You are on page 1of 199

‫‪1‬‬ ‫بــــــــــاقـــــــ‬

‫ــات ‪ ..‬؟!‬
‫كل عام وأنتم بخير أقولها‪:‬‬
‫‪ -‬إلى الفلح الذي ما زال يزرع أرضه ويقوم بإصلحها‪،‬‬
‫وتعميرها وحرثها والذود عنها بطرقه الخاصة‪ ،‬ضاربا في‬
‫الوقت نفسه عرض الحائط بكل الغراءات التي يعرضها‬
‫عليه العملء لدفعه إلى بيعها‪ ،‬أو تركها بورا والتوجه للعمل‬
‫في المصانع والورش السرائيلية المقامة على أرض آبائه‬
‫وأجداده‪.‬‬
‫‪ -‬إلى الموظف المثالي الذي يقوم بعمله على أكمل وجه‪،‬‬
‫ويحافظ عليه كأنه ملكه الخاص‪ ،‬ويصل دوامه قبل بدء‬
‫الدوام الرسمي ول يبتدع الحجج الباطلة لتأخره عن عمله‪،‬‬
‫مرة بسبب حاجز عسكري ومرة ثانية بسبب عطب إطار‬
‫السيارة التي كان يستقلها وثالثة لزمة سير و‪!..‬‬
‫‪ -‬إلى الخوة المعتقلين داخل سجون الحتلل السرائيلي‬
‫الذين يعانون المرين من سطوة الجلد وظروف اعتقالهم‬
‫المأساوية‪ ،‬واتخذهم الطرف الخر ورقة مساومة للضغط‬
‫على المفاوض الفلسطيني ويرفض إطلق سراحهم بحجج‬
‫وأعذار باطلة‪ .‬فألف تحية وألف قبلة وألف سلم لهؤلء‬
‫البطال الصامدين خلف قضبان الحديد البائدة ونقول لهم‪:‬‬
‫"الفجر آت ل محالة"‪.‬‬
‫‪ -‬إلى الخوة الشباب والشابات الذين ما زالوا يحافظون‬
‫على عاداتنا وتقاليدنا الحميدة التي نعتز بها ونفتخر‪،‬‬
‫ويرفضون كل دخيل على تلك العادات ولم ينجروا خلف‬
‫الموضة السخيفة أو التصرفات التي هي في قمة النحطاط‬
‫وبعيدة عن ديننا الحنيف والتي ل يرضاها إنسان فيه ذرة‬
‫حياء !‬
‫‪ -‬إلى السواعد التي تبني الوطن‪ ،‬وإلى العيون الساهرة‬
‫على أمنه‪ ،‬وإلى الجند المدافعون عن حدوده وإلى أصحاب‬
‫القلم الشريفة الذين ل يخافون من قول الحقيقة وإلى‬
‫رسل النسانية الطباء والممرضين الذين يسهرون على‬
‫راحة مرضانا‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫كل عام وأنتن بألف خير أقولها‪:‬‬
‫‪ -‬إلى أم الشهيد التي زغردت عندما جاءها خبر استشهاد‬
‫ابنها‪ ! ..‬ولم تذرف الدموع الحارقة على فراقه‪ ،‬بل قبلته‪،‬‬
‫وقامت بتوزيع الحلوى على روحه الطاهرة‪.‬‬
‫‪ -‬إلى أمهات المعتقلين اللواتي هدمت مساكنهن‪ ،‬وأصبحت‬
‫ركاما في لمحة بصر‪ ،‬بحجة مقاومة أبنائهن جنود العدو‪،‬‬
‫ولم يبق من آثار منازلهن سوى المفاتيح‪! ..‬‬
‫‪ -‬إلى أمهات المعتقلين اللواتي حاولن تخليص أبنائهن من‬
‫جنود الطرف الخر‪ ،‬بالرغم من شدة الضرب الذي تعرضن‬
‫له‪ ،‬ونجحن في أحيان كثيرة في فك أسرهم‪!..‬‬
‫‪ -‬إلى أمهات المعتقلين اللواتي يصلن الليل بالنهار‪ ،‬وهن‬
‫يخطن الملبس ويطرزنها‪ ،‬ويقمن ببيعها من أجل الحصول‬
‫على عدة شواقل‪ ،‬لوضعها في "كانتين المعتقل" باسم‬
‫فلذات أكبادهن ليتمكنوا من شراء احتياجاتهم الضرورية‪.‬‬
‫‪ -‬إلى أمهات المعتقلين اللواتي اكتوت أجسادهن ببرد‬
‫الشتاء القارص ولفحتها حرارة الشمس الحارقة في أثناء‬
‫سفرهن ذهابا وإيابا لزيارة أبناءهن المعتقلين في سجون‬
‫الحتلل‪.‬‬
‫‪ -‬إلى الممرضات اللواتي يسهرن على رعاية مرضانا‬
‫والتخفيف من آلمهم‪! ..‬‬
‫‪ -‬إلى الممرضات اللواتي قمن بالبحث عن جرحى النتفاضة‬
‫في أحراش الوطن لتضميد جراحهم ومارسن عملهن تحت‬
‫زخات الرصاص القاتل‪! ..‬‬
‫‪ -‬إلى الممرضات اللواتي يسمعن الشتائم والمسبات‬
‫الموجهة لهن من قبل المرضى بسبب عذاباتهم من شدة‬
‫اللم‪ ،‬ويبقين الضحكة على وجوههن‪.‬‬
‫‪ -‬إلى أخواتنا اللواتي أجهضن عندما جاءهن المخاض على‬
‫الحواجز العسكرية بسبب رفض جنود الحتلل السماح لهن‬
‫بالدخول إلى القدس الشريف لتلقي العلج اللزم –لنهم‬
‫يعرفون بأن أحد هؤلء الطفال سيرفع العلم الفلسطيني‬
‫على مآذن القدس وكنائسها‪ .‬وحمدا لله على سلمتكن‪،‬‬
‫وستلدن بإذن الله أطفال آخرين سيزيلون الحواجز‬
‫وسيمسحون كل الدموع من مآقينا‪.‬‬
‫‪ -‬إلى النساء اللواتي واجهن جرافات العدو بصدورهن‬
‫العارية‪ ،‬وفي أحيان كثيرة استطعن دحرها‪!..‬‬
‫‪ -‬إلى المهات اللواتي جبل عرقهن بتراب الوطن وهن‬
‫يقمن بإصلح الرض وزراعة الشجار بأنواعها المختلفة‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬إلى المهات اللواتي نزفت أياديهن الدم الحمر القاني‪،‬‬
‫وهن يحاولن إزالة السلك الشائكة التي أقامها المحتل‬
‫حول أراضي أجدادهن وآبائهن‪.‬‬
‫‪ -‬إلى المهات اللواتي يحملن المنجل بيد والفأس بيد‬
‫أخرى‪ ،‬فأنتن أقوى من بلدوزرات العدو لنكن مؤمنات بأن‬
‫هذه البلد هي بلدنا و ‪..‬‬
‫‪ -‬إلى العاملت في سلك الشرطة النسائية الفلسطينية‪،‬‬
‫لنهن العيون الساهرة على أمن مواطنينا‪..‬‬
‫‪ -‬إلى الخوات المعتقلت الفلسطينيات في سجون الحتلل‬
‫السرائيلي‪ ،‬واللواتي يعانين من ظروف إعتقالية سيئة جدا‪.‬‬
‫‪ -‬إلى الخوات اللواتي يسلكن الطرق الوعرة من أجل‬
‫الوصول إلى مواقع أعمالهن في المدارس‪ ،‬غير مكترثات‬
‫بالحواجز التي يقيمها الطرف الخر بشكل شبه يومي على‬
‫مداخل مدننا وقرانا‪ ،‬لدفعهن على العودة إلى منازلهن –‬
‫لن الحتلل ل يريد لنا أن نتعلم أو نحفظ أمننا أو أن نحرث‬
‫الرض ونفلحها‪ ،‬بل كل ما يريده هو أن نكتم أفواهنا وأن‬
‫نغلق أعيننا‪ ،‬وأن نصم آذاننا‪ ،‬وأن نطبق مقولة "اللهم‬
‫نفسي" ولكن بجهودهن استطعن إفشال جميع مخططات‬
‫العدو وهي في مهدها‪! ..‬‬
‫‪ -‬إلى أخواتنا المدرسات اللواتي يقمن بتعليم أطفالنا كيف‬
‫يرسمون خارطة الوطن ‪ ..‬وكيف يصمدون وقت المحن ‪! ..‬‬

‫مممم ممممم ممممم مممم‪" :‬مم ممم ممممم‬


‫مممم ممم ممممم" !‬

‫‪3‬‬
‫بــــــــطــاقـــــ‬
‫‪2‬‬
‫ــات‪ ..‬؟!‬
‫حلو الكلم‪ :‬للسائقين الذين ينقلون أهالي السرى إلى‬
‫المراكز التي يتجمعون فيها‪ ،‬ليزوروا أبناءهم في‬
‫المعتقلت السرائيلية‪ ،‬والشيء نفسه عندما ينتظرون‬
‫عودتهم حتى ساعات متأخرة من الليل ليصالهم إلى‬
‫منازلهم من دون مقابل‪.‬‬
‫ومر الكلم‪ :‬إلى السائقين الذين يستغلون تأخر أهالي‬
‫المعتقلين في أثناء زيارتهم أبنائهم‪ ،‬ويطالبونهم بدفع‬
‫أجرة عالية‪ ،‬غير عابئين بالظروف المأساوية التي يعيشها‬
‫أهالي السرى‪.‬‬
‫حلو الكلم‪ :‬إلى أهل الخير – وهم كثر في وطننا الحبيب –‬
‫الذين كانوا يهبون إلى مد يد العون والمساعدة في حالة‬
‫قيام جرافات الحتلل بهدم منازل بعض الخوة المعتقلين‪،‬‬
‫ويقدمون مستلزمات البناء كلها من دون أن يجبرهم أحد‬
‫على التبرع‪ ،‬ويشعرون بأن هذا أقل ما يقدمونه لبناء‬
‫وطنهم‪! ...‬‬
‫ومر الكلم‪ :‬وعلقمه إلى أصحاب محلت البناء الجشعين‬
‫وهم قلة‪ ،‬والذين كانوا يصمون آذانهم ويغلقون أعينهم لدى‬
‫سماعهم عن خبر هدم منزل في منطقتهم وتصبح قلوبهم‬
‫كالحديد الذي يقومون ببيعه‪! ..‬‬
‫حلو الكلم‪ :‬إلى الشاب المناضل الذي لم يعترف أمام‬
‫المحققين بالنشاطات التي قام بها ضد الطرف الخر‪،‬‬
‫بالرغم من الساليب الصعبة التي مارسها المحققون ضده‬
‫لرغامه على العتراف !‬

‫‪4‬‬
‫ومر الكلم وأقساه‪ :‬إلى "العصفور" الذي ضحك على‬
‫أخينا‪ ،‬والذي طمأنه بأنه من المناضلين وبأنه قام بعشرات‬
‫النشاطات البطولية )!( ما اضطر الشاب إلى العتراف‬
‫كامل‪ ،‬حيث قام بتسجيل اعترافاته عبر جهاز التسجيل‪! ..‬‬
‫حلو الكلم‪ :‬إلى والد المعتقل الذي واصل حراثة أرضه‬
‫وفلحتها وتقليم أشجارها وبناء سلسلها وقطف ثمار‬
‫أشجارها‪ ،‬ولم يبع أي شبر منها لسد احتياجاته الضرورية‪.‬‬
‫على الرغم من شظف العيش الذي يقاسيه‪ ،‬وقام مشكورا‬
‫بالتبرع بجزء من محصوله لنادي السير في منطقته‬
‫ليصالها بطرقه الخاصة للمعتقلين داخل سجون‬
‫الحتلل‪! ..‬‬
‫ومر الكلم‪ :‬إلى أهل عشيرته وبلدته الذين وقفوا مكتوفي‬
‫اليدي ولم يساعدوه في قطف أو جني محاصيله الزراعية‪،‬‬
‫وأصبحت النخوة منزوعة من ضمائرهم‪! ..‬‬
‫حلو الكلم‪ :‬إلى المهات اللواتي يصبرن على فراق فلذات‬
‫أكبادهن‪ ،‬واللواتي شاهدن تعذيبهم أمام أعينهن‪ ،‬ويتحملن‬
‫مشاق السفر ذهابا وإيابا لزيارتهم داخل السجون‪ ،‬ويقمن‬
‫برعاية أبنائهم من دون كلل أو ملل وكأن أبنائهن موجودين‬
‫خارج أسوار المعتقل‪!..‬‬
‫ومر الكلم‪ :‬إلى النساء اللواتي شغلهن القيل والقال‪،‬‬
‫وتحطيم معنويات أمهات السرى وزوجاتهم عن طريق بث‬
‫الشاعات بأن أبنائهن وأزواجهن قد أصيب بعضهم‬
‫بالمراض أو العاهات‪ ،‬وشوكة في حلق هذا النفر من‬
‫النساء الجاهلت اللواتي لم يشاركن ولو في مسيرة واحدة‬
‫للمطالبة بإطلق سراح إخواننا المعتقلين‪! ..‬‬
‫حلو الكلم‪ :‬إلى الشابة الجميلة التي عقدت قرانها على‬
‫أسير معتقل‪ ،‬أحبته في أثناء زيارة شقيقها داخل المعتقل‪،‬‬
‫ومن دون النظر إلى مدة حكمه – لنها مدركة بأن أبواب‬
‫المعتقل لن تغلق على السجين مهما طال الزمن‪! ..‬‬
‫ومر الكلم‪ :‬إلى بعض الفتيات اللواتي طلبن فسخ عقد‬
‫قرانهن بعد صدور مدة الحكم الطويلة بحق أحبائهن بالمس‬
‫أعدائهن اليوم‪ ،‬ل لذنب اقترفوه ل سمح الله‪ ،‬بل بسبب‬
‫حبهم لوطنهم‪ ،‬وفي الوقت نفسه لحبيباتهم لينعمن‬
‫بالمان والسلم والطمأنينة على تراب الوطن العزيز‪! ..‬‬
‫حلو الكلم ‪ :‬لعضاء مجالس الباء والمعلمين في مدارسنا‬
‫على تبرعهم السخي ومؤازرتهم الدائمة ودعمهم المتواصل‬

‫‪5‬‬
‫والمميز لصروح العلم وخدمة طلبة فلسطين ‪ ،‬عاشت‬
‫سواعدهم ‪ ،‬سواعد العمل والبناء‪.‬‬
‫ومر الكلم وعلقمه ‪ :‬لبعض أعضاء مجالس الباء‬
‫والمعلمين وبخاصة الغنياء منهم الذين كان همهم الول‬
‫والخير في انضمامهم لتلك المجالس هو للجاه ) الكبرة (‬
‫فقط ‪!! ..‬‬
‫حلو الكلم ‪ :‬لكل مواطن يقوم بزيارة مدارس أطفاله‬
‫للطلع على أوضاعهم عن كثب ‪ ،‬ويعمل على حل‬
‫المشكلت التي تواجههم سواء أثناء توجههم إلى مدارسهم‬
‫أم داخل ساحاتها وأورقتها ‪.‬‬
‫ومر الكلم ‪ :‬لولياء أمور طلبنا الذين ل يكلفون أنفسهم‬
‫السؤال عن وضع أطفالهم ‪ ،‬والدهى من ذلك كله أنهم ل‬
‫يعرفون أي شيء يذكر عن مستواهم الدراسي ‪.‬‬
‫حلو الكلم ‪ :‬للطلب الذين يستيقظون مبكرين ‪ ،‬ويصلون‬
‫ساحات مدارسهم قبل بدء الدوام ‪ ،‬مستغلين أوقاتهم في‬
‫مطالعة دروسهم ‪.‬‬
‫ومر الكلم‪ :‬للطلب الذين يبقون يتسكعون في الشوارع‪،‬‬
‫ويصلون مدارسهم متأخرين‪ ،‬وذلك بحجج وأعذار باطلة ‪.‬‬
‫حلو الكلم‪ :‬للطلب الذين يقومون بالمحافظة على‬
‫مقاعدهم‪ ،‬وعلى ممتلكات وأجهزة ومعدات مدارسهم‬
‫سليمة من دون تخريب‪.‬‬
‫ومر الكلم‪ :‬للطلب الذين يقومون بخلع مقاعدهم والعبث‬
‫بالدوات والجهزة التي يكلف شراؤها مبالغ باهظة تدفع‬
‫من ميزانية مدارسهم‪.‬‬
‫حلو الكلم‪ :‬للمعلمين‪ ،‬الذين يقومون بتبسيط مواد‬
‫الدراسة لطلبهم‪ ،‬ويعطون الحصة حقها بدون كلل أو ملل‬
‫يظهر على وجوه طلبهم‪.‬‬
‫ومر الكلم‪ :‬للمعلمين وهم ) قلة (‪ ،‬الذين يقومون بتضييع‬
‫الحصص الدراسية على طلبنا‪ ،‬ولهؤلء أقول‪ :‬طلبنا أمانة‬
‫في أعناقكم‪..‬‬
‫حلو الكلم‪ :‬للطلب الذين يسيرون على أرصفة الشوارع‪،‬‬
‫ويقومون بإيصال إخوتهم وأبناء جيرانهم الصغار إلى بوابات‬
‫مدارسهم خوفا ً من دهسهم ل سمح الله‪.‬‬
‫ومر الكلم ‪ :‬للطلب الذين ل يحلو لهم السير إل في وسط‬
‫الشوارع ‪،‬والطامة الكبرى أنني شاهدت بعضهم يدفع زميله‬
‫باتجاه السيارات القادمة ‪،‬وذلك من باب المزاح ‪!! ..‬‬

‫‪6‬‬
‫حلو الكلم‪ :‬للطلب الذين يحافظون على حقائبهم‬
‫وأدواتهم المدرسية‪ ،‬ويقومون بإصلح التالف منها مراعاة‬
‫لظروف آبائهم السيئة‪.‬‬
‫ومر الكلم‪ :‬للطلب الذين يقومون بإتلف كتبهم ودفاترهم‬
‫وبإلقاء حقائبهم في وسط الشوارع‪ ،‬والغريب أنني شاهدت‬
‫بعضهم يقومون بركل حقائبهم وكأنها كرات رياضية‪!!..‬‬
‫حلو الكلم ‪ :‬للطلب الذين يرتدون الزي الموحد ‪،‬وألبستهم‬
‫وأياديهم نظيفة باستمرار‪.‬‬
‫ومر الكلم ‪ :‬للطلب الذين ل يتقيدون بالزي الموحد ‪،‬وفي‬
‫الوقت نفسه يعلقون )السناسل( في أعناقهم ‪ ،‬وأجهزة‬
‫التلفون حول خواصرهم ‪!! ..‬‬

‫‪7‬‬
‫وخـــــــــــــــــ‬
‫‪3‬‬
‫زات ‪ ..‬؟!‬
‫الوخزة الولى‪ :‬راجع مواطن عيادة أحد الطباء في‬
‫مدينته‪ ،‬وذلك بسبب شعوره بألم شديد في بطنه‪ ،‬فقام‬
‫الطبيب بعد الكشف عليه بإعطائه عدة أدوية لتخفيف اللم‪،‬‬
‫وبعد مضي أسبوع رجع المريض نفسه إلى عيادة الطبيب‬
‫لنه لم يطرأ أي تحسن يذكر على صحته‪ ،‬بل ازدادت سوءا‪،‬‬
‫وكان المريض قد حمل معه بعض الدوية المتبقية‪ ،‬وعندما‬
‫شاهدها الدكتور‪ ،‬قال للمريض‪" :‬من هو الطبيب "الحمار"‬
‫الذي أعطاك هذه الدوية"؟ فرد عليه وبكل ثقة‪" :‬أنت الذي‬
‫أعطيتني الدواء يا دكتور قبل أسبوع"! وفي هذه الثناء‬
‫احمر وجهه‪ ،‬وقال للمريض سأعطيك هذه المرة دواء آخر‬
‫ستشفى بإذن الله‪ ،‬ولكن المريض قرر عدم أخذ أي نوع من‬
‫الدواء من قبل ذلك الطبيب‪ ،‬والتوجه إلى عيادة طبيب آخر‬
‫لعل وعسى يعطيه الدواء المناسب لوضع حد لمعاناته مع‬
‫المرض!‬
‫الوخزة الثانية‪ :‬كان طفل ً صغيرا ً عندما توفي والده‪،‬‬
‫فقامت والدته بالنفاق عليه من خلل الصدقات التي كانت‬
‫تتلقاها من أهل الخير‪ ،‬ومن عملها في التطريز والنسيج‪،‬‬
‫حتى كبر ودخل الجامعة وتخرج منها طبيبا‪ ،‬وقامت والدته‬
‫في أثناء دراسته في الخارج‪ ،‬بتشييد منزل يليق بمقامه بعد‬
‫تخرجه وعودته إليها ليواء كل الشخاص الذين يريدون‬
‫التسليم عليه‪ .‬عاد‪ ،‬كما يعود عشرات الشبان وبرفقته فتاة‬
‫شقراء‪ ،‬وفتح عيادة في منطقة سكناه له ولزوجته الطبيبة‪،‬‬
‫وبعد عمل استمر عدة سنوات‪ ،‬قرر توسيع منزله‪ ،‬وبدل من‬
‫تخصيص أجمل الغرف لوالدته ولرد الجميل لجهودها في‬
‫رعايته في أثناء غيابه‪ ،‬فوجئت بأنه أبقاها في المخزن‬
‫نفسه الذي يضع فيه سيارته – تشتم رائحة البنزين النتنة‬
‫وتلسعها برودة الشتاء القارص ويكوي جلدها حر الصيف‬
‫الشديد‪ ،‬فأين النسانية أيها الطبيب المحترم؟!‬
‫الوخزة الثالثة‪ :‬إحداهن تستيقظ مذعورة وهي في عز‬
‫نومها‪ ،‬وراجعت العديد من الطباء وتناولت الكثير من‬
‫الدوية‪ ،‬ولكن من دون جدوى وتفكر حاليا بالذهاب إلى أحد‬
‫"الدجالين" الذي أخبرتها عنه مواطنة من بلدتها بأنه يعالج‬
‫مرضاه بإحضار الجان من العاصمة المغربية )!( لتشخيص‬
‫المرض وفي حالت كثيرة قام الجان بإجراء عمليات جراحية‬

‫‪8‬‬
‫من دون شعور المرضى بألم‪ ،‬ولم تبق آثار العملية ظاهرة‬
‫على أجسادهم‪ ! ..‬من غير المعقول أن يحضر الجان من‬
‫المغرب من دون علم السلطات السرائيلية بذلك‪ ! ..‬ولماذا‬
‫لم يعلن الطبيب البارع في الصحف عن العلج الجديد؟ وأين‬
‫وزارة الصحة التي لم تتخذ الجراءات اللزمة لغلق بعض‬
‫العيادات المشبوهة؟ ولم ندر عن طبيعة تلك العمليات لنها‬
‫مقتصرة فقط على المريض والطبيب الدجال؟!‬
‫الوخزة الرابعة‪ :‬أخبرتني إحدى النساء بأنها ذهبت إلى‬
‫عيادة طبيب بيطري‪ ،‬تجر معها خاروفا ً صغيرا ً لعرضه على‬
‫الطبيب لعطائه دواء مناسبا من أجل شفائه‪ ،‬فأمرها‬
‫الطبيب المذكور بوضع كمية من المياه على ظهره كلما‬
‫ظهرت عليه علمات الموت! ولكنني درست في المرحلة‬
‫الثانوية في مدرسة زراعية‪ ،‬ولم أسمع طوال فترة الدراسة‬
‫عن هذا العلج السحري! بل بالعكس يجب في مثل هذه‬
‫الحالت تغيير الرضية المبللة ووضعه في مكان جاف‬
‫ومشمس‪ ،‬وتدفئته كي يقوى على الحركة‪ ،‬والظاهر أن‬
‫صاحبة الخاروف لم تفهم قصد الطبيب البيطري‪ ،‬وهو أن‬
‫تذبح خاروفها وتسلخه وتضع لحمه بعد غمره بالماء على‬
‫النار‪ ،‬من أجل طهيه وأكله – لنه ل أمل في شفائه‪!..‬‬
‫الوخزة الخامسة ‪ :‬إستمعت في صبيحة أحد اليام إلى‬
‫ن له بالغ التقدير‬
‫حديث مدير إحدى المستشفيات الذي أك ُ‬
‫والحترام ‪ ،‬وذلك حول وفاة حالة مصابة بمرض أنفلونزا‬
‫الخنازير في المستشفى المسؤول عن إدارته ‪ ،‬حيث كان‬
‫يتحدث الى إحدى محطات الذاعة المحلية ‪ ،‬وطمأن أهالي‬
‫المحافظة بأن الحالة قبل وصولها للمشفى ‪ ،‬كانت حرجة‬
‫ومصابة بعدة أمراض ‪ ،‬ونصحهم بعدم تضخيم المور ‪ ،‬وبأن‬
‫أنفلونزا الخنازير عبارة عن أنفلونزا عادية يمكن علجها‬
‫بكل سهولة بعد تشخيصها ول داعي للخوف ما دامت‬
‫الطعومات متوفرة في المستشفيات ودائر الصحة ‪.‬‬
‫وفي مساء اليوم نفسه ‪ ،‬إلتقيت مع ُأناس آخرين ‪ ،‬وهو أحد‬
‫الطباء العاملين في المشتفى المذكور ‪ ،‬حيث سألناه عن‬
‫صحة الخبر ‪ ،‬فرد على الفور قائل ً ‪ ":‬عندما سمعت عن تلك‬
‫الحالة غادرت المستشفى على عجل – خوفا ً من إصابتي أنا‬
‫وأبنائي بالمرض المذكور ‪ !..‬ضحكت من حديث الطبيب الذي‬
‫يحمل شهادة الدكتوراة في الطب ‪ ،‬وقلت داخل نفسي ‪":‬‬
‫لو كل ممرض أو ممرضة أو طبيب يتصرفن بنفس الطريقة‬
‫التي تصرف بها أخونا الطبيب – فهذا يؤدي إلى وفاة‬

‫‪9‬‬
‫العشرات من الخوة الذين يتلقون العلج في مستشفياتنا"‪.‬‬
‫والمصيبة أن الطبيب أضاف يقول على سماع الركاب الذين‬
‫بدورهم سينقلون حديثه إلى عشرات المواطنين الخرين‬
‫) لن كلمه مصدقا ً (‪ ،‬بأن المرض المذكور يؤدي إلى‬
‫العقم ‪ ،‬وأخذ يتمتم بمصطلحات لم أستوعبها ‪ ،‬ولكنني‬
‫إستوعبت مع الخوة الذين كانوا متواجدين معي في‬
‫المركبة ‪ ،‬بأن الطبيب بحاجة إلى طبيب نفسي كي يرشده‬
‫عن كيفية التعامل في مثل هذه الحالت ‪ .‬كلي أمل أن‬
‫تكون حالة الطبيب المعني هي الوحيدة في المشتفى ‪ ،‬وأن‬
‫تجد الدارة حل ً لها في أقرب وقت ممكن ‪ ،‬لكي يبقى‬
‫ف المستشفيات الخرى من‬ ‫المستشفى المعني في مصا ِ‬
‫ناحية الطاقم الطبي والداري والتمريضي والخدماتي و‪!!..‬‬
‫الوخزة السادسة‪ :‬أحدهم كان يعمل طبيبا ً للطفال في‬
‫مدينته ‪ ،‬كانت عيادته دائما ً مكتظة بجموع المراجعين حتى‬
‫ساعات الليل المتأخرة ‪ ،‬وذلك بسبب إتقانه مهنة الطبابة‬
‫على أكمل وجه ‪ .‬أقارب الطبيب المذكور شجعوه على‬
‫ترشيح نفسه لنخابات بلديتهم ‪ ،‬لنه محبوبا ً بين أبناء مدينته‬
‫‪ ،‬وبالفعل فاز أخونا بعد إجراء النتخابات بأعلى الصوات ‪،‬‬
‫لكنه خيب آمال منخبيه لنه لم يعمل لبلدته كما كانوا‬
‫يتوقعون منه ومن بقية العضاء الخرين ‪ ،‬وأخذوا يسبون‬
‫عليه لما رأوا أو سمعوا عن إنجازات البلديات المحيطة‬
‫بمدينتهم ‪ .‬والذي زاد من غضبهم على الطبيب أيضا ً ‪ ،‬هو‬
‫رفضه إستقبال المراجعين في عيادته بعد رفع آذان المغرب‬
‫بقليل ‪ ،‬وكان من المفروض عليه فتح أبواب منزله لكل‬
‫المراجعين بغض النظر عن ساعة وصولهم – لنه هو الول‬
‫والخير المسؤول عن إدارة شؤون مدينته من كافة الجوانب‬
‫‪ ،‬وهنا أدعو الطبيب المعني على التنحي جابنا ً عن إدارة‬
‫شؤون بلديته ما دام القاصي والداني ُيقُر بفشل إدارته ‪،‬‬
‫ً‬
‫وأن يتفرغ في طبابة أبناء شعبه ‪ ،‬وإذا فضل الثنتان معا ‪،‬‬
‫مستقبل ً – لنه في حال ترشحه للنتخابات من‬ ‫سخسرهما ُ‬
‫جديد ‪ ،‬لن ينتخبه أحد ‪ ،‬وكذلك سيغلق عيادته لن الناس‬
‫الذين رفض إستقبالهم بالمس ‪ ،‬سيتوجهون إلى أطباء أكثر‬
‫ه جدارة وحسن معاملة و‪!!..‬‬
‫من ُ‬
‫الوخزة الخيرة ‪ :‬إفتتح أحد الطباء الذين أنهوا دراستهم‬
‫في روسيا عيادة طبية في وسط بلدته‪ ،‬وهذا الطبيب كان‬
‫يتردد على عيادته الكثير من المراجعين بسبب تقاضيه ُأجرة‬
‫رمزية لدى كشفه على مرضاه‪ ،‬وهذا العمل ُيشكر عليه‪ ،‬أما‬

‫‪10‬‬
‫التصرف الذي ل ُيشكر عليه هو سبه الذات اللهية وتهجمه‬
‫على المرضى الذين ينتظرونه داخل عيادته لتفه السباب ‪.‬‬
‫المضحك المبكي هو تردد كبار السن على عيادته وهم‬
‫يركبون الحمير ‪ ،‬حيث كان يطلب منهم عدم النزول ‪ ،‬ويقوم‬
‫بإعطائهم إبر مضاد حيوي وهم ما يزالون على ظهور‬
‫دوابهم وعلى مرأى المارة ‪ ،‬وكثيرا ً منهم كانوا يصرخون‬
‫بأعلى أصواتهم من شدة اللم ‪ ،‬وفي أحيان كثيرة كانت‬
‫لخرى تنهق احتجاجا ً على ما جرى لصحابها‬ ‫حميرهم هي ا ُ‬
‫و‪!!..‬‬

‫‪11‬‬
‫مـمـرضـون ‪..‬‬
‫‪4‬‬
‫ومــمـرضات؟!‬
‫توم وجيري‪ :‬كنت برفقة والدي )رحمه الله( في أثناء تلقيه‬
‫العلج في أحد المستشفيات‪ ،‬وسمعت أحد الممرضين‬
‫يصرخ بأعلى صوته‪ ،‬وهو يتحدث عبر جهاز اتصال موزع‪،‬‬
‫ويطلب من الدكتور الموجود في قسم الطباء الحضور إلى‬
‫قسمه حال‪ ،‬لكي يكتب له العلج المناسب على ورقة كشف‬
‫المريض الذي كان يشكو من آلم شديدة‪ .‬اتصل الممرض‬
‫أكثر من مرة بالدكتور كي يحضر‪ ،‬وأحببت أن استفسر من‬
‫الممرض عن العائق الذي يمنع الدكتور من الوصول إلى‬
‫القسم‪ ،‬فرد بأنه يشاهد أحد البرامج التلفازية‪ ،‬فقلت‬
‫للممرض الذي تربطني به علقة صداقة‪" :‬بالتأكيد الطبيب‬
‫يشاهد برنامجا عن آخر ما توصل إليه العلم من أبحاث‬
‫علمية"‪ ،‬لكن الطامة الكبرى كانت عندما أخبرني بأن الذي‬
‫يشاهده الطبيب هو برنامج للطفال "توم وجيري" حسب ما‬
‫سمعه عبر جهاز الهاتف‪!..‬‬
‫أفطرت على بصلة‪ :‬إحدى الممرضات تعمل في مستشفى‬
‫يقع في وسط الضفة‪ ،‬تقدم شاب في الربعينات من عمره‬
‫لطلب يدها‪ ،‬وهذا الشخص متزوج من ثلث نساء قبلها‪،‬‬
‫ولديه من الولد الكثير‪ ،‬فوافقت بالرغم من معارضة أهلها‬
‫على ذلك بحجة أن قطار الزواج قد فاتها! الزوج )الجديد‪-‬‬
‫القديم( هو المستفيد الول لعدة أسباب‪ :‬أولها الستفادة‬
‫من راتبها لنه إنسان مادي من الدرجة الولى وثانيها‬
‫قيامها بخدمة أطفاله من زوجاته السابقات في حالة‬
‫تعرضهم للمراض وكذلك أشياء أخرى! أما الممرضة التي‬
‫من المفروض أن تكون ملكا للرحمة‪ ،‬فبموافقتها على‬
‫الزواج من هذا الشخص "مع علمها المسبق بأنه طائش‬
‫وعينه فارغة ول يملها إل التراب" كما يقولون أصبحت‬
‫الرحمة منزوعة من قلبها وأساءت إلى لقبها المقدس‪،‬‬
‫لنها تريده زوجا لها فقط من دون منافس! وستفطر‬
‫حسب اعتقادها على عسل صاف بعد صيام امتد سنوات‬
‫طوال‪ ! ..‬ويا ُأختنا العزيزة‪ ،‬إن عاجل أم آجل سترقدين على‬
‫أحد أسرة المستشفى الذي تعملين فيه من كثرة المشاكل‬
‫التي ستواجهينها من نساء زوجك‪ ،‬ومن كثرة قرع أبواب‬
‫منزلك من قبل أطفاله لتلبية طلباتهم من مصاص وشراب‬

‫‪12‬‬
‫وشبس‪ ،‬وفي هذه الحالة لن تشعري بأي طعم للزواج! أي‬
‫بمعنى آخر صمت طويل وأفطرت على بصلة!‬
‫قياس درجة الحرارة‪ :‬بعد تلقيهم الدروس النظرية في‬
‫علم التمريض‪ ،‬تم توزيع الطلبة على العديد من مستشفيات‬
‫الوطن من أجل تطبيق الدروس النظرية على أرض الواقع‪،‬‬
‫وقام بالشراف عليهم وتوجيههم معلمو المادة نفسها‪،‬‬
‫وكان الطلبة يأخذون ضغط المرضى ويسجلونه في سجل‬
‫خاص‪ ،‬ويوزعون الدوية ويرتبون السرة ويتعلمون طرق‬
‫التعامل مع المرضى‪ ،‬وفي أثناء تجوال الطباء في غرف‬
‫المرضى‪ ،‬وضع أحدهم يده على وجه مريض كان يتألم‪،‬‬
‫فوجد حرارته مرتفعة جدًا‪ ،‬فقرأ على اللفتة المثبتة على‬
‫سرير المريض بأن حرارته ‪ 37‬درجة مئوية )أي أنها طبيعية(‬
‫وبعد التحقيق في ذلك‪ ،‬إعترف أحد الطلبة المتدربين‬
‫بفعلته‪ ،‬وبأنه قام بجمع كافة سجلت المرضى وبوضع درجة‬
‫حرارتهم حسب مزاجه من دون أن يكلف نفسه مهمة‬
‫ه‪ ،‬لكن كان من‬‫خ ُ‬
‫وب َ‬
‫قياسها‪ .‬المشرف على الطالب َ‬
‫المفروض فصله فورا ً وإعلم الجهزة المختصة بفعلته‬
‫لتخاذ الجراءات اللزمة بحقه لن وجوده هو خطر على‬
‫حياة مرضانا وخسارة كبيرة في الموال والوقت في تدريبه‬
‫و‪! ..‬‬
‫أين لجان الرقابة‪ :‬تزحلقت إحدى الممرضات وسقطت‬
‫على ساقها اليمن‪ ،‬وذلك في إحدى العواصف الثلجية‪،‬‬
‫وراجعت هذه الممرضة المستشفى الذي تعمل فيه‪ ،‬وقد‬
‫أعطاها المختص بعد معالجتها إجازة لمدة إسبوع‪ ،‬وهي في‬
‫الحقيقة بحاجة إلى يوم أو يومين فقط‪ ،‬لنني شاهدتها‬
‫تتسوق في إحدى المحلت التجارية معافاة من إصابتها‪،‬‬
‫وبعد أسبوع راجعت الممرضة دائرة الصحة في منطقتها‪،‬‬
‫وهي تتوكأ على عصا وتمسك بذراع زوجها‪ ،‬خوفا ً من‬
‫سقوطها مرة أخرى‪ ،‬فقام الطباء بإعطائها إجازة لمدة‬
‫أسبوع آخر‪ ،‬وذلك من خلل نظرة عابرة إلى حركاتها‪ ،‬وبعد‬
‫إنتهاء الجازة ذهبت إلى دائرة الصحة حيث طالبها الطباء‬
‫هناك بمراجعة الطبيب الذي عالجها بحجة عدم توفر طبيب‬
‫عظام في دائرة الصحة فذهبت إلى زميلها الطبيب تشكو‬
‫وتتألم وتتظاهر أمامه بأنها تعاني من آلم في العظام‪،‬‬
‫فقام هو الخر بإعطائها إجازة لمدة أسبوع! أي أصبح‬
‫َ‬
‫سرة‬ ‫مجموع أيام إجازتها ‪ 21‬يوما ً من دون مكوثها على أ ِ‬

‫‪13‬‬
‫المستشفى ساعة واحدة‪ ،‬فأين لجان الرقابة في‬
‫مستشفياتنا‪ ،‬أحبتنا المسؤولين‪..‬؟!‬
‫ختيار عايب‪ :‬أخبرني أحد الصدقاء بأنه قام بالتصال‬
‫بمسؤول كبير يعمل في وزارة الصحة الفلسطينية لبلغه‬
‫عن تصرفات أحد الممرضين الكبار في السن والتي يندى‬
‫لها الجبين‪ ،‬ول تمت لعمله النساني بأية صلة‪ ،‬الطامة‬
‫الكبرى )والحديث للصديق( أن المسؤول قال له وبالحرف‬
‫الواحد‪" :‬إتق الله‪ ..‬هذا ختيار ل يعقل أن يقوم بهذه‬
‫الفعال" المهم في المر أن المسؤول أحيل على التقاعد‪،‬‬
‫أما الممرض المعني فأصبح مسؤول ً عن إحدى أقسام‬
‫المشفى‪!..‬‬
‫مش كل مرة‪ :‬بسبب قرب منازلهم إلى بيته‪ ،‬وتكاسلهم‬
‫في الذهاب إلى الطباء المختصين لمعالجتهم من المراض‬
‫التي يشكون منها‪ ،‬ولقلة تكاليف العلج في عيادته‪ ،‬يأخذ‬
‫نفر من سكان إحدى القرى بالتردد على منزل الممرض في‬
‫قريتهم‪ ،‬فيقوم أخونا بإعطائهم إبر في غير أماكنها وفي‬
‫مرات عديدة تورمت أرجلهم أو أياديهم‪ ،‬وفي هذه الحالة‬
‫كانوا يعودون إلى منازلهم وهم يمشون على أربع قوائم!‬
‫ويا أحبتنا إذا أردتم توفير مبالغ بسيطة في مثل هذه‬
‫الحالت‪ ،‬فستدفعون آلف الشواقل نتيجة بخلكم‪ .‬وللممرض‬
‫ل نفسه طبيبا ً أقول‪" :‬مش كل مرة بتسلم الجرة"‬ ‫حو َ‬
‫الذي َ‬
‫فأترك المر لهله‪...‬‬
‫ممرض كسول‪ :‬قام أحد الممرضين العاملين في‬
‫مستشفى حكومي‪ ،‬بعد شعوره بقلق دائم بالطلب من‬
‫زميل آخر في قسم مجاور بحقنه بإبرة كي تساعده على‬
‫النوم‪ ،‬وبالفعل نام صديقنا ساعات طوال‪ ،‬وبدل من قيامه‬
‫بالشراف على المرضى قام المرضى أنفسهم بالشراف‬
‫عليه‪ ،‬وذلك عن طريق إبلغ العاملين في القسام المجاورة‬
‫بما حصل مع الممرض المذكور‪ ،‬وعلى الفور أجريت‬
‫للممرض السعافات الولية واستيقظ من سباته العميق‪،‬‬
‫ندعو هذا الممرض أن تكون فعلته هي المرة الولى‬
‫ل‪ ،‬لن تعاطيه مثل هذه البر‬ ‫والخيرة وأن ل يكررها مستقب ً‬
‫ه من حيث ل يدري‪!!..‬‬ ‫تضر بصحت ِ‬
‫ً‬
‫ممرض قاتل ‪ :‬ضبط أحد الممرضين وهو متلبسا ‪ ،‬حيث‬
‫كان يقوم بوضع درجات الحرارة للمرضى من دون أن يكلف‬
‫نفسه قياسها ‪ ،‬حيث اكتفت المسؤوله عنه أعطائه إنذار‬
‫يحفظ في ملفه ‪ ،‬حيث أن النذار المذكور يسبب في تأخير‬

‫‪14‬‬
‫نيله الحصول على درجة ترفع راتبه ‪ ،‬ولكن يا أخانا العزيز‬
‫كم من المرضى في القسم المذكور توقفت درجات‬
‫حرارتهم ورفعت أرواحهم إلى بارئها نتيجة الهمال من‬
‫أمثال هذا الممرض الكسول الذي ل يصلح أن يكون مسؤول ً‬
‫عن قطيع من الغنام ‪ ،‬وليس مسؤول ً عن أرواح‬
‫البشر ‪!! ..‬‬
‫أسلوب رخيص ‪ :‬قامت إحدى المستشفيات برفع عشرات‬
‫السماء من العاملين لديها للدارة المدنية للحصول على‬
‫تصاريح تخولهم الدخول إلى مدينة القدس ‪ ،‬وذلك لتعليمهم‬
‫في مستشفى متطور على استخدام الجهزة الحديثة وبعض‬
‫الطرق الصحيحة في تعقيم الدوات و‪ ..‬الطامة الكبرى أن‬
‫بعض العاملين بالفعل سافروا إلى المستشفى وتعلموا‬
‫على الجهزة وحضروا بعض المحاضرات المهمة ‪ ،‬أما‬
‫بعضهم الخر فكان يداوم يوم ويتغيب عشرة أيام ‪ .‬وبالرغم‬
‫من علم إدارة المستشفى بتغيب عامليها عن العمل ‪ ،‬فلم‬
‫تكلف نفسها توجيه إنذارات لهؤلء الشخاص الذين لم‬
‫يلتزموا بالتقيد بالدوام للحصول على الخبرة لتطبيقها في‬
‫مستشفاهم الذي تنقصه الخبرة والكفاءة ! والمطلوب اتخاذ‬
‫إجراءات حازمة بحق هؤلء العاملين ليكونوا عبرة لمن‬
‫تسول له نفسه إتباع تلك الساليب الخبيثة في المرات‬
‫القادمة ‪.‬‬
‫أين الرحمة يا ملئكة الرحمة ‪ :‬هناك الكثير من الشخاص‬
‫يرغبون بعد تناولهم طعام الفطار في رمضان ‪ ،‬بالتوجه‬
‫إلى قلب المدن الكبرى للتنزه وشراء بعض الحاجيات‬
‫وبخاصة في العشرة أيام الواخر من شهر رمضان‬
‫الفضيل ‪ ،‬وأصبحت عادة عند الكثيرين ‪ ،‬حيث يأخذن بعض‬
‫النساء اللحاح على أزواجهن إصطحابهن كباقي النساء‬
‫لخريات إلى قلب المدن ‪ ،‬غير مباليات بظروف أزواجهن‬ ‫ا ُ‬
‫الغلبا ‪ ،‬ولكن من كثرة إلحاحهن عليهم يضرون مكرهين‬
‫للتوجه إلى تلك السواق التي يختلط فيها الحابل بالنابل ‪،‬‬
‫وتقع فيها الكثير من الخطاء‪ ،‬ولكن الخطأ الذي ُأريد‬
‫التوصل إليه هو أن بعض الخوات العاملت في مستشفياتنا‬
‫) كما أبلغني أحد الصدقاء من شمال الضفة ( ‪ ،‬بأنهن‬
‫يتركن أقسامهن وهن على رأس عملهن ويتوجهن للتجوال‬
‫وشراء بعض الحاجيات من السواق ويتركن مرضانا يعانون‬
‫من شدة اللم ‪ ،‬فأين الرحمة التي في قلوبكن يا ملئكة‬
‫الرحمة ‪..‬؟!‬

‫‪15‬‬
‫ممرضون نفوسهم مريضة ‪ :‬يقوم بعض الممرضين أثناء‬
‫قيامهم بتوزيع الدواء على الخوة المرضى ‪ ،‬الذين يتلقون‬
‫العلج داخل مستشفياتنا ‪ ،‬بسرقة الدواء المخص لهم‪ ،‬فبدل ً‬
‫من إعطاء المريض ثلثة أنواع من الدواء ‪ ،‬يكتفون بإعطائه‬
‫نوعين ‪ ،‬والبافي يقومون بسرقته ‪ ،‬ولدى تردد أهالي‬
‫بلداتهم على منازلهم لتلقي العلج ‪ ،‬يقومون ببيعهم إياه‬
‫بأسعار أكثر مما يباع في الصيدليات ‪ .‬بعض هؤولء‬
‫الممرضين الذين شارفوا على سن التقاعد تم ضبطهم‬
‫متلبسين ‪ ،‬ما إضطرهم إلى رفع كتب لوزارة الصحة‬
‫يطالبون فيها بإحالتهم على التقاعد ‪ !!..‬ويا حبذا أن تقوم‬
‫وزاراتنا المختلفة ‪ ،‬بعمل إحتفالت سنوية وبخاصة في يوم‬
‫العمال العالمي ‪ ،‬لتكريم الموظفين المثاليين لديها ‪ ،‬لكي‬
‫يكونوا عبرة لغيرهم في السنوات القادمة ‪...‬‬
‫الحتلل شماعة الجميع ‪ُ :‬أصيب أحد الشبان وهو في‬
‫مقتبل عمره بلدغة أفعى‪ ،‬وعلى الفور إصطحبه والده إلى‬
‫ممرض يعمل طبيبا ً في القرية ‪ ،‬حيث أعطاه إبرة قد تكون‬
‫في غير محلها ‪ ،‬وظهرت على الشاب علمات العياء‬
‫الشديد ‪ ،‬ما إضطر والده لنقله إلى المشفى لكنه توفي في‬
‫الطريق ‪.‬‬
‫لم يعترف الممرض بخطئه‪ ،‬وحمل المسؤولية لجنود‬
‫الحتلل الذين أعاقوا وصول السيارة التي تقل المصاب‬
‫للمشفى حسب إدعائه ‪ .‬أهالي المتوفى يعرفون من هو‬
‫السبب وراء مقتل إبنهم الذي غاب عنهم بلمحة البصر ‪..‬‬
‫وكثيرا ً من أمثال هذا الممرض ما زالوا يصولون ويجولون‬
‫في قرانا ‪ ،‬وكل الخطاء الطبية التي تقع معهم كانوا‬
‫يحملونها للحتلل ‪ ،‬والسؤال ‪ :‬متى يخرج الهالي‬
‫المتضررين عن صمتهم ‪ ،‬ويحملون الخطأ لهؤلء القتلة‬
‫الذين هدفهم الول والخير هو جمع المال ‪ ،‬غير مبالين‬
‫بأرواح الناس وعذابات أهاليهم ‪!!..‬‬
‫التجسس في دمه ‪ :‬أحدهم كان يعمل ممرضا ً في مشفى‬
‫حكومي ‪ ،‬وفي الوقت نفسه يعمل جاسوسا ً للحتلل‬
‫السرائيلي ‪ ،‬حيث كان يقوم بتزويد أعوانه بأسماء‬
‫المصابين والجرحى الذين كانوا يصلون المشفى الذي يعمل‬
‫فيه أول ً بأول ‪،‬والذين بدورهم كانوا يقومون بمداهمة‬
‫المشفى واعتقالهم ‪ .‬وبعد قدوم سلطتنا الموقرة أخذ‬
‫الشخص نفسه برفع التقارير ضد زملئه من كل الجنسين‬
‫والذين يعملون بإخلص في وظائفهم‪ ،‬وآخر تقرير رفعه‬

‫‪16‬‬
‫كان ضد زميلة له بسبب ) قليها ( حبات من البندورة لسد‬
‫رمقها بسسب تأخرها في الدوام ‪ ،‬ولكن رد الوزير كان من‬
‫حق هذه الممرضة أن تتناول الطعام ما دامت تزاول عملها‬
‫على أكمل وجه ‪ ..‬بعض العاملين في المشفى الذي يعمل‬
‫فيه هذا الممرض همسوا في ُأذني بأنه إرتكب عشرات‬
‫الخطاء ذات السمعة السيئة ‪ ،‬وكان بودهم رفعها للجهات‬
‫المختصة ‪ ،‬لكنهم فضلوا عدم رفعها خوفا ً من وصول لجان‬
‫التحقيق للمشفى المذكور وذلك حفاظا ً على سمعته‬
‫وسمعة العاملين فيه ‪!!..‬‬

‫‪17‬‬
‫‪5‬‬ ‫صـــــــــــرخـــــــــــا‬
‫ت ‪ ..‬؟!‬
‫الصرخة الولى‪ :‬يتصرف بعض الزوار أو المرافقين )الذين‬
‫يتوافدون على مستشفياتنا للطمئنان على صحة أصدقائهم‬
‫أو أقاربهم‪ ،‬بتصرفات جنونية وغير مسؤولة وبخاصة في‬
‫حالة وفاة مريض عزيز عليهم‪ ،‬فمنهم من يقوم بالعتداء‬
‫على الطاقم الطبي أو بتكسير زجاج المستشفى أو بعض‬
‫الجهزة المهمة‪ .‬وكل هذه العمال ل داعي لها لو )ضبط(‬
‫كل واحد منا أعصابه‪ ،‬ولكن الغريب عند بعضهم هو )فلتان(‬
‫أعصابه‪ ،‬فيأخذ بدل ً من الترحم على الميت أو قراءة القرآن‬
‫على روحه‪ ،‬بالتطاول على العاملين‪ ،‬وتصل الحقارة عند‬
‫هؤلء حد سب الذات اللهية والعياذ بالله!‬
‫الصرخة الثانية‪ :‬عجبا ً من بعض أقارب العاملين في‬
‫مستشفياتنا الذين يحضرون إليها لتلقي العلج أو بمرافقة‬
‫أبنائهم المرضى‪ ،‬والغريب أنهم يأخذون بكيل ألتهم‬
‫والمسبات لهم بحجة عدم حضورهم لزيارتهم في أقسام‬
‫المستشفى المختلفة‪ ،‬وذلك من أجل الطمئنان عليهم‬
‫وعلى أبنائهم‪ ،‬ويا أحبتنا لو ُترك كل موظف قسمه وذهب‬
‫لزيارة قريبه لكان من الفضل إغلق المستشفى ووقف‬
‫العمل فيه!‬
‫وعجبا ً كذلك من بعض معارف العاملين داخل مستشفياتنا‬
‫الذين يترددون على أقسامهم والسؤال عنهم‪ ،‬ويطلبون‬
‫التحدث معهم والجلوس داخل مكاتبهم فيعيقون عملهم من‬
‫خلل أصواتهم وعبثهم بملفات المرضى أو اللعب في‬
‫الجهزة الثمينة والحساسة الموجودة في مكاتبهم‪ ،‬ل بل‬
‫تصل الوقاحة عند بعضهم الطلب منهم عمل الشاي‬
‫والقهوة – وكأن مستشفياتنا مقهى يرتادونها متى‬
‫يشاؤون!‬
‫الصرخة الثالثة‪ :‬كنت في زيارة مريضة كانت ترقد في‬
‫قسم الجراحة في أحد المستشفيات وبعد الطمئنان على‬
‫صحتها وفي أثناء مغادرتي باب المستشفى سمعت أحد‬
‫الموظفين وعبر جهاز إتصال موزع على أقسام المستشفى‬
‫كلها‪ ،‬يطلب من مركبة متوقفة بالقرب من مدخل الطوارئ‬
‫إبعادها بسبب حالت طارئة في طريقها إلى المستشفى‬
‫لشاهد بُأم عيني‬‫وعلى الفور ذهبت إلى باب الطوارئ ُ‬
‫ُ‬

‫‪18‬‬
‫السيارة المتوقفة‪ ،‬فكانت سيارة خاصة لنسان من‬
‫المفروض أن يكون ُ‬
‫قدوة لبناء شعبه‪.‬‬
‫الصرخة الخيرة ‪ :‬كثير من المواطنين يصلون إلى‬
‫المستشفيات وهم في حالة خطرة‪ ،‬ما يضطر الطباء إلى‬
‫إجراء عمليات جراحية مستعجلة لنقاذ حياتهم‪ ،‬أو وضعهم‬
‫تحت المراقبة ويمنع زيارة الهل لهم‪ ،‬ولكن قبل وصولهم‬
‫إلى المستشفيات يسبقهم أهاليهم وأنسباؤهم وجيرانهم‬
‫إلى أروقة المستشفيات ويأخذون يسرحون ويمرحون‬
‫داخلها‪ ،‬وبين الحين والخر يتوسلون للعاملين السماح لهم‬
‫بزيارة مريضهم‪ ،‬وفي هذه الحالة يعيقون تحرك العاملين‬
‫عن أداء واجبهم وإذا طلب منهم مغادرة القسم لفساح‬
‫المجال لهم لنقاذ حياة مريضهم‪ ،‬يأخذون بإلقاء التهم‬
‫والمسبات البذيئة بإتجاه أخواتنا الممرضات أو الممرضين‬
‫والطباء ‪ ,‬وبشق )النفس( يستطيع الطاقم الطبي أداء‬
‫واجبه وفي حالت كثيرة نتيجة هذه العمال غير المسؤولة‬
‫يموت المريض ويخرج )نفسه( إلى السموات العلى!‬

‫‪19‬‬
‫‪6‬‬
‫إدارات ‪ ..‬؟!‬
‫الهدف تجاري‪ :‬تقوم إدارة إحدى المدارس الخاصة بالتفاق‬
‫مع مدرسيها‪ ،‬بوضع علمات عالية لطلبتها‪ ،‬وذلك لتحسين‬
‫سمعتها عند أهالي الطلبة ومعارفهم‪ ،‬وغالبية تقديرات‬
‫الطلبة في المباحث التي يدرسونها تكون )ممتازة(‪ ،‬ولكن‬
‫بعد نقلهم إلى المدارس الحكومية بسبب تكاليفها الباهظة‬
‫يفاجأ أهالي الطلبة بأن تقديرات أبنائهم كانت )مقبولة( أي‬
‫ما يعادل ‪59-50‬بالمائة‪ ،‬ل بل في بعض المواد كانت‬
‫)مقصرة( ومتدنية جدًا‪ ،‬وثبت أن الهدف الرئيس لبعض‬
‫المدارس الخاصة هو الربح فقط‪.‬‬
‫وضع الرجل المناسب‪ :‬من دون "وضع الرجل المناسب‬
‫في المكان المناسب"‪ ،‬ستبقى مؤسساتنا في تراجع دائم‬
‫ويعود السبب في ذلك إلى عدم دراية بعض المعنيين بالمر‬
‫بالمسؤوليات الموكلة إليهم‪ ،‬ويجب توفير المكانيات كافة‬
‫)للرجل المناسب( من أجل البداع والتطور في عمله‪ ،‬وفي‬
‫حالة تقصيره يجب أن يحاسب على خطأه‪ ،‬والبناء الذي‬
‫يقام على )الملح( مصيره السقوط وبخاصة إذا لمسته‬
‫المياه‪ ،‬وكثير من )أبنيتنا( مقامة على الملح‪ ،‬فهل نقوم‬
‫بدعم تلك البنية بمداميك متينة قبل بدء تساقطها على‬
‫رؤوسنا والنتيجة خسارة في الموال والرواح و‪! ..‬‬
‫إطعم الفم تستحي الجيبة‪ :‬قامت لجنة مسؤولة عن بناء‬
‫مدرسة تحمل اسم أحد الشهداء الفلسطينيين البارزين‪،‬‬
‫بعمل طعام غداء لجميع المدعوين لحضور حفل وضع حجر‬
‫الساس ‪ ,‬حيث وصل عدد رؤوس الغنام التي تم ذبحها إلى‬
‫)‪ 15‬رأسًا( وكان بالمكان إقتصار الحفل وذلك بتوزيع‬
‫الشوكولتة والكول على الحضور‪ ،‬ورصد المبالغ التي تم‬
‫جمعها لبناء غرف جديدة‪ .‬سألت أحد أعضاء اللجنة عن‬
‫السبب وراء ذبح هذا العدد الكبير من الضأن والماعز‪ ،‬فكان‬

‫‪20‬‬
‫رده‪ :‬بأنه لول عمل طعام الغداء لما تم جمع الموال التي‬
‫لم يتعدى مجموعها ضعف تكاليف طعام الغداء‪ ،‬أي بمعنى‬
‫آخر إطعم الفم تستحي الجيبة‪!..‬‬
‫مزحة قاتلة‪ :‬إتصل أحدهم بمدير المدرسة التي يعمل بها‬
‫شقيقه ليخبره بأن والدته أصيبت بنوبة قلبية حادة وعليه‬
‫الحضور حال إلى مستشفى المدينة‪ ،‬ولكن المدير اعتقد‬
‫بأنها لعبة مفبركة لجبار المعلم على مغادرة المدرسة‬
‫لقضاء ُأمور خاصة‪ ،‬وأبقى المدير خبر التصال طي الكتمان‬
‫حتى إنتهاء الحصة الخيرة‪ ،‬والمصيبة أن والدة المعلم‬
‫فارقت الحياة من دون أن يسمع كلماتها الخيرة‪ ،‬وفي أثناء‬
‫تقديم المدير التعازي لزميله إعتذر له على فعلته وبأنها‬
‫كانت مجرد )مزحة( و‪ ..‬عيب يا حضرة المدير‪!..‬‬
‫الدورات للمميزين فقط‪ :‬وصل تعميم عبر جهاز الفاكس‬
‫إلى مدير مؤسسة عن توفر دورات تدريبية خارج البلد‪،‬‬
‫وبدل ً من توزيعه على الموظفين أو نشره على لوحة‬
‫العلنات في المؤسسة المسؤول عن إدارتها كي يقرأه كل‬
‫موظف لديه الرغبة في اللتحاق بهذه الدورات حسب‬
‫الوقت المحدد له وطبيعة عمله‪ ،‬إلتقى المدير مع نائبه على‬
‫إنفراد ولم يعلما الموظفين في مؤسستهم بالدورات‬
‫المذكورة لتكون الدورة من نصيبهما فقط! والغريب أن مدة‬
‫خدمة كليهما تزيد عن ‪ 24‬عامًا‪ ،‬وهما على حافة التقاعد‪،‬‬
‫وهما ليسا بحاجة للمشاركة في مثل هذه الدورات‪ .‬إذ كان‬
‫من الواجب عليهما منح فرصة للموظفين المميزين‬
‫للستفادة من هذه الدورات لمواكبة التطور العلمي أول ً‬
‫بأول في مجال تخصصاتهم كي يتم تطبيق ما درسوه في‬
‫مؤسستهم لتحسين قدراتهم في العمل‪...‬‬
‫طلبات متكررة‪ :‬أخبرني أحدهم بأنه في شهر واحد أعطى‬
‫أولده مبالغ غير بسيطة مرة لشراء ماء للشرب ومرة‬
‫لتركيب جهاز هاتف‪ ،‬ومرة ثالثة لدعم المنتخب الفلسطيني‬
‫و‪ ...‬حتى أصبح بعض الهالي من ذوي الدخل المحدود‬
‫يفكرون بعدم إرسال أولدهم إلى المدارس من كثرة‬
‫طلبات إداراتها المستمرة! فل مانع من التبرع بشاقل واحد‬
‫كل شهر أما الطلبات الزائدة عن حدها فهي عبء ثقيل‬
‫على كاهل الطلبة وأهاليهم!‬
‫مرض التحرش‪ :‬أحدهم كان يتعرض للضرب بسبب تحرشه‬
‫بالفتيات‪ ،‬وفي مرات عدة شاهدته يلف رأسه "بالحطة"‬
‫لخفاء آثار الضرب على رأسه! وعلى الرغم من أن زملؤه‬

‫‪21‬‬
‫في العمل نصحوه بالكف عن تصرفاته الصبيانية ‪ ,‬وإذا أراد‬
‫الزواج فهم على استعداد للوقوف إلى جانبه‪ ،‬لكنه لم‬
‫يستجيب لطلبهم حيث كان يحضر بعض أهالي الفتيات إلى‬
‫مكان عمله من أجل إعلم مدير المؤسسة بتصرفاته‪.‬‬
‫ُأغلقت المؤسسة التي يعمل فيها لسباب مادية‪ ،‬وعمل‬
‫في مؤسسات عدة‪ ،‬وكان يتم فصله بعد مضي فترة قصيرة‬
‫على تسلمه عمله الجديد! وفوجئت في الونة الخيرة بأنه‬
‫عين مسؤول ً عن قسم العلقات العامة في إحدى‬
‫المؤسسات المهمة جدًا‪ ،‬وفي هذه المرة علقته مباشرة مع‬
‫الجنس اللطيف وبكل لطف وحنان ومن دون عوائق تذكر‪!..‬‬
‫رياء ونفاق‪ :‬كثيرا ً ما نقرأ في صحفنا المحلية إعلنات‬
‫)شكر وتقدير( لشخاص تبرعوا بمبالغ معينة لحدى‬
‫المؤسسات الخيرية أو النوادي الرياضية‪ ،‬ويقوم مسؤولو‬
‫تلك المؤسسات بنشر إعلنات شكر وتقدير على مدار عدة‬
‫أيام للشخص المتبرع مع صورته مشتملة على بعض الجمل‬
‫الحماسية التي تمجده‪ ،‬وكأنه حرر الوطان وأوقف‬
‫الستيطان! ويشتم من خلل قراءتها الرياء والنفاق‪ ،‬ولو‬
‫رصدنا ثمن تكلفة العلنات لوجدنا أنها أضعاف المبلغ الذي‬
‫تبرع به الشخص المذكور مرات عدة! وإذا بقي بعض أصحاب‬
‫مؤسساتنا يسيرون على هذا النهج‪ ،‬فستغلق مؤسساتهم‬
‫في القريب العاجل بسبب سوء إدارتهم وعدم وضع المور‬
‫في نصابها و‪! ..‬‬
‫فراش أم مدير‪ :‬منذ اليوم الول لتعيين "عمال‬ ‫َ‬
‫التنظيفات" في مؤسساتنا يقومون بتنظيف القسام‬
‫المسؤولين عنها على أكمل وجه‪ ،‬وبمسح الغبار عن‬
‫الرفوف وأجهزة الهاتف وبغسل أواني الشاي والقهوة‬
‫بالماء والصابون وبتفريغ سلل المهملت كلما امتلت أول ً‬
‫بأول‪ ،‬وبري المزروعات وتقليمها و‪ ...‬وبعد مضي شهر على‬
‫تعيينهم‪ ،‬تبدأ نظافتهم بالتراجع رويدا ً رويدًا‪ ،‬ومع مرور‬
‫الوقت تبقى النفايات من دون إزالة وتنبعث رائحة نتنة من‬
‫داخلها وتصبح مأوى للذباب والفئران و‪ !..‬والطامة الكبرى‬
‫أنه في بعض الحوال إذا سألت عن الفراش ستجده جالسا ً‬
‫على مقعد المدير ويقوم بأعماله في حالة غيابه‪ ،‬ويصبح‬
‫المسؤول الول والخير أمام مراجعي المؤسسة أو‬
‫المصنع‪ ،‬ويأخذ بعضهم بالتحدث معك وبشكل متعجرف‬
‫وكأنهم يحملون أعلى الشهادات في تخصصاتهم! حبذا لو‬

‫‪22‬‬
‫أن كل واحد منا يقوم بعمله الموكل إليه من دون رقيب أو‬
‫حسيب سوى المولى الواحد عز وجل‪.‬‬
‫أسرة واحدة‪ :‬بدل ً من بث روح الفريق الواحد بين‬
‫الموظفين وترغيبهم في العمل‪ ،‬يأخذ أحد مدراء‬
‫المستشفيات بالتنغيص على العاملين في المستشفى‬
‫المسؤول عن إدارته‪ .‬وذلك من خلل الكشرة التي يظهرها‬
‫كلما إلتقى أحدهم‪ ،‬وبدل ً من التدقيق في ملفات المرضى‬
‫ومتابعة قضاياهم وتطوير أقسام المستشفى كان يأخذ‬
‫بالتدقيق في أمور ثانوية وتافهة جدًا‪ ،‬منها سؤال الموظف‬
‫عن سبب تراكم الغبرة على أروقة قسمه وهي مسؤولية‬
‫عمال قسم النظافة أو يقوم بالطلب من بعض الموظفين‬
‫العمل في أقسام ل يعرفون طبيعة العمل فيها‪ ،‬ويفتعل‬
‫المشاكل بين العاملين والتي تعود بأثر سلبي على سمعة‬
‫المستشفى‪.‬‬
‫إدفع بالتي هي أحسن‪ :‬أحدهم كان مسؤول ً عن طلبات‬
‫توظيف المعلمين الجدد في أحد مكاتب التربية والتعليم‬
‫مثبتا ً لفتة‬
‫زمن الحتلل السرائيلي‪ ،‬وكان هذا المسؤول ُ‬
‫على حافة مكتبه‪ ،‬وكل شخص يريد مقابلته يستطيع‬
‫قراءتها‪ ،‬وتحمل العبارة التالية‪" :‬ادفع بالتي هي أحسن"‬
‫وبعد قيام المعلمين بتعبئة استمارة التوظيف فمنهم من‬
‫قرأها أكثر من مرة وغادر مكتب المسؤول من دون معرفة‬
‫قصده! وبعضهم الخر قرأها وعرف ما هدف المسؤول من‬
‫وراء ذلك‪ ،‬وفي اليوم نفسه أو اليام التي أعقبته ُأحضر له‬
‫السمن والعسل وحتى وصل المر عند بعضهم بإحضار‬
‫مصاغ زوجاتهم‪ ،‬ومن كانت هديته كبيرة وثمينة كان يتم‬
‫توظيفه‪ ،‬أما المعلمون )الجهلة( حسب وجهة نظر هذا‬
‫المسؤول فلم يقرءوا المكتوب من )عنوانه( ولم يتم‬
‫توجيههم إلى )عنوان( أي مدرسة حتى الن – لنهم نسوا‬
‫حروف اللغة العربية وأبجدياتها!‬
‫الصحة بدها صحة‪ :‬زرت إحدى دوائر الصحة في ربوع‬
‫وطننا الغالي‪ ،‬وما أن وطئت قدماي المدخل الرئيس‪ ،‬حتى‬
‫شاهدت أكوام الوساخ وأعقاب السجائر متناثرة هنا وهناك‪،‬‬
‫وقلت داخل نفسي‪" :‬بأن الصحة بدها صحة" جلست على‬
‫أحد المقاعد بإنتظار طبيب العيون‪ ،‬وكنت لحظتها ُأرقب‬
‫تصرفات المراجعين‪ .‬فكل مواطن كان يدخل الدائرة‬
‫)وبخاصة كبار السن(‪ ،‬كان يحمل بحوزته أوراقا أو صورا‬
‫ويدخل غرف الموظفين بدءا ً من غرفة الفراش وإنتهاءً‬

‫‪23‬‬
‫بغرفة المدير ‪ ,‬وكان يشرح لكل موظف مشكلته! حبذا لو‬
‫ل إلى‬ ‫يكون هناك قسم للستعلمات لتوجيه المواطنين ك ٌ‬
‫الموظف الذي يريده‪ ،‬لن نسبة عالية من المراجعين ل‬
‫يعرفون القراءة‪ ،‬وفي هذه الحالة ينهون معاملتهم‬
‫بالسرعة القصوى ‪ ,‬ومن دون أية إعاقة تذكر لموظفي‬
‫الدائرة و‪!..‬‬
‫الحرية الشخصية‪ :‬إحدى الطالبات تقدمت إلى دائرة‬
‫التسجيل في جامعتها‪ ،‬بطلب لعفائها من القسط الجامعي‬
‫أو جزء منه‪ ،‬لن أحوالها المادية صعبة للغاية‪ ،‬ولكنها‬
‫فوجئت بأن المسؤول عن مثل هذه الحالت طلب منها بأن‬
‫)تغير( توجهها السياسي من تنظيم إلى آخر لكي يعفيها‬
‫من القساط المتراكمة عليها كلها! الطالبة كانت جريئة‬
‫والدليل على ذلك أنها تتمتع بشعبية واسعة بين جموع‬
‫الطلبة ‪ ,‬ووجهت للمسؤول السؤال التالي‪" :‬لو كنت مكاني‬
‫هل ستقبل ذلك؟" أجابها بالنفي وأجابت هي الخرى‪ ،‬أنا‬
‫كذلك‪ ،‬وسبب علتنا في جامعاتنا يعود في تعيين موظفين‬
‫في مناصب هم ليسوا أهل ً لها‪!..‬‬
‫قصاص في غير مكانه‪ :‬كان مدير مؤسسة خاصة يسمح‬
‫لبنته )على قسط كبير من الجمال( بالتجوال داخل شوارع‬
‫القدس العتيقة‪ ،‬وكانت إبنته تستدرج الشباب إلى أبواب‬
‫مؤسسة والدها‪ ،‬وتصعد بدورها لتبلغه بأن أحدهم يعاكسها‬
‫وهو في انتظارها أمام باب المؤسسة‪ ،‬وفي هذه الحالة لم‬
‫يكلف والدها نفسه متابعة المر‪ ،‬وكان يطلب من موظفيه‬
‫مواجهة الشباب وتعزيرهم على أفعالهم‪ ،‬فمنهم من كان‬
‫يقبل على نفسه المهمة الموكلة إليه حفاظا ً على الراتب‬
‫الذي يتقاضاه‪ ،‬وبعضهم الخر يرفض ذلك‪ ،‬بحجة أن هذا‬
‫المر ليس من إختصاصه‪ ،‬وهؤلء كان قصاصهم الفصل من‬
‫العمل بحجة عدم إنتمائهم للمؤسسة‪!!..‬‬
‫المطلوب إزالتها‪ :‬قامت إحدى شركات الدعاية والعلن ‪,‬‬
‫بتثبيت لفتات دعائية من الحجم الكبير على جدر عديد من‬
‫المدارس المنتشرة في أنحاء الوطن‪ ،‬والغريب أن اللفتات‬
‫المذكورة تحمل رسوما ً لعلب الدخان من كافة النواع‪،‬‬
‫ورسومات لقلم أحمر الشفاه )والمدارس خاصة بالذكور‬
‫فقط(‪ ،‬والسؤال الذي يطرح نفسه‪ :‬هل مكاتب التربية في‬
‫المحافظات على دراية بوضع اللفتات المذكورة؟ وإذا لم‬
‫تكن على دراية‪ ،‬فهل إدارات المدارس قامت بإبلغ مكاتب‬
‫التربية المشرفة عليها بذلك؟ وهل سيتم في القريب‬

‫‪24‬‬
‫العاجل إزالة كل اللفتات وإستبدالها بأخرى تحث على‬
‫العلم والنظافة وحب الوطن؟!‬
‫مجالس الباء‪ :‬دعا مدير إحدى المدارس أولياء أمور الطلبة‬
‫القدوم إلى المدرسة المشرف على إدارتها لتشكيل مجلس‬
‫آباء خاص بها‪ ،‬وذلك بهدف تعزيز التواصل بين المدرسة‬
‫والطلبة والمجتمع‪ ،‬وتنسيق الجهود لمساعدة المدرسة‬
‫إجتماعيا ً وماليا ً بالوسائل والمكانيات المتاحة‪ ،‬ومتابعة‬
‫المشاكل الجتماعية والمادية والعتداءات على المدارس‬
‫ومحاولة المساعدة في "متابعة التحصيل الدراسي للطلبة‬
‫من خلل تفعيل زيارات الهالي للمدارس"‪ .‬إنتظر المدير‬
‫قدوم الهالي وكانت كل توقعاته أن يكون الحضور مقبول ً‬
‫ولكن عدد الذين حضروا لم يتجاوز الثلثة أشخاص فقط‪،‬‬
‫ل النتظار طلب من المدير تعيين‬ ‫أحد الحضور بعد أن م ّ‬
‫أشخاص في مجلس الباء هم سبب كل علت القرية‬
‫ومشاكلها! فيا أحبتي أولياء أمور الطلبة كلكم أعضاء في‬
‫مجالس الباء‪ ،‬وهذا هو المطلوب‪ ،‬وإذا تركتم أبناءكم من‬
‫دون الوقوف إلى جانبهم والسؤال عنهم وتوفير‬
‫مستلزمات الدراسة والجو المناسب لهم‪ ،‬فل تلوموهم إذا‬
‫كانت نتائجهم مؤلمة! لنكم فسحتم المجال لشخاص‬
‫يحبون الوجاهة في رسم سياسات التعليم في قريتكم‪.‬‬
‫من أجل تشجيع الخرين‪ :‬شاهدت لفتة مكتوبة بخط جيد‪،‬‬
‫ومثبتة في أحد أقسام مستشفيات الوطن‪ ،‬تحمل اسم‬
‫المتبرع بتلك الجهزة غالية الثمن‪ ،‬وكان من المفروض على‬
‫إدارة المستشفى عمل برواز حولها‪ ،‬وذلك للمحافظة عليها‬
‫من عبث العابثين الذين ل يحلو لهم الكتابة أو تلصيق‬
‫الدعايات إل فوق حروفها‪ ،‬وفي الوقت نفسه لتشجيع‬
‫مواطنين آخرين على التبرع بأجهزة ضرورية إلى‬
‫مستشفيات الوطن التي تعاني من نقص شديد في بعض‬
‫الجهزة المهمة بداخلها‪.‬‬
‫طلبة عتالين‪ :‬يقوم عديد من الطلبة منذ ساعات الصباح‬
‫الولى بالذهاب إلى سوق بيع الخضار في مدينتهم‬
‫مصطحبين معهم عربات خاصة لنقل بضاعة التجار إلى‬
‫حوانيتهم‪ ،‬مقابل أجرة بسيطة مستغلين حاجتهم للنقود‬
‫ليتصرفوا بها لشراء السجائر أو الشرطة أو السناسل و‪..‬‬
‫بعضهم وهم قلة يستغلها لسد احتياجاتهم البيتية الضرورية‪.‬‬
‫المصيبة أن هؤلء الطلبة يتأخرون في سوق الخضار ومنهم‬
‫من يصل إلى مدرسته بعد الحصة الثانية أو الثالثة‪ ،‬ول يقوم‬

‫‪25‬‬
‫المدير بتعزيرهم على تأخرهم – لنه سيواجه بالهانة من‬
‫قبل ذوي )الطلبة العتالين(‪ ،‬فيتركهم يتصرفون حسب‬
‫مزاجهم من دون مساءلة وهؤلء يزدادون يوما بعد آخر‪!..‬‬
‫جمعيات بالسم‪ :‬شاهدت في أثناء مروري في شوارع‬
‫الوطن الحبيب‪ ،‬عدة لفتات معلقة على مكاتب خاصة‬
‫بجمعيات التعليم العالي‪ ،‬هدفها مساعدة الطلبة في دفع‬
‫القساط الجامعية عنهم أو تقديم القروض لعضائها‪ ،‬لكن‬
‫أثبتت لنا اليام أن أسماءها ل تدل على مضمونها‬
‫ونشاطاتها كانت في الحضيض‪ ،‬ولم نسمع عن نشاطاتها أو‬
‫أسمائها سوى من خلل العلنات التي يتم توزيعها على‬
‫أبواب المحال التجارية أو عبر الصحف المحلية‪ ،‬لحث‬
‫أعضائها على تسديد إشتراكاتهم وموعد إجراء النتخابات‬
‫المقبلة‪ ،‬وما يتم جمعه من رسوم الشتراكات يتم دفعه‬
‫ُأجرة مكتب لصحاب العمارة‪ ،‬ولو قاموا بمساعدة بعض‬
‫الطلبة فسيكون ذلك لبناء الهيئة الدارية الجديدة‪ ،‬أما‬
‫الطالب الذي هو بحاجة ماسة للمساعدة فل تتم مساعدته‬
‫أبدًا‪.‬‬
‫جائزة مالية‪ :‬قامت مجموعة من اللصوص بسرقة مدرسة‬
‫قريتهم والتي يتلقى أبناؤهم العلم على مقاعدها‪ ،‬حيث‬
‫قاموا بإحضار الفؤوس وتكسير أبواب المختبر وسرقة‬
‫محتوياته التي تقدر بـ ‪ 15‬ألف شيكل‪ ،‬وفروا راجعين إلى‬
‫منازلهم من دون مساءلة أو مطاردة‪ ،‬الغريب أن المدرسة‬
‫تقع في حارة سكنية مكتظة بالسكان ‪ ,‬وبالطبع اللصوص‬
‫جاءوا من القرية نفسها! وكان من المفروض تخصيص‬
‫جائزة مالية من مكتب التربية والتعليم بالتعاون مع إدارة‬
‫المدرسة‪ ،‬وإعطائها للطالب الذي يدلي بمعلومات عن‬
‫الجهة التي قامت بالسرقة‪ ،‬وثمن الجائزة سيكون بالطبع‬
‫على حساب السارق في حالة اعترافه بذلك!‬
‫محسوبيات‪ :‬للسنة الخامسة على التوالي‪ ،‬قام أحد‬
‫الصدقاء بتقديم طلب إلى إحدى مكاتب التربية في منطقة‬
‫سكناه لقبوله معلما ً في إحدى المدارس التابعة لذلك‬
‫المكتب حتى ولو جاء تعيينه في منطقة نائية ‪ ،‬إذ أن ُأمنية‬
‫هذا الشخص أن يكون معلما ً حيث أنه يرضى بالراتب الذي‬
‫سيتقاضاه ويرفض المبالغ الطائلة التي يتلقاها من مكان‬
‫عمله الحالي في إسرائيل‪ ،‬لن العمل مرهق جدًا‪ ،‬وغير دائم‬
‫– وليس هذا مكان تخصصه‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫راجع صديقي مكتب التربية مرات عدة‪ ،‬وفي كل مرة‬
‫كانوا يقولون له‪ :‬سيتم قبولك في القريب العاجل أو على‬
‫القل سيتم تعيينك بديل ً في إحدى المدارس‪ ،‬وفي كل عام‬
‫كان يسمع السطوانة نفسها!!‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ومع بداية العام الدراسي ‪ ،‬أبلغ صديقي بأنه تم قبوله‬
‫فعل ً كمدرس في إحدى المدارس التابعة للمكتب المذكور‪،‬‬
‫حيث قام بتوزيع الحلوى على معارفه وبتجهيز نفسه‪،‬‬
‫فرفض الذهاب إلى الورش السرائيلية‪ ،‬وأخذ يطالع الكتب‬
‫والمواد التي سيقوم بتدريسها ليكون جاهزا ً لتدريس الطلبة‬
‫وكذلك قام بالذهاب إلى أقرب خياط في منطقته لتفصيل‬
‫بنطالين جديدين ليلبسهما في أثناء تردده على المدرسة‪.‬‬
‫الشيء المحزن هو تعيين أشخاص في مدارسنا ليس‬
‫لديهم رغبة في تدريس أبنائنا‪ ،‬ولكن ذهابهم هو من أجل‬
‫شوفوني يا ناس‪ ،‬أو لكي يقال بأن إبن فلن مدرس في‬
‫المدرسة الفلنية والراتب بالنسبة له ل يساوي شيئا ً‬
‫بالمقارنة مع الملك الكثيرة الخاصة بوالده‪.‬‬
‫أما الشخص الذي لديه الرغبة والقابلية في التدريس‬
‫فل يتم تعيينه‪ ،‬وإذا بقينا نتصرف بهذه الطريقة‪ ،‬فمعنى‬
‫ذلك أننا قضينا على أجيال كثيرة ‪ ،‬فيا حبذا لو يتم تعيين‬
‫المدرسين الجدد عن طريق تقديمهم طلباتهم إلى الوزارة‬
‫مباشرة‪ .‬والوزارة نفسها هي المسؤوولة عن تعيينهم‬
‫وليس حسب أهواء ومزاج المسؤولين في مكاتب التربية‬
‫المنتشرة داخل الوطن‪ .‬وقد يتسائل أحد القراء قائل ً ‪" :‬‬
‫اللي داق الطنجرة داق الغطاة " وهذا صحيح ‪ ،‬ولكن‬
‫الخطاء تكون أقل إذا تم التوظيف عن طريق الوزارة ‪.‬‬
‫وإذا كان ل بدّ من أن يكون تقديم الطلبات عن طريق‬
‫مكاتب التربية فحبذا لو تكون اللجنة الفاحصة من مكاتب‬
‫تربية بعيدة لن أبناء المنطقة الواحدة يعرفون بعضهم‬
‫بعضًا‪ ،‬وبهذه الحالة نقضي على شيء اسمه المحسوبيات‪!..‬‬
‫وكما هو معلوم أن عدد الذين يتم تعيينهم سنويا ً في‬
‫مكاتب التربية‪ ،‬يكون قليل ً ‪ ،‬والذين يتم تعيينهم هم أشخاص‬
‫تربطهم علقات وطيدة مع بعض مسؤولي مكاتب التربية أو‬
‫يحملون فيتامين ) و (‪ ،‬أو حالت خاصة ‪!.‬‬
‫والسؤال المطروح‪ :‬متى نضع حدا ً لهذه التجاوزات في‬
‫مكاتب التربية والتعليم؟ وإلى متى يستمر اللعب بأعصاب‬
‫خريجينا من الجامعات الفلسطينية ومن الدول العربية؟‬
‫وهل سيتم في بداية العام الدراسي القادم‪ ،‬تعيين‬

‫‪27‬‬
‫المدرسين الجدد عن طريق الوزارة مباشرة‪ ،‬وحتى تحقيق‬
‫ذلك إننا لمنتظرون‪!..‬‬
‫زوجاتكم هن السبب‪ :‬مجموعة من موظفي أحد مكاتب‬
‫التربية والتعليم‪ ،‬ل يتعدى عددهم أصابع اليد الواحدة‪،‬‬
‫اتفقوا فيما بينهم _ وحسب أمزجتهم‪ ،‬على ترتيب تنقلت‬
‫المعلمين في المدارس الخاضعة لمكتبهم‪ ،‬وقبل أن ترفع‬
‫السماء إلى الوزارة لعتمادها أبلغ أحد المدراء بأنه نقل‬
‫من منصب مدير إلى مدرس رياضيات في قرية نائية‪ .‬وعلى‬
‫الفور وقبل أن تصل السماء الوزارة‪ ،‬قام هذا المدير‬
‫بتقديم شكوى للمسؤولين فيها وأبلغهم بالمر‪.‬‬
‫وفعل ً بعد وصول القائمة تبين لمسؤولي الوزارة بأن كلم‬
‫المدير كان صحيحًا‪ ،‬ما إضطر الوزارة إلى عدم نشر قائمة‬
‫بأسماء تنقلت المعلمين لهذا العام! وقاموا بتوبيخ‬
‫المسؤولين في ذلك المكتب‪ ،‬ما إضطر موظفي المكتب‬
‫إلى عقد اجتماع فيما بينهم‪ ،‬وأقسموا جميعهم بالله‬
‫العظيم على القرآن الكريم بأنهم لم يبلغوا أي معلم كان‬
‫عن نقله‪ ،‬ولكن يا أحبتي المسؤولين هل أبلغتم زوجاتكم‬
‫بذلك! أو تفوهتم ببعض القاويل في أثناء ترددكم على‬
‫الولئم هنا أوهناك؟!‬
‫موظف مثالي‪ :‬كما هو معروف أن عمل الذنة في مدارسنا‬
‫يقتصر على تنظيف الغرف الصفية والمراحيض وحراسة‬
‫المدرسة وري أشجارها‪ ،‬ولكن بعض هؤلء يقوم بإجبار‬
‫الطلبة على مساعدته‪ ،‬وفي حالة عدم استجابتهم يهددونهم‬
‫بأنهم سيقومون بإبلغ مربي الصف بذلك‪ ،‬والمصيبة أنني‬
‫زرت عدة مدارس وفوجئت بأن بعض الذنة ل يعرفون‬
‫تقديم كوب من الشاي أو القهوة بشكل لئق‪ ،‬وبعضهم‬
‫يصل قبل قرع جرس المدرسة بخمسة دقائق‪ ،‬والشيء‬
‫نفسه يغادرون ساحات مدارسهم قبل انتهاء دوامهم‬
‫الرسمي‪ ،‬وفي هذه الحالة تبقى مدارسنا وسخة على مدار‬
‫السنة! والمسؤولية يتحملها مديرو المدارس‪.‬‬
‫وسررت كثيرا ً عندما سمعت عن آذن مدرسة في منطقة‬
‫جنوب الضفة يبقى حتى ساعات الليل المتأخرة وهو يقوم‬
‫بتنظيف أثاث المدرسة التي يعمل بها وترتيبه‪ ،‬ودهشت‬
‫عندما سمعت أن هذا الشخص يقوم في صباح كل يوم‬
‫وقبل قدوم الطلبة بتفقد خزانات المياه في مدرسته‪،‬‬
‫بسبب قربها من حدود الخط الخضر‪ ،‬وذلك عن طريق‬
‫شربه كوب ماء من كل خزان‪ ،‬وإذا لم يشعر بأي ألم يذكر‬

‫‪28‬‬
‫كان يسمح للطلبة بشرب المياه‪ ،‬وحسب "طيبة" قلبه‬
‫يتسمم هو بنفسه أفضل من أن يتسمم طلبة المدرسة‬
‫كلهم‪.‬‬
‫حبذا لو تقوم مكاتب التربية والتعليم بتكريم مثل هؤلء‬
‫الخوة بشهادة تقدير من الورق على القل‪ ،‬لكي يحذو‬
‫الخوة "الذنة" في المدارس الخرى ‪ ،‬حذوه‪ ،‬والله يعطيك‬
‫العافية أيها الذن المثالي!‬
‫مصائد للطلبة‪ :‬عجبا ً من بعض مسؤولي إداراتنا المدرسية‬
‫الذين قاموا بعمل حفر امتصاصية وآبار للمياه حول‬
‫مدارسهم‪ ،‬وذلك مع بدء العام الدراسي الحالي‪ ،‬وتركوا‬
‫الطلبة يتبولون في العراء أو يحضرون المياه من منازلهم؟‬
‫حيث أصبحت هذه الحفر عبارة عن مصائد للطلبة حيث يقع‬
‫بعضهم بداخلها‪ .‬فأين كان المشرفون خلل العطلة‬
‫الصيفية؟!‬
‫وعجبا ً من أمر ذلك المسؤول التربوي‪ ،‬الذي إلتقى في‬
‫بداية العام الدراسي الحالي مع المعلمين الجدد‪ ،‬وأخبرهم‬
‫بأن الراتب الذي سيتقاضونه ل يكفيهم إل بالكاد‪ ،‬وكان من‬
‫المفروض عليه الترحيب بهم‪ ،‬وحثهم على تقديم كل جهد‬
‫مستطاع في تعليم أبنائنا ويعترف أمامهم بأن رواتبهم ل‬
‫تسد احتياجاتهم الضرورية‪ ،‬ولكن يجب عليهم أن يتحملوا‬
‫ذلك بصبر وثبات حتى تتحسن الظروف وتتحقق أمانينا في‬
‫بناء دولتنا العتيدة وعاصمتها القدس الشريف‪.‬‬
‫سلمت يمناك أبو المنذر‪ :‬قبل تقديم إحدى فرق الدبكة‬
‫عروضها أمام الحاضرين القادمين للمشاركة في ليالي‬
‫الفراح الخاصة بأحد الصدقاء‪ ،‬إصطف أعضاؤها بشكل‬
‫ل صغير كان يرفع في كلتا يديه علما ً‬ ‫منظم يتقدمهم شب ٌ‬
‫فلسطينيًا‪ ،‬وعبر جهاز التسجيل عزف النشيد الوطني‬
‫الفلسطيني‪ ،‬وبقي أعضاء الفرقة واقفين تحية للعلم‪ ،‬حيث‬
‫كان من بين الحضور بعض المثقفين و‪ (!) ..‬الذين بقوا‬
‫متمسمرين في أماكنهم‪ ،‬بإستثناء مدير المدرسة ينادونه‬
‫"أبو المنذر" الذي وقف وقفة رجولية‪ ،‬وطلب من الحضور‬
‫الجالسين الوقوف مثله‪ ،‬فلم يستجب أحد لمطلبه‪ ،‬وبقي‬
‫واقفا ً لوحده يؤدي تحية العلم!‬
‫الحضور سخروا من تصرف المدير القدير الذي يدرك معنى‬
‫النشيد وحب العلم‪ ،‬وكل فكرهم أن الوقوف للنشيد‬
‫الوطني يقتصر على الطلبة والفراد المنتسبين للجهزة‬
‫المنية فقط‪ .‬ويا أحبتي إذا لم تتعودوا على الوقوف للنشيد‬

‫‪29‬‬
‫الوطني‪ ،‬بالرغم من مرور وقت طويل على قيام السلطة!‬
‫فكان من الواجب عليكم على القل المتثال لطلب معلمكم‬
‫ومربيكم‪ ،‬وذلك إحتراما ً وتقديرا ً لجهوده في تربيتنا‬
‫وتدريسنا كلنا!‬
‫وسلمت يمناك يا أبا المنذر عندما أعدت نصب العلم‬
‫الفلسطيني في مكانه بعدما قام في حينه جنود الحتلل‬
‫بإنزاله من على سطح مدرستك‪ ،‬لنهم ل يرغبون في‬
‫مشاهدته‪ .‬آملين أن نشاهد كافة شبابنا يقفون لدى‬
‫سماعهم النشيد الوطني الفلسطيني من دون حاجة لطلب‬
‫الوقوف منهم‪ ،‬وفي نظري طوال السنوات الماضية كافية‬
‫لتعليمنا معنى النشيد‪ ،‬لنحتفل في القريب العاجل بالعيد‪،‬‬
‫عيد رحيل الحتلل عن قرانا ومدننا ومخيماتنا‪ ،‬وميلد‬
‫دولتنا الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف وألف قبلة‬
‫لبي المنذر الذي أفنى عمره في تربية الجيال ومحو‬
‫المية‪.‬‬
‫لو كنت مكاني‪ :‬ذهبت إحدى المدرسات إلى مكتب التربية‬
‫والتعليم المشرف عليها‪ ،‬لتقديم إجازة بسبب زواجها‪ ،‬وبعد‬
‫وصولها إلى مكتب المسؤول هناك أخبرته بذلك‪ ،‬وكان رده‬
‫بأنه ل يستطيع إعطائها إجازة سوى ليوم واحد فقط على‬
‫مسؤوليته الخاصة‪ ،‬لنه ل يوجد هناك قانون يسمح بإعطائها‬
‫عدة أيام لقضاء فترة زواجها‪.‬‬
‫أخذت المعلمة تتوسل إلى المسؤول بإعطائها مدة‬
‫أطول‪ ،‬ولكنه رفض ذلك بشكل قاطع‪ ...‬وعندما باءت‬
‫توسلتها بالفشل وعن طيبة قلب‪ ،‬وجهت سؤال ً لذلك‬
‫المسؤول‪ ،‬كالتالي‪" :‬لو كنت مكاني )!( كم يوما ً تطلب‬
‫إجازة؟" ضحك المسؤول من سؤالها كثيرًا‪ ،‬وقام بإعطائها‬
‫عدة أيام لقضاء فترة زفافها‪ ،‬وألف مبارك للمعلمة الجريئة‪.‬‬
‫وما زلنا في هذا الصدد‪ ،‬فيا حبذا لو تختار أخواتنا‬
‫المعلمات فترة زفافهن في أثناء العطلة الصيفية – خوفا ً‬
‫من إحداث بلبلة في مكاتب التربية والمدارس التابعة لها‪.‬‬
‫متسلق‪ :‬أحد المسؤولين يتلعثم في كلمه ‪ ,‬شخصيت ُ‬
‫ه‬
‫مهزوزه‪ ,‬إنسان متسلق ‪ ,‬جميع من تم تعيينهم في دفعته‬
‫فصلوا من أماكن عملهم ‪ ,‬أما هو الوحيد الذي بقي على‬ ‫ُ‬
‫رأس عمله ‪ ,‬ل بل تم ترفيعه أكثر من مره ‪ ,‬وكل الذين‬
‫عملوا معه كانوا يشمئزون من أفعاله ‪ ,‬والمهم في المور‬
‫أن أخانا شغل خلل العوام الماضية منصب رفيع جدا ً ‪ ,‬لنه‬
‫مرضي عنه عند الطرف الثالث ‪ ,‬أما العاملين تحت إمرته‬

‫‪30‬‬
‫فهم مستاءون من أفعاله وتقاريره السيئة التي يرفعها‬
‫ضدهم كي يرضى عنه مسؤولوا الطرف الثالث الذين هم‬
‫أشد عداوة لبناء شعبنا من الطرف الثاني ‪!!..‬‬
‫لنها متدينة‪ :‬إحداهن حاصلة على شهادة جامعية ‪,‬‬
‫محتشمة ‪ ,‬وذات سمعة طيبة جدا ً ‪ ,‬تم تعيينها في وظيفة‬
‫إدارية في إحدى مستشفيات الوطن ‪ ,‬وبعد مرور فترة‬
‫طويلة وهي على رأس عملها ‪ ,‬فوجئت بأن هناك أشخاصا ً‬
‫عديمي الضمير يراقبونها ويقومون بالسؤال عن‬
‫تصرفاتها ‪ ,‬ويرفعون التقارير الكاذبة ضدها ‪ ,‬أي بلغة هؤلء‬
‫المأجورين "فرض تشييك" حول تحركاتها‪ .‬ولول قدرة الله‬
‫لتم فصلها ‪ ,‬والسبب أنها تعطي دروس في تجويد القرآن‬
‫الكريم في المسجد القريب من مكان سكناها ‪ ,‬والمصيبة‬
‫أن الشخاص الذين يراقبونها عليهم علمات إستفهام كثيرة‬
‫جدا ً ‪ ,‬وهم بحاجة للمراقبة والله رقيب عتيد ‪!..‬‬
‫المنصة وما إدراك ‪ :‬قامت إدارة أحدى المستشفيات ‪،‬‬
‫ن لها بالغ الحترام والتقدير ‪ ،‬بتوجيه دعوات للعديد‬ ‫التي أك ُ‬
‫من الشخصيات لحضور إحتفال بإفتتاح قسم جديد يخدم‬
‫مواطنو المدينة بشكل عام ‪ .‬وبعد قدوم المدعوين والطباء‬
‫والعاملين في المستشفى المذكور إلى موقع الحتفال ‪،‬‬
‫خطابة ‪ ،‬أخذت بعض‬ ‫وجلوس المتحدثين حول منصة ال ِ‬
‫النفوس المريضة بمغادرة موقع الحتفال هي وزمرتها ‪،‬‬
‫وبدت مشاعر الغضب ظاهره على وجوههم ‪ ،‬وذلك بسبب‬
‫عدم جلوسهم حول المنصة اللعينة ‪ .‬وبعد تحدث الشخصيات‬
‫الرسمية وبعض الداريين بكلمات مقتضبة غادروا موقع‬
‫الحتفال لقص الشريط إيذانا ً ببدء العمل في القسم‬
‫الجديد‪ ،‬أما الحضور فالكل سارع لخذ حصته من الفاكهة‬
‫الطازجة‪!..‬‬
‫ب زدني علما‪ :‬قامت إحدى إدارات المراكز الثقافية‬ ‫وقل ر ِ‬
‫مشكورة ‪ ،‬بتكريم طلبة شهادة الثانوية العامة ) التوجيهي (‬
‫في منطقتهم‪ ،‬حيث ُألقيت بعض الكلمات والقصائد التي‬
‫تحث على العلم ‪ ،‬والتي تشجع أيضا ً الطلبة على مواصلة‬
‫تحصيلهم العلمي ‪ .‬وفي نهاية الحتفال المذكور‪ ،‬وزعت‬
‫الشهادات التقديرية على الطلبة الناجحين من كل‬
‫الجنسين ‪ ،‬وبعد قراءتي شهادة أحد أبنائي الذي كان من‬
‫ضمن الطلبة المكرمين ‪ ،‬وجدت بعض الخطاء والتي من‬
‫ً‬
‫ب زدني علما"‪،‬‬ ‫أهمها وجود خطأ في الية الكريمة ‪ ":‬وقل ر ِ‬
‫حيث وردت على النحو التالي ‪ ":‬وقل ربي زدني علما "‪ ،‬أي‬

‫‪31‬‬
‫زيادة حرف الياء في كلمة رب ‪ ،‬وفي اليوم التالي حملت‬
‫الشهادة وتوجهت إلى مقر المركز المذكور ‪ ،‬وطلبت‬
‫بتغييرها وتصحيح الخطأ ‪ .‬وبعد وصولي إستلمها مني شخص‬
‫ح عضو في المركز ويعمل مأذون شرعي في المنطقة ‪،‬‬ ‫ملت ٍ‬
‫ت من رده عندما قال لي ‪":‬‬ ‫فأوضحت له الخطأ ‪ ،‬فاستغرب ُ‬
‫هذا ليس خطأ ً "‪ ،‬فقلت له‪ ":‬أي تحريف في القرآن الكريم‬
‫ل يعتبر خطأ‪ ،‬وهذا واضح كالشمس بأن الية فيها خطأ "‪.‬‬
‫وشعرت بأن الشخص المعني لم يعجبه كلمي ‪ ،‬وتركت‬
‫الشهادة على مكتبه ‪ ،‬وغادرت مقر المركز أتساءل داخل‬
‫نفسي ‪ :‬ما دام هذا العضو الملتحي يقنعني بأن ما جاء في‬
‫الشهادة هو الصحيح بعينه‪ ،‬فما بالكم لو التقيت بباقي‬
‫العضاء غير الملتحين‪!!..‬‬
‫أخ منك يا ميدان ‪ :‬قمت بزيارة أحد الخوة العاملين في‬
‫مكتب الداخلية الواقع في أقصى شمال الضفة الغربية ‪،‬‬
‫وسررت من قيام سلطتنا بإفتتاح مثل هذه المكاتب التي‬
‫تخدم أكبر عدد من السكان ‪ ,‬وفي الوقت نفسه توفر عليهم‬
‫الجهد والمال الوفير في تنقلتهم من أجل إنجاز معاملتهم‬
‫في مراكز المدن‪ .‬وبعد دخولي مبنى المكاتب الحكومية في‬
‫تلك المنطقة وجدت أرضيتها وسخة جدا ً وممتلئة بأكوام‬
‫الزبالة وتنبعث منها رائحة نتنة‪ .‬وبعد وصولي مكتب صديقي‬
‫فلم أجدهُ هو الخر ‪ ،‬وبعد استفساري عن إغلق بعض‬
‫المكاتب الحكومية والواقعة بجانب مكتب صديقي وبخاصة‬
‫مكتب وزارة الزراعة ‪ ،‬فأبلغني أخدهم بأنهم يحضرون إلى‬
‫مكاتبهم ويقومون بتوقيع أسمائهم في سجلت دوام‬
‫الموظفين ويحتسون القهوة أو الشاي ‪ ،‬وبعد ذلك يغلقون‬
‫مكاتبهم بحجة أن عملهم في " الميدان " ‪ ،‬ولكن الميدان‬
‫ليس مكان العمل الخاص بهم ‪ ،‬بل الميدان والزراعة هي‬
‫شيء آخر أخجل من كتابته على ورق‪ ،‬واللبيب بالشارة‬
‫يفهم ‪!!..‬‬
‫أخ يا زمن ‪ :‬أحدهم يقطن شمال الضفة الغربية ‪ ،‬وكان‬
‫يتردد على مدرسة أساسية في منطقة سكناه‪ ،‬كي يلقي‬
‫كلمات في عدة مناسبات وطنية أو دينية ‪ ،‬حيث كان يلقيها‬
‫مبسط يستوعبه حتى طلب الروضات الصغار ‪ .‬وبدل ً‬ ‫بشكل ُ‬
‫من قيام مديرة المدرسة وأعضاء الهيئة التدريسية بتقديم‬
‫الشكر لهذا المواطن الذي لم يقصر يوما ً ما في تقديم‬
‫الدعم المادي والمعنوي للمدرسة المعنية ‪ .‬لكن أخانا فوجئ‬
‫من حديث مديرة المدرسة عندما أبلغته بالتوقف عن إلقاء‬

‫‪32‬‬
‫الكلمات أمام جموع الطالبات ‪ ،‬بحجة أن طالبات المدرسة ل‬
‫يستوعبن معاني كلماته‪ .‬بلع أخانا ريقه ‪ ،‬وغادر ساحات‬
‫المدرسة يلعن الزمان الذي جعل هذه النسانة تصبح مديرة‬
‫مدرسة ‪!!..‬‬
‫الدغري ‪ :‬يطلق مدير أحد المدارس الثانوية على نفسه‬
‫لقب " الدغري " ‪ ،‬أي أنه محبوبا ً بين الناس ‪ ،‬ويتصف‬
‫بالخلق الحميدة ‪ ،‬ومن كثرة غروره بنفسه طلب مني أن‬
‫أقوم بسؤال أهل بلدتنا عن تصرفاته ‪ ،‬وبأنه سيكون ردهم‬
‫على سؤالي بأنه دغري في معاملته وتصرفاته ‪ ،‬وكان‬
‫سؤالي له في أحد اليام ‪ ،‬ما دام أنت وإخوتك وجيرانك‬
‫متخاصمون ‪ ،‬ل بل العلقات شبه مقطوعة معهم ‪ ،‬وهم‬
‫أقرب الناس إليك ‪ ،‬فماذا سيكون رد الخرين على سؤالي ‪،‬‬
‫لم ينبس ببت شفة‪ ،‬ومن يومها لم يتحدث معي وأصبحت‬
‫بالنسبة له عدوا ً كغيري من الجيران والخلن ‪!!..‬‬
‫مدير المدراء ‪ :‬حدثني أحد الصدقاء من منطقة القدس‬
‫ل‪ :‬بعد تأديتنا صلة العصر في أحد اليام ‪ ،‬توجهت مع‬ ‫قائ ً‬
‫جموع المصلين إلى ديوان عشيرتنا ‪ ،‬وذلك لستقبال الجاهة‬
‫التي ستصل لطلب يد إحدى بنات عشيرتنا لشاب من خارج‬
‫حدود المدينة‪ ،‬وبعد فترة قصيرة وصلت الجاهة التي كان‬
‫يتقدمها مدير إحدى المكاتب الكبرى ‪ ،‬والذي يعرفه غالبية‬
‫المتواجدين في المكان ‪ ،‬وبعد ترحيبنا بالجاهة الكريمة‬
‫إنتدبت الجاهة المدير المعني للتحدث بإسمها ‪ ،‬وبالفعل‬
‫وقف المدير وأخذ يتلو آيات من القرآن الكريم ‪ ،‬حيث أخطأ‬
‫في عدة كلمات والية ل تزيد كلماتها عن سطرين ‪ ،‬وكنا‬
‫كلما قرأ نصحح أخطائه ‪ ،‬وبعد فراغه من قراءة القرآن‪،‬‬
‫عرج أخانا على قراءة أحد الحاديث النبوية التي تحث‬
‫الشباب على الزواج‪ ،‬حيث أخطأ أخانا في قراءة الحديث‬
‫النبوي الشريف ‪ ،‬طالبا ً من الحضور قراءة الفاتحة‪ ،‬وبعد‬
‫التبريك لهل العروسان ‪ ،‬وزعت الكنافة والكول و‪..‬وقبل‬
‫مغادرة المدعوين ساحة الديوان ‪ ،‬همس أحدهم في ُأذني‬
‫ل‪ :‬هذا المدير يتناول المشروبات الروحية منذ زمن بعيد‪،‬‬ ‫قائ ً‬
‫ونحمد الله وقتذاك أن المادة التي قام بإحتسائها لم تأخذ‬
‫مفعولها بعد‪ ،‬والعتب ليس عليه ‪ ،‬بل على أبناء عشيرته‬
‫الذين يعرفون تصرفاته مسبقا ً و‪!!..‬‬
‫الدهن في العتاقي ‪ :‬أحدهم مخلصا ً في عمله ‪ ،‬وكلما‬
‫أنهى العمل الذي بين يديه ‪ ،‬كان يبحث عن عمل آخر من‬
‫دون أن يطلب منه أحدا ً ذلك‪ ،‬ويعمل بكل جد وإخلص سواء‬

‫‪33‬‬
‫أكان صاحب العمل موجودا ً أو خارج مكان العمل – لنه‬
‫مدرك بأن المولى عز وجل هو الرقيب ول رقيب سواه‪.‬‬
‫صاحب العمل وكلما التقى بهذا الموظف يقول على‬
‫سّر منه‬
‫سماعه‪ ":‬الدهن في العتاقي " ‪ ،‬وهذا الكلم ُ‬
‫الموظف المعني ‪ ،‬لكنه في الوقت نفسه وعلى سماع‬
‫صاحب العمل قال ‪ ":‬لماذا لي الدهن دائما ً وغيري له اللحمة‬
‫الحمراء "؟! لم يفهم صاحب العمل قصد الموظف ‪ ،‬وقال‬
‫له‪ ":‬ماذا تقصد بكلمك "؟ فأجاب ‪ ":‬أنت تعطيني راتبي‬
‫بالقطارة وغيري يأخذه بالكامل "‪ ،‬وهنا رد عليه صاحب‬
‫العمل ‪ " :‬أنا أفعل ذلك لنني أعتبرك بمثابة أخي فلن "‪،‬‬
‫ولكن يا صديقي ‪ ":‬إذا كنت مثل أخاك فمن الواجب أن أكون‬
‫أول من يستلم راتبه "‪ ،‬وهنا رد عليه صاحب العمل قائل ً ‪":‬‬
‫ي لن انساك في المرات القادمة "‪ ،‬وهنا رد عليه‬ ‫وعدٌ عل َ‬
‫ً‬
‫الموظف قائل ‪ ":‬وعود عرقوب "‪ ،‬فرد صاحب العمل ‪":‬‬
‫أوضح ماذا تقصد "‪ ،‬فرد الموظف الغلبان على أمره ‪ ":‬ل‬
‫سلمتك "‪ ،‬وأخذ بمزاولة عمله على مضض و‪!!..‬‬

‫‪7‬‬ ‫معــلـــمــون‪..‬ومعــل‬
‫مــات‪..‬؟!‬
‫علمة عن كل كيس‪ :‬يمتلك أحد المدرسين مزرعة للبقار‬
‫والغنام‪ ،‬ويقوم بين الحين والخر بإحضار أكياس العلف‬
‫لطعامها‪ ،‬وبدل أن يدفع أجرا ً لحد الشخاص لتنزيلها‪ .‬كان‬
‫يطلب من بعض الطلبة الذين يقوم بتدريسهم عمل ذلك‪،‬‬
‫مقابل وضع علمة لكل طالب في دفتر العلمات كأجرة‬
‫على كل كيس يوصله إلى داخل المخزن!‬
‫شو بريحك‪ :‬يمتلك أحد المدرسين متجرا ً لبيع العلف‪ ،‬وقد قام‬
‫مدير مدرسته الذي يمتلك هو الخر مزرعة لتربية الضأن‬
‫والماعز باستدانة عشرات الطنان من العلف من محل‬
‫زميله المعلم‪ ،‬وبسبب تراكم الديون على المدير ومطالبة‬
‫المعلم المستمرة مديره بسداد الديون المتراكمة عليه‪ ،‬اتخذ‬
‫الخير قرارا ً صائبا ً بالنسبة له‪ ،‬وهو رفع كتاب إلى مكتب‬
‫مدير التربية بنقل المدرس إلى مدرسة بعيدة بحجج وأعذار‬

‫‪34‬‬
‫باطلة‪ ،‬للتخلص من طلباته المذكورة‪ ،‬ومطبقا ً في الوقت‬
‫نفسه المثل الشعبي "شو بريحك من اليتيم إل طلق أمه"!‬
‫وعلى رأسها‪ :‬تعرف أحد المعلمين على )آذنة( تعمل في‬
‫مدرسة مجاورة لمدرسته‪ ،‬وكان أخونا يصطحبها إلى مدينة‬
‫تبعد عن قريته عشرات الكيلومترات بعيدا ً عن أنظار‬
‫معارفه‪ ،‬وحصل على قرض من البنك قام بصرفه في شراء‬
‫ألبسة وما تطلبه صديقته‪ .‬زوجته علمت بالمر‪ ،‬وقامت‬
‫بتوبيخه أمام معارفه على فعلته‪ ،‬وطالبته بالبحث عن عمل‬
‫ليلي إضافي وأخذت تطالبه بشراء كماليات لتأثيث بيتها –‬
‫لنها صاحبة حق في إنفاق أمواله عليها‪ ،‬وعلى أطفاله بدل ً‬
‫من إنفاقها على ُأناس آخرين‪ ،‬والمعلم خسر زوجته‬
‫وصديقته لنه طوال الوقت يتنقل من عمل لخر‪.‬‬
‫جائزة بسيطة‪ :‬قبل دخول الطلبة إلى قاعات الدرس‪ ،‬يقوم‬
‫أحدهم بقراءة سور من القرآن الكريم ويرتلها بشكل جيد‪،‬‬
‫مدير المدرسة والمعلمين وعدوا الطالب بجائزة قيمة‬
‫ومضى فصل بأكمله ولم تصل الجائزة‪ .‬الطالب أخبرني بأنه‬
‫ل يريد مال قارون‪ ،‬بل كل ما يريده هو قلم رصاص فقط‪،‬‬
‫وذلك من باب التشجيع وترغيب طلبة آخرين بقراءة القرآن‬
‫وترتيله‪.‬‬
‫غذاء بطني‪ :‬قام أحد أولياء أمور الطلبة بزيارة مدرسة إبنه‪،‬‬
‫والتجوال في أقسامها‪ .‬ولدى سؤال والد الطفل عن مكتبة‬
‫المدرسة قام سكرتيرها بإطلعه على خزانة موضوعة في‬
‫غرفة المدير‪ ،‬وبداخلها ملفات للمعلمين والطلبة على أنها‬
‫مكتبة! وفي الوقت نفسه أعلم والد الطالب بأنه قام في‬
‫بداية العام الدراسي الجديد بشراء كتب علمية‪ ،‬وقصص‬
‫للمدرسة بما يعادل ‪ 600‬شاقل‪ ،‬وذلك لتزويد الطلبة بالغذاء‬
‫)الفكري( والظاهر أن السكرتير ومن معه قاموا بشراء غذاء‬
‫)بطني( لهم‪ ،‬ولو قاموا بشراء الكتب بحق وحقيقة‬
‫لشاهدها ولي أمر الطالب بأم عينية أو بين يدي طفله‪!..‬‬
‫عبر الصحف‪ :‬أحد مكاتب التربية والتعليم‪ ،‬قام بالتعميم على‬
‫المدارس المشرف على إدارتها عن وجود مسابقات في‬
‫ر‬
‫الفن والشعر والقصة‪ ،‬الغريب أن بعض المدارس لم تد ِ‬
‫بذلك إل بعد ظهور نتائج المسابقات للمدارس المشاركة‬
‫عبر الصحف المحلية‪! ..‬‬
‫على التعليم السلم‪ :‬ل يتعدى تقدير إحدى الطالبات الجامعيات‬
‫في المساقات التي تدرسها )‪ (+B‬وبسبب تدني علماتها‬
‫وقربها من الحد الدنى للمعدل التراكمي في المساقات‬

‫‪35‬‬
‫الصعبة‪ ،‬قام والدها الذي يدرسها عدة مساقات بوضع أعلى‬
‫الدرجات الجامعية لبنته لتحسين )معدلها التراكمي( ما أثار‬
‫سخط طلبة آخرين في القسم نفسه من تصرف والد‬
‫زميلتهم‪ ،‬وإذا )تراكم( أمثال هذا المحاضر في جامعاتنا‪،‬‬
‫فعلى التعليم الجامعي السلم!‬
‫تنظيم واحد‪ :‬بسبب علقة المحاضر الوطيدة مع أحد الطلبة‪ ،‬أو‬
‫بشكل أدق من أبناء تنظيم واحد‪ ،‬يقوم المحاضر المعني‬
‫بوضع علمة عالية للطالب الذي لم يكتب في دفتر إجابته‬
‫سوى اسمه ورقمه الجامعي! أي بمعنى آخرسيتخرج‬
‫الطالب من جامعته ل يفقه شيئا ً ول يعلق في ذهنه سوى‬
‫اسم صديقه المحاضر واسم الجامعة التي درس فيها‬
‫ومجال تخصصه واسم حبيبته إن وجدت‪ ،‬والمطلوب أن‬
‫يكون هناك مراقبة على دفاتر المتحانات والمحاضرين‬
‫أنفسهم!‬
‫أشواك بدل الورود‪ :‬مررت بمحاذاة إحدى مكاتب التربية والتعليم‪،‬‬
‫ولم أصدق ما رأته عيناي‪ .‬حيث شاهدت قطعة الرض‬
‫المقام عليها المكتب المذكور‪ ،‬مليئة بالشواك والقاذورات‬
‫ول تدل اللفتة المعلقة على واجهة المكتب ل من قريب ول‬
‫من بعيد على التربية والتعليم! ومن المفروض أن تكون‬
‫ساحة المكتب مزروعة بالورود ومن كافة النواع واللوان‪.‬‬
‫والسؤال الذي يطرح نفسه‪ :‬إذا كان حال مكتب التربية على‬
‫هذه الشاكلة‪ ،‬فما بالكم بحدائق بعض المدارس في تلك‬
‫المنطقة؟!‬
‫سئل أحد مدراء مكاتب التربية والتعليم عن‬‫سير المتحانات‪ُ :‬‬
‫كيفية سير إمتحانات طلبة الثانوية العامة )التوجيهي( في‬
‫المديرية المسؤول عن إدارة شؤونها‪ ،‬فكان رده بأنها تسير‬
‫على أكمل وجه‪ ،‬من دون حدوث أي عملية غش واحدة‪،‬‬
‫ف لحلها‪ ،‬وبأنها‬‫وبأن السئلة كانت سهلة للغاية والوقت كا ٍ‬
‫جاءت من المنهاج المقرر‪ ،‬والغرف كانت مكيفة‪ ..‬وفي أثناء‬
‫مروري بمحاذاة عدة قاعات تابعة لنفس المديرية‪ ،‬وجدت‬
‫أوراق الغش تتطاير في ساحاتها وبكافة اللوان والحجام‪،‬‬
‫وتأكد لي بأن المدير صرح بذلك لوسائل العلم وهو يجلس‬
‫خلف مكتبه من دون أن يكلف نفسه زيارة قاعة واحدة‬
‫لتفقد سير المتحانات في ذلك اليوم‪!..‬‬
‫تنقلت‪ :‬شهدت عديد من المدارس تنقلت واسعة‪ ،‬شملت‬
‫نقل عديد من المدراء إلى قرى بعيدة عن مناطق سكناهم‬
‫وكذلك المر بالنسبة للخوة المعلمين‪ .‬واللفت للنتباه هو‬

‫‪36‬‬
‫إقتصار تعيين المدراء وبخاصة الجدد منهم على ذوي‬
‫المحسوبيات!!‬
‫ل‪ُ :‬أرسلت مجموعة أعداد من صحيفة توزع مجانا ً‬ ‫مسح العقل أو ً‬
‫إلى إدارة إحدى المدارس وذلك لتوزيعها على أعضاء الهيئة‬
‫التدريسية فيها‪ ،‬الطامة الكبرى أنه بعد إنتهاء الدوام‬
‫ت من زيارة إحدى معلمات المدرسة‬ ‫المدرسي فوجئ ُ‬
‫المذكورة إلى مكان عملي‪ ،‬وطلبت مني تزويدها بالصحيفة‬
‫أول ً بأول كي تمسح زجاج منزلها بأوراقها‪ ،‬وصعقت من‬
‫كلمها وقلت داخل نفسي بأنني أرسلت لها الصحيفة كي‬
‫تمسح عقلها وليس من أجل مسح زجاج منزلها الذي ل‬
‫تتعدى ألواح زجاجه أصابع اليد الواحدة‪!!..‬‬
‫قصاص غير كاف‪ :‬عجبا ً في قيام مدرس بضرب أحد طلبه على‬
‫كافة أنحاء جسمه حتى سقط الخير على أرضية الصف‪،‬‬
‫ه‬
‫ِ‬ ‫رأس‬ ‫ف هذا المعلم بفعلته‪ ،‬بل قام بالدوس على‬ ‫ولم يكت ِ‬
‫حتى ُأغمي عليه‪ ،‬وعندما شعر المعلم بالذنب الذي إقترفه‬
‫بحق الطالب‪ ،‬غادر أخونا حدود المدرسة على عجل‪ ،‬إدارة‬
‫المدرسة قامت مشكورة بنقل الطفل إلى المستشفى‬
‫لتلقي العلج اللزم‪ ،‬أما قصاص المعلم فكان دفعه تكاليف‬
‫ف ؟!‬‫ة‪ ..‬فهل هذا قصاص كا ٍ‬ ‫المشفى كامل ً‬
‫يتبولون على مقاعد الدراسة‪ :‬عجبا ً في قيام بعض معلمينا في‬
‫المدارس الساسية بعدم السماح لطفالنا الصغار بالذهاب‬
‫إلى الدورة الصحية ويهددونهم بالضرب حيث أن الكثير من‬
‫آبائهم أخبرني بأن أولدهم يتبولون على مقاعد الدراسة‪،‬‬
‫وعلى مرأى من زملئهم‪ ،‬الذين أخذوا يستهزئون منهم‪،‬‬
‫والطالب الذي يحالفه الحظ بعدم التبول داخل الصف كان‬
‫يتبول في ملبسه أثناء عودته إلى بيته‪!!..‬‬
‫تليين الحديد أسهل‪ :‬قام أحد المعلمين وبخاصة بعد خصم ‪%10‬‬
‫من راتبه للتقاعد‪ ،‬بإفتتاح محددة لستخدامها بعد دوامه‬
‫المدرسي لبيع "الكانات" وذلك لتحسين دخله المادي‪،‬‬
‫وبسبب إتقانه عمله أصبح عليه إقبال شديد من قبل عمال‬
‫ه من تدريس الطلبة‪،‬‬ ‫البناء‪ ،‬وحاليا ً يفكر بتقديم إستقالت ُ‬
‫بحجة أن )تليين الحديد( باليد أسهل بكثير من )تليين عقول(‬
‫الطلبة الذين يحضرون إلى مدارسهم من دون رغبتهم في‬
‫تلقي العلم‪ ،‬ولو ُتركوا يتصرفون حسب رغبتهم لوصل‬
‫عددهم على مقاعد الدراسة إلى النصف أو أقل من ذلك‬
‫بكثير!‬

‫‪37‬‬
‫معلمات بائعات‪ :‬عجبا ً في قيام بعض المعلمات ببيعهن أدوات‬
‫تجميل وإكسسوارات على طالباتهن داخل غرف الصف‪،‬‬
‫بدل ً من قيامهن بتعليمهن مواد المناهج المقررة‪ ،‬وبأن‬
‫جمال الفتاة ليس بوضع المساحيق الزائفة على وجهها‪ ،‬بل‬
‫بتقيدها بتعاليم الدين السلمي الحنيف‪!!..‬‬
‫ُأضحوكة أمام طلبه‪ :‬أعلمني أحد الصدقاء الذي كان جالسا ً‬
‫بجانبي في موقع فرح لحد الشباب‪ ،‬بأن الشخص الذي‬
‫يجلس في الجهة الغربية والذي يضع نظارة على عينيه‪،‬‬
‫ن مدرسا ً في إحدى مدارس الوطن‪،‬‬ ‫عي َ‬
‫ضعيف النظر‪ ،‬وبأنه ُ‬
‫وبالفعل بعد مغادرة هذا الشخص موقع الفرح‪ ،‬راقبت سيره‬
‫حيث كاد أن يرتطم جسده في إحدى المركبات المتوقفة‬
‫في موقع الفرح‪ ،‬وأنا ل أبحث عن قطع أرزاق الناس‪ ،‬ولكن‬
‫هذا الشخص يحد ضعف بصره من قدراته ويجعله ُأضحوكة‬
‫أمام طلبه! وإذا كان ل بدّ من تعيينه فل مانع من تعيينه‬
‫في مكان يليق بنظره وقوة جسده و‪!..‬‬
‫يعجبني‪ :‬أعجبني قيام أحد المدرسين المتقاعدين‪ ،‬والمسؤول‬
‫في هذه اليام عن مؤسسة عامة‪ ،‬بجمع التبرعات من‬
‫الهالي لبناء مدارس ودوائر رسمية في بلدته‪ ،‬بالرغم من‬
‫إستهزاء ذوي النفوس المريضة من تصرفه‪ ،‬حيث كانوا‬
‫يعرضون عليه عدة شواقل لكي ل يأخذها‪ ،‬ولكن كان يتقبل‬
‫أي تبرع ولو كان شاقل ً واحدًا‪ ،‬وبصبره وثباته سيتم في‬
‫القريب العاجل إستخدامها للمصلحة العامة لخدمة أبناء‬
‫بلدتهم‪.‬‬
‫وأعجبني تصرف بعض المعلمين الذين يقومون بإعطاء‬
‫طلبتهم دروس تقوية في موادهم‪ ،‬وذلك قبل بدء الدوام‬
‫الرسمي أو بعد انتهائه‪ ،‬مدركين في الوقت نفسه أن هذا‬
‫واجبهم تجاه أبناء وطنهم‪.‬‬
‫ويعجبني أيضا الشخص المتعلم الذي يزداد خلقا ً وتواضعا‪ً،‬‬
‫كلما حصل على شهادات أعلى في تخصصه‪ ،‬أو عندما‬
‫يشغل منصبا ً أعلى من منصبه السابق و‪...‬‬
‫الضرابات المتكررة‪ :‬ما زال العاملون في جامعاتنا الفلسطينية‬
‫يعانون من أزمة مالية خانقة‪ ،‬ما إضطرهم في أحيان كثيرة‬
‫إلى إعلن الضراب وعدم توجههم إلى قاعات الدرس‪ ،‬لن‬
‫بعضهم ل يمتلك ثمن تكلفة بنزين سيارته‪ ،‬وأصبح يخجل من‬
‫حلت‬ ‫أصحاب المحال التجارية لديونه الكثيرة لهم‪ ،‬وإذا ُ‬
‫مشكلتهم سرعان ما كانت تطفو على السطح من جديد‪،‬‬
‫حيث أن بعض الجامعات أخذت تفكر بزيادة أسعار الساعات‬

‫‪38‬‬
‫المعتمدة لديها‪ .‬وإذا رفعت فعل ً أقساطها‪ ،‬فكان طلبتها‬
‫يعلقون الدراسة على إعتبار أنها تشكل عبئا ً إضافيا ً ُيلقى‬
‫على كاهلهم‪ .‬بالضافة إلى الكتب والمواصلت‪ ،‬ويصادف‬
‫في العام الواحد أكثر من إضراب‪ .‬إما للعاملين في الجامعة‬
‫أو لطلبتها‪ ،‬ونضيع أوقات طلبتنا في أمور تافهة يجب أن ل‬
‫ل‪ .‬حيث أن كثيرين من طلبتنا أخذوا يفكرون في‬ ‫تحدث أص ً‬
‫الدراسة في الخارج بسبب تلك الحتجاجات المتكررة‬
‫لخوة الكاديميين بمغادرة الوطن‬ ‫والشيء نفسه أخذ بعض ا ُ‬
‫ُ‬
‫إلى الخارج للبحث عن أرزاقهم ليعيشوا حياة كريمة‪.‬‬
‫فعلى السلطة الوطنية اليفاء بالتزاماتها المالية تجاه‬
‫الجامعات عبر إقرار موازنة للتعليم العالي‪ ،‬أو اتخاذ‬
‫إجراءات مناسبة لحل قضية العاملين في جامعاتنا ليكون‬
‫التعليم فيها مجانا‪ ،‬ونستطيع عمل ذلك إذا كانت النية‬
‫متوافرة لدينا‪ ،‬وذلك عن طريق فرض ضريبة ما تعادل‬
‫أغورة واحدة فقط على كل كيلو واط كهرباء يصرفها كل‬
‫مواطن‪ ،‬وكذلك أغورة واحدة على كل لتر بنزين أو سولر‬
‫لكل سائق من أخوتنا‪ ،‬وأغورة واحدة أيضا على كل علبة‬
‫دخان يحرقها كل مواطن‪ .‬وصدقوني بهذا العمل ستسير‬
‫ُأمور جامعاتنا وطلبتنا بالشكل المطلوب‪ ،‬ومن دون معاناة‬
‫تذكر‪.‬‬
‫علتا الدين والمرض‪ :‬شاهدت أكثر من مدرس في أثناء سيرهم‬
‫إلى مواقع مدارسنا‪ ،‬كانوا يتحدثون مع أنفسهم‪ ،‬ول أدري‬
‫هل كانوا يحسبون ما تبقى من رواتبهم في ذلك الشهر‪ ،‬أم‬
‫كانوا يحسبون ما عليهم من ديون‪ ،‬أم يفكرون في كيفية‬
‫بناء مستقبلهم من خلل الراتب الذي يتقاضونه‪ ،‬حتى أنني‬
‫في بعض الحيان ضحكت كثيرا ً من حركاتهم المضحكة! ‪,‬‬
‫وهل توافقوني الرأي‪" :‬إذا كان المدرس معافى من )الدين‬
‫والمرض( عاد ذلك على أبنائنا بنتائج إيجابية؟!"‪.‬‬
‫أنابيش‪ :‬بعد ظهور نتائج إمتحان شهادة الدراسة الثانوية‬
‫العامة لطلبة إحدى المدارس الثانوية في الوطن‪ ،‬فوجئ‬
‫الهالي والمعلمون بالنتيجة اليجابية والمشرفة التي حصل‬
‫عليها أبناؤهم‪ ،‬وذلك بالمقارنة مع نتائجهم في العوام‬
‫السابقة وبعد محاولتي "التنبيش" عن سر ذلك‪ُ ،‬أبلغت بأن‬
‫أحد المسؤولين في مكتب التربية له صلة قرابة مع مدير‬
‫المدرسة وأهل القرية‪ ،‬فأرسل هذا المسؤول طاقما ً من‬
‫المراقبين ضعيفي الشخصية الذين كانوا طوال الوقت‬
‫يغضون النظر عن تصرفات الطلبة في قاعة المتحان‪،‬‬

‫‪39‬‬
‫وتركوا لهم الحبل على الغارب في إخراجهم أوراق الغش‬
‫داخل القاعة‪) ،‬حيث إعترف لي أحد المراقبين بذلك(‬
‫وتصرف هذا المسؤول بهذه الطريقة أضر بالطلبة وأهاليهم‬
‫أكثر مما نفعهم و‪..‬؟‬
‫قرار صائب‪ :‬منذ اليوم الول لتعيين مجموعة من المعلمين في‬
‫إحدى المدارس وسط الضفة‪ ،‬قاموا مشكورين بجهود جبارة‬
‫في ترتيب شؤون المدرسة وطلبتها‪ ،‬وبالفعل شعر الهالي‬
‫بأن أمور المدرسة في هذا العام‪ ،‬أفضل بكثير من العوام‬
‫السابقة‪.‬‬
‫ً‬
‫مدير المدرسة )‪ (42‬عاما لم يعجبه تصرف المدرسين‪،‬‬
‫وحاول وضع العراقيل أمام تحركاتهم وأخذ يعمل على‬
‫إستفزازهم بإستمرار عن طريق التفتيش على دفاتر‬
‫التحضير والتدقيق على كل صغيرة وكبيرة تخصهم‪ ،‬وترك‬
‫المدرسين الباقين من دون مساءلة "لنهم سائرون في‬
‫ركبه"‪.‬‬
‫المشرفون التربويون الذين حضروا الى المدرسة ‪ ،‬فوجئوا‬
‫بأن ‪ %75‬من المعلمين ل يلتزمون بتعليمات مكتب التربية‬
‫والتعليم في منطقتهم‪ ،‬ولم تتم مراقبة دفاتر تحضير‬
‫دروسهم من قبل المدير‪.‬‬
‫الجدير ذكره أن المدير تم لفت نظره أكثر من مرة إلى‬
‫الخطاء التي إرتكبها‪ ،‬ولكنه لم يعرها أي اهتمام يذكر‪،‬‬
‫ولكن قرار المسؤولين في مكتب التربية بنقل المدير من‬
‫مدرسته إلى معلم لغة إنجليزية في مدرسة بعيدة كان قرارا ً‬
‫صائبا ً وفي محله‪.‬‬
‫علم ل ينتفع به‪ :‬قام أهالي قرية بالحتجاج على أحد المدرسين‬
‫بأنه ل يقوم بتدريس أبنائهم اللغة النجليزية بالطريقة‬
‫السليمة‪ ،‬إذ ينهون المرحلة الثانوية وهم ل يعرفون كتابة‬
‫أسمائهم أو حتى لفظ الكلمات من دون معرفة معانيها‪!..‬‬
‫سئل المدرس عن سبب ضعف الطلبة في مادته‪،‬‬ ‫وعندما ُ‬
‫م ل ينتفع به في‬ ‫فوجئوا من رده الذي كان‪ ":‬هذا العل ُ‬
‫الخرة"‪.‬‬
‫ولكن "من تعلم لغة قوم أمن شرهم" كما أننا إذا أردنا‬
‫مواكبة التطور العلمي وما فيه من تقدم علينا معرفة كثير‬
‫من اللغات‪ ،‬وطلبتنا أمانة في أعناقكم‪ ،‬فأدوا المانة إلى‬
‫من ائتمنكم على تعليم أطفالهم‪ ،‬وإذا كنت ل ترغب في‬
‫تدريس اللغة النجليزية فل مانع من قيامك بتدريس أي‬

‫‪40‬‬
‫مادة تراها مناسبة‪ ،‬وأفسح المجال لمدرسين آخرين‬
‫ليقوموا بتدريس أبنائنا المادة المذكورة وما شابهها‪!..‬‬
‫لكم دينكم‪ :‬بعد فصل المئات من الخوة المدرسين ذوو الخبرة‬
‫والكفاءة من وظائفهم في سلك التربية والتعليم‪ ,‬وذلك‬
‫بحجة إنتمائهم لحركة حماس)!(‪ ,‬أخذ المسؤولين في بعض‬
‫مكاتب التربية والتعليم التصال بمدرسين جدد لملئ‬
‫الشواغر الجديدة‪ ,‬وبالفعل تم تعيين أشخاص ل يعرفون‬
‫طرق التدريس ل من قريب ول من بعيد – لنهم في‬
‫السنوات الماضية كانوا منهمكون في التجارة وجمع‬
‫الموال‪ ,‬والدللة على ذلك قيام أحد الذين تم تعيينهم‬
‫بشرح الدرس أمام طلب الصف الثامن في أحدى المدارس‪,‬‬
‫وعندما قاطعه الطلب وأخبروه بأنه قرأ عليهم آيات من‬
‫القران الكريم بشكل مغلوط ‪ .‬إستشاط غضبا ً ‪ ,‬وقال لهم‬
‫بالحرف الواحد ‪ :‬هذا ديني وأنا أدرى منكم في هذا الشأن ‪,‬‬
‫والمصيبة إذا تم تثبيت هذا المدرس وأمثاله في سلك‬
‫التربية من دون إكتشاف أمرهم من قبل المشرفين‬
‫غ الحترام ِ والتقدير ‪..‬‬
‫ن لهم بال َ‬
‫التربويين الذين أك ُ‬
‫من المسؤول‪ :‬حدثني أحد الطلبة الجامعيين الذي كان ينتظر‬
‫قدوم سيارة لنقله الى جامعته في مدينة الخليل ‪ ,‬بأنه‬
‫شاهد خلل فترة إنتظاره القصيرة خروج بعض الطلبة من‬
‫كل الجنسين من المدرسة المجاورة لمكان سكناه ‪ ,‬حيث‬
‫قام بسؤالهم عن سبب خروجهم ‪ ,‬فمنهم من أخبره أن‬
‫المعلمة قد أرسلته لشراء كرت جوال وبعضهم لشراء علبة‬
‫بندورة )!( ‪ ,‬وثالثهم بقي تحت زخات المطر في إنتظار‬
‫قدوم مركبة ليقافها لنقل إحدى المعلمات لبلدتها ‪ .‬وهناك‬
‫الكثير من الطلبة ُيطلب منهم مغادرة حدود مدارسهم‬
‫لشراء إحتياجات خاصة لمعلماتهم أو معلميهم ‪ ,‬والسؤال‪:‬‬
‫من هو المسؤول عن إضاعة الف الحصص الدراسية على‬
‫أبناءنا ‪ ,‬ولو حصل مكروه ل سمح الله لحدهم فمن هو‬
‫المسؤول أيضا ً عن ذلك ‪ ,‬والمطلوب وضع حد لهذه الظاهرة‬
‫السيئة وبأسرع وقت ممكن ‪!..‬‬
‫الترغيب وليس الترهيب‪ :‬أحد المعلمين طويل القامة ‪ ,‬له كرش‬
‫ح ‪ ,‬يحمل عصا طويلة بيده ‪ ,‬ويشرح الدرس لطلبه‬ ‫بارز ‪ ,‬ملت ٍ‬
‫ً‬
‫الصغار وهو جالس وراء مكتبه ‪ ,‬وبدل من إضفاء جو من‬
‫المرح على وجوه الطلبة ‪ ,‬كان يأمرهم بالسكوت قائل ً لهم‬
‫هل تعرفون لماذا بطني كبير بهذا الشكل ؟! لم يجيبوا على‬
‫سؤاله ‪ ,‬وبقوا مكتوفي اليدي متمسمرين فوق مقاعدهم ‪,‬‬

‫‪41‬‬
‫وفجأة يقف على قدميه صارخا ً في وجوههم كل طالب في‬
‫العوام الماضية كان ُيحدث فوضى في غرفة الصف ‪ ,‬كنت‬
‫ه رغيف ساندويش )واضعا ً يديه أمام فمه ويتظاهر‬ ‫َ‬
‫أعمل ُ‬
‫وكأنه فعل ً يأكل الساندويش ( ‪ ,‬وهكذا أصبح لي هذا الكرش‬
‫الضخم كما تشاهدونه‪ ،‬نفر من الطلبة لدى سماعهم كلم‬
‫مدرسهم أخذوا بالبكاء وبعضهم تبول تحته من شدة الخوف‬
‫وبعضهم الخر رفض الذهاب إلى المدرسة إل برفقة‬
‫ُأمهاتهم أو آبائهم ‪ .‬كلي أمل أن يتوقف هذا المعلم والذين‬
‫على شاكلته عن هذه الساليب التي ل تمت للتربية‬
‫والتعليم بأية صلة ‪ ,‬وأن يتبعوا طرق تدريس لترغيب طلبتنا‪,‬‬
‫وبخاصة الصغار منهم على الدراسة وليس عكس ذلك ‪!..‬‬
‫عِمَمت‪ :‬أعضاء الهيئة التدريسية في إحدى المدارس‬ ‫الكارثة إذا ُ‬
‫الساسية‪ ,‬طالبن مديرة مدرستهن التصال بقسم المياه‬
‫في البلدية من أجل تزويدها بالمياه الصالحة للشرب‪,‬‬
‫وبخاصة أن طلب المدرسة المذكورة صغار في السن‪,‬‬
‫ويعطشون في كل لحظه‪ ,‬وبدل ً من قيام المديرة بتقديم‬
‫الشكر لزميلتها المعلمات‪ ,‬فكان ردها كالتالي‪ " :‬اللي مش‬
‫معجبها تروح وتشرب من دورة المياه "‪ .‬معلمات المدرسة‬
‫أضربن عن العمل‪ ,‬ولول تدخل أهل الخير في تلك اللحظة‬
‫لتفاقمت المشكلة ‪ ,‬وفاحت رائحتها ‪ ,‬وللمديرة أقول ‪ :‬لو‬
‫كنت مسئولة عن قطيع من الغنام ‪ ,‬لكان من الواجب عليك‬
‫البحث عن مصدر مياه لسقايتها ‪ ,‬داعيا ً في الوقت نفسه أن‬
‫تبقى فكرتك خاصة بك ‪ ,‬وأن ل تعمم على المدارس‬
‫الخرى‪...‬‬
‫معلم ل يعرف اسم زميله‪ :‬إستغربت أمر أحد الطلبة عندما سألته‬
‫عن اسم مديره ‪ ،‬حيث كانت إجابته بأنه ل يعرف اسمه ‪ ،‬لن‬
‫الكثير من الطلبة ل يعنيهم معرفة أسماء مدرائهم أو‬
‫معلميهم‪ !!..‬ومن الغريب أيضا ً عندما تسأل والد أحد الطلبة‬
‫في أي صف يدرس إبنك ‪ ،‬فتفاجأ من رده ‪ ،‬فمرة يقول لك‬
‫من الممكن أن يكون في الصف الخامس أو السادس ‪ ،‬وهو‬
‫في الحقيقة يكون يكون في الصف السابع الساسي ‪!!..‬‬
‫أما أغرب شيء صادفته عندما سألت مدرس اللغة العربية‬
‫في إحدى المدارس عن اسم زميله الذي يدرس مادة الدارة‬
‫والقتصاد ‪ ،‬فكانت إجابته‪ ":‬والله ل أعرف هل اسمه شادي‬
‫أم فادي "‪ ،‬فقلت له كيف ل تعرف اسم زميلك وأنت تراه‬
‫يوميا ً في غرفة المعلمين ‪ ،‬وبعد تفكيره بعض الشيء ‪ ،‬أكد‬
‫لي بأن اسمه فادي ‪ ،‬وحينها وضعت يدي على قلبي من‬

‫‪42‬‬
‫شدة قلقي على ولدي الذي ُيدرسه هذا المعلم مادة اللغة‬
‫العربية للصف الثاني عشر ‪ ،‬والذي قال لي أكثر من مرة‬
‫بأن ولدي ضعيف ‪ ،‬وبطبيعة الحال سيكون ولدي ضعفيا ً يا‬
‫حضرة المعلم ‪ ،‬ما دام حضرتك ل يعرف اسم زميله و‪!!..‬‬
‫فوائد التدخين ‪ :‬كنت جالسا ً داخل بقالة في صباح أحد اليام ‪،‬‬
‫حيث دخل علينا معلم ُيدرس في مدرسة قريتنا الثانوية ‪،‬‬
‫وطلب من صاحبة المحل علبة دخان غالية الثمن ‪ .‬نهضت‬
‫من مكاني وسرت معه بإتجاه الطريق المؤدية إلى مدرسته‬
‫حتى قدوم المركبة التي ستقلني إلى مكان عملي في‬
‫مدينة الخليل ‪ ،‬سألني عن ُأمور العمل ‪ ،‬وأثناء حديثه معي‬
‫أشعل سيجارته ‪ ،‬وهنا إحتججت على تصرفاته ‪ ،‬وقلت على‬
‫مسامعه ‪ ":‬لو كان في الدخان فائدة لكنت أول المدخنين "‪،‬‬
‫وهنا ضحك صديقي المعلم وقال لي ‪ ":‬وهل للتدخين مضار‬
‫"‪ ،‬وأخذ يعدد فوائده حسب قناعته الشخصية ‪ ،‬قائل ً ‪ :‬يا أخي‬
‫للتدخين فوائد جمة منها أنه يقي السنان من التسوس‬
‫ويساعد على السهر والتركيز و‪ ..‬وهنا وصلت المركبة التي‬
‫ت صديقي ‪ ،‬وصعدت إلى‬ ‫دع ُ‬
‫و َ‬
‫أستقلها إلى مكان عملي‪َ ،‬‬
‫داخل المركبة ‪ ،‬وأخذت ُأفكر في أقواله ‪ ،‬وما هو مصير‬
‫الطلب الذين يقوم بتدريسهم و‪!!..‬‬
‫اتصال مباشر ‪ :‬قامت إحدى المعلمات اللواتي قمن بالشراف‬
‫على مراقبة امتحانات طلبة شهادة الثانوية العامة‬
‫) التوجيهي ( ‪ ،‬بالتصال المباشر من خلل جوالها مع‬
‫شقيقها الذي يدرس مادة اللغة النجليزية لطلبة "‬
‫التوجيهي " ‪ ،‬حيث قامت بقراءة السئلة على مسامعه‬
‫لحلها ومن ثم إعطاء الجابات لطلبة تربطها معهم علقة‬
‫نسب ‪ ،‬وبفعلتها أضرت بالطلبة المعنيين من حيث ل‬
‫يدرون ‪ ،‬لن مصيرهم بعد التحاقهم بالجامعات الرسوب ‪،‬‬
‫وخسارة أموالهم وقتهم هباءً منثورا‪ !..‬والسؤال ‪ :‬أين‬
‫المانة يا معشر المعلمين والمعلمات ‪ ،‬ويا حبذا لو تقوم‬
‫وزارة التربية والعليم العالي بالطلب من كل مراقب‬
‫ومراقبة بأداء القسم سنويا ً قبل توجههم إلى قاعات‬
‫المتحانات ‪ ،‬وحتى تحقيق ذلك ‪ ،‬إنا لمنتظرون ‪...‬‬
‫غشوا ‪ ...‬فنجحوا ‪ :‬يتفاخر بعض المعلمين بأن الطلبة الذين‬
‫قاموا بتدريسهم في الصف الثاني عشر ‪ ،‬قد حصلو على‬
‫معدلت عالية في المادة التي يدرسونها إياهم وخاصة اللغة‬
‫النجليزية ‪ .‬وفي الحقيقة لم يعلق في أذهان طلبتهم أي‬
‫شيء يذكر مما تعلموه عن طريقهم إل نفر قليل منهم ‪,‬‬

‫‪43‬‬
‫ما إضطرهم إلى أخذ دروس تقوية مع معلمين آخرين أكفاء‬
‫مقابل مبالغ طائلة قاموا بدفعها لهم مسبقا ً‬
‫‪ ,‬عدا عن مصاريف المواصلت والوقت و‪ ...‬فمنهم من‬
‫إستوعب المادة جيدا ً ‪ ,‬ومنهم من إستغل طيابة المراقبين‬
‫الذين راقبوا عليهم في إمتحان شهادة الثانوية العامة‬
‫وقاموا بنقل مواضيع النشاء باللغة النجليزية‪ ,‬ومنهم من‬
‫قام بالغش من زميل آخر له ‪ ,‬وبعضهم الخر قام المراقبين‬
‫أنفسهم بتزويدهم بأوراق الغش ‪ ,‬حيث قاموا بنقلها من‬
‫طالب لخر ‪ ,‬وفي النهاية كانت النتيجة نجاح الطلبه‬
‫جميعهم في المادة المذكورة أعله‪ .‬المصيبة أن هؤلء‬
‫المعلمين أخذوا يتحدثون عن أنفسهم أمام زملئهم‬
‫وطلبتهم بعد ظهور النتائج‪ .‬ولكن مهما تحدثوا عن أنفسهم‬
‫‪ ,‬فهؤلء أصبحوا معروفين للطلبة وآهاليهم بأن هدفهم‬
‫كان الكسب المادي السريع من خلل الطلب من طلبتهم‬
‫إعطائهم دورات تقوية ‪ ,‬والطالب الذي كان يرفض أخذ‬
‫الدورات معهم كانوا ل يعيرونه أي إهتمام ويهددونه‬
‫ب في‬ ‫بالرسوب و‪ ..‬ولكن الله أقوى من الجميع ‪ ,‬حيث دَ ّ‬
‫بعضهم المراض ‪ ,‬وأصبحت النقود التي كانوا يتقاضونها‬
‫من الطلبة المساكين ل تكفيهم لشراء أدوية لهم‬
‫ولزوجاتهم وأطفالهم و‪!!..‬‬
‫لماذا الزعل ‪ ..‬الخسائر عند الكفار ‪ :‬دخل أحد المعلمين على طلبه‬
‫في غرفه الصف ‪ ,‬وأخذ بشرح الدرس على مسامعهم ‪,‬‬
‫وقبل إنتهاء حصة الدرس بقليل ‪ ,‬طلب منهم في الحصة‬
‫القادمة أن يحضروا معهم عصي على شكل سيوف خشبية ‪.‬‬
‫وفي اليوم التالي وبعدما حانت حصة الدرس ‪ ,‬دخل المعلم‬
‫غرفة الصف ‪ ,‬وقام بشرح الدرس الجديد على مسامعهم‬
‫والذي كانت أحداثه تدور حول معركة وقعت بين المسلمين‬
‫والكفار‪ .‬ولكي ترسخ المعلومات في أذهان الطلبة ‪ ,‬قام‬
‫بتقسيمهم إلى مجموعتين أطلق على الولى مجموع‬
‫المسلمين والثانية مجموعه الكفار ‪ .‬وقام بإبعاد‬
‫المجموعتين مسافة عن بعضهم البعض ‪ ,‬وأمرهم بأن‬
‫المعركة قد بدأت ‪ ,‬فأنهال الطلبة على بعضهم البعض‬
‫بالعصي واللكمات حتى سال الدم من وجوههم وأطرافهم‪.‬‬
‫وبعد قرع الجرس إيذانا ً بإنتهاء الحصة ‪ ,‬طلب المعلم من‬
‫الطلبة التوقف عن القتال ‪.‬‬
‫لملم الطلبة حقائبهم وملبسهم وما تبقى من سيوف حيث‬
‫كانت الحص الخيرة ‪ ,‬والكل غادر حدود مدرسته عائدا ً إلى‬

‫‪44‬‬
‫بيته منهمكا ً من التعب وشده العطش ‪..‬إستغرب ذوو الطلبة‬
‫مناظر أبنائهم ‪ ,‬الذين أبلغوهم بما حصل معهم في‬
‫المدرسة ‪.‬‬
‫وفي صبيحة اليوم التالي ‪ ,‬توجه بعض أولياء أمور الطلبة‬
‫إلى المدرسة وإلتقوا مع مديرها الذي أبلغوه بما حصل مع‬
‫أبنائهم في اليوم السابق ‪ .‬وفي تلك الثناء إستدعى مدير‬
‫المدرسة معلم المادة ‪ ,‬ودار نقاش مطول بين الهالي‬
‫م جرى مع الطلبة ‪ .‬وكان رد المعلم على‬ ‫والمدير والمعلم ع َ‬
‫فعلته بأنه قام بشرح الدرس‪ ,‬وكأن معركة جرت رحاها على‬
‫أرض الواقع كي ترسخ المعلومات في أذهان الطلبة ‪ .‬وقال‬
‫المعلم على مسمع المدير والهالي ‪ :‬لماذا أنتم تحتجون‬
‫على ذلك ‪ .‬والخسائر كلها كانت في صفوف الكفار ؟!‬
‫ضحك الحضور من إجابة المعلم ‪ ,‬وبعدها قرر الهالي رفع‬
‫كتاب لمديرية التربية يشرحون فيه ما حصل مع أبنائهم‬
‫الطلبة‪ .‬وبالفعل وصل الكتاب إلى المديرية التي بدورها‬
‫شكلت لجنة كي تحقق في المر ‪..‬‬
‫وصلت لجنة التحقيق إلى المدرسة وإلتقت مع المعلم‬
‫المعني ‪ ,‬وتوصلت في نهاية المطاف إلى أن المعلم قام‬
‫بشرح الدرس بالشكل المطلوب ‪ ,‬وأوصت بإبقائه على‬
‫رأس عمله – لنه لم يكون يقصد الساءة لي طالب كان ‪,‬‬
‫لخرى أن‬ ‫وتمنت على الهيئات التدريسة في المدارس ا ُ‬
‫يقوموا بشرح دروسهم أمام طلبهم بشكل مبسط وسهل‬
‫بإستخدام أدوات ووسائل ل تؤدي إلى إيذاء أو خدش‬
‫مشاعرهم ‪ ,‬وأن يؤدوا رسالتهم النبيلة على أكمل وجه –‬
‫لن الطلبة أمانة في أعناقهم ‪ ,‬مع تمنياتنا للهيئات‬
‫التدريسية والطلبة وأهاليهم بالصحة والعافية ‪..‬‬
‫معلموا الدعوة ‪ :‬غالبية أعضاء الهيئة التدريسية في إحدى‬
‫المدارس الساسية ممن ُيسمون رجال الدعوة ‪ ،‬أي بمعنى‬
‫آخر لحاهم طويلة ويرتدون الدشاديش القصيرة ‪ ،‬وهؤلء‬
‫شغلهم الشاغل أثناء تواجدهم في مدارسهم ‪ ،‬هو التجارة‬
‫ومعرفة أسعار الذهب والعملت ‪ ،‬أما جموع الطلبة فيتركون‬
‫يلعبون مع بعضهم البعض أو يطلبون منهم السكوت ‪،‬‬
‫ويهددونهم في الوقت نفسه بأن العصا لمن عصا ‪ ،‬وإذا‬
‫خطر على بالهم التدريس‪ ،‬فكان معلم اللغة النجليزية‬
‫يعطي طلبه دروس في الدين السلمي ‪ ،‬وهكذا لباقي‬
‫ل إهتمامهم على مادة‬ ‫ج َ‬
‫المعلمين الخرين الذين كان ُ‬
‫التربية السلمية ل شيء سواها !! أما مدير المدرسة وهو‬

‫‪45‬‬
‫المسؤول الول عن إدارة شؤون مدرسته‪ ،‬فهو الخر تاركا ً‬
‫لهؤلء المعلمين الحبل على الغارب ‪ ،‬بحجة أن عمره قد‬
‫شارف على التقاعد ‪ ،‬ول يريد مساءلة أيا ً كان من زملئه‬
‫المعلمين ‪ ،‬وسؤال أوجهه إلى هؤلء المعلمين ‪ :‬قبل أن‬
‫تطلبوا منا الخروج معكم لدعوة الناس إلى تطبيق الدين ‪،‬‬
‫ندعوكم أول ً إلى تطبيق الدين في بيوتكم وفي مدارسكم –‬
‫لن أطفالنا أمانة في أعناقكم ‪ ,‬ولمدير المدرسة أقول ‪ :‬إذا‬
‫بقي على تقاعدك عام ونصف ‪ ,‬فمعنى ذلك أن هذا الوقت‬
‫قد ضاع على أبنائنا هباءً منثورا‪ ,‬والطامة الكبرى في حاله‬
‫تقاعد مدير المدرسة المعنيه ‪ ,‬وإستلم إدارتها مدير جديد‬
‫هو الخر عمره قد شارف على التقاعد و‪ ..‬أي بمعنى آخر‬
‫ضاعت على طلب المدرسة المذكورة سنوات عدة من دون‬
‫تعليم ‪ ,‬وأما التربية فحدث ول حرج ‪!!..‬‬
‫مديرية التربية والتعليم حققت في الشكاوى التي‬
‫وصلتها ‪,‬وعلى الفور قامت مشكورة بزيارة المدرسة‬
‫والطلع على أوضاعها وأسباب ضعف التحصيل العلمي عند‬
‫طلبتها ‪ ,‬وقامت بتوجيه أعضاء الهيئه التدريسة إلى أساليب‬
‫وطرق التدريس السليمة‪ ,‬وطالبتهم بالهتمام بتدريس‬
‫الطلبة‪ ,‬وأخبرتهم بأنهم سيكونون على تواصل مستمر‬
‫عينهم نتائج إيجابية حصلت لدى‬ ‫معهم ‪ ,‬كي يشاهدوا بُأم أ َ ُ‬
‫طلبة المدرسة ‪ ,‬وإل ستتخذ بحق المعلمين المقصرين وغير‬
‫المبالين في التدريس إجراءات صارمة من ضمنها نقلهم‬
‫إلى أماكن بعيده عن مناطق سكناهم و‪!!..‬‬

‫‪46‬‬
‫‪8‬‬ ‫طـــلب ‪..‬‬
‫وطـــالــبــات ‪ ..‬؟!‬
‫نظرك في الرض‪ :‬في أثناء تنقل أحد المدرسين بين مقاعد‬
‫الطلبة‪ ،‬سأله أحدهم عن مقدار الراتب الذي يتقاضاه‪.‬‬
‫فأخبره بأنه ل يتعدى )‪ (45‬شاقل في اليوم الواحد‪ ،‬ومنها‬
‫أجرة المواصلت والدخان والساندويش و‪ ..‬فرد عليه‬
‫الطالب )وبعين قوية( بأنه عند عودته إلى البيت‪ ،‬يذهب‬
‫للعمل في أحد مصانع الحذية القريبة إلى منزله لمدة أربع‬
‫ساعات فقط‪ ،‬ويتقاضى من خللها مبلغا أكثر من المبلغ‬
‫الذي يحصل عليه معلمه! وطلب منه ترك التدريس والذهاب‬
‫برفقته للعمل في المصنع المذكور‪ .‬ولكن يا حضرة الطالب‬
‫سيبقى نظرك دائما في الرض تشتم رائحة الجلود‬
‫والكاوتشوك النتنة حتى يوم وفاتك!!‬
‫شاب مخنث‪" :‬نظارات سوداء يضعونها على عيونهم وقصات‬
‫شعر بأشكال مختلفة وسناسل في أعناقهم‪ ،‬ووشم على‬
‫أياديهم ‪ ,‬وبلفونات معلقة على خواصرهم‪ ،‬وجلسات مخجلة‬
‫داخل حافلتنا‪ ،‬وكتابات سخيفة على حقائبهم"‪ .‬هذه هي‬
‫أحوال بعض طلب جامعاتنا في الوقت الحاضر‪ ،‬والذي‬
‫استفزني هو صعود أحد الطلبة الجامعيين إلى داخل‬
‫الحافلة التي كنت استقلها وكان شعر هذا الطالب طويل‪،‬‬
‫ويضع سنسال في عنقه وبعض الرسومات على قميصه‪،‬‬
‫وزاد تدليل على أنه شاب مخنث قيامه بتناول بوظة ذات‬
‫لون أحمر‪ ،‬وبعد فراغه من تناولها ثبتت صبغة البوظة على‬
‫فمه وأصبح أضحوكة بين جموع الركاب! فيا أحبتي الطلبة‬
‫"اتركوا المظاهر البعيدة عن ديننا وعاداتنا جانبا وعودوا إلى‬
‫رشدكم وإذا بقيتم تتصرفون هكذا‪ ،‬فمعنى ذلك أنكم هدمتم‬
‫الوطن ولستم من بناة المستقبل"!‬
‫طالباتنا والتصالت‪ :‬خلل خروج الطالبات من المدارس‪ ،‬وبدل ً‬
‫من توجههن بالسرعة الممكنة إلى منازلهن أو التردد على‬
‫المكتبات العامة للمطالعة‪ ،‬مع إعلم ذويهن مسبقا ً بذلك‪،‬‬
‫يحدث العكس‪ ،‬فمنهن من يذهبن إلى محلت بيع الشرطة‪،‬‬
‫أو يتوجهن إلى منصات الهاتف الموزعة في أنحاء مدينة‬
‫القدس للتصال بمعارفهن‪ .‬والغريب أنني زرت البريد‬

‫‪47‬‬
‫المركزي في شارع صلح الدين فرأيت ست طالبات يقمن‬
‫بالتصال في آن واحد‪ ،‬حيث أن عدد الماكن المخصصة‬
‫للتصال ‪ 11‬مكانا ً فقط‪ ،‬فهل كانت كل إتصالت الطالبات‬
‫مع ذويهن ضرورية ؟! أما بالنسبة للماكن المتبقية والتي‬
‫عددها خمسة‪ ،‬فكانت مشغولة هي الخرى من قبل طلب‬
‫المدارس !‬
‫إرحموا أهاليكم‪ :‬في أثناء وجودي في الحافلة التي كنت‬
‫أستقلها في طريق عودتي إلى منزلي‪ ،‬جلس على الجهة‬
‫المقابلة لمكان جلوسي طالبا ً وطالبة جامعيين وفور‬
‫جلوسهما أخذا يتهامسان ويتقهقهان وكأنهما وحيدين في‬
‫شارع للعشاق!! سرقت نظري بلمحة البصر نحوهما‪ ،‬فإذا‬
‫الفتاة تجلس في وضع غير لئق! وتحمل بين كلتا يديها‬
‫ورقة أرضيتها صفراء مكتوب بداخلها كلمات بخط أزرق‬
‫ومليئة برؤوس )قلوب الحب( حمراء اللون‪ .‬الركاب‬
‫الجالسون في الحافلة لم يعيروهما أي اهتمام يذكر‪،‬‬
‫وتركوهما يتهامسان ظنا ً منهم أنهما يناقشان أسئلة‬
‫إمتحان أو أحد مواد الدراسة‪ ،‬غير مدركين بأنهما كانا‬
‫يذوبان في كلمات الغزل والطراء وإعجاب كل منهما‬
‫بالخر‪ .‬فهل يليق برجال وأمهات المستقبل من الطلب‬
‫حاليا ً أن يتصرفوا على هذه الشاكلة التي تجرح مشاعر‬
‫الناس؟! ومن الواجب عليهم أن يتفرغوا للدراسة‪ ،‬ويرحموا‬
‫آباءهم الذين يكدون طوال الوقت من أجل توفير‬
‫مستلزماتهم الدراسية!‬
‫يا حرام ‪ :‬بالرغم من شرح المدرس للدرس مرات عديدة‪ ،‬إل‬
‫أن عدم قدرة الطالب على الستيعاب دفعته إلى ضرب‬
‫الطالب بعصا على يديه‪ ،‬فبكى بكاءً مريرًا‪ ،‬وخوفا ً من إبلغ‬
‫الطالب لولي أمره بما حصل‪ ،‬توسل المعلم للطالب الكف‬
‫عن البكاء‪ ،‬وذلك بمسح دموعه وإعطائه النقود‪ ،‬ولكن‬
‫الطالب بسبب صغر سنه وتألمه من شدة الضرب‪ ،‬إستمر‬
‫في البكاء طوال الحصة‪ ،‬ما إضطر المعلم إلى مسك يديه‬
‫والنفخ فيهما لزالة آثار الجريمة!‬
‫عيب يا محترم ‪ :‬بسبب عدم إعطائه أي إهتمام يذكر ورفضها‬
‫الخروج معه إلى كافتيريا الجامعة والسير برفقتها في‬
‫ساحاتها‪ .‬قرر النتقام منها‪ ،‬واختار طلب المحاضر منها‬
‫شرح الدرس أمام الطلبة‪ ،‬وقام بفرط حبات المسبحة التي‬
‫بحوزته ونثرها تحت أقدام زميلته لتصل إلى أرجلها‪ ،‬وفعل ً‬
‫سقطت على الرض بسبب تزحلقها على حبات المسبحة‬

‫‪48‬‬
‫فتقهقه أخونا الطالب حتى وقع هو الخر على الرض‪،‬‬
‫وعيب يا محترم‪!..‬‬
‫شمروا عن سواعدكم‪ :‬توقفت الحافلة التي كنت أستقلها على‬
‫مقربة من مدخل إحدى المخيمات لنزول الطلبة من داخلها‪،‬‬
‫وفي أثناء توقفها سمعت بعض الطلبة يستهزئون بمناظر‬
‫بعض الجنود السرائيليين المتواجدين هناك لحماية‬
‫حافلتهم من رشق الحجارة‪ ،‬أحدهم أخذ يتقهقه لن بشرة‬
‫الجندي سوداء اللون‪ ،‬وآخر تقهقه بسبب قصر قامة الجندي‬
‫وبأن سلحه أطول من قامته و‪ ..‬وبدل ً من تعليقاتكم‬
‫السخيفة إخوتي الطلبة‪ ،‬هل فكرتم في يوم من اليام‬
‫بالوقوف مكان الجنود السرائيليين لحراسة أهالي المخيم‬
‫والذود عنهم؟ ويا حبذا لو نشمر عن سواعدنا ونعمل بصمت‬
‫لنمسح دموع الرامل وأبناء الشهداء والمعتقلين‪ ،‬وندخل‬
‫الفرحة إلى قلوبهم‪.‬‬
‫الماكن السفلية ‪ :‬بعد نجاح أحد الطلبة في إمتحان شهادة‬
‫الدراسة الثانوية العامة‪ ،‬قرر دراسة طب السنان في إحدى‬
‫الدول الجنبية‪ ،‬ومضى على دراسته أكثر من ‪ 12‬عامًا‪ ،‬ولم‬
‫يتخرج حتى الن‪ ،‬ولدى سؤال أحد معارفه عن وقت تخرجه‬
‫يجيب بأنه أنهى تخصصه في الفك السفلي‪ ،‬وحاليا ً يدرس‬
‫لنهاء تخصصه في الفك العلوي‪ ،‬والظاهر أن الطالب ل‬
‫يعرف شيئا ً عن الفك العلوي ول السفلي بل يتردد على‬
‫ه وأموال والديه هباءً منثورًا‪!..‬‬‫الماكن السفلية وأضاع وقت ُ‬
‫أصبح مبصرًا‪ :‬أحد الطلبة كان يضع نظارة طبية على عينيه‪،‬‬
‫ليعرف من خللها القراءة والكتابة‪ ،‬وكان نظر الطالب‬
‫يضعف وفي الوقت نفسه أخذ جسمه بالهزال بسبب‬
‫تعليقات الطلبة عليه‪ ،‬ولم يضع المعلمون حدا ً لتصرفاتهم‬
‫بالرغم من إحتجاج الطالب لمعلميه مرات عدة على ذلك‪،‬‬
‫وأقسم لي الطالب بأنه بعد تركه المدرسة‪ ،‬أصبح يرى جيدا ً‬
‫وقام بتكسير النظارة ودبت فيه الحياة من جديد‪!..‬‬
‫أعمال شيطانية‪ :‬يقوم طلبة أحد المعاهد الداخلية بأعمال‬
‫شيطانية‪ ،‬ففي أثناء ترددهم على حمامات المعهد‬
‫للستحمام‪ ،‬كانوا يهدرون الماء وبشكل غير معقول‪ ،‬حيث‬
‫يبقون أجسامهم تحت المياه ساعات طويلة‪ ،‬حتى نفاذها‬
‫من خزانات المعهد‪ ،‬وعند نفاذها يكون لديهم )حجة( في‬
‫إعلنهم الضراب عن الدراسة بسبب إنقطاع المياه ول‬
‫يتوجهون إلى قاعات الدرس في اليوم التالي! والسبب في‬
‫ذلك هو عدم تعودهم على الستحمام في بيوتهم بهذه‬

‫‪49‬‬
‫الصورة‪ .‬ولو استحموا في منازلهم لما أسرفوا واحدا ً‬
‫بالمائة من المياه التي يستخدمونها في أثناء مكوثهم في‬
‫المعهد‪ ،‬وصحيح أن النظافة من اليمان‪ ،‬ولكن بهذه الصورة‬
‫فهي نوع من الجنون‪ ،‬وتصرفات الطلبة غير المسؤولة تدل‬
‫على أنهم ل يصلحون لن يكونوا وراء مقاعد الدراسة‪ ،‬بل‬
‫وراء قضبان مستشفيات المجانين لمعالجتهم – لنهم فعل‬
‫يعانون من أمراض نفسية‪ ،‬وإذا بقوا من دون معالجة‬
‫سيقومون إن عاجل ً أو آجل ً بتصرفات ُأخرى مرفوضة!‬
‫وتقع مسؤولية كبيرة على مسؤول القسم الداخلي في‬
‫مراقبتهم‪ ،‬وليكن معلوما ً لهؤلء الطلبة بأنهم يهدرون‬
‫المياه من مخصصاتهم‪ .‬لن هناك ميزانية مقررة سنويا ً‬
‫لطلبة المعهد‪ ،‬فإذا أسرفوا بإستخدام المياه وأهدروا‬
‫أثمانها ً فتحسم فاتورتها من حساب مخصصات ُأخرى‪ ،‬قد‬
‫تكون من طعامهم أو كتبهم الدراسية أو شراء المعدات‬
‫لتدريبهم على الطرق العملية التي درسوها‪ .‬آملين من‬
‫الطلبة التوقف عن تلك العمال التي ل يرضاها أي إنسان‬
‫عاقل‪.‬‬
‫إجابات غير صحيحة‪ :‬بعد عودة أحد الطلبة إلى منزله‪ ،‬طلب من ُ‬
‫ه‬
‫ه في ذلك اليوم‪ ،‬لكي‬ ‫والده إحضار دفاتره‪ ،‬ليشاهد ما كتب ُ‬
‫يوجهه إلى الطريق المستقيم ويساعده في حل دروسه‬
‫ومراجعتها‪ ،‬ولكنه فوجئ بأن معلم الرياضيات قد قام بوضع‬
‫)صح‪+‬شوهد( على الجابات التي قام ولده بحلها في‬
‫دفتره‪ ،‬والمصيبة أنه بعد التدقيق في حلها‪ ،‬تبين لوالد‬
‫الطالب بأن جميع المسائل كانت إجاباتها غير صحيحة‪ ،‬حيث‬
‫اشتكى لي عدة أولياء أمور من أن الخطأ نفسه وقع مع‬
‫أبنائهم‪.‬‬
‫في صبيحة اليوم التالي توجه والد الطالب إلى مدير‬
‫المدرسة‪ ،‬وإجتمع معه‪ ،‬وأبلغه بما حصل مع إبنه‪ ،‬وقام‬
‫الخير بإستدعاء الطالب‪ ،‬وسأله عن معلم المادة‪ ،‬وتم‬
‫استدعاؤه هو الخر وأعلم بالشكوى ضده فكان جوابه‪ :‬أن‬
‫عدد طلب الصف كبير‪ ،‬والتدقيق في إجاباتهم غير ممكن‬
‫ويأخذ وقتا طويل ً و‪...‬‬
‫ولكن يا حضرة المعلم تعليم الطلبة مسألة حسابية‬
‫واحدة ومعرفة طريقة حلها أفضل من تعليمهم عشرة‬
‫مسائل من دون فهمهم إياها‪.‬‬
‫آملين من المشرفين التربويين القيام بالكشف‬
‫الدوري على دفاتر تحضير دروس المعلمين‪ ،‬وأن يكلفوا‬

‫‪50‬‬
‫أنفسهم الكشف على بعض دفاتر الطلبة‪ ،‬وتوجيه معلمينا‬
‫إلى طرق التدريس السليمة ومعاقبة المقصرين‪ ،‬وأن يكون‬
‫برفقة المشرفين التربويين أخصائي نظر للكشف على‬
‫المدرسين والطلبة الذين عندهم قصر أو ُبعدَ نظر‪ ،‬وذلك‬
‫لتصحيح نظرهم لتسير العملية التربوية في طريقها السليم‬
‫و‪ ...‬وأن يحذو جميع أولياء المور كما فعل والد الطالب‬
‫المذكور‪ ،‬جزاه الله خيرًا‪.‬‬
‫السبب تحدثها اللغة الفصحى‪ :‬إحتجت طالبات إحدى المدارس على‬
‫معلمة اللغة العربية‪ ،‬بحجة أنها تتحدث اللغة الفصحى‪ ،‬ول‬
‫يستوعبن ما تقوله أثناء شرحها الدرس‪ ،‬وقمن بالتوقيع‬
‫على عريضة تحمل قائمة بأسمائهن‪ ،‬ورفعنها إلى مكتب‬
‫التربية الخاضعة مدرستهن لشرافه‪ ،‬يطالبن فيها باستبدال‬
‫المعلمة المذكورة بمعلمة ثانية‪ .‬وبعد التحري تبين أن‬
‫مدرسات من المدرسة نفسها‪ ،‬حرضن الطالبات على‬
‫المعلمة الجديدة‪ ،‬وأن سبب المطالبة بنقلها كان ليس‬
‫بسبب شرحها الدرس باللغة الفصحى‪ ،‬بل لنها كانت على‬
‫قسط كبير من الجمال مقارنة مع زميلتها الخريات‪!..‬‬
‫الفاتحة خير علج‪ :‬كثيرون من الطلبة الصغار يحاولون الهرب‬
‫من المدارس‪ ،‬بحجة أنهم مرضى أو نسوا كتبهم ودفاترهم‬
‫و‪ ..‬وفي أثناء زيارتي لحدى المدارس وجلوسي في غرفة‬
‫المدير جاء أحد الطلبة وأعلم المدير بأنه يشكو من ألم‬
‫شديد في بطنه‪ ،‬فسأله المدير‪ :‬هل ذهبت إلى الحمام يا‬
‫شاطر؟ فرد عليه بأنه ذهب إلى الحمام أربع مرات! فقال‬
‫له اذهب مرة أخرى‪ ،‬وأخبرني بما يحصل معك‪ ،‬وبعد برهة‬
‫عاد الطفل وقال للمدير لم اعد أشكو من أي ألم يذكر!‬
‫وفي تلك الثناء حضر طالب آخر وأعلم المدير بأنه‬
‫يشكو هو الخر من مرض في بطنه‪ ،‬فقال المدير للطالب‪:‬‬
‫هل قرأت الفاتحة؟ فرد الطالب بالنفي ‪ ،‬فقال له‪ :‬اقرأها‬
‫سبع مرات فقرأها الطالب‪ ،‬ثم أعلم المدير بأنه شفي من‬
‫مرضه‪!..‬‬
‫وهناك فعل ً بعض الحالت يكون فيها الطالب مريضا‪ً،‬‬
‫حيث تكون درجة حرارته عالية‪ ،‬أو يوجد إنتفاخ في بطنه أو‬
‫نزيف من أنفه و‪ ...‬والذي يزيد الطين بلة‪ ،‬هو عدم توفر‬
‫خزانة إسعاف في كل مدرسة من مدارسنا تحتوي على‬
‫بعض الغراض كالقطن والقماش اللصق واليود‪ ،‬وهي إذا‬
‫كانت موجودة بحق وحقيقة فل يعرف مدرسونا طرق‬
‫السعافات السليمة‪ .‬فيا حبذا لو تتوافر السعافات الولية‬

‫‪51‬‬
‫في مدارسنا‪ ،‬وأن تقوم مكاتب التربية بإرسال كتب لكل‬
‫مدرسة من مدارسنا لرسال أحد أساتذتها ليتلقى عدة أيام‬
‫دراسية في السعاف الولي‪ ،‬ليكون هو المشرف الول‬
‫على علج إصابات الطلبة التي تحصل معهم في أثناء‬
‫اللعب‪ ،‬ومحاولة إيقاف النزيف حتى وصول الطالب المصاب‬
‫إلى أقرب مشفى‪.‬‬
‫الكاكي وليس الزرق‪ :‬كم سررت عندما شاهدت طلبة مدارسنا‬
‫يرتدون زيا ً موحدًا‪ ،‬وكنت قد طالبت مرارا ً بأن تقوم وزارة‬
‫التربية بتطبيق الزي الموحد في مدارسنا‪ ،‬لكي يتساوى‬
‫الطالب الفقير مع الطالب الغني و‪..‬‬
‫ولو سألت أحد القراء‪ ،‬ما هو اللون المفضل لديك‪ ،‬لجبت‬
‫جميع اللوان باستثناء الزرق‪ ،‬لن اللون الزرق يذكرني‬
‫بالعلم السرائيلي‪ ،‬وبأننا ما زلنا لجئين في هذا الوطن‪!...‬‬
‫وكان من المفروض أن يرتدي طلبة المدارس زيا ً من‬
‫"الكاكي" وأن تدهن جدر مدارسنا أيضا باللون نفسه‪ ،‬ل‬
‫باللون الزرق‪ ،‬كما فعل ذلك أحد مدراء المدارس الذي قام‬
‫بدوره بدهن جدر المدرسة المسؤول عن إدارتها باللون‬
‫الزرق‪ ،‬ولدى زيارتك إلى المدرسة المذكورة‪ ،‬تشعر وكأنك‬
‫تدخل مؤسسة إسرائيلية بحتة أو مؤسسة تابعة لوكالة‬
‫الغوث وتشغيل اللجئين ‪!..‬‬
‫وفي احد اليام ‪ ,‬صعدت إلى قمة جبل مرتفع يحيط‬
‫بقريتي الحبيبة‪ ،‬ونظرت إلى أسطح منازلها‪ ،‬فوجدت ألبسة‬
‫طلبتنا زرقاء اللون‪ ،‬مع بعض اللبسة الخرى البيضاء‪،‬‬
‫ترفرف في سمائها وذلك بعد غسلها وتنظيفها‪ ،‬وشعرت‬
‫في تلك الثناء وكأن القرية قد تحولت بقدرة قادر إلى‬
‫مستوطنة إسرائيلية ترفرف عليها العلم الزرقاء! فل‪..‬‬
‫وألف ل لرتداء اللون الزرق الذي هو سبب كل علتنا‪!!..‬‬
‫متميزه بالسم‪ :‬قام أحد أولياء المور مشكورا ً ‪ ,‬بتوزيع إستماره‬
‫تحمل أربعة أسماء مختلفة للمدرسة نفسها على طلبة‬
‫الصف التاسع ‪ ,‬وطلب منهم وضع دائرة حول اسم‬
‫مدرستهم الصحيح ‪ ,‬حيث فوجئ أخانا بأن نصف طلب‬
‫الصف المذكور ل يعرف اسم مدرستهم الحقيقي ‪ ,‬والغريب‬
‫في المر أن المدرسة حصلت خلل العوام الماضية على‬
‫المدرسة المتميزة على مستوى مكتب المديرية التابعة‬
‫لها ‪ ..‬والدهى في المر أن إدارة المدرسة المذكورة أخذت‬
‫معدلتها في إمتحان الثانوية العامة بالتراجع عام بعد‬
‫الخر ‪ ,‬حيث سمعتها أصبحت في الحضيض ‪!!..‬‬

‫‪52‬‬
‫ضحكوا على أنفسهم ‪ :‬عديد من أولياء امور الطلبة يطلبون من‬
‫أبنائهم الدارسين في الجامعات سواء داخل الوطن أو‬
‫خارجه ‪ ,‬بإحضار كشوفات علمات لمعرفة مستواهم‬
‫التعليمي ‪ .‬المصيبة أن البناء يقومون بتزييف كشوفات‬
‫علماتهم ‪ ,‬ويضعون لنفسهم علمات عالية جدا ً ‪ ,‬بعض‬
‫الباء الذكياء إكتشفوا طرق التزوير التي اتبعها أبناؤهم ‪,‬‬
‫وبعضهم الخر صدقهم ولم يكتشف أمر أبنائه إل بعد أن تم‬
‫فصلهم من جامعاتهم ‪ ,‬وهؤلء الطلبة ضحكوا على أنفسهم‬
‫أول ً قبل أن يضحكوا على آبائهم الذين كانوا يكدون طوال‬
‫الوقت من أجل توفير مستلزمات أبنائهم في الجامعات من‬
‫حيث القساط الجامعية المرتفعة والكتب والمواصلت وما‬
‫شابه ذلك ‪!..‬‬
‫بركات ‪ :‬إحدى المدارس ذات سمعة طيبة ‪ ،‬معروفة لهل‬
‫المدينة والقرى المجاورة منذ عشرات السنيين ‪ ،‬واسمها‬
‫قريب لقلب كل إنسان ‪ .‬المهم في المر هو صعود إحدى‬
‫طالبات المدرسة المذكورة في حافلة عمومية ‪ ،‬والطلب‬
‫من سائقها أنزالها عند مركز ) بلزا ( ‪ ،‬الذي لم يمض على‬
‫إفتتاحه سوى بضعة أشهر قليلة ‪ .‬استغربت كباقي الركاب‬
‫من طلب الطالبة ‪ ،‬حيث علق أحد الركاب قائل ً ‪ :‬طلب‬
‫الفتاه أنزالها على مقربة من المركز المذكور هو تفاخرها‬
‫بأنها فتاة عصرية ‪ ،‬ولكنها أخطأت الظن ‪ ،‬لن اسم‬
‫مدرستها علم وسيبقى علما ً للف الطالبات اللواتي درسن‬
‫في تلك المدرسة العريقة ‪ .‬واللي بتخجل من ذكر اسم‬
‫مدرستها الحقيقي ‪ ،‬من الفضل أن تبقى في منزلها لنها‬
‫تسيء لسمعة مدرستها وزميلتها من حيث ل تدري ‪!! ..‬‬
‫على قوس الربابة ‪ :‬ل يستطيع المئات من حملة شهادة الثانوية‬
‫العامة والحاصلين على معدلت عالية من مواصلة تحصيلهم‬
‫العلمي في الجامعات والكليات الفلسطينية أو الجنبية ‪،‬‬
‫وذلك بسبب الظروف المعيشية الصعبة التي يمر بها غالبية‬
‫أبناء شعبنا الفلسطيني ‪ .‬والمصيبة بدل ً من إهتمام الجهات‬
‫المعنية بهؤلء الطلبة الذين ل يجدون ثمن تكاليف شراء‬
‫طلبات التسجيل لقبولهم في إحدى الجامعات نجد أبناء‬
‫المسؤولين ومعارفهم الذين حصلوا على معدلت متدنية‬
‫جدا ً في الثانوية العامة ‪ ،‬قد حصلوا على منح دراسية خارج‬
‫البلد ‪ ! ..‬وأكبر دليل على أن هناك تلعب في المنح‬
‫الدراسية ‪ ،‬هو قيام أحد المسؤولين بزيارة أحد مواقع‬
‫الفراح ‪ ،‬حيث رحب به أحد أبنائه ‪ ،‬وعلى الفور لبى طلبه ‪،‬‬

‫‪53‬‬
‫والسؤال ‪ :‬ما مصير مئات الطلبة المتفوقين الذين ل‬
‫يحسنون العزف على الربابة ؟! بالطبع ‪ ،‬سيبقون داخل‬
‫منازلهم ‪ ،‬ل يدندنون بصوت منخفض ‪ " :‬يا ربابة حني‬
‫وني ‪ ..‬على المنحة اللي راحت مني " !‬
‫اسم الجمل كتلوا ‪ :‬سمعت أحد طلبة الثانوية العامة الفرع العلمي‬
‫يقول لزميل أخر كان يتحدث معه في الشارع العام ‪،‬‬
‫الطالب الذي يحصل على ‪ 20‬بالمائة في الفرع العلمي‬
‫أفضل بكثير من الطالب الذي يحصل على ‪ 80‬بالمائة في‬
‫الفرع الدبي ‪ .‬وهنا إقتربت من الطالب ونصحته بالدراسة‬
‫وعدم تضييع وقته في الشوارع ‪ ،‬وبأن هذه المقولة خاطئة‬
‫والذين يرددونها هم الطلبة الفاشلون ‪ ،‬وأن فرحة النجاح ل‬
‫يضاهيها أية فرحة ‪ ،‬وبأن جامعاتنا اليوم ل تقبل الطالب‬
‫الذي يقل معدله عن ‪ 65‬بالمائة ‪ .‬لم يكترث لنصيحتي ‪ ،‬وبعد‬
‫ظهور نتائج التوجيهي ورسوبه في المتحان المذكور ‪،‬‬
‫صادفته في الشارع نفسه ‪ ،‬فأسرع إلي وقال ليتني‬
‫استمعت إلى نصائحك ‪ ،‬فقلت له لكل جواد كبوه ‪ُ ،‬أدرس‬
‫على المواد التي أكملت فيها ول تضيع أوقاتك ‪ ،‬وأن شاء‬
‫الله ستكون من الناجحين في الدنيا والخرة ‪..‬‬
‫من جد وجد ‪:‬أحد اولياء ُأمور الطلبة ‪ ,‬ومنذ اليوم الول لتوجه‬
‫إبنه للدراسة في الصف الثاني ثانوي )التوجيهي( هدده‬
‫بسبب ضعفه في دروسه ‪ ,‬ومن باب المزاح قائل ً له ‪" :‬‬
‫سينشر اسمك في الجريدة اليومية هذا العام ‪ ,‬إما مع‬
‫أسماء الطلبة الناجحين في حالة نجاحك في امتحان الثانوية‬
‫العامة ‪ ,‬وإما في صفحة الوفايات في حالة رسوبك في‬
‫المتحان المذكور‪ ,‬وواظب على دراسته أول ُ بأول ‪ ,‬وكان‬
‫النجاح حليفه ‪ ,‬وعلى رأي المثل ‪" :‬من جد وجد" ‪!!..‬‬
‫ل كرامه عندهم ول واجب ‪ :‬كنت جالسا ً في المركبة التي ستقلني‬
‫إلى مكان سكناي ‪ ,‬حيث كان الجو ماطرا ً والوقت متأخرا ً‬
‫بعض الشيء‪ ,‬وبعد برهة وصلت مجموعة من الطلب‬
‫والطالبات الدارسين في إحدى جامعاتنا المحلية ‪ ,‬حيث‬
‫صعد جموع الشبان وتركوا زميلتهم على قارعة الطريق‬
‫بسبب إمتلء المركبة بالمسافرين ‪ ,‬إستغربت من‬
‫تصرفاتهم لنهم لم يكترثوا بزميلتهم ‪ ,‬ما إضطرني أنا‬
‫ورجل آخر إلى النزول والصعود إلى صندوق المركبة وكم‬
‫كنت مرتاحا ً وسعيدا ً في تلك الرحلة لنني طبقت ما علمني‬
‫إياه والدي منذ نعومة أظافري وها أنا ُأطبقه وعمري قد‬
‫شارف على الخمسين عاما ً ‪!!..‬‬

‫‪54‬‬
‫‪9‬‬ ‫لــــــســـــعــــــــــا‬
‫ت ‪..‬؟!‬
‫اللسعة الولى‪ :‬كنت مارا ً في شارع السلطان سليمان‬
‫بالقدس الشريف‪ ،‬وهذا الشارع ل يخلو من الشباب‬
‫المخنثين الذين يقومون بأعمال بعيدة كل البعد عن ديننا‬
‫الحنيف وعاداتنا وتقاليدنا الحميدة‪ ..‬وهؤلء الشبان يزدادون‬
‫يوما ً بعد آخر‪ ،‬ومن أعمالهم القيام بحركات سخيفة كتسميع‬
‫الكلم الرخيص لخواتنا‪ ،‬أو بدس أياديهم في صدورهن‬
‫وبخاصة في الماكن المزدحمة بالمارة‪ ،‬وهذا الشيء‬
‫شاهدته بُأم عيني في رمضان‪ ،‬حتى وصل بهم المر إلى‬
‫رمي المفرقعات على مقربة من أرجل أخواتنا لتخويفهن‬
‫لكي يتفرجوا على صرخاتهن وكيفية سقوطهن على‬
‫صراخا ً يا معشر المخنثين‪ ،‬ولو كان‬‫الرض! أل يكفي أخواتنا ُ‬
‫عندكم قليل من الرجولة لما قمتم بتلك العمال التي يندى‬
‫لها الجبين‪!..‬‬
‫اللسعة الثانية‪ :‬قام أحد الشباب بتثبيت رسمة "عقرب"‬
‫ذات لون أسود على الواجهة الخلفية لسيارته‪ ،‬وذلك لزيادة‬
‫هيبته وفرض إحترامه بين جموع المواطنين! ويا حبذا لو‬
‫تبتعد أخي العزيز عن المناظر الشكلية غير اللئقة‪ ،‬وأن‬
‫تستخدم عقلك في كل خطوة تخطوها‪ .‬وحينها سيحترمك‬
‫المواطنون كافة‪ ،‬ويكفينا لسعات الحتلل التي ما زالت‬
‫كالوشم على أجسادنا‪!..‬‬
‫اللسعة الثالثة‪ :‬شغل الكثير من شبابنا هو التعليق على‬
‫أخواتنا في أثناء سيرهن في الشوارع العامة‪ ،‬وهؤلء‬
‫الشباب يزدادون يوما ً بعد يوم‪ ،‬وبخاصة في شوارع مدينتنا‬
‫المقدسة‪ ،‬وكانت آخر تعليقة سمعتها من شابين كانا‬
‫يسندان ظهريهما على الحديد المثبت على جوانب شارع‬
‫السلطان سليمان‪ ..‬وعندما سارت إحدى الفتيات الجميلت‬
‫على مقربة منهما‪ ،‬قال أحدهم على مسمع صديقه‪" :‬بالك‬
‫هالجمال شغل وين؟" وبدوري أقول يجب وضع حد‬
‫لتصرفات شبابنا الطائشين‪ ،‬وإذا تركنا لهم الحبل على‬
‫الغارب‪ ،‬فمعنى ذلك أننا نترك شبابنا يسيرون نحو طريق‬
‫الهاوية‪ ،‬وهذا ما يعمل الطرف الخر ليل نهار من أجله‪،‬‬
‫وباستطاعتنا محاربة الظواهر السلبية كلها في مدينتنا إذا‬
‫توافرت النية الصادقة داخل قلوبنا‪!..‬‬

‫‪55‬‬
‫اللسعة الرابعة‪ :‬أحد الشخاص في الخمسينات من عمره‪،‬‬
‫يعمل موظفا ً في القدس الشريف‪ ،‬وفور صعوده إلى داخل‬
‫ه عشرات المرات يجلس على طرف المقعد‬ ‫الحافلة‪ ،‬شاهدت ُ‬
‫ول يسمح للشباب بالجلوس إلى جانبه ‪ ,‬وكلما صعدت فتاة‬
‫بشرط أن تكون جامعية يفسح لها المجال‪ ،‬فمنهن من‬
‫تجلس بسبب إمتلء المقاعد بالمسافرين‪ ,‬وبعضهن أصبحن‬
‫على دراية مسبقة بحركاته السخيفة ويرفضن الجلوس‬
‫ويفضلن الوقوف وسط الحافلة‪ ،‬وبعضهن الخر وبعد‬
‫جلوسهن بجانبه لعدة دقائق وشعورهن بنواياه الرخيصة‬
‫ينتقلن إلى مقعد آخر أو يبقين جالسات على مضض‪ ،‬وعلى‬
‫رأي المثل‪" :‬غلب بستيرة ول غلب بفضيحة"!! وصدقوني‬
‫بأن هذا الشخص يعمل في إحدى المؤسسات التي تهدي‬
‫ه‬
‫ُ‬ ‫يرد‬ ‫الناس إلى طريق الصواب‪ ،‬داعين المولى عز وجل أن‬
‫إلى صوابه فيكف عن تصرفاته الخلقية!‬
‫اللسعة الخامسة‪ :‬يقوم بعض الركاب فور جلوسهم داخل‬
‫المركبات العامة‪ ،‬بأعمال يندى لها الجبين‪ ،‬ومن تلك‬
‫العمال التدخين ونفث دخان سجائرهم في وجوه الركاب‬
‫ثم إسقاط رمادها على ملبسهم ما يؤدي إلى حرقها‪ ،‬أو‬
‫بقراءة الصحيفة وفتحها على مصراعيها لكي يمدوا أياديهم‬
‫من تحت صفحاتها على أجسام الفتيات الجالسات إلى‬
‫جانبهم‪ ،‬أو بالتحدث بالجهاز الخلوي بكلم معسول ول‬
‫يتركون شاردة إل ويذكرونها‪ ،‬ورابعهم يتظاهر بالنوم ويأخذ‬
‫بالتمايل شمال ً ويمينا ً لهدف في نفس يعقوب‪!..‬‬
‫اللسعة السادسة‪ :‬شاهدت مجموعة من الطلبة في‬
‫المرحلة الثانوية خلل شهر رمضان ‪ ،‬متجمهرين بالقرب‬
‫من البريد المركزي في القدس‪ ،‬ويقومون بإستفزاز أحد‬
‫الشخاص ممن يسمون على البركة‪ ،‬حتى وصل الحد عند‬
‫بعضهم إلى ضربه ليدفعه على إلقاء المسبات على‬
‫مسامعهم‪ ،‬ول يحلو لهؤلء الطلبة الضحك والقهقهة إل‬
‫عندما يسب هذا الشخص الذات اللهية والعياذ بالله‪ ،‬فيا هل‬
‫ترى هل نداري سفهاءنا وما أكثرهم في هذه اليام‪ .‬أم‬
‫نداري طلبنا الذين ل يعرفون من التربية والتعليم إل‬
‫اسمها فقط؟! وبطبيعة الحال سيحاسب هؤلء الطلبة على‬
‫أفعالهم المشينة!‬
‫اللسعة السابعة‪ :‬كنت أستمع لحد برامج إذاعتنا الحبيبة‪،‬‬
‫وكان البرنامج في حينه عبارة عن إهداءات من المواطنين‬
‫إلى أهاليهم في العيد‪ ،‬حيث أنني إستمعت إلى حديث إحدى‬

‫‪56‬‬
‫الفتيات‪ ،‬وكانت لهجتها تدل على أنها لبنانية‪ ،‬والشيء‬
‫نفسه إستغرب مقدم البرنامج لهجتها‪ ،‬فسألها عن‬
‫جنسيتها‪ ،‬فأجابته بأنها من الوطن‪ ،‬وعن لهجتها فقالت‬
‫ك ُأختاه أن تتدلعي‬ ‫دلع" ومن حق ِ‬ ‫وبالحرف الواحد‪" :‬أنا عم ب َ ّ‬
‫ت داخل بيتك وليس على الهواء مباشرة‪!!..‬‬ ‫كيفما شئ ِ‬
‫اللسعة الثامنة‪ :‬أخبرني عديد من العمال الفلسطينيين‬
‫العاملين داخل القدس الغربية‪ ،‬وبخاصة العاملين بمحاذاة‬
‫القدس الشرقية‪ ،‬بأن عشرات الطلبة أو أصدقاء الطالبات‪،‬‬
‫يصطحبون حبيباتهم بعد عودتهن من مدارسهن وهن‬
‫يرتدين لباسهن المدرسي إلى المتنزهات بعيدا ً عن أعين‬
‫أهاليهن أو معارفهن‪ ،‬وينصحون أي مواطن تتأخر إبنته في‬
‫العودة إلى منزلها بالتوجه سريعا ً إلى المتنزهات المذكورة‬
‫لعودتها وبخفي حنين إلى بيتها و‪!..‬‬
‫اللسعة التاسعة‪ :‬عجبا ً من الطلبة الذين يتحرشون بطالبات‬
‫المدارس في أثناء ذهابهن أو عودتهن من مدارسهن‬
‫وبخاصة في أثناء صعودهن أو نزولهن من الحافلت‪،‬‬
‫ومضايقتهن في الماكن المزدحمة‪ ،‬بالرغم من إسماعهم‬
‫كلمات تخجل الحيوانات من سماعها‪!..‬‬
‫اللسعة العاشرة‪ :‬قام أحد المسؤولين بشراء مئات‬
‫ر جدًا‪ ،‬وقام أخونا‬
‫الدونمات من قطع الراضي وبسعر مغ ٍ‬
‫الذي يعتبر نفسه من صفوة المناضلين بإغلق الطريق‬
‫الرئيس في بلدته وبشق طريق جديد يصل إلى أرضه ما‬
‫سبب زيادة ساعات السفر للمواطنين وفي الوقت نفسه‬
‫ل عمل المئات من المحال التجارية الواقعة على جانبي‬ ‫ش َ‬
‫ُ‬
‫الشارع القديم ما دفع بعض أصحابها إلى إغلق محالهم‪،‬‬
‫وذلك من أجل رفع سعر ثمن الدونم الواحد من أرضه!‬
‫والمصيبة أن هذا المسؤول يدافع عن العرض والرض‬
‫وبشكل ل يصدق‪!..‬‬
‫اللسعة الحادية عشرة‪ :‬خلل سني الحتلل كانت نسبة‬
‫المشاكل قليلة جدا ً مقارنة مع المشاكل التي تحدث حاليا‪ً،‬‬
‫وكان المواطن يخجل من الذهاب لتقديم شكوى ضد إبن‬
‫وطنه أو جاره‪ ،‬مهما وصلت المور بينهما‪ ,‬لن ضميره كان‬
‫يؤنبه إذا فعل ذلك‪ .‬أما اليوم فالمشاكل إزدادت وبشكل‬
‫ملحوظ جدًا‪ ،‬وحدثني أحد الصدقاء القاطنين بالقرب من‬
‫مركز الشرطة‪ ،‬بأنه طوال الليل يحضر إلى المركز أشخاص‬
‫متخاصمون‪ ،‬والسبب هو قيام بعض المالكين بمضايقة‬
‫المستأجرين لترك محلتهم عنوة! وهؤلء المالكون يقومون‬

‫‪57‬‬
‫بمثل هذه التصرفات بعين قوية – لن لهم علقة قرابة أو‬
‫معرفة مع أحد المسؤولين الذين يدعمون تصرفاتهم‬
‫ضاربين عرض الحائط كل القوانين والتقاليد والعادات‬
‫المتبعة في وطننا منذ عشرات السنين‪.‬‬
‫اللسعة الثانية عشرة‪ :‬لم ُأصدق ما رأته عيناي عندما صرت‬
‫على مقربة من أحد المخيمات الصامدة‪ ،‬حيث رأيت شابا ً‬
‫في العشرينات من عمره يقوم بتوزيع "العلكة" على أفراد‬
‫الجيش السرائيلي المتواجدين على مدخل المخيم‪ ،‬وفي‬
‫تلك الثناء كان جندي آخر يقوم بأخذ هويات الشبان‬
‫وتدقيقها على قائمة كانت بحوزته لمعرفة إن كانوا‬
‫مطلوبين لقوات المن السرائيلي أم ل‪..‬؟ والسؤال‪ :‬هذا ما‬
‫يحصل بعد تحرير ‪ 3‬بالمائة من الرض الفلسطينية وبعد ‪33‬‬
‫عاما ً من الحتلل! فماذا سيكون حال هذا الشاب وأمثاله‬
‫كثر بعد تحرير جزء آخر من أرضنا الحبيبة؟!‬‫وهم ُ‬
‫اللسعة الثالثة عشرة‪ :‬قام أحد المسؤولين في إحدى‬
‫دوائر الوقاف بتسجيل نجله في سجل العاطلين عن‬
‫العمل‪ ،‬والذي تشرف عليه وزارة الوقاف‪ ،‬حيث يصرف‬
‫لهذا الشخص )‪ 700‬شاقل(‪ ،‬وهو ل يعمل في أي مسجد‪،‬‬
‫وعندما سألت أهالي قريته عن طبيعة عمله الحالي‬
‫أخبروني أنه يعمل خبازا ً في أحد أفران الخبز‪ ،‬وبطبيعة‬
‫الحال لم يتم اكتشاف أمره‪ ،‬ما دام والده هو المسؤول عن‬
‫تعيينه‪!!..‬‬
‫اللسعة الرابعة عشرة‪ :‬يقوم أحد المسؤولين عن الوعظ‬
‫والرشاد في إحدى دوائر الوقاف بإعطاء المواطنين الذين‬
‫يتعامل معهم شيكات من دون رصيد‪ ،‬وأصبحت العيبه‬
‫معروفة للناس كافة‪ ،‬والكثير منهم همسوا في أذني‬
‫قائلين‪" :‬ما دامت هذه الخطاء والتصرفات المرفوضة جملة‬
‫ل‪ ،‬تقع في بعض دوائر أوقافنا‪ ،‬والتي هي مسؤولة‬ ‫وتفصي ً‬
‫عن هدايتنا إلى الصراط المستقيم‪ ،‬فماذا ستكون الحال‬
‫لخرى‪!!..‬‬‫عليه في باقي المؤسسات ا ُ‬
‫اللسعة الخامسة عشرة‪ :‬إشترى أحد المزارعين دواء من‬
‫أحد مكاتب البيطرة‪ ،‬وبعد حقنه الدواء لقطعان الماعز التي‬
‫يملكها‪ ،‬نفق منها ثلثة رؤوس‪ ،‬وعلى الفور قام بنقلها إلى‬
‫عيادة ذلك البيطري ليرى بأم عينيه نتيجة الخطأ الذي إرتكبه‬
‫الطبيب البيطري‪ ،‬وهنا وقعت مشادات كلمية بينهما – لن‬
‫كل منهما يحمل المسؤولية للخر‪ ،‬في نهاية المطاف قام‬
‫المزارع بالتنازل عن حقه‪ ،‬مقابل تنازل البيطري عن أثمان‬

‫‪58‬‬
‫الدوية المستحقة عليه‪ ,‬والتي تعادل أثمان الماعز التي‬
‫نفقت‪!!..‬‬
‫اللسعة الخيرة‪ :‬كثير من الشباب يكتبون بالوشم على‬
‫سواعدهم كلمات أكبر من حجمهم‪ ،‬لثبات أن شخصيتهم‬
‫قوية ولكي يهابهم الناس ويحسبون لهم ألف حساب‪ .‬ومن‬
‫تلك السماء "أبو عنتر‪ ...‬شيخ الشباب والعقرب السود‬
‫و‪ ،"...‬ولكن هذا النفر من الشباب نفسياتهم ضعيفة‪،‬‬
‫ووجدوا في الوشم على أجسادهم طريقا لثبات شخصيتهم‬
‫المهزوزة‪ .‬والمضحك أنه لو نفخت عليهم لوجدتهم يطيرون‬
‫هم وأسماؤهم مع الهواء‪!..‬‬

‫‪1‬‬
‫‪0‬‬
‫أشــــبـــال ‪..‬‬
‫وزهـــــــرات ‪..‬؟!‬

‫‪59‬‬
‫احذروا الجسام المشبوهة‪ :‬استشهد العشرات من أبناء‬
‫شعبنا‪ ،‬بخاصة من الطفال في أثناء حملهم أو تفكيكهم‬
‫لجسام مشبوهة تركها الجنود السرائيليون في معسكرات‬
‫قاموا بإخلئها‪ ،‬وسمعنا أن السلطات السرائيلية ستقوم‬
‫خلل الشهر القادمة بالنسحاب من أجزاء من أرضنا‬
‫المحتلة‪ ،‬لتسلمها للسلطة الوطنية‪ .‬فيا حبذا لو يقوم‬
‫الخوة المسؤولون بزيارة المواقع التي يتم إخلؤها قبل‬
‫وصول المواطنين إليها‪ ،‬والبحث عن الجسام المشبوهة‬
‫في تلك المواقع والتخلص منها‪ ،‬والطلب من السكان عبر‬
‫توزيع منشورات عدم القتراب من أي جسم مشبوه‬
‫ومحاولة تفكيكه وإبلغ أقرب مركز للشرطة عنه‪ .‬الغريب‬
‫أنه في السنوات الماضية كانت الخسائر عالية جدا ً والحداث‬
‫أكبر شاهد على ذلك‪ ،‬ولم نتعلم الدرس حتى هذه اللحظة‪،‬‬
‫فل تجعلوا أطفالنا يتحولون بين ليلة وضحاها إلى معاقين‪،‬‬
‫فالصحاء من أبناء شعبنا يستطيعون العيش بالكاد‪ ،‬فما‬
‫بالكم بالمعاقين الذين يطرقون أبواب مؤسساتنا ويواجهون‬
‫بتعجرف ومعاملة غير إنسانية!!‬
‫قنابل حول أسوار مدارسنا‪ :‬يقوم المستوطنون‬
‫السرائيليون بين الحين والخر‪ ،‬بزرع قنابل حول جدر‬
‫مدارسنا‪ ،‬أو سكب السموم بداخل خزانات المياه الخاصة بها‬
‫‪ -‬لنهم يخططون وبإستمرار لرتكاب مجازر ضد أبناء شعبنا‬
‫العزل‪ ،‬ويختارون التجمعات الكبيرة لتكون الضحايا‬
‫والصابات في صفوفنا مرتفعة جدًا‪ ،‬والكل منا سمع عن‬
‫قيام المستوطنون بزرع ثلث قنابل يدوية بالقرب من‬
‫مدرسة "تياسير" قرب طوباس‪ ،‬ما يشكل خطورة على حياة‬
‫الطلب وبخاصة صغار السن في حالة لعبهم وعبثهم بها ل‬
‫قدر الله‪ .‬حبذا لو تطلب إدارات مدارسنا من طلبتها في‬
‫حالة شكهم بأي جسم مشبوه موضوع حول جدر مدارسهم‬
‫أو داخل ساحاتها‪ ،‬عدم القتراب منه وإعلم مدرسيهم بذلك‬
‫لتخاذ الحتياطات اللزمة وتفادي الخطر قبل وقوعه‪!..‬‬

‫‪1‬‬
‫‪1‬‬
‫ل تــنـسـوا حــق‬
‫‪60‬‬
‫الـبــنـات ‪..‬؟!‬
‫نسمع يوميا ً الكثير من القصص المحزنة التي تقع بين‬
‫الشقاء وشقيقاتهم حول توزيع الميراث‪ ،‬ووددت التطرق‬
‫إلى هذا الموضوع ‪ ،‬لعل وعسى أن يتوقف الشخاص‬
‫المعنيون عن أفعالهم البعيدة كل البعد عن ديننا الحنيف‬
‫والذين يتجاهلون حق النثى في الميراث "وللذكر مثل حظ‬
‫النثيين" كما جاء في كتاب الله العزيز‪ ،‬وأن يسارعوا إلى‬
‫إعطاء شقيقاتهم حقوقهن من دون ضغوطات يمارسونها‬
‫بحقهن‪ ،‬وهنا أذكر على سبيل المثال ل الحصر‪ ،‬ما يلي‪:‬‬
‫ما أصعب‪ :‬كثيرا ً من الخوات يطلبن حقهن في الميراث‬
‫من أشقائهن بعد وفاة آبائهن‪ ،‬ولكن هؤلء يرفضون‬
‫طلباتهن‪ ،‬ما يدفعهن إلى التوجه إلى المحاكم الشرعية‬
‫لتحصيل حقوقهن‪ ،‬ونتيجة لذلك تقع المشاكل بين الخوة‬
‫والخوات بسبب جشعهم وطمعهم‪ ،‬وما أصعب أن تجر‬
‫الشقيقة شقيقها رغما ً عنه إلى أروقة المحاكم لتحصيل‬
‫حقها‪!! ..‬‬
‫بأسعار بخسة‪ :‬بعد تقسيم الرض بين مجموعة من الشقاء‬
‫وشقيقاتهم‪ ،‬أجبروهن على بيعها لصالحهم وبالسعر الذي‬
‫يحددونه‪ ،‬وفي حالة رفضهن ذلك‪ ،‬كانت تقع الخلفات بينهم‬
‫وبينهن! وفي الحقيقة فإن تقسيم الرض بين الشقاء هو‬
‫من أجل توطيد العلقة بين الجميع‪ ،‬ولكن بعض الخوة‬
‫عكس الصورة "لهدف في نفس يعقوب"!‬
‫بإنتظار الفرج‪ :‬إحداهن يعلم والدها وأشقاؤها أنها بحاجة‬
‫ماسة إلى الموال من أجل علج أولدها الذين يشتكون من‬
‫إعاقة في أجسامهم بسبب صلة القرابة مع زوجها الذي‬
‫يعمل ليل نهار من أجل تسديد تكاليف الجهزة التي‬
‫يشتريها لولده‪ ،‬عدا عن حاجيات المنزل الضرورية‪ ،‬ولكن‬
‫هؤلء الشخاص يتجاهلون حق شقيقتهم الشرعي‪ ،‬وهي ما‬
‫زالت تنتظر على أحر من الجمر الساعة التي ينطق فيها‬
‫أحدهم‪" :‬أعطوا شقيقتنا نصيبها في الميراث وعلى عجل"‪.‬‬
‫لتدبير أمورها على ما يرام‪!!..‬‬
‫لماذا التمييز‪ :‬العديد من المواطنين وهم على فراش‬
‫الموت‪ ،‬يطلبون من بناتهم الحضور إلى بيوتهم ليس من‬
‫أجل أن يحفظوا حقوقهن كي يسامحنهم بعد وفاتهم بل‬
‫يجبروهن التوقيع على عريضة بأنه ليس لهن أي حق‬

‫‪61‬‬
‫يستحقنه‪ ،‬والسؤال لماذا كل هذا التمييز بين الولد والبنت‬
‫في توزيع الميراث‪ ،‬وبماذا ستلقون وجه الله الكريم بعد‬
‫وفاتكم‪..‬؟!‬
‫أسلوب رخيص‪ :‬بعض الشخاص الذين ليس لهم إخوة‬
‫آخرون‪ ،‬يطلبون من شقيقاتهم الحضور إلى منازلهم ‪ ,‬وفي‬
‫تلك الثناء يطلبون من زوجاتهم إبقاء أطفالهم من دون‬
‫ألبسة أو ارتدائهم ألبسة بالية‪ ،‬وبعد تناولهن طعام الغداء أو‬
‫العشاء يخبروهن بأنهم سيقسمون الرض التي تركها‬
‫آباؤهم بعد وفاتهم‪ ،‬والطامة الكبرى أنهم يأخذون بإلقاء‬
‫الحاديث على سماعهن يستشف من خللها بأنهم فقراء‬
‫ول يستطيعون إعالة أطفالهم الصغار وبخاصة في هذه‬
‫الظروف التي يمر بها أبناء شعبنا الفلسطيني‪ ،‬ومن كثرة‬
‫إلحاحهم ما يضطر شقيقاتهم )مكرهات( إلى التنازل عن‬
‫حصصهن لهم‪ ،‬وهذا أسلوب رخيص بعيد كل البعد عن ديننا‬
‫الحنيف‪..‬‬
‫لم تسامحهم‪ :‬طلبت إحداهن من أشقائها إعطائها حقها‬
‫في الرض التي تركها والدها بعد وفاته‪ ،‬حسبما تنص عليه‬
‫الشريعة السلمية‪ ،‬وذلك لبيعها على أحدهم أو على أحد‬
‫سكان قريتها من أجل شراء الدوية وعلجات لشفائها من‬
‫مرض مزمن‪ ،‬بقيت هذه النسانة تلح على أشقائها‪ ،‬ولكن‬
‫من دون جدوى حتى أقعدها المرض‪ ،‬ولم تستطع الذهاب‬
‫إلى المحكمة لتحصيل حقها‪ ،‬ماتت ولسان حالها لم‬
‫تسامحهم حتى يوم يبعثون‪..‬‬
‫قلوبهم قاسية‪ :‬أحد أئمة المساجد يعتبره أهالي البلدة‬
‫القدوة الحسنة لهم‪ ،‬ويكنون له بالغ الحترام والتقدير‪،‬‬
‫وعندما يتحدث هذا الشيخ أثناء "خطبة يوم الجمعة" عن‬
‫الميراث‪ ،‬يأخذ أكثرية سكان القرية بإلقاء الشتائم عليه‬
‫لنهم ل يريدون منه التطرق لمثل هذه القضايا‪ ،‬ولكن يا‬
‫أحبتنا‪ :‬هذا الشيخ لم يقل إل ما ُأنزل في كتاب الله العزيز‪،‬‬
‫والغريب أنكم تتجاهلون كتاب الله وأنتم جالسون في بيوت‬
‫الله لن قلوبكم قاسية‪ ،‬راجيا ً المولى عز وجل أن تلين‬
‫قلوبكم ‪ ،‬وتسارعوا إلى إعطاء شقيقاتكم حقوقهن من‬
‫دون تنغيص وبصدور رحبة يملها اليمان‪.‬‬
‫حاربوا شقيقاتهم‪ :‬علمت بأن مجموعة من الشقاء قاموا‬
‫بتقسيم قطع الراضي التي كان يملكها والدهم بعد وفاته‬
‫بينهم وبين شقيقاتهم‪ ،‬حيث أحضروا مهندسا ً لمسح قطع‬
‫الراضي وتوزيعها بالتساوي حسب الشريعة السلمية‪،‬‬

‫‪62‬‬
‫ولكن بعد إجراء القرعة وأخذ كل واحد من كل الجنسين‬
‫حقه‪ ،‬حاربوا شقيقاتهم لنهن رضين بأخذ حصصهن حيث‬
‫كانوا يتوقعون منهن تركها لهم‪!..‬‬
‫شرط محير‪ :‬وافقت مجموعة من الخوة على إعطاء‬
‫شقيقتهم الوحيدة جزءا ً من حقها في الميراث‪ ،‬وكان لهم‬
‫شرط صعب ومحير وهو عدم دخول زوجها وأنجالها لقطعة‬
‫الرض المذكورة من أجل تعميرها‪ ،‬بمعنى آخر ل يرغبون‬
‫في إعطائها أي سنتيمتر يذكر من حقها الشرعي‪.‬‬
‫خلف بين النسايب‪ :‬قرر أحدهم توزيع الميراث بين أبنائه‬
‫وبناته قبل وفاته‪ ،‬وبعد تقسيم الميراث بمدة قصيرة‪ ،‬وقع‬
‫خلف بسيط بينه وبين زوج إبنته‪ ،‬وعلى الفور قرر هذا‬
‫الشخص عدم إعطاء إبنته حصتها في الميراث‪!!..‬‬
‫السهل للولد‪ :‬غريب أمر هؤلء الشخاص الذين قرروا‬
‫توزيع قطع الراضي بينهم وبين شقيقاتهم على أن يأخذوا‬
‫هم الرض المنبسطة )السهل(‪ ،‬وإعطاء الرض النائية‬
‫)الجبلية( لشقيقاتهم‪ !..‬وغريب أيضًا‪ ,‬أمر الشخاص الذين‬
‫يضعون أياديهم على العمارات الشاهقة والمقامة على‬
‫قطع الراضي الغالية الثمن ‪ ,‬ويعطون شقيقاتهم البنية‬
‫اليلة للسقوط والمقامة على أراضي أثمانها بخسة جدا ً ‪!..‬‬
‫سفرة ‪ :‬أحدهم يمتلك عشرات المئات من قطع‬ ‫مفش ُ‬
‫الراضي ‪ ,‬ويرفض إعطاء بناته ولو متر واحد منها ‪ ,‬وذلك‬
‫بحجة أن الراضي التي يملكها ل تكفي لولده ‪ ,‬وقالها‬
‫سفرة تستاهل الملعق ( ‪ ,‬ندعو‬ ‫وبالحرف الواحد ‪):‬مفش ُ‬
‫المولى عز وجل أن يهدي هذا الشخص وأمثاله ‪ ،‬وأن‬
‫يسارعوا إلى تقسيم قطع الراضي بين أولدهم الذكور‬
‫والناث حسب الشريعة السلمية ‪ ,‬التي يرجع إليها الكثير‬
‫من الجانب في حل المشاكل التي تواجههم ‪ ,‬وبخاصة في‬
‫توزيع الميراث فيما بينهم ‪.‬‬
‫ضحك على نفسه‪ :‬يتظاهر أمام الناس بأنه قام بتوزيع‬
‫قطع الراضي بينه وبين شقيقاته ‪ ,‬وذلك بعد أن فارق‬
‫والدهم الحياة‪ .‬الغريب في أمر هذا الشخص هو قيامه‬
‫بوضع يده على قطع الراضي غالية الثمن ‪ ,‬أما قطع‬
‫الراضي القريبة من الطرق اللتفافية فتكون من نصيب‬
‫شقيقاته المغلوب على أمرهن ‪ .‬أي بمعنى آخر لم يقم‬
‫باعطائهن أي شيء يذكر‪ ,‬لن تلك الراضي مصادرة من‬
‫قبل سلطات الحتلل السرائيلي ويمنع حراثتها وفلحتها‬
‫وكل شخص يدخلها تطلق عليه النيران‪ ,‬وأول ً وآخرا ً ضحك‬

‫‪63‬‬
‫أخانا على نفسه قبل أن يضحك على شقيقاته لن مصيره‬
‫نار جهنم وبئس المصير‪..‬‬
‫المـلك لله ‪ :‬قبل وفاتها بعدة أشهر ‪ ,‬طالبت أهلها بحصتها‬
‫في الرض التي تركها والدها لهم ‪ ,‬وبالفعل وافق جميعهم‬
‫ذكورا ً وإناثا ً بإعطائها نصف إحدى قطع الراضي التي‬
‫يملكونها _ لنها تعود لها )مهرها( ‪ ,‬وكانت رحمها الله‬
‫كريمة ‪ ,‬فقامت بالتبرع لكل أخ من أخوتها ) كل واحد من‬
‫أم ( ‪ ,‬بنصف دونم ‪ ,‬وبعد تقسيم الرض فيما بينهم ‪ ,‬قاموا‬
‫بفرز حصتها بشكل ل يصلح البناء عليه ‪ ,‬فطالبتهم بإجراء‬
‫تعديل على حصتها ‪ ,‬فوافقوا على ذلك ‪ ,‬بشرط بدل أن‬
‫تكون ثلثة دونمات تصبح دونمان فقط ‪.‬لم يعجبها ذلك ‪,‬‬
‫وأصرت بأن تأخذ حصتها حسب ما أخبرها أشقاؤها وبعظمة‬
‫لسانهم ‪.‬فارقت الحياة ولسان حالها لم يسامحهم حتى يوم‬
‫يبعثون‪ ...‬ورثة المرحومة طالبوا أخوالهم بإعطائهم حصة‬
‫والدتهم في الرض المذكورة وحسب ما كانوا قد اتفقوا‬
‫معها قبل وفاتها‪ .‬فوافقوا على ذلك وكان لهم شرطا ً‬
‫تعجيزيا ً وهو بأن يحضروا والدتهم المتوفية تمشي على‬
‫أقدامها لهم‪ ,‬وحينها سيقومون بإعطائها الرض كلها‪!!..‬‬
‫أولد المرحومة قبلوا بحصتهم التي أصبحت عشرات المتار‬
‫وتركوا أمرهم لله‪ ,‬مدركين بأن الملك لله أول ً وأخرًا‪...‬‬
‫أنتن الرابحات في الخر ‪ :‬يقوم بعض الشخاص ‪ ،‬وهم‬
‫على قيد الحياة ‪ ،‬بتوزيع قطع الراضي بهم على ورثتهم ‪،‬‬
‫بشرط أن تكون حصة البنت فلنة مع البن فلن وهكذا ‪،‬‬
‫ويقومون بتسجيلها بأسماء أبنائهم في الدوائر الحكومية ‪،‬‬
‫ويتفاخرون أمام الناس بأنهم قد قاموا بإعطاء بناتهم‬
‫حصصهن في قطع الراضي التي يملكونها ‪ .‬ولكن في‬
‫الحقيقة لم يعطوهن أي شيء ‪ ،‬وفقط تم تنازل الباء عن‬
‫مسؤوليتهم عن قطع الراضي التي يملكونها بسبب عدم‬
‫قدرتهم على فلحتها وتحويلها إلى أبنائهم الذين وضعوا‬
‫ن شقيقاتهم يطالبن‬ ‫يدهم عليها بشكل قانوني ‪ ،‬وعندما ك ُ ّ‬
‫بحصصهن ‪ ،‬فيكون ردهم هذه الراضي من نصيبنا ‪ ،‬فمنهن‬
‫ن للقضاء وهن الخاسرات بسبب الوراق الرسمية‬ ‫من يلجأ َ‬
‫ن أمرهن لله ‪ ،‬وهن‬ ‫َ‬ ‫سلم‬ ‫من‬ ‫فمنهن‬ ‫‪،‬‬ ‫أشقائهن‬ ‫بحوزة‬ ‫التي‬
‫الرابحات بإذن الله تعالى ‪...‬‬
‫لماذا التمييز ‪ ..‬كلهم أولدنا ‪ :‬عجبا ً في قيام بعض الباء‬
‫بعمل حفلت كبيرة يدعون فيها الصدقاء والجيران ‪ ،‬وذلك‬
‫بسبب نجاح أبنائهم في إمتحان شهادة الدارسة الثانوية‬

‫‪64‬‬
‫العامة ‪ ،‬فيقوم هؤلء بإحضار الحلويات وإطلق اللعاب‬
‫النارية وتشغيل أجهزة الدي جي و‪ ..‬ويقومون بتسجيل‬
‫أبنائهم في أي جامعة يرودونها ‪ ..‬أما الغريب في المر‬
‫ه على أرض الواقع أن بعض الهالي ‪ ،‬ومن‬ ‫والذي لمست ُ‬
‫باب الخجل يكتفي بإطلق اللعاب النارية يوم نجاح بناتهم )‬
‫ث على إطلقها ( ‪ ،‬ويكتفون بتوزيع علبة حلوى‬ ‫وأنا ل أح ُ‬
‫من النوع الرخيص ‪ ،‬ويبقون بناتهم داخل منازلهم إل من‬
‫رحم نفسي ‪ ،‬وعلى رأيهم ‪ ":‬أن البنت بكرة بتتزوج وزوجها‬
‫هو الذي يعلمها "‪ .‬ولكن رسولنا علمنا أن من علم بنتا ً‬
‫وأحسن تعليمها كانت له سترا ً من النار ‪..‬‬
‫أدعو إخواني إلى السراع لعطاء شقيقاتهم حقوقهن‬
‫كاملة غير منقوصة‪ ،‬وأن يزوروهن في كل الشهر‪ ،‬وعدم‬
‫إقتصار زيارتهم لهن في شهر رمضان فقط‪ ،‬وأن يعملوا‬
‫جل جهدهم على إعطائهن حقوقهن – لن كلمة الرحم‬
‫مشتقة من كلمة الرحمن‪ ،‬وذلك قبل أن يدرككم الموت‪،‬‬
‫وحينها ل تنفع الندامة‪..‬‬

‫‪1‬‬
‫‪2‬‬
‫رمـــــضــــانـــــيـــــ‬
‫ـــات ‪..‬؟!‬
‫شهر السهرات ‪ ...‬شهر الكلت ‪ ..‬شهر المشاجرات ‪ ..‬شهر‬
‫جمع الدولرات ‪ ..‬شهر الزمات‪ ،‬هكذا سمعت بعض الخوة‬
‫يصفون شهر رمضان الفضيل – الذي هو كله خير وبركة‪،‬‬
‫ولكن بعضنا حول الشهر المبارك إلى منغصات على الخرين‬

‫‪65‬‬
‫سواء عن قصد أو من دون قصد‪ ،‬ومن تلك المنغصات التي‬
‫رأيتها أو سمعت عنها‪ ،‬أذكر منها على سبيل المثال ل‬
‫الحصر‪ ،‬ما يلي‪:‬‬
‫ل‪ :‬ظاهرة غريبة انتشرت خلل العوام الماضية في أثناء‬ ‫أو ً‬
‫تأدية المصلين لصلة أيام الجمع في الحرم القدسي‬
‫الشريف أو في المساجد الخرى‪ ،‬وهو قيام بعض أصحاب‬
‫النفوس المريضة بسرقة أحذية المصلين وبخاصة الجديدة‬
‫منها‪ !..‬حدثني أحد الصدقاء بأنه خلل شهر واحد في‬
‫السنوات الماضية‪ ،‬قد سرق حذاؤه ثلث مرات‪ ،‬وبسبب‬
‫قرب عمل صديقي من الحرم الشريف‪ ،‬وذهابه بشكل يومي‬
‫للصلة بداخله‪ .‬ما إضطره إلى ابتكار طريقة جديدة للحفاظ‬
‫على حذائه من الضياع‪ ،‬وهو وضع قطعة من حذائه في ركن‬
‫من أركان المسجد‪ ،‬والقطعة الثانية في الركن المقابل –‬
‫وحسب إعتقاده فإن السارق ل يسرق )فرده( لوحدها‪ ،‬بل‬
‫الحذاء كام ً‬
‫ل!‬
‫ثانيًا‪ :‬تكثر في شهر رمضان العزائم‪ ،‬فيقوم الخوة بدعوة‬
‫شقيقاتهم وأرحامهم لتناول الطعمة في بيوتهم‪ ،‬بعضهم‬
‫يكون لديه القدرة على عمل ذلك‪ ،‬وبعضهم الخر يستدين‬
‫من أجل عمل إفطار جماعي لقاربه‪ ،‬غير مكترثين بقوله‬
‫تعالى‪" :‬ل يكلف الله نفسا إل وسعها" وما أريد قوله هو أن‬
‫بعض المدعوين يتوجه هو وزوجته وأولده الصغار الذين‬
‫يزيد عددهم على عشرة أنفار إلى منزل الشخص المدعوين‬
‫عنده منذ وقت الظهيرة! فما بالكم لو ذهب شخصان من‬
‫هذا النوع هم وأولدهم‪ ،‬وفي الوقت نفسه كان منزل‬
‫صاحب الدعوة ضيقًا‪ .‬فلماذا الحراج وليكن شعارنا دائما‪:‬‬
‫"الزيارة غارة"!‬
‫ثالثًا‪ :‬رأيت أحد الباعة يفترش إحدى الزوايا في باب العامود‬
‫ويقوم ببيع أشكال مختلفة من ساعات المنبه‪ ،‬المضحك‬
‫المبكي أن صاحب البضاعة‪ .‬كان فاتحا ً عشرات الساعات‬
‫منها‪ ،‬والتي تحدث رنينا ً عاليا ً جدًا‪ ،‬لجذب المواطنين إلى‬
‫الشراء‪ .‬وبالضافة إلى كل الصوات التي كانت تحدثها‬
‫ً‬
‫أصوات الساعات المذكورة‪ ،‬كان هذا الشاب ينادي أيضا على‬
‫بضاعته‪ ،‬التي هي على مرأى المارة ول داعي إلى كل هذا‬
‫الصراخ‪ ،‬قائل‪" :‬تعالوا خذوا الله يوخذكم"!‬
‫رابعًا‪ :‬هناك عديد من لجان الزكاة والصدقات المنتشرة في‬
‫أنحاء الوطن‪ ،‬تقوم بالتصال بأمهات الطفال اليتام‬
‫وبطرقها الخاصة‪ ،‬للحضور إلى مقارها لعطائهن الطعمة‬

‫‪66‬‬
‫كالرز والسكر والحلويات والملبوسات‪ ،‬لدخال الفرحة‬
‫والسرور إلى قلوبهم وبخاصة في شهر رمضان الفضيل‪.‬‬
‫والذي إستفزني هو أن بعض الغنياء )!( حسدوا أخواتنا‬
‫الرامل بعد عودتهن إلى منازلهن وهن يحملن تلك الغراض‬
‫وتمنوا لو أن المر بأيديهم لقاموا بتخليصها من أياديهن‬
‫وأيدي أطفالهن الصغار‪ ،‬وكأنه كتب على اليتام الصيام‬
‫للبد!‬
‫خامسًا‪ :‬ذهبت إلى أحد المساجد لداء صلة الجمعة في أحد‬
‫أيام شهر رمضان المبارك‪ ،‬وبعد إنتهاء المام من إلقاء‬
‫خطبته‪ ،‬طلب من المؤذن رفع الذان‪ ،‬وبعد إقامة الصلة‪،‬‬
‫أخذ المام يقرأ الفاتحة وما تيسر من القرآن الكريم‪،‬‬
‫أصغيت لسماع آيات الذكر الحكيم التي كان يرتلها المام‪،‬‬
‫ولكن كل محاولتي باءت بالفشل‪ ،‬ولم أستطع أن أميز من‬
‫اليات إل أول كلمة وآخر كلمة‪ ،‬لعدم وضوح قراءته‪ ،‬فما‬
‫بالكم بمعشر الشيوخ الذين هم بحاجة إلى من يقرأ لهم‬
‫ه على مسامعهم بشكل جيد ومفهوم!‬ ‫ن ويرتل ُ‬
‫القرآن بتأ ٍ‬
‫سادسًا‪ :‬قرأنا من خلل الصحف المحلية إعلنات تدعو‬
‫المواطنين إلى التوجه بعد تناولهم طعام الفطار إلى‬
‫أماكن معينة لحضور سهرات أو ليالي رمضانية كما أسموها‪،‬‬
‫وهذه السهرات تكون مشتركة من كل الجنسين‪ ،‬وما أريد‬
‫قوله هو‪ :‬أن هذه الليالي ل تمت إلى شهر رمضان بصلة‪،‬‬
‫ولكن القائمين عليها استغلوا شهر رمضان فرصة لزيادة‬
‫أموالهم‪ ،‬ول يستفيد الصائم الذي يتردد على حضور الليالي‬
‫المذكورة سوى الجوع في النهار‪ ،‬وضياع صيامه في الليل‪،‬‬
‫لسباب كثيرة ل داعي لذكرها!‬
‫سابعًا‪ :‬سررت كثيرا ً لدى مشاهدتي قيام بلدية ايهود‬
‫أولمرت قبل حلول شهر رمضان المبارك بأيام قليلة‪،‬‬
‫بتعليق لفتات على أبواب القدس الشريف تحمل عبارة‪:‬‬
‫"كل عام وأنتم بخير" وقلت داخل نفسي في هذا العام ل‬
‫توجد هناك عوائق تذكر للتنغيص على المواطنين الصائمين‬
‫في أثناء زيارتهم ومغادرتهم المدينة المقدسة‪ ،‬وصدقوني‬
‫أنه في أول ثلثة أيام من الشهر الفضيل أفطرت في‬
‫الطريق عندما حان وقت الفطار‪ ،‬وذلك بسبب قيام جنود‬
‫الحتلل بإيقاف الحافلة التي كنت أستقلها مع آخرين من‬
‫النساء الحوامل والطفال الرضع والشيوخ الركع على حاجز‬
‫)بيت جال – النفاق(‪ ،‬وبعد تدقيق جنود الحاجز بأرقام‬
‫الهويات لبعض الشباب‪ ،‬لم يسمحوا للسائق بمغادرة المكان‬

‫‪67‬‬
‫إل قبل موعد رفع الذان بعشر دقائق‪ .‬ونحن متعودون على‬
‫التأخير على الحواجز العسكرية في اليام العادية‪ ،‬وسبب‬
‫زعلنا ليس لتأخرنا على تناول الكل بل بعد وصولنا إلى‬
‫مدينة الخليل ل نجد مركبات لنقلنا إلى القرى المجاورة‪،‬‬
‫ويبقى المسافرون ينتظرون وقتا ً طويل ً على قارعة‬
‫الطريق قدوم مركبات لنقلهم إلى مكان سكناهم‪ ،‬فأين‬
‫الخير الذي تتحدثون عنه أيها السرائيليون؟! وبطبيعة الحال‬
‫الشخص الذي يتعرض لمثل هذه المواقف والمنغصات‬
‫سيسب السلم و‪!..‬‬
‫ثامنًا‪ :‬تقطن إحدى المهات في منزل لوحدها‪ ،‬ويقطن‬
‫أبناُئها بالقرب من منزلها‪ ،‬وهذه النسانة بصرها وسمعها‬
‫ضعيفان وتعاني من أمراض كثيرة‪ ،‬الطامة الكبرى أن‬
‫أبناءها كان كل منهم يعتمد على الخر في إرسال الطعمة‬
‫إلى والدته الصائمة‪ ،‬وكانت هذه النسانة تكد وتتعب ليل‬
‫نهار من أجل توفير الموال لبنائها لدفع القساط الجامعية‬
‫عنهم‪ ،‬إثنان منهم خريجو كليات الشريعة!‬
‫تاسعًا‪ :‬شاهدت كثيرا ً من المواطنين يكون نظرهم‬
‫وأفكارهم منشدة إلى المسلسلت العربية والجنبية‪،‬‬
‫ويتابعونها مسلسل ً تلو آخر‪ ،‬وكثيرا ً ما شاهدتهم يبكون‬
‫لتأثرهم من أحداث مسلسل معين‪ ،‬ويقومون بتجفيف‬
‫دموعهم الساقطة بإستمرار‪ ،‬وفي الوقت نفسه ل تفوتهم‬
‫أية حلقة من حلقاتها‪ ،‬وإذا فاتتهم حلقة يسألون أصدقاءهم‬
‫في اليوم التالي عن أحداثها ومجرياتها! الغريب في أمر‬
‫بعض الناس هو ترك مشاهدة التلفاز في منازلهم في أثناء‬
‫بث إحدى البرامج الدينية )!( وذلك للقيام بعمل الشاي أو‬
‫إحضار الفواكه‪ ،‬وإذا بقينا نتصرف بهذه الطريقة‪ ،‬فمعنى‬
‫ذلك أننا نسير نحو طريق الهاوية!‬
‫حددت صدقة الفطر خلل شهر رمضان المنصرم‬ ‫عاشرًا‪ُ :‬‬
‫بستة شواقل أو دينار أردني واحد عن كل شخص حتى ولو‬
‫كان عمره يوما ً واحدًا‪ ،‬ويتم توزيعها على العائلت‬
‫المستورة لشراء احتياجاتها من ملبس العيد أو بعض‬
‫الطعمة واللعاب و‪ ..‬سمعت بعضهم يقول بأنه سيقوم‬
‫بإخراج صدقة الفطر بالدينار‪ ،‬لن سعر الدينار أقل من ستة‬
‫شواقل أي بعملية حسابية بسيطة يقوم أخونا بتوفير ‪3‬‬
‫أغورات عن الشخص الواحد من أبنائه‪ ،‬ولنفرض بأن لديه‬
‫ثمانية أنفار‪ ،‬فسيكون مجموع ما سيوفره )‪ (2.4‬شاقل‪ ،‬أي‬
‫ما يعادل ثلث ثمن علبة سجائر من التي يحرقها يوميًا‪!..‬‬

‫‪68‬‬
‫حادي عشر‪ :‬شاهدت العشرات من الخوة المواطنين الذين‬
‫توجهوا إلى أماكن العبادة لتأدية الصلة وبخاصة أيام الجمع‬
‫من شهر رمضان الفائت‪ ،‬شاهدتهم يعلقون أجهزة البلفون‬
‫وسط أجسادهم‪ .‬وفي الوقت نفسه يبقونها مفتوحة!‬
‫وللوهلة الولى يتبادر إلى أذهاننا بأنهم ذاهبون لعقد‬
‫صفقات تجارية ضخمة مع أشخاص آخرين‪ ...‬وليس من أجل‬
‫تأدية صلواتهم لنيل رضوان الخالق جل شأنه‪ ،‬والغريب أن‬
‫بعضهم قام بشراء الجهاز المذكور للتباهي أمام الناس‬
‫بحمله‪ ،‬ولو كان ذلك على حساب أطفاله الُرضع‪ .‬وكل الذي‬
‫يهمني هو ضرورة قيامهم بإغلق تلك الجهزة في أثناء‬
‫تأديتهم صلواتهم وحتى مغادرتهم ساحات المساجد عائدين‬
‫إلى منازلهم أو أماكن أعمالهم‪.‬‬
‫ثاني عشر‪ :‬حدثني أبو خليل بأنه في أشهر رمضان من‬
‫العوام السابقة‪ ،‬وبعد فراغه من تناول طعام السحور‬
‫وتأديته صلة الفجر‪ ،‬كان يقرأ القرآن ويرتله ويحث أولده‬
‫على مطالعة دروسهم‪ ،‬وحدثني في أحد أيام شهر رمضان‬
‫بأنه لم يقرأ القرآن بل طوال الفترة الممتدة من موعد‬
‫السحور وحتى طلوع الفجر‪ ،‬كان يتابع المسلسلت‬
‫التلفزيونية‪ ،‬مسلسل ً تلو الخر – لنه ركب " ستاليت" جديد‬
‫فوق سطح منزله! وفي الوقت نفسه كان أطفاله يبقون‬
‫ساعات طوال أمام الجهاز اللعين‪ ،‬تاركين كتبهم داخل‬
‫حقائبهم من دون حل واجباتهم أو حتى تغيير كتبهم من‬
‫يوم لخر حسب برنامج الدروس السبوعي‪!..‬‬
‫ثالث عشر‪ :‬في أحد أيام الجمع في شهر رمضان المنصرم‬
‫طلب المام من الخوة المصلين بتأدية صلة الستسقاء بعد‬
‫صلة الجمعة مباشرة‪ ،‬وذلك بسبب إنحباس المطار‪ ،‬وفور‬
‫إنتهائنا من تأدية الصلة أمرنا الشيخ بقلب اللبسة التي‬
‫نرتديها‪ .‬وفعل أدينا صلة الستسقاء التي دعونا خللها‬
‫العلي القدير أن ينزل المطار رحمة بالطفال الُرضع‬
‫والشيوخ الركع والبهائم الرتع‪ ،‬قائلين‪" :‬اللهم أسقنا الغيث‬
‫ول تجعلنا من القانطين" رددناها مرات عدة‪ ..‬ويا شيخنا‬
‫الجليل قبل قلب ألبستنا كان من المفروض أن تقول‬
‫لجموع المصلين عليكم بقلب قلوبكم وتنقيتها من الشوائب‬
‫ليستجيب الله لدعواتنا‪ ،‬إنه قريب مجيب الدعوات‪...‬‬
‫رابع عشر‪ :‬أمر خطيب الجمعة في أحد المساجد مجموعة‬
‫من الشباب المسلم بأن يطوفوا بين جموع المصلين‬
‫حاملين في أياديهم أكياس بلستيكية لجمع زكاة أموال‬

‫‪69‬‬
‫المصلين بداخلها‪ ،‬ومن المفروض أن ل تعلم اليد اليسرى ما‬
‫قدمته اليد اليمنى‪ ،‬ولكن شاهدت بعض المواطنين في شهر‬
‫رمضان وبعد مغادرة الشباب الذين يقومون بعملية الجمع‬
‫بين الصفوف التي يجلسون فيها‪ ،‬كانوا "يتنحنحون" رافعين‬
‫أصواتهم‪ ،‬وفي الوقت نفسه طالبين من الشبان الرجوع‬
‫إليهم‪ ،‬وذلك لشد انتباه المصلين بأنهم قد تبرعوا غير‬
‫مدركين بأن صلتهم تعتبر لغية بسبب تفوهاتهم غير‬
‫اللئقة‪!..‬‬
‫خامس عشر‪ :‬يقوم الكثير من المواطنين بدعوة أقاربهم‬
‫وبخاصة أرحامهم وبشكل جماعي لتناول طعام الفطار‪،‬‬
‫وهذا الشيء يسر البال إذا كان لدى صاحب الدعوة المال‬
‫الكافي والمكان الفسيح لستقبال المدعوين‪ ..‬ولكن العديد‬
‫منا اضطر للستدانة لشراء احتياجات العزائم التي تكلف‬
‫الكثير من المال‪ ،‬عدا عن الحراج بسبب ضيق المكان و‪..‬‬
‫فيا أيها الخوة‪ :‬شهر رمضان شهر عبادة وشهر ُيسر وليس‬
‫عسر علينا!‬ ‫عسر‪ ،‬ولكننا حولنا الشهر الفضيل إلى شهر ُ‬ ‫ُ‬
‫من أجل شوفوني يا ناس وإرضاء لفلن وعلن‪ ،‬وسؤالي‬
‫لماذا تقتصر دعوتنا لرحامنا في شهر رمضان فقط؟‬
‫وباستطاعتنا دعوتهن في رمضان أو غيره من أشهر السنة‬
‫من دون أن يؤثر ذلك على كاهلنا‪ ،‬هذا إذا استخدمنا عقولنا‬
‫ودائما وأبدا تذكروا قوله عز وجل‪" :‬ول يكلف الله نفسا ً إل‬
‫وسعها"‪.‬‬
‫سادس عشر‪ :‬بعد فراغ المصلين من تأدية صلواتهم في‬
‫أحد المساجد الكبيرة‪ ،‬ومغادرتهم المسجد عائدين إلى‬
‫منازلهم‪ ،‬فوجئوا بخروج النسوة من داخل المسجد في‬
‫الموعد نفسه الذي خرج فيه معشر الرجال! وبسبب وقوف‬
‫عشرات المركبات أمام ساحة المسجد وخروج المصلين من‬
‫كل الجنسين دفعة واحدة التقى جمع النسوة وجها ً لوجه مع‬
‫جموع الرجال‪ ،‬ويا حبذا لو يكون هناك تنسيق مشترك فيمن‬
‫سيخرج أول ً من أبواب المسجد – وذلك خوفا ً من الحراج‬
‫ولكي تكون صلواتنا صحيحة‪ ،‬فيا معشر النساء ل تضيعن‬
‫صلواتنا و‪..‬‬
‫سابع عشر ‪ :‬يصطحب عديد من الخوة الشقاء ‪ ,‬بعد‬
‫تأديتهم صلة العيد ‪ ,‬أولدهم الكبير والمقمط في السرير ‪,‬‬
‫لزيارة أرحامهم ‪ ,‬اللواتي يكن في انتظارهم بفارغ الصبر ‪,‬‬
‫لنهم ل يترددون على منازلهن إل في العياد ‪ ,‬حيث يقمن‬
‫بتجهيز الطعمة الدسمة والفواكه والخضروات والمكسرات‬

‫‪70‬‬
‫والحلويات لتقديمها لهم ‪ ,‬وبعد تناولهم كل ما لذ وطاب‬
‫وتكسير بعض الغراض من قبل أطفالهم الصغار ‪ ,‬يهمون‬
‫بالمغادرة حيث يقوم أكبرهم سنا ً بوضع عشرون شاقل في‬
‫يد بناتهم أو شقيقاتهم ‪ ,‬ولو قمنا بإجراء عملية حسابية‬
‫عشر ما‬ ‫بأثمان الشياء التي تناولوها ‪ ,‬لوجدنا أنها لم تعادل ُ‬
‫ن إياه ‪!..‬‬
‫أعطوه َ‬
‫ت إحدى المساجد يوم عيد الضحى‬ ‫دخل ُ‬ ‫ثامن عشر ‪َ :‬‬
‫المبارك ‪ ,‬ووقفت في الصفوف الخلفية ‪ ,‬وصليت ركعتا‬
‫سنة ‪ ,‬وأخذت بترديد ‪ ":‬لبيك اللهم لبيك ‪ ".......‬عدة مرات ‪.‬‬
‫نظرت حولي يمينا ً وشمال ً ‪ ,‬فرأيت قلة هم الذين يهللون‬
‫ويكبرون ‪ ,‬أما الباقون فكانت أفواههم مطبقة ل ينبسون‬
‫ببنت شفه ‪ ,‬ينظرون في وجوه بعضهم البعض ‪ ,‬وبعضهم‬
‫كان يتحدث مع الذين يجلسون حوله ‪ ,‬وفي نظرهم أن‬
‫التهليل والتكبير مقتصر على الشخاص الملتفين حول إمام‬
‫المسجد فقط ‪!!..‬‬
‫تاسع عشر ‪ :‬تقوم بعض القنصليات الجنبية في شهر‬
‫رمضان الفضيل ‪ ،‬بعمل إفطار سنويا ً ‪ ،‬تدعو فيه كبار‬
‫الشخصيات السلمية والمسيحية للمشاركة في الحتفالت‬
‫المذكورة ‪ .‬الغريب في المر أن المشاركات وبخاصة من‬
‫الخوات المسلمات‪ ،‬شاهدهن يرتدين ملبس فاضحة‬
‫وشعورهن مكشوفة ‪ .‬أما معشر الرجال فشاهدناهم هم‬
‫الخرون أثناء سكبهم الطعمة ‪ ،‬أكتافهم ل بل أجسادهم‬
‫ملصقة للمدعوات في الحفل ‪ ،‬وكنت أتوقع في هذا العام‬
‫وبخاصة بعد حرب غزة ان يرفض المدعوين المشاركة في‬
‫مثل هذه الحتفالت السخيفة ‪ ،‬وذلك تضامنا ً مع أحبتنا في‬
‫غزة هاشم ‪ ،‬ولكن على رأي المثل ‪ ":‬عند البطون تغيب‬
‫الذهون "‪!!..‬‬
‫عشرون ‪ :‬لدى ترددي على المسجد القريب من مكان‬
‫سكناي ‪ ،‬لتأدية صلة التراويح ‪ ،‬كنت أسمع احتجاجات بعض‬
‫المصلين التافهة جدا ً ‪ ،‬فكانوا يحتجون على طول السور‬
‫التي كان يرتلها إمام المسجد )وهي سور قصيرة في‬
‫الصل (‪ .‬الغريب أن المحتجين كانوا من فئة الشباب وليس‬
‫من فئة كبار السن ‪ ،‬وبعد التحري وجدت أن هؤلء‬
‫المحتجين ‪ ،‬كانوا يطالبوا بذلك كي يعودوا إلى منازلهم‬
‫مسرعين لمتابعة مسلسل باب الحارة والمسلسلت التركية‬
‫المدبلجة وغيرها من المسلسلت التافهة والتي ل يحلو‬
‫لفضائياتنا بثها إل في شهر رمضان الفضيل ‪!!..‬‬

‫‪71‬‬
‫حادي وعشرون ‪ :‬كثيرا ً من الشخاص وبخاصة في شهر‬
‫رمضان الفضيل ‪ ،‬يقومون بدعوة أصدقائهم ومعارفهم‬
‫لتناول طعام الفطار في منازلهم أو في الصالت أو‬
‫الدواوين الخاصة بأبناء عشيرتهم ‪ ،‬وذلك من باب نيال من‬
‫فطََر صائما ً في رمضان ‪ ،‬لكننا ُنفاجأ بأن الطعام الذي تم‬ ‫َ‬
‫إعداده ‪ ،‬كان لصحاب العباءات المزركشة وأصحاب المال‬
‫ولهدف في نفس يعقوب ‪ ،‬ولم يكن في يوم من اليام‬
‫ه وتعالى ‪ .‬وأكبر دليل على ذلك هو قيام‬ ‫لوجه الله سبحان ُ‬
‫هؤلء بإطعام الناس الذين نطلق عليهم " الدراويش " على‬
‫فتات من اللحم ‪،‬‬ ‫حدا ‪ ،‬حتى أنهم يعطونهم الطعام وعليه ُ‬ ‫ِ‬
‫طالبين منهم مغادرة الموقع تحت زخات المطر أو حرارة‬
‫الشمس الشديدة ‪ ،‬وفي حالة رفضهم ذلك ‪ ،‬كانوا ينهالون‬
‫عليهم بالضرب ‪ ،‬والسؤال ‪ :‬إذا كان فعل ً الطعام لوجه الله ‪،‬‬
‫فهؤلء هم أحق بالعطف والطعام والحترام و‪!!...‬‬
‫وفي الختام‪ ،‬آمل من الخوة معالجة النقاط التي‬
‫ذكرتها سابقًا‪ ،‬وكل شيء ل يليق بحرمة الشهر‬
‫الفضيل‪ ،‬وليكن شعارنا في شهر رمضان في السنوات‬
‫القادمة )التسامح سيد الحكام(‪ ،‬ولنعمل معا وسويا ً‬
‫لزالة كل المنغصات التي تصادفنا دون إحداث أي‬
‫مشكلة مع الخرين بحجة الصيام‪ ,‬وكل عام وأبناء شعبنا‬
‫بألف خير وسلم‪.‬‬

‫‪72‬‬
‫‪1‬‬
‫‪3‬‬
‫مــــنــــــــــغـــــصــ‬
‫ــات ‪..‬؟!‬
‫عيد الحب‪ :‬للمسلمين عيدان ل ثالث لهما‪ ،‬وهما عيد الفطر‬
‫السعيد وعيد الضحى المبارك‪ ،‬ولكن في هذه اليام أصبح‬
‫بعضنا يهتم بأعياد ل تمت للمسلمين بصلة وهي دخيلة على‬
‫عاداتنا وتقاليدنا الحميدة‪ ،‬وما أكثرها! وأصبح بعضنا يحضر‬
‫نفسه لستقبالها على أكمل وجه أكثر من إهتمامه بأعياده‬
‫الدينية‪ ،‬والطامة الكبرى أنهم يعرفون مواعيد تلك العياد‪،‬‬
‫أكثر من معرفتهم بأعيادهم وبخاصة العاملين عند الطرف‬
‫الخر أو الذين درسوا أو عملوا في الدول الجنبية‪ .‬فيا حبذا‬
‫لو نشاهد شبابنا وشاباتنا يتسابقون إلى دور العبادة لتأدية‬
‫الصلوات بحجم أعدادهم الهائلة التي كانت مصطفة على‬
‫أبواب محلت بيع الزهور لشراء وردة حمراء "في عيد الحب‬
‫‪-‬عيد القديس فالنتين" لهدائها إلى حبيباتهم‪ .‬فالمولى عز‬
‫وجل هو أغلى حبيب‪ ،‬وهو الملك القدوس‪ ،‬فل وألف ل‬
‫لتقديس تلك العياد و‪!..‬‬
‫ل تصدق كل ما تسمع‪" :‬لبيك اللهم لبيك‪...‬لبيك ل شريك‬
‫لك لبيك‪ ...‬إن الحمد والنعمة لك والملك‪ ...‬ل شريك لك‬
‫لبيك" بهذه الكلمات سمعت خطيب مسجدنا يرددها ومعه‬
‫عشرات المصلين الذين قدموا لتأدية صلة العيد من العام‬
‫الماضي ‪ .‬وفور سماعي تلك الدعية‪ ...‬لبست ملبسي‬
‫الجديدة وتوجهت إلى المسجد لترداد الدعاء مع جموع‬
‫المصلين‪ ،‬وقبل أن يحين موعد الصلة بوقت قليل‪ ،‬قال‬
‫خطيب المسجد‪" :‬إن صلة العيد يا معشر المسلمين ركعتان‬
‫سنة مؤكدة‪ ،‬نكبر في الولى سبع تكبيرات ونقول بين‬
‫التكبيرة والخرى سبحان الله ‪ ...‬والحمد لله‪ ...‬ول إله إل‬
‫الله‪ ...‬والله أكبر‪ ،‬والشخص الذي يؤدي صلة العيد لول‬
‫مرة يقع في بلبلة ول يعرف كيفية أداء الصلة‪ ،‬بسبب عدم‬
‫حفظه الدعية‪ ،‬وكان من المفروض على خطيب المسجد‬
‫في يوم الجمعة التي سبقت العيد تذكير المصلين بصلة‬
‫العيد لتكون صلتهم صحيحة‪ ،‬وبعد فراغنا من تأدية الصلة‪،‬‬

‫‪73‬‬
‫جلسنا لنستمع إلى خطبة العيد‪ ،‬حيث وقف )المام أبو أنور(‬
‫وقال‪ :‬العيد ليس لمن لبس الجديد‪ ..‬العيد ليس لمن بنى‬
‫العمارات وأكد أن فتح أبواب الدواوين في العيد لتقديم‬
‫واجب العزاء بدعة‪ ،‬ول عزاء بعد ثلث‪ ،‬وبدل ً من أن يتحدث‬
‫عن كيفية ذبح الضحية وشروطها وأحكامها‪ ،‬أخذ بالتحدث‬
‫عن ُأمور عادية جدا ً ويكررها في كل صلة جمعة‪ .‬هذا ما‬
‫رواه صديقي أحمد الذي أضاف قائل ً ‪ " :‬المصيبة أنه بعد‬
‫فراغنا من تأدية صلة العيد‪ ،‬وعودة المصلين إلى بيوتهم‬
‫التقيت مع الشيخ الذي تربطني به صلة قرابة في ساحة‬
‫المسجد‪ ،‬وبعد التسليم عليه وتهنئته بالعيد طلب مني تجميع‬
‫أكبر عدد ممكن من أبناء عشيرتنا للذهاب إلى بيوت العزاء‬
‫في يوم العيد‪ ،‬وعندما سألته‪" :‬تحدثت قبل قليل بأن زيارة‬
‫تلك الدواوين بدعة"! فرد ضاحكا ً وهل تصدق كل ما تسمع؟!‬
‫فقلت في نفسي من المفروض أن يكون هذا الشيخ القدوة‬
‫لبناء شعبه‪ ،‬فلماذا يقول بعض شيوخنا ما ل يفعلون؟!‬
‫الكتاب خير جليس‪ :‬عديد من المواطنين يقومون بإعطاء‬
‫أولدهم عشرات الشواقل في يوم العيد أو يحصل أبناؤهم‬
‫عليها من أقاربهم‪ .‬الغريب أن أطفالنا فور تسلمهم تلك‬
‫النقود يذهبون على الفور إلى أصحاب المحلت التجارية‬
‫ويقومون بشراء اللعاب بأشكالها المختلفة والتي ل تبقى‬
‫في أياديهم سوى ساعات قليلة جدًا‪ ،‬ومهما نعطي أطفالنا‬
‫من نقود ل يبقى معهم حتى غروب شمس يوم العيد أي‬
‫قرش يذكر‪ ،‬وجدير بالباء حث أبنائهم على رصد بعض‬
‫مصروفهم في العيد لشراء القصص العلمية والدينية لتكوين‬
‫مكتبة في منازلهم يرجعون إليها في وقت فراغهم أو شراء‬
‫بعض الجهزة العلمية "كالكمبيوتر" التي أصبحت ضرورية‬
‫بالنسبة لهم‪.‬‬
‫ل للفوضى أمام مساجدنا‪ :‬في أثناء تأديتي صلة عيد‬
‫الفطر السعيد وإصغائي الشديد إلى آيات القرآن التي‬
‫يتلوها إمام مسجدنا )أبو خليل( ‪ ,‬كان أحد الطفال الصغار‬
‫بحوزته رشاش بلستيكي يخرج منه طلقات تشبه الرصاص‬
‫الحي يقف على مدخل باب المسجد )قريبا ً مني(‪ ،‬قام بفتح‬
‫رشاشه على مصراعيه‪ ،‬وفور سماعي تلك الطلقات‬
‫صدقوني بأنني قفزت إلى الصف المامي وارتطم جسمي‬
‫بالمصلين وذلك من شدة الخوف – وتذكرت داخل نفسي‬
‫قدوم أخوة المجرم غولدشتاين إلى مسجدنا لرتكاب مجزرة‬
‫جديدة كالتي إرتكبها شقيقهم الطبيب السرائيلي الملعون‬

‫‪74‬‬
‫)باروخ غولدشتاين( في الحرم البراهيمي الشريف حيث‬
‫قام بقتل عشرات من جموع المصلين وهم يؤدون صلة‬
‫الفجر في شهر رمضان المبارك عام ‪1994‬م‪ ،‬هذا ما حدثني‬
‫به أحد الصدقاء القريب مسجد قريته من طريق رئيس‬
‫يسلكه مستوطني الطرف الخر‪ .‬نأمل من جميع الخوة‬
‫المواطنين حث أطفالهم على التوجه إلى المساجد لتأدية‬
‫صلة العيد‪ ،‬وإذا لم يرغبوا في ذلك‪ ،‬فيجب أن ل نصطحبهم‬
‫إلى المساجد ونتركهم يسرحون ويمرحون كيفما يشاءون‬
‫حول أبوابها‪ ،‬ول‪ ...‬وألف ل للفوضى أمام مساجدنا سواء‬
‫أكان ذلك من قبل الطفال الصغار أو من الباعة المتجولين‬
‫الذين يحضرون لبيع الفواكه والخضروات أمام المساجد في‬
‫يوم العيد والذين يأخذون بالمناداة على بضاعتهم قبل‬
‫إنتهاء الصلة عبر مكبرات الصوت المزعجة التي بحوزتهم‪!..‬‬
‫ذبح الضاحي‪ :‬في يوم عيد الضحى والثلثة أيام التي تليه‪،‬‬
‫يقوم عديد من المواطنين بذبح أضاحيهم على قارعة‬
‫الشوارع ويتركون دماءها من دون تنظيف أو تغطية بالتربة‬
‫ما يجعلها بيئة مناسبة لبيوض الذباب والحشرات‪ ،‬التي بعد‬
‫فقسها تتحول إلى حشرات قارصة تزعج السكان وتنقل‬
‫لهم المراض! نأمل أن يقوم الخوة المواطنون بذبح‬
‫أضاحيهم من دون إزعاج لجيرانهم وإعطائهم منها ليتقبل‬
‫الله منهم أفعالهم ويرضى عنهم وليس من أجل شوفوني‬
‫يا ناس‪!!..‬‬
‫اللهم نفسي‪ :‬العديد من المواطنين في أيام العيد‪،‬‬
‫يفضلون التبرع ببعض الحاجيات إلى دور اليتام المنتشرة‬
‫في أرجاء الوطن الحبيب‪ ،‬وذلك لدخال الفرحة والسرور‬
‫إلى قلوب هؤلء الطفال أو العائلت المستورة‪ .‬الغريب‬
‫أنني خلل العوام الماضية‪ ،‬سمعت أن عدة أشخاص تلقوا‬
‫مساعدات كان من الفضل إعطائها إلى العائلت المستورة‬
‫في بلدتهم والتي تعاني من ضنك شديد‪ ،‬والطامة الكبرى‬
‫أن بعض المسؤولين عن توزيع الضاحي والذين نكن لهم‬
‫بالغ الحترام والتقدير يقومون بتعبئة رفوف ثلجاتهم‬
‫ورفوف ثلجات جيرانهم بلحوم الضاحي قبل أن يقوموا‬
‫بتوزيعها على العائلت المستورة ‪!!...‬‬
‫باب الريان‪ :‬لدى ترددنا على مسجد قريتنا القديم لتأدية‬
‫صلة الجمعة ‪ ،‬ندخل فرادى ‪ ،‬وتكون عملية الدخول ميسرة‬
‫ل‪،‬‬ ‫لجميع المصلين الذين يتجاوز عددهم أكثر من ‪ 700‬مص ٍ‬
‫حيث يوجد لمسجدنا ثلثة أبواب ‪ ،‬وفي صلة كل جمعة‬

‫‪75‬‬
‫تحدث الفوضى وبخاصة بعد إنتهاء المصلين من تأدية‬
‫صلواتهم ‪ ،‬وهنا يحدث إزدحام لدى خروج المصلين ‪ ،‬وذلك‬
‫بسبب فتح نصف أحد البواب الرئيسة ‪ ،‬وإبقاء بعض البواب‬
‫لخرى مغلقة ) باب الريان ( ‪ ،‬حيث شاهدت بعض المصلين‬ ‫ا ُ‬
‫يقومون بمحاولة فتح الباب المذكور وركله بأرجلهم‬
‫وتكسيره بالحجارة وبعضهم الخر يأخذ بإلقاء المسبات‬
‫والشتائم على المسؤولين عن إدارة شؤون المسجد ‪.‬‬
‫المصيبة أنه في كل صلة جمعة يتكرر المشهد نفسه ‪ ،‬ومن‬
‫الصعب ايجاد حل جذري لما يحدث في أروقة وساحات‬
‫مسجدنا ‪ ،‬بسبب وجود ُأناس يدعون أنفسهم حريصون على‬
‫الدين ‪ ،‬والمطلوب رفع كتاب للمسؤولين في وزارة‬
‫الوقاف نشرح فيه ما يحصل داخل المسجد ‪ ،‬ولعل وعسى‬
‫ُيفتح باب الريان لنا جميعا ً لندخله في الدنيا ‪ ،‬داعيا ً المولى‬
‫عز وجل أن يدخل المسلمين كافة باب الريان في الخرة ‪،‬‬
‫إنه سميع مجيب الدعوات ‪...‬‬

‫‪1‬‬
‫‪4‬‬
‫إســــلمــــــــيـــــــ‬
‫ــــات‪..‬؟!‬
‫بعد عودة حجاج بيت الله الحرام إلى ديارهم سالمين‬
‫غانمين‪ ،‬قام بعضهم وأقاربهم بأعمال بعيدة كل البعد عن‬
‫ديننا الحنيف‪ ،‬وبتبذير الموال في غير مكانها‪ ،‬وأصبح هدف‬
‫بعضهم ليس إرضاء المولى عز وجل بل نيل اللقب فقط‪،‬‬
‫والعمل من خلله وتحته! فقاموا بتعليق اللفتات والعلم‬
‫الكبيرة‪ ،‬وبإطلق مئات العيرة النارية في الهواء‪ ،‬وبذبح‬
‫العشرات من رؤوس الضأن والماعز‪ ،‬وبأعمالهم تلك أساؤوا‬

‫‪76‬‬
‫لمناسك الحج من أجل "شوفوني يا ناس" أو من دون قصد‬
‫وعن جهل و‪ ..‬وهذه بعض المشاهدات التي نحبذ معالجتها‬
‫في السنوات القادمة لترغيب مواطنين آخرين بتأدية‬
‫فريضة الحج‪ ،‬ومن تلك العمال على سبيل المثال ل‬
‫الحصر‪ ،‬أذكر ما يلي‪:‬‬
‫تطبيق شرع الله‪ :‬شاهدت عدة لفتات مصنوعة من‬
‫القماش او من الحديد معلقة في سماء منطقة سكن‬
‫الحجاج العائدين أو مثبتة على مداخل منازلهم تحمل‬
‫أسماءهم و ‪ ..‬وللوهلة الولى تشعر وكأنك في جو انتخابات‬
‫للمجالس القروية أو التشريعية‪ .‬ويا أيها الخوة الحجاج‪ ،‬الله‬
‫يحاسبكم ليس بحجم اللفتة أو العلم الذي تثبتونه أمام‬
‫منازلكم بل على مدى تثبيت فريضة الحج داخل قلوبكم‪،‬‬
‫وتطبيقكم لشرع الله في كل خطوة تخطونها و‪!..‬‬
‫قلوبنا معكم‪ :‬كان لذوي السرى والشهداء والحالت‬
‫النسانية نصيب معين في عدد الحجاج المسموح لهم تأدية‬
‫فريضة الحج‪ ،‬ولكن فوجئنا بأن بعض الشخاص ليس لهم‬
‫علقة ل من قريب ول من بعيد )بأي نضال يذكر( وقد حلوا‬
‫مكانهم‪!..‬‬
‫لماذا التمييز بين حاج وآخر‪ :‬شاهدت العشرات بل المئات‬
‫من المواطنين يتوافدون على بيت حاج عائد‪ ،‬وفي الوقت‬
‫نفسه هناك حاج آخر يقطن قريبا منه‪ ،‬لم يكلف هؤلء‬
‫أنفسهم الذهاب لتهنئته أو السؤال عن أحواله لن الحاج‬
‫الول هو شيخ ربعه وجيبه مملوءة بالموال‪ ،‬ويا أحبتنا‪ :‬من‬
‫الممكن أن يكون رضا الله عن الحاج الثاني أكثر بكثير من‬
‫الحاج الول‪ ،‬فلماذا التمييز بين حاج وآخر؟ وهذا الرياء‬
‫بعينه!‬
‫دعوهم يرتاحون‪ :‬فور سماع أقارب الحاج أو أهالي بلدته‬
‫عن خبر وصوله إلى بيته‪ ،‬يسارعون لتهنئته بسلمة العودة‪،‬‬
‫لكن الحاج العائد يكون في تلك الثناء منهك القوى من‬
‫مشاق السفر‪ ،‬وهو بحاجة إلى الراحة فلماذا نسبب لحجاجنا‬
‫الحراج وماذا سيحدث لو قمنا بتهنئتهم في اليوم التالي؟‬
‫مسابح عن طريق اللفة‪ :‬لدى ترددنا على منازل عشرات‬
‫الحجاج العائدين‪ ،‬كانوا يقومون بتوزيع المسابح الرخيصة‬
‫أثمانها‪ ،‬وفي أثناء تقليب حباتها‪ ،‬كانت تنقطع وتتناثر‬
‫حباتها على الرض قبل وصولنا لتهنئة حاج آخر‪ ،‬وبعضنا‬
‫كان يحصل على مسابح فاخرة عن طريق اللفة‪ ،‬فيا حبذا لو‬

‫‪77‬‬
‫يتم توزيع مسابح متشابهة إلى حد ما من دون التمييز بين‬
‫المواطنين القادمين لتهنئة حجاجنا بسلمة العودة‪!..‬‬
‫ل يكلف الله نفسا‪ :‬ذهبت مع أقارب آخرين لتهنئة أحد‬
‫الحجاج‪ ،‬وكنا عندما نهم بمغادرة المكان يطلب الحاج العائد‬
‫منا المكوث بعض الوقت‪ ،‬وكان السبب وراء ذلك هو قيام‬
‫أولده بجمع الهدايا التي وزعها عليهم لعطائنا إياها خوفا‬
‫من الحراج‪!..‬‬
‫صفر اليدين‪ :‬لدى ترددنا على بيوت إخوتنا الحجاج كانوا‬
‫يعطون بعضنا دشداشا وآخر حطة وثالث سجادة ورابع يعود‬
‫إلى منزله صفر اليدين‪ ،‬فلماذا يا أحبتنا الحجاج التمييز بين‬
‫مواطن وآخر‪ ،‬فالكل قادم لتهنئتكم فحبذا لو تكون الهدايا‬
‫في العوام القادمة متشابهة عند كل القادمين لتهنئة‬
‫الحجاج بسلمة عودتهم أو أن تكون مقتصرة على فنجان‬
‫من القهوة فقط‪!..‬‬
‫تصرف أرعن‪ :‬وصل أحد المواطنين العائدين من الديار‬
‫الحجازية إلى منزله في تمام الساعة الثالثة صباحا‪ ،‬وفور‬
‫علم أولده بالخبر حمل كل منهم سلحه وأخذ يطلق العيرة‬
‫النارية‪ ،‬ابتهاجا بعودة والدهم سالما‪ ,‬ولكن الناس الذين‬
‫أفاقوا من نومهم ظنوا بأن مواجهة وقعت بين قواتنا‬
‫والطرف الخر‪ ،‬وبعد أن تبين لهم سبب ذلك أعربوا عن‬
‫استيائهم لهذا التصرف الرعن‪!!..‬‬
‫التقرب إلى الله أفضل‪ :‬فور أن تطأ أقدام حجاجنا الديار‬
‫الحجازية‪ ،‬وبدل من أن يتفرغوا لتأدية صلواتهم والتقرب‬
‫إلى الله عز وجل‪ ,‬كانوا ينزلون إلى السواق لشراء الهدايا‬
‫لقاربهم ومعارفهم‪ ،‬وكان بالمكان شراؤها من منطقة‬
‫سكناهم وفي مرات عديدة قارنا أسعار بعض الهدايا في‬
‫منطقة الخليل فوجدناها أرخص مما تباع في مكة أو‬
‫المدينة!‬
‫حب لغيرك كما تحب لنفسك‪ :‬شاهدت بعض المواطنين‬
‫يصطحبون أولدهم إلى بيوت الحجاج وكانوا يبقون جالسين‬
‫لعدة ساعات حتى يأخذوا هدايا تناسبهم! ويا اخي المواطن‪،‬‬
‫افرض نفسك في كل الحوال بأنك أنت الحاج العائد‪ ،‬فهل‬
‫ترضى للخرين بالعمال التي تتصرف بها؟ بالطبع‪ ..‬ل ‪..‬‬
‫وألف ل‪!..‬‬
‫ساق الله على زمان النواسة‪ :‬قام الغالبية العظمى من‬
‫حجاجنا العائدين بتعليق أحبال الزينة والكهرباء أمام‬
‫منازلهم وبشرط أن تكون ألوانها ملونة‪ ،‬لن اللوان العادية‬

‫‪78‬‬
‫تعلق فقط في حالة وفاة أحد المواطنين‪ ،‬وساق الله على‬
‫زمان السراج والنواسة واللمبة و‪!..‬‬
‫ما هكذا تورد البل‪ :‬بدل من أن يعود بعض حجاجنا‬
‫ويقومون بأعمال كلها ترضي الله عز وجل‪ ،‬بعضهم عاد‬
‫ومشيته تختلف عما كان عليه قبل الحج‪ ،‬فأخذ يتمايل شمال‬
‫ويمينا‪ ،‬أو يبرز كرشه إلى المام‪ ،‬وإذا طرحت عليه السلم‬
‫فبصعوبة يرده عليك! وما هكذا تورد البل أحبتنا حجاج بيت‬
‫الله الحرام‪!..‬‬
‫احذروا شركات النصب والحتيال‪ :‬قام العشرات من‬
‫الحجاج الفلسطينيين في أثناء وجودهم في الديار الحجازية‬
‫لتأدية فريضة الحج في إحدى السنوات ‪ ،‬بالتفاق مع شركة‬
‫نقل )وهمية( لتوصيل بضاعتهم كل إلى منطقة سكناه‪،‬‬
‫وبالفعل تم شراء البضائع ودفع رسوم شحنها‪ ،‬والتي كلف‬
‫شراؤها وشحنها آلف الدنانير‪ !..‬اتصل العاملون في‬
‫الشركة الوهمية ببعض الحجاج على أنهم أقرباؤهم‬
‫وأبلغوهم بأن الهدايا قد وصلت إلى طرفهم‪ ،‬وما عليهم إل‬
‫أن يتفرغوا لتأدية عباداتهم‪ !..‬وبعد أن فراغ الحجاج من‬
‫تأدية مناسك الحج وعودة كل منهم إلى منطقة سكناه‬
‫فوجئوا بأن الهدايا التي اشتروها لم تصل‪ ،‬وبأنهم وقعوا‬
‫ضحية شركة نصب ‪ .‬فمنهم من قام بشراء هدايا جديدة‬
‫خوفا ً من الحراج وبعضهم إكتفى بإبلغ السلطات‬
‫الفلسطينية للتحقيق في المر‪ ،‬وبعضهم الخر ُأصيب‬
‫بإكتئاب شديد‪!..‬‬
‫ل تقبل لكن صلة ‪ :‬بعض الخوات اللواتي يقمن بتأدية‬
‫فريضة الحج أو العمرة في الديار الحجازية ‪ ،‬وبدل ً من‬
‫استغلل أوقاتهن في تأدية الصلوات والدعاء إلى الله بأي‬
‫دعاء يخطر على بالهن ‪ ،‬ليغفر لهن الذنوب ‪ ،‬وليعدن إلى‬
‫منازلهن كما ولدتهن أمهاتهن ‪ .‬نجد أن الكثير منهن قضين‬
‫جل أوقاتهن في التسوق أو السرقة أو المكوث داخل‬
‫الفنادق والمطاعم ‪ .‬والغريب أن بعض النساء اللواتي‬
‫قطعن آلف الكيلو مترات لتأدية تلك الفرائض والسنن هو‬
‫ترددهن على بيوت المشعوذين والدجالين ‪ .‬فهل تقبل لهن‬
‫حجة أو عمرة أو صلة ‪! ..‬؟ بالطبع ل وألف ل والله أعلم ‪..‬‬
‫تصرف أرعن‪ :‬ل تخلو صلة من صلوات أيام الجمع‪ ،‬من‬
‫طلب خطيب الجمعة من جمهور المصلين التبرع من أموال‬
‫صدقاتهم مرة لبناء سور مقبرة ومرة ثانية بناء مسجد‬
‫وثالثة لبناء مدرسة ورابعة لمريض بحاجة ماسة للمساعدة‪.‬‬

‫‪79‬‬
‫ل بشاقل‬ ‫والتبرع ظاهرة إيجابية ‪ ،‬ويا حبذا لو يتبرع كل مص ٍ‬
‫واحد لن تبرعه يسجل في ميزان حسناته ‪ .‬الغريب أن‬
‫البعض يتردد على المساجد لجمع التبرعات لستغللها في‬
‫أمور خاصة وليست عامة‪ .‬وأغرب حادثة هو قيام شخص‬
‫بخلع حجر كبير مكتوب عليه اسم المسجد الذي تم تشييده‬
‫حديثًا‪ ،‬واستبداله بحجر أخر يحمل " ديوان عشيرة ‪، !! " ..‬‬
‫فهل يعقل هذا التصرف الرعن ‪!! ..‬‬
‫نجاح الخرة هو الهم‪:‬كان أحد الشباب يقوم برفع الذان‪،‬‬
‫وإقامة الصلة‪ ،‬وفي أيام كثيرة يدعو معشر المصلين إلى‬
‫التأخر بعد تأدية صلة الفرض لحضور درس ديني قائل ً لهم "‬
‫إن نجاحنا وفلحنا في الدنيا هو المتثال لوامر الله و‪. "..‬‬
‫المصيبة أن هذا الشاب بدل ً من أن يكون نظره منصبا ً أمامه‬
‫وخاشعا ً لله تعالى‪ ،‬كان يضع نصب عينه على أجهزه خاصة‬
‫بمسجد قريتهم‪ ،‬وبعد خروج المصلين يقوم بسرقتها وبيعها‬
‫بثمن بخس من أجل شراء علبة سجائر من النوع الرخيص‬
‫وأشياء ُأخرى ‪!! ..‬‬
‫الدين المعاملة ‪ :‬حدثني أحد الصدقاء قائل ً ‪ :‬كان في‬
‫قريتنا شخص يحث سكانها بإستمرار على تطبيق تعاليم‬
‫الدين السلمي الحنيف ‪ ،‬وكنا نسمع لكلمه بكل حواسنا ‪،‬‬
‫والكل يشهد له بأنه يتصف بالخلق الحميدة ز ولكن بعد‬
‫وقوع خلف بسيط بين هذا الشخص المتدين جدا ً وجاره ‪،‬‬
‫ضرب أخونا المتدين بالخلق الحميدة عرض الحائط ‪ ،‬وقام‬
‫بهدم حائط حجري بعيد عن الطريق العام ‪ ،‬ونثر حجارته‬
‫التي بناها أجدادنا في الشارع العام ‪ .‬وبعد تصرفه غير‬
‫اللئق ‪ ،‬أخذ أهالي البلدة يلومونه قائلين كم سمعناه يردد‬
‫حديث نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ‪ ":‬إماطة الذى عن‬
‫الطريق صدقة "‪ ،‬ولكن البعض من شيوخ الدعوة الذين‬
‫يطالبوننا بحضور الدروس الدينية في المساجد هم أنفسهم‬
‫بحاجة إلى دروس تقوية في الدين – لن إيمانهم ضعيف ‪.‬‬
‫وليس الدين بإطلق اللحى أو تقصير السراويل‪ ،‬ولكن‬
‫الدين المعاملة‪...‬‬
‫ً‬
‫خراب في خراب ‪ :‬ل تخلو أي صلة تقريبا من صلوات أيام‬
‫الجمع في قرانا من جمع التبرعات ‪ ،‬فمرة لتصليح مكبرات‬
‫الصوت ومرة ثانية لتصليح المكنسة الكهربائية ومرة ثالثة‬
‫لشراء مراوح كهربائية و‪ ...‬والسبب في خراب تلك الجهزة‬
‫هو استخدامها من قبل أشخاص ل يعرفون كيفية‬
‫استخدامها بالشكل السليم ‪ ،‬حيث أن تصليحها يكلف الكثير‬

‫‪80‬‬
‫من المال ‪ .‬فيا حبذا أن يقوم المسؤولين عن إدارة‬
‫مساجدنا فقط باستخدام الجهزة والدوات المذكورة‬
‫أعله ‪ ،‬وليس كل من هب ودب ‪!!..‬‬
‫شتان بينك وبين أبو هريرة ‪ :‬أحدهم يقطن في عاصمتنا‬
‫الحبيبة ) القدس الشريف ( ‪ ،‬يهدي الناس إلى الطريق‬
‫المستقيم ‪ ،‬لكنه قام بحفر الطريق ) السفلت ( بالفأس ‪،‬‬
‫سئ َ‬
‫ل‬ ‫وأصبحت مطبات للمارة وأصحاب المركبات ‪ ،‬وعندما ُ‬
‫عن سبب فعلته قال ‪ :‬أن قطة له دهستها عجلت إحدى‬
‫المركبات ‪ ،‬وبأن الذي دهس القطة بإمكانه في مرات قادمة‬
‫دهس أحد أطفاله ‪ ،‬سكان الحي إحتجوا على تصرفات‬
‫الشيخ ‪ ،‬وقاموا بردم الحفرة ‪ .‬لكن كلما قاموا بردمها كان‬
‫يحفرها من جديد ‪ .‬والسؤال‪ :‬ماذا ستكون أحوالنا لو كل‬
‫دهست له دجاجة أو حمامة أو هرة ‪ ،‬قام بتصرف‬ ‫مواطن ُ‬
‫أخونا الشيخ الكريم ‪..‬؟!‬
‫هذه عاقبة المكذبين ‪ :‬إتفق إثنان على فتح محل تجاري‬
‫في قلب إحدى المدن الفلسطينية الكبرى ‪ ،‬وكان محلهم‬
‫ُيدر المال الوفير بسبب بيعه بضاعة فريد من نوعها ‪ .‬أحد‬
‫الشريكان كان وضعه المادي قبل فتح المحل في‬
‫الحضيض ‪ ،‬ولكن خلل فترة بسيطة من الزمن ‪ ،‬إشترى‬
‫محل ً آخر وقام ببناء شقق سكنية لولده ‪ ،‬أما أبناء الشريك‬
‫الثاني ‪ ،‬فكانوا يشكون في تصرفات شريك والدهم ‪ ،‬الذي‬
‫بدوره ) رحمه الله(‪ ،‬كان يطالبهم بالسكوت لن شريكه كان‬
‫سنويا ً يؤدي العمرة في الديار الحجازية ‪ ،‬ومن غير المعقول‬
‫أن يقوم بسرقته‪!!..‬‬
‫توفي التاجر الذي كان يوصي أولده بالسكوت ‪ ،‬وبعد وفاته‬
‫إجتمع أولد المرحوم مع شريك والدهم لتصفية الحساب ‪،‬‬
‫حيث كانوا يتوقعون بأن تكون حصتهم كبيرة جدا ً ‪ ،‬لكنهم‬
‫فوجئوا بأن المحل عليه ديون لتجار آخرين ‪ .‬وهنا توصل‬
‫أهل الخير بأن يحلف الشريك الذي ما زال على قيد الحياة‬
‫يمينا ً داخل مسجد معين بأنه لم يسرق طوال سنوات‬
‫الشراكة ‪ ،‬بالفعل وافق على ذلك ‪ ،‬وبعد حلفه اليمين بشهر‬
‫ل جسدهُ ‪ ،‬وأصبح أخانا مقعدا ً يتنقل على عربة‬ ‫ش ّ‬‫تقريبا ً ُ‬
‫ُ‬
‫ويشاهد عذاباته بأم عينه يوميا ً ‪ .‬حيث حدثني أحد الذين‬
‫تعاملوا معه ‪ ،‬بأن شخصا ً يهوديا ً كان يزوده ببضاعة معينة ‪،‬‬
‫وبعد أن جلسا لتصفية الحساب بينهما ‪ ،‬يخصم عليه المال‬
‫الكثير ‪ ،‬وكان اليهودي يجن من تصرفاته ويطالبوه بحلف‬
‫اليمين بأن حسابه هو الصحيح ‪ ،‬فكان يحلف لن المر عنده‬

‫‪81‬‬
‫ه هو يهودي ‪ ،‬وحسب إعتقاده الخاطئ‬ ‫حل ِ َ‬
‫ف ُ‬ ‫هين – لن الذي ي ُ َ‬
‫‪ ،‬أنه يذهب لتأدية العمرة التي تكلفه مائتا دينار أردني فقط‬
‫‪ ،‬فهذه تزيل عنه كل الخطايا التي إرتكبها على مدار‬
‫السنة ‪ ،‬وفي الوقت نفسه يكسب الكثير من المال عن‬
‫طريق الكذب وحلف اليمان الزور ‪ .‬والسؤال‪ :‬ألم يسمع‬
‫هذا الشخص وأمثاله قوله تعالى ‪ ":‬سيروا في الرض‬
‫وأنظروا كيف كانت عاقبة المكذبين " صدق الله‬
‫العظيم ‪...‬؟!‬
‫قديمة يا شيخ ‪ :‬من المفروض على خطباء أيام الجمع في‬
‫مساجدنا ‪ ،‬أن يتناولوا في خطبهم قضايا تهم أبناء شعبنا‬
‫وما أكثرها ‪ .‬لكننا نفاجأ بأن بعضهم يكونون في واد وأبناء‬
‫شعبهم في واد آخر ‪ ،‬فبدل ً من تناولهم قضية القدس‬
‫والعتداءات على المسجد القصى أو عربدة المستوطنين‬
‫وحرقهم مزروعاتنا والستيلء على ممتلكاتنا وكيفية‬
‫مواجهتهم والحد من عربدتهم ‪ ،‬أو عن تفشي مرض مرض‬
‫طرق الوقاية منه و‪ ..‬نفاجأ بأنهم يتناولون في خطبهم‬ ‫ما و ُ‬
‫قضايا بعيدة كل البعد حول ما يدور في محيطنا ‪ ،‬فنجدهم‬
‫أثناء الحرب على غزة كانوا يتحدثون عن كيفية الوضوء ‪،‬‬
‫وأبناء شعبنا يتوضئون بالدماء من كثرة الدماء النازفة من‬
‫أجسادهم ‪.‬وآخر نهفة استمعت لها هو قيام خطيب مسجدنا‬
‫بإلقاء خطبة عن الحج بعد مرور إسبوعين على سفر الحجاج‬
‫إلى الديار الحجازية ‪ ،‬حيث كان يقرأ من داخل ورقة لونها‬
‫يميل إلى اللون البني ‪ ،‬وكغيري من الناس أشك بأن ما ورد‬
‫عين فيها خطيبا ً ‪،‬‬ ‫في الخطبة قد خطته يداه في أول سنة ُ‬
‫ه على‬ ‫وها هو يعيد قراءتها من جديد ‪ ،‬وقد شارف سن ُ‬
‫التقاعد ‪ ،‬وكان من المفروض عليه إلقائها قبل سفرهم أو‬
‫بعد عودتهم سالمين غانمين بإذن الله تعالى ‪ ،‬والله من‬
‫وراء القصد ‪ ،‬وللشيخ وأمثاله أقول ‪ُ :‬نريد خطبا ً ساخنة ‪ ،‬ل‬
‫خطبا ً تجعنا نميل للنعاس من كثرة سماعنا إياها ‪!!..‬‬
‫قمت مع ُأناس آخرين بزيارة بعض بيوت‬ ‫الرياء بعينه ‪ُ :‬‬
‫الحجاج الذين أدوا فريضة الحج لهذا العام ‪ ،‬من أجل‬
‫تهنئتهم بسلمة العودة من الديار الحجازية ‪ ،‬وبعد جلوسنا‬
‫وإحتساءنا القهوة وتناولنا حبات من التمر وتوزيع المسابح‬
‫وأعواد السواك علينا ‪ ،‬لفت انتباهي لفتة طويلة جدا ً معلقة‬
‫على أحد الجدران يشاهدها جميع القادمين ‪ ،‬تحمل اسم‬
‫الحاج العائد ومكتوب عليها ‪ ":‬حج مبرور وسعي مشكور‬
‫وذنب مغفور وتجارة لن تبور "‪ ،‬ومطبوعا ً عليها من جهتي‬

‫‪82‬‬
‫اليمين واليسار صورة الحاج العائد وبحجم كبير ‪ ،‬وكان من‬
‫المفروض وكما هو معروف ومتداول هو طباعة صورة‬
‫الكعبة المشرفة أو المسجد القصى الشريف عليها ‪،‬‬
‫وشعرت حينها وكأني قادما ً لتهنئة أحد الفائزين بالنتخابات‬
‫التشريعية أو البلدية ‪ .‬ودائما ً وأبدا ً أقول أن الحج ليس بكبر‬
‫حجم اللفتات التي ُنعلقها أمام الناس ‪ ،‬بقدر حفظ وصون‬
‫حجاجنا لتلك الفريضة المقدسة و‪!!...‬‬
‫من العيد للعيد ‪ :‬بعض الشقاء ل يطرقون أبواب منازل‬
‫شقيقاتهم إل في فترات العياد فقط‪ ،‬وتكون قيقاتهم‬
‫ينتظرن ذلك اليوم بفارغ من الصبر‪ ،‬وذلك لرؤيتهم‬
‫والطمئنان على صحتهم أول ً ‪ ،‬وفك أزمتهن المالية بعد‬
‫تلقيهن مبالغ بسيطة ثانيا ً ‪ ،‬ولكن فرحتهن لن تكتمل بسبب‬
‫ة‪،‬‬
‫طلب أزواجهن تسليمهم )العيدية(‪ ،‬التي قبضناها كامل ً‬
‫وذلك لشراء علب سجائر و‪ ..‬ولهؤلء أقول ‪ :‬اخجلوا على‬
‫أنفسكم ‪،‬وأرحموا زوجاتكم ‪ ،‬وكفوا عن هذه الفعال السيئة‬
‫والتي ل تمت لديننا الحنيف بأية صلة و‪!!..‬‬
‫التمييز ليس بالدشاديش ‪ :‬زرت منزل أحد الحجاج لتهنئته‬
‫بسلمة العودة من الديار الحجازية ‪ ،‬فإستغربت من لباسه‪،‬‬
‫فكان قبل سفره يرتدي بنطال ً وقميصا ً ورأسه كان‬
‫مكشوفا ً ‪ ،‬أما بعد عودته ‪ ،‬فتعرفت عليه بصعوبة – لنه كان‬
‫يرتدي دشداشا ً وسروال وكوفية يعلوها عقال‪ ،‬وبعد‬
‫إستفساري عن سبب تغيير لباسه بهذا الشكل ‪ ،‬قيل لي ‪":‬‬
‫كي يميزه الناس عن الجالسين من حوله "‪ ،‬وبأنه هو‬
‫الشخص الذي أدى فريضة الحج ‪ ،‬ولكن يا حضرة الحاج العائد‬
‫‪ ،‬التمييز يكون بخدمة الخرين والتحلي بآداب الدين و‪!!..‬‬
‫طواف النتفاضة ‪ :‬من المفروض أن يكون في كل حافلة‬
‫من الحافلت المتجهة إلى الديار الحجازية لتأدية فريضة‬
‫الحج‪ ،‬أحد المرشدين كي يقوم بإرشاد الحجاج وتعريفهم‬
‫بمناسك الحج والرد على إستفساراتهم‪ .‬بعض هؤلء‬
‫المرشدين وبعد توجههم إلى الديار الحجازية قالوا لجموع‬
‫الحجاج إذا أردتم الستفسار عن أي سؤال ‪ ،‬فأسئلوا عن‬
‫الصلة والصوم فقط‪ ،‬حيث أخذ بعض الحجاج المثقفين‬
‫بإرشاد المرشدين والرد على إستفساراتهم !!‪ ,‬ولكن‬
‫بالمقابل كان هناك بعض المرشدين الذين لديهم الدراية‬
‫الكافية بمناسك الحج ‪ ،‬كانوا يقومون بشرح كل صغيرة‬
‫ُ‬
‫وكبيرة لجموع الحجاج وتطبيق بعضها أمامهم ‪ .‬وكل ما أريد‬
‫التوصل إليه هو قيام بعض أصحاب مكاتب الحج والعمرة‬

‫‪83‬‬
‫وبعض الحجاج أنفسهم والذين حجوا أكثر من مرة‬
‫بالستهزاء بهؤلء المرشدين لنهم قاموا بإداء دورهم على‬
‫أكمل وجه‪ ،‬فكانوا يسألونهم وعلى سماع الحجاج الخرين‬
‫قائلين‪ " :‬يا حضرة الشيخ إشرح لنا عن ) مماسك ( الحج "‬
‫فكان يرد عليهم مناسك وليس " مماسك " وكانوا يزيدون‬
‫الطين بلة عندما كانوا يسألونهم عن طواف " النتفاضة " ‪،‬‬
‫ن جنونهم قائلين لهم‪ :‬طواف الفاضة وليس "‬ ‫ج ُ‬
‫فكان ي ُ َ‬
‫النتفاضة "و‪ ..‬المصيبة أن بعض الحجاج ل بل أكثريتهم‬
‫سمعناهم يقولون بعد عودتهم من الديار الحجازية ومن دون‬
‫قصد " مماسك " الحج ‪ ،‬داعين هؤلء أصحاب المكاتب‬
‫وغيرهم والذين هدفهم الول والخير جمع الموال ‪ ،‬إلى‬
‫التوقف عن هذه الفعال التي سيحاسبون عليها إن عاجل ً‬
‫أم آجل ً ‪ ،‬ويا حبذا قبل توجه الحجاج إلى الديار الحجازية أن‬
‫يتم إرشادهم عن طريق إعطائهم الدروس الشادية في‬
‫المساجد والمدارس والجمعيات وعبر وسائل العلم‬
‫المختلفة ‪..‬‬

‫‪1‬‬
‫‪5‬‬
‫لفــــــــــــــتـــــــــ‬
‫ــــات‪ ..‬؟!‬
‫بسمة‪" :‬محلت البسمة" أو "صيدلية البسمة" أو "مؤسسة‬
‫البسمة" هذه اللفتات نقرؤها في أثناء مرورنا داخل‬
‫شوارع مدننا الكبيرة‪ ،‬ولدى اقترابك من عتبة المحلت‬
‫المذكورة تبتسم وبشكل تلقائي – لن السم ينسيك‬
‫همومك الحياتية بعض الشيء‪ ،‬والمصيبة أنه بعد أن يحاسبك‬
‫صاحب المحل ويعلمك بتكاليف البضاعة التي اشتريتها‬
‫تظهر على محياك الكشرة التي يصعب أن تتحول إلى‬
‫ابتسامة بين ليلة وضحاها‪ ،‬وذلك دللة على إرتفاع أسعار‬
‫المحلت المذكورة‪ ،‬وتشعر حينها بأنك خدعت من اسم‬
‫المحل‪ .‬وهناك بعض السماء تحمل السم نفسه‪ ،‬وبالفعل‬
‫تكون أسعارها معقولة ومناسبة للجميع‪.‬‬
‫وطنية‪ :‬أضاف بعض أصحاب المصانع والشركات إلى أسماء‬
‫مصانعهم كلمة "الوطنية" والمصيبة أن بعض أصحابها كانوا‬
‫يوردون منتجاتهم من اللبسة لقوات حرس الحدود‬
‫السرائيلي‪ ،‬وكانت مصانع أخرى للباطون الجاهز توصل‬
‫الباطون إلى ورش البناء داخل المستوطنات السرائيلية‪،‬‬

‫‪84‬‬
‫وأثبتت لنا اليام أن تلك اللفتات كانت عبارة عن لفتات‬
‫دعائية أكثر مما هي وطنية‪ ،‬ووضعت لهدف في نفس‬
‫يعقوب!‬
‫إذن خاص‪ :‬أصبح بإستطاعة كل مواطن أن يفتح محل ً‬
‫خاصا ً به‪ ،‬فيقوم بتعليق لفتة على مداخل المدينة ووسطها‬
‫تحمل اسم محله وعنوانه وسنوات الخبرة‪ ،‬وكان من‬
‫الواجب على بلدياتنا عدم السماح لصحاب المحلت أو‬
‫المكاتب بتعليق تلك اللفتات إل بإذن خاص من البلديات‬
‫ومقابل رسوم معينة‪ ،‬وتعليقها يتم لمدة زمنية معينة أيضا‪ً،‬‬
‫وبعد إنتهاء المدة يقوم موظفو البلدية بإنزالها خوفا ً من‬
‫سقوطها على الرض‪ ،‬أو على رؤوس المارة بسبب تعرضها‬
‫لشعة الشمس الحارقة أو الرياح الشديدة التي تؤدي إلى‬
‫سقوطها‪.‬‬
‫استخفاف‪ :‬تقوم بعض محلت اللبسة بوضع لفتات تحمل‬
‫أسعار الملبوسات التي تعرضها‪ ،‬وتحدد من خللها أسعارها‪،‬‬
‫والذي يستفزني هو كتابة سعر القميص ‪ 99‬أو ‪ 89‬شاقل‪،‬‬
‫وُتثبت لفتة كبيرة على زجاج المحل‪" :‬بأن أسعارنا حقيقية‬
‫وليست دعائية" وبعد مرور موسم الصيف إذا كانت‬
‫الملبوسات صيفية‪ ،‬نجد أن سعر القميص الذي كان يباع بـ‬
‫ل‪ ،‬أصبح يباع بـ ‪ 39‬شاقل ً فقط! ويثبت للمواطن‬ ‫‪ 99‬شاق ً‬
‫بأن السعار كانت غير حقيقية وفي الوقت نفسه دعائية‪،‬‬
‫وسؤالي لماذا لم يكتب على القميص سعره الحقيقي‪،‬‬
‫والشخص الذي يدفع ‪ 99‬شاقل ً لشراء قميص فلديه القدرة‬
‫على دفع الشاقل المتبقي! فلماذا الستخفاف بعقلية‬
‫المواطن إلى هذه الدرجة‪ ،‬وبهذا التصرف نجعله يتحول إلى‬
‫محلت أخرى!‬
‫‪ 2000‬قبل الميلد‪ :‬قام أصحاب عشرات المحال التجارية‬
‫مع بداية اللفية الجديدة‪ ،‬بتغيير اللفتات المعلقة فوق‬
‫أبواب محلتهم‪ ،‬بلفتات ُأخرى تحمل الرقم اثنين وعلى‬
‫يمينه ثلثة أصفار )‪ (2000‬أي بمعنى آخر أنها حديثة وكل ما‬
‫بداخلها جديد ومرتب ومنظم‪ ،‬ولكن في أثناء تجوالك بين‬
‫ممراتها أو شرائك من منتجاتها تشعر كأنك في محلت )‬
‫‪ (2000‬قبل الميلد! وذلك بسبب تراكم الوساخ‬
‫والقاذورات على أرضيتها ورفوفها‪ ،‬وأن بعض منتجاتها‬
‫فاسدة أو قاربت مدة صلحيتها على النتهاء!‬

‫‪85‬‬
‫محلت الصدقاء‪ :‬يتفق ثلثة أشخاص على إفتتاح شركة‬
‫أو مؤسسة تجارية‪ ،‬وفي البداية يكونون متفقين فيما بينهم‬
‫ومتوكلين على المولى عز وجل في كل خطوة يخطونها‪،‬‬
‫فيطلقون على أسماء محلتهم اسم‪" :‬محلت الصدقاء"‬
‫وذلك دللة على تكاتفهم وتعاونهم مع بعضهم بعضًا‪ .‬وبعد‬
‫مرور فترة قصيرة على بداية عملهم‪ ،‬وبسبب طمع أحدهم‬
‫وجشعه‪ ،‬يأخذ بنشر الفتن بين الشركاء‪ ،‬كي يدفع أحدهم‬
‫على بيع حصته في الشركة لصديق آخر‪ .‬وبعد أن يتم ذلك‬
‫بالفعل‪ ،‬يقوم الشريكان التي تحولت الشركة باسميهما‪،‬‬
‫بتغيير اللفتة من "محلت الصدقاء" بلفتة أخرى تحمل‪:‬‬
‫"محلت الصديقين" وبسبب حصول الطمع بين هذين‬
‫ً‬
‫الصديقين اللذين يحاول كل منهما أن يكون المحل خاصا به‬
‫ول منافس له‪ ،‬ما يؤدي في نهاية المر إلى دفع أحدهما‬
‫لبيع حصته في المحل للخر‪ ،‬وحينها يتم تغيير اللفتة‬
‫بُأخرى جديدة تحمل اسم‪" :‬محلت الصديق" وفي الحقيقة‬
‫ل يكون لهذا الصديق أي صديق يذكر – لن أصدقاءه‬
‫السابقين قاموا بتشويه سمعته بين الناس‪ ،‬ولم يدخل محله‬
‫حتى أقرب المقربين‪ ،‬ما يجبره مكرها ً على إغلق محله أو‬
‫بيعه لشخاص آخرين‪.‬‬
‫صحتين تنوفا‪ :‬استغربت كباقي المواطنين تعليق لفتات‬
‫كبيرة على المنصات الدعائية المقامة في وسط عدد من‬
‫مدننا المحررة‪ ،‬تحمل إعلنات لشركة تنوفا السرائيلية‬
‫لللبان! الغريب أن أصحاب اللبان في وطننا الحبيب لم‬
‫يحتجوا على ذلك ولو عبر إعلن صغير في الصحف المحلية‪،‬‬
‫حيث يزداد عدد وكلء الشركة المذكورة داخل مدننا المحررة‬
‫ضعت دعاية لشركة ألبان‬ ‫يوما ً بعد آخر! والسؤال‪ :‬ماذا لو و ُ‬
‫عربية على مدخل مستوطنة )غير شرعية(!؟ بالطبع لقام‬
‫قاطنوا تلك المستوطنة الدنيا ولم يقعدوها ومن رابع‬
‫المستحيلت إقدام مواطن إسرائيلي واحد على شراء‬
‫بضاعة عربية ما دام لها شبيه إسرائيلي‪ ,‬ولماذا قاطعنا‬
‫بالمس المنتجات المذكورة لن مصدرها من المزارع‬
‫السرائيلية المقامة على أراضينا المحتلة‪ ،‬واليوم يسمح لنا‬
‫بذلك وهل تحررت باقي البلد وأزيلت المستوطنات عن‬
‫أراضينا؟ ومن الغرابة أن هناك كثيرا ً من المواطنين يرغبون‬
‫المنتجات السرائيلية ويلهثون وراءها – لنها أغلى بحجة‬
‫أنها أجود وأنظف من المنتجات العربية! وكذلك تقع‬
‫مسؤولية كبيرة على المسؤولين عن العلم الرسمي‪،‬‬

‫‪86‬‬
‫وأصحاب الصحف المحلية داخل الوطن في نشر إعلنات‬
‫للشركة المذكورة‪ ،‬وصحيح أن أصحاب الصحف يحصلون‬
‫على مبالغ خيالية من وراء نشرهم إعلنات لتلك الشركة‪.‬‬
‫لكن بالمقابل يدفعون أصحاب شركات اللبان في الوطن‬
‫إلى إغلق مصانعهم وتسريح مئات العمال‪ ،‬والظاهر للعيان‬
‫أن بعضنا لم يصح ضميره بعد‪ ،‬وما زال متأثرا ً كثيرا ً بمنتجات‬
‫شركة تنوفا "الوطنية"! ولهم أقول "كلوا ما لذ‪ ...‬من‬
‫خيرات تنوفا‪ ...‬وصحتين تنوفا"!‬
‫فيه داء للناس‪ :‬يقوم مزارعو النحل في دول مجاورة‪،‬‬
‫بتثبيت لفتة صغيرة على كل مرطبان يحتوي على العسل‪،‬‬
‫ليشير إلى نوع النبات الذي تغذى عليه النحل‪ ،‬هل هو من‬
‫نبات الليمون أو الحمضيات أو الزهور و‪ ..‬ويكتب سعر كل‬
‫نوع على اللفتة ول يستطيع أيا كان التلعب في السعر‪،‬‬
‫أما بعض مزارعينا فيقومون ببيع العسل على أنه من النوع‬
‫الممتاز‪ ،‬ويلصقون لصقا ً على المرطبان يدل على ذلك‪.‬‬
‫وفي الحقيقة يكون مغشوشا ً ويحتوي فقط على نكهة‬
‫العسل أو قطعة منه أو أخذ من نحل تغذى على السكر!‬
‫وبدل ً من أن يكون فيه شفاء للناس‪ ،‬يراجع كل الذين‬
‫يأكلون منه أقسام الطوارئ في مستشفياتنا بسبب‬
‫شعورهم بالمغص! ويبقون يعانون من مرارة داخل حلوقهم‬
‫من كثرة الدوية التي تناولوها من أجل الشفاء!‬
‫‪ ..‬وأما السائل‪ :‬أحد الشخاص بعد وفاة شقيقه في حادث‬
‫سير مروع‪ ،‬قام بتسلم آلف الشواقل من شركة التأمين‬
‫ليعتاش من خللها أولد شقيقه المتوفى‪ ،‬وقام هذا‬
‫الشخص – بالتفاق مع زوجة شقيقه – بفتح محل تجاري‬
‫ضخم مقابل نسبة معينة من الرباح ترصد لولدها‪,‬‬
‫وبالفعل توسع المحل وكثر دخله الشهري بشكل يوحي‬
‫على الرتياح‪ .‬مجموعة من شباب القرية اتصلت بصاحب‬
‫المحل التجاري‪ ،‬وأخبرته بأنهم سيقومون خلل اليام‬
‫القادمة ببناء سور حول المقبرة المدفون فيها شقيقه‪،‬‬
‫وهم بحاجة ماسة للتبرع بغض النظر عن قيمة المبلغ‬
‫المتبرع به‪ ،‬ولو وصلت قيمته ثمن بنطال واحد من آلف‬
‫البنطالت الموضوعة على رفوف المحل‪ ،‬فكان رد صاحبنا‬
‫)الشيخ( بأن الظروف صعبة في الوقت الحاضر وفي حالة‬
‫توافر الموال فل مانع عنده من تقديم المساعدة‪ ،‬ولكن‬
‫مساعدته تأتي متأخرة‪ ،‬أي بعد إقامة السور‪ ،‬والسؤال ألم‬
‫تقرأ يا شيخنا خلل مدة دراستك البالغة ‪ 4‬سنوات في كلية‬

‫‪87‬‬
‫الشريعة قوله تعالى‪" :‬وأما السائل فل تنهر‪ ...‬وأما بنعمة‬
‫ربك فحدث"‪.‬‬
‫مطلوب موظفة‪ :‬مضى عام كامل على تثبيت لفتة على‬
‫زجاج مكتب يقع وسط الضفة تحمل العبارة التالية‪:‬‬
‫"مطلوب موظفة" وكلما مررت في الشارع الذي يقع فيه‬
‫المكتب أرى اللفتة ما زالت مثبتة في مكانها‪ ،‬فيا هل ترى‬
‫الموظفات )مقطوعات في وطننا(‪ ,‬أم أن صاحب المكتب‬
‫وضعها لتكون عبارة عن مصيدة لتردد الفتيات على مكتبه‬
‫من أجل التسلية و‪!..‬‬
‫شعارنا مخافة الله‪ :‬يقوم بعض أصحاب المحال التجارية‬
‫بتعليق لفتات مزخرفة ويثبتونها في وسط واجهات‬
‫محلتهم التجارية‪ ،‬وتحمل العبارة التالية‪" :‬شعارنا مخافة‬
‫الله" ولكن نتيجة تعاملهم غير اللئق مع الزبائن‪ ،‬الذين تبين‬
‫لهم بأن أصحاب المحال المذكورة ل يخافون الله ول رسوله‬
‫ول المؤمنين‪ ،‬بل وضعوها من أجل "ترغيب" الناس في‬
‫الشراء من محلتهم‪ ،‬ونتيجة معاملتهم السيئة وارتفاع‬
‫أسعار بضاعتهم‪ ،‬فإن المواطنين يرهبون العودة إليها في‬
‫المستقبل‪.‬‬
‫أسعارنا معتدلة‪ :‬يقوم بعض أصحاب المحال الصناعية أو‬
‫التجارية بطباعة بطاقات دعائية خاصة بمصانعهم وتحمل‬
‫عناوينهم وأرقام هواتفهم‪ ،‬وتكون مذيلة بعبارة "أسعارنا‬
‫معتدلة ونضمن الدقة في العمل"‪ ،‬ولكن أثبتت لنا اليام بأن‬
‫أسعارهم التي هي )معتدلة( كانت )نارا( وأما الدقة في‬
‫العمل فكان عملهم ناقصا أو ركب بالغلط أو مغشوشا‬
‫وليس كما اتفق عليه بين الطرفين!‬
‫العودة أو السلم‪ :‬كثيرا ما نشاهد لفتات لمحلت تجارية‬
‫داخل مدننا تحمل كلمة السلم أو العودة‪ ،‬آملين أصحابها‬
‫في تحقيق السلم الشامل والعادل لبناء شعبهم أو العودة‬
‫إلى قراهم الصلية في اقرب وقت ممكن‪ ،‬ومضى زمن‬
‫طويل على تثبيتها ولم يتحقق لهم مبتغاهم أو أمنياتهم‪،‬‬
‫والغريب أنني لم أجد مواطنا واحد قام بتسمية محله باسم‬
‫قريته المحتلة‪ ،‬لتبقى في ذاكرته هو وأولده ما داموا على‬
‫قيد الحياة‪.‬‬
‫ل نستطيع لفظها‪ :‬غريب أمر أصحاب المحال التجارية‬
‫الذين يقومون بتثبيت لفتات كبيرة على واجهاتها تحمل‬
‫أسماءها وطبيعة عملها والتي يزداد تعليقها يوما بعد آخر‪،‬‬

‫‪88‬‬
‫وهذه السماء ل يستطيع المتخصصون في اللغة النجليزية‬
‫لفظها إل أصحابها الذين استوردوها من الخارج أو‬
‫شاهدوها على شاشات التلفاز‪ ،‬وسؤال أوجهه لصحاب‬
‫المحال المعنية‪ ،‬كيف سيعرف المواطن العادي لفظ أسماء‬
‫محلتكم‪ ،‬وهو بالكاد يستطيع لفظ أسماء أولده؟!‬
‫مهرجانات التسوق‪ :‬افتتح قبل بداية العام الدراسي‬
‫الحالي في عدد من محافظات الوطن مهرجانات للتسوق‪،‬‬
‫وهذا الشيء يثلج صدورنا إذا كان الهدف منه خدمة‬
‫المواطن أول وآخرا‪.‬‬
‫الغريب أنه كانت تباع رزمة الدفاتر المذكورة بسعر‬
‫أقل من بيعها في المكتبات أو المحلت التجارية‪ ،‬ولكن‬
‫كانت الملبس والحقائب المدرسية والنثريات كلها تباع‬
‫بأسعار أعلى مما تباع في المكتبات الخرى‪ ،‬عدا عن ذلك‪،‬‬
‫حصلت بعض الخطاء من الشباب الطائشين الذين كانوا‬
‫يستغلون أزمة اكتظاظ السواق بالمواطنين أو عند قطع‬
‫التيار الكهربائي ليتحرشوا بفتياتنا‪ ،‬ويا حبذا لو رصدت‬
‫الخطاء التي وقعت في المهرجانات المذكورة‪ ،‬لتلفيها في‬
‫مهرجانات العوام القادمة‪ .‬و‪!..‬‬
‫ً‬
‫بدائية وليست نموذجية‪ :‬كثيرا ما نشاهد لفتات مكتوب‬
‫عليها ‪":‬روضة ‪ .........‬النموذجية " ولكن لدى ترددي على‬
‫بعضها وجدت أن البناء الموجود تحت سقفه الولد الصغار‬
‫آيل للسقوط في أي لحظة‪ ,‬وجدرانها مشققه وأرضيتها‬
‫رطبة‪ ,‬ول يوجد أسوار حولها لحماية الطفال من حوادث‬
‫السير والمقاعد التي يجلسون عليها مكسوره‪ ,‬والوسائل‬
‫التعليمية غير متوفرة ‪ ،‬وثبت لي بأن النموذج في الروضة‬
‫هو في اسمها فقط‪!!..‬‬
‫ممنوع التدخين ‪ :‬توجهت في صبيحة أحد اليام إلى‬
‫محكمة الصلح القريبة من مكان سكناي ‪ ،‬لحضور قضية كنت‬
‫شاهدا ً فيها ‪ ،‬وبعد أن وطأت قدماي قاعة النتظار التي‬
‫كانت مكتظة بالمراجعين الذين كان غالبيتهم من الخوة‬
‫السائقين المخالفين لنظمة السير ‪ .‬لم أجد مقعدا ً للجلوس‬
‫عليه ‪ ،‬فأخذت بالتجوال حتى وصلت غرفة " النظارة " حيث‬
‫قرأت على جدرانها العديد من الشعارات التي علق في‬
‫ذهني منها ‪ " :‬القارب عقارب " ‪ ،‬ضحكت داخل نفسي ‪،‬‬
‫مثبته على‬ ‫وأثناء تجوالي وقع نظري على لفته أخرى كانت ُ‬
‫جميع جدران المحكمة ومكتوب بخط واضح تقول ‪ " :‬ممنوع‬
‫التدخين بأمر من المحكمة وكل من يخالف يدفع غرامه ‪20‬‬
‫‪89‬‬
‫دينار أردني " ‪ .‬وهنا أخذ الشرطي بالمناداة على أسماءنا‬
‫ل ‪ ،‬اقتربت منه بعض الشيء ‪ ،‬فلحظت أن‬ ‫ت عا ٍ‬
‫بصو ٍ‬
‫الشرطي نفسه المسؤول عن النظام داخل المحكمة وبعض‬
‫الخوة العاملين فيها يدخنون بشكل علني ! لم يجرؤ أحد‬
‫ءلتهم عن عدم تطبيقهم القانون – لن‬ ‫من المراجعين مسا َ‬
‫مصيرنا سيكون في غرفة " النظارة " القريبة ‪ ،‬وحينها‬
‫سنكتب على جدرانها كما كتب الذين سبقونا ‪ " :‬لسانك‬
‫حصانك إن ‪ " .......‬فيا حبذا أن يطبق القانون على الجميع ‪،‬‬
‫وليس يقتصر تطبيقه على الغلبا فقط ‪! ..‬‬
‫اذكروا الله ‪ :‬إن تخطيط أية ) لفتة ( ‪ ،‬لي محل تجاري أو‬
‫عيادة خاصة أو أية لفتة ُأخرى‪ ،‬يكلف صاحبها مبلغا ً باهظا ً‬
‫من المال ‪ .‬وكثيرا ً من هؤلء الشخاص قاموا بتخطيط‬
‫اللفتات الخاصة بهم من جديد ‪ ،‬نتيجة قيام نفر غير‬
‫مسؤول بالكتابة عليها أو وضع ملصقات يصعب إزالتها‬
‫وتشوه منظرها ‪ .‬فكثيرا ً ما نشاهد قيام بعض الشخاص‬
‫بكتابة كلمة " اذكروا الله "‪ ،‬على تلك اللفتات‪ ،‬وهذا غير‬
‫معقول ويحاسبون عليه أمام الله‪ .‬وإذا كان ل بدّ من كتابة‬
‫عبارة " اذكروا الله" فل مانع من ذلك ‪ ،‬ولكن بقيام هؤلء‬
‫بالطلب من مكاتب التخطيط بعمل لفتات تحمل العبارة‬
‫نفسها ‪ ،‬ومن ثم تعليقها حيثما أرادوا ذلك ‪ ،‬بشرط أن تعلق‬
‫في أماكن نظيفة وبارزة ‪ ،‬ودائما ً وأبدا ً اذكروا الله – لن‬
‫بذكر الله تطمئن القلوب ‪...‬‬
‫ملك الدحدح ‪ :‬كثيرا ً ما نقرأ لفتات مثبتة على قارعة‬
‫الطريق ‪ ،‬مكتوب عليها ‪ ":‬ملك القطايف ‪ ..‬ملك الفلفل ‪..‬‬
‫ملك الدحدح ‪ ..‬وملك الشاورما و‪ ،"..‬ولكن بعد تناولنا تلك‬
‫الطعمة نجد بأنها ل تمت للملوكية بصلة إل بالسم فقط!‬
‫حتى أن المواطن البسيط كان يحتج بعد تناوله إياها على‬
‫طعمها أو مذاقها‪ .‬فعلى سبيل المثال لدى شرائك من محل‬
‫"ملك القطايف" تجد بأن القطايف بعد قليها داخل الزيت‬
‫قد تشققت وتناثر ما بداخلها داخل المقلى ‪ ،‬وهكذا لباقي‬
‫لخرى ‪ ،‬والملوكية ل تكمن بالسم فقط بل في‬ ‫المأكولت ا ُ‬
‫الطعم والمعاملة والنظافة والسعر والجودة و‪...‬‬
‫وحدة وطنية ‪ :‬قرأت الشعار التالي على جدار قريب من‬
‫موقع صالة للفراح التي يرتادها الكثير من الناس ‪":‬‬
‫بالمس الحتلل واليوم حماس والحتلل"‪ ،‬وعلى مقربة‬
‫من موقف للسيارات قرأت الشعار التالي ‪ ":‬كانت بداية‬
‫حماس غزة والنهاية ستكون الضفة "‪ .‬أتوقع بأن الشخاص‬

‫‪90‬‬
‫الذين يقفون وراء كتابة هذه الشعارات مدفوعين من قبل‬
‫الحتلل وأعوانه ‪ ،‬أو أن عقولهم ضيقة ومحتلة من قبل‬
‫الخرين ‪ ،‬ولو كانت عقولهم محررة لما أقدموا على كتابة‬
‫مثل هذه الشعارات التي يخجل كل إنسان حر من كتابتها ‪.‬‬
‫الغريب أن بلدياتنا قامت بإزالة كل مظاهر الحتجاج ضد‬
‫المحتل السرائيلي ‪ ،‬وأصبحنا لم نشاهد أي شعار ضده على‬
‫جدر منازلنا ومدارسنا ‪ ،‬وكأن أرضنا قد تحررت بالكامل ‪،‬‬
‫ومن المخجل في وقتنا الحاضر هو كتابة شعارات ضد بعضنا‬
‫البعض ‪ ،‬وأفضل شعار قرأته كان مكتوبا ً على مدخل قريتي‬
‫الحبيبة ‪ ":‬وحدة وحدة وطنية حماس وفتح وشعبية "‪...‬‬

‫‪1‬‬
‫‪6‬‬
‫انــــــتـــــخــــــابــــ‬
‫ـات ‪ ..‬؟!‬
‫إستخدام الرافعات في النتخابات‪ :‬قام العديد من‬
‫المرشحين خلل حملتهم الدعائية بإستئجار "الرافعات"‬
‫الموجودة داخل بلداتهم‪ ،‬وذلك لتعليق صورهم على أعمدة‬
‫الكهرباء وواجهات المنازل العالية‪ ،‬كي تبقى بعيدة عن‬
‫متناول عبث الطفال‪ ،‬ولكن المطار الغزيرة والرياح‬
‫ق منها شيئًا‪ ،‬وذهبت تكاليف دعايتهم‬
‫الشديدة لم ُتب ِ‬
‫النتخابية هباءً منثورًا‪ ..‬والسؤال‪ :‬هل استوعب المرشحون‬
‫الذين لم يحالفهم الحظ )الدرس( بأن هم المواطن ليس‬
‫بكثرة تعليق صورهم الملونة والمكبرة‪ ،‬بل يكمن همه في‬
‫الدرجة الولى بأفعالهم الملموسة على أرض الواقع‪ ،‬وإذا‬
‫كان لديهم النية في خوض النتخابات مرة ثانية خلل‬
‫السنوات القادمة فعليهم البدء بحملتهم النتخابية منذ هذه‬
‫اللحظة‪!..‬‬
‫إتلف الصور‪ :‬قام بعض المرشحين بإضافة التقويم‬
‫السنوي في أوراق دعايتهم النتخابية‪ ،‬بعض الناس لم‬
‫يكترثوا للبرنامج والصور‪ ،‬بقدر اكتراثهم للتقويم السنوي‬
‫الذي قاموا بقصه وما تبقى )أي سير المرشحين( والذي‬
‫كلف مليين الدولرات تم إتلفه‪.‬‬
‫غربلة الشخاص‪ :‬قام أحد المرشحين الذين لم يحالفهم‬
‫الحظ بالفوز بمساءلة مؤيديه‪ ،‬الذين خذلوه وأعطوه صورة‬
‫عكسية عما كان يجري في الشارع الفلسطيني‪ ،‬ولم يكتف‬
‫المرشح بتوجيه اللوم فقط لمؤيديه‪ ،‬بل قام بتوجيه‬

‫‪91‬‬
‫اللكمات القوية لهم‪ ،‬ويا حبذا أن يقوم أخونا بزيارة كل‬
‫المواقع الحركية السمية على حدا‪ ،‬ويعمل غربلة للشخاص‬
‫الذين يديرونها‪ ،‬وذلك لعادة بناء التنظيم من جديد على‬
‫أسس سليمة!!‬
‫مهرجون‪ :‬حدثني أحد الصدقاء قائل‪ :‬كم شعرت بالخجل‬
‫عندما رأيت عدة أشخاص يدعون الناس في قريتهم‪ ،‬لحضور‬
‫درس ديني في مسجد قريتهم‪ ،‬أما أنا فكنت أدعو مواطني‬
‫قريتي لحضور لقاء مع أحد المرشحين في ديوان عشيرتي‪،‬‬
‫وقال لي وبالحرف الواحد يا ليتني دعوت الناس إلى التوجه‬
‫للمسجد بدل من توجههم إلى دواوين "المهرجين" والذي‬
‫زاد من سخطي هو سحب المرشح ترشيحه قبل إجراء‬
‫النتخابات بأيام قليلة جدا‪ ،‬حيث وعد بتعييني في إحدى‬
‫دوائر السلطة ولكن وعده ذهب مع الريح‪ ،‬بعد خسارة‬
‫حركته الساحق في النتخابات التشريعية‪!!..‬‬
‫بطرق غير شرعية‪ :‬سارع بعض الخوة إلى تسجيل‬
‫أسمائهم لخوض انتخابات المجلس التشريعي‪ ،‬حيث أن‬
‫بعضهم ل يحمل شهادة الثانوية العامة‪ ،‬وأثناء انضمامهم‬
‫إلى حزب السلطة حصلوا على أعلى الرواتب والرتب بطرق‬
‫غير شرعية‪ ،‬ولم يعرفوا من التشريعي إل اسمه‪ ،‬ويظنون‬
‫أن المجلس المذكر "نادي وجاهات" ول يدرون أن مهماتهم‬
‫هي سن القوانين ومراقبة السلطة التنفيذية وتصيد‬
‫قصورها وأخطاءها وتجاوزاتها لمحاسبتها‪ ،‬فكثير من الخوة‬
‫الذين فازوا في النتخابات السابقة لم يؤدوا مهامهم‬
‫بالشكل المطلوب‪ ،‬وحتى أن بعضهم لم نسمع عن قيامه‬
‫بأي نشاط مهما كان بسيطا سواء على مستوى محافظته أو‬
‫لخرى‪.‬‬ ‫محافظات الوطن ا ُ‬
‫الفساد بعينه‪ :‬كان أحد المرشحين في انتخابات البرايمرز‬
‫الخيرة لحدى الحركات‪ ،‬كلما التقى مجموعة من‬
‫المواطنين لشرح تاريخه النضالي وبرنامجه النتخابي‪ ،‬كان‬
‫يصف الغالبية العظمى من أعضاء المجلس التشريعي‬
‫السابقين بالفساد‪ ،‬وبأنه )أي المرشح( يرغب في ترشيح‬
‫نفسه لوضع حد لهذا الفساد المستشري‪ ،‬هذا المرشح لم‬
‫يحالفه الحظ بالفوز في البرايمرز ولم يقم بترشيح نفسه‬
‫مرة ثانية كمستقل‪ ،‬ويعود السبب في ذلك إلى أنه مارس‬
‫الفساد بعينه قبل أن تجرى النتخابات‪ ،‬حيث كان يستخدم‬
‫أسلوبا رخيصا لتشجيع الشبان على انتخابه بإعطائهم أرقام‬

‫‪92‬‬
‫كروت جوال ولكن تبين أنها "أي الرقام" كانت فاسدة‬
‫ومستهلكة؟!‬
‫هل ستقبلون الهزيمة‪..‬؟‪ :‬سارع بعض الخوة في إحدى‬
‫الحركات الكبيرة إلى العلن في وسائل العلم المختلفة‪,‬‬
‫بأنهم يتصدرون المراتب المتقدمة في البرايمرز على‬
‫مستوى مدنهم‪ ،‬وذلك قبل أن تظهر النتائج‪ ،‬واليوم‬
‫يتظاهرون في تصريحاتهم وكأن النتخابات التشريعية‬
‫حصلت وهم فائزون‪ ،‬نقول لهم‪ :‬المر مختلف الن‪ ،‬حيث‬
‫يشترك في النتخابات أحزاب أخرى‪ ،‬وهي أحزاب كبيرة‬
‫ومنافسة‪ ،‬وقد دفعت تلك الحزاب بخيرة رجالتها‪ ،‬سيفاجأ‬
‫بعض هؤلء إذا جرت النتخابات بشكلها الطبيعي بأن‬
‫ترتيبهم لم يكن كما كان عليه في البرايمرز‪ ،‬والسؤال‪ :‬هل‬
‫في حالة عدم فوزهم بالنتخابات سيقبلون بالهزيمة‪!..‬؟‬
‫بخفي حنين‪ :‬إحدى الخوات المرشحات جاءت لطرح‬
‫برنامجها النتخابي والتعرف على أبناء عشيرتها‪ ،‬وتحدثت‬
‫بإسهاب وردت على السئلة التي وجهت لها بترو وهدوء‬
‫يدلن على ثقتها بنفسها‪ ،‬ولكن الذي عكر الجو هو قيام‬
‫عدة أشخاص بتوزيع الحلوى التي أحضرتها المرشحة معها‬
‫بمناسبة العيد‪ ،‬وبدل من استماع الشباب لحديثها كانوا‬
‫يلحقون بعضهم بعضا من أجل الحصول على قطعة من‬
‫الحلوى ذات المذاق الطيب‪ ،‬أما المرشحة التي كانت عاقدة‬
‫العزم على أبناء عشيرتها في توصيل دعايتها النتخابية‬
‫للخرين‪ ،‬فخاب أملها مما شاهدته من فوضى‪ ،‬وغادرت‬
‫الموقع بخفي حنين عائدة إلى بيتها‪.‬‬
‫صورهم أكبر من صور المقدسات‪ :‬قام بعض المرشحين‬
‫بطباعة آلف الصور الخاصة بهم‪ ،‬والتي اشتملت على‬
‫سيرهم الذاتية وبرامجهم النتخابية‪ ،‬فمنهم من وضع‬
‫صورته على خلفية للمسجد القصى المبارك أو خلفية‬
‫للحرم البراهيمي الشريف‪ ،‬والمصيبة أن صورهم كانت‬
‫أكبر من صور تلك المقدسات‪ ،‬الطامة الكبرى أن بعضهم لم‬
‫تطأ قدمه مسجدا أو مصلى!! وبعضهم ظهرت صورهم‬
‫بجانب بعض القادة التاريخيين‪ ،‬وقد كانوا ل يدخرون فرصة‬
‫وخاصة في اليام الخيرة إل وقد وجهوا سهامهم إليهم؟!!‬
‫خذلوه‪ :‬طلب أحد مراكز البحاث من جمهور المواطنين في‬
‫إحدى المدن‪ ،‬بتعبئة استمارة يجيبون من خللها عن عضو‬
‫المجلس التشريعي الذي يرغبون في انتخابه‪ ،‬الطامة‬
‫الكبرى أن أحد المرشحين الذي كان يحدوه المل بأنه‬

‫‪93‬‬
‫سيحصد آلف الصوات‪ ،‬تفاجأ بأن أبناء عشيرته القربين ل‬
‫يرغبون في انتخابه‪ ،‬ولكنه أصر على مواصلة خوض‬
‫النتخابات‪ ،‬والسؤال‪ :‬ما دام أبناء عشيرته ذات العداد‬
‫الكبيرة‪ ،‬ل يفضلون انتخابه‪ ،‬فما بالكم في بقية العشائر‬
‫الصغيرة التي ستتشتت أصواتها على أكثر من خمسين‬
‫مرشحا غيره‪..‬؟!‬
‫وفر قرشك البيض‪ :‬قام أحد الخوة المرشحين لنتخابات‬
‫المجلس التشريعي‪ ،‬بزيارات ميدانية لعشرات المدارس‬
‫للطلب من مدرائها وأعضاء الهيئات التدريسية فيها بعدم‬
‫نسيانه يوم إجراء النتخابات والتصويت لصالحه‪ ،‬هذا‬
‫الشخص قلة من أهل بلدته وأبناء عشيرته يعرفونه‪ ،‬ويعتقد‬
‫هذا المرشح أن علقاته خلل عمله كافية لضمان نجاحه!‬
‫أنصح هذا المرشح بتوفير ماله أن كان لديه مال لتعليم‬
‫أبنائه وتأمين مستقبلهم‪.‬‬
‫ألعيبه مكشوفة‪ :‬كان أحد المواطنين يستقبل بحفاوة كل‬
‫مرشح يحل ضيفا على ديوان عشيرته‪ ،‬ويشعرهم وكأنه‬
‫عضو بارز في التنظيم التابع لذلك المرشح‪ ،‬واستخدم أخونا‬
‫السلوب نفسه مع مرشحي كافة التنظيمات الخرى‪،‬‬
‫تصرفات الشخص المعني لفتت نظر أبناء عشيرته وبلدته‬
‫الذين يعرفون غاية المعرفة لية جهة هو تابع أصل‪،‬‬
‫وأصبحت ألعيبه مكشوفة للجميع‪.‬‬
‫ضحك على نفسه‪ :‬كان أحد أعضاء المجلس التشريعي‬
‫الفلسطيني )من خارج حدود مدينة الخليل( الذي ما زال‬
‫حتى هذه اللحظة على رأس عمله‪ ،‬كلما زار مدرسة أو بلدية‬
‫أو جمعية خيرية أو ناد للرياضة‪ ،‬يعد المسؤولين بأنه على‬
‫استعداد لتقديم الدعم المالي لهم‪ ،‬وهذا المرشح للمرة‬
‫الثانية وعد الكثيرين بآلف الدولرات بالكلم فقط‪،‬‬
‫والمواطنون يطالبونه بتقديم الدعم المالي على أرض‬
‫الواقع كي يقومون بانتخابه‪ ،‬وإذا لم يف بوعده‪ ،‬سيتفاجأ‬
‫بأنه ضحك على نفسه أول‪ ،‬قبل أن يضحك على "ربعه"‬
‫الذين عرفوه على حقيقته خلل الـ عشرة أعوام‬
‫الماضية‪!!..‬‬
‫يا فرحة ما تمت‪ :‬استلم مسؤولوا إحدى المكاتب التنظيمية‬
‫عشرات الجاكيتات التي تحمل شعار حركتهم‪ ،‬وذلك‬
‫لتوزيعها على أبناء قراهم لحث معارفهم على انتخاب‬
‫مرشحي الحركة المعنية‪ ،‬ولكن إخوتنا قاموا بتوزيعها على‬
‫أولدهم فقط‪ ،‬وبعد خسارة حركتهم في النتخابات‬

‫‪94‬‬
‫التشريعية‪ ،‬ومطالبة المسؤولين عن المكاتب التنظيمية‬
‫بتقديمهم تقارير إدارية ومالية‪ ،‬عن الحقبة التي عاشوها‬
‫في مكاتبهم الحركية‪ ،‬سارع هؤلء الشخاص وتحت جنح‬
‫الظلم‪ ،‬وبالطلب من أولدهم الذين كانوا بالمس‬
‫يتفاخرون أمام أبناء قراهم بارتدائها )بخلعها فورا(‬
‫وتوزيعها على أبناء جيرانهم الذين لم يجدوا ما يغطون به‬
‫أجسادهم النحيفة‪!!..‬‬
‫سماسرة النتخابات‪ :‬قام العديد من الشخاص بافتتاح‬
‫مكاتب تنظيمية تحت أسماء مختلفة‪ ،‬وبخاصة خلل الحملة‬
‫الدعائية لنتخابات المجلس التشريعي الثانية‪ ،‬حيث أصبح‬
‫في إحدى القرى التي ل يتجاوز عدد سكانها خمسة آلف‬
‫نسمة )‪ 4‬مكاتب حركية( تابعة لتنظيم واحد‪ ،‬وكان القائمون‬
‫عليها يسارعون لحث المواطنين )بعضهم ذو سمعة سيئة(‪،‬‬
‫على تعبئة استمارات النتساب للحركة المعنية‪ ،‬مقابل‬
‫حصولهم على عشرة شواقل ل ندري لي جهة ذهبت )حيث‬
‫حصل كاتب السطور على أربعة إيصالت ل تحمل أرقام‬
‫متسلسلة(‪ ،‬وهؤلء الشخاص اعتمدوا في الساس على‬
‫الولء للشخص والقائد أكثر من الولء للتنظيم‪ ،‬وذلك‬
‫لتحسين صورتهم عند مسؤولي القاليم الذين كانوا بعيدين‬
‫كل البعد عما يدور داخل معظم المكاتب الحركية‪،‬‬
‫والمطلوب العمل على ترتيب البيت الفتحاوي ومحاسبة‬
‫المتآمرين وسماسرة النتخابات بالسرعة القصوى‪!!..‬‬
‫مكسرات‪ :‬قام أحد المرشحين قبل إجراء النتخابات‬
‫التشريعية الخيرة‪ ،‬بتوزيع طرود بداخلها أكياس من‬
‫المكسرات والشوكولتة الفاخرة وعشرات كروت الجوال‬
‫على مؤيديه المنتشرين في العديد من القرى والبلدات‪،‬‬
‫وذلك من أجل قيامهم بحث المواطنين على الدلء‬
‫بأصواتهم للمرشح المعني‪ .‬المضحك المبكي أن مؤيديه بدل‬
‫من قيامهم بتوصيل دعايته لسكان قراهم وبلداتهم‪،‬‬
‫انهمكوا في تناول المكسرات والشوكولتة والتصال‬
‫بأقربائهم والمرشح بعد هزيمته في النتخابات استشاط‬
‫غضبا‪ ،‬وعليه وعلى مؤيديه القبول بالنتائج المرة‪ -‬لنهم‬
‫ذاقوا طعم حلوتها قبل إجرائها‪.‬‬
‫هم الخارجون عن النظام‪ :‬تعهد بعض المرشحين في حالة‬
‫فوزهم بالنتخابات ‪ ,‬بمحاسبة الخارجين عن النظام‬
‫والقانون بقوة القانون ‪ ,‬والمصيبة أن هؤلء الشخاص‬
‫كانوا أول الخارجين عن النظام خلل عملهم في المجلس‬

‫‪95‬‬
‫التشريعي السابق ‪ ,‬ولكن هذه المرة حاسبهم الشعب‬
‫بأكمله ‪!!..‬‬
‫دماء جديدة ‪ :‬عجبا في إطلق بعض أعضاء المجلس‬
‫التشريعي السابقين ومن كبار السن ‪ ,‬والذين رشحوا‬
‫أنفسهم مرة ثانية ‪ ,‬تصريحات على مسامع المواطنين أثناء‬
‫حملتهم النتخابية تقول " إننا بحاجة إلى دماء جديدة‬
‫وعقول جديدة ترسخ عملية البناء والتعمير وتجذر الحياة‬
‫الديمقراطية في المجتمع"‪ .‬والسؤال‪ :‬ما دام هذا هو‬
‫شعاركم ‪ ,‬فلماذا قمتم بترشيح أنفسكم مرة ثانية ‪!!..‬‬
‫كلوا من الطيبات ‪ :‬احدهم تربطه صلة قرابة وطيدة مع‬
‫احد المرشحين ‪ ,‬وتكفل هذا الشخص خلل حملة المرشح‬
‫النتخابية بإحضار عشرات صناديق التفاح وعناقيد الموز‬
‫لتوزيعها على الوفود التي تتردد على ديوان عشيرة قريبه‬
‫المرشح ‪ .‬وكان يقول على سماع المواطنين ‪ " :‬كلوا من‬
‫الطيبات "‪ ,‬فان فاز المرشح فهذه الفواكه ليست خسارة‬
‫فيكم ‪ ,‬وان لم يفز فهي " دفع بلى " عن روح والدي‬
‫المتوفى ‪ ..‬أما الهالي فكان لسان حالهم يقول ‪ :‬يا ريت‬
‫كل سنة يكون عندنا انتخابات تشريعية ‪!!..‬‬
‫الصوات لمن يستحقها‪ :‬يعود السبب في سقوط بعض‬
‫المرشحين في انتخابات المجلس التشريعي ‪ ,‬إلى‬
‫اصطحابهم أشخاصا ً غير مرغوب فيهم أثناء جولتهم‬
‫النتخابية ‪ ,‬حيث كان هؤلء الشخاص يخبرون المرشحين‬
‫بأنهم سيحصلون على آلف الصوات بسبب علقاتهم‬
‫الوطيدة مع كبار العشائر الذين التقوا معهم ‪ ,‬والذين‬
‫بدورهم سيجبرون أفراد عشائرهم على التصويت لصالحهم‬
‫في يوم النتخابات ‪ ,‬ولكن ما حدث كان على خلف ما قالوه‬
‫‪ ,‬وأعطى الشعب صوته لمن يستحقه ‪!!..‬‬
‫وجهت له لحضور‬ ‫أنت وحدك الخارج ‪ :‬رفض أحدهم دعوة ُ‬
‫لقاء إنتخابي لمرشح مستقل ‪ ,‬وإتهم المرشح بكلمات نابية‬
‫ليست في شخصه الكريم ‪ ,‬وقال وبالحرف الواحد ‪ ":‬علينا‬
‫أن ننتخب القائمة الفلنية ومرشحيها فقط ‪ ,‬وكل شخص‬
‫ينتخب غيرهم فهو خارج عن الصف الوطني " ‪ ,‬وبالمس‬
‫القريب شاهدت الشخص نفسه رافعا ً الراية الخضراء بيده ‪,‬‬
‫ويدعو جمهور المواطنين في بلدته لحضور حفل كبير‬
‫بمناسبة نجاح الخوة في حركة حماس بالنتخابات‬
‫التشريعية‪!!..‬‬

‫‪96‬‬
‫مطالب تعجيزية ‪ :‬إلتقى أحد المرشحين مع أبناء عشيرته‬
‫على إنفراد ) ل يتجاوز عددهم ألف نسمه(‪ ,‬حيث طالبوه‬
‫بعدة مطالب تعجيزية مقابل إنتخابه ‪ ,‬منها بناء مدرسة‬
‫وروضه ومشفى ودفع القساط الجامعية عن أبنائهم ‪,‬‬
‫المضحك المبكي أن المواطنين سارعوا إلى التبرع بقطعة‬
‫الرض ) المزروعة بالشجار المثمرة( وتسويتها لقامة‬
‫المؤسسات الجديدة عليها قبل ظهور قوائم الفائزين والتي‬
‫لم يكن إبن عشيرتهم من ضمنها ‪!!..‬‬
‫وين ع "رام الله "‪ :‬ل تخلو قرية مهما كانت نائية وبخاصة‬
‫في محافظة الخليل ‪ ,‬ال وزارها العشرات من الخوة‬
‫المرشحين لنتخابات حركة فتح الداخلية ‪ ,‬منهم من وصل‬
‫تلك القرى راكبا ً أفخر مركبات السلطة مع الحراسة‬
‫المشددة ‪ ,‬ومنهم من وصلها بمركبات خاصة بالمؤسسات‬
‫التي يعملون فيها ‪ ,‬وآخرون وصلوها بواسطة المركبات‬
‫العمومية وجابوا شوارعها مشيا ً على القدام ) لشرح‬
‫سيرهم الذاتية( ‪ ,‬وهذا ما شاهدته بُأم عيني ‪ !!..‬السؤال‬
‫المطروح ‪ :‬هل في حالة فوز بعض هؤلء ‪ ,‬سيبقون على‬
‫تواصل مع المواطنين ‪ ,‬أم سيرحلون هذه المرة إلى أبعد‬
‫من مدينة رام الله كما حصل بالمرة السابقة…؟!‬
‫ل وجود للمتخاذلين‪ :‬كثير من المرشحين هم من أبناء‬
‫عشيرة وتنظيم واحد وهم يتنافسون فيما بينهم على‬
‫الوصول إلى كرسي واحد‪ .‬وكان من الفضل إعطاء المجال‬
‫للقيادات الشابة ‪ ,‬وذات الباع الطويل في النضال وذات‬
‫السمعة الحسنة بين الناس ‪ .‬والسؤال ‪ :‬ما دام أبناء‬
‫العشيرة والتنظيم الواحد مختلفون فيما بينهم ‪ ,‬فكيف‬
‫سيكون الحال بعد التشريعي ‪ ,‬اليوم )والحمد الله ( أبناء‬
‫شعبنا على دراية مسبقة بكل الشرفاء وما أكثرهم في‬
‫ربوع وطننا الحبيب ‪ ,‬وفي يوم النتخابات الذي ننتظره‬
‫بفارغ الصبر ‪ ,‬سيفاجأ الجميع أن المتسلقين والمتخاذلين‬
‫لم يعودوا موجودين ‪!!..‬‬
‫المرشحون أكثر من المدعوين ‪ :‬حدثني أحد الصدقاء بأنه‬
‫حضر إحتفال ً إنتخابيا ً لمرشحي حركة فتح ‪ ,‬حيث حضر عدد‬
‫كبير جدا ً من المرشحين وأعوانهم ‪ ,‬أخبرني الصديق أن‬
‫الحضور كان قليل ً لدرجة أن المرشحين وأعوانهم كانوا أكثر‬
‫من الحضور ‪ .‬المرشحون أدركوا بأن هناك خطأ في العداد‬
‫لستضافتهم ‪ ,‬والخطأ سببه أبناء التنظيم في تلك المنطقة‬

‫‪97‬‬
‫‪ ,‬ما حصل أنه وبعد مضي وقت قصير من حضورهم غادروا‬
‫المكان بخفي حنين إلى بلدة أخرى مجاورة ‪!!..‬‬
‫سقوطهم وارد‪ :‬العديد من الخوة في حركة التحرير‬
‫الوطني الفلسطيني )فتح( ‪ ,‬كانوا يرغبون بترشيح أنفسهم‬
‫لدورة المجلس التشريعي الجديدة ‪ ,‬وفي اللحظة الخيرة‬
‫قاموا بسحب ترشيحهم من قوائم انتخابات فتح الداخلية ‪,‬‬
‫وعندما سألت بعضهم عن سبب تراجعهم عن خوض‬
‫وعدوا بمناصب أعلى‬ ‫إنتخابات )البرايمرز( ‪ ,‬أخبروني بأنهم ُ‬
‫من المناصب التي يشغلونها حاليا ً ؟! السؤال‪ :‬هل هذه هي‬
‫الحقيقة أم أنهم يعرفون أن سقوطهم وارد فقاموا بتوفير‬
‫الجهد والمال‪..‬؟!‬
‫مغرور‪ :‬طلب منه زملؤه بعدم الترشح لنتخابات النقابة‬
‫التابعة لهم ‪ ,‬ولكنه رفض ذلك ‪ ,‬لنه كان يتوقع حصوله على‬
‫أعلى الصوات ‪ ,‬وسعى في الليل والنهار لستقطاب‬
‫أشخاص لنتخابه ‪ ,‬حيث إتبع كل الوسائل والطرق الرخيصة‬
‫للحصول على أصوات الشخاص الذين يحق لهم الدلء‬
‫بأصواتهم وذلك عن طريق إعطائهم كروت جوال أو‬
‫بالمساعدة في تعيينهم في أماكن عمل جديدة و …‪ ..‬ولكنه‬
‫فوجئ يوم النتخابات بحصوله على أصوات ل تتعدى أصابع‬
‫اليد الواحدة ‪ ,‬وأثناء عملية فرز الصوات وعندما شعر بعدم‬
‫حصوله على الصوات التي كان يتوقعها إنسل هو وزوجته‬
‫من بين الحضور عائدا ً إلى منزله بخفي حنين ‪!!..‬‬
‫ل‪ :‬قام أحد أصحاب محلت بيع الذهب‬ ‫الهل أو ً‬
‫والمجوهرات بعمل طعام غذاء كبير للعديد من أفراد‬
‫الجهزة الفلسطينية‪ ،‬وذلك من أجل الظهور أمام أبناء‬
‫عشيرته بأن له علقة وطيدة مع الجهزة كافة‪ .‬وسيرشح‬
‫نفسه للنتخابات البلدية القادمة‪ ،‬ويعتقد بأن الحظ‬
‫سيحالفه بالفوز‪ ،‬وسيقوم أبناء عشيرته الكبيرة بإنتخابه!‬
‫أبناء عشيرته يستهزؤون من تصرفاته‪ ،‬ويقولون أنه أضاع‬
‫أمواله في غير محلها‪ ،‬ولم يقم بتوزيعها على العائلت‬
‫المستورة التي ستقوم بإنتخابه‪ ،‬وهم الذين يستطيعون‬
‫إظهاره أو طمس شخصيته‪ ،‬وليس أفراد الجهزة المنية‬
‫الذين هدفهم خدمة المواطنين كافة وليس خدمة أشخاص‬
‫معينين‪.‬‬

‫‪98‬‬
‫‪1‬‬
‫‪7‬‬
‫إشــــــــــــــــــــــ‬
‫ارات ‪ ..‬؟!‬
‫عدم التمييز بين الشارات ‪ :‬العديد من السائقين الجدد‪،‬‬
‫يحفظون الشارات المرورية وبعض قوانين السير‬
‫والميكانيكا عن ظهر قلب إستعدادا ً للمتحان النظري‪ ،‬وفي‬
‫اليوم الذي يحصلون فيه على نتيجة نجاحهم في المتحان‬
‫المذكور‪ ،‬ل يستطيعون التمييز بين الشارات المتشابهة‪،‬‬
‫وبعد عدة أسابيع ينسون أكثر من نصف الشارات المرورية‪.‬‬
‫حيث حدثني أحد الصدقاء بأنه حصل على رخصة قيادة‬
‫مركبة ولم يستطع التمييز بين الكاربوريتر والروديتر ول‬
‫يعرف موقعهما بل يعرف وظيفة كل منهما نظريا! فيا حبذا‬
‫لو تكون هناك دروس عملية من ضمن الدروس التي يتلقاها‬
‫الطالب لمعرفة أجزاء السيارة ووظيفة كل منها‪ ،‬ومحاولة‬
‫تصليحها في حالة خرابها‪ ،‬وأن يكون هناك امتحان في‬
‫معرفة أجزاء السيارة‪ .‬وسؤال الطالب عن بعض القطع‬
‫ووظيفتها! مجرد رأي نأمل من وزارة المواصلت‬
‫الفلسطينية أخذه بعين العتبار!‬
‫طفاية‪ ..‬طفاية‪ :‬كل مركبة معرضة في أية لحظة لشتعال‬
‫النار بداخلها‪ ،‬بسبب التماس في أسلك الكهرباء‪ ،‬أو نتيجة‬
‫تركيب أسلك بطريق الخطأ‪ ،‬أو بسبب إلقاء أعقاب السجائر‬
‫على أرضيتها من دون إطفائها‪ ،‬ومن المفروض أن تزود كل‬
‫مركبة بطفاية لستخدامها في مثل هذه الحالت‪ ،‬حيث أنني‬
‫شاهدت سيارة كانت النيران تلتهمها‪ ،‬وكان سائقها يصرخ‬
‫)طفاية‪ ..‬طفاية( واحترقت سيارته ونحن نتفرج عليها‪،‬‬
‫ويعود السبب في ذلك إلى عدم توفر "طفاية" معه أو مع‬
‫غيره‪ ،‬ولو كانت متوفرة بحوزتهم فإنهم ل يعرفون‬
‫استخدامها‪ ،‬والمصيبة إذا كانت الطفاية متوفرة بداخل‬
‫السيارة تكون المادة التي تساعد على الطفاء غير متوفرة‬
‫بداخلها )أي بمعنى آخر الطفاية فارغة(‪ .‬نأمل من دوريات‬
‫السلمة على الطرق تكثيف جهودها ومخالفة كل سائق لم‬
‫يتقيد بشروط السلمة العامة في مركبته‪.‬‬
‫ل للمزاح بالحديد‪ :‬شاهدت كثيرا من السائقين في أثناء‬
‫قيادتهم مركباتهم في شوارع قرانا‪ ،‬وفور مشاهدتهم‬
‫أصدقاءهم يحاولون ومن باب المزاح دهسهم‪ ،‬وفي مرات‬
‫كثيرة وقعت حوادث نتيجة ذلك‪ ،‬وتحولت "الصحبة إلى‬

‫‪99‬‬
‫عداوة" وفي لمحة بصر‪ .‬فيا أحبتنا مركباتكم من حديد‪،‬‬
‫وفي أي لحظة قد يحصل عطل ما‪ ،‬فل وألف ل للمزاح‬
‫بالحديد مع بني البشر‪ ،‬والظاهر أن عقول هؤلء السائقين‬
‫من حديد ول يصلحون لقيادة المركبات على طرق البلد‪،‬‬
‫وفي حالة ضبط سائقين يتصرفون بهذه الطريقة‪ ،‬يجب‬
‫وضعهم وراء قضبان الحديد ليكونوا عبرة لغيرهم من‬
‫السائقين الطائشين!‬
‫يوم الترخيص‪ :‬يقوم غالبية سائقينا في حالة توجههم إلى‬
‫دوائر السير لترخيص مركباتهم بالطلب من زملء آخرين‬
‫لهم إعطائهم أدوات ضرورية كالطفاية أو السعاف وحتى‬
‫الطارات والمرايا من أجل موافقة المعنيين على ترخيصها‪،‬‬
‫وبعد الموافقة على ذلك يعيدون الدوات إلى أصحابها‪ ،‬أي‬
‫بمعنى آخر تكون مركباتهم سليمة وبحالة جيدة في يوم‬
‫الترخيص فقط‪ ،‬وباقي أيام السنة تكون ناقصة أشياء‬
‫ضرورية ونقصان شيء بسيط منها يؤدي إلى حوادث ل‬
‫تحمد عقباها‪ .‬والمطلوب من أفراد شرطتنا البواسل متابعة‬
‫مثل هذه المور وبشكل مستمر ومعاقبة السائقين‬
‫المخالفين‪.‬‬
‫توحيد لون سيارات السياقة ‪ :‬هناك عشرات من مدارس‬
‫السياقة منتشرة داخل المدينة الواحدة‪ ،‬ويختلف لون‬
‫سيارات التدريب بين مدرسة وأخرى‪ ،‬وكلنا أمل بوزارة‬
‫المواصلت الفلسطينية أن تطلب من أصحاب مدارس‬
‫السياقة توحيد لون مركباتها‪ ،‬ليكون لدى المواطن العادي‬
‫والطالب فكرة مسبقة بأن السيارة التي لونها )‪ (...‬هي‬
‫خاصة بتدريب السائقين‪ ،‬ويجب أخذ الحيطة والحذر في‬
‫حالة السير خلفها أو بمحاذاتها‪ ،‬والطلب من أصحاب‬
‫مدارس السياقة وضع مثلث كبير في أعلها يحمل نفس‬
‫الشارة الموضوعة حاليا على أبواب سيارات التدريب والتي‬
‫تحمل حرف )التاء – أي تعليم( لن اللفتة التي توضع خلف‬
‫سيارة تعليم السياقة وبخاصة الخصوصي تكون غير ظاهرة‬
‫بسبب صغر حجمها‪ ،‬وفي حالة وضع المثلث فوق سطح‬
‫السيارة يشاهده السائقون والمواطنون من الجهات كلها‪.‬‬
‫الرسوب لصالحك‪ :‬أخبرني أحد مدربي السياقة‪ ،‬أنه كان‬
‫يستقل سيارة التدريب الخاصة به‪ ،‬برفقة الطالب الذي‬
‫يقوم بتدريبه وقت المتحان العملي‪ ،‬وفي أحيان كثيرة قام‬
‫بتوجيه الطالب إلى أخطائه لتلفيها خوفا من رسوبه‪ ،‬وذلك‬
‫عن طريق دفعه من الوراء‪ ،‬وفي هذه الحالة ينتبه الطالب‬

‫‪100‬‬
‫إلى نسيانه إعطاء إشارة نحو الجهة التي طلب منه‬
‫)الفاحص( التوجه إليها أو بالتوقف عند إشارة )الكف(‬
‫توقفا تاما أو‪ ...‬وكلنا أمل أن تقوم وزارة المواصلت‬
‫بتعيين أفراد من الشرطة الفلسطينية في دوائر الترخيص‬
‫وظيفتهم مراقبة الفاحصين أو المدربين خوفا من‬
‫تعاطفهم‪ ،‬مع السائقين الجدد بسبب صلة القرابة بينهم أو‬
‫توصيتهم من جهات أخرى‪ ،‬وليس من الخطأ أن يرسب‬
‫الواحد منا مرات عدة في المتحان العملي ‪ ,‬فهذا أفضل‬
‫بكثير من أن يقوم بدهس أشخاص أبرياء بسبب أخطاء لم‬
‫يتعلمها في أثناء التدريب ويجلب المتاعب لهله و‪!...‬‬
‫التدريب في الساحات العامة‪ :‬لم أجلس طوال حياتي وراء‬
‫مقود مركبة قطعيا‪ ،‬وبعد نجاحي في المتحان النظري‪،‬‬
‫سجلت اسمي مع مدرسة سياقة لخذ دروس عملية في‬
‫قيادة المركبات الخصوصية‪ ،‬وفي أول درس علمني المدرب‬
‫على الغيارات وساعة السرعة والدواسات الثلث‪ ،‬وبعد‬
‫مضي ربع ساعة تقريبا ناولني المدرب مفتاح السيارة‬
‫وأمرني بتشغيلها‪ ،‬وفعل أدرت محرك السيارة‪ ،‬وتحركت‬
‫المركبة‪ ،‬وأمرني في الدرس الول التوجه إلى شارع رئيس‬
‫تسلكه مركبات ضخمة كنت أتجمد عندما تمر بمحاذاتي‪.‬‬
‫وكان من الفضل تعليمي أول عشرة دروس في ساحة ل‬
‫يرتادها المواطنون ول المركبات بأشكالها المختلفة؟!‬
‫نظارات سوداء‪ :‬ل أدري لماذا الغالبية العظمى من سائقينا‬
‫يضعون نظارات سوداء على عيونهم‪ ،‬وهل النظارة السوداء‬
‫تزيد من قوة إبصارهم على الطرق؟ وهل نسبة الحوادث‬
‫تكون قليلة مقارنة مع السائقين الذين ل يضعون النظارات‬
‫السوداء على عيونهم؟ ل مانع من وضع نظارة على عيني‬
‫السائق إذا كان مكتوبا في رخصة قيادته ذلك‪ ،‬أما وضع‬
‫النظارة من باب الزعرنة‪ ،‬فهذا يعود على أصحابه بمصائب‬
‫كبيرة قد تؤدي إلى وفاتهم في بعض الحيان‪ ،‬وذلك بسبب‬
‫البحث عنها داخل جيوب المركبة لوضعها على عيونهم في‬
‫أثناء السياقة أو مسحهم إياها في أثناء السياقة أيضا!‬
‫عيب أيها السائق ‪ :‬عجبا من إحدى شركات الباصات التي‬
‫اتصل بها أحد سائقيها بسبب تعطل حافلته عن العمل‪،‬‬
‫حيث وعد السائق جموع المسافرين بأن الشركة أرسلت‬
‫حافلة فارغة لنقلهم إلى جامعاتهم وأماكن عملهم‪ ،‬وبعد‬
‫وصول الحافلة فوجئ الركاب الذين ينتظرونها بفارغ الصبر‬

‫‪101‬‬
‫بامتلئها بالركاب‪ ،‬ما اضطرهم إلى البقاء على قارعة‬
‫الطريق في انتظار حافلة أخرى؟‬
‫شكرا ً لنقابة السياقة‪ :‬قام الخوة في نقابات السياقة‬
‫بالتنسيق فيما بينهم بتغيير اللفتة الزرقاء المثبتة على‬
‫أبواب سيارات مدارس تعليم السياقة المنتشرة في أنحاء‬
‫الوطن‪ ،‬والتي بداخلها حرف اللم والتي تعني )لوميد(‬
‫باللغة العبرية‪ ،‬بأخرى ذات أرضية حمراء وبداخلها مثلث‬
‫أرضيته بيضاء وبداخله حرف )التاء( أي تعليم كتب باللون‬
‫الحمر‪ ،‬وكان قرارهم صائبا في تغييرها لن اللون الزرق‬
‫يدل على العلم السرائيلي وإسرائيل ما تزال تحاول إدخاله‬
‫وبشتى الطرق والوسائل في منتجاتها ومطبوعاتها‪!...‬‬
‫فهل وزارة التربية والتعليم ستعترف بخطئها في إلزام‬
‫طلبتها بارتداء قمصان ذات لون أزرق وتقوم في القريب‬
‫العاجل بتغييرها بلون آخر بعيدا عن اللون المذكور ‪ ,‬الذي‬
‫هو سبب كل علتنا‪ ،‬والهالي على استعداد لتقبل قرار‬
‫الوزارة بالرغم من التكاليف الباهظة التي سيتكبدونها!‬
‫الرأفة بالطلبة الصغار‪ :‬يعاني مئات الطلبة في إحدى‬
‫البلدات الواقعة جنوب الضفة‪ ،‬من رفض سائقي‬
‫)الفوردات( تحميلهم بحجة أنهم يدفعون شاقل واحدا‬
‫لتوصيلهم إلى مدارسهم‪ ،‬ويفضل أصحاب )الفوردات(‬
‫تحميل راكب واحد في مركباتهم على أن يحملوا خمسة‬
‫طلب‪ .‬لن أجرة الراكب الواحد تعادل أجرة خمسة ركاب‬
‫من الطلبة الصغار‪ ،‬ويبقى هؤلء الطلبة تحت أشعة الشمس‬
‫الحارقة أو المطر الغزير يشيرون لصحاب المركبات الذين‬
‫يرفضون نقلهم إلى بيوتهم أو مدارسهم‪.‬‬
‫وإذا شعر بعض الخوة السائقين بالرأفة تجاه الطلبة‬
‫يقومون بتحميل أكثر من ‪ 15‬طالبا صغيرا داخل مركباتهم‪،‬‬
‫ولو وقع )ل سمح الله( حادث سير مع مركبة أخرى‪ ،‬وهذا‬
‫الشيء وارد في أي لحظة‪ ،‬ستكون النتيجة حينها كارثة ل‬
‫محالة‪.‬‬
‫فيا حبذا لو يقوم المسؤولون المعنيون بالتنسيق مع‬
‫شركة باصات لنقل الطلبة في الفترة الصباحية وفي أثناء‬
‫عودتهم‪ .‬وليعرف آباء الطلبة أن ترك أبنائهم لساعات عدة‬
‫في الشوارع تعود عليهم بآثار سلبية ل يحمد عقباها‪!..‬‬
‫شارع الموت‪ :‬ل تخلو مدينة أو قرية أو مخيم من تسمية‬
‫أحد شوارعها "بشارع الموت" دللة على وقوع عشرات‬
‫الحوادث التي تؤدي إلى إصابة مواطنيها بإصابات بالغة‪،‬‬

‫‪102‬‬
‫ويصبحون بين ليلة وضحاها من المقعدين وفي أحيان كثيرة‬
‫تؤدي إلى وفاتهم‪ !..‬وكلما يقع حادث يقوم الهالي بنصب‬
‫مطبات ظاهرة أو غائرة تؤدي هي الخرى إلى وقوع حوادث‬
‫بسبب جهل السائق بوجودها أو عدم رؤيتها‪ !..‬عدا عن‬
‫الخسائر التي تحدثها تلك المطبات للمركبات وأصحابها‪.‬‬
‫السائق ل يهمه أيا كان في أثناء قيادته مركبته‪ ،‬ويعرف‬
‫النتيجة مسبقا بأنه لو دهس مواطنا مهما صغر أو كبر عمره‬
‫ما عليه إل تجميع عدة أشخاص والتوجه بهم إلى منزل والد‬
‫الضحية وشرب فنجان من القهوة‪ ،‬أي بمعنى آخر قام أهل‬
‫الضحية باحترامه وتقديره على فعلته‪ ،‬من دون شعورهم‬
‫بذلك! ولكن إذا بقينا نتصرف بهذه الطريقة العشوائية ومن‬
‫دون ضوابط صارمة بحق السائقين المتهورين‪ ،‬فمعنى ذلك‬
‫أننا نتوقع فتح المآتم لطفالنا في كل لحظة‪.‬‬
‫أخي السائق ركز جل اهتمامك وأنت تقود سيارتك‬
‫على أبوابها وتأكد من أنها مغلقة قبل أن تتحرك‪ ،‬وبأنك‬
‫تحمل الحمولة المسموح بها حسب القانون‪ ،‬وتقيد بآداب‬
‫السياقة وتذكر بأن السياقة ذوق وفن وأخلق‪ ،‬ولكن هذه‬
‫المقولة في وضعنا الحالي ل يطبقها إل نفر قليل جدا‪!..‬‬
‫ودائما رافقتكم السلمة‪..‬‬
‫اللي بيجاكر ‪ :‬أحد سائقي تاكسي العمومي‪ ،‬غالبية‬
‫المواطنون ل يرغبون السفر برفقته ‪ ،‬وبخاصة في الفترة‬
‫الصباحية ‪ ،‬وكل مواطن له قصة مع هذا السائق ‪ ،‬ومن تلك‬
‫القصص‪ :‬توقفه بالقرب من فتاتين كانتا تنتظران على‬
‫قارعة الطريق قدوم حافلة لتقلهما في أثناء عودتهما إلى‬
‫مكان سكناهما ‪ ،‬حيث مد رأسه من الشباك ونظر إليهما من‬
‫فوق نظارته ‪ ،‬وسألهما عن سبب تأخرهما ‪ ،‬أجبناه عن‬
‫السبب ‪ ،‬فرد عليهما لديكما وقت طويل حتى يحين رفع‬
‫آذان الفطار ) لم يبق على رفعه سوى دقائق معدودات ( ‪،‬‬
‫وتركهما بالرغم من خلو مركبته من أي راكب ‪ ،‬وعندما سئل‬
‫عن السبب ‪ ،‬فكان رده بأن هاتين الفتاتين ل ترغبان‬
‫الصعود إلى مركبته في الفترة الصباحية ‪ ،‬وأنا ) والكلم‬
‫للسائق ( لم أرغب بالمقابل توصيلهما إلى منازلهن في‬
‫الفترة المسائية ‪! ..‬‬
‫ومن أفعاله أيضًا‪ ،‬هو انتظار جموع الركاب بفارغ الصبر‬
‫قدوم حافلة لنقلهم إلى مراكز المدن وبخاصة في فترات‬
‫العياد والمناسبات وكان يقوم بإيقاف مركبته وإغلقها‬
‫بإحكام ويذهب لحتساء علبة عصير‪ ،‬للتلعب بأعصاب‬

‫‪103‬‬
‫الناس‪ .‬ومع تكرار تصرفاته أخذ جموع الركاب وحتى أقرب‬
‫المقربين إليه ل يرغبون الصعود إلى مركبته بتاتًا‪ ،‬حتى ولو‬
‫اضطروا لخذ تاكسي أجرة مهما كلفهم الثمن‪ .‬واليوم‪.‬‬
‫السائق المعني يطوف بمركبته شوارع قريته والقرى‬
‫المجاورة لوحده ‪ ،‬وسيضطر أن عاجل ً أم آجل ً للتوقف عن‬
‫العمل ‪ ،‬وينطبق عليه المثل القائل ‪ " :‬اللي بيجاكر ‪.......‬‬
‫" ‪ ،‬واللبيب بالشارة يفهم ‪!! ..‬‬
‫ل يسخر قوم من قوم‪ :‬بعد تجمعنا في ديوان الحمولة‬
‫الخاص بعشيرتنا‪ ،‬من أجل المشاركة في إعلن خطوبة شاب‬
‫من أبناء عشيرتنا على يد فتاة من عشيرة ثانية‪ ،‬طلب منا‬
‫والد العريس بالستعداد للتوجه إلى ديوان عشيرة الفتاة‪.‬‬
‫طلب منا والد العريس بالستعداد للتوجه إلى ديوان عشيرة‬
‫الفتاة ‪ ،‬وحينها الكل إستقل سيارته وأخذ معه مجموعة من‬
‫المدعويين ‪ ،‬وكان نصيبي الصعود مع أحد الشخاص ‪ ،‬وبعد‬
‫جلوسي في المقعد طلب مني إغلق باب سيارته بسرعة ‪،‬‬
‫م بالصعود معنا شاب مما يسمون‬ ‫وسار بها ‪ -‬حيث كان َيه ُ‬
‫على البركة ) إنسان مشكلته أنه يتلعثم في الكلم ‪ ،‬متزوج‬
‫وله أبناء وعنده دين وأخلق أكثر من السائق المعني (‪ ،‬وبعد‬
‫صعوده إلى مركبته بصعوبة وعلى سماعه أخذ يتذمر‬
‫ويقول ‪ :‬يا ليتنا لم نأخذه معنا ويا ‪...‬ويا – لنه يخجل منه ‪،‬‬
‫غير مبالي هذا الشخص بقوله تعالى ‪ ":‬ل يسخر قوم من‬
‫قوم عسى أن يكونوا خيرا ً منهم "‪ ،‬وبعد حضورنا مراسم‬
‫ت لستقل نفس المركبة‬ ‫إعلن الخطوبة ‪ ،‬وكالعادة ذهب ُ‬
‫للعودة إلى منازلنا ‪ ،‬فوجدت صاحب المركبة قد تركها على‬
‫قارعة الطريق ‪ ،‬وحينها عرفت أن صاحب المركبة عقله‬
‫ناقص – لنه تصرف بهذا التصرف الرعن ‪ ،‬وحينها لعنت‬
‫الزمان الذي جعل هذا الشخص يقود مركبة على‬
‫الطريق ‪!!..‬‬
‫أجر وُأجرة ‪ :‬صعدت إلى داخل تاكسي أجرة ‪ ،‬كان متجها ً‬
‫ُ‬
‫إلى مدينة حلحول ‪ ،‬جلست في المقعد المامي ‪ ،‬طرحت‬
‫على السائق تحية الصباح ‪ ،‬فرد بأحسن منها‪ ،‬وأثناء سيرنا‬
‫ناول أحد الركاب ُأجرته للسائق ‪ ،‬فقال له ‪ُ ":‬أجرتك ناقصة‬
‫نصف شاقل " ‪ ،‬وإذا لم يوجد معك فإني مسامحك ‪ ،‬وشاهد‬
‫السائق المذكور طفل ً متوقفا ً تحت زخات المطر – يريد‬
‫الوصول إلى مدرسته الواقعة بالقرب من مركز شرطة‬
‫الحرس ‪ ،‬فتوقف على محاذاته وطلب منه الصعود بتمهل ‪،‬‬
‫إستغربت معاملة السائق مع المسافرين ‪ ،‬وقلت له ‪ ":‬أنت‬

‫‪104‬‬
‫سائق مثالي وُتعامل الركاب بكل ذوق وأخلق ‪ ،‬فرد قائل ً ‪:‬‬
‫يا أخي أنا أعمل أجر وُأجرة "‪ ،‬طلبت منه النزول عندما‬
‫صرت على مقربة من مكان عملي ‪ ،‬شاكرا ً إياه على حسن‬
‫معاملته للركاب ‪ ،‬وقلت داخل نفسي ‪ :‬يا حبذا أن يحذو‬
‫باقي السائقين حذوه ‪ ،‬حيث أن هناك المئات من السائقين‬
‫لجرة ( فقط ‪ ،‬ل‬ ‫هدفهم الول والخير هو جمع المال ) ا ُ‬
‫تعيهم راحة الركاب ل من قريب ول من بعيد‪ ،‬وأكبر دليل‬
‫على ذلك هو تحميلهم أضعاف العدد المسموح به ‪ ،‬ولهؤلء‬
‫أقول ‪ ":‬المركب اللي ما فيه أجر مصيره الغرق "‪...‬‬
‫‪ُ :Tiph‬أشاهد في أثناء توجهي إلى مكان عملي ‪،‬‬
‫وبخاصة في الفترة الصباحية‪ ،‬مجموعة من الطلبة الصغار ‪،‬‬
‫وهم يحملون بأيديهم عصي خشبية وفي نهايتها إشارة قف‬
‫وبداخلها كلمة ‪ Teph‬مكتوبة باللغة النجليزية‪ ،‬ويقومون‬
‫بإيقاف المركبات كي يسلك زملئهم الطلبة في خط‬
‫المشاه بإتجاه مدرستهم‪ ،‬وذلك لحمايتهم من حوادث السير‬
‫المؤسفة‪ .‬والسؤال‪ :‬أيهما أحق بعمل تلك الفتات والتي ل‬
‫يكلف ثمنها عشرات الشواقل ‪ ،‬المؤسسات الجنبية والتي‬
‫ل ندري من يقف ورائها ‪ ،‬أم المؤسسات والشركات المحلية‬
‫وما أكثرها في مدينة خليل الرحمن و‪!!..‬‬

‫‪105‬‬
‫‪1‬‬
‫‪8‬‬
‫بـــــــلــــــــــديــــ‬
‫ــــات ‪ ..‬؟!‬
‫إغلق المدن والقرى‪ :‬تقوم السلطات السرائيلية بين‬
‫الحين والخر‪ ،‬بإغلق مداخل بعض مدننا وقرانا‬
‫الفلسطينية‪ ،‬وتضع الحواجز على مداخلها الرئيسية‪ ،‬وُتغلق‬
‫الطرق الفرعية المؤدية إليها بالحجارة والتربة‪ .‬والذي يزيد‬
‫الطين بله هو إبقاء بلدياتنا تلك الشوارع مغلقة‪ ،‬وكان من‬
‫المفروض إزالتها فور انتهاء الحظر‪ ،‬والعمل على افتتاح‬
‫طرق فرعية جديدة واتخاذ الجراءات اللزمة للتخفيف من‬
‫معاناة المواطنين‪ ،‬وأن ل نبقى مكتوفي اليدي تحت رحمة‬
‫الطرف الخر‪ .‬فهل ستتحرك آليات بلدياتنا لزالة المعيقات‬
‫المذكورة؟!‬
‫جمع النفايات‪ :‬قبل وصولنا بعشرات المتار إلى مواقع‬
‫الحافلت التي تقوم بجمع النفايات من شوارع قرانا‬
‫ومدننا‪ ،‬نشتم رائحة كريهة جدًا‪ ،‬تجعل الواحد منا يراجع كل‬
‫ما في بطنه من طعام أو شراب‪ ،‬وفي أثناء ذلك نقوم‬
‫بوضع أصابع أيادينا على أنوفنا أو بفتح نوافذ المركبة التي‬
‫نستقلها لخراج الرائحة النتنة‪ .‬وهنا تقع المسؤولية على‬
‫جهتين‪ :‬الولى‪ :‬على الهالي لعدم وضع القمامة في‬
‫أكياس من النايلون‪ ،‬والثانية على أقسام النظافة في‬
‫بلدياتنا‪ ،‬لعدم تفريغ الحاويات الموزعة على جوانب الطرق‬
‫أول بأول وتعقيمها باستمرار‪.‬‬
‫سرقة المياه‪ :‬قام عضو في أحد المجالس القروية‪،‬‬
‫وبالتنسيق مع رئيس المجلس‪ ،‬بنقل ساعة المياه الخاصة‬
‫بالمجلس‪ ،‬والتي لم يتعد قراءة عدادها عشرات الكيلومترات‬
‫المكعبة! بتثبيتها بدل من ساعة المياه الخاصة بمنزله‪،‬‬

‫‪106‬‬
‫والتي يشير عدادها إلى آلف الكيلو لترات المكعبة! وقام‬
‫بتثبيتها محل ساعة المجلس لكي يتم دفع فاتورتها من‬
‫ميزانية المجلس‪ .‬عضو المجلس قام ببيع المياه التي تم‬
‫سحبها إلى بئر كبير يمتلكه وبالسعر الذي يناسبه‪ ،‬وفي‬
‫الوقت نفسه على نفقة المجلس الموقر‪ !..‬المواطنون‬
‫قاموا بإبلغ المعنيين بالمر بتصرفات الشخصين‪ ،‬والذين‬
‫بدورهم قاموا باتخاذ الجراءات اللزمة‪ ،‬لكن جاءت بعد‬
‫فوات الوان‪!..‬‬
‫شماعة الحتلل‪ :‬تغزو "الجرذان" شوارع إحدى البلدات‬
‫الواقعة جنوب الضفة‪ ،‬ويشاهدها الناس بكثرة في ساعات‬
‫المساء‪ ،‬وبخاصة حول أكوام القمامة وفي الماكن‬
‫المهجورة‪ ،‬وتزداد أعدادها يوما بعد آخر‪ ،‬وقد عزا‬
‫المسؤولون في المجلس البلدي كثرتها إلى قيام سكان‬
‫المستوطنة المحاذية لمدينتهم إلى رميها حول حدودها‬
‫لحمل السكان على الرحيل‪ !..‬لنفرض أن كلم المسؤولين‬
‫كان صحيحا‪ ،‬فلماذا تبقى الجرذان تسرح وتمرح في شوارع‬
‫مدينتهم؟ ولماذا لم يحاولوا وضع الطعوم السامة داخل‬
‫الحاويات وفي الماكن المهجورة لقتلها فضل عن قيامهم‬
‫بتنظيف الشوارع أول بأول‪ .‬وإذا بقيت الجرذان من دون‬
‫مكافحة‪ ،‬ستزداد المراض بين صفوفهم وفي الوقت نفسه‬
‫ستقض مضاجعهم وستقاسمهم لقمة عيشهم التي بالكاد‬
‫يحصلون عليها‪ ..‬ولماذا نلقي باللئمة على الحتلل كلما‬
‫واجهتنا مشكلة مهما صغر أو كبر حجمها‪!..‬؟‬
‫يكفينا مطبات أوسلو‪ :‬قامت بعض بلدياتنا مشكورة برصف‬
‫طرقات مدنها بأحجار جميلة وملونة وذات تكلفة عالية‪،‬‬
‫وقامت بوضع الحواجز الحديدية حول جوانب الطرقات خوفا‬
‫من تعرض المارة لحوادث سير مؤسفة وبعمل مناهل جديدة‬
‫لتصريف مياه المطار خوفا من عبورها إلى داخل المحال‬
‫التجارية ما يؤدي إلى تلف البضائع بداخلها‪ ،‬وكذلك قامت‬
‫بتخصيص أماكن للمشاة وأخرى للحافلت العامة وبفتح‬
‫أسواق شعبية ليقوم الباعة المتجولون ببيع بضاعتهم‬
‫بداخلها‪ ..‬وكل ذلك من أجل المحافظة على حركة السير‬
‫والمشاة سالكة وباستمرار‪ .‬ولكن بعض أصحاب المحلت‬
‫وبخاصة الحدادين وأصحاب محلت الدهانات يقومون بتعديل‬
‫قضبان الحديد الملتوية على الرصفة الجميلة ما يؤدي إلى‬
‫كسرها ومن ثم خلعها‪ ،‬وتغيير لونها الخارجي نتيجة وصول‬
‫الدهان بأشكال مختلفة إلى أسطحها‪ ،‬وإذا خلع الحجر من‬

‫‪107‬‬
‫مكانه تتبعه حجارة أخرى‪ !..‬وفي هذه الحالة تعود الحفر‬
‫والمطبات داخل الرصفة كما كانت في سابق عهدها‪ ،‬ويا‬
‫حبذا أن تكون هناك متابعة لتصليح أي حفرة جديدة أول‬
‫بأول‪ ،‬وفرض غرامة على أصحاب المحلت التي خلعت‬
‫الرصفة من أمام محلتهم ليكونوا عبرة لغيرهم و‪ ...‬وبهذا‬
‫نحافظ على نظافة أرصفة طرقاتنا باستمرار‪ ،‬ونفسح‬
‫المجال لبلدياتنا في تعبيد شوارع أخرى‪ ...‬وفي الوقت‬
‫نفسه ل نضيع أموالنا التي أنفقناها في شراء حجارة‬
‫الرصفة هباء منثورا‪!...‬‬
‫التخلص من النفايات أول بأول‪ :‬تنتشر الوساخ‬
‫والقاذورات حول موقع إحدى البلديات جنوبي الضفة‪،‬‬
‫والغريب أنه إذا هبت الرياح من جهة الغرب تتجه الروائح‬
‫إلى داخل مبنى البلدية‪ ،‬وإذا هبت من الشرق تتجه الروائح‬
‫إلى مدرسة الطالبات المجاورة وإلى العيادة الصحية‬
‫المكتظة ساحاتها بأخواتنا اللواتي قدمن لمعالجة أطفالهن‬
‫الصغار من النزلت الصدرية‪ ،‬فتأخذ حينها الطالبات‬
‫بالعطس طوال حصة الدرس‪ ،‬وأما الطفال فتزيد‬
‫مشكلتهم الصحية التي يعانون منها‪ ،‬والسؤال‪ :‬ما دام‬
‫منظر القاذورات تحت نظر أعين المسؤولين ولم يتم‬
‫التخلص منه‪ ،‬فما بالكم في الحارات البعيدة عن نظر أعين‬
‫المسؤولين في البلدية الموقرة؟ فيا حبذا لو يتم جرف‬
‫القاذورات عن بكرة أبيها وإلقائها في مكان بعيد لتبقى‬
‫بلدتكم نظيفة كما عهدناها!‬
‫عيب يا ريس‪ :‬يمتلك رئيس مجلس قروي في شمال‬
‫الضفة عشرات المحال التجارية وهو من أغنياء قريته‬
‫وبحوزة هذا الشخص جهاز هاتف خلوي يستخدمه في‬
‫أعماله الخاصة التي ل تمت لعمال المجلس بصلة‪ ،‬وكان‬
‫يذهب في حال تعطل جهاز هاتفه إلى محل تجاري قريب‬
‫لمقر المجلس‪ ،‬ويقوم بالتصال بالتجار لتزويده ببعض‬
‫المواد المطلوبة‪ ،‬وفي الوقت نفسه تسويق بضاعته‪ ،‬وكان‬
‫بعد فراغه من المحادثة يطلب من صاحب المحل تسجيل‬
‫عدد الدقائق على حساب المجلس القروي‪ .‬قيل أن تكاليف‬
‫اتصالته خلل شهر واحد وصلت إلى مئات الشواقل صرفت‬
‫من ميزانية المجلس‪ ،‬ويتساءل المواطنون لماذا تصرف‬
‫أموالنا هباء منثورا ولم نشاهد ولو عمل واحدا على أرض‬
‫الواقع؟ وهناك "وشوشات" بين أهالي القرية برفع عريضة‬
‫إلى وزارة الحكم المحلي في محافظتهم تعلمهم بعجز‬

‫‪108‬‬
‫المجلس عن إدارة شؤون قريتهم‪ ،‬وبأن المجلس الجديد ل‬
‫يختلف كثيرا عن المجلس المستقيل‪!.‬‬
‫أهل مكة أدرى بشعابها‪ :‬أحد المواطنين المكفوفين طلب‬
‫من رئيس البلدية إعطاءه كتابا ً بأنه كفيف ل دخل ول أرض‬
‫ول معيل له سوى الواحد الحد‪ ...‬وذلك لعرضه أمام‬
‫المسؤولين في الجامعة التي يدرس فيها إبنه على‬
‫مقاعدها‪ ،‬من أجل تخفيض الرسوم الجامعية أو إعفائه منها‬
‫كليًا‪ ،‬الغريب في المر أنهم أعطوه الكتاب الذي طلبه‪ ،‬وفي‬
‫الوقت نفسه تطالبه البلدية وللسف بدفع رسوم الكهرباء‬
‫والمياه المستحقة عليه من دون أي إعفاء أو خصم و "أهل‬
‫مكة أدرى بشعابها" و‪!...‬‬
‫شخصية مهزوزة‪ :‬قام رئيس أحد المجالس القروية في‬
‫وسط الضفة‪ ،‬بالتردد على مدراء المدارس في قريته‪،‬‬
‫والطلب منهم إعطاءه شهادات تقدير‪ ،‬لرفعها إلى وزارة‬
‫الحكم المحلي في منطقته‪ ،‬من أجل إرضاء المسؤولين عن‬
‫تصرفاته‪ ،‬وذلك بعد أن كثرت الشكاوي التي وصلت مكتبهم‬
‫والتي تدينه بعشرات الخطاء‪ .‬رئيس المجلس تردد أكثر من‬
‫مرة على مديرة المدرسة الثانوية‪ ،‬لخذ شهادة تقدير تحمل‬
‫شعار مدرستها‪ ،‬ولكن كان للمديرة القديرة بحق وحقيقة‬
‫طلبات كثيرة للمدرسة إذا قام بإنجازها على أرض الواقع‬
‫فإنها ستمنحه شهادة التقدير التي يستحقها‪ ،‬وتذهب هي‬
‫بنفسها إلى المسؤولين لعلمهم بمساعداته‪ ،‬وبأنه حريص‬
‫على مصلحة البلد وطلبها‪ .‬ولكن المديرة فوجئت بأن‬
‫طلباتها بقيت حبرا ً على ورق وبأن مدراء في القرية نفسها‬
‫قاموا بإعطائه شهادات تقدير – لنهم سائرون في ركبه‬
‫ومن أبناء حمولته ول يرفضون له طلبا‪ .‬ولو قام رئيس‬
‫المجلس بتقديم الخدمات كافة لسكان القرية ومدارسها‪،‬‬
‫فإن الكل يقف إلى جانبه في السراء والضراء ‪ ,‬أما طلبه‬
‫من المديرة إعطاءه شهادة تقدير وبعظمة لسانه‪ ،‬فهذا إن‬
‫دل على شيء‪ ،‬فإنما يدل على أن شخصيته مهزوزة‪ ،‬ول‬
‫يصلح أن يكون مسؤول ً عن بلد بأكمله‪!..‬‬
‫حب "الكبرة" ‪ :‬قامت مجموعة من شباب إحدى القرى‬
‫الواقعة شمال الضفة‪ ،‬بحملة لجمع تواقيع المواطنين من‬
‫أجل تشكيل مجلس قروي جديد في قريتهم‪ .‬وذلك بسبب‬
‫التجاوزات التي تصرف بها بعض العضاء لغراضهم‬
‫الخاصة! أهالي القرية لم يتعاونوا معهم‪ ،‬ويعود السبب في‬
‫ذلك إلى معرفتهم المسبقة بغاياتهم والهدف الذي يسعون‬

‫‪109‬‬
‫إليه وهو حب الظهور "الكبرة!!" وفضلوا بقاء اللجنة‬
‫القديمة على علتها حتى يتم إجراء النتخابات القروية‬
‫والبلدية في ربوع الوطن كله‪.‬‬
‫تصليح الشوارع بالقرعة‪ :‬اختلف أعضاء بلدية تقع في‬
‫جنوب الخليل‪ ،‬حول الشوارع المنوي تعبيدها في بلدتهم‪،‬‬
‫حيث يريد الكل منهم أن تكون الشوارع المنوي تعبيدها في‬
‫حارته‪ .‬وتوصلوا إلى قرار بالجماع وهو تعبيد الشوارع‬
‫بالقرعة‪ ،‬وليس تصليح الشوارع التي بحاجة إلى تصليح أو‬
‫تعبيد!‬
‫جد ‪ :‬العديد من رؤساء البلديات والمجالس‬ ‫الرئاسة أبا ً عن ِ‬
‫القروية قدموا إستقالتهم لوزارة الحكم المحلي‪ ،‬فمنهم‬
‫من قدمها لسباب خاصة! ومنهم بسبب فشله في تسيير‬
‫أمور البلدية أو المجلس‪ ،‬ومنهم من علل استقالته بإنتهاء‬
‫الفترة التي حددت لتوليه منصب الرئاسة وهي شهران بعد‬
‫إجراء انتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني‪ ،‬ومن ثم‬
‫إجراء انتخابات لختيار العضاء الجدد‪ .‬وهناك همسات‬
‫خاطئة يتداولها سكان القرى بأن رئاسة المجلس متوارثة‬
‫"أبا عن جد" ويجب أن يكون رئيس البلدية أو المجلس من‬
‫الحامولة الكبيرة‪ !.‬نأمل أن تجرى النتخابات البلدية في‬
‫القريب العاجل‪ ،‬وأن تلغى النعرة العشائرية من الوجود‪،‬‬
‫وأن يوضع الرجل المناسب في المكان المناسب‪ ،‬ومن دون‬
‫النظر إلى عدد أفراد عشيرة رئيس المجلس أو البلدية‪.‬‬
‫بلدياتنا والحدائق العامة ‪ :‬خوفا ً من أن يسلك الخوة‬
‫السائقين بمركباتهم الجزر المخصصة لزراعة الورود‬
‫وأشجار الزينة والموزعة داخل شوارع إحدى المدن الكبيرة‪،‬‬
‫قام عمال البلدية المعنية بغرس الشجار داخل الجزر‬
‫وبوضع "حجر" بين كل شجرة وأخرى‪ ،‬وذلك لعاقة‬
‫المركبات التي تحاول اجتياز تلك الجزر‪ ،‬ولو أبقوا الشجار‬
‫هر ولكن بفعلتهم‬ ‫على حالتها لبقي بعضها أخضر وكبر وإز َ‬
‫تلك قضوا على تلك الشجار عن بكرة أبيها بسبب عدم‬
‫وصول أشعة الشمس والمياه إلى جذورها‪ .‬ولقد درست‬
‫ي مثل هذه‬ ‫المرحلة الثانوية في مدرسة زراعية ولم يمر عل ّ‬
‫الطريقة في تربية أشجار الزينة و‪ !..‬وما زلنا في هذا‬
‫الصدد‪ ،‬أين الحدائق العامة التي تفتقر لها بلدياتنا؟ ولماذا ل‬
‫نعلم أولدنا عدم قطف الورود وتشجيعهم على زراعة‬
‫الشجار حول مدارسهم وطرقات قراهم‪ ،‬لتبقى فلسطين‬
‫خضراء ونظيفة بإستمرار‪.‬‬

‫‪110‬‬
‫إكرامية ‪ :‬أبلغ حارسان يقومان بحراسة إحدى البلديات‬
‫العريقة المسؤول عنهما‪ ،‬بأن مجلس البلدية المعنية قام‬
‫مشكورا بصرف منحة تقدر بمائتي شاقل لكل واحد منهما‪،‬‬
‫وذلك في إحدى المناسبات الدينية‪ ،‬لكن المسؤول شاط‬
‫غضبا ً وقام بتوبيخهما على فعلتهما‪ ،‬طالبا ً منهما وضع‬
‫المبلغ كامل ً أمامه على الطاولة‪ ،‬وطالبهما بعدم أخذ أية‬
‫"إكرامية" مرة ثانية من أي شخص كان والدهى من ذلك‬
‫كله‪ ،‬أن مجلس البلدية الموقر لديه علم بحكاية هذين‬
‫الحارسين‪ ،‬لم يكلف نفسه التصال بالمسؤول عنهما لحثه‬
‫على إعادة المبلغ لهما أو على القل إرجاعه إلى صندوق‬
‫البلدية‪!!..‬‬
‫ً‬
‫مزابل ‪ :‬إستبشر خيرا سكان إحدى البلدات‪ ،‬أثناء مطالعتهم‬
‫أحد الملصقات الصادرة عن مجلسهم البلدي‪ ،‬والمثبتة على‬
‫أبواب المحال التجارية في قريتهم‪ ،‬والتي تدعوهم إلى‬
‫عدم رمي النفايات في الشوارع وجمعها داخل أكياس من‬
‫النايلون ووضعها داخل الحاويات وبإزالة كل هياكل‬
‫المركبات من أمام منازلهم كي تبقى قريتهم نظيفة تسر‬
‫عيون زائريها‪ .‬الغريب في المر أن أحد أعضاء المجلس‪،‬‬
‫والذي يجب أن يكون الحريص الول على نظافة بلدته‪ ،‬قام‬
‫بعمل "مزبلة" على قارعة الطريق تنبعث منها رائحة كريهة‬
‫جدا تزكم أنوف المارين من شوارع قريته الوادعة‪ ،‬وذات‬
‫الطبيعة الجميلة والخلبة‪.‬‬
‫مياه العيون ‪ :‬بسبب قيام المزارعين بوضع المبيدات‬
‫الحشرية وخلطها بالقرب من عين المياه الرئيسة في إحدى‬
‫القرى‪ ،‬ما أدى إلى تسرب المياه إلى داخلها ومن ثم تلوثها‬
‫وهذا زاد من معاناة المواطنين في البحث عن مصدر مياه‬
‫آخر‪ ،‬أو شراء تنكات خاصة تكلف مئات الشواقل‪ .‬وكان من‬
‫المفروض على الخوة في البلدية تعليق لفتة تحمل بعض‬
‫الرشادات والتعليمات في كيفية استخدام مياه العين وعدم‬
‫إلقاء النفايات والوساخ داخلها‪ ،‬ولكن في الفترة الخيرة‬
‫قامت البلدية بوضع لفتة تنصح بعدم إستخدام مياه العين‬
‫بسبب تلوثها‪ ،‬وعلى الخوة في البلدية أن ل يبقوا مكتوفي‬
‫اليدي‪ ،‬بل يجب عليهم تنظيف العين من الوساخ‬
‫والقاذورات وترميمها ومعالجة أسباب التلوث‪ ،‬وعلينا جميعا‬
‫أن نضع نصب أعيننا وبإستمرار أن شركة "موكوروت"‬
‫ليست دائمة لنا‪ ،‬وسنعود إن عاجل ً أم آجل ً إلى إستخدام‬
‫مياه العيون والبار الرتوازية المنتشرة في وطننا الغالي‪،‬‬

‫‪111‬‬
‫والتي يعمل الطرف الخر ليل نهار لسحب مخزونها‬
‫الجوفي أو حتى إضاعته داخل الرض لكي ل نستفيد منه‬
‫ونبقى إلى البد مرتبطين معه في الكثير من المجالت‪!..‬‬
‫نأسف لزعاجكم ‪ :‬قامت بعض بلدياتنا مشكورة بتوسيع‬
‫طرقها الرئيسة والفرعية‪ ،‬وبعمل بنى تحتية لها حسب‬
‫الصول‪ ،‬ويشاهد الزائر لتلك المدن لفتات في أول‬
‫شوارعها تحمل العبارة التالية‪" :‬نأسف لزعاجكم" وتحملنا‬
‫المطبات التي قصمت ظهورنا إلى نصفين وخلخلت‬
‫مركباتنا‪ ،‬ودفعنا مبالغ "طائلة" من أجل تصليحها‪ ،‬ولكن‬
‫)طال( تثبيت تلك اللفتات على مداخل مدننا‪ ،‬وكنا نأمل‬
‫بإنهاء تصليح الشوارع في مدة قصيرة جدًا‪ ،‬أو تصليح شارع‬
‫وبعد النتهاء منه‪ ،‬نقوم بتصليح شارع آخر‪ ،‬أما شق شوارعنا‬
‫بهذه الصورة وتراكم التربة والحجارة في وسطها فهو أمر‬
‫مزعج ومقلق لقاطني تلك المدن وزائريها‪!..‬‬
‫على أبصارهم غشاوة ‪ :‬أحد المواطنين الغبياء قام بوضع‬
‫دهان على لفتة تحمل اسم قرية مجاورة لقريته‪ ،‬واسم‬
‫هذه القرية يتكون من مقطعين‪ ،‬فبعد حذف المقطع الول‬
‫أصبح اسمها ل يمت لها بصلة ومعناه مخجل جدًا‪ ،‬المصيبة‬
‫أن بعض أعضاء البلدية يمرون يوميا ً من الشارع الرئيس‬
‫المؤدي إلى بلدتهم وأعينهم تصطدم بتلك اللفتة‪ ،‬ومضى‬
‫وقت طويل من دون أن يتم تغييرها‪ ،‬والظاهر أن أعضاء‬
‫البلدية على أبصارهم غشاوة آملين انقشاعها وإعادة كتابة‬
‫اسم بلدتهم بخطوط جميلة كما هو اسمها جميل داخل‬
‫قلوبنا‪!..‬‬
‫أولد على الطريق ‪ :‬من المفروض أن تقوم بلدياتنا‬
‫ومجالسنا القروية في أنحاء الوطن بوضع لفتات وإشارات‬
‫مرورية على جوانب الطرق ومفترقاتها لعلم السائقين‬
‫بوجود منعطفات أو أولد على الطريق لكي يتخذ الخوة‬
‫السائقون حذرهم ويخففوا من سرعتهم وزيادة انتباههم‬
‫خوفا ً من وقوع مكروه ل سمح الله‪.‬‬
‫اجتهدت بعض إدارات المدارس وقامت بنصب مثل‬
‫هذه اللفتات أمام مدارسها‪ ،‬تشير للسائقين بأن هناك‬
‫أولدا على الطريق‪ ،‬وهذا العمل تشكر عليه كثيرًا‪ ،‬ويا حبذا‬
‫أن تقوم إدارات المدارس كافة بوضع مثل هذه اللفتات‬
‫على مسافة معينة من حدودها‪.‬‬
‫المضحك المبكي أن بعض إدارات المدارس قامت‬
‫بوضع إشارات على المداخل المؤدية الى مدارسها وكان‬

‫‪112‬‬
‫من المفروض عليها نصبها قبل حدودها بمسافة ل تقل عن‬
‫‪ 150‬مترا ليبدأ السائق باتخاذ الجراءات المناسبة وزيادة‬
‫حذره وإنتباهه‪.‬‬
‫وتقع مسؤولية كبيرة على عاتق الهالي في إرشاد‬
‫أولدهم بشكل شبه يومي كيف يسيرون في الطرقات لن‬
‫غالبية طلبنا يسيرون وسط الشوارع ومن دون إكتراث‬
‫ُيذكر‪ ،‬حيث ل يخلو يوم من اليام إل ونسمع عن وقوع‬
‫حادث لحد الطلبة في منطقة ما! وألف تحية للسائق الذي‬
‫يتحلى بالصبر في أثناء قيادته مركبته بالقرب من مدارسنا‬
‫وفي كل المواقع‪.‬‬
‫ً‬
‫الحامولة الكبيرة ‪ :‬عجبا من مسؤولي بعض مجالسنا‬
‫القروية الذين قاموا بإنارة بعض مدارس قراهم وترك‬
‫مدارس أخرى من دون إنارة وبخاصة في ساعات الليل –‬
‫لن تلك المدارس تقع في حدود الحامولة الكبيرة و‪(!) ..‬‬
‫ويا حبذا بدل ً من إنارة مدارسنا بإنارة مكلفة ليل ً من دون‬
‫الحاجة لذلك ‪ ,‬أن نوفر تكاليف إنارتها لشراء كتب علمية‬
‫للمدرسة نفسها أو تعيين حراس ليليين لحراستها ‪..‬‬
‫ل تصدقوهم ‪ :‬سررت لدى سماعي عن قيام قوات‬
‫الحتلل السرائيلي بإزالة بعض السواتر الترابية والحجرية‬
‫العالية والمقامة على مداخل مدننا المحاصرة ‪ ،‬والتي كان‬
‫يجتازها المواطنون إل بشق النفس ‪ ،‬حيث اتصلت بعض‬
‫وسائل العلم المختلفة برؤساء البلديات المعنية والذين‬
‫بدورهم أكدوا صحة تلك الخبار ‪ .‬لكن المسؤولين لم يكلفوا‬
‫أنفسهم زيارة تلك المواقع للطلع عليها عن كثب ‪،‬‬
‫وإكتفوا برواية الناطق باسم الدارة المدنية ‪ .‬ولدى زيارتي‬
‫بعض المدن شاهدت أن السلطات السرائيلية قد قامت فعل ً‬
‫بإزالة السواتر المذكورة ‪ ،‬لكنها استبدالتها ببوابات من‬
‫الحديد يصعب إجتيازها ويقوم السرائيليون بإقفالها متى‬
‫يشاءون ‪ ،‬ل بل طوال الوقت تكون مقفلة ‪ .‬فيا حبذا أن‬
‫يكلف رؤساء وأعضاء المجالس البلدية والقروية أنفسهم‬
‫بعض الوقت النزول للشوارع لمعرفة المشاكل التي تواجه‬
‫مواطنيهم والعمل على حلها‪ ،‬وفضح الممارسات‬
‫السرائيلية أول ً بأول‪ ،‬وذلك من خلل وسائل إعلمنا‬
‫المختلفة‪!! ..‬‬
‫بكل وقاحة ‪ :‬قامت عشرات المجالس القروية والبلدية في‬
‫العديد من المدن والقرى ‪ ،‬بتشغيل آلف العمال في إعادة‬
‫تأهيل أكتاف شوارعها ‪ ،‬وذلك بتمويل من عدة مشاريع منها‬

‫‪113‬‬
‫‪ " :‬مشروع تشغيل اليدي العاملة الطارئ للسر الفقيرة "‬
‫و " مشروع العمل مقابل الغذاء " و ‪ ..‬حيث شاهدت في‬
‫أكثر من موقع قيام عدة عمال بالعمل ‪ ،‬أما الباقون وهم‬
‫كثر ‪ ،‬فكانوا يجلسون تحت أشجار الزيتون القريبة يحتسون‬
‫الشاي والقهوة ويتفرجون عليهم ‪ .‬والبعض الخر شاهدتهم‬
‫يقومون بهدم السلسل المبنية بشكل جيد ‪ ،‬وبناءها من‬
‫و وآيلة للنهيار في أية لحظة ‪ ! ..‬والمهم‬
‫جديد بشكل متل ٍ‬
‫في المر هو قيام المؤسسات المسؤولة عن تشغيل هؤلء‬
‫الخوة بتوزيع كوبونات على العمال لستلم مخصصاتهم من‬
‫طحين وأرز وزيت وسكر و‪ ..‬وفي أحد المرات ذهبت‬
‫لستلم المخصصات الخاصة بأحد القارب ‪ ،‬فشاهدت في‬
‫مكان التوزيع أشخاصا ً ليس لهم علقة ل من قريب ول من‬
‫بعيد بالعمل ‪ ،‬منهم من يعمل في صياغة الذهب ! ‪،‬‬
‫يزاحمون الناس لستلمهم مساعدات ليست لهم ‪ .‬تعجبت‬
‫في أمرهم ‪ ،‬وهمست في ُأذن المسؤول عن التوزيع‬
‫وأخبرته عن طبيعة عملهم ‪ ،‬فرد قائل ً ‪ :‬أعرف ذلك ‪ ،‬لكن‬
‫السماء وصلتنا من طرف المسؤولين عن إدارة شؤون‬
‫بلدتكم ‪ ..‬وكلي أمل من المسؤولين المعينين مراجعة‬
‫حساباتهم ‪ ،‬ومراقبة العمال على أرض الواقع ‪ ،‬والتوقف‬
‫فورا ً عن هذه التجاوزات ‪ ،‬وإعطاء كل ذي حق حقه ‪،‬‬
‫وللمخلصين منهم ألف قبلة وتحية وسلم ‪...‬‬
‫حافظوا على النظافة ‪ :‬يقوم بعض التجار وأصحاب‬
‫المصانع برمي علب الكرتون الفارغة على قارعة الطريق ‪،‬‬
‫وذلك بالرغم من وجود حاويات ضخمة بالقرب من محالهم ‪،‬‬
‫وكلنا شاهد بأن الحاويات تكون فارغة وأكياس القمامة‬
‫موضوعة بالقرب منها ‪ ،‬ولم يكلفوا هؤلء أنفسهم وضعها‬
‫بداخلها ‪ .‬ما أقول هو مشاهدتي بعض عمال النظافة‬
‫يقومون برفع علب الكرتون من أحدى الشوارع ووضعها‬
‫داخل سيارات نقل النفايات‪ ،‬وبعد امتلؤها‪ ،‬يصعد العمال‬
‫إلى داخل السيارة خوفا ً من المطر‪ ،‬وتنطلق مسرعة إلى‬
‫أماكن تجميع النفايات الخاصة بتلك البلديات لتفريغ‬
‫حمولتها‪ .‬لكن الحمولة لم تصل بسبب تطاير العلب الفارغة‬
‫على طوال شوارع المدينة‪ ،‬ولو بقيت متراكمة في أحد‬
‫الشوارع‪ ،‬فهذا أفضل بكثير من تطايرها على شوارع‬
‫المدينة كلها‪!! ..‬‬
‫التغيير والصلح بتغيير وتأثيث المكتب ‪ :‬حدثني أحد‬
‫رؤساء المجالس القروية السابقين بأنه قبل أن يترك‬

‫‪114‬‬
‫منصبه‪ ،‬أبقى في صندوق المجلس مبلغا ً من المال يتعدى‬
‫النصف مليون شاقل كرصيد‪ .‬ولكن بعد تسلم إدارة المجلس‬
‫أشخاصا ً جدد ‪ ،‬لم يبقوا أي رصيد يذكر ولم يقدموا لبلدتهم‬
‫أي شيء يذكر على أرض الواقع ‪ ،‬وكل الذي تم إصلحه‬
‫وتغييره هو قيام الدارة الجديدة بتغيير وتأثيث المكتب‬
‫وشراء سيارة خاصة ‪ ،‬وأصبحت الديون الباهظة متراكمة‬
‫على المجلس المذكور ‪ .‬ويا حبذا أن يكون التغيير في شق‬
‫وتعبيد الطرقات وفتح مدارس ومراكز جديدة‪ ،‬وهناك أشياء‬
‫كثيرة يمكن عملها لمصلحة أهالي البلد إذا صلحت النوايا‬
‫و‪...‬‬
‫لن ترتيبه الول ‪ :‬قامت إحدى البلديات مشكورة‪ ،‬بعمل‬
‫حفلة لتكريم طلبة التوجيهي ‪ ،‬ودعت أهالي البلدة الى‬
‫حضور الحفل المذكور بإستثناء طالب واحد فقط‪ ،‬والذي‬
‫كان ترتيبه الول على دفعة الذكور ‪ .‬استغرب الطالب واهله‬
‫تجاهل المشرفين على ادارة الحتفال من عدم توجيه دعوة‬
‫لمشاركتهم في الحتفال المذكور ‪ ،‬وبعد مراجعتهم رئيس‬
‫البلدية وطرح مشكلتهم أمامه كانت حجته بأنه من خارج‬
‫حدد البلدة وهو مسؤول عن إدارة شؤونها البلدية وحمل‬
‫المسؤولية إلى المشرفين على إدارة الحفل والذين هم من‬
‫سكان المنطقة ‪.‬‬
‫الطالب من حقه أن يكرم‪ ،‬ومن الواجب أن يكون تكريمه‬
‫مميزا ً لن ترتيبه الول‪ ،‬وبعد التحري عن سبب تجاهل‬
‫تكريم هذا الطالب تبين وجود سوء تفاهم بين والد الطالب‬
‫وأحد المشرفين على إدارة الحتفال‪ .‬فهل هؤلء طبقوا‬
‫بحق هذا الطالب قوله تعالى ‪ ":‬يرفع الله الذين أمنوا منكم‬
‫والذين أوتوا العلم درجات"‪ ،‬بالطبع ل وألف ل ‪ .‬ويا حبذا أن‬
‫نترك خلفاتنا جانبا ً ‪ ،‬وأن نكرم من يستحقون التكريم من‬
‫دون النظر إلى عائلتهم أو ذويهم – لنهم جميعا ً ذخرا ً‬
‫للوطن ‪...‬‬
‫الميون أفضل ‪ :‬تقوم بعض البلديات بإصدار نشرت داخلية‬
‫خاصة بها بشكل شبه سنوي ‪ ،‬وتحتوي على تعريف‬
‫بمواقعها وأسمائها وأقسامها وأهم النشاطات والنجازات‬
‫التي قامت بها ‪ .‬وبعد إطلعي على العديد من النشرات‬
‫الداخلية الخاصة بإحدى البلديات فجدت المعلومات نفسها‬
‫مع بعض الضافات البسيطة عليها ‪ ،‬فعلى سبيل المثال‬
‫كانت الصفحة الولى الداخلية تحتوي على صورة الشهيد‬
‫القائد أبو عمار ‪ ،‬أما في الصدار الجديد فاحتوت على صورة‬

‫‪115‬‬
‫لسيادة الرئيس محمود عباس ‪ ،‬وفي إصدار آخر بدل ً من أن‬
‫يكون قياس المجلة ‪ A4‬كان الصدار الجديد ‪ A3‬وهكذا ‪ ،‬أما‬
‫الجديد الذي لفت انتباهي في نشرات البلدية المعنية فهو‬
‫صورة رئيسها وصورة أعضائها ‪ ،‬الذين كانوا يقومون بتغيير‬
‫صورهم في كل إصدار جديد ‪ ،‬متباهين أمام سكان بلدتهم‬
‫بأنهم الصفوة والمتعلمين ‪ .‬ولكن يا أحبتي كان نشاط‬
‫الميون وقت إدارتهم شؤون قرانا وبلداتنا أفضل بكثير من‬
‫إدارتكم لها أنتم المتعلمون ‪ ،‬والتي يشهد لنجازاتكم‬
‫) الميون ( القاصي والداني ‪ ،‬وأكبر دليل على ذلك هو‬
‫تراكم الديون على بلدياتكم‪!!...‬‬
‫" طخوا " في ساقه‪ :‬احتج أحد رؤساء البلديات الواقعة‬
‫شمال الضفة على ضابط الدارة المدنية السرائيلية ‪ ،‬بعد‬
‫قيام الخير بالتصال بالرئيس المعني من أجل استيلم جثة‬
‫أحد ابناء قريته والذي سقط نتيجة إصابته بعيار ناري أطلقه‬
‫علية جندي اسرائيلي حاقد ‪ ،‬ما أدى الى استشهاده على‬
‫الفور ‪ .‬ولكي يثبت رئيس المعني أما وجهاء بلدته بأنه احتج‬
‫فعل ً لضابط الدارة المدنية على مقتل الشاب ‪ ،‬فقال رئيس‬
‫اللدية على مسامع الضابط السرائيلي ‪ ":‬لماذا وجه جنودكم‬
‫فوهة أسلحتهم على قلب الشاب مباشرة ‪ ،‬وكان بإمكانهم‬
‫أن يطلقوا الرصاص على ساقيه !" فاذا كان كبير القوم‬
‫على هذه الشاكلة ‪ ..‬فما بأبناء رعيته‪..‬؟!‬
‫الشريف ل يشترى ‪ :‬اختلف اعضاء اهل المجالس القرويه‬
‫الواقعه شمال الضفه ‪ ,‬مع رئيس المجلس القروي في‬
‫بلدتهم ‪ ,‬حول توزيع الزفته في الشوارع و‪ ... ..‬فكان كل‬
‫عضو يريد ان يتم تزفيت الشارع المؤدي الى منزله او‬
‫الحارة التي يسكنها اولده واشقائه ‪ ,‬وعندما احتج رئيس‬
‫المجلس على تصرفاتهم غير المعقوله ‪ ,‬وبأن هناك شوارع‬
‫احق بالتعبيد من الشوارع التي ذكروها ‪ .‬استشاطوا غضبا ً‬
‫واخذوا برفع العرائض ضده مرة تلو الخرى ‪ ,‬وفي نهايه‬
‫المر وصلت لجنه للتحقيق في كل صغيرة وكبيرة في‬
‫الفمجلس المذكور وبحضور العضاء انفسهم ‪ ,‬لكن اللجنه‬
‫التي بدات عملها من الساعه التاسعه صباحا وحتى الثالثه‬
‫من بعد الضهر ‪ ,‬لم تمسك أي ممسك مهما كان بسيطا ضد‬
‫الرئيس المعني ‪...‬‬
‫وبالرغم من انهماك الرئيس مع اللجنه في مراجعة‬
‫السجلت‪ ,‬ال انه كان مرتاحا ً وقلبه مطمئنا ً وراضيا عن‬
‫ً‬
‫نفسه ‪ ,‬بانه يقوم بعمله على اكمل وجه ‪ ,‬حيث قام‬

‫‪116‬‬
‫بالتصال بزوجته طالبا منها عمل غداء للضيوف ‪ .‬وبعد‬
‫انتهاء اللجنه من التحقيق من عملها ‪ ,‬طلب منهم التوجه‬
‫الى منزله لتناول طعام الغداء الذي عمله على حسابه‬
‫الخاص ‪ ,‬ولكي ياخذ اعضاء اللجنه ) كل واحد من مدينه ( ‪,‬‬
‫صورة مشرقه عن اهالي البلده المعروف عنهم الطيب‬
‫والكرم ‪ .‬الطامه الكبرى ان اعضاء المجلس الذين دعاهم هم‬
‫الخرون لتناول طعام الغداء ‪ ,‬احتجو على اعضاء اللجنه ‪,‬‬
‫وطلبو منهم عدم التوجه اللى منزل الرئيس ‪ ,‬واذا استجابو‬
‫لطلبه ‪ ,‬فمعنى ذلك أنه " اشتراهم" ‪ .‬اللجنه عرفت‬
‫الصحيح ‪ ,‬والرئيس بقي على كرسيه ‪ ,‬وفي النهايه ل يصح‬
‫ال الصحيح ‪.‬‬
‫ل شكر على واجب ‪ :‬أثناء مطالعتنا صحفنا المحليه نقرا‬
‫اعلنات شكر وتقدير وعرفان لرؤساء بعض البلديات ‪ ,‬حيث‬
‫تظهر صورهم بجانب تلك العلنات التي تشكرهم على شق‬
‫طريق او تعبيدها او انارة شارع او مد خط مياه و‪ ..‬وهذه‬
‫العمال من الواجب على رؤساء واعضاء بلدياتنا القيام بها‬
‫دون شكر من احد ‪ ,‬حيث ان هناك بلديات قامت ببناء‬
‫مدارس ومراكز صحيه وحدائق عامه في مدنهم ‪ ,‬ولم نقرا‬
‫ولو اعلنا ً واحدا ً يشكرهم على تلك العمال ‪ ,‬وبعد التحري‬
‫وجدت ان الشخاص الذين قامو بنشر تلك العلنات لهم‬
‫علقات وطيدة مع رؤساء بلدياتنا ‪ ,‬وكانو هم المستفيدون‬
‫الوحيدون من تلك المشاريع ‪ ,‬واكبر دليل على ذلك هو‬
‫نشلهم اعلنات باسماء رؤساء بلدياتهم من دون ذكر اسماء‬
‫اعضاؤ بلدياتهم الخرين ‪ ,‬والذين قد يكون لبعضهم الفضل‬
‫في انجاز بعض المشاريع الهامه لبلدتهم اكثر من رؤساء‬
‫بلدياتهم انفسهم ‪ ,‬وهذا الرياء بعينه و‪!!..‬‬
‫نأسف لوجودكم ‪ :‬ل يحلو لبعض بلدياتنا شق وتعبيد‬
‫شوارعها ال عندما يكون فصل الشتاء على البواب ‪ ,‬وبعد‬
‫هطول المطار يجرف ما تم تجهيزه لوضع ماده الزفته‬
‫فوقه ‪ ,‬ويذهب عمل البلديات المذكورة هباءً منثورا ‪ ,‬وكان‬
‫من الفضل استغلل فترة الصيف لتعبيد شوارعهم ‪ ,‬وان‬
‫يقوم عمالها قبل حلول فصل الشتاء بتنضيف المناهل‬
‫والعبارات من التربه والحجارة والوساخ لتبقى سالكه –‬
‫خوفا من حدوث الفيضانات ‪ .‬ولدى سماعي ردود اكثر من‬
‫رئيس بلدية عبر المحطات الذاعيه المحليه ‪ ,‬عن سبب‬
‫الفيضانات التي غمرت مدنهم ‪ ,‬فكان عذرهم "اقبح من‬
‫ذنب" ‪ ,‬وهو ان الشتاء جاء على عجاله ‪ ,‬وان مدنهم محاطه‬

‫‪117‬‬
‫بجبال عاليه كل المطار التي تسقط عليهخا تصب داخل‬
‫شوارع مدنهم ‪ ,‬ولو كان لديهم الستعدادات المسبقه لما‬
‫غمرت مياه المطار مدنهم ‪ ,‬وفي الوقت نفسه لكانت‬
‫الخسائر الماديه بسيطه جدا ً ‪ .‬واكبر دليل ان بعض بلدياتنا‬
‫مقصرة هو مشاهدتنا في اكثر من مدينه عن قيام اليات‬
‫ومعدات بلدياتنا بشق وتعبيد الطرقات ‪ ,‬وبعد حلول فصل‬
‫شتاء جديد نشاهد الياتنا من جديد تقوم بتعبيد الشوارع‬
‫نفسها ‪ ,‬حيث مللنا تلك التصرفات غير المسؤولة ‪ ,‬كما‬
‫مللنا قراءة اللفتات التي توضع في اول الطريق واخرها ‪,‬‬
‫والتي تحمل عبارة ‪ ) :‬ناسف لزعاجكم (‪ ,‬ولرؤساء‬
‫البلديات المقصرين اقول ‪ ":‬ناسف لوجودكم " ‪ ,‬وكفانا‬
‫ازعاج المحتلين وعربده مستوطنيهم اليومية ‪!!..‬‬
‫ظلموك‪ :‬قرأت تقريرا ً عن انجازات إحدى البلديات الواقعة‬
‫شمال الضفة الغربية ‪ ،‬وذلك في مجل يغلب عليها الطابع‬
‫عين حديثا ً‬ ‫العلني ‪ ،‬حيث كانت صورة رئيس البلدية الذي ُ‬
‫لدارة شؤون البلدية المعنية تتصدر صفحة التقرير ‪ ،‬ولدى‬
‫مطالعتي التقرير وجدت أن المقابلة قد ُأجريت مع رئيس‬
‫البلدية السابق لن اسمه ورد في أكثر من موقع في تلك‬
‫المقابلة ‪ ،‬وبعد التحري إكتشفت أن رئيس البلدية كل ما‬
‫جرى معه في المقابلة ‪ ،‬هو أخذ صورته فقط لنشرها‬
‫باللوان مقابل مئات الشواقل‪ .‬وأما المعلومات والنجازات‬
‫التي وردت في التقرير الصحفي ‪ ،‬فقد ُأخذت من نشرة‬
‫كانت قد ُأعدت في عهد الرئيس السابق ‪ ،‬الذي كان معروفا ً‬
‫ل بل محبوبا ً للناس من خلل تواجده معهم على أرض‬
‫الواقع ‪ ،‬وكان ينصر أخاه سواء أكان ظالما ً أو مظلموا ً ‪،‬‬
‫وللرئيس المعني أقول‪ " :‬ظلموك في تعيينك في هذا‬
‫المنصب و‪!!.." ..‬‬
‫مطبات ‪ :‬قلت على مسامع بعض الزملء في العمل ‪ ،‬بأن‬
‫بلديتنا قامتت ببناء ستاد رياضي يتعتبر الكبر في الوطن‪،‬‬
‫وسيتم زراعته بالعشب الصطناعي ‪ ،‬ويتسع للف‬
‫المتفرجين‪ ،‬حيث سيزحف عشاق الكرة إلى مدينتنا لجراء‬
‫المباريات الرياضية على ملعبها و‪ ..‬وهنا إحتج أحد الزملء‬
‫على رئيس بلديتهم قائل ً ‪ :‬لم يعمل رئيس بلديتنا سوى‬
‫وضعه المطبات على الطرقات‪ .‬وأخذ يتمتم بكلمات لم‬
‫أفهمها ‪ ،‬وحاولت التخفيف من غضبه‪ ،‬فقلت له ‪ :‬ل تزعل يا‬
‫صديقي فغيره لم يعمل شيئا ً و‪!!..‬‬

‫‪118‬‬
‫‪1‬‬
‫‪9‬‬ ‫ذكـــــــــــــريــــــــــــات ‪ ..‬؟!‬
‫كلما مررت بمحاذاة حقول القمح في أرضنا الطيبة‪،‬‬
‫يتبادر إلى ذهني عشرات السئلة‪ ،‬منها‪ :‬لماذا نبذر الرض‬
‫بالحبوب‪ ..‬فتنبت زوانا؟ ولماذا تصفر أوراق السنابل قبل‬
‫الوان؟! ولماذا لم تعد السنابل تتمايل مع هبوب الرياح‪،‬‬
‫وأين ذهب أصحابها الذين كانوا يحملون بأيديهم المناجل‬
‫والقداح؟! ولماذا لم تأت العصافير‪ ..‬تقلب بمناقيرها سنابل‬
‫البيادر؟! وبالمس القريب قلبت شريط ذكرياتي أيام‬
‫الطفولة وأنا أضم إلى صدري حزم السنابل‪ ،‬التي كنت‬
‫أحصدها على أنغام البلبل‪ ..‬ويا ليت تلك اليام تعود يوما‪،‬‬
‫فما أجملها‪ ،‬بالرغم من قسوتها‪ ،‬حيث جمعت في تلك اليام‬
‫حزما من السنابل‪ ،‬كان لها معي الذكريات التالية‪:‬‬
‫الذكرى الولى ‪ :‬قبل عودتنا من حصاد المحاصيل الحقلية‪،‬‬
‫كنا نجمع السنابل التي ما زالت غضة‪ ،‬ولم تجف حبوبها بعد‪،‬‬
‫لستخدامها كتسالي في فترة "القيلولة" فنأخذ بفصل‬
‫حبات السنبلة الواحدة تلو الخرى عن قشرتها ونمضغها‬
‫بسهولة‪ ،‬ونستمتع بطعمها المميز‪ .‬أما تسالي اليوم‪،‬‬
‫فكسرت أسناننا من شدة قسوتها وخربت أمعاءنا من شدة‬
‫ملوحتها‪ .‬وبالمس القريب حملت معي عدة سنابل‪،‬‬

‫‪119‬‬
‫وأهديتها إلى إحدى زميلتي في العمل‪ ،‬ولدى مشاهدتها‬
‫إياها قالت‪" :‬يا إلهي ما أجمل منظرها‪ ..‬وما أزكى طعمها‪..‬‬
‫فأنت أرجعتني إلى فترة الطفولة"‪ ،‬وذلك دللة على أن‬
‫للسنابل نكهة خاصة وفائدة عظيمة وذكريات جميلة!‬
‫الذكرى الثانية ‪ :‬ما زلت أتذكر أيام طفولتي‪ ،‬وأنا أقوم‬
‫بجمع السنابل الساقطة على الرض من أيادي الحصادين‬
‫في حقول قريتنا‪ ،‬وبعد النتهاء من جمعها ودقها لفصل‬
‫القشور عن الحبوب‪ ،‬كنت أضعها داخل قميصي‪ ،‬وأتوجه‬
‫فرحا وأنا أحملها إلى أصحاب الحوانيت لبيعها وشراء‬
‫"البوظة" بثمنها‪ ،‬فكنت أشعر بطعم مميز‪ ،‬وأنا أضعها في‬
‫فمي من دون إضاعة أي نقطة منها‪ ،‬فكنا نأكلها في الوقت‬
‫المناسب وبعد عناء مضن في جمع ثمنها!‬
‫الذكرى الثالثة ‪ :‬بعد تجميع المحاصيل الحقلية في مكان‬
‫واحد يسمى "البيدر" كنا نذهب لحراستها خوفا من رمي‬
‫أحد المواطنين عود ثقاب عن طريق الخطأ عليها فتشتعل‬
‫فيها النار‪ ،‬وفي لمحة بصر يضيع تعب سنة كاملة هباء‬
‫منثورا‪ ،‬وفي الوقت نفسه‪ ،‬كنا نقوم بتقليب المحاصيل‬
‫لتصلها أشعة الشمس لتساعد على تكسير سيقانها في‬
‫أثناء عملية الدراس‪ .‬وتجفيف الحبوب التي ما زالت طرية‪،‬‬
‫وعلى هامش حراستنا للبيادر كنا نلعب مع فتيات حارتنا‬
‫ألعابا شعبية نتسلى بها طوال اليوم‪!..‬‬
‫الذكرى الرابعة ‪ :‬تألمت كثيرا "قبل أيام" عندما شاهدت‬
‫على شاشة التلفاز الفلسطيني أعضاء فرقة للمسرح‬
‫يقومون بتمثيل كيفية حصاد القمح من الحقول وذرائها‬
‫وغربلتها‪ ،‬وكان أعضاؤها يحملون المناجل بأيديهم‬
‫ويحصدون في الهواء‪ ،‬ويعملون أكواما من القش كلها‬
‫أوهام في أوهام! وإذا تركنا أرضنا‪ ،‬وبقينا نتصرف بهذه‬
‫الطريقة‪ ،‬فستتحول أرضنا إلى خراب‪ ،‬فلنعد يا أحبتي إلى‬
‫فلحة أرضنا وإصلحها وزراعتها بكافة المحاصيل‬
‫والخضروات وإحياء البيادر من جديد‪ ،‬وقبل فوات الوان!‬
‫ول مانع بعد ذلك من توثيق تراثنا في حلقات فلكلورية‬
‫شعبية‪ ،‬نعبر من خللها عن حبنا للرض وليس العكس‪!..‬‬
‫الذكرى الخامسة ‪ :‬بعد فراغنا من عملية حصاد المحاصيل‬
‫المختلفة‪ ،‬ونقلها إلى البيادر وتقليبها بين الحين والخر‪،‬‬
‫لكي تجف الحبوب التي ما زالت طرية‪ ،‬كنا نحضر آلة‬
‫الدراس في وقت المساء بسبب برودة الطقس خوفا من‬
‫إصابتنا بضربة الشمس‪ .‬وفي اليوم التالي‪ ،‬وعند هبوب‬

‫‪120‬‬
‫نسمات الرياح‪ ،‬نتوجه إلى البيادر لفصل الحبوب عن التبن‪،‬‬
‫فكنت أسمع الفلحين يرددون "يا مذراتي ودي وهاتي"‬
‫وبعد انتهاء عملية فصل الحبوب عن التبن‪ ،‬وقبل تعبئتها‬
‫داخل أكياس لخزنها‪ ،‬كان فلحونا يخرجون "صاع الخليلي"‬
‫وهو عبارة عن وعاء نحاسي كبير‪ ،‬يقومون بتعبئته بحبوب‬
‫القمح أو العدس‪ ،‬لتوزيعه على الفقراء والمساكين‪ ،‬ولكن‬
‫في أيامنا هذه لم يعد للمذراة أي دور‪ ،‬فقد حلت آلة‬
‫الدراس الجديدة محلها‪ ،‬وتتم تعبئة الحبوب داخل أكياس‬
‫تثبت بآلة الدراس نفسها‪ ،‬وبعد ذلك تنقل الكياس مباشرة‬
‫إلى مخازن الفلحين من دون إخراجهم "ل صاع الخليلي ول‬
‫غيره" ويعود سبب قلة حبوب المحاصيل عاما بعد آخر إلى‬
‫عدم إخراجنا زكاة الرض أو العتناء بفلحتها‪!..‬‬
‫الذكرى السادسة ‪ :‬بعد عملية الدراس‪ ،‬ونقل أكياس القمح‬
‫إلى بيوتنا لوضعها داخل المخزن – لستخدامها وقت‬
‫الحاجة‪ ،‬كانت والدتي تحضر "الصاج" وتشعل النار تحته‬
‫وتضع حبات القمح بداخله من أجل تحميصها‪ ،‬لنأكل من تعب‬
‫أجسادنا‪ ،‬فكنا نتجمع حولها نتشاجر من سيأخذ "حبات‬
‫القلية" ونتسابق من سينهي كميته قبل الخر‪ ،‬ونطلب منها‬
‫إعطائنا حبات القمح المحمصة مرة أخرى‪ ،‬ونبقى نطلب‬
‫منها مرة ثالثة ورابعة‪!...‬‬
‫الذكرى السابعة ‪ :‬كانت حبوب القمح التي نقوم بتخزينها‬
‫إلى وقت الحاجة‪ ،‬تكفينا طوال العام ويزيد منها‪ ،‬ولم نشتر‬
‫أكياس الطحين التي ل نعرف ما هي مكوناتها‪ ،‬كنا في ذلك‬
‫الوقت أصحاء ل تهاجم المراض أجسامنا‪ ،‬ومات آباؤنا ولم‬
‫نسمعهم يشكون من أي مرض يذكر‪ ،‬أما اليوم فإننا نشكو‬
‫من آلم في العين والسنان والبطن وضعف في كل جزء‬
‫من أجسامنا! لننا تركنا المواد الطبيعية التي كنا نحصل‬
‫عليها من أرضنا الطيبة‪ ،‬واستبدلناها بأغذية أخرى جميعها‬
‫يدخل في تصنيعها المواد الكيماوية الحافظة التي تهلك‬
‫الجسد وتقصر العمار‪!..‬‬
‫الذكرى الخيرة ‪ :‬كنت قبل سنوات‪ ،‬أذهب إلى بيادر قريتنا‪،‬‬
‫حامل تحت إبطي أكياسا كثيرة لتعبئتها بالحبوب من كافة‬
‫الصناف‪ ،‬ولم تخل أية حبة من تلك الحبوب إل ولمستها‬
‫يداي‪ ،‬سواء في أثناء بذارها أو حصادها‪ ،‬أو درسها‪ ،‬وكنت‬
‫أشعر بالفخر والعتزاز وأنا آكل من نتاج أرضنا‪ .‬وكم تألمت‬
‫هذه اليام عندما حملت الكياس نفسها‪ ،‬وذهبت إلى صاحب‬
‫محل تجاري يستورد القمح من إسرائيل‪ ،‬وقمت بتعبئتها‬

‫‪121‬‬
‫وطلبت منه أن يسجلها كدين على اسمي في دفتر‬
‫الحساب‪ ،‬وبعد طحن تلك الحبوب وخبزها‪ ،‬شعرت بمذاق‬
‫كالعلقم في حلقي‪!..‬‬

‫‪2‬‬
‫‪0‬‬ ‫لــــــــــقـــــــطــــــــات ‪ ..‬؟!‬
‫اللقطة الولى ‪ :‬ما زلت أتذكر ذلك اليوم الذي تقرر فيه‬
‫إطلق سراح ابن عمي "أبو كايد" من المعتقل‪ ،‬وبالفعل‬
‫أطلق سراحه وأخذ أغراضه من داخل المعتقل‪ ،‬واتصل أحد‬
‫القارب الذين ذهبوا لستقباله ليبلغنا بذبح عدة رؤوس من‬
‫الضأن والماعز لعمل طعام غذاء للقارب الذين جاءوا‬
‫لتهنئته بإطلق سراحه وعلى الفور قمنا بذبح سبعة رؤوس‬
‫من الغنام وفي أثناء عملية الذبح وصلنا تلفون ثان يبلغنا‬
‫بأن عزيزنا قد تم اعتقاله من ساحة السجن مرة أخرى‪،‬‬

‫‪122‬‬
‫وهذه المرة كان حكمه مؤبدا! تألمنا كثيرا وإغرورقت أعيننا‬
‫بالدموع‪ ،‬والكل غادر المكان من دون أن يأكل لقمة واحدة!‬
‫اللقطة الثانية ‪ :‬أتألم كثيرا عندما أشاهد أمهات السرى‬
‫وهن يرفعن صور أبنائهن‪ ،‬ويهتفن في الحر والبرد بأعلى‬
‫أصواتهن "ليطلق سراح أبنائنا من دون تمييز" و"ل سلم‬
‫وفلذات أكبادنا داخل المعتقلت السرائيلية" ومئات‬
‫الشعارات الخرى‪ ،‬وفي هذه الحالة كنت أشعر بأن أمهاتنا‬
‫مثلهن مثل المفاوض الفلسطيني الكل يدافع عن قضية‬
‫عادلة‪!..‬‬
‫اللقطة الثالثة ‪ :‬ما زلت أتذكر صورة الفتاة التي بثها "تلفاز‬
‫فلسطين" في برنامج "رسائل محبة" حيث سألت مقدمة‬
‫البرنامج شقيقة أحد المعتقلين ماذا تحب أن تقول‬
‫لشقيقها؟ أخذت تقوي من عزيمته وتوصيه بأن السجن‬
‫للرجال وفي أثناء ذلك أجهشت بالبكاء‪ ،‬فحثها شقيقها الذي‬
‫كان واقفا إلى جانبها بأن ‪ ":‬تشد حيلها" ولحظتها بكيت‬
‫بحرارة ‪!..‬‬
‫اللقطة الرابعة ‪ :‬ما زلت أتذكر ذلك اليوم عندما خرج‬
‫شقيقي من المعتقل‪ ،‬وعندما وطأت قدماه عتبة بيتنا قمنا‬
‫بتقبيله‪ ،‬وتألمت كثيرا عندما عانقته شقيقتي الكبرى‪،‬‬
‫وأخذت تتفقده من رأسه حتى أخمص قدميه ‪!..‬‬
‫اللقطة الخامسة ‪ :‬ما أصعب تلك اللحظات عندما يطلق‬
‫سراح أحد المعتقلين من سجون الحتلل ولدى وصوله‬
‫منزله‪ ،‬يفاجأ بأن والدته التي كان أقاربه يخبرونه أنها‬
‫مريضة ولم تقو على زيارته بسبب مرضها‪ ،‬قد فارقت‬
‫الحياة ولن يراها حتى يوم يبعثون‪!...‬‬
‫اللقطة السادسة ‪ :‬ما زلت أتذكر تلك اللحظة التي وقفت‬
‫فيها مجموعة من زهرات الوطن ‪ ,‬عندما قدم الرئيس‬
‫كلينتون إلى غزة الحبيبة‪ ،‬وألقت على مسمعه والعالم كله‬
‫كلمات محزنة تطالب من خللها إطلق سراح والدها وكل‬
‫المعتقلين داخل سجون الحتلل – لنها بحاجة إلى حنانه‬
‫وعطفه‪ ،‬حيث أن حديث هذه الطفلة أبكى الحجر‪ ،‬ولكن‬
‫الشخصية التي كانت تقف أمامها قلبها أقسى من الحجر‪،‬‬
‫لنه بعد مغادرته أرض الوطن‪ ،‬أمر بقصف إخوتها أطفال‬
‫العراق المحاصرين من الجو والبر والبحر‪!..‬‬
‫اللقطة السابعة ‪ :‬ما زلت أتذكر تلك اليام التي أجبرنا فيها‬
‫جنود الطرف الخر على مغادرة منزلي المستأجر في بلدة‬
‫حلحول الشامخة ‪ ،‬وصفونا على جوانب الطرق أمام أعين‬

‫‪123‬‬
‫مستوطنيهم الذين كانوا يسخرون منا ويلقون على‬
‫مسامعنا المسبات البذيئة‪ ،‬والذي كان يخفف من معاناتنا‪،‬‬
‫هو قيام أخواتنا اللواتي يقطن في عدة حارات بإحضار‬
‫الغطية والطعام لنا لنغطي أجسادنا المرتعشة من شدة‬
‫البرد القارص‪ ..‬وفي الوقت نفسه يطلبن منا الصبر‬
‫والصمود في وجه جنود الحتلل المدججين بأحدث أنواع‬
‫السلحة ويبقين ساهرات حتى يفك أسرنا ونعود برفقتهن‬
‫إلى منازلنا‪!..‬‬
‫اللقطة الخيرة ‪ :‬أيها الخوة المعتقلون‪ ،‬تأكدوا تماما‪ :‬بأن‬
‫فرحتنا لن تكتمل إل بإطلق سراحكم وعودتكم إلى أحضان‬
‫أمهاتكم وأبنائكم وذويكم‪ .‬وبأن المعاهدات والتفاقات كلها‬
‫تعتبر لغيه‪ ،‬إذا لم يتم إطلق سراحكم‪ .‬وأخيرا‪ ،‬إلى "غالب"‬
‫الذي بعث لي منظرا لقبة الصخرة المشرفة‪ ،‬ما أجمل شكله‬
‫وإلى "جواد" الذي أرسل لي رسالة‪ ،‬ما أجمل معانيها!!‬
‫والى سعود أبو يوسف الذي هاتفني من معتقله في سجن‬
‫النقب الصحراوي كي يطمئن على صحتي وأخباري ‪ ,‬وإلى‬
‫كل السرى في المعتقلت السرائيلية لكم مني ألف قبلة‬
‫وتحية وسلم‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫‪1‬‬ ‫مـــــشــــــاهــــــدات ‪ ..‬؟!‬
‫‪124‬‬
‫أبو عمار ينادينا ‪ " :‬زعتر بلدي" و"مرمية بلدية" و‬
‫"كلمنتينا‪ ...‬كلمنتينا‪ ..‬أبو عمار بينادينا"‪ .‬أنني أتذكر هذه‬
‫الكلمات كلما وطأت قدماي شوارع قدسنا الحبيبة‪ ،‬وكنت‬
‫أشعر بأن قدسنا بخير‪ ،‬كلما أشاهد أمهاتنا البائعات وهن‬
‫يفرشن بضاعتهن على جوانب طرقات القدس الشريف‪،‬‬
‫وكنت أشعر بألم وحسرة داخل قلبي عندما كانت أمهاتنا‬
‫يغبن عن أماكنهن بسبب الحواجز المقامة على مداخل‬
‫مدينتنا المقدسة‪ ،‬وكذلك عندما كنت أرى امرأة فلسطينية‬
‫وهي تقوم بتخليص بضاعتها من أيدي جنود الحتلل الذين‬
‫كانوا يضربونها على يديها اللطيفتين لمصادرتها‪ ..‬لنهم‬
‫كانوا يخشون من أن توجه تلك الخضروات والفواكه في‬
‫لحظة ما نحو صدورهم ورؤوسهم المحصنة و‪!..‬‬
‫على فراش الزوجية ‪ :‬دخلت محل صاحب مكتبة كبيرة‪،‬‬
‫وعرضت عليه كتابا أعده صديق لي ليقوم بتسويقه مقابل‬
‫نسبة معينة‪ ،‬ناولته الكتاب وأخذ يقلب صفحاته ويقرأ‬
‫عناوينه بتمعن‪ ،‬وبعد فراغه من ذلك قال‪" :‬كتاب صديقك‬
‫قيم ويستحق القراءة‪ ،‬ولكن هذا النوع من الكتب ل يوجد‬
‫طلب عليها‪ ،‬والكتب المطلوبة في هذه اليام ها هي كما‬
‫تراها موضوعة أمامك على رفوف المكتبة" نظرت إلى‬
‫الكتب المعروضة وقرأت بعض عناوينها والتي أذكر منها‪:‬‬
‫"رسائل الحب" و"قاموس العاشقين" و "فن الحب‬
‫والزواج" و "الشهوة الجنسية" و "شهر العسل أحلى أيام‬
‫العمر" و "الفتاة على أبواب الزواج" و "ممنوع لقل من ‪16‬‬
‫سنة" و "للفتيات فقط" و "أسرار البنات" و "على فراش‬
‫الزوجية" و "للمتزوجات فقط" و "مستشارك الجنسي في‬
‫ليلة الزفاف" و "والعشاب والجنس" و "شهر العسل بل‬
‫خجل" و "هموم الجنس اللطيف و‪ !"...‬ل أجد مانع من‬
‫عرض الكتب المذكورة سابقا وقراءتها‪ ،‬لكن الطامة الولى‬
‫كانت في أنني لم أجد أي كتاب يتحدث عن الوطن! أما‬
‫الطامة الثانية فهي مطالعتي خبرا في الصحف المحلية جاء‬
‫فيه‪" :‬إن أصحاب أكبر مكتبتين في جمهورية مصر العربية‬
‫قاما بإتلف محتوياتهما ووضعا بدل منها أحذية نسائية‬
‫ورجالية وأدوات تجميل و‪ !..‬وحجتهما أنه لم يعد هناك طلب‬
‫عليها بسبب اكتفاء المواطن العربي بمشاهدة "الستليت"‬
‫وبأنه يغني عن قراءة الكتب كلها‪ ،‬غير مدركين أن مضاره‬

‫‪125‬‬
‫أكثر من إيجابياته و‪ !..‬ويا حبذا لو تقوم وزارة التربية‬
‫والتعليم سنويا بتحديد قائمة بأسماء كتب معينة وتعميمها‬
‫على المدارس ليقوم الطلبة المهتمين بشرائها‪ ،‬ومن ثم‬
‫قراءتها وتحديد يوم معين من السنة الدراسية لجراء‬
‫امتحانات بإشراف الوزارة المذكورة حول مستوى قدرة‬
‫الطالب على استيعاب مضمونها لتشجيع أكبر عدد من‬
‫الطلبة على القراءة‪ ،‬وفي مقابل ذلك يتم توزيع جوائز‬
‫تقديرية على الطلبة الفائزين‪.‬‬
‫مرعى للغنام ‪ :‬هناك عديد من جدر مدارسنا آيلة للسقوط‬
‫في أية لحظة‪ ،‬وذلك بسبب بنائها بطرق عشوائية وليس‬
‫حسب مخططات معدة مسبقا‪ ،‬وبعضها بني حسب الصول‪،‬‬
‫ولكن من دون وضع أسيجة لمنع الطلبة من المشي على‬
‫حوافها ما يؤدي إلى سقوطهم‪ .‬فيا حبذا لو يقوم مهندسو‬
‫البنية في مكاتب التربية والتعليم وبالتعاون مع إدارات‬
‫مدارسنا بهدم الجدر اليلة للسقوط‪ ،‬وبخاصة في فصل‬
‫الشتاء والتي تساعد مياه المطار على هدمها‪ ،‬وبناء جدر‬
‫جديدة وترميم المقام منها‪ ،‬خوفا من أن تصبح ساحات‬
‫مدارسنا مرعى للغنام و "مكبا" للنفايات‪ ،‬والطلب من‬
‫الطلبة ذوي المواهب الفنية رسم بعض الرسومات المعبرة‬
‫عليها‪ ،‬أو كتابة الشعارات التي تحث الطلبة على العلم‬
‫والنظافة والنظام و‪ ..‬والذي يزيد الطين بلة هو السماح‬
‫لبعض مقاولي البناء بتشييد المدارس أو إقامة الجدر حولها‬
‫من دون إلمامهم الكافي بالبناء‪ ،‬أو عدم وضع كميات‬
‫السمنت والحديد اللزمة في البناء‪ ،‬والنتيجة أنه بعد مرور‬
‫أشهر أو عدة سنوات‪ ،‬تتشقق جدر مدارسنا وأسطحها‪ ،‬ومن‬
‫المفروض أن يكون لدى المقاول الذي يرسو عليه عطاء‬
‫بناء إحدى المدارس رخصة تخوله ذلك‪ ،‬كي يقوم مستقبل‬
‫بمعالجة الخطاء التي ظهرت في البناء وعلى حسابه‬
‫الخاص!‬
‫تحرير اللفتات ‪ :‬هناك كثير من لفتات الطرق مثبتة داخل‬
‫مدننا المحررة‪ ،‬تحمل أسماء لمدن ومستوطنات إسرائيلية‪،‬‬
‫وبقيت في أماكنها كما كانت عليه زمن الحتلل‪ ،‬وكنا نأمل‬
‫بعد قيام السلطة أن يتم تغييرها ويتم كتابة أسماء مدننا‬
‫وقرانا في بدايتها‪ ،‬ول مانع من كتابة السماء العبرية في‬
‫أسفلها وباللفظ العربي! وفي الونة الخيرة قامت إحدى‬
‫البلديات مشكورة‪ ،‬بتغيير لفتات المدينة المسؤولة عن‬
‫إدارتها‪ .‬ولكن قامت بكتابة أسماء قراها وشوارعها باللغة‬

‫‪126‬‬
‫النجليزية أول‪ ،‬وبالعربية ثانيا‪ ،‬وللوهلة الولى تشعر وكأنك‬
‫تسير داخل مدينة أجنبية! ويا هل ترى من المسؤول عن‬
‫وضع اللفتات داخل شوارع مدننا؟! أم أن هناك بندا في‬
‫اتفاق أوسلو يمنع بموجبه تغيير اللفتات داخل مدننا وقرانا‬
‫منعا باتا إل حسب اتفاق مسبق! فيا حبذا لو يتم )تحرير(‬
‫اللفتات المقصودة‪ ،‬أو بمعنى آخر يتم تغييرها بأخرى عربية‬
‫– لنشعر على القل بأننا نعيش داخل مدن محررة!‬
‫الطريق إلى "تل أبيب" ‪ :‬شاهدت عشرات الحافلت العربية‬
‫في ذكرى السنة الهجرية الجديدة ‪ .‬كانت محملة بجموع‬
‫الركاب من إحدى المدن الكبيرة التي يغلب على سكانها‬
‫الطابع الديني‪ ،‬وللوهلة الولى ظننت بأنهم متوجهون إلى‬
‫المسجد القصى المبارك أو المسجد البراهيمي الشريف‪،‬‬
‫لكي يحيوا الذكرى العطرة في رحاب المسجدين‬
‫المذكورين‪ ،‬وكم تألمت عندما علمت بأنهم كانوا في‬
‫طريقهم إلى "تل أبيب" من أجل التنزه ‪!!..‬‬
‫الشمس ل تغطى بغربال ‪ :‬اعتقلت أجهزة المن‬
‫الفلسطينية خلل الحملت التي قامت بها عشرات‬
‫الشخاص الخارجين عن القانون ‪ ،‬كتجار المخدرات وتجار‬
‫الموت الذين يقومون ببيع الغذية الفاسدة على المواطنين‬
‫‪ ،‬وتجار السلح غير المرخص ‪ ،‬وكان من ضمن الشخاص‬
‫الذين تم اعتقالهم ‪ ،‬أشخاصا ً ارتكبوا جرائم أخلقية يندى‬
‫لها الجبين ‪ ،‬حيث اعترفوا بعظمة لسانهم بالتهم المنسوبة‬
‫سئل أهاليهم عن سبب اعتقال أبنائهم ‪ ،‬كان‬ ‫لهم ‪ ،‬وعندما ُ‬
‫ردهم ) لتحسين صورتهم أمام الناس ( ‪ ،‬هو حيازتهم قطع‬
‫من السلح والرصاص وبين ليلة وضحاها أصبح هؤلء من‬
‫المناضلين الشرفاء ‪ .‬وفي حقيقة المر كانوا من أسوأ‬
‫الشبان في مناطق سكناهم ‪ ،‬ولهاليهم أقول ‪ " :‬الشمس‬
‫ل تغطى بغربال " وتصرفات أولدكم أصبحت على كل لسان‬
‫ومكشوفة للجميع ‪!!..‬‬
‫السحب على سيارة مشطوبة‪" :‬كل غرض بشاقل واحد‪،‬‬
‫وكل من يشتر بخمسين شاقل يدخل السحب على سيارة‬
‫مشطوبة")!( هكذا كان ينادي صاحب إحدى المحال التجارية‬
‫لجذب الزبائن للشراء من داخل محله‪ ،‬والدهى من ذلك كله‬
‫أنه كان ينادي عبر مكبر للصوت على مقربة من مدرسة‬
‫أساسية وعلى مسمع ومرأى أفراد من الشرطة‬
‫الفلسطينية‪!..‬‬

‫‪127‬‬
‫يكفينا سرطان الحتلل‪ :‬يقوم العشرات من تجار الخردة‪،‬‬
‫والذين يزداد عددهم يوما بعد يوم بحرق مئات الطنان من‬
‫مادة النحاس وغيرها‪ ،‬للتخلص من المادة البلستيكية التي‬
‫تغطيها وذلك داخل المناطق المأهولة بالسكان‪ ،‬مما يؤدي‬
‫إلى إزعاج المواطنين على مدار الساعة نتيجة الصوت‬
‫العالي المنبعث من اللت الحادة عدا عن الروائح السامة‬
‫والتي نتج عنها إصابات قاتلة في بعض الحيان‪ .‬الطامة‬
‫الكبرى أن بعض أعضاء المجالس البلدية والقروية يشاهدون‬
‫بأم أعينهم حرق الخردوات ويغضون الطرف‪ .‬فالمطلوب‬
‫وضع حد لهذه الظاهرة‪ ..‬حيث قيل أن السموم المنبعثة‬
‫تسبب السرطان‪ ،‬ويكفينا نحن سكان منطقة الخليل‬
‫الشعاعات النووية المتسربة من مفاعل ديمونا اللعين‪!!..‬‬
‫الجنه تحت اقدام المهات‪ :‬لم اصدق ما رأته عيناي ‪ ,‬عجوز‬
‫في السبعينات من العمر ‪ ,‬كانت تتكئ على عصا‪ ,‬متجهة مع‬
‫اخرين ‪ ,‬لخذ مخصصاتهم الشهريه من مقر لجنه زكاة‬
‫وصدقات الخليل ‪ .‬الغريب في المر ان العجوز المذكورة‬
‫ابناؤها يتفاخرون امام الناس بانهم من اغنى تجار الخليل ‪.‬‬
‫لكنهم في الوقت نفسه يتباخلون على والدتهم ‪ ,‬ولو كانو‬
‫اغنياء النفس لما سمحوا لوالدتهم بطرق ابواب لجان‬
‫الزكاه وغيرها‪ .‬ويا احبتي ‪ :‬الجنيه تحت اقدام المهات‬
‫وليس تحت اقدام الزوجات ‪!!..‬‬
‫تفكيك سياره ‪ ..‬ام تفكيك سراويل ‪ :‬تم سرقه مبلغ من‬
‫المال من احد المنازل في احدى القرى‪ ,‬وذلك اثناء غياب‬
‫اصحابه ‪ ,‬حيث كانو في عزومه عند اقاربهم‪ .‬وبعد وقوع‬
‫جريمه السرقه اخذ اصحابه بمراقبه محيط المنزل المسروق‬
‫من اجل القاء القبض على السارقين ‪ ,‬وطلبو من الجيران‬
‫التصال بهم في حالة شكهم في أي اشخاص او سيارات‬
‫تدخل محيط المنزل المسروق ‪..‬‬
‫وفي احد اليام وخاصه في ساعات الليل المتاخرة ‪ ,‬اتصل‬
‫احد الجيران بشقيق صاحب المنزل المسروق ‪ ,‬وابلغه عن‬
‫دخول سياره مشكوك في امرها باتجاه منزل شقيقه ‪,‬‬
‫وبالفعل قام الخير بالتصال باشقائه وهم كثر ‪ ,‬وأبلغهم‬
‫بالستعداد وملقاته عند احد المحلت في القريه ‪ ..‬وبعد‬
‫تجمعهم توجهو في سياراتهم من دون اضائتها الى محيط‬
‫منزل شقيقهم ‪ ,‬وبعد وصولهم اضاءوا الكشافات التي‬
‫بحوزتهم حيث كانت المفاجأة القاء اتلقبض على شاب من‬
‫اقاربهم معه فتاه ل تمت له بايه علقة قرابه !!‬

‫‪128‬‬
‫قام الشبان بتوبيخ الشاب على فعلته ‪ ,‬وقامو بالتصال‬
‫بوالده وابلغه عما شاهدوه ‪ ,‬وطالبو بعدم قدوم ابنه مرة‬
‫ثانية الى تلك المنطقة التي يقع فيها منزل شقيقهم‪,‬‬
‫لكنهم فوجئوا من رد والده بأن ولده كان يقوم بتفكيك‬
‫) سيارة ل بتفكيك )‪ ,!!.. ((....‬ولوالد الشاب أقول ‪ " :‬فرخ‬
‫البط عوام‪ ..‬ومش كل مرة بتسلم الجره "‪..‬‬
‫كما تدين تدان ‪ :‬احدهم يعمل مزارعا ً في " بيارات "‬
‫الحمضيات داخل ما يسمى بالخط الخضر ‪ ,‬والشخص‬
‫المعني وقع بينه وبين عائلة اخرى سوء تفاهم ‪ ,‬تطور فيما‬
‫بعد الى شجار عائلي استخدمت فيه السلحه الناريه ‪ ,‬ما‬
‫ادى الى مقتل احد شباب القريه ‪ .‬وبعد وقوع جريمه القتل‪,‬‬
‫طاف اخانا على كبار الفخاذ الخرين من ابناء عشيرته‬
‫وبخاصه المتعلمين منهم ‪ ,‬وذلك من اجل تشكيل لجنه كي‬
‫تتحدث باسم الجميع ‪ .‬لكنه فوجئ من رد احد الدكاتره الذين‬
‫التقاهم ‪ ,‬حيث كان رده بانه يفهم فقط في الطبابة ول‬
‫دخل له في حل المشاكل ‪!..‬‬
‫لم يزعل من رد قريبه الدكتور ‪ ,‬واخذ يبحث عن اناس‬
‫سّر‬‫اخرين فعل ً وقفوا الى جانبه في محنته ‪ ,‬لكن اخانا ُ‬
‫عندما طرق الدكتور نفسه باب منزله عندما وقعت مشكله‬
‫بينه وبين اناس اخرين ‪ ,‬حيث طلب منه ان يكون عضوا ً في‬
‫لجنه تم تشكيلها لتدارس المور والعمل على حل‬
‫المشاكل ‪ ,‬فكان رد اخانا للدكتور ‪ ,‬بانه رجل بسيط ل يفهم‬
‫ال في الليمون والبرتقال ‪ ,‬لكنه في حقيقة المر هو انسان‬
‫ع وعلى استعداد لحل اكبر المشاكل ‪ ,‬سالته لما تصرفت‬ ‫وا ٍ‬
‫بهذا الشكل ‪ ,‬فكان رده ‪ " :‬كما تدين تدان " و‪!!..‬‬
‫دائما صناديقنا مخزوقه ‪ :‬يقوم بعض الشخاص في نهاية‬
‫وبدايه كل عام جديد وتحت مسميات كثيرة ‪ ,‬بطباعة‬
‫بوسترات تحمل تقويم للعام الجديد ‪ ,‬وذلك لدعم صندوق‬
‫الطالب المحتاج في جامعاتنا المحليه ‪ ,‬او لدعم مشاريع‬
‫وهمية لجمعيات خيريه وهكذا ‪ .‬وتكون لهؤلء الشخاص‬
‫شبكه موزعين في كافه القرى والمدن ‪ ,‬ويقومون ببيعها‬
‫للناس باسعار مرتفعه ‪ ,‬وكثيرا ً من الناس قاموا بشرائها‬
‫من باب دعم الطالب المحتاج او دعم المشاريع الخيريه ‪.‬‬
‫ولكن بعد التجربه وجدت ان المحتاجون هم الشخاص الذين‬
‫قامو بطباعة تلك البوسترات وجمعوا من وراء بيعها الف‬
‫الشواقل ذهبت لجيوبهم الخاصه‪ .‬اما الطالب المحتاج فهو‬
‫يسمع عن صناديق لدعمه ‪ ,‬لكنه يكتشف كغيره من الطلب‬

‫‪129‬‬
‫المحتاجين والذين هم بحاجه الى المساعده ‪ ,‬بان الصناديق‬
‫كلها كانت مخزوقه ‪!!..‬‬
‫سامحيني ‪ :‬كانت رحمها الله تقطع اللقمه عن فمها‬
‫وتعطيها لولد سلفها وهم كثر ‪ ,‬وكان باب منزلها مفتوحا‬
‫للجميع ‪ ,‬كريمه ‪ ..‬حنونه ‪ ..‬عطوفه ‪ ..‬طيبه القلب ‪ ..‬وعندها‬
‫الشهامة اكثر من الرجال ‪ ..‬صريحه تحب الخير لجميع الناس‬
‫‪ ,‬وتحب الصغار وتشتري لهم الملبس واللعاب – لن‬
‫المولى عز وجل لم يرزقها بالبنين ‪ ,‬وبعد وفاة زوجها ابقت‬
‫باب منزلها مفتوحا ولم تغلقه في وجه أي انسان و لكن‬
‫الذي يحز في النفس انه يوم وفاتها لم يحضر احدا ً من‬
‫هؤلء الذين قامت بتربيتهم اكثر من امهاتهم وابائهم‬
‫لتوديعها والمشاركه في تشييع جثمانها الطاهر‪ .‬والسؤال ‪:‬‬
‫ماذا نطلق على هذه الفئة من الناس سوى انهم ل‬
‫يخجلون ! وللمرحومه اقول ‪ :‬يرحمكي الله وسامحيني اذا‬
‫قصرت في حقك في يوم من اليام ‪..‬‬
‫العين ما بتعلى على الحاجب ‪ :‬اشاهد كغيري من الناس ‪,‬‬
‫لدى ترددنا على كثير من مواقع الفراح او التراح ‪ ,‬ان بعض‬
‫البناء يكونون في المقدمه وابائهم في المؤخرة ‪ ,‬ل بل ان‬
‫البعض يخجل من السير مع ابائهم لدى ترددهم على تلك‬
‫المواقع ‪ .‬ولول ابائهم لما ركب هؤلء احدث السيارات‬
‫ولبسو اغل البدلت ‪ .‬وهنا اتذكر احد كبار السن من ابناء‬
‫عشيرتي )ابو غازي( ‪ ,‬والذي كان يتفقدنا واحدا ً تلو الخر‬
‫لدى توجهنا للمشاركه في أي مناسبه سواء في الفراح او‬
‫التراح ‪ ,‬ويطلب منا ان نكون منضبطين في كل حركه او‬
‫خطوة نخطوها ‪ ,‬وكان رحمه الله يتفقدنا لنه الكبير فينا ‪,‬‬
‫وفي الوقت نفسه معروفا امام الحمائل الخرى بكرمه‬
‫ومواقفه المشهود لها ‪ ,‬وفي غيابه كان يتقدمنا دائما الكبير‬
‫فينا سنا ً ثم القل وهكذا ‪ .‬اما اليوم فاصبح الدجال او‬
‫النصاب هو الذي يتقدمنا لن جيبه مملوئه بالمال ‪,‬‬
‫والمصيبه ان الناس اصبحو يحترمون هذه الفئه ويحسبون‬
‫لها الف حساب ‪ ,‬اما غيرهم وبخاصه كبار السن فاصبح‬
‫دورهم مهمشا ً ولم يعيروهم أي اهتمام يذكر ‪ ,‬والمطلوب‬
‫ان نضع حدا ً لتصرفات هؤلء الشخاص الذين اصبحت‬
‫العيبهم مكشوفه لبناء عشائرهم ‪ ,‬وان نعود الى تطبيق‬
‫عادتنا العربيه للصيله التي نعتز ونفتخر فيها وذلك قبل‬
‫فوات الوان ‪!!..‬‬

‫‪130‬‬
‫ارحموا نساَئنا ‪ :‬اصيبت احدى الزوجات في الربعينات من‬
‫عمرها ‪ ,‬بمرض اقعدها الفراش ‪ ,‬حيث قام زوجها وهذا من‬
‫واجبه بالتردد على المستشفيات من اجل علجها‬
‫‪ ,‬حتى انه احضر الطباء الى داخل منزله لعمل المسجات‬
‫اللزمه حتى تقوى على الحركه ‪ .‬المصيبه ان زوجها بدل من‬
‫تخفيف المها ‪ ,‬كان يرسل لها مسجات عبر حركات عينه‬
‫بانه سيتزوج عليها بانسانه اخرى ‪ ,‬فكيف لهذه النسانه‬
‫المسكينه المقدرة على الحركه والشفاء من مرضها ‪ ,‬ما‬
‫دامت تسمع كلم زوجها )على الخشه والطلعه (‪ ,‬بانه‬
‫سيتزوج عليها ‪ ,‬وكان من المفروض عليها ان يدخل البسمه‬
‫والسرور الى قلبها وذلك بالكلم الطيب ‪ ,‬وبانه سيبقى‬
‫واقفا ً الى جانبها مهما كلفه المر ‪ .‬ومن العيب على بعض‬
‫الشخاص في حالة مرض شريكات حياتهم ‪ ,‬هو قيامهم‬
‫بالبحث عن زوجات اخريات ‪ ,‬وذلك بحجج واعذار كلها‬
‫باطله ‪ ,‬والسؤال ‪ :‬ماذا لو حصل العكس ‪ ,‬فحينها لم يرحم‬
‫الناس اللواتي تصرفن بهذا التصرف ‪ ,‬وتصبح سمعتهن على‬
‫كل لسان ‪!!..‬‬
‫الله يهديك ‪ :‬معلم يدرس في مدرسه ثانويه ‪ ,‬كثيرا ما رايته‬
‫في المسجد ‪ ,‬يلقي الدروس الدينيه على جموع المصلين ‪,‬‬
‫ويدعوهم فيها الى تطبيق الشريعه السلميه ‪ ,‬وكثيراص ما‬
‫شاهدته يخرج مع ما يسمى برجال الدعوة ‪ ,‬كي يدعو الناس‬
‫لحضور الدروس الدينيه في مساجدهم ‪ ,‬وكثيرا ما سمعته‬
‫يحث الناس على عدم ايذاء الجار للجار ‪ ,‬وبان نبينا محمد‬
‫اوصى على سابع جار و‪ ..‬واثبتت لي اليام بان هذا الشخص‬
‫بعيد كل البعد عن تطبيق الدين السلمي ‪ ,‬وبحاجه لمن‬
‫يهديه الى الصراط المستقيم ‪ ,‬واكبر دليل على ذك هو‬
‫قيامه بتجميع عدة كرات وصلت حدود منزله بسبب ركل‬
‫اطفال جيرانه اياها بطريق الخطـأ ‪ .‬وعلى مرأى منهم قام‬
‫باحضار سكين طويل ‪ ,‬ومن ثم قام بتقطيعها اربا ً اربا ً ‪,‬‬
‫وكان من المفروض عليه ارجاعها للطفال – لنها لم تحدث‬
‫أي خراب – لنها سقطت في ارض جرداء خاليه من‬
‫المزروعات ‪ ,‬ولو كان هناك سوء تفاهم بينه وبين جيرانه‬
‫الكبار ‪ ,‬فعلى القل ان ل ينقل الخلفات الى الصغار الذين‬
‫لن يسامحوه ابدا ً على افعاله و ‪!!..‬‬
‫الدفتر بدو قلم ‪ :‬تقدم أحد الشباب لكطلب يد فتاة من‬
‫والدها ‪ ،‬فقوبل طلبه بالرفض ‪ ،‬وبخاصة من والدة الفتاة ‪،‬‬
‫حيث كان ردها بان الدفتر بحاجة الى قلم ‪ ،‬أي بمعنى آخر‬

‫‪131‬‬
‫ان إبنتها متعلمة والشاب الذي تقدم لطلب يدها غير‬
‫متعلم ‪.‬‬
‫وبعد مرور وقت قصير على زواجها من شاب آخر ‪ ،‬أخذ‬
‫والداها يعضون على النواجذ من تصرفات زوج ابنتهم الذي‬
‫كان شغله الشاغل النصب والحتيال على الناس الغلبة ‪.‬‬
‫وبعد انكشاف أمره إضطر أخانا الى ترك البلد والسفر الى‬
‫الخارج ‪ ،‬تاركا ً زوجته وابنه يتدبرون أمرهم بأنفسهم ‪ ،‬ما‬
‫إضطر والدها الى ارجاعها الى بيته من جديد ‪ ،‬وبعد عودتها‬
‫أخذت والدة الشاب غير المتعلم والذي يتصف بالخلق‬
‫الحميدة وعلى مسامع والدة الفتاة التي رفضت الزواج من‬
‫ابنها تقول ‪ ":‬القلم إنكسر والدفتر تناثرت أوراقه وأصبح‬
‫في مهب الريح " و‪!!..‬‬
‫الجائزة سيارة فخمة ‪ :‬قامت إحدى شركات بيع الدوات‬
‫الكهربائية الكبرى في إحدى البلدات ‪ ،‬بإجراء السحب على‬
‫سيارة موديل ‪ ، 2009‬وبالفعل قامت الشركة المعنية بعرض‬
‫السيارة على منصة أمام أبوابها وعلى مرأى المارة ‪ ،‬وذلك‬
‫لحث الناس على الشراء منها‪ ،‬وفي الوقت نفسه لعل‬
‫لخرى من‬ ‫وعسى أن تكون السيارة أ إحدى الجوائز ا ُ‬
‫نصيبهم ‪ ،‬وقبل إنتهاء مدة العرض لم يتم إجراء السحب ‪،‬‬
‫وفقدت السيارة فجأة من المكان ‪ ،‬ولدى استفساري قيل‬
‫لي بأن السيارة كانت من نصيب أحد سكان قرى مدينة رام‬
‫الله ‪ .‬أدركت حينها أن الشركة المذكورة وضعت السيارة‬
‫لهدف في نفس يعقوب ‪ ،‬ولن تدوم طويل ً ‪ ،‬وبالفعل‬
‫أغلقت الشركة المذكورة أبوابها وأعلنت افلسها ‪ ،‬أما‬
‫أصحابها فغادروا البلد ‪ ،‬وبعضهم الخر ما زال تحت سطوة‬
‫الجلد ‪ ،‬بسبب سلوكهم الطرق الملتوية و‪!!..‬‬
‫زوجته حامل على مدار العام‪ :‬أحدهم ل يخلو بيت من بيوت‬
‫جيرانه‪ ،‬إل وطرق بابه‪ ،‬وذلك لقراضه بعض الفلوس‪ ،‬مرة‬
‫بسبب أن أطفاله مرضى وهم بحاجة للعلج‪ ،‬ومرة ُأخرى‬
‫لن زوجتهحامل وعلى وشك النجاب ‪ .‬بعض الجيران كانوا‬
‫يقرضونه بسبب صلة القراب التي تربطهم مع بعضهم‬
‫البعض ‪ ،‬وبعضهم الخر كان يغلق أبواب منازلهم في وجهه‬
‫– لنهم أصبحوا على دراية بأفعاله‪ ،‬وبعدما أصبح معروفا ً‬
‫لهل الي الذي يقطنه‪ ،‬توسع مجال نصبه وإحتياله على‬
‫سكان الحياء المجاورة‪ ،‬والذين بدورهم أخذوا يترددون على‬
‫منزل والده لمطالبته بالمبالغ المستحقة على إبنه‪ ،‬وبالفعل‬
‫كان يقوم بتسديدها بالرغم من إعالته ُأسرة كبيرة جدا ً ‪.‬‬

‫‪132‬‬
‫ولهذا للشاب وأمثاله اقول‪ :‬الموال التي إقترضتموها‬
‫ستقومون بسدادها إن عاجل ً أم آجل ً ‪ ،‬وصارحوا أنفسكم‬
‫لن حبل الكذب قصير ‪ ،‬وشمروا عن سواعدكم – لن‬
‫المجال ما زال مفتوحا ً أمامكم و‪!!..‬‬

‫‪2‬‬
‫‪2‬‬ ‫متســولون ‪ ..‬ومتـسـولت ‪ ..‬؟!‬

‫الكنافة أول‪ :‬في صبيحة كل يوم أشاهد مجموعة من‬


‫الشخاص يستقلون سيارة تاكسي ويقومون بالتردد على‬
‫المصانع والمحاجر والمحال التجارية لحث أصحابها على‬
‫التبرع من أجل بناء مدرسة أو مسجد في قرية ما! ول تخلو‬
‫قرية أو مخيم إل ووطأتها أقدامهم‪ !..‬وفي الحقيقة أن‬
‫سكان القرية المنوي إقامة المشروع على أراضيها‬
‫يستطيعون دفع تكاليف البناء كلها‪ !..‬ولكن هؤلء الشخاص‬
‫تعودوا على )الشحذة !(‪ .‬ومضى على عملهم سنوات عدة‪،‬‬
‫وأصبحت وجوههم معروفة لغالبية الناس‪ ،‬حيث أن أي قرية‬
‫يرغب سكانها في بناء مشروع عام‪ ،‬كانوا يذهبون إلى‬
‫هؤلء الشخاص )الذين احترفوا المهنة!( ويتفقون معهم‬
‫مقابل أجرة يتم حسمها مسبقا من الموال التي يتم‬

‫‪133‬‬
‫جمعها‪ !..‬الكل يوافقني بأن المجموعة أنجزت الكثير من‬
‫المشاريع‪ ،‬ولكن أعضائها في بعض اليام كانت حصتهم تزيد‬
‫بكثير عن الموال التي كانوا يجمعونها! وأكل "الكنافة"‬
‫والشاورما كما أن المواصلت كان يتم حسمها من تلك‬
‫الموال ومن دون حساب والله شديد العقاب‪.‬‬
‫احذروا المتسولين ‪ :‬تكثر خلل شهر رمضان ظاهرة التسول‬
‫بين صفوف مواطنينا‪ ،‬واستغل بعضهم الشهر الفضيل‬
‫لزيادة أمواله‪ ،‬حيث أنني شاهدت مجموعة من النسوة‬
‫موزعات داخل قدسنا الحبيبة بشكل مدروس ومنظم ‪ ,‬حيث‬
‫كانت المسافة بين كل امرأة وأخرى موحدة‪ ،‬وكل امرأة‬
‫تجلس على طرف الشارع كانت تقابلها امرأة ثانية في‬
‫الشارع المقابل‪ ،‬ول أدري ما هي الجهة التي تقوم‬
‫بتوزيعهن؟! وثبت للعديد منا أن تلك النسوة أو الشيوخ‬
‫ليسوا بحاجة ماسة إلى المساعدة‪ ،‬بل اتخذوا التسول مهنة‬
‫لزيادة أموالهم من دون عناء أو مشقة‪ ،‬والذي يزيد الطين‬
‫بلة أن بعضنا ما زال يتصدق على هذه الفئة المريضة‬
‫نفسيا‪ ،‬وإذا لم يوضع حد لهذه الظاهرة )سيتساوى( عدد‬
‫المتسولين مع عدد المصلين في السنوات القادمة! والدليل‬
‫على ذلك أن بعض المواطنين الذين يفدون إلى القصى‬
‫الحبيب في رمضان‪ ،‬ليس جميعهم يتوجه إلى هناك لتأدية‬
‫الصلة‪ ،‬بل يستغلون جل وقتهم في التسول أو سرقة‬
‫المواطنين وبخاصة في الماكن المزدحمة بالمارة أو لجمع‬
‫الموال لبناء المدارس وبيوت العبادة أو للعلج و‪!..‬‬
‫أولد شوارع ‪ :‬فور خروجي من المؤسسة التي أعمل فيها‪،‬‬
‫ووصولي إلى الشارع الرئيس‪ ،‬صادفتني في طريقي طالبة‬
‫صغيرة كانت تبكي بشدة‪ ،‬سألتها عن سبب البكاء‪ ،‬فردت‬
‫بأنها أضاعت نقودها‪ ،‬ولم يعد لديها نقود لتدفعها أجرة‬
‫الباص للعودة إلى منطقة سكناها‪ ،‬أعطيتها "ما فيه‬
‫النصيب" وتابعت سيري‪ .‬وبعد مضي أيام عدة‪ ،‬وفي المكان‬
‫نفسه‪ ،‬وجدت الطالبة ذاتها تبكي وتتوسل جموع المارة‬
‫لعطائها نقودا لتدفعها أجرة للباص‪ .‬قد يكون بعض الطلبة‬
‫فعل سرقت نقودهم أو أضاعوها‪ ،‬ومن واجب المواطنين‬
‫مساعدتهم في الوصول إلى حافلت منطقة سكناهم‪ ،‬ودفع‬
‫أجرتهم‪ ،‬وعدم إعطائهم الفلوس نقدا‪ ،‬وتركهم على قارعة‬
‫الطريق على هذه الحالة – لنهم سيتعودون على هذه العادة‬
‫السيئة‪ ،‬وسيفضلون الشحذة على الذهاب إلى مقاعد‬
‫الدراسة‪ ،‬والمطلوب من الباء سؤال أبنائهم من كل‬

‫‪134‬‬
‫الجنسين عن المشاكل التي تواجههم في أثناء توجههم‬
‫ذهابا وإيابا إلى مدارسهم والعمل على حلها‪ ،‬ومعرفة ساعة‬
‫مغادرتهم مدارسهم والعودة منها‪ .‬أما تركهم يتصرفون‬
‫لوحدهم ومن دون مساءلة‪ ،‬فمعنى ذلك أنهم سيتخرجون‬
‫"أولد شوارع" كما يقولون‪ ،‬ل يعرفون من التربية والتعليم‬
‫إل اسمها‪ ،‬وإن كان النجاح حليفهم فسيتخرجون منحرفين‬
‫من مدارسهم قبل وصولهم إلى مقاعد الدراسة الجامعية!‬
‫لله يا محسنين ‪ :‬حدثني أحد الصدقاء بأنه كان يشاهد وهو‬
‫في العاشرة من عمره‪ ،‬مواطنا كفيفا يفترش إحدى الزوايا‬
‫في ساحة باب العامود‪ ،‬ويحمل لفتة عليها صور أولده‪،‬‬
‫ويتوسل للمارة التبرع له لن لديه أطفال صغارا بحاجة‬
‫ماسة للمساعدة‪.‬‬
‫وأضاف صديقي قائل‪" :‬أصبح عمري )‪ 27‬عاما( وما‬
‫زلت أرى المواطن نفسه يحمل اللفتة نفسها مع بعض‬
‫الضافات عليها‪ ،‬ويجلس في الموقع نفسه‪ ،‬ويتساءل ألم‬
‫يكبر أولده الذين كانوا صغارا بالمس‪ ،‬أم أن والدهم وجد‬
‫هذه المهنة تدر عليه أموال ً طائلة‪ ،‬ول تحتاج إلى أي مجهود‬
‫سوى قوله المستمر‪" :‬لله يا محسنين"!‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫‪3‬‬ ‫رحــــــــــــــــــــــــــلت ‪ ..‬؟!‬

‫‪135‬‬
‫شرعي بالسم ‪ :‬كثيرا ما شاهدنا أخواتنا اللواتي يرتدين‬
‫اللباس الشرعي‪ ،‬يدخلن البحر – وفور ملمسة مياهه يقمن‬
‫برفع جزء من ألبستهن خوفا من أن تبتل بالمياه‪ ،‬وبعد‬
‫تعمقهن داخله تبتل ألبستهن نتيجة تلطم المواج العالية‪،‬‬
‫وفي هذه الحالة ل يتبقى من اللباس إل اسمه! نتيجة‬
‫التصاق ملبسهن بأجسادهن‪ ،‬فتظهر عوراتهن أمام كل‬
‫زائري الشط ويصبحن أضحوكة أمام كل المستجمين‪ .‬حبذا‬
‫لو تتوقف هؤلء عن دخول البحر بهذه الطريقة‪ ،‬وإذا كان ل‬
‫بد من السباحة فل مانع من خلع ألبستكن في أماكن‬
‫مخصصة ومغلقة وارتداء ملبس السباحة للغوص في أعماق‬
‫البحر بالطريقة التي تناسبكن‪!..‬‬
‫استغلل الوقت في التعليم ‪ :‬عجبا في خروج طلبة‬
‫المدارس في رحلت مدرسية والتي تكلف مبالغ باهظة‪،‬‬
‫وفي الوقت نفسه يعاني معلموهم المرين بسبب تدني‬
‫رواتبهم‪ ،‬والسؤال‪ :‬هل طلبتنا بحاجة إلى الخروج في‬
‫رحلت مدرسية؟ بالرغم من تغيبهم عن مقاعد الدراسة‬
‫عشرات اليام الدراسية‪ ،‬بسبب الضرابات والغلقات‬
‫والعطل الوطنية والدينية وغيرها من المناسبات! وكنت‬
‫أتوقع في العام الجاري أن تتوقف الرحلت المدرسية‪ ،‬وأن‬
‫يتفرغ المعلمون والطلبة لستغلل الوقت في التعليم‬
‫لتعويض ما فاتهم من مواد دراسية‪ .‬ولكن الرحلت في‬
‫العام الجاري زادت بشكل أكثر عما كانت عليه في العوام‬
‫الماضية‪!..‬‬
‫السباحة في الماكن المنة ‪ :‬فارق الحياة خلل العوام‬
‫الماضية العديد من الطفال والشبان في عمر الورود‪ ،‬وذلك‬
‫أثناء توجههم في رحلت مدرسية أو عائلية إلى البحر‪ ،‬وذلك‬
‫بسبب دخولهم في مناطق السباحة فيها ممنوعة ‪ ,‬أو لن‬
‫ارتفاع الموج كان فيها عاليا‪ ،‬ما سبب غرقهم في لمحة‬
‫البصر‪ ،‬وكانت آخر حادثة غرق سمعتها هي قيام موظفة‬
‫تعمل في مؤسسة حكومية بالذهاب إلى البحر في رحلة مع‬
‫زوجها وزملئها‪ ،‬وبعد وصولهم البحر نزلت وزوجها وطفلها‬
‫إليه‪ ،‬حيث قامت بوضع طفلها في إطار بلستيك ليساعده‬
‫على السباحة‪ ،‬وبالفعل شعر الطفل بالسعادة وأخذ جسده‬
‫يرتفع وينخفض حسب المواج‪ ،‬وكان يشير بحركات بريئة‬
‫لوالديه اللذين كانا ينثران المياه باتجاه بعضهما بعضا‪ ،‬وفي‬
‫لمحة بصر غرق الطفل‪ ،‬وجميع المحاولت لنقاذه باءت‬
‫بالفشل‪ ،‬حبذا لو أن كل إنسان يفكر بالذهاب إلى البحر أن‬

‫‪136‬‬
‫يسبح في الماكن التي تحددها البلديات وأمام أبراج النقاذ‬
‫فقط‪ ،‬ويا أحبتنا المتنزهين ل مانع من تعليم أولدكم‬
‫السباحة ولكن ل تلقوا بهم إلى التهلكة‪!!..‬‬
‫علمنا أغلى ‪ :‬كنت أشاهد في السنوات الماضية جموع‬
‫الطلبة الخارجين في رحلت مدرسية وهم يقومون برفع‬
‫العلم الفلسطيني من خلل نوافذ الحافلت التي كانوا‬
‫يستقلونها‪ ،‬وفي هذا العام اكتفت إدارات بعض المدارس‬
‫بتثبيت لفتة على مقدمة الحافلة أو خلفها تحمل اسم‬
‫المدرسة واسم مكتب التربية الخاضعة لشرافه‪ ،‬فلماذا‬
‫الطرف الخر يرفع علمه على أسطح منازله ومؤسساته‬
‫ومركباته‪ ،‬ول يحلو لهم السفر‪ ،‬إل بوجود علمهم يرفرف‬
‫أمام أعينهم‪ ،‬ونحن الذين كنا متعطشين لرفع علمنا عاليا‪،‬‬
‫واستشهد من أجل رفعه آلف الطلبة والمواطنين‪ ،‬فلماذا‬
‫لم نعد نرفعه كما كنا نرفعه في أثناء النتفاضة المباركة‬
‫وبداية دخول السلطة الوطنية إلى أرض الوطن‪ !..‬وإذا كان‬
‫هناك خوف من تحرشات المستوطنين وأفراد الشرطة‬
‫السرائيليين بسائقي حافلتنا وطلبة مدارسنا أثناء‬
‫خروجهم في رحلت مدرسية‪ ،‬فلماذا لم نطلب من طلبتنا‬
‫رفع علمنا داخل مناطق السلطة الوطنية الفلسطينية على‬
‫القل‪!..‬‬
‫اعتقاد خاطئ ‪ :‬قامت بعض إدارات المدارس أثناء اصطحاب‬
‫طلبتها في رحلت مدرسية بوضع عشرات الطلبة داخل‬
‫الحافلة الواحدة‪ ،‬ما جعل أعدادهم تزيد عن العدد المسموح‬
‫به‪ ،‬أما عن عدد أبناء بعض المدرسين الذين يرافقون آباءهم‬
‫فحدث ول حرج فتكاليف رحلتهم وأماكن جلوسهم كلها‬
‫على حساب الطلبة الخرين! وقد وضع كل ثلثة طلب‬
‫صغار على مقعد واحد‪ ،‬وتم توزيع الطلبة داخل ممرات‬
‫الحافلة‪ ،‬وذلك اقتصادا في تكاليف الرحلة‪ ،‬ظنا منهم بأنهم‬
‫كلما كان عدد الطلبة أكثر‪ ،‬كلما قلت التكاليف‪ ،‬ولكن لو‬
‫وقع حادث سير للحافلة‪ ،‬ل قدر الله‪ ،‬فإن الصابات تكون‬
‫بالغة وحينها ل ينفع الندم‪ ،‬فيا حبذا لو وزع تعميم على‬
‫إدارات المدارس بعدم تحميل أكثر من ‪ 50‬طالبا أو طالبة‬
‫داخل الحافلة الواحدة بغض النظر عن أعمار الطلبة!‬
‫ل يعرفون الحرم البراهيمي ‪ :‬أجري استفتاء بين طلبة‬
‫إحدى المدارس التي ل تبعد عن مدينة القدس سوى عشرة‬
‫كيلومترات حول معرفتهم بالمسجد القصى المبارك‪،‬‬
‫وكانت النتيجة أن ‪ %30‬من مجموع الطلبة ل يعرفون‬

‫‪137‬‬
‫المسجد المذكور‪ ،‬بل يعرفونه من خلل الشاشة الصغيرة‬
‫فقط‪ ،‬والسبب يعود إلى عدم التخطيط السليم للرحلت‬
‫المدرسية إذ توجه الرحلت باستمرار إلى داخل المدن‬
‫السرائيلية فقط! والشيء نفسه يحصل مع طلبة محافظة‬
‫الخليل‪ ،‬إذ ل يعرفون المسجد البراهيمي الشريف‪ ،‬لنني‬
‫شاهدت غالبية الحافلت التي كانوا يستقلونها في أثناء‬
‫خروجهم في رحلت مدرسية تتوجه إلى طريق واد النار‬
‫اللعين لتصل مدنا غير الخليل‪ ،‬وأبقينا زيارة الحرم المذكور‬
‫مقتصرة على طلبة الطرف الخر فقط‪ ،‬وفي هذه الحالة‬
‫ابتعدنا عن مقدساتنا‪ ،‬وأضعنا الموال التي صرفناها على‬
‫أبنائنا هباء منثورا‪ ،‬لنها لم تحقق الهدف المرجو من‬
‫الرحلت‪ ،‬ويا هل ترى! من المسؤول عن ذلك الهالي أم‬
‫المعلمين أم وزارة التربية والتعليم نفسها؟‬
‫مسؤولية الجميع ‪ :‬كتبت شعارات كثيرة على جدر المنازل‬
‫والماكن العامة داخل المدن السرائيلية تحمل عبارة "بيسح‬
‫بيحفرون" تدعو جموع السرائيليين ومن مختلف العمار‬
‫التوجه إلى مدينة خليل الرحمن للتعرف على معالمها‬
‫الثرية والصلة داخل الحرم البراهيمي الشريف‪ ،‬لتعريفهم‬
‫بأهمية هذا المكان من الناحية الدينية حسب الشريعة‬
‫اليهودية‪ .‬والسؤال‪ :‬من طلبة مدارسنا زار الحرم‬
‫البراهيمي الشريف في هذا العام أو العوام السابقة؟‬
‫الجواب‪ :‬عدة مدارس ل يتعدى عددها أصابع اليد الواحدة‪،‬‬
‫والسبب في ذلك يعود حسب اعتقادهم إلى تحرش‬
‫المستوطنين بالعرب‪ ،‬ورشقهم بالحجارة و‪ ..‬وتقع‬
‫المسؤولية علينا جميعا لننا نعرف مكانة الحرم البراهيمي‬
‫الدينية بالنسبة لنا كمسلمين وبخاصة في مدينة الخليل ول‬
‫نقوم بزيارته والصلة فيه‪ ،‬وعلى خطباء المساجد في أنحاء‬
‫الوطن كله‪ ،‬التطرق إلى ظاهرة الرحلت المدرسية‬
‫والعائلية في خطبهم‪ ،‬لتحقق الرحلت المذكورة الهداف‬
‫المرجوة منها – وكي ل تضيع أموالنا وأوقاتنا هباء منثورا‪،‬‬
‫وإذا بقينا نتصرف بهذه الطريقة سنخسر حصتنا في الحرم‬
‫البراهيمي الشريف‪ ،‬وفي الوقت نفسه سيزيد عدد‬
‫المستوطنين المتطرفين في المدينة عما هو عليه الن‪،‬‬
‫وستصبح مدينة الخليل حيا صغيرا من أحياء مدينة كريات‬
‫أربع الستيطانية!!‬
‫التعرف على المعالم الدينية والثرية ‪ :‬كان الهدف من اتخاذ‬
‫وزارة التربية والتعليم الفلسطينية قرارا بتشجيع خروج‬

‫‪138‬‬
‫طلبة المدارس في رحلت مدرسية‪ ،‬هو تعريف الطلبة على‬
‫المواقع الدينية والثرية في ربوع الوطن كله‪ ،‬ولكن‬
‫الرحلت المدرسية لم تحقق الهدف المرجو منها – لن‬
‫إدارات مدارسنا تصطحب طلبتها إلى داخل المدن‬
‫الفلسطينية المحتلة التي لم يبق الطرف الخر أي دللة‬
‫على عروبتها بسبب هدم مبانيها ومساجدها ومدارسها‬
‫وإقامة المباني الشاهقة على أنقاضها‪ ،‬حيث أعلمني أحد‬
‫المدرسين بأنه سأل طالبا ذكيا أين تقع برك سليمان‪ ،‬فكان‬
‫جواب الطالب‪ :‬أنها تقع في غزة! فما بالكم لو وجه‬
‫المدرس السؤال نفسه إلى طالب ضعيف في الدراسة‪،‬‬
‫بالطبع لكان جوابه أن برك )سليمان( تقع في )عمان(!‪.‬‬
‫حبذا لو تصطحب إدارات مدارسنا الطلبة في كل عام إلى‬
‫مدينة معينة من مدن الوطن للتعرف على معالمها وآثارها‬
‫ومؤسساتها وذلك بالتنسيق مع مكتب وزارة السياحة في‬
‫المحافظة المراد زيارتها‪ ،‬وفي العام التالي يزورون مدينة‬
‫ثانية وهكذا دواليك‪ ..‬أما زيارة طلبنا عدة مدن في اليوم‬
‫الواحد‪ ،‬فالطالب ل يعلق في ذهنه سوى أسماء المدن التي‬
‫شاهدها عبر نافذة الحافلة التي مرت من شوارعها‪ ،‬وينهي‬
‫الطالب دراسته في المرحلة الثانوية وهو ل يعرف شيئا عن‬
‫معالم وطنه!‬
‫عطاءات وشروط ‪ :‬يوجد في كل قرية عدد من المدارس‬
‫الساسية والثانوية‪ ،‬وسألت بعض طلبة المدارس عن‬
‫تكاليف رسوم رحلتهم‪ ،‬فمنهم من أبلغني بأنهم دفعوا ‪25‬‬
‫شاقل وبعضهم ‪ 30‬شاقل‪ ،‬وفي مدارس أخرى دفع طلبتها‬
‫أكثر من ‪ 50‬شاقل‪ ،‬الغريب في المر أن طلبة المدارس‬
‫المذكورة كلهم من القرية نفسها واستقلوا الحافلت‬
‫نفسها التابعة لحدى شركات الباصات العاملة على خطوط‬
‫الوطن‪ ،‬وزاروا أيضا الماكن نفسها‪ ،‬وكان من المفروض‬
‫على مكاتب التربية والتعليم في كل محافظة طرح عطاءات‬
‫مناقصة للرحلت المدرسية بشرط أن تتضمن تلك العطاءات‬
‫شروطا عدة تخص الحافلت كأن تكون نظيفة ومؤمنة‬
‫وشبابيكها وأبوابها سليمة‪ .‬وفي هذه الحالة تكون الرسوم‬
‫أقل بسبب وجود منافسة بين شركات الباصات‪ ،‬وفي‬
‫الوقت نفسه يكون عدد الحوادث ل سمح الله أقل و‪ ..‬ومع‬
‫تمنياتي لجميع المتنزهين برحلة ممتعة وعودة سالمة‬
‫لهاليهم!‬

‫‪139‬‬
‫أنفلونزا الرحلت‪ :‬تقوم إدارات غالبية المدارس من كل‬
‫الجنسين فور بدء موسم الرحلت المدرسية ‪ ،‬بالسراع في‬
‫جمع رسوم الرحلت وحث الطلبة على تسجيل أسمائهم‬
‫للخروج للتنـزه ‪ .‬ومن الطبيعي توقف المركبات التي تقل‬
‫الطلبة على الحواجز العسكرية السرائيلية وما أكثرها ‪.‬‬
‫حيث يمضي الطلبة جل أوقاتهم وهم متوقفون على تلك‬
‫الحواجز ‪ ،‬وهنا استغل أحد الطلبة قيام الجندي بتدقيق‬
‫هويات زملئه ‪ ،‬فقام بتصويره من خلل جهاز الهاتف‬
‫الخلوي الخاص به ‪ ،‬وبعد مشاهدة الجندي السرائيلي ضوء "‬
‫الفلش " قد لمع في وجوه ‪ ،‬سأل عن الشخص الذي قام‬
‫بعملية التصوير ‪ ،‬فلم ينبس أحدا ً من الطلبة ببنت شفه ‪ .‬ما‬
‫اضطره إلى تفتيش أجهزة هواتفهم النقالة طالبا ً تلو الخر‬
‫لمعرفة الطالب الذي قام بالتصوير ‪ ،‬وفي أثناء عملية‬
‫البحث ضبط الجندي على جهاز أحد الطلبة صورة لوالده‬
‫وهو يحمل رشاشا ً غير الموجود بحوزة سلطتنا الموقرة ‪.‬‬
‫وهنا تم حجز الحافلة لمدة أربع ساعات ‪ ،‬وبعد توسل‬
‫المعلمين للجنود سمح لهم بمتابعة سيرهم ‪ ،‬أما الطالب‬
‫الذي قام بالتصوير فتم اقتياده للتحقيق معه ‪ ،‬وهذه قصة‬
‫من عشرات القصص التي وقعت مع مدارس أخرى ‪.‬‬
‫مش اسمها رحلة ‪ :‬قام موظفو إحدى المؤسسات برفع‬
‫أسمائهم وأرقام هوياتهم إلى المسؤولين في الدارة‬
‫المدنية السرائيلية لحصولهم على تصاريح تخولهم الدخول‬
‫إلى حدود الخط الخضر ‪ ،‬فمنهم من حصل على تصريح‬
‫وبعضهم الخر تم رفضه لدواعي أمنية حسب ادعاءات‬
‫الطرف الثاني ‪ .‬حيث كان من المفروض على الخوة‬
‫المتنـزهين الذهاب للتعرف على ما تبقى من معالم المدن‬
‫والقرى الفلسطينية المحتلة وزيارة المسجد القصى‬
‫المبارك وتأدية الصلة فيه ‪ .‬ولكنني فوجئت بعد سؤالي‬
‫أحداهن عن برنامج سير الرحلة ‪ ،‬فكانت إجابتها بأنهم‬
‫توجهوا في الصباح إلى الحدائق والمتنـزهات العامة ‪ ،‬وبعد‬
‫ارتفاع درجات الحرارة توجهوا للسباحة في مياه البحر ‪.‬‬
‫فبعض الموظفات نزلن في مياه البحر حتى ركبهن ‪،‬‬
‫ومنهن من غطس تحت المياه وبعضهن الخر وهن "‬
‫المحافظات " بعض الشيء أخذ ينثرن المياه في وجوه‬
‫زملء آخرين لهن في المهنة ‪ ،‬وهنا قاطعت حديثها وسألتها‬
‫‪ :‬جميع المتنـزهين استحموا في صباح يوم الرحلة ‪ ،‬فهل‬
‫ع للنزول في مياه البحر ؟ فردت قائلة‬‫كان هناك دا ٍ‬

‫‪140‬‬
‫وبالحرف الواحد ‪ " :‬طّيب ليش اسمها رحلة " ‪ .‬فأجبتها‬
‫لتكون رحلة كان من اللزم أن يرى زملئكن لون سيقانكن‬
‫وعوراتكن ؟! وأيهما أفضل رحل الدنيا أم رحلة الخرة ؟!‬
‫وهنا سكتت ولم تنبس ببنت شفه ‪!!..‬‬

‫‪141‬‬
‫‪2‬‬
‫‪4‬‬ ‫اتــــــــــــصـــــــالت‪ ..‬؟!‬

‫عجبا ً من بعض القارب الذين يترددون على منازل‬


‫أقاربهم بشكل شبه يومي‪ ،‬فيستخدمون هواتفهم في‬
‫التحدث مع أصدقائهم أو أبنائهم في داخل البلد وخارجها‪،‬‬
‫ما يضطر أقاربهم مكرهين لقطع الخدمة الهاتفية عن‬
‫منازلهم‪ ،‬بالرغم من حاجتهم الماسة لها‪ ،‬وذلك بسبب‬
‫المبالغ الباهظة المطلوب منهم دفعها لحساب شركات‬
‫التصالت!‬
‫وعجبا من الشخاص الذين يعلقون أجهزة البلفون وسط‬
‫خواصرهم‪ ،‬وهي أصل غير صالحة للستعمال‪ ،‬ولكنهم‬
‫يضعونها للمباهاة أمام الخرين‪ ،‬والمصيبة أن بعضهم‬
‫يعلقها في بنطاله وتحت "صرته" مباشرة ولو شاهده‬
‫مخترع جهاز البلفون لقدم على النتحار فورا! والغريب‬
‫في هذه اليام أن كثيرا منا حولوا خدمة "البلفون" من نعمة‬
‫إلى نقمة‪ ،‬وذلك نتيجة تصرفاتهم الخاطئة في استخدامه‬
‫بالشكل الصحيح‪ ،‬وسمعت عن أخطاء كثيرة ل حصر لها أذكر‬
‫منها على سبيل المثال ل الحصر‪ ،‬ما يلي‪:‬‬
‫قرار صائب ‪ :‬أحد الشخاص وبعد مرور خمسين يوما على‬
‫تركيب جهاز الهاتف في بيته وتسلمه فاتورة بالمبلغ المراد‬
‫دفعه لمصلحة شركة التصالت‪ ،‬تبين أن المبلغ المراد دفعه‬
‫يصل إلى )‪ 600‬شاقل( ‪,‬استغرب أخونا ذلك المبلغ الضخم‪،‬‬
‫مقارنة مع الراتب البسيط الذي يتقاضاه في مطلع كل‬
‫شهر من شهور السنة‪ ،‬وفي صبيحة اليوم التالي راجع‬
‫مكتب التصالت في منطقته‪ ،‬وطلب قائمة تبين أرقام‬
‫الهواتف التي اتصل بها‪ .‬فتبين بأن رقم هاتف منزل‬
‫)شقيقة زوجته( هو أكثر الرقام التي كانت مدونة في‬
‫القائمة‪ ،‬ولوضع حد لتصرفات زوجته )التي ل يبعد منزل‬
‫شقيقتها مسافة ‪ 5‬دقائق في التاكسي( ‪ ,‬اتخذ قرارا ً صائبا‪ً،‬‬
‫وهو الطلب منها عدم التصال بشقيقتها يوميا‪ ،‬وفقط‬
‫التصال حسب الضرورة القصوى‪ ،‬وإذا أرادت مشاهدتها ‪,‬‬
‫فل مانع من استئجار سيارة )يوميًا( من مكتب تاكسي‪،‬‬
‫والذي ل تزيد أجرته عن )‪ 7‬شواقل( فهذا أقل تكلفة من‬
‫اتصالها عبر جهاز الهاتف‪ ،‬وفي الوقت نفسه تشاهد‬

‫‪142‬‬
‫شقيقتها وأولدها وتطمئن على أحوالهم عن قرب وعلى‬
‫أرض الواقع‪ ،‬وليس عبر التصالت السلكية واللسلكية‬
‫باهظة التكاليف!‬
‫ل للعب بأعصاب الناس ‪ :‬اتصل أحدهم بشخص من أبناء‬
‫عمومته‪ ،‬وأراد المزاح معه عبر جهاز "البلفون" الذي يملكه‪،‬‬
‫وهو على علم مسبق بأن قريبه يخاف من كل شيء يرتبط‬
‫اسمه بالمن‪ ،‬وبعد كلمات الترحاب‪ ،‬يخبره بأنه يعمل لصالح‬
‫جهاز المن الفلني‪ ،‬ويطلب منه القدوم في صبيحة اليوم‬
‫التالي إلى مقر جهاز المن الذي يحدد له اسمه وموقعه‪،‬‬
‫وفي الحقيقة أن هذا الشخص ل يعمل في أي جهاز يذكر‪،‬‬
‫ونتيجة جهله بأهمية الهاتف يقطع أخونا المكالمة بعد اللعب‬
‫في أعصاب قريبه‪ ،‬ولكن الشخص الذي هو على الطرف‬
‫الخر‪) ،‬يتقطع( قلبه في تلك الليلة عشرات المرات! حبذا‬
‫لو يتوقف شبابنا عن اللعب في أعصاب الناس "الغلبا"‪،‬‬
‫ويكفي الناس )تقطيع( أشجارهم بحجة شق الطرق‬
‫اللتفافية وتقطيع أرجلهم أثناء اجتيازهم الحواجز‬
‫العسكرية المقامة على مداخل مدننا وقرانا المحررة وغير‬
‫المحررة!‬
‫مزاح قاتل ‪ :‬اتصل أحدهم بابنة شقيقته ‪ ,‬وقام بتغيير‬
‫صوته ومن باب المزاح‪ ،‬أخبرها أنه فاعل خير‪ ،‬ويريد إبلغها‬
‫أن )شقيق زوجها( الذي يقود الحافلة التي لونها أخضر‬
‫وفي وسطها خطوط بيضاء‪ ،‬وقع معه حادث سير مروع وهو‬
‫يعالج في مشفى المدينة الحكومي‪ ،‬وكما هو معروف فإن‬
‫جهاز "البلفون" تنتهي عملية شحنه في أية لحظة‪ ،‬فلو‬
‫قطعت المكالمة قبل أن يكشف أخونا عن اسمه الحقيقي‪،‬‬
‫وبأنه كان يريد المزاح معها لكان يمكن أن تكون ابنة‬
‫شقيقته قد أصيبت بالغماء‪ ،‬أو أخذت تصرخ وتستغيث بمن‬
‫حولها‪ ،‬وهو بعمله هذا يحدث البلبلة لسكان بلدة بكاملها‪،‬‬
‫الذين بدورهم سيأخذون بالتردد على مستشفيات المدينة‬
‫للطمئنان على صحة أبنائهم الذين يستقلون حافلة السائق‬
‫المذكور في أثناء عودتهم من أماكن عملهم داخل الورش‬
‫السرائيلية‪ .‬فأي خير تفعله يا فاعل الخير المحترم‪!..‬‬
‫الزواج على الهواء‪ : !..‬يقوم أحد العمال في أثناء وجوده‬
‫في مكان عمله‪ ،‬بالتصال مع خطيبته مرات عدة‪ ،‬وكل ثلثة‬
‫ايام يقوم بتعبئة جهاز البلفون الذي يمتلكه بـ ‪ 75‬شاقل عدا‬
‫عن أجرة المواصلت والطعام والدخان والشراب التي‬
‫يدفعها بشكل يومي‪ ،‬أما أشرطة الكاسيت فحدث ول‬

‫‪143‬‬
‫حرج‪ !..‬الطامة الكبرى هو قيام هذا العامل بالتصال‬
‫بخطيبته‪ ،‬وعندما تسمعه يطلب منها النتظار قليل‪ ،‬ويبدأ‪،‬‬
‫على مسمعها بأمر العمال بإحضار الحديد أو رفع الخشب‬
‫وبالتحدث باللغة العبرية وكأنه المسؤول الول والخير عن‬
‫العمال‪ ،‬وإذا استمر صديقنا على هذا المنوال ولم يكف عن‬
‫تصرفاته الصبيانية فلن يكون هناك أي اتصال بينه وبين‬
‫خطيبته إل عبر جهاز الخلوي فقط وعلى الهواء مباشرة‪!..‬‬
‫فرحة لم تكتمل ‪ :‬سررت كثيرا عندما شاهدت شركة‬
‫التصالت الفلسطينية الموقرة تقوم بتمديد أسلك الهاتف‬
‫في شوارع قريتي الحبيبة‪ .‬ولم تكتمل فرحتي عندما وقع‬
‫نظري على لفتة مثبتة في أول الشارع في أعلها رسمة‬
‫"غزال" وتحتها كلمات باللغة العبرية وفي أسفلها عبارة‬
‫"هنا يحفرون شبكة تلفون" أو بمعنى آخر أن اللفتة خاصة‬
‫بشركة "بيزك" السرائيلية! وكان من الواجب على شركتنا‬
‫عمل مئات من اللفتات الخاصة بها‪ ،‬والتخلص من كل‬
‫اللفتات التي لها صلة بالحتلل السرائيلي الغاشم لمدننا‬
‫وقرانا‪ ،‬وخمسون عاما من الغشم والجهل كافية لتعليمنا‬
‫عمل لفتات خاصة بنا‪!..‬‬
‫صور خلعية ‪ :‬غالبية شباب اليوم تحتوي اجهزة الهواتف‬
‫الخاصة بهم ‪ ,‬على صور خلعية ‪ ,‬ويقومون بتعميمها على‬
‫بعضهم البعض ‪ ,‬حيث اخبرني احدهم بان الصور المذكورة‬
‫قد قام بحذفها من جهازه قبل يوم واحد من إرسال ضابط‬
‫المخابرات المسؤول عن بلدته طلبا لمقابلته ‪ .‬وبعد حضوره‬
‫المقابلة وعودته الى منزله قام بانزال الصور اللعينة على‬
‫جهازه من جديد وزيادة عما كانت عليه من قبل ‪ ,‬فياحبذا‬
‫لو يقوم الخوة في الجهزة المنية باجراء فحوصات على‬
‫اجهزة الهواتف الخاصة بالشباب بشكل دوري ومعاقبة‬
‫المتلبسين ليكونوا عبرة لغيرهم ‪!! ..‬‬
‫مباشر ‪ :‬بعض الشخاص المأجورين ‪ ،‬والذين يترددون على‬
‫دور العبادة ليس هدفهم تأدية الصلة ‪ ،‬حيث نجدهم‬
‫يجلسون في الصفوف المامية ويتظاهرون أمام الناس‬
‫بأنهم متدينون من الدرجة الولى ) ! ( ‪ ،‬وفي الحقيقة ضبط‬
‫بعضهم فاتحا ً جهاز اتصاله مباشرة ‪ Send‬مع أشخاص آخرين‬
‫لنقل ما يدور من خطب دينية قد تتطرق لليهود ومن‬
‫والهم‪ ،‬حيث أن الكثير من الخطباء اعتقلوا قبل وصولهم‬
‫منازلهم أو في أثناء تناولهم طعام الغذاء ‪ ،‬واقتيدوا‬

‫‪144‬‬
‫للتحقيق معهم ‪ ،‬فمنهم من أفرج عنه ‪ ،‬ومنهم ما زال رهن‬
‫العتقال حتى يومنا هذا ‪!!..‬‬
‫خلي اتصالك مع الله ‪ :‬بالرغم من تثبيت عشرات اللفتات‬
‫على أعمدة المساجد المنتشرة في أنحاء الوطن ‪ ،‬والتي‬
‫تحث معشر المصلين بإقفال أجهزة هواتفهم أثناء دخولهم‬
‫المساجد ‪ .‬إل أن الكثير يبقونها مفتوحة سواء عن قصد أو‬
‫غير ذلك ‪ .‬وفي كل صلة نسمع عشرات الرنات منها ‪:‬‬
‫ي ويا علي و ‪ ....‬فيا حبذا أن‬
‫موعود ‪ ،‬سحرني وغلغل ف ّ‬
‫تغلق أجهزة هواتفنا قبل دخولنا المساجد ‪ ،‬وليكن اتصالنا‬
‫دائما ً مع الله عز وجل ‪..‬‬
‫طبعك غريب ‪ :‬أحدهم قام بالطواف على جميع أهل الحي‬
‫الذي يقطنه ‪ ،‬وأجبرهم على التوقيع على عريضة بعدم‬
‫السماح لشركة اتصالت محلية بوضع برج على سطح أحد‬
‫المنازل القريبة من منزله بحجة تسرب إشعاعات مسرطنة‬
‫من خلله ‪ .‬الغريب أن الشخص نفسه اتفق مع شركة‬
‫منافسه للشركة الولى بوضع برج على سطح منزله ‪،‬‬
‫مقابل حفنه من الشواقل والتصال المجاني على مدار‬
‫اليوم ‪ .‬أما الجيران فبدأت المراض تظهر على البعض منهم‬
‫‪ ،‬ووقعوا في منافسه غير شريفة سيدفعون فاتورتها‬
‫بأيديهم ‪!!..‬‬
‫والله حرام ‪ :‬بالكاد يقوم مئات الباء بتدبير مصاريف أبنائهم‬
‫الدارسين في جامعاتنا الفلسطينية من أقساط وكتب‬
‫وأجرة سكن ومواصلت ومأكل ومشرب و‪ ، ..‬وجميع طلبنا‬
‫من كل الجنسين مزودون بأجهزة هواتف خلوية ‪ ،‬وذلك كي‬
‫يطمئن عليهم آبائهم في حالة تأخرهم عن الوصول إلى‬
‫منازلهم أو ليصال أغراض تخصهم عن طريق زملئهم في‬
‫الدراسة ‪ .‬المصيبة أن الكثير من طلبتنا العزاء استغل طيبة‬
‫قلوب آبائهم وأخذوا يتصلون بمعارفهم وأصدقائهم ساعات‬
‫طوال وكأن أولياء أمورهم يمتلكون محطات وقود أو‬
‫معارض لبيع السيارات أو محال تجارية ضخمة و‪ ..‬فمن الباء‬
‫من أكتشف آلعيب أبنائه وبناته عن طريق مراجعة مكاتب‬
‫شركة جوال والطلب من العاملين فيها بتزويدهم بكشوفات‬
‫بأرقام الهواتف الصادرة والواردة لفلذات أكبادهم ‪ ،‬وقاموا‬
‫على الفور بوضع حلول جذرية وبخاصة لنباتهم قبل‬
‫تورطهن في علقات غرامية كادت توقعهن وآبائهن في‬
‫مشاكل ل تحمد عقباها ‪!!..‬‬

‫‪145‬‬
‫المرسل ابليس ‪ :‬بالرغم من قراءتي الكثير من الكتب‬
‫الخاصة برسائل الموبايل ‪ ،‬فلن أجد أثناء قراءتي الكتب‬
‫المذكورة ‪ ،‬أحقر ما قام به أحدهم ‪ ،‬وهو كتابة الرسالة‬
‫التالية على جهازه وبخاصة في شهر رمضان المبارك ‪ ،‬ومن‬
‫ثم توزيعها على أصدقائه الذين بدورهم قاموا بإرسالها إلى‬
‫أصدقائهم وهكذا ‪ ..‬حتى وصلت إلى الكثير من الشبان‬
‫الذين شغلهم الشاغل تبادل الرسائل السخيفة فيما بينهم‪،‬‬
‫والرسالة تقول‪ ":‬نصيحة مني ل تصوم‪ ،‬اليوم الجنة ‪،Full‬‬
‫المرسل إبليس "‪ ،‬أقول أن هناك الكثير تصرفاتهم على‬
‫شاكلة إبليس‪ .‬داعين المولى غز وجل أن يهديهم إلى‬
‫الصراط المستقيم‪ ،‬وأن يتبادلوا الرسائل التي فيها روح‬
‫الوطنية وفيها البتسامة و‪!!..‬‬
‫مواقع عسكرية أم مواقع للفراح ‪ :‬ل يحلو لبعض الشخاص‬
‫التصال بمعارفه إل بعد وصوله مواقع الفراح والمناسبات‬
‫السعيدة ‪ ،‬حيث كنا نشاهد أكثر من شخص يقوم بعملية‬
‫التصال الهاتفي ‪ ،‬وحينها كنا نشعر وكأننا في قاعدة‬
‫عسكرية وليس في جو فرح‪ ،‬فيا حبذا أن يغلق هؤلء‬
‫الشخاص أجهزة هواتفهم لدى ترددهم على اماكن‬
‫الفراح ‪ ،‬ولهؤلء أقول ‪ :‬الشخص ل ُيعرف من خلل اتصاله‬
‫عبر أجهزة التصال الخلوية وغيرها ‪ ،‬بل عبر التصال مع‬
‫عامة الشعب ‪!!..‬‬
‫بحبك يا أحمر ‪ :‬بعض فضائياتنا العربية شغلها الشاغل هو‬
‫بث الغاني الخلعية والراقصة ‪ ،‬ول تعنيها أمور المة ل من‬
‫قريب ول من بعيد ‪ ،‬وفي الوقت نفسه هناك المليين من‬
‫شباب امتنا العربية شغلهم الشاغل أيضا ً ‪ ،‬هو ارسال‬
‫رسائل مسج لتلك الفضائيات يطلبون من خللها إذا شاهدوا‬
‫راقصة ترتدي فستانا ً أحمرا ً ولها حركات سخيفة تجلب‬
‫انباههم ‪ ،‬فحينها يأخذون بإرسال رسائل مسج تظهر عبر‬
‫الشريط الموجود في أسفل الشاشة الضغيرة يقولون‬
‫فيه ‪ ":‬بحبك يا أحمر " و " وين أروح يا أحمر " وهكذا لباقي‬
‫الراقصات اللواتي يرتدين اللبسة ذات اللوان الخرى ‪،‬‬
‫حيث تكلف كل رسالة مسج يقومون بارسالها مبلغ ليس‬
‫بسيط من المال ‪ ،‬أي بمعنى آخر يضييع شباب ُأمتنا العربية‬
‫مليين الدولرات على أمور تافهة – أبناء ُأمتهم بحاجة ماسة‬
‫لها ‪ ،‬وهؤلء سيحاسبون عن أموالهم إن عاجل ً أم آجل ً فيما‬
‫أنفقوها و‪!!..‬‬

‫‪146‬‬
‫عليك بصاحبة الدين‪ :‬إتصلت في أحد اليام بمديرة مدرسة‬
‫ثانوية ‪ ،‬وذلك لتزويد مدرستها بكتب التربية الوطنية ‪ ،‬حيث‬
‫دار بيني وبيناه حديث مطول ‪ ،‬ومن ضمن الحديث أها‬
‫سألتني عن أحد ابنائي ‪ ،‬فقلت لها‪ ":‬قبل فترة وجيزة‬
‫عقدت قرانه على إحدى الشابات من بلدتنا "‪ ،‬وأخذت أعدد‬
‫أوصافها وبأنها متدينة ومتعلمة وخجولة و‪ ..‬وهنا قاطعتني‬
‫وقالت ‪ ":‬إياك أن تكون من جماعة حماس "‪ ،‬وبعد إغلقي‬
‫سماعة الهاتف ‪ ،‬إستغربت قولها‪ ،‬ودعوت رب العامين أن‬
‫تكون زوجات أبنائي وغيرهم في المستقبل كلهن يتصفن‬
‫بنفس اوصافها وجمالها وأدبها و‪!!..‬‬

‫‪2‬‬
‫‪5‬‬ ‫بــــــــــــروفـــــــــات ‪ ..‬؟!‬

‫بروفة قاتمة‪ :‬ل مانع من ذهاب العروسين معا إلى مطبعة‬


‫ما والتفاق مع صاحبها على نوعية بطاقة الفراح الخاصة‬
‫بحفلتهما ونصها‪ ،‬وأن يطلبا منه عمل "بروفة" قبل‬
‫طباعتها! ول مانع أيضا من ذهاب العروسين إلى صالون‬
‫التجميل‪ ،‬من أجل عمل "بروفة" على كيفية القصة التي‬
‫تناسب وجهها الجميل‪ ،‬واختيار بدلة الزفاف التي تناسب‬
‫قصة شعرها وطولها وعرض خصرها ‪ ,‬وكل ما ذكر يتم‬
‫بحضور العريس! ول مانع كذلك من أن يرقصا في منزل‬
‫والدها أو والده على صوت موسيقى يحبان الرقص على‬
‫أنغامها" كبروفة" مسبقة – خوفا من الحراج أمام‬
‫المدعوين في يوم زفافهما الميمون! ولكن‪ ،‬يا أحبتنا‬
‫العرسان مع كثرة عمل "البروفات" التي ل لزوم لها نصل‬
‫في نهاية المر إلى "بروفة قاتمة" مليئة بالحبر السود‬
‫وتخلو من أية نقطة بياض‪ ،‬فعلى سبيل المثال لو حصل‬
‫خطأ مطبعي في طباعة بطاقة الفراح‪ ،‬فبالمكان إتلف‬
‫البطاقات كلها‪ ،‬وإذا تبين أن بدلة الزفاف ل تناسب )خصر‬
‫أو طول( العروس‪ ،‬فبالمكان استبداله من صالون آخر‪ ،‬وإذا‬
‫تعطل شريط عن العمل‪ ،‬فبالمكان استبداله بشريط آخر‪،‬‬
‫وما أكثر الشرطة الراقصة في وقتنا الحاضر! أما "البروفة‬
‫قاتمة السواد"‪ ،‬والتي أريد التوصل إليها فل يستطيع‬
‫صاحب المطبعة ول صاحب الصالون ول حتى الهل‪،‬‬
‫تصليحها سوى العروسين فقط‪ ،‬فيا حبذا لو يتوقف بعض‬

‫‪147‬‬
‫شبابنا عن عمل "البروفات" التي ل داع لها‪ ،‬لتكتمل أفراحنا‬
‫على أكمل وجه‪ ،‬ومن دون منغصات تذكر‪ ،‬واللبيب بالشارة‬
‫يفهم!‬
‫هل تقبلون لشقيقاتكم الشرط نفسه‪!..‬؟ ‪ :‬حدثني أحد‬
‫ب لثلث بنات‬ ‫السائقين بأن مواطنا صديقا له أعلمه بأنه أ ٌ‬
‫في سن الزواج وجميعهن متعلمات ويحملن الشهادة‬
‫الجامعية الولى‪ ،‬ويرتدين اللباس المحتشم وهن على درجة‬
‫عالية من الجمال والخلق‪ ،‬ويريد هذا الشخص زواج بناته‬
‫من أناس طيبين‪ ،‬وطلب منه في حال سؤال أحد الشباب‬
‫الذين يبحثون عن فتيات في سن الزواج أن يدله على‬
‫عنوان منزله – الذي يعرفه السائق‪ ،‬وإن شاء الله تكون‬
‫إحدى بناته من نصيبه‪ ،‬ول نخيب آمال أي شاب خلوق يطرق‬
‫باب منزلنا للغرض نفسه و‪ ..‬وأضاف السائق يقول‪ :‬تحدثت‬
‫مع مجموعة من الشباب كانوا يستقلون سيارتي وهم على‬
‫أبواب الزواج‪ ،‬فكان رد اثنين منهما وهما يحملن شهادات‬
‫جامعية على النحو التالي‪" :‬نحن على استعداد لن يتزوج‬
‫كل واحد منا واحدة‪ ،‬ولكن لنا شرط واحد وهو أن نتزوجهما‬
‫لمدة شهر )كتجربة ‪ /‬بروفة( فإذا أعجبتنا أخلقهما‬
‫سنبقيهما‪ ،‬وإذا ثبت عكس ذلك فنعيدهما إلى بيت والدهما‬
‫بخفي حنين"! إن رد هذين الثنين على سؤال السائق ل‬
‫يدل على أنهما يحملن شهادة جامعية‪ ،‬ول يعمل برأيهما‬
‫الذين يعيشون في شريعة الغاب! وسؤال أوجهه لهما‪ :‬إذا‬
‫كان لديكما شقيقات فهل تزوجوهن بالطريقة نفسها التي‬
‫تتحدثان عنها؟! وإذا كان الجواب بالنفي فكيف تقبلن‬
‫لبنات الناس الطاهرات كحمام مكة ما ل تقبلنه‬
‫لشقيقاتكم‪ ،‬داعيا المولى عز وجل أن يهديكما إلى الصراط‬
‫المستقيم‪ ،‬إنه سميع مجيب الدعوات‪.‬‬

‫‪148‬‬
‫‪2‬‬
‫‪6‬‬ ‫مـــــفـــــرقــــعــــات ‪ ..‬؟!‬
‫للدللة على فحولته ‪ :‬داء استفحل في قرانا المحررة وغير‬
‫المحررة‪ ،‬وهو جنون إطلق اللعاب النارية في أفراحنا‬
‫ومناسباتنا السعيدة‪ ،‬حيث أصبح أي حدث مفرح لنا – مهما‬
‫كبر أو صغر حجمه‪ ،‬ل بد وأن يرافقه إطلق لللعاب‬
‫المذكورة‪ ،‬غالية الثمن وفي الوقت نفسه شديدة الضرر‬
‫والزعاج‪ ،‬فإذا عاد أحدهم من غربة المهجر أو أنجبت‬
‫إحداهن ولدا وليس بنتا )!( أو سكن آخر بيته الجديد يطلق‬
‫أقرباؤهم اللعاب النارية كي يعلموا أهالي قريتهم بذلك أو‬
‫لحاجة في نفس يعقوب‪ !..‬ومن شدة هوس الناس باللعاب‬
‫النارية‪ ،‬فقد قام أحد طلب التوجيهي الحاصل على معدل‬
‫‪ 50.2‬بالمائة‪ ،‬بإطلق عدة ألعاب نارية بعد تلقي خبر نجاحه‬
‫وكأنه من العشرة الوائل على مستوى طلبة الوطن‪ !..‬أما‬
‫في أعراسنا فإننا نطلق اللعاب النارية يوم الخطبة ويوم‬
‫الكسوة ويوم وصول غرفة النوم وتركيبها ووصول أدوات‬
‫المطبخ‪ ،‬ونطلقها في أثناء حمام العريس أو وصول‬

‫‪149‬‬
‫العروس من الصالون أو إلى قاعة الفراح‪ ،‬وكل ما ذكر‬
‫سابقا تحملناه على مضض‪!..‬‬
‫وأما الشيء الغريب في أعراسنا وبخاصة في بعض قرى‬
‫جنوب الضفة فهو إطلق اللعاب النارية بعد اصطحاب‬
‫العريس عروسته إلى عش الزوجية‪ .‬وأي عمل يقومان به‬
‫فهو شيء مقدس بينهما ل علقة لوالد أو والدة العريس‬
‫وأهله بذلك‪ ،‬والشيء المخجل هو قيام أقرباء العريس أو‬
‫العريس نفسه بإطلق اللعاب النارية‪ ،‬دللة على )فحولته(!‬
‫في ليلة زواجه‪ ،‬والسئلة التي تطرح نفسها‪ :‬هل هناك آية‬
‫أو حديث شريف يحثان على إظهار ذلك والعلم عنه؟!‬
‫وماذا نقول لطفالنا لو سألونا عن سبب إطلق اللعاب في‬
‫منتصف الليل‪ ،‬وهل هذه الطريقة الوحيدة ليثبت شبابنا‬
‫العرسان رجولتهم؟! لو كان هناك شكوك حول عذرية‬
‫العروس )!( فل مانع من إطلق اللعاب النارية لتبرئتها‬
‫أمام أهل بلدتها‪ ،‬أما إطلق اللعاب النارية لكل فتاة تدخل‬
‫عش الزوجية! فمعنى ذلك أن فتياتنا كلهن تدور حولهن‬
‫علمات استفهام كثيرة‪ !..‬حيث حدثني أحد الصدقاء بان‬
‫أقرباء أحد عرسان بلدته )الذي دخل القفص الذهبي‬
‫بالمس القريب( قاموا قبل بزوغ الفجر في اليوم التالي‬
‫بإطلق اللعاب النارية في سماء قريتهم‪ ،‬دللة على أن‬
‫ابنهم كما يقولون بالمثل العامي‪" :‬أخذ وجه عروسته"! أهل‬
‫البلدة الذين انزعجوا من صوت اللعاب‪ ،‬دعوا على العريس‬
‫بقطع ذريته وسبوا أهله و‪ ...‬يتساءلون ما ذنبهم بأن يفيقوا‬
‫من عز نومهم وماذا يهمهم أمر العريس سواء أخذ وجه‬
‫عروسته أو أخذ ساقها؟! ويا أحبتنا أهالي العرسان ما‬
‫تقومون به من أعمال هي خارجة عن إطار ديننا الحنيف‪،‬‬
‫وبدع ما أنزل الله بها من سلطان‪ ،‬وهذه التصرفات همجية‬
‫ل تدل على أنكم من بني البشر!‬
‫ولقطع دابر جنون إطلق اللعاب النارية في أفراحنا‪ ،‬ل بد‬
‫من الطلب من العريس قبل عقد قرانه على عروسه‬
‫الذهاب إلى أقرب مركز للشرطة لكتابة تعهد بعدم إطلق‬
‫اللعاب في فرحه وإعلم المشاركين بذلك من خلل‬
‫بطاقات الفراح التي يوزعها عليهم أو التحدث معهم‬
‫مباشرة‪ ،‬ول مانع بعد إحضار التعهد عقد قرانه على‬
‫عروسته‪ ،‬وفي حالة عدم التزامه يتم حبسه‪ ،‬ول يتم إطلق‬
‫سراحه إل بعد إعلم أفراد الشرطة بأسماء الشخاص الذين‬
‫أطلقوا الرصاص لينالوا عقابهم بحبسهم أو إجبارهم على‬

‫‪150‬‬
‫دفع غرامات عالية‪ ،‬مجرد رأي آمل تطبيقه في القريب‬
‫العاجل‪ ،‬وحتى تطبيقه‪ ،‬إننا لمنتظرون‪!..‬‬
‫تطبيق القانون على الجميع ‪ :‬يقوم بعض المسؤولون لدى‬
‫سماعهم إطلق اللعاب النارية في أحد الفراح بالذهاب‬
‫إلى موقع الحفل‪ ،‬وباستدعاء والد العريس أو العريس‬
‫نفسه والتحقيق معهما والطلب من كليهما عدم إطلق تلك‬
‫اللعاب‪ ،‬ولكن في مواقع أخرى يكون صوت الرصاص الحي‬
‫واللعاب النارية يلعلع في سماء الحفل‪ ،‬ومن دون أن‬
‫يمنعهم أحد من ذلك! فيا حبذا لو يطبق القانون على‬
‫الجميع وليس على الشخاص الغلبة فقط‪!..‬‬
‫‪..‬وقلبنا الكراسي على رؤوسنا‪ :‬بعد وصولي برفقة أصدقاء‬
‫آخرين منزل أحد الصدقاء لتقديم التهاني بمناسبة زفاف‬
‫أحد ابنائه ‪ ،‬حيث رحب بنا أحسن ترحاب ‪ ،‬ودعانا في ظهيرة‬
‫اليوم التالي للقدوم لتناول طعام الغداء ‪ ،‬وأثناء حديثه‬
‫معنا ‪ ،‬سمعنا اطلق للعاب النارية ‪ ،‬حيث قام نفر من‬
‫اصدقاء العريس بنصبها على مقربة من أماكن جلوس‬
‫المدعوين ‪ ،‬وهنا انقلب علبة اللعاب النارية ‪ ،‬وكانت‬
‫الرصاصات التي بداخلها ُتطلق بإتجاه جموع المدعوين ‪ .‬فما‬
‫كان من ل واحد منهم غل حمل الكرسي التي يجلس عليها ‪،‬‬
‫ووضعها فوق رأسه – خوفا ً من تعرضه للصابات ‪ .‬فبعضنا‬
‫فعل ً ُأصيب من اللعاب النارية ‪ ،‬وبعضنا الخر ُأصيب نتيجة‬
‫ارتطام جسده بالرض ‪ .‬وبعد توقف اطلق العاب النارية ‪،‬‬
‫حمدنا الله كثيرا ً على سلمتنا ‪ ،‬وفتشنا على والد العريس‬
‫فلم نجده‪ ،‬وغادرنا الحفل بخفي حنين عائدين الى منازلنا ‪،‬‬
‫وقررنا فيما بعضنا البعض عدم الحضور في اليوم التالي‬
‫لتناول طعام الغداء – خوفا ً من وقوع نفس الخطأ ‪ ،‬لكن‬
‫هذه المرة بالرصاص الحي ‪!!..‬‬

‫‪2‬‬
‫‪7‬‬ ‫مــــنـــــــاســـــــبــــات ‪ ..‬؟!‬

‫ما زال هناك كثير من الفوضى التي تحدث في أفراحنا‬


‫عن قصد ومن دون قصد‪ ،‬وذلك من أجل المباهاة والتقليد‬

‫‪151‬‬
‫العمى‪ ،‬حيث نثقل على أبنائنا في مصاريف أفراحهم التي‬
‫يبقون سنوات عدة وهم يسددون تكاليفها‪ ،‬فبعض آباء‬
‫العرسان يحضرون عشرات المركبات من مكاتب التاكسي‬
‫لخروج النساء وأطفالهن في زفة أبنائهم‪ ،‬حيث يبقى‬
‫غالبيتها خال من الركاب‪ ،‬ولكن لكي يتحدث الناس بأن فلن‬
‫خرج في زفة نجله ‪ 40‬سيارة وباصين و‪ ..‬وبأنه اشترى‬
‫بآلف الشواقل رصاصا حيا وألعابا نارية لكي يطلقها في‬
‫الهواء من دون فائدة تذكر‪ ،‬سوى إزعاج الجيران‬
‫والمدعوين‪ ،‬أو بذبح ‪ 40‬رأسا من الضأن والماعز‪ ،‬ولو سألت‬
‫عن وضع العريس لوجدت أنه يقطن في غرفة واحدة ل‬
‫تزيد مساحتها عن ‪ 4×3‬أمتار‪ ،‬ولو أنفقوا المصاريف‬
‫الباهظة لصالح أنجالهم لكان ذلك أفضل بكثير من إنفاقها‬
‫من أجل "شوفوني يا ناس" ومن تلك المشاهدات التي‬
‫رأيتها في أفراحنا خلل العوام الماضية‪ ،‬أذكر منها على‬
‫سبيل المثال ل الحصر‪ ،‬ما يلي‪:‬‬
‫ملبس فوق الركبة‪ :‬غريب أمر ذوي الفتيات الذين يسمحون‬
‫لبناتهم اللواتي تزيد أعمارهن عن )‪ (12‬ربيعا بارتداء ملبس‬
‫فوق الركبة وبالتجوال بين جموع الشباب الذين قدموا‬
‫لحياء حفلة أصدقائهم ‪ ,‬حتى وصل الحد عند بعضهن إلى‬
‫وضع مناديل على خواصرهن‪ ،‬والقيام بعملية الرقص‬
‫والحيجلن‪ ،‬والدهى من ذلك هو قيام آبائهن بالتصفيق‬
‫لهن‪ ،‬والطلب منهن شد خواصرهن أكثر فأكثر‪ ،‬وكما هو‬
‫معلوم فإن أمهاتنا في مثل أعمارهن كان معهن أولدا ً أو‬
‫حوامل في شهورهن الولى‪ ،‬وعيب يا عرب‪!..‬‬
‫النشيد الوطني ‪ :‬ذهبت إلى موقع إقامة حفلة لحد‬
‫العرسان‪ ،‬وجلست في الصف الخير‪ ،‬وبعد وصولي بوقت‬
‫قصير أخذ أعضاء الفرقة يجهزون آلتهم الموسيقية وبعد‬
‫فراغهم من ذلك‪ ،‬أخذ أعضاؤها يعزفون النشيد الوطني‬
‫الفلسطيني‪ ،‬حيث هممت بالوقوف ‪ ،‬فلم أر شخصا من‬
‫الحضور واقفا باستثناء شابين كانا يقومان بتوزيع القهوة‬
‫على الحضور‪ ،‬وشخصين آخرين ممن يسمون على البركة‬
‫كانا يستعطفان الحضور إعطائهما النقود‪ ،‬وكذلك والد‬
‫العريس الذي كان يستقبل المهنئين‪ ،‬وباقي الحضور كانوا‬
‫مشدوهين إلى المطرب وأعضاء فرقته وأفواههم مفتوحة‬
‫على مصراعيها‪ .‬الغريب في المر‪ ،‬أن الصفين الولين كان‬
‫غالبية من يجلسون فيهما من الجهزة المنية ومن حملة‬
‫الشهادات الجامعية )!( والسؤال‪ :‬لماذا لم نقف لدى‬

‫‪152‬‬
‫سماعنا النشيد الوطني؟ وهل خمس سنوات من عمر‬
‫السلطة غير كافية لتعليمنا كيف‪ ...‬ومتى‪ ...‬ولماذا نقف‪...‬‬
‫و‪ !..‬ولماذا ننشد السلم أمام طلبنا ما داموا ل يطبقونه‬
‫خارج حدود المدرسة هم ومعلموهم‪..‬؟‬
‫شبه عارية ‪ :‬حدثني أحد الصدقاء قائل‪ :‬كنت أعتبر إحداهن‬
‫قمة في الخلق والدب‪ ،‬ولم أصدق ما رأته عيناي عندما‬
‫كنت أجلس أمام شاشة الفيديو أشاهد حفل زفاف أحد‬
‫الصدقاء الذي يقطن في قرية مجاورة‪ ،‬فسألت الموجودين‬
‫عن تلك الشابة )التي كانت شبه عارية( فأخبروني عن‬
‫اسمها‪ ،‬فقلت لهم مستحيل ذلك! وبعد تثبيت صورتها على‬
‫شاشة الفيديو ثبت صدق قولهم‪ !..‬ل مانع أيتها الخوات من‬
‫الرقص في المناسبات السعيدة لقربائكن‪ ،‬ولكن العيب كله‬
‫هو قيامكن بخلع ملبسكن وإبقاء ملبس شفافة لتقي‬
‫عوراتكن حيث أصبحت مناظركن كالنعامة التي تدفن رأسها‬
‫في الرمل وتبقي جسدها في العراء‪ !..‬وكما هو معلوم فإن‬
‫أشرطة الفيديو الخاصة باحتفالتنا تصل إلى أيدي كثير من‬
‫الشباب الطائشين‪ ،‬الذين يستغلونها لغراضهم الخاصة‪،‬‬
‫وحينها تقع المشاكل والخلفات‪ ،‬وتتحول أفراحنا إلى‬
‫أحزان‪ ،‬وحسب العتقاد الخاطئ لبعض الخوات بأنه كلما‬
‫خلعت ثيابها أو لبست ألبسة قصيرة كلما كبرت في نظر‬
‫النساء اللواتي قدمن لحضور تلك الحتفالت أو الذين‬
‫سيشاهدون شريط الفيديو‪ ،‬ولكن إذا بقين يتصرفن بهذه‬
‫التصرفات‪ ،‬فمعنى ذلك أنهن سيبقين عوانس في بيوت‬
‫آبائهن وأمهاتهن من دون زواج‪!..‬‬
‫في التأني السلمة ‪ :‬قبل وصولي إلى منزلي بعشرات‬
‫المتار‪ ،‬مرت بمحاذاتي مركبات كثيرة‪ ،‬كانت تقل المدعوين‬
‫إلى حضور حفلة زفاف أحد أبناء قريتنا الحبيبة‪ ،‬وفي تلك‬
‫الثناء ابتعدت قليل عن الشارع خوفا أن يدهسني أحد‬
‫السائقين الطائشين أو أصاب بعيار ناري‪ ،‬ووضعت يداي‬
‫على أذناي وبصري من شدة ارتفاع أبواق المركبات التي‬
‫كادت تثقب طبلة أذناي‪ ،‬والشيء نفسه كانت فتاة تسير‬
‫أمامي رأيتها هي الخرى واضعة يداها على بصرها‬
‫وسمعها‪ !..‬ومرت سيارات الزفة‪ ،‬وصدقوني لم أعرف من‬
‫هو صاحب العرس أو أحدا من أهله! نأمل من إخوتنا الذين‬
‫يخرجون في "زفات" أن يسيروا ببطء شديد‪ ،‬ويكفي أن‬
‫نطلق العنان لسائق السيارة الولى في قوة الزامور التي‬
‫تناسبه‪ ،‬أما السماح لجميع المركبات بإطلق أبواقها‪ ،‬فهذا‬

‫‪153‬‬
‫ليس فرحا بل نوع من الجنون‪ ،‬لنه بعد مرور سنوات عدة‬
‫"سيخف" سمعنا‪ ،‬أفل يكفي أهالي قرانا ليالي الفرح التي‬
‫تمتد لعدة أيام ولساعات متأخرة ويتحملونها على مضض!‬
‫فل تجعلوا سمعنا يضعف ونحن في ريعان الشباب!‬
‫ل الخلن ول الجيران ‪ :‬أحد الشباب أقام حفلته بالقرب من‬
‫محيط منزله الواقع في طرف المدينة ‪ ,‬والذي يبعد عن‬
‫مركز تجمع عشيرته عدة كيلومترات‪ ،‬ضاربا عرض الحائط‬
‫نصائح أبناء عشيرته بأن يقيم حفلته في ديوان العشيرة‬
‫لكي يشاركونه أفراحه ويكون مكان الحفلة قريبا من تجمع‬
‫مساكنهم‪ ،‬وبعد التحري عن سبب رفضه إقامة فرحه في‬
‫ديوان العشيرة وإقامته في محيط منزله‪ ،‬أجاب‪ :‬لكي يشعر‬
‫الجيران بأن أبناء حمولته عددهم كبير! ولكي يهابونه‬
‫ويحسبون له ألف حساب في حالة وقوع شجار بينهم! وفي‬
‫هذه الحالة لم يشاركه فرحه ل الخلن ول حتى الجيران!‬
‫الطامة الكبرى أن هذا الشخص أحضر شعراء شعبيين لحياء‬
‫فرحته‪ ،‬ولم تمض ساعتان على إقامة الحفلة حتى غادر‬
‫أقارب العريس موقع الحفلة عائدين إلى منازلهم مبقين‬
‫الشعراء ينشدون "يا حللي يا مالي" لوحدهم‪ ،‬وحينها شعر‬
‫والد العريس والعريس نفسه بأنهما خسرا أقاربهما ومالهما‬
‫وجيرانهما‪ ،‬وكان هذا الفرح عبارة عن درس لهم في أفراح‬
‫قادمة‪ !..‬ويا أخانا تستطيع أن تفرض احترامك على جيرانك‬
‫كافة ‪ ,‬وذلك بتحليك بالخلق الحميدة والوقوف إلى جانبهم‬
‫في السراء والضراء‪!..‬‬
‫والدها هو السبب ‪ :‬تزوج أحدهم على نسائه بامرأة رابعة‪،‬‬
‫وهذا من حقه‪ ،‬ولكن توقيت زواجه كان ليس في محله‪،‬‬
‫حيث تزوج أخونا قبل بداية تقديم ابنته امتحان شهادة‬
‫الدراسة الثانوية العامة بأيام قليلة‪ ،‬حيث سبب لها البلبلة‬
‫وعدم التركيز في دراستها‪ ،‬وذلك بسبب الضجيج الذي أحدثه‬
‫صراخ الطفال الذين قدموا مع أمهاتهم للمشاركة في‬
‫حفل زفاف والدها‪ ،‬والنتيجة كانت معروفة مسبقا‪ ،‬وهي‬
‫رسوب البنة في ذلك المتحان‪ ،‬والسؤال‪ :‬هل العزوبية‬
‫كانت ستقضي عليه؟ وماذا سيحدث لو أخر حفل زفافه إلى‬
‫ما بعد تقديم ابنته امتحاناتها؟! ول ندري هل سيعترف‬
‫والدها بأنه كان هو السبب وراء رسوبها‪ ،‬أم سيقوم‬
‫بتوبيخها‪.‬‬
‫برد الصيف أحد من السيف ‪ :‬في صبيحة اليوم الول لفراح‬
‫أحبتنا العرسان يتردد على منازلهم أنسابهم للمباركة‬

‫‪154‬‬
‫مصطحبين معهم الهدايا والحلويات وبخاصة الكنافة‬
‫النابلسية‪ ،‬وكما هو معلوم فإن العرسان يكونون قد تناولوا‬
‫الطعمة الدسمة في اليام السابقة لفراحهم‪ ،‬وبسبب‬
‫إرهاقهم وشد أعصابهم خلل فترة الفرح‪ ،‬يشعرون بألم‬
‫شديد في بطونهم نتيجة عدم تغطيتهم وبخاصة في أيام‬
‫الصيف‪ ،‬وكما يقولون "برد الصيف أحد من السيف" والذي‬
‫يزيد الطين بلة هو تناولهم الكنافة‪ ،‬وفي هذه الحالة بدل‬
‫من إبقائهم على أسرتهم يغطون في نوم هادئ‪ ،‬يأخذون‬
‫بالتردد على حمامات منازلهم بالتناوب ومن دون توقف)!(‬
‫وكثير من العرسان تم نقلهم إلى مراكز الطوارئ في‬
‫مستشفياتنا لتلقي العلج!‬
‫من قاعات الفراح إلى غرف النعاش‪ :‬كثيرون من العرسان‬
‫يقومون باستئجار سيارة أجرة ويسيرون بها إلى بيوت‬
‫حبيباتهم لصطحابهن إلى الصالون! أو نقلهن إلى قاعات‬
‫الفراح ومن ثم إلى الفندق أو بيوتهم الجديدة‪ ،‬ولكن هؤلء‬
‫الخوة يكونون مشدودي العصاب فبدل من أن يدوسوا‬
‫على دواسة "البريك" للتخفيف عند وجود مطبات أو خوفا‬
‫من وقوع حادث مع مركبة ثانية يدوسون على دواسة‬
‫البنزين‪ ،‬وهنا بدل من أن يتم نقلهم إلى قاعات الفراح أو‬
‫بيوت الزوجية‪ ،‬يتم نقلهم إلى غرف النعاش أو إلى أحد‬
‫المقابر لمواراتهم التراب ل سمح الله!‬
‫يكفي جيرانكم الطبل والزمر ‪ :‬كثير من بيوت العرسان‬
‫تكون قريبة من الشوارع الرئيسة‪ ،‬ول يحلو لبعض أهالي‬
‫العرسان إحياء أفراح أبنائهم إل على قارعتها‪ ،‬بدل من‬
‫إحيائها في الدواوين الخاصة بأفراد عشيرتهم أو الصالت‪،‬‬
‫وهم بأفعالهم غير المسؤولة يغلقون الطرق من جميع‬
‫الجهات بالمقاعد والمركبات ما يضطر السكان القاطنين‬
‫على مقربة من الشوارع المذكورة‪ ،‬إلى سلوك طرق ملتوية‬
‫من أجل الوصول إلى منازلهم! ولهذا النفر من الناس‬
‫أقول‪ :‬أفل يكفي جيرانكم الطبل والزمر وضجيج مكبرات‬
‫الصوت الصاخبة‪ ،‬عدا عن إطلق اللعاب النارية والرصاص‬
‫الحي وبقاء أطفالهم يصرخون ويبكون داخل أحضانهم‬
‫طوال الوقت؟!‬
‫المشاركة ليست بهذه الطريقة ‪ :‬يقوم بعض المدعوين إلى‬
‫حفلة فرح أحد الشباب‪ ،‬بإغلق الشوارع بمركباتهم‪ ،‬وكان‬
‫بإمكانهم إيقافها في مواقف يسمح للمركبات الخرى‬
‫بالمرور‪ ،‬ولكنهم يقومون بهذا التصرف‪ ،‬لكي يطلب أصحاب‬

‫‪155‬‬
‫الفرح من المطرب المناداة على صاحب السيارة التي لونها‬
‫كذا وموديلها كذا و‪..‬لبعادها من مكانها‪ ،‬وفي أحيان كثيرة‬
‫يذكر اسم صاحب السيارة بالكامل‪ .‬وبعد استفساري عن‬
‫تصرفات هؤلء المدعوين أجابني بعض الصدقاء بأنهم‬
‫يفعلون ذلك لكي يثبتوا لصحاب الفرح بأنهم موجودين في‬
‫فرحهم ومشاركين فيه‪ ،‬ولكن المشاركة الفعالة ليست‬
‫بهذه الطريقة‪!..‬‬
‫ل تجعلوهم من رواد مراكز الخصاب ‪ :‬شاهدت بعض أصدقاء‬
‫العرسان يقومون برفعهم في الهواء أو على أكتافهم‪،‬‬
‫وفي مرات عدة كانوا يسقطون على الرض‪ ،‬غير مبالين‬
‫بأنهم سيحدثون خلل في أجسامهم اللينة‪ ،‬نتيجة شعورهم‬
‫بالخوف – حيث ثبت لنا في السنوات الخيرة بأن الحالت‬
‫التي لم يحدث فيها حمل عند الزواج الشابة في ازدياد‬
‫مستمر وبشكل ملفت للنظر‪ ،‬فل تجعلوا أبناءنا من كل‬
‫الجنسين من رواد مراكز الخصاب‪ ،‬والتي تكلف أحبتنا‬
‫العرسان الجهد الكبير والمبالغ الباهظة‪!..‬‬
‫لكي ل يعزفون عن الزواج ‪ :‬ل يخلو أسبوع واحد من أيام‬
‫الصيف من كل عام‪ ،‬إل ويتزوج خلله أحد أبناء عشيرتنا‪،‬‬
‫ومن المفروض المشاركة في تلك الفراح والليالي الملح‪،‬‬
‫وإذا تغيبت لسبب ما عن المشاركة في فرح أحدهم‪ ،‬فل‬
‫يرحمك حينها أحد من أهله‪ ،‬وستبقى تتلقى الشتائم‬
‫والمسبات ما دمت على قيد الحياة‪ .‬فيا حبذا لو يتم زواج‬
‫جميع شباب الحامولة الواحدة في تاريخ يتفقون عليه‬
‫مسبقا‪ ،‬وذلك اقتصادا في التكاليف الباهظة وتوفيرا‬
‫للوقت‪ ،‬ويا أحبتنا "يد الله مع الجماعة" وعلى رأي المثل‬
‫"إذا وزع الحمل بينشال" وفي هذه الحالة يكون لفراحنا‬
‫بهجة وسرور وإذا بقينا نتصرف فرادى كما نحن عليه هذه‬
‫اليام فمعنى ذلك أننا نهلك أجسادنا ونضيع أموالنا من دون‬
‫تخطيط‪ ،‬فيا أيها العقلء‪" :‬ل تجعلوا أبناءكم يعزفون عن‬
‫الزواج" من كثرة تكاليف أفراحهم وتقفون حجر عثرة في‬
‫طريقهم‪!..‬‬
‫الزيارة غارة ‪ :‬شاهدت أحد المواطنين مصطحبا زوجاته‬
‫وأولده الصغار والكبار إلى منزل أحد العرسان الجدد‬
‫للمباركة له بالزواج – مع علمه المسبق بأن بيت العرسان ل‬
‫يتسع لهم جميعا‪ .‬وكان من المفروض إرسال أحد أبنائه‬
‫الصغار لعلم العرسان بأنه قادم مع زوجاته في ساعة‬
‫معينة إلى بيتهم ليتخذا احتياطاتهما من تسالي‪ ..‬وشراب‬

‫‪156‬‬
‫وفراش و‪ !..‬وفجأة ومن دون مقدمات يسمع العريسان‬
‫اللذان يكونان في سابع نومهم طرقات على أبواب منزلهم‬
‫وصراخ الطفال و‪ ..‬فيرتبكان لحركات الشخاص القادمين‪،‬‬
‫وتظهر على وجوههما علمات الخوف وبعد فتحهما أبواب‬
‫منزلهم‪ ،‬يرحبان بهم على مضض وبلغة متلعثمة فيدعوان‬
‫الكبار إلى الجلوس على بعض المقاعد المتوفرة‪ ،‬أما ما‬
‫تبقى منهم فيجلسونهم على حواف غرف نومهما وفي‬
‫أحضانهما‪ ،‬فلماذا كل هذا الحراج‪ ،‬ولماذا نصطحب أولدنا‬
‫الصغار معنا ما دام لهم أخوة كبارا يستطيعون مداعبتهم‬
‫حتى عودتنا إلى بيوتنا‪ ،‬ولماذا نجلب معنا المنغصات لحبتنا‬
‫العرسان‪ ،‬الذين يكفيهم منغصات أفراحهم المكلفة التي‬
‫تبقيهم سنوات عدة وهم يقومون بتسديدها‪ ،‬وأول وآخرا‬
‫"الزيارة غارة"!‬
‫ل تحولوا أفراحنا إلى أحزان ‪ :‬من المفروض أن يحافظ‬
‫السائق على مسافة معقولة بين المركبة التي يقودها‬
‫والمركبة التي تسير أمامه‪ ،‬ولكنني شاهدت في مواقع‬
‫)الزفة( عدة سيارات تسير قريبة بعضها من بعض‪ ،‬عدا عن‬
‫مناظر الطفال وهم يتسلقونها‪ ،‬وحينها تشعر وكأنك هارب‬
‫من حرب ضروس! ول تشعر بأنك في جو فرح وسعادة‪،‬‬
‫والذي يزيد الطين بلة ‪ ,‬هو إيقاف بعض المواطنين‬
‫مركباتهم فجأة ويأخذون بإطلق الرصاص الحي‪ ،‬وفي تلك‬
‫الثناء تقع الحوادث المؤسفة وتتحول أفراحنا إلى أحزان‪.‬‬
‫اللطم على الخدين ‪ :‬عديد من أخواتنا في أثناء جلوسهن‬
‫في قاعات الفراح يتركن مصاغهن الذهبي وفلوسهن‬
‫داخل حقائبهن على المقاعد‪ ،‬ليشاركن أهل العروسين‬
‫الرقص أو )السحجة( وتوزيع المرطبات والحلويات و‪ ..‬بعض‬
‫المدعوات شغلهن الشاغل هو سرقة ما بداخل الحقائب‬
‫المتروكة من مصاغ ذهبي وأموال ويغادرن القاعات‬
‫متسللت بالغنائم المسروقة! وهناك نفر من الشخاص‬
‫عديمي الضمير والخلق‪ ،‬يستغلون غياب أهل العروسين‬
‫في مشاركة أبنائهم أفراحهم التي يحيونها في القاعات‬
‫المذكورة‪ ،‬وما أكثرها في أيامنا هذه – حيث أصبح الذهاب‬
‫إليها من الشروط الساسية لتمام مراسيم الزواج في‬
‫ريفنا الفلسطيني‪ ،‬فيستغل هؤلء المجرمون غيابهم‬
‫ويقومون بسرقة ما بداخل منازلهم من مصاغ ذهبي‬
‫وأموال وأجهزة كهربائية و‪ ..‬فيا حبذا لو تتركوا أشخاصا‬
‫لحراسة منازلكم‪ ،‬وأن تلبس أخواتنا مصاغهن في أعناقهن‬

‫‪157‬‬
‫أو أياديهن بدل من تركه داخل حقائبهن أو تخبئته في مكان‬
‫آمن داخل منازلهن – خوفا من سقوطه في أثناء الرقص و‬
‫)الحيجلن( وضياعه تحت أقدام المدعوين من كل الجنسين‪،‬‬
‫كي ل تتحول مشاركتكن في الفراح من الضرب على‬
‫الكفين إلى اللطم على الخدين!‬
‫زواج مصيره الفشل ‪ :‬كثير من الخوة القاطنين في‬
‫المملكة الردنية الهاشمية الشقيقة‪ ،‬يرغبون في الزواج‬
‫من فتيات يحملن الهوية الزرقاء‪ ،‬لتسهل عليهم المطالبة‬
‫بلم شملهم وعودتهم إلى أرض الوطن‪ ،‬أحد الشخاص تقدم‬
‫لطلب يد إحدى الفتيات المقدسيات‪ ،‬تعرف عليها عن طريق‬
‫أقاربه في القدس الشريف – الذين بدورهم عملوا حفلة‬
‫الخطوبة من دون حضوره‪ ،‬واكتفوا بأن أرسلوا إليه شريط‬
‫فيديو يظهر من خلله صورة خطيبته وصور أقاربه الذين‬
‫شاركوا في حفل خطوبته‪ ،‬وبعد إجراء مراسيم الخطوبة‬
‫على أكمل وجه‪ ،‬قررت والدة العروس السفر إلى عمان‪،‬‬
‫لمشاهدة عريس ابنتها والطلع على أحواله وظروفه على‬
‫أرض الواقع‪ .‬والسؤال الذي يطرح نفسه‪ :‬لنفرض أن والدة‬
‫العروس أعجبها عريس ابنتها ‪ ,‬فهل مواصفات فارس أحلم‬
‫والدة العروس)!( تكون قريبة من مواصفات فارس أحلم‬
‫العروس نفسها‪..‬؟! بالطبع ل‪ ..‬وألف ل‪ ..‬والنتيجة معروفة‬
‫وهي فشل الزواج!‬
‫بعيدا عن السماعات‪ :‬غريب أمر ذلك المطرب الذي طلب‬
‫من كل شخص يريد إطلق الرصاص الحي‪ ،‬أن يقوم بإطلقه‬
‫بعيدا ً عن سماعات فرقته وآلتها الموسيقية خوفا ً من‬
‫)خرابها(‪ ،‬أي بمعنى آخر ل مانع من إطلقها وسط الحضور‬
‫و )خراب( بطونهم و‪ ..‬والدهى من ذلك كله‪ ،‬أنه بعد فراغه‬
‫من حديثه صفق له الحضور كثيرًا‪!!...‬‬
‫اللحمة الكبيرة لصحاب العباءات ‪ :‬يتوجه المدعوون إلى‬
‫مواقع الحتفالت للمشاركة في احتفالت أصدقائهم‪،‬‬
‫ونفاجأ بأن أصحاب الفرح يقومون باحترام وتقدير أصحاب‬
‫العباءات المزركشة ويجلسونهم في المقاعد المامية أو‬
‫على الفرشات العالية‪ ،‬أما الدخان والقهوة وكلمات الطراء‬
‫فحدث ول حرج‪ ،‬وفي الوقت نفسه يتركون الشخاص‬
‫الغلبة من دون حتى كلمة مجاملة‪ ،‬وكما هو معروف فإن‬
‫قطعة اللحم الكبيرة دائما وأبدا من نصيب أصحاب البطون‬
‫البارزة ‪ ،‬وأما الغلبة فيزدادون ضعفا بسبب وضع العظام‬
‫التي تغطيها اللحوم الرقيقة أمامهم ‪!!..‬‬

‫‪158‬‬
‫الرقص بشكل هستيري ‪ :‬بعض الشبان الذين كانوا يحيون‬
‫أفراحنا‪ ،‬كانوا يقومون بوضع شراب سفن أب أو حليب‬
‫بداخل الراجيل بدل من الماء أو بوضع )جوزة الطيب( على‬
‫رأس الراجيل )!( وبإجراء عملية السحب ‪ ,‬وبعد ذلك‬
‫يأخذون بالرقص والحيجلن بشكل هستيري‪ ،‬حيث شاهدت‬
‫بعضا منهم يقومون بحركات سخيفة جدا ل يرضاها إنسان‬
‫عاقل‪!...‬‬
‫ما يطلبه المشاهدون‪ :‬كثيرا ً من الفرق الموسيقية التي‬
‫تحضر لحياء أفراحنا‪ ،‬يبدأ أعضاؤها بتجهيز أدواتهم التي‬
‫تأخذ وقتا طويل‪ ،‬فمرة يقولون بان وصلة الكهرباء )منسية(‬
‫ومرة ثانية يقولون بأن )الميكروفون( ل يعمل و‪ ..‬ويضيعون‬
‫ساعات عدة من أجل إصلحها‪ ،‬والذي يزيد الطين بلة هو‬
‫قيام العشرات من الحضور بإرسال قصاصات من الورق‬
‫للمطرب لقراءتها أمام الحضور‪ ،‬وهذه الخيرة تأخذ وقتا‬
‫في قراءة أسماء الذين يهنئون العريس و‪ ..‬وفي تلك الثناء‬
‫يظهر المدعوون وكأنهم أتوا للستماع إلى برنامج ما يطلبه‬
‫المشاهدون‪ !..‬فيا حبذا لو يتم تقديم تهنئة شاملة في بداية‬
‫الحفلة بأسماء الحضور والهالي كافة )لعريس الزين( وفي‬
‫هذه الحالة يكون لحتفالتنا بهجة وزينة ل ينساها أحد‪!..‬‬
‫حرام يا صبايا ‪ :‬بعد مضي مدة زمنية قصيرة على إقامة‬
‫حفلة الشباب ‪ ,‬تبدأ معشر النساء في قرانا بالزحف إلى‬
‫مواقع الحفلة‪ ،‬لمشاهدة حركات الشباب السخيفة في‬
‫معظمها‪ ،‬والتي نخجل من مشاهدتها‪ ،‬وسؤالي ماذا سيكون‬
‫حالنا لو أن أحد الشباب ذهب إلى موقع إقامة حفلة النساء‪،‬‬
‫بالطبع سيكون هناك )خشة الدار( وجر العباءات المزركشة‬
‫وإهانة الشخص إلى البد‪ ..‬وحرام يا صبايا البلد‪!!..‬‬
‫وجوه نحسه‪ :‬كثيرا ً ما يصادف خلل عقد قران أحد الشبان‬
‫على شابة سقوط شقيقة العريس على الرض وكسر يدها‬
‫أو موت أحد أبناء العشيرة أو مرض قريب العريس أو‪..‬‬
‫وعلى الفور يسارع أقرباء العريس إلى إلقاء اللوم على‬
‫العروس المسكينة وكأنها هي السبب الول والخير من‬
‫وراء ذلك‪ ،‬وبأن وجهها نحسا عليهم‪ ،‬ومن هنا يبدأ الكره‬
‫قبل وصولها إلى بيت الزوجية‪!!..‬‬
‫الخلق أول ً ‪ :‬يتردد العديد من الشبان الذين هم على أبواب‬
‫الزواج‪ ،‬برفقة أمهاتهم على منازل الفتيات لطلب أياديهن‪،‬‬
‫حيث تقوم تلك الفتيات بإحضار المشروبات سواء أكانت‬
‫ساخنة أم باردة للضيوف القادمين‪ ،‬وفي تلك الثناء تكون‬

‫‪159‬‬
‫أعصاب الفتيات مشدودة لنهن أول مرة يشاهدن الشخص‬
‫القادم لطلب أياديهن فعندما يحضرن المشروبات‪ ،‬ترتجف‬
‫سواعدهن ما يؤدي إلى سكب القهوة أو العصير بداخل‬
‫)الصينية(‪ ،‬وتكون النتيجة معروفة سلفا‪ ،‬وهي رسوبهن في‬
‫امتحان "التست"! ويا حبذا البتعاد عن هذه النظرة‬
‫الخاطئة‪ ،‬والهم هو السؤال عن أخلق الفتاة وسمعتها و‪!..‬‬
‫تسمين وليس تسميم ‪ :‬سمعت عن تسمم أكثر من مائة‬
‫شخص في حفل زفاف‪ ،‬وذلك بسبب تناولهم عصيرا فاسدا‪،‬‬
‫فيا حبذا لو يتم التأكد من تاريخ صلحية العصير قبل تقديمه‬
‫للحضور‪ ،‬وكذلك يجب أن يكون بحوزة الطباخين الذين‬
‫يقومون بطهي الطعمة في الحفلت تراخيص من قبل‬
‫وزارة الصحة أو من أي جهة أخرى‪ ،‬وذلك خوفا من حدوث‬
‫حرائق في أثناء الطبخ أو تسمم المدعوين بدل من‬
‫تسمينهم!‬
‫اللون الصفر هو السبب ‪ :‬طلب والد إحدى الفتيات بأن‬
‫تزف ابنته خارج حدود القرية‪ ،‬وبالفعل‪ ،‬توجهت الزفة‬
‫والتي كانت معظم حافلتها من المركبات ذات اللون‬
‫الصفر إلى وسط المدينة‪ ،‬وصادف في اليوم نفسه زفاف‬
‫عرسان آخرين‪ ،‬فأخذ سائقي المركبات بالتوجه خلف‬
‫المركبات ذات اللون الصفر معتقدين بأنها مركبات الزفة‬
‫التي هم خارجون معها‪ ،‬فمنهم من توجه إلى مدينة يطا‬
‫وآخر إلى حلحول وثالث إلى بني نعيم‪ ،‬وبدل من أن تصل‬
‫العروس إلى منزل العريس الساعة الخامسة‪ ،‬وصلت‬
‫متأخرة وبعد إحداث بلبلة كان أهالي العرسان والمدعوين‬
‫هم في غنى عنها!‬
‫العيون الساهرة ‪ :‬تم في إحدى البلدات الواقعة جنوبي‬
‫الضفة‪ ،‬تشكيل فرق للدبكة لكل عائلة من عائلتها‪ ،‬وذلك‬
‫لحياء الحفلت السعيدة لبناء القرية نفسها‪ ،‬وكان من‬
‫المفروض على شباب القرية الغيورين على مصلحة قريتهم‬
‫البدء في تشكيل فرق من كل عائلة لجمع التبرعات لبناء‬
‫المدارس‪ ،‬وذلك للنهوض بالتعليم في بلدتهم – لن غالبية‬
‫الصفوف الدراسية فيها مستأجرة‪ ،‬وكان من الواجب عليهم‬
‫كذلك‪ ،‬تشكيل فرق من المثقفين من كل عائلة لتعليم‬
‫الكبار من كل الجنسين القراءة والكتابة لمحو المية فيها‪،‬‬
‫وبتشكيل فرق من كل عائلة لزالة الوساخ من الحارات‬
‫وطلء جدرها وزراعة الشجار في الماكن العامة لتبقى‬
‫قريتهم نظيفة طوال العام‪ ،‬وبتشكيل فرق من شباب كل‬

‫‪160‬‬
‫عائلة للذود عن القرية في حالة مهاجمتها من قبل العداء‬
‫وبكل الوسائل المتاحة‪ ،‬ويكونوا العين الساهرة لحراستها‬
‫من خفافيش الليل‪ ،‬وأن تشكيل فرق للدبكة ل يأتي على‬
‫رأس سلم الولويات‪ ،‬وإذا كانت البداية الرقص والحيجلن‬
‫فعلى القرية وأهلها السلم‪.‬‬
‫ل يستحق الحترام ‪ :‬أحدهم ل يترك أي فرح من الفراح‬
‫التي تقام في قريته والقرى المجاورة إل ويذهب ومعه‬
‫أولده لتناول طعام الغذاء‪ ،‬حتى وصل الحد بهم إلى وضع‬
‫اللحوم داخل ملبسهم‪ ،‬وحملها إلى بيوتهم لعطائها لباقي‬
‫أفراد السرة الذين لم يرافقوهم إلى الفراح‪ !..‬وقبل‬
‫عامين تزوج أحد أبناء ذلك الشخص ولم يعمل له طعام غذاء‬
‫لن ظروفه المادية ل تسمح له بذلك‪ ،‬وهذا من حقه "والله‬
‫ل يكلف نفسا إل وسعها"‪ .‬وفي بداية الشهر القادم‬
‫سيتزوج أحد أبنائه والشيء نفسه يفكر فيه أخونا بحجج‬
‫وأعذار باطلة ويتساءل أقربائه‪ :‬لماذا قريبنا يكلف نفسه‬
‫مشاق )المشي( إلى بيوت الفراح لتناول الطعمة‪ ،‬ول‬
‫يكلف نفسه بالمقابل إطعام أهل بلدته وأبناء عشيرته الذين‬
‫يشاركونه أفراحه‪ ،‬وقد سمعتهم يتهامسون "اللي بحشمك‬
‫مرة حشموا طوال العمر" ولكن قريبنا ل يستحق أي احترام‬
‫يذكر‪.‬‬
‫عيب أيها المطرب ‪ :‬اثناء حضوري حفلة غناء في احدى‬
‫القرى المجاورة لمكان سكناي ‪ ,‬لفت انتباهي لفتة كبيرة‬
‫جدا مثبته خلف اعضاء الفرقة الموسيقية ‪ ,‬ومكتوب عليها‬
‫كلمات باللغة العبرية وبخط عريض جدا ل ادري معانيها ‪,‬‬
‫وبطبيعة الحال تعلق تلك اللفتات على جوانب الطرق‬
‫الرئيسة تحمل مسبات ضد العرب ‪ ,‬وكان من الفضل على‬
‫اهل العريس ورفاقه استبدال تلك اللفتة غير المرغوب‬
‫فيها باخرى حيث منازلنا كلها مملؤه بالشراشف والحرامات‬
‫التي تحمل الوان واشكال تدخل البهجة والسرور على‬
‫قلوبنا ‪ ,‬والذي زاد الطين بلة هو قيام المطرب بانشاد‬
‫الغنية التي تبدأ كلماتها ‪ " :‬لعبر على تركيا واشرب تيتن‬
‫وأكيف " وكررها مرة ثانية حيث قال ‪ " :‬لعبر على تركيا‬
‫واشرب وسكي وأكيف "‪ .‬أحد الحضور همس باذن المطرب‬
‫قائل ‪ :‬نحن في بلدة كلنا مسلمون ‪ ,‬وهنا انتبه اخانا الى‬
‫خطئه واستبدل الغنية باخرى كانت كلماتها سخيفة‬
‫أيضًا‪!...‬‬

‫‪161‬‬
‫إن لم تستح ‪ :‬شاهدته في احد العراس يستقبل الضيوف‬
‫ويرحب بهم احسن ترحاب ‪ ,‬وفي مرات ثانية شاهدته‬
‫يصفق ويرقص ‪ ,‬وللوهلة الولى تشعر وكانه هو والد‬
‫العريس ‪ .‬المخجل المبكي ان الشخص المعني ل يشارك‬
‫اقاربه في افراحهم ول اتراحهم ال ما ندر ‪ ,‬حيث همس‬
‫العديد من أقاربه في أذني متى سيخجل اخانا ويتوقف عن‬
‫حركاته السخيفة التي اساءت لسمعة عشيرتنا بين أبناء‬
‫الحمايل الخرى‪!!..‬‬
‫ابو جلدة ‪ :‬والد احد العرسان شاركه اقاربه في ليالي‬
‫السهر التي اقامها لنجله ‪ ,‬وكانوا يستقبلون الضيوف‬
‫ويوزعون عليهم القهوة والحلوى ويدبكون ويرقصون ‪,‬‬
‫ولكنهم فوجئوا يوم تناول طعام الغداء من تقديم صواني‬
‫مملوءة ببقايا الرز الذي تناوله اناس اخرين قبلهم ) أقارب‬
‫العروس ( ‪ ،‬موضوع عليها بقايا عظام غير صالحة للكل‬
‫الدمي ‪ .‬اقارب والد العريس امتعضوا من تصرفاته وعادوا‬
‫الى منازلهم بخفي حنين من دون تناولهم حبة أرز واحدة ‪,‬‬
‫ولسان حالهم يقول نحن احق بالكل من غيرنا ‪ ,‬وهذا ان‬
‫دل على شيئ فانما يدل على بخل قريبنا ‪ ,‬الذين بدورهم‬
‫أخذوا ينادونه بابو جلدة ‪!!..‬؟‬
‫اليوم الثوب وبكرة ‪ :‬يقوم الكثير من الشخاص ببيع بعض‬
‫قطع الراضي الخاصة بهم ‪ ,‬وذلك من اجل زواج ابنائهم ‪,‬‬
‫وفي الوقت نفسه من اجل شوفوني يا ناس ‪ ,‬وبعد مضي‬
‫فترة قصيرة يقوم الزواج الشابة ببيع حلي ومصاغ‬
‫زوجاتهم لسداد الديون المتراكمة عليهم أو لسداد أجرة‬
‫البيوت التي يقطنونها او لشراء الطعمة واللبسة وما‬
‫شابه ذلك ‪ .‬الطامة الكبرى ان بعض الزواج الشابة وصل‬
‫عنده الحد في قيامه بسرقة ثياب زوجاتهم وبيعها من اجل‬
‫شراء كرت تلفون او لشراء علبة سجائر ‪ ,‬والسؤال ‪ :‬هل‬
‫كان زواج امثال هؤلء الشباب الذين قدمت لهم عرائسهم‬
‫على طبق من فضة في محله ‪!!..‬‬
‫خطابه ‪ ..‬خطابه ‪ :‬بعد عقد قرانه على أحدى الفتيات من‬
‫منطقة مجاورة لمنطقة سكناه ‪ ،‬أخذ أخونا يطوف بسيارته‬
‫" المشطوبة " شوارع قريته ‪ ،‬فاتحا ً جهاز التسجيل على‬
‫مصراعيه على أغنية خطابة ‪ ..‬خطابة ‪ ،‬حيث أصبح لدى أهل‬
‫قريته الكبير والمقمط في السرير علم بخبر الخطوبة ‪.‬‬
‫لكنهم في الوقت نفسه لم يتلقوا حبة حلوى واحدة ولو‬
‫كانت من الحجم الصغير جدا ً بتلك المناسبة‪ .‬استمر أخونا‬

‫‪162‬‬
‫طوال فترة الخطوبة فاتحا ً جهاز التسجيل على أغنية خطابة‬
‫وكأنه هو الول والخير الذي عقد قرانه في تلك القرية‬
‫التي استشاط أهلها غصبا ً من تصرفاته الشاذة ‪.‬‬
‫أهالي البلدة ‪ ،‬وبخاصة المجاورين لبيت العريس ‪ ،‬تنفسوا‬
‫الصعداء يوم زفافه ‪ ،‬وقاموا بتوزيع الحلوى على بعضهم‬
‫البعض ‪ ،‬احتفاءً بانتهاء زفاف الشاب المذكور ‪ ،‬لكن الخير‬
‫لم يتوقف عن تصرفاته ‪ ،‬واستمر بوضع الغنية نفسها ‪،‬‬
‫لكن هذه المرة عن طريق جهاز دي ‪ .‬جي ‪ ،‬قام باستئجار‬
‫من أحدى المحلت التي ما زالت تطالبه حتى هذه اللحظة‬
‫بدفع تكاليف استئجاره !‬
‫القروض حرام ‪ :‬أخبرني أحدهم بأنه ل يستطيع زواج ابنه‬
‫الذي مضى على عقد قرانه ما يزيد عن أربعة سنوات ‪ ،‬إل‬
‫بأخذ قرض من البنك ‪ ،‬حيث يعمل موظفا ً حكوميا ً ‪ ،‬وسيقوم‬
‫البنك بخصم مبلغ شهري من راتبه في مطلع كل شهر ‪،‬‬
‫وفي هذه الحالة وحسب اعتقاده الخاطئ ‪ ،‬بأنه سيقوم‬
‫بتسديد القرض براحته ‪ ،‬ولكن يا أخانا فعل سترتاح في‬
‫الدنيا ولكن أيهما تريد راحة الدنيا أم راحة الخرة ‪..‬؟!‬
‫كبيرالقوم خادمهم ‪ :‬دعيت في أحد أيام الجمع ‪ ،‬لتناول‬
‫طعام الغذاء عند أحد القارب ‪ ،‬وبعد وصولي منزله فوجئت‬
‫بأحد الشخاص ليس له علقة مباشرة بصاحب الطعام يعمل‬
‫نفسه وكأنه كبير قومه ‪ ،‬يرحب بالقادمين وكأن المناسبة‬
‫خاصة به ‪ ،‬وقبل تناولنا الطعام ‪ ،‬شاهدته جالسا ً يتناول‬
‫الطعام بشراهة ‪ ،‬وكان أول المغادرين ‪ ،‬ولو كان هذا‬
‫الشخص كبيرا ً لكن أول القادمين وأخر المغادرين ‪ ،‬ولكنني‬
‫أدركت حينها بأنه ل يمت للكبر بصلة إل كرشه البارز‬
‫أمامه ‪!!..‬‬
‫أحذروهم ‪ :‬أحد الشباب شغله الشاغل التردد على القرى‬
‫البعيدة عن منطقة سكناه ‪ ،‬خوفا ً أن تنكشف آلعيبه الدنيئة‬
‫‪ ،‬فيقوم أخونا بطلب يد إحدى الفتيات من أهلها حسب‬
‫الصول المتبعة في تلك القرى ‪ ،‬وبالفعل يحضر عدة‬
‫أشخاص على شاكلته يوم الخطبة ‪ ،‬الذين بدورهم يقومون‬
‫بتوزيع الكنافة والكول على المدعوين ‪ ،‬وفي اليوم التالي ‪،‬‬
‫يحضر المأذون لعقد قرانه على صاحبة الصون والعفاف ‪،‬‬
‫التي ل تدري بأنه ضحك عليها وعلى أهلها المساكين ‪،‬‬
‫الذين اكتشفوا نواياه السيئة بعد عقد القرآن وفوات الوان‬
‫‪!..‬‬

‫‪163‬‬
‫فعندنا كانوا يخبروه عن ميعاد زواجه ‪ ،‬كان يخبرهم بأنه‬
‫ليست لديه القدرة على شراء الذهب أو شراء الملبوسات‬
‫وتأثيث بيته ‪ ،‬ما يضطرهم مكرهين إلى الطلب منه بفسخ‬
‫عقد القرآن ‪ ،‬وهذا الطلب كان ينتظره بفارغ الصبر ‪ ،‬فكان‬
‫يوافق عليه من دون تردد وبشروط حسب مزاجه ‪،‬‬
‫كموافقته وعلى رأي المثل ‪ " :‬دخول الحمام مش زي‬
‫الخروج منه " على فسخ عقد القرآن مقابل مبلغ كبير من‬
‫المال ‪ ،‬وهكذا كان يفعل مع عشرات الفتيات وأهاليهن في‬
‫المناطق الخرى ‪!!..‬‬
‫الله يرحم أيام السلفانا ‪ :‬ل يحلو لبعض الشخاص العلن‬
‫عن خطوبتهم ‪ ،‬إل أثناء رفع الذان ‪ ،‬حيث يقومون بإطلق‬
‫اللعاب النارية في سماء قراهم ‪ ،‬فيأخذ الهالي بإلقاء‬
‫المسبات واللعنات تجاه هؤلء الشخاص الذين قاموا بإزعاج‬
‫أطفالهم الصغار والتشويش على أبنائهم الطلبة ‪ ،‬وفي‬
‫هذه الحالة فقط هم قلة الذين يدرون عن خطوبة فلن‬
‫على فلنة ‪ .‬فيا حبذا لو يقوم الشباب الذين يتم عقد‬
‫قرانهم بالتوجه إلى أقرب المساجد لمنازلهم لتأدية الصلة‬
‫وتوزيع الحلوى أو الشوكولتة على المصلين الذين‬
‫سيقومون بتقديم التهاني والتبريكات لهم ‪ ،‬فهذا أفضل‬
‫وأقل تكلفة من أطلق اللعاب النارية الباهظة الثمن ‪،‬‬
‫والتي شوهت أجساد الكثير من أطفالنا وشبابنا نتيجة‬
‫إطلقها بطريق الخطأ ‪!!..‬‬
‫"يا اللي جاي من غير عزومة "‪ :‬كم هو مؤلم إصطحاب بعض‬
‫النسوة أطفالهن الصغار الى صالت الفراح البعيدة عن‬
‫أماكن سكناهن في ظل إرتفاع درجات الحرارة الشديدة ‪،‬‬
‫وذلك من أجل حضور خطوبة لحد الشبان أو الشابات الذين‬
‫ل تربطهم معهم أية صلة قرابة ل من قريب ول من بعيد ‪.‬‬
‫وأكبر دللة على ذلك هو مشاهدتي قيام المزارعين‬
‫والجيران الذين تقع اراضيهم ومنازلهم بالقرب من صالت‬
‫الفراح ‪ ،‬بالتردد عليها من دون دعوة من أحد !!‬
‫وكم هو مؤلم أيضا ً ‪ ،‬قيام أهل العريس بتوزيع المشروبات‬
‫والحلويات على الكبار فقط وترك الصغار من دون إعطائهم‬
‫ولو قطعة بسكوت من النوع الرخيص الثمن ‪ ،‬وفي هذه‬
‫الحال ياخذ الصغار بالبكاء والعويل واللحاح على ُأمهاتهم‬
‫إعطائهم الكنافة و‪ ..‬فالبعض منهن تطلب بنفسها من‬
‫أصحاب العرسان إعطائه الكول أو الكنافة ‪ ،‬وبعضهن الخر‬
‫يخجل على نفسه ‪ ،‬ويتركن الصالت عائدات الى منازلهن‬

‫‪164‬‬
‫يلعن أهل العرسان ويحملنهم كل المنغصات التي وقعت‬
‫ن من دون‬ ‫معهن ‪ ،‬ول يحملن أنفسهن المسؤولية بأنهن جئ َ‬
‫عزومة ‪!!..‬‬
‫التشريف مع التكليف ‪ :‬غالبية الخوة الذين يوجهون دعوات‬
‫الى اصدقائهم ‪ ،‬يدعونهم فيها للمشاركة في حفلة زفاف‬
‫أبنائهم ‪َ ،‬ترد عبارة " التشريف دون تكليف" ‪ ،‬وهذه العبارة‬
‫خاطئة مائة بالمائة ‪ ،‬وفتحت الباب على مصراعيه لكل من‬
‫ب ودب للتوجه لتناول طعام الغداء ‪ ،‬حتى أن المدعو أخذ‬ ‫ه ّ‬
‫يدعو هو الخر أصحابه لمشاركته في تناول طعام الغداء‬
‫عند أصحابه ومعارفه‪ ،‬ولكن الصحيح يجب أن يكتب في‬
‫بطاقات الدعوة " التشريف مع التكليف "‪ ،‬وعند الناس‬
‫الذين ُيقدرون معنى الدعوة ‪ ،‬يضعون مبلغا ً من المال في‬
‫ظرف وبعد تناولهم طعام الغداء يسلمون على العريس‬
‫ويقومون بإعطائه الظرف مباركين له زواجه وفرحه‪ ،‬وهذه‬
‫المبالغ ولو كانت بسيطة فهي تفك أزمة يواجهها أهل‬
‫العريس أو العريس نفسه ‪..‬‬
‫ل للمباهاة الزائفة ‪ :‬اشتكى لي الكثير من الشخاص ‪ ،‬بأنهم‬
‫ل يريدون زواج أبنائهم ‪ ،‬وحاولون تأخير زواجهم بحجة أنهم‬
‫ل يقدرون على تكاليف الطعام الباهظة ‪ ،‬حيث أن أربعة‬
‫رؤوس من البقر ‪ ،‬أصبحت ل تكفي لطعام أبناء حمائلهم‬
‫القليلة العدد ‪ ،‬فما بالك بالحمائل الخرى الكثيرة العدد ‪.‬‬
‫الغريب في الباء قيامهم بعمل طعام غداء يوم زفاف‬
‫ابنائهم ن لكنهم يسكنون ابنائهم العرسان في غرف‬
‫مستأجرة ‪ .‬وكان من الفضل على آبائهم توفير مصاريف‬
‫الطعام في بناء غرفة أو غرفتين ليوائهم ‪ ،‬فهذا أفضل‬
‫بكثير من إسراف أموالهم هباءً منثورا من أجل المباهاة‬
‫وشوفوني يا ناس ‪ ،‬والمهم في المر أن تكون أفعالنا‬
‫مرضاة لرب العباد وليس مرضاة للعبد ‪ ،‬والله ل يحب‬
‫المسرفين ‪..‬‬
‫اللي بيستحوا ماتوا ‪ :‬حضرت ليالي الفرح لحد القارب ن‬
‫وكان عدد الحضور ل يتجاوز المائة شخص من كافة فئات‬
‫العمر ‪ .‬وفي ظهيرة يوم تناول طعام الغداء ‪ ،‬كنت مع‬
‫مجموعة من شباب عشيرتنا نرحب بالقادمين حتى تعبت‬
‫السنتنا من كثرة قول ‪ ) :‬اهل ً وسهل ً ‪..‬تفضلوا ( ‪ .‬لكن‬
‫الغريب في المر ان القادمين لتناول طعام الغداء لم‬
‫نشاهدهم قط في ليالي الفرح ) ليالي السمر( ‪ ,‬وهذا‬
‫العيب بعينه ‪ ,‬فكيف يسمح الشخص لنفسه بالذهاب الى‬

‫‪165‬‬
‫فرح لتناول الطعام وهو في الصل لم يشارك اصحابه‬
‫فرحتهم ‪ ,‬وعلى راي المثل ‪ " :‬اللي بيستحوا ماتوا" ‪.‬‬
‫حجالة ‪..‬حجالة ‪ :‬بالرغم من مناشدات الكثير من خطباء‬
‫المساجد ‪ ,‬وحثهم اصحاب العراس بتاجيل افراحهم ‪,‬‬
‫واقامتها بعد انتهاء امتحانات شهاده الثانويه العامة ‪ ,‬ال ان‬
‫الكثير منهم ‪ ,‬لم يعيرونهم أي اهتمام يذكر ‪ .‬وقاموا باحضار‬
‫اجهزة الدي جي ‪ ,‬التي كان يسمع صوتها عن بعد عدة كيلو‬
‫مترات ‪ ,‬حيث قاموا بفتحها على اغاني حجالة وخطابة جاي‬
‫اسلم عليكم حتى ساعات متاخرة من الليل ‪.‬‬
‫والسؤال ‪ :‬اذا كان ل بد من اقامة تلكط الفراح لسباب‬
‫وظروف معينة ‪ ,‬فكان من الواجب على اصحاب العراس‬
‫اقامتها بشكل مختصر ‪ ,‬مراعاة مع ظرروف طلبتنا الذين‬
‫هم بحااجة الى الراحه ‪ ,‬وبخاصه في فترات المساء ‪,‬‬
‫ويكفيهم ازعاجا ً من مكبرات الصوت التي يستخدمها الباعة‬
‫المتجولين الذين يجوبون شوارع قرانا ذهابا ً وايابا ً منذ‬
‫ساعات الصباح الولى وحتى بعد رفع اذان المغرب وهم‬
‫ينادون على بضاعتهم من خللها ‪ ,‬مرة عن الملوخيه ومرة‬
‫ثانيه عن الحديد واللمنيوم والنحاس ومرة ثالثه اللي عندو‬
‫حمام واللي بدو شمام وهكذا ‪..‬‬
‫يا عيبوا ‪ :‬دعيت في احدى المناسبات للسفر من قريتنا‬
‫الواقعه في جنوب الخليل الى قريه تقع في اقصى شمال‬
‫مدينه رام الله ‪ ,‬وذلك لتمام مراسم الظزواج لحد شباب‬
‫قريتنا ‪ .‬حيث صعدت الى داخل الحافله ‪ ,‬وجلست في‬
‫المقعد المامي خلف السائق ‪ ,‬وكان مجموع الذكور ل‬
‫يتعدى اصابع اليد الواحدة ‪ .‬اما باقي المقاعد الخلفيه فكان‬
‫يجلس عليها النساء واطفالهن الصغار ‪ .‬وكان من الواجب‬
‫على قريبات العريس " المهاهاة" وتمجيد الشخاص الذين‬
‫تركو اشغالهم وهذه عادة متبعة في مثل هذة المناسبات ‪.‬‬
‫لكنني فوجئت بان قريبات العريس يطلبن من سائق‬
‫الحافله فتح جهاز التسجيل على اغنيه ‪" :‬يا عيبوا " ‪ .‬خجلت‬
‫من سماعي كلماتها ‪ ,‬بسبب سماعي اياها اكثر من مرة‬
‫‪.‬وبعد اتمامنا مهمتنا على اكمل وجه ‪ ,‬صعد الجميع الى‬
‫الحافله ‪ ,‬وحمدت الله كثيرا بانني غفوت بسبب بروده‬
‫الحراره داخل الحافله ‪ ,‬ولم اصحو ال بعد سماعي بوق‬
‫الحافله ‪ ,‬الذي اطلق السائق له العنان عندما اصبحنا على‬
‫مشارف مداخل قريتنا الحبيبه ‪!!..‬‬

‫‪166‬‬
‫اولموا ولو بشاه ‪ :‬احدهم من كبار التجار المستوردين ‪,‬‬
‫ولديه المال الوفير ‪ ,‬والذي استغربته كباقي اهالي القريه‬
‫هو اقتصار حفله نجله البكر على دعوة النساء فقط ‪ .‬اما‬
‫معشر الشباب فكان شغلهم الشاغل هو اطلق اللعاب‬
‫الناريه من قرب موقع حفله النساء بشكل جنوني ‪ ,‬فكانو‬
‫يشعلون علبه المفرقعات الباهظة الثمن وقبل النتهائها‬
‫كانو يشعلون علبه جديدة وهكذا ‪ ,‬حيث سببوا الزعاج‬
‫للجيران ‪ ,‬ولو قام اهالي العريس المعني برصد المبالغ‬
‫التي انفقوها في شراء المفرقعات لشتروا بثمنها راس او‬
‫راسين من الضئن او الماعز ‪ ,‬وقامو بذبحها ودعوة الجيران‬
‫لتناول طعام الجيران ‪ ,‬فهذا افضل بكثير من ازعاجهم ‪,‬‬
‫وفي الوقت نفسه يطبقون حديث رسول الله ‪ " :‬اولموا‬
‫ولو بشاه " ‪ ,‬كي يبارك الله سبحانه وتعالى في زواج‬
‫ابنائهم وذرياتهم و ‪!!..‬‬
‫" اللي ملوش خير في اهلوا " ‪ :‬يقوم بعض اهالي العرسان‬
‫او العرسان أنفسهم ‪ ,‬بتعليق صور لخوتنا المعتقلين او‬
‫القادة السياسيين على واجهات صالت الفراح او على‬
‫واجهات الدواوين الخاصه بعشائرهم ‪ ,‬وذلك دللة على‬
‫حبهم لهذا المعتقل او القائد ‪ .‬لكن لدى ترددنا على الكثير‬
‫من اماكن الفراح المنتشرة في قرانا نشعر وكاننا في جو‬
‫انتخابات من كثر الصور المعلقه على الجدران او في سماء‬
‫مواقع الفراح ‪ .‬واذا كان لبدّ من تعليق صور للقاده او‬
‫المعتقلين ‪ ,‬فالفضل ان تعلق صور لبناء عشيرة العريس‬
‫نفسه اول – لن السجون السرائيلية ل تخلو عائلة من‬
‫عائلتنا من وجود سجين او اكثر مسجونا ً فيها ‪ ,‬وعلى راي‬
‫المثل ‪ " :‬الي ملوش خير في اهله ‪!!.."..‬‬
‫حاميها ‪ ..‬حراميها ‪ :‬كان الشغل الشاغل لبعض الشخاص‬
‫اللذين يترددون على بعض الفراح في قرانا ‪ ,‬هو سرقه‬
‫اجهزة التسجيل من داخل المركبات ‪ .‬ومن كثرة تكرار‬
‫حوداث السرقه ‪ ,‬قام بعض اصحاب الفراح الميسورين ‪,‬‬
‫بالطلب من بعض الشخاص بحراسه المركبات المتوقفة‬
‫امام مواقع الفراح مقابل مبلغ من المال ‪ ,‬وذلك خوفا من‬
‫احراجهم امام المدعوين القادمين من اماكن بعيدة ‪ .‬لكن‬
‫اصحاب الفراح فوجئوا من قيام الشخاص الذين طالبوهم‬
‫بحراسه المركبات من سرقه اجهزة التسجيل واشياء اخرى‬
‫من داخلها ‪ ,‬وصدق المثل القائل ‪ " :‬حاميها ‪ ..‬حراميها‬
‫" ‪!!..‬‬

‫‪167‬‬
‫لماذا تخجلون من اسماء بناتكم ‪ :‬في العادة ‪ ,‬يقوم اهل‬
‫العريس بدعوة الصدقاء لحضور عقد قران ابنهم او‬
‫شقيهم ‪ ,‬وبعد تجمعهم في مكان ما ‪ ,‬يتوجهون الى مكان‬
‫تجمع اهل العروس ‪ ,‬وبعد ترحيب الطرف الخير‬
‫بالقادمين ‪ ,‬يقوم شخص من اهل العريس او معارفه ‪,‬‬
‫بطلب يد ابنتهم فلنة ليد ابنهم فلن ‪ ,‬ويذكر السم‬
‫الرباعي كامل ً للعروسين ‪ .‬لكن عند طباعة بطاقات دعوة‬
‫الزفاف ‪ ,‬نلحظ ان بعض الشخاص يقومون بكتابة اسم‬
‫العريس بالكامل وبخط عريض ‪ ,‬اما اسم العروس فيكتفون‬
‫بالشارة اليه باول حرف من اسمها ويكتب باللغة النجليزية‬
‫‪ .‬والسؤال ‪ :‬لماذا لماذا نخجل من كتابة اسماء بناتنا في‬
‫بطاقات الفراح ما دام قد ذكرناه في يوم خطوبتهن امام‬
‫مئات الناس ‪..‬؟!‬
‫رقاصة ‪ :‬كانت امهات العرسان في الماضي بعد زواج‬
‫ابنائهم ‪ ,‬يتفاخرن امام جاراتهن ‪ ,‬بان زوجات ابنائهم يقمن‬
‫بعمل الخبز البلدي يشتهيه كل انسان ‪ ,‬عدا عن اعمال‬
‫ويحفظن بعض السور من القران الكريم ‪ ,‬اما امهات‬
‫العرسان في هذة اليام ‪ ,‬فيتفاخرن امام جارتهن بان‬
‫زوجات ابنائهن يجدن الرقص والحيجلن ‪ ,‬ويحفظن الغاني‬
‫الخلعية عن ظهر قلب ‪ ,‬اما المكياج والمكسارة و ‪ ..‬فحدث‬
‫ول حرج ‪!!..‬‬
‫ثوب التراث ‪ :‬بعض اهالي العرائس وبخاصة امهاتهن يطلبن‬
‫من ذوي العرسان عمل ثوب تراث لبناتهن ‪ ،‬وهذا الثوب‬
‫يكلف مبلغا ً كبيرا ً من المال ‪ ،‬ول يلبس إل في مناسبة أو‬
‫مناسبتين فقط ‪ ،‬وذلك بسبب حدوث الحمل عندهن ‪ ،‬وكان‬
‫بالمكان شراء عشرات الفساتين وبأشكال مختلفة بثمن‬
‫ن‬
‫ن العرائس أنفسهن ه ّ‬ ‫تكالف تطريزه‪ ،‬وفي السابق ك ُ ّ‬
‫اللواتي يقمن بعمل ثياب التراث واذا كان ل بدّ من عمل‬
‫ثوب التراث ‪ ،‬فيا حبذا لو تقم كل عروس بتطريزه وحياكته‬
‫بيدها ‪ ،‬وذلك خوفا ً من اقتصار تطريزه عند ُأناس معينين‬
‫فقط ‪ ،‬ولكي تنقله للجيال القادمة ‪ ،‬وهكذا نحافظ على‬
‫تراثنا الذي يحاول الطرف الخر طمسه ‪ ،‬ل بل سرقته‬
‫وبيعه خارج البلد على أنه تراث اسرائيلي ‪!!..‬‬
‫احذرا التصوير ‪ :‬يقوم بعض الشخاص بالتردد على مواقع‬
‫الفراح ‪ ,‬ويقومون باطلق العيره النارية من خلل‬
‫تالسلحة التي بحوزتهم ‪ ,‬وهؤلء يكونون تابعين لعدة جهات‬
‫– حيث اصبح المواطن العادي ل يميز بين عميل ووطني ‪,‬‬

‫‪168‬‬
‫وهؤلء يترددون على تلك المواقع لهدف في نفس يعقوب‬
‫)!( ‪ ,‬فبعض المدعوين يطلبون منهم حمل اسلحتهم لخذ‬
‫صورة تذكاريه بها غير مدركين بان تلك الصور ستقع بايدي‬
‫اناس " مأجورين " ‪ ,‬وحينها تطلب الجهزة وما اكثرها في‬
‫بلدنا من هؤلء الشخاص الذين وقعو ضحيه ‪ ,‬بان يحضروا‬
‫تلك السلحة !وحينها ياخذون بلعن تلك اللحظة التي‬
‫التعقطو فيها تلك الصور ‪ ,‬ولكن تاتي لعناتهم بعد فوات‬
‫الوان ‪!! ..‬‬
‫البيت عزام ‪ :‬يقوم اهالي العرسان ‪ ,‬وبخاصه في قرانا‬
‫بتوزيع بطاقات الدعوة على معارفهم واصدقائهم ‪ ,‬اما ابناء‬
‫حمولتهم القربين فلم توجه لهم الدعوات ‪ ,‬من باب ان "‬
‫البيت عزام " ‪ ,‬أي بمعنى اخر الباب مفتوح لبناء الحموله‬
‫من غير دعوة ‪ ,‬وفي هذه الحالة تقع الخطاء والفوضى ‪,‬‬
‫ولم يتم حصر عدد المدعوين ‪ ,‬وحينها اما الن ينقص الطعام‬
‫على اهالي العرسان ‪ ,‬ويقعون في حرج امام معارفهم ‪ ,‬او‬
‫يزيد الطعام ومن ثم يكب في الحاويات وهذا السراف‬
‫بعينه ‪ .‬والسبب لن المدعوين ل ياتون لوحدهم لتناول‬
‫طعام الغداء ‪ ,‬بل يصطحبون معهم اهل البيت صغيرهم قبل‬
‫كطبيرهم – لن الدعوة تشريف وليست تكليف ‪ .‬فيا حبذا ان‬
‫توجهع الدعوالت لبناء الحموله قبل الصدقاء والمعارف ‪,‬‬
‫وزان نتوقف عن اصطحاب ابنائنا لتناول الطعمة برفقتنا‬
‫الى مواقع الفراح صدقوني انه في احدى المرات توجهت‬
‫مع صديق لتناول طعام الغداء بمناسبة زفاف نجل احد‬
‫الصدقاء ‪ ,‬لكن صديقي اصطحب معه اولده وهم كثر‬
‫واولد اولده وحتى اولد بناته ‪ .‬فهل هذا معقل ‪..‬؟! فيا‬
‫أحبتي ل مانع من المشاركة في افراح أصدقائنا ‪ ،‬ولكن‬
‫بشرط أن يكون هناك نوع من الدب والحترام‪ ،‬وان ل تكون‬
‫المشاركة مقتصرة على تناول الطعام فقط ‪ ،‬بل هناك‬
‫أوجه ُأخرى للمشاركة كلنا يعرفها ‪!..‬‬
‫انما المم الخلق ‪ :‬بعد وصول بعض العرائس الى صالت‬
‫الفراح المنتشرة في قرانا ‪ ،‬وبعد تجمع المدعوين الى تلك‬
‫الصالت ‪ ،‬وقيام قريبات العريس أو العروس المحرمات‬
‫على العريس وغير المحرمات ‪ ،‬بالرقص امام العرسان ‪،‬‬
‫يأتي دور رقص العرسان مع بعضهما البعض ‪ ،‬وهذا الشيء‬
‫كان عيبا ً في قرانا ‪ ،‬اما اليوم فاصبح مسموحا ً به وحتى‬
‫وصل الحد عند بعضهم بتقبيل عروسه عدة مرات امام‬
‫الحاضرين ‪ ،‬وبعضهم الخر كان يحمل عروسه بين كلتا يديه‬

‫‪169‬‬
‫ويطوف بها بين جموع المدعوات بعد الطلب من مسؤولة‬
‫ال دي ‪ .‬جي بخفض الضاءة ‪ ،‬فبعض العرسان كانوا‬
‫يواجهون بالرفض من قبل عرائسهم ‪ ،‬وبعضهم الخر ك ُ ّ‬
‫ن‬
‫في غاية النبساط ويطلبن المزيد من التقبيل والرقص‬
‫على انغام ما يسمى برقصة الـ) ‪ ( slow‬وغيرها من‬
‫الرقصات السخيفة ‪!..‬‬
‫نعم ‪ ،‬ل مانع من ان نرقص ونلعب ونمفرح ‪ ,‬ولكن العيب ان‬
‫نطبق ما نشاهده في التلفاز في افغراحنا التي تختلف كليا ً‬
‫عن افراح الخرين ‪ ,‬الذين يختلفون عنا في في الدين‬
‫والخلق والعادات واشياء اخرى كثيرة ‪!!..‬‬
‫خطبة الطوابين ‪ :‬اثناء تردد بعض الخوات في قرانا ومدننا‬
‫على ما يسمى " بالطوابين " ‪ .‬التي كلنا يعرفها ‪ ,‬يتعرفن‬
‫على بعضهن البعض ‪ ,‬وهذه المعرفه تتطور الى حد ان‬
‫بعضهن يطلبن من جارتهن يد بناتهن الى ابنائهن ‪ ,‬وتحصل‬
‫الموافقه ويتم دعوة المعارف والصدقاء لحضور حفلة عقد‬
‫قرانهم ‪ ,‬ولكن الكثير من هذه الحالت كان مصيرها الفشل‬
‫– لن الجارة في الصل هي التي تعرفت على جارتها وليس‬
‫الشاب هو الذي تعرف على الفتاه او العكس ‪ .‬وهنا يحصل‬
‫الطلق بسبب عدم تطابق افكار الشاب مع الفتاة او العكس‬
‫‪ ,‬والكل يحمل مسؤوليه ما حدث للخر ‪ ,‬وتقع المشاكل‬
‫والخلفات بين الجار وجاره او الخ واخيه ‪ ,‬فهمنم من حمد‬
‫الله وقام بالطلق لنه ما زال على الشط " أي فترة‬
‫الخطوبة " ‪ ,‬ومنهم من لعن ذلك اليوم بسبب زواجه او‬
‫زواجها ) وخراب مالطا ( ‪!!..‬‬
‫مطرب للكراسي ‪ :‬توجهت في احدى بعد صلة المغرب‬
‫بقليل ‪ ,‬مع شقيقي الصغر لحضور فرح لحد اصدقائه ‪,‬‬
‫وبعد وصولنا ديوان عشيرة العريس المقام فيه الفرح ‪,‬‬
‫استقبلنا مجموعه من كبار السن ‪ ,‬وجلسنا على المقاعد ‪,‬‬
‫حيث كنا الوحيدون من خارج افراد عائله العريس ‪ ,‬قمت بعد‬
‫الحضور سواء من اقارب العريس او معارفه ‪ ,‬فلم يتجاوز‬
‫عددنا عشرين شخصا ً والباقي كان من الطفال ‪ .‬وبعد‬
‫مضي بعض الوقت ‪ ,‬سمعت المطرب يرحب باقرباء‬
‫العروس الذين جائو من مكان بعيد لمشاركه في فرح‬
‫صديقنا ‪ ,‬وقبل وصولهم موقع الفرح ‪ ,‬نهض اقارب العريس‬
‫عن مقاعدهم ‪ ,‬واصطفو للترحيب بالقادمين ‪ ,‬حيث خلت‬
‫م من حولي الجميع‬ ‫ه ّ‬
‫المقاعد من الحضور ‪ ,‬وحينها َ‬
‫للترحيب بالقادمين ‪ ,‬فخلت الكراسي من الحضور ‪ ,‬فطلبت‬

‫‪170‬‬
‫من الطفال الذين كانوا يلعبون مع بعضهم البعض‬
‫بالجلوس على المقاعد الخاليه كي يشعر القادمين بان‬
‫للعريس معارف واصدقاء ‪ ,‬وذلك خوفا ً من الحرج امام‬
‫حّلو على بلدتنا لول مرة في تاريخ‬ ‫اقارب العروس الذين َ‬
‫حياتهم ‪ ,‬وبعد احتسائهم القهوة وتناولهم حلويات ‪,‬‬
‫ومشاهدتهم العريس يرقص لوحده على المنصه ‪ ,‬اخذو‬
‫ينظرون في وجوه بعضهم البعض ‪ ,‬وحينها اشارو للعريس‬
‫بالقدوم نحوهم ‪ ,‬وبعد وصوله قدمو له التهاني والتبريكات ‪,‬‬
‫وغادرو موقع الفرح عائدين الى منازلهم ‪ ,‬حيث خلت‬
‫المقاعد من جديد ‪ ,‬واصبحت لم اشاهد من امامي سوى‬
‫المطرب واعضاء فرقته ومجموعه كبيرة الكراسي‬
‫ع‬
‫ٍ‬ ‫دا‬ ‫البلستيك ‪.‬سألت شقيق العريس ‪ :‬هل كان هناك‬
‫لحضور مطرب وازعاج الجيران بهذه الصورة ‪ ,‬ما دمتم‬
‫تعرفون مسبقا ً بعدم مشاركة اقاربكم لكم في فرحكم‬
‫هذا ‪ .‬فرد قائل ً ‪ :‬نحن ل يعنينا واهل بلدتنا ‪ ,‬وكل الذي‬
‫يعنينا هو ان نستقبل انسباؤنا بشكل لئق ‪ ,‬وهنا فهمت‬
‫الرسالة ‪ ,‬وطلبت من الذين كانوا برفقتي مغادرة موقع‬
‫الفرح ‪ ,‬وتركنا المطرب يغني على ليله ‪!!..‬‬
‫اللي بدلل على بضاعته ‪ :‬تقدم احد الشبان لطلب يد فتاة‬
‫من والدها ‪ ,‬وطلبه قوبل الشديد ‪ ,‬وبعد فترة من الزمن‬
‫كرر الشاب الطلب نفسه ‪ ,‬وارسل لوالدها اشخاصا ً كي‬
‫يحثوه على القبول ‪ ,‬لكنهم قوبلوا بالرفض ايضا ً ‪ ,‬لكن اخانا‬
‫لم يمل من تكرار الطلب ‪ ,‬لنه يعرف مسبقا بان الفتاة‬
‫التي تقدم لطلب يدها من والدها تريده عريسا ً لها ‪ ,‬وذلك‬
‫من خلل التصالت شبه اليوميه " والساخنه " التي كانت‬
‫تجري بينهما ‪ .‬الغريب في المر ‪ ,‬انه بعد توقف الشاب عن‬
‫تكرار طلبه ‪ ,‬هو قيام والد الفتاه بطلب يد الشاب من‬
‫والدته )بسبب وفاة والده ( ‪ ,‬لن زوجته وابنتها وضعوه‬
‫تحت المر الواقع ‪!!..‬‬
‫اعمام الشاب واقاربه غير راضين عن تصرفات ابنهم – لن‬
‫والد البنت علقته سيئه جدا ً معهم ‪ ,‬ل بل هناك محاكم ل‬
‫زالت معلقه بينهم حتى هذه اللحظة ‪ ,‬ولو حصل الزواج ‪,‬‬
‫وهذه ارادة الله ‪ ,‬غير متفائلين بتحسين العلقات بينهما ‪,‬‬
‫لن لهم دين عند والدها واهله يصعب سداده بهذا النسب‬
‫المرفوض جمله وتفصيل ً ‪!!..‬‬

‫‪171‬‬
‫فهل نحاول البتعاد عما سبق لنضفي على أفراحنا ولو‬
‫جزءا قليل من الفرحة التي نحن محرومون منها‪..‬؟ وألف‬
‫مبارك للزواج الشابة وأهاليهم‪..‬‬

‫‪2‬‬
‫‪8‬‬ ‫رسالة مسج ‪ ..‬؟!‬
‫أما غيرهم‬
‫وأمام كاميرات‬ ‫ر‬
‫ففي قصو ٍ‬ ‫أبناء شعبي‬
‫التلفزة‬ ‫ة بالعاج‬
‫مفروش ٍ‬ ‫يذبحون كالنعاج‪...‬‬
‫تصرخ‪..‬‬ ‫وعلى حالنا مبتهج‬ ‫ويواجهون عدوا ً‬
‫وتبكي‪..‬‬ ‫‪..‬وإن خجلت‬ ‫جا‬
‫بالسلح مدج ً‬
‫وتحتج‪..‬‬ ‫شعوبنا‬ ‫ر‬
‫يحاصرهم بجد ٍ‬
‫وبعد أن تهدأ‬ ‫على نفسها‬ ‫وأبراج‬
‫من غضبها‬ ‫تخرج للشوارع‬ ‫ويمنع الحليب عن‬
‫تعود إلى منازلها‬ ‫كالموج‬ ‫أطفالهم الخدج‪..‬‬

‫‪172‬‬
‫ويجدون العلج‬ ‫ج‬
‫تتابع برام َ‬
‫السريع والمبرمج‬ ‫قلوبنا معكم‪...‬‬ ‫الرياضة‪..‬‬
‫بعقد قمم الهرج‬ ‫ل بد بعد الضيق‬ ‫والرقص‪..‬‬
‫التي تبقى‬ ‫أن يأتي الفرج‪!..‬‬ ‫والغنج‪..‬‬
‫قراراتها‬ ‫أما زعماؤنا‬ ‫‪..‬وإن فطن لنا‬
‫حبرا على ورق‬ ‫وخوفا من الحرج‬ ‫بعضهم‬
‫وتحفظ كأرشيف‬ ‫فيسارعون للبحث‬ ‫يكتفي بإرسال‬
‫في داخل الدرج‪!..‬‬ ‫عن مخرج‬ ‫رسائل مسج‬

‫‪2‬‬
‫‪9‬‬
‫كــــلـــنـــا‬
‫أخــــــــــوة ‪ ..‬؟!‬

‫‪173‬‬
‫هو الساس‪!!..‬‬

‫‪3‬‬
‫‪0‬‬
‫أغـــــــلــــى‬
‫بــــلـــــد ‪ ..‬؟!‬

‫‪174‬‬
‫سيكسرون كل‬ ‫الصلح‬
‫القيود‬ ‫"والتجديد"‬
‫ويجتازون أعلى‬ ‫صعق القريب‬
‫السدود‬ ‫قبل البعيد‬
‫لن البلد ‪..‬‬ ‫***‬ ‫والتمجيد‪..‬‬
‫بلدهم‬ ‫ل بد أرض‬ ‫***‬
‫غصبا ً عن يهود‬ ‫الباء والجداد‬ ‫وعندما ولى‬
‫وحينها سنكتب‬ ‫أن تعود‬ ‫زمان‬
‫أحلى القصائد‬ ‫لن نفقد المل‬ ‫الواسطة‬
‫لغلى بلد‬ ‫ما دام في‬ ‫والفاسدين‬
‫"فلسطين‬ ‫وطني أسود‬ ‫واختار شعبنا‬
‫العنيد‬
‫‪3‬‬
‫‪1‬‬ ‫دبــــــــابــــــيـــــــ‬
‫س ‪ ..‬؟!‬

‫‪175‬‬
‫ول تذكر عورات‬ ‫عظماء‪!..‬‬ ‫وغير السماء‬
‫النجاس‬ ‫‪ ..‬وكف عن‬ ‫وقل عن‬
‫‪ ..‬وأن لم يعجبك‬ ‫كتابة الدبابيس‬ ‫مصاصي الدماء‬
‫قولي‬ ‫وما يدور خلف‬ ‫شرفاء‪!..‬‬
‫فأنا من أفعالك‬ ‫الكواليس‬ ‫وعن المفسدين‬
‫براء‪!!..‬‬ ‫في الرض‬

‫‪3‬‬
‫‪2‬‬
‫القــصــى فـي‬
‫خـطــر ‪ ..‬؟!‬

‫‪176‬‬
‫‪3‬‬
‫‪3‬‬ ‫بـــــــــــــــــــــــــــــرئ ‪ ..‬؟!‬

‫ويرفع عنا الذل‬ ‫وقلت أقصانا في‬ ‫فوجدت بعض الناس‬


‫والهوان‪..‬‬ ‫خطر‬ ‫ضعاف اليمان‬
‫ودعوت رب الكون‬ ‫ل يوجد عندهم يقين‬
‫أن يبعث لنا قائدا ً‬ ‫جاء بعضهم ليأكل‬
‫كالبطل صلح الدين‬ ‫وآخر ليتسول‬
‫يحرر الرض كلها‬ ‫بكيت مما رأيت‬

‫‪177‬‬
‫علق براءتك التي قد‬ ‫والصبر‪..‬‬ ‫ل يدري ما الخبر‬
‫نلتها‬ ‫صدر القرار‬ ‫اعتقل‪..‬‬
‫في كل ناحية وقطر‬ ‫أنك من طهرهم‬ ‫وعذب‪..‬‬
‫وقل لهم‪:‬‬ ‫لطهر‬ ‫وعرف أن القريب‬
‫غصبا عن كل إنسان "إن بعد العسر‪..‬‬ ‫عليه مؤتمر‪!..‬‬
‫يسر"‪!..‬‬ ‫قذر‬ ‫***‬
‫هيا… وقم‬ ‫وبعد سنوات من‬
‫الكد‪..‬‬

‫‪3‬‬
‫‪4‬‬
‫قـــــــرار‬
‫صـــــائـــــب ‪ ..‬؟!‬
‫أما أمهات الغلبا‬ ‫ويلقن العدو دروسا‬
‫فيذرفن الدمع على‬ ‫وعبر‬ ‫الوقت يمضي كلمح‬
‫أولدهن‬ ‫يطل علينا القريب‪..‬‬ ‫البصر‪..‬‬
‫عند كل لحد‪ ..‬وقبر‬ ‫والوطن أصبح كله‬
‫قبل البعيد‬ ‫محاطا بأسلك‬
‫***‬ ‫يطالبنا أن نستنكر‬ ‫وجدر‪..‬‬
‫شعب الختيار قرر‬ ‫ونعتذر‪!..‬‬ ‫وشبابنا يذوي ويذبح‬
‫واختار التغيير‬ ‫***‬ ‫مثلما يذوي الزهر‬
‫فصعقت دول الكفر‬ ‫بيوتنا على رؤوسنا‬ ‫وأجسادهم الطاهرة‬
‫وعلى الفور‬ ‫تهدم‪ ..‬تندثر‬ ‫على الشوارع‬
‫فرضت عليه أقسى‬ ‫وآخرون يصب عليهم‬ ‫تسحب‪ ..‬وتجر‬
‫حصار‬ ‫المال‬ ‫***‬
‫***‬ ‫صبا كالنهر‬ ‫عدونا لحقوقنا يتنكر‬
‫الله أكبر‬ ‫***‬ ‫وسلحه في وجوهنا‬
‫شعبنا حر‪..‬‬ ‫هؤلء لديهم المال‬ ‫يشهر‪..‬‬
‫ل يشترى‬ ‫الوفير‬ ‫يمارس ضدنا‬
‫ول يباع بالدولر‬ ‫وجل وقتهم يقضونه‬ ‫كل أشكال الدمار‬
‫ومن شيمته الصبر‬ ‫سكر‪ ..‬والعهر‬‫في ال ّ‬ ‫قتل‪ ..‬وقصف‬
‫ل يخاف الفقر‬ ‫ل تبالي زوجاتهم‬ ‫من الجو‪ ..‬والبر‪..‬‬
‫وبإذن الله سينتصر‬ ‫بالمر‬ ‫والبحر‬
‫وينثرن على‬ ‫‪..‬وحينما شاب‬
‫صدورهن‬ ‫جسده‬
‫أغلى العطر‪..‬‬ ‫الطاهر يفجر‪..‬‬

‫‪178‬‬
‫‪3‬‬
‫‪5‬‬
‫شـعـب يستحق‬
‫الحياة ‪ ..‬؟!‬
‫***‬
‫عندما تقصف‬
‫غاضبين‪..‬‬ ‫بيوتنا‬
‫يشجبون‪..‬‬ ‫ويقتل أطفالنا‬
‫يستنكرون‪..‬‬ ‫وعندما يفجر‬ ‫وتشوه أجسادهم‬
‫تفجير أنفسنا‬ ‫شاب جسده‬ ‫الندية‬
‫من أجل عيش‬ ‫الطاهر‬ ‫يخرج علينا قادتنا‬
‫أطفالنا‬ ‫من كثرة‬ ‫عبر شاشات‬
‫بكرامة‬ ‫ما رأى‪..‬‬ ‫التلفزة‬
‫لكننا صعقنا‬ ‫وما سمع‪..‬‬ ‫والبتسامة تعلو‬
‫من تصريحاتهم‬ ‫عن أبناء شعبه‬ ‫وجوههم‬
‫الجبانة‪!..‬‬ ‫من متاعب‬ ‫ويكون ردهم‬
‫بأن عملياتنا فيها‬ ‫***‬ ‫على تلك المجازر‬
‫حقارة‬ ‫حينها‪..‬‬ ‫بأن القوي‬
‫وتوقيتها غير‬ ‫يخرج علينا قادتنا‬ ‫)عائب(‪!..‬‬
‫مناسب‬

‫‪3‬‬
‫‪6‬‬ ‫آلم ‪ ..‬؟!‬

‫‪179‬‬
‫يطوف حول مقصف‬ ‫جيوبهم بالدراهم‬ ‫)‪(1‬‬
‫مدرسته‬ ‫وان قلت لهم هذا‬ ‫أتألم جدا ً حين أرى‬
‫يداس عليه بالنعال‬ ‫ب‬‫عي ٌ‬ ‫كبار رجالت بعض‬
‫ً‬
‫لعل أحدا الطلب‬ ‫يجن جنونهم‬ ‫العشائر‬
‫يعطيه‬ ‫ويقولون‪:‬‬ ‫يؤدون الولء‬
‫"هل ستقلب الحلل نصف رغيف‬ ‫والسلم‬
‫ووالده يتفاخر بين‬ ‫إلى حرام"!‬ ‫ب يتلعثمون‬ ‫لشبا ٍ‬
‫الناس‬ ‫)‪(2‬‬ ‫في الكلم‬
‫بأنه من أصحاب‬ ‫ً‬
‫أتألم جدا حين أرى‬ ‫ويمشون وراءهم‬
‫رؤوس الموال‪!!..‬‬ ‫طفل ً صغيرا ً‬ ‫كالغنام‬
‫يتضور جوعا ً‬ ‫ل يدرون كيف‬
‫امتلت‬

‫‪3‬‬
‫‪7‬‬
‫وصــــــــــــــايـــــ‬
‫ـــا ‪ ..‬؟!‬

‫‪180‬‬
‫والختيار‪..‬‬ ‫وادعي لي دعاء‬ ‫حكم القدر‬
‫فيه مغفرة‬ ‫فأنا لن أقبل‬
‫على الصبر‪..‬‬ ‫ونور‬ ‫لبناء شعبي‬
‫وصدقيني مهما‬ ‫وضعي فوق‬ ‫أن يعيشوا في‬
‫قتلوا من‬ ‫قبري‬ ‫ذل وقهر‬
‫أمثالي‬ ‫لفتة بخط كبير‬ ‫أماه إياك‬
‫سيبزغ الفجر‬ ‫)عاش شريفا ً‬ ‫دموعك‬
‫ويأتي النصر‬ ‫‪ ..‬ومات فقيرًا(‬ ‫على وجنتيك‬
‫وحينئذ سيولي‬ ‫وامشي وسط‬ ‫تنهمر‬
‫الشرار‬ ‫المشيعين‬ ‫ورشي على‬
‫إلى البحر‬ ‫بكل فخار‬ ‫نعشي‬
‫وبأعلى صوت‬ ‫ووزعي الحلوى‬ ‫الرز والعطر‪..‬‬
‫سينشد الثوار‬ ‫على كل إنسان‬ ‫وامشي في‬
‫والحرار‬ ‫حضر‬ ‫جنازتي‬
‫الله أكبر‬ ‫وحثي أهل الدار‬ ‫حتى القبر‪..‬‬
‫وألف لعنة‬ ‫الصغير‪..‬‬
‫على التتر‬

‫‪3‬‬
‫‪8‬‬
‫سامــحــيــنــي ‪..‬‬
‫؟!‬

‫‪181‬‬
‫***‬ ‫وكان آخر وداع‬
‫يا حارسة الديار‬ ‫يومها قالت نساء‬
‫يا صاحبة القلب‬ ‫بلدتي‬ ‫من جنس البشر‬
‫الكبير‬ ‫ل تذرف الدمع‬ ‫لكن المولى احبها‬
‫سافرت في لمح‬ ‫على وجنتيها‪..‬‬ ‫وألهمني الصبر‬
‫البصر‬ ‫قلت‪:‬‬ ‫على حكم القدر‬
‫وبكى عليك الكبير‬ ‫كيف ل أبكي عليها‬ ‫***‬
‫قبل الصغير‬ ‫صعقت‪..‬‬
‫لنك كنت أما‬ ‫يوم وفاتها‬
‫للجميع‬ ‫فهي الحبيبة التي‬ ‫وسماعي الخبر‬
‫***‬ ‫لم أحب سواها‪..‬‬ ‫***‬
‫وآخر دعواي‬ ‫ونسيت كل شيء‬ ‫سامحيني عندما‬
‫الجنة مثواك‬ ‫ما عداها‪..‬‬ ‫ودعتك‬
‫وجهنم للكفر‪..‬‬ ‫وتمنيت أن يكون‬ ‫يا ذات القلب‬
‫عمري فداها‪..‬‬ ‫الوديع‬

‫‪182‬‬
‫‪3‬‬
‫‪9‬‬ ‫مناجاة ‪ ..‬؟!‬
‫ستغني النساء‬ ‫بل خجل‪..‬‬ ‫ُأختاه‪:‬‬
‫وترقص الصبايا‬ ‫فقتلوا شبابنا‬ ‫كيف الوصول‬
‫وينشد الطفال‬ ‫واعتقلوا نساءنا‬ ‫إليك‬
‫وتغرد البلبل‬ ‫وسرقوا أرضنا‬ ‫والوطن أصبح‬
‫***‬ ‫وقطعوا زيتوننا‬ ‫كله معازل‬
‫أختاه‪:‬‬ ‫وأحرقوا‬ ‫ما أصعب كلمك‬
‫يا بنت الشعب‬ ‫السنابل‬ ‫عندما قلت لي‪:‬‬
‫الصيل‬ ‫***‬ ‫بأنك لست على‬
‫سأسلك كل‬ ‫أختاه‪:‬‬ ‫البال‬
‫الطرق‬ ‫سيأتي من‬ ‫فوالله حينها‪..‬‬
‫والوسائل‪..‬‬ ‫أبنائنا‬ ‫"دمعي فوق‬
‫وسوف أبقى‬ ‫جيل‪..‬‬ ‫خدي سال"‬
‫أحاول‬ ‫لن يقبل لنا‬ ‫***‬
‫وإن لم أستطع‬ ‫الذل‪..‬‬ ‫أختاه‪:‬‬
‫سأرسل مع‬ ‫أو التنازل‪..‬‬ ‫هؤلء الغرباء‬
‫الطير‬ ‫فأنت تعرفين‬ ‫الراذل‬
‫باقات فل‬ ‫أنهم‬ ‫يمنعوننا من‬
‫تحمل تحياتي‪..‬‬ ‫يعكرون علينا‬ ‫التنقل‬
‫وأشواقي‪..‬‬ ‫هدوء الليل‬ ‫داخل مدننا‪..‬‬
‫فاقبليها‬ ‫لكنهم في‬ ‫وقرانا‪..‬‬
‫واطبعي عليها‬ ‫الوقت نفسه‬ ‫ومخيماتنا‪..‬‬
‫أحلى القبل‪!!..‬‬ ‫ل يستوعبون‬ ‫حتى المنازل‪..‬‬
‫أن كل احتلل‬ ‫يمارسون علينا‬
‫لو تعاظم زائل‬ ‫كل أشكال‬
‫‪..‬وحينها‬ ‫الذل‪..‬‬

‫‪4‬‬
‫‪0‬‬ ‫زيــتــونة‬
‫فلـسطـيــن ‪ ..‬؟!‬

‫‪183‬‬
‫الدم القاني‬ ‫وطعمك العذب ما‬ ‫وكل الماني‪..‬‬
‫زال‬ ‫وعندما تذكرت‬
‫***‬ ‫تحت أسناني‪..‬‬ ‫وأنا جالس قربك‬
‫ما أروعك!‬ ‫أنت معي‬ ‫أيامي الخوالي‬
‫عندما رأيتك‬ ‫في سفري‬ ‫حكايات أمي‬
‫ترفضين كل دخيل‬ ‫وترحالي‬ ‫الحنونة‬
‫على أوطاني‬ ‫فاسمك محفور‬ ‫وأبي الغالي‬
‫***‬ ‫في فؤادي‬ ‫انهارت دموعي‬
‫وإن خطفوك‬ ‫لن يغيب عن بالي‬ ‫وزاد حنيني‬
‫غصبا عني‬ ‫وكلما أراك‬ ‫على فراقهما‬
‫قولي لهم‪:‬‬ ‫شامخة‬ ‫ودعوت رب‬
‫هذا موطني‬ ‫نحو المعالي‬ ‫السماء الهادي‬
‫والتراب‪ ..‬ترابي‬ ‫تزداد سعادتي‬ ‫أن يرحمهما‬
‫ولن أفتح صدري‬ ‫وأفراحي‪..‬‬ ‫ويسامحاني‬
‫إل للذي سقاني‬ ‫***‬ ‫على أخطائي‬
‫ورعاني‪!!..‬‬ ‫سأبقى أقاوم‬ ‫***‬
‫كل من يمسسك‬ ‫أيتها الغالية!‬
‫بسوء‬
‫حتى ينزف من‬ ‫أنت شرابي‬
‫جسدي‬ ‫وشرياني‪..‬‬

‫‪4‬‬
‫‪1‬‬
‫الله هــــــو‬
‫الـــــــــــرازق ‪ ..‬؟!‬

‫‪184‬‬
‫ل يجيد فن التمثيل زار صديقنا مسؤول‬
‫تلو الخر‬ ‫وطبع ال ُ‬
‫قَبل‪!..‬‬ ‫اقرأ كتابك بتمهل‬
‫وطرح عليهم‬ ‫***‬ ‫ولملم أغراضك‬
‫مشكلته‬ ‫فكر النتقام منها‬ ‫وغادر‬
‫ليجد لها حل‬ ‫بكل الطرق‬ ‫فلم تعد تصلح‬
‫فكان ردهم‪:‬‬ ‫والوسائل‬ ‫للعمل‬
‫كي يكون لك‬ ‫فكتب للمسؤول‬ ‫***‬
‫مستقبل‬ ‫عنها عشرات‬ ‫أبلغ أصدقاءه بما‬
‫ومن أصحاب رأس‬ ‫الرسائل‪..‬‬ ‫حصل‬
‫اقطعوا عنها المال المال‬ ‫فالتفوا حوله‬
‫فاسلك كل مجال‪..‬‬ ‫فكل أفعالها نصب‬ ‫فهم بالنسبة له‬
‫فيه ضلل‪..‬‬ ‫واحتيال‬ ‫كالهل‪..‬‬
‫واتبع كل الملل‪!..‬‬ ‫وبالفعل ما أراد‬ ‫وقالوا له‪:‬‬
‫فقال لهم‪:‬‬ ‫والدمع من عيونهم حصل‬
‫محال أن أقبل على‬ ‫فأخذت تولول‬ ‫ينزل‬
‫عند باب كل مسؤول نفسي‬ ‫الصديق‬ ‫أيها‬ ‫تحزن‬ ‫ل‬
‫مثلكم ومثلها‬ ‫يسمع لها عويل‪..‬‬ ‫الجل‬
‫ي‬
‫يداس عل ّ‬ ‫فمن يقطع الرزاق تتوسل‪..‬‬
‫بالنعال وبالرجل‬ ‫تكاد تقبل النعال‬ ‫فهو قاتل‪ ..‬نذل‬
‫ورفع يديه للسماء‬ ‫ولم يمت إنسان من من أجل حفنة‬
‫يبتهل‪..‬‬ ‫شواقل‬ ‫قلة الكل‬
‫"الله وحده هو‬ ‫لكنهم ل يعرفون أن ***‬
‫الرازق" ‪4‬‬
‫‪2‬‬
‫أحـــــــــــــــــــــــ‬ ‫صديقهم‬

‫لم ‪ ..‬؟!‬

‫‪185‬‬
‫أطيب السلم‬ ‫على روحك يا أخي‬ ‫وقلت‪:‬‬

‫‪186‬‬
‫‪4‬‬
‫‪3‬‬
‫غــــــــزاويـــــــــا‬
‫ت ‪ ..‬؟!‬
‫مجردون من الخلق ‪ :‬بعد توقف الحرب على أهلنا في‬
‫غزة ‪ ،‬كنا نسمع يوميا ً تصريحات لقادة وحاخامات‬
‫إسرائيليين ل يستوعبها العقل البشري ‪ .‬منها ‪ :‬أن حسناء‬
‫نزلت من السماء وساعدت جنودهم في غزة على أماكن‬
‫تواجد جنود القسام ‪ ،‬وكانت تدلهم على أماكن وضع‬
‫العبوات الناسفة ‪ ،‬وتصريح لشمعون بيرس الحاصل على‬
‫شهادة نوبل للسلم ‪ ،‬حيث قال ‪ " :‬أننا خضنا الحرب على‬
‫غزة من أجل السلم " ‪ ،‬أما أيهود أولمرت فقال ‪ " :‬إنني‬
‫بكيت عندما شاهدت أطفال فلسطينيين قتلوا في تلك‬
‫الحرب " ‪ ،‬ومنهم أخذ يدافع عن الجيش السرائيلي بأنه‬
‫الجيش الوحيد في العالم يتسم بالخلقيات العسكرية‬
‫المثالية ‪!..‬‬
‫إن الدموع التي ذرفها أولمرت وغيره على أطفالنا ‪ ،‬هي‬
‫دموع تماسيح ‪ ،‬فأين هي الخلقيات المثالية التي يتحدثون‬
‫عنها ‪..‬؟ فهل أعطاء حاخاماتهم الوامر لجنودهم بعدم‬
‫الرأفة بالفلسطينيين ‪ ،‬وإعطاء جنودهم الوامر إلى كلبهم‬
‫المسعورة بتهميش أجساد أخواتنا ‪ ،‬وبإجبار الشباب في‬
‫أكثر من موقع على تقبيل أخواتنا على مرآى الناس تحت‬
‫تهديد السلح ‪ ،‬وبتفتيش الغراض الخاصة جدا ً لخواتنا‬
‫الطالبات على الحواجز ‪ ،‬وبسرقة المال والذهب من‬
‫المواطنين الفلسطينيين وهدم بيوتهم وبتكسير عظامهم‬
‫بالهراوات ‪ .‬فهل هذه التصريحات والتصرفات تمت للخلق‬
‫والنسانية بصلة ‪..‬؟ وباختصار سيبقى كل ما فعله‬
‫السرائيليون بحق أبناء شعبنا وصمة عار تطاردهم حتى يوم‬
‫يبعثون ‪!!..‬‬
‫غزة لن تسقط ‪ :‬في الوقت الذي كنا ندعو فيه رب‬
‫العالمين في الليل والنهار ‪ ،‬لنصرة أخواننا في غزة ‪ ،‬غزة‬
‫العزة ‪ ..‬غزة البطولة ‪ ..‬غزة الكرامة ‪ ..‬غزة المقاومة ‪..‬‬
‫غزة الشموخ ‪ ..‬غزة الباء‪ .‬كانت هنالك بعض النفوس‬
‫المريضة تدعو للقضاء على أخواننا في غزة هاشم ‪،‬‬
‫وحجتهم أنه في حال انتصار أخواننا في حركة حماس على‬
‫السرائيليين الغزاة ‪ ،‬سيمتد المارد الحمساوي إلى الضفة ‪،‬‬
‫وهذا ليس في صالحهم حسب أفكارهم البائدة ‪ ،‬ول يدري‬

‫‪187‬‬
‫هؤلء الغبياء بأن الشهداء الذين يسقطون على تراب غزة‬
‫الطهور هم من الطفال والنساء ‪ ،‬وبأن الطيران‬
‫السرائيلي ل يميز بين مواطن فتحاوي وأخر حمساوي‬
‫أو ‪ ...‬فكلنا مستهدفون عند أعداء الدين ‪ ،‬ولهؤلء أقول ‪:‬‬
‫أنتم الساقطون ‪ ،‬فلو سقط آلف الشهداء ‪ ،‬فغزة لن‬
‫تسقط بإذن الله ‪..‬‬

‫شارات الهزيمة ‪ :‬بعد توقف الحرب على غزة من طرف‬


‫واحد ‪ ،‬وانسحاب القوات السرائيلية الغازية من أرض غزة‬
‫الطهور ‪ ،‬شاهدنا الجنود السرائيليون يرفعون شارة النصر‬
‫) ! ( ‪ ،‬دللة حسب وجهة نظرهم على انتصارهم على‬
‫الطفال في غزة ‪ ،‬حيث دلت الحصاءات أن ‪ % 95‬من‬
‫الذين استشهدوا كانوا من المدنيين ‪ ،‬وأكبر دليل على‬
‫انهزامهم هو قيامهم بإلقاء آلف الطنان من المتفجرات‬
‫على السكان المنين ‪ ،‬وبتجميع الكبار والطفال في أكثر‬
‫من موقع ‪ ،‬ومن ثم إطلق النيران باتجاههم ‪ ،‬وكذلك‬
‫قصفهم دور العبادة والمدارس والجامعات ‪ ،‬حتى القبور لم‬
‫تسلم من قصف طائراتهم ‪ ،‬ما أدى إلى تطاير الجثث من‬
‫داخلها ‪!..‬‬
‫وعندما قصفت طائراتهم مراكز الشرطة ‪ ،‬شاهدنا عشرات‬
‫الجثث متفحمة ‪ ،‬وبعض الشخاص المصابون كانت أجسادهم‬
‫تنزف منها الدماء الزكية ‪ ،‬رافعين أصابعهم من بين‬
‫النقاض مرددين الشهادتين ‪ ،‬فكانت شاراتهم هي شارات‬
‫النصر الحقيقية – لنهم أصحاب قضية عادلة ‪ ،‬وفي الوقت‬
‫نفسه أصحاب هذه الرض ‪ ،‬فكان دفاعهم عنها إما نصرا ً أو‬
‫شهادة ‪ .‬إما شارات الجنود السرائيليين التي كانوا‬
‫يرفعونها من داخل دباباتهم المصفحة ‪ ،‬فكانت أصابعهم‬
‫مرتعشة وشاراتهم مصطنعة ‪ ،‬وأول ً وأخرا ً الحرب التي‬
‫فرضت على أهلنا في القطاع الحبيب لم تحقق أهدافها‬
‫بشهادة القاصي والداني ‪!!..‬‬
‫دماؤنا لن تذهب هدرا ً ‪ :‬قام الطيران السرائيلي بقصف‬
‫المساجد والجامعات والمدارس وبقتل الطفال والنساء‬
‫والشيوخ وحتى المقابر لم تسلم من اعتداءاتهم الهمجية ‪.‬‬
‫وحجتهم أن تلك الماكن التي ذكرتها سابقا ً ‪ ،‬كانت تستخدم‬
‫مخازن للسلحة ‪ ،‬حيث قام أعلمهم المسموم بتصوير‬

‫‪188‬‬
‫لقطات " مدبلجة " ‪ ،‬يظهر من خللها بأن تلك الماكن كانت‬
‫فعل ً ممتلئة بالسلحة واللغام ‪.‬‬
‫الطامة الكبرى أن فضائياتنا العربية قامت بنقل الرواية‬
‫السرائيلية بحذافيرها من دون تكذبيها أو التعليق عليها ‪.‬‬
‫ففي حالت كثيرة قام الجنود السرائيليون بقتل المئات‬
‫من شبابنا بحجة محاولتهم طعنهم أو الستيلء على‬
‫أسلحتهم ‪ ،‬وكانوا يقومون بوضع سكاكين طويلة أو طلقات‬
‫من الرصاص أمام جثثهم الطاهرة ‪ ،‬لكي يثبتوا للعالم‬
‫بالصورة والصوت بأنهم فعل ً تعرضوا للطعن أو إطلق‬
‫النيران ‪ ،‬وفي الحقيقة هم الذين قاموا بقتل شبابنا‬
‫وأطفالنا بدم بارد ‪ ،‬وللسرائيليين نقول ‪ " :‬دماء قادتنا‬
‫وأطفالنا ونسائنا لن تذهب هدرا ً ‪ ،‬وستكون عنوان الكرامة‬
‫وبوابة النصر والتحرير " ‪!!..‬‬
‫الكرسي أغلى ما يملكون ‪ :‬بالرغم من المظاهرات‬
‫الصاخبة التي خرجت في كل مكان من دول العالم ‪،‬‬
‫والمنددة بالعدوان السرائيلي الغاشم على غزة الحبيبة ‪ ،‬إل‬
‫أن السرائيليون لم يعيروا أي اهتمام يذكر لتلك المظاهرات‬
‫‪ ،‬وكان جل اهتمام قيادتهم هو المحافظة على أرواح‬
‫مواطنيهم من الصواريخ القسامية ‪ .‬وأكبر دليل على ذلك‬
‫هو اهتمام قياداتهم ووسائل أعلمهم المختلفة بإصابة‬
‫طفلة إسرائيلية من شظايا أحدى الصواريخ التي سقطت‬
‫على منزلها وأقاموا الدنيا ولم يقعدوها ‪ .‬أما قتل آلف‬
‫الطفال الفلسطينيين وإصابة وترويع اللف منهم ‪ ،‬فهذا‬
‫بالنسبة للقادة السرائيليين دفاعا ً عن النفس ‪!!..‬‬
‫أما زعاماتنا العربية ‪ ،‬فنشاهدها تطل علينا عبر أجهزة‬
‫أعلمها ‪ ،‬تقول ‪ " :‬النسان أغلى ما نملك " ‪ ،‬وفي حقيقة‬
‫المر أن النسان الذي يتحدثون عنه ‪ ،‬حرياته مقموعة‬
‫ويعيش في ظروف مأساوية ل يتصورها العقل البشري ‪،‬‬
‫وأن جثث الطفال الفلسطينيين الرضع وآهات المهات‬
‫الثكالى وصرخات الشيوخ الركع ‪ ،‬لم تهز مشاعرهم ‪ ،‬لكن‬
‫المصيبة أن ضمائر زعمائنا صحت من غفلتها عند وفاة‬
‫) قطة ( الزعيم المريكي بوش الحذاء ‪ ،‬أثناء العدوان على‬
‫أهلنا في غزة ‪ ،‬حيث قاموا بإرسال الوفود وبرقيات التعزية‬
‫‪ ،‬لتأدية واجب العزاء بتلك القطة حتى يرضى عنهم‬
‫أسيادهم المريكان الذين قصفت طائراتهم البشر والشجر‬
‫والحجر في أكثر من عاصمة عربية ) ! ( ‪ .‬وباختصار أثبتت‬

‫‪189‬‬
‫لنا اليام أن المواطن العربي بالنسبة لزعمائه ل يعنيهم‬
‫شيئا ً ‪ ،‬وكل الذي يعنيهم هو الكرسي ل شيء سواه ‪!!..‬‬
‫أقزام من حيث ل تدرون ‪ :‬كان من الواجب على إدارات‬
‫صحفنا المحلية تغطية الحرب على غزة من خلل نشر‬
‫الخبار والصور والتحليلت ونشر المقالت ‪ ،‬وذلك من أجل‬
‫فضح ممارسات الحتلل ووحشيته ‪ ،‬لكنني فوجئت في‬
‫اليوم الرابع عشر من أيام الحرب على غزة بنشر إحدى‬
‫صحفنا المحلية صفحتين متقابلتين ومليئتين بالصور وأخبار‬
‫الدوري الممتاز ‪ ،‬قبل أخبار وصور الحرب على غزة ‪!..‬‬
‫وفي اليوم العشرون على الحرب ‪ ،‬سمعت عشرات الشباب‬
‫داخل محل لبيع الصحف ‪ ،‬يقولون ‪ " :‬بأنهم الليلة لم يغمض‬
‫لهم جفن " و " لكبير كبير" ‪ ،‬وبعد استفساري عن قصة‬
‫الكبير ‪ ،‬وجدت بأن فريقهم الرياضي قد حل في مرتبة‬
‫متقدمة من الدوري الممتاز ‪ .‬وبالمقابل كنا نشاهد أعلم‬
‫الطرف الخر يقوم بنشر كل ما يجري سواء على أرض‬
‫المعركة أو ما يدور في الشوارع العربية والسلمية وحتى‬
‫الجنبية منها ‪ ،‬والتعليق عليها أول ً بأول ‪ .‬وكان من الجدر‬
‫أن تتوقف تلك المباريات في ضفتنا ‪ ،‬وأن تتحول مقار‬
‫النوادي الرياضية لجمع التبرعات العينية والنقدية والتبرع‬
‫بالدم لخواننا في غزة ‪ ،‬وكل الشكر لبعض النوادي التي‬
‫فعل ً قامت بتطبيق ما ذكرته أعله ‪ ،‬ونقول للذين يقولون‬
‫عن أنفسهم كبارا ً في ظل استمرار المعارك المدمرة على‬
‫أهلنا في غزة ‪ ،‬فهم أقزاما ً من حيث ل يدرون ‪!!..‬‬
‫فياغرا الكرامة ‪ :‬بعد فرض الحصار المطبق على إخواننا‬
‫في غزة ‪ ،‬سارع الخوة هناك إلى البحث عن مصادر لتأمين‬
‫الحاجيات الضرورية التي تساعدهم على العيش والبقاء ي‪،‬‬
‫وبخاصة حليب الطفال وبعض الطعمة الضرورية ‪ ،‬ووجدوا‬
‫في حفر النفاق بصيص أمل يساعدهم حتى ُيرفع الحصار‬
‫الظالم عن كاحلهم ‪ ،‬حيث استشهد عشرات الشبان في‬
‫مقتبل العمر في أثناء حفرهم تلك النفاق ‪ ،‬وبدل ً من‬
‫مطالبة بعض المسؤولين من أبناء جلدتنا بفك الحصار وفتح‬
‫المعابر ‪ ،‬سارعوا إلى دعوة الدول المجاورة إلى مراقبة‬
‫حدودها مع غزة ‪ ،‬خوفا ً من تهريب السلح و‪ ..‬ووصل الحد‬
‫عند بعضهم أن الخوة في غزة يستخدمون هذه النفاق‬
‫لتهريب حبوب الفياغرا ) ! ( ‪ ،‬وذلك لتشويه صورتهم أمام‬
‫الشعب ‪.‬والسؤال ‪ :‬هل سيخرج علينا أحد هؤلء ليعتذر‬
‫لطفال غزة وأهلها ويقول لهم ‪ " :‬أنا ظلمناكم ‪ ،‬إننا‬

‫‪190‬‬
‫ساعدنا في قتلكم " ‪ ،‬ويعترفون على المل أنهم بحاجة إلى‬
‫شراب حبوب " فياغرا غزاوية " ‪ ،‬كي تسري في عروقهم ‪،‬‬
‫ليتعلموا من الغزاويين الرجولة والكرامة والشهامة‬
‫والمقاومة والقدام والصبر والباء ‪ ،‬وأدعوهم للعتذار في‬
‫القريب العاجل ‪ ،‬وقبل فوات الوان ‪!!..‬‬
‫خصيصا ً لهل غزة ‪ :‬سارع العديد من المنظمات الرسمية‬
‫والهلية في الدول العربية والسلمية وحتى الجنبية إلى‬
‫مد يد العون والمساعدة لشعب غزة المكلوم ‪ ،‬وذلك عن‬
‫طريق التبرع بمئات آلف الطنان من الغذية والغطية عدا‬
‫عن التبرعات النقدية من أجل التخفيف من وطأة الحصار‬
‫والحرب المفروضة عليهم ‪ ،‬حيث كنا نسمع في أثناء الحرب‬
‫عن دخول مئات الشاحنات المحملة بتلك المواد ‪ ،‬ومن خلل‬
‫استماعنا لوسائل العلم المختلفة ‪ ،‬كما نسمع عن نقص‬
‫شديد في الغذاء والدواء ‪ .‬وبعد التحري وجدت أن الداء‬
‫الول يكمن في قيام إسرائيل بقصف مخازن الونروا‬
‫المسؤولة عن توزيع المساعدات ‪ ،‬والداء الثاني هو قيام‬
‫بعض أصحاب النفوس المريضة من أبناء شعبنا ببيع المواد‬
‫المخصصة لهلنا في غزة في أسواقنا المحلية ‪ ،‬حيث وجد‬
‫في بعض محلت السوبر ماركت والبقالة وبخاصة في‬
‫القرى البعيدة عن مراكز المدن مواد غذائية ملصق عليها‬
‫لفتات تشير بأنها ‪ " :‬مرسلة خصيصا ً لهل غزة " ‪.‬‬
‫والمطلوب أن يكون هنالك حملت مكثفة على أصحاب‬
‫المحال التجارية والصيدليات ‪ ،‬للبحث عن كيفية وصول تلك‬
‫المواد لسواقنا وإلقاء القبض على المتورطين ‪ ،‬وتقديمهم‬
‫للعدالة ليكونوا عبرة لمن تسول له نفسه شراء مثل تلك‬
‫المواد في الزمات والحروب القادمة – لن الحرب على غزة‬
‫ليست هي الخيرة ‪!..‬‬
‫الله معكم ‪ :‬بالرغم من القصف الشديد من الجو والبر‬
‫والبحر على أهلنا في غزة ‪ ،‬واستشهاد وإصابة واعتقال‬
‫اللف ‪ ،‬إل أن معنوياتهم كانت عالية جدا ً ‪ ،‬وشاهدناهم عبر‬
‫الفضائيات يقولون ‪ " :‬لسنا بحاجة إلى الطعام ول الشراب‬
‫ولن نرفع الراية البيضاء حتى ولو لم يبق منا أحد ‪ ،‬وأدعو‬
‫لنا الله أن ينصرنا على هذا العدو المحتل لرضنا " ‪ .‬بكيت‬
‫مما سمعت ‪ ،‬وذهبت إلى المسجد القريب من منطقة‬
‫سكناي لتأدية صلة الجمعة ‪ ،‬وأثناء سيري كنت أدعو الله أن‬
‫ينصر أخواننا في غزة ‪ ،‬وتوقعت بعد دخولي المسجد بأن‬
‫يكون الدرس وخطبة الجمعة عن الحرب في غزة ‪ ،‬ولكن‬

‫‪191‬‬
‫صدقوني بأنني دخلت المسجد وخرجت منه من دون‬
‫سماعي كلمة واحدة عن غزة ل في الخطبة ول في الدعاء ‪،‬‬
‫حيث احتج المصلون بعد انتهاء الصلة على خطيب الجمعة‬
‫وقالوا على سماعه ‪ " :‬الناس في ) تل أبيب ( يدعون‬
‫لنصرة أهلنا في غزة ‪ ،‬فلماذا لم تدعو لهم " ‪ .‬فلم ينبس‬
‫ببنت شفه غادرنا المسجد ولسان حالنا يدعو رب السماء‬
‫بأن ينصر أهلنا في غزة وبأن يهدي من يهدينا إلى الصراط‬
‫المستقيم ‪!!..‬‬
‫خبراء عسكريون فاشلين ‪ :‬استضافت بعض الفضائيات‬
‫العربية أثناء تغطيتها مجريات الحرب على غزة ‪ ،‬العديد من‬
‫الخبراء العسكريين العرب ‪ ،‬وبخاصة المتقاعدين منهم ‪ ،‬أي‬
‫بمعنى أخر لديهم الخبرة والدراية بأمور الحرب ‪ ،‬لكننا‬
‫فوجئنا بأن هؤلء الخوة ل يعرفون حدود وأسماء مدن‬
‫ومخيمات وأحياء غزة ‪ ،‬وكنا نستشف من خلل أحاديثهم‬
‫بأن مقولة ‪ " :‬الجيش الذي ل يقهر " ‪ ،‬ما زالت عالقة في‬
‫عقولهم حتى يومنا هذا ‪ .‬فيا حبذا أن تتوقف الفضائيات‬
‫المعنية عن استضافتهم في المرات القادمة ‪ ،‬ولو كان‬
‫فيهم الخير لما هزمت جيوشهم العربية أمام دولة صغيرة‬
‫تدعى إسرائيل ‪ .‬والخبراء العسكريون الحقيقيون هم‬
‫أطفال غزة ونساؤها الماجدات بصدورهم العارية ‪ ،‬لكنها‬
‫مليئة باليمان وحتمية النصر ‪ ،‬فلسنا بحاجة إلى تحليلتكم‬
‫غير الواقعية وأنتم قابعون داخل غرف مكيفة ‪ ،‬وأطفال‬
‫غزة تحت المطر يرتجفون من البرد القارس وقصف‬
‫الطائرات والمدافع من كل حدب وصوب ‪ ،‬ويا أحبتي أهل‬
‫غزة أدرى بشعابها ‪!..‬‬
‫المطلوب محاكمة أنفسنا ‪ :‬طالب بعض الوزراء‬
‫والبرلمانيين والمواطنون العرب ومئات الهيئات المدنية‬
‫الناشطة في مجال حقوق النسان في العديد من الدول‬
‫العربية وغير العربية حكوماتهم بتقديم شكاوى بحق‬
‫إسرائيل لمحاكمة مجرمي الحرب من القيادات السرائيلية‬
‫حول ما تقوم به قوات الحتلل من إبادة جماعية وجرائم‬
‫ضد النسانية وانتهاكات لحقوق النسان والقانون الدولي‬
‫النساني ‪ ،‬حيث قتلت الطفال والنساء والمسعفين‬
‫والصحافيين ‪ ،‬واستخدمت في عدوانها الفسفور البيض‬
‫الذي يسبب حالت حروق لجسم النسان ولحمه ول يتبقى‬
‫منه إل العظام ‪ ،‬وهذه القنابل يمنع استخدامها في الماكن‬
‫المأهولة ول مبرر للسرائيليين بإطلقها على المواطنين‬

‫‪192‬‬
‫المدنيين ‪ ،‬لكنها جربتها عليهم نيابة عن الوليات المتحدة‬
‫المريكية التي ما زالت ترسل حاويات السلحة إلى الكيان‬
‫الصهيوني في ظل استمرار الحرب غير المتكافئة على‬
‫غزة‪..‬‬
‫وبدل ً من إتخاذ موقف عربي موحد لمحاكمة مجرمي الحرب‬
‫السرائيليين ‪ ،‬سمعنا أصواتا عربية نشاز تطالب بمحاكمة‬
‫أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله ‪ ،‬لنه طالب‬
‫الحكومة المصرية بفتح معبر رفح أمام سكان القطاع‬
‫الحبيب ‪.!..‬‬
‫ومن المتوقع بعد انتهاء الحرب المفروضة على أخواننا في‬
‫غزة ‪ ،‬سيخف سقف مطالبتنا شيئا ً فشيئا ً ‪ ،‬ومع مرور‬
‫الوقت ستنسى كليا ً ‪ ،‬وأكبر دليل على ذلك عندما وقعت‬
‫مجزرة مخيم جنين وغيرها من المجازر ‪ ،‬فحينها طالبنا‬
‫بمحاكمة المجرمين أنفسهم ‪ ،‬لكننا في الوقت نفسه‬
‫شاهدناهم يصولون ويجولون في عواصمنا العربية‬
‫ويستقبلون بكل حفاوه‪..‬‬
‫والمطلوب ‪ ،‬محاكمة أنفسنا أول ً لننا لم ننزل إلى الشوارع‬
‫للتظاهر وقت فرض الحصار على قطاعنا المكلوم ‪ ،‬وذلك‬
‫للضغط على حكوماتنا برفع الحصار والمطالبة بمناهضة‬
‫التطبيع مع إسرائيل ومقاطعة البضائع السرائيلية‬
‫والمريكية التي تغزو أسواقنا العربية ‪ ،‬والمطالبة بتجميد‬
‫المبادرة العربية ووقف المفاوضات مع إسرائيل ‪..‬‬
‫وكان من المفروض على حكامنا الذعان إلى مطالب‬
‫شعوبهم والتفاق على عقد القمة العربية لوقف العدوان‬
‫الغاشم ‪ ،‬وطرد السفراء وإغلق السفارات والممثليات‬
‫السرائيلية ‪ ،‬لكن البعض منهم ومن باب الخجل قام‬
‫باستدعاء السفراء السرائيليين مرات عدة ‪ ،‬لحث حكومتهم‬
‫على وقف العدوان ‪ ،‬لكنها حتى هذه اللحظة لم تستجب‬
‫لذلك ‪ . !..‬والسبب لن دولنا التي لها علقات مع الكيان‬
‫المزعوم والتي ل يوجد لها علقات ‪ ،‬أخذت كل منها بإلقاء‬
‫اللئمة على الدولة الخرى في عقد أو رفض انعقاد القمة ‪.‬‬
‫وحتى لو عقدت القمة ‪ ،‬فلن يكون هناك قرارات حازمة‬
‫تدعو لمقاطعة إسرائيل ‪ ،‬وسيتواصل العدوان السرائيلي‬
‫على أبناء شعبنا العزل متى ارتأت إسرائيل ذلك مناسبا ً )!(‬
‫‪.‬‬
‫ما نخشاه هو قيام إحدى المؤسسات السرائيلية برفع‬
‫قضايا ضد مطلقي الصواريخ في غزة ‪ ،‬لنها أثارت الذعر‬

‫‪193‬‬
‫والهلع في صفوف السرائيليين ‪ ،‬وبالفعل ستأخذ شكواها‬
‫بعين العتبار ‪ ،‬لن السرائيليين في نظر الغرب أصدق من‬
‫العرب ‪ ،‬وستلقى كل الشكاوى المرسلة من قبل العرب في‬
‫سلة المهلت ‪!..‬‬
‫والمطلوب مواصلة الهبات والمسيرات الجماهيرية لنصرة‬
‫أخواننا في غزة لجبار إسرائيل على وقف العدوان البربري‬
‫على أبناء شعبنا ‪ ،‬وكذلك السراع في متابعة قرار مجلس‬
‫حقوق النسان التابع للمم المتحدة والذي يتهم إسرائيل‬
‫بارتكاب انتهاكات خطيرة بحق الفلسطينيين ‪ ،‬وذلك قبل‬
‫قلب السرائيليين الحقائق لصالحهم ‪ ،‬وحتى إلقاء القبض‬
‫على القادة المجرمين السرائيليين ‪ ،‬ووضعهم في أقفاص‬
‫العار والذل ‪ ،‬لينالوا جزاؤهم ‪ ،‬أنا لمنتظرون ‪!..‬‬
‫جيوشنا عربية بالسم ‪ :‬خرجت الشعوب العربية‬
‫والسلمية عن بكرة أبيها في مظاهرات صاخبة منددة‬
‫بالهجمات العسكرية السرائيلية على قطاعنا الحبيب ‪ ،‬حيث‬
‫سررنا لتلك الهبات الجماهيرية ‪ ،‬سواء أكانت من خلل‬
‫المسيرات في الشوارع أو جمع التبرعات العينية والنقدية‬
‫أو التبرع بالدم ‪ ،‬أو التظاهر أمام السفارات السرائيلية‬
‫والمريكية حيث كانت جيوشنا العربية تقمعها سواء بوضع‬
‫السلك الشائكة في الطرقات أو برش الغاز وإطلق‬
‫النيران باتجاههم ‪ ،‬أو اعتقال المئات منهم وزجهم في‬
‫سجونها البائدة ‪ .‬وكان من الفضل أن توجه تلك‬
‫المظاهرات في هذه المرة إلى معسكرات الجيوش المقامة‬
‫على أراض تلك الدول العربية لحث على قادتها على التحرك‬
‫لنصرة أخوانهم في فلسطين ‪ ،‬وأن لم يتحركوا ولن‬
‫يتحركوا فكان من الفضل بيع أسلحتها في أسواق الخردة ‪،‬‬
‫فهذا أفضل بكثير من استخدامها لحماية المصالح المريكية‬
‫والسرائيلية في دولنا العربية ‪ ،‬ولقمع المواطن العربي‬
‫المسكين الذي ابتله الله بهؤلء الخونة ‪!!..‬‬
‫دماؤكم فاسدة ‪ :‬خرجت الجماهير العربية التي تربط‬
‫حكوماتها علقات دبلوماسية مع الدولة العبرية في‬
‫مظاهرات صاخبة ‪ ،‬تستنكر العدوان الغاشم على أخواننا في‬
‫غزة هاشم ‪ ،‬وتطالبها بطرد السفراء والقناصل‬
‫السرائيليين عن أراضيها ‪ ،‬وبوقف تصدير الغاز وبإلغاء‬
‫التفاقيات المبرمة مع الدولة المعتدية ‪ ،‬وفي الوقت نفسه‬
‫مستنكره إغلق المعابر وبخاصة معبر رفح الحدودي الذي‬
‫يعتبر إغلقه مخالف لتعاليم السلم الحنيف ‪ ،‬ولكن زعماء‬

‫‪194‬‬
‫تلك الدول لم يعيروا أي اهتمام لتلك المظاهرات‬
‫والحتجاجات التي تعتبر أكبر استفتاء على رفض تلك‬
‫التفاقيات التي لم يجن منها المواطن العربي سوى الذل‬
‫والهوان ‪ ،‬حيث صعقت الشعوب العربية عندما طل علينا‬
‫أحد الزعماء العرب وتحدث أمام الشاشة الصغيرة في ذروة‬
‫الحرب والحصار ‪ ،‬قائل ً ‪ " :‬إذا قمنا بفتح المعابر فهذا يعتبر‬
‫انتهاك للقانون الدولي " ‪ ،‬أما الطفال الذين يذبحون‬
‫والشيوخ الذين تهدم منازلهم على رؤوسهم وصرخات‬
‫المهات الثكلى وقصف الجامعات والمساجد وسيارات‬
‫السعاف والصحفيين والمستشفيات والطرق و‪ ..‬فهذا‬
‫بالنسبة لزعمائنا ل يعتبر انتهاك ‪!..‬‬
‫والذي زاد الطين بله هو استخفاف حكامنا بعقول‬
‫شعوبهم ‪ ،‬من خلل استنكارهم لتباطؤ مجلس المن في‬
‫إصدار قرار بوقف العدوان ‪ ،‬وهم الذين أوقفوا إدخال‬
‫المساعدات إلى غزة وأغلقوا معابرها ‪ ،‬وضربوا بعرض‬
‫الحائط مطالبة جماهيرهم العربية بقطع علقاتها مع الكيان‬
‫الصهيوني ‪ ،‬داعين هؤلء الزعماء أن تصحوا ضمائرهم ‪ ،‬وأن‬
‫يعيدوا النظر في مواقفهم اتجاه الكيان اللعين‪ ،‬ونقل لهم‬
‫بأن دماؤكم التي أرسلتموها لهلنا في غزة هي فاسدة ‪،‬‬
‫وعليكم استبدالها بدماء جديدة من أطفال غزة ‪ ،‬كي تتحرك‬
‫النخوة والكرامة والشهامة في قلوبكم غزة ‪ ،‬لن دماؤكم‬
‫أثبتت للقاصى والداني بأنها إسرائيلية أكثر من دماء‬
‫السرائيليين أنفسهم ‪ ،‬وحرب غزة كشفتكم على حقيقتكم‬
‫التي ل تحسدون عليها ‪!!..‬‬
‫يرقصون على جراحنا ‪ :‬استمرت بعض الفضائيات‬
‫العربية ببث برامجها كالمعتاد ‪ ،‬وذلك بالرغم من المجازر‬
‫التي ترتكب بحق إخوتنا في غزة هاشم ‪ ،‬واكتفت‬
‫الفضائيات المعنية بذكر عدد شهدائنا وجرحانا من خلل‬
‫الشريط الخباري في أسفل شاشاتها ‪ .‬وكان من‬
‫المفروض أن تبث صور المجازر التي ترتكب بحق الطفال‬
‫ن لزعمائها وهم يرقصون‬ ‫الرضع و‪ ..‬واستمرت في بث أغا ٍ‬
‫مع بوش الحذاء الذي يلوح بسيف عربي الصنع ‪ ،‬والذي هو‬
‫رمز للكرامة العربية ‪ ،‬وفي الوقت نفسه كانت الطائرات‬
‫المريكية الصنع تدك البشر والحجر والشجر في غزة‬
‫الحبيبة ‪!!..‬‬
‫ليست عبثية ‪ :‬استطاعت الصواريخ العبثية كما اسمها‬
‫البعض ‪ ،‬من مقتل وإصابة المئات من السرائيليين ‪ ،‬ومن‬

‫‪195‬‬
‫تدمير محطات الكهرباء والطيران والمعسكرات واشتعال‬
‫النيران فيها ‪ ،‬ومن أحداث حالة من الرعب في صفوفهم ‪،‬‬
‫حيث دعت الدوائر العسكرية إلى تجهيز الملجئ في أكبر‬
‫المدن السرائيلية للجوء إليها في حالة تساقط تلك‬
‫الصواريخ التي أصابت بعض الهداف الستراتيجية بدقة ‪،‬‬
‫وعندما كان الطيران السرائيلي يدك مدننا بغزة بعشرات‬
‫الطنان من القنابل كان يسارع أطفالنا ونسائنا إلى‬
‫انتشال الجثث من تحت النقاض وإسعاف المصابين ‪ ،‬وهذا‬
‫أن دل على شيء فإنما يدل على إيمانهم بقضيتهم العادلة‬
‫وإصرارهم على المقاومة حتى الرمق الخير ‪ ،‬ولكن في‬
‫الجهة المقابلة كانوا يسارعون إلى اللجوء للملجئ تحت‬
‫الرض ‪ ،‬أو الختباء تحت المركبات كما حصل مع وزير‬
‫التجارة السرائيلي إيلي يشاي ! وشتان بين إيلي الجبان‬
‫والشيخ المجاهد نزار ريان الذي رفض الخروج من منزله‬
‫واستشهد هو وزوجاته وأولده ‪ ،‬وقابلوا قصف الطائرات‬
‫الغادرة بصدورهم العارية لكنها مليئة باليمان بقضيتهم‬
‫العادلة ‪ .‬داعيا ً المولى عز وجل أن يحفظ غزة ويرحم‬
‫شهدائنا وشهداء المسلمين جميعهم ‪ ،‬إنه سميع مجيب‬
‫الدعوات ‪..‬‬
‫ً‬
‫الحتلل أول ً وآخرا ‪ :‬إتهم بعض الخوة في حركة فتح‬
‫وعبر الفضائيات العربية‪ ،‬الخوة قادة حركة حماس‪ ،‬بأنهم‬
‫إبان الحرب على غزة ‪ ،‬كانوا هاربين خارج القطاع وتركوا‬
‫سكان غزة تحت القصف السرائيلي الهمجي ‪ .‬والسؤال‪:‬‬
‫أين ُأستشهد القائدان الشهيدان سعيد صيام ونزار ريان‪،‬‬
‫هل ُأستشهدا على الرض المصرية أم على أرض غزة‬
‫الطهور ‪ ،‬وأين كنتم أنتم وقت وقوع الحرب على غزة ؟!‬
‫ويا حبذا أن تصحوا ضمائر قادتنا من كافة الفصائل‪ ،‬وأن‬
‫يتفرغوا لمقارعة الحتلل البغيض ‪ ،‬وأن يكفوا عن توجيه‬
‫التهامات اليومية ضد بعضهم البعض ‪ ،‬والتي أساءت لسمعة‬
‫أبناء شعبنا وتاريخهم النضالي الطويل ‪..‬‬
‫أميال من البتسامات ‪ :‬سارعت العديد من الدول الجنبية‬
‫وغيرها إلى مد يد العون للدولة الصهيونية ‪ ،‬حيث قامت‬
‫بمدها بآلف الطنان من السلحة والمعدات والقنابل‬
‫والطائرات ‪ ،‬وذلك أثناء الحرب على غزة الحبيبة ‪ .‬أما دولنا‬
‫العربية فأكتفت بخروج المظاهرات الخجولة والمساعدات‬
‫الغذائية التي كانت تصل الى أهلنا في القطاع بعد فسادها‬
‫على المعابر ‪!!..‬‬

‫‪196‬‬
‫وبعد توقف الحرب‪ ،‬أخذت الدول المذكورة تتباكى على‬
‫أطفال غزة‪ ،‬وأخذت بتسيير قوافل المساعدات البرية‬
‫والبحرية ‪ ،‬وفتحت أبواب مستشفياتها لتلقي أطفال غزة‬
‫العلج فيها ‪ .‬نشكر القائمين على تسيير تلك الرحلت‬
‫بالرغم من تحفظاتنا الكثيرة عليها ‪ ،‬والسؤال‪ :‬لو قمتم‬
‫بتسيير آلف السفن التي تحمل البتسامات وغيرها‪ ،‬فلن‬
‫تعيدوا البسمة لطفال غزة الذين لن يغفروا لكم‬
‫خطاياكم ‪!!..‬‬
‫ُ‬
‫أمجاد يا عرب أمجاد‪ :‬غريب أمر تصرف أبناء أمتنا العربية‬
‫‪ ،‬وبخاصة في أثناء مجريات المباراة التي جمعت المنتخبان‬
‫المصري والجزائري ‪ ،‬حيث غطت مجرياتها على أحداث‬
‫ساخنة تجري رحاها في محيطنا العربي ‪ ،‬والنتيجة كانت‬
‫معروفة للجميع وهي فوز أحد الفرقين ‪ ،‬وبطبيعة الحال‪،‬‬
‫فأن الفريق الفائز والذي سيمثل العرب سيخسر في أول‬
‫مباراة مع فريق أجنبي في تصفيات مونديال ‪،2010‬‬
‫والشيء الذي لفت إنتباهي وإنتباه أبناء شعبي الفلسطيني‬
‫‪ ،‬هو أين كانت هذه الجماهير التي تشد رحاها لمشاهدة‬
‫المباراة والعداد لها أثناء الحرب على غزة الحبيبة ‪ !..‬وأين‬
‫كان الخوة رجال الدين الذين سارعوا إلى إصدار الفتاوي‬
‫وإسداء النصائح ‪ ،‬بينما كانت ألسنتهم معقودة عن الكلم‬
‫أثناء الحرب على غزة! ولماذا يشتدوا حماسا ً وغضبا ً على‬
‫بعضهم البعض ‪ ،‬أما على اعدائنا فيكون بردا ً وسلمًا‪!!..‬‬
‫ن لبناء‬ ‫ولماذا سارعت حكومة الدولة الفائزة والتي نك ُ‬
‫شعبها الشقيق بالغ الحترام والتقدير إلى دفع ُأجرة يوم‬
‫واحد لموظفيها بسبب فوزها في مبارة كروية وأبناء‬
‫جلدتهم الفلسطينيين وغيرهم ‪ ،‬يلعبون العداء الكرة على‬
‫أجسادهم وفي ساحات مقدساتهم السلمية‪ !..‬ومن‬
‫المخجل أن يطالب أبناء الشعب المصري بمحاكمة الرئيس‬
‫الجزائري أمام محكمة العدل الدولية بسبب خسارتهم في‬
‫مباراة كروية ‪ ،‬ولم يطالبوا بمحاكمة مجرمي الحرب‬
‫السرائيليين ‪.‬‬
‫ً‬
‫ومن المخجل أيضا أن تطلب دولنا العربية التي جرت بينهما‬
‫المبارة من سفرائها بالعودة إلى بلدانهم للتشاور حول‬
‫أحداث المبارة لتخاذ التدابير والجراءات الزمة ‪ ،‬وفي‬
‫الوقت نفسه لم تتجرأ تلك الدول أثناء الحرب على غزة‬
‫والتي تربطها علقات مع إسرائيل ‪ ،‬ليس من دعوة‬
‫سفرائها للتشاور ‪ ،‬بل على عدم تجرؤها من إدخال الطعمة‬

‫‪197‬‬
‫والطباء والملبس لخوتنا في غزة ‪ ،‬الذين كانوا يتضورون‬
‫جوعا ً وألما ً من شدة القصف السرائيلي الذي طال البشر‬
‫والشجر والحجر ‪!!..‬‬

‫‪198‬‬
‫م‬
‫م ولـ ْ‬
‫تـ ّ‬
‫َيـكـتـمـل‬

‫‪199‬‬

You might also like