You are on page 1of 326

‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬

‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬


‫بسم الله الرحمن الرحيم ‪.‬‬
‫الحمد لله الواحد الحد الفرد الصمد الول بل بداية‬
‫والخر بل نهاية المنزه عن الحد والجلوس‬
‫والجسمية والكيف ‪ ،‬ليس كمثله شيء وهو السميع‬
‫البصير ‪ ،‬والصلة والسلم على سيدنا محمد وعلى‬
‫ءاله وصحبه الطيبين الطاهرين ‪ .‬وبعد هذه رسالة‬
‫مهمة فيها بيان معتقد ومذهب السلف في نفيهم‬
‫الحد والجلوس والجسمية والكيف عن الله تعالى ‪.‬‬

‫أسميتها ‪ :‬سل الحسام والسيف على مثبتي‬


‫الحد والجسمية والجلوس والكيف ‪ .‬النسخة‬
‫الجاهزة ‪2008-10-8‬‬

‫كتبه الشيخ أبو علي محمود بن منصور‬


‫الشعري المعروف بالداني‬

‫مقدمة الرسالة ‪:‬‬


‫اعلم رحمك الله أن المجسمة زادت شوكتها في‬
‫زمننا وعصرنا هذا بسبب قوة الدولة الوهابية‬
‫الداعمة لهذه الجماعة والفرقة بكل الوسائل‬
‫فمكنت لها في الرض بقوة ونفوذ سلطانها من‬
‫المال والشوكة داخل حدودها في السلطة والبطش‬
‫ومنابذة أهل السنة وتعقبهم في أماكن نفوذها‬
‫والتهديد والوعيد فأحكمت سيطرتها وملحقة كل‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫من خالفها وحكمت عليهم بالضلل والبدعة ومنعت‬
‫أهل السنة من مناصب الفتاء والقضاء ومراكز‬
‫النفوذ ورمت بهم تحت التراب وسدت عليهم كل‬
‫باب فضعفت شوكة أهل السنة وقويت شوكة أهل‬
‫البدعة فسبحان الملك الوهاب ‪ ،‬والحقيقة المرة أنه‬
‫لديهم وسائل إعلمية ضخمة كبيرة ساهمت في بث‬
‫وانتشار دينهم وعقيدتهم وسمومهم القاتلة بين‬
‫عوام أهل السنة ‪ ،‬بل وبين بعض مشائخ السنة‬
‫ومدعي المشيخة أيضا ‪ ،‬اللهم يا ولي السلم وأهله‬
‫ارفع البلء عن أهل السنة والجماعة ومكن لهم في‬
‫الرض إنك على ما تشاء قدير ‪.‬‬
‫قال شيخ السنة المام أبو الحسن الشعري في‬
‫رسالة إلى أهل الثغر‬
‫وهو علي بن إسماعيل بن أبي بشر إسحاق‬
‫بن سالم بن إسماعيل بن عبدالله بن‬
‫موسى بن بلل ‪ :‬الجماع الثامن وأجمعوا‬
‫على أنه تعالى يجيء يوم القيامة والملك‬
‫صفا صفا لعرض المم وحسابها وعقابها‬
‫وثوابها فيغفر لمن يشاء من المذنبين‬
‫ويعذب منهم من يشاء كما قال وليس‬
‫مجيئه حركة ول زوال وإنما يكون المجيء‬
‫حركة وزوال إذا كان الجائي جسما أو‬
‫جوهرا فإذا ثبت أنه تعالى ليس بجسم ول‬
‫جوهر لم يجب أن يكون مجيئه نقلة أو‬
‫حركة أل ترى أنهم ل يريدون بقولهم جاءت‬
‫زيدا الحمى أنها تنقلت إليه أو تحركت من‬
‫مكان كانت فيه إذ لم تكن جسما ول جوهرا‬
‫وإنما مجيئها إليه وجودها به وأنه تعالى‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫ينزل إلى السماء الدنيا كما روى عن النبي‬
‫وليس نزوله نقلة لنه ليس بجسم ول‬
‫جوهر وقد نزل الوحي على النبي عند من‬
‫خالفنا ‪ ،‬وقال أيضا ‪ :‬ول يجب إذا اثبتنا هذه‬
‫الصفات له تعالى على ما دلت العقول‬
‫واللغة والقرآن والجماع عليها أن تكون‬
‫محدثة لنه تعالى لم يزل موصوفا بها ول‬
‫يجب أن تكون أعراضا لنه تعالى ليس‬
‫بجسم وإنما توجد العراض في الجسام‬
‫ويدل بأعراضها فيها وتعاقبها عليها على‬
‫حدثها ول يجب ان تكون غيره تعالى لن‬
‫غير الشيء هو ما يجوز مفارقة صفاته له‬
‫من قبل أن في مفارقتها له مايوجب حدثه‬
‫وخروجه عن اللوهية وهذا يستحيل عليه‬
‫كما ل يجب أن تكون نفس الباري تعالى‬
‫جسما أو جوهرا أو محدودا أو في مكان‬
‫دون مكان أو في غير ذلك مما ل يجوز عليه‬
‫من صفاتنا لمفارقته لنا فلذلك ل يجوز‬
‫على صفاته ما يجوز على صفاتنا ول يجب‬
‫إذا لم تكن هذه الصفات غيره أن تكون‬
‫نفسه لستحالة كونه حياة أو علما أو قدرة‬
‫لن من كان كذلك لم يتأت منه الفعل وذلك‬
‫أن الفعل يتأتى من الحي القادر العالم دون‬
‫الحياة والعلم والقدرة ‪ .‬انتهى ‪ .‬وفي‬
‫كتاب تبيين كذب المفتري فيما نسب إلى‬
‫المام أبي الحسن الشعري للحافظ المؤرخ‬
‫المام حافظ الشام علي بن الحسن بن هبة‬
‫الله بن عساكر الدمشقي الجزء ‪ 1‬صفحة‬
‫‪ : 149‬كتب إلي الشيخ أبو القسم نصر بن‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫نصر الواعظ يخبرني عن القاضي أبي‬
‫المعالي بن عبد الملك وذكر أبا الحسن‬
‫الشعري فقال نضر الله وجهه وقدس‬
‫روحه فإنه نظر في كتب المعتزلة والجهمية‬
‫والرافضة وإنهم عطلوا وأبطلوا فقالوا ل‬
‫علم لله ول قدرة ول سمع ول بصر ول حياة‬
‫ول بقاء ول إرادة وقالت الحشوية‬
‫والمجسمة والمكيفة المحددة أن لله علما‬
‫كالعلوم وقدرة كالقدر وسمعا كالسماع‬
‫وبصرا كالبصار فسلك رضي الله عنه‬
‫طريقة بينهما فقال إن لله سبحانه وتعالى‬
‫علما ل كالعلوم وقدرة ل كالقدر وسمعا ل‬
‫كالسماع وبصرا ل كالبصار وكذلك قال‬
‫جهم بن صفوان العبد ل يقدر على إحداث‬
‫شيء ول على كسب شيء وقالت المعتزلة‬
‫هو قادر على الحداث والكسب معا فسلك‬
‫رضي الله عنه طريقة بينهما فقال العبد ل‬
‫يقدر على الحداث ويقدر على الكسب‬
‫ونفى قدرة الحداث وأثبت قدرة الكسب‬
‫وكذلك قالت الحشوية المشبهة أن الله‬
‫سبحانه وتعالى يرى مكيفا محدودا كسائر‬
‫المرئيات وقالت المعتزلة والجهمية‬
‫والنجارية إنه سبحانه ل يرى بحال من‬
‫الحوال فسلك رضي الله عنه طريقة‬
‫بينهما فقال يرى من غير حلول ول حدود‬
‫ول تكييف كما يرانا هو سبحانه وتعالى وهو‬
‫غير محدود ول مكيف فكذلك نراه وهو غير‬
‫محدود ول مكيف وكذلك قالت النجارية ان‬
‫الباري سبحانه بكل مكان من غير حلول ول‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫جهة وقالت الحشوية والمجسمة إنه سبحانه‬
‫حال في العرش وأن العرش مكان له وهو‬
‫جالس عليه فسلك طريقة بينهما فقال كان‬
‫ول مكان فخلق العرش والكرسي ولم يحتج‬
‫إلى مكان وهو بعد خلق المكان كما كان‬
‫قبل خلقه وقالت المعتزلة له يد يد قدرة‬
‫ونعمة ووجهه وجه وجود وقالت الحشوية‬
‫يده يد جارحة ووجهه وجه صورة فسلك‬
‫رضي الله عنه طريقة بينهما فقال يده يد‬
‫صفة ووجهه وجه صفة كالسمع والبصر‬
‫وكذلك قالت المعتزلة النزول نزول بعض‬
‫آياته وملئكته والستواء بمعنى الستيلء‬
‫وقالت المشبهة والحشوية النزول نزول‬
‫ذاته بحركة وانتقال من مكان إلى مكان‬
‫والستواء جلوس على العرش وحلول فيه‬
‫فسلك رضي الله عنه طريقة بينهما فقال‬
‫النزول صفة من صفاته والستواء وكذلك‬
‫قالت المعتزلة كلم الله مخلوق مخترع‬
‫مبتدع وقالت الحشوية المجسمة الحروف‬
‫المقطعة والجسام التي يكتب عليها‬
‫واللوان التي يكتب بها وما بين الدفتين‬
‫كلها قديمة أزلية فسلك رضي الله عنه‬
‫طريقة بينهما فقال القرآن كلم الله قديم‬
‫غير مغير ول مخلوق ول حادث ول مبتدع‬
‫فأما الحروف المقطعة والجسام واللوان‬
‫والصوات والمحدودات وكل ما في العالم‬
‫من المكيفات مخلوق مبتدع مخترع وكذلك‬
‫قالت المعتزلة والجهمية والنجارية اليمان‬
‫مخلوق على الطلق وقالت الحشوية‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫المجسمة اليمان قديم على الطلق فسلك‬
‫رضي الله عنه طريقة بينهما وقال اليمان‬
‫إيمانان إيمان لله فهو قديم لقوله المؤمن‬
‫المهيمن وإيمان للخلق فهو مخلوق لنه‬
‫منهم يبدو وهم مثابون على إخلصه‬
‫معاقبون على شكه وكذلك قالت المرجئة‬
‫من أخلص لله سبحانه وتعالى مرة في‬
‫إيمانه ل يكفر بارتداد ول كفر ول يكتب‬
‫عليه كبيرة قط وقالت المعتزلة إن صاحب‬
‫الكبيرة مع إيمانه وطاعاته ماية سنة ل‬
‫يخرج من النار قط فسلك رضي الله عنه‬
‫طريقة بينهما وقال المؤمن الموحد‬
‫الفاسق هو في مشيئة الله تعالى إن شاء‬
‫عفا عنه وأدخله الجنة وإن شاء عاقبه‬
‫بفسقه ثم أدخله‪ .‬و في أول كتابه الذي‬
‫سماه بالبانة فإنه قال الحمد لله الحد‬
‫الواحد العزيز الماجد المتفرد بالتوحيد‬
‫المتمجد بالتمجيد الذي ل تبلغه صفات‬
‫العبيد وليس له مثل ول نديد وهو المبدىء‬
‫المعيد جل عن اتخاذ الصاحبة والبناء‬
‫وتقدس عن ملمسة النساء فليست له عزة‬
‫تنال ول حد تضرب له فيه المثال لم يزل‬
‫بصفاته أول قديرا ول يزال عالما خبيرا‬
‫سبق الشياء علمه ونفذت فيها إرادته فلم‬
‫تعزب عنه خفيات المور ولم تغيره سوالف‬
‫صروف الدهور ولم يلحقه في خلق شيء‬
‫مما خلق كلل ول تعب ول مسه لغوب ول‬
‫نصب خلق الشياء بقدرته ودبرها بمشيئته‬
‫وقهرها بجبروته وذللها بعزته فذل لعظمته‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫المتكبرون واستكان لعظم ربوبيته‬
‫المتعظمون وانقطع دون الرسوخ في علمه‬
‫الممترون وذلت له الرقاب وحارت في‬
‫ملكوته فطن ذوي اللباب وقامت بكلمته‬
‫السموات السبع واستقرت الرض المهاد‬
‫وثبتت الجبال الرواسي وجرت الرياح‬
‫اللواقح وسار في جو السماء السحاب‬
‫وقامت على حدودها البحار وهو إله قاهر‬
‫يخضع له المتعززون ويخشع له المترفعون‬
‫ويدين طوعا وكرها له العالمون نحمده كما‬
‫حمد نفسه وكما ربنا له أهل ونستعينه‬
‫إستعانة من فوض أمره إليه وأقر أنه ل‬
‫ملجأ ول منجي منه إل إليه ونستغفره‬
‫إستغفار مقر بذنبه معترف بخطيئته ونشهد‬
‫أن ل إله إل الله وحده ل شريك له إقرارا‬
‫بوحدانيته وإخلصا لربوبيته وإنه العالم بما‬
‫تبطنه الضمائر وتنطوي عليه السرائر وما‬
‫تخفيه النفوس وما تخزن البحار وما تواري‬
‫السرار وما تغيض الرحام وما تزداد وكل‬
‫شيء عنده بمقدار ل توارى منه كلمة ول‬
‫تغيب عنه غائبة وما تسقط من ورقة من‬
‫شجرة ول حبة في ظلمات الرض ول رطب‬
‫ول يابس إل في كتاب مبين ويعلم ما يعمل‬
‫العاملون وإلى أين ينقلب المنقلبون‬
‫ونستهدي الله بالهدى ونسأله التوفيق‬
‫لمجانبة الردى ‪ .‬انتهى المراد منه ‪ .‬قال‬
‫الستاذ الصولي العلمة الثقة عبد القاهر‬
‫بن طاهر بن محمد البغدادي أبو منصور‬
‫في كتابه الفرق بين الفرق وبيان الفرقة‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫الناجية ‪ :‬وقالوا في الركن الثالث وهو‬
‫الكلم فى صانع العالم وصفاته الذاتية التى‬
‫استحقها لذاته ان الحوادث كلها ل بد لها‬
‫من محدث صانع واكفروا ثمامة واتباعه من‬
‫القدرية في قولهم ان الفعال المتولدة ل‬
‫فاعل لها وقالوا ان صانع العالم خالق‬
‫الجسام والعراض واكفروا معمرا واتباعه‬
‫من القدرية في قولهم ان الله تعالى لم‬
‫يخلق شيئا من العراض وانما خلق الجسام‬
‫وان الجسام هى الخالقة للعراض في‬
‫انفسها وقالوا ان الحوادث قبل حدوثها لم‬
‫تكن أشياء ول اعيانا ول جواهر ول اعراضا‬
‫خلف قول القدرية في دعواها ان‬
‫المعدومات في حال عدمها اشياء وقد زعم‬
‫البصريون منهم ان الجواهر والعراض‬
‫كانت قبل حدوثها جواهر واعراضا وقول‬
‫هؤلء يؤدى الى القول بقدم العالم والقول‬
‫الذى يؤدى الى الكفر كفر في نفسه وقالوا‬
‫ان صانع العالم قديم لم يزل موجودا خلف‬
‫قول المجوس في قولهم بصانعين احدهما‬
‫شيطان محدث وخلف قول الغلة من‬
‫الروافض الذين قالوا في على جوهر‬
‫مخلوق محدث بانه صار الها صانعا بحلول‬
‫روح الله فيه تعالى الله عن قولهم علوا‬
‫كبيرا وقالوا بنفى النهاية والحد عن صانع‬
‫العالم خلف قول هشام بن الحكم‬
‫الرافضى في دعواه ان معبوده سبعة اشبار‬
‫بشبر نفسه وخلف قول من زعم من‬
‫الكرامية انه ذو نهاية من الجهة التى تلقى‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫منها العرش ول نهاية له من خمس جهات‬
‫سواها واجمعوا على احالة وصفه بالصورة‬
‫والعضاء خلف قول من زعم من غلة‬
‫الروافض ومن اتباع داوود الحوالى انه على‬
‫صورة النسان وقد زعم هشام بن سالم‬
‫الجواليقى واتباعه من الرافضة ان‬
‫معبودهم على صورة النسان وعلى راسه‬
‫وفرة سوداء وهو نور اسود وان نصفه‬
‫العلى مجوف ونصفه السفل مصمت‬
‫وخلف قول المغيرية من الرافضة في‬
‫دعواهم أن اعضاء معبودهم على صورة‬
‫حروف الهجاء تعالى الله عن ذلك علوا‬
‫كبيرا واجمعوا على انه ل يحويه مكان ول‬
‫يجرى عليه زمان خلف قول من زعم من‬
‫الشهامية والكرامية انه مماس لعرشه وقد‬
‫قال امير المؤمنين على رضي الله عنه ان‬
‫الله تعالى خلق العرش اظهارا لقدرته ل‬
‫مكانا لذاته وقال ايضا قد كان ول مكان‬
‫وهو الن على ما كان واجمعوا على نفى‬
‫الفات والغموم واللم واللذات عنه وعلى‬
‫نفى الحركة والسكون عنه خلف قول‬
‫الهشامية من الرافضة في قولها بجواز‬
‫الحركة عليه وفي دعواهم ان مكانه حدوث‬
‫من حركته وخلف قول من اجاز عليه التعب‬
‫والراحة والغم والسرور والمللة كما حكى‬
‫عن ابى شعيب الناسك تعالى الله عن ذلك‬
‫علوا كبيرا واجمعوا على ان الله تعالى غنى‬
‫عن خلقه ل يجتلب بخلقه الى نفسه نفعا‬
‫ول يدفع بهم عن نفسه ضررا وهذا خلف‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫قول المجوس في دعواهم ان الله انما خلق‬
‫الملئكة ليدفع بهم عن نفسه أذى الشيطان‬
‫وأذى اعوانه واجمعوا على ان صانع العالم‬
‫واحد خلف قول الثنوية بصانعين قديمين‬
‫أحدهما نور والخر ظلمة وخلف قول‬
‫المجوس بصانعين احدهما اله قديم اسمه‬
‫عندهم بزدان والخر شيطان رجيم اسمه‬
‫أهرمن وخلف قول المفوضة من غلة‬
‫الروافض فى ان الله تعالى فوض تدبير‬
‫العالم الى على فهو الخالق الثانى وخلف‬
‫قول الحايطية من القدرية اتباع احمد بن‬
‫حايط فى قولهم إن الله تعالى فوض تدبير‬
‫العالم على عيسى بن مريم وانه هو الخالق‬
‫الثانى وقد استقصينا وجوه دلئل‬
‫الموحدين على توحيد الصانع فى كتاب‬
‫الملل والنحل وقالوا في الركن الرابع وهو‬
‫الكلم في الصفات القائمة بالله تعالى أن‬
‫علم الله تعالى وقدرته وحياته وارادته‬
‫وسمعه وبصره وكلمه صفات له أزلية‬
‫ونعوت له أبدية وقد نفت المعتزلة عنه‬
‫جميع الصفات الزلية وقالوا ليس له قدرة‬
‫ول علم ول حياة ول رؤية ول ادراك‬
‫للمسموعات واثبتوا له كلما محدثا ونفى‬
‫البغداديون عنه الرادة وأثبت البصريون‬
‫منهم له ارادة حادثة ل في محل وقلنا لهم‬
‫في نفى الصفة نفى الموصون كما أن فى‬
‫نفى الفعل نفى الفاعل وفي نفى الكلم‬
‫نفى المتكلم واجمع اهل السنة على ان‬
‫قدرة الله تعالى على المقدورات كلها قدرة‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫واحدة يقدر بها على جميع القدورات على‬
‫طريق الختراع دون الكتساب خلف قول‬
‫الكرامية فى دعواها أن الله تعالى انما‬
‫يقدر بقدرته على الحوادث التى تحدث فى‬
‫ذاته فاما الحوادث الموجودة فى العالم‬
‫فانما خلقها الله تعالى باقواله ل بقدرته‬
‫وخلف قول البصريين من القدرية فى‬
‫دعواها ان الله سبحانه ل يقدر على‬
‫مقدورات عباده ول على مقدورات سائر‬
‫الحيوانات وأجمع اهل السنة على ان‬
‫مقدورات الله تعالى ل تفنى خلف قول‬
‫أبى الهذيل واتباعه من القدر فى دعواه ان‬
‫قدرة الله تعالى تنتهى الى حال تفنى‬
‫بمقدوراته فيها ول يقدر بعدها على شىء‬
‫ول يملك حينئذ لحد على ضر ول نفع وزعم‬
‫ان أهل الجنة وأهل النار فى تلك الحال‬
‫يبقون جمودا فى سكون ذاتهم تعالى الله‬
‫عن قولهم علوا كبيرا وقد زعم السوارى‬
‫واتباعه من المعتزلة أن الله تعالى إنما‬
‫يقدر على أن يفعل ما قد علم انه يفعل‬
‫فاما ما علم أنه ل يفعله أو اخبر عن نفسه‬
‫بانه ل يفعله فانه ل يقدر على فعله تعالى‬
‫الله عن قوله علوا كبيرا واجمع اهل السنة‬
‫على أن علم الله تعالى واحد يعلم به جميع‬
‫المعلومات على تفصيلها من غير حس ول‬
‫بديهة ول استدلل عليه وزعم معمر واتباعه‬
‫من القدرية أن الله تعالى ل يقال انه عالم‬
‫بنفسه ومن العجائب عالم بغيره ول يكون‬
‫عالما بنفسه وزعم قوم من الرافضة ان‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫الله تعالى ل يعلم الشىء قبل كونه وزعم‬
‫زرارة بن أعين واتباعه من الرافضة أن علم‬
‫الله تعالى وقدرته وحياته وسائر صفاته‬
‫حوادث وانه لم يكن حيا ول قادرا ول عالما‬
‫حتى خلق لنفسه حياة وقدرة وعلما وارادة‬
‫وسمعا وبصرا وأجمعوا على ان سمعه‬
‫وبصره محيطان بجميع المسموعات‬
‫والمرئيات وان الله تعالى لم يزل رائيا‬
‫لنفسه وسامعا لكلم نفسه وهذا خلف‬
‫قول القدرية البغدادية فى دعواهم ان الله‬
‫تعالى ليس براء ول سامع على الحقيقة‬
‫وانما يقال يرى ويسمع على معنى انه يعلم‬
‫المرئى والمسموع وخلف قول المعتزلة‬
‫فى دعواها ان الله تعالى يرى غيره ول‬
‫يرى نفسه وخلف قول الجباى فى فرقه‬
‫بين السميع والسامع وبين البصير والمبصر‬
‫حتى قال انه كان فى الزل سميعا بصيرا‬
‫ولم يكن فى الزل سامعا ول مبصرا وهذا‬
‫الفرق يمكن عكسه عليه فل يجد من لزوم‬
‫عكسه انفصال وأجمع اهل السنة على أن‬
‫الله تعالى يكون مرئيا للمؤمنين في الخرة‬
‫وقالوا بجواز رؤيته في كل حال ولكل حى‬
‫من طريق العقل ووجوب رؤيته للمؤمنين‬
‫خاصة في الخرة من طريق الخبر وهذا‬
‫خلف قول من أحال رؤيته من القدرية‬
‫والجهمية وخلف قول من زعم أنه يرى في‬
‫الخرة بحاسة سادسة كما ذهب اليه ضرار‬
‫بن عمرو وخلف قول من زعم ان الكفرة‬
‫ايضا يرونه كما قاله ابن سالم البصرى‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫وأجمعوا على أن كلم الله تعالى صفة له‬
‫أزلية وانه غير مخلوق ول محدث ول حادث‬
‫خلف قول القدرية في دعواهم ان الله‬
‫تعالى خلق كلمه في جسم من الجسام‬
‫وخلف قول الكرامية في دعواهم ان‬
‫أقواله حادثة في ذاته خلف قول أبى‬
‫الهذيل ان قوله للشىء كن ل في محل‬
‫وسائر كلمه محدث في اجسام وقلنا ل‬
‫يجوز حدوث كلمه فيه لنه ليس بمحل‬
‫للحوادث ول في غيره لنه يوجب ان يكون‬
‫غيره به متكلما آمرا ناهيا ول في غير محل‬
‫لن الصفة ل تقوم بنفسها فبطل حدوث‬
‫كلمه وصح ان صفته له ازلية وقالوا في‬
‫الركن الخامس وهو الكلم في اسماء الله‬
‫تعالى وأوصافه ان مأخذ اسماء الله تعالى‬
‫التوقيف عليها إما بالقرآن واما بالسنة‬
‫الصحيحة واما باجماع المة عليه ول يجوز‬
‫اطلق اسم عليه من طريق القياس وهذا‬
‫خلف قول المعتزلة البصرية في اجازتها‬
‫اطلق السماء عليه بالقياس وقالوا ان‬
‫اسماء الله تعالى على ثلثة اقسام قسم‬
‫منها يدل على ذاته كالواحد والغنى والول‬
‫والخر والجليل والجميل وسائر ما استحقه‬
‫من الوصاف لنفسه وقسم منها يفيد‬
‫صفاته الزلية القائمة بذاته كالحى والقادر‬
‫والعالم والمريد والسميع والبصير وسائر‬
‫الوصاف المشتقة من صفاته القائمة بذاته‬
‫وهذا القسم من اسمائه مع القسم الذى‬
‫قبله لم يزل الله تعالى بهما موصوفا‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫وكلهما من اوصافه الزلية وقسم منها‬
‫مشتق من افعاله كالخالق والرازق والعادل‬
‫ونحو ذلك وكل اسم اشتق من فعله لم يكن‬
‫موصوفا به قبل وجود افعاله وقد يكون من‬
‫اسمائه ما يحتمل معنيين أحدهما صفة‬
‫ازلية والخر فعل له كالحكيم إن أخذناه من‬
‫الحكمة التى هى العلم كان من اسمائه‬
‫الزلية وان أخذناه من احكام افعاله‬
‫واتقانها كان مشتقا من فعله ولم يكن من‬
‫أوصافه الزلية وقالوا في الركن السادس‬
‫وهو الكلم في عدل الله سبحانه وحكمته‬
‫ان الله سبحانه خالق الجسام والعراض‬
‫خيرها وشرها وانه خالق اكساب العباد ول‬
‫خالق غير الله خلف قول من زعم من‬
‫القدرية أن الله تعالى لم يخلق شيئا من‬
‫اكساب العباد وخلف قول الجهمية ان‬
‫العباد غير مكتسبين ول قادرين على‬
‫اكسابهم فمن زعم ان العباد خالقون‬
‫لكسابهم فهو قدرى مشرك بربه لدعواه‬
‫ان العباد يخلقون مثل خلق الله من‬
‫العراض التى هى الحركات والسكون فى‬
‫العلوم والرادات ولقوال والصوات وقد‬
‫قال الله تعالى فى ذم اصحاب هذا القول‬
‫أم جعلوا لله شركاء خلقوا كخلقه فتشابه‬
‫الخلق عليهم قل الله خالق كل شىء وهو‬
‫الواحد القهار ومن زعم أن العبد ل‬
‫استطاعة له على الكسب وليس هو معامل‬
‫ول مكتسب فهو جبرى والعدل خارج عن‬
‫الخبر والقدر ومن قال أن العبد مكتسب‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫لعمله والله سبحانه خالق لكسبه فهو سنى‬
‫عدلى منزه عن الجبر والقدر ‪ .‬انتهى‬
‫ملخصا ‪ .‬وفي كتاب كتاب أصول الدين‬
‫الجزء ‪ 1‬صفحة ‪ 72‬جمال الدين أحمد‬
‫الغزنوي ‪ :‬صانع العالم ل يوصف بكونه‬
‫متمكنا في مكان لنه كان في الزل غير‬
‫متمكن فلو تمكن بعدما خلق المكان لتغير‬
‫عما كان تعالي الله عن ذلك استواؤه على‬
‫العرش حق وصدق ونحن نؤمن ونعتقد على‬
‫الوجه الذي أراده ول نشتغل بكيفيته نزوله‬
‫إلى السماء الدنيا تفضل ورحمة ل نقلة‬
‫صانع العالم ل يقال كيف هو لن الكيف‬
‫يستخبر به عن الهيئة والحال ول هيئة له‬
‫ول حال صانع العالم ل يقال له أين هو لن‬
‫أين يستخبر به عن المكان ول مكان له‬
‫صانع العالم ل يقال له كم هو لن الكم‬
‫يستخبر به عن العدد ول عدد له صانع العالم‬
‫ل يقال له متى كان لن متى سؤال عن‬
‫الزمان ول يجري عليه زمان صانع العالم‬
‫ليس بجوهر لن الجوهر متجزئ وتحله‬
‫الحوادث تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا‬
‫صانع العالم ليس بجسم لن الجسم مؤلف‬
‫من الجوهر وإذا بطل كونه جوهرا بطل‬
‫كونه جسما ضرورة صانع العالم ليس‬
‫بعرض لن العرض ل قيام له بذاته بل هو‬
‫مفتقر إلى جسم يقوم به والقديم تعالى‬
‫قائم بذاته غير مفتقر إلى محل يقوم به‬
‫صانع العالم ليس بصورة لن الصورة تنشأ‬
‫عن التركيب فإذا نفينا كونه جوهرا وجسما‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫نفينا كونه صورة صل صانع العالم ليس في‬
‫جهة ول تحويه الجهات الست لنها حادثة‬
‫وهو الذي خلقها فلو صار مختصا بجهة‬
‫بعدما خلقها لكان يتخصص بمخصص وذلك‬
‫باطل صانع العالم ليس فوق العالم ول في‬
‫جهة خارجه عنه لنه لو كان كذلك لكان‬
‫محاذيا للعالم وكل محاذ بجسم إما أن يكون‬
‫مثله أو أكبر أو اصغر وكان ذلك تقديرا‬
‫يحتاج إلى مقدر تعالى عن ذلك رفع اليدي‬
‫إلى السماء عند الدعاء إنما ترفع لنها قبلة‬
‫الدعاء كالتوجه إلى الكعبة في الصلة‬
‫ووضع الوجه على الرض عند السجود وإن‬
‫لم يكن الله تعالى في الكعبة ول تحت‬
‫الرض صانع العالم ل يوصف بكونه متمكنا‬
‫في مكان لنه كان في الزل غير متمكن‬
‫فلو تمكن بعدما خلق المكان لتغير عما كان‬
‫تعالي الله عن ذلك صانع العالم ل نزول له‬
‫ول صعود له ول التفات ول تفكر ول حاجة‬
‫ول شهوة ول نوم ول سنة ول آفة ول علل‬
‫ول سرور ول حزن ول رضى ول غضب‬
‫بمعنى التغير في ذاته ول رجاء ول طمع ول‬
‫حسد ول أكل ول شرب ول قيام ول قعود‬
‫ول مشي ول عدو ول هرولة ول استناد ول‬
‫اتكاء ول اضطجاع ول ضحك ول تبسم ول‬
‫قهقهة ول قرب ول بعد بمعنى المسافة‬
‫والمكان ول وزير له ول شريك ول مدبر له‬
‫ول نظير له ول معين ول قرين ول حاجب‬
‫ول بواب ول فوق ول تحت ول يمين ول‬
‫يسار ول أمام ول وراء ول خاطر ول رأي‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫ول حظ فيما أعطى ول ندم فيما وهب لن‬
‫هذه الشياء من أمارات الحدوث وهو قديم‬
‫منزه عن جميع الحادثات وعن تغيره من‬
‫حال إلى حال تبارك الله رب العالمين صانع‬
‫العالم متكلم لنه لو لم يكن متكلما لكان‬
‫موصوفا بضده وهو الخرس تعالى الله عن‬
‫ذلك وله كلم لن المر والنهي ل يتم إل‬
‫بالكلم وكلمه قديم لنه لو لم يكن قديما‬
‫لكان الله تعالى في الزل متغيرا عن الكلم‬
‫تعالى الله عن ذلك وكلمه غير مخلوق لنه‬
‫لو كان مخلوقا لكان الله تعالى الله عن ذلك‬
‫وكلمه غير مخلوق لنه لو كان مخلوقا لكان‬
‫الله تعالى محل للحوادث تعالى الله عن‬
‫ذلك وكلمه قائم بذاته ل يقبل النفصال‬
‫عنه والفتراق بالنتقال الى القلوب‬
‫والوراق لنه كلمه وكلمه صفته وصفاته‬
‫قائمة بذاته ل تقبل النفصال عنه‬
‫والفتراق وهذه العبارات دالة على كلمه‬
‫القديم الزلي القائم بذاته وتسمى‬
‫العبارات كلم الله تعالى وهي محدثة‬
‫مخلوقة وهي الحروف والصوات وتتابع‬
‫الحروف والكلمات وهي قائمة بذاته بمحلها‬
‫وغير مخلوقة يعبر بما هو المخلوق‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬

‫قاعدة مهمة في الصفات على طريقة التفويض ‪.‬‬


‫قال الحافظ الذهبي في كتابه سير أعلم‬
‫ر البغدادي ‪ ،‬طبعة‬ ‫ٍ‬ ‫النبلء عند ترجمة أ َُبي ب َك ْ‬
‫َ‬
‫ة‬
‫م ُ‬ ‫عل ّ َ‬ ‫د‪ ،‬ال َ‬ ‫ح ُ‬ ‫و َ‬ ‫م ال ْ‬ ‫ما ُ‬ ‫مكتبة الصفا ‪ ،‬قال ‪:‬ال ِ َ‬
‫ت‪ ،‬أُبو‬‫َ‬ ‫و ْ‬ ‫ف ُ‬ ‫م ْ‬
‫ق ِ‬ ‫ث ال َ‬ ‫حدّ ُ‬ ‫م َ‬ ‫د‪ُ ،‬‬ ‫ق ُ‬ ‫ظ الّنا ِ‬ ‫حا ِ‬ ‫فِتي‪ ،‬ال َ‬ ‫ال ُ‬
‫ن‬ ‫ب‬ ‫د‬ ‫م‬ ‫ح‬ ‫عل ِي بن َثابت بن أ َ‬ ‫َ‬ ‫ن‬ ‫ب‬ ‫د‬ ‫م‬ ‫ح‬ ‫بك ْر أ َ‬
‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ ٍ‬
‫ة‬
‫م ُ‬ ‫خات َ‬ ‫و َ‬ ‫ف‪َ ،‬‬ ‫صان ِي ْ ِ‬ ‫ب الت ّ َ‬ ‫ح ُ‬ ‫صا ِ‬ ‫ي‪َ ،‬‬ ‫داِد ّ‬ ‫غ َ‬ ‫ي الب َ ْ‬ ‫د ّ‬ ‫ه ِ‬ ‫م ْ‬ ‫َ‬
‫ب‬ ‫خطِي ْ ُ‬ ‫ما ال َ‬ ‫ت ‪-‬أي الذهبي‪َ :-‬‬ ‫قل ْ ُ‬ ‫فاظ‪ُ ،‬‬ ‫ح ّ‬ ‫ال ُ‬
‫ظ َ‬ ‫ه َ‬
‫ع‬‫وأوس ُ‬ ‫ف ُ َ‬ ‫ح َ‬ ‫وأ ْ‬ ‫ي‪َ ُ ،‬‬ ‫ر ّ‬ ‫ِ‬ ‫و‬
‫ص ْ‬ ‫مفتقر إ َِلى ال ّ‬ ‫بِ ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫يب ُ‬ ‫عل ِ َّ‬ ‫خب ََرَنا أُبو َ‬ ‫فة‪ .‬أ ْ‬ ‫ر َ‬ ‫ع ِ‬ ‫م ْ‬ ‫و َ‬ ‫دي ًْثا َ‬ ‫ح ِ‬ ‫و َ‬ ‫رحَلة َ‬
‫خب ََرَنا‬ ‫ي‪ ،‬أ ْ‬ ‫ِ‬ ‫ن‬ ‫دا‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ال‬ ‫ل‬ ‫ض‬‫ْ‬ ‫َ‬
‫ف‬ ‫ال‬ ‫بو‬ ‫خبرَنا أ َ‬ ‫ْ‬ ‫لل‪ ،‬أ َ‬ ‫خ ّ‬ ‫ال َ‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫وق‬ ‫مْرُز ْ‬ ‫ن َ‬ ‫مدُ ب ُ‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫خب ََرَنا ُ‬ ‫ي‪ ،‬أ َ ْ‬ ‫ّ‬ ‫سل َ ِ‬
‫ف‬ ‫ر ال ّ‬ ‫ٍ‬ ‫ه‬
‫ِ‬ ‫طا‬ ‫َ‬ ‫بو‬ ‫ُ‬
‫أَ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ع َ‬
‫خطِْيب‬ ‫ر ال َ‬ ‫فظ أُبو ب َك ٍ‬ ‫حا ِ‬ ‫حدّث ََنا ال َ‬ ‫ي‪َ ،‬‬ ‫فَران ِ ّ‬ ‫الّز ْ‬
‫ي‬
‫و َ‬ ‫ما ُر ِ‬ ‫ن َ‬ ‫فإ ِ ّ‬ ‫فات‪َ ،‬‬ ‫ص َ‬ ‫في ال ّ‬ ‫م ِ‬ ‫ما الك َل َ ُ‬ ‫قاَل َ‪ّ :‬‬ ‫َ‬
‫سَلف‬ ‫ب ال ّ‬ ‫ه ُ‬ ‫مذْ َ‬ ‫حاح‪َ ،‬‬ ‫ص َ‬ ‫سَنن ال ّ‬ ‫في ال ّ‬ ‫ها ِ‬ ‫من ْ َ‬ ‫ِ‬
‫ي‬‫ف ُ‬ ‫ون َ ْ‬ ‫ها‪َ ،‬‬ ‫واهر َ‬ ‫عَلى ظ َ‬ ‫ها َ‬ ‫ؤ َ‬ ‫وِإجَرا ُ‬ ‫ها َ‬ ‫ِإثَبات ُ َ‬
‫م‪،‬‬ ‫و ٌ‬ ‫ق ْ‬ ‫ها َ‬ ‫فا َ‬ ‫قد ْ ن َ َ‬ ‫و َ‬ ‫ها‪َ ،‬‬ ‫عن ْ َ‬ ‫والّتشبيه َ‬ ‫فَية َ‬ ‫الك َي ْ ِ‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫ن‬ ‫َ‬ ‫فَأبطُلوا ما َ‬ ‫َ‬
‫م َ‬ ‫م ِ‬ ‫و ٌ‬ ‫ْ‬ ‫ق‬ ‫ها‬ ‫َ‬ ‫وحقق‬ ‫َ‬ ‫الله‪،‬‬ ‫ه‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ت‬ ‫َ‬ ‫ب‬ ‫أث‬ ‫َ‬
‫ن‬‫م َ‬ ‫ضْرب ِ‬ ‫ك إ َِلى َ‬ ‫في ذَل ِ َ‬ ‫جوا ِ‬ ‫خَر ُ‬ ‫ف َ‬ ‫مث ِْبتين‪َ ،‬‬ ‫ال ُ‬
‫وك‬ ‫سل ُ ْ‬ ‫و ُ‬ ‫ه َ‬ ‫ما ُ‬ ‫والقصدُ إ ِن ّ َ‬ ‫والّتكييف‪َ ،‬‬ ‫الّتشبيه َ‬
‫َ‬ ‫قة المتوس َ‬
‫ن الله‬ ‫ودي ُ‬ ‫رْين‪َ ،‬‬ ‫ن الم ِ‬ ‫طة ب َي ْ َ‬ ‫ري َ‬ ‫الطّ ِ‬
‫ه‪.‬‬ ‫عن ْ ُ‬ ‫صر َ‬ ‫مق ّ‬ ‫وال ُ‬ ‫ه َ‬ ‫في ْ ِ‬ ‫غاِلي ِ‬ ‫ن ال َ‬ ‫عاَلى ب َي ْ َ‬ ‫تَ َ‬
‫ع‬
‫فْر ُ‬ ‫فات َ‬ ‫ص َ‬ ‫ن الك َ َ‬ ‫َ‬ ‫ه َ‬ ‫ص ُ‬ ‫َ‬
‫في ال ّ‬ ‫لم ِ‬ ‫ذا أ ّ‬ ‫في َ‬ ‫ل ِ‬ ‫وال ْ‬ ‫َ‬
‫ه‬
‫و ُ‬ ‫حذ ْ ُ‬ ‫ك َ‬ ‫في ذَل ِ َ‬ ‫ذى ِ‬ ‫وُيحت َ‬ ‫ذات‪َ ،‬‬ ‫في ال ّ‬ ‫لم ِ‬ ‫الك َ َ‬
‫َ‬
‫ب‬ ‫ت َر ّ‬ ‫ما أن إ ِث َْبا َ‬ ‫و ً‬ ‫ن معل ُ ْ‬ ‫كا َ‬ ‫ذا َ‬ ‫فإ ِ َ‬ ‫ومَثاُله‪َ ،‬‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫وٍد ل َ إ ِث َْبا ُ‬ ‫ج ْ‬ ‫و ُ‬ ‫ت َ‬ ‫و إ ِث َْبا ُ‬ ‫ه َ‬ ‫ما ُ‬ ‫مين إ ِن ّ َ‬ ‫عال ِ ِ‬ ‫ال َ‬
‫ت‬ ‫و إ ِث َْبا ُ‬ ‫ه َ‬ ‫ما ُ‬ ‫فاته إ ِن ّ َ‬ ‫ص َ‬ ‫ت ِ‬ ‫ك إ ِث َْبا ُ‬ ‫فك َذَل ِ َ‬ ‫فَية‪َ ،‬‬ ‫ك َي ْ ِ‬
‫قل َْنا‪ :‬لل ِ‬
‫ه‬ ‫ذا ُ‬ ‫فإ ِ َ‬ ‫وَتكييف‪َ .‬‬ ‫د َ‬ ‫ت تحدي ٍ‬ ‫وٍد ل َ إ ِث َْبا ُ‬ ‫ج ْ‬ ‫و ُ‬ ‫َ‬
‫ها‬ ‫َ‬ ‫ص َ‬ ‫وبصر‪َ ،‬‬
‫ت أثبت َ‬ ‫فا ٌ‬ ‫ي ِ‬ ‫ه َ‬ ‫ما ِ‬ ‫فإ ِن ّ َ‬ ‫مع َ‬ ‫س ْ‬ ‫و َ‬ ‫َيد َ‬
‫عَنى الَيد‬ ‫م ْ‬ ‫ن َ‬ ‫ول‪ :‬إ ِ ّ‬ ‫ق ْ‬ ‫ول َ ن َ ُ‬ ‫ه‪َ ،‬‬ ‫س ِ‬ ‫ف ِ‬ ‫الله ل ِن َ ْ‬
‫عْلم‪،‬‬ ‫والبصر‪ :‬ال ِ‬ ‫مع َ‬ ‫س ْ‬ ‫عَنى ال ّ‬ ‫م ْ‬ ‫ن َ‬ ‫ول َ إ ِ ّ‬ ‫القدَرة‪َ ،‬‬
‫شب ّهها با َ‬
‫ليدي‬ ‫ول َ ن ُ َ ُ َ ِ‬ ‫وارح ‪َ .‬‬ ‫ج َ‬ ‫ها َ‬ ‫ول‪ :‬إ ِن ّ َ‬ ‫ق ْ‬ ‫ول َ ن َ ُ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ت‬‫وا ٌ‬ ‫وأد َ‬ ‫وارح َ‬ ‫ج َ‬ ‫ي َ‬ ‫ه َ‬ ‫صار ال ِّتي ِ‬ ‫والب ْ َ‬ ‫ماع َ‬ ‫س َ‬ ‫وال ْ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫َ‬
‫ها ل ّ‬ ‫و ُ‬ ‫ون َ ُ‬
‫وجب ِإثَبات ُ َ‬ ‫ما َ‬ ‫ل‪ :‬إ ِن ّ َ‬ ‫ق ْ‬ ‫ِللفعل‪َ ،‬‬
‫ها‬‫عن ْ َ‬ ‫ي الّتشبيه َ‬ ‫ف ُ‬ ‫ووجب ن َ ِ‬ ‫ها‪َ ،‬‬ ‫وردَ ب ِ َ‬ ‫الّتوقيف َ‬
‫وَرى‪) [11:‬‬ ‫ش ْ‬ ‫ء{ ]ال ّ‬ ‫ي ٌ‬ ‫ش ْ‬ ‫ه َ‬ ‫مث ْل ِ ِ‬ ‫س كَ ِ‬ ‫ه‪} :‬ل َي ْ َ‬ ‫ول ِ ِ‬ ‫ق ْ‬ ‫لِ َ‬
‫َ‬
‫لص‪ .4:‬انتهى ‪.‬‬ ‫لخ َ‬ ‫حد (ا ِ‬ ‫وا أ َ‬ ‫ف ً‬ ‫ه كُ ُ‬ ‫ن لَ ُ‬ ‫م ي َك ُ ْ‬ ‫ول َ ْ‬ ‫َ‬
‫قلت وهذا الكلم الذي ذكره الحافظ‬
‫الخطيب البغدادي قاعدة مهمة في السماء‬
‫والصفات ‪ ،‬ومذهب التفويض ‪ .‬قال ابن‬
‫قدامة المقدسي الحنبلي وهو مفخرة ابن‬
‫تيمية )ت‪620:‬هـ( في كتابه ذم التأويل‬
‫‪:‬ومذهب السلف رحمة الله عليهم اليمان‬
‫بصفات الله تعالى وأسمائه التي وصف بها‬
‫نفسه في آياته وتنزيله أو على لسان‬
‫رسوله صلى الله عليه وسلم من غير زيادة‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫عليها ولنقص منها ولتجاوز لها ولتفسير‬
‫ولتأويل لها بما يخالف ظاهرها ولتشبيه‬
‫بصفات المخلوقين ولسمات المحدثين بل‬
‫أمروها كما جاءت وردوا علمها إلى قائلها‬
‫ومعناها إلى المتكلم بها‪"..‬ا‪.‬هـ انتهى‬
‫المراد‪ .‬قلت قوله ول تأويل لها بما يخالف‬
‫ظاهرها ‪ ،‬يريد إبقاء اللفظ الوارد على ما‬
‫هو عليه من غير تأويل مثل الستواء‬
‫بالستيلء والقهر ول بالستقرار ‪ ،‬بل‬
‫امرارها كما جاءت ورد علمها الى قائلها‬
‫ومعناها ‪ ،‬وهو بذلك يمنع كل المرين من‬
‫تأول على طريقة ابن تيمية وأتباعه من‬
‫المجسمة أو على طريقة إمام أهل السنة‬
‫الشعري وأصحابه ‪ .‬قال الحافظ ابن حجر في‬
‫فتح الباري ‪ :‬وأسند البيهقي بسند صحيح عن أحمد‬
‫بن أبي الحواري عن سفيان بن عيينة قال " كل ما‬
‫وصف الله به نفسه في كتابه فتفسيره تلوته‬
‫والسكوت عنه " ومن طريق أبي بكر الضبعي قال‪:‬‬
‫مذهب أهل السنة في قوله الرحمن على العرش‬
‫استوى قال بل كيف والثار فيه عن السلف كثيرة‪،‬‬
‫وهذه طريقة الشافعي وأحمد بن حنبل ‪ .‬قال ابن‬
‫َ‬
‫وى‬ ‫ست َ َ‬‫م اِ ْ‬ ‫وله ت ََعاَلى " ث ُ ّ‬ ‫ما قَ ْ‬ ‫كثير في تفسيره ‪ :‬وَأ ّ‬
‫مَقاَلت‬ ‫مَقام َ‬ ‫ذا ال ْ َ‬ ‫س ِفي هَ َ‬ ‫عَلى العَْرش " فَِللّنا ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫سلك ِفي‬ ‫ما ن َ ْ‬ ‫سطَها وَإ ِن ّ َ‬ ‫ضع ب َ ْ‬ ‫موْ ِ‬ ‫ذا َ‬‫س هَ َ‬ ‫دا ل َي ْ َ‬ ‫ك َِثيَرة ِ‬
‫ج ّ‬
‫ي‬
‫ع ّ‬ ‫ماِلك َواْل َوَْزا ِ‬ ‫صاِلح َ‬ ‫سَلف ال ّ‬ ‫هب ال ّ‬ ‫مذ ْ َ‬
‫مَقام َ‬ ‫ذا ال ْ َ‬ ‫هَ َ‬
‫َ‬
‫حاق‬ ‫س َ‬ ‫مد وَإ ِ ْ‬ ‫ح َ‬ ‫ي وَأ ْ‬ ‫شافِعِ ّ‬ ‫سْعد َوال ّ‬ ‫َوالث ّوْرِيّ َوالل ّْيث ْبن َ‬
‫بن راهْويه وغ َيرهم م َ‬
‫ديًثا‬‫ح ِ‬‫ما وَ َ‬ ‫دي ً‬‫ن قَ ِ‬ ‫مي َ‬ ‫سل ِ ِ‬
‫م ْ‬ ‫مة ال ْ ُ‬ ‫ن أئ ِ ّ‬ ‫ْ ِ ْ‬ ‫ْ َ َْ ِ َ ْ‬
‫شِبيه وََل‬ ‫ن غ َْير ت َك ِْييف وََل ت َ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ت ِ‬ ‫جاَء ْ‬ ‫ما َ‬ ‫ها ك َ َ‬ ‫مَرار َ‬ ‫وَهُوَ إ ِ ْ‬
‫َ‬
‫ي‬
‫من ِْف ّ‬ ‫ن َ‬ ‫شب ِّهي َ‬ ‫م َ‬ ‫هان ال ْ ُ‬ ‫مت ََباِدر إ َِلى أذ ْ َ‬ ‫هر ال ْ ُ‬ ‫طيل َوال ّ‬
‫ظا ِ‬ ‫ت َعْ ِ‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫خْلقه وَ " ل َي ْ َ‬
‫س‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬‫يء ِ‬ ‫ش ْ‬ ‫ه َ‬ ‫شِبه ُ‬ ‫ن الّله َل ي ُ ْ‬ ‫ن الّله فَإ ِ ّ‬ ‫عَ ْ‬
‫صير " ب َ ْ َ‬
‫ل‬‫ما َقا َ‬ ‫مر ك َ َ‬ ‫ل اْل ْ‬ ‫ميع ال ْب َ ِ‬ ‫س ِ‬ ‫يء وَهُوَ ال ّ‬ ‫ش ْ‬ ‫مث ْل ِهِ َ‬‫كَ ِ‬
‫شْيخ ال ْب ُ َ‬ ‫ماد ال ْ ُ‬ ‫َ‬
‫ي‬
‫خارِ ّ‬ ‫ي َ‬ ‫ع ّ‬ ‫خَزا ِ‬ ‫ح ّ‬ ‫م ن ُعَْيم ْبن َ‬ ‫من ْهُ ْ‬‫مة ِ‬ ‫اْلئ ِ ّ‬
‫ف‬
‫ص َ‬ ‫ما وَ َ‬ ‫حد َ َ‬ ‫ج َ‬ ‫ن َ‬‫م ْ‬ ‫خل ِْقهِ ك ََفَر وَ َ‬ ‫ه الّله ب ِ َ‬ ‫شب ّ َ‬‫ن َ‬ ‫م ْ‬
‫ل َ‬ ‫َقا َ‬
‫ف الّله ب ِ ِ‬
‫ه‬ ‫ص َ‬ ‫ما وَ َ‬ ‫س ِفي َ‬ ‫الّله ب ِهِ ن َْفسه فََقد ْ ك ََفَر وَل َي ْ َ‬
‫شبيه فَم َ‬
‫ما‬ ‫ت ل ِل ّهِ ت ََعاَلى َ‬ ‫ن أث ْب َ َ‬ ‫َ ْ‬ ‫سوله ت َ ْ ِ‬ ‫ن َْفسه وََل َر ُ‬
‫حة عََلى‬ ‫حي َ‬ ‫ص ِ‬ ‫خَبار ال ّ‬ ‫حة َواْل َ ْ‬ ‫ري َ‬ ‫ص ِ‬ ‫ت ب ِهِ اْلَيات ال ّ‬ ‫وََرد َ ْ‬
‫ن الّله ت ََعاَلى‬ ‫ل الّله وَن ََفى عَ ْ‬ ‫جَل ِ‬ ‫ذي ي َِليق ب ِ َ‬ ‫جه ال ّ ِ‬ ‫ال ْوَ ْ‬
‫دى ‪ .‬قال العلمة‬ ‫سِبيل ال ْهُ َ‬ ‫ك َ‬ ‫سل َ َ‬
‫الن َّقاِئص فََقد ْ َ‬
‫أبو عثمان النيسابوري الحافظ ‪" :‬ويثبت‬
‫أصحاب الحديث نزوله كل ليلة إلى السماء‬
‫الدنيا من غير تشبيه له بصفات‬
‫المخلوقين ‪ ،‬ول تمثيل ول تكييف ‪ ،‬بل‬
‫يثبتون ما أثبته رسول الله وينتهون فيه‬
‫إليه ‪ ،‬ويمرون الخبر الصحيح على ظاهره ‪،‬‬
‫ويكلون علمه إليه سبحانه" ‪ .‬وقال المام‬
‫شيخ السلم الحافظ الحجة أحمد بن محمد‬
‫بن سلمة أبو جعفر الطحاوي المتوفى سنة‬
‫إحدى وعشرين وثلثمائة ‪ :‬ومن وصف الله‬
‫تعالى بمعنى من معاني البشر فقد كفر‬
‫فمن أبصر هذا اعتبر وعن مثل قول الكفار‬
‫انزجر وعلم أنه بصفاته ليس كالبشر‬
‫والرؤية حق لهل الجنة من غير إحاطة ول‬
‫كيفية كما نطق به كتاب ربنا " وجوه يومئذ‬
‫ناضرة إلى ربها ناظرة " وتفسيره على ما‬
‫أراده الله تعالى وعلمه وكل ما جاء في ذلك‬
‫من الحديث الصحيح عن الرسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم فهو‬
‫كما قال ومعناه على ما أراد ‪ ،‬ل ندخل في‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫ذلك متأولين بآرائنا ول متوهمين بأهوائنا‬
‫فإنه ما سلم في دينه إل من سلم لله عز‬
‫وجل ولرسوله عليه الصلة والسلم ورد‬
‫علم ما اشتبه عليه إلى عالمه ‪ ،‬ولتثبت‬
‫قدم في السلم إل على ظهر التسليم‬
‫والستسلم ‪ .‬انتهى ‪ .‬وفي فتح الباري‬
‫للحافظ ابن حجر العسقلني من كتاب الجمعة ‪،‬‬
‫ن‬ ‫ع ْ‬ ‫وله ‪َ ) :‬‬ ‫ق ْ‬ ‫الدعاء في الصلة من آخر الليل ‪َ .‬‬
‫ن أ َِبي‬ ‫ع ْ‬ ‫غّر َ‬ ‫عْبد الّله اْل َ َ‬ ‫وأ َِبي َ‬ ‫مة َ‬ ‫سل َ َ‬ ‫أِبي َ‬
‫َ‬
‫ن‬
‫مر عَ ْ‬ ‫معْ َ‬ ‫ن َ‬ ‫هَري َْرة ( ِفي رَِواَية عَْبد الّرّزاق عَ ْ‬ ‫ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫من وَأُبو‬ ‫ح َ‬ ‫مة ْبن عَْبد الّر ْ‬ ‫سل َ َ‬ ‫خب ََرِني أُبو َ‬ ‫الّزهْرِيّ " أ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن أَبا هَُري َْرة‬ ‫حب أِبي هَُري َْرة أ ّ‬ ‫صا ِ‬ ‫عَْبد الّله اْلغَّر َ‬
‫أَ‬
‫ماء‬ ‫س َ‬ ‫زل َرب َّنا إ َِلى ال ّ‬ ‫َ ِ‬ ‫ْ‬ ‫ن‬ ‫َ‬ ‫ي‬ ‫)‬ ‫‪:‬‬ ‫وله‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ق‬ ‫‪.‬‬ ‫"‬ ‫ما‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ه‬ ‫ر‬‫َ‬ ‫َ‬ ‫ب‬ ‫خ‬ ‫ْ‬
‫جَهة‬ ‫ي ِ‬ ‫ل ‪ :‬هِ َ‬ ‫جَهة وََقا َ‬ ‫ْ‬
‫ت ال ِ‬ ‫ن أث ْب َ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل ب ِهِ َ‬ ‫ست َد َ ّ‬ ‫الدّن َْيا ( ا ِ ْ‬
‫ضي‬ ‫ك ي ُْف ِ‬ ‫ول ب ِذ َل ِ َ‬ ‫ن ال َْق ْ‬ ‫مُهور ِل َ ّ‬ ‫ج ْ‬ ‫ك ال ْ ُ‬ ‫ال ْعُل ُوّ ‪ ،‬وَأ َن ْك ََر ذ َل ِ َ‬
‫ف ِفي‬ ‫خت ُل ِ َ‬ ‫ك ‪ .‬وَقَد ْ ا ُ ْ‬ ‫ن ذ َل ِ َ‬ ‫حّيز ت ََعاَلى الّله عَ ْ‬ ‫إ َِلى الت ّ َ‬
‫ه عََلى‬ ‫معنى النزول عََلى أ َ‬
‫مل َ ُ‬ ‫ح َ‬ ‫ن َ‬ ‫ْ‬ ‫م‬‫َ‬ ‫م‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ه‬ ‫ْ‬ ‫ن‬ ‫م‬
‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫‪:‬‬ ‫وال‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ق‬ ‫ُّ‬ ‫َ َْ‬
‫م‬
‫وله ْ‬ ‫ن قَ ْ‬ ‫شب َّهة ت ََعاَلى الّله عَ ْ‬ ‫م َ‬ ‫م ال ْ ُ‬ ‫قيَقته وَهُ ْ‬ ‫ح ِ‬ ‫هره وَ َ‬ ‫ظا ِ‬ ‫َ‬
‫‪ .‬ومنهم م َ‬
‫وارَِدة ِفي ذ َل ِ َ‬
‫ك‬ ‫حاِديث ال ْ َ‬ ‫حة اْل َ َ‬ ‫ص ّ‬ ‫ن أن ْك ََر ِ‬ ‫َ ِ ُْ ْ َ ْ‬
‫جب‬ ‫كاب ََرة ‪َ ،‬وال ْعَ َ‬ ‫م َ‬ ‫معْت َزَِلة وَهُوَ ُ‬ ‫واِرج َوال ْ ُ‬ ‫خ َ‬ ‫م ال ْ َ‬ ‫مَلة وَهُ ْ‬ ‫ج ْ‬ ‫ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ما‬ ‫ك وَأن ْك َُروا َ‬ ‫حو ذ َل ِ َ‬ ‫ن نَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ما ِفي ال ُْقْرآن ِ‬ ‫م أوُّلوا َ‬ ‫أن ّهُ ْ‬
‫عنادا ‪ ،‬ومنهم م َ‬
‫جَراهُ‬ ‫نأ ْ‬ ‫َ ِ ُْ ْ َ ْ‬ ‫ما ِ َ ً‬ ‫جهًْل وَإ ِ ّ‬ ‫ما َ‬ ‫ديث إ ِ ّ‬ ‫ح ِ‬ ‫ِفي ال ْ َ‬
‫ها‬‫من َّز ً‬ ‫مال ُ‬ ‫ج َ‬ ‫ريق اْل ِ ْ‬ ‫مًنا ب ِهِ ع ََلى ط َ ِ‬ ‫مؤْ ِ‬ ‫ما وََرد َ ُ‬ ‫عََلى َ‬
‫سَلف‬ ‫مُهور ال ّ‬ ‫ج ْ‬ ‫م ُ‬ ‫شِبيه وَهُ ْ‬ ‫عن ال ْك َي ِْفّية َوالت ّ ْ‬ ‫الّله ت ََعاَلى َ‬
‫ن‬ ‫ْ‬ ‫ي‬‫َ‬ ‫ن‬ ‫يا‬‫َ‬ ‫ف‬
‫ْ‬ ‫س‬ ‫وال‬ ‫عة‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ب‬ ‫ر‬ ‫‪ ،‬ون ََقل َه ال ْب َي ْهِقي وغَْيره عَن اْل َئ ِمة اْل َ‬
‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫َ ّ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫م َ‬ ‫من ْهُ ْ‬ ‫م ‪ ،‬وَ ِ‬ ‫ي َوالل ّْيث وَغ َْيره ْ‬ ‫ع ّ‬ ‫ن َواْلوَْزا ِ‬ ‫ماد َي ْ ِ‬ ‫ح ّ‬‫َوال ْ َ‬
‫مل ِفي ك ََلم ال ْعََرب ‪،‬‬ ‫َ‬
‫ست َعْ َ‬ ‫م ْ‬ ‫جه ي َِليق ُ‬ ‫أّوله ع ََلى وَ ْ‬
‫خُرج إ َِلى‬ ‫ط في التأ ْويل حتى َ َ‬ ‫ومنهم م َ‬
‫ن يَ ْ‬ ‫كاد َ أ ْ‬ ‫َ ّ‬ ‫ّ ِ‬ ‫ن أفَْر َ ِ‬ ‫َ ِ ُْ ْ َ ْ‬
‫كون‬ ‫ما ي َ ُ‬ ‫ل ب َْين َ‬ ‫ص َ‬ ‫ن فَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫م َ‬ ‫من ْهُ ْ‬ ‫ريف ‪ ،‬وَ ِ‬ ‫ح ِ‬ ‫ن الت ّ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫وع ِ‬ ‫نَ ْ‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫تأ ْ‬
‫كون‬ ‫ما ي َ ُ‬ ‫مًل ِفي ك ََلم ال ْعََرب وَب َْين َ‬ ‫ست َعْ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ريًبا ُ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ق‬ ‫ويله‬ ‫َ ِ‬
‫ض ِفي ب َْعض ‪،‬‬ ‫جوًرا فَأّول ِفي ب َْعض وَفَو‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫ّ‬ ‫مهْ ُ‬ ‫دا َ‬ ‫ب َِعي ً‬
‫ن ا ِْبن‬ ‫وهو منُقول عن مالك وجزم به من ال ْ َ‬
‫ري َ‬ ‫خ ِ‬ ‫مت َأ ّ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ َ َ ِ ِ ِ ْ‬ ‫َ ْ َ ِ‬ ‫َ ُ َ َ ْ‬
‫مان ب َِل ك َْيف‬ ‫َ‬
‫لي َ‬ ‫مَها ا ْ ِ‬ ‫سل َ َ‬ ‫ي ‪ :‬وَأ ْ‬
‫َ‬
‫ل ال ْب َي ْهَِق ّ‬ ‫د َِقيق ال ِْعيد ‪َ ،‬قا َ‬
‫صاِدق‬ ‫ن ال ّ‬ ‫ك عَ ْ‬ ‫رد ذ َل ِ َ‬ ‫ِ‬ ‫ن يَ‬ ‫مَراد إ ِّل أ ْ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫كوت عَ ْ‬ ‫س ُ‬ ‫َوال ّ‬
‫َ‬
‫م عََلى أ ّ‬
‫ن‬ ‫ك ا ِت َّفاقه ْ‬ ‫ن الد ِّليل ع ََلى ذ َل ِ َ‬ ‫م ْ‬ ‫صار إ ِل َي ْهِ ‪ ،‬وَ ِ‬ ‫فَي ُ ْ َ‬
‫سَلم ‪.‬‬ ‫َ‬
‫ويض أ ْ‬ ‫حين َئ ِذٍ الت ّْف ِ‬ ‫جب فَ ِ‬ ‫معَّين غ َْير َوا ِ‬ ‫الت ّأِويل ال ْ ُ‬
‫ه‬
‫عة َرد ّ هَذِ ِ‬ ‫مب ْت َدِ َ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫ْ‬ ‫ي عَ‬ ‫َ‬ ‫حك ِ‬ ‫ي‪ُ :‬‬ ‫ّ‬ ‫ل ا ِْبن ال ْعََرب ِ‬ ‫وََقا َ‬
‫وم ت َأ ِْويلَها‬ ‫ن قَ ْ‬ ‫ها ‪ ،‬وَع َ ْ‬ ‫مَرار َ‬ ‫سَلف إ ِ ْ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫عَ ْ‬ ‫َ‬ ‫حاِديث ‪ ،‬و‬ ‫اْل َ َ‬
‫جع إ َِلى أ َفَْعاله َل‬ ‫را‬ ‫و‬ ‫ه‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫زل‬ ‫ن‬ ‫ي‬ ‫وله‬ ‫َ‬ ‫ق‬ ‫ما‬ ‫وبه أ َُقول ‪ .‬فَأ َ‬
‫ُ َ َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫َِ ِ‬
‫زل‬ ‫ذي ي َن ْ ِ‬ ‫كه ال ّ ِ‬ ‫مل ِ‬ ‫ن َ‬ ‫عَباَرة ع َ ْ‬ ‫ك ِ‬ ‫ل ذ َل ِ َ‬ ‫إ َِلى َذاته ‪ ،‬ب َ ْ‬
‫َ‬
‫كون‬ ‫سام ي َ ُ‬ ‫ج َ‬ ‫كون ِفي اْل َ ْ‬ ‫ما ي َ ُ‬ ‫مرِهِ وَن َْهيه ‪َ ،‬والن ُّزول ك َ َ‬ ‫ب ِأ ْ‬
‫ي‬
‫س ّ‬ ‫ح ّ‬ ‫ديث ع ََلى ال ْ ِ‬ ‫ح ِ‬ ‫مْلته ِفي ال ْ َ‬ ‫ح َ‬ ‫ن َ‬ ‫مَعاِني ‪ ،‬فَإ ِ ْ‬ ‫ِفي ال ْ َ‬
‫مْلته عََلى‬ ‫ح َ‬ ‫ن َ‬ ‫ك ‪ ،‬وَإ ِ ْ‬ ‫مب ُْعوث ب ِذ َل ِ َ‬ ‫مَلك ال ْ َ‬ ‫صَفة ال ْ َ‬ ‫ك ِ‬ ‫فَت ِل ْ َ‬
‫َ‬
‫ك‬ ‫مى ذ َل ِ َ‬ ‫س ّ‬ ‫ل فَي ُ َ‬ ‫م فَعَ َ‬ ‫م ي َْفَعل ث ُ ّ‬ ‫ه لَ ْ‬ ‫معَْنى أن ّ ُ‬ ‫معْن َوِيّ ب ِ َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫حة‬ ‫حي َ‬ ‫ص ِ‬ ‫ي عََرب ِّية َ َ‬ ‫م َْرت ََبة ‪ ،‬فَهِ َ‬ ‫مْرت ََبة إ َِلى َ‬ ‫ن َ‬ ‫ن ُُزوًل ع َ ْ‬
‫ا ِنتهى ‪ .‬وال ْحاصل أ َ‬
‫معَْنى‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫ما ب ِأ ّ‬ ‫ن ‪ :‬إِ ّ‬ ‫َ َ ِ‬ ‫ْ‬ ‫ي‬ ‫ه‬ ‫ج‬
‫ْ‬ ‫و‬ ‫ِ‬ ‫ب‬ ‫ه‬‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫و‬
‫َ ّ‬ ‫أ‬ ‫َ‬ ‫ت‬ ‫ه‬
‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ن‬ ‫َ َ ِ‬ ‫ََْ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ست َِعاَرة‬ ‫ه اِ ْ‬ ‫ما ب ِأن ّ ُ‬ ‫مرِهِ ‪ ،‬وَإ ِ ّ‬ ‫مَلك ب ِأ ْ‬ ‫مره أوْ ال ْ َ‬ ‫زل أ ْ‬ ‫ي َن ْ ِ‬
‫حوه ‪ .‬وَقَد ْ‬ ‫م وَن َ ْ‬ ‫جاَبة ل َهُ ْ‬ ‫ن َواْل ِ َ‬ ‫عي َ‬ ‫دا ِ‬ ‫طف ِبال ّ‬ ‫معَْنى الت ّل َ ّ‬ ‫بِ َ‬
‫َ‬ ‫كى أ َُبو ب َ ْ‬
‫ضب َط َ ُ‬
‫ه‬ ‫خ َ‬ ‫شاي ِِ‬ ‫م َ‬ ‫ض ال ْ َ‬ ‫ن ب َعْ َ‬ ‫كر ْبن ُفورك أ ّ‬ ‫ح َ‬ ‫َ‬
‫مل َ ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫كا ‪،‬‬ ‫زل َ‬ ‫ِ‬ ‫مْفُعول أيْ ي ُن ْ‬ ‫ف ال ْ َ‬ ‫حذ ْ ِ‬ ‫م أّوله عََلى َ‬ ‫ض ّ‬ ‫بِ َ‬
‫ن أ َِبي‬ ‫ريق اْلغَّر ع َ ْ‬
‫َ‬
‫ن طَ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ي ِ‬ ‫سائ ِ ّ‬ ‫ما َرَواهُ الن ّ َ‬ ‫ويه َ‬ ‫وَي َُق ّ‬
‫َ‬
‫ضي‬ ‫م ِ‬ ‫حّتى ي َ ْ‬ ‫مِهل َ‬ ‫ن الّله ي ُ ْ‬ ‫ظ " إِ ّ‬ ‫سِعيد ب ِل َْف ِ‬ ‫هَُري َْرة وَأِبي َ‬
‫ْ‬
‫ن َداٍع‬ ‫م ْ‬ ‫ل ِ‬ ‫مَناد ًِيا ي َُقول ‪ :‬هَ ْ‬ ‫مر ُ‬ ‫م ي َأ ُ‬ ‫طر الل ّْيل ث ُ ّ‬ ‫ش ْ‬ ‫َ‬
‫مان ْبن أ َِبي‬ ‫ديث عُث ْ َ‬ ‫ح ِ‬ ‫ديث ‪ .‬وَِفي َ‬ ‫ح ِ‬ ‫ه " ال ْ َ‬ ‫جاب ل َ ُ‬ ‫ست َ َ‬ ‫فَي ُ ْ‬
‫ه"‬ ‫جاب ل َ ُ‬ ‫ست َ َ‬ ‫ن َداٍع ي ُ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ل ِ‬ ‫مَناد ٍ هَ ْ‬ ‫ص " ي َُناِدي ُ‬ ‫الَعا ِ‬
‫ْ‬
‫كال ‪ ،‬وََل‬ ‫ش َ‬ ‫ذا ي َْرت َِفع اْل ِ ْ‬ ‫ي ‪ :‬وَب ِهَ َ‬ ‫ل ال ُْقْرط ُب ِ ّ‬ ‫ديث ‪َ .‬قا َ‬ ‫ح ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ه‬‫ل الل ّ ُ‬ ‫ي " ي َن ْزِ ُ‬ ‫جهَن ِ ّ‬ ‫عة ال ْ ُ‬ ‫ما ِفي رَِواي َةِ رَِفا َ‬ ‫ي ُعَك ُّر عَل َي ْهِ َ‬
‫عَباِدي‬ ‫ن ِ‬ ‫ل عَ ْ‬ ‫ل ‪َ :‬ل َيسأ ُ‬ ‫ماِء الد ّن َْيا فَي َُقو ُ‬ ‫س َ‬ ‫إ َِلى ال ّ‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫ل‬‫ما ي َد َْفع الت ّأ ِْوي َ‬ ‫ك َ‬ ‫س ِفي ذ َل ِ َ‬ ‫ه ل َي ْ َ‬
‫َ‬
‫ري " ِلن ّ ُ‬ ‫ِ‬ ‫غ َي ْ‬
‫َ‬
‫ه‬
‫واط ِِع أن ّ ُ‬ ‫ت ِبال َْق َ‬ ‫ما ث َب َ َ‬ ‫ضاوِيّ ‪ :‬وَل َ ّ‬ ‫ل ال ْب َي ْ َ‬ ‫كوَر ‪ .‬وََقا َ‬ ‫مذ ْ ُ‬ ‫ال ْ َ‬
‫مت َن َعَ عَل َي ْهِ‬ ‫حّيز ا ِ ْ‬ ‫مّية َوالت ّ َ‬ ‫س ِ‬ ‫ج ْ‬‫ن ال ْ ِ‬ ‫من َّزه ع َ ْ‬ ‫حانه ُ‬ ‫سب ْ َ‬ ‫ُ‬
‫ضع‬ ‫موْ ِ‬ ‫ضع إ َِلى َ‬ ‫موْ ِ‬‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫معَْنى اِلن ْت َِقال ِ‬ ‫الن ُّزول ع ََلى َ‬
‫َ‬ ‫أَ ْ‬
‫ن‬
‫م ْ‬‫قل ِ‬ ‫مته ‪ ،‬أيْ ي َن ْت َ ِ‬ ‫ح َ‬ ‫مَراد نور َر ْ‬ ‫ه ‪َ ،‬فال ْ ُ‬ ‫من ْ ُ‬‫خَفض ِ‬
‫ضب َواِلن ْت َِقام‬ ‫ضي ال ْغَ َ‬ ‫جَلل ال ِّتي ت َْقت َ ِ‬ ‫صَفة ال ْ َ‬ ‫ضى ِ‬ ‫مْقت َ َ‬ ‫ُ‬
‫ْ‬
‫ضي الّرأَفة‬ ‫صَفة اْل ِك َْرام ال ِّتي ت َْقت َ ِ‬ ‫ضى ِ‬ ‫مْقت َ َ‬‫إ َِلى ُ‬
‫مة ‪ .‬انتهى من الفتح ‪ .‬وهذا تصريح في اعتقاد‬ ‫ح َ‬ ‫َوالّر ْ‬
‫السلف وبيان كل المذهبين التفويض والتأويل‬
‫والتنزيه ‪ ،‬وهذا الكلم في الحقيقة كاف في معرفة‬
‫مذهب أهل الحق ‪ .‬قال المام أبو عبد الله‬
‫أحمد بن محمد بن حنبل رضي الله عنه في‬
‫قول النبي صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬إن الله‬
‫ينزل إلى سماء الدنيا " ‪ .‬و ‪ " :‬وإن الله يرى‬
‫في القيامة " ‪ ،‬وما أشبه هذه الحاديث ‪:‬‬
‫نؤمن بها ونصدق بها ل كيف ول معنى ‪ ،‬ول‬
‫نرد شيئا ً منها ‪ ،‬ونعلم أن ما جاء به الرسول‬
‫حق ‪ ،‬ول نرد على رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم ‪ ،‬ول نصف الله بأكثر مما وصف‬
‫به نفسه بل حد ول غاية ‪ " :‬ليس كمثله‬
‫شيء وهو السميع البصير "‪ .‬ونقول كما‬
‫قال ‪ ،‬ونصفه بما وصف به نفسه ‪ ،‬ل نتعدى‬
‫ذلك ‪ ،‬ول يبلغه وصف الواصفين ‪ .‬نؤمن‬
‫بالقرآن كله ‪ ،‬محكمه ومتشابهه ‪ ،‬ول نزيل‬
‫عنه صفة من صفاته لشناعة شنعت ‪ ،‬ول‬
‫نتعدى القرآن والحديث ‪ ،‬ول نعلم كيف كنه‬
‫ذلك إل بتصديق الرسول صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ ،‬وتثبيت القرآن ‪ .‬ذكره ابن قدامة‬
‫الحنبلي في لمعة العتقاد ‪ ،‬ص ‪ 35‬طبعة‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫مكتب دار طبرية ‪ ،‬الرياض ‪ .‬وذكره غيره ‪،‬‬
‫فهو مشهور عن المام أحمد ‪ .‬قلت ومعنى‬
‫" ول نعلم كيف كنه ذلك أي حقيقة ذلك‬
‫ولم يرد الشكل والهييئة فإن ذلك منفي‬
‫عن الله تعالى ‪ .‬قال الخلل وأخبرني عبيد الله‬
‫بن حنبل حدثني حنبل سمعت أبا عبد الله قال‬
‫أبوعبد الله لم يزل الله عالما متكلما نعبد الله‬
‫بصفات غير محدودة ول معلومة إل بما وصف بها‬
‫نفسه سميع عليم غفوررحيم عالم الغيب والشهادة‬
‫علم الغيوب فهذه صفات الله تبارك وتعالى وصف‬
‫بها نفسه ل تدفع ول ترد وهو على العرش بل حد‬
‫كما قال ‪ } :‬ثم استوى على العرش { ‪ .‬قلت وقول‬
‫أبي عبد الله أحمد بن حنبل لم يزل الله عالما‬
‫متكلما ‪ ،‬فيه الرد على ابن تيمية في جعله كلم الله‬
‫يتكلم به بقدرته ومشيئته وأنه يحدث في ذاته ‪ ،‬فقد‬
‫المام أحمد قرن العلم والكلم وساقاهما في‬
‫سياق واحد ول يخفى أن علم الله من صفاته‬
‫الذاتية وليست الفعلية وكذا الكلم ‪ .‬وقول المام‬
‫أحمد بصفات غير محدودة ول معلومة فيه الرد أيضا‬
‫على ابن تيمية ومن تبعه كتلميذه ابن قيم الجوزبة‬
‫والوهابية في أن صفات الله على ظاهرها المعلوم‬
‫من حيث اللغة وحقيقة ظاهر اللفظ اللغوي ‪ .‬قلت‬
‫ابن تيمية يكثر من النقول في عامة كتبه‬
‫وفيها من السبك والمعاني خلف ما ينتحله‬
‫ويعتقده هو نفسه ‪ ،‬مثال ذلك ما نقله عن‬
‫الكرجي وهذا بعض كلمه قال ‪ :‬ومن ذلك‬
‫ما ذكره شيخ الحرمين أبو الحسن محمد بن‬
‫عبدالملك الكرجي في كتابه الذي سماه‬
‫الفصول في الصول عن الئمة الفحول‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫إلزاما لذوي البدع والفضول وكان من أئمة‬
‫الشافعية ذكر فيه من كلم الشافعي ومالك‬
‫والثوري وأحمد بن حنبل والبخاري صاحب‬
‫الصحيح إلى غيرها من الحاديث هالتنا أو‬
‫لم تهلنا بلغتنا أو لم تبلغنا اعتقادنا فيها‬
‫وفي الي الواردة في الصفات أنا نقلبها‬
‫ولنحرفها ول نكيفها ول نعطلها ول نتأولها‬
‫وعلى العقول ل نحملها وبصفات الخلق ل‬
‫نشبهها ول نعمل رأينا وفكرنا فيها ول نزيد‬
‫عليها ول ننقص منها بل نؤمن بها ونكل‬
‫علمها إلى عالمها كما فعل ذلك السلف‬
‫الصالح وهم القدوة لنا في كل علم روينا‬
‫عن إسحاق أنه قال ل نزيل صفة مما وصف‬
‫الله بها نفسه أو وصفه بها الرسول عن‬
‫جهتها ل بكلم ول بإرادة إنما يلزم المسلم‬
‫الداء ويوقن بقلبه أن ما وصف الله به‬
‫نفسه في القرآن إنما هي صفاته ول يعقل‬
‫نبي مرسل ول ملك مقرب تلك الصفات إل‬
‫بالسماء التي عرفهم الرب تعالى فأما أن‬
‫يدرك أحد من بني آدم تلك الصفات فل‬
‫يدركه أحد الحديث إلى آخره وكما روينا عن‬
‫مالك والوزاعي وسفيان والليث وأحمد بن‬
‫حنبل أنهم قالوا في الحاديث في الرؤية‬
‫والنزول أمروها كما جاءت‬
‫وكما روى عن محمد بن الحسن صاحب أبي‬
‫حنيفة أنه قال في الحاديث التي جاءت إن‬
‫الله يهبط إلى السماء الدنيا ونحو هذا من‬
‫الحاديث إن هذه الحاديث قد رواها الثقات‬
‫فنحن نرويها ونؤمن بها ول نفسرها انتهى‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫كلم الكرجي ‪ .‬وقال أيضا في كتاب‬
‫مجموع الفتاوى الجزء ‪ 5‬صفحة ‪: 190‬‬
‫وقال الحافظ أبو نعيم الصبهانى صاحب‬
‫حلية الولياء وغير ذلك من المصنفات‬
‫المشهورة فى العتقاد الذى جمعه طريقنا‬
‫طريق السلف المتبعين الكتاب والسنة‬
‫واجماع المة قال ومما اعتقدوه أن الله لم‬
‫يزل كامل بجميع صفاته القديمة ل يزول‬
‫ول يحول لم يزل عالما بعلم بصيرا ببصر‬
‫سميعا بسمع متكلما بكلم واحدث الشياء‬
‫من غير شىء وان القرآن كلم الله وكذلك‬
‫سائر كتبه المنزلة كلمه غير مخلوق وأن‬
‫الحاديث التى ثبتت عن النبى فى العرش‬
‫واستواء الله عليه يقولون بها ويثبتونها من‬
‫غير تكييف ول تمثيل وان الله بائن من‬
‫خلقه والخلق بائنون منه ل يحل فيهم ول‬
‫يمتزج بهم وهو مستو على عرشه فى‬
‫سمائه دون أرضه وذكر سائر اعتقاد السلف‬
‫واجماعهم على ذلك‪ .‬وقال ‪ :‬وقال الشيخ‬
‫العارف معمر بن أحمد شيخ الصوفية فى‬
‫هذا العصر احببت أن اوصى اصحابى بوصية‬
‫من السنة وأجمع ما كان عليه أهل الحديث‬
‫وأهل المعرفة والتصوف من المتقدمين‬
‫والمتأخرين فذكر أشياء من الوصية الى أن‬
‫قال فيها وان الله استوى على عرشه بل‬
‫كيف ول تأويل ‪ .‬وذكر أبو الشيخ الصبهاني في‬
‫كتاب السنة له قال وفيما أجازني جدي رحمه الله‬
‫قال ‪ :‬قال إسحق بن راهوية وإنما يلزم العباد‬
‫الستسلم لذلك والتعبد ل نزيل صفة مما وصف‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫الله به نفسه أو وصف الرسول عن جهته ل بكلم‬
‫ول بإرادة وإنما يلزم المسلم الداء ويوقن بقلبه أن‬
‫ما وصف به نفسه في القرآن إنما هي صفاته ول‬
‫يعقل نبي مرسل ول ملك مقرب تلك الصفات إل‬
‫بالسماء التي عرفهم الرب تبارك وتعالى فأما أن‬
‫يدرك أحد من بني آدم معنى تلك الصفات فل يدركه‬
‫أحد وذلك أن الله تعالى إنما وصف من صفاته قدر‬
‫ما تحتمله عقول ذوي اللباب ليكون إيمانهم بذلك‬
‫ومعرفتهم بأنه الموصوف بما وصف به نفسه ‪،‬‬
‫وإنما يلزم المسلم أن يثبت معرفة صفات الله‬
‫بالتباع والستسلم كما جاء فمن جهل معرفة ذلك‬
‫حتى يقول إنما أصف ما قال الله ول أدري ما معاني‬
‫ذلك حتى يفضي إلى أن يقول بمعنى قول‬
‫الجهمية ‪ .‬وقال في الفتاوى ‪ :‬وقال الفقيه‬
‫الحافظ أبو بكر الثرم في كتاب السنة وقد‬
‫نقله عنه الخلل في السنة ‪ ) :‬حدثنا‬
‫إبراهيم بن الحارث ‪ -‬يعني العبادي ‪ -‬حدثني‬
‫الليث بن يحيى سمعت إبراهيم بن الشعث‬
‫قال أبو بكر ‪ -‬هو صاحب الفضيل ‪ -‬سمعت‬
‫الفضيل بن عياض ‪ :‬يقول ‪ ) :‬ليس لنا أن‬
‫نتوهم في الله كيف وكيف لن الله وصف‬
‫نفسه فأبلغ فقال ‪ } :‬قل هو الله أحد *‬
‫الله الصمد * لم يلد ولم يولد * ولم يكن له‬
‫كفوا أحد { ) الخلص ( فل صفة أبلغ مما‬
‫وصف الله تعالى به نفسه وكل هذا النزول‬
‫والضحك وهذه المباهاة وهذا الطلع كما‬
‫شاء أن ينزل وكما شاء أن يباهي وكما شاء‬
‫أن يطلع وكما شاء أن يضحك فليس لنا أن‬
‫نتوهم أن كيف وكيف ‪ .‬وقال أبو عثمان‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫إسماعيل الصابوني الملقب بشيخ السلم‬
‫في رسالته المشهورة عنه في السنة وقد‬
‫ذكر أبو القاسم التميمي في كتاب الحجة‬
‫في بيان المحجة له قال ‪ ) :‬ويثبت أصحاب‬
‫الحديث نزول الرب سبحانه وتعالى كل ليلة‬
‫إلى السماء الدنيا من غير تشبيه له بنزول‬
‫المخلوقين ول تمثيل ول تكييف ؟ بل‬
‫يثبتون له ما أثبته رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم وينتهون فيه إليه ويمرون الخبر‬
‫الصحيح الوارد بذكره على ظاهره ويكلون‬
‫علمه إلى الله تعالى ‪ ،‬وقال أيضا ‪ :‬قال ‪:‬‬
‫وأخبرني علي بن عيسى أن حنبل حدثهم‬
‫قال ‪ :‬سألت أبا عبد الله عن الحاديث التي‬
‫تروى ] إن الله تبارك وتعالى ينزل كل ليلة‬
‫إلى السماء الدنيا [ و ] إن الله يرى [ و‬
‫] إن الله يضع قدمه [ وما أشبه هذه‬
‫الحاديث فقال أبو عبد الله ‪ :‬نؤمن بها‬
‫ونصدق بها ول كيف ول معنى ‪ -‬أي ل‬
‫نكيفها ول نحرفها بالتأويل فنقول ‪ :‬معناها‬
‫كذا ‪ -‬ول نرد منها شيئا ونعلم أن ما جاء به‬
‫الرسول حق إذا كان بأسانيد صحاح ول نرد‬
‫على الله قوله ول يوصف الله بأكثر مما‬
‫وصف به نفسه بل حد ول غاية ليس كمثله‬
‫شيء‬
‫وقال حنبل في موضع آخر عن أحمد قال ‪:‬‬
‫) ليس كمثله شيء في ذاته كما وصف به‬
‫نفسه قد أجمل تبارك وتعالى بالصفة‬
‫لنفسه فحد لنفسه صفة ليس يشبهه شيء‬
‫فنعبد الله بصفاته غير محدودة ول معلومة‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫إل بما وصف به نفسه ( قال ‪ ) :‬فهو سميع‬
‫بصير بل حد ول تقدير ول يبلغ الواصفون‬
‫صفته وصفاته منه وله ول نتعدى القرآن‬
‫والحديث فنقول كما قال ونصفه كما وصف‬
‫نفسه ول نتعدى ذلك ول تبلغه صفة‬
‫الواصفين نؤمن بالقرآن كله محكمه‬
‫ومتشابه ول نزيل عنه صفة من صفاته‬
‫لشناعة شنعت وما وصف به نفسه من كلم‬
‫ونزول وخلوه بعبده يوم القيامة ووضعه‬
‫كتفه عليه ‪ -‬هذا كله يدل على أن الله تبارك‬
‫وتعالى يرى في الخرة والتحديد في هذا‬
‫كله بدعة والتسليم لله بأمره بغير صفة ول‬
‫حد إل ما وصف به نفسه ‪ :‬سميع بصير لم‬
‫يزل متكلما عالما غفورا عالم الغيب‬
‫والشهادة علم الغيوب فهذه صفات وصف‬
‫الله بها نفسه ل تدفع ول ترد وهو على‬
‫العرش بل حد ‪ .‬قال ابن تيمية في مجموع‬
‫الفتاوى الجزء ‪ 16‬صفحة ‪ : 399‬قال أبو‬
‫محمد البغوي الحسين بن مسعود الفراء‬
‫الملقب ب محيي السنة فى تفسيره ثم‬
‫استوى إلى السماء قال ابن عباس و أكثر‬
‫مفسري السلف أي إرتفع إلى السماء و‬
‫قال الفراء و ابن كيسان و جماعة من‬
‫النحويين أي أقبل على خلق السماء و قيل‬
‫قصد و هذا هو الذي ذكره ابن الجوزي فى‬
‫تفسيره قال ثم استوى إلى السماء أي عمد‬
‫إلى خلقها و كذلك هو يرجح قول من يفسر‬
‫التيان بإتيان أمره و قول من يتأول‬
‫الستواء و قد ذكر ذلك فى كتب أخرى و‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫وافق بعض أقوال إبن عقيل قال إبن عقيل‬
‫له فى هذا الباب أقوال مختلفة و تصانيف‬
‫يختلف فيها رأيه و إجتهاده و قال البغوي‬
‫فى تفسير قوله ثم إستوى على العرش‬
‫قال الكلبى و مقاتل إستقر و قال أبو‬
‫عبيدة صعد و أولت المعتزلة الستواء‬
‫بالستيلء و أما أهل السنة فيقولون‬
‫الستواء على العرش صفة لله بل كيف‬
‫يجب علىالرجل اليمان به و يكل العلم فيه‬
‫إلى الله و سأل رجل مالك بن أنس عن‬
‫قوله الرحمن على العرش استوى كيف‬
‫استوى فأطرق مالك رأسه مليا و عله‬
‫الرحضاء ثم قال الستواء غير مجهول و‬
‫الكيف غير معقول و اليمان به واجب و‬
‫السؤال عنه بدعة و ما أراك إل ضال ثم أمر‬
‫به فأخرج قال روى عن سفيان الثوري و‬
‫الوزاعى و الليث بن سعد و سفيان بن‬
‫عيينة و عبدالله بن المبارك و غيرهم من‬
‫علماء السنة فى هذه اليات التى جاءت فى‬
‫الصفات المتشابهة أمروها كما جاءت بل‬
‫كيف و قال فى قوله هل ينظرون إل أن‬
‫يأتيهم الله فى ظلل من الغمام الولى فى‬
‫هذه الية و فيما شاكلها أن يؤمن النسان‬
‫بظاهرها و يكل علمها إلى الله و يعتقد أن‬
‫الله منزه عن سمات الحدث على ذلك مضت‬
‫أئمة السلف و علماء السنة قال الكلبي هذا‬
‫من المكتوم الذي ل يفسر قال البغوي و‬
‫كان مكحول و الزهري و الوزاعى و مالك و‬
‫عبدالله بن المبارك و سفيان الثوري و‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫الليث بن سعد و أحمد و إسحاق يقولون‬
‫فيه و فى أمثاله أمروها كما جاءت بل كيف‬
‫قال سفيان بن عيينة كلما و صف الله به‬
‫نفسه فى كتابه فتفسيره قراءته و‬
‫السكوت عنه ليس لحد أن يفسره إل الله و‬
‫رسوله ‪ .‬وقال في كتاب درء تعارض العقل‬
‫والنقل ‪ :‬وأما الكلم في الجسم والجوهر ونفيهما أو‬
‫إثباتهما فبدعة ليس لها أصل في كتاب الله ول سنة‬
‫رسوله ول تكلم أحد من السلف والئمة بذلك ل نفيا‬
‫ول إثباتا ‪ .‬وقال في الصفهانية ‪ :‬اااا قال‬
‫الحافظ أبو الشيخ الصبهاني في كتاب السنة ‪:‬‬
‫قرأت في كتاب شاكر عن أبي زرعة قال ‪ :‬إن الذي‬
‫عندنا أن القوم لم يزالوا يعبدون خالقا كامل لصفاته‬
‫ومن زعم أن الله كان ول علم ثم خلق علما فعلم‬
‫بخلقه أو لم يكن متكلما فخلق كلما ثم تكلم به أو‬
‫لم يكن سميعا بصيرا ثم خلق سمعا وبصرا ‪ :‬فقد‬
‫نسبه إلى النقص وقائل هذا كافر لم يزل الله كامل‬
‫بصفاته لم يحدث فيه صفة ول تزول عنه صفة قبل‬
‫أن يخلق الخلق وبعد ما خلق الخلق كامل بصفاته ‪.‬‬
‫وفي كتابه بيان تلبيس الجهمية وقال الحافظ ابو‬
‫نعيم الصبهاني في العتقاد الذي جمعه طريقتنا‬
‫طريق السلف المتبعين للكتاب والسنة واجماع‬
‫المة ومما اعتقدوه ان الله سبحانه لم يزل كامل‬
‫بجميع صفاته القديمة ل يزول ول يحول لم يزل‬
‫عالما بعلم بصيرا ببصر سميعا بسمع متكلما بكلم‬
‫ثم أحدث الشياء من غير شيء ‪.‬‬
‫قلت ما ذكرته من كتبه ضد عقيدة ابن تيمية‬
‫فهو يعتقد في الله التحول والتبدل والجلوس‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫والقعود والنزول بالذات وقدم الحيز والمماسة‬
‫والعياذ بالله تعالى ‪ .‬واعلم ان ابن تيمية جريء في‬
‫الطعن في أئمة السنة أحيانا بذكر أسمائهم وأحيانا‬
‫يبهم أسماءهم مثال ذلك ‪ :‬قال المام الترمذي‬
‫في حديث ‪ :‬لو أنكم دليتم بحبل إلى الرض‬
‫السفلى لهبط على الله ‪ ،‬ثم قرأ ) هو‬
‫الول والخر والظاهر والباطن وهو بكل‬
‫شيء عليم ( ] قال المام الترمذي [ ‪ :‬هذا‬
‫حديث غريب من هذا الوجه ‪ ..‬وفسر بعض‬
‫أهل العلم هذا الحديث فقالوا ‪ :‬إنما هبط‬
‫على علم الله وقدرته وسلطانه ‪ ،‬وعلم الله‬
‫وقدرته وسلطانه في كل مكان وهو على‬
‫العرش كما وصف في كتابه اهـ كلم المام‬
‫الترمذي ‪ .‬قال ابن تيمية في الرسالة‬
‫العرشية ـ طبعة دار الفتح الشارقة ـ صفحة‬
‫‪ 47‬بعد أن نقل تأويل الترمذي السابق‬
‫ونقله الترمذي عمن تقدمه من أهل العلم ‪،‬‬
‫يقول ابن تيمية ‪ :‬وكذلك تأويله بالعلم‬
‫تأويل ظاهر الفساد ‪ ،‬من جنس تأويلت‬
‫الجـهـمـيـة ( اهـ ونقله عنه تلميذه ابن قيم‬
‫الجوزية كما في مختصر الصواعق ‪ .‬قال ابن حجر‬
‫شد ِفي "‬ ‫ل أ َُبو ال ْوَِليد ْبن ُر ْ‬ ‫في فتح الباري ‪َ :‬قا َ‬
‫هم‬ ‫سِبق إ َِلى وَ ْ‬ ‫ماِلك ل ِئ َّل ي َ ْ‬ ‫ما ن ََهى َ‬ ‫شْرح ال ْعُت ْب ِّية " إ ِن ّ َ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫حَرك َت ِهِ ك َ َ‬
‫ما‬ ‫حّرك الّله ب ِ َ‬ ‫ك ي َت َ َ‬‫حّر َ‬ ‫ن ال ْعَْرش إ َِذا ت َ َ‬ ‫هل أ ّ‬ ‫جا ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫س ال ْعَْرش‬ ‫سّيه ‪ ,‬وَل َي ْ َ‬ ‫مّنا ع ََلى ك ُْر ِ‬ ‫س ِ‬ ‫جال ِ ِ‬ ‫ي ََقع ل ِل ْ َ‬
‫شاب ََهة‬ ‫م َ‬ ‫ن ُ‬ ‫ك الّله وَت َن َّزهَ عَ ْ‬ ‫ست ِْقَرار الّله ‪ ,‬ت ََباَر َ‬ ‫ضِع ا ِ ْ‬ ‫مو َ‬ ‫بِ ُ‬
‫َ‬
‫ما ن ََهى‬ ‫كا َ‬ ‫مال ِ ً‬‫ن َ‬‫ذي ي َظ َْهر أ ّ‬ ‫صا ‪ .‬وَا َل ّ ِ‬ ‫خ ً‬ ‫مل َ ّ‬‫خْلقه ‪ .‬ا ِن ْت ََهى ُ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫سن َد َ ِفي "‬ ‫ما أ ْ‬ ‫ذا ل َ َ‬ ‫ن هَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ي ِ‬ ‫ش َ‬ ‫خ ِ‬ ‫ذا ‪ ,‬إ ِذ ْ ل َوْ َ‬ ‫ه ل ِهَ َ‬ ‫عَن ْ ُ‬
‫َ‬
‫ه‬
‫ماء الد ّن َْيا " ِلن ّ ُ‬ ‫س َ‬‫زل الّله إ َِلى َ‬ ‫ديث " ي َن ْ ِ‬ ‫ح ِ‬‫طأ " َ‬ ‫موَ ّ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫أَ‬
‫ك‬‫معَ ذ َل ِ َ‬ ‫ن ا ِهْت َِزاز ال ْعَْرش ‪ ,‬وَ َ‬ ‫ْ‬ ‫م‬
‫ِ‬ ‫كة‬ ‫َ‬ ‫ر‬
‫َ‬ ‫ح‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫في‬ ‫ِ‬ ‫رح‬ ‫َ‬ ‫ص‬
‫ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫خلف أ ّ‬ ‫ن ال َ‬ ‫م ْ‬ ‫سّنة ِ‬ ‫ماء ال ّ‬ ‫مة وَع ُل َ‬ ‫سلف الئ ِ ّ‬ ‫معْت ََقد َ‬ ‫فَ ُ‬
‫مث ْل ِ ِ‬
‫ه‬ ‫س كَ ِ‬ ‫حُلول ل َي ْ َ‬ ‫ول َوال ْ ُ‬ ‫ح ّ‬
‫كة َوالت ّ َ‬ ‫حَر َ‬
‫شيء ‪ ,‬ويحتمل ال َْفرق بأ َ‬
‫ن ال ْ َ‬ ‫ْ‬ ‫من َّزه عَ‬ ‫الّله ُ‬
‫عْنده‬ ‫ت ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ب‬‫َ‬ ‫ث‬ ‫ما‬ ‫َ‬ ‫عد‬ ‫ْ‬ ‫س‬
‫َ‬ ‫ديث‬ ‫ِ‬ ‫ح‬‫َ‬ ‫ن‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ََ ْ َ ِ‬ ‫ََ ْ‬
‫ديث الن ُّزول‬ ‫ح ِ‬‫ف َ‬ ‫خَل ِ‬ ‫دث ب ِهِ ب ِ ِ‬ ‫ح ّ‬‫ن الت ّ َ‬ ‫ف عَ ْ‬ ‫مَر ِبال ْك َ ّ‬ ‫فَأ َ‬
‫مره إ َِلى فَْهم ُأوِلي ال ْعِْلم‬ ‫لأ ْ‬
‫فَإنه َثابت فَرواه ووك ّ َ َ‬
‫َ َ ُ َ َ‬ ‫ِّ ُ ِ‬
‫وى عََلى ال ْعَْرش ‪,‬‬ ‫ست َ َ‬ ‫ن ِفي ال ُْقْرآن ا ِ ْ‬ ‫مُعو َ‬ ‫س َ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫ال ّ ِ‬
‫سعْد ِ ْبن‬ ‫ديث ا ِهْت َِزاز ال ْعَْرش ل ِ َ‬ ‫ح ِ‬
‫جاَء َ‬ ‫ك ‪ .‬وَقَد ْ َ‬ ‫حو ذ َل ِ َ‬ ‫وَن َ ْ‬
‫َ َ‬
‫ت ِفي‬ ‫حاَبة أوْ أك َْثر وَث َب َ َ‬ ‫ص َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫م ْ‬ ‫شَرة ِ‬ ‫ن عَ َ‬ ‫مَعاذ ع َ ْ‬ ‫ُ‬
‫ه ‪ .‬انتهى ‪.‬‬ ‫كارِ ِ‬ ‫معَْنى ِل ِن ْ َ‬ ‫ن ‪ ,‬فََل َ‬ ‫حي ْ ِ‬ ‫حي َ‬ ‫ص ِ‬ ‫ال ّ‬

‫اااا ااا ااااا اا اااا ااااا‬


‫ااااااا قال أبو عبد الله الرازي الحجة الثامنة‬
‫عشرة الحديث المشهور وهو ما روي أن عمران‬
‫أبن الحصين قال يا رسول الله أخبرنا عن أول هذا‬
‫المر فقال كان الله ولم يكن معه شيء وقد دللنا‬
‫مرارا كثيرة على أنه تعالى لو كان مختصا بالحيز‬
‫والجهة لكان ذلك الحيز شيئا موجودا معه وذلك‬
‫على نقيض هذا النص قال الشيخ رحمه الله الوجه‬
‫الثالث أنه قال كان الله ولم يكن شيئا قبله وقد‬
‫روي معه وروي غيره واللفاظ الثلثة في البخاري‬
‫والمجلس كان واحدا وسؤالهم وجوابه كان في ذلك‬
‫المجلس وعمران الذي روى الحديث لم يقم منه‬
‫حين أنقضى المجلس بل قام لما أخبر بذهاب‬
‫راحلته قبل فراغ المجلس وهو المخبر بلفظ‬
‫الرسول فدل على أنه إنما قال أحد اللفاظ‬
‫والخران رويا بالمعنى وحينئذ فالذي ثبت عنه لفظ‬
‫القبل فإنه قد ثبت في صحيح مسلم عن أبي هريرة‬
‫عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه كان يقول في‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫دعائه أنت الول فليس قبلك شيء وأنت الخر‬
‫فليس بعدك شيء وأنت الظاهر فليس فوقك شيء‬
‫وأنت الباطن فليس دونك شيء وهذا موافق‬
‫ومفسر لقوله تعالى هو الول والخر والظاهر‬
‫والباطن وإذا ثبت في هذا الحديث لفظ القبل فقد‬
‫ثبت أن الرسول صلى الله عليه و سلم قاله‬
‫واللفظان الخران لم يثبت واحد منهما أبدا وكان‬
‫أكثر أهل الحديث إنما يروونه بلفظ القبل كان الله‬
‫ول شيء قبله مثل الحميدي والبغوي وابن الثير‬
‫وغيرهم وإذا كان إنما قال كان الله ولم يكن شيء‬
‫قبله لم يكن في هذا اللفظ تعرض لبتداء الحوادث‬
‫ول لول مخلوق مطلقا بل ول فيه الخبار بخلق‬
‫العرش والماء وإن كان ذلك كله مخلوقا كما أخبر‬
‫به في مواضع أخر لكن في جواب أهل اليمن إنما‬
‫كان مقصوده إخباره إياهم عن بدء خلق السموات‬
‫والرض وما بينهما وهي المخلوقات التي خلقت في‬
‫ستة أيام ل بابتداء ما خلقه الله قبل ذلك ) قلت في‬
‫َ‬ ‫ل أَ ْ‬ ‫ن َقا َ‬
‫مَزةَ‬ ‫ح ْ‬ ‫خب ََرَنا أُبو َ‬ ‫دا ُ‬ ‫حد ّث ََنا ع َب ْ َ‬ ‫صحيح البخاري َ‬
‫ن‬
‫وا َ‬ ‫ن َ‬ ‫ع َن اْل َ‬
‫صْف َ‬ ‫ن َ‬ ‫داد ٍ عَ ْ‬ ‫ش ّ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ْ‬ ‫ب‬ ‫ع‬ ‫م‬
‫ِ‬ ‫جا‬ ‫َ‬ ‫ن‬‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ع‬ ‫ش‬
‫ِ‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ع‬ ‫ْ‬
‫عن ْد َ‬ ‫ل إ ِّني ِ‬ ‫ن َقا َ‬ ‫صي ْ ٍ‬ ‫ح َ‬ ‫ن ُ‬ ‫ن بْ ِ‬ ‫مَرا َ‬ ‫ع ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫حرِزٍ ع َ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ُ‬ ‫بْ ِ‬
‫ن ب َِني‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫جاَءهُ قَوْ ٌ‬ ‫م إ ِذ ْ َ‬ ‫سل ّ َ‬ ‫ه ع َل َي ْهِ وَ َ‬ ‫صّلى الل ّ ُ‬ ‫ي َ‬ ‫الن ّب ِ ّ‬
‫ميم ٍ َقاُلوا‬ ‫شَرى َيا ب َِني ت َ ِ‬ ‫ل اقْب َُلوا ال ْب ُ ْ‬ ‫ميم ٍ فََقا َ‬ ‫تَ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن فََقا َ‬
‫ل‬ ‫م ِ‬‫ل ال ْي َ َ‬ ‫ن أهْ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫س ِ‬ ‫ل َنا ٌ‬ ‫خ َ‬ ‫شْرت ََنا فَأع ْط َِنا فَد َ َ‬ ‫بَ ّ‬
‫م‬ ‫مي‬ ‫ت‬ ‫نو‬ ‫ب‬ ‫ها‬ ‫م ي َْقب َل ْ‬ ‫من إ ِذ ْ ل َ‬ ‫ي‬ ‫ل ال ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ه‬ ‫شرى يا أ َ‬ ‫اقْب َُلوا ال ْب ُ ْ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫ك عَ ْ‬ ‫سأ َل َ َ‬ ‫ن وَل ِن َ ْ‬ ‫دي ِ‬ ‫ه ِفي ال ّ‬ ‫ك ل ِن َت ََفّق َ‬ ‫جئ َْنا َ‬ ‫َقاُلوا قَب ِل َْنا ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫يٌء‬‫ش ْ‬ ‫ن َ‬ ‫م ي َك ُ ْ‬ ‫ه وَل َ ْ‬ ‫ن الل ّ ُ‬ ‫كا َ‬ ‫ل َ‬ ‫ن َقا َ‬ ‫كا َ‬ ‫ما َ‬ ‫مرِ َ‬ ‫ذا اْل ْ‬ ‫ل هَ َ‬ ‫أوّ ِ‬
‫ت‬ ‫وا ِ‬ ‫م َ‬‫س َ‬ ‫خل َقَ ال ّ‬ ‫م َ‬ ‫ماِء ث ُ ّ‬ ‫ه عََلى ال ْ َ‬ ‫ش ُ‬ ‫ن عَْر ُ‬ ‫كا َ‬ ‫ه وَ َ‬ ‫قَب ْل َ ُ‬
‫شيٍء ث ُ َ‬ ‫َ‬
‫ج ٌ‬
‫ل‬ ‫م أَتاِني َر ُ‬ ‫ّ‬ ‫ل َ ْ‬ ‫ب ِفي الذ ّك ْرِ ك ُ ّ‬ ‫ض وَك َت َ َ‬ ‫َواْلْر َ‬
‫ت‬ ‫ت َفان ْط َل َْق ُ‬ ‫ك فََقد ْ ذ َهَب َ ْ‬ ‫ك َناقَت َ َ‬ ‫ن أ َد ْرِ ْ‬ ‫مَرا ُ‬ ‫ع ْ‬ ‫ل َيا ِ‬ ‫فََقا َ‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫َ‬
‫ت‬ ‫م الل ّهِ ل َوَدِد ْ ُ‬ ‫ب ي َن َْقط ِعُ ُدون ََها َواي ْ ُ‬ ‫سَرا ُ‬ ‫أط ْل ُب َُها فَإ َِذا ال ّ‬
‫أ َنها قَد ذ َهَبت ول َ َ‬
‫م قال ابن حجر في الفتح‬ ‫م أق ُ ْ‬ ‫َ ْ َ ْ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬
‫سألك‬ ‫َ‬ ‫ف ّ‬ ‫جئ َْناك ل ِن َت َ َ‬ ‫َ‬
‫ول ِن َ ْ‬ ‫دين َ‬ ‫في ال ّ‬ ‫قه ِ‬ ‫وله ( ِ‬ ‫ق ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫م‬
‫ن ( هَذِهِ الّرَواَية أت َ ّ‬ ‫كا َ‬ ‫ما َ‬ ‫مر َ‬ ‫ذا اْل ْ‬ ‫ه َ‬ ‫ول َ‬ ‫نأ ّ‬ ‫ع ْ‬ ‫َ‬
‫ك ك ُّله‬ ‫ف ذ َل ِ َ‬ ‫حذ َ َ‬ ‫صّنف ‪ ,‬وَ َ‬ ‫م َ‬ ‫عْند ال ْ ُ‬ ‫واقَِعة ِ‬ ‫الّرَواَيات ال ْ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫مَعاوَِية‬ ‫ِفي ب َْعضَها أوْ ب َْعضه ‪ ,‬وَوَقَعَ ِفي رَِواَية أِبي ُ‬
‫ي " َقاُلوا ‪ :‬قَد ْ ب َ ّ‬ ‫َ‬
‫شْرتَنا‬ ‫عيل ِ ّ‬ ‫ما ِ‬ ‫س َ‬ ‫عْند اْل ِ ْ‬ ‫مش ِ‬ ‫ن اْلعْ َ‬ ‫عَ َ ْ‬
‫كان " ول َ َ‬ ‫َ‬ ‫ن أ َّول هَ َ‬
‫رف‬ ‫م أع ْ ِ‬ ‫َ ْ‬ ‫مر ك َْيف َ َ‬ ‫ذا اْل ْ‬ ‫خب ِْرَنا ع َ ْ‬ ‫فَأ ْ‬
‫مرِ ِفي‬ ‫َ‬
‫مَراد ِباْل ْ‬ ‫من ‪َ ,‬وال ْ ُ‬ ‫هل ال ْي َ َ‬ ‫ن أَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ك ِ‬ ‫سم َقاِئل ذ َل ِ َ‬ ‫اِ ْ‬
‫خْلق ‪.‬‬ ‫دء ال ْ َ‬ ‫َ‬
‫م ب ََيانه ِفي ب َ ْ‬ ‫مر " ت ََقد ّ َ‬ ‫ذا اْل ْ‬ ‫م " هَ َ‬ ‫وله ْ‬ ‫قَ ْ‬
‫م‬
‫قْبله ( ت ََقد ّ َ‬ ‫يء َ‬ ‫ش ْ‬ ‫ن َ‬ ‫م ي َك ُ ْ‬ ‫ول َ ْ‬ ‫ن الّله َ‬ ‫كا َ‬ ‫وله ( َ‬ ‫ق ْ‬ ‫َ‬
‫يء غَْيره " وَِفي‬ ‫ش ْ‬ ‫ن َ‬ ‫م ي َك ُ ْ‬ ‫ظ " وَل َ ْ‬ ‫خْلق ب ِل َْف ِ‬ ‫دء ال ْ َ‬ ‫ِفي ب َ ْ‬
‫و‬ ‫ل َ‬ ‫ن الّله قَْبل ك ُ ّ‬ ‫مَعاوَِية " َ‬ ‫َ‬
‫يء " وَهُ َ‬ ‫ش ْ‬ ‫كا َ‬ ‫رَِواَية أِبي ُ‬
‫صْرح ِفي‬ ‫َ‬ ‫ن الّله وََل َ‬ ‫معَْنى " َ‬
‫يأ َ‬ ‫ه " وَهِ َ‬ ‫معَ ُ‬ ‫يء َ‬ ‫ش ْ‬ ‫كا َ‬ ‫بِ َ‬
‫َ‬ ‫الرد عََلى م َ‬
‫ن رَِواَية‬ ‫م ْ‬ ‫واِدث َل أّول ل ََها ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ت َ‬ ‫ن أث ْب َ َ‬ ‫َ ْ‬ ‫ّ ّ‬
‫ن‬
‫سوَبة ِلب ْ ِ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ساِئل ال ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫شَنع ال ْ َ‬ ‫ست َ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ي ِ‬ ‫ال َْباب ‪ ,‬وَهِ َ‬
‫جح‬ ‫ديث ي َُر ّ‬ ‫ح ِ‬ ‫ذا ال ْ َ‬ ‫ه عََلى هَ َ‬ ‫ة ‪ ,‬وَوَقَْفت ِفي ك ََلم ل َ ُ‬ ‫مي َ َ‬ ‫ت َي ْ ِ‬
‫ن‬ ‫َ‬ ‫ذا ال َْباب ع ََلى غَْير َ‬ ‫الّرَواَية ال ِّتي ِفي هَ َ‬
‫معَ أ ّ‬ ‫ها ‪َ ,‬‬
‫مل هَذ ِهِ عََلى‬ ‫ح ْ‬ ‫ضي َ‬ ‫ن ت َْقت َ ِ‬ ‫مع ب َْين الّرَواي َت َي ْ ِ‬ ‫ج ْ‬ ‫ضّية ال ْ َ‬ ‫قَ ِ‬
‫دم عََلى‬ ‫مع ي َُق ّ‬ ‫ج ْ‬ ‫كس ‪َ ,‬وال ْ َ‬ ‫خْلق َل ال ْعَ ْ‬ ‫دء ال ْ َ‬ ‫ال ِّتي ِفي ب َ ْ‬
‫م ي َك ُ ْ‬
‫ن‬ ‫وله وَل َ ْ‬ ‫ي ‪ :‬قَ ْ‬ ‫طيب ِ ّ‬ ‫ل ال ّ‬ ‫ق ‪َ ,‬قا َ‬ ‫جيح ِباِلت َّفا ِ‬ ‫الت ّْر ِ‬
‫خَبر ‪,‬‬ ‫ي َ‬ ‫كوفِ ّ‬ ‫هب ال ْ ُ‬ ‫مذ ْ َ‬ ‫حال ‪ ,‬وَِفي ال ْ َ‬ ‫يء قَْبله ‪َ .‬‬ ‫ش ْ‬ ‫َ‬
‫دا ‪ ,‬وَقَد ْ‬ ‫من َْفرِ ً‬ ‫ن الّله ُ‬ ‫كا َ‬ ‫دير َ‬ ‫عدهُ إ ِذ ْ الت ّْق ِ‬ ‫سا ِ‬ ‫معَْنى ي ُ َ‬ ‫َوال ْ َ‬
‫حو‬ ‫واتَها ن َ ْ‬ ‫خ َ‬ ‫ن وَأ َ َ‬ ‫كا َ‬ ‫خَبر َ‬ ‫واو ِفي َ‬ ‫خول ال ْ َ‬ ‫خَفش د ُ ُ‬ ‫جوَّز اْل َ ْ‬ ‫َ‬
‫مَلة َ‬ ‫َ‬
‫ع‬
‫م َ‬ ‫خب ًَرا َ‬ ‫ج ْ‬ ‫جْعل ال ْ ُ‬ ‫ن َزْيد وَأُبوهُ َقاِئم ‪ ,‬ع ََلى َ‬ ‫كا َ‬ ‫‪َ :‬‬
‫ي إ َِلى‬ ‫شت ِ ّ‬ ‫ل الّتوْرب َ ْ‬ ‫ما َ‬ ‫ل ‪ ,‬وَ َ‬ ‫حا ِ‬ ‫خب َرِ ِبال ْ َ‬ ‫شِبيًها ل ِل ْ َ‬ ‫واو ت َ ْ‬ ‫ال ْ َ‬
‫َ‬
‫دء‬ ‫ريره ِفي ب َ ْ‬ ‫م ت َْق ِ‬ ‫ن ‪ ,‬وَقَد ْ ت ََقد ّ َ‬ ‫قل َّتا ِ‬ ‫ست َ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ُ‬ ‫مل ََتا ِ‬ ‫ج ْ‬ ‫ما ُ‬ ‫أن ّهُ َ‬
‫ن‬‫ضعَي ْ ِ‬ ‫موْ ِ‬ ‫ن " ِفي ال ْ َ‬ ‫كا َ‬ ‫ظة " َ‬ ‫ي ل َْف َ‬ ‫طيب ِ ّ‬ ‫ل ال ّ‬ ‫خْلق ‪ ,‬وََقا َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫دم‬ ‫ل اْل ََزل ِّية َوال ِْق َ‬ ‫مَراد ِباْلوّ ِ‬
‫َ‬
‫خولَها ‪َ ,‬فال ْ ُ‬ ‫مد ْ ُ‬ ‫حال َ‬ ‫سب َ‬ ‫ح َ‬ ‫بِ َ‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫صل‬ ‫حا ِ‬ ‫ل ‪َ :‬فال ْ َ‬ ‫م َقا َ‬ ‫دم ‪ ,‬ث ُ ّ‬ ‫دوث ب َْعد ال ْعَ َ‬ ‫ح ُ‬ ‫‪ ,‬وَِبالّثاِني ال ْ ُ‬
‫ماء ( عََلى‬ ‫َ‬
‫ن ع َْرشه عََلى ال ْ َ‬ ‫كا َ‬ ‫وله ) وَ َ‬ ‫طف قَ ْ‬ ‫ن عَ ْ‬ ‫أ ّ‬
‫صول‬ ‫ح ُ‬ ‫ن ُ‬ ‫خَبار عَ ْ‬ ‫ن َباب اْل ِ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ن الّله " ِ‬ ‫كا َ‬ ‫وله " َ‬ ‫قَ ْ‬
‫هن‬ ‫ويض الت ّْرِتيب إ َِلى الذ ّ ْ‬ ‫جود وَت َْف ِ‬ ‫ن ِفي ال ْوُ ُ‬ ‫ملت َي ْ ِ‬
‫ج ْ َ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫وله‬ ‫ق ْ‬ ‫ي َ‬ ‫مان ِ ّ‬ ‫ل ال ْك َْر َ‬ ‫م ‪ ,‬وََقا َ‬ ‫من ْزِل َةِ ث ُ ّ‬ ‫َقاُلوا ‪ :‬وَِفيهِ ب ِ َ‬
‫طوف ع ََلى‬ ‫معْ ُ‬ ‫َ‬ ‫ماء (‬ ‫عَلى ال ْ َ‬ ‫عْرشه َ‬ ‫ن َ‬ ‫كا َ‬ ‫و َ‬ ‫) َ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫معِّية إ ِذ ْ الّلِزم ِ‬ ‫ه ال ْ َ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ن الّله وََل ي َل َْزم ِ‬ ‫كا َ‬ ‫وله َ‬ ‫قَ ْ‬
‫َ‬
‫ن‬‫كا َ‬ ‫ن َ‬ ‫صل الث ُّبوت وَإ ِ ْ‬ ‫ماع ِفي أ ْ‬ ‫جت ِ َ‬ ‫واو ال َْعاط َِفة اِل ْ‬ ‫َ‬ ‫ال ْ‬
‫ْ‬ ‫هَُنا َ‬
‫يء‬ ‫ش ْ‬ ‫جاَء َ‬ ‫م َ‬ ‫ن ثَ ّ‬ ‫م ْ‬ ‫ل غ َْيره وَ ِ‬ ‫خير ‪َ ,‬قا َ‬ ‫ديم وَت َأ ِ‬ ‫ك ت َْق ِ‬
‫يء غَْيره "‬ ‫ش ْ‬ ‫ن َ‬ ‫م ي َك ُ ْ‬ ‫وله " وَل َ ْ‬ ‫جاَء قَ ْ‬ ‫م َ‬ ‫ن ثَ ّ‬ ‫م ْ‬ ‫غ َْيره وَ ِ‬
‫ما‬ ‫عَباَرة عَ ّ‬ ‫ن ِ‬ ‫كا َ‬ ‫ل الّراِغب َ‬ ‫معِّية َقا َ‬ ‫هم ال ْ َ‬ ‫ي ت َوَ ّ‬ ‫ل ِن َْف ِ‬
‫صف الّله‬ ‫ن وَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫مان ; ل َك ِن َّها ِفي ك َِثير ِ‬ ‫ن الّز َ‬ ‫م ْ‬ ‫ضى ِ‬ ‫م َ‬ ‫َ‬
‫معَْنى اْلَزل ِّية ك ََقوْل ِهِ ت ََعاَلى ) وَ َ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫كا َ‬ ‫ن َ‬ ‫ت ََعاَلى ت ُن ِْبئ ع َ ْ‬
‫ه ِفي‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ل ِ‬ ‫م َ‬ ‫ست ُعْ ِ‬ ‫ما ا ُ ْ‬ ‫ل وَ َ‬ ‫ما ( َقا َ‬ ‫يء ع َِلي ً‬ ‫ش ْ‬ ‫ل َ‬ ‫الّله ب ِك ُ ّ‬
‫ه‬
‫جود ِفي ِ‬ ‫موْ ُ‬ ‫ه هُوَ َ‬ ‫ف لَ ُ‬ ‫ص ٍ‬ ‫مت َعَل ًّقا ب ِوَ ْ‬ ‫يء ُ‬ ‫ش ْ‬ ‫صف َ‬ ‫وَ ْ‬
‫ه أ َوْ قَِليل‬ ‫صف َلِزم ل َ ُ‬ ‫ك ال ْوَ ْ‬ ‫ن ذ َل ِ َ‬ ‫َ‬
‫فَِللت ّن ِْبيهِ ع ََلى أ ّ‬
‫طان ل َِرب ّهِ‬ ‫شي ْ َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫كا َ‬ ‫ه ‪ ,‬ك ََقوْل ِهِ ت ََعاَلى ) وَ َ‬ ‫كاك عَن ْ ُ‬ ‫ف َ‬ ‫اِلن ْ ِ‬
‫م َ‬
‫ل‬ ‫ست ُعْ ِ‬ ‫سان ك َُفوًرا ( وَإ َِذا ا ُ ْ‬ ‫ن اْل ِن ْ َ‬ ‫كا َ‬ ‫وله ) وَ َ‬ ‫ك َُفوًرا ( وَقَ ْ‬
‫مل عََلى‬ ‫َ‬
‫ست َعْ َ‬ ‫م ْ‬ ‫كون ال ْ ُ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫جاَز أ ْ‬ ‫ضي َ‬ ‫ما ِ‬ ‫من ال ْ َ‬ ‫ِفي الّز َ‬
‫ن فَُلن ك َ َ‬ ‫حو ‪َ :‬‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫َ‬
‫ذا‬ ‫كا َ‬ ‫كون قَد ْ ت َغَي َّر ‪ ,‬ن َ ْ‬ ‫جاَز أ ْ‬ ‫حاله ‪ ,‬وَ َ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫حاِدث ; ِل ّ‬ ‫ن ال َْعاَلم َ‬ ‫ل ب ِهِ ع ََلى أ ّ‬ ‫ست ُد ِ ّ‬ ‫ذا ‪َ ,‬وا ْ‬ ‫صاَر ك َ َ‬ ‫م َ‬ ‫ثُ ّ‬
‫ك فَإ ِ ّ‬
‫ن‬ ‫هر ِفي ذ َل ِ َ‬ ‫ظا ِ‬ ‫يء غ َْيره " َ‬ ‫ش ْ‬ ‫ن َ‬ ‫م ي َك ُ ْ‬ ‫وله " وَل َ ْ‬ ‫قَ ْ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫شيء سوى الّله وجد بعد أ َ‬ ‫كُ ّ‬
‫جوًدا ‪.‬‬ ‫موْ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫ْ‬ ‫ك‬ ‫َ‬ ‫ي‬ ‫م‬
‫ْ‬ ‫ل‬ ‫ن‬
‫ْ‬ ‫ُ ِ َ َْ‬ ‫ِ َ‬ ‫ل َ ْ‬
‫ن‬‫ص بْ ِ‬ ‫حْف ِ‬ ‫ن َ‬ ‫مُر ب ْ ُ‬ ‫حد ّث ََنا عُ َ‬ ‫وفي صحيح البخاري َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬‫معُ ب ْ ُ‬ ‫جا ِ‬ ‫حد ّث ََنا َ‬ ‫ش َ‬ ‫م ُ‬ ‫حد ّث ََنا اْلع ْ َ‬ ‫حد ّث ََنا أِبي َ‬ ‫ث َ‬ ‫ِغَيا ٍ‬
‫َ‬
‫ن‬
‫مَرا َ‬ ‫ع ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫ه عَ ْ‬ ‫حد ّث َ ُ‬ ‫ه َ‬ ‫حرِزٍ أن ّ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ُ‬ ‫ن بْ ِ‬ ‫وا َ‬ ‫صْف َ‬ ‫ن َ‬ ‫دادٍ ع َ ْ‬ ‫ش ّ‬ ‫َ‬
‫ما َقا َ‬
‫ل‬ ‫ه ع َن ْهُ َ‬ ‫ي الل ّ ُ‬ ‫ض َ‬ ‫ن َر ِ‬ ‫صي ْ ٍ‬ ‫ح َ‬ ‫ن ُ‬ ‫بْ ِ‬
‫ت‬ ‫م وَعََقل ْ ُ‬ ‫سل ّ َ‬ ‫ه ع َل َي ْهِ وَ َ‬ ‫صّلى الل ّ ُ‬ ‫ي َ‬ ‫ت عََلى الن ّب ِ َ ّ‬ ‫خل ْ ُ‬ ‫دَ َ‬
‫ل اقْب َُلوا‬ ‫ميم ٍ فََقا َ‬ ‫ن ب َِني ت َ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫س ِ‬ ‫ب فَأَتاهُ َنا ٌ‬ ‫َناقَِتي ِبال َْبا ِ‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫شْرت ََنا فَأ َعْط َِنا‬ ‫ميم ٍ َقاُلوا قَد ْ ب َ ّ‬ ‫شَرى َيا ب َِني ت َ ِ‬ ‫ال ْب ُ ْ‬
‫ن فََقا َ‬ ‫ل ال ْ‬ ‫ل ع َل َيه ناس من أ َ‬ ‫خ َ‬
‫ل‬ ‫ِ‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ي‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ه‬ ‫ْ ِ َ ٌ ِ ْ‬ ‫م دَ َ‬ ‫ن ثُ ّ‬ ‫ِ‬ ‫مّرت َي ْ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫ميم ٍ‬ ‫م ي َْقب َل َْها ب َُنو ت َ ِ‬ ‫ن إ ِذ ْ ل َ ْ‬ ‫ِ‬ ‫م‬‫ل ال ْي َ َ‬ ‫شَرى َيا أهْ َ‬ ‫اقْب َُلوا ال ْب ُ ْ‬
‫ُ‬ ‫ك نسأ َ‬
‫ن‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ع‬ ‫ك‬‫َ‬ ‫ل‬ ‫جئ َْنا َ َ ْ‬ ‫ل الل ّهِ َقاُلوا ِ‬ ‫سو َ‬ ‫َقاُلوا قَد ْ قَب ِل َْنا َيا َر ُ‬
‫َ‬
‫ن‬
‫كا َ‬ ‫يٌء غَي ُْرهُ وَ َ‬ ‫ش ْ‬ ‫ن َ‬ ‫م ي َك ُ ْ‬ ‫ه وَل َ ْ‬ ‫ن الل ّ ُ‬ ‫كا َ‬ ‫ل َ‬ ‫مرِ َقا َ‬ ‫ذا اْل ْ‬ ‫هَ َ‬
‫خل َ َ‬
‫ق‬ ‫يٍء وَ َ‬ ‫ش ْ‬ ‫ل َ‬ ‫ب ِفي الذ ّك ْرِ ك ُ ّ‬ ‫ماِء وَك َت َ َ‬ ‫ه ع ََلى ال ْ َ‬ ‫ش ُ‬ ‫عَْر ُ‬
‫َ‬
‫ن‬‫ك َيا اب ْ َ‬ ‫ت َناقَت ُ َ‬ ‫مَناد ٍ ذ َهَب َ ْ‬ ‫ض فََناَدى ُ‬ ‫ت َواْلْر َ‬ ‫وا ِ‬ ‫م َ‬ ‫س َ‬ ‫ال ّ‬
‫ب‬ ‫سَرا ُ‬ ‫ي ي َْقط َعُ ُدون ََها ال ّ‬ ‫ت فَإ َِذا ه ِ َ‬ ‫ن َفان ْط َل َْق ُ‬ ‫ِ‬ ‫صي ْ‬ ‫ح َ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫َ‬
‫ن‬‫سى عَ ْ‬ ‫عي َ‬ ‫ت ت ََرك ْت َُها وََرَوى ِ‬ ‫ت أّني ك ُن ْ ُ‬ ‫والل ّهِ ل َوَدِد ْ ُ‬ ‫فَ َ‬
‫َ‬
‫ب‬ ‫شَها ٍ‬ ‫ن ِ‬ ‫ق بْ ِ‬ ‫طارِ ِ‬ ‫ن‬
‫سل ِم ٍ عَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ُ‬ ‫س بْ ِ‬ ‫ن قَي ْ ِ‬ ‫ة عَ ْ‬ ‫َرقَب َ َ‬
‫م ِفيَنا‬ ‫ل َقا َ‬ ‫ه ي َُقو ُ‬ ‫ه ع َن ْ ُ‬ ‫ي الل ّ ُ‬ ‫َ‬ ‫ض‬‫مَر َر ِ‬ ‫ت عُ َ‬ ‫معْ ُ‬ ‫س ِ‬ ‫ل َ‬ ‫َقا َ‬
‫ن ب َد ِْء‬ ‫ع‬ ‫نا‬ ‫ر‬ ‫ب‬ ‫خ‬ ‫النبي صّلى الل ّه عل َيه وسل ّم مَقاما فَأ َ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ َ ْ ِ َ َ َ َ ً‬ ‫َ‬ ‫ِّ ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ل الّناِر‬ ‫م وَأهْ ُ‬ ‫مَنازِل َهُ ْ‬ ‫جن ّةِ َ‬ ‫ل ال ْ َ‬ ‫ل أهْ ُ‬ ‫خ َ‬ ‫حّتى د َ َ‬ ‫ق َ‬ ‫خل ِ‬
‫ال ْ َ ْ‬
‫ه قال‬ ‫سي َ ُ‬ ‫ن نَ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ه َ‬ ‫سي َ ُ‬ ‫ه وَن َ ِ‬ ‫حِفظ َ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ك َ‬ ‫ظ ذ َل ِ َ‬ ‫ف َ‬ ‫ح ِ‬ ‫م َ‬ ‫مَنازِل َهُ ْ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ضر‬ ‫حا ِ‬ ‫مر ( أيْ ال ْ َ‬ ‫ذا اْل ْ‬ ‫ه َ‬ ‫ن َ‬ ‫ع ْ‬ ‫ه‪َ ):‬‬ ‫ول ُ ُ‬ ‫ق ْ‬ ‫ابن حجر َ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫ه‬
‫مور وَي َُراد ب ِ ِ‬ ‫مأ ُ‬ ‫مر ي ُط َْلق وَي َُراد ب ِهِ ال ْ َ‬ ‫جود ‪َ ,‬واْل ْ‬ ‫موْ ُ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ث ع ََلى ال ِْفْعل غَْير ذ َل ِ َ‬ ‫ال ّ ْ‬
‫ك‪.‬‬ ‫ح ّ‬ ‫كم َوال ْ َ‬ ‫ح ْ‬ ‫شأن َوال ْ ُ‬
‫غْيره ( ِفي‬ ‫يء َ‬ ‫ش ْ‬ ‫ن َ‬ ‫م ي َك ُ ْ‬ ‫ول َ ْ‬ ‫ن الّله َ‬ ‫كا َ‬ ‫ه‪َ ):‬‬ ‫ول ُ ُ‬ ‫ق ْ‬ ‫َ‬
‫ه"‬ ‫يٌء قَب ْل َ ُ‬ ‫ش ْ‬ ‫ن َ‬ ‫م ي َك ُ ْ‬ ‫حيد " وَل َ ْ‬ ‫الّرَواَية اْلت َِية ِفي الت ّوْ ِ‬
‫ه"‬ ‫معَ ُ‬ ‫يٌء َ‬ ‫ش ْ‬ ‫ن َ‬ ‫م ي َك ُ ْ‬ ‫خارِيّ " وَل َ ْ‬ ‫وَِفي رَِواَية غ َْير ال ْب ُ َ‬
‫حدة َفاقْتضى ذ َل ِ َ َ‬
‫ت‬‫ن الّرَواَية وَقَعَ ْ‬ ‫كأ ّ‬ ‫َ َ‬ ‫مت ّ ِ َ‬ ‫صة ُ‬ ‫َوال ِْق ّ‬
‫صّلى الّله‬ ‫وله َ‬ ‫ن قَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ها ِ‬ ‫خذ َ َ‬ ‫ل َراِويَها أ َ َ‬ ‫معَْنى ‪ ,‬وَل َعَ ّ‬ ‫ِبال ْ َ‬
‫م‬‫ما ت ََقد ّ َ‬ ‫صَلة الل ّْيل ‪ -‬ك َ َ‬ ‫عائ ِهِ ِفي َ‬ ‫م ِفي د ُ َ‬ ‫سل ّ َ‬ ‫عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫س قَب َْلك‬ ‫ت اْل َوّ ُ‬ ‫َ‬
‫ل فَل َي ْ َ‬ ‫ديث ا ِْبن عَّباس ‪ " -‬أن ْ َ‬ ‫ح ِ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫َ‬
‫ه‬
‫دم ‪ ,‬وَِفي ِ‬ ‫صَرح ِفي ال ْعَ َ‬ ‫ة ال َْباب أ ْ‬ ‫ن رَِواي َ َ‬ ‫يٌء " ل َك ِ ّ‬ ‫ش ْ‬ ‫َ‬
‫ماء وََل‬ ‫َ‬
‫يء غ َْيره َل ال ْ َ‬ ‫ش ْ‬ ‫ن َ‬ ‫م ي َك ُ ْ‬ ‫ه لَ ْ‬ ‫د ََلَلة عََلى أن ّ ُ‬
‫ك غَْير الّله ت ََعاَلى "‬ ‫ل ذ َل ِ َ‬ ‫ن كُ ّ‬ ‫ما ‪ِ ,‬ل َ ّ‬ ‫ال ْعَْرش وََل غَْيره َ‬
‫َ‬
‫ه‬
‫معَْناهُ أن ّ ُ‬ ‫ماِء " َ‬ ‫ه عََلى ال ْ َ‬ ‫ش ُ‬ ‫ن ع َْر ُ‬ ‫كا َ‬ ‫ه " وَ َ‬ ‫ن قَب ْل َ ُ‬ ‫كو ُ‬ ‫وَي َ ُ‬
‫ماء ‪ ,‬وَقَد ْ‬ ‫خل َقَ ال ْعَْرش عََلى ال ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫ساب ًِقا ث ُ ّ‬ ‫ماء َ‬ ‫خل َقَ ال ْ َ‬ ‫َ‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫ن‬
‫كا َ‬ ‫ظ" َ‬ ‫مي َرِيّ ب ِل َْف ِ‬ ‫ح ْ‬ ‫صة َناِفع ْبن َزْيد ال ْ ِ‬ ‫وَقَعَ ِفي قِ ّ‬
‫و‬
‫ما هُ َ‬ ‫ب َ‬ ‫ل ‪ :‬ا ُك ْت ُ ْ‬ ‫م فََقا َ‬ ‫خل َقَ ال َْقل َ َ‬ ‫م َ‬ ‫ماِء ث ُ ّ‬ ‫ه ع ََلى ال ْ َ‬ ‫ش ُ‬ ‫عَْر ُ‬
‫َ‬
‫ن"‬ ‫ما ِفيهِ ّ‬ ‫وات َواْلْرض وَ َ‬ ‫م َ‬ ‫س َ‬ ‫خل َقَ ال ّ‬ ‫م َ‬ ‫كاِئن ‪ ,‬ث ُ ّ‬ ‫َ‬
‫ماء َوال ْعَْرش ‪.‬‬ ‫خُلوَقات ب َْعد ال ْ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ب ال ْ َ‬ ‫ح ب ِت َْرِتي ِ‬ ‫صّر َ‬ ‫فَ َ‬
‫في‬ ‫ب ِ‬ ‫وك َت َ َ‬ ‫ماء ‪َ ,‬‬ ‫عَلى ال ْ َ‬ ‫ه َ‬ ‫ش ُ‬ ‫عْر ُ‬ ‫ن َ‬ ‫كا َ‬ ‫و َ‬ ‫ه‪َ ):‬‬ ‫ول ُ ُ‬ ‫ق ْ‬ ‫َ‬
‫واْل َْرض (‬ ‫وات َ‬ ‫م َ‬ ‫س َ‬ ‫ق ال ّ‬ ‫خل َ َ‬ ‫و َ‬ ‫يء ‪َ ,‬‬ ‫ش ْ‬ ‫ل َ‬ ‫كر ك ُ ّ‬ ‫الذّ ْ‬
‫ُ‬
‫واوِ ‪,‬‬ ‫طوَفة ِبال ْ َ‬ ‫معْ ُ‬ ‫مور الث َّلَثة َ‬ ‫ت هَذِهِ اْل ُ‬ ‫جاَء ْ‬ ‫ذا َ‬ ‫هَك َ َ‬
‫خل َ َ‬
‫ق‬ ‫م َ‬ ‫حيد " ث ُ ّ‬ ‫وَوَقَعَ ِفي الّرَواَية ال ِّتي ِفي الت ّوْ ِ‬
‫م " إ ِّل ِفي‬ ‫م ي ََقع ب ِل َْف ِ‬ ‫َ‬
‫ظ " ثُ ّ‬ ‫ماَوات َواْلْرض " وَل َ ْ‬ ‫س َ‬ ‫ال ّ‬
‫َ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫سِلم ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ماَوات َواْلْرض ‪ ,‬وَقَد ْ َرَوى ُ‬ ‫س َ‬ ‫خْلق ال ّ‬ ‫كر َ‬ ‫ذِ ْ‬
‫ن الّله قَد َّر‬ ‫َ‬
‫عا " أ ّ‬ ‫مْرُفو ً‬ ‫مرو َ‬ ‫ديث عَْبد الّله ْبن ع َ ْ‬ ‫ح ِ‬ ‫َ‬
‫ماَوات َواْل َْرض‬ ‫َ‬
‫س َ‬ ‫خُلق ال ّ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫خَلِئق قَْبل أ ْ‬ ‫مَقاِدير ال ْ َ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫ذا‬ ‫ماء " وَهَ َ‬ ‫ن ع َْرشه عََلى ال ْ َ‬ ‫كا َ‬ ‫سَنة وَ َ‬ ‫ن أْلف َ‬ ‫سي َ‬ ‫م ِ‬ ‫خ ْ‬ ‫بِ َ‬
‫ماَوات‬ ‫س َ‬ ‫خل َقَ ال ّ‬ ‫م َ‬ ‫ن َرَوى " ث ُ ّ‬ ‫م ْ‬ ‫ديث ي ُؤ َّيد رَِواَية َ‬ ‫ح ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ل ع ََلى الت ّْرِتيب ‪.‬‬ ‫دا ّ‬ ‫ظ ال ّ‬ ‫َواْل َْرض " ِبالل ّْف ِ‬
‫ديث "‬ ‫ح ِ‬ ‫ذا ال ْ َ‬ ‫ض ال ْك ُُتب ِفي هَ َ‬ ‫ه ( ‪ :‬وَقَعَ ِفي ب َعْ ِ‬ ‫) ت َن ِْبي ٌ‬
‫ن‬‫كا َ‬ ‫ما عَل َي ْهِ َ‬ ‫ه ‪ ,‬وَهُوَ اْلن عََلى َ‬ ‫معَ ُ‬ ‫يء َ‬ ‫ش ْ‬ ‫ن الّله وََل َ‬ ‫كا َ‬ ‫َ‬
‫ديث ‪,‬‬ ‫ح ِ‬ ‫ن ك ُُتب ال ْ َ‬ ‫م ْ‬ ‫يء ِ‬ ‫ش ْ‬ ‫ت ِفي َ‬ ‫س ْ‬ ‫ي زَِياَدة ل َي ْ َ‬ ‫" وَه ِ َ‬
‫و‬
‫ة ‪ ,‬وَهُ َ‬ ‫مي ّ َ‬ ‫دين ْبن ت َي ْ ِ‬ ‫ي ال ّ‬ ‫ق ّ‬ ‫مة ت َ ِ‬ ‫ك ال ْعَّل َ‬ ‫ه عََلى ذ َل ِ َ‬ ‫ن َب ّ َ‬
‫َ‬ ‫وله ‪ " ,‬وَهُوَ اْلن " إ َِلى آ ِ‬
‫ما‬ ‫خره ‪ ,‬وَأ ّ‬ ‫سّلم ِفي قَ ْ‬ ‫م َ‬ ‫ُ‬
‫ظ " وََل‬ ‫ه " فَرَِواَية ال َْباب ب ِل َْف ِ‬ ‫معَ ُ‬ ‫يء َ‬ ‫ش ْ‬ ‫ل َْفظ " وََل َ‬
‫مة َناِفع ْبن َزْيد‬ ‫ج َ‬ ‫ها ‪ .‬وَوَقَعَ ِفي ت َْر َ‬ ‫معَْنا َ‬ ‫يء غ َْيره " ب ِ َ‬ ‫ش ْ‬ ‫َ‬
‫يَء غَي َْرهُ " ب ِغَي ْ ِ‬
‫ر‬ ‫ش ْ‬ ‫ه َل َ‬ ‫ن الل ّ ُ‬ ‫كا َ‬ ‫كور " َ‬ ‫مذ ْ ُ‬ ‫مي َرِيّ ال ْ َ‬ ‫ح ْ‬ ‫ال ْ ِ‬
‫ي‬
‫طيب ِ ّ‬ ‫ل ال ّ‬ ‫ماِء ( َقا َ‬ ‫ه ع ََلى ال ْ َ‬ ‫ش ُ‬ ‫ن ع َْر ُ‬ ‫كا َ‬ ‫ه ‪ ) :‬وَ َ‬ ‫َواو ‪ .‬قَوْل ُ ُ‬
‫يء ‪,‬‬ ‫ش ْ‬ ‫ه َ‬ ‫سِبق ُ‬ ‫م يَ ْ‬ ‫ن لَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ديم َ‬ ‫ن ال َْق ِ‬ ‫ل ِل َ ّ‬ ‫ست َِق ّ‬ ‫م ْ‬ ‫صل ُ‬ ‫‪ :‬هُوَ فَ ْ‬
‫ن‬
‫كا َ‬ ‫شاَر ب َِقوْل ِهِ " وَ َ‬ ‫ن أَ َ‬ ‫ه ِفي اْلوّل ِّية ‪ ,‬ل َك ِ ْ‬
‫َ‬
‫م ي َُعاِرض ُ‬ ‫وَل َ ْ‬
‫ماء َوال ْعَْرش َ‬ ‫َ‬
‫دأ‬‫مب ْ َ‬ ‫كاَنا َ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫ماِء " إ َِلى أ ّ‬ ‫ه ع ََلى ال ْ َ‬ ‫ش ُ‬ ‫عَْر ُ‬
‫وات‬ ‫م َ‬ ‫س َ‬ ‫خْلق ال ّ‬ ‫خل َِقا قَْبل َ‬ ‫ما ُ‬ ‫ذا ال َْعاَلم ل ِك َوْن ِهِ َ‬ ‫هَ َ‬
‫َ‬
‫ماء ‪.‬‬ ‫ك إ ِّل ال ْ َ‬ ‫حت ال ْعَْرش إ ِذ ْ َذا َ‬ ‫ن تَ ْ‬ ‫م ي َك ُ ْ‬ ‫َواْلْرض ‪ ,‬وَل َ ْ‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫ه‬ ‫ن ع َْر ُ‬ ‫وله " وَ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ومحصل ال ْحديث أ َ‬
‫ش ُ‬ ‫كا َ‬ ‫ْ‬ ‫ق‬ ‫لق‬ ‫ط‬ ‫م‬ ‫ُ‬ ‫ن‬‫ّ‬ ‫َ ِ‬ ‫َ ُ َ ّ‬
‫يء غ َْيره "‬ ‫ش ْ‬ ‫ن َ‬ ‫م ي َك ُ ْ‬ ‫مَقّيد ب َِقوْل ِهِ " وَل َ ْ‬ ‫ماِء " ُ‬ ‫عََلى ال ْ َ‬
‫ن ِفي اْل َّول اْل ََزل ِّية وَِفي الّثاِني‬ ‫كا َ‬ ‫مَراد ب َ‬ ‫َوال ْ ُ‬
‫َ‬
‫ي‬
‫مذ ِ ّ‬ ‫مد َوالت ّْر ِ‬ ‫ح َ‬ ‫دم ‪ .‬وَقَد ْ َرَوى أ ْ‬ ‫دوث ب َْعد ال ْعَ َ‬ ‫ح ُ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫عا " أ ّ‬ ‫مْرُفو ً‬ ‫ي َ‬ ‫ديث أِبي َرِزين ال ْعَُقي ْل ِ ّ‬ ‫ح ِ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫ح ُ‬ ‫ح َ‬ ‫ص ّ‬ ‫وَ َ‬
‫سيره‬ ‫سد ّيّ ِفي ت َْف ِ‬ ‫خل ِقَ قَْبل ال ْعَْرش " وََرَوى ال ّ‬ ‫ماء ُ‬ ‫ال ْ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫خل َ َ‬
‫ق‬ ‫ما َ‬ ‫م ّ‬ ‫شي ًْئا ِ‬ ‫خُلق َ‬ ‫م يَ ْ‬ ‫ن الّله ل َ ْ‬ ‫مت َعَد َّدة " أ ّ‬ ‫ساِنيد ُ‬ ‫ب ِأ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ه‬
‫ح ُ‬ ‫ح َ‬ ‫ص ّ‬ ‫مذِيّ وَ َ‬ ‫مد َوالت ّْر ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ما َرَواهُ أ ْ‬ ‫ما َ‬ ‫ماء " وَأ ّ‬ ‫قَْبل ال ْ َ‬
‫َ‬
‫خل َ َ‬
‫ق‬ ‫ما َ‬ ‫عا " أّول َ‬ ‫مْرُفو ً‬ ‫مت َ‬ ‫صا ِ‬ ‫ديث ع َُباد َةَ ْبن ال ّ‬ ‫ح ِ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫كاِئن إ َِلى‬ ‫ما هُوَ َ‬ ‫جَرى ب ِ َ‬ ‫ب ‪ ,‬فَ َ‬ ‫ل ا ُك ْت ُ ْ‬ ‫م َقا َ‬ ‫الّله ال َْقَلم ‪ ,‬ث ُ ّ‬
‫ن أ َوّل ِّية‬ ‫َ‬
‫ما قَْبله ب ِأ ّ‬ ‫مع ب َْينه وَب َْين َ‬ ‫ج َ‬ ‫مة " فَي ُ ْ‬ ‫وم ال ِْقَيا َ‬ ‫يَ ْ‬
‫َ‬
‫ة‬
‫سب َ ِ‬ ‫ماء َوال ْعَْرش أوْ ِبالن ّ ْ‬ ‫دا ال ْ َ‬ ‫ما عَ َ‬ ‫سب َةِ إ َِلى َ‬ ‫ال َْقَلم ِبالن ّ ْ‬
‫َ َ‬
‫ب‬ ‫ه ا ُك ْت ُ ْ‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫ه ِقي َ‬ ‫ن ال ْك َِتاَبة ‪ ,‬أيْ أن ّ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫صد ََر ِ‬ ‫ه َ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ما ِ‬ ‫إ َِلى َ‬
‫خل َقَ الّله ال ْعَْقل‬ ‫ما َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ديث " أّول َ‬ ‫ح ِ‬ ‫ما َ‬ ‫خل ِقَ ‪ ,‬وَأ ّ‬ ‫ما ُ‬ ‫أّول َ‬
‫دير ث ُُبوته فَهَ َ‬
‫ذا‬ ‫ريق ث َْبت ‪ ,‬وَع ََلى ت َْق ِ‬ ‫ِ‬ ‫ه طَ‬ ‫س لَ ُ‬ ‫َ‬ ‫" فَل َي ْ‬
‫كى أ َُبو‬ ‫خير هُو تأ ْويله والل ّ َ‬ ‫دير اْل َ ِ‬
‫ح َ‬ ‫ه أعَْلم ‪ .‬وَ َ‬ ‫َ ُ‬ ‫ِ‬ ‫َ َ‬ ‫الت ّْق ِ‬
‫َ‬
‫خل ِقَ أوًّل‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ما ُ‬ ‫ن ِفي أّيه َ‬ ‫ماِء قَ َوْلي ْ ِ‬ ‫ن ل ِل ْعُل َ َ‬ ‫يأ ّ‬ ‫دان ِ ّ‬ ‫م َ‬ ‫ال ْعََلء ال ْهَ ْ‬
‫خْلق‬ ‫سْبق َ‬ ‫ل ‪َ :‬واْلك َْثر عََلى َ‬ ‫ال ْعَْرش أ َوْ ال َْقَلم ؟ َقا َ‬
‫ه الّثاِني ‪ ,‬وََرَوى‬ ‫ن ت َب ِعَ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫رير وَ َ‬ ‫ج ِ‬ ‫خَتاَر ا ِْبن َ‬ ‫ال ْعَْرش ‪َ ,‬وا ْ‬
‫َ‬
‫ن ا ِْبن‬ ‫جب َْير عَ ْ‬ ‫سِعيد ْبن ُ‬ ‫ريق َ‬ ‫ن طَ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫حاِزم ِ‬ ‫ا ِْبن أِبي َ‬
‫سيَرة‬ ‫م ِ‬ ‫حُفوظ َ‬ ‫م ْ‬ ‫وح ال ْ َ‬ ‫خل َقَ الّله الل ّ ْ‬ ‫ل" َ‬ ‫عَّباس َقا َ‬
‫خْلق‬ ‫خُلق ال ْ َ‬ ‫َ‬
‫ن يَ ْ‬ ‫ل ل ِل َْقل َم ِ قَْبل أ ْ‬ ‫عام ‪ ,‬فََقا َ‬ ‫مائ َةِ َ‬ ‫مس ِ‬ ‫خ ْ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫ل‬‫ما أك ُْتب ؟ َقا َ‬ ‫ل وَ َ‬ ‫ب ‪ ,‬فََقا َ‬ ‫وَهُوَ ع ََلى ال ْعَْرش ‪ :‬ا ُك ْت ُ ْ‬
‫سير‬ ‫مة " ذ َك ََرهُ ِفي ت َْف ِ‬ ‫قَيا َ‬ ‫وم ال ْ ِ‬ ‫خل ِْقي إ َِلى ي َ ْ‬ ‫مي ِفي َ‬ ‫عل ْ ِ‬ ‫ِ‬
‫خْلق ال َْقَلم عََلى‬ ‫سْبق َ‬ ‫س ِفيهِ َ‬ ‫حان ‪ ,‬وَل َي ْ َ‬ ‫سب ْ َ‬ ‫سوَرة ُ‬ ‫ُ‬
‫َ‬
‫ي ِفي‬ ‫ج ال ْب َي ْهَِق ّ‬ ‫خَر َ‬ ‫سْبق ال ْعَْرش ‪ .‬وَأ ْ‬ ‫ل ِفيهِ َ‬ ‫ال ْعَْرش ‪ ,‬ب َ ْ‬
‫ن أ َِبي‬ ‫مش عَ ْ‬ ‫ريق اْلعْ َ‬
‫َ‬
‫ن طَ َِ‬ ‫م ْ‬ ‫صَفات " ِ‬ ‫ماء َوال ّ‬ ‫س َ‬ ‫" اْل ْ‬
‫َ‬
‫خل َقَ الّله ال َْقَلم‬ ‫ما َ‬ ‫ل " أّول َ‬ ‫ن ا ِْبن ع َّباس َقا َ‬ ‫ن عَ ْ‬ ‫ظ َب َْيا َ‬
‫ما أ َك ُْتب ؟ َقا َ‬
‫ل‬ ‫ب وَ َ‬ ‫ل ‪َ :‬يا َر ّ‬ ‫ب ‪ ,‬فََقا َ‬ ‫ه ا ُك ْت ُ ْ‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫فََقا َ‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫وم إ َِلى‬ ‫أَ‬
‫ك ال ْي َْ‬ ‫ن ذ َل ِ َ‬ ‫ْ‬ ‫م‬
‫ِ‬ ‫ئن‬ ‫ِ‬ ‫كا‬‫َ‬ ‫َ‬ ‫و‬ ‫ُ‬ ‫ه‬ ‫ما‬
‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ب‬ ‫رى‬ ‫َ‬ ‫ج‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫‪,‬‬ ‫در‬‫َ‬ ‫ق‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫تب‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ك‬
‫ن أِبي‬ ‫َ‬ ‫عة " وَأ َ ْ‬
‫صور عَ ْ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫سِعيد ْبن َ‬ ‫ج َ‬ ‫خَر َ‬ ‫سا َ‬ ‫قَِيام ال ّ‬
‫خْلق‬ ‫دء ال ْ َ‬ ‫ل " بَ ْ‬ ‫هد َقا َ‬ ‫جا ِ‬ ‫م َ‬ ‫ن ُ‬ ‫شر عَ ْ‬ ‫ن أ َِبي ب ِ ْ‬ ‫واَنة عَ ْ‬ ‫عَ َ‬
‫ماء "‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫م ْ‬ ‫خل َْقت اْل َْرض ِ‬ ‫واء ‪ ,‬وَ َ‬ ‫ماء َوال ْهَ َ‬ ‫ال ْعَْرش َوال ْ َ‬
‫َ‬
‫ي‬
‫ب(أ ْ‬ ‫ه ‪ ) :‬وَك َت َ َ‬ ‫ضح ‪ .‬قَوْل ُ ُ‬ ‫مع ب َْين هَذ ِهِ اْلَثار َوا ِ‬ ‫ج ْ‬ ‫َوال ْ َ‬
‫وح‬ ‫كر أ َيْ ِفي الل ّْ‬ ‫ل الذ ّ ْ‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫كر ( أيْ ِفي َ‬
‫َ‬ ‫قَد َّر ) ِفي الذ ّ ْ‬
‫ن ال ْ َ‬ ‫َ‬
‫كائ َِنات ‪ ,‬وَِفي‬ ‫م ْ‬ ‫يء ( أيْ ِ‬ ‫ش ْ‬ ‫ل َ‬ ‫حُفوظ ) ك ُ ّ‬ ‫م ْ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ن‬‫حث عَ ْ‬ ‫شَياء َوال ْب َ ْ‬ ‫دأ اْل َ ْ‬ ‫مب ْ َ‬ ‫ن َ‬ ‫ؤال عَ ْ‬ ‫س َ‬ ‫واز ال ّ‬ ‫ج َ‬ ‫ديث َ‬ ‫ح ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ك‪,‬‬ ‫ن ذ َل ِ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ضرهُ ِ‬ ‫ح ِ‬ ‫ست َ ْ‬ ‫ما ي َ ْ‬ ‫واب ال َْعاِلم ب ِ َ‬ ‫ج َ‬ ‫واز َ‬ ‫ج َ‬ ‫ك وَ َ‬ ‫ذ َل ِ َ‬
‫خل عََلى‬ ‫ما ي َد ْ ُ‬ ‫ساِئل َ‬ ‫ي عََلى ال ّ‬ ‫ش َ‬ ‫خ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ف إِ ْ‬ ‫وَعَل َي ْهِ ال ْك َ ّ‬
‫ن‬ ‫َ‬ ‫معتقده ‪ .‬وفيه أ َ‬
‫حاِدث ‪ ,‬وَأ ّ‬ ‫وعه َ‬ ‫مان وَن َْ‬ ‫َ‬ ‫ز‬‫ّ‬ ‫ال‬ ‫نس‬ ‫ْ‬ ‫ج‬
‫ِ‬ ‫ن‬‫ّ‬ ‫َ ِ ِ‬ ‫ُ َِْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن ‪َ ,‬ل عَ ْ‬
‫ن‬ ‫م ت َك ُ ْ‬ ‫ن لَ ْ‬ ‫خُلوَقات ب َْعد أ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫جد َ هَذ ِهِ ال ْ َ‬ ‫الّله أوْ َ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ط ب َْعضه ْ‬ ‫ست َن ْب َ َ‬ ‫معَ ال ُْقد َْرة ‪َ .‬وا ْ‬ ‫ل َ‬ ‫ك بَ ْ‬ ‫ن ذ َل ِ َ‬ ‫جز ع َ ْ‬ ‫عَ ْ‬
‫ن ال ْك ََلم ِفي‬ ‫َ‬ ‫ؤال اْل َ ْ‬
‫صة أ ّ‬ ‫ن هَذ ِهِ ال ِْق ّ‬ ‫ن عَ ْ‬ ‫شعَرِّيي َ‬ ‫س َ‬ ‫ُ‬
‫ُ‬
‫م‬ ‫ن ِفي ذ ُّرّيته ْ‬ ‫مّرا ِ‬ ‫ست َ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫دوث ال ْعِْلم ُ‬ ‫ح ُ‬ ‫دين وَ ُ‬ ‫صول ال ّ‬ ‫أ ُ‬
‫سن اْل َ ْ‬ ‫َ‬
‫شعَرِيّ ‪,‬‬ ‫ح َ‬ ‫م ِفي أِبي ال ْ َ‬ ‫من ْهُ ْ‬ ‫ك ِ‬ ‫حّتى ظ َهََر ذ َل ِ َ‬ ‫َ‬
‫كر ‪ .‬انتهى‬ ‫سا ِ‬ ‫ك ا ِْبن ع َ َ‬ ‫شاَر إ َِلى ذ َل ِ َ‬ ‫أَ َ‬
‫وقال الذهبي في كتابه العلو ‪ :‬وقال الوليد بن‬
‫مسلم سألت الوزاعي ومالك بن أنس وسفيان‬
‫الثوري والليث بن سعد عن الحاديث التي فيها‬
‫الصفات فكلهم قال لي‪ :‬أمروها كما جاءت بل‬
‫تفسير‪ .‬وقال‪ :‬كان إسماعيل بن أبي خالد والثوري‬
‫ومسعر يروون هذه الحاديث ل يفسرون منها شيئا‪.‬‬
‫ذكره في ترجمة مسعر بن كدام أحد الئمة‪ .‬انتهى ‪،‬‬
‫ومعنى "ول تفسر " هو نفس معنى قول سفيان‬
‫وغيره من العلماء قرءاتها تفسيرها‪ ،‬ومعنى قولهم‪،‬‬
‫"ول تتوهم "معناه يترك الظاهر الذي يتبادر منه‬
‫ظاهره اللغوي المتضمن الجارحة والتشبيه‬
‫والكيفيات ‪ ،‬ويصرف ظاهرها الذي يتبادر منه الوهم‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫والخطور‪ ،‬وقال مالك "ول يقال كيف ‪ ،‬وكيف عنه‬
‫مرفوع "‪ ،‬وقال أحمد كما رواه الخلل "نؤمن بها‬
‫ونصدق بها ول كيف ول معنى وكان الزهري‬
‫والوزاعي ومالك وابن المبارك وسفيان الثوري‬
‫والليث بن سعد وأحمد بن حنبل واسحاق بن راهويه‬
‫يقولون في هذه الية وأمثالها ‪ ،‬أمروها كما جاءت‬
‫بل كيف ول تشبيه ‪ .‬وقد قال الحافظ الذهبي في‬
‫سير أعلم النبلء ‪ 16/27‬وتعالى الله أن يحد أو‬
‫يوصف إل بما وصف به نفسه أو علمه رسله‬
‫بالمعنى الذي أراد بل مثل ول كيف‪ ،‬ليس كمثله‬
‫شيء وهو السميع البصير ‪ .‬قال ابن عبد البر‬
‫المالكي في التمهيد‪ :‬قال أبو داود وحدثنا الحسن‬
‫بن محمد قال سمعت الهيثم بن خارجة قال حدثني‬
‫الوليد بن مسلم قال سألت الوزاعي وسفيان‬
‫الثوري ومالك بن أنس والليث بن سعد عن هذه‬
‫الحاديث التي جاءت فقالوا أمروها كما جاءت بل‬
‫كيف ‪ .‬وقال القاضي أبو الحسين ابن أبي يعلى‬
‫قال ما نصه في طبقات الحنابلة ج ‪ -2‬ص‬
‫‪ -180‬طبعة دار الكتب العلمية ‪ :‬واعتقدوا ‪:‬‬
‫أن الباري سبحانه استأثر بعلم حقائق‬
‫صفاته ومعانيها عن العالمين وفارق بها‬
‫سائر الموصوفين ‪ ،‬وقال وكل ما يقع في‬
‫الخواطر من حد أو تشبيه أو تكييف ‪ ،‬فالله‬
‫سبحانه تعالى عن ذلك والله ليس كمثله‬
‫شيء ‪ ،‬ول يوصف بصفات المخلوقين الدالة‬
‫على حدثهم ‪ ،‬ول يجوز عليه ما يجوز عليهم‬
‫من التغير من حال إلى حال ‪ ،‬ليس بجسم‬
‫ول جوهر ول عرض وأنه لم يزل ول يزال‬
‫وأنه الذي ل يتصور في الوهام وصفاته ل‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫تشبه صفات المخلوقين ‪ ،‬وقال إن اثبات‬
‫صفات الباري سبحانه ‪ :‬إنما هو اثبات وجود‬
‫ل إثبات تحديد لها حقيقة في علمه ‪ ،‬لم‬
‫يطلع الباري سبحانه على كنه معرفتها أحدا‬
‫من إنس ول جان ‪ ،‬وقال قد أجمع أهل‬
‫القبلة أن إثبات الباري سبحانه ‪ :‬إنما هو‬
‫إثبات وجود ل إثبات تحديد وكيفية وأنها‬
‫صفات ل تشبه صفات البرية ‪ ،‬ول تدرك‬
‫حقيقة علمها بالفكر والروية انتهى ‪،‬‬
‫وقال ‪ ،‬قال الوالد السعيد ‪ :‬فمن اعتقد أن‬
‫الله سبحانه جسم من الجسام ‪ ،‬وأعطاه‬
‫حقيقة الجسم من التأليف والنتقال فهو‬
‫كافر ‪ ،‬لنه غير عارف بالله عز وجل ‪ ،‬لن‬
‫الله سبحانه يستحيل وصفه بهذه الصفات ‪.‬‬
‫المراد منه ‪ .‬قال الحافظ ابن حجر في‬
‫الفتح‪ :‬وأخرج أبو القاسم الللكائي في‬
‫كتاب السنة من طريق الحسـن البصري عن‬
‫أمه عن أم سلمة أنها قالت‪ :‬الستواء غير‬
‫مجهول والكيف غير معقول والقرار به‬
‫إيمان والجحود به كفر‪ ،‬ومن طريق ربيعة‬
‫بن أبي عبد الرحمن أنه سئل كيف استوى‬
‫على العرش؟ فقال الستواء غير مجهول‬
‫والكيف غير معقول وعلى الله الرسالة‬
‫وعلى رسوله البلغ وعلينا التسليم‪.‬اهـ‬
‫وأخرج البيهقي بسند جيد عن عبد الله بن‬
‫وهب‪ :‬قال كنا عند مالك فدخل رجل فقال‬
‫يا أبا عبد الله " الرحمن على العرش‬
‫استوى " كيف استوى؟ فأطرق مالك‬
‫فأخذته الرحضاء ثم رفـع رأسه فقال‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫الرحمن على العرش استوى كما وصف به‬
‫نفسه ول يقال كيف وكيف عنه مرفوع وما‬
‫أراك إل صاحب بدعة أخرجوه‪.‬اهـ وقال‬
‫الحافظ ابـن حجر ومن طريق يحيى بن‬
‫يحيى عن مالك نحو المنقول عن أم سلمة‪:‬‬
‫" والكيف غير معقول " لكن قال فيه‪" :‬‬
‫والقرار به واجب والسؤال عنه بدعة " ‪.‬اهـ‬
‫وقال البغوي في معالم التنزيل ‪ " :‬قوله‬
‫تعالى " إن ربكم الله الذي خلق السموات‬
‫والرض في ستة أيام "‪ ،‬أراد به في مقدار‬
‫ستة أيام لن اليوم من لدن طلوع الشمس‬
‫إلى غروبها‪ ،‬ولم يكن يومئذ يوم ول شمس‬
‫ول سماء‪ .‬قيل‪ :‬ستة أيام كأيام الخرة وكل‬
‫يوم كألف سنة‪ .‬وقيل‪ :‬كأيام الدنيا‪ .‬قال‬
‫سعيد بن جبير ‪ :‬كان الله عز وجل قادرا ً‬
‫على خلق السموات والرض في لمحة‬
‫ولحظة‪ ،‬فخلقهن في ستة أيام ]تعليمًا[‬
‫لخلقه التثبت والتأني في المور وقد جاء‬
‫في الحديث‪ " :‬التأني من الله والعجلة من‬
‫الشيطان "‪ " .‬ثم استوى على العرش "‪،‬‬
‫قال الكلبي و مقاتل ‪ :‬استقر‪ .‬وقال أبو‬
‫عبيدة‪ :‬صعد‪ .‬وأولت المعتزلة الستواء‬
‫بالستيلء‪ ،‬وأما أهل السنة فيقولون‪:‬‬
‫الستواء على العرش صفة لله تعالى‪ ،‬بل‬
‫كيف‪ ،‬يجب على الرجل اليمان به‪ ،‬ويكل‬
‫العلم فيه إلى الله عز وجل ‪ .‬وسأل رجل‬
‫مالك بن أنس عن قوله‪" :‬الرحمن على‬
‫العرش استوى"]طه‪ ،[5-‬كيف استوى ؟‬
‫فأطرق رأسه مليًا‪ ،‬وعله الرحضاء‪ ،‬ثم قال‪:‬‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫الستواء غير مجهول‪ ،‬والكيف غير معقول‪،‬‬
‫واليمان به واجب‪ ،‬والسؤال عنه بدعة‪ ،‬وما‬
‫ل‪ ،‬ثم أمر به فأخرج‪ .‬وروي عن‬ ‫أظنك إل ضا ً‬
‫سفيان الثوري و الوزاعي و الليث بن سعد‬
‫و سفيان بن عيينة وابن المبارك وغيرهم‬
‫من علماء السنة في هذه اليات التي جاءت‬
‫في الصفات المتشابهة‪ :‬أمروها كما جاءت‬
‫بل كيف ‪ .‬وقال محي السنة البغوي في معالم‬
‫التنزيل‪ :‬والولى في هذه الية وما شاكلها أن يؤمن‬
‫النسان بظاهرها ويكل علمها إلى الله تعالى‪،‬‬
‫ويعتقد أن الله عز اسمه منزه عن سمات الحدث‪،‬‬
‫على ذلك مضت أئمة السلف وعلماء السنة‪ .‬قال‬
‫الكلبي " وهو متروك "‪ :‬هذا هو المكتوم الذي ل‬
‫يفسر‪ ،‬وكان مكحول و الزهري و الوزاعي و مالك‬
‫و ابن المبارك و سفيان الثوري و الليث بن سعد‬
‫وأحمد وإسحاق يقولون فيها وفي أمثالها‪ :‬أمروها‬
‫كما جاءت بل كيف‪ ،‬قال سفيان بن عيينة ‪ :‬كل ما‬
‫وصف الله به نفسه في كتابه فتفسيره قراءته‪،‬‬
‫والسكوت عنه‪ ،‬ليس لحد أن يفسره إل الله تعالى‬
‫ورسوله ‪ .‬قال الحافظ الللكائي في كتاب السنة‬
‫له‪ :‬اخبرنا على بن الربيع المقري مذاكرة حدثنا عبد‬
‫الله ابن أبي داود حدثنا سلمة بن شبيب حدثنا‬
‫مهدي بن جعفر بن عبد الله قال جاء رجل إلى مالك‬
‫بن انس فقال له يا ابا عبد الله )الرحمن على‬
‫العرش استوى( كيف استوى قال فما رأيت مالكا‬
‫وجد من ذلك كموجدته من مقالته وعله الرحضاء‬
‫يعني العرق واطرق القوم وجعلوا ينتظرون ما يأتي‬
‫منه فقال فسرى عنه فقال الكيف غير معقول‬
‫والستواء منه غير مجهول واليمان به واجب‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫والسؤال عنه بدعة فاني اخاف ان تكون ضال وامر‬
‫به فاخرج‪ ،‬واخرجه كذلك أبو الشيخ وأبو نعيم وأبو‬
‫عثمان الصابوني ونصر المقدسي كلهم من رواية‬
‫جعفر بن عبد الله رواه الصابوني من وجه اخر من‬
‫رواية جعفر بن ميمون عن مالك ورواه عثمان بن‬
‫سعيد السكن من رواية جعفر بن عبد الله عن رجل‬
‫قد سماه عن مالك ورواه ابن ماجه عن علي بن‬
‫سعيد عن بشار الخفاف أو غيره عن مالك‪ .‬وقال‬
‫اخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أحمد بن محمد‬
‫بن اسماعيل بن مهران حدثنا أبي حدثنا أبو الربيع‬
‫بن أخي رشدين بن سعد قال سمعت عبد الله بن‬
‫وهب قال كنا عند مالك بن أنس فدخل رجل فقال‬
‫يا أبا عبد الله الرحمن على العرش استوى كيف‬
‫استواؤه قال فاطرق مالك وأخذته الرحضاء ثم رفع‬
‫رأسه فقال الرحمن على العرش استوى كما وصف‬
‫نفسه ول يقال له كيف وكيف عنه مرفوع وانت‬
‫رجل سوء صاحب بدعة أخرجوه قال فأخرج الرجل‬
‫وقد يروى هذا القول أيضا عن ابن عيينه‪ .‬قال‬
‫الللكائي أخبرنا عبد الله بن أحمد النهاوندي أخبرنا‬
‫أبو بكر أحمد بن محمود النهاوندي سنة ست عشرة‬
‫وثلثمائة حدثنا أحمد بن محمد بن صدقة حدثنا أحمد‬
‫بن محمد بن يحيى بن سعيد القطان عن يحيى بن‬
‫آدم عن ابن عيينة قال سئل عن قوله الرحمن على‬
‫العرش استوى قال الستواء غير مجهول والكيف‬
‫غير معقول ومن الله الرسالة وعلى الرسول البلغ‬
‫وعلينا التصديق وقد يروى ايضا لربيعة أبي عبد‬
‫الرحمن شيخ مالك ‪ ،‬أخرج الللكائي بسنده‬
‫المتقدم إلى يحيى بن ادم عن ابن عيينه قال سئل‬
‫ربيعة عن الستواء فساقه بعينه ورواه أبو الشيخ‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫من رواية عبد الله بن صالح بن مسلم قال سئل‬
‫ربيعة بمعناه‪ .‬قلت وهو نفس طريق البيهقي هنا‬
‫ولكن بلفظ مالك ‪ .‬وقد ذكر الذهبي في سير أعلم‬
‫النبلء‪ :‬من طريق جعفر بن عبد الله والثانية من‬
‫طريق ابن وهب وثالثة من طريق يحيى بن يحيى‬
‫عن المام مالك رضي الله عنه‪ :‬والكيف غير معقول‬
‫وفي أخرى ول يقال له كيف وكيف عنه مرفوع‪،‬‬
‫وذكر ذلك أيضا ً القاضي عياض في ترتيب المدارك‪.‬‬
‫ورواه البيهقي عن مالك من طريقين من طريق‬
‫عبد الله بن وهب والخرى من طريق يحيى بن‬
‫يحيى ‪ ،‬وروى البيهقي من طريق ربيعة من طريق‬
‫عبد الله بن صالح بن مسلم الكيف مجهول ‪ ،‬وروى‬
‫عن ربيعة كقول مالك والكيف مرفوع ‪ .‬أما‬
‫الوهابية فيتمسكون برواية ل تصح عن‬
‫ل"‪،‬‬‫ف مجهو ٌ‬ ‫ة "والكي ُ‬ ‫المام مالك وهي لفظ ُ‬
‫سرها الوهابية بأن الكيف أي الهيئة‬ ‫وتف ّ‬
‫موجود لله لكنه مجهول ل نعرفه ‪ ،‬والعياذ‬
‫ع ومعناه أن الله‬ ‫بالله‪ .‬وهذا ضلل فظي ٌ‬
‫ف بكيفية ‪ ،‬أي له كيفية ولكن نحن‬ ‫متكي ّ ٌ‬
‫نجهلها ‪ ،‬وهذه صفات المخلوقات‪ ،‬ول يصح‬
‫هذا عن مالك ‪ ،‬فالخبر فيه من تكلم فيه ‪.‬‬
‫قال ابن عبد البر المالكي في كتابه التمهيد‬
‫الجزء ‪ 7‬صفحة ‪ : 137‬وقد قال الله تعالى‬
‫وجاء ربك والملك صفا صفا وليس مجيئه‬
‫حركة ول زوال ول انتقال لن ذلك إنما‬
‫يكون إذا كان الجائي جسما أو جوهرا فلما‬
‫ثبت أنه ليس بجسم ول جوهر لم يجب أن‬
‫يكون مجيئه حركة ول نقلة ولو اعتبرت ذلك‬
‫بقولهم جاءت فلنا قيامته وجاءه الموت‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫وجاءه المرض وشبه ذلك مما هو موجود‬
‫نازل به ول مجيء لبان لك وبالله العصمة‬
‫والتوفيق فإن قال إنه ل يكون مستويا على‬
‫مكان إل مقرونا بالتكييف قيل قد يكون‬
‫الستواء واجبا والتكييف مرتفع وليس رفع‬
‫التكييف يوجب رفع الستواء ولو لزم هذا‬
‫لزم التكييف في الزل لنه ل يكون كائن‬
‫في ل مكان إل مقرونا بالتكييف وقد عقلنا‬
‫وأدركنا بحواسنا أن لنا أرواحا في أبداننا‬
‫ول نعلم كيفية ذلك وليس جهلنا بكيفية‬
‫الرواح يوجب أن ليس لنا أرواح وكذلك‬
‫ليس جهلنا بكيفية على عرشه يوجب أنه‬
‫ليس على عرشه أخبرنا عبد الوارث بن‬
‫سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال‬
‫حدثنا أحمد بن زهير قال حدثنا أبو عبدالله‬
‫محمد بن عبدالله الخزاعي قال حدثنا حماد‬
‫بن سلمة عن يعلى بن عطاء عن وكيع ابن‬
‫حرس "عدس " عن عمه أبي رزين العقيلي‬
‫قال قلت يا رسول الله أين كان ربنا تبارك‬
‫وتعالى قبل أن يخلق السماء والرض قال‬
‫كان ما فوقه هواء وما تحته هواء ثم خلق‬
‫عرشه على الماء قال أبو عمر قال غيره‬
‫في هذا الحديث كان في عماء فوقه هواء‬
‫وتحته هواء والهاء في قوله فوقه وتحته‬
‫راجعة إلى العماء وقال أبو عبيد العماء هو‬
‫الغمام وهو ممدود وقال ثعلب هو عما‬
‫مقصور أي في عما عن خلقه والمقصود‬
‫الظلم ومن عمى عن شي فقد أظلم عليه‬
‫أخبرنا أبو محمد عبدالله بن محمد بن عبد‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫المؤمن قال حدثنا أحمد ابن جعفر بن‬
‫حمدان بن مالك قال حدثنا عبدالله بن أحمد‬
‫بن حنبل قال حدثني أبي قال حدثنا سريج‬
‫بن النعمان قال حدثنا عبدالله بن نافع قال‬
‫قال مالك بن أنس الله تعالى في السماء‬
‫وعلمه في كل مكان ل يخلو منه مكان قال‬
‫وقيل لملك الرحمن على العرش استوى‬
‫كيف استوى فقال ملك رحمه الله استواؤه‬
‫معقول وكيفيته مجهولة وسؤالك عن هذا‬
‫بدعة وأراك رجل سوء وقد روينا عن ربيعة‬
‫بن أبي عبدالرحمن أنه قال في قول الله‬
‫تعالى الرحمن على العرش استوى مثل‬
‫قول مالك هذا سواء وأما احتجاجهم بقوله‬
‫تعالى ما يكون من نجوى ثلثة إل هو‬
‫رابعهم ول خمسة إل هو سادسهم ول أدنى‬
‫من ذلك ول أكثر إل هو معهم أينما كانوا فل‬
‫حجة لهم في ظاهر هذه الية لن علماء‬
‫الصحابة والتابعين الذين حملت عنهم‬
‫التأويل في القرآن قالوا في تأويل هذه‬
‫الية هو على العرش وعلمه في كل مكان‬
‫وما خالفهم في ذلك أحد‪ .‬أنتهى ‪ .‬قلت قال‬
‫في تهذيب الكمال ‪ :‬قال المفضل بن‬
‫غسان الغلبى ‪،‬عن يحيى بن معين ‪ :‬سريج‬
‫بن النعمان ثقة ‪ ،‬و سريج ابن يونس أفضل‬
‫منه ‪ .‬و قال أحمد بن عبد الله العجلى ‪:‬‬
‫ثقة ‪ .‬و قال أبو عبيد الجرى ‪ ،‬عن أبى‬
‫داود ‪ :‬ثقة ‪ ،‬حدثنا عنه أحمد بن حنبل ‪ .‬غلط‬
‫فى أحاديث ‪ .‬و قال النسائى ‪ :‬ليس به‬
‫بأس ‪ :‬عند ابن حجر ثقة يهم قليل ‪ .‬قال‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫المزي في تهذيب الكمال‪ :‬عبد الله بن نافع‬
‫بن أبى نافع الصائغ القرشى المخزومى ‪،‬‬
‫مولهم ‪ ،‬أبو محمد المدنى ‪ .‬اهـ ‪ .‬و قال‬
‫المزى ‪ :‬قال أبو طالب ‪ ،‬عن أحمد بن حنبل‬
‫‪ :‬لم يكن صاحب حديث ‪ ،‬كان ضيقا فيه ‪ ،‬و‬
‫كان صاحب رأى مالك ‪ ،‬و كان يفتى أهل‬
‫المدينة برأى مالك ‪ ،‬و لم يكن فى الحديث‬
‫بذاك ‪ .‬و قال أبو بكر بن أبى خيثمة و‬
‫عثمان بن سعيد الدارمى ‪ ،‬عن يحيى بن‬
‫معين ‪ :‬ثقة ‪ .‬و قال محمد بن سعد ‪ :‬كان قد‬
‫لزم مالك بن أنس لزوما شديدا ل يقدم‬
‫عليه أحد ‪ ،‬و هو دون معن ‪ .‬و قال أبو زرعة‬
‫‪ :‬ل بأس به ‪ .‬و قال أبو حاتم ‪ :‬ليس‬
‫بالحافظ ‪ ،‬هو لين فى حفظه ‪ ،‬و كتابه أصح‬
‫‪ .‬و قال البخارى ‪ :‬فى حفظه شىء ‪ .‬و قال‬
‫فى موضع آخر ‪ :‬يعرف حفظه و ينكر ‪ ،‬و‬
‫كتابه أصح ‪ .‬و قال النسائى ‪ :‬ليس به بأس ‪.‬‬
‫و قال فى موضع آخر ‪ :‬ثقة ‪ .‬و قال أبو‬
‫أحمد بن عدى ‪ :‬روى عن مالك غرائب ‪ ،‬و‬
‫هو فى رواياته مستقيم الحديث ‪ .‬و ذكره‬
‫ابن حبان فى كتاب " الثقات " ‪ ،‬و قال ‪:‬‬
‫كان صحيح الكتاب ‪ ،‬و إذا حدث من حفظه‬
‫ربما أخطأ ‪ .‬ومن كتاب مجموع الفتاوى‬
‫الجزء ‪ 5‬صفحة ‪ :139‬وروى المام أحمد‬
‫قال أنا شريح بن النعمان قال سمعت‬
‫عبدالله بن نافع الصائغ قال سمعت مالك‬
‫بن أنس يقول الله فى السماء وعلمه فى‬
‫كل مكان ل يخلو من علمه مكان وحكى‬
‫الوزاعى أحد الئمة الربعة فى عصر تابعى‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫التابعين الذين هم مالك امام أهل الحجاز‬
‫والوزاعى امام أهل الشام والليث امام‬
‫أهل البصرة والثورى امام أهل العراق حكى‬
‫شهرة القول فى زمن التابعين باليمان‬
‫بأن الله تعالى فوق العرش وبصفاته‬
‫السمعية وانما قاله بعد ظهور جهم المنكر‬
‫لكون الله فوق عرشه النافى لصفاته‬
‫ليعرف الناس أن مذهب السلف خلفه‬
‫وروى الخلل بأسانيد كلهم أئمة عن سفيان‬
‫بن عيينة قال سئل ربيعة بن أبى‬
‫عبدالرحمن عن قوله تعالى الرحمن على‬
‫العرش استوى كيف استوى قال الستواء‬
‫غير مجهول والكيف غير معقول ومن الله‬
‫الرسالة ومن الرسول البلغ وعلينا‬
‫التصديق وهذا مروى عن مالك بن أنس‬
‫تلميذ ربيعة بن أبى عبدالرحمن أو نحوه‬
‫وقال الشافعى خلفة أبى بكر حق قضاه‬
‫الله تعالى فى سمائه وجمع عليه قلوب‬
‫عباده ولو يجمع ما قاله الشافعى فى هذا‬
‫الباب لكان فيه كفاية ومن أصحاب‬
‫الشافعى عبدالعزيز بن يحيى الكنانى‬
‫المكى له كتاب الرد على الجهمية وقرر فيه‬
‫مسئلة العلو وأن الله تعالى فوق عرشه‬
‫والئمة فى الحديث والفقه والسنة‬
‫والتصوف المائلون الى الشافعى ما من‬
‫أحد منهم ال له كلم فيما يتعلق بهذا الباب‬
‫ما هو معروف يطول ذكره وفى كتاب‬
‫الفقه الكبر المشهور عن أبى حنيفة‬
‫يروونه بأسانيد عن أبى مطيع الحكم بن‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫عبدالله قال سألت أبا حنيفة عن الفقه‬
‫الكبر فقال ل تكفرن أحدا بذنب الى أن‬
‫قال عمن قال ل أعرف ربى فى السماء أم‬
‫فى الرض فقد كفر لن الله يقول الرحمن‬
‫على العرش استوى وعرشه فوق سبع‬
‫سموات قلت فان قال أنه على العرش‬
‫ولكن ل أدرى العرش فى السماء أم فى‬
‫الرض قال هو كافر وأنه يدعى من أعلى ل‬
‫من أسفل وسئل على بن المدينى عن‬
‫قوله ما يكون من نجوى ثلثة إل هو رابعهم‬
‫الية قال اقرأ ما قبله ألم تر ان الله يعلم‬
‫ما فى السموات وما فى الرض الية وروى‬
‫عن ابن عيسى الترمذى قال هو على‬
‫العرش كما وصف فى كتابه وعلمه وقدره‬
‫وسلطانه فى كل مكان انتهى ‪ .‬قلت إن‬
‫كان كما قال ابن تيمية هنا أنه شريح بن‬
‫النعمان فهذا أبعد من الصحة ول يثبت عن‬
‫مالك ‪ ،‬فشريح هذا كما قال المزي في‬
‫تهذيب الكمال ‪ :‬شريح بن النعمان الصائدى‬
‫الكوفى ‪ .‬اهـ‪ :‬قال عبد الرحمن بن أبى‬
‫حاتم ‪ :‬سألت أبى عن شريح بن النعمان ‪ ،‬و‬
‫هبيرة بن يريم ‪ .‬قال ‪ :‬ما أقربهما ‪ .‬قلت ‪:‬‬
‫يحتج بحديثهما ؟ قال ‪ :‬ل ‪ ،‬هما شبيهان‬
‫بالمجهولين ‪ .‬و ذكره ابن حبان فى كتاب "‬
‫الثقات " ‪ .‬روى له الربعة حديثا واحدا ‪. ،‬‬
‫قال الحافظ في تهذيب التهذيب ‪: 330 / 4‬‬
‫و قال ابن سعد ‪ :‬كان قليل الحديث ‪.‬‬
‫اهـ ‪.‬رتبته عند الذهبي وثق ‪ .‬قلت مثل هذا‬
‫إذا تفرد ل يؤخذ بقوله في العقائد ويبنى‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫على كلمه عقيدة فتنبه ‪ .‬أما ما ذكره ابن‬
‫تيمية عن أبي حنيفة فل يصح ول يثبت ‪.‬‬
‫فأبو مطيع البلخي حاله معروف متكلم‬
‫فيه ‪ .‬أما من أوردها من الئمة فعلى معنى‬
‫"الحقيقة"‪ ،‬لنها وردت في اللغة بمعنى‬
‫س‬‫ء لي َ‬‫ة المر ِ‬‫الحقيقة‪ ،‬قال الشاعر‪ :‬كيفي ُ‬
‫ر في‬‫ة الجبا ِ‬
‫المرءُ ُيدركها ‪ ...‬فكيف كيفي ّ ُ‬
‫قدَم ِ هنا الكيفية تعني الحقيقة بل أدنى‬ ‫ال ِ‬
‫ه وإنما المراد‬ ‫ف كيفيت ُ‬‫شك‪ ،‬لن المرءَ يعر ُ‬
‫حقيقُته كما هو واضح‪ .‬فالذين أوردوا عبارة‬
‫"والكيف مجهول" من الئمة مرادهم هذا ‪،‬‬
‫وإن كان ل يصح استعمال هذه العبارة لن‬
‫ظاهرها موهم وهو وهم مدفوع بالدليل‬
‫الشرعي الصحيح‪ .‬والقاعدة تقول إن الجمع‬
‫م على‬ ‫بين الدلة واجب وإن الجمع مقدّ ٌ‬
‫الترجيح‪ .‬كما قال الحافظ ابن حجر في فتح‬
‫الباري‪ ،‬وكما قال الحافظ العراقي في‬
‫خ‬
‫سرَته بالوارِد ‪ ....‬كالد ِ‬ ‫ألفيته ‪ :‬وخيُر ما ف ّ‬
‫د فل مجال لهم بالتمسك‬ ‫ن لبن صائ ِ‬ ‫خا ِ‬‫بالد َ‬
‫بعبارة مروية فيها مقال ‪ ،‬ثم تفسيرها‬
‫بعبارة أخرى عن المام مالك حّرفوا معناه‬
‫ف غيُر معقول"‪ ،‬يقولون‬ ‫وهي قوله "والكي ُ‬
‫يعني أن الكيف موجود لكن نحن ل نعقله‪،‬‬
‫نحن ل ندركه‪ ،‬هكذا يفسرونها والعياذ بالله‪.‬‬
‫والرد عليهم بأن يقال‪ :‬أول‪ :‬عبارة "الكيف‬
‫مجهول" ل تصح ثانيا‪ :‬عبارة "الكيف غير‬
‫ور في حق الله ‪ ،‬أي‬ ‫ص ّ‬‫معقول" تعني ل ي ُت َ َ‬
‫ل‬‫ق ُ‬‫أنه مستحيل ليس موجودا ‪ ،‬كما أنه ل ُيع َ‬
‫ك لله ‪ ،‬فلو قال المام مالك‪" :‬الشريك‬ ‫شري ٌ‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫لله غير معقول" هل كانوا يفسرونها بأن‬
‫لله شريكا لكن نحن ل نعقله‪ ،‬نحن ل‬
‫ف مرفوع"‬ ‫ندركه؟ ثالثا‪ :‬عبارة "والكي ُ‬
‫ل إشكال‬ ‫صحيحة عن مالك وهي تزيل ك ّ‬
‫ن المرفوع معناه‬ ‫وُتبطل حجج الوهابية‪ ،‬ل ّ‬
‫غير متحقق ‪ ،‬كما في قوله صلى الله عليه‬
‫م عن ثلث ومنها "‬ ‫ع القل ُ‬ ‫ف َ‬ ‫وسلم‪ُ" :‬ر ِ‬
‫والمجنون حتى يفيق " ونص الحديث ‪" :‬‬
‫ن‬‫ع ْ‬‫م َ‬ ‫قل َ ُ‬ ‫ع ال ْ َ‬‫ف َ‬ ‫قال صلى الله عليه وسلم‪ُ ) :‬ر ِ‬
‫ن الّنائ ِم ِ‬ ‫ع ِ‬ ‫و َ‬
‫غ‪َ ،‬‬ ‫حّتى ي َب ْل ُ َ‬ ‫صِبى َ‬ ‫ثلث‪ :‬عن ال ّ‬
‫ق(‪.‬‬ ‫في َ‬ ‫حّتى ي ُ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫جُنو ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫ع ِ‬ ‫و َ‬
‫ظ‪َ ،‬‬ ‫ق َ‬ ‫ست َي ْ ِ‬
‫حّتى ي َ ْ‬ ‫َ‬
‫أخرجه أحمد وأبوداود والنسائي والترمذي‬
‫والدارمي وغيرهم ‪ .‬فالجمع ‪ -‬على سبيل‬
‫التنزل ومجاراة الخصم ‪ -‬يدل على أن‬
‫المراد من كلمة "غير معقول" أي مستحيل‬
‫ور غير موجود‪ ،‬كما تبّينه الكلمة‬ ‫ل ُيتص ّ‬
‫الخرى "مرفوع"‪ .‬قلت وفي شرح وبيان‬
‫معنى الكيف الذي ذكره ابن عبد البر خلط‬
‫وخبط عجيب ‪ ،‬فالكيف الذي هو الهيئة‬
‫والشكل ونحوه منفي قطعا عن الله تعالى‬
‫ونفي الكيف ورفعه عن الله سبحانه الذي‬
‫ثبت عن مالك أولى بالتباع من لفظ‬
‫والكيف مجهول الغريب ‪ .‬وفي النهاية في‬
‫غريب الحديث للعلمة أبي السعادات‬
‫المبارك بن محمد الجزري ‪ :‬في حديث أبي‬
‫عّز‬‫زين ] قال ‪ :‬يا رسول الَله أْين كان رّبنا َ‬ ‫َر ِ‬
‫قه ؟ فقال ‪ :‬كان في‬ ‫خل ْ َ‬‫خُلق َ‬ ‫ل قبل أن ي َ ْ‬ ‫ج ّ‬‫و َ‬
‫ماء بالفتح‬ ‫ع َ‬‫قه هواءٌ [ ال َ‬ ‫فو َ‬ ‫واءٌ و َ‬ ‫ه َ‬‫حَته َ‬ ‫عمَاء ت َ ْ‬ ‫َ‬
‫دري‬ ‫سحاب ‪ .‬قال أبو عبيد ‪ :‬ل ي ُ ْ‬ ‫والمدّ ‪ :‬ال ّ‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫ماء ‪ .‬وفي رواية ] كان‬ ‫ع َ‬
‫كيف كان ذلك ال َ‬
‫معناه ليس معه شيء ‪.‬‬ ‫صر و َ‬ ‫ق ْ‬ ‫عما ً [ بال َ‬ ‫في َ‬
‫عقول بني آدم‬ ‫كه ُ‬ ‫ر ُ‬‫مر ل ت ُدْ ِ‬ ‫وقيل ‪ :‬هو كل أ ْ‬
‫ن ‪ .‬ول ب ُدّ في‬ ‫فط َ ُ‬ ‫ف وال ِ‬ ‫ص ُ‬ ‫و ْ‬ ‫ه ال َ‬ ‫ه ُ‬‫ول ي َب ُْلغ ك ُن ْ َ‬
‫مضاف محذوف‬ ‫قوله ] أين كان رّبنا [ من ُ‬
‫ل ي َن ْظُُرون إل‬‫ه ْ‬ ‫حذف في قوله تعالى ] َ‬ ‫كما ُ‬
‫َ‬
‫ه [ ونحوه فيكون الّتقدير ‪ :‬أْين‬ ‫هم الل ّ ُ‬ ‫ن يأت ِي َ ُ‬ ‫أ ْ‬
‫ل عليه قوله تعالى‬ ‫عْرش رّبنا ؟ ‪ .‬وي َدُ ّ‬ ‫كان َ‬
‫ماء [ ‪ .‬قال الزهري ‪:‬‬ ‫عَلى ال ْ َ‬ ‫ه َ‬ ‫ش ُ‬ ‫عْر ُ‬ ‫ن َ‬ ‫كا َ‬ ‫]و َ‬
‫جري‬ ‫من به ول ن ُك َّيفه بصفة ‪ :‬أي ن ُ ْ‬ ‫ن نؤ ِ‬ ‫نح ُ‬
‫اللفظ على ما جاء عليه من غير َتأويل‬
‫ي عليكم [‬ ‫م َ‬ ‫ع ّ‬ ‫صوم ] فإن ُ‬ ‫ومنه حديث ال ّ‬
‫عماء ‪:‬‬ ‫هكذا جاء في رواية قيل ‪ :‬هو من ال َ‬
‫عمي‬ ‫دونه ما أ ْ‬ ‫سحاب الّرقيق ‪ :‬أي حال ُ‬ ‫ال ّ‬
‫الْبصاَر عن ُرؤيِته ‪ .‬انتهى ‪ .‬قال العلمة ابن‬
‫جماعة في كتابه ايضاح الدليل الجزء ‪1‬‬
‫صفحة ‪ 201‬الحديث الول حديث أبي رزين‬
‫العقيلي قال قلت يا رسول الله أين كان‬
‫ربنا قبل أن يخلق الخلق قال كان في عماء‬
‫ما فوقه هواء وما تحته هواء ثم خلق‬
‫العرش على الماء هذا حديث تفرد به يعلى‬
‫بن عطاء عن وكيع بن عدس ويقال حدس‬
‫ول يعرف لوكيع هذا راو غير يعلى هذا وهما‬
‫مجهولن وقد رواه الترمذي وليس كل ما‬
‫رواه حجة في الفروع فكيف في معرفة‬
‫الله تعالى التي هي أصل الدين واحتج بعض‬
‫الحشوية بعدم إنكار النبي سؤاله بقوله أين‬
‫الدالة على المكان وقد بينا ضعف الحديث‬
‫وعدم الحتجاج به وبتقدير ثبوته فالجواب‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫أن النبي لم ينفر الداخلين في السلم أول‬
‫من العراب والجاهلية لنهم كانوا أهل‬
‫جفاء وغلظة طباع غير فاهمين لدقائق‬
‫النظر فكان لينفرهم ويعيرهم بمبادرة‬
‫الفكار عليهم وقيل معناه أين كان عرش‬
‫ربنا بحذف المضاف ويدل عليه قوله وكان‬
‫عرشه على الماء وأما قوله في عماء فقد‬
‫روي بالمد والقصر فأما المد فهو الغيم‬
‫الرقيق والمراد به جهة العلو أي فوق‬
‫العماء بالقهر والتدبير ل بالمكان وأما‬
‫بالقصر قال الترمذي عن يزيد بن هارون‬
‫أنه قال العمى أي ليس معه شيء فالمراد‬
‫أنه كان وحده ول شيء معه ويدل عليه‬
‫حديث عمران بن حصين الثابت في الصحيح‬
‫كان الله ولم يكن شيء غيره وروي ول‬
‫شيء معه فشبه عدم الشياء بالعمى لن‬
‫العمى ل يرى شيئا وكذلك المعدوم ل يرى‬
‫ونفي التحتية والفوقية في العمى بقوله‬
‫ما تحته هواء يعني ليس تحت المعدوم‬
‫المعبر عنه بالعمى هواء ول فوقه هواء لن‬
‫ذلك المعدوم ل شيء فلم يكن له تحت ول‬
‫فوق بوجه اهـ وأخرجه الترمذي عن أحمد‬
‫بن منيع‪ ،‬وابن ماجه عن أبى بكر بن أبى‬
‫شيبة‪ ،‬ومحمد بن الصباح‪ ،‬ثلثتهم عن يزيد‬
‫بن هارون ‪ .‬وقال الترمذى‪ :‬حسن‪ .‬قال‬
‫الترمذي في جامعه ‪ 228-5‬بعدما رواه ‪:‬‬
‫قال يزيد بن هارون ‪ :‬العماء أي ليس معه‬
‫شيء وأقره وبذلك يكون مؤول عند يزيد بن‬
‫هارون والترمذي وهما من السلف ‪ .‬وقال‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫السيوطي‪ :‬قال القاضي ناصر الدين بن‬
‫المنير ‪ :‬وجه الشكال في الحديث‬
‫الظرفية والفوقية والتحتية ‪ ,‬قال والجواب‬
‫أن في معنى على ‪ ,‬وعلى بمعنى‬
‫الستيلء ‪ ,‬أي كان مستوليا على هذا‬
‫السحاب الذي خلق منه المخلوقات كلها‬
‫والضمير في فوقه يعود إلى السحاب‬
‫وكذلك تحته أي كان مستوليا على هذا‬
‫السحاب الذي فوقه الهواء وتحته الهواء ‪،‬‬
‫وروي بلفظ القصر في العمى ‪ .‬والمعنى‬
‫عدم ما سواه كأنه قال ‪ :‬كان ولم يكن معه‬
‫شيء بل كل شيء كان عدما عمى ل‬
‫موجودا ول مدركا والهواء الفراغ أيضا‬
‫العدم كأنه قال ‪ :‬كان ول شيء معه ول‬
‫فوق ول تحت انتهى‪ .‬وقال الهروي صاحب‬
‫الغريبين ‪ :‬قال بعض أهل العلم معناه أين‬
‫كان عرش ربنا فحذف المضاف اختصارا‬
‫كقوله " واسأل القرية " ويدل على ذلك‬
‫قوله سبحانه وتعالى } وكان عرشه على‬
‫الماء ‪ .‬وفي تاريخ الطبري الجزء ‪ 1‬من‬
‫صفحة ‪ 25‬إلى صفحة ‪ : 32‬القول في‬
‫الدللة على أن الله تعالى القديم الول‬
‫قبل شيء وأنه هو المحدث كل شيء‬
‫بقدرته تعالى ذكره فمن الدللة على ذلك‬
‫أنه ل شيء في العالم مشاهد إل جسم أو‬
‫قائم بجسم وأنه ل جسم إل مفترق أو‬
‫مجتمع وأنه ل مفترق منه إل وهو موهوم‬
‫فيه الئتلف إلى غيره من أشكاله ول‬
‫مجتمع منه إل وهو موهوم فيه الفتراق‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫وأنه متى عدم أحدهما عدم الخر معه وأنه‬
‫إذا اجتمع الجزءان منه بعد الفتراق فمعلوم‬
‫أن اجتماعهما حادث فيهما بعد أن لم يكن‬
‫وأن الفتراق إذا حدث فيهما بعد الجتماع‬
‫فمعلوم أن الفتراق فيهما حادث بعد أن لم‬
‫يكن وإذا كان المر فيما في العالم من‬
‫شيء كذلك وكان حكم ما لم يشاهد وما هو‬
‫من جنس ما شاهدنا في معنى جسم أو‬
‫قائم بجسم وكان ما لم يخل من الحدث ل‬
‫شك أنه محدث بتأليف مؤلف له إن كان‬
‫مجتمعا وتفريق مفرق له إن كان مفترقا‬
‫وكان معلوما بذلك أن جامع ذلك إن كان‬
‫مجتمعا ومفرقه إن كان مفترقا من ل‬
‫يشبهه ومن ل يجوز عليه الجتماع‬
‫والفتراق وهو الواحد القادر الجامع بين‬
‫المختلفات الذي ل يشبهه شيء وهو على‬
‫كل شيء قدير فبين بما وصفنا أن بارىء‬
‫الشياء ومحدثها كان قبل كل شيء وأن‬
‫الليل والنهار والزمان والساعات محدثنات‬
‫وأن محدثها الذي يدبرها ويصرفها قبلها إذ‬
‫كان من المحال أن يكون شيء يحدث شيئا‬
‫إل ومحدثه قبله وأن في قوله تعالى ذكره‬
‫أفل ينظرون إلى البل كيف خلقت وإلى‬
‫السماء كيف رفعت وإلى الجبال كيف‬
‫نصبت وإلى الرض كيف سطحت ) ‪ ( 1‬لبلغ‬
‫الحجج وأدل الدلئل لمن فكر بعقل واعتبر‬
‫بفهم على قدم بارئها وحدوث كل ما‬
‫جانسها وأن لها خالقا ل يشبهها وذلك أن‬
‫كل ما ذكر ربنا تبارك وتعالى في هذه الية‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫من الجبال والرض والبل فإن ابن آدم‬
‫يعالجه ويدبره بتحويل وتصريف وحفر‬
‫ونحت وهدم غير ممتنع عليه شيء من ذلك‬
‫ثم إن ابن آدم مع ذلك غير قادر على إيجاد‬
‫تصريفه وتقليبه لم يوجده من هو مثله ول‬
‫هو أوجد نفسه وأن الذي أنشأه وأوجد عينه‬
‫هو الذي ل يعجزه شيء أراده ول يمتنع‬
‫عليه إحداث شيء شاء إحداثه وهو الله‬
‫الواحد القهار فإن قال قائل فما تنكر أن‬
‫تكون الشياء التي ذكرت من فعل قديمين‬
‫قيل أنكرنا ذلك لوجودنا اتصال التدبير‬
‫وتمام الخلق فقلنا لو كان المدبر اثنين لم‬
‫يخلوا من اتفاق أو اختلف فإن كانا‬
‫متفقين فمعناهما واحد وإنما جعل الواحد‬
‫اثنين من قال بالثنين وإن كانا مختلفين‬
‫كان محال وجود الخلق على التمام والتدبير‬
‫على التصال لن المختلفين فعل كل واحد‬
‫منهما خلف فعل صاحبه بأن أحدهما إذا‬
‫أحيا أمات الخر وإذا أوجد أحدهما أفنى‬
‫الخر فكان محال وجود شيء من الخلق‬
‫على ما وجد عليه من التمام والتصال وفي‬
‫قول الله تعالى ذكره لو كان فيهما آلهة إل‬
‫الله لفسدتا فسبحان الله رب العرش عما‬
‫يصفون ) ‪ ( 1‬وقوله تعالى ما اتخذ الله من‬
‫ولد وما كان معه من إله إذا لذهب كل إله‬
‫بما خلق ولعل بعضهم على بعض سبحان‬
‫الله عما يصفون عالم الغيب والشهادة‬
‫فتعالى عما يشركون ) ‪ ( 2‬أبلغ حجة وأوجز‬
‫بيان وأدل دليل على بطول ما قاله‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫المبطلون من أهل الشرك بالله وذلك أن‬
‫السموات والرض لو كان فيهما إله غير‬
‫الله لم يخل أمرهما مما وصفت من اتفاق‬
‫واختلف وفي القول باتفاقهما فساد‬
‫القول بالتثنية وإقرار بالتوحيد وإحالة في‬
‫الكلم بأن قائله سمى الواحد اثنين وفي‬
‫القول باختلفهما القول بفساد السموات‬
‫والرض كما قال ربنا جل وعز لو كان‬
‫فيهما آلهة إل الله لفسدتا لن أحدهما كان‬
‫إذا أحدث شيئا وخلقه كان من شأن الخر‬
‫إعدامه وإبطاله وذلك أن كل مختلفين‬
‫فأفعالهما مختلفة كالنار التي تسخن والثلج‬
‫الذي يبرد ما أسخنته النار وأخرى أن ذلك‬
‫لو كان كما قاله المشركون بالله لم يخل‬
‫كل واحد من الثني اللذين أثبتوهما قديمين‬
‫من أن يكونا قويين أو عاجزين فإن كان‬
‫عاجزين فالعاجز مقهو وغير كائن إلها وإن‬
‫كانا قويين فإن كل واحد منهما بعجزه عن‬
‫صاحبه عاجز والعاجز ل يكون إلها وإن كان‬
‫كل واحد منهما قويا على صاحبه فهو بقوة‬
‫صاحبه عليه عاجز تعالى ذكره عما يشرك‬
‫المشركون فتبين إذا أن القديم بارىء‬
‫الشياء وصانعها هو الواحد الذي كان قبل‬
‫كل شيء وهو الكائن بعد كل شيء والول‬
‫قبل كل شيء والخر بعد كل شيء وأنه‬
‫كان ول وقت ول زمان ول ليل ول نهار ول‬
‫ظلمة ول نور إل نور وجهه الكريم ول سماء‬
‫ول أرض ول شمس ول قمر ول نجوم وأن‬
‫كل شيء سواه محدث مدبر مصنوع انفرد‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫بخلق جميعه بغير شريك ول معين ول ظهير‬
‫سبحانه من قادر قاهر وقد حدثني علي بن‬
‫سهل الرملي قال حدثنا زيد بن أبي الزرقاء‬
‫عن جعفر عن يزيد بن الصم عن أبي‬
‫هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال‬
‫إنكم تسألون بعدي عن كل شيء حتى‬
‫يقول القائل هذا الله خلق كل شيء فمن‬
‫ذا خلقه حدثني علي حدثنا زيد عن جعفر‬
‫قال قال يزيد بن الصم حدثني نجبة بن‬
‫صبيغ قال كنت عند أبي هريرة فسألوه عن‬
‫هذا فكبر وقال ما حدثني خليلي بشيء إل‬
‫قد رأيته أو أنا أنتظره قال جعفر فبلغني‬
‫أنه قال إذا سألكم الناس عن هذا فقولوا‬
‫الله خالق كل شيء والله كان قبل كل‬
‫شيء والله كائن بعد كل شيء فإذا كان‬
‫معلوما أن خالق الشياء وبارئها كان ول‬
‫شيء غيره وأنه أحدث الشياء فدبرها وأنه‬
‫قد خلق صنوفا من خلقه قبل خلق الزمنة‬
‫والوقات وقبل خلق الشمس والقمر‬
‫اللذين يجريهما في أفلكهما وبهما عرفت‬
‫الوقات والساعات وأرخت التأريخات‬
‫وفصل بين الليل والنهار فلنقل فيم ذلك‬
‫الخلق الذي خلق قبل ذلك وما كان أوله‬
‫القول في ابتداء الخلق ما كان أوله صح‬
‫الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫بما حدثني به يونس بن عبد العلى قال‬
‫أخبرنا ابن وهب قال حدثني معاوية بن‬
‫صالح وحدثني عبيد بن آدم بن أبي إياس‬
‫العسقلني قال حدثنا أبي قال حدثنا الليث‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫بن سعد عن معاوية بن صالح عن أيوب بن‬
‫زياد قال حدثني عبادة بن الوليد بن عبادة‬
‫بن الصامت قال أخبرني أبي قال قال أبي‬
‫عبادة بن الصامت يا بني سمعت رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم يقول إن أول ما خلق‬
‫الله القلم فقال له اكتب فجرى في تلك‬
‫الساعة بما هو كائن حدثني أحمد بن محمد‬
‫بن حبيب قال حدثنا علي بن الحسن بن‬
‫شقيق قال أخبرنا عبدالله بن المبارك قال‬
‫اخبرنا رباح بن زيد عن عمر بن حبيب عن‬
‫القاسم بن أبي بزة عن سعيد بن جبير عن‬
‫ابن عباس أنه كان يحدث أن رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم قال إن أول شيء‬
‫خلق الله القلم وأمره أن يكتب كل شيء‬
‫حدثني موسى بن سهل الرملي حدثنا نعيم‬
‫بن حماد حدثنا ابن المبارك أخبرنا رباح بن‬
‫زيد عن عمر بن حبيب عن القاسم بن أبي‬
‫بزة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم بنحوه‬
‫حدثني محمد بن معاوية النماطي حدثنا‬
‫عباد بن العوام حدثنا عبدالواحد بن سليم‬
‫قال سمعت عطاء قال سألت الوليد بن‬
‫عبادة بن الصامت كيف كانت وصية أبيك‬
‫حين حضره الموت قال دعاني فقال أي‬
‫بني اتق الله واعلم أنك لن تتقي الله ولن‬
‫تبلغ العلم حتى تؤمن بالله وحده والقدر‬
‫خيره وشره إني سمعت رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم يقول إن أول ما خلق الله‬
‫تعالى خلق القلم فقال له اكتب قال يا رب‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫وما أكتب قال اكتب القدر قال فجرى‬
‫القلم في تلك الساعة بما كان وبما هو‬
‫كائن إلى البد وقد اختلف أهل السلف‬
‫قبلنا في ذلك فنذكر أقوالهم ثم نتبع البيان‬
‫عن ذلك إن شاء الله تعالى فقال بعضهم‬
‫في ذلك بنحو الذي روي عن رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم فيه ذكر من قال‬
‫ذلك حدثني واصل بن عبد العلى السدي‬
‫قال حدثنا محمد بن فضيل عن العمش عن‬
‫أبي ظبيان عن ابن عباس قال أول ما خلق‬
‫الله من شيء القلم فقال له اكتب فقال‬
‫وما أكتب يا رب قال اكتب القدر قال‬
‫فجرى القلم بما هو كائن من ذلك إلى قيام‬
‫الساعة ثم رفع بخار الماء ففتق منه‬
‫السموات حدثنا واصل بن عبد العلى قال‬
‫حدثنا وكيع عن العمش عن أبي ظبيان عن‬
‫ابن عباس نحوه حدثنا محمد بن المثنى قال‬
‫حدثنا ابن أبي عدي عن شعبة عن سليمان‬
‫عن أبي ظبيان عن ابن عباس قال اول ما‬
‫خلق الله من شيء القلم فجرى بما هو‬
‫كائن حدثنا تميم بن المنتصر أخبرنا إسحاق‬
‫عن شريك عن العمش عن أبي ظبيان أو‬
‫مجاهد عن ابن عباس بنحوه حدثنا محمد بن‬
‫عبد العلى حدثنا ابن ثور قال حدثنا معمر‬
‫حدثنا العمش أن ابن عباس قال إن اول‬
‫شيء خلق القلم حدثنا ابن حميد حدثنا‬
‫جرير عن عطاء عن أبي الضحا مسلم بن‬
‫صبيح عن ابن عباس قال إن أول شيء‬
‫خلق ربي تعالى القلم فقال له اكتب فكتب‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫ما هو كائن إلى أن تقوم الساعة وقال‬
‫آخرون بل أول شيء خلق الله تعالى من‬
‫خلقه النور والظلمة ذكر من قال ذلك‬
‫حدثنا بان حميد قال حدثنا سلمة بن الفضل‬
‫قال قال ابن اسحاق كان أول ما خلق الله‬
‫تعالى النور والظلمة ثم ميز بينهما فجعل‬
‫الظلمة ليل أسود مظلما وجعل النور نهارا‬
‫مضيئا مبصرا قال أبو جعفر وأولى‬
‫القولين في ذلك عندي بالصواب قول ابن‬
‫عباس للخبر الذي ذكرت عن رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم قبل أنه قال أول‬
‫شيء خلق الله القلم فإن قال لنا قائل‬
‫فإنك قلت أولى القولين اللذين أحدهما أن‬
‫أول شيء خلق الله من خلقه القلم والخر‬
‫أنه النور والظلمة قول من مقال إن أول‬
‫شيء خلق الله من خلقه القلم فما وجه‬
‫الرواية عن ابن عباس التي حدثكموها ابن‬
‫بشار قال حدثنا عبدالرحمن حدثنا سفيان‬
‫عن أبي هاشم عن مجاهد قال قلت لبن‬
‫عباس إن ناسا يكذبون بالقدر فقال إنهم‬
‫يكذبون بكتاب الله لخذن بشعر أحدهم‬
‫فلنفضن به إن الله تعالى ذكره كان على‬
‫عرشه قبل أن يخلق شيئا فكان أول ما خلق‬
‫الله القلم فجرى بما هو كائن إلى يوم‬
‫القيامة وإنما يجري الناس علىأمر قد فرغ‬
‫منه وعن ابن إسحاق التي حدثكموها ابن‬
‫حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق قال‬
‫يقول الله تعالى وهو الذي خلق السموات‬
‫والرض في ستة أيام وكان عرشه على‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫الماء ) ‪ ( 1‬فكان كما وصف نفسه تعالى إذ‬
‫ليس إل الماء عليه العرش وعلى العرش ذو‬
‫الجلل والكرام فكان أول ما خلق الله‬
‫النور والظلمة قيل أما قول ابن عباس إن‬
‫الله تبارك وتعالى كان عرشه على الماء‬
‫قبل أن يخلق شيئا فكان أول ما خلق الله‬
‫القلم إن كان صحيحا عنه أنه قاله فهو خبر‬
‫منه أن الله خلق القلم بعد خلقه عرشه وقد‬
‫روى عن أبي هاشم هذا الخبر شعبة ولم‬
‫يقل فيه ما قال سفيان من أن الله تعالى‬
‫كان على عرشه فكان أول ما خلق القلم‬
‫بل روى ذلك كالذي رواه سائر من ذكرنا‬
‫من الرواة عن ابن عباس أنه قال أول ما‬
‫خلق الله تعالى القلم ذكر من قال ذلك‬
‫حدثنا ابن المثنى قال حدثني عبدالصمد‬
‫قال حدثنا شعبة قال حدثنا أبو هاشم سمع‬
‫مجاهدا قال سمعت عبدالله ل يدري ابن‬
‫عمر أو ابن عباس قال إن أول ما خلق الله‬
‫القلم فقال له أجر فجرى القلم بما هو‬
‫كائن وإنما يعمل الناس اليوم فيما قد فرغ‬
‫منه وكذلك قول ابن إسحاق الذي ذكرناه‬
‫عنه معناه أن الله خلق النور والظلمة بعد‬
‫خلقه عرشه والماء الذي عليه عرشه وقول‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي‬
‫رويناه عنه أولى قول في ذلك بالصواب‬
‫لنه كان أعلم قائل في ذلك قول بحقيقته‬
‫وصحته وقد روينا عنه عليه السلم أنه قال‬
‫أول شيء خلقه الله تعالى القلم من غير‬
‫استثناء منه شيئا من الشياء أنه تقدم خلق‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫الله إياه خلق القلم بل عم بقوله صلى الله‬
‫عليه وسلم إن أول شيء خلقه الله القلم‬
‫كل شيء وأن القلم مخلوق قبله من غير‬
‫استثنائه من ذلك عرشا ول ماء ول شيئا‬
‫غير ذلك فالرواية التي رويناها عن أبي‬
‫ظبيان وأبي الضحا عن ابن عباس أولى‬
‫بالصحة عن ابن عباس من خبر مجاهد عنه‬
‫الذي رواه عنه أبو هاشم إذ كان أبو هاشم‬
‫قد اختلف في رواية ذلك عنه شعبة‬
‫وسفيان على ما قد ذكرت من اختلفهما‬
‫فيها وأما ابن إسحاق فإنه لم يسند قوله‬
‫الذي قاله في ذلك إلى أحد وذلك من المور‬
‫التي ل يدرك علمها إل بخبر من الله تعالى‬
‫أو خبر من رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم وقد ذكرت الرواية فيه عن رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم القول في الذي‬
‫ثنى خلق القلم ثم إن الله جل جلله خلق‬
‫بعد القلم وبعد أن أمره فكتب ما هو كائن‬
‫إلى قيام الساعة سحابا رقيقا وهو الغمام‬
‫الذي ذكره جل وعز ذكره في محكم كتابه‬
‫فقال هل ينظرون إل أن يأتيهم الله في‬
‫ظلل من الغمام ) ‪ ( 1‬وذلك قبل ان يخلق‬
‫عرشه وبذلك ورد الخبر عن رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم حدثنا ابن وكيع‬
‫ومحمد بن هارون القطان قال حدثنا يزيد‬
‫بن هارون عن حماد بن سلمة عن يعلى بن‬
‫عطاء عن وكيع بن حدس عن عمه أبي‬
‫رزين قال قلت يا رسول الله أين كان ربنا‬
‫قبل أن يخلق خلقه قال كان في عماء ما‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫تحته هواء وما فوقه هواء ثم خلق عرشه‬
‫على الماء حدثني المثنى بن إبراهيم قال‬
‫حدثنا الحجاج قال حدثنا حماد عن يعلى بن‬
‫عطاء عن وكيع بن حدس عن عمه أبي‬
‫رزين العقيلي قال قلت يا رسول الله أين‬
‫كان ربنا تعالى قبل أن يخلق السموات‬
‫والرض قال في عماء فوقه هواء وتحته‬
‫هواء ثم خلق عرشه على الماء حدثنا خلد‬
‫بن أسلم حدثنا النضر بن شميل قال حدثنا‬
‫المسعودي أخبرنا جامع بن شداد عن‬
‫صفوان بن محرز عن ابن حصين وكان من‬
‫أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫قال أتى قوم رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم فدخلوا عليه فجعل يبشرهم‬
‫ويقولون أعطنا حتى ساء ذلك رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم ثم خرجوا من عنده‬
‫وجاء قوم آخرون فدخلوا عليه فقالوا جئنا‬
‫نسلم على رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم ونتفقه في الدين ونسأله عن بدء‬
‫هذا المر قال فأقبلوا البشرى إذ لم يقبلها‬
‫أولئك الذين خرجوا قالوا قبلنا فقال رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم كان الله ل شيء‬
‫غيره وكان عرشه على الماء وكتب في‬
‫الذكر قبل كل شيء ثم خلق سبع سموات‬
‫ثم أتاني آت فقال تلك ناقتك قد ذهبت‬
‫فخرجت ينقطع دونها السراب ولوددت أني‬
‫تركتها حدثني أبو كريب حدثنا أبو معاوية‬
‫عن العمش عن جامع بن شداد عن صفوان‬
‫بن محرز عن عمران بن الحصين قال قال‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫رسول الله ص اقبلوا البشرى يا بني تميم‬
‫فقالوا قد بشرتنا فأعطنا فقال اقبلوا‬
‫البشرى يا أهل اليمن فقالوا قد قبلنا‬
‫فأخبرنا عن هذا المر كيف كان فقال‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم كان الله‬
‫تعالى على العرش وكان قبل كل شيء‬
‫وكتب في اللوح كل شيء يكون قال فأتاني‬
‫آت فقال يا عمران هذه ناقتك قد حلت‬
‫عقالها فقمت فإذا السراب ينقطع بيني‬
‫وبينها فل أدري ما كان بعد ذلك ثم اختلف‬
‫في الذي خلق تعالى ذكره بعد العماء فقال‬
‫بعضهم خلق بعد ذلك عرشه ذكر من قال‬
‫ذلك حدثني محمد بن سنان حدثنا أبو سلمة‬
‫قال حدثنا حيان بن عبيدالله عن الضحاك‬
‫بن مزاحم قال قال ابن عباس إن الله‬
‫تعالى خلق العرش أول ما خلق فاستو ى‬
‫عليه وقال آخرون خلق الله تعالى الماء‬
‫قبل العرش ثم خلق عرشه فوضعه على‬
‫الماء ذكر من قال ذلك حدثنا موسى بن‬
‫هارون الهمداني قال حدثنا عمرو بن حماد‬
‫قال حدثنا أسباط بن نصر عن السدي في‬
‫خبر ذكره عن أبي مالك وعن أبي صالح عن‬
‫ابن عباس وعن مرة الهمداني عن عبدالله‬
‫بن مسعود وعن ناس من أصحاب رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم قالوا إن الله‬
‫تعالى كان عرشه على الماء ولم يخلق شيئا‬
‫غير ما خلق قبل الماء حدثني محمد بن‬
‫سهل بن عسكر قال حدثنا إسماعيل بن‬
‫عبدالكريم قال حدثني عبدالصمد بن معقل‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫قال سمعت وهب بن منبه يقول إن العرش‬
‫كان قبل أن يخلق السموات والرض على‬
‫الماء فلما أراد أن يخلق السموات والرض‬
‫قبض من صفاة الماء قبضة ثم فتح القبضة‬
‫فارتفعت دخانا ثم قضاهن سبع سموات‬
‫في يومين ودحا الرض في يومين وفرغ‬
‫من الخلق اليوم السابع وقد قيل إن الذي‬
‫خلق ربنا تعالى بعد القلم الكرسي ثم خلق‬
‫بعد الكرسي العرش ثم بعد ذلك خلق الهواء‬
‫والظلمات ثم خلق الماء فوضع عرشه عليه‬
‫قال أبو جعفر وأولى القولين في ذلك‬
‫عندي بالصواب قول من قال إن الله تبارك‬
‫وتعالى خلق الماء قبل العرش لصحة الخبر‬
‫الذي ذكرت قبل عن أبي رزين العقيلي عن‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال‬
‫حين سئل أين كان ربنا تعالى قبل أن يخلق‬
‫خلقه قال كان في عماء ما تحته هواء وما‬
‫فوقه هواء ثم خلق عرشه على الماء فأخبر‬
‫صلى الله عليه وسلم أن الله خلق عرشه‬
‫على الماء ومحال إذ كان خلقه على الماء‬
‫أن يكون خلقه عليه والذي خلقه عليه غير‬
‫موجود إما قبله أو معه فإذا كان ذلك كذلك‬
‫فالعرش ل يخلو من أحد أمرين إما أن يكون‬
‫خلق بعد خلق الله الماء وإما أن يكون خلق‬
‫هو والماء معا فأما أن يكون خلقه قبل خلق‬
‫الماء فذلك غير جائز صحته على ما روي‬
‫عن أبي رزين عن النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم وقد قيل إن الماء كان على متن‬
‫الريح حين خلق عرشه عليه فإن كان ذلك‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫كذلك فقد كان الماء والريح خلقا قبل‬
‫العرش ‪ .‬ذكر من قال كان الماء على متن‬
‫الريح ‪ .‬انتهى ‪ .‬فارجع إليه ففيه تفصيل‬
‫بداية الخلق ‪ ،‬كما بين الحافظ ابن جرير‬
‫الطبري أن السحاب الرقيق متأخر عن خلق‬
‫القلم كما سيأتي تفصيل هذه المسألة ‪.‬‬
‫وقال ابن جرير صحيفة ‪ 42‬الجزء ‪ : 1‬وعود‬
‫المر إلى ما كان عليه قبل أن يكون شيء‬
‫غير القديم البارىء الذي له الخلق والمر‬
‫الذي كان قبل كل شيء فل شيء كان قبله‬
‫والكائن بعد كل شيء فل شيء يبقى غير‬
‫وجهه الكريم ‪ .‬وقال أيضا ‪ :‬حدثنا بشر قال‬
‫حدثنا يزيد بن زريع قال حدثنا سعيد عن‬
‫قتادة قال كان الحسن يقول إن الله ابتله‬
‫بأمر فصبر عليه ابتله بالكوكب والشمس‬
‫والقمر فأحسن في ذلك وعرف أن ربه‬
‫دائم ل يزول فوجه وجهه للذي فطر‬
‫السموات والرض حنيفا وما كان من‬
‫المشركين وابتله بالهجرة فخرج من بلده‬
‫وقومه حتى لحق بالشام مهاجرا إلى الله‬
‫تعالى ثم ابتله بالنار قبل الهجرة فصبر‬
‫على ذلك وابتله بذبح ابنه وبالختان فصبر‬
‫على ذلك ‪ .‬انتهى وفي كتاب البداية‬
‫والنهاية الجزء ‪ 1‬صفحة للحافظ ابن كثير ‪:‬‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الول‬
‫الخر الباطن الظاهر الذي هو بكل شيء‬
‫عليم الول فليس قبله شيء الخر فليس‬
‫بعده شيء الظاهر فليس فوقه شيء‬
‫الباطن فليس دونه شيء الزلي القديم‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫الذي لم يزل موجودا بصفات الكمال ول‬
‫يزال دائما مستمرا باقيا سرمديا بل انقضاء‬
‫ول انفصال ول زوال يعلم دبيب النملة‬
‫السوداء على الصخرة الصماء في الليلة‬
‫الظلماء وعدد الرمال وهو العلي الكبير‬
‫المتعال العلي العظيم الذي خلق كل شيء‬
‫فقدره تقديرا ‪ .‬وقال أيضا ‪ :‬فصل قال الله‬
‫تعالى في كتابه العزيز الله خالق كل شيء‬
‫وهو على كل شيء وكيل فكل ما سواه‬
‫تعالى فهو مخلوق له مربوب مدبر مكون‬
‫بعد أن لم يكن محدث بعد عدمه فالعرش‬
‫الذي هو سقف المخلوقات إلى ما تحت‬
‫الثرى وما بين ذلك من جامد وناطق الجميع‬
‫خلقه وملكه وعبيده وتحت قهره وقدرته‬
‫وتحت تصريفه ومشيئته خلق السموات وما‬
‫بينهما في ستة أيام ثم استوى على العرش‬
‫يعلم ما يلج في الرض وما يخرج منها وما‬
‫ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو معكم‬
‫أينما كنتم والله بما تعملون بصير وقد‬
‫أجمع العلماء قاطبة ل يشك في ذلك مسلم‬
‫أن الله خلق السموات والرض وما بينهما‬
‫في ستة أيام كما دل عليه القرآن الكريم‬
‫فاختلفو في هذه اليام أهي كأيامنا هذه أو‬
‫كل يوم كألف سنة مما تعدون على قولين‬
‫كما بينا ذلك في التفسير وسنتعرض‬
‫ليراده في موضعه واختلفوا هل كان قبل‬
‫خلق السموات والرض شيء مخلوق قبلهما‬
‫فذهب طوائف من المتكلمين إلى أنه لم‬
‫يكن قبلهما شيء وأنهما خلقتا من العدم‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫المحض وقال آخرون بل كان قبل السموات‬
‫والرض مخلوقات أخر لقوله وهو الذي خلق‬
‫السموات والرض في ستة أيام وكان‬
‫عرشه على الماء الية وفي حديث عمران‬
‫بن حصين كما سيأتي كان الله ولم يكن‬
‫قبله شيء وكان عرشه على الماء وكتب‬
‫في الذكر كل شيء ثم خلق السموات‬
‫والرض وقال المام أحمد بن حنبل حدثنا‬
‫بهز حدثنا حماد بن سلمة حدثنا أبو يعلى بن‬
‫عطاء عن وكيع بن حدس عن عمه أبي‬
‫رزين لقيط بن عامر العقيلي انه قال يا‬
‫رسول الله أين كان ربنا قبل ان يخلق‬
‫السموات والرض قال كان في عماء ما‬
‫فوقه هواء وما تحته هواء ثم خلق عرشه‬
‫على الماء ورواه عن يزيد بن هرون عن‬
‫حماد بن سلمة به ولفظه أين كان ربنا قبل‬
‫ان يخلق خلقه وباقيه سواء وأخرجه‬
‫الترمذي عن أحمد بن منيع وابن ماجة عن‬
‫أبي بكر بن ابي شيبة ومحمد بن الصباح‬
‫ثلثتهم عن يزيد بن هرون وقال الترمذي‬
‫حسن واختلف هؤلء في ايها خلق اول‬
‫فقال قائلون خلق القلم قبل هذه الشياء‬
‫كلها وهذا هو اختيار ابن جرير وابن الجوزي‬
‫وغيرهما قال ابن جرير وبعد القلم السحاب‬
‫الرقيق واحتجوا بالحديث الذي رواه المام‬
‫احمد وأبو داود والترمذي عن عبادة بن‬
‫الصامت رضي الله عنه قال قال رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم إن أول ما خلق الله‬
‫القلم ثم قال له اكتب فجرى في تلك‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫الساعة بما هو كائن إلى يوم القيامة لفظ‬
‫أحمد وقال الترمذي حسن صحيح غريب‬
‫والذي عليه الجمهور فيما نقله الحافظ أبو‬
‫العلء الهمداني وغيره أن العرش مخلوق‬
‫قبل ذلك وهذا هو الذي رواه ابن جرير من‬
‫طريق الضحاك عن ابن عباس كما دل على‬
‫ذلك الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه‬
‫حيث قال حدثني أبو الطاهر احمد بن عمرو‬
‫بن السرج حدثنا ابن وهب اخبرني ابو‬
‫هانيء الخولني عن أبي عبدالرحمن‬
‫الجيلي عن عبدالله بن عمرو بن العاص قال‬
‫سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫يقول كتب الله مقادير الخلئق قبل ان‬
‫يخلق السموات والرض بخمسين ألف سنة‬
‫قال وعرشه على الماء قالوا فهذا التقدير‬
‫هو كتابته بالقلم المقادير وقد دل هذا‬
‫الحديث أن ذلك بعد خلق العرش فثبت‬
‫تقديم العرش على القلم الذي كتب به‬
‫المقادير كما ذهب إلى ذلك الجماهير‬
‫ويحمل حديث القلم على أنه أول‬
‫المخلوقات من هذا العالم ويؤيد هذا ما‬
‫رواه البخاري عن عمران بن حصين قال‬
‫قال أهل اليمن لرسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم جئناك لنتفقه في الدين ولنسألك‬
‫عن أول هذا المر فقال كان الله ولم يكن‬
‫شيء قبله وفي رواية معه وفي رواية غيره‬
‫وكان عرشه على الماء وكتب في الذكر كل‬
‫شيء وخلق السموات والرض وفي لفظ‬
‫ثم خلق السموات والرض فسألوه عن‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫ابتداء خلق السموات والرض ولهذا قالوا‬
‫جئناك نسألك عن أول هذا المر فأجابهم‬
‫عما سألوا فقط ولهذا لم يخبرهم بخلق‬
‫العرش كما أخبر به في حديث أبي رزين‬
‫المتقدم قال ابن جرير وقال آخرون بل‬
‫خلق الله تعالى الماء قبل العرش رواه‬
‫السدي عن أبي مالك وعن أبي صالح عن‬
‫ابن عباس وعن مرة عن ابن مسعود وعن‬
‫ناس من اصحاب رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم قالوا إن الله كان عرشه على الماء‬
‫ولم يخلق شيئا غير ما خلق قبل الماء‬
‫وحكى ابن جرير عن محمد بن إسحاق انه‬
‫قال أول ما خلق الله تعالى النور والظلمة‬
‫ثم ميز بينهما فجعل الظلمة ليل أسود‬
‫مظلما وجعل النور نهارا مضيئا مبصرا قال‬
‫ابن جرير وقد قيل أن الذي خلق ربنا بعد‬
‫القلم الكرسي ثم خلق بعد الكرسي العرش‬
‫ثم خلق بعد ذلك الهواء والظلمة ثم خلق‬
‫الماء فوضع عرشه على الماء والله سبحانه‬
‫وتعالى أعلم ‪ .‬قلت القول الصحيح‬
‫والمأخوذ به أن أول المخلوقات الماء ثم‬
‫العرش ‪ ،‬وكان الله وحده ليس معه ول قبله‬
‫شي‪ ،‬ولم يكن شيء غيره ‪ .‬والله أعلم ‪.‬‬
‫وفي صحيح ابن حبان الجزء ‪ 14‬صفحة‬
‫‪ : 10‬ذكر الخبار عما كان عليه العرش قبل‬
‫خلق الله جل وعل السماوات والرض أخبرنا‬
‫النضر بن محمد بن المبارك قال ‪ :‬حدثنا‬
‫حدثنا محمد بن عثمان العجلي قال ‪ :‬حدثنا‬
‫عبيد الله بن موسى العبسي عن شيبان عن‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫العمش عن جامع بن شداد عن صفوان بن‬
‫محرز عن عمران بن حصين قال ‪ :‬إني‬
‫لجالس عند رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم إذ جاءه قوم من بني تميم فقال ‪:‬‬
‫) اقبلوا البشرى يا بني تميم ( قالوا ‪ :‬قد‬
‫بشرتنا يا رسول الله فأعطنا فدخل عليه‬
‫ناس من أهل اليمن فقال ‪ ) :‬اقبلوا‬
‫البشرى يا أهل اليمن إذ لم يقبلها بنو تميم‬
‫( قالوا ‪ :‬قد قبلنا يا رسول الله جئنا لنتفقه‬
‫في الدين ونسألك عن أول هذا المر ما‬
‫كان ؟ فقال ‪ ) :‬كان الله ولم يكن شيء‬
‫قبله وكان عرشه على الماء ثم خلق‬
‫السماوات والرض وكتب في الذكر كل‬
‫شيء ( قال ‪ :‬ثم أتاه رجل فقال ‪ :‬يا عمران‬
‫بن حصين راحلتك أدركها فقد ذهبت‬
‫فانطلقت أطلبها فإذا السراب ينقطع دونها‬
‫وايم الله لوددت أنها ذهبت ولم أقم إسناده‬
‫صحيح على شرط البخاري ‪ .‬انتهى‬

‫قال ابن تيمية في بيان تلبيس الجهمية ‪:‬‬


‫وحديث أبي رزين رواه أحمد والترمذي وغيره قال‬
‫الترمذي في كتاب التفسير في تفسير سورة هود‬
‫لجل قوله تعالى هو الذي خلق السموات والرض‬
‫في ستة أيام وكان عرشه على الماء ثنا أحمد بن‬
‫منيع قال ثنا يزيد بن هرون أنا حماد بن سلمة عن‬
‫يعلى بن عطاء عن وكيع بن عدس عن عمه أبي‬
‫رزين قال قلت يا رسول الله أين كان ربنا قبل أن‬
‫يخلق خلقه قال كان في عماء ما تحته هو وما فوقه‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫هواء ثم خلق عرشه على الماء قال أحمد بن منيع‬
‫قال يزيد بن هارون العماء أي ليس معه شيء فهذا‬
‫الحديث فيه بيان أنه خلق العرش المخلوق قبل‬
‫السموات والرض وأما قوله في عماء فعلى ما‬
‫ذكره يزيد بن هارون ورواه عنه أحمد بن منيع‬
‫وقرره الترمذي في أن معناه ليس معه شيء‬
‫فيكون فيه دللة على أن الله تعالى كان وليس معه‬
‫شيء وسيأتي الكلم على ذلك إن شاء الله تعالى‬
‫ثم لو دل على وجود موجود على قول من يفسر‬
‫العماء بالسحاب الرقيق لم يكن في ذلك دليل على‬
‫قول الدهرية بقدم ما ادعوا قدمه ول بأن مادة‬
‫السموات والرض ليستا مبتدعتين وذلك أن الله‬
‫سبحانه وتعالى أخبر في كتابه بابتداء الخلق الذي‬
‫يعيده كما قال وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وأخبر‬
‫بخلق السموات والرض وما بينهما في ستة أيام‬
‫في غير موضع وجاءت بذلك الى اخر ما قاله ‪.‬‬
‫قال الحافظ ابن الجوزي ‪ :‬واما الحديث الثاني‬
‫حديث أبي رزين فقد قال فيه يزيد بن هارون‪ :‬قوله‬
‫في عماء أي ليس معه شيء وقيل‪ :‬إن هذا بالقصر‪.‬‬
‫وقال الحافظ ابن الجوزي الحنبلي ص ‪ 192‬دار‬
‫النووي ‪ :‬قلت هذا حديث تفرد به يعلى بن عطاء‬
‫عن وكيع بن عدس وليس لوكيع راو غير يعلى ‪،‬‬
‫والعماء السحاب‪ .‬واعلم ان الفــوق والتحت‬
‫يرجعان إلى السحاب ل إلى الله تعالى‪ .‬و )في(‬
‫بمعنى فوق‪ .‬فالمعنى‪ :‬كان فوق السحاب بالتدبير‬
‫والقهر ولما كان القوم يأنسون بالمخلوقات سألوا‬
‫عنها‪ .‬والسحاب من جملة خلقه‪ .‬ولو سئل عما قبل‬
‫السحاب لخبر ان الله تعالى كان ول شيء معه‪.‬‬
‫كذلك روي عن عمران بن حصين عن رسول الله‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫صلى الله عليه وسلم أنه قال ‪ :‬كان الله ول شيء‬
‫معه‪ .‬وقال أبو الحسين ابن المنادي ونقلته من خطه‬
‫قال ‪ :‬ولسنا نختلف ان الجبار تعالى ل يعلوه شيء‬
‫من خلقه بحال‪ ،‬وانه ل يحل بالشياء بنفسه‪ ،‬ول‬
‫يزول عنها لنه لو حل بها كان منها‪ ،‬ولو زال عنها‬
‫لنأى عنها‪ .‬اهـ‪ .‬وحديث أحمد في المسند والترمذي‬
‫في جامعه وابن ماجه في سننه والطبراني في‬
‫الكبير‪ ،‬من طريق حماد بن سلمة عن يعلى بن‬
‫عطاء عن وكيع بن حدس )وقد قال الذهبي في‬
‫العلو‪ :‬رواه شعبة وغيره عن يعلى فقالوا‪ ،‬بدل‬
‫عدس بدل حدس وقال الذهبي في العلو وإسناده‬
‫حسن‪ ،‬قلت بل الحديث ضعيف وفيه وكيع بن عدس‬
‫ولم يوثقه إل ابن حبان ولم يرو عنه إل يعلى بن‬
‫عطاء وضعفه المتناقض اللباني في ضعيف‬
‫الترمذي وفي ضعيف ابن ماجه وفي تخريجه لسنة‬
‫ابن أبي عاصم‪ ،‬أما ما قاله في مختصر العلو ص‬
‫‪" 186‬وقال رواه الترمذي وابن ماجه وإسناده‬
‫حسن‪ ،‬فليس بحسن‪ ،‬فافهم ‪ ،‬وقد حسنه القاضي‬
‫أبو بكر بن العربي في العارضة ‪ ،‬والحافظ ابن كثير‬
‫في تفسيره ( عن أبي رزين العقيلي قال‪ :‬قلت يا‬
‫رسول الله أين كان ربنا قبل أن يخلق السموات و‬
‫الرض ؟‪ .‬فالجواب من الخصم والمعارض‪ ،‬إما أن‬
‫يقول كان ول شيء معه‪ ،‬ولم يكن شيء غيره كما‬
‫قال رسول الله كما في صحيح البخاري وغيره‪،‬‬
‫وهذه الموجودات من العرش والسموات والماء لم‬
‫تكن موجودة وكان الله قبل هذه الموجودات‪ ،‬وإما‬
‫أن يقول إن الله كان في الزل وكانت السموات و‬
‫الرض والعرش أو شيء من ذلك وكالسحاب‬
‫الرقيق وهو الحاد وكفر والرد عليه واضح‪ ،‬وإما أن‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫يقول‪ :‬كان وحده في الزل ثم انتقل وتحول من ل‬
‫مكان ول زمان أي من الزل إلى المكان وهو‬
‫الحدوث حتى صار في السماء حقيقة بظاهر حديث‬
‫الجارية‪ ،‬أو جلس واستقر بظاهر آية الستواء كما‬
‫تقول المشبهة‪ ،‬وهذا فيه نسبة الحدوث والمكان‬
‫لله تعالى والتنقل والتحول والتصرف في نفسه‪،‬‬
‫وهذا التحول والتنقل بزعمهم يكون تجدد عليه شيء‬
‫لم يكن‪ ،‬أضف أنه لم يأت ذلك ل في كتاب ول سنة‬
‫ول عن أحد من السلف فوصفوا الله بما لم يصف‬
‫به نفسه ول وصفه به رسوله‪ ،‬بل رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم قال كان الله ولم يكن شيء غيره‪،‬‬
‫ونقل على ذلك ابن حزم الجماع‪ ،‬ومن قال بخلف‬
‫ذلك كفر كما في مراتب الجماع‪ ،‬وقال أبو حنيفة‬
‫في الفقه الكبر "وصفاته في الزل غير محدثة ول‬
‫مخلوقة‪ :‬فمن قال إنها مخلوقة أو محدثة‪ ،‬أو وقف‬
‫فيها أو شك فيهما فهو كافر بالله تعالى‪ ،‬وقال لم‬
‫يزل ول يزال بأسمائه وصفاته لم يحدث له اسم ول‬
‫صفة لم يزل عالما بعلمه والعلم صفة في الزل‬
‫قادرا بقدرته والقدرة صفة في الزل الخ ما قاله‬
‫ارجع اليه‪ ،‬قال مل علي القاري أي موصوفا بنعوت‬
‫الكمال‪ ،‬وأن صفات الله وأسمائه كلها أزلية ل بداية‬
‫لها وأبدية ل نهاية لها‪ ،‬لم يتجدد له تعالى صفة من‬
‫صفاته ول إسم من أسمائه لنه سبحانه واجب‬
‫الوجود لذاته الكامل في ذاته وصفاته‪ ،‬فلو حدث له‬
‫صفة أو زال عنه نعت لكان قبل حدوث تلك الصفة‬
‫وبعد زوال ذلك النعت ناقصا عن مقام الكمال وهو‬
‫في حقه سبحانه من المحال فصفاته تعالى كلها‬
‫أزلية أبدية‪ .‬انتهى واما الحديث الثاني حديث أبي‬
‫رزين فقد قال فيه يزيد بن هارون‪ :‬قوله في عماء‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫أي ليس معه شيء وقيل‪ :‬إن هذا بالقصر‪ .‬وفي‬
‫صحيح ابن حبان الجزء ‪ 14‬صفحة ‪: 8‬‬
‫أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال ‪ :‬حدثنا‬
‫محمد بن إسماعيل البخاري قال ‪ :‬حدثنا‬
‫الحجاج بن المنهال قال ‪ :‬حدثنا حماد بن‬
‫سلمة عن يعلى بن عطاء عن عن وكيع بن‬
‫حدس عن عمه أبي رزين العقيلي قال قلت‬
‫‪ :‬يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة ؟‬
‫قال ‪ ) :‬هل ترون ليلة البدر القمر أو‬
‫الشمس بغير سحاب ( ؟ قالوا ‪ :‬نعم قال ‪) :‬‬
‫فالله أعظم ( قلت ‪ :‬يا رسول الله أين كان‬
‫ربنا قبل أن يخلق السماوات والرض ؟ قال‬
‫‪ :‬في عماء ما فوقه هواء وما تحته هواء (‬
‫قال أبو حاتم رضي الله عنه ‪ :‬وهم في هذه‬
‫اللفظة حماد بن سلمة من حيث ) في غمام‬
‫( إنما هو ) في عماء ( يريد به أن الخلق ل‬
‫يعرفون خالقهم من حيث هم إذ كان ول‬
‫زمان ول مكان ومن لم يعرف له زمان ول‬
‫مكان ول شيء معه لنه خالقها كان معرفة‬
‫الخلق إياه كأنه في عماء عن علم الخلق ل‬
‫أن الله كان في عماء إذ هذا الوصف شبيه‬
‫بأوصاف المخلوقين إسناده ضعيف ‪.‬‬
‫انتهى ‪ .‬وقال ابن تيمية في نفس المصدر‬
‫‪ :‬ثم لو دل على وجود موجود على قول من‬
‫يفسر العماء بالسحاب الرقيق‪ ،‬لم يكن في‬
‫ذلك دليل على قول الدهرية بقدم ما ادعوا‬
‫قدمه ‪ ،‬ول بأن مادة السموات والرض‬
‫ليستا مبتدعتين ‪ ،‬وذلك أن الله سبحانه‬
‫وتعالى أخبر في كتابه بابتداء الخلق الذي‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫يعيده!‪ .‬انتهى ‪ .‬قلت وبهذا أثبتوا مع الله‬
‫في الزل مخلوقا حادثا محدثا وتصويرابن‬
‫تيمية وتقريره إمكان وجود المكان‬
‫والسحاب الرقيق مع الله تعالى قبل أن‬
‫يخلق شيئا ً من الخلق ظاهر الفساد‬
‫والبطلن ‪ ،‬ولكنه حاول أن يفرق بين مذهبه‬
‫وبين مذهب الملحدين القائلين بقدم العالم‬
‫مع الله ولم يزل معه والعياذ بالله ‪ ،‬وابن‬
‫تيمية من القائلين أن نوع العالم كان مع‬
‫الله وبقولهم هذا خالفوا العقل والنقل ‪.‬‬
‫اما النقل فقد ثبت في الحديث الصحيح ان‬
‫الله كان ولم يكن شيء غيره ول معه ول‬
‫قبله ‪ .‬وثانيا مخالفة صريح النص ليس‬
‫كمثله شيء ‪ .‬قال ابن باز مفتي الوهابية ‪ :‬سأل‬
‫سائل رسول الله " أين كان ربنا قبل أن يخلق‬
‫السموات والرض ؟ قال كان في عماء هذا الحديث‬
‫معناه أنه كان في سحاب قال العلماء أن العماء‬
‫السحاب قال بعضهم الغليظ وقال بعضهم الرقيق‪،‬‬
‫والحديث في سنده بعض المقال‪.‬انتهى ‪ .‬قلت قد‬
‫بينا تأويله وهو متعين أو كما قال العلمة ابن الثير‬
‫والحافظ أبو سليمان الخطابي على تقدير حذف أي‬
‫أين كان عرش ربنا ‪ .‬قال ابن تيمية وابن قيم‬
‫الجوزية في كتابه إجتماع الجيوش ‪137‬‬
‫بتحقيق اللباني ‪ :‬ثم ذكر عن أبي زرعة‬
‫رحمه الله تعالى أنه سئل عن تفسير قوله‬
‫تعالى ‪ " :‬الرحمن على العرش استوى "‬
‫فغضب وقال ‪ :‬تفسيرها كما تقرأ هو على‬
‫العرش استوى ‪ ،‬وعلمه في كل مكان من‬
‫قال غير ذلك فعليه لعنة الله وهذان‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫المامان إماما أهل الدين ‪ ،‬وهما من نظراء‬
‫المام أحمد والبخاري رحمهما الله تعالى ‪.‬‬
‫قال في شرح أصول اعتقاد أهل السنة ‪:3/402‬‬
‫"وفي رواية حنبل أنه سئل عن قوله وهو‬
‫معكم أينما كنتم وقوله ما يكون من نجوى‬
‫ثلثه إل هو رابعهم‬
‫قال علمه عالم بالغيب والشهادة علمه‬
‫محيط بالكل وربنا على العرش بل حد ول‬
‫صفة وسع كرسيه السموات والرض بعلمه‬
‫‪ - 676‬وسئل محمد بن جعفر عن قول الله‬
‫تعالى الرحمن على العرش استوى قال من‬
‫زعم أن الله استوى على العرش استواء‬
‫مخلوق على مخلوق فقد كفر ومن اعتقد‬
‫أن الله استوى على العرش استواء خالق‬
‫على مخلوق فهو مؤمن‬
‫والذي يكفي في هذا أن يقول إن الله‬
‫استوى على العرش من غير تكييف ‪.‬‬
‫وسئل ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن قوله‬
‫الرحمن على العرش استوى فقال الستواء‬
‫معقول والكيف مجهول واليمان به قال‬
‫ابن الجراح واجب والله تعالى ل يحد ‪- 929‬‬
‫ذكره عبد الرحمن قال وجدت في كتاب أبي‬
‫نعيم بن حماد قال حق على كل مؤمن أن‬
‫يؤمن بجميع ما وصف الله به نفسه ويترك‬
‫التفكر في الرب تبارك وتعالى ويتبع حديث‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال تفكروا‬
‫في الخلق ول تتفكروا في الخالق قال نعيم‬
‫ليس كمثله شيء ول يشبهه شيء من‬
‫الشياء ‪ - 930‬أخبرنا أحمد بن عبيد قال‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫أخبرنا محمد بن الحسين قال ثنا أحمد بن‬
‫أبي خيثمة قال ثنا الهيثم بن خارجة قال ثنا‬
‫الوليد بن مسلم يقول سألت الوزاعي‬
‫وسفيان الثوري ومالك بن أنس عن هذه‬
‫الحاديث التي فيها ذكر الرؤية فقالوا‬
‫أمروها كما جاءت بل كيف ‪ .‬قلت قول‬
‫والكيف مجهول غبر ثابتة ‪ ،‬ويفهمون منها‬
‫حقيقة الستواء غير معلومة لنا ‪ .‬أخبرنا‬
‫أحمد بن محمد بن الجراح ومحمد بن مخلد‬
‫قال ثنا عباس بن محمد الدوري قال‬
‫سمعت أبا عبيد القاسم بن سلم وذكر‬
‫عنده هذه الحاديث ضحك ربنا تعالى من‬
‫قنوط عباده وقرب غيره والكرسي موضع‬
‫القدمين وأن جهنم لمتلىء فيضع ربك‬
‫قدمه فيها وأشباه هذه الحاديث فقال أبو‬
‫عبيد هذه الحاديث عندنا حق يرويها الثقات‬
‫بعضهم عن بعض إل أنا إذا سئلنا عن‬
‫تفسيرها قلنا ما أدركنا أحدا يفسر منها‬
‫شيئا ونحن ل نفسر منها شيئا نصدق بها‬
‫ونسكت ‪ .‬انتهى وورد عن ربيعة كقول‬
‫مالك بلفظ والكيف غير معقول ‪ ،‬وروى‬
‫الخلل بإسناد ـ كلهم أئمة ثقات ـ عن سفيان بن‬
‫عيينة‪ ،‬قال‪ :‬سئل ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن‬
‫وى{ ]طه‪،[5:‬‬ ‫ست َ َ‬
‫شا ْ‬ ‫ْ‬ ‫م ُ َ‬
‫ن ع َلى العَْر ِ‬ ‫ح َ‬
‫قوله‪} :‬الّر ْ‬
‫كيف استوى؟ قال‪ :‬الستواء غير مجهول‪ ،‬والكيف‬
‫غير معقول‪ ،‬ومن الّله الرسالة‪ ،‬وعلى الرسول‬
‫البلغ المبين‪ ،‬وعلىنا التصديق‪ .‬وهذا الكلم مروي‬
‫عـن مالك بـن أنـس تلميـذ ربيعة بـن أبـي عبد‬
‫الرحمن من غير وجه‪ .‬منها‪ :‬ما رواه أبو الشيخ‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫الصبهاني‪ ،‬وأبو بكر البيهقي‪ ،‬عن يحيى بن يحيى‪،‬‬
‫قال‪ :‬كنا عند مالك بن أنس‪ ،‬فجاء رجل فقال‪ :‬يا أبا‬
‫وى{]طه‪[5:‬‬ ‫ست َ َ‬
‫شا ْ‬ ‫ْ‬ ‫م ُ َ‬ ‫عبد الّله‪}/،‬الّر ْ‬
‫ن ع َلى العَْر ِ‬ ‫ح َ‬
‫كيف استوى؟ فأطرق مالك برأسه حتى عله‬
‫ضاء ]أي‪ :‬العرق[‪ ! .‬ثم قال‪ :‬الستواء‬ ‫ح َ‬‫الّر َ‬
‫غيرمجهول‪ ،‬والكيف غيرمعقول‪ ،‬واليمان به واجب‪،‬‬
‫والسؤال عنه بدعة‪ ،‬وما أراك إل مبتدعا‪ ،‬ثم أمر به‬
‫أن يخرج‪ .‬فقول ربيعة ومالك‪] :‬الستواء غير‬
‫مجهول‪ ،‬والكيف غير معقول‪ ،‬واليمان به واجب[‪،‬‬
‫مّروها كما جاءت بل كيف‪،‬‬ ‫موافق لقول الباقين‪ :‬أ ِ‬
‫كما ذكره ابن تيمية في مجموع الفتاوى له ‪ .‬وذكر‬
‫ضا ـ عن أبي عيسى الترمذي‬ ‫أيضا ‪ :‬وروى ـ أي ً‬
‫قال‪ :‬هو على العرش كما وصف في كتابه‪ ،‬وعلمه‬
‫وقدرته وسلطانه في كل مكان‪.‬‬
‫عة الرازي‪ :‬أنه لما سئل عن‬ ‫وروي عن أبي ُزْر َ‬
‫وى{ ]طه‪:‬‬ ‫ست َ َ‬
‫شا ْ‬ ‫ْ‬ ‫م ُ َ‬
‫ن ع َلى العَْر ِ‬ ‫ح َ‬
‫تفسير قوله‪} :‬الّر ْ‬
‫‪ [5‬فقال‪ :‬تفسيره كما يقرأ‪ ،‬هو على العرش‪،‬‬
‫وعلمه في كل مكان‪ ،‬ومن قال غير هذا فعليه لعنة‬
‫الّله‪ .‬وروى أبو القاسم الللكائي الحافظ‪ ،‬الطبري‪،‬‬
‫صاحب أبي حامد السفرائيني‪ ،‬في كتابه المشهور‬
‫في ]أصول السنة[ بإسناده عن محمد بن الحسن‬
‫صاحب أبي حنيفة‪ ،‬قال‪ :‬اتفق الفقهاء كلهم ـ من‬
‫المشرق إلى المغرب ـ على اليمان بالقرآن‬
‫والحاديث‪ ،‬التي جاء بها الثقات عن رسول الّله‬
‫صلى الله عليه وسلم في صفة الرب ـ عز وجل ـ‬
‫من غير تفسير‪ ،‬ول وصف ول تشبيه‪ ،‬فمن فسر‬
‫اليوم شيًئا منها فقد خرح مما كان عليه النبي صلى‬
‫الله عليه وسلم‪ ،‬وفارق الجماعة؛ فإنهم لم يصفوا‪،‬‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫ولم يفسروا‪ ،‬ولكن أفتوا بما في الكتاب والسنة‪ ،‬ثم‬
‫جْهم[ فقد فارق الجماعة؛‬ ‫سكتوا‪ ،‬فمن قال‪ :‬بقول‪َ ] :‬‬
‫لنه قد وصفه بصفة ل شيء‪ .‬محمد بن الحسن أخذ‬
‫عن أبي حنيفة ومالك وطبقتهما من العلماء‪ ،‬وقد‬
‫حكى هذا الجماع‪ ،‬وأخبر أن الجهمية تصفه بالمور‬
‫ما‪ .‬وقوله‪] :‬من غير تفسير[‪:‬‬ ‫السلبية غالًبا‪ ،‬أو دائ ً‬
‫أراد به تفسير الجهمية المعطلة‪ ،‬الذين ابتدعوا‬
‫تفسير الصفات بخلف ما كان عليه الصحابة‬
‫والتابعون من الثبات‪ .‬وروي البيهقي وغيره بإسناد‬
‫صحيح عن ]أبي عبيد القاسم بن سلم[ قال‪ :‬هذه‬
‫الحاديث التي يقول فيها‪) :‬ضحك ربنا من قنوط‬
‫عباده وقرب غيره(‪ ،‬و)أن جهنم ل تمتلئ حتى يضع‬
‫ربك فيها قدمه(‪ ،‬و)الكرسي موضع القدمين(‪ ،‬وهذه‬
‫الحاديث في ]الرؤية[ هي عندنا حق‪ ،‬حملها الثقات‬
‫بعضهم عن بعض‪ ،‬غير أّنا إذا سئلنا عن تفسيرها ل‬
‫دا يفسرها‪ .‬أبو عبيد‪ :‬أحد‬ ‫نفسرها‪ ،‬وما أدركنا أح ً‬
‫الئمة الربعة‪ ،‬الذين هم الشافعي‪ ،‬وأحمد‪،‬‬
‫وإسحاق‪ ،‬وأبو عبيد‪ ،‬وله من المعرفة بالفقه‪،‬‬
‫واللغة‪ ،‬والتأويل‪ ،‬ما هو أشهر من أن يوصف‪ ،‬وقد‬
‫كان في الزمان الذي ظهرت فيه الفتن والهواء‪ ،‬و‬
‫دا من العلماء يفسرها‪ ،‬أي‬ ‫قد أخبر أنه ما أدرك أح ً‬
‫تفسير الجهمية‪ .‬انتهى من مجموع الفتاوى ‪ .‬قلت با‬
‫الثار الواردة المراد منها السكوت وعدم التفسير‬
‫والمرار من غير تعرض لتفسيرها أو تأويلها هذا‬
‫مراد كثير من السلف من عبارتهم وليس حملها‬
‫فقط على تأويل الجهمية كما يدعي ابن تيمية‬
‫الحراني ‪ ،‬وبغيته التشويش والتنفير من تأويلت أهل‬
‫السنة المشحونة في كتب التفاسير وغيرها ‪ ،‬كما‬
‫وأن غايته في ذلك الطعن في تأويلت الشاعرة‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫الذين اقتدوا بقسم كبير من السلف الصالح من‬
‫الصحابة والتابعين وتابعيهم وغيرهم ممن ثبت عنهم‬
‫التأويل التفصيلي كما بيناه وحققناه في كتبنا‬
‫ككتاب شفاء العليل ‪ ،‬والتنكيل والتبيان المستفيض‬
‫فارجع اليهم تنال بغيتك والحق المبين وبيان مذهب‬
‫السلف الصالح ‪ .‬ونقل ابن تيمية عن ابن جرير‬
‫الطبري من كتابه التبصير ‪ :‬ونعتقد أن الرواح كلها‬
‫مخلوقة‪ ،‬ومن قال‪ :‬إنها غير مخلوقة فقد ضاهي‬
‫قول النصارى ـ النسطورية ـ في المسيح‪ ،‬وذلك‬
‫كفر بالّله العظيم ‪ .‬ومن قال ‪ :‬إن شيئا من صفات‬
‫الّله حال في العبد‪ ،‬أو قال بالتبعيض على الّله فقد‬
‫كفر ‪ ،‬وقال أيضا ‪ . :‬وقال ابن تيمية وقال القاضي‬
‫أبو بكر محمد بن الطيب الباقلني المتكلم ـ وهو‬
‫أفضل المتكلمين المنتسبين إلى الشعري‪ ،‬ليس‬
‫فيهم مثله ل قبله ول بعده ـ قال في ]كتاب البانة[‬
‫تصنيفه‪ :‬فإن قال قائل‪ :‬فما الدليل على أن لّله‬
‫ك ُذو‬‫ه َرب ّ َ‬
‫ج ُ‬
‫دا؟ قيل له‪ :‬قوله‪} :‬وَي َب َْقى وَ ْ‬ ‫وجًها وي ً‬
‫ْ‬ ‫جَل ِ‬‫ال ْ َ‬
‫ما‬
‫م{ ]الرحمن‪ ،[72:‬وقوله تعالى‪َ } :‬‬ ‫ل ََوال ِك َْرا ِ‬
‫ي{ ]ص‪ [75:‬فأثبت‬ ‫خل َْق ُ‬
‫ت ب ِي َد َ ّ‬ ‫ما َ‬
‫جد َ ل ِ َ‬
‫س ُ‬
‫ك أن ت َ ْ‬ ‫من َعَ َ‬
‫َ‬
‫دا‪.‬‬‫لنفسه وجًها وي ً‬
‫فإن قال‪ :‬فلم أنكرتم أن يكون وجهه ويده جارحة‬
‫دا إل جارحة؟ قلنا‪:‬ل يجب‬ ‫إن كنتم ل تعقلون وجًها وي ً‬
‫هذا‪ ،‬كما ل يجب إذا لم نعقل حًيا عالما قادًرا إل‬
‫جسما أن نقضي نحن وأنتم بذلك على الّله ـ‬
‫سبحانه وتعالى ـ وكما ل يجب في كل شيء كان‬
‫ما بذاته أن يكون جوهًرا؛ لنا وإياكم لم نجد قائما‬ ‫قائ ً‬
‫بنفسه في شاهدنا إل كذلك‪ /،‬وكذلك الجواب لهم‬
‫إن قالوا‪ :‬يجب أن يكون علمه وحياته‪،‬وكلمه‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫ضا واعتلوا‬ ‫وسمعه وبصره‪ ،‬وسائر صفات ذاته عر ً‬
‫بالوجود‪ .‬وقال‪] :‬فإن قال‪ :‬فهل تقولون‪ :‬إنه في كل‬
‫مكان؟ قيل له‪ :‬معاذ الّله‪ ،‬بل مستوٍ على عرشه كما‬
‫ش‬ ‫ْ‬ ‫م ُ َ‬
‫ن عَلى العَْر ِ‬ ‫ح َ‬ ‫أخبر في كتابه فقال‪} :‬الّر ْ‬
‫صعَد ُ‬‫وى{ ]طه‪ ،[5 :‬وقال الّله تعالى‪} :‬إ ِل َي ْهِ ي َ ْ‬ ‫ست َ َ‬‫ا ْ‬
‫ه{ ]فاطر‪،[10:‬‬ ‫ح ي َْرفَعُ ُ‬
‫صال ِ ُ‬ ‫ب َوال ْعَ َ‬
‫م ُ‬
‫ل ال ّ‬ ‫م الط ّي ّ ُ‬
‫ال ْك َل ِ ُ‬
‫ف ب ِك ُ ُ‬
‫م‬ ‫س َ‬ ‫خ ِ‬‫ماء َأن ي َ ْ‬ ‫س َ‬ ‫من ِفي ال ّ‬ ‫منُتم ّ‬
‫ََ‬
‫وقال‪} :‬أأ ِ‬
‫َ‬
‫موُر{ ]الملك‪ .[16 :‬قال‪ :‬ولو كان‬ ‫ي تَ ُ‬‫ض فَإ َِذا ه ِ َ‬
‫الْر َ‬
‫في كل مكان لكان في بطن النسان وفمه‪،‬‬
‫والحشوش والمواضع التي يرغب عن ذكرها‪،‬‬
‫ولوجب أن يزيد بزيادة المكنة إذا خلق منها ما لم‬
‫يكن‪ ،‬وينقص بنقصانها إذا بطل منها ما كان‪ ،‬ولصح‬
‫أن يرغب إليه إلى نحو الرض‪ ،‬وإلى خلفنا‪ ،‬وإلى‬
‫يميننا‪ ،‬وإلى شمالنا‪ ،‬وهذا قد أجمع المسلمون على‬
‫ضا ـ في هذا الكتاب‪:‬‬ ‫خلفه وتخطئة قائله‪ .‬وقال ـ أي ً‬
‫صفات ذاته التي لم يزل ول يزال موصوفا بها‪ :‬هي‬
‫الحياة‪ ،‬والعلم‪ ،‬والقدرة‪ ،‬والسمع‪ ،‬والبصر‪ ،‬والكلم‪،‬‬
‫والرادة‪ ،‬والبقاء‪ ،‬والوجه والعينان‪ ،‬واليدان‪،‬‬
‫والغضب‪ ،‬والرضا‪ .‬ونقل عن إمام الحرمين قوله ‪:‬‬
‫وقال ايضا وكذلك قال أبو المعالي الجويني في‬
‫كتابه ]الرسالة النظامية[‪ :‬اختلف مسالك العلماء‬
‫في هذه الظواهر‪ ،‬فرأى بعضهم تأويلها‪ ،‬والتزم ذلك‬
‫في آي‪ /‬الكتاب‪ ،‬وما يصح من السنن‪ ،‬وذهب أئمة‬
‫السلف إلى النكفاف عن التأويل‪ ،‬وإجراء الظواهر‬
‫على مواردها‪ ،‬وتفويض معانيها إلى الرب‪ .‬فقال‪:‬‬
‫والذي نرتضيه رأًيا وندين الله به عقيدة‪ :‬اتباع سلف‬
‫المة‪ ،‬والدليل السمعي القاطع في ذلك إجماع المة‬
‫وهو حجة متبعة‪ ،‬وهو مستند معظم الشريعة‪ .‬وقد‬
‫درج صحب رسول الّله صلى الله عليه وسلم على‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫ترك التعرض لمعانيها ودرك ما فيها ـ وهم صفوة‬
‫السلم والمستقلون بأعباء الشريعة‪ ،‬وكانوا ل يألون‬
‫دا في ضبط قواعد الملة والتواصي بحفظها‪،‬‬ ‫جه ً‬
‫وتعليم الناس ما يحتاجون إليه منها ـ فلو كان تأويل‬
‫ما لوشك أن يكون‬ ‫غا أو محتو ً‬‫هذه الظواهر مسو ً‬
‫اهتمامهم بها فوق اهتمامهم بفروع الشريعة‪ ،‬وإذا‬
‫انصرم عصرهم وعصر التابعين على الضراب عن‬
‫التأويل‪ ،‬كان ذلك هو الوجه المتبع‪ ،‬فحق على ذي‬
‫الدين أن يعتقد تنزه الباري عن صفات المحدثين‪،‬‬
‫ول يخوض في تأويل المشكلت‪ ،‬ويكل معناها إلى‬
‫الرب تعالى‪ ،‬فليجر آية الستواء والمجيء‪ ،‬وقوله‪:‬‬
‫ك ُذو‬‫ه َرب ّ َ‬ ‫ج ُ‬
‫ي{ ]ص‪}،[75:‬وَي َب َْقى وَ ْ‬ ‫خل َْق ُ‬
‫ت ب ِي َد َ ّ‬ ‫ما َ‬ ‫}ل ِ َ‬
‫ْ‬ ‫جَل ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ري‬ ‫ج ِ‬‫م{ ]الرحمن‪ ،[27:‬وقوله‪} :‬ت َ ْ‬ ‫ل َوال ِك َْرا ِ‬
‫ب ِأ َع ْي ُن َِنا{ ]القمر‪ [14:‬وما صح من أخبار الرسول‬
‫كخبر النزول وغيره‪ ،‬على ما ذكرناه‪.‬وذكر كذلك عن‬
‫الثرم‪ ،‬وروى الثرم في ]السنة[‪ ،‬وأبو عبد الّله بن‬
‫بطة في ]البانة[‪ ،‬وأبو عمرو الطلمنكي‪ ،‬وغيرهم‬
‫بإسناد صحيح‪ ،‬عن عبد العزيز بن عبد الّله بن أبي‬
‫سلمة الماجشون ـ وهو أحد أئمة المدينة الثلثة‪،‬‬
‫الذين هم مالك بن أنس‪ ،‬وابن الماجشون‪ ،‬وابن أبي‬
‫ذئب ـ وقد سئل عما جحدت به الجهمية‪] :‬أما بعد‪،‬‬
‫فقد فهمت ما سألت فيما تتابعت الجهمية ومن‬
‫خلفها‪ ،‬في صفة الرب العظيم‪ ،‬الذي فاقت عظمته‬
‫الوصف والتدبر‪ ،‬وك َّلت اللسن عن تفسير صفته‪،‬‬
‫وانحصرت العقول دون معرفة قدرته‪ ،‬وردت‬
‫عظمته العقول‪ ،‬فلم تجد مساغا فرجعت خاسئة‬
‫وهي حسيرة‪ .‬وإنما ُأمروا بالنظر والتفكر فيما خلق‬
‫بالتقدير‪ ،‬وإنما يقال‪] :‬كيف[ لمن لم يكن مرة ثم‬
‫ل‪ ،‬وليس‬ ‫حول‪ ،‬وليزول‪ ،‬ولم ي ََز ْ‬ ‫كان‪ ،‬فأما الذي ل ي ُ َ‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫له مثل‪ ،‬فإنه ل يعلم كيف هو إل هو‪ .‬وكيف يعرف‬
‫قدر من لم يبدأ‪ ،‬ومن ل يموت ول يبلى؟ وكيف‬
‫يكون لصفة شيء منه حد أو منتهى‪ ،‬يعرفه عارف‬
‫أو يحد قدره واصف؟ على أنه الحق المبين ل حق‬
‫أحق منه‪ ،‬ول شيء أبين منه‪ .‬الدليل على عجز‬
‫العقول عن تحقيق صفته‪ ،‬عجزها عن تحقيق ‪/‬صفة‬
‫أصغر خلقه ل تكاد تراه صغًرا يجول ويزول‪ ،‬ول يرى‬
‫له سمع ول بصر؛ لما يتقلب به ويحتال من عقله‬
‫أعضل بك‪ ،‬وأخفي عليك مما ظهر من سمعه‬
‫وبصره‪ ،‬فتبارك الّله أحسن الخالقين‪ ،‬وخالقهم‬
‫و‬
‫يٌء وَهُ َ‬
‫ش ْ‬ ‫وسيد السادة‪ ،‬وربهم }ل َي ْ َ‬
‫س كَ ِ‬
‫مث ْل ِهِ َ‬
‫صيُر{ ]الشورى‪.[11:‬قلت هذا النقل ل‬ ‫ميعُ الب َ ِ‬
‫س ِ‬
‫ال ّ‬
‫يسعفه بشيء فقد نص فيه أن الله ل يزول ول‬
‫يحول ‪ ،‬ونفى فيه الحد والمنتهى عن الله سبحانه‬
‫وفيه مذهب التفويض الذي يعتبره ابن تيمية‬
‫والوهابية مذهب التجهيل ومن شر أقوال أهل البدع‬
‫واللحاد ‪ ،‬أما قوله فإنه ل يعلم كيف هو إل هو ‪،‬‬
‫فواضح بين أن المراد الحقيقة وليس الكيف الذي‬
‫هو بمعنى الشكل والهيئة ‪ .‬فل يعلم أحد حقيقة الله‬
‫على الحقيقة إل هو سبحانه وتعالى ‪ .‬وقال أيضا ‪:‬‬
‫وقال أبو عبد الّله محمد بن عبد الّله بن أبي زمنين‪،‬‬
‫المام المشهور من أئمة المالكية‪ ،‬في كتابه الذي‬
‫صنفه في ]أصول السنة[ قال فيه قال في‪]:‬باب‬
‫اليمان بالنزول[‬
‫قال‪ :‬ومن قول أهل السنة‪) :‬إن الّله ينزل إلى سماء‬
‫دا‪،‬‬
‫الدنيا‪ ،‬ويؤمنون بذلك من غير أن يحدوا فيه ح ً‬
‫وذكر الحديث من طريق مالك وغيره(‪ .‬إلى أن قال‪:‬‬
‫وأخبرني وهب‪ ،‬عن ابن وضاح‪ ،‬عن الزهري‪ ،‬عن‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫ابن عباد‪ ،‬قال‪ :‬ومن أدركت من المشائخ‪ :‬مالك‬
‫ضْيل بن عياض‪ ،‬وعيسى بن المبارك‬ ‫وسفيان‪ ،‬وفُ َ‬
‫كيع‪ ،‬كانوا يقولون‪ :‬إن النزول حق‪ .‬قال ابن‬ ‫وو َ ِ‬
‫ضاح‪ :‬وسألت يوسف بن ع َد ِيّ عن النزول قال‪:‬‬ ‫وَ ّ‬
‫دا‪ ،‬وسألت عنه ابن‬ ‫حد ّ فيه ح ً‬ ‫نعم أومن به‪ ،‬ول أ ِ‬
‫دا ‪ .‬قلت‬ ‫حد ّ فيه ح ً‬ ‫معين‪ ،‬فقال‪ :‬نعم ُأقّر به‪ ،‬ول أ ِ‬
‫وهذا لفظ صريح في دفع ونفي الحد والتحديد في‬
‫حديث النزول وإثباته كما جاء من غير تعيين ونفي‬
‫أي حد فيه وهو مذهب التفويض المقرر عند أهل‬
‫السنة ‪ .‬ثم قال ‪ :‬وقال قبل ذلك في ]اليمان‬
‫بصفات الّله تعالى وأسمائه[ قال‪ :‬واعلم بأن أهل‬
‫العلم بالّله وبما جاءت به أنبياؤه ورسله‪ ،‬يرون‬
‫ما‪ ،‬والعجز عما‬ ‫الجهل بما لم يخبر به عن نفسه عل ً‬
‫لم يدع إليه إيماًنا‪ ،‬وأنهم إنما ينتهون من وصفه‬
‫بصفاته وأسمائه إلى حيث انتهى في كتابه على‬
‫لسان نبيه‪ .‬وقد قال ـ وهو أصدق القائلين ـ‪ :‬ك ُ ّ‬
‫ل‬
‫ل أَ‬
‫ه ]القصص‪ ،[88 :‬وقال‪ :‬قُ ْ ّ‬
‫ي‬ ‫جهَ ُ‬ ‫ك إ ِّل وَ ْ‬ ‫هال ِ ٌ‬ ‫يٍء َ‬‫ش ْ‬ ‫َ‬
‫ل الل ّهِ َ‬ ‫َ‬
‫م{‬ ‫شِهيد ٌ ب ِي ِْني وَب َي ْن َك ُ ْ‬ ‫شَهادةً قُ ِ‬ ‫يٍء أك ْب َُر َ‬ ‫ش ْ‬ ‫َ‬
‫ه ]آل‬ ‫س ُ‬ ‫ه ن َْف َ‬ ‫م الل ّ ُ‬ ‫حذ ُّرك ُ ُ‬ ‫]النعام‪ ،[19:‬وقال‪ :‬وَي ُ َ‬
‫من‬ ‫ت ِفيهِ ِ‬ ‫خ ُ‬ ‫ه وَن ََف ْ‬ ‫سوّي ْت ُ ُ‬ ‫عمران‪ ،[28:‬وقال‪ :‬فَإ َِذا َ‬
‫ك ب ِأعْي ُن َِنا{ ]الطور‪،[48:‬‬ ‫َ‬ ‫حي ]ص‪ [72:‬وقال‪} :‬فَإ ِن ّ َ‬ ‫ّرو ِ‬
‫صن َعَ ع ََلى عَي ِْني{ ]طه‪ ،[93:‬وقال‪:‬‬ ‫وقال‪ :‬وَل ِت ُ ْ‬
‫م وَل ُعُِنوا ْ‬ ‫َ‬
‫ديهِ ْ‬ ‫ت أي ْ ِ‬ ‫ة غُل ّ ْ‬ ‫مغُْلول َ ٌ‬ ‫ت اليهود ي َد ُ الل ّهِ َ‬ ‫}وََقال َ ِ‬
‫ن{ ]المائدة‪،[64 :‬‬ ‫سوط ََتا ِ‬ ‫مب ْ ُ‬ ‫داه ُ َ‬
‫ل يَ َ‬ ‫ما َقاُلوا ْ ب َ ْ‬ ‫بِ َ‬
‫َ‬
‫ة{ الية‬ ‫م ِ‬ ‫م ال ِْقَيا َ‬ ‫ه ي َوْ َ‬ ‫ضت ُ ُ‬‫ميًعا قَب ْ َ‬ ‫ج ِ‬‫ض َ‬ ‫وقال‪َ} :‬واْلْر ُ‬
‫ع‬ ‫خاَفا إنِني معك ُ َ‬ ‫ل َل ت َ َ‬ ‫]الزمر‪ ،[67:‬وقال‪َ} :‬قا َ‬
‫م ُ‬‫س َ‬ ‫ما أ ْ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ِّ‬
‫َ‬
‫ما{‬ ‫سى ت َك ِْلي ً‬ ‫مو َ‬ ‫ه ُ‬ ‫م الل ّ ُ‬ ‫وَأَرى{ ]طه‪ ،[64:‬وقال‪} :‬وَك َل ّ َ‬
‫ت‬ ‫ماَوا ِ‬ ‫س َ‬ ‫ه ُنوُر ال ّ‬ ‫]النساء‪ .[164:‬وقال تعالى‪} :‬الل ّ ُ‬
‫َْ‬
‫ه إ ِل ّ هُ َ‬
‫و‬ ‫ه ل َ إ َِلـ َ‬ ‫ض{ الية ]النور‪ ،[35:‬وقال‪} :‬الل ّ ُ‬ ‫َوالْر ِ‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫ْ‬
‫ما ِفي‬ ‫ه َ‬ ‫م لّ ُ‬ ‫ة وَل َ ن َوْ ٌ‬ ‫سن َ ٌ‬‫خذ ُه ُ ِ‬ ‫م ل َ ت َأ ُ‬ ‫ي ال َْقّيو ُ‬ ‫ح ّ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ذي ي َ ْ‬ ‫من َذا ال ّ ِ‬ ‫ت وما ِفي ال َ‬
‫عن ْد َهُ‬ ‫شَفعُ ِ‬ ‫ض َ‬ ‫ِ‬ ‫ر‬
‫ْ‬ ‫ماَوا ِ َ َ‬ ‫س َ‬ ‫ال ّ‬
‫حي ُ‬ ‫إل ّ بإذ ْن ِه يعل َم ما بي َ‬
‫ن‬
‫طو َ‬ ‫م وَل َ ي ُ ِ‬ ‫خل َْفهُ ْ‬ ‫ما َ‬ ‫م وَ َ‬ ‫ديهِ ْ‬ ‫ن أي ْ ِ‬ ‫ِ ِِ ِ َْ ُ َ َْ َ‬
‫ت‬‫ماَوا ِ‬ ‫س َ‬ ‫ه ال ّ‬ ‫سي ّ ُ‬‫سعَ ك ُْر ِ‬ ‫شاء وَ ِ‬ ‫ما َ‬ ‫مهِ إ ِل ّ ب ِ َ‬ ‫عل ْ ِ‬‫ن ِ‬ ‫م ْ‬
‫يٍء ّ‬ ‫ش ْ‬ ‫بِ َ‬
‫ي ال ْعَ ِ‬ ‫َ‬
‫م{ الية‬ ‫ظي ُ‬ ‫ما وَهُوَ ال ْعَل ِ ّ‬ ‫حْفظ ُهُ َ‬ ‫ؤود ُهُ ِ‬ ‫ض وَل َ ي َ ُ‬ ‫َوالْر َ‬
‫ظاهُِر‬ ‫خُر َوال ّ‬ ‫ل َواْل ِ‬ ‫]البقرة‪ ،[255:‬وقال‪}:‬هُوَ اْل َوّ ُ‬
‫ن{ ]الحديد‪ ،[3:‬ومثل هذا في القرآن كثير‪.‬‬ ‫َوال َْباط ِ ُ‬
‫فهو ـ تبارك وتعالى ـ نور السموات والرض‪ ،‬كما‬
‫أخبرعن نفسه‪ ،‬وله وجه‪ ،‬ونفس‪ ،‬وغير ذلك مما‬
‫وصف به نفسه‪ ،‬ويسمع‪ ،‬ويرى‪ ،‬ويتكلم‪ ،‬هو الول ل‬
‫شيء قبله‪ ،‬والخر الباقي إلى غير نهاية ول شيء‬
‫بعده‪ ،‬والظاهر العالى فوق كل شيء‪ ،‬والباطن‪،‬‬
‫م{‬ ‫يٍء عَِلي ٌ‬ ‫ش ْ‬ ‫ل َ‬ ‫بطن علمه بخلقه فقال‪} :‬وَهُوَ ب ِك ُ ّ‬
‫ة ول نوم‪ .‬وذكر‬ ‫سن َ ٌ‬
‫]الحديد‪ [3:‬قيوم حي ل تأخذه ِ‬
‫]أحاديث الصفات[ ثم قال‪ :‬فهذه صفات ربنا التي‬
‫وصف بها نفسه في كتابه‪ ،‬ووصفه بها نبيه‪ ،‬وليس‬
‫في شيء منها تحديد ول تشبيه‪ ،‬ول تقدير‪} :‬ل َي ْ َ‬
‫س‬
‫صيُر{ ]الشورى‪ .[11:‬ا‬ ‫ميعُ الب َ ِ‬ ‫س ِ‬ ‫يٌء وَهُوَ ال ّ‬ ‫ش ْ‬ ‫مث ْل ِهِ َ‬ ‫كَ ِ‬
‫‪.‬هـ‪ .‬ملخصا قلت هذا مختصر النقل عن ابن تيمية‬
‫وما نقلناه هو خلف اعتقاد ابن تيمية ول يوصله إلى‬
‫مراده لن هذه العقيدة عقيدة أهل السنة ‪ .‬وقال‬
‫ابن تيمية ما نصه ‪ :‬وكلم الئمة في هذا الباب‬
‫أطول وأكثر من أن تسع هذه الفتيا عشره‪ ،‬وكذلك‬
‫كلم الناقلين لمذهبهم‪ ،‬مثل ما ذكره أبو سليمان‬
‫الخطابي في رسالته المشهورة في ]الغنية عن‬
‫الكلم وأهله[ قال‪] :‬فأما ما سألت عنه من‬
‫الصفات‪ ،‬وما جاء منها في الكتاب والسنة‪ ،‬فإن‬
‫مذهب السلف إثباتها وإجراؤها على ظواهرها‪ ،‬ونفي‬
‫الكيفية والتشبيه عنها‪ ،‬وقد نفاها قوم فأبطلوا ما‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫أثبته الّله‪ ،‬وحققها قوم من المثبتين فخرجوا في‬
‫ذلك إلى ضرب من التشبيه والتكييف‪ ،‬وإنما القصد‬
‫في سلوك الطريقة المستقيمة بين المرين‪ ،‬ودين‬
‫الّله ـ تعالى ـ بين الغالي فيه والجافي والمقصر‬
‫عنه‪ .‬والصل في هذا‪ :‬أن الكلم في الصفات فرع‬
‫على الكلم في الذات‪ ،‬ويحتذى في ذلك حذوه‬
‫ما أن إثبات الباري ـ سبحانه ـ‬‫ومثاله‪ .‬فإذا كان معلو ً‬
‫إنما هو إثبات وجود ل إثبات كيفية‪ ،‬فكذلك إثبات‬
‫صفاته إنما هو إثبات وجود ل إثبات تحديد وتكييف‪.‬‬
‫فإذا قلنا‪ :‬يد وسمع‪ ،‬وبصر وما أشبهها‪ ،‬فإنما هي‬
‫صفات أثبتها الّله لنفسه‪ ،‬ولسنا نقول‪ :‬إن معنى اليد‬
‫القوة أو النعمة‪ ،‬ول معنى السمع والبصر العلم‪ ،‬ول‬
‫نقول‪ :‬إنها جوارح‪ ،‬ول نشبهها باليدي والسماع‬
‫والبصار‪ ،‬التي هي جوارح وأدوات للفعل‪ ،‬ونقول‪:‬‬
‫إن القول إنما وجب بإثبات الصفات؛ لن التوقيف‬
‫ورد بها‪ ،‬ووجب نفي التشبيه عنها؛ لن الّله ليس‬
‫كمثله شيء‪ ،‬وعلى هذا جرى قول السلف في‬
‫أحاديث الصفات[‪ .‬هذا كله كلم الخطابي ‪ .‬وهكذا‬
‫قاله أبو بكر الخطيب الحافظ في رسالة له‪ ،‬أخبر‬
‫فيها أن مذهب السلف على ذلك‪ .‬وهذا الكلم الذي‬
‫وا منه من العلماء من ل‬ ‫ذكره الخطابي قد نقل نح ً‬
‫يحصى عددهم‪ ،‬مثل أبي بكر السماعيلي‪ ،‬والمام‬
‫يحيى بن عمار السجزي‪ ،‬وشيخ السلم أبي‬
‫إسماعيل الهروي صاحب ]منازل السائرين[‪ ،‬و]ذم‬
‫الكلم[ وهو أشهر من أن يوصف‪ ،‬وشيخ السلم‬
‫أبي عثمان الصابوني‪ ،‬وأبي عمر بن عبد البر النمري‬
‫إمام المغرب‪ ،‬وغيرهم‪ .‬وقال أيضا وقال عمرو بن‬
‫عثمان المكي ـ في كتابه الذي سماه ‪] :‬التعرف‬
‫بأحوال العباد والمتعبدين[ ـ قال‪] :‬باب ما يجيء به‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫الشيطان للتائبين[ وذكر أنه يوقعهم في القنوط‪ ،‬ثم‬
‫في الغرور وطول المل‪ ،‬ثم في التوحيد‪ .‬فقال ‪:‬‬
‫]من أعظم ما يوسوس في التوحيد بالتشكل أو في‬
‫صفات الرب بالتمثيل والتشبيه‪ ،‬أو بالجحد لها‬
‫والتعطيل[‪ ،‬فقال بعد ذكر حديث الوسوسة ‪:‬‬
‫سَنح‬‫ل ما توهمه قلبك‪ ،‬أو َ‬ ‫واعلم ـ رحمك الّله ـ أن ك ُ ّ‬
‫]أي‪ :‬ع ََرض[‪ .‬في مجاري فكرك‪ ،‬أو خطر في‬
‫معارضات قلبك‪ ،‬من حسن‪ ،‬أو بهاء‪ ،‬أو ضياء‪ ،‬أو‬
‫إشراق أو جمال‪ ،‬أو سنح مسائل‪ ،‬أو شخص متمثل‪،‬‬
‫فالّله ـ تعالى ـ بغير ذلك‪ ،‬بل هو ـ تعالى ـ أعظم‬
‫يٌء{‬‫ش ْ‬ ‫س كَ ِ‬
‫مث ْل ِهِ َ‬ ‫وأجل وأكبر‪ ،‬أل تسمع لقوله‪} :‬ل َي ْ َ‬
‫َ‬
‫د{‬‫ح ٌ‬ ‫ه ك ُُف ً‬
‫وا أ َ‬ ‫كن ل ّ ُ‬ ‫]الشورى‪ ،[11:‬وقوله‪} :‬وَل َ ْ‬
‫م يَ ُ‬
‫]الخلص‪ [4:‬أى‪ :‬ل شبيه ول نظير ول مساوي ول‬
‫مثل‪ ،‬أو لم تعلم أنه لما تجلي للجبل تدكدك لعظم‬
‫هيبته وشامخ سلطانه؟ فكما ل يتجلى لشيء إل‬
‫اندك‪ ،‬كذلك ل يتوهمه أحد إل هلك‪ .‬فرد بما بين الّله‬
‫في كتابه من نفسه عن نفسه التشبيه والمثل‪،‬‬
‫والنظير والكفء ‪ .‬فإن اعتصمت بها وامتنعت منه‪،‬‬
‫أتاك من قبل التعطيل لصفات الرب ـ تعالى‬
‫وتقدس ـ في كتابه وسنة رسوله محمد صلى الله‬
‫عليه وسلم‪ ،‬فقال لك‪ :‬إذا كان موصوًفا بكذا أو‬
‫وصفته أوجب له التشبيه فأكذبه؛ لنه اللعين إنما‬
‫يريد أن يستزلك ويغويك‪ ،‬ويدخلك في صفات‬
‫الملحدين‪ ،‬الزائغين‪ ،‬الجاحدين لصفة الرب ـ تعالى ‪.‬‬
‫واعلم ـ رحمك الّله تعالى ـ أن الّله ـ تعالى ـ واحد ل‬
‫كالحاد‪ ،‬فرد صمد‪ ،‬لم يلد ولم يولد‪ ،‬ولم يكن له‬
‫وا أحد ـ إلى أن قال ـ ‪:‬خلصت له السماء‬ ‫كف ً‬
‫سن ِّية‪ ،‬فكانت واقعة في قديم الزل بصدق‬ ‫ال ّ‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫الحقائق‪ ،‬لم يستحدث ـ تعالى ـ صفة كان منها خلًيا‪،‬‬
‫ما كان منه برًيا‪ ،‬تبارك وتعالى‪ ،‬فكان هادًيا‬
‫واس ً‬
‫سيهدي‪ ،‬وخالًقا سيخلق‪ ،‬ورازًقا سيرزق‪ ،‬وغافًرا‬
‫سيغفر‪ ،‬وفاعًل سيفعل‪ ،‬ولم يحدث له ‪/‬الستواء إل‬
‫وقد كان في صفة أنه سيكون ذلك الفعل‪ ،‬فهو‬
‫يسمي به في جملة فعله ‪.‬‬
‫صّفا‬
‫صّفا َ‬‫ك َ‬ ‫مل َ ُ‬
‫ك َوال ْ َ‬ ‫كذلك قال الّله تعالى ‪" :‬وَ َ‬
‫جاء َرب ّ َ‬
‫" ]الفجر‪ [22:‬بمعنى‪ :‬أنه سيجيء‪ ،‬فلم يستحدث‬
‫السم بالمجيء‪ ،‬وتخلف الفعل لوقت المجيء‪ ،‬فهو‬
‫جاء سيجيء‪ ،‬ويكون المجيء منه موجوًدا بصفة ل‬
‫تلحقه الكيفية ول التشبيه؛ لن ذلك فعل الربوبية‬
‫فيستحسر العقل‪ ،‬وتنقطع النفس عند إرادة الدخول‬
‫في تحصيل كيفية المعبود‪ ،‬فل تذهب في أحد‬
‫الجانبين‪ ،‬ل معطل ول مشبًها‪ ،‬وارض لله بما رضي‬
‫ما‪،‬‬
‫به لنفسه‪ ،‬وقف عند خبره لنفسه مسل ً‬
‫ما‪ ،‬مصدًقا‪ ،‬بل مباحثة التنفير‪ ،‬ول مناسبة‬ ‫مستسل ً‬
‫التنقير ‪ .‬إلى أن قال‪:‬فهو ـ تبارك وتعالى ـ القائل‪:‬‬
‫أنا الّله ل الشجرة‪ ،‬الجائي قبل أن يكون جائًيا‪ ،‬ل‬
‫أمره‪ ،‬المتجلي لوليائه في المعاد‪ ،‬فتبيض به‬
‫وجوههم‪ ،‬وت َْفُلج ]أي‪ :‬تظهر وتثبت[‪ .‬به على‬
‫الجاحدين حجتهم‪ ،‬المستوى على عرشه بعظمة‬
‫جلله فوق كل مكان‪ ،‬تبارك وتعالى الذى كلم‬
‫موسى تكليما‪ ،‬وأراه من آياته‪ ،‬فسمع موسى كلم‬
‫جّيا‪ .‬تقدس أن يكون كلمهم " كلمه‬ ‫الّله؛ لنه قربه ن َ ِ‬
‫" مخلوًقا أو محدًثا أو مربوًبا‪ ،‬الوارث بخلقه لخلقه‪،‬‬
‫السميع لصواتهم‪ ،‬الناظر بعينه إلى أجسامهم‪ ،‬يداه‬
‫مبسوطتان‪ ،‬وهما غير نعمته‪ ،‬خلق آدم ونفخ فيه من‬
‫روحه ـ وهو أمره ـ تعالى وتقدس ـ أن يحل بجسم‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫وا‬
‫أو يمازج بجسم أو يلصق به‪ ،‬تعالى عن ذلك عل ً‬
‫كبيًرا‪ ،‬الشائي له المشيئة‪ ،‬العالم له العلم‪ ،‬الباسط‬
‫يديه بالرحمة‪ ،‬النازل كل ليلة إلى سماء الدنيا‬
‫ليتقرب إليه خلقه بالعبادة‪ ،‬وليرغبوا إليه بالوسيلة‪،‬‬
‫القريب في قربه من حبل الوريد‪ ،‬البعيد في علوه‬
‫من كل مكان بعيد‪ ،‬ول يشبه بالناس ‪ .‬انتهى قلت‬
‫نفى الكيفية والتشبيه عن المجيء كما نفى حدوث‬
‫صفة لله عزوجل ونفى الممازجة والملصقة عن‬
‫الله للعرش وغيره ونفى حدوت كلم الله وليس‬
‫بمخلوق ول حادث ول محدث وهذا كله ابن تيمية‬
‫يصرح بخلفه ‪ .‬ونقل ابن قيم الجوزية في إجتماع‬
‫جيوشه من طريق المروزي عن أحمد بن حنبل‬
‫قوله " وأنه غير مماس لشيء من خلقه هو تبارك‬
‫وتعالى بائن من خلقه وخلقه بائنون منه ‪ .‬ص‬
‫‪ . 117‬قلت يريد بالمباينة أي أنه ل يشابه خلقه ول‬
‫خلقه يشابهونه ‪ .‬وقال ابن تيمية في كتابه بيان‬
‫تلبيس الجهمية الجزء ‪ 1‬صفحة ‪ : 446‬وممن‬
‫نفى لفظ الحد أيضا من أكابر أهل الثبات‬
‫أبو نصر السجزى قال في رسالته‬
‫المشهورة إلى أهل زبيد وعند أهل الحق أن‬
‫الله سبحانه مباين لخلقه بذاته وأن المكنة‬
‫غير خالية من علمه وهو بذاته تعالى فوق‬
‫العرش بل كيف بحيث ل مكان وقال أيضا‬
‫فاعتقد أهل الخق أن الله سبحانه وتعالى‬
‫فوق العرش بذاته من غير مماسة وأن‬
‫الكرامية ومن تابعهم على القول بالمماسة‬
‫ضلل وقال وليس من قولنا إن الله فوق‬
‫العرش تحديد له وإنما التحديد يقع‬
‫للمحدثات فمن العرش إلى ما تحت الثرى‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫محدود والله سبحانه وتعالى فوق ذلك‬
‫بحيث ل مكان ول حد لتفاقنا أن الله تعالى‬
‫كان ول مكان ثم خلق المكان وهو كما كان‬
‫قبل خلق المكان قال وإنما يقول بالتحديد‬
‫من يزعم أنه سبحانه وتعالى على مكان‬
‫وقد علم أن المكنة محدودة فإن كان فيها‬
‫بزعمهم كان محدودا وعندنا أنه مباين‬
‫للمكنة ومن حلها وفوق كل محدث فل‬
‫تحديد لذاته في قولنا هذا لفظه ‪ .‬انتهى ‪.‬‬
‫قلت وهذا النص الذي نقله ابن تيمية‬
‫يدحض عقيدته وينسفها من جذورها وهو‬
‫بين واضح فيه نفي الحد والمكان ونفي‬
‫الكيف وتضليل من قال بالمماسة لله وهو‬
‫قول الكرامية وأن الله لم يتغير عما كان‬
‫كما كان قبل خلق المكان ‪ ،‬أما قوله وهو‬
‫بذاته فوق العرش بل كيف ول مكان ‪ ،‬قوله‬
‫بل كيف ول مكان وما تقدم يهدم قوله وهو‬
‫بذاته فوق العرش تماما ‪ .‬قال الحافظ ابن‬
‫الجوزي الحنبلي في كتابه تلبيس إبليس الجزء ‪1‬‬
‫صفحة ‪ : 106‬وقد وقف أقوام مع الظواهر‬
‫فحملوها على مقتضى الحس فقال بعضهم‬
‫إن الله جسم تعالى الله عن ذلك وهذا‬
‫مذهب هشام بن الحكم وعلي بن منصور‬
‫ومحمد بن الخليل ويونس بن عبد الرحمن‬
‫ثم اختلفوا فقال بعضهم جسم كالجسام‬
‫ومنهم من قال ل كالجسام ثم اختلفوا‬
‫فمنهم من قال هو نور ومنهم من قال هو‬
‫على هيئة السبيكة البيضاء هكذا كان يقول‬
‫هشام بن الحكم وكان يقول إن إله سبعة‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫أشبار بشبر نفسه تعالى الله عن ذلك علوا‬
‫كبيرا وأنه يرى ما تحت الثرى بشعاع متصل‬
‫منه بالمرئي قلت ما أعجب إل من حدة‬
‫سبعة أشبار حتى علمت أنه جعله كالدميين‬
‫والدمي طوله سبعة أشبار بشبر نفسه‬
‫وذكر أبو محمد النوبختي عن الجاحظ عن‬
‫النظام أن هشام بن عبد الحكم قال في‬
‫التشبيه في سنة واحدة خمسة أقاويل‬
‫قطع في آخرها أن معبودة أشبر نفسه‬
‫سبعة أشبار فان قوما قالوا أنه على هيئة‬
‫السبيكة وأن قوما قالوا هو على هيئة‬
‫البلورة الصافية المستوية الستدارة التي‬
‫من حيث أتيتها رأيتها على هيئة واحدة‬
‫وقال هشام هو متناهي الذات حتى قال إن‬
‫الجبل أكبر منه قال وله ماهية يعلمها هو‬
‫قال المصنف وهذا يلزمه أن يكون له كيفية‬
‫أيضا وذلك ينقض القول بالتوحيد وقد‬
‫استقرأه الماهية ل تكون إل لمن كان ذا‬
‫جنس وله نظائر فيحتاج أن يفرد منها ويبان‬
‫عنها والحق سبحانه ليس بذي جنس ول‬
‫مثل له ول يجوز أن يوصف بأن ذاته أرادته‬
‫ومتناهية ل على معنى أنه ذاهب في‬
‫الجهات بل نهاية إنما المراد أنه ليس بجسم‬
‫ول جوهر فتلزمه النهاية قال النوبختي وقد‬
‫حكى كثير من المتكلمين أن مقاتل بن‬
‫سليمان ونعيم بن حماد وداود الحواري‬
‫يقولون إن لله صورة وأعضاء قال المصنف‬
‫أترى هؤلء كيف يثبتون له القدم دون‬
‫الدميين ولم ل يجوز عليه عندهم ما يجوز‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫على الدميين من مرض أو تلف ثم يقال‬
‫لكل من ادعى التجسيم بأي دليل أثبت حدث‬
‫الجسام فيدلك بذلك على أن الله هو الذي‬
‫اعتقدته جسما محدثا غير قديم ومن قول‬
‫المجسمة ان الله تعالى يجوز أن يمس‬
‫ويلمس فيقال له فيجوز على قولكم أن‬
‫يمس ويلمس ويعانق وقال بعضهم أنه‬
‫جسم هو فضاء والجسام كلها فيه وكان‬
‫بيان بن سمعان يزعم أن معبوده نور كله‬
‫وأنه على صورة رجل وأنه يهلك جميع‬
‫أعضائه إل وجهه فقتله خالد بن عبد الله‬
‫وكان المغيرة بن سعد العجلي يزعم أن‬
‫معبوده رجل من نور على رأسه تاج من نور‬
‫وله أعضاء وقلب تنبع منه الحكمة وأعضاؤه‬
‫على صورة حروف الهجاء وكان هذا يقول‬
‫بإمامة محمد بن عبد الله بن الحسن بن‬
‫الحسن وكان زرارة ابن أعين يقول لم يكن‬
‫الباري قادرا حيا عالما في الزل حتى خلق‬
‫لنفسه هذه الصفات تعالى الله عن ذلك‬
‫وقال داود الحوارى هو جسم لحم ودم وله‬
‫جوارح وأعضاء وهو أجوف من فمه إلى‬
‫صدره ومصمت ما سوى ذلك ومن الواقفين‬
‫مع الحس أقوام قالوا هو على العرش بذاته‬
‫على وجه المماسة فإذا نزل انتقل وتحرك‬
‫وجعلوا لذاته نهاية وهؤلء قد أوجبوا عليه‬
‫المساحة والمقدار واستدلوا على أنه على‬
‫العرش بذاته بقول النبي ينزل الله إلى‬
‫سماء الدنيا قالوا ول ينزل إل من هو فوق‬
‫وهؤلء حملوا نزوله على المر الحسي‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫الذي يوصف به الجسام وهؤلء المشبهة‬
‫الذين حملوا الصفات على مقتضى الحس‬
‫وقد ذكرنا جمهور كلمهم في كتابنا‬
‫المسمى بمنهاج الوصول إلى علم الصول‬
‫وربما تخيل بعض المشبهة في رؤية الحق‬
‫يوم القيامة لما يراه في الشخاص فيمثله‬
‫شخصا يزيد حسنه على كل حسن فتراه‬
‫يتنفس من الشقوق إليه ويمثل الزيادة‬
‫فيزداد توقع ويتصور رفع الحجاب فيقلق‬
‫ويتذكر الرؤية فيغشى عليه ويسمع في‬
‫الحديث أنه يدني عبده المؤمن إليه فيخايل‬
‫القرب الذاتي كما يجالس الجنس وهذا كله‬
‫جهل بالموصوف ومن الناس من يقول لله‬
‫وجه هو صفة زائدة على صفة ذاته لقوله‬
‫تعالى ويبقى وجه ربك وله يد وله أصبع‬
‫لقول رسول الله يضع السموات على أصبع‬
‫وله قدم إلى غير ذلك مما تضمنته الخبار‬
‫وهذا كله إنما استخرجوه من مفهوم الحس‬
‫وإنما الصواب قراءة اليات والحاديث من‬
‫غير تفسير ول كلم فيها وما يؤمن هؤلء‬
‫أن يكون المراد بالوجه الذات ل أنه صفة‬
‫زائدة وعلى هذا فسر الية المحققون‬
‫فقالوا ويبقى ربك وقالوا في قوله يريدون‬
‫وجهه يريدونه وما يؤمنهم أن يكون أراد‬
‫بقوله قلوب العباد بين إصبعين ان الصبع‬
‫لما كانت هي المقبلة للشيء وأن ما بين‬
‫الصبعين يتصرف فيه صاحبها كيف شاء‬
‫ذكر ذلك ل أن ثم صفة زائدة قال المصنف‬
‫والذي أراه السكوت على هذا التفسير أيضا‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫إل أنه يجوز أن يكون مرادا ول يجوز أن‬
‫يكون ثم ذات تقبل التجزىء والنقسام ‪.‬‬
‫انتهى ‪.‬‬

‫قال الحافظ الزبيدي ‪ :‬وأول من وفق لهذا الجواب‬


‫السيدة أم سلمة رضي الله عنها والكل تابعون على‬
‫منهجها وذلك فيما أخبرنا به المحدث عبد العزيز‬
‫الغماري إجازة بطنجة عن شقيقه الحافظ السيد‬
‫أحمد بن محمد بن الصديق الغماري الحسني عن‬
‫المعمر فوق المائة محمد دويدار التلوي الكفراوي‬
‫المصري عن إبراهيم الباجوري المتوفى سنة ‪1276‬‬
‫هـ عن السيد حسن بن درويش القويسني المتوفى‬
‫سنة ‪ 1254‬هـ عن داود القلعي الميدومي عن‬
‫الحافظ السيد محمد مرتضى الحسيني الزبيدي ثم‬
‫المصري المتوفى سنة ‪ 1205‬هـ قال أخبرنا عمر‬
‫بن أحمد بن عقيل إجازة أخبرنا عبد الله بن سالم‬
‫أخبرنا محمد بن العلء الحافظ أخبرنا علي بن يحيى‬
‫أخبرنا يوسف بن عبد الله أخبرنا محمد بن عبد‬
‫الرحمن الحافظ قال أخبرني محمد بن مقبل‬
‫الصيرفي بحلب أخبرنا الصلح بن عمر المقدسي‬
‫أخبرنا أبو الحسن السعدي أخبرنا عمر بن محمد بن‬
‫طبرزد أخبرنا هبه الله بن الحصين اخبرنا أبو طالب‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫بن غيلن أخبرنا إبراهيم بن محمد المزكي اخبرنا أبو‬
‫العباس أحمد بن محمد بن الزهر ثنا محمد بن‬
‫الشرس أبو كنابة بصرى ثنا أبو المغيرة الحنفي‬
‫وهو عمير بن عبد المجيد ثنا قرة بن خالد عن‬
‫الحسن عن أمه عن أم سلمة رضي الله عنها في‬
‫قوله عزوجل )الرحمن على العرش استوى( قالت‬
‫الكيف غير معقول والستواء غير مجهول واليمان‬
‫به واجب والجحود به كفر‪ .‬ورواه غير واحد عن أم‬
‫سلمة‪ ،‬وفي السناد مقال‪ .‬قال ابن اللبان في‬
‫تفسير قول مالك قوله كيف غير معقول أي كيف‬
‫عن صفات الحوادث وكل ما كان من صفات‬
‫الحوادث فاثباته في صفات الله تعالى ينافي ما‬
‫يقتضيه العقل فيجزم بنفيه عن الله تعالى‪ ،‬قوله‬
‫والستواء غير مجهول أي انه معلوم المعنى عند‬
‫أهل اللغة‪ ،‬واليمان به على الوجه اللئق به تعالى‬
‫واجب لنه من اليمان بالله وبكتبه والسؤال عنه‬
‫بدعة أي حادث لن الصحابة كانوا عالمين بمعناه‬
‫اللئق بحسب اللغة فلم يحتاجوا للسؤال عنه فلما‬
‫جاء من لم يحط بأوضاع لغتهم ول له نور كنورهم‬
‫يهديه لصفات ربه شرع يسأل عن ذلك فكان سؤاله‬
‫سببا لشتباهه على الناس وزيغهم عن المراد اهـ‬
‫وابن اللبان مترجم له في سير الذهبي وهو متقدم‬
‫ثقة ‪ .‬وقال السيوطي في الدر المنثور‪:‬‬
‫وأخرج ابن مردويه والللكائي في السنة‬
‫عن أم سلمة أم المؤمنين رضي الله عنها‬
‫في قوله }ثم استوى على العرش{ قالت‪:‬‬
‫الكيف غير معقول‪ ،‬والستواء غير مجهول‪،‬‬
‫والقرار به إيمان‪ ،‬والجحود به كفر‪.‬وأخرج‬
‫الللكائي عن ابن عيينة قال‪ :‬سئل ربيعة‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫عن قوله } استوى على العرش { كيف‬
‫استوى؟ قال‪:‬الستواء غير مجهول‪ ،‬والكيف‬
‫غير معقول‪ ،‬ومن الله الرسالة‪ ،‬وعلى‬
‫الرسول البلغ وعلينا التصديق‪ .‬وأخرجه‬
‫البيهقي في السماء والصفات من طريق‬
‫عبد الله بن صالح بن مسلم قال‪ :‬سئل‬
‫ربيعة‪ ...‬فذكره‪ .‬وأخرج الللكائي عن جعفر‬
‫بن عبد الله قال‪ :‬جاء رجل إلى مالك بن‬
‫أنس فقال له‪ :‬يا أبا عبد الله استوى على‬
‫العرش كيف استوى؟ قال‪ :‬فما رأيت مالكا‬
‫وجد من شيء كموجدته من مقالته وعله‬
‫الرحضاء ‪ -‬يعني العرق ‪ -‬وأطرق القوم‬
‫قال‪ :‬فسرى عن مالك فقال‪ :‬الكيف غير‬
‫معقول‪ ،‬والستواء منه غير مجهول‪،‬‬
‫واليمان به واجب‪ ،‬والسؤال عنه بدعة‪،‬‬
‫وإني أخاف أن تكون ضال وأمر به فأخرج‪.‬‬
‫وأخرج البيهقي عن عبد الله بن وهب قال‪:‬‬
‫كنا عند مالك بن أنس‪ ،‬فدخل رجل فقال‪ :‬يا‬
‫أبا عبد الله }الرحمن على العرش استوى{‬
‫كيف استواؤه؟ فأطرق مالك وأخذته‬
‫الرحضاء‪ ،‬ثم رفع رأسه فقال }الرحمن‬
‫على العرش استوى{ كما وصف نفسه‪ ،‬ول‬
‫يقال له كيف‪ ،‬وكيف عنه مرفوع‪ ،‬وأنت‬
‫رجل سوء صاحب بدعة أخرجوه‪ .‬قال‪:‬‬
‫فأخرج الرجل‪ .‬وأخرج البيهقي عن أحمد بن‬
‫أبي الحواري قال‪ :‬سمعت سفيان بن عيينة‬
‫يقول‪ :‬كل ما وصف الله من نفسه في‬
‫كتابه فتفسيره تلوته والسكوت عليه‪.‬‬
‫وأخرج البيهقي عن اسحق بن موسى قال‪:‬‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫سمعت ابن عيينة يقول‪ :‬ما وصف الله به‬
‫نفسه فتفسيره قراءته‪ ،‬ليس لحد أن‬
‫يفسره إل الله تعالى ورسله صلوات الله‬
‫عليهم‪ .‬انتهى ‪ .‬الدر المنثور الجزء ‪3‬‬
‫صفحة ‪ . 473‬وفي كتاب العتقاد الجزء ‪1‬‬
‫صفحة ‪ 119‬للحافظ شيخ السلم أحمد بن‬
‫الحسن البيهقي ‪ :‬قال رحمه الله وهذا‬
‫حديث صحيح رواه جماعة من الصحابة عن‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم وأصحاب‬
‫الحديث فيما ورد به الكتاب والسنة من‬
‫أمثال هذا ولم يتكلم أحد من الصحابة‬
‫والتابعين في تأويله على قسمين ‪ 1‬منهم‬
‫من قبله وآمن به ولم يؤوله ووكل علمه‬
‫إلى الله ونفى الكيفية والتشبيه عنه ‪2‬‬
‫ومنهم من قبله وآمن به وحمله على وجه‬
‫يصح استعماله في اللغة ول يناقض التوحيد‬
‫وقد ذكرنا هاتين الطريقتين في كتاب‬
‫السماء والصفات في المسائل التي تكلموا‬
‫فيها من هذا الباب وفي الجملة يجب أن‬
‫يعلم أن استواء الله سبحانه وتعالى ليس‬
‫باستواء اعتدال عن اعوجاج ول استقرار‬
‫في مكان ول مماسة لشيء من خلقه لكنه‬
‫مستو على عرشه كما أخبر بل كيف بل أين‬
‫بائن من جميع خلقه وأن إتيانه ليس بإتيان‬
‫من مكان إلى مكان وأن مجيئه ليس بحركة‬
‫وأن نزوله ليس بنقلة وأن نفسه ليس‬
‫بجسم وأن وجهه ليس بصورة وأن يده‬
‫ليست بجارحة وأن عينه ليست بحدقة وإنما‬
‫هذه أوصاف جاء بها التوقيف فقلنا بها‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫ونفينا عنها التكييف فقد قال ليس كمثله‬
‫شيء وقال ولم يكن له كفوا أحد وقال هل‬
‫تعلم له سميا أخبرنا محمد بن عبد الله‬
‫الحافظ أنا أبو بكر محمد بن أحمد بن بالويه‬
‫ثنا محمد بن بشر بن مطر ثنا الهيثم بن‬
‫خارجة حدثنا الوليد بن مسلم قال سئل‬
‫الوزاعي ومالك وسفيان الثوري والليث بن‬
‫سعد عن هذه الحاديث فقالوا أمروها كما‬
‫جاءت بل كيفية أخبرنا محمد بن عبد الله‬
‫الحافظ أخبرني محمد بن يزيد سمعت أبا‬
‫يحيى البزار يقول سمعت العباس بن حمزة‬
‫يقول سمعت أحمد بن أبي الحواري يقول‬
‫سمعت سفيان بن عيينة يقول كل ما وصف‬
‫الله من نفسه في كتابه فتفسيره تلوته‬
‫والسكوت عليه قال الشيخ وإنما أراد به‬
‫والله أعلم فيما تفسيره يؤدي إلى تكييف‬
‫وتكييفه يقتضي تشبيهه له بخلقه في‬
‫أوصاف الحدوث أخبرنا أبو علي الحسين بن‬
‫محمد الروذباري أنا محمد بن بكر ثنا أبو‬
‫داود ثنا القعنبي ثنا يزيد بن إبراهيم عن‬
‫عبد الله بن أبي مليكة عن القاسم بن‬
‫محمد عن عائشة رضي الله عنها قالت قرأ‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الية‬
‫هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات‬
‫محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات‬
‫فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما‬
‫تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما‬
‫يعلم تأويله إل الله والراسخون في العلم‬
‫يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إل‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫أولو اللباب قالت رضي الله عنها قال‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا رأيتم‬
‫الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين‬
‫سمى الله فاحذروهم أخبرنا أبو عبد الله‬
‫الحافظ حدثني أبو بكر محمد بن علي‬
‫الفقيه القفال ثنا عمر بن محمد بن بحير‬
‫ثنا يونس بن عبد العلى قال قال لي محمد‬
‫بن إدريس الشافعي رحمه الله ل يقال‬
‫للصيل " للصل " لم ول كيف ‪ .‬انتهى ‪.‬‬
‫وفي كتاب تفسير أسماء الله الحسنى‬
‫الجزء ‪ 1‬صفحة ‪ 59‬للزجاج اللغوي ‪ :‬الول‬
‫هو موضوع التقدم والسبق ومعنى وصفنا‬
‫الله تعالى بأنه أول هو متقدم للحوادث‬
‫بأوقات ل نهاية لها فالشياء كلها وجدت‬
‫بعده وقد سبقها كلها وكان رسول الله‬
‫يقول في دعائه أنت الول فليس قبلك‬
‫شيء وأنت الخر فليس بعدك شيء‬
‫‪ - 75‬الخر هو المتأخر عن الشياء كلها‬
‫ويبقى بعدها ‪ - 76‬الظاهر هو الذي ظهر‬
‫للعقول بحججه وبراهين وجوده وأدلة‬
‫وحدانيته هذا إن أخذته من الظهور وإن‬
‫أخذته من قول العرب ظهر فلن فوق‬
‫السطج إذا عل ومن قول الشاعر وتلك‬
‫شكاة ظاهر عنك عارها ‪ ...‬فهو من العلو‬
‫والله تعالى عال على كل شيء وليس‬
‫المراد بالعلو ارتفاع المحل لن الله تعالى‬
‫يجل عن المحل والمكان وإنما العلو علو‬
‫الشأن وارتفاع السلطان ويؤكد الوجه الخر‬
‫قوله في دعائه أنت الظاهر فليس فوقك‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫شيء وأنت الباطن فليس دونك شيء ‪- 77‬‬
‫الباطن هو العالم ببطانة الشيء يقال‬
‫بطنت فلنا وخبرته إذا عرفت باطنه‬
‫وظاهره والله تعالى عارف ببواطن المور‬
‫وظواهرها فهو ذو الظاهر وذو الباطن ‪.‬‬
‫وفي كتاب العين والثر الجزء ‪ 1‬صفحة ‪60‬‬
‫جواب في الستواء كما اشتهر من جواب‬
‫أبي علي الحسين بن الفضل البجلي عن‬
‫الستواء فقال ل نعرف أنباء الغيب إل ما‬
‫كشف لنا وقد أعلمنا جل ذكره أنه استوى‬
‫على عرشه ولم يخبر كيف استوى ومن‬
‫اعتقد أن الله مفتقر للعرش أو لغيره من‬
‫المخلوقات أو أن استواءه على العرش‬
‫كاستواء المخلوقات على كرسيه فهو ضال‬
‫مبتدع فكان الله ول زمان ول مكان وهو‬
‫الن على ما عليه كان ومنها نزول الرب‬
‫سبحانه وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا‬
‫من غير تشبيه بنزول المخلوقين ول تمثيل‬
‫ول تكييف بل يثبت الحنابلة ما أثبته رسول‬
‫الله ويمرون الخبر الصحيح الوارد بذكره‬
‫على ظاهره ويكلون علمه إلى الله تعالى‬
‫وكذلك ما أنزل الله عز اسمه في كتابه من‬
‫ذكر المجيء والتيان المذكورين في قوله‬
‫تعالى وجاء ربك والملك الية وفي قوله‬
‫ينظرون إل أن يأتيهم الله في ظلل من‬
‫الغمام الية‬
‫ونؤمن بذلك بل كيف فلو شاء سبحانه أن‬
‫يبين لنا كيفية ذلك فعل فانتهينا إلى ما‬
‫أحكمه وكففنا عن الذي يتشابه وقال مالك‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫رضي الله عنه إياكم والبدع قيل وما البدع‬
‫قال أهل البدع الذين يتكلمون في أسماء‬
‫الله تعالى وصفاته وكلمه وعلمه وقدرته ل‬
‫يسكتون عما سكت عنه الصحابة والتابعون‬
‫قال ابن عيينة كل ما وصف الله به نفسه‬
‫في كتابه فتفسيره تلوته والسكوت عنه‬
‫وقال بعض السلف قدم السلم ل يثبت إل‬
‫على قنطرة التسليم فقد قال المام‬
‫الشافعي رحمه الله تعالى آمنت بالله وبما‬
‫جاء عن الله وعلى مراد الله وآمنت برسول‬
‫الله وبما جاء به رسول الله وعلى مراد‬
‫رسول الله نقله عنه المام أبو الحسن‬
‫اللبوذي الحنبلي في كتابه اللمع في السنن‬
‫والبدع وقال بعد وعلى هذا درج أئمة‬
‫السلف‪ .‬وسيأتي في التتمة الخامسة ذكر‬
‫كلم الشيخ الشعري وأنه موافق للمام‬
‫أحمد في العتقاد وأنه يجري المتشابهات‬
‫على ما قاله الله من غير تصرف ول تأويل‬
‫كما هو مذهب السلف وعليه فل خلف ول‬
‫نزاع والحمد لله انتهى ‪ .‬قلت وهذا‬
‫التفويض هو عين ما ينكره ابن تيمية‬
‫ومراده كيفية ذلك أي حقيقة ذلك ‪ .‬قال‬
‫ابن عبد البر المالكي في كتاب التمهيد ‪،‬‬
‫وذكره القرطبي أيضا في شرح اسماء الله‬
‫الحسنى ‪ " :‬وليس مجيئه حركة ول زوال ً ول‬
‫انتقال ً ‪ ،‬لن ذلك إنما يكون إذا كان الجائي‬
‫جسما ً أو جوهرا ً ‪ ،‬فلما ثبت أنه ليس بجسم‬
‫ول جوهر ‪ ،‬لم يجب أن يكون مجيئه حركة‬
‫ول نقلة ‪ ،‬ولو اعتبرت ذلك بقولهم ‪ :‬جاءت‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫فلنا ً قيامته ‪ ،‬وجاءه الموت ‪ ،‬وجاءه المرض‬
‫‪ ،‬وشبه ذلك ‪ ،‬مما هو موجود نازل به ‪ ،‬ول‬
‫مجيء ‪ ،‬لبان لك ‪ ،‬وبالله العصمة والتوفيق ‪.‬‬
‫وقال في كتابه التمهيد ردا ً على من فسر‬
‫حديث النزول بنزول الذات ‪" :‬ليس هذا‪-‬‬
‫يعني قول من قال ينزل بذاته‪ -‬بشيء عند‬
‫أهل الفهم من أهل السنة لن هذا كيفية‬
‫سى الترمذي‬ ‫عي َ‬ ‫ل أ َُبو ِ‬ ‫وهم يفزعون منها ‪َ .‬قا َ‬
‫ه عَل َي ْ ِ‬
‫ه‬ ‫صّلى الل ّ ُ‬ ‫ي َ‬ ‫ن الن ّب ِ ّ‬ ‫في جامعه ‪ .‬وَقَد ْ ُروِيَ ع َ ْ‬
‫َ‬
‫مُر‬ ‫ما ي ُذ ْك َُر ِفيهِ أ ْ‬ ‫ذا َ‬ ‫ل هَ َ‬ ‫مث ْ ُ‬ ‫ت ك َِثيَرة ٌ ِ‬ ‫م رَِواَيا ٌ‬ ‫سل ّ َ‬‫وَ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ه‬
‫شب َ َ‬ ‫ما أ ْ‬ ‫م وَذ ِك ُْر ال َْقد َم ِ وَ َ‬ ‫ن َرب ّهُ ْ‬ ‫س ي ََروْ َ‬ ‫ن الّنا َ‬ ‫الّرؤْي َةِ أ ّ‬
‫َ‬ ‫هَذِهِ اْل َ ْ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫ل ال ْعِل ْم ِ ِ‬ ‫عن ْد َ أهْ ِ‬ ‫ذا ِ‬ ‫ب ِفي هَ َ‬ ‫مذ ْهَ ُ‬ ‫شَياَء َوال ْ َ‬
‫ن‬ ‫ب‬ ‫وا‬ ‫س‬ ‫ن‬‫اْل َئ ِمة مث ْل سْفيان الث ّوري ومال ِك بن أ َ‬
‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬ ‫َ‬ ‫ْ ِ ّ َ َ ِ ْ ِ‬ ‫ُ َ َ‬ ‫ّ ِ ِ ِ‬
‫َ‬
‫ه‬
‫م َروَْوا هَذ ِ ِ‬ ‫م أن ّهُ ْ‬ ‫كيٍع وَغَي ْرِهِ ْ‬ ‫ة وَوَ ِ‬ ‫ن عُي َي ْن َ َ‬ ‫ِ‬ ‫ك َواب ْ‬ ‫مَباَر ِ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫ن ب َِها وََل‬ ‫م ُ‬ ‫ث وَن ُؤْ ِ‬ ‫حاِدي ُ‬ ‫م َقاُلوا ت ُْرَوى هَذ ِهِ اْل َ َ‬ ‫شَياَء ث ُ ّ‬ ‫اْل َ ْ‬
‫َ‬ ‫خَتاَرهُ أ َهْ ُ‬
‫ن ت ُْرَوى‬ ‫ثأ ْ‬ ‫دي ِ‬ ‫ح ِ‬ ‫ل ال ْ َ‬ ‫ذي ا ْ‬ ‫ذا ال ّ ِ‬ ‫ف وَهَ َ‬ ‫ل ك َي ْ َ‬ ‫ي َُقا ُ‬
‫سُر وََل‬ ‫ن ب َِها وََل ت َُف ّ‬ ‫م ُ‬ ‫ت وَي ُؤْ َ‬ ‫جاَء ْ‬ ‫ما َ‬ ‫شَياُء ك َ َ‬ ‫هَذ ِهِ اْل َ ْ‬
‫ذا أ َمر أ َ‬
‫ذي‬ ‫ل ال ْعِل ْم ِ ال ّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ه‬ ‫ف وَهَ َ ْ ُ‬ ‫ل ك َي ْ َ‬ ‫م وََل ي َُقا ُ‬ ‫ت ُت َوَهّ ُ‬
‫ث‬‫دي ِ‬ ‫ح ِ‬ ‫معَْنى قَوْل ِهِ ِفي ال ْ َ‬ ‫خَتاُروهُ وَذ َهَُبوا إ ِل َي ْهِ وَ َ‬ ‫ا ْ‬
‫م ‪ .‬انتهى ‪ .‬قال ابن‬ ‫جّلى ل َهُ ْ‬ ‫ه ي َعِْني ي َت َ َ‬ ‫س ُ‬ ‫م ن َْف َ‬ ‫فَي ُعَّرفُهُ ْ‬
‫ابن قيم الجوزية كما في في مختصر الصواعق ص‬
‫طبعة دار الحديث ‪ :446‬وقال الخلل‪ :‬أخبرني علي‬
‫بن عيسى أن حنبل حدثهم قال‪ :‬سألت أبا عبد الله‬
‫عن الحاديث التي تروى )أن الله عز وجل ينزل إلى‬
‫السماء الدنيا‪ ،‬وأن الله يرى‪ ،‬وأن الله يضع قدمه(‬
‫وما أشبه ذلك‪ ،‬فقال أبو عبد الله‪ ،‬نؤمن بها ونصدق‬
‫بها ول كيف ول معنى‪ ،‬ول نرد منها شيئا‪ ،‬ونعلم أن‬
‫ما جاء به الرسول حق إذا كانت بأسانيد صحاح( ول‬
‫نرد على الله قوله‪ ،‬ول نصف الله بأكثر مما وصف‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫به نفسه بل حد ول غاية‪ ،‬ليس كمثله شيء‪ .‬وهذا‬
‫وكلم الشافعي من مشكاة واحدة‪ .‬انتهى ‪ .‬قال أبو‬
‫داود وحدثنا الحسن بن محمد قال سمعت الهيثم بن‬
‫خارجة قال حدثني الوليد بن مسلم قال سألت‬
‫الوزاعي وسفيان الثوري ومالك بن أنس والليث بن‬
‫سعد عن هذه الحاديث التي جاءت فقالوا أمروها‬
‫كما جاءت بل كيف ‪ .‬وقد روى الحافظ أبو نعيم‬
‫الصفهاني في حلية الولياء عن سيدنا علي رضي‬
‫الله عنه قوله سبحانه وتعالى عن تكييف الصفات‪،‬‬
‫من زعم أن إلهنا محدود فقد جهل الخالق المعبود‬
‫ومن ذكر أن الماكن به تحيط لزمته الحيرة‬
‫والتخليط بل هو المحيط بكل مكان‪.‬اهـ وفي‬
‫السناد ضعف ‪ .‬ونصه من كتاب حلية الولياء‬
‫الجزء ‪ 1‬صفحة ‪ :73‬حدثنا أبو ذر محمد بن‬
‫الحسين بن يوسف الوراق ثنا بن الحسين‬
‫بن حفص ثنا علي بن حفص العبسي ثنا‬
‫نصير بن حمزة عن أبيه عن جعفر بن محمد‬
‫عن محمد بن علي بن الحسين عن الحسين‬
‫بن علي عن علي بن أبي طالب عليه‬
‫السلم قال قال رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم من زهد في الدنيا علمه الله تعالى‬
‫بل تعلم وهداه بل هداية وجعله بصيرا‬
‫وكشف عنه العمى وكان بذات الله عليما‬
‫وعرفان الله في صدره عظيما وقد قيل إن‬
‫التصوف البروز من الحجاب إلى رفع‬
‫الحجاب حدثنا أحمد بن ابراهيم بن جعفر ثنا‬
‫محمد بن يونس السامي ثنا أبو نعيم ثنا‬
‫حبان بن علي عن مجاهد عن الشعبي عن‬
‫ابن عباس أن علي بن أبي طالب أرسله‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫إلى زيد بن صوحان فقال يا أمير المؤمنين‬
‫إني ما علمتك لبذات الله عليم وإن الله‬
‫لفي صدرك عظيم حدثنا أبو بكر أحمد بن‬
‫محمد بن الحارث ثنا الفضل بن الحباب‬
‫الجمحي ثنا مسدد ثنا عبدالوارث بن سعيد‬
‫عن محمد بن اسحاق عن النعمان بن سعد‬
‫قال كنت بالكوفة في دار المارة دار علي‬
‫بن أبي طالب إذ دخل علينا نوف بن عبدالله‬
‫فقال يا أمير المؤمنين بالباب أربعون رجل‬
‫من اليهود فقال علي علي بهم فلما وقفوا‬
‫بين يديه قالوا له يا علي صف لنا ربك هذا‬
‫الذي في السماء كيف هو وكيف كان ومتى‬
‫كان وعلى أي شيء هو فاستوى علي‬
‫جالسا وقال معشر اليهود اسمعوا مني ول‬
‫تبالوا أن ل تسألوا أحدا غيري إن ربي‬
‫تعالى هو الول لم يبد مما ول ممازج معما‬
‫ول حال وهما ول شبح يتقصى ول محجوب‬
‫فيحوى ول كان بعد أن لم يكن فيقال حادث‬
‫بل جل أن يكيف المكيف للشياء كيف كان‬
‫بل لم يزل ول يزول لختلف الزمان ول‬
‫لتقلب شأن بعد شأن وكيف يوصف‬
‫بالشباح وكيف ينعت باللسن الفصاح من‬
‫لم يكن في الشياء فيقال بائن ولم يبن‬
‫عنها فيقال كائن بل هو بل كيفية وهو‬
‫أقرب من حبل الوريد وأبعد في الشبه من‬
‫كل بعيد ل يخفى عليه من عباده شخوص‬
‫لحظة ول كرور لفظة ول ازدلف رقوة ول‬
‫انبساط خطوة في غسق ليل داج ول ادلج‬
‫ل يتغشى عليه القمر المنير ول انبساط‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫الشمس ذات النور بضوئهما في الكرور ول‬
‫إقبال ليل مقبل ول إدبار نهار مدبر إل وهو‬
‫محيط بما يريد من تكوينه فهو العالم بكل‬
‫مكان وكل حين وأوان وكل نهاية ومدة‬
‫والمد إلى الخلق مضروب والحد إلى غيره‬
‫منسوب لم يخلق الشياء من أصول أولية‬
‫ول بأوائل كانت قبله بدية بل خلق ما خلق‬
‫فأقام خلقه وصور ما صور فأحسن صورته‬
‫توحد في علوه فليس لشيء منه امتناع ول‬
‫له بطاعة شيء من خلقه انتفاع إجابته‬
‫للداعين سريعة والملئكة في السموات‬
‫والرضين له مطيعة علمه بالموات البائدين‬
‫كعلمه بالحياء المتقلبين وعلمه بما في‬
‫السموات العلى كعلمه بما في الرض‬
‫السفلى وعلمه بكل شيء ل تحيره‬
‫الصوات ول تشغله اللغات سميع للصوات‬
‫المختلفة بل جوارح له مؤتلفة مدبر بصير‬
‫عالم بالمور حي قيوم سبحانه كلم موسى‬
‫تكليما بل جوارح ول أدوات ول شفة ول‬
‫لهوات سبحانه وتعالى عن تكييف الصفات‬
‫من زعم أن إلهنا محدود فقد جهل الخالق‬
‫المعبود ومن ذكر أن الماكن به تحيط لزمته‬
‫الحيرة والتخليط بل هو المحيط بكل مكان‬
‫فإن كنت صادقا أيها المتكلف لوصف‬
‫الرحمن بخلف التنزيل والبرهان فصف لي‬
‫جبريل وميكائيل واسرافيل هيهات أتعجز‬
‫عن صفة مخلوق مثلك وتصف الخالق‬
‫المعبود وأنت ‪ 1‬تدرك صفة رب الهيئة‬
‫والدوات فكيف من لم تأخذه سنة ول نوم‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫له ما في الرضين والسموات وما بينهما‬
‫وهو رب العرش العظيم هذا حديث غريب‬
‫من حديث النعمان كذا رواه ابن اسحاق عنه‬
‫مرسل ‪ .‬انتهى ‪ .‬تنبيه ‪ :‬قال الحافظ‬
‫السيوطي في تدريب الراوي ممزوجا مع‬
‫المتن الجزء ‪ 1‬صفحة ‪ :198‬وقال مالك‬
‫) في المشهور عنه ) وأبو حنيفة في‬
‫طائفة ( منهم أحمد في المشهور عنه (‬
‫صحيح ( قال المصنف في شرح المهذب‬
‫وقيد ابن عبد البر وغيره ذلك بما إذا لم‬
‫يكن مرسله ممن ل يحترز ويرسل عن غير‬
‫الثقات فإن كان فل خلف في رده وقال‬
‫غيره محل قبوله عند الحنفية ما إذا كان‬
‫مرسله من أهل القرون الثلثة الفاضلة‬
‫فإن كان غيرها فل لحديث ثم يفشوا الكذب‬
‫صححه النسائي وقال ابن جرير أجمع‬
‫التابعون بأسرهم على قبول المرسل ولم‬
‫يأت عنهم إنكاره ول عن أحد من الئمة‬
‫بعدهم إلى رأس المائتين قال ابن عبد البر‬
‫كأنه يعني الشافعي أول من رده وبالغ‬
‫بعضهم فقواه على المسند وقال من أسند‬
‫فقد أحالك ومن أرسل فقد تكفل لك ‪.‬‬
‫انتهى المراد منه ‪ .‬وفي كتاب الكفاية في‬
‫علم الرواية الجزء ‪ 1‬صفحة ‪ 384‬وكذلك‬
‫الحكم فيمن أرسل حديثا عن شيخ لقيه ال‬
‫انه لم يسمع ذلك الحديث منه وسمع ما‬
‫عداه وقد اختلف العلماء في وجوب العمل‬
‫بما هذه حاله فقال بعضهم انه مقبول‬
‫ويجب العمل به إذا كان المرسل ثقة عدل‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫وهذا قول مالك وأهل المدينة وأبي حنيفة‬
‫وأهل العراق وغيرهم وقال محمد بن‬
‫إدريس الشافعي رضي الله عنه وغيره من‬
‫أهل العلم ل يجب العمل به وعلى ذلك أكثر‬
‫الئمة من حفاظ الحديث ونقاد الثر ‪ .‬وفي‬
‫كتاب معرفة علوم الحديث الجزء ‪ 1‬صفحة‬
‫‪ 67‬قال الحاكم ‪ :‬فأما مشايخ أهل الكوفة‬
‫فكل من أرسل الحديث عن التابعين وأتباع‬
‫التابعين ومن بعدهم من العلماء فإنه‬
‫عندهم مرسل محتج به وليس كذلك عندنا‬
‫فإن المرسل أتباع التابعين عندنا معضل‬
‫وسيأتي ذكره وشرحه بعد هذا إن شاء الله‬
‫تعالى ‪ .‬وقال السخاوي في فتح المغيث ‪:‬‬
‫الجزء ‪ 1‬صفحة ‪ ( 139‬واحتج ( المام مالك‬
‫هو ابن أنس في المشهور عنه ) وكذا (‬
‫المام أبو ححنيفة ) النعمان ( بن ثابت‬
‫وتابعوهما المقلدون لهما والمراد الجمهور‬
‫من الطائفتين بل وجماعة من المحدثين‬
‫والمام أحمد في رواية حكاها النووي وابن‬
‫القيم وابن كثير وغيرهم به أي بالمرسل‬
‫ودانوا بمضمونه أي جعل كل واحد منهم ما‬
‫هو عنده مرسل دينا يدين به في الحكام‬
‫وغيرها وحكاه النووي في شرح المهذب‬
‫عن كثيرين من الفقهاء أو أكثرهم قال‬
‫ونقله الغزالي عن الجماهير وقال أبو داود‬
‫في رسالته وأما المراسيل قفد كان أكثر‬
‫العلماء يحتجون بها فيما مضى مثل سفيان‬
‫الثوري ومالك والوزاعي حتى جاء‬
‫الشافعي رحمه الله فتكلم في ذلك وتابعه‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫عليه أحمد وغيره انتهى ‪ .‬قلت ويعضد أثر‬
‫سيدنا علي رضي الله عنه إجماع الناس‬
‫على تنزيه الله عن الحدود والغايات‬
‫والجوارح والدوات والجهات والجسمية‬
‫والتكييف كما قال الحافظ الحجة أبو جعفر‬
‫الطحاوي في عقيدته والستاذ الفقيه‬
‫الصولي أبو منصور البغدادي في كتابه‬
‫الفرق بين الفرق ‪.‬‬
‫قال ابن حبان الحافظ )ت ‪ 354‬هـ في‬
‫صحيحه ما نصه‪ :‬هذه أخبار أطلقت من هذا‬
‫النوع توهم من لم يحكم صناعة العلم أن‬
‫أصحاب الحديث مشبهة‪ ،‬عائذ بالله أن يخطر‬
‫ذلك ببال أحد من أصحاب الحديث ولكن‬
‫أطلق هذه الخبار بألفاظ التمثيل لصفاته‬
‫على حسب ما يتعارفه الناس فيما بينهم‬
‫دون تكييف صفات الله‪ ،‬جل ربنا عن أن‬
‫يشبه بشيء من المخلوقين‪ ،‬أو يكيف‬
‫بشيء من صفاته‪ ،‬إذ ليس كمثله شىء" اهـ‬
‫ضا في الكتاب نفسه ‪ :‬ومن زعم أن‬ ‫وقال أي ً‬
‫السنن إذا صحت يجب أن تروى ويؤمن بها‬
‫من غير أن تفسر ويعقل معناها فقد قدح‬
‫في الرسالة‪ ،‬اللهم إل أن تكون السنن من‬
‫الخبار التي فيها صفات الله جل وعل التي‬
‫ل يقع فيها التكييف بل على الناس اليمان‬
‫ول الحافظ ابن حبان ‪ ،‬ت ‪354‬‬ ‫بها" ‪ .‬وقد أ ّ‬
‫هـ ‪ ،‬في صحيحه ‪ ، 502 - 1‬حديث ‪ :‬حتى‬
‫يضع الرب قدمه فيها ‪ :‬أي جهنم ‪ ،‬فقال ‪:‬‬
‫هذا الخبر من الخبار التي أطلقت بتمثيل‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫المجاورة ‪ ،‬وذلك أن يوم القيامة يلقي في‬
‫النار من المم والمكنة التي يعصى الله‬
‫فيها فل تزال تستزيد حتى يضع الرب جل‬
‫وعل موضعا ً من الكفار والمكنة فتمتلئ‬
‫فتقول ‪ :‬قط قط ‪ ،‬تريد ‪ :‬حسبي حسبي ‪،‬‬
‫لن العرب تطلق في لغتها اسم القدم على‬
‫الموضع ‪ ،‬قال الله جل وعل ‪ :‬لهم قدم‬
‫صدق عند ربهم ‪ ،‬يريد ‪ :‬موضع صدق ‪ ،‬ل أن‬
‫ل ربنا‬ ‫الله جل وعل يضع قدمه في النار ‪ ،‬ج ّ‬
‫وتعالى عن مثل هذا وأشباهه اهـ وقال‬
‫الحافظ ابن حجر العسقلني في الفتح‬
‫‪ :13/413‬ناقل مقرا ‪" :‬وليس قولنا ان الله‬
‫على العرش أي مماس له أو متمكن فيه أو‬
‫متحيز في جهة من جهاته بل هو خبر جاء به‬
‫التوقيف فقلنا له به ونفينا عنه التكييف"‬
‫اهـ ‪ .‬قال في كتاب العظمة ‪ :‬حدثنا عبدالله‬
‫بن سليمان بن الشعث انا موسى بن حزام‬
‫عن عبدالعزيز بن خالد عن سفيان في‬
‫قوله تعالى وأن الى ربك المنتهى قال ل‬
‫فكرة في الرب تعالى ‪ .‬حدثنا احمد بن‬
‫هارون البرذعي انا جعفر بن محمد بن‬
‫هذيل انا اسماعيل بن بهرام انا الشجعي‬
‫وهو عبيد الله بن عبد الرحمن عن سفيان‬
‫الثوري في قوله تعالى وأن الى ربك‬
‫المنتهى قال الفكرة في الله تعالى حدثنا‬
‫عبدالرحمن بن الحسن انا رجاء بن الجارود‬
‫حدثنا ابراهيم بن محمد بن الحسن حدثنا‬
‫محمد بن اسحاق حدثنا احمد بن ابي‬
‫الحواري حدثنا احمد بن بشير قال سمعت‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫ابا عبدالرحمن ببيت المقدس يقول‬
‫سبحانك موجودا غير محدود‪ .‬حدثني‬
‫القاسم بن سليمان الثقفي حدثنا ابراهيم‬
‫بن عبدالله الهروي حدثنا أبو سعد محمد بن‬
‫ميسر الصغاني المكفوف حدثنا أبو جعفر‬
‫الرازي عن الربيع بن أنس عن ابي العالية‬
‫عن أبي بن كعب رضي الله عنه أن‬
‫المشركين قالوا للنبي صلى الله عليه‬
‫وسلم انسب لنا ربك فنزلت قل هو الله‬
‫أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد لنه ليس‬
‫شيء يولد إل سيموت وليس شيء يموت‬
‫إل سيورث وإن الله تعالى حي ل يموت ول‬
‫يورث ولم يكن له كفوا أحد قال لم يكن له‬
‫شبيه ول عدل وليس كمثله شيء اخبرنا‬
‫محمد بن العباس حدثنا عبدالرحمن بن‬
‫يونس حدثنا سويد بن عبدالعزيز عن سفيان‬
‫بن حسين عن الحسن رحمه الله تعالى في‬
‫قوله الصمد قال الحي القيوم الذي ل زوال‬
‫له ‪ .‬حدثنا محمد بن العباس بن ايوب حدثنا‬
‫احمد بن بديل حدثنا إسحاق بن سليمان‬
‫حدثنا عمرو بن ابي قيس عن ميسرة رضي‬
‫الله عنه قال ماالتفت الخالق الى خلقه قط‬
‫منذ خلقهم لم ينظر إليهم أمامه ول يمينا‬
‫ول شمال وإنما يلتفت الذي يعيى‬
‫الشيءانتهى ‪ .‬قلت ‪ :‬قال المزي في‬
‫تهذيب الكمال ‪ : :‬ميسرة بن حبيب النهدى ‪،‬‬
‫أبو حازم الكوفى ‪ .‬اهـ ‪ .‬و قال المزى ‪ :‬قال‬
‫عبد الله بن أحمد بن حنبل ‪ :‬أملى على أبى‬
‫أن أبا حازم ميسرة ثقة ‪.‬‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫و قال إسحاق بن منصور ‪ ،‬عن يحيى بن‬
‫معين ‪ :‬ثقة ‪ .‬و كذلك قال العجلى ‪ ،‬و‬
‫النسائى ‪.‬‬
‫و قال أبو داود ‪ :‬معروف ‪ .‬و قال عبد‬
‫الرحمن بن أبى حاتم ‪ :‬سألت أبى ‪ ،‬قلت ‪:‬‬
‫ميسرة بن حبيب أحب إليك أم حجاج بن‬
‫أرطاة و ابن أبى ليلى ؟ فقال ‪ :‬ميسرة‬
‫أحب إلى على قلة ما ظهر من حديثه ‪ ،‬قلت‬
‫‪ :‬فما قولك فيه ؟ قال ‪ :‬ل بأس به ‪ .‬و ذكره‬
‫ابن حبان فى كتاب " الثقات " ‪ .‬روى له‬
‫البخارى فى " الدب " ‪ ،‬و أبو داود ‪ ،‬و‬
‫الترمذى ‪ ،‬و النسائى ‪ .‬اهـ ومن تلمذته كما‬
‫قال المزي ‪ :‬عمرو بن قيس الملئى ‪.‬‬
‫قال المزي في تهذيب الكمال ‪ : :‬عمرو بن‬
‫قيس الملئى ‪ ،‬أبو عبد الله الكوفى ‪ .‬اهـ ‪.‬‬
‫و قال المزى ‪ :‬قال عبد الله بن أحمد بن‬
‫حنبل عن أبيه ‪ ،‬و أبو بكر بن أبى خيثمة ‪،‬‬
‫عن يحيى بن معين ‪ ،‬و أبو زرعة ‪ ،‬و أبو‬
‫حاتم ‪ ،‬و النسائى ‪ :‬ثقة ‪ .‬زاد أبو زرعة ‪:‬‬
‫مأمون ‪ .‬و قال العجلى ‪ :‬ثقة من كبار‬
‫الكوفيين متعبد ‪ ،‬و كان سفيان يأتيه يسلم‬
‫عليه يتبرك به ‪ ،‬و كان يبيع الملء قال أبو‬
‫داود ‪ :‬مات بسجستان ‪ .‬روى له البخارى‬
‫فى " الدب " ‪ ،‬و الباقون ‪ .‬اهـ قال الحافظ‬
‫في تهذيب التهذيب ‪ : 93 / 8‬أرخه بعضهم‬
‫) أى وفاته ( سنة ست و أربعين و مئة ‪ .‬و‬
‫وثقه يعقوب بن سفيان ‪ ،‬و الترمذى ‪ ،‬و‬
‫ابن خراش ‪ ،‬و ابن نمير و غيرهم ‪ .‬و فى "‬
‫صحيح مسلم " عن عبد الرازق ‪ :‬كان‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫الثورى إذا ذكر عمرو بن قيس أثنى عليه ‪.‬‬
‫و قال ابن عدى ‪ :‬كان من ثقات أهل العلم‬
‫و أفاضلهم ‪ .‬اهـ قال المزي في تهذيب‬
‫الكمال ‪:‬‬
‫‪ :‬إسحاق بن سليمان الرازى ‪ ،‬أبو يحيى‬
‫العبدى ‪ ،‬مولى عبد القيس كوفى نزل الرى‬
‫‪ .‬اهـ ‪ .‬و قال المزى ‪ :‬قال أبو مسعود‬
‫الرازى عن أبى أسامة ‪ :‬كنا نستسقى به ‪.‬‬
‫و قال أبو مسعود أيضا ‪ :‬يقال ‪ :‬كان من‬
‫البدال و رأيته روى حديثا عن النبى صلى‬
‫الله عليه وسلم فضحك غلم فقال ‪:‬‬
‫أخرجوه ‪ .‬و قال عبد الله أحمد بن حنبل ‪:‬‬
‫حدثنى أبى قال ‪ :‬حدثنا إسحاق بن سليمان‬
‫الرازى و أثنى عليه ‪ .‬و قال إسحاق بن‬
‫منصور الكوسج ‪ :‬ما كان أهيأه ما كان أبين‬
‫خشوعه يبكى كل ساعة ‪ .‬و قال محمد بن‬
‫سعيد ابن الصبهانى ‪ :‬حدثنا إسحاق بن‬
‫سليمان و كان ثقة ‪ .‬و قال أبو الزهر ‪:‬‬
‫كان من خيار المسلمين ‪ .‬و قال أحمد بن‬
‫عبد الله العجلى ‪ :‬ثقة رجل صالح ‪ .‬و قال‬
‫أبو حاتم ‪ :‬صدوق لبأس به ‪ .‬و قال‬
‫النسائى ‪ :‬ثقة ‪ .‬و قال محمد بن سعد ‪:‬‬
‫كان ثقة له فضل فى نفسه و ورع و انتقل‬
‫من الرى إلى الكوفة فأقام بها سنين ثم‬
‫رجع إلى الرى فمات بها سنة تسع و‬
‫تسعين و مئة ‪ .‬و قال أبو الحسين بن‬
‫قانع ‪ :‬مات سنة مئتين ‪ .‬روى له الجماعة ‪.‬‬
‫اهـ ‪ .‬رتبته عند الذهبي ‪:‬‬
‫كان يعد من البدال خاشعا عابدا ‪ .‬قال‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫الحافظ في تهذيب التهذيب ‪ : 235 / 1‬و‬
‫قال ابن قانع ‪ :‬صالح ‪ .‬و وثقه ابن نمير ‪.‬‬
‫و قال الحاكم ‪ :‬ثقة ‪ .‬و قال ابن وضاح‬
‫الندلسى ‪ :‬ثقة ثبت فى الحديث ‪ ،‬متعبد‬
‫كبير ‪ .‬و قال الخليلى فى " الرشاد " ‪:‬‬
‫ثقة ‪ .‬و ذكره ابن حبان فى الطبقة الرابعة‬
‫من " الثقات " و أرخه سنة مئتين ‪ .‬اهـ‬
‫قال المزي في تهذيب الكمال الطبقة ‪:‬‬
‫الطبقة ‪ 10‬كبار الخذين عن تبع التباع ‪:‬‬
‫أحمد بن بديل بن قريش بن بديل بن‬
‫الحارث اليامى ‪ ،‬أبو جعفر الكوفى من أهل‬
‫العلم و الفضل ‪ ،‬ولى قضاء الكوفة ‪ ،‬و‬
‫قضاء همذان ‪ .‬اهـ ‪ .‬و قال المزى ‪ :‬قال‬
‫النسائى ‪ :‬ل بأس به ‪ .‬و قال عبد الرحمن‬
‫بن أبى حاتم ‪ :‬محله الصدق قال الحافظ‬
‫في تهذيب التهذيب ‪ : 18 / 1‬ذكره النسائى‬
‫فى أسماء شيوخه ‪ .‬و ذكره ابن حبان فى "‬
‫الثقات " ‪ ،‬و قال ‪ :‬مستقيم الحديث ‪ .‬اهـ‬
‫رتبته عند الذهبي ‪:‬‬
‫قال النسائى ‪ :‬ل بأس به ‪ ،‬و لينه ابن عدى‬
‫و الدارقطنى ‪ ،‬و كان عابدا رتبته عند ابن‬
‫حجر ‪:‬صدوق له أوهام وفي كتاب لسان‬
‫الميزان الجزء ‪ 5‬صفحة ‪ 215‬محمد بن‬
‫العباس بن أيوب أبو جعفر الصبهاني‬
‫الحافظ المعروف بابن الخرم وليس بينه‬
‫وبين أبي عبد الله بن الخرم النيسابوري‬
‫قرابة بل هذا اقدم من النيسابوري وكان‬
‫الصبهاني من الفقهاء الحفاظ المتقنين‬
‫روى عن أبي كريب وزياد بن يحيى‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫الحساني وعمارة بن خالد وعلي بن الحرب‬
‫والفضل بن غسان العلئي وجماعة وعنه‬
‫الطبراني وأبو الشيخ بن حبان " حيان "‬
‫وأبو أحمد الغسال " العسال " وأحمد بن‬
‫إبراهيم بن يوسف وآخرون قال أبو نعيم‬
‫اختلط قبل موته بسنة ومات في جمادى‬
‫الخرة سنة إحدى وثلث مائة ‪ .‬تنبيه ‪:‬‬
‫اعلم ان المام الفخر الرازي كما في‬
‫أساس التقديس والمام القشيري كما‬
‫نقله عنه العلمة مرتضى الزبيدي في‬
‫اتحاف السادة المتقين والعلمة القرطبي‬
‫كما في المفهم والمام النووي كما في‬
‫شرح مسلم والقاضي بدر الدين بن جماعة‬
‫في كتابه إيضاح الدليل وقبلهم لسان المة‬
‫صدر السلم الثقة العدل المام القاضي‬
‫أبو بكر الباقلني وغيرهم من الشاعرة‬
‫يستدلون على أنه ل يجوز أن يحصل في‬
‫كتاب الله تعالى ما ل سبيل لنا إلى العلم به‬
‫مستندون إلى قوله تعالى‪ } :‬أفل يتدبرون‬
‫ب أقفالها { ] سورة‬ ‫القرءان أم على قلو ٍ‬
‫محمد‪ [ 24 :‬وقوله سبحانه‪ } :‬وإنه لتنزيل‬
‫رب العالمين نزل به الروح المين على‬
‫قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي‬
‫مبين { ] سورة الشـعراء ‪[ 195 : 192 :‬‬
‫وقوله تعالى ‪ } :‬ولو ردوه إلى الرسول‬
‫وإلى أولي المر منهم لعلمه الذين‬
‫يستنبطونه منهم { ] سورة النسـاء‪[ 83 :‬‬
‫وقوله تعالى ‪ } :‬هذا بلغ للناس ولينذروا به‬
‫{ ] سورة إبراهيم ‪. [ 52 :‬والعجيب أن ابن‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫تيمية يستدل على نفس القضية بنفس‬
‫اليات كما في التدمرية وغيرها ‪ ،‬منها‬
‫قوله ‪ :‬أنه لو ورد في القرآن الكريم شيء‬
‫ل سبيل إلى العلم به لكانت تلك المخاطبة‬
‫تجري مجرى مخاطبة العربي بالزنجية مثل ً ‪،‬‬
‫وهو غير جائز‪ .‬وابن تيمية يستدل بنفس‬
‫الطريقة قائل ً ‪" :‬إنه لو لم يكن لفظ‬
‫الستواء مثل ً معلوم المعنى لكان في منزلة‬
‫حروف المعجم "‪ .‬والفخر الرازي وغيره من‬
‫الشاعرة يستدلون على نفس القضية بأن‬
‫المقصود من الكلم الفهام وأن ليات‬
‫الصفات وأحاديث الصفات لها معنى يليق‬
‫بجلل الله ‪ ،‬ولو لم يكن مفهوما ً لكان عبثا ً ‪،‬‬
‫وبأن التحدي وقع بالقرآن كله ‪ ،‬وما لم يكن‬
‫معلوما ً لم يجز التحدي به ‪ .‬وابن تيمية‬
‫يستدل بنفس الحجة في مواضع كثيرة ثابتة‬
‫في كتبه على أن لها معنى مفهوما من‬
‫كلم العربي وهو على ظاهره المتعارف‬
‫عليه في لغة العرب ‪ ،‬فمفهوم النزول مثل‬
‫النزول الحقيقي الذي هو النقلة والستواء‬
‫الذي هو الجلوس والستقرار والستواء‬
‫بالذات والمعية هي المعية الحقيقية ونحو‬
‫ذلك والعياذ بالله ‪ .‬وابن تيمية نظر في‬
‫كلم وقواعد الشاعرة وصاغ اعتقاده‬
‫بطريقته المائلة للتشبيه فوافقهم‬
‫بالنصوص وخالفهم بالمفهوم والتفسير‬
‫حيث حمل آيات الصفات وأحاديث الصفات‬
‫على المفهوم اللغوي والمعنى الظاهر‬
‫المتبادر منها وأدرج وأعقب نفي التمثيل‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫والتشبيه هربا وفرارا من صبغة صريح‬
‫التجسيم والتشبيه ‪ ،‬ول شك أن النقل‬
‫والعقل يقضي بصحة مذهب الشاعرة‬
‫لنهم ينفون عن الله صفات المخلوق‬
‫ويقرررون الكلم على ما تقتضيه لغة‬
‫القرءان واللئق بجلل الله من المعاني‬
‫المستلزمة نفي التشبيه والتمثيل ‪ ،‬ومن‬
‫فوض مع اعتقاد التنزيه قد سلم وسلم‬
‫كذلك وهذا ما عليه غالب السلف ‪.‬‬
‫وقال ابن عبد البر في التمهيد ‪ :‬أخبرنا أبو محمد‬
‫عبدالله بن محمد بن عبد المؤمن قال حدثنا أحمد‬
‫ابن جعفر بن حمدان بن مالك قال حدثنا عبدالله بن‬
‫أحمد بن حنبل قال حدثني أبي قال حدثنا سريج بن‬
‫النعمان قال حدثنا عبدالله بن نافع قال قال مالك‬
‫بن أنس الله عز وجل في السماء وعلمه في كل‬
‫مكان ل يخلو منه مكان قال وقيل لمالك الرحمن‬
‫على العرش استوى كيف استوى فقال مالك رحمه‬
‫الله استواؤه معقول وكيفيته مجهولة وسؤالك عن‬
‫هذا بدعة وأراك رجل سوء وقد روينا عن ربيعة بن‬
‫أبي عبدالرحمن أنه قال في قول الله عز وجل‬
‫الرحمن على العرش استوى مثل قول مالك هذا‬
‫سواء ‪ .‬وما ذكره ابن القيم ايضا عن ابن عبد البر‬
‫في كتابه التمهيد بسنده عن سريح بن النعمان حدثنا‬
‫عبد الله بن نافع قال قال مالك بن أنس الله في‬
‫السماء وعلمه في كل مكان ل يخلو منه مكان ثم‬
‫قال لما سئل مالك عن الستواء قال استواؤه‬
‫معقول وكيفيته مجهولة‪ .‬قلت هذا ل يصح عن مالك‬
‫بل الثابت عنه والكيف غير معقول‪ ،‬أو وكيف عنه‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫مرفوع‪ ،‬وشريح بن النعمان‪ ،‬قال فيه عبد الرحمن‬
‫بن أبي حاتم سألت أبي عن شريح بن النعمان‬
‫وهبيرة بن يريم قال‪ :‬ما أقربهما‪ ،‬قلت يحتج‬
‫بحديثهما ؟ قال‪ ،‬ل هما شبيهان بالمجهولين‪ .‬وقال‬
‫ابن سعد كان قليل الحديث‪ ،‬وعبد الله بن نافع بن‬
‫أبي نافع‪ :‬قال في تهذيب الكمال‪ ،‬قال أبو طالب‬
‫عن أحمد بن حنبل‪ :‬لم يكن صاحب حديث كان‬
‫ضيقا فيه ولم يكن في الحديث بذاك وقال البخاري‬
‫في حفظه شيء تعرف وتنكر وقال ابوحاتم ليس‬
‫بالحافظ وهو لين في حفظه وكتابه أصح وقال‬
‫البخاري يعرف حفظه وينكر وكتابه أصح وقال أبو‬
‫أحمد بن عدي روى عن مالك غرائب وذكره ابن‬
‫حبان في الثقات وقال كان صحيح الكتاب واذا حدث‬
‫من حفظه ربما أخطأ‪ .‬وفي مختصر أبي داود‬
‫للمنذري ‪ :‬واختلف في رواية عبد الله بن نافع‬
‫الصائغ فقال أحمد ‪ :‬كان ضعيفا وكذلك أبو حاتم‬
‫الرازي ووثقه يحيى بن معين ‪ ،‬وقال أبو زرعة ‪ :‬ل‬
‫بأس به ‪ .‬قال الحافظ الللكائي في كتاب شرح‬
‫أصول اعتقاد أهل السنة له‪ :‬أخبرنا على بن الربيع‬
‫المقري مذاكرة حدثنا عبد الله ابن أبي داود حدثنا‬
‫سلمة بن شبيب حدثنا مهدي بن جعفر بن عبد الله‬
‫قال جاء رجل إلى مالك بن انس فقال له يا ابا عبد‬
‫الله )الرحمن على العرش استوى( كيف استوى‬
‫قال فما رأيت مالكا وجد من ذلك كموجدته من‬
‫مقالته وعله الرحضاء يعني العرق واطرق القوم‬
‫وجعلوا ينتظرون ما يأتي منه فقال فسرى عنه‬
‫فقال الكيف غير معقول والستواء منه غير مجهول‬
‫واليمان به واجب والسؤال عنه بدعة فاني اخاف‬
‫ان تكون ضال وامر به فاخرج‪ ،‬واخرجه كذلك أبو‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫الشيخ وأبو نعيم وأبو عثمان الصابوني ونصر‬
‫المقدسي كلهم من رواية جعفر بن عبد الله رواه‬
‫الصابوني من وجه اخر من وراية جعفر بن ميمون‬
‫عن مالك ورواه عثمان بن سعيد السكن من رواية‬
‫جعفر بن عبد الله عن رجل قد سماه عن مالك‬
‫ورواه ابن ماجه عن علي بن سعيد عن بشار‬
‫الخفاف أو غيره عن مالك‪ .‬وقال اخبرنا أبو عبد الله‬
‫الحافظ اخبرني أحمد بن محمد بن اسماعيل بن‬
‫مهران حدثنا أبي حدثنا أبو الربيع بن اخي رشدين‬
‫بن سعد قال سمعت عبد الله بن وهب قال كنا عند‬
‫مالك بن انس فدخل رجل فقال يا ابا عبد الله‬
‫الرحمن على العرش استوى كيف استواؤه قال‬
‫فاطرق مالك واخذته الرحضاء ثم رفع رأسه فقال‬
‫الرحمن على العرش استوى كما وصف نفسه ول‬
‫يقال له كيف وكيف عنه مرفوع وانت رجل سوء‬
‫صاحب بدعة اخرجوه قال فاخرج الرجل وقد ذكر‬
‫الذهبي في سير أعلم النبلء من طريق جعفر بن‬
‫عبد الله والثانية من طريق ابن وهب وثالثة من‬
‫طريق يحيى بن يحيى عن المام مالك رضي الله‬
‫عنه‪ :‬والكيف غير معقول وفي أخرى ول يقال له‬
‫كيف وكيف عنه مرفوع‪ ،‬وذكر ذلك أيضا ً القاضي‬
‫عياض في ترتيب المدارك‪ .‬وقال أبو حنيفة في‬
‫الفقه الكبر "وصفاته في الزل غير محدثة ول‬
‫مخلوقة‪ :‬فمن قال إنها مخلوقة أو محدثة‪ ،‬أو وقف‬
‫فيها أو شك فيهما فهو كافر بالله تعالى‪ ،‬وقال لم‬
‫يزل ول يزال بأسمائه وصفاته لم يحدث له اسم ول‬
‫صفة لم يزل عالما بعلمه والعلم صفة في الزل‬
‫قادرا بقدرته والقدرة صفة في الزل الخ ما قاله‬
‫ارجع اليه‪ ،‬شرح الفقه الكبر مل علي القاري‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫الحنفي ‪ ،‬طبعة دار الكتب العلمية ‪ ،‬ص ‪ . 38‬وقد‬
‫قال ابن تيمية في كتابه نقض المنطق ص ‪ : 5‬وثبت‬
‫عن الربيع بن سليمان أنه قال‪ :‬سالت الشافعي‬
‫رحمه الله تعالى عن صفات الله تعالى ؟‬
‫فقال‪:‬حرام على العقول أن تمثل الله تعالى وعلى‬
‫ده وعلى الظنون ان تقطع وعلى‬ ‫الوهام أن تح ّ‬
‫النفوس أن تفكر وعلى الضمائر أن تعمق وعلى‬
‫الخواطر أن تحيط ‪ .‬وقال البياضي الحنفي ص‬
‫‪" :186‬بل كيف "اي بل كيفية وجارحه ول مشابهة‬
‫للمخلوقات وفيه اشارات‪ :‬الولى نفي الكيفيات‪،‬‬
‫فان الكيفية في اللغة بمعنى الهيئة والصفة كما في‬
‫المصباح المنير ‪ .‬قال العلمة القسطلني في‬
‫إرشاد الساري ‪ :‬وقد ثبت عن المام مالك أنه سئل‬
‫كيف استوى؟ فقال كيف غير معقول و الستواء غير‬
‫مجهول واليمان به واجب والسؤال عنه بدعة فقوله‬
‫كيف غير معقول أي كيف من صفات الحوادث وكل‬
‫ما كان من صفات الحوادث فاثباته في صفات الله‬
‫تعالى ينافي ما يقتضيه العقل فيجزم بنفيه عن الله‬
‫تعالى‪.‬اهـ وقال القاضي أبو بكر الباقلني المام‬
‫الثقة العدل كما وصفه الحافظ الذهبي في كتابه‬
‫السير ‪ :‬قال في كتابه النصاف ص ‪ 36 :‬وأن الله‬
‫ل على جميع‬ ‫ل ثناؤه مستوٍ على العرش ومستو ٍ‬ ‫ج ّ‬
‫خلقه كما قال تعالى"الرحمن على العرش‬
‫استوى"بغير مماسة وكيفية ول مجاورة وأنه في‬
‫السماء إله وفي الرض إله كما أخبر بذلك ‪ .‬وقال‬
‫الشيخ عبد الغني النابلسي في الفتح الرباني‬
‫والفيض الرحماني ص ‪ :124‬واما التشبيه فهو‬
‫العتقاد بأن الله تعالى يشبه شيئا من خلقه كالذين‬
‫يعتقدون ان الله تعالى جسم فوق العرش أو‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫يعتقدون ان له يدين بمعنى الجارحتين وان له‬
‫الصورة الفلنية أو على الكيفية الفلنية أو انه نور‬
‫يتصوره العقل‪ ،‬أو انه في السماء أو في جهة من‬
‫الجهات الست‪ ،‬أو انه في مكان من الماكن أو في‬
‫جميع الماكن أو انه مل السموات و الرض إلى ان‬
‫قال وجيمع ذلك كفر صريح والعياذ بالله تعالى‬
‫وسببه الجهل بمعرفة المر على ما هو عليه‪ .‬وفي‬
‫طبقات الحنابلة ‪ :‬كان المام أحمد رحمه الله تعالى‬
‫يقول‪ ،‬الله تعالى له يدان وهما صفة له‪ ،‬ليستا‬
‫بجارحتين وليستا مركبتين ول جسم ول من جنس‬
‫الجسام ول من جنس المحدود والتركيب والبعاض‬
‫والجوارح ول يقاس على ذلك ول له مرفق ول‬
‫عضلة ول فيما يقتضي ذلك من إطلق قولهم يد إل‬
‫ما نطق به القرآن الكريم‪ ،‬طبقات الحنابلة ‪،391-2‬‬
‫ويقويه ما ذكره الحافظ البيهقي في مناقب أحمد‬
‫قال‪ ،‬وقال أبو الفضل التميمي رئيس الحنابلة‬
‫ببغداد‪ ،‬و أنكر أحمد على من قال بالجسم‪ ،‬وقال إن‬
‫السماء مأخوذة من الشريعة واللغة‪ ،‬وأهل اللغة‬
‫وضعوا هذا السم على ذي طول وعرض وسمك‬
‫وتركيب وصورة وتأليف والله سبحانه وتعالى خارج‬
‫عن ذلك ولم يجىء في الشريعة ذلك‪ .‬انتهى ‪ .‬وفي‬
‫طبقات الحنابلة لبي الحسين ابن أبي يعلى أن‬
‫المام أحمد كان يقول "والله تعالى لم يلحقه تغير‬
‫ول تبدل ول يلحقه الحدود قبل العرش ول بعد خلق‬
‫العرش‪ .‬قلت وهذه نصوص المام أحمد فهي جواهر‬
‫ودرر في الباب مبينة نفي كل ما يخطر بالبال من‬
‫صفات المخلوق‪ .‬وقد نقل ابن القيم في اجتماع‬
‫جيوشه ص ‪ 99‬عن أبي العباس أحمد بن عمر بن‬
‫سريج أنه قال‪ :‬حرام على العقول أن تمثل الله‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫سبحانه وتعالى‪ ،‬وعلى الوهام أن تحده وعلى‬
‫الظنون أن تقع وعلى الضمائر أن تعمق وعلى‬
‫النفوس أن تفكر وعلى الفكار أن تحيط وعلى‬
‫اللباب أن تصف إل ما وصف به نفسه في كتابه أو‬
‫على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم‪ .‬انتهى ‪.‬‬
‫قال الحافظ ابن الجوزي في صيد الخاطر الجزء ‪1‬‬
‫صفحة ‪ : 83‬فصل ‪ :‬أدعياء العلم عجبت من‬
‫أقوام يدعون العلم و يميلون إلى التشبيه‬
‫بحملهم الحاديث على ظواهرها فلو أنهم‬
‫أمروها كما جاءت سلموا لن من أمر ما جاء‬
‫و مر من غير اعتراض ] و ل تعرض [ ؟ فما‬
‫قال شيئا ل له و ل عليه و لكن أقواما‬
‫قصرت علومهم فرأت أن حمل الكلم على‬
‫غير ظاهرة نوع تعطيل و لو فهموا سعة‬
‫اللغة لم يظنوا هذا و ما هم إل بمثابة قول‬
‫الحجاج لكتابه و قد مدحته الخنساء فقالت ‪:‬‬
‫إذا هبط الحجاج أرضا مريضة ‪ ...‬تتبع أقصى‬
‫دائها فشفاها شفاها من الداء العضال‬
‫الذي بها ‪ ...‬غلم إذا هز القناة شفاها فلما‬
‫أتمت القصيدة قال لكاتبه ‪ :‬اقطع لسانها‬
‫فجاء ذلك الكاتب المغفل بالموس قالت له‬
‫‪ :‬و يلك إنما قال ‪ :‬أجزي لها العطاء ثم‬
‫ذهبت إلى الحجاج فقالت ‪ :‬كاد و الله يقطع‬
‫مقولي فكذلك الظاهرية الذين لم يسلموا‬
‫بالتسليم فإنه من قرأ اليات و الحاديث و‬
‫لم يزد ألمه و هذه طريقة السلف فأما من‬
‫قال ‪ :‬الحديث يقتضي كذا و يحمل على كذا‬
‫مثل أن يقول ‪ :‬استوى على العرش بذاته‬
‫ينزل إلى السماء الدنيا بذاته فهذه زيادة‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫فهمها قائلة من الحس ل من النقل و لقد‬
‫عجبت لرجل أندلس يقال له ابن عبد البر‬
‫صنف كتاب التمهيد فذكر فيه حديث النزول‬
‫إلى السماء الدنيا فقال ‪ :‬هذا يدل على أن‬
‫الله تعالى على العرش لنه لو ل ذلك لما‬
‫كان لقوله ينزل معنى‬
‫و هذا كلم جاهل بمعرفة الله تعالى لن‬
‫هذا استسلف من حسه ما يعرفه من نزول‬
‫الجسام فقاس صفة الحق عليه فأين هؤلء‬
‫و اتباع الثر ؟ و لقد تكلموا بأقبح ما يتكلم‬
‫به المتأولون ثم عابوا المتكلمين و اعلم‬
‫أيها الطالب للرشاد أنه سبق إلينا من‬
‫العقل و النقل أصلن راسخان عليهما مر‬
‫الحاديث كلها أما النقل فقوله سبحانه و‬
‫تعالى ‪ } :‬ليس كمثله شيء { و من فهم‬
‫هذا لم يحمل وصفا له على ما يوجبه الحس‬
‫و أما العقل فإنه قد علم مباينه الصانع‬
‫للمصنوعات و استدل على حدوثها بتغيرها‬
‫و دخول النفعال عليها فثبت له قدم‬
‫الصانع واعجبا كل العجب من راد لم يفهم‬
‫طبيعة الكلم أليس في الحديث الصحيح أن‬
‫الموت يذبح بين الجنة و النار ؟ أو ليس‬
‫العقل إذا استغنى في هذا صرف المر عن‬
‫حقيقته ؟ لما ثبت عند من يفهم ما هية‬
‫الموت فقال ‪ :‬الموت عرض يوجب بطلن‬
‫الحياة فكيف يمات الموت ؟ فإذا قيل له ‪:‬‬
‫فما تصنع بالحديث ؟ قال ‪ :‬هذا ضرب مثل‬
‫بإقامة صورة ليعلم بتلك الصورة الحسية‬
‫فوات ذلك المعنى قلنا له ‪ :‬فقد روى في‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫الصحيح ‪ ] :‬تأتي البقرة و آل عمران كأنهما‬
‫غمامتان [ فقال ‪ :‬الكلم ليكون غمامة و‬
‫ل يتشبه بها قلنا له أفتعطل النقل ؟ قال ‪:‬‬
‫ل و لكن يأتي ثوابهما قلنا فما الدليل‬
‫الصارف لك عن هذه الحقائق ؟‬
‫فقال ‪ :‬علمي بأن الكلم ل يتشبه بالجسام‬
‫و الموت ل يذبح ذبح النعام و لقد علمتم‬
‫سعة لغة العرب ما ضاقت أعطانكم من‬
‫سماع مثل هذا فقال العلماء ‪ :‬صدقت هكذا‬
‫نقول في تفسير مجيء البقرة و في ذبح‬
‫الموت فقال واعجبا لكم صرفتم عن الموت‬
‫و الكلم ما ل يليق بهما حفظا لما علمتم‬
‫من حقائقهما فكيف لم تصرفوا عن الله‬
‫القديم ما يوجب التشبيه له بخلقه بما‬
‫قددل الدليل على تنزيهه عنه ؟ فما زال‬
‫يجادل الخصوم بهذه الدلة و يقول ‪ :‬ل‬
‫أقطع حتى أقطع فما قطع حتى قطع اهـ‪.‬‬
‫قال إمام الحفاظ وسيد أهل الحديث في‬
‫ل على كتبه في‬ ‫ن العلماء عيا ٌ‬
‫م ِ‬
‫عصره َ‬
‫الحديث ـ المام الكبير أبو بكر أحمد بن علي‬
‫بن ثابت الخطيب البغدادي المتوفى سنة‬
‫‪463‬هـ في كتابه ‪ :‬الجامع لخلق الراوي‬
‫وآداب السامع ‪ :‬ويتجنب المحدث في أماليه‬
‫رواية ما ل تحتمله عقول العوام ‪ ،‬لما ل‬
‫من عليهم فيه من دخول الخطأ والوهام‬ ‫ُيؤ َ‬
‫وأن يشبهوا الله تعالى بخلقه ويلحقوا به ما‬
‫يستحيل في وصفه وذلك نحو أحاديث‬
‫الصفات التي ظاهرها يقتضي التشبيه‬
‫والتجسيم وإثبات الجوارح والعضاء للزلي‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫القديم ‪ ،‬وإن كانت الحاديث صحاحا ولها‬
‫في التأويل طرق ووجوه ‪ ،‬إل أن من حقها‬
‫أن ل تروى إل لهلها خوفا من أن يضل بها‬
‫من جهل معانيها فيحملها على ظاهرها أو‬
‫يستنكرها فيردها ويكذب رواتها ونقلتها ‪..‬‬
‫وله‬ ‫َ‬ ‫ق‬ ‫ما‬ ‫اهـ‪ .‬قال النووي في شرح مسلم ‪ :‬وأ َ‬
‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫ه‬
‫شَف ُ‬ ‫جابه الّنور ل َوْ ك َ َ‬ ‫ح َ‬ ‫م‪ِ ):‬‬ ‫سل ّ َ‬ ‫صّلى الّله عَل َي ْهِ وَ َ‬ ‫َ‬
‫ن‬‫م ْ‬ ‫صره ِ‬ ‫ما ا ِن ْت ََهى إ ِل َي ْهِ ب َ َ‬ ‫جهه َ‬ ‫حات وَ ْ‬ ‫سب ُ َ‬ ‫ت ُ‬ ‫حَرقَ ْ‬ ‫َل َ ْ‬
‫سين َوال َْباء وََرْفع الّتاء ِفي‬ ‫م ال ّ‬ ‫ض ّ‬ ‫حات ب ِ َ‬ ‫سب ُ َ‬ ‫خْلقه ( َفال ّ‬ ‫َ‬
‫حب ال ْعَْين َوال ْهََروِ ّ‬
‫ي‬ ‫صا ِ‬ ‫ل َ‬ ‫حة ‪َ .‬قا َ‬ ‫سب ْ َ‬ ‫مع ُ‬ ‫ج ْ‬ ‫ي َ‬ ‫خره وَه ِ َ‬ ‫آ ِ‬
‫ن‪:‬‬ ‫حد ِّثي َ‬ ‫م َ‬ ‫ن َوال ْ ُ‬ ‫ن الل ّغَوِّيي َ‬ ‫م ْ‬ ‫ث ِ‬ ‫دي ِ‬ ‫ح ِ‬ ‫ن ل ِل ْ َ‬ ‫حي َ‬ ‫شارِ ِ‬ ‫ميع ال ّ‬ ‫ج ِ‬ ‫وَ َ‬
‫َ‬
‫ما‬ ‫جَلله وَب ََهاؤُه ُ ‪ ،‬وَأ ّ‬ ‫جهه ( ُنوره وَ َ‬ ‫حات وَ ْ‬ ‫سب ُ َ‬ ‫معَْنى ) ُ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫حِقيَقة‬ ‫سْتر ‪ ،‬وَ َ‬ ‫مْنع َوال ّ‬ ‫صله ِفي الل َّغة ال ْ َ‬ ‫جاب فَأ ْ‬ ‫ح َ‬ ‫ال ْ ِ‬
‫من َّزه‬ ‫دة ‪ ،‬وََالّله ُ‬ ‫دو َ‬ ‫ح ُ‬ ‫م ْ‬ ‫سام ِ ال ْ َ‬ ‫ج َ‬ ‫كون ل ِْل َ ْ‬ ‫ما ت َ ُ‬ ‫جاب إ ِن ّ َ‬ ‫ح َ‬ ‫ال ْ ِ‬
‫ن ُرؤَْيته ‪،‬‬ ‫م ْ‬ ‫ماِنع ِ‬ ‫مَراد هَُنا ال ْ َ‬ ‫حد ّ ‪َ ،‬وال ْ ُ‬ ‫سم َوال ْ َ‬ ‫ج ْ‬ ‫ن ال ْ ِ‬ ‫عَ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫من ََعا ِ‬ ‫ما ي َ ْ‬ ‫ماِنع ُنوًرا أوْ َناًرا ِلن ّهُ َ‬ ‫ك ال ْ َ‬ ‫ي ذ َل ِ َ‬ ‫م َ‬ ‫س ّ‬ ‫وَ ُ‬
‫ه‬
‫ج ِ‬ ‫مَراد ِبال ْوَ ْ‬ ‫ما ‪َ ،‬وال ْ ُ‬ ‫عه ِ َ‬ ‫شَعا ِ‬ ‫اْل ِد َْراك ِفي ال َْعاَدة ل ِ ُ‬
‫ميع‬ ‫ج ِ‬ ‫خْلقه َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫صره ِ‬ ‫ما ا ِن ْت ََهى إ ِل َي ْهِ ب َ َ‬ ‫مَراد ب ِ َ‬ ‫ذات ‪َ ,‬وال ْ ُ‬ ‫ال ّ‬
‫ميِع‬ ‫ج ِ‬ ‫حيط ب ِ َ‬ ‫م ِ‬ ‫حانه وَت ََعاَلى ُ‬ ‫سب ْ َ‬ ‫صره ُ‬ ‫ن بَ َ‬ ‫خُلوَقات ِل َ ّ‬ ‫م ْ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ض ‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ن ال ْ ِ‬ ‫كائ َِنات ‪ ،‬وَل َْف َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫جْنس ل ِللت ّب ِْعي ِ‬ ‫ن ( ل ِب ََيا ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ظة ) ِ‬
‫جاب‬ ‫ح َ‬ ‫ن ُرؤَْيته وَهُوَ ال ْ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ماِنع ِ‬ ‫ل ال ْ َ‬ ‫دير ل َوْ أ ََزا َ‬ ‫َوالت ّْق ِ‬
‫َ‬
‫ذاته‬ ‫جَلل َ‬ ‫حَرقَ َ‬ ‫خل ِْقهِ َل َ ْ‬ ‫جّلى ل ِ َ‬ ‫مى ُنوًرا أوْ َناًرا وَت َ َ‬ ‫س ّ‬‫م َ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫خُلوَقاته ‪ .‬انتهى ‪ .‬وفي كتاب الحديقة الندية‬ ‫م ْ‬‫ميع َ‬ ‫ج ِ‬ ‫َ‬
‫شرح الطريقة المحمدية للعلمة عبد الغني‬
‫النابلسي ص ‪) 302‬وفيها( أي التاتار خانية )رجل‬
‫وصف الله تعالى بالفوق أو بالتحت( بأن قال له‬
‫تعالى فوق بالنسبة اليه أو تحت )فهذا تشبيه( له‬
‫تعالى بالجسام التي لها فوق وتحت فهو تجسيم لله‬
‫تعالى )و( التجسيم )كفر(‪ .‬وقال ايضا )وفيها( أي‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫في التاتار خانية )ومن قال الله عالم في السماء ان‬
‫اراد به( أي بذلك القول )المكان( له تعالى )كفر(‬
‫لنه قول بانه تعالى جسم كالجسام وهو كفر )وإن‬
‫اراد به( مجرد )الحكاية عما جاء في ظاهر الخبار(‬
‫كقوله تعالى ءأمنتم من في السماء وقوله عليه‬
‫السلم ينزل ربنا كل ليلة إلى سماء الدنيا وغير ذلك‬
‫)ل يكفر( لنه حكى الوارد من ذلك )وان لم يكن له‬
‫نية( في قلبه حين قال ذلك ل نوى المكان لله تعالى‬
‫ول نوى الحكاية )يكفر عند اكثرهم( أي العلماء‬
‫)وفي( كتاب )التحبير وهو( أي الكفر )الصح وعليه‬
‫الفتوى( لنه ظاهر في التجسيم كما في البزازية ‪.‬‬
‫وقال النابلسي في الحديقة الندية شرح الطريقة‬
‫المحمدية )ول يتمكن( سبحانه وتعالى أي ل يحل ول‬
‫يسكن )بمكان( أي في مكان وهو ما استقر عليه‬
‫الجسم والحيز هو ما مله الجسم‪ ،‬فالمكان والحيز‬
‫امران نسبيان من لواحق الجسام وتوابعها حتى لو‬
‫فرض ان الجسام لم تخلق لم يخلق المكان ول‬
‫الحيز‪ ،‬فالمكان تستقر عليه الجسام ل فيه‪ ،‬فإن‬
‫كانت فيه فتلك الحياز والله تعالى يستحيل عليه ان‬
‫يكون في مكان أي مكان كان في السماء أو الرض‬
‫لن المكان ل يفتقر اليه إل جسم والله تعالى لو‬
‫افتقر إلى مكان لكان جسما ويستحيل عليه تعالى‬
‫ان يكون جسما‪ ،‬فالستواء في قوله تعالى "الرحمن‬
‫على العرش استوى "ليس معناه ان استواء الله‬
‫تعالى كاستواء الجسام لنه تعالى ليس بجسم كما‬
‫تقدم بل استواء يليق به تعالى وبكمال تنزيهه عن‬
‫مشابهة كل شيء قال النسفي في بحر الكلم‪ :‬لن‬
‫الله تعالى كان قبل ان يخلق العرش فل يجوز ان‬
‫يقال بأنه انتقل إلى العرش لن النتقال من صفات‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫المخلوقين وامارات المحدثين والله تعالى منزه عن‬
‫ذلك‪ ،‬ولن من قال بالستقرار على العرش فل يخلو‬
‫إما ان يقول إنه مثل العرش أو العرش مثله أو‬
‫العرش أكبر منه أو هو أكبر من العرش وأي كان‬
‫فقائله كافر لنه جعل الله تعالى محدودا وعن علي‬
‫بن أبي طالب رضي الله عنه انه سئل اين كان ربنا‬
‫قبل ان يخلق العرش فقال‪ :‬اين السؤال عن‬
‫المكان وكان الله تعالى ول مكان ول زمان وهو الن‬
‫كما كان‪) ،‬وليس له( تعالى )جهة من الجهات‬
‫الست( التي هي فوق وتحت ويمين ويسار وقدام‬
‫وخلف لنه تعالى ليس بجسم حتى تكون له جهة‬
‫كما للجسام‪ ،‬والجهة عند المتكلمين هي نفس‬
‫المكان باعتبار اضافة جسم آخر اليه‪ ،‬ومعنى كون‬
‫الجسم في جهة كونه مضافا إلى جسم آخر حتى لو‬
‫انعدمت الجسام كلها لزم بذلك انعدام الجهات‬
‫كلها‪ ،‬لن الجهات من توابع الجسام وإضافاتها‪،‬‬
‫وحيث انتفى عن الله تعالى المكان والزمان انتفت‬
‫الجهات كلها عنه تعالى أيضا لن جميع ذلك من‬
‫لوازم الجسمية وهي مستحيلة في حقه تعالى وإل‬
‫كان تعالى مشابها للحوادث )ول هو( أي الله تعالى‬
‫)في جهة منها( أي من تلك الجهات الست لنه‬
‫تعالى ليس بجسم ول يحتاج للجهات إل الجسم‪،‬‬
‫وذكر بعضهم أن جملة العالم ليس في مكان ول‬
‫جهة وإل تسلسل وإذا كان هذا في جملة العالم‬
‫الذي هو حادث مخلوق فكيف في الرب الخالق ‪.‬‬
‫وقال أبو الفضل عبد الواحد بن عبد العزيز‬
‫التميمي ‪ ،‬وهو من ثقات الحنابلة ‪ ،‬مترجم له في‬
‫سير الذهبي وطبقات الحنابلة ‪ ،‬في عقيدة المام‬
‫أحمد " فامتدح الله نفسه بانه على العرش استوى‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫" أي عليه عل ول يجوز أن يقال استوى بمماسة ول‬
‫بملقاة تعالى الله عن ذلك علوا ً كبيرا ً والله تعالى‬
‫لم يلحقه تغير ول تبدل ول تلحقه الحدود قبل خلق‬
‫العرش ول بعد خلق العرش اهـ‪ .‬وهي في‬
‫آخرالطبقات للقاضي ابن أبي يعلى الحنبلي ‪ .‬قال‬
‫الحافظ أبو سليمان الخطابي رحمه الله تعالى كما‬
‫في فتح الباري ج ‪ 13‬ص ‪ ،351‬على أن العرش‬
‫خلق مخلوق تحمله الملئكة فل يستحيل أن يماسوا‬
‫العرش إذا حملوه وإن كان حامل العرش وحامل‬
‫حملته هو الله وليس قولنا إن الله على العرش أي‬
‫مماس له أو متمكن فيه أو متحيز في جهة من‬
‫جهاته بل هو خبر جاء به التوقيف فقلنا له به ونفينا‬
‫عنه التكييف إذ ليس كمثله شيء وبالله التوفيق اهـ‪.‬‬
‫قال الحافظ ابن حجر عند قوله صلى الله عليه‬
‫وسلم "إن أحدكم إذا قام في صلته فانه يناجي ربه‬
‫أو ان ربه بينه وبين القبلة "الحديث‪ .‬فيه الرد على‬
‫من أثبت انه على العرش بذاته‪ .‬وقال في التبصير‬
‫في الدين ‪ :‬وأن تعلم أن القديم سبحانه ليس‬
‫بجسم ول جوهر لن الجسم يكون فيه التأليف‪،‬‬
‫والجوهر يجوز فيه التأليف والتصال‪ ،‬وكل ما كان له‬
‫التصال أو جاز عليه التصال يكون له حد ونهاية‪،‬‬
‫وقد دللنا على استحالة الحد والنهاية على الباري‬
‫سبحانه وتعالى‪ .‬وقد ذكر الله تعالى في صفة‬
‫الجسم الزيادة فقال " وزاده بسطة في العلم‬
‫والجسم " فبين أن ما كان جسما ً جازت عليه‬
‫الزيادة والنقصان ول تجوز الزيادة والنقصان على‬
‫الباري سبحانه وتعالى‪ .‬قال العلمة الكوثري في‬
‫تعليقه ‪ ) :‬ومن هنا تعلم ما إذا كان ابن تيمية من‬
‫أهل السنة حيث يقول في رده على أساس‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫التقديس للرازي‪ :‬فمن المعلوم أن الكتاب والسنة‬
‫والجماع لم تنطق بأن الجسام كلها محدثة وأن‬
‫الله ليس بجسم ول قال ذلك إمام من أئمة‬
‫المسلمين فليس في تركي لهذا القول خروج عن‬
‫الفطرة ول عن الشريعة ( اهـ ‪ .‬وقال ابن تيمية في‬
‫كتابه التأسيس ‪ ، 1/101‬أو بيان تلبيس الجهمية ‪:‬‬
‫) وليس في كتاب الله ول سنة رسوله ول قول أحد‬
‫من سلف المة وأئمتها أنه ليس بجسم وأن صفاته‬
‫ليست أجساما ً وأعراضا ً فنفي المعاني الثابتة‬
‫بالشرع والعقل بنفي ألفاظ لم ينف معناها شرع ول‬
‫عقل‪ ،‬جهل وضلل اهـ ‪ .‬وقال ابن تيمية في كتابه‬
‫نقض المنطق ص طبعة المكتبة العلمية ‪ 125‬في‬
‫معرض رده على الشيخ عز الدين بن عبد السلم ثم‬
‫لفظ التجسيم ل يوجد في كلم احد من السف ل‬
‫نفيا ول اثباتا فكيف يحل ان يقال‪ :‬مذهب السلف‬
‫نفي التجسيم أو اثباته بل ذكر لذلك اللفظ أو لمعناه‬
‫عنهم‪ .‬وقال أيضًافي نفس الكتاب)وإذا كان كذلك‬
‫فاسم المشبهة ليس له ذكر بذم في الكتاب والسنة‬
‫ول كلم أحد من الصحابة والتابعين(‪ .‬ثم تناقض‬
‫فقال في نقض المنطق ص ‪ :125‬نعم لفظ التشبيه‬
‫موجود في كلم بعضهم وتفسيره معه ‪ .‬قلت بل‬
‫ثبت نفي التشبيه في الحديث وفي كلم السلف‪،‬‬
‫ففي جامع الترمذي حدثنا أحمد بن منيع حدثنا أبو‬
‫سعد هو الصنعاني عن أبي جعفر الرازي عن الربيع‬
‫بن أنس عن أبي العالية عن أبي بن كعب أن‬
‫المشركين قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫انسب لنا ربك فأنزل الله ) قل هو الله أحد الله‬
‫الصمد( فالصمد الذي لم يلد ولم يولد لنه ليس‬
‫شيء يولد إل سيموت ول شيء يموت إل سيورث‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫وإن الله عز وجل ل يموت ول يورث ) ولم يكن له‬
‫عدل وليس‬ ‫كفوا أحد( قال لم يكن له شبيه ول ِ‬
‫كمثله شيء‪ .‬ورواه الحاكم في المستدرك من‬
‫طريق أبي جعفر الرازي كذلك‪ ،‬وقال هذا حديث‬
‫صحيح السناد ولم يخرجاه‪ ،‬ورواه البيهقي أيضا في‬
‫السماء والصفات ورواه كذلك في شعب اليمان‬
‫من طريق أبي جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن‬
‫أبي العالية عن أبي بن كعب الحديث‪ ،‬وروى البيهقي‬
‫أيضا في شعب اليمان ‪ 143-1‬قال‪" :‬أخبرنا أبو‬
‫زكريا بن أبي إسحاق أنبأ أبو الحسن الطرائفي‪ ،‬ثنا‬
‫عثمان بن سعيد الدارمي‪ ،‬ثنا عبد الله بن صالح عن‬
‫معاوية بن صالح‪ ،‬عن علي بن أبي طلحة‪ ،‬عن ابن‬
‫عباس رضي الله عنه في قوله )هل تعلم له سميا(‬
‫مريم ‪ ،65‬هل تعلم له عز وجل مثل أو شبيها‪ ،‬وقال‬
‫تلميذ ابن تيمية‪ ،‬ابن قيم الجوزية في اجتماعه طبعة‬
‫دار الكتب ص ‪ : 94‬ذكر قول المام محمد بن‬
‫إدريس الشافعي‪ ،‬فقال قال عبد الرحمن وحدثنا‬
‫يونس بن عبد العلى قال سمعت أبا عبد الله محمد‬
‫بن إدريس الشافعي يقول‪ :‬ومن جملة ما نقله‪،‬‬
‫وتثبت هذه الصفات وتنفي عنها التشبيه كما نفى‬
‫التشبيه عن نفسه فقال ) ليس كمثله شيء وهو‬
‫السميع البصير(‪ ،‬وقال ص ‪ :95‬قول صاحب إمام‬
‫الشافعية في وقته أبي ابراهيم اسماعيل بن يحي‬
‫المزني‪ :‬ومن جملة ما نقله عنه ليس له صاحبة ول‬
‫ولد‪ ،‬جل عن المثل ول شبيه له ول عديل‪ .‬وقال‬
‫ه‬‫شب ّ َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬
‫ل َ‬‫قا َ‬‫ي‪َ :‬‬ ‫ر ّ‬‫خا ِ‬ ‫شْيخ ال ْب ُ َ‬ ‫نعيم بن حماد َ‬
‫ف الّله ب ِ ِ‬
‫ه‬ ‫ص َ‬ ‫و َ‬ ‫ما َ‬‫حد َ َ‬ ‫ج َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫و َ‬‫فَر َ‬‫ه كَ َ‬‫ق ِ‬‫خل ْ ِ‬
‫الّله ب ِ َ‬
‫ف الّله ب ِ ِ‬
‫ه‬ ‫ص َ‬ ‫و َ‬ ‫ما َ‬‫في َ‬‫س ِ‬ ‫ول َي ْ َ‬ ‫فَر َ‬‫قدْ ك َ َ‬‫ف َ‬‫فسه َ‬ ‫نَ ْ‬
‫شِبيه ‪ .‬وأما الصفات‬ ‫سوله ت َ ْ‬ ‫وَل َر ُ‬ ‫فسه َ‬ ‫نَ ْ‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫الخبرية كاليد والوجه والعين ونحوها فمن‬
‫أنكر أنها من القرءان فقد كفر " أي مع‬
‫العلم أنها من القرءان وبورودها فيه "‪.‬‬
‫واعلم أنه لم تأت فتنة على المسلمين منذ زمن ابن‬
‫تيمية إلى عصرنا هذا أضرمن فتنته وإخوانه الذين‬
‫اقتفوا آثاره ‪ .‬قال في التبصير في الدين ‪ :‬وأن‬
‫تعلم أن الحركة والسكون والذهاب والمجيء‬
‫والكون في المكان والجتماع والفتراق والقرب‬
‫والبعد من طريق المسافة والتصال والنفصال‬
‫والحجم والجرم والجثة والصورة والحيز والمقدار‬
‫والنواحي والقطار والجوانب والجهات كلها ل تجوز‬
‫عليه تعالى لن جميعها يوجب الحد والنهاية وأن‬
‫تعلم أن كل ما دل على حدوث شيء من الحد‬
‫والنهاية والمكان والجهة والسكون والحركة فهو‬
‫مستحيل عليه سبحانه وتعالى‪ .‬وأن تعلم أنه ليجوز‬
‫عليه الكيفية والكمية والينية‪ ،‬لن من لمثل له‬
‫ليمكن أن يقال فيه كيف هو‪ ،‬ومن لعدد له ل يقال‬
‫فيه كم هو‪ ،‬ومن ل أول له ليقال له مم كان‪ ،‬ومن‬
‫لمكان له ليقال فيه أين كان اهـ‪ .‬مختصرًا‪ .‬ونقل‬
‫القاضي أبو يعلى عن المام أحمد نمرها بل تحديد‬
‫ول تكييف ول حد ول غاية ‪ .‬قال في كتاب المختار‬
‫لبي علي الحسن بن أحمد بن عبد الله البنا الحنبلي‬
‫المتوفى ‪ 471‬للهجرة ول نقول في شيء منه‬
‫بكيفية ول حد " نقله عن ابن قتيبة من كتابه تأويل‬
‫مختلف الحديث ‪ .‬قال ابن حمدان الحنبلي‬
‫)ت‪695:‬هـ( كما في نهاية المبتدئين ‪:‬‬
‫أحاديث الصفات تمر كما جاءت من غير‬
‫بحث على معانيها وتخالف ماخطر في‬
‫الخاطر عند سماعها وننفي التشبيه عن‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫الله عند ذكرها مع تصديق النبي صلى الله‬
‫عليه وسلم واليمان بها وكلما يعقل‬
‫ويتصور فهو تكييف وتشبيه وهو محال ‪.‬‬
‫وقال ابن تيمية بعد ذكره حديث الجارية خارجا عن‬
‫الظاهر المتبادر بأن الله محصور ومتحيز في‬
‫السماء ‪ :‬فمن اعتقد أن الله في جوف السماء‬
‫محصور محاط به‪ ،‬وأنه مفتقر إلى العرش وغيره‪،‬‬
‫أو أن استواءه كاستواء المخلوقين فهو ضال‬
‫مبتدع ‪ .‬مجموع الفتاوى ‪ . 258 – 5‬وذكره في كتابه‬
‫بيان تلبيس الجهمية ج ‪ -1‬ص ‪ 564‬بلفظ فمن اعتقد‬
‫أن الله في جوف السماء محصور محاط به ‪ ،‬وأنه‬
‫مفتقر الى العرش أو غير العرش من المخلوقات ‪،‬‬
‫أو أن استواءه على عرشه كاستواء المخلوق على‬
‫كرسيه فهو ضال مبتدع ‪ .‬ونحوه في العقيدة‬
‫الحموية ‪ .‬فمن أين للوهابية كمحمد صالح عثيمين‬
‫وغيره حيث يقول استوى عل واستقر ؟ وهل معنى‬
‫الستقرار ال التمكن والقرار والمماسة وحينئذ يكون‬
‫العرش مقل وحامل لله تعالى فل أدري أين تذهب‬
‫عقول هؤلء ‪ .‬وخالفهم محدثهم محمد ناصر الدين‬
‫اللباني وقال ل يجوز وصفه بالستقرار كما في‬
‫مختصر العلو ‪ ،‬والعجب مما في كتاب المسمى‬
‫منهاج أهل السنة والجماعة في العقيدة والعمل ‪،‬‬
‫حيث ينقل جامعه وهو أبو عبد الله النعماني الوهابي‬
‫كلم محمد صالح عثيمين وكلم اللباني فالول يثبت‬
‫الستقرار والثاني ينكره ويرد قول الشيخ أبي زهرة‬
‫بقوله " وهكذا يثبتون كل ما جاء في القرآن والسنة‬
‫عن أوصافه سبحانه ‪ ...‬ويثبتون الستقرار على‬
‫العرش " قال اللباني فأين رأيت ابن تيمية يقول‬
‫بالستقرار على العرش ؟ علما بأنه أمر زائد على‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫العلو ‪ ،‬وهو مما لم يرد به الشرع ولذلك رأينا‬
‫الحافظ الذهبي قد أنكر على بعض القائلين بصفة‬
‫العلو التعبير عنها بالستقرار ‪ .‬طبعة دار الصحابة‬
‫ص ‪ ، 116‬وقول عثيمين ص ‪ 22‬قال عل واستقر ‪،‬‬
‫وكما في شرح الواسطية كذلك وفي القواعد‬
‫المثلى له ‪ ،‬ويقول ابن تيمية أيضا في بيان تلبيس‬
‫الجهمية ‪ :‬قال تعالى في كتابه ) الحمد لله الذي‬
‫خلق السموات والرض وجعل الظلمات والنور (‬
‫وقال ‪ ) :‬إن في خلق السموات والرض واختلف‬
‫الليل والنهار ( ول نزاع بين أهل الملل أن الله‬
‫سبحانه كان قبل أن يخلق هذه المكنة والزمنة وأن‬
‫وجوده ل يجب أن يقارن وجود هذه المكنة والزمنة‬
‫‪ .‬ج ‪ 562-1‬طبعة وتوزيع مكتبة ابن تيمية ) رأس‬
‫أهل التشبيه والتجسيم في القرن الثامن وما‬
‫بعده ‪ ،‬وهو هنا موافق في كلمه لعقيدة أهل السنة‬
‫في تنزيه الله عن المكنة وأنه موجود قبل المكان‬
‫والزمان (‪ .‬وقال في أقاويل الثقات لمرعي الحنبلي‬
‫‪ :‬قال ابن تيمية ومن توهم أن كون الله في السماء‬
‫بمعنى أن السماء تحيط به وتحويه أو أنه محتاج إلى‬
‫مخلوقاته أو أنه محصور فيها فهو مبطل كاذب إن‬
‫نقله عن غيره وضال إن أعتقده في ربه فإنه لم‬
‫يقل به أحد من المسلمين بل لو سئل العوام هل‬
‫تفهمون من قول الله ورسوله إن الله في السماء‬
‫أن السماء تحويه ؟ لبادر كل أحد منهم بقوله هذا‬
‫شيء لعله لم يخطر ببالنا بل عند المسلمين أن‬
‫معنى كون الله في السماء وكونه على العرش‬
‫واحدا بمعنى أنه تعالى في العلو ل في السفل ول‬
‫يتوهم أن خلقا يحصره ويحويه تعالى عن ذلك ‪،‬‬
‫وقال اللباني محدثهم المتناقض ‪ :‬الله منزه عن‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫المكان باتفاق جميع علماء السلم ‪ ،‬لماذا ؟ لن‬
‫الله كان ول شيء معه ‪ ،‬وهذا معروف في الحديث‬
‫الذي رواه البخاري " كان الله ول شيء معه " ‪،‬‬
‫معناه ‪ :‬كان ول مكان له لنه هو الغني عن العالمين‬
‫‪ ،‬هذه حقيقة متفق عليها‪ .‬كما في كتاب المسمى‬
‫منهاج أهل السنة والجماعة ص ‪ ، 133‬طبعة مكتبة‬
‫الصحابة بتحقيق أبي عبد الله النعماني ‪ ،‬وقال‬
‫واستواؤه على عرشه على ما يليق بعظمته ‪ ،‬وأنه‬
‫مع ذلك ليس في جهة ول مكان ‪ ،‬إذ هو خالق كل‬
‫شيء ومنه الجهة والمكان وهو الغني عن العالمين ‪.‬‬
‫انتهى ص ‪ 152‬من نفس المصدر ‪ .‬قال ابن قيم‬
‫الجوزية كما في مختصر صواعقه ص ‪ 446‬طبعة‬
‫دار الحديث تحقيق سيد ابراهيم ‪ :‬وقال الخلل‪:‬‬
‫أخبرني علي بن عيسى أن حنبل حدثهم قال‪ :‬سألت‬
‫أبا عبد الله عن الحاديث التي تروى ) أن الله عز‬
‫وجل ينزل إلى السماء الدنيا‪ ،‬وأن الله يرى‪ ،‬وأن‬
‫الله يضع قدمه( وما أشبه ذلك‪ ،‬فقال أبو عبد الله‪،‬‬
‫نؤمن بها ونصدق بها ول كيف ول معنى‪ ،‬ول نرد منها‬
‫شيئا‪ ،‬ونعلم أن ما جاء به الرسول حق إذا كانت‬
‫بأسانيد صحاح ( ول نرد على الله قوله‪ ،‬ول نصف‬
‫الله بأكثر مما وصف به نفسه بل حد ول غاية‪ ،‬ليس‬
‫كمثله شيء‪ .‬وهذا وكلم الشافعي من مشكاة‬
‫واحدة‪ .‬انتهى كلم ابن القيم‪ ،‬وذكره في اجتماع‬
‫الجيوش له أيضا ‪ .‬قال الشيخ المام أبو عبد الله‬
‫المازري الشعري في شرح الرشاد بعد أن بين‬
‫فساد مذهب الكرامية وحملهم الستواء في الية‬
‫الكريمة على الستقرار الحسي ‪ :‬قد بينا في أثناء‬
‫هذا الفصل أن جماعة من السلف وأهل العلم أخذوا‬
‫هذه الية على ظاهرها مع تصميم على استحالة‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫التجسيم والستقرار على الله تعالى‪ ،‬وإنما حملهم‬
‫على ذلك الثقة بأنفسهم وعلمهم بأن زمانهم كان‬
‫شاغرا عن هذه التخاليط والعورات البادية‬
‫والعتقادات المتناقضة والقوال المتهافتة‪ ،‬وأما وقد‬
‫فشى القول بالتجسيم واعتقاد قوم ممن يظن بهم‬
‫جميع ما حكيناه من القول بالنزول والصعود‬
‫والرجوع إلى الستقرار والقعود‪ ،‬والحكم على الله‬
‫تعالى بأنه له لحم ودم وله شعر في ذراعيه‬
‫ويكشف عن ساقه ويضع قدمه في النار وإذا مشى‬
‫مشى بنعلين من ذهب ويقوم له كرسي يقعد عليه‬
‫إلى غير ذلك‪ ،‬فإن الية والحال هذه يحرم على أئمة‬
‫الموحدين أن يجروها على ظاهرها ويهملوا أمر‬
‫تأويلها‪ ،‬بل ل بد من تخريجها على ما يقتضيه صفة‬
‫الله ‪ ،‬ل سيما ولها في اللغة معان قويمة وتأويلت‬
‫مستقيمة تخرجها عن التراجم بالظنون واعتقاد‬
‫التجسيم‪ ،‬وتطابق قوله تعالى ‪" :‬ليس كمثله شيء‬
‫" ‪ .‬انتهى ‪ .‬قال الحافظ ابن الجوزي الحنبلي في‬
‫كتابه المدهش ـ طبعة دار الجيل ص‪131/‬‬
‫ـ ‪":‬وإنما ُتضرب المثال لمن له أمثال‪ ،‬كيف‬
‫يقال له كيف‪ ،‬والكيف في حقه محال‪ ،‬أّنى‬
‫تتخيله الوهام وكيف تحده العقول"‪ .‬ويقول‪:‬‬
‫حدَهُ من مث َّله‪ ،‬ول‬‫فه من كّيفه‪ ،‬ول و ّ‬ ‫عَر َ‬
‫"ما َ‬
‫طل‬‫ه أعشى والمع ّ‬ ‫ده من شّبهه‪ ،‬المشب ّ ُ‬ ‫عب َ‬
‫َ‬
‫أعمى"‪ .‬وقال المام المتولي الشافعي في كتابه‬
‫ي عنه بالجماع‬ ‫الغنية‪" :‬أو أثبت ما هو منف ّ‬
‫كاللوان‪ ،‬أو أثبت له التصال والنفصال‪،‬‬
‫كان كافًرا"‪ ،‬نقله النووي في الروضة ‪10/64‬‬
‫طبعة بيروت‪.‬وفي كتاب المنهاج القويم شرح شهاب‬
‫الدين أحمد بن حجر الهيتمي على المقدمة‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫قرافي‬ ‫الحضرمية ص‪ 224/‬يقول ‪":‬واعلم أن ال َ‬
‫وغيَره حكوا عن الشافعي ومالك وأحمد‬
‫وأبي حنيفة رضي الله عنهم القول بكفر‬
‫القائلين بالجهة والتجسيم وهم حقيقون‬
‫بذلك"‪ .‬قال المام النووي في شرح مسلم ‪3/19‬‬
‫وأنه منزه عن التجسيم والنتقال والتحيز في جهة‬
‫وعن سائر صفات المخلوق‪ ،‬وقال النووي أيضا‪:‬‬
‫والله تعالى منزه عن الجسم والحد‪ .‬وقال مل علي‬
‫القاري في شرح المشكاة‪" :‬بل قال جمع منهم ]أي‬
‫السلف[ ومن الخلف أن معتقد الجهة كافر كما‬
‫صرح به العراقي وقال‪:‬إنه قول أبي حنيفة ومالك‬
‫والشافعي والشعري والباقلني‪.‬اهـ‪ ،‬وقد نقل‬
‫الحافظ الفقيه تقي الدين السبكي في فتاويه‬
‫الصغرى أن الئمة الربعة قالوا بتكفير من نسب‬
‫الجهة إلى الله‪ .‬وذلك لن كل ما يتحيز إلى جهة أو‬
‫مكان جسم إما لطيف أو كثيف‪ ،‬ولن القول بالجهة‬
‫لله تجسيم لله لن الذي يتحيز في جهة يكون جسما‬
‫وهو إما كثيف وإما لطيف‪.‬‬
‫وكذلك يكفر من قال بالجسمية لله تعالى قال‬
‫المام أبو منصور البغدادي في كتابه أصول الدين ما‬
‫نصه‪" :‬وأما جسمية " أي مجسمة " خراسان من‬
‫الكرامية فتكفيرهم واجب لقولهم بأن الله له حد‬
‫ونهاية من جهة السفل ومنها يماس عرشه‪ .‬وقد‬
‫قال الشافعي رضي الله عنه "من اعتقد أن الله‬
‫جالس على العرش كفر "حكاه المام نجم الدين‬
‫بن الرفعة في كتابه "كفاية النبيه في شرح التنبيه‪،‬‬
‫وقال‪ :‬قال القاضي حسين‪ :‬نص الشافعي على أن‬
‫من اعتقد أن الله جالس على العرش كفر‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫"والقاضي حسين من كبار علماء الشافعية‪ ،‬وهو‬
‫من الطبقة التي تلي المام الشافعي وهم الذين‬
‫يقال لهم أصحاب الوجوه‪.‬وكما كفر المام أحمد من‬
‫قال جسم ل كالجسام كما ذكره المام الزركشي‬
‫في تشنيف المسامع‪ :‬عن رئيس الحنابلة وابن‬
‫رئيسها في بغداد‪ .‬وقال الشيخ محمود خطاب‬
‫السبكي في كتابه إتحاف الكائنات‪ :‬وقد قام اجماع‬
‫السلف والخلف على أن من اعتقد أن الله تعالى‬
‫في جهة كافر‪ .‬كما صرح به الحافظ العراقي وبه‬
‫قال أبو حنيفة ومالك والشافعي وأبو الحسن‬
‫الشعري والباقلني‪.‬اهـ وقال المام القرطبي في‬
‫التذكار والصحيح القول بتكفيرهم ـأي المجسمة ـ إذ‬
‫ل فرق بينهم وبين عباد الصنام والصور‪.‬اهـ وذكر‬
‫تكفير المجسمة المام النووي في شرح المهذب ‪.‬‬
‫وبذلك أيضا جزم تقي الدين الحصني في كفاية‬
‫الخيار‪ ،‬والحافظ ابن الجوزي‪ .‬وفي كتاب الفصل‬
‫لبن حزم ‪ 2/117‬قال لو كان البارئ تعالى عن‬
‫إلحادهم جسما لقتضى ذلك ضرورة أن يكون له‬
‫زمان ومكان هما غيره وهذا إبطال التوحيد وايجاب‬
‫الشرك معه تعالى لشيئين سواه وإيجاب أشياء معه‬
‫غير مخلوقه وهذا كفر‪ .‬وقال ابن حزم ومن أنكر أن‬
‫يكون للعالم نهاية من المسافة والمكان فقد لحق‬
‫بقول الدهرية وفارق السلم‪ .‬وقال ابن بطال‬
‫المالكي كما في الفتح‪ :‬ل تعلق للمجسمة في اثبات‬
‫المكان لما ثبت من استحالة أن يكون سبحانه‬
‫جسما أو حال في مكان‪ .‬وروى البيهقي في مناقب‬
‫المام أحمد‪ " :‬أنكر أحمد على من قال بالجسم‬
‫وقال إن السماء مأخوذة من الشريعة واللغة‪.‬وأهل‬
‫اللغة وضعوا هذا السم على ذي طول وعرض‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫وسمك وتركيب وصورة وتأليف والله سبحانه خارج‬
‫عن ذلك كله فلم يجز أن يسمى جسما لخروجه عن‬
‫معنى الجسمية ولم يجئ في الشريعة ذلك‬
‫فبطل‪.‬اهـ قال الحافظ البيهقي‪ :‬قلت فصح بهذا‬
‫التفسير أن الغمام إنما هو مكان الملئكة ومركبهم‬
‫وأن الله تعالى ل مكان له ول مركب‪ .‬وفي شرح‬
‫الشفا للشيخ مل على القاري الحنفي ‪ 1/4‬ما نصه‪:‬‬
‫أنه تعالى ليس في جهة ول في حيز ومسافة ليكون‬
‫للقرب غاية وللبعد منه نهاية وأما القرب والبعد‬
‫الثابت في نحو حديث ول مقرب لما باعدت ول‬
‫مباعد لما قربت فإنما هو القرب والبعد المعنوي ل‬
‫الصوري والحسي‪.‬اهـ وقال مل على القاري في‬
‫مرقاة المفاتيح ‪" 3/37‬عند الله"أي في حكمه فإنه‬
‫منزه عن الزمان كما أنه مقدس عن المكان ‪ .‬وفي‬
‫كتاب الشباه والنظائر للحافظ السيوطي ص‬
‫‪ : 488‬قاعدة‪ :‬قال الشافعي‪ :‬ل يكفر أحد من أهل‬
‫القبلة‪ .‬واستثني من ذلك المجسم ومنكر علم‬
‫الجزئيات وقال بعضهم المبتدعة أقسام‪ :‬الول ما‬
‫نكفره قطعا كقاذف عائشة رضي الله عنها‪ ،‬ومنكر‬
‫علم الجزئيات وحشر الجساد والمجسمة والقائل‬
‫بقدم العالم‪ .‬وفي نهاية غريب الحديث والثر للمام‬
‫مجد الدين أبي السعادات ابن الثير ‪4/32‬‬
‫"قرب"فيه من تقرب إلي شبرا تقربت إليه ذراعا‬
‫والمراد بقرب العبد من الله تعالى القرب بالذكر‬
‫والعمل الصالح‪ ،‬ل قرب الذات والمكان لن ذلك‬
‫من صفات الجسام والله يتعالى عن ذلك ويتقدس‬
‫والمراد بقرب الله من العبد قرب نعمه والطافه‬
‫منه وبره وإحسانه إليه وترادف مننه عنده وفيض‬
‫مواهبه عليه في ذلك‪ .‬قلت والحديث في الصحيحين‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫ومسند أحمد وجامع الترمذي وغيرهم ‪ ،‬قال في‬
‫َ‬ ‫المسند ‪ :‬حدث َنا أ َ‬
‫مد‬ ‫ح َ‬ ‫ن عَْبد الل ّهِ ْبن أ ْ‬ ‫ِ‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫ح‬‫ْ‬ ‫ر‬ ‫ّ‬ ‫ال‬ ‫بد‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ع‬ ‫بو‬ ‫ُ‬ ‫َ ّ َ‬
‫َ‬
‫ه الل ّ ُ‬
‫ه‬ ‫م ُ‬ ‫ح َ‬ ‫حد ّث َِني أِبي َر ِ‬ ‫ل َ‬ ‫ل َقا َ‬ ‫حن ْب َ ٍ‬ ‫مد ْبن َ‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫ْبن ُ‬
‫ت قََتاد َةَ‬ ‫معْ ُ‬ ‫س ِ‬ ‫ل َ‬ ‫ة َقا َ‬ ‫شعْب َ ُ‬ ‫حد ّث ََنا ُ‬ ‫ج َ‬ ‫جا ٌ‬ ‫ح ّ‬ ‫حد ّث ََنا َ‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫َ‬
‫مال ِ ٍ‬ ‫ن َ‬ ‫س بْ ِ‬ ‫ن أن َ ِ‬ ‫ث عَ ْ‬ ‫حد ّ ُ‬ ‫يُ َ‬
‫أَ‬
‫ل‬‫ل َقا َ‬ ‫م َقا َ‬ ‫سل ّ َ‬ ‫ه ع َل َي ْهِ وَ َ‬ ‫صّلى الل ّ ُ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ه‬ ‫ّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ل‬‫َ‬ ‫سو‬ ‫ُ‬ ‫ر‬
‫َ‬ ‫ن‬
‫ّ‬
‫ت‬‫شب ًْرا ت ََقّرب ْ ُ‬ ‫مّني ِ‬ ‫ب العَب ْد ُ ِ‬ ‫ْ‬ ‫ل إ َِذا ت ََقّر َ‬ ‫ج ّ‬ ‫م عَّز وَ َ‬ ‫َرب ّك ُ ْ‬
‫عا‬
‫ه َبا ً‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ت ِ‬ ‫عا ت ََقّرب ْ ُ‬ ‫مّني ذ َِرا ً‬ ‫ب ِ‬ ‫عا وَإ َِذا ت ََقّر َ‬ ‫ه ذ َِرا ً‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ِ‬
‫ة ‪ .‬وفي المسند ‪:‬‬ ‫ه هَْروَل َ ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫شي أت َي ْت ُ ُ‬ ‫م ِ‬ ‫ن أَتاِني ي َ ْ‬ ‫وَإ ِ ْ‬
‫زيد َ‬ ‫ن َ يَ ِ‬ ‫ة عَ ْ‬ ‫ن ل َِهيعَ َ‬ ‫حد ّث ََنا اب ْ ُ‬ ‫سِعيدٍ َ‬ ‫ن َ‬ ‫ة بْ ُ‬ ‫حد ّث ََنا قُت َي ْب َ ُ‬ ‫َ‬
‫ت أَبا ذ َّر‬ ‫معْ ُ‬ ‫س ِ‬ ‫ل َ‬ ‫ن ن ُعَي ْم ٍ َقا َ‬ ‫زيد َ ب ْ ِ‬ ‫ن يَ ِ‬ ‫رو ع َ ْ‬ ‫م ٍ‬ ‫ن عَ ْ‬ ‫بْ ِ‬
‫ط ي َُقو ُ‬
‫ل‬ ‫طا ِ‬ ‫س َ‬ ‫من ْب َرِ ِبال ُْف ْ‬ ‫ال ْغَِفارِيّ وَهُوَ ع ََلى ال ْ ِ‬
‫ن‬‫م ْ‬ ‫ل َ‬ ‫م ي َُقو ُ‬ ‫سل ّ َ‬ ‫ه ع َل َي ْهِ وَ َ‬ ‫صّلى الل ّ ُ‬ ‫ي َ‬ ‫ت الن ّب ِ ّ‬ ‫معْ ُ‬ ‫س ِ‬ ‫َ‬
‫ن‬‫م ْ‬ ‫عا وَ َ‬ ‫ب إ ِل َي ْهِ ذَِرا ً‬ ‫شب ًْرا ت ََقّر َ‬ ‫ل ِ‬ ‫ج ّ‬ ‫ب إ َِلى الل ّهِ عَّز وَ َ‬ ‫ت ََقّر َ‬
‫ن أ َقْب َ َ‬
‫ل‬ ‫م ْ‬ ‫عا وَ َ‬ ‫ب إ ِل َي ْهِ َبا ً‬ ‫عا ت ََقّر َ‬ ‫ب إ َِلى الل ّهِ ذَِرا ً‬ ‫ت ََقّر َ‬
‫مهَْروًِل َوالل ّ ُ‬
‫ه‬ ‫ه إ ِل َي ْهِ ُ‬ ‫ل الل ّ ُ‬ ‫شًيا أ َقْب َ َ‬ ‫ما ِ‬ ‫ل َ‬ ‫ج ّ‬ ‫ع ََلى الل ّهِ عَّز وَ َ‬
‫َ‬ ‫ل والل ّ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ل ‪ .‬وفي صحيح البخاري‬ ‫ج ّ‬ ‫ه أع َْلى وَأ َ‬ ‫ج ّ َ ُ‬ ‫أع َْلى وَأ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ش‬
‫م ُ‬ ‫حد ّث ََنا اْلعْ َ‬ ‫حد ّث ََنا أِبي َ‬ ‫ص َ‬ ‫ٍ‬ ‫حْف‬ ‫ن َ‬ ‫مُر ب ْ ُ‬ ‫حد ّث ََنا عُ َ‬ ‫‪َ :‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ه‬
‫ه عَن ْ ُ‬ ‫ي الل ّ ُ‬ ‫ض َ‬ ‫ن أِبي هَُري َْرة َ َر ِ‬ ‫صال ٍِح ع َ ْ‬ ‫ت أَبا َ‬ ‫معْ ُ‬ ‫س ِ‬ ‫َ‬
‫ل الل ّ ُ‬
‫ه‬ ‫م ي َُقو ُ‬ ‫سل ّ َ‬ ‫ه ع َل َي ْهِ وَ َ‬ ‫صّلى الل ّ ُ‬ ‫ي َ‬ ‫ل الن ّب ِ ّ‬ ‫ل َقا َ‬ ‫َقا َ‬
‫َ‬ ‫ت ََعاَلى أ ََنا ِ‬
‫ذا ذ َك ََرِني‬ ‫ه إِ َ‬ ‫معَ ُ‬ ‫دي ِبي وَأَنا َ‬ ‫ن ع َب ْ ِ‬ ‫عن ْد َ ظ َ ّ‬
‫ن ذ َك ََرِني‬ ‫سي وَإ ِ ْ‬ ‫ه ِفي ن َْف ِ‬ ‫سهِ ذ َك َْرت ُ ُ‬ ‫ن ذ َك ََرِني ِفي ن َْف ِ‬ ‫فَإ ِ ْ‬
‫ي‬ ‫ب إ ِل َ ّ‬ ‫ن ت ََقّر َ‬ ‫م وَإ ِ ْ‬ ‫من ْهُ ْ‬ ‫خي ْرٍ ِ‬ ‫مَل ٍ َ‬ ‫ه ِفي َ‬ ‫مَل ٍ ذ َك َْرت ُ ُ‬ ‫ِفي َ‬
‫ت‬ ‫عا ت ََقّرب ْ ُ‬ ‫ي ذَِرا ً‬ ‫ب إ ِل َ ّ‬ ‫ن ت ََقّر َ‬ ‫عا وَإ ِ ْ‬ ‫ت إ ِل َي ْهِ ذَِرا ً‬ ‫شب ْرٍ ت ََقّرب ْ ُ‬ ‫بِ ِ‬
‫ه هَْروَل َ ً‬ ‫َ‬ ‫عا وإ َ‬
‫ة ‪ .‬قال‬ ‫شي أت َي ْت ُ ُ‬ ‫م ِ‬ ‫ن أَتاِني ي َ ْ‬ ‫إ ِل َي ْهِ َبا ً َ ِ ْ‬
‫المام ابن حجر العسقلني الحافظ في فتح الباري‬
‫ما نصه ‪ :‬قوله ) يقول الله تعالى أنا عند ظن‬
‫عبدي بي ( أي قادر على أن أعمل به ما ظن أني‬
‫عامل به ‪ ،‬وقال الكرماني ‪ :‬وفي السياق إشارة إلى‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫ترجيح جانب الرجاء على الخوف وكأنه أخذه من‬
‫جهة التسوية فإن العاقل إذا سمع ذلك ل يعدل إلى‬
‫ظن إيقاع الوعيد وهو جانب الخوف ; لنه ل يختاره‬
‫لنفسه بل يعدل إلى ظن وقوع الوعد وهو جانب‬
‫الرجاء وهو كما قال أهل التحقيق مقيد بالمحتضر‬
‫ويؤيد ذلك حديث " ل يموتن أحدكم إل وهو يحسن‬
‫الظن بالله " وهو عند مسلم من حديث جابر ‪ .‬وأما‬
‫قبل ذلك ففي الول أقوال ثالثها العتدال وقال ابن‬
‫أبي جمرة ‪ :‬المراد بالظن هنا العلم وهو كقوله‬
‫) وظنوا أن ل ملجأ من الله إل إليه ( وقال القرطبي‬
‫في المفهم قيل معنى ظن عبدي بي ظن الجابة‬
‫عند الدعاء وظن القبول عند التوبة وظن المغفرة‬
‫عند الستغفار وظن المجازاة عند فعل العبادة‬
‫بشروطها تمسكا بصادق وعده ‪ ,‬وقال ‪ :‬ويؤيده‬
‫قوله في الحديث الخر ‪ :‬ادعوا الله وأنتم موقنون‬
‫بالجابة ‪ .‬قال ‪ :‬ولذلك ينبغي للمرء أن يجتهد في‬
‫القيام بما عليه موقنا بأن الله يقبله ويغفر له ; لنه‬
‫وعد بذلك وهو ل يخلف الميعاد فإن اعتقد أو ظن‬
‫أن الله ل يقبلها وأنها ل تنفعه فهذا هو اليأس من‬
‫رحمة الله وهو من الكبائر ‪ ,‬ومن مات على ذلك‬
‫وكل إلى ما ظن كما في بعض طرق الحديث‬
‫المذكور " فليظن بي عبدي ما شاء " قال ‪ :‬وأما‬
‫ظن المغفرة مع الصرار فذلك محض الجهل‬
‫والغرة وهو يجر إلى مذهب المرجئة ‪.‬‬
‫قوله ) وأنا معه إذا ذكرني ( أي بعلمي وهو‬
‫كقوله ) إنني معكما أسمع وأرى ( والمعية‬
‫المذكورة أخص من المعية التي في قوله تعالى‬
‫) ما يكون من نجوى ثلثة إل هو رابعهم ‪ -‬إلى قوله‬
‫‪ -‬إل هو معهم أينما كانوا ( وقال ابن أبي جمرة‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫معناه فأنا معه حسب ما قصد من ذكره لي قال ‪:‬‬
‫ثم يحتمل أن يكون الذكر باللسان فقط أو بالقلب‬
‫فقط أو بهما أو بامتثال المر واجتناب النهي ‪ ,‬قال‬
‫والذي يدل عليه الخبار أن الذكر على نوعين‬
‫أحدهما مقطوع لصاحبه بما تضمنه هذا الخبر‬
‫والثاني على خطر ‪ ,‬قال ‪ :‬والول يستفاد من قوله‬
‫تعالى ) فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ( والثاني‬
‫من الحديث الذي فيه " من لم تنهه صلته عن‬
‫الفحشاء والمنكر لم يزدد من الله إل بعدا " لكن إن‬
‫كان في حال المعصية يذكر الله بخوف ووجل مما‬
‫هو فيه فإنه يرجى له ‪ .‬قوله ) فإن ذكرني في‬
‫نفسه ذكرته في نفسي ( أي إن ذكرني‬
‫بالتنزيه والتقديس سرا ذكرته بالثواب والرحمة سرا‬
‫‪ .‬وقال ابن أبي جمرة ‪ :‬يحتمل أن يكون مثل قوله‬
‫تعالى ) فاذكروني أذكركم ( ومعناه اذكروني‬
‫بالتعظيم أذكركم بالنعام وقال تعالى ) ولذكر الله‬
‫أكبر ( أي أكبر العبادات فمن ذكره وهو خائف آمنه‬
‫أو مستوحش آنسه قال تعالى ) أل بذكر الله‬
‫تطمئن القلوب ( ‪ .‬قوله ) وإن ذكرني في‬
‫مل ( بفتح الميم واللم مهموز أي جماعة‬
‫) ذكرته في مل خير منهم ( قال بعض أهل‬
‫العلم ‪ :‬يستفاد منه أن الذكر الخفي أفضل من‬
‫الذكر الجهري والتقدير ‪ :‬إن ذكرني في نفسه‬
‫ذكرته بثواب ل أطلع عليه أحدا وإن ذكرني جهرا‬
‫ذكرته بثواب أطلع عليه المل العلى وقال ابن‬
‫بطال ‪ :‬هذا نص في أن الملئكة أفضل من بني آدم‬
‫وهو مذهب جمهور أهل العلم وعلى ذلك شواهد‬
‫من القرآن مثل ) إل أن تكونا ملكين أو تكونا من‬
‫الخالدين ( والخالد أفضل من الفاني فالملئكة‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫أفضل من بني آدم وتعقب بأن المعروف عن‬
‫جمهور أهل السنة أن صالحي بني آدم أفضل من‬
‫سائر الجناس والذين ذهبوا إلى تفضيل الملئكة‬
‫الفلسفة ثم المعتزلة وقليل من أهل السنة من‬
‫أهل التصوف وبعض أهل الظاهر فمنهم من فاضل‬
‫بين الجنسين فقالوا حقيقة الملك أفضل من حقيقة‬
‫النسان‪ ،‬لنها نورانية وخيرة ولطيفة مع سعة العلم‬
‫والقوة وصفاء الجوهر وهذا ل يستلزم تفضيل كل‬
‫فرد على كل فرد لجواز أن يكون في بعض الناسي‬
‫ما في ذلك وزيادة ومنهم من خص الخلف بصالحي‬
‫البشر والملئكة ومنهم من خصه بالنبياء ثم منهم‬
‫من فضل الملئكة على غير النبياء ومنهم من‬
‫فضلهم على النبياء أيضا إل على نبينا محمد صلى‬
‫الله عليه وسلم ‪ ,‬ومن أدلة تفضيل النبي على‬
‫الملك أن الله أمر الملئكة بالسجود لدم على‬
‫سبيل التكريم له حتى قال إبليس ) أرأيت هذا الذي‬
‫كرمت علي ( ومنها قوله تعالى ) لما خلقت بيدي (‬
‫لما فيه من الشارة إلى العناية به ولم يثبت ذلك‬
‫للملئكة ‪ ,‬ومنها قوله تعالى ) إن الله اصطفى آدم‬
‫ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين (‬
‫ومنها قوله تعالى ) وسخر لكم ما في السماوات‬
‫وما في الرض ( فدخل في عمومه الملئكة ‪,‬‬
‫والمسخر له أفضل من المسخر ‪ ،‬ولن طاعة‬
‫الملئكة بأصل الخلقة وطاعة البشر غالبا مع‬
‫المجاهدة للنفس لما طبعت عليه من الشهوة‬
‫والحرص والهوى والغضب ‪ ,‬فكانت عبادتهم أشق‪،‬‬
‫وأيضا فطاعة الملئكة بالمر الوارد عليهم وطاعة‬
‫البشر بالنص تارة وبالجتهاد تارة والستنباط تارة‬
‫فكانت أشق ; ولن الملئكة سلمت من وسوسة‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫الشياطين وإلقاء الشبه والغواء الجائزة على البشر‬
‫ولن الملئكة تشاهد حقائق الملكوت والبشر ل‬
‫يعرفون ذلك إل بالعلم فل يسلم منهم من إدخال‬
‫الشبهة من جهة تدبير الكواكب وحركة الفلك إل‬
‫الثابت على دينه ول يتم ذلك إل بمشقة شديدة‬
‫ومجاهدات كثيرة ‪ ,‬وأما أدلة الخرين فقد قيل إن‬
‫حديث الباب أقوى ما استدل به لذلك للتصريح‬
‫بقوله فيه في مل خير منهم والمراد بهم الملئكة ‪،‬‬
‫حتى قال بعض الغلة في ذلك وكم من ذاكر لله‬
‫في مل فيهم محمد صلى الله عليه وسلم ذكرهم‬
‫الله في مل خير منهم ‪ ,‬وأجاب بعض أهل السنة بأن‬
‫الخبر المذكور ليس نصا ول صريحا في المراد بل‬
‫يطرقه احتمال أن يكون المراد بالمل الذين هم خير‬
‫من المل الذاكر النبياء والشهداء فإنهم أحياء عند‬
‫ربهم فلم ينحصر ذلك في الملئكة ‪ ,‬وأجاب آخر‬
‫وهو أقوى من الول بأن الخيرية إنما حصلت بالذاكر‬
‫والمل معا فالجانب الذي فيه رب العزة خير من‬
‫الجانب الذي ليس هو فيه بل ارتياب فالخيرية‬
‫حصلت بالنسبة للمجموع على المجموع وهذا‬
‫الجواب ظهر لي وظننت أنه مبتكر ‪ .‬ثم رأيته في‬
‫كلم القاضي كمال الدين بن الزملكاني في الجزء‬
‫الذي جمعه في الرفيق العلى فقال ‪ :‬إن الله قابل‬
‫ذكر العبد في نفسه بذكره له في نفسه ‪ ،‬وقابل‬
‫ذكر العبد في المل بذكره له في المل فإنما صار‬
‫الذكر في المل الثاني خيرا من الذكر في الول ;‬
‫لن الله وهو الذاكر فيهم والمل الذين يذكرون والله‬
‫فيهم أفضل من المل الذين يذكرون وليس الله‬
‫فيهم ‪ ,‬ومن أدلة المعتزلة تقديم الملئكة في الذكر‬
‫في قوله تعالى ) من كان عدوا لله وملئكته ورسله‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫‪ -‬شهد الله أنه ل إله إل هو والملئكة وأولوا العلم ‪-‬‬
‫الله يصطفي من الملئكة رسل ومن الناس (‬
‫وتعقب بأن مجرد التقديم في الذكر ل يستلزم‬
‫التفضيل ; لنه لم ينحصر فيه بل له أسباب أخرى‬
‫كالتقديم بالزمان في مثل قوله ) ومنك ومن نوح‬
‫وإبراهيم ( فقدم نوحا على إبراهيم لتقدم زمان نوح‬
‫مع أن إبراهيم أفضل ومنها قوله تعالى ) لن‬
‫يستنكف المسيح أن يكون عبدا لله ول الملئكة‬
‫المقربون ( وبالغ الزمخشري فادعى أن دللتها لهذا‬
‫المطلوب قطعية بالنسبة لعلم المعاني فقال في‬
‫قوله تعالى ) ول الملئكة المقربون ( أي ول من هو‬
‫أعلى قدرا من المسيح ‪ ،‬وهم الملئكة الكروبيون‬
‫الذين حول العرش ‪ ،‬كجبريل وميكائيل وإسرافيل ‪,‬‬
‫قال ‪ :‬ول يقتضي علم المعاني غير هذا من حيث إن‬
‫الكلم إنما سيق للرد على النصارى لغلوهم في‬
‫المسيح ‪ ،‬فقيل لهم ‪ :‬لن يترفع فيه المسيح عن‬
‫العبودية ول من هو أرفع درجة منه انتهى ملخصا ‪،‬‬
‫وأجيب بأن الترقي ل يستلزم التفضيل المتنازع فيه‬
‫وإنما هو بحسب المقام ‪ ,‬وذلك أن كل من الملئكة‬
‫والمسيح عبد من دون الله ‪ ,‬فرد عليهم بأن المسيح‬
‫الذي تشاهدونه لم يتكبر عن عبادة الله ‪ ،‬وكذلك‬
‫من غاب عنكم من الملئكة ل يتكبر ‪ ،‬والنفوس لما‬
‫غاب عنها أهيب ممن تشاهده ‪ ،‬ولن الصفات التي‬
‫عبدوا المسيح لجلها من الزهد في الدنيا والطلع‬
‫على المغيبات وإحياء الموتى بإذن الله موجودة في‬
‫الملئكة ‪ ,‬فإن كانت توجب عبادته فهي موجبة‬
‫لعبادتهم بطريق الولى ‪ ،‬وهم مع ذلك ل يستنكفون‬
‫عن عبادة الله تعالى ‪ ،‬ول يلزم من هذا الترقي‬
‫ثبوت الفضلية المتنازع فيها ‪ ،‬وقال البيضاوي احتج‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫بهذا العطف من زعم أن الملئكة أفضل من النبياء‬
‫‪ ،‬وقال هي مساقة للرد على النصارى في رفع‬
‫المسيح عن مقام العبودية ‪ ،‬وذلك يقتضي أن يكون‬
‫المعطوف عليه أعلى درجة منه حتى يكون عدم‬
‫استنكافهم كالدليل على عدم استنكافه ‪ ,‬وجوابه أن‬
‫الية سيقت للرد على عبدة المسيح والملئكة ‪,‬‬
‫فأريد بالعطف المبالغة باعتبار الكثرة دون التفضيل‬
‫‪ ,‬كقول القائل أصبح المير ل يخالفه رئيس ول‬
‫مرءوس ‪ ,‬وعلى تقدير إرادة التفضيل فغايته تفضيل‬
‫المقربين ممن حول العرش ‪ ،‬بل من هو أعلى رتبة‬
‫منهم على المسيح ‪ ،‬وذلك ل يستلزم فضل أحد‬
‫الجنسين على الخر مطلقا ‪ .‬وقال الطيبي ‪ :‬ل تتم‬
‫لهم الدللة إل إن سلم أن الية سيقت للرد على‬
‫النصارى فقط فيصح ‪ :‬لن يترفع المسيح عن‬
‫العبودية ول من هو أرفع منه ‪ ،‬والذي يدعي ذلك‬
‫يحتاج إلى إثبات أن النصارى تعتقد تفضيل الملئكة‬
‫على المسيح ‪ ،‬وهم ل يعتقدون ذلك بل يعتقدون‬
‫فيه اللهية فل يتم استدلل من استدل به ‪ ,‬قال‬
‫وسياقه الية من أسلوب التتميم والمبالغة ل‬
‫للترقي ‪ ,‬وذلك أنه قدم قوله ) إنما الله إله واحد ‪-‬‬
‫إلى قوله ‪ -‬وكيل ( فقرر الوحدانية والمالكية‬
‫والقدرة التامة ‪ ,‬ثم أتبعه بعدم الستنكاف ‪,‬‬
‫فالتقدير ل يستحق من اتصف بذلك أن يستكبر‬
‫عليه الذي تتخذونه أيها النصارى إلها لعتقادكم فيه‬
‫الكمال ول الملئكة الذين اتخذها غيركم آلهة‬
‫لعتقادهم فيهم الكمال ‪ .‬قلت ‪ :‬وقد ذكر ذلك‬
‫البغوي ملخصا ‪ ,‬ولفظه لم يقل ذلك رفعا لمقامهم‬
‫على مقام عيسى بل ردا على الذين يدعون أن‬
‫الملئكة آلهة فرد عليهم كما رد على النصارى الذين‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫يدعون التثليث ‪ ،‬ومنها قوله تعالى ) قل ل أقول‬
‫لكم عندي خزائن الله ‪ ،‬ول أعلم الغيب ‪ ،‬ول أقول‬
‫لكم إني ملك ( فنفى أن يكون ملكا ‪ ،‬فدل على‬
‫أنهم أفضل ‪ ,‬وتعقب بأنه إنما نفى ذلك لكونهم‬
‫طلبوا منه الخزائن وعلم الغيب ‪ ،‬وأن يكون بصفة‬
‫الملك من ترك الكل والشرب والجماع ‪ ،‬وهو من‬
‫نمط إنكارهم أن يرسل الله بشرا مثلهم فنفى عنه‬
‫أنه ملك ‪ ،‬ول يستلزم ذلك التفضيل ‪ ،‬ومنها أنه‬
‫سبحانه لما وصف جبريل ومحمدا ‪ ,‬قال في جبريل‬
‫) إنه لقول رسول كريم ( وقال في حق النبي صلى‬
‫الله عليه وسلم ) وما صاحبكم بمجنون ( وبين‬
‫الوصفين بون بعيد ‪ ,‬وتعقب بأن ذلك إنما سيق للرد‬
‫على من زعم أن الذي يأتيه شيطان فكان وصف‬
‫جبريل بذلك تعظيما للنبي صلى الله عليه وسلم‬
‫فقد وصف النبي صلى الله عليه وسلم في غير هذا‬
‫الموضع بمثل ما وصف به جبريل هنا وأعظم منه ‪,‬‬
‫وقد أفرط الزمخشري في سوء الدب هنا ‪ ،‬وقال‬
‫كلما يستلزم تنقيص المقام المحمدي ‪ ،‬وبالغ الئمة‬
‫في الرد عليه في ذلك وهو من زلته الشنيعة ‪.‬‬
‫قوله ) وإن تقرب إلي شبرا (‬
‫في رواية المستملي والسرخسي " بشبر " بزيادة‬
‫موحدة في أوله ‪ ،‬وسيأتي شرحه في أواخر " كتاب‬
‫التوحيد " في باب ذكر النبي صلى الله عليه وسلم‬
‫وروايته عن ربه ‪ .‬انتهى ‪ .‬وفي صحيح البخاري باب‬
‫ذكر النبي صلى الله عليه وسلم وروايته عن ربه‬
‫ن‬
‫حَيى عَ ْ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫سد ّد ٌ عَ ْ‬ ‫م َ‬ ‫حد ّث ََنا ُ‬‫من كتاب التوحيد ‪َ :‬‬
‫ل‬‫ن أ َِبي هَُري َْرة َ َقا َ‬ ‫ك عَ ْ‬ ‫مال ِ ٍ‬‫ن َ‬ ‫س بْ ِ‬
‫َ‬
‫ن أن َ ِ‬ ‫ي عَ ْ‬ ‫م ّ‬ ‫الت ّي ْ ِ‬
‫ل إ َِذا‬‫م َقا َ‬ ‫سل ّ َ‬
‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬‫صّلى الل ّ ُ‬ ‫ي َ‬ ‫ما ذ َك ََر الن ّب ِ ّ‬ ‫ُرب ّ َ‬
‫عا وَإ َِذا ت ََقّر َ‬
‫ب‬ ‫ه ذَِرا ً‬‫من ْ ُ‬‫ت ِ‬‫شب ًْرا ت ََقّرب ْ ُ‬
‫مّني ِ‬ ‫ب ال ْعَب ْد ُ ِ‬‫ت ََقّر َ‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫مٌر‬‫معْت َ ِ‬
‫ل ُ‬‫عا وََقا َ‬ ‫عا أ َوْ ُبو ً‬
‫ه َبا ً‬ ‫من ْ ُ‬
‫ت ِ‬‫عا ت ََقّرب ْ ُ‬ ‫مّني ذ َِرا ً‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ه‬ ‫ي َ‬ ‫ن الن ّب ِ ّ‬ ‫سا ع َ ْ‬ ‫ت أن َ ً‬ ‫معْ ُ‬
‫س ِ‬‫ت أِبي َ‬ ‫معْ ُ‬‫س ِ‬ ‫َ‬
‫ل ‪ .‬قال الحافظ‬ ‫ج ّ‬‫ن َرب ّهِ ع َّز وَ َ‬‫م ي َْرِويهِ عَ ْ‬ ‫سل ّ َ‬‫ع َل َي ْهِ وَ َ‬
‫ابن حجر في فتح الباري ‪ :‬قوله ) ربما ذكر‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا تقرب‬
‫العبد مني (‬
‫كذا للجميع ليس فيه الرواية عن الله تعالى ‪ ,‬وكذا‬
‫أخرجه السماعيلي من رواية محمد بن خلد عن‬
‫يحيى القطان ‪ ,‬وأخرجه من رواية محمد بن أبي‬
‫بكر المقدمي عن يحيى فقال فيه " عن أبي هريرة‬
‫ذكر النبي صلى الله عليه وسلم قال ‪ :‬قال الله عز‬
‫وجل وقال مسلم حدثنا محمد بن بشار حدثنا "‬
‫يحيى " هو ابن سعيد وابن أبي عدي كلهما عن‬
‫سليمان فذكره بلفظ " عن أبي هريرة عن النبي‬
‫صلى الله عليه وسلم قال قال الله عز وجل " ‪.‬‬
‫قول ) وإذا تقرب مني ذراعا تقربت منه‬
‫باعا أو بوعا ( كذا فيه بالشك وكذا في رواية‬
‫مسلم والسماعيلي ‪ ،‬وقد تقدم في باب قول الله‬
‫تعالى ) ويحذركم الله نفسه ( بغير شك من رواية‬
‫أبي صالح عن أبي هريرة قال ‪ :‬قال النبي صلى‬
‫الله عليه وسلم يقول الله عز وجل ‪ :‬أنا عند ظن‬
‫عبدي بي ‪ ,‬فذكر الحديث وفيه ‪ :‬وإن تقرب إلي‬
‫شبرا تقربت إليه ذراعا وإن تقرب إلي ذراعا تقربت‬
‫إليه باعا ‪ ,‬ووقع ذكر الهرولة في حديث أبي ذر‬
‫الذي أوله رفعه ‪ :‬يقول الله تعالى من عمل حسنة‬
‫فجزاؤه عشر أمثالها ‪ ,‬وفيه " ومن تقرب إليه شبرا‬
‫" الحديث ‪ ,‬وفي آخره ‪ :‬ومن أتاني يمشي أتيته‬
‫هرولة ومن أتاني بقراب الرض خطيئة لم يشرك‬
‫بي شيئا جعلتها له مغفرة أخرجه مسلم ‪ ,‬قال‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫الخطابي ‪ :‬الباع معروف وهو قدر مد اليدين ‪ ,‬وأما‬
‫البوع بفتح الموحدة فهو مصدر باع يبوع بوعا قال‬
‫ويحتمل أن يكون بضم الباء جمع باع مثل دار‬
‫ودور ‪ ,‬وأغرب النووي فقال الباع والبوع بالضم‬
‫والفتح كله بمعنى ‪ ,‬فإن أراد ما قال الخطابي وإل‬
‫لم يصرح أحد بأن البوع بالضم والباع بمعنى واحد ‪,‬‬
‫وقال الباجي الباع طول ذراعي النسان وعضديه‬
‫وعرض صدره وذلك قدر أربعة أذرع وهو من‬
‫الدواب قدر خطوها في المشي وهو ما بين قوائمها‬
‫‪ ,‬وزاد مسلم في روايته المذكورة " وإذا أتاني‬
‫يمشي أتيته هرولة " وفي رواية ابن أبي عدي عن‬
‫سليمان التيمي عند السماعيلي ‪ :‬وإذا تقرب مني‬
‫بوعا أتيته هرولة ‪.‬‬
‫قوله ) وقال معتمر ( هو ابن سليمان التيمي‬
‫المذكور وأراد بهذا التعليق بيان التصريح بالرواية‬
‫فيه عن الله عز وجل وقد وصله مسلم وغيره من‬
‫رواية المعتمر كما سأنبه عليه ‪.‬‬
‫قوله ) عن أبي هريرة عن ربه عز وجل ( كذا سقط‬
‫من رواية أبي ذر عن السرخسي والكشميهني‬
‫لفظة " عن النبي صلى الله عليه وسلم " وثبتت‬
‫للمستملي والباقين وقال عياض عن الصيلي لم‬
‫يكن عن النبي صلى الله عليه وسلم في كتاب‬
‫الفربري ‪ ,‬وقد ألحقها عبدوس ‪ .‬قلت ‪ :‬وثبتت عند‬
‫مسلم عن محمد بن عبد العلى عن المعتمر ولم‬
‫يسق لفظه لكنه أحال به على رواية محمد بن بشار‬
‫وأخرجه السماعيلي عن القاسم بن زكريا عن‬
‫محمد بن عبد العلى فقال في سياقه " عن أبيه‬
‫حدثني أنس أن أبا هريرة حدثه عن النبي صلى الله‬
‫عليه وسلم أنه حدثه عن ربه تعالى ‪ ,‬ووصلها‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫السماعيلي أيضا من رواية عبيد الله بن معاذ حدثنا‬
‫المعتمر قال حدث أبي عن أنس أن أبا هريرة حدثه‬
‫عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه حدثه عن ربه‬
‫تبارك وتعالى ووصله أبو نعيم من طريق إسحاق‬
‫بن إبراهيم الشهيد حدثنا المعتمر عن أبيه عن أنس‬
‫عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم فيما يروي عن ربه عز وجل ووقع عند ابن‬
‫حبان في صحيحه من طريق الحسن بن سفيان‬
‫حدثنا محمد بن المتوكل العسقلني حدثنا معتمر بن‬
‫سليمان حدثني أبي أخبرني أنس بن مالك عن أبي‬
‫هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫قال الله عز وجل إذا تقرب العبد مني شبرا ‪,‬‬
‫فذكره وقال فيه " باعا " ولم يشك ‪ ,‬وفي آخره "‬
‫أتيته هرولة " وزاد " وإن هرول سعيت إليه والله‬
‫أسرع بالمغفرة " قال البرقاني بعد أن أخرجه في‬
‫مستخرجه من طريق الحسن بن سفيان ‪ :‬لم أجد‬
‫هذه الزيادة في حديث غيره يعني محمد بن‬
‫المتوكل انتهى ‪ ,‬وهو صدوق عارف بالحديث عنده‬
‫غرائب وأفراد وهو من شيوخ أبي داود في السنن‬
‫والقول في معناه كما تقدم ‪ .‬قال الخطابي في مثل‬
‫مضاعفة الثواب يقبل من أقبل نحو آخر قدر شبر‬
‫فاستقبله بقدر ذراع ‪ ،‬قال ‪ :‬ويحتمل أن يكون معناه‬
‫التوفيق له بالعمل الذي يقربه منه وقال الكرماني ‪:‬‬
‫لما قامت البراهين على استحالة هذه الشياء في‬
‫حق الله تعالى وجب أن يكون المعنى ‪ :‬من تقرب‬
‫إلي بطاعة قليلة جازيته بثواب كثير وكلما زاد في‬
‫الطاعة أزيد في الثواب وإن كانت كيفية إتيانه‬
‫بالطاعة بطريق التأني يكون كيفية إتياني بالثواب‬
‫بطريق السراع ‪ ,‬والحاصل أن الثواب راجح على‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫العمل بطريق الكيف والكم ولفظ القرب والهرولة‬
‫مجاز على سبيل المشاكلة أو الستعارة أو إرادة‬
‫ن‬
‫ة بْ ُ‬ ‫حد ّث ََنا قُت َي ْب َ ُ‬ ‫لوازمها انتهى ‪ .‬وفي صحيح مسلم ‪َ :‬‬
‫حد ّث ََنا‬ ‫ة َقاَل َ‬ ‫ظ ل ُِقت َي ْب َ َ‬ ‫ب َوالل ّْف ُ‬ ‫حْر ٍ‬ ‫ن َ‬ ‫سِعيدٍ وَُزهَي ُْر ب ْ ُ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن أِبي‬ ‫ح عَ ْ‬ ‫صال ِ ٍ‬ ‫ن أِبي َ‬ ‫ش عَ ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ن اْلع ْ َ‬ ‫ريٌر عَ ْ‬ ‫ج ِ‬ ‫َ‬
‫هَُري َْرةَ َقا َ‬
‫ل‬
‫ه‬‫ل الل ّ ُ‬ ‫م ي َُقو ُ‬ ‫سل ّ َ‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬ ‫صّلى الل ّ ُ‬ ‫ل الل ّهِ َ‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫َقا َ‬
‫َ‬ ‫ل أ ََنا ِ‬
‫ن‬‫حي َ‬ ‫ه ِ‬ ‫معَ ُ‬ ‫دي ِبي وَأَنا َ‬ ‫ن عَب ْ ِ‬ ‫عن ْد َ ظ َ ّ‬ ‫ج ّ‬ ‫ع َّز وَ َ‬
‫ن‬
‫سي وَإ ِ ْ‬ ‫ه ِفي ن َْف ِ‬ ‫سهِ ذ َك َْرت ُ ُ‬ ‫ن ذ َك ََرِني ِفي ن َْف ِ‬ ‫ي َذ ْك ُُرِني إ ِ ْ‬
‫ن‬
‫م وَإ ِ ْ‬ ‫من ْهُ ْ‬ ‫خي ٌْر ِ‬ ‫م َ‬ ‫مَل ٍ هُ ْ‬ ‫ه ِفي َ‬ ‫مَل ٍ ذ َك َْرت ُ ُ‬ ‫ذ َك ََرِني ِفي َ‬
‫ي‬‫ب إ ِل َ ّ‬ ‫ن ت ََقّر َ‬ ‫عا وَإ ِ ْ‬ ‫ت إ ِل َي ْهِ ذَِرا ً‬ ‫شب ًْرا ت ََقّرب ْ ُ‬ ‫مّني ِ‬ ‫ب ِ‬ ‫ت ََقّر َ‬
‫ة‬‫ه هَْروَل َ ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫شي أت َي ْت ُ ُ‬ ‫م ِ‬ ‫ن أَتاِني ي َ ْ‬ ‫عا وَإ ِ ْ‬ ‫ه َبا ً‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ت ِ‬ ‫عا ت ََقّرب ْ ُ‬ ‫ذ َِرا ً‬
‫َ‬ ‫ن أ َِبي َ‬ ‫َ‬
‫حد ّث ََنا‬ ‫ب َقاَل َ‬ ‫ة وَأُبو ك َُري ْ ٍ‬ ‫شي ْب َ َ‬ ‫حد ّث ََنا أُبو ب َك ْرِ ب ْ ُ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫أَ‬
‫م ي َذ ْك ُْر‬ ‫سَنادِ وَل َ ْ‬ ‫ذا اْل ِ ْ‬ ‫ش ب ِهَ َ‬ ‫ِ‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ع‬ ‫ل‬‫ن اْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ع‬ ‫ة‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ي‬ ‫ِ‬ ‫و‬ ‫عا‬‫َ‬ ‫م‬
‫ُ‬ ‫بو‬ ‫ُ‬
‫عا ‪ .‬قال المام‬ ‫ه َبا ً‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ت ِ‬ ‫عا ت ََقّرب ْ ُ‬ ‫ي ذ َِرا ً‬ ‫ب إ ِل َ ّ‬ ‫ن ت ََقّر َ‬ ‫وَإ ِ ْ‬
‫النووي في شرح مسلم ما نصه ‪ :‬قوله عز‬
‫وجل ‪ } :‬أنا عند ظن عبدي بي { قال‬
‫القاضي ‪ :‬قيل ‪ :‬معناه بالغفران له إذا استغفر ‪،‬‬
‫والقبول إذا تاب ‪ ،‬والجابة إذا دعا ‪ ،‬والكفاية إذا‬
‫طلب الكفاية ‪ .‬وقيل ‪ :‬المراد به الرجاء وتأميل‬
‫العفو ‪ ،‬وهذا أصح ‪ .‬قوله تعالى ‪ } :‬وأنا معه‬
‫حين يذكرني { أي معه بالرحمة والتوفيق‬
‫والهداية والرعاية ‪ .‬وأما قوله تعالى ‪ } :‬وهو معكم‬
‫أينما كنتم { فمعناه بالعلم والحاطة ‪ .‬قوله تعالى‬
‫‪ } :‬إن ذكرني في نفسه ذكرته في‬
‫نفسي { قال المازري ‪ :‬النفس تطلق في اللغة‬
‫على معان ‪ :‬منها الدم ‪ ،‬ومنها نفس الحيوان ‪ ,‬وهما‬
‫مستحيلن في حق الله تعالى ‪ ,‬ومنها الذات ‪ ,‬والله‬
‫تعالى له ذات حقيقة ‪ ,‬وهو المراد بقوله تعالى ‪:‬‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫} في نفسي { ومنها الغيب ‪ ,‬وهو أحد القوال في‬
‫قوله تعالى ‪ } :‬تعلم ما في نفسي ول أعلم ما في‬
‫نفسك { أي ما في غيبي ‪ ،‬فيجوز أن يكون أيضا‬
‫مراد الحديث ‪ ،‬أي إذا ذكرني خاليا أثابه الله ‪,‬‬
‫وجازاه عما عمل بما ل يطلع عليه أحد ‪.‬‬
‫قوله تعالى ‪ } :‬وإن ذكرني في مل ذكرته‬
‫في مل خير منهم {‬
‫هذا مما استدلت به المعتزلة ومن وافقهم على‬
‫تفضيل الملئكة على النبياء صلوات الله وسلمه‬
‫عليهم أجمعين ‪ ،‬واحتجوا أيضا بقوله تعالى ‪ } :‬ولقد‬
‫كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم‬
‫من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيل‬
‫{ فالتقييد بالكثير احتراز من الملئكة ‪ ,‬ومذهب‬
‫أصحابنا وغيرهم أن النبياء أفضل من الملئكة‬
‫لقوله تعالى في بني إسرائيل ‪ } :‬وفضلناهم على‬
‫العالمين { والملئكة من العالمين ‪ .‬ويتأول هذا‬
‫الحديث على أن الذاكرين غالبا يكونون طائفة ل‬
‫نبي فيهم ‪ ،‬فإذا ذكره الله في خلئق من الملئكة ‪,‬‬
‫كانوا خيرا من تلك الطائفة ‪ .‬قوله تعالى ‪:‬‬
‫} وإن تقرب مني شبرا تقربت إليه ذراعا ‪,‬‬
‫وإن تقرب إلي ذراعا تقربت منه باعا ‪ ،‬وإن‬
‫أتاني يمشي أتيته هرولة {‬
‫هذا الحديث من أحاديث الصفات ‪ ,‬ويستحيل إرادة‬
‫ظاهره ‪ ,‬وقد سبق الكلم في أحاديث الصفات‬
‫مرات ‪ ،‬ومعناه من تقرب إلي بطاعتي تقربت إليه‬
‫برحمتي والتوفيق والعانة ‪ ,‬وإن زاد زدت ‪ ,‬فإن‬
‫أتاني يمشي وأسرع في طاعتي أتيته هرولة ‪ ،‬أي‬
‫صببت عليه الرحمة وسبقته بها ‪ ،‬ولم أحوجه إلى‬
‫المشي الكثير في الوصول إلى المقصود ‪ ،‬والمراد‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫أن جزاءه يكون تضعيفه على حسب تقربه ‪ .‬انتهى ‪.‬‬
‫وفي صحيح مسلم في الحض على التوبة والفرح‬
‫ن‬
‫ص بْ ُ‬ ‫حْف ُ‬ ‫حد ّث ََنا َ‬ ‫سِعيدٍ َ‬ ‫ن َ‬ ‫سوَي ْد ُ ب ْ ُ‬ ‫حد ّث َِني ُ‬ ‫بها ‪َ :‬‬
‫َ‬ ‫ميسرةَ حدث َِني زيد ب َ‬
‫ن‬‫ح عَ ْ‬ ‫صال ِ ٍ‬ ‫ن أِبي َ‬ ‫م عَ ْ‬ ‫سل َ َ‬ ‫نأ ْ‬ ‫َ ْ ُ ْ ُ‬ ‫َ ّ‬ ‫َ ْ َ َ‬
‫َ‬
‫سل ّ َ‬
‫م‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬ ‫صّلى الل ّ ُ‬ ‫ل الل ّهِ َ‬ ‫سو ِ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫أِبي هَُري َْرةَ ع َ ْ‬
‫دي ِبي‬ ‫َ‬ ‫ل أَ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫أَ‬
‫ن عَب ْ ِ‬ ‫ّ‬ ‫ظ‬ ‫َ‬ ‫د‬ ‫ْ‬ ‫ن‬ ‫ع‬
‫ِ‬ ‫نا‬
‫َ‬ ‫ج‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫و‬ ‫ز‬‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ع‬ ‫ه‬
‫ُ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ل‬ ‫قا‬ ‫ل‬ ‫قا‬ ‫ه‬‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫ه‬
‫ح ب ِت َوْب َةِ عَب ْدِ ِ‬ ‫ه أفَْر ُ‬ ‫ث ي َذ ْك ُُرِني َواللهِ لل ُ‬ ‫حي ْ ُ‬ ‫ه َ‬ ‫معَ ُ‬ ‫وَأَنا َ‬
‫م َ‬
‫ي‬‫ب إ ِل َ ّ‬ ‫ن ت ََقّر َ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ِبال َْفَلةِ وَ َ‬ ‫ضال ّت َ ُ‬ ‫جد ُ َ‬ ‫م يَ ِ‬ ‫حد ِك ُ ْ‬ ‫نأ َ‬ ‫ِ ْ‬
‫عا‬ ‫ي ذَِرا ً‬ ‫ب إ ِل َ ّ‬ ‫ن ت ََقّر َ‬ ‫م ْ‬ ‫عا وَ َ‬ ‫ت إ ِل َي ْهِ ذ َِرا ً‬ ‫شب ًْرا ت ََقّرب ْ ُ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫عا وَإ َِذا أ َقْب َ َ‬
‫ت إ ِل َي ْهِ‬ ‫شي أقْب َل ْ ُ‬ ‫م ِ‬ ‫ي يَ ْ‬ ‫ل إ ِل َ ّ‬ ‫ت إ ِل َي ْهِ َبا ً‬ ‫ت ََقّرب ْ ُ‬
‫ل ‪ .‬قال شيخ السلم المام النووي كما وصفه‬ ‫أ ُهَْروِ ُ‬
‫م‪:‬‬ ‫سل ّ َ‬ ‫صّلى الّله عَل َي ْهِ وَ َ‬ ‫وله َ‬ ‫به الحافظ الذهبي ‪ :‬قَ ْ‬
‫ضاّلته‬ ‫شد فَرحا بتوبة عَبده م َ‬ ‫َ‬
‫جد َ‬ ‫م يَ ِ‬ ‫حدك ُ ْ‬ ‫نأ َ‬ ‫ِ ْ‬ ‫) ل َّله أ َ ّ َ ً ِ َ ْ َ ِ ْ‬
‫ضاهُ ‪،‬‬ ‫ماء ‪ :‬فََرح الّله ت ََعاَلى هُوَ رِ َ‬ ‫ل ال ْعُل َ َ‬ ‫ِبال َْفَلةِ ( َقا َ‬
‫من َْها ‪:‬‬ ‫جوه ِ‬ ‫سم عََلى وُ ُ‬ ‫مازِرِيّ ‪ :‬ال َْفَرح ي َن َْق ِ‬ ‫ل ال ْ َ‬ ‫وََقا َ‬
‫سُرورِ ب ِهِ ‪َ ،‬قا َ‬
‫ل‬ ‫م ْ‬ ‫ضا ِبال ْ َ‬ ‫ه الّر َ‬ ‫سُرور ي َُقاِرب ُ‬ ‫سُرور ‪َ ،‬وال ّ‬ ‫ال ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫شد ّ‬ ‫ضى ت َوَْبة عَْبده أ َ‬ ‫ن الّله ت ََعاَلى ي َْر َ‬ ‫مَراد هَُنا أ ّ‬ ‫‪َ :‬فال ْ ُ‬
‫ضا‬ ‫ن الّر َ‬ ‫ضاّلته ِبال َْفَلةِ ‪ ،‬فَعَب َّر عَ ْ‬ ‫جد َ‬ ‫ضى َوا ِ‬
‫ْ‬
‫ما ي َْر َ‬ ‫م ّ‬ ‫ِ‬
‫مع ‪،‬‬ ‫سا ِ‬ ‫ضا ِفي ن َْفس ال ّ‬ ‫معَْنى الّر َ‬ ‫دا ل ِ َ‬ ‫كي ً‬ ‫ِبال َْفَرِح ت َأ ِ‬
‫ريره ‪ .‬انتهى ‪ .‬وفي صحيح مسلم‬ ‫مَبال ََغة ِفي ت َْق ِ‬ ‫وَ ُ‬
‫ن‬
‫مد ُ ب ْ ُ‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫حد ّث ََنا ُ‬ ‫فضل الذكر والدعاء إلى الله ‪َ :‬‬
‫ن‬
‫حَيى ي َعِْني اب ْ َ‬ ‫حد ّث ََنا ي َ ْ‬ ‫ن ال ْعَب ْد ِيّ َ‬ ‫ما َ‬ ‫ن عُث ْ َ‬ ‫شارِ ب ْ ِ‬ ‫بَ ّ‬
‫َ‬
‫ي‬‫م ّ‬ ‫ن وَهُوَ الت ّي ْ ِ‬ ‫ما َ‬ ‫سل َي ْ َ‬ ‫ن ُ‬ ‫ن أِبي ع َد ِيّ ع َ ْ‬ ‫سِعيدٍ َواب ْ ُ‬ ‫َ‬
‫ن أِبي هَُري َْرة َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ك عَ ْ‬ ‫مال ِ ٍ‬ ‫ن َ‬ ‫س بْ ِ‬ ‫ن أن َ ِ‬ ‫عَ ْ‬
‫ه عَّز‬ ‫ل الل ّ ُ‬ ‫ل َقا َ‬ ‫م َقا َ‬ ‫سل ّ َ‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬ ‫صّلى الل ّ ُ‬ ‫ي َ‬ ‫ن الن ّب ِ ّ‬ ‫عَ ْ‬
‫عا‬ ‫ه ذَِرا ً‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ت ِ‬ ‫شب ًْرا ت ََقّرب ْ ُ‬ ‫مّني ِ‬ ‫دي ِ‬ ‫ب ع َب ْ ِ‬ ‫ل إ َِذا ت ََقّر َ‬ ‫ج ّ‬ ‫وَ َ‬
‫عا‬ ‫عا أ َوْ ُبو ً‬ ‫ه َبا ً‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ت ِ‬ ‫عا ت ََقّرب ْ ُ‬ ‫مّني ذ َِرا ً‬ ‫ب ِ‬ ‫وَإ َِذا ت ََقّر َ‬
‫ه هَْروَل َ ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ة‬ ‫شي أت َي ْت ُ ُ‬ ‫م ِ‬ ‫وَإ َِذا أَتاِني ي َ ْ‬
‫مٌر‬ ‫معْت َ ِ‬ ‫حد ّث ََنا ُ‬ ‫ي َ‬ ‫س ّ‬ ‫ن عَب ْدِ اْل َعَْلى ال َْقي ْ ِ‬ ‫مد ُ ب ْ ُ‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫حد ّث ََنا ُ‬ ‫َ‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫َ‬ ‫ن أ َِبيهِ ب ِهَ َ‬
‫شي‬ ‫م ِ‬ ‫م ي َذ ْك ُْر إ َِذا أَتاِني ي َ ْ‬ ‫سَنادِ وَل َ ْ‬ ‫ذا اْل ِ ْ‬ ‫عَ ْ‬
‫ة ‪ .‬قال الحافظ النووي في شرح مسلم ‪:‬‬ ‫ه هَْروَل َ ً‬ ‫َ‬
‫أت َي ْت ُ ُ‬
‫عا‬‫مّني ِذَرا ً‬ ‫ب ِ‬ ‫قّر َ‬ ‫ذا ت َ َ‬ ‫وإ ِ َ‬‫عاَلى ‪َ } :‬‬ ‫وله ت َ َ‬ ‫ق ْ‬ ‫َ‬
‫قربت إل َيه با ً َ‬
‫م‬
‫ض ّ‬‫عا { ال َْباع َوال ُْبوع ب ِ َ‬ ‫و ُبو ً‬ ‫عا أ ْ‬ ‫ِ ْ ِ َ‬ ‫تَ َ ّ ْ‬
‫ي‬
‫طول ذَِراع َ ْ‬ ‫معًْنى ‪ ,‬وَهُوَ ُ‬ ‫حَها ك ُّله ب ِ َ‬ ‫ال َْباء ‪َ ،‬وال ُْبوع ب َِفت ْ ِ‬
‫ي‪:‬‬ ‫ج ّ‬ ‫ل ال َْبا ِ‬ ‫دره ‪َ ،‬قا َ‬ ‫ص ْ‬ ‫ضد َي ْهِ ‪ ،‬وَعَْرض َ‬ ‫سان وَع َ ُ‬ ‫اْل ِن ْ َ‬
‫مَراد ب َِها‬ ‫قيَقة الل ّْفظ ‪َ ،‬وال ْ ُ‬ ‫ح ِ‬ ‫ذا َ‬ ‫در أ َْرَبع أ َذ ُْرع وَهَ َ‬ ‫وَهُوَ قَ ْ‬
‫سب َقَ ِفي أ َّول ك َِتاب‬ ‫ما َ‬ ‫جاز ك َ َ‬ ‫م َ‬‫ديث ال ْ َ‬ ‫ح ِ‬‫ذا ال ْ َ‬ ‫ِفي هَ َ‬
‫ن ب َْعده‬ ‫ديث َي ْ ِ‬ ‫معَ ال ْ َ‬
‫ح ِ‬ ‫ديث َ‬ ‫ذا ال ْ َ‬
‫ح ِ‬ ‫شْرح هَ َ‬ ‫كر ِفي َ‬ ‫الذ ّ ْ‬
‫انتهى ‪ .‬وفي كتاب عمدة القاري شرح صحيح‬
‫البخاري للعلمة بدر الدين العيني الحنفي‬
‫الجزء ‪ 25‬صفحة ‪ 100‬ما نصه ‪ :‬حدثنا ) عمر‬
‫بن حفص ( حدثنا أبي حدثنا ) العمش (‬
‫سمعت ) أبا صالح ( عن ) أبي هريرة (‬
‫رضي الله عنه قال قال النبي يقول الله‬
‫تعالى أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا‬
‫ذكرني فإن ذكرني في نفسه ذكرته في‬
‫نفسي وإن ذكرني في مل ذكرته في مل‬
‫خير منهم وإن تقرب إلي بشبر تقربت إليه‬
‫ذراعا وإن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا‬
‫وإن أتاني يمشي أتيته هرولة‬
‫مطابقته للترجمة في قوله ذكرته في‬
‫نفسي والحديث من أفراده قوله أنا عند‬
‫ظن عبدي بي يعني إن ظن أني أعفو عنه‬
‫وأغفر له فله ذلك وإن ظن العقوبة‬
‫والمؤاخذة فكذلك ويقال إن كان فيه شيء‬
‫من الرجاء رجاه لنه ل يرجو إل مؤمن بأن‬
‫له ربا يجازي ويقال إني قادر على أن‬
‫أعمل به ما ظن أني عامله به وقال‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫الكرماني وفيه إشارة إلى ترجيح جانب‬
‫الرجاء على الخوف قوله وأنا معه أي بالعلم‬
‫إذ هو منزه عن المكان وقيل أنا معه بحسب‬
‫ما قصد من ذكره لي قوله فإن ذكرني في‬
‫نفسه ذكرته في نفسي يعني إن ذكرني‬
‫بالتنزيه والتقديس سرا ذكرته بالثواب‬
‫والرحمة سرا وقيل معناه إن ذكرني‬
‫بالتعظيم أذكره بالنعام قوله وإن ذكرني‬
‫في مل أي في جماعة ذكرته في مل خير‬
‫منهم يعني الملئكة المقربين وقال ابن‬
‫بطال هذا الحديث نص من الشارع على أن‬
‫الملئكة أفضل من بني آدم ثم قال وهو‬
‫مذهب جمهور أهل العلم وعلى ذلك شواهد‬
‫من كتاب الله تعالى منها قوله تعالى‬
‫فوسوس لهما الشيطان ليبدي لهما ما‬
‫ووري عنهما من سوءاتهما وقال ما نهاكما‬
‫ربكما عن هاذه الشجرة إل أن تكونا ملكين‬
‫أو تكونا من الخالدين ول شك أن الخلود‬
‫أفضل من الفناء فكذلك الملئكة أفضل من‬
‫بني آدم وإل فل يصح معنى الكلم قلت ما‬
‫وافق أحد على أن هذا مذهب الجمهور بل‬
‫الجمهور على تفضيل البشر وفيه الخلف‬
‫المشهور بين أهل السنة والمعتزلة‬
‫وأصحابنا الحنفية فصلوا في هذا تفصيل‬
‫حسنا وهو أن خواص بني آدم أفضل من‬
‫خواص الملئكة وعوام بني آدم أفضل من‬
‫عوامهم وخواص الملئكة أفضل من عوام‬
‫بني آدم واستدللهم بهذا الحديث على‬
‫تفضيل الملئكة على بني آدم ل يتم لنه‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫يحتمل أن يراد بالمل الخير النبياء أو أهل‬
‫الفراديس قوله وإن تقرب إلي بشبر هكذا‬
‫رواية المستملي والسرخسي بشبر بزيادة‬
‫الباء في أوله وفي رواية غيرهما شبرا‬
‫بالنصب أي مقدار شبر وكذلك تقدير ذراعا‬
‫مقدار ذراع وتقدير باعا مقدار باع قوله‬
‫هرولة أي إتيانا هرولة والهرولة السراع‬
‫ونوع من العدو وأمثال هذه الطلقات ليس‬
‫إل على سبيل التجوز إذ البراهين العقلية‬
‫القاطعة قائمة على استحالتها على الله‬
‫تعالى فمعناه من تقرب إلي بطاعة قليلة‬
‫أجازيه بثواب كثير وكلما زاد في الطاعة‬
‫أزيد في الثواب وإن كان كيفية إتيانه‬
‫بالطاعة على التأني يكون كيفية إتياني‬
‫بالثواب على السرعة فالغرض أن الثواب‬
‫راجح على العمل مضاعف عليه كما وكيفا‬
‫ولفظ النفس والتقرب والهرولة إنما هو‬
‫مجاز على سبيل المشاكلة أو على طريق‬
‫الستعارة أو على قصد إرادة لوازمها وهو‬
‫من الحاديث القدسية الدالة على كرم‬
‫أكرم الكرمين وأرحم الراحمين ‪ .‬انتهى ‪.‬‬
‫َ‬
‫حد ّث ََنا‬
‫ب َ‬ ‫حد ّث ََنا أُبو ك َُري ْ ٍ‬ ‫وفي جامع الترمذي ‪َ :‬‬
‫َ‬
‫ن أِبي‬ ‫َ‬ ‫ع‬ ‫ش‬ ‫م‬ ‫ْ‬ ‫ع‬‫ة عَن اْل َ‬ ‫َ‬ ‫ي‬ ‫و‬ ‫عا‬ ‫م‬ ‫بو‬ ‫ابن نمير وأ َ‬
‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ ُ ُ َ ْ ٍ َ‬
‫صّلى‬ ‫َ‬
‫ل الل ّهِ َ‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫ل َقا َ‬ ‫ن أِبي هَُري َْرةَ َقا َ‬ ‫صال ٍِح ع َ ْ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫عن ْد َ ظ َ ّ‬
‫ن‬ ‫ل أَنا ِ‬ ‫ج ّ‬‫ه ع َّز وَ َ‬ ‫ل الل ّ ُ‬
‫م ي َُقو ُ‬ ‫سل ّ َ‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬ ‫الل ّ ُ‬
‫ن ذ َك ََرِني ِفي‬ ‫َ‬
‫ن ي َذ ْك ُُرِني فَإ ِ ْ‬ ‫حي َ‬ ‫ه ِ‬ ‫معَ ُ‬ ‫دي ِبي وَأَنا َ‬ ‫ع َب ْ ِ‬
‫مَل ٍ ذ َك َْرت ُ ُ‬
‫ه‬ ‫ن ذ َك ََرِني ِفي َ‬ ‫سي وَإ ِ ْ‬ ‫ه ِفي ن َْف ِ‬ ‫سهِ ذ َك َْرت ُ ُ‬‫ن َْف ِ‬
‫ه‬
‫من ْ ُ‬‫ت ِ‬ ‫شب ًْرا اقْت ََرب ْ ُ‬ ‫ي ِ‬ ‫ب إ ِل َ ّ‬ ‫ن اقْت ََر َ‬ ‫م وَإ ِ ْ‬ ‫من ْهُ ْ‬ ‫خي ْرٍ ِ‬ ‫مَل ٍ َ‬ ‫ِفي َ‬
‫ن‬
‫عا وَإ ِ ْ‬ ‫ت إ ِل َي ْهِ َبا ً‬ ‫عا اقْت ََرب ْ ُ‬ ‫ي ذ َِرا ً‬ ‫ب إ ِل َ ّ‬ ‫ن اقْت ََر َ‬ ‫عا وَإ ِ ْ‬‫ذ َِرا ً‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫ذا‬ ‫سى هَ َ‬ ‫عي َ‬ ‫ل أ َُبو ِ‬ ‫ة َقا َ‬ ‫ه هَْروَل َ ً‬ ‫شي أت َي ْت ُ ُ‬
‫َ‬
‫م ِ‬ ‫أَتاِني ي َ ْ‬
‫َ‬
‫ش ِفي‬ ‫م‬ ‫ع‬ ‫ح وي ُروى ع َن اْل َ‬
‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫حي ٌ َ ْ َ‬ ‫ص ِ‬ ‫ن َ‬ ‫س ٌ‬ ‫ح َ‬ ‫ث َ‬ ‫دي ٌ‬ ‫ح ِ‬ ‫َ‬
‫ه‬
‫من ْ ُ‬ ‫ت ِ‬ ‫شب ًْرا ت ََقّرب ْ ُ‬ ‫مّني ِ‬ ‫ب ِ‬ ‫ن ت ََقّر َ‬ ‫م ْ‬ ‫ث َ‬ ‫دي ِ‬ ‫ح ِ‬ ‫ذا ال ْ َ‬ ‫سيرِ هَ َ‬ ‫ت َْف ِ‬
‫ض‬
‫سَر ب َعْ ُ‬ ‫ذا فَ ّ‬ ‫مةِ وَهَك َ َ‬ ‫ح َ‬ ‫مغِْفَرةِ َوالّر ْ‬ ‫عا ي َعِْني ِبال ْ َ‬ ‫ذَِرا ً‬
‫َ‬
‫ل إ َِذا‬ ‫معَْناهُ ي َُقو ُ‬ ‫ما َ‬ ‫ث َقاُلوا إ ِن ّ َ‬ ‫دي َ‬ ‫ح ِ‬ ‫ذا ال ْ َ‬ ‫ل ال ْعِل ْم ِ هَ َ‬ ‫أهْ ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫سرِعُ إ ِل َي ْ ِ‬
‫ه‬ ‫تأ ْ‬ ‫مْر ُ‬ ‫ما أ َ‬ ‫طاع َِتي وَ َ‬ ‫ي ال ْعَب ْد ُ ب ِ َ‬ ‫ب إ ِل َ ّ‬ ‫ت ََقّر َ‬
‫ه‬ ‫َ‬
‫جب َي ْرٍ أن ّ ُ‬ ‫ن ُ‬ ‫سِعيدِ ب ْ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫مِتي وَُروِيَ ع َ ْ‬ ‫ح َ‬ ‫مغِْفَرِتي وََر ْ‬ ‫بِ َ‬
‫ل‬‫ل ِفي هَذ ِهِ اْلَية " فاذكروني أذكركم " َقا َ‬ ‫َقا َ‬
‫َ‬ ‫اذ ْك ُُروِني ب ِ َ‬
‫حد ّث ََنا عَب ْد ُ ب ْ ُ‬
‫ن‬ ‫فَرِتي َ‬ ‫مغْ ِ‬ ‫م بِ َ‬ ‫طاع َِتي أذ ْك ُْرك ُ ْ‬
‫ن‬
‫مُرو ب ْ ُ‬ ‫سى وَع َ ْ‬ ‫مو َ‬ ‫ن ُ‬ ‫ن بْ ُ‬ ‫س ُ‬ ‫ح َ‬ ‫حد ّث ََنا ال ْ َ‬ ‫ل َ‬ ‫مي ْدٍ َقا َ‬ ‫ح َ‬ ‫ُ‬
‫سارٍ‬ ‫ن يَ َ‬ ‫َ‬ ‫ن ل َِهيعَ َ‬
‫ن عَطاِء ب ْ ِ‬ ‫ة عَ ْ‬ ‫ن اب ْ ِ‬ ‫ي عَ ْ‬ ‫مل ِ ّ‬ ‫شم ٍ الّر ْ‬ ‫ها ِ‬ ‫َ‬
‫ذا ‪ .‬قال في تحفة الحوذي‬ ‫جب َي ْرٍ ب ِهَ َ‬ ‫ن ُ‬ ‫ِ‬ ‫سِعيدِ ب ْ‬ ‫ن َ‬ ‫عَ ْ‬
‫ن‬ ‫عن ْدَ ظَ ّ‬ ‫ه ‪ " :‬أ ََنا ِ‬ ‫ول ُ ُ‬ ‫ق ْ‬ ‫بشرح جامع الترمذي َ‬
‫ما‬ ‫ن لَ ّ‬ ‫ي الظ ّ ّ‬ ‫طيب ِ ّ‬ ‫ل ال ّ‬ ‫ن " ِبي" َقا َ‬ ‫م ِ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫دي" ال ْ ُ‬ ‫عب ْ ِ‬ ‫َ‬
‫معَْنى‬ ‫ل َتاَرة ً ب ِ َ‬ ‫م َ‬ ‫ست ُعْ ِ‬ ‫ن اُ ْ‬ ‫قي ِ‬ ‫ك َوال ْي َ ِ‬ ‫ش ّ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫ة ب َي ْ َ‬ ‫سط َ ً‬ ‫ن َوا ِ‬ ‫كا َ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫ك إِ َ‬
‫ذا‬ ‫ش ّ‬ ‫معَْنى ال ّ‬ ‫ه ‪ ,‬وَب ِ َ‬ ‫ماَرات ُ ُ‬ ‫تأ َ‬ ‫ن ظ َهََر ْ‬ ‫ك إِ ْ‬ ‫ن وَذ َل ِ َ‬ ‫ٍ‬ ‫قي‬ ‫يَ ِ‬
‫ه ت ََعاَلى‬ ‫َ‬
‫ل قَوْل ُ ُ‬ ‫معَْنى اْلوّ ِ‬ ‫ه ‪ ،‬وَع ََلى ال ْ َ‬ ‫مات ُ ُ‬ ‫ت ع ََل َ‬ ‫ضعَُف ْ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‪,‬‬ ‫م { أيْ ُيوقُِنو َ‬ ‫مَلُقو َرب ّهِ ْ‬ ‫م ُ‬ ‫ن أن ّهُ ْ‬ ‫ن ي َظ ُّنو َ‬ ‫ذي َ‬ ‫} ال ّ ِ‬
‫م إ ِل َي َْنا‬ ‫َ‬
‫ه ت ََعاَلى } وَظ َّنوا أن ّهُ ْ‬ ‫معَْنى الّثاِني قَوْل ُ ُ‬ ‫وَعََلى ال ْ َ‬
‫َ‬
‫جوُز‬ ‫ث يَ ُ‬ ‫دي ِ‬ ‫ح ِ‬ ‫ن ِفي ال ْ َ‬ ‫موا ‪َ ،‬والظ ّ ّ‬ ‫ن { أيْ ت َوَهّ ُ‬ ‫جُعو َ‬ ‫َل ي َْر ِ‬
‫ه عََلى‬ ‫مل ُ ُ‬ ‫عا ِ‬ ‫معَْنى أ ََنا أ ُ َ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫كو ُ‬ ‫ظاه ِرِهِ وَي َ ُ‬ ‫جَراؤ ُهُ ع ََلى َ‬ ‫إِ ْ‬
‫خي ْرٍ أ َْو‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫مّني ِ‬ ‫ه ِ‬ ‫ما ي َت َوَقّعُ ُ‬ ‫ل ب ِهِ َ‬ ‫ب ظ َن ّهِ ِبي وَأ َفْعَ ُ‬ ‫س ِ‬ ‫ح َ‬ ‫َ‬
‫ف‬‫خوْ ِ‬ ‫جاِء ع ََلى ال ْ َ‬ ‫ب الّر َ‬ ‫ث عََلى ت َغِْلي ِ‬ ‫ح ّ‬ ‫مَراد ُ ال ْ َ‬ ‫شّر ‪َ ,‬وال ْ ُ‬ ‫َ‬
‫م ‪َ :‬ل‬ ‫سَل ُ‬ ‫صَلةُ َوال ّ‬ ‫ن ب َِالل ّهِ ك ََقوْل ِهِ ع َل َي ْهِ ال ّ‬ ‫ن الظ ّ ّ‬ ‫س ُ‬ ‫ح ْ‬ ‫وَ ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬‫جوُز أ ْ‬ ‫ن ب َِالل ّهِ ‪ ,‬وَي َ ُ‬ ‫ن الظ ّ ّ‬ ‫س ُ‬ ‫ح ِ‬ ‫م إ ِّل وَهُوَ ي ُ ْ‬ ‫حد ُك ُ ْ‬ ‫موَتن أ َ‬ ‫يَ ُ‬
‫ه‬
‫م ِ‬ ‫عل ْ ِ‬ ‫عن ْد َ ي َِقين ِهِ ِبي وَ ِ‬ ‫معَْنى أ ََنا ِ‬ ‫ن َوال ْ َ‬ ‫قي ُ‬ ‫ن ال ْي َ ِ‬ ‫ي ُ ََراد َ ِبالظ ّ ّ‬
‫َ‬
‫ه‬‫ضْيت ب ِهِ ل َ ُ‬ ‫ما قَ َ‬ ‫ن َ‬ ‫ي وَأ ّ‬ ‫ه عَل َ ّ‬ ‫ساب ُ ُ‬ ‫ح َ‬ ‫ي وَ ِ‬ ‫صيَره ُ إ ِل َ ّ‬ ‫م ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ب ِأ ّ‬
‫ما‬ ‫ي لِ َ‬ ‫معْط ِ َ‬ ‫ه َل ُ‬ ‫مَرد ّ ل َ ُ‬ ‫شّر َل َ‬ ‫خي ْرٍ أ َوْ َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫أوْ عَل َي ْهِ ِ‬
‫َ‬
‫ضي ‪:‬‬ ‫ل ال َْقا ِ‬ ‫ما أ َع ْط َْيت ا ِن ْت ََهى ‪ .‬وََقا َ‬ ‫مان ِعَ ل ِ َ‬ ‫من َْعت وََل َ‬ ‫َ‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫ل إ َِذا َتا َ‬
‫ب‬ ‫ست َغَْفَر َوال َْقُبو ُ‬ ‫ه إ َِذا ا ِ ْ‬ ‫ن لَ ُ‬ ‫معَْناهُ ِبال ْغُْفَرا ِ‬ ‫ل َ‬ ‫ِقي َ‬
‫ه‬
‫مَراد ُ ب ِ ِ‬ ‫ل ال ْ ُ‬ ‫ة إ َِذا ط َل َب ََها ‪ .‬وَِقي َ‬ ‫عا َوال ْك َِفاي َ ُ‬ ‫ة إ َِذا د َ َ‬ ‫جاب َ ُ‬ ‫َواْل ِ َ‬
‫ي‬ ‫َ‬ ‫ذا أ َصح " َ‬ ‫ل ال ْعَْفوِ وَهَ َ‬ ‫مي ُ‬ ‫ْ‬
‫ه" أ ْ‬ ‫ع ُ‬ ‫م َ‬ ‫وأَنا َ‬ ‫َ‬ ‫َ ّ‬ ‫جاُء وَت َأ ِ‬ ‫الّر َ‬
‫َ‬ ‫داي َةِ َواْل ِ َ‬
‫ما‬‫عان َةِ أ ّ‬ ‫عاي َةِ َوال ْهِ َ‬ ‫ق َوالّر َ‬ ‫ِ‬ ‫مةِ َوالت ّوِْفي‬ ‫ح َ‬ ‫ِبالّر ْ‬
‫ْ ْ‬ ‫قَول ُه تعاَلى } وهُو معك ُ َ‬
‫معَْناه ُ ِبالعِلم ِ‬ ‫م { فَ َ‬ ‫ما ك ُن ْت ُ ْ‬ ‫م أي ْن َ َ‬ ‫َ َ َ َ ْ‬ ‫ْ ُ ََ‬
‫ه‬ ‫س ِ‬ ‫ف ِ‬ ‫في ن َ ْ‬ ‫ن ذَك ََرِني ِ‬ ‫فإ ِ ْ‬ ‫ل الن ّوَوِيّ " َ‬ ‫حاط َةِ َقا َ‬ ‫َواْل ِ َ‬
‫َ‬
‫ه‬
‫زي ِ‬ ‫ن ذ َك ََرِني ِبالت ّن ِْ‬ ‫سي" أيْ إ ِ ْ‬ ‫ف ِ‬ ‫في ن َ ْ‬ ‫ذَك َْرته ِ‬
‫سّرا َقال َ ُ‬
‫ه‬ ‫مةِ ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ب َوالّر ْ‬ ‫وا ِ‬ ‫سّرا ذ َك َْرته ِبالث ّ َ‬ ‫س ِ‬ ‫دي ِ‬ ‫َوالت ّْق ِ‬
‫ميم ِ‬ ‫ل" ب َِفت ِْح ال ْ ِ‬ ‫م ٍَ‬ ‫في َ‬ ‫ن ذَك ََرِني ِ‬ ‫وإ ِ ْ‬ ‫ظ " َ‬ ‫حافِ ُ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ن أ َوْ ِفي‬ ‫مِني َ‬ ‫مؤْ ِ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ماعَةٍ ِ‬ ‫ج َ‬ ‫معَ َ‬ ‫موٌز أيْ َ‬
‫َ‬
‫مهْ ُ‬ ‫َوالّلم ِ َ‬
‫مَلئ ِك َ َ‬
‫ة‬ ‫خي ْرٍ " ي َعِْني ال ْ َ‬ ‫مَل ٍ َ‬ ‫م " ذ َك َْرته ِفي َ‬ ‫ضَرت ِهِ ْ‬ ‫ح ْ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫مَقّرِبي َ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫ب‬ ‫ن اِ ْ‬ ‫مَل ِ ال ّ‬ ‫َ‬
‫قت ََر َ‬ ‫وإ ِ ْ‬ ‫ن " َ‬ ‫ري َ‬ ‫ذاك ِِ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫م" أيْ ِ‬ ‫ه ْ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫" ِ‬
‫ل ال ّ‬ ‫داًرا قَِليًل ‪َ .‬قا َ‬ ‫َ‬
‫شب ًْرا‬ ‫ي ِ‬ ‫طيب ِ ّ‬ ‫مْق َ‬ ‫شب ًْرا" أيْ ِ‬ ‫ي ِ‬ ‫إ ِل َ ّ‬
‫ب ع ََلى‬ ‫صو ٌ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫جَزاِء َ‬ ‫ط َوال ْ َ‬ ‫شْر ِ‬ ‫عا ِفي ال ّ‬ ‫عا وََبا ً‬ ‫وَذَِرا ً‬
‫َ‬
‫ن‬
‫وإ ِ ْ‬ ‫شب ْرٍ ) َ‬ ‫داَر ِ‬ ‫مْق َ‬ ‫ي ِ‬ ‫ب إ ِل َ ّ‬ ‫ن ت ََقّر َ‬ ‫م ْ‬ ‫الظ ّْرفِي ّةِ أيْ َ‬
‫عا ( هُوَ قَد ُْر‬ ‫ه َبا ً‬ ‫قت ََرْبت إ ِل َي ْ ِ‬ ‫عا ا ِ ْ‬ ‫ي ِذَرا ً‬ ‫ب إ ِل َ ّ‬ ‫قت ََر َ‬ ‫اِ ْ‬
‫ن‬‫ن ال ْب َد َ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ما ِ‬ ‫ما ب َي ْن َهُ َ‬ ‫ن وَ َ‬ ‫ِ‬ ‫مد ّ ال ْي َد َي ْ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫شي أت َْيته‬ ‫م ِ‬ ‫ل ك َوْن ِهِ " ي َ ْ‬ ‫حا َ‬ ‫ن أَتاِني" َ‬ ‫وإ ِ ْ‬ ‫" َ‬
‫ن ال ْعَد ْوِ ‪.‬‬ ‫دو َ‬ ‫ي ُ‬ ‫شَ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫سَراعُ ِفي ال ْ َ‬ ‫ي اْل ِ ْ‬ ‫ة " هِ َ‬ ‫ول َ ً‬ ‫هْر َ‬ ‫َ‬
‫طيبي هي حا ٌ َ‬
‫مط ْل َ ٌ‬
‫ق‬ ‫ل ُ‬ ‫مْفُعو ٌ‬ ‫مهَْروًِل أوْ َ‬ ‫ل أيْ ُ‬ ‫ل ال ّ ِ ّ ِ َ َ‬ ‫َقا َ‬
‫ت ال َْقهَْقَرى ‪,‬‬ ‫جعْ ُ‬ ‫ن فَهُوَ ك ََر َ‬ ‫ن اْل ِت َْيا ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ة ن َوْع ٌ ِ‬ ‫ن ال ْهَْروَل َ َ‬ ‫ِل َ ّ‬
‫حال أ َوَلى ِل َ‬
‫ل‬ ‫حا ٌ‬ ‫شي َ‬ ‫م ِ‬ ‫ه يَ ْ‬ ‫رين َ ُ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ق‬ ‫ن‬
‫ّ‬ ‫ل ع ََلى ال ْ َ ِ ْ‬ ‫م َ‬ ‫ح ْ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫ل َك ِ ّ‬
‫ثم َ‬
‫ث‬ ‫حاِدي ِ‬ ‫نأ َ‬ ‫دي ُ ِ ْ‬ ‫ح ِ‬ ‫ذا ال ْ َ‬ ‫ل الن ّوَوِيّ ‪ :‬هَ َ‬ ‫ة ‪َ .‬قا َ‬ ‫حال َ َ‬ ‫م َ‬ ‫َل َ‬
‫ب‬ ‫ن ت ََقّر َ‬ ‫م ْ‬ ‫معَْناهُ َ‬ ‫ظاه ِرِهِ ‪ ,‬وَ َ‬ ‫ل إ َِراد َةُ َ‬ ‫حي ُ‬ ‫ست َ ِ‬ ‫ت وَي َ ْ‬ ‫صَفا ِ‬ ‫ال ّ‬
‫ق‪,‬‬ ‫ِ‬ ‫مِتي َوالت ّوِْفي‬ ‫ح َ‬ ‫طاع َِتي ت ََقّرْبت إ ِل َي ْهِ ب َِر ْ‬ ‫ي بِ َ‬ ‫إ ِل َ ّ‬
‫َ‬ ‫عانة أ َو إن زاد زدت فَإ َ‬
‫سَرعَ‬ ‫شي وَأ ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ن أَتاِني ي َ ْ‬ ‫ِ ْ‬ ‫َواْل ِ َ َ ِ ْ ِ ْ َ َ ِ ْ‬
‫طاعَِتي أ َتيته هَرول َ ً َ‬
‫ة‬ ‫م َ‬ ‫ح َ‬ ‫صب َْبت عَل َي ْهِ الّر ْ‬ ‫ة أيْ َ‬ ‫ْ َ‬ ‫َْ‬ ‫ِفي َ‬
‫ي ال ْك َِثيرِ ِفي‬ ‫ش‬ ‫ْ‬ ‫م‬ ‫ْ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫لى‬ ‫َ‬ ‫إ‬ ‫ه‬ ‫ج‬ ‫و‬ ‫ح‬ ‫وسبْقته بها ول َم أ ُ‬
‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫َِ َ ْ‬ ‫َ َ َ‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫َ‬
‫ن‬‫كو ُ‬ ‫جَزاَءه ُ ي َ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫مَراد ُ أ ّ‬ ‫صودِ ‪َ ,‬وال ْ ُ‬ ‫مْق ُ‬ ‫ل إ َِلى ال ْ َ‬ ‫صو ِ‬ ‫ال ْوُ ُ‬
‫ي‬‫طيب ِ ّ‬ ‫ل ال ّ‬ ‫ذا َقا َ‬ ‫ب ت ََقّرب ِهِ ا ِن ْت ََهى ‪ .‬وَك َ َ‬ ‫س ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ه ع ََلى َ‬ ‫ضِعيَف ُ‬ ‫تَ ْ‬
‫ب‬ ‫ح ُ‬ ‫صا ِ‬ ‫ن وَ َ‬ ‫ن بَ ّ‬ ‫ظ َوال ْعَي ْن ِ ّ‬ ‫حافِ ُ‬ ‫َوال ْ َ‬
‫ن الّتي ِ‬ ‫ل َواب ْ ُ‬ ‫طا ٍ‬ ‫ي َواب ْ ُ‬
‫ماِء ‪.‬‬ ‫ن ال ْعُل َ َ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ب وَغ َي ُْرهُ ْ‬ ‫ق َوالّراِغ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫شار‬ ‫م َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ه‬
‫ج ُ‬ ‫خَر َ‬ ‫ح ( وَأ َ ْ‬ ‫حي ٌ‬ ‫ص ِ‬ ‫ن َ‬ ‫س ٌ‬ ‫ح َ‬ ‫ث َ‬ ‫دي ٌ‬ ‫ح ِ‬ ‫ذا َ‬ ‫ه َ‬ ‫ه‪َ ):‬‬ ‫ول ُ ُ‬ ‫ق ْ‬ ‫َ‬
‫ر‬‫سي ِ‬ ‫ف ِ‬ ‫في ت َ ْ‬ ‫ش ِ‬ ‫م ِ‬ ‫ع َ‬ ‫ن اْل َ ْ‬ ‫ع ْ‬ ‫وى َ‬ ‫وي ُْر َ‬ ‫َ‬ ‫ن‬ ‫خا ِ‬ ‫شي ْ َ‬ ‫ال ّ‬
‫قّرْبت‬ ‫شب ًْرا ت َ َ‬ ‫مّني ِ‬ ‫ب ِ‬ ‫قّر َ‬ ‫ن تَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ث‪َ ":‬‬ ‫دي ِ‬ ‫ح ِ‬ ‫ذا ال ْ َ‬ ‫ه َ‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫وك َذَل ِ َ‬ ‫ة َ‬ ‫م ِ‬ ‫ح َ‬ ‫والّر ْ‬ ‫ة َ‬ ‫فَر ِ‬ ‫غ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫عِني ِبال ْ َ‬ ‫عا " ي َ ْ‬ ‫ه ِذَرا ً‬ ‫إ ِل َي ْ ِ‬
‫ذا‬‫خ وَك َ َ‬ ‫ث إ ِل َ ْ‬ ‫دي َ‬ ‫ح ِ‬ ‫ذا ال ْ َ‬ ‫ه َ‬ ‫عل ْم ِ َ‬ ‫ل ال ْ ِ‬ ‫ه ِ‬ ‫ض أَ ْ‬ ‫ع ُ‬ ‫سَر ب َ ْ‬ ‫ف ّ‬ ‫َ‬
‫ما ع ََرْفت ‪.‬‬ ‫سَرهُ الن ّوَوِيّ وَغ َي ُْرهُ ك َ َ‬ ‫فَ ّ‬
‫ذا التأ ْ‬ ‫ة إ َِلى هَ َ‬
‫مذِيّ ِفي‬ ‫ل الت ّْر ِ‬ ‫ل ‪َ .‬قا َ‬ ‫ّ ِ ِ‬ ‫وي‬ ‫ج َ‬ ‫حا َ‬ ‫قُْلت ‪َ :‬ل َ‬
‫َ‬
‫ن‬‫ث أِبي هَُري َْرةَ ‪ :‬إ ِ ّ‬ ‫دي ِ‬ ‫ح ِ‬ ‫صد َقَةِ ب َعْد َ رَِواي َةِ َ‬ ‫ّ‬ ‫ل ال‬ ‫ِ‬ ‫ب فَ ْ‬
‫ض‬ ‫ِ‬ ‫َبا‬
‫مين ِهِ إ ِل َ ْ‬ ‫ْ‬
‫ل غ َي ُْر‬ ‫خ ‪ ،‬وَقَد ْ َقا َ‬ ‫ها ب ِي َ ِ‬ ‫خذ ُ َ‬ ‫ة وَي َأ ُ‬ ‫صد َقَ َ‬ ‫ل ال ّ‬ ‫ه ي َْقب َ ُ‬ ‫الل ّ َ‬
‫حد م َ‬
‫ه‬
‫شب ِ ُ‬ ‫ما ي ُ ْ‬ ‫ث ‪ :‬وَ َ‬ ‫دي ِ‬ ‫ح ِ‬ ‫ذا ال ْ َ‬ ‫ل ال ْعِل ْم ِ ِفي هَ َ‬ ‫ن أهْ ِ‬ ‫َوا ِ ٍ ِ ْ‬
‫ب ت ََباَر َ‬
‫ك‬ ‫ل الّر ّ‬ ‫ت وَن ُُزو ِ‬ ‫صَفا ِ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫م ْ‬ ‫ت ِ‬ ‫ن الّرَواَيا ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ذا ِ‬ ‫هَ َ‬
‫ت‬‫ماِء الد ّن َْيا َقاُلوا قَد ْ ت َث ْب ُ ُ‬ ‫س َ‬ ‫ل ل َي ْل َةٍ إ َِلى ال ّ‬ ‫وَت ََعاَلى ك ُ ّ‬
‫ل ك َي ْ َ‬
‫ف‬ ‫م وََل ي َُقا ُ‬ ‫ن ب َِها وََل ي ُت َوَهّ ُ‬ ‫م ُ‬ ‫ذا وَن ُؤْ ِ‬ ‫ت ِفي هَ َ‬ ‫الّرَواَيا ُ‬
‫ة‬
‫ن عُي َي ْن َ َ‬ ‫َ‬ ‫‪ ,‬هَك َ َ‬
‫ِ‬ ‫ن بْ‬ ‫سْفَيا َ‬ ‫س وَ ُ‬ ‫ٍ‬ ‫ن أن َ‬ ‫ِ‬ ‫ك بْ‬ ‫مال ِ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ذا ُروِيَ ع َ ْ‬
‫َ‬
‫ث‬
‫حاِدي ِ‬ ‫م َقاُلوا ِفي هَذ ِهِ اْل َ َ‬ ‫ك أن ّهُ ْ‬ ‫مَباَر ِ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫ِ‬ ‫وَعَب ْد ِ الل ّهِ ب ْ‬
‫ل أ َهْل ال ْعِل ْم م َ‬ ‫َ‬
‫ل‬‫ن أهْ ِ‬ ‫ِ ِ ْ‬ ‫ِ‬ ‫ذا قَوْ ُ‬ ‫ف وَهَك َ َ‬ ‫ها ب َِل ك َي ْ ٍ‬ ‫مّرو َ‬ ‫أ ِ‬
‫خ ‪ .‬قلت وكيف يقال ل حاجة إلى‬ ‫ماع َةِ إ ِل َ ْ‬ ‫ج َ‬ ‫سن ّةِ َوال ْ َ‬ ‫ال ّ‬
‫تأويله وهو عين المطلوب تبعا للسلف الصالح كما‬
‫قرره المام أحمد والترمذي والطبري وقبلهم‬
‫التابعي قتادة بل كان على الشارح أن يقرر ما قرره‬
‫هؤلء فحيث ثبت عنهم نثبت ما أثبتوه ول نخالف‬
‫جمهورهم ‪ ،‬فقد ثبت عن أحمد وقتادة كما ذكر ذلك‬
‫الحافظ نور الدين الهيثمي كذلك في كتابه مجمع‬
‫الزوائد ومنبع الفوائد وقد ذكر ذلك أيضا عن المام‬
‫أحمد القاضي أبو يعلى في كتابه المسمى إبطال‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫التأويلت كما سنبينه إن شاء الله ‪ ،‬واعلم أن‬
‫الشارح المباركفوري هذا وافق ابن تيمية في تحريم‬
‫التوسل بالحي الحاضر والميت الصالح الفاضل كما‬
‫في شرحه هذا فاحذره ‪ ،‬والترمذي الذي نقل عنه‬
‫هذا الشارح التفويض هو نفسه ذكر التأويل‬
‫التفصيلي في عدة مواضع من جامعه والله أعلم ‪.‬‬
‫وفي كتاب مجمع الزوائد الجزء ‪ 10‬صفحة‬
‫‪ 323‬عن شريح قال ‪ :‬سمعت رجل من‬
‫أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يقول ‪:‬‬
‫قال النبي صلى الله عليه وسلم ‪ :‬قال الله‬
‫تعالى ‪ :‬يا ابن آدم قم إلي أمش إليك‬
‫وامش إلي أهرول إليك رواه أحمد ورجاله‬
‫رجال الصحيح غير شريح بن الحارث وهو‬
‫ثقة ‪،‬وعن يزيد بن نعيم قال ‪ :‬سمعت أبا‬
‫ذر الغفاري وهو على المنبر بالفسطاط‬
‫يقول ‪ :‬سمعت النبي صلى الله عليه وسلم‬
‫يقول ‪ :‬من تقرب إلى الله تعالى شبرا‬
‫تقرب إليه ذراعا ومن تقرب إليه ذراعا‬
‫تقرب إليه باعا ومن أقبل إلى الله تعالى‬
‫ماشيا أقبل الله تعالى إليه مهرول والله‬
‫أعلى وأجل والله أعلى وأجل والله أعلى‬
‫وأجل رواه أحمد والطبراني وإسنادهما‬
‫حسن‪ . - .‬وفي مجمع الزوائد الجزء ‪10‬‬
‫صفحة ‪ 79‬عن أنس قال ‪ :‬قال رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم ‪ :‬يقول الله ‪ :‬يا ابن‬
‫آدم إن ذكرتني في نفسك ذكرتك في‬
‫نفسي وإن ذكرتني في مل ذكرتك في مل‬
‫خير منه وإن دنوت مني شبرا دنوت منك‬
‫ذراعا وإن دنوت مني ذراعا دنوت منك باعا‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫وإن أتيتني تمشي أتيتك أهرول قال‬
‫قتادة ‪ :‬والله تعالى أسرع بالمغفرة‬
‫رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح انتهى ‪ .‬قال‬
‫القاضي أبو يعلى الحنبلي في كتابه المسمى ابطال‬
‫التاويلت ص ‪ 225‬وجدت رحمتي وفضلي وثوابي‬
‫وكرامتي في عيادتك له‪ ،‬يبين صحة هذا ما حدثناه‬
‫أبو القاسم باسناده عن أبي هريرة عن النبي صلى‬
‫الله عليه وسلم "أنا عند ظن عبدي‪ ،‬وأنا معه‪ ،‬إن‬
‫تقرب إلي ذراعا تقرب الله اليه باعا ومن جاء‬
‫يمشي أقبل الله اليه بالخير يهرول "فبين في هذا‬
‫الحديث أن قربه من عبده بالثواب كذلك ها هنا‬
‫وعلى هذا يتأول قوله "ووجد الله عنده "النور ‪39‬‬
‫معناه وجد عقابه وحسابه‪ ،‬انتهى و حديث أبي‬
‫هريرة ذكره أبو يعلى مختصرا‪ ،‬وهو صحيح أخرجه‬
‫أحمد والبخاري ومسلم‪ ،‬قال الحافظ ابن حبان في‬
‫صحيحه‪ :‬ومن تقرب إلى الباري جل وعل بقدر شبر‬
‫من الطاعات كان وجود الرأفة والرحمة من الرب‬
‫منه له أقرب بذراع‪ ،‬ومن تقرب إلى موله جل وعل‬
‫بقدر ذراع من الطاعات‪ ،‬كانت المغفرة منه أقرب‬
‫بباع ومن أتى في أنواع الطاعات بالسرعة‬
‫كالمشي‪ ،‬أتته أنواع الوسائل ووجود الرأفة والرحمة‬
‫والمغفرة بالسرعة كالهرولة‪ ،‬والله أعلى وأجل‬
‫انتهى ‪ .91-2‬وقال القاضي ابويعلى وأما قوله "من‬
‫قرب شبرا قربت منه ذراعا "فالمراد به التقريب‬
‫من رحمته وكرامته لنه روي ذلك مفسرا في بعض‬
‫ألفاظ الحديث‪ ،‬رواه أبو هريرة عن النبي صلى الله‬
‫عليه وسلم قال "من جاء يمشي أقبل الله إليه‬
‫بالخير يهرول "فقد ورد التفسير من النبي صلى‬
‫الله عليه وسلم في ذلك‪ ،‬فلهذا قضينا بالمطلق منه‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫على المقيد‪ .‬انتهى‪ .‬وقال أبو يعلى ‪ :‬وفي الحديث‬
‫عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم قال "ل تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر‬
‫"أخرجه أحمد ومسلم واخرجه البخاري بلفظ فان‬
‫الله هو الدهر‪ ،‬ولفظ لمسلم فاني أنا الدهر واخرجه‬
‫البخاري ومسلم عن سفيان عن الزهري عن سعيد‬
‫بن المسيب عن أبي هريرة قال قال رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم‪ ،‬قال الله تعالى يؤذيني ابن‬
‫ادم يسب الدهر وانا الدهر بيدي المر أقلب الليل‬
‫والنهار "قال أبو يعلى الفراء المجسم في كتابه‬
‫إبطال التاويلت‪ ،‬فقد بين ابراهيم الحربي ان الخبر‬
‫ليس على ظاهره وانه ورد على سبب وقال وقد‬
‫ذكر شيخنا أبو عبد الله رحمه الله هذا الحديث في‬
‫كتابه وقال ل يجوز أن يسمى الله دهرا والمر على‬
‫ما قاله لنه قد روي في بعض الفاظ هذا الحديث ما‬
‫منع من حمله على ظاهره انتهى وهو من أكثر‬
‫المجسمة تشددا بالخذ بالظاهر المتعارف منه‪ ،‬ومع‬
‫ذلك لم يستطع دفع التأويل وسلكه في بعض‬
‫المواضع كما بينته عنه ‪ .‬فائدة وقاعدة مهمة ‪ :‬وقد‬
‫قال المام الشافعي‪ :‬في الرسالة خلل كلمه عن‬
‫الفاظ القرءان وظاهرا يعرف في سياقه أنه يراد به‬
‫غير ظاهره "قلت والحافظ البيهقي ذكره في‬
‫السماء والصفات‪ ،‬بعد ذكر حديث يا ابن ادم‬
‫مرضت‪ ،‬كما سيأتي‪ ،‬يعني يراد باللفظ المعنى‬
‫المرجوح بدللة السياق وما قد يكون فيه من‬
‫القرائن ويطلق على هذا اللفظ في هذه الحالة‬
‫مؤول أي يؤوول إلى كذا بمعنى رجع إلى كذا‪ ،‬قال‬
‫الحافظ البيهقي في السماء والصفات ص ‪:286‬‬
‫بعد ذكره حديث مسلم عن أبي هريرة رضي الله‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫عنه قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم "قال‬
‫يقول الله عزوجل‪ ،‬يا ابن ادم مرضت فلم تعدني‬
‫فيقول يا رب كيف أعودك وأنت رب العالمين ؟‬
‫حد ّث ََنا‬ ‫ن َ‬ ‫مو ٍ‬ ‫مي ْ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫ِ‬ ‫حات ِم ِ ب ْ‬ ‫ن َ‬ ‫مد ُ ب ْ ُ‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫حد ّث َِني ُ‬ ‫الحديث َ‬
‫ن أ َِبي‬ ‫ت عَ ْ‬ ‫ن َثاب ِ ٍ‬ ‫ة عَ ْ‬ ‫م َ‬ ‫سل َ َ‬ ‫ن َ‬ ‫ماد ُ ب ْ ُ‬ ‫ح ّ‬ ‫حد ّث ََنا َ‬ ‫ب َهٌْز َ‬
‫صّلى‬ ‫َ‬
‫ل الل ّهِ َ‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫ل َقا َ‬ ‫ن أِبي هَُري َْرة َ َقا َ‬ ‫َرافٍِع ع َ ْ‬
‫ة‬
‫م ِ‬ ‫م ال ِْقَيا َ‬ ‫ل ي َوْ َ‬ ‫ل ي َُقو ُ‬ ‫ج ّ‬ ‫ه ع َّز وَ َ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫م إِ ّ‬ ‫سل ّ َ‬ ‫ه ع َل َي ْهِ وَ َ‬ ‫الل ّ ُ‬
‫ب ك َي ْ َ‬
‫ف‬ ‫ل َيا َر ّ‬ ‫م ت َعُد ِْني َقا َ‬ ‫ت فَل َ ْ‬ ‫ض ُ‬ ‫مرِ ْ‬ ‫م َ‬ ‫ن آد َ َ‬ ‫َيا اب ْ َ‬
‫َ‬ ‫ك وأ َنت رب ال ْعال َمين َقا َ َ‬ ‫أَ ُ‬
‫دي‬ ‫ن عَب ْ ِ‬ ‫تأ ّ‬ ‫م َ‬ ‫ما عَل ِ ْ‬ ‫لأ َ‬ ‫َ ِ َ‬ ‫عود ُ َ َ ْ َ َ ّ‬
‫ك ل َوْ عُد ْت َ ُ‬
‫ه‬ ‫ت أ َن ّ َ‬ ‫م َ‬ ‫ما عَل ِ ْ‬
‫َ‬
‫م ت َعُد ْهُ أ َ‬ ‫ض فَل َ ْ‬ ‫مرِ َ‬ ‫فَُلًنا َ‬
‫مِني‬ ‫م ت ُط ْعِ ْ‬ ‫ك فَل َ ْ‬ ‫مت ُ َ‬ ‫ست َط ْعَ ْ‬ ‫م ا ْ‬ ‫ن آد َ َ‬ ‫عن ْد َه ُ َيا اب ْ َ‬ ‫جد ْت َِني ِ‬ ‫ل َوَ َ‬
‫ن َقا َ‬
‫ل‬ ‫مي‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫عا‬ ‫ْ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ب‬ ‫ر‬ ‫ت‬ ‫ن‬ ‫ك وأ َ‬ ‫َ‬ ‫م‬ ‫ع‬ ‫ْ‬ ‫ط‬ ‫ف أُ‬ ‫ب وَك َي ْ َ‬ ‫َقا َ‬
‫َ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ل َيا َر ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ه‬
‫م ُ‬ ‫م ت ُط ْعِ ْ‬ ‫ن فَل َ ْ‬ ‫دي فَُل ٌ‬ ‫ك ع َب ْ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ست َط ْعَ َ‬ ‫ها ْ‬ ‫ت أن ّ ُ‬ ‫م َ‬ ‫ما ع َل ِ ْ‬ ‫أ َ‬
‫َ‬ ‫ت أ َن ّ َ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫دي َيا اب ْ َ‬ ‫عن ْ ِ‬ ‫ك ِ‬ ‫ت ذ َل ِ َ‬ ‫جد ْ َ‬ ‫ه ل َوَ َ‬ ‫مت َ ُ‬ ‫ك ل َوْ أط ْعَ ْ‬ ‫م َ‬ ‫ما ع َل ِ ْ‬ ‫أ َ‬
‫ف‬ ‫ب ك َي ْ َ‬ ‫ل َيا َر ّ‬ ‫سِقِني َقا َ‬ ‫م تَ ْ‬ ‫ك فَل َ ْ‬ ‫سَقي ْت ُ َ‬ ‫ست َ ْ‬ ‫م ا ْ‬ ‫آد َ َ‬
‫أ َسقي َ َ‬
‫دي‬ ‫ك عَب ْ ِ‬ ‫سَقا َ‬ ‫ست َ ْ‬ ‫لا ْ‬ ‫ن َقا َ‬ ‫مي َ‬ ‫ب ال َْعال َ ِ‬ ‫ت َر ّ‬ ‫ك وَأن ْ َ‬ ‫ْ ِ‬
‫َ‬
‫دي‬ ‫عن ْ ِ‬ ‫ك ِ‬ ‫ت ذ َل ِ َ‬ ‫جد ْ َ‬ ‫ه وَ َ‬ ‫سَقي ْت َ ُ‬ ‫ك ل َوْ َ‬ ‫ما إ ِن ّ َ‬ ‫سِقهِ أ َ‬ ‫م تَ ْ‬ ‫ن فَل َ ْ‬ ‫فَُل ٌ‬
‫عّز‬ ‫وله َ‬ ‫ق ْ‬ ‫‪ .‬قال المام النووي في شرح مسلم ‪َ :‬‬
‫ب‬ ‫ل ‪َ :‬يا َر ّ‬ ‫قا َ‬ ‫عدِْني َ‬ ‫م تَ ُ‬ ‫فل َ ْ‬ ‫ضت َ‬ ‫ر ْ‬ ‫ِ‬ ‫م‬‫ل‪َ ):‬‬ ‫ج ّ‬ ‫و َ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ما‬ ‫ل‪:‬أ َ‬ ‫قا َ‬ ‫ن؟ َ‬ ‫مي َ‬ ‫عال َ ِ‬ ‫ب ال ْ َ‬ ‫ت َر ّ‬ ‫وأن ْ َ‬ ‫ك َ‬ ‫عودُ َ‬ ‫ك َْيف أ ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ما‬ ‫عدْهُ ‪ ,‬أ ّ‬ ‫م تَ ُ‬ ‫فل َ ْ‬ ‫ض َ‬ ‫ر َ‬ ‫م ِ‬ ‫فَلًنا َ‬ ‫دي ُ‬ ‫عب ْ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫مت أ ّ‬ ‫عل ِ ْ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫َقا َ‬
‫ل‬ ‫عْنده ؟ (‬ ‫دتِني ِ‬ ‫ج ْ‬ ‫و َ‬ ‫دته ل َ َ‬ ‫ع ْ‬ ‫و ُ‬ ‫مت أّنك ل َ ْ‬ ‫عل ِ ْ‬ ‫َ‬
‫حانه وَت ََعاَلى ‪,‬‬ ‫َ‬
‫سب ْ َ‬ ‫مَرض إ ِل َي ْهِ ُ‬ ‫ف ال ْ َ‬ ‫ضا َ‬ ‫ما أ َ‬ ‫ماء ‪ :‬إ ِن ّ َ‬ ‫ال ْعُل َ َ‬
‫ه ‪َ .‬قاُلوا ‪:‬‬ ‫ريًبا ل َ ُ‬ ‫ريًفا ل ِل ْعَب ْ َدِ وَت َْق ِ‬ ‫ش ِ‬ ‫مَراد ال ْعَْبد ت َ ْ‬ ‫َوال ْ ُ‬
‫واِبي‬ ‫دت ث َ َ‬ ‫ج ْ‬ ‫عْنده ( أيْ وَ َ‬ ‫دتِني ِ‬ ‫ج ْ‬ ‫معَْنى ) وَ َ‬ ‫وَ َ‬
‫مام‬ ‫وله ت ََعاَلى ِفي ت َ َ‬ ‫ل عَل َي ْهِ قَ ْ‬ ‫مِتي ‪ ,‬وَي َد ُ ّ‬ ‫وَك ََرا َ‬
‫َ‬
‫دي ‪ ,‬ل َ ْ‬
‫و‬ ‫عن ْ ِ‬ ‫ك ِ‬ ‫دت ذ َل ِ َ‬ ‫ج ْ‬ ‫مته ل َوَ َ‬ ‫ديث ‪ " :‬ل َوْ أط ْعَ ْ‬ ‫ح ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫وابه ‪ .‬وََالّله‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫دي " أيْ ث َ َ‬ ‫عن ْ ِ‬ ‫ك ِ‬ ‫دت ذ َل ِ َ‬ ‫ج ْ‬ ‫سَقْيته ل َوَ َ‬ ‫أ ْ‬
‫أ َع َْلم ‪ .‬قال الحافظ المام البيهقي ‪ :‬وفيه دليل‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫على أن اللفظ قد يرد مطلقا والمراد به غير ما يدل‬
‫عليه ظاهره‪ ،‬فانه اطلق المرض والستسقاء‬
‫والستطعام على نفسه والمراد به ولي من أوليائه‪،‬‬
‫وهو كما قال الله عز وجل "إنما جزاء الذين‬
‫يحاربون الله ورسوله "وقوله "إن الذين يؤذون الله‬
‫ورسوله‪" ،‬وقوله "إن تنصروا الله ينصركم "فالمراد‬
‫بجميع ذلك أولياؤه‪ ،‬وقوله "لوجدتني عند "أي‬
‫وجدت رحمتي وثوابي عنده‪ ،‬ومثله قوله عز وجل‬
‫"ووجد الله عنده "فوفاه حسابه "أي وجد حسابه‬
‫وعقابه انتهى ‪ .‬وفي كتاب منح الجليل للشيخ محمد‬
‫عليش المالكي ‪ 9/205‬عند قول العلمة خليل في‬
‫باب الردة‪ :‬كفر المسلم بصريح أو لفظ يقتضيه ‪:‬‬
‫قال الشيخ عليش بلفظ يقتضيه"أي يستلزم اللفظ‬
‫للكفر استلزاما بينا كجحد مشروعية شيء مجمع‬
‫عليه معلوم من الدين ضرورة فإنه يستلزم تكذيب‬
‫القرءان أو الرسول وكاعتقاد جسمية الله وتحيزه‬
‫فإنه يستلزم حدوثه واحتياجه لمحدث ونفي صفات‬
‫اللوهية عنه جل جلله وعظم شأنه‪ .‬وقال المام‬
‫الرازي في كتابه أصول الدين ‪ ) ،‬بل القرب أن‬
‫المجسمة كفار لنهم اعتقدوا أن كل ما ليكون‬
‫متحيزا ً ول في جهة فليس بموجود ونحن نعتقد أن‬
‫كل متحيز فهو محدث وخالقه موجود ليس بمتحيز‬
‫ول في جهة‪ ،‬فالمجسمة نفوا ذات الشيء الذي هو‬
‫مْفِهم‬‫ي ِفي ال ْ ُ‬ ‫ل ال ُْقْرط ُب ِ ّ‬‫الله فيلزمهم الكفر(‪َ .‬قا َ‬
‫ذا ك ُّله‬
‫ديث ‪ ,‬هَ َ‬ ‫ح ِ‬‫خر ال ْ َ‬ ‫سك " إ َِلى آ ِ‬ ‫م ِ‬‫ن الّله ي ُ ْ‬
‫وله " إ ِ ّ‬ ‫قَ ْ‬
‫ن الّله‬ ‫َ‬
‫سيم وَأ ّ‬ ‫ج ِ‬ ‫ن الت ّ ْ‬
‫دو َ‬ ‫ق ُ‬ ‫ول ال ْي َُهودِيّ وَهُ ْ‬
‫م ي َعْت َ ِ‬ ‫قَ ْ‬
‫ه‬
‫ن هَذ ِ ِ‬‫م ْ‬‫شب َّهة ِ‬ ‫م َ‬‫قده ُ غ َُلة ال ْ ُ‬ ‫ما ي َعْت َ ِ‬ ‫واِرح ك َ َ‬ ‫خص ُذو َ‬
‫ج َ‬ ‫ش ْ‬ ‫َ‬
‫ُ‬
‫مة ‪ .‬وفي كتاب تبيين المفتري للحافظ ابن‬ ‫اْل ّ‬
‫عساكر المتوفى سنة ‪ :571‬ص ‪ 150-149‬نقل ً عن‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫امام الحرمين في عقيدة الشيخ المام ناصر السنة‬
‫وقامع البدعة أبي الحسن الشعري‪ .‬وكذلك قالت‬
‫الحشوية المشبهة أن الله سبحانه وتعالى يرى‬
‫مكيفا ً محدودا ً كسائر المرئيات وقالت المعتزلة‬
‫والجهمية والنجارية أنه سبحانه ل يرى بحال من‬
‫الحوال فسلك رضي الله عنه طريقه بينهما فقال‬
‫يرى من غير حلول ول حدود ول تكييف كما يرانا هو‬
‫سبحانه وتعالى وهو غير محدود ول مكيف فكذلك‬
‫نراه وهو غير محدود ول مكيف وقالت الحشوية‬
‫ل في العرش وأن العرش‬ ‫والمجسمة أنه سبحانه حا ٌ‬
‫مكان له وهو جالس عليه فسلك طريقة بينهما‬
‫فقال كان ول مكان فخلق العرش والكرسي ولم‬
‫يحتج إلى مكان وهو بعد خلق المكان كما كان قبل‬
‫خلقه‪ .‬وقالت المشبهة والحشوية النزول نزول ذاته‬
‫بحركة وانتقال من مكان إلى مكان والستواء‬
‫جلوس على العرش وحلول فيه فسلك رضي الله‬
‫عنه طريقة بينهما فقال النزول صفة من صفاته‬
‫والستواء صفة من صفاته وفعل فعله في العرش‬
‫يسمى الستواء‪ .‬وفي قوله تعالى }ليس كمثله‬
‫شيء{ تصريح بنفي المثل والشبيه والجسمية‬
‫وكذلك قوله تعالى }ولم يكن له كفوا ً أحد{‪ .‬وفي‬
‫مستدرك الحاكم عن أبي بن كعب رضي الله عنه‬
‫)ان المشركين قالوا يا محمد انسب لنا ربك‪ ،‬فأنزل‬
‫الله عز وجل }قل هو الله أحد الله الصمد{ قال‬
‫الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا ً أحد‬
‫لنه ليس شيء يولد إل سيموت وليس شيء يموت‬
‫إل سيورث وان الله ل يموت ول يورث ولم يكن له‬
‫كفوا ً أحد قال‪ :‬لم يكن له شبيه ول عدل وليس‬
‫كمثله شيء( قال الحاكم صحيح السناد ولم‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫يخرجاه‪ ،‬وقال الذهبي صحيح وقال الحافظ الذهبي‬
‫في سير اعلم النبلء ‪ 7/202‬نقل ً عن المام‬
‫العظم أبي حنيفة النعمان رحمه الله تعالى أنه‬
‫قال‪):‬أتانا من الشرق رأيان خبيثان جهم معطل‬
‫ومقاتل مشبه(اهـ‪ .‬وهو ابن سليمان سبحان ربك‬
‫رب العّزة عما يصفون فبطل قول ابن تيمية كما‬
‫في كتابه بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعمهم‬
‫الكلمية وبما في التأسيس قال ما نصه في الول‪:‬‬
‫) فاسم المشبهة ليس له ذكر بذم في الكتاب‬
‫والسنة ول كلم أحد من الصحابة والتابعين‪ .‬والثاني‬
‫ما نصه‪:‬وليس في كتاب الله ول سنة رسوله ول‬
‫قول أحد من سلف المة وأئمتها أنه ليس بجسم (‬
‫اهـ وقد قال فيه المام تقي الدين الحصني المتوفي‬
‫سنة ‪829‬هـ في كتابه دفع شبه من شّبه وتمرد ص‬
‫‪) 43‬واتفق الحذاق في زمانه من جميع المذاهب‬
‫على سوء فهمه وكثرة خطئه وعدم ادراكه للمآخذ‬
‫الدقيقة وتصورها عرفوا ذلك منه بالمفاوضة في‬
‫مجالس العلم(اهـ‪.‬وقال فيه صلح الدين الصفدي‬
‫في الغيث المسجم بأنه ناقص العقل‪ ،‬وقال فيه‬
‫الحافظ ولي الدين العراقي علمه أكبر من عقله‪،‬‬
‫مريدا ً بذلك ذمه وتنقيصه لكثرة ما له من‬
‫لت الخطيرة والوقوع في‬ ‫المخالفات الشرعية والز ّ‬
‫مهاوي التجسيم والتشبيه‪.‬‬
‫قلت وكذلك صّرح أبو حنيفة في الفقه الكبر بنفي‬
‫الجسم والحد عن الله تعالى‪ .‬وفي الحاوي للفتاوي‬
‫للحافظ السيوطي ‪2‬ص ‪ 453‬عن الشيخ عز الدين‬
‫عند حديث من عرف نفسه فقد عرف ربه قال‬
‫السيوطي‪):‬إن هذا الحديث ليس بصحيح وقد سئل‬
‫عنه النووي في فتاويه فقال‪ :‬إنه ليس بثابت ‪ ،‬وتنزه‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫عن المكان والزمان‪ ،‬علمنا أنه أقرب إلى كل شيء‬
‫ليس شيء أقرب إليه من شيء ول شيء أبعد إليه‬
‫من شيء ل بمعنى قرب المسافة لنه منزه عن‬
‫ذلك‪ ،‬علمنا أنه منزه عن الكيفية والينية فل يوصف‬
‫بأين ول كيف‪ .‬علمنا أنه منزه عن الحس والجسم‬
‫واللمس والمس ‪ ،‬وقال الحافظ السيوطي‪ :‬فكيف‬
‫يليق بعبوديتك أن تصف الربوبية بكيف وأين وهو‬
‫مقدس عن الكيف والين‪ .‬وروى الحافظ الزبيدي‬
‫بسنده إلى زين العابدين أنه قال‪):‬ليس بمحدود‬
‫يحد(‪ .‬وقول أبي حنيفة المام بنفي الحد عن الله‬
‫تعالى مع قول المام أبي الحسن الشعري بنفي‬
‫الحد عن الله تعالى كما سبق ذكره‪ ،‬مع قول سيد‬
‫الطائفة الصوفية والذي قال فيه ابن تيمية إمام‬
‫هدى وسيد الطائفة‪ ،‬يظهر بطلن قول ابن تيمية‬
‫السابق‪ .‬وقال أبو جعفر الطحاوي في عقيدته‬
‫المشهورة ‪) :‬وتعالى ـ الله ـ عن الحدود والغايات‬
‫والركان والعضاء والدوات ل تحويه الجهات الست‬
‫كسائر المبتدعات(‪.‬‬
‫وكذلك ثبت عن المام أحمد بن حنبل فيما رواه‬
‫الخلل والحافظ الللكائي وابن تيمية نفسه وابن‬
‫القيم وغيره نفي الحد والغاية عن الله تعالى فما‬
‫بال هذا الرجل ابن تيمية يقول في كتابه موافقة‬
‫صحيح المنقول لصريح المعقول ناقل عن أبي سعيد‬
‫الدارمي المجسم وفي كتابه المسمى بيان تلبيس‬
‫الجهمية مقرا مؤيدا )ومن لم يعترف به‪-‬أي الحد‪-‬‬
‫فقد كفر بتنزيل الله وجحد آيات الله( وبعد أن أثبت‬
‫لله حدا ً قال‪ :‬ولمكانه أيضا ً حد‪ .‬أنظر والعياذ بالله‬
‫تعالى كيف في طي كلمه تكفير أمير المؤمنين‬
‫علي بن أبي طالب وزين العابدين والمام أبا حنيفة‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫والمام أحمد وأبا يعلى الحنبلي الذي هو من‬
‫مجسمة الحنابلة‪ ،‬والجنيد سيد الطائفة ويحيى بن‬
‫معين والمام الشعري والماتريدي وابن قتيبة‬
‫والواحدي الحافظ الطحاوي والحافظ ابن حبان‬
‫والحافظ البيهقي وابن حزم والحافظ النووي‬
‫والحافظ عياض والحافظ ابن الجوزي وابن عقيل‬
‫الحنبلي وابن منده الحافظ والحافظ ابا بكر بن‬
‫العربي والحافظ ابن الجوزي والمام النووي‬
‫والحافظ ابن حجر والحافظ الذهبي والحافظ صلح‬
‫الدين العلئي والحافظ زين الدين العراقي والحافظ‬
‫ولي الدين العراقي والحافظ تقي الدين السبكي‬
‫والعلمة ابن حجر الهيتمي والحافظ مرتضى‬
‫الزبيدي وغيرهم من الذين نفوا الحد والمكان عن‬
‫الله تعالى ‪ ،‬ومن ل يحصيهم إل الله تعالى وهذا‬
‫جهل عظيم ‪ .‬قال العلمة تقي الدين الحصني في‬
‫كتابه دفع شبه من شّبه وتمرد ص ‪ 45‬في حق ابن‬
‫تيمية الحراني فصار كفره مجمعا ً عليه‪ .‬وقد قال‬
‫سيدي العلمة عبد الله بن الصديق في كتابه سبيل‬
‫التوفيق ص ‪) 153‬مع أن إثبات الحد لله كفر لنه‬
‫من سمات الحدث والله ينفي الحد عن ذاته بقوله‬
‫تعالى}بل الذين كفروا في تكذيب والله من ورائهم‬
‫محيط{ أل إنه بكل شيء محيط‪ ،‬ومن أسمائه‬
‫الحسنى الكبير ولو كان له حد لم يكن كبيرًا(اهـ‪.‬‬
‫وقال الشيخ سيدي العلمة الحافظ الزاهد العابد‬
‫عبد الله بن الصديق أيضا ً في فتح المعين بنقد‬
‫كتاب الربعين‪ :‬وذكر السبكي في ترجمة ابن حبان‬
‫من طبقات الشافعية عن المؤلف أنه قال‪):‬سألت‬
‫يحيى بن عمارعن ابن حبان قلت رأيته؟ قال وكيف‬
‫لم أره؟ ونحن أخرجناه من سجستان كان له علم‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫كثير ولم يكن له كبير دين‪ ،‬قدم علينافأنكر الحد‬
‫لله‪ ،‬فأخرجناه من سجستان قال السبكي انظر ما‬
‫أجهل هذا الجارح وليت شعري من المجروح‪ ،‬مثبت‬
‫الحد لله أو نافيه وقد رأيت للحافظ صلح الدين‬
‫خليل بن كيكلدي العلئي رحمه الله على هذا كلما ً‬
‫جيدا ً أحببت نقله بعبارته قال رحمه ومن خطه‬
‫نقلت‪ :‬يا لله العجب من أحق بالخراج والتبديع‬
‫وقلة الدين؟اهـ وذكر الذهبي هذه القصة في تذكرة‬
‫الحفاظ وعّلق عليها بقوله‪:‬كلهما مخطىءإذ لم يأت‬
‫نص بإثبات الحد ول بنفيه ومن حسن إسلم المرء‬
‫تركه ما ل يعنيه اهـ‪.‬‬
‫قلت بل النافي مصيب لنه متمسك بالصل‬
‫والجماع على أن الله تعالى ل يوصف إل بنص‬
‫قطعي‪ .‬وقد قال الذهبي في العلو‪ :‬والكيف في‬
‫الحالين منفي عن الله تعالى ل مجال للعقل فيه‪.‬‬
‫قلت قصة أبي حاتم هذه ذكرها السبكي ‪-3/132‬‬
‫‪ 133‬وقد أبطل الحافظ ابن حجر العسقلني في‬
‫لسان الميزان له ج ‪ 5/114‬قول من قال بالحد‬
‫وبين قول من قال لمن نفى الحد عن الله تعالى‬
‫وهو الذهبي صاحب الميزان‪):‬ساويت ربك بالشيء‬
‫المعدوم إذ المعدوم لحد له( نازل فإنا ل نسلم أن‬
‫القول بعدم الحد يفضي إلى مساواته بالمعدوم بعد‬
‫تحقق وجوده اهـ أي هذا قول ساقط تالف‪ .‬وقال‬
‫الذهبي في السير ‪" 97-16‬قلت إنكاركم عليه بدعة‬
‫أيضا‪ ،‬والخوض في ذلك مما لم يأذن به الله وقال‬
‫تعالى الله أن يحد "اردنا أن نثبت أنه نفى الحد عن‬
‫الله كذلك‪ .‬قال ابن رشد كما في المدخل‪ :‬فل يقال‬
‫أين ول كيف ول متى لنه خالق الزمان والمكان‬
‫انتهى‪.‬وقال أبو الوفاء ابن عقيل البغدادي شيخ‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫الحنابلة ما نصه‪" :‬تعالى الله أن يكون له صفة‬
‫تشغل المكنة‪ ،‬هذا عين التجسيم‪ ،‬وليس الحق بذي‬
‫أجزاء وأبعاض يعالج بها انتهى كما نقله ابن الجوزي‬
‫في دفعه‪ .‬وقد نفى الحد عن الله تعالى الحافظ ابن‬
‫حبان في مقدمة كتابه الثقات‪ .‬قال ما نصه "الحمد‬
‫لله الذي ليس له حد محدود فيحتوى ول له أجل‬
‫معدود فيفنى‪ ،‬ول يحيط به جوامع المكان ول‬
‫يشتمل عليه تواتر الزمان‪ .‬انتهى‪ .‬كما نفى الحد‬
‫الحافظ ابن جرير الطبري ‪ ،‬وقال المام أبو منصور‬
‫الماتريدي المتوفى ‪ 333‬ه‪ ،‬في كتاب التوحيد "في‬
‫إثبات رؤية المؤمنين لله في الخرة ما نصه "فإن‬
‫قيل كيف يرى ؟ قيل‪ :‬بل كيف إذ الكيفية تكون لذي‬
‫صورة‪ ،‬بل يرى بل وصف قيام وقعود واتكاء وتعلق‬
‫واتصال وانفصال ومقابلة ومدابرة وقصير وطويل‬
‫ونور وظلمة وساكن ومتحرك وخارج وداخل ول‬
‫معنى يأخذه الوهم أو يقدره العقل لتعاليه عن ذلك‪.‬‬
‫انتهى‪ . .‬وقال الحافظ البيهقي كما في السماء‬
‫والصفات ص ‪ 415‬وما تفرد به الكلبي وأمثاله‬
‫يوجب الحد‪ ،‬والحد يوجب الحدث لحاجة الحد إلى‬
‫حاد خصه به‪ ،‬والباري قديم لم يزل اهـ‪ .‬وقال المام‬
‫أبو عبد الله الحسين بن الحسن الحليمي الشافعي‬
‫في المنهاج في شعب اليمان ‪" 184-1‬وأما البراءة‬
‫من التشبيه بإثبات أنه ليس بجوهر ول عرض‪ ،‬فلن‬
‫قوما زاغوا عن الحق فوصفوا البارئ جل ثناؤه‬
‫ببعض صفات المحدثين فمنهم من قال‪ :‬إنه جوهر‬
‫ومنهم من أجاز أن يكون على العرش كما يكون‬
‫الملك على سريره وكان ذلك في وجوب اسم‬
‫الكفر لقائله كالتعطيل والتشريك‪ ،‬فإذا أثبت المثبت‬
‫أنه ليس كمثله شيء وجماع ذلك أنه ليس بجوهر‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫ول عرض فقد انتفى التشبيه‪ ،‬لن لو كان جوهرا أو‬
‫عرضا لجاز عليه ما يجوز على سائر الجواهر‬
‫والعراض‪ ،‬ولنه إذا لم يكن جوهرا ول عرضا لم‬
‫يجز عليه ما يجوز على الجواهر من حيث إنها جواهر‬
‫كالتآلف والتجسم وشغل المكنة والحركة‬
‫والسكون‪ ،‬ول ما يجوز على العراض من حيث إنها‬
‫أعراض كالحدث وعدم البقاء انتهى‪ .‬وقد قال‬
‫الحافظ الذهبي في سير أعلم النبلء ‪16/27‬‬
‫)وتعالى الله أن يحد أو يوصف إل بما وصف به‬
‫نفسه أو علمه رسله بالمعنى الذي أراد بل مثل ول‬
‫كيف‪ ،‬ليس كمثله شيء وهو السميع البصير(‪ .‬وقد‬
‫ابتلى المام أحمد بن حنبل بالمجسمة كما قال‬
‫الحافظ تقي الدين ابن الصلح كما نقله عنه‬
‫المحدث تاج الدين السبكي في طبقاته ‪/2‬ص ‪13‬‬
‫وكذلك قاله الحافظ ابن شاهين كما رواه ابن‬
‫عساكر‪ .‬وما روي عن عبد الله بن المبارك ‪ :‬قال‬
‫حدثنا علي بن الحسن بن شقيق قال حدثنا عبدالله‬
‫بن موسى الضبي قال سألت سفيان الثوري عن‬
‫قوله تعالى وهو معكم أينما كنتم قال علمه ‪ ،‬قال‬
‫أبو داود وحدثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي قال حدثنا‬
‫يحيى بن موسى وعلي بن الحسن بن شقيق عن‬
‫ابن المبارك قال الرب تبارك وتعالى على السماء‬
‫السابعة على العرش قيل له بحد ذلك قال نعم هو‬
‫على العرش فوق سبع سموات )قلت قد بين‬
‫الحافظ البيهقي معناه بحد السمع‪ ،‬كما في السماء‬
‫والصفات ‪ ،‬وقد روى الحافظ أبو سليمان الخطابي‬
‫في كتاب الناصحة أنها رويت لنا بجد ‪ ،‬بالجيم ‪،‬‬
‫وبهذا يرتفع الشكال حيث دخل كلمه الحتمال وإل‬
‫يحمل على ما قاله البيهقي وقد نفى المام ابوحنيفة‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫و المام أحمد ويحي بن معين ووكيع شيخ الشافعي‬
‫وأحمد بن حنبل وابن جرير الطبري وذو النون‬
‫المصري والمام الطحاوي وعدد كبير من الئمة‬
‫الحد والغاية عن الله( ‪ .‬وقد روي عن ابن المبارك‬
‫بالفاظ مختلفة وفي بعضها دون لفظ الحد من‬
‫نفس الطريق طريق علي بن الحسن بن شقيق ‪،‬‬
‫مْعت أ ََبا‬ ‫س ِ‬ ‫كم ‪َ :‬‬ ‫حا ِ‬ ‫ل ال ْ َ‬ ‫وقال ابن قيم الجوزية وََقا َ‬
‫مد‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫مْعت ُ‬ ‫س ِ‬ ‫هاِنئ ي َُقول َ‬ ‫صاِلح ْبن َ‬ ‫مد ْبن َ‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫جعَْفر ُ‬ ‫َ‬
‫صّباح ال ْب َّزار‬ ‫سن ْبن ال ّ‬ ‫ح َ‬ ‫مْعت ال ْ َ‬ ‫س ِ‬ ‫ْبن ن ُعَْيم ي َُقول َ‬
‫) وثقه جمع‪ ،‬وقال النسائي ليس بالقوي وقال ابن‬
‫سن ْبن‬ ‫ح َ‬ ‫ي ْبن ال ْ َ‬ ‫مْعت عَل ِ ّ‬ ‫س ِ‬ ‫حجر صدوق يهم ( ي َُقول َ‬
‫مَباَرك ‪ .‬قُْلت "‬ ‫َ‬
‫سأْلت ع َْبد الّله ْبن ال ْ ُ‬ ‫قيق ي َُقول ‪َ :‬‬ ‫ش ِ‬ ‫َ‬
‫ساب َِعة عََلى‬ ‫ماء ال ّ‬ ‫س َ‬ ‫ل ‪ِ :‬في ال ّ‬ ‫رف َرب َّنا ؟ َقا َ‬ ‫ِ‬ ‫ك َْيف ن َعْ‬
‫مد ْبن‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫كر ُ‬ ‫خب ََرَنا أ َُبو ب َ ْ‬ ‫كم ‪ :‬وَأ َ ْ‬ ‫حا ِ‬ ‫ل ال ْ َ‬ ‫عَْرشه " ‪َ .‬قا َ‬
‫ي‬
‫م ّ‬ ‫شا ِ‬ ‫من ال ّ‬ ‫ح َ‬ ‫مد ْبن عَْبد الّر ْ‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫حد ّث ََنا ُ‬ ‫هد َ‬ ‫َداوُد َ الّزا ِ‬
‫َ‬
‫ل‬ ‫مْروَزِيّ َقا َ‬ ‫سيب َوَي ْهِ ال ْ َ‬ ‫مد ْبن ِ‬ ‫ح َ‬ ‫حد ّث َِني عَْبد الّله ْبن أ ْ‬ ‫َ‬
‫مْعت‬ ‫س ِ‬ ‫شِقيق ي َُقول َ‬ ‫سن ْبن َ‬ ‫ح َ‬ ‫ي ْبن ال ْ َ‬ ‫مْعت عَل ِ ّ‬ ‫س ِ‬ ‫َ‬
‫سْبع‬ ‫وق َ‬ ‫رف َرب َّنا فَ ْ‬ ‫مَباَرك ي َُقول " ن َعْ ِ‬ ‫عَْبد الّله ْبن ال ْ ُ‬
‫خْلقه وََل‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫وى ‪َ ،‬باِئن ِ‬ ‫ست َ َ‬‫ماَوات ع ََلى ال ْعَْرش ا ِ ْ‬ ‫س َ‬ ‫َ‬
‫شاَر إ َِلى‬ ‫َ‬
‫هاهَُنا ‪ ،‬وَأ َ‬ ‫ه َ‬ ‫ة ‪ :‬إ ِن ّ ُ‬ ‫مي ّ ُ‬ ‫جهْ ِ‬ ‫ت ال ْ َ‬ ‫ما َقال َ ْ‬ ‫ن َُقول ك َ َ‬
‫اْل َْرض " ‪ .‬قال ابن قيم الجوزية في تهذيب سنن‬
‫مد ْبن‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫حد ّث َِني ُ‬ ‫ل اْل َث َْرم ‪َ :‬‬ ‫أبي داود ‪ :‬وقال وََقا َ‬
‫ن‬
‫كى عَ ْ‬ ‫ح َ‬ ‫حن َْبل ‪ :‬ي ُ ْ‬ ‫مد ْبن َ‬ ‫ح َ‬ ‫ي قُْلت ِل َ ْ‬ ‫س ّ‬ ‫هيم ال َْقي ْ ِ‬ ‫إ ِب َْرا ِ‬
‫َ‬
‫ل‪:‬‬ ‫ه ‪ :‬ك َْيف ي ُعَْرف َرب َّنا ؟ َقا َ‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫ه ِقي َ‬ ‫مَباَرك أن ّ ُ‬ ‫ا ِْبن ال ْ ُ‬
‫مد ‪ :‬هَك َ َ‬
‫ذا‬ ‫في السماء السابعة ع ََلى عَرشه ‪َ .‬قا َ َ‬
‫ح َ‬ ‫لأ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ّ َِ‬ ‫ّ َ‬ ‫ِ‬
‫عْندَنا ‪ .‬قلت وهذا النقل بدون لفظ الحد ‪ .‬قال‬ ‫هُوَ ِ‬
‫ابن عبد البر المالكي في التمهيد ‪ :‬وقال آخرون‬
‫ينزل بذاته أخبرنا أحمد بن عبدالله أن أباه أخبره‬
‫قال حدثنا أحمد بن خالد قال حدثنا يحيى بن عثمان‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫بن صالح بمصر قال سمعت نعيم بن حماد " وقد‬
‫تكلم فيه ابن عدي ونسبه للوضع " يقول حديث‬
‫النزول يرد على الجهمية قولهم قال وقال نعيم‬
‫ينزل بذاته وهو على كرسيه قال أبو عمر ليس هذا‬
‫بشيء عند أهل الفهم من أهل السنة لن هذا كيفية‬
‫وهم يفزعون منها لنها ل تصلح إل فيما يحاط به‬
‫عيانا وقد جل الله وتعالى عن ذلك وما غاب عن‬
‫العيون فل يصفه ذوو العقول إل بخبر ول خبر في‬
‫صفات الله إل ما وصف نفسه به في كتابه أو على‬
‫لسان رسوله صلى الله عليه وسلم فل نتعدى ذلك‬
‫إلى تشبيه أو قياس أو تمثيل أو تنظير فإنه ليس‬
‫كمثله شيء وهو السميع البصير قال أبو عمر أهل‬
‫السنة مجمعون على القرار بالصفات الواردة كلها‬
‫في القرآن والسنة واليمان بها وحملها على‬
‫الحقيقة ل على المجاز إل أنهم ل يكيفون شيئا من‬
‫ذلك ول يحدون فيه صفة محصورة انتهى المراد‬
‫منه ‪ .‬قلت معنى الحقيقة كما قال الذهبي أي ل‬
‫يعدل عن اللفظ الوارد إلى غيره ‪ ،‬وهذا مما يخالف‬
‫به الوهابية ‪ .‬وقال ابن عبد البر ‪ :‬قال أبو داود‬
‫وحدثنا الحسن بن محمد قال سمعت الهيثم بن‬
‫خارجة قال حدثني الوليد بن مسلم قال سألت‬
‫الوزاعي وسفيان الثوري مالك بن أنس والليث بن‬
‫سعد عن هذه الحاديث التي جاءت فقالوا أمروها‬
‫كما جاءت بل كيف وذكر عباس الدوري قال سمعت‬
‫يحيى بن معين يقول شهدت زكريا بن عدي سأل‬
‫وكيع بن الجراح فقال يا أبا سفيان هذه الحاديث‬
‫يعني مثل الكرسي موضع القدمين ونحو هذا فقال‬
‫أدركت إسماعيل بن أبي خالد وسفيان ومسعرا‬
‫يحدثون بهذه الحاديث ول يفسرون شيئا قال عباس‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫بن محمد الدوري وسمعت أبا عبيد القاسم بن سلم‬
‫وذكر له عن رجل من أهل السنة أنه كان يقول هذه‬
‫الحاديث التي تروى في الرؤية والكرسي موضع‬
‫القدمين وضحك ربنا من قنوط عباده ) وفي مسند‬
‫أحمد قال حدثنا بهز وحسن قال حدثنا حماد بن‬
‫سلمة عن يعلى بن عطاء عن وكيع بن حدس‬
‫عن عمه أبي رزين قال حسن العقيلي عن‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ضحك ربنا‬
‫من قنوط عبده وقرب غيره قال أبو رزين‬
‫فقلت يا رسول الله أويضحك الرب عز وجل‬
‫العظيم لن نعدم من رب يضحك خيرا قال حسن‬
‫في حديثه فقال نعم لن نعدم من رب يضحك خيرا ‪،‬‬
‫ة‬
‫شي ْب َ َ‬ ‫ن أ َِبي َ‬ ‫َ‬
‫حد ّث ََنا َ أُبو ب َك ْرِ ب ْ ُ‬ ‫وفي سنن ابن ماجه َ‬
‫َ‬
‫ن‬‫ة عَ ْ‬ ‫سل َ َ‬
‫م َ‬ ‫ن َ‬ ‫ماد ُ ب ْ ُ‬‫ح ّ‬‫ن أن ْب َأَنا َ‬ ‫هاُرو َ‬ ‫ن َ‬ ‫زيد ُ ب ْ ُ‬ ‫ِ‬ ‫حد ّث ََنا ي َ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫مهِ أِبي‬ ‫ي َعَْلى ب ْن عَ َ‬
‫ن عَ ّ‬ ‫س عَ ْ‬ ‫حد ُ ٍ‬ ‫ن ُ‬ ‫كيِع ب ْ ِ‬ ‫ن وَ ِ‬ ‫طاٍء ع َ ْ‬ ‫ِ‬
‫سل ّ َ‬
‫م‬ ‫ه ع َل َي ْهِ وَ َ‬ ‫صّلى الل ّ ُ‬ ‫ل الل ّهِ َ‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫ل َقا َ‬ ‫ن َقا َ‬ ‫َرِزي ٍ‬
‫ت َيا‬ ‫ل قُل ْ ُ‬ ‫ب ِغي َرِهِ َقا َ‬ ‫عَبادِهِ وَقُْر ِ‬ ‫ط ِ‬ ‫ن قُُنو ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ك َرب َّنا ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ض ِ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫م‬
‫ن ن َعْد َ َ‬ ‫ت لَ ْ‬ ‫م قُل ْ ُ‬ ‫ل ن َعَ ْ‬‫ب َقا َ‬ ‫ك الّر ّ‬ ‫ح ُ‬ ‫ض َ‬‫ل الل ّهِ أوَ ي َ ْ‬ ‫سو َ‬ ‫َر ُ‬
‫خي ًْرا ‪ .‬قلت وكيع بن حدس متكلم‬ ‫ك َ‬‫ح ُ‬ ‫ض َ‬‫ب يَ ْ‬ ‫ن َر ّ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫فيه وأن جهنم لتمتلىء وأشباه هذه الحاديث وقالوا‬
‫أن فلنا يقول يقع في قلوبنا أن هذه الحاديث حق‬
‫فقال ضعفتم عندي أمره هذه الحاديث حق ل شك‬
‫فيها رواها الثقات بعضهم عن بعض إل أنا إذا سئلنا‬
‫عن تفسير هذه الحاديث لم نفسرها ولم نذكر أحدا‬
‫يفسرها وقد كان مالك ينكر على من حدث بمثل‬
‫هذه الحاديث ذكره أصبغ عن ابن القاسم قال‬
‫سألت مالكا عمن يحدث الحديث إن الله خلق آدم‬
‫على صورته والحديث إن الله يكشف عن ساقه يوم‬
‫القيامة وأنه يدخل في النار يده حتى يخرج من أراد‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫فأنكر ذلك إنكارا شديدا ونهى أن يحدث به أحدا‬
‫وإنما كره ذلك مالك خشية الخوض في التشبيه‬
‫بكيف هاهنا وأخبرنا أحمد بن عبدالله بن محمد بن‬
‫علي قال حدثني أبي قال حدثنا أحمد بن خالد قال‬
‫سمعت ابن وضاح سألت يحيى بن معين عن التنزل‬
‫فقال أقر به ول تحد فيه بقول كل من لقيت من‬
‫أهل السنة يصدق بحديث التنزل قال وقال لي ابن‬
‫معين صدق به ول تصفه وحدثنا أحمد بن سعيد بن‬
‫بشر قال حدثنا ابن أبي دليم قال حدثنا ابن وضاح‬
‫قال سألت يحيى بن معين عن التنزل فقال أقر به‬
‫ول تحد فيه وأخبرنا محمد بن عبدالملك قال حدثنا‬
‫عبدالله بن يونس قال حدثنا بقي بن مخلد قال‬
‫حدثنا بكار بن عبدالله القرشي قال حدثنا مهدي بن‬
‫جعفر عن مالك بن أنس أنه سأله عن قول الله عز‬
‫وجل الرحمن على العرش استوى كيف استوى قال‬
‫فأطرق مالك ثم قال استواؤه مجهول ) معناه ل‬
‫نعلم المراد من حقيقة الستواء مع نفي التشبيه‬
‫واعتقاد التنزيه ( والفعل معقول والمسألة عن هذا‬
‫بدعة قال بقي وحدثنا أيوب بن صلح المخزومي‬
‫بالرملة قال كنا عند مالك إذ جاءه عراقي فقال له‬
‫يا أبا عبدالله مسألة أريد أن أسألك عنها فطأطأ‬
‫مالك رأسه فقال له يا أبا عبدالله الرحمن على‬
‫العرش استوى كيف استوى قال سألت مجهول‬
‫وتكلمت معقول إنك امرؤ سوء أخرجوه فأخذوا‬
‫بضبعيه فأخرجوه وقال يحيى بن إبرهيم بن مزين‬
‫إنما كره مالك أن يتحدث بتلك الحاديث لن فيها‬
‫حدا وصفة وتشبيها والنجاة في هذا النتهاء إلى ما‬
‫قال الله عز وجل ووصف به نفسه بوجه ويدين‬
‫وبسط واستواء وكلم فقال فأينما تولوا فثم وجه‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫الله وقال بل يداه مبسوطتان وقال و الرض جميعا‬
‫قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه وقال‬
‫الرحمن على العرش استوى فليقل قائل بما قال‬
‫الله ولينته إليه ول يعدوه ول يفسره ول يقل كيف‬
‫فإن في ذلك الهلك لن الله كلف عبيده اليمان‬
‫بالتنزيل ولم يكلفهم الخوض في التأويل الذي ل‬
‫يعلمه غيره ‪ .‬وقال ابن عبد البر أيضا ‪ :‬وقول رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم ينزل ربنا إلى السماء‬
‫الدنيا عندهم مثل قول الله عز وجل فلما تجلى ربه‬
‫للجبل ومثل قوله وجاء ربك والملك صفا صفا كلهم‬
‫يقول ينزل ويتجلى ويجيء بل كيف ل يقولون كيف‬
‫يجيء وكيف يتجلى وكيف ينزل ول من أين جاء ول‬
‫من أين تجلى ول من أين ينزل لنه ليس كشيء من‬
‫خلقه وتعالى عن الشياء ول شريك له ‪ .‬انتهى‬
‫المراد منه ‪ .‬تنبيه ‪ :‬قال القرطبي رحمه الله‬
‫سى{‬ ‫مو‬ ‫ه‬ ‫َ‬
‫لـ‬ ‫إ‬ ‫لى‬‫َ‬ ‫إ‬ ‫ع‬ ‫ل‬‫ّ‬ ‫ط‬‫في تفسير الية ‪} :‬فَأ َ‬
‫ُ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬
‫وقال أبو صالح‪ :‬أسباب السموات طرقها‪ .‬وقيل‪:‬‬
‫المور التي تستمسك بها السموات‪ .‬وكرر أسباب‬
‫تفخيمًا؛ لن الشيء إذا أبهم ثم أوضح كان تفخيما ً‬
‫َ‬
‫سى{‬ ‫مو َ‬‫لشأنه‪ .‬والله أعلم‪} .‬فَأط ّل ِعَ إ َِلى إ َِلـهِ ُ‬
‫م‬
‫هم أنه جس ٌ‬ ‫ف عليه‪ .‬تو ّ‬ ‫فانظر إليه نظر مشرِ ٍ‬
‫تحويه الماكن‪ .‬وكان فرعون يدعي اللوهية‬
‫ويرى تحقيقها بالجلوس في مكان مشرف‪ ".‬انتهى‬
‫بحروفه‪ .‬وقال الرازي رحمه الله‪" :‬اعلم أنه تعالى‬
‫لما وصف فرعون بكونه متكبرا ً جبارا ً بين أنه أبلغ‬
‫في البلدة والحماقة إلى أن قصد الصعود إلى‬
‫السموات‪ ،‬وفي الية مسائل‪ :‬المسألة الولى‪:‬‬
‫احتج الجمع الكثير من المشبهة بهذه الية‬
‫في إثبات أن الله في السموات وقرروا‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫ذلك من وجوه الول‪ :‬أن فرعون كان من‬
‫المنكرين لوجود الله‪ ،‬وكل ما يذكره في صفات الله‬
‫تعالى فذلك إنما يذكره لجل أنه سمع أن موسى‬
‫يصف الله بذلك‪ ،‬فهو أيضا ً يذكره كما سمعه‪ ،‬فلول‬
‫أنه سمع موسى يصف الله بأنه موجود في السماء‬
‫وإل لما طلبه في السماء‪ ،‬الوجه الثاني‪ :‬أنه قال‬
‫وإني لظنه كاذبًا‪ ،‬ولم يبين أنه كاذب فيماذا‪،‬‬
‫والمذكور السابق متعين لصرف الكلم إليه فكأن‬
‫التقدير فأطلع إلى الله الذي يزعم موسى أنه‬
‫موجود في السماء‪ ،‬ثم قال‪} :‬وإني لظنه كاذبًا{ أي‬
‫وإني لظن موسى كاذبا ً في إدعائه أن الله موجود‬
‫في السماء‪ ،‬وذلك يدل على أن دين موسى هو أن‬
‫الله موجود في السماء الوجه الثالث‪ :‬العلم بأنه لو‬
‫وجد إله لكان موجودا ً في السماء علم بديهي متقرر‬
‫في كل العقول ولذلك فإن الصبيان إذا تضرعوا إلى‬
‫الله رفعوا وجوههم وأيديهم إلى السماء‪ ،‬وإن‬
‫فرعون مع نهاية كفره لما طلب الله فقد طلبه في‬
‫السماء‪ ،‬وهذا يدل على أن العلم بأن الله موجود‬
‫في السماء علم متقرر في عقل الصديق والزنديق‬
‫والملحد والموحد والعالم والجاهل‪ .‬فهذا جملة‬
‫استدللت المشبهة بهذه الية‪ ،‬والجواب‪:‬‬
‫أن هؤلء الجهال يكفيهم في كمال الخزي‬
‫والضلل أن جعلوا قول فرعون اللعين حجة‬
‫لهم على صحة دينهم‪ ،‬وأما موسى عليه‬
‫السلم فإنه لم يزد في تعريف إله العالم‬
‫على ذكر صفة الخلقية فقال في سورة طه }ربنا‬
‫الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى{ )طه‪(50 :‬‬
‫وقال في سورة الشعراء }ربكم ورب آبائكم الولين‬
‫* رب المشرق والمغرب وما بينهمْا{ فظهر أن‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫تعريف ذات الله بكونه في السماء دين‬
‫فرعون وتعريفه بالخلقية والموجودية دين‬
‫موسى‪ ،‬فمن قال بالول كان على دين‬
‫فرعون‪ ،‬ومن قال بالثاني كان على دين‬
‫موسى‪ ،‬ثم نقول ل نسلم أن كل ما يقوله‬
‫فرعون في صفات الله تعالى فذلك قد‬
‫سمعه من موسى عليه السلم‪ ،‬بل لعله‬
‫كان على دين المشبهة فكان يعتقد أن الله‬
‫لو كان موجودا ً لكان حاصل ً في السماء‪،‬‬
‫فهو إنما ذكر هذا العتقاد من قبل نفسه ل‬
‫لجل أنه قد سمعه من موسى عليه السلم‪.‬‬
‫تنبيه ‪.‬‬
‫وأما رواية والكيف مجهول ‪ ،‬ل نسلم‬
‫بصحتها عن مالك ول عن غيره من السلف‬
‫أنه قال الستواء معلوم والكيفية مجهولة‪،‬‬
‫فهذه العبارة لم تثبت إسنادا عن أحد من‬
‫السلف وإن كانت في تمهيد ابن عبد البر‬
‫وعند الللكائي في اعتقاد السنة والبيهقي‬
‫والغزالي وغيرهم ‪ ) ،‬وكل من ذكرنا‬
‫مصرحون بنفي الكيف في حق الله ( وهي‬
‫موهمة معنى فاسدا وهـو أن استواء الله‬
‫على العرش هو استواء له هيئة وشكل لكن‬
‫نحن ل نعلمه وهذا خلف قول السلف‬
‫والكيف غير معقول‪ ،‬والكيف مرفوع ‪.‬‬
‫ض صحتها عن مالك فيكون معنى‬ ‫وعلى َ‬
‫فَر ِ‬
‫والكيف مجهول أن حقيقة الستواء مجهول‬
‫المعنى لدينا بدللة رواية والكيف غير‬
‫معقول وهذا الثابت عن مالك رحمه الله‬
‫وليس كما تزعم الوهابية من حمل الكيف‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫على مقتضى الجسمية والهيئة‪ ،‬وقد قال‬
‫المام أبو سليمان الخطابي‪ :‬إن الذي علينا‬
‫وعلى كل مسلم أن يعلمه أن ربنا ليس بذي‬
‫صورة ول هيئة فإن الصورة تقتضي الكيفية‬
‫و الكيفية منفية عن الله وعن صفاته‪ .‬اهـ‬
‫قلت وهذا كلم المحققين‪ .‬قال شهاب‬
‫الدين أحمد القسطلني في إرشاد الساري‬
‫شرح صحيح البخاري عند قوله تعالى‪" :‬إن‬
‫ربكم الله الذي خلق السموات والرض في‬
‫ستة أيام ثم استوى على العرش" وقد ثبت‬
‫عن المام مالك أنه سئل كيف استوى؟‬
‫فقال‪" :‬كيف" غيُر معقول‪ ،‬والستواء غير‬
‫مجهول‪ ،‬واليمان به واجـب والسؤال عنه‬
‫بدعة‪ ،‬فقولـه‪ :‬كيف غير معقول أي كيف‬
‫من صفات الحوادث‪ ،‬وكل ما كان من‬
‫صفات الحوادث فإثباته في صفات الله‬
‫تعالى ينافي ما يقتضيه العقل‪ ،‬فيجزم‬
‫بنفيه عن الله تعالى ‪ .‬وما ذكره ابن القيم عن‬
‫ابن عبد البر في كتابه التمهيد بسنده عن سريح‬
‫بن النعمان حدثنا عبد الله بن نافع قال قال مالك‬
‫بن أنس الله في السماء وعلمه في كل مكان ل‬
‫يخلو منه مكان ثم قال لما سئل مالك عن الستواء‬
‫قال استواؤه معقول وكيفيته مجهولة‪ .‬فهذا السند‬
‫متكلم فيه ‪ .‬قلت وكيف تقارن رواية غير ثابتة مع‬
‫رواية مشهورة عن مالك وغيره بلفظ والكيف غير‬
‫معقول وفي أخرى والكيف مرفوع ‪ ،‬أي ل يتصور‬
‫وهو غير موجود ‪ ،‬كما في حديث رسول الله رفع‬
‫القلم عن ثلث وعن المجنون حتى يفيق ‪ .‬الحديث ‪.‬‬
‫قال جمال الملة والدين عثمان بن الحاجب المالكي‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫ف‬
‫صو ٌ‬ ‫َ‬
‫موْ ُ‬‫ه َ‬
‫‪ ،‬قال ابن الحاجب في عقيدته‪ :‬وَأن ّ ُ‬
‫ن‬ ‫بالوجه واليدين والست ِواِء‪ ،‬ع ََلى رأ ْ‬
‫ي‪ .‬أقول‪ :‬يريد أ ّ‬ ‫َ ٍ‬ ‫ْ َ‬ ‫ِ َ ْ ِ َ َ َْ ِ َ‬
‫ن الصانع‬ ‫من به على رأي بعض أهل السّنة أ ّ‬ ‫ما ُيؤ َ‬ ‫م ّ‬
‫ه‪ ،‬وبصفةٍ هي‬ ‫ج ُ‬ ‫ل وعل موصوف بصفةٍ هي الوَ ْ‬ ‫ج ّ‬
‫واُء وكذلك جميع ما ورد به‬ ‫ست ِ َ‬
‫ن‪ ،‬وبصفةٍ هي ال ْ‬ ‫دا ِ‬
‫الي َ َ‬
‫محال أن يّتصف به كالعَْين‬ ‫ما ظاهُره ُ‬ ‫السمعُ م ّ‬
‫والجنب ) قلت الجنب تأوله عامة السلف كما في‬
‫تفسير ابن جرير والقرطبي والبغوي وابن كثير‬
‫وغيرهم ‪ ،‬وأثبته بعض الحنابلة والطلمنكي من‬
‫المالكية ‪ ،‬وهو مردود ‪ ،‬والرواية المروية عن المام‬
‫الشعري تحتاج إلى توقف ( والَفوْقِّية إلى غير ذلك‪.‬‬
‫وبالجملة‪ ،‬فقد اتفق أهل السّنة والجماعة على‬
‫ل وعل بالحياة والعلم والقدرة والرادة‬ ‫اتصافه ج ّ‬
‫خر‪،‬‬ ‫ت أُ َ‬ ‫والسمع والبصر والكلم‪ ،‬واختلفوا في صفا ٍ‬
‫وتفصيل المسألة أن تقول‪ :‬بعد اتفاقهم على ما‬
‫كر اختلفوا أّول‪ :‬هل يجوز اتصاف الصانع بصفات‬ ‫ذُ ِ‬
‫سكا ً بأّنه‬ ‫خر أم ل؟ فقال بعض أهل النظر‪ :‬ل! متم ّ‬ ‫أُ َ‬
‫جب‬ ‫خر ‪ ،‬وما ل دليل عليه وَ َ‬ ‫ل دليل على صفات أ ُ َ‬
‫ي‬‫ل نف ُ‬ ‫نفُيه‪ .‬وأنت تعلم أّنه ل يلزم من نفي الدلي ِ‬
‫ع‬
‫ي الدليل‪ ،‬وكيف والسم ُ‬ ‫المدلول‪ .‬مع أّنا ل نسّلم ن َْف َ‬
‫ة السمع عليه من‬ ‫ف دلل ُ‬ ‫ل فيما ل تتوقّ ُ‬ ‫ق ّ‬
‫طريق مست ِ‬
‫سكوا أيضا بأّنه لو كانت‬ ‫الصفات والسماء! وتم ّ‬
‫رفت؛ لوقوع التكليف بكمال المعرفة‪ .‬وأنت تعلم‬ ‫لعُ ِ‬
‫أّنه ل يلزم من وقوع التكليف بمعرفة الشيء‬
‫معرفُته‪ ،‬ول من وقوع التكليف بكمال المعرفة‬
‫ل المعرفة بجميع‬ ‫الممكنة من المكّلف حصو ُ‬
‫ف بمعرفتها ؛ لجواز أن تكون بعض‬ ‫الوصاف المكل ّ ِ‬
‫ما لم يمكن للمكّلف معرفُته‪ ،‬وشرط‬ ‫الوصاف م ّ‬
‫المطلوب المكان‪ .‬ولو سّلم‪ ،‬فقوله‪ :‬لم ُتعَرف‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫ف! وقال أكثر أهل‬ ‫ممنوع؛ وكيف والشرعُ جاء بأوصا ٍ‬
‫ل وعل مّتصفا ً‬ ‫السّنة‪ :‬يجوز أن يكون الباري ج ّ‬
‫خر‪ ،‬ثم من ذلك ما وََرد به ظاهُر الشرع‬ ‫ت أُ َ‬ ‫بصفا ٍ‬
‫حمُله على حقيقته كاليد‪ ،‬والعين‪ ،‬والوجه‪،‬‬ ‫وامتنع َ‬
‫دم‪ ،‬والصورة والصبع‪ ،‬فهذه‬ ‫والستواء‪ ،‬والَفوق‪ ،‬والَق َ‬
‫ما اختلف أهل السّنة والجماعة بعد‬ ‫وما أشبهها م ّ‬
‫محال فيها على أقوال ثلثة‪:‬‬ ‫مل ال ُ‬ ‫ح َ‬ ‫م ْ‬
‫صرف ال َ‬
‫سلف الصالح من‬ ‫ل جماعةٍ من ال ّ‬ ‫القول الّول‪ :‬قو ُ‬
‫أهل الفقه والحديث كمالك والشافعي‪ ،‬وهو أحد‬
‫قولي الشعري‪ ،‬أّنها صفات زائدة على الصفات‬
‫ص مالك – على ما‬ ‫السبع الله أعلم بحقائقها‪ .‬وقد ن ّ‬
‫ن من صفاته الوجه واليدين‬ ‫هو في السماع – أ ّ‬
‫والعينين‪ .‬وجعلها ابن رشد خمسة‪ ،‬صّرح بذلك في‬
‫ة ظواهرها المنافية‬ ‫البيان‪ .‬والحاصل أّنه يعتقد إحال ُ‬
‫ص السمعي من قوله تعالى ل َي ْ َ‬
‫س‬ ‫للدليل العقلي والن ّ‬
‫ت له‬ ‫يٌء) ]الشورى‪ ،[11 :‬ويعتقد أنها صفا ٌ‬ ‫ش ْ‬ ‫مث ْل ِهِ َ‬ ‫كَ ِ‬
‫م بحقائقها إلى الله‬ ‫ل العل َ‬ ‫ل وعل أزل ً وأبدًا‪ ،‬ويك ُ‬ ‫ج ّ‬
‫صفات التي‬ ‫ل َيرّدها إلى ال ّ‬ ‫ض إلى تأوي ٍ‬ ‫من غير تعّر ٍ‬
‫ثبتت بالعقل كالحياة‪ ،‬والوجود‪ ،‬والعلم‪ ،‬والقدرة‪.‬‬
‫وإلى هذه يشير ابن حنبل رضي الله عنه بقوله‪:‬‬
‫اليات المتشابهات خزائن مقفلة ‪ ،‬حّلها تلوُتها‪.‬‬
‫ما‬‫سب إلى الحنابلة من غير هذا م ّ‬ ‫وما ُين َ‬
‫سية‬ ‫يقتضي التشبيه والتجسيم والجهة الح ّ‬
‫سية‪ ،‬فإّنما ذلك اعتقادٌ من‬ ‫والبينونة الح ّ‬
‫سنة في شيء؛‬ ‫هل َِتهم‪ ،‬وليسوا من أهل ال ّ‬ ‫ج َ‬
‫قل ذلك عن الصحابة رضي الله‬ ‫إذ لم ُين َ‬
‫ن‬
‫عنهم ‪ ،‬إذ محال ذلك‪ ،‬ول عن الّتابعين ل ّ‬
‫أهل السّنة والجماعة مّتفقون على التنزيه‬
‫ن هذه‬ ‫محك َم ِ سمعا ً وعقل ‪ .‬الثاني‪ :‬أ ّ‬ ‫مطَلق ال ُ‬ ‫ال ُ‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫ذرت إرادة الحقيقة منها‪ ،‬فهي كّلها‬ ‫ما تع ّ‬ ‫اللفاظ ل ّ‬
‫ل بالمجاز على تلك الصفات الثابتة عقل ً وسمعًا‪.‬‬ ‫تد ّ‬
‫ذاق من الشاعرة وغيرهم‪ .‬الثالث‪:‬‬ ‫وهذا قول الح ّ‬
‫ف‪ ،‬وهو اختيار صاحب المواقف والمقترح ‪ ،‬إن‬ ‫الوَقْ ُ‬
‫ل واحد‪ .‬ثم‬ ‫م ٍ‬‫مح َ‬
‫محال أكثر من َ‬ ‫ف ال ُ‬ ‫صْر ِ‬ ‫بقي بعد َ‬
‫ن أهل التأويل اختلفوا في كيفّيته على‬ ‫اعلم أ ّ‬
‫طريقتين‪ :‬الطريق الّول‪ :‬طريق القدمين ‪ -‬كابن‬
‫فورك ‪ -‬بحملها على مجازاتها الّراجعة إلى الصفات‬
‫ة على الجارحة‪،‬‬ ‫الثابتة‪ ،‬فقالوا‪ :‬الي َد ُ ُتطَلق حقيق ً‬
‫ن اليد َ في‬ ‫ما القدرة؛ بعلقة أ ّ‬ ‫مها‪ – :‬إ ّ‬ ‫ومجازا ً على لز ِ‬
‫ما الّنعمة‬ ‫ل لظهور سلطان القدرة – وإ ّ‬ ‫الشاهد مح ّ‬
‫ب لها ظاهر‪،‬‬ ‫ن الي َد َ في الشاهد سب ٌ‬ ‫والعطاء؛ بعلقة أ ّ‬
‫ن‬‫س َ‬ ‫ح ُ‬ ‫ما كان المر هكذا َ‬ ‫وكأّنها عنها تنشأ ‪ .‬ول ّ‬
‫إطلقُ الي َدِ وأريد به القدرة قصدا ً للمبالغة‪ ،‬إذ‬
‫المجاُز أبل َغُ كما قُّرر في صناعة البيان‪ .‬والعين تطلق‬
‫ة‪ ،‬وتطلق مجازا ً على‬ ‫أيضا على الجارحة حقيق ً‬
‫ن العين في‬ ‫ك البصري؛ بعلقة أ ّ‬ ‫ما الدرا ُ‬ ‫لزمها‪ :‬إ ّ‬
‫ل له‪ .‬أو الحفظ؛ بعلقة أّنه في الشاهد‬ ‫الشاهد مح ّ‬
‫ق‬
‫سن كما ذكر إطل ُ‬ ‫ح ُ‬
‫مه بالعين‪ .‬ف َ‬ ‫إّنما يكون تما ُ‬
‫ل وعل على بصره الكريم‪ ،‬أو على‬ ‫العين في حّقه ج ّ‬
‫الحفظ بحسب المقام‪ .‬والوجه يطلق أيضا على‬
‫ص عن‬ ‫جْرم ِ المخصوص الذي به يمتاُز شخ ٌ‬ ‫ال ِ‬
‫ص‪ ،‬وقد يطلق على ذات الشيء لعلقة‬ ‫شخ ٍ‬
‫الملحظة التابعة للتعّين والتمييز‪ ،‬كما يقال‪ :‬أعطيُته‬
‫وجه‬ ‫سن كما ذكر إطلقُ ال َ‬ ‫ح ُ‬‫جهِ فلن‪ ،‬يعني ذاِته‪ .‬ف َ‬ ‫لوَ ْ‬
‫ل وعل إشعارا ً بما منه تعّين به‪ .‬وكذا‬ ‫على ذاته ج ّ‬
‫مه‬‫كن‪ ،‬ولز ُ‬ ‫الستواء‪ ،‬يطلق ويراد به الستقرار والّتم ّ‬
‫ن من‬ ‫كن عليه؛ ضرورة َ أ ّ‬ ‫كن على المتم ّ‬ ‫علوّ المتم ّ‬
‫سن كما ذكر من‬ ‫ح ُ‬ ‫استقّر على شيٍء عل عليه‪ .‬ف َ‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫المبالغة إطلقُ الستواء والمراد به الستعلء‪ ،‬كما‬
‫وى " ]طه‪:‬‬ ‫ست َ َ‬
‫شا ْ‬ ‫م ُ َ‬
‫ن عَلى العَْر ِ‬ ‫ح َ‬ ‫في قوله‪ " :‬الّر ْ‬
‫سا‪،‬‬
‫ح ّ‬‫ص العرش لّنه أعلى الموجودات ِ‬ ‫‪ .[5‬وخ ّ‬
‫والمراد من ذلك علوّ المكانة الذي يقتضي العظمة‬
‫والكبرياء والقهر لجميع العباد‪ .‬وكذلك يقال في‬
‫جميع ما جاء من هذا الباب على هذا السبيل‬
‫فاعرفه‪ .‬الطريق الثاني‪ :‬طريق المتأخرين الذين‬
‫مي المعاني والبيان‪،‬‬ ‫ن بصائرهم بِعل َ‬ ‫اكتحلت أعي ُ‬
‫وهي التي كانت متقّرَرة في قلوب الصحابة‬
‫والتابعين قبل دخول الُعجمة على القلوب‪ ،‬وذلك ب َِرد ّ‬
‫صد به تصويُر‬ ‫هذه المتشابهات إلى التمثيل الذي ُيق َ‬
‫ور الحسية قصدا ً‬ ‫ص َ‬
‫المعاني العقلّية بإبرازها في ال ّ‬
‫إلى كمال البيان؛ كما يقال في آية اليد مثل ً في‬
‫ل‬‫ي) ]ص‪ [75 :‬تمثي ٌ‬ ‫ت ب ِي َد َ ّ‬ ‫خل َْق ُ‬
‫ما َ‬ ‫قوله تعالى‪ ( :‬ل ِ َ‬
‫ل وعل‬ ‫ق الله لدم وأّنه مخلوقٌ له ج ّ‬ ‫وبيان لكيفّية َ ْ‬
‫خل ِ‬
‫خلقَ من كمال‬ ‫ل محالة‪ ،‬مع ما يصحب ذلك ال َ‬
‫ن المَر بك ِل َْتا يديه‪ ،‬أي‪ :‬هو‬ ‫العناية‪ ،‬كقولهم‪ :‬أخذ َ فل ٌ‬
‫ظر‬‫معت َن به على كل وجه‪ ،‬من غير أن ُين َ‬ ‫فا ِ ُ‬
‫عله و ُ ٍ‬
‫إلى تحّقق مفردات هذا التركيب في جانب ما أريد‬
‫به‪ ،‬فل ُيتكّلف للفظ اليد معنى يناسبه‪ ،‬وإنما ُين َ‬
‫ظر‬ ‫ً‬
‫إلى الخلصة والمقصود‪ .‬وقد يقال في سّر تثنية اليد‬
‫على هذا الوجه‪ ،‬كما أشار إليه الشيخ سيدي أبو‬
‫ن اليدين إشارة إلى ما اجتمع‬ ‫الحسن الحرالي ‪ :‬إ ّ‬
‫ُ‬
‫فيه من آثار القدرة اللهية‪ ،‬وذلك هو ما أعطى من‬
‫ق الملئكة كما قال عليه‬ ‫ل َ ْ‬ ‫النور الذي هو أص ُ‬
‫خل ِ‬
‫خَلق الله الملئكة من نور « كما هو في‬ ‫السلم‪َ » :‬‬
‫مسلم‪ ،‬ومن النار على ما يشير إليه قوله تعالى‪:‬‬
‫خارِ ]الرحمن‪ [14 :‬الذي هو أص ُ‬
‫ل‬ ‫كالَف ّ‬ ‫ل َ‬ ‫صا ٍ‬‫صل ْ َ‬
‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫ص‬‫ن الذين منهم إبليس‪ ،‬فكان إبليس ناق َ‬ ‫خْلق الج ّ‬ ‫َ‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫ده‪ ،‬ولم‬ ‫ن وح َ‬ ‫من طي ٍ‬ ‫خْلق آدم‬ ‫الّنظرِ في اعتقاده َ‬
‫خذ من النار ألطفها‬ ‫خلُقه‪ ،‬أ ُ ِ‬ ‫ن آدم مجموع َ‬ ‫ي َِبن له أ ّ‬
‫خَر له ويلتزم‬ ‫وأشرفها‪ ،‬فكان يحقّ له بذلك أن يتس ّ‬
‫عند ذلك بالسجود له كما التزمته الملئكة لمقتضى‬
‫ما هو عليه من النور الذي من أجله سجدت له‬
‫الملئكة ولم يزل مستمدا منها خيرا ً هو وذريته‪،‬‬
‫س‬
‫فكذلك كان يجب بمقتضى الحكمة أن يسجد إبلي ُ‬
‫خْلق آدم من لطيف النار‪ ،‬حتى كان يجد هو‬ ‫لما في َ‬
‫وذري ُّته منه مددا ً يناسب أمر النار‪ .‬فهذان المعنيان ‪-‬‬
‫اللذان هما النور والنار ‪ -‬المجتمعان في خلق آدم‬
‫ت ول‬ ‫مفهوما البيان من لفظ اليدين‪ ،‬من غير التفا ٍ‬
‫نظرٍ فيما يرجع لمدلول اليدين في حقّ الباري‪.‬‬
‫وبهذا تمت الحجة على إبليس في إلزامه السجود‪،‬‬
‫حيث سجدت الملئكة لمقتضى ما فيه‪ ،‬ولم يسجد‬
‫هو مع وجود المقتضى المناسب‪.‬وآية العين تمثيل‬
‫للحفظ والكلءة على هذا الوجه المذكور‪ ،‬وعلى هذا‬
‫القياس ‪ .‬قال الحافظ المام النووي في شرح‬
‫زل‬ ‫م ‪ ) :‬ي َن ْ ِ‬ ‫سل ّ َ‬ ‫و َ‬ ‫ه َ‬ ‫عل َي ْ ِ‬ ‫صّلى الّله َ‬ ‫وله َ‬ ‫ق ْ‬ ‫مسلم ‪َ :‬‬
‫ن‬‫م ْ‬ ‫قول ‪َ :‬‬ ‫في َ ُ‬ ‫ماء الدّن َْيا َ‬ ‫س َ‬ ‫ل ل َي َْلة إ َِلى ال ّ‬ ‫َرب َّنا ك ُ ّ‬
‫ذا ال ْحديث م َ‬ ‫عوِني َ َ‬
‫حاِديث‬ ‫نأ َ‬ ‫ِ ْ‬ ‫َ ِ‬ ‫ه ( هَ َ‬ ‫جيب ل َ ُ‬ ‫ست َ ِ‬‫فأ ْ‬ ‫ي َدْ ُ‬
‫ق‬
‫سب َ َ‬ ‫ماِء َ‬ ‫ن ل ِل ْعُل َ َ‬ ‫شُهوَرا ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن َ‬ ‫مذ ْهََبا ِ‬ ‫صَفات ‪ ،‬وَِفيهِ َ‬ ‫ال ّ‬
‫ما‬ ‫ختصرهما أ َ َ‬ ‫ما ِفي ك َِتاب ا ْ‬
‫حده َ‬ ‫نأ َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫م ْ َ َ‬ ‫مان وَ ُ‬ ‫لي َ‬ ‫ِ‬ ‫ضاحه َ‬ ‫ِإي َ‬
‫َ‬
‫ه‬
‫ن ‪ :‬أن ّ ُ‬ ‫مي َ‬ ‫مت َك َل ّ ِ‬‫سَلف وَب َْعض ال ْ ُ‬ ‫مُهور ال ّ‬ ‫ج ْ‬‫هب ُ‬ ‫مذ ْ َ‬ ‫وَهُوَ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ما ي َِليق ب َِالل ّهِ ت ََعاَلى ‪ ،‬وَأ ّ‬
‫ن‬ ‫حقّ عََلى َ‬ ‫من ب ِأن َّها َ‬ ‫ي ُؤْ ِ‬
‫مَراد ‪ ،‬وََل ي َت َك َّلم‬ ‫حّقَنا غَْير ُ‬ ‫مت ََعاَرف ِفي َ‬ ‫ها ال ْ ُ‬ ‫هر َ‬ ‫ظا ِ‬ ‫َ‬
‫ْ‬
‫صَفات‬ ‫ن ِ‬ ‫زيه الّله ت ََعاَلى ع َ ْ‬ ‫معَ ا ِع ْت َِقاد ت َن ْ ِ‬ ‫ِفي ت َأِويلَها َ‬
‫مات‬ ‫س َ‬ ‫ساِئر ِ‬ ‫كات وَ َ‬ ‫حَر َ‬ ‫ن اِلن ْت َِقال َوال ْ َ‬ ‫خُلوق ‪ ،‬وَعَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ال ْ َ‬
‫َ‬
‫عات‬ ‫ما َ‬ ‫ج َ‬ ‫ن وَ َ‬ ‫مي َ‬ ‫مت َك َل ّ ِ‬ ‫هب أك َْثر ال ْ ُ‬ ‫مذ ْ َ‬‫خْلق ‪َ .‬والّثاِني ‪َ :‬‬ ‫ال ْ َ‬
‫ي‪:‬‬ ‫ع ّ‬ ‫ماِلك َواْل َوَْزا ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ي هَُنا ع َ ْ‬ ‫حك ِ ّ‬ ‫م ْ‬‫سَلف وَهُوَ َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫طنَها ‪ .‬فَعََلى‬ ‫َ‬ ‫أ َنها تتأ َ‬
‫وا ِ‬ ‫َ‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫سب‬ ‫ْ‬ ‫ح‬
‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ب‬ ‫ها‬‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ب‬ ‫ليق‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ي‬ ‫ما‬‫َ‬ ‫لى‬ ‫َ‬ ‫ع‬ ‫ول‬ ‫ّ َ ُ ََ ّ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ماِلك‬ ‫ما ‪ :‬ت َأِويل َ‬ ‫حده َ‬ ‫نأ َ‬ ‫ِ‬ ‫ديث ت َأِويل َي ْ‬ ‫ح ِ‬ ‫ذا ال ْ َ‬ ‫ذا ت َأوُّلوا هَ َ‬ ‫هَ َ‬
‫مَلئ ِ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫كته‬ ‫مره وَ َ‬ ‫مته وَأ ْ‬ ‫ح َ‬ ‫زل َر ْ‬ ‫ِ‬ ‫معَْناهُ ‪ :‬ت َن ْ‬ ‫ْبن أَنس وَغ َْيره َ‬
‫ه أ َت َْباعه‬ ‫ذا إ َِذا فَعَل َ ُ‬ ‫طان ك َ َ‬ ‫سل ْ َ‬ ‫ل ال ّ‬ ‫ما ي َُقال ‪ :‬فَعَ َ‬ ‫كَ َ‬
‫معَْناهُ ‪:‬‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫رة‬ ‫عا‬ ‫ِ‬ ‫ت‬‫س‬ ‫ل‬ ‫ِ‬ ‫ا‬ ‫لى‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ع‬ ‫ه‬ ‫ن‬‫بأ َمره ‪ .‬والّثاِني ‪ :‬أ َ‬
‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ِ ْ ِ ِ َ‬
‫ه أعَْلم ‪.‬‬ ‫َ‬
‫طف ‪َ .‬والل ّ ُ‬ ‫جاب َةِ َوالل ّ ْ‬ ‫ن ِباْل ِ َ‬ ‫عي َ‬ ‫دا ِ‬ ‫اْل ِقَْبال ع ََلى ال ّ‬
‫قال الحافظ ابن حبان الحافظ )ت ‪ 354‬هـ(‬
‫في صحيحه ما نصه ‪ :‬هذه أخبار أطلقت من‬
‫هذا النوع توهم من لم يحكم صناعة العلم‬
‫أن أصحاب الحديث مشبهة‪ ،‬عائذ بالله أن‬
‫يخطر ذلك ببال أحد من أصحاب الحديث‬
‫ولكن أطلق هذه الخبار بألفاظ التمثيل‬
‫لصفاته على حسب ما يتعارفه الناس فيما‬
‫بينهم دون تكييف صفات الله‪ ،‬جل ربنا عن‬
‫أن يشبه بشيء من المخلوقين‪ ،‬أو يكيف‬
‫بشيء من صفاته‪ ،‬إذ ليس كمثله شىء" اهـ‬
‫ضا في الكتاب نفسه ‪ :‬ومن زعم أن‬ ‫وقال أي ً‬
‫السنن إذا صحت يجب أن تروى ويؤمن بها‬
‫من غير أن تفسر ويعقل معناها فقد قدح‬
‫في الرسالة‪ ،‬اللهم إل أن تكون السنن من‬
‫الخبار التي فيها صفات الله جل وعل التي‬
‫ل يقع فيها التكييف بل على الناس اليمان‬
‫بها" ‪ .‬وقال ابن قيم الجوزية في تهذيب سنن أبي‬
‫َ‬ ‫سن اْل َ ْ‬ ‫داود ‪ :‬وَقا َ َ‬
‫ضا‬‫ه الّله أي ْ ً‬ ‫م ُ‬ ‫ح َ‬ ‫شعَرِيّ َر ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ل أُبو ال ْ َ‬ ‫َ‬
‫ن الّله‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫نأ ّ‬ ‫مو َ‬ ‫ن َقاُلوا ‪ :‬أفَت َْزعُ ُ‬ ‫جز ‪ :‬وَإ ِ ْ‬ ‫مو َ‬ ‫ِفي ك َِتاب ال ْ ُ‬
‫وق‬ ‫ل فَ ْ‬ ‫عا ٍ‬ ‫ن الّله َ‬ ‫ه قَد ْ ن َُقول إ ِ ّ‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫ماء ِقي َ‬ ‫س َ‬ ‫ِفي ال ّ‬
‫ه‬
‫صف ُ‬ ‫ماء وََل ن َ ِ‬ ‫س َ‬ ‫وق ال ّ‬ ‫ست َوٍ ع َل َي ْهِ َوال ْعَْرش فَ ْ‬ ‫م ْ‬‫ال ْعَْرش ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫وله‬ ‫ما قَ ْ‬ ‫مَباي ََنة ل ََها ‪ .‬وَأ ّ‬ ‫مك َِنة وََل ال ْ ُ‬ ‫ل ِفي اْل ْ‬ ‫خو ِ‬ ‫ِبالد ّ ُ‬
‫ماء إ َِله وَِفي اْل َْرض‬ ‫س َ‬ ‫ذي ِفي ال ّ‬ ‫ت ََعاَلى } وَهُوَ ال ّ ِ‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫هل‬ ‫هل اْل َْرض وَإ َِله أ َ ْ‬ ‫ه إ َِله أ َ ْ‬ ‫َ‬
‫معَْناهُ أن ّ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫إ َِله { فَإ ِ ّ‬
‫ك وَت ََعاَلى‬ ‫ن الّله ت ََباَر َ‬ ‫َ‬ ‫ت اْل َ ْ‬
‫خَبار أ ّ‬ ‫جاَء ْ‬ ‫ماء ‪ .‬وَقَد ْ َ‬ ‫س َ‬‫ال ّ‬
‫و‬
‫كون ِفيَها وَهُ َ‬ ‫ل ل َي َْلة فَك َْيف ي َ ُ‬ ‫ماء الد ّن َْيا ك ُ ّ‬ ‫س َ‬ ‫زل إ َِلى َ‬ ‫ي َن ْ ِ‬
‫صّلى‬ ‫سول الّله َ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫خَبار عَ ْ‬ ‫ت اْل َ ْ‬ ‫جاَء ْ‬ ‫ما َ‬ ‫زل إ ِل َي َْها ‪ .‬ك َ َ‬ ‫ِ‬ ‫ي َن ْ‬
‫زل إ َِلى‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ك وَت ََعاَلى ي َن ْ‬ ‫ن الّله ت ََباَر َ‬ ‫م"أ ّ‬ ‫سل ّ َ‬ ‫الّله ع َل َي ْهِ وَ َ‬
‫هب أ َِبي‬ ‫مذ ْ َ‬ ‫ست ََقّر عَل َي ْهِ َ‬ ‫ذي ا ِ ْ‬ ‫ذا ال ّ ِ‬ ‫ماء الد ّن َْيا " ‪ .‬فَهَ َ‬ ‫س َ‬ ‫َ‬
‫ساِئل‬ ‫م َ‬ ‫مَقاَلت َوال ْ َ‬ ‫جزِ َوال ْ َ‬ ‫مو َ‬ ‫كال ْ ُ‬‫ل ك ُُتبه َ‬ ‫سن ِفي ك ُ ّ‬ ‫ح َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫َ‬ ‫ساَلته إ َِلى أ َ ْ‬
‫وق ع َْرشه‬ ‫ن الّله فَ ْ‬ ‫هل الث ّْغر َواْل َِباَنة أ ّ‬ ‫وَرِ َ‬
‫عْنده‬ ‫مَباي ََنة ِل َن َّها ِ‬ ‫ست َوٍ ع َل َي ْهِ وََل ي ُط َْلق ع َل َي ْهِ ل َْفظ ال ْ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ُ‬
‫مّية ‪.‬‬ ‫س ِ‬‫ج ْ‬ ‫ن ال ْ ِ‬ ‫من َّزه عَ ْ‬ ‫سم وََالّله ت ََعاَلى ُ‬ ‫ج ْ‬ ‫واِزم ال ْ ِ‬ ‫ن لَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫مَباي َن َةِ ن َْفي ل ِل ْعُل ُ ّ‬
‫و‬ ‫ن ن َْفيه ل ِل ْ ُ‬ ‫ن ب َْعض أت َْباعه أ ّ‬ ‫فَظ َ ّ‬
‫ما‬‫ل عَل َي ْهِ َ‬ ‫ه إ ِل َي ْهِ وََقا َ‬ ‫سب َ ُ‬ ‫ق الل ُّزوم فَن َ َ‬ ‫ِ‬ ‫ري‬‫ِ‬ ‫واء ب ِط َ‬ ‫َ‬ ‫ست ِ‬‫َواِل ْ‬
‫ل ك ََلمه‬ ‫َ‬ ‫ذا ب َّين ل ِك ُ ّ‬ ‫خَلفِهِ وَهَ َ‬
‫م َ‬ ‫صف ت َأ ّ‬ ‫من ْ ِ‬ ‫ل ُ‬ ‫هُوَ َقاِئل ب ِ ِ‬
‫طال َعَ ك ُُتبه ‪ .‬قال الحافظ محمد مرتضى الزبيدي‬ ‫وَ َ‬
‫في اتحاف السادة المتقين نقل عن الحافظ السبكي‬
‫‪ :‬ما نصه ‪ :‬ومن أطلق القعود وقال ‪ :‬انه لم يرد‬
‫صفات الجسام قال شيئا لم تشهد له به اللغة‬
‫فيكون باطل وهو كالمقر بالتجسيم المنكر له‬
‫فيؤاخذ باقراره ول يفيده انكاره ‪ .‬وقال الزبيدي قال‬
‫ابن بطال كما في فتح الباري ‪ :‬وقالت المجسمة‬
‫الستواء معناه الستقرار ‪ ،‬ثم قال وقول المجسمة‬
‫ايضا فاسد لن الستقرار من صفات الجسام ويلزم‬
‫منه الحلول والتناهي وهو محال في حق الله تعالى‬
‫ولئق بالمخلوقات ‪ .‬و قال ابن قيم الجوزية في‬
‫كتابه بدائع الفوائد فضيلة للنبي صلى الله عليه‬
‫وسلم يقول فيها )إن من فضائله انه يجلس مع الله‬
‫على عرشه يوم القيامة وهو هذا المقام المحمود‬
‫عنده وقد عزا هذه العقيدة إلى الحافظ الدارقطني‬
‫ولم يصح عنه ذلك‪ ،‬قال ول تنكروا أنه قاعد ول‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫تنكروا أنه يقعده(‪ .‬وقد ذكر هذا الكلم عن‬
‫الدارقطني أيضا ً الذهبي في كتابه العلو ص‪171-‬‬
‫قال أنبأني أحمد بن سلمة عن يحيى بن يوش أنبأنا‬
‫ابن كادش أنشدنا أبو طالب العشارى أنشدنا‬
‫الدارقطني رحمه الله تعالى‪ :‬حديث الشفاعة في‬
‫أحمد إلى أحمد المصطفى نسنده ‪.‬‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫وأمـا حـديـث باقـعـاده على العرش أيضا ً ول نجحده‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫أمروا الحديث على وجهه ول تدخلوا فيه ما يفسده‬
‫‪ .‬قلنا ‪ :‬وهذا كذب محض مفترى على الحافظ‬
‫الدارقطني وفي إسناده كذاب حنبلي مخلط في‬
‫الحديث ل يحتج به وهو ابن كادش ‪ ،‬وأبو طالب‬
‫العشاري الذي في سنده أيضا ليس بحجة ‪ .‬وفي‬
‫جامع الترمذي بإسناد صحيح عن أبي هريرة رضي‬
‫الله عنه قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم في قوله }عسى ربك أن يبعثك ربك مقاما‬
‫محمودا{ سئل عنها قال هي الشفاعة‪ .‬وما أورده‬
‫الذهبي ص ‪ 171‬من كتابه العلو وسكت عليه من‬
‫غير تفنيد ول جرح ول بيان حاله مع انه قال في‬
‫الميزان له في أبي العز بن كادش العكبراوي "اقر‬
‫بوضع حديث وتاب واناب اهـ‪.‬قلت والذهبي ل يعول‬
‫ول يعتمد على كتابه العلو وينبغي متابعته لما بينا‬
‫من تساهله في تراجم المجسمة والمشبهة بل‬
‫والثناء عليهم وتزكيتهم وهم مجروحون بنص كلمه‬
‫كما بيناه ‪ ،‬وقال الحافظ ابن النجار في ابن كادش‬
‫هذا كما نقل عنه ذلك الحافظ ابن حجر في لسان‬
‫الميزان‪ :‬كان مخلطا كذابا ل يحتج بمثله وللئمة فيه‬
‫مقال انظر لسان الميزان ‪ .1/218‬وهذا نصه ‪:‬‬
‫أحمد بن عبيد الله أبو العز بن كادش‬
‫مشهور من شيوخ بن عساكر أقر بوضع‬
‫حديث وتاب وأناب انتهى وقد ساق له بن‬
‫النجار نسبا إلى عتبة بن فرقد السلمي‬
‫الصحابي وقال سمع الكثير بنفسه وقرأ‬
‫على المشائخ وكتب بخطه وكان يكتب خطا‬
‫رديا وكان يفهم طرفا من علم الحديث وقد‬
‫خرج وألف سمع أقضي القضاة أبا الحسن‬
‫الماوردي وهو آخر من حدث عنه وأبا‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫الطيب الطبري والجوهري وطبقتهم وحدث‬
‫بالكثير سمع منه الئمة أبو العلء العطار‬
‫وأبو الفضل بن ناصر وأبو القاسم بن‬
‫عساكر وأبو موسى المديني وجماعة‬
‫آخرهم عبد الله بن عبد الرحمن الحربي‬
‫قال وكان مخلطا كذابا ل يحتج بمثله‬
‫وللئمة فيه مقال وقال أبو سعد بن‬
‫السمعاني كان بن ناصر سيء القول فيه‬
‫وقال بن النماطي كان مخلطا وقال بن‬
‫عساكر قال لي أبو العز بن كادش وسمع‬
‫رجل قد وضع في حق علي حديثا ووضعت‬
‫أنا في حق أبي بكر حديثا بالله أليس فعلت‬
‫جيدا وقال بن عساكر أيضا كان صحيح‬
‫السماع ولد سنة ‪ 437‬وقال مرة ل أحفظ‬
‫مولدي غير أني أول ما سمعت سنة سبع‬
‫وأربعين وأربع مائة قال بن الزاغواني‬
‫ومات بن كادش سنة ست وخمسين وخمس‬
‫مائة انتهى ‪ .‬قال الحافظ الذهبي في كتاب‬
‫سير أعلم النبلء وهو من اواخر تآليفه‪ :‬قلت هذا‬
‫يدل على جهله يفتخر بالكذب على رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم اهـ‪ .‬كلم الذهبي وهذا بدون‬
‫قيد والذي يكذب على افضل الخلق واشرف‬
‫المرسلين وسيد الولين والخرين أي شيء يمنعه‬
‫ان يفتري على الدارقطني ؟ فل تقبل رواية من‬
‫حاله مثل ابن كادش هذا ابدا كما قال الحميدي‬
‫شيخ البخاري والمام أحمد والمام الصيرفي وذكر‬
‫أبو المظفر السمعاني ان من كذب في خبر واحد‬
‫وجب اسقاط ما تقدم من حديثه كما في التبصرة‬
‫والتذكرة وفتح الباقي على الفية العراقي والتدريب‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫وغيرهم‪ ،‬وهذا ابن كادش كان يفتخر بالكذب على‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم كما قال الذهبي‬
‫ذلك عن ابن كادش كما في السير من غير قيد‪ ،‬أي‬
‫بدون ذكر التوبة‪ ،‬واعلم ان قول الذهبي في حق‬
‫أبي العز بن كادش هذا كما في الميزان‪ :‬اقر بوضع‬
‫م له وذلك ان الفترة‬ ‫سل ُ‬
‫حديث وتاب واناب‪ ،‬ل ي ُ ّ‬
‫الزمنية بين ابن كادش والذهبي تزيد عن قرنين ولم‬
‫يدرك الذهبي قطعا ابن كادش هذا ويختبره بصدق‬
‫أو كذب إل بطريق من سبقه في بيان حاله من‬
‫حفاظ اكابر كابن عساكر وغيره فمن اين عرف بعد‬
‫ذلك الذهبي ان ابن كادش تاب واناب مع تصريح‬
‫ابن عساكر الحافظ ان ابن كادش وضع حديثا في‬
‫حق أبي بكر والمر الثاني ان الذهبي نفسه قال في‬
‫كتابه سير اعلم النبلء في حق ابن كادش هذا يدل‬
‫على جهله يفتخر بالكذب على رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم وهذه شهادة منه بامر عظيم صدر‬
‫من هذا الكذاب والوضاع وبهذا يظهر ان قول‬
‫الذهبي ل معنى له ول يعبأ به وهل شق عن صدره‬
‫ليعلم انه تاب واناب بعد اقراره على نفسه بانه‬
‫وضع حديثا فل يعول بعد هذا على ابن كادش ول‬
‫اعتداد بكلم الذهبي في حقه بعد القرار على نفسه‬
‫بانه وضع حديثا‪ ،‬وهذا على القول الثاني مع هذا‬
‫العتراف قال الذهبي في كتاب الكبائر له‪ :‬قد‬
‫ذهبت طائفة من العلماء إلى ان الكذب على النبي‬
‫صلى الله عليه وسلم كفر ينقل عن الملة و لريب‬
‫ان تعمد الكذب على الله ورسوله في تحليل حرام‬
‫أو تحريم حلل كفر محض‪ ،‬قال الشيخ برهان الدين‬
‫الحلبي في الكشف الحثيث‪ :‬ثم ليعلم ان من كذب‬
‫في حديث واحد عمدا فسق وردت رواياته كلها وان‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫تاب وبه قال المام أحمد بن محمد بن حنبل‬
‫والحميدي عبد الله بن الزبير تلميذ المام الشافعي‬
‫ورفيقه في الرحلة وهو من رواة القول الجديد وأبو‬
‫بكر الصيرفي فيما يظهر من عبارته وان اطلق‬
‫الكذب واقرهم على ذلك المام الحافظ الفقيه تقي‬
‫الدين أبو عمرو ابن الصلح الشافعي وقال وما قاله‬
‫المام أحمد ومن ذكر معه هو نظير ما قاله مالك‬
‫في شاهد الزور انه إذا تاب ل تقبل شهادته ونظير‬
‫ما قاله الشافعي وأبو حنيفة فيمن ردت شهادته‬
‫بالفسق أو العداوة ثم تاب وحسنت حاله ل تقبل‬
‫منه اعادتها لما يلحقه من التهمة في تصديق نفسه‪،‬‬
‫وما قاله أبو حنيفة من ان قاذف المحصن إذا تاب ل‬
‫تقبل شهادته وغير ذلك من الفروع‪ .‬وقد تواتر قوله‬
‫صلى الله عليه وسلم‪ :‬ومن كذب علي متعمدا‬
‫فليتبوأ مقعده من النار‪ ،‬وهو احد الحاديث المتواترة‬
‫اهـ ملخصا‪.‬‬
‫والعشاري هذا ايضا الذي في سند الدارقطني ‪:‬‬
‫قال فيه الحافظ الذهبي في ميزانه ليس بحجة‬
‫وحدث بحديث موضوع في ليلة عاشوراء‪ ،‬ومنها‬
‫عقيدة للشافعي وكان يروي اباطيل كما قال عنه‬
‫الذهبي في ميزان العتدال‪ .‬وانظر إلى ما ذكره في‬
‫ترجمته والطناب في الثناء عليه ‪ ،‬وقال في كتابه‬
‫العلو في ترجمة أبي عبد الله بن بطة العكبري شيخ‬
‫وسرد له كلما إلى ان قال وكان ابن بطة من كبار‬
‫الئمة‪ ،‬ذا زهد وفقه وسنة واتباع وتكلموا في اتقانه‬
‫وهو صدوق في نفسه اهـ كيف يكون صدوقا وحجة‬
‫من يحدث بالمكذوب والموضوع أو يكون محل ثقة‬
‫ثم رأيت كيف اثنى عليه وهل هذا إل تزييف وتغرير‪،‬‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫مل المدح فيه واثنى عليه مع تركه‬ ‫ج ّ‬
‫وانت ترى كيف َ‬
‫بيان حاله من غيره من النقاد وأهل الجرح والتعديل‬
‫من حيث الرواية وكلم أئمة الجرح والتعديل أيضا‬
‫فيه قد أهمله مع أنه هو منهم لكن المر فيه كما‬
‫قال الحافظ صلح الدين العلئي والسبكي‬
‫والسيوطي الحافظ والعلمة الكوثري‪ .‬قال الكوثري‬
‫في تعليقه على السيف الصقيل تنبيه الذهبي يبعد‬
‫عن رشده ويفقد صوابه إذا جاء دور الكلم على‬
‫احاديث الصفات أو في فضائل النبي صلى الله عليه‬
‫واله وسلم أو أهل بيته عليهم السلم وكذلك حينما‬
‫يترجم لشافعي من الشاعرة أو حنفي مطلقا رغم‬
‫تظاهره بالنصاف والبعد عن التعصب في كثير من‬
‫المواضع وهو شافعي الفروع إل انه مجسم اعتقادا‬
‫رغم تبريه منه في كثير من المواضع وعنده نزعة‬
‫خارجية وان كان اهون شرا بكثير من الناظم‬
‫وشيخه في ذلك كله‪ ،‬ومن يكون متساهل في امر‬
‫دينه ل يوثق لكلم مثله فيما ذكرناه بعد ان عرف‬
‫دخائله اهـ ملخصا ‪ .‬لكنه من أهل الحفظ والمعرفة‬
‫في الحديث ‪ .‬وفي فتح الباري ‪ :‬قوله ) في جنة‬
‫عدن ( قال ابن بطال ‪ :‬ل تعلق للمجسمة في‬
‫إثبات المكان لما ثبت من استحالة أن يكون سبحانه‬
‫جسما أو حال في مكان ‪ .‬قال ابن قدامة الحنبلي‬
‫في كتاب إثبات صفة العلو ‪ :‬وروى أبو داود في‬
‫سننه أن النبي قال إن بين سماء إلى سماء مسيرة‬
‫كذا وكذا وذكر الحديث إلى أن قال وفوق ذلك‬
‫العرش والله تعالى فوق ذلك نؤمن بذلك ونتلقاه‬
‫بالقبول من غير رد ول تعطيل ول تشبيه ول تأويل‬
‫ول نتعرض له بكيف ولما سئل مالك بن أنس رضي‬
‫الله عنه فقيل له يا أبا عبد الله الرحمن على‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫العرش استوى كيف استوى فقال الستواء غير‬
‫مجهول والكيف غير معقول واليمان به واجب‬
‫والسؤال عنه بدعة ثم أمر بالرجل فأخرج ‪ .‬قلت‬
‫حديث أبي داود متكلم فيه ‪ .‬ونقل القاضي أبو يعلى‬
‫عن المام أحمد نمرها بل تحديد ول تكييف ول حد‬
‫ول غاية ‪.‬قال في كتاب المختار لبي علي الحسن‬
‫بن أحمد بن عبد الله البنا الحنبلي المتوفى ‪471‬‬
‫للهجرة ول نقول في شيء منه بكيفية ول حد "‬
‫نقله عن ابن قتيبة من كتابه تأويل مختلف‬
‫الحديث ‪ .‬قال العلمة أبو بكر أحمد بن‬
‫إبراهيم السماعيلي في اعتقاد أئمة الحديث‬
‫‪ -‬أصول العتقاد عند أهل الحديث ‪- 1‬‬
‫اعلموا رحمنا الله وإياكم أن مذهب أهل‬
‫الحديث أهل السنة والجماعة القرار بالله‬
‫وملئكته وكتبه ورسله وقبول ما نطق به‬
‫كتاب الله تعالى وصحت به الرواية عن‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم ل معدل‬
‫عن ما ورد به ول سبيل إلى رده إذ كانوا‬
‫مأمورين باتباع الكتاب والسنة مضمونا لهم‬
‫الهدي فيهما مشهودا لهم بأن نبيهم صلى‬
‫الله عليه وسلم يهدي إلى صراط مستقيم‬
‫محذرين في مخالفته الفتنة والعذاب الليم‬
‫القول في السماء والصفات ‪ - 2‬ويعتقدون‬
‫أن الله تعالى مدعو بأسمائه الحسني‬
‫وموصوف بصفاته التي سمي ووصف بها‬
‫نفسه ووصفه بها نبيه صلى الله عليه‬
‫وسلم خلق آدم بيده ويداه مبسوطتان ينفق‬
‫كيف يشاء بل اعتقاد كيف وأنه تعالى‬
‫استوى على العرش بل كيف ‪ ،‬وقال أيضا ‪:‬‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫وأنه مدعو بأسمائه موصوف بصفاته التي‬
‫سمي ووصف بها نفسه وسماه ووصفه بها‬
‫نبيه ل يعجزه شيء في الرض ول في‬
‫السماء ول يوصف بما فيه نقص أو عيب أو‬
‫آفة فإنه تعالى تعالى عن ذلك ‪ ،‬وخلق آدم‬
‫عليه السلم بيده ويداه مبسوطتان ينفق‬
‫كيف يشاء بل اعتقاد كيف يداه إذ لم ينطق‬
‫كتاب الله تعالى فيه بكيف ‪ 6‬ول يعتقد فيه‬
‫العضاء والجوارح ول الطول والعرض‬
‫والغلظ والدقة ونحو هذا مما يكون مثله‬
‫في الخلق وأنه ليس كمثله شيء تبارك‬
‫وجه ربنا ذو الجلل والكرام ‪ 7‬ول يقولون‬
‫إن أسماء الله تعالى كما تقوله المعتزلة‬
‫والخوارج وطوائف من أهل الهواء مخلوقة‬
‫وأنه تعالى ينزل إلى السماء الدنيا على ما‬
‫صح به الخبر عن رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم بل اعتقاد كيف فيه ‪ ،‬ويعتقدون‬
‫جواز الرؤية من العباد المتقين لله تعالى‬
‫في القيامة دون الدنيا ووجوبها لمن جعل‬
‫الله ذلك ثوابا له في الخرة كما قال وجوه‬
‫يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة وقال في‬
‫الكفار كل إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون‬
‫فلو كان المؤمنون كلهم والكافرون كلهم‬
‫ل يرونه كانوا جميعهم عنه محجوبين وذلك‬
‫من غير اعتقاد التجسيم في الله تعالى ول‬
‫التحديد له ولكن يرونه جل وعز بأعينهم‬
‫على ما يشاء هو بل كيف ‪ .‬انتهى قال ابن‬
‫حمدان الحنبلي )ت‪695:‬هـ( كما في نهاية‬
‫المبتدئين ‪ :‬أحاديث الصفات تمر كما جاءت‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫من غير بحث على معانيها وتخالف ماخطر‬
‫في الخاطر عند سماعها وننفي التشبيه‬
‫عن الله عند ذكرها مع تصديق النبي صلى‬
‫الله عليه وسلم واليمان بها وكل ما يعقل‬
‫ويتصور فهو تكييف وتشبيه وهو محال ‪.‬‬
‫قال العلمة البي المالكي في شرح صحيح مسلم‬
‫قال القاضي عياض لم يختلف المسلمون في تأويل‬
‫ما يوهم أنه تعالى في السماء كقوله تعالى )أأمنتم‬
‫من في السماء( ‪ .‬وقال المام النووي ‪ 19 / 3‬اعلم‬
‫ان لهل العلم في احاديث الصفات وآيات الصفات‬
‫قولين‪ :‬احدهما وهو مذهب معظم السلف أو كلهم‬
‫انه ل يتكلم في معناها بل يقولون يجب علينا ان‬
‫نؤمن بها ونعتقد لها معنى يليق بجلل الله تعالى‬
‫وعظمته مع اعتقادنا الجازم ان الله تعالى ليس‬
‫كمثله شيء وانه منزه عن التجسيم والنتقال‬
‫والتحيز في جهة وعن سائر صفات المخلوق وهذا‬
‫القول هو مذهب جماعة من المتكلمين واختاره‬
‫جماعة من محققيهم وهو اسلم والقول الثاني وهو‬
‫مذهب معظم المتكلمين انها تتأول على ما يليق بها‬
‫على حسب مواقعها وانما يسوغ تأويلها لمن كان‬
‫من اهله بأن يكون عارفا بلسان العرب وقواعد‬
‫الصول والفروع ذا رياضة في العلم اهـ قلت‬
‫وكذلك هذا مذهب التفويض تفويض المعنى وليس‬
‫ذا‬‫الكيف كما تقول الفرقة الوهابية ‪ .‬قال النووي هَ َ‬
‫ال ْحديث م َ‬
‫م‬‫ن ت ََقد ّ َ‬ ‫مذ ْهََبا ِ‬‫صَفات ‪ ,‬وَِفيَها َ‬ ‫حاِديث ال ّ‬ ‫نأ َ‬ ‫ِ ْ‬ ‫َ ِ‬
‫َ‬
‫مان‬ ‫لي َ‬‫ما َ‪ :‬ا ْ ِ‬ ‫حده َ‬ ‫مان ‪ .‬أ َ‬ ‫لي َ‬ ‫مّرات ِفي ك َِتاب ا ْ ِ‬ ‫ما َ‬ ‫كره َ‬ ‫ذِ ْ‬
‫ن الّله‬ ‫معَ ا ِعْت َِقاد أ ّ‬
‫معَْناهُ ‪َ ،‬‬ ‫وض ِفي َ‬ ‫ن غ َْير َ‬
‫خ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ب ِهِ ِ‬
‫مات‬ ‫س َ‬
‫ن ِ‬ ‫زيهه ع َ ْ‬ ‫يء وَت َن ْ ِ‬
‫ش ْْ‬‫مث ْل ِهِ َ‬‫س كَ ِ‬‫ت ََعاَلى ل َي ْ َ‬
‫ن َقا َ‬
‫ل‬ ‫م ْ‬ ‫ما ي َِليق ب ِهِ ‪ ،‬فَ َ‬ ‫خُلوَقات ‪َ .‬والّثاِني ت َأِويله ب ِ َ‬ ‫م ْ‬‫ال ْ َ‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫دة ت ُِقّر‬ ‫ح َ‬ ‫موَ ّ‬ ‫ي ُ‬ ‫ل هِ َ‬ ‫حانَها ‪ ،‬هَ ْ‬ ‫مت ِ َ‬ ‫مَراد ا ِ ْ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫كا َ‬ ‫ل‪َ :‬‬ ‫ذا َقا َ‬ ‫ب ِهَ َ‬
‫َ‬
‫و‬
‫حده ‪ ،‬وَهُ َ‬ ‫مد َّبر ال َْفّعال هُوَ الّله وَ ْ‬ ‫خاِلق ال ْ ُ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫ب ِأ ّ‬
‫صّلى‬ ‫ما إ َِذا َ‬ ‫ماء ك َ َ‬ ‫س َ‬ ‫ل ال ّ‬ ‫ست َْقب َ َ‬ ‫عي ا ِ ْ‬ ‫دا ِ‬ ‫عاهُ ال ّ‬ ‫ذي إ َِذا د َ َ‬ ‫ال ّ ِ‬
‫َ‬
‫صر‬ ‫ح ِ‬ ‫من ْ َ‬ ‫ه ُ‬ ‫ك ; ِلن ّ ُ‬ ‫س ذ َل ِ َ‬ ‫ل ال ْك َعَْبة ؟ وَل َي ْ َ‬ ‫ست َْقب َ َ‬ ‫صّلي ا ِ ْ‬ ‫م َ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫جَهة ال ْك َعَْبة ‪,‬‬ ‫في السماء ك َ َ‬
‫صًرا ِفي ِ‬ ‫ح ِ‬ ‫من ْ َ‬ ‫س ُ‬ ‫ه ل َي ْ َ‬ ‫ما أن ّ ُ‬ ‫َ‬ ‫ّ َ‬ ‫ِ‬
‫َ‬
‫ن ال ْك َعَْبة‬ ‫ما أ ّ‬ ‫ن ‪ ,‬كَ َ‬ ‫عي َ‬ ‫دا ِ‬ ‫ماء قِب َْلة ال ّ‬ ‫س َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫ك ِل َ ّ‬ ‫ل ذ َل ِ َ‬ ‫بَ ْ‬
‫َ‬
‫ن‬
‫دي َ‬ ‫دة اْل َوَْثان ال َْعاب ِ ِ‬ ‫ن ع َب َ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ي ِ‬ ‫ن ‪ ،‬أوْ هِ َ‬ ‫صّلي َ‬ ‫م َ‬ ‫قِب َْلة ال ْ ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ماء ‪,‬‬ ‫س َ‬ ‫ت ‪ِ :‬في ال ّ‬ ‫ما َقال َ ْ‬ ‫م ‪ ,‬فَل َ ّ‬ ‫ديه ْ‬ ‫ن ال ِّتي ب َْين أي ْ ِ‬ ‫ل ِْلوَْثا ِ‬
‫َ‬ ‫عَل ِ َ‬
‫ن ‪َ .‬قا َ‬
‫ل‬ ‫دة ل ِْلوَْثا ِ‬ ‫عاب ِ َ‬ ‫ت َ‬ ‫س ْ‬ ‫دة وَل َي ْ َ‬ ‫ح َ‬ ‫موَ ّ‬ ‫م أن َّها ُ‬ ‫َ‬
‫ن َقاط َِبة‬ ‫مي َ‬ ‫سل ِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫خَلف ب َْين ال ْ ُ‬ ‫عَياض ‪َ :‬ل ِ‬ ‫ضي ِ‬ ‫ال َْقا ِ‬
‫ظارهم ومَقّلده َ‬ ‫م وَن ُ ّ‬
‫ن‬
‫مأ ّ‬ ‫ْ‬ ‫ْ َ ُ‬ ‫مت َك َّلمه ْ‬ ‫م وَ ُ‬ ‫دثه ْ‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫م وَ ُ‬ ‫فَِقيهه ْ‬
‫ماء ك ََقوْل ِ ِ‬
‫ه‬ ‫س َ‬ ‫وارَِدة ب ِذِك ْرِ الّله ت ََعاَلى ِفي ال ّ‬ ‫هر ال ْ َ‬ ‫وا ِ‬ ‫الظ ّ َ‬
‫َ‬ ‫ََ‬
‫سف ب ِك ُ ْ‬
‫م‬ ‫خ ِ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫ماء أ ْ‬ ‫س َ‬ ‫ن ِفي ال ّ‬ ‫ْ‬ ‫م‬
‫م َ‬ ‫من ْت ُ ْ‬ ‫ت ََعاَلى ‪ } :‬أأ ِ‬
‫مت َأ َوَّلة‬ ‫ل ُ‬ ‫ها ‪ ,‬ب َ ْ‬ ‫هر َ‬ ‫ظا ِ‬ ‫ت عََلى َ‬ ‫س ْ‬ ‫حوه ل َي ْ َ‬ ‫اْل َْرض { وَن َ ْ‬
‫ن غَْير‬ ‫م ْ‬ ‫وق ِ‬ ‫جَهة فَ ْ‬ ‫ت ِ‬ ‫ل ب ِإ ِث َْبا ِ‬ ‫ن َقا َ‬ ‫م ْ‬ ‫م ‪ ،‬فَ َ‬ ‫ميعه ْ‬ ‫ج ِ‬ ‫عْند َ‬ ‫ِ‬
‫ن‬ ‫مي َ‬ ‫مت َك َل ّ ِ‬ ‫ن َوال ُْفَقَهاء َوال ْ ُ‬ ‫حد ِّثي َ‬ ‫م َ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ديد وََل ت َك ِْييف ِ‬ ‫ح ِ‬ ‫تَ ْ‬
‫ل‬‫ن َقا َ‬ ‫م‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ماء‬ ‫س‬ ‫ال‬ ‫لى‬ ‫َ‬ ‫ع‬ ‫‪:‬‬ ‫ي‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫‪,‬‬ ‫ماء‬ ‫س‬ ‫ال‬ ‫في‬ ‫‪:‬‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫و‬ ‫تأ َ‬
‫َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫َ ّ‬
‫َ‬
‫ي‬‫زيه ب ِن َْف ِ‬ ‫حاب الت ّن ْ ِ‬ ‫ص َ‬ ‫ن وَأ ْ‬ ‫مي َ‬ ‫مت َك َل ّ ِ‬ ‫ظار َوال ْ ُ‬ ‫ماء الن ّ ّ‬ ‫ن د َهْ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫حانه وَت ََعاَلى‬ ‫سب ْ َ‬ ‫حّقه ُ‬ ‫جَهة ِفي َ‬ ‫حاَلة ال ْ ِ‬ ‫ست ِ َ‬ ‫حد ّ َوا ْ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫ما‬ ‫حو َ‬ ‫ها ‪ ,‬وَذ َك ََر ن َ ْ‬ ‫ضا َ‬ ‫مْقت َ َ‬ ‫ب ُ‬ ‫س ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ها ت َأِويَلت ب ِ َ‬ ‫ت َأوُّلو َ‬
‫هل‬ ‫معَ أ َ ْ‬ ‫ج َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ما ال ّ ِ‬ ‫ري َ‬ ‫شعْ ِ‬ ‫ت ِ‬ ‫ل ‪ :‬وََيا ل َي ْ َ‬ ‫سب َقَ ‪َ .‬قا َ‬ ‫َ‬
‫كر‬ ‫ن ال ِْف ْ‬ ‫ساك عَ ْ‬ ‫م َ‬ ‫جوب اْل ِ ْ‬ ‫م ع ََلى وُ ُ‬ ‫سّنة والحق ك ُّله ْ‬ ‫ال ّ‬
‫سك َُتوا لحيرة ال ْعَْقل ‪،‬‬ ‫ُ‬
‫مُروا ‪ ,‬وَ َ‬ ‫ما أ ِ‬ ‫ذات ك َ َ‬ ‫ِفي ال ّ‬
‫َ‬
‫ن ذ َل ِ َ‬
‫ك‬ ‫كيل ‪ ،‬وَأ ّ‬ ‫ش ِ‬ ‫ريم الت ّك ِْييف َوالت ّ ْ‬ ‫ح ِ‬ ‫َوات َّفُقوا ع ََلى ت َ ْ‬
‫جود‬ ‫ك ِفي ال ْوُ ُ‬ ‫شا ّ‬ ‫م غَْير َ‬ ‫ساكه ْ‬ ‫م َ‬ ‫م وَإ ِ ْ‬ ‫ن وُُقوفه ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫والموجودة " قلت لعله يريد الموجود وهو متعين "‬
‫ح‬
‫م َ‬ ‫سا َ‬ ‫م تَ َ‬ ‫حِقيَقته ‪ ،‬ث ُ ّ‬ ‫ل هُوَ َ‬ ‫حيد ‪ ،‬ب َ ْ‬ ‫وَغَْير َقاِدح ِفي الت ّوْ ِ‬
‫مح ‪،‬‬ ‫سا ُ‬ ‫ذا الت ّ َ‬ ‫مْثل هَ َ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫شًيا ِ‬ ‫خا ِ‬ ‫جَهة َ‬ ‫ت ال ْ ِ‬ ‫م ب ِإ ِث َْبا ِ‬ ‫ب َْعضه ْ‬
‫ن إ ِط َْلق‬ ‫جَهات فَْرق ؟ ل َك ِ ْ‬ ‫ل ب َْين الت ّك ِْييف وَإ ِث َْبات ال ْ ِ‬ ‫وَهَ ْ‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫ه‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫شرع من أ َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ما أ َ‬
‫عَباده ‪ ,‬وَأن ّ ُ‬ ‫وق ِ‬ ‫ْ‬ ‫ف‬ ‫هر‬ ‫ِ‬ ‫قا‬
‫َ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ه‬
‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ن‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ال‬ ‫ه‬‫ُ‬ ‫ق‬‫َ‬ ‫ل‬ ‫ط‬ ‫َ‬
‫مَعة‬ ‫جا ِ‬ ‫سك ِباْلي َةِ ال ْ َ‬ ‫م ّ‬ ‫معَ الت ّ َ‬ ‫وى عََلى ال ْعَْرش ‪َ ،‬‬ ‫ست َ َ‬‫اِ ْ‬
‫معُْقول غَْيره ‪،‬‬ ‫ح ِفي ال ْ َ‬ ‫ص ّ‬ ‫ذي َل ي َ ِ‬ ‫ي ال ّ ِ‬ ‫زيهِ ال ْك ُل ّ ّ‬ ‫ِللت ّن ْ ِ‬
‫ن‬
‫م ْ‬‫مة ل ِ َ‬ ‫ص َ‬ ‫ع ْ‬ ‫يء ( ِ‬ ‫ش ْ‬ ‫مث ْل ِهِ َ‬‫س كَ ِ‬ ‫وله ت ََعاَلى (‪ :‬ل َي ْ َ‬ ‫وَهُوَ قَ ْ‬
‫ه الّله‬ ‫م ُ‬‫ح َ‬‫ضي َر ِ‬ ‫ذا ك ََلم ال َْقا ِ‬ ‫ه الّله ت ََعاَلى ‪ ،‬وَهَ َ‬ ‫وَفَّق ُ‬
‫ت ََعاَلى ‪ .‬انتهى ‪ .‬قال الخلل في كتاب السنة له ‪:‬‬
‫أخبرني عبيد الله بن حنبل أخبرني أبي حنبل بن‬
‫إسحق قال قال عمي يعني أحمد بن حنبل نحن‬
‫نؤمن أن الله تعالى على العرش استوى كيف شاء‬
‫وكما شاء بل حد ول صفة يبلغها واصفون أو يحدها‬
‫أحد وصفات الله له ومنه‪ ،‬وهو كما وصف نفسه ل‬
‫تدركه البصار بحد ول غاية‪ ،‬إلى أن قال فقال أبو‬
‫عبد الله نؤمن بها ونصدق بها ول نرد منها شيئا‬
‫ونعلم أن ما جاء به رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم حق إذا كانت أسانيد صحاح ول نرد على الله‬
‫قوله ول يوصف بأكثر مما وصف به نفسه بل حد ول‬
‫غاية "ليس كمثله شيء وهو السميع البصير "وقال‬
‫حنبل وصفاته غير محدودة ول معلومة إل بما وصف‬
‫به نفسه قال فهو سميع بصير بل حد ول تقدير ول‬
‫يبلغ الواصفون صفته ول نتعدى القرآن والحديث‬
‫فنقول كما قال ونصفه بما وصف به نفسه ول‬
‫نتعدى ذلك ول يبلغ صفته الواصفون‪ ،‬إلى أن قال‬
‫والتسليم فيه بغير صفة ول حد إل ما وصف به‬
‫نفسه سميع بصير لم يزل متكلما عالما غفورا عالم‬
‫الغيب والشهادة علم الغيوب فهذه صفات وصف‬
‫بها نفسه ل تدفع ول ترد وهو على العرش بل حد ‪،‬‬
‫كما قال تعالى "ثم استوى على العرش كيف شاء‬
‫المشيئة اليه‪ ،‬وهو سميع بصير بل حد ول تقدير ل‬
‫نتعدى القرآن والحديث‪ .‬وكما قاله ابن القيم في‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫مختصر الصواعق باختصار محمد الموصلي من ص‬
‫‪ ، 476‬ونقله ابن تيمية في عدة من كتبه منها كتابه‬
‫المسمى ‪ ،‬بيان تلبيس الجهمية ‪ .‬انتهى ‪ .‬قال ابن‬
‫تيمية نقل عن كلم أبي الفرج صدقة بن الحسين‬
‫الحنبلي ‪ ،‬له ترجمة في ذيل الطبقات والسير‬
‫وتاريخ السلم وتاريخ ابن النجار ‪ .‬وكثير من النزاع‬
‫في ذلك قد يكون لفظيا وقد رأيت من ذلك عجائب‬
‫كطائفة من أصحاب أبي حنيفة و مالك و الشافعي و‬
‫أحمد سلكوا الطريقة الولى ونسبوا من خالفهم في‬
‫ذلك إلى الجهل والغباوة حتى أن بعض متأخري‬
‫أصحاب أحمد وهو أبو الفرج صدقة ابن الحسين‬
‫البغدادي صنف مصنفا سماه محجة الساري في‬
‫معرفة الباري سلك فيه مسلك ابن عقيل وأمثاله‬
‫من المتكلمين المنتسبين إلى السنة ‪ :‬قال ‪ ) :‬وهذا‬
‫الكلم يشتمل على أصلين ‪ :‬أحدهما ‪ :‬أن الجسام‬
‫محدثة والثاني ‪ :‬أن كل محدث يحتاج إلى محدث أما‬
‫الصل الول فالغرض به أن يدل على أن الجواهر‬
‫والجسام محدثة غير قديمة ول يصح أن تثبت صفة‬
‫لشيء وتنفى صفة عن شيء إل وقد عرفنا ما تثبت‬
‫له الصفة والصفة التي نثبتها والصفة التي ننفيها‬
‫فيجب أن نذكر ما الجوهر و ما الجسم و ما القديم‬
‫وما المحدث ولما كان الوصلة إلى حدوث الجسم‬
‫هو العرض الذي هو الحركة والسكون والكون‬
‫والجتماع والفتراق ولم يصح أن يتوصل بما ل‬
‫نعرفه وجب أن نبين ما العرض و ما الكون و ما‬
‫الحركة و ما السكون و ما الجتماع والفتراق‬
‫فالجوهر هو الذي يشغل الحيز في وجوده و يصح‬
‫أن تحله العراض ومعنى شغله الحيز أن يوجد في‬
‫جهة ومكان فيحوزه ويمنع مثله من أن يوجد معه ‪،‬‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫وقال والجسم هو المؤلف عند قوم ‪ :‬هو الطويل‬
‫العميق والقديم هو ‪ :‬الموجود الذي لم يزل والذي ل‬
‫أول لوجوده والمحدث هو الذي لوجوده أول‬
‫والعرض هو ما يعرض في الوجود ول يكون له لبث‬
‫كلبث الجواهر والجسام وذلك أن ما قل لبثه‬
‫بالضافة إلى غيره سموه عارضا قال الله تعالى ‪} :‬‬
‫هذا عارض ممطرنا { وذلك نحو الحركة والسكون و‬
‫الحركة زوال الجسم من مكان إلى مكان والسكون‬
‫لبث الجوهر في المكان أكثر من وقت واحد والكون‬
‫ما به كون الجوهر في مكان دون مكان والجتماع‬
‫كونا جوهرين متماسين والفتراق كونا جوهرين غير‬
‫متماسين ( قال ‪ ) :‬وإذ قد ذكرنا حدود هذه الشياء‬
‫فلندل على حدوث الجسام فنقول ‪ :‬إن الجسام لم‬
‫تسبق الحركة والسكون المحدثين وكل ما لم يسبق‬
‫المحدث فهو محدث ( ثم إنه ساق هذه الحجة إلى‬
‫آخرها كما ساقها من قبله مثل ابن عقيل ونحوه‬
‫وقبلهم أبو الحسن البصري وأمثاله الذين هم أئمة‬
‫هذه الحجة وقد ذكرنا سياق أبي الحسين لها فل‬
‫حاجة إلى تكريرها ‪ .‬قلت المعتزلة نفوا الجسم‬
‫والحد وهو ل جرم موافق لمذهب أهل السنة‬
‫والجماعة ‪ ،‬وأين النكار في ذلك ؟ قال ابن رجب‬
‫الحنبلي في ذيل طبقات الحنابلة ج ‪ 3‬ص ‪ 22‬طبعة‬
‫دار الكتب العلمية قال عبد الرحمن بن محمد بن‬
‫اسحاق بن محمد بن يحيى بن ابراهيم بن الوليد بن‬
‫منده المام الحافظ ابو القاسم ابن الحافظ الكبير‬
‫أبي عبد الله بن منده ‪ .‬وترجمه ابن الجوزي في‬
‫تاريخه فقال ولد سنة ثلث وثمانين وثلثمائة وكان‬
‫سعيد بن محمد الزنجاني يقول حفظ الله السلم‬
‫برجلين أحدهما بأصبهان والخر بهراة عبد الرحمن‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫بن منده ‪ .‬وقال ابن السمعاني كان كبير الشأن‬
‫جليل القدر ‪ :‬قال ابن منده وأنا متمسك بالكتاب‬
‫والسنة متبرئ الى الله من التشبيه والمثل والضد‬
‫والند والجسم والعضاء واللت ‪ .‬انتهى ‪ .‬قال‬
‫القاضي أبو محمد عبد الوهاب بن علي بن نصر‬
‫البغدادي المتوفى ‪ 422‬هجرية في شرحه على‬
‫رسالة ابن أبي زيد القيرواني ‪ :‬واعلم أن الوصف‬
‫له تعالى بالستواء اتباع للنص ‪ ،‬وتسليم للشرع ‪،‬‬
‫وتصديق لما وصف نفسه تعالى به ‪ ،‬ول يجوز أن‬
‫يثبت له كيفية ‪ ،‬لن الشرع لم يرد بذلك ‪ ،‬ول أخبر‬
‫النبي عليه السلم فيه بشيء ‪ ،‬ول سألته الصحابة‬
‫عنه ‪ ،‬ولن ذلك يرجع إلى التنقل والتحول وإشغال‬
‫الحيز والفتقار إلى الماكن ‪ ،‬وقد أجمل مالك رحمه‬
‫الله الجواب عن سؤال من سأله ‪ :‬الرحمن على‬
‫العرش استوى ‪ ،‬كيف استوى ؟ فقال الستواء منه‬
‫غير مجهول والكيف منه غير معقول والسؤال عن‬
‫هذا بدعة ‪ ،‬ثم أمر بإخراج السائل ‪ .‬انتهى وقال‬
‫القاضي أبو محمد أيضا عند قول صاحب الرسالة‬
‫"ول يتفكرون في مائية ذاته " قال ‪ :‬فلنه سبحانه‬
‫ليس بذي جنس ول نوع ول شكل ‪ ،‬ول مثل له ول‬
‫نظير له ‪ ،‬والمائية ل تكون إل لذي الجنس والنوع‬
‫وما له مثل ‪ .‬قال الخطابي في الرسالة الناصحة له‬
‫ومما يجب أن يعلم في هذا الباب ويحكم القول فيه‬
‫أنه ل يجوز أن يعتمد في الصفات إل الحاديث‬
‫المشهورة إذ قد ثبت صحة أسانيدها وعدالة ناقليها‬
‫قال ومن هذا الباب أن قوما منهم زعموا أن لله‬
‫حدا وكان أعل ما احتجوا به في ذلك حكاية عن ابن‬
‫المبارك قال علي بن الحسن بن شقيق قلت لبن‬
‫المبارك نعرف ربنا بحد أو نثبته بحد فقال نعم بحد‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫فجعلوه أصل في هذا الباب وزادوا الحد في صفاته‬
‫تعالى الله عن ذلك سبيل هؤلء القوم عافانا الله‬
‫وإياهم أن يعلموا أن صفات الله تعالى ل تؤخذ إل‬
‫من كتاب أو من قول رسول الله صلى الله عليه و‬
‫سلم دون قول أحد من الناس كائنا من كان علت‬
‫درجته أو نزلت تقدم زمانه أو تأخر لنها ل تدرك من‬
‫طريق القياس والجتهاد فيكون فيها لقائل مقال‬
‫ولناظر مجال على أن هذه الحكاية قد رويت لنا أنه‬
‫قيل له أنعرف ربنا بجد قال نعم بجد بالجيم ل‬
‫بالحاء وزعم بعضهم أنه جائز أن يقال له تعالى حد‬
‫ل كالحدود كما نقول يد ل كاليدي فيقال له إنما‬
‫أحوجنا إلى أن نقول يد ل كاليدي لن اليد قد جاء‬
‫ذكرها في القرآن وفي السنة فلزم قبولها ولم يجز‬
‫ردها فأين ذكر الحد في الكتاب والسنة حتى نقول‬
‫حد ل كالحدود كما نقول يد ل كاليدي أرأيت إن قال‬
‫جاهل رأس ل كالرؤوس قياسا على قولنا يد ل‬
‫كاليدي هل يكون الحجة عليه إل نظير ما ذكرناه‬
‫في الحد من أنه لما جاء ذكر اليد وجب القول به‬
‫ولما لم يجئ ذكر الرأس لم يجز القول به ‪ .‬ااااا‬
‫اااااا ا وروي عن مجاهد بسند واه بالمرة من‬
‫طريق ليث بن أبي سليم في تفسير قوله تعالى‬
‫}عسى أن يبعثك ربك مقاما ً محمودًا{ قال أي‬
‫مجاهد يقعده معه على عرشه ذكره الطبري في‬
‫تفسيره عنه بعد ان ذكر أن أولى القولين في ذلك‬
‫بالصواب هي الشفاعة‪ ،‬قلت ابن جرير الطبري لم‬
‫يتعرض إل لمسألة القعاد في بحثه ولم يصحح بأن‬
‫الله قاعد أو جالس‪ ،‬كما نسب اليه ابن تيمية‪ ،‬ولم‬
‫يذكر ذلك بالمرة أنه ارتضاه قول إنما يقول إن‬
‫إجلسه على العرش ليس منكرا فقط‪ ،‬أي اقعاد‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم ل كما فهم المشبهة من‬
‫اقعاد الله معه واجلسه معه على العرش تعالى الله‬
‫عما يقولون علوا كبيرا‪ ،‬فلم ينكر ابن جرير اقعاد‬
‫سيدنا محمد على العرش‪ ،‬وهذا ما دل عليه سياق‬
‫كلمه ان ثبت عنه فلينظر عند قوله تعالى في‬
‫تقسيره )عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا(‬
‫السراء ‪ 79‬ثم هو ليس ثابتا عن مجاهد ‪ .‬وما قاله‬
‫ابن تيمية إذا تبين ذلك فقد حدث العلماء المرضيون‬
‫وأولياؤه المقبولون أن محمدا رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم يجلسه ربه على العرش معه‪ ،‬وقال ابن‬
‫تيمية في درء تعارض العقل والنقل ‪ ،‬ففيها عدة‬
‫أحاديث موضوعة كحديث قعود الرسول على‬
‫العرش ‪ ،‬رواه بعض الناس من طرق كثيرة مرفوعة‬
‫وهي كلها موضوعة وانما الثابت أنه عن مجاهد‬
‫وغيره من السلف ‪ .‬ونصه في كتابه درء تعارض‬
‫العقل والنقل الجزء ‪ 3‬صفحة ‪ 19‬وقد صنف‬
‫القاضي أبو يعلى كتابه في إبطال التأويل‬
‫ردا لكتاب ابن فورك وهو وإن كان أسند‬
‫الحاديث التي ذكرها وذكر من رواها ففيها‬
‫عدة أحاديث موضوعة كحديث الرؤية عيانا‬
‫ليلة المعراج ونحوه وفيها أشياء عن بعض‬
‫السلف رواها بعض الناس مرفوعة كحديث‬
‫قعود الرسول صلى الله عليه وسلم على‬
‫العرش رواه بعض الناس من طرق كثيرة‬
‫مرفوعة وهي كلها موضوعة وإنما الثابت‬
‫أنه عن مجاهد وغيره من السلف وكان‬
‫السلف والئمة يروونه ول ينكرونه ويتلقونه‬
‫بالقبول وقد يقال ‪ :‬إن مثل هذا ل يقال إل‬
‫توفيقا " توقيفا " لكن ل بد من الفرق بين‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫ما ثبت من ألفاظ الرسول وما ثبت من‬
‫كلم غيره سواء كان من المقبول أو‬
‫المردود ولهذا وغيره تكلم رزق الله‬
‫التميمي وغيره مكن أصحاب أحمد في‬
‫تصنيف القاضي أبي يعلى لها الكتاب بكلم‬
‫غليظ وشنع عليه أعداؤه بأشياء هو منها‬
‫بريء كما ذكر هو ذلك في آخر الكتاب‬
‫انتهى ‪ .‬وفي كتاب مجموع الفتاوى الجزء ‪4‬‬
‫صفحة ‪ : 373‬وأما الملئكة فإن حالهم‬
‫اليوم شبيهة بحالهم بعد ذلك فإن ثوابهم‬
‫متصل وليست الجنة مخلوقة وتصديق هذا‬
‫قوله تعالى فل تعلم نفس ما أخفى لهم‬
‫من قرة أعين فحقيقة ما أعده الله لوليائه‬
‫غيب عن الملئكة وقد غيب عنهم أول حال‬
‫آدم في النشأة الولى وغيرهما وفضل عباد‬
‫الله الصالحين يبين فضل الواحد من نوعهم‬
‫فالواحد من نوعهم إذا ثبت فضلهم على‬
‫جميع العيان والشخاص ثبت فضل نوعهم‬
‫على جميع النواع إذ من الممتنع ارتفاع‬
‫شخص من أشخاص النوع المفضول إلى أن‬
‫يفوق جميع الشخاص والنواع الفاضلة‬
‫فإن هذا تبديل الحقائق وقلب العيان عن‬
‫صفاتها النفسية لكن ربما فاق بعض‬
‫أشخاص النوع الفاضل مع امتياز ذلك عليه‬
‫بفضل نوعه وحقيقته كما أن في بعض‬
‫الخيل ما هو خير من بعض الخيل ول يكون‬
‫خيرا من جميع الخيل إذا تبين هذا فقد‬
‫حدث العلماء المرضيون وأولياؤه‬
‫المقبولون أن محمدا رسول الله يجلسه ربه‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫على العرش معه روى ذلك محمد بن فضيل‬
‫عن ليث عن مجاهد فى تفسير عسى ان‬
‫يبعثك ربك مقاما محمودا وذكر ذلك من‬
‫وجوه أخرى مرفوعة وغير مرفوعة قال ابن‬
‫جرير وهذا ليس مناقضا لما استفاضت به‬
‫الحاديث من ان المقام المحمود هو‬
‫الشفاعة باتفاق الئمة من جميع من ينتحل‬
‫السلم ويدعيه ل يقول ان اجلسه على‬
‫العرش منكرا وانما أنكره بعض الجمهمية‬
‫ول ذكره فى تفسير الية منكر واذا ثبت‬
‫فضل فاضلنا على فاضلهم ثبت فضل النوع‬
‫على النوع أعنى صالحنا عليهم وأما الذوات‬
‫فإن ذات آدم خلقها الله بيده وخلقها الله‬
‫على صورته ونفخ فيه من روحه ولم يثبت‬
‫هذا لشىء من الذوات وهذا بحر يغرق فيه‬
‫السابح ل يخوضه ال كل مؤيد بنور الهداية‬
‫وال وقع اما فى تمثيل او فى تعطيل‬
‫فليكن ذو اللب على بصيرة أن وراء علمه‬
‫مرماة بعيدة وفوق كل ذى علم عليم‬
‫وليوقن كل اليقان بأن ما جاءت به الثار‬
‫النبوية حق ظاهرا وباطنا وان قصر عنه‬
‫عقله ولم يبلغه علمه فورب السماء‬
‫والرض انه لحق مثل ما أنكم تنطقون فل‬
‫تلجن باب انكار ورد وامساك واغماض‬
‫ردانتهى ‪ . .‬وقال أيضا في مجموع‬
‫الفتاوى ‪ :‬فاذا عرف ان ما وصفت به‬
‫الملئكة وأرواح الدميين من جنس الحركة‬
‫والصعود والنزول وغير ذلك ل يماثل حركة‬
‫أجسام الدميين وغيرها مما نشهده‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫بالبصار فى الدنيا وأنه يمكن فيها ما ل‬
‫يمكن فى أجسام الدميين كان ما يوصف به‬
‫الرب من ذلك أولى بالمكان وأبعد عن‬
‫مماثلة نزول الجسام بل نزوله ل يماثل‬
‫نزول الملئكة وأرواح بنى آدم وان كان ذلك‬
‫أقرب من نزول أجسامهم واذا كان قعود‬
‫الميت فى قبره ليس هو مثل قعود البدن‬
‫فما جاءت به الثار عن النبى من لفظ‬
‫القعود والجلوس فى حق الله تعالى كحديث‬
‫جعفر بن أبى طالب رضى الله عنه وحديث‬
‫عمر بن الخطاب رضى الله عنه وغيرهما‬
‫أولى أن ل يماثل صفات أجسام العباد من‬
‫كتاب مجموع الفتاوى الجزء ‪ 5‬صفحة ‪. 527‬‬
‫قلت والوهابية أتباع أبن تيمية يصرون‬
‫ويكابرون وينفون نسبة الجلوس على الله‬
‫في كلم ابن تيمية وينفون عنه وصفه لله‬
‫بالجلوس والقعود وأن ابن تيمية ما فتئ‬
‫أبدا ينكر وصف الله بالجلوس وإنما ينقله‬
‫نقل عن غيره ول يقبله ول يقرره أما هو‬
‫فل يقول به ول يصح عنه ‪ ،‬قلت في ما‬
‫قدمناه عنه إثباته للجلوس لله تعالى‬
‫ولفظه صريح في تبنيه هذه العقيدة‬
‫الفاسدة والعياذ بالله ‪ .‬وقال ابن قيم‬
‫الجوزية في كتابه المسمى بدائع الفوائد ما‬
‫نصه ‪ :‬فوائد شتى هل كان السراءيقظة أو‬
‫مناما قال القاضي نص أحمد على أن‬
‫السرار كان يقظة وحكي له أن موسى ابن‬
‫عقبة قال أحاديث السراء منام فقال هذا‬
‫كلم الجهمية ونقل حنبل أن الرؤية منام‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫ونقل الثرموغيره أنه رآه ول يطلق سوى‬
‫ذلك وقال أبو بكر النجار راه إحدى عشرة‬
‫مرة بالسنة تسع مرات ليلة المعراج حين‬
‫كان يتردد بين موسى وبين ربه تعالى‬
‫ومرتين بالكتاب فائدة إقعاد الرسول على‬
‫العرش قال القاضي صنف المروزي كتابا‬
‫في فضيلة النبي وذكر فيه إقعاده على‬
‫العرش قال القاضي وهو قول ابي داود‬
‫وأحمد بن أصرم ويحيى بن ابي طالب وأبى‬
‫بكر بن حماد وأبى جعفر الدمشقي وعياش‬
‫الدوري وإسحاق بن راهوية وعبد الوهاب‬
‫الوراق وإبراهيم الصبهانى وإبراهيم‬
‫الحربي وهارون بن معروف ومحمد بن‬
‫إسماعيل السلمي ومحمد بن مصعب بن‬
‫العابد وأبي بن صدقة ومحمد بن بشر بن‬
‫شريك وأبى قلبة وعلي بن سهل وابى عبد‬
‫الله بن عبد النور وأبي عبيد والحسن بن‬
‫فضل وهارون بن العباس الهاشمي‬
‫وإسماعيل بن إبراهيم الهاشمي ومحمد بن‬
‫عمران الفارسي الزاهد ومحمد بن يونس‬
‫البصري وعبد الله ابن المام والمروزي‬
‫وبشر الحافي انتهى قلت وهو قول ابن‬
‫جرير الطبري وإمام هؤلء كلهم مجاهد‬
‫إمام التفسير وهو قول أبي الحسن‬
‫الدارقطني ومن شعره فيه حديث‬
‫الشفاعة عن أحمد ‪ ...‬إلى أحمد المصطفى‬
‫مسنده وجاء حديث بإقعاده ‪ ...‬على العرش‬
‫أيضا فل نجحده أمروا الحديث على‬
‫وجهه ‪ ...‬ول تدخلوا فيه ما يفسده ول‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫تنكروا أنه قاعده ‪ ...‬ول تنكروا أنه يقعده ‪.‬‬
‫انتهى ‪ .‬قلت وهذا أثر واه ‪ ،‬ل يثبت ل عن‬
‫مجاهد ول عن الدارقطني كما سبق وبيناه ‪.‬‬
‫ول يجوز اعتقاده عقيدة في الله بحال من‬
‫الحوال ‪ .‬وقال محمد ناصر الدين اللباني‬
‫محدث الوهابية في مقدمة مختصر العلو ما‬
‫نصه ‪ :‬ومن أشهر من أخذ ذلك عليهم في‬
‫هذا العصر ويتخذه حجة في تسخيفهم‬
‫وتضليلهم الشيخ الكوثري المعروف بعدائه‬
‫الشديد لهله السنة والحديث ونبزه إياهم‬
‫بلقب الحشوية والمجسمة وهو في ذلك‬
‫ظالم لهم مفتر ولكن ‪ -‬والحق يقال ‪ -‬قد‬
‫يجد أحيانا في ما يرويه بعضهم من‬
‫الحاديث والثار ما يدعم به فريته مثل‬
‫الحديث المروي في تفسير قوله تعالى ‪:‬‬
‫} عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا {‬
‫قال ‪ :‬يجلسني على العرش ‪ .‬رواه المصنف‬
‫) ص ‪ ( 75 - 74‬عن ابن مسعود مرفوعا‬
‫وضعفه جدا بقوله ‪ ) :‬مرسله الحمر متروك‬
‫الحديث ( ‪ .‬ورواه ) ص ‪ ( 99‬عن ابن عباس‬
‫مثله موقوفا ‪ .‬وقال ‪ ) :‬إسناده ساقط‬
‫وعمر بن مدرك الرازي متروك وهذا مشهور‬
‫من قول مجاهد ويروى مرفوعا وهو‬
‫باطل ( وقد خرجت الحديثين في ) الضعيفة‬
‫( ) ‪ ( 871‬وقال في ترجمة محمد بن‬
‫مصعب العابد كما يأتي ‪ ) :‬فأما قضية قعود‬
‫نبينا على العرش فلم يثبت في ذلك نص بل‬
‫في الباب حديث واه وما فسر به مجاهد‬
‫الية كما ذكرناه ( قلت ‪ :‬ولو أن المصنف‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫رحمه الله تعالى وقف عند هذا البيان‬
‫الواضح في أنه ليس في الباب نص ملزم‬
‫للخذ به لكان قد أحسن وسد بذلك الطريق‬
‫على أهل الهواء أن يتخذوا ذلك ذريعة‬
‫للطعن في أهل السنة والحديث كما فعل‬
‫الكوثري هنا بالذات في مقدمته لكتاب‬
‫) تبين كذب المفتري فيما نسب إلى المام‬
‫أبي الحسن الشعري ( ) ص ‪ ( 64‬فقد قال‬
‫فيهم بعد أن نبزهم بلقب الحشوية ‪ -‬أسوة‬
‫بسلفه من الجهمية ‪ -‬وغيرهم ) ‪: ( 1‬‬
‫ويقولون في الله مال يجوزه الشرع ول‬
‫العقل من إثبات الحركة له ) تعالى (‬
‫والنقلة ) ويعني بهما النزول ( والحد‬
‫والجهة ) يعني العلو ( والقعود والقعاد‬
‫فيعني هذا الذي نحن في صدد بيانه عدم‬
‫ثبوته أقول ‪ :‬لو أن المؤلف رحمه الله وقف‬
‫عند ما ذكرنا لحسن ولكنه لم يقنع بذلك‬
‫بل سود أكثر من صفحة كبيرة في نقل‬
‫أقوال من أفتى بالتسليم بأثر مجاهد في‬
‫تفسير قوله تعالى ‪ } :‬عسى أن يبعثك ربك‬
‫مقاما محمودا { قال ‪ :‬يجلسه أو يقعده‬
‫على العرش ‪ .‬بل قال بعضهم ‪ ) :‬أنا منكر‬
‫على كل من رد هذا الحديث وهو عندي رجل‬
‫سوء متهم ( بل ذكر عن المام أحمد أنه‬
‫قال ‪ :‬هذا تلقته العلماء بقبول إلى غير ذلك‬
‫من القوال التي تراها في الصل ول حاجة‬
‫بنا إلى استيعابها في هذه المقدمة ‪ .‬وذكر‬
‫في ) مختصره ( المسمى ب ) الذهبية (‬
‫أسماء جمع آخرين من المحدثين سلموا‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫بهذا الثر ولم يتعقبهم بشيء هناك ‪ .‬وأما‬
‫هنا فموقفه مضطرب أشد الضطراب‬
‫فبينما تراه يقول في آخر ترجمة محمد بن‬
‫مصعب العابد عقب قول من تلك القوال‬
‫) ص ‪ : ( 126‬فأبصر ‪ -‬حفظك الله من‬
‫الهوى ‪ -‬كيف آل الفكر بهذا المحدث إلى‬
‫وجوب الخذ بأثر منكر ‪ ( . . .‬فأنت إذا‬
‫أمعنت النظر في قوله هذا ظننت أنه ينكر‬
‫هذا الثر ول يعتقده ويلزمه ذلك ول يتردد‬
‫فيه ولكنك ستفاجأ بقوله ) ص ‪ ( 143‬بعد‬
‫أن أشار إلى هذا الثر عقب ترجمة حرب‬
‫الكرماني ‪ ) :‬وغضب العلماء لنكار هذه‬
‫المنقبة العظيمة التي انفرد بها سيد البشر‬
‫ويبعد أن يقول مجاهد ذلك إل بتوقيف ‪( ..‬‬
‫ثم ذكر أشخاصا آخرين ممن سلموا بهذا‬
‫الثر غير من تقدم فإذا أنت فرغت من‬
‫قراءة هذا قلت ‪ :‬لقد رجع الشيخ من إنكاره‬
‫إلى التسليم به لنه قال ‪ :‬إنه ل يقال إل‬
‫بتوقيف ولكن سرعان ما تراه يستدرك على‬
‫ذلك بقوله بعد سطور ‪ ) :‬ولكن ثبت في‬
‫) الصحاح ( أن المقام المحمود هو الشفاعة‬
‫العامة الخاصة بنبينا صلى الله عليه وسلم (‬
‫قلت ‪ :‬وهذا هو الحق في تفسير المقام‬
‫المحمود دون شك ول ريب للحاديث التي‬
‫أشار إليها المصنف رحمه الله تعالى وهو‬
‫الذي صححه المام ابن جرير في‬
‫) تفسيره ( ) ‪ ( 99 / 15‬ثم القرطبي ) ‪/ 10‬‬
‫‪ ( 309‬وهو الذي لم يذكر الحافظ ابن كثير‬
‫غيره وساق الحاديث المشار إليها ‪ .‬بل هو‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫الثابت عند مجاهد نفسه من طريقين عنه‬
‫عند ابن جرير ‪ .‬وذاك الثر عنه ليس له‬
‫طريق معتبر فقد ذكر المؤلف ) ص ‪( 125‬‬
‫أنه روي عن ليث بن أبي سليم وعطاء بن‬
‫السائب وأبي يحيى القتات وجابر بن يزيد (‬
‫‪ .‬قلت ‪ :‬والولن مختلطان والخران‬
‫ضعيفان بل الخير متروك متهم ولست‬
‫أدري ما الذي منع المصنف ‪ -‬عفا الله عنه ‪-‬‬
‫من الستقرار على هذا القول وعلى جزمه‬
‫بأن هذا الثر منكر كما تقدم عنه فإنه‬
‫يتضمن نسبة القعود على العرش لله تعالى‬
‫وهذا يسلتزم نسبة الستقرار عليه الله‬
‫تعالى وهذا مما لم يرد فل يجوز اعتقاده‬
‫ونسبته إلى الله تعالى ولذلك ترى المؤلف‬
‫رحمه الله أنكر على من قال ممن جاء بعد‬
‫القرون الثلثة ‪ :‬إن الله استوى استواء‬
‫استقرار ( كما تراه في ترجمة ) ‪ - 140‬أبو‬
‫أحمد القصاب ( ‪ .‬وصرح في ترجمة ) ‪161‬‬
‫البغوي ( أنه ل يعجبه تفسير ) استوى ( ب )‬
‫استقر ( ‪ .‬بل إنه بالغ في إنكار لفظة‬
‫) بذاته ( على جمع ممن قال ‪ ) :‬هو تعالى‬
‫فوق عرشه بذاته ( لعدم ورودها عن‬
‫السلف مع أنها مفسرة لقولهم باستواء‬
‫الله على خلقه حقيقة استواء يليق بجلله‬
‫وكماله واعتبرها من فضول الكلم‬
‫فانظرترجمة ) ‪ - 136‬ابن أبي زيد ( و )‬
‫‪ - 144‬يحيى بن عمار ( و ) ‪ - 146‬أبو عمر‬
‫الطلمنكي ( و ) ‪ - 149‬أبو نصر السجزي (‬
‫وهذه اللفظة ) بذاته ( وإن كانت عندي‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫معقولة المعنى وأنه ل بأس من ذكرها‬
‫للتوضيح فهي كاللفظة الخرى التي كثر‬
‫ورودها في عقيدة السلف وهي لفظة‬
‫) بائن ( في قولهم ) هو تعالى على عرشه‬
‫بائن من خلقه ( ‪ .‬وقد قال هذا جماعة‬
‫منهم كما ستراه في هذا ) المختصر ( في‬
‫التراجم التية ) ‪ - 45‬عبد الله بن أبي جعفر‬
‫الرازي ( و ) ‪ - 53‬هشام بن عبيد الله‬
‫الرازي ( و ) ‪ - 56‬سنيد بن داود المصيصي‬
‫الحافظ ( ) ‪ - 67‬إسحاق بن راهويه عالم‬
‫خراسان ( وذكره عن ابن المبارك و ) ‪- 77‬‬
‫أبو زرعة الرازي ( و ) ‪ - 87‬أبو حاتم الرازي‬
‫( وحكياه عن العلماء في جميع المصار ‪ .‬و‬
‫) ‪ - 79‬يحيى بن معاذ الرازي ( و ) ‪- 84‬‬
‫عثمان بن سعيد الدارمي الحافظ و ) ‪103‬‬
‫أبو جعفر ابن أبي شيبة ( وكل هؤلء من‬
‫القرون الثلثة المشهود لهم بالخيرية ثم )‬
‫‪ - 108‬حماد البوشنجي الحافظ ( وحكاه عن‬
‫أهل المصار ) ‪ - 109‬إمام الئمة ابن خزيمة‬
‫( ‪ .‬و ) ‪ - 125‬أبو القاسم الطبراني ( و )‬
‫‪ - 133‬ابن بطة ( و ) ‪ - 141‬أبو نعيم‬
‫الصبهاني ( وعزاه إلى السلف ‪ .‬و ) ‪- 142‬‬
‫معمر بن زياد ( و ) ‪ - 155‬الفقيه نصر‬
‫المقدسي ( و ) ‪ - 158‬شيخ السلم‬
‫النصاري ( و ) ‪ - 164‬ابن موهب ( قلت ‪:‬‬
‫ومن هذا العرض يتبين أن هاتين‬
‫اللفظتين ‪ ) :‬ذاته ( و ) بائن ( لم تكونا‬
‫معروفين في عهد الصحابة رضي الله عنهم‬
‫‪ .‬ولكن لما ابتدع الجهم وأتباعه القول بأن‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫الله في كل مكان اقتضى ضرورة البيان أن‬
‫يتلفظ هؤلء الئمة العلم بلفظ ) بائن (‬
‫دون أن ينكره أحد منهم ] ‪ [ 16‬ومثل وهذا‬
‫تماما قولهم في القرآن الكريم أنه غير‬
‫مخلوق فإن هذه ل تعرفها الصحابة أيضا‬
‫وإنما كانوا يقولون فيه ‪ :‬كلم الله تبارك‬
‫وتعالى ل يزيدون على ذلك وكان ينبغي‬
‫الوقوف فيه عند هذا الحد لول قول جهم‬
‫وأشياعه من المعتزلة ‪ :‬إنه مخلوق ولكن إذا‬
‫نطق هؤلء بالباطل وجب على أهل الحق‬
‫أن ينطقوا بالحق ولو بتعابير وألفاظ لم‬
‫تكن معروفة من قبل وإلى هذه الحقيقة‬
‫أشار المام أحمد رحمه الله تعالى حين‬
‫سئل عن الواقفة الذين ل يقولون في‬
‫القرآن إنه مخلوق أو غير مخلوق هل لهم‬
‫رخصة أن يقول الرجل ‪ ) :‬كلم الله ( ثم‬
‫يسكت ؟ قال ‪ :‬ولم يسكت ؟ لول ما وقع‬
‫فيه الناس كان يسعه السكوت ولكن حيث‬
‫تكلموا فيما تكلموا لي شيء ل يتكلمون ؟‬
‫) ‪ ( 1‬سمعه أبو داود منه كما في‬
‫) مسائله ( ) ص ‪ ( 264 - 263‬قلت ‪:‬‬
‫والمقصود أن المؤلف رحمه الله تعالى أقر‬
‫لفظة ) بائن ( لتتابع أولئك الئمة عليها‬
‫دون نكير من أحد منهم وأنكر اللفظة‬
‫الخرى وهي ) بذاته ( لعدم تواردها في‬
‫أقوالهم ‪ .‬إل بعض المتأخرين منهم فأنكر‬
‫ذلك مبالغة منه في المحافظة على نهج‬
‫السلف مع أن معناها في نفسه سليم‬
‫وليس فيها إثبات ما لم يرد فكنت أحب له‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫رحمه الله أن ل يتردد في إنكار نسبة‬
‫القعود إلى الله تعالى وإقعاده محمدا صلى‬
‫الله عليه وسلم على عرشه ما دام أنه لم‬
‫يأت به نص ملزم عن النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم ومعناه ليس له شاهد في السنة‬
‫ومعناه ولفظه لم يتوارد على ألسنة الئمة‬
‫وهذا هو الذي يدل عليه بعض كلماته‬
‫المتقدمة حول هذا الثر ولكنه لما رأى‬
‫كثيرا من علماء الحديث أقروه لم يجرؤ‬
‫على التزام التصريح بالنكار وإنما تارة‬
‫وتارة والله تعالى يغفر لنا وله ومن العجيب‬
‫حقا أن يعتمد هذا الثر المام ابن القيم‬
‫رحمه الله تعالى فإنه نقل كلم القاضي‬
‫أبي يعلى فيه وبعض أسماء القائلين به ثم‬
‫قال ابن القيم رحمه الله ‪ :‬قلت ‪ :‬وهو‬
‫قول ابن جرير الطبري وإمام هؤلء كلهم‬
‫مجاهد إمام التفسير وهو قول أبي الحسن‬
‫الدارقطني ومن شعره فيه ( ثم ذكره‬
‫المصنف فيما يأتي في ترجمة ) ‪- 134‬‬
‫الدراقطني ( وزاد بيتا رابعا لعل المصنف‬
‫تعمد حذفه ‪ :‬ول تنكروا أنه قاعد ول تنكروا‬
‫أنه يقعده ( قلت ‪ :‬وقد عرفت أن ذلك لم‬
‫يثبت عن مجاهد بل صح عنه ما يخالفه كما‬
‫تقدم ‪ .‬وما عزاه للدارقطني ل يصح إسناده‬
‫كما بيناه في ) الحاديث الضعيفة ( ) ‪( 870‬‬
‫وأشرت إلى ذلك تحت ترجمة الدارقطني‬
‫التية ‪ .‬وجعل ذلك قول لبن جرير فيه نظر‬
‫لن كلمه في ) التفسير ( يدور على إمكان‬
‫وقوع ذلك كما سبق ل أنه وقع وتحقق‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫ولذلك قال المام القرطبي في‬
‫) تفسيره ( ) ‪ ) : ( 311 / 10‬وعضد الطبري‬
‫جواز ذلك بشطط من القول وهو ل يخرج‬
‫إل على تلطف في المعنى وفيه بعد ول‬
‫ينكر مع ذلك أن يروى والعلم يتأوله ( ثم‬
‫بين وجه تأويله بما ل حاجة بنا إلى ذكره‬
‫والنظر فيه ما دام أنه أثر غير مرفوع ولو‬
‫افترض أنه في حكم المرفوع فهو في حكم‬
‫المرسل الذي ل يحتج به في الفروع فضل‬
‫عن الصول كما ذكرت ذلك أو نحوه فيما‬
‫يأتي من التعليق على قولة بعضهم ‪ ) :‬ول‬
‫نتكلم في حديث فيه فضيلة للنبي صلى‬
‫الله عليه وسلم بشيء ( التعليق ) ‪( 265‬‬
‫ولعل المصنف رحمه الله تعالى يشير إلى‬
‫ذلك بقوله في ترجمة ) ‪ - 165‬القاضي‬
‫العلمة أبو بكر بن العربي ( وقد نقل عنه‬
‫القول بهذا القعود معه على العرش ‪ :‬قال ‪:‬‬

‫وما علمت للقاضي مستندا في قوله هذا‬


‫سوى قول مجاهد وخلصة القول ‪ :‬إن قول‬
‫مجاهد هذا ‪ -‬وإن صح عنه ‪ -‬ل يجوز أن يتخذ‬
‫دينا وعقيدة ما دام أنه ليس له شاهد من‬
‫الكتاب والسنة فيا ليت المصنف إذ ذكره‬
‫عنده جزم برده وعدم صلحيته للحتجاج به‬
‫ولم يتردد فيه فإنه هو اللئق به وبتورعه‬
‫من إثبات كلمة ) بذاته ( والله المستعان ‪.‬‬
‫انتهى المراد منه ‪ .‬قلت وما يذكره الخلل‬
‫في سنته والذهبي في علوه من طريق‬
‫الجريري وسيف السدوسي ل يصح منه‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫شيء ‪ ،‬فالجريري قد اختلط ‪ ،‬والسدوسي‬
‫مجهول فأنى تصح تلك الثار ‪ ،‬وإني لعجب‬
‫من هذه الفرقة الشاذة المنحرفة التي‬
‫تعرف باسم الوهابية أو السلفية فانهم‬
‫يستدلون لعقائدهم بآثار واهية وضعيفة‬
‫وباطلة ومنكرة في إثبات عقيدتهم في باب‬
‫العقيدة ويطعنون بأحاديث وآثار صحيحة‬
‫وحسنة في تقرير التوسل والتبرك بالنبياء‬
‫والصالحين ويردونها بأدنى شبهة يظفرون‬
‫بها مع كونها على حسب القواعد المقررة‬
‫صحيحة أو حسنة ولكن يعملون على الطعن‬
‫بها ‪ ،‬ويثبتون لله الجلوس والستقرار‬
‫والقعود بآثار واهية مع العلم أن المقرر‬
‫لدى السلف والخلف أن العقائد يلزم فيها‬
‫الحديث الصحيح دون الضعيف والمتكلم فيه‬
‫وهم يفعلون خلف المقرر ويعملون بالضد‬
‫والعياذ بالله ‪ ،‬وقد ناظرت جملة من‬
‫مشائخهم وزعمائهم كعبد الرحمن دمشقية‬
‫وبعض الزهريين الذين وقعوا في مصيدة‬
‫إدعياء السلفية فهم على ما قدمت فيهم ‪.‬‬
‫قال أبو عبدالله محمد بن أحمد بن عثمان‬
‫بن قايماز الذهبي في كتابه العلو للعلي‬
‫الغفار ‪ :‬أخبرنا إسماعيل بن عبد الرحمن‬
‫بن المبارك أنبأنا عبد الله بن أحمد الفقيه‬
‫أنبأنا ابن البطي أنبأنا ابن خيرون أبو علي‬
‫بن شاذان أنبأنا أبو سهل القطان حدثنا عبد‬
‫الكريم اليرعاقولي حدثنا يحيى بن عبد‬
‫الحميد وغيره قالوا أنبأنا ابن فضيل عن‬
‫ليث عن مجاهد عسى أن يبعثك ربك مقاما‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫محمودا قال يجلسه أو يقعده على العرش‬
‫لهذا القول طرق خمسة وأخرجه ابن جرير‬
‫في تفسيره وعمل فيه المروذي مصنفا‬
‫وسيأتي إيضاح ذلك بعد حديث يعلى بن‬
‫عبيد ) قلت ليث هذا مضطرب الحديث‬
‫ضعيف ومختلط وسيء الحفظ كما بيناه (‬
‫وأسند الذهبي عن ربيعة بن أبي عبد‬
‫الرحمن فسأله رجل فقال الرحمن على‬
‫العرش استوى كيف استوى فقال الستواء‬
‫غير مجهول والكيف غير معقول ومن الله‬
‫الرسالة وعلى الرسول البلغ وعلينا‬
‫التصديق وروى البيهقي بإسناده عن مقاتل‬
‫بن حيان قال بلغنا والله أعلم في قوله‬
‫تعالى هو الول والخر هو الول قبل كل‬
‫شيء والخر بعد كل شيء والظاهر فوق‬
‫كل شيء والباطن أقرب من كل شيء‬
‫وإنما قربه بعلمه وهو فوق عرشه مقاتل‬
‫هذا ثقة إمام معاصر للوزاعي ما هو بإبن‬
‫سليمان ذاك مبتدع ليس بثقة روى غير‬
‫واحد عن معدان الذي يقول فيه ابن‬
‫المبارك هو أحد البدال قال سألت سفيان‬
‫الثوري عن قوله عزوجل وهو معكم أينما‬
‫كنتم قال علمه ‪ - 372‬ونقل عنه الوليد أنه‬
‫قال في أحاديث الصفات أمرها كما جاءت‬
‫‪ - 373‬وقد روى الليث بن يحيى البخاري‬
‫عن مؤمل بن إسماعيل عن سفيان الثوري‬
‫قال من قال القرآن مخلوق فهو كافر وقد‬
‫بث هذا المام الذي ل نظير له في عصره‬
‫شيئا كثيرا من أحاديث الصفات ومذهبه‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫فيها القرار والمرار والكف عن تأويلها‬
‫رحمه الله تعالى ‪ .‬قلت وهذا الكلم فيه‬
‫الرد على ابن تيمية ومن شايعه وهو مذهب‬
‫التفويض ‪ .‬وقال عبد الله بن أحمد بن‬
‫حنبل في الرد على الجهمية حدثني أبي‬
‫حدثنا شريح بن النعمان عن عبد الله بن‬
‫نافع قال قال مالك بن أنس الله في‬
‫السماء وعلمه في كل مكان ل يخلو منه‬
‫شيء ‪ ) .‬قلت ل يثبت هذا الثر عن مالك ‪.‬‬
‫)‪ - 377‬وساق البيهقي بإسناد صحيح عن‬
‫أبي الربيع الرشديني عن ابن وهب قال‬
‫كنت عند مالك فدخل رجل فقال يا أبا عبد‬
‫الله الرحمن على العرش استوى كيف‬
‫استوى فأطرق مالك وأخذته الرحضاء ثم‬
‫رفع رأسه فقال الرحمن على العرش‬
‫استوى كما وصف نفسه ول يقال كيف‬
‫وكيف عنه مرفوع وأنت صاحب بدعة‬
‫أخرجوه ‪ - 378‬وروى يحيى بن يحيى‬
‫التميمي وجعفر بن عبد الله وطائفة قالوا‬
‫جاء رجل إلى مالك فقال يا أبا عبد الله‬
‫الرحمن على العرش استوى كيف استوى‬
‫قال فما رأيت مالكا وجد من شيء‬
‫كموجدته من مقالته وعله الرحضاء يعني‬
‫العرق وأطرق القوم فسري عن مالك وقال‬
‫الكيف غير معقول والستواء منه غير‬
‫مجهول واليمان به واجب والسؤال عنه‬
‫بدعة وإني أخاف أن تكون ضال وأمر به‬
‫فأخرج هذا ثابت عن مالك وتقدم نحوه عن‬
‫ربيعة شيخ مالك وهو قول أهل السنة‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫قاطبة أن كيفية الستواء ل نعقلها بل‬
‫نجهلها ) قلت مراده حقيقة الستواء علمه‬
‫عند الله ( وأن إستواءه معلوم كما أخبر‬
‫في كتابه وأنه كما يليق به ل نعمق ول‬
‫نتحذلق ول نخوض في لوازم ذلك نفيا ول‬
‫إثباتا بل نسكت ونقف كما وقف السلف‬
‫ونعلم أنه لو كان له تأويل لبادر إلى بيانه‬
‫الصحابة والتابعون ولما وسعهم إقراره‬
‫وإمراره والسكوت عنه ونعلم يقينا مع ذلك‬
‫أن الله جل جلله ل مثل له في صفاته ول‬
‫في إستوائه ول في نزوله سبحانه وتعالى‬
‫عما يقول الظالمون علوا كبيرا ) قلت‬
‫القرار والمرار والسكوت عن المراد هو‬
‫مذهب التفويض والمؤلف يصرح بذلك في‬
‫كتابه سير أعلم النبلء ( ‪ - 380 .‬وقال‬
‫الوليد بن مسلم سألت الوزاعي ومالك بن‬
‫أنس وسفيان الثوري والليث بن سعد عن‬
‫الحاديث التي فيها الصفات فكلهم قالوا‬
‫لي أمروها كما جاءت بل تفسير رواه‬
‫جماعة عن الهيثم بن خارجة عنه صح عن‬
‫علي بن الحسن بن شقيق قال قلت لعبد‬
‫الله بن المبارك كيف نعرف ربنا عزوجل‬
‫قال في السماء السابعة على عرشه ول‬
‫نقول كما تقول الجهمية إنه هاهنا في‬
‫الرض فقيل هذا لحمد بن حنبل فقال‬
‫هكذا هو عندنا ) قلت وبعضهم من نفس‬
‫الطريق يذكره بلفظ بحد ‪ ،‬وهو وهم ل‬
‫يثبت عن ابن المبارك بهذا اللفظ ‪ ،‬بل‬
‫الثابت عن السلف نفي الحد ‪ ،‬وكما ذكر‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫الحافظ أبو جعفر الطحاوي عقيدة أهل‬
‫السنة قال ‪ :‬تعالى عن الحدود والغايات‬
‫والركان والعضاء والدوات ‪ ،‬ونفى الحد‬
‫عن الله وكيع بن الجراح والمام أبوحنيفة‬
‫والمام أحمد وابن حبان وخلق غيرهم من‬
‫السلف ومن جاء بعدهم بقليل أيضا وذكره‬
‫كثيرون بدون لفظ الحد كابن قدامة‬
‫والللكائي (‪ - 399‬وأخبرنا يحيى بن‬
‫الصيرفي الفقيه كتابة أنبأنا عبد القادر‬
‫الحافظ أنبأنا محمد بن أبي نصير بأصبهان‬
‫أخبرنا الحسين بن عبد الملك أنبأنا عبد الله‬
‫بن شبيب أنبأنا أبو عمرو السلمي أنبأنا أبو‬
‫الحسن اللبناني حدثنا أبو عبد الرحمن عبد‬
‫الله بن أحمد الحافظ حدثني أحمد بن‬
‫إبراهيم الدورقي حدثنا علي بن الحسن‬
‫سألت ابن المبارك كيف ينبغي لنا أن نعرف‬
‫ربنا عزوجل قال على السماء السابعة على‬
‫عرشه ول نقول كما تقول الجهمية إنه‬
‫هاهنا في الرض قال ابن أبي حاتم حدثنا‬
‫محمد بن الفضل بن موسى حدثنا أبو محمد‬
‫المروزي قال سمعت الحارث بن عمير وهو‬
‫مع فضيل بن عياض يقول من زعم أن‬
‫القرآن محدث فقد كفر ومن زعم أنه ليس‬
‫من علم الله فهو زنديق ) قلت فيه الرد‬
‫على من زعم أن كلم الله لموسى حادث‬
‫والعياذ بالله تعالى كما قال عبد الرحمن‬
‫دمشقية فقد قال لما كلم الله موسى كلمه‬
‫بكلم حادث كان بعد أن لم يكن فجعل صفة‬
‫الكلم حادثة ( فقال فضيل صدقت قال‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫أحمد بن حنبل رضي الله عنه حدثنا وكيع‬
‫عن إسرائيل بحديث إذا جلس الرب جل‬
‫جلله على الكرسي فاقشعر رجل عند وكيع‬
‫فغضب وكيع وقال أدركنا العمش والثوري‬
‫يحدثون بهذه الحاديث ول ينكرونها رواها‬
‫أبو حاتم عن أحمد ‪ ) .‬قلت هذا باطل مردود‬
‫( وقال المروذي سمعت أبا عبد الله‬
‫الخفاف سمعت ابن مصعب وتل عسى أن‬
‫يبعثك ربك مقاما محمودا قال نعم يقعده‬
‫على العرش ذكر المام أحمد محمد بن‬
‫مصعب فقال قد كتبت عنه وأي رجل هو‬
‫فأما قضية قعود نبينا على العرش فلم‬
‫يثبت في ذلك نص بل في الباب حديث واه‬
‫وما فسر به مجاهد الية كما ذكرناه فقد‬
‫أنكر بعض أهل الكلم فقام المروذي وقعد‬
‫وبالغ في النتصار لذلك وجمع فيه كتابا‬
‫وطرق قول مجاهد من رواية ليث بن أبي‬
‫سليم وعطاء بن السائب وأبي يحيى القتات‬
‫وجابر بن يزيد فممن أفتى في ذلك العصر‬
‫بأن هذا الثر يسلم ول يعارض أبو داود‬
‫السجستاني صاحب السنن وإبراهيم‬
‫الحربي وخلق بحيث أن ابن المام أحمد‬
‫قال عقيب قول مجاهد أنا منكر على كل‬
‫من رد هذا الحديث وهو عندي رجل سوء‬
‫متهم سمعته من جماعة وما رأيت محدثا‬
‫ينكره وعندنا إنما تنكره الجهمية وقد حدثنا‬
‫هارون بن معروف حدثنا محمد بن فضيل‬
‫عن ليث عن مجاهد في قوله عسى أن‬
‫يبعثك ربك مقاما محمودا قال يقعده عن‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫العرش فحدثت به أبي رحمه الله فقال لم‬
‫يقدر لي أن أسمعه من ابن فضيل بحيث أن‬
‫المروذي روى حكاية بنزول عن إبراهيم بن‬
‫عرفة سمعت ابن عمير يقول سمعت أحمد‬
‫بن حنبل يقول هذا قد تلقته العلماء‬
‫بالقبول وقال المروذي قال أبو داود‬
‫السجستاني حدثنا ابن أبي صفوان الثقفي‬
‫حدثنا يحيى بن أبي كثير حدثنا سلم بن‬
‫جعفر وكان ثقة حدثنا الجريري سيف‬
‫السدوسي عن عبد الله بن سلم قال إذا‬
‫كان يوم القيامة جيء بنبيكم حتى يجلس‬
‫بين يدي الله عزوجل على كرسيه الحديث‬
‫) قلت هذا ل يصح فيه سيف السدوسي (‬
‫وقد رواه ابن جرير في تفسيره أعني قول‬
‫مجاهد ثم قال ابن جرير ليس في فرق‬
‫السلم من ينكر هذا ل من يقر أن الله‬
‫فوق العرش ول من ينكره وكذلك أخرجه‬
‫النقاش في تفسيره وكذلك رد شيخ‬
‫الشافعية ابن سريج عمن أنكره بحيث أن‬
‫المام أبا بكر الخلل قال في كتاب السنة‬
‫من جمعه أخبرني الحسن بن صالح العطار‬
‫عن محمد بن علي السراج قال رأيت النبي‬
‫في النوم فقلت إن فلنا الترمذي يقول إن‬
‫الله ل يقعدك معه على العرش ونحن نقول‬
‫بل يقعدك فأقبل علي شبه المغضب وهو‬
‫يقول بلى والله بلى والله يقعدني على‬
‫العرش فانتبهت بحيث أن الفقيه أبا بكر‬
‫أحمد بن سليمان النجاد المحدث قال فيما‬
‫نقله عنه القاضي أبو يعلى الفراء لو أن‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫حالفا حلف بالطلق ثلثا أن الله يقعد‬
‫محمدا على العرش واستفتاني لقلت له‬
‫صدقت وبررت فأبصر حفظك الله من‬
‫الهوى كيف آل الغلو بهذا المحدث إلى‬
‫وجوب الخذ بأثر منكر واليوم فيردون‬
‫الحاديث الصريحة في العلو بل يحاول‬
‫بعض الطغام أن يرد قوله تعالى الرحمن‬
‫على العرش استوى أخبرنا ابن علوان‬
‫أنبأنا البهاء عبد الرحمن أنبأنا عبد المغيث‬
‫بن زهير أنبأنا ابن كادش أنبأنا محمد بن‬
‫العشاري أنبأنا أبو الحسن الدارقطني حدثنا‬
‫محمد بن مخلد حدثنا العباس الدوري‬
‫سمعت أبا عبيد وذكر الباب الذي يروى فيه‬
‫حديث الرؤية والكرسي و موضع القدمين‬
‫وضحك ربنا وحديث أين كان ربنا فقال هذه‬
‫أحاديث صحاح حملها أصحاب الحديث‬
‫والفقهاء بعضهم عن بعض وهي عندنا حق‬
‫ل نشك فيها ولكن إذا قيل لنا كيف وضع‬
‫قدمه وكيف يضحك قلنا ل نفسر هذا ول‬
‫سمعنا أحدا يفسره كان أبو عبيد من أئمة‬
‫الجتهاد رأسا في اللغة حسبك أن إسحاق‬
‫بن راهويه قال الله يحب النصاف أبو عبيد‬
‫أعلم مني ومن الشافعي ومن أحمد توفي‬
‫أبو عبيد سنة أربع وعشرين ومائتين وقد‬
‫ألف كتاب غريب الحديث وما تعرض لخبار‬
‫الصفات بتفسير بل عنده ل تفسير لذلك‬
‫غير موضع الخطاب للعربي والله تعالى‬
‫أعلم ذكر الحافظ أبو عيسى في جامعة لما‬
‫روى حديث أبي هريرة وهو خبر منكر لو‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫أنكم دليتم بحبل إلى الرض السفلى لهبط‬
‫على الله ثم قرأ هو الول والخر والظاهر‬
‫والباطن وهو بكل شيء عليم قال أبو‬
‫عيسى قراءة رسول الله الية تدل على أنه‬
‫أراد لهبط على علم الله وقدرته وسلطانه‬
‫في كل مكان وهو على العرش كما وصف‬
‫نفسه في كتابه ‪ - 518‬وقال أبو عيسى إثر‬
‫ما روي حديث أبي هريرة إن الله يقبل‬
‫الصدقة ويأخذها بيمينه فيربيها روت عائشة‬
‫عن النبي نحوه وقد قال غير واحد من أهل‬
‫العلم في هذا الحديث وما يشبهه من‬
‫الصفات ونزول الرب تبارك وتعالى إلى‬
‫سماء الدنيا قالوا قد ثبت الروايات في هذا‬
‫ونؤمن به ول يتوهم ول يقال كيف‬
‫هذا روي عن مالك وابن عينية وابن المبارك‬
‫أنهم قالوا في هذه الحاديث أمروها بل‬
‫كيف‬
‫قال وهكذا قول أهل العلم من أهل السنة‬
‫والجماعة وأما الجهمية فأنكرت هذه‬
‫الروايات وقالوا هذا تشبيه وفسروها على‬
‫غير ما فسر أهل العلم ) قلت هذا الكلم‬
‫فيه الرد على ابن تيمية ونبذ كلمه‬
‫وطرحه الذهبي يقرر كلم الترمذي وابن‬
‫تيمية يعتبره من جنس تأويلت الجهمية‬
‫ويرده ( ‪ .‬حديث يروى عن سعيد الجريري‬
‫عن سيف السدوسي عن عبد الله بن سلم‬
‫قال إذا كان يوم القيامة جيء بنبيكم فأقعد‬
‫بين يدي الله على كرسيه فقلت للجريري يا‬
‫أبا مسعود إذا كان على كرسيه أليس هو‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫معه قال ويلكم هذا أقر حديث في الدنيا‬
‫لعيني هذا موقوف ول يثبت إسناده‬
‫انتهى ‪ .‬وفي كتاب المسمى السنة‬
‫المنسوب لعبد الله بن أحمد الجزء ‪ 1‬صفحة‬
‫‪ - 585 301‬حدثني أبي رحمه الله قال‬
‫حدثنا عبدالرحمن عن سفيان عن أبي‬
‫إسحاق عن عبدالله بن خليفة عن عمر‬
‫رضي الله عنه قال إذا جلس تبارك وتعالى‬
‫على الكرسي سمع له أطيط كأطيط الرحل‬
‫الجديد ‪ //‬إسناده ضعيف ) قلت بل ل يجوز‬
‫اعتقاده في حق الله عز وجل ( حدثني أبي‬
‫نا وكيع بحديث إسرائيل عن أبي إسحاق‬
‫عن عبدالله بن خليفة عن عمر رضي الله‬
‫عنه قال إذا جلس الرب تعالى على‬
‫الكرسي فاقشعر رجل سماه أبي عند وكيع‬
‫فغضب وكيع وقال أدركنا العمش وسفيان‬
‫يحدثون بهذه الحاديث ل ينكرونها ‪ //‬إسناده‬
‫ضعيف ‪ ) .‬بل باطل ( حدثني أبي نا‬
‫عبدالصمد نا أبي نا محمد بن جحادة عن‬
‫سلمة بن كهيل عن عمارة بن عمير عن‬
‫أبي موسى قال الكرسي موضع القدمين‬
‫وله اطيط كأطيط الرحل ‪ //‬في إسناده‬
‫انقطاع ) قلت غير صحيح ( حدثني أبي نا‬
‫رجل ثنا إسرائيل عن السدي عن أبي مالك‬
‫في قوله عزوجل وسع كرسيه السموات‬
‫والرض قال أن الصخرة التي تحت الرض‬
‫السابعة ومنتهى الخلق على أرجائها أربعة‬
‫من الملئكة لكل مالك منهم اربعة وجوه‬
‫وجه انسان ووجه اسد ووجه نسر ووجه ثور‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫فهم قيام عليها قد أحاطوا بالرض‬
‫والسموات ورؤوسهم تحت الكرسي‬
‫والكرسي تحت العرش قال وهو واضع‬
‫رجليه تبارك وتعالى على الكرسي ‪ //‬في‬
‫إسناده مجهول ) قلت بل مكذوب ( حدثني‬
‫أبي وعبد العلى بن حماد النرسي قال ثنا‬
‫عبد الرحمن بن مهدي نا سفيان عن أبي‬
‫إسحاق عن عبد الله بن خليفة عن عمر‬
‫رضي الله عنه قال إذا جلس تبارك وتعالى‬
‫على الكرسي سمع له أطيط كأطيط الرحل‬
‫الجديد ‪ //‬إسناده ضعيف ) قلت ل يصح بحال‬
‫( حدثني أبي نا عبد الصمد بن عبد الوارث‬
‫حدثني أبي نا محمد بن جحادة عن سلمة بن‬
‫كهيل عن عمارة بن عمير عن أبي موسى‬
‫الشعري قال الكرسي موضع القدمين وله‬
‫أطيط كأطيط الرحل ‪ //‬فيه انقطاع وقد‬
‫تقدم في ‪ 588‬حدثني أبي نا أبو المغيرة‬
‫حدثتنا عبدة بنت خالد بن معدان عن أبيها‬
‫خالد ابن معدان أنه كان يقول إن الرحمن‬
‫سبحانه وتعالى ليثقل على حملة العرش‬
‫من أول النهار إذا قام المشركون حتى إذا‬
‫قام المسبحون خفف عن حملة العرش ‪//‬‬
‫في سنده عبدة بنت خالد ) ل يصح ( ‪ .‬كتب‬
‫إلي عباس العنبري كتبت إليك بخطي حدثنا‬
‫إسماعيل بن عبد الكريم بن معقل بن منبه‬
‫حدثني عبد الصمد بن معقل قال سمعت‬
‫وهبا )قال المزي في تهذيب الكمال ‪: :‬‬
‫إسماعيل بن عبد الكريم بن معقل بن منبه‬
‫بن كامل اليمانى ‪ ،‬أبو هشام الصنعانى ‪.‬‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫اهـ قال أحمد بن سعد بن أبى مريم ‪ ،‬عن‬
‫يحيى بن معين ‪ :‬ثقة ‪ ،‬رجل صدق و‬
‫الصحيفة التى يرويها عن وهب عن جابر‬
‫ليست بشىء إنما هو كتاب وقع إليهم ‪ ،‬و‬
‫لم يسمع وهب من جابر شيئا قال الحافظ‬
‫في تهذيب التهذيب ‪ : 316 / 1‬أما إمكان‬
‫السماع فل ريب فيه و لكن هذا فى همام ‪،‬‬
‫فأما أخوه وهب الذى وقع فيه البحث فل‬
‫ملزمة بينهما و ليحسن العتراض على ابن‬
‫معين بذلك السناد فإن الظاهر أن ابن‬
‫معين كان يغلط إسماعيل فى هذه اللفظة‬
‫عن وهب " سألت جابرا " و الصواب عنده "‬
‫عن جابر " ‪ ،‬و الله أعلم ‪ .‬و أما قول ابن‬
‫القطان الفاسى أن إسماعيل ل يعرف ‪،‬‬
‫فمردود عليه ) ‪ .‬يقول وذكر من عظمة‬
‫الله تعالى فقال إن السماوات السبع‬
‫والبحار لفي الهيكل وأن الهيكل لفي‬
‫الكرسي وأن قدميه لعلى الكرسي وهو‬
‫يحمل الكرسي وقد عاد الكرسي كالنعل‬
‫في قدميه ‪ //‬إسناده حسن ‪ .‬هكذا قال‬
‫محقق الكتاب ‪ ،‬قلت بل هو غير صحيح ‪.‬‬
‫حدثني إسماعيل بن عبيد بن أبي كريمة‬
‫الحراني أبو احمد أمله علينا إملء في دار‬
‫كعب حدثني محمد بن سلمة عن أبي عبد‬
‫الرحيم خالد بن أبي يزيد حدثني زيد بن أبي‬
‫أنيسة عن المنهال بن عمرو عن أبي عبيدة‬
‫بن عبد الله عن مسروق بن الجدع قال‬
‫حدثنا عبد الله ابن مسعود عن النبي صلى‬
‫الله عليه وسلم قال يجمع الله الولين‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫والخرين لميقات يوم معلوم قياما أربعين‬
‫سنة شاخصة أبصارهم إلى السماء‬
‫ينتظرون فصل القضاء قال فينزل الله‬
‫تعالى في ظلل الغمام من العرش إلى‬
‫الكرسي ثم ينادي مناد أيها الناس ألم‬
‫ترضوا من ربكم الذي خلقكم ورزقكم‬
‫وأمركم أن تعبدوه ول تشركوا به شيئا أن‬
‫يولي كل إنسان منكم ما كان يتولى ويعبد‬
‫في الدنيا أليس ذلك عدل من ربكم قالوا‬
‫بلى قال فلينطلق كل قوم إلى ما كانوا‬
‫يعبدون ويتولون في الدنيا قال فينطلقون‬
‫ويمثل لهم أشباه ما كانوا يعبدون فمنهم‬
‫من ينطلق إلى الشمس ومنهم من ينطلق‬
‫إلى القمر وإلى الوثان والحجارة وأشباه‬
‫ما كانوا يعبدون قال ويمثل لمن كان يعبد‬
‫عيسى شيطان عيسى ويمثل لمن كان يعبد‬
‫عزيرا شيطان عزير ويبقى محمد صلى الله‬
‫عليه وسلم وأمته قال فيتمثل الرب جل‬
‫وعز فيأتيهم فيقول لهم ما لكم ل‬
‫تنطلقون كما انطلق الناس فيقولون إن لنا‬
‫إلها فيقول وهل تعرفونه إن رأيتموه‬
‫فيقولون بيننا وبينه علمة إذا رأيناه‬
‫عرفناها فيقول ما هي يقولون يكشف عن‬
‫ساقه قال فعند ذلك يكشف الله عن ساقه‬
‫فيخر كل من كان بظهره طبق ويبقى قوم‬
‫ظهورهم كصياصي البقر يدعون إلى‬
‫السجود فل يستطيعون وقد كانوا يدعون‬
‫إلى السجود وهم سالمون ثم يقول ارفعوا‬
‫رؤوسكم قال فيرفعون رؤوسهم فيعطيهم‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫نورهم على قدر أعمالهم فمنهم من يعطى‬
‫نوره مثل الجبل العظيم يسعى بين يديه‬
‫ومنهم من يعطى نوره اصغر من ذلك‬
‫ومنهم من يعطى نوره مثل النخلة بيمينه‬
‫ومنهم من يعطى نوره اصغر من ذلك حتى‬
‫يكون آخرهم رجل يعطي نوره على إبهام‬
‫قدمه فيضئ مرة ويطفئ مرة فإذا أضاء‬
‫قدم قدمه فمشى وإذا اطفئ قام قال‬
‫والرب جل وعز أمامهم حتى يمر في النار‬
‫ويبقى أثره كحد السيف دحض مزلة قال‬
‫ويقول مروا فيمرون على قدر ذنوبهم‬
‫منهم من يمر كطرفة العين ومنهم من يمر‬
‫كالبرق ومنهم من يمر كالسحاب ومنهم من‬
‫يمر كالريح ومنهم من يمر كانقضاض‬
‫الكواكب ومنهم من يمر كشد الفرس‬
‫ومنهم من يمر كشد الرجل حتى يمر الذي‬
‫أعطي نوره على إبهام قدمه يحبوا على‬
‫وجهه ويديه ورجليه تخر يد وتعلق يد وتخر‬
‫رجل وتعلق رجل وتصيب جوانبه النار قال‬
‫فل يزال كذلك حتى يخلص فإذا خلص وقف‬
‫عليها ثم قال الحمد لله لقد أعطاني الله‬
‫تعالى ما لم يعط أحدا إذ نجاني منها بعد إذ‬
‫رأيتها قال فينطلق به إلى غدير عند باب‬
‫الجنة فيغتسل قال فيعود إليه ريح أهل‬
‫الجنة وألوانهم قال الحديث ‪ //‬إسناده‬
‫حسن ‪ .‬هكذا قال محقق الكتاب ) قلت‬
‫قال الذهبي في تلخيص المستدرك " ما‬
‫أنكره على جودة إسناده ‪ ،‬وليس كذلك بل‬
‫فيه أبو خالد الدالنى السدى الكوفى ‪،‬‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫يقال ‪ :‬اسمه يزيد بن‬
‫عبد الرحمن بن أبى سلمة ‪ ،‬و يقال ‪ :‬يزيد‬
‫بن عبد الرحمن بن عاصم ‪ ،‬و يقال ‪ :‬يزيد‬
‫بن عبد الرحمن بن هند ‪ ،‬و يقال ‪ :‬يزيد بن‬
‫عبد الرحمن بن واسط ‪ ،‬و يقال ‪ :‬يزيد بن‬
‫عبد الرحمن بن سابط متكلم ومطعون‬
‫فيه ‪ .‬قال ابن سعد في الطبقات " منكر‬
‫الحديث ‪ ،‬وقال ابن حبان في المجروحين "‬
‫كان كثير الخطأ فاحش الوهم يخالف‬
‫الثقات في الروايات حتى إذا سمعها‬
‫المبتدئ في هذه الصناعة علم أنها معمولة‬
‫أو مقلوبة ل يجوز الحتجاج به إذا لم يوافق‬
‫الثقات فكيف إذا انفرد عنهم بالمعضلت ‪،‬‬
‫قال الحافظ في تهذيب التهذيب ‪: 82 / 12‬‬
‫و قال أحمد بن حنبل ‪ :‬ل بأس به ‪ .‬و قال‬
‫أبو إسحاق الحربى ‪ :‬و قال ابن سعد ‪ :‬منكر‬
‫الحديث ‪ ) .‬؟ ( و قال ابن حبان فى "‬
‫الضعفاء " ‪ :‬كان كثير الخطأ فاحش الوهم ‪،‬‬
‫خالف الثقات فى الروايات ‪ ،‬حتى إذا‬
‫سمعها المبتدى فى هذه الصناعة علم أنها‬
‫معمولة أو مقلوبة ‪ ،‬ل يجوز الحتجاج به إذا‬
‫وافق ‪ ،‬فكيف إذا انفرد بالمعضلت ‪ .‬و ذكره‬
‫الكرابيسى فى المدلسين و قال ابن عبد‬
‫البر ‪ :‬ليس بحجة ‪ .‬اهـ عند ابن‬
‫حجر ‪:‬صدوق يخطىء كثيرا و كان يدلس ‪،‬‬
‫قلت هذا من حيث الصناعة الحديثية أما‬
‫متنه فهو منكر باطل ل يصح عن رسول‬
‫الله ‪ ،‬وضعفه اللباني في سلسلة‬
‫الحاديث الضعيفة ( وقال الذهبي في كتابه‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫العلو ‪ :‬حديث كتب به إلينا يحيى بن أبي‬
‫منصور أنبأنا عبد القادر الحافظ أنبأنا‬
‫مسعود الثقفي أنبأنا عبد الوهاب بن منده‬
‫أنبأنا أبي أبو عبد الله أنبأنا محمد بن‬
‫يعقوب حدثنا الصنعاني حدثنا إسماعيل بن‬
‫عبيد حدثنا محمد بن سلمة عن أبي عبد‬
‫الرحيم عن زيد عن المنهال عن أبي عبيدة‬
‫عن مسروق قال حدثنا عبد الله بن مسعود‬
‫أن النبي قال يجمع الله الولين والخرين‬
‫لميقات يوم معلوم أربعين سنة شاخصة‬
‫أبصارهم إلى السماء ينتظرون فصل‬
‫القضاء وينزل الله في ظلل من الغمام من‬
‫العرش إلى الكرسي ثم ينادي مناد أيها‬
‫الناس ألم ترضوا من ربكم الذي خلقكم‬
‫ورزقكم وأمركم أن تعبدوه ول تشركوا به‬
‫شيئا أن يولي كل ناس ما كان يتولى ويعبد‬
‫في الدنيا أليس ذلك عدل من ربكم قالوا‬
‫بلى فينطلقون فيتمثل لهم أشباه ما كانوا‬
‫يعبدون فمنهم من ينطلق إلى الشمس‬
‫ومنهم من ينطلق إلى القمر وإلى الوثان‬
‫ويتمثل لمن كان يعبد عيسى شيطان‬
‫عيسى ولمن كان يعبد عزيرا شيطان عزير‬
‫ويبقى محمد وأمته فيتمثل الرب عزوجل‬
‫لهم فيأتيهم فيقول مالكم ل تنطلقون كما‬
‫انطلق الناس فيقولون بيننا وبينه علمة‬
‫فإذا رأيناه عرفناه ‪ .‬حديث مالك بن‬
‫إسماعيل النهدي حدثنا عبد السلم بن حرب‬
‫عن أبي خالد بن بنت عبد الرحمن الدالني‬
‫عن المنهال بن عمرو عن أبي عبيدة بن‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫عبد الله عن مسروق عن عبد الله عن النبي‬
‫قال يجمع الله الولين والخرين لميقات‬
‫يوم معلوم أربعين سنة شاخصة أبصارهم‬
‫إلى السماء ينتظرون فصل القضاء وينزل‬
‫الله تعالى في ظلل من الغمام من العرش‬
‫إلى الكرسي رواه عبد الله بن محمد بن‬
‫النعمان الصبهاني والحسين بن حميد بن‬
‫الربيع وغيرهما عن النهدي ‪ - 220‬حديث‬
‫ابن وارة وعبد الله بن أحمد وأبو أمية‬
‫الطرسوسي قالوا أنبأنا إسماعيل بن عبيد‬
‫بن أبي كريمة الحراني حدثنا محمد بن‬
‫سلمة عن خالد بن أبي يزيد عن زيد بن أبي‬
‫أنيسة عن المنهال بن عمرو عن أبي عبيدة‬
‫عن مسروق عن عبد الله عن النبي قال‬
‫يجمع الله الولين والخرين لميقات يوم‬
‫معلوم أربعين سنة شاخصة أبصارهم إلى‬
‫السماء ينتظرون فصل القضاء وينزل الله‬
‫في ظلل من الغمام من العرش إلى‬
‫الكرسي الحديث بطوله إسناده حسن ‪.‬‬
‫قلت هكذا قال محقق الكتاب ‪ .‬وقد تقدم‬
‫الكلم فيه وهو ليس بحسن جزما ‪ ،‬بل‬
‫نسبة النقلة والتحرك لله ضلل وكفران ‪.‬‬
‫قال الذهبي في كتابه العلو ‪ :‬حديث أبي‬
‫عبيدة بن عبد الله بن مسعود عن أبيه عن‬
‫النبي صلى الله عليه وءاله وسلم قال "‬
‫يجمع الله الولين والخرين لميقات يوم‬
‫معلوم أربعين سنة شاخصة أبصارهم إلى‬
‫السماء ينتظرون فصل القضاء ‪ ،‬فينزل الله‬
‫تعالى من العرش إلى الكرسي في ظلل‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫من الغمام " فيه انقطاع محتمل ‪ .‬انتهى ‪.‬‬
‫) قلت بل هو غير صحيح قال الذهبي في‬
‫علوه فيه انقطاع محتمل ‪ ،‬قلت أبو عبيدة‬
‫لم يسمع من أبيه قال المزي في تهذيب‬
‫الكمال روى عن البراء بن عازب وأبيه عبد‬
‫الله بن مسعود ولم يسمع منه قال المزى ‪:‬‬
‫قال شعبة ‪ ،‬عن عمرو بن مرة ‪ :‬سألت أبا‬
‫عبيدة بن عبد الله ‪ :‬هل تذكر من عبد الله‬
‫شيئا ؟ قال ‪ :‬ل و قال الترمذى ‪ :‬ل يعرف‬
‫اسمه ‪ ،‬و لم يسمع من أبيه شيئا قال‬
‫الحافظ في تهذيب التهذيب ‪ : 75 / 5‬و‬
‫ذكره ابن حبان فى " الثقات " ‪ ،‬و قال ‪ :‬لم‬
‫يسمع من أبيه شيئا قال ابن أبى حاتم فى‬
‫" المراسيل " ‪ :‬قلت لبى ‪ :‬هل سمع أبو‬
‫عبيدة من أبيه ؟ قال ‪ :‬يقال إنه لم يسمع‬
‫منه ‪ ،‬قلت ‪ :‬فإن عبد الواحد بن زياد يروى‬
‫عن أبى مالك الشجعى عن عبد الله بن أبى‬
‫هند عن أبى عبيدة ‪ ،‬قال ‪ :‬خرجت مع أبى‬
‫لصلة الصبح ‪ .‬؟ ! قال أبى ‪ :‬ما أدرى ما‬
‫هذا ‪ ،‬و ما أدرى عبد الله بن أبى هند من هو‬
‫‪ .‬و قال الترمذى فى " العلل الكبير " ‪:‬‬
‫قلت لمحمد ‪ :‬أبو عبيدة ما اسمه ؟ فلم‬
‫يعرف اسمه ‪ ،‬و قال ‪ :‬هو كثير الغلط ‪.‬‬
‫السم ‪ :‬أبو عبيدة بن عبد الله بن مسعود‬
‫الهذلى الكوفى قيل اسمه عامر ( ‪ .‬وقد‬
‫رواه الحاكم في مستدركه وليس فيه ذكر‬
‫النزول من العرش إلى الكرسي من طريق‬
‫أبي عبيدة عن مسروق عن عبد الله بن‬
‫مسعود ‪ ،‬وهذا نصه ‪ :‬وفي مستدرك الحاكم‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫الجزء ‪ 4‬صفحة ‪ - 8751 :632‬أخبرني أبو‬
‫جعفر محمد بن دحيم الشيباني بالكوفة من‬
‫أصل كتابه ثنا أحمد بن حازم بن أبي عزرة‬
‫الغفاري ثنا مالك بن إسماعيل النهدي ثنا‬
‫عبد السلم بن حرب ثنا يزيد بن عبد‬
‫الرحمن أبو خالد الدالني ثنا المنهال بن‬
‫عمرو عن أبي عبيدة عن مسروق عن عبد‬
‫الله بن مسعود رضي الله عنه أن رسول‬
‫الله صلى الله عليه و سلم قال ‪ :‬يجمع الله‬
‫الناس يوم القيامة فينادي مناد ‪ :‬يا أيها‬
‫الناس ألم ترضوا من ربكم الذي خلقكم و‬
‫صوركم و رزقكم أن يوالي كل إنسان ما‬
‫كان يعبد في الدنيا و يتولى أليس ذلك عدل‬
‫من ربكم ؟ قالوا ‪ :‬بلى قال ‪ :‬فينطلق كل‬
‫إنسان منكم إلى ما كان يتولى في الدنيا و‬
‫يمثل لهم ما كانوا يعبدون في الدنيا و‬
‫قال ‪ :‬يمثل لمن كان يعبد عيسى شيطان‬
‫عيسى و يمثل لمن كان يعبد عزيرا شيطان‬
‫عزير حتى يمثل لهم الشجر و العود و‬
‫الحجر و يبقى أهل السلم جثوما فيقول‬
‫لهم ‪ :‬ما لكم ل تنطلقون كما انطلق الناس‬
‫فيقولون ‪ :‬إن لنا ربا ما رأيناه بعد قال‬
‫فيقول ‪ :‬فبم تعرفون ربكم إن رأيتموه ؟‬
‫قالوا ‪ :‬بيننا و بينه علمة إن رأيناه عرفناه‬
‫قال ‪ :‬و ما هي ؟ قالوا ‪ :‬الساق فيكشف‬
‫عن ساق قال فيحني كل من كان لظهر‬
‫طبق ساجدا و يبقى قوم ظهورهم‬
‫كصياصي البقر يريدون السجود فل‬
‫يستطيعون قال ‪ :‬ثم يؤمرون فيرفعون‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫رؤوسهم فيعطون نورهم على قدر‬
‫أعمالهم فمنهم من يعطي نوره مثل الجبل‬
‫بين يديه و منهم من يعطى نوره دون ذلك‬
‫و منهم من يعطى نوره مثل النخلة بيمينه‬
‫و منهم من يعطى دون ذلك حتى يكون آخر‬
‫ذلك يعطى نوره على إبهام قدمه يضيء‬
‫مرة و يطفئ مرة فإذا أضاء قدم قدمه و إذا‬
‫طفئ قام فيمرون على الصراط و الصراط‬
‫كحد السيف دحض مزلة قال فيقال ‪ :‬انجوا‬
‫على قدر نوركم فمنهم من يمر كانقضاض‬
‫الكوكب و منهم من يمر كالطرف و منهم‬
‫من يمر كالريح و منهم من يمر كشد الرحل‬
‫و يرمل رمل فيمرون على قدر أعمالهم‬
‫حتى يمر الذي نوره على إبهام قدمه يجر‬
‫يدا و يعلق يدا و يجر رجل و يعلق رجل‬
‫فتصيب جوانبه النار قال ‪ :‬فيخلصون فإذا‬
‫خلصوا قالوا ‪ :‬الحمد لله الذي نجانا منك بعد‬
‫إذ رأيناك فقد أعطانا الله ما لم يعط أحدا‬
‫فينطلقون إلى ضحضاح عند باب الجنة و‬
‫هو مصفق منزل في أدنى الجنة فيقولون ‪:‬‬
‫ربنا اعطنا ذلك المنزل قال ‪ :‬فيقول لهم ‪:‬‬
‫تسألوني الجنة و هو مصفق وقد أنجيتكم‬
‫من النار هذا الباب ل يسمعون حسيسها‬
‫فيقول لهم ‪ :‬لعلكم إن أعطيتموه أن‬
‫تسألوني غيره ؟ قال فيقول ‪ :‬ل و عزتك و‬
‫ل نسألك غيره و أي منزل يكون أحسن منه‬
‫قال ‪ :‬فيعطوه فيرفع لهم أمام ذلك منزل‬
‫آخر كأن الذي أعطوه قبل ذلك حلم عند‬
‫الذي رأوه قال فيقول لهم ‪ :‬لعلكم إن‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫أعطيتموه أن تسألوني غيره فيقولون ‪ :‬ل‬
‫و عزتك ل نسألك غيره و أي منزل أحسن‬
‫منه فيعطوه ثم يسكتون قال فيقال لهم ‪:‬‬
‫ما لكم ل تسألوني ؟ فيقولون ‪ :‬ربنا قد‬
‫سألنا حتى استحيينا قال ‪ :‬فيقول لهم ‪:‬‬
‫ألم ترضوا إن أعطيتكم مثل الدنيا منذ يوم‬
‫خلقتها إلى يوم أفنيتها و عشرة أضعافها‬
‫قال قال مسروق ‪ :‬فما بلغ عبد الله هذا‬
‫المكان من الحديث إل ضحك قال فقال له‬
‫رجل ‪ :‬يا أبا عبد الرحمن لقد حدثت بهذا‬
‫الحديث مرارا فما بلغت هذا المكان من هذا‬
‫الحديث إل ضحكت قال ‪ :‬فقال عبد الله ‪:‬‬
‫سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم‬
‫يحدث بهذا الحديث مرارا فما بلغ هذا‬
‫المكان من هذا الحديث إل ضحك حتى تبدو‬
‫لهواته و يبدو آخر ضرس من أضراسه لقول‬
‫النسان ‪ :‬أتهزأ بي و أنت الملك ؟ قال ‪:‬‬
‫فيقول الرب تبارك و تعالى ‪ :‬و ل لكني‬
‫على ذلك قادر فسلوني قال ‪ :‬فيقولون ‪:‬‬
‫ربنا ألحقنا بالناس فيقول لهم ‪ :‬الحقوا‬
‫بالناس قال فينطلقون يرملون في الجنة‬
‫حتى يبدو للرجل منهم قصر من درة مجوفة‬
‫قال ‪ :‬فيخر ساجدا قال فيقال له ‪ :‬ارفع‬
‫رأسك فيرفع رأسه فيقال ‪ :‬إنما هذا منزل‬
‫من منازلك قال ‪ :‬فينطلق فيستقبله رجل‬
‫فيقول ‪ :‬أنت ملك فيقال ‪ :‬إنما ذلك‬
‫قهرمان من قهارمتك عبد من عبيدك قال ‪:‬‬
‫فيأتيه فيقول إنما أنا قهرمان من قهارمتك‬
‫على هذا القصر تحت يدي ألف قهرمان‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫كلهم على ما أنا عليه قال ‪ :‬فينطلق به عند‬
‫ذلك حتى يفتح القصر و هو درة مجوفة‬
‫سقايفها و أبوابها و أغلقها و مفاتيحها‬
‫منها فيفتح له القصر فيستقبله جوهرة‬
‫خضراء مبطنة بحمراء سبعون ذراعا فيها‬
‫ستون بابا كل باب يفضي إلى جوهرة‬
‫واحدة على غير لون صاحبتها في كل‬
‫جوهرة سرر و أزواج و تصاريف أو قال و‬
‫وصائف قال ‪ :‬فيدخل فإذا هو بحوراء عيناء‬
‫عليها سبعون حلة يرى مخ ساقها من وراء‬
‫حللها كبدها مرآته و كبده مرآتها إذا أعرض‬
‫عنها إعراضه ازدادت في عينه سبعين ضعفا‬
‫عما كان قبل ذلك فيقول ‪ :‬لقد ازددت في‬
‫عيني سبعين ضعفا و تقول له مثل ذلك‬
‫قال ‪ :‬فيشرف ببصره على ملكه مسيرة‬
‫مائة عام قال فقال عمر عند ذلك ‪ :‬يا كعب‬
‫أل تسمع إلى ما يحدثنا ابن أم عبد عن أدنى‬
‫أهل الجنة ماله فكيف بأعلهم ؟ قال ‪ :‬يا‬
‫أمير الكؤمنين مال عين رأت و ل أذن‬
‫سمعت إن الله كان فوق العرش و الماء‬
‫فخلق لنفسه دارا بيده فزينها بما شاء و‬
‫جعل فيها من الثمرات و الشراب ثم‬
‫أطبقها فلم يرها أحد من خلقه منذ يوم‬
‫خلقها ل جبريل و ل غيره من الملئكة ثم‬
‫قرأ كعب } فل تعلم نفس ما أخفي لهم‬
‫من قرة أعين { و خلق دون ذلك جنتين‬
‫فزينهما بما شاء و جعل فيهما ما ذكر من‬
‫الحرير و السندس و الستبرق و أراهما من‬
‫شاء من خلقه من الملئكة فمن كان كتابه‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫في عليين يرى في تلك الدار فإذا ركب‬
‫الرجل من أهل عليين في ملكه لم ينزل‬
‫خيمة من خيام الجنة إل دخلها من ضوء‬
‫وجهه حتى أنهم يستنشقون ريحه و‬
‫يقولون ‪ :‬واها لهذه الريح الطيبة و يقولون‬
‫لقد أشرف علينا اليوم رجل من أهل عليين‬
‫فقال عمر ‪ :‬ويحك يا كعب إن هذه القلوب‬
‫قد استرسلت فاقبضها فقال كعب ‪ :‬يا أمير‬
‫المؤمنين إن لجهنم زفرة ما من ملك‬
‫مقرب و ل نبي إل يخر لركبتيه حتى يقول‬
‫إبراهيم خليل الله ‪ :‬رب نفسي نفسي و‬
‫حتى لو كان عمل سبعين نبيا إلى عملك‬
‫لظننت أن ل تنجو منها رواة هذا الحديث‬
‫عن آخرهم ثقات غير أنهما لم يخرجا أبا‬
‫خالد الدالني في الصحيحين لما ذكر من‬
‫انحرافه عن السنة في ذكر الصحابة فأما‬
‫الئمة المتقدمون فكلهم شهدوا لبي خالد‬
‫بالصدق و التقان و الحديث صحيح و لم‬
‫يخرجاه و أبو خالد الدلني ممن يجمع حديثه‬
‫في أئمة أهل الكوفة ما أنكره حديثا على‬
‫جودة إسناده ‪ .‬انتهى المستدرك للحاكم‬
‫وتلخيص المستدرك للذهبي ‪.‬‬
‫وهذا إسناد كتاب المسمى بالسنة‬
‫المنسوب لعبد الله بن المام أحمد ‪ .‬أنبأنا‬
‫الشياخ محمد بن أحمد بن عمر القطيعي‬
‫وعمر بن كرم بن أبي الحسن الدينوري‬
‫وأبو نصر بن أبي الحسن بن قنيدة وعبد‬
‫السلم بن عبد الله بن أحمد بن بكران‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫الداهري وغيرهم قالوا أنبأنا أبو الوقت عبد‬
‫الول بن عيسى بن شعيب السجزي‬
‫الهروي الصوفي قال أنا الشيخ المام شيخ‬
‫السلم أبو اسماعيل عبدالله بن محمد‬
‫النصاري من كتابه أنا أبو يعقوب اسحاق‬
‫بن ابراهيم بن محمد بن عبد الرحمن‬
‫القراب كتابة أنا أبو النصر محمد بن الحسن‬
‫بن سليمان السمسار نا أبو عبدالله محمد‬
‫بن ابراهيم بن خالد الهروي ثنا أبو‬
‫عبدالرحمن عبدالله بن أحمد بن محمد بن‬
‫حنبل رضي الله عنه وأرضاه قال ‪.‬‬
‫)قلت وأنت ترى رجال السناد من هم ( ‪.‬‬
‫وقال ابن تيمية بعد ذكره حديث الجارية‪ :‬فمن اعتقد‬
‫أن الله في جوف السماء محصور محاط به‪ ،‬وأنه‬
‫مفتقر إلى العرش وغيره‪ ،‬أو أن استواءه كاستواء‬
‫المخلوقين فهو ضال مبتدع ‪ .‬مجموع الفتاوى ‪– 5‬‬
‫‪ ، 258‬وبيان تلبيس الجهمية ‪ .‬وما جاء في تفسير‬
‫الطبري ‪ :‬قال ذلك حدثنا عباد بن يعقوب السدي‬
‫قال ثنا ابن فضيل عن ليث عن مجاهد في قوله‬
‫عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا قال يجلسه‬
‫معه على عرشه وأولى القولين في ذلك بالصواب‬
‫ما صح به الخبر عن رسول الله وذلك ما حدثنا به‬
‫أبو كريب قال ثنا وكيع عن داود بن يزيد عن أبيه‬
‫عن أبي هريرة قال قال رسول الله عسى أن يبعثك‬
‫ربك مقاما محمودا سئل عنها قال هي الشفاعة ‪.‬‬
‫قال في المغني في الضعفاء للذهبي عباد بن‬
‫يعقوب الرواجني شيعي غال روى عن شريك قوي‬
‫الحديث قال الدارقطني شيعي صدوق الضعفاء و‬
‫المتروكين لبن الجوزي عباد بن يعقوب الرواجني‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫أبو سعيد الكوفي يروي عن شريك قال ابن حبان‬
‫كان رافضيا داعيا يروي المناكير عن المشاهير‬
‫فاستحق الترك وقال ابن عدي روى احاديث أنكرت‬
‫عليه في فضائل أهل البيت وما له غيرهم وقال‬
‫الدارقطني ليس بضعيف قال المصنف قلت قد‬
‫أخرج عنه البخاري أنبأنا محمد بن عبد الملك عن‬
‫أبي نصر أحمد بن علي الحافظ أخبرنا أبو نعيم‬
‫حدثني محمد بن المظفر قال سمعت قاسم بن‬
‫زكريا المطرز يقول دخلت الكوفة فكتبت عن‬
‫شيوخها عباد بن يعقوب فلما فرغت دخلت إليه‬
‫وكان يمتحن من يسمع منه فقال لي من حفر البحر‬
‫فقلت الله خلق البحر فقال هو كذلك ولكن من‬
‫حفره فقلت يذكر الشيخ فقال حفره علي بن أبي‬
‫طالب ثم قال ومن أجراه قلت الله مجري النهار‬
‫ومنبع العيون فقال هو كذلك ولكن من أجرى البحر‬
‫فقال يفيدني الشيخ فقال أجراه الحسين بن علي‬
‫لسان الميزان للعسقلني وفي كتاب الضعفاء عباد‬
‫بن يعقوب أبو أسيد الرواجني كوفي حدثنا عنه‬
‫جماعة من الشيوخ سمعت عبدان يذكره عن أبي‬
‫بكر بن أبي شيبة أو هناد بن أبي السري أنهما أو‬
‫أحدهما فسقه ونسبه إلى أنه يشتم السلف قال‬
‫الشيخ وعباد بن يعقوب معروف في أهل الكوفة‬
‫وفيه غلو فيما فيه من التشيع وروى أحاديث أنكرت‬
‫عليه في فضائل أهل البيت وفي مثالب وقال‬
‫الباجي عباد بن يعقوب الرواجني السدي الكوفي‬
‫أخرج البخاري في التوحيد عنه عن عباد بن العوام‬
‫عن الشيباني عن الوليد بن العيزار عن أبي عمرو‬
‫الشيباني عن بن مسعود أن رجل سأل النبي أي‬
‫العمال أفضل لم يخرج عنه غيره قال البخاري‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫مات في شوال سنة خمس ومائتين قال عبد‬
‫الرحمن سئل أبي عنه فقال شيخ كوفي قال أبو‬
‫عبد الله كان من الغالين في التشيع إل أن أبا بكر‬
‫بن إسحاق يقول حدثنا الصدوق في روايته المتهم‬
‫في دينه ‪ .‬قال ابن حجر في الفتح ‪ :‬قال الطبري‬
‫وقال ليث عن مجاهد في قوله تعالى مقاما محمودا‬
‫يجلسه معه على عرشه ثم أسنده وقال الول أولى‬
‫على أن الثاني ليس بمدفوع ل من جهة النقل ول‬
‫من جهة النظر وقال ابن عطية هو كذلك إذا حمل‬
‫على ما يليق به وبالغ الواحدي في رد هذا القول‬
‫وأما النقاش فنقل عن أبي داود صاحب السنن أنه‬
‫قال من أنكر هذا فهو متهم وقد جاء عن ابن‬
‫مسعود عند الثعلبي وعن ابن عباس عند أبي‬
‫الشيخ وعن عبد الله بن سلم قال ان محمدا يوم‬
‫القيامة على كرسي الرب بين يدي الرب أخرجه‬
‫الطبري قلت فيحتمل أن تكون الضافة إضافة‬
‫تشريف وعلى ذلك يحمل ما جاء عن مجاهد وغيره‬
‫والراجح أن المراد بالمقام المحمود الشفاعة ‪.‬‬
‫قلت النقاش المفسر متكلم فيه ‪ .‬وقال العلمة ابن‬
‫فورك في كتابه مشكل الحديث ‪ :‬فإن قيل فما‬
‫تقولون ايضا فيما روي عن مجاهد أنه قال في‬
‫مقاما ً‬ ‫ك َرب ّ َ‬
‫ن ي َب ْعَث َ َ‬ ‫َ‬
‫ك َ‬ ‫سى أ ْ‬
‫تأويل قوله تعالى )عَ َ‬
‫حمودًا( إنه يقعده معه على العرش‪ .‬قيل هذا ايضا‬ ‫م ْ‬
‫َ‬
‫غير مأخوذ به قوله وتأويله ‪ ،‬مع أنه يحتمل ان‬
‫يقال ‪ :‬إنه معه بمعنى النصرة والمعونة كما قال ‪:‬‬
‫)لتحزن إن الله معنا( ‪ .‬وكما قال إن الله مع‬
‫المتقين( على معنى النصرة والمعونة ‪ ،‬وذلك أن‬
‫مع في الكلم يحتمل وجوها ‪ :‬أحدهما بمعنى‬
‫الصحبة في البقعة والمجاورة لمن فيها ‪ ,‬وذلك ل‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫يليق بالله سبحانه ‪ .‬ويكون ايضا بمعنى العلم كما‬
‫قال وهو معكم أينما كنتم " والمعنى فيه أنه عالم‬
‫بكم الخ ما قاله ص ‪ 340‬من طبعة عالم الكتب‬
‫انتهى المراد منه ‪ .‬قال القرطبي في تفسيره ‪. :‬‬
‫القول الثالث‪ :‬ما حكاه الطبري عن فرقة‪،‬‬
‫منها مجاهد‪ ،‬أنها قالت‪ :‬المقام المحمود هو‬
‫أن يجلس الله تعالى محمد صلى الله عليه‬
‫وسلم معه على كرسيه؛ وروى في ذلك‬
‫حديثا‪ .‬وعضد الطبري جواز ذلك بشطط من‬
‫القول‪ ،‬وهو ل يخرج إل على تلطف في‬
‫المعنى‪ ،‬وفيه بعد‪ .‬ول ينكر مع ذلك أن‬
‫يروى‪ ،‬والعلم يتأوله‪ .‬وذكر النقاش عن أبي‬
‫داود السجستاني أنه قال‪ :‬من أنكر هذا‬
‫الحديث فهو عندنا متهم‪ ،‬ما زال أهل العلم‬
‫يتحدثون بهذا‪ ،‬من أنكر جوازه على تأويله‪.‬‬
‫قال أبو عمر‪ :‬ومجاهد‪ ،‬وإن كان أحد الئمة‪،‬‬
‫يتأول القرآن فإن له قولين مهجورين عند‬
‫أهل العلم‪ :‬أحدهما هذا والثاني في تأويل‬
‫قوله تعالى‪" :‬وجوه يومئذ ناضرة‪ .‬إلى ربها‬
‫ناظرة" ]القيامة‪ [22 :‬تنتظر الثواب؛ ليس‬
‫من النظر‪ .‬قلت‪ .‬ذكر هذا في باب ابن‬
‫شهاب في حديث النزول ‪ .‬وروي عن‬
‫مجاهد أيضا في هذه الية قال‪ :‬يجلسه على‬
‫العرش‪ .‬وهذا تأويل غير مستحيل؛ لن الله‬
‫تعالى كان قبل خلقه الشياء كلها والعرش‬
‫قائما بذاته‪ ،‬ثم خلق الشياء من غير حاجة‬
‫إليها‪ ،‬بل إظهارا لقدرته وحكمته‪ ،‬وليعرف‬
‫وجوده وتوحيده وكمال قدرته وعلمه بكل‬
‫أفعاله المحكمة‪ ،‬وخلق لنفسه عرشا استوى‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫عليه كما شاء من غير أن صار له مماسا‪ ،‬أو‬
‫كان العرش له مكانا‪ .‬قيل‪ :‬هو الن على‬
‫الصفة التي كان عليها من قبل أن يخلق‬
‫المكان والزمان؛ فعلى هذا القول سواء‬
‫في الجواز أقعد محمد على العرش أو على‬
‫الرض؛ لن استواء الله تعالى على العرش‬
‫ليس بمعنى النتقال والزوال وتحويل‬
‫الحوال من القيام والقعود والحال التي‬
‫تشغل العرش‪ ،‬بل هو مستو على عرشه‬
‫كما أخبر عن نفسه بل كيف‪ .‬وليس إقعاده‬
‫محمدا على العرش موجبا له صفة الربوبية‬
‫أو مخرجا له عن صفة العبودية‪ ،‬بل هو رفع‬
‫لمحله وتشريف له على خلقه‪ .‬وأما قوله‬
‫في الخبار‪) :‬معه( فهو بمنزلة قوله‪" :‬إن‬
‫الذين عند ربك"‪ ،‬و"رب ابن لي عندك بيتا‬
‫في الجنة" ]التحريم‪" .[11 :‬وإن الله لمع‬
‫المحسنين" ]العنكبوت‪ [69 :‬ونحو ذلك‪ .‬كل‬
‫ذلك عائد إلى الرتبة والمنزلة والحظوة‬
‫والدرجة الرفيعة‪ ،‬ل إلى المكان‪ .‬وليث هذا‬
‫قال فيه يحي بن معين ليث أضعف من يزيد ابن أبي‬
‫زياد وعطاء بن السائب ‪ ,‬وقال معاوية بن صالح‬
‫عن يحيى بن معين ليث بن أبي سليم ضعيف ال‬
‫انه يكتب حديثه ‪ ,‬وقال فيه أحمد مضطرب الحديث‬
‫وقال عبد الله بن أحمد سمعت أبي يقول ما رأيت‬
‫يحيى بن سعيد أسوأ رأيا في أحد منه في ليث وقال‬
‫جرير ليث كان أكثر تخليطا وقال أحمد أقول كما‬
‫قال جريروقال أبو معمر القطيعي كان ابن عيينة‬
‫يضعف ليث بن أبي سليم وقال فيه عيسى بن‬
‫يونس اختلط وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫سمعت أبي وأبا زرعة يقولن ليث ل يشتغل به‪ ،‬هو‬
‫مضطرب الحديث وقال ابن سعد كان ضعيفا في‬
‫الحديث وقال ابن حبان اختلط في اخر عمره فكان‬
‫يقلب السانيد ويرفع المراسيل ويأتي عن الثقات‬
‫بما ليس من حديثهم تركه القطان وابن مهدي وابن‬
‫معين وأحمد وقال الترمذي في العلل الكبير قال‬
‫محمد كان أحمد يقول ليث ل يفرح بحديثه وقال‬
‫الحاكم مجمع على سوء حفظه وقال الجوزجاني‬
‫يضعف حديثه وقال البزار أصابه اختلط فاضطرب‬
‫حديثه وقال عيس بن يونس رأيته وكان قد اختلط‬
‫وكان يصعد المنارة ارتفاع النهار فيؤذن ‪ .‬وقال‬
‫الساجي صدوق فيه ضعف كان سيء الحفظ كثير‬
‫الغلط وكان يحيى القطان بآخرة ل يحدث عنه‬
‫وقال ابن معين منكر الحديث وذكره العقيلي في‬
‫الضعفاء الكبير‪ .‬وقال أبو حاتم سمعت أبا نعيم قال‬
‫قال شعبة لليث بن أبي سليم أين اجتمع لك هؤلء‬
‫الثلثة عطاء وطاووس ومجاهد ؟ فقال سل عن‬
‫هذا خف أبيك ‪ .‬ومثله ذكر محمد بن خلف التيمي‬
‫عن قبيصة عن شعبة كما في تهذيب الكمال ‪ ,‬فقال‬
‫إذ أبوك يضرب بالخف ليلة عرسه ‪ ,‬قال قبيصة‬
‫فقال رجل كان جالسا لسفيان فما زال متقيا لليث‬
‫منذ يومئذ ‪ .‬وقال أبو زرعة ليث لين الحديث ل‬
‫تقوم به حجة عند أهل العلم بالحديث ‪ ،‬وقال أبو‬
‫أحمد بن عدي ومع الضعف الذي فيه ‪ ,‬يكتب حديثه‬
‫‪ ،‬وقال الحاكم ابو احمد ليس بالقوي عندهم وقال‬
‫ابن معين منكر الحديث ‪ .‬قال الساجي وكان ابوداود‬
‫ل يدخل حديثه في كتاب السنن ‪ ،‬وقال فيه ابن‬
‫حجر صدوق اختلط جدا ولم يتميز حديثه فترك ‪.‬‬
‫وقد رد اللباني في مقدمة العلو أثر مجاهد‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫وضعفه ‪ .‬قلت وقد أشبعت الكلم في أثر‬
‫ليث بن أبي سليم وما ذكره الخلل من‬
‫طريقه ومن طريق الجريري وسيف‬
‫السدوسي في كتابنا الحوض المورورد في‬
‫بيان معنى المقام المحمود ‪ ،‬والجريري هذا‬
‫قد اختلط والسدوسي مجهول ‪ .‬وقد ذكر‬
‫الخلل أكثر من عشرين رواية بلفظ يجلسه‬
‫بدون معه من نفس الطريق كما أنه أورد‬
‫كذلك روايات كثيرة بلفظ يجلسه معه على‬
‫العرش من نفس الطريق مما يؤكد‬
‫اضطراب الثر واختلط ليث بن أبي سليم‬
‫وسوء حفظه ‪ ،‬ونحن لسنا ننكر إقعاد‬
‫سيدنا رسول الله على العرش كما في‬
‫طرق الثر أنه يجلسه على العرش لكن‬
‫ننكر اللفظ الثاني الذي فيه يجلسه معه‬
‫على العرش ‪ .‬قال ابن قتيبة في كتاب‬
‫ما رأى قوم من‬ ‫الختلف في اللفظ ول ّ‬
‫الناس إفراط هؤلء " يعني الجهمية "‬
‫في النفي ‪ ،‬عارضوهم في التمثيل ‪ ،‬فقالوا‬
‫بالتشبيه المحض ‪ ،‬والقطار والحدود ‪،‬‬
‫وحملوا اللفاظ الجائية في الحديث على‬
‫ظاهرها ‪ ،‬وقالوا بالكيفية فيها ‪ ،‬وحملوا‬
‫عَرق الخيل ‪ ،‬و‬ ‫من مستشنع الحديث ‪َ :‬‬
‫حديث عرفات ‪ ،‬وأشباه هذا من الموضوع ‪..‬‬
‫كناني‬‫ماعة ال ِ‬‫ج َ‬
‫اهـ وقال المام بدر الدين بن َ‬
‫الشافعي في كتابه إيضاح الدليل ‪ :‬ومن‬
‫انتحل قول السلف ‪ ،‬وقال بتشبيه ‪ ،‬أو‬
‫ل اللفظ على ظاهره مما‬ ‫م ِ‬
‫ح ْ‬
‫تكييف ‪ ،‬أو َ‬
‫يتعالى الله عنه من صفات المحدثين ‪ ،‬فهو‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫كاذب في انتحاله ‪ ،‬بريء من قول السلف‬
‫واعتداله ‪ ..‬اهـ وفي كتاب التقان الجزء ‪2‬‬
‫صفحة ‪ 14‬فصل ‪ - 3782‬من المتشابه آيات‬
‫الصفات ولبن اللبان فيها تصنيف مفرد‬
‫نحو الرحمن على العرش استوى كل شيء‬
‫هالك إل وجهه ويبقى وجه ربك ولتصنع‬
‫على عيني يد الله فوق أيديهم والسموات‬
‫مطويات بيمينه وجمهور أهل السنة منهم‬
‫السلف وأهل الحديث على اليمان بها‬
‫وتفويض معناها المراد منها إلى الله تعالى‬
‫ول نفسرها مع تنزيهنا له عن حقيقتها‬
‫‪ - 3784‬أخرج أبو القاسم الللكائي في‬
‫السنن عن طريق قرة بن خالد عن الحسن‬
‫عن أمه عن أم سلمة في قوله تعالى‬
‫الرحمن على العرش استوى قالت الكيف‬
‫غير معقول والستواء غير مجهول والقرار‬
‫به من اليمان والجحود به كفر ‪- 3785‬‬
‫وأخرج أيضا عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن‬
‫أنه سئل عن قوله الرحمن على العرش‬
‫استوى فقال الستواء غير مجهول والكيف‬
‫غير معقول ومن الله الرسالة وعلى‬
‫الرسول البلغ المبين وعلينا التصديق‬
‫وأخرج أيضا عن مالك أنه سئل عن الية‬
‫فقال الكيف غير معقول والستواء غير‬
‫مجهول واليمان به واجب والسؤال عنه‬
‫بدعة ‪ 3787‬وأخرج البيهقي عنه أنه قال‬
‫هو كما وصف نفسه ول يقال كيف وكيف‬
‫مرفوع ‪ - 3788‬وأخرج الللكائي عن محمد‬
‫بن الحسن قال إتفق الفقهاء كلهم من‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫المشرق إلى المغرب على اليمان بالصفات‬
‫من غير تفسير ول تشبيه ‪ - 3789‬وقال‬
‫الترمذي في الكلم على حديث الرؤية‬
‫المذهب في هذا عند أهل العلم من الئمة‬
‫مثل سفيان الثوري ومالك وابن المبارك‬
‫وابن عيينة ووكيع وغيرهم أنهم قالوا نروي‬
‫هذه الحاديث كما جاءت ونؤمن بها ول‬
‫يقال كيف ول نفسر ول نتوهم ‪- 3790‬‬
‫وذهبت طائفة من أهل السنة على أننا‬
‫نؤولها على ما يليق بجلله تعالى وهذا‬
‫مذهب الخلف وكان إمام الحرمين يذهب‬
‫إليه ثم رجع عنه فقال في الرسالة‬
‫النظامية الذي نرتضيه دينا وندين الله به‬
‫عقدا إتباع سلف المة فإنهم درجوا على‬
‫ترك التعرض لمعانيها ‪ - 3791‬وقال ابن‬
‫الصلح على هذه الطريقة مضى صدر المة‬
‫وساداتها وإياها اختار أئمة الفقهاء‬
‫وقاداتها وإليها دعا أئمة الحديث وأعلمه‬
‫ول أحد من المتكلمين من أصحابنا يصدق‬
‫عنها ويأباها ‪ - 3792‬واختار ابن برهان‬
‫مذهب التأويل قال ومنشأ الخلف بين‬
‫الفريقين هل يجوز أن يكون في القرآن‬
‫شيء لم نعلم معناه أو ل بل يعلمه‬
‫الراسخون في العلم ‪ - 3792‬م وتوسط ابن‬
‫دقيق العيد فقال إذا كان التأويل قريبا من‬
‫لسان العرب لم ينكر أو بعيدا توقفنا عنه‬
‫وآمنا بمعناه على الوجه الذي أريد به مع‬
‫التنزيه قال وما كان معناه من هذه اللفاظ‬
‫ظاهرا مفهوما من تخاطب العرب قلنا به‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫من غير توقيف كما في قوله تعالى يا‬
‫حسرتي على ما فرطت في جنب الله‬
‫فنحمله على حق الله وما يجب له انتهى‬
‫فصل في معنى الجسم والجسد والجلوس والقعاد‬
‫والحد والكيف ‪ :‬وفي كتاب مفردات القرآن‬
‫جسم ‪ :‬الجسم ‪ :‬ما له طول وعرض وعمق ول‬
‫تخرج أجزاء الجسم عن كونها أجساما وإن قطع ما‬
‫قطع وجزئ ما قد جزئ ‪ .‬قال الله تعالى ‪ } :‬وزاده‬
‫بسطة في العلم والجسم { ] البقرة ‪[ 247 /‬‬
‫} وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم { ] المنافقون ‪[ 4 /‬‬
‫تنبيها أن ل وراء الشباح معنى معتد به والجسمان‬
‫قيل ‪ :‬هو الشخص والشخص قد يخرج من كونه‬
‫شخصا بتقطيعه وتجزئته بخلف الجسم ‪ ،‬وقال ‪:‬‬
‫الشبه والشبهه والشبيه ‪ :‬حقيقتها في‬
‫المماثلة من جهة الكيفية كاللون والطعم‬
‫وكالعدالة والظلم ‪ ،‬وقال شكل ‪ :‬المشاكلة‬
‫في الهيئة والصورة والند في الجنسية‬
‫والشبه في الكيفية قال تعالى ‪ } :‬وآخر‬
‫من شكله أزواج { ] ص ‪ [ 58 /‬أي ‪ :‬مثله‬
‫في الهيئة وتعاطي الفعل ‪ ،‬وقال ‪ :‬والمثل‬
‫يقال على وجهين ‪ :‬أحدهما ‪ :‬بمعنى المثل‬
‫نحو ‪ :‬شبه وشبه ونقض ونقض ‪ .‬قال‬
‫بعضهم ‪ :‬وقد يعبر بهما عن وصف الشيء‪،‬‬
‫نحو قوله ‪ } :‬مثل الجنة التي وعد‬
‫المتقون { ] الرعد ‪ [ 35 /‬والثاني ‪ :‬عبارة‬
‫عن المشابهة لغيره في معنى من المعاني‬
‫أي معنى كان وهو أعم اللفاظ الموضوعة‬
‫للمشابهة وذلك أن الند يقال فيما يشارك‬
‫في الجوهر فقط والشبه يقال فيما يشارك‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫في الكيفية فقط والمساوي يقال فيما‬
‫يشارك في الكمية فقط والشكل يقال فيما‬
‫يشاركه في القدر والمساحة فقط والمثل‬
‫عام في جميع ذلك ولهذا لما أراد الله تعالى‬
‫نفي التشبيه من كل وجه خصه بالذكر‬
‫فقال ‪ } :‬ليس كمثله شيء { ] الشورى ‪/‬‬
‫‪ [ 11‬وأما الجمع بين الكاف والمثل فقد‬
‫قيل ‪ :‬ذلك لتأكيد النفي تنبيها على أنه ل‬
‫يصح استعمال المثل ول الكاف فنفى ب‬
‫) ليس ( المرين جميعا ‪ .‬وقال ‪ :‬بدن ‪-‬‬
‫البدن ‪ :‬الجسد لكن البدن يقال اعتبارا‬
‫بعظم الجثة والجسد يقال اعتبارا باللون‬
‫ومنه قيل ‪ :‬ثوب مجسد ومنه قيل ‪ :‬امرأة‬
‫بادن وبدين ‪ :‬عظيمة البدن وسميت البدنة‬
‫بذلك لسمنها يقال ‪ :‬بدن إذا سمن وبدن‬
‫كذلك وقيل ‪ :‬بل بدن إذا أسن ‪ ،‬وقال ‪:‬‬
‫وقوله تعالى ‪ } :‬فاليوم ننجيك ببدنك {‬
‫] يونس ‪ [ 92 /‬أي ‪ :‬بجسدك وقيل يعني‬
‫بدرعك فقد يسمى الدرع بدنه لكونها على‬
‫البدن كما يسمى موضع اليد من القميص‬
‫يدا وموضع الظهر والبطن ظهرا وبطنا‬
‫وقوله تعالى ‪ } :‬والبدن جعلناها لكم من‬
‫شعائر الله { ] الحج ‪ [ 36 /‬هو جمع البدنة‬
‫التي تهدى ‪-‬جسد ‪ -‬الجسد كالجسم لكنه‬
‫أخص قال الخليل رحمه الله ‪ :‬ل يقال‬
‫الجسد لغير النسان من خلق الرض ) انظر‬
‫‪ :‬العين ‪ ( 47 / 6‬ونحوه وأيضا فإن الجسد‬
‫ما له لون والجسم يقال لما ل يبين له لون‬
‫كالماء والهواء وقوله تعالى ‪ } :‬وما‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫جعلناهم جسدا ل يأكلون الطعام { ] النبياء‬
‫‪ [ 8 /‬يشهد لما قال الخليل وقال ‪ } :‬عجل‬
‫جسدا له خوار { ] طه ‪ [ 88 /‬وقال تعالى ‪:‬‬
‫} وألقينا على كرسيه جسدا ثم أناب {‬
‫] ص ‪ [ 34 /‬وباعتبار اللون قيل للزعفران ‪:‬‬
‫جساد وثوب مجسد ‪ :‬مصبوغ بالجساد‬
‫) انظر ‪ :‬العين ‪ ( 48 / 6‬والمجسد ‪ :‬الثوب‬
‫الذي يلي الجسد والجسد والجاسد والجسد‬
‫من الدم ما قد يبس‪ ،‬جسم ‪ -‬الجسم ‪ :‬ما له‬
‫طول وعرض وعمق ول تخرج أجزاء الجسم‬
‫عن كونها أجساما وإن قطع ما قطع وجزئ‬
‫ما قد جزئ ‪ .‬قال الله تعالى ‪ } :‬وزاده‬
‫بسطة في العلم والجسم { ] البقرة ‪247 /‬‬
‫[ } وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم {‬
‫] المنافقون ‪ [ 4 /‬تنبيها أن ل وراء الشباح‬
‫معنى معتد به والجسمان قيل ‪ :‬هو الشخص‬
‫والشخص قد يخرج من كونه شخصا‬
‫بتقطيعه وتجزئته بخلف الجسم ‪ .‬شخص ‪-‬‬
‫الشخص ‪ :‬سواد النسان القائم المرئي من‬
‫بعيد وقد شخص من بلده ‪ :‬نفذ وشخص‬
‫سهمه وبصره وأشخصه صاحبه قال تعالى ‪:‬‬
‫} ليوم تسخص فيه البصار { ] إبراهيم ‪/‬‬
‫‪ } [ 42‬شاخصة أبصار الذين كفروا {‬
‫] النبياء ‪ [ 97 /‬أي ‪ :‬أجفانهم ل تطرف‪،‬‬
‫وقال ‪ :‬كيف ‪ -‬كيف ‪ :‬لفظ يسأل به عما يصح‬
‫أن يقال فيه ‪ :‬شبيه وغير شبيه كالبيض‬
‫والسود والصحيح والسقيم ولهذا ل يصح‬
‫أن يقال في الله تعالى ‪ :‬كيف وقد يعبر‬
‫بكيف عن المسئول عنه كالسود والبيض‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫فإنا نسميه كيف وكل ما أخبر الله تعالى‬
‫بلفظه كيف عن نفسه فهو استخبار على‬
‫طريق التنبيه للمخاطب أو توبيخا نحو ‪:‬‬
‫} كيف تكفرون بالله { ] البقرة ‪[ 28 /‬‬
‫} كيف يهدي الله { ] آل عمران ‪[ 86 /‬‬
‫} كيف يكون للمشركين عهد { ] التوبة ‪/‬‬
‫‪ } [ 7‬انظر كيف ضربوا لك المثال {‬
‫] السراء ‪ } [ 48 /‬فانظروا كيف بدأ‬
‫الخلق { ] العنكبوت ‪ } [ 20 /‬أو لم يرو‬
‫كيف يبدئ الله الخلق ثم يعيده { العنكبوت‬
‫م‪،‬‬‫س ُ‬‫ج ْ‬ ‫م )القاموس المحيط( ال ِ‬ ‫س ُ‬‫ج ْ‬ ‫‪. 19 /‬ال ِ‬
‫س‬
‫ن‪ ،‬أو العضاء ‪ ،‬ومن النا ِ‬ ‫ة الب َد َ ِ‬ ‫)بالكسر( جماع ُ‬
‫ن‪ ،‬بالضم ‪:‬‬ ‫سما ِ‬ ‫ج ْ‬ ‫ق كال ُ‬ ‫ة ال َ ْ‬
‫خل ِ‬ ‫وساِئر الْنواع العظيم ُ‬
‫م‪،‬‬‫جسا ٌ‬ ‫مو ُ‬ ‫سي ٌ‬ ‫ج ِ‬ ‫م‪ ،‬فهو َ‬ ‫م‪ :‬عَظ ُ َ‬ ‫م‪ .‬وكك َُر َ‬ ‫جسو ٌ‬ ‫مو ُ‬ ‫جسا ٌ‬ ‫أ ْ‬
‫ن‪ ،‬وما اْرت ََفعَ من‬ ‫م‪ :‬الَبدي ُ‬ ‫جسي ُ‬ ‫ب‪ ،‬وهي‪ :‬بهاٍء‪ .‬وال َ‬ ‫كُغرا ٍ‬
‫م‪:‬‬‫س ُ‬‫ج َ‬ ‫ب‪ .‬وال َ ْ‬ ‫كتا ٍ‬ ‫م‪ ،‬ك ِ‬ ‫جسا ٌ‬ ‫علهُ الماُء ج‪ِ :‬‬ ‫ضو َ‬ ‫الر ِ‬
‫م ‪ .‬جسم )مقاييس اللغة( الجيم والسين‬ ‫خ ُ‬ ‫ض َ‬‫ال َ ْ‬
‫ص‬
‫ل شخ ٍ‬ ‫مع الشيء‪ .‬فالجسم ك ّ‬ ‫ل على تج ّ‬ ‫والميم يد ّ‬
‫جسم‪،‬‬ ‫جسيم‪ :‬العظيم ال ِ‬ ‫ك‪ .‬كذا قال ابن دريد‪.‬وال َ‬ ‫مد َْر ٍ‬ ‫ُ‬
‫سمان الشخص‪ .‬في الصحاح‬ ‫ج ْ‬ ‫جسام ‪ .‬وال ُ‬ ‫وكذلك ال ُ‬
‫جسم‪ :‬قال أبو زيد الجسم الجسد‪ ،‬وكذلك الجسمان‬
‫والجثمان‪ ،‬وقال الصمعي الجسم والجسمان‬
‫الجسد‪ ،‬والجثمان الشخص ‪ .‬وفي القاموس الجسم‬
‫بالكسر جماعة البدن أو العضاء ومن الناس وسائر‬
‫خلق ‪ .‬جسد )لسان العرب(‬ ‫ة ال َ‬ ‫النواع العظيم ُ‬
‫لجسام‬ ‫الجسد‪ :‬جسم النسان ول يقال لغيره من ا َ‬
‫ِ‬
‫لنسان جسد من خلق‬ ‫المغتذية‪ ،‬ول يقال لغير ا ِ‬
‫سد‪ ،‬كما تقول‬ ‫ا َ‬
‫ج ّ‬ ‫سد البدن‪ ،‬تقول منه‪ :‬ت َ َ‬ ‫ج َ‬‫لرض ‪ .‬ال َ‬
‫سم‪ .‬ابن سيده‪ :‬وقد يقال للملئكة‬ ‫من الجسم‪ :‬تج ّ‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫ن جسد؛ غيره‪ :‬وكل خلق ل يْأكل ول يشرب‬ ‫والج ّ‬
‫ن مما يعقل‪ ،‬فهو جسد‪ .‬وكان‬ ‫ّ‬ ‫من نحو الملئكة والج‬
‫عجل بني ِإسرائيل جسدا ً يصيح ل يْأكل ول يشرب‬
‫ن؛ قال عز وجل‪ :‬فَأخرج لهم عجل ً‬ ‫وكذا طبيعة الج ّ‬
‫لن العجل هنا‬ ‫جسدا ً له خوار؛ جسدا ً بدل من عجل َ‬
‫هو الجسد‪ ،‬وِإن شئت حملته على الحذف َأي ذا‬
‫خوار‪ ،‬يجوز َأن تكون الهاء راجعة‬ ‫جسد‪ ،‬وقوله‪ :‬له ُ‬
‫ِإلى العجل وَأن تكون راجعة ِإلى الجسد‪ ،‬وجمعه‬
‫َأجساد؛ وقال َأبو ِإسحق في تفسير الية‪ :‬الجسد هو‬
‫الذي ل يعقل ول يميز ِإنما معنى الجسد معنى‬
‫الجثة‪ .‬فقط‪ .‬وقال في قوله‪ :‬وما جعلناهم جسدا ً ل‬
‫يْأكلون الطعام؛ قال‪ :‬جسد واحد ي ُث َْنى على جماعة‪،‬‬
‫قال‪ :‬ومعناه وما جعلناهم ذوي َأجساد إ ِل ّ ليْأكلوا‬
‫الطعام‪ ،‬وذلك َأنهم قالوا‪ :‬ما لهذا الرسول يْأكل‬
‫الطعام؟ فُأعلموا َأن الرسل َأجمعين يْأكلون الطعام‬
‫وَأنهم يموتون‪ .‬المبرد وثعلب‪ :‬العرب ِإذا جاءت بين‬
‫كلمين بجحدين كان الكلم ِإخبارًا‪ ،‬قال‪ :‬ومعنى الية‬
‫ِإنما جعلناهم جسدا ً ليْأكلوا الطعام‪ ،‬قال‪ :‬ومثله في‬
‫الكلم ما سمعت منك ول َأقبل منك‪ ،‬معناه ِإنما‬
‫لقبل منك‪ ،‬قال‪ :‬وِإن كان الجحد في‬ ‫سمعت منك َ‬
‫َأول الكلم كان الكلم مجحودا ً جحدا ً حقيقيًا‪ ،‬قال‪:‬‬
‫لزهري‪ :‬جعل الليث‬ ‫وهو كقولك ما زيد بخارج؛ قال ا َ‬
‫قول الله عز وجل‪ :‬وما جعلناهم جسدا ً ل يْأكلون‬
‫لخبار كما‬ ‫ومعناه ا ِ‬ ‫الطعام كالملئكة‪ ،‬قال‪ :‬وهو غلط‬
‫قال النحويون َأي جعلناهم جسدا ً ليْأكلوا الطعام؛‬
‫لجساد يْأكلون‬ ‫قال‪ :‬وهذا يدل على َأن ذوي ا َ‬
‫الطعام‪ ،‬وَأن الملئكة روحانيون ل يْأكلون الطعام‬
‫لجساد يْأكلون الطعام‪.‬‬ ‫وليسوا جسدًا‪ ،‬فإن ذوي ا َ‬
‫ِ‬
‫جسد )مقاييس اللغة( الجيم والسين والدال يد ّ‬
‫ل‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫سد ُ‬ ‫ج َ‬ ‫مع الشيء أيضا ً واشتداِده‪ .‬من ذلك َ‬ ‫على تج ّ‬
‫د‪،‬‬ ‫س ُ‬ ‫ج َ‬ ‫النسان‪ .‬الجسد )القاموس المحيط( ال َ‬
‫ة‪،‬‬‫ن والملئ ِك َ ِ‬ ‫ج ّ‬ ‫ن وال ِ‬ ‫سا ِ‬ ‫م ال ِن ْ َ‬ ‫س ُ‬ ‫ج ْ‬ ‫ة‪ِ :‬‬ ‫محرك ً‬
‫ل‪،‬‬‫ل بني إسرائي َ‬ ‫ج ُ‬ ‫ع ْ‬ ‫ب‪ ،‬و ِ‬ ‫كتا ٍ‬ ‫ساِد‪ ،‬ك ِ‬ ‫ج َ‬ ‫ن‪ ،‬كال ِ‬ ‫والّزع َْفَرا ُ‬
‫د‪ .‬بدن‬ ‫سي ِ‬ ‫ج ِ‬ ‫سد ِ وال َ‬ ‫سدِ والجا ِ‬ ‫ج ِ‬ ‫س‪ ،‬كال َ‬ ‫م الَياب ِ ُ‬ ‫والد ّ ُ‬
‫حاح في‬ ‫ص ّ‬ ‫ده ال ّ‬ ‫ن النسان‪ :‬جس ُ‬ ‫)لسان العرب( ‪ :‬ب َد َ ُ‬
‫م‬
‫ده‪ .‬وقوله تعالى‪ " :‬فاليو َ‬ ‫س ُ‬ ‫ن النسان‪ :‬ج َ‬ ‫اللغة( ب َد َ ُ‬
‫ح فيه بدن‬ ‫ك" قالوا‪ :‬بجسدٍ ل رو َ‬ ‫ك ب ِب َد َن ِ َ‬ ‫جي ِ َ‬ ‫ن ُن َ ّ‬
‫ل واحد‪ ،‬وهو‬ ‫)مقاييس اللغة( الباء والدال والنون أص ٌ‬
‫شواهُ أطراُفه‪ .‬يقال‬ ‫واه‪ ،‬و َ‬ ‫ش َ‬ ‫شخص الشيء دون َ‬
‫ن‪،‬‬
‫دي ٌ‬ ‫ن وب َ ِ‬ ‫ن النسان‪ ،‬والجمع البدان ورجل بادِ ٌ‬ ‫هذا ب َد َ ُ‬
‫دن ‪ .‬جسم‬ ‫جسم‪ ،‬يقال منه ب َ ُ‬ ‫ص وال ِ‬ ‫شخ ِ‬ ‫أي عظيم ال ّ‬
‫ن أو العضاء‬ ‫م‪ :‬جماعة الب َد َ ِ‬ ‫س ُ‬ ‫ج ْ‬ ‫)لسان العرب( ‪ :‬ال ِ‬
‫من الناس والبل والدواب وغيرهم من النواع‬
‫م‪.‬‬ ‫س ِ‬ ‫ج ْ‬ ‫ن جماعة ال ِ‬ ‫سما ُ‬ ‫ج ْ‬ ‫خْلق‪ ،‬وال ُ‬ ‫العظيمة ال َ‬
‫ف‬‫م الرجل ويقال‪ :‬إنه لَنحي ُ‬ ‫س ُ‬ ‫ج ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫سما ُ‬ ‫ج ْ‬ ‫وال ُ‬
‫جل‬ ‫جْثماُنه واحد‪ .‬ور ُ‬ ‫ن الرجل و ُ‬ ‫جسما ُ‬ ‫سمان‪ ،‬و ُ‬ ‫ج ْ‬ ‫ال ُ‬
‫جّثة‪ .‬أبو زيد‪:‬‬ ‫خم ال ُ‬ ‫ض ْ‬ ‫ي إذا كان َ‬ ‫ي وجْثمان ّ‬ ‫سمان ّ‬ ‫ج ْ‬ ‫ُ‬
‫جْثما ُ‬
‫ن‬ ‫ن‪ ،‬وال ُ‬ ‫سما ُ‬ ‫ج ْ‬ ‫د‪ ،‬وكذلك ال ُ‬ ‫س ُ‬ ‫ج َ‬ ‫م ال َ‬ ‫س ُ‬ ‫ج ْ‬ ‫ال ِ‬
‫َ‬
‫م‬
‫سي ٌ‬ ‫ج ِ‬ ‫م‪ ،‬فهو َ‬ ‫م الشيُء أي ع َظ ُ َ‬ ‫س َ‬ ‫ج ُ‬ ‫الشخص‪ .‬وقد َ‬
‫جسيم ٍ ‪.‬‬ ‫م‪ ،‬بالكسر‪ :‬جمع َ‬ ‫جسا ُ‬ ‫جسام‪ ،‬بالضم‪ .‬وال ِ‬ ‫و ُ‬
‫م‪،‬‬ ‫سي ٌ‬ ‫ج ِ‬ ‫ة‪ ،‬فهو َ‬ ‫جسام ً‬ ‫م َ‬ ‫س ُ‬ ‫ج ُ‬ ‫ل وغيره ي َ ْ‬ ‫م الرج ُ‬ ‫س َ‬ ‫ج ُ‬ ‫و َ‬
‫لنثى من كل ذلك بالهاء؛ وأنشد شاهدا ً على‬ ‫َ‬ ‫وا ُ‬
‫جسم‪ :‬ا ُ‬ ‫َ‬
‫لمور العظام ‪.‬‬ ‫وقا ً وال ُ ُ‬ ‫سهُ َ‬ ‫ت ع َْيرا ً َ‬ ‫م‪ :‬أن ْعَ ُ‬ ‫جسا ٍ‬ ‫ُ‬
‫م‪ :‬ما ارتفع من‬ ‫سي ُ‬ ‫ج ِ‬ ‫م الرجال الُعقلء‪ .‬وال َ‬ ‫س ُ‬ ‫ج ُ‬ ‫وال ُ‬
‫سقي‬ ‫ل‪ :‬فما زال ي َ ْ‬ ‫خط َ ُ‬ ‫الرض وعله الماء؛ وقال ال َ ْ‬
‫طمأ َ‬ ‫ضُهما‪ ،‬حتى ا ْ‬ ‫َ‬
‫مها‬ ‫ُ‬ ‫سي‬
‫ِ‬ ‫ج‬
‫َ‬ ‫ن‬‫ّ‬ ‫ت وعَْرع َرٍ وأْر َ‬ ‫خب ْ ٍ‬ ‫ن َ‬ ‫ب َط ْ َ‬
‫م‬‫ل‪ :‬لقد ع َل ِ َ‬ ‫م؛ قال عامر بن الط َّفي ْ ِ‬ ‫خ ُ‬ ‫ض َ‬‫م‪ :‬ال َ ْ‬ ‫س ُ‬ ‫ج َ‬ ‫وال َ ْ‬
‫َ‬
‫سما )* قوله‬ ‫ج َ‬ ‫ن لنا الذ ّْروَة َ ال َ ْ‬ ‫ي من عامرٍ بأ ّ‬ ‫ح ّ‬ ‫ال َ‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫»لقد علم الحي إلخ« تبع فيه الجوهري‪ ،‬قال‬
‫الصاغاني‪ :‬الرواية ذروة الجسم والقافية مجرورة‬
‫وبعده‪ :‬وأنا المصاليت يوم الوغى * إذا ما العواوير‬
‫حاح في اللغة( قال أبو زيد‪:‬‬ ‫ص ّ‬ ‫لم تقدم(‪ .‬جسم )ال ّ‬
‫ص‪.‬‬‫ن‪ :‬الشخ ُ‬ ‫جْثما ُ‬ ‫د‪ ،‬وال ُ‬ ‫س ُ‬
‫ج َ‬ ‫ن‪ :‬ال َ‬ ‫سما ُ‬ ‫ج ْ‬‫م وال ُ‬ ‫س ُ‬ ‫ج ْ‬ ‫ال ِ‬
‫جسم ِ النسان أيضا ً يقال له‬ ‫قال‪ :‬وجماعة ُِ‬
‫م‬
‫جسي ٌ‬ ‫م‪ ،‬فهو َ‬ ‫م الشيُء‪ ،‬أي عَظ ُ َ‬ ‫س َ‬ ‫ج ُ‬ ‫ن‪ .‬وقد َ‬ ‫سما ُ‬ ‫ج ْ‬ ‫ال ُ‬
‫جسيم‪ .‬وفي‬ ‫جسام بالكسر‪ :‬جمع َ‬ ‫م بالضم‪ .‬وال ِ‬ ‫جسا ٌ‬ ‫و ُ‬
‫ي‬
‫ل العل ِ ّ‬ ‫ت الله عّز وج ّ‬ ‫صفا ِ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫)لسان العرب( ‪ِ :‬‬
‫م‪ ،‬وُيسّبح العبد ُ َرّبه فيقول‪ :‬سبحان َرّبي‬ ‫ظي ُ‬ ‫العَ ِ‬
‫ل عن حدودِ‬ ‫م‪ :‬الذي جاوََز قد ُْرهُ وج ّ‬ ‫ظي ُ‬ ‫العظيم؛ العَ ِ‬
‫ه‪.‬‬‫حِقيقت ِ‬ ‫ة ب ِك ُن ِْهه و َ‬ ‫ور الحاط ُ‬ ‫ص ّ‬ ‫الُعقول حتى ل ت ُت َ َ‬
‫جسام‪ :‬ك ِب َُر ال ّ‬ ‫ت ال َ‬
‫ض‬‫ِ‬ ‫والعر‬ ‫ل‬
‫ِ‬ ‫طو‬ ‫ْ‬ ‫صفا ِ‬ ‫م في ِ‬ ‫والعِظ َ ُ‬
‫ل عن ذلك‪ .‬قال النبي‪ ،‬صلى‬ ‫مق‪ ،‬والله تعالى ج ّ‬ ‫والع ْ‬
‫ب أي‬ ‫موا فيه الر ّ‬ ‫ما الّركوعُ فعظ ّ ُ‬ ‫الله عليه وسلم‪ :‬أ ّ‬
‫ة اللهِ سبحانه‬ ‫عظم ُ‬ ‫ة‪ ،‬و َ‬ ‫عظم ٍ‬ ‫سكم ذا َ‬ ‫جعُلوه في أن ُْف ِ‬ ‫ا ْ‬
‫ب على العبادِ‬ ‫ف ول ُتحد ّ ول ُتمّثل بشيء‪ ،‬ويج ُ‬ ‫ل ت ُك َي ّ ُ‬
‫ف نْفسه وفَوْقَ ذلك بل‬ ‫ص َ‬ ‫م كما و َ‬ ‫موا أنه عظي ٌ‬ ‫أن ي َعْل َ ُ‬
‫ة الت ّعَظ ّ ُ‬
‫م‬ ‫د‪ .‬قال الليث‪ :‬الَعظم ُ‬ ‫حدي ٍ‬ ‫كيِفي ّةٍ ول ت َ ْ‬ ‫َ‬
‫ة‬
‫ف عظم ُ‬ ‫ص ُ‬ ‫و؛ قال الزهري‪ :‬ول ُتو َ‬ ‫خوةُ والّزهْ ُ‬ ‫والن ّ ْ‬
‫ف العبد ُ بالَعظمة‬ ‫ص َ‬ ‫ث‪ ،‬وإذا وُ ِ‬ ‫صَفها به اللي ُ‬ ‫الله بما و َ‬
‫م لن العظمة في الحقيقة لله عز وجل‪ ،‬وأما‬ ‫فهو ذ َ ّ‬
‫جّبره‪ .‬انتهى ‪ .‬حدد‬ ‫م وت َ َ‬ ‫ة العبد ِ فك ِب ُْره المذمو ُ‬ ‫م ُ‬ ‫عَظ َ َ‬
‫حد ّ‪ :‬الفصل بين الشيئين لئل‬ ‫)لسان العرب( ال َ‬
‫يختلط َأحدهما بالخر َأو لئل يتعدى َأحدهما على‬
‫حد ّ‬ ‫حدود‪ .‬وفصل ما بين كل شيئين‪َ :‬‬ ‫الخر‪ ،‬وجمعه ُ‬
‫حدود‬ ‫َ‬
‫ده؛ ومنه‪ :‬أحد ُ‬ ‫ح ّ‬ ‫بينهما‪ .‬ومنتهى كل شيء‪َ :‬‬
‫حدود الحرم؛ وفي الحديث في صفة‬ ‫لرضين و ُ‬ ‫ا َ‬
‫حد ّ مطلع؛ قيل‪َ :‬أراد‬ ‫حد ّ ولكل َ‬ ‫القرآن‪ :‬لكل حرف َ‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫حد َْدت‬ ‫ده‪ .‬و َ‬ ‫ح ّ‬
‫لكل منتهى نهاية‪ .‬ومنتهى كل شيٍء‪َ :‬‬
‫دها حد ّا ً والتحديد مثله؛ وحد ّ الشيَء من‬ ‫َ‬
‫ح ّ‬ ‫الدار أ ُ‬
‫حد ّ كل شيٍء‪:‬‬ ‫ده حد ّا ً وحد َّده‪ :‬ميزه‪ .‬و َ‬ ‫ح ّ‬ ‫غيره ي َ ُ‬
‫ده ويمنعه عن التمادي‪ ،‬والجمع‬ ‫لنه ير ّ‬ ‫منتهاه َ‬
‫لشياء التي بّين‬ ‫دود الله تعالى‪ :‬ا َ‬ ‫ح ُ‬ ‫كالجمع‪ .‬و ُ‬
‫تحريمها وتحليلها‪ ،‬وأمر أن ل ُيتعدى شيء منها‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫فيتجاوز ِإلى غير ما َأمر فيها َأو نهى عنه منها‪ ،‬ومنع‬
‫حد ّ )القاموس المحيط(‬ ‫د؛ ال َ‬ ‫ح ّ‬ ‫دها َ‬ ‫ح ُ‬ ‫من مخالفتها‪ ،‬وا ِ‬
‫ل‬ ‫من َْتهى الشيِء‪ ،‬و من ك ُ ّ‬ ‫ن‪ ،‬و ُ‬ ‫شي ْئ َي ْ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫جُز بي َ‬ ‫د‪ :‬الحا ِ‬ ‫ح ّ‬ ‫ال َ‬
‫حاح في اللغة الحد ّ الحاجز‬ ‫ص ّ‬‫ه‪،‬حدد )ال ّ‬ ‫حد ّت ُ ُ‬ ‫شيٍء‪ِ :‬‬
‫ت‬
‫حد َد ْ ُ‬ ‫حد ّ الشيء‪ :‬منتهاه‪ .‬تقول‪َ :‬‬ ‫بين الشيئين‪ .‬و َ‬
‫َ‬
‫حديد ُ فلن‪:‬‬ ‫حد ًّا‪ .‬والتحديد مثله‪ .‬وفلن َ‬ ‫دها َ‬ ‫ح ّ‬ ‫الدار أ ُ‬
‫ع‪ ،‬ومنه‬ ‫من ْ ُ‬
‫إذا كان أرضه إلى جنب أرضه والحد ال َ‬
‫داد‪ .‬وفي مقاييس اللغة الحاء‬ ‫ح ّ‬ ‫واب‪َ :‬‬ ‫قيل للب ّ‬
‫والدال أصلن‪ :‬الّول المنع‪ ،‬والثاني ط ََرف الشيء‪.‬‬
‫س يجلس‬ ‫جل َ َ‬‫َ‬ ‫شيئين ‪.‬‬ ‫ن ال ّ‬ ‫فالحد ّ الحاجز ب َي ْ َ‬
‫َ‬
‫سو‬ ‫جُلو ٌ‬ ‫ه غيره وقوم ُ‬ ‫جُلوسا و أجلس ُ‬ ‫بالكسر ُ‬
‫س بكسر اللم موضع الجلوس وبفتحها‬ ‫جل ِ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ال َ‬
‫جُلوس‬ ‫ة بوزن همزة أي كثير ال ُ‬ ‫س ٌ‬ ‫جل َ َ‬ ‫المصدر ورجل ُ‬
‫سو‬ ‫ة بالكسر الحالة التي يكون عليها الجال ِ ُ‬ ‫س ُ‬ ‫جل ْ َ‬ ‫و ال ِ‬
‫ه كما تقول خدنه وخدينه‬ ‫س ُ‬
‫جِلي ُ‬ ‫هو َ‬ ‫س ُ‬ ‫جل ْ ُ‬ ‫ه فهو ِ‬ ‫س ُ‬ ‫جال َ َ‬
‫و َتجاَلسوا في المجالس ‪ .‬وفي لسان العرب‬
‫م‪ .‬قَعَد َ ي َْقعُد ُ ُقعودا ً و‬ ‫ض َالقـيا ِ‬ ‫قعد ‪ :‬الُقُعوُد‪ :‬نقـي ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ت به‪ .‬وقال أبو‬ ‫مْقَعدا ً أي جلس‪ ،‬و أقَْعدُته و قَعَد ْ ُ‬ ‫َ‬
‫ن أي قام وقعد جَلس‪ ،‬وهو من‬ ‫َ‬
‫لنسا ُ‬ ‫زيد‪ :‬قَعَد َ ا ِ‬
‫مْقعَد ُ و‬ ‫ة‪ :‬السافِل َ ُ‬ ‫َ‬
‫ة‪ .‬و الـ َ‬ ‫مْقعَد َ ُ‬ ‫الضداد‪ .‬و الـ َ‬
‫دة واحدة‬ ‫ة‪ :‬مكان الُقعوِد‪ .‬الـيزيدي‪ :‬قََعد قَعْ َ‬ ‫مْقعَد َ ُ‬ ‫الـ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫قْعدة‪ .‬وفـي الـحديث‪ :‬أنه نهى أن ي ُْقعَد َ‬ ‫وهو حسن ال ِ‬
‫لثـير‪ :‬قـيل أراد الُقعود َ لقضاء‬ ‫َ‬ ‫علـى القبر؛ قال ابن ا َ‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫ضعُ قُُعودِ‬ ‫د‪ :‬مو ِ‬ ‫ع ُ‬‫مقا ِ‬ ‫الـحاجة من الـحدث‪ ،‬و الـ َ‬
‫لسواق وغيرها‪ .‬ابن ب ُُزرج‪ :‬أ َقْعَد َ بذلك‬ ‫الناس فـي ا َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫الـمكان كما يقال أقام؛ وأنشد‪ :‬أقْعَد َ حتـى لـم ي َ ِ‬
‫جد ْ‬
‫دة َأي طولها طول‬ ‫لصمعي‪ :‬بئٌر قِعْ َ‬ ‫مْقعَن ْد ََدا وقال ا َ‬
‫ُ‬
‫ِإنسان قاعد‪ .‬وذو الَقْعدة‪ :‬اسم الشهر الذي يلـي‬
‫وال ً وهو اسم شهر كانت العرب ت َْقعد فـيه وتـحج‬ ‫ش ّ‬
‫جة‪ ،‬وقـيل‪ :‬سمي بذلك لُقُعودهم فـي‬ ‫ح ّ‬ ‫فـي ذي الـ ِ‬
‫ل‪ ،‬والـجمع‬ ‫رحالهم عن الغزو والـميرة وطلب الك ِ‬
‫جُلو ُ‬
‫س‪:‬‬ ‫ة؛ لسان العرب جلس ‪ :‬الـ ُ‬ ‫ذوات الَقعْد َ ِ‬
‫جالس من قوم‬ ‫جُلوسًا‪ ،‬فهو َ‬ ‫س ُ‬ ‫جل ِ ُ‬ ‫س يَ ْ‬ ‫جل َ َ‬ ‫الُقُعود‪َ .‬‬
‫َ‬
‫ة‪ :‬الهيئة‬ ‫س ُ‬‫جل ْ َ‬ ‫سه غيره‪ .‬و الـ ِ‬ ‫جل َ َ‬‫لس‪ ،‬و أ ْ‬ ‫ج ّ‬ ‫سو ُ‬ ‫جلو ٍ‬
‫ُ ُ‬
‫طرد علـيه‬ ‫س علـيها‪ ،‬بالكسر‪ ،‬علـى ما ي ّ‬ ‫جل ِ ُ‬ ‫التـي َتـ ْ‬
‫ة الـحال التـي‬ ‫س ُ‬‫جل ْ َ‬ ‫هذا النـحو‪ ،‬وفـي الصحاح‪ :‬الـ ِ‬
‫سة‪ .‬و‬ ‫جل ْ َ‬ ‫ن الـ ِ‬ ‫س ُ‬ ‫ح َ‬ ‫يكون علـيه الـجالس‪ ،‬وهو َ‬
‫مـجِلس‪:‬‬ ‫س‪ ،‬بفتـح اللم‪ ،‬الـمصدر‪ ،‬و الـ َ‬ ‫جل َ ُ‬ ‫مـ ْ‬ ‫الـ َ‬
‫دي‬ ‫مت َعَ ّ‬‫جُلوس‪ ،‬وهو من الظروف غير الـ ُ‬ ‫موضع الـ ُ‬
‫ل بغير فـي‪ ،‬قال سيبويه‪ :‬ل تقول هو‬ ‫ِإلـيها الفع ُ‬
‫س زيد‪ .‬وقوله تعالـى‪ :‬يا َأيها الذين آمنوا ِإذا‬ ‫جل ِ ُ‬ ‫مـ ْ‬ ‫َ‬
‫جِلس ؛ قـيل‪ :‬يعنـي‬ ‫مـ ْ‬ ‫سحوا فـي الـ َ‬ ‫قـيل لكم تَف ّ‬
‫س النبـي ‪ ،‬وقرىَء‪ :‬فـي الـمـجالس ‪ ،‬وقـيل‪:‬‬ ‫جل ِ َ‬ ‫مـ ْ‬ ‫َ‬
‫يعنـي بالـمـجالس مـجالس الـحرب‪ ،‬كما قال‬
‫مَزة َأي‬ ‫سة مثال هُ َ‬ ‫جل َ َ‬ ‫تعالـى‪ :‬مقاعد للقتال ‪ .‬ورجل ُ‬
‫سو‬ ‫جل ِ ُ‬ ‫مـ ْ‬ ‫جلوس‪ .‬وقال اللـحيانـي‪ :‬هو الـ َ‬ ‫كثـير الـ ُ‬
‫سِتك‪.‬‬ ‫جل ِ َ‬ ‫مـ ْ‬ ‫سك و َ‬ ‫جل ِ ِ‬ ‫مـ ْ‬ ‫ن فـي َ‬ ‫ة؛ يقال‪ :‬اْرُز ْ‬ ‫س ُ‬ ‫جل ِ َ‬ ‫مـ ْ‬ ‫الـ َ‬
‫جُلوس؛ َأنشد ثعلب‪ :‬لهم‬ ‫س‪ :‬جماعة الـ ُ‬ ‫جل ِ ُ‬ ‫مـ ْ‬ ‫و الـ َ‬
‫ةسواسي ٌ َ‬ ‫َ‬
‫حراُرها‬ ‫ةأ ْ‬ ‫ِ َ‬ ‫سبال أذ ِل ّ ٌ َ‬ ‫ب ال ّ‬ ‫صهْ ُ‬ ‫س ُ‬ ‫جل ِ ٌ‬ ‫مـ ْ‬ ‫َ‬
‫جِلس بنـي عوف‬ ‫مـ ْ‬ ‫دهاوفـي الـحديث‪ :‬وِإن َ‬ ‫وعَِبـي ُ‬
‫جِلس علـى حذف‬ ‫َ َ‬
‫ينظرون ِإلـيه؛ أي أهل الـمـ ْ‬
‫الـمضاف‪ .‬يقال‪ :‬داري تنظر ِإلـى داره ِإذا كانت‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫جلسا ً ‪ .‬والكيف‬
‫ةو ِ‬ ‫مـجال َ َ‬
‫س ً‬ ‫تقابلها‪ ،‬وقد جال َ َ‬
‫سه ُ‬
‫معناه كما قال في كتاب التعريفات لعلي‬
‫بن محمد بن علي الجرجاني ‪ :‬الكيف هيئة‬
‫قارة في الشيء ل يقتضي قسمة ول نسبة‬
‫لذاته فقوله هيئة يشمل العراض كلها‬
‫وقوله قارة في الشيء احتراز عن الهيئة‬
‫الغير القارة كالحركة والزمان والفعل‬
‫والنفعال وقوله ل يقتضي قسمة يخرج‬
‫الكم وقوله ول نسبة يخرج باقي العراض‬
‫النسبية وقوله لذاته ليدخل فيه الكيفيات‬
‫المقتضية للقسمة أو النسبة بواسطة‬
‫اقتضاء محلها بذاك وهي أربعة أنواع الول‬
‫الكيفيات المحسوسة فهي إما راسخة‬
‫كحلوة العسل وملوحة ماء البحر وتسمى‬
‫انفعاليات وإما غير راسخة كحمرة الخجل‬
‫وصفرة الوجه وتسمى انفعالت لكونها‬
‫أسبابا لنفعالت النفس وتسمى الحركة‬
‫فيه استحالة كما يتسود العنب ويتسخن‬
‫الماء والثانية الكيفيات النفسانية وهي‬
‫أيضا إما راسخة كصناعة الكتابة للمتدرب‬
‫فيها وتسمى ملكات أو غير راسخة كالكتابة‬
‫لغير المتدرب وتسمى حالت والثالثة‬
‫الكيفيات المختصة بالكميات وهي إما أن‬
‫تكون مختصة بالكميات المتصلة كالتثليث‬
‫والتربيع والستقامة والنحناء أو المنفصلة‬
‫كالزوجية والفردية والرابعة الكيفيات‬
‫الستعدادية وهي إما أن تكون استعدادا نحو‬
‫القبول كاللين والمراضاة ويسمى ضعيفا‬
‫ول قوة أو نحو اللقبولى كالصلبة‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫والصحاحية ويسمى قوة ‪ .‬وقال‪ :‬التوقيف‬
‫على مهمات التعاريف ‪ :‬لمحمد عبد‬
‫الرؤوف المناوي وقال ابن الكمال الحاطة‬
‫بالشيء علما أن يعلم وجوده وجنسه وقدره‬
‫وصفته وكيفيته وغرضه المقصود به وما‬
‫يكون به ومنه وعليه وذلك ل يكون إل لله‬
‫تعالى ‪ .‬وقال ‪ :‬الحرارة كيفية شأنها‬
‫تفريق المؤتلفات وجمع المتشكلت‬
‫والحرارة ضربان ‪ .‬الحركة في الكم انتقال‬
‫الجسم من كمية إلى أخرى كالنمو والذبول‬
‫ول تكون إل للجسم الحركة في الكيف‬
‫كتسخن الماء وبرودته وقال اللون تكيف‬
‫ظاهر الشياء في العين قاله الحرالي ‪،‬‬
‫وقال ‪ :‬اليبوسة كيفية تقتضي صعوبة‬
‫الشكل والتفرق ‪ ،‬وقال ‪ :‬الحرارة كيفية‬
‫شأنها تفريق المؤتلفات وجمع المتشكلت ‪،‬‬
‫الجسم ما له طول وعرض وعمق ول تخرج‬
‫أجزاء الجسم عن كونها أجساما وإن قطع‬
‫وجزىء بخلف الشخص فإنه يخرج عن كونه‬
‫شخصا بتجزئته كذا عبر عنه الراغب الجسم‬
‫التعليمي الذي يقبل النقسام طول وعرضا‬
‫وعمقا ونهايته السطح وهو نهاية الجسم‬
‫الطبيعي وسمي جسما تعليميا إذ يبحث فيه‬
‫في العلوم التعليمية أي الرياضة الباحثة عن‬
‫أحوال ‪ .‬وفي كتاب تاج العروس الجزء ‪1‬‬
‫ة بالفتح وُتكسر نادرا ً "‬ ‫هي ْئ َ ُ‬
‫صفحة ‪ 271‬ال َ‬
‫هي ْئ َ ُ‬
‫ة‬ ‫ء وكيفي ُّته وعن الليث ‪ :‬ال َ‬ ‫ل ال ّ‬
‫شي ِ‬ ‫حا ُ‬
‫ئ‬‫هي ّ ٌ‬‫ل َ‬‫وه ورج ٌ‬‫ِ‬ ‫سه ونح‬ ‫مل ْب َ ِ‬‫ئ في َ‬ ‫هي ّ ِ‬
‫مت َ َ‬‫لل ُ‬
‫َ‬
‫ي أي‬ ‫ف عن الّلحيان ّ‬‫ظري ٍ‬ ‫هييءٌ كك َي ّس و َ‬
‫ٍ‬ ‫و َ‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫هاءُ كيخاف‬ ‫هاءَ ي َ َ‬ ‫ء وقد َ‬ ‫ل شي ٍ‬ ‫سُنها من ك ّ‬ ‫ح َ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫ة‬
‫ي ‪ :‬وليست الخيَر ُ‬ ‫ة وَيهيءُ قال الّلحيان ّ‬ ‫هي ْئ َ ً‬ ‫َ‬
‫م حكى ذلك‬ ‫ء كك َُر َ‬ ‫م اليا ِ‬ ‫ؤ بض ّ‬ ‫هي ُ َ‬ ‫ه وقد َ‬ ‫بالوج ِ‬
‫هه‬ ‫جّني عن بعض الكوفّيين قال ‪ :‬ووج ُ‬ ‫ن ِ‬ ‫اب ُ‬
‫حق بباب قولهم‬ ‫ة فل ِ‬ ‫غ ِ‬ ‫أ َّنه خرج مخرج المبال َ‬
‫و إذا جادَ‬ ‫م َ‬ ‫ه وَر ُ‬ ‫قضائ ِ ِ‬ ‫ل إذا جادَ في َ‬ ‫و الرج ُ‬ ‫ض َ‬ ‫ق ُ‬ ‫َ‬
‫مه ياءٌ‬ ‫ما ل ُ‬ ‫لم ّ‬ ‫ع َ‬ ‫مُيه قال ‪ :‬فكما ُيبنى ف ُ‬ ‫َر ْ‬
‫ما‬ ‫لم ّ‬ ‫ع َ‬ ‫ف ُ‬ ‫كذلك خرج هذا على َأصِله في َ‬
‫هي ُ َ‬
‫ؤ‬ ‫وو َ‬ ‫ض َ‬ ‫ق ُ‬ ‫عل ُّتهما جميعا ً يعني َ‬ ‫عيُنه ياءٌ ‪ .‬و ِ‬
‫عِته بما فيه‬ ‫مضاَر َ‬ ‫َ‬
‫أن هذا بناءٌ ل يتصّرف ل ُ‬
‫ما‬‫س فل ّ‬ ‫م وب ِئ ْ َ‬ ‫ع َ‬ ‫جب ون ِ ْ‬ ‫من المبالغة لباب التع ّ‬
‫جه في هذا‬ ‫خرو َ‬ ‫صرف احتملوا فيه ُ‬ ‫لم ي َت َ ّ‬
‫الموضع مخالفا ً للباب ‪َ .‬أل َتراهم أ َّنهم إّنما‬
‫ة‬
‫ما عيُنه ياء مخاف َ‬ ‫لم ّ‬ ‫ع َ‬ ‫ف ُ‬ ‫وا َأن ي َب ُْنوا َ‬ ‫م ْ‬ ‫تحا َ‬
‫ل منه‬ ‫لثقل إلى ما هو أثق ُ‬ ‫انتقالهم من ا َ‬
‫ع وهي‬ ‫ت أ َُبو ُ‬ ‫ع ُ‬ ‫ن يلزمهم أن يقولوا ب ُ ْ‬
‫َ‬
‫لّنه كا َ‬
‫ما لمه ياءٌ‬ ‫لم ّ‬ ‫ع َ‬ ‫ف ُ‬ ‫عا وكذلك لو جاءَ َ‬ ‫ع وُبو َ‬ ‫ت َُبو ُ‬
‫ت‬ ‫َ‬
‫و ُ‬ ‫م ْ‬ ‫زمهم أن يقولوا َر َ‬ ‫ِ‬ ‫صّرف لل‬ ‫مت َ َ‬‫ما هو ُ‬ ‫م ّ‬
‫ل من‬ ‫ب الواو ياءً وهو َأثق ُ‬ ‫قل ْ ُ‬ ‫وَأنا أ َْرمو ويكثر َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫عه وهذا‬ ‫وَله وأب ْي َ َ‬ ‫ح ‪ :‬ما أطْ َ‬ ‫الياء وهذا كما ص ّ‬
‫ؤوا على‬ ‫هاي َ ُ‬ ‫هو التحقيق في هذا المقام ‪ .‬وت َ َ‬
‫هاءَ إليه‬ ‫ؤوا عليه ‪ .‬و َ‬ ‫فقوا وَتمال َ ُ‬ ‫ذلك ‪َ :‬توا َ‬
‫هاءَ‬ ‫شتاقَ و َ‬ ‫ة بالكسر ‪ :‬ا ْ‬ ‫هيئ َ ً‬ ‫هاءُ كيخاف ِ‬ ‫يَ َ‬
‫ه‬ ‫َ‬ ‫خذَ له َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫هي ْأت َ ُ‬ ‫هاءُ كيخاف وَيهيءُ ‪ :‬أ َ‬ ‫ر يَ َ‬ ‫ِ‬ ‫م‬‫لل ْ‬
‫هييئا ً ‪:‬‬ ‫هي ِئ َ ً‬ ‫َ‬ ‫كت َهيأ َ له و َ َ َ‬
‫ة وت َ ْ‬ ‫هي ّأه أي المَر ت َ ْ‬ ‫َ ّ‬
‫ذوي‬ ‫قيلوا َ‬ ‫َ‬
‫هي ّأ وفي الحديث " أ ِ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬
‫م َ‬ ‫ه فهو ُ‬ ‫ح ُ‬ ‫أصل َ‬
‫م " قال ‪ :‬هم الذين ل‬ ‫ه ْ‬ ‫ِ‬ ‫عث ََرات ِ‬‫ت َ‬ ‫هْيآ ِ‬ ‫ال َ‬
‫دهم الّزّلة ‪ .‬والهيئ َ ُ‬ ‫شر فيز ّ َ‬
‫ة‪:‬‬ ‫ح ُ‬ ‫لأ َ‬ ‫َ ِ‬ ‫ن ال ّ ّ‬ ‫رفو َ‬ ‫َيع ِ‬
‫ذوي‬ ‫ء وشكُله وحاُله يريد به َ‬ ‫شي ِ‬ ‫صورةُ ال ّ‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫ة‬
‫ة واحد ً‬ ‫هي ْئ َ ً‬‫سنة الذين ي َل َْزمون َ‬ ‫ح َ‬ ‫ت ال َ‬ ‫هْيآ ِ‬ ‫ال َ‬
‫ل‬‫ق ِ‬ ‫متا ً واحدا ً ول َتختلف حالُتهم بالّتن ّ‬ ‫س ْ‬ ‫و َ‬
‫َ‬
‫ر‬
‫م ِ‬‫ت لل ْ‬ ‫هئ ْ ُ‬ ‫ة ‪ .‬وتقول ‪ِ :‬‬ ‫هي ْئ َ ٍ‬ ‫ة إلى َ‬ ‫من هيئ َ ٍ‬
‫ئ"‬ ‫ر َ‬ ‫هّيؤا ً بمعًنى و ُ‬ ‫ة وت َ ْ‬ ‫هي ْئ َ ً‬ ‫َ‬
‫ق ِ‬ ‫ت تَ َ‬ ‫هي ّأ ُ‬ ‫َ‬ ‫هيءُ َ‬ ‫أ ِ‬
‫ت‬ ‫ع ُ‬ ‫ه ْ‬ ‫ك " بالكسر والهمز مثل ِ‬ ‫تل َ‬ ‫هئ ْ ُ‬ ‫ت ِ‬ ‫وقال َ ْ‬
‫شاَرةُ ‪.‬‬ ‫ة ‪ :‬ال ّ‬‫هي ْئ َ ُ‬ ‫بمعنى ت َ ْ‬
‫ت لك ‪ .‬وال َ‬ ‫هي ّأ ُ‬ ‫َ‬
‫والمهايأ َةُ ‪ :‬ال َمر المَتهايأ ُ عليه َأي أ َمر يَتهايأ ُ‬
‫َ‬ ‫ْ ٌ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫يءُ بالفتح‬ ‫ه ْ‬ ‫ن به وال َ‬ ‫و َ‬ ‫ض ْ‬‫م في َت ََرا َ‬ ‫عليه القو ُ‬
‫ّ‬
‫دعاءُ إلى الطعام ِ‬ ‫هيءُ بالكسر ‪ :‬ال ّ‬ ‫وال ِ‬
‫ب‪.‬‬ ‫شْر ِ‬ ‫ل لل ّ‬ ‫دعاءُ الب ِ‬ ‫ب وهو أيضا ً ُ‬ ‫شرا ِ‬ ‫وال ّ‬
‫وفي تاج العروس الجزء ‪ 1‬صفحة ‪: 7648‬‬
‫الجسم بالكسر جماعة البدن أو العضاء‬
‫ومن الناس ( والبل والدواب ) وسائر‬
‫النواع العظيمة الخلق كالجسمان بالضم (‬
‫قال أبو زيد الجسم الجسد وكذلك الجسمان‬
‫والجثمان الشخص ويقال انه لنحيف‬
‫الجسمان وقال بعضهم ان الجثمان‬
‫والجسمان واحد وقال الراغب الجسم ماله‬
‫طول وعرض وعمق ول تخرج أجزاء الجسم‬
‫عن كونها أجساما وان قطع وجزئ بخلف‬
‫الشخص فانه يخرج عن كونه شخصا بتجزئه‬
‫) ج أجسام وجسوم و ( جسم ) ككرم (‬
‫جسامة ) عظم فهو جسيم ( كأمير والجمع‬
‫جسام ) وجسام كغراب وهى بهاء ( قال *‬
‫أنعت عيرا سهوقا جساما * ) والجسيم‬
‫اليدين ( أي العظيم البدن ) و ( الجسيم‬
‫) ما ارتفع من الرض وعله الماء ( قال‬
‫الخطل فما زال يسقى بطن خبت وعرعر‬
‫* وأرضهما حتى اطمأن جسيمها ) ج جسام‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫ككتاب وبنو جوسم حى ( قديم من العرب‬
‫) درجوا و ( كذلك ) بنو جاسم حى قديم (‬
‫منهم قد درجوا أيضا ) وتجسم المر ( ركب‬
‫جسيمه ومعظمه وقال أبو تراب سمعت أبا‬
‫محجن يقول تجسمت المر تجشمته إذا‬
‫حملت نفسك عليه وهو مجاز ) و ( تجسم‬
‫الحبل و ) الرمل ركب معظمهما و ( تجسم‬
‫) الرض أخذ نحوها ( يريدها ) و ( من‬
‫المجاز تجسم من العشيرة ) فلنا ( فأرسله‬
‫أي ) اختاره ( قال أبو عبيد كأنه قصد‬
‫جسمه ويقال تجسمها ناقة من البل‬
‫فانحرها قال تجسمه من بينهن بمرهف *‬
‫له حالب فوق الرصاف عليل ) والجسم‬
‫الضخم ( قال عامر بن الطفيل فقد علم‬
‫الحى من عامر * بان لنا الذروة ال جسما‬
‫) و ( جاسم ) كصاحب ة بالشأم ( أنشد ابن‬
‫برى لبن الرقاع فكأنها بين النساء أعارها *‬
‫عينيه أحور من جآذر جاسم ومما يستدرك‬
‫عليه رجل جسماني إذا كان عظيم الجثة‬
‫والجسم بضمتين المور العظام وأيضا‬
‫الرجال العقلء ويقال هو من جسام المور‬
‫وجسيمات الخطوب وفلن يتجشم المجاشم‬
‫ويتجسم المعاظم وتجسم في عينى كذا‬
‫تصور وتجسم فلن من الكرم وكأنه كرم قد‬
‫تجسم وكل ذلك مجاز ‪ .‬وفي البرهان في‬
‫علوم القرآن الجزء ‪ 2‬صفحة ‪ 78‬النوع‬
‫السابع والثلثون في حكم اليات‬
‫المتشابهات الواردة في الصفات وقد‬
‫اختلف الناس في الوارد منها في اليات‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫والحاديث على ثلث فرق‬
‫أحدها أنه ل مدخل للتأويل فيها بل تجري‬
‫على ظاهرها ول تؤول شيئا منها وهم‬
‫المشبهة والثاني أن لها تأويل ولكنا نمسك‬
‫عنه مع تنزيه اعتقادنا عن الشبه والتعطيل‬
‫ونقول ل يعلمه إل الله وهو قول السلف‬
‫والثالث أنها مؤولة وأولوها على ما يليق به‬
‫والول باطل والخيران منقولن عن‬
‫الصحابة فنقل المساك عن أم سلمة أنها‬
‫سئلت عن الستواء فقالت الستواء معلوم‬
‫والكيف مجهول واليمان به واجب والسؤال‬
‫عنه بدعة وكذلك سئل عنه مالك فأجاب بما‬
‫قالته أم سلمة إل أنه زاد فيها أن من عاد‬
‫إلى هذا السؤال عنه أضرب عنقه وكذلك‬
‫سئل سفيان الثوري فقال أفهم من قوله‬
‫الرحمن على العرش استوى ‪ 1‬ما أفهم من‬
‫قوله ثم استوى إلى السماء ‪ 2‬وسئل‬
‫الوزاعي عن تفسير هذه الية فقال‬
‫الرحمن على العرش استوى ‪ 1‬كما قال‬
‫وإني لراك ضال وسئل ابن راهويه عن‬
‫الستواء أقائم هو أم قاعد فقال ل يمل‬
‫القيام حتى يقعد ول يمل القعود حتى‬
‫يقوم وأنت إلى هذا السؤال أحوج‬
‫قال الشيخ أبو عمرو بن الصلح وعلى هذه‬
‫الطريقة مضى صدر المة وسادتها وإياها‬
‫اختار أئمة الفقهاء وقادتها وإليها دعا أئمة‬
‫الحديث وأعلمه ول أحد من المتكلمين من‬
‫أصحابنا يصدف عنها ويأباها وأفصح الغزالي‬
‫عنهم في غير موضع بتهجين ما سواها‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫حتى ألجم آخرا في إلجامه كل عالم أو‬
‫عامي عما عداها قال وهو كتاب إلجام‬
‫العوام عن علم الكلم ‪ 1‬آخر تصانيف‬
‫الغزالي مطلقا آخر تصانيفه في أصول‬
‫الدين حث فيه على مذاهب السلف ومن‬
‫تبعهم وممن نقل عنه التأويل علي وابن‬
‫مسعود وابن عباس وغيرهم وقال الغزالي‬
‫في كتاب التفرقة بين السلم والزندقة ‪2‬‬
‫إن المام أحمد أول في ثلثة مواضع ‪3‬‬
‫وأنكر ذلك عليه بعض المتأخرين ‪ .‬قلت وقد‬
‫حكى ابن الجوزي عن القاضي أبي يعلى‬
‫تأويل أحمد في قوله تعالى أو يأتي ربك ‪4‬‬
‫قال وهل هو إل أمره بدليل قوله أو يأتي‬
‫أمر ربك ‪ 5‬واختار ابن برهان ‪ 6‬وغيره من‬
‫الشعرية التأويل قال ومنشأ الخلف بين‬
‫الفريقين أنه هل يجوز في القرآن شيء ل‬
‫يعلم معناه فعندهم يجوز فلهذا منعوا‬
‫التأويل واعتقدوا التنزيه على ما يعلمه الله‬
‫وعندنا ل يجوز ذلك بل الراسخون يعلمونه‬
‫قلت وإنما حملهم على التأويل وجوب حمل‬
‫الكلم على خلف المفهوم من حقيقته‬
‫لقيام الدلة على استحالة المتشابه‬
‫والجسمية في حق البارئ تعالى والخوض‬
‫في مثل هذه المور خطره عظيم وليس‬
‫بين المعقول والمنقول تغاير في الصول‬
‫بل التغاير إنما يكون في اللفاظ واستعمال‬
‫المجاز لغة العرب وإنما قلنا ل تغاير بينهما‬
‫في الصول لما علم بالدليل أن العقل ل‬
‫يكذب ما ورد به الشرع إذ ل يرد الشرع بما‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫ل يفهمه العقل إذ هو دليل الشرع وكونه‬
‫حقا ولو تصور كذب العقل في شيء لتصور‬
‫كذبه في صدق الشرع فمن طالت ممارسته‬
‫العلوم وكثر خوضه في بحورها أمكنه‬
‫التلفيق بينهما لكنه ل يخلو من أحد أمرين‬
‫إما تأويل يبعد عن الفهام أو موضع ل‬
‫يتبين فيه وجه التأويل لقصور الفهام عن‬
‫إدراك الحقيقة والطمع في تلفيق كل ما‬
‫يرد مستحيل ‪ 1‬المرام والمرد إلى قوله‬
‫ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ‪2‬‬
‫ونحن نجري في هذا الباب على طريق‬
‫المؤولين حاكين كلمهم فمن ذلك صفة‬
‫الستواء فحكى مقاتل والكلبي عن ابن‬
‫عباس أن استوى ‪ 2‬بمعنى استقر وهذا إن‬
‫صح يحتاج إلى تأويل فإن الستقرار يشعر‬
‫بالتجسيم وعن المعتزلة بمعنى استولى‬
‫وقهر ورد بوجهين أحدهما بأن الله تعالى‬
‫مستول على ‪ 1‬الكونين والجنة والنار‬
‫وأهلهما فأي فائدة في تخصيص العرش‬
‫الثاني أن الستيلء إنما يكون بعد قهر‬
‫وغلبة والله تعالى منزه عن ذلك قاله ابن‬
‫العرابي وقال أبو عبيد بمعنى صعد ورد‬
‫بأنه يوجب هبوطا منه تعالى حتى يصعد‬
‫وهو منفي عن الله وقيل الرحمن على‬
‫العرش استوى فجعل عل فعل ل حرفا حكاه‬
‫الستاذ إسماعيل الضرير ‪ 2‬في تفسيره‬
‫ورد ‪ 3‬بوجهين أحدهما أنه جعل الصفة فعل‬
‫ومصاحف أهل الشام والعراق والحجاز‬
‫قاطعة بأن على هنا حرف ولو كان فعل‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫لكتبوها باللم ألف كقوله ولعل بعضهم‬
‫على بعض ‪ 4‬والثاني أنه رفع العرش ولم‬
‫يرفعه أحد من القراء وقيل تم الكلم عند‬
‫قوله الرحمن على العرش ثم ابتدأ بقوله‬
‫استوى له ما في السماوات وما في الرض‬
‫‪ 5‬وهذا ركيك يزيل الية عن نظمها ومرادها‬
‫قال الستاذ والصواب ما قاله الفراء ‪1‬‬
‫والشعري ‪ 2‬وجماعة من أهل المعاني إن‬
‫معنى قوله استوى أقبل على خلق العرش‬
‫وعمد إلى خلقه فسماه استواء كقوله ثم‬
‫استوى إلى السماء وهي دخان ‪ 3‬أي قصد‬
‫وعمد إلى خلق السماء فكذا هاهنا قال‬
‫وهذا القول مرضي عند العلماء ليس فيه‬
‫تعطيل ول تشبيه قال الشعري على هنا‬
‫بمعنى في كما قال تعالى على ملك‬
‫سليمان ‪ 4‬ومعناه أحدث الله في العرش‬
‫فعل سماه استواء كما فعل فعل سماه‬
‫فضل ونعمة قال تعالى ولكن الله حبب‬
‫إليكم اليمان وزينه في قلوبكم وكره إليكم‬
‫الكفر والفسوق والعصيان أولئك هم‬
‫الراشدون فضل من الله ونعمة ‪ 5‬فسمى‬
‫التحبيب والتكريه فضل ونعمة وكذلك قوله‬
‫فأتى الله بنيانهم من القواعد ‪ 6‬أي فخرب‬
‫الله بنيانهم وقال فأتاهم الله من حيث لم‬
‫يحتسبوا ‪ 7‬أي قصدهم وكما أن التخريب‬
‫والتعذيب سماها إتيانا فكذلك أحدث فعل‬
‫بالعرش سماه استواء قال وهذا قول‬
‫مرضي عند العلماء لسلمته من التشبيه‬
‫والتعطيل وللعرش خصوصية ليست لغيره‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫من المخلوقات لنه أول خلق الله وأعظم‬
‫والملئكة حافون به ودرجة الوسيلة متصلة‬
‫به وأنه سقف الجنة وغير ذلك ‪.‬‬
‫ااا اا ااااااااا ااا اا ااااا اااااا‬
‫ااااااا ااا ااااا اااااا ااا اااا ‪:‬‬
‫ففي القاموس المحيط للفيروزآبادي ‪:‬‬
‫ن‬‫ج ّ‬ ‫ن وال ِ‬ ‫سا ِ‬ ‫م ال ِن ْ َ‬ ‫س ُ‬‫ج ْ‬ ‫ة‪ِ :‬‬ ‫د‪ ،‬محرك ً‬ ‫س ُ‬ ‫ج َ‬ ‫ال َ‬
‫ب‪،‬‬‫كتا ٍ‬ ‫ساِد‪ ،‬ك ِ‬ ‫ج َ‬ ‫ن‪ ،‬كال ِ‬ ‫فَرا ُ‬ ‫ع َ‬ ‫ة‪ ،‬والّز ْ‬ ‫والملئ ِك َ ِ‬
‫س‪،‬‬ ‫م الَياب ِ ُ‬ ‫ل‪ ،‬والدّ ُ‬ ‫ل بني إسرائي َ‬ ‫ج ُ‬ ‫ع ْ‬ ‫و ِ‬
‫د‪ .‬اهـ ‪ .‬وفي‬ ‫سي ِ‬ ‫ج ِ‬ ‫د وال َ‬ ‫س ِ‬ ‫د والجا ِ‬ ‫س ِ‬ ‫ج ِ‬ ‫كال َ‬
‫مختار الصحاح ومختصره ‪ :‬جسد ج س د‪:‬‬
‫سدَ كما تقول من‬ ‫ج ّ‬ ‫سدُ البدن تقول منه ت َ َ‬ ‫ج َ‬ ‫ال َ‬
‫سدُ أيضا الزعفران‬ ‫ج َ‬ ‫الجسم تجسم و ال َ‬
‫ونحوه من الصبغ وقيل في قوله تعالى‬
‫}عجل جسدا{ أي أحمر من ذهب ‪ (.‬اهـ‪.‬‬
‫م‬‫س ُ‬ ‫ج ْ‬ ‫وفيه أيضا ‪] :‬جسم ج س م‪ :‬أبو زيد ال ِ‬
‫ن وقال‬ ‫جْثما ُ‬ ‫ن و ال ُ‬ ‫سما ُ‬ ‫ج ْ‬ ‫الجسد وكذا ال ُ‬
‫الصمعي الجسم والجسمان الجسد‬
‫والجثمان الشخص ‪ ..‬اهـ ‪ .‬وفي لسان‬
‫لنسان ول يقال‬ ‫الجسد‪ :‬جسم ا ِ‬ ‫العرب ‪:‬‬
‫لغيره من الجسام المغتذية‪ ،‬ول يقال لغير‬ ‫َ‬
‫لرض ‪ .‬قال ابن‬ ‫النسان ‪ :‬جسد من خلق ا َ‬
‫ْ‬ ‫ِ‬
‫َ‬
‫وله ت ََعالى‬ ‫ول ِفي ت َأِويل قَ ْ‬ ‫ْ‬
‫جرير في تفسيره ‪ :‬الَق ْ‬
‫جًل‬‫ع ْ‬ ‫م ِ‬ ‫حل ِّيه ْ‬ ‫ن ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ب َْعده ِ‬ ‫م ْ‬ ‫سى ِ‬ ‫مو َ‬ ‫وم ُ‬ ‫خذ َ ق َ ْ‬ ‫‪ } :‬وَا ِت ّ َ‬
‫خذ َ ب َُنو‬ ‫كره ‪ :‬وَا ِت ّ َ‬ ‫وار { ي َُقول ت ََعاَلى ذِ ْ‬ ‫خ َ‬ ‫ه ُ‬ ‫دا ل َ ُ‬ ‫س ً‬ ‫ج َ‬ ‫َ‬
‫سى‬ ‫مو َ‬ ‫م ُ‬ ‫ما َفاَرقَهُ ْ‬ ‫ن ب َعْدِ َ‬ ‫م ْ‬ ‫سى ِ‬ ‫مو َ‬ ‫وم ُ‬ ‫سَراِئيل قَ ْ‬ ‫إِ ْ‬
‫ن َرّبه‬ ‫كا َ‬ ‫ذي َ‬ ‫جات ِهِ وَوََفاء ل ِل ْوَعْدِ ال ّ ِ‬ ‫مَنا َ‬ ‫ضًيا إ َِلى َرّبه ل ِ ُ‬ ‫ما ِ‬ ‫َ‬
‫دوه ُ ‪.‬‬ ‫جًل ‪ ،‬وَهُوَ وََلد ال ْب ََقَرة ‪ ,‬فَعَب َ ُ‬ ‫ع ْ‬ ‫م ِ‬ ‫حل ِّيه ْ‬‫ن ُ‬ ‫م ْ‬ ‫وَعَد َهُ ِ‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫دا‬
‫س ً‬ ‫ج َ‬ ‫ل‪َ }:‬‬ ‫جل فََقا َ‬ ‫ك ال ْعِ ْ‬ ‫ما ذ َل ِ َ‬ ‫كره َ‬ ‫ن ت ََعاَلى ذ ِ ْ‬ ‫م ب َي ّ َ‬ ‫ثُ ّ‬
‫كره‬ ‫ل ذِ ْ‬ ‫ج ّ‬ ‫خِبر َ‬ ‫وت ال ْب ََقر ‪ .‬ي ُ ْ‬ ‫ص ْ‬ ‫وار ‪َ :‬‬ ‫خ َ‬ ‫وار { َوال ْ ُ‬ ‫خ َ‬ ‫ه ُ‬ ‫لَ ُ‬
‫هل ال ْعَْقل ‪،‬‬ ‫مث ْل ِهِ أ َ ْ‬ ‫ل بِ ِ‬ ‫ض ّ‬ ‫ما َل ي َ ِ‬ ‫ضّلوا ب ِ َ‬ ‫م َ‬ ‫م أن ّهُ ْ‬
‫عَنه َ‬
‫ُْ ْ‬
‫وذ َل ِ َ َ‬
‫وات‬ ‫م َ‬ ‫س َ‬ ‫مْلك ال ّ‬ ‫ه ُ‬ ‫ذي ل َ ُ‬ ‫جَلله ال ّ ِ‬ ‫ل َ‬ ‫ج ّ‬ ‫ب َ‬ ‫ن الّر ّ‬ ‫كأ ّ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫دا ل َ ُ‬
‫ه‬ ‫س ً‬ ‫ج َ‬ ‫كون َ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫جوز أ ْ‬ ‫ك ‪َ ،‬ل ي َ ُ‬ ‫مد َّبر ذ َل ِ َ‬ ‫َواْلْرض وَ ُ‬
‫ل هَؤ َُلءِ‬ ‫شد إ َِلى َ‬ ‫َ‬
‫خْير ‪ .‬وََقا َ‬ ‫دا وََل ي ُْر ِ‬ ‫ح ً‬ ‫وار ‪َ ،‬ل ي ُك َّلم أ َ‬ ‫خ َ‬ ‫ُ‬
‫ذا إ َِلهَنا وَإ َِله‬ ‫ك هَ َ‬ ‫م ل ِذ َل ِ َ‬ ‫صصه ْ‬ ‫ص الّله قَ َ‬ ‫ن قَ ّ‬ ‫ذي َ‬ ‫ال ّ ِ‬
‫ن‬‫هاًبا عَ ْ‬ ‫م وَذ َ َ‬ ‫من ْهُ ْ‬ ‫جهًْل ِ‬ ‫ه َ‬ ‫دون َ ُ‬ ‫سى‪ ،‬فَعَك َُفوا ع َل َي ْهِ ي َعْب ُ ُ‬ ‫مو َ‬ ‫ُ‬
‫ضَلًل ‪ .‬وقال ابن كثير في تفسيره ‪:‬‬ ‫الّله وَ َ‬
‫سَراِئيل ِفي‬ ‫ن ب َِني إ ِ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ل ِ‬ ‫ض ّ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ضَلل َ‬ ‫ن َ‬ ‫خِبر ت ََعاَلى ع َ ْ‬ ‫يُ ْ‬
‫ي‬‫حل ِ ّ‬ ‫ن ُ‬ ‫م ْ‬ ‫مرِيّ ِ‬ ‫سا ِ‬ ‫م ال ّ‬ ‫خذ َه ُ ل َهُ ْ‬ ‫ذي ا ِت ّ َ‬ ‫جل ال ّ ِ‬ ‫م ال ْعِ ْ‬ ‫عَباَدته ْ‬ ‫ِ‬
‫ه‬
‫من ْ ُ‬ ‫م ِ‬ ‫ل ل َهُ ْ‬ ‫شك ّ َ‬ ‫م فَ َ‬ ‫من ْهُ ْ‬ ‫ست ََعاُروهُ ِ‬ ‫كاُنوا ا ِ ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫ال ِْقْبط ال ّ ِ‬
‫ها‬‫خذ َ َ‬ ‫ن الت َّراب ال ِّتي أ َ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ضة ِ‬ ‫م أل َْقى ِفيهِ ال َْقب ْ َ‬
‫عجًل ث ُ َ‬
‫ّ‬ ‫ِ ْ‬
‫جًل‬ ‫َ‬
‫ع ْ‬ ‫صاَر ِ‬ ‫سَلم فصاح فَ َ‬ ‫ريل عَل َي ْهِ ال ّ‬ ‫جب ْ ِ‬ ‫ن أَثر فََرس ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫م‬
‫من ْهُ ْ‬ ‫ذا ِ‬ ‫ن هَ َ‬ ‫كا َ‬ ‫وت ال ْب ََقر وَ َ‬ ‫ْ‬ ‫ص‬
‫َ‬ ‫وار‬ ‫َ‬ ‫وار َوال ْ ُ‬
‫خ‬ ‫َ‬ ‫خ‬‫ه ُ‬ ‫دا ل َ ُ‬ ‫س ً‬ ‫ج َ‬ ‫َ‬
‫ه الّله‬ ‫َ‬
‫م ُ‬ ‫ت الّله ت ََعاَلى فَأعْل َ َ‬ ‫ميَقا ِ‬ ‫سى ل ِ ِ‬ ‫مو َ‬ ‫هاب ُ‬ ‫ب َْعد ذ َ َ‬
‫ث ي َُقول ت ََعاَلى‬ ‫حي ْ ُ‬ ‫طور َ‬ ‫ك وَهُوَ عََلى ال ّ‬ ‫ت ََعاَلى ب ِذ َل ِ َ‬
‫ومك‬ ‫ل " فَإ ِّنا قَد ْ فَت َّنا قَ ْ‬ ‫مة َقا َ‬ ‫ري َ‬ ‫ن ن َ َْفسه ال ْك َ ِ‬ ‫خَباًرا عَ ْ‬ ‫إِ ْ‬
‫ف‬ ‫خت َل َ َ‬ ‫مرِيّ " وَقَد ْ ا ِ ْ‬ ‫سا ِ‬ ‫م ال ّ‬ ‫ضل ّهُ ْ‬ ‫ن ب َْعدك وَأ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫ما ل َ ُ‬
‫ه‬ ‫ما وَد َ ً‬ ‫ح ً‬ ‫صاَر ل َ ْ‬ ‫ل َ‬ ‫جل هَ ْ‬ ‫ذا ال ْعِ ْ‬ ‫ن ِفي هَ َ‬ ‫سُرو َ‬ ‫مَف ّ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫خل ِفيهِ‬ ‫ه ي َد ْ ُ‬ ‫هب إ ِّل أن ّ ُ‬ ‫ن ذَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ونه ِ‬ ‫مّر عََلى ك َ ْ‬ ‫ست َ َ‬ ‫وار أوْ ا ِ ْ‬ ‫خ َ‬ ‫ُ‬
‫ن وََالّله أ َعَْلم ا‬ ‫َ‬
‫كالب ََقرِ ع َلى قَوْلي ْ ِ‬
‫َ‬ ‫وت َ ْ‬ ‫ص ّ‬ ‫واء فَي ُ َ‬ ‫ال ْهَ َ‬
‫ما‬ ‫و َ‬ ‫ااا سورة النبياء قال تعالى ‪َ } :‬‬
‫ْ‬
‫كاُنوا‬ ‫ما َ‬ ‫و َ‬ ‫م َ‬ ‫عا َ‬ ‫ن الطّ َ‬ ‫دا ّل ي َأك ُُلو َ‬ ‫س ً‬ ‫ج َ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫عل َْنا ُ‬ ‫ج َ‬ ‫َ‬
‫ن{ )‪ (8‬سورة النبياء ‪ ،‬قلت قال ابن‬ ‫دي َ‬ ‫خال ِ ِ‬ ‫َ‬
‫وله ت ََعاَلى‬ ‫ْ‬
‫ول ِفي ت َأِويل قَ ْ‬ ‫جرير في تفسيره ‪ :‬ال َْق ْ ْ‬
‫ن الط َّعام { ‪ .‬ي َُقول‬ ‫دا َل ي َأك ُُلو َ‬ ‫س ً‬ ‫ج َ‬ ‫م َ‬ ‫جعَل َْناهُ ْ‬ ‫ما َ‬ ‫‪ } :‬وَ َ‬
‫كره ‪ :‬وما جعل ْنا الرسل ال ّذي َ‬
‫ن‬‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫سل َْناهُ ْ‬ ‫ن أْر َ‬ ‫ِ َ‬ ‫ّ ُ‬ ‫َ َ َ َ َ‬ ‫ت ََعاَلى ذِ ْ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫متك ‪،‬‬ ‫ضَية قَْبل أ ّ‬ ‫ما ِ‬ ‫مم ال ْ َ‬ ‫مد إ َِلى اْل َ‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫قَْبلك َيا ُ‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫ْ‬
‫م‬‫جَعلهُ ْ‬ ‫م نَ ْ‬ ‫ن الط َّعام { ي َُقول ‪ :‬ل َ ْ‬ ‫دا َل ي َأك ُُلو َ‬ ‫س ً‬ ‫ج َ‬ ‫} َ‬
‫ساًدا‬ ‫كة َل يأ ْك ُُلون الط ّعام ‪ ،‬ول َكن جعل ْناهُ َ‬ ‫مَلئ ِ َ‬
‫ج َ‬ ‫مأ ْ‬ ‫َ ِ ْ َ َ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ْ‬
‫شر ‪،‬‬ ‫حد ّث ََنا ب ِ ْ‬ ‫ما ‪َ - 18474 :‬‬ ‫ن الط َّعام ‪ .‬ك َ َ‬ ‫مْثلك ي َأك ُُلو َ‬ ‫ِ‬
‫وله }‬ ‫دة ‪ ,‬قَ ْ‬ ‫ن قََتا َ‬ ‫سِعيد ‪ ,‬عَ ْ‬ ‫ل ‪ :‬ثنا َ‬
‫ْ‬
‫زيد ‪َ ،‬قا َ‬ ‫ل ‪ :‬ثنا ي َ ِ‬ ‫َقا َ‬
‫ما‬‫ن الط َّعام { ي َُقول ‪َ :‬‬ ‫دا َل ي َأك ُُلو َ‬ ‫س ً‬ ‫ج َ‬ ‫م َ‬ ‫جعَل َْناهُ ْ‬ ‫ما َ‬ ‫وَ َ‬
‫ْ‬
‫حد ّْثت‬ ‫دا إ ِّل ل ِي َأك ُُلوا الط َّعام ‪ُ - 18475 .‬‬ ‫س ً‬ ‫ج َ‬ ‫م َ‬ ‫جعَل َْناهُ ْ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫خب ََرَنا‬ ‫مَعاذ ي َُقول ‪ :‬أ ْ‬ ‫مْعت أَبا ُ‬ ‫س ِ‬ ‫ل‪َ :‬‬ ‫سْين ‪َ ،‬قا َ‬ ‫ح َ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫عَ ْ‬
‫وله ‪:‬‬ ‫حاك ي َُقول ِفي قَ ْ‬ ‫ض ّ‬
‫ْ‬
‫مْعت ال ّ‬ ‫س ِ‬ ‫ل‪َ :‬‬ ‫عُب َْيد ‪َ ،‬قا َ‬
‫ن الط َّعام { ي َُقول ‪ :‬ل َ ْ‬
‫م‬ ‫دا َل ي َأك ُُلو َ‬ ‫س ً‬ ‫ج َ‬ ‫م َ‬ ‫جعَل َْناهُ ْ‬ ‫ما َ‬ ‫} وَ َ‬
‫ن الط َّعام ‪،‬‬ ‫ْ‬ ‫أ َجعلهم جسدا ل َيس فيه َ‬
‫م أْرَواح َل ي َأك ُُلو َ‬ ‫ْ َ ُ ْ َ َ ً ْ َ ِ ِ ْ‬
‫ن الط َّعام ‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫دا ِفيَها أْرَواح ي َأك ُُلو َ‬ ‫س ً‬ ‫ج َ‬ ‫م َ‬ ‫جعَل َْناهُ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫وَل َك ِ ْ‬
‫َقا َ َ‬
‫حد َ‬ ‫دا { فَوَ ّ‬ ‫س ً‬ ‫ج َ‬ ‫م َ‬ ‫جعَل َْناهُ ْ‬ ‫ما َ‬ ‫ل } وَ َ‬ ‫جعَْفر ‪ :‬وََقا َ‬ ‫ل أُبو َ‬
‫عة ‪,‬‬ ‫ما َ‬ ‫ج َ‬ ‫صَفة ال ْ َ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫دا ‪ ،‬وَهُوَ ِ‬ ‫ح ً‬ ‫موَ ّ‬ ‫ه ُ‬ ‫جعَل َ ُ‬ ‫سد " وَ َ‬ ‫ج َ‬ ‫" ال ْ َ‬
‫ما ي َُقال‬ ‫در ‪ ،‬ك َ َ‬ ‫ص َ‬ ‫م ْ‬ ‫معَْنى ال ْ َ‬ ‫سد ب ِ َ‬ ‫ج َ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫ك ِل َ ّ‬ ‫جاَز ذ َل ِ َ‬ ‫ما َ‬ ‫وَإ ِن ّ َ‬
‫ْ‬
‫ن ‪ .‬وقال‬ ‫خل ًْقا َل ي َأك ُُلو َ‬ ‫م َ‬ ‫جعَل َْناهُ ْ‬ ‫ما َ‬ ‫ِفي ال ْك ََلم ‪ :‬وَ َ‬
‫جعَل َْناهُ ْ‬
‫م‬ ‫ما َ‬ ‫وله " وَ َ‬ ‫ابن كثير ْ في تفسيره ‪ :‬وَقَ ْ‬
‫َ‬ ‫ن الط َّعام " أ َيْ ب َ ْ‬
‫دا‬ ‫سا ً‬ ‫ج َ‬ ‫كاُنوا أ ْ‬ ‫ل قَد ْ َ‬ ‫دا َل ي َأك ُُلو َ‬ ‫س ً‬ ‫ج َ‬ ‫َ‬
‫سل َْنا قَْبلك‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ما أْر َ‬ ‫ل ت ََعاَلى " وَ َ‬ ‫ما َقا َ‬ ‫ن الط َّعام ك َ َ‬ ‫ي َأك ُُلو َ‬
‫ْ‬
‫ن ِفي‬ ‫شو َ‬ ‫م ُ‬ ‫ن الط َّعام وَي َ ْ‬ ‫م ل َي َأك ُُلو َ‬ ‫ن إ ِّل إ ِن ّهُ ْ‬ ‫َ‬ ‫سِلي‬ ‫مْر َ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫ْ‬ ‫م‬ ‫ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬‫شر ي َأك ُُلو َ‬ ‫ن ال ْب َ َ‬ ‫م ْ‬ ‫شًرا ِ‬ ‫كاُنوا ب َ َ‬ ‫واق" أيْ قَد ْ َ‬ ‫س َ‬ ‫اْل ْ‬
‫خُلو َ َ‬
‫ب‬ ‫س ِ‬ ‫واق ِللت ّك َ ّ‬ ‫س َ‬ ‫ن اْل ْ‬ ‫مْثل الّناس وَي َد ْ ُ‬ ‫ن ِ‬ ‫شَرُبو َ‬ ‫وَي َ ْ‬
‫شي ًْئا‬ ‫م َ‬ ‫من ْهُ ْ‬ ‫م وََل َناِقص ِ‬ ‫ضاّر ل َهُ ْ‬ ‫ك بِ َ‬ ‫س ذ َل ِ َ‬ ‫جاَرة وَل َي ْ َ‬ ‫َوالت ّ َ‬
‫سول‬ ‫ذا الّر ُ‬ ‫ما ل ِهَ َ‬ ‫م" َ‬ ‫وله ْ‬ ‫ن ِفي قَ ْ‬ ‫كو َ‬ ‫شرِ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ال ْ ُ‬ ‫م ُ‬ ‫ما ت َوَهّ َ‬ ‫كَ َ‬
‫ل إ ِل َي ْ ِ‬
‫ه‬ ‫واق ل َوَْل أ ُن ْزِ َ‬ ‫س َ‬
‫َ‬
‫شي ِفي اْل ْ‬ ‫م ِ‬ ‫كل الط َّعام وَي َ ْ‬ ‫ي َأ ْ ُ‬
‫كون ل َ ُ‬
‫ه‬ ‫ذيًرا أ َوْ ي ُل َْقى إ ِل َي ْهِ ك َْنز أ َوْ ت َ ُ‬ ‫ه نَ ِ‬ ‫معَ ُ‬ ‫كون َ‬ ‫مَلك فَي َ ُ‬ ‫َ‬
‫من َْها " اْلَية ‪ .‬وقال القرطبي ‪ :‬وَ "‬ ‫ْ‬
‫جّنة ي َأ ُ‬
‫كل ِ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫ل‪:‬‬ ‫دا ‪ ،‬وَِقي َ‬ ‫سا ً‬ ‫ج َ‬ ‫لأ ْ‬ ‫م ي َُق ْ‬ ‫ذا ل َ ْ‬ ‫جْنس ; وَل ِهَ َ‬ ‫سم ِ‬ ‫دا " ا ِ ْ‬ ‫س ً‬ ‫ج َ‬ ‫َ‬
‫جعَل َْنا ك ُ ّ‬ ‫ل أ َجسادا ; ِل َن َ‬
‫م‬
‫من ْهُ ْ‬ ‫حد ِ‬ ‫ل َوا ِ‬ ‫ما َ‬ ‫ه أَراد َ وَ َ‬ ‫ّ ُ‬ ‫م ي َُق ْ ْ َ ً‬ ‫لَ ْ‬
‫ما‬ ‫سد َ ك َ َ‬ ‫ج ّ‬ ‫ه ‪ :‬تَ َ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫دن ; ت َُقول ِ‬ ‫سد ال ْب َ َ‬ ‫ج َ‬ ‫دا ‪َ .‬وال ْ َ‬ ‫س ً‬ ‫ج َ‬ ‫َ‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫َ‬
‫ضا الّزعَْفَران‬ ‫سد أي ْ ً‬ ‫ج َ‬ ‫م ‪َ .‬وال ْ َ‬ ‫س َ‬ ‫ج ّ‬ ‫سم ت َ َ‬ ‫ج ْ‬ ‫ن ال ْ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ت َُقول ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ما‬ ‫ه الّناب َِغة ‪ :‬وَ َ‬ ‫ضا ; َقال َ ُ‬ ‫دم أي ْ ً‬ ‫صْبغ ‪ ,‬وَهُوَ ال ّ‬ ‫حوه ال ّ‬ ‫أوْ ن َ ْ‬
‫َ‬
‫ي‪:‬‬ ‫ل ال ْك َ ْل ْب ِ ّ‬ ‫سد وََقا َ‬ ‫ج َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫صاب ِ‬ ‫ريقَ عََلى اْلن ْ َ‬ ‫هُ ِ‬
‫كل‬ ‫ذي ِفيهِ الّروح ي َأ ُ‬ ‫سد ال ّ ِ‬ ‫ج ّ‬ ‫مت َ َ‬ ‫سد هُوَ ال ْ ُ‬ ‫ج َ‬ ‫َوال ْ َ‬
‫كل‬ ‫ما َل ي َأ ْ ُ‬ ‫كون َ‬ ‫ول ي َ ُ‬ ‫ْ‬ ‫ذا ال َْق‬ ‫ضى هَ َ‬ ‫مْقت َ َ‬ ‫شَرب ‪ ،‬فَعََلى ُ‬ ‫وَي َ ْ‬
‫ْ‬
‫ما َل ي َأ ُ‬
‫كل‬ ‫سد َ‬ ‫ج َ‬ ‫هد ‪ :‬ال ْ َ‬ ‫جا ِ‬ ‫م َ‬ ‫ل ُ‬ ‫ما وََقا َ‬ ‫س ً‬ ‫ج ْ‬ ‫شَرب ِ‬ ‫وََل ي َ ْ‬
‫شَرب ‪.‬‬ ‫وََل ي َ ْ‬
‫ول‬ ‫قال ْابن جرير الطبري في تفسيره ‪ :‬ال َْق ْ‬
‫مان وَأ َل َْقي َْنا‬ ‫سل َي ْ َ‬ ‫وله ت ََعاَلى ‪ } :‬وَل ََقد ْ فَت َّنا ُ‬ ‫ِفي ت َأِويل قَ ْ‬
‫كره ‪:‬‬ ‫ب { ي َُقول ت ََعاَلى ذِ ْ‬ ‫عََلى ك ُرسيه جسدا ث ُ َ‬
‫م أَنا َ‬ ‫ْ ِ ّ َ َ ً ّ‬
‫َ‬
‫دا‬‫س ً‬ ‫ج َ‬ ‫سّيه َ‬ ‫مان وَأل َْقي َْنا ع ََلى ك ُْر ِ‬ ‫سل َي ْ َ‬ ‫وَل ََقد ْ ا ِب ْت َل َي َْنا ُ‬
‫َ‬
‫خر ‪.‬‬ ‫ص ْ‬ ‫سمه َ‬ ‫ن اِ ْ‬ ‫ن ‪ ,‬ذ َك َُروا أ ّ‬ ‫سا ٍ‬ ‫مث ًّل ب ِإ ِن ْ َ‬ ‫مت َ َ‬ ‫طاًنا ُ‬ ‫شي ْ َ‬ ‫َ‬
‫صر ‪.‬‬ ‫سمه آ ِ‬ ‫ن اِ ْ‬ ‫ل ‪ :‬إِ ّ‬ ‫صف‪ .‬وَِقي َ‬ ‫سمه آ ِ‬ ‫ن اِ ْ‬ ‫ل ‪ :‬إِ ّ‬ ‫وَِقي َ‬
‫ك‬‫ذي قُل َْنا ِفي ذ َل ِ َ‬ ‫حوِ ال ّ ِ‬ ‫سمه حبيق ‪ .‬وَب ِن َ ْ‬ ‫ن اِ ْ‬ ‫ل ‪ :‬إِ ّ‬ ‫وَِقي َ‬
‫ل ذ َل ِ َ‬ ‫ن َقا َ‬ ‫ْ‬ ‫ل أ َهل التأ ْ‬
‫ك ‪-22975 :‬‬ ‫ْ‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫كر‬ ‫ِ‬ ‫ذ‬ ‫‪.‬‬ ‫ويل‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫َقا َ ْ‬
‫صاِلح ‪َ ،‬قا َ‬ ‫َ‬ ‫ي ‪َ ,‬قا َ‬
‫مَعاوَِية‬ ‫ل ‪ :‬ثني ُ‬ ‫ل ‪ :‬ثنا أُبو َ‬ ‫حد ّث َِني عَل ِ ّ‬ ‫َ‬
‫وله ‪ } :‬وَأل َْقي َْنا عََلى‬ ‫َ‬
‫ن ا ِْبن ع َّباس ‪ ،‬قَ ْ‬ ‫ي ‪ ,‬عَ ْ‬ ‫ن ع َل ِ ّ‬ ‫‪ ,‬عَ ْ‬
‫ل ع ََلى‬ ‫مث ّ َ‬ ‫ي تَ َ‬ ‫جن ّ ّ‬ ‫خر ال ْ ِ‬ ‫ص ْ‬ ‫ل ‪ :‬هُوَ َ‬ ‫دا { َقا َ‬ ‫س ً‬ ‫ج َ‬ ‫سّيه َ‬ ‫ك ُْر ِ‬
‫سْعد ‪،‬‬ ‫مد ْبن َ‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫حد ّث َِني ُ‬ ‫دا ‪َ - 22976 .‬‬ ‫س ً‬ ‫ج َ‬ ‫سّيه َ‬ ‫ك ُْر ِ‬
‫ل ‪ :‬ثني أ َِبي ‪،‬‬ ‫مي ‪َ ،‬قا َ‬ ‫ل ‪ :‬ثني ع َ ّ‬ ‫ل ‪ :‬ثنى أ َِبي ‪َ ,‬قا َ‬ ‫َقا َ‬
‫وله ‪ } :‬وَل ََقد ْ فَت َّنا‬ ‫َ‬ ‫ق‬ ‫باس‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ع‬ ‫بن‬ ‫ِ‬ ‫ا‬ ‫ن‬ ‫َ‬ ‫ع‬ ‫‪،‬‬ ‫ه‬ ‫بي‬ ‫عَن أ َ‬
‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ل‪:‬‬ ‫ب { َقا َ‬ ‫م أَنا َ‬ ‫دا ث ُ ّ‬ ‫س ً‬ ‫ج َ‬ ‫سّيه َ‬ ‫ُ‬
‫مان وَألَقي َْنا ع َلى كْر ِ‬ ‫سل َي ْ َ‬ ‫ُ‬
‫مان‬ ‫سل َي ْ َ‬ ‫ن د َفَعَ إ ِل َي ْهِ ُ‬ ‫كا َ‬ ‫ذي َ‬ ‫طان ال ّ ِ‬ ‫شي ْ َ‬ ‫سد ‪ :‬ال ّ‬ ‫ج َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫مان ِفي‬ ‫سل َي ْ َ‬ ‫مْلك ُ‬ ‫ن ُ‬ ‫كا َ‬ ‫حر ‪ ،‬وَ َ‬ ‫ه ِفي ال ْب َ ْ‬ ‫خاَتمه ‪ ،‬فََقذ َفَ ُ‬ ‫َ‬
‫حد ّث ََنا‬ ‫خًرا ‪َ - 22977 .‬‬ ‫ص ْ‬ ‫ي َ‬ ‫جن ّ ّ‬ ‫سم ال ْ ِ‬ ‫ن اِ ْ‬ ‫كا َ‬ ‫خاَتمه ‪ ,‬وَ َ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫ل ‪ :‬ثنا أُبو َداُود َقا َ‬ ‫َ‬ ‫شار َقا َ‬ ‫ا ِْبن ب َ ّ‬
‫مَباَرك عَ ْ‬ ‫ل ‪ :‬ثنا ُ‬
‫َ‬
‫ل‪:‬‬ ‫دا { َقا َ‬ ‫س ً‬ ‫ج َ‬ ‫سّيه َ‬ ‫سن } وَأل َْقي َْنا عََلى ك ُْر ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ل ‪ :‬ثنا أ َُبو‬ ‫شار َقا َ‬ ‫حد ّث ََنا ا ِْبن ب َ ّ‬ ‫طاًنا ‪َ - 22978 .‬‬ ‫شي ْ َ‬ ‫َ‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫ْ‬ ‫شعبة ع َن أ َ‬ ‫َداُود َقا َ‬
‫سِعيد ْبن‬ ‫ن َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ع‬ ‫شر‬ ‫ِ‬ ‫ب‬ ‫بي‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ل ‪ :‬ثنا ُ ْ َ‬
‫شي ْ َ‬ ‫َ‬
‫طاًنا ‪.‬‬ ‫ل‪َ :‬‬ ‫دا { َقا َ‬ ‫س ً‬ ‫ج َ‬ ‫سّيه َ‬ ‫جب َْير } وَأل َْقي َْنا ع ََلى ك ُْر ِ‬ ‫ُ‬
‫ل‪:‬‬ ‫ل ‪ :‬ثنا أُبو َداُود َقا َ‬ ‫َ‬ ‫شار َقا َ‬ ‫حد ّث ََنا ا ِْبن ب َ ّ‬ ‫‪َ - 22979‬‬
‫هد } وَأ َل َْقي َْنا‬ ‫جا ِ‬ ‫م َ‬ ‫ن ُ‬ ‫جيح عَ ْ‬ ‫ن ا ِْبن أِبي ن َ ِ‬
‫َ‬
‫ثنا وَْرَقاء عَ ْ‬
‫صر‪.‬‬ ‫هآ ِ‬ ‫طاًنا ي َُقال ل َ ُ‬ ‫شي ْ َ‬ ‫ل‪َ :‬‬ ‫دا { َقا َ‬ ‫س ً‬ ‫ج َ‬ ‫سّيه َ‬ ‫عََلى ك ُْر ِ‬
‫ل ‪ :‬ثنا أ َُبو‬ ‫مرو َقا َ‬ ‫مد ْبن ع َ ْ‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫حد ّث َِني ُ‬ ‫‪َ - 22980‬‬
‫ل ‪ :‬ثنا‬ ‫حاِرث َقا َ‬ ‫حد ّث َِني ال ْ َ‬ ‫سى ; وَ َ‬ ‫عي َ‬ ‫ل ‪ :‬ثنا ِ‬ ‫صم َقا َ‬ ‫عا ِ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫جيح‬ ‫ن ا ِْبن أِبي ن َ ِ‬ ‫ميًعا عَ ْ‬ ‫ج ِ‬ ‫ل ‪ :‬ثنا وَْرَقاء َ‬ ‫سن َقا َ‬ ‫ح َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ل‪:‬‬ ‫دا { َقا َ‬ ‫س ً‬ ‫ج َ‬ ‫سّيه َ‬ ‫وله ‪ } :‬ع ََلى ك ُْر ِ‬ ‫هد قَ ْ‬ ‫جا ِ‬ ‫م َ‬ ‫ن ُ‬ ‫عَ ْ‬
‫ف‬‫مان ‪ :‬ك َي ْ َ‬ ‫سل َي ْ َ‬ ‫ه ُ‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫صف ‪ ,‬فََقا َ‬ ‫هآ ِ‬ ‫طاًنا ي َُقال ل َ ُ‬ ‫شي ْ َ‬ ‫َ‬
‫ن الّناس ؟ وقال ابن كثير في تفسيره ‪:‬‬ ‫ت َْفت ُِنو َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬‫خت َب َْرَناه ُ ب ِأ ْ‬ ‫مان " أيْ ا ِ ْ‬ ‫سل َي ْ َ‬ ‫ي َُقول ت ََعاَلى " وَل ََقد ْ فَت َّنا ُ‬
‫َ‬
‫دا " َقا َ‬
‫ل‬ ‫س ً‬ ‫ج َ‬ ‫سّيه َ‬ ‫مْلك " وَأل َْقي َْنا عََلى ك ُْر ِ‬ ‫سل َب َْناه ُ ال ْ ُ‬ ‫َ‬
‫جب َْير‬ ‫سِعيد ْبن ُ‬ ‫هد وَ َ‬ ‫جا ِ‬ ‫م َ‬ ‫ما وَ ُ‬ ‫ي الّله ع َن ْهُ َ‬ ‫ض َ‬ ‫ا ِْبن عَّباس َر ِ‬
‫طانا " ث ُ َ‬
‫ب"‬ ‫م أَنا َ‬ ‫ّ‬ ‫شي ْ َ ً‬ ‫م ي َعِْني َ‬ ‫سن وَقََتاَدة وَغَْيره ْ‬ ‫ح َ‬ ‫َوال ْ َ‬
‫رير‬ ‫ج ِ‬ ‫ل ا ِْبن َ‬ ‫طانه وَأ ُب َّهته َقا َ‬ ‫سل ْ َ‬ ‫مْلكه وَ ُ‬ ‫جعَ إ َِلى ُ‬ ‫أيْ َر َ‬
‫َ‬
‫ه ا ِْبن عَّباس‬ ‫خًرا َقال َ ُ‬ ‫ص ْ‬ ‫طان َ‬ ‫شي ْ َ‬ ‫ك ال ّ‬ ‫سم ذ َل ِ َ‬ ‫ن اِ ْ‬ ‫كا َ‬ ‫وَ َ‬
‫هد‬ ‫جا ِ‬ ‫م َ‬ ‫ه ُ‬ ‫صف َقال َ ُ‬ ‫لآ َ‬ ‫ما وَقََتاَدة وَِقي َ‬ ‫ي الّله ع َن ْهُ َ‬ ‫ض َ‬ ‫َر ِ‬
‫ضا ‪ ،‬وقال وَأ َل َْقي َْنا عََلى‬ ‫هد أي ْ ً‬
‫َ‬
‫جا ِ‬ ‫م َ‬ ‫ه ُ‬ ‫صر وََقال َ ُ‬ ‫لآ َ‬ ‫وَِقي َ‬
‫خر وََقا َ‬
‫ل‬ ‫ص ْ‬ ‫طان َ‬ ‫شي ْ َ‬ ‫ل هُوَ ال ّ‬ ‫دا " َقا َ‬ ‫س ً‬ ‫ج َ‬ ‫سّيه َ‬ ‫ك ُْر ِ‬
‫َ‬
‫مان "‬ ‫سل َي ْ َ‬ ‫مان " أيْ ا ِب ْت َل َي َْنا ُ‬ ‫سل َي ْ َ‬ ‫سد ّيّ " وَل ََقد ْ فَت َّنا ُ‬ ‫ال ّ‬
‫س عََلى‬ ‫َ‬
‫جل َ َ‬ ‫طاًنا َ‬ ‫شي ْ َ‬ ‫ل َ‬ ‫دا " َقا َ‬ ‫س ً‬ ‫ج َ‬ ‫سّيه َ‬ ‫وَأل َْقي َْنا عََلى ك ُْر ِ‬
‫َ‬ ‫ظاهر أ َ‬
‫ي‬
‫َ‬ ‫ض‬
‫ِ‬ ‫ر‬
‫َ‬ ‫باس‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ع‬ ‫بن‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫ا‬ ‫ُ‬ ‫ه‬ ‫قا‬ ‫ّ‬ ‫ل‬ ‫َ‬ ‫ت‬ ‫ما‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ن‬ ‫ِ‬ ‫إ‬ ‫ه‬
‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ن‬ ‫ن ال ّ ِ‬ ‫سّيه وَل َك ِ ّ‬ ‫ك ُْر ِ‬
‫هل ال ْك َِتاب وَِفيهِ ْ‬
‫م‬ ‫ن أَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫ح ع َن ْ ُ‬ ‫ص ّ‬ ‫ن َ‬ ‫ما إ ِ ْ‬ ‫الّله ع َن ْهُ َ‬
‫سَلم‬ ‫صَلة َوال ّ‬ ‫مان عَل َي ْهِ ال ّ‬ ‫سل َي ْ َ‬ ‫وة ُ‬ ‫ن ن ُب ُ ّ‬ ‫دو َ‬ ‫طائ َِفة َل ي َعْت َِق ُ‬ ‫َ‬
‫ذا َ‬ ‫ن ع َل َي ْهِ وَل ِهَ َ‬ ‫َ‬ ‫َفال ّ‬
‫سَياق‬ ‫ن ِفي ال ّ‬ ‫كا َ‬ ‫م ي َك ْذ ُِبو َ‬ ‫هر أن ّهُ ْ‬ ‫ظا ِ‬
‫ن‬‫شُهور عَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫ساء فَإ ِ ّ‬ ‫كر الن ّ َ‬ ‫ها ذِ ْ‬ ‫شد ّ َ‬ ‫ن أَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫من ْك ََرات ِ‬ ‫ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ي‬‫جن ّ ّ‬ ‫ك ال ْ ِ‬ ‫ن ذ َل ِ َ‬ ‫سَلف أ ّ‬ ‫مة ال ّ‬ ‫ن أئ ِ ّ‬ ‫م ْ‬ ‫حد ِ‬ ‫هد وَغ َْير َوا ِ‬ ‫جا ِ‬ ‫م َ‬ ‫ُ‬
‫ن الله ع َّز‬ ‫ّ‬ ‫مه ُ ّ‬ ‫ص َ‬ ‫ل عَ َ‬ ‫مان ب َ ْ‬ ‫سلي ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ساء ُ‬ ‫سلط عَلى ن ِ َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫م يُ َ‬ ‫لَ ْ‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫سَلم وَقَد ْ‬ ‫ما ل ِن َب ِي ّهِ ع َل َي ْهِ ال ّ‬ ‫ري ً‬ ‫ريًفا وَت َك ْ ِ‬ ‫ش ِ‬ ‫ه تَ ْ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ل ِ‬ ‫ج ّ‬ ‫وَ َ‬
‫سَلف‬ ‫ن ال ّ‬ ‫م ْ‬ ‫عة ِ‬ ‫ما َ‬ ‫ج َ‬ ‫ن َ‬ ‫مط َوَّلة ع َ ْ‬ ‫صة ُ‬ ‫ق ّ‬ ‫ت هَذِهِ ال ْ ِ‬ ‫ُروِي َ ْ‬
‫سَلم‬ ‫َ‬
‫سّيب وََزْيد ْبن أ ْ‬ ‫م َ‬ ‫سِعيدِ ْبن ال ْ ُ‬ ‫م كَ َ‬ ‫ي الّله ع َن ْهُ ْ‬ ‫ض َ‬ ‫َر ِ‬
‫هل ال ْك َِتاب‬ ‫صص أ َ ْ‬ ‫ن قَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫مت َل َّقاة ِ‬ ‫ن وَك ُل َّها ُ‬ ‫ري َ‬ ‫ِ‬ ‫خ‬‫عة آ َ‬ ‫ما َ‬ ‫ج َ‬ ‫وَ َ‬
‫َ‬
‫ب ‪ .‬قلت‬ ‫وا ِ‬ ‫ص َ‬ ‫حانه وَت ََعاَلى أع َْلم ِبال ّ‬ ‫سب ْ َ‬ ‫وََالّله ُ‬
‫والقول قول مجاهد وجماعة أئمة السلف‬
‫وهو الموافق لقواعد أصول الدين أن ذلك‬
‫الجني لم يسلط على نساء سليمان ‪،‬‬
‫واعتقادنا أن نساء النبياء عصمهن الله من‬
‫ف‬
‫ضعّ َ‬ ‫الزنا ‪ .‬وقال القرطبي ‪ :‬وقال وَقَد ْ ُ‬
‫ة‬
‫صوَر ِ‬ ‫ور ب ِ ُ‬ ‫ص ّ‬ ‫طان َل ي َت َ َ‬ ‫شي ْ َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫ث إِ ّ‬ ‫حي ْ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ول ِ‬ ‫ذا ال َْق ْ‬ ‫هَ َ‬
‫مل َ َ‬ ‫َ‬
‫س عََلى أ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫كة‬ ‫م ْ‬ ‫هل َ‬ ‫ن ي َل ْت َب ِ َ‬ ‫حال أ ْ‬ ‫م َ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫اْلن ْب َِياء ث ُ ّ‬
‫َ‬
‫ع‬
‫م َ‬ ‫م َ‬ ‫حّتى ي َظ ُّنوا أن ّهُ ْ‬ ‫مان َ‬ ‫سل َي ْ َ‬ ‫طان ب ِ ُ‬ ‫شي ْ َ‬ ‫مان ال ّ‬ ‫سل َي ْ َ‬ ‫ُ‬
‫طل ‪.‬‬ ‫طان ِفي َبا ِ‬ ‫شي ْ َ‬ ‫معَ ال ّ‬ ‫م َ‬ ‫حقّ وَهُ ْ‬ ‫م ِفي َ‬ ‫ن َب ِّيه ْ‬
‫َ‬
‫ما وُل ِد َ‬ ‫ه لَ ّ‬ ‫مان ‪ ,‬وَأن ّ ُ‬ ‫سل َي ْ َ‬ ‫سد وَل َد ٌ وُل ِد َ ل ِ ُ‬ ‫ج َ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫ل ‪ :‬إِ ّ‬ ‫وَِقي َ‬
‫ش‬‫عا َ‬ ‫ن َ‬ ‫ض ‪ :‬إِ ْ‬ ‫م ل ِب َعْ ٍ‬ ‫ل ب َْعضه ْ‬ ‫طين وََقا َ‬ ‫شَيا ِ‬ ‫ت ال ّ‬ ‫معَ ْ‬ ‫جت َ َ‬ ‫اِ ْ‬
‫خَرة‬ ‫س ْ‬ ‫ن ال ْب ََلء َوال ّ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِفيهِ ِ‬ ‫ح ُ‬ ‫ما ن َ ْ‬ ‫م ّ‬ ‫ك ِ‬ ‫م ن َن َْف ّ‬ ‫ه ا ِْبن ل َ ْ‬ ‫لَ ُ‬
‫ك‬ ‫مان ب ِذ َل ِ َ‬ ‫سل َي ْ َ‬ ‫م ُ‬ ‫ه ‪ .‬فَعَل ِ َ‬ ‫خب ِل ْ ُ‬ ‫ل وَل َد َهُ أ َوْ ن َ ْ‬ ‫وا ن َْقت ُ ْ‬ ‫فَت َََعال َ ْ‬
‫دا ا ِْبنه ِفي‬ ‫حاب وَغَ َ‬ ‫س َ‬ ‫ه إ َِلى ال ّ‬ ‫مل َت ْ ُ‬ ‫ح َ‬ ‫حّتى َ‬ ‫مَر الّريح َ‬ ‫فَأ َ‬
‫ه الّله‬ ‫طين فََعاقَب َ ُ‬ ‫شَيا ِ‬ ‫ضّرة ال ّ‬ ‫م َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫خوًْفا ِ‬ ‫حاب َ‬ ‫س َ‬ ‫ال ّ‬
‫شُعر إ ِّل وَقَد ْ وَقَعَ عََلى‬ ‫م يَ ْ‬ ‫طين فَل َ ْ‬ ‫شَيا ِ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫م ْ‬ ‫خوْفِهِ ِ‬ ‫بِ َ‬
‫مي ًّتا ‪ " .‬قلت بل كان سيدنا سليمان مهابا‬ ‫سّيه َ‬ ‫ك ُْر ِ‬
‫ل‬‫بين الجن ومسخرون له ويخشون عقابه " َقا َ‬
‫ل الّله ت ََعاَلى ‪" :‬‬ ‫ذي َقا َ‬ ‫سد ال ّ ِ‬ ‫ج َ‬ ‫ي ‪ .‬فَهُوَ ال ْ َ‬ ‫شعْب ِ ّ‬ ‫معَْناه ُ ال ّ‬ ‫َ‬
‫كى الن ّّقاش‬ ‫ح َ‬ ‫دا " ‪ .‬وَ َ‬ ‫س ً‬ ‫ج َ‬ ‫سّيه َ‬ ‫َوال َْقي َْنا عََلى ك ُْر ِ‬
‫وغَيره ‪ :‬إ َ‬
‫ه ط َل ًَبا ل ِل ْوَل َدِ‬ ‫وارِي َ ُ‬ ‫ج َ‬ ‫مان َ‬ ‫سل َي ْ َ‬ ‫ئ ُ‬ ‫ما وَط ِ َ‬ ‫ن أك َْثر َ‬ ‫ِ ّ‬ ‫َ ْ‬
‫مل َْقى عََلى‬ ‫سد ال ْ ُ‬ ‫ج َ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫كا َ‬ ‫سان فَهُوَ َ‬ ‫صف إ ِن ْ َ‬ ‫ْ‬ ‫ه نِ‬ ‫فَوُل ِد َ ل َ ُ‬
‫حيح‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ك ُرسيه جاَءت به ال َْقابَلة فَأ َ‬
‫ص ِ‬ ‫َ‬ ‫في‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫و‬ ‫‪.‬‬ ‫ك‬ ‫نا‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ت‬ ‫ق‬
‫َ‬ ‫ل‬ ‫ِ‬ ‫ْ ِ ِ‬ ‫ْ ِ ّ ِ َ‬
‫سول‬ ‫ل ‪َ :‬قا َ‬ ‫ن أِبي هَُري َْرة َقا َ‬ ‫َ‬ ‫ال ْب ُ َ‬
‫ل َر ُ‬ ‫سِلم ع َ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫خارِيّ وَ ُ‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫ُ‬ ‫ل سل َي ْمان َل َ‬
‫ن‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫طو‬ ‫م ‪َ ) :‬قا َ ُ َ‬ ‫سل ّ َ‬ ‫صّلى الّله ع َل َي ْهِ وَ َ‬ ‫َ‬ ‫الّله‬
‫هد‬ ‫الل ّيَلة عَلى تسعين امرَأة ك ُّلهن تأ ْ‬
‫جا ِ‬ ‫س يُ َ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ر‬ ‫فا‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ب‬ ‫تي‬ ‫ِ‬ ‫ّ َ‬ ‫ِ ْ ِ َ ِ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫شاَء الّله ‪,‬‬ ‫ن َ‬ ‫ل إِ ْ‬ ‫حبه قُ ْ‬ ‫صا ِ‬ ‫ه َ‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫سِبيل الّله فََقا َ‬ ‫ِفي َ‬
‫ميًعا فَل َ ْ‬
‫م‬ ‫ج ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ف ع َل َي ْهِ ّ‬ ‫طا َ‬ ‫شاَء الّله فَ َ‬ ‫ن َ‬ ‫ل إِ ْ‬ ‫م ي َُق ْ‬ ‫فَل َ ْ‬
‫جل وَا َي ْ ُ‬
‫م‬ ‫شقّ َر ُ‬ ‫ت بِ ِ‬ ‫جاَء ْ‬ ‫دة َ‬ ‫ح َ‬ ‫مَرَأة َوا ِ‬ ‫ن إ ِّل ا ِ ْ‬ ‫من ْهُ ّ‬ ‫ل ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ح ِ‬ ‫تَ ْ‬
‫دوا‬ ‫جاهَ ُ‬ ‫شاَء الّله ل َ َ‬ ‫ن َ‬ ‫ل إِ ْ‬ ‫مد ب ِي َدِهِ ل َوْ َقا َ‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫ذي ن َْفس ُ‬ ‫ال ّ ِ‬
‫َ‬
‫سد‬ ‫ج َ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫ل ‪ :‬إِ ّ‬ ‫ن (‪ .‬وَِقي َ‬ ‫مُعو َ‬ ‫ج َ‬ ‫ساًنا أ ْ‬ ‫سِبيل الّله فُْر َ‬ ‫ِفي َ‬
‫كان سل َيمان نْفسه ; وذ َل ِ َ َ‬
‫دا‬
‫دي ً‬ ‫ش ِ‬ ‫ضا َ‬ ‫مَر ً‬ ‫ض َ‬ ‫مرِ َ‬ ‫ه َ‬ ‫ك أن ّ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ُ ْ َ‬
‫ضَنى‬ ‫م ْ‬ ‫ريض ال ْ ُ‬ ‫م ِ‬ ‫صف ب ِهِ ال ْ َ‬ ‫دا ‪ .‬وَقَد ْ ُيو َ‬ ‫س ً‬ ‫ج َ‬ ‫صاَر َ‬ ‫حّتى َ‬ ‫َ‬
‫مل َْقى ‪.‬‬ ‫سد ِ ال ْ ُ‬ ‫ج َ‬ ‫كال ْ َ‬ ‫فَي َُقال ‪َ :‬‬
‫كر ‪:‬‬ ‫ل أ َُبو ب َ ْ‬ ‫قال القرطبي في تفسيره ‪َ :‬قا َ‬
‫ل َنهم ل َما ضرعوا إَلى الّله ي َ‬
‫ون‬ ‫دة فِْرع َْ‬ ‫شاهَ َ‬ ‫م َ‬ ‫ه ُ‬ ‫سأُلون َ ُ‬ ‫َ ْ‬ ‫ِ ُّ ْ َّ َ ِ ُ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ه‬
‫ما َرأت ْ ُ‬ ‫دا َل ُروح ِفيهِ فَل َ ّ‬ ‫س ً‬ ‫ج َ‬ ‫م فََرأْوا َ‬ ‫ريًقا أب َْرَزهُ ل َهُ ْ‬ ‫غَ ِ‬
‫ون وَقَد ْ‬ ‫ذا فِْرعَ ْ‬ ‫سى هَ َ‬ ‫مو َ‬ ‫م ! َيا ُ‬ ‫سَراِئيل َقاُلوا ن َعَ ْ‬ ‫ب َُنو إ ِ ْ‬
‫ون‬ ‫حر فِْرع َ ْ‬ ‫م َواب ْت َل َعَ ال ْب َ ْ‬ ‫ن قُُلوبه ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ك ِ‬ ‫ش ّ‬ ‫ج ال ّ‬ ‫خَر َ‬ ‫غ َرِقَ فَ َ‬
‫ن‬‫معْن َي َي ْ ِ‬ ‫ل َ‬ ‫م َ‬ ‫حت َ َ‬ ‫جيك ب ِب َد َِنك " ا ِ ْ‬ ‫ذا " ن ُن َ ّ‬ ‫ن ‪ .‬فَعََلى هَ َ‬ ‫كا َ‬ ‫ما َ‬ ‫كَ َ‬
‫ن اْل َْرض ‪َ .‬والّثاِني ‪-‬‬ ‫م‬ ‫وة‬ ‫ج‬ ‫ن‬ ‫لى‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ع‬ ‫قيك‬ ‫ْ‬ ‫ل‬ ‫ن‬ ‫‪-‬‬ ‫ما‬ ‫حده‬ ‫‪ :‬أَ‬
‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ذي َل ُروح ِفيهِ ‪ .‬وقال ابن كثير‬ ‫سدك ال ّ ِ‬ ‫ج َ‬ ‫ن ُظ ِْهر َ‬
‫ن‬
‫كو َ‬ ‫جيك ب ِب َد َِنك ل ِت َ ُ‬ ‫وم ن ُن َ ّ‬ ‫وله " َفال ْي َ ْ‬ ‫في تفسيره ‪ :‬وَقَ ْ‬
‫سَلف‬ ‫ن ال ّ‬ ‫ْ‬ ‫ل ا ِْبن ع َّباس وَغَْيره ِ‬
‫م‬ ‫خْلفك آَية " َقا َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫لِ َ‬
‫َ‬ ‫ش ّ‬
‫مَر‬ ‫ون فَأ َ‬ ‫وت فِْرعَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫كوا ِفي َ‬ ‫سَراِئيل َ‬ ‫ن ب َْعض ب َِني إ ِ ْ‬ ‫إِ ّ‬
‫سوِّيا ب َِل ُروح‬ ‫َ‬
‫سدِهِ َ‬ ‫ج َ‬ ‫ه بِ َ‬ ‫قي َ ُ‬ ‫ن ي ُل ْ ِ‬ ‫حر أ ْ‬ ‫الّله ت ََعاَلى ال ْب َ ْ‬
‫َ‬
‫ن اْلْرض وَهُ َ‬
‫و‬ ‫م ْ‬ ‫وة ِ‬ ‫ج َ‬ ‫معُْروَفة ع ََلى ن َ ْ‬ ‫وَعَل َي ْهِ د ِْرعه ال ْ َ‬
‫ل‬‫ذا َقا َ‬ ‫وته وَهََلكه وَل ِهَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫حّقُقوا َ‬ ‫مْرت َِفع ل ِي َت َ َ‬ ‫كان ال ْ ُ‬ ‫م َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ن‬ ‫م ْ‬ ‫شز ِ‬ ‫جيك " أ َيْ ن َْرَفعك عََلى ن َ َ‬ ‫وم ن ُن َ ّ‬ ‫ت ََعاَلى " َفال ْي َ ْ‬
‫سن‬ ‫ح َ‬ ‫ل ال ْ َ‬ ‫دك وََقا َ‬ ‫س ِ‬ ‫ج َ‬ ‫هد ب ِ َ‬ ‫جا ِ‬ ‫م َ‬ ‫ل ُ‬ ‫اْل َْرض " ب ِب َد َِنك " َقا َ‬
‫سوِّيا‬ ‫داد َ‬ ‫ش ّ‬ ‫ل عَْبد الّله ْبن َ‬ ‫سم ٍ َل ُروح ِفيهِ وََقا َ‬ ‫ج ْ‬ ‫بِ ِ‬
‫َ‬
‫حّقُقوه ُ وَي َعْرُِفوهُ ‪ .‬وقال‬ ‫مّزق ل ِي َت َ َ‬ ‫م ي َت َ َ‬ ‫حا أيْ ل َ ْ‬ ‫حي ً‬ ‫ص ِ‬ ‫َ‬
‫ل‪:‬‬ ‫مْيد ‪َ ,‬قا َ‬ ‫ح َ‬ ‫حد ّث ََنا ا ِْبن ُ‬ ‫ابن جرير في تفسيره َ‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫ن‬
‫دة ‪ ,‬عَ ْ‬ ‫سى ْبن عُب َي ْ َ‬ ‫مو َ‬ ‫ل ‪ :‬ث ََنا ُ‬ ‫ضح َقا َ‬ ‫حَيى ْبن َوا ِ‬ ‫ث ََنا ي َ ْ‬
‫وم‬ ‫داد ‪َ } :‬فال ْي َ ْ‬ ‫ش ّ‬ ‫ن ع َْبد الّله ْبن َ‬ ‫مد ْبن ك َْعب ع َ ْ‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫ُ‬
‫سده رمى به البحر‬ ‫ج َ‬ ‫دنه ‪َ :‬‬ ‫ل ‪ :‬بَ َ‬ ‫جيك ب ِب َد َِنك { َقا َ‬ ‫ن ُن َ ّ‬
‫َ‬
‫حذ َي َْفة ‪َ ,‬قا َ‬
‫ل‬ ‫ل ‪ :‬ث ََنا أُبو ُ‬ ‫مث َّنى ‪َ ,‬قا َ‬ ‫حد ّث َِني ال ْ ُ‬ ‫‪َ - 13826‬‬
‫َ‬
‫هد ‪:‬‬ ‫جا ِ‬ ‫م َ‬ ‫ن ُ‬ ‫جيح ‪ ،‬عَ ْ‬ ‫ن ا ِْبن أِبي ن َ ِ‬ ‫شْبل ‪ ,‬عَ ْ‬ ‫‪ :‬ث ََنا ِ‬
‫حد ّث َِني‬ ‫دك ‪َ .‬‬ ‫س ِ‬ ‫ج َ‬ ‫ل ‪ :‬بِ َ‬ ‫جيك ب ِب َد َِنك { َقا َ‬ ‫وم ن ُن َ ّ‬ ‫} َفال ْي َ ْ‬
‫ل ‪ :‬ث ََنا عَْبد الّله ‪،‬‬ ‫حاق ‪َ ،‬قا َ‬ ‫س َ‬ ‫ل ‪ :‬ث ََنا إ ِ ْ‬ ‫مث َّنى ‪َ ،‬قا َ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫َ‬
‫مْثله ‪،‬‬ ‫هد ‪ِ ،‬‬ ‫جا ِ‬ ‫م َ‬ ‫ن ُ‬ ‫جيح ‪ ،‬ع َ ْ‬ ‫ن ا ِْبن أِبي ن َ ِ‬ ‫ن وَْرَقاء ‪ ،‬ع َ ْ‬ ‫عَ ْ‬
‫ن‬‫جاء ‪ ،‬عَ ْ‬ ‫ل ‪ :‬ث ََنا ع َْبد الّله ْبن َر َ‬ ‫كيع ‪َ ،‬قا َ‬ ‫حد ّث ََنا ا ِْبن وَ ِ‬ ‫َ‬
‫هد ‪:‬‬ ‫جا ِ‬ ‫م َ‬ ‫ن ُ‬ ‫ن ع َْبد الّله ْبن ك َِثير ‪ ،‬عَ ْ‬ ‫جَرْيج ‪ ،‬ع َ ْ‬ ‫ا ِْبن ُ‬
‫ل ‪ :‬ث ََنا‬ ‫دك ‪َ .‬قا َ‬ ‫س ِ‬ ‫ج َ‬ ‫ل ‪ :‬بِ َ‬ ‫جيك ب ِب َد َِنك { َقا َ‬ ‫م ن ُن َ ّ‬ ‫} َفال ْي َوْ َ‬
‫ل ‪ :‬ب َل َغَِني ‪ ,‬عَ ْ‬
‫ن‬ ‫جَرْيج ‪َ ,‬قا َ‬ ‫ن ا ِْبن ُ‬ ‫مد ْبن ب ُك َْير ‪ ,‬عَ ْ‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫ُ‬
‫دك ‪.‬‬ ‫س ِ‬ ‫ج َ‬ ‫ل ‪ :‬بِ َ‬ ‫جيك ب ِب َد َِنك { َقا َ‬ ‫م ن ُن َ ّ‬ ‫هد ‪َ } :‬فال ْي َوْ َ‬ ‫جا ِ‬ ‫م َ‬ ‫ُ‬
‫ل‪:‬‬ ‫سْين ‪َ ،‬قا َ‬ ‫ح َ‬ ‫ل ‪ :‬ث ََنا ال ْ ُ‬ ‫سم ‪َ ،‬قا َ‬ ‫حد ّث ََنا ال َْقا ِ‬ ‫‪َ - 13829‬‬
‫ب ب َْعض ب َِني‬ ‫ل ‪ :‬ك َذ ّ َ‬ ‫جَرْيج ‪َ ،‬قا َ‬ ‫ن ا ِْبن ُ‬ ‫جاج ‪ ،‬ع َ ْ‬ ‫ح ّ‬ ‫ث َِني َ‬
‫حر‬ ‫حل ال ْب َ ْ‬ ‫سا ِ‬ ‫مى ب ِهِ عََلى َ‬ ‫ون فََر َ‬ ‫ت فِْرع َ ْ‬ ‫موْ ِ‬ ‫سَراِئيل ب ِ َ‬ ‫إِ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫مر ‪ .‬وََقا َ‬
‫ل‬ ‫ح َ‬ ‫ور أ ْ‬ ‫ه ثَ ْ‬ ‫ل ‪ :‬ك َأن ّ ُ‬ ‫سَراِئيل ‪َ ,‬قا َ‬ ‫ل ِي ََراهُ ب َُنو إ ِ ْ‬
‫ه‪.‬‬ ‫من ْ ُ‬‫خُرج ِ‬ ‫حر فَت َ ْ‬ ‫ن ال ْب َ ْ‬ ‫م ْ‬‫دك ِ‬ ‫س ِ‬ ‫ج َ‬ ‫جو ب ِ َ‬ ‫ن ‪ :‬ت َن ْ ُ‬ ‫خُرو َ‬ ‫آ َ‬
‫ااااا ‪ " .‬قلت فليعلم أن بعض ما ورد من‬
‫التفاسير ل نوافق عليه فهو بعيد عن‬
‫التحقيق والصواب والصول ‪ .‬وقال‬
‫السفاريني الحنبلي ‪ :‬وليس ربنا بجوهر‬
‫ول ‪ ..‬عرض ول جسم تعالى ذو العل‬
‫سبحانه قد استوى كما ورد ‪ ..‬من غير كيف‬
‫قد تعالى أن يحد ‪ .‬فسائر الصفات‬
‫والفعال ‪ ...‬قديمة لله ذي الجلل‪ ...‬لكن‬
‫بل كيف ول تمثيل ‪ ...‬رغما ً لهل الزيغ‬
‫والتعطيل فمرها كما أتت في الذكر ‪ ...‬من‬
‫غير تأويل وغير فكر ‪ .‬وقال المام أبو‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫الفضل عبد الواحد التميمي– رحمه الله –‬
‫في كتابه "اعتقاد المام المبجل أحمد بن‬
‫حنبل" ‪ ،‬والتميمي من شيوخ الحنابلة في‬
‫عصره‪ " :‬وسئل )أي المام أحمد( قبل موته‬
‫بيوم عن أحاديث الصفات فقال‪ :‬تمر كما‬
‫جاءت ويؤمن بها إذا كانت بأسانيد صحاح‬
‫ول يوصف الله بأكثر مما وصف به نفسه‪..‬‬
‫بل حد ول غاية ليس كمثله شىء وهو‬
‫السميع البصير ‪ ,‬ومن تكلم في معناها‬
‫ابتدع"‪ .‬ومعنى قوله ‪ ) :‬ومن تكلم في‬
‫معناها ابتدع ( أي ومن حمل معناها على‬
‫ظاهرها اللغوي الحقيقي إذا قطعت عن‬
‫سياقها وأما التكلم في معناها بما تقتضيه‬
‫لغة العرب فليس هو المقصود من كلمه‬
‫قطعا لن المام أحمد نفسه قد قال في‬
‫معنى ) وجاء ربك (‪ ..‬أي جاء أمر ربك ‪ ،‬كما‬
‫ثبت عنه كما قال الحافظ البيهقي‬
‫والحافظ ابن كثير ‪ .‬فأنت ترى أن المام‬
‫أحمد يرى هنا تفويض أحاديث الصفات‪..‬‬
‫وذلك من قوله " تمر كما جاءت"‪ ..‬وهذه‬
‫العبارة مأثورة عن كثير من السلف والتي‬
‫مر كما جاءت بل معنى وهذا‬ ‫معناها أن ت ُ َ‬
‫واضح من قوله " ومن تكلم في معناها‬
‫ابتدع" ‪ ،‬خلفا ً لما يقوله المشبهة في هذا‬
‫الزمان من تفسير هذه النصوص على‬
‫حقائقها اللغوية والمتبادر منها‪ .‬والسلف‬
‫بريئون منهم ‪ ،‬وأنت ترى أيضا ً أن المام‬
‫أحمد ينفي الحد كما ثبت عنه نفي المماسة‬
‫والجسمية عن الله سبحانه وتعالى ‪ ،‬وهذا‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫د‬
‫ردٌ على المشبهة الذين يقولون بالح ّ‬
‫والجسمية والمماسة وينسبون ذلك إلى‬
‫السلف ‪ ،‬ومن قال عندهم بنفي الحد فهو‬
‫مبتدع ضال ‪ .‬وهم أولى بهذا الوصف ‪،‬‬
‫وهاكم دليل آخر أن المام أحمد كان ينفي‬
‫الحد عن الله سبحانه"حيث يقول في قول‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬إن الله‬
‫ينزل إلى سماء الدنيا "‪ ،‬أو " إن الله يرى‬
‫في القيامة ‪ ،‬وما أشبه هذه الحاديث نؤمن‬
‫بها ‪ ،‬ونصدق بها بل كيف ‪ ،‬ول معنى ‪ ،‬ول‬
‫نرد شيئا منها ‪ ،‬ونعلم أن ما جاء به الرسول‬
‫حق ‪ ،‬ول نرد على رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم ‪ ،‬ول نصف الله بأكثر مما وصف‬
‫ه‬‫مث ْل ِ ِ‬ ‫به نفسه بل حد ول غاية } ل َي ْ َ‬
‫س كَ ِ‬
‫صيُر {" كما في لمعة‬ ‫ع ال ْب َ ِ‬
‫مي ُ‬
‫س ِ‬
‫و ال ّ‬
‫ه َ‬
‫و ُ‬
‫يءٌ َ‬ ‫َ‬
‫ش ْ‬
‫العتقاد لبن قدامة المقدسي وهو عندهم‬
‫شيخ الحنابلة ‪ ،‬وفقيههم وهذه طريقته‬
‫وهم له مخالفون ‪ ،‬وكما رواه عنه الخلل‬
‫وهو من متقدمي الحنابلة ‪ .‬وقال التميمي‬
‫" كما في اعتقاد المام المبجل أحمد بن‬
‫حنبل " ‪ " :‬مسألة ‪ .‬وكان يقول كما في‬
‫طبقات الحنابلة ج ‪ -2‬ص ‪ ، 258‬أي المام‬
‫أحمد ‪ ،‬إن الله تعالى قديم بصفاته التي‬
‫هي مضافة إليه في نفسه " وهذا يعني‬
‫أن صفات الله تعالى قديمة وليست‬
‫بمحدثة‪ ..‬وهو إجماع أهل السنة والجماعة‬
‫وفي هذا نقض لقول المشبهة بأن معنى‬
‫)الرحمن على العرش استوى ( أي جلس‬
‫واستقر عليه وكما هو معروف أن العرش‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫مخلوق لله تعالى وكل مخلوق له بداية‬
‫جزما وقطعا حيث لم يكن موجودا ً في‬
‫وقت ما ‪ ،‬فكلمهم هذا يستلزم أن الله‬
‫اكتسب وأحدث إكتسابا صفة الستواء بعد‬
‫خلق العرش‪ ..‬أي أن الله حدثت له صفة لم‬
‫تكن موجودة ‪ ،‬أي أن الله تأثر بوجود‬
‫المخلوق المحدث ‪ ،‬فجعلوا صفات الله‬
‫حوادث متأثرة في وجودها بالمخلوقات‬
‫الحادثة المخلوقة ‪ .‬وقال التميمي كما في‬
‫اعتقاد المام المبجل ‪ " :‬وأنكر ) أي المام‬
‫أحمد( علي من يقول بالجسم ‪ ،‬وقال إن‬
‫السماء مأخوذه بالشريعه واللغة ‪ ،‬وأهل‬
‫اللغة وضعوا هذا السم علي كل ذي طول‬
‫وعرض وسمك وتركيب وصور وتأليف ‪ ،‬و‬
‫الله خارج عن ذلك كله ‪ ,‬فلم يجز أن يسمي‬
‫جسما ً لخروجه عن معني الجسمية ولم‬
‫يجىء في الشريعة ذلك فبطل" ‪ ،‬فيتبين‬
‫من هذا بطلن قول من يقول بأن الله‬
‫جسم ‪ ،‬أو من يقول بأننا ل نثبت أن الله‬
‫م ول ننفي عنه ذلك ‪ ,‬فهذا كّله انحراف‬ ‫جس ٌ‬
‫عن عقيدة السلف وعقيدة المام أحمد ‪،‬‬
‫فهذا المام ينفي هنا بأن الله جسم ‪،‬‬
‫ما يقول الظالمون علوا ً كبير‬ ‫تعالى الله ع ّ‬
‫قال ابن حزم الظاهري ‪ :‬قول الله تعالى يجب‬
‫حمله على ظاهره ما لم يمنع من حمله على ظاهره‬
‫نص اخر أو اجماع أو ضرورة حس‪ ،‬وقد علمنا ان‬
‫كل ما كان في مكان فانه شاغل لذلك المكان‬
‫ومالىء له ومتشكل بشكله‪ ،‬ول بد من احد المرين‬
‫ضروره‪ ،‬وعلمنا ان ما كان في مكان فانه متناه‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫بتناهي مكانه وهو ذو جهات ست أو خمس متناهية‬
‫في مكانه وهذه كلها صفات الجسم وقال ايضا ان‬
‫المة اجمعت على انه ل يدعو احد فيقول يا مستو‬
‫ارحمنى ول يسمى ابنه عبد المستو وقال ان معنى‬
‫قوله تعالى على العرش استوى انه فعل فعله في‬
‫العرش وهو انتهاء خلقه اليه‪ ،‬فليس بعد العرش‬
‫شيء والعرش نهاية جرم المخلوقات الذي ليس‬
‫خلفه خلء ول ملء ومن انكر ان يكون للعالم نهاية‬
‫من المساحة والزمان والمكان فقد لحق بقول‬
‫الدهرية وفارق السلم إهـ ‪ .‬قال المام بدر الدين‬
‫كناني الشافعي في كتابه إيضاح الدليل‬ ‫ماعة ال ِ‬‫ج َ‬
‫بن َ‬
‫‪ :‬ومن انتحل قول السلف ‪ ،‬وقال بتشبيه ‪ ،‬أو‬
‫ل اللفظ على ظاهره مما يتعالى الله‬ ‫م ِ‬
‫ح ْ‬‫تكييف ‪ ،‬أو َ‬
‫عنه من صفات المحدثين ‪ ،‬فهو كاذب في انتحاله ‪،‬‬
‫بريء من قول السلف واعتداله ‪ ..‬اهـ ‪ .‬اااا‬
‫اااااا ااا اااااا اا ااااا ااااا ‪ :‬قال‬
‫ابن الجوزي وهذا يلزمه أن يكون له كيفية‬
‫أيضا‪ ..‬وذلك ينقض القول بالتوحيد ‪ ،‬وقد‬
‫استقر أن الماهية ل تكون إل لمن كان ذا‬
‫جنس وله نظائر فيحتاج أن يفرد منها ويبان‬
‫عنها والحق سبحانه ليس بذي جنس ول‬
‫مثل له ‪ ،‬إنما المراد أنه ليس بجسم ول‬
‫جوهر فتلزمه النهاية ‪ .‬قال النوبختي ‪ :‬وقد‬
‫حكى كثير من المتكلمين أن مقاتل بن‬
‫سليمان ونعيم بن حماد وداود الحواري‬
‫يقولون إن لله صورة وأعضاء ‪ .‬قال‬
‫المصنف ‪ :‬أترى هؤلء كيف يثبتون له القدم‬
‫دون الدميين ولم ل يجوز عليه عندهم ما‬
‫يجوز على الدميين من مرض أو تلف ‪ ،‬ثم‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫يقال لكل من ادعى التجسيم بأي دليل‬
‫أثبت حدث الجسام فيدلك بذلك على أن‬
‫الله هو الذي اعتقدته جسما ً محدثا ً غير‬
‫قديم ‪ ،‬ومن قول المجسمة ‪ :‬ان الله عز‬
‫وجل يجوز أن يمس ويلمس فيقال له ‪:‬‬
‫فيجوز على قولكم أن يمس ويلمس ويعانق‬
‫‪ ،‬وقال بعضهم ‪ :‬أنه جسم هو فضاء‬
‫والجسام كلها فيه ‪ ،‬وكان بيان بن سمعان‬
‫يزعم أن معبوده نور كله وأنه على صورة‬
‫رجل وأنه يهلك جميع أعضائه إل وجهه‪..‬‬
‫فقتله خالد بن عبد الله ‪ ،‬وكان المغيرة بن‬
‫سعد العجلي يزعم أن معبوده رجل من نور‬
‫على رأسه تاج من نور وله أعضاء وقلب‬
‫تنبع منه الحكمة وأعضاؤه على صورة‬
‫حروف الهجاء ‪ .‬وكان هذا يقول بإمامة‬
‫محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن ‪،‬‬
‫وكان زرارة ابن أعين يقول ‪ :‬لم يكن‬
‫الباري قادرا ً حيا ً عالما ً في الزل‪ ..‬حتى‬
‫خلق لنفسه هذه الصفات ‪-‬تعالى الله عن‬
‫ذلك‪ ، -‬وقال داود الحوارى ‪ :‬هو جسم لحم‬
‫ودم وله جوارح وأعضاء وهو أجوف من فمه‬
‫إلى صدره ومصمت ما سوى ذلك ‪ ،‬ومن‬
‫الواقفين مع الحس أقوام قالوا هو على‬
‫العرش بذاته على وجه المماسة ‪ ،‬فإذا نزل‬
‫انتقل وتحرك‪ ..‬وجعلوا لذاته نهاية ‪،‬‬
‫وهؤلء قد أوجبوا عليه المساحة‬
‫والمقدار ‪ ،‬واستدلوا على أنه على العرش‬
‫بذاته بقول النبي )ينزل الله إلى سماء‬
‫الدنيا( قالوا ‪ :‬ول ينزل إل من هو فوق ‪.‬‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫وهؤلء حملوا نزوله على المر الحسي‬
‫الذي يوصف به الجسام ‪ ،‬وهؤلء المشبهة‬
‫الذين حملوا الصفات على مقتضى الحس ‪،‬‬
‫وقد ذكرنا جمهور كلمهم في كتابنا‬
‫المسمى "بمنهاج الوصول إلى علم‬
‫ة‬
‫سن ّ ِ‬ ‫شْرِح ال ّ‬ ‫الصول"‪ .‬انتهى باختصار ‪ .‬وَِفي َ‬
‫ث‬
‫دي ِ‬ ‫ح ِ‬ ‫ذا ال ْ َ‬ ‫ن ِفي هَ َ‬ ‫كوَرا ِ‬ ‫مذ ْ ُ‬ ‫ل ال ْ َ‬ ‫ج ُ‬ ‫م َوالّر ْ‬ ‫للبغوي ‪ :‬ال َْقد َ ُ‬
‫ه‬
‫شِبي ِ‬ ‫ف َوالت ّ ْ‬ ‫ن الت ّك ِْيي ِ‬ ‫من َّزهَةِ عَ ْ‬ ‫ت الل ّهِ ال ْ ُ‬ ‫صَفا ِ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْ‬‫ِ‬
‫ذا ال َْقبيل في ال ْكتاب أوَ‬ ‫ن هَ َ‬ ‫ك كُ ّ‬ ‫وَك َذ َل ِ َ‬
‫َِ ِ ْ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫جاَء ِ‬ ‫ما َ‬ ‫ل َ‬
‫ُ‬
‫جيِء َواْل ِت َْيا ِ‬
‫ن‬ ‫م ِ‬ ‫ن َوال ْ َ‬ ‫ْ‬
‫صب ُِع َوالعَي ْ ِ‬ ‫كال ْي َدِ َواْل ْ‬ ‫سن ّةِ ‪َ ,‬‬ ‫ال ّ‬
‫ض‬
‫خوْ ِ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫مت َِناعُ عَ ْ‬ ‫ض َواِل ْ‬ ‫ن ب َِها فَْر ٌ‬ ‫ما ُ‬ ‫لي َ‬ ‫ل ‪َ .‬فا ْ ِ‬ ‫َوالن ُّزو ِ‬
‫ق‬
‫ري َ‬ ‫ك ِفيَها ط َ ِ‬ ‫سل َ َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫دي َ‬ ‫مهْت َ ِ‬ ‫ب ‪َ .‬فال ْ ُ‬ ‫ج ٌ‬ ‫ِفيَها َوا ِ‬
‫ل‬‫معَط ّ ٌ‬ ‫من ْك ُِر ُ‬ ‫ض ِفيَها َزائ ِغٌ َوال ْ ُ‬ ‫خائ ِ ُ‬ ‫سِليم ِ ‪َ ,‬وال ْ َ‬ ‫الت ّ ْ‬
‫وا ك َِبيًرا‬ ‫ك عُل ُ ّ‬ ‫ن ذ َل ِ َ‬ ‫ه عَ ْ‬ ‫ه ‪ ,‬ت ََعاَلى الل ّ ُ‬ ‫شب ّ ٌ‬ ‫م َ‬ ‫ف ُ‬ ‫مك َي ّ ُ‬ ‫َوال ْ ُ‬
‫صيُر ا ِن ْت ََهى ‪َ .‬قا َ‬
‫ل‬ ‫ميعُ ال ْب َ ِ‬ ‫س ِ‬ ‫يٌء وَهُوَ ال ّ‬ ‫ش ْ‬ ‫مث ْل ِهِ َ‬ ‫س كَ ِ‬ ‫ل َي ْ َ‬
‫ه‬‫م ُ‬‫ح َ‬ ‫ك َر ِ‬ ‫مال ِ ٍ‬ ‫مام ِ َ‬ ‫ب اْل ِ َ‬ ‫مذ ْهَ ِ‬ ‫وافِقُ ل ِ َ‬ ‫م َ‬ ‫ال َْقاِري ‪ :‬وَهُوَ ال ْ ُ‬
‫شاَر إ ِل َي ْهِ ِفي‬ ‫ما أ َ َ‬ ‫مَنا اْلعْظ َم ِ عََلى َ‬
‫َ‬ ‫ما ِ‬ ‫ق إِ َ‬ ‫ِ‬ ‫ري‬ ‫ِ‬ ‫ه وَل ِط َ‬ ‫الل ّ ُ‬
‫َ‬ ‫ال ْفْقه اْل َك ْبر ‪َ ,‬فالتسِلي َ‬
‫م‬‫ه ت ََعاَلى أعْل َ ُ‬ ‫م وََالل ّ ُ‬ ‫سل َ ُ‬ ‫مأ ْ‬ ‫ّ ْ ُ‬ ‫َ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ا ِن ْت ََهى ‪ .‬قال ابن حجر الحافظ ناقل مقرا كما في‬
‫الفتح ‪ :‬فمن أجرى الكلم على ظاهره أفضى به‬
‫المر إلى التجسيم ومن لم يتضح له وعلم أن الله‬
‫منزه عن الذي يقتضيه ظاهرها إما أن يكذب ‪-‬بضم‬
‫الياء وفتح الكاف وكسر الذال مشددة‪ -‬نقلتها وإما‬
‫أن يؤولها "انتهى ونقل عنه في مختصر الصواعق‬
‫ص ‪ :445‬وقال مالك ‪ :‬امض الحديث كما ورد بل‬
‫كيف ول تحديد إل بما جاءت به الثار‪ ،‬وبما جاء به‬
‫الكتاب‪ .‬انتهى المراد منه قلت وقال ابن تيمية ‪:‬‬
‫وقال أبو عثمان النيسابوري الملقب بشيخ السلم‬
‫في رسالته المشهورة في السنة قال ويثبت أهل‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫الحديث نزول الرب سبحانه في كل ليلة إلى‬
‫السماء الدنيا من غير تشبيه له بنزول المخلوقين‬
‫ول تمثيل ول تكييف بل يثبتون له ما أثبته له رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم وينتهون فيه إليه ويمرون‬
‫الخبر الصحيح الوارد بذكره على ظاهره ويكلون‬
‫علمه إلى الله وكذلك يثبتون ما أنزل الله في كتابه‬
‫من ذكر المجيء والتيان في ظلل من الغمام‬
‫والملئكة وقوله عز و جل وجاء ربك والملك صفا‬
‫صفا ‪ .‬ااا اا اااا اااا ااا ااااا ااا‬
‫ااا اااااا اا ااا اااااا ‪ :‬فائدة مهمة ‪:‬‬
‫قال القرطبي في تفسيره ‪ :‬وأما هذه الية ففي‬
‫قراءة ابن مسعود "بل يداه مبسوطتان"‬
‫]المائدة‪ [ :‬حكاه الخفش‪ ،‬وقال يقال‪ :‬يد‬
‫بسطة‪ ،‬أي منطلقة منبسطة‪" .‬ينفق كيف‬
‫يشاء" أي يرزق كما يريد‪ .‬ويجوز أن تكون‬
‫اليد في هذه الية بمعنى القدرة؛ أي قدرته‬
‫شاملة‪ ،‬فإن شاء وسع وإن شاء قتر‪ .‬قال‬
‫السدي؛ معنى قوله )يداه( يده بالثواب‬
‫والعقاب‪ ،‬بخلف ما قالت اليهود‪ :‬إن يده‬
‫مقبوضة عن عذابهم ‪ .‬وقوله تعالى " بل يداه‬
‫مبسوطتان" قال عنها ابن الجوزي رحمه الله في‪:‬‬
‫"زاد المسير" )‪" :(2/234‬والمراد بقوله‪" :‬بل يداه‬
‫مبسوطتان" أنه جواد ينفق كيف يشاء‪ ،‬وإلى نحو‬
‫هذا ذهب ابن النباري‪ .‬قال ابن عباس‪ :‬إن شاء‬
‫سع في الرزق‪ ،‬وإن شاء قَّتر" ا‪.‬هـ‪ ..‬قال القرطبي‬‫و ّ‬
‫في تفسيره سورة الفتح ‪" :‬يد الله فوق‬
‫أيديهم" قيل‪ :‬يده في الثواب فوق أيديهم‬
‫في الوفاء‪ ،‬ويده في المنة عليهم بالهداية‬
‫فوق أيديهم في الطاعة‪ .‬وقال الكلبي‪:‬‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫معناه نعمة الله عليهم فوق ما صنعوا من‬
‫البيعة‪ .‬وقال ابن كيسان‪ :‬قوه الله ونصرته‬
‫فوق قوتهم ونصرتهم‪" .‬فمن نكث" بعد‬
‫البيعة‪" .‬فإنما ينكث على نفسه" أي يرجع‬
‫ضرر النكث عليه‪ ،‬لنه حرم نفسه الثواب‬
‫وألزمها العقاب‪ .‬وقال البغوي في معالم‬
‫التنزيل ‪ :‬يد الله فوق أيديهم "‪ ،‬قال ابن‬
‫عباس رضي الله عنهما‪ :‬يد الله بالوفاء بما‬
‫وعدهم من الخير فوق أيديهم‪ .‬وقال‬
‫السدي ‪ :‬كانوا يأخذون بيد رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم ويبايعونه‪ ،‬ويد الله فوق‬
‫أيديهم في المبايعة‪ .‬قال الكلبي ‪ :‬نعمة الله‬
‫عليهم في الهداية فوق ما صنعوا من‬
‫البيعة؟ ‪ . .‬قال الشوكاني في فتح القدير ‪:‬‬
‫"يد الله فوق أيديهم" مستأنفة لتقرير ما‬
‫قبلها على طريق التخييل في محل نصب‬
‫على الحال‪ ،‬والمعنى‪ :‬أن عقد الميثاق مع‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم كعقده مع‬
‫الله سبحانه من غير تفاوت‪ .‬وقال الكلبي‪:‬‬
‫المعنى إن نعمة الله عليهم في الهداية‬
‫فوق ما صنعوا من البيعة‪ .‬وقيل بيده في‬
‫الثواب فوق أيديهم في الوفاء‪ .‬وقال ابن‬
‫كسيان‪ :‬قوة الله ونصرته فوق قوتهم‬
‫ونصرتهم ‪ .‬قال ابن جرير الطبري في‬
‫م‬
‫ه ْ‬
‫دي ِ‬
‫وقَ أي ْ ِ‬
‫ف ْ‬ ‫تفسيره ‪ :‬وفي قوله‪ :‬ي َدُ الل ّ ِ‬
‫ه َ‬
‫وجهان من التأويل‪ :‬أحدهما‪ :‬يد الله فوق‬
‫أيديهم عند البيعة‪ ,‬لنهم كانوا يبايعون الله‬
‫لخر‪:‬‬‫ببيعتهم نبيه صلى الله عليه وسلم وا َ‬
‫وتهم في ُنصرة رسوله‬ ‫وة الله فوق ق ّ‬
‫ق ّ‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫صلى الله عليه وسلم‪ ,‬لنهم إنما بايعوا‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم على‬
‫و‪ .‬انتهى‬
‫ُنصرته على العد ّ‬
‫قال الشوكاني في فتح القدير في معنى ) ينفق‬
‫كيف يشاء ( قال ‪ .‬وحكى الخفش عن ابن‬
‫مسعود أنه قرأ بل يداه بسيطتان‪ :‬أي‬
‫منطلقتان كيف يشاء‪ .‬قوله‪" :‬ينفق كيف‬
‫يشاء" جملة مستأنفة مؤكدة لكمال جوده‬
‫سبحانه‪ :‬أي إنفاقه على ما تقتضيه مشيئته‪،‬‬
‫فإن شاء وسع‪ ،‬وإن شاء قتر‪ ،‬فهو الباسط‬
‫القابض‪ ،‬فإن قبض كان ذلك لما تقتضيه‬
‫حكمته الباهرة ل لشيء آخر‪ ،‬فإن خزائن‬
‫ملكه ل تفنى ومواد جوده ل تتناهى‪ .‬قال في‬
‫جْئنا من‬ ‫ف إذا ِ‬ ‫العباب الزاخر وأما قوله تعالى‪) :‬فَك َي ْ َ‬
‫دم من خبر‬ ‫مةٍ ب ِ َ‬ ‫ك ّ ُ‬
‫د( فهو توكيد لما تق ّ‬ ‫شِهي ٍ‬ ‫لأ ّ‬
‫ظلم مثقال‬ ‫ن الله ل ي َ ِ‬ ‫وتحقيق لما بعده‪ ،‬على تأويل إ ّ‬
‫ذّرة في الدنيا فكيف في الخرة‪ .‬وقد يقع بمعنى‬
‫ه(‪.‬‬
‫ن بالل ِ‬ ‫ف ت َك ُْفرو َ‬ ‫جب والتوبيخ كقوله تعالى‪) :‬ك َي ْ َ‬ ‫التع ّ‬
‫هل‬ ‫سويد بن ابي كا ِ‬ ‫ويكون بمعنى النفي كقول ُ‬
‫قاطي‬ ‫س َ‬ ‫ن ِ‬ ‫و َ‬‫ج ْ‬ ‫ف ي َْر ُ‬ ‫اليشكري ‪ .‬ك َي ْ َ‬
‫ْ‬
‫ع وفي‬ ‫صل َ ْ‬ ‫بو َ‬ ‫شي ْ ٌ‬ ‫م ِ‬‫س َ‬ ‫ل الّرأ َ‬ ‫جل ّ َ‬ ‫َ‬ ‫دما‬ ‫ع َ‬‫بَ ْ‬
‫ف إذا‬ ‫القاموس المحيط } وأما قوله تعالى‪) :‬فَك َي ْ َ‬
‫دم من‬ ‫مةٍ ب ِ َ‬ ‫جْئنا من ك ّ ُ‬
‫د( فهو توكيد لما تق ّ‬ ‫شِهي ٍ‬ ‫لأ ّ‬ ‫ِ‬
‫ظلم‬ ‫ن الله ل ي َ ِ‬ ‫خبر وتحقيق لما بعده‪ ،‬على تأويل إ ّ‬
‫مثقال ذّرة في الدنيا فكيف في الخرة ‪ .‬وقال‬
‫عل َي ْ ِ‬
‫ه‬ ‫صّلى الّله َ‬ ‫وله َ‬ ‫ق ْ‬ ‫النووي في شرح مسلم ‪َ :‬‬
‫م الّله ِ‬ ‫فيأ ْ‬
‫غْير‬ ‫صوَرة َ‬ ‫في ُ‬ ‫ه ْ‬ ‫ِ‬ ‫تي‬‫ِ‬ ‫م‪َ َ ):‬‬ ‫سل ّ َ‬ ‫و َ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫قول ‪ :‬أَنا َرب ّك ُ ْ‬
‫م‬ ‫في َ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫فو َ‬ ‫ر ُ‬ ‫ع ِ‬‫صوَرته ال ِّتي ي َ ْ‬ ‫ُ‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫حّتى‬ ‫كانَنا َ‬ ‫م َ‬ ‫ذا َ‬ ‫ه َ‬ ‫مْنك َ‬ ‫ه ِ‬ ‫عوذُ ب َِالل ّ ِ‬ ‫ن ‪ :‬نَ ُ‬ ‫قوُلو َ‬ ‫في َ ُ‬ ‫َ‬
‫م‬ ‫فيأ ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫يأ ْ‬
‫ه ْ‬ ‫ِ‬ ‫تي‬‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ه‬ ‫نا‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫ر‬‫َ‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫نا‬‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ب‬ ‫ر‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ء‬ ‫جا‬ ‫َ‬ ‫ذا‬ ‫ِ‬ ‫إ‬ ‫ف‬ ‫‪,‬‬ ‫نا‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ب‬ ‫ر‬ ‫َ‬ ‫نا‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ي‬ ‫ِ‬ ‫ت‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫قول ‪ :‬أَنا‬ ‫في َ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫فو َ‬ ‫ر ُ‬ ‫ِ‬ ‫صوَرته ال ِّتي ي َ ْ‬
‫ع‬ ‫في ُ‬ ‫الّله ِ‬
‫فيت ّبعون َه ( ا ِعْل َ َ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫مأ ّ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ت َرب َّنا َ َ ِ ُ‬ ‫ن أن ْ َ‬ ‫قوُلو َ‬ ‫في َ ُ‬ ‫م َ‬ ‫َرب ّك ُ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫صَفات‬ ‫صَفات َوآَيات ال ّ‬ ‫حاِديث ال ّ‬ ‫ل ال ْعِْلم ِفي أ َ‬ ‫ِلهْ ِ‬
‫سَلف أ َْو‬ ‫ظم ال ّ‬ ‫معْ َ‬ ‫هب ُ‬ ‫مذ ْ َ‬ ‫ما ‪ :‬وَهُوَ َ‬ ‫حده َ‬ ‫ن‪:‬أ َ‬
‫َ‬
‫قَوْلي ْ َِ‬
‫َ‬
‫جب‬ ‫ن ‪ :‬يَ ِ‬ ‫ل ي َُقوُلو َ‬ ‫ها ‪ ,‬ب َ ْ‬ ‫معَْنا َ‬ ‫ه َل ي ُت َك َّلم ِفي َ‬ ‫م أن ّ ُ‬ ‫ك ُّله ْ‬
‫ل الّله‬ ‫َ‬
‫جَل ِ‬ ‫معًْنى ي َِليق ب ِ َ‬ ‫من ب َِها وَن َعْت َِقد ل ََها َ‬ ‫ن ن ُؤْ ِ‬ ‫عَل َي َْنا أ ْ‬
‫ن الّله ت ََعاَلى‬ ‫َ‬
‫جاِزم أ ّ‬ ‫معَ ا ِع ْت َِقادَنا ال ْ َ‬ ‫مته َ‬ ‫ت ََعاَلى وَع َظ َ َ‬
‫َ‬
‫سم َواِلن ْت َِقال‬ ‫ج ّ‬ ‫ن الت ّ َ‬ ‫من َّزه عَ ْ‬ ‫ه ُ‬ ‫يء وَأن ّ ُ‬ ‫ش ْ‬ ‫مث ْل ِهِ َ‬ ‫س كَ ِ‬ ‫ل َي ْ َ‬
‫ذا‬‫خُلوق ‪ ,‬وَهَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫صَفات ال ْ َ‬ ‫ساِئر ِ‬ ‫ن َ‬ ‫جَهة وَع َ ْ‬ ‫حّيز ِفي ِ‬ ‫َوالت ّ َ‬
‫خَتاَرهُ‬ ‫ن ‪َ ،‬وا ْ‬ ‫مي َ‬ ‫مت َك َل ّ ِ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫عة ِ‬ ‫ما َ‬ ‫ج َ‬ ‫هب َ‬ ‫مذ ْ َ‬ ‫ول هُوَ َ‬ ‫ال َْق ْ‬
‫َ‬
‫ول الّثاِني ‪:‬‬ ‫سَلم ‪َ .‬والَ َْق ْ‬ ‫م وَهُوَ أ ْ‬ ‫قيهِ ْ‬ ‫حّق ِ‬ ‫م َ‬ ‫ن ُ‬ ‫م ْ‬ ‫عة ِ‬ ‫ما َ‬ ‫ج َ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫ما‬‫ن أن َّها ت ُت َأّول عََلى َ‬ ‫َ‬ ‫مي‬ ‫مت َك َل ّ ِ‬ ‫ظم ال ْ ُ‬ ‫معْ َ‬ ‫هب ُ‬ ‫مذ ْ َ‬ ‫وَهُوَ َ‬
‫سوغ ت َأ ِْويلَها‬ ‫ما ي َ ُ‬ ‫واِقعَها ‪ ،‬وَإ ِن ّ َ‬ ‫م َ‬ ‫سب َ‬ ‫ح َ‬ ‫ي َِليق ب َِها عََلى َ‬
‫ن ال ْعََرب‬ ‫ُ‬ ‫كان من أ َهله بأ َ‬
‫ِ ِ َ ِ‬ ‫سا‬ ‫ِ‬ ‫ل‬ ‫ب‬ ‫ً‬
‫فا‬ ‫ر‬ ‫عا‬ ‫َ‬ ‫ن‬ ‫َ‬ ‫كو‬ ‫َ‬ ‫ي‬ ‫ن‬‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫ن َ َ ِ ْ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫لِ َ‬
‫ضة ِفي ال ْعِْلم‬ ‫صول َوال ُْفُروع ‪َ ،‬ذا رَِيا َ‬ ‫ُ‬
‫عد اْل ُ‬ ‫وا ِ‬ ‫وَقَ َ‬
‫انتهى المراد منه وقال ابن تيمية في بيان تلبيس‬
‫الجهمية ‪ :‬وقال أبو سعيد عثمان بن سعيد الدارمي‬
‫في كتابه الذي سماه نقض عثمان بن سعيد على‬
‫المريسي الجهمي العنيد فيما افترى على الله في‬
‫التوحيد قال فيه باب الحد والعرش وادعى‬
‫المعارض ايضا أنه ليس له حد ول غاية ول نهاية قال‬
‫وهذا الصل الذي بنى عليه جهم جميع ضللته‬
‫واشتق منه أغلوطاته وهي كلمة لم يبلغنا أنه سبق‬
‫جهما إليها أحد من العالمين فقال له قائل ممن‬
‫حاوره قد علمت مرادك أيها العجمي تعني أن الله‬
‫تعالى ل شيء لن الخلق كلهم علموا أنه ليس‬
‫شيء يقع عليه اسم الشيء إل وله حد وغاية وصفة‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫وأنه ل شيء ليس له حد ول غاية ول صفة فالشيء‬
‫أبدا موصوف ل محالة ول شيء يوصف بل حد ول‬
‫غاية وقولك ل حد له تعني أنه ل شيء ) قلت وهل‬
‫هذا ال قياس الخالق بالمخلوق فالله ل يوصف بحد‬
‫ول غاية ول نهاية فقد ثبت عن احمد وابن معين‬
‫ووكيع بن الجراح وقبلهم عن سيدنا علي وغيرهم‬
‫نفي الحد عن الله سبحانه وتعالى سبحام واهب‬
‫العقول ‪ ،‬فاحذر هذا المخرف صاحب النقض وكتابه‬
‫غاص بالترهات والتدليس ولسنا ندافع عن المريسي‬
‫بل ما تفوه به هذا المشبه مما هو مخالف للمعقول‬
‫والمنقول فافهم ( ‪ .‬قال أبو سعيد والله تعالى له‬
‫حد ل يعلمه غيره ول يجوز لحد أن يتوهم لحده غاية‬
‫في نفسه ولكن نؤمن بالحد ونكل علم ذلك إلى الله‬
‫تعالى ولمكانه أيضا حد وهو على عرشه فوق‬
‫سمواته فهذان حدان اثنان قال وسئل ابن المبارك‬
‫بما نعرف ربنا قال بأنه على العرش بائن من خلقه‬
‫قيل بحد قال بحد حدثناه الحسن بن الصباح البزار‬
‫عن علي بن الحسين بن شقيق عن ابن المبارك‬
‫فمن ادعى أنه ليس لله حد فقد رد القرآن وادعى‬
‫أنه ل شيء لن الله تعالى وصف حد مكانه في‬
‫مواضع كثيرة من كتابه فقال الرحمن على العرش‬
‫استوى أأمنتم من في السماء يخافون ربهم من‬
‫فوقهم إني متوفيك ورافعك إلي إليه يصعد الكلم‬
‫الطيب فهذا كله وما أشبهه شواهد ودلئل على‬
‫الحد ومن لم يعترف به فقد كفر بتنزيل الله تعالى‬
‫وجحد آيات الله تعالى وقال رسول الله صلى الله‬
‫عليه و سلم إن الله فوق عرشه فوق سماوته وقال‬
‫للمة السوداء أين الله قالت في السماء قال أعتقها‬
‫فإنها مؤمنة فقول رسول الله صلى الله عليه و‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫سلم إنها مؤمنة إنها لو لم تؤمن بأن الله في‬
‫السماء لم تكن مؤمنة وأنه ل يجوز في الرقبة‬
‫المؤمنة إل من يحد الله أنه في السماء كما قال‬
‫الله ورسوله فحدثنا أحمد بن منيع البغدادي الصم‬
‫حدثنا أبو معاوية عن شبيب بن شيبة عن الحسن‬
‫عن عمران بن الحصين أن النبي صلى الله عليه و‬
‫سلم قال لبيه يا حصين كم تعبد اليوم إلها قال‬
‫سبعة ستة في الرض وواحد في السماء قال فأيهم‬
‫تعد لرغبتك ورهبتك قال الذي في السماء فلم ينكر‬
‫النبي صلى الله عليه و سلم على الكافر إذ عرف‬
‫أن إله العالمين في السماء كما قاله النبي صلى‬
‫الله عليه و سلم فحصين في كفره يومئذ كان أعلم‬
‫بالله الجليل الجل من المريسي وأصحابه مع ما‬
‫ينتحلون من السلم إذ ميز بين الله الخالق الذي‬
‫في السماء وبين اللهة والصنام المخلوقة التي في‬
‫الرض وقد اتفقت الكلمة من المسلمين والكافرين‬
‫أن الله في السماء وحدوده بذلك إل المريسي‬
‫الضال وأصحابه حتى الصبيان الذين لم يبلغوا الحنث‬
‫قد عرفوه بذلك إذا حزب الصبي شيء يرفع يديه‬
‫إلى ربه يدعوه في السماء دون ما سواها فكل أحد‬
‫بالله تعالى وبمكانه أعلم من الجهمية " قلت هذا‬
‫الحديث ل تقوم به حجة فهو غير ثابت ضعيف ‪ ،‬فيه‬
‫عمران بن خالد ابن طليق قال أبو حاتم ضعيف‬
‫وقال ابن حبان ل يجوز الحتجاج به وقال أحمد‬
‫متروك الحديث ‪ ،‬وأبوه خالد قال الدارقطني ليس‬
‫بالقوي وطليق بن محمد قال الدارقطني ل يحتج به‬
‫ووثقه ابن حبان وغيره قال الذهبي أخرجه ابن‬
‫خزيمة في كتاب التوحيد وعمران ضعيف كما في‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫كتابه العلو ‪ .‬ورواية الترمذي في إسنادها شبيب بن‬
‫شيبة ‪ ،‬قال الحافظ في التقريب إخباري صدوق يهم‬
‫‪ ،‬وقال المزي في التهذيب عن يحي بن معين ليس‬
‫بثقة وقال أبو زرعة وأبو حاتم ليس بالقوي وقال أبو‬
‫داود ليس بشيء وقال النسائي والدارقطني‬
‫والبرقاني فيه ‪ :‬ضعيف وقال الساجي صدوق يهم‬
‫وقال الذهبي في العلو شبيب ضعيف ‪ ..‬فتبن أن‬
‫الحديث ضعيف وقال الترمذي عقبه حسن غريب ‪،‬‬
‫والعجب من قول الدارمي في السماء وحدوه بذلك‬
‫والمشبهة يطلقون القول أنه فوق العرش مستقر‬
‫ومكانه فوق العرش فتناقضهم بين واضح ‪ ،‬وهذه‬
‫عادة ابن تيمية ومشايخه في التشبيه في الستدلل‬
‫" قلت وما تقدم من إثبات الحد والغاية والنهاية‬
‫فساد وضلل مبين وهو مخالف للقرءان والسنة‬
‫والجماع وهذا وصف لله بما لم يصف به نفسه ول‬
‫وصفه به رسوله كما قال الحافظ الخطابي‬
‫والبيهقي وغيرهما ونسبة الحد لله تعالى جهل‬
‫وضلل ‪ ،‬وقد نفى السلف عن ربهم الحد كما قال‬
‫سيدنا علي رضي الله عنه وهو صحابي جليل كبير‬
‫القدر أحد الخلفاء هاشمي النسب باجماع‬
‫المسلمين وكما قال أبوحنيفة في الفقه الكبر ونقل‬
‫أبو جعفر الطحاوي الثقة أن الله تعالى عن الحدود‬
‫والغايات وهي عقيدة أهل السنة والجماعة ‪ .‬وكونه‬
‫محدودا عند المجسمة يعني أنه له نهاية وغاية كما‬
‫صرحوا بذلك وكذلك ل بد أن يكون متحيزا في‬
‫قولهم بالحد لله سبحانه لن الحد غاية الشيء و إن‬
‫كل متحيز فل بد وأن يتميز أحد جانبيه عن الثاني‬
‫وذلك لنه ل بد أن يتميز يمينه عن يساره وقدامه‬
‫عن خلفه وفوقه عن تحته وكلما تميز فيه شئ فهو‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫منقسم لن يمينه موصوف بأنه يمين ل يسار‬
‫ويساره موصوف بأنه يسار ل يمين فلو كان يمينه‬
‫عين يساره لجتمع في الشئ الواحد أنه يمين‬
‫وليس بيمين ويسار وليس بيسار فيلزم اجتماع‬
‫النفي والثبات في الشئ الواحد وهو محال قالوا‬
‫فثبت أن كل متحيز فهو منقسم وثبت أن كل‬
‫منقسم فهو ليس بأحد فلما كان الله موصوفا بأنه‬
‫أحد وجب أن ل يكون متحيزا أصل ووجب أن ليكون‬
‫محدودا أو ذا نهاية ‪ .‬وقررنا أنه تعالى ليس بجسم‬
‫ول بجوهر وإذا ثبت أنه تعالى ليس بجسيم ول جوهر‬
‫وجب أن ل يكون في شئ من الحياز والجهات لن‬
‫كل ما كان مختصا بحيز وجهة فإن كان منقسما كان‬
‫جسما وقد بينا إبطال ذلك وإن لم يكن كان جوهرا‬
‫ولما بطل القسمان ثبت أنه يمتنع أن يكون في جهة‬
‫أصل فثبت أن قوله أحد يدل دللة قطعية على أنه‬
‫تعالى ليس بجسم ول جوهر ول في حيز وجهة‬
‫أصل ‪ .‬قال القاضي أبو يعلى في المعتمد كما ذكر‬
‫القاضي أبو بكر ابن الباقلني وأما الواحد والفرد‬
‫والوتر فمعناه استحالة التجزئة والنقسام والتبعيض‬
‫عليه ونفي الشريك عنه ونفى الثاني عنه فيما لم‬
‫يزل ونفي المثل عنه تعالى وعن صفاته الزلية‪ .‬قال‬
‫الوفاء ابن عقيل الحنبلي في كتاب الكفاية باب في‬
‫نفي الولد والتجزية وهو سبحانه واحد ل يتجزأ لقوله‬
‫تعالى لم يلد لنه لو كان والدا لكان متجزئا لن‬
‫الولد هو انفصال جزء من الوالد قال سبحانه وجعلوا‬
‫من عباده جزءا يعني ولدا قال لن التجزي ل يجوز‬
‫إل على المركبات وقد أفسدنا التركيب حيث أفسدنا‬
‫كونه جسما قال أبو الوفاء ابن عقيل في باب نفي‬
‫التشبيه وهو سبحانه غير مشبه بالشياء فليس‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫بجسم ول جوهر ول عرض ول على صفة من صفات‬
‫الموجودات قال سبحانه ليس كمثله شئ معناه‬
‫ليس مثله شئ والكاف زائدة والدللة على أنه ليس‬
‫بجسيم ول مشبه للشياء أنه لو كان جسما لكان‬
‫مؤلفا لن حقيقة الجسم هو المؤلف ولهذا أدخلت‬
‫عليه العرب التزايد فيقال هذا أجسم ويراد به أكثر‬
‫أجساما وأكبر جثة ولو كان مؤلفا لحتاج إلى مؤلف‬
‫كما احتاجت سائر الجسام ويجاز عليه ما يجوز‬
‫عليها من التجزي والنقسام والتفكك واللتئام ولو‬
‫جوزنا قدم غائب مع كونه جسما لقتبسنا العلم‬
‫بحدث هذا الجسم الحاضر حدث الغائب ولن‬
‫المشبه للشئ ما سد مسده وقام مقامه فلو أشبه‬
‫هذه الشياء الموجودة أو أشياء منها لسد مسده‬
‫وقام مقامه في القدم والحداث والصفة والختراع‬
‫إلى غير ذلك من صفات القديم سبحانه ولنه لو‬
‫كان يشبهها من وجه من الوجوه لحتاج إلى ما‬
‫احتاجت إليه من المكنة لوجود قدم الكائنات وفي‬
‫ذلك إما قدم العالم أو حدث القديم وكلهما محال‬
‫فما أدى إليه محال ‪ .‬ونقله عنه أبو العباس أحمد بن‬
‫تيمية في كتابه بيان تلبيس الجهمية ‪ ،‬في النسخة‬
‫المطبوعة ج ‪ 1‬ص‪ 472-471-‬بتحقيق محمد بن عبد‬
‫الرحمن بن قاسم من الوهابية ‪ .‬قال ابن تيمية في‬
‫درء التعارض ‪ 255-1‬نقل عن المام أحمد " وليس‬
‫من الله شيء محدود " وهذا النص صريح في نفي‬
‫الحد عن الله تعالى ‪ ،‬وكل ما ورد عن المام أحمد‬
‫الذي ذكرناه في كتابنا هذا فيه التصريح في نفي‬
‫الحد والحدود عن الله تعالى في نفس المر نفيا‬
‫مطلقا وليس فقط نفيا لدراكنا لحدوده نحن وهو‬
‫في حد ذاته محدود وله جوانب تحده كما يقول‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫الدارمي وتبعه على ذلك ابن تيمية وغيره من‬
‫المجسمة ‪ ،‬بل النقول عن أحمد تنفي الحد والغاية‬
‫عن الله تعالى مطلقا فل ننسب لله حدا وهو منفي‬
‫عنه سبحانه وليس لذاته وصفاته حدود ول غايات ول‬
‫حد ول غاية‪ .‬وقد قال أحمد " ول يوصف الله بأكثر‬
‫مما وصف به نفسه بل حد ول غاية ذكره الخلل‬
‫والقاضي أبو يعلى والللكائي في شرح أصول‬
‫اعتقاد أهل السنة وابن تيمية وابن قيم الجوزية‬
‫وغيرهم عن حنبل عن أحمد ‪ .‬وقال المام أحمد "‬
‫وهو على العرش بل حد " ‪ ،‬قلت وبهذا يتبين كذب‬
‫ما قاله ابن تيمية في كتابه الرد على الرازي‬
‫المسمى أساس التقديس ‪ " : 397-1‬ثم إن كثيرا‬
‫من أئمة السنة والحديث أو أكثرهم يقولون ‪ :‬إنه‬
‫فوق سماواته على عرشه بائن من خلقه بحد ‪،‬‬
‫ومنهم من لم يطلق لفظ الحد ‪ ،‬وبعضهم أنكر الحد‬
‫" ‪ .‬قلت والعبارة الخيرة هي المنقولة عن السلف‬
‫وهو إنكار الحد عن الله تعالى كما بيناه ‪ ،‬وأما قول‬
‫الدارمي بالحد والمكان وأن الله يحس فكله باطل‬
‫مردود ‪ .‬قال شهاب الدين أحمد القسطلني في‬
‫ارشاد الساري شرح صحيح البخاري عند قوله‬
‫تعالى‪} :‬إن ربكم الله الذي خلق السموات والرض‬
‫في ستة أيام ثم استوى على العرش{ وقد ثبت عن‬
‫المام مالك أنه سئل كيف استوى؟ فقال‪ :‬كيف غير‬
‫معقول والستواء غير مجهول واليمان به واجـب‬
‫والسؤال عنه بدعة‪ ،‬فقولـه‪ :‬كيف غير معقول أي‬
‫كيف من صفات الحوادث وكل ما كان من صفات‬
‫الحوادث فإثباته في صفات الله تعالى ينافي ما‬
‫يقتضيه العقل فيجزم بنفيه عن الله تعالى وقوله‬
‫والستواء غير مجهول أي أنه معلوم المعنى عند‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫أهل اللغة واليمان به على الوجه اللئـق به تعالى‬
‫واجب لنه من اليمان بالله تعالى وكتبه والسؤال‬
‫عنه بدعة أي حادث لن الصحابة رضي الله عنهم‬
‫كانوا عالمين بمعناه اللئق بحسب اللغة فلم‬
‫يحتاجوا للسؤال عنه فلما جاء من لم يحط بأوضاع‬
‫لغتهم ول لـه نور كنورهم يهديه لنور صفات البارئ‬
‫تعالى شرع يسأل عن ذلك فكان سؤاله سببا ً‬
‫لشتباهه على الناس ـ ثم قال ـ وحقيقة الستواء‬
‫المنسوب إلى الله تعالى في كتابه بمعنى اعتدل أي‬
‫قام بالعدل وأصله من قوله‪} :‬شهد الله أنه ل إله إل‬
‫هو ـ إلى قوله ـ قائما بالقسط والعدل{ هو استواؤه‬
‫ويرجع معناه إلى أنه أعطى بعزته كل شئ خلقه‬
‫موزونا بحكمته البالغة في التعريف لخلقه بوحدانيته‬
‫ولذلـك قرنه بقوله‪} :‬ل إله إل هو العزيز الحكيم{‬
‫والستواء المذكور في القرءان استواءان سماوي‬
‫دى بـ إلى قال تعالى‪} :‬ثم‬ ‫وعرشي فالول مع ّ‬
‫استوى إلى السماء{ والثاني بـ على لنه تعالى قام‬
‫بالقسط متعرفا بوحدانيته في عالمين عالم الخلق‬
‫وعالم المر وهو عالم التدبير فكان استواؤه على‬
‫العرش للتدبير بعد انتهاء عالم الخلق وبهذا يفهم‬
‫سر تعدية الستواء العرشي بـ على لن التدبير للمر‬
‫ل بد فيه من استعلء واستيلء والعرش جسم‬
‫كسائر الجسام سمي به لرتفاعه أو للتشبيه بسرير‬
‫الملك فإن المور والتدابير تنـزل منه‪.‬اهـ ‪ .‬وقال‬
‫الشيخ عز الدين بن عبد السلم المالكي سلطان‬
‫العلماء في عقيدته‪ :‬استوى على العرش المجيد‬
‫على الوجه الذي قاله وبالمعنى الذي أراده استواء‬
‫منـزها عن المماسة والستقرار والتمكن والحلول‬
‫والنتقال‪ ،‬فتعالى الله الكبير المتعال عما يقوله أهل‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫الغي والضلل‪ .‬اهـ قال أبو الشيخ في كتاب العظمة‬
‫له ما نصه ‪ :‬أخبرنا ابو يعلى الموصلي حدثنا صالح‬
‫بن مالك الخوارزمي ) كتاب الثقات لبن حبان‬
‫‪ - 13647‬صالح بن مالك الخوارزمي أبو عبد الله‬
‫سكن بغداد يروى عن إبراهيم بن سعد والناس ثنا‬
‫عنه أبو يعلى مستقيم الحديث كتاب تاريخ بغداد‬
‫‪ - 4852‬صالح بن مالك أبو عبد الله الخوارزمي‬
‫سكن بغداد وحدث بها عن عبد العزيز بن عبد الله‬
‫الماجشون وعبد العلى بن أبى المساور وصالح‬
‫المري وأبى عبيدة الناجي وحفص بن سليمان البزاز‬
‫وأبى مسلم قائد العمش وعيسى بن يونس روى‬
‫عنه أبو بكر بن أبى الدنيا وعبد الله بن احمد بن‬
‫حنبل وإبراهيم بن عبد الله المخرمي وأبو القاسم‬
‫البغوي وكان صدوقا أخبرنا محمد بن عمر بن‬
‫القاسم النرسي أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي‬
‫حدثنا عبد الله بن احمد بن حنبل حدثنا صالح بن‬
‫مالك حدثنا عبد العلى بن أبى المساور حدثنا حماد‬
‫عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال لقد صمنا‬
‫مع رسول الله صلى الله عليه وسلم تسعا وعشرين‬
‫أكثر مما صمنا ثلثين ) قال قرأ علينا عبدالعزيز بن‬
‫عبدالله بن ابي سلمة الماجشون) عبد العزيز بن‬
‫عبد الله بن أبى سلمة الماجشون المدنى ‪ ،‬أبو عبد‬
‫الله ‪ ،‬و يقال أبو الصبغ ‪ ،‬الفقيه ‪ ،‬مولى آل الهدير‬
‫الطبقة ‪ :‬الطبقة ‪ 7‬من كبار أتباع التابعين و قال‬
‫أبو زرعة ‪ ،‬و أبو حاتم ‪ ،‬و أبو داود ‪ ،‬و النسائى ‪ :‬ثقة‬
‫‪ .‬و قال ابن خراش ‪ :‬صدوق قال محمد بن سعد ‪:‬‬
‫كان ثقة كثير الحديث ‪ ،‬و أهل العراق أروى عنه من‬
‫أهل المدينة ‪ .‬و كان قدم بغداد و أقام بها إلى أن‬
‫توفى سنة أربع و ستين و مئة و صلى عليه‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫المهدى ‪ ،‬و دفن فى مقابر قريش ‪ .‬و كذلك قال‬
‫صالح بن مالك الخوارزمى و غير واحد فى تاريخ‬
‫وفاته ‪ .‬و قال ابن حبان فى كتاب " الثقات " ‪ :‬مات‬
‫سنة ست و ستين و مئة ‪ ،‬و كان فقيها ورعا متابعا‬
‫لمذاهب أهل الحرمين مفرعا على أصولهم ذابا‬
‫عنهم ‪ .‬روى له الجماعة ‪ .‬اهـ ‪ .‬قال أحمد بن صالح ‪:‬‬
‫كان نزها ‪ ،‬صاحب سنة ‪ ،‬ثقة ‪ .‬و قال أبو بكر‬
‫البزار ‪ :‬ثقة ‪ .‬و قال ابن أبى مريم ‪ :‬سمعت أشهب‬
‫يقول ‪ :‬هو أعلم من مالك ‪ .‬و قال أحمد بن كامل ‪:‬‬
‫لعبد العزيز كتب مصنفه فى الحكام ‪ .‬يروى عنه‬
‫ذلك ابن وهب ‪ ،‬و عبد الله بن صالح و غيرهما ‪ .‬و‬
‫قال موسى بن هارون الحمال ‪ :‬كان ثبتا متقنا ‪.‬‬
‫اهـ ‪ .‬رتبته عند ابن حجر ‪:‬ثقة رتبته عند‬
‫الذهبي ‪ :‬كان إماما معظما ( رحمه الله تعالى‬
‫اعلم ان الله تعالى اول لم يزل اول وليس بالول‬
‫الذي كان اول ما كان من الشياء وقد كان هو الخر‬
‫الذي لم يزل ليس بالخر الذي يكون آخرا ثم ل‬
‫يكون وهو الخر الذي ل يفنى والول الذي ل يبيد‬
‫القديم الذي ل بداية له لم يحدث كما حدثت الشياء‬
‫لم يكن صغيرا فكبر ول ضعيفا فقوي ول ناقصا فتم‬
‫ول جاهل فعلم لم يزل قويا عاليا كبيرا متعاليا لم‬
‫تأت طرفة عين قط إل وهو الله لم يزل ربا ول‬
‫يزال أبدا كذلك فيما كان وكذلك فيما بقي يكون‬
‫وكذلك هو الن لم يستحدث علما بعد أن لم يكن‬
‫يعلم ول قوة بعد قوة لم تكن فيه ولم يتغير عن‬
‫حال الى حال بزيادة ول نقصان لنه لم يبق من‬
‫الملك والعظمة شيء إل وهو فيه ولن يزيد ابدا عن‬
‫شيء كان عليه إنما يزيد من سينقص بعد زيادة كما‬
‫كان قبل زيادته ناقصا وانما يزداد قوة من سيضعف‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫بعد قوته كما كان قبل زيادته ناقصا وانما يزداد علما‬
‫من سيجهل بعد علمه كما كان قبل علمه جاهل فأما‬
‫الدائم الذي ل نفاذ له الحي الذي ل يموت خالق ما‬
‫يرى وما ل يرى عالم كل شيء بغير تعليم فإن ذلك‬
‫هو الواحد في كل شيء المتوحد بكل شيء ليس‬
‫كمثله شيء وكل شيء هالك إل وجهه وراجع الى ما‬
‫كان عليه بدء أمره ولم يكن تبارك وتعالى من شيء‬
‫فيرجع إليه ولم يكن قبله شيء فيقضي عليه ل‬
‫ينبغي ان يكون من صفته انه لم يكن مرة ثم كان‬
‫إنما تلك صفة المخلوقين وليس بصفة الخالق لنه‬
‫خلق ولم يكن يخلق وبدأ ولم يبدأ فكما لم يبدأ‬
‫فكذلك ل يفنى وكما ل يفنى ول يبلى فكذلك وعزة‬
‫وجهه لم يزل ربا وإنما يبلى ويموت من كان قبل‬
‫حياته ميتا قال الله تعالى وكنتم أموتا فأحيكم ثم‬
‫يميتكم ثم يحييكم ثم إليه ترجعون وقال تعالى ربنا‬
‫أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين فكلتاهما موتتان ربنا لم‬
‫يكن ميتا فحيي وكذلك هو الحي الذي ل يموت هو‬
‫رب الخلق قبل ان يخلقهم كما هو ربهم بعد ان‬
‫خلقهم وقد احاط بهم قبل خلقهم علما وأحصاهم‬
‫عددا وأثبتهم كتابا فكان من امره في تقديره إياهم‬
‫قبل ان يكونوا على ماهم عليه من امرهم بعدما‬
‫كانوا ليس خلقه اياهم باعظم في ملكه من تقديره‬
‫ذلك منهم قبل ان يكونوا بعلمه إنما هو علمه وفعله‬
‫ل يستطيع احد ان يقدر واحدا منهما قدره وهو مالك‬
‫يوم الدين قبل ان يأتي وهو مالكه حين يأتي لم يكن‬
‫الخلق شيئا قبل ان يخلقهم حتى خلقهم ثم يردهم‬
‫الى ان ل يكونوا شيئا ثم يعيد خلقهم قال تعالى كما‬
‫بدأنا أول خلق نعيده فهو ابتدع الخلق وابتدأهم‬
‫وعلم قبل ان يكونوا ما يصيرون إليه ثم هين بعد‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫ذلك تكوينهم عليه قال وهو الذي يبدؤا الخلق ثم‬
‫يعيده وهو اهون عليه وليس بأهون عليه من شيء‬
‫ولكنه قال ذلك مثل وعبرة ليعرف العباد ما وصف‬
‫به من القدرة وله المثل العلى وكيف يكون شيء‬
‫اهون عليه من شيء وإذا اراد شيئا يقول كن فيكون‬
‫إنما هو كلمة ليس لها عليه مؤونة ل يبعد عليها كبير‬
‫ول يقل عليها صغير خلق السماوات والرض وما‬
‫بينهما كخلق أصغر خلقه قال ما خلقكم ول بعثكم إل‬
‫كنفس واحدة قال إن كانت إل صيحة وحدة وقال‬
‫وما أمرنا إل وحدة كلمح بالبصر فهذا كله كن فيكون‬
‫فسبحن الذي بيده ملكوت كل شيء وإليه ترجعون‬
‫غيب الغيوب عن خلقه ولم يغيبها عن نفسه علمه‬
‫بها قبل ان تكون كعلمه بها بعدما كانت ما علم انه‬
‫كائن قد قضى ان يكون وذلك انه قد كتب ما علم‬
‫وقضى ما كتب لم يكتب ما علم تذكرا ولم يزدد‬
‫بخلقه بعدما خلقهم علما يزيده الى ملكه شيئا وهو‬
‫الغني عنهم بملكه الذي به خلقهم قال إن يشأ‬
‫يذهبكم ويأت بخلق جديد وما ذلك على الله بعزيز‬
‫هو أبد البد الواحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم‬
‫يكن له كفوا احد ‪ .‬قال الكلباذي ‪ :‬اجتمعت‬
‫الصوفية على أن الله واحد أحد فرد صمد‬
‫قديم عالم قادر حي سميع بصير عزيز‬
‫عظيم جليل كبير جواد رؤوف متكبر جبار‬
‫باق أول إله سيد مالك رب رحمن رحيم‬
‫مريد حكيم متكلم خالق زراق موصوف بكل‬
‫ما وصف به نفسه من صفاته مسمى بكل‬
‫ما سمى به نفسه لم يزل قديما بأسمائه‬
‫وصفاته غير مشبه للخلق بوجه من الوجوه‬
‫ل تشبه ذاته الذوات ول صفته الصفات ل‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫يجري عليه شئ من سمات المخلوقين‬
‫الدالة على حدثهم لم يزل سابقا متقدما‬
‫للمحدثات موجودا قبل كل شئ ل قديم‬
‫غيره ول إله سواه ليس بجسم ول شبح ول‬
‫صورة ول شخص ول جوهر ول عرض ل‬
‫اجتماع له ول افتراق ل يتحرك ول يسكن‬
‫ول ينقص ول يزداد ليس بذي أبعاض ول‬
‫أجزاء ول جوارح ول أعضاء ول بذي جهات‬
‫ول أماكن ل تجري عليه الفات ول تاخذه‬
‫السنات ول تداوله الوقات ول تعينه‬
‫الشارات ل يحويه مكان ول يجري عله‬
‫زمان ل تجوز عليه المماسة ول العزلة ول‬
‫الحلول في الماكن ل تحيط به الفكار ول‬
‫تحجبه الستار ول تدركه البصار وقال بعض‬
‫الكبراء في كلم له لم يسبقه قبل ول‬
‫يقطعه بعد ول يصادره من ول يوافقه عن‬
‫ول يلصقه إلى ول يحله في ول يوقفه إذ‬
‫ول يؤامره إن ول يظله فوق ول يقله تحت‬
‫ول يقابله حذاء ول يزاحمه عند ول يأخذه‬
‫خلف ول يحده أمام ول يظهره قبل ول‬
‫يفنيه بعد ول يجمعه كل ول يوجده كان ول‬
‫يفقده ليس ول يستره خفاء تقدم الحدث‬
‫قدمه والعدم وجوده والغاية أزله إن قلت‬
‫متى فقد سبق الوقت كونه وإن قلت قبل‬
‫فالقبل بعده وإن قلت هو فالهاء والواو‬
‫خلقه‬
‫وإن قلت كيف فقد احتجب عن الوصف‬
‫بالكيفية ذاته وإن قلت أين فقد تقدم‬
‫المكان وجوده وإن قلت ما هو فقد باين‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫الشياء هويته ل يجتمع صفتان لغيره في‬
‫وقت ول يكون بهما على التضاد فهو باطن‬
‫في ظهوره ظاهر في استناره فهو الظاهر‬
‫الباطن القريب البعيد امتناعا بذلك من‬
‫الخلق أن يشبهوه فعله من غير مباشرة‬
‫وتفهيمه من غير ملقاة وهدايته من غير‬
‫إيماء ل تنازعه الهمم ول تخالطه الفكار‬
‫ليس لذاته تكييف ول لفعله تكليف وأجمعوا‬
‫على أنه ل تدركه العيون ول تهجم عليه‬
‫الظنون ول تتغير صفاته ول تتبدل أسماؤه‬
‫لم يزل كذلك ول يزال كذلك هو الول‬
‫والخر والظاهر والباطن وهو بكل شئ‬
‫عليم ليس كمثله شئ وهو السميع البصير‬
‫الباب السادس شرح قولهم في الصفات‬
‫أجمعوا على أن لله صفات على الحقيقة‬
‫هو بها موصوف من العلم والقدرة والقوة‬
‫والعز والحلم والحكمة والكبرياء والجبروت‬
‫والقدم والحياة والرادة والمشيئة والكلم‬
‫وأنها ليست بأجسام ول أعراض ول جواهر‬
‫كما أن ذاته ليس بجسم ول عرض ول جوهر‬
‫وأن له سمعا وبصرا ووجها ويدا على‬
‫الحقيقة ليس كالسماع والبصار واليدي‬
‫والوجوه وأجمعوا أنها صفات لله وليس‬
‫بجوارح ول أعضاء ول أجزاء وأجمعوا أنها‬
‫ليست هي هو ول غيره وليس معنى إثباتها‬
‫أنه محتاج إليها وانه يفعل الشياء بها ولكن‬
‫معناها نفى أضدادها وإثباتها في أنفسها‬
‫وأنها قائمات به ليس معنى العلم نفى‬
‫الجهل فقط ول معنى القدرة بنفي العجز‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫ولكن إثبات العلم والقدرة ولو كان بنفي‬
‫الجهل عالما وبنفي العجز قادرا لكان‬
‫المراد نفي الجهل والعجز عنه عالما وقادرا‬
‫وكذلك جميع الصفات وليس وصفنا له بهذه‬
‫الصفات صفة له بل وصفنا صفتنا وحكاية‬
‫عن صفة قائمة به ومن جعل صفة الله‬
‫وصفة له من غير ان يثبت لله صفة على‬
‫الحقيقة فهو كاذب عليه في الحقيقة وذاكر‬
‫له بغير وصفه وليس هذا كالذكر فيكون‬
‫مذكورا بذكر في غيره لن الذكر صفة‬
‫الذاكر وليس بصفة للمذكور والمذكور‬
‫مذكور بذكر الذاكر والموصوف ليس‬
‫بموصوف بوصف الواصف ولو كان وصف‬
‫الواصف صفة له لكانت أوصاف المشركين‬
‫والكفر صفات له كنحو الزوجة والولد‬
‫والنداد وقد نزه الله تعالى نفسه عن‬
‫وصفهم له فقال سبحانه وتعالى عما‬
‫يصفون فهو جل وعز موصوف بصفة قائمة‬
‫به ليست ببائنة عنه كما قال تعالى ول‬
‫يحيطون بشئ من علمة وقال أنزله بعلمة‬
‫وقال وما تحمل من أنثى ول تضع إل بعلمه‬
‫وقال ذو القوة المتين ذو الفضل‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫اااااا ااااا ااااا ااااا اا اااااا‬
‫اااااااا ااااااا اااا اا اااااا ااا‬
‫اااااا اااا اااا ااااا ااا ااا ااااا‬
‫ااااا اااا ااااا اا ااااا اااااا‬
‫اااااا ااااا ااا اااا اااا ااا ااا‬
‫اااا ااا ااا ااا اا اا ااا اااا‬
‫اااااااا اا ااااااا اااااا ااااااا‬
‫اااا ااااااا اااا اااا اااا اا ااا‬
‫اااا اا ااا اااا اااا ااااا اا‬
‫ااااااا اااااااا اااا ااااااا ااا‬
‫ااا ااا ااااا اااا اااا اااا اا اااا‬
‫ااااااا ااا اا اااا ااا اااااا اااا‬
‫ااااا ااا اااااا اااااا ااااااا اااا‬
‫اا اااااااا ااا اا اا ااااا اااااا اا‬
‫ااااا ااااا اااااا ااااا اااا اااا‬
‫ااااااا ااا اااااا اا اااا اااا‬
‫اااااا ااا اااا اااااا اااا ااااا‬
‫اااااا ااااا اااااا اااا ااا اااا ااا‬
‫اااااا ااااااااا ااااا اااااا‬
‫اااااااا اا ااا اا ااا ااااا اااااااا‬
‫اا ااا اا ااا ااااا اااا ااااااا اااا‬
‫ااااااااا اا ااااااا اااا ااااااا‬
‫ااا اا اااا اا اااا ااا ااااا ااا اا‬
‫ااااااا اااا اا ااا اااا اا ااااا ااا‬
‫اااااا ااااا ااااا ااا اااااا‬
‫ااااااا ااااا ااا اااااا ااا اااااا‬
‫ااااا ااااا ااا اااااا ااا ااا اااا‬
‫اااا ااااا اااا اا ااا ااا اااااا‬
‫ااااا اااا اا ااا اااا ااااا اااااا‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫اا ااا ااااا اا ااا ااااا ااااا ااااا‬
‫ااااا ااااا ااااا ااااا اااا ااااا‬
‫اااا ااا ااا اااا اااا ااا اااا اا‬
‫ااااا ااا اااا اااااا ااااااا ااااا‬
‫ااااااااا اااااا اااا اااا اااااااا‬
‫اااااااا اااااااا اااااااا اااااا‬
‫اااااااا اااااا ااا اااااا ااا ااا اا‬
‫ااا اااا ااا اا اااا اااا ااا ااا‬
‫اااااا ااااااا اااااا ااااااا ااااا‬
‫ااا ااا ااا ااا اااا اااا اااا اااا‬
‫اااا اااا اااا ااا اا ااا اااااا ااا‬
‫اااااا ااااااا ااااااا اااا اااااا‬
‫ااا ااااا ااااااا ااااا ااااا ااااا‬
‫اا ااا اااا اااااا ااااااا اا ااا ااا‬
‫ااا ااااا ااا اااا اا اااا ااااا اااا‬
‫اااا اا اااا ااااا اااا ااا اااااا‬
‫اااا ااااا ااا ااااا ااااااا اااا‬
‫اااااا ااااا اا ااا ااااااا اااااا‬
‫اااااااا اااااا اااا ااا ااااا ااا‬
‫ااا اا ااااا ااااا اااااا ااا ااااااا‬
‫ااااا ااااااا اااااااا ااا اااا‬
‫ااااا ااااا اااا ااا اااااااا‬
‫ااااااا اااا اا ااا اا اااا ااااا‬
‫اااا ااا اااا اا ااا ااااا اااا ااااا‬
‫اا اا اااا اااا اا ااا ااااا اااا ااا‬
‫اااا ااا ااااا ااا اا ااااا ااااااا‬
‫ااا اا ااا ااااا اااا ااا ااا ااااا‬
‫ااا ااااا ااااا اااا اا اااا ااااا‬
‫ااااا ااااا ااا ااااا ااا ااااا ااا‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫اااا ااااا اااااا اااااااا اا‬
‫ااااااا اااااااا اا ااااااا اااا‬
‫ااااا ااااا اااا اااا اا اااا ااا‬
‫اااا ااا ااااا اا اااااا اااا ااااا‬
‫ااااا اااا اا اااا ااا اااااا اا‬
‫اااااا‬
‫ااا ا‬
‫ااااا ‪ :‬اا ا‬
‫اااااا اااااا ااااااا ااا ااا ا اااا‬
‫اا اااا اا اااااا اا ااااا اا ااا اا‬
‫اااااا‬‫اااا ا ااااااا ااااااااا ا ا ا‬
‫اااا ‪ .‬ااا اا ااا اااا اااااا‬‫ااااا ااا‬
‫اا ا‬
‫ااااا اااا ‪ .‬اااا اا ‪ :‬اااااا اا اااا‬
‫اااااا ا اااا اا ااااا ا اااا اااا‬
‫اااا اا اااا اااااااا اااااا ا اااا‬
‫اااااا اا اااا اااااا ا ااااا اا‬
‫ااااا اا اااا ا اااا اااا اا اااا اا‬
‫ااااا ااااااا ا ااااااا ‪ .‬ااا ااا ‪:‬‬
‫ا‬‫اا"‬
‫ااااااااا اا ااااا اا اااا "اااااا‬
‫ااااااا ا ااااا اا اااا اااااااااا ا‬
‫اااااا ‪ .‬ااا ااااااااا ‪ :‬اا اااا ااا‬
‫ااا اااا ااااا ااااا اااا اااا ‪ .‬اااا‬
‫اااااا ‪ :‬ااا ااا ااااااااا اااااا اا‬
‫اااااا ا ااا ااااا اااااااا ا اااا‬
‫"ااااا" ااااااا ا ااا ااا اااا ااااا‬
‫ااااااا ا اااااااا ا ااااا ااااا ااا‬
‫ااااا ااااااااا اا ااا اااا‬
‫ااااااا ا ااا اااا ااا ا اااا اا‬
‫ااااا اااااا ااا اااا اااااا ااااا‬
‫اااااا اااا ااااا‬‫اا ا‬
‫اااا ‪ .‬ااا ‪ :‬ااا ا‬
‫اااا ‪ .‬ااا ‪ :‬اا اااا اا ااااا اااا‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫"اااا" ااااااا ‪.‬‬

‫فصل مهم نختم به رسالتنا في مفهوم‬


‫الخطاب القرآني والحديثي ‪:‬‬
‫ي‬
‫ن ع َل ِ ّ‬ ‫صُر ب ْ ُ‬ ‫حد ّث ََنا ن َ ْ‬ ‫ففي صحيح مسلم ‪َ :‬‬
‫َ‬
‫ن‬ ‫حق ُ ب ْ ُ‬ ‫س َ‬ ‫ي وَإ ِ ْ‬ ‫معِ ّ‬ ‫س َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫سا َ‬ ‫ي وَأُبو غ َ ّ‬ ‫م ّ‬ ‫ض ِ‬ ‫جهْ َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫مد ِ‬ ‫ص َ‬ ‫ن عَب ْد ِ ال ّ‬ ‫زيزِ ب ْ َ ِ‬ ‫ن عَب ْدِ ال ْعَ ِ‬ ‫ميًعا ع َ ْ‬ ‫ج ِ‬ ‫م َ‬ ‫هي َ‬ ‫إ ِب َْرا ِ‬
‫َ‬ ‫َوالل ّْف ُ‬
‫مد ِ‬ ‫ص َ‬ ‫حد ّث ََنا أُبو عَب ْد ِ ال ّ‬ ‫ل َ‬ ‫ن َقا َ‬ ‫سا َ‬ ‫ظ ِلِبي غَ ّ‬
‫عمران ال ْجون ِي ع َن أ َ‬ ‫حدث َنا أ َ‬
‫ن عَب ْدِ الل ّ ِ‬
‫ه‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ب‬ ‫ِ‬ ‫ر‬ ‫ْ‬ ‫ك‬ ‫َ‬ ‫ب‬ ‫بي‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫بو‬ ‫ُ‬ ‫َ ّ َ‬
‫َ‬
‫ه ع َل َي ْ ِ‬
‫ه‬ ‫صّلى الل ّ ُ‬ ‫ي َ‬ ‫ن الن ّب ِ ّ‬ ‫ن أِبيهِ عَ ْ‬ ‫س عَ ْ‬ ‫ن قَي ْ ٍ‬ ‫بْ ِ‬
‫ما‬ ‫ما ِفيهِ َ‬ ‫ما وَ َ‬ ‫ضةٍ آن ِي َت ُهُ َ‬ ‫ن فِ ّ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫جن َّتا ِ‬ ‫ل َ‬ ‫م َقا َ‬ ‫سل ّ َ‬ ‫وَ َ‬
‫ما ب َي ْ َ ْ‬ ‫ن ذ َهَ ٍ‬
‫ن الَقوْم ِ‬ ‫ما وَ َ‬ ‫ما ِفيهِ َ‬ ‫ما وَ َ‬ ‫ب آن ِي َت ُهُ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫جن َّتا ِ‬
‫َ‬
‫وَ َ‬
‫م إ ِّل رَِداُء ال ْك ِب ْرَِياِء عََلى‬ ‫ن ي َن ْظ ُُروا إ َِلى َرب ّهِ ْ‬ ‫نأ ْ‬ ‫وَب َي ْ َ‬
‫ن قال النووي في شرحه‬ ‫جن ّةِ ع َد ْ ٍ‬ ‫جهِهِ ِفي َ‬ ‫وَ ْ‬
‫م‪):‬‬ ‫سل ّ َ‬ ‫و َ‬ ‫ه َ‬ ‫عل َي ْ ِ‬ ‫صّلى الّله َ‬ ‫وله َ‬ ‫ق ْ‬ ‫على مسلم ‪َ :‬‬
‫َ‬
‫م‬‫ن ي َن ْظُُروا إ َِلى َرّبه ْ‬ ‫وب َْين أ ْ‬ ‫وم َ‬ ‫ق ْ‬ ‫ما ب َْين ال ْ َ‬ ‫و َ‬ ‫َ‬
‫ماء ‪:‬‬ ‫ل ال ْعُل َ َ‬ ‫دن ( َقا َ‬ ‫ع ْ‬ ‫جّنة َ‬ ‫في َ‬ ‫رَياء ِ‬ ‫داء ال ْك ِب ْ ِ‬ ‫ر َ‬ ‫إ ِّل ِ‬
‫ما‬ ‫طب ال ْعََرب ب ِ َ‬ ‫خا ِ‬ ‫م يُ َ‬ ‫سل ّ َ‬ ‫صّلى الّله ع َل َي ْهِ وَ َ‬ ‫ي َ‬ ‫ن الن ّب ِ ّ‬ ‫كا َ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫مل‬ ‫ست َعْ ِ‬ ‫م وَي َ ْ‬ ‫ه وَي َُقّرب ال ْك ََلم إ َِلى أفَْهامه ْ‬ ‫مون َ ُ‬ ‫ي َْفهَ ُ‬
‫ها م َ‬
‫مت ََناَولَها ‪,‬‬ ‫جاز ل ِي َُقّرب ُ‬ ‫م َ‬ ‫واع ال ْ َ‬ ‫ن أن ْ َ‬ ‫ست َِعاَرة وَغَْير َ ِ ْ‬ ‫اِل ْ‬
‫ماِنع وََرْفعه‬ ‫ن َزَوال ال ْ َ‬ ‫م عَ ْ‬ ‫سل ّ َ‬ ‫صّلى الّله عَل َي ْهِ وَ َ‬ ‫فَعَب َّر َ‬
‫صّلى الّله عَل َي ْ ِ‬ ‫َ‬
‫ه‬ ‫وله َ‬ ‫صار ب ِإ َِزال َةِ الّرَداء ‪ .‬قَ ْ‬ ‫ن اْلب ْ َ‬ ‫عَ ْ‬
‫َ‬
‫جّنة‬ ‫ن ِفي َ‬ ‫دن ( أيْ ‪ :‬الّناظ ُِرو َ‬ ‫جّنة ع َ ْ‬ ‫م ‪ِ ) :‬في َ‬ ‫سل ّ َ‬ ‫وَ َ‬
‫ي ظ َْرف ِللّناظ ِرِ ‪ .‬وفي صحيح البخاري‬ ‫دن فَهِ َ‬ ‫عَ ْ‬
‫ن ع َب ْدِ‬ ‫زيزِ ب ْ ُ‬ ‫حد ّث ََنا َعَب ْد ُ ال ْعَ ِ‬ ‫ن ع َب ْدِ الل ّهِ َ‬ ‫ي بْ ُ‬
‫َ‬
‫حد ّث ََنا ع َل ِ ّ‬ ‫َ‬
‫ن عَب ْدِ الل ّ ِ‬
‫ه‬ ‫ن أِبي ب َك ْرِ ب ْ ِ‬ ‫ن عَ ْ‬ ‫مَرا َ‬ ‫ع ْ‬ ‫ن أِبي ِ‬ ‫مد ِ ع َ ْ‬ ‫ص َ‬ ‫ال ّ‬
‫َ‬
‫ه ع َل َي ْ ِ‬
‫ه‬ ‫صّلى الل ّ ُ‬ ‫ي َ‬ ‫ن الن ّب ِ ّ‬ ‫ن أِبيهِ عَ ْ‬ ‫س عَ ْ‬ ‫ن قَي ْ ٍ‬ ‫بْ ِ‬
‫ما‬ ‫ما ِفيهِ َ‬ ‫ما وَ َ‬ ‫ضةٍ آن ِي َت ُهُ َ‬ ‫ن فِ ّ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫جن َّتا ِ‬ ‫ل َ‬ ‫م َقا َ‬ ‫سل ّ َ‬ ‫وَ َ‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫ما ب َي ْ َ ْ‬ ‫ن ذ َهَ ٍ‬
‫ن الَقوْم ِ‬ ‫ما وَ َ‬ ‫ما ِفيهِ َ‬ ‫ما وَ َ‬ ‫ب آن ِي َت ُهُ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫جن َّتا ِ‬
‫وبي َ‬
‫وَ َ‬
‫ه‬
‫جهِ ِ‬ ‫م إ ِّل رَِداُء ال ْك ِب ْرِ عََلى وَ ْ‬ ‫ن ي َن ْظ ُُروا إ َِلى َرب ّهِ ْ‬ ‫نأ ْ‬ ‫ََْ َ‬
‫وله‬ ‫ق ْ‬ ‫ن قال ابن حجر في الفتح ‪َ :‬‬ ‫جن ّةِ ع َد ْ ٍ‬ ‫ِفي َ‬
‫َ‬
‫م‬‫ن ي َن ْظُُروا إ َِلى َرّبه ْ‬ ‫وب َْين أ ْ‬ ‫وم َ‬ ‫ق ْ‬ ‫ما ب َْين ال ْ َ‬ ‫و َ‬ ‫) َ‬
‫مازِرِيّ ‪:‬‬ ‫ل ال ْ َ‬ ‫جهه ( َقا َ‬ ‫و ْ‬ ‫عَلى َ‬ ‫رَياء َ‬ ‫داء ال ْك ِب ْ ِ‬ ‫ر َ‬ ‫إ ِّل ِ‬
‫ما‬ ‫طب ال ْعََرب ب ِ َ‬ ‫خا ِ‬ ‫م يُ َ‬ ‫سل ّ َ‬ ‫صّلى الّله ع َل َي ْهِ وَ َ‬ ‫ي َ‬ ‫ن الن ّب ِ ّ‬ ‫كا َ‬ ‫َ‬
‫ب‬‫س ل ِي َُقّر َ‬ ‫ح ّ‬ ‫معْن َوِّية إ َِلى ال ْ ِ‬ ‫شَياء ال ْ َ‬ ‫م اْل َ ْ‬ ‫رج ل َهُ ْ‬ ‫خ ِ‬ ‫ت َْفَهم وَي ُ ْ‬
‫واِنع وََرْفعه ع َ ْ‬
‫ن‬ ‫م َ‬ ‫ن َزَوال ال ْ َ‬ ‫م ل ََها ‪ ،‬فَعَب َّر ع َ ْ‬ ‫ت ََناُوله ْ‬
‫َ‬
‫مل‬ ‫ست َعْ ِ‬ ‫ت ال ْعََرب ت َ ْ‬ ‫كان َ ْ‬ ‫عَياض ‪َ :‬‬ ‫ل ِ‬ ‫ك ‪ ،‬وََقا َ‬ ‫صار ب ِذ َل ِ َ‬ ‫اْلب ْ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫حتَها‬ ‫صا َ‬ ‫ديع فَ َ‬ ‫ست َِعاَرة ك َِثيًرا ‪ ،‬وَهُوَ أْرَفع أد ََوات ب َ ِ‬ ‫اِل ْ‬
‫خاط ََبة‬ ‫م َ‬ ‫ل ( فَ ُ‬ ‫جَناح الذ ّ ّ‬ ‫وله ت ََعاَلى ) َ‬ ‫ه قَ ْ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ها ‪ ،‬وَ ِ‬ ‫جاز َ‬ ‫وَِإي َ‬
‫م ب ِرَِداِء ال ْك ِب ْرَِياء عََلى‬ ‫م ل َهُ ْ‬ ‫سل ّ َ‬ ‫صّلى الّله ع َل َي ْهِ وَ َ‬ ‫ي َ‬ ‫الن ّب ِ ّ‬
‫م ي َْفَهم‬ ‫ن لَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫معَْنى ‪ ،‬وَ َ‬ ‫ذا ال ْ َ‬ ‫ن هَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ك ِ‬ ‫حو ذ َل ِ َ‬ ‫جهه وَن َ ْ‬ ‫وَ ْ‬
‫َ‬ ‫جَرى ال ْك ََلم ع ََلى َ‬ ‫ك تاه فَم َ‬
‫ه‬
‫ضى ب ِ ِ‬ ‫هره أفْ َ‬ ‫ظا ِ‬ ‫نأ ْ‬ ‫ذ َل ِ َ َ َ َ ْ‬
‫ن الّله‬ ‫اْل َمر إَلى التجسيم ومن ل َم يتضح ل َه وعَل ِ َ‬
‫مأ ّ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ َ ْ ْ َّ ِ‬ ‫ّ ْ ِ‬ ‫ْ ِ‬
‫ذب ن ََقَلتَها‬ ‫َ‬ ‫ضيه َ‬
‫ن ي ُك َ ّ‬ ‫ما أ ْ‬ ‫ها إ ِ ّ‬ ‫هر َ‬ ‫ظا ِ‬ ‫ذي ي َْقت َ ِ‬ ‫ن ال ّ ِ‬ ‫من َّزه ٌ ع َ ْ‬ ‫ُ‬
‫سل ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫طان‬ ‫ظيم ِ ُ‬ ‫ست ََعاَر ل ِعَ ِ‬ ‫ن ي َُقول ا ِ ْ‬ ‫ن ي ُؤَّولَها ك َأ ْ‬ ‫ما أ ْ‬ ‫وَإ ِ ّ‬
‫ماِنع إ ِد َْراك‬ ‫جَلله ال ْ َ‬ ‫مته وَهَي َْبته وَ َ‬ ‫الّله وَك ِب ْرَِيائ ِهِ وَع َظ َ َ‬
‫داء ال ْك ِب ْرَِياء ‪ ,‬فَإ ِ َ‬
‫ذا‬ ‫ضْعفَها ل ِذ َل ِ َ‬ ‫صار ال ْب َ َ‬ ‫َ‬
‫ك رِ َ‬ ‫معَ َ‬ ‫شر َ‬ ‫أب ْ َ‬
‫َ‬
‫جاب‬ ‫ح َ‬ ‫م ِ‬ ‫ف عَن ْهُ ْ‬ ‫ش َ‬ ‫م كَ َ‬ ‫م وَقُُلوبه ْ‬ ‫صاره ْ‬ ‫شاَء ت َْقوَِية أب ْ َ‬ ‫َ‬
‫ي‬
‫طيب ِ ّ‬ ‫ل ال ّ‬ ‫صا ‪ .‬وََقا َ‬ ‫خ ً‬ ‫مل َ ّ‬ ‫مته ا ِن ْت ََهى ُ‬ ‫واِنع ع َظ َ َ‬ ‫م َ‬ ‫هَي َْبته وَ َ‬
‫ن رَِداء ال ْك ِب ْرَِياء ‪ ،‬وََقا َ‬
‫ل‬ ‫م ْ‬ ‫حال ِ‬ ‫جهه " ‪َ :‬‬ ‫وله " عََلى وَ ْ‬ ‫قَ ْ‬
‫شاب َِهات فَإ ِ ّ‬
‫ما‬ ‫مت َ َ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ديث ِ‬ ‫ح ِ‬ ‫ذا ال ْ َ‬ ‫ي ‪ :‬هَ َ‬ ‫ّ‬ ‫مان ِ‬ ‫ال ْك َْر َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ذات وََقا َ‬
‫ل‬ ‫جهِ ال ّ‬ ‫مَراد ِبال ْوَ ْ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫مت َأّول ب ِأ ّ‬ ‫ما ُ‬ ‫وض وَإ ِ ّ‬ ‫مَف ّ‬ ‫ُ‬
‫ن‬‫ست َِعاَرة ك َّنى ب َِها ع َ ْ‬ ‫مْفِهم الّرَداء ا ِ ْ‬ ‫ي ‪ِ :‬في ال ْ ُ‬ ‫ال ُْقْرط ُب ِ ّ‬
‫خر " ال ْك ِب ْرَِياء رَِداِئي‬ ‫ديث اْل َ‬ ‫ح ِ‬ ‫ما ِفي ال ْ َ‬ ‫مة ك َ َ‬ ‫ال ْعَظ َ َ‬
‫سة ‪،‬‬ ‫سو َ‬ ‫ح ُ‬ ‫م ْ‬ ‫مَراد الث َّياب ال ْ َ‬ ‫س ال ْ ُ‬ ‫مة إ َِزاِري " وَل َي ْ َ‬ ‫َوال ْعَظ َ َ‬
‫َ‬
‫ن‬
‫مي ْ ِ‬ ‫مت ََلزِ َ‬ ‫كاَنا ُ‬ ‫ما َ‬ ‫ن الّرَداء َواْل َِزار ل َ ّ‬ ‫سَبة أ ّ‬ ‫مَنا َ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫ل َك ِ ّ‬
‫مة َوال ْك ِب ْرَِياء‬ ‫ن ال ْعَظ َ َ‬ ‫ن ال ْعََرب عَب َّر ع َ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ب ِ‬ ‫خاط َ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ل ِل ْ ُ‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫عّزة الّله‬ ‫َ‬
‫ضى ِ‬ ‫مْقت َ َ‬ ‫ن ُ‬ ‫ديث ال َْباب أ ّ‬ ‫ح ِ‬ ‫معَْنى َ‬ ‫ما ‪ ،‬وَ َ‬ ‫ب ِهِ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬‫مِني َ‬ ‫مؤْ ِ‬ ‫مته ل ِل ْ ُ‬ ‫ح َ‬ ‫ن َر ْ‬ ‫حد ل َك ِ ّ‬ ‫ن َل ي ََراهُ أ َ‬ ‫ست ِغَْنائ ِهِ أ ْ‬ ‫َوا ْ‬
‫َ‬
‫ل‬‫مةِ ‪ ,‬فَإ َِذا َزا َ‬ ‫ماًل ِللن ّعْ َ‬ ‫جهه ك َ َ‬ ‫م وَ ْ‬ ‫ن ي ُرِي َهُ ْ‬ ‫تأ ْ‬ ‫ض ْ‬ ‫ا ِقْت َ َ‬
‫َ‬
‫ه َرفَ َ‬
‫ع‬ ‫ضى ال ْك ِب ْرَِياء فَك َأن ّ ُ‬ ‫مْقت َ َ‬ ‫خَلف ُ‬ ‫م ِ‬ ‫معَهُ ْ‬ ‫ل َ‬ ‫ماِنع فَعَ َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ي‬
‫ن عَل ِ ّ‬ ‫ل الط ّب َرِيّ عَ ْ‬ ‫م ‪ ،‬وَن ََق َ‬ ‫مَنعهُ ْ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫كا َ‬ ‫جاًبا َ‬ ‫ح َ‬ ‫م ِ‬ ‫عَن ْهُ ْ‬
‫ظر‬ ‫ل هُوَ الن ّ َ‬ ‫زيد ( َقا َ‬ ‫م ِ‬ ‫وله ت ََعاَلى ) وَل َد َي َْنا َ‬ ‫وَغَْيره ِفي قَ ْ‬
‫ل ا ِْبن‬ ‫دن ( َقا َ‬ ‫ع ْ‬ ‫جّنة َ‬ ‫في َ‬ ‫وله ) ِ‬ ‫ق ْ‬ ‫جه الل ّهِ ‪َ .‬‬ ‫إ َِلى وَ ْ‬
‫ما ث َب َ َ‬
‫ت‬ ‫كان ل ِ َ‬ ‫م َ‬ ‫مةِ ِفي إ ِث َْبات ال ْ َ‬ ‫س َ‬ ‫ج ّ‬ ‫م َ‬ ‫طال ‪َ :‬ل ت َعَّلق ل ِل ْ ُ‬ ‫بَ ّ‬
‫حاًل ِفي‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ما أوْ َ‬ ‫س ً‬ ‫ج ْ‬ ‫حانه ِ‬ ‫سب ْ َ‬ ‫كون ُ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫حاَلة أ ْ‬ ‫ست ِ َ‬ ‫ن اِ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫ْ‬
‫جوَدة‬ ‫موْ ُ‬ ‫كون ت َأِويل الّرَداء ‪ :‬اْلَفة ال ْ َ‬ ‫كان ‪ ,‬فَي َ ُ‬ ‫م َ‬ ‫َ‬
‫ن ُرؤ َْيته ‪ ,‬وَإ َِزاَلتَها فِْعل ِ‬ ‫َ‬
‫ن‬‫م ْ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫مان َِعة ل َهُ ْ‬ ‫م ال ْ َ‬ ‫صارِهِ ْ‬ ‫ِلب ْ َ‬
‫َ‬
‫م ذ َل ِ َ‬
‫ك‬ ‫ما َدا َ‬ ‫ه َ‬ ‫م فََل ي ََروْن َ ُ‬ ‫ل ُرؤَْيته ْ‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫ه ِفي َ‬ ‫أفَْعاله ي َْفَعل ُ‬
‫ماِنع‬ ‫ك ال ْ َ‬ ‫ل ذ َل ِ َ‬ ‫ل الّرؤ َْية َزا َ‬ ‫جوًدا ‪ ,‬فَإ َِذا فَعَ َ‬ ‫موْ ُ‬ ‫ماِنع َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ذي‬ ‫داء ال ّ ِ‬ ‫من ْزَِلة الّر َ‬ ‫مْنع َ‬ ‫ماهُ رَِداء ل ِت َن َّزل ِهِ ِفي ال ْ َ‬ ‫س ّ‬ ‫وَ َ‬
‫َ‬
‫جاًزا ‪،‬‬ ‫م َ‬ ‫ن ُرؤ َْيته فَأط ْل َقَ ع َل َي ْهِ الّرَداء َ‬ ‫جه ع َ ْ‬ ‫جب ال ْوَ ْ‬ ‫ح ُ‬ ‫يَ ْ‬
‫ل‬‫وم ‪ ،‬وََقا َ‬ ‫جع إ َِلى ال َْق ْ‬ ‫دن " َرا ِ‬ ‫جّنة ع َ ْ‬ ‫وله " ِفي َ‬ ‫وَقَ ْ‬
‫جّنة‬ ‫عياض معناه راجع إَلى الناظري َ‬
‫م ِفي َ‬ ‫ن أيْ وَهُ ْ‬ ‫ّ ِ ِ َ‬ ‫َ َْ ُ َ ِ ِ‬ ‫ِ َ‬
‫َ‬
‫حانه ‪،‬‬ ‫سب ْ َ‬ ‫مك َِنة ُ‬ ‫ويه اْل ْ‬ ‫ح ِ‬ ‫ه َل ت َ ْ‬ ‫دن َل إ َِلى الّله فَإ ِن ّ ُ‬ ‫عَ ْ‬
‫حال‬ ‫ضع ال ْ َ‬ ‫موْ ِ‬ ‫ف ِفي َ‬ ‫ذو ٍ‬ ‫ح ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ي ي َت َعَّلق ب ِ َ‬ ‫ل ال ُْقْرط ُب ِ ّ‬ ‫وََقا َ‬
‫دن ‪ .‬قال ابن‬ ‫جّنة ع َ ْ‬ ‫ن ‪ِ ،‬في َ‬ ‫َ‬ ‫كائ ِِني‬ ‫مْثل َ‬ ‫وم ِ‬ ‫ْ‬ ‫ن ال َْق‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫ْ‬
‫ول ِفي ت َأِويل‬ ‫جرير في تفسيره سورة هود ‪ :‬ال َْق ْ‬
‫ما‬ ‫م َ‬ ‫وله ت ََعاَلى ‪ } :‬إ ِّني ت َوَك ّْلت ع ََلى الّله َرّبي وََرب ّك ُ ْ‬ ‫قَ ْ‬
‫صي َت َِها { ي َُقول ‪ :‬إ ِّني عََلى الّله‬ ‫خذ ب َِنا ِ‬ ‫ن َداّبة إ ِّل هُوَ آ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫خْلقه‬ ‫ميع َ‬ ‫ج ِ‬ ‫م َوال َْقّيم عََلى َ‬ ‫ماِلكك ُ ْ‬ ‫كي وَ َ‬ ‫مال ِ ِ‬ ‫ذي هُوَ َ‬ ‫ال ّ ِ‬
‫خْلق‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫َ‬ ‫} توك ّْلت { م َ‬
‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫م وَغ َْيرك ُ ْ‬ ‫صيُبوِني أن ْت ُ ْ‬ ‫ن تُ ِ‬ ‫نأ ْ‬ ‫ِ ْ‬ ‫َ َ‬
‫ب عََلى اْلْرض إ ِّل‬ ‫َ‬ ‫يء ي َدِ ّ‬ ‫ش ْ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫س ِ‬ ‫ه ل َي ْ َ‬ ‫سوٍء ‪ ,‬فَإ ِن ّ ُ‬ ‫بِ ُ‬
‫ضع‬ ‫خا ِ‬ ‫ه َ‬ ‫طانه ذ َِليل ل َ ُ‬ ‫سل ْ َ‬ ‫ضته وَ ُ‬ ‫ماِلكه وَهُوَ ِفي قَب ْ َ‬ ‫وََالّله َ‬
‫صي َت َِها ‪،‬‬ ‫خذ ب َِنا ِ‬ ‫ل ‪ :‬هُوَ آ ِ‬ ‫ف ِقي َ‬ ‫ل َقاِئل ‪ :‬وَك َي ْ َ‬ ‫ن َقا َ‬ ‫‪ .‬فَإ ِ ْ‬
‫َ‬ ‫ص ِباْل َ ْ‬
‫سد ؟‬ ‫ج َ‬ ‫كن ال ْ َ‬ ‫ما ِ‬ ‫ساِئر أ َ‬ ‫صَية ُدون َ‬ ‫خذِ الّنا ِ‬ ‫خ ّ‬ ‫فَ َ‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫ن‬ ‫م‬ ‫ها‬ ‫صف‬ ‫و‬ ‫في‬ ‫ِ‬ ‫ك‬‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ل‬‫َ‬ ‫ذ‬ ‫مل‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ع‬ ‫َ‬ ‫ت‬ ‫س‬ ‫َ‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫َ‬ ‫ن‬ ‫كا‬‫َ‬ ‫رب‬ ‫َ‬ ‫ع‬ ‫ْ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ن‬‫ّ‬ ‫ل ‪ِ :‬ل َ‬ ‫ِقي َ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫صَية فَُلن إ ِّل‬ ‫ما َنا ِ‬ ‫ضوع ‪ ،‬فَت َُقول ‪َ :‬‬ ‫خ ُ‬ ‫ه ِبالذ ّل ّةِ َوال ْ ُ‬ ‫صَفت ْ ُ‬ ‫وَ َ‬
‫َ َ‬
‫كاُنوا‬ ‫شاَء وَ َ‬ ‫ه ك َْيف َ‬ ‫رف ُ‬ ‫ص ِ‬ ‫طيع ي َ ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ه ُ‬ ‫ه لَ ُ‬ ‫ب ِي َدِ فَُلن ‪ ،‬أيْ أن ّ ُ‬
‫إَذا أ َسروا اْل َسير فَأ َ‬
‫جّزوا‬ ‫ن عَل َي ْهِ َ‬ ‫م‬
‫َ َ ّ‬ ‫ْ‬ ‫ل‬ ‫وا‬ ‫لقه‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ط‬ ‫ِ‬ ‫إ‬ ‫دوا‬ ‫ُ‬ ‫را‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫َ ُ‬ ‫ِ‬
‫خَرة ‪.‬‬ ‫مَفا َ‬ ‫عْند ال ْ ُ‬ ‫خًرا ِ‬ ‫ك ع َل َي ْهِ فَ ْ‬ ‫دوا ب ِذ َل ِ َ‬ ‫صَيته ل ِي َعْت َ ُ‬ ‫َنا ِ‬
‫ما‬‫معَْنى َ‬ ‫م ‪َ ،‬وال ْ َ‬ ‫ن ِفي ك ََلمه ْ‬ ‫ما ي َعْرُِفو َ‬ ‫م الّله ب ِ َ‬ ‫خاط َب َهُ ْ‬ ‫فَ َ‬
‫وله " إ ِّني‬ ‫ذ َك َْرت ‪ .‬قال ابن كثير في تفسيره ‪ :‬وَقَ ْ‬
‫خذ‬ ‫ن َداّبة إ ِّل هُوَ آ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ما ِ‬ ‫م َ‬ ‫ت َوَك ّْلت ع ََلى الّله َرّبي وََرب ّك ُ ْ‬
‫َ‬
‫كم‬ ‫حا ِ‬ ‫طانه وَهُوَ ال ْ َ‬ ‫سل ْ َ‬ ‫حت قَْهره وَ ُ‬ ‫صي َت َِها " أيْ ت َ ْ‬ ‫ب َِنا ِ‬
‫صَراط‬ ‫ه عََلى ِ‬ ‫كمه فَإ ِن ّ ُ‬ ‫ح ْ‬ ‫جور ِفي ُ‬ ‫ذي َل ي َ ُ‬ ‫ال َْعاِدل ال ّ ِ‬
‫مرو‬ ‫وان ْبن عَ ْ‬ ‫صْف َ‬ ‫ن َ‬ ‫سِلم عَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ل ال ْوَِليد ْبن ُ‬ ‫ست َِقيم َقا َ‬ ‫م ْ‬ ‫ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ن أي َْفع ْبن ع َْبد الك ُل ِ‬ ‫َ‬
‫وله ت ََعالى "‬ ‫ل ِفي قَ ْ‬ ‫ه َقا َ‬ ‫ي أن ّ ُ‬ ‫ع ّ‬ ‫عَ ْ‬
‫صَراط‬ ‫ن َرّبي عََلى ِ‬ ‫صي َت َِها إ ِ ّ‬ ‫خذ ب َِنا ِ‬ ‫ن َداّبة إ ِّل هُوَ آ ِ‬ ‫ْ‬ ‫م‬
‫ما ِ‬ ‫َ‬
‫ْ‬
‫من‬ ‫مؤْ ِ‬ ‫عَباده فَي ُل َّقن ال ْ ُ‬ ‫صي ِ‬ ‫وا ِ‬ ‫خذ ب ِن َ َ‬ ‫ل فَي َأ ُ‬ ‫ست َِقيم " َقا َ‬ ‫م ْ‬ ‫ُ‬
‫َ‬
‫ما‬ ‫واِلد ل ِوَل َدِهِ وَي َُقول " َ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫م ْ‬ ‫شَفق ِ‬ ‫هأ ْ‬ ‫كون ل َ ُ‬ ‫حّتى ي َ ُ‬ ‫َ‬
‫جة‬ ‫ح ّ‬ ‫مَقام ُ‬ ‫ذا ال ْ َ‬ ‫ن هَ َ‬ ‫م َ‬ ‫ض ّ‬ ‫ريم " وَقَد ْ ت َ َ‬ ‫ك ب َِرّبك ال ْك َ ِ‬ ‫غ َّر َ‬
‫م ب ِهِ وَب ُط َْلن‬ ‫جاَءهُ ْ‬ ‫ما َ‬ ‫دق َ‬ ‫ص ْ‬ ‫َبال َِغة وَد ََلَلة َقاط َِعة عََلى ِ‬
‫صَنام ال ِّتي َل ت َن َْفع وََل ت َ ُ‬ ‫َ‬
‫ضّر‬ ‫عَباَدة اْل ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫م ع َل َي ْهِ ِ‬ ‫ما هُ ْ‬ ‫َ‬
‫واِلي وََل ت َُعاِدي‬ ‫صر وََل ت ُ َ‬ ‫مع وََل ت ُب ْ ِ‬ ‫س َ‬ ‫ماد َل ت َ ْ‬ ‫ج َ‬ ‫ي َ‬ ‫ل هِ َ‬ ‫بَ ْ‬
‫ريك ل َ ُ‬
‫ه‬ ‫ش ِ‬ ‫حده َل َ‬ ‫خَلص ال ْعَِباَدة الّله وَ ْ‬ ‫حق ّ إ ِ ْ‬ ‫ست َ ِ‬ ‫ما ي َ ْ‬ ‫وَإ ِن ّ َ‬
‫يء إ ِّل‬ ‫ش ْ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ما ِ‬ ‫صّرف وَ َ‬ ‫ه الت ّ َ‬ ‫مْلك وَل َ ُ‬ ‫ذي ب ِي َد ِهِ ال ْ ُ‬ ‫ال ّ ِ‬
‫طانه فََل إ َِله إ ِّل هُوَ وََل َر ّ‬
‫ب‬ ‫سل ْ َ‬ ‫مْلكه وَقَْهره وَ ُ‬ ‫حت ُ‬ ‫تَ ْ‬
‫ن َرّبي‬ ‫حيط { ي َُقول ‪ :‬إ ِ ّ‬ ‫م ِ‬ ‫ن ُ‬ ‫ما ت َْفعَُلو َ‬ ‫ن َرّبي ب ِ َ‬ ‫واهُ ‪ .‬إ ِ ّ‬ ‫س َ‬ ‫ِ‬
‫يء ‪،‬‬ ‫ش ْ‬ ‫ه َ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫خَفى ع َل َي ْهِ ِ‬ ‫م ‪ ،‬فََل ي َ ْ‬ ‫مل ِك ُ ْ‬ ‫عْلمه ب ِعَ َ‬ ‫حيط ِ‬ ‫م ِ‬ ‫ُ‬
‫جًل ‪ .‬قال ابن‬ ‫جًل َوآ ِ‬ ‫عا ِ‬ ‫ميعه َ‬ ‫ج ِ‬ ‫م ع ََلى َ‬ ‫جاِزيك ُ ْ‬ ‫م َ‬ ‫وَهُوَ ُ‬
‫ول ِفي ت َأ ِْويل‬ ‫جرير في تفسيره سورة هود ‪ :‬ال َْق ْ‬
‫ما‬ ‫م َ‬ ‫وله ت ََعاَلى ‪ } :‬إ ِّني ت َوَك ّْلت ع ََلى الّله َرّبي وََرب ّك ُ ْ‬ ‫قَ ْ‬
‫صي َت َِها { ي َُقول ‪ :‬إ ِّني عََلى الّله‬ ‫خذ ب َِنا ِ‬ ‫ن َداّبة إ ِّل هُوَ آ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫خْلقه‬ ‫ميع َ‬ ‫ج ِ‬ ‫م َوال َْقّيم عََلى َ‬ ‫ماِلكك ُ ْ‬ ‫كي وَ َ‬ ‫مال ِ ِ‬ ‫ذي هُوَ َ‬ ‫ال ّ ِ‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫خْلق‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫م‬ ‫م‬ ‫ُ‬ ‫ك‬ ‫ير‬ ‫َ‬ ‫غ‬ ‫و‬ ‫م‬ ‫ت‬ ‫ن‬‫} توك ّْلت { من أ َن تصيبوِني أ َ‬
‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ِ ْ ْ ُ ِ ُ‬ ‫َ َ‬
‫ب عََلى اْلْرض إ ِّل‬ ‫َ‬ ‫يء ي َد ِ ّ‬ ‫ش ْ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫س ِ‬ ‫ه ل َي ْ َ‬ ‫سوٍء ‪ ،‬فَإ ِن ّ ُ‬ ‫بِ ُ‬
‫ضع‬ ‫خا ِ‬ ‫ه َ‬ ‫طانه ذ َِليل ل َ ُ‬ ‫سل ْ َ‬ ‫ضته وَ ُ‬ ‫ماِلكه وَهُوَ ِفي قَب ْ َ‬ ‫وََالّله َ‬
‫صي َت َِها‬ ‫خذ ب َِنا ِ‬ ‫ل ‪ :‬هُوَ آ ِ‬ ‫ف ِقي َ‬ ‫ل َقاِئل ‪ :‬وَك َي ْ َ‬ ‫ن َقا َ‬ ‫‪ .‬فَإ ِ ْ‬
‫َ‬ ‫ص ِباْل َ ْ‬
‫سد ؟‬ ‫ج َ‬ ‫كن ال ْ َ‬ ‫ما ِ‬ ‫ساِئر أ َ‬ ‫صَية ُدون َ‬ ‫خذِ الّنا ِ‬ ‫خ ّ‬ ‫فَ َ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫صفَها َ‬ ‫ك ِفي وَ ْ‬ ‫مل ذ َل ِ َ‬ ‫ست َعْ ِ‬ ‫ت تَ ْ‬ ‫كان َ ْ‬ ‫ن ال ْعََرب َ‬ ‫ل ‪ِ :‬ل َ ّ‬ ‫ِقي َ‬
‫صَية فَُلن إ ِّل‬ ‫ما َنا ِ‬ ‫ضوع ‪ ،‬فَت َُقول ‪َ :‬‬ ‫خ ُ‬ ‫ه ِبالذ ّل ّةِ َوال ْ ُ‬ ‫صَفت ْ ُ‬ ‫وَ َ‬
‫َ َ‬
‫كاُنوا‬ ‫شاَء ‪ ،‬وَ َ‬ ‫ه ك َْيف َ‬ ‫رف ُ‬ ‫ص ِ‬ ‫طيع ي َ ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ه ُ‬ ‫ه لَ ُ‬ ‫ب ِي َدِ فَُلن ‪ ،‬أيْ أن ّ ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫جّزوا‬ ‫ن عَل َي ْهِ َ‬ ‫م ّ‬ ‫سير فَأَراُدوا إ ِط َْلقه َوال ْ َ‬ ‫سُروا اْل َ ِ‬ ‫إ َِذا أ َ‬
‫خَرة ‪.‬‬ ‫مَفا َ‬ ‫عْند ال ْ ُ‬ ‫خًرا ِ‬ ‫ك ع َل َي ْهِ فَ ْ‬ ‫دوا ب ِذ َل ِ َ‬ ‫صَيته ل ِي َعْت َ ُ‬ ‫َنا ِ‬
‫ما‬ ‫معَْنى َ‬ ‫م َوال ْ َ‬ ‫ن ِفي ك ََلمه ْ‬ ‫ما ي َعْرُِفو َ‬ ‫م الّله ب ِ َ‬ ‫خاط َب َهُ ْ‬ ‫فَ َ‬
‫َ‬
‫صّرفَها‬ ‫ذ َك َْرت ‪ .‬قال القرطبي في تفسيره ‪ :‬أيْ ي ُ َ‬
‫ن إ َِلى‬ ‫َ‬
‫صُلو َ‬ ‫شاء ; أيْ فََل ت َ ِ‬ ‫ما ي َ َ‬ ‫م ّ‬ ‫مَنعَها ِ‬ ‫شاء ‪ ,‬وَي َ ْ‬ ‫ك َْيف ي َ َ‬
‫ب وََداّبة ‪َ ،‬وال َْهاء‬ ‫ه َدا ّ‬ ‫ما ِفيهِ ُروح ي َُقال ل َ ُ‬ ‫ل َ‬ ‫ضّري ‪ .‬وَك ُ ّ‬ ‫ُ‬
‫ماِلكَها ‪َ ،‬وال َْقاِدر عَل َي َْها ‪.‬‬ ‫ل ال َْفّراء ‪َ :‬‬ ‫مَبال َغَةِ وََقا َ‬ ‫ل ِل ْ ُ‬
‫صي َت ِهِ فََقد ْ‬ ‫ذت ب َِنا ِ‬ ‫خ ْ‬ ‫ن أَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن َ‬ ‫ها ‪ِ ،‬ل َ ّ‬ ‫هر َ‬ ‫ي ‪َ :‬قا ِ‬ ‫ل ال ُْقت َب ِ ّ‬ ‫وََقا َ‬
‫معَْنى‬ ‫ميتَها ‪َ ،‬وال ْ َ‬ ‫م يُ ِ‬ ‫حِييَها ث ُ ّ‬ ‫حاك ‪ :‬ي ُ ْ‬ ‫ض ّ‬ ‫ل ال ّ‬ ‫قَهَْرته ‪ .‬وََقا َ‬
‫دم الّرْأس‬ ‫مَق ّ‬ ‫شْعر ِفي ُ‬ ‫صاص ال ّ‬ ‫صَية قُ َ‬ ‫مت ََقاِرب ‪َ .‬والّنا ِ‬ ‫ُ‬
‫صَيته ‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫مد َْدت َنا ِ‬ ‫وا أيْ َ‬ ‫ص ً‬ ‫صوهُ ن َ ْ‬ ‫جل أن ْ ُ‬ ‫وت الّر ُ‬ ‫ص ْ‬ ‫‪ .‬وَن َ َ‬
‫ن ال ْعََرب‬ ‫صَية ‪ِ ،‬ل َ ّ‬ ‫ص الّنا ِ‬ ‫خ ّ‬ ‫ما َ‬ ‫جَرْيج ‪ :‬إ ِن ّ َ‬ ‫ل ا ِْبن ُ‬ ‫َقا َ‬
‫ضوع ‪،‬‬ ‫خ ُ‬ ‫ساًنا ِبالذ ّل ّةِ َوال ْ ُ‬ ‫ت إ ِن ْ َ‬ ‫صَف ْ‬ ‫ك إ َِذا وَ َ‬ ‫مل ذ َل ِ َ‬ ‫ست َعْ ِ‬ ‫تَ ْ‬
‫َ‬
‫طيع‬ ‫م ِ‬ ‫ه ُ‬ ‫صَية فَُلن إ ِّل ب ِي َدِ فَُلن ; أيْ إ ِن ّ ُ‬ ‫ما َنا ِ‬ ‫ن‪َ .‬‬ ‫فَي َُقوُلو َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫سيًرا‬ ‫سُروا أ ِ‬ ‫كاُنوا إ َِذا أ َ‬ ‫شاء ‪ .‬وَ َ‬ ‫ه ك َْيف ي َ َ‬ ‫صّرف ُ‬ ‫ه يُ َ‬ ‫لَ ُ‬
‫َ‬
‫صَيته ل ِي ُعَْرُفوا‬ ‫جّزوا َنا ِ‬ ‫ن عَل َي ْهِ َ‬ ‫م ّ‬ ‫وَأَراُدوا إ ِط َْلقه َوال ْ َ‬
‫ه ِفي ك ََلمه ْ‬
‫م‬ ‫ما ي َعْرُِفون َ ُ‬ ‫م بِ َ‬ ‫خاط َب َهُ ْ‬ ‫خًرا ع َل َي ْهِ ‪ ،‬فَ َ‬ ‫ك فَ ْ‬ ‫ب ِذ َل ِ َ‬
‫ُ‬
‫ما‬ ‫صول " " َ‬ ‫واِدر اْل ُ‬ ‫كيم ِفي " ن َ َ‬ ‫ح ِ‬ ‫مذ ِيّ ال ْ َ‬ ‫ل الت ّْر ِ‬ ‫‪ .‬وََقا َ‬
‫ن الّله‬ ‫َ‬ ‫ن َداّبة إ ِّل هُوَ آ ِ‬
‫عْندَنا أ ّ‬ ‫جهه ِ‬ ‫صي َت َِها " وَ ْ‬ ‫خذ ب َِنا ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫َ‬
‫م ن َظ ََر إ ِل َي َْها ‪ ،‬ث ُ ّ‬
‫م‬ ‫مال ال ْعَِباد ‪ ،‬ث ُ ّ‬ ‫مَقاِدير أع ْ َ‬ ‫ت ََعاَلى قَد َّر َ‬
‫ه‬
‫م ِفي ِ‬ ‫ما هُ ْ‬ ‫ميع َ‬ ‫ج ِ‬ ‫صره ِفي َ‬ ‫خْلقه ‪ ،‬وَقَد ْ ن ََفذ َ ب َ َ‬ ‫خل َقَ َ‬ ‫َ‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫َ‬
‫ضعَ ُنور‬ ‫م وَ َ‬ ‫خل ََقهُ ْ‬ ‫ما َ‬ ‫م ‪ ,‬فَل َ ّ‬ ‫خُلقهُ ْ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫ن قَْبل أ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫مُلو َ‬ ‫عا ِ‬ ‫َ‬
‫خذ‬ ‫ك الّنور آ ِ‬ ‫م فَذ َل ِ َ‬ ‫صيه ْ‬ ‫وا ِ‬ ‫ك الن ّظ َْرة ِفي ن َ َ‬ ‫ت ِل ْ َ‬
‫َ‬
‫وم‬ ‫م يَ ْ‬ ‫مَقد َّرة عَل َي ْهِ ْ‬ ‫م ال ْ ُ‬ ‫ماله ْ‬ ‫م إ َِلى أع ْ َ‬ ‫ريهِ ْ‬ ‫ِ‬ ‫ج‬
‫م ‪ ،‬يُ ْ‬ ‫صيهِ ْ‬ ‫وا ِ‬ ‫ب ِن َ َ‬
‫خُلق‬ ‫َ‬
‫ن يَ ْ‬ ‫مَقاِدير قَْبل أ ْ‬ ‫خل َقَ الّله ال ْ َ‬ ‫مَقاِدير ‪ .‬وَ َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫خمسي َ‬ ‫َ‬
‫سَنة ‪َ ،‬رَواهُ عَْبد‬ ‫ن أْلف َ‬ ‫ماَوات َواْلْرض ب ِ َ ْ ِ َ‬ ‫س َ‬ ‫ال ّ‬
‫سول الّله‬ ‫مْعت َر ُ‬ ‫س ِ‬ ‫ل‪َ :‬‬ ‫مرو ْبن ال َْعاص َقا َ‬ ‫الّله ْبن عَ ْ‬
‫مَقاِدير‬ ‫م ي َُقول ‪ ) :‬قَد َّر الّله ال ْ َ‬ ‫سل ّ َ‬ ‫صّلى الّله عَل َي ْهِ وَ َ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫سَنة‬ ‫ن أْلف َ‬ ‫سي َ‬ ‫م ِ‬ ‫خ ْ‬ ‫ماَوات َواْلْرض ب ِ َ‬ ‫س َ‬ ‫خُلق ال ّ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫قَْبل أ ْ‬
‫ن ُأوِلي ال ْعَْزم‬ ‫م ْ‬ ‫صاُروا ِ‬ ‫سل وَ َ‬ ‫ت الّر ُ‬ ‫ذا قَوِي َ ْ‬ ‫( ‪ .‬وَل ِهَ َ‬
‫خْلقه‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ح ُ‬ ‫َ‬
‫ميع َ‬ ‫ج ِ‬ ‫ن َ‬ ‫صي ‪ ،‬وَأي َْقُنوا أ ّ‬ ‫وا ِ‬ ‫ظوا ُنور الن ّ َ‬ ‫م َل َ‬ ‫ِلن ّهُ ْ‬
‫ن بت ِل ْ َ َ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫صره ِفيهِ ْ‬ ‫ما ن ََفذ َ ب َ َ‬ ‫وار إ َِلى َ‬ ‫ك اْلن ْ َ‬ ‫من َْقاُدو َ ِ‬ ‫ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫م ِفي‬ ‫واهُ ْ‬ ‫حظة أقْ َ‬ ‫مل َ‬ ‫ن ال ُ‬ ‫م ْ‬ ‫حظا ِ‬ ‫م َ‬ ‫مال ‪ ،‬فَأوَْفره ْ‬ ‫العْ َ‬
‫صّلى الّله عَل َي ْ ِ‬
‫ه‬ ‫ي َ‬ ‫هود الن ّب ِ ّ‬ ‫ما قَوِيَ ُ‬ ‫ك َ‬ ‫ال ْعَْزم ‪ ،‬وَل ِذ َل ِ َ‬
‫ن‪.‬‬ ‫م َل ت ُن ْظ ُِرو ِ‬ ‫ميًعا ث ُ ّ‬ ‫ج ِ‬ ‫دوِني َ‬ ‫كي ُ‬ ‫ل ‪ " :‬فَ ِ‬ ‫حّتى َقا َ‬ ‫م َ‬ ‫سل ّ َ‬ ‫وَ َ‬
‫ن َداّبة إ ِّل هُ َ‬
‫و‬ ‫م ْ‬ ‫ما ِ‬ ‫م َ‬ ‫إ ِّني ت َوَك ّْلت عََلى الّله َرّبي وََرب ّك ُ ْ‬
‫صَية ِل َ ّ َ‬
‫مال قَد ْ‬ ‫ن اْلع ْ َ‬ ‫ت َنا ِ‬ ‫مي َ ْ‬ ‫س ّ‬ ‫ما ُ‬ ‫صي َت َِها " وَإ ِن ّ َ‬ ‫خذ ب َِنا ِ‬ ‫آ ِ‬
‫صة ِفي‬ ‫صو َ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ت َ‬ ‫صاَر ْ‬ ‫ن غ َْيب ال ْغَْيب فَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ت ِ‬ ‫ت وَب ََرَز ْ‬ ‫ص ْ‬ ‫نُ ّ‬
‫كات‬ ‫حَر َ‬ ‫ميع َ‬ ‫ج ِ‬ ‫خاِلق ِفي َ‬ ‫صر ال ْ َ‬ ‫مَقاِدير ‪ ،‬قَد ْ ن ََفذ َ ب َ َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ب عََلى‬ ‫ن دَ ّ‬ ‫م ْ‬ ‫ل َ‬ ‫كات ك ُ ّ‬ ‫حَر َ‬ ‫ت َ‬ ‫ضعَ ْ‬ ‫م وُ ِ‬ ‫خْلق ب ُِقد َْرةٍ ‪ ,‬ث ُ ّ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ي ذ َل ِ َ‬
‫ك‬ ‫م َ‬ ‫س ّ‬ ‫جب َْهته ب َْين عَي ْن َي ْهِ ‪ ,‬فَ ُ‬ ‫حّيا ِفي َ‬ ‫اْل َْرض َ‬
‫َ‬
‫ما‬ ‫كات ال ْعَِباد ب ِ َ‬ ‫حَر َ‬ ‫ص َ‬ ‫ية ; ِلن َّها ت َن ُ ّ‬ ‫ص َ‬ ‫ه َنا ِ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ضع ِ‬ ‫موْ ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫كات ال ِّتي‬ ‫قَدر ; َفالناصية مأ ْ‬
‫حَر َ‬ ‫ص ال ْ َ‬ ‫ِ‬ ‫صو‬ ‫ِ َ ُ‬ ‫ْ‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ب‬ ‫ذة‬ ‫َ‬ ‫خو‬ ‫ُ‬ ‫ّ ِ َ َ‬ ‫َّ‬
‫َ‬
‫صَية‬ ‫ف َنا ِ‬ ‫ص َ‬ ‫خُلقَها وَوَ َ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫ن َظ ََر الّله ت ََعاَلى إ ِل َي َْها قَْبل أ ْ‬
‫خاط َِئة " ] ال ْعََلق ‪:‬‬ ‫كاذ َِبة َ‬ ‫صَية َ‬ ‫جْهل فََقا َ‬ ‫َ‬
‫ل ‪َ " :‬نا ِ‬ ‫أِبي َ‬
‫خاط َِئة ‪ ،‬فَعََلى‬ ‫كاذَِبة َ‬ ‫صي ِفيَها َ‬ ‫َ‬
‫وا ِ‬ ‫ن الن ّ َ‬ ‫خِبر أ ّ‬ ‫‪ [ 16‬ي ُ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫سوَبة‬ ‫من ْ ُ‬ ‫صَية َ‬ ‫كون الّنا ِ‬ ‫ن تَ ُ‬ ‫حيل أ ْ‬ ‫ست َ ِ‬ ‫ما ت َأوُّلوهُ ي َ ْ‬ ‫سِبيل َ‬ ‫َ‬
‫طأ ‪ .‬وََالّله أع َْلم ‪ .‬وقال البغوي في‬ ‫َ‬ ‫خ َ‬ ‫ذب َوال ْ َ‬ ‫إ َِلى ال ْك َ ِ‬
‫تفسيره ‪"- :‬إني توكلت"أي‪ :‬اعتمدت "على‬
‫الله ربي وربكم ما من دابة إل هو آخذ‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫بناصيتها" قال الضحاك‪ :‬يحييها ويميتها‪.‬‬
‫قال الفراء‪ :‬مالكها والقادر عليها‪ .‬قال‬
‫القتيبي‪ :‬يقهرها‪ ،‬لن من أخذت بناصيته‬
‫فقد قهرته‪ .‬وقيل‪ :‬إنما خص الناصية بالذكر‬
‫لن العرب تستعمل ذلك إذا وصفت إنسانا‬
‫بالذلة‪ ،‬فتقول‪ :‬ناصية فلن بيد فلن‪،‬‬
‫وكانوا إذا أسروا إنسانا وأرادوا إطلقه‬
‫والمن عليه جزوا ناصيته ليعتدوا بذلك فخرا‬
‫عليه‪ ،‬فخاطبهم الله بما يعرفون‪" .‬إن ربي‬
‫على صراط مستقيم"‪ ،‬يعني‪ :‬إن ربي وإن‬
‫كان قادرا عليهم فإنه ل يظلمهم ول يعمل‬
‫إل بالحسان والعدل‪ ،‬فيجازي المحسن‬
‫بإحسانه والمسيء بعصيانه‪ .‬وقيل‪ :‬معناه‬
‫إن دين ربي إلى صراط مستقيم‪ .‬وقيل‪:‬‬
‫فيه إضمار‪ ،‬أي‪ :‬إن ربي يحثكم ويحملكم‬
‫على صراط مستقيم‪ .‬انتهى ‪ .‬وقال الشوكاني‬
‫في فتح القدير ‪ :‬إني توكلت على الله ربي‬
‫وربكم" فهو يعصمني من كيدكم‪ ،‬وإن بلغتم‬
‫في تطلب وجوه الضرار بي كل مبلغ‪ ،‬فمن‬
‫توكل على الله كفاه‪ .‬ثم لما بين لهم توكله‬
‫على الله وثقته بحفظه وكلءته وصفه بما‬
‫يوجب التوكل عليه والتفويض إليه من‬
‫اشتمال ربوبيته عليه وعليهم‪ ،‬وأنه مالك‬
‫للجميع‪ ،‬وأن ناصية كل دابة من دواب‬
‫الرض بيده‪ ،‬وفي قبضته وتحت قهره‪ ،‬وهو‬
‫تمثيل لغاية التسخير ونهاية التذليل‪ ،‬وكانوا‬
‫إذا أسروا السير وأرادوا إطلقه‪ ،‬والمن‬
‫عليه جزوا ناصيته فجعلوا ذلك علمة‬
‫لقهره‪ .‬قال الفراء‪ :‬معنى آخذ بناصيتها‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫مالكها والقادر عليها‪ ،‬وقال القتيبي‪:‬‬
‫قاهرها لن من أخذت بناصيته فقد قهرته‪،‬‬
‫والناصية قصاص الشعر من مقدم الرأس‪،‬‬
‫ثم علل ما تقدم بقوله‪" :‬إن ربي على‬
‫صراط مستقيم" أي هو على الحق والعدل‬
‫فل يكاد يسلطكم علي‪ .‬انتهى قلت أجمع أهل‬
‫التفسير على هذا القول المذكور في تأويل الناصية‬
‫وترك الظاهر المراد والمعروف في لغة العرب‬
‫الذي هو مقدم الرأس من الخذ به بمعنى المساك‬
‫والقبض الحسي وهذه من أصرح البيان وكذلك‬
‫تأولها البخاري في صحيحه فأين ذهبت عيون‬
‫وعقول من أبعد ومنع التأويل وصرف الظاهر ‪.‬وفي‬
‫تفسير زاد المسير في علم التفسير ابن الجوزي‬
‫)ت ‪ 597‬هـ ‪ :‬قوله تعالى‪ِ } :‬إل هو آخذ ٌ بناصيتها {‬
‫ملكه‬
‫قال أبو عبيدة‪ :‬المعنى‪ :‬أنها في قبضته و ِ‬
‫وسلطانه‪ .‬فان قيل‪ :‬لم خص الناصية؟ فالجواب‪ :‬أن‬
‫دم الرأس‪ ،‬فاذا أخذت بها من‬ ‫الناصية هي شعر مق ّ‬
‫ل لك‪.‬‬ ‫شخص‪ ،‬فقد ملكت سائر بدنه‪ ،‬وذ ّ‬

‫قوله تعالى‪ِ } :‬إن ربي على صراط مستقيم { قال‬


‫مجاهد‪ :‬على الحق‪ .‬وقال غيره‪ :‬في الكلم ِإضمار‪،‬‬
‫تقديره‪ِ :‬إن ربي يدل على صراط مستقيم‪ .‬فان‬
‫قيل‪ :‬ما وجه المناسبة بين قوله‪ِ } :‬إل هو آخذ‬
‫بناصيتها { وبين كونه على صراط مستقيم؟ فعنه‬
‫جوابان‪ .‬أحدهما‪ :‬أنه لما أخبر أنه آخذ بنواصي‬
‫الخلق‪ ،‬كان معناه‪ :‬أنهم ل يخرجون عن قبضته‪،‬‬
‫فأخبر أنه على طريق ل يعدل عنه هارب‪ ،‬ول يخفي‬
‫عليه مستتر‪.‬والثاني‪ :‬أن المعنى‪ :‬أنه وِإن كان قادرا ً‬
‫عليهم‪ ،‬فهو ليظلمهم‪ ،‬وليريد ِإل العدل‪ ،‬ذكرهما‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫ابن النباري انتهى ‪ .‬وفي تفسير البحر المحيط ابو‬
‫حيان )ت ‪ 754‬هـ ثم ذكر توكله عل الله معلما ً أنه‬
‫ربه وربهم‪ ،‬ومنبها ً على أنه من حيث هو ربكم يجب‬
‫عليكم أن ل تعبدوا إل إياه‪ ،‬ومفوضا ً أمره إليه تعالى‬
‫ثقة بحفظه وانجاز موعوده‪ ،‬ثم وصف قدرة الله‬
‫تعالى وعظيم ملكه من كون كل دابة في قبضته‬
‫وملكه وتحت قهره وسلطانه‪ ،‬فأنتم من جملة أولئك‬
‫المقهورين‪ .‬وقوله‪ :‬آخذ بناصيتها تمثيل‪ ،‬إذ كان‬
‫القادر المالك يقود المقدور عليه بناصيته‪ ،‬كما يقاد‬
‫السير والفرس بناصيته‪ ،‬حتى صار الخذ بالناصية‬
‫عرفا ً في القدرة على الحيوان‪ ،‬وكانت العرب تجز‬
‫ناصية السير الممنون عليه علمة أنه قد قدر عليه‬
‫وقبض على ناصيته‪ .‬قال ابن جريج‪ :‬وخص الناصية‬
‫لن العرب إذا وصفت إنسانا ً بالذلة والخضوع قالت‪:‬‬
‫ما ناصية فلن إل بيد فلن‪ ،‬أي أنه مطيع له يصرفه‬
‫ن أفعاله تعالى في غاية‬‫كيف يشاء ثم أخبر أ ّ‬
‫الحكام‪ ،‬وعلى طريق الحق والعدل في ملكه‪ ،‬ل‬
‫يفوته ظالم ول يضيع عنده من توكل عليه‪ ،‬قوله‬
‫الصدق‪ ،‬ووعده الحق‪ .‬وفي تفسير نظم الدرر في‬
‫تناسب اليات والسور البقاعي )ت ‪ 885‬هـ وبين‬
‫إحاطة ملكه بقوله‪ } :‬ربي وربكم { أي الذي أوجدنا‬
‫ودبر أمورنا قبل أن يخلقنا فعلم ما يعمل كل منا‬
‫في حق الخرة لنه } ما من دابة { أي صغرت أو‬
‫كبرت } إل هو آخذ { أي أخذ قهر وغلبة‬
‫} بناصيتها { أي قادر عليها‪ ،‬وقد صار الخذ بالناصية‬
‫عرفا ً في القدرة‪ ،‬لن الكل جارون مع مراده ل مع‬
‫مرادهم بل ل ينفك أحد عن كراهة لبعض ما هو فيه‬
‫فدل ذلك قطعا ً على أنه بغير مراده وإنما هو بمراد‬
‫قاهر قهره على ذلك وهو الملك العلى سبحانه؛‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫والناصية‪ :‬شعر مقدم الرأس‪ ،‬ومن أخذ بناصيته فقد‬
‫انقاد لخذه ل يستطيع ميل ً } إن { أي لن } ربي {‬
‫ي بما أقامني فيه } على صراط {‬ ‫أي المحسن إل ّ‬
‫أي طريق واسع بين } مستقيم* { ظاهر أمره لكل‬
‫أحد ل لبس فيه أصل ً ول خلل ول اضطراب ول‬
‫اعوجاج بوجه‪ ،‬فلذلك كان كل من في الكون يتألهه‬
‫ويدعو ويخافه ويرجوه وإن اتخذ بعضهم من دونه‬
‫شركاء‪ ،‬وأما ما يعبد من دونه فل يعظمه إل عابده‪،‬‬
‫وأما غير عابده فإنه ل يقيم له وزنًا؛ فصح بهذا غالب‬
‫على كل شيء غلبة يعلمها كل موجود من غير خفاء‬
‫ل‪ ،‬فهو مرجو مرهوب بإجماع العقلء بخلف‬ ‫أص ً‬
‫معبوداتكم‪ ،‬والحاصل أنه يلزم الصراط المستقيم‬
‫الظهور‪ ،‬فيلزم عدم الختلف لنتفاء اللبس‪ ،‬فمن‬
‫ي القدر شهير المر‪ ،‬بصيرا ً بما‬ ‫كان عليه كان عل ّ‬
‫يريد‪ ،‬مع الثبات والتمكن‪ ،‬مرهوب العاقبة‪ ،‬مقصودا ً‬
‫بالتباع والمحبة‪ ،‬من لم يقبل إليه ضل‪ ،‬ومن أعرض‬
‫عنه أخذ لكثرة أعوانه وعز سلطانه‪ ،‬فظهرت قدرته‬
‫على عصمة من يتوكل عليه وعجز معبوداتهم معهم‪،‬‬
‫لن نواصي الكل بيده وهو ربها وربهم ورب كل‬
‫شيء‪ ،‬فقد انطبق ختام الية على قولهم } ما جئتنا‬
‫ببينة { ردا ً له لن من كان على صراط مستقيم لم‬
‫يكن شيء أبين من أمره‪ ،‬وعلى جوابه في توكله‬
‫وما في حيزه أتم انطباق؛ والناصية‪ :‬مقدم الشعر‬
‫من الرأس‪ ،‬وأصلها التصال من قولهم‪ :‬مفازة‬
‫تناصي مفازة ‪ -‬إذا كانت متصلة بها قال الرازي‬
‫خذ ٌ‬ ‫من َداب ّةٍ إ ِل ّ هُوَ ءا ِ‬
‫ما ِ‬
‫في تفسيره ‪ :‬ثم قال‪ّ } :‬‬
‫صي َت َِها { قال الزهري‪ :‬الناصية عند العرب منبت‬ ‫ب َِنا ِ‬
‫الشعر في مقدم الرأس ويسمى الشعر النابت‬
‫هناك ناصية باسم منبته‪.‬واعلم أن العرب إذا وصفوا‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫إنسانا ً بالذلة والخضوع قالوا‪ :‬ما ناصية فلن إل بيد‬
‫فلن‪ ،‬أي أنه مطيع له‪ ،‬لن كل من أخذت بناصيته‬
‫فقد قهرته‪ ،‬وكانوا إذا أسروا السير فأرادوا إطلقه‬
‫والمن عليه جزوا ناصيته ليكون ذلك علمة لقهره‬
‫من‬ ‫ما ِ‬ ‫فخوطبوا في القرآن بما يعرفون فقوله‪ّ } :‬‬
‫صي َت َِها { أي ما من حيوان إل وهو‬ ‫خذ ٌ ب َِنا ِ‬‫َداب ّةٍ إ ِل ّ هُوَ ءا ِ‬
‫تحت قهره وقدرته‪ ،‬ومنقاد لقضائه وقدره‪.‬‬
‫ست َِقيم ٍ { وفيه‬ ‫م ْ‬ ‫ط ّ‬ ‫ن َرّبى ع َل َ ٰى ِ‬
‫ص ٰر ٍ‬ ‫ثم قال‪ } :‬إ ِ ّ‬
‫من َداب ّةٍ إ ِل ّ‬ ‫ما ِ‬‫وجوه‪ :‬الول‪ :‬أنه تعالى لما قال‪ّ } :‬‬
‫صي َت َِها { أشعر ذلك بقدرة عالية وقهر‬ ‫خذ ٌ ب َِنا ِ‬
‫هُوَ ءا ِ‬
‫ط‬
‫ص ٰر ٍ‬ ‫ن َرّبى ع َل َ ٰى ِ‬ ‫عظيم فأتبعه بقوله‪ } :‬إ ِ ّ‬
‫ست َِقيم ٍ { أي أنه وإن كان قادرا ً عليهم لكنه ل‬ ‫م ْ‬ ‫ّ‬
‫يظلمهم ول يفعل بهم إل ما هو الحق والعدل‬
‫والصواب‪ ،‬وفي تفسير الكشف والبيان الثعلبي‬
‫ما‬
‫م ّ‬ ‫ت ع ََلى ٱلل ّهِ َرّبي وََرب ّك ُ ْ‬ ‫)ت ‪ 427‬هـ إ ِّني ت َوَك ّل ْ ُ‬
‫صي َت َِهآ {‪.‬قال الضحاك‪ :‬يحييها‬ ‫خذ ٌ ب َِنا ِ‬ ‫من َدآب ّةٍ إ ِل ّ هُوَ آ ِ‬ ‫ِ‬
‫ويميتها‪ ،‬قال الفّراء‪ :‬مالكها والقادر عليها‪ ،‬قال‬
‫القتيبي‪ :‬يقهرها لن من أخذت بناصيته فقد قهرته‪،‬‬
‫ص الناصية لن العرب‬ ‫قال ابن جرير‪ :‬إنما خ ّ‬
‫تستعمل ذلك إذا وصفت إنسانا ً بالذلة والخضوع‬
‫فيقولون‪ :‬ما ناصية فلن إل ّ بيد فلن أي إنه مطيع له‬
‫يصرفه كيف شاء‪،‬وكانوا إذا أسروا السير فأرادوا‬
‫ن عليه جزوا )ناصيته( ليغتروا بذلك‬ ‫اطلقه والم ّ‬
‫فخرا ً عليه‪،‬فخاطبهم بما يعرفون في كلمهم ‪ .‬وفي‬
‫تفسير مدارك التنزيل وحقائق التأويل النسفي )ت‬
‫من‬ ‫ما ِ‬ ‫م ّ‬ ‫ت ع ََلى ٱلل ّهِ َرّبى وََرب ّك ُ ْ‬ ‫‪ 710‬هـ } إ ِّنى ت َوَك ّل ْ ُ‬
‫صي َت َِها { أي مالكها‪ ،‬ولما ذكر‬ ‫خذ ٌ ب َِنا ِ‬‫َداب ّةٍ إ ِل ّ هُوَ ءا ِ‬
‫توكله على الله وثقته بحفظه وكلءته من كيدهم‪،‬‬
‫وصفه بما يوجب التوكل عليه من اشتمال ربوبيته‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫عليه وعليهم‪ ،‬ومن كون كل دابة في قبضته وملكته‬
‫وتحت قهره وسلطانه والخذ بالناصية تمثيل لذلك }‬
‫ست َِقيم ٍ { إن ربي على الحق ل‬ ‫م ْ‬
‫ط ّ‬
‫ص ٰر ٍ‬‫ن َرّبى عَل َ ٰى ِ‬
‫إِ ّ‬
‫يعدل عنه ‪ .‬وفي تفسير لباب التأويل في معاني‬
‫التنزيل الخازن )ت ‪ 725‬وهو قوله تعالى‪ } :‬إني‬
‫توكلت على الله ربي وربكم { يعني أنه فوض أمره‬
‫إلى الله واعتمد عليه } ما من دابة { يعني تدب‬
‫على الرض ويدخل في هذا جميع بني آدم والحيوان‬
‫لنهم يدبون على الرض } إل هو آخذ بناصيتها {‬
‫يعني أنه تعالى هو مالكها والقادر عليها وهو يقهرها‬
‫لن من أخذت بناصيته فقد قهرته‪ ،‬والناصية مقدم‬
‫الرأس وسمي الشعر الذي عليه ناصية للمجاورة‬
‫ص الناصية بالذكر لن العرب تستعمل‬ ‫قيل‪ :‬إنما خ ّ‬
‫ذلك كثيرا ً في كلمهم فإذا وصفوا إنسانا ً بالذلة مع‬
‫غيره يقولون ناصية فلن بيد فلن وكانوا إذا أسروا‬
‫أسيرا ً وأرادوا إطلقه جزوا ناصيته ليمنوا عليه‬
‫ويعتدوا بذلك فخرا ً عليه فخاطبهم الله سبحانه‬
‫وتعالى بما يعرفون من كلمهم } إن ربي على‬
‫صراط مستقيم { يعني إن ربي وإن كان قادرا ً‬
‫وأنتم في قبضته كالعبد الذليل فإنه سبحانه وتعالى‬
‫ل يظلمكم ول يعمل إل بالحسان والنصاف والعدل‬
‫فيجازي المحسن بإحسانه والمسيء بعصيانه‪ ،‬وقيل‬
‫معناه أن دين ربي هو الصراط المستقيم وقيل فيه‬
‫إضمار تقديره إن ربي يحملكم على صراط مستقيم‬
‫‪ .‬قلت وهذا إجماع من المفسرين وذلك أن‬
‫الله عز وجل خاطبهم بما يعرفون من‬
‫كلمهم ولم يقل أحد من المفسرين أن الله‬
‫يمسك ناصية النسان ويأخذ بها على‬
‫ظاهره إنما حملوا ذلك على المجاز‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫والتمثيل والخذ بالناصية تمثيل لذلك يعني أنه‬
‫تعالى هو مالكها والقادر عليها وهو يقهرها لن من‬
‫أخذت بناصيته فقد قهرته‪ ،‬والناصية مقدم الرأس‬
‫وهذه حقيقة الناصية في لغة العرب قال الزهري‪:‬‬
‫الناصية عند العرب منبت الشعر في مقدم الرأس‬
‫ويسمى الشعر النابت هناك ناصية باسم منبته وقد‬
‫صار الخذ بالناصية عرفا ً في القدرة فافهم ‪.‬‬
‫وفي كتاب تأويل مختلف الحديث الجزء ‪1‬‬
‫صفحة ‪ 215‬قالوا حديث في التشبيه قالوا‬
‫رويتم أن ابن عباس قال الحجر السود‬
‫يمين الله تعالى في الرض يصافح بها من‬
‫شاء من خلقه قال أبو محمد ونحن نقول‬
‫ان هذا تمثيل وتشبيه وأصله أن الملك كان‬
‫إذا صافح رجل قبل الرجل يده فكأن الحجر‬
‫لله تعالى بمنزلة اليمين للملك تستلم وتلثم‬
‫وبلغني عن عائشة رضي الله عنهاان الله‬
‫تبارك وتعالى حين أخذ الميثاق من بني آدم‬
‫وأشهدهم على أنفبسهم ألست بربكم قالوا‬
‫بلى جعل ذلك في الحجر السود وقال أما‬
‫سمعتم إذا استلموه يقولون إيمانا بك‬
‫ووفاء بعهدك أي قد وفينا بعهدك إنك أنت‬
‫ربنا وذلك أن الجاهلية قد استلموه وكانوا‬
‫مشركين لم يستلموه بحقه لنهم كانوا‬
‫كفارا ‪ .‬ونسأل الله عز وجل أن ينفع بهذه‬
‫الرسالة ‪ ،‬والحمد لله رب العالمين ‪ .‬وكتبه أبوعلي‬
‫محمود بن منصور الشعري ‪.‬‬
‫المصادر والمراجع ‪:‬‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫رسالة إلى أهل الثغر ‪ -‬الشعري [الكتاب ‪:‬‬
‫رسالة إلى أهل الثغرالمؤلف ‪ :‬علي بن‬
‫إسماعيل بن أبي بشر إسحاق بن سالم بن‬
‫إسماعيل بن عبدالله بن موسى بن بلل‬
‫الناشر ‪ :‬مكتبة العلوم والحكم ‪ -‬دمشق‬
‫الطبعة الولى ‪1988 ،‬تحقيق ‪ :‬عبدالله‬
‫شاكر محمد الجنيديعدد الجزاء ‪1 :‬‬
‫تبيين كذب المفتري ‪ -‬ابن عساكر [الكتاب ‪:‬‬
‫تبيين كذب المفتري فيما نسب إلى المام‬
‫أبي الحسن الشعريالمؤلف ‪ :‬علي بن‬
‫الحسن بن هبة الله بن عساكر‬
‫الدمشقيالناشر ‪ :‬دار الكتاب العربي ‪-‬‬
‫بيروتالطبعة الثالثة ‪ 1404 ،‬عدد الجزاء ‪1 :‬‬
‫الفرق بين الفرق ‪ -‬عبد القاهر البغدادي [‬
‫الكتاب ‪ :‬الفرق بين الفرق وبيان الفرقة‬
‫الناجية‬
‫المؤلف ‪ :‬عبد القاهر بن طاهر بن محمد‬
‫البغدادي أبو منصورالناشر ‪ :‬دار الفاق‬
‫الجديدة ‪ -‬بيروتالطبعة الثانية ‪1977 ،‬عدد‬
‫الجزاء ‪1 :‬‬
‫إيضاح الدليل في قطع حجج أهل التعطيل ‪-‬‬
‫بدر الدين بن جماعة [الكتاب ‪ :‬إيضاح الدليل‬
‫في قطع حجج أهل التعطيل المؤلف ‪:‬‬
‫محمد بن إبراهيم بن سعد الله بن جماعة‬
‫الناشر ‪ :‬دار السلم الطبعة الولى ‪1990 ،‬‬
‫تحقيق ‪ :‬وهبي سليمان غاوجي اللباني‬
‫عدد الجزاء ‪1 :‬‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫التعاريف ‪ -‬المناوي [ الكتاب ‪ :‬التوقيف‬
‫على مهمات التعاريف المؤلف ‪ :‬محمد عبد‬
‫الرؤوف المناوي الناشر ‪ :‬دار الفكر‬
‫المعاصر ‪ ,‬دار الفكر ‪ -‬بيروت ‪ ,‬دمشق‬
‫الطبعة الولى ‪ 1410،‬تحقيق ‪ :‬د‪ .‬محمد‬
‫رضوان الداية عدد الجزاء ‪-1 :‬‬
‫‪ -‬النهاية في غريب الثر ‪ -‬ابن الثير [‬
‫الكتاب ‪ :‬النهاية في غريب الحديث والثر‬
‫المؤلف ‪ :‬أبو السعادات المبارك بن محمد‬
‫الجزري الناشر ‪ :‬المكتبة العلمية ‪ -‬بيروت ‪،‬‬
‫‪1399‬هـ ‪1979 -‬م تحقيق ‪ :‬طاهر أحمد‬
‫الزاوى ‪ -‬محمود محمد الطناحي عدد الجزاء‬
‫‪—5 :‬‬
‫‪ -‬التقان في علوم القرآن ‪ -‬السيوطي [‬
‫الكتاب ‪ :‬التقان في علوم القرآن المؤلف ‪:‬‬
‫عبد الرحمن بن الكمال جلل الدين‬
‫السيوطي عدد الجزاء ‪-2 :‬‬
‫البرهان في علوم القرآن ‪ -‬الزركشي [‬
‫الكتاب ‪ :‬البرهان في علوم القرآن‬
‫المؤلف ‪ :‬محمد بن بهادر بن عبد الله‬
‫الزركشي أبو عبد الله الناشر ‪ :‬دار المعرفة‬
‫‪ -‬بيروت ‪ 1391 ،‬تحقيق ‪ :‬محمد أبو الفضل‬
‫إبراهيم عدد الجزاء ‪4 :‬‬
‫مجمع الزوائد ‪ -‬الهيثمي [الكتاب ‪ :‬مجمع‬
‫الزوائد ومنبع الفوائد المؤلف ‪ :‬نور الدين‬
‫علي بن أبي بكر الهيثمي الناشر ‪ :‬دار‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫الفكر‪ ،‬بيروت ‪ 1412 -‬هـ عدد الجزاء ‪10 :‬‬
‫الكتاب ‪ :‬تأويل مختلف الحديث المؤلف ‪:‬‬
‫عبدالله بن مسلم بن قتيبة أبو محمد‬
‫الدينوري الناشر ‪ :‬دار الجيل ‪ -‬بيروت ‪،‬‬
‫‪ 1972 – 1393‬تحقيق ‪ :‬محمد زهري النجار‬
‫عدد الجزاء ‪1 :‬‬

‫الدر المنثور ‪ -‬السيوطي [ الكتاب ‪ :‬الدر‬


‫المنثورالمؤلف ‪ :‬عبد الرحمن بن الكمال‬
‫جلل الدين السيوطي الناشر ‪ :‬دار الفكر ‪-‬‬
‫بيروت ‪1993 ،‬عدد الجزاء ‪8 :‬‬

‫درء التعارض ‪ -‬ابن تيمية [ الكتاب ‪ :‬درء‬


‫تعارض العقل والنقل المؤلف ‪ :‬أحمد بن‬
‫عبد الحليم بن تيمية الحراني أبو العباس‬
‫الناشر ‪ :‬دار الكنوز الدبية ‪ -‬الرياض ‪1391 ،‬‬
‫تحقيق ‪ :‬محمد رشاد سالم عدد الجزاء ‪10 :‬‬
‫الكتاب ‪ :‬بيان تلبيس الجهمية في تأسيس‬
‫بدعهم الكلمية المؤلف ‪ :‬أحمد عبد الحليم‬
‫بن تيمية الحراني أبو العباس الناشر ‪:‬‬
‫مطبعة الحكومة ‪ -‬مكة المكرمة الطبعة‬
‫الولى ‪ 1392 ،‬تحقيق ‪ :‬محمد بن عبد‬
‫الرحمن بن قاسم عدد الجزاء ‪2 :‬‬
‫مجموع الفتاوى ‪ -‬ابن تيمية [ الكتاب ‪:‬‬
‫مجموع الفتاوى المؤلف ‪ :‬أحمد بن عبد‬
‫الحليم بن تيمية الحراني أبو العباس عدد‬
‫الجزاء ‪35 :‬‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫كتاب بدائع الفوائد ‪ -‬ابن القيم الجوزية [‬
‫الكتاب ‪ :‬بدائع الفوائد المؤلف ‪ :‬محمد بن‬
‫أبي بكر أيوب الزرعي أبو عبد الله الناشر ‪:‬‬
‫مكتبة نزار مصطفى الباز ‪ -‬مكة المكرمة‬
‫الطبعة الولى ‪ 1996 – 1416 ،‬تحقيق ‪:‬‬
‫هشام عبد العزيز عطا ‪ -‬عادل عبد الحميد‬
‫العدوي ‪ -‬أشرف أحمد الج‬

‫مختصر العلو ‪ -‬الذهبي [ الكتاب ‪ :‬مختصر‬


‫العلو للعلي الغفار المؤلف ‪ :‬الحافظ‬
‫الذهبي‬
‫الناشر ‪ :‬المكتب السلمي – بيروت‬
‫الطبعة ‪ :‬الثانية – ‪ 1412‬تحقيق ‪ :‬اختصره‬
‫وحققه وعلق عليه وخرج أحاديثه محمد‬
‫ناصر الدين اللباني عدد الجزاء ‪– 1 :‬‬
‫تأويل مختلف الحديث ‪ -‬ابن قتيبة [‬
‫الكتاب ‪ :‬تأويل مختلف الحديث المؤلف ‪:‬‬
‫عبدالله بن مسلم بن قتيبة أبو محمد‬
‫الدينوري الناشر ‪ :‬دار الجيل ‪ -‬بيروت ‪،‬‬
‫‪ 1972 – 1393‬تحقيق ‪ :‬محمد زهري النجار‬
‫عدد الجزاء ‪1 :‬‬

‫التعرف لمذهب أهل التصوف ‪ -‬الكلباذي [‬


‫الكتاب ‪ :‬التعرف لمذهب أهل التصوف‬
‫المؤلف ‪ :‬محمد الكلباذي أبو بكر الناشر ‪:‬‬
‫دار الكتب العلمية ‪ -‬بيروت ‪1400 ،‬‬
‫عدد الجزاء ‪1 :‬‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫تاريخ الطبري ‪ -‬الطبري [الكتاب ‪ :‬تاريخ‬
‫المم والملوك المؤلف ‪ :‬محمد بن جرير‬
‫الطبري أبو جعفر الناشر ‪ :‬دار الكتب‬
‫العلمية – بيروت الطبعة الولى ‪ 1407 ،‬عدد‬
‫الجزاء ‪5 :‬‬
‫البداية والنهاية ‪ -‬ابن كثير [الكتاب ‪ :‬البداية‬
‫والنهاية المؤلف ‪ :‬إسماعيل بن عمر بن‬
‫كثير القرشي أبو الفداء الناشر ‪ :‬مكتبة‬
‫المعارف – بيروت عدد الجزاء ‪14 :‬‬
‫العظمة ‪ -‬أبو الشيخ الصبهاني [الكتاب ‪:‬‬
‫العظمةالمؤلف ‪ :‬عبد الله بن محمد بن‬
‫جعفر بن حيان الصبهاني أبو محمد‬
‫الناشر ‪ :‬دار العاصمة – الرياض الطبعة‬
‫الولى ‪1408 ،‬تحقيق ‪ :‬رضاء الله بن محمد‬
‫إدريس المباركفوري عدد الجزاء ‪5 :‬‬
‫دفع شبه التشبيه بأكف التنزيه دار المام‬
‫النووي عمان الردن الطبعة الثالثة بتحقيق‬
‫حسن السقاف‬
‫صحيح ابن حبان [الكتاب ‪ :‬صحيح ابن حبان‬
‫بترتيب ابن بلبان المؤلف ‪ :‬محمد بن حبان‬
‫بن أحمد أبو حاتم التميمي البستي الناشر ‪:‬‬
‫مؤسسة الرسالة ‪ -‬بيروتالطبعة الثانية ‪،‬‬
‫‪1993 - 1414‬تحقيق ‪ :‬شعيب الرنؤوطعدد‬
‫الجزاء ‪ 18 :‬الحاديث مذيلة بأحكام شعيب‬
‫الرنؤوط عليها‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫العتقاد ‪ -‬البيهقي [ الكتاب ‪ :‬العتقاد‬
‫والهداية إلى سبيل الرشاد على مذهب‬
‫السلف وأصحاب الحديث المؤلف ‪ :‬أحمد بن‬
‫الحسين البيهقي الناشر ‪ :‬دار الفاق‬
‫الجديدة – بيروت الطبعة الولى ‪1401 ،‬‬
‫تحقيق ‪ :‬أحمد عصام الكاتب عدد الجزاء ‪1 :‬‬
‫حلية الولياء ‪ -‬أبو نعين الصبهاني [‬
‫الكتاب ‪ :‬حلية الولياء وطبقات الصفياء‬
‫المؤلف ‪ :‬أبو نعيم أحمد بن عبد الله‬
‫الصبهاني الناشر ‪ :‬دار الكتاب العربي –‬
‫بيروت الطبعة الرابعة ‪ 1405 ،‬عدد الجزاء ‪:‬‬
‫‪10‬‬
‫الكفاية في علم الرواية ‪ -‬الخطيب البغدادي‬
‫[ الكتاب ‪ :‬الكفاية في علم الرواية‬
‫المؤلف ‪ :‬أحمد بن علي بن ثابت أبو بكر‬
‫الخطيب البغدادي الناشر ‪ :‬المكتبة العلمية ‪-‬‬
‫المدينة المنورة تحقيق ‪ :‬أبو عبدالله‬
‫السورقي ‪ ,‬إبراهيم حمدي المدني عدد‬
‫الجزاء ‪1 :‬‬
‫تدريب الراوي ‪ -‬السيوطي [ الكتاب ‪ :‬تدريب‬
‫الراوي في شرح تقريب النواوي‬
‫المؤلف ‪ :‬عبد الرحمن بن أبي بكر‬
‫السيوطي الناشر ‪ :‬مكتبة الرياض الحديثة ‪-‬‬
‫الرياض‬
‫تحقيق ‪ :‬عبد الوهاب عبد اللطيف عدد‬
‫الجزاء ‪2 :‬‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫معرفة علوم الحديث ‪ -‬الحاكم [ الكتاب ‪:‬‬
‫معرفة علوم الحديث‬
‫المؤلف ‪ :‬أبو عبد الله محمد بن عبد الله‬
‫الحاكم النيسابوري الناشر ‪ :‬دار الكتب‬
‫العلمية – بيروت الطبعة الثانية ‪1397 ،‬هـ ‪-‬‬
‫‪1977‬م تحقيق ‪ :‬السيد معظم حسين‬
‫عدد الجزاء ‪1 :‬‬
‫فتح المغيث ‪ -‬السخاوي [ الكتاب ‪ :‬فتح‬
‫المغيث شرح ألفية الحديث‬
‫المؤلف ‪ :‬شمس الدين محمد بن عبد‬
‫الرحمن السخاوي الناشر ‪ :‬دار الكتب‬
‫العلمية ‪ -‬لبنان‬
‫الطبعة الولى ‪1403 ،‬هـ عدد الجزاء ‪3 :‬‬
‫تهذيب الكمال ‪ -‬المزي [ الكتاب ‪ :‬تهذيب‬
‫الكمال المؤلف ‪ :‬يوسف بن الزكي‬
‫عبدالرحمن أبو الحجاج المزي الناشر ‪:‬‬
‫مؤسسة الرسالة – بيروت الطبعة الولى ‪،‬‬
‫‪1980 - 1400‬‬
‫تحقيق ‪ :‬د‪ .‬بشار عواد معروف عدد‬
‫الجزاء ‪35 :‬‬
‫لسان الميزان ‪ -‬ابن حجر [ الكتاب ‪ :‬لسان‬
‫الميزان المؤلف ‪ :‬أحمد بن علي بن حجر أبو‬
‫الفضل العسقلني الشافعي الناشر ‪:‬‬
‫مؤسسة العلمي للمطبوعات ‪ -‬بيروت‬
‫الطبعة الثالثة ‪ 1986 – 1406 ،‬تحقيق ‪:‬‬
‫دائرة المعرف النظامية – الهند عدد‬
‫الجزاء ‪7 :‬‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫اعتقاد أئمة الحديث ‪ -‬السماعيلي [‬
‫الكتاب ‪ :‬اعتقاد أئمة الحديث المؤلف ‪ :‬أبو‬
‫بكر أحمد بن إبراهيم السماعيلي الناشر ‪:‬‬
‫دار العاصمة – الرياض الطبعة الولى ‪،‬‬
‫‪1412‬هـ تحقيق ‪ :‬محمد بن عبد الرحمن‬
‫الخميس عدد الجزاء ‪1 :‬‬
‫اعتقاد أهل السنة ‪ -‬الللكائي [ الكتاب ‪:‬‬
‫شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة‬
‫من الكتاب والسنة وإجماع الصحابة المؤلف‬
‫‪ :‬هبة الله بن الحسن بن منصور الللكائي‬
‫أبو القاسم‬
‫الناشر ‪ :‬دار طيبة ‪ -‬الرياض ‪1402 ،‬‬
‫تحقيق ‪ :‬د‪ .‬أحمد سعد حمدان عدد الجزاء ‪:‬‬
‫‪4‬‬

‫تلبيس إبليس ‪ -‬ابن الجوزي [ الكتاب ‪:‬‬


‫تلبيس إبليس المؤلف ‪ :‬عبد الرحمن بن‬
‫علي بن محمد أبو الفرج الناشر ‪ :‬دار‬
‫الكتاب العربي – بيروت الطبعة الولى ‪،‬‬
‫‪1985 - 1405‬‬
‫تحقيق ‪ :‬د‪ .‬السيد الجميلي عدد الجزاء ‪1 :‬‬

‫تفسير أسماء الله الحسنى ‪ -‬الزجاج [‬


‫الكتاب ‪ :‬تفسير أسماء الله الحسنى‬
‫المؤلف ‪ :‬أبو إسحاق إبراهيم بن محمد‬
‫الناشر ‪ :‬دار الثقافة العربية ‪ -‬دمشق ‪،‬‬
‫‪1974‬‬
‫تحقيق ‪ :‬أحمد يوسف الدقاق عدد الجزاء ‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫العين والثر في عقائد أهل الثر ‪-‬‬
‫عبدالباقي المواهبي الحنبلي [ الكتاب ‪:‬‬
‫العين والثر في عقائد أهل الثر المؤلف ‪:‬‬
‫عبدالباقي بن عبدالباقي بن عبدالقادر بن‬
‫عبد الباقي بن إبراهيم الناشر ‪ :‬دار‬
‫المأمون للتراث – دمشق الطبعة الولى ‪،‬‬
‫‪1987‬‬
‫تحقيق ‪ :‬عصام رواس قلعجي عدد الجزاء ‪:‬‬
‫‪1‬‬

‫كتاب أصول الدين ‪ -‬جمال الدين أحمد‬


‫الغزنوي [ الكتاب ‪ :‬كتاب أصول الدين‬
‫المؤلف ‪ :‬جمال الدين أحمد بن محمد بن‬
‫محمود بن سعيد الناشر ‪ :‬دار البشائر‬
‫السلمية – بيروت الطبعة الولى ‪1998 ،‬‬
‫تحقيق ‪ :‬عمر وفيق الداعوق عدد الجزاء ‪:‬‬
‫‪1‬‬

‫الكتاب المسمى ‪ :‬العلو للعلي الغفار‬


‫المؤلف ‪ :‬أبو عبدالله محمد بن أحمد بن‬
‫عثمان بن قايماز الذهبي الناشر ‪ :‬مكتبة‬
‫أضواء السلف ‪ -‬الرياض الطبعة الولى ‪،‬‬
‫‪ 1995‬تحقيق ‪ :‬أبو محمد أشرف بن‬
‫عبدالمقصود عدد الجزاء ‪1 :‬‬
‫كتاب المسمى السنة المنسوب لعبد الله‬
‫بن أحمد [ الكتاب ‪ :‬السنة المؤلف ‪ :‬عبد‬
‫الله بن أحمد بن حنبل الشيباني الناشر ‪:‬‬
‫دار ابن القيم – الدمام الطبعة الولى ‪،‬‬
‫سل الحسام والسيف على مثبتي‬
‫الحد والجسمية والجلوس والكيف‬
‫‪ 1406‬تحقيق ‪ :‬د‪ .‬محمد سعيد سالم‬
‫القحطاني عدد الجزاء ‪2 :‬‬
‫مستدرك الحاكم [ الكتاب ‪ :‬المستدرك على‬
‫الصحيحين المؤلف ‪ :‬محمد بن عبدالله أبو‬
‫عبدالله الحاكم النيسابوري الناشر ‪ :‬دار‬
‫الكتب العلمية – بيروت الطبعة الولى ‪،‬‬
‫‪ 1990 – 1411‬تحقيق ‪ :‬مصطفى عبد‬
‫القادر عطا عدد الجزاء ‪ 4 :‬مع الكتاب ‪:‬‬
‫تعليقات الذهبي في التلخيص‬

You might also like