Professional Documents
Culture Documents
كتابة نهاية مختلفة لرواية
كتابة نهاية مختلفة لرواية
جنى شمس
كان المجتمع المصري في الثالثينيات يتسم باتفرقة ال طبقية الشديده حيث كان ذوي السلطة فقط هم األغنياء غنى فاحش،
ال يعيش المواطن حياه كريمه دون واسطه .في وسط المجتمع الذي أمتاز باألختالفات الشديده في الفكر ،تظهر شخصيه مثال للرذيلة
و الحقاره ،و هي شخصيه محجوب عبد الدائم .إن هذا الفاسد ،دائمًا على أتم أستعداد أن يتنازل عن كرامتة أو رجولته أو أي شئ ،
فقط في سبيل الرفعة و المال ،و باألختصار ،في سبيل مصلحتة .فهو لم يمانع أن يكون لديه " قرنان في الرأس" ،و أن يتجاهل
عادات مجتمعة الشرقي ،بتزوجه من إحسان ،عشيقة البك مقابل وظيفة في الدرجة السادسة .باإلضافة إلى كل ذلك ،فهو إبن عاق و
ال يشفق على والدية الفقيران الغالبه ،حتى بعد ترقيته و تمنى لو توفوا .و يقنع نفسه أنه " ضحيه" للطبقيه و المحسوبية و يحاول أن
يقتل كل ما بداخله من ضمير أو الشعور بالذنب .يريد هذا الحقير ،أن يحصل على كل األشياء الجيده في الحياة ،و إن لم ُتحقق كل
آماله ،لسخطه على واقعة سخطًا شديدًا ،و إن شعر أن هناك أحد في مكانه أعلى منه ،لحقد عليه و عقد مقارنه طويله بينه و بين هذا
الشخص ،و باألخص أصدقائه .كل هذه األشياء تؤكد على مبدأ محجوب ،و هو " الدين +العلم +الفلسفة +األخالق = طظ" و هذا
يدل على تحرره من القيم و العقائد و المجتمع .و شخصية بهذه الصفات ،تستحق نهاية مالئمه لصفاته ،هو و من سانده.
نظرات الناس تحاوطهم من كل إتجاه ،يحاول محجوب أن يقتل شعور اليأس بداخله ،بينما تغرق إحسان في بحر من أفكار الندم و
األشتياق للماضي .يتأمل محجوب في تذكره القطار المؤدي بيه لمنفاه في أسوان ،قائًال لنفسه:
أهذه هي نهاية كفاحي من أجل الحياه؟ أهذا هو جزائي؟ هل تعود أيام فبراير السوداء؟ أهذه بداية الفقر و نهايه العز؟ -
أأستطيع تخطي هذة المحنة الخطيرة بالدرع الواقي :طظ؟ أأتمكن من تجاهل المصاعب التي تنتظرني في موطني الجديد
الذي ُأجِب رت علية؟ أهكذا أنتهى المجد بهذه السرعة الرهيبة؟ أيكون الحل هو األنتحار و الخالص من هذة األفكار؟
ال يزال محجوب ينكر الواقع و يواجة صعوبة في مواجهتة و تصديق أن هذة نهاية أيام العز .يتنبأ محجوب مستقبلة ،يتنبأ أنة سيعود
أليام فبراير السوداء ،و يرى المعاناة في أنتظارة .جاء في تفكيرة أصدقائة القدام ،علي طه و مأمون رضوان ،و غمغم في نفسة
قائًال:
ترى كيف حال الصحافي األشتراكي الذي ضيع وقتة في الدفاع عن الوطن ،أحمق من ُيعرض نفسة لهاذا الخطر ،و -
يرمي بنفسة في فك األسد فقط من أجل الذي يسمونة المبادئ .و مأمون ،أبن أفقر الحارات و المحافظات ،الشيخ
العظيم ،الذي يدعوا لألساطير و يصدق في حقيقتها ،ترى كيف حاله في عملة الجديد في فرنسا؟ أقرأوا عن ما حدث؟
ماذا يظنوا بي؟ طظ ،هل ألحق بهم في يوم من األيام بعد هذة الفضيحة؟ طظ ،يجب علي أن أنساهم و أن أنسى الماضي
و في لحظة مفاجئه ،أحمرت عينا محجوب إحمرارالدم و بدأ بالتعرق عند التفكير في شخصيه كان في يوم من األيام يعتبرها مثلة
األعلى ،الشخص الذي فضحة و وضع نهاية لمستقبلة ،إبن بلدة .وصفة محجوب بالوغد و الخائن الذي أنهى قصة كفاحة و وضعة
Page 1|8
" "
كم أتمنى أن أنتقم منة أشد أنتقام ،أن أثأر لكرامتي ،حتى أن أقتلة؛ ولكن ليس باليد حيلة .كم أتمنى أن أراة ُيعذب أمامي -
كالحشرة ،جزاءًا على ما فعلة بي ،كم أتمنى أن ُيعذب أشد عذاب و أن يموت نادمًا على ما فعلة من فضائح و خراب.
بينما كان بال إحسان ،يفكر في شيئان ،حبها األول و النقطة الوحيدة النظيفة و الشريفة في حياتها ،علي طه ،و أخوتها الذين على
وشك التشرد ،ضحايا ما حدث .تجفف إحسان دموعها ،بعدما فشلت في التغلب على يأسها و أفكارها التي كانت تؤلمها كل ساعة،
أستسلمت لهذة األفكار و بدأت أن تتخيل حياتها إن لم تترك علي طه .قالت لنفسها ،و هي تندب حظها:
كنت سأحصل على حياة كريمة و نظيفة ،كان سيمأل الفراغ الذي بداخلي بحبة و فلسفتة ،حتى إذا لم أفهمها في بعض -
األوقات .و أهم شئ هو أنني لم أكن ألنتهي في مثل هذا الحال الصعب ،مفضوحة في وسط أهل بلدي ،منفيه باألجبار
ألنني تزوجت من رجل قواد و أجهل ما يخبؤه لي المستقبل من العودة أليام الفقر القاحط و المعاناة و صراعات الدنيا.
كانت تفكر إحسان أن والديها هم السبب في كل هذة المشاكل ،كيف باعوها لشخص غريب بهذا الشكل؟ ،لماذا لم يعملوا أي عمل
شريف للصرف عليها و على أخوتها؟ لماذا أستغلوها هذا األستغالل السئ؟ بسبب الفقر؟ أهذا يجعلهم يبيعوا أبنتهم؟ هل يفعلوا نفس
الشئ مع أخواتها؟ هل يضيعوا مستقبلهم كما فعلوا معها ،ليمشوا في الشوارع محاطين بنظرات الناس لهم؟ تمنت أن يكونوا أقوى
منها في هذا الموقف ،و يقفوا أمام والديها إذا طلبوا منهم مثل هذا الطلب.
قرر محجوب أن يكسر هذا الصمت ،و قرر أن ُيطمِئن إحسان بعدما رأى دموعها:
ال تقلقي يا عزيزتي ،سندبر أمرنا معًا ،إننا في مركب واحدة .ال تحملي نفسك فوق طاقتها. -
لم تستطيع الرد ،حيث أنها كانت مغمورة في الماضي و كانت شدة بكاؤها تمنعها من الرد.
وصلوا ألسوان بسالمة ،و سرعان ما وصلوا ،وجدوا منزل صغير يكفيهم هما األثنين ،يحتوي فقط على سرير واحد لهم و حمام
نعم -
-ال أحد يضمن المستقبل ،إن مرتبات الوزارة هنا أقل من القاهرة فيجب أن نحوش المال للطعام و الضروريات.
تذكرت إحسان منزل والديها ،الذي برغم ضيقه ،كان أوسع من هذا المنزل الحقير.
Page 2|8
" "
في نفس ذلك الوقت ،بعد إقالتة من الوزارة ،عاش الوزير " المحترم" ،قاسم بك ،القدوة لألجيال القادمة ،في وحدة شديدة
بعد أن تركتة زوجتة ،أو بمعنى أصح ،طليقتة .عاش وحدة في منزل صغير ،بعدما أخذت الزوجة المنزل الذي كانوا يعيشوا بة،
بحكم القانون .و ذاق الوزير السابق معاناه الفقير التي كان يستهزئء بها من قبل .لم يجد أي عمل حتى حيث رفض جميع الناس أن
يجعلوا شخص مثلة يعمل لديهم ،فجعلت ثروته تقل و تقل ،حتى أصبح يعاني من اليأس و واجة أكثر الكوابيس ألمًا له ،و هو الفقر
الشديد .لجأ للعديد من أصدقائه القدامى ،ولكن لم يساعدة أحد و كان كلما نزل للشارع ليتسكع بين األشجار و الطبيعة ،رأى نظرات
األحتقار في أعين الناس لة .حاول األعتذار لزوجته أيضًا ولكنها رفضت مقابلتة و طردته من المنزل .أصبح الوزير الطاغي،
الخالق للرزيلة ،شخص فقير و مديون و يائس .لم يتحمل قاسم بك هذة الظروف القاسية و الفقر القاحط و األفكار التي تدور في
رأسة عن األنتحار و الخالص من هذة األيام و الكوابيس التي كانت تالحقه عن المديونيات التي تكاتلت عليه ،و ُأصيب بالسكتة
رجوعًا لمحجوب عبد الدائم ،الذي أخذ يتدنى في المراتب ،حتى وصل في خالل أول شهر فقط للدرجة الثامنة ،هذا ألن
الوزارة في اسوان كانت مبنية على أساس المهارات الشخصية و ليس الواسطة التي تعود عليها في القاهرة .حاول محجوب أن
يحافظ على وظيفته بقدر اإلمكان في الدرجة الثامنة لكي يقدر على العيش بطريقة آدمية و الحصول على المأكل و المشرب .قبض
مرتب الدرجه الثامنه في نهايه الشهر ،ثالثه جنيهات ،جنيه إليجار المنزل لمده شهر،و الباقي يشربون و يأكلون به .حاولوا أن
يدبروا المال و أن ال يصرفوه في تفاهات .ولكن تعامل محجوب مع الموضوع بغباء و قرر أن يشتري زجاجه من الخمر من النوع
الردئ ،له و لزوجته لكي يواجها المشاكل .لم يفكر في ضروره هذا المال في المستقبل ،و لم يتوقح رفده من الوزارة بعدها بأيام ألنه
كاد أن يقبل رشوة .ثم بعد ذلك أضطروا للشحاته من الفقر .من الفقر الشديد ،و كانوا يجمعوا مال قليل جدًأ بالكاد يكفي مأكلهم .بعد
فتره من هذه المعاناة بدأ محجوب أن يمرض مرضًا شديدًا في معدته ،و لم يملك حق العالج .فقرر الجوء آلخر آماله ،و هو والدية.
قرر الذهاب للقناطر ليتوسل إليهم ليحصل على المال .في هذه اللحظة لم تهمه كرامته و أتبع مبدأه الشهير " طظ" ،كل ما كان يريده،
هو الحصول على المال لشراء العالج حتى إذا أهان نفسه أمام والديه .صعد محجوب على أول قطار متجه إلى القناطر ،متأهبًا
بالنسبة لعلي طه ،فهو أستطاع بنجاح أن ينشر الوعي بين المجتمع ،و أنه من الواجب أن يقاتلوا من أجل حقوقهم و
الحصول على المساواة بين الطبقة الفقيرة و الطبقة الحاكمه .و نجح في تطبيق األشتراكية .أصبح الشعب واعي بحقوقه و ذهب في
Page 3|8
" "
أصبح الشعب رافضًا ألي فاسد حقير ،و أصبح يطالب بعزل أي شخص من هذة الفئة الحقيره .كان علي طه فخور بما فعلة و
بتحقيق حلمة ،أن يفيق وعي و ضمير الشعب .باإلضافة إلى ذلك ،أصبح علي طه يملك جريدة ينشر بها كل أفكاره السياسيه
األشتراكيه بكل حريه .و بذلك ،تكون عوضته الدنيا عن خسارته لحبيبته ،إحسان.
أما بالنسبه لإلخشيدي فقد تمت إقالته مع تغير الوزاره ،و واجه صعوبه رهيبة في الحصول على عمل جديد ،خاصه بعد
المظاهرات التي مألت البالد إلحاله من مثله من الفاسدين .فعاش في فتره من الفقر في القاهرة و قرر أن يعود إلى موطتة القناطر،
حيث الحياة أرخص و يعود لعملة القديم في القناطر قبل الرفعة .قال لنفسه بإحباط شديد:
أهكذا أنقل فجأه من الدرجة الخامسة في الوزارة و حياة السلطة و المتعة و المال إلى العودة للحياة الفقيرة في القناطر؟ -
كان اإلخشيدي مقتنع أنه كشف الفساد بغرض شريف لتطهير الوطن ،بينما أنه يعلم جيدًا في نفسة ،أنه فعل ذلك أنتقامًا من محجوب
بسبب رفضة أن يتنازل له عن الدرجة الرابعة مقابل الخامسة ،فلوال هذا الموقف ،لما أنتقم منة بهذه الطريقة القاسية .ركب
اإلخشيدي أول قطار مؤديًا بة إلى القناطر ،راجعًا إلى حياتة القديمه ،ساخطًا على حاله و الظروف التي وصل لها.
أما اللنسبه إلى محجوب ،فعنما وصل إلى القناطر ،أتجه مباشره إلى منزل والده .في طريقه للمنزل ،رأى نظرات الناس
من حوله ،و كأنه قرأ في عينيهم " أنت يا مخادع يا قواد يا حقير" ،ولكن كالعاده لم يهتم محجوب بهذه المظاهر األجتماعيه و أنصب
أهتمامه على هدفة ،و هو أن يقنع والده بإعطائه المال للعالج .وصل محجوب أمام بيت منزله القديم بالقناطر ،و كان أرقى من
المنزل الذي كان يعيش به في هذا الوقت .أستعد لهذه المواجهة و طرق الباب .فتح له األب قائًال " من أنت؟" و رأى محجوب والدته
التي ال تريد حتى أن تنظر في وجهه .حاول محجوب الدخول للمنزل ولكن كان يمنعه األب قائًال:
أرجوك يا والدي أن أعاني من مرض شديد و األلم قاتل ،أرجوك ساعدني ببعض المال. -
-و هل لقيت منك أي مساعده عندما كنت أنا مريض و كنا أنا و أمك على أتم أستعداد أن نبيع أثاث المنزل لنساعدك؟
ثم دفع األب أبنه خارج المنزل ،غالقًا الباب بأقصى قوه كعالمه لغضبه الشديد و رفضه أن يساعد محجوب .و كأن الزمن ينتقم منه
على ما فعل .الحظ محجوب أن أثاث المنزل تم تجديده و أن أبويه ظهر عليهم الصحة الجيده ،بينما هو يعيش في غرفه صغيره و
حجمه يقل و صحته تتدهور و وجهه أصبح شاحبًا من قله الغذاء .قال محجوب في نفسه ،حاقدًا و ساخطًا:
هل يعيشوا في هذا النعيم و يتركونني لشبح الجوع يقتلني ببطئ؟ هل يتركوا أبنهم بهذه الطريقه؟ أشتروا األثات الجديد -
و تحولت حياتهم و تحسنت صحتهم و ال يريدون أعطائي بعض الجنيهات فقط للعالج؟ ألم يروا حالي إلى أين وصل و
Page 4|8
" "
كيف أصبحت شاحبًا؟ هما لديهم أثاث جديد و أنا أعيش في غرفه بها سريرو حمام فقط ،هما صحتهم جيده و أنا أموت
من المرض ،هم يأكلون و أنا جائع .طظ .على األقل ال أحمل همهم مثلما سبق.
و بينما هو غارق في أفكاره ،شعر بالدم يجري في جسده بسرعه شديده ،و شعر بالطاقة برغم مرضه ،عندما رأى أشد كوابيسه
أمامه ،أراد أن ينتقم منه أشد أنتقام ،أراد أن يقتله .أستدار اإلخشيدي و رأى محجوب أمامه ،فضحك ضحكه أستهزاء به ،برغم ما
وصل اإلخشيدي له من حال أيضًا .أندفع محجوب بكل قوه نحوه قائًال:
و دخل في معركه مع اإلخشيدي ،بالضرب و السب كعادته .أستمر األثنين في الخناق حتى ُأصيب اإلخشيدي ببعض الجروح ،و
عاد محجوب للمنزل في أسوان ،شاعرًا بأنه أطفأ جزء من النار التي كانت بداخله .كانت حاله محجوب تسؤ شيأ فشيأ حتى
أدى به الحال إلى الجلوس في الفراش ،كان غير قادرًا على الحركة من كثره التعب ،و كان ال يقدر على أكل حبه الفول التي كان
أضطرت إحسان أن تشحت في الشوارع لجمع مال عالج زوجها .كانت تتمنى لو أن ترى علي طه أمامها في الشوارع و
تعتذر له عن ما بدر منها و كانت تتمنى لو لم توضع في مثل هذا الموقف و لم تتوقع أن ينتهي بها الحال بالشحاته في الشوارع.
فكرت أيضًا في أيام الفرحة و الخمور و األصدقاء من عليه المجتع ،كانت تشتاق لهذه األيام أيضًا .كانت تجمع إحسان في األسبوع
الواحد أقل من جنيه ،مما كان غير كافيًا لعالج زوجها طريح الفراش .تمنى محجوب أن يموت من كثره األلم و لن يفكر لحظه فيما
كان مأمون رضوان في أسعد عالقه بينه و بين أسرته و كان في أحسن عالقه مع ربه و ساهم في نشر دعوته الدينيه في
فرنسا .و مع حلول رأس السنه الجديده ،قرر مأمون أن يذهب مع عائلته إلى رحلة إلى أسوان.
كانت إحسان تنظر إلى أنوار المدينة الساطعه و الزينة التي ُت علق في الشوارع و الميادين ،و نظرت إلى حالها ،فقيره و
شحاته و زوجها طريح الفراش بينما يفرح الكل من حولها .شعر محجوب بشعور مماثل ،كان يقول لنفسه:
كنت أتخيل نفسي في ليله رأس السنه ،في يدي كأس من الخمر ،أحتفل مع عليه القوم ،و األهم ،هو أنني كنت سأحتفل -
مع إحسان ،التي أحبها قلبي .ولكن أنا طريح الفراش ليس بإمكاني حتى أكل حبه الفول .هل أموت قريبًا من هذه
الظروف؟
Page 5|8
" "
بينما كانت تدور إحسان في الشوارع ،رآها مأمون ،و ُز هل لمنظرها الفقير و جمالها الذي ُأخِفت من التعب و اإلرهاق و
نفسيتها السيئه و سؤ التغزيه .في هذة اللحظه ،ظهرت إنسانيه مأمون ،ولم يضع في باله ما فعلته إحسان ،ألن من تعاليم دينه،
مأمون؟ -
فحكت له ما حدث لها و لمحجوب من األحداس البشعه و سوء الحظ .فقرر أن يزور بيتهم و يزور محجوب ،من باب الرأفة بحاله،
فذهب مع إحسان إلى المنزل حيث كان يرقض محجوب .قبل الصعود إلى المنزل ،وجدت إحسان رساله لها من علي طه ،فقالت
لمأمون أن يذهب هو لمحجوب ليطمأن عليه بينما تقرأ هي الجواب .كان يقول علي طه في الجواب الكالم اآلتي:
أعلم ما حدث لكي و لزوجك الجديد من سوء ،عن نفيكم إلى أسوان و حالتكم الماديه .و أتمنى أن تتحسن هذه الحالة في الوقت
القريب العاجل .كتبت لكي ألقول أنني لم اتوقف عن التفكير بِك لحظه واحدة منذ الفراق ،ال أنسى شكل عينيكي و هي تنظر لي
نظره البهجة و السرور و التفاؤل ،ال أنسى كالمك عن ضغط أهلك عليك و ال أنسى نظرتك عندما كنت أتكلم عن األشتراكيه.
عزيزتي إحسان ،كنت أتمنى أن ينتهي بنا الحال بطريقه أفضل ،أن نتزوج و نعيش سعداء .إنني حتى هذه اللحظه ،ال أصدق ما
أسمعه عنك ،ال أصدق أن هذه هي الفتاه الرقيقه التي كنت أغرق في حبها .عزيزتي إحسان ،كان بودي أن أتزوجك ولكن مبادئي
تمنعني من الزواج منك ،بسبب ما فعلِت ،كنت أتمنى أن تكون الظروف أحسن لنتزوج و نعيش معاً.
أودعك لألبد
علي طه"
باشت الورقة من دموع إحسان ،ندمًا على ما فعلته ،على عدم تزوجها من الرجل الذي أختاره قلبها ،على عدم معارضه أهلها.
كانت كل ما تفكر فيه هو غباء قرارها و كره أهلها على إجبارها .صعدت إلى منزلها ،ووجدت مأمون جالسًا بجانب محجوب يحاول
أن يهون على محجوبُ ،متسائله "لماذا يفعل هذا في حين أن الناس كلها تخلت عنا؟"
فجأه ،توقف محجوب عن الكالم و ُأغلقت عينيه إلى األبد .مات محجوب و مات معه ظلمه و أفكاره و قذارته و طمعه .قال
مأمون في نفسه:
هذه نهايه كل ظالم طاغي ،يقول على الدين خرافات .ولن اليجوز على الميت غير الرحمه ،هللا يرحمه. -
Page 6|8
" "
في عزاء محجوب ،لم يحضر إال زوجته و مأمون .كانت زوجته حاضره بجسدها فقط ،ولكن كانت تفكر في علي طه و ما
خسرته في الحياه بسبب عدم الوقوف أمام والديها ،و حضر مأمون لتأديه الواجب .و حتى لم يحضر والديه حتى.
هذه نهايه كل ظالم ،فكل من ظلم أو أفسد ،يكون جزاؤه عسير و كل من أستهزأ بالدين و المبادئ ،ينتقم منه الزمن و
المجتمع أشد أنتقام ،و من يفعل عمًال حسنًا في الدنيا ،يلقى جزاءًا حسنًا و جيد ،في الدنيا و اآلخرة.
Page 7|8