف‬
‫"الريبوت" اإىل سابق‬ ‫املايض كنت أجعب ابلفتيات امجليالت أكرث من أ ّي يشء أخر‪ ،‬وعدت بعد ّ‬
‫قيقي بيننا‪ ،‬وهو شعور رائع واس ّ‬
‫تثنايئ‪،‬‬ ‫عهدي‪ ،‬واليوم عندما أتواصل مع امرأيت أشعر بوجود رابط ح ّ‬
‫ول ماكن فيه لإحقام اخليالت اجلنس ية املصطنعة‪".‬‬

‫الش ّبان مع الإابح ّية اجلنس ّية املتوفّرة عىل الإنرتنت يف الوقت احلارض تربهن عىل أ ّن امليول اجلنس ّية‬
‫جتارب هؤلء ّ‬
‫اجلنيس عايل ال ّتحفزي‬
‫ّ‬ ‫عند الإنسان ط ّيعة وقابةل لل ّتغيري أكرث ممّا كنّا نعتقد‪ ،‬عندما يشاهد هؤلء ّ‬
‫الش ّبان الفالم ذات احملتوى‬
‫‪173‬‬
‫اجلنيس الشّ ديد‪ ،‬وأن يظلّوا‬
‫ّ‬ ‫تعج هبا املواقع الإابحيّة‪ ،‬يصبح ابإماكّنم أن يصلوا اإىل حاةل من الهتّ ّيج‬ ‫بشلك خارق ّ‬
‫للطبيعة واليت ّ‬
‫عىل هذه احلاةل من الهتّ ّيج ملدّ ة ساعات‪ ،‬وعندما يؤدّي الاس هتالك املفرط اإىل ّ‬
‫تبدل الإحساس‪ ،‬تصبح املوا ّد الإابح ّية اليت اكنت‬
‫مغرية ومرغوبة يف البداية عدمية التّأثري‪ ،‬ول تعود جتدي نفعا‪ ،‬وذلكل يلجأ ادلّ ماغ اإىل زايدة ادلّ وابمني عن طريق التّجديد‬
‫احملرمة والشّ ا ّذة‪ ،‬والاس مترار يف البحث و ّالرتقّب … اخل‪ ،‬ومن هنا حيدث التّغيري يف أذواقهم وميوهلم‬
‫الصدمة‪ ،‬ومشاهدة املوا ّد ّ‬
‫و ّ‬
‫اجلنس ّية‪.‬‬
‫طور والنّ ّمو يكون تسجيل ّالروابط العصب ّية يف ادلّ ماغ أكرث دميومة ورسوخا‪ ،‬ويكون ا ّلرتابط معيقا‪،‬‬
‫ويف س ّين التّ ّ‬
‫لك املثريات اليت تؤ ّجج الشّ هوة اجلنس ّية يف مرحةل البلوغ حتفظ يف ّاذلاكرة‪ ،‬ويكون لها وزّنا‪ ،‬وتزداد ّقوة ورسوخا مع ّ‬
‫لك ّمرة‬ ‫و ّ‬
‫حتدث فهيا الإاثرة‪.‬‬
‫ا ّإن مشاهدة املراهقني للفالم الإابح ّية بهنم ورشاهة يف الوقت اذلي تكون فيه أدمغهتم يف أعىل مس توايت ا ّلدلونة‪،‬‬
‫حول يف ميوهلم وأذواقهم اجلنس ّية بشلك رسيع ومفاجئ‪ ،‬و ّتبني الحباث أن ّه لكّام بدأ الشّ خص ابرتياد‬
‫ميكن أن يؤدّي اإىل التّ ّ‬
‫سن أصغر‪ ،‬لكّام اكن الاحامتل أكرب أن يشاهد أفالما تعرض ممارسات منحرفة مثل أفالم اجلنس مع احليواانت‬
‫املواقع الإابحيّة يف ّ‬
‫أو مع الطفال‪ .‬ويف اس تفتاء غري ّ‬
‫رمسي أجراه موقع "ريديت نوفاب" لعضائه عام ‪٢٠١٢‬م‪ ،‬وافق ‪ ٪٦٣‬من املشاركني (وأغلهبم‬
‫من اليافعني) بأ ّن "أذوايق اجلنس ّية صارت أكرث حفشا واحنرافا بشلك مضطرد"‪ ،‬نصف املشاركني اكن قلقا بسبب ذكل التّغيري‪،‬‬
‫والنّصف الخر مل يلق هل ابل‪.‬‬
‫ورمغ ذكل ف إا ّن امليول و ّالرغبات اجلنس ّية املكتس بة بسبب مشاهدة الفالم الإابح ّية عادة ما تكون سطح ّية‪ ،‬وأذكّرمك‬
‫بأ ّن الكثريين ممّن توقّفوا عن مشاهدهتا وامتنعوا عن اس تحضار اخليالت املس توحاة من املشاهد اجلنس ّية لبضعة أشهر‪ ،‬لحظوا‬
‫امضحالل وتاليش أذواقهم اجلنس ّية املنحرفة ابلتّدرجي‪.‬‬
‫ّالرغبة املل ّحة ّ‬
‫الرشيرة‬
‫املثايل للتّعامل مع ّالرغبة املل ّحة هو قبل أن تباغتك وتش تدّ عليك‪ ،‬وعندما ّتقرر أن تبدأ ّ‬
‫"الريبوت" ضع‬ ‫الوقت ّ‬
‫مس بقا خططا للتّعامل معها‪ ،‬كام فعل هؤلء ّ‬
‫الش ّبان‪:‬‬
‫"حاول أن تقيض يف املزنل أق ّل وقت ممكن‪ ،‬وإاذا مل تمتكّن من ملء وقتك بأنشطة مفيدة يف ال ّايم‬
‫‪174‬‬
‫جمرد‬
‫املتزنه واقرأ كتااب‪ .‬ا ّإن ّ‬ ‫الوىل‪ ،‬اذهب اإىل املكتبة العا ّمة‪ ،‬أو حانوت بيع الكتب‪ ،‬أو ّ‬
‫حّت اإىل ّ‬
‫خروجك من البيت أو املاكن اذلي اعتدت عىل ممارسة الاس متناء فيه س يكون أكرب عون كل يف ّ‬
‫ختطي‬
‫الصعبة الوىل من ّ‬
‫"الريبوت"‪ ،‬وما يصاحهبا من نوابت أعراض الانسحاب‪".‬‬ ‫ال ّايم ّ‬

‫بلك الس باب اليت دفعتك ل إالقالع عن مشاهدة املرئ ّيات اجلنس ّية‪ ،‬وارجع اإىل هذه القامئة لكّام دامهتك ّالرغبة‬
‫ابدأ بوضع قامئة ّ‬
‫املل ّحة‪ ،‬وقد يفيدك أكرث أن تكتب لنفسك رساةل‪ ،‬وتصف فهيا كيف س يكون حاكل اإذا ضعفت واستسلمت ّللرغبة املل ّحة‪،‬‬
‫واقرأ ّالرساةل لكّام دعت احلاجة‪ ،‬وهذا ابلضّ بط ما فعهل هذا الشّ ّ‬
‫اب‪ ،‬يقول‪:‬‬
‫"سوف تبدأ مبشاهدة الفالم الإابح ّية وال ّتأرحج عىل احلافّة‪ ،‬وعندها لن يكون ابإماكنك العودة للوراء‪،‬‬
‫ستشاهد أكرث‪ّ ...‬مث أكرث قليال‪ ...‬وهكذا اإىل أن ينهتيي المر‪ .‬يف الغالب لن تكون الإاثرة شديدة جدّ ا‪،‬‬
‫ولكنّك ستشعر ابلرتياح أكرث من أ ّي يشء أخر‪ ،‬وس تقول لنفسك‪ " :‬ابإماكين الن أن أعود اإىل معّل‪،‬‬
‫لك هذا احلرمان"‪.‬‬ ‫مل يكن ذكل سيّئا جدّ ا‪ ،‬ل أشعر ابخلزي أو العار‪ ،‬وليس هناك معىن لن أحرم نفيس ّ‬
‫وعندما جتلس لت ّمت أعامكل‪ ،‬سيبدو الوضع طبيع ّيا وك ّن شيئا مل حيدث‪.‬‬
‫الطاقة‪ ،‬وبضباب ّية يف تفكريك‪ّ ،‬مث ّ‬
‫يتطور‬ ‫ويف غضون ساعة‪ ،‬سوف تشعر هببوط مفاجئ يف مس توى ّ‬
‫فيس ليس نتيجة لالس متناء‪ ،‬ولكنّه اس تجابة طبيع ّية لخنفاض‬‫فيس‪ ،‬واحلرص النّ ّ‬
‫احلال اإىل زايدة احلرص النّ ّ‬
‫يسء‪ ،‬ومل يؤن ّبك أو ّ‬
‫يوخبك أحد‪ ،‬ومل تراودك الفاكر ال ّسيّئة‪،‬‬ ‫الطاقة‪ .‬مل حيدث كل أ ّي يشء ّ‬ ‫مس توى ّ‬
‫لك يشء اكن عىل ما يرام قبل ساعة واحدة فقط‪ ،‬والن بدأت تشعر بأن ّك متوعّك قليال‪ ،‬وليس‬ ‫و ّ‬
‫ابإماكنك أن تركّز يف معكل‪ ،‬وت ّمتىن لو مل تكن مضطرا لإمتام أ ّي معل‪ّ ،‬‬
‫فلك ما تو ّد أن تفعهل هو أن‬
‫جتلس وتشاهد برامج التّلفاز فقط‪.‬‬
‫لك عذر متاح لتدافع عن نفسك‪ ،‬وت ّربر هذا‬ ‫لن تمتكّن من اإجناز أعامكل ذكل اليوم‪ ،‬وسوف تس تخدم ّ‬
‫التّسويف‪ .‬صار ذهنك وفكرك الن حتت رمحة عوامل خارجيّة‪ ،‬وما عدت تعرف مك من العامل س يكون‬
‫إابماكنك أن تنجز يف اليوم التّايل‪ ،‬أو اإن كنت س تواجه عقبات من أ ّي نوع‪ّ ،‬مث تنتابك حاةل من‬
‫حّت ل يزيد المر سوءا‪ ،‬ول ترغب‬ ‫الاكتئاب‪ ،‬ويصبح دماغك غري راغب ابلخنراط يف أ ّي معل أخر ّ‬
‫بلقاء أ ّي اإنسان‪ ،‬فدماغك صار منغلقا عىل نفسه‪ ،‬وتقسم حيهنا أن ّك لن تستسمل لشهوتك ّمرة أخرى‪".‬‬

‫وبعد أن حتدّ د الس باب اليت دفعتك ل إالقالع‪ ،‬ضع قامئة ابلنشطة اليت ميكن أن تقوم هبا كبديل ملشاهدة املرئ ّيات اجلنس ّية‬
‫حني تدامهك ّالرغبة املل ّحة‪ ،‬بعض النّاس يس تعدّ ون للمواّجة ّ‬
‫بتعمل طريقة العالمة احلراء (‪ ،)X‬يقول أحدمه‪:‬‬
‫"توقّفت عن خت ّيل املشاهد اجلنس ّية ّنائ ّيا منذ أربعة أسابيع‪ ،‬وعندما تدامهين اخليالت رغام ّعين أ ّ‬
‫تصور‬
‫عالمة (‪ )X‬محراء كبرية فوقها‪ ،‬وأخت ّيل سامع صوت س ّيارة الإسعاف‪ .‬إواذا اس ّمترت اخليالت مبضايقيت‬
‫‪175‬‬
‫تصور يف ذهين أ ّين أقوم بتفجريها‪ .‬وامله ّم أن تفعل ذكل فور بدء اخليالت مبارشة‪ ،‬وسوف تصبح هذه‬
‫أ ّ‬
‫ا ّلطريقة أكرث تلقائ ّية بتكرارها مع الوقت‪".‬‬

‫إواذا مل جتد شيئا مفيدا تفعهل لسبب أو لخر‪ ،‬ابإماكنك أن تنتظر دون أن تفعل شيئا‪ ،‬قل لنفسك‪" :‬هذه ّالرغبة‬
‫عّل‪ ،‬أان لست ملاك لهذه الهواجس‪ ،‬مل أس تدعها‪ ،‬ول أريدها‪،‬‬
‫املل ّحة قد دامهتين من حيث ل أحتسب‪ ،‬ولكن ليس لها سلطان ّ‬
‫مضطرا أن أس تجيب لها‪ ".‬وعادة ما تتالىش الفاكر دون أن ترتك أثرا‪ ،‬وتغيب عنك ملدّ ة من ّالزمن‪ ،‬واحلقيقة أ ّن ّ‬
‫لك‬ ‫ولست ّ‬
‫ّالرغبات املل ّحة تتالىش يف الهنّ اية‪ ،‬عادة بعد ربع ساعة‪ ،‬فاإذا متكّنت من مقاومة ّالرغبة املل ّحة ّ ّ‬
‫الرشيرة ملدّ ة ربع ساعة فقط‪،‬‬
‫لك حمنة‪ ،‬وقد ّعرب عن ذكل هذا ّالرجل بقوهل‪:‬‬
‫فس يكون ابإماكنك أن تتجاوز ّ‬
‫الطريق‬ ‫"عندما تدرك بأن ّك أكرب من رغبتك املل ّحة‪ ،‬وأّنّ ا دامئا تتالىش بعد فرتة قصرية‪ ،‬س تكون يف ّ‬
‫الفعّل لتخليص نفسك من براثن الإابحيّة اجلنس ّية‪ .‬يف حماوليت ا ّلسابقة ل إالقالع كنت دامئا أستسمل‬ ‫ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الرشيرة‪ ،‬ولكن عندما تغلبت علهيا يف الهنّ اية أدركت أين قادر عىل التّغلب عىل أ ّي رغبة‬ ‫ّللرغبة املل ّحة ّ ّ‬
‫مل ّحة أخرى‪ .‬يف تكل اللّحظة اليت تشعر فهيا أن ّك يف أضعف حالتك‪ ،‬و ّان ّالرغبة املل ّحة ا ّ ّ‬
‫لرشيرة‬
‫ستتغلّب عليك‪ ،‬هذه يه اللّحظة اليت حتتاج أن تصمد فهيا‪ ،‬وتظ ّل ّ‬
‫قواي‪ ،‬فا ّإن الوجه الخر لهذه املعاانة‬
‫ورس‬
‫لك شهواتك‪ّ ،‬‬ ‫هو جناحك وتألّقك عندما تتغلّب علهيا‪ ،‬س تدرك عندها أ ّن إابماكنك أن تتغلّب عىل ّ‬
‫النّجاح يف هذه امله ّمة هو أن تعيش حياتك يوما بيوم‪ ،‬وتظ ّل مثابرا‪".‬‬

‫وهنا أيضا اإرشادات وطرق بس يطة اكنت عوان للبعض‪:‬‬


‫"ل تناقش الوضع يف ذهنك‪ ،‬فدماغك س يحاول أن ّيربر كل مشاهدة الفالم الإابح ّية لن ّه حباجة ّ‬
‫ماسة‬
‫لها‪ ،‬ومن امله ّم هنا أل جتادل دماغك‪ ،‬ولكن عليك أن تنتبه اإىل وجود هذه الفاكر عندما تراودك‪ ،‬وأن‬
‫جتيب اإجابة واحضة وحامسة بلكمة واحدة‪" :‬ل"‪".‬‬
‫* * *‬
‫"أقوم ب ّرش املاء البارد عىل القضيب لتغلّب عىل ّالرغبة املل ّحة‪ ،‬وهذا يساعد أيضا يف ختفيف المل النّاجت‬
‫عن الاحتقان‪".‬‬
‫* * *‬
‫العلوي من جسمي‪ّ -‬‬
‫حّت‬ ‫ّ‬ ‫"أحاول أن أركّز عىل نقل طاقيت اجلنس ّية اإىل العىل ‪-‬اإىل ال ّصدر واجلزء‬
‫أخفّف الضّ غط اذلي أشعر به يف أعضايئ ال ّتناسل ّية‪ ،‬وهذا يرحيين من احلاجة اإىل الاس متناء‪ ،‬ومينحين‬
‫وابين "عىل أ ّمت الاس تعداد لبدء العمل"‪ ،‬أشعر عندها أ ّن ابإماكين أن أهدم مزنل ّ‬
‫بيدي‬ ‫ابلقوة‪ّ ،‬‬
‫اإحساسا ّ‬
‫لو أردت‪ ،‬ويرحيين هذا الشّ عور‪".‬‬
‫‪176‬‬
‫* * *‬
‫"هل ختلق لنفسك العذار ّمرة بعد أخرى مثل‪" :‬سأفعلها ّمرة واحدة فقط‪ ،‬وس تكون الخرية"‪ ،‬أو‬
‫"هذه يه أخر ّمرة"؟ استبدل العذار الواهية هبذه‪" :‬اليوم ّ‬
‫ابذلات لن أفعلها"‪".‬‬
‫* * *‬
‫"ستمتكّن من العيش دون مشاهدة الفالم الإابح ّية لفرتة طويةل اإذا مل يكن ذكل اخليار متواجدا يف‬
‫حياتك‪ ،‬عش حياتك وك ّن الإابح ّية اجلنس ّية غري موجودة‪ ،‬انس أمرها لكّ ّيا‪ .‬ل تقض أ ّايمك يف رصاع‬
‫حّت ولو مل تشاهد‬
‫مع ّالرغبة املل ّحة‪ ،‬ول حتاول حماولت ايئسة‪ ،‬ولكن اقتنع بأن ّك س تكون عىل ما يرام ّ‬
‫املرئ ّيات اجلنس ّية ّمرة أخرى بقيّة حياتك‪".‬‬

‫الس يطرة‪ ،‬اقفل ّجازك وفكّر قبل أن تفعل أ ّي‬


‫عندما تش تدّ عليك ّالرغبة املل ّحة وتشعر أن ّك عىل وشك أن تفقد ّ‬
‫حّت لو ّقررت بعدها أن تس تجيب لضغط ا ّلرغبة املل ّحة‪ ،‬سوف تفعل ذكل بوعي وعمل ات ّمني لنتاجئ قرارك‪ ،‬وهذه يه‬
‫يشء‪ ،‬و ّ‬
‫السلوك‪.‬‬ ‫اخلطوة الوىل ّ‬
‫ابجتاه تغيري ّ‬
‫"يف ّناية املطاف فا ّإن أ ّمه يشء تفعهل عىل الإطالق هو أل تستسمل أبدا‪ ،‬ل هي ّمين لو أن ّك ص ّفرت‬
‫لك يومني‪ ،‬أو أن ّك بقيت عىل هذا احلال ملدّ ة شهر أو شهرين‪ ،‬ول تس هتني بأ ّي ّجد‪ ،‬حف ّّت‬ ‫العدّ اد ّمرة ّ‬
‫"الريبوت" فهو يعين أن ّك قلّلت مشاهدة الفالم‬ ‫لو اكن هذا أفضل ما متكّنت من حتقيقه يف حماوةل ّ‬
‫شاب‬
‫السابق‪ .‬من أكرث القصص اليت مسعهتا اإلهاما‪ ،‬يه ّقصة ّ‬ ‫الإابح ّية مبقدار النّصف ّمعا كنت عليه يف ّ‬
‫متكّن أخريا من الامتناع عن مشاهدة الفالم الإابح ّية ملدّ ة مخسة عرش يوما ابل ّتامم والكامل بعد ثالث‬
‫"الريبوت" وفائدته لس تقامة‬ ‫س نوات اكمةل من احملاوةل‪ .‬طاملا أن ّك تس ّمتر ابحملاوةل لن ّك مقتنع بأمه ّية ّ‬
‫حياتك‪ ،‬فلن تفشل‪ ،‬اإّنّ ا مسأةل وقت فقط‪ ،‬وس تعيد ترتيب ّالروابط العصب ّية يف دماغك اإىل طبيعهتا‪،‬‬
‫حريتك‪".‬‬ ‫وتتخلّص من براثن الإدمان‪ ،‬وتس تعيد ّ‬

‫الس ئةل الشّ ائعة‬


‫"الريبوت"؟‬ ‫مك من الوقت أحتاج ّ‬
‫حّت أكون قد جنحت يف ّ‬
‫"الريبوت" حيتاج اإىل س تني‬
‫الكثري املواقع واملنتدايت اليت لها روابط مع موقع "دماغك حتت تأثري الإابح ّية" تقول بأ ّن ّ‬
‫يوما أو تسعني يوما أو مثان أسابيع… اخل‪ ،‬اإل أ ّن موقع "دماغك حتت تأثري الإابح ّية" ل يقرتح أ ّي فرتة زمن ّية أو عدد من ال ّايم‪،‬‬
‫حّت تتعاىف يعمتد عىل حدّ ة املشالكت اليت تعاين مهنا‪ ،‬والكيف ّية اليت يس تجيب هبا دماغك‬
‫وذكل ل ّن الوقت اذلي حتتاجه ّ‬

‫‪177‬‬
‫عند مشاهدة املرئ ّيات اجلنس ّية‪ ،‬وأيضا يعمتد عىل أهدافك الشّ خصيّة‪ .‬وس تالحظ بأ ّن الفرتات ّالزمن ّية اليت جتدها مذكورة يف‬
‫ترصحيات ومشاراكت العضاء خمتلفة جدّ ا‪ ،‬ول ختضع ل ّي قاعدة‪ ،‬وذكل ل ّن الدمغة أيضا خمتلفة‪ ،‬والعراض اليت يعاين مهنا‬
‫بعض ّالرجال مثل ضعف الانتصاب أو التّأخّر يف القذف ميكن أن تكون عص ّية عىل العالج أحياان‪.‬‬
‫فكّر ّ‬
‫"ابلريبوت" عىل أن ّه رحةل اس تكشافيّة يك تعرف ما اذلي ميثّل طبيعتك الصيةل‪ ،‬وما اذلي اس تحدث يف دماغك‬
‫الاجامتعي‪ ،‬أو ّالرغبة اجلنس ّية اجلاحمة‪،‬‬
‫ّ‬ ‫اجلنيس بلك أشاكهل‪ ،‬أو القلق‬
‫ّ‬ ‫بسبب مشاهدة الفالم الإابح ّية‪ ،‬سواء أاكن ذكل العجز‬
‫مبجرد أن تفهم بوضوح كيف تؤثّر عليك مشاهدة املرئ ّيات‬
‫أو اضطراب نقص الانتباه‪ ،‬أو الاكتئاب‪ ،‬أو أ ّي يشء أخر‪ .‬و ّ‬
‫الصحيح‪ ،‬وتوصل سفينتك اإىل ّبر النّجاة‪.‬‬ ‫اجلنس ّية‪ ،‬س يكون ابإماكنك أن تو ّجه ادلّ فة يف ّ‬
‫الاجتاه ّ‬
‫"الريبوت"؟‬
‫عّل الامتناع عن امجلاع أثناء ّ‬
‫هل يتو ّجب ّ‬
‫كل اخليار يف هذا المر‪ ،‬بعض النّاس جيدون أ ّن الامتناع املؤقّت عن الإاثرة اجلنس ّية يعطي دماغهم ّالراحة اليت‬
‫يرسع التّعايف‪ .‬وابملقابل‪ ،‬فا ّإن جرعة يوم ّية من اللّمسات العاطف ّية احلنونة لها فائدة ّمجة مع امجلاع أو بدونه‪ .‬اإذا‬
‫حيتاّجا‪ ،‬و ّ‬
‫أحسست بعد امجلاع بأن ّك تعاين من أعراض "التّأثري املطا ِرد"‪ ،‬وأ ّن ذكل ميكن يؤدّي اإىل الانتاكس وفقدان التّوازن من جديد‪،‬‬
‫فالفضل كل الابتعاد عن امجلاع لفرتة من ّالزمن‪ ،‬والاقتصار عىل املداعبة اخلفيفة‪ ،‬وس مينحك ذكل فائدة العالقة العاطف ّية‬
‫ادلّ افئة‪ ،‬بيامن يعطي دماغك راحة من الإاثرة اجلنس ّية املكث ّفة‪ .‬ويف املقابل فا ّإن بعض احلالت اليت طال فهيا أمد ّ‬
‫"الريبوت"‪،‬‬
‫واحتاج الشخاص اذلين خاضوا التّجربة زمنا طويال للتّعايف‪ّ ،‬‬
‫رصح عدد مهنم بأ ّن امجلاع اكن مفيدا هلم وساعد يف عودة رغبهتم‬
‫اجلنس ّية املفقودة اإىل طبيعهتا‪ .‬ولكن اإذا كنت تعتقد بأن ّك تعاين من ضعف الانتصاب بسبب مشاهدة املرئ ّيات اجلنس ّية‪ ،‬فقد‬
‫حّت تشعر بأ ّن الانتصاب حيدث تلقائ ّيا عندما تكون بصحبة‬
‫يكون من الفضل كل أل حتمل نفسك عىل ممارسة امجلاع ّ‬
‫امرأتك‪.‬‬
‫عّل الامتناع عن الاس متناء أثناء ّ‬
‫"الريبوت"؟‬ ‫هل يتو ّجب ّ‬
‫ابلرضورة‪ ،‬عليك يف البداية أن تتوقّف عن مشاهدة املرئ ّيات اجلنس ّية‪ ،‬وتكبح جامح اخليالت‬
‫ل يتو ّجب عليك ذكل ّ‬
‫املس توحاة من املشاهد الإابح ّية‪ ،‬ومتتنع عن ارتياد ّ‬
‫لك املواقع اليت ميكن أن يراها دماغك عىل أّنّ ا بدائل للمواقع الإابح ّية‪ .‬ويعترب‬
‫ذكل اكف ليس تعيد ادلّ ماغ توازنه عند البعض‪ ،‬ولكن ابلنّس بة لخرين فا ّإن حالهتم ّ‬
‫تتحسن بشلك أفضل لو زادوا عىل ذكل‬
‫‪178‬‬
‫الامتناع عن الاس متناء لفرتة من ّالزمن‪ ،‬فالس متناء يعمل أحياان مكحفّز ّ‬
‫قوي قادر عىل تنش يط ادلّ وائر العصب ّية املس تحدثة‬
‫بسبب الإدمان‪.‬‬
‫"لكّام حدّ ثت نفيس بأن أقلع عن مشاهدة الفالم الإابح ّية وأقترص عىل الاس متناء‪ ،‬ل ياكد مييض زمن‬
‫حّت يصبح الاس متناء ّممال جدّ ا‪ .‬يف البداية أبدأ ابسرتجاع ذكرايت من احلياة الواقع ّية‪ ،‬و ّ‬
‫لكن‬ ‫طويل ّ‬
‫حيولها اإىل خيالت من مشاهد جنس ّية وخيالت غري واقع ّية‪ ،‬ويقودين ذكل اإىل‬ ‫دماغي ل يلبث أن ّ‬
‫الصور املغرية‪ ،‬ومبارشة بعدها اإىل تصفّح املواقع الإابح ّية‬
‫قراءة الدب املكشوف‪ّ ،‬مث اإىل مشاهدة ّ‬
‫ومشاهدة الفالم اجلنس ّية املدقعة يف الفحش‪".‬‬

‫اجلنيس وعدم القدرة عىل الانتصاب أّنّ م حباجة اإىل الامتناع لفرتة مؤقّتة عن‬
‫ّ‬ ‫و ّيقر غالب ّية ّالرجال اذلين يعانون من العجز‬
‫الاس متناء‪ ،‬وعن ّ‬
‫لك ما يوصلهم اإىل ّهزة امجلاع والقذف‪ .‬وهذا منطق مقبول‪ ،‬فا ّإن الشّ خص اذلي يعاين من مرض ما‪ ،‬عادة ما‬
‫جمرد ال ّتخلّص من أس باب املرض‪ ،‬ففي حني أ ّن أحدان ل يتع ّمد ‪-‬عىل سبيل املثال‪ -‬كرس عظام رجهل‬
‫يكون حباجة اإىل أكرث من ّ‬
‫بتحميلها ثقال زائدا‪ ،‬ولكن اإذا كرست ال ّرجل ل ّي سبب‪ ،‬فسوف نقوم بتجبريها‪ ،‬ونتنع عن اس تعاملها يف املّش‪ ،‬بل نس تعمل‬
‫اجلنيس اذلي تسبّبه مشاهدة املرئ ّيات اجلنس ّية‪ ،‬ويف حني أن ّك‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫العاكزات طيةل فرتة النّقاهة‪ .‬ونفس املبدأ يرسي عىل الضّ عف‬
‫ل حتتاج اإىل اجلبرية يف هذه احلاةل‪ ،‬ولكنك ابل ّتأكيد حتتاج اإىل أن تعطي دماغك وقتا اكفيا من ّالراحة ّيك يتعاىف بعيدا عن الهتّ ّيج‬
‫اجلنيس الشّ ديد‪.‬‬
‫ّ‬
‫"الريبوت"‪،‬‬ ‫اجلنيس‪ ،‬ومل تصل بعد اإىل القدرة عىل الانتصاب التّ ّ‬
‫لقايئ أثناء ّ‬ ‫ّ‬ ‫مالحظة‪ :‬اإذا كنت تعاين من العجز‬
‫يتو ّجب عليك أن متتنع عن اإجبار نفسك عىل الاس متناء ابس تحضار اخليالت اجلنس ّية أو أ ّي عوامل أخرى مساعدة‪.‬‬
‫كيف أعرف أ ّين قد تعافيت وعدت اإىل طبيعيت؟‬
‫"الريبوت" ختتلف من خشص لخر‪ ،‬ولكن هناك‬ ‫مبسطة لهذا ّ‬
‫السؤال‪ ،‬ل ّن أهداف ّ‬ ‫ابلتّأكيد ل توجد اإجابة سهةل أو ّ‬
‫لقايئ و ّالرغبة اجلنس ّية ا ّلطبيع ّية‪ ،‬تاليش امليول و ّالرغبات اجلنس ّية للمامرسات‬
‫بعض الهداف املتوقّعة‪ ،‬ومهنا‪ :‬عودة الانتصاب ال ّت ّ‬
‫اجلنيس اإىل طبيعته‪ ،‬القدرة عىل‬
‫ّ‬ ‫الغريبة والغري مألوفة اليت اس تحدثت فقط بسبب مشاهدة املرئ ّيات اجلنس ّية‪ ،‬وعودة ّاذلوق‬
‫ابلرغبة املل ّحة‪ ... ،‬وهكذا دواليك‪.‬‬ ‫التّ ّ‬
‫حمك ّ‬
‫حّت بعد أن حيقّق الهداف قصرية‬
‫حسن عىل املدى ال ّطويل‪ّ ،‬‬ ‫ومن غري املستبعد أن يس ّمتر الشّ ّ‬
‫اب اليافع يف ال ّت ّ‬
‫‪179‬‬
‫حسن‪:‬‬‫"الريبوت" بنجاح‪ ،‬وهناك بعض العالمات املش ّجعة اليت تدل عىل هذا التّ ّ‬ ‫املدى‪ ،‬ويهنيي جتربة ّ‬
‫اهن يف عينيك أكرث جامل وجاذب ّية‪.‬‬
‫مرحشات ّللزواج‪ ،‬وتر ّ‬ ‫‪ -‬أن تشعر برغبة يف ال ّتواصل مع ّ‬
‫الصباح‪ ،‬وبشلك ّ‬
‫متكرر‪.‬‬ ‫اجلزيئ) عندما تستيقظ يف ّ‬‫لقايئ (أو ّ‬ ‫‪ -‬وجود الانتصاب ال ّت ّ‬
‫‪ -‬مل تعد تشعر بأعراض "التّأثري املطا ِرد" بعد امجلاع‪.‬‬
‫الرسيع أو التّأخّر يف القذف يف البداية‪ ،‬ولكن مع املامرسة‬
‫‪ -‬تشعر بروعة امجلاع (مالحظة‪ :‬قد تعاين من القذف ّ‬
‫يتحسن أداؤك)‬
‫سوف ّ‬
‫‪ -‬تشعر بتقلّبات يف أحاسيسك اجلنس ّية من وقت لخر‪ ،‬وبتفاوت شدّ ة ّالرغبة يف ممارسة اجلنس‬
‫يقول أحد ّ‬
‫الش ّبان‪:‬‬
‫"كنت أفقد رغبيت اجلنس ّية متاما من حني لخر‪ ،‬وقد يس ّمتر ذكل ملدّ ة س تّة أشهر‪ّ ،‬مث تعود يل أحاسييس‬
‫وب ّقوة‪ .‬وقد اختفت متاما رغبيت يف مشاهدة الفالم الإابح ّية أو التّحديق يف صور النّساء‪".‬‬

‫اجلنيس اذلي س ّببته عادة مشاهدة املرئ ّيات‬


‫ّ‬ ‫"الريبوت" ملعاجلة العجز‬
‫ومن املعروف أيضا أ ّن ّالرجال اذلين خيوضون جتربة ّ‬
‫اجلنس ّية يس تعملون قدرهتم عىل الانتصاب مكعيار لس تعادة حصّهتم وعافيهتم اجلنس ّية‪.‬‬
‫كيف أتأكّد اإذا ما اكن عندي مشلكة ابلفعل‪ ،‬أم أ ّن ج ّل ما أعاين منه هو ّ‬
‫جمرد رغبة جنس ّية جاحمة وحسب؟‬
‫توقّف عن مشاهدة املرئ ّيات اجلنس ّية‪ ،‬وعن ّ‬
‫لك اخليالت اجلنس ّية املس توحاة من الفالم الإابح ّية‪ ،‬وراقب ال ّت ّغريات‬
‫يف رغبتك اجلنس ّية ملدّ ة أسابيع معدودة‪ ،‬وس تكتشف حقيقة وضعك‪ .‬أكرث الشخاص اذلين خاضوا جتربة ّ‬
‫"الريبوت" اكنوا‬
‫قادرين عىل الامتناع عن الاس متناء بسهوةل أكرب من قدرهتم عىل التّوقّف عن مشاهدة الفالم الإابحيّة‪ ،‬واكن هذا مفاجئا يل‬
‫الش ّبان أ ّن الاس متناء ليس ممتعا دون مشاهدة الفالم‪ ،‬بل أّنّ م أدركوا بعد الإقالع أ ّن مشاهدة‬
‫اإىل حدّ ما‪ .‬فقد وجد العديد من ّ‬
‫الفالم الإابح ّية‪ -‬وليست ّالرغبة اجلنس ّية اجلاحمة‪ -‬يه اليت اكنت تقودمه اإىل حماوةل ختفيف ضغط الشّ هوة ابلس متناء ّ‬
‫املتكرر‪.‬‬
‫اإذا مل تكن قادرا عىل الاس متناء دون مشاهدة مقاطع من الفالم الإابحيّة‪ ،‬أو أ ّن الانتصاب حيهنا يكون جزئ ّيا فقط‪،‬‬
‫فأنت ابل ّتأكيد ل تشعر بأ ّي رغبة حقيق ّية يف اجلنس‪ ،‬ولست حباجة لالس متناء‪ .‬أنت يف هذه احلاةل تعاين من تأثري ّالرغبة املل ّحة‬
‫اليت حتاول أن تدفعك اإىل مشاهدة الفالم الإابحيّة دفعا‪ ،‬ل ّن دماغك حباجة اإىل جرعته املعتادة من املثريات اجلنس ّية اليت‬
‫اعتاد علهيا‪ ،‬وحباجة اإىل ّالراحة اليت يشعر هبا عند ارتفاع مس توى ادلّ وابمني يف ادلّ ائرة العصب ّية للماكفأة‪.‬‬

‫‪180‬‬
‫كيف تعود يل ّالرغبة واحلاسة للجامع من جديد؟ (للشخاص اذلين يعانون من ضعف الانتصاب)‬
‫سن مبكّرة جدّ ا‪ ،‬وبسبب تكرار هذا‬
‫بعض الفتيان اليافعني يبدأون مبشاهدة املرئ ّيات اجلنس ّية عىل الإنرتنت يف ّ‬
‫السلوك لفرتة طويةل‪ ،‬تتوثّق وتقوى ّالروابط بني الإاثرة اجلنس ّية وشاشة احلاسوب وما تعرضه من موا ّد اإابح ّية‪ ،‬اإىل درجة أّنّ م‬
‫ّ‬
‫عندما يصلوا اإىل مرحةل ّالزواج‪ ،‬وحيتاجون اإىل ممارسة العالقة احلمية مع امرأة حقيقيّة ل يمتكّن دماغهم من الاس تجابة اجلنس ّية‪،‬‬
‫ويفشلون يف عالقهتم ّالزوج ّية‪ .‬وقد حيتاج هؤلء ّ‬
‫الش ّبان اإىل عدّ ة أشهر من الامتناع عن مشاهدة املرئ ّيات اجلنس ّية‪ ،‬واخليالت‬
‫املتعلقة هبا‪ ،‬و ّ‬
‫لك ما ميكن أن يعترب بديال لها‪ ،‬قبل أن يبدأ دماغهم إابعادة الربجمة‪ ،‬والبحث عن طرق أخرى ل إالاثرة اجلنس ّية‪،‬‬
‫ويمتكّن من التّواصل مع أانس حقيقيّني‪.‬‬
‫الاجامتعي يف التّغلّب عىل هذه املشلكة‪ ،‬كن تقيض وقتا أطول بني النّاس بعيدا عن العزةل‪،‬‬
‫ّ‬ ‫وقد يساعدك التّواصل‬
‫تتعرف عىل زوجات املس تقبل‪ ،‬وأن تقلّل من اخليالت اجلنس ّية وتقرصها عىل أانس حقيق ّيني‪ ،‬وعالقات حقيق ّية‪ ،‬وسلوك‬
‫و ّ‬
‫شاب شاركنا ّ‬
‫خبطته الاسرتاتيج ّية لإعادة برجمة دماغه‪ ،‬فقال‪:‬‬ ‫اقعي‪ .‬وهذا ّ‬
‫جنيس و ّ‬
‫ّ‬
‫الطريق الوحيد للمتعة اجلنس ّية هو‬ ‫شق وأع ّبد طريقا جديدة يف دماغي‪ ،‬أريده أن ّ‬
‫يتعمل أ ّن ّ‬ ‫"أحاول أن أ ّ‬
‫من خالل عالقة محمية مع امرأة حقيقيّة‪ .‬اإذا مل أمتكّن من ممارسة العالقة احلمية مع زوجيت ّ ّ‬
‫فعّل أن أانم‬
‫تكل اللّيةل حمبطا‪ ،‬وهذا غاية ما حيدث‪ ،‬لن أمسح لنفيس أن أخت ّيل صورا ومه ّية وخمتلقة للن ّساء‪ .‬أمسح‬
‫إحداهن‪ ،‬أعرف أّنّ ا ابتسامة خشص‬‫لنفيس أحياان أن أ ّقمي النّساء اللّوايت أقابل ّهن‪ ،‬إواذا تذكّرت ابتسامة ا ّ‬
‫حقيقي قابلته يف الواقع‪".‬‬
‫ّ‬

‫‪181‬‬
‫الفصل ّالرابع‬
‫خواطر ختاميّة‬

‫كيتس‪54‬‬
‫يصبح ال ّّشء حقيقيّا فقط عندما ّ‬
‫جتربه ‪ -‬جون‬

‫اإذا ساورتك الشّ كوك بأ ّن مشاهدة املرئ ّيات اجلنس ّية عىل الإنرتنت تسبّب كل ّ‬
‫الرضر‪ ،‬فقم بعمل جتربة بس يطة‪:‬‬
‫حّت ُجيمع‬
‫تسوف‪ ،‬ول تنتظر ّ‬ ‫توقّف عن مشاهدهتا لفرتة من ّالزمن‪ ،‬وراقب نفسك ّ‬
‫حّت ترى ما اذلي ّ‬
‫يتغري‪ .‬ل تؤ ّجل‪ ،‬ول ّ‬
‫جترب اإجراء ط ّب ّيا غري مضمون‪ ،‬أو تتناول عقارا جديدا‬
‫اخلرباء عىل رأي واحد‪ .‬قرارك هذا ليس فيه خطر أو جمازفة‪ ،‬فأنت ل ّ‬
‫غري مدروس‪.‬‬
‫عندما يتعلّق المر ابلإجراءات العالج ّية والعقاقري الط ّب ّية اجلديدة فا ّإن ادلّ راسة املس تفيضة والوافية من أجل ال ّت ّ‬
‫وصل‬
‫رضوراي جدّ ا من أجل ضامن سالمة املرىض‪ ،‬وحلسن احلظ أ ّن القيام هبذا النّوع من ادلّ راسات‬
‫ّ‬ ‫اإىل قرار ّنا ّيئ ابعامتدها يعترب‬
‫الط ّب ّية عىل فعال ّيهتا ومصداقيّهتا‪ .‬ولكن عندما يتعلّق‬
‫ممكن ومتاح‪ ،‬وقد حتظى نتاجئ مثل هذه الحباث إابتّفاق الوساط العلم ّية و ّ‬
‫علمي هبذا شأن لن يكون هبذه‬ ‫المر ابحلديث عن أرض ّار ارتياد املواقع الإابح ّية عىل الإنرتنت ّ‬
‫الرسيعة‪ ،‬فا ّإن الوصول اإىل اإجامع ّ‬
‫السهوةل‪.‬‬
‫ّ‬
‫السكّرايت أو‬
‫اختاذ قرار ابلإقالع عن مشاهدة املرئ ّيات اجلنس ّية يش به اإىل حدّ كبري اختاذ قرار ابلمتناع عن تناول ّ‬
‫الغذايئ‪ ،‬فهو ل يعدو كونه قرارا إابزاةل شلك من أشاكل ّالرتفيه احلديثة‪ ،‬وال ّت ّ‬
‫خّل عن منتج جديد مل‬ ‫ّ‬ ‫ادلّ هون الضّ ّارة يف نظامك‬
‫حّت عهد قريب‪ -‬متوفّرا كام هو متوفر الن‪ ،‬ومع ذكل فقد اكن امجليع يعيشون خبري حال بدونه‪ .‬وقد ّ‬
‫وحض أحد أعضاء‬ ‫يكن ‪-‬و ّ‬
‫املنتدايت كيف تغزو املنتجات احلديثة نظام احلياة قبل أن يتّضح رضرها‪ ،‬فقال‪:‬‬

‫‪" 54‬جون كيتس" (‪ )John Keats‬هو شاعر اإجنلزيي (‪١٨٢١-١٧٩٥‬م)‬


‫‪182‬‬
‫"هذا هو خط سري العمل ّية‪:‬‬
‫ضار عىل املدى البعيد‪ -‬ي ّمت اإنتاجه وتوزيعه هبدف جين الرابح‬ ‫‪ -‬منتج جديد ومثري ‪-‬ولكنّه ّ‬
‫املا ّديّة‬
‫‪ -‬يعجب النّاس هبذا املنتج‪ ،‬ويدمنون عىل اس تخدامه‬
‫‪ -‬تبدأ الحباث العلم ّية اجلادّة واملوثوقة بدراس ته‪ ،‬ولكهنّ ا حتتاج اإىل عقود قبل أن تصل اإىل نتاجئ‬
‫مؤكّدة حول تأثريات اس تخدام هذا املنتج‬
‫‪ -‬يبدأ الشخاص املدمنون ابإدراك حقيقة المر من ويح جتربهتم‬
‫‪ -‬تبدأ مرحةل التّخلّص من ّ‬
‫السلوك الضّ ّار‪ ،‬والاس تغناء عن املنتج اجلديد‬
‫واملشلكة أ ّن هذه العمل ّية بر ّمهتا مؤذية جدّ ا‪ ،‬لقد بدأ اإنتاج وتوزيع جسائر التّبغ عىل نطاق واسع يف بداية‬
‫القرن العرشين‪ ،‬ولكنّنا احتجنا اإىل عقود من أجل صياغة القوانني اليت تضبط اس هتالكها‪ .‬نعمل أيضا أ ّن‬
‫ضارة اب ّلص ّحة‪ ،‬ولكنّنا ل ناكد نتجاوز املرحةل ‪ ٣-٢‬عندما يتعلّق المر ابلغذية واملأكولت‪.‬‬ ‫بعض الطعمة ّ‬
‫اإىل أ ّي مرحةل ابعتقادك وصلنا مع الإابح ّية اجلنس ّية عىل الإنرتنت؟ الحباث العلم ّية اليت تعترب ذات‬
‫فائدة معل ّية يف هذا اجملال ابلاكد بدأت منذ بضع س نوات فقط‪".‬‬

‫مضار الإابح ّية اجلنس ّية اليت تزدمح هبا ش بكة ا إلنرتنت ّ‬
‫الرسيعة هذه‬ ‫علمي بشأن ّ‬ ‫مل ي ّمت ّ‬
‫حّت الن الوصول اإىل اإجامع ّ‬
‫اخملتصني يف المراض البولية والتّناسل ّية أمثال ادلّ كتور‬
‫ال ّايم‪ ،‬وقد ل ي ّمت ذكل لعقود قادمة‪ ،‬ورمغ التّحذيرات اليت يطلقها بعض ّ‬
‫ابلركب‪ .‬د‪ .‬فيش هو مؤلّف‬ ‫"هاري فيش"‪ ،‬اإل أ ّن معظم أقطاب اجملمتع ّ‬
‫العلمي حيتاجون كام يبدو اإىل وقت أطول ّيك يلحقوا ّ‬
‫وأس تاذ يف ّلك ّية ّ‬
‫الط ّب يف جامعة كورنيل‪ ،‬وهو يؤكّد بأ ّن مشاهدة املرئ ّيات اجلنس ّية بكرثة ميكن أن يسبّب صعوبة ابلغة‬
‫للشّ خص يف الوصول اإىل الإاثرة اجلنس ّية الاكفية يف عالقته ّالزوج ّية‪ ،‬ويف احملافظة عىل مس توى الإاثرة لفرتة من ّالزمن متكّنه‬
‫طبيعي‪.‬‬
‫من اإمتام امجلاع بشلك ّ‬
‫خمتص ابلمراض ال ّنفس ّية والعقل ّية اإىل أ ّن ظاهرة الإابحيّة اجلنس ّية عىل الإنرتنت حديثة‬
‫وقد أشار طبيب شاب ّ‬
‫رصح بأن ّه خشص ّيا قد عاىن من‬
‫العهد‪ ،‬ول يزيد معرها عن ‪ ١٥-١٠‬س نة‪ ،‬ومع ذكل فهيي تس بق الحباث العلم ّية مبراحل‪ .‬و ّ‬
‫اجلنيس اذلي س ّببته هل مشاهدة املرئ ّيات اجلنس ّية‪ ،‬وذكر ّ‬
‫الطبيب يف كتاابته‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫ويالهتا‪ ،‬وأن ّه تعاىف منذ وقت قريب من العجز‬
‫الط ّب ّية تتقدّ م برسعة احللزون‪ ،‬لو رضب معنا احلظ‪ ،‬فقد نمتكّن من معاجلة هذه املشلكة يف‬ ‫"الحباث ّ‬
‫غضون ‪ ٣٠-٢٠‬س نة… عندما يكون نصف ّالرجال عىل الكرة الرض ّية قد أصبحوا عاجزين جنس ّيا‬
‫وفاقدي الهل ّية‪ .‬ورشاكت الدويّة غري معن ّية‪ ،‬لّنّ ا لن حتقّق أ ّي زايدة يف مبيعاهتا لو استمثرت يف دمع‬
‫‪183‬‬
‫الحباث اليت تش ّجع عىل الإقالع عن ارتياد املواقع الإابحيّة‪".‬‬

‫ينبغي علينا أل نكون متشامئني اإىل هذا احلدّ ‪ ،‬فقد ظهرت أ ّول ثالث دراسات علم ّية جادّة عن تأثري الإابح ّية اجلنس ّية‬
‫عىل ادلّ ماغ يف الفرتة اليت عكفت فهيا عىل كتابة هذا الكتاب‪ ،‬ومجيعها اكنت دراسات ممتازة‪ ،‬ونرشت يف ّ‬
‫جمالت علم ّية حتظى‬
‫ابحرتام كبري‪ ،‬ونتاجئ هذه ادلّ راسات توافقت بشلك جيّد مع ال ّترصحيات اليت يديل هبا أعضاء منتدايت ّ‬
‫"الريبوت" اليت داومت‬
‫"الريبوت" اليت جترى حال ّيا‬
‫عىل متابعهتا منذ س نوات عىل الإنرتنت‪ ،‬وخل ّصهتا لمك يف فصول هذا الكتاب‪ .‬وابعتقادي أ ّن جتربة ّ‬
‫عىل نطاق واسع تقدّ م أفضل ال ّدةل املتوفّرة يف الوقت ّ‬
‫احلايل عن أرضار مشاهدة املرئ ّيات اجلنس ّية وفوائد الإقالع عهنا‪ .‬وما‬
‫زلنا حباجة اإىل أن جنري املزيد من ال ّتجارب‪ ،‬و ّ‬
‫نتعمل الكثري‪ ،‬وإاىل ذكل احلني مق أنت ابإجراء جتربتك الشّ خص ّية بعيدا عن أ ّي‬
‫خاريج‪ .‬وقد ّعرب عن هذه الفكرة ّ‬
‫شاب عاىن يف املايض من أرضار ارتياد املواقع الإابح ّية‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫تدخّل‬
‫"عندما ختترب حقيقهتا بنفسك‪ ،‬فلن ختدعك اللكامت ادلّ عائ ّية عن الإابحيّة اجلنس ّية‪ ،‬سواء أاكن مصدرها‬
‫ومروجو الفالم الإابح ّية أنفسهم‪ّ .‬‬
‫فللك من هؤلء أجندته وأهدافه‬ ‫املتديّنون‪ ،‬أو ّ‬
‫املتحررون‪ ،‬أو منتجو ّ‬
‫تصب يف مصلحته‪ ،‬أ ّما أنت فدليك املعرفة‪ ،‬وابإماكنك أن تس تخدهما ل ّ‬
‫تكون رأيك اخلاص بك بناء‬ ‫اليت ّ‬
‫يصب يف مصلحتك أنت‪".‬‬ ‫عىل ما ّ‬

‫ت ّعرف عىل أرسار "عمل ال ّتضليل"‬


‫علمي عىل مغ ّبة مشاهدة املرئ ّيات اجلنس ّية عىل الإنرتنت رمغ ّ‬
‫لك‬ ‫اإذا كنت تتساءل ملاذا ل يوجد ّ‬
‫حّت الن اإجامع ّ‬
‫العالمات التّحذيريّة‪ ،‬فقد جتد يف النّظر اإىل اترخي "حروب التّبغ" ما يعطيك اجلواب الشّ ايف‪.‬‬
‫حب النّاس ال ّتدخني‪ ،‬وجدوا‬ ‫قبل س نوات‪ ،‬اكن امجليع تقريبا يدخّنون جسائر ال ّتبغ مبا يف ذكل جنوم ّ‬
‫السيامن وال ّتلفزيون‪ .‬أ ّ‬
‫أن ّه هي ّدئ العصاب‪ ،‬ومينح إاحساسا ابلنّشوة‪ ،‬ويعطي مظهرا راقيا‪ .‬كيف ميكن أن ّ‬
‫يظن أحد بأ ّن سلواك رائعا كهذا ميكن أن‬
‫ابلص ّحة؟ وهل اعتقد الناس يف ذكل الوقت أ ّن النّيكوتني يسبّب الإدمان؟‬
‫ضارا ّ‬
‫يكون ّ‬
‫عندما بدأ ترشحي اجلثث يظهر وجود القطران يف رئات املدخّنني‪ ،‬شكّك املد ّخنون بأ ّن التّدخني هو ّ‬
‫السبب‪ ،‬وفضّ لوا‬
‫أن يلقوا ّ‬
‫ابلالمئة عىل الخبرة املتصاعدة من السفلت املس تخدم يف تعبيد الشّ وارع‪ّ .‬‬
‫وابلطبع مل يكن من املمكن عندها قطع‬
‫الشّ ّك ابليقني وإاجراء ادلّ راسات العلم ّية اليت حتدّ د الس باب واملسبّبات‪ ،‬ل ّن اإجراء مثل هذه ادلّ راسات يتطلّب اإجياد مجموعتني‬
‫‪184‬‬
‫عشوائ ّيتني من النّاس‪ ،‬نطلب من أفراد اإحدى اجملموعتني أن يدخّنوا جسائر التّبغ لعدّ ة س نوات‪ ،‬ونطلب من أفراد اجملموعة‬
‫يّب غري أخال ّيق ملا فيه من احامتل تعريض أفراد مجموعة‬ ‫الخرى أن ميتنعوا عن التّدخني لنفس املدّ ة‪ ،‬وهذا ّ‬
‫ابلطبع اإجراء جتر ّ‬
‫املدخّنني للذى‪.‬‬
‫تزايدت يف تكل الفرتة أ ّدةل من مصادر أخرى تشري اإىل أ ّن التّدخني يسبّب أرضارا ّ‬
‫حص ّية‪ ،‬وأ ّن النّاس اذلين اس تفحلوا‬
‫السجائر يواّجون صعوبة ّمجة يف ال ّتوقّف عن التّدخني‪ ،‬وتواترت ال ّدةل يف أحباث ا ّلرتابط ال ّت ّ‬
‫الزيم‪ ،‬وتقارير‬ ‫يف عادة تدخني ّ‬
‫الط ّباء‪ ،‬ورواايت املرىض‪ ،… ،‬وغريها من املصادر‪ .‬يف حني أ ّن ادلّ راسات املس تقبل ّية طويةل المد احتاجت اإىل عقود لتكمتل‪،‬‬
‫وادلّ راسات املس تقبل ّية طويةل المد يه الحباث اليت تدرس تأثري عادات التّدخني عىل مدى س نوات‪ ،‬وتقارن تأثري اختالف‬
‫عادات التّدخني عند مجموعة من الشخاص املامتثلني يف ّ‬
‫لك ما عدا ذكل‪.‬‬
‫ويف الوقت نفسه اكنت هناك دراسات وأحباث جترى برعاية ومتويل رشاكت صناعة التّبغ‪ ،‬واكنت هذه ادلّ راسات عادة‬
‫الص ّحة‪ ،‬أو أن ّه يسبّب الإدمان‪ .‬وكام هو‬ ‫ما تصل اإىل اس تنتاج مفاده عدم توفّر أ ّي دليل عىل أ ّن التّدخني ي ّ‬
‫شلك رضرا عىل ّ‬
‫متوقّع‪ ،‬اكنت تقوم رشاكت صناعة التّبغ ابلإشارة اإىل نتاجئ دراساهتا يف ّ‬
‫لك ّمرة تُظهر ادلّ راسات احملايدة دليال جديدا يثبت رضر‬
‫ال ّتدخني‪ ،‬واكنت تعمد اإىل خلق انطباع دلى ّالرأي العا ّم بأ ّن هناك تضارب يف الراء بني اجلهات املعن ّية‪ ،‬وأن ّه من املبكّر جدّ ا‬
‫الإقرار خبطورة الّتدخني‪ ،‬أو ادلّ عوة اإىل التّ ّ‬
‫خّل عنه‪ .‬ومكثال عىل كيف ّية تعاملهم مع النّقاش ّ‬
‫العلمي ادلائر حول املوضوع‪ ،‬فقد‬
‫رصح رئيس جلنة الحباث املدعومة من قبل رشاكت صناعة التّبغ بقوهل‪" :‬لو اكن ادلّ خان املوجود يف الرئتني هو اذلي يسبّب‬
‫ّ‬
‫ابلرسطان منذ زمن بعيد‪ ،‬ا ّإن أس باب ّ‬
‫الرسطان أكرث تعقيدا من ذكل بكثري"‪ ،‬واكنوا يف‬ ‫رسطان ّالرئة ابل ّتأكيد‪ ،‬لصبنا مجيعنا ّ‬
‫نفس الوقت يتع ّمدون رصف النّظر متاما عن نتاجئ أحباث ا ّلرتابط التّ ّ‬
‫الزيم اليت تشري اإىل ارتباط عادة التّدخني بزايدة احامتل‬
‫الزيم ل تعطي دليال مؤكّدا عىل الس باب واملسبّبات‪.‬‬
‫الإصابة برسطان الرئة‪ ،‬ويرفضون الخذ هبا حب ّجة أ ّن أحباث ا ّلرتابط التّ ّ‬
‫ولكن يف أخر املطاف وصل الوضع اإىل مرحةل حرجة‪ ،‬وما عاد ابلإماكن اإناكر احلقيقة‪ ،‬فقد ازداد عدد حضااي التّدخني‪،‬‬
‫ويف تكل الفرتة صارت الحباث يف عمل الإدمان أكرث دقّة وتعقيدا‪ ،‬وأثبتت فس يولوج ّيا أ ّن النّيكوتني يسبّب الإدمان‪ ،‬ويف الهنّ اية‬
‫ّ‬
‫حتطمت أسطورة رشاكت صناعة التّبغ‪ ،‬وبطل حسرها‪.‬‬
‫ول يزال بعض النّاس يدخّنون جسائر ال ّتبغ ّ‬
‫حّت يومنا هذا‪ ،‬ولكهنّ م خيتارون القيام هبذا ّ‬
‫السلوك عىل عمل ات ّم خبطره‪،‬‬
‫‪185‬‬
‫وقد جنحنا يف وضع حدّ للجهود احلثيثة اليت اكنت تبذل من أجل رمس صورة خمادعة مفادها أ ّن جسائر التّبغ خالية من أ ّي رضر‪.‬‬
‫للص ّحة العا ّمة ظلّت مغ ّيبة‪ ،‬واحتاجت‬
‫الس نوات حصلت أرضار كثرية اكن ابلإماكن جتنّهبا‪ ،‬ومعلومات ق ّيمة وها ّمة ّ‬
‫وعىل مدى ّ‬
‫حّت تنرش‪ ،‬وتصبح حقائق علم ّية مؤكّدة‪ .‬و ّ‬
‫لك الشّ كوك اليت حرصت رشاكت صناعة التّبغ عىل إااثرهتا يف أذهان‬ ‫اإىل عقود ّ‬
‫النّاس‪ ،‬وتثبيهتا يف العقول‪ ،‬أ ّمنت لها احلاية القانون ّية‪ ،‬واس مترار تدفّق الرابح املا ّديّة‪.‬‬
‫هذه احلةل اليت قادهتا كربايت رشاكت صناعة ال ّتبغ من أجل اإاثرة الشّ كوك حول العالقة ما بني عادة تدخني جسائر‬
‫التّبغ والإصابة برسطان ّالرئة تعترب اليوم حاةل نوذج ّية يف دراسة عمل يدعى "عمل التّجهيل"‪ ،‬وتعين عمل الإنتاج الثّقا ّيف للجهل‪،‬‬
‫معني‪ .‬وقد ّعرب "برااين ماكدوجال"‬ ‫ويدرس عمل التّجهيل طرق تع ّمد غرس املعلومات اخلاطئة‪ ،‬وزرع الشّ ّك يف جمال ّ‬
‫علمي ّ‬
‫مؤلّف كتاب "مبتىل ابلإابحيّة اجلنس ّية"‪ 55‬عن ذكل بقوهل‪:‬‬
‫الصعب أن نتخ ّيل أ ّن جيال اكمال دخّن جسائر التّبغ دون انقطاع‪ ،‬من غري أن تكون دليه أدىن‬ ‫"من ّ‬
‫فكرة عن مدى رضرها‪ ،‬اإل أ ّن ّ‬
‫الّشء ذاته حيدث اليوم مع الإابح ّية اجلنس ّية عىل الإنرتنت‪".‬‬

‫لك ّ‬
‫الش ّبان اليافعني‬ ‫فهل تسري الإابحيّة اجلنس ّية عىل الإنرتنت اليوم بنفس مسار قض ّية التّدخني؟ ميكن القول أ ّن ّ‬
‫تيرس هلم اس تخدام الإنرتنت ا ّلرسيعة يراتدون املواقع الإابح ّية بدرجة ما‪ ،‬ونس بة النّساء اللّوايت يس هتلكن املوا ّد‬
‫‪-‬تقريبا‪ -‬اذلين ّ‬
‫تلقايئ بأن ّه‬ ‫اعتياداي ّ‬
‫يتودل دلى النّاس افرتاض ّ‬ ‫ّ‬ ‫الإابح ّية عىل الإنرتنت يف ازدايد مضطرد‪ ،‬وعندما يش يع سلوك ّ‬
‫معني ويصبح‬
‫طبيعي"‪ ،‬وأن ّه ليس من املمكن أن يسبّب تأثريا سيّئا عىل أّجزة اجلسم احليويّة‪ ،‬رمغ أ ّن هذا الافرتاض‬
‫الرضر أو "أن ّه ّ‬
‫عدمي ّ‬
‫علمي‪ ،‬وقد أثبتت قض ّية التّدخني أ ّن افرتاضا كهذا هو يف الغالب غري حصيح‪.‬‬
‫مبين عىل أ ّي أساس ّ‬
‫عادة ما يكون غري ّ‬
‫إواجراء التّجارب العلم ّية اليت حتدّ د الس باب واملسبّبات دون أن تدع جمال للشّ ّك ل ي ّ‬
‫تيرس عندما ّندف اإىل دراسة‬
‫أرضار الإابحيّة اجلنس ّية‪ ،‬متاما كام اكن احلال عند دراسة أرضار التّدخني‪ .‬فليس من الخالق العلم ّية يف يشء أن يأيت الباحث‬
‫مبجموعتني من الطفال‪ ،‬ويطلب من أعضاء اإحدى اجملموعتني أن ميتنعوا عن ارتياد املواقع الإابحيّة ّنائ ّيا‪ ،‬بيامن يطلق العنان‬

‫‪“Porned Out: erectile dysfunction, depression, and seven more (selfish) reasons to quit porn” by Brian McDougal‬‬ ‫‪55‬‬

‫‪186‬‬
‫لعضاء اجملموعة الخرى ّيك يشاهدوا ما يشاؤون من املرئ ّيات اجلنس ّية ّ‬
‫حبريّة ات ّمة‪ ،‬ومل ّدة س نوات‪ّ ،‬مث يقارن يف الهنّ اية عدد‬
‫اجلنيس أو‬
‫ّ‬ ‫لك مجموعة اذلين فقدوا اجنذاهبم للن ّساء‪ ،‬أو أصبحوا مدمنني‪ ،‬أو صاروا يعانون من مشالك العجز‬
‫الشخاص من ّ‬
‫اجلنيس!‬
‫ّ‬ ‫احنراف ّاذلوق‬
‫وياكد يكون من املس تحيل اإجراء دراسات علم ّية طويةل المد‪ ،‬تتابع عىل املدى ّ‬
‫الطويل مجموعات من مراتدي املواقع‬
‫سن الثّامنة عرشة‪ .‬كام أ ّن ّ‬
‫جمرد‬ ‫وخاصة عندما يتعلّق المر ابلطفال ّ‬
‫القرص دون ّ‬ ‫الإابح ّية ومجموعات أخرى ممّن ل يراتدوّنا‪ّ ،‬‬
‫اإجياد مجموعة من الشخاص اذلين ل يشاهدون املرئ ّيات اجلنس ّية‪ ،‬ومجموعة أخرى من الشخاص اذلين يشاهدوّنا ومس تعدّ ون‬
‫للموافقة عىل توثيق سلوكهم بدقّة هو حبدّ ذاته معل مّلء ابلتّحدّ ايت‪ .‬وابملقابل فا ّإن دراسة عادة التّدخني اكنت أسهل بكثري‪،‬‬
‫فالشّ خص إا ّما أن يكون مدخّنا أو ل‪ ،‬واكن املدخّنون عىل اس تعداد ات ّم أن يفصحوا وبطيب نفس عن نوع ّ‬
‫السجائر اليت‬
‫يدخّنوها‪ ،‬ومك س يجارة يدخّنون يف اليوم‪ ،‬ومّت بدأوا ال ّتدخني‪.‬‬
‫ويف غضون س نوات معدودة منذ أن شاع اس تخدام الإنرتنت ا ّلرسيعة اكنت تزتايد ال ّدةل عىل رضر مشاهدة املرئ ّيات‬
‫اجلنس ّية من مصادر متعدّ دة‪ ،‬و ّتبني أ ّن بعض مراتدي املواقع الإابحيّة يعانون من مشالكت ّ‬
‫حص ّية حادّة‪ ،‬وتشري تقارير الباحثني‬
‫اإىل أ ّن أعدادا غري مس بوقة من ّ‬
‫الش ّبان اليافعني صاروا يعانون من ضعف الانتصاب‪ ،‬ويذكر الط ّباء يف تقاريرمه أ ّن مرضامه‬
‫قد تعافوا بعد أن توقّفوا عن مشاهدة الفالم الإابح ّية‪ .‬ووثّق خرباء يف عمل العصاب وجود ّ‬
‫تغريات دماغ ّية مثرية للقلق يف‬
‫أدمغة مراتدي املواقع الإابحيّة‪ ،‬سواء أاكنوا ممّن يشاهدون الفالم اجلنس ّية ابعتدال أو أّنّ م قد وصلوا اإىل مرحةل الإدمان‪.‬‬
‫وأعداد مزتايدة من املدمنني عىل اس تخدام الإنرتنت اذلين تس ّببت الإابح ّية اجلنس ّية يف اإدماّنم ّ‬
‫وعززته صاروا يقصدون‬
‫مؤسسات املعاجلة من الإدمان‪ ،‬وبدأ احملامون ينظرون يف حالت مزتايدة من قضااي ّ‬
‫الطالق تكون الإابح ّية اجلنس ّية عامال‬ ‫ّ‬
‫رئيسا فهيا‪ ،‬وبدأ ش ّبان ايفعون يقولون رصاحة أّنّ م يعانون من ّ‬
‫تغريات مفاجئة يف أذواقهم اجلنس ّية‪ ،‬وأ ّن هذه الذواق املكتس بة‬
‫تتالىش بعد أن يقلعوا عن مشاهدة الفالم الإابح ّية‪.‬‬
‫اكدميي يوجد العرشات من أحباث ّالرتابط التّ ّ‬
‫الزيم اليت تدرس أاثر مشاهدة املرئ ّيات‬ ‫العلمي ال ّ‬
‫ويف أروقة البحث ّ‬
‫اجلنس ّية‪ ،‬والعديد من هذه ادلّ راسات وجدت ارتباطا تالزم ّيا بني الإابح ّية اجلنس ّية والاكتئاب‪ ،‬واحلرص النّ ّ‬
‫فيس‪ ،‬والقلق‬
‫الاجامتعي‪ ،‬وعدم الاكتفاء يف العالقات ّالزوجيّة‪ ،‬و ّ‬
‫تغري الذواق اجلنس ية‪ ... ،‬اخل‪ .‬وقد وجد الباحثون أيضا ترابطا تالزم ّيا‬ ‫ّ‬
‫‪187‬‬
‫السلوك ّية‪ ،‬إواماكن ّية اقرتاف فعل‬
‫سن املراهقة وزايدة العزةل الاجامتع ّية‪ ،‬واملشالكت ّ‬
‫بني مشاهدة املرئ ّيات اجلنس ّية الفاحضة يف ّ‬
‫خارج عىل القانون‪ ،‬والاكتئاب‪ ،‬وعدم القدرة عىل تكوين رابطة تألف عاطف ّي مع املربّني‪ ،‬ووجود أاثر سلب ّية عىل ّ‬
‫الص ّحة‪.‬‬
‫تالزيم بني ارتياد بعض ّالرجال للمواقع الإابح ّية وسلوكهم امليسء للنّساء‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ووجدوا كذكل أ ّن هناك ارتباط‬
‫الزيم بني العوامل ل يرتقي ‪-‬اب ّلطبع‪ -‬اإىل مس توى حتديد الس باب واملسبّبات‪ ،‬ولكن هل حنن مس تعدّ ون‬
‫ّالرتابط التّ ّ‬
‫رضوري‬
‫ّ‬ ‫الزيم) فقط لجل أن ن ّ‬
‫متسك بسلوك غري‬ ‫لك هذه الرضار احملمتةل (بدليل ا ّلرتابط ال ّت ّ‬
‫ابلفعل أن نرصف النّظر عن ّ‬
‫السعي خلف الإاثرة اجلنس ّية املصطنعة من خالل شاشة احلاسوب؟‬
‫عىل الإطالق مثل ّ‬
‫رصون عىل أ ّن مشاهدة املرئ ّيات‬ ‫هذا وما تزال مجموعة صغرية ‪-‬ولكهنّ ا ذات خصب‪ -‬من ّ‬
‫اخملتصني يف عمل اجلنس اذلين ي ّ‬
‫رض‪ ،‬بل أّنّ م يدّعون أّنّ ا قد تكون مفيدة‪ ،‬ويقومون بنرش أحباهثم اليت أجروها ّلدللةل عىل حصّة‬
‫اجلنس ّية عىل الإنرتنت ل ت ّ‬
‫الزيم اليت تناقض أراءمه‪ ،‬بل يطالبون ابملزيد من ال ّدةل عن‬
‫ادّعاهئم‪ .‬ويف نفس الوقت فهم ل يعطون وزان لحباث ّالرتابط ال ّت ّ‬
‫طريق اإجراء التّجارب ثنائ ّية التّعمية إلثبات أرضار الإابح ّية اجلنس ّية‪ ،‬و ّ‬
‫حّت يأخذوها مأخذ اجلدّ‪.‬‬
‫توّخ ادلّ قّة العلم ّية‪ ،‬مفن ابإماكنه‬
‫قد يبدو للوهةل الوىل أ ّن مطالبهتم إابجراء التّجارب ثنائ ّية التّعمية إانّام يه دليل عىل ّ‬
‫أن يعرتض عىل هذا النّوع من ال ّتجارب اليت حتظى ابحرتام العلامء والباحثني‪ .‬اإل أ ّن املطالبة إابجراء هذا النّوع من ال ّتجارب من‬
‫أجل دراسة أرضار مشاهدة املرئ ّيات اجلنس ّية عىل الإنرتنت يظهر خسفا شديدا‪ .‬ا ّإن اإجراء التّجارب ثنائ ّية التّعمية يعين أ ّن الك‬
‫من الباحثني والشخاص املشاركني يف ادلّ راسة ل عمل هلم إابجراءات التّجربة‪ ،‬أو ابلعامل اذلي ي ّمت تغيري معايريه طوال فرتة‬
‫اإجراء ال ّتجربة‪ .‬ومكثال عىل ذكل‪ ،‬يف ال ّتجارب اليت جترى دلراسة دواء جديد‪ ،‬يتناول ّ‬
‫لك املرىض ادلّ واء اجلديد عىل حدّ سواء‪،‬‬
‫ول يعرف الباحثون ول املرىض املشاركون يف التّجربة أ ّي الشخاص يتناولون ح ّبة ادلّ واء اليت حتتوي عىل العقار ّ‬
‫الط ّّب‬
‫الط ّّب‪ ،‬إوان تساوت مع نظريهتا يف الشّ لك واللّون‪ .‬أ ّما‬
‫الومهي اليت ل حتتوي عىل العقار ّ‬
‫ابلفعل‪ ،‬وأهيّ م يتناول حبّة ادلّ واء ّ‬
‫ال ّتجارب أحاديّة ال ّتعمية‪ ،‬فتعين أ ّن الباحث يكون عىل دراية هبذه املعلومات ولك ّن املريض املشارك ل عمل هل هبا‪ .‬لبد أن يكون‬
‫واحضا ‪-‬واحلاةل هذه‪ -‬أ ّن هذا النّوع من التّجارب ل ميكن أن ُجيرى يف الحباث اليت هتدف اإىل دراسة أرضار مشاهدة املرئ ّيات‬
‫اجلنس ّية‪ ،‬فاملشارك يف ّ‬
‫لك الحوال سوف يكون عىل دراية ات ّمة مبا يفعل‪ ،‬وس يعرف اإذا اكن يشاهد الفالم الإابحيّة أم ل‪.‬‬
‫وذلكل اإذا مسعت أحدمه يطالب ابإجراء التّجارب ثنائ ّية ال ّتعمية يف معرض احلديث عن دراسة تأثري الإابحيّة اجلنس ّية‪ ،‬فكن‬
‫‪188‬‬
‫عىل ثقة ات ّمة بأ ّن هذا الشّ خص ليست دليه أدىن فكرة عن التّجارب اليت يتحدّث عهنا‪ ،‬وعن كيفيّة اإجراهئا‪.‬‬
‫رص عىل أ ّن أفضل جتربة دلراسة الس باب واملسبّبات ميكن اإجراؤها يف الوقت ّ‬
‫احلايل يه ال ّتجربة اليت‬ ‫وما زلت أ ّ‬
‫خيوضها اليوم اللف من النّاس عىل منتدايت ّ‬
‫"الريبوت" عىل الإنرتنت‪ ،‬ل ّن مجيع أعضاء هذه املنتدايت مه من مراتدي املواقع‬
‫الإابحيّة‪ ،‬ويقومون طواعية إابزاةل العامل الوحيد املشرتك بيهنم وهو عامل "مشاهدة املرئ ّيات اجلنس ّية"‪ .‬هذه "ادلّ راسة" ليست‬
‫مثال ّية‪ ،‬ل ّن هناك ابل ّتأكيد عوامل أخرى كثرية تؤثّر يف حياة الشخاص اذلين خيوضون جتربة ّ‬
‫"الريبوت"‪ ،‬اإل أ ّن ذكل ينطبق‬
‫أيضا عىل الشخاص اذلين يشاركون يف أي دراسة أاكدمي ّية أخرى تدرس تأثري عامل ما‪ ،‬لنقل أّنّ ا تدرس تأثري مضادّات‬
‫الغذايئ‪ ،‬ويف العالقات الاجامتع ّية‪،‬‬
‫ّ‬ ‫الاكتئاب عىل سبيل املثال‪ ،‬س نجد ّ‬
‫ابلطبع أ ّن هناك اختالف بني املشاركني يف النّظام‬
‫وجتارب ّ‬
‫الطفوةل‪ ،‬وهكذا دواليك‪.‬‬
‫اخملتصني يف عمل اجلنس اذلين ينكرون اإماكن ّية الإدمان عىل مشاهدة املرئ ّيات‬
‫يعتقد بعض اخلرباء أ ّن الباحثني و ّ‬
‫اجلنس ّية الفاحشة يقومون بنفس ادلّ ور اذلي قام به الباحثون املأجورون اذلين اكنوا يدمعون مواقف رشاكت صناعة التّبغ يف‬
‫لكن الفرق هنا أ ّن دوافعهم غالبا ما تكون مس متدّ ة من نظرهتم الإجياب ّية للجنس دون قيد أو رشط‪ ،‬وبشلك ل يتّفق مع‬
‫حيهنا‪ّ ،‬‬
‫قواعد النّقد ّالزنيه‪ .‬فهم ينكرون أ ّن الإدمان عىل مشاهدة الفالم اجلنس ّية ممكن‪ ،‬ول يتقبلون فكرة أ ّن مراتدي املواقع الإابح ّية‬
‫اجلنيس مثل تأخّر القذف‪ ،‬وعدم القدرة عىل الشّ عور ّهبزة‬
‫ّ‬ ‫عىل الإنرتنت يعانون من أرضار ّ‬
‫حص ّية غري مس بوقة تؤثّر عىل أداهئم‬
‫امجلاع‪ ،‬وضعف الانتصاب‪ ،‬وفقدان الاجنذاب لزوجاهتم‪ ،‬و ّ‬
‫لك ذكل فقط بسبب مشاهدة الفالم الإابحيّة‪.‬‬
‫شك ابلقمية العلم ّية وبص ّحة الاس تنتاجات اليت ّ‬
‫توصلت اإلهيا بعض ادلّ راسات اليت مل جتد أ ّي دليل عىل‬ ‫أان خشص ّيا أ ّ‬
‫رضر ارتياد املواقع الإابح ّية عىل الإنرتنت‪ ،‬واليت ل تعدو كوّنا عددا حمدودا جدّ ا من ادلّ راسات‪ ،‬وذكل لس باب عديدة‪:‬‬
‫‪ -‬يوجد الكثري من ال ّدةل العلم ّية البحتة نتاج أحباث عديدة أجراها خرباء عمل العصاب عن الإدمان عىل اس تخدام‬
‫توحض كيف يؤدّي‬ ‫الإنرتنت‪ ،‬ومشاهدة املرئ ّيات اجلنس ّية‪ ،‬واجلنس حب ّد ذاته‪ .‬وهذه الحباث جتلو الغموض‪ ،‬و ّ‬
‫السلوك ّيات اإىل حدوث تغيريات دماغ ّية حمدّ دة ميكن التّن ّبؤ حبدوهثا‪.‬‬ ‫الإفراط املزمن يف هذه ّ‬
‫حترى الباحثون يف جمال عمل الإدمان احلديث عن الس باب واملسبّبات ل إالدمان عىل اس تخدام الإنرتنت‪،‬‬ ‫‪ -‬عندما ّ‬
‫لك العراض بعد ال ّتوقّف‬‫وجدوا أن ّه من املمكن عكس ّاجتاه ال ّت ّغريات ادلّ ماغ ّية املصاحبة ل إالدمان‪ ،‬بل واختفاء ّ‬
‫عن اس تخدام الإنرتنت‪ .‬وهذا متوافق مع ال ّتقارير وال ّترصحيات اليت أدىل هبا العديد من أعضاء منتدايت‬
‫"الريبوت" ممّن خاضوا جتربة الإقالع عن ارتياد املواقع الإابحيّة‪.‬‬
‫ّ‬
‫‪189‬‬
‫‪ّ -‬مت مؤ ّخرا نرش دراسات غاية يف ادلّ قّة قام فهيا الباحثون بعزل ودراسة أدمغة مشاهدي املرئ ّيات اجلنس ّية عىل‬
‫لك الحباث ادلّ ماغ ّية املتعلّقة بأنواع الإدمان عىل اس تخدام‬
‫الإنرتنت‪ ،‬وهناك دراسات أخرى يف طريقها للنّرش‪ ،‬و ّ‬
‫الإنرتنت (الإدمان عىل اللعاب ا إللكرتون ّية‪ ،‬والإدمان عىل لعب القامر‪ ،‬والإدمان عىل ارتياد مواقع التّواصل‬
‫الاجامتعي‪ ،‬والإدمان عىل مشاهدة املرئ ّيات اجلنس ّية) تتوافق نتاجئها بشلك وثيق مع النّتاجئ اليت ّ‬
‫توصل اإلهيا‬ ‫ّ‬
‫العلامء خالل عقود من البحث يف جمال الإدمان عىل تعاطي اخملدّ رات‪ ،‬والإدمان هو ا إلدمان‪ ،‬ودلونة ادلّ ماغ يه‬
‫حقيقة من حقائق احلياة‪.‬‬
‫وخاصة تكل‬ ‫اخملتصون يف عمل اجلنس عن قرب‪ّ ،‬‬ ‫‪ -‬وعىل النّقيض من ذكل لكّه‪ ،‬فا ّإن تف ّحص الحباث اليت يقوم هبا ّ‬
‫لك ذي عمل وبصرية أ ّن هبا أخطاء وعيوب‬ ‫اليت تس تنتج أ ّن ارتياد املواقع الإابحيّة ليس هل أ ّي رضر‪ ،‬يظهر ل ّ‬
‫حري أن ترى بوضوح ضيق الفق يف املسائل اليت ي ّمت حبهثا‪ ،‬والوزن اذلي يعطى لهذه‬ ‫واحضة‪ ،‬وميكنك عند التّ ّ‬
‫املسائل فيضخّمها‪ ،‬وكيف ت ّمت صياغة النّتاجئ يف التّقارير حبيث تعطي انطباعا مزيّفا بأ ّن املزيد من اس هتالك الإابحيّة‬
‫اجلنس ّية يعادل املزيد من الفوائد!‬

‫التّعلمي‪ ،‬ولكن ما هو التّعلمي اذلي نريد؟‬


‫ما اذلي حدث يف الونة الخرية عندما بدأ الباحثون يف دراسة مسائل مبن ّية عىل الواقع اذلي يعيشه الفتية يف ّ‬
‫سن‬
‫املراهقة‪ ،‬بدل من أن تكون أحباهثم مبن ّية عىل ّ‬
‫نظرايهتم وافرتاضاهتم؟ اذلي حدث هو أ ّن البياانت واحلقائق اليت أظهرهتا الحباث‬
‫الاكدمي ّية توافقت متاما مع ترصحيات أعضاء منتدايت ّ‬
‫"الريبوت" اليت وردت يف هذا الكتاب‪.‬‬
‫أجريت دراسة حديثة حول موضوع الإتيان يف ادلّ بر عند ممارسة اجلنس مشلت ش ّباان وفتيات ايفعني يف ّ‬
‫سن ‪-١٦‬‬
‫‪ ١٨‬عاما‪ ،‬وبعد حتليل مكّ هائل من البياانت املوضوع ّية اليت مجعت يف ثالث مدن اجنلزييّة‪ ،‬وجد الباحثون بأ ّن ّ‬
‫"قةل قليةل من‬
‫رصحوا بأّنّ م جيدون الإتيان يف ادلّ بر ممتعا‪ ،‬ومجيعهم توقّعوا أن ّه مؤمل للنّساء‪".‬‬ ‫ّ‬
‫الش ّبان والفتيات ّ‬
‫ولكن ملاذا يقبل ّ‬
‫الش ّبان والفتيات عىل هذه املامرسات اإذا مل تكن ممتعة؟ الس باب الرئيسة اليت أعطاها املراهقون‬
‫الش ّبان أرادوا أن ّ‬
‫يقدلوا املامرسات اليت يشاهدوّنا يف الفالم الإابح ّية عىل الإنرتنت"‪ ،‬ول ّن ادلّ بر "أضيق"‬ ‫واملراهقات يه "أ ّن ّ‬
‫من ال ُق ُبل‪ ،‬وقالوا أيضا أن ّه "ما دام النّاس يقبلون عىل هذا الفعل‪ ،‬فال بدّ أّنّ م جيدونه ممتعا"‪( .‬وقد ذكرت املالحظة الخرية يف‬
‫تقرير ادلّ راسة جنبا اإىل جنب مع ّالرأي اذلي يناقضها وهو اعتقادمه بأ ّن اإتيان النّساء يف ادلّ بر يسبّب لهن المل)‪.‬‬
‫تقدّ م هذه ادلّ راسة مثال ممتازا عىل ال ّتدريب اذلي يتلقّاه دماغ املراهق عندما يشاهد الفالم الإابح ّية‪" :‬هذا ما يفعل‬

‫‪190‬‬
‫عّل أن أفعهل أان أيضا"‪ ،‬وهناك عامل أخر وهو رغبة الشّ خص يف أن يتباىه أمام أقرانه بأن ّه قادر عىل أن‬
‫امجليع‪ ،‬ويتو ّجب ّ‬
‫ّ‬
‫يقدل املامرسات اليت يشاهدها يف الفالم الإابح ّية‪.‬‬
‫وبناء عىل النّظريّة اليت طرحهتا دراسة ماكس بالنك مفن املمكن أيضا أ ّن مشاهدي الفالم الإابح ّية عىل الإنرتنت‬
‫تطرفا إوااثرة‪ ،‬وحيتاجون اإىل حمفّ ّز أقوى (فتحة "أضيق") بسبب تناقص حساسيّهتم‬
‫يسعون اإىل جتربة ممارسات جنس ّية أكرث ّ‬
‫للمتعة‪ .‬وهذه الخرية تؤكّد يل بأ ّن املراهقني حباجة اإىل أكرث من ّ‬
‫جمرد "اخلوض يف نقاشات جادّة حول املتعة والمل والقبول‬
‫والإكراه"‪ ،‬ويه التّوصيات اليت أوىص هبا الباحثون يف تقرير ادلّ راسة‪ .‬إاّنّ م حباجة اإىل أن يتعلّموا كيف يؤثّر ّ‬
‫تعرضهم ل إالاثرة‬
‫اجلنس ّية املفرطة بشلك مزمن عىل أدمغهتم وي ّغري أذواقهم‪.‬‬
‫وتد ّل الحباث عىل أ ّن الفتية اليافعون بدأوا ابلفعل يدركون بأ ّن مشاهدة املرئ ّيات اجلنس ّية هل تأثريات غري مرغوبة‬
‫سن الثّامنة عرشة من اكفّة مدن‬
‫عىل حياهتم‪ ،‬ففي نتاجئ اس تبيان أجري يف شهر حزيران لعام ‪٢٠١٤‬م‪ ،‬ومشل اليافعني يف ّ‬
‫اململكة املتّحدة‪ ،‬وجد الباحثون ما يّل‪:‬‬
‫الإابحيّة اجلنس ّية ميكن أن تسبّب الإدمان‪ ٪٦٧ :‬موافق و‪ ٪٨‬غري موافق‬ ‫‪-‬‬
‫الإابحيّة اجلنس ّية لها أاثر مد ّمرة عىل نظرة ّ‬
‫الش ّبان اليافعني اإىل اجلنس والعالقات العاطفيّة‪ ٪٧٠ :‬موافق و‪ ٪٩‬غري‬ ‫‪-‬‬
‫موافق‬
‫زواّجن بطرق مع ّينة‪ ٪٦٦ :‬موافق‬
‫يترصفن مع أ ّ‬‫الإابح ّية اجلنس ّية أدّت إاىل الضّ غط عىل النّساء والفتيات ّيك ّ‬ ‫‪-‬‬
‫و‪ ٪١٠‬غري موافق‬
‫الإابح ّية اجلنس ّية تقود اإىل ّتبين أراء ومواقف غري واقع ّية جتاه اجلنس‪ ٪٧٢ :‬موافق و‪ ٪٧‬غري موافق‬ ‫‪-‬‬
‫أنت ل تعتربه خطأ‪ ،‬ول جتد بأسا يف مشاهدة الفالم الإابح ّية‪ ٪٤٧ :‬موافق و‪ ٪١٩‬غري موافق‬ ‫‪-‬‬

‫هل ميكننا أن نقول أ ّن هؤلء املراهقني اذلين نشأوا يف زمن وفرة املرئ ّيات اجلنس ّية عىل الإنرتنت‪ ،‬واذلين عاينوا بأنفسهم أثر‬
‫الهاتف ّاذل ّيك عىل حياهتم وحياة أقراّنم‪ ،‬يعرفون عن أرضار ارتياد املواقع ا إلابح ّية أكرث ممّا يعرف معلّمهيم؟ لحظ أ ّن ‪٪١٩‬‬
‫فقط من املراهقني اذلين مشلهم الاس تبيان رأوا أن ّه من اخلطأ مشاهدة الفالم الإابح ّية‪ ،‬اإل أن أكرث من ّ‬
‫ثليث اجملموعة أ ّقروا‬
‫برضرها‪.‬‬
‫ّ‬
‫توحض هذه النّتاجئ أ ّن رأي الكثريين من ّ‬
‫الش ّبان اليوم ل يتوافق مع أ ّي من طر ّيف اجلدل القامئ حول تأثري ارتياد املواقع‬

‫‪191‬‬
‫ابلرضورة‪ ،‬أي أّنّ م ‪-‬أغلب ّ‬
‫الظ ّن‪ -‬ل‬ ‫الرسيعة‪ .‬فهم ل يعتقدون أ ّن مشاهدة املرئيّات اجلنس ّية خطأ ّ‬
‫الإابحيّة عىل الإنرتنت ّ‬
‫السلب ّية واخلجةل للعالقة اجلنس ّية‪ ،‬اإل أ ّن‬
‫العقائدي‪ ،‬أو بسبب النّظرة ّ‬
‫ّ‬ ‫يرفضون مشاهدة الفالم الإابح ّية من منطلق ّالزت ّمت‬
‫الكثريين مهنم يرون أ ّن الإابحيّة اجلنس ّية تسبّب مشالكت خطرية ملس هتلكهيا‪ .‬فهم يدركون خطرها وإان اكنوا ل يرفضوّنا بذاهتا‪،‬‬
‫ويتو ّجب علينا أن نصغي ملا يقولونه‪ ،‬ل ّن هذه ّ‬
‫الظاهرة تتفامق بشلك مضطرد‪.‬‬
‫ومن الواحض أيضا أن ّه ل جدوى من حماوةل حامية املراهقني من ال ّت ّعرض للمرئ ّيات اجلنس ّية الفاحضة عىل الإنرتنت‪ ،‬وأ ّن‬
‫حتمت علينا أل نتواىن عن تعلميهم ابلشّ لك‬
‫الصدد يه ّجود عقمية وحمكوم علهيا ابلفشل‪ ،‬ولكن املسؤول ّية ّ‬ ‫اجلهود املبذوةل هبذا ّ‬
‫الصحيح ّ‬
‫لك ما نعرف عن الرضار اليت ميكن أن تسبّهبا هلم‪.‬‬ ‫ّ‬
‫مفاذا يتو ّجب علينا أن نفعل يك حنمي أبناءان من أن يصبحوا يف يوم من ال ّايم فريسة لصنّاع الإابحيّة اجلنس ّية‪ ،‬ونكّهنم‬
‫من ّاختاذ قراراهتم بناء عىل عمل مس بق ابحلقائق (كام فعلنا مع املدخّنني)؟ ّ‬
‫لعكل قد مسعت أ ّن احل ّل يكون ابل ّتعلمي؟ أوافقك‬
‫حّت يكون التّعلمي انجعا ينبغي أن هيدف اإىل تعريف املتعلّمني ‪-‬يف خمتلف العامر‪ -‬ابلرضار اليت عاىن مهنا مراتدو‬
‫ّالرأي‪ ،‬ولكن ّ‬
‫"الريبوت"‪ .‬وأن هيدف اإىل تعلمي النّاس كيف يت ّغري ادلّ ماغ ابملامرسة‪ ،‬وكيف يؤدّي‬ ‫املواقع الإابحيّة‪ّ ،‬‬
‫ورصحوا هبا يف منتدايت ّ‬
‫ترض به‪ ،‬وما يه تبعات حماوةل ادلّ ماغ حامية نفسه‬
‫الإفراط يف ال ّت ّعرض للمؤثّرات ولفرتة طويةل اإىل اإحداث تغيريات يف ادلّ ماغ ّ‬
‫اجلنيس والإدمان)‪.‬‬
‫ّ‬ ‫من الإاثرة املفرطة والتّص ّدي لهذه التّغ ّريات غري املرغوبة (مثل التّكيّف‬
‫البدايئ يف ادلّ ماغ اذلي ي ّ‬
‫تحمك ابلشّ هوات‬ ‫ّ‬ ‫عالوة عىل ذكل‪ ،‬ف إان ّه من املفيد جدّ ا أن ّ‬
‫يتعمل امجليع أل ّية معل ذكل اجلزء‬
‫لوايهتا قد برجمت منذ بدء اخلليقة من أجل ضامن البقاء واحملافظة عىل توارث اجلينات‪،‬‬
‫وهو ادلّ ائرة العصب ّية للماكفأة‪ ،‬وكيف أ ّن أو ّ‬
‫السعرات احلراريّة‪ ،‬ولس تغالل ّ‬
‫لك فرصة تس نح هل للتّاكثر والإخصاب‪،‬‬ ‫هذا اجلزء من ادلّ ماغ يقول "نعم" لالس تكثار من ّ‬
‫بغض النّظر عن النّتاجئ الاكرث ّية احملمتةل‪.‬‬
‫ّ‬
‫وحيتاج النّاس أن يعلموا عمل اليقني أ ّن احملافظة عىل توازن ادلّ ائرة العصب ّية للماكفأة ل غىن عنه يف سبيل احملافظة عىل‬
‫الص ّحة النّفس ّية‪ ،‬والبدن ّية‪ ،‬والعقل ّية مدى احلياة‪ ،‬ملا لها من قدرة عىل تشكيل ّ‬
‫تصوراتنا‪ ،‬والتأثري يف خياراتنا‪ ،‬دون وعي أو‬ ‫ّ‬
‫اإدراك منّا دلورها‪ .‬وينبغي علينا أن نعلّمهم ّ‬
‫الطرق اليت تساعد الإنسان يف احملافظة عىل توازن ادلّ ائرة العصب ّية للماكفأة مثل‪:‬‬
‫أداء التّامرين ّالرايض ّية وغريها من مسبّبات الضّ غوطات النّافعة‪ ،‬أو قضاء وقت يف أفياء ّ‬
‫الطبيعة اخلالبة‪ ،‬أو مصاحبة ال ّرفقة‬
‫‪192‬‬
‫جرا‪.‬‬ ‫الصاحلة‪ ،‬أوإاقامة العالقات العاطفيّة ال ّسلمية‪ ،‬أو املداومة عىل جلسات التّأ ّمل ّ‬
‫الصامتة‪ ،‬وه ّمل ّ‬ ‫ّ‬
‫خاص ّية ا ّلدلونة العصب ّية‪ ،‬سوف نتو ّجه ل حماةل اإىل البحث ّمعا نريد يف هذه احلياة‪،‬‬
‫مبجرد أن نبدأ ابل ّتفكري املس تنري يف ّ‬
‫ّ‬
‫السؤال بنفسه ولنفسه‪ ،‬وس نكون أكرث قدرة عىل أجياد‬
‫لك منّا أن جييب عن هذا ّ‬ ‫وما اذلي تعنيه لنا "احلياة ّ‬
‫الط ّيبة"‪ ،‬عىل ّ‬
‫السلوك ّيات لقدرتنا عىل أن حنيا احلياة ّ‬
‫الط ّيبة اليت نريدها‪ ،‬ا ّإن‬ ‫الإجابة الشّ افية عندما نفهم الهتّ ديد اليت ّ‬
‫تشلكه بعض املوا ّد و ّ‬
‫لك منا يف تقرير مصريه تتطلّب منّا أن نفهم أنفس نا عىل أفضل ما يف وسعنا‪.‬‬
‫مس ئول ّية ّ‬
‫الس ّن تقع عىل عاتقنا مس ئول ّية أكرب‪ ،‬تس تدعي أن نفهم الخطار اليت ميكن أن‬
‫وعندما نتعامل مع اليافعني وصغار ّ‬
‫يتعرضوا لها بسبب مشاهدة املرئ ّيات اجلنس ّية الفاحشة عىل الإنرتنت‪ .‬املراهقون ليست دلهيم القدرة الاكفية عىل أن ّيقرروا‬
‫ّ‬
‫بأنفسهم ما اذلي تعنيه "احلياة ّ‬
‫الط ّيبة"‪ ،‬وهناك أساس ّ‬
‫علمي متني لالعتقاد بأ ّن اإرابك ادلّ ائرة العصب ّية للماكفأة ميكن أن يؤثّر‬
‫حب أن يشمل الربانمج التّعل ّميي رشحا‬
‫السبب أ ّ‬
‫عىل حياة املراهقني سلب ّيا بشلك أكرب بكثري من تأثريه عىل حياة البالغني‪ ،‬ولهذا ّ‬
‫اجلنيس والإدمان‪.‬‬
‫ّ‬ ‫وافيا لنقاط الضّ عف الفريدة اليت ّمتزي دماغ املراهق‪ّ ،‬‬
‫وخاصة يف جمال التّك ّيف‬
‫يتعمل أبناؤان‪ ،‬ولكن عىل أرض الواقع‪ ،‬وبدل من تعلميهم ّ‬
‫لك ما ذكرت‪ ،‬أمسع أحياان أ ّن املدارس تركّز‬ ‫هذا ما أرجو أن ّ‬

‫عىل تعلمي الطفال كيف ّميزيون "املوا ّد الإابح ّية احلس نة" من " املوا ّد الإابح ّية ّ‬
‫السيّئة"‪ .‬وعىل سبيل املثال‪ ،‬ذكرت جريدة‬
‫ملدرسني أن يعطوا دروسا عن الإابح ّية اجلنس ّية‪ ،‬وأن خيربوا التّالميذ‬
‫"ادلّ يّل ميل" (‪ )Daily Mail‬عام ‪٢٠١٣‬م أ ّن "عىل ا ّ‬
‫لك ما حيتاجه املرء ليس متتع ابحلقيقيّة وابخليال لكهيام هو‬
‫بأ ّن اخلرباء يقولون بأ ّن املوا ّد الإابحيّة ليست لكّها سيّئة"‪ ،‬وادّعت بأ ّن ّ‬
‫أن يمتكّن من ال ّتفريق بيهنام‪.‬‬
‫واحملزن حقّا أن ّه ل يوجد دليل ّ‬
‫علمي واحد يدمع الفكرة القائةل بأ ّن تعلمي الطفال ما يه "املوا ّد الإابح ّية احلس نة"‬
‫للطبيعة الشّ ائعة يف بيئتنا اليوم‪ .‬بل ا ّإن هذا ّ‬
‫الاجتاه‬ ‫سوف يقهيم من املشالكت‪ ،‬أو يزيد من جاهزيّهتم ملواّجة احملفّزات اخلارقة ّ‬
‫يف ال ّتفكري يتعارض يف حقيقة المر مع نتاجئ عرشات ادلّ راسات ادلّ ماغ ّية يف موضوع الإدمان عىل اس تخدام الإنرتنت‪ ،‬واليت‬
‫وجدت أ ّن اس تخدام ا إلنرتنت حب ّد ذاته ‪-‬أي الإاثرة املتوفّرة حتت ا ّلطلب‪ ،‬وابإمداد ل ينضب‪ -‬هو اخلطر ال ّ‬
‫سايس‪ .‬ابإماكن‬
‫مراتدي املواقع الإابح ّية أن يبقوا ادلّ وابمني يف أعىل مس توايته وملدّ ة ساعات بشلك مصطنع‪ ،‬فقط عن طريق الاس مترار يف‬
‫وحّت لو اقترص املراهقون يف جلسات تصفّح املواقع عىل الإنرتنت عىل مشاهدة "املوا ّد الإابحيّة احلس نة"‪،‬‬
‫النّقر والتّصفّح‪ّ .‬‬
‫‪193‬‬
‫اجلنيس‪ ،‬حبيث تصبح اس تجابهتم للمحفّزات اجلنس ّية مرتبطة بوجود الشّ اشة‪ ،‬وبدور‬
‫ّ‬ ‫فاإّنّ م يضعون أنفسهم حتت خطر التّكيّف‬
‫املشاهد‪ ،‬وابلعزةل‪ ،‬وابلقدرة عىل ال ّتجديد بنقرة‪ .‬اإليمك مالحظات أدىل هبا اثنان من مراتدي املواقع الإابح ّية‪:‬‬
‫"مشاهدة الفالم الإابح ّية ل تؤثّر ّيف‪ ،‬التّصنّع الواحض يف هذه الفالم ويف أداء املمثّالت ل يروق يل‪.‬‬
‫حّت‬‫لك ّمرة أتصفّح مئات ا ّلصور‪ ،‬وأس متر ابلتّصفّح ّ‬ ‫لكين يف ّ‬
‫حب أن أن ّظر اإىل صور املرأة ّالرايض ّية‪ ،‬و ّ‬
‫أ ّ‬
‫لك صفات تكل الفتاة اليت كنت أحبث‬ ‫الصورة اليت تغريين فعال‪ .‬رشيكيت يف الوقت احلايل متتكل ّ‬ ‫أجد ّ‬
‫عهنا‪ ،‬ورمغ أ ّين معجب هبا كثريا‪ ،‬اإل أ ّين ألحظ أ ّن الانتصاب ضعيف جدّ ا‪ .‬أعتقد أ ّن دماغي ابت‬
‫معتادا عىل ربط اس تجابيت اجلنس ّية بعمل ّية البحث املضنية‪ ،‬وال ّت ّنوع يف الاختيارات‪ ،‬وأيضا اعتدت‬
‫عىل الشّ عور بأ ّن هديف ال ّول والخري هو أن أمتّع نفيس فقط ل غري‪".‬‬
‫* * *‬
‫"حاولت أن أختلّص من املشالك اليت س ّببهتا يل مشاهدة الفالم الإابح ّية بتغيري أنواع املوا ّد الإابح ّية‬
‫اليت أشاهدها‪ ،‬فامتنعت عن مشاهدة الفالم الإابح ّية الاحرتاف ّية‪ ،‬واقترصت عىل مشاهدة الفالم‬
‫ابلطبع وجدت‬ ‫املصورة يف املزنل من قبل الهواة‪ ،‬لّنّ ا ‪-‬عىل الق ّل‪ -‬تعرض "فتيات حقيق ّيات"‪ .‬و ّ‬ ‫الإابح ّية ّ‬
‫لكين ما زلت أقيض‬ ‫أ ّن نصف هذه املوا ّد يه يف احلقيقة مشاهد مصطنعة تؤدّهيا ممثّالت حمرتفات‪ ،‬و ّ‬
‫يعرض دماغي‬ ‫السلوك ّ‬ ‫ساعات أتصفّح املواقع وأحبث عن الفيمل املثايل اذلي حيقّق يل الغرض‪ ،‬وهذا ّ‬
‫ملشاهدة أعداد ل ّناية لها من العروض اجلديدة‪".‬‬

‫مشاهدة "املوا ّد الإابح ّية احلس نة" لن تضع حدّ ا خملاطر الإابح ّية اجلنس ّية‪ ،‬ومراتدو املواقع الإابح ّية اذلين تفقد أدمغهتم‬
‫ملصورة من‬ ‫توازّنا بسهوةل اس تجابة ل إالاثرة املفرطة ل يعرفون شيئا امسه "املوا ّد ا إلابحيّة احلس نة"‪ ،‬ربّام ابس تثناء ّ‬
‫اجملالت ا ّ‬
‫يشلك حمفّزا خارقا ّ‬
‫للطبيعة‪.‬‬ ‫الطراز القدمي‪ .‬ابلنّس بة لهؤلء‪ ،‬فا ّإن ال ّتجديد اذلي ل ينهتيي ل إالاثرة اجلنس ّية عىل الإنرتنت ّ‬
‫ّ‬
‫احلقيقة العلم ّية البحتة أ ّن حماوةل تصنيف املرئ ّيات اجلنس ّية عىل أّنّ ا "موا ّد اإابح ّية حس نة" أو "موا ّد اإابح ّية سيّئة"‬
‫تتحمك ابلشّ هوة اجلنس ّية ليس دلهيا تعريف ل إالابحيّة‬ ‫يه حماوةل عدمية اجلدوى‪ ،‬فادلّ ائرة العصب ّية للماكفأة يف ادلّ ماغ واليت ّ‬
‫اجلنس ّية‪ ،‬اإّنّ ا ترسل اإشارة "ه ّمل واغتمن الفرصة" اس تجابة ل ّي حمفّز يسبّب اإفراز مكّ ّيات اكفية من ادلّ وابمني‪.‬‬
‫وينبغي أيضا أن يكون جل ّيا أ ّن تعلمي اليافعني املامرسات اجلنس ّية ا ّلطبيع ّية لن مينعهم من مشاهدة املوا ّد اجلنس ّية‬
‫اخلاصة‪ ،‬فأدمغة اليافعني يف طور النّ ّمو لها نزعة‬
‫احلريّة الاكمةل يف اس تعامل أّجزهتم ّ‬
‫املنحرفة واملدقعة يف الفحش اإذا تركت هلم ّ‬
‫الساذج يف ال ّتعلمي يعادل اإعطاء‬
‫الصادم‪ .‬ا ّإن هذا املنطق ّ‬
‫بقوة للجديد واملفاجئ و ّ‬ ‫وميل ل ّ‬
‫لك ما هو غريب وجعيب‪ ،‬فهم ينجذبون ّ‬

‫‪194‬‬
‫الصفحات‬
‫الصفحات املسموحة هل يه من ‪ ١٨-٥‬فقط‪ .‬مكراهق‪ ،‬بأ ّي ّ‬ ‫املراهق عددا قدميا من أعداد ّ‬
‫جمةل بالي بوي‪ ،‬إواخباره بأ ّن ّ‬
‫سوف تبدأ ال ّتصفّح؟‬
‫ومن انحية أخرى‪ ،‬فقد يكون ادلّ افع اإىل اقرتاح تصنيف املرئ ّيات اجلنس ّية اإىل "حس نة" و"سيّئة" انبع من نوااي‬
‫خبيثة‪ ،‬وذكل ل ّن هذا الاقرتاح ميهّد ّ‬
‫الطريق أمام بداية جدل ل ّناية هل عن القمي‪ ،‬إان ّه دعوة لحصاب الصوات ّ‬
‫الصاخبة ّيك‬
‫يروجوا لنواع املوا ّد الإابح ّية املفضّ ةل دلهيم‪ ،‬مع الاحتفاظ حبقّهم يف اإخراس منتقدهيم حب ّجة أن ّه ل ّ‬
‫حيق لحد أن أن يفرض علهيم‬ ‫ّ‬
‫اعتباطي‪ ،‬مفا يراه البعض عىل أّنّ ا "موا ّد اإابح ّية سيّئة" س يجادل غريمه أّنّ ا ليس حس نة حفسب‪ ،‬بل‬
‫ّ‬ ‫معايريه الخالق ّية بشلك‬
‫أساس ّية ورضوري ّة‪.‬‬
‫ورصاحة فا ّإن ما أجده أكرث أ ّمه ّية من حمتوى املا ّدة املرئ ّية‪ ،‬ومن ميول املشاهد ورغباته‪ ،‬يه ّ‬
‫الطريقة اليت تصلنا هبا‬
‫الإابح ّية اجلنس ّية يف الوقت احلارض‪ .‬مفنذ أن انطلقت مواقع التّيوب الإابح ّية‪ ،‬انترش التّصعيد يف أنواع الفالم واملامرسات‬
‫اجلنيس‪ ،‬وفقدان الاجنذاب ّ‬
‫للرشيك‬ ‫ّ‬ ‫اجلنس ّية اليت ي ّمت مشاهدهتا‪ ،‬والتّغيري يف الذواق اجلنس ّية‪ ،‬ومدى واسع من أمراض العجز‬
‫احلقيقي‪ ،‬وابتت لكّها أرضار ابتّل هبا عدد كبري من النّاس من ّ‬
‫لك الطياف‪ .‬ا ّإن ما خيلق هذه املشالك يه طريقة العرض اليت‬
‫متكّن مشاهدي املرئ ّيات اجلنس ّية من اإبقاء مس توى ادلّ وابمني عال جدّ ا لفرتات طويةل بسبب ال ّتجديد ادلّ امئ اذلي توفّره ش بكة‬
‫الإنرتنت‪.‬‬
‫ولهذا أؤمن بأ ّن النّقاش ادلّ ائر حول "املوا ّد ا إلابحيّة احلس نة" و"املوا ّد ا إلابحيّة ال ّسيّئة" هو جدل خارج عن نطاق‬
‫علمي بشأنه‪ .‬كام أ ّن الاش تغال هبذا اجلدل العقمي يرصف الانتباه عن‬ ‫احلقائق العلم ّية‪ ،‬ول ميكن ال ّت ّ‬
‫وصل اإىل اتّفاق أو اجامع ّ‬
‫ال ّدةل العلم ّية املزتايدة اليت ّ‬
‫توحض التّأثريات احلقيق ّية ل إالابح ّية اجلنس ّية عىل مس هتلكهيا‪ ،‬وعن الحباث اليت مازلنا حباجة اإىل‬
‫اإجراهئا‪.‬‬
‫علينا أن نرصف احلوار بعيدا عن الفاكر املشتّتة اليت ليس لها أساس ّ‬
‫علمي‪ ،‬و ّ‬
‫نوّجه حنو احلقائق العلم ّية البحتة اليت‬
‫تساعدان يف التّ ّعرف عىل أرضار ارتياد املواقع الإابح ّية‪ ،‬وعىل كشف أس باب العراض اليت يعاين مهنا مشاهدو املرئ ّيات‬
‫إنساين‪.‬‬
‫اجلنيس ال ّ‬
‫ّ‬ ‫اجلنس ّية‪ ،‬وهبذا التّو ّجه س يكون ابإماكننا أن ّ‬
‫نتعمل الكثري عن النّشاط‬
‫ويف الهنّ اية‪ ،‬فا ّإن ّالرتكزي عىل نرش وتعلمي احلقائق ال ّصحيحة واملثبتة علم ّيا سوف يساعد مراتدي املواقع الإابحيّة كام‬
‫‪195‬‬
‫ساعد املد ّخنني من قبل‪ ،‬وس يكون ابإماكّنم أن يتّخذوا قراراهتم بشأن الاس مترار أو الإقالع عن مشاهدة املرئ ّيات اجلنس ّية‬
‫بناء عىل قاعدة علم ّية راخسة‪ ،‬ومعرفة وافية بأثرها وخطرها عىل دماغنا ا ّلدلن‪.‬‬

‫"نعرف ذاتنا مبا نفعهل مرارا وتكرارا" ‪ -‬أرسطوطاليس‬

‫‪196‬‬
‫هل دليك اهامتم ابلبحث العلمي؟‬

‫اكدميي يف جمال الإدمان عىل مشاهدة املرئ ّيات اجلنس ّية أو أي موضوع‬ ‫الخوة والخوات املهمتّني ابلبحث ّ‬
‫العلمي وال ّ‬
‫تطرق اإليه “دماغك حتت تأثري الإابحيّة” ابإماكّنم احلصول عىل قامئة ابللّغة الإجنلزييّة مجليع الحباث واملراجع اليت أشار‬
‫أخر ّ‬
‫اإلهيا د‪ .‬غاري ويلسون يف الكتاب‪ .‬للحصول عىل قامئة الحباث واملراجع اليت وردت يف الكتاب ابللّغة الإجنلزيي ّة ّالرجاء‬
‫التّواصل مع د‪ .‬يم بدر عىل عنواّنا الإلكرتوين‪may.bader@mail.mcgill.ca :‬‬

‫?‪Do you have research interests‬‬


‫‪For readers who are interested in the research that has been cited in this book: A list‬‬
‫‪of all the references that have been cited in the book is available in English. If you are‬‬
‫‪interested in getting a copy of this list please contact me at may.bader@mail.mcgill.ca‬‬

‫‪197‬‬
‫مفردات خمتارة ونظريها ابللّغة الإجنلزيية‬

‫‪ .1‬الإابح ّية اجلنس ّية ‪Pornography or Porn‬‬


‫‪ .2‬أعراض الانسحاب ‪Withdrawal Symptoms‬‬
‫"الريبوت" أو "اإعادة التّشغيل" ‪Rebooting / Reboot‬‬ ‫‪ّ .3‬‬
‫‪ .4‬اإحياء ‪ /‬اإحياءات ‪cue / cues‬‬
‫الزيم ‪Correlation‬‬ ‫‪ .5‬الارتباط التّ ّ‬
‫‪ .6‬اضطراب ّالرغبة اجلنس ّية اجلاحمة ‪Hypersexual Disorder‬‬
‫‪ .7‬اضطراب نقص الانتباه وفرط احلركة )‪Attention Deficit Hyperactive Disorder (ADHD‬‬
‫‪ .8‬الدرينالني ‪Adrenaline‬‬
‫‪ .9‬الرق ‪Insomnia‬‬
‫‪ .10‬المفيتامني ‪Amphetamine‬‬
‫‪ .11‬الإّجاد ‪Fatigue‬‬
‫‪ .12‬الإدمان عىل اس تخدام الإنرتنت ‪Internet addiction‬‬
‫‪ .13‬الإدمان ‪Addiction‬‬
‫‪ .14‬الإرهاق ‪Exhaustion‬‬
‫‪ .15‬الإقبال القهري عىل لعب القامر ‪Compulsive Gambling‬‬
‫‪ .16‬الإحياءات احملفّ ّزة ‪Triggers‬‬
‫القيايس لتقيمي الإدمان ‪Standard Addiction Assessment Test‬‬
‫ّ‬ ‫‪ .17‬الاختبار‬
‫‪ .18‬الارتعاش ‪Trembling‬‬
‫الرسية ‪Masturbation‬‬ ‫‪ .19‬الاس متناء أو العادة ّ ّ‬
‫‪ .20‬الاضطراابت العاطف ّية املومس ّية )‪Seasonal Affective Disorder (SAD‬‬
‫‪ .21‬الاضطراابت العقل ّية ‪Psychoticism‬‬
‫‪ .22‬الاكتئاب ‪Depression‬‬
‫‪ .23‬البياانت ‪Data‬‬
‫‪ .24‬البياانت املوضوع ّية ‪Qualitative Data‬‬
‫‪ .25‬التّأرحج عىل احلافّة ‪Edging‬‬
‫‪ .26‬ال ّتحفزي أو ادلّ افع احملفّز ‪Motivation / Motive‬‬
‫‪ .27‬ال ّتح ّمل ‪Tolerance‬‬
‫‪ .28‬ال ّتخ ّيل ّاذلهين أو العقّل ‪Mental Imagery‬‬
‫‪198‬‬
‫‪ .29‬التّدريب عىل الانقراض ‪Extinction Training‬‬
‫العصّب ‪Synapse‬‬ ‫ّ‬ ‫‪ .30‬التّشابك‬
‫‪ .31‬التّ ّعود ‪Habituation‬‬
‫اجلنيس ‪Sexual Conditioning‬‬ ‫ّ‬ ‫‪ .32‬التّك ّيف‬
‫‪ .33‬الهتّ ّيج املفرط ‪Irritability‬‬
‫‪ .34‬ال ّتواصل عينا لعني ‪Eye Contact‬‬
‫‪ .35‬ال ّتوق أو ال ّتوق الشّ ديد ‪Cravings‬‬
‫‪ .36‬احلاسوب ‪Computer‬‬
‫‪ .37‬احلساس ّية املفرطة ‪Sensitization‬‬
‫فيس ‪Anxiety‬‬ ‫‪ .38‬احلرص النّ ّ‬
‫‪ .39‬ادلّ راسات املس تقبل ّية ‪Prospective studies‬‬
‫‪ .40‬ادلّ وابمني ‪Dopamine‬‬
‫الش بق أو ّهزة امجلاع أو ّالرهز ‪Orgasm‬‬‫‪ .41‬الوصول اإىل ّاذلروة أو ذروة ّ‬
‫‪ّ .42‬الرجف أو رجف يف الطراف ‪Shaking‬‬
‫الاجامتعي ‪Social Phobia‬‬ ‫ّ‬ ‫‪ّ .43‬الرهاب‬
‫القهري ‪Compulsive Sexual Behaviour‬‬ ‫اجلنيس ّ‬ ‫ّ‬ ‫السلوك‬
‫‪ّ .44‬‬
‫الصداع ‪Headache‬‬ ‫‪ّ .45‬‬
‫فيس ‪Stress‬‬ ‫‪ .46‬الضّ غط النّ ّ‬
‫اجلنيس بسبب اس هتالك املوا ّد الإابح ّية )‪Porn Induced Erectile Dysfunction (PIED‬‬ ‫ّ‬ ‫‪ .47‬العجز‬
‫‪ .48‬العدوان ّية ‪Hostility‬‬
‫‪ .49‬العصبون أو اخلل ّية العصب ّية ‪Neuron‬‬
‫‪ .50‬العصبوانت أو اخلالاي العصب ّية ‪Neurons‬‬
‫‪ .51‬القذف ‪Ejaculation‬‬
‫الاجامتعي ‪Social Anxiety‬‬ ‫ّ‬ ‫‪ .52‬القلق‬
‫‪ .53‬الكواكيني ‪Cocaine‬‬
‫العصّب ‪Neurochemical‬‬ ‫مييايئ‪ّ -‬‬ ‫‪ .54‬الك ّ‬
‫‪ .55‬ا ّلدلونة العصب ّية ‪Neuroplasticity‬‬
‫البطين ‪Ventral Striatum‬‬ ‫اخملطط ّ‬ ‫‪ّ .56‬‬
‫‪ .57‬املركّبات الفيون ّية ‪Opioids‬‬
‫‪ .58‬املس تقبالت العصب ّية ‪Neural Receptors‬‬
‫ماغي ‪Brain Scan‬‬ ‫بقي ادلّ ّ‬ ‫‪ .59‬املسح ّ‬
‫الط ّ‬
‫‪199‬‬
)‫ املاكفأة (ادلّ ائرة العصب ّية للماكفأة – ّجاز املاكفأة – مركز املاكفأة‬.60
Reward (Reward Circuit / Circuitry – Reward System – Reward Centre)
Hypothalamus ‫ املهاد‬.61
Methamphetamine / Meth ‫ امليث‬/ ‫ امليثأمفيتامني‬.62
Nucleus Accumbens ‫ النّواة املتّكئة‬.63
Nicotine ‫ النّيكوتني‬.64
Heroin ‫ الهريوين‬.65
Obsessive Compulsive Disorder (OCD) ‫ الوسواس القهري‬.66
Exposure Response Prevention Therapy ‫ الوقاية بضبط الاس تجابة‬.67
Cue Extinction ‫ انقراض الإحياءات‬.68
Correlational Study ‫الزيم بني العوامل‬ ّ ّ‫ حبث ا ّلرتابط الت‬.69
Double-blinded protocol ‫ بروتوكول التّجارب ثنائ ّية التّعمية‬.70
Protein DeltaFosB ‫ بروتني دلتافوس ّب‬.71
Delayed Ejaculation (DE) ‫ تأخر القذف‬.72
Desensitisation ‫تبدل الإحساس‬ ّ .73
Upload ‫ حتميل‬.74
Muscle Cramps ‫ تش نّج العضالت‬.75
Mood Swings ‫ تقلّب املزاج‬.76
Download ‫ تزنيل‬.77
Meditation ‫الصامتة‬ ّ ‫ جلسات التّأ ّمل‬.78
Flatline ‫يري‬ ّ ‫الرس‬
ّ ‫ حاةل املوت‬.79
Hypofrontality ‫اجلهبيي يف ادلّ ماغ‬ ّ ‫الفص‬ ّ ‫ مخول نشاط‬.80
Diagnostic and Statistical Manual (DSM( ‫ دليل التّشخيص والإحصاء‬.81
Shaking ‫ رجفة يف الطراف‬.82
Performance Anxiety ‫ رهبة الداء‬.83
Childhood Trauma ‫الطفوةل‬ ّ ‫ صدمة‬.84
Erectile Dysfunction (ED) ‫ ضعف الانتصاب‬.85
Agnotology ‫ عمل التّجهيل‬.86
Prefrontal Cortex ‫اجلهبيي‬ ّ ‫الفص‬ ّ ‫ قرشة‬.87
Self-esteem ‫ قمية ّاذلات‬.88
Brain Plasticity ‫ دلونة ادلّ ماغ‬.89
200
‫‪ .90‬متصفّح الإنرتنت ‪Web Browser‬‬
‫حمك ‪Control Group‬‬ ‫‪ .91‬مجموعة التّ ّ‬
‫للطبيعة ‪Supernormal Stimulus‬‬ ‫‪ .92‬حمفّز خارق ّ‬
‫‪Sexologist‬‬ ‫خمتص أو خبري يف عمل اجلنس‬‫‪ّ .93‬‬
‫‪ .94‬مس توى الإدراك الالواعي ‪Subconscious‬‬
‫‪ .95‬مس توى الإدراك الواعي ‪Conscious‬‬
‫‪ .96‬مواقع ال ّتيوب ‪Tube Sites‬‬
‫الصرب ‪Restlessness‬‬ ‫‪ .97‬نفاذ ّ‬
‫‪ .98‬نوبة الفزع ‪Panic Attack‬‬
‫‪ .99‬هرمون ّاذلكورة التّس توس تريون ‪Testosterone‬‬
‫هرمون الكورتزيون ‪The Hormone Cortisol‬‬ ‫‪.100‬‬

‫‪201‬‬

You might also like