You are on page 1of 534

‫آراء الكتاب و المفكرين و المنظمات البحرينية‬

‫حول التجنيس‬

‫كارثة‬
‫التجنيس‬
‫آراء الكّتاب و المفكرين و المنظمات البحرينية حول‬
‫التجنيس‬
‫‪2‬‬

‫مركز البحرين للدراسات العالمية و الستراتيجية‬


‫الطبعة الولى ‪12/2009‬‬

‫مقدمة المركز‬

‫رصد مركز البحرين للدراسات العالمية و الستراتيجية أهععم قضععية يعععاني‬


‫منها شعب البحرين في العقد الحالي أل وهي التجنيس ‪ ،‬و هي قضععية كععبيرة‬
‫من المتوقع أن يكون لها آثار خطيرة تأخذ طابعا كارثيا‪.‬‬

‫و بطريقة أهل البحرين أدرى بشعابها فقد درس المركز مجموعة كبيرة من‬
‫المقالت و البحوث و الدراسات كتبتها أقلم الكتععاب و المفكريععن البحرينييععن‬
‫حول هذه القضية ‪ ،‬فرأى إجماعا وطنيا على الضرار الرئيسععية الععتي يخلفهععا‬
‫التجنيس على الوضاع السياسية و القتصادية و الجتماعية فععي البحريععن ‪ ،‬و‬
‫التي ستؤدي إلى مزيد من الظلم و الضيم على شعب هذه الجزر الطيبة‪.‬‬

‫و هععي تععزداد سععوءا كلمععا ازدادت أعععداد المجنسععين ‪ ،‬و بسععببها ازدادت‬
‫معدلت الجريمة و النزاعات‪ ،‬و كثرت الجرائم و النتهاكات‪ ،‬و ضربت برياحها‬
‫على الخدمات الصحية والجتماعية و علععى سععوق العمععل ‪ ،‬لكععن العظععم مععا‬
‫يخبئ المستقبل لبناء البحرين معن كععوارث و نكبععات بسععبب التجنيععس قعد ل‬
‫يسعلم منهعا مععن جعاء بهعم ‪ ،‬و تضعاعفت آثعاره فتجعاوزت حاضعر و مسعتقبل‬
‫البحرين إلى أمن الخليج و المنطقة العربية في مستقبلها‪.‬‬

‫و هذه مقععالت مععن مجموعععة مععن كتععاب و مفكعري البحريععن درسععت هععذه‬
‫الكارثة و خرجت بنتائج سلبية هائلة‪ ،‬و غالبيتها كتبت في الصععحافة البحرينيععة‬
‫هابطععة سععقف الحريععة و ضععيقة السععتقللية ‪ ،‬و كتابهععا متعععددوا التجاهععات و‬
‫الفكار و الراء و لكنهععم متحععدون فععي تشععخيص موضععوع التجنيععس و آثععاره‬
‫السلبية الرهيبة‪ ،‬بل لم نجد أقلما بحرينية وطنيععة صععادقة تقععف مععع مشععاريع‬
‫التجنيس‪ ،‬التي هي في حقيقتهععا مشععروع حععرب إبععادة للسععكان الصععليين‪ ،‬و‬
‫استبدالهم بآخرين مختلفي المناطق و الثقافات مما سيحدث زلزال في البلععد‬
‫في السنوات القليلة القادمة تتعدى حدوده الجزر البحرينية‪.‬‬

‫سنضع هذه المقالت دون أي تصععرف منععا ‪ ،‬بععل كمععا أخععذت مععن مصععادرها‬
‫الصلية‪ ،‬و غالبية كتابها معروفون فععي أرض البحريععن و بعضععها لكتععاب نظععام‬
‫الحكم نفسه‪ ،‬فهي تعطي نبذة عما يجري في البحريععن مععن تجنيععس و تمثععل‬
‫حزمة معلومات تغني الدارسين و الدراسات التي تتناول موضوع التجنيععس ‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫‪3‬‬
‫كما أنها ل تعبر عععن وجهععة نظععر المركععز و أنمععا وجهععة نظععر أصععحابها الععذين‬
‫يمثلون أهل البحرين جميعا‪.‬‬

‫مركز البحرين للدراسات العالمية و الستراتيجية ع مبدع ع‬


‫كانون الول ‪2009‬‬

‫‪3‬‬
‫‪4‬‬
‫الجانب و التجنيس‬

‫الكاتب ‪ :‬أحرار البحرين‬

‫وتجدر الشارة الى ان تشكيل الحرس الوطني يمثل تخبطا واضحا في سياسة ولعي العهعد‪ .‬فقعد‬
‫سبق ان كان هناك حرس وطني في مطلع السبعينات ثم تحول الى «قوة الععدفاع» قبععل ان يصععبح‬
‫جيشا‪ .‬والعودة الى تشكيل الحرس الوطني يؤكد خوف ولي العهد من الغضب الشعبي وعدم ثقته‬
‫في جهاز المن والشغب‪ .‬فهذان الجهازان يتبعان لعمه رئيس الوزراء ول يستطيع العتماد عليهمععا‪،‬‬
‫اما الجيش فقد تفشى الفساد والمشاكل فيه واتضح ذلك بعععد لجععوء الملزم اول ناصععر آل خليفععة‬
‫الى قطر الشهر الماضي‪ .‬وقد شرع ولي العهد في تشكيل احرس باسععتقدام آلف المجنععدين مععن‬
‫سوريا والردن‪ .‬ويقول بعض التقارير ان هنعاك عمليعة تجنيعس مسعتمرة لحعوالي سعبعة آلف معن‬
‫هؤلء‪ ،‬خصوصا بعد ان خصوصا بعد ان اتضح للرأي العام ان المعارضة استفادت كثيرا على الصعيد‬
‫العلمي من كون قيادة جهاز المن واغلبية قوات الشغب هععم مععن الجععانب الععذين ل ينتمععون الععى‬
‫البحرين‪ .‬ويظن ولي العهد ان النتماء يتمثل بالتجنيس غير المشروع‪ .‬ففي الوقت الذي يحرم فيه‬
‫ابنععاء البحريععن مععن جععوازات السععفر ويشععرد المئات منهععم فععي اصععقاع الرض يسععتقدم آل خليفععة‬
‫المرتزقة من كل مكان لحماية نظام القمع الرافض لعودة الدستور والبرلمان‪.‬‬
‫حركة أحرار البحرين السلمية | ‪1996-01-15‬‬

‫اجابت الحكومة البريطانيععة علععى سععؤال قععدمه اللععورد ايفبععوري حععول تسععليح القععوات البحرينيععة‬
‫وتدريبها‪ .‬وكان اللورد ايفبوري قد سأل حكومة صاحبة الجللة عن المعلومععات الععتي اسععتلمتها مععن‬
‫حكومة البحرين وعن اسباب توظيف اجانب في جهاز الشرطة والقوات المسلحة‪ ،‬وتجنيععس هععؤلء‬
‫الجانب وعائلتهم‪ ،‬وما اذا كانت قد بحثت لترى ما اذا كان اي من السلحة المرخص بتصديرها مععن‬
‫المملكة المتحدة الى البحرين سوف تستعمل من قبل وحدات تضم هعؤلء الجععانب‪ ،‬ومعا اذا كعانت‬
‫تتوقع ان تقوم بتدريب هذه الوحدات؟‬
‫وجاء جواب الحكومة البريطانية كما يلي» كما هو الحال مع بقية دول مجلععس التعععاون الخليجععي‪،‬‬
‫فان نسبة كبيرة من العمالة في البحرين من الجانب‪ .‬وحسعب علمنعا فعان حكومعة البحريعن تقعوم‬
‫بتوظيف عدد من المواطنين الجانب في جهاز الشرطة والقوات المسلحة‪ .‬اما مسألة تععوظيفهم او‬
‫جنسياتهم فهي قضعايا تخععص السععلطات البحرينيععة وحعدها‪ .‬ان كععل طلبععات تراخيعص التصععدير يتععم‬
‫فحصها مع الخذ بعين العتبار عددا من الشروط‪ .‬وقد اعطيت تراخيص لتصدير اجهزة لكل وحدات‬
‫قوات المن البحرينية‪ ،‬ومن بينها قوة الدفاع البحرينية‪ ،‬والحععرس الععوطني البحرينععي الععتي حصععلت‬
‫قواتها على بعض التدريب من وزارة الدفاع‪ .‬اننا لم نقدم اي تدريب للشرطة في البحرين«‪.‬‬
‫حركة أحرار البحرين السلمية | ‪1997-6-29‬‬

‫أكدت وزارة الخارجية البريطانيععة وجععود مععا بيععن ‪ 8000‬و ‪ 10.000‬اجنععبي يعملععون لععدى‬
‫الحكومعة سعواء فعي جهعاز الشعرطة ام الجيعش‪ .‬وجعاء فعي الرسعالة العتي كتبهعا ديريعك‬
‫فاتشيت‪ ،‬وزير الدولة للشؤون الخارجيععة‪ ،‬الععى نايجيععل جععونز‪ ،‬عضععو البرلمععان مععن حععزب‬
‫الحرار الديمقراطيين‪ ،‬ما يلي«اشكرك على رسالتك المؤرخة فععي ‪ ٥‬يونيععة حععول المقالععة‬
‫التي نشرتها صحيفة «الفايننشال تايمز» في ‪ ٨٢‬مايو بشأن القتصاد البحرينععي‪ ،‬وخصوصععا‬
‫قلقك حول النعكاسات الديمغرافية فيما لو كان هناك استقدام لعداد كبيرة من الجانب‪.‬‬
‫ان سفارتنا في البحرين تقدر ان معا بيععن ‪ 8000‬و ‪ 10.000‬شععخص معن البلععدان العتي‬
‫‪4‬‬
‫‪5‬‬
‫ذكرتها مقالة الفايننشععال تععايمز مسععتخدمون لععدى حكومععة البحريععن فععي جهععازي الشععرطة‬
‫والجيش من بين قوة بشرية قدرها ‪ ، 30,000‬وتوظيفهم ل يمثل‪ ،‬كما افترضت«‪.‬‬
‫حركة أحرار البحرين السلمية|‪1998-07-03‬‬

‫‪5‬‬
‫‪6‬‬
‫عملية التجنيس تستهدف التهميش والتذويب‬

‫الكاتب ‪ :‬من خطب الجمعة للشيخ عيسى قاسم‬

‫‪......................................................................‬‬
‫أيها الخوة‬
‫مسألة التجنيس التي مختلف على ثبوتها وعدم ثبوتها وإن أعطت الصحافة إشعارات الثبععوت هعذه‬
‫المسألة مسألة تمس حاضر الوطن ومستقبله ومصلحة الشعب والدولة مععا ً الشعععب كعل الشعععب‬
‫الشعععب صععاحب الرض كععل الشعععب سععنيه وشععيعيه والكلم فععي المسععألة مععن منطلععق المصععلحة‬
‫الوطنية التي يحافظ عليها السلم حيث إن الوطن وطععن إسععلمي وهنععاك أيضعا ً قلععق شععديد وبععالغ‬
‫واضطراب كبير يحتاج إلى طمأنه من تصريحات صريحة من قبل المسععؤولين‪ ،‬قلععق يسعاور نفععوس‬
‫قسم من المواطنين خوف أن عملية التجنيس تستهدف التهميش والتععذويب لقسععم مععن أبنععاء هععذا‬
‫الوطن الخاص ‪ ،‬لنا حسن ثقة في الدولة خاصة من خلل تدشعين مرحلعة جديعدة فعي التعامعل معع‬
‫الشعب يخفف من غلوا قلقنا أما أن ينتهي هذا القلق فإنه يحتاج إلععى تصععريحات صععريحة فععي هععذا‬
‫الشأن ‪.‬‬
‫‪...........................................................................‬‬
‫‪...........................................................................‬‬

‫جزء من خطبة الجمعة| بتاريخ ‪ 2001-06-01‬م الموافق ‪ -8‬ربيع الول‪ 1422-‬هعع | جععامع المععام‬
‫الصادق)ع( بالدراز‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫‪7‬‬
‫الجنسية البحرينية‬

‫الكاتب ‪ :‬المحامي عيسى إبراهيم‬

‫تعريف الجنسية‪:‬‬
‫الجنسية لغة مشتقة من كلمة )جنس )وتعني نوع أو النتساب إلى نوع معين ويتم استخدام كلمععة‬
‫جنس للدللة على معان ومقاصد مختلفة‪ ،‬إل أن الجنسية المقصودة هنا هي تلك العلقة أو الرابطة‬
‫التي تقوم في الواقع المعاصر بين الفرد والدولة ويتم من خللها تحديععد كعون هععذا الشعخص أجنبيعا ً‬
‫عن الدولة أو وطنيا ً ينتمي إليها‪ ،‬ويقععال عععن الجنسععية إنهععا الداة الععتي يتععم علععى أساسععها التوزيععع‬
‫القانوني للفراد بين الدول أو هي الوسيلة التي بمقتضاها يتحدد ركن الشعععب فععي الدولععة (إضععافة‬
‫إلى ركني السلطة والقليم(‪.‬‬
‫وقد أختلف فقعهاء القانعون بشعأن تعريف تلك الرابطة أو العلقععة فعرفهععا البعععض بأنهععا (رابطععة‬
‫سياسية وروحية بين الفرد والدولة )في حين عرفها البعععض الخععر بأنهععا (رابطععة سياسععية وقانونيععة‬
‫تنشئها الدولة بقرار منها فتجعل الفرد تابعا ً لها ) إل أن القضاء في كل من مصر ولبنععان قععد اسععتقر‬
‫على أن ( الجنسية رابطة سياسية وقانونية بين الفرد ودولة توجب عليععه الععولء لهععا وتععوجب عليهععا‬
‫حمايته ومنحه المزايا المترتبة على هذه الرابطة(‪.‬‬

‫وقد قالت محكمة العدل في أحد أحكامها (أن الجنسية هععي بمثابععة علقععة قانونيععة جوهرهععا واقعععة‬
‫اجتماعية تربط بين الفرد والدولة قوامها تضامن حقيقي فععي الوجععود ومصععالح وعواطععف يسععاندها‬
‫تبادل في الحقوق والواجبات‪).‬‬

‫والجنسية بالمعنى المتقدم تترتب عليها آثار مختلفة أهمها التي‪:‬‬


‫)‪ (1‬يتحدد بموجبها القععانون الععواجب التطععبيق بشععأن حالععة الفععرد الشخصععية وكععذلك اختصععاص‬
‫المحاكم بنظر الدعاوى التي يكون طرفا ً فيها (الهلية‪ ،‬صحة الهبة‪ ،‬الزواج(‪.‬‬

‫)‪ (2‬تحدد بموجبها الحق في ممارسة الحقوق واللتزام ببعض الواجبات‪ ،‬فالحقوق السياسية تكون‬
‫ممارستها حصرا ً على الوطنين كحق التصويت والترشيح وتأسيس الحزاب أو النتماء إليها أو حععتى‬
‫المنظمات النقابية عادة ما يكون من حق المواطن فقط وكذلك الحق في تولي المناصععب العامععة‪،‬‬
‫فقد نصععت الفقععرة )و( مععن المععادة )‪ (1‬مععن الدسععتور الصععلي والجديععد علععى أن للمععواطنين حععق‬
‫المشاركة في الشؤون العامة والتمتع بالحقوق السياسية‪.‬‬

‫أما الواجبات فإن بعضها ل يلزم به إل الععوطني كالخدمععة العسععكرية وسععداد بعععض أنععواع الضععرائب‬
‫وتطبيق الحكام على بعض أنواع الجرائم كالخيانععة العظمععى حيععث ل تقععوم تلععك الجريمععة إل بحععق‬
‫مواطن ينتمي إلى الدولة بجنسيته‪.‬‬

‫)‪(3‬فرض الجنسية التزاما ً أساسيا ً على الدولععة مقتضععاه السععماح لرعاياهععا بالععدخول فععي إقليمهععا‬
‫والقامة الدائمة فيه دون أن يكون لها الحق في إبعادهم أو منعهم من الرجوع إليها)المادة ‪ 17‬مععن‬
‫الدستور الجديد والمادة ‪ 17‬أيضا ً من الدستور الصلي)‪.‬‬

‫)‪ (4‬على الصعيد الدولي فإن الحمايععة الدبلوماسعية ل يمكعن للدولعة أن تسععبغها إل علععى مواطنيهععا‬
‫‪7‬‬
‫‪8‬‬
‫الموجودين بالخارج وكذلك ل يستفيد من حماية أو مزايععا اتفاقيععة بيععن الععدولتين إل مععواطني هععاتين‬
‫الدولتين‪.‬‬

‫)‪ (5‬تحديد الختصاص القضائي لنظر أية دعوى تقام على المواطن كما هو الحال في نص المععادتين‬
‫)‪ (14‬و )‪ (16‬من قانون المرافعات المدنية والتجارية‪.‬‬

‫أساس الجنسية البحرينية‪:‬‬


‫تقسم أغلب التشريعات الجنسية عادة إلى جنسية أصعلية وجنسعية مكتسعبة ‪ ،‬فالجنسعية الصعلية‬
‫هي التي يكتسبها الفرد منذ أو في لحظة ميلده وتقوم عادة على حععق الععدم )الععذي يقصععد بععه فععي‬
‫أغلب الدول علقة البنوة من جهة الب والم( فالدولة تقرر أن المولود من أب أو أم يتمتع أحععدهما‬
‫بجنسيتها يعتبر هو أيضا ً متمتع بها حكمًا‪.‬‬

‫أما في الدول السلمية فإن حق الدم أو البنوة الذي يبنى عليه الحععق فععي اكتسععاب الجنسععية إنمععا‬
‫يقوم فقط على حق الدم من جهة الب بشكل عام ويؤخذ بها من جهة الم بشكل استثنائي كما هو‬
‫الحال بالنسبة للمولود لم بحرينية من أب مجهول أو لم تثبت نسبته لبيه قانونًا‪.‬‬

‫كما تبنى الجنسية الصلية على حق القليم الذي يعني حق المولود على إقليم الدولة فععي جنسععيتها‬
‫وأن كان أبوه أجنبيا ً مع إسناد ذلك اساس بشرط إقامة السرة لمدة معينععة أو بنععاء الجنسععية علععى‬
‫حق الدم وحق القليم معًا‪ ،‬وقعد نظعم التشعريع البحرينععي الجنسعية الصعلية فعي المعادتين الرابععة‬
‫والخامسععة مععن قععانون الجنسععية البحرينيععة لعععام ‪1963‬م تحععت عنععوان )البحرينيععون بالسععللة‬
‫والبحرينيون بالولدة( وهما ما يمكن أن نطلق عليهما الجنسععية الصععلية وهععي كقاعععدة تقععوم علععى‬
‫رابطة البنوة من جهة الب واستثناء من جهة الم كما تمت الشارة إليه فيما تقدم‪.‬‬

‫أما الجنسية المكتسبة فإنها تمنح للشخص عادة بتاريخ لحق على ميلده ويسميها البعض بالجنسععية‬
‫المختارة بينما الجنسية الصلية تسععمى الجنسععية المفروضععة‪ ،‬وغالبعا ً مععا يكععون للتمييععز بيععن نععوعي‬
‫الجنسية أثر على حقوق المتمتع بأي منهما‪ ،‬فحامل الجنسية المكتسبة يمكععن سععحبها منععه ويخضععع‬
‫عادة إلى فترة اختبار قد يحرم خللها من ممارسة بعض الحقوق ويعامل معاملة تقععترب مععن وضععع‬
‫الجنبي في حين أن حامل الجنسية الصلية ل يخضع لمثل ذلععك ول يمكععن سععحب الجنسععية منععه إل‬
‫في حالتي الخيانة العظمى أو ازدواج الجنسية طبقا ً لنص الدستور‪.‬‬

‫الجنسية البحرينية الصلية‪:‬‬


‫قسم القانون البحريني كما صدر سنة ‪1963‬م الجنسية الصلية إلى نوعين‪:‬‬

‫)‪(1‬جنسية بحرينية بالسللة‪.‬‬


‫)‪(2‬جنسية بحرينية بالولدة‪.‬‬

‫الجنسية البحرينية بالسللة – هي ما نصت عليه الفقرة )أ( مععن المععادة )‪ (4‬مععن القععانون علععى أنععه‬
‫يعتبر بحرينيا ً بالسللة من ولد في البحرين قبل أو بعد العمل بقانون الجنسععية علععى أن يكععون أبععوه‬
‫بحرينيا ً عند تلك الولدة‪ ،‬كما نصععت الفقععرة )ب( مععن قععانون الجنسععية علععى اعتبععار المولععود خععارج‬
‫البحرين بحرينيا ً إذا كان أبوه بحرينيا ً عند تلك الولدة على أن يكون هذا الب أوجد الشخص لبيه قد‬
‫‪8‬‬
‫‪9‬‬
‫ولد في البحرين‪.‬‬

‫أما الفقرة )ج( فاعتبرت البحريني بالسللة من يولد فععي البحريععن أو خارجهععا وتكععون أمععه بحرينيععة‬
‫على أن يكون مجهول الب أو لم تثبت نسبته إلى أبيه قانونا ً أو أن يكون أبوه ل جنسية له‪.‬‬

‫أما الجنسية البحرينية بالولدة فقد قررتها الفقرة )أ( من المادة ) ‪ (5‬من قانون الجنسية أن المولود‬
‫في البحرين يعتبر بحرينيا ً بشرط أن يكون والده قد ولد فيها وجعل منها محععل إقععامته العاديععة عنععد‬
‫ولدة ذلك الشخص على أن ل يكون ذلك الشخص حامل ً لجنسية أخرى ولم يشترط القانون هنععا أن‬
‫يكون الب بحرينيًا‪ ،‬كما نصت الفقععرة )ب( مععن ذات المععادة علععى أنععه يعتععبر بحرينيعا ً المولععود فععي‬
‫البحرين لبوين مجهولين ويعتبر اللقيط مولودا ً فيها ما لم يثبت العكس‪.‬‬

‫ملحظات بشأن نص المادتين الرابعة والخامسة‪:‬‬

‫يلحظ بشأن المادة الرابعة أن الجنسية المنصوص عليها في الفقرة )أ( لم تكن تععثير أيععة إشععكالت‬
‫ول ترفع بشأنها أية دعاوى إل أن نص الفقرة )ب( أثار بعض الشكالت إذ مطلوب أن يتم إثبات أن‬
‫المولود خارج البحرين إما بشهود أو من خلل سجلت إدارة الهجرة والجوازات أو جععواز السععفر أن‬
‫أباه بحريني بالسللة طبقا ً لنص الفقرة ) أ ( أي مولود في البحريععن أو أن جععده لبيععه قععد ولععد فععي‬
‫البحرين‪.‬‬

‫أما نص الفقرة )ج( فأنه يشترط لكي تثبت للمولود في البحرين أو خارجهععا الجنسععية البحرينيععة أن‬
‫تكون أمه بحرينية عند ولدته في ثلث حالت‪:‬‬

‫)‪ (1‬أن يكون مجهول الب‪.‬‬


‫)‪ (2‬لم تثبت نسبته لبيه قانونًا‪.‬‬
‫)‪ (3‬أن يكون أبوه ل جنسية له‪.‬‬

‫ويلحظ أن الفقرة )أ( من المادة الخامسة قد نصت على أن المولععود فععي البحريععن يعتععبر بحرينععي‬
‫شرط ثبوت التي‪-:‬‬

‫)‪ (1‬أن يولد في البحرين‪.‬‬


‫)‪ (2‬أن يكون أبوه ولد في البحرين‪.‬‬
‫)‪ (3‬أن يكون الب قد جعل إقامته العادية عند ولدة ذلك الشخص في البحرين‪.‬‬
‫)‪ (4‬أن ل يكون الشخص حامل ً لجنسية أخرى‪.‬‬

‫أما الفقرة )ب( فتتعلق باستحقاق مجهول البوين للجنسية ويعتبر اللقيط أو مجهول البوين مولودا ً‬
‫في البحرين ما لم يثبت العكس‪.‬‬
‫وقد كانت تلك الحالت تستوعب العديد من الشخاص وتوفر لهم استحقاق الجنسية إل أن قععانون‬
‫الجنسية الذي صدر في عام ‪1963‬م وعلى الخص المادتين اللتين تععم عرضععهما‪ ،‬قععد تععم تعععديلهما‬
‫بموجب المرسوم بقانون رقم ‪ 12‬لسنة ‪1989‬م فأصبحت المادتان الرابعة والخامسة كما يلي‪:‬‬

‫‪9‬‬
‫‪10‬‬
‫المادة )‪ (4‬تنص على التي‪:‬‬
‫يعتبر الشخص بحرينيًا‪:‬‬

‫)‪ (I‬إذا ولد في البحرين أو خارجها وكان أبوه بحرينيا ً عند تلك الولدة‪.‬‬
‫)‪ (II‬إذا ولد في البحرين أو خارجها وكانت أمه بحرينية عند ولدته‪ ،‬على أن يكون مجهععول الب أو‬
‫لععععععععععععععععععععم تثبععععععععععععععععععععت نسععععععععععععععععععععبته لبيععععععععععععععععععععه قانونععععععععععععععععععععًا‪.‬‬

‫أما المادة( ‪) 5‬فأصبحت كما يلي‪:‬‬


‫يعتبر الشخص بحرينيا ً إذا ولد في البحرين لبوين مجهولين ويعتبر اللقيط مولودا ً فيها ما لم يثبععت‬
‫العكس‪.‬‬

‫ويلحعظ أن التععديل المشععار إليععه ومعن قععراءة نصععي المعادتين المععدلتين قعد ضععيق معن مجعال‬
‫استحقاق الجنسية البحرينية فأصبح المولود لم بحرينية وأب ل جنسية له ل يستحق الجنسععية‪ ،‬كمععا‬
‫أصبح المولود في البحرين من أب ل جنسية لععه حععتى وأن كععان هععذا الب قععد جعععل البحريععن مقععر‬
‫إقامته العادية وربما يكون لم يغادر البلد مدة حياته‪ ،‬ل يستحق الجنسية‪ ،‬لذلك أرى أن هذا التعععديل‬
‫سيضاعف أو ضاعف من مشكلة من ل جنسية لهم أو ما شعاعت تسععميتهم )بالبعدون(‪ ،‬وفضعل ً ععن‬
‫ذلك فأن التعديل أعطى مجهول الب أو من لم تثبت نسبته لبيه قانونا ً وضعععا ً أفضععل مععن المولععود‬
‫لم بحرينية وأب ل جنسية له من زواج شرعي صحيح‪.‬‬

‫وبهذا الصدد من الجدير القول أن هذا التعديل ل ينطبق على حالت المولععودين قبععل نشععر التعععديل‬
‫في الجريدة الرسمية فالمولود في البحرين قبل هذا التعديل لم بحرينية وأب ل جنسية له يسععتحق‬
‫الجنسية قانونا ً وكذلك المولود في البحرين لب مولود في البحرين ل جنسععية لعه بشععرط أن يكععون‬
‫هذا الب قد جعل البحرين مقر إقامته العادية وقت ولدة الشخص‪.‬‬

‫وقد حكمت محكمة الستئناف العليا بمنح شخص الجنسية البحرينية أمه بحرينيععة الجنسععية وأبععوه ل‬
‫جنسية له استنادا ً لنص القانون قبل التعديل وينسجم هذا القضاء ل شك مع المتفق عليه فقه عا ً مععن‬
‫أن الجنسية تستحق وتكتسب وقت الولدة وأن المطالبة بها أو الحكم بها يعد تقريرا ً وكشفا ً وليععس‬
‫منحا ً لها‪ ،‬وتطبيقا ً لمبدأ عدم رجعية القوانين وسريانها على الوقائع التي تحدث بعد تاريخ تطبيقها‪.‬‬

‫الجنسية المكتسبة أو البحرينيون بالتجنس‪:‬‬


‫يعرف التجنس بأنه كسب جنسية الدولة في وقت لحق على ميلد الشععخص بنععاء علععى طلبععه إذا‬
‫توفرت فيه شروط معينة‪ ،‬وتتمتع الدولة في التجنس بسلطة التقدير والحرية في منععح الجنسععية أو‬
‫رفض طلب التجنس‪ ،‬فالجنسية المكتسبة تعتبر منحة تلتمععس مععن الدولععة وليسععت التزامعا ً قانونيعا ً‬
‫عليها‪ ،‬كما أنها ل تفرض على الشخص وهي حتى إذا أعطيت للشخص حق له ردها أو التنععازل عنهععا‬
‫وللدولة حق سحبها أو تجريد من منحت له منها طبقا ً للقانون‪.‬‬

‫الشروط المطلوب توافرها‪:‬‬


‫حددت المادة السادسة من القانون الشروط التي إذا توافرت في شخص أمكععن بععأمر مععن سععمو‬
‫أمير البلد منحه الجنسية وهذه الشروط هي كما يلي‪:‬‬
‫أن يكون كامل الهلية‪.‬‬ ‫)‪(1‬‬
‫‪10‬‬
‫‪11‬‬
‫أن يتقدم بطلب الحصول على الجنسية‪.‬‬ ‫)‪(2‬‬
‫القامة مدة ‪ 25‬سنة متتالية للجنبي والقامة ‪ 15‬سنة للعربي‪.‬‬ ‫)‪(3‬‬
‫حسن الخلق‪.‬‬ ‫)‪(4‬‬
‫معرفة اللغة العربية معرفة كافية‪.‬‬ ‫)‪(5‬‬
‫أن يكون لديه عقار مسجل باسمه لدى التسجيل العقاري‪.‬‬ ‫)‪(6‬‬

‫وأعتقد أن الشرط الخيععر ربمععا أصععبح قابععل للتطععبيق لمصععلحة مععواطني مجلععس التعععاون وكععذلك‬
‫الجانب ممن يؤول إلى ملكيتهم عقار عن طريق الرث‪ ،‬ويمكن بأمر سمو المير منح الجنسية لمن‬
‫يشاء أو للعربي الذي قدم للبحرين خدمات جليلة وهذا الحق هو استثناء ل يجب التوسع فيه‪.‬‬
‫ومن الجدير بالملحظة أن نص البند )‪ (4‬من المادة السادسة كان يقرر أن منح شععخص الجنسععية‬
‫البحرينية بالتجنس يعني حكمعا ً اعتبعار زوجتعه وأولده القصعر بحريينيعن بععالتجنس فعورًا‪ ،‬إل أن هعذا‬
‫النص قد تم تعديله بموجب المرسوم بقانون رقم ‪ 12‬لسنة ‪1989‬م فأصععبح حكمععه ينععص علععى أن‬
‫منح الجنسية البحرينية بمععوجب أحكععام المععادة ) ‪ ( 6‬يععترتب عليععه اكتسععاب أولد الشععخص القصععر‬
‫الجنسية البحرينية بالتجنس ويكون لهم خلل سنة من بلوغهم سن الرشد اختيار الجنسية الصلية‪.‬‬

‫وينسجم حق أبناء المتجنس في اختيار جنسيتهم الصلية مع مبدأ عدم فرض الدولععة جنسععيتها علععى‬
‫أحد ومع تسمية الجنسية المكتسبة بالجنسية المختارة‪ ،‬إل أن النص المععدل لعم ينعص علعى اعتبعار‬
‫زوجة المتجنس بحرينية خلفا ً للنص قبل التعديل فقد نص التعديل على أن زوجة المتجنس ل تصبح‬
‫بحرينية تلقائيا ً بمجرد تجنس زوجها بل لبد أن تطلب منحها الجنسية من وزير الداخلية وأن تسععتمر‬
‫مقيمة مع زوجها في البحرين لمدة خمس سنوات من تاريخ الطلب وأن تكعون علقعة الزوجيعة معع‬
‫المتجنس لم تنته لغير وفاة الزوج‪.‬‬

‫وقد أعطى التعديل لوزير الداخلية حق العفاء مععن كععل المععدة أو بعضععها وأن للععوزير حععق حرمععان‬
‫الزوجة من اكتساب الجنسية البحرينية بقرار مسبب‪ .‬ويلحظ هنا أيضا ً أن النص ينسجم مع مبدأ أن‬
‫التجنس يجب أن يكون بناء على إرادة الشععخص وإن كععان يععؤدي إلععى اختلف فععي الجنسععية داخععل‬
‫السرة الواحدة مما قد يتسبب في بعض الشكالت القانونية للسرة‪.‬‬

‫جنسية الجنبية المتزوجة من بحريني‪:‬‬


‫نصت المادة )‪ (7‬فقرة واحد المعدلة على أن المرأة الجنبيععة الععتي تععتزوج مععن بحرينععي ل تصععبح‬
‫بحرينية إل إذا أعلنت وزير الداخلية برغبتها في كسعب هعذه الجنسعية البحرينيعة واسعتمرت العلقعة‬
‫الزوجية قائمة لمدة خمس سنوات من تاريخ إعلن رغبتها ويجوز لععوزير الداخليععة العفععاء مععن كععل‬
‫هذه المدة أو بعضها‪ ،‬كما يجوز لوزير الداخلية لسباب تتعلق بالمن القومي والنظام العععام حرمععان‬
‫المرأة الجنبية من كسب الجنسية البحرينية بطريق التبعية لزوجها‪.‬‬

‫إن تعديل المادة السابعة قد نتج عنه تحديد مععدة خمععس سععنوات لسععتحقاق المععرأة الجنبيععة الععتي‬
‫تتزوج من بحريني للجنسية البحرينية‪ ،‬بينما كانت قبعل التععديل تكسعبها فعورا ً بمجعرد قيعام العلقعة‬
‫الزوجية ‪ ،‬ويبدو أن اشتراط المدة المذكورة قصد به التأكد مععن اسععتمرار الحيععاة الزوجيععة وارتبععاط‬
‫المرأة الجنبية بالبلد وانسجامها مع المجتمع البحريني ومنع التحايععل لكتسععاب الجنسععية البحرينيععة‬
‫من قبل الجنبيات بموجب عقود صورية أو ما شابه ذلك‪ ،‬ويبدو أن اكتساب المتزوجععة مععن بحرينععي‬
‫للجنسية البحرينية أصبح عمليا ً يتطلب إنجععاب الزوجععة مععن البحرينععي ‪ ،‬إل أن الملحععظ أن الجنبيععة‬
‫‪11‬‬
‫‪12‬‬
‫المتزوجة من بحرينعي ل تفقعد جنسعيتها العتي اكتسعبتها إذا انتهعت الحيعاة الزوجيعة إل إذا اسعتردت‬
‫جنسيتها الصلية أو كسبت جنسية أخرى‪ ،‬وربما قصد من ذلك الحفععاظ علععى وحععدة السععرة وعععدم‬
‫تشتيتها خاصة في حالة إنجاب أطفال وأهمية بقاء أمهم معهم في البلد ومراعاة رغبتها فععي البقععاء‬
‫فيها وتعبيرها عن اندماجها وارتباطها وربط مستقبلها وأبنائها بالمجتمع البحريني‪.‬‬

‫جنسية البحرينية المتزوجة بأجنبي‪:‬‬


‫كما نصت الفقرة الخيرة من المادة السابعة المعدلة على )أن المرأة البحرينية الععتي تععتزوج مععن‬
‫أجنبي ل تفقد جنسيتها إل إذا أدخلت جنسية زوجها الجنبي من تاريخ دخولها هذه الجنسية ومع ذلك‬
‫ترد لها جنسيتها البحرينية من تاريخ انتهاء الزوجية إذا أعلنت رغبتها بذلك إلى وزير الداخلية وكععانت‬
‫إقامتها العادية في البحرين أو عادت للقامة فيها(‪.‬‬

‫وبالرغم من أن كلمة ) أدخلت( تثير بعض اللبس في فهم النص وقد يوحي بأن المرأة البحرينية إذا‬
‫كان قانون جنسية الزوج يوجب أو يقرر حقها في الحصول على جنسية زوجها فإنها تفقععد جنسععيتها‬
‫التي اكتسبتها بالزوجية تلقائيًا‪ ،‬إل أن فهم النص ضمن سياقه وكون الفقد هنا ليععس عقوبععة للمععرأة‬
‫ويقصد به التأكد من رغبتها الحقيقية في التخلي عن الجنسية البحرينية فإن التفسير الصحيح هو أن‬
‫المرأة البحرينية التي تتزوج من أجنععبي ل تفقععد جنسععيتها البحرينيععة إل عنععدما تتمتععع تمتع عا ً حقيقي عا ً‬
‫بالجنسية التي يتمتع بها زوجها الجنبي‪ ،‬فل يكفي أن يكون قانون جنسية الزوج يمنحها هذا الحق أو‬
‫تكون تقدمت بطلب ربما يوافق عليه وربما يرفض‪ ،‬بععل لبععد أن تكععون قععد حصععلت وبرغبتهععا علععى‬
‫جنسية زوجها الجنبي‪ ،‬وينسجم هذا الرأي مع ما يقرره القانون الكويتي الذي يستعمل ذات التعععبير‬
‫) أدخلت (‪.‬‬

‫أما رد الجنسية في حالة انتهععاء رابطععة الزوجيععة بيععن البحرينيععة وزوجهععا الجنععبي الععتي دخلععت فععي‬
‫الجنسية التي يتمتع بها‪ ،‬فإنها تكون تلقائية بمجععرد إعلن رغبتهععا فععي اسععترداد الجنسععية إلععى وزيععر‬
‫الداخلية بشرط أن تكون إقامتها العادية في البحرين أو عادت إلى القامة فيها‪.‬‬

‫حالت سحب الجنسية وفقدها وإسقاطها‪:‬‬


‫سحب الجنسية البحرينية يكون من الشخاص الذين تجنسوا بها فقط طبقا ً لنص المادة ) ‪ ( 8‬مععن‬
‫قانون الجنسية ويكون ذلك بأمر من سمو المير في حالتين ‪:‬‬

‫)‪ (1‬إذا حصل عليها بطريق الغش أو بناء على أقوال كاذبة أو إخفائه معلومات جوهرية وهنععا يمكععن‬
‫أن يتبع سحب الجنسية من المتجنس سحبها من كععل شععخص تجنععس بهععا عععن طريقععه فكمععا يقععال‬
‫)الغش يفسد كل شيء(‪.‬‬
‫)‪ (2‬إذا أدين المتجنس بجريمة تمس شرفه أو أمانته خلل العشععر سععنوات التاليععة لتجنسععه وفععي‬
‫هذه الحالة تسحب الجنسععية مععن الشععخص المععدان وحععده وليععس ممععن حصععل عليهعا ععن طريقعه‬
‫كالبناء‪.‬‬

‫فقد الجنسية البحرينية‪:‬‬


‫نصت المادة التاسعة من قانون الجنسية البحرينية لعام ‪1963‬م على أن البحريني يفقععد جنسععيته‬
‫البحرينية ) سواء كانت أصلية أو مكتسبة ( ويفقدها معه أولده القاصرين إذا صدر بسحبها أمر مععن‬
‫سمو المير في حالتين حددتهما المادة التاسعة من القانون في التي‪:‬‬
‫‪12‬‬
‫‪13‬‬
‫)‪ (1‬إذا تجنس مختارا ً بجنسية أجنبية‪.‬‬
‫)‪ (2‬إذا تنازل عن الجنسية البحرينية‪.‬‬

‫وأهم ما يلحظ هنا أن الفقد ل يحصل تلقائيا ً بل لبد من صدور أمر من سعمو أميعر البلد وأن العذي‬
‫يفقد الجنسية بالتبعية هم الولد القاصرون فقط ويبقى البناء الرشد والزوجة محتفظين بجنسيتهم‬
‫البحرينية‪.‬‬

‫إسقاط الجنسية البحرينية‪:‬‬


‫نصت المادة العاشرة من قانون الجنسععية لعععام ‪1963‬م علععى أنععه يجععوز بععأمر مععن سععمو الميععر‬
‫إسقاط الجنسية البحرينية عن كل من يتمتع بها في الحالت التية ‪:‬‬

‫)‪ (1‬إذا دخل الخدمة العسكرية لحدى الدول الجنبية وبقى فيها بالرغم من المر الععذي يصععدر لععه‬
‫من حكومة البحرين بترك الخدمة العسكرية في تلك الدول‪.‬‬
‫)‪ (2‬إذا ساعد أو انخرط في خدمة دولة معادية‪.‬‬
‫)‪ (3‬إذا تسبب في الضرار بأمن الدولة‬

‫قبل التعليق على مسألة إسععقاط الجنسععية أرى أن مععن المستحسععن إيععراد نععص المععادة )‪ (17‬مععن‬
‫دستور ‪ 1973‬للحاطة بمدى انسجام نص القانون مععع نععص الدسععتور وأيهمععا يفععترض أن تكععون لععه‬
‫الغلبة‪.‬‬

‫نصت المادة المذكور رقمها من الدستور على التي ‪:‬‬

‫)‪ (1‬الجنسية يحددها القانون ول يجوز إسقاطها عمن يتمتع بها بصفة أصععلية إل فععي حععالتي الخيانععة‬
‫العظمى أو ازدواج الجنسية وذلك بالشروط التي يحددها القانون‪.‬‬
‫)‪ (2‬ل يجوز سحب الجنسية من المتجنس إل في حدود القانون‪.‬‬
‫)‪ (3‬يحظر إبعاد المواطن عن البحرين أو منعه من العودة إليها‬

‫ويلحظ من خلل نصععوص قععانون الجنسععية البحرينيععة الصععادر عععام ‪1963‬م وعلععى الخععص المععادة‬
‫العاشرة منه أن من الممكن إسقاط الجنسية البحرينية عن كل من يتمتععع بهععا فععي الحععالت الثلث‬
‫السابقة الذكر التي نصت عليها المادة العاشرة وفي ذلك تناقض أو تعععارض مععع نععص المععادة )‪(17‬‬
‫من الدستور التي ل تجيز إسقاط الجنسية عمن يتمتع بها بصفة أصلية إل في حالتين هما‪:‬‬
‫الخيانة العظمى‬
‫ازدواج الجنسية ) أي حصول البحريني على جنسية أخرى(‪.‬‬

‫لذا فإن نص الدستور هو الولى بالتطبيق لكونه القانون الول والسمى في الدولة ولكونه قد صععدر‬
‫بتاريخ لحق على قانون الجنسية حيث صدر الدستور بتاريخ ‪ 6‬ديسمبر ‪1973‬م‪ ،‬وبالتالي فإنني أرى‬
‫أنه يمتنع إسقاط جنسية أي بحريني يتمتع بها بصفة أصلية وهي الجنسية المستحقة طبقعا ً للمععادتين‬
‫الرابعععععععة والخامسععععععة إل فععععععي الحععععععالتين المنصععععععوص عليهمععععععا فععععععي الدسععععععتور ‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫‪14‬‬
‫أما نص المادة ‪ 17‬من الدستور الجديد فإنه يفتح المجال للتوسع في حالت إسعقاط الجنسعية وهععو‬
‫مسلك غير محمود بإعطاء السلطة التنفيذيععة مثععل هععذا الحععق علععى إطلقععه وسععأتناول هععذا النععص‬
‫بالقراءة لحقا ً ‪.‬‬

‫رد الجنسية البحرينية ‪:‬‬


‫نصت المادة )‪ (11‬من قعانون الجنسعية علعى إمكانيعة رد الجنسعية البحرينيعة فعي أي وقعت لمعن‬
‫فقدها بموجب أحكام المواد الثلث ‪ 10 ، 9 ، 8‬من القانون وذلك بأمر يصدر من سمو أمير البلد ‪،‬‬
‫والرد هنا ممكن دون تقييد بمدة معينة ول حتى بزوال سبب الفقد ‪ ،‬فلسمو المير التقدير المطلععق‬
‫في ذلك‪.‬‬

‫أساس التجنيس وشروطه‬


‫يستند التجنيس أي اكتساب جنسية دولة ما إلى وجود وتوافر رباط معنوي بين الفرد والدولة التي‬
‫تمنحه جنسيتها يتمثل في اندماج طالب التجنيس روحيا ً واجتماعيا ً في مجتمع الدولة ورغبته فععي أن‬
‫يصبح من رعاياها أو أحد أفراد مجتمعها ‪ ،‬ولذلك غالبا ً ما تعلق الدولة منععح جنسععيتها للجععانب علععى‬
‫شروط معينة تهدف إلى التأكد من توافر هذا الرباط المعنوي ‪.‬‬

‫وقد ترى الدولة حماية لكيانها السياسي أو القتصادي أو الجتمعاعي ععدم السعماح لطعوائف معينعة‬
‫اكتساب جنسيتها بأن تضع شروطا ً أخرى تضمن عدم دخول هذه الطوائف الغير مرغععوب فيهععا فععي‬
‫حينها وذلك حسب سياسة الدولة وأغراضها السياسية ورغبتها في معالجة مشكلة مععا تعععاني منهععا ‪،‬‬
‫فإذا كانت الدولة تعاني نقصا ً في السكان أمكنها عن طريق التجنيس زيادة عدد سكانها أمععا إذا لععم‬
‫تكن الدولة بحاجة إلى زيادة عدد سكانها نظرا ً لشحة مواردهععا وزيععادة الكثافععة السععكانية بهععا فإنهععا‬
‫بموجب سلطتها التقديرية تستطيع رفض تجنيس كل من ل ترى نفعا ً من دخوله في جنسععيتها رغععم‬
‫توافر كل الشروط المطلوبة منه‪.‬‬

‫ول شك في أننا في البحرين نشكو من ازدياد في الكثافة السكانية وصععغر رقعععة البلد وضععآلة فععي‬
‫الموارد وضغط على الكثير من الخدمات الصحية والكهربائيعة والسعكانية إلعى حعد مطالبعة البععض‬
‫بتنظيم عملية النجاب وخاصة في القرى ‪ ،‬فهل الغراق في تجنيس من يرغب مععن الخععوة العععرب‬
‫أو الخليجيين مناسب ويخدم مصلحة المواطن البحريني أو المصلحة القومية ؟؟ أم أن واقععع الحععال‬
‫في يقتضي حصر التجنيس على أقل عدد ممكن واختيار طالب التجنيس الذي قدم خدمات للبحرين‬
‫وأقام فيها ردها ً من الزمن وتقدير المسؤول بأن كفععاءته وعلمععه سععيرفعان اسععم البحريععن وشعععبها‬
‫عاليا ً وذلك كله من منظار العدالة واندماج طالب التجنيس في المجتمع وانتمائه فعل ً إلععى البحريععن‬
‫ماديا ً ووجدانيا ً بعد توافر شروط القامة في البحرين لمدة مناسبة والتعلم والعمل أو الستثمار فيها‬
‫للتأكععد مععن تحقععق النععدماج فععي المجتمععع البحرينععي والععولء لهععذا الععوطن ‪ ،‬ول شععك فععي أن أول‬
‫مقتضيات هذا النتماء أن يتخلى طالب التجنيس عن جنسية الدولة التي ينتمي إليها‪.‬‬

‫وإذا كان لبد من السماح للبحريني باكتساب جنسية أخرى مع احتفاظه بجنسيته البحرينيععة لتحقيععق‬
‫مصلحة مادية أو معنوية له ولفراد أسرته ‪ ،‬فإن من المتعين اشتراط ذلك بكون جنسععيته أصععلية أو‬
‫بعد مرور مدة معينة على اكتسابه الجنسية البحرينية كأن تحدد مثل ً بعشر سنوات‪.‬‬

‫هل السماح بازدواج الجنسية دستوري ؟؟‬


‫‪14‬‬
‫‪15‬‬
‫نصت المادة ‪ 17‬من دستور ‪ 1973‬على أن الجنسععية يحععددها القععانون ول يجععوز إسععقاطها عمععن‬
‫يتمتع بها بصفة أصععلية إل فععي حععالتي الخيانععة العظمععى أو ازدواج الجنسععية وذلععك بالشععروط الععتي‬
‫يحددها القانون‪.‬‬

‫وأنه ل يجوز سحب الجنسية من المتجنس إل في حععدود القععانون وأنععه يحظععر أبعععاد المععواطن عععن‬
‫البحرين أو منعه من العودة إليها‪.‬‬

‫أما المادة ‪ 17‬من الدستور الجديد فقد نصت على التالي‪:‬‬


‫‪ - I‬الجنسية البحرينية يحددها القانون ول يجععوز إسععقاطها عمععن يتمتععع بهععا إل فععي حالععة الخيانععة‬
‫العظمى والحوال الخرى التي يحددها القانون‪.‬‬
‫‪ - II‬يحظر إبعاد المواطن عن البحرين أو منعه من العودة إليها‪.‬‬

‫ويلحظ أن سند الحكم في إصدار الدستور الجديد أو التعديل هو ميثاق العمل الوطني الذي خلععى‬
‫من أي نص يقرر إجراء تعديل لنص المادة ‪ 17‬المتعلقة بأحكام الجنسععية البحرينيععة ‪ ،‬وبالتععالي فععإن‬
‫التعديل في موضوعه غير مشروع وغير متفق عليه بين الشعب والحكععم وغيععر مشعروع مععن ناحيععة‬
‫اللية المنصوص عليها في الدستور الذي تم التصويت على الميثاق في ظله‪.‬‬

‫ومن الناحية التشريعية يلحظ أن تحديد أولويات إصدار القوانين المختلفة يتم بععذات النهععج السععابق‬
‫على النفتاح دون مشاورة أية جهععة أو شخصععيات ذات وزن شعععبي لتقععدير مواضععيع تلععك القععوانين‬
‫وتوقيتها ومدى تأثيرها على الشعب وموارد الدولة وجودة الخدمات التي تقدمها الدولععة للمععواطنين‬
‫أو حتى دون تشكيل لجان تمثل فيها الجمعيات السياسية أو الجمعيععات المهنيععة للسععتئناس بآرائهععا‬
‫في تلك المواضيع كوسيلة لتأكيد رغبة الحكم وإقراره بحععق المشععاركة فععي هععذه الفععترة النتقاليععة‬
‫التي أحبطت حالة النفراد بالقرار خللها الكثير من المتفائلين بعهد ديمقراطي حقيقي ‪.‬‬

‫هل يخدم ازدواج الجنسية البحرينيين الذين يقيمون في الخارج ؟؟‬

‫يقول البعض بأن الهدف هو تمكين البحرينيين الذين يقيمععون فععي دول الخليععج مععن الحصععول علععى‬
‫جنسية الدول التي يقيمون فيها مع احتفاظهم بجنسيتهم البحرينية ومثل هذا القول مردود عليه بأن‬
‫سماح البحرين لمواطنيها بالحتفاظ بجنسيتهم في حالععة اكتسعابهم جنسععية دولعة خليجيععة ل تعطعي‬
‫المواطن البحريني الحق في اكتساب جنسية تلك الدولة ‪ ،‬بل تستوجب قوانين تلك الععدول جميعهععا‬
‫أن يتخلى عن جنسيته البحرينية ‪ ،‬مما يقتضي أن تعدل جميع دول مجلس التعاون قوانينها المتعلقععة‬
‫بالجنسية وإل فكيف يتمكن البحريني من الحصول على جنسية تلك الدول ؟؟ وبالتالي فإن حل هذا‬
‫الشكال لصالح المواطن البحريني يقتضي اتفععاق دول مجلععس التعععاون علععى حععل مناسععب وليععس‬
‫بعمل منفرد من جانب البحرين ‪ ،‬فالمواطن البحريني يشعر بأن حقوقه مهضومة ودولته تقععدم كععل‬
‫التسهيلت للمواطن الخليجي‪ ،‬فععي حيععن أن دول المجلععس الخععرى ل تعععامله إل علععى أسععاس أنععه‬
‫مواطن بحريني ول يوجد مبدأ المعاملة بالمثل ‪.‬‬

‫فعلى الصعيد العملي من الممكن للخوة من مواطني مجلس التعاون مثل ً التسجيل كمحععامين فععي‬
‫البحرين دون أية قيود إل أن المحامين البحرينييععن إذا أرادوا ممارسععة المهنععة أو التسععجيل فععي أيععة‬
‫دولة أخرى يواجهون صعاب وتعقيدات تجعل القيد شبه مستحيل وتقاس على قيد المحامين مسائل‬
‫‪15‬‬
‫‪16‬‬
‫أخرى ما عدا دولة الكويت التي ترخص للبحرينيين العمل في مجال المحاماة دون أية تعقيدات‪.‬‬

‫المحامععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععي‬
‫عيعسى إبراهعيم‬
‫المراجع ‪:‬‬
‫‪ -1‬د‪ .‬فؤاد بن المتعن رياض – الوسيط في القانون الدولي الخاص ‪.‬‬
‫‪ -2‬د‪ .‬عكاشة محمد عبدالعال – أحكام الجنسية اللبنانية ومركز الجانب ‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫‪17‬‬
‫قول غير ممتع وغير مقنع‬

‫الكاتب‪ :‬حافظ الشيخ صالح‬

‫فرعون يقول لقومه‪) :‬ما ُأريكم إل ما أرى( »غافر ‪ ،«29 -‬يستكثر عليهم انفرادهم برأي غير رأيه‬
‫جب جدا ً كيف يتخعذ النعاس القعرارات فعي شعأن معا‬ ‫في أشياء الكون وأشياء الجتماع‪ ،‬وفرعون يتع ّ‬
‫ن يستأذنوه في قراراتهم واعتقاداتهم‪ ،‬أيْ كما هعو مكتعوب عليهعم‬ ‫يعتقدون وما ليعتقدون من غير أ ْ‬
‫ن آذن لكم إنه لكبيركم( »الشعراء‪ ،«49-‬فإذا قععال للشععيء‬ ‫عنده في شرعة العبيد‪) :‬آمنتم له قبل أ ْ‬
‫»ل« قالوا معه »ل«‪ ،‬وإذا قال »نعم« قالوا مثله »نعم«‪ ،‬وإذا نظعر إلعى الشعجرة هنالعك العتي فعي‬
‫الشارع وقال إنها تمشعي قعالوا إنهعا فعل ً تمشعي‪ ،‬وإذا قعال إنهعا الن وقفعت‪ ،‬قعالوا مععه إنهعا الن‬
‫بالفعل وقفت عن المشي‪.‬‬

‫وإنه الوكيل نفسه في إحدى وزارات الدولة البحرينية‪ ،‬الشيخ راشد بععن خليفععة آل خليفععة ‪ -‬هععدانا‬
‫الله وإياه ‪ -‬وكيل وزارة الداخلية للهجرة والجوازات‪ ،‬مثلما هو انبرى قبل مدة قصيرة جععدا ً لتسععفيه‬
‫وجهات نظر عدد من موظفي الهجرة والجوازات‪ ،‬والتعامل معهم بمنطعق فرععون الموصعوف فعي‬
‫عناية واستفاضة في كعثير معن سعور القعرآن الكريعم‪ ،‬مهمل ً هنالعك إهمعال ً هعائل ً ومعذهل ً ابتعدائيات‬
‫الكرامة التي أسبغها الله تعالى على بني آدم‪) :‬ولقد كّرمنا بني آدم( »السعراء ‪ ،«70-‬ومهمل ً أيضعا ً‬
‫المسافة التي انقطعت في البحرين منذ الشتاء الماضي هربا ً من الخرائب السابقة‪ ،‬فععإنه عععاد الن‬
‫مم بعناية نوعا ً ما‪ ،‬ليقول أقوال ً عديمة القناع‪ ،‬وعديمة المتاع‪ ،‬في‬ ‫في حديث صحفي مسهب‪ ،‬ومص ّ‬
‫شأن عمليات التجنيس الخرقاء والحمقاء‪ ،‬خالطا ً على الناس الشياء‪ ،‬صابغا ً القضية بأصباغ لمعنععى‬
‫لها‪ ،‬ممتنعا ً عن توضيح الساس الشعرعي والتعاريخي لتوزيعع جنسعية البحريعن علعى بنعاجيب )جمعع‬
‫بنجابي( وأعاجم وغيرهم من مرتزقة قوات البوليس‪ ،‬وعلى حلقيععن نصععارى‪ ،‬وعلععى شععوايا ورعععاة‬
‫أغنام شبه بدائيين ومعادين بالسليقة للشعب البحريني ول علقة لهم بالبحيرة الخليجية مععن معشععر‬
‫المستوردين من بعض القفار بين الشام والعراق‪ ،‬وعلى بهرة ومن فرق وديانات أخرى‪ ،‬كأنما يععراد‬
‫بفضلهم جميعا ً تحويل البحرين إلى فسيفساء متنافرة من الملل والنحل والقوام ينقصم من أثقالها‬
‫ظهر البحرين‪.‬‬

‫ن المسألة ليست البتة كما حاول رسمها الشيخ راشد‪ ،‬وإنه حتى إن صععدقت أرقعامه وكعان عععدد‬ ‫إ ّ‬
‫ملة السلح ‪ -‬من فئة الشوايا وحدهم ‪ -‬فقط سبعمائة حامل سلح ونيف‪ ،‬فإن هذه قععوة‬ ‫ح َ‬
‫المرتزقة َ‬
‫مرعبة قياسا ً إلى حجم البحرين‪ ،‬وهي بالتأكيد مرعبة سكانيا ً واجتماعيا ً وسياسيا ً على نحو مضععاعف‬
‫حين يضاف لكل واحد من هؤلء السععبعمائة زوجععة أو زوجتععان مععع أعععداد غيععر معلومععة مععن البنععاء‬
‫والبنات )فهؤلء معروفون بكثرة النجاب من غير حساب(‪ ،‬ثم هنالك فئة المرتزقة البنععاجيب )جمععع‬
‫بنجابي( وهذه فئة من الفئات المغفور لها معا تقعدم معن ذنبهعا ومعا تعأخر‪ ،‬وهعي تأخعذ الجنسعية‪ ،‬أو‬
‫تشتريها بفلوسها‪ ،‬بينما هي باقية أبد الدهر بنجابية متعصبة غاية التعصب للسانها وثقافتها وعوائدهععا‬
‫وقومها‪ ،‬ثم هنالك فئات أخرى من المرتزقة‪ ،‬ثم من بعدهم تأتي أصناف أخرى من المجنسععين مععن‬
‫غير حق كذلك‪ ،‬وكثير منهم أعاجم وكثير منهم غير مسلمين‪.‬‬

‫إل أن الشيخ راشعد ‪ -‬جعلنعا اللعه وإيعاه معن الراشعدين ‪ -‬أمسعك بالقشعور وتعرك متعمعدا ً جعواهر‬
‫الشياء‪ ،‬ومنع نفسه من ملمسة العواقب البعيدة لفوضى التجنيسات‪ ،‬وهو لسععوء الحععظ راح أيض عا ً‬
‫ن قال إن الشعب البحرينععي ‪ -‬بطععائفتيه‬‫م ْ‬
‫يستنجد بشعارات منقطعة عن سياقاتها وعديمة الدللة‪ ،‬ف َ‬
‫‪17‬‬
‫‪18‬‬
‫‪ -‬هو ضد العرب أو ضد العروبة أو ضد توثيق العلئق العربية للبحرين‪ ،‬إلى آخر هذه الشعارات التي‬
‫ل معنى بتاتا ً هاهنا للستعانة بها‪ ،‬عندما هو‪ ،‬أي شعب البحريعن‪ ،‬يععارض الن هكعذا عمليعات ضعرب‬
‫العروبة في قلبها الحي لسبب تجنيس البناجيب المرتزقة وغيرهم من أعاجم‪ ،‬أو عندما هعو يععترض‬
‫قطر العربي السععوري‪ ،‬وكععذلك صععورة المملكععة الردنيععة‪ ،‬لسععبب‬ ‫على الساءات العظيمة لصورة ال ُ‬
‫التجنيس لفئات من تلكم النواحي سيئة على العم الغلب وبليغععة السععوء‪ ،‬ليسععت تععترجم الصععورة‬
‫الحقيقية الحضارية والمدنية لذينكما البلدين العربيين؟‬

‫ومساء أول من أمس السبت شهدت البحريععن النععدوة الولععى مععن نوعهععا عععن قضععية »التجنيععس‬
‫والتوطين«‪ ،‬وعلى الرغم من أن المصادفة الصععرفة هععي الععتي جعلععت النععدوة تبععدو وكأنهععا تتحععدث‬
‫هم مععن الشععيعة ‪ -‬إل أن هععذا‬ ‫بلسان الشيعة ‪ -‬لسبب انعقادها في قرية شيعية ولن المتحدثين فيها ُ‬
‫سنة ومن شيعة علععى السععواء‪ ،‬وإنمععا‬ ‫ظم في حلقوم الشعب من ُ‬ ‫غير صحيح بتاتًا‪ ،‬فالمشكلة هي ع َ ْ‬
‫هذه ندوة افتتاحية وأولية‪ ،‬فإذا تبعتها في الشهور التالية ندوات أخرى سوف يتععبين جععدا ً للمكععابرين‬
‫أن البحرينيين ل اختلف بينهم في رفض التجنيس‪ ،‬وبخاصة تجنيس المرتزقة‪.‬‬

‫صحيفة الشرق القطرية| ‪2001-07-09‬‬

‫‪18‬‬
‫‪19‬‬
‫حول الهجرة و الجوازات‬

‫الكاتب ‪ :‬أحرار البحرين‬

‫‪................................................................................................................‬‬

‫وعلى صعيد آخر هناك اسععتياء كععبير مععن ضعععف الداء الداري وتععداعي الخععدمات بععدائرة الهجععرة‬
‫والجوازات‪ ،‬وهي ظواهر تزامنت مع حملة التجنيس السياسي التي تصاعدت في الشععهور الخيععرة‪.‬‬
‫وقد واجه المواطنون الذين تقدموا بطلب الحصععول علععى جععوازات سععفر فععي الشععهرين الماضععيين‬
‫صعوبات كبيرة جدا‪ ،‬ومععا يععزال الوضععع مترديععا برغععم الحتجاجععات المتكععررة مععن المععترددين علععى‬
‫الدائرة‪ .‬وتفتقر اجراءات الحصول على جوازات السفر لية تعليمعات مكتوبعة‪ .‬وليعس هنعاك تنظيعم‬
‫لمقابلة المتقدمين بالطلب‪ ،‬بل هناك فوضى تبدأ منذ دخول باب الدائرة وتتكرر عند كل نقطة على‬
‫الطريق الشائك لصدار الجواز‪.‬‬

‫وبرر الشيخ راشد بن خليفة آل خليفعة‪ ،‬وكيععل وزارة الداخليعة لشعؤون الهجعرة والجعوازات ذلعك‬
‫التخلف بعدم توفر المكانات المطلوبة‪ .‬وقال الشيخ راشععد فععي مععؤتمر صععحافي يععوم امععس‪ ‬ان‬
‫هناك توسعات في مباني الدارة العامة للهجرة والجععوازات سععتنتهي قبععل نهايععة هععذا العععام تشععمل‬
‫توسعة صالت استقبال الجمهور‪.‬‬

‫كما ان هناك مشروعا لبناء مبنععى ضععخم للهجععرة والجععوازات بمدينععة حمععد‪ .‬وأشعار أيضعا الععى ان‬
‫مسألة التجنيس امرها متروك للدولة والسلطة المختصة وفق احكام قانون الجنسية‪ .‬واّدعى انه ل‬
‫يمكن غلق باب التجنيس نهائيا لن معنى ذلك الغاء القانون وهذا ل يجععوز‪ .‬واضععاف ان اكععثر الععدول‬
‫اكتظاظا بالسكان بها قوانين للجنسية مثل الهند والصين‪ .‬وأشار الى ان منح الجنسية بمععادة هععدفه‬
‫تعريفي فقط دون المساس بالمساواة في الحقوق والواجبات‪ .‬ومع ذلك يجري الن طبععع جععوازات‬
‫سفر جديدة بدون الشارة الى اي مادة‪ .‬وقال ان بامكععان مععن يريععد الطلع علععى ارقععام التجنيععس‬
‫الحصول عليها بسهولة‪ .‬وناشدت المعارضععة بكشععف ملفععات التجنيععس ووقععف العمليععة فععورا‪ ،‬كمععا‬
‫شككت في استعداد المسؤولين لكشف الملفات كلها‪ ،‬خصوصا في ضععوء الرقععام المغلوطععة الععتي‬
‫نشرتها الوزارة قبل اسبوعين حول اعداد من تم تجنيسهم‪ ،‬وهي أرقام بعيدة عن الواقع‪.‬‬

‫وعلى صعيد آخر ناشدت المعارضة اصحاب القلم الكف عن اثارة اللغط والفتنععة بالتشععكيك فععي‬
‫نوايا المواطنين واهدافهم وتضععخيم الفععوارق الطبيعيععة بيععن ابنععاء البحريععن‪ .‬وقععالت ان المسععؤولية‬
‫تقتضي من هؤلء التطرق الى ما هو مشترك من هموم بين ابناء الوطن الواحد والكععف عععن طععرح‬
‫الفكار التي ل تخدم الصف الوطني والتي تتحرك فععي اطععر قديمععة تجاوزهععا الزمععن وقضععى عليهععا‬
‫وعي ابناء البحرين‪ .‬واهابت بمن لديهم حس وطني مناقشة الوضععع السياسععي بمسععؤولية وتععوازن‪،‬‬
‫وة ووحععدة الصععف والتقليععل مععن الفععوارق‬ ‫وطرح مطالب الشعب بوضوح‪ ،‬وتكريععس مفععاهيم الخ ع ّ‬
‫السياسية والمذهبية بدل من تضخيمها‪.‬‬

‫بيان حركة أحرار البحرين السلمية |‪2001-07-19‬‬

‫‪19‬‬
‫‪20‬‬
‫ملف التجنيس ‪ ...‬ماله وما عليه‬

‫الكاتب ‪ :‬عبد الرحمن النعيمي‬

‫أيها الخوة والخوات السلم عليكععم ورحمععة اللععه ‪ ،‬هنععاك عععدد مععن الملفععات الععتي تععثيراللغط أو‬
‫الرباك أو الغضب والسخط الشعبي‪ ،‬وكانت مصدر قلقل في الفترة السابقة‪ .‬وحيث أننا فععي عهععد‬
‫المكاشفة والنفراج السياسي والحرص على الحوار البناء بين القيادة السياسية والقوى السياسععية‪.‬‬
‫وحيث نريد الوصول إلى حلول لهذه الملفات الساخنة سابقًا‪ ،‬أو نريد تبريد الملفات الساخنة بهدف‬
‫تحقيق المن والستقرار لبلدنا‪ ،‬والعتركيز علعى القضعايا العتي تهعم المعواطنين وتحقعق المزيعد معن‬
‫التقدم القتصادي والجتماعي والسياسي فان من الضروري أن تعبر القوى السياسية بوضععوح عععن‬
‫كافة الجوانب المحيطة بالملف المعني‪ ،‬ومن الضروري إقامة جسور متينة من الثقععة بيععن السععلطة‬
‫والمععواطنين مععن خلل هععذه القععوى السياسععية الععتي تعععبر عنهععم‪ ،‬ولعععل مععن هععذه الملفععات ملععف‬
‫التجنيس‪ .‬في البداية ‪ ،‬يمكن القول بأن ملف التجنيس هو من الملفات المفتوحة فععي دول مجلععس‬
‫التعاون الخليجي برمتها‪ ،‬كما انه ملف مفتوح عربيًا‪ ،‬ويمكن النظر إليه عالميا ًً علععى ضععوء الهجععرات‬
‫الكبيرة التي تجرى بين القارات وبين مختلف بلدان العالم‪ ،‬حيععث يعيععد العععالم قولبععة قضععاياه علععى‬
‫ضوء تقاربه أو على ضوء الشكاليات المنية والسياسية التي يعاني منها‪.‬‬

‫بععرزت مسععألة الهجععرة والتجنيععس فععي منطقععة الخليععج العربععي بعععد اكتشععافات النفععط الكععبيرة‪،‬‬
‫والخيرات الكثيرة التي تدفقت‪ ،‬وبدأت حركة العمالة تتزايد بين دول المنطقععة )وخاصععة معن اليمععن‬
‫وسلطنة عمان خلل عهد السلطان السابق سعيد بن تيمور( أو معن العدول العربيعة القريبعة )مصعر‬
‫وبلد الشام والعراق( أو من الدول المجاورة )إيعران والهنععد والباكسعتان( وقعد شعهدنا بعععد الحعرب‬
‫العالمية الثانية‪ ،‬في منطقة الجزيعرة العربيعة وخاصععة المنطقعة الشعرقية والمعارات العتي خضععت‬
‫للحماية البريطانية تزايد حركة التنقل والقامة وازدواجية الجنسية لدى عدد كبير من عععرب الخليععج‬
‫وشرق الجزيرة‪ ،‬حيث يحمل النسان جوازات سفر عععدد مععن هععذه البلععدان نظععرا ً للععترابط القبلععي‬
‫والعشائري والسرى والمذهبي ‪ ،‬ومع البدء ببناء أجهزة دولة في هذه البلدان ‪ ،‬سواء فععي المملكععة‬
‫العربيععة أو بلععدان الخليععج الععتي خضعععت للحمايععة البريطانيععة‪ ،‬تععم سععن قععوانين الجنسععية فععي هععذه‬
‫المنطقة‪ ،‬وكان اول قانون للجنسية في البحريععن عععام ‪ .1941‬وجععرى إدخععال تعععديلت عليععه حععتى‬
‫السنة الخيرة‪ .‬وكان واضحا ً أن هناك شعريحة معن المعواطنين سععواء كعانوا معن السعر الحاكمععة أو‬
‫القبائل القريبة منهم يريدون تحديد عدد الناس الذين يحصلون على المتيازات التي تجلبها عععائدات‬
‫النفعط‪ ،‬ومعن هنعا بعرزت عنععدنا مشعكلة المعواطنين الصععليين أو الدرجععة الولععى والمععواطنين معن‬
‫الدرجات الثانية والثالثة وغيرها‪ ،‬حسب السنة التي حددت على إنهععا السععنة الفاصععلة ‪ ،‬فمععن سععكن‬
‫تلك الرض قبل تلك السنة فهو من مواطني الدرجة الولى ومن جاء إلى البلد بعد تلك السنة فععانه‬
‫مواطنا ً من الدرجة الثانية‪ ،‬أو الدرجات الخرى‪.‬‬

‫وكان هذا التصنيف مهم بالنسبة للسكان الصليين للمنطقة‪ ،‬بحجة التعويض عن سنوات الحرمان‪،‬‬
‫أو بحجة أن الله قد أنعم علينا بهذه الثروة‪ ،‬وعلينا أن نستفيد منها بالدرجععة الساسععية قبععل غيرهععا‪،‬‬
‫وتعلقت امتيازات الجنسععية بمواضععيع للتملععك‪ ،‬والمتيععازات التجاريععة والحقععوق والواجبععات‪ ،‬ولحقعا ً‬
‫المشاركة في الحياة السياسية‪ ،‬سواء في النتخابات أو فععي مؤسسععات المجتمععع المععدني‪ ،‬وبععرزت‬
‫في هذه المنطقة طبقة المواطنين الساسيين الععذين يمكععن تقسععيمهم إلععى فئات اجتماعيععة ‪ ،‬وفئة‬
‫الوافدين )أو ما أطلق عليه السياد والعبيد تيمنا ً بما كان سائدا ً في اليونان أو الرومان فععي العصععور‬
‫‪20‬‬
‫‪21‬‬
‫القديمة(‪.‬‬

‫وفي مرحلة الحماية البريطانية‪ ،‬كانت العلقات مع القارة الهندية قويععة‪ ،‬وكععان النجليععز يعتمععدون‬
‫على الكوادر الهندية‪ ،‬وعلى فععرق أجنبيععة مععن البلععوش أو الباكسععتانيين لحفععظ المععن لعععدم ثقتهععم‬
‫بالمواطنين أو لعدم انخراط المواطنين في مهنععة الشععرطة‪ ،‬وحرصععت السععلطات البريطانيععة علععى‬
‫التقليل من العتماد على العرب وعععدم السععماح بتععدفق الهجععرة العربيععة إلععى المنطقععة خوفعا ً مععن‬
‫انتشععار الحركععات السياسععية المعارضععة لهععا‪ ،‬خاصععة بعععد نكبععة فلسععطين وانتشععار موجععة العععداء‬
‫للبريطانيين في هذه المنطقة‪.‬‬

‫حرص البريطانيون ولحقا ً المريكان على عزل القضية النفطية عن القضععية الفلسععطينية‪ ،‬وعععزل‬
‫القتصاد عن السياسة‪ ،‬وحيث تحتضن المنطقة اكبر احتياطي نفطي عالمي ‪ ،‬فقد كان مععن المفيععد‬
‫خلق مجتمعات ل تتمتع بالتجانس القومي ‪ ،‬وتشكل مجمعا ً بشريا ً كبيرا ً من مختلف المصادر ل يضع‬
‫هذه القضية القومية من أولويات تفكيره‪ ،‬إضافة إلى خلخلة البنية الجتماعية بحيث ل تتشكل حركة‬
‫سياسية متجانسة قادرة على معارضة سياسات السر الحاكمععة أو الععدوائر البريطانيععة أو الميركيععة‬
‫التي تريد أن تكون المنطقة بقرة حلوب أو منطقة استثمار لصالح الشركات المتعددة الجنسيات‪.‬‬

‫حدثت نقلة نوعية كبيرة في المنطقة بعد حرب أكتوبر ‪ 1973‬والرتفاع الكبير لسعار النفط‪ .‬فقد‬
‫كان من الضروري خلق البني التحتية لهذه البلدان واقامة مدن عصرية وإدخععال الخععدمات الحديثععة‪،‬‬
‫وتدوير عائدات النفط ليس بهدف دمج هذه المنطقة بالسوق العربيععة‪ ،‬وتزايععد تأثيرهععا العربععي‪ ،‬بععل‬
‫كان التفكير الجنبي معاكس لذلك‪ ،‬فقد كان مععن الضععروري تععدوير العععائدات النفطيععة إلععى الغععرب‬
‫الرأسمالي ‪ ،‬وكان من الضروري تلبية احتياجات عدد كبير من بلدان العالم وخاصععة تلععك المرتبطععة‬
‫بالوليات المتحدة كشرق آسيا‪ ،‬وأهمية أن تكون فاتورة نفطها تسدد معن خلل التحععويلت والربعاح‬
‫التي تحصل عليها شركاتها من منطقة الخليج‪.‬‬

‫مرة أخرى كان النفط وفلسطين في صلب التفكير لصانعي القرار في المنطقة‪ ،‬وصانعي القععرار‬
‫بالدرجة الساسية هم المريكان الذين القوا القبض على عائدات النفط من خلل اللجان المشتركة‬
‫ومن خلل صفقات السلحة ومن خلل سندات الخزينة المريكية ‪.‬‬

‫حرصت النظمة وخاصة الصغيرة علععى إشععاعة جععو مععن التقوقععع علععى الععذات‪ ،‬واعتبععار الخريععن‬
‫أجانب‪ ،‬وان المتيازات يجب أن تعطى للمعواطنين ‪ ،‬وعلععى الخريعن أن يخعدموا السعياد‪ ،‬فعي ذات‬
‫الوقت الذي يجب تدفيعهم فواتير الخدمات التعليمية أو الطبية أو الكهربععاء والمععاء وسععواها‪ ،‬بحجععة‬
‫التقليل من التحويلت التي تتم لبلدانهم‪ .‬يمكن القول انه باستثناء البحريععن‪ ،‬فععان هنععاك تمييععز بيععن‬
‫المواطنين والجانب )بما فيهم العرب( في مسألة الخدمات التي تقدمها الدولة‪ ،‬سواء فععي التعليععم‬
‫أو الصحة أو أجور الكهرباء أو الماء أو الهاتف وهو موقف تحمد عليعه حكومعة البحريعن‪ ،‬ويععبر ععن‬
‫موقف متقدم في التعامل مع السكان‪ ،‬ولو انه يععثير الجععدل فععي الععوقت الحاضععر وسععنتوقف عنععده‬
‫لحقا ً بارتباطه بمسألة التجنيس‪.‬‬

‫في بعض البلدان الخليجية كانت هناك حاجععة ماسععة إلععى العمالععة العربيععة أو الجنبيععة‪ ،‬وفععي هععذا‬
‫الميدان هناك صراع شرس مخفي ‪ ،‬لكنه واضح‪ ،‬بين الجاليات العربيععة أو الجنبيععة‪ ،‬وبيععن الجاليععات‬
‫العربية نفسها‪ ،‬ويمكننا أن نلحظ ذلك بوضوح في المارات العربية‪ ،‬وإذا كانت السنوات الولى لهذا‬
‫‪21‬‬
‫‪22‬‬
‫التدفق لن تثير مشكلة التجنيس‪ ،‬لكن الغالبية الذين يتععدفقون علععى المنطقععة يطمحععون أن يكونععوا‬
‫مواطنين بحيث يتأمن لهم الستقرار وتتأمن لهم ولولدهم الخععدمات الععتي تقععدمها الدولععة‪ ،‬وتتغيععر‬
‫أنماط حياتهم وحياة أبنائهم مع مرور الزمن‪ ،‬وإذا اعتبرنا أن الكتشافات النفطيععة قععد مضععى عليهععا‬
‫قرابة نصف قرن من الزمان‪ ،‬وان الطفرة النفطية قد مضى عليها أكثر من ربع قععرن مععن الزمععان‪،‬‬
‫فان العمالة التي تدفقت على المنطقة‪ ،‬غيعر المنظمعة وغيعر المرتبطعة بعقعود معن شعرق آسعيا أو‬
‫البلدان الوربية أو الميركية‪ ،‬فان هععذه العمالعة تفتععش ععن مسععتقر لهعا‪ ،‬ويمكننعا أن نقسععمها إلعى‬
‫التالي‪:‬‬

‫‪ 1‬ع العرب من بلدان الخليج نفسها‪ ،‬البحريني في قطر أو في المارات أو السعودية‪.. ،‬‬

‫‪ 2‬ع العرب من خارج المنطقة وخاصة من اليمن والعراق بحكم القرب‪ ،‬ثم العرب من بلد الشععام‬
‫ووادي النيل أو المغرب العربي )حيث جلبت السر الحاكمة جنودا ً مغاربة أو تكععاثرت الزيجععات مععن‬
‫المغرب(‬

‫‪ 3‬ع اليرانيين الذين قدموا إلى مختلف المارات في مراحل تاريخية‪ ،‬سواء كانوا من عععرب إيععران‬
‫أو فرسا ً أو من القوميات الخرى‪.‬‬

‫‪ 4‬ع الجانب الخرين من القارة السيوية أو الفريقية وبدرجععة اقععل مععن أوربععا وأمريكععا‪ .‬وحيععث ل‬
‫تزال كافة أنظمة الخليج تتعامل مع هذه المشكلة بقلق وحذر‪ ،‬وتصنف المععواطنين درجععات‪ ،‬وتنظععر‬
‫إلى من لم يتمتع بالجنسية من أولئك الذين جاءوا من عقود من أصععول إيرانيععة بالدرجععة الساسععية‬
‫ومن أطلق عليهم لقب البدون‪ ،‬فان حكومة البحرين قد خطععت خطععوات كععبيرة فععي إيجععاد مخععارج‬
‫لهذه المسائل على النحو التالي‪:‬‬

‫‪ 1‬ع وضعت فترة زمنية للقامة في البلد‪ ،‬بحيث يمكنععه طلععب الجنسععية بعععدها‪ ،‬فبالنسععبة للعععرب‬
‫حددت ‪ 15‬سنة ‪ ،‬وبالنسبة للجانب ‪ 25‬سنة‪ ،‬إضافة إلى إمكانية إعطاء الجنسية مععن قععدم خععدمات‬
‫للبحرين ترى الحكومة أن من المصلحة الوطنية إعطائهم الجنسية‪.‬‬

‫‪ 2‬ع بعد الصلحات السياسية التي دشنها سمو المير بالميثاق الوطني‪ ،‬ألغيت أشكال التمييز التي‬
‫نجدها في قانون الجنسية لعام ‪ 1941‬بين المواطنين وبات جميع المواطنين متساويين قانوني عا ً فععي‬
‫الحقوق والواجبات‪.‬‬

‫‪ 3‬ع وعد سمو المير بالحل النهائي لمشكلة البدون مع نهاية العام الحالي‪ ،‬وأعطيت دائرة الهجرة‬
‫والجوازات التعليمات الواضحة بتجنيس البدون‪ .‬بل هذه الصلحات‪ ،‬وخلل الزمععة السياسععية الععتي‬
‫عصفت بالبلد منذ ‪ ،1994‬والتي أرادتهععا بعععض الععدوائر وكععأن الزمععة اسععتهداف خععارجي يسععتخدم‬
‫الشيعة لتحقيق مكاسب إقليمية‪ ،‬وما جره هذا الفهم الضار معن سياسعات تمييزيعة طائفيعة عمقعت‬
‫الحذر والمخاوف بين المواطنين بعضععهم البعععض وبيععن المععواطنين الشععيعة والسععلطة‪ ،‬وبيععن دوائر‬
‫السلطة التي بدأت تنظر بقلق إلى هذه الخارطة الديمغرافية الععتي قععد تغيععر مععوازين القععوى‪ .‬هععذه‬
‫المخاوف التي غذتها الدوائر الجنبية والعناصر الجنبية التي أرادت التمسععك بمواقعهععا وخاصععة فععي‬
‫أجهزة المن‪ ،‬انعكست سلبا ً على حقوق المواطنين‪ ،‬وانعكست سععلبا ً علععى مسععألة التجنيععس علععى‬
‫النحو التالي‪:‬‬
‫‪22‬‬
‫‪23‬‬
‫‪ 1‬ع أبرزت هذه الدوائر مخاوف من إمكانية سععيطرة الحركععة الدينيععة الشععيعية علععى المؤسسععات‬
‫الدستورية استنادا ً إلى اتساع القاعدة الشعبية المؤيدة لها‪ ،‬وجرت هذه المخاوف إلى تجنيس أعداد‬
‫من السكان عربا ً أو غيرهم على أرضية التوازن الطائفي‪ ،‬مما أثار عدم الرتيععاح لععدى هععذا القطععاع‬
‫من الشعب‪.‬‬

‫‪ 2‬ع تم جلب أعداد كبيرة من الخوة العرب من سععوريا والردن واليمععن‪ ،‬لجهععزة المععن والععدفاع‪،‬‬
‫ومنحوا الجنسية‪ ،‬ويبدو أن البعض قد اسععتثمر هععذه الوضعععية لتجنيععس أقربععائه بحيععث خلقععت هععذه‬
‫الوضعية موجة من الستياء وسط المواطنين في مختلععف المواقععع‪ ،‬والبعععض ربطهععا بالعبععاء الععتي‬
‫سيسببها هؤلء سواء بالنسبة للسكان أو الخدمات التعليمية أو الطبية أو سواها‪.‬‬

‫‪ 3‬ع تم تجنيس كثرة من الخوة العرب من المدرسين وغيرهم على أساس الخدمات التي قدموها‬
‫للبلد‪ .‬هذه الوضعية أثارت إشكاليات بعضها يصرح به علننًا‪ ،‬وبعضها يصرح بععه سععرًا‪ ،‬فععالبعض يععرى‬
‫في هذا التجنيس إخلل بالتركيبة الطائفية فععي البلد‪ ،‬أوالديموغرافيععة ‪ ،‬بحيععث يتحععول الشععيعة إلععى‬
‫أقلية‪ ،‬وهذا الرأي ينطلق من موقععف ليععس صععائبا ً بالكامععل‪ ،‬فل يمكععن اعتبععار كععل شععيعي معععارض‬
‫للنظام‪ ،‬بالضافة إلى أن الصلحات السياسية والمبادرات الكععبيرة الععتي قععام بهععا سععمو الميععر قععد‬
‫مسحت كثرة من الجراح‪ ،‬والوعي الوطني لدى المواطنين سععواء كععانوا مععن السععنة أو الشععيعة هععو‬
‫ولء للوطن وتأكيد على هذا الولء من قبل كافة القوى السياسية‪ .‬وبالتععالي فععان الغالبيععة السعاحقة‬
‫من المواطنين ينظرون باحترام وتقدير واعتزاز إلى هذه المبادرات ويرون في التأكيد عليها والععدفع‬
‫باتجاه المزيد من الصلحات وخاصة الترجمة الدقيقة لموضوع المساواة بين المعواطنين فعي كافعة‬
‫المواقع‪ ،‬وخاصة الوزارات التي ل تزال تحكمها الرؤيا المنية السابقة‪ ،‬إن التخلص من هذه العقليععة‬
‫والتأكيد على حق جميع المواطنين في العمل في كافة المواقع‪ ،‬دون تمييز علععى أسععاس الطائفععة‪،‬‬
‫وتجريم التمييز على أساس طائفي ‪ ،‬سيزيل الحتقان في النفوس ‪.‬‬

‫هناك توجس لدى بعض الدوائر الحاكمععة بعان المعارضععة قععد تسععيطر علعى الشعارع‪ ،‬أو قععد تصععل‬
‫بالغلبيععة إلععى البرلمععان‪ ،‬وهععذا مععا يفسععر مخععاوف البعععض مععن التعععديلت الدسععتورية ومععن وجععود‬
‫مجلسين‪ ،‬بحيث تتمكعن الحكومعة معن تمريعر القعوانين العتي تراهعا معع وجعود أقليعة معارضعة فعي‬
‫البرلمان‪ .‬إل أن مسألة التجنيس إذا اندرجت في هذا البند‪ ،‬قد تشعكل قاعععدة شععبية لحكومععة‪ ،‬معع‬
‫العلم بأن المتجنسين ل يحق لهم المشاركة في الحياة السياسية )الترشيح والتصويت قبععل انقضععاء‬
‫عشر سنوات على منحهم الجنسية‪ ،‬بموجب قانون الجنسية البحرينععي لعععام ‪ ،1963‬والمعععدل عععام‬
‫‪.( 1981‬‬

‫وفي الوقت الحاضر‪ ،‬وحيث إننا ل نزال نعيش المرحلة النتقالية ول يمكن القول بأننا انتقلنا ‪180‬‬
‫درجة بين السععلطة والقععوى المعارضععة‪ ،‬إل أن الخععط البيععاني للعلقععات هععو خععط تصععالحي صععاعد‪،‬‬
‫والمخاوف الموجودة لدى السلطة ستضعف إذا اتبعت سياسات صائبة تبني أسس الثقة بينها وبيععن‬
‫الناس وخاصة في موضوع المساواة بين جميع المواطنين وعدم التمييز بينهم‪ ،‬وترجمععة ذلععك يجععب‬
‫أن يتم بحل مشكلة البطالة‪ ،‬التي يمكن ترجمتها بسياسة البععاب المفتععوح لتشععغيل المععواطنين فععي‬
‫مختلف المواقع‪ ،‬والتخلي كلية عن التفكير المني في هذا البند‪ ،‬مما سيعمق الولء الوطني ‪.‬‬

‫وإذا كانت الجنسية التي تم منحها مجعرد هبععة ‪ ،‬أو علعى أسعاس الخعدمات الععتي قعدمها الشعخص‬
‫‪23‬‬
‫‪24‬‬
‫للدولة‪ ،‬خاصة للشخاص الذين ل يتمتعون بكفاءات تفيد البلد‪ ،‬وانمععا يشععكل وجععودهم فععي الععوقت‬
‫الحاضر عبئا ً على البلد ويثير إشكالية بين السلطة والمواطنين‪ ،‬فان بالمكان إعادة النظر في هععذه‬
‫الهبات أو التخلص من الجهزة التي لم تعد ضرورية على ضوء استتاب المن وحل الشكاليات بيننععا‬
‫وبين أشقائنا الجيران‪ .‬أمام التساؤلت التي أثيرت في الشارع ‪ ،‬ومن أجل تهدئة النفععوس ‪ ،‬أعلنععت‬
‫الحكومة عن العداد التي تم تجنيسها‪ ،‬والبلدان التي كانوا ينتمون إليها‪ .‬وبالرغم من الرتيععاح الععذي‬
‫خلقه هذا الجراء السليم‪ ،‬وتمنيات جميع المخلصين أن تكون الرقام مطابقة للواقع‪ ،‬فان المخاوف‬
‫مستمرة من مسععألة التجنيععس إمععا لكععون المجنسععين يعملععون فععي وزارات لععم تفتععح أبوابهععا لكععل‬
‫المواطنين ‪ ،‬أو بسبب المتيازات المقدمة لهؤلء الخوة والتي يحسدها عليهم المواطنون الخرون‪.‬‬

‫وفي هذا الصدد أرى التأكيد على التالي‪:‬‬


‫‪1‬ع لبد من حل مشكلة البطالة بيععن المععواطنين وتععوفير السععكن‪ ،‬وإيجععاد حلععول إنسععانية للعمالععة‬
‫الوافدة‪.‬‬

‫‪2‬ع يجب التأكيد على عروبة هذا البلد‪ ،‬وحق الخوة العرب في الحصول على الجنسية علععى ضععوء‬
‫الكفاءات ‪ ،‬وهذه مسألة أرى ضرورة مناقشتها فععي دول مجلععس التععاون الخليجعي‪ ،‬بحيععث تتععدفق‬
‫العقول العربية إلى هذه المنطقة بدل ً مععن أن تهععاجر إلععى أمريكععا أو أوربععا لتحصععل علععى الجنسععية‬
‫الميركية بعد ثلث أو خمس سنوات مث ً‬
‫ل‪.‬‬

‫‪ 3‬ع إذا كانت إشكالية التجنيس متركزة في الجماعات التي وفدت خلل الزمة‪ ،‬وحيث أن التععوجه‬
‫هو إعادة النظر في تركيبة أجهزة المن والدفاع على ضوء النتائج اليجابية الباهرة التي تحققت بعد‬
‫النفتاح السياسي الذي دشنه سمو المير المفدى‪ ،‬وبعد حل لخلف مع الخوة في قطر‪ ،‬فإننا علععى‬
‫ثقة مطلقة بأن سمو المير لن يتوانى عن إعادة فتح هذا الملف علععى ضععوء الرغبععة الشعععبية الععتي‬
‫أكد سعموه باسعتمرار انعه يتجعاوب معهعا لعتزداد أواصعر اللحمعة بيعن القيعادة السياسعية والشععب‪،‬‬
‫ولتفكيك مكونات أية منغصات بين القيادة السياسية وبين الشعععب‪ ،‬ليععزداد اللتفععاف حععول سععموه‪،‬‬
‫وليتمكن الجميع من المساهمة بفعالية وعقل مفتوح ودون عصبيات في إيجاد مخارج لكل الملفععات‬
‫الساخنة‪.‬‬

‫‪ 4‬ع أخيرا يجب النتباه إلى أن الوجود البشري الجنبي يجب أن ينصععهر فععي الهويععة القوميععة لهععذا‬
‫البلد‪ ،‬مما يتطلب النتباه إلى التركيبة السكانية ومساراتها ‪ ،‬فععالتجنيس يجععب أن يصععب فععي تثععبيت‬
‫الهوية وارتباط البحرين بالوطن الم‪ ،‬حتى ل نجد أنفسنا في موقع آخر ‪.‬‬

‫ندوة السهلة‬
‫‪17-10-2001‬‬

‫‪24‬‬
‫‪25‬‬
‫التداعيات الجتماعية للتجنيس العشوائي في البحرين‬

‫الكاتب ‪ :‬أ‪.‬نادر الملح‬

‫كتععب فععي موضععوع "التجنيععس العشععوائي" الععذي شععهدته‬ ‫كتب الكثير‪ ،‬وقيل ما هو أكععثر ممععا قععد ُ‬
‫ُ‬
‫الساحة البحرينية في السنوات الخيرة‪ ،‬والذي ل زال علععى مععا يبععدوا مسععتمرا ً رغععم حالععة الرفععض‬
‫الشعبي لهذه الممارسة‪ ..‬لذا فإننا لسنا هنا في معرض تكععرار الحععديث عععن السععباب أو المععبررات‬
‫الداعية لستمرار هذه العملية‪ ،‬كما أننا لسنا في معرض توجيه خطاب سياسي معارض أو ما شععابه‬
‫ذلك‪ ،‬وإنما هي محاولة لقرع ناقوس الخطععر لعععل المعنييععن بعالمر يتنبهععون إلععى خطععورة الموقععف‬
‫فيبادروا إلى اتخاذ ما يلعزم معن إجعراءات تحفعظ للمجتمعع البحرينعي قيمعه وأخلقعه العتي كعانت –‬
‫ونسأل الله أن تظل – سمة بارزة من سععماته وخصائصععه‪ ..‬ولععذا‪ ،‬فإننععا سنسععلط الضععوء فععي هععذه‬
‫العجالة على "التععداعيات الجتماعيععة والخلقيععة لعمليععة التجنيععس العشععوائي" انطلقععا مععن واجبنععا‬
‫الجتماعي وتكليفنا الشرعي في وجوب العمل على تحقيق المن والسلم الجتماعي ‪..‬‬

‫قبل البدء‪..‬‬

‫قبل أن نبدأ في تناول المحاور الساسية لهذا الموضوع الخطير‪ ،‬لبد وأن نستعرض بعض الحقائق‬
‫القائمة على أرض الواقع لتكون بمثابة المدخل نحو فهم صحيح وواقعي لبعاد هذه المشكلة‪:‬‬

‫‪ .1‬إن الحديث عن "التجنيس العشوائي" أو غير المنتظم‪ ،‬إنما يختص بحععالت التجنيععس الععتي لععم‬
‫تخضع للضوابط التي نص عليهععا دسععتور البحريععن‪ ،‬ول يشععمل بععأي حععال مععن الحععوال المسععتحقين‬
‫للجنسية البحرينية بموجب القانون‪ ،‬الذي أعطى الحق في الحصول على الجنسية لمن تتوافر فيهم‬
‫بعععض الشععروط كعالولدة والقامعة الطويلععة والععزواج حسععب التفصععيل الععوارد فععي البنععود الخاصععة‬
‫بالجنسية البحرينية واللوائح التنفيذية المتصلة بهعا‪ ،‬والعتي روعععي فيهععا الجعانب الجتمعاعي مراععاة‬
‫واضحة وجلية‪.‬‬

‫‪ .2‬إن قانون التجنيس في البحرين ل يميز بين المواطن الصلي والمجنس فيمععا يتعلععق بععالحقوق‬
‫والواجبات‪ ،‬فحامل الجنسية هو "مواطن"‪ .‬ول ينص القانون على هعذا التمييعز كمععا هعو حاصععل فععي‬
‫بعض الدول المجاورة فيما يعرف بع"التجنيس بمادة" أو ما إلى ذلك من مصطلحات‪.‬‬
‫‪ .3‬إن عملية التجنيس العشوائي قد تمت بالفعل في البحرين‪ ،‬ولزالت تمارس بكععل أسععف سععرا ً‬
‫ة رغم ارتفاع الصوات المناوئة لهذه الجراءات‪ .‬ول يعني إنكار بعض المسؤولين فععي الدولععة‬ ‫وعلني ً‬
‫لوجود هذا المر عدم قيامه‪ ،‬ذلك أنه ثابت بالدليل القطعي‪.‬‬

‫‪ .4‬هناك قناعة تامة بالمشروع الصلحي لملك البلد بين عامععة الشعععب‪ ،‬إل أنععه إلععى جععانب تلععك‬
‫القناعة توجد قناعة أخرى لدى الشريحة الكبرى من عامة أبناء الشعب بوجععود بعععض العناصععر ذات‬
‫المستوى الرفيع تعمل على حلحلة المشروع وتقويض أركانه‪.‬‬

‫‪ .5‬إن الحديث عن "التجنيس العشوائي" ل يتأسس على قواعد مذهبية أو عرقية أو ما شابه ذلععك‬
‫– وهو ما يحاول البعض أن يضفيه على تلك الدعوة الرافضة للتجنيس غيعر المقنعن – وإنمعا ينطلعق‬
‫من منطلقات حقوقية واجتماعية‪.‬‬
‫‪25‬‬
‫‪26‬‬
‫هذه النقاط الخمس لبد وأن تكون حاضرة في الذهن ونحن نتناول محاورنا التالية كععي مععا تكععون‬
‫الصورة أكثر وضوحا ً وأبعد عن اللبس‪.‬‬

‫التداعيات الجتماعية والخلقية‪..‬‬

‫إن لهذه العملية كغيرها من العمليات والمور ذات الرتباط بالجانب الجتمععاعي بعععدين أساسععيين‬
‫هما البعد المباشر والبعد غير المباشععر‪ .‬وكل البعععدين ل يتفاوتععان فععي الهميععة وحجععم النعكاسععات‬
‫السلبية على الواقع الجتماعي‪.‬‬

‫أو ً‬
‫ل‪ :‬البعد المباشر‪:‬‬
‫‪ .1‬العراف والتقاليد والقيم الخلقية‪:‬‬
‫صحيح أن نسبة كبيرة من المجنسين هم من أصول عربية إلى جانب نسبة ليسععت باليسععيرة مععن‬
‫الهند وباكستان وبلوشستان وغيرها من الدول والمجتمعات غير العربية‪ ،‬بل وغير المسلمة أصل‪.‬‬

‫وسواء كان الصل عربيا ً أو غير عربي‪ ،‬فإن مجريات عملية التجنيس غيععر المنتظععم تؤكععد بوضععوح‬
‫حقيقة طالما رددها العديد من المحللون والمفكرون داخل البحرين وخارجها‪ ،‬وهي أن هذا التجنيس‬
‫كان "تجنيسا ً للبطون وليس للعقول"‪ ..‬وهنا مكمن الخطر‪ .‬فالتجنيس وفقا ً لهذا التععوجه يعتمععد آليع ً‬
‫ة‬
‫للنتقاء السلبي‪ ،‬حيث أن "تجنيس البطون" وفقا ً لمتبني هذا الرأي يبعث على الولء‪ ،‬فيمععا تجنيععس‬
‫العقول قد يحمل في طياته مخاطر وتهديععدات مسععتقبلية‪ .‬فععالبطن الجععائع إذا مععا أتخععم فضععل عععن‬
‫إشباعه‪ ،‬فإنه يكون المحرك الساسي لنفعالت الفرد واتجاهاته الفكرية والسياسية والعقائدية ومععا‬
‫إلى ذلك‪ ،‬بمعنى أن يكون صاحب هذا البطن بمثابة "الجنععدي المطيععع" الععذي يتلقععى "الوامععر" ثععم‬
‫"ينفذها"‪ ،‬ول شيء أكثر من ذلك ول أقل‪.‬‬

‫والسلبية الكبرى في هذا النتقاء هي أن أفراد مستوى البطععن الجععائع هععم فععي الغععالب مععن ذوي‬
‫التعليم المتدني والثقافة السطحية والرتباط الوثيق بالعادات والتقاليد والعراف الجتماعية – وهععو‬
‫ارتباط مزدوج التأثير‪ ،‬أي أنه يمكععن أن يكععون سععلبيا أو إيجابيععا حسععب نععوع وماهيععة ومحتععوى تلععك‬
‫جه الفاعل في سلوكه‪.‬‬ ‫العراف والتقاليد – التي تكون في الغالب المحرك الرئيسي للفرد‪ ،‬والمو ّ‬

‫إن نسبة من المجنسين قد تم "جلبها" من بعض الدول المجاورة كالردن واليمن وسوريا وغيرهععا‬
‫من الدول العربية وهذا واقع ل يجب أن يغالطه أحد‪ ..‬ولسنا هنا بصدد تعميععم السععلوك أو تخصععيص‬
‫البلد‪ ،‬وإنما هي الستعانة بالشواهد لبيان الفكرة ليس أكثر‪ .‬فنحن نعلم بأن المجتمع الردنععي علععى‬
‫سبيل المثال يعاني من إحدى المشكلت الجتماعية المؤرقة‪ ،‬والعتي ل تكعاد تخلعو أروقعة البرلمعان‬
‫الردني من ذكرها ليل نهار‪ ،‬وهي مشكلة )جرائم الشرف(‪ ،‬والتي تشيع بين أفراد ذات الطبقة التي‬
‫انتقلت إلى البحرين في عملية التجنيس هذه‪ .‬كذلك هي الحال بالنسبة لليمن‪ ،‬حيث تعععاطي القععات‬
‫أو )تخزين القات( كما ُيعّبر عنه في اليمن عبارة عن عادة اجتماعية شائعة بين شريحة كععبيرة جععدا ً‬
‫من أفراد المجتمع اليمني‪ ،‬مع الشارة إلى أن هذه العادة ل تعتبر انحرافا ً من وجهة نظر ممارسععيها‬
‫وإنما هي عادة إدمانية اجتماعية‪ ..‬وإذا كانت هذه هي الحال في المجتمعات العربيععة المسععلمة فلنععا‬
‫أن نقيس الواقع الخلقي والجتماعي في المجتمعات الخرى‪.‬‬
‫‪26‬‬
‫‪27‬‬
‫إن علماء الجتمعاع يجمععون علعى أن "الهجعرة الجماعيعة" هعي إحعدى وسعائط النتقعال السعريع‬
‫للعادات والتقاليد والقيم الخلقية والمحددات الثقافية من مجتمع لخر‪ ،‬سواء على الجانب اليجابي‬
‫أو السلبي‪ .‬فإذا ما طبقنا هععذه القاعععدة الجتماعيععة‪ ،‬فلنععا أن نتخيععل حجععم الخطعر المحععدق بععالقيم‬
‫الخلقية والعادات والتقاليد السائدة في المجتمع البحريني‪.‬‬

‫‪ .2‬المية ومستوى التعليم‪:‬‬


‫سعجلت للبحريععن حععتى مطلعع التسعععينات معن القععرن الماضعي – قبعل‬ ‫من بيععن النجعازات الععتي ُ‬
‫الضطرابات المنية الخيرة – خفضها لنسبة المية وارتفعاع مسعتوى التعليععم الكعاديمي‪ ،‬حععتى لقععد‬
‫أصبحت في مصاف بعض الدول المتقدمة في هذا الطار‪ .‬بيد أن عمليععة التجنيععس هععذه قععد جععاءت‬
‫بأعداد كبيرة من "الميين" وإن لم يكن جميعهم من هذه الفئة‪ ،‬المر الععذي أدى إلععى ارتفععاع نسععبة‬
‫المية مجددا ليلقي على كاهل الدولة ثقل ً جديدا ً قد تنوء بحمله لسيما في ظل الخطار القتصععادية‬
‫التي تجتاح العالم‪ .‬وبهذا عادت البحرين لتتحدث عن أمية "الكلمة" بعد أن كانت تتحدث عععن "أميععة‬
‫التكنولوجيا وتقنية المعلومات"‪.‬‬

‫والحديث هنا ليس موجها ً لذات "أمية الكلمة"‪ ،‬وإنما ما يرتبط بها من مخاطر اجتماعية أغنى مععن‬
‫أن تعرف في هذه العجالة‪.‬‬

‫‪ .3‬الخدمات العامة والسكان‪:‬‬


‫ليس غريبا ً أن ينتظر مواطن بحريني حصوله على مسكن من قبععل الدولععة مععا بيععن ‪ 12-10‬سععنة‬
‫تقريبًا‪ ،‬بل إن هذا هو المتوسط المتعارف عليه لفترة النتظار‪ .‬ففي العام ‪ 2002‬على سبيل المثال‬
‫تم منح المساكن لصحاب الطلبات المقدمة فععي العععام ‪ .1992-1991‬أمععا فيمععا يتعلععق بالخععدمات‬
‫الخرى كالتعليم المجاني والخدمات الصععحية والعلج المجععاني وغيرهععا مععن الخععدمات العامععة الععتي‬
‫تعهدت الدولة بتقديمها إما بصورة مجانية أو مقابل رسوم رمزية‪ ،‬فععإن السععؤال الععذي كععان يطععرح‬
‫نفسه بالخص بين الخبراء وأهل القتصاد والسياسة داخل البحرين وخارجها هععو‪ :‬إلععى مععتى سععوف‬
‫تتمكن الدولة من الوفاء بهذا اللتزام؟‪ ..‬وهذا السؤال بطبيعة الحال ليس استفهاما وإنما هو ترجمة‬
‫لحقيقة محدودية الموارد التي تعتمد عليها الدولة‪ ..‬أما الن فإن هذا السؤال أخععذ ُيلععح فععي الظهععور‬
‫طارحا أمام الدولة خيارين اثنين‪:‬‬
‫‌أ‪ .‬أن تستمر الدولة في توفير تلك الخدمات بنفس الكيفيععة وتفععي بالتزاماتهععا وتعهععداتها‪ ،‬معتمععدة‬
‫في سبيل ذلك على السعاليب السعلبية فعي علج المشععكلة والععتي تتمثععل فعي السعتدانة أو فععرض‬
‫الضرائب أو ما شابه ذلك‪ ،‬المر الذي سينعكس بصورة مباشرة علععى المسععتوى المعيشععي للفععراد‬
‫نظرا ً لمحدودية الدخل وبطء النمو القتصععادي والتطععور فععي السععوق المحلععي لسععيما فيمععا يتعلععق‬
‫بالجور‪.‬‬

‫ب‪ .‬أن تتخلص الدولة من هذه اللتزامات سواءا ً بصورة تدريجية أو دفعة واحدة‪ ،‬المر الذي يعنععي‬
‫‌‬
‫حدوث تدهور خطير في الساحة المحلية وتراجع مخيف في الواقع الجتماعي‪.‬‬

‫لقد كانت البحرين قبل عمليات التجنيس هذه تعاني من الكثافة السكانية المرتفعة‪ ،‬بععالخص فععي‬
‫ظل عدم القدرة على التوسع الجغرافي للمناطق السكنية بهعدف خفعض معععدل الضعغط السعكاني‬
‫وتخفيف نسب الكثافة المناطقية‪ ..‬فكيف هي الحال بعد هذه العععداد الضععخمة نسععبيا الععتي دخلععت‬
‫‪27‬‬
‫‪28‬‬
‫البلد دفعة واحدة لتصبح جزءا ً من المجتمع يتمتع بكافة الحقوق التي يتمتع بها المواطن الصععلي؟!!‬
‫وهل ستتمكن الدولة من توفير الموارد الكافيعة لتلبيعة الحتياجعات الساسعية لهعذا الععدد المتزايعد‪،‬‬
‫الذي لم يأت ضمن الخطط المبرمجة المبنية على أساس التنبععؤات الحصععائية والعلميععة الدقيقععة؟!‬
‫الشكال يبقى قائما في حالة الجابة بنعم أو ل‪..‬‬

‫‪ .4‬البطالة‪:‬‬
‫كانت الشرارة التي فجرت الوضع المني في البلد في النصف الول من التسعينات‪ ،‬ثم ما لبثععت‬
‫أن تطورت تلك الحداث إلى مواجهات دامية بين رجال المن والمتظاهرين‪ ،‬نتج عنها تفاقم الوضععع‬
‫وتععداخله مععع المطالبععات الدسععتورية والمطالبععة بالصععلحات السياسععية‪ ،‬وتركيععز المطالبععة حععول‬
‫المشاركة الشعبية في صنع القرار باعتباره المخرج الوحيد لمععا تعععانيه البلد مععن مشععكلت مؤرقععة‬
‫تأتي البطالة على قمة هرمها‪.‬‬

‫وليست هذه الحالة فريدة في البحرين أو مفتعلة وإنما هي طبيعية جدا ً باعتبععار التطععور الطععبيعي‬
‫للمشكلة‪ ،‬لسيما إذا ما قورنت بالمجتمعات الخرى الععتي شععهدت العديععد مععن الضععطرابات وحععتى‬
‫الثعورات‪ ،‬حيععث كعانت منطلقاتهعا الساسعية منبعثععة فععي أغلعب الحيععان معن الحاجعة لسعد الرمععق‬
‫والحصول على الحقععوق الطبيعيععة‪ .‬ومعا هععذا التطععور إل جععانب مععن جععوانب المضعاعفات الطبيعيععة‬
‫لمشكلة البطالة‪ ،‬بالخص في مجتمع كالمجتمع البحريني الذي تصل فيه نسبة البطالة الشبابية إلى‬
‫‪ %70‬تقريبععا حسععب تقععديرات منظمععة العمععل الدوليععة مععن مجمععل البطالعة الععتي قععدرتها الجهععات‬
‫الرسمية بع ‪.%15‬‬
‫أما الجانب الخر من هذه المشكلة فيرتبط بشكل كبير بالجععانب الخلقععي والعلقععات الجتماعيععة‬
‫والجريمة‪ .‬فمن الطبيعي أن تدفع البطالة بالمجتمع نحو النحلل الخلقي بغض النظر عن آلية ذلك‬
‫الندفاع ومسبباته والتي قععد تكععون‪‌ :‬أ‪ .‬النحععراف لسععد الحاجععة كالتجععاه نحععو السععرقة أو ممارسععة‬
‫الدعارة أو حتى المتاجرات الرخيصة كالتجار في الرقيق البيض وبيع تراخيص العمل وما إلى ذلععك‬
‫من أمور‪‌ .‬ب‪ .‬النحراف المتولد من الفراغ‪ ،‬ذلعك أن العاطعل ععن العمعل يجعد بيعن جعوانحه طاقعة‬
‫كامنة تلح في الحاجة للتفريغ‪ ،‬فإذا لم تتوفر البيئة السليمة لتفريغ تلك الطاقات فالخيار الخر يكون‬
‫في الخط المنحرف‪.‬‬
‫‌ج‪ .‬النحراف المتولد عن الرغبة في النتقععام‪ ،‬وذلععك بسععبب سععيطرة مشععاعر الظلععم والضععطهاد‬
‫ومصادرة الحقوق على العاطل عن العمل وربما امتدت هذه المشاعر لسرته والمحيطين به‪.‬‬

‫وفي جميع هذه الحععالت تكععون النتيجععة الطبيعيععة هععي تععدني المسععتوى الخلقععي وتلشععي القيععم‬
‫والمبادئ الخلقية المر الذي يتسبب بشكل مباشر في انعدام المن الجتماعي وما يتبععع ذلععك مععن‬
‫تداعيات وانعكاسات سلبية‪.‬‬

‫ورغم أن الدولة قد بذلت جهودا ً طيبة في سبيل توفير فرص العمل للمواطنين‪ ،‬إل أن تلك الجهود‬
‫لم تكلل بالنجاح الملحوظ‪ ،‬وذلك لعدة أسباب‪:‬‬
‫‌أ‪ .‬وجود العمالة الجنبية الرخيصة في سوق العمل ومنافستها للقوى العاملة الوطنية‪.‬‬
‫‌ب‪ .‬وجود حالة من العزوف عند شريحة كبيرة من المواطنين عن بعض المهن‪.‬‬
‫‌ج‪ .‬محدودية سوق العمل وانحسار الفرص الوظيفية فيه‪.‬‬
‫‌د‪ .‬ضعف الوعي المهني لدى شريحة كبيرة من العاطلين عن العمل‪.‬‬
‫‌ه‪ .‬عدم وجود الشراكة الفعلية والحقيقية بين الجهات الرسمية ومؤسسات المجتمع المدني فيمععا‬
‫‪28‬‬
‫‪29‬‬
‫يتعلق بحل مشكلة البطالة أو بمعنى أدق السيطرة عليها‪.‬‬
‫‌و‪ .‬الزيادة المستمرة في أعداد العاطلين عن العمععل وعععدم ملءمععة مخرجععات التعليععم والتععدريب‬
‫لمتطلبات سوق العمل‪.‬‬

‫هذا بالضافة إلى العديد من السباب الخرى التي ل يتسع المجال لذكرها هنا‪ ،‬إل أن ما يهمنا مععن‬
‫بين كل تلك السباب في هذا الطار هي النقطة السادسة‪ ،‬وهي الزيادة فععي أعععداد العععاطلين عععن‬
‫العمل‪ .‬فعملية التجنيس غير المقنن قد لعبت دورا ً كبيرا ً في تعزيز هذه المشكلة من جهتين‪ ،‬الولى‬
‫هي استقدام المجنسين ومنحهم وظائف في مؤسسات الدولة سواء في القطععاع العععام أو الخععاص‬
‫فيما بقي المواطنين الصليون في طوابير العاطلين عن العمل‪ ،‬والثانيععة هععي اسععتقدام المجنسععين‬
‫وتفريغهم في سوق العمل‪ ،‬وبذلك ظهرت فئة ثالثة فععي خععط المنافسععة للحصععول علععى الوظععائف‬
‫المحدودة في سوق العمل المحدود‪.‬‬

‫ونظرا ً لرتباط جميع العوامل وتداخلها مع بعضها البعض‪ ،‬فإن هذا المر يعد من الناحية الجتماعية‬
‫مؤشرا ً خطيرا ينذر بتفجر أزمة في أي وقت‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬البعد غير المباشر‪:‬‬

‫تشترك العوامل النفة الذكر بيععن التعأثير المباشععر وغيعر المباشعر‪ ،‬فالبطالعة علععى سععبيل المثعال‬
‫بالضافة إلى ما تحمله من تأثيرات مباشرة على الواقع الجتماعي‪ ،‬والعتي أوردنعا بعععض مظاهرهعا‪،‬‬
‫تحمل في طياتها تأثيرات أو ربما عوامعل تحفيعز لبعععض الظعواهر الجتماعيععة الخععرى العتي ل تقعل‬
‫خطورة عن تلك الظواهر المباشرة‪ .‬وفيما يلي نستعرض أبرز التععأثيرات غيععر المباشععرة والظععواهر‬
‫الجتماعية المرتبطة بها التي قد تنجم عن مشكلة التجنيس العشوائي‪ ،‬والتي بدأ بعضها بكل أسععف‬
‫يظهر على السطح‪:‬‬

‫‪ .1‬الجريمة‪:‬‬
‫للجريمة في هذا السياق وجهان‪ ،‬الوجه الول يتمثل في الممارسعة المباشععرة للجريمععة مععن قبععل‬
‫المجنسين‪ ،‬لسيما وأن غالبيتهم من طبقات ثقافية واجتماعية بسععيطة أو ربمععا متدنيععة‪ .‬أمععا الععوجه‬
‫الخر فيتمثل في الجريمة التي قد يلجأ لممارستها بعععض المععواطنين الصععليين كإحععدى مضععاعفات‬
‫عملية التجنيس‪ ،‬وذلك على أحد الوجه التاليععة‪‌ :‬أ‪ .‬الجريمععة الموجهععة ضععد المجتمععع بسععبب النقمععة‬
‫المتولدة تجاه المحيط الجتماعي جّراء الوضع الفردي‪.‬‬
‫‌ب‪ .‬الجريمة الموجهة ضد المجنسين بدافع النتقام بسبب النفعالت والمشاعر‪.‬‬
‫‌ج‪ .‬الجريمة غير الموجهة والتي تنتقل مع النتقال الثقافي بسبب الهجعرة الجماعيععة الععتي تعرضععنا‬
‫لذكرها فيما مر‪.‬‬

‫وأيا ً كان شكل الجريمة‪ ،‬وأيا ً كانت دوافعها‪ ،‬فإن أبعادها وآثارها الجتماعية سوف لن تمتاز بالخفععة‬
‫مهما حاول البعض إضفاء ذلك الطابع عليها‪ .‬ولعل ما تشهده البحرين اليوم مععن ارتفععاع فععي معععدل‬
‫الجريمة وظهور حالت من الجرائم التي لم يشهدها المجتمع البحرينععي فععي تععاريخه أو ربمععا كععانت‬
‫نادرة الحدوث لدرجععة العععدم كعالخطف والغتصععاب والقتععل والسععطو المسععلح ومععا إلععى ذلعك معن‬
‫مظاهر‪ ،‬تؤكد خطورة هذه المشكلة‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫‪30‬‬
‫‪ .2‬هجرة العقول‪:‬‬
‫)إن الذين توفاهم الملئكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الرض قععالوا‬
‫ألععم تكععن أرض اللععه واسعععة فتهععاجروا فيهععا‪ (..‬سععورة النسععاء ‪ ..97 -‬هجععرة العقععول هععي إحععدى‬
‫المشكلت التي تعاني منها المجتمعات العربية بأسرها منذ زمن ليس بعالقريب‪ ،‬والعتي أثعرت علعى‬
‫واقع العالم العربي وتسببت في منحه مقعدا ً متأخرا ً فععي ذيععل قائمعة دول الععالم الثععالث‪ ،‬رغعم معا‬
‫يزخر به من طاقات بشرية وعقول مبدعة جبارة‪.‬‬

‫والبحرين كغيرها من الدول العربية تتمتع بهذه الععثروة الحقيقيععة لسععيما وأنهععا كععانت سععباقة فععي‬
‫مجالت التعليم والتطوير البشري وما إلى ذلك من مجالت حيويععة بشععهادة العديععد مععن المفكريععن‬
‫والمحللين من أمثال المفكر الدكتور عبدالله النفيسي الذي كان يقععول فععي أحععد لقععاءاته فععي قنععاة‬
‫الجزيرة الفضائية )في الوقت الذي كنا نستخدم فيععه الحميععر كوسععيلة نقععل فععي دول الخليععج‪ ،‬كععان‬
‫الجميع يقصد البحرين للتعليم العالي(‪.‬‬

‫هذه العقول بطبيعة الحال إن لم تجد الناء المناسب الذي يحتويها ويستوعبها‪ ،‬فإنهعا لعن تسعتطيع‬
‫التأقلم والعيش المر الذي سوف يضطرها للهجرة بحثا ً عن إناء أكثر سعة ورحابة‪ .‬ولن الغععرب إذا‬
‫ما جّنس فإنه يجنس العقول‪ ،‬وإذا ما احتضن فإنه يحتضن الطاقععات الفكريععة والكفععاءات البشععرية‪،‬‬
‫فإن الناء المناسب سوف يتوفر لهذه الثروات المحلية لكي تنتقل من رصععيد دول ل تعععرف قععدرها‬
‫ل‪.‬‬
‫إلى حسابات يكون لها مردود استثماري عا ٍ‬

‫‪ .3‬الهوية الثقافية‪:‬‬
‫سبق وأن أشرنا إلى خطر انتقال الثقافات السععلبية معع عمليعات الهجعرة الجماعيععة‪ .‬ومعا نععود أن‬
‫نؤكد عليه هنا هو أن هذا النتقال ل يقف عند حد التأثير الوقععتي المحععدود وإنمععا يمتععد ليجععد لنفسععه‬
‫مواقع أساسية في قواعد الهوية الثقافية للمجتمععع‪ ،‬المعر العذي يتسعبب فعي حلحلععة تلعك القواععد‬
‫وبالتالي مسخ الهوية الثقافية للمجتمع‪.‬‬

‫‪ .4‬قيمة المواطنة‪:‬‬
‫هي معادلة بسيطة ومباشرة )حقوق ‪ +‬كرامة = مواطنة صادقة(‪..‬‬
‫إن توفير الحقوق الساسية للمواطن ابتداءا ً بحق العيش الكريم وانتهاءا ً بحق التعبير الصريح عععن‬
‫الرأي‪ ،‬يعتبر أساسا ً في تحقيق الكرامة النسانية‪ ،‬والتي تؤدي بصععورة حتميععة ومباشععرة إلععى خلععق‬
‫حالة من المواطنة الصادقة التي ل يمكن أن يتأسس مجتمع سليم ومتحضر على غيرهععا أو بععدونها‪.‬‬
‫فتوفير الخععدمات العامععة والسععكان والعمععل الشععريف والمسععاواة وتكععافؤ الفععرص وحريععة التعععبير‬
‫والممارسة العقائدية وغيرها من المور التي قد تبدو بسيطة أو تافهة للبعععض‪ ،‬تتخععذ جميعهععا اليععوم‬
‫مواقع متقدمة على خطوط المواجهة بسبب عملية التجنيس التي مورست في الونة الخيرة‪ ،‬إلععى‬
‫جانب بعض القوانين والتشريعات الرتجالية من جهة وبسبب بعض التجععاوزات الشخصععية مععن قبععل‬
‫بعض كبار المسؤولين في الدولة من جهة أخرى‪ ،‬المر الذي يحمععل فععي طيععاته خطععرا ً كععبيرا ً علععى‬
‫قيمة المواطنة‪ ،‬فيدفع بالتالي نحو بروز حالة من الثورة النفسية الداخلية لدى أفراد المجتمع لتؤدي‬
‫في نهاية المطاف إلى ظهور حالة من التمرد التي تصعب معها السيطرة على الوضع العام لتنتهععي‬
‫بقائمة طويلة من العواقب الوخيمة التي ل تتمناها ل القيادة السياسية الرسععمية للبلد ول القيععادات‬
‫الشعبية ول حتى الفراد للمجتمع البحريني‪.‬‬
‫‪30‬‬
‫‪31‬‬
‫‪ .5‬الثقة المتبادلة بين الحاكم والمحكوم‪:‬‬
‫لقد نجح جللة ملك البلد منذ تسلمه لقيادة المملكععة فععي تشععخيص جععوانب المشععكلة ومسععبباتها‬
‫والتي كان على رأسها قضية الثقة بين القيادة والشعب‪ ،‬حيث أن الفجوة كانت أكبر من أن توصف‪.‬‬
‫لذا فقد بنى جللته مشروعه الصععلحي علععى أسععاس تعزيععز هععذه الثقععة مععن خلل إشععراك القععوى‬
‫السياسية في صياغة المشروع الصلحي للخروج بالبلد من الزمة التي عصفت بها‪.‬‬

‫ولضمان إنجاح المشروع‪ ،‬عمد جللته إلى تفريغ السععجون بععإطلق سععراح المعتقليععن السياسععيين‬
‫وإلغععاء قعانون أمععن الدولعة سععيء الصععيت والسععماح للمبعععدين بععالرجوع إلععى البلد والنععدماج فععي‬
‫المجتمع‪ ،‬وغيرها من الجراءات التي كانت محط تقدير جميعع القعوى الشععبية‪ ،‬والعتي ل ينكعر أحعد‬
‫الدور الذي لعبته في إعادة حالة التوازن في الثقة المتبادلة بين الطرفين‪ ،‬ما دعى جميععع الطععراف‬
‫إلى التفاؤل بالمستقبل‪.‬‬

‫بيد أن هذه الثقة عادت لحالة عدم التزان بسعبب بععض الجعراءات العتي كعانت ول تعزال موضعع‬
‫استهجان عامة الشعب فضل عن قياداته وقواه السياسية‪ .‬من بين هذه الجراءات عمليععة التجنيععس‬
‫العشوائي ومصادرة حق التعبير والبقاء علععى بعععض العناصععر المناهضععة للمشععروع الصععلحي فععي‬
‫مواضع صنع القرار‪.‬‬

‫والمشكلة الكبرى هي أن الستمرار في مثل هذه الجراءات‪ ،‬والصرار على إنكععار وجودهععا رغععم‬
‫الوقائع التي تثبت عكس ذلك لسيما فيما يتعلق بعمليععة التجنيععس العشععوائي إنمععا تتسععبب بصععورة‬
‫مباشرة فعي تضعخيم حجعم تلعك الفجعوة بيعن القعائد والمقعود‪ ،‬معيعدة الوضعع إلعى سعابق عهعده‪..‬‬
‫والتداعيات في ذلك أغنى من أن ُتعّرف‪.‬‬

‫كلمة أخيرة قبل الختام‪ ،‬نوجهها إلى كل من يهمه المر‪:‬‬


‫إن الضرار القتصادية والسياسية وغيرها يمكن تداركها حتى في مراحلها الخيرة‪ ،‬ويمكن التعامل‬
‫معها من خلل إعادة برمجة الخطط والستراتيجيات‪ ،‬إل أن الضرر الجتماعي ل يتمتع بهذه المرونة‬
‫نظرا ً لرتباطه الوثيق بالجوانب الفكرية والثقافية والقيم الخلقية والموروثات الجتماعيععة‪ ..‬فحععري‬
‫بنا جميعا ً أن نسعى لتصحيح الوضع ما دامت الخطى في بداية المشوار قبل أن نجععد أنفسععنا قيععادة‬
‫وشعبا عاجزين عن تلك المواجهة‪ ،‬فنقف موقف المتفرج العاجز الذي ل يملك سوى الندب والبكععاء‬
‫فيما الخسارة تجر الخرى‪.‬‬

‫‪05-02-2002‬‬

‫‪31‬‬
‫‪32‬‬
‫تكريس التجنيس سياسة حكومية ل تخضع للمساومة‬

‫الكاتب‪ :‬أحرار البحرين‬

‫تتضح معالم مشروع «المملكة الدستورية» بشكل يومي لتجعل منه واحععدا مععن ابشععع المشععاريع‬
‫السياسية الهادفة لتغيير هوية شعب مغلوب على امععره‪ .‬وآخععر الجععراءات الغريبععة القععرار الملكععي‬
‫الخير بتأكيد سياسة التجنيس وتوسيعها بقرار ملكي ل يحتوي على شيء من الديمقراطية‪ .‬ويتضععح‬
‫كذلك ان ما يبدو من «انفتاح» شكلي انما هو لتمرير المشروع الخطر المتمثل بتغيير تركيبة البلد‪.‬‬
‫هذه الهداف السلطوية تتجلى في ما يلي‪:‬‬

‫‪ - 1‬ان اصدار الحاكم مرسوما بتجنيس المواطنين الخليجيين كشف عددا من الحقائق‪ .‬فقد صععدر‬
‫بقرار شخصي من الملك بدون استشارة الشعب‪ ،‬لعلمه ان ابناء البحرين سععوف يرفضععونه بشععكل‬
‫كامل‪ .‬فهل هناك حاكم آخر في الدنيا أصدر قرارا بهذه الخطععورة وبهععذه السععرعة والطريقععة؟ هععل‬
‫هناك دولة في العالم اصدرت قرارا بتجنيس مواطني دول اخرى؟ وأية ديمقراطية هذه التي تسمح‬
‫لحاكم باصدار قرار بتغيير تركيبة البلد السكانية بدون الرجوع الى الشعب؟ ولماذا يستعجل الحاكم‬
‫اصدار هذا القرار قبل انتخابات اكتوبر التي لم يبق عنهععا سععوى بضعععة شععهور؟ هععل هنععاك ضععرورة‬
‫قصوى تقتضي ذلك؟ من وجهة نظر الحعاكم هنعاك ضعرورة قصعوى جعدا تقتضعي تكريعس مشعروع‬
‫التجنيس قبل ان يتمكن احععد مععن اكتشععاف ابعععاد المشععروع‪ ،‬وقبععل ان يطععالب احععد بعرضععه علععى‬
‫المجلس المنتخب حتى لو كان صوريا‪ .‬وما الحاجععة لعطععاء الجنسععية للخريععن؟ اليععس هععذا القعرار‬
‫الخطير خطوة على طريق تغيير التركيبة السكانية جععذريا وبسععرعة وفععي غيععاب ايععة مراقبععة او اي‬
‫ددة به والمطالبة بوقفه فععورا؟‬ ‫تساؤل من احد؟ أليس هذا اجراء خطيرا للغاية؟ فأين الصوات المن ّ‬
‫لقد حسب الحاكم حساباته فوجد ان بامكانه ان يشتري صمت الغلبية بثمن بخس جدا‪ ،‬لقععد سععمح‬
‫بشيء من حرية التعبير )في المسععاجد والمععآتم والنععوادي وليععس فععي وسععائل العلم( فععي مقابععل‬
‫السماح له بالتصعرف فععي البلد كمعا يشعاء‪ .‬ومععن يععارض هععذه السياسعة يوصععم بعالتطرف وعععدم‬
‫الواقعية‪ .‬ومع ذلك نود ان نقرع الجراس مرة اخرى لكل من يهمه امر البلد والحفاظ على هويتهععا‬
‫التاريخية والبشرية والثقافية من هذا القرار الخطير الذي لن تقتصر آثاره علعى فئة دون اخعرى بعل‬
‫سيطال شره الجميع‪.‬‬

‫‪ - 2‬يضاف الى ما سبق خطوة اخرى تصب في مشروع الحاكم الذي يهدف لبقاء الشعب تحععت‬
‫مد في حرمان‬ ‫السيطرة المطلقة‪ ،‬وتتمثل هذه الخطوة بالستمرار في توظيف غير البحرينيين والتع ّ‬
‫المواطنين من ذلك‪ .‬ويؤكد ذلك نشر اعلنات في الصحف الردنية‪ ،‬وربما غيرها‪ ،‬لتوظيف مدرسععين‬
‫اردنيين في مدارس البلد‪ .‬هذا برغم احتجاجات المدرسين العاطلين عن العمل في الشهور الخيرة‬
‫ومطالبتهم بوظائف‪ .‬فماذا يعني توظيف الجانب في الوظائف التي يمكععن للمععواطنين القيععام بهععا؟‬
‫أليس هذا اجراء متعمدا للحفاظ على نسبة العمال البحرينيين منخفضععة مقارنععة بالعمععال الجععانب؟‬
‫ان هذه السياسة التي اتبعت منذ السبعينات تهدف لبقاء البحرينيين أقلية في سوق العمععل لكععي ل‬
‫يستطيعوا تنظيم احتجاجات عمالية او اضرابات كما فعلوا في العقود السابقة‪ .‬فمن يقف بوجه هذه‬
‫السياسة ويدافع عن آلف المحرومين من فرصة العمل؟ ومن الذي يمتلك الشععجاعة ليعلععن رفععض‬
‫هذه الساليب المكشوفة والسياسات الفاضحة في القضاء على ارادة الشعب وحقوقه في التعععبير‬
‫عن الموقف والدفاع عن حقوقه المشروعة؟‬

‫‪32‬‬
‫‪33‬‬
‫‪ - 3‬يتساءل اعضاء المجالس البلدية الذين انتخبعوا الشعهر الماضعي ععن دوافعع السعتعجال بتلعك‬
‫النتخابات في الوقت الذي اتضععح فيععه عععدم وجععود سياسععة واضععحة لععدى الحكععم لدارة المشععروع‬
‫البلدي بعد النتخابات‪ .‬فقد بقي هؤلء بدون رواتب بعد ان قطعت رواتبهععم فععي وظععائفهم الصععلية‪،‬‬
‫ولم يسمعوا شيئا من السلطات على الطلق‪ .‬فهل سياسعة تجويعع العضعاء المنتخعبين تصعب فعي‬
‫«المشروع الديمقراطي»؟ ولماذا استعجل الحاكم اجراء النتخابععات قبععل ان يكععون الجهعاز الداري‬
‫في الدولة مستعدا لها؟ ولماذا هذا التباهي والتفاخر في الوقت الذي ل يمتلك الحكم تصورا واضععحا‬
‫لطريقة بدء عمل المجالس وتوقيت انعقاد اجتماعات العضاء المنتخععبين؟ فععأين التخطيععط وحسععن‬
‫الدارة التي بالغ العلم الرسمي في الحديث عنهما لثبات «ديمقراطية» الحكم؟‬

‫‪ - 4‬يبدو المشروع الديمقراطي هو القل نصيبا في اهتمامات الحكم‪ ،‬فقد اصبح اصدار القععرارات‬
‫والمراسيم الملكية ممارسة يومية‪ ،‬والهدف تكريسها كأسلوب لصدار القععوانين حاضععرا ومسععتقبل‪،‬‬
‫اما مباشرة من الحاكم كما يجري حاليا او عبر مجلععس الشععورى الحكععومي مسععتقبل‪ .‬ووفقععا لهععذه‬
‫السياسة ألغععي دسععتور البلد الشعرعي وفععرض علععى الشععب دسععتور جديععد يقنععن هعذا السععتبداد‪،‬‬
‫وبالتععالي فلععن يكععون للمجلععس المنتخععب سععلطة حقيقيععة فععي التشععريع‪ .‬فهععل هععذا النععوع مععن‬
‫«الديمقراطية» هو ما سعى الشعب لجله منذ اكثر من نصف قرن؟ لم يتعب الشعب مععن النضععال‬
‫في سععبيل اسععترجاع حقععوقه وكرامتععه‪ ،‬وبالتععالي فنضععاله متواصععل ورفضععه الجععراءات السععلطوية‬
‫الستبدادية لن يتوقف‪ ،‬وأصبح اكثر وعيا لضرورة رفض النسياق وراء المشاريع الحكومية الشععكلية‬
‫ومنها النتخابات المزّيفة لمجالس صورية عديمة الجدوى ومسلوبة الصلحيات‪ .‬وهو ثابت على ذلك‬
‫انشاء الله‪.‬‬

‫اللهم ارحم شهداءنا البرار واجعل لهم قدم صدق عندك‬

‫حركة أحرار البحرين السلمية | ‪2002-06-12‬‬

‫‪33‬‬
‫‪34‬‬
‫حول ازدواج الجنسية‬

‫الكاتب ‪ :‬من خطب الجمعة للشيخ عيسى قاسم‬

‫رابعًا‪ :‬كلمات نقلتها مجلة الحياة حرفيا ً فيمععا يظهععر لععوزير العلم فععي البحريععن‪ ،‬بشععأن الجنسععية‬
‫المزدوجة في بلداننا الخليجية الشقيقة وهو يظهر وحدوّيا جععدًا‪ ،‬وداعيععة بحععرارة جععدا ً إلععى الوحععدة‪،‬‬
‫راميا ً لخرين بمعاداتهم للوحدة من منطلقات انعزالية وترتبط بأفكار خارجيععة عععن توجهععات الخليععج‬
‫العربي كما يذكر‪ .‬انظر )الحد_‪ 5‬ربيع الثععاني ‪1423‬هعع _ العععدد ‪ (14332‬وفيمععا يتعلععق بهععذا المععر‬
‫تطرح كلمات تنظر إلى جملة ما نقلته الحياة في عددها المذكور عن الوزير المسئول‪:‬‬

‫‪ .1‬إن الوحدة الخليجية‪ ،‬والوحدة العربية‪ ،‬والوحدة السلمية الكبرى في ظل قيم المة وعلعى خعط‬
‫دينها مطلب كل الشعوب السلمية‪ ،‬وما يمنع من هذه الوحدة بركائزهععا السععلمية الثابتععة إنمععا هععو‬
‫ن هذا شيء‪،‬‬ ‫اختلف المصالح السياسّية للنظمة الحاكمة‪ ،‬وليس التهافت بين مصالح الشعوب‪ .‬ولك ّ‬
‫وت شعب على مصير شعب آخر ل يعيش معاناته‪ ،‬ول ينكوي بمشكلته وإنما يحمل جنسععية‬ ‫وأن يص ّ‬
‫وت عععن‬ ‫اسمية فقط شيء آخر‪ .‬فإن هذه الجنسية السمية ستسمح لعدد هائل مععن شعععب أن يص ع ّ‬
‫طريق سفارة دولة أخرى في بلده على مصير أبناء تلك الدولة‪ .‬وإن لم يحضر يوما واحععدا مععن بعععد‬
‫أخذ الجنسية إلى تلك البلد‪ .‬والضوابط التي تمنع من قانونية هععذا الفععرض وأشععباهه غيععر مضععمونة‪.‬‬
‫ل للتعديل الذي يخدم أغراضا ً انتخابية مشابهة كما هو معلوم‪.‬‬
‫وقانون الجنسية خضع قب ُ‬

‫‪ .2‬من المؤسف أنه يحدث في بعض الحالت للنظمة الرسمية أن تعرقل الخطوة الوحدويععة بيععن‬
‫المسلمين داخل الشعب الواحد فضل ً عن أن تكون بين شعبين‪ ،‬وذلك بععدافع الحسععابات السياسععية‬
‫دية التوجهات الوحدوية الرسمية وصدق شعاراتها وحرصععها‬ ‫المعينة‪ .‬ومن هنا يعذر من يشكك في ج ّ‬
‫علعععععى مصعععععالح الشععععععوب المشعععععتركة‪ .‬وهعععععو هنعععععا يحتعععععاج إلعععععى تطمينعععععات كافيعععععة‪.‬‬
‫‪ .3‬يصعب على المواطن الخليجي وهو يقف عند حدود البلععد الخععر مععن البلععدان الخليجي ّععة قبععل أن‬
‫ُيسمح له بالدخول أكثر مما يقف غير العربي وغيععر المسععلم أن يطمئن بععأن شعععار الوحععدة لتوحيععد‬
‫شعار وسلمته الظاهرية ل تعني بالضرورة تقدميععة‬ ‫الشعوب وخدمة مصالحها المشتركة‪ .‬وتقدمّية ال ِ‬
‫المضمون وسلمته‪ ،‬والشعار يدرس دائما ً في ضوء سععياقات الواقععع واقترانععاته المكانيععة والزمانيععة‬
‫والحدثية ومؤشرات الخارج‪.‬‬

‫‪ .4‬إلى زمان قريب كان يذكر على ألسنة عدد من المواطنين أن اتفاقا ً رسميا شفهيا ً علععى القععل‬
‫كان يمنع من مساواة الجور بين المواطن الخليجي الذي يعمل في بلد مععن البلععدان الخليجيععة مععن‬
‫دقوا بأن شعار الوحدة يستهدف تحقيععق‬ ‫غير بلده وأجور المواطنين لذلك البلد‪ ،‬فكيف لهؤلء أن يص ّ‬
‫مصالحهم؟!‬

‫‪ .5‬كان النسب بوزير العلم أن يتعرض لقانون الجنسية الحالي وما سععيطرأ عليععه مععن تغييععرات‬
‫إلى جنب القبول بازدواج الجنسية المر الذي كان ممنوعًا‪ .‬ويثور هنا سععؤال‪) :‬سععؤال لععوزير العلم‬
‫وهو يسجل الخيانة ويسععجل الشعععور المععادي للوحععدة الخليجيععة علعى معن ينععاقش مسعألة ازدواج‬
‫الجنسية‪ ،‬هنا يتوجه إليه سؤال( هل كانت النظمة الرسععمية يعا وزيععر العلم عنععدما لعم تكععن تقبععل‬
‫ازدواج الجنسية ‪ -‬قبل أيام فقط ‪ -‬رافضة للوحدة وساعية إلى زعزعة كعل تعوجه نحوهعا وهعي كمعا‬
‫تعتقد أنت منطلقات انعزالية‪ ،‬وترتبط بأفكار خارجة عن توجهات الخليج العربي كمععا حكمععت بععذلك‬
‫‪34‬‬
‫‪35‬‬
‫على من يبدي وجهة نظر في مسألة ازدواج الجنسية؟ وهل لم تبرأ النظمة مععن كععل هععذه العيععوب‬
‫الخطيرة إل قبل أيام فقط؟! هذه بعض الملحظات على عبارات قليلة جدا ً نقلتها تلك المجلة‪.‬‬

‫‪...........................................................................‬‬
‫جزء من خطبة الجمعة| بتاريخ ‪2002-6- 21‬م الموافععق ‪ 10‬ربيع الول ‪ 1423‬هـ ـ | جععامع‬
‫المام الصادق)ع( بالدراز‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫‪36‬‬
‫َقدُر الديمقراطية في البحرين إما نعم أو نعم!‬

‫الكاتب ‪ :‬عمران سلمان‬

‫في البداية أجدني مضطرا‪ ،‬للتوضيح هنا منعا لي لبس‪ ،‬أن ما يثار في البحريععن هععذه اليععام حععول‬
‫معارضة قرار ازدواج الجنسية القاضي بالسماح للخليجيين بالحصول علععى الجنسععية البحرينيععة دون‬
‫التخلي عن جنسيتهم الصلية والعكس صحيح‪ ،‬والذي أقرته البحرين‬

‫مؤخرا )أو بالدق صدرت بشأنه توجيهات ملكية(‪ ،‬ل يستهدف الخليجيين الذين هععم أخععوة وأحبععاء‪،‬‬
‫مرحب بهم دائما وأبدا في البحرين وفي أي وقت‪ ،‬لكن للمسألة اعتباراتها الداخلية المحضة التي ل‬
‫أشك أنهم يفهمونها تماما‪.‬‬

‫والواقععع أننععي لععم أكععن أود تنععاول هععذا الموضععوع لسععباب معظمهععا متعلععق بالفتقععار حععتى الن‬
‫للتفاصيل‪ ،‬وغياب الشفافية‪ .‬لكن ما حتم علي الخوض فيه مسألتان‪ :‬الولى أن القضية أخذت بعععدا‬
‫شعبيا كبيرا وأصبحت مثار جدل في الساحة البحرينية‪ .‬والمسألة الثانية‪ ،‬هي تصريحات وزير العلم‬
‫البحريني نبيل الحمر لصحيفة الحياة )‪ 16‬يونيو ‪ ،(2002‬والتي قال فيهعا بعالنص "إننعا فعي البحريعن‬
‫ننطلق دائما ً في قراراتنا نحو ترسيخ الوحدة الخليجية‪ ،‬ولكن يبدو أن هناك من يرفض هذه الوحععدة‪،‬‬
‫ويسعى إلي زعزعة كل توجه نحوها‪ ،‬وهي كما نعتقد منطلقات انعزالية وترتبط بأفكعار خارجعة ععن‬
‫توجهات الخليج العربي"‪.‬‬

‫هذا التصريح لم يكن ملئما على الطلق ول نبالغ إذا قلنا إنه أطلق جزافا ومن غير بينععة‪ ،‬وينتمععي‬
‫في شكله ومضمونه إلى أسطوانة التهععم المشععروخة الععتي طالمععا اسععتخدمتها الحكومععة البحرينيععة‬
‫واستخدمها نبيععل الحمععر بشععكل خععاص حينمععا كععان رئيسععا لتحريععر صععحيفة اليععام المحليععة‪ ،‬لرمععي‬
‫المعارضين و التحركات الشعبية‪ ،‬بالتآمر والعمالة للخارج‪.‬‬

‫لم نكن نود إذن أن يخرج هذا التصريح من وزير العلم لسيما وهو يمثل الحكومة‪ ،‬وأن يكون في‬
‫صحيفة عربية واسعة النتشار‪.‬‬

‫مبرر الستعجال‬

‫فأيا يكن رأي أو وجهععة نظععر الرافضععين للمشععروع‪ ،‬ل يجععوز وصععمهم "بالسعععي لزعزعععة الوحععدة‬
‫الخليجية" أو وصم وجهة نظرهم "بالنعزالية والرتباط بأفكار خارجة عن توجهات الخليععج العربععي"‪.‬‬
‫المسألة ل تحتمل كل ذلك‪ ،‬وهي أبسط من هذا بكثير‪ .‬وأي شخص منطقي أو منصععف ل يمكنععه أن‬
‫يعتبر أن رفض تعديل الجنسية مرتبط بالموقف من الوحدة الخليجية‪.‬‬

‫فالجنسية شأن محلي خالص كما هو في أي دولة‪ .‬وحين يتم تقريععر قضععية مععن هععذا النععوع وبهععذا‬
‫المستوى والخطورة فالمر الطبيعي أن يقول الناس رأيهم فيه‪ ،‬إما تأييععدا أو رفضععا‪ .‬وفععي السععياق‬
‫الحالي الذي تعيش فيه البحرين‪ ،‬حيث خرجت للتو من انتخابات بلدية وتستعد للدخول في انتخابات‬
‫برلمانية )إذا كتب لها النجاح(‪ ،‬يصبح من المنطقي أن يتم النتظار لحين انتهائها وعرض المععر علععى‬
‫‪36‬‬
‫‪37‬‬
‫البرلمان الجديد‪ ،‬أو عرضه في استفتاء شعبي بعد التمهيد له في وسائل العلم والسماح بأن يأخععذ‬
‫مداه الطبيعي من المناقشة والدراسة‪.‬‬

‫لذلك فالسؤال هو‪ :‬ما وجه الستعجال في هذه القضععية بصععورة تحتععم البععت فيهععا بهععذه السععرعة‬
‫والطريقة التي دفعت حتى وزيععر العلم نفسععه الععذي فععوجئ بحجععم المعارضععة فععي الشععارع‪ ،‬إلععى‬
‫التصريح قبل أيام بأن ما اعتبره سوء فهم أو لبس يعود إلى أن وسائل العلم المحلية من تلفزيون‬
‫وإذاعة وصحف محلية‪ ،‬قصرت في شرح وعرض الموضوع!‬

‫أل يعععزز ذلععك مععن شععكوك المعارضععين لتعععديل الجنسععية الععذين رأوا فيععه محاولععة للتععأثير علععى‬
‫النتخابات القادمة وترجيح كفة دون أخرى؟ وأل يعزز ذلك من مخاوف كثير من البحرينيين الحاليين‬
‫من أن يصبحوا في المستقبل غير قادرين‪ ،‬على تقرير أبسععط شععأن مععن شععؤونهم؟ هععذا وجععه مععن‬
‫وجوه القضية‪.‬‬

‫وضع طائفي حععرج أمعا الععوجه الخععر‪ ،‬ولنقععل ذلععك بصععراحة شععديدة‪ ،‬إن المسعألة حساسعة جععدا؛‬
‫فالوضعع الطعائفي فععي البحريععن هعش وحععرج‪ ،‬وأي محاولعة لتغييععر هععذا الوضعع بوسععائل مصعطنعة‬
‫وقسرية‪ ،‬من شأنه أن يثير توترا ل ضرورة له‪ ،‬فضل عن أنععه سيضععاعف مععن واقععع الشعععور بععالغبن‬
‫الطائفي الذي يتعرض له الشيعة رغم أكثريتهم في البلد‪.‬‬

‫لقد جربععت الحكومععة حععتى الن سياسععة التجنيععس العشععوائي فععي محاولععة منهععا لتغييععر التركيبععة‬
‫السكانية‪ ،‬فاستقدمت اللف من بدو سوريا والردن بالضافة إلى أعداد مععن اليمنييععن والسعععوديين‬
‫والجععانب‪ ،‬ومنحتهععم الجنسععية البحرينيععة‪ .‬ويبععدو أن الكلفععة الجتماعيععة لهععذه العمليععة وشععكاوى‬
‫المواطنين المرة من السلوكيات غير المألوفة والغريبة علععى مجتمعنععا الععتي يقععوم بهععا البحرينيععون‬
‫الجدد‪ ،‬قد أقنعت الحكومة بعدم صواب مععا فعلتععه‪ .‬فكععان أن وجععدت الحععل فععي الخليجييععن‪ .‬وهععذه‬
‫مسألة بحاجة إلى بعض النقاش لستجلء صورتها وأبعادها‪.‬الكل يعرف أن مستوى ما تقدمه معظععم‬
‫دول الخليج لمواطنيها من امتيازات هو أعلى بكثير مما تقدمه البحرين‪ ،‬فما الذي ستضيفه الجنسية‬
‫البحرينية والحالة هذه إلى الجنسيات الخليجية الخرى‪ ،‬كي تغري هؤلء بطلبها؟‬

‫والقضية الخرى أن المر ل يتعلق فقط بقبول البحرين أن يحتفظ الخليجي بجنسيته الصلية إلععى‬
‫جانب الجنسية البحرينية‪ ،‬بل ل بد أن تسمح دول الخليج بذلك أيضا لمواطنيها‪ ،‬كععي تصععبح المسععألة‬
‫ممكنة من الناحية العملية‪ .‬والواقع أننا ل نملك معلومات حول ما إذا كانت باقي دول الخليج تسععمح‬
‫بازدواج الجنسية أم ل‪ .‬لكن حتى لو افترضنا أنها تسمح به‪ ،‬فما الذي تستفيده البحرين من عرضها؟‬
‫إن الخليجي يستطيع الن أن يزور البحرين ويقيم فيها ما شاء له أن يقيم‪ .‬وهو يستطيع أن يسععتفيد‬
‫من معظم التسهيلت والخدمات المتوافرة للمواطنين‪ ،‬والتشريعات المعمععول بهععا حاليععا فععي البلد‬
‫تعطي الخليجي إمكانية الستثمار والتملك وما شابه من النشاطات التجارية‪ .‬فمععا هععو وجععه المععبرر‬
‫في منح الجنسية‪ ،‬من جانب واحد وفي غياب اتفاق مماثل من باقي دول الخليج؟ أل يدفع ذلك إلى‬
‫العتقاد بوجود أهداف أخرى‪ ،‬غير التهالعك علععى الوحععدة الخليجيععة المسععكينة المفععترى عليهععا؟ وأل‬
‫يفجر ذلك الشكوك بأن الغرض هو توفير الغطاء الشرعي والقانوني لبعععض الفئات الموجععودة فععي‬
‫دول خليجية محددة للحصول على الجنسية البحرينية من دون أن تخسر جنسععيتها‪ ،‬لتحقيععق أهععداف‬
‫محلية؟ الوحدة الخليجية‬

‫‪37‬‬
‫‪38‬‬
‫أما هذا الولع الجديد الهابط على أفئدة البعض حول الوحدة الخليجية‪ ،‬ممن لععم يعععرف عنهععم مععن‬
‫قبل ول في أي يوم من اليعام حبهعم للوحعدة فهعو يعثير السعتغراب‪ .‬والغعرب منعه أن تصعبح هعذه‬
‫الوحدة هي التفسير الرئيسي لتعديل الجنسية البحرينية‪.‬‬

‫فهل توجد أدنى علقة بين تعديل الجنسية وبيععن الوحععدة الخليجيععة؟ إن الوحععدة بيععن دول الخليععج‬
‫هدف سام يسعى له جميع مواطني دول مجلس التعاون‪ .‬ولو أجري استفتاء على هذه المسألة بين‬
‫شعوب المجلس‪ ،‬لحاز على نسبة ساحقة من التأييد‪.‬‬

‫لكن للوحدة أصولها وقواعدها المعروفة‪ ،‬وليست ابتععداعا‪ .‬وتوحيععد الجنسععية هععو آخععر عمليعة فععي‬
‫طريق طويل من الجراءات والتفاقات‪ ،‬ول يمكن أن تبدأ الوحدة مععن الجنسععية‪ .‬يكفععي أن مجلععس‬
‫التعاون الذي مضى على تأسيسه أكعثر معن عشعرين عامعا فشعل حعتى الن فعي تحقيعق أي إنجعاز‬
‫وحدوي يعتد به‪ .‬من هنا أعتقد أنه يجب عدم إقحام مسألة الوحدة في الموضوع والساءة إلى هععذا‬
‫المطلب الخليجي الحيوي‪.‬‬

‫إن الذين أعلنوا معارضتهم لتعديل الجنسية )وهم بحرينيون من حقهم مثلما من حق الحكومععة أن‬
‫يكون لهم رأي في شأنه يمس حيععاتهم( انطلقععوا مععن رفضععهم للطريقععة الععتي تععم بهععا تقريععر هععذه‬
‫المسألة الحيوية والخطيرة‪ ،‬ثم من مخاوفهم من أن يتم اسععتغلل هععذه المسععألة فععي التععأثير علععى‬
‫العملية النتخابية ومدخل لتغيير عميق في التركيبة الديمغرافية للبحرين‪ ،‬ولم يكن يععدور فععي بععالهم‬
‫أن يأتي أحد ليشكك في وطنيتهم‪.‬‬

‫لقد كان من المؤمل أن تلجأ الحكومة إلى الستماع لمبررات الرافضين وتفهم المخععاوف الكامنععة‬
‫وراء موقفهم‪ ،‬ومحاولة تبديدها‪ ،‬سواء عبر طرح ملف الجنسية على استفتاء شعععبي أو علععى القععل‬
‫عرضععه علععى الجمعيععات السياسععية والهليععة‪ ،‬بععدل مععن إطلق التهععم جزافععا ووصععفهم "بالنعزاليععة‬
‫والرتباط بأفكار خارجة عن توجهات الخليج العربي"‪ .‬لكن ماذا نفعل؟‪ ..‬هذا هععو قععدر الديمقراطيععة‬
‫في البحرين‪ ،‬إما أن نقول نعم أو نعم!‬

‫صحيفة قطرية| ‪2002-06-25‬‬

‫‪38‬‬
‫‪39‬‬
‫تغيير التركيبة السكانية‪ :‬جريمة ل تقل خطورة عن البادة‬

‫الكاتب ‪ :‬حركة أحرار البحرين‬

‫تعتمد خطة تغيير التركيبة السكانية في البحرين على عععدد معن الجععراءات فععي مقععدمتها‪ :‬اصععدار‬
‫المراسيم الملكية التي تتخذ صفة القانون وفرضها بقوة الحكم وتنفيذها بالشكل الذي يلئم العائلععة‬
‫الحاكمة‪ ،‬اللتزام بالسرية المطلقة في ما يتعلق بأعداد المجّنسين من الجانب وجنسياتهم الصلية‪،‬‬
‫اظهار هذه الخطة بشكل مناسب يختلف تماما عن دوافعهععا الععتي تنطلععق مععن الرغبععة فععي احععداث‬
‫تغيير جوهري فععي التركيبععة السععكانية وذلععك لتكريععس الحكععم المطلععق للملععك بععدون الخشععية مععن‬
‫معارضة حقيقية‪ .‬واخيرا فأهم ما تنطوي عليه الخطة استغلل انشغال البعض بالمشعاريع الحكوميعة‬
‫لتمرير هذا المشععروع الخطععر‪ .‬فقععد طععرح الحكعم فععي ‪ 14‬فععبراير الماضععي دسععتورا مفصعل وفععق‬
‫احتياجات الحكععم متجععاوزا الدسععتور الشععرعي التعاقععدي‪ ،‬وربععط ذلععك بانتخابععات لمجععالس صععورية‬
‫مسلوبة الصلحيات‪ .‬واليوم أدرك الحكم نجععاح خطتععه‪ ،‬وأعلععن عععن برنامععج واضععح لتغييععر التركيبععة‬
‫السكانية للبلد‪ ،‬مدركا ان أساليب التخدير حققت ما يريد من الهاء البعض بالقضععايا الهامشععية عمععا‬
‫هو جوهري من المور‪.‬يا أبناء البحرين‪ :‬كفاكم سباتا وانشغال عما يخطط لكم‪ ،‬وحان الوقت لليقظة‬
‫لمواجهة ذلك بكل ما لديكم من اساليب سلمية متحضرة‪ .‬فالفضية ليست المشاركة فععي انتخابععات‬
‫اكتوبر او مقاطعتها‪ ،‬بل مواجهة مشروع التغيير الخطير الذي بدأه النظام سرا وأعلعن عنعه معؤخرا‪.‬‬
‫القضية اليوم تتجاوز في خطورتها كل ما قامت بهعا العائلععة الحاكمععة منععذ ان وطعأت اقععدامها ارض‬
‫البحرين قبل ‪ 220‬عاما‪ .‬فكل الجراءات السععابقة كععانت مقتصععرة علععى بعععض القععوانين التعسععفية‬
‫والجععراءات الظالمععة‪ ،‬ابتععداء باسععاءة معاملععة المععواطنين وفععرض نظععم ضععرائبية ظالمععة‪ ،‬مععرورا‬
‫بسباسات القمع والستبداد‪ ،‬ووصول الى تعليق العمل بدستور البلد‪ .‬برغععم فداحععة تلععك الجععراءات‬
‫والجرائم التي ارتكبت بحق المواطنين من سجن وتعذيب وقتععل وتشععريد وحرمععان مععن الوظععائف‪،‬‬
‫برغم كل ذلك‪ ،‬فما يقوم به ملك البحريععن اليععوم يتجععاوز فععي خطععورته كععل ذلععك‪ .‬فقععد اعتععبر تلععك‬
‫الجراءات من نوع "مسكنات اللم" التي ل تحقق ما يريد‪ ،‬فقرر استئصال مععا يعتععبره مصععدر اللععم‬
‫من جذوره‪ .‬لقد أصبح يائسا من قدرته على حكم الشعب وفق دستور ‪ 73‬لن الدستور يتضارب مع‬
‫عقلية الحكم القائمة على اساس امتلك الرض ومن عليها وعدم الستعداد لقبول منطق الشععراكة‬
‫في صنع القرار‪ .‬فجاء قرار تغيير التركيبة السكانية في البلد‪.‬‬

‫ولكي يتم تمرير هذا المخطط الرهيب كان ل بد مععن طععرح "المشععروع الصععلحي" الععذي يسععمح‬
‫بشيء من حرية التعععبير داخععل المسععاجد والمععآتم والجمعيععات والنععوادي فععي مقابععل التوقععف عععن‬
‫الحتجاج السياسي القوي‪ .‬وعلى اساس هذه "الحريععة" قععامت مملكععة الصععمت الععتي يعيععش ابنععاء‬
‫البحرين تحت وطأتها‪ .‬واستطاع الحاكم‪ ،‬ليس تعليق العمل ببعض مععواد الدسععتور كمععا فعععل والععده‬
‫وعمه‪ ،‬بعل الغعاءه تمامعا وفعرض نظعام حكعم علعى مقاسعه الشخصعي بعيعدا ععن اي استشعارة او‬
‫مشععاركة‪ ،‬وقععام بترقيععة جهععاز التعععذيب ليصععبح وزارة قائمععة بععذاتها‪ ،‬وك عّرس منععع توظيععف غالبيععة‬
‫المواطنين من وزارتي الععدفاع والداخليععة‪ ،‬وواصععل سياسععة تكععثيف العمالععة الجنبيععة علععى حسععاب‬
‫المواطنين‪ ،‬وأخيرا أصدر قرار تغيير التركيبععة السععكانية بقععرار شخصععي مععن الملععك الععذي أيقععن ان‬
‫سياسة التخدير قد حققت أجواء الصمت المطلوبة لنجاح هذا المخطط الرهيب‪.‬‬

‫يتساءل الكثيرون‪ :‬امام هذه الحقائق‪ ،‬ما الموقف؟‬

‫‪39‬‬
‫‪40‬‬
‫لععم يعععد الوضععع الن مقتصععرا علععى مخالفععة قانونيععة او دسععتورية محععدودة مععن قبععل الحكععم‪ ،‬ول‬
‫العتراض على بعض الخطوات الهامشعية والجععراءات العتي ل تعجععب هعذه الفئة او تلععك‪ ،‬ول علعى‬
‫اعطاء مجلس الشورى المعّين صلحية المشاركة في التشععريع‪ ،‬ول علععى المشععاركة فععي انتخابععات‬
‫اكتوبر او مقاطعتها هذه جميعا قضايا مشروعة تستحق ال هتمام من المعارضة ورموزها‪ ،‬لكن المر‬
‫مته‪ .‬فليس هنععاك اصععلح حقيقععي‬ ‫اوسع من ذلك كثيرا‪ ،‬ويتعلق بالموقف من مشروع الشيخ حمد بر ّ‬
‫يذكر‪ .‬ولكل من الخطوات اليجابية الععتي قععام بهععا منععذ صعععوده الععى الحكععم تفسععيرها الموضععوعي‬
‫وظروفها التي فرضتها‪ ،‬وهي ظععروف بعيععدة عععن النوايععا الحسععنة والرغبععة فععي الصععلح الحقيقععي‪.‬‬
‫فاطلق سراح السجناء السياسيين جاء تحت وطأة الضغط الدولي باصدار قرار ضد الحكومععة كععان‬
‫جاهزا عندما استولى الشيخ حمد على الحكم والزيارة المؤجلة لمجموعة العتقال التعسفي التابعة‬
‫للمم المتحدة الى البحرين‪ .‬والسماح بشيء من حرية التعععبير فععي المحافععل العامععة كععان ضععروريا‬
‫للتنفيس الذي كان من اسباب انفجار الوضععع فععي الماضععي ولتمريععر الميثععاق المشععؤوم‪ .‬والسععماح‬
‫بعودة المبعدين كان ضروريا لخماد الصوات المعارضة في الخارج عنععدما تتضععح معععالم المشععروع‬
‫الجديد‪ .‬وفي ما عدا ذلك فقد بقيت القضايا الجوهرية معلقة حتى هذه اللحظة ومنها‪ :‬اعادة العمععل‬
‫بدستور البلد الشرعي‪ ،‬وتوظيف العاطلين‪ ،‬وفتح وزارتي الداخلية والدفاع لتوظيف ابنععاء البحريععن‪،‬‬
‫ووقف استقدام الجانب لقمع المواطنين‪ ،‬واقامة دولععة القعانون‪ ،‬واصععلح اجهععزة المععن‪ ،‬ومحاكمععة‬
‫مرتكبي جرائم التعذيب‪ ،‬واعادة اعمار البلد بعد عقود من الهمال والتقصير‪ ،‬والقضاء على ظععواهر‬
‫الفساد والرشوة‪ ،‬والغاء الطائفية السياسية‪.‬‬

‫هذه الحقائق تقتضي من الرموز السياسععية والمععواطنين وعيععا شععامل لخطععورة الوضععع وضععرورة‬
‫مواجهته ووقف المخطط الحكومي الرهيب‪ .‬وبالتالي فالقضععية تتجععاوز كععثيرا قععرار المشععاركة فععي‬
‫متععه‪ .‬فععالقبول‬
‫انتخابات اكتوبر او مقاطعتها‪ ،‬لتصل الى تحديد الموقف من مشععروع الشععيخ حمععد بر ّ‬
‫بأي جزء منه يعتبر اقرارا له‪ ،‬واذا قبل قععراره فععي مععا يتعلععق بدسععتوره الجديععد او مععا يععترتب عليععه‬
‫ويتمخض عنه مثل انتخابات اكتوبر‪ ،‬فان ذلك اقععرار للمشععروع ولكععل مععا يتمخععض عنععه مثععل تغييععر‬
‫التركيبة السكانية‪ .‬وأملنا ان توجه الجهعود معن جميعع الطيعاف السياسعية والمعواطنين لوقعف هعذا‬
‫المشروع قبل فوات الوان‪ ،‬وعدم النشغال او التشاغل بالقضععايا الجانبيععة والخععروج مععن الشععرنقة‬
‫التي صنعها النظام للشعب‪.‬‬

‫اللهم ارحم شهداءنا البرار واجعل لهم قدم صدق عندك‪.‬‬

‫بيان حركة أحرار البحرين السلمية|‪2002-06-26‬‬

‫‪40‬‬
‫‪41‬‬
‫حول ازدواج الجنسية‬

‫الكاتب ‪ :‬من خطب الجمعة للشيخ عيسى قاسم‬

‫رابعًا‪ :‬ل زال موضوع ازدواج الجنسّية مصدر قلق شعبي كبير واسع وذلك لوجوه‪:‬‬

‫ن الموضععوع يععأتي فععي سععياق ظععروف وإجععراءات‬ ‫صععة وأ ّ‬


‫‪ -1‬عععدم التعليععل الواضععح المقبععول خا ّ‬
‫ُ‬
‫واعتراضات تّتصل بقضية التجنيس غير القانوني الذي أثيععر عنععه كععثيرا ً بععأّنه كععان قائمعا ً وكععان ين ّ‬
‫فععذ‬
‫لغراض غير جّيدة‪.‬‬

‫‪ -2‬انفرادية البحرين فععي العلن عععن القععدام عليععه مععن طععرف واحععد مععع كونهععا ليسععت مؤهلععة‬
‫موضوعيا ً بقدر ما عليه الدول الخليجية الخرى‪.‬‬

‫عد وتهديد من أطراف متشددة تكفيريععة بععاللعب باسععتقرار ووحععدة‬


‫‪ -3‬ما صاحب هذا المر من تو ّ‬
‫الشعب البحريني‪.‬‬

‫‪ -4‬ما حملته بعض الندوات في الموضوع من تأشير بإلغععاء المععدة الععتي يشععترط قععانون الجنسععية‬
‫الحالي بقاءها في البحرين من طالبي الجنسية من غير المواطنين وتخفيضها إلى سنتين‪ ،‬ول ُيععدرى‬
‫فلعّلها تلغى نهائيًا‪.‬‬

‫‪ -5‬التزامن بين طرح الموضوع والجواء التحضيرية للنتخابات التي تتبناها الدولة‪.‬‬

‫وهناك رأيان في العتراض على ازدواج الجنسية‪ :‬رأي أشار إليععه وزيععر العلم‪ ،‬وهععو أنععه ل يوجععد‬
‫دعي وجععود اعععتراض واسععع كععبير‬ ‫مواطن واحد يعترض على الموضوع‪ ،‬والرأي المذكور هنا والذي ي ّ‬
‫م بين الرأيين إنما هو الستفتاء العام في المسألة‪.‬‬ ‫حك َ ُ‬
‫مشترك بين المواطنين من شيعة وسنة وال َ‬

‫‪...........................................................................‬‬

‫مقطع من خطبة الجمعة| بتاريخ ‪2002-6- 28‬م الموافق ‪17‬ربيع الثاني ‪1423‬هع |‬
‫جامع المام الصادق)ع( بالدراز‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫‪42‬‬
‫حول النقاش الدائر في مسألة التجنيس في البحرين‬
‫"أمامنا فرصة كبيرة للوحدة الوطنية ومواجهة التحديات" ‪..‬‬

‫الكاتب ‪ :‬هاني الريس‬

‫بقي قانون إزدواجية الجنسية الخليجية في البحرين‪ ،‬وعلى معدى السعابيع الماضعية‪ ،‬معادة نقعاش‬
‫مفتوحة بين الوساط الرسمية والشعبية‪ ،‬على ضوء خطورة هذا القانون‪ ،‬خصوصا ً وانه تم بمععوجب‬
‫قرار ملكي منفرد وليس عبر ممثلي الشعب او عبر إستفتاء شعععبي‪ ،‬وعلععى هعامش النقعاش الععام‬
‫حول هذه القضية‪ ،‬فأن من الهمية بمكان أن نطرح رأينا في هذا الشععأن‪ ،‬كتأكيععد علععى رغبتنععا فععي‬
‫مشاركة الرأي العام‪ ،‬في هذا الواجب الوطني‪ ،‬ل بل هذا الحق الديمقراطي الذي يعتبر من اسععس‬
‫الديمقراطية وحقوق النسان التي يحرص عليها المواطنين‪ ،‬قبل المسؤولين‪.‬‬
‫بداية احب ان اشير الى انني كنت معارضا ً من حيث المبدأ‪ ،‬كافة القععرارات والمراسععيم والوامععر‬
‫الميرية ومن ثم الملكية التي صدرت منذ عملية البععدء بمشععروع الصععلح مععرورا ً بالميثععاق وانتهععاءا ً‬
‫بأستصدار المكرمات والقوانيين ومععن ضععمنها بطبيعععة الحععال قععانون أزدواجيععة الجنسععية‪ ،‬حيععث ان‬
‫مجمل هذه القوانين والقععرارات والمراسععيم الميريععة ومععن بعععدها الملكيععة‪ ،‬جععاءت مععن منطلقععات‬
‫الحلول الجاهزة وأحادية الجانب‪ ،‬وفرض سياسة المر الواقع الذي يعتمد السلوك النفرادي والععذي‬
‫ليخدم سوى مشاريع السععيطرة والهيمنععة الواحععدة والفئويععة علععى كععل مفاصععل القععرار السياسععي‬
‫والجتماعي ول يساعد على بناء دولة القانون والمؤسسات الديمقراطية الدستورية‪ ،‬وقد تم توضيح‬
‫وتأكيد هذا العععتراض فععي العديععد مععن المقععالت الععتي نشععرتها فععي الفععترة الماضععية وفععي مععؤتمر‬
‫المعارضة المنعقد في لندن في نهاية شهر مارس الماضي‪ ،‬وفي العديد من اللقاءات التي جمعتني‬
‫بالشخصيات والرمععوز السياسععية والوطنيععة والدينيععة داخععل البحريععن وفععي الخععارج وفععي كععل هععذه‬
‫المناسبات طرحت وجهة نظر واضحة وصععريحة‪ ،‬وقلععت ان مععا يحععدث فععي البحريععن مععن تطععورات‬
‫متسارعة على الصعد السياسععية والجتماعيععة والقتصععادية وحقععوق النسععان إنمععا هععي زوبعععة فععي‬
‫فنجان‪ ،‬وان الملك والسلطة الحاكمة في البلد هعم المسعتفيد الول والخيعر معن مشعروع التغييعر‪،‬‬
‫حيث ان ل ناقة ول جمل سيحصل عليها شعب البحرين‪ .‬ما دام بقي مقيدا ً بدستور مصطنع وممنوح‬
‫من إرادة واحدة فقط هي أعلى قمة في السلطة‪ ،‬وقرارات ومراسيم مجحفة تحاصر الديمقراطيععة‬
‫وتعمل بما يناسب أهواء من يتربع على عرش المملكة‪ ،‬وليس بما يتناسععب مععع رغبععات وطموحععات‬
‫وأماني شعب البحرين‪.‬‬

‫وجلنا يعلم ولسوء الحظ‪ ،‬ان المشععروع الععذي جععاء بأسععم الصععلح وتغييععر مسععمى الدولععة الععى "‬
‫مملكة دستورية "‪ ،‬لم يكن سوى "كذبة كبيرة" أراد بها الحاكم تععبييض صععورته وأظهععار نفسععه بععأنه‬
‫المصلح الحريععص علععى خدمععة المجتمععع والميععن علععى الدسععتور ومؤسععس المملكععة الديمقراطيععة‬
‫الدستورية‪ ،‬وفي واقع المر لم يستطيع ان يحقق للدولة والمجتمع سوى تلك "القشور" التي ظلت‬
‫تصفها أبواقه فععي الععداخل والخععارج علععى انهععا إصععلحات سياسععية واجتماعيععة واقتصععادية جوهريععة‬
‫وتاريخية‪ ،‬في نفس الوقت الذي تجدها غالبية اعضعاء المجتمعع البحرينعي‪ ،‬بأنهعا مجععرد خيمعة يظعل‬
‫يحتمي وراءها الحكم لتحقيق مقاصدة وطموحععاته واهععدافه‪ ،‬وتنفععي الرغبععة فععي الصععلح الحقيقععي‬
‫والجععوهري التععاريخي والعيععش المشععترك بيععن جميععع ابنععاء البحريععن وتععوفير الفععرص الجتماعيععة‬
‫والقتصادية والحقوق المتساوية وتطوير التنمية والوصول الى مستوى الممالك الدستورية‪.‬‬
‫ففي كافة الجراءات التي إتخععذت منععذ السععتفتاء علععى الميثععاق واعلن " الملكيععة الدسععتورية "‪،‬‬
‫تعاضمت قوة القرار الفردي على حساب القرار الجماعي‪ ،‬وبلغت كععل هععذه الجععراءات مبلغ عا ً مععن‬
‫‪42‬‬
‫‪43‬‬
‫الغرور واستغفال الناس وبمععا فععي ذلععك الجمعيععات السياسععية والشخصععيات الدينيععة والمؤسسععات‬
‫الهلية في المجتمع‪ ،‬يستحيل كبحها بغير المواجهة والمعارضة الجدية‪ ،‬وللسف الشديد فأن الحكععم‬
‫ل يزال يتجاهل إرادة الناس‪ ،‬ويسععير سععيرا ً حثيثعًا‪ ،‬حيععال مععا يجععري الععى تفععتيت المجتمععع وتمزيقععه‬
‫واضعاف قدرته على المواجهة‪ ،‬والباعث على الشارة الى ذلك‪ ،‬انما هو هذا السلوك الخاطئ وهذه‬
‫القرارات والمراسيم النفرادية التي ترفض المتثال للرادة العامة وتتصععرف كمععا لععو انععه لععم يكععن‬
‫هناك سوى الملك والسلطة التي تحكم البلد بقوانيين العسف العام وتستأثر بصنع القرار‪.‬‬

‫ويبدو واضحا ان الغالبية الساحقة من شعب البحرين‪ ،‬وبعد كععل مععا وجععدوه أمععامهم مععن تغيععرات‬
‫واعراس الفرح الديمقراطي‪ ،‬تتهاوى من جراء نكث الوعود والمواثيق والنقلب علععى دسععتور البلد‬
‫الشرعي‪ ،‬يجمعون على إعتراضهم على ما يحدث من إنهتاكات صارخة لقيم الديمقراطيععة وحقععوق‬
‫النسان‪ ،‬ويعترفون بأن إنجازات مشععروع التغييععر لععم تسععتطيع برغععم الدعايععة العلميععة الهائلععة ان‬
‫تتجاوز "الزمات الكبيرة" ولم تحاول معالجتها بالشفافية وروح الخوة ووحدة المصير‪ ،‬مثلمععا توقععع‬
‫البعض‪ ،‬بل الواضح ان هذه النجازات ومنععذ اليععام الولععى لقيععام المشععروع قععد ولععدت الكععثير مععن‬
‫الممارسات الخاطئة والقوانيين الجائرة ومن بينها قانون التجنيس‪.‬‬

‫ومثلما كنت اعارض كافة القرارات والمراسيم والوامر الملكية النفرادية والتي ل تعير أية أهميععة‬
‫لممثلي الشعب وقواه الوطنية وشخصياته الدينية والرأي العام‪ ،‬فأنني أبدي معارضعتي لهعذا القعرار‬
‫النفرادي المتعلق بالتجنيس‪ ،‬حيث انه قرار تحدي يقلق المشاعر ويحاول تصعيد الشععحن الطععائفي‬
‫والثني عبر تحولت سياسة وديمغرافيععة خطيععرة تهععدد وحععدة وتماسععك المجتمععع الععذي عععانى مععن‬
‫سنوات كثيرة كانت ضاغطة علية في السععابق‪ ،‬واظهععر تكيفعا ً ملفتعا ً مععع الواقععع الجديععد للبلد‪ ،‬بعععد‬
‫ظهور مشروع التغيير وميثاق العمل الوطني‪ ،‬كما انه يهععدد بوجععود "قنبلععة إجتماعيععة" موقععوته فععي‬
‫جسم المجتمع‪ ،‬ستنفجر حتمًا‪ ،‬سواء كععان ذلععك علععى المععدى المرحلععي او السععتراتيجي‪ ،‬ولن هععذا‬
‫القانون مثل غيره من القوانيين والقرارات والمراسيم‪ ،‬لم تخضع بشكل او آخر للمناقشة الشعععبية‬
‫او عبر ممثلي العشب او لقرار شعبي عام وذلك لمعرفة اذا كان الشعب يقبل بهذا القانون او غيره‬
‫مععن القععرارات والمراسععيم‪ ،‬لننععا نعععرف جيععدا ً أن مثععل هععذه القضععايا الهامععة والحساسععة ل تؤخععذ‬
‫بالقرارات النفرادية ومن خلل أعلى سلطة في البلد‪ ،‬بقدر ما تأخذ بالمشاورة والحععوار واسععتفتاء‬
‫الشعب‪ ،‬وهو المر الذي يحصل عادة في النظمة الديمقراطية والممالك الدستورية‪،‬ولكن ما يمكن‬
‫قوله في هذا الشأن‪ ،‬هو ان ملك البحرين الععذي ابتععدع عععدة قععرارات ومراسععيم منععذ بدايععة تسععلمه‬
‫السععلطة فععي العععام ‪1999‬م‪ ،‬لععم يسععتطيع تحقيععق هععذه الممارسععة الديمقراطيععة‪ ،‬ولععم يسععتطيع‬
‫الستقامة مع الوعود والمواثيق‪ ،‬لنه ربما ل يثق بشعبه‪ ،‬وفي كل حال ومهما كانت اهداف ومقاصد‬
‫هذا القانون ) قانون التجنيس( وضرورة الحاجة لجلب رجال العمال والمستثمرين الخليجيين الذين‬
‫لربما قصدهم قانون التجنيس في المقام الول‪ ،‬فأنه ليس من مصلحة البحرين ذلععك البلععد الصععغير‬
‫في المساحة والشععحيح فععي المععوارد القتصععادية‪ ،‬والمتخععم بالفسععاد المععالي والداري والسياسععي‪،‬‬
‫والذي ترتفع فيه مستويات البطالة بين المواطنين بسبب تزايد موجات العمالععة الجنبييععة الرخيصععة‬
‫وغيرها‪ ،‬تضخيم عدد السكان وتوسععيع التركيبععة السععكانية وتنويعهععا بطعابع التمععايز الطبقععي والثنععي‬
‫والمذهبي‪ ،‬وجعل التركيبة السعكانية تتسععاوى فعي حجمهعا العععددي ووزنهعا السياسععي والجتمععاعي‪،‬‬
‫وتجنب ما هو امر واقع على الرض لهذه التركيبة العددية‪ ،‬حيث نجد ان نسبة اكععثر مععن ‪ 72‬بععالمئة‬
‫مععن السععكان يمثلععون الطائفععة الشععيعية‪ ،‬والنسععبة الخععرى تمثععل الطائفععة السععنية وتخععالط هععاتين‬
‫الطائفتين بضع اقليات أثنية‪ ،‬فقد جرى إخععتراع هععذا القععانون خصيصعا ً بقصععد خلخلععة هععذه التركيبععة‬
‫السكانية‪ ،‬ومحاولة تقليعص نسععبة الغلبيععة لجععل الطائفعة الشععية أقليععة او متسعاوية معع الطائفعة‬
‫‪43‬‬
‫‪44‬‬
‫السنية‪ ،‬وبذلك يمكن للحكومة قطع الطريق على أصوات الغالبية المنادية بأعطاء الحقوق للكثريععة‬
‫الشعبية‪ ،‬وقد شهدنا هذه المطالبة تستمر فععي ععدة مناسععبات وفععي انتفاضععات متكعررة منععذ عععدة‬
‫عقود‪ ،‬وكذلك تحجيم هذه الغالبية وحصولها على مقاعد إضافية فععي المجععالس البلديععة والبرلمانيععة‬
‫المنتخبة‪ ،‬مما يعني أن الطبيعععة الساسععية للنظععام الحععاكم فععي البحريععن والععذي تسععبب فععي حالععة‬
‫اللستقرار في البلد طول العقود الماضية بسبب ممارسة سياسة التمييز الطائفي‪ ،‬لم تتغير جذريا ً‬
‫لضمان تعايش سلمي مجتمعي وسلم مستقر‪ ،‬بل يحاول الن كم خلل هذه الجععراءت‪ ،‬تعميععق هعذا‬
‫التمايز من اجل التوصل الى اهداف وطموحات خاصة تؤمن لععه السععتئثار والتسععلط علععى المععديين‬
‫القريب والبعيد‪ ،‬أما الوسيلة المتاحة فهي استصدار مثل هذا القانون )قانون التجنيس(‪.‬‬

‫ومن اجل ذلك ل شئ يجب ان يحول دون المضي في مواجهة هذا القانون الخطر فععي السياسععة‬
‫السكانية‪ ،‬وكذلك القرارات والمراسيم النفراديععة العتي تحعاول فعرض المعر الواقعع فععي المجتمععع‪،‬‬
‫وينبغي الوقوف بكل جرئة في وجهها والتصدي لها بكافة الوسائل السلمية‪ ،‬فهل نستطيع ذلك؟ هذا‬
‫ممكن اذا توحدت كافة القوى السياسية والشعبية واتفقت علععى برنامععج سياسععي وإجتمععاعي قععادر‬
‫على مواجهة هذه التحديات الخطيرة‪ ،‬عند ذلك يمكن ان نضغط على سععلطة القععرار العليععا ومنعهععا‬
‫من الستفراد بصناعة القرار‪ ،‬وان نحصل على كامععل حقوقنععا المشععروعة فععي شععكل فععرض المععر‬
‫الواقع أيضًا‪ ،‬وهذه فرصة كبيرة أمامنا يجب إقتناصها لمواجهة مثل هذه المخاطر‪.‬‬
‫ملتقى البحرين|‪2002-07-21‬‬

‫‪44‬‬
‫‪45‬‬
‫التجنيس‪ :‬ما له وما عليه‬

‫الكاتب ‪ :‬حسن العطار‬

‫أشارت المادة ‪ 15‬من العلن العالمي لحقوق النسان إلى أن‪" :‬لكل فرد التمتع بجنسية بلععد مععا‪،‬‬
‫ول يجوز حرمان شخص من جنسيته‪ ،‬والجنسية حق للدولة وحدها‪ ،‬والدولة بطبيعة الحال لها الحععق‬
‫في منح الجنسية أو منعها"‪ .‬وكععل دول العععالم تقريبععا لععديها قععوانين تنظععم عمليععة التجنيععس‪ .‬ومنععح‬
‫مل الدولة المانحة مسئوليات كععبيرة تجععاه هععذا الفععرد وعععائلته‪ ،‬حيععث‬ ‫الجنسية لي شخص مقيم يح ّ‬
‫يكتسبون الحقوق السياسية والقتصادية والجتماعية المتمثلة فعي حقهعم فععي التصععويت والترشععيح‬
‫في النتخابات العامة‪ ،‬وحقهم في العمععل والتعليعم والتطععبيب وغيرهعا معن الحقعوق الخععرى‪ .‬وفعي‬
‫العشرين سنة الخيرة أعادت الدول الوروبية وأميركا وكندا واستراليا )الدول التي يتوجه إليها أكععثر‬
‫الناس من اجل التجّنس( النظر في قوانينها المتعلقععة بمنععح الجنسععية لسععباب سياسععية واقتصععادية‬
‫واجتماعية‪ ،‬وأصبح الهععدف الحقيقععي لهععذه الععدول مععن التجنيععس هععو‪ :‬اسععتقطاب اصععحاب العقععول‬
‫المتميزة‪ ،‬والتخصصات العلمية الصعععبة والنععادرة‪ ،‬وجلععب رؤوس المععوال‪ ،‬وبهععذا يصععبح الشععخاص‬
‫المجنسون قوة تضاف إلى قوة هذه الععدول وليععس عععبئا ً سياسععيا ً واقتصععاديا واجتماعيععا عليهععا‪ .‬أمععا‬
‫التجنيس لسباب سياسية ‪ -‬إنسانية فإنه ل يمنح إل في حدود ضيقة جدا‪.‬‬
‫ونحن في البحرين يلزم ان ل نكون ضد منح الجنسية لمن يستحقها مععن الشععخاص الععذين ولععدوا‬
‫على هذه الرض الطيبة والمنحدرين من أصول عربية واسعلمية معن دول الجعوار‪ ،‬والعذين شعاركوا‬
‫هم )وآباؤهم من قبل( في البناء والتطوير‪ ،‬واصععبحوا جععزءا ً مععن هععذا الععوطن ونسععيجه الجتمععاعي‪.‬‬
‫ولكن قد نكون ضد التجنيس غير المنظم وغير المقنن لمن ل يستحقون وذلععك للضععرار السياسععية‬
‫ل‪ .‬وفي اعتقادنا المتواضع ان سياسععة‬ ‫والقتصادية والجتماعية الفادحة التي ستحيق بالوطن مستقب ً‬
‫التجنيس وقوانينها في البحرين لبد ّ أن تراعي وتأخذ في العتبار العوامل التية‪:‬‬
‫‪ -1‬الرقعة الجغرافية‪ :‬المعروف أن البحرين من أصغر دول العالم مساحة حيث ل تزيععد مسععاحتها‬
‫الجغرافيععة عععن ‪ 667‬كيلومععترا ً مربع عًا‪ ،‬وأصععبح التوسععع العمرانععي الحععالي علععى حسععاب المنععاطق‬
‫الزراعية والبحرية‪ ،‬وهذا بحد ذاته يمثل ضررا ً كبيرا ً على البيئة‪.‬‬
‫‪ -2‬الموارد القتصادية‪ :‬تعتبر البحرين ذات موارد اقتصادية محدودة مقارنة بدول الجوار‪ ،‬ولبد ّ من‬
‫تنمية هذه الموارد والمحافظة عليها من اجل الجيال القادمة‪.‬‬
‫‪ -3‬النمو السكاني‪ :‬تعاني البحرين كما تعاني الدول المجاورة من ارتفاع نسبة النمعو السعكاني‪ ،‬إذ‬
‫تصل النسعبة معا بيعن ‪ 3‬فعي المئة إلعى ‪ 4‬فعي المئة سعنويا‪ ،‬وكيعف لنعا أن نقنعع المعواطن الععادي‬
‫والبسععيط بأهميععة تنظيععم النسععل )النجععاب( بحجععة صععغر المسععاحة الجغرافيععة ومحععدودي المععوارد‬
‫القتصادية وهو يرى ويسمع عن التجنيس غير المنظم‪.‬‬
‫‪ -4‬الهوية والنسيج الجتمععاعي‪ :‬البحريععن مملكععة عربيععة إسععلمية كمععا نععص علععى ذلععك الدسععتور‪،‬‬
‫والمحافظة على الهوية العربية السلمية مسئولية وطنية‪ ،‬والتجنيس غير المنظم قد يطمس الهوية‬
‫العربية ويفتت النسيج الجتماعي في المستقبل‪ .‬وفي هذا الشأن لبد ّ أن نتعلم ونعتععبر مععن تجععارب‬
‫الدول الخرى التي سبقتنا في هذا المجال‪.‬‬
‫المناقشات والمداولت حول مسألة التجنيس ليست تشنجا ً أو تعصبا ً أو معععاداة لحععد‪ ،‬ولكععن هععي‬
‫مسئولية وطنية أول ً وأخيرا ً من أجل حماية هذا الوطن والمحافظععة علععى هععويته العربيععة السععلمية‬
‫وحقوق الجيال القادمة‪ .‬وفععي ظععل أجععواء العولمععة واسععتحقاقاتها‪ ،‬اصععبح مععن الضععروري مراجعععة‬
‫القوانين المنظمععة لجلععب اليععدي العاملععة الجنبيععة وصععياغتها بطريقععة تحمععي الدولععة مععن التبعععات‬
‫والستحقاقات التي قد تكون ذات نتائج سلبية على مستقبل الوطن وهويته وحقوق اجياله القادمة‪،‬‬
‫‪45‬‬
‫‪46‬‬
‫وإذا كنا في حاجة إلى أيد عاملة اجنبية‪ ،‬فلتكن الولوية للعنصر العربي‪.‬‬

‫حسن العطار‬
‫صععحيفة الوسععط البحرينيععة | العععدد ‪ | 23‬الحععد ‪ 29‬سععبتمبر ‪2002‬م | الموافععق ‪ 08‬ذي القعععدة‬
‫‪ 1430‬هع‬

‫‪46‬‬
‫‪47‬‬
‫التجنيس سياسة خاطئة تضر بمستقبل هذا الوطن وأجياله القادمة‬

‫بقلم‪ :‬فاضل الحليبي‬

‫موضوع التجنيس من أكععثر المواضععيع إثععارة للجععدل والحيععرة لمععاله مععن انعكاسععات وآثععار سععلبية‬
‫لمستقبل البحرين وتطورها القتصادي والجتماعي ‪ ،‬وهو يفععوق فععي خطععورته البطالععة والمواضععيع‬
‫الخرى ‪ ،‬ويعتقد المرء بأنه من أخطر القضايا على الطلق في هذه اليام بعد التعديلت الدستورية‬
‫والقوانين التي صدرت مؤخرا ً ‪ ،‬نظرا ً للستمرار في سياسة التجنيس العشوائية لمن هب ودب دون‬
‫مراعاة أوضاع البلد ‪ ،‬و الكثافة السكانية المتزايدة ‪ ،‬وشحت الموارد الطبيعية وقلة الراضي وصغر‬
‫مساحة البحرين ‪ ،‬حيث تعد من بلععدان العععالم الصععغيرة جععدا ً فععي المسععاحة والكععبيرة فععي الكثافععة‬
‫السكانية بالنسبة للكيلو المربع ‪.‬‬

‫وكما ل توجد معايير وشروط وضوابط محددة في موضوع التجنيس وهذا متبععع فععي البلععدان مثععل‬
‫استراليا وكندا ولديها مساحات واسعة من الراضععي وتشععجيع الهجععرة إليهععا ‪ ،‬ولكععن ل يسععتطيع أي‬
‫شععخص لمجععرد القععدوم إليهععا بععإملء اسععتمارة الطلععب والحصععول علععى الجنسععية ‪ ،‬هنععاك قععوانين‬
‫وتشريعات دقيقة ومختارة بعناية لذلك الموضوع ‪ ،‬من ضمنها اشتراط توفير رصيد مععالي كععبير فععي‬
‫إحدى البنوك المحلية ‪ ،‬بالضافة إلى المؤهلت ونوعية العمال الععتي تنععوي القيععام بهععا فععي بلدهععم‬
‫واشتراطات أخرى ‪ .‬الحقيقة يندهش المرء هنا من ظاهرة التجنيس الغيععر طبيعيععة ‪ ،‬ل يعععرف مععاذا‬
‫يريدوا واضعوا سياسة التجنيس من مواصلة العملية بالرغم من النتقادات الصادرة من جهات أهليه‬
‫ومدنية وسياسية عديدة في البلد ‪ ،‬والتنبيه بمخاطرها على مستقبل الوطن وأجياله ‪ ،‬وهم يعرفععون‬
‫جيدا ً الوضاع القتصادية والجتماعية التي تعاني منها الفئات الجتماعية المسحوقة في البلد فأزمة‬
‫البطالة لم تحل ‪ ،‬والعاطلين في تزايد مستمر ‪ ،‬وعدم تععوفير مسععاكن للمععواطنين مععن خلل وزارة‬
‫السكان بالرغم من سععنوات النتظععار الطويلععة ‪ ،‬فععاقت العشععر سععنوات لطلبعات عديععدة ‪ ،‬وازديعاد‬
‫ظاهرة الرشوة والمحسوبية والتمييز الطائفي في ظل الفساد الداري والمستشري في العديد من‬
‫الوزارات والمؤسسات الحكومية ‪ ،‬هذه ظواهر سيئة ‪.‬‬

‫المطلوب وضع الحلعول المناسعبة للقضعاء عليهعا ‪ ،‬أمعا إذا كعان الهعدف معن الموضعوع هعو البععد‬
‫السياسي والطائفي و العمل على أحداث تغير ديمغرافي فععي التركيبععة السععكانية فععي البلد ‪ ،‬فهععذا‬
‫يمكن بان يكون هدفا ً مؤقتا ً في التحقيق ‪ ،‬ولكن في المنظور البعيد وللجيال القادمة سععوف تخلععق‬
‫المشاكل وتنشأ الزمات والحتقانات الجتماعية والسياسية التي ل حصر لها ‪ ،‬ول تستطيع الحقنات‬
‫المهدئة بأن تخفف اللم والوجاع بعد أن ينتشر المرض في الجسد ‪ ،‬ومن مظععاهر السععلبية لعمليععة‬
‫التجنيس العشوائية بأن تلك الفئات ولسيما السيوية منها والبعععض الخععر ‪ ،‬وليععس لععديهم مععؤهلت‬
‫وإمكانيات إبداعية وعلمية يستفيد منها الوطن بقدر استفادتهم من خبرات ومقدرات هععذا الععوطن ‪،‬‬
‫بالضافة لختلف العادات والتقاليد والسلوكيات ‪ ،‬فالشعب البحريني عرف عنععه التسععامح والمحبععة‬
‫والخلق العالية مع الخرين ‪ ،‬سوف تنشأ عادات وأخلقيات أخرى وسط الجيععال الجديععدة ‪ ،‬قادمععة‬
‫من أولئك المجنسين الجدد ‪ ،‬كما سوف يزداد سوءا ً مستوى اللغة العربية ‪.‬‬

‫وهذا ليس تفكيرا ً شوفينيا ً او تعصب قومي وعنصري ‪ ،‬فالشعب البحريني يمتلععك تاريععخ وحضععارة‬
‫عريقة تداخل وتواصل مععع العديععد مععن الشعععوب والبلععدان فععي العععالم ‪ ،‬ولكععن تبقععى لععه سععماته و‬
‫خصوصيته مثل أي شعب من شعوب هذه الرض ‪ ،‬يعتز بها ‪ ،‬والحقيقة ل بد من أن تقععال ‪ ،‬وتوضععح‬
‫‪47‬‬
‫‪48‬‬
‫أهداف ومآرب التجنيس وما هي فوائده على المجتمع ‪ ،‬إذا كان يحقق نتائج إيجابية أو سععلبية ‪ ،‬وأن‬
‫يأخذ بعين العتبار الثار السيئة التي ستنتج من عملية الستمرار فيه ‪ ،‬أننا اليوم نعيش عالم التطور‬
‫والثورة التكنولوجيه على شتى الصعدة فالشفافية والمكاشععفة والمصععداقية فععي مصععادرة الرقععام‬
‫الصادرة من الجهات المسؤؤلة عن ذلك الملف الخطير ‪ ،‬ينبغي بأن تكون معروفة ‪ ،‬إذا كعانت النيعة‬
‫حسنة ول يتم إخفععاء حقيقععة الرقععام ‪ ،‬عععن الصععحافة ‪ ،‬أو البععاحثين والدارسععين فععي مجععال العلم‬
‫والحصاء ‪ ،‬في ظل النفتاح السياسي والديمقراطي والحريععات العامععة والقععوانين ‪ ،‬فإظهععار أعععداد‬
‫المتجنسين والمهاجرين في البلععدان الديمقراطيععة والععتي تحععترم القععانون تكععون تلععك الرقععام فععي‬
‫متناول اليد ‪ ،‬طالما ل تضر بأمن الدولة ول تؤثر على القتصاد أو الدخل القومي ‪ ،‬ولكععن مععا يجععري‬
‫في بلدنا له انعكاسات خطيرة على القتصاد وسوف يكون عامل ً معرقل ً للتنمية القتصادية بدل ً مععن‬
‫تطويرها ‪ ،‬ويخلق عجزا ً في ميزانية المملكة ‪ ،‬مما يؤدي إلى توقععف فععي بنععاء المشععاريع والمرافععق‬
‫الحيوية أو تجميدها في أسوء الحوال ‪ ،‬فالبحرين في حاجة مستمرة لتطوير البنية التحتية والفوقية‬
‫‪ ،‬في مجالت عديدة ‪ ،‬الصحة واحتياجاتها من مستشفيات متخصصة ومراكز صحية جديدة تستوعب‬
‫العداد المتزايدة من المرضى ‪ ،‬التعليم ومخرجاته ‪ ،‬العمل وموضوع البطالععة ‪ ،‬كمععا سععوف يتقلععص‬
‫الععدعم الحكععومي لبعععض المنتجععات والقطاعععات ‪ ،‬هععذا جععزء مععن الوضععع القتصععادي ‪ ،‬أمععا الشععق‬
‫الجتماعي فهو يتصععل بععالموروث الجتمععاعي والعععادات والتقاليععد والبعععاد النفسععية والسععيكولوجية‬
‫لهؤلء المتجنسين وآثارها على تداخل المجتمعع معهعا وعوامععل أخعرى تشععمل المسعتويات الثقافيععة‬
‫والتعليمية والصحية للمتجنسين ‪ ،‬فالدول المتقدمة الععتي تعمعل علعى اسعتقطاب مهعاجرين جعدد أو‬
‫مواطنين جدد ‪ ،‬يهمها بالدرجة الولى من أولئك القادمين الجععدد أصععحاب العقععول المبدعععة والععذين‬
‫يمتلكعون مسعتويات ععاليه معن التعليعم والثقافعة ‪ ،‬فهعؤلء بعقعولهم وطاقعاتهم البداعيعة يطعورون‬
‫المجتمع ‪ ،‬أننا في حاجة لمثل هؤلء البشر من الناس في ظل المستويات المتفاوتة للتعليم عنععدنا ‪،‬‬
‫لكي نخطوا بالوطن والمواطن خطوات متقدمة ‪ ،‬وطننععا ليععس فععي حاجععة إلععى النععاس مععن البشععر‬
‫أميين ‪ ،‬هدف جلبهم للدوافع المنية وتغير في التركيبة الديمغرافية للسكان ‪ ،‬هذه سياسة ذو نظرة‬
‫ضيقة ‪.‬‬

‫بلدنا مقدمة على تجربة انتخابية نيابية جديدة ‪ ،‬بغض النظععر عععن ملبسععات وإشععكاليات ‪ ،‬مععا أثععار‬
‫حولها من حوارات ومناقشات ساخنة ‪ ،‬تبقى هناك ضرورة بأن يطرح هذا الموضوع للنقاش ووضععع‬
‫الحلول الصائبة له مععن قبععل المرشععحين لمجلععس النععواب فععي أكتععوبر وأيضعا ً مععن قبععل الجمعيععات‬
‫السياسية ‪ ،‬لما له من أبعاد ونتائج خطيرة على هذا الوطن والشعب ‪.‬‬

‫‪01-10-2002‬‬

‫‪48‬‬
‫‪49‬‬
‫ي في سطرين!‬
‫يجب أل يختزل تاريخٌ نضال ٌ‬

‫الكاتب ‪ :‬سيد ضياء الموسوي‬

‫هل يعلم رئيس مجلس النواب خليفة الظهراني أنه لول قوى المعارضة مععن إسععلميين ووطنييععن‪،‬‬
‫ولول نضالهم طيلة هذه السنين من هجران وغربة وتضحيات لمععا أصععبح هنععاك برلمععان ولمععا أصععبح‬
‫هناك انتخابات ولما أصبح هناك رئيس برلمان‪ ،‬ولبقي مجلععس شععورى يعيععن أعضععاؤه‪ .‬إن البرلمععان‬
‫الحالي لم يأت على طبق من ذهب أو عبر تصريحات إنشائية فضفاضة إنما جاء مخلفععا وراءه آلمععا‬
‫كبرى وتوجهات وطنية شارك في تحقيقها كعل الغيعورين علعى هعذ العوطن وبفضعل لجنعة العريضعة‬
‫وغيرها من التحالفات الوطنية‪ ،‬فلو أن مطلب البرلمان ترك تحت رحمة التصريحات النشععائية لمععا‬
‫كتب له الوجود حتى على ما هو عليه الن‪.‬‬

‫عندي ملحظات على مقابلة الرئيس أذكرها سراعا‪:‬‬


‫‪ -‬التجنيس‪ :‬قال "عن الذين جنسوا من الوافدين العرب أو الذين استقطبوا أو وظفوا بالصح فععي‬
‫وزارة الداخلية أو وزارة الدفاع‪ ...‬وإني أسأل‪ :‬أليس معن الععواجب أن نسعأل أنفسععنا لمعاذا تعم هععذا‬
‫الشيء؟"‪.‬‬
‫هل نفهم من رئيس البرلمان البحريني "أعلى سلطة تشععريعية" أنععه يقبععل التجنيععس؟ وهععل ذلععك‬
‫يبرر تقديم المجنسععين وإعطععاءهم وتمييزهععم علععى المععواطنين جميعععا وأن يعطععوا أفضععل المراكععز‬
‫والخدمات من إسكان وأعمال‪ ،‬في حين البلد يغععص بالكثافععة السععكانية وبععالفقر والجععوع والبطالععة‬
‫المتكدسة بين زوايا القرى والمدن؟‬
‫‪ -‬المجنسون ليسوا من الوافدين العرب فقط‪ ،‬بل هعم أيضعا معن العدول السععيوية فلعم يبعق بععائع‬
‫"سمبوسة" ول فلفل إل وجنس‪ ...‬هل للرئيس ان ينشئ لجنة محايدة شعبية أو برلمانية لبحث هذا‬
‫الملف؟ أم ان جهاز الحاسوب في إدارة الهجرة مازال عاطل؟ ولو افترضنا جدل أن الناس تسععببت‬
‫في التجنيععس فهععل هععذا مععبرر لغععراق الععوزارات والسععواق الشعععبية وغيرهععا بالمجنسععين والنععاس‬
‫يعيشون فقرا وجوعا وعندنا بطالة خمس نجععوم؟ أليععس أبناؤنععا ع ع مععن حملععة شععهادات الماجسععتير‬
‫والدكتوراه ع العاطلون أولى بهذه العمال؟‬

‫هل يضمن لنا الرئيععس غععدا تععوفير أعمععال لبنائنععا وللجيععال القادمعة؟ أل يعلعم الرئيععس ان راتعب‬
‫المواطن البحريني ل يكفيه لسداد فواتير الوزارات فضل عن إطعام أبنائه؟ هععل يعلععم أن هنععاك ‪30‬‬
‫ألف عاطل عن العمل؟ هل يعلم أن هناك ‪ 10‬آلف أسرة تعتمد علععى المسععاعدات؟ هععل يعلععم أن‬
‫هناك ‪ 1600‬سائق معرضون للفقعر والضعياع؟ هعل يعلعم أن هنعاك حملعة دكتعوراه وماجسعتير معن‬
‫المواطنين هاجروا من الوطن بحثا عن الرزق في الدول الخليجية والغربية؟ هععل يعلععم الرئيععس أن‬
‫هناك مواطنا يدعى عبدالمير المطوع "دكتوراه في القتصاد" بقي ‪ 14‬عامععا مععن دون عمععل وإلععى‬
‫الن هو بل عمل؟ لماذا تبذر الموال على التجنيس العشععوائي والنععاس يأكلهععا الفقععر؟ وأتمنععى مععن‬
‫الرئيس لو يقتطع جزءا من وقته لنصطحبه إلى آلف العوائل في القرى عع معع الصععحافة والعلم عع‬
‫ليعرف حجم الفقر والجوع‪ ،‬فهناك عشععرات القععرى أشععد سععوءا معن قريععة المقشععع الععتي عرضععت‬
‫صورها في التلفاز فأثار فقرها استغراب المسئولين وكل مدن البحرين!‬

‫الناس ليسوا عدائيين أو شعوبيين تجاه إخوانهم من العرب أو غيرهم‪ ،‬ولكن ل أحد يقبل ما يحدث‬
‫وفي مناطق كل المم والشعوب بما فيها مناطق هؤلء العععرب ل يقبلععون ان يقععدم المجنععس علععى‬
‫‪49‬‬
‫‪50‬‬
‫المععواطن‪ ،‬هععل يقبلععون هععم أن يحععدث ذلععك فععي أوطععانهم؟ أليععس ديننععا يقععول "القربععون أولععى‬
‫بالمعروف" هذا إذا كانوا أيضا في حال شبع فكيف وهم يعانون من فقر وبطالة ودخل محدود؟! إن‬
‫لدي أسماء عوائل بحرينية تنام بل عشاء!! وراح الرئيس يبرر الخطاء وينبش في الماضععي ليقععول‪:‬‬
‫"حين يشعر جاري أنني أتجهز للنقضاض عليه‪ ،‬ماذا تعتقد أنه سيعمل‪ ،‬هو أيضا سيسععتعد وسععيكون‬
‫متيقظا‪ "...‬في معرض تبريره للخطاء‪.‬‬

‫نقول هنا‪ :‬إذا كنت تعتبر المطالبة بالديمقراطية سواء في التسعينات أو الثمانينععات أو السععبعينات‬
‫"انقضاضا" فلماذا قبلت بلعبة الديمقراطية والنتخابات التي جاءت جاهزة وفي جععو حريععري؟ إذ إن‬
‫كرسي الرئاسة هذا جاء بتضحيات وطنية كبرى على مر عقععود‪ ،‬فععي حيععن كععان بعععض مععن مثقفععي‬
‫البحرين ضد المطالبععة بالبرلمععان وأسععموه "برطمععان" اسععتهزاء بععه وإذا بهععم هععم أول المرشععحين‬
‫واللعبين فيه!! فهل أحد يقبل بما كان يفعله هندرسون؟ وهل هذا يبرر قانون أمن الدولة وسياسععة‬
‫تكميم الفواه السابقة؟ وهل من المنطق اختزال تاريععخ بكععامله لعع ‪ 100‬عععام فععي أسععطر إنشععائية‬
‫لتاريخ شعب بكامله كان قادته الباكر والجمري والشملن؟ ثم لماذا هذا التفسير التععآمري لحععوادث‬
‫البحرين؟ أل تعتقد سعادة الرئيس أن لفظة "انقضاض" لفظة غير مناسبة وغيععر دقيقععة ول تناسععب‬
‫أن تنسب إلى نائب فضل عن رئيععس؟ فهععل معن الموضععوعية وصععف تاريععخ نضععالي بكعامله للقععوى‬
‫الوطنية بأطيافها بأنه "انقضاض"؟ سؤال أخير‪ :‬هل للرئيس أن يجيبنععا عععن المحسععوبية فععي تعييععن‬
‫الوظائف في البرلمان وبالسماء بدل من هذا الكلم؟‬

‫صحيفة الوسط|العدد ‪ | 264 :‬الربعاء ‪2003 -5- 28‬م | الموافق ‪ 08‬ذي القعدة ‪ 1430‬هع‬

‫‪50‬‬
‫‪51‬‬
‫استيقظوا من السبات‪ ،‬واجهوا التجنيس السياسي‪ ،‬فهويتكم مهددة‬
‫ووجودكم الثقافي في خطر‬

‫الكاتب ‪ :‬أحرار البحرين‬

‫لم يواجه شعب عربي او مسلم محاولت طمس هويته الثقافية وتهميشه في ارضه )في مععا عععدا‬
‫الشعب الفلسطيني( ما يواجهه شعععب البحريععن اليععوم‪ .‬ولربمععا سعععت بعععض الحكومععات للتلعععب‬
‫السكاني لهداف سياسية‪ ،‬ولكن ذلك التلعب‪ ،‬ان حدث‪ ،‬ففي الخفاء وبشكل خجععول ومبهععم‪ .‬امععا‬
‫فععي البحريععن فالجريمععة تمععارس يوميععا وتععؤطر بمرسععوم ملكععي رهيععب يسععمح باعطععاء الجنسععية‬
‫البحرينية لكل خليجي يرغب فيها‪ .‬فأين حدث مثل هععذا الجععرام بحععق شعععب مععن الشعععوب؟ هععل‬
‫تستوعب هذه الجزيرة التي ل يصل عدد سكانها الصععليين )اي مععن غيععر العمالعة الجنبيععة( نصعف‬
‫المليون انسان‪ ،‬تجنيس عشرين مليون مواطن خليجععي؟ ولمععاذا وشعععوب الخليععج الخععرى تعيععش‬
‫اوضاعا سياسية واقتصادية تفوق كثيرا ما يعيشه اهل البحرين من عوز وقمععع سياسععي؟ ثععم لمععاذا‬
‫هذا الدجل الذي يمارسه رموز العائلة الخليفية الحاكمة بتصريحاتهم الكاذبة البعيدة عععن الحقيقععة؟‬
‫ففي مطلع يوليو ‪ 2001‬يصرح الشيخ راشد آل خليفة‪ ،‬مدير الهجرة والجوازات ان عائلته اعطععت‬
‫الجنسية البحرينية لخمسين الف اجنبي في خمسين عاما‪ ،‬بينمععا تجيععب الحكومععة الشععهر الماضععي‬
‫على سؤال من احد اعضاء مجلس الملععك حععول التجنيععس مدعيععة ان مععن تععم تجنيسععهم فععي تلععك‬
‫الفترة ل يتجاوز الع ‪ 35‬الفا؟ لماذا هذا اللعب على الذقون والتلعب بالحقائق والرقام؟‬

‫استثنينا الشعب الفلسطيني في التعبير عن الكارثة البشرية التي يتعرض لها ابناء البحريععن علععى‬
‫ايدي العائلة الحاكمة‪ ،‬نظرا لن هذه العائلة تسير في سياساتها تجاه شعععب البحريععن علععى خطععى‬
‫الحكومة السرائيلية التي مارست ابععادة شععاملة للشعععب الفلسععطيني بتجنيععس اليهععود مععن شععتى‬
‫مناطق العالم‪ .‬وربما يمكن فهم دوافع قوات الحتلل في تلك الجريمة‪ ،‬ولكن ل يمكن تبريرهعا بعل‬
‫تعتبر جريمة كبيرة بحق شعب فلسطين‪ .‬امعا بالنسععبة لمععا يجععري فععي البحريععن فععدوافع آل خليفععة‬
‫لتجنيس الجانب ليست واضحة‪ ،‬ولكنها ماضية بدون توقف‪ .‬ففي السععنوات الخيععرة الععتي اعقبععت‬
‫النتفاضة الشعبية المباركة شعرت العائلة الحاكمة انها تخوض معركة خاسرة مع شعععب البحريععن‪،‬‬
‫وان جرائمها فععي التعععذيب والتمييععز والقمععع اصععبحت مكشععوفة لععدى العععالم وان شعععب البحريععن‬
‫استطاع للمرة الولى استصدار قرارات دولية مهمة تدينها‪ ،‬فتحركعت لتجعاوز تلعك العقعدة بالعمعل‬
‫لتغييععر التععوازن السععكاني بالشععكل الععذي يخععدم سياسععاتها‪ .‬واسععتقدمت السععوريين والردنييععن و‬
‫الباكسععتانيين واليمنييععن والسعععوديين ومنحتهععم الجنسععية البحرينيععة مععع السععماح لهععم بالحتفععاظ‬
‫بجنسياتهم الصلية‪ .‬وكان لفتا للنظر سماح دسععتور الملععك بازدواجيععة الجنسععية وذلعك وفععق قععرار‬
‫خاص من العائلة الحاكمة‪ ،‬بدون ان يكون هناك مبرر لذلك‪ ،‬فلم تناقش تلك المسععألة ولععم يطلبهععا‬
‫احد من المواطنين‪ .‬وهكذا جرى تقنين التجنيس السياسي بهذه المادة وبالمرسوم الملكي‪ .‬فالبلد‬
‫تعيش حالععة تقنيععن لكععل مععا هععو سععيء‪ ،‬مععن اسععتبداد سععلطوي وتجنيععس سياسععي‪ ،‬وهيمنععة علععى‬
‫السلطات الثلث‪ .‬في الحقبة السوداء كانت ذلك يحدث بالقمع المشكوف‪ ،‬اما العهععد "الصععلحي"‬
‫فيمارس كل ذلك باسم القانون ويطالب من المواطنين التصفيق له والشادة بهععذه "الديمقراطيععة‬
‫الععتي تنععاقس اعععرق الععديمقراطيات فععي العععالم|‪ ..‬أليععس ذلععك ذروة السععتبداد والستضعععاف‬
‫والستحمار؟‬

‫كان الشعب يطالب باعادة دستوره التعاقدي الشرعي‪ ،‬لكن هذا الطلب اصبح اليعوم أقعل اهميعة‬
‫‪51‬‬
‫‪52‬‬
‫من الناحية الستراتيجية من سياسة التجنيس السياسي لن الدساتير تأتي وتذهب‪ ،‬وما يتم اقراره‬
‫اليوم من دساتير او قوانين بزول بعد حين عندما تتغير ا لظروف‪ .‬المر الععذي ل يخضععع للتغيععر هععو‬
‫التركيبة السكانية‪ .‬لقد اصبحت المشكلة اليعوم مسعألة وجعود قبعل ان تكععون مسععألة حقععوق‪ .‬فمععا‬
‫جدوى الحقوق اذا لم يكن هناك وجود؟‬
‫وبالتالي تععرى العائلععة الخليفيععة ان هععذه الوسععيلة هععي انجععع الوسععائل لحتععواء الرفععض الشعععبي‬
‫لتعسفها وقمعها‪ .‬وامام هذه العائلة امثلة عديعدة‪ .‬فقعد تمكعن السعتيطان البريطعاني معن الهيمنعة‬
‫المطلقة علععى اسععتراليا ونيوزيلنععدا‪ ،‬وحكععم جنععوب افريقيععا وروديسععيا )زيمبععابوي لحقعا(‪ ،‬وكععذلك‬
‫الوليات المتحدة التي تعرض سكانها الصليومن الهنود الحمر لبادة جماعية‪ .‬ولكن المثععال الوضععح‬
‫والذي تستفيد منه العائلة الحاكمة كثيرا هو ما يحدث في الراضي المحتلععة مععن تغييععر ديمغرافععي‪.‬‬
‫فبعد خمسين عامععا مععن تفعيععل مبععدأ اسععتقدام يهععود العععالم الععى فلسععطين‪ ،‬اصععبح المسععتوطنون‬
‫يمثلون الغلبية الساحقة من شعب فلسطين‪ ،‬واصبح‬
‫امرا صعبا للغاية قلب التوازن السكاني فيها‪ .‬وقد اسععتفادت العائلععة الحاكمععة فععي البحريععن عععبر‬
‫التصالت السرية والعلنية مع قععوات الحتلل السععرائيلية‪ ،‬الععتي لععم يكععن اللقععاء بيععن ولععي العهععد‬
‫ووزير الخارجية السرائيلي في الردن قبل اسبوعين ال امتدادا لها‪ ،‬من الخععبرات السععرائيلية فععي‬
‫القمع وتغيير الحقائق‪ .‬وفي ‪ 1998‬ذكرت صحيفة معاريف السععرائيلية ان السععتخبارات البحرينيععة‬
‫استعانت بالموساد السرائيلي لقمع النتفاضة الشعبية في البحريععن‪ ،‬نظععرا لتجربتععه فععي التصععدي‬
‫للنتفاضة الفلسطينية‪.‬‬
‫و تمت الستفادة من المشورات السرائيلية وتلععك الععتي قععدمتها جهععات اخععرى فععي تنفيععذ تغييععر‬
‫التركيبععة السععكانية‪ ،‬واحيععط تنفيععذ الجريمععة بصععمت مطبععق وانكععار مسععتمر لوجععود تلععك السياسععة‬
‫والخطة‪ .‬ولم تتضح ابعادها حعتى الن‪ ،‬خصوصعا معع اسعتمرار حالعة التخعدير فعي الجسعد العوطني‬
‫عموما‪ ،‬ان التجنيس السياسي يمثل اكبر خطر على هوية البحريععن وشعععبها منععذ الحتلل الخليفععي‬
‫لهذه الجزر‪ ،‬وبسبب الصمت الذي يحاط به تنفيذ الجريمة ل يشعر الجسد البحريني بها‪ ،‬تماما كمععا‬
‫فعل النظام عندما احاط جريمة تغيير الدستور بسرية مطلقععة ولععم يفصععح عنهععا ال بعععد ان انتهععى‬
‫تنفيذ الجريمة‪ .‬وهذه الجريمة‪ ،‬كما ذكرنا‪ ،‬ذات بعد استراتيجي ول تقتصر آثارها على الوضع الحالي‬
‫بل سوف تغير هوية البلد !‬
‫جذريا‪.‬‬
‫و لذلك فهناك استغراب من الصمت المطبععق للفعاليععات الدينيععة والسياسععية ازاء هععذه الجريمععة‬
‫التي أعلن النظام عنها بوضوح وينفذها باصرار متحديا مشاعر الشعععب‪ .‬النظععام هععو الععذي يمتلععك‬
‫الرقام حول التجنيس السياسي وبالتالي فلععن يفصعح عنهعا‪ .‬وحيععن تكتشععف لحقعا فسعوف يكعون‬
‫الوقت متأخرا لمواجهة تبعاتها‪ .‬وها هععم المجنسععون يتحععدون ابنععاء البحريععن ان يسععتطيعوا سععحب‬
‫جنسياتهم‪ ،‬ويطالبوا باشراكهم في ادارة البلد‪ ،‬وقد تكون هذه الشارات قليلة وخجولة في الععوقت‬
‫الحاضر‪ ،‬لكنها سوف تكبر وتصبح اكثر تعقيدا بمرور الوقت‪.‬‬
‫ولمواجهة هذه الجريمة نقترح ما يلي‪:‬‬

‫‪ -1‬اعتبار التجنيس السياسي جريمة كبرى ضد البلد والشعب‪ ،‬تهدف لتحقيععق اغععراض سياسععية‬
‫للعائلة الحاكمة على مصلحة ابناء البحرين‪ ،‬والتعامل معهععا علععى هععذا السععاس‪ .‬فهععي تفععوق فععي‬
‫خطرها وآثارها الستراتيجيى تعليق العمل بدستور البلد الشععرعي قبععل ‪ 28‬عامععا‪ ،‬وفععرض دسععتور‬
‫الملك العام الماضي‪.‬‬

‫‪ -2‬مخاطبة المنظمات الدولية ذات الصلة واطلعها على حقيقة هذه الخطة الخبيثععة‪ ،‬ومطالبتهععا‬
‫‪52‬‬
‫‪53‬‬
‫التدخل الفوري لوقفها‪.‬‬

‫‪ -3‬مطالبة المم المتحدة بالتععدخل لوقععف البععادة الثقافيععة لشعععب البحريععن‪ ،‬وعععدم التهععاون او‬
‫السترخاء‪.‬‬

‫‪ -4‬مطالبة الشيخ حمد بالغاء مرسومه المشؤوم الذي قنن هذه الجريمة فورا‪ ،‬وتكثيف الحديث‬
‫حوله في المحافل والجمعيات والمساجد‪ ،‬واعتباره جريمة كبرى ل يجوز السكوت عنها‪.‬‬

‫‪ -5‬اعتبار التجنيس السياسي لغيا‪ ،‬ورفض العتراف بمواطنععة المجنسععين‪ ،‬مععع احععترام حقععوقهم‬
‫الخرى اذا كانوا من العاملين في القطاعين العععام والخععاص‪ ،‬ومطالبععة هععؤلء المجنسععين سياسععيا‬
‫مغادرة البلد‪.‬‬

‫‪ -6‬تحذير المستوطنين والمجنسين سياسيا من المشاركة في الجريمة بقبول التجنيس‪.‬‬

‫‪ -7‬تغييععر لغععة الخطععاب الععذي تسععتعمله قععوى الشعععب فععي التصععدي لهععذه الجريمععة‪ ،‬وتكريععس‬
‫المصطلحات التي تعكس الواقع مثل‪ :‬المستوطنين‪ ،‬المستوطنات‪ ،‬التجنيس السياسععي‪ ،‬ومطالبععة‬
‫الحكومة بوقف بناء المستوطنات‪ ،‬والتحدث بلغة صريحة مع العائلة الحاكمة‪ ،‬وتحععذيرها مععن مغبععة‬
‫استمرارها في هذه الجريمة‪.‬‬

‫‪ -8‬تكريس مبدأ المقاطعة الشاملة للمستوطنين‪ ،‬ومع احترام حقوقهم الساسية‪ ،‬يجدر تحذيرهم‬
‫من النعكاسات السلبية على اوضاعهم عموما‪.‬‬

‫‪ -9‬رصد الجريمة بالرقام والحقائق‪ ،‬واعداد ملفات لكل من يثبت تجنيسه سياسيا‪ ،‬وحث ضععيوف‬
‫البلد على عدم النخراط في المشروع السلطوي وتحذيرهم من مغبة التعاون مع العائلة الخليفيععة‬
‫في مخططها الجرامي‪.‬‬

‫‪ -10‬الستمرار في المطالبة بدستور البلد التعاقدي الشرعي الذي يمنع ازدواجية الجنسية‪.‬‬

‫اللهم ارحم شهداءنا البرار‪ ،‬واجعل لهم قدم صدق عندك‬

‫حركة أحرار البحرين السلمية‬


‫‪03-07-2003‬‬

‫‪53‬‬
‫‪54‬‬
‫التجنيس السياسي‪ ..‬تجاوز دستوري ومراهنة انتحارية‬

‫الكاتب‪ :‬الوفاق‬

‫ك مطلععبي ورقععابي عععام مععا لععم تكععن هنالععك مرجعيععة سياسععية أو دسععتورية‬ ‫ل يمكن تأسيس حرا ٍ‬
‫سععس مرجعيتععه‬ ‫واضحة‪ ،‬وسيصبح أيّ مسعى من هذا النوع محكومعا ً بالخلععل والل جععدوى مععا لععم يؤ ّ‬
‫ومفاهيمه الساسية‪ .‬ومع ازدياد قائمة التجاوزات الحقوقية واستمرار "تعليق" ما ُيعرف في الوسط‬
‫مرضععية وعادلععة؛ تععبرز بنحععو أكععبر أهميععة‬
‫السياسي المحلي بالملفات السععاخنة مععن غيععر معالجععات ُ‬
‫التدعيم الدستوري والقانوني للفعاليات المطلبية ودعوات الصلح السياسي الشامل‪.‬‬

‫ووفعق هععذا المفهععوم تنجلعي أهميععة الععتراض المبعدئي علععى دسععتور ‪ 2002‬وإفرازاتععه المختلفعة‪،‬‬
‫مبرمعج وفعق‬ ‫ل الشعتراطات السياسعية العتي يفرضعها أي جسعم سياسعي ُ‬ ‫صل معن كع ّ‬
‫وضرورة التن ّ‬
‫محبطععة الععتي وقفععت عنععدها الجهععود المطلبيععة‬ ‫معادلت وأسقف الدستور الجديد‪ .‬ولعع ّ‬
‫ل المععآلت ال ُ‬
‫قععوى السياسععية‬‫العامة عائد إلى ضعععف ميكنزمععات التحريععك السياسععي والدسععتوري لععدى بعععض ال ِ‬
‫والحقوقية‪ ،‬وخضوعه لضبابية الستشراف السياسي‪.‬‬

‫ملف "التجنيس السياسي" يعد ّ واحدا ً من حزمة الملفات العالقة حتى الن‪ .‬ومع المأزق الدسععتوري‬
‫ت القضايا الشائكة وتداخلت المععور وبععات مععن‬ ‫الذي دخلته البلد بإقرار دستور غير تعاقدي‪ ،‬تضاخم ْ‬
‫ت ُتح عّرك عمليععات‬ ‫ي معالجتها بُيسرٍ ومن خلل القنوات الطبيعية‪ .‬فالخلفية السياسية التي بدأ ْ‬ ‫العص ّ‬
‫مشععكل‬ ‫ول ملف "التجنيس السياسي" إلى ُ‬ ‫التجنيس الممنهج‪ ،‬والذريعة المنية التي تتلقى معها؛ ح ّ‬
‫شكل الدستوري نفسععه‪ .‬ففضعل ً عععن النتهععاك الدسععتوري‬ ‫حقوقي واجتماعي وثقافي ُيحيل على الم ْ‬
‫ن الحالت الموثقة في هذا‬ ‫لعمليات "التجنيس السياسي" وتجاوزها للقوانين المعنية بهذا الشأن؛ فإ ّ‬
‫ت ضمنية على نيةٍ مشبوهة في إعععادة رسععم الخارطععة السياسععية‬ ‫ن هناك إشارا ٍ‬
‫المجال ُتشير إلى أ ّ‬
‫على نحوٍ ُيربك اتجاهات الرأي العام وتشتيتها فععي أجسععام سياسععية مصععطنعة ل تعب ّععر عععن الميععول‬
‫السياسية الوطنية‪.‬‬

‫وإذا كانت عمليات "التجنيس السياسي والمني" التي بدأت في النصف الثاني من تسعينيات القرن‬
‫الماضي‪ ،‬تشير إلى بوادر التجاه الرسمي إلععى إدخععال "العنصععر الخليجععي" فععي معادلععة "التخريععب‬
‫ن أطرافا ً متضععررة‬ ‫كد أ ّ‬‫ن ما سبق ذلك ولحقه يؤ ّ‬ ‫السياسي" وخلخلة خارطة العمل الوطني ككل؛ فإ ّ‬
‫مععن "حركععة الصععلح" داخععل المؤسسععة الرسععمية ُتراهععن علععى توسععيع هععذه السياسععة المشععبوهة‬
‫وإحاطتها بالكتمان وسوء النية‪ .‬وحتى لو سّلمنا بصععحة إحصععاءات وزارة الداخليععة الععتي تشععير إلععى‬
‫ن علمععات اسععتفهام‬ ‫وجود ‪ 52‬ألف مجّنس وتلقي أكثر مععن ‪ 4000‬ألععف طلععب جديععد للتجن ّععس؛ فععإ ّ‬
‫كد الخلفية التخريبيععة للحععالت الععتي‬ ‫عديدة ُتثار حول قانونية الكثير من هذه الحالت‪ ،‬خصوصا ً مع تأ ّ‬
‫ُأتيح كشفها والطلع على تفصيلتها‪ .‬فهععذه الجععواء المريبععة‪ ،‬وبملحظععة التضععييقات الرقابيععة الععتي‬
‫يفرضها الدستور الجديد غير التعاقدي؛ ُتعّزر من شعور الشك فععي إحصععاءات وزارة الداخليععة وفععي‬
‫قانونية العديد من إجراءاتها التجنيسية‪.‬‬

‫ن فقدان المصععداقية بتصععريحات المسععئولين حععول موضععوع التجنيععس السياسععي سععيوّلد مشععاعر‬
‫إ ّ‬
‫غاضبة مع مرور الوقت‪ ،‬وهي مشاعر ستتراكم بمعية الحبععاط العععام مععن تلكععؤات حركععة الصععلح‪،‬‬
‫‪54‬‬
‫‪55‬‬
‫ن تعبرئ ذمتهعا معن مغّبعة هعذه النتيجعة السعيئة وانعكاسعاتها‬ ‫وسيكون من الواجب علعى الحكومعة أ ْ‬
‫ن يهنععدس لدواتععه‬‫الخطيرة‪ .‬فالتجنيس السياسي سيكون ل محالة وبال ً علععى الجميععع‪ ،‬وسعُيدرك مع ْ‬
‫وأجوائه المغلقة بأنه لن يكون بمنأى عن الرتجاعات السلبية لهذه السياسية غير القانونية‪ ،‬ما دمنععا‬
‫ُندرك جميعا ً أن "التجنيس السياسي" له مردوداته العكسية دائمًا‪ ،‬ول يمكععن لععه أن ُيحقععق أغراضععه‬
‫ت حاسمة‪.‬‬‫"الستيطانية" دون ممانعا ٍ‬

‫مجلس إدارة جمعية الوفاق الوطني السلمية‬


‫نشرة "الوفاق" العدد الول ‪ 15‬يونيو ‪2003‬‬

‫سيكولوجية التجنيس‬
‫الكاتب ‪ :‬الستاذ عباس المرشد‬

‫سيكون الحديث منصععبا علععى تنععاول قضععية التجنيععس مععن الناحيععة النفسععية مععن دون الععدخول فععي‬
‫تفاصيل العملية السياسية التي تخضع في كثير من أبعادها إلى حساب القوى والمعادلت السياسية‬
‫القائمة على أرض الواقع بمعنى أن العملية السياسععية ل تلحععظ إل البعععد المرهععون بميععزان القععوى‬
‫والمصالح‪ .‬ول يعد هذا قدحا فععي الفععاعلين السياسععيين وإنمععا هععي طبيعععة المجععال السياسععي‪.‬لكععن‬
‫الناحية النفسية تأخذ أكثر من هذا البعد لما يسببه الثر النفسععي مععن تعأثيرات علعى البنعي العميقعة‬
‫والمسؤولة عن تكوين البناء للهوية عند المواطن‪.‬‬

‫من الملحظ إن البحث في القضايا السياسية من الناحية النفسية هو بحث مستجد في علم النفس‬
‫ولربما يعود إلى منتصف السبعينات من القرن المنصرم ولربما أثرت أجععواء الحعرب البععادرة علععى‬
‫تنمية هذا المجال خصوصا فيما يسمى بالحرب النفسية واليات الكععراه السياسعي‪.‬ومععن جهعة ثانيععة‬
‫فان علم النفس كعلم يعنى بسلوك النسان ومحاولة تفسيره وكشف السباب المفضية للختيارات‬
‫والكراهات قد طور من نفسه عبر فتح مجالت واسعة جدا وعبر توسعة اهتماماته وذلك من خلل‬
‫تفكيكه للمدرسة السلوكية التي كانت تنظر للنسان على انععه صععندوق مغلععق يخضععع لمبععدأ المععثير‬
‫والستجابة‪ .‬كان هذا التفكيك مبشرا لصعود المدرسة المعرفية فععي دراسععة سععلوك النسععان حيععث‬
‫اعتبرت أن الموجه الساسي للفعال هعو نمعط التفكيعر والدراك للمعور هععذا البععد سعوف اسععميه‬
‫بالبعد الرتكازي في هذا الموضوع وهو التجنيس‪.‬‬

‫التجنيس هو بالساس عملية قانونية تسلكها كل الدول بنعاء علعى معبررات موضعوعية وهعذا ل يعثير‬
‫قضية سياسية أو نفسية بالدرجة الولى لكنه يتحول إلى عائق والى مشكل والى مصدر قلق والععى‬
‫مبحث للتأزم عندما يبدأ يثر خصومات ويولد عداءات في أوساط المواطنين‪ .‬إذا ما الذي يحععث فععي‬
‫عملية التجنيس في البحرين ؟ هل هو شأن قععانوني طععبيعي ؟ أم انععه مولععدا لزمععات نفسععية علععى‬
‫المستوى القريب والبعيد؟ و كيف له أن يتحول من هذه الناحية المقلقة إلععى قضععية طبيعععة ل تععثير‬
‫حنق أحد؟‬

‫إن المتتبع لقضايا التجنيس في البحرين من الناحية النفسية ل يسعه إل أن يؤكد على خطورة هععذه‬
‫العملية وأثرها الخطير في بناء الهوية ومحيععط الدراك عنععد المععواطنين هععذا الخطععر القععادم يعتمععد‬
‫أساسا على نوعية خاصة من الدراك عند المواطنين لعملية التجنيس حيث تؤدي هععذه العمليععة بععل‬
‫‪55‬‬
‫‪56‬‬
‫أنها أدت إلى تحطيم الشعور بالثقة والى الشعور بالحباط كما أدت في النهايععة إلععى زعزعععة البنععاء‬
‫الجتماعي وتكوين اتجاهات تعصبية ناحية الفئة المجنسعة‪ .‬فعي علعم النفعس ل يبحعث ععن صعوابية‬
‫الفكرة قدر ما يهتم بالفكرة وأثرهععا وبالتععالي فععان الثععار المتوقعععة مععن عمليععة التجنيععس هععي أثععار‬
‫خطيرة بارتباطها بالبناء النفسي وتكوين المفاهيم والتجاهات سوف أخذ بععدا اتجعاهي واحععد لنععرى‬
‫مدى الخطورة التي يسببها النظام جراء قيامه بهذا الفعل وهو بعد العلقععات العربيععة‪ -‬العربيععة بيععن‬
‫الشعوب في الماضعي وقبععل القيععام بععالتجنيس السياسععي كعانت علقعة الشعععب البحرينععي وأقصععد‬
‫بالعلقة هنا مستوى الدراك والتقبل والتلحم والتضامن كمحععددات للعلقعات بيعن الشععوب كعانت‬
‫هععذه العلقععة بيععن الشعععب البحرينععي والشعععب السععوري والردنععي واليمنععي علقععة تسععودها الثقععة‬
‫والحترام و فععي كععثير مععن الحيععان أخععذت بتقبععل تلععك الجنسععيات والتعععاون معهععا علععى كععثير مععن‬
‫المستويات كما إن الصورة المتكونة عند المواطن البحريني اتجاه هعذه الفئات إن لعم تكععن عاديععة‬
‫فإنها لم تتحول إلى عدائية أو كراهية وفرت هذه العلقة دعما نفسيا وسياسيا عند القوى البحرينيععة‬
‫في تفعيل برامجها كما وفرت للمواطن الععدعم النسععبي فععي المععن والشعععور بالقوميععة والرتبععاط‬
‫العربي والسلمي هذا التكوين النفسي عند المععواطن ومععع البععدء فععي عمليععة التجنيععس أخععذ فععي‬
‫التفكك والزوال وحلت محله اتجاهات تعصبية وصور تتضمن القدح في هذه الجنسيات وأفععراد تلععك‬
‫الشعوب وبالتالي فان السياج الذي كان المواطن البحريني يمتلكه من العرب المحيطيين بععه أخععذ‬
‫في النهيار وأدى إلى توقع البحريني حول نفسه وحد من سعة تفكيره‪.‬‬
‫هذا مثال بسيط جدا علعى أهميعة إدراك البععد النفسعي لقعرار سياسعي اتخعذته الحكومعة تنعاولته‬
‫القوى السياسية بالرفض والنبذ و لكن لم يبحث حتى الن مدى الخطورة المستقبلية له بمعنى انععه‬
‫لو توقف التجنيس واعد النظر في كل ما حدث ما الذي يضععمن تلشععي هععذه الثععار ؟ ل احععد حاليععا‬
‫يقدر على ذلك‪.‬‬

‫لنأخذ بعدا آ خر يتعلق بالشأن المحلي أو لنقل الحياة الداخلية للفرد البحريني المواطن فععي هععذه‬
‫البلد ومنذ زمعن ليعس بقصععير يشعععر بالحبععاط والغبععن نظعرا لسععيطرة السععلطة السياسععية علععى‬
‫مقدرات الحياة القتصادية والجتماعية فهو يعيش وسط دولة تسلطية تسعي للسيطرة علععى كافععة‬
‫أنشطة المجتمع وبالتعبير الخلقي فالسلطة أنانية إلى حد كبير جدا وتمتلك قدرا هائل مععن الحسععد‬
‫والمواطن يشعر نفسه غريبا عععن هععذه السععلطة وعععن كععل مععا تقععوم بععه القيععام بعمليععة التجنيععس‬
‫العشوائي والموجه من شانه أن يعزز هذا النفصال وهذا الشعور بالغتراب كما أن ذلك يؤدي إلععى‬
‫نوع من التململ من كافة المشاريع المقدمة والخطر من ذلك هععو هندسععة الشعععور والتفكيععر عنععد‬
‫المواطن بهيكلية المؤامرة والشعور بالخوف من كل ما يجعرى معن حعوله وإذا تمعت هعذه الضعيافة‬
‫فانه من المتوقع أن تمرر كثير من المور لنشغال المواطن في تنمية هعذا الشعععور والستسعلم أو‬
‫الخذ بالتجاه القدري فععي التغيععر وفععي النهايععة فععان التسععلط والهيمنععة والنفلت عععن الموضععوعية‬
‫والواقع هي ما يمكن تقديمه كوصف للحياة النفسية عند المواطن البحريني‪ .‬ومن الطبيعي أن تتبععع‬
‫هذه الثار النفسية قد يأخذ وقتا طويل لما هو خطير جدا بل انه اخطععر مععن الفعععل السياسععي كمععا‬
‫أراه‪.‬‬

‫منتديات البحرين | ‪2003-06-30‬‬

‫‪56‬‬
‫‪57‬‬
‫دعوة شعب البحرين بتسجيل موقف‪ .‬ل‪.‬ل‪ ..‬للتجنيس ‪ ..‬الخيار الول للشعب‬

‫الكاتب ‪ :‬أهالي سترة‬


‫بيان من أهالي سععترة ) دعععوة شعععب البحريععن بتسععجيل موقععف‪ .‬ل‪.‬ل‪ ..‬للتجنيععس ‪ ..‬الخيععار الول‬
‫للشعب ‪(..‬‬

‫‪ ..‬ل ‪ ..‬ل للتجنيس ‪ ..‬الخيار الول للشعب ‪..‬‬

‫ن من أقسى اللحظات على النسان إيلما ً هي تلك التي يشعر فيها بهدر الكرامة وطمس الهوية‬ ‫إ ّ‬
‫‪ ..‬هوية العقيدة والثقافة والمواطنة ناهيك عععن المبععادئ والعععادات والتقاليععد والعععراف الجتماعيععة‬
‫الصحيحة‪.‬‬
‫إن هذا الشعور هو وجه الصراع المرير الذي يعانيه الشعب البحرينععي بمختلععف مععذاهبه ومشععاربه‬
‫وطبقاته مع ما تلعب به اليدي الثمة في هرم السلطة الحاكمة في البحرين جهععارا ً ظهععارا ً دون أن‬
‫تشعر بالخجل أو الحياء مما تمارسه من تجنيس عشوائي قذر‪ ،‬تضفي عليه شععرعية القععانون تععارة‪،‬‬
‫والظروف اللنسانية تارة أخرى‪.‬‬

‫إنها الحرب علنية عليكم أيها الشعب الكريم البي‪ ،‬تريد أن تصادر الحكومة منععه أرضععكم وقيمكععم‬
‫وخيراتكم وتراثكم وماضيكم وحاضركم‪ ،‬وتبث من خللها فسادا ً ل يعلم عظم مكره إل العلي القدير‬
‫في مستقبلكم وحاضر أجيالكم القادمة‪..‬‬

‫من هنا جاءت الدعوة من لدن الجمعيات السياسية الست في إقامععة النععدوة الجماهيريععة الكععبرى‬
‫حول "التجنيس السياسي في البحرين" والتي ستعقد في الساحة المقابلة لنععادي العروبععة بععالجفير‬
‫في يوم الربعاء ليلة الخميس القادم بتاريخ ‪16/7/2003‬م الثامنة مساًء وإيمانا ً منا بروح المواطنععة‬
‫الصادقة واعتزازنا بقداسة ترابنا الغالي ودرءا ً للفتنة الكبرى والحرب الضروس التي تنتهجها سياسة‬
‫متخبطة هوجاء ‪ ..‬لذلك تدعو أهالي سترة جميع شعب البحرين الععوفي فععي تأديععة واجبهععم الععوطني‬
‫ل فيمعا يعنيعه معن‬ ‫في التواجد بصورة مكثفة وفاعلة في هذه النعدوة وكعذلك التواصعل الحقيقعي كع ٌ‬
‫أشخاص وجماعات بضرورة التجمهر من أجل تسجيل موقف تععاريخي مشععرف يجسععد فععي مجملععه‬
‫مرآة رفض جمعي لمنهج سياسة التجنيس تحت أية ذريعة كععانت‪ ،‬هععذا مععن جهععة ومععن جهععة آخععرى‬
‫إيصال صوتكم الذي تطلبون فيه حقكم السليب للرأي العالمي الذي عملت الحكومة بتضليله بإسم‬
‫الحرية والديمقراطية والصلح الشامل الذي ملئت به آذان الناس في شتى وسائل العلم المرئيععة‬
‫منه والمسموعة والمقروءة ناهيك عن مؤتمرات المحافل الدولية كل ذلك ل يجععد منهععا الشعععب إل‬
‫كلما ً يسوق في الصحف وترابا ً يحسبه الضمآن ماًء‪.‬‬

‫أيها الشعب البي هل يرضيكم أن تسعتباح أرضعكم وتنهعب خيراتكعم ومقعدراتكم‪ ،‬وينافسعكم معن‬
‫ليس عنده انتماء لرضكم الطهور في خدماتكم العامة وعلى رأسها سرقة فرص العمل من عندكم‬
‫والسكن والصحة‪ ،‬والغالبية ترزح تحععت خععط الفقععر والقهععر ‪ ..‬فليكععن تواجععدكم واجب عا ً وطني عا ً لكععي‬
‫‪57‬‬
‫‪58‬‬
‫تدعموا سياسة الرجال الغيورين في التصدي لكبر تخريب قذر تعلبها حكومتكم‪.‬‬
‫اللهم أرحم شهدائنا‬
‫أهالي سترة‬
‫حرر بتاريخ ‪12/7/2003‬م‬

‫‪58‬‬
‫‪59‬‬
‫تقرير ندوة التجنيس‬

‫الكاتب ‪ :‬فاطمة علي‬

‫تواقٌ للحق ومطالبة بحقنا المداس تحت عجلت سعيارات المجنسععين‪ ..‬أتينععا قععرب نعادي العروبعة‬
‫للتراب الذي ضمته قلوبنا اللهثة وأجسادنا المثقلة كواهلها بمشاغل الحياة لننشععد صععرختنا‪ ..‬نبعثهععا‬
‫لصحاب الكراسي و القصور‪ ..‬لنبلغ للمة صرختنا المدوية‪ ..‬لنداوي جرحا ً عمقته سياسية التجنيععس‬
‫السياسي في جسدنا ‪ ..‬باق ‪ ..‬أين ميراث أجدادنا المخلدين؟!‪..‬‬

‫تضادا ً مع عادل فليفل الغول البحريني مدرسة الرهاب الوطني ‪ ..‬تضادا ً مع المتزنععدقين مععن ولة‬
‫المور مع الحكومة ذات السرية السوداء لهتك الحقوق و لعراض ‪ ..‬تضععادا ً مععع القععوانين المدنسععة‬
‫جئنا نعلن العتصام لنقف ضد تضامنكم المريض لنعلن صرختنا ضد التجنيععس العشععوائي السياسععي‬
‫المنظم ‪ ..‬ل نقف ضد التجنيس المستحق لكننا نفتدي أرضنا من التجنيس المريض و بقايععا الفسععق‬
‫الذي دعاكم أيها المتجنسون للتجنيس ل للتقارب الجتماعي وحبا ً للدخلء على الوطن وإنما لتحقيق‬
‫رغباتكم و نزواتكم العابثة و للعبث في ممتلكات الشعب و الوطن‪...‬‬

‫إن التجنيس بات الشبح الجاثم و السرطان الذي أصاب قوام البحرين الجميل و جعلها زبععدة بحععر‬
‫و خوار ‪ ..‬فتلك الجزيرة التي تسكن في مرافئها السفن ‪ ..‬ويعود الغاصة بيسير من السمك ‪ ..‬هععدم‬
‫هيكلهععا التجنيععس الم عّر‪ ..‬فل فععرق بيععن أرض المقععدس و البحريععن عععدا أن فلسععطين تعمععل بعلععن‬
‫والبحرين بسرية ‪ ..‬فهاهي البحرين ثاني منطقة بعععد غععزة مععن حيععث الكثافععة السععكانية ويكععثر بهععا‬
‫المتوغلون وهي جزيرة صغيرة ل تلمح نظر بعوضة ليهب لها الشحاتون من كل صوب‪...‬‬

‫‪ ..‬قرب نادي العروبة اجتمعنا وكان الحضور حشد جماهيري غفير بععالغ الخيععال و الروعععة مععن لععم‬
‫يتحسر يتحسر )قد يصل الحضور إلى ‪ 30‬ألفًا(‪ ..‬كلنا نطالب بالحقوق بالعدل و النصععاف ‪ ..‬الخطععر‬
‫يحدق بالسنة كما يحدق بالشيعة ‪ ..‬نناشععد المتجنسععين بععالوعي‪ ..‬تسععمرت الجسععاد علععى المقاعععد‬
‫المجهعزة ‪ ..‬وعلعى الرمعل وفعوق السعوار ‪ ..‬وعلعى العمعارات العتي لعم تنتعه معن تشعييدها بععد ‪..‬‬
‫المؤثرات الصوتية و نقل الصورة عبر ثلث من شاشعات البروجكعتر سعاهم فعي انسعجام النعدوة ‪..‬‬
‫الهدوء ‪ ..‬نسمات الهواء التي خفععت رطوبتهععا تضععامنا ً مععع صععرخة الحريععة ‪ ..‬الطععائرات الجاسوسععة‬
‫المحلقة فوق بقعة الندوة ‪ ..‬المنظمون ‪ ..‬العاملون على توزيع المنشععورات المعععدة عععن التجنيععس‬
‫برعاية جمعية الوفاق ‪ ..‬تنظيم السير ‪ ..‬تنظيععم جلععوس السععيدات و السععادة ‪..‬الهتافععات بالصععلوات‬
‫على محمد و آله الطهار والتكبير والهتافات المناهضة للتجنيس السياسي بعد كل كلمة حععق تترنععح‬
‫في ذاك المكان‪ ..‬جميعها تضامنت لتكون الندوة فوق محفل اجتماعي رائع ‪..‬‬

‫فقد تسللت الندوة إلى النفوس بعد تسلل رائحة الصالة البحرينية ‪ ..‬حيععث قععدم للنععدوة بتمثيليععة‬
‫قديمة لفرقة الولء مفادها وعظ الجداد لنا بالحفاظ على البحرين ‪ ..‬أعقب ذلك كلمة الفتتععاح مععن‬
‫عريف الحفل الستاذ "يوسف ربيععع" والععذي باشععر بالتقععديم منععذ الفتتععاح حععتى الختععام ‪ ..‬ثععم أتيععح‬
‫المجال للمهندس عبدالرحمن النعيمي رئيس جمعية العمل الوطني والذي كان له صدى جميل فععي‬
‫الندوة ‪ ..‬بداية صرح بضععرورة أهتمععام الحكومععة بشعععبها أول ً قبععل المجنسععين و بتععوفير حقععوقهم و‬
‫احتياجاتهم‪ ..‬وأكد على وجوب اللتزام بالدستور الذي ل يمنح الجنسية إل وفق معايير خاصة‪...‬‬

‫‪59‬‬
‫‪60‬‬
‫أعقبه الشيخ علي سلمان رئيس جمعية الوفاق السلمية‪ ..‬والذي دعم حديثه بحقائق مقتبسة من‬
‫الصحف و المؤتمرات و الصور التمثيلية ‪ ..‬و أنطلععق مسععيرة تصععريحاته بخريطععة لمملكععة البحريععن‬
‫موشومة باللون الحمر لون المجنسين ‪ ..‬و أشار إلى مجمعات سكنية يحتلها المجنسععين ل يسععكنها‬
‫أي بحريني واصفا ً إيها بقوله "كالمستوطنات"‪..‬‬

‫منح لحد المتجنسين‪ ،‬غير أن المتجنععس‬ ‫‪ ..‬وفي حين عرض صورة لمنزل ذي طابقين بمدينة حمد ُ‬
‫جععروا بقيععة المنععزل ليسععتفيدوا مععن‬‫وعائلته المكونة من عشرة أفراد سكنوا في "كراج المنععزل" وأ ّ‬
‫دخله!! أشار إلى أن هؤلء المجنسين يتعاملون مع مملكة البحرين كبقرة حلوب دون قيم أجتماعية‬
‫انسانية و وطنية ‪ ..‬لكنهم ينظرون لها كمنطقة يمكنهم الستفادة منها وكفى‪ ....‬كمععا عععرض صععورة‬
‫أخرى لمنزلين كبيرين أعطيععا لمتجنسعين أيضعا ً غيعر أنهمعا تقاسعما بيععت واحععد وأ ّ‬
‫جععرا الععبيت الخععر‬
‫للستفادة من دخله‪ ،‬ما يعني أن المتجنسين غير مهتمين للعيش في البلد لكععن الهععم الكععبر لهععم‪،‬‬
‫كيف يحصدون أكبر قدر من أموالها!‬

‫ح‬
‫كما ركز رئيس الوفععاق فععي حععديثه علععى القععرى المنتهكععة ومنهععا عسععكر الجععرح الععدامي ‪ ..‬قيع ٌ‬
‫شامي ‪ ..‬رمز يبعث لكععم أرهععاب التجنيععس ‪ ..‬و أنحطععاط متمععوج بحععب النفععس و التسععلط و تمععرد‬
‫الراعي على الرعية ‪ ..‬عسكر كانت تضم أهاليها المتجانسين و أحدى عشر منزل ً والمان يسودها ‪..‬‬
‫السععفن تقبععع علععى الشععاطىء يععدللها المععوج دون خطععر‪ ..‬حععتى وصععل لهععا رجععز التجنيععس و أتخععذ‬
‫المجنسون عادة حميدة لهم وهي التسكع في الشوارع للقاءات الودية‪...‬‬

‫حتى أصبح محرما ً على الطفال و النسوة الخروج بعد السابعة مساء ‪ ..‬وذاك الشاطىء قععوتهم و‬
‫الذي ل يتجاوز ‪ 2‬كم أضطروا لوضع حماية عليه ولم يسلم فحين الحراسة على القسم اليمن تقام‬
‫السرقات بالقسم الجنوبي و العكس ‪ ..‬عسكر لععم تصععلها قععوات المععن إل بعععد وصععول المجنسععين‬
‫إليها‪...‬‬

‫ولم يغب الدموي عادل فليفل فارس الظلعم ععن لسععانه ‪ ..‬فععالعين تعرى كيعف تلعك المهرجانععات‬
‫والحتفالت تقام حين تصدر الجنسية لمستحقيها من البدون و كيف كان يعمل فليفل في التجنيععس‬
‫السععري لمنععح السعععوديين الجنسععية البحرينيععة ضععمن دخععل شععهري يععزداد و يقععل تناسععبا ً مععع عععدد‬
‫المجنسين‪...‬‬

‫ولم تغب أنفاس الشعر عن الندوة فقد ألقععى السععتاذ يوسعف ربيععع قصععيدة جععرح المععة للشععاعر‬
‫السيد جعفر حميد‪:‬‬

‫قيل أكتب ‪..‬‬


‫قلت وما أكتب ؟‬
‫قالوا في مرض التجنيس‬
‫قلت وهل يخفي غربال‬
‫ضوء الشمس‬
‫حين تضيء‬

‫فالتجنيس الحاصل جرح‬


‫‪60‬‬
‫‪61‬‬
‫في جرح المة‬
‫ل ينسى‬
‫والتجنيس الحاصل بلوى‬
‫حلت في بلدي البحرين‬
‫و التجنيس الحاصل سهم‬
‫في جسم الدنيا و الدين‬
‫‪...‬‬

‫أعقب ذلعك بفلعم وثعائقي مثععل بطععولته ثلعة معن الخععوة الدواسععر معن "حعي الدواسعر" بالععدمام‬
‫الحاصلين على جنسيات بحرينية في غضون فترة ل تتجاوز العع ‪ 6‬أشهر ‪ ..‬وكيف حصلوا عليهععا وكععم‬
‫يطمحون لفتح مكتب يدعم مطالباتهم بالمزيد من الخدمات وهم جالسين في الدمام ‪ ..‬ويصل عدد‬
‫المجنسين من حي الدواسر فقط إلى ‪ 22‬ألف شخصًا!!‬

‫ويعود المهندس عبدرالحمن النعيمي للمنصة ليبث شيء مععن الحقععائق المععذكورة بالنععدوة لبعععض‬
‫التناقضات التي تدين الحكومة و منها ‪..‬‬

‫ففي مجلس النواب سأل الستاذ جاسم عبد العال عن جنسية من جنسوا ‪..‬؟ ف عٌأجيب عليععه بأنهععا‬
‫مسألة صعبة وأن التجنيس غير مقرون بالحاسب اللي ليحصي العدد و ذات المسئول فععي ‪ 7‬يوليععو‬
‫لعام ‪ 2000‬في جريدة اليام في جدول تفصيلي تم نشره صرح بتجنيس ‪ 50‬ألف من بينهم البععدون‬
‫والجدول يشير إلى جنسية من جنسوا ‪ ..‬وهذه تناقضات فل يمكن لي كععان الحصععول علععى جنسععية‬
‫بحرينية دون معرفة جنسيته‪...‬‬
‫‪ ..‬وهناك قبائل بحرينية نازحة أعطيععت الجنسععية كالدواسععر الراحليععن إلععى الكععويت والسعععودية و‬
‫الخوة السوريين المنتسبين لقبيلة شمر علما ً أنها قبيلة ممتدة بالعراق و الجزية العربية‪ ..‬كمععا ذكععر‬
‫إن التجنيس سياسة خطيرة أنتقائيعة للمععواطنين الحاصععلين علعى الجنسععية و تنمععي لعديهم العقليعة‬
‫القبلية‪...‬‬

‫كما استعرض الشيخ علي سلمان بعض الوثائق الرسمية‪ ،‬حيث أضار إلى أن السفير اليمنععي قبععل‬
‫‪ 5‬شهور صرح أن هناك ‪ 5‬الف يمني مجنس ‪ ..‬وفععي عععام ‪ 97/98‬صععرح أن هنععاك ‪ 8‬آلف سععوري‬
‫يعملون بالمن ومنع الشغب ‪ ..‬وقد صرح الشيخ راشد ‪ 7‬يوليو عام ‪ 2000‬بععأن عععدد الععذين جنسععوا‬
‫مععن السعععودية هععو ‪ 510‬فقععط ‪ ..‬فمععاذا يسععمى ذلععك !؟ تنععاقض ‪ ..‬أو محاولععة للكععذب علععى‬
‫المواطنين‪..‬؟!‪ ,,‬كجورج بوش و تععون بليععر سععيقدم الشععيخ راشععد اسععتقالته أسععوة بالععديمقراطيات‬
‫العريقة؟!‬
‫قبيل الختام أمتطى صلح خواجه نائب رئيس جمعية العمل السلمي المنصععة ليشععارك بمععا لععديه‬
‫وقال ‪" :‬لعل أبلغ مايمكن أن يتحد النسعان مععع شععب كعالبحرين صععاحب التاريععخ الطويععل صععاحب‬
‫العطععا و التضععحية والسععجون واللم و انتهععاك العععراض و الضععنك فكععل انسععان يفتخععر أن يكععون‬
‫بحريني ‪ ..‬ولعل أقل ماتقدمة الحكومة للبحرينيين استقالة الحكومة البحرينية!‬

‫‪ ..‬بعده جاء إبراهيم الجمعان عضو أداري في جمعية الوسط العربي السلمي ليضج المكان بجهر‬
‫صوته فقد قال ‪" :‬الخوة حقيقة ماشاهدنا اليوم في ملععف بععالغ الهميععة لععم يحصععل أي ملععف علععى‬
‫توافق و اجماع كهذا الملف إل وهو ملععف التجنيععس مععن كععل مواقععف و مععواطن لهععو أجنععدة وافيععة‬
‫‪61‬‬
‫‪62‬‬
‫ومساهمة لتكوين بلدها السني و الشيعي فهذا الملف أجماع لجميع البحرينيين"‪ ..‬وقد تطععرق لعععدة‬
‫نقاط أهمها أن ‪ ..‬التجنيس جاء في قععانون ‪ 1937‬م ‪ ..‬وفععي عععام ‪ 1963‬م أجريععت عليععه تعععديلت‬
‫وفق معايير مستحقي الجنسية‪ ،‬وهي أن يسكن فعي البلد خمسعة عشعر عامعا ً ‪ ..‬مقتعدر ماليعًا‪ ..‬أن‬
‫يقدم عمل جلي للوطن ‪ ..‬خالي من المراض لنه دون شك سيساهم في بناد البلد‪...‬‬

‫هذا وقد اختتم الشيخ علي سلمان الندوة بدعوة ملك البلد إلى النظر إلى ما اعتقده من أن أكععثر‬
‫من ‪ %98.4‬من الشعب البحريني وهي نسبة التصويت على الميثاق يرفضون التجنيس السياسععي‪،‬‬
‫ووضع رئيس الوفاق القضية الدستورية على رأس الولويات‪ ،‬نافيا ً ثقته بأي من مؤسسات السلطة‬
‫التنفيذية‪ ،‬كما أعلن عن عدم ثقته بالبرلمان بغرفتيه في حل مثل هذه القضععية فععي إشععارة واضععحة‬
‫لعدم مطالبته البرلمان بعمل شيء لحل القضععية كمعا طععالب بععذلك كععل مععن الععدكتور حسععن مععدن‬
‫رئيس"التقدمي الديمقراطي" والنعيمي أيضًا‪.‬‬

‫فيما وصف الشيخ علي ممارسة الحكومة لسياسية التجنيس بالطغيععان‪ ،‬وأن ل يوجععد فععي العععالم‬
‫كله دول تمارس هذه السياسة سوى الكيان الصععهيوني بفلسععطين والنظععام العنصععري فععي جنععوب‬
‫أفريقيا سابقًا‪...‬‬

‫كرزكانع ‪ .‬عكم‬
‫‪ -16‬يوليو ‪2002 -‬‬

‫ت ميتة‬
‫ل داعي إلى النتظار فلجنة التجنيس ولد ْ‬

‫الكاتب ‪ :‬سيد ضياء الموسوي‬

‫صدم الشارع البحريني لموقف رئيس مجلس النواب خليفععة الظهرانععي عنععدما أورد شععرطين‬ ‫لقد ُ‬
‫لتشكيل لجنة التحقيق فعي التجنيعس‪ .‬واقععا الشعرطان مجحفعان بحعق هعذا الملعف إذ همعا بمثابعة‬
‫المشيمة التي التفت على اللجنة وهي بداية التشكل‪ .‬فلنا أن نقول فيها‪ :‬إنها ولدت ميتة‪ ،‬فل داعععي‬
‫إلى إلقعاء العورد والزهعور والريعاحين عليهعا‪ ،‬لن الشعرطين مجحفعان ويعثيران الضعحك علعى هعذه‬
‫الشععفافية‪ ،‬وإل فمععا معنععى أن ُيشععترط علععى اللجنععة أن يكععون اختصاصععها مقتصععرا علععى قععرارات‬
‫الحكومة المتعلقة بالتجنيس والتي صدرت بعد تاريخ انعقاد المجلسععين فععي أول فصععل تشععريعي‪...‬‬
‫لماذا هذا القيد؟ إنه قيععد يععثير الشععك والريبععة‪ ،‬بععل ويعععزز ذلعك التععوجس الععذي تعيشععه كععل القععوى‬
‫السياسية‪ ،‬وإل لمعاذا يفععرض علعى اللجنععة عععدم التحقيعق فععي التجنيععس الععذي تعم معا قبعل انعقعاد‬
‫المجلس؟ فهل هنالك ثمة خوف من كشف حقائق؟‬

‫أساس الزمة »اليقين« بععالتجنيس وليععس »الشععك« فيمععا بعععد النعقععاد‪ ،‬ولكععن المصععيبة الكععبرى‬
‫ومربط الفرس فيما قبل انعقاد المجلس!! هذا أول‪ .‬وثانيا إذا كانت الدارة العامة لشععئون الجنسععية‬
‫والجوازات تعيش اطمئنانا تاما بسلمة وقانونية التجنيس‪ ،‬وما قامت به طيلة هذه السععنين‪ ،‬وانععه ل‬
‫يوجد مجنسون وبععاللف نفععذوا مععن النافععذة أو تحععت الطاولععة‪ ،‬فلمععاذا ل تفتععح الملفععات لمععا قبععل‬
‫‪62‬‬
‫‪63‬‬
‫النعقاد؟‪ .‬ولماذا هذا القيد بالذات؟ إذا دعونا نقولها وبكل شفافية من دون أن نضمرها في القلوب‪:‬‬
‫إن هناك توجسا من فتح هذا الملف‪ ،‬بل إن هذا القيد هو بمثابة المخرز الذي قام بفقء عين الطفل‬
‫الوليد )اللجنة(‪.‬‬

‫أما القيد الثاني الذي ساقه الرئيس وهو أن يقتصر عمل اللجنة على القرارات والعمال الصععادرة‬
‫عن الحكومة فقط‪ ،‬دون القرارات المتعلقة بالتجنيس والصادرة بأوامر ملكية‪ ،‬فهو قيد مخرزي آخر‬
‫فقأ العين الخرى للجنة‪.‬‬
‫أنا أعتقد أن هذين القيدين ع ول أظن أنه يختلف على ذلك اثنان ع كّرسا أزمة الثقة‪ ،‬بل ضاعفا من‬
‫اليقينيات الشعبية بأن هذا الملف )التجنيس( يحمل مفاجآت خطيرة‪ ،‬لو انكشفت فإنها ستدمي كععل‬
‫العيون‪.‬‬

‫لقد أصيب بعض النواب بخيبة أمععل‪ ،‬وهكععذا هععو العععزف لتكععون نهايععة كععل مشععروع يععراد تحقيقععه‬
‫بشفافية من قانون النقابات إلى قانون الصحافة إلى مشروع ملحقة الفساد الداري والمععالي إلععى‬
‫ي‪َ ،‬زيْ ما ُرحتي جيععتي«‪ ...‬هععذان الشععرطان‬ ‫ي تِ ْ‬
‫كل اللجان ينطبق عليها مثل المصريين الشهير‪» :‬ت ِ ْ‬
‫سلبا الروح من اللجنة الوليدة‪ ،‬فما عادت تغير من المعادلة شيئا‪ ،‬بل سععيأتي مردودهععا سععلبيا؛ لنععه‬
‫سيخرج علينا كل صباح مسئول في الدارة ليقول‪ :‬لقد حصحص الحق وبععانت حقيقععة المععر‪ ،‬و»قععد‬
‫أضاء الصبح لذي عينين«‪ .‬ولكن كل ذلك ل ينفععع‪ ،‬لننععا نشععترط أن تكععون اللجنععة بل قيععود‪ ،‬فععالقيود‬
‫سجنت اللجنة وأفرغتها من قوتها‪ ،‬وأعتقد أن القول‪» :‬إن الدارة العامة ستبذل قصارى جهدها فععي‬
‫التعاون مع لجنة التحقيق البرلمانية‪ ،‬وانه سيكون للجنة دور مهم في حسم ما يثار مععن أسععئلة مععن‬
‫قبل الشارع العام والمهتمين بموضوع التجنيس‪ ،‬وان الدارة ستعتمد مبدأ الشفافية في تعاملها مععع‬
‫كل ما يطلب منها مععن معلومععات‪ ،‬وسععتثبت تعاونععا غيععر مسععبوق مععع اللجنععة‪ ،‬وسععتوفر لهععم جميععع‬
‫احتياجاتهم المعلوماتية« كما جاء في التصريح على لسان وكيل الوزارة الشيخ راشد بععن خليفععة آل‬
‫خليفة لن يغير من المعادلة شيئا‪ ،‬لن القيدين أخفيا كل جسد التجنيععس ولععن يسععمحا إل بمشععاهدة‬
‫جزء ضئيل من الجسد‪...‬‬

‫إن ما نقوله ليس حبا في المعارضة للمعارضة‪ ،‬وإنمععا هععذا حععديث النععاس وحععديث المثقفيععن فععي‬
‫الساحة‪ ،‬بل وفي أكثر المناطق تضررا من التجنيس في الرفاعين والمحرق وغيرهما‪ ،‬بل وحتى في‬
‫بعض الوزارات الحساسة‪.‬‬
‫الكل يطمح إلى لجنة تحقيق‪ ،‬ولكن شعريطة أل تكعون مقيعدة وأل يلتعف عليهعا وأل توضعع أمامهعا‬
‫عراقيل وحجارة وشباك وقيود أيضا‪ ...‬الكثير قععال‪ ،‬وهععذا قععول الشععارع العععام‪ :‬لقععد عرفنععا النتيجععة‬
‫مسبقا منذ أن رأينا القيدين‪ ،‬فالنتيجة معلومة وعلى الطريقة الشرقية ‪ 101‬في المئة‪ ،‬وليععس ‪100‬‬
‫في المئة‪ ،‬إذا اللجنة لن تغير شيئا إل إذا أزيلت القيود‪.‬‬
‫صحيفة الوسط|العدد ‪2003-05-31 | 267‬م الموافق ‪ 09‬ذي القعدة ‪ 1430‬هع‬

‫‪63‬‬
‫‪64‬‬
‫التجنيس بالقانون حق وبل قانون كارثة‬

‫الكاتب ‪ :‬سيد ضياء الموسوي‬

‫ان كنا نطمح إلى أن نجعل من هذا البلد كعبععة للحريععة يجععب أن نقععول الحقيقععة فلجنععة التجنيععس‬
‫المنبثقة من البرلمان لن تحقق شيئا لنها ولععدت ميتععة ومثقلععة بقيععدين كفيليععن لبقائهععا فععي موقععع‬
‫الصفر والجميع يبحث عن لجنة واقعية تجيب عن هواجس الناس إذ يأكلهم الفقر والجععوع وأصععبحوا‬
‫طوابير أمام عتبات الوزارات من حملة الشهادات وغيرها في حين هم ذاتهععم يععرون التجنيععس وهععو‬
‫يأكل ما تبقى لهذه الجيال‪ .‬الجميع يبحث عن إجابة شافية لما تعيشه القلوب من حزن وقرح وقيععح‬
‫وأتمنى من مسئولي الهجرة أن يقبلوا برفع القيدين حتى نعلم كل مستور لن ما نععراه علععى الرض‬
‫من تجاوزات ينافي جميع التصريحات الجميلة والخاذة وهنا نطععرح أسععئلة تحمععل عفويععة تسععاؤلت‬
‫الناس ونرجو على الدارة أن تجيب عليها‪:‬‬

‫‪ -1‬هل من يجنسون »عشوائيا« سيخدمون البلد وهل يمثلون طاقات كععبيرة فالوليععات المتحععدة‬
‫الميركية قامت بمنح الجنسية للعرب المبدعين في الكيمياء والفيزياء والطب وعلم القتصاد وعلععم‬
‫الفضاء من أمثال فاروق الباز العربععي المصععري الميركععي الجنسععية وأحمععد زويععل أو ادوارد سعععيد‬
‫المفكر الميركي الكبير ذي الصول الفلسععطينية صععاحب كتعاب »الستشعراق«؟‪ .‬بمعنععى آخعر هعل‬
‫خلل أعوام سنكتشف أن الدارة قامت بتجنيس آلفا مععن العقععول الجبععارة؟ لععذلك نطمععح بمعرفععة‬
‫المجنسين ومؤهلتهم كما يتم نشر ذلك في العلم الميركي‪.‬‬

‫‪ -2‬البحرين متخمة بالخريجين العاطلين والوزارات تشهر سععلح »عععدم قععدرتها علععى التوظيععف«‬
‫كالتربيععة والعمععل والصععحة والكهربععاء بععل غالبيععة الععوزارات والمؤسسععات ونفاجععأ أن هنععاك عمععال‬
‫ومدرسين يوظفون كما حصل أخيرا في التربية إذ تم توظيف عشرات الجانب بعضهم ل يمتلععك إل‬
‫شهادة الثانوية في أقسام عدة‪ ،‬وأبناؤنا الخريجون التربويون عاطلون وعلى رغم إلحاحنا على مدير‬
‫التوظيف بالجابة عن ذلك لم نر أية إجابععة مععن الععوزارة والععتزم قسععم العلقععات العامععة بالصععمت‪.‬‬
‫الجميع يسأل لماذا ل يتم الحلل؟ ولماذا يؤتى بالجانب من الخارج؟‬

‫وعلععى رغععم تكععدس العععاطلت فععي الحاسععوب واللغععة العربيععة والخدمععة الجتماعيععة وفععي بقيععة‬
‫التخصصات تم اغععراق أكععثر القسععام مععن الجععانب كمععا حصععل لقسععم التقنيععات! الععى الن مععازال‬
‫التساؤل يمل العين والوجدان والقلب‪ :‬لماذا كل هذا اللععف والععدوران؟ لمععاذا هععذا التجاهععل؟ أليععس‬
‫المواطن يقدم في كل مكان؟‬

‫ولغيععاب الرقابععة يبععدأ المجنسععون )عشععوائيا( بالزيععادة والتسععاع ويعمععل الواحععد منهععم بتأسععيس‬
‫مشععروعات اقتصععادية ولقععد أصععبح الجععانب يملون الشععركات فععي حيععن بامكععان تطععبيق نظريععة‬
‫»الحلل« ومن حق أي مجنس قانونيا أن يحصل على المواطنة وأن يدخل في كعل مشعروع ولكعن‬
‫ما نحعن فعي صعدده وانتقعاده هعو عمليعة اسعتغلل الرض والسعوق التجاريعة لمعن يجنسعون خلف‬
‫القانون‪.‬‬

‫وزارة العمل تقول إنها بصدد تقليص العمالة الجنبية وفي الجهة الخرى ادارة الهجرة تعمل علععى‬
‫توطين هذه العمالعة وهعذه بععض عجائبنعا العشععر البحرينيععة فالمسعتوطن عشععوائيا َ يضععرب مليععون‬
‫‪64‬‬
‫‪65‬‬
‫عصفور بحجر واحدة فقد استفاد من كل ميزات العمالة الجنبية إذ جلب العوائل وبقى سنين مكان‬
‫وظائف المواطنين وبنى مشروعات هنا وفععي بلععده الم وحصععل علععى جميععع السععتحقاقات فأصععبح‬
‫كمن عثر على مصباح علء الدين‪ .‬هذا ما نريععد مناقشععته فليععس مععا يطععرح عععداء أو عصععبية ولكععن‬
‫يساق ذلك في واقع بيئات تنحدر نحو الفقر وهنا تقع المفارقة‪ .‬ما نطالب به هعو البتعداء بعالمواطن‬
‫واستحقاقاته وهذا ما يمارس في أميركا وبريطانيا ففي بريطانيا عندما عمععدت الععى خلععق مشععروع‬
‫كبير في داخل أحد الجبال في احدى المناطق شّرع مجلس العموم قانونا يحتم ان يكون العععاملون‬
‫في هذا المشروع من المنطقة ذاتها وهذا ألف باء المواطنة‪.‬‬

‫في حين نجد هذا الستحقاق يغيب في كثير معن وزاراتنعا‪ .‬لجنعة التجنيعس فعل ولعدت ميتعة فهعي‬
‫ستجيب اجابات سطحية مل الناس لكثرة تكرارها على لسععان المسععئولين والكععل يعلععم أن النععاس‬
‫تبحث عن اجابات للعشر السنين الماضية‪ ...‬أين وصلنا؟ كم النسبة؟‬

‫صحيفة الوسط| العدد ‪2003-07-05 | 302‬م الموافق ‪ 09‬ذي القعدة ‪ 1430‬هع‬

‫‪65‬‬
‫‪66‬‬
‫حملة وطنية مناهضة التجنيس السياسي‬

‫الكاتب ‪ :‬نادر المتروك‬

‫جّيرت مؤخرا ً بعض المواقععف للتعميععة علععى حملععة مناهضععة "التجنيععس‬ ‫كما توّقع المراقبون؛ فقد ُ‬
‫مدت‪ ،‬للسف‪ ،‬بعععض الوسععاط العلميععة المحليععة إلععى فذلكععة الفكععار‬ ‫السياسي" في البحرين‪ ،‬وع ِ‬
‫والتصويرات غير الحقيقية‪ ،‬وذلك بقصععد التشععويه علععى المقصععد الساسععي للحملععة‪ ،‬والععذي يرمععي‬
‫ظم لتحقيق أغراض سياسيةٍ وخيمة العواقب على الجميععع‪.‬‬ ‫أساسا ً إلى مقاومة حالت التجنيس المن ّ‬
‫ن محاولة "تخريب" الحراك الشعبي ضععد "التجنيععس السياسععي"؛ يععأتي‬ ‫ولم يُعد خافيا ً على العقلء أ ّ‬
‫طعط اللععب علعى التوزيعع السعكاني فعي‬ ‫مخ ّ‬‫على إثر بروز مؤشرات عديعدة تعبرهن علعى افتضعاح ُ‬
‫مل منها إرباك اتجاهععات الععرأي السياسععي السععائدة‪ ،‬وبالتعالي‬‫البحرين‪ ،‬وإدخال تغييرات مقصودة يؤ ّ‬
‫ضمان القدرة على احتواء مدخلت المجتمع السياسي وتقسيماته الرئيسية‪.‬‬

‫ن الخلفية التي ُتحّرك الحملة الشعبية ضد "التجنيس السياسي"؛ تقوم‬ ‫و من هذا المنظور‪ ،‬يتضح أ ّ‬
‫على أساس الحفاظ على التوازنات السياسية "الطبيعيععة" للمجموعععات الوطنيععة المختلفععة‪ ،‬والععتي‬
‫خل‬ ‫ن التععد ّ‬ ‫ُتعّبر عن حقيقة الثقافات الوطنية والسياسية الفاعلة فععي المشععهد المحلععي‪ .‬ول شع ّ‬
‫ك بععأ ّ‬
‫مد من ِقبل السلطة لحلل "مجموعات" دخيلة‪ ،‬وإشراكها فععي المعادلععة السياسععية مععن خلل‬ ‫المتع ّ‬
‫مفبرك؛ سُيحقق للسلطة بعض مصالحها الخاصععة‪ ،‬وس عُيتيح لهععا التحك ّععم مؤقت عا ً‬ ‫تجنيسها وتوطينها ال ُ‬
‫ت علعى مخعاطرة‬ ‫مععاِرض‪ ،‬ولكنهعا ستكتشعف بععد حيعن بأنهعا أقعدم ْ‬ ‫بمفاصل التحريك السياسعي ال ُ ُ‬
‫مر والويلت الناجمة عن ذلك‪.‬‬ ‫ن سيتجّرع حصادها ال ُ‬
‫ة‪ ،‬ولن يكون الناس وحدهم م ْ‬ ‫انتحاري ٍ‬

‫ن الزدراء الشعععبي لسياسععة التجنيععس المتبعععة اسععتثناًء؛ ل يطععال المسععتحقين للجنسععية وفععق‬ ‫إ ّ‬
‫كلون قيمععة‬‫الضوابط القانونية والنظمة المرعية بهععذا الشععأن‪ ،‬لسععيما إخواننععا )العجععم( الععذين ُيشع ّ‬
‫ن‬
‫ونوا على الدوام أهم ملمحها الجتماعية والتاريخية‪ .‬وبالتالي فععإ ّ‬ ‫وطنية وثقافية كبرى للبحرين‪ ،‬وك ّ‬
‫الصوات النشععاز الععتي تعمععل علععى خلععط الوراق‪ ،‬والتغطيععة علععى جريمععة "التجنيععس السياسععي"؛‬
‫مطالبة بإعادة حساباتها المنقوصة‪ ،‬واستدراك مواقفها المبتورة التي ل ترى إل بعين واحدة‪.‬‬

‫فشعب البحرين ليس مستعدا ً لستقبال تهم ٍ جديدة ُتشععكك فععي وطنيتععه الصععيلة‪ ،‬وفععي تسععامحه‬
‫الثقافي والجتماعي‪ ،‬وهو يعي حقيقة "التنظيععرات" الععتي ُتطععرح ليجععاد "مخععارج مقننععة" لععع"خعْرق‬
‫ق عدٍ داخععل الكانتونععات‬
‫القوانين"‪ ،‬ولو كانت نتيجتها إغراق البلد وفئات الشعب المختلفة فععي تي عهٍ مع ّ‬
‫الستيطانية المستجلبة لغراض تخريبية‪ .‬ولدراك بعض أبعاد هذا المر‪ ،‬يمكععن الطلع علععى تجربععة‬
‫ظم لعدادٍ كععبيرة مععن طائفعةٍ معينععة‬ ‫"التجنيس السياسي" في لبنان‪ ،‬وما جرى هناك من تجنيس من ّ‬
‫ة‬
‫ت عسير ٍ‬ ‫وتها النتخابية‪ ،‬وإضعاف الطراف الخرى‪ ،‬وهي عملية أسفرت عن مخاضا ٍ‬ ‫بغرض زيادة ق ّ‬
‫دفع السلم الهلي ثمنها الباهض‪.‬‬

‫ن هذه الحملة مبّرأة من الهوس الطائفي والشتغالت الفئوية‪ ،‬ول تحكمهععا‬ ‫وبناًء على ذلك يتضح أ ّ‬
‫العتبارات السياسوية الضيقة‪ .‬فالسنة والشيعة في البحرين جميعا ً مستهدفون من هععذا المخطععط‪،‬‬
‫ل التجععاوب اليجععابي مععن ِقبععل أبنععاء‬ ‫وكلهم "ضحايا محتملون" لنعكاساته الثقافية والجتماعية‪ .‬ولع ّ‬
‫دد كيععان الععوطن‬ ‫محععدق والععذي ُيهع ّ‬
‫الطائفتين مع هذا الملف؛ يثبت الحسععاس المشععترك بععالخطر ال ُ‬
‫‪66‬‬
‫‪67‬‬
‫وشخصيته الوطنية ككل‪.‬‬

‫وتجاوزا ً لتلميحات البعض الستفزازية؛ فإ ّ‬


‫ن خطورة ملف "التجنيس السياسي" تستدعي من ِقوى‬
‫ف حاسم ٍ في المعالجة‪.‬‬
‫المعارضة تبني موق ٍ‬

‫ن ُيثُبت‬ ‫مجدي في هذا الصدد إل اعتماد "سياسة الترحيل" بطريقةٍ إنسانيةٍ لك ّ‬


‫لم ْ‬ ‫ولن يكون من ال ُ‬
‫ل استثنائي لغراض سياسيةٍ أو شبهها‪ .‬فالقصدية المنظورة في تجنيس هععذه الحععالت‪،‬‬ ‫تجّنسه بشك ٍ‬
‫مل مسئولية‬ ‫يتطلب إعادتها إلى أوطانها الصلية مهما كانت أعدادها‪ .‬وعلى الجهات الرسمية أن تتح ّ‬
‫هذه المعالجة وآليات تنفيذها‪ ،‬بما في ذلك ضمان الحقوق الطبيعية والنسانية للمجنسين المرحليععن‬
‫إلى أوطانهم‪ .‬والحلول البديلة التي ُتطرح على حساب القبول باستيطان هذه الحالت؛ سوف ُتعاود‬
‫مكانها ولن تكون مهيأة للقضاء على جوهر المشععكلة الععتي تسععتبطنها حععالت التجنيععس السععتثنائي‬
‫وفي مقدمتها التجنيس السياسي‪.‬‬
‫رض عن الجاهلين " العراف‪199/‬‬ ‫" خذ العفو وأمر بالعرف وأع ِ‬

‫‪15-07-2003‬‬

‫‪67‬‬
‫‪68‬‬
‫ملف التجنيس السياسي ‪ ...‬اعتراضات سياسية ومخارج قانونية والجدل‬
‫مستمر‬

‫الكاتب ‪ :‬فاطمة الحجري‬

‫نال ملف التجنيس الرصيد الكبر مععن النتقععادات والطروحععات حععتى تفععوق علععى ملفععات وطنيععة‬
‫أخرى لم تكن أقل أهمية‪ ،‬آراء ل حصر لها ناهضت بشدة ما أسمته بالتجنيس العشوائي أو التجنيس‬
‫السياسي‪ ،‬وخطت شعارات تدعو إلى إيقافه على اختلف المسميات والمبررات‪ ،‬حتى برزت علععى‬
‫الساحة أقلم حصدت أصواتا جماهيرية لمجرد الدق على الموضوع عينه‪.. .‬‬
‫التيار المناهض سار وفق برامج وخطط عبر عنهععا فععي تجمعععات ونععدوات وكتابععات ل تعععرف أيععن‬
‫وقفت الن‪ ،‬فيما دافع على استحياء مؤيدو التجنيس وغالبيتهم من المتجنسين حديثا عن حقهم فععي‬
‫الحتفاظ بالجنسية‪ ،‬في وقت فتحت فيه النار ومطالبات بالتحقيق معا على ملف التجنيس من قبل‬
‫النواب الذين معا انفكععوا يطععالبون بتقليععب الوراق مععن جديععد وصععوغ ضععوابط تحععد مععن العشععوائية‬
‫والتخبط وفق أطر قانونية‪.‬‬

‫ووسط التيارين‪ ،‬المناهض المكتسعح للشعارع‪ ،‬والمؤيعد العذي يكعاد يكععون صعوته خافتعا ل يسععمع‪،‬‬
‫ضاعت قضية ملحة كانت تكمن في سؤال مععن يسععتحق التجنيععس؟ هععل النععاس الععذين ولععدوا فععي‬
‫البحرين وعاشوا فيها وقضوا جل عمرهم على ترابها؟ أن أناسا تعأتيهم الجنسعية كهديعة العيعد علعى‬
‫طبق من فضة بكل ما تحمل الجنسية من تبعات تعد امتيازات من وظيفة وسكن وتعليم وصحة‪.‬‬

‫موجة صمت أو شبه صمت حاطت هذه المفاضلة فيمن يستحق‪ ،‬ومن ل يستحق‪ ،‬وانصب التركيز‬
‫والحديث على مناهضة التجنيس المستهدف إلى إحععداث خلععل فععي التركيبععة الصععلية للسععكان مععن‬
‫جانب وإلى موازنة المذهبية من جانب آخر‪.‬‬
‫تجمعات كثيرة رسمية وأهلية ل تزال تلوك النقاشات ذاتها‪ ،‬الجدران في الحيععاء والقععرى ل تععزال‬
‫تركز على الموضوع نفسه تتصدر قائمة الشعارات الرافضة للتجنيس العشععوائي سععرب الشعععارات‬
‫الخرى على اختلف محتواها‪ ،‬حتى أن الفكاهات والنكات التحقت بالركب وصععار التجنيععس موضعععا‬
‫للسخرية في حين وموضعا للبكائيات على واقع الحال حينا آخر‪.‬‬
‫لسنا في صدد نبش الماضي أوتسليط الضوء على أوراق محيععرة فععي هععذا الملعف الشععائك‪ ،‬لكععن‬
‫ندوة الغد التي تتبناها ست جمعيععات سياسععية تكععاد تكععون النشععط والبععرز علععى السععاحة المحليععة‬
‫ستفتح الوراق جميعهععا‪ ،‬ل نعععرف إلععى أي قععدر سععتوفق فععي الطععرح الموضععوعي‪ ،‬وإلععى أي مععدى‬
‫سيأخذها الطرح إلى تفعيل آليات الخروج معن هعذا النفعق المعتعم بأقععل الخسعائر‪ ،‬وإلعى أي عمعق‬
‫يمكن أن تلج توصياتها وترى النور في حيز التنفيذ‪ ،‬لكننا نراهن أن تعرية الواقععع مععن كععل مسععاحيق‬
‫التجميل والتعرف على حجم الورم سيقود إلى تشخيص سليم يؤدي إلى طرح علجات موفقة‪.‬‬

‫ل نستطيع الجزم أن هناك ردة فعل متباينة في الشارع البحريني عععن موضععوع التجنيععس‪ ،‬فالتيععار‬
‫الغالب يجهر بالرفض على رغم الختلف في المذاهب والتيععارات والنتمععاءات‪ ،‬والتعامععل الرسععمي‬
‫مع الملف يميل إلى تكريس سياسة القبول بالمر الواقع فل تراجع عما أقر ونفذ ول أي تحرك نحععو‬
‫سحب الجنسية من المتجنسين حتى هؤلء الععذين لععم يسععمعوا عععن البحريععن يومععا قبععل أن يقععرروا‬
‫المجيء للستقرار فيها‪ ،‬في الوقت الععذي يحععاول الجععانب الشعععبي بمععن فيهععم النععواب المنتخبععون‬
‫تحريك الملف وفق الطر القانونية ووضع شروط ومعايير تمنح وفقها الجنسععية لمععن يسععتحقها فعل‬
‫‪68‬‬
‫‪69‬‬
‫بناء على أقدمية القامة في البحرين وقبلها رصيد البذل والعطاء‪ ،‬ول مكان هنا لمنحهععا خععارج هععذه‬
‫المعايير تحت أي دافع كان‪.‬‬

‫عن ردة الفعل وموقف الشارع من التجنيس السياسي أجرى طالب العلم بجامعة البحرين علي‬
‫العليوات دراسة مصغرة رصد فيها بالرقام والنسب حجم القبول والرفض من خلل توزيععع اسععتبانة‬
‫على عينة صغيرة من المجتمع مكونة من ‪ 200‬مبحوث مععن الجنسععين ومععن فئات عمريععة مختلفععة‬
‫تراوحت بين ‪ 20‬و ‪ 40‬عاما‪ ،‬يمثلون قطاعات مختلفة من المجتمع البحريني وتوزعوا بين القطاعين‬
‫الحكومي والخاص إلى جانب مشاركة طلب من جامعة البحرين‪.‬‬

‫والمثير للدهشة النتيجة التي خرجت بها الدراسة الععتي أظهععرت أن ‪ 2‬فععي المئة مععن المشععاركين‬
‫يؤيدون التجنيس في حين أن ‪ 92‬في المئة منهم يعارضونه‪.‬‬
‫قد تكون العينة صغيرة مقارنة بعدد السكان أو بعدد من لديهم تصور عععام عععن طبيعععة التجنيععس‪،‬‬
‫أهدافه ومراحله ومبرراته‪ ،‬لكنها تكفي إلى حدا مععا لتعكععس وجهععة نظععر جماعيععة تكععاد تشععكل رأيععا‬
‫عاما‪ ...‬وحتى وإن كانت نسبة المؤيدين للتجنيس أعلى من ‪ 2‬في المئة فإلى أيععة نسععبة ترتفععع وإن‬
‫وصلت أقصععى مععا تكععون‪ ،‬هععل يجععرؤ ‪ 10‬فععي المئة مثل مععن المععواطنين علععى التأييععد؟ وتحععت أيععة‬
‫ايجابيات سيستظلون؟‬

‫يقول العليوات‪" :‬منذ أن أطلق العنان لسياسة التجنيس في البحريععن والحتجاجععات الرافضععة لهععا‬
‫متواصلة من مختلف الطياف لما لها من انعكاسات وآثار سلبية علععى مسععتقبل البحريععن وتطورهععا‬
‫القتصادي والجتماعي "‪ "...‬وشهدت الساحة السياسية في البحرين تحركات كثيرة كعقععد النععدوات‬
‫الجماهيريععة وإصععدار النشععرات والمطبوععات الععتي تهععدف إلععى توعيععة النععاس بخطععورة التجنيععس‪،‬‬
‫بالضافة إلى طرح المشكلة على طاولة الحوار في المجلس الععوطني وتشععكيل لجنععة منبثقععة عنععه‬
‫للتحقيق في موضوع التجنيس‪ ،‬كل هعذه المعطيعات بلعورت فكعرة الدراسعة ودفعتنعي نحعو البحعث‬
‫فيها"‪.‬‬
‫أكد ‪ 72‬في المئة من المشاركين في الدراسة عدم وجود إيجابيات للتجنيس في حين أن ‪ 14‬فععي‬
‫المئة منهم رأوا أن للتجنيعس إيجابيعات تتمثعل فعي اسعتغلل الكعوادر العتي ل تتعوافر فعي المملكعة‬
‫كالطباء والمهندسين والرياضيين وغيرهم‪ ،‬بالضافة إلى تجنيس الخبرات الععتي كععان لهععا دور فعععال‬
‫في خدمة المملكة والرقي بها لسنوات كثيرة كنوع من التقدير لهم ولجهودهم‪.‬‬
‫ومن الواضح هنا أن المنحازين لليجابيات لم يرد في أجندتهم التجنيس لسباب غير خدمة الععوطن‬
‫بمعنى أن الفئة التي دخلت البحرين لتخدم في قطاعات محععددة وحصععلت علععى الجنسععية بسععهولة‬
‫الحصول على ماء الشرب لم تدرج من ضمن قائمة اليجابيات‪.‬‬

‫وفيما يخص سلبيات التجنيعس اتضعح أن ‪ 88‬فعي المئة معن العينعة تعرى ان التجنيعس يعؤدي إلعى‬
‫انعدام فرص العمل وزيادة نسبة البطالة‪ ،‬وذهب ‪ 82‬في المئة منهععم إلععى أن التجنيععس يععؤثر علععى‬
‫التركيبة السكانية لشعب البحرين‪ ،‬و ‪ 38‬في المئة منهم يرون أن التجنيس يؤدي إلى ركود القتصاد‬
‫الوطني‪ ،‬في حين ترى ‪ 56‬في المئة من العينععة أن التجنيععس يععؤدي إلععى تععدني مسععتوى الخععدمات‬
‫المقدمة إلى المواطنين‪.‬‬
‫يؤكد العليوات أن ‪ 4‬في المئة فقط من المشععاركين فععي الدراسععة أيععدوا سياسععة الحكومععة فيمععا‬
‫يخص التجنيس‪ ،‬في حين عارضها ‪ 84‬في المئة منهم‪.‬‬

‫‪69‬‬
‫‪70‬‬
‫و بالسععؤال عععن دوافععع القيععادة السياسععية مععن اتبععاع سياسععة التجنيععس تركععزت إجابععات معظععم‬
‫المبحوثين على أن الدافع هو تغيير التركيبة السكانية لشعب البحرين‪ ،‬وكسعب أصعوات المتجنسعين‬
‫لتغطية فراغ المعارضين فيما ذهبت الكثرية إلى القول إن توظيف المتجنسععين حععديثا فعي وزارتععي‬
‫الدفاع والداخلية كان السبب البرز من وراء التجنيس‪.‬‬
‫ورأت نسبة قليلة منهم أن الدافع هو تنشيط القتصاد الوطني‪ ،‬في حين رأي بعععض المبحععوثين أن‬
‫القيادة السياسية نظرتها العامة إيجابية لخدمة المجتمع‪.‬‬
‫ععارض ‪ 12‬فععي المئة معن المشعاركين إيقعاف التجنيععس وأبععدى ‪ 80‬فععي المئة منهعم معارضععتهم‬
‫للتجنيس‪ ،‬وتوزعت باقي النسب على سحب الجنسععية ممععن ليسععوا أهل لهععا‪ ،‬و طععرح القضععية فععي‬
‫البرلمان في خطوة لصوغ القوانين المنظمة لتجنيس الفراد الذين تحتععاج إليهععم الدولععة فعل‪ ،‬فيمععا‬
‫ذهب البعض إلى اقتراح اللجوء إلى لجنة حقوق النسان التابعة للمم المتحدة ورفع الشكاوى إليهععا‬
‫بشأن الموضوع‪.‬‬

‫يقول العليوات‪" :‬ذهب بعض المبحوثين إلى طرح فكرة فرض ضععرائب علععى المتجنسععين ليسععهم‬
‫ذلك في تنشيط القتصععاد الععوطني بينمععا عععرج عععدد آخععر للحععديث عععن أهميععة الضععوابط الصععارمة‬
‫والشروط والمعايير‪ ،‬مثل اشتراط مؤهلت معينة كما تفعل معظععم الععدول الوروبيععة والميركيتععان‪،‬‬
‫والقامة لفترة طويلة في المملكة‪ ،‬والتأكد من النتماء الوطني بقدر التأكد من الولء الحكومي"‪.‬‬

‫هذه كانت مقتطقات من دراسة سريعة إذ يستحق ملف التجنيس عناء أكععبر مععن دراسععة مطبقععة‬
‫على ‪ 200‬مبحوث وعلى عاتق الجهات الرسمية قبععل الهليعة تقععع هععذه المهمعة‪ ،‬ل بغعرض تحريععك‬
‫الماء الراكد‪ ،‬فقد يكون الماء الراكد يصب في أهداف المصالحة الوطنية‪ ،‬بل بغععرض الوصععول إلععى‬
‫بر آمن تحمى فيه الجنسية البحرينية والهوية البحرينية‪.‬‬
‫إلى ذلك‪ ،‬يقول رئيععس جمعيععة الوفععاق الععوطني السعلمية الشععيخ علععي سععلمان فععي حععديث مععع‬
‫"الوسط"‪ :‬يكلعف مشعروع التجنيعس الكعثير معن الموازنعة ويخلعق الكعثير معن المشعكلت لصعانعه‬
‫فبالضافة إلى الكلفة المالية فإن التجنيس يثير جميع فئات المواطنين الصليين من السنة والشيعة‬
‫ويوجد إرباكا اجتماعيا سيستمر في التفاعل السلبي في المجتمع‪ ،‬كل ذلك يدفعنا إلى التفكيععر فععي‬
‫المقابل الذي سيجنيه القائم بالتجنيس من هذا المشروع‪.‬‬

‫ويواصل‪" :‬يمكن أن نتصور أن الهداف الرئيسية المحتملة هععي تحقيععق المععن للنظععام أو إحععداث‬
‫التوازن الطائفي في البلد والهدف الول يبدو بعيد المنال بل إن وجود المجنسععين قععد يكععون سععببا‬
‫من أسباب القلقل المنية ومصدر إثارة للسكان"‪.‬‬
‫"أما الهدف الثاني فانه هدف ليس له فععائدة فغالبيععة الطائفععة الشععيعية لععم تخلععق تهديععدا حقيقيععا‬
‫للنظام‪ ،‬هذا مع ملحظة أن المطالبة بالصلح السياسي لم يعد منطلقهععا طععائفي فععالجميع يطععالب‬
‫بالصلح على أساس المواطنة وبالتالي لعم تعععد للغالبيعة المذهبيععة أي جعدوى أو اسعتثمار سياسععي‬
‫يخشى منه‪.‬‬

‫‪ ...‬فكما يبدو لي ان المشروع له آثار غير حميدة على المجتمع والسععلطة وعلععى علقععة المجتمععع‬
‫بالسلطة وليس له أي مكاسب لصالح النظام‪ ،‬فهل نكف عن تدمير ثقتنا ببعضنا بعضا وهي أهععم مععا‬
‫يجب أن نعمل على إيجاده وترسيخه"‪.‬‬
‫على رغم الجدل الدائر في الوساط المؤيدة والمعارضة نحتاج إلى معايير قانونيععة واضععحة تحععدد‬
‫الحقية والشروط المنطقية التي توضع على الجميع للفصل في من يستحق ومن ل يستحق‪.‬‬
‫‪70‬‬
‫‪71‬‬
‫المسعئولون فعي الهجععرة والجععوازات يقولععون بعانه ليعس لعديهم معايخفونه وانهعم يؤمنععون بمبعدأ‬
‫الشفافية في القول والمصارحة وفق المنهج الدستوري لمملكة البحرين ‪.‬‬

‫الوسط | ‪2003-7-16‬‬

‫‪71‬‬
‫‪72‬‬
‫بعض الحوار حول التجنيس خطره ليس اقل من التجنيس السياسي ذاته‬

‫الكاتب ‪ :‬د‪ .‬منصور الجمري‬

‫"ندوة التجنيس السياسي" التي اقامتها الجمعيات السياسععية السععبوع الماضععي سععلطت الضععواء‬
‫على موضوع في غاية الحساسية السياسية لرتباطه بأكثر من قضية واحدة‪ .‬والفيلم الععذي عرضععته‬
‫الندوة مع عدد من الذين حصلوا على الجنسية اثار الجمهور واعتبر مؤشرا على تغيير في الخطععاب‬
‫المطروح عن هذا الموضوع‪ .‬فيما قالت الجمعيعات السياسععية ان معا حععدث "خطعأ سياسعي" يجعب‬
‫معالجته‪ ،‬قال مسئول رسمي ان كل ما حدث تم على اسس قانونية وشفافية واضحة‪.‬‬

‫الذين يتعاطون في الموضوع منذ بدء الحديث عنه تنوعت خطاباتهم‪ .‬فالبعض تحدث عععن الجععانب‬
‫القتصادي والعباء علععى الخععدمات التعليميععة والصععحية والسععكنية خصوصععا مععع اسععتمرار الختنععاق‬
‫السكاني في منطقة محدودة من جزر البحرين‪ .‬وفي هععذا الخطععاب اسععتخدم المتحععدثون معععادلت‬
‫اقتصادية مشيرين إلى ان الدول الخرى تقوم بعمليات تجنيس في حال كان ذلك سيوفر مزيدا من‬
‫المال او الخبرة إلى بلدهم‪ .‬فأميركا والمانيا تستهدفان تجنيس المهندسين الهنود المتخصصين فععي‬
‫برمجة الكمبيوتر لنهم من الفضل عالميا‪ ،‬ودول اخرى تعطي الجنسية لمن يجلب معه مبلغا كععبيرا‬
‫من المال‪ .‬وهذا المنطق القتصادي له ضوابطه‪ ،‬بمعنى ان القادمين يعدخلون فعي انظمعة المجتمعع‬
‫وينصهرون داخل اطره ول ينفصلون او يستحوذون على ما من شأنه ان يؤثر ثقافيا او سياسيا على‬
‫البلد المضيفة‪.‬‬

‫خطاب آخر ينظر إلى الجانب السياسي في الموضععوع ويععرى فععي ان عمليععة التجنيععس ينبغععي ان‬
‫تكون شفافة وواضحة لكي ل تثار الشكوك في الهداف الكامنة خلفها‪ .‬فهل ان فتح بععاب التجنيععس‬
‫لهععذه الفئة او تلععك بأسععلوب معيععن لععه هععدف سياسععي وعلععى اساسععه يمكععن التضععحية بالقتصععاد‬
‫والخدمات والمعايير الخرى؟‬
‫المسئولون حاولوا الرد باقتضاب على الموضوع‪ ،‬وهذا دفع الجمعيععات السياسععية للبحععث بنفسععها‬
‫عن اجوبة ووثائق‪ .‬البرلمانيون طرحوا اسئلتهم وهم موعودون بنقاشععات بعععد العععودة مععن العطلععة‪.‬‬
‫ولكن الجندة السياسية تحركت سريعا في عطلة الصيف التي عكست حرارة طقسها على النقاش‬
‫الدائر‪.‬‬
‫الجمعيات السياسية تطالب بلجنة وطنية يشتركون فيها‪ ،‬ولكن هذا المطلب قد يكون بعيد المنععال‬
‫لن هناك لجنة برلمانية تنتظر النعقاد‪ .‬والجمعيعات السياسعية قعد ل تعذهب العى خيعار التععاون معع‬
‫البرلمععانيين بسععبب موقععف الجمعيععات المقاطعععة "وهععي اربععع جمعيععات وجععزء رئيسععي للتحععالف‬
‫السداسي"‪.‬‬

‫ملف التجنيس يختلف عععن ملععف البطالععة علععى رغععم ان الثنيععن يمثلن اكععثر الملفععات حساسععية‬
‫وبامكانهما تصعيد وتيرة الحوار الوطني إلى درجة اعلى مما هو الوضع عليه حاليا‪ .‬فالتجنيس يرتبط‬
‫"بالنوايا" اكثر من ارتباطه بفاعلية الستراتيجية الرسمية كما هو الحال في ملف البطالة‪.‬‬
‫ودورنا في الصحافة يفرض علينا عرض وجهات النظعر المختلفعة حعتى لعو لعم نؤيعد وجهعة النظعر‬
‫المطروحة باتجاه معين‪ .‬كما اننا نتحرك وأمامنا خشية من عواقب قد ل تكععون محسععوبة ومفهومععة‬
‫لمن يطرح المور بلغة ل يمكن لية وسيلة إعلمية الخذ بها‪ .‬وهذا امر ليختص بوضعنا فقط‪ ،‬فحتى‬
‫في البلدان التي لديها قوانين صحافة متطورة‪ ،‬فالصحافة هناك ل تتمكن من نشر كل ما يقععال فععي‬
‫‪72‬‬
‫‪73‬‬
‫ندوة ما‪ .‬هذا بينما يتمكن من يتحدث في ملتقى الكتروني ان يقول "او حععتى يشععتم" كيفمععا يشععاء‪،‬‬
‫لنه بدون حساب وبدون روادع ذاتية‪ .‬وانعدام الخشية مععن حسععاب دنيععوي "او حععتى أخععروي" لععدى‬
‫البعض يفسح لهم المجال للقذف واشعال الحريق في اي شيء‪.‬‬
‫ولذلك فإن الوضع يتحول الى وضع اشبه بوضع "الحمق الذي يقرب البعيد ويبعععد القريععب"‪ ،‬بععدل‬
‫من ان يصل الى أي نتيجة تنفعه في النهاية‪.‬‬

‫صحيفة الوسط| ‪2003-7-19‬‬

‫‪73‬‬
‫‪74‬‬
‫التجنيس السياسي‬

‫الكاتب ‪ :‬علي صالح‬

‫ردة الفعععل الرسععمية علععى مععا جععاء فععي نععدوة التجنيععس تتسععم بععالهروب مععن مواجهععة الحقععائق‬
‫والعتراف بها‪ ،‬وهو تصرف معهود ومتعود عليه بالنسبة إلى السلطة التنفيذية ‪.‬‬

‫الرد الرسمي انقسم إلى قسمين‪ ،‬القسم الول تمثل في تعليق وزير العلم الذي دعا المعارضععة‬
‫إلى اللجوء إلى القضاء‪ ،‬والقسم الثاني تمثل في رد المصدر المسئول بععإدارة الجنسععية والجععوازات‬
‫الذي أكد أن التجنيس الذي حصل هو في نطاق القانون البحريني ومتمشيا مع القععوانين والعععراف‬
‫الدولية بما فيها قوانين حقوق النسان‪ ،‬وهو بذلك قد أدى إلى معالجة مشكلة مزمنععة هععي مشععكلة‬
‫البدون‪.‬‬

‫وبذلك فإن الثنين ‪ -‬الوزير والمصدر المسئول ‪ -‬قد هربا مععن مواجهععة المشععكلة الساسععية وهععي‬
‫التجنيس السياسي الذي ركزت عليه الندوة وأثبتت بالصوت والصورة وبالمثلععة الحيععة انععه تععم فععي‬
‫البحرين‪ ،‬وانه بدأ قبل حوالي خمس سعنوات‪ ،‬وأدى إلعى تجنيعس آلف الشعخاص‪ ...‬شعاركوا كلهعم‬
‫تقريبا في التصويت على الميثاق وانتخابات مجلس النواب‪.‬‬

‫فقد أشارت الندوة إلى ان هناك تجنيسععا عاديععا يتععم وفععق القععانون ويأخععذ فععي العتبععار الشععروط‬
‫والمتطلبات القانونية‪ ،‬وهو التجنيس الذي طالبنا به وتععم الخععذ بععه بعععد ذلععك بالنسععبة إلععى شععريحة‬
‫واسعة ولدت فععي البحريععن أو عاشععت هنععا سععنوات طويلععة‪ ،‬ومنعععت مععن الحصععول علععى الجنسععية‬
‫البحرينية بحجة انهععا تملععك الجنسععية اليرانيععة‪ ،‬وان القععانون البحرينععي لعععام ‪ 1963‬ل يجيععز ازدواج‬
‫الجنسية‪ ،‬وان عليها ان تسلم الجنسية اليرانية قبل ان تطلب الجنسية البحرينية‪.‬‬

‫لكن الندوة ركزت كذلك على ان هناك تجنيسا من نوع آخر هو التجنيس السياسي الععذي ل يلععتزم‬
‫بالقانون ول ينتظر استكمال متطلباته وإجراءاته‪ ،‬وانما يتم بأوامر خاصة تصعدرها الجهعات المتنفعذة‬
‫وهذا ما حدث لولئك الذين جلسوا في الدمام ووصلتهم الجنسية البحرينية ومعها البطاقة السععكانية‬
‫والشخصية وعناوين وهمية في المحرق والزلق‪ .‬وهذا ما حدث لولئك الذين حصلوا علععى الجنسععية‬
‫بعد فترات وجيزة من وصولهم إلى البحرين‪ ،‬وساعدهم في ذلك عملهم في هععذه الجهععة أو تلععك أو‬
‫مع صاحب هذا النفوذ أو ذاك‪.‬‬

‫فالتجنيس السياسي يتم بالجملة ويشمل اللف من البشر ومععن قبععائل وجنسععيات مختلفععة‪ ،‬ومععا‬
‫أشار إليه شريط الندوة هو قليل من كثير‪ ،‬والدليل على وجود هذا النععوع مععن التجنيععس هععو انفععراد‬
‫البحرين عن غيرها من دول العالم المتقدمة والمتخلفة في منح الحقوق السياسععية للمتجنععس فععور‬
‫تسلمه الجنسية‪.‬‬

‫‪20-7-2003‬‬

‫‪74‬‬
‫‪75‬‬
‫ل مجال للتراخي أمام جريمة التغيير الديمغرافي‬

‫الكاتب ‪ :‬أحرار البحرين‬

‫الحضور الجماهيري الواسع الذي شهدته ندوة التجنيس السبوع الماضي بداية طيبة لوعي عملي‬
‫مطلوب ليس لوقف جريمة البادة الثقافية فحسب‪ ،‬بل لعكسها واقتلعهععا تمامععا‪ .‬فكمععا يبععدو مععن‬
‫التطورات التي حصلت في العامين الماضيين فالرجح ان الجريمة قد اكتملت وان القائمين عليهععا‬
‫يشعرون الن بالثقة الكاملة بنجاحها‪ .‬وبالتععالي فالمطالبععة بوقفهععا ل يكفععي لنهععا حققععت اهععدافها‪،‬‬
‫وبالتالي فقد تتوقف تحت الضغط ولكن بدون جدوى‪ .‬فهوية البلد الثقافية والدينية والحضععارية قععد‬
‫تغيرت على ايدي الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة الععذي فعععل مععا لععم يفعلععه أسععلفه‪ .‬فلععم يكتععف‬
‫بتعليق العمل ببعض مواد الدستور‪ ،‬كما فعل عمله وابوه‪ ،‬بل ألغى الدسععتور جملععة وتفصععيل‪ ،‬ولععم‬
‫يكتف بفرض ما يهدف اليه من تغيير جوهري بالقوة‪ ،‬بل سعى لستحصال موافقة شعبية على ذلك‬
‫بأساليب اعتمدت التضليل والتشويش والوعود الكاذبة‪ ،‬ولم يكتف بمجلس الشععورى المعيععن الععذي‬
‫كان وجوده اكثر تشويها للحكم من عدمه‪ ،‬بععل فععرض علععى الشعععب المشعاركة فععي تشععكيل ذلععك‬
‫المجلس بانتخاب نصف اعضائه واستغل ذلك لظهاره كممارسة ديمقراطية‪ ،‬مع ان هععذا المجلععس‬
‫ل يختلف عن سابقه‪.‬‬

‫ولم يكتف باتباع نهج ابيه في سياسة المجالس المفتوحة كبديل عن الممارسة الديمقراطية‪ ،‬بل‬
‫شرع نهج المكرمات بديل لحكم القانون‪ ،‬واسعتوعب بعذلك السعلوب قطاععا معن المعارضعة العتي‬
‫اصبحت امعا مدجنععة او مجمععدة او تلشعت تمامععا‪ .‬ولتكريعس ذلععك "الصععلح" شععرع منععذ اسععتلمه‬
‫الكرسي مبدأ تغيير التركيبة السكانية‪ ،‬وفعلها علنا‪ ،‬وامام مرآى العععالم ومسععمعه‪ .‬وصععاغ دسععتوره‬
‫الذي فرضه على الشعب ليشرع ازدواجية الجنسععية للمسععتوطنين الجععدد‪ ،‬واصععدر العععام الماضععي‬
‫مرسوما ملكيا بتجنيس مواطني الخليج البالغ عددهم قرابة العشرين مليونا‪ .‬فعل الشععيخ حمععد كععل‬
‫ذلك‪ ،‬هذه حقائق ل مجال للتشكيك في وجودها‪ ،‬وما اكده الفيلم الوثائقي الععذي عععرض فععي نععدوة‬
‫التجنيس والذي تم اعداده بامكانات متواضعة جدا‪ ،‬يؤكد خطورة الجريمة التي لم تحدث في البلد‬
‫منذ ان دخلت السلم في السنوات الولى لرسالة النبي عليه افضل الصععلة والسععلم‪ .‬امععام هععذه‬
‫الحقائق‪ ،‬وفي ضوء ما حققته ندوة التجنيس من وعي وغضب جماهيريين‪ ،‬ما العمل؟‬

‫لقد طرح في هذا الصدد عدد من القتراحات‪ ،‬ولكنها جميعا تفتقر الى القناعة الراسخة بخطععورة‬
‫الوضع‪ ،‬تلك القناعة هي التي تدفع للعمل الجاد لمواجهة المشكلة‪ .‬فحتى الن لم يترسععخ الشعععور‬
‫بانها جريمة‪ ،‬ولم تصبح عنوانا لمرحلة كفاح تتجاوز في ابعادهععا وخطورتهععا مععا حععدث خلل الحقبععة‬
‫السوداء‪ ,‬ولم تحدث نقلة نوعية في التفكير السياسي لدى المعارضة تكرس المفاصلة بين شعععب‬
‫البحرين وعائلة آل خليفة التي ارتكبت تلك الجريمة الععتي ل تقععل فععي آثارهععا عععن جععرائم التطهيععر‬
‫العرقي في يوغوسلفيا وروانعدا‪ .‬وان اختلفعت عنهعا فعي السعلوب‪ .‬وفعي ذلعك يكمعن خطورتهعا‪.‬‬
‫فعالتطهير العرقعي فعي البلعدين المعذكورين تعم بمجعازر دفععت المجتمعع العدولي للتعدخل ووقعف‬
‫الجريمة‪ .‬ولكن جريمة التطهير العرقي والثقافي في البحرين تحدث تحت‬
‫التخدير‪ ،‬بدون استعمال المباضع وبدون التصفية الجسدية الجماعية‪ ،‬ولذلك ل تعثير احعدا‪ .‬ولعذلك‬
‫فهي مضمونة النتيجة‪ ،‬على عكس ما حدث في البلدين‪ .‬ولذلك فمن الصعب جذب نظر العالم الى‬
‫هذه الجريمة بدون ان يكون هناك قرار لدى قيادت المعارضة والرموز الدينية والجتماعية بضرورة‬
‫التحرك الشامل لمواجهتها ليس بهدف وقفها فحسب‪ ،‬بل‪ ،‬كما ذكرنا‪ ،‬لقتلعها وازالة آثارها تماما‪.‬‬
‫‪75‬‬
‫‪76‬‬
‫وثمة ملحظات في هذا المجال‪:‬‬

‫اول ان مطالبة العائلة الحاكمة بوقفها امر لن يتحقق‪ ،‬لن التغيير الععديمغرافي قععرار اسععتراتيجي‬
‫لها‪ ،‬ولن تتنازل عنه ال تحت الضغط الدولي والشعععبي‪ .‬ول جععدوى مععن هععذه المطالبععة الععتي تميععع‬
‫الموقف وتضطر من يقوم بها لشيء مععن المداهنععة والمسععايرة اللععتين تععؤثران سععلبا علععى جععوهر‬
‫النضال المطلوب‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬ما لم تعتبر هذه العملية جريمة انسانية وتوصف بهذه الصفة فععي خطععاب المعارضععة بععدون‬
‫مجاملة فسوف تظل شأنا داخليا محدودا شأنها شأن القضععايا الصععغيرة الععتي انشععغلنا بهععا لتقععديم‬
‫تفسير بريء للجريمة مثل "التوزيع غير العادل للدوائر النتخابية"‪ .‬انها جريمة على مسععتوى دولععي‬
‫يجب التصدي لها بدون لف او دوران‪ ،‬والستعداد لكل تبعاتها‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬انها تتجععاوز فععي خطورتهععا المشععكلة الدسععتورية‪ ،‬فهععي قضععية وجععود ل حقععوق‪ .‬فععالمواطن‬
‫البحريني المسلم )سنيا كان ام شيعيا( مهدد في وجوده وهويته بهذه الجريمة‪ ،‬وبالتالي فهي اخطر‬
‫كثيرا من تعليق العمل بالدستور وحتى الغاء الدستور التعاقدي‪ ،‬لن الدساتير تأتي وتذهب‪ ،‬وكععذلك‬
‫القوانين‪ ،‬اما التغيير الديمغرافي فيحدث مرة واحدة ول يمكن تغييره في المستقبل المنظور‬

‫رابعا‪ :‬انها ل تختلف في جوهرها عما مارسه اليهود في فلسطين‪ .‬نقول هذه الحقيقة ونعلععم انهععا‬
‫سوف تثير البعض‪ ،‬ولكنها هي الحقيقة‪ .‬فليس هناك بلد عربي آخر قامت حكععومته بتغييععر تركيبتهععا‬
‫السكانية سوى نظام صدام حسين في الثمانينات‪ ،‬وشاءت القدار ان تؤدي تراجعععاته فععي الحععرب‬
‫الى فشل تلك الخطة‪ .‬ويؤخذ على الكويت رفضها تجنيععس مواطنيهععا الععذين حرمععوا مععن الجنسععية‬
‫عقودا من الزمن‪ ،‬وليس استقدامها مواطنين من الخارج كما تفعل العائلة الخليفيععة فععي البحريععن‪.‬‬
‫والن وبعد مرور اكثر من نصف قرن على جريمة التغيير السكاني في فلسطين‪ ،‬هل يمكن عكس‬
‫تلك العملية؟ وهل بالمكان اعادة صفة الغلبية للفلسطينيين بعد توطين اليهود من اصقاع العالم؟‬

‫خامسا‪ :‬بعد انتهاء جريمة التغيير السكاني‪ ،‬قد تسععمح العائلععة الخليفيععة باعععادة العمععل بالدسععتور‬
‫التعاقدي‪ ،‬وقد يقعوم نظعام أقعل اسعتبدادا‪ ،‬ولكعن هعل سعيكون ذلعك مجعديا اذا اصعبح البحرينيعون‬
‫الصليون )سنة وشيعة( أقلية في بلدهععم؟ فمععاذا يجععدي وجععود بضعععة فلسععطينيين فععي الكنيسععت‬
‫السرائيلي بعد ان اصبح الفلسطينيون أقلية في ارضععهم؟ ومععاذا يسععتطيع عزمععي بشععارة وزملؤه‬
‫الفلسطينيون العضاء بالكنيست عمله علععى صعععيد تحريععر الرض مععن الحتلل؟ فهنععاك ممارسععة‬
‫ديمقراطية في الراضي المحتلة‪ ،‬ولكنها ديمقراطية تصب لصالح الغلبية اليهودية ول تفيد السكان‬
‫الفلسطينيين الصليين‪ .‬فماذا سيجدي شعب البحرين لععو تحققععت اهععدافه الدسععتورية بعععد ان يتععم‬
‫تغيير التركيبة السكانية؟‬

‫سادسا‪ :‬ماذا تعني سياسة التغيير الععديمغرافي والتععوطين الععتي تمارسععها العائلععة الخليفيععة؟ هععل‬
‫يعكس ذلك حبا لشعب البحرين ام عداء له؟ يصعب ان يدعي احد بان تلععك الجريمععة تعكععس حععب‬
‫العائلة الخليفية لبناء البحرين‪ ،‬وبالتالي فهي تعكس عداء تاريخيا ينعكس الن في مشروع جهنمععي‬
‫يتعارض مع القوانين الدولية ويتم فرضه بالقوة تععارة والتخععدير تععارة اخععرى والتضععليل والتشععويش‬
‫ثالثة‪ .‬انه تعبير عن عداء ل يتغير‪ ،‬وبالتععالي فهععي يععواجه ذلععك العععداء بلغععة الحععترام والتقععدير؟ ان‬
‫مجاملة مرتكبي تلك الجريمة والصمت على ما يفعلععون خيانععة للرض والثقافععة والهويععة والتاريععخ‬
‫‪76‬‬
‫‪77‬‬
‫والنتماء‪.‬‬

‫سابعا‪ :‬من الذي يمارس جريمة التغيير الديمغرافي؟ اهو العائلة الخليفية ام الحكومة؟ وهل اتخذ‬
‫قرار التجنيععس السياسععي فععي اجتماعععات مجلععس الععوزراء؟ وهععل الععوزراء البحرينيععون )مععن غيععر‬
‫الخليفيين( موافقون على ذلك؟ ان من المؤكد ان التغيير السكاني قععرار اتخععذته العائلععة الخليفيععة‬
‫وليس الحكومة‪ ،‬وبالتالي فما الجدوى من مخاطبة الحكومععة ومطالبتهععا بوقععف جريمععة التجنيععس؟‬
‫فهل الوزراء البحرينيون قادرون على التصدي لرئيس الوزراء‪ ،‬زعيععم الحقبععة السععوداء والمسععؤول‬
‫المباشر عن ملف التعذيب‪ ،‬ومطالبته بوقف جريمة التغيير الديمغرافي؟ اذا لم يكن ذلك واردا فل‬
‫داعي لن نضلل انفسعنا وغيرنعا بمخاطبعة الحكومعة‪ ،‬بعل علينعا ان نشعير بالبنعان وبوضعوح وبعدون‬
‫مجاملة او مداهنة او مسايرة للعائلة الخليفية واتهامها بشكل‬
‫مباشر بالتخطيط لتلك الجريمة وتنفيذها‪.‬‬

‫ثامنا‪ :‬مطلوب من المواطنين جميعا‪ ،‬استيعاب حقيقة مهمة وهي ان ما يتوفر الن مععن مسععاحة‬
‫صغيرة لحرية التعبير )خارج وسائل العلم الرسمية( انما هو ثمععن صععغير تععدفعه العائلععة الخليفيععة‬
‫لتمرير مشروعها التخريبي‪ ،‬ويجب ان ل يشوش على حقيقة اخرى تؤكععدها الوقععائع مفادهععا ان مععا‬
‫تشهده البلد منذ تولي الشيخ حمد السلطة يعتبر تحول خطيرا لم يحدث مثله من قبععل‪ ،‬ويتععم فععي‬
‫اجواء التخدير المتواصلة التي بلغت مدى ل يطاق‪ ،‬بحيث اصبح التصدي للخطط الخليفية التخريبيععة‬
‫ممنوعا ليس من قبل جهاز التعذيب الذي يديره المعععذب المعععروف‪ ،‬عبععد ا لعزيععز عطيععة اللععه آل‬
‫خليفة‪ ،‬بل حتى من جهات وشخصيات يتوقع منها ان تتصدر مقاومة ذلك التخريب‪ .‬والحديث عععن‬
‫"المكتسبات" يجب ان ل يشوش على ضرورة التعبئة الشعبية الكاملة‪ ،‬وبشتى الوسععائل السععلمية‬
‫المشروعة‪ ،‬لوقف تلك الجريمة‪ ،‬ومواجهة صفة العداء الخليفي لشعب البحريععن بموقععف صععلب ل‬
‫يعرف الخنوع او الستسلم او "الستغشام" او "الستحمار"‪ .‬اما وسععائل التصععدي لهععذه الجريمععة‪،‬‬
‫فسوف نتداوله بعون الله‪ ،‬في البيان القادم ان شاء الله‪.‬‬

‫اللهم ارحم شهداءنا البرار‪ ،‬واجعل لهم قدم صدق عندك‬

‫حركة احرار البحرين السلمية‬


‫‪ 23‬يوليو ‪2003‬‬

‫‪77‬‬
‫‪78‬‬
‫سياسة التجنيس‪ :‬ما هكذا تورد البل‬
‫الكاتب ‪ :‬عبيدلي العبيدلي‬

‫كثر الحديث في السنوات الثلث الماضية عن موضوع التجنيس‪ ،‬وانقسم المجتمعع البحرينعي إلعى‬
‫ثلث فئات أساسععية واضععحة المعععالم‪ :‬أولهععا الجمعيععات النشععطة سياسععيا‪ ،‬الععتي غلفععت معارضععتها‬
‫المطلقة لسياسة التجنيس بشعارات وطنية تنزع عنها الصبغة الطائفية وتضعها في سياق المطالب‬
‫الوطنية هادفة من وراء ذلك وحسبما يبدو إلى تعزيز مواقعها في الشارع البحريني‪ ،‬ثانيها الحكومة‪،‬‬
‫التي حاولت ومنذ أن شرعت في سياسة التجنيس أن تحيط الجراءات بقدر ل محدود مععن السععرية‬
‫واللجوء إلى المخارج القانونية والتشريعية من أجل تبرير إجراءات التجنيس وإخلء الذمة كما يبععدو‪،‬‬
‫ثالثها المعارضة الصععامتة‪ ،‬الععتي ل يرضععيها مععا يجععري مععن سياسععات التجنيععس والجععراءات المنيععة‬
‫المحيطة بها‪ ،‬لكنها غير مقتنعة بالتجييش السياسي الذي تمارسه المعارضة‪ ،‬وتحبععذ ‪ -‬كمععا عودتنععا ‪-‬‬
‫الوقوف خارج حلبة الصراعات‪ ،‬متوهمة أنها بذلك تبرئ ذمتها من جهة ول تصطدم بأي مععن طرفععي‬
‫الصراع من جهة ثانية‪.‬‬

‫الطرفان الساسيان الضالعان في موضوع التجنيس لععم نسععمع مععن أي منهمععا حععتى مععا نريععد أن‬
‫نسمعه أو أن نقرأه‪.‬‬
‫فعلى صعيد الحكومة التي تطبق سياسة التجنيس محاطة بجدران من التكتم‪ ،‬وهي الطرف العذي‬
‫خطا الخطوة الولى لم تكلعف نفسعها وتمتلععك الشعجاعة الكافيععة حععتى الن كععي تخععرج علععى المل‬
‫وبثقة‪ ،‬كي تقول لنا ما الدوافع وراء ما أقدمت عليه‪.‬‬
‫طبعا‪ ،‬ل يمكن القبول ببعض التصريحات الصحافية المقتضبة‪ ،‬أو المقابلت مععع بعععض المسععئولين‬
‫الذين يسهبون في العموميات ويتحاشون الحديث المباشر في الموضوع المطععروح‪ ،‬موقفععا يشععفي‬
‫الغليل في هذا الصدد‪ .‬لذلك فمن حق المواطن أن يرفع أكثر مععن علمععة اسععتفهام أمععام الحكومععة‬
‫حول دوافعها الحقيقية من وراء هذه السياسة‪ ،‬ولعل من أهم هذه الستفسععارات‪ :‬هععل هععو الخععوف‬
‫من اختلل التوازن الطائفي القائم حاليا والذي تدور حوله الكععثير مععن التسععاؤلت؟ أم هععو الحععرص‬
‫على ضمان الولء المطلق في بعض مؤسسات الدولعة ذات الطبيععة الحساسعة العتي تقتضعي معن‬
‫وجهة نظر الحكومة تركيبة اجتماعية وطائفية وربما إثنية من نمط معين؟‬

‫الحكومة لم تقنعنا حتى الن بصحة وسلمة ما تقوم به‪ ،‬أو الدوافع التي تبرر تلك السياسة‪.‬‬
‫على سبيل المثال ل الحصر‪ ،‬تلجأ بعض البلدان إلى تسهيل حصول الجععانب مععن كفععاءات معينععة‪،‬‬
‫على الجنسية لسد حاجة السوق‪ ،‬أو خطط التنمية في تلععك الدولععة لمثععل تلععك الكفععاءات‪ .‬هععذا مععا‬
‫قامت به كندا في مطلع التسعينات من القرن الماضي‪ ،‬عندما سععهلت دخععول العمععال المهععرة فععي‬
‫البناء والمقاولت إلى البلد‪ ،‬وسهلت أيضا حصولهم على الجنسية الكندية‪.‬‬
‫النهج ذاته سارت عليه فرنسا في منتصف الثمانينات‪ ،‬عندما كانت سياستها تطععوير البنيععة التحتيععة‬
‫وصناعة البرمجيات في قطاع المعلوماتية‪ .‬حينها وجدت حملة كفاءات تلك الصععناعة مععن أبنععاء دول‬
‫العالم الثالث فرصة ذهبية للسفر إلى فرنسا أول‪ ،‬والستقرار فيها لحقععا لمععن فضععل عععدم العععودة‬
‫إلى بلده الصلي‪.‬‬
‫العكس تماما شهدناه بعد حوادث ‪ 11‬سععبتمبر‪/‬أيلععول‪ ،‬إذ اتخععذت الععدول الغربيععة إجععراءات أمنيععة‬
‫مشددة تجاه مواطني دول العالم السلمي‪ ،‬وعلى وجه الخصوص منها الدول العربية‪ .‬حععتى شعهدنا‬
‫هجرة عكسية من مواطني تلك البلدان المقيمين فععي الغععرب مععن جععراء المضععايقات المنيععة الععتي‬
‫تعرضوا لها من دون أي مبرر‪ .‬بععل لقععد تععأزمت العلقععة بيععن دول متحالفععة مثععل الوليععات المتحععدة‬
‫‪78‬‬
‫‪79‬‬
‫والمملكة العربية السعودية من جراء ذلك‪.‬‬

‫بالمقابل‪ ،‬من حق المواطن أيضا أن يواجه المعارضة البحرينيععة بالسععئلة التيععة‪ :‬لمعاذا تحرصععون‪،‬‬
‫عند طرق مسألة التجنيس‪ ،‬على التركيز‪ ،‬بعل وحصعر أنشععطتكم علععى التجييععش السياسعي المبنعي‬
‫أساسا على تهييج الشارع البحريني؟ ليست المعارضة ملمة عندما تعولي هعذا الموضعوع اهتمامهعا‪،‬‬
‫بل ربما ينبغي أن يكون من صلب اهتماماتها‪ ،‬لكنها حتى الن لم تكلف نفسها عناء المعالجة الجدية‬
‫لمثل هذا الموضوع‪ ،‬الذي هو حتى حسب معاييرها في غاية الهمية‪.‬‬
‫إن المنطق السليم أو بععالحرى المععدخل الصععحيح للموضععوع هععو المععدخل القتصععادي أو المععالي‪،‬‬
‫ونقطة النطلق الولى هنا هي ما مدى تلبية الموارد البشرية المجنسععة لحتياجععات البلد وخططهععا‬
‫التنموية‪.‬‬
‫من المنطق أن يكون من يمنح الجنسية مندرجا في خانة القععوى البشععرية المنتجععة الععتي تحتاجهععا‬
‫تلك الخطط كي يصبح المستفيد من الجنسية عنصرا منتجا وليس مستهلكا فقط‪ .‬بشكل محدد‪ ،‬مععا‬
‫إسهامات من سيحصلون على الجنسية في التنمية المنشععودة‪ ،‬وهععل يحملععون الكفععاءات المطلوبععة‬
‫التي تؤهلهم للقيام بذلك الدور المتوخى منهم والذي يبرر اقتصاديا حصععولهم علععى الجنسععية أم أن‬
‫المر جاء بشكل عشوائي دون حسبة دقيقة لمثل هذه المور؟‬

‫النقطة الثانية‪ :‬ما الكلفة الحقيقية لكععل حالعة تجنيععس‪ ،‬علععى أن يبععدأ احتسعاب الكلفعة بالشععخص‬
‫المجنس ذاته وتنتهي بكلفة عائلته التي من الطبيعي أن تنعم بحقوق الجنسية شأنها شأن أية عائلععة‬
‫بحرينية أخرى؟ هذا يشمل مرافق التعليم المختلفععة‪ ،‬والرعايععة الصععحية‪ ،‬ومشععروعات السععكان ‪...‬‬
‫إلخ‪ .‬تحديدا كم سيتحمل المواطن البحريني من كلفة مالية لقاء كل شخص يحصل على الجنسية؟‬

‫النقطة الثالثة‪ :‬انعكاس عدد المجنسين على التركيبة السععكانية فععي مملكععة البحريععن‪ .‬تحديععدا مععا‬
‫معدلت التجنيس مقارنة مع عدد السكان أول‪ ،‬ونسبة التكاثر السععكاني ثانيععا؟ فععي غيععاب الحصععول‬
‫على أرقام دقيقة وصحيحة ومنشععورة علنيععا يتحععول الععدفاع عععن سياسععة التجنيععس أو شععجبها إلععى‬
‫مزايدات سياسية مآلها إلهاب الرأي العام دونما سبب أو مبرر أو حتى فائدة‪.‬‬
‫لقد أشرنا في مطلع الحديث إلى ما يتوقعه المواطن من الحكومة‪ ،‬لكن ل ينبغي إغفال ما نتوخاه‬
‫بصفتنا مواطنين من الجمعيات النشطة سياسيا والتي أعطت مسععألة التجنيععس جععل اهتمامهععا فععي‬
‫الونة الخيرة‪ ،‬لكنها لم تكلف نفسها هي الخرى مشقة النكباب على دراسة قيمة مدعمة بالرقام‬
‫التي تستقرئ آفاق سياسة التجنيس التي تنفذها الحكومة وتكشف المخاطر وتقترح البدائل‪.‬‬

‫طبعا؛ ل يمكن للمواطن أن يكتفي ببعض الوثائق التي تؤكد وجود سياسة تجنيس ويقبل بهعا علعى‬
‫أنها الدراسة الجادة المنشودة‪.‬‬
‫البرلمان وعلى وجه الخصوص اللجنة القتصععادية فيععه ينبغععي هععو الخععر أن يععدلو بععدلوه فععي هععذا‬
‫الشأن‪ .‬فالمواطن يتطلع إلى رؤية سياسعية مدروسعة لسياسععة التجنيعس المطبقععة‪ .‬هععذه الدراسعة‬
‫القتصادية البرلمانية ليست بديل لية مبادرة أخرى من لجنة برلمانية أخرى تجد أن ذلك من صععلب‬
‫اهتماماتها‪.‬‬
‫لقد عجت وسائل العلم المحلية بموضوع التجنيس‪ ،‬معا أربععك المعواطن الععذي ربمعا وجععد لسعان‬
‫حاله يقول‪" :‬ما هكذا تورد البل"‪.‬‬
‫‪24-07-2003‬‬

‫‪79‬‬
‫‪80‬‬
‫ندوة التجنيس‪ :‬القوى الوطنية تؤكد خطورة التجنيس السياسي‬

‫الكاتب ‪ :‬لبيب الشهابي‬


‫اللجنة العلمية بجمعية الوفاق‬

‫ندوة التجنيس‪ :‬القوى الوطنية تؤكد خطورة التجنيس السياسي‬

‫القوى الوطنية تؤكد خطورة التجنيس السياسي وضرورة التعاطي الجدي معه‬

‫كتب ‪ :‬لبيب الشهابي‬


‫لم يمنع سوء الظروف الجوية من احتشععاد اللععوف مععن جمععاهير الشعععب الناقمععة علععى مشععروع‬
‫التجنيس السياسي من التجمهر في الساحة المقابلة لنادي العروبة فععي الجفيععر وهععذه خطععوة هععي‬
‫الولى من نوعها بعد النتخابات الصورية التي جرت في أكتوبر الماضي في رسالة موجهة للحكومة‬
‫حيععن حشععدت الجمعيععات السععت فععي قضععية كععانت ول تععزال مصععدر إجمععاع وطنععي لكععل التيععارات‬
‫والطياف السياسية‪ ،‬فلم يحدث أن أجمعت ست جمعيات سياسية في البحريععن علععى قضععية مهمععا‬
‫كانت أهميتها إذ أن لكل تيار رؤيته الموضوعية التي تختلف فيها رؤاه ومنهجية تفكيره ‪.‬‬

‫في مستهل العرس الجماهيري الذي ضم ما ل يقععل ععن ‪ 55000‬ألفعا ً مععن أبنععاء الشععب عععرض‬
‫الشععيخ علععي سععلمان رئيععس جمعيععة الوفععاق وثععائق وأرقام عا ً خطيععرة كععانت محععل ترقععب الجميععع‬
‫واستعرض مثالين منفردين عن قريتي عسععكر والععزلق ففععي حععديثه عععن عسععكر قععال‪ :‬هععي قريععة‬
‫صغيرة هادئة تتكون من مجمعين سكنيين مع عدم وجود مركز أمني بسبب حالة التجانس الشعععبي‬
‫الذي تعيشه فكان قاطنوها يأمنون على أنفسهم وأعراضهم وسفنهم التي يسععتخدمونها فععي الصععيد‬
‫وحين أتى المجنسون بدأت المشاكل تغزو أمنهم وطمأنينتهم واستنادا ً إلععى قععوائم النتخابععات فععأن‬
‫‪ %24‬من عدد الناخبين هم سععكان القريععة الصععليون وأشععار إلععى أن معععدل النمععو السعكاني الععذي‬
‫تشهده البحرين يصل إلى ‪ %5‬في حين تصل المعدلت العالمية إلى ‪ %2-1‬ممععا ينععذر بتحععول هععذه‬
‫القرية ومثيلتها من قرى البحرين ومدنها من أغلبية أصلية إلى مجنسة ل علقععة لهععا بععالبحرين مععن‬
‫قريب أو بعيد وإن التجنيس ينذر بكارثة تدمير اجتماعي وأمني بل على مختلف الصعدة ‪.‬‬

‫وبعد ذلك عرض المهندس عبد الرحمععن النعيمععي ملحظععات عامععة حععول تصععريحات وكيععل وزارة‬
‫الداخلية لشئون الهجرة والجوازات التي اتسععمت بالتنععاقض الفاضععح المخععزي الععذي كشععف ضععحك‬
‫الحكومة على الذقون واستغفالها والتزامها اللشفافية والتعتيم على تصاعد وتيرة التجنيععس‪ ،‬وممععا‬
‫يثير السخرية أن مصدر التناقض هعو الصعحافة المحليعة وقعد تعم ععرض رسعالة وجهتهعا الجمعيعات‬
‫الست إلى وكيل وزارة الداخلية المذكور لحضور الندوة والتشاور مع قععوى الشعععب السياسععية مععن‬
‫أجل حل هذا الملف المعقد وقد قوبلت هذه الرغبة كالعادة بالصمت المطبععق‪ ،‬وقععد أشععار النعيمععي‬
‫إلى السؤال الذي قدمه النائب جاسم عبد العال حول جنسيات من تم تجنيسهم فاستصعب الوكيععل‬
‫الجابة قائل ً إن التجنيس غير مربوط بالحاسوب التععابع لدارة الهجععرة والجععوازات فععي حيععن صععرح‬
‫المسئول نفسه في ‪ 1‬يوليو ‪2002‬م بأن عدد من تعم تجنيسععهم هععو ‪ 50000‬وقععد تععم نشععر جععدول‬
‫‪80‬‬
‫‪81‬‬
‫مفصل يبين عدد المجنسين من الجنسيات المختلفة في جريدة اليععام ومععن خلل المسععئول ذاتععه !‬
‫وقد تحدث المهندس النعيمي عن ازدواجية الجنسية قائل ً إن قععانون ‪ 1939‬وقععانون ‪ 1963‬المعععدل‬
‫إضععافة إلععى المعادة ‪/17‬أ مععن الدسععتور والععتي تنععص علععى أن الجنسععية يحععددها القععانون ول يجععوز‬
‫إسقاطها عن من يتمتع بها إل في حالة الخيانة العظمى وازدواج الجنسععية بينمععا يقععول وكيععل وزارة‬
‫الداخلية لشئون الهجرة إن القانون ل يمنع ازدواجية الجنسية واعتبر النعيمي أن أية حكومة رشععيدة‬
‫يجب أن تأخذ بعين العتبار مصلحة مواطنيها وعدم فتح باب التجنيس على مصراعيه ودعا الحكومة‬
‫لعدم فتح باب الشكاليات الجتماعية لما لها من آثار خطيرة على نسيج المجتمع البحريني ‪.‬‬

‫وبعد ذلك عرض الفيلم الوثائقي الذي أثار استغراب الجماهير والذي أوضح رحلة فريق العمل من‬
‫البحرين مرورا ً بجسر البحرين السعودية وصول ً إلى حي الدواسععر فععي مدينععة الععدمام حيععث التقععى‬
‫فريق العمل بالدواسر هناك وهو يتكلمون عن كيفية حصععولهم علعى الجنسعية البحرينيععة العتي قععال‬
‫بعضهم أن العملية استغرقت ‪ 3‬إلععى سععتة شعهور وقعد أشعار الدواسعر إلعى حيثيعات هعذه الخطعوة‬
‫وذكروا مكان وجود مكتب تلقي طلبات التجنس وهو الدور الثالث فععي عمععارة المليحععي وبإشععراف‬
‫عمدة الحي علي بن عيسى‪ ،‬وقد أثنوا على حكومة البحرين قائلين مععا أكرمهععا إذ أعطتنععا الجنسععية‬
‫البحرينية إضافة إلى جنسيتنا السعودية وقد عرضت وثائق في الفيلععم نفسععه تععبين اسععتفادة هععؤلء‬
‫المجنسين مععن الخععدمات السععكانية‪ ،‬وفععي المقابععل تععم عععرض مركععز الجسععر النتخععابي إذا كععانت‬
‫الباصععات السععياحة المعععدة لهععذا الغععرض تنقععل المععواطنين السعععوديين الحاصععلين علععى الجنسععية‬
‫البحرينية إلى الجسر للدلء بأصواتهم حين أبان ميثاق العمععل الععوطني‪ ،‬وقععد قععدر أحععد المجنسععين‬
‫السعوديين الذين حصلوا على الجنسية ما يقارب ‪ 22000‬شخص ‪.‬‬

‫وقد عرض الشيخ علي سلمان خارطة تبين الذين تم تجنيسععهم وحصععرهم فععي ‪ 16‬عشععرة موقععع‬
‫وأشار إلى وجود كانتونات توحي لزائرها أنه خرج من الحدود القليمية للبحرين متمثلة في المنطقة‬
‫المحاذية للمستشععفى العسععكري والععتي تععدعى وادي السععيل ومنطقععة سععافرة الععتي تخلععو مععن أي‬
‫بحريني‪ ،‬وقد وصف التجنيس بالسرطان الذي يدمر البناء الجتماعي ‪.‬‬
‫وأشار إلى وجود تداخل بين المجنسين والمواطنين في مدينة حمد وعرض ممارسات المجنسععين‬
‫في أمثلة ليس هذا مكان حصرها وتدل في مجملها على استئصال المثل والقيم البحرينيععة الصععيلة‬
‫للمجتمع البحريني لتحل محلها أسس دير الزور وبلوشستان واليمن والردن وغيرها وأشععار إلععى أن‬
‫المجنسين يرون أن البحرين بقرة حلوب ل ارتباط لهم بها ول يفكرون في قيمهععا وسععيتخلون عنهععا‬
‫إذا جف ضرعها ‪.‬‬

‫وبدا منفعل ً جدا ً على غير عادته حين قال‪ :‬هذه الوحدات السكنية بنيت من أموال المة وليس من‬
‫أموال أسرة معينة وقد كان الجدر أن تصرف على المواطنين الذين ينتظرون عشر سنوات أو أكثر‬
‫وقد تشملهم المكرمة وغالبا ً ما يكونون من الخاسرين في كثير من الحيان ‪.‬‬

‫وقد تحدث الشيخ علي سلمان عن دمج الخيانة العظمععى مععع ازدواج الجنسععية لعععدم مشععروعيتها‬
‫وفقا ً لدستور ‪1973‬م مشيرا ً إلى إسقاط جنسية الدكتور منصور الجمععري وياسععر الصععايغ لتمتعهععم‬
‫بجنسية أخرى بينما يحصل الدواسر على الجنسية البحرينية ويظلون محتفظين بجنسععيتهم‪ ،‬مشععيرا ً‬
‫إلى مقابلة مع السفير اليمني قبل ‪ 5‬شهور صرح فيها أن عدد المجنسععين مععن اليمنييععن يصععل إلععى‬
‫‪81‬‬
‫‪82‬‬
‫‪ 8000‬شخص‪ ،‬ويبلغ عدد المجنسين السوريين نفس العدد ‪.‬‬

‫وقععد تسععائل الشععيخ علععي سععلمان هععل يمتلععك الشععيخ راشععد آل خليفععة الشعجاعة الدبيععة ويعلععن‬
‫استقالته؟‬
‫وفي معرض حديثه عن النتخابات التشريعية الماضية استعرض سععماحته الععزلق مثععال ً إذ بيععن أن‬
‫الزلق دائرة مستقلة بها مجمعان وأحد مجمعاتها جامعة البحرين وملععك خععاص إضععافة إلععى عععوالي‬
‫التي ل يقطنها بحرينيون مشيرا ً إلى أن المجمع رقم ‪ 1057‬بععه ‪ 1532‬نععاخب فععي حيععن يوجععد فععي‬
‫المجمععع ‪ 1055‬ممععن يحععق لهعم الترشععيح ‪ 108‬نعاخبين أي أن كععل بيععت فيععه ‪ 10‬ممععن يحععق لهعم‬
‫التصويت أي ممن بلغوا السن القانونية وقد عرض كشوف النععاخبين مبينعا ً الععتزوير والتلعععب الععذي‬
‫اعترى هذه القععوائم مبينعا ً أن مععن بيععن ‪ 806‬ممععن يحععق لهععم التصععويت ‪ 155‬مجنسعا ً علععى النحععو‬
‫التالي ‪-:‬‬
‫‪ 60%‬مجنسون خارج البحرين‬
‫‪ % 8‬مجنسون بالداخل‬
‫‪ 32%‬المواطنون الصليون‬
‫وقد دعا سماحة الشيخ علي سلمان المسئولين إلى الصراحة الوطنية والحوار في قضععايا التمييععز‬
‫والفساد الداري والمالي وغيرها من الملفات الساخنة ‪.‬‬

‫وقد أجمع ممثلوا الجمعيات الخرى وهم الدكتور حسن مدن وممثل جمعية الوسط العربععي علععى‬
‫ضرورة الحوار مع أجل الوصول إلى حل حول هذا الملف الشائك وغيره معن الملفعات فيمعا أحجعم‬
‫الستاذ صلح الخواجة عن عرض ورقة جميع العمل السلمي مكتفيا ً بالقول‪ :‬إن أقعل معا يمكعن أن‬
‫يقدم لهذا الشعب هو استقالة الحكومة ‪.‬‬
‫ت هذه النععدوة بدايععة للعمععل السياسععي الجععاد وقععد انصععرفت اللععوف‬
‫ت الس ُ‬‫وقد اعتبرت الجمعيا ُ‬
‫المحتشدة بأسلوب حضاري من موقع الفعالية ولم يحدث ما يعكر صفو الندوة والحضور فقععد سععار‬
‫كل شيء على ما يرام ‪.‬‬

‫‪25-07-2003‬‬

‫‪82‬‬
‫‪83‬‬
‫أأضحك أم أبكي؟‬

‫الكاتب ‪ :‬لبيب الشهابي‬

‫بينما كنت أشاهد الفيلم الوثائقي الذي تم عرضه في نععدوة التجنيععس وأسععتمع وأرى لغععة الرقععام‬
‫بحججها الدامغة التي لم تترك للشك مجال ً كي يتسرب إلععى نفععوس المحتشععدين مععن أبنععاء شعععب‬
‫البحرين بأن الخطة الحكومية بعيدة المدى والتي تهدف إلى تغيير التركيبة السكانية والعبث بها لععم‬
‫ينكشف قبح وجهها وعهرها إل في تلك اللحظة التاريخية الحاسمة التي حق للتأريععخ أن يععدونها فععي‬
‫أنصع صفحات المعارضة وأكثر صفحات الحكومة عفونة وقبحا ً في أكثر صفحات الحكومة السععوداء‬
‫التي ل يمكن أن نفترض فيها حسن النية بعد اليوم وإن جاء بعد الميثاق الوطني ألف ميثاق وميثععاق‬
‫وكان هذا ول يععزال رأي أغلبيععة أبنععاء شعععبنا ممععن توجسععوا وخععافوا مععن التوقيععع علععى الميثععاق لععو‬
‫الظروف الموضوعية التي رآها الرموز والعلماء‪ .‬في تلك اللحظات الحرجة من تاريخ بحريننا الغالية‬
‫انتابني شعور غريب لم أكد أعرف مصدره ول أشك أن هذا شعور الحاضرين جميعا ً فلم أععد قعادرا ً‬
‫أن اشخص الحالة النفسية التي اعترتني فهل أضحك علععى نفسععي وعلععي بنععي شعععبي؟ أم أبكيهععم‬
‫وأذرف عليهم دمعي الهتون؟ أم أضحك على الحكومعة وممارسعاتها العتي تفعوح منهعا رائحعة الغعدر‬
‫والمكر وحتى انتهت الفعالية والمشاعر المتناقضة تعتصر فؤادي في لحظة لم أعش مثلهعا معن ذي‬
‫قبل في حالة من الصراع النفسي بيني وبين ذاتي التي تعذبها الحقيقععة وتؤرقهععا وإن كععانت لععم تععر‬
‫عشر معشار الحقيقة والممارسات التي تتم في الخفاء في محاولة جادة لطمس الهويعة وتشعويهها‬
‫وتحويل شعب البحرين طيب العراق إلى همععج رعععاع تحركهععم المصععالح والمطععامع الشخصععية ول‬
‫يحرك فيهم الولء الوطني شيئا ً ول يختلج في ضمائرهم حب الوطن‪.‬‬

‫كنت أعيب في السابق على جيل الجداد الذين كععانوا يععبيعون أراضععيهم بععأبخس الثمععان مععن أجععل‬
‫زيارة المعصومين عليهم السلم وإن كان ذلك وغيره يتعم بمل إرادتهعم وأعتعبرهم أنهعم أمعة بعاعت‬
‫تاريخها إذ كنت كثيرا ً ما أردد هذه العبارة في المحافل الخاصة والعامة‪ ،‬هععم بععاعوا مععا يعلمععون بمععا‬
‫يعلمون ونحن بعنا ما ل نعلم بما ل نعلم‪ ،‬حتى اكشفنا في نهايععة المطععاف أننععا قععد اشععتريت هويتنععا‬
‫وأصبحت مدارا ً للنخاسة والتجار ونحن نائمون شغلتنا زوبعععات كععانت تثيرهععا الحكومععة بيععن الفينععة‬
‫والخرى حين تريد أن تمرر أيا ً من مشاريعها التي تصععب فععي طمععس الهويععة بععل وأبعععد مععن ذلععك‪،‬‬
‫ولست نادما ً على شيء وأخشى بعد كل هذه الخسائر فقط أن ينطمس ما بقععى مععن الهويععة الععتي‬
‫تمثل النسان البحريني الصيل وأن تختلط الدماء الحمراء بععدماء أبنععاء شعععبنا فل يمكنععك أن تفععرق‬
‫بين المجنسين والمواطنين الصليين‪ ،‬والتزاوج مع المجنسين هو أخشى ما نخشاه ونسععأل اللععه أن‬
‫يجنبنا تداعياته لنه ل يؤدي إلى انتقال الصفات الجسععمانية فحسععب بععل يععؤدي إلععى انتقععال الخلق‬
‫وكما قال رسول الله )ص(‪ :‬اختاروا لنطفكم فإن العرق دساس ولم أخف يوما ً من شيء أكععثر مععن‬
‫خوفي من انطماس الهوية وتلشيها‪.‬‬

‫ول ندري ما الذي يخبأه لنا القدر من فتن ومصائب سوف يؤسس لها التجنيس وغيره مععن الخطععط‬
‫الحكومية خصوصا ً أن الحكومة تدير ظهرها وتصم أذنيها حين تواجه بالدلة التي هي كالشعمس فعي‬
‫وضح النهار وتختلق فرقعات ومكرمات تشغل بها الرأي العام وتركععز علععى القشععور وتععترك المععور‬
‫الهامة‪.‬‬

‫‪83‬‬
‫‪84‬‬
‫نسأل الله أن تعي القيادة السياسية أن رجال الحقبة السوداء أحفاد هتلر وصععدام ل يريععدون الخيععر‬
‫للبحرين وهمهم أن تظل كما هي كي يحكموا قبضععتهم عليهععا وعلععى مواردهععا فهععم أعععداء الصععلح‬
‫ويرونعععععععععععععععععععه أنعععععععععععععععععععه إسعععععععععععععععععععاءة شخصعععععععععععععععععععية لهعععععععععععععععععععم‪.‬‬
‫اللهم اكشف هذه الغمة عن هذه المة إنك سميع قريب مجيب الدعاء‪.‬‬

‫‪7-2003‬‬

‫‪84‬‬
‫‪85‬‬
‫حول التجنيس‬

‫الكاتب ‪ :‬من خطب الجمعة للشيخ حمزة الديري‬

‫أقول هذا وغيره من المور‪ ،‬وهناك بصراحة أمور مزعجة جععدا ً جععدا ً جععدًا‪ ،‬يعنععي الن هععذه النععدوة‬
‫اللي صارت للتجنيس والكلم اللي صار عن التجنيس‪ ،‬وقاعدة الدولة للسف ورموز الدولة وأعضاء‬
‫مجلس الشورى وأعضاء مجلس النواب مععن يعتععبرون أنفسععهم أنهععم نععواب للشعععب للسععف وهععم‬
‫يخونون الشعب في هذه القضية‪ ،‬بل ويصادرون حقه بعد‪ ،‬يقولون ما يحععق لععه يشععكل لجععان خععارج‬
‫البرلمان‪ ،‬أي برلمان هذا اللي تعتد به أنت أيها البرلماني‪ ،‬اللي تدعي برلماني اللععي مععا تملععك أمععر‬
‫وما تملك شي‪ ،‬إنما الموال تسير لك‪ ،‬عبد الموال‪ ،‬عبد المال‪ ،‬ول لو أنت عندك شيء معن الحريعة‬
‫لرفضت الع ‪ 10.000‬دينار وقلت ل‪ ،‬لنها من حق الشعب‪ ،‬لماذا تأخذها؟‪ ،‬بأي حععق‪ ،‬بععأي وجععه حععق‬
‫تأخذها أنت؟‬

‫فنقول أن هناك كما كشف هذا التقرير أن هنعاك أنعاس جالسعين فعي السععودية ويحصعلون علعى‬
‫الجنسية ويتمتعون بكامل الحقوق‪ ،‬ويحصلون على فوائد من مسكن وغير مسكن‪ ،‬في الوقت اللععي‬
‫أبناء هذه الرض واللي مولودين على هذه الرض‪ ،‬واللععي الملفععات الهجععرة والجععوازات تثبععت أنهععم‬
‫يملكون الجنسية البحرينية يعذبون ويهانون لحصولهم الجنسية‪ ،‬هنععاك أكععثر مععن شععخص‪ ،‬أكععثر مععن‬
‫واحد يملكون الجنسية البريطانية مانعين عليهم الجنسية لحد الن لم تصععرف لهععم‪ ،‬لععم تعععاد إليهععم‬
‫الجنسية البحرينية‪ ،‬لنها صودرت عنهم بحسب ذاك الدستور القديم‪ ،‬ولم ترجع إليهععم لحععد الن مععع‬
‫مطالباتهم المتكررة لم ترجع إليهم‪ ،‬سواء كععان دكتععور منصععور‪ ،‬أو أبععو عمععار ياسععر الصععايغ وغيععره‬
‫وغيره وغيره الكثير‪ ،‬وهناك أناس موجودين في لنعدن يريععدون يرجععون يريععدون ينزلععون الن صعار‬
‫ليهم أكثر من حوالي سنة أو سنة ونص وهم في مراجعات بأعلى القيادات إلععى الموظععف البسععيط‬
‫ول أبدا ً ول تحلحلت قضيتهم‪ ،‬مرفوضين يرجعون البلد ويعيشون في ‪ ،..‬مع أنهععم أبنععاء هععذه الرض‬
‫ويا زعم سمحوا للي برا يرجعون‪ ،‬هذا ليش ما يسمحون ليهم‪ ،‬ما أعرف‪ ،‬بدون مععبرر‪ ،‬وأخيععرا ً قبععل‬
‫أشهر أخذ قضيته يا زعم المحافظ المنطقععة الشععمالية حجععي أحمععد بععن سععلوم وكععذا‪ ،‬عمععل وكععذا‪،‬‬
‫الظاهر الن عجز ما سوى له أي شي‪ ،‬بل ‪......‬‬

‫نحن نخاطب الدولة‪ ،‬أوضحي للنععاس‪ ،‬كتبععوا‪ ،‬كشععفوا‪ ،‬ليععش ذيليععن تمنعععونهم مععا يرجعععون للبلععد‪،‬‬
‫ليش؟‪ ،‬ليش تتسترون على هالقضايا هذه وما تقبلون تتحدثون عنها أو تععذكرونها؟‪ ،‬بععأي مععبرر يمنععع‬
‫هذا النسان من الرجوع إلى أهله ووطنه وبلده؟‪ ،‬أو إنسان إجا بحسب العفو الشامل يا زعم‪ ،‬اللععي‬
‫اعتبرتونه عفو شامل قبلنا به‪ ،‬مكرمة أميرية‪ ،‬عفو شعامل ورجععع إلععى بلععده‪ ،‬أليععس مععن الجععدر أن‬
‫يعطى جواز حتى يتحرك يروح ويجي؟‪ ،‬كثير الن ناس نزلوا لحععد الن مععا محصععلين جععوازهم‪ ،‬وهععم‬
‫يراكضون من مكان لمكان‪ ،‬تعرضوا إلى الكثير من الهانععات‪ ،‬وتعرضععوا إلععى الكععثير مععن التحقيععق‪،‬‬
‫التحقيق المني كأنما أعيد جهاز المن من جديد‪ ،‬من المخابرات إلى العدلية‪ ،‬من العدلية إلععى أمععن‬
‫الجوازات‪ ،‬إلى كذا‪ ،‬يتنقلون‪ ،‬كله تحقيق‪ ،‬تحقيق‪ ،‬تحقيق‪ ،‬وإلى الن لععم يسععلموا جععواز يسععتطيعون‬
‫يتحركون يسافرون ويجون‪.‬‬

‫هذه كلها قضايا يعني للسف مخفية وما تظهر‪ ،‬وما تكتب في الصحافة‪ ،‬وأصحابها ما يكتبون عنها‪،‬‬
‫وحتى النظام يدجل ويكذب على المواطنين‪ ،‬فنسأل‪ ،‬نطالب بإلحاح لحل هذه القضايا‪ ،‬وعععدم تععرك‬
‫جهاز المن وجهاز المن الوطني يلعب مازال يلعععب دوره ويوقععف هععذا ويوقععف ذاك ويعععارض هععذا‬
‫‪85‬‬
‫‪86‬‬
‫ويعارض ذاك بطريقة خفية‪ ،‬والبعض اللي ما يقدر يعارضه هنيه يعارضه برا لما يطلع يسافر مكععان‪،‬‬
‫هناك في الكويت أو في السعودية أو في الردن أو مكان هناك يوقف ويهان بسععبب مععاذا؟‪ ،‬بسععبب‬
‫القائمة السوداء التي أرسعلت معن جهعاز المخعابرات فعي البحريعن‪ ،‬إلعى معتى تبقعى هعذه القعوائم‬
‫السوداء؟‪ ،‬لماذا ل يرسل جهاز المن الوطني في البحرين إلى الجهزة المنية في البلععدان الخععرى‬
‫خلص هذه سقطت هذه انتهت هذه القائمة السوداء؟‬

‫جزء من خطبة الجمعععة| بتاريععخ ‪ 2003\7\25‬م الموافععق ‪ 25‬جمععادى الولععى ‪1424‬هع ع | الجععامع‬
‫الغربي بالدير‬

‫‪86‬‬
‫‪87‬‬
‫في موضوعات التجاذب السياسي بين السلطة والمعارضة‬

‫الكاتب‪ :‬عبد الرحمن النعيمي‬

‫اتهم الناطق باسم الحكومة في المناظرة التليفزيونيععة حععول موضععوع التجنيععس قععوى المعارضععة‬
‫السياسية التي أقامت ندوة التجنيس بأنها تهدد الوحدة الوطنية بما تثيره من نزعات طائفية‪ .‬وخلل‬
‫وبعد الندوة التي أقامها مركز البحرين لحقوق النسان‪ ،‬قبل أكثر من شهر‪ ،‬والتي كشععف فيهععا عععن‬
‫التمييز بين المواطنين في الوظائف والمراكز العليععا فععي الدولععة‪ ،‬اثيععرت ذات التهمععة‪ :‬هععز الوحععدة‬
‫الوطنيععة واثععارة النزعععات الطائفيععة‪ .‬وخلل مرحلععة النتخابععات النيابيععة‪ ،‬وحيععث دعععت الجمعيععات‬
‫السياسية الربع الى المقاطعة‪ ،‬كانت التهمة ذاتها‪ :‬هز الوحدة الوطنية واثارة النعرات الطائفية‪.‬‬

‫لنعترف في البداية بأن هناك اشكالية تتعلععق بالوحععدة الوطنيععة واشععكالية تتعلععق بالطائفيععة‪ ..‬وان‬
‫الحريصين على مصلحة البلد والمواطنين يريدون تمتين وتعميق الوحدة الوطنية وتقليص النزعععات‬
‫الطائفية والحد من تأثيراتها السلبية إذا لم يكن بالمكان عع في الوقت الحاضر عع محاصرتها وقبرهععا‬
‫لنتمكن من بناء البحرين الموحدة المتماسكة الععتي تقععدم المثععل لشععقيقاتها العربيععات فععي الوحععدة‬
‫والمساواة بين ابنائها ‪.‬‬

‫في البداية تجب الشادة بموقف الجمعيات السياسية الست التي وضعت على عاتقها مهمععة فتععح‬
‫الملفات الساخنة للفت انتباه المسئولين فعي البلد إلععى القضعايا الععتي تمعس حيعاة النعاس وتمعس‬
‫وتؤثر على وضع البلد السياسي والقتصادي والجتماعي والعقبات التي تعترض التطور في مختلف‬
‫جوانب الحياة‪ ،‬مما يتطلب النطلق من حسن النية وليس من سععوء النيععة فيمععا يقععوم بععه الطععرف‬
‫الخر في المعادلة الوطنية‪ ..‬ولبد من الشادة عع مع بعض التحفععط ععع بموقععف الحكومععة فععي عععدم‬
‫تجاهععل الموضععوع‪ ،‬وتخصععيص نععدوة شععارك فيهععا مسععئول حكععومي بالضععافة الععى السععيد علععي‬
‫السماهيجي‪ ،‬عضو البرلمان‪ ،‬رئيس لجنة التجنيس‪ ،‬وفتح القناة التليفزيونية أبوابها لبعض المتحدثين‬
‫الذين اخعتيروا بعنايعة فائقعة تليعق بالموضعوع الخطيعر‪ ،‬معن دون اتاحعة الفرصعة للقعوى المعارضعة‬
‫بالمشاركة في الحوار التليفزيوني‪ ..‬ال انها خطوة محمودة من قبعل وزارة العلم‪ ..‬تؤيعد صعحة معا‬
‫قلناه‪ ،‬مرارا‪ ،‬بأن القضايا الكبرى التي تواجه البلد يجععب ان تكعون موضععع مناقشععة مستفيضعة معن‬
‫قبل قوى المجتمع‪ ،‬من دون خوف أو وجل على الثوابت الوطنيععة‪ ،‬وان تفتععح أجهععزة العلم أبوابهععا‬
‫لمثل هذه النقاشات‪ ،‬بل تبادر الى فتح الملفات الساخنة وتشرك كل القوى والشخصععيات ول تضععع‬
‫فيتو على أية شخصية لمجرد انها ل تعجب هذا المسئول أو ذاك‪.‬‬

‫كما تجب الشادة بالصحافة التي لعم تعتردد فعي تقعديم خعبري النعدوة والمنعاظرة معادة صعحفية‪،‬‬
‫وللحوار على صفحات الجرائد من دون خوف من ردود الفعل‪ ،‬فالصحافة اما ان تكون في مسععتوى‬
‫المسئولية في هذه اللحظات الحاسمة من تاريخ المنطقة عمومععا وتاريععخ البحريععن خصوصععا‪ ،‬حيععث‬
‫يزداد الصراع من أجل الديمقراطية‪ ،‬وإما أن تبرهن بالملموس على انها عاجزة عن القيععام بععدورها‬
‫وانها تحسب ألف حساب لهذا المسععئول أو ذاك إذا نشععرت خععبرا أو مقععال نقععديا‪ .‬فنحععن فععي هععذه‬
‫المرحلة بحاجععة الععى المزيععد مععن النفتععاح‪ ..‬والمزيععد مععن وقععوف الصععحافة الععى جععانب الجمعيععات‬
‫السياسية والى جانب ادارة الحععوار بيععن أطععراف المجتمععع‪ .‬ول أعتقععد ان القيععادات السياسععية فععي‬
‫الجمعيات المعارضة تريععد اثععارة الفتنععة أو الضععطرابات أو اعاقععة المشععروع الصععلحي‪ ..‬بععل علععى‬
‫العكس من ذلك‪ ،‬فلها مصلحة حقيقية في المن والستقرار وحريععة التعععبير والمزيععد مععن الحريععات‬
‫‪87‬‬
‫‪88‬‬
‫العامة والمزيد من الديمقراطية والمزيد من الشفافية‪ ،‬فالجمعيععات السياسععية الععتي تسععتحق لقعب‬
‫الحزاب السياسية الجادة تقوى وتكبر بالتطرق الى المواضيع التي تهععم الععوطن والمععواطن باتجععاه‬
‫المزيد من المكاسب والتقدم‪ ..‬وهذه الجمعيات السياسية المسئولة تحسعب الحسعاب لعردود فعععل‬
‫الطرف الخر‪ ،‬مؤكدة انها مع التيار الصلحي في الحكم‪ ،‬تدعم كل مواقفه السععليمة والصععائبة‪ ،‬ول‬
‫تتردد عن فضح الفساد والمفسدين والمعرقلين للمشروع الصلحي أو اولئك المتاجرين به والععذين‬
‫يريدون جني المزيد من المكاسب المادية أو الدبية غير المشروعة‪ ..‬وتسعى هععذه الجمعيععات الععى‬
‫توعية الناس بالدرجة الساسية ليساهموا في صنع الحدث بععدل مععن ان يكععون مقتصععرا علععى دائرة‬
‫محددة أو طائفة معينة أو فئة خاصة‪.‬‬

‫}}} أمام ذلك لبد من الوقوف أمام مسألة التجنيس التي تسير عليها حكومععة البحريععن‪ ..‬طالمععا‬
‫انها قد وصلت الى التليفزيون وباتت حديث الناس اليومي في السبوع المنصععرم‪ ،‬وسععتبقى حععديث‬
‫الناس طالما ان المشكلة لم تجد طريقها الععى الحععوار الموضععوعي‪ ،‬لمعرفععة ايجابياتهععا وسععلبياتها‪..‬‬
‫نشخص الجانبين‪ ..‬على كافة المستويات السياسية والقتصادية والجتماعيععة‪ ..‬منطلقيععن مععن فععترة‬
‫تاريخية معينة لنرى ما وصلنا اليه‪ ..‬ونستشرف المستقبل لنرى ما سنكون عليععه اذا سععارت المععور‬
‫في هذا التجاه أو ذاك‪ ..‬بدل من ان تكون العفوية هي سيدة الموقف ثم نكتشف بعد سنوات قليلععة‬
‫عندما تتدخل الدول الكبرى لفرض املءاتها التي تعلنها حاليا‪ ..‬اننا عاجزون عن المسععاك بالوضععاع‬
‫الجديدة التي صنعنا مقدماتها بأيدينا بوعي أو بدون وعي‪ .‬وفي كععل قضععية مععن القضععايا أو مشععروع‬
‫من المشاريع‪ ،‬يجب التمعن في الجدوى القتصادية أو السياسية من وراء القيام بذلك المشععروع أو‬
‫تناول تلك القضية‪ ،‬فل يمكن لنسان ان يقوم بأي عمل من دون ان يفكر في الجر من ورائه سواء‬
‫في الدنيا أو الخرة‪ ،‬لكسب مادي أو معنوي‪ ..‬أو لغراض في نفس يعقوب!!{{{‪.‬‬

‫منذ ما قبل السبعينيات‪ ،‬في فترة الحماية البريطانية‪ ،‬كنا نتحدث عن خطر الهجععرة الجنبيععة علععى‬
‫مستقبل هوية البلد القومية بالدرجة الساسية‪ ،‬وكنا نطالب بدراسة العععواقب لفتععح أبععواب الهجععرة‬
‫أمام الكثير من الجاليات السععيوية الععتي تتععدفق علععى البلد مععن أجععل العمععل‪ ..‬وهععو حععق مشععروع‬
‫وطععبيعي ان يفتععش النععاس فععي مختلعف البلععدان ععن المعاكن الععتي يسععتطيعون ان يحسععنوا فيهععا‬
‫أوضاعهم المعيشية فيسافروا الى أقصى الدنيا من أجل لقمععة العيععش أو الكرامععة النسععانية‪ .‬ولععذا‬
‫تضع البلدان المختلفة قيودا وضوابط على حرية الهجرة للمحافظة على تركيبتها الجتماعية وبمععا ل‬
‫يوجد الرباك في صفوف المجتمع‪ ..‬بل ان غالبية الحكومععات الععتي تحتععاج الععى عمالععة أجنبيععة تضععع‬
‫نصب أعينها دمج المهاجرين بالحياة الجتماعية والسياسية والقتصادية للمواطنين وان يتعلموا لغععة‬
‫البلد ويفهموا عاداتها وتقاليدها لتسهيل مهمة انخراطهم فععي النسععيج الجتمععاعي ويصععبحوا بالتععالي‬
‫قوة فاعلة فيه‪ ..‬ل تنخرط فقط في الحياة القتصعادية‪ ،‬وانمعا تنخعرط فعي الحركعة السياسعية وقعد‬
‫تصل الى قبة البرلمان في البلدان الديمقراطية العريقة كما نشاهد في بريطانيععا‪ .‬ال ان السععلطات‬
‫البريطانية التي وضعت القيود على العمالة العربية وفتحت المجال أمععام العمالععة السععيوية‪ ..‬أرادت‬
‫ان تضع السس لمجتمعات تنسلخ تدريجيا عن عمقها القومي‪ ..‬وتكون أكثرية السععكان مععن أصععول‬
‫غير عربية أو اسلمية بحيث تخدم مصالح رأس المال العالمي والتوجهات الدوليععة للععدول العظمععى‬
‫في هذه المنطقة‪.‬‬

‫وخلل مرحلة الحماية البريطانية عع وخاصة في مرحلة المستشار البريطاني تشارلز بلجريف عع تم‬
‫العتماد على أجهزة أمن غير بحرينية‪ ..‬من البلوش والباكستانيين والخوة اليمنييععن‪ ،‬كمععا اسععتعانت‬
‫الجهزة المنية ببعض الخبرات العربية وبشكل خاص الردنية‪ ..‬وكععان مععن الطععبيعي ان يفضععل كععل‬
‫‪88‬‬
‫‪89‬‬
‫هؤلء القامة في البحرين على العودة الى بلدانهم‪ ..‬وان يكون لهم مع اليام حق التجنس لقعامتهم‬
‫الطويلععة فععي البلد‪ ،‬بحسععب قععانون الهجععرة القععديم أو التعععديلت اللحقععة عليععه‪ ..‬وهععو حععق يجععب‬
‫العتراف به في الوقت الحاضر‪ ..‬بل يجب اغلق الحديث عن تجنيس هععذه المجموعععة مععن الخععوة‬
‫الذين نتمنى ان يسهموا معنا فععي كافععة النشععاطات السياسععية والثقافيععة والجتماعيععة والقتصععادية‬
‫وسواها وأل يعيشوا على هامش المجتمع‪ ،‬هم وأولدهم‪ ،‬مكتفيععن بجععوازات السععفر‪ ،‬متخععوفين مععن‬
‫امكانية سحبها منهم‪.‬‬

‫ونظرا إلى التطورات والمتغيرات القتصادية الكبيرة التي حصععلت فععي البحريععن وعمععوم منطقععة‬
‫الخليج‪ ..‬فقد كانت المنطقة موضع جذب للكثير من الجنسيات‪ ..‬العربية والسلمية والجنبية‪ ..‬وكنععا‬
‫باستمرار نؤكد ضرورة ضبط هذه المسألة وان نلتفت الى مستقبل اليام‪ ..‬حيث ل يمكن ان يكععون‬
‫ملف العمالعة الجنبيععة عنوانعا لبضعاعة رخيصعة‪ ..‬منععزل ععن البععد السياسععي‪ ،‬بأبععاده القوميعة أو‬
‫السلمية أو النسانية‪ ..‬وتععدفق منععذ السععبعينيات‪ ،‬بعععد الطفععرة النفطيععة‪ ،‬الكععثير مععن العمالععة غيععر‬
‫البحرينية التي استحسن البعععض منهععا القامععة واسععتطابها‪ ..‬ووجععد فععي شعععبها الكععثير مععن الطيبععة‬
‫والخلق العالية النسانية‪ ،‬التي يشيد بها كل مععن يمععر مععرورا علععى هععذه الجععزر )اذكععر ان الععدكتور‬
‫جورج جبور‪ ،‬مستشار الرئيس السوري السابق‪ ،‬زار البحرين في منتصف التسعينيات‪ ،‬ورجع مذهول‬
‫من روح التسامح والطيبة والخلق العالية التي يتمتع بها شعب البحرين وكتب الكثير حول ذلك في‬
‫الصحف السورية‪ ،‬بل ل يتردد عند اللقاء معه من تأكيد ان أجمل رحلععة لععه فععي الخععارج كععانت الععى‬
‫البحرين‪ ..‬وكان يتمنى لنا سرعة العودة الى هذا الوطن(‪.‬‬

‫وعندما قامت الثورة اليرانية وتطرقت الى تصدير الثورة‪ ،‬وبرزت التنظيمعات السعلمية الشعيعية‬
‫التي طرحت مسألة السلطة السياسية واقامة جمهورية اسععلمية فععي البحريععن‪ ..‬كععانت ردود فعععل‬
‫السلطة قوية‪ ،‬متخوفة من المخططات اليرانية السلمية ومععدى تعععاطف المععواطنين الشععيعة مععع‬
‫هذه الدعوات‪ ..‬وبععدل مععن تمععتين الوحععدة الوطنيععة بالمزيععد مععن الخطععوات الععتي تعمععق المسععاواة‬
‫والشعور بالمواطنعة وابععاد المرجعيعة الدينيعة الخارجيعة )السعنية أو الشعيعية( ععن العولء العوطني‬
‫السياسي‪ ..‬كانت السععلطة تتصععرف بشععكل عفععوي آنععي غيععر مععدروس اسععتراتيجيا‪ ..‬حيععث اتخععذت‬
‫الخطوات التي عمقت الشعور بالتمييز الطائفي والعرقي عبر الجراءات المنية التعسفية‪ ،‬بما فيها‬
‫الفصل من العمل‪ ،‬والتهجير الجماعي في الثمانينيات والبعاد السياسععي‪ ،‬وسععحب الجنسععية‪ ..‬وبمععا‬
‫فيها اعتبار النتماء المذهبي أو العرقي أحد السس التي يرتكععز عليهععا التوظيععف وتقععديم الخععدمات‬
‫الساسية في القرى والحياء السكنية‪ ..‬وتفاقمت المععور عنععدما تععم العتمععاد علععى الخععوة العععرب‬
‫والمسلمين من العديد من البلدان‪ ،‬في الجهزة الدفاعية والخاصة‪ ،‬للحفاظ على المن‪ ،‬وتجنيسععهم‬
‫حيث ان الدستور ل يبيح تشغيل من ل يتمتع بالجنسية البحرينية في أجهزة الدفاع والمن‪ ..‬وخاصععة‬
‫من الخوة السوريين الذين جلبوا لغراض أمنية وتحت ذريعة انهم ينتمون الى قبععائل عربيععة قريبععة‬
‫من المنطقة‪ ،‬أو الخوة السودانيين أو الجزائريين أو الردنيين‪ ..‬فتم تجنيس الكثير منهم‪.‬‬

‫وضمن الخطوات التي أقدمت عليها حكومة البحرين تم تجنيس العديد من الخوة العععرب‪ ،‬الععذين‬
‫يستحقون‪ ،‬والذين ل يستحقون‪ ،‬بل أقدمت على تجنيس العديد معن العععاملين فعي البلد‪ ..‬معن دون‬
‫وجه حق‪ ..‬أي قبل انقضاء الفترة القانونية التي يحق لهم بموجبها طلب الجنسية‪ ..‬لسكات أصوات‬
‫المواطنين المطععالبين بععإحلل العمالععة المحليععة محععل العمالععة الوافععدة )العربيععة وسععواها( ويمكععن‬
‫للصناديق الخيرية والجمعيات السلمية وحاليا المجالس البلدية ان تفتح الملف في مناطقها لجلععب‬
‫معلومععات تفصععيلية حععول تواجععد الكععثير مععن الجنسععيات قبععل ان تتععم بحرنتهععا‪ .‬وضععمن المشععروع‬
‫‪89‬‬
‫‪90‬‬
‫الصلحي الكبير الذي قام به جللععة الملععك‪ ،‬تععم فتععح ملععف البععدون‪ ..‬وأعطيععت الجنسععية لعشععرات‬
‫اللف من المواطنين البدون الذين يستحقون الجنسية‪ ..‬ول يسععتبعد ان يحشععر البعععض نفسععه فععي‬
‫هذه العملية من القارب والصدقاء وخاصة ان الكثير من الخوة البدون الذين أبعدوا الى ايران منذ‬
‫مطلع الثمانينيات قد تكاثروا أو لهم علقات قربى استثمروا التجنيس والصراع السياسععي علععى حععد‬
‫قول المثل العربي )حشر مع الناس عيد(‪ ،‬وحصلوا علععى الجنسععية البحرينيععة‪ .‬كمععا أن مععن القضععايا‬
‫التي أثارتها الندوة الجماهيريعة وكعذلك النعدوة التليفزيونيعة‪ ،‬مسعألة تجنيعس أشعقائنا معن المملكعة‬
‫السعودية وخاصة من قبيلة الدواسر‪ ،‬التي قال عنها المسئول الحكععومي إنهععم مواطنععون اسععتعادوا‬
‫جنسيتهم‪ ..‬تلك هي كافة قضايا ملععف التجنيععس‪ ..‬والمطلععوب الوقععوف أمععام كععل بنععد مععن بنععوده‪..‬‬
‫وتشكيل ورشة حوار تسععاهم فيهععا الجمعيععات السياسععية وأجهععزة السععلطة والخععوة المعنيععون فععي‬
‫البرلمان والشورى‪ ..‬وكل المهتمين الحريصين علععى وضععع الملععف فععي مكععانه الصععحيح معن قضعايا‬
‫تطور مجتمعنا‪.‬‬

‫يجب النطلق من الثقة بين الشعب وقواه السياسية والحكم‪ ..‬وأهمية تعميق هذه الثقة‪ ..‬ونعتقععد‬
‫أن المسئولية الكبرى تقع على عاتق السلطة حيععث إنهععا اللعععب الساسععي فععي الحيععاة السياسععية‬
‫والقتصادية والجتماعية وتملك كثرة من المفاتيح في تحديد المسارات المستقبلية للبلد‪ .‬وبعد ذلك‬
‫يجب تأكيد أننا نرفض النغلق السياسي أو الجتماعي‪ ..‬وأننا نرفض العقلية الكانتونية‪ ..‬وان انتماءنا‬
‫العربي والسععلمي يفععرض علينععا بالضععرورة ان نععرى مسععتقبل تطورنععا فععي هععذه الععدائرة القوميععة‬
‫السلمية بالدرجة الساسية من دون تعصب من الناس الخرين سواء من الجنسيات غير العربية أو‬
‫من غير المسلمين الععذين يرغبععون فععي العيععش فععي هععذه الجععزر الجميلععة ويقععدمون لهععا الخععدمات‬
‫والمكانيات التي يملكونها‪ .‬والتطرف من قبل الحكم أو من قبل المعارضة خطر للغاية‪ ..‬فل يمكععن‬
‫ان تفتح الباب على مصراعيه وتقدم الجوازات لمن يريععد‪ ..‬ول يمكععن النظععر الععى عمليععة التجنيععس‬
‫على أنها تستهدف تغيير الخارطة الديمغرافية أو المذهبية‪ ،‬من دون أساس موضوعي يجعد معبرراته‬
‫في سلوك السلطة نفسها‪ ..‬فنحن ندرك ان العالم كله يندمج بعضه مع بعض‪ ..‬ومععن يجلععب عمالععة‬
‫أجنبية للعمل في بيته أو مؤسسته أو مصانعه أو ما شابه ذلك فعليه ان يتوقععع مععن ذلععك العامععل أو‬
‫المستخدم ان يطالب بالجنسية فععي مسععتقبل اليعام‪ ..‬ول يمكننعا ان نسعور بلدنععا فعي ععالم يععزداد‬
‫انفتاحا بعضه علعى بععض‪ ..‬لكننعا نقعول إن معن الضعروري وضعع ضعوابط لعمليعة التجنيعس‪ ..‬ومعن‬
‫الضروري البتعاد عن تسييس العملية‪ .‬واذا كعانت هنعاك حعالت كعثيرة صعحيحة وصعائبة فعي ملعف‬
‫التجنيس فهناك أيضا حالت خاطئة وضارة في هذا الملف‪ ..‬لم يلتفععت إليهععا المسععئولون أو مررهععا‬
‫البعض لسباب عديدة‪ .‬ول يمكن تفسير ازدواجية الجنسية مع بعض القبععائل العربيععة الععتي هععاجرت‬
‫الى الجزيرة العربية واستقرت وصارت لديها مصالح مادية ولععم تعععد فععي حاجععة الععى جنسععية البلععد‬
‫الصلي لها‪ ..‬ل يمكن تفسير ذلك بترديععد مععا قععاله المسععئول الحكععومي بععأن هعؤلء كععانوا مععواطنين‬
‫وأرادوا استعادة جنسيتهم‪ ..‬ففتح مثل هذا الملف لمن غادر البحرين الى دول الجوار‪ ،‬سيفتح الكثير‬
‫من الشكاليات مع الدول الشقيقة والمجاورة‪ ..‬ونحن في غنى عنها في هذا الوقت‪..‬‬

‫وإذا كان الموضوع مهما لدى الحكم الى هذه الدرجة للبرهنعة علععى الهتمععام بالوحعدة الخليجيععة‪..‬‬
‫فإننا نؤيد فتح الملف برمته في القمة القادمة لدول مجلس التعاون الخليجي‪ ..‬فنحن مععع المواطنععة‬
‫الخليجية‪ ..‬وسيكون البحرينيون أول المستفيدين من هذا الملععف حيععث سععتفتح لهععم أبععواب العمععل‬
‫والستثمار والتملك في كافة دول الخليج‪ ..‬وهم محرومون من هذه المتيازات في الوقت الحاضر‪..‬‬
‫بينما الخطوة التي أقدم عليها الحكم ستلقي على الدولة مسئوليات كبيرة عع في حالة مجيء هعؤلء‬
‫الخوة الى البلد عع سواء من حيث السكن أو العمل أو التعليم أو غيره‪ ..‬وإل فإننا معععذورون عنععدما‬
‫‪90‬‬
‫‪91‬‬
‫تقول بأن هذا التجنيس قد تم لسباب سياسية‪ .‬واذا كنا نريد ان نتعلم من الغرب العديمقراطي فعي‬
‫مسائل التجنيس‪ ،‬فهناك الكثير من الضوابط التي تضعها الحكومات الغربية‪ ،‬فلبد لطالبي اللجوء عع‬
‫قبل طالب الجنسية عع ان يتعلم لغععة البلد‪ ..‬أو لبععد ان تكععون لععديه امكانيععات ماليععة لععدعم اقتصععاد‬
‫البلد‪ ،‬أو لععديه امكانيععات علميععة تسععتفيد منهععا البلد‪ ..‬أي انهععم يناقشععون الجععدوى القتصععادية‬
‫والجتماعية من وراء طالب الجنسعية‪ ..‬وعنعدما يتععم تجنيسععه يبقععى ععدة سععنوات قبعل ان يمعارس‬
‫حقوقه السياسية‪ ..‬وخلل تلععك الفععترة يمكنععه ان يمععارس دوره فععي الحيععاة السياسععية سععواء عععبر‬
‫الحزاب القائمة أو البلديات أو النقابات أو مؤسسات المجتمع المععدني‪ .‬فهععل سععارت المععور عنععدنا‬
‫كما سارت لدى أعرق البلدان الديمقراطية في الغرب؟‬

‫***‬

‫وإذا كنا نطالب بفتح منطقة الخليج برمتها أمام العمالة العربية والكفععاءات العربيععة قبععل الجنبيععة‬
‫حرصا على مستقبل هويتنا القومية من دون تعصب ومععن دون انغلق علععى الخععر‪ ..‬فتجععب دراسععة‬
‫تجنيس الكفاءات العلمية من مختلف البلدان لتنهض منطقتنععا‪ .‬لكيل يكععون التجنيععس مصععدر إنهععاك‬
‫لوضاعنا القتصادية أو يسععبب العجععز لععدى الدولععة عععن تلبيععة احتياجععات المععواطن فععي السععكن أو‬
‫الخدمات الصحية أو التعليمية أو التخفيف من البطالة المحلية‪ ..‬لذا وأمام النقاش المتواصععل حععول‬
‫التجنيس لبد من رسم استراتيجية متكاملة لهذه القضية الخطيرة‪ ،‬والدخول في حوارات مستمرة‪،‬‬
‫ليس الهدف منها إسكات أصوات المعارضة أو تكععذيب مععا تقععوله علععى غععرار "صععرح مسععئول فععي‬
‫الدولة"‪ ،‬ليعرف الجميع السس التي ترتكز عليها‪ ،‬ليس فقط عملية التجنيععس وإنمععا سععائر القضععايا‬
‫الكبرى التي تحتاج الى معالجة جادة من قبل الجميع وبتعاون الجميع‪.‬‬

‫‪ |26-07-2003‬منتدى الدير‬

‫‪91‬‬
‫‪92‬‬
‫بل خلط للوراق‪ ...‬ل أحد ضد التجنيس بالقانون‬

‫الكاتب ‪ :‬سيد ضياء الموسوي‬

‫لقد أصبحت عملية خلط الوراق بالنسععبة إلععى قضععية التجنيععس مسععألة واضععحة وظععاهرة للعيععان‬
‫وبدأت تتكاثر كتابات "تحت الطلب" في هذه المسألة‪ ،‬ولكن ما يهون الخطب أن الععرأي العععام بععدأ‬
‫يتشكل إلى قناعة تامة بأنه مع التجنيس بالقعانون وضععد التجنيععس السياسععي‪ ،‬وهعذه نقطعة مضععيئة‬
‫تحسب للمعارضة‪ ،‬بتوثيقها وعقلنيتها وحرصها الدائم على الوحدة الوطنيععة‪ .‬والشععيء الجمععل أنهععا‬
‫هذه المرة خطفت المبادرة وراحت عبر قفزة علمية توثيقية أن تضع الجميععع فععي موقععع رد الفعععل‬
‫لما كسبته من صدقية في الطرح والتوثيق ولغة الرقام‪.‬‬
‫الكرة الخعرى العتي ألقتهععا المعارضعة فعي شععباك المشعككين‪ ،‬أو بعالحرى معن أرادوا أن يكونعوا‬
‫مشككين هو ابتعادها عن النشاء وخطابات اليوتوبيا والسكر بزبععد البحععر الععذي أصععبح سععمة بععارزة‬
‫لكتابات متنوعة ذهبت جفاء فلم تمكث في الرض ولم تنفع الناس‪ ،‬إذ أصبحت محل سخرية بعد أن‬
‫كانت زمنا تلعب بعقول وعواطف الناس‪ .‬ل أحععد يسععتطيع أن يزايععد علععى حععب مجتمعنععا البحرينععي‬
‫لفلسطين فيكفي الشعب البحريني أنه قدم شعهيدا معن أجعل فلسعطين وشععبها "والبعذل بعالنفس‬
‫أغلى غاية الجود"‪ ...‬ولقد شهد للشعب البحريني بموقفه الصارم تجععاه مقاطعععة البضععائع الميركيععة‬
‫وغيرها وسجل أفضل موقف ضد الحرب العدوانية على العراق‪ ،‬وكل إخواننا العععرب ومععن عاشععروا‬
‫هذا الشعب شهدوا له بالكرم والخلق‪ ،‬غاية المععر أن المطالبععة بالقععانون مسععألة ل يفععاوض عليهععا‬
‫حتى ولو اتهم الشعب ع من قبل أي مثقف منتفع هنا أو هناك ع بالسرائيلية‪ .‬فليس غريبععا أن يخععرج‬
‫عليك غدا أي مثقف تكور كرشه بالتملق وبالتمسح بعأي خطععأ لن يقععف ضععد النععاس ليقععول‪ :‬هععؤلء‬
‫إسرائيليون لنهم طالبوا بتطبيق القانون عند منح الجنسية‪.‬‬
‫وغدا سيخرج عليك من يقول لك‪ :‬اخرج من منزلك واعطععه لي شععخص وإل فععأنت لسععت بكريععم‬
‫وإن ذلك يتناقض والكرم "العذاري" الذي عرف به الشعب البحريني‪.‬‬
‫هناك مقولة لزعيم فلسطيني ستبقى وساما للجميع‪ ،‬قالها ذات يوم في وجه الحتلل‪" :‬فلسطين‬
‫ليست أرضا بل شعب لتحتضن شعبا بل أرض"‪.‬‬
‫ونحن البحرينيين نحمل أفضل المتنان لكل عربي مخلص خدم هذه الرض ول يوجد أحععد منععا لععم‬
‫يدرس على يد عربي ممن خعدموا البحريعن‪ ،‬هعذه مسعألة واضعحة‪ .‬إن تجنيعس مثعل هعؤلء يضعيف‬
‫حضارة إلى البحرين مادام بالقانون وكلهم محل ترحيب‪ .‬حقيقة‪ ،‬الجميع يغبط المعارضة هذه المرة‬
‫فهي بحق قلبت كل الموازين وما ردود فعل الكتابات ‪ -‬التي خرجت مععن ثلجععة التهامععات المثلجععة‬
‫فتحولت من ‪ 500‬في المئة من درجة الحعرارة بعععد أن كعانت ‪ 500‬تحعت الصعفر ‪ -‬إل دليل واضعحا‬
‫على أن الندوة جاءت بشيء استثنائي لوعي رقمي تععوثيقي‪ ،‬وهععذا دليععل علععى نجععاح لغععة الرقععام‪.‬‬
‫والسر في الحضور الجماهيري المتنوع ليس من أجل إنشاء هنا أو هناك وإنما لكععون الدعايععة الععتي‬
‫قدمت على أن هناك لغة أرقام وتوثيقععا والععذي بحععق اسععتطاع أن يحععرك الرض مععن تحععت الملععف‬
‫ويحرج الجميع‪.‬‬
‫طبعا‪ ،‬ستكون هناك ردود فعل متواضعة‪ ،‬إنشائية‪ ،‬خطابية تطالب المعارضة بإثبات البراءة وحسن‬
‫النية والوضوء قبععل الشععروع فععي طعرق هعذا الملعف‪ ،‬و‪ ...‬ولكعن كعل ذلعك يعذهب هبعاء منثعورا إن‬
‫تمسكت القوى السياسية بلغة التوثيق والرقام لنها لغة العصر والمنظمات الدولية‪ .‬اليوم‪ ،‬لو جئت‬
‫إليها بأطنان من السباب والتشكيكات فإنها تععذوب جميعععا أمععام وثيقععة علميععة واحععدة بحجععم جسععد‬
‫النملة‪ .‬المؤسسات العالمية اليوم ل تبحث عن مطبلين أو عن كروش أو عن الكععاتب الفلنععي مععاذا‬
‫حلل وعن ذاك ماذا قال‪ .‬هي تسألك ماذا تمتلك من مواثيق؟ اليوم قععد تقلععب الطاولععة علععى دعععاة‬
‫‪92‬‬
‫‪93‬‬
‫الحرب على العراق ولو بعد زمن إذا أثبت أن ل برنامج نوويا في العراق‪ ...‬الدعاءات كععثيرة والكععل‬
‫حلل وناقش وشتم ولكن في نهاية المطاف بعد انتهاء السراب وذهاب مفعول كل القنابل الدخانية‪،‬‬
‫الناس والمجتمع تسأل عن علمية ما طرح وصدقيته‪ .‬قال رجل من المعارضة‪" :‬الندوة كشفت عععن‬
‫كم من المعلومات"‪ ،‬لذلك الجميع يدعو إلى حل عاجل لهذا الملف بعيدا عن النشععاء والبكععاء علععى‬
‫تبرعات فلسطين‪ ،‬فكل ذلك لن يزيد في المعارضة خردلة‪.‬‬
‫صحيفة الوسط| ‪2003-7-27‬‬

‫‪93‬‬
‫‪94‬‬
‫بل مغالطات‪ ...‬التجنيس بالقانون ليس محل خلف‬

‫الكاتب ‪ :‬سيد ضياء الموسوي‬

‫بعد أن كتبت الموضوعين السابقين عععن التجنيععس فععي البحريععن تلقيععت اتصععال مععن أحععد إخواننععا‬
‫العرب قال لي فيه معاتبا‪ :‬هل أنتم تعارضون التجنيس في البحرين؟ قلعت لعه‪ :‬يعا سعيدي الفاضعل‪،‬‬
‫هناك إجماع وطنععي ومععن كل الطعائفتين علعى أن التجنيعس بالقعانون ل يختلعف عليعه أحعد‪ ،‬أمعا أي‬
‫تجنيس آخر فهو محل مساءلة ونقد من الجميع‪ ،‬هذا كلم واضح ودقيق ولن يقبععل أحععد أي تجنيععس‬
‫تم بل قانون‪.‬‬
‫قال‪ :‬هناك من يقول إن المعارضة والمجتمع البحريني يرفضان حتى مععن جنسععوا بالقععانون‪ .‬قلععت‬
‫له‪ :‬المجتمع والجمعيات السياسية ليست مسئولة عن أية عملية تشويه يراد بها اللتفاف علععى هععذا‬
‫الملف بعد التوثيق الذي تم‪ ...‬كلم المعارضة واضح وبياناتهععا نقلتهععا وسععائل العلم وهععي موجععودة‬
‫على النترنت وكلمها ل يحتمل أي تأويل وهي ليسععت مسععئولة ععن أي مقععال أو ردود فعععل معلبععة‬
‫وجاهزة تحت الطلب تتلقف القضايا الوطنية والتي هي محل إجماع وطني لتصطادها أو تحاول بععدل‬
‫من التركيز على جوهر المشكلة اللهاث وراء الجزئيات والتوافه‪.‬‬
‫‪ -‬ألست تقبل بالقانون؟‬
‫‪ -‬نعم‪.‬‬
‫‪ -‬إذن‪ ،‬ماذا يضيرك أن لو تمت أية مساءلة وملحقة لي تجنيس لم يتم بالقانون؟‬
‫إذا كان هناك احترام للقانون ونحن في بلد القانون والمؤسسعات وهنعاك قضعايا وهنعاك محعامون‬
‫وهناك وثائق‪ ،‬فما الضير من الحتكام إلى القانون بدل من التلهي بالنوايا‪ .‬وليععس دور الجمعيععات أو‬
‫المعارضة إثبات النية‪ ،‬فالمعارضة في كل دولنا العربية يقابل نقدها بطريقة "عنزة وإن طارت"؟!‬
‫ل أحد يستطيع أن يزايد على المعارضة بأطيافها‪ ،‬ول أحد يسععتطيع أن يشععكك فععي إخلصععها لهععذا‬
‫الوطن‪ ،‬فمنهم من تشرد ومنهم من تغرب غربة تربو على الثلثين عاما‪ ،‬كل ذلك معن أجعل ترسععيخ‬
‫القانون ومن أجل الحصول على مكاسععب وطنيععة لهععذا الشعععب‪ .‬كمععا تحملععوا التشععهير والمعتقلت‬
‫وضنك الحياة في سبيل الوصول إلى وفاق ووئام وطنععي‪ ...‬دعمععوا مشععروع الصععلح‪ ،‬صععوتوا علععى‬
‫الميثاق‪ ،‬دفعوا الغالي والثمين‪ ،‬من أعمارهم‪ ،‬من أجسادهم‪ ،‬من صععحتهم فععي سععبيل هععذا الععوطن‪.‬‬
‫بعضهم مات في الغربة بعد سنين من الترحال؟! وكان أحدهم وهو إبراهيم المادح كتب في وصععيته‬
‫قبل رحيله إلى الغرب عن البحرين ونصرة حقوق المجتمع‪ ...‬هل بعد كل ذلك يأتي كععل يععوم كععاتب‬
‫أو وزير ليشكك في حبهم لهذه الرض؟‬

‫المعارضة واضحة وها هي تطالب بالحوار والمناظرة العلنية‪ .‬كنت أتمنى على المستشار القانوني‬
‫"بن علي" لو أنه قام بمناظرة مع المعارضععة‪ ،‬منععاظرة تلفزيونيععة بوجععود محععامين‪ ،‬ليععرى المجتمععع‬
‫الرأي والرأي الخر‪ .‬فماذا يضير شئون الهجرة والجوازات لو أنها عقدت مناظرة تلفزيونية مباشععرة‬
‫مع أصحاب الوجهة الخرى ليعرف المجتمع أين رسخ القانون؟ ومع من الحقيقة؟ فالمعارضة ليععس‬
‫عندها ما تخفيه وهي على استعداد لن تطععرح مععا عنععدها مععن قضععايا رصععدتها‪ ،‬ويكععون هنععاك حععوار‬
‫مباشر مع المجتمع البحريني بدل من محاكمة النيات وإلقاء التهم العائمة المطاطية والتي تكلست‪،‬‬
‫إذ إن المجتمع مل من سماعها وتكرارها‪ .‬فمنذ ‪ 33‬عاما والتهم ذاتها تتكرر في كعل قضعية‪ ،‬صعغيرة‬
‫كانت أو كبيرة‪ .‬طالب المجتمع بالديمقراطية قبل سنين فبععدأ التهععام القععديم الجديععد‪ :‬هععذه ليسععت‬
‫وطنية وهذه مطالب غير وطنية؟! طالب المجتمع بحرية الصععحافة فععاتهم بععالتخريب والنيععة السععيئة‬
‫للوطن كما أصبح بمقدور مجنس "سنة أولى ممععن تجنسععوا بطريقععة غيععر قانونيععة" أن يزايععد علععى‬
‫‪94‬‬
‫‪95‬‬
‫رموز المعارضة في الوطنية بل يطلعع علينعا البععض فعي كعل صعباح يطعالب رمعوز المعارضعة معن‬
‫إسلميين ووطنيين ‪ -‬بعد كل هذا العمر المديد من العطاء الوطني ‪ -‬بإثبات النية ليصبح المواطنععون‬
‫الصليون في قفص التهام‪ ،‬يطلب منهم كل صباح في الصععحافة وفععي غيرهععا أن يوزعععوا شععهادات‬
‫إبراء الذمة وأوراق حسن السير والسلوك أمام بعض ممن جاءوا للتو إلى البحرين! وهععي مهزلععة ل‬
‫يمكن أن تقبل‪ ،‬وأسلوب قديم‪.‬‬

‫وخيرا فعلت المعارضة عندما راحت تتكلم بلغة بالتوثيق والرقام‪ ،‬إذ يجععب أل تنشععغل بأيععة قنبلععة‬
‫دخانية‪ ،‬فالصراخ والعويل "الوطني" والبكاء على "المصلحة" ما عععاد يجععدي‪ .‬هنععاك ملفععات وطنيععة‬
‫واضحة ودقيقة‪ ،‬فصولها واضحة‪ ،‬مطالبها واضحة تطالب بتطبيق القانون‪.‬‬

‫في ختام اللقاء قلت للخ بعد أن عرفت أنه من أصول أردنية‪ :‬كم بقيت فععي البحريععن؟ قععال‪25 :‬‬
‫عاما‪ .‬قلت له‪ :‬هل حصلت على الجنسية؟ قال‪ :‬نعم‪ .‬قلت له‪ :‬طيلة هععذه العععوام‪ ،‬هععل لمسععت أي‬
‫موقف غير لئق من البحريني تجاهك؟ قال‪ :‬ل‪ .‬قلت له‪ :‬إذا‪ ،‬أظن أنععك عرفععت أن كععل الزمععة هععي‬
‫تجاه من جنس بل قانون‪ ،‬وثانيا‪ :‬لو أراد بحرينيون الذهاب إلى العمل في الردن أو أية دولععة عربيععة‬
‫وطلبوا الجنسية بل قانون هل سيتم تقبلهم؟ تردد ثم قال‪ :‬طبعا ل‪ .‬قلت‪ :‬لماذا؟ قال‪ :‬لن ابن البلععد‬
‫أولى والكل يرفض تجععاوز القععانون‪ .‬قلععت‪ :‬إذا‪ ،‬أل تجععد أن معن الغبععاء السععكوت علععى التجنيععس بل‬
‫قانون‪.‬‬

‫صحيفة الوسط| ‪2003-7-28‬‬

‫‪95‬‬
‫‪96‬‬
‫رسالة الجمعيات الست إلى وكيل وزارة الداخلية‬

‫الكاتب ‪ :‬الجمعيات الست‬


‫قامت الجمعيات الست بإرسال هذه الرسالة إلععى راشععد بععن خليفععة وكيععل وزارة الداخليععة حععول‬
‫عملية التجنيععس السياسععي الععتي تجععري فععي البحريععن وضععمنتها عععدة استفسععارات أغلبهععا ينععاقش‬
‫التناقضات في تصريحات سعادة الوكيل في الصحافة المحلية‪.‬‬

‫‪ 2‬أغسطس ‪2003‬م‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫سععععادة الشيخ راشععد بن خعععلعيفة آل خليفة ‪ ..‬الموقر‬
‫وكيل وزارة الداخلية للجنسية والجوازات والقامة‬

‫تحية طيبة وبعد‪..‬؛‬

‫فلقد حصلت الجمعيات السياسية السععت علععى مزيععد مععن الحقععائق والوثععائق الععتي جععاءت نتيجععة‬
‫الحديث والتواصل مع الشارع البحريني‪ ،‬بكل طبقعاته وأطيععافه‪ ،‬والمععبر ععن حالعة قلععق ومخعاوف‬
‫متزايدة للهداف وراء التجنيس الخارج عععن القععانون والبعيععد عععن المصععلحة الوطنيععة علععى المععدى‬
‫القريب والبعيد‪.‬‬

‫وعلى إثر هذا التعاطي مع موضوع التجنيس خصوصا ً بعد الندوة الجماهيرية‪ ،‬فإن الجمعيات تزمععع‬
‫إقامة فّعالية في الفترة القادمة حول موضوع "التجنيس في البحرين" وما يدور حوله من هععواجس‬
‫دث عن حصول حالت عديدة خارج إطار القانون والمصلحة العليا للوطن‪ ،‬وهي هواجس تتلقى‬ ‫تتح ّ‬
‫ً‬
‫مع عدد من الوثععائق المثبتععة لشععكال معينععة معن "التجنيععس السياسععي"‪ .‬وانسععجاما مععع دعععواتكم‬
‫المتكّررة للشفافية واستقبال السئلة حول هذا الموضوع‪ ،‬وهو ما كنتم تعّبرون عنععه فععي أكععثر مععن‬
‫دم إلععى سعععادتكم بهععذه المجموعععة مععن الستفسععارات والسععئلة علععى أمععل‬‫لقاٍء إعلمي‪ ،‬فإننا نتق ّ‬
‫ت وافية خلل أسبوعين‪ ،‬وذلك للستفادة منها فععي الفعاليععة المععذكورة‪ ،‬واثقيععن‬ ‫الحصول على إجابا ٍ‬
‫بأن تفاعلكم معنا سُيسِهم في إيضاح المسائل الغامضة في هذا الملف‪.‬‬

‫الستفسار الول‪:‬‬
‫في سؤال وجهععه إليكععم النععائب جاسععم عبععد العععال فععي جلسععة مجلععس النععواب بتاريععخ ‪ 17‬مععايو‬
‫‪2003‬مستفسععرا ً عععن أعععداد المجنسععين وجنسععياتهم الصععلية‪ ،‬كععان ردكععم بععأنه يتعععذر تععوفير هععذه‬
‫المعلومة لن الحاسب اللي ل يرصد الجنسععية – أي الجنسععية الصععلية السععابقة – للمتجنععس‪ .‬وقععد‬
‫أكدتم الجواب نفسه في المقابلة المنشورة في جريدة اليام بتاريخ ‪ 18‬يونيععو ‪2003‬م‪ .‬إل إنععه فععي‬
‫المقابلة الصحفية التي أجرتها معكم صحيفة اليععام بتاريععخ ‪ 7‬يوليععو ‪2001‬م ذكرتععم أن لععدى إدارة‬
‫معععنح الجنسععية البحرينيععة‪ -‬وفععق جنسععياتهم الجنبيععة‬ ‫الهجرة والجوازات الحصععائيات الدقيقععة لمععن ُ‬
‫ل يبّين عدد المجنسين وجنسياتهم الصلية‪.‬‬ ‫السابقة‪ -‬وقد ُنشر في العدد ذاته جدو ٌ‬
‫فهل يمكنك توضيح هذه المسألة؟‬

‫‪96‬‬
‫‪97‬‬
‫الستفسار الثاني‪:‬‬
‫طالعتنا الصحافة المحلية في الفترة الماضية تصريحات لكم حول جواز ازدواج الجنسية البحرينيععة‬
‫حسب قانون ‪1963‬م‪ ،‬منها تصريحكم المنشور في صحيفة اليام بتاريععخ ‪ 18‬يونيععو ‪2003‬م وكععذلك‬
‫المنشعور فعي صعحيفة أخبعار الخليعج بتاريعخ ‪ 3‬يوليعو ‪2002‬م‪ .‬غيعر أنكعم وبتاريعخ ‪ 15‬ينعاير ‪2000‬‬
‫صّرحتم في جريدة اليام‪ ،‬وفي أكثر من موضع‪ ،‬بعدم جععواز ازدواج الجنسععية فععي كععل مععن قععانوني‬
‫‪1937‬م و ‪1963‬م كما أكدتم وجوب التخلي عن الجنسية الصلية للحصول على الجنسية البحرينية‪.‬‬
‫برجاء توضيح المر‪.‬‬

‫الستفسار الثالث‪:‬‬
‫أشرتم في مقابلة نشرت لكم في صحيفة اليام بتاريخ ‪ 18‬يونيو ‪ 2003‬م إلى تجنيس بعض أفراد‬
‫القبائل المتمتعين بجنسيات خليجية كونهم من أصول بحرينية‪ ،‬فنرجعو معن سععادتكم توضعيح التعي‬
‫حول هذه المسألة ‪:‬‬
‫متي وكم عدد من تم تجعنعيسعهعم من هذه القبائل وما هي جنسياتهم الصلية؟‬ ‫‌أ‪.‬‬
‫هل هؤلء مشمولون في العداد التي تم العلن عنها في لقععاءكم المنشععور فععي صععحيفة‬ ‫ب‪.‬‬
‫‌‬
‫اليام بتاريخ ‪ 7‬يوليو ‪2001‬م وأيضا ً تلك المنشورة بتاريخ ‪ 18‬يونيو ‪2003‬م؟‬
‫هل هؤلء مقيمون في البحرين وهل تطلب تجنيسهم شرط القامة؟‬ ‫ت‪.‬‬ ‫‌‬
‫هل يتم إدارج هؤلء في القوائم النتخابية وعلى أي أساس يتم توزيع هؤلء في القوائم؟‬ ‫ث‪.‬‬ ‫‌‬
‫هل يوجد توجه لدى الحكومة بتجنيس كععل الععذين تععم تهجيرهععم مععن البحريععن فععي العقععود‬ ‫ج‪.‬‬ ‫‌‬
‫الولى من القرن الماضي وهل لديكم إحصائيات معينة أو تصور أولي حول عددهم ؟‬

‫الستفسار الرابع‪:‬‬
‫في لقائكم المنشور في صحيفة اليام بتاريخ ‪ 7‬يوليععو ‪ ،2001‬كررتععم القععول بععأن منععح الجنسععية‬
‫يدور وفق اعتبارات ثلث‪ :‬قانونية‪ ،‬إنسانية‪ ،‬وعمليععة‪ .‬فنرجععو توضعيح الفعارق بيعن هعذه العتبعارات‪،‬‬
‫ضل بوضع تفصععيل‬ ‫والضوابط والمرجعيات التي تستندون عليها في تقرير الحالت وتصنيفها‪ ،‬مع التف ّ‬
‫منحت الجنسية بحسب هذا التصنيف الثلثي‪.‬‬ ‫زمني مجدول ُيبّين العداد التي ُ‬

‫الستفسار الخامس‪:‬‬
‫تشير بعض الوثائق الموجودة لدينا إلى حصول حالت من التجنيس خارج البلد‪ ،‬لذلك فإننععا نععود ّ‬
‫منكم تقديم معلومات تفصيلية حول أعداد الذين تم تجنيسهم وهم غير مقيمين فععي البحريععن ومععن‬
‫أي البلدان والصول‪.‬‬

‫الستفسار السادس‪:‬‬
‫ما هي إعداد الذين منحوا الجنسية‪-‬مما يسمون ب"البدون" مقارنة مع أولئك الععذين جنسععوا وهععم‬
‫يحملون جنسيات دول أخرى؟‬

‫الستفسار السابع‪:‬‬
‫ذكر المستشار محمعد البعنعععععلي‪ ،‬مععدير الشععئون القانونيععة بععالدارة العامعة للجنسعية والجععوازات‬
‫م تجنيسععهم بشععكل مباشععر بلععغ‬
‫ن تع ّ‬
‫والقامة‪ ،‬في مقابلته التلفزيونية بتاريخ ‪ 22‬يوليو ‪2003‬م أن م ْ‬
‫عددهم ‪ 15832‬منذ سنة ‪1950‬م لغاية ‪ 30‬أبريل ‪2003‬م‪ ،‬بينما صرحتم في صحيفة اليععام بتاريععخ‬
‫م تجنسيهم معن قاععدة التجنيعس الساسعية بلعغ ‪ 16606‬وذلعك منعذ‬ ‫نت ّ‬
‫‪ 18‬يونيو ‪ 2003‬أن عدد م ْ‬
‫‪97‬‬
‫‪98‬‬
‫تاريخ ‪ 1957‬حتى نهاية عام ‪ ،2002‬فكيف تبررون هذه المفارقة؟‬

‫الستفسار الثامن‪:‬‬
‫م‬
‫ن تع ّ‬
‫ذكر المستشععار محمععد البنعلععي فععي مقععابلته التلفزيونيععة آنفععة الععذكر أن العععدد الكلععي لمع ْ‬
‫تجنيسهم منذ العام ‪ 1950‬لغاية ‪ 30‬أبريل ‪ 2003‬م هو ‪ 61585‬فرد‪ ،‬بينما في مقابلتكم المنشععورة‬
‫في صحيفة اليام بتاريخ ‪ 18‬يونيو ‪2003‬م ذكرتم أن عدد من تم تجنيسهم منذ العام ‪1957‬م حععتى‬
‫م تجنيس ما يقارب ‪ 9585‬شععخص منععذ بدايععة سععنة‬ ‫نهاية ‪ 2002‬م هو ‪52‬ألف‪ .‬فهل يعني ذلك أنه ت ّ‬
‫‪ 2003‬حتى ‪ 30‬أبريل ‪ 2003‬؟‬

‫الستفسار التاسع‪:‬‬
‫ذكر المستشار محمد البنععلي في مقابلته التلفزيونية آنفة الذكر أيضًا‪ ،‬أن عدد من تععم تجنيسععهم‬
‫من أصول إيرانية يبلغ ‪ 42677‬وذلك منذ الععام ‪ 1950‬لغايعة ‪ 30‬أبريعل ‪2003‬م‪ ،‬بينمععا كعان الععدد‬
‫حععتى نهايععة مععايو ‪2001‬م‪ ،‬حسععب الجععدول المنشععور بصععحيفة اليععام بتاريععخ ‪ 7‬يوليععو ‪2001‬م هععو‬
‫م منععح ‪ 8‬آلف‬ ‫‪ ،28702‬وقد صرحتم كذلك بتاريععخ ‪ 27‬أبريععل ‪ 2002‬لصععحيفة أخبععار الخليععج أنععه ت ع ّ‬
‫شخص الجنسية البحرينية )معظمهم من البدون( وهناك ‪ 800‬طلب يجري بحثها‪ ،‬وبذلك لعن يتجعاوز‬
‫العدد الكلي للمجنسعين من أصول إيرانية ‪ .37502‬فكيف تبررون الفرق بين الرقمين؟‪.‬‬

‫الستفسار العاشر‪:‬‬
‫أشار المستشععار فععي المقابلععة نفسععها أن مععدة القامععة المسععتمرة خمسععة عشععر سععنة للعربععي‬
‫وخمسة وعشرين سنة للجنبي‪ ،‬ليست شرطا ً للحصععول علععى الجنسعية وإنمعا هععي متطلعب لععذلك‪.‬‬
‫م تجنيسععهم دون مععرور‬‫فنرجو منكم توضيح هذه النقطة من خلل البيان التفصيلي لعععداد الععذين ت ع ّ‬
‫م تقعديمها لمنحهعم الجنسعية معن خلل‬ ‫المدة العتيادية المحددة في القعانون‪ ،‬والعتبععارات الععتي تع ّ‬
‫المراسيم الملكية‪ ،‬مع رجاء توضيح الفترات الزمنية والصول والمهنة؟‬

‫تطبيقا ً لمبدأ الشفافية الذي يعد من مسعتلزمات الديمقراطيعة الحقيقيعة لمعا فيعه مصعلحة وطننعا‬
‫الغالي‪ ،‬تأمل الجمعيات السياسية الموقعة على هذا الخطاب تفضلكم بالتعععاون معهععا ليتععم توضععيح‬
‫المر لعضائها ولبقية أفراد الشعب‪.‬‬

‫هذا وتقبلوا منا فائق الحترام والتقدير‪،،،،‬‬

‫عن‪:‬‬
‫جمعية العمل الوطني الديمقراطي‬ ‫جمعية الوفاق الوطني السلمية‬
‫جمعية التجمع القومي الديمقراطي‬ ‫جمعية العمل السلمي‬
‫السلمي‬ ‫العربي‬ ‫الوسط‬ ‫جمعية‬ ‫جمعية المنبر التقدمي الديمقراطي‬
‫الديمقراطي‬

‫الشيخ علي سلمان‬


‫‪2003 - 8 - 2‬م‬

‫‪98‬‬
‫‪99‬‬
‫أي هذه الدول أولى بالتجنيس؟‬

‫الكاتب ‪ :‬محمد علي رضي‬

‫للجابة عن هذا السؤال لبد أن نعرض لمرين‪ ،‬الول يتعلق بالتجنيس‪ :‬أصععنافه ودوافعععه وغايععاته‪،‬‬
‫والثاني يتعلق بالدولة التي لها أولوية التجنيس‪ ،‬فبالنسبة إلى المععر الول "التجنيععس" فتعريفععه هععو‬
‫منح بلد ما جنسيتها لفراد ليسوا من مواطنيها الطبيعيين وجعلهعم أفعرادا معن المعواطنين يتمتععون‬
‫بجميع حقوقهم‪ ،‬والتجنيس أصناف‪:‬‬

‫‪ -1‬التجنيس الدائم‪ :‬وهو منح جنسية الدولة بصورة دائمة لفراد ليصبحوا مععن مواطنيهععا يتمتعععون‬
‫بجميع حقوقهم بعد أن يتنازلوا عن جنسياتهم السابقة‪ ،‬وهذا النوع من التجنيععس يمنععح عععادة لفععراد‬
‫ولدوا على أرض الدولة من أبوين غريبين ويمنح أيضا لفراد أقاموا في الدولة مععدة تكفععي لمنحهععم‬
‫جنسيتها‪.‬‬

‫‪ -2‬التجنيس المؤقت‪ :‬ومعناه منح الدولة جنسيتها لفراد بصورة مؤقتة‪ ،‬كأن تمنحهععا لفععراد حلععت‬
‫بهم أزمات شديدة في بلدانهم ولهم علقة حميمة مع أهل هذه الدولعة فتمنحهععم جنسععيتها ليعيشععوا‬
‫فيهععا متمتعيععن بجميععع حقععوق مواطنيهععا حععتى إذا انتهععت أزمععاتهم تخلععوا عععن جنسععية البلععد الععتي‬
‫استضافتهم وعادوا إلى بلدانهم‪.‬‬

‫‪ -3‬التجنيس المزدوج‪ :‬ومعنعاه منعح الجنسعية لفعراد معع احتفعاظهم بجنسعياتهم السعابقة‪ ،‬وععادة‬
‫تمنحه الدولة إما لهل الكفاءات والتخصصات النادرة التي تحتاج إليها‪ ،‬وإما لفراد لهم أفضال عليها‬
‫ومكافأة لهم تمنحهم جنسيتها مع احتفاظهم بجنسياتهم السابقة‪.‬‬

‫وبالنسبة إلى المر الثاني المتعلق بالدولة التي لها أولوية التجنيس فلبد أن نركز على أمعور منهعا‬
‫أن المجنسععين سيشععاركون المععواطنين الصععليين فععي جميععع متطلبععات الحيععاة الضععرورية كالعمععل‬
‫والسكن والرعاية الصحية والعلج والتعليم والكهرباء والمن والمواصلت والتصالت والماء والغذاء‬
‫والدواء‪ .‬والمتطلبات غير الضععرورية كأمععاكن الععترفيه مثععل الحععدائق والمتنزهععات وأمععاكن الرياضععة‬
‫كالندية والملعب‪ ،‬وهناك أمور أخرى ل يتسع المقال لذكرها‪.‬‬

‫وهذه المور يجب على الدولة توفيرها بحسب إمكاناتها أول لمواطنيها الصعليين‪ ،‬وإذا تبقعى لعديها‬
‫فائض من مال أو إمكانات أخرى تساعد به الخريععن مثلهعا مثععل رب السععرة هععو مسععئول بالدرجععة‬
‫الولى عن أفراد أسرته وبعدهم أقاربه وبعدهم الغرباء‪ ،‬ول يصح أن يتعدى أفراد أسرته إلى غيرهععم‬
‫في الرعاية والنفقة إل إذا كان لديه فائض من المال والمكانات الخرى‪ ،‬وهذا مععا يحكععم بععه الععدين‬
‫والعقل والقانون في الية الكريمة في جواب الله العظيم لرسوله الكريم لما سئل عن النفاق فععي‬
‫سبيل الله "ويسألونك ماذا ينفقون قل العفو" "البقرة ‪ ،"219‬ومعنى العفو كمععا جععاء فععي التفسععير‬
‫هو الزائد عن حاجات العيال‪ ،‬وكذلك ل يصح أن تقدم دولة العطايا السخية إلى غير مواطنيها وتترك‬
‫المواطنين في حاجة أو تضم أفععرادا ليسععت فععي حاجععة إليهععم إلععى مواطنيهععا وتععوفر لهععم العمععال‬
‫والخدمات في أفضل مستوى وتحرم مواطنيها أو بعضهم منها كما هو حاصل في بعض الععدول عععن‬
‫طريق التجنيس‪ .‬أما لو كانت الدولة غنية وإمكاناتها من الرض والموارد عالية فإنه من الممكن بعد‬
‫أن تغطي جميع متطلبات مواطنيها أن تساعد الخرين وهم في بلدانهم أو تستقدمهم للعمل فيها أو‬
‫‪99‬‬
‫‪10‬‬
‫تضمهم إليها عن طريق التجنيس بشرط أل يؤثر ذلك على المعيشة والخدمات التي تقععدمها الدولععة‬
‫‪0‬‬ ‫إلى مواطنيها‪.‬‬

‫‪11-8-2003‬‬

‫‪10‬‬
‫‪0‬‬
‫‪10‬‬
‫حتى ل تختلط الوراق وتضيع القضية الساسية‬
‫‪1‬‬
‫الكاتب ‪ :‬مراقب‬

‫بعد الفيلم الوثائقي الذي تقدمت به الجمعيععات السياسععية السععت فععي النعععدوة الجماهيريععة حععول‬
‫التجنيس السياسي‪ ،‬وما أثاره مععن إشععكالية حععول ازدواجيععة الجنسععية للخعععوة السععععوديين العععذين‬
‫ينتمون إلى قبيلة الدواسر‪ ،‬كان هنععاك تخععوف مععن ان يسعععى البعععض إلععى حععرف المسععار‪ ،‬ويقععدم‬
‫الصورة وكأنها استرجاع لتاريخ من الصعراع بععين بعععض القبعائل العععربية العتي وقفعت إلعى جعانب‬
‫السعرة الحاكمعة‪ ،‬فعي مواجهعة الفلحيعن الشعيعة معن أبنعاء البلد فعي القعرن الماضعي‪ ،‬ممعا دفعع‬
‫البريطانيين إلى طرد قبيلععة الدواسعر إلععى المملكعة العربيععة السعععودية‪ ...‬أو تلععك الصعراعات الععتي‬
‫شهدها القرن التاسعع ععشر عنعدما اضطر الكعثير من أبنعاء البعحرين إلى الهعععجرة إلععى السواحعععل‬
‫الخلعيجية الععربية والفعارسية هربا ً من الضطهاد‪.‬‬

‫يمكن مشاهدة هذه الوضعية القبلية في العديد من مناطق الخليج‪ ،‬حيععث الصععراعات القبليععة فععي‬
‫فترة ما قبل النفط‪ ،‬واستمرت الهجرات والهجرات المعاكسة من وإلى هذه وتلك مععن المنععاطق ‪..‬‬
‫وعندما بدأت تباشير النفط واسععتعر الصععراع بيععن الحتكععارات النفطيعة المريكيععة والبريطانيععة فععي‬
‫الخمسينات من القرن المنصرم‪..‬اعتمد المريكان في نزاع المملكة السعودية مع البريطانيين علععى‬
‫واحات البريمي )وسائر المناطق المتاخمة للحدود العمانية والمععارات حالي عًا( علععى ولءات القبععائل‬
‫في المناطق الحدودية‪ ...‬إل ان المور قد استقرت اكثر فاكثر مع التوطين لبناء القبائل فعي غالبيعة‬
‫هذه البلدان خاصة بعد الستقللت السياسية‪ ،‬وبات من الضروري لكل دولة تحديد السععاكنين فيهععا‬
‫بحيث يتم الستقرار الجتماعي وتعرف كل دولة مواطنيها‪ ..‬وتوزع النععاس علععى أسععاس مصععالحهم‬
‫والمكان الذي وجدوا ان من الفضل لهم البقاء فيه‪ ..‬وهكععذا وجععدنا ان هنععاك مععواطنين مععن عائلععة‬
‫المسلم في قطر وآخرين في البحرين‪ ..‬وهناك منانعععة فععي البحريععن وآخريععن فععي قطععر ‪ ..‬وهنععاك‬
‫الجشي والدوسري والزامل والقصيبي والنعيمي في المملكة السعودية كما نرى مواطنين بحرينيين‬
‫من الجشي والزامل والنعيمي والدوسري في البحرين ‪ ..‬وكذلك في المارات والكويت ‪..‬‬

‫بل يمكن القول بأنك تستطيع ان ترى بعض المواطنين في بلدان عربية ينتمون إلى قبععائل عربيععة‬
‫من اليمن أو سوريا أو العراق والبحرين والمملكة دون ان يتحدثوا حالي عا ً عععن حقهععم )لن أجععدادهم‬
‫كانوا في البحرين أو القطيف أو اليمن ‪ ..‬الخ( في جنسية بلدان عربية أخرى‪..‬‬

‫إل ان الحكم في البحرين الذي يفترض انه قد خطى خطوات كبيرة إلععى المععام فععي إقامععة دولععة‬
‫القانون والمؤسسات والمجتمع المدني وانتقل من الولءات القبلية إلى الولءات الوطنيععة‪ ،‬وخاصععة‬
‫بعد الصلحات السياسية الكبيرة التي قام بها جللة الملك ‪ ...‬يعود مرة أخععرى إلعى نبععش الماضععي‬
‫في مسالة الخوة الدواسر وقد ينبش مسالة قبائل أخرى ناصرت السرة الحاكمة في حروبها خلل‬
‫القرنين المنصرمين ‪ ..‬لكن البناء الحاليين ل علقة لهم بالحروب الععتي خاضععها أجععدادهم أو آبععاؤهم‬
‫ضد هذه السرة الحاكمة أو تلك‪ ..‬مما يضع بلدنا على سكة خطرة للغاية ‪ ..‬ويصعد الصراع القبلععي‬
‫والمذهبي بطريقة ل تخدم الوحدة الوطنية ول تخدم النظععرة القوميععة الوحدويععة الععتي يتمسععك بهععا‬
‫شعب البحرين‪ ..‬وتتمسك بها كل الجمعيات السياسية التي رفعت مسالة التجنيس السياسي لبععراز‬
‫المسارات الخاطئة والخطرة التي يسير عليها النظام‪ ،‬سواء في تجنيس اخوة عرب لنععا نعععتز بهععم‪،‬‬
‫كالسوريين واليمنين والردنيين‪ ،‬لكننا نرى عدم أحقيتهم في الجنسية البحرينية‪ ،‬أو أخوة عععرب مععن‬
‫‪10‬‬
‫‪1‬‬
‫‪10‬‬
‫الخليج بدعوى ازدواجية الجنسية‪ ،‬وهععو قععرار يجععب ان يتخععذ خليجيعا ً ليعععم نفعععه‪ ،‬علععى كععل شعععب‬
‫‪2‬‬
‫المنطقة وأولهم شعب البحرين‪ ،‬بدل ً من اقتصاره على البحريععن وإلحععاق الضععرر بالوحععدة الوطنيععة‬
‫والمصالح المعيشية للمواطنين‪.‬‬

‫وبالمس )‪ 1‬سبتمبر ‪ (2003‬طالعتنا الصحف المحلية عن لقاء شيخ الدواسر مع ملك البلد يقععدم‬
‫فيها وثيقة ولء القبيلة بأكملها إلى الملك‪ ...‬وقبل ذلك بيانات صدرت عن نائب شيخ الدواسععر يعلععن‬
‫فيها بأن قبيلة الدواسر قبيلة بحرينية وانها متمسكة بحقها في البحرين ‪ ...‬وإنها ترفض كل القاويل‬
‫المضادة لهذه المسالة‪...‬‬

‫ذلك مؤسف للغاية ان نعود إلى الولءات القبلية‪ ...‬والى شيخ يتحدث باسم القبيلة بأكملها‪ ،‬ونععرى‬
‫الحكم والصحافة والمسؤولين يشجعون مثل هذه الظواهر ول يبينون الجوانب القانونية في مسععالة‬
‫التجنس الراهنة لدول الخليج وبالتالي يخلقون إشكاليات كبيرة لقوى المجتمع ويدفعون البعض إلى‬
‫التشنج القبلي أو المذهبي أو الحتقان القطري الضيق‪ ..‬بل ويثيرون المواطنين على بعضهم البعض‬
‫بافتعال مثل هذه المعارك الوهمية التي تريد حرف الصراع عن مجراه الصحيح‪.‬‬

‫نقول في هذا الصدد‬


‫كل من سكن البحرين خلل السنوات الخمسين الماضية التي وضعت فيها قوانين الجنسععية ‪ ..‬ثععم‬
‫طبقت على العديد من الخوة العرب الذين أقاموا في البحرين أو غير العرب الذين أقاموا سععنوات‬
‫طويلة يستحقون بموجبها الجنسية البحرينية فهم مواطنون‪ ،‬ل يشكك احد فععي حقععوقهم وواجبععاتهم‬
‫حيال هذا الوطن‪..‬وهم متساوون مع إخوانهم المواطنين في الحقوق والواجبات‪.‬‬
‫ومن ارتضى ان يكون قطريا ً فهو قطري‬
‫ومن ارتضى ان يكون سعوديا ً فهو سعودي‬
‫ومن ارتضى ان يكون إماراتيا فهو إمارتي‬
‫ومن هاجر وارتضى الجنسية المريكية فهو أمريكي‬
‫الخ من وقائع ل تعد ول تحصى لمععا نععراه فععي عععالم يتععداخل ويتقععارب دون ان يتنععاحر مععع بعضععه‬
‫البعض‪ ..‬كما يحاول البعض في البحرين!!‬

‫وبالتالي ل يمكن القول بأن قبيلة بأكملها هي قبيلععة بحرينيععة سععواء الخععوة الدواسععر أو النعيععم أو‬
‫المسلم أو المنانعة أو البوكوارة أو غيرهم ‪ ...‬وإذا سقطنا في هذه السفسطة فسيقول البعض بععأن‬
‫هناك وادي في المملكة اسمه وادي الدواسر‪ ..‬وان البسام هععم عائلععة فععي القصععيم ‪ ...‬وأن ‪..‬وأن‪..‬‬
‫مما سيضعنا في متاهات ل تليق بالحكم الععذي يريععد توصععيلنا إلععى المملكععة الدسععتورية علععى غععرار‬
‫الديمقراطية العريقة أو بالحركة السياسية أو بعععض أطرافهععا ان تقععع فيهععا‪ ..‬ومعن مصععلحة النظعام‬
‫تحكيم المصلحة الوطنية والقومية )القليميععة‪ ،‬مجلععس التعععاون الخليجععي( بحيععث ل نفتعععل معععارك‬
‫جانبية أمام التحديات الكبيرة التي تواجه المنطقة وتواجه المة العربية برمتها‪.‬‬

‫اننا نعتز بكل الخوة البحرينيين الدواسر في البحرين وهم مواطنون ل يمكن لحد ان يععزاود علععى‬
‫وطنيتهم‪ ،‬عمل الكثير منهم وسععط الحركععة الوطنيععة الديمقراطيععة وقععدموا التضععحيات كبقيععة أبنععاء‬
‫شعبهم‪ ..‬ونعتز أيضا بالخوة الدواسر في المملكة العربية السعودية وهم اخوة أعزاء لنا في السراء‬
‫والضراء وسط الظروف الصعبة التي تمر بها المملكععة العربيععة مععن جععراء التهديععدات والمععؤامرات‬
‫المريكية علي هذه الدولة ‪ ..‬وبالتالي ‪ ...‬لم نكن نريد ان يكونوا ورقة في يععد الحكععم فععي البحريععن‬
‫‪10‬‬
‫‪2‬‬
‫‪10‬‬
‫ليلعب بها ضد شعبه )بمن فيهم الخوة المواطنين الدواسععر البحرينييععن( فععي المسععالة الطائفيععة أو‬
‫‪3‬‬ ‫مسالة النتخابات البلدية أو النيابية‪..‬‬

‫حكموا العقل يا سععادة واطععووا صععفحة ازدواجيععة الجنسععية‪ ...‬ودعععوا النععاس تعيععش فععي أوطانهععا‬
‫مستقرة‪.‬‬

‫مجلة الديمقراطي‬
‫‪3/9/2003‬‬

‫‪10‬‬
‫‪3‬‬
‫‪10‬‬
‫التجنيس والستلحاق في تجربة الدولة العربية‬
‫‪4‬‬
‫الكاتب ‪ :‬السيد كامل الهاشمي‬

‫هناك طرفة معاصرة جدا ً ذات دللت معبرة تقول أنه في أثناء الحرب النجلوأمريكية ضد العراق‬
‫قال جندي بريطاني لمثيله المريكي‪ :‬نحن إنما قاتلنا في العراق لجل الشرف وأنتم إنما قاتلتم من‬
‫أجل الموال‪ ،‬فلم يكن من المريكي إل أن أجابه بالقول‪ :‬صحيح ما تقوله‪ ،‬لن كل واحد إنما يبحععث‬
‫عما ينقصه‪.‬‬

‫قد يناسب إيراد هذه الطرفة لتفهم البواعث التي تقف وراء موقف كل طرف من الطععراف فععي‬
‫مجتمعنععا تجععاه معضععلة "التجنيععس"‪ ،‬فالقضععية الععتي أثيععرت فععي وسععائل العلم والمنععابر الشعععبية‬
‫وأضحت مثار جدل واسع بين قوى شعبية ذات طابع جماهيري محض ليععس لععه نصععيب مععن شععؤون‬
‫الحكم والسلطة‪ ،‬وبين قوى متنفععذة فععي السععلطة‪ ،‬أو منتفعععة ومرتبطععة بهععا تمععام الرتبععاط بحيععث‬
‫أضحت مصالح السلطة السياسية مصالحها‪ ،‬وما يضععير السعلطة يضعيرها‪ ...‬أقعول أن القضععية العتي‬
‫أضحت مثار جدل بين هذه الطراف يعتمععد الموقععف تجاههععا بشععكل طععبيعي ومتوقععع علععى طبيعععة‬
‫المصالح والمفاسد التي يراها كل طرف من الطراف في عملية التجنيعس ومعا يسعتتبعها معن آثعار‬
‫في المستقبل على المستوى الديموغرافي والثقافي والجتماعي والقتصادي‪ ،‬وحتى المني‪.‬‬

‫فالسلطة وقواها ترى في التجنيس استراتيجية يمكععن مععن خلل اعتمادهععا تحقيععق أسععباب البقععاء‬
‫والستمرار لها متنفذة في الحكم والسععلطة معن دون منععازع ول مغععالب تخشععى منععه علععى نفسععها‬
‫ووجودها‪ ،‬وبعبارة دقيقة جدًا‪ :‬يمكننععا القععول أن السععلطة تنظععر إلععى المجنسععين بوصععفهم "الجععدار‬
‫العازل" الذي يقوم بمهمة حفظ المن والستقرار للسلطة من أّية احتمالت مباغتععة وغيععر متوقعععة‬
‫يقوم بها الطرف الشعبي في أوقات الزمات وبروز الخلفات بين السلطة والجماهير وتحولهععا إلععى‬
‫صراعات وجود كما حصل بالضبط في النصف الثاني من تسعينات القععرن المنصععرم‪ ،‬وهععي ليسععت‬
‫بالفترة البعيدة التي يمكن أن تغيب عن الذاكرة بكل سهولة‪.‬‬

‫وبالمقابل فإن المجتمع الهلي الغالبية العظمى منه تنظر إلى عملية التجنيععس بخععوف وريبععة‪ ،‬إن‬
‫لم تكن تجزم بأنها عملية تستهدف في نهاية المطاف تغيير الطبيعععة الوليععة لهععذا المجتمععع‪ ،‬والععتي‬
‫تتقوم بتركيبة سكانية عاشت أكثر من فترة حرجة وقلقة في علقتها بالسلطة السياسية في البلععد‪،‬‬
‫وهي تخشى كثيرا ً على وضعها القتصادي والجتماعي والثقافي أن يستهدف بالقصاء والتدمير عععبر‬
‫عملية التجنيس غير المدروسة والتي تفتقد الكثير من الحسابات الدقيقععة الععتي تجعععل منهععا عمليععة‬
‫منتجة ومثمرة في نهايععة المطععاف بالنسععبة إلععى هععذا المجتمععع‪ ،‬ولسععيما أن المجتمععع الهلععي فععي‬
‫البحريني قد لقى الكثير من الهمال والجحاف بحقوقه‪ ،‬والكثير مععن أفععراده تناسععتهم الدولععة فععي‬
‫فترات سابقة من أّية مشاريع تطويرية جععادة وحقيقيععة ممععا ععّزز حالععة فقععدان الثقععة بيععن الغالبيععة‬
‫العظمى من أفراد المجتمع الهلي والسلطة السياسية‪.‬‬
‫وانطلقا ً من ذلك يمكننا القول أن الدولة ضمن هواجسها الماضوية والتاريخية تبحث في التجنيس‬
‫عما تفتقده في علقتها بالمجتمع الهلي‪ ،‬وهو أساسا ً المن‪ ،‬كما أن المجتمع الهلي يخشى الغالبيععة‬
‫العظمى من أفراده من التجنيس لنهم يرون فيه وسيلة لتدمير وإضعاف ما تبقى لديهم من قدرات‬
‫في الضغط على الدولة والسلطة السياسععية القائمععة لتحقيععق مععا يطلبععونه مععن حقععوق ومتطلبععات‬
‫يرونها مشروعة وضرورية‪.‬‬
‫‪10‬‬
‫‪4‬‬
‫‪10‬‬
‫‪5‬‬
‫وما يجعل هواجس المجتمع الهلي مبررة ومعقولة هو أن الدولة والسلطة في تجربتنا السععلمية‪،‬‬
‫والعربية بالذات لها ماض سيء جدا ً مع قضية الستلحاق والتي تعتبر الصورة المصغرة مععن عمليععة‬
‫التجنيس التي تجري اليوم في بعض بلداننا العربية‪.‬‬
‫ففي التاريخ السلمي نجد أن أول عملية استلحاق أجرتها السلطة السياسعية فععي تاريععخ السعلم‬
‫السياسي قد تمت خارج إطار الشرعية الدينية والعرفية المقرة بين الدولة والمجتمععع‪ ،‬وفععوق ذلععك‬
‫قد اقترنت هذه العملية بالخروج من الطار الدستوري لدولة الخلفة الراشدة عند الغالبية العظمى‬
‫من المسلمين‪ ،‬وتحول الدولة إلى ملك عضوض على يد أول خليفة من البيت المععوي وهععو معاويععة‬
‫بن أبي سفيان‪ ،‬فهععذا الخليفععة المععوي الول لععم يكتععف بإلغععاء الخلفععة عععن الرسععول الكعرم )ص(‬
‫بوصفها منصبا ً دينيا ً وتحويلها إلى منصب دنيوي بحت‪ ،‬بل ألغى حتى الصول المتعارفععة بيععن العععرب‬
‫ت إليه بصلة نسبية مشروعة به معتبرا ً أن زياد بععن أبيععه هععو‬ ‫في حفظ أنسابهم فاستلحق رجل ً ل يم ّ‬
‫زياد بن سفيان وأنه أخ له‪.‬‬
‫وبطبيعة الحال تتجاوز عملية اللحاق هذه مسألة الرغبة في حل الشععكالية الشخصععية الععتي كععان‬
‫يعاني منها هذا الرجل المعروف في تاريخ السلم‪ ،‬والذي تحدثنا كتب التاريخ والسيرة عنععه بشععكل‬
‫ينفي عن القضية أّية طابع خلفي‪ ،‬فمن المقرر بين المؤرخين وأرباب السيرة أن زيعاد بععن أبيععه لعم‬
‫يكن له أب معروف‪ ،‬وفي ذلك يقول المحشي على كتاب المجموع لمحي الدين النووي‪ ،‬ج ‪ ،81‬ص‬
‫‪ 90‬مانصه‪) :‬زياد بن أبيه استلحقه معاوية بأبي سفيان بن حرب فدعى زياد بععن أبععي سععفيان‪ ،‬وقععد‬
‫كانت أمهما ‪ -‬هو وأخوه أبو بكرة ‪ -‬سمية‪ ،‬جارية مهداة معن النعمعان بعن المنعذر ملعك الحيعرة إلعى‬
‫الطبيب العربي الحارث بن كلدة‪ ،‬وكان أبو سفيان يستريح عندها لدى مععروره بالطععائف ويقععال انععه‬
‫سفح بها فأعقبت زيادا وأبو سفيان هو أبو أم المؤمنين أم حبيبه‪ ،‬وادعاه زياد النسب يجعله أخععا لم‬
‫حبيبة‪ ،‬المر الذي تستنكره حتى ل يقوى على مواجهتها فيدخل بيتها بهذا النسب الزائف(‪.‬‬

‫وهذا الهامش جاء في مقام إيضاح فرع فقهي أورده صععاحب المجمععوع فععي نفععس الصععفحة قععال‬
‫فيه‪)) :‬فرع( إذا كلم غير المحلوف عليه بقصد إسماع المحلوف عليه فإنه يحنث‪ .‬وبهذا قععال أحمععد‪،‬‬
‫لنه قد أراد تكليمه‪ ،‬ويرد عليه ما روينا عن أبى بكرة رضى الله عنه أنه كان قد حلف أل يكلم أخععاه‬
‫زيادا‪ ،‬فلما أراد زياد الحج جاء أبو بكرة إلى قصر زياد فدخل فأخذ بنيا لزياد صععغيرا فععي حجععره ثععم‬
‫قال‪ :‬يا أبن أخي إن أباك يريد الحج ولعله يمر بالمدينة فيدخل على أم حبيبة زوج رسول الله صععلى‬
‫الله عليه وسلم بهذا النسب الذي أدعاه ‪ -‬وهو يعلم أنه ليس بصحيح ‪ -‬وأن هذا ل يحل لععه‪ ،‬ثععم قععام‬
‫فخرج وهذا يدل على أنه لم يعتقد ذلك تكليما(‪.‬‬

‫وأما السععيد الععبروجردي معن فقهعاء الشععيعة فعي القعرن الرابععع عشعر الهجعري يقععول فعي كتعابه‬
‫المدرسي المشهور "القواعد الفقهية" في الجزء الرابع منه‪ ،‬ص ‪ 25-24‬متحدثا ً عن مسععألة إلحععاق‬
‫البن بأي الرجلين اللذين وقعا على جارية واحدة ما نصه‪) :‬ورواية سعيد العرج عن أبععي عبععد اللععه‬
‫عليه السلم قال‪ :‬سألته عن رجلين وقعا على جارية في طهر واحد لمن يكون الولعد ؟ قعال‪ :‬للعذي‬
‫عنده الجارية‪ ،‬لقول رسول الله صلى الله عليععه وآلععه‪ :‬الولععد للفععراش وللعععاهر الحجععر(‪ .‬ول ينبغععي‬
‫البحث عن صدور هذا الحديث الشريف عن رسول الله صلى الله عليعه وآلعه‪ ،‬لن صعدوره قطععي‪.‬‬
‫وذلك من جهة أن إلحاق معاوية زياد بن سمية بأبي سععفيان صععار سععببا لشععتهار هععذا الحععديث بيععن‬
‫المحدثين والمؤرخين‪ ،‬إذ هذه القضية العجيبة التي كانت خلف نص رسول الله صلى الله عليه وآله‬
‫وقعت في زمان وجود جمع كثير من الصحابة الكعرام‪ ،‬وأنكعروا كلهعم هعذا المععر علعى معاويعة لمعا‬
‫سمعوا من رسول الله صلى الله عليه وآلععه هععذا النععص الصععريح‪ ،‬ولععذلك اشععتهر ونقلععه المحععدثون‬
‫‪10‬‬
‫‪5‬‬
‫‪10‬‬
‫وأغلب المؤرخين‪ ،‬وذكروا له المطاعن الربعععة المعروفععة عنععد جميععع المسععلمين‪ :‬بغيععه علععى أميععر‬
‫‪6‬‬
‫المؤمنين عليه السلم‪ ،‬وقتله حجر بن عدي الذي كان من خيار أصحاب رسول الله صلى الله عليععه‬
‫وآله‪ ،‬وإلحاق زياد‪ ،‬ونصبه يزيد ابنه خليفة من بعده وأميععرا علععى المسععلمين‪ ..‬ولمععا ذكرنععا فمععدعى‬
‫القطع بصدور هذا الحديث ليععس بمجععازف‪ ،‬وعلععى كععل حععال ثبععوته وصععدوره مععن المسععلمات بيععن‬
‫المسلمين(‪.‬‬

‫ومما يفصح عن كون القضية في غاية الشتهار ما كتبه المام علي بن أبي طععالب )ع( مععن كتععاب‬
‫إلى زياد بن أبيه نفسه حينما سمع بذلك وبلغه أن معاوية كتب إليه يريد خديعته باستلحاقه فخععاطبه‬
‫بالقول‪) :‬وقد عرفت أن معاوية كتب إليك يستزل لبك ويستفل غربك‪ ،‬فاحذره فإنمععا هععو الشععيطان‬
‫يأتي المؤمن من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله ليقتحم غفلته ويستلب غرته وقد كععان‬
‫من أبي سفيان في زمن عمر فلتة من حديث النفس ونزغة من نزغات الشيطان ل يثبت بها نسععب‬
‫ول يستحق بها إرث‪ ،‬والمتعلق بها كالواغل المدفع والنوط المذبذب(‪.‬‬

‫ويضيف شارح النهج ابن أبي الحديد قائ ً‬


‫ل‪) :‬فلما قرأ زياد الكتاب قال شهد بهععا ورب الكعبععة‪ ،‬ولععم‬
‫يزل في نفسه حتى ادعاه معاوية(‪.‬‬
‫وربما اعتبر البعض من شخصيات المسلمين في ذاك الوقت ما جرى من استلحاق معاويععة لزيععاد‬
‫بن أبيه مظهرا ً صارخا ً من مظاهر الذل والهوان التي لحقت بالمسلمين‪ ،‬فقد روى الشععيخ الصععدوق‬
‫في كتابه "الخصال" ص ‪ 181‬عن أبي مالك الجنبي عن عمر بن بشععر الهمععداني قععال‪) :‬قلعت لبععي‬
‫إسحاق‪ :‬متى ذل الناس قال‪ :‬حين قتل الحسين بن علي عليهما السلم‪ ،‬وادعععي زيععاد‪ ،‬وقتععل حجععر‬
‫بن عدي(‪.‬‬

‫وفي مقام التعريف بأصل زياد الذي ل أصل له يذكر محشي كتععاب الخصععال المععذكور فععي مجععال‬
‫توضيح هذا الحديث المتقدم‪) :‬قوله "وادعى زياد" على بناء المجهول أي ادعععى معاويععة انععه أخ لععه‪.‬‬
‫واعلم أن زيادا حيث كان في نسبه خمول يقال له زياد بن أمه تارة وتارة زياد بععن أبيععه وتععارة زيععاد‬
‫بن عبيد وتارة زياد بن سمية وهى أمه وكانت تحت عبيد‪ ،‬لكن لما استلحق قال له أكثر الناس زيععاد‬
‫بن أبى سفيان‪ ،‬والوجه في استلحاقه بعد إخبار أبى سفيان بأنه أتى أمه في الجاهلية سععفاحا و أنععه‬
‫منه‪ ،‬أن معاوية لما عرف وليته من قبل أمير المععؤمنين عليععه السععلم وحمععايته عنععه عليععه السععلم‬
‫وكفايته في أمره خاف جانبه وصعوبة ناحيته فكتب إليه مرة بعد مرة بالوعد والوعيععد والمواصععلة و‬
‫الملطفة حتى خدعه بالستلحاق وأماله إلى نفسه ففعل ما فعل‪ ،‬نقل ابن أبى الحديد عن المدايني‬
‫انه لما أراد معاوية استلحاق زياد وقد قدم عليه الشام جمع الناس وصعد المنبر وأصعععد زيععادا معععه‬
‫فأجلسه بين يديه على المرقاة التى تحت مرقاته وحمد الله وأثنى عليه ثم قال أيها الناس أنععى قععد‬
‫عرفت نسبنا أهل البيت في زياد فمن كان عنده شهادة فليقم بها‪ ،‬فقام ناس فشهدوا أنه ابععن أبععى‬
‫سفيان وأنهم سمعوا ما أقر به قبل موته‪ ،‬فقام أبو مريم السلولى وكان خمارا في الجاهلية فقععال‪:‬‬
‫أشهد يا أمير المؤمنين أن أبا سفيان قدم علينا بالطائف فأتاني فاشتريت له لحمععا وخمععرا وطعامععا‬
‫فلما أكل قال‪ :‬يا أبا مريم أصب لي بغيا‪ ،‬فخرجت فأتيت سمية فقلت لهععا إن أبععا سععفيان ممععن قععد‬
‫عرفت شرفه وجوده وقد أمرني أن أصيب له بغيا فهععل لععك ؟ فقععالت نعععم يجععئ الن عبيععد بغنمععه‬
‫وكان راعيا فإذا تعشى ووضع رأسه أتيته فرجعت إلى أبى سفيان فأعلمته فلم تلبث أن جاءت تجععر‬
‫ذيلها فدخلت معه فلم تزل عنده حتى أصبحت فقلت له لما انصرفت‪ :‬كيف رأيت صععاحبتك ؟ قععال‪:‬‬
‫خير صاحبة لول ذفر في أبطيها )يعنى نتن( فقال زياد من فوق المنبر‪ :‬يا أبا مريععم ل تشععتم أمهععات‬
‫الرجال فتشتم أمك‪ ،‬فلما انقضى كلم معاوية و مناشدته قام زياد وأنصت الناس فحمد اللععه وأثنععى‬
‫‪10‬‬
‫‪6‬‬
‫‪10‬‬
‫عليه‪ ،‬ثم قال‪ :‬أيها الناس إن معاوية والشهود قد قالوا ما سمعتم ولست أدرى حق هذا مععن بععاطله‬
‫‪7‬‬ ‫وهو والشهود أعلم بما قالوا‪ ،‬وإنما عبيد أب مبرور ووالد مشكور‪ ،‬ثم نزل(‪.‬‬

‫والمفارقة الهععم الععتي تععبرر هععذه المسععاوقة والموازنععة الععتي نقيمهععا بيععن السععتلحاق والتجنيععس‬
‫بوصفهما آلية واحدة من حيث النتيجة تستخدمهما السععلطة السياسععية قععديما ً وحععديثا ً لعقععد ارتبععاط‬
‫بينها وبين عناصر دخيلة وملحقة تستخدم لغاية تصفية الخصوم السياسيين وتثععبيت رغبععات الهيمنععة‬
‫لدى السلطة السياسية على المجتمع الهلي‪ ،‬أن التجنيس حععديثا ً كمععا السععتلحاق قععديما ً تشععرعهما‬
‫السلطة السياسية بشكل أساسي من أجل هواجس أمنية ونفسية ل تستطيع تجاوزهععا فععي علقتهععا‬
‫بالمجتمع الهلي‪ ،‬وهذا ما يجعل المجنسين والمسععتلحقين يسععتخدمون بشععكل أساسععي لسععتجلب‬
‫المن الذي يفتقده الساسة في ارتباطهم بأفراد وجماعات المجتمع الهلي‪ ،‬ومن الطبيعي أن تكون‬
‫التصعععفية الجسعععدية والتنكيعععل بخصعععوم السعععلطة علعععى رأس أولويعععات واهتمامعععات المجنسعععين‬
‫والمستلحقين لثبات ولءهم المطلق للسلطة التي جلبتهم ورعتهم وجعلتهم مواطنين مععن الدرجععة‬
‫الولى‪ ،‬وفي هذا السياق يمكننا تفهم مبادرة زياد بن أبيه لتصفية خصوم السععلطة المويععة‪ ،‬وأولهععم‬
‫كان حجر بن عدي الصحابي المشهور من أتباع علي بن أبي طالب )ع(‪ ،‬وهو كما في هععامش تحععف‬
‫العقول لبن شعبة الحراني ص ‪) :121‬من قبيلة كندة وكان رحمه الله من أصحاب أميععر المععؤمنين‬
‫عليه السلم بل من خواصه وكان مقيما بالكوفة إلى زمن زياد بن أبيه فأخذه زياد وحبسه وأصحابه‬
‫ثم بعث بهم إلى معاوية بن أي سفيان حتى انتهوا إلى مرج عذراء ]قرية بغوطة دمشق على أميععال‬
‫منها[ وحبسوا به وكانوا أربعة عشر رجل فجاء رسل معاوية إليهم فقال لهم‪ :‬إنا قد امرنا أن نععرض‬
‫عليكم البراءة من على واللعن له فان فعلتم هذا تركناكم وإن أبيتم قتلناكم وأمير المععؤمنين يزعععم‬
‫أن دماءكم قد حلت بشهادة أهل مصركم عليكم غير أنه عفى عن ذلك فابرؤوا من هذا الرجل يخل‬
‫سبيلكم‪ ،‬قالوا‪ :‬لسنا فاعلين‪ ،‬فأمروا بقيودهم فحلت وأتي بأكفانهم فقاموا الليل كلععه يصععلون فلمععا‬
‫أصبحوا قال أصحاب معاوية‪ :‬يا هؤلء قد رأيناكم البارحة أطلتم الصلة وأحسنتم الدعاء فأخبرونا ما‬
‫قولكم في عثمان ؟ قالوا‪ :‬هو أول من جار في الحكم وعمععل بغيععر الحععق‪ ،‬فقععالوا‪ :‬أميععر المععؤمنين‬
‫أعرف بكم‪ ،‬ثم قاموا إليهم وقالوا‪ :‬تبرؤون من هذا الرجل قالوا‪ :‬بععل نتععوله فأخععذ كععل رجععل منهععم‬
‫رجل يقتله فقال‪ :‬لهم حجر‪ :‬دعوني أصلى ركعتين فاني والله ما توضأت قط إل صععليت فقععالوا لععه‪:‬‬
‫صل فصلى ثم انصرف فقال‪ :‬والله ما صليت صلة قط أقصر منها ولول أن يروا أن ما بي جزع من‬
‫الموت لحببت أن استكثر منها فمشى إليععه هدبععة بععن الفيععاض العععور بالسععيف فأرعععدت فرائصععه‬
‫فقال‪ :‬كل زعمت أنك ل تجزع من الموت فانا ندعوك فابرأ من صاحبك فقال‪ :‬مععا لععي ل أجععزع وأنععا‬
‫أرى قبرا محفورا وكفنا منشورا وسيفا مشهورا وإني والله إن جزعت ل أقول ما يسخط الرب‪ ،‬ثععم‬
‫قتله رضوان الله عليه وقد عظم قتله على قلوب المسلمين وعابوا معاوية على ذلك(‪.‬‬

‫وبطبيعة الحال ليست هذه كل جرائم زياد بن أبيه أول مستلحق مجنس تجنيسا ً سياسيا ً صرفا ً من‬
‫قبل السلطة السياسية‪ ،‬بل هي تطول وتكثر على العد‪ ،‬ولكننا أردنا فحسععب أن نشععير إلععى طبيعععة‬
‫التعامل التي تحكم العلقة بين أمثال هؤلء المستلحقين وعامة أفعراد وقطاععات المجتمعع الهلعي‪،‬‬
‫وهذا ما يبرر أن يتوفر المجتمع الهلي على حساسية مفرطة في التعامل مععع هععذا الملععف الشععائك‬
‫والخطير‪.‬‬

‫وما ينبغي أن يعطي لدعاة التجنيس حديثا ً والستلحاق قديما ً مزيععدا ً مععن التععوجس والخععوف تجععاه‬
‫هاتين الممارستين )اللمشعروعتين( ويععدفعهما لمزيععد مععن التفكيععر فععي المعر‪ ،‬هعو أن النععاظر فععي‬
‫العواقب التي انتهت إليها الممارستان تاريخيا ً يكتشف أن التجنيس والسعتلحاق لعم يكونعا أبعدا ً معن‬
‫‪10‬‬
‫‪7‬‬
‫‪10‬‬
‫حيث عواقبهما في صالح السلطة حتى‪ ،‬فضل ً عن المجتمع الهلي‪ ،‬فالضرر الذي يلحقه المجنسععون‬
‫‪8‬‬
‫تجنيسا ً سياسيا ً بأداء السلطة السياسية وعلقتها بالمجتمع الهلي يتجاوز أهمية المصالح التي يمكن‬
‫أن تعود من ورائهم‪ ،‬فهم في نهاية المطاف ليسوا سوى مرتزقة جلبتهم الدولة والسلطة السياسية‬
‫في ظرف متوتر وحرج بينها وبين المة‪ ،‬وأرادت أن تستقوي من خللهم على المة‪ ،‬ولذلك غالبا ً معا‬
‫يشكل المجنسون في التجارب السياسية القلقععة والمضععطربة مجتمع عا ً وظيفي عا ً خالص عًا‪ ،‬بمعنععى أن‬
‫المجنسين يتحولون إلى موظفين لدى الدولة يقبضون أجرا ً محددا ً إزاء ما يقومون به من دور مهععم‬
‫في قمع المجتمع الهلي‪.‬‬

‫وهذا ل يعني أننا نستصدر حكما كليا ً وعاما ً على كل المجنسععين فععي مختلععف التجععارب السياسععية‬
‫في العالم‪ ،‬لننا ندرك أن عمليات التجنيس تقوم بها الكثير من دول العالم‪ ،‬ولكععن مععا يميععز ويفععرق‬
‫بين تجنيسنا للجعانب وتجنيسععهم أن عمليعة التجنيععس تجععري عنعد الخريعن وفععق منظعور معدروس‬
‫يستهدف تحقيق تطورات سريعة وضرورية فععي متععن التجربععة السياسععية والجتماعيععة والقتصععادية‬
‫للبلد‪ ،‬من دون أن يقترن ذلك برغبات في قمع تطلعات المجتمع الهلي‪ ،‬والذي ل يشعععر المسععؤول‬
‫السياسي في تلك البلدان أصل ً بأنه يقف في مواجهته وعلى طرف النقيض مععن تطلعععاته ورغبععاته‪،‬‬
‫فل تنطوي عملية التجنيس على أّية رغبات لقصاء وإزواء القوى الفاعلة في المجتمع‪ ،‬ولكععن المععر‬
‫بخلف ذلك في مهام التجنيس في عالمنا العربي‪ ،‬إذ هي ل تنطلق مععن رغبععات التطععوير والتحععديث‬
‫التي يرى الحاكم ضرورة إنجازها والمسارعة فيها‪ ،‬وإنما تنطلق من رغبات التعسف فععي اسععتخدام‬
‫القوة والستئثار بالسلطة بكل شؤونها ومراتبها‪ ،‬مما يعزز الحاجة لمزيد من قوى المن التي تفتقععد‬
‫في داخل البلد‪ ،‬نتيجة افتقاد الثقة في قدرة المواطن على حفظ أمععن الحععاكم السياسععي‪ ،‬فيضععطر‬
‫الحاكم حينئذ لحفظ منظومته السياسية والسلطوية للستنجاد بالجععانب الععذين يعتقععد أن بإمكععانهم‬
‫حفظ استقراره وأمنه‪ ،‬وهكذا تتم مهام التجنيس لحفظ مصالح السلطة واستمرار وجودها‪ ،‬حتى لعو‬
‫كان ذلك على حساب المجتمع الهلي وهويته وثقافته وأعرافه وتقاليده‪.‬‬

‫وفي ظل ذلك يمكننا القول‪ :‬أن عملية التجنيس فععي تجاربنععا السياسععية العربيععة قععديمها وحععديثها‬
‫غالبا ً ما تعكس توترا ً في العلقات الثنائية بين السلطة والمة‪ ،‬وعلج هذا التوتر ل يكون عبر إمعععان‬
‫السلطة في عملية التجنيس وزيادة معدلته‪ ،‬وإنما في محاولة تفهععم السععباب الحقيقععة الععتي تقععف‬
‫وراء توتر العلقة بين السلطة والمة‪ ،‬والسعي الجاد لحل إشكاليات الواقع مععن دون محاولععة غععض‬
‫الطرف عنها‪ ،‬ول تجاوزها‪ ،‬ول تكميم أفواه الناطقين بها‪ ،‬وتكبيل أيدي المتحركين لرفعهععا‪ ،‬إذ الحععل‬
‫الوحيد لكل مشكلة يواجهها النسان هو في التعرف عليها ومعالجة أسعبابها معن دون تضعخيم ومعن‬
‫دون تهاون‪.‬‬

‫‪07-09-2003‬‬

‫‪10‬‬
‫‪8‬‬
‫‪10‬‬
‫‪9‬‬ ‫التجنيس الولء لكسرة الخبز العجمي‬

‫الكاتب ‪ :‬عقيل سوار‬

‫سنصوت بأعلى الصوات ‪ ,‬وسنبصم بالصابع العشر‪ ,‬أنععا وأهلععي ومععن أعععرف فععي محيطععي غيععر‬
‫الطائفي‪ ,‬ضد التجنيس السياسي ‪ ,‬في أي إستفتاء تنصب له خيمة وتتداعى له الضمائر البحرينية ‪,‬‬
‫وكذلك سيفعل أي ضمير بحريني مغبون ‪ ,‬ومن غير الحصععافة أن تركععب وزارة الداخليععة فععي بيانهععا‬
‫بشأن مهرجان مقاومة التجنيس الشعبي‪ ,‬مجددا مراكب التبرير والمناورة القديمة المقبعورة ضعمن‬
‫ما قبر من مقتنيات ووسائل قانون أمن الدولة الخرى ‪ ,‬وذلك بالحديث عن القانون الدولي وحقوق‬
‫النسان‪ ,‬فهناك قعانون الرض الععذي تصعغر أمعامه كععل القعوانين وفععذلكات الخععبراء القعانونيين‪ ,‬فل‬
‫قياسات الم المتحدة في شأن مكانات الدول القتصادية ونموها الدفتري الصوري‪ ,‬يمكععن أن تغيععر‬
‫من حقيقة أن المجنسين يفقرون المملكة ول يغنونها‬

‫وفي هذا الصدد فإن وقائع سوق المقاصيص المكتظة بمجنسين مقاصععيص )!!( أصععدق أنبععاء مععن‬
‫كتب المم المتحدة ‪ ,‬ول قوانين حقوق النسععان ‪ ,‬قععادرة علععى تععبرير وتسععويغ إنتهععاك حقععوق أهععل‬
‫الرض فععي مععواردهم الشععحيحة وفععي هععويتهم الخاصععة وفععي تععآلفهم الجتمععاعي التععاريخي‪ ,‬فليععت‬
‫الداخلية تكف عن هذا العودة غير الحميدة العتي سعتكون هعي أول ضعحاياها ‪ ,‬فعي وقعت ينبغعي أن‬
‫تبذل قصارى جهدها فععي دعععم الثقععة الععتى إكتسععبتها خلل السععنوات الثلث الماضععية‪ ,‬نظيععر أدائهععا‬
‫الراشد‪ ,‬وتعففها أمام استفزازات السياسة اليومية‪.‬‬

‫أتحدث بإسم الضمير البحريني ونيابة عنه ‪ ,‬وليس بإسم الشخاص أو نيابة عنهم ‪ ,‬فلست أحععاول‬
‫الخروح على أصول اللعبة الديمقراطية ‪ ,‬بإفتراضات فوقيععة تزعععم بععأن كععل شعخص فععي البحريععن‬
‫سيصوت ضد التجنيس‪ ,‬في بيئة سياسية أصبح الجمععاع فيهععا علععى أي شععيئ إطلقععا‪ ,‬ضععربا مععن‬
‫ضروب المستحيل ‪ ,‬ومن المؤكد أن بيننا من سيصوت مععع التجنيععس لسععبب أو لخععر‪ ,‬مععن أسععباب‬
‫السياسة اليومية ومداولتها التي ل تخرج عن موازنة الدوائر النتخابية وترجيح تيار على تيار‪ ,‬مثلمععا‬
‫فعل بعضنا في مواضيع المشاركة والمقاطعة والدوائر النتخابية ‪ ,‬وغيرها مععن مغالبععات مهمععا كععان‬
‫موقفنا منها ‪ ,‬تبدو مهضومة ومقدور على إحتواء أضرارها وتجاعيدها ‪ ,‬علعى القعل لكونهعا مغالبعات‬
‫موازنات وترجيحات )ذات صفة وقتية( ويمكن عكس خراجها في أي وقت بقرار سياسي ‪ ,‬وهذا ما‬
‫ل نستطيع فعله في شأن استخدام التجنيس كورقة من أوراق هذه المغالبة ‪ ,‬ذلععك أنععه فضععل عمععا‬
‫سيضيفه هذا النوع من التجنيس من أفواه جائعة وأحيانا ملهوفة ‪ ,‬فإن )تقنيععن عشععوائية( التجنيععس‬
‫سيضيف على الضععمير البحرينععي ‪ ,‬وعلععى قععرار النفععوس البحرينيععة ‪ ,‬ثقل ل يمكععن رفعععه بالمغالبععة‬
‫والمداورة والمناورة ‪ ,‬وإنما بالمكاشفة‪ ,‬الععتي بععاتت اليععوم مطلبععا ملحععا ‪ ,‬ومشععروطا‪ :‬بقبععل فععوات‬
‫الوان‪.‬‬

‫حين نتحععدث عععن ضععمير المععة‪ ,‬وعععن دواخععل النفععوس‪ ,‬فنحععن بالضععرورة نتحععدث عععن مكونععات‬
‫الذاكرة ‪ ,‬التي هي مسبار هويتنا ‪ ,‬وصمام أمان ولئنا للوطن ومعانيه وبيئتععه الجتماعيععة الععتي نععرى‬
‫في التجنيس العشوائي إنتهاكا فظا غير مسموح له‪ ,‬وفي هذا الصدد فسوف نكتفي نختصر موضوع‬
‫يطول ويتشعب ويدمي القلب و يدمع العين ‪ ,‬بالشارة إلى أن الخبز العجمععي‪ ,‬وخبععازوه مععن أهععل‬
‫فارس هم أقرب لنا من الخبز اللبناني وخبازوه من أهل لبنان سواء جاءوا من الجنوب أو الشمال ‪,‬‬
‫‪10‬‬
‫‪9‬‬
‫‪11‬‬
‫ول علقة للمر بحبنا لفارس أو كرهنا للبنان أو سوريا أو الردن فليس مثلنععا ‪ ,‬أهععل البحريععن أكععثر‬
‫‪0‬‬
‫وفاء وولء لهويتنا العربية وفي هذا ل يزايد علينا أحدا ‪ ,‬وليس أكثر منا أهل البحرين‪ ,‬حاجة لكسععرة‬
‫الخبز العجمي التي يتهدد التجنيس إنتزاعها من أفواهنا وذاكرتنا!‬

‫‪18-7-2003‬‬

‫‪11‬‬
‫‪0‬‬
‫‪11‬‬
‫كيف نقاوم جريمة البادة ؟‬
‫‪1‬‬
‫الكاتب ‪ :‬أحرار البحرين‬

‫في ضوء الجريمة التي ارتكبتها العائلة الخليفية بحق شعب البحرين المتمثلة بالبادة الثقافية عععبر‬
‫التنجيس السياسي‪ ،‬تطرح التساؤلت حول ما يمكن عملععه لمواجهععة هععذه الجريمععة وآثارهععا‪ .‬وهععي‬
‫تساؤلت تنطلق احيانا من الشعور بخيبة المل‪ ،‬وتارة من الرغبة في استعادة الهوية الثقافية لرض‬
‫اوال‪ ،‬واخرى لعادة التوازن للهيكل السياسي الهش في البلد بعد سعععي العائلععة الخليفيععة لتغييععره‬
‫جذريا‪ .‬وقبل الشروع في اقتراح ما يمكن عمله‪ ،‬ل بد من استعراض بعض الحقائق التي نعتقععد انهععا‬
‫موضع اتفاق بين أغلب ابناء البحرين )او هكذا يجب ان تكون(‪:‬‬

‫‪ -1‬ان الحكومة مارست وما تزال تمارس التجنيععس السياسععي‪ ،‬وهععو جريمععة ل تقععل عععن جريمععة‬
‫التطهير العرقي في يوغسلفيا ورواندا‪.‬‬

‫‪ -2‬ان قرار التجنيس فرضته العائلة الحاكمة وليععس الحكومععة‪ ،‬وبالتععالي فل جععدوى مععن مخاطبععة‬
‫الوزراء والمسؤولين‪.‬‬

‫‪ -3‬ان العائلة الحاكمعة تسعععى لضععفاء شععرعية علعى مجعالس الملعك ودسععتوره بمنععع اي سعجال‬
‫سياسي خارج هذين الطارين غير الشرعيين‪.‬‬

‫‪ -4‬ان التجنيس السياسي يفوق في خطورته كافة الجرائم السياسية الخععرى مثععل تعليععق العمععل‬
‫ببعض مواد الدستور )كما فعل الشيخ خليفععة بععن سععلمان‪ ،‬زعيععم الحقبععة السععوداء ورئيععس عصععابة‬
‫التعذيب(‪ ،‬او الغاء الدستور كما فعل الشيخ حمد‪ ،‬او قانون محكمة امن الدولة ومحكمة امن الدولة‬
‫وكافة القوانين القمعية الخرى‪ ،‬قديمها وحديثها‪.‬‬

‫‪ -5‬ان التغيير الديمغرافي قععرار اسععتراتيجي للعائلععة الخليفيععة الععتي شعععرت علععى مععدى القرنيععن‬
‫الماضيين بالغربة عن الشعب وابتليت بعقدة النقص لنها ل تنتمي تاريخيا لرض اوال وترابها وتراثها‬
‫وثقافتها‪.‬‬

‫‪ -6‬ان العائلة الخليفية اعتمدت منذ عقود على الجانب لحمايتها وتسععيير امورهععا‪ ،‬فععاجهزة المععن‬
‫اسسها النجليععز‪ ،‬وكععذلك جهععاز الشععرطة وقععوات الشععغب‪ .‬وحععتى نظععام القضععاء كععان بايععدي غيععر‬
‫البحرينيين بمساعدة بعض رموز العائلة‪ ،‬واعتمدوا على العمال الجانب‪ ،‬بينما همشععوا ابنععاء الععوطن‬
‫وحرموهم من الوظائف حتى اليوم‪ .‬كل ذلك بسبب عدم شعععورهم بالنتمععاء الععى الرض والشعععب‪،‬‬
‫وعدم ثقتهم بأبناء البحرين‪.‬‬

‫‪ -7‬ان هذا التجنيس فرض واقعا جديدا‪ ،‬فأصبح ابناء البحرين يواجهون أزمععة وجععود حقيقيععة‪ ،‬بينمععا‬
‫أصبحت مشكلة الحقوق أقل شأنا برغم فداحتها‪ .‬وبالتالي أصبحت القضية قضية وجود اول‪.‬‬

‫‪ -8‬ان جريمة التجنيس السياسي ترتكب علنا وفي الخفاء‪ ،‬والعائلة الحاكمة )وليس الحكومة( هي‬
‫التي تمتلك القرارا ت والجراءات والمعلومات المتعلقة بها‪ .‬ولععن يسععتطيع الشعععب معرفععة ارقععام‬
‫‪11‬‬
‫‪1‬‬
‫‪11‬‬
‫المستوطنين او جنسياتهم‪ ،‬ال بتدخل دولي واسع‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫في ضوء هذه الحقائق يمكن عرض بعض النقاط التي نعتبرها ضرورة لنطلق عمل جاد لمواجهععة‬
‫جريمة البادة الثقافية‪ ،‬وهي نقاط قد يثير بعضها الجدل‪ ،‬لنها قد تبععدو اقععوى ممععا يحتملععه البعععض‪،‬‬
‫وذلك بسبب خطورة الجريمة‪ .‬فمن المستحيل ان تععتراجع العائلععة الحاكمععة عععن سياسععتها هععذه اذا‬
‫اقتصر الفعل الشعبي على الشجب والتنديد والستنكار‪ .‬وفي ما يلي بعض هذه النقاط‪:‬‬

‫‪ -1‬اعتبار التجنيس السياسي جريمة ابادة‪ ،‬واستعمال المصطلحات بصراحة ووضوح‪ ،‬والتخلي عن‬
‫مصطلح التجنيس العشوائي لنه يشوش الحقيقة ويتضمن براءة العائلة الحاكمة من النوايا السععيئة‪.‬‬
‫هذا يتطلب تغيير لغة السجال بين الشعب والعائلة الحاكمة‪ ،‬ولغة‬
‫السجال هذه مطلوب منها ان تتغير لتعبر عن الواقع‪ ،‬فليس هنععاك مجنسععون فحسععب‪ ،‬بععل هنععاك‬
‫مستوطنون‪ ،‬ومستوطنات‪ ،‬واحتلل وطمس هوية وحرب ابادة‪ ،‬وكلها جرائم يعععاقب عليهععا القععانون‬
‫الدولي‪.‬‬

‫‪ -2‬التوقف عن التعاطي مع الحكومة بخصوص هذه الجريمة‪ ،‬واعتبار المشكلة صععراع وجععود بيععن‬
‫شعب البحرين والعائلة الحاكمة‪ ،‬اما الحكومة فهي اداة لتنفيذ اوامر مجلس العائلة‪ ،‬وليست مخولة‬
‫باتخاذ قرارات ذات اهمية في هذا الجانب‪ .‬وما الحديث عن لجنة التجنيس‬
‫ال محاولة لصرف النظار عن المنفذ الحقيقي للجريمة والهاء الشعب مع طرف هامشي ليس له‬
‫ناقة ول جمل وليس سوى اداة لضفاء الشرعية على الستبداد الخليفي‪ .‬فالمعلومععات المطلوبععة ل‬
‫تمتلكها الحكومة‪ ،‬بل هي بايدي العائلة الحاكمة‪ ،‬وربما مرتبطة بالديوان الملكي الععذي اصععبح جهععازا‬
‫تنفيذيا للعائلة الحاكمة‪ ،‬مستقل عن الحكومة التي هي الواجهة للتعععاطي مععع النععاس وتضععليلهم‪ .‬ان‬
‫لجنة التجنيس اداة ضعيفة سوف تضيع القضية فععي خطابععات خاويععة مععع دائرة الهجععرة والجععوازات‬
‫التي ل علقة لها بقرارات التجنيس‪.‬‬

‫‪ -3‬نظرا لخطورة الجريمة‪ ،‬فان مواجهتها تتطلعب جهععدا مشععتركا‪ ،‬يشععارك فيععه المواطنععون علععى‬
‫اختلف مواقعهم‪ ،‬من علماء ومثقفين وطلب نساء ورجال‪ ،‬على مستوى التوعيععة والعمععل الحركععي‬
‫والحتجاج السلمي‪ ،‬والستفادة من كافة مواقع التأثير والتعبير‪ .‬المطلوب ان يتحول هذا الفعل العى‬
‫حالة جماهيرية يتناغم فيهععا الجميععع حععول محععور واحععد‪ ،‬يمثععل موقععف الشعععب فععي مقابععل العائلععة‬
‫الحاكمة‪ ،‬ورفض مشروع الحكومة الذي يهدف لتمييع الموقف الشعبي بتوجيهه نحو حكومععة يععديرها‬
‫رئيس الوزراء بالطريقة التي يريد وبدون السماح‬
‫لي كان بمحاسبته‪.‬‬

‫‪ -4‬التخلي عن العقليععة الععتي تخطععط لمنععع ان يتحععول الفعععل الشععبي الععى تحععد حقيقععي للعائلععة‬
‫الحاكمة التي اثبتت عداءها لشعب البحرين بمحاولة تصفية وجوده عبر جريمة التجنيس السياسععي‪،‬‬
‫فهذا المشروع الخطيععر ل يمكععن افشععاله بكلمععات خجولععة تتحععرك فععي اطععار المشععروع الحكععومي‬
‫وترفض النطلق خارجه‪ ،‬او تعبيرات وقورة جدا تهدف لتبريد المشاعر الملتهبة وعدم ازعاج العائلة‬
‫الحاكمة‪ .‬الخطاب الجديد مطلوب منه ان يتوجه للعائلة الحاكمة ووضعها امام خيععارين‪ :‬امععا الحكععم‬
‫وفق دستور تعاقدي متفق عليه من الطرفين يحدد حقوق كل منهما وصلحياته‪ ،‬وليس مفروضا من‬
‫العائلة الخليفية‪ ،‬او طرح تحمل تبعات الستبداد المطلق‪ .‬والظروف الدولية والقليميععة ليسععت فععي‬
‫صالح هذا الستبداد مهما حاول اصحابه تسويقه مبهرجا‪.‬‬
‫‪11‬‬
‫‪2‬‬
‫‪11‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -5‬مخاطبة الجهات الدولية المختصة‪ ،‬وفي مقدمتها المم المتحدة‪ ،‬ودول مجلس المععن‪ ،‬وعععرض‬
‫قضية البادة الثقافية بالسععتفادة مععن الحقععائق المتععوفرة‪ ،‬للمطالبععة بتععدخل عاجععل لحمايععة شعععب‬
‫البحرين من خطر التصفية الثقافية التي قد تتحول لحقا الى تصفية كاملة‪ .‬ويمكن كععذلك مخاطبععة‬
‫الهيئات المعنيععة بععالتمييز الععديني وانتهععاك حقععوق النسععان‪ ،‬وكععذلك برلمانععات الععدول الديمقراطيععة‬
‫وعرض الستبداد السياسي الذي تعيشه البلد في ظل دستور الملك ومجالسه‪ ،‬وذلك بلغة واضحة‪،‬‬
‫تلتزم الخلق والنضباط‪ ،‬مع الصرامة والحزم‬
‫والمبدئية‪ .‬وهذا يتطلب عددا من المور‪ :‬اعداد المعلومععات بشععكل دقيععق‪ ،‬البتعععاد عععن المبالغععة‪،‬‬
‫الستعداد للسفر الى العواصم الدولية لعرض القضية مثل جنيععف ولنععدن وواشععنطن لتقععديم قضععية‬
‫شعب البحرين‪.‬‬

‫‪ -6‬اعلن القطيعة مععع العائلععة الحاكمععة‪ ،‬واعععداد مشععروع للمقاومععة المدنيععة يبععدأ بتلععك القطيعععة‬
‫السياسية والنفسية مع رموز العائلة المسؤولين بشكل مباشر عن تلك الجريمة‪ ،‬وتطععوير الخطععاب‬
‫تدريجيا‪ ،‬كما سبق‪ ،‬وتوزيع المهمات في ما يتعلععق بفضععح المشععروع الخليفععي‪ ،‬بلغععة واضععحة بععدون‬
‫مجاملة او مسايرة‪ .‬فالنظام قد يسايرنا في الكلم ويخععدرنا بالمصععطلحات والوعععود‪ ،‬ولكنععه يطعععن‬
‫الشعب بخططه التصفوية ومشاريعه التي ل تعكس حبه للشعب او ثقته فيه‪.‬‬

‫‪ -7‬العلن الصريح‪ ،‬في المنشورات والخطب والمحاضرات‪ ،‬عععن رفععض ميثععاق الملععك بعععد نكثععه‬
‫الوعود التي كانت اساس الثقة التي منحععت لععه معن الشعععب‪ ،‬ودسععتوره ومجالسعه‪ ،‬بلغعة واضععحة‪،‬‬
‫وعدم الخشية من ردة فعله‪ ،‬لن الشعب اصبح عنععد مفععترق طععرق خطيععر‪ :‬فامععا القبععول بالسععحق‬
‫والموت والستسلم لمشاريع العائلة الحاكمة او الصمود بوجه تلك المشاريع وفضحها امععام العععالم‬
‫وتحريععك الععرأي العععام لمقاومععة قتععل الهويععة والبععادة الثقافيععة‪ .‬ان انجععاح اي مععن هععذه المشععاريع‬
‫بالمشاركة فيها او القبول بها يؤدي الى قبول مبدأ السماح‬
‫للعائلة الخليفية بالتصرف حسب ما تشععاء‪ ،‬واقععرار اسععتبدادها بعنععوان الصععلح‪ ،‬والمسععاهمة فععي‬
‫تحسين سمعتها التي تلطخت بسفك دماء الحرار على مدى العقود الثلثة الماضية‪.‬‬

‫‪ -8‬تشكيل لجان شعبية في كافة المناطق لمقاومعة السععتيطان بأسععاليب سععلمية وفععي اطععار معا‬
‫يسمح به القانون الدولي‪ ،‬وترسيخ ثقافعة مقاومعة ذلعك السعتيطان‪ ،‬والبحعث فعي معدى وجعود دور‬
‫اسرائيلي في المشروع التخريبي‪ ،‬و العلن بصراحة عن رفععض المسععتوطنين ومطععالبتهم بمغععادرة‬
‫البلد‪ ،‬وعدم العتراف بالتجنيس السياسي ونتائجه‪ ،‬وتحذير هؤلء من مغبة المشاركة في المشروع‬
‫الخليفي في البادة الثقافية والتجنيس السياسي‪.‬‬

‫هذه النقاط مدخل لمشروع جاد لمواجهة مشععروع التغييععر الععديمغرافي فععي البحريععن‪ ،‬نتمنععى ان‬
‫تكون منطلقا لمرحلة يتجسد فيها التلحم الوطني لمواجهة محاولت التخريب والتفتيت والتهميععش‪،‬‬
‫ففي ذلك خير البلد وشعبها إن شاء الله‪.‬‬

‫اللهم ارحم شهداءنا البرار واجعل لهم قدم صدق عندك‬

‫حركة أحرار البحرين السلمية‬


‫‪2003 -7- 31‬‬
‫‪11‬‬
‫‪3‬‬
11
4

11
4
‫‪11‬‬
‫روكي ‪ ...‬البحرينية التي هاجر أجدادها إلى إفريقيا‬
‫‪5‬‬ ‫حنين العودة إلى توبلي و‪ ...‬السيدهاشم‬

‫الكاتب ‪ :‬محمد حسن العرادي‬

‫في احدى الدول السكندنافية إذ يتقاطر المهععاجرون العععرب والمسععلمون يبحثععون عععن ملذ آمععن‬
‫يعوضهم عما فقدوه من شعور بالمان في اوطانهم التي ضاقت بهم ذرعا‪ ،‬ولم تسععتطع أن تتحمععل‬
‫قدرتهم على الجنوح بخيالهم نحو عالم أكععثر دععة وسعلما وحريععة وانفتاحعا وديمقراطيعة‪ ،‬فععي تلععك‬
‫الجواء الشديدة البرودة كان الجميع يبحث عن أي خيط يربطه بالوطن والحباب‪.‬‬
‫وبين هؤلء المهاجرين العرب والمسععلمين كععانت تكععثر اللهجعات‪ ...‬وتتلععون السععمات والسععنحات‪،‬‬
‫وكان ذلك يسهل من التعارف والتقارب بين أصحاب الصفات والهتمامات المتشابهة ما ساهم فععي‬
‫خلق روابط اجتماعية جديدة في وقت قياسي بين هؤلء الوافدين‪.‬‬

‫وعلى رغم أن كثيرا من المهاجرين كان حريصا علععى أن يعيععش بعيععدا ععن الضوضععاء‪ ،‬بعيععدا ععن‬
‫التجمعات والتجمهر مخافة أن تكبر جريرته‪ ...‬فل يسمح له بالعودة إلععى بلععده مطلقععا‪ ،‬اقتناعععا مععن‬
‫هؤلء بأن أجهزة المن العربية كانت تطاردهم حتى في المنافي البعيدة‪ ،‬على رغعم هععذا الحسععاس‬
‫بالغربة المركبة فإن بعضا منهم كان شغوفا بالتعارف والنفتاح على الخرين والتقارب معهم‪.‬‬

‫"روكي"‪ ...‬كانت من النوع الول‪ ...‬تسععير فععي حالهععا‪ ،‬تتجنععب الختلط إل فععي حععالت الضععرورة‪،‬‬
‫وكان اسمها الغريب عن العربية نوعا معا يحيطهعا بهالعة معن السعحر والغمعوض‪ ،‬معا يجعلهعا تشععر‬
‫بالمن بصورة أكبر‪ ،‬ولكن هيئتها و وجهها الدائري وعينيهععا كععانت تععدل علععى منبتهععا العربععي‪ ،‬وحععتى‬
‫ألوان ملبسها والحلي التي كانت تتزين بها في المناسبات‪ ،‬لقد كانت حريصعة علععى ارتععداء ملبععس‬
‫عربية‪ ،‬وحلي منقوش عليها بعض التعابير السلطانية العمانية‪ .‬كمععا أن طيبععة قلبهععا ودماثععة أخلقهععا‬
‫وكرمها ل تترك مجال لحد بأن يشك في انتمائها العربي الصميم‪.‬‬

‫وفي المحيط ذاته الذي كانت روكي تعيش فيه كان المغتربون العععرب يلتقععون بعضععهم والخريععن‬
‫من الجاليات المسلمة في كثير من الماكن‪ ،‬لقد كعان علععى الجميععع أن يتعلعم اللغععة السععكندنافية‪،‬‬
‫وكان على الجميع أن يتقن صنعة أو مهنة يتعيش منها‪ ،‬على رغم أن الدولة المضععيفة كععانت كريمععة‬
‫جدا مع هؤلء العاثري الحظ‪.‬‬

‫على الجانب الخر‪ ،‬كان أحمد واحدا من العرب الوائل الذين قدموا الى هذه المدينععة‪ ،‬وكععثيرا مععا‬
‫كان يدخل في سجالت وحوارات من اجل التقريب بين المغتربين العرب والمسلمين بغيععة تخفيععف‬
‫شدة الغلو فيما بينهم والتقليل من وطأة الغربة وما تخلفه من حزن ومزاج ضيق وسععريع النفعععال‪،‬‬
‫لقد كان لديه إحساس كبير بالمسئولية‪ ،‬وكان يعمععل دائمععا علععى ان يتناسععى المسععلمون خلفععاتهم‬
‫والفروقات المذهبية بينهم‪ ،‬وخصوصا أنهم في بلد الغربة‪.‬‬

‫على رغم انتمائه الى المذهب الجعفري المامي فإنه كان يحرص على الصلة في مسجد المدينة‬
‫الكبير إذ كان امام المسجد من مذهب آخر‪ ...‬وقد ساعده ذلك كثيرا في خلق جو من الود والمحبععة‬
‫والتفاهم بين مختلف ابناء الجاليات والمذاهب السلمية المنتشرة في ذلك البلد السكندنافي‪.‬‬
‫أحمد كان واحدا ممن شردتهم الحوادث عن بلده البحريععن‪ ،‬وبعععد سععنوات مععن الغربععة والترحععال‬
‫‪11‬‬
‫‪5‬‬
‫‪11‬‬
‫حطت به القدار في البلد السكندنافي ذاته الذي قصدته روكي‪ ...‬لقد كان موعدا في الغربة رتبتععه‬
‫‪6‬‬ ‫العناية اللهية‪.‬‬
‫في احد أيام الجمع حيث تقام الصلة المسجد الكععبير كععان أحمععد‪ ...‬يصععلي‪ ...‬ومععا أن انفتععل مععن‬
‫صلته وراح يسلم على من حوله ويتعرف عليهم مقدما نفسه على أنه من البحرين‪ ...‬حععتى اقععترب‬
‫منه شاب داكن البشرة‪ ،‬قال له بلهجة عربية كسرت مفرداتها سنوات الغربععة والترحععال‪ :‬أنععت مععن‬
‫البحرين؟ فأجاب أحمد نعم‪ ...‬قال الشاب الخر‪ :‬أنا من افريقيا‪ ...‬ولدينا هناك الكثير من السر مععن‬
‫جذور بحرينية‪ ،‬قال أحمد مستغربا‪ :‬بحرينيون في افريقيا!! عاجله الشاب الفريقي‪ :‬ان بعضا منهععم‬
‫هنا يسكن بالقرب من المسجد‪ ،‬ولديهم ابنة تدرس في الجامعععة‪ ،‬ربمععا تعرفهععا؟ ألععم تسععمع باسععم‬
‫روكي؟ قال احمد‪ :‬لقد سععمعت بهععذا السععم‪ ...‬بععل والتقيععت صععاحبته وتحععدثت معهععا‪ ...‬ولكنهععا لععم‬
‫تخبرني بأية علقة لها بالبحرين؟! أجاب الشاب‪ :‬ربما لم تكن الفرصة مواتية لذلك‪!...‬‬
‫حيرة تسيطر على قلب وعقل أحمععد‪ ...‬لقعد قابععل روكععي فععي الجامععة وهععي تععدرس مععه اللغعة‬
‫السكندنافية‪ ،‬وحين تحدث معها كانت النجليزية لغة التواصل‪ ...‬ولكنه قععال لنفسععه‪ :‬غععدا سععأباغتها‬
‫بهذه السئلة‪ ...‬أتعرف عليها واسمع قصتها‪.‬‬

‫نام تلك الليلة وهو ينتظر نور الصباح بفارغ الصبر‪ ،‬وما ان حان أوان صععلة الفجععر حععتى اسععتيقظ‬
‫من نومه نشطا يمتلئ شبابا وحيوية‪ ...‬وبعد أن انتهى من الصلة وقراءة القرآن ألقى نظرة خاطفة‬
‫على ساعة الحائط‪ ...‬وإذا هي تقترب من موعد الجامعة‪ ،‬هب مسرعا‪ ...‬وارتدى بعضععا مععن الثيععاب‬
‫الدافئة‪ ...‬وما هي إل دقائق حتى وصل الجامعة باكرا‪.‬‬

‫قال احمد لنفسه‪ ،‬أرجو أن تأتي روكي مبكرة هذا اليوم حتى أتمكععن مععن اسععتيقافها والستفسععار‬
‫عن هذا الموضوع الذي بات يقلقني‪ ...‬لقد وصلت‪ ...‬وقبععل أن تتععوجه إلععى الفصععل‪ ...‬سععارع أحمععد‬
‫مناديا‪ :‬روكي‪ ...‬روكي‪ ...‬أقبلت باتجاهه‪ ...‬نعم أحمد‪ ...‬ما الذي جاء بك مبكععرا إلععى هععذه الدرجععة‪...‬‬
‫تبدو كمن نام هنا طيلة الليل‪.‬‬
‫ل عليك‪ ...‬ليس هذا هو المر المهم‪ ،‬قالت روكي‪ :‬وما المر الكثر أهمية‪...‬؟ استجمع أحمععد قععواه‬
‫وبادرها بالسؤال‪ :‬من أي البلد أنت‪...‬؟ أنت تعلم أنني من افريقيا؟! لقععد سععبق وان اخبرتععك بععذلك‬
‫يوم التقينا للمرة الولى‪ ،‬نعم‪ ...‬أعلم ذلك لكني أقصد إلى أين تنتهعي جعذورك‪...‬؟ هعل صعحيح أنعك‬
‫تنتمين إلى البحرين‪!...‬؟‬
‫ارتسمت على وجهها علمة الدهشة‪ ...‬والمفاجأة وبان الرتباك على تعابيرهععا‪ ...‬لقععد حععرك أحمععد‬
‫بداخلها هواجس وهموما وذكرى سعت جاهدة لكي تتغلب عليها بالنسيان‪ ،‬وها هععو بل أيععة مقععدمات‬
‫يعيدها الى الواجهة‪ ،‬ولكنها أجابت بكععل ثقععة‪ :‬ومععن أيععن أتيععت بهععذه المعلومععات؟! غيععر مهععم الن‪،‬‬
‫سأخبرك لحقا‪ ،‬أجاب أحمد‪ :‬ولكن أرجو أن تؤكدي أو تنفي هذه المعلومات أول‪.‬‬
‫قالت روكي‪ :‬نعم‪ ...‬أنا أنتمي إلى البحرين‪ ...‬ولكن ذلك المر مرت عليه سنوات طويلععة‪ ...‬وعلععى‬
‫رغم أنني ل أزال أتوق إلى أرض أجدادي‪ ...‬فإنني قد فقدت المل في ذلك‪ ،‬وبدأت في التكيف مععع‬
‫حياتي التي لم أعرف غيرها‪ ،‬على رغم أن الناس في البلد الذي أعيش فيه ليزالععون ينظععرون إلععي‬
‫وإلى أهلي باعتبارنعا أغرابععا وأجعانب‪ ،‬هععل تتخيععل أن يكعون لعك وطععن ل تعرفعه‪ ...‬وطععن لعم تطعأه‬
‫قدماك‪ ...‬ولم تتنفس هواءه ولم تر نخيله أو عيونه أو بحره‪ ،‬وطن تقرأ عنه في الصععحف والمجلت‬
‫والكتععب‪ ،‬وتسععمع حكايععاته مععن النععاس الععذين تصععادفهم او مععن خلل الععذكريات الععتي يحملهععا مععن‬
‫يربطونك بهذا الوطن العصي على الوصول‪.‬‬
‫لقد عرفت بلدي عبر القصص التي نقلها والدي عن آبائه وأجععداد‪ ،‬ولكننععي ل أعلععم إلععى أي مععدى‬
‫تتطابق الصورة مع الواقع الن‪ ،‬ان المر محير جدا ويثير في نفسي الشجون واللم‪.‬‬
‫‪11‬‬
‫‪6‬‬
‫‪11‬‬
‫‪7‬‬
‫ارتسمت على وجه أحمد ابتسامة حزينة وقطب حاجبيه‪ ،‬ولكنه مع ذلعك شععر بشععيء معن الرضعا‬
‫والعتداد بالنفس‪ ،‬لقد وجد في الغربة كنزا من التاريخ يكاد أن يختفي‪ ،‬وها هو الن وجها لوجه أمام‬
‫قصة أغرب من الخيال‪ ...‬لذلك لم يترك لنفسه العنان في النسياق وراء أفكاره‪ ...‬بل بععادر بتععوجيه‬
‫سؤال آخر إلى روكي‪ :‬لقد قابلتك مرارا وتحدثنا‪ ...‬ولكنك لم تذكري شيئا عن هذا المععر‪ ...‬لمععاذا‪...‬‬
‫هل تتنصلين من أصولك؟ أم هي محاولة للنسيان؟‬
‫اغرورقت عينا روكي بالدموع‪ ...‬وقالت‪ :‬أبدا‪ ...‬المععر ليععس كععذلك‪ ...‬وارجععو أل تكععون قاسععيا وأن‬
‫تصدر حكما أقسى من اليام والظروف التي نعيشها قبععل أن تعععرف الحقيقععة‪ ،‬ألسععت تتععذكر أننععي‬
‫حين تقابلنا أول مرة سألتك عن موطنك‪ ...‬وعندما أخبرتني أنك من البحرين سععألتك مععرة أخععرى‪...‬‬
‫هل لديك المل في العودة إلى البحرين‪ ،‬وعندها أجبت بأنك واثق من العودة وأنك تعمل علععى ذلععك‬
‫ليل نهار‪ ،‬فما كان مني إل ان ابتسمت وسرحت بذهني قليل ولكننا تجاوزنا الموضوع‪.‬‬
‫أحمد‪ :‬حصل ذلك‪ ...‬ولكنك‪ ...‬لقد كان بالمكان أن تخبريني بقصتك أيضعا‪ ،...‬أجععابت روكععي‪ :‬حيععن‬
‫اخبرتني أنك تأمل في العودة‪ ...‬كانت نفسي تحدثني قائلة اما أنعا فقعد فقعدت المعل فعي الععودة!‬
‫لنني أمثل الجيل الرابع الذي يولد في الغربععة‪ ...‬هنععاك فععي افريقيععا حيععث أسععكن‪ ...‬احتفظنععا بكععل‬
‫شيء‪ ...‬أنشأنا مدينتنا الخاصة بنا‪ ...‬حافظنععا علععى تقاليععدنا وعاداتنععا وتراثنععا‪ ،‬شععيدنا بعععض القلع‪...‬‬
‫وأحطنا مساكننا بأسوار مناسبة‪ ...‬ومارسنا كل ما كان يمارسه أهلنا في البحرين من مراسم داخععل‬
‫حدود هذه القلع والحصون التي تحيط بها‪.‬‬
‫هل تعلم أن والدي‪ ...‬الحاج خليل هو أحد خطباء المنبر الحسعيني وانعه ل يعزال يحفعظ أبيعات بعن‬
‫فايز وآخرين ويلقبونه دائما بع "المل خليل بن حسن البحراني"!‬
‫انتابت أحمد القشعريرة واهتز كامل بدنه وهو يستمع إلى هذه القصة‪ ،‬ولكن روكي واصععلت نحععن‬
‫ننتمي إلى قرية يقال لها "توبلي"‪ ،‬وكنا نقطن بالقرب من السيدهاشم التوبلني!‪.‬‬
‫أليست لديكم هذه السماء في البحرين يا أحمد؟‪ ...‬بلى‪ ...‬بلى‪ ...‬ولكن أخععبريني‪ ...‬كيععف وصععلت‬
‫إلى افريقيا‪ ...‬وكيف استوطنت هناك وما قصتك؟‬
‫أنت تصر على إثارة أحزاني ونكء الجروح لدي‪ ،‬هل تعلم كم هو قاس أن أتذكر ذلك؟ علععي رغععم‬
‫انني لم انس أبدا‪ ،‬لقد واظب والدي و أجدادي على تذكيرنا بجذورنا جيل بعد جيععل‪ ،‬وحععافظوا علععى‬
‫ارتباطنا بأرض الجداد التي لم نرها قط وربما لن نراها ابدا‪.‬‬
‫قال لي والدي نقل عن آبائه وأجداده‪ ...‬انهم حيععن غععادروا البحريععن منععذ عشععرات السععنين كععانت‬
‫البحرين تتعرض لحدى الغزوات القاسية‪ ،‬ما دفعهم الى الهجرة أول إلى بندر عباس في إيران‪ ،‬ثععم‬
‫من هناك هاجروا مرة أخععرى إلععى عمععان حيععث تنقلععوا بيععن مطععرح وصععور‪ ،‬ولعععما لععم يسععتقر بهععم‬
‫المقام‪...‬هاجروا مرة ثالثة إلى افريقيا‪ ،‬لكن جدي كان قد تزوج من احععدى النسععاء الرومانيععات فععي‬
‫عمان وعندما وصل افريقيا مع غيره من العائلت البحرينية المهاجرة طلبا للمن والستقرار أنشأوا‬
‫هناك قرية خاصة بهم‪.‬‬

‫كان ذلك في عهد السيطرة العمانية على أجزاء من افريقيا‪ ،‬ومععا لبععث أهلنععا أن كونععوا مجتمعهععم‬
‫الخاص بهم‪ ...‬إذ شيدوا عددا من القلع التي تحصنوا بها وجمعوها داخل السوار‪ ،‬ثم فرضععوا نظامععا‬
‫اجتماعيا صارما‪ ،‬فل أحععد يععتزوج مععن خععارج السععوار والقلع‪ ،‬وهكععذا بععدأوا فععي الععتزاوج والتناسععل‬
‫والحفاظ على العععادات والتقاليععد‪ .‬هععل تعلععم أن لععدينا هنععاك فععي افريقيععا مأتمععا وحسععينيات ولععدينا‬
‫مساجدنا أيضا‪ ،‬وان عاداتنا وتقاليدنا لتزال تمتععد إلععى عععادات وتقاليععد البحريععن‪ ،‬بععل إننععي اسععتطيع‬
‫القول إن لهجتنا لتزال كذلك‪...‬أولم تلحظ اني أحادثك باللهجة البحرينية‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫‪7‬‬
‫‪11‬‬
‫انتبه أحمد لذلك مؤنبا نفسه على اندماجه في الستماع إلى القصة من دون أن يلحععظ أن روكععي‬
‫‪8‬‬
‫كانت قد اسععتبدلت لغتهعا النجليزيععة المكتسععبة بلغتهععا الم العربيععة بلسععان بحرينععي فصععيح! اعتععذر‬
‫منها‪...‬وطلب أن تواصل الحديث‪.‬‬
‫أطلقت روكي لنفسها العنان‪ ...‬وبينما هي تغالب الدموع في عينيها لم تتمالك نفسها من أن تتنهد‬
‫تلك التنهيدة الطويلة‪ ،‬كانت تنهيععدة حزينععة مكتنععزة بعاللم والحسععرة والبكععاء علععى أطلل لععم ترهععا‬
‫أبدا ‪ ...‬ماذا تريد أن تعرف يا أحمد ‪ ...‬لقد نبشععت الماضععي وقلبععت المواجععع ‪ ...‬دعنععي أختصععر لععك‬
‫الحكاية ‪ ...‬حين جاء دورنا إلى الحياة ‪ ...‬كانت العوائل قد تكاثرت ولم يعععد ممكنععا أن نظععل جميعععا‬
‫داخل تلك القلع ‪ ...‬بل ان جيلنا تمرد قليل علععى التقاليععد‪ ،‬وخصوصععا تلععك المتعلقععة بععالزواج داخععل‬
‫السوار‪ ،‬وهكذا كان‪ ...‬بالنسبة لي تزوجت وأنا في السادسة عشععرة مععن عمععري‪ ،‬لقععد كععان زواجععا‬
‫مميزا‪ ،‬فالعريس كان رئيسا لوزراء المقاطعة التي أقطن فيها وبعد أن عشنا سويا فترة من الزمععن‬
‫وأنجبت منه ابنععتي الععتي رأيتهععا معععي انفصععلنا لسععباب ل أريععد أن أذكرهععا‪ ،‬وعنععدما قععررت السععفر‬
‫للدراسة والتخصص في العلوم السياسية والقتصاد كان حظي أن أحط رحالي في هذه البلد‪.‬‬

‫هنا في هذه الجواء البعيدة عععن أي مععن الععبيئات الععتي أنتمععي إليهععا فععي افريقيععا وفععي البحريععن‪،‬‬
‫صادفت رجل اسكندنافيا‪ ،‬تعرف علي واقتربنا كثيرا فما كان منه إل أن طلب يدي للزواج‪ ،‬ولما كان‬
‫هذا الرجل مسيحيا فقد تعذر أن نقترن ببعضنا ‪ ...‬ولكنه قبل فترة أعلن اسلمه وقابععل والععدي المل‬
‫خليل بن حسن البحراني ‪ ...‬وقد عقدنا الزواج على كتاب الله وسنة رسوله ونحن اليوم نعيش فععي‬
‫محبة وتفاهم‪.‬‬

‫بالمناسبة ‪ ...‬ما رأيك لو أعرفك على والدي ‪ ...‬إنه يأتي بين الفينة والخرى ليزورنا‪ ،‬ومن محاسن‬
‫الصدف انه هنا الن ‪ ...‬غدا نلتقي على الغداء مععا رأيععك؟ استحسععن أحمععد الفكععرة وافترقععا‪ ،‬ولكععن‬
‫أحمد ظل يقلب المور في كل اتجاه ويسأل نفسه‪ :‬هععل اسععتطيع ان افعععل شعيئا‪ ،‬ثععم معا يلبععث ان‬
‫يجيععب مععادمت بعيععدا عععن وطنععي‪ ،‬كيععف اقععدم اليهععم يععد المسععاعدة! انععا نفسععي بحاجععة الععى مععن‬
‫يساعدني ‪ ،‬مر الوقت ثقيل على أحمد وطبعا على روكي أيضا‪.‬‬

‫وعندما حان وقت اللقاء قدمته الى والععدها المل خليععل بععن الحععاج حسععن البحرانععي ‪ ...‬كععان لقععاء‬
‫مؤثرا احتضن فيه المل خليل أحمد كأب يحتضن ابنه بعد طول غياب‪ ...‬تعانقا طويل‪ ،‬أخذ المل خليل‬
‫يسأل أحمد عن البحرين وعن البساتين في منطقة توبلي وعن قععرى البحريععن بأسععمائها وعوائلهععا‪،‬‬
‫ولكنه عرج مرة اخرى على توبلي مركزا حديثه على السيد هاشم التوبلني هذه المرة متسائل عععن‬
‫ضريحه الذى كان محاطا بعدد كبير من القبور في المقبرة الرئيسية لمنطقة توبلي‪ ،‬مشيرا إلععى أن‬
‫أجداده مدفونين فيها أيضا‪ ،‬وانه ل يزال يقرأ لرواحهم الفاتحة ولكن‪ ...‬من بعيد!‬

‫أصيب احمد بكثير من الدهشة وازدادت حيرته واعتراه شيء من الخجل وكععثير مععن الحععزن‪ ،‬فهععا‬
‫هو وجها لوجه أمام قصة تاريخية ل ينقصها التشويق وعلمات الستفهام‪ ،‬علمات الستفهام التي ل‬
‫يجد لكثير منها أية إجابة‪ ...‬لقد مضى على رحيله هو الخعر ععن البحريعن أكعثر معن عشعرين عامعا‪،‬‬
‫وخلل هذه الفترة زار كثيرا من البلدان والتقععى الكععثير مععن المهععاجرين والمغععتربين مععن البحريععن‪،‬‬
‫ولكنه الن أمام حال تختلف كليا عن كععل مععا شععاهده وقععابله‪ ،‬وبينمععا هععو فععي خيععاله مسععافر‪ ،‬و اذا‬
‫بصوت المل خليل بن حسن البحراني ينشد أبيات بن فايز مذكرا بفاجعة كربلء‪.‬‬

‫وبينما راحت عيون الجميع تفيض دمعا‪ ،‬كان من غير الواضح هل كععان البكععاء علععى مأسععاة المععام‬
‫‪11‬‬
‫‪8‬‬
‫‪11‬‬
‫الحسين الغريب عن وطنه و أهله أم انه كان على مأساة هذه السر البحرينية العريقة الغريبة عععن‬
‫‪9‬‬
‫وطنها وأهلها‪ ...‬أم هو التاريخ حين تتطابق فصوله وتتكرر مأساته‪ ...‬اندمج الجميع في طور بن فايز‬
‫وحين توقف المل خليل عن القععراءة‪ ...‬كععان أحمععد يلملععم قععواه الععتي خععارت ممععا عرفععه وشععاهده‬
‫وسمعه وخصوصا حين أكد له المل خليل بن حسن البحراني كل ما سعبق أن ذكرتعه روكعي‪ ...‬العتي‬
‫لم يكن اسمها سوى رقية بنت المل خليل بن حسن بن ابراهيم التوبلني البحراني‪.‬‬

‫ودع أحمد ذلك المشهد وقفل عائدا الى داره‪ ...‬وحيععن نقععل تلععك القصععة الععى زوجتععه وعيععاله بععدا‬
‫مشهد حزن آخر‪ ...‬بكى فيه الجميع‪ ...‬ليس على رقية او روكي فحسب فلقد اكتملت اضععلع مثلععث‬
‫الحزن الذى جمع بين كربلء‪ ،‬افريقيا والبحرين‪ ...‬غربة جمعت الجميع وحزن سععكنهم ووحععد آلمهعم‬
‫وتطلعاتهم بالعودة الى بلدهم‪ .‬أحد أفراد عائلة أحمد كععان شععديد التععأثر مععن هععول مععا سععمع‪ ،‬وقععد‬
‫انعكس ذلك عليه من خلل نوبة حزن وكآبة عالجها أحمد بكثير مععن اليمععان والصععبر والقتععداء بععآل‬
‫البيت وغربة المام الحسين "ع"‪ ،‬ولكن افكار زوجة أحمد انغمست في قصة روكي حععتى العمععاق‪،‬‬
‫لقد تلبستها حالة روكي الى الدرجة التي أخذت تسأل نفسها‪ :‬هل سيكون حالنا مثل حالهععا‪ ،‬ويصععبح‬
‫الوطن بالنسبة إلينا ذكرى أليمة وحزينة فقط؟ ما مصير أبنائنا وبناتنا؟ راحت توجه كل هذه السئلة‬
‫وغيرها الى زوجها أحمد‪ ...‬وبينما راح هو يطمئنها ويهدئ من روعهعا‪ ،‬قعائل لهعا‪ :‬إن ظروفنعا تختلعف‬
‫عن ظروف روكي وعائلتها‪ ...‬فالزمن تغير والوضع الدولي اختلف‪.‬‬

‫ضم أحمد زوجته الى صدره طويل ثم ربت على كتفيها قائل‪ :‬أل تلحظيععن اننععا نربععي ابناءنععا علععى‬
‫أمل العودة‪ ،‬ألسنا نقوم بتعويدهم على عادات أهلنا فععي البحريععن‪ ،‬ونحععاول ان نبعععدهم عععن أجععواء‬
‫الغتراب؟ ألم نرفض فكرة الندماج في هذا المجتمع‪ ،‬وقاومناها بكل ما أوتينا من قععوة علععى رغععم‬
‫سيل الغراءات والتسهيلت التي تعععرض علينععا صععباح مسععاء؟ ألسععنا علععى اتصععال دائم بأهلنععا فععي‬
‫البحرين من خلل الهاتف والمراسلت؟ ألسنا نقوم باستقبال بعضا من الهل والصععدقاء هنععا وفععي‬
‫بلدان عربية واسلمية اخرى؟‬

‫مازالت زوجة أحمد شديدة التأثر والحزن‪ ...‬وكلما مر على القرب منها احد أبنائها‪ ...‬كانت تععداري‬
‫الدموع وتحاول ان تبدو رابطة الجأش‪ ...‬لقد مر وقت طويل قبل ان يتمكن أحمد من إعادة المععور‬
‫الى نصابها مع زوجته‪ ...‬ولكنه حين عرج على غرفة ابنائه كان عليه ان يكععرر كععل مععا قععاله لزوجتععه‬
‫لهم‪ ...‬لنهم جميعا كانوا يعيشون حال القلععق والخععوف مععن مصععير مجهععول‪ ...‬ينتظرهععم فععي عععالم‬
‫الغربة عن الوطن‪.‬‬

‫كفكف أحمد دموع عائلته‪ ،‬وعاد يمارس حياته المعتادة في بلد الغربة إذ لبد له مععن العيععش فععي‬
‫انتظار بريق المل الذى ليزال يدغدغ قلبه بععالعودة الععى بلده البحريععن‪ ،‬وكععان يلتقععى روكععي علععى‬
‫الدوام‪ ،‬ولكن حديثهم في كثير من الحيان كان يقتصر علععى نظععرات الحععزن المتبععادل بينهمععا علععى‬
‫رغم أنه عرف زوجته وعياله على روكي وعائلتها‪ ،‬ونشأت علقة اجتماعية بين السرتين تمثلت فععي‬
‫بعض الزيارات وخصوصا في المناسبات الدينية والعياد‪ ...‬ولكن طعم العياد في الغربة يكون دائما‬
‫مرا وعلقما‪.‬‬

‫أما روكي وابوها المل خليل فقد عادا الى المكان الذى حكم عليهما القدر ان يععرحل اليععه‪ ...‬ولكععن‬
‫حياتهما بعد هذا اللقاء لم تعد كما كانت‪ ،‬ومرت السنون‪ ...‬ثقععال علععى قلععب أحمععد وعععائلته وكععانت‬
‫ولتزال أثقل وطأة على قلب روكي وعائلتها‪ ...‬وهي سععتظل كععذلك الععى ان يحكععم اللععه امععرا كععان‬
‫‪11‬‬
‫‪9‬‬
‫‪12‬‬
‫مفعول‪.‬‬
‫‪0‬‬
‫اما أحمد فقد استراح اخيرا في حضن الوطن إذ عاد الععى البحريععن مععع النفععراج السياسععي الععذى‬
‫دشنه عهد الملك حمد بن عيسى آل خليفة‪ ،‬وحين جاء واثيععرت قضععايا التجنيععس تععذكر أحمععد قصععة‬
‫روكي‪ ...‬قصة البحرينيين في افريقيا‪ ...‬وتذكر كيف ودعته روكي وهي تقول‪ :‬حين تعودون يععا أحمععد‬
‫إلى البحرين ربما يعود لنا المل‪ ...‬في العودة‪ ...‬وحتى ذلك الععوقت عليععك أن تعلععم‪ ...‬أننععي ومثلععي‬
‫كثير ممن ينتمون إلى أرض البحرين الطيبة قد فقدنا المل في العودة!! نعم لقد فقدت المل فععي‬
‫العودة إلى السيد هاشم التوبلني!‬

‫فإذا عدت اذكرني ‪ ...‬واعمل على زراعة المل من جديد‪ ...‬افترق أحمد وروكي‪ ...‬كل في طريق‪،‬‬
‫عاد أحمد إلى البحرين ‪ ...‬فماذا عن رقية مل خليل بن حسن بن ابراهيععم التععوبلني البحرانععي الععتي‬
‫أصبح اسمها روكي‪ ...‬والتي ليزال يقتلها الحنين إلى العودة إلى جوار السيد هاشم التوبلني‪.‬‬

‫صحيفة الوسط| ‪2003-09-06‬‬

‫‪12‬‬
‫‪0‬‬
‫‪12‬‬
‫التجنيس السياسي تداعيات وآثار‬
‫‪1‬‬
‫الكاتب ‪ :‬عبد الهادي المرهون‬

‫نسبة إلى تشكيل لجنة التحقيعق البرلمانيعة فعي قضعايا التجنيعس فعي البحريعن‪ ،‬فعإن معن المهعم‬
‫للسلطة التنفيذية وكافة المعنيين وفعاليعات المجتمعع أخعذ المسعؤولية المناطعة بهعذه اللجنعة علعى‬
‫محمل الجد‪ ،‬تبعا ً لهميعة القضعية الععتي نحعن بصعد التحقيععق فيهعا‪ .‬خاصعة وان هععذه القضععية تتصعل‬
‫مباشرة بالعديد من الملفات الساخنة ذات البعاد السياسية في البحرين‪ .‬ومن بينها ازديععاد البطالععة‬
‫وتفاقم أعبائها وقضية التمييز بكل ما تمثله من ثقل اجتماعي ضاغط يجب النظر فيه بشكل سععريع‬
‫نتيجة الضيق الشعبي من بروز هذه المسألة التي نتج عنها المزيد مععن الفرقععة والتشععظي والععتي ل‬
‫نريدها في هذا الوطن‪ .‬كذلك فإن العديد من التداعيات الجتماعيععة ومنهععا قضععايا السععكان وتراكععم‬
‫طلبات المراجعين وزيادة عددها ترتبط مباشرة بقضية التجنيس وتزيد بدورها من معاناة الكثير من‬
‫السر البحرينية نتيجة تراكم الطلبات سواء بالنسبة للقسائم أو للشقق أو المنازل‪ ،‬خاصة مع بععروز‬
‫ظاهرة منافسة المجنسين في الحصول على الخدمات وتععوفر العديععد مععن الشععواهد الدامغععة لععدى‬
‫المواطنين أنهم ‪ -‬المجنسين ‪ -‬مفضلين عليهم في الخدمات لنهم يعملون فععي مواقععع أمنيععة معينععة‬
‫كالجيش والشرطة والحرس الوطني فيما ل يحظى المواطنون بهذا الشرف ويحرمون منه‪.‬‬

‫ومن هنا فإن مهمة لجنة التحقيق التي أقرها مجلس النواب في دور النعقاد الول يجب أن ينظععر‬
‫لها المعنيين بكل الجدية‪ .‬وهي مناسبة لدعوة زملئنا في اللجنة إلععى تحمععل كامععل المسععؤولية فععي‬
‫طرق وفتح جميع الملفات سواء بالنسبة للفترة من ديسمبر ‪ 2002‬حتى الن أو حتى كامل الفععترة‬
‫الماضية منذ عام ‪ 1995‬والتي تم فيها التجنيععس علععى نطعاق واسععع‪ .‬فنحعن لعن نتمكععن مععن بحعث‬
‫مسألة التجنيس ونساعد على ضبط المشكلة بدون معرفة وفهم جذورها معن الناحيعة الموضعوعية‪،‬‬
‫والمسببات والعداد التي تم تجنيسها والغرض الذي تتم فيه ومن أجله على هذا النطاق الواسع في‬
‫البحرين بالذات حيث تتجاوز نسبة الكثافة السكانية ‪ 1200‬فرد في الكيلومتر مربع الواحد وهي من‬
‫أعلى الدول في العالم في هذا المجال بعد قطاع غزة وعلى النقيض من كل الدعوات التي يطلقها‬
‫باستمرار المسؤولين الحكوميين والباحثين الكاديميين والكتاب والصحفيين ‪ -‬بدون وجه حق ‪ -‬الععتي‬
‫يدعون فيها السر البحرينية للتوقف عن النجاب تحت ذريعة الحيلولة دون إضافة أعباء جديدة على‬
‫التنمية القتصادية واستنزاف الموارد الوطنية في حين أن الحكومة تتوسععع فععي عمليععات التجنيععس‬
‫باللف‪.‬‬

‫كما أنه من الضروري بحث المخاطر المحدقة بهويععة الععوطن والمععواطن وسععبل رزقععة ومسععتقبل‬
‫أجياله‪ ،‬ومن المهم في البحرين الستفادة من تجارب الدول التي استمرأت تجنيس الجانب‪ ،‬ومثال‬
‫ذلك ما جرى في العراق في سبعينات القرن الماضي‪ ،‬ولبنان في الثمانينات وكل البلدين الشقيقين‬
‫تم فيهما التجنيس لسباب سياسية إضافة بعض الدول الخرى الععتي انتهجععت ذات السععلوب‪ ،‬وهععي‬
‫خير شاهد على ما يحدثه التغيير الديموغرافي القسري والسياسععي مععن مآسععي فععي الوطععان ممععا‬
‫يحدونا إلى عدم التعويل علععى أنمععاط مععن التفكيععر الحععالم الععذي ُيفضععي بنععا إلععى طععرق مسععدودة‬
‫وخطرة‪ ،‬وعليه فل يمكننا أن نشععرع قعوانين لفسيفسعاء مصعطنعة بقعوة العذراع والهعواء‪ ،‬فالنععاس‬
‫والمجتمعات ليست معادن فلزية أو مواد كيميائية أو ألوان طبيعيعة يمكعن صعهرها وإذابعة عناصعرها‬
‫وقلب حابلها على نابلها‪ ،‬بل إن ذلك قد ُيفسد الجزء والكل الععذي سععيؤدي ل محالععة إلععى حالععة مععن‬
‫قَيمي والعرفي ل يهدأ أواره أبدًا‪ ،‬لن البشر لهم ما يميزهععم عععن‬ ‫النشطار والتشطير المجتمعي وال ِ‬
‫‪12‬‬
‫‪1‬‬
‫‪12‬‬
‫الشياء الخرى من روح وأحاسيس وانتماءات ترابية متجذره واعتزاز سحيق بتراثه الروحي الوطني‬
‫‪2‬‬
‫الحي‪ ،‬كما أنه يعيش مناخ يتفهم معتقدة وملمح كععثيرة فععي شخصععيتة وخصوصععياته المتفععرده‪ ،‬لععذا‬
‫فإنه لن يستطيع أن يتقبل أوزانا ً زائدة عن حاجته القتصادية والطبيعيععة بععل قععد يعتععبر مععن يتطفععل‬
‫عليه بتقمص مواطنيته بأنه كالمومياء التاريخية تقيم حواجز اجتماعية بيععن فئات المععة أو أممعا ً بيععن‬
‫أمة‪.‬‬

‫وفي أتون ذلك المعترك من التناقضات والشكاليات فإن على السلطة التنفيذية وعلى الخصععوص‬
‫إدارة الهجرة والجوازات المعنية بهذا الموضوع أن تبدي استجابة وتعاونا ً شفافا ً في التعامل مع هذا‬
‫الملععف الحسععاس والمصععيري وأن ل تضععع أمععام لجنععة التحقيععق البرلمانيععة العراقيععل القانونيععة ول‬
‫الدارية‪ ،‬فنحن جميعا ً هدفنا السمى هو مصلحة الععوطن قبععل كععل شععيء‪ .‬منطلقيععن فععي ذلععك مععن‬
‫مخاوف مرتبطة بمستقبل وحاضر هذا الوطن المعطاء‪ ،‬ويجب أن ل يشكل عمل لجنة التحقيق فععي‬
‫التجنيس مخاوف لدى السلطة التنفيذية أو حتى بعض النواب‪ .‬بل يتعين النظر إليها بمفهوم التعاون‬
‫اليجابي الملمععوس الععذي يقضععي إلععى حلحلععة الملفععات العالقععة‪ .‬لن بقععاء هععذه الملفععات مفتوحععة‬
‫باستمرار ليس في مصلحة الوطن ول المواطن‪.‬‬

‫ويبدوا واضحا ً الن بعد مرور سنوات أن عملية التجنيس التي تمت في العوام السابقة لعلج آثععار‬
‫سياسية وإعادة ترتيب الوضع الديموغرافي ليست هي الحل‪ .‬بل إن انعكاساتها بدأت تظهر بوضععوح‬
‫ويعاني منها الجميع في هذا الوطن أينما كانوا أو قطنو‪ .‬وكععان ذلععك الخفععاق فععي التوصععيف لحجععم‬
‫ونوعية المشاكل والهموم من قبل أطراف في الحكومة قد خلط الوراق مرة أخرى‪ ،‬وأصاب سععلم‬
‫الولويات في رشده وجزء المجزئ‪ ،‬وبععات الحتكععام إلععى آراء ذوي الحجععا خيانععة‪ ،‬ونصععح الغيععورين‬
‫ل‪ ،‬كما أن من الضروري أن ل نجعل من الجنسية البحرينيععة موضعععا ً للمسععاومة‬ ‫لصانعي القرار تطف ً‬
‫الرخيصة بحيث تمنح لمعالجة إشكالت سياسععية داخليععة دونمععا دراسععة للثععار السععلبية والتععداعيات‬
‫المترتبة عليها‪ .‬لن ذلك التجنيس تسبب في خلق مجتمع متمععايز وغيععر مععترابط تتغيععر فيععه سععمات‬
‫الهوية الوطنية لبناء البلد‪ .‬وأبلغ دليل على ذلك ما حدث في بعض مناطق البحرين التي يقطن فيها‬
‫المجنسين من توتر بلغ حد الصدام فيما بينهم تم تناوله في وسائل العلم‪.‬‬

‫وفي الحقيقة إن استمرار العتماد على توظيف العسكريين الجانب في السععلك العسععكري علععى‬
‫الخصوص "الداخلية‪ ،‬الدفاع‪ ،‬الحرس الوطني" أصبح ظاهرة ترصدها حعتى المنظمعات الدوليععة معن‬
‫حيث كونها مظهرا ً من مظاهر التمييز لكون المواطن ل يمنح هذا الحق الذي يملكه الجانب ويحعرم‬
‫منه إبن الوطن‪ ،‬علوة على ما يثيره من تساؤل عن تطبيق الحق الدستوري فعي المعادة )‪ (30‬معن‬
‫دستور مملكة البحرين التي تنص على أن الدفاع عن الوطن واجب مقدس على كل مواطن‪ .‬فععأين‬
‫هذا الواجب؟ ولماذا ل يتاح لكل المواطنين؟ إن الوحدة الوطنية تبقي هي المطلب والغاية الرفيعععة‬
‫والسامية لبناء المملكة جميعا ً فهي الضامن الوحيد لتقدم وتطور وطننا العزيز‪.‬‬

‫ولذلك فعلينععا صععيانة وحععدتنا ووطننععا‪ .‬فععإن رقعععة وطننععا الصععغير والنسععبة الكععبيرة الععتي يشععغلها‬
‫المواطنين والقاطنين قياسا ً بمساحته والتي تبلغ أكثر من ‪ 1200‬فععرد فععي الكيلععو مععتر المربععع قععد‬
‫جعلت البحرين من بين أكثر الدول اكتظاظا ً بالسكان في جميع أنحاء أنحاء العالم‪ .‬ممععا يضعععنا فععي‬
‫تناقض بين ما يدعوا له بعض المسؤولين من ضرورة ضبط السرة والنسععل بععدواعي إتاحععة فرصععة‬
‫أكبر للنمو القتصادي والحفاظ على مستوى الدخل وجودة الخدمات ومن جهة مقابلة التوسععع فععي‬
‫استقدام وتجنيس الجععانب بععدواعي سياسععية وديموغرافيععة ممععا يزيععد أعبععاء التنميععة ويضعععف مععن‬
‫‪12‬‬
‫‪2‬‬
‫‪12‬‬
‫مستوى وجودة الخدمات‪ ،‬خاصة وأنهم ‪ -‬المجنسين ‪ -‬ل يمثلون حاجة اجتماعية أو علمية ملحة‪ ،‬بععل‬
‫‪3‬‬
‫يشكلون عبئ على المجتمع لنهم يستفيدون من جميع المزايا والخععدمات ول يضععيفون لععه شععيئا ً ذو‬
‫قيمة‪ ،‬لعدم امتلك معظمهم المؤهلت العلمية والخبرات التي تجعل منهم منتجيععن ويسععهمون فععي‬
‫تقدم وبناء هذه المملكة‪.‬‬

‫إن شعب البحرين أصيل ل ينكر من أسهم في خدمة هعذا العوطن بمعا يملعك معن شععور إنسععاني‬
‫فياض وبما يملك من خصال الكرم العربي الصععيل‪ .‬لععذلك فععإن التجنيععس ضععمن القععانون لععن يععثير‬
‫الريبة‪ .‬فالعربي خاصة المؤهل والذي يملعك الكفعاءة وتنطبععق عليععه شعروط التجنيععس العتي أقرهعا‬
‫القانون له الحق في الجنسية إذا عاش في البحرين ‪ 15‬عاما ً وللجانب إذا مكثوا ‪ 25‬عام عا ً وذلععك ل‬
‫ينطبق على السواد العظم منهم‪ ،‬لفقدانهم واحد من أهم الشروط القانونية الساسية وهو ضرورة‬
‫إجادتهم للغة الوطن وهي العربية بكل تأكيد‪ .‬لكننا ضد التجنيس لعتبععارات سياسععية أو ديموغرافيععة‬
‫من شأنها الخلل بالوحدة الوطنية والسهام في تقليل فرص وحقععوق المععواطن القتصععادية وإقلق‬
‫أمنه السياسي والجتماعي‪.‬‬

‫إن الرغبة التي تقععدمنا بهععا لتشععكيل لجنععة تحقيععق برلمانيععة فععي التجنيععس ستضعععنا جميععا ً أمععام‬
‫مسؤولياتنا الوطنية للتأكيد على جديتنا في كيفية التعامل مع هذا الملف الذي يرتبط بالحفاظ علععى‬
‫الهوية الوطنية‪ ،‬ومن هذا المنطلق أدعو السلطة التنفيذية لبداء كل التعاون مع اللجنة للوصول إلى‬
‫حقيقة هذا الملععف الععذي كععان سععببا ً مباشععرا ً فععي زيععادة أرقععام البطالععة وارتفععاع معععدلت الجععرائم‬
‫واكتظاظ المدارس وتهديد أمن المجتمع‪ ،‬على أن حل هذه المعضلة يبقى مسؤولية الجميععع وليععس‬
‫النواب لوحدهم‪ ،‬أو لجنة التجنيس لوحععدها‪ ،‬وإنمععا يتطلعب تضعافر جهععود كافعة المؤسسعات ‪ -‬وفععي‬
‫طليعتهم السلطة التنفيذية ‪ -‬المعنية والمختصة إضافة إلى المجتمع المععدني والفاعليععات السياسععية‬
‫لكي تؤطر جهودها في بوتقة واحدة يكون هدفها الول والخير المصلحة الوطنية العليا‪.‬‬

‫‪06-11-2003‬‬

‫‪12‬‬
‫‪3‬‬
‫‪12‬‬
‫ملف ملغوم يخشى منه الحاكم والمحكوم‬
‫‪4‬‬ ‫التجنيس السياسي في البحرين‬

‫الكاتب ‪ :‬مجلة المشاهد السياسي‬

‫المشاهد السياسي‬
‫كل الحضععاري ينشععأ‬ ‫ل توجد هناك أعراف نهائية فيما يتعلق ببناء الدول وحضارات الشعوب‪ ،‬فالتش ّ‬
‫ن ذلعك ل‬‫نتيجة عوامل متشابكة ُتسهم بمجموعها في خلععق الهويعة الثقافيعة والوطنيعة للدولعة‪ .‬إل أ ّ‬
‫يمكنه أن يتم بشكل طبيعي إل من خلل التوافق السععلمي بيععن شعركاء الرض‪ .‬وغيععاب ذلععك يعنععي‬
‫سس التوافق بين شركاء الوطن؟‬ ‫الصراع والمؤامرات المضادة‪ .‬فكيف يتأ ّ‬

‫ل مشعكلة‬ ‫ل يتحقق ذلعك إل معن خلل ثقعة متبادلعة‪ ،‬وأرضعية معن الحعوار العوطني الصعريح‪ .‬ولعع ّ‬
‫ت تكشعف ععن‬ ‫ديها علعى هعذه الركيعزة‪ ،‬وتوّرطهعا فععي سياسععا ٍ‬ ‫السلطة في البحرين تكمن فععي تعع ّ‬
‫تشكيكها فععي الععولء الععوطني لمواطنيهععا وارتبععاطهم بععالرض‪ .‬وسععيبدو مخيفعا ً أكععثر حينمععا نجععد أن‬
‫ت تتنععاقض معع الحعرص علععى وطنيععة البحريععن‪ ،‬وعلعى مسععتقبلها‬ ‫مدت إلى اتباع سياسعا ٍ‬‫السلطة ع ِ‬
‫ن أعلنت السععلطة قبولهععا‬ ‫الثقافي والسياسي‪ ،‬وهو ما يبعث على الدهشة والستغراب‪ ،‬خاصة بعد أ ْ‬
‫بالتحاور مع طموحات الشعب واستجابة للخيار السلمي وشعار الصلح السياسي!‬

‫ويتندر الكعثير معن المعارضعين البحرينييعن اليعوم بعان الفعرق بيعن مملكعة والعت ديزنعي ومملكعة‬
‫البحرينيين يكمن في ان الولى حقيقية وتستند الى نظام متقن وواقعي ومشروع حضععاري والثانيععة‬
‫مجرد وهم وخيال واطغاث احلم من قبل من يسيرونها‪.‬‬

‫ويقال في البحرين الن انه قد يتوقّععف البعععض عنععد انقلب السععلطة علععى دسععتور ‪ ،73‬ومخالفععة‬
‫دي‬ ‫التعّهدات المكتوبة والشفهية وما تضمنته <ورقععة الميثععاق> باعتبععاره العلمععة البععرز علععى التعع ّ‬
‫دي السلطوي وليععس علمععة‬ ‫كل مؤشرا ً على واقع التع ّ‬ ‫ن هذا النقلب ُيش ّ‬
‫مشار إليه‪ .‬إل أ ّ‬
‫الرسمي ال ُ‬
‫نهائية! فهناك أطعراف قويعة فعي السعلطة لعم تكعن راغبعة فعي تسعريع عجلعة الصعلح السياسعي‪،‬‬
‫ي واضطراري‪.‬‬ ‫ت مع الموضوع من منظور مصلح ٍ‬ ‫وتعاط ْ‬

‫ت‬
‫ل مبععادرات السععلطة مععن الجديععة والرغبععة الحقيقيععة فععي الصععلح الكامععل‪ ،‬وظلع ْ‬ ‫تك ّ‬ ‫ولهذا خل ْ‬
‫ب الزمععات الععتي عععانى منهععا النععاس خلل الفععترات‬ ‫متمسكة بالخطوات التجزيئية الععتي ل تعالععج لع ّ‬
‫ً‬
‫ت إرادة الصععلح الحقيقععي لععدى قِععوى المعارضععة سععببا فععي تسععاهلها مععع التلكععؤ‬ ‫السابقة‪ .‬وقد كععان ْ‬
‫ذبة جدا ً في وصف سياسات السلطة التراجعية والتخريبيععة‪ .‬ولكععن ذلععك‬ ‫الرسمي‪ ،‬واعتمادها لغة مه ّ‬
‫ن يحجب حقيقة المور في الواقع‪ ،‬فالسععلطة كعانت ُتعب ّععر ععن اسعتخفاف واضعح‬ ‫لم يكن بمقدوره أ ْ‬
‫بشعارات الصلح‪ ،‬ولم توّفر يوما ً ما المقدمات الجادة التي يتطلبها نقل هععذه الشعععارات إلععى حيععز‬
‫التطبيق‪ .‬وكان النقلب الدستوري في شباط )فبراير( ‪ 2002‬مؤشرا ً على ذلك‪ ،‬وأشار الجميع إلععى‬
‫ضرورة تمحيص خطاب السلطة وسياسععاتها جيععدًا‪ ،‬للوقععوف عنععد بقيععة المؤشععرات الخطععر‪ .‬وفععي‬
‫مقدمتها مشروع <التجنيس السياسي>‪.‬‬

‫وفي نظر الناشطين البحرينييععن فععي مجععال حقععوق النسععان والتشععبث بالعدالععة الجتماعيععة فععان‬
‫مفهوم <التجنيس السياسي> قد ينعكس سلبا وخطرا على المجتمع فععي أكععثر مععن مجععال‪ .‬فخلل‬
‫‪12‬‬
‫‪4‬‬
‫‪12‬‬
‫المراحل السابقة‪ ،‬كانت علقة التجععاذب بيععن السععلطة والمعارضععة تعععبر عععن شعععور متبععادل بعععدم‬
‫‪5‬‬
‫التوافق والنسجام‪ .‬فالسلطة كانت ترفض العععتراف بأخطائهععا‪ ،‬وتععترّفع عععن الجلععوس إلععى جععانب‬
‫المعارضة والتحاور معها بل تعتبر ذلك عيبا ً ونيل ً من سيادتها وهيبتهععا‪ .‬بينمععا كععانت المعارضععة‪ ،‬بك ع ّ‬
‫ل‬
‫تقاسيمها‪ ،‬تصّر على تغيير الواقع السياسععي فععي البلد‪ ،‬والرجععوع إلععى مكتسععبات دسععتور ‪ 73‬كحععد‬
‫ح السياسي‪.‬‬ ‫ن محور التجاذب بين الطرفين؛ هو الصل ُ‬ ‫أدنى‪ .‬ومن ذلك كان يتضح أ ّ‬

‫كان الواقع الشعبي يمّثل القاعدة الساسية للمعارضة وهععي ُتحعّرك شععارها فععي ضععرورة إصععلح‬
‫كنععت قِععوى المعارضععة مععن تحقيععق‬‫السلطة السياسية في البحرين‪ .‬وبفضل العطععاءات الشعععبية تم ّ‬
‫ت السلطة تواجه مأزقا ً سيكولوجيا وسياسيا ً نتيجة السند الشعبي القوي‬ ‫مصداقيتها الكاملة‪ ،‬وأصبح ْ‬
‫لمطالبات الصلح السياسي‪ .‬وفي حين كانت جدية الدخول في مرحلة <الصلح> تفترض الذعان‬
‫ت علععى‬‫ن السلطة ع فيما يؤكد تهافت شعاراتها الصلحية ع نععاور ْ‬ ‫لهذا الواقع‪ ،‬والتراضي عليه‪ ،‬نجد أ ّ‬
‫تلععك الحقيقععة‪ ،‬وأعععدت عععدتها لللتفععاف علععى المحععور العععددي الشعععبي‪ ،‬وذلععك مععن خلل إدخععال‬
‫مجموعات سكانية مسعتجلبة معن الخعارج‪ ،‬يكعون ولؤهعا للسعلطة أساسعا ً وحيعدا ً لمنحهعا الجنسعية‬
‫البحرينية‪ ،‬وبالتالي إشراكها في إدارة المجتمع السياسي والجتماعي والثقافي البحريني‪.‬‬

‫عناوين‬
‫ويتفق المعارضون البحرينيون الشيعة والسنة على ان الجهزة الرسمية استعملت سععلطتها لمنععح‬
‫الجنسية لقوام ل يهمهم أن ُيستعملوا لتنفيذ مخطط التغيير في الديموغرافيا السياسععية فععي البلد‪.‬‬
‫ن هذا المخ ّ‬
‫طط تتداخل فيه العناوين التالية‪:‬‬ ‫ومن الواضح أ ّ‬

‫ع تغيير التركيبة السكانية )التجاهات والثقافات( ع إحداث الخلل في التوزيع العددي للسكان‪.‬‬

‫ع تنويع مداخل الطائفية السياسية‪.‬‬

‫قععق‬ ‫ون الهوية الوطنية للبحرين‪ .‬ولكي تتح ّ‬ ‫ع خنق القنوات الثقافية والجتماعية والسياسية التي تك ّ‬
‫ن الوقود البشري المجنس المستخدم للتنفيععذ ُيراعععى أن يكععون مسععتوردا ً‬ ‫أهداف هذا المخطط‪ ،‬فإ ّ‬
‫من مناطق ودول معينة‪ ،‬تكون السلطة قد خُبعرت إخضعاعه لمشعاريعها التخريبيعة‪ ،‬أمنيعا ً وسياسعيًا‪،‬‬
‫ونت معه تاريخا ً طويل ً معن التطويعع للوامعر وسياسعات القمعع‪ .‬وبحكعم التكعوين البعدوي لهعؤلء‬ ‫وك ّ‬
‫ن تجييرهععم مععن ِقبععل السععلطة‬ ‫المستجلبين للستيطان ومحدودية خلفياتهم الثقافية والبداعيععة؛ فععإ ّ‬
‫يكون أسرع وأكثر ُيسرا ً ‪ .‬كما جرى التركيز على توطين هذه المجموعات البشرية المسععتجلبة فععي‬
‫ن هنععاك انتباه عا ً‬
‫مستوطنات ثابتة ومتنقلة لتؤدي الغرض التخريبي المستقبلي بنحو كامل‪ .‬وكذلك فإ ّ‬
‫كزهععم فععي وزارات الععدفاع‬ ‫جععدد‪ ،‬فععإلى جععانب تر ّ‬‫إلى توزيع مواقع التواجد الوظيفي للمستوطنين ال ُ‬
‫ن تواجععدهم المهنعي والعوظيفي بعدأ يتسعع ليشععمل‬ ‫ساسة‪ ،‬فعإ ّ‬
‫والداخلية والمؤسسات الحكومية الح ّ‬
‫المهن العامة والخاصة‪ ،‬وهو ما ُيشير إلى طابع التغلغل السريع داخل البناء الجتمععاعي والقتصععادي‬
‫في البحرين‪ ،‬مع ما يترتب على ذلك من انعكاسات ثقافية واقتصادية في غير صالح المواطنين‪.‬‬

‫ن هععذه السععتهدافات المن ّ‬


‫ظمععة فععي التخريععب السععكاني‪ ،‬تجتمععع لتأديععة الغععرض‬ ‫وفي الجمال فععإ ّ‬
‫السياسي الستراتيجي‪ ،‬وبالتلعب بالمسار السياسي القعادم بمعا يتلقععى معع طمععوح السعلطة فعي‬
‫قععوى‬
‫الستفراد بعالحكم واحتكعار القعرار السياسعي‪ ،‬وتقليععل الثعر الشععبي فعي تععوجيه مععادلت ال ِ‬
‫معارضة في الداخل‪.‬‬ ‫ال ُ‬
‫‪12‬‬
‫‪5‬‬
‫‪12‬‬
‫‪6‬‬ ‫إيهام‬
‫ول يستبعد البحرينيون في دراستهم لسباب هذا التععوجه الحكععومي‪ ،‬الُبعععد النتخععابي فععي جريمععة‬
‫التجنيس السياسي‪ .‬وفي هذا يقولون ان السلطة حاولت باستمرار إيهام المراقب والمهتم بشععؤون‬
‫ن عدد الشيعة ليس أكثر من عدد السنة‪ .‬وهي التي تدار بعقلية رئيس الوزراء الذي كععان‬ ‫المنطقة أ ّ‬
‫يضيف عددا ً من السنة في الحصة المعينة للمجلس السععابق الععذي حععل فععي سععنة ‪ 1975‬ليبععدو أ ّ‬
‫ن‬
‫ن التركيبة الديموغرافية فععي‬ ‫الطائفتين متساويتان تماما ً في العدد‪ ،‬ولم يغب عن رأسه المخاوف بأ ّ‬
‫بلد دكتاتوري وطائفي قد تغير موازين القوى‪ .‬هذه المخاوف التي غذتها الععدوائر الجنبيععة والعناصععر‬
‫الخارجية التي أرادت التمسك بمواقعهععا‪ ،‬وخاصععة فععي أجهععزة المععن‪ ،‬انعكسعت سععلبا ً علععى حقععوق‬
‫ي للطععائفتين اللععتين‬‫المواطنين‪ ،‬وانعكست سلبا ً على مسألة التجنيس من أجل تحقيق تساوٍ ظععاهر ٍ‬
‫يتشكل منهما شعب البحرين في حالة إجراء أيعة انتخابعات‪ ،‬وتعم علعى ضعوء هعذا التخعوف تجنيعس‬
‫ب لستخدامهم وقودا ً في العملية النتخابية واسععتغلل‬ ‫عشرات اللف من أبناء السنة عربا ً وغيَر عر ٍ‬
‫أصواتهم في بيان التركيبة السكانية غير الحقيقية التي يتألف منها شعععب البحريععن وشععل المجلععس‬
‫تماما ً من أي معارضة شعبية إضافة إلى تفريغه من أي عمق ديمقراطي‪.‬‬

‫وفي منتصف السنة )الماضية( ومخافة أل تتمكن السلطة من الستمرار بالتجنيس‪ ،‬بنفس الوتيرة‬
‫م تجنيععس أعععداد كععبيرة جماعععات وفععرادى‪ .‬واعععترف‬ ‫السابقة‪ ،‬بعد تشكيل المجلس المعين نصفه ت ّ‬
‫موظف في دائرة الهجرة والجوازات في لقاء نظمته جمعية الصععحفيين البحرينيععة فععي شععهر تمععوز‬
‫)يوليو( ‪ 2002‬بتجنيس ستة آلف شععخص فقععط مععن ‪ 24‬دولععة مختلفععة ولعلععه يشععير إلععى مععن تععم‬
‫تجنيسهم في الشهر الخير‪.‬‬

‫وسابقا‪ ،‬منعععت السععلطة أعضعاء لجنععة تفعيععل الميثععاق الععذين عينتهععم مععن الخععوض فععي موضععوع‬
‫التجنيعس واسعتمرت فععي مشععروعها دون هععوادة‪ ،‬ثعم غيععرت قعانون الجنسعية ليتمكعن المجنسععون‬
‫الخليجيون من التصويت وهم فععي بلععدانهم‪ ،‬ورفعععت السععلطة القعانون الععذي يمنععع المجنسععين مععن‬
‫التصويت حيث ينص على عدم أحقيتهم في المشاركة السياسية بالترشيح والتصععويت قبععل انقضععاء‬
‫عشععر سععنوات علععى منحهععم الجنسععية‪ ،‬بمععوجب قععانون الجنسععية البحرينععي لعععام ‪ ،1963‬وسععمح‬
‫للعسكريين بالمشاركة في الدورة الثانية للنتخابات البلدية وهو ما كان مخالف عا ً للقععانون سععابقا ً ثععم‬
‫أجبروا على التصويت وألزموا بالضغط على ذويهم كذلك في النتخابات شبه البرلمانية في تشععرين‬
‫الول )أكتوبر( ‪ 2002‬ووضعت مواد دستورية تعطععي شععرعية للتجنيععس وعععدم قععدرة علععى سععحب‬
‫جنسياتهم غير القانونية )مادة ‪ 17‬وثيقة ‪ ،(2002‬ووزعت الدوائر النتخابيععة فععي النتخابععات البلديععة‬
‫وشبه البرلمانية بشكل طائفي وعنصري بحت‪.‬‬

‫وقد أدت هذه الجراءات إلى تقليص عدد ممثلي المجالس البلدية من الشيعة وازدياد عدد السععنة‬
‫وهو ل يمثل النسبة الحقيقية لعداد الطائفتين بل يشير إلى مقدار التلعععب والتععآمر الععذي قععام بععه‬
‫النظام‪ ،‬وهو ما اعتبرته السلطة أحد الهداف الرئيسععية الععتي تحققععت مععن مشععروعها فععي تحجيععم‬
‫الطائفة الشيعية وتقليل عدد نوابها في المجلس فحصعل أبنعاء الشعيعة فقعط علعى ‪ 23‬مقععدا معن‬
‫أصل ‪ 40‬وهم الذين يمثلون أكثر من ‪ %70‬من عدد السكان قبل عمليات التجنيس حسععب مصععادر‬
‫مختلفة‪.‬‬

‫نوايا‬
‫‪12‬‬
‫‪6‬‬
‫‪12‬‬
‫وعند الرصد التاريخي لظاهرة التجنيس السياسي‪ ،‬يتضح انه و في بداية تسعينيات القرن الماضي‬
‫‪7‬‬
‫سرت شائعات تتحدث عن وجود مخطط لتجنيس ‪ 10‬آلف مععن بععدو السعععودية‪ ،‬وهععم المتواجععدون‬
‫ٌ‬ ‫ْ‬
‫في أطراف المنطقة الشرقية منها وبين الرياض‪ ،‬وهم ينتمون إلى قبيلة الدواسر‪ .‬وبحسب الروايععة‬
‫ن السلطة لم توّفق لغراء هؤلء وإقناعهم بالقدوم إلى البحرين‪ .‬كان ذلععك بيععن عععامي ‪ 1990‬ع ع‬
‫فإ ّ‬
‫‪ 1991‬وبين عامي ‪ 93‬ع ‪ 94‬برزت المؤشرات القوية على استقدام وتجنيس مواطنين من سععورية‪،‬‬
‫وإشراكهم في الخدمات التي يتمتع بها المواطنون‪ .‬وظهرت في هعذه الفعترة تبرمعات فعي منعاطق‬
‫مختلفة من البحرين )مدينة حمد‪ ،‬وقرى جو وعسكر(‪ ،‬تشكو من الزعاج الخدمي والجتماعي الذي‬
‫مثله استقدام هؤلء‪ ،‬ووصلت بعض التبرمات إلى حد ّ رفع شكاوى احتجاجية إلى السلطة‪.‬‬

‫وفي سنة ‪ 96‬ع ‪ 97‬بدأت تتبلور المسععألة إلععى حععدود الظععاهرة العامععة‪ ،‬وأخععذت عمليععة التجنيععس‬
‫سع ل سيما من صحارى سععورية والردن‪ .‬وفععي هععذا التاريععخ وصععلت رسععالة مععن وزارة‬ ‫المنظم تتو ّ‬
‫الخارجية البريطانية إلى <اللورد إيفبري>‪ ،‬نائب رئيس لجنة حقوق النسان في مجلععس اللععوردات‬
‫در أعداد المجَنسين بع ‪ 8‬آلف وبأنهم يعملون أساسا ً فععي وزارة الععدفاع وبنسععبة أقععل‬ ‫البريطاني‪ُ ،‬تق ّ‬
‫في وزارة الداخلية‪.‬‬

‫وبعد الدخول فعي المرحلعة الجديععدة وطعرح وثيقعة <ميثععاق العمعل العوطني> اسعتمرت الخبععار‬
‫والتسريبات حول هذا الموضوع بل توقف‪ .‬ففي هذه الفترة بدأت أكبر عملية تجنيععس للمسععتقدمين‬
‫ن عمليععة‬ ‫م اسععتيرادهم للعمععل فععي الععدفاع والداخليععة‪ .‬إل أ ّ‬
‫فععي الفععترة بيععن ‪ 94‬ع ع ‪ ،98‬والععذين ت ع ّ‬
‫الستقدام في هذه المرحلة لم تتوقف نهائيًا‪ ،‬فهناك مؤشرات متعددة تشير إلى استجلب عدد ٍ مععن‬
‫وة الععدفاع‪ ،‬وبععأن دائرة الهجععرة والجععوازات سعّلمتهم جنسععية البلععد‬ ‫البلوش والعرب للعمععل فععي قع ّ‬
‫ومنحتهم الجوازات البحرينية‪.‬‬

‫وقد تركَز المُر على الجنسيات الردنية واليمنية وبعدها البلوشععية الباكسععتانية‪ .‬كععذلك فععإن هنععاك‬
‫حركة ناشطة لتجنيس أعداد كبيرة من المدرسين المصريين والردنيين وغيرهم‪.‬‬

‫ن أعدادا ً كبيرة من الذين يتععم التيععان بهععم للعمععل فععي‬


‫وما ُيثير القلق أكثر في هذه الحالت‪ ،‬هو أ ّ‬
‫وزارة الدفاع والداخلية‪ ،‬يجري التعاطي معهم على أنهم أتوا إلى البحريععن للتواجععد فيهععا والحصععول‬
‫على الجنسية‪ ،‬فُتخلق الرضية المناسبة لذلك ويحصلون عليها‪.‬‬

‫وُيضاف إلى ذلك ما ُيطرح عن وجود مكاتب في الخارج ُتسّهل إجراءات الحصول علععى الجنسععية‪،‬‬
‫كما هو الحال مع عوائل معينة في المنطقة الشرقية‪ ،‬حيععث ُتيسعُر لهععم أمععور التجن ُععس مععتى أرادوا‬
‫جه الخبار إلى قبيلة الدواسر والععتي ُتمنععح خصوصععيات معينععة مععن‬ ‫ذلك‪ .‬وفي هذا السياق نفسه تتو ّ‬
‫ِقبل السلطة في موضوع التجنيس بدعوى أنها عاشت فترة من الزمن في البحرين‪ .‬وهو منطق لععو‬
‫مععرة‬‫ح فل بد من القياس عليه بالنسععبة إلععى العععائلت والقبععائل الععتي تعيععش فععي البصععرة والمح ّ‬ ‫ص َ‬
‫والحساء والتي كان لهععا يومعا ً مععا تواجعد ٌ فععي البحريععن‪ .‬ول يخفععى علععى أحععد أن فتععح البععاب علععى‬
‫مصراعيه‪ ،‬وفق هذا المنطق‪ ،‬سوف يجعل البحرين فائضة بالمجموعات السكانية بشععكل ل ُيتصععور‪.‬‬
‫ن تساؤل ً ل بد من أن ُيطرح بخصوص واقع التجنيس في منطقة الدواسر‪ ،‬حيث‬ ‫وفي كل الحوال فإ ّ‬
‫استخدمت وسائل مختلفة لدارة عملية التجنيس السياسي‪ ،‬وبأرقععام مخيفععة جععدًا‪ ،‬تععتراوح بيععن ‪10‬‬
‫آلف إلى ‪ 100‬ألف‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫‪7‬‬
‫‪12‬‬
‫نقطة ضوء هامة‬
‫‪8‬‬
‫ويؤكد البحرينيون ان مشروع السلطة القائم حاليا ً على هز المجتمع السياسي البحريني وتفكيكععه‬
‫على المدى المستقبلي‪ ،‬ينبني على استقدام كتل بشرية تحمي احتكارية السلطة وُتشّتت اتجاهععات‬
‫ة تحديععدا ً بالمجموعععات المسععتقدمة‬‫الفعل الشعبي المعارض‪ .‬ولتأدية هذا الدور فإن المهمععة منوطع ٌ‬
‫مخطععط التجنيععس‬ ‫ن التنديد الشعبي ب ُ‬‫من سورية والردن واليمن وبعض القبائل العربية‪ .‬وبالتالي فإ ّ‬
‫ظم ل علقة له بالحقوق الطبيعية لما ُيعرف بع<البدون> الذين وُِلدوا في البحرين ومّثلوا قيم ع ً‬
‫ة‬ ‫المن ّ‬
‫ة ل تنفصل عن تاريخ البحرين الثقافي‪.‬‬‫ة وثقافي ً‬
‫تاريخي ً‬

‫ن التجنيس الممنهج للتخريعب السياسعي القعادم‪ ،‬إضععافة إلععى تععديه علععى العتبععارات القانونيععة‬‫إ ّ‬
‫وتجاوزه للخلقية الوطنية‪ ،‬يفتح المجال واسعا ً للتداعيات الخطيرة للكانتونات الستيطانية‪ ،‬بما فيها‬
‫الضرار الثقافية والجتماعية‪.‬‬

‫البادة الثقافية‬
‫وتهدف جريمة إبادة الجنس البشري ‪ Genocide‬إلى قتل الجماعات أو المجموعة البشرية بوسععائل‬
‫مختلفة‪ ،‬وتعتبر من العمال الخطيرة الععتي تهععدد أمععن وسععلمة المجتمععع لنهععا تععؤدي إلععى إبععادة أو‬
‫اضطهاد كائنات إنسانية كليا ً أو جزئيعا ً بسعبب طعبيعتهم الوطنيعة أو العرقيعة أو السععللية أو الدينيععة‪.‬‬
‫وهي ترتكب بصورة عمدية ول تنحصععر آثارهععا علععى الوضععع الععداخلي للدولععة الععتي تقععع فععي نطععاق‬
‫حدودها القليمية وإنما تمتد حععتى إلععى السععرة الدوليعة بسععبب أثارهععا الشععاملة‪ .‬وهععي ليسععت مععن‬
‫الجرائم السياسية و إنما تعد من الجرائم العمدية العادية حتى وان ارتكبت بباعث سياسي‪.‬‬

‫ومما يتعلق بانتهاكات حقوق النسان وجريمة إبادة الجنس البشري سياسععة الضععطهاد الطععائفي‪،‬‬
‫والتمييز والتحقير لسباب ثقافية واجتماعية‪.‬‬

‫تحديد مفهوم جريمة إبادة الجنس البشري‪:‬‬


‫نصت اتفاقية منععع إبععادة الجنععاس البشععرية والمعاقبععة عليهععا لعععام ‪ 1946‬علععى أحكععام الجريمععة‬
‫المذكورة‪ ،‬فالبادة يقصد بها التدمير المتعمععد للجماعععات القوميععة أو العرقيععة أو الدينيععة أو الثنيععة‪،‬‬
‫ويراد بكلمععة أو مصععطلح ‪ genocide‬فععي اللغععة اللتينيععة )قتععل الجماعععة(‪ ،‬فقععد اقععترن اسععم وشععيوع‬
‫مصطلح جريمة البادة مع النازية أول ً حيث جرى قتل مليين البشر بسبب دينهم أو أصلهم العرقععي‬
‫واعتبرت الجريمة من نمط الجرائم ضد النسانية حتى ولو لم تكن الجريمة إخلل ً بالقانون الداخلي‬
‫للنظمة المنفذة لها‪.‬‬

‫ولشععك فععي أن ارتكععاب الفعععال بقصععد التععدمير الكلععي أو الجععزئي لجماعععات قوميععة أو إثنيععة أو‬
‫عنصرية أو دينية‪ ،‬يقع من خلل صور متعددة وسواء أكانت الجريمععة بصععورة مباشععرة أم التحريععض‬
‫عليها أم بالتآمر على ارتكابها‪ ،‬وسواء كان ذلك أثناء السلم أم الحرب‪ .‬فقد جعاء فععي المععادة الثانيعة‬
‫من التفاقية ما يلي ‪< :‬في هذه التفاقية تعني البادة الجماعية أيا ً مععن الفعععال التاليععة ‪ :‬المرتكبععة‬
‫عن قصد التدمير الكلي أو الجزئي لجماعة قومية أو إثنية أو عنصرية أو دينية‪ ،‬بصفتها هذه‪1 :‬ع قتععل‬
‫أعضاء من الجماعة ‪ 2‬ع إلحاق أذى جسدي أو روحي خطير بأعضاء من الجماعة ‪3‬ع إخضاع الجماعة‬
‫عمدا ً لظروف معيشية يراد بها تدميرها المادي كليا أو جزئيععا ‪ 4‬عع فععرض تععدابير تسععتهدف الحيلولععة‬
‫دون إنجاب الطفال داخل الجماعة ‪ 5‬ع نقل أطفال من الجماعة عنوة إلى جماعععة أخععرى>‪ .‬وهععذه‬
‫الفعال الجرامية يعاقب عليها القانون سواء من خلل البادة الفعلية أو بالتآمر على ارتكاب البادة‬
‫‪12‬‬
‫‪8‬‬
‫‪12‬‬
‫الجماعية أو التحريض المباشععر والعلنععي علععى ارتكابهععا أو فععي محاولععة ارتكابهععا أو الشععتراك فيهععا‬
‫‪9‬‬
‫ويتعرض للمسؤولية القانونية أي شخص كان حتى ولو كان مسؤول ً دستوريا ً أو مععوظفين عععامين أو‬
‫ُ‬
‫أفرادًا‪ .‬كما أن هذه الجريمة ل تسقط بمرور الزمان‪.‬‬

‫ويتضح من ذلك أن قتل الجماعات يحصل بطرق أو وسعائل مختلفعة منهعا‪ :‬عع النعوع الول ‪:‬البعادة‬
‫الجسدية وهو يتمثل في قتل الجماعات بالغازات السامة أو العدام أو الدفن وهم أحياء أو القصععف‬
‫بالطائرات أو الصواريخ أو بأي وسيلة أخرى تزهق الرواح‪.‬‬

‫بايولوجية‬
‫ع النوع الثاني‪ :‬البادة البايولوجية وتتمثل بطرق تعقيم الرجال أو إجهاض النساء وبوسائل مختلفععة‬
‫بهدف القضاء على العنصر البشري‪) .‬الفقرة د ع من المادة الثانية ( من اتفاقية منع إبععادة الجنععاس‬
‫والمعاقبة عليها‪.‬‬

‫ع النوع الثالث‪:‬البادة الثقافية وتتمثل في تحريم التحعدث باللغعة الوطنيعة والعتعداء علعى الثقافعة‬
‫القومية والوطنية‪ ).‬الفقرة ج من المادة الثانية من التفاقية (‪.‬‬

‫غير أن السرة الدولية لم تتجه بعد إلى اعتبار هعذا النععوع معن البعادة جععديا ً وخطيععرا ً ويععؤدي إلععى‬
‫الفناء على الرغم من أن هذا النوع من البادة هو إبادة معنوية تدمر البشر وهي يععؤدي إلععى الصععهر‬
‫والذابة والتدمير وهو عمل غير مشروع‪.‬‬

‫كما ان البادة الثقافية تشمل التجنيس السياسي والستثنائي نموذجًا‪ .‬وفي التجربععة المحليععة فععي‬
‫البحرين‪ ،‬يمكن اعتبار التجنيععس السععتثنائي‪ ،‬وخاصععة فععي شععكله السياسععي‪ ،‬نموذجعا ً واضععحا ً علععى‬
‫مفهوم البادة الثقافيععة‪ .‬فإدخععال أعععداد كععبيرة مععن المجموعععات السععكانية الغريبععة‪ ،‬وبشععكل عمعدٍ‬
‫ي‬
‫مقصود‪ ،‬ومن غيععر مراعععاة للتوازنععات الثقافيععة والجتماعيععة والسياسععية القائمععة؛ هععو تهديععد جععد ّ‬
‫بالتشكيل الثقافي للبحرين‪ ،‬ولهوية الشعب الوطنية‪.‬‬

‫ن العتبار السياسي الذي يدفع السلطة إلى القيام بهذا الخطععوة‪ ،‬ل ُيغفععل العنصععر‬ ‫ومن الواضح أ ّ‬
‫البادي والتعدميري‪ .‬فعالمخطط السياسعي فعي عمليعة التجنيععس ل يكتمعل إل مععع إحعداث تغييعرات‬
‫مقصودة في البناء الثقافي والجتماعي للواقع البحريني‪ ،‬والسبب في ذلك أن هذا البناء هو المعني‬
‫ن‬
‫بالدرجة الولعى فعي إنتعاج اتجاهعات العرأي الععام‪ ،‬وفعي تشعكيل العرؤى السياسعية‪ ،‬وبالتعالي فعإ ّ‬
‫التجنيس السياسي ناظر في طريقه العملي إلى التركيب الثقععافي والجتمععاعي القععائم‪ ،‬ويسععتهدف‬
‫في المقدمة والمؤخرة خلخلة هذا الععتركيب وتمييعععه إلععى درجععة الععذوبان‪ .‬ومععن هنععا نلحععظ الععوجه‬
‫البادي الثقافي لنعكاسات التجنيس المنظم لهداف سياسية‪.‬‬

‫ملف مغلق‬
‫وفي قراءتهم لما يمكن ان يعرف بالتجنيس السياسي وتهديد الصلح السياسي‪ ،‬ينظر البحرينيون‬
‫جه إلى اعتبار <التجنيس السياسي> ملفعا ً ملغومعا ً يسععتدعي المعالجععة‬
‫الى المر من زاوية ان التو ّ‬
‫الحاسمة‪ ،‬ل يستبطن خروجا ً على أسس المشروع الصلحي الذي تؤمن به ِقوى المعارضة‪ ،‬بل إنه‬
‫ن دعوة حثيثة لحمايته وتحصينه من الساعين إلى إفشاله وإيصاله إلععى طريععق مسععدود‪ .‬فهععذا‬ ‫يتضم ُ‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫المشروع سيكون معرضا ً للنحلل التدريجي‪ ،‬نظرا ً للتسيب الذي سيتعّرض له المجتمععع السياسععي‪،‬‬
‫‪12‬‬
‫‪9‬‬
‫‪13‬‬
‫وما سينشأ من مصادر تهديد مستقبلية لُبنى المجتمع الطبيعية ولتكويناته الثقافية‪ ،‬وهو ما من شأنه‬
‫‪0‬‬
‫أن يؤثر على الثقافععة السياسععية واتجاهعات الفعععل الجتمععاعي والععوطني بمععا يتععارض معع مفعاهيم‬ ‫ْ‬
‫الصلح وقواعده الساسية‪.‬‬

‫ول تستند هذه الرؤية على مخاوف مصطنعة أو <فوبيا المؤامرة>‪ ،‬كما أنها بالتأكيد خالية من أي‬
‫اشتغال طائفي بغيض‪ .‬فالشواهد اليومية الععتي تععدور فصععولها علععى أرض الواقععع‪ ،‬وبعععض التجععارب‬
‫ن لععم ُترسععم‬
‫مقبل إ ْ‬ ‫كد حقيقة الخطر السياسي والثقافي ال ُ‬ ‫ل(‪ ..‬تؤ ّ‬
‫الشبيهة في دول أخرى )لبنان مث ً‬
‫ت أنهععا لِعبععت دورا ً واضععحا ً فععي التوازنععات‬
‫خطة معالجة جادة لحالت التجنيس السياسي‪ ،‬والتي ثب ُع َ‬
‫السياسية والنتخابية‪.‬‬

‫ن الخطابععات التأليبيععة والنفععخ‬ ‫ن على الصوات التي بدأت ترتفع مؤخرًا‪ ،‬أن ُتدرك جيععدا ً أ ّ‬ ‫ولذلك فإ ّ‬
‫في الكلمات والشعارات الجميلة‪ ،‬لن ُتخفي من واقع المور‪ .‬والخوة المجنسون الذين كانوا مععوادا ً‬
‫ة للتجنيس السياسي والمني‪ ،‬عليهم أيضا ً أن يعععوا ذلععك جيععدًا‪ ،‬فالنشععائية المصععكوكة بالجمععل‬ ‫أولي ً‬
‫منععح جنسععيته لداء أدوار‬ ‫دم عمععدا ً للععوطن و ُ‬ ‫ن اسعُتق ِ‬
‫المتزلفة والتبريرية لن ُتجدي في إقناعنا بأن م ْ‬
‫ول إلى مواطن صالح يععدافع عععن متطلبععات المواطنععة‬ ‫تتنافى مع القانون والخلقيات‪ ،‬يمكن أن يتح ّ‬
‫ن علععى هععؤلء المتبعاكين والمنتفعيعن معن خععرق القععوانين‪ ،‬أن يتعذكروا‬ ‫الحقة‪ .‬وإذا كعان ول بععد‪ ،‬فععإ ّ‬
‫<الممارسة الوطنية والخلقية!!> الععتي اضعطلع بهعا <المجنسععون أمنيعًا> خلل الحقبععة السعوداء‬
‫السابقة بحقّ أبناء الشعب في غياهب المعتقلت وغرف التحقيق‪ ،‬وكيف كانوا ُيمعنون في التعععذيب‬
‫والنتهاكات أثناء مداهمة بيوت المواطنين وقمع المسيرات السلمية‪ .‬فهل أصعبح هعؤلء <معواطنين‬
‫صالحين> فجأة وبقرار فوقي؟ وهل المواطنة الصالحة تنشأ بين ليلةٍ وضحاها وتبعا ً لتبععدلت الععولء‬
‫ن إلحاحنا على إيقاف أنماط التجنيس السياسي والمنععي‪ ،‬وكععل أنععواع‬ ‫السياسي وتغّير المراحل؟! إ ّ‬
‫التجنيس المنظم خارج إطار القانون‪ ،‬يستهدف الحفاظ على حقيقععة المواطنععة البحرينيععة والنتمععاء‬
‫الخالص لهذا الوطن‪ .‬ورؤيتنا في هذا المجال تشدد ُ على ضععرورة أن تضععع الحكومععة خطععة معالجععة‬
‫ل الحالت التي ينطبق عليها هذه اللون غير القانوني من منح الجنسععية‪ .‬والجعجعععة الععتي ُتحععاول‬ ‫لك ّ‬
‫جاهدة تلبيس هذا اللحاح طوابع سياسية واستهدافات متخيلععة‪ ،‬إمععا أنهععا تجععد نفسععها معنيععة بععالمر‬
‫وتشعُر بأن الدائرة تحيق بها‪ ،‬أو أنها ل تملك أفقا ً بعيدا ً ُيتيح لها استشراف ما خلف الستار‪.‬‬

‫ن التبعععات العكسععية الععتي ستنكشععف عععبر النوافععذ الجتماعيععة والثقافيععة‪،‬‬


‫ل الحععوال‪ ،‬فععإ ّ‬ ‫وفي كع ّ‬
‫جّنسععت‬ ‫سُتبرهن جدية المزلق الوطني الذي ينجُر إليه الجميع‪ ،‬فع <الكانتونات> السععتيطانية الععتي ُ‬
‫سيصععبح‬ ‫لتخريب البناء السياسي في البلد‪ ،‬مهيأة ٌ أيضا ً لزعزعة المن الثقافي والجتمععاعي‪ ،‬وحينهععا ُ‬
‫ك بالثار الجانبية والحد ّ منها‪ ،‬وستتطلب المشكلة <خطة طعوارئ> عاجلعة تسعتدرك‬ ‫عسيرا ً المسا ُ‬
‫ن نشهد يوما ً ما <هولوكست> آخر للهوية الوطنية‪.‬‬ ‫الخطر قبل أ ْ‬

‫رؤية المعالجة‪..‬‬
‫كما ل يقف البحرينيون عند هذا الحد وانمععا يتعععدونه الععى فهععم حقيقععة كععونه إرجاعععا إنسععانيا إلععى‬
‫ل العتبعارات‬ ‫ظم ينطوي على مخالفعات قانونيعة صعريحة‪ ،‬وتجعاوز لكع ِ‬ ‫البلدان الصيلة التجنيس المن ّ‬
‫الخلقية‪ .‬فهو قد تم دفعة واحدة في بعض الحالت الحرجة‪ ،‬وهو ما ُيظهعر الُبععد الجمعاعي لعمليعة‬
‫ن التجنيععس المقصععود هنععا حصععل حععتى دون إتمععام الجععراءات‬ ‫التجنيس السياسي‪ ،‬وهو مععا يعنععي أ ّ‬
‫القانونية المطلوبة‪ ،‬فيما ُيشير إلى وهمية الكثير من الحالت وعدم توّثقها الرسمي والقععانوني‪ .‬وإذا‬
‫كان المدخل الطائفي منظورا ً إليه ضمنا ً في هذه العملية‪ ،‬وذلك من خلل الكتفععاء والتشععديد علععى‬
‫‪13‬‬
‫‪0‬‬
‫‪13‬‬
‫ن الخلل السياسي الذي يستهدفه هععذا‬
‫انتقاء المجنسين المستجلبين من طائفة معينة‪ ،‬فهذا يعني أ ّ‬
‫‪1‬‬ ‫التجنيس المنظم‪ ،‬يمر عبر الدهليز الطائفي وضرب أشد الوتار حساسية‪.‬‬

‫ثمة فارقٌ كبير بين التزايد غير المتوازن في عدد السكان بين الطوائف لسععباب طبيعيععة وإحععداث‬
‫مفتعل‪ .‬التلعب في التركيبة الديموغرافية ع ع الطائفيععة فععي بلععد تحكمععه توازنععات‬ ‫تغيير ديموغرافي ُ‬
‫بالغة الدقة والحساسية المذهبية‪ ،‬وليس فقط الطائفية‪ ،‬هو مسععألة بالغععة الخطععورة‪ ،‬خصوصعا ً فععي‬
‫م توزيع المجنسين في بعض المناطق بشععكل عشععوائي هععدفه‬ ‫ظل الخلل القائم على غير صعيد‪ .‬وت ّ‬
‫م تجييععر أصععواتهم فععي العمععل النتخععابي‬ ‫في بعض الحيان التأثير على التوازنات الديموغرافيععة‪ ،‬وت ع ّ‬
‫لصالح اتجاهات سياسية قريبة من السلطة‪ .‬إن الخلل بالموازين الديموغرافية بشكل مفتعل‪ ،‬فععي‬
‫كل انتكاسة للعيش المشترك فحسععب‬ ‫مجتمع شبه إثني عانى من اضطرابات سياسية عديدة‪ ،‬ل يش ّ‬
‫بل قد يؤدي إلى نسف مقومات وجوده‪.‬‬

‫ولذلك فإن حجم الزمة الععتي سيسععببها التجنيععس السياسععي وآثععاره الثقافيععة‪ ،‬تسععتوجب معالجععة‬
‫حاسمة ونهائية‪ .‬ويمكن تلخيص الرؤية في هذا الموضوع فععي العنععاوين التاليععة‪ :‬مرتكععز الرؤيععة فععي‬
‫ل التععداول السياسععي المحلععي للملفععات السععاخنة وارتفععاع حععدة‬‫موضوع التجنيس السياسي في ظ ّ‬
‫التجاذبات المختلفة التي ُتحيط بحركة الصلح؛ ويبرز ملف )التجنيس السياسي والطععائفي( بوصععفه‬
‫واحدا ً من أبرز الملفات العالقة‪ ،‬والذي ل يزال يتطلب التحرك الجاد والمعالجات الجذرية‪.‬‬

‫التغييب‬
‫وبالنظر إلى الثار والنعكاسات الخطيرة المترتبععة علععى هععذا الملععف‪ ،‬ولنععه يخضععع الن للتغييععب‬
‫مدة من ِقبل الحكومة تحاول الجهات الرسمية إخضععاعه للمسععاومة غيععر العادلععة مععع‬ ‫والتعمية المتع ّ‬
‫ن هناك حاجة ماسة لعادة فتح هذا الملف بطريقةٍ حكيمة وشاملة‪ ،‬وذلك بهععدف‬ ‫ِقوى المعارضة‪ ،‬فإ ّ‬
‫إبراز التداعيات السلبية التي يمكن حصولها عع وبععدأت تنكشععف العديععد مععن مؤشععراتها عع فععي حععال‬
‫استمرار تغييب الحقائق والوثائق الخاصة بهذا الملف‪ ،‬ولم يجر العمل على اتخاذ إجععراءات حاسععمة‬
‫ليقاف مسلسل التجنيس الممنهج المبني على أهداف سياسية وطائفيععة مضععادة‪ ،‬وهععو المسلسععل‬
‫الذي كشف عمق أزمة الثقة المضمرة بين الحكومة والشعب‪.‬‬

‫كد أهمية وضوح الرؤيععة بشععأن كععل إفععرازات مخطععط‬ ‫وفي إطار المعالجة النهائية لهذا الملف‪ ،‬تتأ ّ‬
‫التجنيس المني والسياسي‪ ،‬والعمل علععى بلععورة برامععج المعالجععة حيالهععا والععتي ينبغععي أن تتصععف‬
‫بالحسم الكامل والمطالبة بإلغاء كل قرارات التجنيس )بما فيها الصادرة بمراسيم ملكية( الصععادرة‬
‫بموجب الهاجس السياسي والتخريب السكاني‪ ،‬وإبطال ما ترتب عليها‪ ،‬ممععا يعنععي ضععرورة تسععوية‬
‫أوضاع المجنسين سياسيا ً وترتيععب خطعة مقننععة لعترحيلهم مععع مراععاة كافعة المتطلبععات النسعانية‬
‫والحقوقية في ذلك‪.‬‬

‫ك فععي إطععار زمنععي معيععن ثععم ي ُععترك لحععاله‬ ‫ن فتح هذا الملف ليس مرتبطا ً بضرورة مؤقتة لُيحععر َ‬ ‫إ ّ‬
‫وُينسى‪ ،‬كما أنه من غير الصحيح اسععتراتيجيا ً وأخلقي عا ً اسععتثمار هععذا الملععف باعتبععاره أداة ضععاغطة‬
‫ن حقيقععة المخععاطر المترتبععة علععى هععذا الملععف‪ ،‬وكععونه‬ ‫)تكتيكية( لتحقيق أغراض سياسية معينععة‪ .‬إ ّ‬
‫طن بالُعقد والعدائية وسياسة اللتفاف‪ ..‬هو مععا‬ ‫معّبرا ً عن طبيعة الداء الحكومي غير الشفاف والمب ّ‬ ‫ُ‬
‫ل عنايععة‪ ،‬والعمععل علععى دراسععة محتويععاته‬ ‫قوى الهلية الحية المساك بهذا الملف بك ع ّ‬ ‫يفرض على ال ِ‬
‫ل متعلقععات‬‫قععوى التصععدي لكع ّ‬ ‫ونتائجه العاجلة والجلة بإتقان وشمولية‪ .‬وسوف يكون منوطا ً بهذه ال ِ‬
‫‪13‬‬
‫‪1‬‬
‫‪13‬‬
‫مععل تبععاته السياسععية والعلميعة‪ ،‬وهععو أمعر يشععير إلععى‬
‫هذا الملف واحتياجاته‪ ،‬والتهيععؤ الكامععل لتح ّ‬
‫‪2‬‬
‫قععوى لدائهععا المطلععبي السععابق‪ ،‬وأن تعمععل علععى هندسععة أداٍء يتناسععب مععع‬ ‫ضرورة مراجعة هذه ال ِ‬
‫خطورة هذا الملف وآليات تحريكه المقترحة‪.‬‬

‫الهداف الكبرى‬
‫سسعا ً‬
‫وبناء على ذلك‪ ،‬يؤكد البحرينيون دون خلف على أن خطاب الرؤية الذي ينبغي أن يكون مؤ ّ‬
‫لبرنامج تحريك ملف التجنيس السياسععي‪ ،‬يرتكععز علععى أسععاس العنععاوين التاليععة‪ :‬الهععداف الكععبرى‬
‫)المطالب(‪:‬‬

‫ع المطالبة بعإعداد لجنة تقصي حقائق لك ّ‬


‫ل حالت التجنيس المشكوك فيها‪ ،‬والسماح لها بععالطلع‬
‫على ك ّ‬
‫ل الوثائق المغيبة والتنقيب عنها لدى الجهات المختصة‪.‬‬

‫ض‬ ‫ع المطالبة بعإيقاف ك ّ‬


‫ل إجراءات التجنيس التي تجري تلبية لهداف سياسية وأمنية وطائفية‪ ،‬بغ ّ‬
‫النظر عن وقت حصول هذه الجراءات‪.‬‬

‫ن يقف وراء استمرار سياسععة التجنيععس الممنهععج‪ ،‬ويمععارس أي شععكل‬ ‫لم ْ‬‫ع المطالبة بعمحاسبة ك ّ‬
‫من أشكال التخريب في التركيبة السكانية للبحرين‪ ،‬وخلخلعة التوزيعع الثقعافي والثنعي بشعكل غيعر‬
‫قانوني وبناًء على أهداف طائفية بغيضة‪.‬‬

‫ع المطالبة بعإبطال آثار قرارات التجنيس السياسي والمني غير القانونيععة‪ ،‬وإعععداد خطععة إنسععانية‬
‫شاملة لترحيل المستفيدين من هذه القرارات‪.‬‬

‫ت عن تطبيق هععذه السياسععة الفاسععدة فععي‬‫ع المطالبة بعمعالجة الثار السلبية والضرار التي نجم ْ‬
‫التجنيس‪ ،‬وتعويض المواطنين الذين يثُبت تضّررهم المباشر بسببها‪.‬‬

‫ع وبهذه الطريقة يمكن ترسيخ مبدأ الشفافية في التعاطي مع الملفات العالقة‪ ،‬ووضععع اليععد علععى‬
‫الفواعل الساسية المتسببة في استمرار هذه الملفات وتأزمها‪ ،‬وهو كفيل بتعزيز سلوك المكاشفة‬
‫مع السلطة وتجععاوز التقاليععد الخععاطئة الععتي تقععوم علععى خطععاب المجاملععة والدبلوماسععية المبطنععة‬
‫والتورية السياسية خاصة مع مثل هذه الملفات الكبيرة‪.‬‬

‫د‪ .‬سعيد الشهابي ‪ :‬التجنيس لم يكن ظاهرة بارزة في سياسة العائلة الخليفية الحاكمة‬
‫ويقول د‪ .‬سعيد الشهابي أقدم وأشهر الناشطين السياسيين البحرينيين فععي الخععارج والععذي يقيععم‬
‫في لندن منذ أوائل السبعينيات أن ظاهرة التجنيس لم تكن في الماضي بارزة في سياسععة العائلععة‬
‫الخليفيععة الحاكمععة‪ ،‬لعععدد مععن السععباب‪ :‬أولهععا أن القععرار السياسععي السععتراتيجي قبععل النسععحاب‬
‫البريطاني في عام ‪ 1971‬لم يكن بأيدي الحاكمين من أفرادها‪ ،‬بل كان خاضعا لمععا يقععرره النجليععز‬
‫عععبر المعتمععدين أو المقيميععن السياسععيين فععي المنطقععة‪ ،‬وثانيععا أن النجليععز ضععمنوا أمععن العائلععة‬
‫واستمرار حكمها رغم أنها كانت تمثل حكم القلية بالنسبة إلى شعب البحرين‪ ،‬وثالثا أن البلد كانت‬
‫عموما بلدا صغيرا ل يستهوي الكثيرين‪ ،‬ولم تكن لديها إمكانات ماديععة كععبيرة تجععذب الجععانب‪ .‬هععذا‬
‫بالضافة إلى أن الحاكمين لم يكونوا بدرجة من الصلفة أو القوة التي تدفعهم إلى اتخععاذ مثععل هععذا‬
‫القرار الخطير‪ .‬فهو قرار ليس معتادا في سياسات الدول ول يقدم عليه إل من يقرر أن يععدخل فععي‬
‫‪13‬‬
‫‪2‬‬
‫‪13‬‬
‫مواجهة خطيرة مع أبناء البلد الذي يحكمععه‪ .‬يضععاف إلععى ذلععك أن النجليععز تععدخلوا فععي حكععم البلد‬
‫‪3‬‬
‫بشكل مباشر يومي منذ إحلل ما سمي وقتها الصلحات الدارية في عام ‪ 1923‬على يدي المعتمد‬
‫السياسي البريطاني في البحرين‪ ،‬الميجور ديلي‪ ،‬الذي خدم في العراق خلل ثععورة العشععرين الععتي‬
‫خاضها الشعب العراقي ضد البريطانيين وعرف بعض خصوصيات الشعبين العراقي والبحريني‪ ،‬ولم‬
‫يشأ أن يثير أغلبية السكان‪.‬‬

‫يكمن أن بدايات التفكير في المشكلة السكانية بدأت بعد النسحاب البريطععاني‪ ،‬وذلعك لععدد مععن‬
‫السباب‪:‬‬

‫أولها سيطرة الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة على مقاليد المععور وإدارتععه دفععة الحكععم كععأقوى‬
‫رمز في العائلة‪ ،‬ولديه مشاعر اكتسبها من السنوات القليلة التي مععارس فيهععا السياسععة مععن خلل‬
‫جهاز الشرطة منذ نهاية الخمسينيات‪.‬‬

‫وثانيها الضرابات العمالية والسياسية التي حدثت في عهده ابتداء بالضراب الشعبي الشامل في‬
‫تشرين الول )أكتوبر( ‪ 1954‬مرورا ببقية إضرابات الهيئة وإضرابات عمال شععركة النفععط والطلب‬
‫في ‪ 1965‬وانتهاء بإضراب عمال ألبا فععي ‪ ،1972‬أي قبيععل انتخابععات المجلععس التأسيسععي ببضعععة‬
‫شهور‪.‬‬

‫وثالثها أن البلد دخلت المرحلة النفطية الحقيقية بارتفاع أسعار النفط بعد حععرب ‪ 73‬المععر الععذي‬
‫أدى إلى تطورين‪ :‬الول بروز الحاجة إلى أيدي عمالية إضافية لتلبية احتياجععات سععوق العمععل الععتي‬
‫كانت آخذة في التوسع‪ ،‬والثاني توفر قعدرة ماليعة كعبيرة أدت إلعى زيعادة جشعع الشعيخ خليفعة بعن‬
‫سلمان الذي اصبح رئيسا للوزراء بعد النسععحاب البريطععاني‪ ،‬وقععدرة اقتصععاد البلد علععى اسععتيعاب‬
‫أعداد كبيرة من العمالة الجنبية‪ .‬بالضافة إلى هذه العوامل‪ ،‬كععان أفععق الشععيخ خليفععة فععي البدايععة‬
‫مقتصرا على محاولة احتواء مخععاطر الضععرابات العماليععة الععتي كععانت تسععبب حرجععا كععبيرا للعائلععة‬
‫الحاكمة وتحمل إمكانات خلخلة الوضعين السياسي والمنععي‪ ،‬المععر الععذي قععد يعععرض أمععن العائلععة‬
‫الحاكمة للخطر‪ .‬في تلك الفترة كانت الوضاع الداخلية للعائلة الخليفية عامل يحول دون المجازفععة‬
‫بإجراءات اكبر ضد المواطنين‪ ،‬خصوصا التوتر في العلقات بيععن الشععقيقين الشععيخ خليفععة والشععيخ‬
‫محمد‪ ،‬وعجز الشيخ عيسى عن احتواء الموقف‪.‬‬

‫لقد كان في استقدام عشرات اللف من العمال الجانب وسععيلة للسععيطرة علععى سععوق العمععل‪،‬‬
‫من وجهة نظر الشيخ خليفة الذي أراد لحكمه أن يعتمد على خلق توازنات مهمععا كععانت هشععة لمنععع‬
‫تصاعد الضطرابات أو حدوث تصدعات سياسية تزلزل حكمه‪ ،‬كما حععدث فععي العشععرينيات للشععيخ‬
‫عيسى بن علي‪ .‬ول شك في أن استقدام العمالة الجنبية نجح في تحجيم القدرة السياسية للحركة‬
‫العمالية في البحرين التي أبعد عدد من رموزها بسبب نشاطهم في تحريععك الضععطرابات العماليععة‬
‫في السنوات العشر السابقة أي منذ اضطرابات ‪ .1965‬اقتصرت سياسععة الشععيخ خليفععة فععي تلععك‬
‫الفترة على استقدام العمال الجانب وتسهيل فرص عملهم‪ ،‬مستغل قععانون أمععن الدولععة الععذي هيععأ‬
‫الوضاع المنية لمنع أي احتجاج ضد هذه السياسة‪ ،‬بالضافة إلى توسع سوق العمل وظهور أوضععاع‬
‫اقتصادية جديدة خلقت أجواء ضاغطة تستدعي استقدام عمالة أجنبية رخيصة‪.‬‬

‫وأوغل الشيخ خليفة في هذه السياسة فسيطر على عدد من الوكالت لستقدام الجععانب وشععرع‬
‫‪13‬‬
‫‪3‬‬
‫‪13‬‬
‫سياسة ما يسمى بع <الفري فيزا> ‪ Free Visa‬التي يستقدم المتنفذون من العائلة الخليفية بموجبها‬
‫‪4‬‬
‫العمال الجانب إلى البحرين بتأشيرة عمل ولكعن دون عمعل محعدد‪ ،‬ويعزج بهعم فعي سعوق العمعل‬
‫مقابل عمولة كبيرة على مدخولتهم‪ .‬ونجم عن إغراق سععوق العمععل بهععذه الصععورة تحجيععم العمععل‬
‫السياسي المعارض الذي لم يعد قادرا على تحريك القضايا العمالية بشكل فاعععل كمععا كععان ممكنععا‬
‫في العقود السابقة‪.‬‬

‫في تلك الفترة كان التجنيس مقتصرا على أعداد محدودة من ذوي العلقعات الخاصعة معع العائلععة‬
‫الخليفية‪ ،‬ولم تكن هناك سياسة لتجنيس الجععانب بشععكل منهجععي‪ .‬ولكععن تكرسععت سياسععة الفععرز‬
‫الطائفي في مجال التوظيف‪ ،‬فمنع قطاع كععبير مععن المععواطنين مععن العمععل فععي وزارتععي الداخليععة‬
‫والدفاع وهي سياسة ل تزال سارية المفعول حتى اليوم‪ .‬وحععتى فععي إطععار الفععرز الطععائفي‪ ،‬كععانت‬
‫هناك بعض المواقع الحساسة الععتي رفضععت العائلععة الخليفيععة إسععنادها إلععى المععواطنين وانحصععرت‬
‫بأيدي الجانب‪.‬‬

‫فقد أسندت المناصب العليا في جهاز المن إلى البريطانيين منعذ عهعد الحمايعة البريطانيعة‪ .‬ففعي‬
‫عام ‪ 1966‬أسند القسم الخاص بجهاز المن إلى الضابط البريطععاني السععتعماري ايععان هندرسععون‬
‫الذي بقي في هذا المنصب حتى ‪ ،1999‬ومعه ثلة من البريطععانيين الععذين ل يزالععون فععي مععواقعهم‬
‫حتى اليوم‪.‬‬

‫مستقرة‬
‫سياسة التجنيس كانت مستقرة إلى حد ما‪ .‬فمنععذ أن بععدأ الحصععاء الرسععمي فععي البلد فععي عععام‬
‫‪ 1941‬كان هناك توازن سكاني ثابت تقريبا‪ ،‬يعكس نسبة مستقرة للطائفتين الساسععيتين‪ ،‬الشععيعة‬
‫والسنة‪ ،‬بأغلبية للولى بحدود خمسة وسبعين بالمائة‪ .‬وقد استمر الحصاء الرسمي طوال السبعين‬
‫عاما الماضية حيث يجععري بشععكل عقععدي أي مععرة فععي كععل عشععرة أعععوام‪ .‬وعلععى الرغععم مععن أن‬
‫الحكومة لم تكشف النسب المذهبية في البلد فقد كان هناك شعور عععام باسععتقرارها اسععتنادا إلععى‬
‫التقديرات التي تعتمد على معدلت النجاب والنمععو الطععبيعي‪ ،‬وغيععاب التجنيععس السياسععي‪ .‬ولكععن‬
‫استمر شعور المععوطنين الشععيعة بععالغبن بسععبب سياسععة الفععرز الطععائفي الععذي مارسععته الحكومععة‬
‫تجاههم‪ ،‬وهي سياسة نجم عنها غياب الشيعة من المناصب العليا في الدولة‪ ،‬فلم يكن هنععاك منهععم‬
‫سوى واحد من عشرين في منصب وكيل وزارة‪ ،‬وتكرسععت تلععك السياسععة حععتى اليععوم‪ .‬ومورسعت‬
‫بحقهم سياسة الفصل العنصري تماما كان معمول بها في الدول التي تمععارس تلععك السياسععة مثععل‬
‫جنوب إفريقيا وروديسيا‪ .‬والزائر إلى البحرين يلحظ بوضوح غياب الهتمام الرسمي بالبنية التحتيععة‬
‫في المناطق التي يقطنونها‪ ،‬فليس هناك شوارع مرصوفة ول أرصفة ول حععدائق عامععة ول خععدمات‬
‫صحية‪ ،‬واستمر منعهم من العمل في المواقع الحساسة للدولة‪ ،‬فكان التعامل معهم يعكس خلفيععة‬
‫شك متواصلة من قبل العائلة الخليفية الحاكمععة الععتي شعععرت باسععتمرار بانعععدام الثقععة مععع أغلبيععة‬
‫المواطنين‪ .‬وبالتالي تشكل الحكومات بعقلية خطيرة قائمة على حسععابات سياسععية غيععر مشععروعة‬
‫في إدارة البلد‪.‬‬

‫وفي الحالت الععتي شععهدت تععوترا سياسععيا فععي البلد قععامت العائلععة الخليفيععة بإقالععة المئات مععن‬
‫الشيعة من وظائفهم خصوصا في المجالت التي تحمل طابعا أمنيا‪ .‬هذا الشعور تكرس لدى العائلة‬
‫الحاكمة‪ ،‬وأدى في النهاية إلى تغير خطير في عقلية رموزها‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫‪4‬‬
‫‪13‬‬
‫لقد كان دور المواطنين الشيعة حاسما في تحديد الهوية العربية السلمية للبحرين طوال القرون‬
‫‪5‬‬
‫الماضية‪ .‬وكانوا في طليعة المتصدين للستعمار البريطاني‪ ،‬وتلحموا مع المناضلين من المععواطنين‬
‫السنة في تلك المهمة النبيلة‪ ،‬ووقعوا العرائض الوطنية منذ اكثر من ستين عاما‪ ،‬فععي ‪ 1938‬وفععي‬
‫الربعينات وفي الهيئة التنفيذية العليا في ‪ 1954‬وفي ‪ 1965‬وخلل الفترة الوجيزة مععن الممارسععة‬
‫البرلمانية في النصف الول من السبعينيات وفي العرائض التي وقعت في التسعينيات‪ .‬هذا التلحم‬
‫اغضب العائلة الخليفية بشكل كبير‪ ،‬وأدى إلى ما حدث في السنوات العشر الخيرة من اضطرابات‬
‫وسجون وإبعاد وتمييز اكثر من السابق‪.‬‬

‫ومع استلم الشيخ حمد مقاليد الحكععم بعععد وفععاة والععده فععي آذار )مععارس( ‪ ،1999‬كععانت تجربععة‬
‫العائلععة الخليفيععة مععع النتفاضععة‪ ،‬الحركععة المطلبيععة فععي التسعععينيات‪ ،‬شععبحا يطاردهععا ويحععول دون‬
‫شعورها بالستقرار‪ .‬فكانت أمام خيارين‪ :‬إما النصععياع للمطععالب الشعععبية وإعععادة العمععل بدسععتور‬
‫البلد لعام ‪1973‬م الذي كان الوثيقة التعاقديععة الوحيععدة بيععن شعععب البحريععن والعائلععة الحاكمععة أو‬
‫إجراء تغيير جوهري في التركيبة السكانية يحععول دون قععدرة الغلبيععة مععن المععواطنين علععى إحععراج‬
‫العائلة الحاكمة بالحتجاج السياسي‪.‬‬

‫فجاء مشروع التجنيس السياسي الخطيععر‪ .‬ولكععونه خطيععرا جععدا كعان ل بععد مععن تغليفععه بأسععاليب‬
‫مضللة والتقديم له بما يثير مخاوف المواطنين وشكوكهم‪ .‬وبالضافة الععى تجربععة التععوتر السياسععي‬
‫كان الشيخ حمد يعلم أن العراق على وشك التغييععر بعععد أن قععررت الوليععات المتحععدة تغييععره‪ ،‬وان‬
‫الوضع في العراق في طريقه إلى تغيير في عقلية الحكم وهيكليته‪.‬‬

‫سقوط‬
‫سقطت النظمة التي تمثل القلية والتي دعمتها بريطانيا منذ مائتي عام‪ .‬فقد سقط حكم القليععة‬
‫في روديسيا الذي تزعمه ايان سميث‪ ،‬وذلك بعد مفاوضات طويلعة انتهععت بتوقيعع اتفاقيعة لنكسععتر‬
‫هاوس في لندن‪ .‬وفي ‪ 1975‬قام حكم ديمقراطي أدى إلى اسععتلم الغلبيععة مقاليععد الحكععم‪ .‬وفععي‬
‫جنوب إفريقيا لم تستطع بريطانيا الستمرار في دعم القلية البيضععاء واضععطرت إلععى التخلععي عععن‬
‫نظام الفصل العنصري‪ ،‬وأدى إطلق سراح نيلسون مانديل فععي ‪ 1991‬إلععى سععقوط نظععام الفصععل‬
‫العنصري‪ .‬وبقيت العراق والبحرين آخر بلدين دعمت بريطانيا فيهما نظععامين يمثلن القليععة‪ .‬وكععان‬
‫واضحا أن نظام صدام حسين لن يستمر طويل بعد مغععامراته الجنونيععة الععتي أزعجععت داعميععه فععي‬
‫واشنطن ولندن‪ ،‬وان سقوط صدام حسين سوف ينهي عهد السععتبداد والقمععع الععذي سعععى الشععيخ‬
‫خليفة بن سلمان آل خليفة إلى تقليده في كععل شععيء تقريبععا‪ :‬فالسععتبداد الحزبععي يقععابله اسععتبداد‬
‫العائلة الحاكمة‪ ،‬والتمييعز فعي التوظيعف والمناصعب علعى أسعس حزبيعة أو طائفيعة أمعر مشعترك‪،‬‬
‫وتداعي الخدمات للمناطق التي تقطنها الغلبية سمة مشتركة بين العراق والبحريععن‪ ،‬والقمععع كععان‬
‫واحدا من الممارسات التي قلد الشيخ خليفة فيها صدام حسين‪ ،‬وشععمل ذلععك اعتقععال المعارضععين‬
‫وتعذيبهم وقتلهم ومنع عودتهم‪ .‬ومشروع التجنيعس هعو الخعر كعان مشععروعا عراقيععا لعم يكتعب لعه‬
‫النجاح‪ .‬ففي الثمانينيات استقدم صدام حسعين قرابعة خمسعة ملييعن معن المصعريين فعي محاولعة‬
‫لتغيير التركيبة السكانية‪ ،‬ولكن تداعيات الحرب العراقية اليرانية ومقتل الكثير من هؤلء اضععطرهم‬
‫إلى الهرب بحياتهم والعودة إلى مصر ففشل ذلك المشروع‪ .‬وقععد اسععتفادت العائلععة الخليفيععة مععن‬
‫ذلك فقررت القيام بذلك الجراء‪.‬‬

‫استلم الشيخ حمد الحكم وسمعة عععائلته فععي الحضععيض بسععبب ممارسععاتها القمعيععة ضععد شعععب‬
‫‪13‬‬
‫‪5‬‬
‫‪13‬‬
‫البحرين‪ .‬ورأى الفرصة مناسبة لوضع ذلك المشروع موضع التنفيذ‪ .‬ولكي ينجح المشروع كان عليه‬
‫‪6‬‬
‫أن يمارسه سرا ودون أن يشعر أحد بوجوده‪ ،‬وان يخلععق ظروفععا مؤاتيععة لتنفيععذه‪ ،‬فجععاءت قراراتععه‬
‫بإطلق سراح السجناء السياسيين والسماح بعودة المبعدين وتخفيف الوضاع المنية الخانقة ولكععن‬
‫دون تقديم أي تنازل سياسي‪ .‬في الوقت نفسه استغل ظععروف الهععدوء المنععي والسياسععي لتنفيععذ‬
‫مشروع التغيير الديموغرافي‪ ،‬فمنح الجنسعية البحرينيعة لعشعرات اللف معن الجعانب‪ ،‬بمعن فيهعم‬
‫أعداد كبيرة معن القبعائل فعي الجزيعرة العربيعة وسعورية والردن واليمعن وباكسعتان‪ .‬وكعان لقبيلعة‬
‫الدواسر في المملكة العربية السعودية نصيبهم الكععبر مععن التجنيععس‪ .‬وتععدعي العائلععة الخليفيععة أن‬
‫تجنيس الدواسر انما هو بسبب انهم بحرينيون‪ .‬وهذا افتراء محض‪ .‬فالدواسععر ينتمععون تاريخيععا إلععى‬
‫وادي الدواسر في الجزيرة العربية‪ ،‬وجاء بعضهم إلى البحرين في القرن التاسععع عشععر‪ ،‬واسععتقروا‬
‫بمنطقة البديع‪ .‬وعندما أدخلت الصلحات الدارية على يدي الميجور ديلي في ‪ 1923‬عارضععوا تلععك‬
‫الصلحات التي ابعد بموجبها الشيخ عيسى بن علي عععن الحكععم وعيععن مكععانه نجلععه الشععيخ حمععد‪.‬‬
‫وبموجب تلك الصلحات أيضا المساواة بين المواطنين أمام القانون وتشكيل جهاز شرطة مركععزي‬
‫وإلغاء توزيع البلد الى مناطق يسيطر على كل منهعا أحعد أفعراد العائلعة الخليفيعة )هعو الوضعع الن‬
‫باسم المحافظات(‪ .‬اعترض الدواسر على ذلك وهددوا بالنسحاب من البحرين‪.‬‬

‫جريمة‬
‫ولما لم يستجب الميجور ديلي لطلبهم المتمثل أساسا بإعادة الشيخ علي إلى الحكم والتخلي عن‬
‫الجراءات الخرى التي تساوي بينهم وبين أغلبية المواطنين‪ ،‬انسحب اغلبهم إلععى الجزيععرة العربيععة‬
‫في ‪ .1924‬ولكنهم عادوا بعد ثلث سنوات وأعيدت لهم منازلهم وسفنهم التي صودرت منهم بقرار‬
‫من الميجور ديلي‪ .‬وبالتالي فليس هناك مواطنون بحرينيون سحبت منهم جنسياتهم بعععد ذلععك‪ .‬ولععو‬
‫كان المر كذلك لبادرت العائلة الخليفية إلى إعادة تلك الجنسيات في العقود اللحقة‪.‬‬

‫التجنيس الذي يتم اليوم جريمة إبادة عرقية وثقافية‪ ،‬تتم في أجواء مصطنعة طرحها الشيخ حمععد‬
‫لتمرير المشروع الخطير الذي تتبناه عععائلته‪ .‬وليععس لععه مععبررات تاريخيععة ول أسععس قانونيععة وفععق‬
‫المواثيق الدولية أو المحلية‪ ،‬وهو انتهاك صارخ للتعاقد بين شعب البحرين والعائلة الخليفية الذي تم‬
‫في ‪ 1970‬عندما كانت المم المتحدة تسعى إلى تحديد مستقبل البلد وفق متطلبععات أبنائهععا‪ .‬وقععد‬
‫اختار شعب البحرين الستقلل والعيش في ظل نظام مستقل يحافظ على هوية البلد ويمنح أهلهععا‬
‫حرية وديمقراطية وفق دستور مكتوب‪ .‬هذه التعهدات لم تعععد اليعوم ملزمعة للشعيخ حمعد وععائلته‪،‬‬
‫الذين قرروا القيام بما لم يجرؤ أحد من قبلهم على القيام به سابقا‪ .‬من هنا اصبح الواجب الععوطني‬
‫والنساني يحتم على الجميع التصدي لهذه الجريمة العتي ل تسعتند إلعى قعانون أو دسعتور‪ ،‬بعل هعي‬
‫قرار من عائلة حكمت البلد بالنار والحديد منذ أن احتلت هععذه الجععزر‪ ،‬وأصععبحت تشعععر أن بقاءهععا‬
‫ضمن الطر القديمة غير ممكن إل بتغيير ديموغرافي يععوفر لهععا شعععبا غيععر الشعععب الععذي عايشععته‬
‫بمرارة طوال المائتي عاما الماضية‪ .‬فهل يسمح للعائلة الخليفية بتحقيق ذلك؟‬

‫من السعودية إلى البحرين‪:‬‬


‫تجنيس بالجملة‪ ..‬طلبات بدائية واستجابات سريعة‬
‫في ندوة التجنيس السياسي التي عقععدت فعي البحريعن فعي السعادس عشعر معن تمععوز )يوليعو (‬
‫الماضي من قبل ست جمعيات )أحزاب( سياسية هي‪ :‬الوفاق الععوطني السععلمية‪ ،‬العمععل الععوطني‬
‫الديمقراطي‪ ،‬التجمع القومي الديمقراطي‪ ،‬العمل السلمي‪ ،‬المنبر التقدمي الديمقراطي والوسط‬
‫العربي السلمي الديمقراطي‪ ،‬جرى عرض مقتطفات من حوار حقيقععي دار مععع مجموعععة متفرقععة‬
‫‪13‬‬
‫‪6‬‬
‫‪13‬‬
‫من المجنسين السعوديين القاطنين في مدينة الدمام بالمملكة العربية السعععودية‪ .‬الحععوار تععم فععي‬
‫‪7‬‬ ‫شهر تموز )يوليو( العام الماضي وهو موثق في فيلم متاح‪:‬‬

‫وفي سؤال وجه لعدد من المتجنسين‪:‬‬


‫> كيف حصلت على الجنسية البحرينية ؟ جاءت إجاباتهم على النحو التالي‪:‬‬
‫< فهد‪:‬عن طريق العمدة بالدمام‪ ..‬تقدم وتروح الجراءات في البحرين ويجيك الجواز هنا‪.‬‬
‫علي‪ :‬سمعنا عن تقديم على جواز بحرينعي وقعالوا التقعديم ععن طريعق عمعدة الدواسعر ‪ .‬أخعذت‬
‫أوراقي واثباتاتي السعودية ورحت قدمت عنده‪ ..‬خلل ستة شهور طلع الجواز البحريني‪.‬‬
‫جمعة‪ :‬الجواز ما في كلفة )أي ل يوجد مشكلة(‪ ..‬الجععواز تععروح حععق (أي تععذهب الععى( علععي بععن‬
‫عيسى )عمدة الدواسر(‪ ..‬يعطيك أوراق وتعبيها )تملها( وتييب )تجلب( صععورة مععن بطاقععة العائلععة‬
‫والبطاقة الشخصية‪ ..‬أنا يمكن أول جوازات أنا أستلمها‪ ..‬حوالي ‪ 13‬جواز بحرينععي وبطاقععة سععكنية‬
‫وبطاقة شخصية وكل حاجة‪.‬‬
‫جاسم‪ :‬حصلت على الجنسية من عمدة الدواسر علي بن عيسى ‪ ..‬قدمت طلبات وأوراقا ً وصورا ً‬
‫من الجواز‪ ...‬حصلت على تقريبا سبعة جوازات أنا مع عيالي الستة‪.‬‬
‫عبدالله‪ :‬قدمت جوازي عن طريق مكتعب علعي بعن عيسعى ‪ .‬عطعوني طلعب الوراق وأنعا عبيتهعا‬
‫وقدمت على المكتب وتم حوالي ستة شهور‪ ..‬اتصلوا علي وجابوا لي الجواز‪.‬‬
‫ابراهيم‪ :‬قدمنا الطلب على العمدة وعطيناه أوراق و صورة الجواز السعودي ‪ ..‬عطوني الجواز ما‬
‫قصروا‪ .‬هذه الجراءات راحت الوراق وجاب لنا الجواز هو بنفسه‪.‬‬
‫عبد الرحمن‪ :‬حصلت على الجواز البحريني عن طريق العمدة عيسى بععن علععي‪ ..‬وأخععذت حععوالي‬
‫ثلثة شهور‪.‬‬
‫> أين تتم إجراءات الحصول على الجنسية البحرينية ؟ عبدالله ‪ :‬المكتب في عمارة المليحي‪.‬‬
‫< جمعة ‪ :‬مكتب في عمارة المليحي الدور الثالث‪.‬‬
‫هل هناك طريقة أخرى للحصول على الجنسية البحرينية ؟ علي ‪ :‬وأنا أقول لهم إلععي يععبي )يريععد(‬
‫الجواز يروح من نفسه )يذهب بنفسه( أحسن من طريق العمدة‪ ،‬لن العمدة يجمع )الطلبععات( واذا‬
‫صارت خمسة الى ستة آلف معاملة راح يوديها‪ .‬وفي ناس راحوا ما لهم ال اسبوعين وحصلوا على‬
‫الجوازات‪ .‬يعني راحوا هناك البحرين سووهم ورجعوا‪.‬‬
‫> متى حصلت على الجنسية البحرينية ؟ فهد ‪ :‬قبل سنتين‪.‬‬
‫< علي‪ :‬وحصلت على الجنسية البحرينية من مدة سنة ونصف‪ .‬جمعة ‪ :‬للحين ثلث سععنوات مععن‬
‫أخذت الجواز البحريني‪..‬‬
‫عبدالله‪ :‬والله حوالي سنتين‪.‬‬
‫ابراهيم‪ :‬حوالي من ثلث سنين تقريبا‪.‬‬
‫عبد الرحمن ‪ :‬مقدم انا حق الجواز يمكن خمسة شهور وحصلت الجنسية البحرينية‪.‬‬
‫> هل تحمل الجنسية البحرينية فقط؟‬
‫< جمعة ‪ :‬عندي جواز سعودي‪ ،‬وكلهم عندهم جواز سعععودي وبحرينععي‪ ...‬أنععا مععع‪ ..‬عبععد الرحمععن‬
‫رحت ودشيت )ذهبت ودخلت( عند علي بن عيسى‪ ..‬قلت له‪ :‬هذا الجواز السعودي وهذا البحرينععي‪،‬‬
‫بس )لكن( انت المسؤول اذا سحبوا الجواز السعودي من عندي ‪ ..‬قال لي )أي علي بن عيسى(‪ :‬ل‬
‫يحركون السعودي ول يحركون حاجة‪ .‬عندك جنسية بحرينية ما يسحبون ل هاذي ول هاذي‪..‬‬
‫> هل تعرف كم عدد الذين حصلوا على الجنسية البحرينية؟‬
‫< فهد‪ :‬أغلبية العوائل هنا في حي الدواسر استفادوا من الجواز البحريني‪.‬‬
‫علي‪ :‬والله واجد أزيد )أكثر( من ‪ 15‬الف‪ ..‬أنا رحت )ذهبت( الععى مكتععب العمععدة و)رأيععت( أوراق‬
‫‪13‬‬
‫‪7‬‬
‫‪13‬‬
‫واجد يعني حوالي ستة سبعة ثمانية آلف معاملة‪.‬‬
‫‪8‬‬ ‫جمعة‪ 20 :‬ع ‪ 22‬ألف تقريبا‪..‬‬
‫ابراهيم‪ :‬كم واحد ؟! ‪ ..‬والله ما عندي حسابهم أنا‪ ..‬واجد عطو‪.‬‬
‫> ما هي القبائل السعودية التي حصلت على الجنسية البحرينية؟‬
‫< ابراهيم ‪ :‬أول ما صارت كانت مقتصرة على دواسر الدمام وبعدين )بعد ذلك( صععار فيهععا علععى‬
‫ما قالوا وعطوا ناس موب )ليسععوا( دواسعر‪ ،‬عطعوا قحعاطين و زويرييععن (منتميععن إلعى قبعائل فععي‬
‫المملكة العربية السعودية(‪.‬‬
‫> هل استفدت من الخدمات السكانية بالبحرين؟‬
‫< جمعة ‪ :‬رحت حق السكن قععالوا انععت كععبير مععا نعطيععك‪ .‬مععا نعطععي ال عيالععك قلععت آنععا ابععوهم‬
‫مسؤول وياهم قالوا ل ما نعطي اللي يطوف الستين سنة‪.‬‬
‫اذا حصلت لي بيت زين )أفضل( بدل ما أروح اسععكن فععي الفنععدق أو أأجععر (أسععتاجر( لععي شععقة‪،‬‬
‫أحصل لي بيت حكومة‪.‬‬
‫جاسم ‪ :‬أتمنى يكون لي سكن هناك في البحرين طلبت السكن آنا مع اخواني ول جت )لم تععأتي(‬
‫الموافقة‪.‬‬
‫> هل شاركت في التصويت على الميثاق والنتخابات؟‬
‫< فهد ‪ :‬أنا شاركت في النتخابات اللي راحت‪ .‬جمعة‪ :‬نعم في الجسر وجوازي البحرينععي ختمععوا‬
‫لي أنا مع شباب دواسر‪.‬‬
‫ابراهيم‪ :‬الميثاق‪ ..‬رحنا وقعنا على الميثاق‪.‬‬
‫> من رشحت في النتخابات؟‬
‫< فهد ‪ :‬هم اتصلوا علي عمدة من البحرين ورشحت ول أدري ويش )ما هي( السالفة )القصة(‪.‬‬
‫جمعة‪ :‬إحنا )نحن( جو )أتوا( إلينا ناس في الديوانية وقالوا لنا كذا وكذا‪ .‬قال لنا علي بن عيسى ما‬
‫عليكم منهم‪ .‬من عندي أنا أقولكم المحل الفلني‪ .‬ويعني ضعنا ما نعرف وين نروح ووين نجي )أيععن‬
‫نذهب أو نأتي(‪ ،‬محلت في البحرين ما ندلها‪.‬‬
‫> هل تحمل معك البطاقة السكانية أو الجواز البحريني؟‬
‫وقععد تععم خلل الفيلععم الوثععائقي عععرض الجععواز البحرينععي لعلععي حيععث كععان تاريععخ الصععدار‪:‬‬
‫‪ 22/01/0002‬تم عرض البطاقععة السععكانية لعلععي‪ :‬تاريععخ الصععدار‪ ،14/11/2001 :‬تاريععخ الميلد ‪:‬‬
‫‪ ،22/1/1958‬المهنة ‪ :‬لحام‪ ،‬رقم واسم صاحب العمل ‪ :‬وحدة خارج البحرين‪.‬‬

‫كما تم عرض الجواز البحريني لجمعة حيث كان تاريخ الصدار‪ 12/01/9991 :‬وبطععاقته السععكانية‬
‫وكان العنوان المكتوب على البطاقة ‪ :‬بيت ‪ 1631‬طريق ‪ ،1632‬مدينة المحرق ‪ 216‬وعند مععا تععم‬
‫انتقال الى مجمع ‪ 216‬في مدينة المحرق‪ ،‬طريق ‪ 1632‬وبالتحديد لبيت ‪ 1631‬وتععم طععرق البععاب‪،‬‬
‫خرج أحد العمال الهنود وقال ان هذا البيت يخص وليععد‪ ...‬والسعاكنين فععي هععذا الععبيت يعملععون فععي‬
‫شركة انشاءات!!‬

‫عسكر‪ ..‬المستوطنة‬
‫ويشير اهل البحرين الى قضية عسكر وهععي قريععة بحرينيععة صععغيرة كععانت هععادئة طععول الععوقت‪..‬‬
‫ببساطة لنها كانت قرية متجانسة‪ .‬يأمن الناس على سفنهم وعلى أماكن تواجدهم وبيوتهم‪ .‬وكععانوا‬
‫يعيشون بأمان حتى أتى المجنسون‪ .‬استنادا ً للقوائم النتخابية النيابية‪ ،‬يشععكل هععؤلء مععا نسععبته ‪24‬‬
‫في المائة من مجموع الناخبين‪ .‬هذه النسبة في نمط اجتماعي نسبة النمو السكاني فيه عالية جععدا‬
‫تتجاوز ‪ 5‬في المائة مقارنة بالمعدلت العالمية ‪ 1‬ع ‪ 2‬في المائة ‪ .‬وإذا ما تععم اعتبععار مععا دون السععن‬
‫‪13‬‬
‫‪8‬‬
‫‪13‬‬
‫القانونية للنتخاب‪ ،‬فإن هذه النسبة تتجاوز ‪ 35‬في المائة‪ .‬بهذه الطريقة‪ ،‬تتحععول هععذه القريععة فععي‬
‫‪9‬‬ ‫غضون سنوات قليلة من أغلبية أصلية إلى أغلبية مجنسة ليس لها علقة بالبلد‪.‬‬

‫في ظل هذه النسبة‪ ،‬لم يعد أهل هذه القرية الععذين يعمععل كععثير منهععم فععي البحععر‪ ،‬يععأمنون علععى‬
‫سفنهم‪ ،‬فهي تسرق باستمرار‪ .‬والساحل الذي يسععتعملونه‪ ،‬وهععو ل يتجععاوز ‪ 2‬كيلومععتر‪ ،‬لععم يكونععوا‬
‫يحتاجون لي نوع من الرقابة عليه‪ .‬ولكن‪ ،‬منععذ مجيععء المجنسععين‪ ،‬ولن السفعععن ومكائنهععا تسععرق‬
‫باستمرار‪ ،‬أوجدوا حرسا ً خاصا ً على الساحل الذي لم يستطع منع استمرار السرقات‪.‬‬
‫أهل عسكر لم يكن لهم مركعز شعرطة‪ ،‬لنهعم كعانوا متجانسعين‪ .‬ولمعا دخلهعا هعؤلء المجنسععون‪،‬‬
‫نشبت المشاكل ووصلت يوما من اليام إلى التشابك باليدي بين أهل عسكر والمجنسين‪ ،‬نتج عنععه‬
‫بعض الجرحى والصابات‪.‬‬
‫في عسكر يوجد شارع رئيسي‪ .‬ولن عادات أخوتنععا مععن المجنسععين‪ ،‬أن يتسععكعوا فععي الشععوارع‪.‬‬
‫بينما يستخدم أغلب أهل المنطقة الديوانيات والمجالس للقاءات الجتماعية‪ ،‬أصبح هذا الشارع بعععد‬
‫السابعة او الثامنععة ليل ً محرمعا ً علععى النسععاء والصععغار ويمكععن لي إنسععان يتحععرك فيععه أن يتعععرض‬
‫للمشاكل‪.‬‬
‫عسكر نموذج لقرية بحرينية هادئة عمل التجنيس على تدميرها اجتماعيا وعلى فقد المن لسكانها‬
‫الصععليين‪ .‬هععذه هععي آثععار التجنيععس فععي منععاطق عديععدة وهععي مثععال للتععدمير الجتمععاعي بسععبب‬
‫المجنسين‪.‬‬
‫‪ | 12-11-2003‬مجلة المشاهد السياسي‬

‫‪13‬‬
‫‪9‬‬
‫‪14‬‬
‫ما لم ُيقال في ندوة التجنيس‬
‫‪0‬‬
‫الكاتب ‪ :‬أم حسين‬

‫تابعنا باهتمام الندوة التي عرضها تلفزيون البحرين ليلة الخميععس المنصععرمة ولنععا التعليععق التععالي‬
‫على المستشار البنعلي‪:‬‬
‫‪.1‬هل القانون في خدمععة الععوطن أم الععوطن فععي خدمععة القععانون ؟ بغععض النظععر عععن كععون هععذا‬
‫التجنيس الذي ذكرنه له ثغرات قانونية ينفععذ منهععا أم ل هععل أن البلععد ومصععلحته ُتلععوى لخدمععة هععذا‬
‫القانون أم العكس فإذا كان البلد يعععاني مععن أزمععة سععكن ومععن البطالععة فلمععاذا ي ُععزداد الطيععن بلععة‬
‫بسياسات وإن كان لها ثغرات ومتنفس من القانون ؟‬
‫‪.2‬لماذا المجنسون ) المعنيون ( كلهم من طائفة واحدة ) السنة ( ؟‬
‫‪.3‬لماذا كلهم يعملون في الداخلية أو الدفاع ؟‬
‫‪.4‬ولماذا تم تجنيسهم في هذا الوقت بالذات ؟‬
‫إن وجودهم حتى وإن كان كما ذكرت قانونيا ً ل يصب إل في مصلحة فكرة واحدة هي دعم الجهاز‬
‫المني وتدعيمه بالطائفة السنية تكريسا ً للطائفية وتغييععرا ً للتركيبععة السععكانية الععتي أفععرزت الكععثير‬
‫وأبرز ما أفرزته النتفاضة التي كانت هي إضافة إلى حكمة الملك سببا ً في الصلحات الخيرة التي‬
‫نرجو أن يتم تهذيبها من أمور أهمها معا ً يكععرس الطائفيععة كيل تنقلععب إلععى انتكاسععة ثانيععة – والعيععاذ‬
‫بالله‪..‬‬
‫ثم ردا ً على قول الستاذ البنعلي بأن كاتبا ً أجنبيا ً كتب بأنه في سنة ‪ 1924‬كان تعداد السنة سععتين‬
‫ألفا ً في حين أن تعداد الشيعة أربعون ألفا ً نقول‪ :‬الماء يكذب الغطاس والواقععع يشععهد خلف ذلععك‪,‬‬
‫فأين تركزت هذه الغلبية السنية وكيف انقرضت ؟‬
‫والرد هذا فقط للتاريخ لنه ليس من مصلحة أي بلد إثارة النعرات الطائفية ولكن من باب القععول‬
‫ت يا أستاذ البنعلي لبعض الشارات لوجععدت الحقيقععة‬ ‫بالقول ُيذكر والحقيقة تحفظ للتاريخ فلو رجع َ‬
‫واحدة منها‪:‬‬
‫ت عععن أدبععاء وشعععراء البحريععن ل تجععد إل‬ ‫‪.1‬قبل ‪ 300‬سنة من الن لو رجعت لهذه الفععترة وبحثع َ‬
‫الشيخ جعفر الخطي والديب الجدحفصي و الدمستاني وهّلم جّرا‪ ،‬ول يوجد بينهم أديب واحععد)علععى‬
‫كثرتهم( سّني لماذا؟ هل أّنه ل يوجد أدباء وعلمععاء بيععن السعّنة أم لّنهععم لععم يكونععوا موجععودين فععي‬
‫البحرين في تلك الفترة وارجع إلى المختصين بدراسة الدب في تلك الفعترة ولمزيعد معن التوضععيح‬
‫هناك مقّرر في جامعة البحرين ُيسمى أدب جزيرة عن أدباء تلك الفترة اطلع عليه‪.‬‬
‫‪.2‬حتى من خلل اللهجة التي ل زالت سائدة يطلق أهل السنة في لهجتهم على الشيعة)البحارنة(‬
‫ن الشععيعة هععم الصععليون وأن‬ ‫وعلى السنة) العرب(لماذًا؟ أل يعني هذا أن أصل التسمية جاء مععن أ ّ‬
‫السّنة انتقلوا من البلد العربية كشبه الجزيرة العربية قبل أكثر من ‪ 200‬سنة وهو تاريععخ دخععول آل‬
‫خليفة للبلد‪.‬‬
‫‪.3‬أما أصحاب السللة الداكنة اللون)‪ (hegro‬السللة الفريقية ول عيععب فععي خلقععه سععبحانه ولكععن‬
‫كون سللتهم مطابقة للسللة الفريقية بل حتى عاداتهم في الرقععص يؤيععد الروايععة التاريخيععة الععتي‬
‫تقول بأنهم قد اسُتقدموا كخدم للمراء ثم توالدوا وأصبحوا من السكان‬
‫‪.4‬ثم أن مذهب وعادات وتقاليععد ولهجععة كععل دول الخليععج بمععا فيهععا سععنة البحريععن واحععدة وحععتى‬
‫أنسابهم متشابكة ومنتشرة بين دول الخليج كأنهم شعب واحد ول عيب فععي ذلععك وكععذلك ل غرابععه‬
‫فالصل واحد بينما شيعة البحرين يعيشون مذهبا ً وعادات وتقاليد ولهجة واحععدة مععع أنفسععهم فقععط‬
‫ول يتشابه معهم إل شيعة المنطقة الشرقية بالعربية السعودية مع احتفاظهم بتسمية البحارنة ليس‬
‫‪14‬‬
‫‪0‬‬
‫‪14‬‬
‫من ِقبل أنفسهم ولربما قبل السنه وهذا إقرار لهم بالصلية وعمر الصلية مععا كععانت إل الكثريععة إل‬
‫‪1‬‬
‫حين تتعرض للبادة الجماعية كما حدث للهنود الحمر فععي أمريكععا أو التهجيععر الجمععاعي كمععا حععدث‬
‫للفلسطينيين في فلسطين‪.‬‬
‫وأخيرا وليس آخرا فإنه ليس من مصععلحة السععنة ول الشععيعة ول الحكومععة أيضععا الضععرب علععى‬
‫الوتر الطائفي ل بالكلم ول بالتشريعات ول السياسات أيضا ً لن الطائفيععة نععار تحععرق الول والخععر‬
‫بدًءا بمن أشعلها‪.‬‬

‫منتديات البحرين| ‪2004-01-26‬‬

‫‪14‬‬
‫‪1‬‬
‫‪14‬‬
‫الحاج صالح‪ ...‬جوازه غير صالح!‬
‫‪2‬‬
‫الكاتب ‪ :‬زينب عبدالنبي‬

‫حصلت "الوسط" على نسععخة مععن الوثعائق والمسععتندات الععتي تععدل علععى مواطنععة الحعاج صععالح‬
‫الستراوي‪ ،‬وأحفاده‪ ،‬الذين لزالو في المهجر‪/‬الشتات ‪ ،‬من مركز البحرين لحقععوق النسععان‪ ،‬وذلععك‬
‫لتصالهم المباشر بأحفاد الحاج صالح‪.‬‬

‫لم يبق لحفاد الحاج ‪ ،‬سوى اللقب "اسم العائلة" من الوطن!‪ .‬بدأت حوادث القصة التي عرضت‬
‫في ندوة التجنيس الخيرة على المل منذ العام ‪ 1938‬عنععدما اختلعف الحععاج معع الشععيخ محمعد بعن‬
‫راشد بن عبدالوهاب آل خليفة‪ ،‬علععى ملكيععة أرض‪ ،‬وأصععدرت المحكمععة بععإدارة مستشععار الحكومععة‬
‫حكما غيابيا بأن تكون ربععع الرض المختلععف بشععأنها لعه‪ .‬وهععرب الحععاج منععذ ذلععك الععوقت‪ ،‬لتعرضععه‬
‫للمضايقات‪.‬‬

‫وتوفي العععام ‪ 1946،‬مخلفععا عائلععة‪ ،‬وأحفععادا ل يملكععون إل جععواز سععفر وإقامععة جععدهم!‪ .‬شععاءت‬
‫اللطاف اللهية أن تحصل العائلة في العام ‪ 1957‬على الجنسية العراقية‪ ،‬أل أن القععدار أسععقطتها‬
‫عنهم في العام ‪ 1986‬بقرار من الحكومة العراقية‪ ،‬واعتبر حصولهم على القامة غير قانوني‪ ،‬المر‬
‫الذي ضاعف من تشتتهم‪ ،‬وتعلقهم بالوطن!‪.‬‬

‫في العام ‪ 1989‬احتجز اثنان من أبنائه في مطعار العوطن لمعدة ثلثعة أيعام‪ ،‬علعى رغعم تسعلحهم‬
‫بإقامة وبجواز الحاج صالح وغير الصالح ربما!!‪.‬‬

‫وفي تطور لفت‪ ،‬قدم ستة من أحفاده دعوى ضد ادارة الهجععرة والجععوازات‪ ،‬وصععدر الحكععم مععن‬
‫المحكمة الكبرى المدنية البحرينية‪ ،‬لصالح الحفاد‪ ،‬في العام ‪ 2000،‬إذ جاء في الحكم الععذي تلقععت‬
‫"الوسط" نسخة منه بالنص على "انهما من مواطني البحرين ويكتسبان الجنسية البحرينية وفقا لما‬
‫نصت عليه المادة "‪ "4‬من قانون الجنسية للعام ‪ 1963‬على ان الشخص يعتبر بحرينيا اذا ولععد فععي‬
‫البحرين بعد تاريخ العمل بهذا القانون وكان ابوه بحرينيا عند تلك الولدة يكععون هععذا الشععخص لبيععه‬
‫قد ولد في البحرين ما يكون معععه المععدعون يكتسععبون الجنسععية البحرينيععة بالسععللة طبقععا لحكععام‬
‫قانون الجنسية"‪ .‬وأشار نص الحكم إلى "المستندات" الداعمة لموقف المحكمة‪.‬‬

‫على رغعم حكعم المحكمعة‪ ،‬وصععدور شعهادات باسععتحقاق اللجععوء لفععراد العائلععة معن قبععل المعم‬
‫المتحععدة‪ ،‬إل إن وزارة الداخليععة ردت فععي ‪ 6‬ينععاير مععن هععذا العععام‪ ،‬علععى "المركععز" بوجععوب عععدم‬
‫"اعتبارهم بحرينيين"! وهنا توقفت الحكاية‪.‬‬
‫يقال "والعهدة على الراوي" ‪ ،‬إن الحفاد لععن يحصععلوا علععى الجنسععية‪ ،‬وذلععك لضععلوع الحععاج فععي‬
‫عملية فصل جزيعرة سعترة ععن الجزيععرة الم فععي الثلثينععات‪ ،‬وعلععى افععتراض صعحة هععذه الروايععة‬
‫"ضعيفة السند" فهل يتحمل أبناء الحاج صالح جريرة فعل جدهم؟‬

‫ثم لماذا تتنشط مواد قانون الجنسية للعام ‪ 1963،‬وتجمد أحيانا أخععرى؟!‪ ،‬ولمععاذا يجنععس البعععض‬
‫ممن لم يتحصلوا على اشتراطات الجنسية الموضوعة في القعانون‪ ،‬ومنهعا القامعة لمععدة ‪ 25‬عامعا‬
‫للجنبي‪ ،‬و ‪ 15‬عاما للعربي‪ ،‬وملك عقار‪ ،‬وضرورة إجادة اللغة العربيععة حسععب المععادة "‪"6‬؟ ولمععاذا‬
‫‪14‬‬
‫‪2‬‬
‫‪14‬‬
‫تمنح الجنسية عبر الستثناء للبعض ول تمنح لمستحقيها؟ لماذا نسمع عن حععالت ناضععلت ومععازالت‬
‫‪3‬‬
‫تناضل للحصول على الجنسية ومن دون جدوى‪ ،‬وعلى الضفة الخرى تجنيععس سياسععي "علععى حععد‬
‫تعبير المعارضة" وعشوائي "حسب لجنة التجنيس البرلمانية"؟‬

‫صحيفة الوسط | ‪2004-01-30‬‬

‫‪14‬‬
‫‪3‬‬
‫‪14‬‬
‫‪4‬‬ ‫البعد الغائب في نقاش التجنيس‬

‫الكاتب ‪ :‬عباس بوصفوان‬

‫الجععدل الععذي دار قبععل أيععام فععي الصععحافة‪ ،‬بشععأن التجنيععس السياسععي‪ ،‬لععم يلحععظ الشععكالت‬
‫الجتماعية والقتصادية والسياسية التي يتسبب في تفاقمهععا التجنيععس‪ .‬إذ ركععز الجععدل علععى مععدى‬
‫صحة الجراءات القانونية التي اتبعت عند تجنيس اللف من العرب والجانب‪.‬‬

‫هذا البعد كان غائبعا أيضعا فعي النعدوتين اللعتين استضعافهما تلفزيعون البحريعن‪ .‬وهعو غعائب علعى‬
‫مستوى الخطاب الرسععمي للمعارضععة‪ ،‬إذ لععم تنظععم نععدوات تنععاقش علععى نحععو جععدي اسععتحقاقات‬
‫التجنيس وأثره على حياة المواطن‪.‬‬

‫من جهتها‪ ،‬تدرك السلطات أن القانون المنظم للجنسية فيه ثغرة "البند ‪ 2‬مععن المععادة ‪ "6‬يمكععن‬
‫التسلل منها لتجنيس أعداد ل حصر لها‪ ،‬ولذلك فهي تصر على مناقشة التجنيس في بعده القانوني‪.‬‬
‫ذلك أن مناقشة البعاد الخرى‪ ،‬تعني الوقوع في حرج مع النعاس‪ ،‬كعل النعاس‪ ،‬العذين يشععرون أن‬
‫غريبا أخذ مقعدا في الدراسة والعمل هم أولى به‪.‬‬

‫ومن هنا نفهم‪ ،‬لم حصر دور لجنعة التجنيععس البرلمانيععة فععي "التجعاوزات" الععتي شعابت عمليععات‬
‫التجنيس المتتالية‪.‬علععى المسععتوى القتصععادي والجتمععاعي‪ ،‬نتععائج التجنيععس كارثيععة فعل‪ .‬وتشععتكي‬
‫الدولة من شح الموارد‪ ،‬وحاجتها المستدامة إلى القتراض والمساعدات الخارجية‪.‬‬

‫إذ إن معظم المدارس‪ ،‬مثل‪ ،‬تبنى من دول شقيقة "الكويت خصوصا"‪ ،‬بما في ذلك معهد الشععيخ‬
‫خليفة بن سلمان للتكنولوجيا‪ .‬على مستوى السكن‪ ،‬الرقام المعلنة تشير إلى أن ‪ 40‬ألفا ينتظرون‬
‫دورهم‪.‬‬

‫أما العاطلون عن العمل فيزيد عددهم على ‪ 15‬ألفا‪ ،‬فضل عن اللف الذين يشتغلون في أعمال‬
‫بل راتب مجز‪ .‬إن نتائج لجنة التحقيق في التجنيس لن تكون مقنععة‪ ،‬لن حصعر نشععاطها فععي البعععد‬
‫القانوني‪ ،‬دونما التفات إلى البعاد المتعلقة بواقع الناس يخل بالموضوع‪.‬‬

‫ويزيد من ذلك طبعا أن اللجنة لم تجد تعاونا من سلطات الهجرة‪ ،‬ولم تعط المعلومات المفععترض‬
‫الحصول عليها‪ .‬من هنا‪ ،‬يبدو ملحا أن تساهم أطراف المجتمع المدني‪ ،‬وعلى رأسها المعارضة‪ ،‬في‬
‫سد هذا النقص‪ ،‬عاجل ل آجل‪ .‬إذ ل نريد مواقف للتاريخ‪ ،‬وإنما للحياة التي نعيشها‪.‬‬

‫‪1-2-2004‬‬

‫‪14‬‬
‫‪4‬‬
‫‪14‬‬
‫‪5‬‬ ‫التركيبة السكانية‪ ...‬صلصال فعل‬

‫الكاتب ‪ :‬سلمان عبد الحسين‬

‫قبل فترة‪ ،‬أراد المستشعار فعي إدارة الجنسعية والجعوازات والقامعة محمعد البنعلعي الثبعات بعأن‬
‫التجنيس في البحريععن ل يهععدف إلععى تغييععر التركيبععة الديمغرافيععة‪ ،‬وأن التركيبععة السععكانية "ليسععت‬
‫صلصال"‪ ،‬فالشعب البحريني واحد ول يمكن تجزئته‪ ،‬وبالتالي ل يمكن الحععديث عععن تغييععر التركيبععة‬
‫الديمغرافية للبحرين مع وجود الوحدة‪.‬‬

‫ورد هذا المعنى من البنعلي فععي نععدوة "‪ "ANN‬مععع نععائب رئيععس جمعيععة الوفععاق حسععن مشععيمع‬
‫وعضو جمعية العمل الديمقراطي علي ربيعة‪ ،‬وكذلك في الندوتين اللتين أقامهما تلفزيون البحريععن‬
‫عن التجنيس‪.‬‬

‫وفي رد مؤجل على هذا التصريح ‪ -‬وخصوصا مع بدء فتح هذا الملف من لجنة التحقيق البرلمانية‪،‬‬
‫وعدم قدرتها على إثبات حصول تجنيس خارج القانون ‪ -‬يمكن أن يودع هععذا الععرد لععدى كععل بصععيرة‬
‫وكل منصف‪.‬‬

‫نعم‪ ،‬الشعب هنا واحد وغير مركب ول معقد فععي انتمععاءاته الدينيععة ليتحععول المععذهب إلععى تحععزب‬
‫وتعصب‪ ،‬هذه حقيقة يمكن اكتشافها بكل جلء على المستوى الشعبي‪.‬‬

‫أما على المستوى الرسمي‪ ،‬فهذه الحقيقة مغيبة قهرا ضمن أهداف سياسية واضحة‪ ،‬فأي شععاب‬
‫من أبناء الطائفة الشيعية يريد الخدمة في السلك العسكري مثل ‪ -‬كما هو الشععرف لي شععاب مععن‬
‫أبناء الطائفة السنية ‪ -‬ل يلقى إل الصد بسبب انتمائه المذهبي‪ ،‬في حين يمنح هذا الوسام المجنععس‬
‫من دون أن يستحقه ل دستورا ول قانونا‪ ،‬أليس هذا تمييزا فاضحا‪ ،‬ل يخدم مقولة "وحدة الشعععب"‬
‫في الخطاب الرسمي؟‬

‫يبقى السؤال‪ :‬أليست التركيبة "صلصال" بحسب الفهم الرسععمي‪ ،‬يمكععن خلطععه وتعكيععره بشععتى‬
‫الوسائل؟ وهل التجنيس يحافظ فعل على التركيبة الديمغرافيععة للبلععد‪ ،‬أم يععأتي بطيععف ثععالث علععى‬
‫أساس اصطفاف جديد استرزاقي ل علقة لععه بالسععنة والشععيعة ككتلععة متجانسععة‪ ،‬وإنمععا لعه علقععة‬
‫أكيدة بتغيير هذا التجانس‪ ،‬وتعميق التمييز بمعيار جديد غير المعيار الطائفي؟ إنه المعيار السياسععي‬
‫الذي يسقط هوية البلد ووحدته وشعبه‪.‬‬

‫‪02-02-2004‬‬

‫‪14‬‬
‫‪5‬‬
‫‪14‬‬
‫شاهد ثان ‪ ...‬صلصال فعل‬
‫‪6‬‬
‫الكاتب‪ :‬سلمان عبدالحسين‬

‫استكمال لفهم حقيقة التجنيس السياسي في البحرين‪ ،‬ومععا إذا كععان يضععر بالتركيبععة الديمغرافيععة‬
‫والوحدة الوطنية معا‪ ،‬يجب الوقوف أول على طبيعة "اللغم" الذي وضعععه المستشععار البنعلععي فععي‬
‫وجه معارضين عتيدين أمثععال نععائب رئيععس جمعيععة الوفععاق حسععن مشععيمع‪ ،‬وعضععو جمعيععة العمععل‬
‫الديمقراطي علي ربيعة في ندوة الع "‪ "ANN‬وكذلك في ندوتي التجنيس في تلفزيون البحرين أمام‬
‫أعضاء لجنة التحقيق في التجنيس‪.‬‬

‫هذا اللغم هو أن يتكلم مسئول رسمي بكل ثقة عن الوحدة الوطنية وفي قضية معقععدة متشععابكة‬
‫مثل التجنيس أمام معارضين يجدان في الوحدة الوطنية دفئا حقيقيععا للحععراك السياسععي المعععارض‬
‫في وجه السلطة‪ ،‬فما فعله البنعلي هو بحق لغم فعلي كان يستهدف السكات أمععام هععذه الحقيقععة‬
‫التي تخضع لها كل رقاب الشرفاء‪ ،‬ولو بالشععكل المعكععوس‪ ،‬إنهععا اتهععام مبطععن بعععدم الوطنيععة‪ ،‬ول‬
‫أشنع ول أفظع من هذا التهام‪.‬‬

‫لكن‪ ...‬لمن أراد الوقوف على حقيقة المر في الدائرة الموضوعية الحياديععة‪ ،‬كيععف يفهععم تقسععيم‬
‫الدوائر النتخابية في النتخابات البلدية والبرلمانية على أساس طععائفي‪ ،‬لتصععبح المعادلععة أن صععوتا‬
‫من أبناء الوطن في منطقة ما يساوي أربعة أصوات من منطقة أخرى؟‬

‫أليس هذا الشاهد دليل بينا على العبث بالتركيبة الديمغرافية بشكل عملي؟ والسؤال للبنعلي‪ :‬هل‬
‫التركيبة السكانية في هذه الحععال صلصععال أم شععيء آخععر؟ أل يحععاول التجنيععس السياسععي مقاربععة‬
‫الفارق في الصوات والنفس المنتمية لهذه الرض في إطار الوطن كلععه‪ ،‬مععن خلل تحريععك نظععام‬
‫المتيازات والمواقع الرمزية التي تتغذى منه لصيانة هذا الهدف‪ ،‬ليس خدمة لطائفععة أو فئة بعينهععا‪،‬‬
‫وإنما لخلق تمايز سياسي وتباين واضح فععي كععل الصععطفافات والععولءات التقليديععة‪ ،‬علععى أسععاس‬
‫اصطفاف سياسي جديد‪ ،‬يبدو أنه غير محسععوب عنععد صععناع القععرار؟ إنععه سيضععر بمصععير كععل أبنععاء‬
‫الوطن‪ ،‬حكاما ومحكومين‪ ،‬والمستقبل القريب خير شاهد‪.‬‬

‫‪05-02-2004‬‬

‫‪14‬‬
‫‪6‬‬
‫‪14‬‬
‫قد نحقق البطولة لكن سنفقد طعمها‬
‫‪7‬‬
‫الكاتب ‪ :‬محمد عباس‬

‫قد نحقق بطولة الخليج لول مرة في تاريخنا لكننا سنفقد طعمها وقد يتلل اسم البحريععن خارجيععا‬
‫بالوصول إلى كأس العالم لكنه لن يكون له تلك القيمة محليا إذا لم يأت بمجهودات أبناء الوطن‪.‬‬

‫هذا هو لسان حال شريحة كبيرة من المهتمين بالشععأن الرياضععي إن لععم يكععن كلهععم فععي الععوقت‬
‫الحالي والسبب في ذلك كما يراه الجميع ليس "فععوزي عيعاش" وإنمعا السععتراتيجية الجديععدة الععتي‬
‫ينتهجها المسئولون عن الرياضة البحرينية‪.‬‬

‫فالنجازات الكبرى التي أفرحت الشعب كله وكانت حديث الشععارع البحرينععي هععي الععتي تحققععت‬
‫بسواعد أبنائه ولكن ما يحققه "المستوردون" قد يكسب المملكة سمعة خارجيععة طيبععة كمععا حععدث‬
‫في ألعاب القوى بالنجازات العالمية التي حققوها ولكن ما هي القيمة الحقيقية لهذه النجازات في‬
‫الشارع البحريني!‪.‬‬

‫قلنا في السابق أن منتخبنا الوطني يمر بفععترة تاريخيععة ومقبععل علععى اسععتحقاقات مهمععة تتطلععب‬
‫استقرارا نفسيا وفنيا وإداريا ولكن العكس هو ما حصل‪ .‬إذ انشغل الشارع الرياضععي خلل السععبوع‬
‫الجاري بقضية جانبية ما كان يجب أن تحعدث فععي السعاس علععى حسعاب القضعية الساسععية وهعي‬
‫المنتخب الوطني‪ ،‬حتى أن معظم التصالت التي تععرد إلينععا فععي يععوم مبععاراة المنتخععب تسععأل عععن‬
‫مشاركة اللعب "المجنس" قبل أن تسأل عن نتيجة المباراة‪.‬‬

‫فصارت هذه القضية هي هم الشارع الرياضي وأكبر دليل على ذلك الكتابععات المتعععددة لععزملئي‬
‫الصحافيين والتي أجمعت على موقف واحد تقريبا وربما للمرة الولى وهو رفض التجنيس الرياضي‬
‫في المنتخب الوطني وخصوصا في اللعاب الجماعية‪ .‬وكذلك أينما تذهب تجد أن هذه القضععية هععي‬
‫حديث المجالس الرياضية وحتى غير الرياضية‪.‬‬

‫والمشكلة ليست متركزة في اللعب وإنما فععي اسععتراتيجية المسععئولين الععذين يجععب أن يحععددوا‬
‫أجندتهم من أجل تحقيق النجازات ما بين العتماد علععى أبنععاء الععوطن وإعععدادهم العععداد الجيععد أو‬
‫العتماد على "المستوردين" الجاهزين مثلما نستورد بقية السلع من سيارات وغيرها‪.‬‬

‫فاللعب وجد نفسه في وسط معركة لم يكن طرفا فيها وإنما هو يجاهعد معن أجعل الخعروج منهعا‬
‫ونحن نتعاطف معه في هذا الجانب ولكن على المسئولين تععدارك الموقععف وحععل الشععكال وتععوفير‬
‫الجواء الصحية للمنتخب قبل البطولة الخليجية السبوع المقبععل قبععل أن يقععع الفععأس فععي الععرأس‬
‫وعندها لن ينفع الصوت‪!...‬‬

‫‪12-03-2004‬‬

‫‪14‬‬
‫‪7‬‬
‫‪14‬‬
‫التمييز في منح الجنسية في البحرين‪ :‬الدوافع‪ ..‬والثار الخطيرة على حقوق النسان‬
‫‪8‬‬ ‫والمن الجتماعي‬

‫الكاتب ‪ :‬مركز البحرين لحقوق النسان‬

‫‪ 21‬مارس ‪2004‬‬
‫بمناسبة اليوم الدولي للقضاء على التمييز العنصري ‪2004-3-21‬‬
‫مركز البحرين لحقوق النسان‬

‫تكشف ممارسات السلطة في البحرين المتعلقععة بععالتجنيس العديععد مععن مظععاهر التمييععز‪ ،‬وسععوء‬
‫استخدام السلطة‪ ،‬والخلل في سيادة القانون‪ ،‬وانعدام الشفافية‪ ،‬والتلعب بالعمليععة الديمقراطيععة‪،‬‬
‫والخلعععععععععل فعععععععععي الرقابعععععععععة علعععععععععى ممارسعععععععععات السعععععععععلطة التنفيذيعععععععععة‪.‬‬
‫وبسبب تدهور الوضع المعيشي والقتصادي في البحرين‪ ،‬فقد ترتب على الزيادة الكبيرة في اعععداد‬
‫المجنسين اثار اقتصادية تمثلت في تفاقم البطالة والفقر ومشكلة السكن‪ ،‬وتأثير ذلك على حقععوق‬
‫المرأة والطفل والفئات الضعيفة ]‪ ،[1‬كما ان لعملية التجنيس الستثنائي واستخدام المجنسين في‬
‫اجهزة المن وحصولهم على المتيازات‪ ،‬آثار نفسية واجتماعية متمثلة في ضرب النسيج الجتماعي‬
‫واثارة التنازع العرقي والطائفي وكراهية الجانب ]‪ [2‬فبالرغم من ان الدوافع وراء التمييز سياسععية‬
‫ال انها تأخذ شكل طائفيا وعرقيا‪.‬‬
‫ويخشى المركز ان تساهم هذه القضية وآثارها القتصادية والجتماعية‪ ،‬فععي المزيععد مععن الضععرار‬
‫بالثقة بين السلطة والمععواطنين‪ ،‬وتزايععد حالععة السععتياء العععام‪ ،‬ممععا ينععذر بعععودة التععأزم السياسععي‬
‫والمني‪.‬‬
‫ويتطرق هذا التقرير الى تفاصيل القضية‪ ،‬وتحليل للدوافع‪ ،‬والتوصيات المقترحة‬
‫للمعالجة‪.‬‬
‫التفاصـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــيل‪:‬‬
‫يسمح القانون في البحرين بمنح الجنسية بشروط منهعا القامعة لمععدة ‪ 15‬ععام للعربعي و ‪ 25‬ععام‬
‫لغير العربي ]‪ .[3‬إل ان السلطة وفي الواقع العملي اتبعت سياسة تقععوم علععى السععتثناء والتمييععز‪.‬‬
‫حيث منحت الجنسية خلل السنوات العشر الخيرة وبشكل استثنائي وغير معلن لللف من الفراد‬
‫والسر من اصول قبلية سنية رغم انهم يتمتعععون بجنسععيات دول أخععرى ول تنطبععق عليهععم شععروط‬
‫القامة‪ .‬وفي المقابل تم حرمععان اللف مععن المسععتحقين للجنسععية رغععم ان معظمهععم لععم يكونععوا‬
‫يتمتعون بأيععة جنسععية ]‪ [4‬ولععم يعرفععوا بلععدا غيععر البحريععن‪ ،‬ممععا تسععبب لهععم فععي مشععاكل نفسععية‬
‫واجتماعية‪ ،‬ومصاعب كبيرة في التملك والحصول على العمل والسفر ]‪.[5‬‬

‫ونتيجة لحركة الحتجاج في التسعينات‪ ،‬ونشاط منظمات حقوق النسان فععي الخععارج‪ ،‬والتغيععر فععي‬
‫توجهات السلطة مع تولي الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة للحكم‪ ،‬ونتيجعة للعتصععامات الععتي تلعت‬
‫ذلك‪ ،‬فقد تم منح الجنسية للمئات من مستحقيها خلل العامين المنصرمين ‪ -‬وهو ما ايدته منظمات‬
‫حقوق النسان ولقى ارتياح شعبي كععبير ]‪ - [6‬ال ان منععح الجنسععية بشععكل اسععتثنائي وغيععر علنععي‬
‫لللف ممن ل تنطبق عليهم الشروط ل زالت قضية موضع قلق وخلف‪ .‬حيث تتكتم السلطة علععى‬
‫المعلومات‪ ،‬فيما يتزايد الستياء لشعبي والمطالبة بكشف الحقيقة ومعالجتها‪.‬‬

‫وقد شكل مجلس النواب لجنة للتحقيق في القضعية‪ .‬ال ان "قعانون مجلسعي الشعورى والنعواب"‬
‫‪14‬‬
‫‪8‬‬
‫‪14‬‬
‫الذي اصدرته السلطة قبل انتخاب مجلس النواب يمنععع هععذا المجلععس مععن مسععاءلة الحكومععة عععن‬
‫‪9‬‬
‫امور سبقت انعقاده في ديسعمبر ‪ .2002‬كمعا ان قعرار تشعكيل لجنعة التحقيعق يمنعهعا النظعر فعي‬
‫التجنيس الذي تم وفقا للسلطات الستثنائية للمير )الملك حاليا( ]‪ .[7‬ورغم تلك القيععود الساسععية‬
‫والمعلومات المحدودة التي حصلت عليها اللجنة‪ ،‬فقد كشف اعضاء فيها عن تجاوزات خطيععرة فععي‬
‫منح الجنسية‪ .‬وقد اشار تقرير اللجنة الى ان زيادة اعداد المجنسين كان له انعكاسععات سععلبية مععن‬
‫الناحيععععععععععععععة المنيععععععععععععععة والجتماعيععععععععععععععة والقتصععععععععععععععادية والمعيشععععععععععععععية‪،‬‬
‫واوصى تقرير اللجنة بتعديل قعانون الجنسععية‪ ،‬واعععادة النظععر فععي مععن تعم منحهعم الجنسععية خعارج‬
‫القانون‪ ،‬واعادة هيكلععة ادارة الجنسععية‪ ،‬ووضععع معععايير للسععتثناء مععن شععرط مععدة القامععة‪ .‬وحمععل‬
‫التقرير المسؤولية الكاملة لوزير الداخلية الشيخ محمععد بععن خليفععة آل خليفععة ]‪ .[8‬وقععد تععم تأجيععل‬
‫مناقشة التقرير في المجلس حتى ابريل القادم‪ ،‬ويشكك الكثيرون في قدرة المجلس علععى كشععف‬
‫الحقائق الساسية فضل عن اتخاذ اجراءات بشأنها‪.‬‬
‫وكانت ست جمعيات سياسية قد عقدت ندوات وعرضت اشرطة فيديو ونماذج من جوازات سفر‬
‫واصععدرت تقععارير مفصععلة لبيععان وقععوع التجععاوزات‪ .‬كمععا وجهععت اسععئلة الععى وكيععل وزارة الهجععرة‬
‫والجوازات لم يتم الجابة عليها حتى الن ]‪.[9‬‬

‫ويمكن استنتاج الدوافع وراء سياسة التمييز في التجنيس من خلل المور التالية‪:‬‬
‫‪ ‬ان معظم من تم منحهم الجنسية بشكل استثنائي هععم مععن اصععول قبليععة سععنية‪ ،‬وهععي نفععس‬
‫الصول التي تنتمي لها عائلة آل خليفة الحاكمة‪ ،‬وهم اقليععة صععغيرة فععي البلد‪ ،‬ولكنهععم يسععيطرون‬
‫على الحياة السياسية والقتصادية واجهزة الجيش والمن‪.‬‬
‫‪ ‬ان الغالبية العظمى من الذين تم حرمانهم من الجنسية لفترة طويلة هععم معن الشععيعة الععذين‬
‫يشكلون اغلبية السكان‪ ،‬ولكعن يتعم التمييععز ضعدهم فععي التوظيععف الحكععومي وفععي التوظيععف فعي‬
‫الجيش واجهزة المن والخدمات والتعليم والسكن ]‪ ،[10‬ولذلك فهم يشكلون الغالبية العظمى من‬
‫العاطلين عن العمل‪ ،‬وينتشر بينهم الفقر‪ ،‬وتنشر بينهم تيارات المعارضة واعمال الحتجاج‪.‬‬

‫‪ ‬ان جميع من تم تجنيسهم بشكل استثنائي قد تم جلبهم للخدمة في الجيش والحرس الوطني‬
‫واجهزة المن‪.،‬ويعيش هععؤلء مععع عععوائلهم فععي منععاطق شععبه معزولععة )كانتونععات( ]‪ [11‬ووقععد تععم‬
‫استخدامهم بفعالية في قمع اعمال الحتجاج‪ .‬ول توظف هذه الجهزة المواطنين الشيعة ال باعععداد‬
‫ضئيلة وفي وظائف هامشية‪ .‬وخلل اضطرابات التسعينات قتل واصععيب العشععرات اثععر السععتخدام‬
‫المفرط للقوة في قمع التظاهرات‪ ،‬بينما تم اعتقال وتعذيب حوالي ‪ 7‬آلف مواطن جميعهم تقريبععا‬
‫من الشيعة ]‪.[12‬‬

‫‪ ‬بادرت السلطات الى منح الجنسية لعدد كبير من ابناء قبيلععة الدواسععر السعععوديين الععذين لععم‬
‫يسبق لهم القامة في البحرين‪ .‬وقد تم جلب هؤلء فقط للمشاركة في انتخابات مجلععس النععواب ]‬
‫‪ .[13‬كما صدرت أوامر لمنتسبي اجهزة الجيععش والشععرطة للمشععاركة فععي تلععك النتخابععات ]‪.[14‬‬
‫وتمهيدا لععذلك كعانت السععلطة قبععل ذلععك قععد أجععرت تغييععرات تسععمح للمتجنسععين بالمشععاركة فععي‬
‫النتخابات فور تجنسهم بدل من مرور ‪ 10‬سنوات وفقا للقانون ]‪.[15‬‬

‫التوصيات‪ :‬يناشد مركز البحرين لحقوق النسان السلطات والجهات المعنية بحقوق‬
‫النسان التدخل والدفع باتجاه‪:‬‬
‫المكاشفة والشفافية‪ :‬بأن تعلن السلطة عععن جميععع المعلومععات المتعلقععة بععالتجنيس‬ ‫•‬
‫‪14‬‬
‫‪9‬‬
‫‪15‬‬
‫التسعيناتوبشكل علني للمناقشة والحوار وايجاد الحلول لهذه القضية‪0‬‬ ‫وخصوصا في فترة‬
‫ان يتم فتح المجال‬ ‫•‬
‫ان يتم اجراء اصلح اداري في الجهزة المتعلقة بمنح الجنسية ومحاسبة المسععؤولين‬ ‫•‬
‫عن التجاوزات‬
‫ان يتم تعديل قععانون الجنسععية بحيععث يحععدد بشععكل واضععح شععروط التجنيععس بشععكل‬ ‫•‬
‫استثنائي‪ ،‬ويقيد تلك السلطة بحيعث يمنعع اسعاءة اسعتخدام تلعك السعلطة‪ ،‬ويحقعق الشعفافية‬
‫بالعلن الرسمي عن حالت منح الجنسية‪.‬‬
‫ان يتم وضع الحلول واعادة النظر ضمن الطعار النسععاني لمعن تععم منحهعم الجنسعية‬ ‫•‬
‫خارج الشروط العتيادية‬
‫اتخاذ اجراءات لوقف أي تمييز في منح الجنسية‪ ،‬واي تفضيل للمجنسععين الجععدد فععي‬ ‫•‬
‫التوظيف والسكن والمتيازات‬
‫اعطاء الولوية للمواطنين ‪ -‬ودون تمييز بينهم‪ -‬للحصول على الوظائف والترقيات في‬ ‫•‬
‫اجهزة الجيش والمن‬
‫اعطاء الولوية في منح الجنسية بشكل استثنائي للمحروميععن مععن الجنسععية وللنسععاء‬ ‫•‬
‫ممن لديهن ابناء بحرينيين ولبناء البحرينيات‬
‫تسععريع اجععراءات منععح الجنسععية للمسععتحقين‪ ،‬واصععدار جععوازات سععفر للبحرينييععن‬ ‫•‬
‫المحرومين من ذلك مثل أبناء وذرية الحاج صالح الستراوي الممنوعين حععتى الن مععن العععودة‬
‫للبحرين‪.‬‬

‫]‪ [1‬احصائيات موثقة في تقرير مركز البحرين لحقوق النسان عن الوضععاع المعيشععية والحقععوق‬
‫القتصععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععادية‬
‫]‪ [2‬تتمثل المتيازات فعي توظيعف المجنسعين بعاجهزة الجيعش والمعن فعي حيعن يحعرم معن ذلعك‬
‫المواطنين الشيعة وهم يشكلون الغلبية السععاحقة مععن ‪ 30‬الععف عاطععل عععن العمععل‪ ،‬وكععذلك فععي‬
‫الحصول على السكن‪ ،‬علما بان هناك اكثر من ‪ 40‬الف طلب للمساكن الشعبية للمواطنين‪ ،‬بعضها‬
‫منذ اكثر من عشر سنوات‪ ،‬وهناك حوالي ‪ 10‬الف منزل آيل للسقوط وغير صالح للسععكن‪ .‬كععذلك‬
‫يتم تفضيل المجنسين في الرواتب والمخصصات الضافية والترقيات‪.‬‬
‫]‪ [3‬المادة )‪ (6‬من قانون الجنسية البحريني ‪1963‬‬
‫]‪ [4‬ينص العلن العالمي لحقوق النسان بأن لكل شخص الحق في جنسية ما‪.‬‬
‫]‪ [5‬راجع تقارير منظمعة العفعو الدوليععة وتقعارير الخارجيعة الميركيعة السعنوي وتقعارير المنظمععة‬
‫البحرينية لحقوق النسان في الفترة ‪2000-1990‬‬
‫]‪ [6‬ل زالت ادارة الجوازات تضع العراقيل لحصول عدد كبير من المستحقين للجنسية حيث يتععابع‬
‫مركز البحرين ما يزيد على ‪ 40‬من قضععايا لفععراد واسععر‪ ،‬كمععا تتلكععأ السععلطات فععي منعح جععوازات‬
‫السفر والسماح بعودة ‪ 66‬من ابناء وذرية الحاج صالح الستراوي الذين يعيشون في المنفى‬
‫]‪ [7‬معظم حالت التجنيس الستثنائي يعتقد بانها حعدثت فعي التسععينيات وبمراسعيم خاصعة معن‬
‫الميعععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععر الراحعععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععل‬
‫]‪ [8‬تصريحات نائب رئيس اللجنعة التحقيعق النيابيعة بشعأن التجنيعس‪ -‬جريعدة اليعام البحرينيعة‪16 -‬‬
‫فعععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععبراير ‪2004‬‬
‫]‪ [9‬راجع التقععارير واوراق العمععل فععي الفعاليععات الععتي اعععدتها جمعيععات الوفععاق الععوطني والعمععل‬
‫الوطني والعمل السلمي والتجمع القومي والوسط العربي والمنبر التقدمي‪.‬‬
‫]‪ [10‬تقرير احصائيات التمييز الصادر عن مركز البحرين لحقوق النسان‪.‬‬
‫‪15‬‬
‫‪0‬‬
‫‪15‬‬
‫]‪ [11‬من تلك المناطق‪ :‬اسكان قوة الدفاع‪ ،‬واسكان سافرة واجزاء من مدينة حمد‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫]‪ [12‬جمعت لجنة ضحايا التعذيب معلومات عن هذا العدد من الضحايا‪ .‬كما رفعت اللجنة عريضعة‬
‫تحمل ‪ 33‬الف توقيع من المتضررين والمتعاطفين معه يطالبون بععالتعويض ومحاكمععة المسععؤولين‪.‬‬
‫ويمكن مراجعة تقارير منظمة العفو الدولية وآليات المم المتحدة عن النتهاكات في البحرين ابععان‬
‫الحداث التسعينات‪.‬‬
‫]‪ [13‬لم تعترف السلطات في البداية بتجنيس افراد قبيلة الدواسر السعوديين‪ ،‬ولكن بعععد تقععديم‬
‫جمعيات المعارضة لدلئل قاطعة على ذلك في ندوة جماهيرية اعلن الملك بععأنه تععم تجنيععس هععؤلء‬
‫لن اجعععععدادهم سعععععكنوا البحريعععععن فعععععي فعععععي العشعععععرينيات معععععن القعععععرن الماضعععععي‪.‬‬
‫]‪ [14‬باعتبار ان تلك الفئات هي من اصول قبلية سنية فان مشاركتها فععي النتخابععات سيصععب فععي‬
‫صالح مرشحي تلك الفئة على حساب الفئات الخرى‬
‫]‪ [15‬عمدت السلطة الى ختم جوازات سفر المقترعين‪ ،‬وذلك لكشف من يتخلف عن المشععاركة‬
‫في التصويت خصوصا من العسكريين وممن حصلوا حديثا على الجنسية‪ ،‬وكانت جمعيات المعارضة‬
‫قد دعت الى مقاطعة النتخابات بسبب التغييرات الدستورية التي اجراها الملععك وتقضععي مععن بيععن‬
‫امور اخرى بأن يعين هو نصف اعضاء البرلمان‪.‬‬

‫‪ 21‬مارس ‪2004‬‬

‫‪15‬‬
‫‪1‬‬
‫‪15‬‬
‫البحرين ‪ ..‬صراع الكيانات ‪ ..‬الكيان الطائفي وفضيحة التجنيس‬
‫‪2‬‬
‫الكاتب ‪ :‬محمد خليل البحراني‬

‫من اكثر القضايا حساسية واثارة في المشهد السياسي البحراني هعو ظعاهرة "التمييععز الطعائفي"‬
‫وانتشار "الطائفية" على مستوى الرسمي والنخب ‪ ..‬ومععن اكععثر المسععائل خطععورة هععو ان تتحععول‬
‫"الطائفية" الى ممارسة وقوانين غير معلنة يتم التعاطي معها من قبل مبتكريها بمنهجيععة مدروسععة‬
‫وواضحة ليستطيع ابطالها اخفائها ال في حالت "التغشيم" التي اجادها الطائفيون ببراعععة وتمكنععوا‬
‫من تنفيذ ما يصبون اليه في ممارستهم للطائفية وبهوس جنوني ضععد الغلبيععة المظلومععة الععتي لععن‬
‫تجد لحد الن وسيلة غير الدفاع عن التهم التي توجه اليها ان طععالبت بحقوقهععا او ارتععأت ات تكععون‬
‫صريحة في مطالبها ‪ ..‬والتهم دائما تكون جاهزة وصممت على شكل "حرفي" يستطيع ايا كان من‬
‫الطائفيين باا"لصالة" اشهارها في وجه كل من واجه من ابناء الغلبيععة المظلومععة والمهشععمة فععي‬
‫موقف طائفي يستدعي الستنكار والحتجاج ‪..‬هذه الحقيقة اليععوم صععارت مؤكععدة يمكععن ملمسععتها‬
‫في المشهد السياسي في البحرين الذي يمارس فيه النظام سياسة التمييز والتكتلت الطائفية من‬
‫خلل خطط التوظيف والتوزير وتوزيع العطايا ومنح التدريس ‪ ..‬وتأتي قضية التجنيس لتلقععي بثقلهععا‬
‫على كاهل الغلبيععة المضعطهدة العتي وجععدت السياسعة المتبعععة فععي خصععوص التجنيععس تسعتهدف‬
‫النهوض بع "الكيان الطائفي" العنصري الخالص من خلل ادخال اعداد كبيرة من اتبععاع الععدول الععتي‬
‫اغلب مواطنيها يعرفون بانهم من النتماءات المذهبية الخاصة ويغلبها طابع التعصععب والحقععد عععدى‬
‫مكنونععات انفسععهم الميالععة نحععو التكفيععر والتحقيععر للطععرف الخععر هععذا غيرالموروثععات الجتماعيععة‬
‫والفكرية الخطيرة التي يحملها اؤلئك الوافدون من صحاري بلدان عربيععة عرفععت بطبائعهععا الجلفععة‬
‫وميولها الرهابية التي يعكس تعاطفها مع الجماعات الرهابية القاعدية والسلفية ابرز تجلياتها ‪..‬‬

‫ول يخفى على احد ان البحرين قامت خلل العشرين سنة الماضية بتجنيس العشرات اللف مععن‬
‫عرب الصحاري في سوريا والردن والسعودية واليمن واعطيت لهؤلء مزايععا تفععوق بكععثير مععا لععدي‬
‫المععواطن البحرانععي والغلبيععة المظلمومععة المحرومععة ‪ ..‬وقععد سعععت الحكومععة مععن خلل سياسععة‬
‫التجنيس تشكيل قععوة بشععرية وعسععكرية وأمنيععة معن اؤلئك المجنسععين وتجنيععدهم لصععالح "الكيععان‬
‫الطائفي" الغير معلن ولكن هو واقععع قععائم وموجععود يسععتطيع المععواطن البحرانععي بسععهولة ادراكععه‬
‫وملمسته بمجرد الدخول في احععدى الععدوائر السععيادية والععوزارات الععتي احتكععرت اغلبهععا معن قبععل‬
‫القلية التي ارتضت بالمعادلة الظالمة وساهمت بشكل مباشر في دعم المشروع الطائفي للنظععام‬
‫واستنكرت على الغلبية المظلومة حقها في المشاركة السياسية وفي صنع القرار ‪..‬‬

‫و في الونة الخيرة تصاعد اللغط في "المجلس النيابي" بين مجموعة من النععواب حععول سياسععة‬
‫التجنيس التي كشفت الوثائق انها كانت متعمدة وجاءت على خلفيات طائفية وعنصرية اكدتها نتائج‬
‫"لجنة التحقيق البرلمانية" التي باالرغم من ضعفها ووضوح تدخل جهات حكومية فعي صععياغة بيانهعا‬
‫ال انها كشفت المستور الخر الذي برز جليا في الملسنات التي حدثت بين النواب انفسهم وكذلك‬
‫في رفع لفتات من قبل نائب رئيس البرلمان كتبت عليها شعارات "لللتجنيس" وهععو امععر بل شععك‬
‫يشيرالى حجم الحتقان السياسي الموجود على الساحة البحرانية والععذي انتقعل بععدوره العى داخععل‬
‫البرلمان الذي شهد اخيرا اصطفافا مذهبيا وسياسيا بين النواب وقف الععداعمون لمشععروع "الكيععان‬
‫الطائفي" مع سياسة الحكومععة وسعععوا ليجععاد مععبررات واهيععة للمخالفععات المرتكبععة فععي خصععوص‬
‫التجنيس ولم يخفي بعضهم نزوععه الطعائفي العنصعري ضععد الغلبيعة المظلومععة معن خلل خطعاب‬
‫‪15‬‬
‫‪2‬‬
‫‪15‬‬
‫التضليل والتعمية الذي عرفوا به لطمس الحقائق وهضم الحقوق وللستمرار في سياسة التهميععش‬
‫‪3‬‬ ‫الظالمة ضد تلك الغلبية ‪..‬‬

‫فبعد ان كشفت الجمعيات السياسية ومركز حقوق النسان في البحرين التجاوزات الخطيرة التي‬
‫حدثت اثناء التجنيس وبعده وانكشاف دور عناصر معينة زرعععت لهععذا الخصععوص مععن قبععل الجهععات‬
‫الرسمية في دائرة الهجرة والجوازات التي يديرها ويقودها الطائفيون وهععي محرمععة علععى الغلبيععة‬
‫المظلومة التوظيف فيها ينبري احد اؤلئك الطائفيون من اعضاء البرلمان بععاالقول "ان كعانت هنععاك‬
‫مخالفات فهذه المخالفات حدثت قبل ‪ 50‬سنة عندما كان الوافدون الى البلد يععأتون مععن السععاحل‬
‫اليراني!!وغيره ويحصلون على الجنسععية بقععرارات مععن المخععاتير وبشععهادة الشععهود"!!! ناسععيا ان‬
‫جيش من المرتزقة في صفوف قوات المن والشععرطة والسععلك العسععكري الععذين اسععتقدموا الععى‬
‫البلد وجنسوا ومعهم العشرات اللف من الفراد وعوائلهم من الذين تم منحهم الجناسي في فترة‬
‫زمنية قصيرة وقياسية لم يتععدى بعضعها اسعابيع واصعدرت عع معن قبعل الحكومعة عع لكعثيرين منهعم‬
‫شهادات ميلد مزيفة طبع تحت عنوان "منشأ الميلد" اي مكان الميلد )جزيرة حوار(!! وهي جزيععر‬
‫ة نائية صغيرة لم يقطنها قط بشر كانت محعل خلف بيععن البحريععن وقطعر وقععد حسععمت محكمعت‬
‫لهاي في عام ‪ 2001‬امر ملكيتها لصالح البحرين ‪..‬نعم هذا الجيش من المرتزقععة والوافععدين خلل‬
‫‪ 20‬سنة الماضية اكثرهم من عرب البوادي في سوريا والردن يشكلون وصمة عار في جبين الذين‬
‫ينكرون ما حدث من تجاوزات خطيرة في هععذا الخصععوص ويحععاولون بعنصععريتهم وطععائفيتهم تععبرئة‬
‫ساحة النظام الغارق في الطائفية ‪ ..‬وقبل فترة وجيزة "اعتقععل" عنصععر كععان موظفععا فععي الهجععرة‬
‫والجوازات وبحوزته اوراق لها علقة بعملية التجنيس وكمبيوتر معلومات"! ل ندري هل هو للتضليل‬
‫ام هي مسرحية ولعبة يمارسها للنظام للتخلص من الفضائح التي تلحقه في مسئلة التجنيس‪..‬‬

‫ان صراع الكيانات امر قائم واخطره هو ما يصبوا اليه النظععام مععن خلل تثععبيت الكيععان الطععائفي‬
‫وتحويله الى امر واقع من خلل استراتيجية التهميععش للغلبيععة المظلومععة وعععدم تمكينهععا مععن نيععل‬
‫حقوقها وتضييق الخناق عليها عبر سلسلة من المشاريع السياسية ذات الصبغة القصائية وهي حالة‬
‫كارثية اعتادت الحكومة انتهاجها منذ عقود لحرمان اهععم واكععبر شععريحة انسععانية فععي البحريععن مععن‬
‫المشاركة في القرار السياسي والحكم ‪ ..‬وليس اعتباطا ان يتععم اطلق تسععمية "الكيعان الطعائفي"‬
‫على تركيبة النظام الطائفية كون انه يفقتد الى عنصر "العدالععة" وذا صععبغة احاديععة ل تعكععس تنععوع‬
‫المجتمع في البحريععن ول النظعام التععددي ‪ ..‬وععادة هععذا النعوع معن النظمعة معرضعة للهعتزازات‬
‫السياسية والقلقعل وغيعاب السعتقرار الجتمعاعي والزدهعار القتصععادي وشععيوع الفقععر والحرمعان‬
‫والظلم والبطالة وقد شاهد العالم نظام شبيه بما لدينا في العراق قد تم الغاءه بععاا لرادة الوطنيععة‬
‫والدولية واستبداله بالموعود الفضل والنموذج الذي يريده الشعب العراقي ويسعععى لقععراره رغععم‬
‫انف الحتلل ورغم انف الجماعات الرهابية التي تعمل وفقا لجندة دول الجوار التي لتريد للنموذج‬
‫العراقي الجديد ان يرى النور ‪..‬‬

‫ومن هنا ايضا نرى ان البحرين بحاجة الى التعددية في ادارة الحكم والنظام والعودة الععى قععوانين‬
‫اممية وبنود العلن العالمي لحقوق النسان في هذا المجال لوقف نزيف الطاقات والمكانات التي‬
‫تذهب هدرا في مشاريع وهمية او امنية وعسكرية ل تخلوا من مقاصد تضر بالنسيج الجتماعي فععي‬
‫البحرين وتكرس من مفهوم ذلك "الكيان الطائفي " ‪..‬‬

‫‪28-05-2004‬‬
‫‪15‬‬
‫‪3‬‬
15
4

15
4
‫‪15‬‬
‫أشبع أبناءك قبل أن تطعم الجيران‬
‫‪5‬‬
‫الكاتب ‪ :‬قاسم حسين‬

‫مرة أخرى يضطرنا موضوع التجنيس إلى الحديث‪ ،‬ليس طلبا للثارة وإنما لمناقشة هذا الموضوع‬
‫بهدوء بعيدا عن روح المشاغبة و"الهواش"‪.‬‬

‫فمن ل يريد أن نناقش قضايانا بهدوء‪ ،‬إنما يريد القفز على المشكلة بدعس رأسه في الرمال علععى‬
‫طريقة النعامة‪ ،‬وهيهات أن تحل مشكلت الوطان المأزومة بالهروب مثل النعام‪.‬‬

‫الموضععوع ابتععدأ بخلف فععي الشععارع والمجععالس والنععدوات‪ ،‬حععتى امتععد تععأثيره علععى أول مظععاهر‬
‫المشروع الصلحي "النتخابات"‪ ،‬وانتهى قبل أسبوع بع "هوشة" في البرلمان‪ .‬ومع كل ذلععك يبقععى‬
‫كل ما حدث‪ ،‬حتى "الهوشة"‪ ،‬ما هو إل الفاتورة السهل‪ ،‬يدفعها هذا الجيل لقععاء قععرار سععابق اتخععذ‬
‫في غياب تام للرقابة الشعبية‪ ،‬من دون مشورة من أحد‪ ،‬ولحسابات لن تصب في مصلحة الععوطن‪،‬‬
‫وسيعلن الجيل الحالي عجزه عن حلها‪ ،‬كما ذهب إلى ذلك رئيععس المجلععس خليفععة الظهرانععي فععي‬
‫نبرة يغلب عليها اليأس‪ ،‬وبالتالي سيتم "ترحيلها" إلى المستقبل‪ ،‬ليتحمل الجيععل المقبععل دفععع ثمععن‬
‫فاتورتها بالعملة الصعبة أضعافا مضاعفة‪ ،‬على رغم أنوف الجميع‪.‬‬

‫قضية التجنيس حجة أخرى تضاف إلى قائمة حجج المطالبين بتوسيع دائرة المشاركة الشعععبية فععي‬
‫القرار السياسي‪ ،‬فليس من المعقول أن يتم اتخاذ قرارات مصيرية تمس أمن واستقرار ومستقبل‬
‫البلد كله اقتصارا على دائرة محدودة‪ .‬فالقضايا المصيرية من المفروض أل يتخذها أفراد مهما أوتوا‬
‫من الخبرة والعقل والدراية‪ ،‬وإنما تطرح على مستوى الشعععوب لتقععول رأيهععا فيهععا‪ ،‬لنهععا ببسععاطة‬
‫تمس حياتها ومستقبلها‪ .‬هذه تجارب المم المتحضرة فادرسوها لكي نتعلم منهععا الععدروس المفيععدة‬
‫في الحياة بدل أن نقلد الخرين ونتفوق عليهم فقط في برامج "الخ الكبر" وحفلت الطرب المائع‬
‫الموبععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععوء‪.‬‬
‫وبصراحة‪ ،‬ليس هناك من مخافة من ردود فعل الجيل الحالي‪ ،‬الذي سيكون تأثره "محدودا" بحركة‬
‫التجنيس الواسعة التي شهدتها البلد بعد أن "يبلعها"‪ ،‬ولكن الخوف كل الخوف من الغد‪ ،‬حين تععبرز‬
‫حقائق جديدة على الرض اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا وأخلقيععا‪ ،‬إذ سععتحتاج إلععى سياسععات أخععرى‬
‫لمعالجتها على غير الطريقة التي ألفناهعا فععي إدارة خلفاتنعا و"صععراعاتنا" المحليعة طعوال العععوام‬
‫الثلثين الماضية‪.‬‬

‫هناك من يذهب إلى التهويل بضياع "الهوية الثقافية" للبلد‪ ،‬حين يقارن الوضع بوضع الهنععود الحمععر‪،‬‬
‫وهي مبالغة في غير مكانها‪ ،‬لن هوية الشعععوب المتوارثععة عععبر القععرون‪ ،‬ل يمكععن أن تضععيع وسععط‬
‫حركة تجنيس في مرحلة من المراحل‪ .‬والخوف فقط أن ننتهي إلى العيش في "كانتونات" متفرقة‬
‫ضمن هذه الجزر الصغيرة الراقدة وسط مياه الخليج‪ ،‬وكأن ما بنا ل يكفينععا‪ .‬ومععع ذلععك تظععل هنععاك‬
‫مخاطر أخرى سيحبل بها المستقبل‪ ،‬أخذت نذرها تظهر في الفق من الن‪.‬‬

‫حقائق اليوم تستدعي التوقف أمام بعض الرقام المخيفة‪ ،‬إحععداها القنبلععة الععتي فجرهععا الظهرانععي‬
‫بشأن الرقم الخاص بحركة التجنيس‪:‬‬
‫‪ 120‬ألفا‪ ،‬في بلد ل تتجاوز مساحته ‪ 700‬كيلومتر مربع بعد عمليات ردم البحر‪ ،‬ويعاني من نسبة‬
‫‪15‬‬
‫‪5‬‬
‫‪15‬‬
‫بطالة كبيرة‪ ،‬وفي ظل نسبة نمو سكاني مرتفعة جدا‪ ،‬إذ تبلغ نسبة الكثافة السعكانية ‪ 1962‬نسعمة‬
‫‪6‬‬
‫في الكيلومتر مربع‪ ،‬ما انعكس في صورة ازدحام دائم بالشوارع‪ .‬هذه النسبة من أعلى النسب في‬
‫العالم كله‪ ،‬فل يقترب منها إل قطاع غزة الذي تمنى رابين أن يستيقظ ذات صععباح فععإذا بهععا غارقععة‬
‫في البحر‪ ،‬وبنغلديش التي تغص بسكانها مثل الجراد المنتشر‪.‬‬

‫بلدنا أصغر بلد عربي‪ ،‬حععتى لبنععان الصععغير أكععبر منععا بععأكثر مععن عشععرين مععرة! فععالرض محععدودة‪،‬‬
‫والموارد يقال إنها محدودة أيضا‪ ،‬والبلد يعاني من قضية التوزيع غير العادل للثروة‪ ،‬والفساد المالي‬
‫والداري أصبح مثل الشبح الذي يظهر للناس في الظلم ويختفي في الضوء! فضل عن ذلك القنبلة‬
‫المرعبة المقبلة "‪ 100‬ألف عاطل بعد ‪ 9‬سنوات من الن"‪ ،‬أي أكثر من منتسبي وزارة الدفاع بع ‪7‬‬
‫مرات! قطاع الصحة يعاني من مشكلته المعروفة‪ ،‬السكان بدأت الحكومة تفكععر فععي نفععض يععدها‬
‫منه‪ ،‬وقطاع التعليم عاجز عن توفير التعليم الذي يواكب حركة التطور ويلععبي حاجععة سععوق العمععل‪،‬‬
‫على رغم مرور أربع وعشرين سنة على تبني خطععة العشععرة آلف متععدرب منععذ أيععام الععوزير علععي‬
‫فخرو‪ .‬ووزارة العمل التي تداول على كرسيها خلل هذه الفترة خمسععة وزراء‪ ،‬بععدل مععن أن تبحععث‬
‫عن حلول جذرية لمشكلت البطالععة المزمنععة‪ ،‬تفرغععت فععي آخععر عهودهععا إلععى ملحقععة مؤسسععات‬
‫المجتمع المدني‪ ،‬من جمعيات سياسية وحقوقية مهععددة بععالغلق! أمععام هععذه المشععكلت والهمععوم‬
‫الوطنية‪ ،‬كيف جرى التفكير أصل فعي "تبنعي" حركعة تجنيعس واسععة؟ إذا كنعت ل تسعتطيع إطععام‬
‫أفراد أسرتك‪ ،‬فكيف تدعو ععوائل الجيعران إلععى مائدتعك؟ دول الجععوار الخليجعي الكععثر منعا ثعروة‪،‬‬
‫والكبر مساحة‪ ،‬لم تجرؤ على هذه الخطوة‪ ،‬فكيف أقدمنا نحن عليها بهذه السرعة؟‬

‫على مستوى السرة البحرينية الحديثة‪ ،‬قد تلحظون وجود ميل واضح في العقد الخير إلععى تنظيععم‬
‫السرة بالحد من النجاب والقتصار علععى عععدد معيععن مععن البنععاء‪ ،‬وفقعا لمنطععق بسععيط ومفهععوم‪:‬‬
‫"أنجب طفلين وأحسن تربيتهما‪ ،‬أفضل من إنجاب ستة أتركهم عرضة لتربية الشوارع"‪ .‬وهو منطق‬
‫من الصعب انتقاده‪ ،‬فما هو المنطق الذي يقف وراء القرار الرسمي تبني حركة التجنيس الواسعععة‬
‫النطاق في ظرف زمني محدود؟‬

‫بعد عشر سنوات‪ ،‬سنجد أنفسنا أمام وقائع مرة‪ :‬كعكة صغيرة‪ ،‬مأكول نصفها‪ ،‬والنصف الخر يحوم‬
‫حوله ‪ 100‬ألف فم جائع‪ ،‬حينها سيقف الحياء منا ليرددوا قول الشاعر الجاهلي القديم وهععو ينععدب‬
‫نفسه وأهله ووطنه وقبيلته‪:‬‬
‫" لم أكن من جناتها ‪ -‬علم الله ‪ -‬ولكن بحرها اليوم صال "!‬

‫صحيفة الوسط | ‪2004-06-01‬‬

‫‪15‬‬
‫‪6‬‬
‫‪15‬‬
‫التجنيس محاسبة قارعي الجراس؟‬
‫‪7‬‬
‫الكاتب ‪ :‬نشرة الديمقراطي‬

‫قضية المواطن محمد عبد الله الكواري تثير شععجون حععول ضعععف شععفافية أجهععزة الدولععة وعععدم‬
‫وجود حمايععة لقعارعي الجععراس )المععواطنين الععذين يكشععفون الفسععاد و التجعاوزات(‪ ,‬فقععد مععددت‬
‫المحكمععة الصععغرى الجنائيععة يععوم ‪ 27‬مععايو فععترة احتجععاز الموظععف السععابق فععي إدارة الجنسععية‬
‫والجوازات والقامة لسبوعين آخرين‪ ،‬وذلك إثر رفض القاضي إطلق سراح المواطن مقابل كفالععة‬
‫مالية‪.‬‬

‫ونقلت صحيفة "الوسط" من مصادرها أن السلطات المنية ضبطت أقراصا مدمجة مععع الكععواري‬
‫تتعلق بمعلومات مهمة عن التجنيس حيث يواجه الكواري اتهامات باختلس أوراق من مكععان عملععه‬
‫السابق‪ ،‬ويتوقع أن يكون التحقيق دار معه حول ما إذا تم استنساخ هذه القععراص مععن قبععل جهععات‬
‫برلمانية أو غيرها‪.‬‬

‫ومن جهته تسائل النائب جاسم عبد العال كما أفادت الصحيفة " هعل هنعاك معلومعات لعدى إدارة‬
‫الجنسية والجوازات غير التي أعطيت لنا‪ ،‬إذا كان كذلك فهذا يثير الشك في صحة المعلومات الععتي‬
‫حصلنا عليها في لجنة التجنيس‪ ،‬لقد تم اتهام هذا الرجل ظلما وجاءوا برجل يعمل في الستخبارات‬
‫وجعلوه يشهد ضده‪ ،‬أنا أعرف الكواري منذ شهرين فقععط وكععان حينهععا قععد تععرك العمععل فععي إدارة‬
‫الجنسية والجوازات"‪.‬‬

‫هل تهمة الكواري الحقيقية هي "اختلس" معلومات‪ ,‬والجميع يعرف بأن اختلس الموال في هععذا‬
‫الوطن يمر دون عقاب فكيف يعاقب من "يختلس" المعلومعات‪ .‬وإذا كعانت هععذه المعلومعات حععول‬
‫التجنيس خطيرة لهذه الدرجة فلماذا لم تكشف عنها وزارة الداخلية طواعية للجنة التحقيععق؟ وهععل‬
‫يعد جريمة إفشاء معلومعات لحعد أعضعاء لجنعة التحقيععق البرلمانيعة فععي الموضععوع ذاتعه؟ معا هعي‬
‫المعلومات الخطيرة التي يحملها موظف سابق في الهجرة والجععوازات الععتي تجيععز حبسععه لسععابيع‬
‫دون إفراج بكفالة؟ وهل يعتبر إفشاء معلومات تكشف أخطاء الدولة وخطاياها‪ ,‬إذا لم تحععوي علععى‬
‫معلومات تمس أمن الوطن‪ ,‬مخالفة خطيرة أم واجبا وطنيا؟‬

‫ل نملك معلومات كافية لصدار أحكام في هذه القضية إل إننا نطععالب بتشععريع يشععجع المععواطنين‬
‫من قارعي الجراس بالكشف عن الخطاء دون خوف من العقوبة بععل ومكععافئتهم علععى ذلععك‪ ,‬كمععا‬
‫نطالب بوجود تشريع يسمح للمعواطنين بعالطلع علعى جميعع المعلومعات الخاصعة بالدولعة العتي ل‬
‫يسبب الكشف عنها ضررا للمصالح الوطنية أو خصوصيات الفراد‪.‬‬

‫‪04-06-2004‬‬
‫نشرة الديمقراطي | العدد ‪ - 12‬يونيو ‪2004‬‬

‫‪15‬‬
‫‪7‬‬
‫‪15‬‬
‫الهروب العظيم والمآتم الجديدة‬
‫‪8‬‬ ‫"اشتروا لكم أجفانا من البلستيك"‬

‫الكاتب ‪ :‬قاسم حسين‬

‫في معالجة مشكلة التجنيس‪ ،‬برز طريقان للهروب من المشكلة‪ :‬الطريق الول هععو التنظيععر مععن‬
‫وراء المكاتب وإطلق الماني‪ ،‬فكأنععك تشععاهد برنامععج "أمععاني وأغععاني" الشععهير بركععاكته وابتععذاله‪.‬‬
‫والطريق الخر هو سكب الدموع وتنظيم المآتم للبكاء على الطائفة المظلومة القادمة المضععطهدة‬
‫حتى قبل وصولها إلى البلد!‬

‫السبيل الول رأيناه في تلك "المرافعات" وكان محاولة للقفز علععى المشععكلة بععدل مععن مناقشععة‬
‫أسبابها‪ ،‬على اعتبار ان التشخيص هو أول العلج‪ .‬قد نختلف في العلج‪ ،‬وقععد ل نمتلععك علجععا لهععذه‬
‫الورطة أصل‪ ،‬ولكن لبد من التسليم بوجود المرض أول‪ ،‬وخصوصا في ظل إصرار متعمد على عدم‬
‫وجود مشكلة! وهي محاولة ليست غريبة علععى مععن يتكلععم عععن الموضععوع فععي الصععحافة ليخععاطب‬
‫الرأي العام ثم يعتبر نفسه "معن غيععر المسيسعين"! دععوى ل تقععوم علععى أسعاس‪ .‬ومثلهعا محاولعة‬
‫الهروب من مناقشة ما ستؤول إليه المور بعد عشر سععنوات مععن الن‪ ،‬عنععدما نجععد أنفسععنا جميعععا‬
‫أمام ‪ 100‬ألف عاطععل عععن العمععل مععن أبنععاء البلععد‪ ،‬بحسععب الحصعاءات الرسععمية الععتي اعتمععدتها‬
‫الدراسة العلمية الفاجعة التي صدمتنا بذلك الرقم المرعب‪ ،‬وهي بالتأكيد لم تأخذ في الحسععبان معا‬
‫أضافه التجنيس من أرقام ومستجدات وأعباء تنوء بالعصبة أولي القوة‪.‬‬

‫عندما طرحنا تخوفاتنا على المستقبل‪ ،‬وحذرنا من تبعات هذه السياسعة غيعر الشععبية‪ ،‬كعان العرد‬
‫"غير المسيس" الهروب إلى العام ‪. 1934‬و فيما طرحنا قضايا الوطن‪ ،‬كان الطرح المقابععل "سععنة‬
‫وشيعة"‪ ،‬وأكثرية وأقلية‪ ،‬و"نحن وأنتم"‪ ،‬من دون قراءة تستوعب أبعاد المشكلة وتبعاتها‪ .‬كأننا نلهععو‬
‫نلعب‪" :‬إذا رجعتم إلى العام ‪ 2002‬فسنرجع إلععى العععام ‪ !"1934‬مناقشععة قضععايا الععوطن وأزمععاته‬
‫ليست لعب أطفال‪ .‬كأنها مناكفة ولي أذرع‪.‬‬

‫وبينما يفترض أن يتركز النقاش على تبعات هذه السياسة وتداعياتها على الجميععع‪ ،‬نععرى النكععوص‬
‫سبعين عاما إلى الوراء‪ ...‬فهكذا يكون الهروب العظيم! ولتعلموا انه لن تكععون هنععاك طائفععة غالبععة‬
‫وأخرى مغلوبة‪ ،‬وانما سيكون الوطن هو الضحية النازفة‪.‬‬

‫القضية التي حاول البعض تشويهها بإلباسها لباسا طائفيا هي أبعد ما تكون عن ذلك‪ ،‬وانما هي هم‬
‫وطني كبير‪ ،‬بدليل أنه في يوم التصويت على الميثاق‪ ،‬كان هناك من رفع لفتة فععي المحععرق تقععول‬
‫"التصععويت بشععرط إيقععاف التجنيععس"‪ .‬وبعععد أن تحععدثت عععن الموضععوع السععبوع الماضععي كععانت‬
‫المكالمات التي وصلتني من المحرق ومن بعض رجالتها‪ ،‬أضعاف ما وصععلتني مععن منععاطق أخععرى‪.‬‬
‫هععذه المكالمععات كععانت تبععدأ مععن السععابعة صععباحا‪ ،‬ول تتوقععف حععتى الحاديععة عشععرة ليل‪ .‬فععالخطر‬
‫يستشعره الجميع‪ ،‬وهو ما ل يحتاج إلى ذكاء خارق‪ ،‬بل مجرد عبور بالسيارة على السواق الشعععبية‬
‫في المحرق أو المنامة أو مدينة حمد أو جدحفص‪ ،‬ففيها تجدون الجواب‪.‬‬

‫وإذا كانت مناقشة قضايانا المهمة عن طريق الهععروب سععبعين عامععا إلععى الععوراء‪ ،‬وبععالخوض فععي‬
‫معمعة السياسة مع التبري من "التسييس" فهذه أكبر عملية خداع نمارسها على الجمهور‪.‬‬
‫‪15‬‬
‫‪8‬‬
‫‪15‬‬
‫‪9‬‬ ‫نصب المآتم‬
‫الطريقة الخرى هي المآتم التي نصبها طرف آخر لهذا الشععب‪ ،‬ونحعن معن أكععثر شععوب الرض‬
‫بكاء ورقة قلععب ولكععن المشععكلت والزمععات القادمععة لععن تحععل عععن طريععق التبععاكي وسععح دمععوع‬
‫التماسيح‪ ،‬ول نحتاج إلى من يعلمنا دروسا في القوميععة والنسععانية وينصععب نفسععه المهاتمععا غانععدي‬
‫لشعب البحرين‪ .‬هذه المآقي التي لم تهطل منها دمعععة واحععدة فععي الماضععي علععى ضععحايا قععوانين‬
‫"أمععن الدولععة"‪ ،‬حيععن بلععغ عععدد المعتقليععن ‪ 3‬آلف مععواطن‪ ،‬انمععا كععانت تتبنععى لهجععة "تصعععيدية"‬
‫و"تحريضية" للضرب بيد من حديد على أيدي أبناء البلد المطالبين بالحقوق والحريععات‪ ،‬الععتي يتنعععم‬
‫بها هؤلء الكتاب "المخضرمون" الن‪ ،‬حتى تجرأوا على وصف الفترة السابقة بالحقبة السوداء!‬

‫هؤلء المخضرمون اليوم يتباكون ويكثرون من سح الدموع على الطائفة الجديدة‪ ،‬ويذكروننا مععرة‬
‫برجل قطعت يده‪ ،‬وبآخر زوج ابنته في البحرين وليس الهند‪ ،‬وستخرج لك الرض الكثير مععن خبئهععا‬
‫"النساني"‪ ،‬حتى ديكنز الذي أبكى البريطانيين خمسين عاما على فظععائعهم‪ ،‬سيسععبقه هععؤلء‪ ،‬لمععا‬
‫يطرحونه على شعب البحرين العنصري من جرائم يرتكبها في حععق القععادمين مععن شععتى المصععار‪.‬‬
‫ولن تتوقف أقلمهم لحظة بعد اليوم عن إقامععة المععآتم ونصععب سععرادق العععزاء‪ ،‬فععابحثوا لكععم عععن‬
‫أجفان بلستيكية عندما تتآكل أجفانكم من البكاء‬

‫صحيفة الوسط | ‪2004-06-07‬‬

‫‪15‬‬
‫‪9‬‬
‫‪16‬‬
‫التجنيس وخلط الوراق‬
‫‪0‬‬
‫الكاتب ‪ :‬عبد المنعم الشيراوي‬

‫هل أصبحت الطائفية قميص عثمععان يرفعععه البعععض كالفزاعععة كلمععا حاولنععا القععتراب مععن القضععايا‬
‫المصيرية‪ ،‬ويرفعه البعض الخر لخلععط الوراق وشععق الصععف الععوطني لكععي ل يتوحععد فععي القضععايا‬
‫المصيرية؟ هعل محدوديعة مسعاحة الرض فعي البحريعن وارتفعاع مسعتويات الكثافعة السعكانية فعي‬
‫الكيلومتر المربع وحقيقة ان معظم مساحتها وجزءا من بحارها اصبح أملكا خاصة‪ ،‬وتواضع ثرواتهععا‬
‫الطبيعية وارتفاع الطلب على الخدمات مع تدني مستوياتها قضايا ل تهعم ول يشععر بهعا ال الطائفعة‬
‫الشيعية؟ ان كان ذلك صحيحا فسنعلنها صريحة وواضحة بأننا جزء ل يتجزأ من هععذه الطائفععة الععتي‬
‫نالت من الضيم والظلم والتمييز على أيدي الكثيرين حععتى بعععض مععن ينتمععي مععذهبيا اليهععا! ولمععاذا‬
‫يحاول البعض اسقاط القضعايا التاريخيععة علعى واقعنعا الحعالي معن دون مراععاة لختلف الظععروف‬
‫والمعطيات في الواقع السياسي؟ فل يمكن ان يتععم القفععز علععى سععياق تطععور المراحععل التاريخيععة‬
‫واختزال التاريخ الوطني من دون المرور على تلععك الوحععدة الوطنيععة الرائعععة والتلحععم فععي القععرار‬
‫والوليات والتطلعات التي افرزتها تجربععة هيئة التحععاد الععوطني فععي الخمسععينات‪ ،‬ولمععاذا كععل تلععك‬
‫الفزعة المعروفة أهدافها مسبقا لمحاكمة وادانة الظاهرة الحسنة الوحيدة التي أفرزتهععا وأوضععحتها‬
‫بشكل جلي تجربة مجلس النواب‪.‬‬

‫فإن كان هناك من ايجابيات لذلك المجلس فهي بالتحديد ايضاحها لعموم المواطنين والنععاخبين اننععا‬
‫وبغض النظر عععن اختلف وجهععات نظرنععا بشععأن الدسععتور وحععق المجلععس المنتخععب فععي التشععريع‬
‫والمحاسبة نريد نوابا في وطنية ونزاهة والتزام عبدالنبي سلمان وعبدالهادي مرهون ويوسف زينل‪.‬‬
‫ول يخفى على غالبية نوابنا الفاضل انه لععول عمليععات الععترهيب والععترغيب إبععان النتخابععات النيابيععة‬
‫ولول مقاطعة بعض التيععارات السياسععية للنتخابععات لمععا اسععتطاعوا تععأمين كرسععي واحععد لهععم فععي‬
‫المجلس حتى في مقاعد الجمهور‪ ،‬ولكن بودي ان يجيب هؤلء السادة على سععؤال واحععد هععو‪ :‬هععل‬
‫سيذكر المواطنون لمجلسهم أية ايجابيات لول ذلك النفر من النواب الععوطنيين والملععتزمين بقضععايا‬
‫شعبهم وهمومه والذين ليس فقعط تصعدوا لبععض ملفعات الفسعاد علعى صععوبة رصعدها‪ ،‬بعل ولعم‬
‫يضعفوا لسياسات الترهيب والترغيب للحيلولة من ممارسة المحاسبة‪.‬‬

‫ان خلط الوراق وإلباس الموقف العام من قضايا التجنيس وحجمها وما تشكله مععن ضععغوط اليععوم‬
‫وفي المستقبل على قدرة الدولة في توفير المسكن والعمل والخدمات الخرى للمواطن باللحععاف‬
‫الطائفي مرفوض تماما‪ .‬بل ويجب وضع النقاط على الحروف وتسععمية الشععياء بأسععمائها‪ ،‬وال فمععا‬
‫هو المردود القتصادي والثقافي والجتمععاعي مععن تجنيععس اعععداد هائلععة ل تملععك مععن المععؤهلت إل‬
‫قدرتها على التزاوج والنجاب؟ وماذا ستكون عليه الهويعة البحرينيععة فععي المسععتقبل المنظعور‪ ،‬ودع‬
‫عنك البعيد لسياسة التجنيس هذه؟ ان من ل يملك مؤهلت علمية أو ثقافية أو القععدرة السععتثمارية‬
‫ولن يفيد البحرين ال بعضلته وقدرته على تنفيذ الوامر ل يمكن ان يذوب في المجتمع البحريني أو‬
‫حتى ان يمتلك الولء للبحرين الوطن والبحرين الرض والبحرين الشعب‪.‬‬

‫نقول ذلك ونحن ندرك جيدا بأنه ل غبار على من حملوا شرف الجنسية البحرينية من خلل عطائهم‬
‫وقدراتهم ومساهماتهم‪ ،‬لكننا في بلد صغير وكما يقول المثل "كلنا أولد قرية وكلمن يعععرف خععويه"‬
‫والحوادث والوقائع تنتقل وتنتشر من خلل حضروها وشاهدوها‪ .‬فالم التي قذفت بوثععائق الجنسععية‬
‫‪16‬‬
‫‪0‬‬
‫‪16‬‬
‫البحرينية على طاولة مديرة إحدى المدارس الحكومية وتفوهت بمختلف الهانات للبحريععن وشعععبها‬
‫‪1‬‬
‫و‪ ...‬بسبب احتكاك طالبتين في المدرسة‪ ،‬أو الذي سافر وعاد الععى مععوطنه الصععلي عععائدا لزوجتععه‬
‫وأولده هناك بعد ان ترك الزوجة البحرينية هنا وأولدها من دون عائل على رغم ان راتبه التقاعععدي‬
‫مازال يحول له في حسابه في بلده الم‪ ،‬ل يمكن ان يكون لهم أو لمثالهم ولء لهذا البلد أو شعبه‪،‬‬
‫فافتحوا الملفات كافة وتعاملوا بشفافية فمصير مستقبل هذا البلد وهويته ومستقبل اجياله وثقععافته‬
‫وتاريخه على المحك‪.‬‬

‫صحيفة الوسط| ‪2004-06-08‬‬

‫اعتقال الكواري غير مبرر‬

‫الكاتب ‪ :‬المحرر الحقوقي‬

‫ل يمكن تبرير إيقاف محمد الكواري‪ ،‬حتى وإن صحت تهمة "اختلسه وثائق" معععتعلقة بععالتجنيس‪،‬‬
‫وتزويد المجلس النيابي بها‪ ،‬لسيما أنها متعلقة "بمعلومات" من حق المواطنين الطلع عليها‪.‬‬
‫فحق "المعرفة والحصول على المعلومات" يضمن الشفافية‪ ،‬ويعري مكامن الخلل‪ ،‬ما يؤدي إلععى‬
‫"التنميععة"‪ ،‬والتقععدم وخلععق الثقععة مععا بيععن الحكععم والشعععب! أمععا مصععادرة "مسععربي المعلومععات"‬
‫ومحاصرتهم فلن تؤدي إل لمزيد من التعتيم‪ ،‬وتفشي الفساد‪ ،‬وتشعبه!‬

‫فضل عن أن حق "الحصول على المعلومات"‪ ،‬حق كفلته المواثيععق الدوليععة‪ ،‬فععإن دسععتور مملكععة‬
‫البحرين أقععره فععي مععادته "‪ ،"23‬الفقععرة "د" الععتي تنععص علععى أن "حريععة الععرأي والبحععث العلمععي‬
‫مكفولة‪ ،‬ولكل إنسان حق التعبير عن رأيه ونشره بالقول أو الكتابة أو غيرهما‪ ،‬وذلك وفقا للشروط‬
‫والوضاع التي يبينها القانون‪ ،‬مع عدم المساس بأسس العقيدة السلمية‪ ،‬ووحدة الشعععب‪ ،‬وبمععا ل‬
‫يثير الفرقة أو الطائفية"‪.‬‬

‫وقد كفل العلن العالمي لحقوق النسان هذا الحق في مادته "‪ "19‬وتنص على أن "لكل شخص‬
‫حق التمتع بحرية الرأي والتعبير‪ ،‬ويشمل هذا الحق حريته في اعتناق الراء من دون مضايقة‪ ،‬وفععي‬
‫التماس النباء والفكار وتلقيها ونقلها إلى الخرين‪ ،‬بأية وسيلة ودونما اعتبار للحدود"‪ ،‬كما ورد فععي‬
‫العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية‪ ،‬والععذي اعلنععت وزارة الخارجيععة قععرب النضععمام‬
‫اليه‪ ،‬أن "لكل إنسان حق في حرية التعبير‪.‬‬

‫ويشمل هذا الحق حريته في التمععاس مختلععف ضععروب المعلومععات والفكععار وتلقيهععا ونقلهععا إلععى‬
‫آخرين دونما اعتبار للحدود‪ ،‬سواء على شكل مكتوب أو مطبوع أو فععي قععالب فنععي أو بأيععة وسععيلة‬
‫أخرى يختارها"‪.‬‬

‫تمكن الصحافي الميركي صاحب "التحقيق الستقصائي" ‪ -‬فضيحة ووترغيت ‪ -‬الشععهير‪ ،‬بحصععوله‬
‫على المعلومات والوثععائق أن يجععبر الرئيععس الميركععي نيكسععون علععى السععتقالة مععن منصععبه فععي‬
‫السبعينات‪ ،‬أما نحن فل نجد إل مزيدا من التضييق على من يسعى إلععى الكشععف عععن المعلومععات‪،‬‬
‫ويساهم في إجراء التحقيقات الستقصائية!‬
‫‪16‬‬
‫‪1‬‬
‫‪16‬‬
‫‪2‬‬
‫الدول الديمقراطية تؤمن بهذا الحق‪ ،‬وبل وتسعى إلى ضمانه من خلل قوانينها‪ ،‬فبريطانيا اقععرت‬
‫في نوفمبر‪ /‬تشرين الثاني العام ‪ 2000‬قانونا عن "حرية السععتعلم"‪ ،‬كمععا أن المركععز البريطععاني "‬
‫‪ "Article91‬أصدر وثيقة بعنوان‪" :‬حق الجمهور بالمعرفة" من أهم مبادئها "وجوب الكشععف المطلععق‬
‫للمعلومات‪ ،‬ترويعج سياسعة حكومعة النفتععاح‪ ،‬تحديعد نطعاق السعتثناءات‪ ،‬اعتمععاد اجععراءات تسعهل‬
‫الوصول الى المعلومععات‪ ،‬تحديععد كلفععة مقبولععة للوصععول اليهععا‪ ،‬فتععح اجتماعععات الهيئات الحكوميععة‬
‫للجمهععور‪ ،‬تعععديل القععوانين الععتي تتعععارض مععع مبععدأ الكشععف الكامععل او إلغاؤهععا‪ ،‬حمايععة المخععبر‬
‫العلمي"‪.‬‬

‫الدول التي تهدد‪ ،‬وتسععدل السععتار السععود علععى المعلومععة‪ ...‬تخععاف مععن تأثيراتهععا السععحرية فععي‬
‫التغيير‪.‬‬

‫صحيفة الوسط | ‪2004-06-18‬‬

‫‪16‬‬
‫‪2‬‬
‫‪16‬‬
‫ً‬
‫صور لمساوئ التجنيس السياسي في البحرين المراكز الصحية مثال ‪3‬‬
‫الكاتب ‪ :‬جعفر يتيم‬

‫لتكاد تلك المناظر المقززة للمواطن البحريني تتكرر كثيرًاودائما ً في كل ساعة من ساعات اليوم‬
‫عنعدما يقعدم المعواطن لطلعب العلج صعاحبا ً ومصعحوبا ً فعي شعتى المراكعز الصعحية فعي البحريعن‬
‫وخصوصا ً مارأيت أمامي صورا ً كثيرة من تلك المناظر التي يعتصر بها القلعب والمعر يكعون مألوفعا ً‬
‫عندما يدخل المواطن البحريني المركز الصحي الشمالي بمحافظععة المحععرق إل ويععرى أمععامه تلععك‬
‫المجموعات من المجنسين حديثا ً من اليمنيين وأهل بادية الشام والبلوش والبتععان وأمرهععم ملحععظ‬
‫إذ يأتي كل مجنس منهم ومعععه زوجتععه وصععغاره زرافععات زرافععات لطلععب العلج ومنظرهععم يععوحي‬
‫وكأنما الدجاجة تسير ومن ورائها فراخها لطعامهم ‪.‬‬

‫في الحقيقة مناظر مألمة ومتعبه للغاية وكل مادققت النظر في تصرفاتهم ومشيتهم يتععألم قلبععك‬
‫كثيرا حتى تشمئز وتستفز وكل ماتسير في ممرات المركز تجدهم جالسين على المقاعد ينتظر كل ً‬
‫منهم دوره للدخول على الطبيب ‪.‬هذه صورا ً أراها عادة ً في المستشفى الشمالي بععالمحرق عنععدما‬
‫أقدم لطلب العلج لي ولعائلتي وأتألم كثيرا ً وتشدني تلك الصور والمنععاظر للمشععكلة الكععبرى الععتي‬
‫يعاني منها الشعب البحريني قاطبة سنة وشيعة ‪.‬‬

‫لشك إنها مشكلة تّأرق الجميع وتجعععل المععواطن ينفععر مععن هكععذا تجنيععس وخصوص عا ً مععن الععذين‬
‫يعملون في وزارة الداخلية والذين لديهم تاريخ سيئ لرتباطهم بالعمل أيام الحقبة السوداء بقععانون‬
‫أمن الدولة ‪.‬‬

‫أي مشكلة هي والمواطن يرى ذلك المجنس ومعه نفر مععن أولده يرتععادون العيععادة وأي مشععكلة‬
‫حينما يقف المواطن وقت أكبر ينتظر دخوله على الطبيب للكشف والمجّنس أمععامه ومعععه صععغاره‬
‫حقيقة منظر يتكرر دائما ً وهععؤلء المجنسععون يزاحمععون المععواطن فععي كععل مكععان فععي العمععل فععي‬
‫السكن في التعليم الخ ولنأخذ مثال المراكز الصحية كم هي حالت الرباك التي تحصععل يومي عا ً فععي‬
‫المراكز الصحية من المجنسين وكم تستنزف المراكز مععن أدويععة وكععم هععي قيمععة تععأخير المععواطن‬
‫للوقاته التي يقضيها في المستشفى بسبب المجنسين ‪.‬‬

‫ده حكومتنا الرشيدة نعمة أم نقمة على الوطن والمواطن مرهق ومتعب قععد‬ ‫فهل هذا التجنيس تع ّ‬
‫طاله العجز على تسديد ديونه وضيق مسكنه وشحة دخله وهم يزاحمونه في كل مكععان فحري عا ً بععك‬
‫صععربنظرة رحيمععة فهععو المععواطن الععذي يبنععي‬
‫ياحكومتنا الرشيدة أن تنظري لشعبك نظرة تأمل وتب ّ‬
‫وطنه وليس هؤلء المجنسين وهوالذي سيدافع عععن الععوطن فععي الشععدة والملحععم يععوم تشععتد بععك‬
‫الهوال والمحن فقليل ً من التعقل و التروي والنصاف لخدمععة شعععبك والبتعععاد عععن السياسععة فععي‬
‫حكمة التجنيس فخيرا ً لك أن تتبصري بالضمير والنسانية فإن للمععواطن الحععق فععي تقريععر مصععيره‬
‫طالما هو حي يرزق في هذا الوطن العزيز‪.‬‬

‫‪22-6-2004‬‬

‫‪16‬‬
‫‪3‬‬
‫‪16‬‬
‫الخوف من التجنيس العشوائي‬
‫‪4‬‬
‫الكاتب ‪ :‬صالح العم‬

‫من خلل متابعتنا لمجريات المور في الكثير من القضايا المصيرية الععتي تهععم المجتمععع البحرينععي‬
‫وأهمها قضية التجنس والتي اصبحت اليوم حديث الشارع وكيف أن عمليةالتجنس الععتي اسععتخدمت‬
‫عشوائيا ً وخدمت فئات أصبحت تشكل عباءا ً كبيرا ً على عاتق مواطنين مملكة البحريععن خاصععة بعععد‬
‫أن هيمنت بعض الفئات المتجنسة على بعض المور وأصبحت تستقطب غيرها من نفس الجنسيات‬
‫الى البلد ويزاحمون المواطن في رزقة‪.‬‬

‫خاصة وأن البحرين تعاني من مشكلة البطالععة وهععذا التجنععس زاد المععر سععوًء‪ ،‬وقععد حصععل علععى‬
‫الكثير من المميزات والتسهيلت التي ل يحصل عليها المواطن ‪ ،‬فالمتجنس سرق حقوق المععواطن‬
‫لذا نرى الكثير من المواطنين و المواطنات يرفضون رفضا قاطعا هذه الفكرة حيث لها الكععثير مععن‬
‫البعاد المستقبلية السلبيةعلىالمواطن الذي يعيش في خوف و قلق من هذا التجنس الحاصل حاليععا‬
‫ولو فكرنا قليل و توقفنا و نظرنا إليها من جوانب عديده لراينا الكثير من يطلب التجنس ليس حبا و‬
‫ولء إلى مملكتنا الحبيبة السئلة تطرح نفسها بنفسها و التجارب العديدة و البراهين كثيرة‪.‬‬

‫و ابسط برهان الموجود امامنا ويكفي هيمنة و تسلط بعض المتجنسين مهيمنين على الكععثير مععن‬
‫اقتصاديات البلد وخير هذا البلد يذهب لهععم ولهلهععم خععارج البلععد يعنععي مكععدتنا فععي مكبتهععم وهععذة‬
‫القضية المطروحة مرفوضة بأي صياغة كانت مهمععا لبععس الجنععبي الجنسععية وحملهععا فهععو مععواطن‬
‫بالكلمة فقط ولكنه اصل ً ل ينتمى الى هذا البلد انتماءه لبلده الصلي مهما عملنا وسعهلنا لعه الكعثير‬
‫من المور فلن يخلص لهذا الوطن الغالي علينا المواطن متذمرا من طريقة منح الجنسععية للجنععبي‬
‫وهنا مربط الفرس؟‬

‫كم من مواطن هاجر وغادر ولكن الحنين و الشوق يعوده إلى وطنه لنه فعل صاحب وطن ويعععود‬
‫إلى الوطن‪ ،‬و الجانب كثيرين و يكفينا اجانب لو تكلمنا وتعمقنا قليل معع إي موقعف معن المواقعف‬
‫وقمنا بسؤال الجنبي عن ولءه لجاب ولئي إلى وطني الذي ولدت فيه وترعرت اما العوطن العذي‬
‫تجنسه فيه مجرد تحسين وضعي مادي و معنوي والنتقال الى حياة جديده بها كل الرفاهية و الكععل‬
‫ينادي مواطنا واختلفت العبارات و اللهجات انا مواطن‪.‬‬

‫كلمة بسيطة وسهلة ولكععن هععل يععدافع هععذا المتجنععس عععن هععذا الععوطن ومععن يطععالب بالجنسععية‬
‫فالجنسية هي عبارة عن بطاقععة عبععور بيععن البلععدان تتنتهععي فععي إي لحظععة ‪ ،‬ل ثععم ل ل للتجنععس و‬
‫المتجنس ؟‬

‫لذا نحن نقف يدا ً واحدة ونصرخ عاليا ل للتجنس وتتعالى صرخاتنا فععأين الجععواب؟ عنععد معايشععتك‬
‫كل اجنبي في اعمالك اليومية فترى معنى الجنسية ‪.‬‬

‫‪28-06-2004‬‬

‫‪16‬‬
‫‪4‬‬
‫‪16‬‬
‫التجنيس السياسي في البحرين‪ :‬البعاد والنتهاكات الخطيرة لحقوق النسان‬
‫‪5‬‬
‫عبدالجليل السنكيس‬ ‫الكاتب ‪:‬‬

‫تنويه‪:‬إن هذه الورقة ستتعرض لذكر جنسيات لدول لها تقديرها واحترامها‪ .‬إن ذكر هذه الجنسيات‬
‫ليس بغرض النيل منها واستفزازا ً لحد وإنما تثبيتا ً لحقائق علععى الرض تعععبر عععن قلععق بسععبب دور‬
‫عملية التجنيس في انتهاك لحقوق ابععن هععذه الرض الععتي عععبرت عنهععا الديععان وحمتهععا التفاقيععات‬
‫الدولية‪ .‬لذا‪ ،‬فإن خطابنا موجه للدولة التي سعت في عملية التجنيس لهداف سياسية وتسببت في‬
‫هذه النتهاكات التي حاضرها واضح ومستقبلها غامض ولكن اشاراته بدأت تصععل وستصععبح مزلزلععة‬
‫عندما يتسرطن التجنيس في المجتمع البحريني لتتناول انعكاسععاته كععل مرافععق الحيععاة فيععه‪ .‬حينهععا‬
‫سيكون استئصاله صعبًا‪ ،‬وعلى ما يبدو‪ ،‬هذا ما خططت له السلطة بهذه المسلكية‪ ،‬ول يمكن قبول‬
‫تبرير غير ذلك‪.‬‬

‫مقدمة‪ :‬يسمح القانون في البحرين بمنح الجنسية ضمن شروط محددة‪ ،‬منها شرط القامة لمععدة‬
‫‪ 15‬عام للعربي و ‪ 25‬عام لغير العربي]‪ .[1‬إل انه وفي الواقع العملي فقد اتبعت السععلطة سياسععة‬
‫تقوم على التمييز‪ .‬حيث منحت الجنسية خلل السنوات العشععر الخيععرة وبشععكل اسععتثنائي وسععري‬
‫لللف من الفراد والسر الذين يتمتعون بجنسيات دول أخععرى ول تنطبععق عليهععم شععروط القامععة‪،‬‬
‫في حين تم حرمان اللف من المسععتحقين للجنسععية رغععم أن معظمهععم لععم يكونععوا يتمتعععون بأيععة‬
‫جنسية ولم يعرفوا بلدا غير البحرين‪ ،‬مما تسبب لهم في مصاعب كبيرة في التملك والحصول على‬
‫العمل والتنقل]‪.[2‬‬

‫وفي حين أدت حركة الحتجاج والعتصامات والضغوط الدولية والتغير في توجهععات السععلطة مععع‬
‫تولي الشيخ حمد بن عيسى‪-‬المير سابقا ً ملك البلد حاليًا‪ -‬للسعلطة‪ ،‬إلعى منعح الجنسععية لبععض]‪[3‬‬
‫من مستحقيها خلل العامين المنصرمين ‪ -‬وهو معا أيعدته منظمعات حقعوق النسعان ولقعى ارتياحعا ً‬
‫شعبيا ً كبيرًا]‪ - [4‬إل إن قضية منح الجنسية بشكل استثنائي وسري لعشرات اللف ممن ل تنطبععق‬
‫عليهم الشروط ل زالت موضعع قلعق ونعزاع‪ .‬حيعث تتكتعم السعلطة علعى المعلومعات‪ ،‬فيمعا يتزايعد‬
‫الستياء لشعبي والمطالبة بكشف الحقيقة ومعالجتها‪ ،‬وخصوصا لثارهععا المعنويععة الععتي تتمثععل فععي‬
‫المتيازات التي يحصل عليها هؤلء المجنسون على حساب المواطنين‪ ،‬وآثارها القتصادية المتمثلععة‬
‫فععي تفععاقم البطالععة والفقععر ومشععكلة السععكن وتععأثير ذلععك علععى حقععوق المععرأة والطفععل والفئات‬
‫الضعيفة‪ ،‬والثار الجتماعية المتمثلة في ضرب النسيج الجتماعي وإثارة التنازع وكراهية الجانب‪.‬‬

‫أبعاد حقوق النسان وانتهاكاتها‬


‫‪ (1‬التأثير المباشر على الحقوق القتصادية والجتماعية‬
‫في الوقت الذي يعاني فيه القتصاد البحريني والوضع الجتمععاعي للمععواطن البحرينععي معن تععردي‬
‫على مستوى توفير العمل وتدني الجور وشحة فرص الخدمات السكانية‪ ،‬تشير الوقائع إلععى سعععي‬
‫النظام وبشكل سري لتجنيس اللف من جنسيات مختلفة وتمنحهععم فععرص التوظيععف فععي وزارات‬
‫الدولة بل تقدمهم في الستفادة من الخدمات السكانية‪.‬‬
‫تشير الحصائيات الرسمية للبطالة في البحرين‪ ،‬إلى ما ل يقل عن ‪ %15‬من مجموع المواطنين‪،‬‬
‫منها ‪ %8‬من ذوي المؤهلت العالية]‪ .[5‬إضافة لذلك الدراسات الخاصة بحجم البطالة المسععتقبلية]‬
‫‪ [6‬يشير إلى أنه ضمن ‪ 100‬ألف سيدخلون السوق فععي العقععد القععادم‪ 60 ،‬ألععف منهععم سععيكونون‬
‫‪16‬‬
‫‪5‬‬
‫‪16‬‬
‫عاطلين‪ .‬أما عن الوضع القتصادي لشعب البحرين‪ ،‬فإن الدراسات الميدانية تدلل على وجععود أكععثر‬
‫‪6‬‬
‫من ‪ %53‬من العمالة البحرينية رواتبها أقل من ‪ 200‬دينار )‪ 530‬دولر(‪ %37 ،‬دخلها الشهري فععي‬
‫حدود ‪ 150‬دينععارا )‪ 400‬دولر( بينمععا يعيععش ‪ %8‬تحعت أقععل معن ‪ 100‬دينععار )‪ 265‬دولر(]‪ [7‬فععي‬
‫الوقت الذي ل يوجد فيه ضمان أو حماية للمتعطلين أو العاجزين عن العمل]‪ [8‬مع العلم بععأن الحععد‬
‫الدني للجور ل يقل عن ‪ 350‬دينار )‪ 925‬دولر( ]‪ [9‬حسب تلك الدراسات الميدانية‪.‬‬

‫من جانب آخر‪ ،‬تتسلم ‪ 11‬ألف أسرة بحرينية معونات من وزارة العمل والشئون الجتماعيععة )أي‬
‫أكثر من ‪ 50‬ألف مواطن يعيشون تحت مستوى الفقر‪ ،‬على اعتبار متوسط عدد السر البحرينية بع ع‬
‫‪ 5‬أفراد]‪ ،([10‬يوجد في البحرين ‪ 75‬صندوق وجمعية خيرية أهليععة موزعععة علععى منععاطق البحريععن‬
‫وترعى أكثر من ‪ 33‬ألف مواطن]‪ ،[11‬ينتظعر ‪ 40‬ألعف طلعب علعى الوحعدات السعكنية والقعروض‬
‫والشقق التي تقدمها الدولة‪ ،‬يرجع بعضها للعام ‪1984‬م]‪ ،[12‬فإن جردا ً مبدئيا أشار إلى وجود أكثر‬
‫‪ 6000‬منزل]‪ [13‬آيل للسقوط منتشرة في مناطق مختلفة في البحرين‪.‬‬

‫النتهاكات‪ :‬حق العمل والحياة الكريمة‬


‫تشير الدلئل إلى إقدام الحكومة على تجنيس عشرات اللف مععن اليمنييععن يعمععل حععوالي ‪%70‬‬
‫منهم في سلك المن العام والجيش]‪ [15]،[14‬فععي الععوقت الععذي يمنععع آلف مععن المععواطنين مععن‬
‫النخععراط فععي هععذا السععلك‪ ،‬فععي مخالفععة صععريحة للمععادتين ‪ 2‬و ‪ 23‬مععن العلن العععالمي لحقععوق‬
‫النسان‪ .‬إن عدم وجود برنامج للضمان الجتماعي يحمي هؤلء مععن البطالععة وآثارهعا عليهععم وعلععى‬
‫المجتمع ينتهك العلن العالمي من خلل مادته ‪) 22‬لكل شخص بصفته عضوا ً فععي المجتمععع الحععق‬
‫في الضمانة الجتماعية وفي أن تحقق بوساطة المجهود القومي والتعاون الدولي وبما يتفق ونظععم‬
‫كل دولة ومواردها الحقوق القتصادية والجتماعية والتربوية التي لغنى عنها لكرامتععه وللنمععو الحععر‬
‫لشخصيته(‪.‬‬

‫إضافة إلى تجنيس اللف من دواسر المملكة العربية السعودية]‪ [16‬حيث ينتفع هؤلء بالخععدمات‬
‫التعليميععة والصععحية والسععكنية‪ ،‬تسععهل لهععم السععتفادة مععن هععذه الخععدمات خلف المتعععارف عليععه‬
‫ويقدموا على المواطن في تسهيلت السكان والقروض وغيرها]‪ .[17‬لقد ساهمت عملية التجنيععس‬
‫لهداف سياسية بشكل مباشر في الضغط على الخععدمات المحعدودة المقدمعة معن الدولعة وأثعرت‬
‫على جودتها وعلى تعوقيت تقعديمها]‪ [18‬ممعا لعه الثعر علعى تعوفير مسعتوى معن المعيشعة كريمعة‬
‫للمواطن البحريني كما تنص عليه المادة ‪ 25‬من العلن العالمي‪.‬‬

‫‪ (2‬التأثير على حقوق المرأة‬


‫بسبب سياسة التجنيس‪ ،‬تنتهك السلطة حقوق المرأة في الوظيفة والخدمات مععن تعليععم وصععحة‪.‬‬
‫في الظل النسبة العالية في البطالة‪ ،‬تمثل نسععبة العععاطلت ‪ %8‬منهعم عععدد غيعر قليعل مععن حملعة‬
‫البكالوريوس والشهادات العليا‪ .‬وتشهد مخرجععات التعليععم أعععدادا ً كععبيرة مععن النععاث ينعكععس علععى‬
‫حظععوظهن فععي العمععل والتوظيععف‪ ،‬حيععث تشععير إحصععائيات وزارة التربيععة والتعليععم الععى ان عععدد‬
‫الخريجات يتعدى ‪ [19]%50‬من عدد خريجي المدارس الثانوية‪ .‬مععن جععانب آخععر‪ ،‬ونتيجععة للضععغط‬
‫المتزايد على الخدمات التعليمية والصحية الناتج من الزيادة الغير مدروسة للتجنيس التي تقععوم بععه‬
‫السلطة بشكل سري‪ ،‬فإن فرص تأثر المرأة كبير من تعدني هععذه الخعدمات وتأثرهعا بعذلك‪ .‬إضعافة‬
‫لذلك‪ ،‬فإن المرأة في البحرين تواجه ضغوطات نفسية وجسدية نتيجة الوضع القتصععادي الععتي تمععر‬
‫بها العوائل البحرينية‪ ،‬وتدني مستوى المن الجتمععاعي وتععأثر وضعععية الطفععل الناتجععة مععن سياسععة‬
‫‪16‬‬
‫‪6‬‬
‫‪16‬‬
‫السلطة في التجنيس‪.‬‬
‫‪7‬‬
‫النتهاكات‪:‬‬
‫إن سياسة التجنيس التي تتبعها السلطة بشكل سري تؤثر في حظوظ المرأة لحياة طبيعية خالية‬
‫من المنغصات والمراض النفسية التي تؤثر عليها جسديًا‪ .‬يأتي على قائمعة الفعرص المسععلوبة معن‬
‫المرأة حقها في العمل والتعليم الجيد والصحة‪ .‬إن هذه السياسة تعععد انتهاكعا ً لحقععوق المععرأة الععتي‬
‫أقرتها اتفاقية منع التمييز ضد المرأة التي صادقت عليها البحرين في ‪ 18‬يوليو ‪2002‬م‪.‬‬

‫‪ (3‬التأثير على حقوق الطفل المختلفة‬


‫صادقت السلطة البحرينية على اتفاقية حماية حقوق الطفععل‪ ،‬إل إن سياسععية التجنيععس المنتهجععة‬
‫تقلل من حظوظ الطفل في مستوى الخدمات التي توفرها من سكن وصحة وتعليم‪ .‬نتيجععة لزديععاد‬
‫عدد السكان الناتج من تجنيس عشرات اللف من الجنسيات المختلفة‪ ،‬ولمحدودية الدخل القومي‬
‫وعدم قدرة الدولة على توفير الخدمات المختلفة بالمسععتوى والجععودة المطلععوبين‪ ،‬تتعععرض حقععوق‬
‫الطفل في البحرين للنتقاص‪ .‬أما من جانب السكن‪ ،‬فإن تأخر خدمات السكان من جهة واضطرار‬
‫الباء من المواطنين إلى البقاء مع الجداد أو تأجير بيععوت فععي غععرف قليلععة أو صععغيرة المععر الععذي‬
‫يضطر الب لوضع أبناءه في غرفة واحدة بشكل مكتظ‪ .‬وأما عععن الجععانب القتصععادي‪ ،‬فععإن وجععود‬
‫آلف من المواطنين دون حد الفقر]‪ [20‬يشجع كععثير مععن الطفععال لععترك التعليعم فععي وقععت مبكععر‬
‫والدخول في سوق العمل في مهن متدنية رغبة في مساعدة أولياء أمورهم‪ .‬أما عن التعليععم‪ ،‬فععإن‬
‫زيادة السكان من جهة وعدم توجيه الحكومة الميزانية الكافيععة للتعليععم‪ ،‬تجعععل وزارة التربيععة تتجععه‬
‫إلى التقليل من عدد المدارس‪ ،‬ومن ثم زيادة نسبة عععدد الطلب بالنسععبة للفصععول]‪ .[21‬أمععا عععن‬
‫الجوانب الصحية‪ ،‬فنظرا ً لزيادة السكانية من جهة وقلة تععوفير الميزانيععة اللزمععة مععن الدولععة‪ ،‬فععإن‬
‫نسبة عدد المواطنين لعدد المراكز الصحية العامة]‪ [22‬عاليًا‪ ،‬إضافة لقلة المستشفيات التخصصععية‬
‫للطفال‪.‬‬

‫النتهاكات‪:‬‬
‫لقد أثرت الزيادة في عدد السكان الناتجة من سياسة السلطة في التجنيس غير المدروسة وعدم‬
‫تخطيطها الجيد حيال احتياجات السكان والتعليععم والصععحة إلععى تععدهور مسععتوى وجععودة الخععدمات‬
‫المقدمة‪ ،‬مما يقلل من حظوظ الطفل في البحرين للحصول على تعليم جيد ورعايععة صععحية كافيععة‬
‫ومسععكن ملئم يععوفر لععه حيععاة طبيعيععة مععن غيععر ضععغوطات نفسععية أو جسععدية‪ .‬إن السععلطة بهععذا‬
‫السلوكية تنتهك حقوق الطفل المختلفة المشار إليها في اتفاقية الطفل التي صدقت عليها البحرين‬
‫ودخلت حيز التنفيذ في ‪ 14‬مارس ‪1992‬م‪.‬‬

‫‪ (4‬التمييز في منح الجنسية‬


‫في الوقت الذي تحرم السلطة سكانا ً أصليين‪ ،‬مولودين ومقيميععن علععى هععذه الرض‪ ،‬مععن التمتععع‬
‫بالجنسععية البحرينيععة حسععب اشععتراطات قععانون الجنسععية‪ ،‬تهععب الجنسععية للف يحملععون الجنسععية‬
‫السعودية وهم ساكنين في بلدهم‪ .‬من ناحية قانونيععة]‪ ، [23‬فليععس مععن شععروط أو متطلبععات منععح‬
‫الجنسية أن يكون المتجنس من أصول بحرينية بل إن القانون قد عامل كل طععالبي الجنسععية علععى‬
‫حد السواء و لكنه ميز العرب منهم بميزتين أولهما تقصير مدة القامة المشترطة مععن ‪ 25‬إلععى ‪15‬‬
‫سنة وثانيهما اعتبار تقديم العربي لخدمات جليلة للبحرين سببا ً في حد ذاتععه لمنحععه الجنسععية حععتى‬
‫وان لم تتوافر الشروط الخرى التي نص عليها القانون كشرط القامة وغيره‪ .‬من جانب آخر‪ ،‬فععإن‬
‫‪16‬‬
‫‪7‬‬
‫‪16‬‬
‫القانون لم يجعل الصل البحريني ميزة لمنح الجنسية أو سببا ً للعفاء من الشروط التي نص عليهععا‬
‫‪8‬‬ ‫القانون‪.‬‬

‫النتهاكات‪ :‬التمييز في منح الجنسية‬


‫جنست السلطة عشرات اللف من أفراد قبيلة الدواسر السعودية] ‪ [24‬على الرغم من استمرار‬
‫إقامتهم في السعودية و دون وجود أي رابط فعلي يربطهم بالبحرين بشكل يبرر منح جنسيتها لهععم‬
‫و ذلك في مخالفة صريحة لقانون الجنسية وتمييزا ً لهعم ععن المحروميععن مععن الجنسععية المولععودين‬
‫والمقيمين في البحرين منذ عشرات السنين]‪ [25‬في انتهاك صريح للمادة ‪ 15‬من حقوق النسععان‪.‬‬
‫كما يناقض هذا السلوك من السلطة مواد العلن ‪ 2،6 ،1‬و ‪ 7‬إضافة إلى تعارضه مع بنود التفاقية‬
‫الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصععري ]‪ .[26‬إن منععع عائلععة الحععاج صععالح السععتراوي‪،‬‬
‫ومنهم في مثل حالتهم‪ ،‬من تجديد جوازات سفرهم البحرينية وحرمان بقية عععائلته مععن حقهععم فععي‬
‫الجنسية لهو انتقاص من حقهم كمواطنين أصليين ]‪ [27‬كما يعد ترسيخا ً لمبدأ التمييز المبنععي علععى‬
‫العرق والمذهب والقبيلة وهو نقيض ما نادى به العلن في مواده السابقة الذكر‪.‬‬

‫‪ (5‬التمييز في الوظائف‬
‫سعت السلطة لتمييز من جنستهم على المواطنين الصعليين حينمعا وفعرت للمجنسعين الوظعائف‬
‫في مؤسساتها المختلفة‪-‬المنية والعسكرية علععى الخصععوص‪ -‬وحرمععت فععي نفععس الععوقت شععريحة‬
‫كبيرة من المواطنين من النخراط في تلك المؤسسات‪ ،‬مع وجود بطالة كبيرة بينهععم‪ .‬فيمععا تعيععش‬
‫البحرين البطالة ]‪ [28‬ل تقل عن ‪ % 15‬من البحرينيين‪ -‬حسععب الحصععاءات الرسععمية ]‪ ،[29‬ع ‪%8‬‬
‫منهم من المتعلمين‪ ،‬ويدخل ‪ 60‬ألف من العاطلين إلى سوق العمل في العقد القععادم]‪ ،[30‬سعععت‬
‫السععلطة إلععى توظيععف مععن جنسععتهم لسععباب سياسععية )عشععرات اللف مععن اليمنييععن والردنييععن‬
‫والسوريين والباكستانيين( أكثر من ‪ %70‬منهم في سلك المن العام والجيش]‪.[32]،[31‬‬

‫النتهاكات‪ :‬حق الوظيفة والمساواة بالخرين‬


‫إن سعي السلطة لتوظيف من جنستهم من جنسيات مختلفة يعد تمييزا ً لهم على عشرات اللف‬
‫مععن المععواطنين العععاطلين ععن العمععل والممنععوعين مععن التوظيععف فععي وزارات الععدفاع والداخليععة‬
‫والحرس الوطني]‪ [33‬وهعو يععد انتهاكعا ً للمعواد ‪،2‬ع ‪،7‬ع ‪ 23‬معن العلن الععالمي لحقعوق النسعان‬
‫والتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري ]‪.[34‬‬

‫‪ (6‬التمييز في منح السكن‬


‫في الوقت الذي تطول قائمة انتظععار المععواطنين للسععتفادة مععن خععدمات وزارة السععكان‪ ،‬تقععدم‬
‫السلطة هذه الخدمات للمجنسين ويحظون بعناية خاصة تميزهم على المواطنين‪ .‬فبحسب التقارير‬
‫الرسمية‪ ،‬ينتظر ‪ 40‬ألف]‪ [35‬طلب على الوحدات السكنية والقروض والشقق التي تقدمها الدولة‪،‬‬
‫يرجع بعضها للعام ‪1984‬م]‪ .[36‬فيما تتواتر الحوادث التي يضطر فيها بعض البحرينيين للسكن في‬
‫العراء]‪ ،[37‬شهدت البحرين اعتصامات متواصلة أمام وزارة السععكان ]‪ [38‬لبعععض الععذين تقععدموا‬
‫بطلبات السكان لمدد طويلة ولم تكن أسمائهم مدرجة في آخر دفعة تم توزيعها في شهر ديسععمبر‬
‫‪2003‬م‪ .‬من جانب آخر فإن بحسب التقععدير الولععي لعععدد الععبيوت اليلععة للسععقوط المنتشععرة فععي‬
‫البحرين ل تقل عن ‪ 6000‬منزل]‪ ،[39‬خصصت له ميزانية ‪ 210‬مليون دينار بحريني‪.‬‬

‫النتهاكات‪ :‬تمييز المجنسين على المواطنين في الخدمات‬


‫‪16‬‬
‫‪8‬‬
‫‪16‬‬
‫عملت السلطة على توفير سكن لكل من تعم تجنيسععهم مععن الععذين يعملععون فععي وزارات الععدفاع‬
‫‪9‬‬
‫والداخلية والحرس الوطني ولم يمض على طلباتهم سنوات معدودة]‪ [40‬في تمييز صارخ وحظععوة‬
‫لهؤلء المجنسين على حساب المواطن في انتهاك للمواد ‪ ،2‬ع ‪) 7‬كل الناس سواسية أمام القععانون‬
‫ولهم الحق في التمتع بحماية متكافئة عنه دون أية تفرقععة( مععن العلن العععالمي لحقععوق النسععان‪.‬‬
‫من جانب آخر فقد تم تخصيص مناطق كاملة للمجنسين في "سافرة" ووادي السيل وكععذلك بعععض‬
‫المجمعات من مدينة حمد مما يعد أيضا ً تمييزا ً آخر لهم على المواطنين المحرومين من أي ضععمانة‬
‫اجتماعية بل يضطر بعضهم للسكن في خيام في أمععاكن عامععة ويتنععاقض مععع مععا ينععادي بععه العلن‬
‫العالمي فععي مععادتيه ‪ 22‬و ‪ .25‬وتقععوم بعععض وزارات الدولععة فععي تكريععس التمييععز لصععالح مععن تععم‬
‫تجنيسهم وذلك بدعم طلبات السكان من خلل مخاطبات علععى مسععتوى الععوزراء]‪ [41‬فععي انتهععاك‬
‫للمواد ‪ 2،7‬من العلن السابق‪.‬‬

‫‪ (7‬التأثير على المن الجتماعي‬


‫نظرا ً للخلفية الثقافية والجتماعية للمجنسين التي تتصف بالعنف‪ ،‬فإن وتيععرة الجريمععة والسععرقة‬
‫فععي الحيععاء الععتي يقطنهععا هععؤلء المجنسععون فععي ازديععاد مطععرد‪ ،‬ممععا يمثععل تهديععدا ً علععى النسععيج‬
‫الجتماعي والستقرار الذي عرفت به البحرين لسنوات طوية قبعل قعدوم المجنسعين‪ .‬فقعد عملعت‬
‫السلطة على تجنيس اللف من الجنسيات السورية والردنية واليمنية وغيرهععا ممععن يتميععز بخلفيععة‬
‫اجتماعية تتميز بالعنف والقسوة والعصبية وبعععض الحيععان بععالجرام‪ .‬ففععي الردن‪ ،‬ععرف المجتمععع‬
‫الردني بقضايا الشرف )‪ 17‬جريمة شرف في العام الماضي( والقتععل خععارج القععانون]‪،[42‬ع ]‪.[43‬‬
‫لسباب ثقافية في سوريا‪ ،‬وبالتخصيص المناطق التي يرجع إليها بعض المجنسين مثععل ديععر الععزور]‬
‫‪ ،[44‬عرف ذلك المجتمع بالعصبية والحقد‪ .‬أما في اليمن‪ ،‬فإضافة إلى تعاطيه "الجعات"‪ ،‬وهعو أحعد‬
‫المخدرات المعروف‪ ،‬يتعاطى اليمنيععون بععأدوات القتععل بشععكل مسععتمر المععر الععذي انعكععس علععى‬
‫لباسهم الشعبي الذي يتضمن "الخنجر" كجزء أساسي‪.‬‬

‫النتهاكات‪ :‬انعكاسات التجنيس على المن الجتماعي‬


‫بسبب الطبيعة الجتماعية والثقافية لهؤلء المجنسين الذين يرجع معظمهم إلى قبائل فقيععرة مععن‬
‫اليمن والبلوشستان وسععوريا والردن‪ ،‬فقععد تععواترت التقععارير الرسععمية والصععحفية عععن اعتععداءات‪-‬‬
‫باليدي وبعض الحيان بالسلح البيععض‪ -‬مععن المجنسععين علععى المععواطنين والمقيميععن فععي منععاطق‬
‫مختلفة في البحريععن]‪ .[45‬سععواًء ععاش هععؤلء فععي كانتونععات ومحميععات أو فععي بعععض المجمعععات‬
‫الخاصة بهم‪ ،‬فإن سلوكهم الذي ل يتواءم مععع طبيعععة شعععب البحريععن سععيعمل علععى ازديععاد معععدل‬
‫الجريمة وتهديد المن الجتماعي الذي يحتم على السلطة توفيره لمععواطني وقععاطني البحريععن‪ .‬إن‬
‫عدم المبالة لذلك يعد انتهاكا ً لحقوق كل قاطني البحرين التي تمت الشارة إليهعا فعي المعادتين ‪،3‬‬
‫‪ 7‬من العلن العالمي لحقوق النسان‪.‬‬

‫‪ (8‬إثارة الكراهية بين الطوائف والعراق )إثارة كره الجانب(‬


‫في الوقت الذي يحرم المععواطن مععن فععرص العمععل فععي المؤسسععات الرسععمية والسععتفادة مععن‬
‫خدمات السكان والصحة بشكل عادل‪ ،‬تقعوم السععلطة بتفضععيل المجنسععين عليععه‪ ،‬ممعا يخلععق فعي‬
‫نفسه شعور بالكراهية والحقد ضد العراق والجانب‪ .‬فقععد سعععت السععلطة إلععى تمييععز المجنسععين‬
‫بشكل سري واستثنائي في الستفادة من التوظيف‪ -‬خصوصا ً في مؤسسعاتها العسعكرية‪ -‬وخعدمات‬
‫السكان والصحة وقدمتهم على المواطن‪ .‬فالمجنس يحصل على الوظيفة والسكن فور قدومه من‬
‫بلده كما يستفيد بشكل مجاني من تسهيلت المستشفيات المتخصصة مثل المستشفى العسكري‪.‬‬
‫‪16‬‬
‫‪9‬‬
‫‪17‬‬
‫أما المواطن‪ ،‬فإنه ينتظر لسنوات طويلة‪ ،‬تتجاوز العشر‪ ،‬للحصول على سكن]‪ ،[46‬كما ل يسععتطيع‬
‫‪0‬‬
‫الستفادة من التسهيلت الطبية في المستشفى العسكري إل بععدفع التكلفععة الماليععة الباهظععة‪ .‬أمععا‬
‫عن التوظيف‪ ،‬فإن نسبة البطالة التي تتعدى ‪ %15‬تضمنت أعدادا ً كبيرة مععن المتعلميععن العععاطلين‬
‫تجاوزت ‪.[47]%8‬‬

‫النتهاكات‪ :‬تأسيس لكراهية العراق والجانب‬


‫في ظل الوضع القتصادي المتردي من بطالة طالت شريحة كبيرة مععن المععواطنين واضععطرارهم‬
‫للنتظار لمدد تصل لكثر من عشر سنوات للحصول على مسكن وعدم القدرة على الحصول علععى‬
‫مستوى متقدم من الخدمة الصحية المجانية مثل ما يحصل المجنسون الذين يتنعمون بفضل تمييععز‬
‫السلطة لهم‪-‬إن كل ذلك‪ -‬يؤسس لنمو الحسععاس بالكراهيععة للعععراق والطععوائف الععتي ينتمععي لهععا‬
‫المجنسون‪ ،‬بل يمكن أن تطال كعل معا هعو أجنعبي‪ .‬إن معا تقعوم بعه السعلطة معن زرع بعؤر التعوتر‬
‫الجتماعي مععن كراهيععة وحقععد للقععاطنين يتنععاقض مععع المععادتين ‪ 2،7‬مععن العلن العععالمي لحقععوق‬
‫النسان‪.‬‬

‫‪ (9‬التجنيس وسيلة لتوفير أدوات قمع بشرية‬


‫تم انتقاء المجنسين ليكونوا مععن مععذهب مختلععف ووضععع ثقععافي واجتمععاعي مختلفيععن مععن أفععراد‬
‫الشعب الذي مازال يطالب بتحسين وضعه الحقوقي والمعيشي‪ .‬وقد تم توظيف هععؤلء المجنسععين‬
‫في مواقع التحقيق‪ ،‬والتعذيب ومطاردة الصلحيين كما عملععت السععلطة علععى تجنيععس اللف مععن‬
‫الجنسيات السورية والردنية واليمنية وغيرها بعد أن قامت بتوظيفهم فععي مواقععع رسععمية مرتبطععة‬
‫بالجهزة التحقيق أو التعذيب أو قوة مكافحة الشغب‪ .‬في انتفاضة التسعينيات‪ ،‬استخدمت السععلطة‬
‫هؤلء المجنسين في قمع الحركة المطالبة بالديمقراطيععة واحععترام الحريععات]‪ [48‬حيععث تععم اختيععار‬
‫هععؤلء المجنسععين بعنايععة تأخععذ فععي العتبععار خلفيتهععم المذهبيععة‪ ،‬تركيبتهععم الجتماعيععة والثقافيععة‬
‫والخلقية‪ .‬وقد أشير سابقا ً الى بعض المنععاطق الععتي يععأتي منهععا المجنسععون منهععا ديععر الععزور فععي‬
‫سوريا‪.‬‬

‫النتهاكات‪ :‬تجيير الفوارق المذهبية والثقافية واستخدامها في القمع‬


‫بسبب الطبيعة الثقافية والمذهبية لهؤلء المجنسين الذين يرجع معظمهم إلععى قبععائل فقيععرة مععن‬
‫اليمن والبلوشستان وسععوريا والردن]‪ ،[49‬فقععد أفععادت التقععارير بعأن هععؤلء قععد مارسععوا التعععذيب‬
‫وتفننوا في تجريع المعتقلينالبحرينيين أقسى أنععواع اللععم مععن خلل التحقيععق معهععم كمععا اسععتعملوا‬
‫أقسى أنواع المعاملععة وأشععدها مععن خلل مشععاركة المجنسععين فععي قععوات مععا يسععمى بععع"مكافحععة‬
‫الشغب" أو في القوات التي خصصت للهجوم على منازل المواطنين بغععرض اعتقععالهم أو ترهيبهععم‬
‫في انتهاك للمواد ‪ 5‬و ‪ 7‬من العلن العالمي لحقوق النسان‪ .‬كما يتنععافى ذلععك التععوجه مععع العلن‬
‫بشأن القضاء على جميع أشكال التعصب والتمييعز القعائمين علععى أسعاس الععدين أو المعتقععد العذي‬
‫صدقت عليه البحرين في ‪ 27‬مارس ‪1990‬م وكذلك اتفاقية مناهضة التعععذيب وغيععره مععن ضععروب‬
‫المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللنسانية أو المهينة التي صدقت عليها البحرين في تاريخ ‪ 6‬مععارس‬
‫‪1998‬م‪.‬‬

‫‪ (10‬إساءة استخدام السلطة‬


‫سمح القانون‪ ،‬وبشكل استثنائي‪ ،‬لرأس الدولة أن يجنس من يريد لي عربي إن كان أدى خدمات‬
‫جليلة للبحرين من دون انتهاك للقوانين الخععرى‪ .‬تجععاوزت السععلطة هععذا السععتثناء لتقععوم بتجنيععس‬
‫‪17‬‬
‫‪0‬‬
‫‪17‬‬
‫اللف ممن ل تنطبق عليها ل مواصفات الستثناء ول اشتراطات القانون مما يعد إسععاءة اسععتخدام‬
‫‪1‬‬
‫للسلطة‪ .‬بناءا على قانون الجنسية]‪ ،[50‬فإن التجنيس على الدوام يصععدر بععأمر مععن راس الدولععة‪.‬‬
‫لقد كشفت الوثائق وأيدتها التصريحات الرسمية بأن كععل حععالت التجنيععس تمععت بععأوامر مععن رأس‬
‫الدولة ووقع أكثرها تحت طائلة الستثناء الذي أجععازه القععانون لععه بحععدود‪ .‬أغلععب طلبععات التجنيععس‬
‫قدمتها وزارات الدولة لتندرج تحت الستثناء المذكور‪ ،‬مع عدم انطبععاق هععذه الطلبععات لشععتراطات‬
‫القانون ومن ضمنها القامة‪ ،‬والسكن واللغة‪ .‬تحت هذا العنوان‪ ،‬قامت السععلطة بتجنيععس عشععرات‬
‫اللف من باكستان‪ ،‬وبلوشستان‪ ،‬وسوريا واليمن ومنحتهم الجنسية فورا ً بأوامر أميرية‪/‬ملكية‪.‬‬

‫النتهاكات‪ :‬إساءة استخدام السلطة‬


‫منح رأس الدولة نفسه سلطة تجنيعس اللف معن دون مراععاة الشعروط القانونيعة‪ .‬إن السعلطة‬
‫وبشكل سري وظفت الستثناء المحدود لرأس الدولة لتجنيس اللف وهذا انتهاك لقعانون الجنسعية‬
‫حيث إنهم ل يقعون ضمن الستثناء المنصوص في القانون‪ ،‬كما ل يحققون اشتراطات القانون مععن‬
‫إقامة وسكن ومعرفة باللغة العربية‪.‬‬

‫‪ (11‬عدم الشفافية‬
‫في الوقت الذي تدعي السلطة بمراعاتها للشفافية في التجنيس وغيره‪ ،‬إل إن الواقع يقععول غيععر‬
‫ذلك‪ .‬فل زالت تمانع من إظهار الرقام الحقيقية للمجنسين التي تمت مععن خلل الععديوان )الميععري‬
‫سابقا ً الملكي حاليًا( وكشف السس القانونية لتجنيسهم‪ .‬ينشأ بإدارة الهجرة و الجوازات] ‪ [51‬عدة‬
‫سجلت منها سجل الجنسية لكي تسجل فيه أسماء من يمنحعون الجنسعية البحرينيعة ومعن تسعحب‬
‫منهم ومن يفقدها أو تسقط عنه‪ .‬ل تزال السلطة حتى الن ممتنعة عن كشف الحقععائق فععي ملععف‬
‫التجنيس سواًء بتجاهله من قبل مسععئوليها]‪ [52‬ومععرة بالحيلولععة دون تععدفق أي معلومععات حقيقيععة‬
‫بشأنه للمواطنين‪.‬‬

‫مع أن منح الجنسية مرهون بصدور أمر من الحاكم]‪ [53‬ل تـععنشر أوامعر التجنيعس فعي الجريعدة‬
‫الرسمية كما هو الحال بالنسبة للتشريعات الخرى‪ .‬من جانب آخر‪ ،‬فقد شكل مجلس النواب لجنععة‬
‫للتحقيق في قضية التجنيس‪ ،‬إل إن قانون مجلسي الشورى والنععواب الععذي أصععدرته السععلطة قبععل‬
‫انتخاب مجلس النواب يمنع هععذا المجلععس مععن مسععاءلة الحكومععة عععن أمععور سععبقت انعقععاده فععي‬
‫ديسمبر ‪ .2002‬كمععا إن قعرار تشععكيل لجنععة التحقيعق يمنعهععا النظعر فععي حععالت التجنيععس بعأوامر‬
‫أميرية ‪ /‬ملكية أي التجنيس الذي تم وفقا للسلطات الستثنائية للمير )الملك حاليا(]‪.[54‬‬

‫النتهاكات‪:‬عدم الكشف عن المعلومات الخاصة بالتجنيس‪ -‬والتي تمت جميعهععا بععأوامر مععن رأس‬
‫الدولة ‪ -‬من خلل الوسائل العلمية الرسمية‪ ،‬كالجريدة الرسمية وعدم السماح للمجلس المنتخب‬
‫من الخوض فعي أي شعأن حعدث قبعل انعقعاده وكعذلك فعي قضعايا التجنيعس العتي صعدرت بعأوامر‬
‫أميرية‪/‬ملكية‪ .‬كل هذه المسلكيات دلئل على عععدم رغبععة السععلطة فععي البععوح بععأي حقععائق خاصععة‬
‫بالتجنيس وهو نقيض ادعاءات السلطة باللتزام بمبدأ الشفافية الذي يلزم أي مشروع إصلحي‪.‬‬

‫‪ (11‬التأثير على العملية النتخابية‬


‫لقد استعملت السلطة المجنسين للتأثير في العمليععة النتخابيععة بحيععث تضععمن وصععول ممععن هععم‬
‫محسوبون عليها من خلل السماح للمجنسين في المشاركة في النتخابات فععور تجنسععهم بععل دون‬
‫أن يكونوا قاطنين في الدوائر النتخابية التي قسمتها على أسس طائفيععة وقبليععة‪ ،‬كمععا سعععت إلععى‬
‫‪17‬‬
‫‪1‬‬
‫‪17‬‬
‫إرغام المحرومين من الجنسية إلى المشاركة في النتخابععات بعععد أن أعطتهععم الجنسععية‪ .‬فبحسععب‬
‫‪2‬‬
‫المادة ‪ 6‬من قانون الجنسية لعام ‪ ،1963‬فإنه ليس للمتجنس حق النتخاب أو الترشععيح أو التعييععن‬
‫في المجالس المحلية خلل العشر سنوات الولى مععن تجنيسععه ]‪ [55‬كمععا يجععب إضععافة معلومععات‬
‫الجواز السابق في الجواز البحريني بعد تسليمه للسلطات عند تسلمه الجواز البحرينععي]‪ . [56‬مععن‬
‫جانب آخر فقد عملت السلطة على ختم الجوازات الذين شاركوا في النتخابات لثبات مشععاركتهم‪.‬‬
‫إضافة لذلك‪ ،‬فقد قسمت الدوائر النتخابية على أسس مذهبية وقبلية‪.‬‬

‫النتهاكات‪ :‬استخدام التجنيس لتوجيه العملية النتخابية‬


‫منذ بدء عملية التجنيس السري‪ ،‬ألغععت السععلطة‪ ،‬وخلفععا لقععوانين الجنسععية والجععوازات بيععان أي‬
‫معلومات توحي بأن صاحبها مجنس بغرض منه الحيلولة دون الوقوف علععى أعععداد المجنسععين مععن‬
‫جهة واللتفاف على القانون لتمكين المجنسين من المشاركة في النتخابات فور تجنيسهم من جهة‬
‫أخرى‪ .‬امتنعت السلطة ولسنين طويلة عن تجنيس العديد من المولودين والمقيمين )هععم وآبععاءهم(‬
‫في البحرين )ملحق المحرومين( على نقيض المواد ‪ ،2‬ع ‪ 7‬للعلن العالمي‪ .‬وحين تم تجنيس هععؤلء‬
‫السكان قبيل عقد النتخابات التي قاطعتها قوى شعبية رئيسية‪ ،‬طلبت السلطة ممععن يشععارك فععي‬
‫النتخابات أن يختم جوازه بما يفيد المشاركة فععي النتخابععات النيابيععة الخيععرة‪ ،‬ممععا يععوحي إرغام عا ً‬
‫مبطنا ً وإجبارا ً على المشاركة في توسععيع دائرة المؤيععدين "بععالقوة" لمشععروع السععلطة الصععلحي]‬
‫‪ ،[57‬مما يعد انتهاكا ً للمادة ‪ 21‬من العلن العالمي ‪.‬‬

‫لقد تم تقسيم الدوائر النتخابية بمرسوم بما يتعارض مع أسس النتخابععات الحععرة والنزيهععة الععتي‬
‫وضعها التحاد البرلماني الدولي في باريس عام ‪ .1994‬وحاولت السععلطة تكريععس البعععد الطععائفي‬
‫والقبلي بحيث تضمن فوز أكبر عدد من الععدوائر النتخابيععة المحسععوبة علععى النظععام‪ .‬فقععد قسععمت‬
‫الدوائر في مناطق تعادل في بعضها القوة التصويتية للناخبين ما يقارب ثلث أمثال القوة التصععويتية‬
‫لناخبين في دوائر أخرى في نقض لتفاقية مناهضة جميع أشكال التمييز العنصري]‪ .[58‬وقععد حععدث‬
‫ذلك في دوائر البديع والجسرة وبعض مناطق المحرق‪ ،‬وبكثافة سكانية قليلة‪ ،‬وسمحت للمجنسين‪،‬‬
‫خصوصا ً من الدواسر]‪ [59‬في المملكة العربية السعودية من المشاركة في هذه المناطق من دون‬
‫أن يقطنوها حتى وإن تطلب التزوير]‪ [60‬في القوائم النتخابية]‪.[61‬‬

‫‪ (12‬عجز السلطة التشريعية عن الرقابة‬


‫في الوقت التي سمحت السلطة بتكوين لجنة تمثل المجلس المنتخب تتقصععى الحقععائق الخاصععة‬
‫بالتجنيس‪ ،‬فإنها في ذات الوقت وضعت قيودا ً عليها مما يسبب في عجزها عن الرقابععة‪ .‬إثععر القلععق‬
‫والهتمام الشعبي‪ ،‬شكل مجلس النواب لجنة للتحقيق في قضية التجنيععس‪ ،‬إل إن قععانون مجلسععي‬
‫الشورى والنواب الذي أصدرته السلطة قبل انتخاب مجلس النواب يمنع هذا المجلس من مسععاءلة‬
‫الحكومة عن أمور سبقت انعقاده فععي ديسععمبر ‪ .[62]2002‬كمععا إن قععرار تشععكيل لجنععة التحقيععق‬
‫يمنعها النظر في التجنيس الذي تم وفقا للسلطات الستثنائية للمير )الملك حاليا(]‪.[63‬‬

‫النتهاكات‪:‬‬
‫بناءا على نص المادة )‪ (6‬من قانون الجنسعية لععام ‪1963‬م‪ ،‬يكعون التجنيعس علعى الععدوام بعأمر‬
‫يصدر من راس الدولة سواء كان اسمه حاكما أو أميرا أو ملكا وليس في قانون الجنسية مععا يشععير‬
‫إلى منح هذا الحق لية جهة أو سلطة أخرى‪ .‬إن قانون منع اللجنة من البحث فعي حعالت التجنيعس‬
‫قبل ديسمبر ‪2002‬م إضافة لقرار تشكيلها القاضي بمنعها من البحععث فععي حععالت التجنيععس الععتي‬
‫‪17‬‬
‫‪2‬‬
‫‪17‬‬
‫تمت بأوامر أميرية‪/‬ملكية يعد إعاقة من السلطة لعمل هذه اللجنة التي أصبحت عاجزة ععن القيععام‬
‫‪3‬‬ ‫بعملها والتوصل إلى الرقام الحقيقية للمجنسين ومعايير تجنيسهم‪.‬‬

‫‪ (13‬حاكمية القانون والحكم الصالح‬


‫في الوقت الذي تنتهك السلطة القانون المحلي والدولي بتمكين المجنسين‪ -‬بشععكل سععري ومععن‬
‫دون استيفاء الشتراطات القانونية‪ -‬من الحتفاظ بأكثر من جواز سفر فعي آن واحعد‪ ،‬رفضعت منعح‬
‫الجنسية لقاطنين مستوفين لشروط الجنسية من ولدة في البحرين وإقامة كمععا حرمععت مععواطنين‬
‫بحرينيين من تجديد جوازاتهم‪ .‬يشترط قانون الجنسية]‪ [64‬القامععة فععي البحريععن بصععفة مشععروعة‬
‫لمدة قدرها ‪ 25‬سنة متتالية لغيععر العربععي و ‪ 15‬للعربععي‪ ،‬معرفععة اللغععة العربيععة‪ ،‬وملععك عقععار فععي‬
‫البحرين‪ .‬كما يستلزم قانون الجوازات]‪ [65‬تسليم الجواز الصلي للمتجنس للسلطات قبل تسليمه‬
‫الجواز البحريني‪.‬‬

‫النتهاكات‪ :‬انتهاك السلطة للقانون‬


‫قععامت السععلطة وبشععكل سععري بتجنيععس اللف مععن جنسععيات مختلفععة )اليمععن‪ ،‬الباكسععتان‪،‬‬
‫البلوشستان‪ ،‬الردن‪ ،‬سععوريا( مععن دون أن يكععون هنععاك الععتزام باشععتراطات قععانون الجنسععية مثععل‬
‫القامة‪ ،‬السكن‪ ،‬اللغة إضافة إلى احتفاظهم بجوازاتهم الصلية‪ ،‬مما يعد انتهاكا ً للقانون وطعنعا ً فععي‬
‫مفهوم الحكم الصالح‪ .‬كما قامت بتجنيس اللف من قبيلة الدواسر بالمملكة العربية السعودية من‬
‫دون اشتراطات القانون المذكورة‪ ،‬ومع استمرار إقامتهم فععي بلععدهم واحتفععاظهم بجنسععيتهم‪ ،‬ممععا‬
‫يدلل على عدم وجود حاجة إنسانية أو متطلب قانوني لتجنيسهم‪.‬‬

‫من جانب آخر‪ ،‬رفضت السلطات طلبات التجنيس لمقيميععن اسععتوفوا متطلبععات قععانون الجنسععية‬
‫البحريني من إقامة‪ ،‬وسكن ولغة إضافة إلى عدم وجود جنسية أصعلية لبعضعهم حيعث أن معظمهعم‬
‫مولود أصل في البحرين وبقى بدون جنسية لسنين طويلة ]‪ [66‬في انتهاك للمواد ‪ ،2‬ع ‪ ،7‬ع ‪ 15‬مععن‬
‫العلن العالمي لحقعوق النسعان ‪ .‬كمعا منععت الحكومعة تجديعد جعوازات لكعثر معن ‪ 100‬بحرينعي‬
‫منتشععرين خععارج البحريععن]‪ .[67‬إن القععراءات والشععواهد تفيععد انتهععاك السععلطة للقععانون بالسععماح‬
‫للمجنسين الحتفاظ بجوازهم الصععلي إضعافة لجععوازهم البحرينعي كمعا يععد سعلوكا ً منافيعا لمبععادئ‬
‫الديمقراطية واحترام القانون المحلي والدولي‪.‬‬

‫الستنتاجات‬
‫إن التجنيس السياسي يكشف العديد من مظاهر التمييز وسععوء اسععتخدام السععلطة‪ ،‬والخلععل فععي‬
‫سيادة القانون‪ ،‬وانعدام الشفافية‪ ،‬والتلعب بالعمليععة الديمقراطيععة‪ .‬وُيخشععى مععن ان تسععاهم هععذه‬
‫القضية في الضرار بالثقة بين السلطة والمواطنين‪ ،‬وتزايد حالة السععتياء العععام‪ ،‬ممععا ينععذر بفشععل‬
‫التجربة الصلحية الوليدة‪ ،‬وعودة الضطرابات‪ .‬ويمكن اسععتنتاج الععدوافع وراء سياسععة التمييععز فععي‬
‫التجنيس من خلل الحقائق التالية‪:‬‬
‫· ان الغالبية العظمى من تم منحهم الجنسية بشكل استثنائي هم من اصل قبلععي ينتمععي لمععذهب‬
‫معين‪.‬‬
‫· في الوقت ذاته‪ ،‬ان الغالبية العظمى من الذين تم حرمانهم من الجنسية لفععترة طويلععة ينتمععون‬
‫لمذهب آخرولكن يتعم التمييععز ضععدهم فععي التوظيععف الحكععومي والخععدمات والتعليععم‪ ،‬ولععذلك فهععم‬
‫يشكلون الغالبية العظمى من العاطلين عن العمل‪ ،‬وينتشر بينهم الفقر‪.‬‬
‫ان جميع من تم تجنيسهم بشكل استثنائي قد تم جلبهم للخدمععة فععي الجيععش والحععرس الععوطني‬
‫‪17‬‬
‫‪3‬‬
‫‪17‬‬
‫وأجهزة المن‪ ،‬ويعيش هؤلء مع عوائلهم فعي منعاطق شعبه معزولعة )كانتونعات( ويتعم اسعتخدامهم‬
‫‪4‬‬
‫بفعالية في قمع إعمال الحتجاج‪ .‬ول توظف هذه الجهزة شريحة كععبيرة مععن المععواطنين إل بإعععداد‬
‫ضئيلة وفي وظائف هامشية‪ .‬وخلل اضطرابات التسعينات قتل وأصععيب العشععرات اثععر السععتخدام‬
‫المفرط للقوة في قمع التظاهرات‪ ،‬بينما تم اعتقال وتعذيب حوالي ‪ 7‬آلف مواطن]‪.[68‬‬
‫بادرت السلطات إلى منح الجنسية لعدد كبير من أبناء قبيلة الدواسر السعوديين الذين لععم يسععبق‬
‫لهم القامة في البحرين‪ .‬وقد تععم جلععب هععؤلء للمشععاركة فععي التصععويت علععى الميثععاق وانتخابععات‬
‫مجلس النواب والبلديات]‪ . [69‬كما صدرت أوامر لمنتسبي أجهزة الجيش والشرطة للمشاركة في‬
‫تلك النتخابات‪ .‬وتمهيععدا لععذلك كععانت السععلطة قبععل ذلععك قععد أجععرت تغييععرات تسععمح للمتجنسععين‬
‫بالمشاركة في النتخابات فور تجنسهم بدل من مرور ‪ 10‬سنوات وفقا للقانون‪.‬‬

‫التوصيات‪:‬‬
‫نناشد الجهات المعنية بحقوق النسان التدخل والدفع باتجاه‪:‬‬
‫المكاشفة والشفافية‪ :‬بأن تعلن السععلطة عععن جميععع المعلومععات المتعلقععة بععالتجنيس ابتععداًء مععن‬
‫الفترة التي تلت تجميد دستور ‪1973‬م وخصوصا في فترة التسعينات‬
‫ان يتععم إجععراء إصععلح إداري فععي الجهععزة المتعلقععة بمنععح الجنسععية ومحاسععبة المسععؤولين عععن‬
‫التجاوزات‬
‫·ان يتم تعديل قانون الجنسية بحيث يحدد بشكل واضح شروط التجنيس بشععكل اسععتثنائي ويقيععد‬
‫سلطة ذلك بحيث يمنع إساءة استخدام تلك السلطة‬
‫ان يتم استرجاع الجنسية‪ ،‬ضمن الطار النساني‪ ،‬ممن تم منحهم اياها خارج الشروط العتيادية‬
‫اتباع العراف الدولية وتطبيق القانون الذي يمنع المجنس حديثا ً من ممارسة الحق السياسي من‬
‫ترشيح وانتخاب أو إدارة مكتب عام‬
‫اتخاذ إجراءات لوقف أي تمييععز فععي منععح الجنسععية‪ ،‬وأي تمييععز للمجنسععين الجععدد فععي التوظيععف‬
‫والسكن والمتيازات على حساب بقية المواطنين‬
‫إعطاء الولوية للمواطنين دون تمييز بينهم للحصول على الوظائف والترقيات في أجهزة الجيععش‬
‫والمن‬
‫إعطاء الولوية في منح الجنسية بشكل استثنائي للمحرومين من الجنسععية وللنسععاء ممععن لععديهن‬
‫أبناء بحرينيين‬
‫تسريع إجععراءات منععح الجنسععية للمسععتحقين‪ ،‬وإصععدار جععوازات سععفر لبنععاء وذريععة الحععاج صععالح‬
‫الستراوي ومنهم في حالتهم‪.‬‬

‫بعض مواد العععلن الععالمي لحقعوق النسان‬


‫المادة ‪ :1‬يولد جميع الناس أحععرارا ً متسععاوين فععي الكرامععة والحقععوق‪ ،‬وقععد وهبععوا عقل ً وضععميرا ً‬
‫وعليهم أن يعامل بعضهم بعضا ً بروح الخاء‪.‬‬

‫المادة ‪ :2‬لكل إنسان حق التمتع بكافة الحقوق والحريات الواردة في هذا العلن‪ ،‬دون أي تمييز‪،‬‬
‫كالتمييز بسبب العنصر أو اللون أو الجنس أو اللغة أو الدين أو الرأي السياسععي أو أي رأي آخععر‪ ،‬أو‬
‫الصل الععوطني أو الجتمععاعي أو الععثروة أو الميلد أو أي وضععع آخععر‪ ،‬دون أيععة تفرقععة بيععن الرجععال‬
‫والنساء‪ .‬وفضل عما تقدم فلن يكون هناك أي تمييز أساسه الوضع السياسي أو القانوني أو الدولي‬
‫لبلد أو البقعة التي ينتمي إليها الفرد سواء كان هذا البلد أو تلك البقعة مستقل أو تحععت الوصععاية أو‬
‫غير متمتع بالحكم الذاتي أو كانت سيادته خاضعة لي قيد من القيود‪.‬‬
‫‪17‬‬
‫‪4‬‬
‫‪17‬‬
‫‪5‬‬ ‫المادة ‪: 3‬لكل فرد الحق في الحياة والحرية وسلمة شخصه‪.‬‬

‫المادة ‪: 5‬ليعرض أي إنسان للتعذيب ول للعقوبات أو المعاملت القاسية أو الوحشععية أو الحاطععة‬


‫بالكرامة‪.‬‬

‫المادة ‪: 7‬كل الناس سواسية أمام القانون ولهم الحق في التمتععع بحمايععة متكععافئة عنععه دون أيععة‬
‫تفرقة‪ ،‬كما أن لهم جميعا الحق في حماية متساوية ضد أي تميز يخل بهذا العلن وضد أي تحريض‬
‫على تمييز كهذا‪.‬‬

‫المادة ‪ ( 1 15‬لكل فرد حق التمتع بجنسية ما‪ ( 2 ) .‬ل يجوز حرمان شخص من جنسيته تعسفا ً‬
‫أو إنكار حقه في تغييرها‪.‬‬

‫المادة ‪ ( 1 ) : 17‬لكل شخص حق التملك بمفرده أو بالشتراك مع غيره‪ ( 2 ) .‬ل يجعوز تجريعد‬
‫أحد من ملكه تعسفًا‪.‬‬

‫المادة ‪ ( 1 ) : 21‬لكل فرد الحق في الشتراك في إدارة الشؤون العامة لبلده إما مباشرة وإما‬
‫بواسطة ممثلين يختارون اختيارا ً حرًا‪ ( 2 ) .‬لكل شخص نفس الحق الذي لغيره في تقلد الوظععائف‬
‫العامععة فععي البلد‪ ( 3 ) .‬إن إرادة الشعععب هععي مصععدر سععلطة الحكومععة‪ ،‬ويعععبر عععن هععذه الرادة‬
‫بانتخابات نزيهة دورية تجري على أسععاس القععتراع السععري وعلععى قععدم المسععاواة بيععن الجميععع أو‬
‫حسب أي إجراء مماثل يضمن حرية التصويت‪.‬‬

‫المادة ‪ : 22‬لكل شخص بصفته عضوا ً في المجتمع الحق في الضمانة الجتماعية وفععي أن تحقععق‬
‫بوساطة المجهود القومي والتعاون الدولي وبما يتفق ونظم كل دولة ومواردها الحقععوق القتصععادية‬
‫والجتماعية والتربوية التي لغنى عنها لكرامته وللنمو الحر لشخصيته‪.‬‬

‫المادة ‪ ( 1 ) : 23‬لكل شخص الحق في العمل‪ ،‬وله حرية اختياره بشروط عادلة مرضية كما أن‬
‫له حق الحماية من البطالة‪ ( 2 ) .‬لكل فرد دون أي تمييز الحق في أجر متساو للعمععل‪ ( 3 ) .‬لكععل‬
‫فرد يقوم بعمل الحق في أجر عادل مرض يكفل له ولسرته عيشة لئقععة بكرامععة النسععان تضععاف‬
‫إليه‪ ،‬عند اللزوم‪ ،‬وسائل أخرى للحماية الجتماعية‪ ( 4 ) .‬لكل شخص الحق فععي أن ينشععئ وينضععم‬
‫إلى نقابات حماية لمصلحته‪.‬‬

‫المادة ‪: 24‬لكل شععخص الحععق فععي الراحععة‪ ،‬وفععي أوقععات الفععراغ‪ ،‬ولسععيما فععي تحديععد معقععول‬
‫لساعات العمل وفي عطلت دورية بأجر‪.‬‬

‫المادة ‪ ( 1 ) : 25‬لكل شخص الحق في مستوى من المعيشععة كععاف للمحافظععة علععى الصععحة‬
‫والرفاهية له ولسرته‪ ،‬ويتضمن ذلك التغذية والملبس والمسكن والعناية الطبيععة وكععذلك الخععدمات‬
‫الجتماعية اللزمة‪ ،‬وله الحق في تععأمين معيشععته فععي حععالت البطالععة والمععرض والعجععز والترمععل‬
‫والشيخوخة وغير ذلك من فقدان وسائل العيش نتيجة لظروف خارجععة عععن إرادتععه‪ ( 2 ) .‬للمومععة‬
‫والطفولة الحق في مساعدة ورعاية خاصتين‪ ،‬وينعم كل الطفال بنفس الحمايععة الجتماعيععة سععواء‬
‫‪17‬‬
‫‪5‬‬
‫‪17‬‬
‫أكانت ولدتهم ناتجة عن رباط شرعي أو بطريقة غير شرعية‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫المادة ‪ ( 1 ) : 26‬لكل شخص الحق في التعلم‪ ،‬ويجععب أن يكععون التعليععم فععي مراحلععه الولععى‬
‫والساسية على القل بالمجان‪ ،‬وأن يكون التعليم الولععي إلزامي عا ً وينبغععي أن يعمععم التعليععم الفنععي‬
‫والمهني‪ ،‬وأن ييسر القبول للتعليم العالي على قدم المساواة التامة للجميع وعلى أساس الكفاءة‪.‬‬
‫) ‪ ( 2‬يجب أن تهدف التربية إلى إنماء شخصية النسان إنماء كععام ً‬
‫ل‪ ،‬وإلععى تعزيععز احععترام النسععان‬
‫والحريات الساسية وتنمية التفاهم والتسامح والصداقة بين جميع الشعوب والجماعات العنصرية أو‬
‫الدينية‪ ،‬وإلى زيادة مجهود المم المتحدة لحفظ السععلم‪ ( 3 ) .‬للبععاء الحععق الول فععي اختيععار نععوع‬
‫تربية أولدهم‪.‬‬

‫ملحق المحرومين‪ :‬نماذج لخرق القانون والتمييز في منح الجنسية‬


‫الحالة الولى‪ :‬نايف علي محمد الناصر )سعودي الجنسية(‬
‫تاريخ الميلد‪ 25 :‬يونيو ‪1986‬م‪ ،‬محل الميلد‪ :‬الظهران‪-‬المملكة العربية السعودية‬
‫الب‪ :‬سعودي متوفي‬
‫الم‪ :‬سعودية )بموجب جواز زوجها( مولودة في البحرين عام ‪1946‬م وتسكن البحرين منععذ اكععثر‬
‫من ‪ 44‬عام‪.‬‬
‫للعائلة سكن في البحرين باسم الم حيث أن الب متوفي )في البحرين(‪ .‬الخععال ومعظععم أقععاربه‬
‫يحملون الجنسية البحرينية منذ زمن طويل‪.‬‬
‫تقدم لطلب الجنسية عام ‪2002‬م )رقم الطلب‪(5623:‬‬

‫الحالة الثانية‪ :‬عبد رب الحسين محمد كاظم الرشيد‬


‫تاريخ الميلد‪ 20 :‬يناير ‪1958‬م‪ ،‬محل الميلد‪ :‬المنامة – البحرين‬
‫الب والم‪ :‬سعوديون‬
‫انتقل الجد والجدة إلى البحرين في عام ‪ 1927‬وكان عمر الب حينئذ ‪ 9‬سنوات‪ .‬توفى الب عععام‬
‫‪1993‬م‪.‬‬
‫عدد الخوة‪ 4 :‬أخوان‪ ،‬اثنان منهم يحملون الجنسية البحرينية‪ .‬الجد‪ :‬عاش في البحرين‬
‫أصدر الجواز السعودي‪1993:‬م بعد أن سحب أن سعحبت وثيقعة السعفر)جعواز أبعو سعفرة( العتي‬
‫يسافر بها منذ العام ‪1978‬م( بناءا على إثباتات جواز والده‪.‬‬
‫طلب الحصول على الجنسععية فععي السععبعينات‪ ،‬ولععم يلععق طلبععه القبععول‪ .‬تععم تكععرار الطلععب فععي‬
‫الثمانينات عن طريق المير السابق‪ .‬في ‪ 30‬يوليو ‪2001‬م قدم رسععالة إلععى رئيععس الععوزراء الععذي‬
‫حول الطلب إلى إدارة الهجرة والجوازات‪ .‬بتاريخ ‪ 1‬فبراير ‪2003‬م طلبت إدارة الهجرة والجوازات‬
‫منه أن يوجه خطاب إلى ملك البلد على أسععاس أن قععرار التجنيععس يتععم التحكععم فيععه عععن طريععق‬
‫ديوان الملك‪.‬‬

‫الحالة الثالث‪ :‬عائلة الحاج صالح الستراوي‬


‫)المعلومات مستقاة من مركز البحرين لحقوق النسان(‬
‫الحاج صالح بن احمد الستراوي مواطن بحريني من جزيرة سترة‪ ،‬اختلف معه الشععيخ محمععد بععن‬
‫راشد بن عبدالوهاب آلخليفة على ملكية ارض‪ ،‬وقد اصدرت المحكمة في كتابها العدد ‪ 1439‬لسنة‬
‫‪ 1356‬هجرية بادارة مستشار حكومة البحرين‪ ،‬حكما غيابيا بان تكون ربع الرض فقط للحاج صالح‪.‬‬
‫ولن الحاج صالح اعتبر قرار المحكمة ظالما ومنحازا‪ ،‬فلم يقبل به‪ ،‬وقععد تعععرض لهجععوم عليععه فععي‬
‫‪17‬‬
‫‪6‬‬
‫‪17‬‬
‫المنزل وتم محاولة اغتياله‪ ،‬فهرب مع اولده الى العراق‪ ،‬وكان ذلك عام ‪1938‬م‪.‬‬
‫‪7‬‬
‫وفي رسالة مؤرخة في ‪ 16‬رمضان ‪1356‬هجرية‪ ،‬كتب مستشار حكومة البحرين الى الحاج صالح‬
‫بن احمد الستراوي في محل سكنه بالبصرة‪" :‬اشارة الى كتابكم الغير مؤرخ بخصوص ما تدعون به‬
‫على محمد بن راشد آلخليفة فان القضية انحسمت‪ ،‬وصار لكم الربع من النخل‪.‬فالدعوى اذا منتهية‬
‫ول حاجة لرسال مكاتيب في هذا الخصوص على الدوام‪".‬‬

‫وكان الحاج صالح يحمل جوازا رقم ‪ ،19‬وشهادة جنسية رقم ‪ ،438‬وكان يحمل هويععة اقامععة فععي‬
‫محافظة البصرة صادرة عام ‪ ،1939‬وقد توفي في البصرة عام ‪ ،1946‬ول يععزال اثنيععن مععن اولده‬
‫احياء ولديهم الجوازات البحرينيعة القديمععة‪ .‬ويبلععغ الن ععدد البنععاء والحفععاد حععوالي معائة شععخص‪،‬‬
‫معظمهععم ل زالععوا يقيمععون فععي البصععرة‪ .‬فععي عععام ‪ 1957‬تععم احصععاء جميععع العراقييععن بمععا فيهععم‬
‫المقيمين‪ ،‬وتم حساب عائلة الحاج صالح كعراقيين وحصلوا على الجنسية العراقية‪ .‬ولكن فععي عععام‬
‫‪ 1986‬صدر قرار من الحكومة العراقية باسقاط الجنسية عن جميع المقيمين الذين كععان اجععدادهم‬
‫يحملون اقامعة قبعل احصعاء ‪ ،1957‬واعتعبر حصعولهم علعى القامعة غيعر قعانوني لخفعائهم الهويعة‬
‫الحقيقية‪ ،‬وتعرض هؤلء نتيجة ذلك للكثير من المضايقات‪.‬‬

‫توجد وثائق صادرة عن الحكومة العراقية تعمم على الععدوائر والجامعععات بععان ابنععاء الحععاج صععالح‬
‫الستراوي ليسععوا عراقييععن وانمعا معن حملععة الجنسععية البحرينيععة‪ .‬وقععد اثععر ذلععك بشععكل كععبير فععي‬
‫معاملتهم مع الجهات الرسمية‪ ،‬وفي دراسة ابنائهم الجامعية وفي الحصول على العمل‪ ،‬بل وحععتى‬
‫في الحصول على البطاقات التموينية ابان الحصار القتصادي على العراق‪ .‬وقععد عععانى ابنععاء الحععاج‬
‫صالح من الهانعات عنعد مراجععة الدارات الحكوميعة خصوصعا عنعدما تتعوتر العلقعة بيعن الحكومعة‬
‫العراقية ودول الخليج‪ .‬ولم يتم اصدار بطاقات اقامة لبعض ابنائهم‪ .‬وهم حاليا يعملععون فععي ابسععط‬
‫الوظائف رغم حمل بعضهم لشهادات جامعية‪.‬‬

‫وفي ابريل ‪ 1989‬حاول هشام عبدالرزاق صالح مع والده دخول البحرين‪ ،‬حيععث كععان عبععدالرزاق‬
‫يحمل الجواز البحريني القديم‪ ،‬ولكن تم احتجازهما في المطار لمدة ‪ 3‬ايام‪ ،‬ومن ثععم تععم ابعادهمععا‬
‫الى بغداد‪ .‬وفي عام ‪ 1990‬قام ابنععاء الحععاج صععالح بمراجعععة السععفارة البحرينيععة فععي بغععداد‪ ،‬وتععم‬
‫اعطائهم شهادات تثبت تقدمهم بطلب الحصول على جوازات لتفيدهم في التعامععل مععع السععلطات‬
‫العراقية‪ .‬وابان الغزو العراقي للكويت‪ ،‬ذهب بعض افراد العائلععة للسععفارة البحرينيععة فععي الكععويت‪،‬‬
‫حيث كانت الجالية البحرينية مقيمة في السفارة‪ ،‬وقد قام ابناء الحاج صالح بمغامرات لتوفير الكل‬
‫وتوصيل المراسلت المختومة بالشمع الحمر بين السععفارات البحرينيععة فععي الكععويت وبغععداد‪ .‬وقععد‬
‫حصلوا على شهادة بذلك من السفير‪.‬‬
‫ولكن ابناء الحاج صالح ظلوا حتى الن دون ان يتمتعععوا بعالحق فععي الحصععول علععى جععواز السععفر‬
‫وفي حرية التنقل‪ .‬وفي عام ‪ 1995‬حاول بعضهم مغادرة العراق مع النساء والطفال‪ ،‬بعد الحصول‬
‫على تأشيرات الى الردن‪ ،‬ولكن في حدود الردن تم التحقيق معهم لسعاعات طويلعة ومعن ثعم تعم‬
‫اعادتهم الى العراق‪ ،‬وقيل لهم اسألوا السلطات العراقية عن السبب‪.‬‬

‫وبتاريخ ‪ ،2000 /11/10‬في حكم صادر عن المحكمععة الكععبرى المدنيععة البحرينيععة‪ ،‬فععي الععدعوى‬
‫المقدمة ععن ‪ 6‬مععن احفععاد صععالح السععتراوي ضععد ادارة الهجععرة والجععوازات‪ ،‬صععدر الحكعم بعالزام‬
‫المدعى عليها‬
‫‪17‬‬
‫‪7‬‬
‫‪17‬‬
‫باستخراج جوازات سفر بحرينية للمدعين‪ .‬وذلك بناء على ان المععدعين بحرينيععون بالسععللة طبقععا‬
‫‪8‬‬
‫لما نصت عليه المادة ‪ 4‬من قانون الجنسععية لسععنة ‪ ،1963‬اذ ان والععدهم بحرينععي الجنسععية ولععديه‬
‫جواز سفر بحريني‪.‬‬

‫ولكن في رد وزارة الداخلية على رسالة مركز البحريععن لحقععوق النسععان‪ ،‬والمععؤرخ فععي ‪ 6‬ينععاير‬
‫‪ 2004‬جاء التالي‪" :‬بموجب احكام المادة )‪ (3‬من قانون الجنسععية البحرينيععة لعععام ‪ 1963‬المعدلععة‬
‫باعلن رقم ‪) 11/1963‬فان عائلة الحاج صالح الستراوي(ل يعتبرون بحرينيين‪ ،‬علما انه صدر حكععم‬
‫من محكمة التمييز بذلك في الطعن رقم ‪"2002 /323‬‬

‫العائلة حاليا منتشرة في بلدان مختلفة‪ :‬حوالي ‪ 75‬في العراق‪ ،‬و ‪ 7‬اشععخاص فععي الكععويت‪ ،‬و ‪17‬‬
‫شخص طلبوا اللجوء في اوربا بمساعدة المم المتحدة بعععد ان اجععبروا علععى مغععادرة الكععويت بعععد‬
‫الحرب‪ 66 .‬من هؤلء هم ابناء واحفاد الحاج صالح وهم بحرينيون يحععق لهععم قانونععا الحصععول علععى‬
‫جوازات السفر والعودة الى بلدهم البحرين‪.‬‬

‫لقد اصدرت المفوضية العليا لشئون اللجئين التابعة للمععم المتحععدة شععهادات باسععتحقاق اللجععوء‬
‫لفراد هذه العائلة لحرمانهم من جنسيتهم الصلية ومن حقهم في العودة الى بلدهم‪ ،‬وفععي متابعععة‬
‫لقضية احد افراد هذه العائلة مع احدى البعثات الدبلوماسععية البحرينيععة فععي الخععارج‪ ،‬قيععل لمنععدوب‬
‫المفوضية ان السبب في عدم السماح بعودة هععؤلء للبحريععن هععو ان جععدهم قععاد محاولععة لنفصععال‬
‫جزيرة سترة!!‬

‫بعد تولي الشيخ حمد بن عيسى مقاليد الحكم كتبععت العائلععة لععه مجموعععة مععن الخطابععات‪ ،‬طلبععا‬
‫الرجوع الى البحرين‪ .‬و قد تم مسععاومتهم لمنحهععم جععوازات السععفر علععى ان يتخلععوا عععن املكهععم‬
‫القديمة‪.‬‬

‫إن قضية عائلة الحاج صالح الستراوي ليسععت قضععية منعزلععة‪ ،‬بععل هععي قضععية نموذجيععة‪ ،‬تكشععف‬
‫طبيعة النظام وممارساته‪ .‬ويمكن عبر هذه القضية اختبار حاكمية القانون‪ ،‬وطبيعة قععانون الجنسععية‬
‫البحريني وفاعليته‪ .‬ويمكن مقارنة قضية عائلعة الحععاج صععالح بقضععايا اللف معن أبنععاء القبعائل مععن‬
‫سوريا واليمن والسعودية ممن تم منحهم الجنسععية بشععكل سععري وبععدون تحقععق الشععروط‪ ،‬ورغععم‬
‫تمتعهم بجنسية فاعلة أخرى‪ .‬وهذا ما يكشف التلعب بالقانون وإساءة استخدام السععلطة والفسععاد‬
‫والتمييز العرقي والطائفي في منح الجنسية البحرينية‪.‬‬
‫‪-----------------------------------------------------------‬‬
‫]‪ [1‬قانون الجنسية البحريني لعام ‪1963‬م‬
‫]‪ [2‬هيومن رايتس وتش وكذلك تقرير الخارجية المريكية عن حقوق النسان للعام ‪2003‬م‪.‬‬
‫]‪ [3‬الرقم الرسمي للبدون الذين تم إعطائهم الجنسية يبلغ ‪ 8000‬فرد حسب المستشععار محمععد‬
‫البنعلي – مديرإدارة الجنسية والجوازات والقامة بععوزارة الداخليععة فععي مقابلععة بتلفزيععون البحريععن‬
‫بتاريخ ‪ 22‬يوليو ‪2003‬م‪.‬‬
‫]‪ [4‬ل زالت إدارة الجوازات تضع العراقيل لحصول عدد كبير من المستحقين للجنسية كمععا تتلكععأ‬
‫السلطات في منح جوازات السعفر والسعماح لععودة ‪ 66‬معن ذريعة الحعاج صعالح السعتراوي العذين‬
‫يعيشون في المنفععى منععذ العععام ‪1938‬م برغععم مععن المحععاولت العديععدة لبنععاء السععتراوي للعععودة‬
‫لوطنهم‪.‬‬
‫‪17‬‬
‫‪8‬‬
‫‪17‬‬
‫]‪ [5‬ورقة "البطالة والسكان الجانب" المقدمة ضعمن الععدورة التدريبيععة لتطععوير الدارة التنفيذيععة‬
‫‪9‬‬
‫التي نظمها معهد البحرين للدراسات المصرفية والمالية الععتي اختتمععت أعمالهععا ‪ 12‬ينععاير ‪2004‬م‪-‬‬
‫البحرين‬
‫]‪ [6‬الوسط ‪ 25 -‬ديسمبر ‪2003‬م‬
‫]‪ [7‬ندوة بعنوان »أسواق العمل وسياسات الجور»‪..‬تجارب دول‪ ،‬د‪.‬عبدالله صادق‪-‬فندق الخليععج‪-‬‬
‫‪ 10‬يناير ‪ ،2004‬تغطية أخبار الخليج ‪ 12‬يناير ‪2004‬‬
‫]‪ [8‬أخبار الخليج‪ 9 -‬يناير ‪2004‬م‬
‫]‪ [9‬تصريح وزير العمل‪-‬أخبار الخليج ‪ 9‬يناير ‪2004‬م‬
‫]‪ [10‬دراسة قام بها قسم الشئون الجتماعية بوزارة العمل ‪-‬الوسط ‪2003-11-25‬م‬
‫]‪ [11‬مسح ميداني غير منشور لباحث بحريني‬
‫]‪ [12‬اليام ‪2004-1-20‬‬
‫]‪ [13‬اجتماع رؤساء المجالس البلدية عقد في ‪ 27‬يناير ‪2004‬م‪-‬اليام ‪ 28‬يناير‬
‫]‪ [14‬جريدة أخبار الثورة اليمنية ‪ 15 -‬سبتمبر ‪2003‬م‬
‫]‪ [15‬رسالة إيقبوري بخصوص توظيف المجنسين‬
‫]‪ [16‬جاء ذلك على لسان مدير الشئون القانونية بإدارة الهجرة و الجوازات المستشار محمععد آل‬
‫بن علي في مقابلة تلفزيونية أجراها معه تلفزيون البحرين بتاريخ ‪.22/7/2003‬‬
‫]‪ [17‬رسالة وزير الداخلية لوزير السكان‪.‬‬
‫]‪ [18‬الوسط‪ 3-‬نوفمبر ‪2003‬م‬
‫]‪ [19‬إحصاءات وزارة التربية والتعليم الموجودة على موقعها اللكتروني‬
‫]‪ [20‬تشير الدراسات الميدانية إلى وجود أكثر من ‪ %53‬من العمالة البحرينيععة رواتبهععا أقععل مععن‬
‫‪ 200‬دينار )‪ 530‬دولر(‪ %37 ،‬دخلها الشهري في حدود ‪ 150‬دينارا )‪ 400‬دولر( بينما يعيععش ‪%8‬‬
‫تحت أقل من ‪ 100‬دينار )‪ 265‬دولر( في حين أن الحد الدني للجور ل يقل عن ‪ 350‬دينععار )‪925‬‬
‫دولر(‬
‫]‪ [21‬بحسب إحصائيات ‪ 2003/2004‬لوزارة التربية والتعليم المسععتقاة معن موقعهععا اللكععتروني‬
‫معدل عدد الطلبة في كل فصل ‪ 29‬في حين إن عدد الطلبة في ذلععك العععام وصععل إلععى ‪122646‬‬
‫موزعة على المراحل البتدائية والعدادية والثانوية في ‪ 4254‬صف )‪ 2121‬للبنات و ‪ 2133‬للبنين(‬
‫]‪ [22‬يوجد في البحرين ‪ 21‬مركزا ً طبيا ً عاما ً يخدم المعواطنين والقعاطنين العذين يتجعاوز ععددهم‬
‫‪ 650‬ألف حسب الحصائيات الخيرة‪ ،‬أي بمعدل ‪ 31‬الف لكل مركز‪.‬‬
‫]‪ [23‬قانون الجنسية البحريني ‪1963‬م‬
‫]‪ [24‬تصريح مدير الشئون القانونية بإدارة الهجرة و الجوازات المستشار محمد آل بن علععي فععي‬
‫مقابلة تلفزيونية أجراها معه تلفزيون البحرين بتاريخ ‪2003 /22/7‬م حول قيععام السععلطة بتجنيععس‬
‫عشرات اللف من الدواسر السعوديين وغيرهععم بععدون تقيععد بشععروط منععح الجنسععية الععتي حععددها‬
‫القانون على أنهم ذوي أصول بحرينية‪.‬‬
‫]‪ [25‬أمثلة من المحرومين من الجنسية )انظر الملحق(‪ :‬نايف علي محمعد الناصعر وععائلته‪ ،‬عبعد‬
‫رب الحسين محمد كاظم الرشيد وعائلته‪ ،‬صالح بن احمد الستراوي وعائلته‬
‫]‪ [26‬صادقت عليها البحرين في ‪ 26‬أبريل ‪1990‬م‬
‫]‪ [27‬اتفاقية حقوق السكان الصليين ‪Indigenous people‬‬
‫]‪ [28‬أخبار الخليج‪-‬العدد ‪ 12-9425‬يناير ‪2004‬م‬
‫]‪ [29‬ورقة "البطالة والسكان الجانب" المقدمة ضمن الدورة التدريبية لتطععوير الدارة التنفيذيععة‬
‫التي نظمها معهد البحرين للدراسات المصرفية والمالية الععتي اختتمععت أعمالهععا ‪ 12‬ينععاير ‪2004‬م‪-‬‬
‫‪17‬‬
‫‪9‬‬
‫‪18‬‬
‫البحرين‬
‫‪0‬‬
‫]‪ [30‬دراسة أعدتها مؤسسة "ماكينزي" عععن سععوق العمععل فععي مملكععة البحريععن‪ -‬الوسععط ‪25 -‬‬
‫ديسمبر ‪2003‬م‬
‫]‪ [31‬جريدة أخبار الثورة اليمنية ‪ 15 -‬سبتمبر ‪2003‬م‪.‬‬
‫]‪ [32‬رسالة إيفبوري بخصوص توظيف المجنسين‬
‫]‪ [33‬تقرير مركز البحرين لحقوق النسان" التمييز والتمايز" ‪2003‬م‬
‫]‪ [34‬صادقت عليها البحرين في ‪ 26‬أبريل ‪1990‬م‬
‫]‪ [35‬الوسط ‪ 3 -‬نوفمبر ‪2003‬م‬
‫]‪ [36‬اليام ‪ 20 -‬يناير ‪2004‬‬
‫]‪ [37‬قصص الخيام التي تنصب في العراء كبديل السكن‬
‫]‪ [38‬المواطن ‪...‬الخيمة أمام وزارة العمل والشئون الجتماعية‪ -‬جريدة اليام ‪ 20‬يناير ‪2004‬‬
‫]‪ [39‬اجتماع رؤساء المجالس البلدية عقد في ‪ 27‬يناير ‪2004‬م‪-‬اليام ‪ 28‬يناير‬
‫]‪ [40‬موقع وزارة السكان يوضح قائمة المنتفعين من المجنسين المعروفيععن مععن أسععمائهم غيععر‬
‫البحرينية‬
‫]‪ [41‬رسالة وزير الداخلية السابق لوزير السكان لدعم طلبات إسكان للمجنسين )رسععالة رقععم‪:‬‬
‫د‪ - 2511 /1/16/‬المؤرخة ‪9/2003/ 9‬م(‬
‫]‪ [42‬جريدة اليام ‪ 5‬مارس ‪2004‬م‪" :‬جريمة شرف" جديدة في الردن‬
‫]‪ [43‬جريدة اليام ‪ 5‬مارس ‪2004‬م‪" :‬بعد شجار حعاد‪ :‬أردنيعة تطلعق علعى زوجهعا قنبلعة مسعيلة‬
‫للدموع"‬
‫]‪ [44‬تقع مدينة "دير الزور" على نهر الفرات في محافظة دير الزور شععرق بسععوريا‪ .‬تعتععبر "ديععر‬
‫الععزور" مدينععة زراعيععة نائيععة ومحافظععة )‪.(www.damascus-online.com/Arabic/se-a/geo/deirezzor.htm‬‬
‫مرت على المدينة أوقات عصيبة وعدم استقرار سياسي نتج عنه فقر ومجاعة لمععدة زمنيععة طويلععة‬
‫)عمر الصليبي‪ :‬المعلم والعالم‪ -‬المعععالم والمشععاهد والنضععالت فععي شععبه الجزيععرة العربيععة ووادي‬
‫الفعععرات(‪ .‬يععععرف شععععب ديعععر العععزور بعصعععبيتهم وحملهعععم لمشعععاعر حقعععد معععذهبي وكراهيعععة‬
‫‪ . www.14masom.com/mostabsiron/f124.htm‬لقد شهدت دير الزور حملت هجرة لخارج المدينة هروبا ً‬
‫من حالة الفقر ورغبة في كسعب المععوال والمقتنيععات‪ .‬كمععا عمععل كععثير منهععم فععي قمععع الحركعات‬
‫السياسية والقلقل‪ .‬فقد رأس المحكمة الوطنية العليا السورية‪ ،‬منذ السبعينات‪ ،‬فععايز النععوري وهععو‬
‫مععن مععواطني ديعر الععزور )اللجنععة السععورية لحقععوق النسععان ‪ .(www.shrc.org‬وعنععدما ثعار السععجناء‬
‫السياسيين في مدينة حلب‪ ،‬استقدمت السلطات السورية قوات جيش خاصة يقودها العميد ريععاض‬
‫خريط‪ ،‬وهو من مواطني دير الزور‪ ،‬ليقمع الثورة داخععل المعتقععل‪ .‬عععرف خريععط بالعدوانيععة وعلععى‬
‫علقة وثيقة بالرئيس العراقي السابق صدام حسين )‪.(www.hevgirtin.org‬‬
‫]‪ [45‬أ‪ -‬جريدة اليام‪ 3 :‬مارس ‪2003‬م‪ :‬نجا من الموت بأعجوبة سوري يضرب آسععيويا ً بمطرقععة‬
‫علي رأسه‬
‫ب‪ -‬جريدة الوسط ‪ 2‬مارس ‪2003‬م‪ :‬في سابقة خطيععرة مععن نوعهععا جععرت فععي مدرسععة النعيععم‬
‫طالب يحاول العتداء على مدرسه بسكين‬
‫ت‪ -‬جريدة الوسط‪ 14 :‬مارس ‪2003‬م‪ :‬داعيا إلى تعاون المؤسسات المدنيععة محععافظ الجنوبيععة‪:‬‬
‫سنضاعف الجهد لتعزيز حال المن الجتماعي‬
‫ث‪ -‬جريدة الوسط ‪ 17‬مارس ‪2003‬م ‪ :‬مشاجرة تؤدي إلى إصابة ‪ 3‬أشخاص في عسكر‬
‫ج‪ -‬جريدة اليام ‪ 17‬مارس ‪2003‬م استمرار التحقيقات في حادث عسكر‬
‫ح‪ -‬أخبار الخليج ‪ 19‬فبراير ‪2003‬م‪ :‬بلغت أكثر من ‪ 50‬ألف دينععار سععرقة معععدات الصععيادين فععي‬
‫‪18‬‬
‫‪0‬‬
‫‪18‬‬
‫عسكر وجو‬
‫‪1‬‬
‫خ‪ -‬جريدة الوسط ‪ 20‬فبراير ‪2003‬م‪ :‬الداخلية‪ :‬حععادث عسععكر‪ ...‬خلف بيععن أطفععال انتقععل إلععى‬
‫الكبار‬
‫]‪ [46‬ينتظر ‪ 40‬ألف طلب على الوحدات السكنية والقروض والشقق التي تقدمها الدولععة‪ ،‬يرجععع‬
‫بعضها للعام ‪1984‬م‪ -‬جريدة اليام ‪20‬يناير ‪2004‬م‬
‫]‪ [47‬ورقة "البطالة والسكان الجانب" المقدمة ضمن الدورة التدريبية لتطععوير الدارة التنفيذيععة‬
‫التي نظمها معهد البحرين للدراسات المصرفية والمالية الععتي اختتمععت أعمالهععا ‪ 12‬ينععاير ‪2004‬م‪-‬‬
‫البحرين‪.‬‬
‫]‪ [48‬تقرير منظمة العفو العالمية عن البحرين العام ‪1995‬م‬
‫]‪ [49‬هيومن رايتس وتش‪ :‬العدوان المتواصل‪ ،‬التهميش المستمر‪ :‬حقوق مدنية و أزمععة سياسععية‬
‫في البحرين‪ .‬نيويورك‪-‬الوليات المتحدة‪ -‬يوينو ‪1997‬م‬
‫]‪ [50‬على سبيل الستثناء قررت المادة )‪ (6‬من قانون الجنسية للحععاكم أن يععأمر بمنععح الجنسععية‬
‫لمن يريد أو لي عربي يطلبها إن كان أدى خدمات جليلة للبحرين‬
‫]‪ [51‬المادة الثالثة من اللئحة التنفيذية لقانون جوازات السفر رقم )‪ (11‬لعام ‪1975‬‬
‫]‪ [52‬ومن هنا نستغرب كيف يكون لمسئول كبير بوزارة الداخليععة كوكيععل الععوزارة أن يقععول فععي‬
‫معرض رده على أحد النععواب بتاريععخ ‪ 17/5/2003‬انععه ليسععت لععديه بيانععات بأعععداد مععن جنسععوا أو‬
‫معلومات بشأن جنسياتهم "لن الحاسعب اللعي ل يرصعد الجنسعية السعابقة علعى التجنيعس" علعى‬
‫الرغم من وجود التزام قانوني على وزارته بتنظيم سجل يحتوي على تلك البيانات‪.‬‬
‫]‪ [53‬المادة )‪ (6‬من قانون الجنسية البحرينية لعام ‪1963‬‬
‫]‪ [54‬نص القرار ‪ /‬معظم حالت التجنيس الستثنائي يعتقد بأنها حدثت في التسعينيات وبمراسيم‬
‫خاصة من المير الراحل‬
‫]‪ [55‬يتماشى هذا النص مع المادة ‪ 16‬من دستور البلد للعام ‪1973‬م‪.‬‬
‫]‪ [56‬استنادا ً للمادة )‪ (15‬فقعرة )‪ (3‬من اللئحة التنفيذية لقانون جوازات السفر رقم )‪ (11‬لعام‬
‫‪ ،1975‬فإنه أن يدون في صفحة "الملحظات" من جواز السععفر البحرينععي للمتجنععس رقععم الجععواز‬
‫السابق وتاريخ ورقم شهادة الجنسية والمادة التي منحت الجنسية بمقتضاها‪ ،‬وهي المادة )‪.(6‬‬
‫]‪ [57‬أسفرت النتائج الرسمية للنتخابات النيابية التي جرت في أكتوبر ‪ 2002‬والتي نشعرت فععي‬
‫الصععحف المحليععة )‪ (Gulf Daily News‬عععن التععالي‪ -:‬مجمععوع الكتلععة النتخابيععة‪ 243.749 :‬فععرد‪- .‬‬
‫النععاخبين فععي الععدوائر الععتي فععاز مرشععحوها بالتزكيععة‪ 14.077 :‬فععرد‪ - .‬صععافي الكتلععة النتخابيععة‪:‬‬
‫‪ 229.672‬فرد‪ - .‬عدد من شاركوا في التصويت‪ 130.200:‬ناخب‪ -.‬عدد الصععوات الباطلععة‪7875 :‬‬
‫ناخب‪ .‬أي انه بحسب الرقام الرسمية فان اكثر من ‪ % 6.5‬من الصوات كانت باطلة وذلععك نظععرا‬
‫لضطرار الكثير من موظفي الدولة و المجنسين حديثا للمشاركة رغما عنهم فععي التصععويت و ذلععك‬
‫خشية التعععرض للفصععل مععن الخدمععة أو سععحب الجنسععية وهععي إشععاعات تععم ترويجهععا بقععوة قبيععل‬
‫التصويت في تلك النتخابات‪.‬‬
‫]‪ [58‬صدقت عليها السلطة في ‪ 26‬أبريل ‪1996‬م‬
‫]‪ [59‬جاء ذلك على لسان مدير الشئون القانونية بإدارة الهجرة و الجوازات المستشار محمععد آل‬
‫بن علي في مقابلة تلفزيونية أجراها معه تلفزيون البحرين بتاريخ ‪.22/7/2003‬‬
‫]‪ [60‬في وثيقة تصويرية )فيلم ‪+‬عربععي‪+‬إنجليععزي( أعععدت فععي يونيععو ‪2000‬م‪ ،‬أوضععحت عمليععة‬
‫تزوير في الوثائق الرسمية للمجنسين تمكنهم من المشاركة في النتخابات النيابية التي جععرت فععي‬
‫البلد‪.‬‬
‫]‪ [61‬دائرة الزلق هي الرابعة في المحافظة الجنوبية‪ :‬يبلغ عدد الناخبين المسجليعن فيها ‪،2019‬‬
‫‪18‬‬
‫‪1‬‬
‫‪18‬‬
‫بينما الموجودين فعل هو ‪ 806‬ممن يحعق لهعم النتخعاب‪ ،‬بينهعم ‪ 155‬مجعنـعس والبقيعة )أي ‪1213‬‬
‫‪2‬‬
‫ناخب( غير موجودة في هذه الدائرة النتخابية‪ ،‬كما هو واضح في عينة مععن كشععف النععاخبين‪ .‬يمثععل‬
‫البحرينيين ‪ %32‬من الكتلة النتخابية‪ ،‬ويمثل المجنسين ‪ %8) %68‬قععاطنين‪ %60 ،‬تعيععش خععارج‬
‫الزلق‪ ،‬بل خارج البحرين(‪ .‬ل يزيد تمثيل المواطنين العذين صعوتوا ععن ‪ %32‬فعي حيعن ‪ %68‬معن‬
‫الكتلة النتخابية من المجنسين وقد حسم لصالح من أنتخبه المجنسون خارج الععدائرة وهععو ل يمثععل‬
‫إرادة المواطنين‪.‬‬
‫]‪ [62‬قانون ‪ 45‬لسنة ‪2002‬م‬
‫]‪ [63‬نص القرار ‪ /‬معظم حالت التجنيس الستثنائي يعتقد بأنها حدثت في التسعينيات وبمراسيم‬
‫خاصة من المير الراحل‬
‫]‪ [64‬قانون الجنسية لعام ‪1963‬م‬
‫]‪ [65‬قانون جوازات السفر البحريني رقم )‪ (11‬لعام ‪1975‬م‬
‫]‪ [66‬المحرومون من الجنسية‪ ،‬أمثلة‪ ،‬انظر الملحق‬
‫]‪ [67‬عائلة الستراوي‬
‫]‪ [68‬جمعت لجنة ضحايا التعذيب معلومات عن هذا العدد‪ .‬كما رفعت اللجنععة عريضععة تحمععل ‪33‬‬
‫ألف توقيع من المتضررين والمتعععاطفين معععه يطععالبون بععالتعويض ومحاكمععة المسععؤولين‪ .‬ويمكععن‬
‫مراجعة تقارير منظمة العفو الدولية وآليات المم المتحدة عن انتهاكات إبان الحداث التسعينات‬
‫]‪ [69‬لم تعترف السلطات في البداية بتجنيس أفراد قبيلة الدواسر السعوديين‪ ،‬ولكن بعععد تقععديم‬
‫جمعيات المعارضة لدلئل قاطعة على ذلععك فععي نععدوة جماهيريععة بتاريععخ ‪ 16‬يوليععو ‪2002‬م‪ ،‬أعلععن‬
‫الملك بعد ذلك بأنه تم تجنيسهم لن أجدادهم سكنوا البحرين في العشرينيات من القرن الماضي‪.‬‬

‫‪ 8‬يوليو ‪2004‬م‬

‫‪18‬‬
‫‪2‬‬
‫‪18‬‬
‫في ندوة حول التجنيس‬
‫‪3‬‬
‫التجنيس غير العادل أسفر عن كراهية البحرينيين للجانب‪ ..‬وهذا‬
‫ليس من طبعهم‬

‫الكاتب ‪ :‬مكي حسن‬

‫أقععدمت حكومععة البحريععن علععى منععح الجنسععية البحرينيععة للكععثيرين مععن جنسععيات متعععددة خلل‬
‫السنوات العشر الماضية بات المجتمععع البحرينععي فيهععا مكونععا مععن العديععد مععن الجنسععيات وحصععل‬
‫معظمهم على الوظيفة والصحة والسكن‪ ،‬المر الذي قد يؤثر في مستوى الخدمة لبناء البلد‪ .‬جععاء‬
‫ذلععك فععي مسععتهل نععدوة التجنيععس السياسععي فععي البحريععن والتأمينععات الجتماعيععة الععتي نظمتهععا‬
‫الجمعيات الربع السياسية )الوفاق السلمية‪ ،‬العمل الوطني‪ ،‬العمععل السععلمي‪ ،‬التجمععع القععومي(‬
‫بنادي العروبة في الجفير وشارك فيها عدد من الجمعيات السياسية والنسائية وحقوق النسان‪.‬‬

‫كان الدكتور عبععدالجليل السععنكيس أول المتحععدثين فععي هععذا الموضععوع مععن خلل دراسععة أعععدها‬
‫شععملت انتهاكععات حقععوق النسععان مععن خلل التجنيععس السياسععي والتععأثير المباشععر فععي الحقععوق‬
‫القتصادية والجتماعية مشيرا الى ان دسععتور البحريععن حععدد للجنسععية شععرط القامععة ‪ 10‬سععنوات‬
‫للعربي و ‪ 25‬سنة لغير العربي وذلك لمنح الجنسية البحرينية إل أن البحرين لم تلععتزم بععذلك‪ ،‬وقععال‬
‫إن حجم البطالة في تصاعد فسوف يدخل السوق البحرينية ‪ 60‬ألف عاطل خلل العقد القادم‪.‬‬

‫و اوضح ان الدراسات التي أجريت تتوقع ان يكون هناك ‪ %53‬من العمالة البحرينية رواتبهععا أقععل‬
‫من ‪ 200‬دينار بحريني و ‪ %37‬دخلها الشهري في حدود ‪ 150‬دينارا بحرينيا ويعيش ‪ %8‬بأقععل مععن‬
‫‪ 100‬دينار بحريني في الوقت الذي ل يوجدضمان اجتماعي للعاطلين أو العععاجزين عععن العمععل مععع‬
‫العلم ان الحد الدنى للجور بحسب الدراسات الميدانية يجب أل يقل عن ‪ 350‬دينارا بحرينيععا‪ ،‬كمععا‬
‫استعرض السنكيس في ورقته جوانب أخرى تتعلق بانتهاكات حق العمل والحياة الكريمة وتجاوزات‬
‫لحقوق المرأة في العمل والتعليم والصحة وتصاعد أعداد الخريجات وهذه الممارسععات تعععد انتهاكععا‬
‫لحقوق المرأة التي أقرتها اتفاقية منععع التمييععز ضععد المععرأة الععتي صععدقت عليهععا البحريععن فععي ‪18‬‬
‫يوليو ‪ 2002.‬كما استعرض الدكتور السنكيس العديععد مععن المحععاور المتصععلة بالموضععوع مثععل آثععار‬
‫التجنيععس فععي الطفولععة والتمييععز فععي منععح الجنسععية حيععث تعطععى لشععخاص دون آخريععن رغععم‬
‫استحقاقيتهم مثل عائلة الحاج صالح الستراوي ومنهم في مثل حالته رغم كونهم مواطنين أصععليين‪،‬‬
‫فإن التمييز حال دون منحهم الجنسية البحرينيعة‪ ،‬بالضعافة العى انتهاكعات السعكن والحصعول علعى‬
‫الوظائف وبروز ظاهرة كره الجانب في الوقت الذي عرف فيه المجتمع البحريني بالتسامح وعععدم‬
‫الحساسية من وجود الجنبي بين صفوفه‪ ،‬واشار الى ان التجنيس عملية واسععة كعان الهعدف منهعا‬
‫عدة أغراض‪.‬‬

‫من جهة ثانية تناول جمععال السععلمان معن التجمععع القععومي الثععار الجتماعيعة للتجنيععس معن خلل‬
‫استعراض دراسة عشوائية لمجموعة من المواطنين شملت ‪ 180‬شخصا حول هل التجنيس عمليععة‬
‫سليمة؟ أوضحت الدراسة ان ‪ %86‬ذكروا ان عملية التجنيس عمععل غيععر حكيععم‪ %95 ،‬ذكععروا أنهععا‬
‫تحمل صبغة سياسية‪ %96 ،‬ذكروا ان التجنيس ل يستند إلى شرعية قانونية‪ %97 ،‬ذكروا أنها تؤدي‬
‫الى مشاكل اجتماعية‪ %98 ،‬ذكروا أنها ذات آثار سلبية على الخدمات‪ .‬كما تنععاولت النعدوة )إصعلح‬
‫هيئتي التقاعد والتأمينات الجتماعية( بدراسة عرضها إبراهيععم شععريف مععن جمعيععة العمععل الععوطني‬
‫‪18‬‬
‫‪3‬‬
‫‪18‬‬
‫سلط فيها الضواء علععى الفلس المتوقععع ونتععائج التحقيععق الععذي أجرتععه لجنععة التحقيععق البرلمانيععة‬
‫‪4‬‬
‫ووجود اكتواري لدراسة الموضوع مشيرا إلى أهم ما جععاء فععي تقريععر لجنععة التحقيععق‪ ،‬حيععث تععبينت‬
‫اللجنععة وجععود إفلس اكتععواري أي زيععادة فععي اللتزامععات السععابقة علععى الصععندوق والهيئة عععن‬
‫الموجودات والحتياطيات مما يؤدي إلى عجز في غضون العشرين سنة القادمة‪.‬‬

‫كما شمل تقرير اللجنة عدم استقللية الهيئة وهيمنة الحكومة علععى مجلععس الدارة وعععدم وجععود‬
‫تمثيل كاف للمشتركين والمتقاعدين وتدخل الحكومة في استثماراتها في مركز المعععارض وشععركة‬
‫ملعب الجولف وإنقاذ مؤسسات ماليععة وشععطب قععروض كلهععا تخععالف القععانون واسععتقللية الهيئة‪،‬‬
‫بالضافة الى ضعف الجهاز الداري والستشاري وعدم الستماع الى نصائح الخبير الكتععواري ‪ ،‬مععن‬
‫جهة أخرى لوحظ ان هناك قصورا في التقرير يتعلق بعدم الكشعف ععن الفسعاد والععبيئة الععتي نشععأ‬
‫فيها وغياب الرقابة المالية من قبل مجلععس النععواب واسععتبدال ذلععك بععديوان الرقابععة الماليععة الععذي‬
‫سحب بساط الرقابة من المجلس النيابي‪ .‬كما استعرضت الدراسة ضرورة وقععف التقاعععد المبكععر‪،‬‬
‫وإعادة النظر في تخفيض الشتراكات ودورها في إضعاف الوضع المعالي للهيئة والوصععول بهعا الععى‬
‫حافة الفلس‪ ،‬ونبه المتحدث الى ان نظام التقاعععد فععي البحريععن ليععزال يافعععا علععى خلف النظعم‬
‫التقاعدية في الدول المتقدمة التي بدأت تجني ثمار التقاعد في حين الى الن لم يحن جنععي ثمععاره‬
‫في البحرين وذلك لقصر المدة الزمنية‪.‬‬

‫وكانت الورقة الخيرة للععدكتور عبععدالعزيز أبععل تنععاول فيهععا التحقيععق البرلمععاني وأوضععح أننععا فععي‬
‫البحرين بحاجة كبيرة إلى معرفة أصول وآليات التحقيق في البرلمانععات وتجععارب الععدول المتقدمععة‬
‫كبريطانيا والوليات المتحدة وفرنسا التي سبقتنا بعقود فععي هععذا الشععأن‪ ،‬وأشععار إلععى ان التحقيععق‬
‫البرلماني حق مسلم به لكل عضو وحق مضمون للمجلس ككل ولكععن لصعععوبة ممارسععة التحقيععق‬
‫في موضوع معين من جميع أعضاء المجلس فلقد درج التقليد على تشععكيل لجنععة خاصععة لموضععوع‬
‫معين وفي مدة محددة‪ ،‬والوليات المتحدة ل تعرف نظام التساؤل أو السععتجواب البرلمععاني لكنهععا‬
‫تعرف نظام التحقيق بواسطة اللجان التي يشكلها الكونجرس‪ ،‬أما فرنسا فععإن التحقيععق البرلمععاني‬
‫عندها يعتبر نموذجا باهتا بالمقارنععة مععع غيععره مععن الععدول المتقدمععة إل انععه رغععم الختلفععات يظععل‬
‫التحقيق البرلماني يعالج القضايا الحساسة التي تهم الدولة وحسن أدائها يقوم به المجلععس النيععابي‬
‫)التشريعي( أو يعهد الى لجنة مشكلة من أعضائه للتحقيق في طعون النتخابات على سبيل المثال‬
‫وهي عملية تدخل في صلب مهام القضاء أو التحقيععق الجنععائي عنععدما يتعلععق المععر باتهععام الععوزراء‬
‫بواسطة مجلس النواب‪.‬‬

‫أخبار الخليج|العدد ‪ 10|9605‬يوليو ‪ 2004‬م الموافق ‪ 22‬جمادى الولى ‪1425‬هع‬

‫‪18‬‬
‫‪4‬‬
‫‪18‬‬
‫ل نريد للبحرين أن تكون مأوى للعجزة‬
‫‪5‬‬ ‫نواب‪ :‬يجب التأني في اتخاذ قرار توطين المستثمرين‬

‫الكاتب‪ :‬عبدالهادي مرهون‬

‫أكد عدد من النواب ضععرورة التعأني فععي اتخععاذ قععرار تععوطين المسععتثمرين ولسععيما قعرار الدارة‬
‫العامة للجنسية والجوازات والقامة الجديد الذي ينص على تععوطين المقيميععن لكععثر مععن ‪ 15‬عامععا‬
‫بدول مجلس التعاون الخليجي ممن يمتلكون إيداعات بقيمة ‪ 40‬ألف دينار بحريني واتخاذ البحريععن‬
‫وطنا دائما إذ اتفقوا علععى وجععوب أن يكععون هععذا القععرار واضععحا وجليععا ومدروسععا ويراعععي مصععالح‬
‫المواطن والوطن‪.‬‬

‫من جانبه‪ ،‬قال النائب الول لرئيس مجلس النواب عبدالهادي مرهون‪" :‬ليس مطلوبععا مععن الدارة‬
‫البيروقراطية تحويل البحرين إلى دار كبيرة للعجزة فإن مثل هععذه القععرارات غيععر المدروسععة تععؤثر‬
‫سلبا على البحرين ول تنفع القتصاد ويجب أل تكون بقرارات إدارية وحسب فعإنه بحسعب الدسععتور‬
‫يجب أن تعرض هذه المور على شعكل قعوانين وتنعال موافقعة مجلعس النعواب قبعل تفعيلهعا‪ .‬هعذه‬
‫القرارات يتداخل فيها ما هو اجتماعي بما هو اقتصادي بما هو أمنععي كععذلك ويجععب أن تكععون محععل‬
‫دراسة دقيقة"‪.‬‬

‫وأضاف مرهون‪" :‬ما جدوى أن يكون لدى من يتقاعدون في دول الجععوار أرصععدة ماليععة ل تتجععاوز‬
‫‪ 40‬ألف دينار وهععم ل يصععنفون فععي هععذه الحالععة كمسععتثمرين فمععا الجععدوى مععن إعطععائهم حقععوق‬
‫المواطنة من دون ضمانة أن يدخلوا في مشروعات استثمارية كبرى وحقيقية مععؤثرة‪ ،‬ولععذلك فععإن‬
‫تبعات وجودهم اقتصاديا واجتماعيا مكلفة بالنسبة إلى المملكة في مقابل إسهام قليل وغيععر مؤكععد‬
‫في عملية التنمية"‪.‬‬

‫وشدد مرهون "أخشى أن تكون هذه القرارات طريقا آخر للتجنيس الذي اتضحت مساوؤه والععتي‬
‫طالما حذرنا منها في المجلس وحذر منها جميع المتابعين للشأن العام‪ .‬نحن بطبيعععة الحععال نشععجع‬
‫الحكومة على استقطاب الستثمارات الحقيقيععة والمسععتثمرين‪ ،‬ولكععن بطععرق مدروسععة ذات عععائد‬
‫مجز للبحرين ومن الهمية أن يسبق كل ذلك تهيئة مناخ الستثمار الذي يشجع المسععتثمرين لتخععاذ‬
‫البحرين موطنا لستثماراتهم‪.‬‬

‫ومن جانبه‪ ،‬قال النعائب عبععدالنبي سععلمان "إننععا بحاجععة ماسععة إلععى دراسععة مثععل هععذه القعرارات‬
‫المقدمة من قبل الدارة العامة للجنسية والجوازات والقامة بعيدا عن الرتجال العذي يبعدو أنعه تعم‬
‫بناء عليه السماح للجانب المقيمين فععي دول الخليععج المجععاورة بحععق القامععة واسععتخدام البحريععن‬
‫كوطن لهم‪ ،‬هناك ومن دون شك تبعات لمثل هذه القرارات وكيفية تطبيقها على الكععثير مععن أوجععه‬
‫الحياة القتصادية والجتماعية فليس كافيا أن يعطى الجانب حق المواطنععة بكععل مععا تعنيععه الكلمععة‬
‫مقابل امتلكهم لع ‪ 40‬ألف دينار فقط كرصيد مصرفي أو حتى ‪ 50‬ألف دينار للمقيمين من الجانب‬
‫في البحرين‪ ،‬إذ يتم التغطية على ذلك بدعوى انعاش القتصاد الوطني والبورصعة‪ .‬وأضعاف سعلمان‬
‫"ان هذا في رأيي قرار يؤثر أصل على شروط القامة والستثمار‪ .‬وبالتالي فإن مجععرد التفكيععر فععي‬
‫عمل يدخل ضمن المععور المتعلقععة بشععروط المواطنععة لبععد أن يععدرس مععن جععوانبه‪ ،‬فلنععدرس مثل‬
‫تجارب الوليات المتحدة وكندا ونيوزلندا وغيرها عندما يعطون حق المواطنععة علععى شععكل بطاقععات‬
‫‪18‬‬
‫‪5‬‬
‫‪18‬‬
‫اقامة كالبطاقة الخضراء وغيرها‪ .‬هنالك شروط للطرفين وتسهيلت تدخل في صميم عملية تشجيع‬
‫الستثمار‪ ،‬فهل امتلك ‪ 40‬ألفا كرصيد مصرفي تكفي؟ أو هل تملك منزل أو شقة تكفي"‪6 .‬‬

‫وشدد سلمان "إننا في حاجة ماسة لمستثمرين واستثمارات وخبرات وفنيين يضععيفون لنععا الكععثير‬
‫وليس لمن تجاوزوا سن التقاععد‪ .‬نريعد معن يعأتي لنعا ليسعتثمر أن تكعون لعديه مشعروعات وأفكعار‬
‫وأموال وخبرات يسهم بها في تطوير عملية السععتثمار بجميععع أشععكالها‪ ،‬ليععس إنصععافا أن نسععتقدم‬
‫المتقاعدين فقط لنهم يمتلكععون أرصععدة‪ ،‬علوة علععى أن الرصععدة المطلوبععة ل ترقععى فعل ليكععون‬
‫صاحبها مستثمرا وقادرا على الدفع بعجلة الستثمار والسهام فيهععا‪ .‬أعتقععد أن هععؤلء سععتكون لهععم‬
‫حقوق على الدولة فيما بعد تفوق ما سيقدمونه لها‪ ،‬هناك مشكلت إسكانية وشععحة فععي العقععارات‬
‫والراضي وهناك صعوبة في التداوي والمستشفيات والمدارس والطعرق‪ ،‬ثعم معا هعو توقعنعا للععدد‬
‫المطلوب؟ وهل من دراسة للعائد الحقيقي لمثل هذا القرار‪ .‬أناشد المسئولين أن يتريثوا ويدرسععوا‬
‫القرار جيدا‪ ،‬فنحن نريد تشجيع هذا التوجه ولكن ليععس علععى حسععاب زيععادة الضععغوط علععى الدولععة‬
‫والقتصاد‪ ،‬نعم فلنشععجع المسععتثمرين ولنعطهعم القامععة وحععتى الجنسععية مسععتقبل ولكععن بشععروط‬
‫أفضل‪ ،‬وعلى أن يستثمروا المليين ويعرضععوا مشععروعات علععى الدولععة والقطععاع الخععاص ويععدخلوا‬
‫شركاء في عملية التنمية وليس فقط لنهم أصحاب رصيد مصرفي أو أن لديهم تأمينا صحيا‪ ،‬وهععذه‬
‫مسألة تحتاج لعادة نظر ودراسة أفضل"‪.‬‬

‫صحيفة الوسط| ‪2004-08-18‬‬

‫‪18‬‬
‫‪6‬‬
‫‪18‬‬
‫من جديد المواطن يدفع ثمن إزدواج الجنسية بإسم الديمقراطية‬
‫‪7‬‬
‫الكاتب ‪ :‬عبدالجليل عبدالله‬

‫بعد تأييد التمييز لحكم صدر ضده‬


‫أنباء عن هروب المصفي المتهم بالستيلء على نصف مليون‬

‫تواردت أنباء عن هروب المصفي القضائي المتهم بالستيلء على تركة ورثة تبلغ نحو نصف مليون‬
‫دينار‪.‬‬
‫مستغل انتدابه من قبل إحدى المحاكم لتصفية التركة‪.‬‬
‫ورجح أصحاب التركة أن يكون المعني تمكن مععن الهععرب خععارج البحريععن عععن طريععق اسععتخدامه‬ ‫ّ‬
‫جواز موطنه الصلي بعد ان أصدرت النيابة العامة قرارا بمنعععه مععن السععفر بجععوازه البحرينععي مععن‬
‫دون علمها بإزدواج الجنسية‪.‬وفيما قال أحد المحامين المطلعين على تفاصيل القضععية إن المصععفي‬
‫موجود في المملكة ولم يغادرها إذ شاهده منذ أيام‪ ،‬قععال متحععدث إن هععروب المعنععي جععاء بعععد ان‬
‫أصدرت محكمة التمييز حكما مؤيدا لحكم سععابق أصععدرته محكمععة السععتئناف العليععا يقضععي بعزلععه‬
‫كمصف قضائي وإلزامه بأن يرجع للورثة المبالغ المستولى عليها‪ ،‬إضافة إلععى إحالععة النيابععة العامععة‬
‫البلغ المقدم من العائلة إلى المحكمة الجزائية التي ستبدأ محاكمته في مايو‪ /‬أيار المقبل ‪.‬‬

‫في غضون ذلك ربط محامون أنباء الهروب لرتباط القضية بأشخاص في السلك القضائي سععهلوا‬
‫للمتهم الستيلء على التركة‪ ،‬وخصوصا بعد إصدار محكمة التمييز وهي أعلععى درجععة فععي التقاضععي‬
‫حكما لصالح الورثة‪ ،‬لكن المحامين ذاتهم ذكروا أن الهروب إن صح لن يمنع من كشف تفاصععيل مععا‬
‫حدث ومن تورط فيه‪.‬‬

‫إلى ذلك يملك أصحاب الشأن مستندات تثبت تورط أشخاص ذوي مناصب يملكون سععلطة اتخععاذ‬
‫القرار‪ .‬من ضمنها توقيعات على طلب بيع عقارات بمبالغ أقل من قيمتهععا فععي السععوق‪ .‬فضععل عععن‬
‫الموافقة على طلبات أخرى تسببت فيما حدث‪.‬‬
‫من جانبه قال وكيل الورثة المحامي علي العريض إن التمييععز أيععدت حكععم السععتئناف الععذي ادان‬
‫المصفي في ما نسب إليه وعددت ما قام به من إجراءات غير قانونية‪.‬‬

‫في الموضوع ذاته منع حكم الستئناف المؤيععد مععن التمييععز المصععفي مععن التصععرف فععي أي مععن‬
‫أصول التركة‪ ،‬إضافة على نذب خبير محاسبي كمصف قضائي لبحث ما قععام بععه المصععفي السععابق‬
‫من إجراءات وإثبات جميع أصول التركة التي استحوذ عليها‪.‬‬
‫من ناحية أخرى علمت "الوسط" ان المجلس العلععى للقضععاء وهععو الجهععة المنععاط بهععا محاسععبة‬
‫منتسبيه لم يقم بالتحقيق في إدعاءات بوجود متورطين تسببوا بقراراتهم في ضياع التركة‪.‬‬

‫وكعانت العائلعة أقعامت دعواهعا أمعام المحكمعة البتدائيعة‪ ،‬وطعالبت فيهعا الحكعم بععزل المصعفي‬
‫القضائي وتعيين مصف آخر بدل منه لستيلئه على ورثهم وعدم تقديمه منععذ تعيينععه فععي ‪ 19‬ينععاير‪/‬‬
‫كانون الثاني ‪ 2000‬أي تقرير‪ ،‬كما باع بعض عقارات التركة بثمن بخس من دون الخذ باعتراضععهم‬
‫واستولى على أثمانها لصالحه‪ ،‬متعلل بسداد ديون على التركة سبق أن سددت قبل تعيينه‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫‪7‬‬
‫‪18‬‬
‫وقال أحد افععراد العائلععة إن أصععحاب التركععة سععبقوا أن أوضععحوا لمحكمععة السععتئناف التجععاوزات‬
‫‪8‬‬
‫القانونية للمصفي‪ ،‬واضافوا أن قرار محكمة أولى درجة بتعيينه "جاء مخالفا لرغبتهععا وبععاع عقععارات‬
‫التركة بأسعار بخسة ل تتناسب مععع القيمععة الحقيقيععة‪ ،‬واختلععق ديونععا للتركععة غيععر موجععودة ومبععالغ‬
‫مجهولة المصدر ولم يودع المبالغ التي كععان يتسععلمها ومععن ضععمنها عقععار فععي المععاحوز وآخععر فععي‬
‫القفول‪ ،‬وقام بسحب وقبض مبالغ من دون سندات تثبت ذلك"‪.‬‬
‫وقالت وارثة‪ :‬إن التجاوزات القانونية حدثت بعلم من قاض انتدب المصععفي القضععائي علععى رغععم‬
‫عدم موافقة أصحاب التركة على قرار انتدابه ليباشر أعمال التصفية‪ ،‬ول نثععق بععذمته الماليععة كععون‬
‫عائلة أخرى تسلم تركتها كمصف واستولى عليها‪ .‬وأضافت أن أصحاب القضية طلبوا مععن محكمععة‬
‫الستئناف بعد تقديم جميع المستندات التي تبين سرقة التركة إبطال جميع الجراءات التي قام بهععا‬
‫المصفي‪ ،‬كما قدموا ما يثبت رسميا من المصارف أن الديون المطالبين بها أقل بكثير عععن المبععالغ‬
‫التي ادعاها المصفي وضمنوا دعواهم الحكم الصادر عن المحكمة الكبرى والقاضي برفض الدعوى‬
‫التي تقدموا بها‪ ،‬مطالبين بعزل المصفي خشية ضياع التركة‪.‬‬

‫وذكر أصحاب التركة أن المصفي طلب في دعوى له إلععزام العائلععة أن تععدفع لععه ‪ 45‬ألععف دينععار‪،‬‬
‫محتجا على أتعابه التي يتقاضاها والبالغة ألفي دينار‪ ،‬إذ حصل على هذا الحكم مععن إحععدى المحععاكم‬
‫وهو ما دفع العائلة إلى الطعن فيه‪.‬‬

‫وقالت محكمة الستئناف في حكمها بعععد تقععديم العائلععة مسععتندات تععبين قيمععة الععديون الحقيقيععة‬
‫والتي ل تتجاوز ‪ 16‬ألف دينار إنععه ثبععت لععديها أن المصععفي بععالغ فععي ديععون التركععة بشععكل مخععالف‬
‫للحقيقة والواقع‪ ،‬كما ثبت في تقرير فرز الملك التابعة لوزارة العدل والذي تطمئن إليه المحكمععة‬
‫وتأخذ به أن قيمة عقار البرهامة هو مبلغ ‪ 262‬ألف دينار‪ ،‬في حيععن أن المصععفي بععاع العقععار بمبلععغ‬
‫‪ 154‬ألف دينار فقط‪ ،‬أي بفارق ‪ 108‬آلف دينار‪ .‬أما عقعار المعاحوز فقعدرته هيئة الفعرز بمبلعغ ‪68‬‬
‫ألف دينار‪ ،‬وباعه المصفي بمبلغ ‪ 35‬ألف دينار‪ .‬كما قالت المحكمة إنععه ثبععت مععن الوراق المقدمععة‬
‫من الورثة أن المحكمة وافقت حينها على بيع عقار في القفول بمبلغ ‪ 30‬ألف دينععار‪ ،‬لكنععه بععاعه بعع‬
‫‪ 17‬ألف دينار فقط‪ ،‬وبعملية حسابية بسيطة يلحظ فارق في السعر بين تقرير هيئة الفععرز والثمععن‬
‫الذي باع به المصفي وهو ‪ 141,744‬ويكون مجموع الفروق مبلغ ‪ 154,744‬وهو ما يثبت للمحكمة‬
‫عدم سلمة البيع وإقباله على بيع هذه العقارات واحدة تلو الخرى من دون مقتضى وبثمن بخس ل‬
‫يتناسب مع القيمة الحقيقية للعقارات‪ .‬كما يتضمن حكععم المحكمععة عععدة وثععائق وتجععاوزات قانونيععة‬
‫ذكرت بالتفاصيل‬

‫نهاية الجزء الول‬


‫‪08-04-2005‬‬

‫‪18‬‬
‫‪8‬‬
‫‪18‬‬
‫التجنيس السياسي بؤرة تهدد أمن الجميع‬
‫‪9‬‬
‫الكاتب ‪ :‬لبيب الشهابي‬

‫لسنا بصدد الحديث عن مساوئ التجنيس السياسي في هذه العجالة ؟ فكلنا يعرفها ولمسها عععن‬
‫قرب ولكننا نتمنى أن ل تطلق الحكومة الموقرة العنان لعملية التجنيععس وتععأتي سععلطتها التنفيذيععة‬
‫بعد فوات الوان لتقول ما قاله الرئيس اللبناني الياس الهراوي بعد انتهععاء مععدة رئاسععته ‪ :‬لععم أنععدم‬
‫على شيء طوال مدة رئاستي الععتي اسععتمرت تسععع سععنوات كمععا نععدمت علععى مرسععوم التجنيععس‬
‫وللراغبين في الطلع على التجربة اللبنانية في هذا المجال حرية البحث والمطالعة ليروا تد اعيات‬
‫التجنيس في لبنان على الساحة الشعبية والحكومية ‪.‬‬

‫الوجود الجنبي في البحرين ليس وليد النتفاضة المباركة وان كان قد شهد تصاعدا ً لم يسععبق لععه‬
‫مثيل ‪ ،‬وقد شهدت سنوات القرن الماضي حوادث وان كععانت فرديععة إل أنهععا مؤشععر علععى خطععورة‬
‫عملية التجنيس حتى على الصعيد الرسمي‪.‬‬

‫ففي أغسطس من عام ‪1926‬م أطلق شرطي بلوشي النار على رئيس شرطة المنامة ممععا أدى‬
‫إلى مقتل ضابطين هنديين واصابة المعتمد السياسي المقيم ية البحريععن الميجععر ديلععي فععي ظهععره‬
‫شفي منها تدريجيا بعد ذلك ‪ ،‬وفي ‪ 22‬نوفمبر ‪1957‬م أطلق النار بلوشي آخر على ضععابط عراقععي‬
‫يدعى علوان أفندي في غرفة الوحدة العسكرية في القلعة بالمنامة انتقامععا وقععد قتععل فيهععا ضععابط‬
‫عربي كان يحاول تجريد الشرطي من سلحه حين أمطره بوابل من الرصاص ‪.‬‬

‫لكل مجتمع من المجتمعات عاداته وتقاليده وقد أدخلت عملية التجنيس السياسي عادات وتقاليععد‬
‫وأعرافا لم يكن للمجتمع البحريني قبل بها ‪ .‬فالردنيون ‪ ،‬على سععبيل المثععال ل الحصععر‪ ،‬يمارسععون‬
‫جرائم الشرف التي عجز القانون الردني‪ ،‬على الرغم من معاقبة المذنبين بالعدام ‪ ،‬عن الحد منها‬
‫أو استثصالها لكونها تنبعث من روحية انتقامية خصوصا حيععن يكععون المجنسععون مععن البععدو والغجععر‬
‫بشهادة الردنيين أنفسهم ‪.‬‬

‫وقد أدى استجلب أعداد هائلة من المجنسين إلى ضخ أعداد كبيرة ل يستوعبها سوق العمل منهععا‬
‫ما كان مهيئا ً لتسلم وظائف في وزارة الدفاع ووزارة الداخلية ومنها مععن لععم تكععن وظيفتععه جععاهزة‬
‫مما أدى إلى مزاحمة المواطنين في أرزاقهم فنرى أن المجنسين العذين يعتعبرون البحريعن مرحلعة‬
‫انتقالية في عمرهم يعملون في كل مجال ويقترضون مبالغ هائلععة مععن البنععوك وحيععن تحيععن سععاعة‬
‫الصفر يهربون إلى أوطانهم ليستصلحوا الراضي ويعمروا ديارهم ‪.‬‬

‫قضية البطالة التي كانت إحدى شرارات النتفاضة المباركة ‪ ،‬والتي راح شهدائنا البرار فيها حيععن‬
‫دافعوا عن كيانهم وكينونتهم ‪ ،‬قد غععذاها التجنيععس بسععبب تغلغععل الععذين لععم يكععن لهعم نصععيب فععي‬
‫الحصول على وظائف حكومية فضل عن ممارسة الدعارة ومزاولته كأي نشاط تجععاري وقععد آسععهم‬
‫التجنيس ف ازدياد حدة البطالة مما أدى إلى ظهور جرائم السععرقة بشععكل ملحععوظ فععي السععنوات‬
‫الخيرة لسد الرمق مع أن ذلك ليس مبررا لمثل هذه الجريمة ومثيلتها ‪.‬‬

‫إن التجنيس بطريقته الحالية عبث واضح لخلخلة التركيبة السكانية ستنجلي آثاره ‪ ،‬في مدة زمنية‬
‫‪18‬‬
‫‪9‬‬
‫‪19‬‬
‫محدودة ‪ ،‬على شرائح المجتمع المختلفعة ‪ .‬فلعم يقتصعر التجنيعس علعى وزارتعي الداخليعة والعدفاع‬
‫‪0‬‬
‫والحرس الوطنين بل تعد إلى وزارات الدولة ومؤسساتها المختلفة ‪ .‬فععوزارة التربيععة ‪ ،‬الععتي تعععاني‬
‫من قضية المدرسين العاطلين ‪ ،‬تضم العدد الكبير من المستوطنين من جنسععيات عربيععة مختلفععة ‪،‬‬
‫أخذت فرص المواطن البحريني في مجال التعليم ‪ .‬كما لععم يسععلم التعليععم العععالى مععن التجنيععس ‪،‬‬
‫فلقد جنس كثير من أساتذة جامعة البحرين من دول عربية مختلفة ‪ ،‬والسوأ من ذلععك ‪ ،‬أن يصععادر‬
‫حق المواطن في البتعاث للدراسات العليا ليبتعث بدل منه من جنس من المبينين ولم تععدوم فععترة‬
‫تجنيسه سنة واحدة ‪ .‬كما ضخ في السوق أعدادا هائلة ممن يمارس كل أنواع التجارة والعقععارات ‪،‬‬
‫ليزاحم البحريني في رزقه وفي أرضه ‪.‬‬

‫ليمتلك الكل روحية القبععول والتعععاطي مععع المجنسععين "المسععتوطنين" بشععكل هععادئ وحضععاري‪.‬‬
‫الحكومة مسئولة عععن كععل الحععالت الععتي قععد تنجععم مععن صععراعات ناتجععة عععن رفععض التطععبيع مععع‬
‫المجنسين ‪-‬مع الحترام للجميع ‪ .‬ففي نظععر المععواطن ‪ ،‬المجنععس هععو مسععتوطن جععاء ليععس فقععط‬
‫ليزاحم المواطن في لقمة العيش ‪ ،‬بل ليسلبها من فمه في بعض الحيان ‪ ،‬والشععواهد كععثيرة علععى‬
‫ذلك ‪ .‬كما إن أمنه ورفاهيته تبني على أمن واستقرار المواطن على جميع الطر والمستويات ‪.‬‬

‫إن التجنيس والستيطان بؤرة ستنفجر في أي وقت ‪ .‬كما ستولد هذه العملية حالت عنععف تطععال‬
‫كل طبقات المجتمع من دون تمييز‪ ،‬وعندها يفقععد الجميععع المععن والسععتقرار‪ .‬إن ذلععك ‪ ،‬بل شععك ‪،‬‬
‫توطئة لوضاع خطيرة سيتأثر بها الشعب والحكومة ‪ ،‬ول بد من التدخل لوقف التععدهور فععي تنععامي‬
‫حالة الحتقان الشعبي نتيجة التوطين‪.‬‬

‫ة وشعبا ً ‪ ،‬نناشد المسئولين بإعععادة النظععر فععي عمليععة التجنيععس‬


‫من أجل مصلحة الجميع ‪ ،‬حكوم ً‬
‫السياسي وأخذ خطوات جريئة ‪ ،‬ليس فقط بوقفه ‪ ،‬وانمععا باسععتعادة الجنسععية مععن كععل معن جنععس‬
‫لسباب سياسية وبطريقة ل ينطبق عليها القانون البحريني للجنسية‪ .‬و هنا ل نتحدث عععن مسععلوبي‬
‫الجنسية والذين لم يجنسوا لسباب سياسية ‪ ،‬وانما عن الذين جنسوا خارج القععانون وذلععك لخلخلععة‬
‫التركيبة السكانية‪.‬‬

‫‪09-05-2005‬‬

‫‪19‬‬
‫‪0‬‬
‫‪19‬‬
‫كفاكم صراخا عن "التجنيس"‬
‫‪1‬‬
‫الكاتب ‪ :‬محمد العثمان‬

‫على النععواب فتعح ملعف التجنيعس بدرجععة عاليعة معن التجعرد والسعمو العوطني‪ ،‬فتجعاوزات‬
‫التجنيس هي خطر قومي وله تبعات اجتماعية وسياسية واقتصادية‪.‬‬

‫‪ ..‬ومشاعر السخط العام من التجنيس العشوائي يلمسها ليس مواطنعو البلعد وحعدهم‪ ،‬بعل‬
‫تتخطى ذلك إذ ان أهل الخليج والعرب ‪ -‬ممععن ألتقيهععم ‪ -‬يتحععدثون عععن هععذا الخطععأ الجسععيم‬
‫وتجاوز الدستور والقانون والعراف الدولية في عملية التجنيس العشوائي‪.‬‬

‫سنستعرض بعضا من آثار التجنيس العشوائي على البلد والعباد‪ ،‬من ناحية البطالة‪ ،‬السكن‪،‬‬
‫العادات والتقاليد الجتماعية‪.‬‬

‫البطالة‪ :‬تطال البطالة أبناء الطائفتين في البلد‪ ،‬إل من رحم ربي بسبب واسطة أو عرق أو‬
‫قبيلة تنقذه مما يعاني منه من تشرذم وضياع‪ ،‬ومن اللم النفسي العذي يععاني منععه‪ ،‬ل يشعععر‬
‫بذلك هذا الخ المنعزل والمنكفئ عععن النععاس والععذي يطععل علينععا مععن شععرفة منزلععه مطالبععا‬
‫بالتجنيس‪ ،‬مدعيا المحافظة على التععوازن‪ ،‬يععا أخععي ل نريععد توازنععات‪ ،‬نريععد حقوقععا وواجبععات‪،‬‬
‫بالعربي مواطنة‪ ...‬وقطعا هو ل يشعر بالبطالة‪ ،‬إذ ل يشعر بها ال من انكععوى بنارهععا وذاق مععر‬
‫السؤال وضيق الحال‪.‬‬

‫السكن‪ :‬يبصر كل عاقل مدى استفحال أزمة السععكان فععي البحريععن‪ ،‬ويععدرك البعععض مععدى‬
‫تأثير ذلك على الستقرار النفسي للفرد في المجتمع‪ ،‬ومدى تعرض الستقرار السياسععي مععن‬
‫جراء هذا العسف في حقوق المواطنين‪ ،‬جميع المواطنين‪.‬‬
‫فالضائقة السكانية تثير الشفقة لدى جيراننا أبناء الخليج علينا كبحرينيين‪ ،‬بل وذلك من أشد‬
‫ما يؤلمهم حينما نتحدث لهم عن تملك المتنفذين لسعواحل البحريعن‪ ،‬وععن سعكن البحرينييعن‬
‫في شقق لمدد تتراوح بين ‪10‬و ‪ 15‬سنة!‬

‫ل يشعر بحجم المشكلة السكانية من ينفث سيجاره الكوبي على سواحل مدريد صيفا ومن‬
‫شرفة منزله المطلة على سواحل بلدنا الجميلة‪ ...‬ل يشعععر بععذلك الغبععن إل مععن انكععوى بنععار‬
‫البحث عن سكن‪ ،‬وتاه في أروقة وزارة السكان‪ ،‬وتلعثم أمام ضيوفه حينما يريد أن يقيم لهم‬
‫مأدبة في منزله‪ ،‬إذ ل يجعد مكانعا لجلوسعهم‪ ...‬ل يشععر بهععؤلء معن يطعالب بتجنيعس المزيعد‬
‫والمزيد من الجانب لكي يتملكوا معنا ما تبقى من فتات القوم‪..‬‬

‫ل يشعر بخطورة هذه المشكلة إل من يعيش في وسط الحياء القديمة من الفقععراء أو مععن‬
‫المتمسكين بمدنهم وقراهم‪ ،‬أما من يسكن في مناطق المرفهيين من بني البشر‪ ،‬فعي الفلعل‬
‫والقصور‪ ،‬فهؤلء ل يشعرون بذلك الخطر القادم على أولدنا وفلذات أكبادنا‪ ،‬فمثل أنععا أقطععن‬
‫في أحد الفرجان القديمة‪ ،‬مقابل بيتنا يسكن أفراد من نوعيات مختلفععة ل يربععط بينهععا رابععط‪،‬‬
‫بععالله عليكععم هععل أنععا أسععكن فععي البحريععن أم أننععي "نععازل" فععي مطععار البحريععن كمحطععة‬
‫"ترانزيت"!؟ وبعد ذلك نجد من يطالب بالتجنيس! يا أخي اذهب إلى تلك الحياء من المحععرق‬
‫"فريج بن هندي‪ ،‬العمامرة‪ ،‬المري‪ ،‬القمععره‪ ،‬بععن خععاطر‪ ،‬الشععيوخ‪ ،‬المنصععور‪ ...‬إلععخ" وسععترى‬
‫المعاناة للسكان الصليين‪ ،‬وتفقع عينك رؤية هؤلء الجانب‪.‬‬

‫فهل يأمن الهالي على أعراضهم وفلذات أكبادهم بهذا الوضع وفي مثل هذه البيئة؟ كفععاكم‬
‫صراخا من أبراجكم العاجية مطععالبين بععالتجنيس‪ ،‬كفععوا عععن هععذا الصععراخ‪ ،‬فععوالله ان النععاس‬
‫سئمت هذه التشقلبات الفكرية‪ ،‬التي تخرب الوطان وتمزق كياننا الوطني وتمسععخ تسععامحنا‬
‫الجتماعي البحريني‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫‪1‬‬
‫‪19‬‬
‫العادات والتقاليد الجتماعية‪ :‬من عادات أهل المناطق القريبة من البحععر الطيبععة والتسععامح‬
‫والليونة في السؤال والضيافة والكرم‪ ،‬بالله عليكم هل من تم تجنيسهم عشوائيا يحملون ‪2‬‬
‫تلك‬
‫الصفات أم العكس؟ أقولها صراحة لقد سئمنا من هؤلء فعاداتنععا وتقاليععدنا وهويتنععا البحرينيععة‬
‫مستباحة ومسفوحة سفحا‪ ،‬فكفاكم تضييعا لهععذه الهويععة وتععدميرا لمكونععات وعععادات وتقاليععد‬
‫شعب البحرين‪.‬‬
‫ومن كثرة من تم تجنيسهم عشوائيا يشعععر البحرينععي أنععه يعيععش غربععة فععي وطنععه! كفععاكم‬
‫صراخا فنحن بحرينيون ولنا الحق في أن نربي أولدنا علععى عاداتنععا وتقاليععدنا‪ ،‬وأن نعمععل فععي‬
‫بلدنا وأن نسكن ونقيم على أرضها‪.‬‬

‫صحيفة الوسط |‪2005-5-19‬‬

‫‪19‬‬
‫‪2‬‬
‫‪19‬‬
‫هجوم على المجنسين بسبب جرائم الغتصاب والسرقة ‪ ...‬فلتتوقف الجريمة‬
‫‪3‬‬
‫الكاتب ‪ :‬سلمان عبد الحسين‬

‫فلتتوقف الجريمة‬

‫ما يؤسف له في هذه اليام هو ازدياد معدلت الجريمة في البحرين‪ ،‬وتحديدا ً جريمععتي الغتصععاب‬
‫والسرقة‪ ،‬ففي كل مّرة نفجع بخبر مروع يخبر عن جريمة مروعة‪ .‬طفلة عمرها ‪ 15‬سنة‪ ،‬اختطفت‬
‫من بيتها‪ ،‬وتم العتداء عليها جنسيًا‪ ،‬ورميها في أحععد الحقععول‪ ،‬مععواطن خليجععي )عمععاني الجنسععية(‬
‫يقتله مواطن بحريني نتيجة رغبة المواطن البحريني بسرقة أمععواله‪ ،‬شععخص يحععاول سعرقة سععيارة‬
‫في منطقة توبلي‪ ،‬فيفلح في محاولته‪ ،‬ويكتشف أن بداخلها أختا ً لزوجة صععاحب السععيارة‪ ،‬فيتخلععص‬
‫منها برميها في الشارع‪ ،‬ليقوم بمهمة سرقة شنط النساء في سوق الرفاع وفي وضح النهار‪.‬‬

‫هذه بعض الجرائم التي حصلت في اليام الخيرة‪ ،‬ومازالت عالقة في الذاكرة‪ ،‬وإذا ما جئت إلععي‬
‫معدل الجرائم‪ ،‬فيمكن القول ‪ :‬إنها في ازدياد حقًا‪ ،‬ول يبدو أن لها نهاية أو أنها ستقف عند حد‪ ،‬كما‬
‫ل يبدو أن وزارة الداخلية ستقوم بدورها فععي محاصععرة هععذه الجععرائم والحععد منهععا‪ ،‬ويمكععن القععول‬
‫أيضا ‪ :‬إن هناك تسترا ً علععي طبيعععة الشععخاص القععائمين علععي هععذه الجععرائم‪ ،‬وإلععي أي الجنسععيات‬
‫ينتمون‪ ،‬فواقعنععا الهجيععن ديموغرافيعًا‪ ،‬يسععمح للكععثيرين بالتعععدي علععي أخلق أهععل البلععد وعععاداتهم‬
‫وتقاليدهم وانتمائهم السلمي‪ ،‬ومحاصرة القري بالكثير من مراكعز التسعوق العتي تنتشعر فيهعا دور‬
‫السينما‪ ،‬جزء من المشكلة‪.‬‬

‫هناك حديث عن شبكات دعارة منظمة في هذه البلد‪ ،‬وتم الكشف عن الكععثير منهععا بمبععادرة مععن‬
‫الهالي‪ ،‬ويمكن القول ‪ :‬إن ما يحدث لبنائنا وبناتنا من اعتداء جنسي علي أعراضهم يثير حمية كععل‬
‫أهل هذا البلد الموسومين بالتدين واللتزام‪ ،‬ول يمكن اعتبععار مععا يجععري مععن جريمععة منظمععة حععدثا ً‬
‫عابرًا‪ ،‬أو جزءا ً من تداعي أخلقيععات النععاس علععي هععذه الرض‪ ،‬بععل إنمععا يحععدث لععه علقععة بععالواقع‬
‫الديموغرافي الهجين‪ ،‬وإذا كان من شفافية في ملف جرائم المجتمع‪ ،‬فليكشف عن هوية الفاعلين‪،‬‬
‫وجنسياتهم الصلية‪ ،‬وليوجد إطعار مجتمعععي يسعاهم مععع الدولعة فعي حملععة تطهيعر البلععد معن هعذه‬
‫الجرائم‪.‬‬

‫الععذي يعععود للععوراء‪ ،‬يععدرك أن البحريععن لععم تكععن كععذلك‪ ،‬ل توجععد فيهععا الجريمععة بهععذه المعععدلت‬
‫المرتفعة‪ ،‬ل يتفنن فيها المجرمون بانتهاك أعراض الناس‪ ،‬والسطو علي ممتلكاتهم وتعريض حياتهم‬
‫للخطر‪ ،‬البحرين لم تكن كذلك في يوم من اليام‪ ،‬وإذا كان نمو الجريمة سععببا ً لسياسعات التجنيععس‬
‫الخاطئة لبعض الفئات غير المتمدنة‪ ،‬أو التي ل تعرف عن هذا الشعب الصيل وعن عاداته وأخلقععه‬
‫شيئًا‪ ،‬فيجب أن تتوقف هذه السياسة التي تسعي إلي تهجين ديموغرافيا البلد‪ ،‬وضععرب النععاس فععي‬
‫كل شيء‪ ،‬في أخلقياتهم‪ ،‬في دينهم‪ ،‬في لقمة عيشهم‪ ،‬في واقعهم السياسي وإحساسهم بكرامععة‬
‫المواطنة والنتماء إلي هذه الرض‪.‬‬

‫نعم‪ ،‬يجب أن تتوقف هذه السياسععة‪ ،‬وهععذا المطلععب ليععس بععدعا ً فععي المطععالب‪ ،‬ففععي أيععة دولععة‬
‫أوروبية‪ ،‬يخضع المجنس حديثا ً إلي سلسلة من التجارب علي أخلقه وسلوكياته ومقدار اندماجه مع‬
‫المجتمع‪ ،‬فإذا أخفق في هذه المسائل‪ ،‬سحبت منه الجنسية‪ ،‬أما هنا في البحرين ‪ :‬فيتعععرض تاريععخ‬
‫‪19‬‬
‫‪3‬‬
‫‪19‬‬
‫شعب ُبعني علي التدين واللتزام إلععي هععزات متواصععلة بسععبب جععرائم العععرض والسععرقات وتهديععد‬
‫‪4‬‬ ‫ف جفن للمسئولين‪.‬‬ ‫الرواح والموال‪ ،‬ول ير ّ‬

‫وهنا يجب التحذير من أن إيمان والتزام المجتمع وتاريخ وهويععة هععذا الشعععب خععط أحمععر ل يجععب‬
‫المساس به‪ ،‬عفة الفتاة عندنا شيء كبير‪ ،‬وهي العرض والفرض والحصن الخيععر الععذي نععذود عنععه‪،‬‬
‫وندفع أرواحنا ثمنا ً من أجل الحفاظ عليه‪ ،‬فنحن لسنا فععي أمريكععا لنشععهد هععذا النمععو المرتفععع فععي‬
‫معدلت الغتصاب والعتداء الجنسي‪ ،‬أو معدلت السععرقات‪ ،‬وإذا كععانت هنععاك مععن بيئة جاذبععة يتععم‬
‫تهيأتها لتقع هذه المصائب‪ ،‬فل يجب أن يتم الستمرار في هععذه الممارسععات الععتي تج عّر علينععا هععذه‬
‫الويلت‪ ،‬لسنا من دعاة هيئات المر بالمعروف والنهي عن المنكععر علععي النسععق الطععائفي‪ ،‬وطععرح‬
‫أغلب القيادات الدينيععة هععو طععرح العتععدال‪ ،‬والمععرأة عنععدنا مقععدرة ومشععاركة فععي كععل الفعاليععات‬
‫الجتماعية والسياسية‪ ،‬ولكننععا لسععنا مععن دعععاة بيععع الشععرف أو تعريضععه إلععي الضععياع علععي مذابععح‬
‫الجريمة‪ .‬فلتتوقف الجريمة‪ ،‬ولتكن هناك إرادة مسئولة للدولة في إيقافها‪.‬‬

‫صحيفة الميثاق | ‪2005-05-19‬‬

‫‪19‬‬
‫‪4‬‬
‫‪19‬‬
‫تحويل الشيعة لقلية‬
‫‪5‬‬
‫الكاتب ‪ :‬الدكتور عبد الجليل السنكيس‬

‫فقد عرفت البحرين بهويتها السلمية كمعا عرفععت بولئهععا لل الععبيت منععذ ان قععررت طواعيععة ان‬
‫تدخل السلم‪ ،‬والتزمت بمنهج اهل البيت عليهم السلم‪ ،‬حتى ان اهلها رفضوا دفع الجزية بعد وفاة‬
‫رسول الله )ص( بسبب ما طرأ على منصب الخلفة من تولي غيععر مععن نصععبه رسععول اللععه‪ ،‬فقيععل‬
‫انهم ارتدوا عن السلم‪ ،‬وحوربوا‪ .‬وبقى شعب البحرين على ولءه لهل البيت عليهم السععلم حععتى‬
‫يومنا هذا‪.‬‬

‫لقد تعزز لدى العائلة الخليفية‪ ،‬وبسبب محاولتها عبر السععنين إذلل ابنععاء البحريععن‪ ،‬بععأن الوسععيلة‬
‫الوحيدة للسيطرة التامة على الشعب وإسكات صوت المطالب الحقوقية الرافضة لتمكيععن القليععة‬
‫الحاكمة ورفض محاولتها لتغيير الهوية السلمية‪ ،‬هو بمقابلة هذه الكثرية المحكومة بعععدة وسععائل‬
‫تنتج بالخير سكونا ً وسكينة‪.‬‬

‫لقد قام مشروع العائلة الخليفية بقيادة حمد بن عيسى على دعامتين‪ :‬اولهما السماح بشيء من‬
‫حرية التعبير )خارج وسائل العلم(‪ ،‬وثانيهما‪ :‬استغلل فرصععة الهععدوء لنجععاز مهمعة تغييععر التركيبععة‬
‫السكانية‪ .‬وليس مستبعدا ان يكون حمد بن عيسى قد انتهى من تغيير التركيبة السكانية‪ ،‬حيععث بععدأ‬
‫يدير البلد وفق واقع جديد‪ ،‬في ما يلي بعض معالمه‪:‬‬

‫التعامل مع الطائفة الشيعية كأقلية‪:‬‬

‫فمنذ خروج الستعمار البريطاني وتكوين الدولة الحديثة‪ ،‬جععاء تكععوين الحكومععة علععى مععر التاريععخ‬
‫الحديث بأقلية شيعية مقصودة‪ ،‬وقد استمر ذلك حتى يومنععا هععذا‪ .‬ومععع ذلععك‪ ،‬فقععد الععتزمت العائلععة‬
‫الخليفية بعد خروج البريطانيين‪ ،‬بمبدأ المحاصصة المتساوية )خمسة وزراء لكل من الشيعة والسنة‬
‫وآل خليفة(‪ .‬ولكن تلك المعادلة تغيرت في العهد الحالي حيث بلغ الوضع الن أن يكععون للشععيعة ‪5‬‬
‫مقاعد وزارية من أصل ‪ 21‬مقعدا )‪ .(% 23‬وقد انعكس ذلك على المواقع الدارية الخععرى‪ ،‬ابتععداًء‬
‫بمدير إدارة وحتى وكيل وزارة‪ ،‬وفي تقرير مركز البحرين لحقوق النسععان "التمييععز فععي البحريععن‪-‬‬
‫القانون غير المكتوب" الوثائق اللزمة لذلك‪.‬‬

‫وقد جاءت توصيات لجنة المم المتحدة لمناهضة التمييز العنصري الشهر الماضععي بجنيععف لتؤكععد‬
‫ذلك‪ .‬ففي النتخابات البلدية التي شارك فيه الجميع بحماس‪ ،‬لم يحصد الشيعة ال على ‪ 46‬بالمععائة‬
‫من المقاعد‪ .‬وتم تفسير ذلك بانه ناجم عن سوء توزيع الدوائر النتخابية‪ .‬وربما ذلك صععحيح‪ ،‬ولكععن‬
‫ذلك مقدمة لتطبيع اللشعور الشيعي للقبول بوضع الشيعة كأقلية‪ .‬ثم جاءت النتخابات النيابية التي‬
‫تم مقاطعتها من قبل أربع جمعيات سياسية‪ ،‬ولكن شعارك فيهععا بعععض الشععيعة‪ ،‬وحصععدوا علععى ‪30‬‬
‫بالمائة من المقاعد‪.‬‬

‫في البداية اتبع خليفة بن سلمان آل خليفة مبدأ مناصفة الشيعة والسنة بمجلس الشععورى‪ ،‬ولكععن‬
‫رأس الدولة الحالي ‪ -‬حمد بن ععيسى آل خليفة‪ -‬بدأ يغير ذلك بهدوء ل يشعر بععه أحععد‪ .‬فبعععد وفععاة‬
‫الشوروي عبد الله العصفور )من منطقة الدراز( وهو شيعي‪ ،‬تعم تعييعن عضعو سعني مكعانه‪ ،‬لينهعي‬
‫‪19‬‬
‫‪5‬‬
‫‪19‬‬
‫بذلك مبدأ المناصفة‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫انه جزء من التطويع النفسي للشيعة للقبول بانهم اقلية‪ .‬ففي المسععتقبل‪ ،‬عنععدما تكتمععل جريمععة‬
‫التجنيس‪ ،‬ونخوض ال نتخابات )ربما في ظل دستور متطععور جععدا وديمقراطيععة متطععورة( سيحصععل‬
‫الشيعة على أقل من نصف المقاعد‪-‬كما هو الحال الن‪ ،‬ولكن ليس بسبب توزيع الععدوائر النتخابيععة‬
‫التي قد تكون حلت حينها‪ ،‬ولكن بسبب أن الشيعة والتي تقرر المصادر المختلفععة بععانهم يتجععاوزون‬
‫‪ .%70‬لن نستطيع العتراض حينها‪ ،‬لننا قبلنا بوضع القلية في المجالس البلدية والحكومة والنواب‬
‫وغيرها‪ .‬انه تطور تدريجي هاديء ل يشعر به احد ال القلة من الواعين‪ ،‬خصوصا ان حمد بن عيسى‬
‫قد سعى لشغالنا بما نعتقد انه حريععة‪ ،‬فلععم نعععد نفكععر بعمععق فععي سياسععاته‪ .‬ول ننسععى ان جاسععم‬
‫السعيدي –النائب في مجلس حمد بن عيسى – قد طرح مقترحا بتقنين مواكب العزاء او وقفها‪ ،‬ثم‬
‫جمد القتراح‪ .‬وفي الواقع‪ ،‬لم يكن ذلك الطرح بهدف التحول الى قانون‪ ،‬بل كان جزءا مععن عمليععة‬
‫التطويع النفسي للشيعة‪ .‬ول نستبعد ان يعاد طرح قانون السعيدي عدة مععرات‪ ،‬حععتى يتععم اقععراره‪،‬‬
‫بعد عشر سنوات مثل‪ ،‬بقرار ديمقراطي‪ ،‬عندما يكون الشيعة اقلية ل يستطيعون العتراض‪ .‬وحععتى‬
‫ما نتمتع به من حريات في الوقت الحاضر‪ ،‬انما نمارسها في العوقت الضعائع‪ ،‬لن حمعد بعن عيسعى‬
‫مصر على تغيير التركيبة السكانية اول‪ ،‬وبعدها سيتمكن من فرض ما يشععاء مععن قععرارات باسععلوب‬
‫ديمقراطي جدا‪ .‬وهذا ما يؤكده استمرار عملية التجنيس الجمععاعي ‪ -bulk naturalization-‬كمععا حععدث‬
‫مؤخرا ً لمن انتهت عقودهم مع وزارة الداخلية ويمثلون مع توابعهم أكثر من ‪ 20‬ألف‪ ،‬وكععذلك لمععن‬
‫سحبت منه الجنسية القطرية من عائلة المري القطرية ويتجاوز عددهم خمسة آلف(‪.‬‬

‫الشيعة والتي تمثل الغلبية‪ ،‬هي أقلية في المواقع الرئيسة فععي الحكومععة بكععل وزارتهععا‪ ،‬مجلععس‬
‫الشورى المعين‪ ،‬المجلس النيابي )الدوائر النتخابية(‪ ،‬الدعاء العام والمجلععس القضععائي‪ ،‬المحكمععة‬
‫الدستورية‪ ،‬المجلس العلى للمرأة‪ ،‬المجلس القتصادي‪ ،‬جامعة البحرين‪ ،‬مركز البحرين للدراسات‬
‫والبحوث‪ ،‬التحادات الرياضية‪ ،‬وغيرها‪.‬‬

‫وما هذه المسلكية إل تعبير عن توجه يعامل الشيعة على انهم أقلية‪ ،‬ويقصد تهميشهم على جميععع‬
‫المستويات‪.‬‬

‫‪29-06-2005‬‬

‫‪19‬‬
‫‪6‬‬
‫‪19‬‬
‫تحويل الشيعة لقلية حقائق وأرقام‬
‫‪7‬‬
‫الكاتب ‪ :‬الدكتور عبد الجليل السنكيس‬

‫ذكرنا آنفا ً كيف أن النظام ُيفّعععل‪ ،‬وبشععكل سععري ومتسععارع‪ ،‬برنامجعا ً عمليعا ً يهععدف الععى تحويععل‬
‫الشعب البحراني‪ ،‬ممثل ً في الشيعة‪ ،‬الى أقلية وقلععب الثقععل السععكاني النععوعي مععن خلل اسععتيراد‬
‫وتوطين اللف من جنسيات مختلفة‪ ،‬تشترك في أغلبها على أمععور مععن اهمهععا‪ :‬الخلفيععة الثقافيععة ‪/‬‬
‫القبلية‪ ،‬البعد المذهبي وكذلك الولء السياسععي‪ .‬وكمععا سيوضععح لحق عًا‪ ،‬تضععمن عمليععة قلععب الثقععل‬
‫السكاني النوعي في البحرين الععى تهجيععر الشععيعة‪ -‬قسععرا ً أو برغبععة‪ ،‬وهععذا مععا يعععزز تواجععد شععيعة‬
‫البحرين‪ -‬في شكل تجمعات‪ -‬في بلدان مختلفة مثل إيران‪ ،‬العراق‪ ،‬دول الخليج العربية وبعض دول‬
‫أفريقيا‪.‬‬

‫حتى يضمن النظام اكبر قدر من السرية في هذا المشروع‪ ،‬عمععل علععى ان تكععون هنععاك مركزيععة‬
‫في قرار التوطين والتغيير الديموغرافي من خلل الديوان الميري سابقا ً الملكي حاليععًا‪ ،‬مسععتخدما ً‬
‫الستثناء الذي وفرته المادة ‪ 6‬من قانون الجنسية البحريني للعام ‪1963‬م‪ .‬فكل قرارات البت فععي‬
‫طلبات التجنيس تصدر من الديوان )الميري‪/‬الملكي( ويقتصر دور دائرة الهجرة والجوازات بععوزارة‬
‫الداخلية على استقبال الطلبات والتاكد من وجود بعض الوثائق‪ ،‬وتسليمها للديوان‪ .‬وهععو امععر اكععده‬
‫النظام والحكومعة فعي أكععثر معن رد سععواء علععى الصعحافة )محمععد البنعلععي فعي اكعثر معن مقابلععة‬
‫تلفزيونية بعد ندوة التجنيس الشهيرة التي في ‪ 16‬يوليو ‪2003‬م والتي عقدتها الجمعيات السياسية‬
‫الوفاق‪-‬المنبر التقدمي‪ -‬العمل السلمي‪-‬العمل الديموقراطي‪ -‬التجمع القومي‪ -‬الوسط( أو مععن رد‬
‫الحكومة على توصيات اللجنة البرلمانية والذي نشر على صفحات الجرائد‪ -‬اخبار الخليج بتاريععخ ‪18‬‬
‫مارس ‪2005‬م‪ .‬ونذكر هنا التوصية الولى والرد عليها‪ ،‬للسترشاد‪:‬‬

‫)توصي اللجنة بضرورة التأكد من استيفاء طالبي الجنسية لشروط التجنيس قبل منحهم الجنسية‬
‫بموجبأوامر حكومية‪ .‬الرد على التوصية‪:‬‬
‫ان الحكومة ليست الجهة المختصة بمنحالجنسععية البحرينيععة وان كععان طععالب التجنيععس مسععتوفيا‬
‫للشروط والمتطلبات القانونية‪.‬فسلطة المنح يختص بها صاحب الجللة الملك المفععدى وحععده وفقععا‬
‫للمادة )‪ (6‬من قانونالجنسية البحرينية لعام ‪1963‬م وتعديلته(‬

‫وهنا يمكن الشارة الى حقيقتين‪:‬‬

‫الحقيقة الولى‪ :‬ان عملية التغيير الديموغرافي لم تكن حديثة العهد وإنما بدأت بعد النقلب الول‬
‫على دستور البلد لعام ‪ 1973‬وتحديدا ً بععد تجميعده وحعل المجلعس العوطني فعي ‪1975‬م‪ .‬وتشعير‬
‫الوثائق الموجودة الى تحرك في مشروع التجنيس بشكل جماعي في بداية الثمانينععات مععن القععرن‬
‫الماضي‪.‬‬

‫الحقيقة الثانية‪ :‬أن الوثائق تدلل أيضا ً على أن المسئول الول عععن تنفيععذ ومتابعععة عمليععة التغييععر‬
‫الديوغرافي منذ تلك الفترة هو حمد بن عيسى بن سلمان بن حمد آل خليفعة يعوم كعان وليعا ً للعهعد‬
‫حيث كانت الطلبات توجه من الديوان الميري الى ديوان ولي العهد‪ ،‬آنذاك‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫‪7‬‬
‫‪19‬‬
‫النظام ل ينكر‪ ،‬بل أقر‪ ،‬بقيامه بعملية التجنيس‪ ،‬خصوصا ً بعد الندوة الجماهيرية المشار اليهععا آنفعا ً‬
‫‪8‬‬
‫والوثائق التي عرضت فيها وبعد كل الفعاليات الشعبية والنخبوية‪ ،‬السياسععية والحقوقيععة والعلميععة‬
‫التي تلت ذلك‪ .‬وعليه لن تغير أو تؤثر أي أرقام جديدة على وجود تلك الحقيقة‪ ،‬بععل سععتعرف علععى‬
‫حجمها الحقيقي‪ .‬ومن هنا‪ ،‬عمل النظام على منع أي معلومات فععي هعذا الخصعوص‪) .‬الشعارة الععى‬
‫لئحة عمل لجنة التجنيس في المجلس المنتخب التي شرط عليها أمرين‪ :‬الول‪ -‬عععدم البحععث فععي‬
‫التجنيس قبل قيعام المجلعس‪ ،‬الثعاني‪ :‬ععدم البحعث فعي حعالت التجنيعس العتي تمعت ععن طريعق‬
‫الديوان(‪.‬‬

‫الصورة الحقيقية لعملية التغيير الديموغرافي التي تمت ومسواها‪ ،‬عملية صعععب فععي ظععل شععحة‬
‫المعلومات‪ ،‬ولكن دعنا نحاول أن نقرب الصورة بما توفر‪.‬‬

‫هناك الكثير مما يمكن إستقراءه من الحصاءات التي تعدها الدولة‪ ،‬مع القناعة بان الدولة تتععدخل‬
‫في عدم بروز وإيضاح بعض الرقام‪ ،‬ولكن سوف يتم التجاوز عن ذلك مرحليًا‪ .‬فنظرة بسيطة على‬
‫الزيادة السنوية لعدد البحرينييععن )حسععب السععجل السععكاني لخععر إحصععائية رسععمية‪ -‬اول إحصععائية‬
‫سكانية كانت في العام ‪ ،(1941‬تبين كيف ان السكان في إزدياد مطرد‪ ،‬خصوصا ً في الفععترة الععتي‬
‫تلت دستور ‪1973‬م وما لزمه‪ .‬هذه الزيادة‪ ،‬ليمكن ان تكون نتيجععة الععولدات‪ ،‬فهععذه فععترة انفتععاح‬
‫ثقافي يرتبط بنظرة البحريني للمستقبل واعتباره لفكرة مبدأ تحسين النسل وعلقععة ذلععك بالتنميععة‬
‫البشرية‪ .‬ايضا ً هناك نسبة الوفيات التي يجب ان تؤخذ بعين العتبار في تلك الزيادات‪ ،‬حيععث زيععادة‬
‫الوعي وأثره فععي تلفععي المععراض ودور الععوعي الصععحي‪ ،‬ولكععن كععل ذلععك ل يععبرر زيععادات سععنوية‬
‫بالطريقة التي توحيها هذه الرقام التي أتركها بين يد القارئ‪.‬‬

‫تحسب الزيادة السكانية السنوية بمجموع عدد البحرينيين فععي تلععك العععوام مقسععوما ً علععى عععدد‬
‫السنين لتلك الحصائية‪ .‬هي تقريبية‪ ،‬فليست الزيادة واحدة لكل سعنة‪ ،‬كمعا لعم يؤخعذ فعي العتبعار‬
‫استخدام النسبة المئوية لنها ل تظهر الرقام الحقيقيعة‪ ،‬كمعا ل يوجعد رقعم ثعابت يسعتند عليعه فعي‬
‫المقارنة سوى الزيادة في الفترة الماضية‪.‬‬

‫العام ‪ 1714 :1950-1941‬نسمة سنويا ً‬

‫العام ‪ 3062 :1959-1950‬نسمة سنويا ً‬

‫العام ‪ 4180 :1965-1959‬نسمة سنويا ً‬

‫العام ‪ 5730 :1971-1965‬نسمة سنويا ً‬

‫العام ‪ 6023 :1981-1971‬نسمة سنويا ً‬

‫العام ‪ 8489 :1991-1981‬نسمة سنويا ً‬

‫العام ‪ 8236 :2001-1991‬نسمة سنويا ً‬

‫‪19‬‬
‫‪8‬‬
‫‪19‬‬
‫الرقام توضح كيف أت عملية التجنيس تزداد بوتيرة كبيرة سنويا ً الى أن بلغععت اكععثر مععن ‪ 8‬آلف‬
‫‪9‬‬ ‫سنويا ً منذ العام ‪1981‬م‪.‬‬

‫أمععر آخععر‪ ،‬أن هععذه الحصععاءات تتععم مععن خلل الزيععارات الميدانيععة لمنععاطق السععكنى ومقععابلت‬
‫القاطنين فيها‪ .‬وعليه‪ ،‬فإن أرقام الفترة الخيرة هي أقل من واقعها لكونها ل تضم عععدد المجنسععين‬
‫القاطنين خارج البحرين‪ ،‬خصوصا في المملكة العربية السعودية والتي اثبتت الوثائق تجنيسهم فععي‬
‫تلك الفترة‪.‬‬

‫في مععايو مععن العععام ‪2004‬م‪ ،‬وفععي إحععدى جلسععات المجلععس المنتخععب حيععث مناقشععة موضععوع‬
‫"التجنيس"‪ ،‬صرح رئيس المجلس‪ -‬خليفة الظهراني‪ -‬إثر احتجاجععات بعععض النععواب علععى بععتر البععث‬
‫التلفزيوني لبعض فقرات الجلسة السابقة الخاصة بنفس الموضعوع‪":‬كفانعا معا سععمعناه أمعس معن‬
‫حديث يسيء إلى كل من حصل على الجنسية البحرينية‪ ،‬علينا مسئوليات كثيرة‪ .‬هناك ما يزيد على‬
‫‪ 120‬ألفا تجنسوا في العقود الخيرة ويجب أن نصهرهم في المجتمع لصالح وطننا وأبنائنا"‪.‬‬

‫آخر التقارير تفيد بان سكان في البحريععن )إحصععائية ‪ (2001‬تشععير الععى أن مجمععوع السععكان هععو‬
‫‪ 650604‬نسمة منهم ‪ 405667‬بحريني مما يجعل نسبة مععن تععم تجنيسععهم يمثععل ‪ %30‬مععن عععدد‬
‫السكان البحرينيين‪ .‬هناك تقارير تفيد بزيادة هذا الرقم ولكنها غير مستندة على إحصاء‪.‬‬

‫إذا ما أخذ فععي العتبععار ععدد الععذين تعم تجنيسععهم فعي الفعترة القليعة الماضععية )المجنسعون معن‬
‫المنتسبين للداخلية ‪ 20‬ألف‪ ،‬ومنتسبي عائلة المري القطرية ‪ 5266‬فرد( فإن هععذه النسععبة ترتفععع‬
‫الى ‪ %36‬الذي يمثل حوالي ‪ 146‬ألف مجنس‪.‬‬

‫هذ الرقم أقل من الحقيقي إستنادا ً لمرين مستخلصين من تصريح الظهراني‪:‬‬

‫‪ (1‬ان رقم ‪ 120‬ألف ل يضم اولئك الذين انصهروا في المجتمع وصععاروا جععزءا ً مععن نسععيجه وهععم‬
‫الشيعة ذوي الصول اليرانية او ما يطلق عليهم محليا ً ب"العجم"‪.‬‬

‫‪ (2‬أن هذا الرقم ل يحوي أولئك الذين جنسوا خارج حدود البحرين ولععم يكونععوا ليقطنععوا البحريععن‬
‫ويتعايشوا أو ينصهروا مع سععكانها‪ ،‬وأذكععر بالخصععوص‪ ،‬المجنسععون مععن قبععائل المملكععة السعععودية‪،‬‬
‫وعلى رأسهم الدواسر‪.‬‬

‫وضع الشيعة‪:‬‬

‫إذا ما اخذت نسبة الشيعة التي تزيد على ‪ %70‬من عدد البحرينيين‪ ،‬حسععب التقععارير المتععوافرة‪،‬‬
‫فإنه عددهم‪ ،‬استنادا ً لحصاء ‪ ،2001‬يقارب ‪ 284‬ألف‪ .‬وإذا ما أخععذ بالعتبععار عععدد البحرينييععن مععن‬
‫ديانات اخرى والتي ل تتجاوز ‪ ،%2‬فإن عدد المحسوبين على غير الشععيعة يقععاربون ‪ 114‬ألف عا ً دون‬
‫عدد من تم تجنيسهم حسب تصريح الظهراني‪ ،‬والرقععام الخيععرة )مجمععوعهم ‪ 146‬الفععا(‪ .‬فععإذا مععا‬
‫أضيف ‪ 114‬ألف الى ‪ 146‬ألف النفة يصبح المجموع ‪ 260‬ألفًا‪.‬‬

‫وإذا ما اعتبر عدد المجنسين من السعودية والتي تشير الوثائق الى انه يتجاوز ‪ 22‬ألف‪ ،‬والتي لم‬
‫‪19‬‬
‫‪9‬‬
‫‪20‬‬
‫يكونوا ضمن الحصاء المذكور‪ ،‬فإن عدد غير الشيعة تقريبا ً يصبح ‪ 282‬ألف‪.‬‬
‫‪0‬‬
‫وعليه فقد تم مسعاواة ععدد الشعيعة بغيرهعم‪ ،‬حسعب التقعديرات الحاليعة‪ ،‬وبعذا يصعبح المشعروع‬
‫التخريبي للتركيبة الديموغرافية قد وصل ذروته وهو على وشك النتهاء لخلق ٌأقلية شيعية‪.‬‬

‫‪30-06-2005‬‬

‫‪20‬‬
‫‪0‬‬
‫‪20‬‬
‫استيراد المتسولين‪..‬بالعربي " تجنيس المتسولين"‬
‫‪1‬‬
‫الكاتب ‪ :‬لميس ضيف‬

‫في موضة جديدة اجتاحت حرفة التسول‪ ..‬وفي تمرد واضح على «الروبيععة» المعتمععدة كحسععنة‪..‬‬
‫بدأ بعض الوافدين فععي اسععتخدام أسععلوب قصصععي لسععتمالة القلععوب والحصععول علععى أكععبر مبلععغ‬
‫ممكن‪..‬‬

‫وتتزعم تلك الصرعة مجموعة تدعي انهععا مععن المملكعة السعععودية الشععقيقة فععي حيععن انهععم فععي‬
‫الحقيقة من بر الشام على الرجح‪ ،‬كما أن بعضهم هنود‪ ..‬ولسبب ما يتقن هؤلء اللهجععة السعععودية‬
‫ويملك بعضهم سيارات سعودية ‪ ..‬يستوقفونك في الشوارع وقرب المجمعععات ليقولععوا لععك القصععة‬
‫ذاتها مع اختلف طفيف في التفاصعيل‪ ..‬وععادة معا تعأتي تلعك القصعه علعى الهيئة التاليعة «انعا معن‬
‫اخوانكم في السعودية‪ ،‬وقد وقعت في ورطة واحتاج قيمة البنزين لعععود لبلععدي وسععأبعثها لكععم ان‬
‫شئتم فور وصولي» ويبالغ بعضهم فععي الععدراما ليضععيف للقصععة ان زوجتععه اصععيبت بأزمععة قلبيععة او‬
‫اصيب ابنه في حادث وقد صرف كل ما لديه فعي العلج وهعو بحاجعة للععودة بشعكل عاجعل لتمعام‬
‫العلج‪!!..‬‬

‫ورغم انه من السهل ان تقع ضحية لهذه القصة في المرة الولى‪ ..‬إل أن هنالك مؤشرات واضحة‬
‫لكونهععا ملفقععة أهمهععا أنععه لععو كععان هععؤلء فعل سعععوديين للجععأوا لسععفارتهم الععتي ل تععألو جهععدا‬
‫لمساعدتهم‪..‬‬

‫ويبقى السؤال هو‪ :‬من اين يحصل هؤلء على لوحات سعودية؟!! أحد المواطنين أكد بععأنه أوقععف‬
‫ليسمع ذات القصة ثلث مرات في الخميس الماضي من أشخاص مختلفين وأضطر للدفع لحععدهم‬
‫لكثر ما ألح عليه‪..‬‬

‫شخصيا ً مررت بهذا الموقف مرات عدة ‪ ..‬آخرها عندما اوقفني أحدهم فععي سععيارة بيضععاء ومعععه‬
‫طفلة وقد أعاد القصة ذاتها طالبا ‪ ٢٠٠‬ريال ليعود بابنته الى السععودية وللحظععة شعككت انهعا ابنتعه‬
‫لما بدا عليها من علمات الخوف والضطراب فترجلت من السيارة لسألها اذا ما كان هذا الشخص‬
‫فعل والدها‪..‬‬

‫ولم تنبس بكلمة وتبينت بالتدقيق في ملمحها انها هندية ولول انه ارتبععك مععن كععثرة اسععئلتي وزل‬
‫لسانه باللكنة الهندية لشككت انه خطفها‪..‬‬

‫هؤلء‪ ..‬وغيرهم من المتسولين الجانب انتشروا انتشار الجراد بعدما وجدوا في قلوب البحرينييععن‬
‫الطيبة بيئة خصبة لقصصهم الدرامية‪ ..‬إننا نكتب هنا لنحذر منهععم‪ ،‬ولنلفععت انتبععاه المسععئولين لهععذه‬
‫الظاهرة ولضرورة ضبط هؤلء أو توجيه المواطنين لكيفية التبليغ عنهم قبل ان يبتدعوا قصة جديدة‬
‫تستغرق شهورا ً لكتشافها‪.‬‬

‫‪01-07-2005‬‬

‫‪20‬‬
‫‪1‬‬
‫‪20‬‬
‫قنبلة التجنيس السياسي العشوائي قرب انفجارها‬
‫‪2‬‬
‫الكاتب ‪ :‬ناجي جمعة‬

‫يعطي القانون رقم )‪ (6‬لسنة ‪ 1963‬الملك حق منح الجنسية لمن يريد وفقا لشروط معينععة هععي‬
‫أن يكون شخص كامل الهلية والجدارة وإجادة اللغة العربيععة وحسععن السععيرة والسععلوك والقامععة‪،‬‬
‫وأن ل تقععل مععدة إقععامته ‪ 15‬سععنة للعربععي و ‪ 25‬سععنة للجنععبي‪ ،‬وقععد رافقععت هععذا القععانون بعععض‬
‫التعديلت لعام ‪1973‬م وأهمها توقيف العمل بقانون ازدواجيعة الجنسععية‪ ،‬ولكعن للسعف فقعد أععاد‬
‫دستور ‪2002‬م قانون ازدواجية الجنسية‪ ،‬بمعنى أن قععانون ‪2002‬م يعتععبر انتكاسععة جديععدة تضععاف‬
‫إلى النتكاسات الخرى في منح الملك الصلحيات المطلقة في حق التجنيس‪.‬‬

‫وقد أسيء استخدام هذه الصلحيات بمنح الجنسية لعشععرين ألععف مععن قبيلععة الدواسععر‪ ،‬وأرجعهععا‬
‫الملك إلى أن أجداد هؤلء استوطنوا البلد منعذ العشعرينات‪ ،‬والدهعى معن ذلعك أنهعا اشعتركت فعي‬
‫التصويت على المرشحين للنتخابععات النيابيععة لسععنة ‪2002‬م دون وجععه حععق فععي مخالفععة صععريحة‬
‫للدستور الذي يشترط مرور ‪ 10‬أعوام على المجنس حتى يستطيع أن يمارس حقه السياسي‪ ،‬وقد‬
‫عرض الحكم في الفترة الخيرة على قبيلة المري وتقدر بستة آلف بمنحها الجنسية البحرينيععة بعععد‬
‫أن سحبت منها الجنسية القطرية‪ ،‬ومع أن لجنة التحقيق البرلمانية التي تكعونت معن مجموععة معن‬
‫النواب يرأسهم علي السماهيجي ونائبه جاسم عبدالعال اقترحت حصر الستثناء في إعطععاء الملععك‬
‫الحق بتجنيس ‪ 20‬حالة استثنائية في السنة فقط نرى الحكم يتجاوز ذلك بتجنيس اللف‪.‬‬

‫فما هو السبب في هععذا التجنيععس السياسععي الععذي هععدفه تغليععب فئة علععى أخععرى ؟ ربمععا يكععون‬
‫الهاجس المني وعدم الثقة في الطائفة الكبرى )الشيعية( هو المحرك الساسي لهذا اللتواء علععى‬
‫القانون‪ .‬نعم هناك أزمة ثقة فالحكم يشكك في ولء وانتماء فئة كبيرة من المواطنين ويعتقد أنها ل‬
‫تنسجم مع رؤيته وربمعا يظعن أن ولئهعا لجهعات أجنبيعة‪ ،‬ولهعذا كعان التغييعر العديموغرافي لتحويعل‬
‫الكثرية إلى أقلية‪ ،‬وهنا مكمن الخطأ؛ فل يمكن العتماد علععى هععؤلء المجنسععين للععدفاع عععن أمععن‬
‫الوطن وهم لم يمروا بأي امتحان صعب يهدد الععوطن‪ ،‬وحععري بععالحكم أن يشععكك فععي مسععألة ولء‬
‫وحب هؤلء لتراب الوطن‪ ،‬وأغلب الظن أنهم سيفروا عنععد أول أزمععة تحصععل‪ ،‬لن أغلبهععم مرتزقععة‬
‫جاؤوا للعمل في سلك الداخلية والدفاع‪ ،‬وهذا التجنيس له انعكاسات سععلبية علععى حالععة السععتقرار‬
‫والمن الداخلي فقد تضاعف معدل الجريمة داخل الوطن وفقا لحصاءات وزارة الداخليععة‪ ،‬كمععا أن‬
‫مشكلة البطالة تفاقمت بعد تجنيس هذا العدد الكبير لتصل إلى معدلت كبيرة ‪ 30‬ألف عاطععل فععي‬
‫بلد صغير‪ ..‬وتقدر بعض المصادر تجنيس ‪ 40‬حالة يوميا مما يعني فقد أربعين وظيفة يوميا‪..‬‬

‫ثم من هم المؤهلون للجنسية أليسوا أصحاب العقول والتخصصات النادرة؟ أم البدو الرحل الذين‬
‫جاؤوا من صحراء اليمن أو الردن أو سوريا؟! المؤهل الوحيد الذي تم التدقيق فيععه لتجنيععس هععؤلء‬
‫انتماءهم للطائفة السنية‪ ..‬ومع كل ذلك ل نجد من الدولة الشفافية بذكر أععداد معن تعم تجنيسعهم‪،‬‬
‫فالتجنيس يجري في الخفاء ‪ ..‬وملفات التجنيس محتفظ بها في الديوان الملكي بدل الحتفععاظ بهععا‬
‫في إدارة الهجرة والجوازات لكي ل يعرف الحجم الحقيقععي للمشععكلة‪ .‬صععحيح أن العلن العععالمي‬
‫لحقوق النسان ينص على حق أي إنسان في الحصول على جنسية ما‪ ،‬لكععن إسععاءة منععح الجنسععية‬
‫لغير مستحقيها التفافا على القانون أمر مرفوض والتمييز في منح الجنسية لفئة ما مرفععوض أيضععا‪.‬‬
‫‪20‬‬
‫‪2‬‬
‫‪20‬‬
‫وأظن أن قنبلة التجنيس هي التي ستفجر الوضاع وتعيدنا إلى المربع الول كما كانت أزمة البطالة‬
‫‪3‬‬ ‫والمارثون القنبلة التي فجرت أحداث ‪ 94‬م‪.‬‬

‫‪01-07-2005‬‬

‫‪20‬‬
‫‪3‬‬
‫‪20‬‬
‫معالم محو هوية الشعب البحراني‬
‫‪4‬‬
‫الكاتب ‪ :‬الدكتور عبد الجليل السنكيس‬

‫لقد استعرت حملة التغيير الديموغرافي على الرض قبل وأثناء تولي حمد بن عيسععى آل الخليفععة‬
‫الحكم في ‪ 6‬مارس ‪1999‬م‪ ،‬كما اوضحت الوثائق المختلفة حيث رجععت عمليععة التجنيععس بالجملععة‬
‫لجنسيات مختلفة ولكن مععن خلفيععة مذهبيععة‪ ،‬قبليععة‪ ،‬إجتماعيععة وثقافيععة محععددة كمععا تمتععاز بالحقععد‬
‫والكراهية والفضاضة‪ .‬ولذا تم توظيف الكثير من هععؤلء المجنسععين فععي المؤسسععات المنيععة الععتي‬
‫تتطلب استعمال العنف والقسوة‪ ،‬كما في قوات مكافحة الشغب‪ ،‬التحقيقات‪ ،‬الشرطة العسععكرية‪،‬‬
‫وغيرها‪ .‬البعض الخر من تلك الجنسيات‪ -‬من قبائل السعودية بالتحديد‪ ،‬لديه الجواز البحرينععي وهععو‬
‫في بلده متنعما ً بهويته الصلية‪ ،‬يستقدم للبحرين مععتى مععا جععاء النععداء‪ ،‬وشععاءت الحاجععة واقتضععت‬
‫الظروف‪.‬‬

‫إضافة الى تحويل الشعب البحراني الى أقلية‪ ،‬يهدف التغيير الديموغرافي أيضا الى اتبععاع وسععائل‬
‫ممنهجة ترمي الى محو هويععة الشعععب وإخفععاء معععالمه الثقافيععة وتضععييق الخنععاق علععى ممارسععاته‬
‫ض من معالم هذا المشروع‪:‬‬ ‫الدينية‪ .‬وفيما يلي بع ٌ‬

‫‪ (1‬مصادرة حق تعليم التربية الدينية‪:‬‬

‫يستند تعليم التربية الدينية في مناهج وزارة التربية والتعليم على أحد المذاهب الربعععة المعروفععة‬
‫ب‪ ،‬يتشابه في بعععض الفتععاوي الفقهيععة للمععذهب‬
‫لبناء العامة‪ ،‬بالتحديد المذهب الشافعي‪ .‬وهو مذه ٌ‬
‫الخامس‪ ،‬المذهب الجعفري‪ ،‬وهو غير معترف به‪ -‬عمليًا‪ -‬بل ُيحرم أتباعه‪ ،‬وهم اكثر مععن ‪ %70‬مععن‬
‫شعب البحرين‪ ،‬من أي فرص تعلمه من خلل الوسائل التعليمية المتاحة لغيرهم‪.‬‬

‫ض على ابناءه تعلم التربية الدينية في مععدارس‬ ‫كيف يعقل ان شعبا ً أغلبيته شيعية‪ُ ،‬يدّر ُ‬
‫س‪ ،‬بل ُيفر ُ‬
‫حكومية استنادا ً على مععذهب غيععر معذهبهم؟ بععل حععتى فععي المنععاطق العتي يقطنهعا الشعيعة بنسععبة‬
‫‪ ،%100‬يفرض على أطفالها من بنين وبنات‪ ،‬ان يتعلموا امورا ً في التربيععة الدينيععة ل تتماشععى‪ ،‬بععل‬
‫تتعارض في بعض الحيان‪ ،‬مع عقيدتهم المذهبية‪ .‬ول يوجد ظلم أكبر مععن هععذا‪ ،‬فالتلميععذ فععي سععن‬
‫مبكر‪ ،‬وتندرج هذه المسلكية تحت إطار التوجيه الثقافي والديني‪ ،‬وهو أمٌر ليجوز في حق الطفال‪،‬‬
‫ل‪ ،‬واحتراما ً لمبدأ‬
‫ويعاقب من ينتهجها‪ .‬في الوقت المخصص للتربية الدينية في مدارس بريطانيا‪ ،‬مث ً‬
‫حرية العقيدة والمعتقد‪ ،‬يفصل الطفال المسلمون‪ ،‬وهم جالية أقلية‪ ،‬في فصل لوحدهم‪ ،‬ويخصععص‬
‫ل مععن الحععوال أن يفععرض‬ ‫لهم مدرسة مسلمة تقوم بتدرسيهم أساسيات السلم‪ .‬ل يجوز بععأي حععا ٍ‬
‫على أبنعاء الشعععب أن يتمععذهبوا او يضعععف ارتبععاطهم العقيععدي بمععذهبهم معن خلل برامعج التعليعم‬
‫العتيادية‪.‬‬

‫ولن أزيد في هذا الجزء من الموضوع‪ ،‬ولكن بدراسة فاحصة لمناهج التربية الدينية في المععدارس‬
‫الحكومية والخاصة بالبحرين‪ ،‬يمكن الخلوص الى أن هناك مصادرة متجععذرة لحريععة التعليععم الععديني‬
‫للشيعة في المدارس العامة التي تعنى بها بشكل مباشر وزارة التربية والتعليم‪ .‬بععل يلحععظ تغييععب‬
‫في كتب التاريخ السلمي لبعض فقرات التاريخ السلمي العام‪ ،‬ولكنه يرتبط بعقيععدتهم ومععذهبهم‪،‬‬
‫ولهذا يتم تغييبه‪ ،‬مثل على ذلك‪ ،‬قصة مقتل الحسين بن علي بن أبي طالب )ع(‪ ،‬ابععن بنععت رسععول‬
‫‪20‬‬
‫‪4‬‬
‫‪20‬‬
‫السلم محمد )ص(‪ .‬وغير المعهد الععديني الجعفععري الععذي سععمح لععه بالعمععل مععؤخرًا‪ ،‬لععم يمنععح أي‬
‫‪5‬‬
‫ترخيص لي من رياض الطفال أو المدارس الخاصة لتعليعم التربيعة الدينيعة بشعكل رسعمي خععالص‬
‫ومركز استنادا ً الى المذهب الجعفري‪ ،‬خصوصا ً في المناطق التي يقطنها أتباعه‪.‬‬

‫‪ (2‬مصادرة التوجيه الديني في العلم المحلي‪:‬‬

‫منهجيععة التغييععب متبعععة أيضعا ً فععي جميععع النشععطة الدينيععة المعروضععة علععى التلفععاز أو الصععحف‬
‫الحكومية أو المذياع‪ .‬وقد لوحظ في السنتين الخيريتين‪ ،‬تغطية خبرية على التلفاز وأخرى تقريريععة‬
‫على مستوى الصحافة لفترة العشرة الولى من محرم الحرام‪ ،‬وهي تغطية مزاجيععة‪ ،‬خجولععة‪ ،‬غيععر‬
‫معمقة‪ ،‬وغير مدروسة‪ ،‬كما ل يسمح بدور فّعال لها من خلل برامج موجهة وراقية ومؤثرة‪ ،‬كما يتم‬
‫التحكم في المحتوى والعمق ونوعية الحععديث القصصععي عععن عاشععوراء‪ ،‬بحيععث يتععم ضععمان تقليععل‬
‫التعاطي مع المتحدث‪.‬‬

‫في البرامج الدينيععة الملقععاة فعي العلم‪ ،‬هعل سععمعتم بالسععماح لععالم ديععن شععيعي يتحععدث ععن‬
‫المذهب الجعفري او يفتي أو يسأل في الفتاوي حسب معتقدات الشيعة سععواًء فععي إحععدى وسععائل‬
‫العلم‪ -‬راديو او تلفزيون او صحافة رسمية؟ فإطللة سريعة على البرامج الدينية السبوعية‪ -‬سواء‬
‫كانت في التلفاز‪ ،‬أو الراديو‪ ،‬أو في الجرائد الرسمية‪ ،‬تبين نسبة الحضور الشيعي فيها‪ .‬فلماذا يلغي‬
‫العلم الرسمي حق شيعة البحرين من الوجود والتمثيل الحقيقي؟ لمععاذا ل يعتععبر العلم الرسععمي‬
‫أن للشيعة حقا ً في الستماع والستفسار للفتاوي والبرامج الدينية إستنادا ً لرؤيععاهم الشععرعية‪ ،‬مععن‬
‫خلل وسائل العلم المتوفرة للشعب؟‬

‫ل أحد‪ ،‬كائنا ً من يكون‪ ،‬أن يعطي لنفسه الحق أن ينفي أو يلغي هذا الحق لبناء الشعععب‪ .‬إن مععن‬
‫يقوم بهذا النوع من العمل هي جهة ل تعترف بهذا الشعب وفي حقه بالحفععاظ علععى هععويته الدينيععة‬
‫من خلل ممارساته لهذه الهوية‪ ،‬باي وسيلة‪ ،‬وبكل حريععة ودون مصععادرة‪ .‬بععل إن مععا يحععدث تغييبعا ً‬
‫صارخا ً متماديًا‪ ،‬بما للكلمة من معنى‪ ،‬وليمكععن تععبريره او الععدفاع عنععه‪ .‬إن مععايجري علععى مسععتوى‬
‫السياسة العلمية‪ ،‬انتهاك فاضح لحقوق الحريات الدينية وتعلمها وممارستها‪ ،‬وهذا أمر غير مقبععول‬
‫تحت أي عنوان أو تبرير‪ .‬التعلم الديني وممارسة الشعارات حقٌ أصيل ضمنته وحمته جميع الشرائع‬
‫السماوية والتشريعات الرضية المستندة على مبادئ الديمقراطية والبعيدة عن سياسة إلغاء الخر‪.‬‬

‫‪ (3‬تغييب المعالم الشيعية‪:‬‬

‫لقد عمل النظام على إخفاء كل ما يدلل على أصالة هذا الشعب وعلى محععو كععل المعععالم الدالععة‬
‫على جذوره ومحاولة خلق معالم جديدة‪ .‬وسوف أذكر هنا عدة علمععات تحععت هععذا العنععوان‪ ،‬هنععاك‬
‫المزيد بل شك‪:‬‬

‫‌أ‪ -‬شارع البديع‪ -‬هذا الشارع يمتد من منطقة النعيم غرب العاصمة المنامة‪ ،‬مععرورا ً بععاكثر مععن ‪15‬‬
‫قرية على الساحل الشععمالي للبحريععن‪ .‬سععمي هععذا الشععارع باسععم آخععر وأصععغر القععرى علععى هععذا‬
‫الشارع‪ -‬مساحة وسكانًا‪ ،‬بل من أحدثها من ناحية الوجود فععي جغرافيععة وتاريععخ البحريععن‪ .‬فععي ذات‬
‫الوقت تم تجاهل قرى أقدم‪ ،‬واكبر مساحة وكثافة سكانية‪ ،‬بل جذورا ً وعمقا ً ودورا ً تاريخيا للبحرين‪.‬‬
‫ما يمّيز قرية البديع‪ -‬على ما تقدم‪ -‬أن سكانها‪ ،‬مععع كععل الحععترام والتععوقير‪ -‬هعم ليسععوا معن شععيعة‬
‫‪20‬‬
‫‪5‬‬
‫‪20‬‬
‫البحرين‪ ،‬بل ينتمي اكثريتهم لقبيلة الدواسر ‪ -‬السعودية الصل والتي تتمتع بحظوة لععدى آل خليفععة‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫وما يميز القرى الخرى المهمشة‪ ،‬على شارع البديع‪ ،‬انهععا كلهععا شععيعية‪ ،‬ولتحظععى بعنايععة واهتمععام‬
‫ّ‬
‫الحاكم‪ ،‬ممععا جعلهععا محععل تغييععب علععى جميععع المسععتويات‪ .‬مععن أراد الععذهاب الععى منطقععة شععمال‬
‫البحرين‪ ،‬من أي منطقة كان‪ ،‬فالعلمعات المروريععة الدالعة‪ ،‬كلهعا ترشععد الععى البععديع‪ ،‬ل غيععر وكأنهععا‬
‫القرية الوحيدة الموجودة على ذلك الشريط‪ ،‬وكل‪ -‬أي تلك العلمات‪ -‬تغّيب قرى المنطقة الشمالية‬
‫الشيعية‪ .‬وللقادم من جسر الملك فهد او من مطار البحرين‪ ،‬الشارات المرورية للمنطقة الشمالية‬
‫يعبر عنها بإشارة الى هذه القرية‪) .‬تجب الملحظة هنا ان هذه الثارة ليسععت موجهععة لسععكان هععذه‬
‫القرية‪ .‬ليسوا هم المعنيون‪ ،‬بل المعني هو توجه السلطة الطائفي الرامي لتغييب هوية الشعب من‬
‫خلل إبراز وتقديم قرية البديع على حساب هوية القرى الخرى القريبة والبعيدة منهععا‪ ،‬كمععا يلحععظ‬
‫من خلل تركيز المؤسسات الرسمية فيها كما سيتقدم(‬

‫ب‪ -‬بريد الدراز‪ -‬الموجود منذ أن أنشئ في أكبر قرية شععيعية علععى السععاحل الشععمالي للبحريععن‪-‬‬ ‫‌‬
‫وحتى يتحقق معنى التغييب‪ ،‬تم نقل هذه المؤسسة الرسمية‪ ،‬من اكثر من سنة مضععت‪ ،‬الععى قريععة‬
‫البديع‪ ،‬ليتغير أسمه من بريد الدراز الى بريد البديع‪.‬‬

‫ت‪ -‬مدرسة ومركز صحي على الشارع العام‪ ،‬وداخل حدود قرية بني جمرة‪ -‬تلك القرية التاريخيععة‬ ‫‌‬
‫والكبيرة مساحة وكثافة سكانية‪ .‬تسمى المدرسة وكذلك المركز الصحي‪ ،‬باسم البديع‪ ،‬فهععل يفهععم‬
‫ذلك‪ ،‬إل بتغيير الهوية؟‬

‫ث‪ -‬بلدية المنطقة الشمالية‪ ،‬هي مؤسسععة تخععدم كععل قععرى تلععك المنطقععة‪ ،‬فكيععف يحععدد مبناهععا‬‫‌‬
‫وإدارتها في البديع؟‪ .‬لو ان البديع تقع في الجزء المتوسط من هععذه المنطقععة‪ ،‬لمكععن التفهععم‪ ،‬أمععا‬
‫وأن تقع في الطرف البعد منها‪ ،‬فل يوجد تفسير إل التغييب للقرى الخرى‪ ،‬والتي هي أكبرمسععاحة‬
‫وسكانًا‪.‬‬

‫ج‪ -‬موقع إدارة المحافظة الشمالية‪ ،‬التي التي تزامنت فكرتها مع فترة أمععن الدولععة‪ ،‬موجععود فععي‬
‫‌‬
‫البديع‪.‬‬

‫ح‪ -‬مركز الشرطة للمنطقة الشمالية موجود في قرية البديع‬


‫‌‬

‫خ‪ -‬المركز الزراعي والبيطري التابع لوزارة البلديات والزراعة موقعه في قرية البديع‪.‬‬
‫‌‬

‫‌د‪ -‬بريد جدحفص‪ ،‬والذي تأثر أيام التسعينات‪ ،‬تم إغلقه معبرا ً عن تغييب وإزالة وجود لهذا القطاع‬
‫في تلك المنطقة‪.‬‬

‫‌ذ‪ -‬كرباباد‪ -‬تلك القرية التي ارتبط اسمها تاريخيا ً بقلعععة البرتغععال المعروفععة‪ ،‬ولكونهععا شععيعية‪ -‬تععم‬
‫تغييب إسمها على العلمات المروريععة الععتي تععم اسععتحداثها للمنطقععة الععتي سععميت لحقعا ً بمنطقععة‬
‫السيف‪ .‬فهل يععرى أحععدا ً أسععم كربابعاد علععى الشعارع الرئيسععي الععذي يجععري بمحععاذاة تلععك القريععة‬
‫المغيبة؟‬

‫‌ر‪ -‬مدينة حمد وتغييب القرى المتاخمة‪ :‬من الملحظ على الشارع الرئيععس لهععذه المدينععة‪ -‬شععارع‬
‫‪20‬‬
‫‪6‬‬
‫‪20‬‬
‫ولي العهد‪ -‬غياب أي دليل مروري واحد يشير الععى القععرى اللصععيقة مععن المدينععة‪ ،‬قععرى‪ :‬المالكيععة‪،‬‬
‫‪7‬‬ ‫كرزكان‪ ،‬دار كليب‪ ،‬شهركان‪ ،‬دمستان‪ ،‬وغيرها‪ .‬هل يوجد سبب غير التغييب المتعمد؟‬

‫‌ز‪ -‬أين النعيم من الشوارع القريبة منها ومن السوق المركزي؟‬

‫س‪ -‬الجفير‪ ،‬والحديث عن إستبدال اسم المنطقة الجديدة منها حيععث العمععارات والفنععادق‪ ،‬باسععم‬
‫‌‬
‫"الفاتح"‪.‬‬

‫ش‪ -‬الدير وسماهيج‪ ،‬وعراد‪ :‬أين هم من خرائط الرشاد المروري عند مدخل جزيرة المحرق؟‬
‫‌‬

‫‪ (4‬التضييق في ممارسة العقيدة والحرية الدينية‪:‬‬

‫كما هو معلوم فإن تشييد وإعاد ةبناء أو ترميم المساجد في البحرين ل يمكن ال بترخيص رسمي‪.‬‬
‫ورغم ان المساجد تتبععع ادارات الوقععاف‪ ،‬ال ان الوقععاف ليسععت هععي الععتي تقععرر الععترخيص وانمععا‬
‫وزارتي العدل والسكان‪ .‬وحسب تقرير مركز البحرين لحقوق النسان الصادر في اكتععوبر ‪2003‬م‪،‬‬
‫"التمييز والتمايز في البحرين‪ -‬القانون غيععر المكتععوب" فععإن سععجلت دائرة الوقععاف الجعفريععة لععم‬
‫تستلم أي طلبات مسجد جديد خلل خمس سنوات الماضية‪ ،‬حيث كان مسجد المام المنتظععر فععي‬
‫مدينة حمد هو أخر مسجد جديد‪ .‬بينما في المقابل تم استلم ‪ 21‬مسععجدا جديععدا لعم يكععن بينهععا أي‬
‫مسجد للشيعة‪ ،‬كالتالي‪ 10 :‬مساجد جديدة في عام ‪ ،2001‬وسبعة مسععاجد فععي عععام ‪ ،2002‬و ‪4‬‬
‫مساجد لغاية يوليو ‪.2003‬‬

‫ونظرة فاحصة على توزيع المساجد في المناطق الحديثة يتم استقرأ المنهجيو القائمة وأبعادها‪:‬‬

‫· الرفاع البحرينية‪ -‬المحرمة على الشيعة‪:‬‬

‫أين يوجد في العالم‪ ،‬في بلد مسلم‪ ،‬يتعطل طلب بناء مسجد لعبععادة اللععه الواحععد الحععد‪ ،‬لسععبب‬
‫واحد وهو ان المتقدمين بععالطلب هععم شععيعة‪ .‬إنهععا الرفععاع‪ ،‬فععي المنطقععة الععتي اسععتطاع هععؤلء ان‬
‫يتملكوا منها عبر قسائم السكان‪ .‬اما غيرهم من الشيعة‪ ،‬فإنهم ممنوعععون مععن أي نشععاط عقععاري‬
‫ن غيععر مكتعوب يقععوم بمتعابعته وتنفيععذه ديعوان‬
‫يفضي الى تملكهم إي قطعة ارض أو مبنى‪ .‬هو قانو ٌ‬
‫ولي العهد سابقا ً والملكي حاليًا‪ .‬أي منطق يقبل المماطلة والتعجيز في النظر بطلب بناء المسجد‪،‬‬
‫والذي تجاوز اكثر من عشرين سنة؟‬

‫· مدينة حمد‪ 4 -‬مساجد من أصل ‪ ،24‬ول مأتم واحد‪:‬‬

‫مضى على إنشاء مدينة حمد أكثرمن ‪ 20‬سنة‪ ،‬والطلبات – والوساطات‪ -‬تترى لبناء مععأتم –واحععد‬
‫فقط‪ -‬لمدينة يربوا عدد سكانها على ‪ 15‬ألف نسمة‪ .‬والسلطة تتمنع في إعطاء الععتراخيص‪ ،‬وليععس‬
‫القيام ببناء مساجد للشيعة في تلك المدينة‪ .‬فمن أصععل ‪ 24‬مسععجد‪ ،‬سعععت الدولععة لععدعم اكثرهععا‪،‬‬
‫ليوجد غير أربعة مساجد للشيعة‪ ،‬بسعي ودعم اليادي البيضاء من المتبرعين الكرماء‪ .‬وبالرغم من‬
‫المحاولت الكثيرة و"الواسطات" والستجداء‪ ،‬لم يتغير الوضع‪ .‬الطلبععات المحسععوبة علععى الشععيعة‬
‫‪20‬‬
‫‪7‬‬
‫‪20‬‬
‫تعوق‪ ،‬تؤجل‪ ،‬ل تنفذ‪ ،‬وليوجد إل المراوغات والردود التسويفية‪ ،‬من اجل التضييق وحصر المسععاحة‬
‫‪8‬‬ ‫"الممنوحة" لقل قدر ممكن‪.‬‬

‫· مدينة زايد وهي مدينة حديثة البناء تم تخصععيص قطعععتي ارض لبنععاء المسععاجد ولععم تخصععص اي‬
‫منها لمسجد شيعي‪.‬‬

‫· مدينة عيسى‪ ،‬وهي أقدم مدينة حديثة بنيت بشععكل مخطععط‪ ،‬فمععن مجمععوع ‪ 24‬مسععجد وجععامع‬
‫بالمدينة‪ ،‬يوجد ‪ 4‬مساجد فقط للشيعة‪ .‬ول يوجد إل مأتما ً واحدًا‪ ،‬آيل ً للسقوط‪.‬‬

‫· قرية عراد والمناطق المجاورة‪ :‬فمن مجموع ‪ 22‬مسجد موجود في المنطقة‪ ،‬هنععاك ‪ 6‬مسععاجد‬
‫فقط للشيعة‪ ،‬مع العلم أن هذه المسععاجد الشععيعية موجععودة داخععل قريععة عععراد‪ ،‬ولععم يسععمح ببنععاء‬
‫مساجد في المنطقة المسماة عراد السكان أو عراد الجديدة‪.‬‬

‫· هذا هو الوضع في المناطق المشتركة مع الشععيعة‪ ،‬أمععا فععي المنععاطق غيععر الشععيعية‪ ،‬فععإن بنععاء‬
‫م ومن الكبائر!! وبل هناك توجه حاليا ً لبنععاء مسععاجد فععي المنععاطق‬ ‫المساجد المحسوبة عليهم محر ٌ‬
‫الشيعية ولكنها غير محسوبة عليها‪ ،‬من امثال ذلك سار‪ ،‬باربار‪ ،‬بعض قرى شارع البديع‪ ،‬غيععر قريععة‬
‫البديع‪ .‬وللعلم‪ ،‬هناك شيعة يقطنون بعض المناطق غير المحسوبة عليهم‪ ،‬اطراف قرية البععديع مثل‪،‬‬
‫ول يوجد ول مسجد واحد لهم‪.‬‬

‫ليس القصد من هذا الحديث الستنهاض الطائفي البغيض والسعتعداء‪ ،‬كمعا ليجعب ان يفهعم منعه‬
‫استفزاز أي جهة او النتقاص من اي أحد‪ ،‬ولكنه أمٌر سيء‪ ،‬يفوق اللياقععة وكععل العععراف والحععدود‪.‬‬
‫ليس الهدف أن يتم التقصير على الخرين‪ ،‬بل وقف مسلسل التغييععب‪ ،‬والتهميععش وفسععح المجععال‬
‫للمطالب الحقيقية والطبيعية للشعب ليمارس طقوسه وعبادته لله دون إنتهاك لحقععوق أحععد‪ ،‬كائنعا ً‬
‫من كان‪.‬‬
‫كلنا مسلمون مؤمنون بالواحد الحععد‪ ،‬ل شعريك لعه‪ ،‬ونحعن لعه عابععدون‪ .‬وحيعن تتعوجه المسعلكية‬
‫بشكل يفوق التسلسل المنطقي‪ ،‬يصبح أمر غير طبيعي بل استهداف وتغييععب لهويععة هععذا الشعععب‪.‬‬
‫وحتى تبرز مظلومية هذا الشعب‪ ،‬لبد من تسليط الضوء على معالم هذا التغييب الموجه والممنهج‪،‬‬
‫بغية ظهور الحقيقة وتعريفها للعالم ومنظماته ومؤسساته الحقوقية والقانونية‪ ،‬مسععتدركين إلزاميععة‬
‫ب على جميع أفراد الشعب‪.‬‬
‫توقف عملية محو الهوية البحرينية‪ .‬هذا واج ٌ‬

‫‪14-07-2005‬‬
‫التجنيس السياسي وأثره على الشباب‬

‫الكاتب ‪ :‬قاسم الفردان‬

‫في ورشعة عمعل " قضعايا وطنيععة ‪..‬برؤيعة شعبابية"‪ -‬الحعد ‪ 14‬اغسعطس ‪ 2005‬بجمعيععة العمععل‬
‫الديمقراطي‬

‫بادئ ذي بدء احب ان انوه باننا نحععترم الشعععوب الخععرى بجميععع جنسعيتها و انتمائتهععا وانععي بهعذه‬
‫الورقة ل تستهدف الحط من كرامة او اهانة تلك الشعوب انما هععذه الورقعة تنععاقش حالعة سياسعية‬
‫‪20‬‬
‫‪8‬‬
‫‪20‬‬
‫اجتماعية بحرينية‪.‬‬
‫‪9‬‬
‫يشكل موضوع التجنيس السياسي معن الهمعوم الوطنيععة وذلعك معا لعه معن اثععر كععبير علعى حيعاة‬
‫المواطن البحريني ونقصد بالتجنيس السياسي هو ذلك التجنيس الذي ل يلععتزم بالقععانون ول ينتظععر‬
‫استكمال متطلباته وإجراءاته‪ ،‬وإنما يتم بأوامر خاصة تصدرها الجهات المنفذة ويكون البععاعث علععى‬
‫التجنيس باعث سياسي‪.‬‬

‫تعريف الجنسية‪:‬‬
‫الجنسية تجسد العلقة بين الدولة والفرد في الواقع المعاصر ‪ ،‬ويتم من خلله تحديد الفععرد كععونه‬
‫أجنبيا أو وطنيا ينتمي لهذه الدولة ‪ ،‬وقععد اختلععف الفقععه القععانوني فععي تعريععف الجنسععية ومععن هععذه‬
‫التعاريف )الجنسية رابطة سياسية وقانونية بين الفرد ودولة توجب عليععه الععولء لهععا وتععوجب عليهععا‬
‫حمايته ومنحه المزايا المترتبة على هذه الرابطة(‬

‫أنواع الجنسية ‪:‬‬


‫تنقسم الجنسية في اغلب التشريعات إلى نوعان الول جنسية مكتسبة و جنسية أصلية‪ ،‬فالخيرة‬
‫هي التي يكتسبها الفرد في لحظة الولدة وتقوم على حق الدم‪ .‬كمععا تبنععي الجنسععية الصععلية علععى‬
‫حق القليم الذي يعني حق المولود على إقليم الدولة في جنسيتها وان كان أبععوه أجنبيععا مععع إسععناد‬
‫ذلك بشرط إقامة السرة بمدة محددة ‪.‬‬

‫أما الجنسية المكتسبة فإنها تمنح عادة بتاريخ لحق للولدة ‪ ،‬وغالبا التمييز بين الجنسععيتين لععه الثععر‬
‫على بعض الحقوق ‪ ،‬فحامل الجنسية المكتسبة يمكن سحبها منه ‪ ،‬وعععادة يخضععع فععترة اختبععار قععد‬
‫يحرم من ممارسة بعض الحقوق ويعامععل معاملععة تقععترب مععن وضععع الجنععبي فععي حيععن إن حامععل‬
‫الجنسية الصلية ل يخضع لمثل ذلك ‪ .‬وحديثنا ععن التجنيعس هعو معا يختعص بعه النعوع الثعاني وهعي‬
‫الجنسية المكتسبة ‪.‬‬

‫الجنسية المكتسبة‪:‬‬
‫التجنس هو كسب جنسية الدولة في وقت لحق على ميلد الشخص بناء علععى طلبععه إذا تععوافرت‬
‫فيه شروط معينه‪ ،‬وتتمتع الدولة بسلطة تقديرية والحرية في منح الجنسية أو رفض طلب التجنس‪.‬‬

‫إذا كان الصل إن الدولة حرة في تنظيم جنسيتها ووضع القواعد المنظمة لها فان القيععد الساسععي‬
‫على تلك الحرية هو التزام الدولة بمنح الجنسية استنادا إلى قيام وتوافر رابطة حقيقة وفعليععة بيععن‬
‫الشعععععععععععععععععخص والدولعععععععععععععععععة العععععععععععععععععتي تمنحعععععععععععععععععه جنسعععععععععععععععععيتها‪.‬‬
‫وذهب قانون الجنسية البحريني لعام ‪ 1963‬في مادته السادسة التي تبين أحكام التجنيععس ‪ ،‬حيععث‬
‫جاء فيها إن منح الجنسية مسألة جوازيه مرهونة بصدور أمععر مععن الحععاكم بنععاء علععى طلععب يقععدمه‬
‫طالب التجنيس‪.‬‬

‫أما شروط منح الجنسية البحرينية فقد حددتها المادة )‪ (6‬من القانون في التي ‪:‬‬
‫‪ -‬إن يكون طالب الجنسية كامل الهلية‬
‫‪ -‬مقيم في البحرين بصفة مشروعة لمدة قدرها ‪ 25‬سنة متتاليععة لغيععر العربععي ‪ 15‬سععنة متتاليععة‬
‫للعربي‬
‫‪20‬‬
‫‪9‬‬
‫‪21‬‬
‫‪ -‬حسن الخلق‬
‫‪0‬‬ ‫‪ -‬يعرف العربية‬
‫‪ -‬يمتلك عقار في البحرين‬

‫بينما تقرر المادة )‪ (6‬على سبيل الستثناء للحاكم إن يأمر بمنععح الجنسعية لمعن يريععد أو لي عربعي‬
‫يطلبها إن كان أدى خدمات جليلة للبحرين‪.‬‬

‫كما نص القانون بان ليس لمتجنس حق النتخاب أو الترشيح أو التعيين في المجالس المحلية خلل‬
‫العشر سنوات الولى من تجنيسه ‪.‬‬
‫كانت تلك أحكام التجنس المباشر ‪ ،‬أما المجنسون بالتبعية فقد بين القانون أنهععم أبنععاء المتجنععس‬
‫القصر عند تجنسه وكعل معن يولعد لعه بععد إن يجنعس و زوجععة المتجنعس العتي يلزمهععا لكععي تمنععح‬
‫الجنسية إن تعلن رغبتها في التجنس لوزارة الداخلية على إن يعقب ذلك استمرار إقامتها مع زوجها‬
‫في البحرين خمس سنوات و لوزير الداخلية العفاء من كععل أو بعععض هععذه المععدة ‪ ،‬كمععا إن جميععع‬
‫حالة التجنيس يجب إن يصدر بأمر الحاكم أي رئيس الدولة ‪.‬‬

‫وفيما يتعلق ببيانات جواز سفر المتجنس فقد نصت المععادة )‪ (15‬فقععرة )‪ (3‬مععن اللئحععة التنفيذيععة‬
‫لقانون جوازات السفر رقم )‪ (11‬لعام ‪ 1975‬على إن يدون في صفحة " الملحظات " رقم الجواز‬
‫السابق وتاريخ ورقم شهادة الجنسية والمادة التي منحت الجنسية بمقتضاها‪ ،‬وقد خععالفت السععلطة‬
‫بإلغاء بيان " بحريني بموجب المادة ‪ "6‬في جوازات السفر الخاصة للمجنسين وهو إجععراء مخععالف‬
‫للقانون الغرض منه عدم معرفة أعععداد المجنسععين و اللتفععات علععى القععانون مععن اجععل المشععاركة‬
‫السياسية في النتخابات ‪.‬‬

‫ازدواجية الجنسية ‪:‬‬


‫إن رابطة الجنسععية تقععوم علععى فكععرة الععولء للدولععة الوطنيععة وهععذا مععا يقتضععيه الضععرورة بعععدم‬
‫ازدواجية الجنسية ‪ ،‬حيث إن الولء للوطن ل يمكن تجزئته أو التقسيم بين وطنين ‪.‬‬
‫وتثار هنا عدة مشكلت تتعلق بتعدد الجنسية مما يؤثر علعى العلقعات الدوليعة بيعن الدولعة بصعفة‬
‫خاصة بالنسبة للحماية الدبلوماسية التي تمنحها الدولة لرعاياها في الخارج‪ .‬كما قد تسععبب تقععاذف‬
‫المسئولية بما يقوم حامل الجنسية من أعمال إجرامية أو إرهابية على سبيل المثال بين الدول‪.‬‬
‫فقانون الجنسية البحريني قد قرر عدم جواز ازدواج الجنسية ‪ ،‬وقد قرر دستور ‪ 1973‬في مععادته‬
‫)‪ (17‬بان إسقاط الجنسية يتم في حالة الخيانة العظمى وحالة ازدواجية الجنسية ‪.‬‬
‫ثم جاء دستور ‪ 2002‬فالغي حظر ازدواجية الجنسية التي نص عليه دستور ‪ ،1973‬كم تععم حععذف‬
‫البند المتعلق بجواز سحب الجنسية للمتجنس ‪.‬‬

‫الممارسات اللقانونية في سياسة التجنيس‪:‬‬


‫يمكن إن نحدد عدة مععن التجععاوزات الععتي أقععدمت عليهععا السععلطة وخصوصععا فععي فععترة انتفاضععة‬
‫الكرامة انتفاضة التسعينات حيث قامت السلطة بضخ أعداد كبيرة من الموارد البشرية في الجهزة‬
‫المنية لكي تتأكد من ولئها للنظام وذلك من اجل قمع النتفاضة ‪ ،‬وبعد انتهاء صلحية هؤلء من تم‬
‫تجنيسهم ‪ ،‬وبعد تولي الملك سد الحكم ظهرت للسلطة الحاجة لهؤلء المجنسين من اجععل ضععمان‬
‫ما يفرزه صناديق النتخابات لتصب في مصلحة السععلطة ‪ ،‬ومععن هععذه الممارسععات الغيععر قانوينععة ‪:‬‬
‫‪21‬‬
‫‪0‬‬
‫‪21‬‬
‫‪ -‬تعسععف السععلطة فععي اسععتخدم السععلطة السععتثنائية فتععم تجنيععس اللف دون مراعععاة الشععروط‬
‫‪1‬‬ ‫المقررة بالقانون ‪ ،‬مما أصبح الستثناء هو القاعدة والقاعدة هي الستثناء‪.‬‬
‫‪ -‬منح السلطة الجنسية البحرينية للمجنسين مع استمرارهم حمل جنسيتهم وذلك مخععالف لحظععر‬
‫ازدواجيععععععععععععععععة الجنسععععععععععععععععية فععععععععععععععععي الدسععععععععععععععععتور والقععععععععععععععععانون‬
‫‪ -‬تم تجنيس عشرات اللف من أفراد قبيلة الدواسر وهم مواطنين سعوديين دون وجععود أي رابععط‬
‫فعلي يربطهم بالبحرين أو يبرر منحهم الجنسية‪.‬‬
‫‪ -‬سمحت السلطة للمجنسين ممارسة الحق السياسي فور تجنسهم مخالفين بذلك القانون‪.‬‬
‫‪ -‬إلغاء الشارات والبيانات الموجودة في جوازات المجنسين المقررة بحكم القععانون حععتى ل يتععم‬
‫تبيان عددهم وللتحايل على القانون من اجل ال نتخابات‪.‬‬
‫‪ -‬امتناع السلطة عن تجنيس أسرة وعوائل تنطبق عليهععم الشععروط الععواردة فععي القععانون ‪ ،‬مثععل‬
‫قضية الحاج صالح الستراوي حيث ادعت السلطة بعان الحععاج قعد قعامت بعمليعة انفصعالية لجزيعرة‬
‫سترة فأسرة الحاج منتشرون في دول كثيرة واعتبرتهم المفوضية العليا لللجئين بان عائلععة صععالح‬
‫الستروي لجئين ول يتمتعون باي جنسية في حين ان جنسيتهم الصلية قد اسقطت‪.‬‬

‫أثر التجنيس على الشباب‬


‫إن مجتمع البحريني مجتمع فتي يشعكل فيععه الشعباب نسعبة عاليعة‪ .‬فعان أي آثعار للتجنيعس علعى‬
‫المواطن هو تأثير على الشباب سواء تعرضوا إليه بشكل واسع أو ضيق ‪ ،‬ول يمكن أن نحصر الثععار‬
‫التي تترتب على التجنيس السياسي لدى الشباب سواء كانت قريععب المععدى أو متوسععط المععدى أو‬
‫بعيععدة المععدى ن وهععذه هععي أهععم الثععار الععتي يعترضععها الشععباب مععن جععراء التجنيععس السياسععي‪:‬‬

‫‪ .1‬التأثير على الوضاع القتصادية‬


‫كما هو معروف إن القتصاد البحريني يعاني من ضعف وان مواردها محدودة بجانب تععدني الجععور‬
‫وغياب فرصة العمل الكريم علما إن نسبة البطالععة ل تقععل عععن ‪ %15‬مععن المععواطنين ‪ ،‬وان ‪%53‬‬
‫من العمالة البحرينية رواتبها تقل عن ‪ 200‬دينار معع غيععاب الضعمان الجتمعاعي ‪ ،‬إلععى جععانب ذلععك‬
‫هناك ‪ 11‬أسرة تتلقى معونات من الدولة ووجود ‪ 75‬صععندوق وجمعيععة خيريععة فععي البحريععن ضععمن‬
‫عدد سكان ل يتجاوز ‪ 600‬ألف ‪.‬إن زيادة أعععداد المجنسععين بشععكل عععام سععوف يععودي إلععى تفععاقم‬
‫المشكلة القتصادية ‪ ،‬فموارد البحرين محدودة وعدد السكان في ارتفاع مما يصعععب تلبيععة حاجععات‬
‫المواطنين القتصادية وخصوصا أن أكثر من نصف شعب البحرين يعيش تحت خط الفقر‪.‬‬

‫‪ .2‬البطالة والشباب‬
‫إن التجنيس السياسي ساهم بشكل كععبير فععي تقليععل فععرص العمععل لععدى الشععباب وخصوصععا إن‬
‫المجنسين يحصلون على فرص تمييز عن باقي المواطنين الباحثين عن العمل حيععث يتععم تععوظيفهم‬
‫في سلكي المن العام والشرطة بينما يمنع اللف من المواطنين مععن العمععل فععي هععذه الععوزارتين‬
‫على أساس تميزي‪ ،‬كما يكشف تقرير ماكنزي إن ‪ 100‬ألف سيدخلون السوق في العقد القادم مع‬
‫انه ‪ 60‬ألف سيكونوا من العاطلين‪.‬‬

‫‪ .3‬التعليم والشباب‬
‫يشكل التعليم جوهرة العملية التنموية وقد بلغت البحرين مستوى راقي إلى تقليل نسبة المية إل‬
‫انه قد أدى تجنيس العديد من الميين إلى زيادة المية في البحريععن‪ ،‬كمععا أدت إلععى زيععادة الضععغط‬
‫على الخدمات التعليمة وزيادة عدد الطلبة في الفصل الدراسي الواحععد ممعا أدى إلععى تععأخير بعععض‬
‫‪21‬‬
‫‪1‬‬
‫‪21‬‬
‫الطلبة عن اللتحاق بالمدارس و إلى تدني مستوى التعليم والمخرجات التعليمة ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ .4‬السكان والشباب‬
‫تفاقمت مشكلة الحصول على السكن في دولة البحرين وخصوصعا لعدى الشععباب المقلعبين علعى‬
‫الزواج ‪ ،‬حيث تشير الحصائيات إلى إن هناك ‪ 40‬ألف طلب لوحدة سععكنية وان ‪ %90‬مععن أراضععي‬
‫المملكة مملوكة ملك خاص ‪ ،‬ممععا يعنععي إن تضععاعف عععدد السععكان يععؤدي بنتيجععة طبيعععة تضععاعف‬
‫الطلب الحصول على السكن في ظل مساحة جغرافية صغيرة وكثافة سكانية عالية و ارتفععاع كععبير‬
‫في أسعار مواد البناء والراضي ‪ ،‬مما يخلق تأخير مقدمي طلب الوحدات السععكانية فععي الحصععول‬
‫على السكن الملئم وخصوصا إن المجنسين يحصععلون علععى معاملععة تمييزيععة تتعلععق بالولويععة فععي‬
‫الحصول على سكن كما تم إنشاء مناطق سكنية خاصة بهم مثل سافرة ‪.‬كما تشهد البحرين‪.‬‬

‫‪ .5‬التمييز في منح الجنسية‬


‫يعاني بعض الشباب من الحرمان من الحصول على الجنسية وخصوصا أنهم مستوفون الشروط ‪،‬‬
‫في حين إن السلطة تجنس اللف ضمن خارج القانون عن طريق التعسف فعي اسععتخدام القععانون‬
‫بمادته الستثنائية‪.‬‬

‫‪ .6‬التأثير على المن الجتماعي‬


‫نظرا ً للخلفية الثقافية والجتماعية للمجنسين التي تختلععف عععن الععبيئة البحرينيععة ‪ ،‬شععهد المجتمععع‬
‫البحريني الكثير من الجرائم الغريبة على المجتمع البحريني كالسرقات المسلحة وغيرهععا ‪ ،‬كمععا تععم‬
‫تفشي المخدرات في المدارس وخصوصا التي يدرس بها المجنسين كما شهد المجتمع حالت عنف‬
‫بين المجنسين والمواطنين من الشباب ‪ ،‬مما يمثل تهديدا ً على النسيج الجتماعي والستقرار الذي‬
‫عرفت به البحرين لسنوات طوية خصوصا بين أوساط الشباب اللععذين علععى احتكععاك مباشععر بهععذه‬
‫الممارسات ‪.‬‬

‫‪ .7‬إثارة الكراهية بين الطوائف والعراق‬


‫في ظل تردي الوضاع القتصادية وحصول المجنسين على معاملة تميزية أدت سياسية التجنيععس‬
‫على إثارة الكراهية بين العراق والطععوائف وخصوصععا نجععد بيععن أوسعاط الشعباب التبععادل بكلمعات‬
‫معينة ينعت بها المجنسين ‪ ،‬مما يؤسس لنمو الحساس بالكراهية للعراق والطععوائف الععتي ينتمععي‬
‫لها المجنسون‪.‬‬

‫‪ .8‬المجنسين أداة قمع‬


‫نتيجة إن المجنسين من أوساط تختلف عن البحرين ثقافي واجتماعيا وحتى مذهبيا ‪ ،‬تم اسععتخدام‬
‫المجنسين كوسيلة لقمع المظاهرات و الحركات المطلبية ‪ ،‬فقد تم تعذيب العديد من الشباب على‬
‫يد المجنسععين وتعم التنكيععل بهععم وتععم حرمعان العديععد معن الشععباب مععن حريتهععم وحيععاتهم تعسععفيا‬
‫وخصوصا في انتفاضة الكرامة التي سقط فيها أكثر من أربعين شهيد‪ ،‬كما جسدت الحداث المنيععة‬
‫الخيرة عدم تغير العقلية السابقة في تعامل المعوظفين المعنييعن بإنفعاذ القعانون معع المتظعاهرين‬
‫والشخصيات ذات الحراك السياسي والحقوقي ‪.‬‬

‫‪ .9‬التأثير على العملية النتخابية‬


‫‪21‬‬
‫‪2‬‬
‫‪21‬‬
‫إن جوهرة العملية النتخابية هي التعبير الحرة النزيه عن الرادة الشعبية ‪ ،‬إل إن السلطة حععاولت‬
‫‪3‬‬
‫تغير هذه الرادة التي تتكون منها أرادة شبابية عن طريق أعطاء المجنسين الحقوق السياسية دون‬
‫مراعاة القانون وذلك عن طريق الفترة القانونية المقرر في القانون التي يجب أن يمر به المجنس‬
‫على تجنسهم ليحق له أن يمارس حقوقه السياسية ‪.‬‬

‫‪ .10‬احترام القانون‬
‫إن عدم احترام السلطة للقانون عن طريق تجنيس اللف خارج القعانون ‪ ،‬يعكعس لعدى الشععباب‬
‫زعزعة الثقة بالقانون مما يخلق حالة عدم الذعان إلى القانون حيععث تطلععب السععلطة مععن النععاس‬
‫التقيد بالقانون بينما نجد إن السلطة في ممارساتها هي ل تحععترم القعانون ممععا يعكععس قععدوة غيععر‬
‫حسنة لدى الشباب وتؤسس الدولة البوليسية التي ل تحترم القانون‪.‬‬

‫‪ .11‬استقرار النظام السياسي‬


‫يشكل استقرار النظام السياسي استقرار لحياة المععواطنين ‪ ،‬ولكععن عنععدما تهععدف السععلطة إلععى‬
‫تجنيععس اللف وزرعهععم فععي سععلكي المععن العععام والععدفاع بععدوافع سياسععية وخصوصععا إن هععؤلء‬
‫المجنسين ل يرتبطون برابطة فعلية أو واقعية بالبحرين يشكل تهديد خطير على النظععام السياسععي‬
‫في البحرين والذي قد ينبأ بحالت انقلبية عسكرية ‪.‬‬

‫إن غياب الديمقراطية الحقيقة وسيطرة العقلية القبليععة فععي النظععام السياسععي وغيععاب المحاسععبة‬
‫والشافية مع تعزيز السلطان المطلق للحاكم ‪ ،‬واعتداد الحاكم بان التجنيس وسيلة من اجل المععن‬
‫السياسي عن طريععق التحكععم بنسععب الطععوائف وتغيععر التركيبععة الديموغرافيععة للمععواطنين مخالفعة‬
‫لحكام القانون الدولي والوطني ‪ ،‬فاستخدام لغة القوة الفعلية وتغييب إرادة الشعب فععي السععلطة‬
‫التشريعية عن طريععق التجنيععس السياسععي واسععتخدامهم ورقععة سياسععية فععي العمليععة و النتخابيععة‬
‫تعكس مدى الحالة البحرينية وخصوصا إن من أهم اسباب التجنيس السياسي هو غيععاب المشععاركة‬
‫الشعبية ‪ ،‬وأبراز الملكية المطلقة حيث ل سلطان يعلو على سلطان الحاكم وان السععيادة الشعععبية‬
‫هععي حالععة صععورية تتغنععى بهععا السععلطة مععن وقععت وآخععر لتظهععر لنععا ديمقراطيععة الفاصععوليا ‪.‬‬

‫التوصعععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععيات‪:‬‬
‫‪ .1‬على السلطة إن تعلن عن جميع المعلومات المتعلقة بالتجنيس وعرض المعلومات أمععام الععرأي‬
‫العام‪.‬‬
‫‪ .2‬تعديل قانون الجنسية بحيث يحدد بشكل واضح شروط التجنيس بشكل استثنائي ويقيد سلطة‬
‫ذلك بحيث يمنع إساءة استخدام تلك السلطة و على إن يكون التجنيس وفق مرسوم ملكي وينشععر‬
‫في جريدة الرسمية‪.‬‬
‫‪ .3‬التقيد بقانون وأتباع العراف الدولية التي تمنع المجنسين الحصول على الحق السياسععي فععور‬
‫تجنسه حتى يتم التثبت من ولء المجنس للبحرين‪.‬‬
‫‪ .4‬وقف التمييز في منح الجنسية و إعطاء مععن يسععتحقون الجنسععية والعمععل الجععاد علععى إعطععاء‬
‫الجنسعية لعائلعة الحعاج صععالح السععتراوي وأبنعاء النسععاء البحرينيعات المتزوجعات بأجعانب اللعذين ل‬
‫يتمتعون بجنسية‪.‬‬
‫‪ .5‬إيقاف أي إجراءات تمييزية للمجنسين في التوظيف والسكن وغيرها على حساب المواطن ‪.‬‬
‫‪ .6‬إعطاء الولوية للمواطنين دون تمييعز بينهعم للحصعول علعى الوظعائف والترقيعات فعي أجهعزة‬
‫‪21‬‬
‫‪3‬‬
‫‪21‬‬
‫الجيش والمن ‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ .7‬عمل إصلح أداري وتشريعي في الجهزة ذات العلقة بمنح الجنسية مععع محاسععبة المتجععاوزين‬
‫للقععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععانون‬
‫‪ .8‬السعي إلى أقامععة نظععام ديمقراطععي حقيقععي يكععون الشعععب مصععدر للسععلطات لكععي تحاسععب‬
‫السلطة في حالة خرقها للقانون أو إساءة استخدام السلطة ‪.‬‬

‫واختم حديث ببيت من الشعر يجسد حالة المواطن مع المتجنسين‬

‫نحن الضيوف و أنت رب المنزل‬ ‫يا ضيفنا لو زرتنا في بيتنا لرأيتنا‬

‫‪14-08-2005‬‬

‫‪21‬‬
‫‪4‬‬
‫‪21‬‬
‫من فصول التغيير الديموغرافي في البحرين‬
‫‪5‬‬ ‫جر وُتسَتلب جنسيته‬
‫جاكسون ُيكّرم وُيجّنس والستراوي ُيه ّ‬

‫الكاتب ‪ :‬الدكتور عبد الجليل السنكيس‬

‫ذكرت مجلة لوس انجيلس تعايمز المريكيعة الصعادرة فعي مدينعة لعوس أنجيلعس بوليعة كاليفورنيعا‬
‫الصادرة بتاريخ ‪ 21‬أكتوبر ‪ ) 2005‬وأيضا في ‪ 23‬من نفس الشهر( عن محععامي المغنععي المريكععي‬
‫مايكل جاكسون بأن الخير قد كان في ضيافة العائلععة الحاكمععة فععي البحريععن لعععدة اسععابيع‪ ،‬وذلععك‬
‫م به جّراء المحاكمة التي اتهم فيها بالتحرش الجنسععي للطفععال‪ .‬وحيععث‬ ‫لمساندته نفسيا ً على ما أل ّ‬
‫أنه تم تبرئته من تلك التهمة إل إنه تعب نفسيا ً واراد ان يغير المنطقة التي تذكره باجواء المحاكمة‪،‬‬
‫فكان له كرم ابني الحاكم‪ ،‬ليخفف عنه ضيقه ومحنته‪ ،‬فبقى في ضيافة البحرين التي عادة ما تكرم‬
‫الغراب‪.‬‬

‫وقد ذهب الكرم العربي الصيل الى أبعد من ذلك‪ ،‬حيث من المطلوب أن يجد المغني‪ -‬المعععروف ‪-‬‬
‫موطنا يقيم فيه بصورة دائمة‪ ،‬ليتلفععى تلبيععة أي نععداء المحكمععة‪ ،‬الععتي بحسععب قععوانين كاليفورنيععا‪،‬‬
‫تستبعد استدعاء من يقيم بصورة دائمة خععارج الوليععة‪ .‬وكععذلك ليبتعععد السععيد جاكسععون عععن بعععض‬
‫المواقع الخاصة به‪" ،‬نفرلند" التي صرف عليها المليين ليحولها لجّنة للطفال‪ ،‬ولكنها السععبب وراء‬
‫اتهامه الخير بالتحرش الجنسي بالطفال‪ .‬وهذا ل يتم دون أن يحصل السيد جاكسون‪ -‬وأهله‪ -‬علععى‬
‫الجنسية البحرينية‪ ،‬فأهل ً به بين أخوته الموطنين من دير الزور والعرب من قبععائل اليمععن والردن ‪،‬‬
‫والمملكة العربية السعودية‪.‬‬

‫وفي الوقت الذي اشعيد بهعذا الكعرم العربعي الصعيل العذي ينقعذ المطلعوبين للعدالعة فعي بلعدانهم‬
‫والمتععععععععععععععععععععععأزمين نفسععععععععععععععععععععععيا ً وماليععععععععععععععععععععععًا‪ ،‬أورد التيععععععععععععععععععععععة‪:‬‬

‫‪ (1‬ان هعذا الحععدث يععدلل علععى اسععتمرار عمليععة التغييععر الععديموغرافي خععارج إطععار القعانون ودون‬
‫اللتفات للشتراطات فيه‪ ،‬وهو أمر اعتاد رأس النظام القيام به منذ أن تبنى مشروع تغيير التركيبة‬
‫السكانية منذ اغسطس ‪1975‬م‪ .‬فأي اشتراطات استوفاها السيد جاكسون لينال شرف الجنسععية؟‬
‫فل ميلد‪ ،‬ول اقامة‪ ،‬ول استثمار ول لغة‪ .‬فل يجب ان يسكن في البحريعن لمعدة معن الزمعن‪ ،‬يخعدم‬
‫ويعطي ويثبت ولءه الوطني ول هم يحزنون‪.‬‬

‫‪ (2‬إن هذا المر يقود الععى نقطععة خاصععة بالمجنسععين حععديثا ً وتمكينهععم مععن المنافسععة‪ ،‬بععل التمييععز‬
‫والتفضععيل‪ ،‬علععى فععرص البتعععاث والترقيععات‪ ،‬كمععا هععو حععادث فععي بعععض الععوزارات والمؤسسععات‬
‫التعليمية التي تم فيها ترقية من تم تجنيس بعض منتسيبها – من غير العرب‪ -‬عععبر وسععاطات قصععر‬
‫الصافرية‪ -‬وتم في ذات الوقت وضعهم على برنامج اليفععاد والبتعععاث علععى حسععاب ابنععاء الععوطن‪.‬‬

‫‪ (3‬ل زالت هناك أعداد كبيرة لعوائل كاملة محرومععة مععن الجنسععية ممععن ولععد وترعععرع علععى أرض‬
‫البحرين‪ ،‬ول يعرفون موطنا ً لهم غير البحرين‪ .‬فكيععف يتععم تععبرير‪ ،‬حرمععان هععؤلء‪ -‬وهععم فععي أمععس‬
‫الحاجة لن تكون لهم هوية وطنية‪ ،‬وتوهب الجنسية‪ ،‬لمععن ل يعععرف مععن البحريععن غيععر أنهععا مصععدر‬
‫استرزاق أو حماية؟‬

‫‪21‬‬
‫‪5‬‬
‫‪21‬‬
‫‪ (4‬و أزيد من الشعر بيتًا‪ .‬عائلة الحاج صععالح السععتراوي البحرينيععة‪ ،‬ل زالععت مشععتتة بيععت أصععقاع‬
‫‪6‬‬
‫الرض‪ ،‬ويرفض تجديد جوازات من بقععى مععن أبنععاء الحععاج صععالح‪ ،‬ويحععرم أبنععاءهم البحرينييععن مععن‬
‫الحصععععععععععععععععععععععععول علععععععععععععععععععععععععى الجععععععععععععععععععععععععواز البحرينععععععععععععععععععععععععي‪.‬‬

‫كل ما سبق يؤكد على أن عملية التغيير الديموغرافي تستهدف الشعب البحرينععي وهععويته وسععكانه‬
‫الصليين‪ -‬سنة وشيعة‪ -‬مععن بععد حعل البرلمعان فعي أغسعطس معن العععام ‪1975‬م وعطععل العمعل‬
‫بدستور البلد العقدي لعام ‪1973‬م‪ ،‬حيث تم تعطيل التشريع وكل الدوات الرقابية‪ ،‬وصارت العائلة‬
‫والسلطة الحاكمة تصول وتجول دون حساب أو رقيب‪.‬‬

‫مطالبعععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععة‪:‬‬
‫إن أي مشروع سياسي‪ ،‬ل يأخذ في الحسبان فتح هذا ملف التغييععر الععديموغرافي علععى مصععراعيه‪،‬‬
‫هو مشروع غير مؤسس تأسيس صحيح يراعي مطلبات الحفاظ علععى الهويععة الوطنيععة‪ .‬وحععتى يتععم‬
‫التعاطي بصورة إيجابية مع هذا المشروع‪ ،‬يجب أن يتم الكشف عععن الرقعام الحقيقيععة للمجنسعين‪،‬‬
‫وبالتحديد الذين جنسوا عبر الستثناء الخاص لرأس النظام –أميرا ً كععان أو ملك عًا‪ .‬كمععا يجععب عكععس‬
‫عملية التغيير الديموغرافي مع مراعاة الجععوانب النسععانية للمجنسععين‪ ،‬ووضععع التشععريعات اللزمععة‬
‫المانعة لسوء استعمال مبدأ الستثناءات في منح الجنسية‪ .‬وفي ذات الطار يرد العتبارللبحرينيين‪،‬‬
‫مععن أمثععال عائلععة الحععاج صععالح السععتراوي‪ ،‬بتجديععد جععوازاتهم ومنععح اولدهععم وكععذلك المحروميععن‬
‫المولودين في البحرين على جوازت بحرينية‪ .‬وأخيرا ً منع الفساد المتمثل في ترقية وابتعاث من تععم‬
‫تجنسيهم حديثًا‪ ،‬ضمن إطار مشروع التغيير الديموغرافي للنظام‪.‬‬

‫نعععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععداء‪:‬‬
‫إن النظام ليخجل من أبنعاء الشععب البحرينعي الطيعبين ول يعبعأ لمشعاعرهم او معانعاتهم‪ .‬إن تلعك‬
‫الطيبة والدماثة للبحرينيين‪ ،‬هي ما شععجعه علععى تدشععين المشععروع والسععتمرار فيععه‪ ،‬بكععل صععلفة‬
‫وتحدي‪.‬‬

‫فإلى متى السكوت عما يقوم به من لعب في التركيبة السكانية على حساب الععوطن والمععواطنين‪،‬‬
‫أم أننا سوف نصمت الى ان تحدث الكارثة‪ ،‬ويتسرطن التجنيس‪ ،‬وحينهععا يعععم شععره علععى الجميععع‪،‬‬
‫دون تفريق بين الطيب والخبيث؟‬

‫‪25-10-2005‬‬

‫‪21‬‬
‫‪6‬‬
‫‪21‬‬
‫العرب شاركوا ضد شيعة البحرين في جريمة التجنيس‬
‫‪7‬‬
‫الكاتب ‪ :‬محمد خليل البحراني‬

‫عندما تجد ان الشيعي يطالب بحقه في المشاركة في القرار السياسي يهب كععل العععرب وخاصععة‬
‫النخب الثقافية والسياسية السنية علمانية وليبراليععة فععي وصععف تلععك المطععالب باالطائفيععة واتهععام‬
‫اصحابها بانهم مدفوعون من الخارج وباالتحديد من ايران دون ان ياتوا بذلك دليل ‪ ..‬وعندما يطالب‬
‫سنة العراق بع)حقوقهم( ويتوسلون بالعنف والعمليات الرهابيععة وقتععل البريععاء ويرفعععون شعععارات‬
‫طائفيععة بحتععة ويسععتهدفون فععي عمليععاتهم الرهابيععة الشععيعة لععن تتحععرك فععي اولئك "القوميععون"‬
‫العروبيون ذرة احساس في وصف ابنععاء جلععدتهم باالطعائفيين ولكععن عنععدما يتعلععق المععر باالشععيعة‬
‫فانهم يصبحون طائفيين وانهم من دعاة "الشعوبية" واتباع "الصفوية" ! ‪..‬‬

‫البحرين هي البلد الول في المنطقة الذي يتعرض شيعته الى ابشع عملية استئصالية واسععتيطانية‬
‫قام بها النظام الحاكم من اجل ضمان السيطرة السععنية والخليفيععة علععى الحكععم بطريقععة عنصععرية‬
‫وطائفية من خلل سياسة التجنيس الخبثية التي تعتععبر فععي نظععر القععانون الععدولي جريمععة انسععانية‬
‫ترتكب بحق طائفة معينة تشكل الغلبية في البلد ‘ كما ان تلك السياسة التي طبقت بشكل سريع‬
‫ومبرمج جاءت لتقصم ظهر الديمقراطية ولتقدم للعالم نموذجا مزيفا ومصطنع للديمقراطيععة تهيععئ‬
‫الطريق لهيمنة سنية وللقادمين من اتباعهم من خلععف الحععدود مععن اجلف الصععحراء للحلل محععل‬
‫المواطن البحراني الشيعي ‪..‬‬

‫والواضح ان النظام الحاكم في البحرين الذي لم يجد سبيل اخر لضععمان سععيطرته علععى مقععدرات‬
‫البلد وحكمه بطريقة غير ديمقراطية سوى سبيل التجنيس قد شاركه العرب ومعظم دول المنطقة‬
‫الديكتاتورية في قراره بهذ الخصوص حيث تقارير والمعلومات التي تم تسريبها او استحصععالها مععن‬
‫بعض المسئولين العرب افادت ان قرار التجنيععس فعي البحريععن ضععد الشعيعة قععد اتخععذ فعي اروقعة‬
‫الجامعة العربية وبتنسيق عربي اشتركت فيها دول عدة رئيسية وجدت في اي حصول للشيعة على‬
‫حقوقهم السياسية خطا احمرا ل يمكن القبول به او تجاوزه وان شكلوا الغلبية او اتوا الى السلطة‬
‫من خلل صناديق القتراع كما هو الحاصل اليوم في العراق حيث العرب وقفوا باجماع ل مثيععل لععه‬
‫ضد ان يحكم الشيعة العراق ودفعوا بكل مجاميع الرهاب والقتل للتهافت على العراق لذبح شععيعته‬
‫وتدمير البلد ‪..‬‬

‫وفي البحرين كاد القرار العربي ومشععاركته فععي جريمععة التجنيععس ان ل يتضععح لععول تععداعيات ‪11‬‬
‫سبتمبر وسقوط البعث الفاشعي وقيعام النظعام العديمقراطي فعي الععراق ‘ حيعث التعدخل العربعي‬
‫السلبي في العراق من خلل تلك المجاميع الرهابية كان واضحا حيععث حععتى مععن ل يقععرأ السياسععة‬
‫يستطيع ادراك حجم دور المخابرات العربية في تخريب العمليععة السياسععية فععي الععراق وتحريضععها‬
‫للسنة العرب لرفض التغيير الحاصل وحضهم على وضععع العصععى فععي عجلععة الديمقراطيععة الوليععدة‬
‫والقائمة على انقاض نظام البعث الطائفي ‪ ..‬هؤلء العرب هم انفسععهم ايضععا الععذين دفعععوا بنفععس‬
‫المجاميع او مععن اوسععاطهم للقععدوم الععى البحريععن بغععرض الحصععول علععى الجنسععية والععذوبان فععي‬
‫"المجتمع البحراني" من اجل تغيير التركيبة السكانية ولرفع نسب السنة واعدادهم التي لم يشكلوا‬
‫قبل التجنيس بعاكثر معن ‪ .. %15‬والغريعب ان الشعخاص والجاليعات العتي تعم اسعتقدامهم لغعرض‬
‫التجنيس هم من نفص الفصيل الذي يمارس اليععوم اعمععال القتععل والرهععاب فععي العععراق وينفععذون‬
‫‪21‬‬
‫‪7‬‬
‫‪21‬‬
‫العمليات النتحارية ضد الشيعة ‘ سوريون واردنيون وفلسطينيون ومصععريون وسعععوديون ويمنيععون‬
‫‪8‬‬ ‫وغيرهم وحتى باكستانيين ‪..‬‬

‫جريمة التجنيعس العتي حعدثت فعي البحريعن كمعا اشعرنا اشعتركت فعي تنفيعذها النظمعة العربيعة‬
‫وبتنسيق معها وهي النظمة ذاتها التي تسعى اليوم لوقف عجلة الصلح والتغيير الععديمقراطي فععي‬
‫المنطقة وتحارب التععوجه العععالمي وخاصععة المريكععي البنععاء مععن اجععل احلل الديمقراطيععة واعععادة‬
‫العتبار لدور الشعوب ووأد التوجهات المتطرفة والرهابية التي تغذيها انظمة مستبدة وتحتضنها كععا‬
‫النظام الوهابي في السعودية ‪ ..‬القرار العربي ضد شيعة البحرين َتوجه اسععتمرار النظععام الخليفععي‬
‫الحاكم في سياسة التجنيس وعدم تراجعه عنه بعل تسعارعت وتيرتعه دون ان تجعابه تلعك السياسعة‬
‫بموقععف حاسععم ورادع محليععا ودوليععا وهععذا يعععود الععى ضعععف الداء السياسععي للمعارضععة الشععيعية‬
‫ولسياسة الخداع والكذب التي يمارسها النظام ‪..‬‬

‫فاذا كان العرب وبالتحديد النظمة السنية تعتقد ان حرمان الشعيعة معن حقعوقهم السياسعية فععي‬
‫البحرين اوحتى في العراق سيحمي "المن القومي العربي " او يحافظ على "المجال الحيوي" لهم‬
‫كما يقول الكاتب المصري ممدوح الشيخ في مقاله ع نشر في الهرام المصرية ع "الحقد المقدس"‬
‫حول "اكذوبة سنة العراق ‘ بانها تستمد من تراث صدام" حيث يقول ان "النظمة الحاكمة مارست‬
‫دورا قذرا لمساندة السرة الحاكمة في البحرين على حساب الشعب" ‪ ..‬ويضيف في مقاطع اخرى‬
‫من مقاله حول التجنيس في البحرين ‪:‬‬

‫)) والرافد الوهابي صاحبه تغير اخر هو تنعافس مصعري سععودي جديعد نسعبيا علعى احتلل موقعع‬
‫"حامي السنة" ‘ حيث تم التنافس بين المؤسسة الدينية في الدولتين تحت سععقف اتفععاق مشععترك‬
‫بين الطرفين المتنافسين على اعتبار حصول الشيعة علععى حقععوقهم السياسععية فععي اي بلععد عربععي‬
‫خطا احمر يمس المن القومي العربي كما سمعت بنفسي من مسؤول عربي بارز اكععد ان اشعععال‬
‫حرب اهلية طائفية في العراق بقرار عربي سيكون اقععل خطععرا علععى المععن القععومي العربععي مععن‬
‫حصول الشيعة على حقوق سياسية تكافئ وزنهم السكاني ‘ وفي الطار نفسه اشار هذا المسؤول‬
‫الى ))) عملية التجنيس التي تمت في البحرين قبل سنوات بتنسيق عربي لتغيير التركيبة السععكانية‬
‫على نحو يضمن حرمان شيعة البحرين مععن حقععوقهم السياسععية((( ‘ وهععي جريمععة اسععتيطانية مععن‬
‫طراز صهيوني رفيع ارتكبت لحمايععة "المجععال الحيععوي القععومي العربععي الممتععد مععن المحيععط الععى‬
‫الخليج !‪…((..‬‬

‫هذا التغيير الخبيث في التركيبة السكانية ل ينفك عن الدور الجديد الذي خوله ال خليفععة للوهابيععة‬
‫والسلفية المقيتة لكي يلعبوه في البحرين على حساب الغلبية الشيعية ‘ فهم ل يرون في الرهاب‬
‫العديني الوهعابي اي خطععرا علعى مصعالحهم وان كعان خطرهعم كعبيرا علععى الخريععن مثعل الشعيعة‬
‫والمريكان واتباع المذاهب الخرى ال انهم باالنسبة للحكام فانهم سلح بيععدهم لتهميععش خصععومهم‬
‫من الذين يمثلون وزنا سكانيا في البلد ‪..‬‬

‫ان جريمة التجنيس التي تمارس في البحرين يجب ان ل تمر باالسهولة او يتععم السععكوت عليهععا ‘‬
‫اليس العرب هم يقولون "ما بني على الباطل فهو باطل "! والتجنيس الذي تم في البحرين والععذي‬
‫على ضوءه حصل العشرات اللف من العراب السنة على الجنسية ظلما وزورا فهعو باطعل يمثععل‬
‫خرقا لقوانين المجتمع الدولي وحقوق النسان ولبد من تدخل دولععي لوقععف والغععاء كععل القععرارات‬
‫‪21‬‬
‫‪8‬‬
‫‪21‬‬
‫في هذا الخصوص واعادة المجنسين الى اوطانهم بعد ان يتم تجريدهم مععن الجنسععية الععتي حصععلوا‬
‫‪9‬‬
‫عليها بشكل باطل وغير قانوني خاصة وان اغلعب اؤلئك المجنسعين ل يحملععون اي مععؤهلت علميععة‬
‫واميين وجهلة وعدوانيين اتوا من مناطق صحراوية تعتبر اليععوم مصععدرا للرهععاب الععذي يجععري فععي‬
‫العراق والمنطقة والعالم ‪..‬‬

‫ملتقى البحرين اللكتروني| ‪2005-11-05‬‬

‫‪21‬‬
‫‪9‬‬
‫‪22‬‬
‫التجنيس وعض اصبع الندم!‬
‫‪0‬‬
‫الكاتب ‪ :‬محمد العثمان‬

‫حينما طرقت‪ ،‬في مرات عدة‪ ،‬موضوع التجنيس غير القانوني "تجنيس العرب والعجم والسيويين‬
‫من مختلف العراق والديان والمذاهب" وتحدثت عن آثار التجنيس غير القانوني‪.‬‬

‫‪ ..‬وعلى رغم أن الحديث في تلك المرات كان عن التجنيععس غيععر القععانوني فععإن البعععض أراد أن‬
‫ينحو بموضوعاتي ناحية الشيفونية والتطرف الوطني حتى قال قائلهم‪ :‬إن الكاتب لديه مغععالة فععي‬
‫الوطنية وحب الوطن! في الحقيقة فإنني مجبر في اسععتخدام مصععطلح المجنسععين ولسععت احبععذه‪،‬‬
‫وأنا أعني من حازوا الجنسية البحرينية بطريق غير قانوني‪.‬‬

‫مشكلت المجنسين بطريق غير قانوني ل يشعر بها من يكتب من شرفة فلته الفاخرة‪ ،‬ول يشعععر‬
‫بها من يكتب وهو "وعياله" في بحبوحة من العيش‪ ،‬فإن هؤلء أولوياتهم تختلف عن من يعيععش مععع‬
‫هععؤلء المتجنسععين‪ ،‬وخصوصععا مععن يسععكن منهععم فععي الحيععاء القديمععة مععن مععدن وقععرى البحريععن‬
‫"المحرق‪ ،‬الرفاع‪ ،‬الحد‪ ،‬قللي والبديع" أي بعبارة أخرى في المناطق السنية الصرفة‪.‬‬
‫جميع الخوة العرب والمسلمين وغيرهم مقدرون وكرامتهم مصونة‪ ،‬سواء ممععن حععازوا الجنسععية‬
‫البحرينية أو ممن احتفظوا بجنسععيات بلععدانهم الصععلية‪ ،‬سععواء مععن أجععل جععامع العروبععة والععدين أو‬
‫النسانية‪ ،‬وهذا ما هو متأصل فععي البحرينييععن جميعععا‪ .‬فععالبحريني معععروف عنععه "الطيبععة" والخلق‬
‫الكريمة والضيافة‪ ...‬وعلى هذا الساس يفخر البحرينيون بانتمائهم لوطنهم‪.‬‬

‫إن ما حدث أمامي في مركز شرطة محافظة المحرق يحتاج إلى عناية وتدبر من المسئولين فععي‬
‫وزارة الداخلية وعلى رأسهم الوزير الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة‪ ،‬حيععث بعععد وقععوع مشععاجرة‬
‫بين أحد المواطنين البحرينيين من أهل المحرق مع أحد الدخلء على المحرق والغريبة طبععائعه عععن‬
‫البحرينيين‪ ،‬وبعد تسجيل إفادات الخصوم من أحد الشرطة الجانب‪ ،‬إذ إن نسبة الجانب من أفععراد‬
‫الشرطة العاملين في مركز المحرق تفععوق ‪ 90‬فععي المئة‪ ،‬قععام الخصععم غيععر البحرينععي باسععتجلب‬
‫شاهد آسيوي وتم تسجيل إفادة الشاهد أمام الخصم الذي راح يملي على الشرطي المحقق أقواله‬
‫بدل من الشاهد! والمحقق هو أيضا غير بحريني‪ ...‬و"كل غريب للغريب نسيب"!‬
‫والسؤال‪ :‬هل هذا التصرف قانوني يا إدارة شرطة المحرق؟ ولكن الكرة الن انتقلت إلى ملعععب‬
‫النيابة العامة‪ ،‬ونحن سننتظر ما تتمخض عنه التحقيقات وتكييف القضععية مععن النيابععة وتحويلهععا إلععى‬
‫القضاء‪ .‬إن مفاخرة البحرينيين بانتمائهم في الخارج إنما لما عرف عنهم معن طيبعة وتسعامح وحعب‬
‫مساعدة الزوار والضيوف‪ ،‬أما مععا يقععوم بععه هععؤلء مععن إسععاءة للبحريععن والبحرينييععن فععإنه مععدعاة‬
‫للوقوف بحزم من قبل السلطات‪ ،‬وسحب جنسية من يثبت تععورطه فععي قضعايا السععلوك والسعاءة‬
‫للبحرينيين‪ ...‬وعلى النواب مراقبة تفعيل الجهات الرسععمية لهععذا المععر‪ ،‬إذ لععم نسععمع أو نقععرأ عععن‬
‫سحب جنسية أي من هؤلء على رغم كثرة المشكلت التي يسببها البعععض منهععم! بعععض الكتععاب ل‬
‫يشعرون بما يعانيه أهالي الفرجان والحيععاء السععكنية الفقيععرة‪ ،‬وفععي المحععرق علععى وجععه الخععص‪،‬‬
‫يكتبون ويتحدثون ويروجون لرسائل باتت مفضوحة وممجوجة لععدى النععاس‪ ،‬مععن أن تجنيععس هععؤلء‬
‫إنما هو لعمل موازنة في التركيبة السكانية وغيرها من هرطقات أثبت الواقع انها من أجععل تخريععب‬
‫التركيبة وخلق فراغات وهوات واسعة وسحيقة بين قوى المجتمععع‪ ،‬ظهععرت بعععض آثارهععا‪ ،‬والبععاقي‬
‫‪22‬‬
‫‪0‬‬
‫‪22‬‬
‫أدهى وأمر على رؤوس ونفوس البحرينيين "الغلبة"‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫ويستند هؤلء في دفاعهم عن عملية التجنيس غير القانوني إلى حجج طائفية واهية‪ ،‬مععن مثععل إن‬
‫الطائفة الشيعية ستلتهم الطائفة السنية؛ في حين ان الواقع ومعاناة أهالي المنعاطق الععتي يسعكنها‬
‫هؤلء ينقض دفوعهم تلك‪ ،‬إذ يعاني أهل السنة والجماعة من التجنيس غير القانوني‪ ،‬ومن مشكلت‬
‫اجتماعية متعددة ليس ما ذكرناه في صدر المقال إل غيض من فيض ونقطة في بحععر؛ إذ مععا فععائدة‬
‫تغيير التركيبة في حين يئن غالبية أبناء البلد‪ ،‬وأهل السنة والجماعة خصوصععا‪ ،‬مععن الفقععر والبطالععة‬
‫وأزمة السكان والمشكلت الجتماعية الخرى‪ ،‬وذلك ما سيتمخض عنه تيار متنام يقععوم علععى كععره‬
‫الجانب‪ ،‬والمتجنسين بطريق قانوني وغير قانوني‪ ،‬وبعد ذلك ل ينفععع النععدم ول التععبريرات الواهيععة‪.‬‬
‫ولقد بات واضعحا ان الواقعع العذي تسععى إليعه بععض العدوائر الرسعمية هعو خلخلعة التماسعك بيعن‬
‫المواطنين في عملية اشبه بعمليععة "فععرق تسععد" السععتعمارية‪ .‬وإل فععإن المععواطنين سواسععية فععي‬
‫الدستور والقانون‪ ،‬سواء أكانوا شيعة أو سنة من أصول عربية أو أجنبية‪.‬‬

‫وبدل من قيام الدولة بتطبيق مبدأ المواطنععة يتععم حشععر النععاس وتجنيععدهم للتخنععدق كععل بحسععب‬
‫طائفته! يساعدها في ذلك القوى المجتمعية المتخلفة التي ما برحت تناضل باسععم حقععوق الطائفععة‬
‫والمظلوميععة ونععداءات المحروميععن‪ ...‬صععراع متخلععف‪ ،‬يسععتثمره البعععض مععن أجععل الحصععول علععى‬
‫المكاسب من الصراعات المتخلفة في المجتمع‪.‬‬

‫لسنا ضد التجنيس القانوني‪ ،‬بل إنني أمقت كلمة "المجنسين" فهؤلء لهم حقوق طالمععا اكتسععبوا‬
‫الجنسية عن طريق قانوني؛ بل ويجععب إدمععاجهم فععي المجتمععع البحرينععي‪ ...‬وكتبتهععا مععن قبععل بععأن‬
‫الجواز البحريني ليس جوازا لدخول الجنة‪ ،‬فالجنسية بحسععب قععانون الجنسععية البحرينععي حععق لكععل‬
‫عربي أقام في البلد لمدة ‪ 15‬عاما ولكل أجنبي أقام في البلد ‪ 25‬عاما أو لكل مععن قععدم خععدمات‬
‫جليلة للوطن‪ .‬وأن يكون حسن السيرة والسلوك‪ .‬ولكن أن يتم تجنيس كل "مععن هععب ودب" وكععأن‬
‫البلد ليس بها شعب‪ ،‬وكأن البلد ل يوجد بها عاطلون عععن العمععل‪ ،‬ول تعععاني مععن أزمععة إسععكان ول‬
‫تعاني من الفقر‪ ...‬والغريب في أمر التجنيس انه ل يتم تجنيس العمانيين ممن قضوا فععترات تفععوق‬
‫كثيرا المدة القانونية للحصول على الجنسية‪ ،‬مع العلم ان أبناء مجلس التعاون الخليجي "وخصوصا‬
‫منهم أهل عمان" هععم القععرب لعععادات وتقاليععد أهععل البلععد ومععع ذلععك ل يتععم تجنيسععهم! لمععاذا؟ إن‬
‫التجنيس غير القانوني هو ما أوقعنا حاليا وما سيوقعنا مسععتقبل فععي مشععكلت ل تعععد ول تحصععى‪...‬‬
‫وبعد ذلك لن ينفع البكاء على اللبن المسكوب وعض اصبع الندم!‬

‫‪13-11-2005‬‬

‫‪22‬‬
‫‪1‬‬
‫‪22‬‬
‫المشاركة في مشاريع السلطة مباركة وتضليل لجريمة التغيير‬
‫‪2‬‬ ‫الديموغرافي‬

‫الكاتب ‪ :‬الدكتور عبد الجليل السنكيس‬

‫أعلن في السبوع الماضي عن أسماء المنتفعين من تسهيلت السكان من قروض شععراء وترميععم‪.‬‬
‫مععععععععععععععععععن السععععععععععععععععععماء الععععععععععععععععععتي تععععععععععععععععععم العلن عنهععععععععععععععععععا‪:‬‬

‫"عفاش‪ ،‬أكينو‪ ،‬عناد علوان‪ ،‬سويدحنفيش‪ ،‬فايز مضحي‪ ،‬غافل جععبير الهراطععه‪ ،‬منعاحي إرشععيد بنععي‬
‫صخر‪ ،‬حنتوش سخني‪ ،‬طالب دحام الفارس‪ ،‬ذيب العلونه‪ ،‬عياش ترف الخنافر‪ ،‬العععوجري‪ ،‬منععاور‪،‬‬
‫مجيران‪،‬قايد مسعد‪ ،‬عيد الحزوم‪ ،‬راكع‪ ،‬عاقوللعنزي‪ ،‬الددا‪ ،‬شامخ فايز الشامخ‪ ،‬العلععص‪ ،‬الزيععادي‪،‬‬
‫شايف راجح هاشل مععراش اليعقععوبي‪ ،‬برغععش‪ ،‬العاصععي‪ ،‬الحععول دخيععل سععرحان العنععزي‪ ،‬هععدهود‬
‫الهدهود‪ ،‬مدلول مشكور علوان العنزي"‪.‬‬

‫هذه السماء ليست بحرينية‪ ،‬بل مجنسة كما يعرف الجميع‪ .‬مما يدلل على المور التية‪:‬‬
‫)‪ (1‬استمرار النظام في عملية التجنيس الهادفة للتغيير الديموغرافي ودعمه الكامل لهم علععى‬
‫حساب المواطنين‪.‬‬
‫)‪ (2‬صلفة السلطة وتعنتها امام كل دعوات الشارة لمخاطر هذه الجريمة‪.‬‬
‫)‪ (3‬عدم مبالة السلطة لمواقف الرموز والقوى الوطنية من هذا البرنامج الخطير‪.‬‬
‫)‪ (4‬ان السلطة ل تعبأ بكل التحركات الشعبية التي تطالب بحقوقها في العمل الكريم والسكن‬
‫الملئم والجنسية وغيرها من مسحقات العيش بعزة وكرامة‪.‬‬
‫)‪ (5‬ان السلطة لن توقف هذا المشروع من اجل خاطر القوى التي قررت مسايرتها‪.‬‬

‫إن هذه الصلفة من السلطة والتجرأ الذي بدا واضحا ً يوم ان ردت الحكومععة علععى توصععيات اللجنعة‬
‫"البرلمانية" عن التجنيس ونشر على الصحافة في ‪ 18‬مارس من هذا العام]‪ ،[1‬خصوصا ً الرد على‬
‫التوصية الولى التي أكدت مسئولية رأس النظام الشيخ حمععد بععن عيسععى ععن كععل هععذا المشععروع‬
‫وعن طلبات التجنيس‪ ،‬حتى المستوفية للشروط منها‪.‬‬

‫لم تأت هذه الجراة والتجرأ من النظام لو ل استقراءه لرود الفعل الخجولععة الععتي ل تسععمي المععور‬
‫بأسععماءها ولتعععبر برفضععها بقععوة تععردع النظععام مععن المضععي فععي هععذا المشععروع التخريععبي‪ .‬إن‬
‫المؤسسات المجتمعية تتحمععل جععزء مععن مسععئولة اسععتمرار مععا يحععدث حينمععا تععوجه خطابهععا لغيععر‬
‫المسئول عن هذه الجريمة التاريخية‪ ،‬وحينما تشارك في تضليل الرأي العام في توصيفها للموضوع‬
‫باستخدام تعابير غيععر دقيقععة‪ ،‬فععي محاولععة لتلفععي الصععطدام مععع رأس السععلطة‪ -‬المسععئول الول‬
‫والخير عن هذه الجريمة‪ .‬فتعابير التجنيس‪ ،‬والتجنيس العشوائي‪ ،‬واخيرا ً التجنيعس السياسعي‪ ،‬هعي‬
‫تعابير تجافي حقيقة هذا المشروع‪ .‬إن توجيه المخاطبات لوكيل وزارة الداخليععة للجنسععية والهجععرة‬
‫والجوازات اكبر دليل على ضععياع بوصععلة هععذه المؤسسععات المجتمعيععة‪ ،‬واختفععاء للرغبععة الحقيقيععة‬
‫لمواجهة المعضلة التي من المتوقع أن تتسرطن ليكون لها ردود فعل سلبية علععى قطاعععات كععبيرة‬
‫من المجتمع‪ .‬إن ما يحدث هذه اليام في إحدى المععدارس الثانويععة للبنيععن فعي مدينعة حمعد ُيعععظهر‬
‫بشععكل واضععح الثعار المجتمعيعة الععتي بعدأت تطفععح للسعطح نتيجعة للختلفععات الثقافيعة والسععرية‬
‫للمجنسين ونسلهم‪ -‬مع الحترام للجميع‪ .‬فمسلكية البلطجععة والتسععكع والتحععزب المفضععي لتكععوين‬
‫‪22‬‬
‫‪2‬‬
‫‪22‬‬
‫عصابات إرهابية تكفيرية – بين الصغار والكبار‪ -‬ليست معروفة في المجتمع البحريني‪ .‬وقد تكععررت‬
‫‪3‬‬
‫هذه المشاهد‪ ،‬التي تحاول السلطة والصحافة الرسععمية إخفاءهععا‪ ،‬فععي المحععرق‪ ،‬وعسععكر‪ ،‬ومدينععة‬
‫حمد وغيرها‪.‬‬

‫طبعا ً السلطة غير عععابئة بمععا يحععدث لفععراد الشعععب‪ ،‬فععأفراد العائلععة الخليفيععة بعيععدون عععن الثععار‬
‫المباشععرة لجريمععة التغييععر الععديموغرافي ودور جلععب اللف مععن باديععة الشععام والردن واليمععن‬
‫وبلوشستان وزرعهم في رحم البحرين‪ .‬وأذكر تلك النععداءات فععي الثمانينععات للتععدخل فععي مواجهععة‬
‫المخدرات التي لم تبد العائلة أي تحرك تجاهها إل بعد ان توفي أحد شبابها بسبب المخدرات‪ ،‬ثم ما‬
‫لبثت أن عادت لتجاهل المر‪.‬‬

‫المسئولية تقع على القوى الحقيقية والرموز المؤثرة للتحرك لمواجهة ما يحدث فععي البلد‪ .‬ولبععد‬
‫من برنامج وطني مناهض لجريمة التغيير الديموغرافي يتخذ من كل وسائل الضغط السلمي داخععل‬
‫وخععععععععععععارج البحريععععععععععععن منهجععععععععععععا ً واضععععععععععععح الخطععععععععععععاب والمطععععععععععععالب‪.‬‬

‫من جانب آخر‪ ،‬ليمكن أن تتداخل الرسائل التي ترسل للنظام من قبععل القععوى المجتمعيععة‪ ،‬بحيععث‬
‫من جهة يرسل رفض مشروع الشيخ حمد المعروف البعععاد ومععن جهععة أخععرى تتععم المشععاركة فععي‬
‫مشاريعه الخرى القل اهمية والتي فبركت للتغطية على هععذه الجريمععة‪ .‬فمععا دام مشععروع التغييععر‬
‫الديموغرافي قائم‪ ،‬وكل الدلئل العملية والواقعية تشعير لعذلك‪ ،‬لبعد معن اعلن المفاصعلة معع كعل‬
‫مشاريع النظام وعدم اعطاءها المباركة‪ .‬إن المشاركة في برامج السلطة التي تضلل الععرأي العععام‬
‫وتموه على جريمة التغيير الديموغرافي مععن انتخابععات صععورية ‪-‬البلععديات ومجلععس نععواب الشععورى‬
‫وغيرهما‪ -‬ما هي إل اصدار شهادات زور لحقيقة معا يجعري فععي البحريععن‪ .‬فهععل سنواصععل الخضععوع‬
‫لعملية التعمية وغسل الدمغة ونشارك في برامج التضععليل‪ ،‬أم نقععف صععفا ً واحععدا ً لرفععض الجريمععة‬
‫الشنعاء ومن يقف وراءها؟‬

‫]‪ [1‬التوصية الولى‪" :‬ضرورة التأكد من استيفاء طععالبي الجنسععية لشععروط التجنيععس قبععل منحهععم‬
‫الجنسععية بموجبععأوامر حكوميععة"‪ .‬الععرد علععى التوصععية‪" :‬ان الحكومععة ليسععت الجهععة المختصععة‬
‫بمنحالجنسية البحرينية وان كان طالب التجنيس مستوفيا للشروط والمتطلبععات القانونيععة‪.‬فسععلطة‬
‫المنح يختص بها صاحب الجللة الملك المفدى وحده وفقا للمععادة )‪ (6‬مععن قانونالجنسععية البحرينيععة‬
‫لعام ‪1963‬م وتعديلته"‪ .‬أخبار الخليج ‪ 18‬مارس ‪2005‬م‪.‬‬

‫‪23-12-2005‬‬

‫‪22‬‬
‫‪3‬‬
‫‪22‬‬
‫البحرين ترسل ارهابيين لقتل الشيعة في العراق‬
‫‪4‬‬
‫الكاتب ‪ :‬محمد خليل البحراني‬

‫هذا ما حذرنا منه وهذا ما سنحذر منه مسععتقبل بخصععوص المجنسععين وسياسععة التجنيععس وتعععاون‬
‫النظام مع الرهابيين من خلف الكواليس لتنفيذ مخطط يستهدف امن المنطقععة واشععاعة الفوضععى‬
‫وتكريس واقع الستبداد والنظمة الديكتاتورية ‪ ..‬الخبر الذي تناقلته الصحافة العربية وبعععض مواقععع‬
‫النترنيت حول قيام السلطات السورية باعتقال مجنس اردنععي فععي بلععدة ديععر الععزور السععورية مععع‬
‫مجموعة من الرهابيين كانوا ينوون الدخول او التسععلل الععى العععراق لتنفيععذ عمليعات قتععل وارهععاب‬
‫تستهدف الشيعة وقوات متعددة الجنسيات يثير اكثر من تساؤل حول دور المجنسين فععي البحريععن‬
‫والذين يحظععون بامتيععازات عاليععة فععي المععأوي والملبععس والمعال تفععوق تلععك الععتي لععدي المععواطن‬
‫البحراني المسكين الذي يأن تحععت وطععأة الفقععر والبطالععة وفقععدان المسععكن ‪ ..‬هععؤلء المجنسععون‬
‫ينحدرون اغلبهم من اصول اردنية او سورية وكلهم من الطائفة السنية السععلفية الععتي تحمعل حقععدا‬
‫على البشرية وذات توجهات تكفيرية ‘يشكلون اليوم خليا نائمة تستيقظ بين الفينة والخععرى وفععي‬
‫ظروف مواتية لتشكل رأس الحربة لتنظيم القاعدة ولجماعة الزرقاوي الرهابية ‪..‬‬

‫اعتقال جاد تيسير صبحي مجنس اردني من قبل السلطات المنية السورية في دير الععزور وقبععام‬
‫المخابرات الردنية وبتنسيق مع وزارة الخارجية البحرينية باالتدخل لدي السلطات السععورية لطلق‬
‫سراحه خاصة وان الرهابي المذكور قد انتقل من البحرين الى الردن بجواز بحرينععي واخععر اردنععي‬
‫ليستقر في وكر الطلبععة الرهععابيين هنععاك ‘ هععذا العتقععال يكشععف عععن دور خفععي تلعبععه سياسععات‬
‫الحكومات العربية لتنفيذ اجندة خطيرة تمس ليععس فقععط حيععاة المععواطن العععادي فععي البحريععن او‬
‫العراق بل لتصل الى شعوب العالم في كل مكان وهذا ما تؤكععده الحقععائق ومجريععات المععور علععى‬
‫الرض ‘ فاي ارهابي ينطلق من البحريععن او مععن السعععودية لتنفيععذ عمليععات اجراميععة فععانه بلشععك‬
‫شظاياها تصل الى نيويورك او لندن او مدريد وهذا ماحصل باالفعععل مععن خلل استضععافة وتجنيععس‬
‫بعض الدول الروبية لسلفيين اصوليين وعدم تحريها عن خلفيات اللجئين القادمين من الدول الععتي‬
‫تتشكل فيها مدارس لتخريج الرهابيين كالسعودية الوهابية او الردن ذات الوجهين او البحرين الععتي‬
‫تتبع سياسة التجنيس العنصرية الطائفية والتي تمثل في ابعادها المنيععة والسععتراتيجية كارثععة علععى‬
‫شعب البحرين وعلى مشاريع الصلح والديمقراطية التي يبشر بها المجتمع الدولي شعوب الشرق‬
‫الوسط ‪..‬‬

‫الغريب في المر ان وزير خارجية البحريععن الععذي ينتمععي الععى السععرة الخليفيععة الحاكمععة يوصععي‬
‫سفارة البحرين في دمشق بمتابعة امر الفراج عن المعتقل الرهابي كون انه اردنيا مجنسععا يحمععل‬
‫جوازا بحرينيا وهو المر ذاته كان ومازال يتكرر في حالت المعتقلين الرهابيين في غوانتناموا ‪.‬‬

‫ولم يألوا جهدا والد هذا الرهابي من فبركة قصة استدراج ابنه من قبل شخص من اصععل سععوري‬
‫مسؤول في السكن الجامعي في الردن الى دمشق وبقدرة قادر نزل الى دير الععزور ليتععم القبععض‬
‫عليه ونسى تيسير صععبحي الععذي يشععغل موقععع اسععتاذ جععامعي فععي البحريععن ان اغلععب المجنسععين‬
‫السوريين هم من دير الزور وان اغلب الردنيين من مناطق حدودية لسوريا او العراق فليس غريبععا‬
‫بعد ذلك ان يكون ابنه احد الذين تطوعوا للعمل الرهابي بعد ان تم تجنيده في البحرين ‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫‪4‬‬
‫‪22‬‬
‫في الحقيقة ان حكام البحرين يقولون شيئا ويفعلون شيئا اخر فهم في الليععل مععع الرهععاب وفععي‬
‫‪5‬‬
‫النهار مع امريكا والديمقراطيععة! انهععا لمفارقععات عجيبععة ان يمععارس النظععام فععي البحريععن سياسععة‬
‫النفاق في التعامل مع ملف الرهاب الذي يدعي انه يحاربه فيما المؤشعرات كلهعا تؤكعد ان النظعام‬
‫باحتضانه للمجنسين واستقدامهم الى البحرين واستقطاع ميزانية ضخمة مععن امععوال البلد والدولععة‬
‫لسكانهم وتوزيعها عليهم يوفر ارضية مناسععبة لنمععوا الرهععاب العربععي القععادم مععن الردن وسععوريا‬
‫وبعععض الععدول العربيععة الخععرى ويععترك البععاب مفتوحععا علععى مصععراعيه لتعشععش القععوى المضععادة‬
‫للديمقراطية الحقيقية تضمن بقععاء السععرة الحاكمععة واسععتمرارها فععي اضععطهاد الشععيعة وان علععى‬
‫حساب المن والستقرار في المنطقة ‪..‬‬

‫ان اعتقال هذا الرهابي في سوريا وارتباطه بمجاميع ارهابية زرقاويععة سععلفية وهععو يحمععل جععوازا‬
‫بحرينيا من جهة وقيام النظام في البحرين للتوسط من اجل اطلق سراحه من جهة اخرى يجب ان‬
‫ل تمر قضيته بتلععك السععهولة لن مثععل تلععك العناصععر المجرمععة الععتي تعيععش فععي البحريععن يعتبرهععا‬
‫المواطنون قنابل ملغومة كما عبر عن ذلك احد المواطنين لموقع ملتقى البحرين اللكتروني حيععث‬
‫ان وجودهم يشكلون خطرا كبيرا على المن والستقرار ويهددون اي مشروع ديمقراطي يتقدم بهععا‬
‫الحرار في العالم لمنطقتنا ‘ فهؤلء يتخذون من البحرين ارضا للتجهيز والعععداد والسععلطات تغععض‬
‫النظر عنهم‘ اليوم يععذهبون الععى العععراق لقتععل الشععيعة والمريكععان ولكععل مععن ل يوافععق اهععواءهم‬
‫ومعتقداتهم التكفيرية وغدا يتلقون الوامر لممارسععة دور الرهععاب والقتععل فععي مواقععع اسععتيطانهم‬
‫خاصة وانهم قد اتوا بهم كمستوطنين وضمن سياسة استيطانية خطيرة لم تمارسها حتى الصهيونية‬
‫الدولية ‪..‬‬

‫فهل يكون اعتقال هذا الرهابي المجنس مدخل لفتح ملف الرهاب العربي السلفي فععي البحريععن‬
‫يدفع القوى الدولية للضغظ علععى نظععام ال خليفععة للتخلععي عععن سياسععة التجنيععس واللععتزام بقيععم‬
‫الديمقراطية واحترام حقوق النسان ‘ خاصة وان النظام في البحرين يحظى لدي المحافل الدوليععة‬
‫الحقوقية باسوء حالت انتهاك وخرق لحقوق النسان ؟‬

‫‪28-01-2006‬‬

‫‪22‬‬
‫‪5‬‬
‫‪22‬‬
‫كأن التجنيس عملية لصق وطن ليس منك‬
‫‪6‬‬
‫الكاتب‪ :‬علي الديري‬

‫الوطن مادة لصقة‬


‫‘ ’النسان الذي يحترم نفسه ليس له وطن‪ ،‬الوطن مادة لصقة’’ ]‪[1‬‬
‫تبدو مقولة فوضوية‪ ،‬وصادمة‪ .‬فوضوية لنها تبدو غير عابئة بفكرة الوطن كشكل تنظيمععي يحقععق‬
‫استقرار النسان والدول في علقتها ببعضها‪ ،‬وكأنها تدمر المؤسسات التي يدير من خللها النسععان‬
‫وجوده‪ .‬وصادمة لنها تصدر عن نفس يخالف النفاس المجمعة على أن الععوطن مفهععوم مقععدس‪ ،‬ل‬
‫يليق أن يذكر إل بعبارات التبجيل والتعظيم والفداء‪ ،‬فكيف يوصف بأنه مادة لصععقة‪ ،‬فالمععادة تحي ّععز‬
‫وتحدد وتجععل المفهعوم قريبعا معن الحعواس‪ ،‬والحعواس ضعد التقعديس‪ ،‬فالشعياء العتي نقدسعها ل‬
‫نتحسسها بل ول نقبل أن نجعلها في صيغة تتعرف عليها حواسنا‪ .‬وصفة اللصق تمعععن فععي تبخيععس‬
‫المعادة‪ ،‬فاللصععق شععيء ملحعق ودخيعل وليععس جعزءا أصععيل ً معن المععادة ول معن نسعيجها‪ ،‬ويمكععن‬
‫استعماله في مواضع متفاوتة القيمة‪ ،‬حتى لو أدى ذلك إلى إحداث إخلل في نسيج المادة الملصق‬
‫بها‪ .‬المادة اللصقة مادة استخدامية محايدة ل تعرف المشاعر ول الحاسيس ول النحياز‪ ،‬ول تملعك‬
‫قيمة أخلقية‪ ،‬فهي برسم أخلق من يستخدمها‪.‬‬

‫كم هو صادم أن نتصور الوطن على هذه الصورة المجازية‪ .‬مادة يلصقها من يشاء في أي موضععع‬
‫كي ينتفع بها أو لنقل كي يتمصلح بها‪ .‬يبدو هذا الوطن اللصق‪ ،‬مركب وعرضة للبيع والشراء وسوء‬
‫الستخدام‪ .‬ول ينتج عن لصقه غير وطنية سهلة القلع وسهلة التغييععر‪ .‬وهععي غيععر جععديرة بععالحترام‪،‬‬
‫النسان الذي يحترم نفسه ليس له وطن لصق ول وطنية لصقة‪ .‬يبدو أن لهذه المقولة قدرة علععى‬
‫أن ترينا جوهر عملية التجنيس في صورتها غير الخلقية أي غير المحترمة‪ .‬وكععأن التجنيععس عمليععة‬
‫لصق وطن‪ ،‬ليس منك‪ .‬تستخدم شيئا ل ينتمععي إليععك اسععتخداما ل يجعلععك جععديرا بععالحترام‪ .‬كأنععك‬
‫تنتقي بشكل غير أخلقي مجموعة عناصر يطلق عليها انتمعاءات وحقعوق وواجبعات وهويعة ونسععيج‪،‬‬
‫وتلصق بطريقة ل أخلقية أي شيء من هذه المجموعة بك لصقا غير محترم‪.‬‬

‫النسان الذي يحترم نفسه ل يلصق وطنا على هويته‪ ،‬فالهوية ما تهواه ل مععا تلصععقه‪ .‬لسععت أدري‬
‫لماذا هذه المقولة الصادمة استدعت في ذاكرتي صورة لصقة لم تفارقني للصديق حععافظ الشععيخ‪،‬‬
‫حين دخل أحععد مراكععز القععتراع علععى الميثععاق فععي ‪2001‬م وهععو يحمععل علععى جسععده ملصععقات ل‬
‫للتجنيس‪ ،‬في سياق مناهضته للتجنيس الذي دفععع وزارة العلم حينهععا إلععى مقاضععاته برفععع دعععوى‬
‫ضده بتهمة المساس بالوحدة الوطنية‪ ،‬وقد أوردت الوزارة حينها بيانا قالت فيه‪ ’’:‬دأب الكاتب على‬
‫كتابة مقالت داخل البحرين وخارجها ل تتماشى وروح ميثاق العمل الوطني والدستور‪.‬حيث إن هذه‬
‫المقالت قد تسيء إلى الوحدة الوطنية‪ ،‬فقد باشرت الدارة آسفة باتخععاذ الجععراءات لرفععع دعععوى‬
‫قضائية ضد الكاتب المذكور وذلك وفقا للقوانين المرعية في البحرين وبناء على ما تقتضيه مصلحة‬
‫الوطن وترسيخ دولة النظام والقانون’’]‪.[2‬‬

‫إن ملصقات حافظ كانت ضد تحويل الوطن مادة استعمالية لصقة‪ ،‬كان حععافظ يععرى أن الوحععدة‬
‫الوطنية ل تتحقق بالمواد اللصقة‪ ،‬وكانت الدعوى القضائية ترى في ملصقات حافظ ما يهدد نسععيج‬
‫ملصقات الوحدة الوطنية‪ .‬حينها لععم يكععن أحععد يتوقععع أن يكععون لععدينا‪ ،‬نصععف مليععون وطنهععم مععادة‬
‫لصقة‪.‬‬
‫‪22‬‬
‫‪6‬‬
‫‪22‬‬
‫‪7‬‬
‫حين يكف الوطن عن أن يكون جععوهرا مكونععا لنسععانه‪ ،‬ويتحععول إلععى مععادة لصععقة تخععدم أسععبابا‬
‫سياسية ل إنسانية‪ ،‬يكف النسان الذي يحترم نفسه وعقلععه ووجععوده ووطنيتععه‪ ،‬عععن أن يكععون ابنععا‬
‫لوطن لصق‪ .‬المادة اللصقة ل يعول عليها‪ ،‬في صناعة نسيج وطني‪ ،‬ول في صناعة إنسععان يحععترم‬
‫نفسه‪ ،‬فضل عن أن يحترم وطنه‪.‬‬

‫المادة اللصقة تخشى أن تفتضح فضلتها وإضافاتها الغريبة‪ ،‬فتتصنع ولءات كاذبة ومزيفععة‪ ،‬تمععدها‬
‫بحبل من المصالح والمنافع لكن ل تمد نسيج المجتمع بحبل متين‪ ،‬وهي بهذا التصععنع تخفععي حقيقععة‬
‫جوهر مادتها اللصقة بالمصلحة‪.‬لذلك فالمادة اللصقة تنفصل أمام أي هزة امتحععان‪ ،‬وتكشععف عععن‬
‫تكوينها الغريب‪ .‬الن‪ ،‬من منكم يحترم نفسه؟‬

‫]‪ [1‬لو كان آدم سعيدا‪ ،‬إميل سيوران‪ ،‬ص‪48.‬‬


‫]‪ [2‬من موقع الكتروني مغلق لمخالفته النظمععة والقععوانين فععي مملكععة البحريععن‪ ،‬حسععب وزارة‬
‫الثقافة والعلم‪.‬‬

‫صحيفة الوقت | ‪2006-03-03‬‬

‫‪22‬‬
‫‪7‬‬
‫‪22‬‬
‫التجنيس وإخوتنا العرب والخليجيون‬
‫‪8‬‬
‫الكاتب ‪ :‬محمد العثمان‬

‫لم نكن في يوم من اليام‪ ،‬ولن نكون أبدا ً أبدًا‪ ،‬مععن الععداعين إلععى نبععذ أو نقععض أو تقععويض عععرى‬
‫العروبة والسلم« إذ شعب البحرين ارتباطه المصيري عربي وإسلمي جامع مععانع‪ ،‬وأهلنععا مععن بلد‬
‫اليمن أو الشام أو مصر أو غيرها هم أقرب الناس إلينا بعد ذرارينا وأهلنا الذين يعيشععون بيننععا علععى‬
‫هذه الجزر‪.‬‬

‫وجه اعتراضنا يكمن في التوسع في تفسير وتأويل »الخدمات الجليلة«‪ ،‬وجعععل السععتثناء قاعععدة‪،‬‬
‫وأيضا ً التجنيس المخالف لمنطععق الشععياء« إذ البحريععن دولععة ذات كثافععة سععكانية عاليععة ومحععدودة‬
‫الرقعة الجغرافية‪ ،‬وحكومعة تئن تحعت وطعأة المديونيعة‪ ،‬وضعغوط متزايعدة علعى الخعدمات العامعة‬
‫المقدمة للمواطنين‪.‬‬
‫تأسيسا ً على ما سبق‪ ،‬فإنه يتحتم على من حازوا الجنسية البحرينية بالطريقة القانونيععة‪ ،‬الوقععوف‬
‫مع معارضتنا لهذا النوع من التجنيس‪ ،‬فإنهم معنا شركاء‪ ،‬وعلى الخععص أهلنععا العععرب القحععاح مععن‬
‫بلد اليمن وغيرها‪ .‬وفي اتخاذهم لموقف متحد مع بقية السللت والمععذاهب يحفظععون معوارد البلعد‬
‫من الستنزاف‪ ،‬ويحققون اللتحام الحقيقي مع بقية السللت والمذاهب في هذا الععوطن مععن أجععل‬
‫مصلحة البحرين ومستقبلها‪.‬‬

‫على جانب آخر‪ ،‬فإن ازدواج الجنسية مع أبناء الدول الخليجية يجب أن يتم على أسععاس المعاملععة‬
‫بالمثل‪ ،‬أي يتم منح المواطن البحريني الجنسية الكويتية أو القطرية السعودية أو أية جنسية خليجية‬
‫أخرى‪ ،‬ول تنفرد البحرين بالقرار كالذي يجري اليوم‪ .‬بل أنني أجزم بأن هذا المر )المعاملة بالمثل(‬
‫لم يتم أبدًا‪ ،‬على القل في القريب المنظور‪ ،‬فأبناء هذه الععدول سيرفضععون مسععاواة مواطنيهععا مععع‬
‫السيويين الذين تقوم حكومة البحرين بتجنيسهم‪ ،‬وإل فأتوني بقطري أو كويتي أو غيرهما من أبنععاء‬
‫مجلس التعاون يقبل بالمواطنة الخليجية في ظل ما يجري في البحرين من تجنيس‪.‬‬

‫رفضنا للتجنيس ليس ترفعا ً أو استعلًء على جنععس أو عنصععر معيععن‪ ،‬بععل هععو ردة فعععل طبيعيععة ل‬
‫دخل لها في اتهامات تسييس الملف‪ ،‬وكأن التسييس جريمة وعيب وعار‪ ،‬وبالتععالي علععى المهتميععن‬
‫بالشأن العام والجمعيات السياسية والمنظمات الحقوقية عدم التحدث عن أي ملعف يمععس الشعأن‬
‫العام وآثاره الخطيرة على مستقبل البلد لن ذلك في نظر البعض تسييس‪ ،‬أقول ردة فعل طبيعية‬
‫في بلد يعاني من البطالة وتبحث الحكومة تصععدير عمععالته إلععى دول شععقيقة )منععذ أيععام تععم افتتععاح‬
‫مكتب توظيف للبحرينيين في دولة قطر( ويعاني من كثافة سكانية عالية وآلف من مععواطنيه علععى‬
‫قوائم النتظار من أجعل الحصعول علعى سعكن ملئم ونعدرة فعي المعوارد القتصعادية‪ ...‬إلعخ‪ ،‬فمعن‬
‫الطبيعي أن تكون ردة الفعل رفض التجنيس بهذه الصورة‪.‬‬

‫الوزير الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة‪ ،‬ذكر في المقال المنشور بالمس حقائق عن التجنيععس‪،‬‬
‫ولدي تعليق بسيط على ما ذكره معاليه وذك ّععر بععه »ونععذكر أنععه ل يعنععي اسععتيفاء الطلععب للشععروط‬
‫والمتطلبات القانونية حصوله على الجنسية البحرينية بقوة القانون وإنما يترك تقعدير مسعألة المنعح‬
‫أو عدمه لسلطة المنح«‪ .‬جميع البحرينيين يعلمون تضحيات أهلنععا العمععانيين فععي البحريععن‪ ،‬وبععذلهم‬
‫الجهد والعرق من أجل تأسيس الدولععة وبعععد السععتقلل‪ ،‬إل أن طلبععاتهم مععازالت قابعععة فععي أدراج‬
‫‪22‬‬
‫‪8‬‬
‫‪22‬‬
‫إدارة الهجرة والجوازات‪ ،‬منهم من مضى على إقامته في البحرين أكثر من نصف قرن‪ ،‬لماذا ل يتم‬
‫‪9‬‬
‫منحهم الجنسية‪ ،‬وهم القععرب لطبعائع البحرينييععن وسععلوكهم الجتمععاعي وعععاداتهم وتقاليععدهم هعي‬
‫القرب من السيويين وغيرهم‪ ،‬والشروط القانونية منطبقة عليهم‪ ،‬هل سلطة المنح ترفض تجنيس‬
‫أهلنا العمانيين وتوافق على تجنيس السيويين و»البناجيب«؟‪،‬‬

‫الوسط | ‪2006-4-9‬‬

‫‪22‬‬
‫‪9‬‬
‫‪23‬‬
‫من تداعيات التجنيس السياسي‬
‫‪0‬‬ ‫مأساة مواطن متقاعد بسبب مشاكل المجنسين وأبناءهم ‪..‬‬

‫الكاتب ‪ :‬مواطن بحريني‬

‫من الجاني ومن المجني عليه؟‬


‫مشاجرة بين أحداث توقع مصيبة على رأس متقاعد‬
‫أتقدم بخطابي هذا‪ ،‬بعدما يئست من الظلم الذي لحق بي حديثًا‪.‬‬
‫فإنه وبسبب مشاجرة وقعت بين ابني الذي كان يبلغ من العمر حينها الخامسة عشرة أي )حدث(‬
‫كما يسمى في عرف المحاكم أي لم يبلغ سن الرشععد وبيععن بعععض الولد‪ ،‬إذ كععان ابنععي ذاهبعا ً إلععى‬
‫المسجد لداء الصلة‪ ،‬فتعرض له أربعة من الصععبية بمثععل عمععره فقععام بالععدفاع عععن نفسععه‪ ،‬وذلععك‬
‫بدفعهم عنه‪.‬‬

‫وبعد ذلك تقدم والد أحد هؤلء الولد وهو من مواطني إحدى الععدول العربيععة‪ ،‬بشععكوى ضععد ابنععي‬
‫مدعيا ً أن ابني تسبب بكسر عظمة الزند اليسرى لبنه وتم عرضه على الطبيب الشرعي الذي حدد‬
‫نسبة العجز لديه وهي ‪ 10‬في المئة وتعتبر بذلك عاهة مستديمة وعجعزا ً جزئيعا ً دائمعا ً كمعا ورد فععي‬
‫التقرير‪ ،‬وقد حكم القاضي على ابني بالحبس لمدة سنة مع وقف التنفيذ ثم حول القاضععي القضععية‬
‫إلى المحكمة الكبرى المدنيععة وأخععذ يطععالب بتعععويض بمبلععغ وقععدره ‪ 6000‬دينععار بحرينععي متضععمنا ً‬
‫تعويض البن بمبلغ )‪ (2500‬دينار و)‪ (1500‬دينار للضرر النفسي الذي لحق بولععده و)‪ (1000‬دينععار‬
‫للصععدمة النفسععية الععتي أصععابت والععدته و)‪ (1000‬دينععار لخععوته‪ .‬المععر الععذي يععدعو إلععى الدهشععة‬
‫والتساؤل‪ :‬أيعقل هذا الكلم؟‪ ،‬أهذه قضية اعتداء أم قضية إرث يوزع بالتساوي؟ فبحسععب ادعععائهم‬
‫أن البن أصيب بكسر في زنده اليسر فكيف يعين في قوة دفاع البحرين عسكريًا‪ ،‬فمن المستحيل‬
‫أن تقبل وزارة الدفاع بشخص وهو صاحب عاهة مستديمة بحسب ما يععدعون إذ بهععذه الحععال الععذي‬
‫وصف به لن يستطيع تأدية واجبه بشكل صحيح‪ ،‬وإن كان يتحدث عععن الضععرر الععذي أصععاب عععائلته‪،‬‬
‫فماذا أقول عن الضرر الذي أصاب عائلتي جراء اتهام ابني بهذه القضية وبهذا السععلوب؟ فقععد نتععج‬
‫عن ذلك تخلف ابني عن الدراسة ولم يستطع مواصلتها وأصيب بمرض نفسي دعانا إلى أخذه إلععى‬
‫مستشفى المراض النفسية والعصبية ولم يتمكن من الحصول على عمل بسععبب اتهععامه فععي هععذه‬
‫القضية‪ .‬فمن الحق بهذا التعويض؟ وأنا والده وضعي الصحي ل يساعدني على العمل إذ إني اعاني‬
‫من القلب والضغط وضعف الجانب اليسر وابني خسر دراسته ومستقبله معا ً وأصبح بحالعة نفسعية‬
‫سيئة‪ ،‬فمن يعوض ابني عن مستقبله الضائع؟ أما المدعي فهو يمارس حياته اليومية بشكل طعبيعي‬
‫ويعمل في جهة حكومية بوزارة الدفاع‪ ،‬فل شيء يعوق مستقبله‪.‬‬

‫وعندما طلبنا من محكمة الستئناف إعادة فحص الشععاب لععدى لجنععة الطبععاء بععوزارة الصععحة لععم‬
‫يأخذوا بطلبنا‪ ،‬بل رفضوا إعادة الفحص‪ .‬فلماذا هذا الظلم؟ لماذا ل يفحععص الولععد مععرة أخععرى بعععد‬
‫هذه السنين حتى ل يظلم ابني؟ والدهى والمر في هذا الموضوع هو أننععي أتعععرض حالي عا ً لضععغوط‬
‫من قبل الشرطة إذ أتت حديثا ً إلى منزلعي للحجعز علعى جميعع ممتلكعاتي لكعوني ععاجزا ً ععن دفعع‬
‫التعويض المطلوب‪ ،‬وأنا متضرر جدا ً وحائر أمام هذه القضية‪ ،‬ول أملك حعتى ربعع المبلعغ المطلعوب‬
‫لكي أسدده وعندما اعترضت على المبلغ خفض إلى ‪ 3900‬دينار‪ ،‬فإذا كنت عاطل ً عن العمععل ولععي‬
‫تسعة من البناء والبنات‪ ،‬فكيف أستطيع تسديد هذا المبلغ؟ فنحن بالكاد نحصل علععى قععوت يومنععا‪،‬‬
‫ول يعلم بحالنا إل الله سبحانه وتعالى‪.‬‬
‫‪23‬‬
‫‪0‬‬
‫‪23‬‬
‫‪1‬‬
‫وحديثا ً بتاريخ ‪ 2‬أبريل‪ /‬نيسان الجاري صدر أمر بتوقيفي حتى ‪ 9‬من الشهر نفسه واطلق سراحي‬
‫بعد ما اهنت في المحكمة ذهابا ً من المركز الشرطة وإلى المحكمة يوميعا ً وأخيععرا ً اصععدرت مععذكرة‬
‫لبني للقبض عليه أو القطع من راتب التقاعد وهو ‪ 60‬دينارا ً وهو مصرف لتسعة اولد مععاذا نعمععل؟‬
‫هل نهاجر إلى الخارج لعععدم وجععود العععدل والمععان؟ فنحععن ولععدنا أحععرارا ً وليععس للسععجون لقضععية‬
‫مشاجرة بسيطة حدثت لطفل عمره ‪ 15‬عاما ً وليس لجريمة قتل أو سرقة إذ قال سعبحانه وتععالى‬
‫»وإذا حكمتم بين الناس فاحكموا بالعععدل« )النسععاء‪ .(58 :‬فععأين العععدل والنصععاف؟ وأيععن مراعععاة‬
‫حقوق المواطن وأين الديمقراطية؟ فهل الديمقراطية من شأنها الجور على المععواطن الحعق الععذي‬
‫ينتمي إلى تراب هذا الوطن أبا ً عن جد؟ وهل يقبل ذوو الشأن لبن هذا البلد أن يلقى فععي الشععارع‬
‫هو وأبناؤه بسبب حكم جائر ل أعلم كيف تم صوغه؟‬

‫أرجو من الله عزوجل ثم من أصحاب الشأن تحقيق رغبتي والوقوف بجععانبي مععن خلل المطالبععة‬
‫بإعادة فحص الشاب لدى اللجان الطبية للتأكد من صحة القوال‪ ،‬وانني واثق بأنه ليععس لععديه عجععز‬
‫وإل فلن يقبل كعسكري في قوة الدفاع لنه مر بفحص طبي ولياقي لكامععل الجسععم قبععل القبععول‪،‬‬
‫بحسب ما هو متعارف عليه في مثل هذه المور والكشف على ملف الفحص الطبي عند توظيفه‪.‬‬

‫ولي وطيد المل في أن يلقى خطابي هذا استجابة من المعنيين‪ ،‬من واقع قنععاعتي بعععدم تقبلكععم‬
‫لظلم مهما كان حجمه أن يقع على مواطن ل ناقة له ول بعيععر فععي إلحععاق الذى بععأي إنسععان‪ ،‬ومععا‬
‫حدث ليس أكثر من مشادة بسيطة بين أحداث لم يبلغوا سععن الرشععد‪ ،‬والععذي حععدث ل يرقععى إلععى‬
‫درجة إهانتي وتحميلي كل الضرار النفسية والمادية التي لحقت بي وبأسرتي والتي ل يعلععم مععداها‬
‫إل الله‪.‬‬

‫)السم والعنوان لدى المحرر(‬


‫صحيفة الوسط | ‪2006-04-15‬‬

‫‪23‬‬
‫‪1‬‬
‫‪23‬‬
‫جريمة التجنيس‬
‫‪2‬‬
‫الكاتب ‪ :‬محمد العثمان‬

‫الجنسية البحرينية لمن يستحقها وفقا ً للقانون‪ ،‬ل أحد ينازع في ذلعك‪ ،‬سعواء أكعان الحاصعل علعى‬
‫الجنسية البحرينية عربيا ً أم أجنبيًا‪ ،‬أم خليجيا ً أم شاميا ً أم يمني عا ً أم آسععيويًا‪ .. .‬إلععخ‪ ،‬فالقععانون ينظععم‬
‫حق الحصول على الجنسية البحرينية‪.‬‬

‫التجنيعس غيعر القعانوني أمعر مرفعوض ومقطعوع برفضعه حعتى معن قبعل أي طفعل بحرينعي فعي‬
‫»داعوس« فريجنا المحرقي‪ ،‬فأخطار التجنيس وانعكاساتها لن تسععتنزف مععوارد الدولععة فقععط‪ ،‬بععل‬
‫تتعداها إلى الوضع الجتماعي ومن ثم السياسي‪ .‬ويبععدو أن القععوم عقععدوا العععزم علععى تغييععر وجععه‬
‫البحرين‪ ،‬واستبدال شعبها بتنوعات ل طاقة لموارد البلد القتصادية على تحملها‪ ،‬ولن تصمد عاداتنععا‬
‫وتقاليدنا الجتماعية قبال هذه الفواج من البشر‪،‬‬
‫ل توجد حكومة في العالم كله يدعي المسئولون فيها شح الموارد في حيععن تقععوم هععذه الحكومععة‬
‫بتجنيس هذا الكم الهائل من البشر‪ ...‬إنه ادعاء يشبه الجنون‪.‬‬

‫أخطار التجنيس كثعععيرة‪ ،‬ولععل أخطعععرها هعو تزويعر إرادة المعة‪ ،‬ععن طريعق تزويعر المفعرزات‬
‫الحقيقية للشعب‪ ،‬من خلل أصوات من يتم تجنيسهم وإسكانهم في »دوائر الحاجة«‪،‬‬
‫طبعًا‪ ،‬فإن »دوائر الحاجة« ليست »بني جمرة« أو »الععدراز«‪ ،‬أو أيععة دائرة شععيعية مقفلععة‪ .‬وإنمععا‬
‫»دوائر الحاجة« هي دوائر سنية مغلقة‪ ،‬وعلى ذلك فإن معن سيتضععرر‪ ،‬أكتبهعا بععالبنط العريعض هعم‬
‫أبناء الوطن من سكنة المناطق السنية أو المشتركة‪.‬‬

‫إذ ستجد الحكومة حرجًا‪ ،‬أو ستواجه فضيحة‪ ،‬فععي وضععع أسععماء المجنسععين فععي كشععوف جععداول‬
‫الناخبين فععي الععدوائر المغلقععة شععيعيًا‪ ،‬القعرى تحديععدًا‪ ،‬فالمنععاطق مغلقععة‪ ،‬والسععماء معروفععة‪ .‬أمعا‬
‫المناطق السنية فهي مناطق مفتوحة في غالبيتها‪ ،‬وبالتالي فإن الجهاز المركزي للحصععاء لععن يجععد‬
‫صعوبة في إسكان هؤلء في مناطق البحريععن السععنية‪ ،‬كمععا حععدث فععي انتخابععات ‪ 2002‬حينمععا تعم‬
‫إسكان )‪ (500‬فرد في عمارة واحدة‪ ،‬كما أن التصويت اللكتروني سيكون بمثابة العامل المسععاعد‬
‫على تنفيذ هذه الجريمة‪.‬‬
‫هذه حقيقة‪ ،‬ل مداراة فيها لخععاطر أحععد‪ ،‬فععاليوم الجمعيععات السياسععية السععلمية )السععنية( الععتي‬
‫خرست ألسنتها عن جريمة التجنيس ستحصد غدا ً مرارة في حلوقها حينما تقوم الحكومععة بتجاهلهععا‬
‫والدفع بالمرشحين المحسوبين قلبا ً وقالبا ً على الحكومة‪ ،‬نواب الريموت كونترول‪.‬‬

‫تعتقد _ وهي على خطأ _ الجمعيات السلمية السنية أن انحياز الحكم لصالحها هو انحياز أبععدي ل‬
‫تتخلله مصالح سياسية‪ ،‬وتخطئ إن هي قررت غرس الرؤوس في الرمال قبال جريمة »التجنيس«‬
‫الحاصلة اليوم‪ .‬فجريمة التجنيس المتضرر الساسي من ورائها هم أبناء السنة في البلد‪ ،‬سواء من‬
‫الناحية الجتماعية أم القتصادية أم السياسية المتضرر الساسي هععم أبنععاء أهععل السععنة ومنععاطقهم‬
‫وعاداتهم وتقاليدهم والوظائف المحصورة والمقصورة عليهم من دون غيرهعم‪ ،‬والتمثيعل السياسعي‬
‫في المستقبل‪.‬‬

‫جريمة التجنيس‪ ،‬يجب التعامل معها بجدية أكثر‪ ،‬من خلل رفضها وتوقيع العرائض وشن الحملت‬
‫‪23‬‬
‫‪2‬‬
‫‪23‬‬
‫المناهضة لهذا التلعب والتزوير في إرادة الناخبين السعاكنين فعي المنعاطق السعنية‪ ،‬والتعأثير علعى‬
‫‪3‬‬
‫خياراتهم السياسية الحرة‪ .‬ارفعوا الصوت‪ ،‬وقعوا العرائض‪ ،‬نظموا العتصامات وسيروا المظاهرات‬
‫ضد تلك الممارسات الععتي تسععتهدف كيععانكم وهععويتكم ومععواردكم ومسععتقبل عيعالكم‪ .‬انهضععوا مععن‬
‫سباتكم فالمصالح السياسية ل تدوم‪ ،‬فمن يسكت اليوم يسدد الفاتورة غدا ً أضعافا ً مضاعفة‪ ،‬وغععدا ً‬
‫أيضًا‪ ،‬تدور عليكم الدوائر فل حول لكم ول قوة‪.‬‬

‫‪09-05-2006‬‬

‫‪23‬‬
‫‪3‬‬
‫‪23‬‬
‫استيطان بلد العجائب‬
‫‪4‬‬
‫الكاتب ‪ :‬معاذ المشاري‬

‫أتوا من دول عربية واسلمية بطلب من السلطة في البحريععن ‪ ،‬ل يحملععون مععؤهلت علميععة ‪ ،‬ول‬
‫يمتلكون رؤوس أموال لسععتثمارها محليعا ً ‪ ،‬لهععم عععاداتهم وتقاليععدهم الخاصععة ‪ ،‬يعمععل أغلبهععم فععي‬
‫القطععاع العسععكري ‪ ،‬ولئهععم لنهايععة كععل شععهر ميلدي عنععد اسععتلم الرواتععب ‪ ،‬فهععم يتكععاثرون فععي‬
‫المناطق السنية بشكل مرعب لهداف استيطانية بحتة ‪ ،‬وما زال المجععال مفتوح عا ً لتجنععس المزيععد‬
‫من هؤلء ‪ ،‬فالدولة بحاجة الى خععبرات خاصععة! ل يمتلكهععا المععواطن البحرينععي ‪ ،‬والععى ولء نععادر ل‬
‫يضمه صدر المواطن البحراني‪.‬‬

‫سؤال يحير التفكير في الجواب ‪ ،‬إن كانت الدولة غير قادرة على تلبيععة جميععع الخععدمات الصععحية‬
‫ما كانت البنية التحتية تعاني من الضعف والتأخر التنموي ‪ ،‬فما‬ ‫والسكانية والتعليمية للمواطنين ‪ ،‬ول ّ‬
‫عسى السلطة أن تجيب وتبرر تجنس أكثر من خمسين ألف انسان غير مؤهلين علمي عا ً والععزج بهععم‬
‫في جزيرة صغيرة تعاني من الختناق ‪ ،‬وتحاول التأقلم مع قلة الععدخل القععومي ومحدوديععة الطاقععة‬
‫ومساؤي الختناق السكاني والمروري ‪ ،‬وغدا ستصل الزمة الى المياه بمجععرد زيععادة الطلععب علععى‬
‫العرض من مياه جوفية ومحله ‪ ،‬أهذه غلطة أم جريمة؟ صدفة أم تخطيط مسععبق؟ قناعععة أم تح عدٍ‬
‫لمشاعر الشعب ‪ ،‬وهو ينظعر الععى جيرانععه فععي دول مجلعس التععاون ومععدى اهتمعام تلعك النظمعة‬
‫بالمواطن النسان ‪ ،‬وحقه المطلق في الحياة المنععة والعيععش الكريعم ‪ ،‬دون منازعععة مععن غربععاء ل‬
‫يحترمون تراب الرض التي يعيشون عليها ‪ ،‬ول يتورعون عن استنزاف موارد الدولة لضمان الراحة‬
‫والتقاعد الجماعي في بلدهم الصلية بعد مص دماء الدولة وتكسير عظامها‪.‬‬

‫ماذا يعني تفوق السنة على الشيعة في البرلمان ‪ ،‬وماذا يعني لو اكتسععح الشععيعة أغلععب المقاعععد‬
‫بعد تعديل الدوائر ‪ ،‬أهي حسابات سياسية صحيحة أن ندمر الدولة باسععتراتيجية العبععث ‪ ،‬مععن أجععل‬
‫التأثير على الطبيعععة السععكانية والتععوازن المععذهبي ‪ ،‬أو تحفيععز غلبععة الحكومععة وأعضععائها مععن خلل‬
‫مجلس تشريعي معاق ‪ ،‬أهذا ما تسعى اليه السلطة ‪ ،‬فالغريب يجنس ويوظععف ويععوفر لععه السععكن‬
‫المناسب ‪ ،‬ويتمتع بميزات يحلم بها المععواطن البحرينععي ‪ ،‬وبعععد ذلععك ل ضععير مععن أن يععتزوج مثنععى‬
‫وثلث ورباع ليجر ورائه جيشا ً من الطفال تتكفل بهم الدولة وهي صاغرة ‪ ،‬وتععوفر لهععم مععا وفرتععه‬
‫لبائهم قبل ذلك ‪ ،‬فهذا هو البلد وهذا سععلك البلععد ‪ ،‬وعليععك كمععواطن أن تقبععل بععالمر الواقععع ‪ ،‬وال‬
‫اتهمت بالسعي الى الشقاق والبلبلة بين الناس ‪ ،‬وكأنه أصبح من المسلمات اعتبار المجنسين جعزء‬
‫ل يتجزأ من شعب البحرين‪.‬‬

‫أمن العدل أن ينتظر المواطن عمرا ً قد يصل الى عشععرين عام عا ً للحصععول علععى وحععدة سععكنية ‪،‬‬
‫بينما يستلم الوافد سكنا ً مريحا ً بمجرد وصوله الى البحرين ‪ ،‬وذلك ما أكدته بعض المصادر في خععبر‬
‫نشر في احدى الصحف المحلية تحت عنوان "‪100‬أسرة بحرينية مهددة بالطرد من منازلها" ‪ ،‬وهم‬
‫من أصول عربية منحوا منازل في اسكان قوة الععدفاع منعذ عشععرين عامعا ً ‪ ،‬ويطعالبون بالبقعاء فععي‬
‫منازلهم حتى توفر لهم وزارة السكان بيت العمر ‪ ،‬ليضيفوا الى الطلبات السكانية أرقاما ً جديععدة ‪،‬‬
‫والى واجبات الدولة فرائض باطلة ‪ ،‬فان منحهم الوزير المختص وحدات سكنية ضج الناس لكععونهم‬
‫مجنسين ‪ ،‬وان حرمهم من ذلك غضبت الحكومة لكونهم حاملي الجواز الحمر‪ ..‬مصيبة عظمى لععن‬
‫تجد لها حل إل بقرار سياسي جريء يحتوي الزمة ويحفظ للتركيبة السكانية هويتها السابقة ‪ ،‬ويعيد‬
‫‪23‬‬
‫‪4‬‬
‫‪23‬‬
‫الحقوق المنهوبة لصحاب الرض في البحرين سنة وشيعة‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫صحة واسكان وتعليم وانفجار سكاني مفاجئ ‪ ،‬ففي كل ملف يتذكر النععاس بلء التجنيععس ‪ ،‬وفععي‬
‫كل انقطاع للماء والكهرباء وفي كل اختناق مروري يساهم التجنيععس بجععزء فععي تعقيععد المشععكلة ‪،‬‬
‫فقط لن السلطة تثق بهم وتقدمهم على المواطن في شتى المجالت ‪ ،‬حتى اذا جاء ظرف تحتععاج‬
‫فيه الدولة الى تعاضد الشعب ‪ ،‬لن تجد من هؤلء إل فرار الغزلن عند اقتراب ذئب جائع ‪ ،‬ولكننا ل‬
‫نتعلم من تجارب مرت بها دول مجاورة ‪ ،‬تعرض فيها أمن الدولة للخطر ‪ ،‬وتعاونوا مع الطععامع دون‬
‫وازع أو ضمير حي ‪ ،‬أو حتى ذكرى طيبععة لتلععك الرض الععتي غطتهععم بجناحيهععا وحمتهععم مععن لهيععب‬
‫القيظ وشدة البرد‪.‬‬

‫على المتضررين من عملية التجنيس ومن ضمنهم العاطلين شكر الدولة على مشععروع التوظيععف‬
‫الوطني ‪ ،‬اذ يوفر لهعم أعمعال برواتعب مذلعة كمراسعلين ومنظفيعن وعمعال ً وغيرهعا معن الحعرف ‪،‬‬
‫وبشعروط تعاقديععة تهيععن كرامعة العامععل وتهععدر حقععوقه ‪ ،‬خلفعا لقعانون العمعل الصعوري ‪ ،‬وتحععديا ً‬
‫لتفاقيععات منظمععة العمععل الدوليععة ‪ ،‬فععي المقابععل مععن واجععب العععاطلين أن يسععبحوا بحمععد تلععك‬
‫دمت الميين من تلععك البقعاع المتخلفععة ‪ ،‬لحمايعة دولععة رائدة فعي مجعال التنميععة‬ ‫السياسات التي ق ّ‬
‫البشرية!!‬

‫‪11-06-2006‬‬

‫‪23‬‬
‫‪5‬‬
‫‪23‬‬
‫سياسة ملك الرعناء‬
‫‪6‬‬ ‫التجنيس يهدد مصالح الجميع‬

‫الكاتب ‪ :‬محمد خليل البحراني‬

‫هل هي الصدف التي تكشف بيععن فععترة واخععرى بوجععود عمليععة واسعععة للتجنيععس السياسععي فععي‬
‫البحرين ام انها حقيقة ظاهرة وواقعة يمكن لي مواطن ان يلحظ دون بذل اي جهد او فضول ؟‬

‫ولماذا حكومة البحرين مستمرة في سياستها الطائفية في تجنيععس الجععانب ومععن تععوجه مععذهبي‬
‫واحد دون وضع اي اعتبار لكرامة شعبه وارادته ودون التأمععل ولععو قليل بمضععاعفات تلععك السياسععة‬
‫الرعناء الخطيرة على كل الصعدة وخاصة القتصادية والسياسية والمنية وغيرها ؟‬

‫لماذا هذه المرة اقدمت في خطوة مدورسععة ومبرمجععة لتجنيععس السععيويين بعععد ان اغععرق البلد‬
‫النظام الحاكم باالمجنسين العرب من الردن وسوريا واليمن والسعودية ؟‬

‫الواضح ان النظام وعلى رأسه الملك قد واجه انتقادا شديدا مععن قبععل الوليععات المتحععدة بسععبب‬
‫سياسة تجنيس العرب وخاصة الردنييععن والسععوريين وحععتى السعععوديين والععتي كععانت تسععبب قلقععا‬
‫للمريكيين خشية استغلل المر لتنفيذ العمال الرهابية في مناطق مختلفة من العالم وقد تبين ان‬
‫هناك عدد كبير من الذين تم تجنيسهم من بعض البلد العربية كانوا اعضاء في تنظيم القاعععدة وقععد‬
‫شكلوا خليععا نائمععة فععي البحريععن مععازال الكععثيرين منهععم يتحركععون بحريععة وتحععت غطععاء الجنسععية‬
‫البحرينية وتدور الشععكوك حععول ععدد معن الجمعيعات الدينيععة السععلفية فعي البحريعن بانهعا تجنععدهم‬
‫لمشاريع طائفية واخرى ارهابية رغم ان المجنسعيين الععرب يتحركعون فععي البحريععن كالشعباح لعن‬
‫يستطيع المواطن البحراني ان يشاهدهم ال في مناسععبات وفععي منععاطق معينععة تحععولت الععى شععبه‬
‫مستوطنات مع ذلك فععان وجععودهم وانتشععارهم فععي البحريععن سععبب كععثيرا مععن القلععق للمريكييععن‬
‫وبالطبع هذا ل يعني ان المواطن البحراني مرتاح من وجودهم بل هو الكثر تضععررا والكععثر تعرضععا‬
‫للخطر من تلك السياسة ‪.‬‬

‫واليوم يقدم النظام بخطوة اكثر خطورة وهي باالطبع قد ل تثير الحساسية لدي الدوائر المريكية‬
‫خاصة وان الذين يتم تجنيسهم في الوقت الراهن هم من السيويين وخاصة من الهنود وهو امعر لعه‬
‫ابعاد عديدة واكععثر مععن معنععى يععراد منهععا اقنععاع القععول اول للمريكييععن ان "الهنععود" والسععيويين ل‬
‫يشكلون ان تهديدا لمن المنطقة ول يمكن ان ينضموا الى تنظيم القاعدة او يكونوا خليا نائمة فععي‬
‫البحرين كما ان الملك الذي يقف بشخصعه خلعف هعذا المشعروع وهعذه الخطعوة معازال مقتنععا ان‬
‫سياسة التجنيس هي التي سوف تجعله في مأمن من اي تقلبات سياسية او هزات على غرار الهزة‬
‫العراقية في المنطقة باالطبع ان الملك ل يملك دليل على ان ما يقععدم عليععه حقععا سععوف يععوفر لععه‬
‫المان والستقرار والبقاء ‪.‬‬

‫فاذا كان الملك يعول على ان تجنيس الهنود والسيويين سوف يمكنه من المضععي فععي مشععروعه‬
‫دون اعتراض او انتقاد من قبل المسؤولين المريكيين فان قراءته للقضععية ليععس فقععط خععاطئة بععل‬
‫سوف تجلب له الوبال خاصة وان المر يتعلق اساسا بالستقرار والمن في البحرين والمنطقة وان‬
‫سياسة التجنيس لن تجلب ذلك السعتقرار ول ذلعك المععن بععل تضعع البحريععن علعى حافعة النفجعار‬
‫‪23‬‬
‫‪6‬‬
‫‪23‬‬
‫والغضب الشعبي وهو ما ليريده المريكيون ول غيرهم ‪.‬‬
‫‪7‬‬
‫فالتجنيس السياسي والطائفي والمبني على خلفيات قوامها تغييععر ديمغرافيععة البلد بكععل اشعكاله‬
‫مخالف ليس للقانون الداخلي البحريني بل خرق للقوانين الدوليععة وانتهععاك لحقععوق النسععان يعتععبر‬
‫جريمة كبرى بحق المجتمع والبشرية وتحدي واضح للرادة الشعععبية والدوليععة الرافضععة لمثععل هععذه‬
‫السياسة الخرقاء التي مهما تمادى النظام الخليفي فيها فانها سوف تولععد شععرارة عععدم السععتقرار‬
‫في البحرين وتهدد مصالح حتى حلفاء النظام لخطر وتقضي على مشععاريعهم فيمععا يتعلععق بالشععرق‬
‫الوسط والديمقراطية ‪.‬‬

‫اذن ليس بمستغرب ان يرصد المواطنععون عمليععة التجنيععس السياسععية والطائفيععة ويتحععدث عنهععا‬
‫اعضععاء البرلمععان بوضععوح وصععراحة كمععا ليععس المععر جديععدا باالنسععبة للكععثيرين وحععتى للمراقععبين‬
‫السياسيين العرب والجانب فقد كشف الناطق باسم كتلععة الععديمقراطيين فععي البرلمععان عبععدالنبي‬
‫سلمان عن معلومات حول حركة التجنيس الواسعة في دائرة الهجععرة والجععوازات تععم رصععدها مععن‬
‫قبله شخصيا عدى ما تم توثيقه من خلل بيانات شهود عيععان حيععث افععاد النععائب سععلمان للصععحافة‬
‫المحلية بانه "رصد حركة تجنيس واسعة تقوم بها الجهات الرسععمية وانععه شععاهد يععوم امععس حركععة‬
‫تجنيس واسعععة تقععوم بهععا ادراة الهجععرة والجععوازات فععي وزارة الداخليععة لعععوائل باكملهععا او افععراد‬
‫ينحدرون من اصول اسيوية"‪..‬‬

‫هذا المر بلشك يقلق المواطنين كما ان كلم النائب فععي البرلمععان يحظععى بالمصععداقية وسععوف‬
‫يؤخذ بعين العتبار لدي الجهات الحقوقية ول بد مععن تععدخل دولععي يقععوم بععه المجتمععع الععدولي ضععد‬
‫النظام لوقف ما يعتبر في نظر الجميع النتهاك الخطير لحقوق النسععان وتعععدي واضععح علععى ارادة‬
‫شعب مغلوب على امععره ‘ فليععس بشعععب تيمععور الشععرقية ول بشعععوب اخععرى فععي العععالم والععتي‬
‫تعرضت في وقت سابق لمثععل تلعك النتهععاك الععتي اسعتدعت التعدخل معن قبععل المحافععل العالميععة‬
‫وتدويل قضاياها باكثر انسانية من شعب البحرين فكل الناس سواسية في الحقوق وهو مععا يتطلععب‬
‫بتععدخل عاجععل للمعنييععن فععي المععم المتحععدة ولععدول الكععبرى المهتمععة بحقععوق النسععان ومشععروع‬
‫الستقرار والديمقراطية ذلك المشروع الذي تهععدده فععي البحريععن والخليععج سياسععة ملععك البحريععن‬
‫وحكامها كما انها ومن حيث يشعر النظام او ل يشعر بانه يلحق اكبر الضرر بمصالح الععدول الغربيععة‬
‫والوليات المتحدة التي تسعى لدمقرطة المنطقة وازالة بؤر التوتر منها ‪.‬‬

‫‪23-08-2006‬‬

‫‪23‬‬
‫‪7‬‬
‫‪23‬‬
‫البحرين* و التجنيس‪ ...‬شعب جديد لشرق أوسط جديد!‪ ...‬ألن تصرخوا كفى؟!‬
‫‪8‬‬
‫الكاتب ‪ :‬مدونة مارون الراس‬

‫يعرف أبو حسن بحر رأس الرمان العذي حاصعرته العمعارات والبنايعات العملقعة جيعدا‪ ،‬رغعم ٌبععد‬
‫البحر عن منزله إل أنه ل زال يتذكر روائح صدأ أقفاص الصيد الحديديععة‪ ،‬والبععوانيش والسععمك بكععل‬
‫أنواعه‪ ،‬الشعري‪ ،‬الصافي‪ ،‬والهامور وكل الصناف الخرى‪ ،‬إنه يحتفظ حتى الن برائحة رمل البحععر‬
‫وأمواجه المالحة‪.‬‬

‫أبو حسن ل يسمع الخبار المحلية فع"كلها كذب" حسبتما علمته تجارب عمععره المديععد)‪ (...‬يخععرج‬
‫نحو البحر يلتقي بصيادين يتأففون "علم؟" يسألهم أبو حسن‪ ،‬فيأتيه الجواب"عمالنا الجانب الععذين‬
‫جلبناهم منذ أشهر أصبحوا بحرينيين"!‪.‬‬

‫يتعجب أبو حسن‪ ،‬فراجوا وكومار وشهباز‪ ،‬ل يعرفون العربية‪ ،‬ول يحفظون رائحة البحععر مثلععه‪ ،‬ول‬
‫يعرفون طرقات رأس الرمان والمنامة‪ ،‬يطرق غاضبا‪ ،..‬ويتجه إلى المبنى القريب من القرية‪ ،‬مبنى‬
‫إدارة الجوازات والقامة‪ ،‬حسبما أسمتها الدولة حععديثا‪ ،‬ليععرى عشععرات الهنععود واليمنييععن ينتظععرون‬
‫أدوارهم ليتسلموا الجواز البحريني‪ ،‬ليغدوا بعدها " مواطنين" لهم كل الحقوق التي لبي حسن!‪.‬‬

‫سأل ابو حسن أحد الشباب الذين أتوا لمشاهدة "الكارثة"‪ ،‬مععاذا سععيفعل العلمععاء الن؟‪ ،‬ويععردف‬
‫"أليسوا هم من يحددون الحركة شرعيا حسبما يقولون؟"‪ ،‬يصمت الشاب مطرقا برأسه‪ ،‬يفهم أبععو‬
‫حسن الجواب " لم يتكلم أحد"‪ ،‬فيعود أدراجه إلى المنزل ليأخذ صور هؤلء "القععادة" الععذين ينتظععر‬
‫الناس كلمة منهم‪ ،‬ليرميها في الشارع!‪.‬‬

‫أبو حسن يعرف أن مصيره بات مربوطا‪ ،‬بما يقوله هؤلء‪ ،‬لكن أينهععم؟‪ ،‬لقععد مععرت خمسععة أيععام‪،‬‬
‫دون ان ينبس أحدهم ببيان‪ ،‬فقط تلك "الجمعية" التي يتقاتل "أقطابها" على الفوز بععالجلوس فععوق‬
‫مقاعد المجلس النيابي‪ ،‬الذي حاول نجله حسن‪ ،‬أن يتظاهر بقرب مبناه العام الماضي احتاجا علععى‬
‫بطالته‪ ،‬فكععان نصععيب جلععده" سععلخ" اقشعععرت لععه الملئكععة‪ ،‬ولععم يقشعععر لععه "بشععر"‪ ،‬فقععط تلععك‬
‫"الجمعية" اصدرت بيانا " ليس بمستوى الحدث بتاتا" كما يرى ابو حسن‪.‬‬

‫ينظر ابو حسن إلى قبة المأتم الذي يدخله فتية صغار لتعلم الصلة‪ ،‬ويتذكر الحاديث التي سمعها‬
‫فيه من الخطباء لكثر من خمسين عاما‪ ،‬عن ثورة المام الحسين )ع(‪ ،‬تأّوه أبو حسن فعمععره يكععاد‬
‫ينتهي ولما يأتي "زمن الثورة" بعد!‪.‬‬

‫أصبحت غالبية سكان رأس الرمان‪ ،‬من الهنود والسععيويين‪ ،‬وكععذا فريععق المخارقععة‪ ،‬وأيضععا قريععة‬
‫النعيم‪ ،‬والن أصبح غالبيتهم معن البحرينييعن "الجعدد"‪ ،‬يرتعععب ابعو حسععن حينمععا يتخيعل أن أحعدهم‬
‫سيفوزيوما ً ما بمقعد المنطقة فععي المجلععس البلععدي‪ ،‬ليقععترح بعععدها تغييععر إسععم القريععة مععن رأس‬
‫الرمان إلى " بنجلور" أو "دلهي"! تيمنا بإسم بلد أجداده هناك‪..‬‬

‫من يدري‪ ،‬لعل ابو حسن بحاجة إلى العيش قليل لينقل إلى حفيده "صادق" كععل التاريععخ والحكايععا‬
‫عن آمال الشباب والصبايا هنا‪ ،‬ويرشده إلى روائح المشموم والياسمين والبحععر والسععمك‪ ،‬ويعّرفععه‬
‫‪23‬‬
‫‪8‬‬
‫‪23‬‬
‫إلى ملوحة المواج قبل أن ينتهي كل شيء‪ ..‬نعم كل شيء‪.‬‬
‫‪9‬‬
‫أبو حسن لن يغععادر رأس الرمععان‪ ،‬ولععن يسععكت بععل سععيحرض ضععد "السععاكتين" الععذين يعتععبرون‬
‫"المشاركة" ستأتي بالبركة كما يأتي بها "حلل المشاكل" الععذي ل زال أبععو حسععن يقععرأه كععل ليلععة‬
‫جمعة بحسن طوية استجلبا للبركة‪ ،‬وتعميقا لع"الولء"‪.‬‬

‫أبو حسن لن يدير بال ً لععع"هععؤلء"‪ ،‬هععو يعععرف أن اللععه سيسععتبدلهم بععع" قععوم آخريععن" لععن يكونععوا‬
‫أمثععالهم‪ (...)،‬ياللسععخف أتتععم إبادتنععا كععع"طائفععة" علععى رؤوس الشععهاد ونحععن سعاكتون؟‪ ،‬أٌتخلخععل‬
‫التركيبععة السععكانية جهععرًا‪ ،‬للععه درك ياأبععا حسععن‪ ،‬الععذي قععرأ أن رئيععس دائرة الشععئون القانونيععة‬
‫بع"الداخلية" يقول بعنجهية الصهاينة والميركيين " الجنسععية لمععن يسععتحقها"‪ ،‬أعشععرة آلف هنععدي‬
‫ويمني يستحقونها أيها الكلب ؟!‪،‬يتسائل ابععو حسععن‪ ،‬ليضععيف" أهععذه هععي ترضععية للهنععد الععتي مععات‬
‫عشرات من مواطنيهععا العمععال اختناقععا فععي الجفيععر‪ ،‬ليجيععء بعععدها وزيععر منهععم‪ ،‬ويطععالب صععراحة‬
‫بتجنيسهم‪ ،‬ليسافر بعدها الملك إلى الهند )في زيارة خاصة(‪ ،...‬ايها الغافلون"!‪.‬‬

‫يدخل أبو حسن جامع رأس الرمان‪ ،‬يغرق فععي صععلته يععدعوا ويععدعوا‪ ،‬ينتهععي فيخععرج‪ ،‬ينظععر إلععى‬
‫الفتية الصغار خارجين من المأتم بعد أن تعلموا أداء صلتي المغرب والعشاء‪ ،‬تهدأ نفسععه قليل‪ ،‬هععو‬
‫يعرف أن جلده مغروس في هذه الرض‪ ،‬يعرف كل الزوايا والسماء‪،‬يعرف كل العصافير والحمععام‪،‬‬
‫يعرف كل "الدخلء"‪ ،‬وأيضا يعرف كل "الصامتين"‪ ،‬يشيح ببصععره بعيععدًا‪ ..‬بعيععدا ً نحععو البحععر يتععذكر‬
‫رائحة أمواجه‪ ،‬يدلف إلى منزله‪ ،‬بينما ل تزال صور "القادة" مرمية علععى الرض‪ ،‬يقسعم أبععو حسععن‬
‫أنه لن يدخلها إلى المنزل "إن سكتوا‪ ،‬ولم ينتفضوا"!‪.‬‬

‫مارون الراس‬

‫)*( دولة البحرين الواقعة وسط الخليج العربي‪ ،‬تتعمق فيها مشكلة إسععمها التجنيععس‪ ،‬فمعظععم‬
‫سكان هذه الدولة هم من العرب الشيعة‪ ،‬ولذا تعتمععد حكومععة البحريععن خطععة لتجنيععس اللف منععذ‬
‫عدة سنوات لجل تغيير التركيبة السكانية للدولععة‪ ،‬وقععد ازدادت هععذه الععوتيرة الن بعععد أن اقععتربت‬
‫النتخابات النيابية التي سيشارك فيها الشيعة لول مرة‪.‬‬

‫مدونة مارون الراس اللكترونية‬


‫‪24-08-2006‬‬

‫‪23‬‬
‫‪9‬‬
‫‪24‬‬
‫عواقب التجنيس )‪(1‬‬
‫‪0‬‬
‫الكاتب ‪ :‬محمد العثمان‬

‫لست مبالغا ً في وصف التجنيس بعملية تدمير‪ ،‬نعم بنفس المعنى والمبنعى‪ ،‬فتجنيعس أفعواج كعبيرة‬
‫من البشر في بلد يواجه مشكلت في مجالت كثيرة وعلى أصعععدة متعععددة‪ .. .‬ل يقععل عععن عمليععة‬
‫تععععععععدمير شععععععععامل للدولععععععععة« تععععععععدمير اقتصععععععععادي واجتمععععععععاعي وسياسععععععععي‪.‬‬
‫تدمير على الناحية القتصادية‪ ،‬إذ يئن الناس من ضائقة ذات اليد‪ ،‬والرزاق المبتورة والمقتطع منهععا‬
‫لرسوم وجبايات تفرضها الدولة على المععواطنين‪ ،‬متمثلععة فععي فععواتير الخععدمات مععن كهربععاء ومععاء‬
‫ومرور وإسكان وبلدية‪ ...‬كما يعاني المواطن البحريني من وطعأة متعاظمعة للععديون جععراء مراكمعة‬
‫العباء المالية على »ظهره«‪...‬‬

‫ما يوجع الفقراء ويقض مضاجعهم‪ .‬ومع ذلك لم تكتف الحكومة بهذا المر« بل بلععغ بهععا نقععل أفععواج‬
‫مجلوبة من الخارج إلى البلد الذي يعاني‪ ،‬بحسب تصريحات الحكومة‪ ،‬من شععح المععوارد القتصععادية‬
‫وندرتها‪ ،‬وتحولت بلدنا مرتعا ً لكل من »هب ودب« للعيش فيها‪ ،‬وذلك بدل ً من ان تتخذ الحكومة ما‬
‫ُيععععرف بسياسعععة الدولعععة الطعععاردة للجنسعععية‪ ،‬أي سياسعععة صعععارمة فعععي منعععح الجنسعععية‪.‬‬
‫السؤال المنطقي الذي يسبق عملية التجنيععس‪ :‬هععل البحريععن بحاجععة إلععى التجنيععس؟ هععل تمكنععت‬
‫الحكومة من وضع الحلول المناسبة لجميع مشكلت المواطنين؟ وإل فلماذا تفيععض وتنضععح خيععرات‬
‫»عععععععععععذاري« للبعيععععععععععد وعلععععععععععى العععععععععععالم كلععععععععععه‪ ،‬وتنسععععععععععى شعععععععععععبها؟‪،‬‬
‫أم أن حكومتنا هي حكومة خيرية‪ ،‬أي تقدم مساهمات إنسانية نبيلة خدمععة للبشععرية جمعععاء‪ ،‬وذلععك‬
‫من خلل عمليات تجنيس الفواج المجلوبة من الخارج؟‪،‬‬

‫تشير أرقام موازنة الدولة لعامي ‪ * 2008 * 2007‬كما يقول الدكتور المحترف اقتصاديا ً عبدالعزيز‬
‫أبل * إلى اعتماد الحكومة على »القتراض لتمويعل العجعز‪ ،‬وهعو أسعلوب غيععر مجعد اقتصعاديا ً لنعه‬
‫يراكم الكثير من اللتزامات على الدين العام ما سععيرهق كاهععل الجيععال القادمععة إذًا‪ ،‬كيععف تسععتمر‬
‫الدولة بالتجنيس في وضع اقتصادي مزر في الحاضر‪ ،‬ومستقبل مالي قاتم‪.‬‬

‫البحرين من الدول الكثر كثافة سكانية في العالم‪ ،‬والراضي الخاصة تتجاوز التسعين بععالمئة مععن‬
‫مجمل الراضي في البحرين‪.‬‬

‫وتعاني البحرين من مشكلة إسكانية بلغت مبلغا ً خطيرًا« إذ يبلغ عدد طلبات المنتظرين على قائمة‬
‫السكان خمسة وأربعون ألف طلب إسكاني‪ ،‬أي خمسة وأربعون ألف أسرة علععى قائمععة النتظععار‪.‬‬
‫والسرة البحرينية يبلغ معدل الفعراد فيهعا معن ‪ 6 * 5‬أفعراد‪ ،‬أي معائتين وخمسععين ألعف معواطن‬
‫بحرينعي ينتظعرون معن الدولعة أن تعوفر لهعم سعكنا ً ملئمعًا‪ ،‬أي أكعثر معن نصعف شععب البحريعن‪،‬‬
‫وهنا السؤال‪ :‬هل الحكومة البحرينية‪ ،‬على استعداد لمعالجة مشكلت الفواج المجلوبة من الخععارج‬
‫والتي يتم تجنيسها‪ ،‬وهي لععم تسععتطع حلحلععة مشععكلت مواطنيهععا؟ أم أن حكومععة البحريععن سععوف‬
‫ُتسكن من تجلبهم في »جدر هريس«‪ ،‬وتنام على طرف نعسان و»دار ما داره بحر«؟‪،‬‬

‫‪28 – 8 -2006‬‬

‫‪24‬‬
‫‪0‬‬
‫‪24‬‬
‫التجنيس هو الحل‬
‫‪1‬‬
‫الكاتب ‪ :‬قاسم حسين‬

‫إذًا‪.‬‬
‫‪ ..‬هذا هو ما تحتاج إليه البحرين لحععل مختلععف مشععكلتها العالقععة منععذ عقععود‪ :‬موجععة جديععدة مععن‬
‫تجنيس الجانب‪ ،‬الموجة الجديدة من التجنيس السياسي العشوائي‪ ،‬هععي الحععل لمختلععف مشععكلتنا‬
‫العالقة وأمراضنا المتراكمة منذ عقود‪ ،‬إسكان وصحة وتعليم وبطالة‪ ...‬في أفقر بلد نفطي خليجي‪،‬‬

‫الموجة الجديدة من التجنيس هي التي ستحل مشكلة البطالععة الععتي ربمععا تصععل معععدلتها بعععد ‪7‬‬
‫أعوام إلى ‪ 100‬ألف‪ ،‬سينجح السوق المحلي في استيعاب ‪ 30‬ألفا منهم فقععط‪ ،‬بينمععا سينضععم ‪70‬‬
‫ألفا إلى جيش العاطلين الحالي‪ ،‬حسب توقعات »ماكينزي«‪.‬‬
‫وطبعا »ماكينزي« لم تضع في حساباتها مثل هذه الموجععات مععن التجنيععس‪ ،‬وإل كنععا أمععام أرقععام‬
‫مرعبععة عععن جيععوش العععاطلين )ربمععا ‪ 150‬أو ‪ 200‬ألععف‪ ،‬يعنععي ثلععث سععكان البحريععن سععيكونون‬
‫عاطلين‪ ...‬يا سلم‪.(،‬‬
‫الموجة الجديدة من التجنيس هي الحل لمشكلت السكان التي بلغععت عععدد الطلبععات المتراكمععة‬
‫إلى ‪ 47‬ألف طلب معلق‪ ،‬بعضها يعود إلى أكثر من عشر سنوات أو خمسة عشر عامًا‪.‬‬

‫وإضافة الجيش العرمرم من المجنسين الجدد )والله أعلم بعدد جحافله( إلى قائمة »المواطنين«‬
‫بجرة قلم‪ ،‬وبالتالي اكتسابهم حقوقا دستورية وشرعية في الحصول على مسكن أسوة بالمواطنين‬
‫»القدامى«‪ ،‬كل ذلك سيحسن من شروط الحصول على مسعكن‪ ،‬ويقصعر معن معدة النتظعار‪ ،‬معن‬
‫عشر سنوات إلى سنة واحدة فقط‪،‬‬
‫الموجة الجديدة من التجنيس ستحسن أيضا من الوضع الصحي فععي البلد‪ ،‬بإضععافة أعععداد جديععدة‬
‫من المرضى‪ ،‬فتزيد الدوية المعروضة في صيدليات وزارة الصحة‪ ،‬وستتحسععن فععرص العلج وتقععل‬
‫فترة انتظار الحصول على سرير للمرضى أو الحوامل‪ ،‬ومن ل يعجبه فليرقد أو يلد في بيته‪،‬‬

‫ووزارة الصحة التي تعاني من شح الموازنة‪ ،‬سيكون عليها تخصيص معوارد إضععافية مععن الموازنععة‬
‫إلى بنود جديدة مثل التطعيعم ضععد شعلل الطفععال‪ ،‬لجيعوش الطفعال الجعدد ممعن لعم يتلقععوا هعذا‬
‫التطعيم في بلدانهم الصلية برغم بلوغهم سن السادسة والعاشرة‪.‬‬

‫الموجة الجديدة من التجنيس ستسهم أيضعا فععي تبععوء البحريعن المركعز الول مععن حيعث الكثافععة‬
‫السكانية‪ ،‬بعد جمهورية بنغلديععش الشعععبية وقطععاع غععزة‪ ،‬وسععندخل بعععد شععهرين فقععط موسععوعة‬
‫»غينيس« للرقام القياسية في طبعة العام ‪2007.‬‬
‫الموجة الجديدة من التجنيس ستسهم أيضا في رفع معدلت النمو القتصادي‪ ،‬وخلق دولة الرفععاه‬
‫الجتماعي التي كنا نحلم بها منذ الستقلل‪،‬‬

‫ستتحقق دولة الرفاه هذه برفع الحد الدنى للجور إلى ‪ 150‬دينععارا للمععواطنين »القععدامى«‪ ،‬بعععد‬
‫عقود من النضال النقابي والحزبي وتضحيات الكوادر الوطنية المختلفععة ودخولهععا السععجون وتحمععل‬
‫الغربة والنفي‪ ،‬فيما سيتمتع »المواطنون الجدد« بهذا المتياز »العظيم« من اليععوم الول للحصععول‬
‫على الجنسية‪ ،‬فل يجوز في دولة المؤسسات والقانون التمييز بين المواطنين‪ ،‬ول يجوز التأخر يوما ً‬
‫‪24‬‬
‫‪1‬‬
‫‪24‬‬
‫واحدا ً في اللتزام بإعطاء »المواطنين الجدد« حقوقهم التي نص عليها الدستور والقععانون ومواثيععق‬
‫‪2‬‬ ‫المم المتحدة‪ .‬ألم أقل لكم ان التجنيس السياسي العشوائي هو الحل؟‬

‫صحيفة الوسط|‪2006-08-29‬‬

‫‪24‬‬
‫‪2‬‬
‫‪24‬‬
‫عواقب التجنيس )‪(2‬‬
‫‪3‬‬
‫الكاتب ‪ :‬محمد العثمان‬

‫لست مبالغا ً في وصف التجنيس بعملية تدمير‪ ،‬نعم بالمعنى والمبنى نفسععيهما‪ ،‬فتجنيععس قطاعععات‬
‫عريضة في بلد يئن من مختلف المشكلت القتصادية والسياسععية والجتماعيععة ل يقععل عععن عمليععة‬
‫تدمير لهذه الدولة‪.‬‬

‫تدمير على الناحية السياسية‪ ،‬إذ معدلت التجنيس المرتفعة سععتخلخل مععن تركيبععة نسععيج المجتمععع‬
‫البحريني المتماسكة‪ ،‬والتي وإن غمرتهععا بعععض الهنععات هنععا أو هنععاك مععن جععراء انعكاسععات الوضععع‬
‫القليمي )العراق(‪ ،‬أو قبل ذلك جععانب مععن حععوادث فععترة التسعععينات أو تععداعيات الثععورة اليرانيععة‬
‫مقععت الهعوة بيعن الطعائفتين« إل أن‬ ‫)تصدير الثورة( على الساحل الغربي للخليعج العربعي والععتي ع ّ‬
‫اعتراف أبناء الطائفتين بأن الوطن للجميع‪ ،‬والتوافق علععى ميثععاق العمععل الععوطني والجمععاع عليععه‬
‫كعقد ينظم العلقععة بيععن الحععاكم والمحكععوم‪ ،‬ومععا نععص عليععه مععن حقععوق وواجبععات‪ ،‬تشععمل جميععع‬
‫المواطنين‪ ،‬كان بمثابة مخرج للزمة والحتقان الذي ساد الفترة الععتي سععبقته‪ ،‬ومععن ثععم النطلقععة‬
‫نحو تأسيس مملكة دستورية قائمة على حكم القانون‪.‬‬

‫التبعات من الناحية السياسية هي الخطر‪ ،‬إذ تجنيعس هعذا الععدد الكعبير يعؤثر معن غيعر شعك علعى‬
‫السياسة التشريعية في المستقبل‪ .‬ما ُيعععد تغييععرا ً لرادة المععة‪ .‬النتخابععات علععى البععواب والرقععام‬
‫الجديدة التي دخلت على الكتلة النتخابية ستنتج مجاميع غير منتمية سياسيا ً واجتماعيا ً لهذا الععوطن‬
‫هذا من جهة‪ ،‬ومن جهة أخرى سيتم توجيه الكتلة النتخابية )المجنسة( لنتخاب مرشح دون آخر‪ ،‬أنا‬
‫هنععا أعنععي »دوائر الحاجععة«‪ ،‬أي الععدوائر السععنية أو المشععتركة‪ ،‬والكيععد بععأن تلععك الكتلععة سععتنتخب‬
‫المرشح الحكومي قلبا ً وقالبًا‪،‬‬
‫لحظ الجميع نتععاج عمليععات التجنيععس السععابقة‪ ،‬ووسععائل التعععبير عععن المشععاعر كمععا حععدث فععي‬
‫المباريات الرياضية‪ ،‬أو التعبير عن قيمة الجنسية البحرينية برمي الجوازات الحمراء )البحرينية( كما‬
‫فعل أحد المجنسين‪ ،‬الذي بعد أن حصل على الجواز البحريني‪ ،‬وبعد أن استنفد كل طرق القععراض‬
‫معععععن المصعععععارف المحليعععععة رمعععععى الجعععععواز وول ّعععععى هاربعععععا ً ناحيعععععة معععععوطنه الصعععععلي‪،‬‬
‫المهم أن الثر الساسي على الناحية السياسية‪ ،‬إذ تكمن خطورة المر في رسم سياسة بعيدة كععل‬
‫البعد عن النتماء للمشكلت الجتماعية للمواطنين‪ ،‬إذ هم )المجنسون( ليععس لععديهم أدنععى معرفععة‬
‫بتلك المشكلت‪ ،‬وإن كان لديهم اللمام بتلك المشكلت فإن ولءهم سععيجبرهم علععى النحيععاز إلععى‬
‫جهات أخرى غير تلك القطاعات الشعبية التي تئن تحت وطأة المشكلت الجتماعيععة الكععثيرة لهععذا‬
‫الشعب‪ ،‬وُيعّبر عن ذلك بما ُيعععرف بعع »الخلف السياسععي الععذي ينجععم عععن الخلخلععة الجتماعيععة«‪.‬‬
‫إذًا‪ ،‬نتاج عمليات التجنيس ل تتوافق مع أية مصلحة وطنية مستقبلية‪ ،‬وإنما سيتم التعبير عن مصالح‬
‫ن تشععريعات‬ ‫سع ّ‬
‫من َ‬ ‫أطراف ليس من مصلحتها وصول نائب كفؤ جدير بالعمل البرلماني وشرائطه‪ِ ،‬‬
‫ل العام ومكافحة للفساد‪.‬‬ ‫ة الصيلة‪ ،‬وحماية للما ِ‬ ‫ت والحلم ِ البحريني ِ‬ ‫متوافقة مع التطلعا ِ‬

‫»أم الخضر والليف«‪ ،‬هي الفزاعة التي يتم بها تخريععب كععل تحععرك أو نشععاط سياسععي اجتمععاعي‬
‫يهدف إلى وحدة الكلمة على مصالح مشتركة بين أبناء هذا الوطن‪ ...‬وكلما تطرقنعا أو بحثنعا قضعايا‬
‫وطنية جامعة خرجت علينا جماعة »أم الخضر والليف« لتخريععب العمععل الععوطني الجععامع وتثععبيطه‪،‬‬
‫من خلل إعادة طرح قصة »أم الخضر والليف«‪ ،‬فمن منا ل يخشى »أم الخضععر والليععف«؟‪ ،‬ولكععن‬
‫‪24‬‬
‫‪3‬‬
‫‪24‬‬
‫ذلك كان أيام الصبا‪ .‬أما اليوم فشعب البحرين ل‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪30-08-2006‬‬

‫‪24‬‬
‫‪4‬‬
‫‪24‬‬
‫‪5‬‬ ‫التجنيس والطائفة الثالثة‬

‫الكاتب ‪ :‬عبد الله جناحي‬

‫)) أتمنى أن ل نخلق طائفة ثالثة في مجتمع ذاق الكثير من الطائفية ((‪.‬‬

‫إن هذه المقولة بحاجة إلى التوقف والتأمل حيالها حيث تعتبر ضععمن منهععج المسععتقبليات مععن أكععثر‬
‫النقاط أهمية وحساسية رغم أهمية المبررات الخرى التي تطرح بشان التجنيععس العشععوائي الععذي‬
‫حدث وما زال يحدث في البلد‪.‬‬

‫إن أهم مبررات رفض التجنيس العشوائي المطروحة على الساحة الوطنية هي‪:‬‬

‫‪ -1‬إن التجنيس العشوائي ودون تخطيط استراتيجي له يخلق إرباكععا كععبيرا فععي البنيععة الجتماعيععة‬
‫والثقافية والثنية مما يكون له انعكاس سلبي على الهوية والستقرار الجتماعي‪.‬‬
‫‪ -2‬إن التجنيععس العشععوائي ل يراعععي المكانععات القتصععادية للبلد ونععدرة مواردنععا ومسععاحتنا‬
‫الجغرافية ومتطلبات المواطنين الساسية من توفر خدمات جيدة فععي الصععحة والتعليععم والسععكان‬
‫والعمل اللئق للمواطنين‪.‬‬
‫‪ -3‬ارتباط التجنيس العشوائي بزيادة معععدلت الجريمععة والتفكععك السعري والتجعاوزات المتعمععدة‬
‫للقانون‪.‬‬
‫‪ -4‬إن التجنيس العشوائي ل يخدم التنمية البشرية المستدامة المطلوبة‪ ،‬لذا فهو بعيد عععن جععذب‬
‫المبدعين والعلماء وأصحاب الخبرات والتجارب والمؤهلت العلمية والتقنية النادرة أو المستقبلية‪.‬‬
‫‪ -5‬ضرورة التعامل بالمثل في مسالة ازدواجية الجنسععية المطبقععة مععن طععرف واحععد فععي بلدنععا‪،‬‬
‫وضرورة تجنيس من يستحق من الذين عاشوا لسنوات طويلة على هذه الرض الطيبة‪.‬‬

‫إن السباب المذكورة أعله متفق عليها من قبل غالبية أطياف المجتمع السياسية والجتماعية‪ ،‬وان‬
‫كان البعض ل يريد إثارتها بشكل مفصل لعتبارات انتخابية أو طائفية أو مصلحية أو مراضاة للحكععم‬
‫أو – وهو الهم – عدم إبراز هععذه المخععاطر القتصععادية والجتماعيععة أمععام رغبتععه فععي زيععادة نسععبة‬
‫الطائفة التي ينتمي إليها‪ ،‬وكأن لسان حاله يقوده إلى غض الطرف عن المشاكل التي تفرزها هععذه‬
‫السياسة العشوائية في التجنيس مقابل رغبة ومصلحة طائفية آنية قصيرة المدى فععي التععأثير علععى‬
‫الواقع السياسي‪.‬‬

‫بيد أن إمكانية بععروز طائفعة ثالثععة جديععدة فععي المجتمععع بجععانب الطععائفتين التععاريخيتين المععذهبيتين‬
‫) الشيعة والسنة( هو الطرح الخطر والهم الذي بحاجة إلى حعوار مسعتفيض حععوله‪ ،‬وإقامعة ورش‬
‫العمل والحلقات النقاشية التي من المفترض أن تطرح فيها رؤى تستشععرف المسععتقبل المتوسععط‬
‫والبعيد ومدى إيجابياتها وسلبياتها على الحقل السياسي في قادم السنين‪.‬‬

‫إن احتمالية خلق طائفة جديدة اجتماعية في البلد من المتجنسين هي المسععالة المرتبطععة بالبعععاد‬
‫التي تطرحها القوى السياسية بما تم التعارف عليه بالتجنيس السياسي‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫‪5‬‬
‫‪24‬‬
‫إن الفععرازات القتصععادية والسععكانية والخدماتيععة ) السععكان‪-‬الصععحة‪-‬التعليععم‪-‬العمععل( للتجنيععس‬
‫‪6‬‬
‫العشوائي قد تكون محسوبة ومقاسة لدى القتصاديين والجتماعيين المختصين في هذه المجالت‪،‬‬
‫والتنبؤ بالمستقبل فيها من حيث تأثير هذه السياسععة التجنيسععية علععى المععوارد المحععدودة للبلد قععد‬
‫يكون أيضا قابلة للقياس والحساب‪.‬‬

‫غير أن افرازات كل هذه السياسات وعلى المععدى البعيععد وبعععد اسععتقرار هععذه الفئات المتجنسععة‬
‫وتوالي الجيال جيل وراء جيل ضمن ثقافة وقيم وانتمععاءات مزدوجععة مععازالت بالمؤشععرات الراهنععة‬
‫تتعزز في نسيج هذه الفئات الجديدة)المغتربة( سوف تعكس نفسها أيضععا علععى المجععال السياسععي‬
‫والحراك السياسي والموازنات السياسية وبالتالي على حسم الصراعات السياسية القادمة‪.‬‬

‫إن هذه الدراسة ل تركز بالتالي على البعاد القتصادية أو السياسععية والجتماعيععة المباشععرة‪ ،‬وإنمععا‬
‫سيتم التركيز على البعد التاريخي واستشراف المستقبل ألثني للبلد بجانب المقاربععة بيععن النظععرة‬
‫العصبوية تجاه التجنيس بين الماضي والحاضر‪.‬‬

‫لماذا هذا الخوف من المستقبل ؟‪:‬‬


‫لسباب عديدة‪ ،‬سنحصرها في مؤشرات واقعية عالمية من جهة ومرتبطة ببنية مجتمعاتنا العربيععة‬
‫السلمية ذات القتصاد الريعي والتطور التاريخي المشوه من جهة ثانية‪.‬‬

‫فعلى صعيد المؤشرات العالمية فان الهجرات الععتي حععدثت فععي بعععض الععدول الغربيععة والوليععات‬
‫المتحدة المريكية رغم تطور هذه البلدان تطورا طبقيا واجتماعيا واقتصاديا طبيعيا وتأسيس مجتمع‬
‫تعزز فيه القتصاد النتاجي وما يعني ذلك من ذوبان الثنيات والطععوائف والقوميععات ضععمن طبقععات‬
‫اجتماعيعة واضعحة المععالم‪ ،‬نقعول رغعم ذلعك إل أن هعذه الهجعرات بقيعت تتحصعن وهعي فعي دول‬
‫المؤسسات والقانون فععي إطارهععا الخععاص وتكععونت ثقافععات فرعيععة قويععة ومجتمعععات فرعيععة لهععا‬
‫سععلطتها وبرامجهععا وطموحاتهععا ومطالبهععا وكععذلك ارتباطاتهععا بمجتمعاتهععا الصععلية‪ ) ،‬اليطععاليين‬
‫والمكسيك والصينيين في أمريكا والهنود والباكستانيين واليمنييععن والمغاربععة فععي بريطانيععا وأوروبععا‬
‫على سبيل المثال ل الحصر( و رغم الجيال المتتالية من هععذه الصععول غيععر الوربيععة‪ ،‬ورغععم قععوة‬
‫وصلبة هذه المجتمعات واضمحلل القوى القطاعية والقبلية والطائفية فيهععا بعععد ثورتهععا الصععناعية‬
‫البرجوازية‪ ،‬ورغععم المناعععة الذاتيععة الموضععوعية فععي بنيععة هععذه المجتمعععات المتقدمععة‪ ،‬إل أن هععذه‬
‫الصول تمكنت من الحفاظ على هوياتها بل وتعزيزها ونموها والوصول بها إلى مرحلة النتقال إلععى‬
‫الحقل السياسي في هذه المجتمعات القادرة موضوعا على المتصاص وقبول مثل هذه التحصينات‬
‫وترويضها لصالح الرأسمال الضخم‪.‬‬

‫في حين المراهنة تكون خاسرة على تكععرار مثععل هععذه التحصععينات فععي مجتمعاتنععا الععتي مععا زالععت‬
‫متخلفة وتطورها مشوة وبنيتها قبلية وطائفية بشكل فاضح ومؤسسععاتها السياسععية والمدنيععة هشععة‬
‫وترقيعية واقتصادها ريعي بعيد عععن النتععاج الصععناعي الضععخم القععادر علععى تععذويب الثنيععات ضععمن‬
‫طبقات متجانسة وواضحة‪ ،‬بل تكون نتائجها السياسية والقتصادية وخيمة وخطرة‪ ،‬فالتنوع الثقععافي‬
‫والثني مطلوب إذا ما جاء بشكل طبيعي وهاديء وبطيء حيث يبدأ النسععجام التععاريخي التععدريجي‬
‫والذوبان والنتقال والتأثير والتأثر بين الثنيات والصول‪ ،‬وهذا ما حدث إبان مرحلة ما قبل اكتشاف‬
‫النفط في المنطقة وقدوم هجرات من الساحل الفارسي والعمق اليراني مثلما جاءت هجرات من‬
‫اليمن وعمان وبعض الهنود والباكستانيين‪.‬‬
‫‪24‬‬
‫‪6‬‬
‫‪24‬‬
‫‪7‬‬
‫وعلى الصعيد الداخلي بجانب ما تم ذكره فيما تقدم أعله‪ ،‬ل بد من الشععارة إلععى أهميععة المقارنععة‬
‫بين الجذور التاريخية التي أدت إلعى نجعاح النمعوذج الرأسعمالي الغربعي وتعزيعز دولعة المؤسسعات‬
‫والقانون وانصياع الصول والثنيات والقوميات لهعا‪ ،‬وبيعن الواقعع العربعي الشعرقي عامعة والتطعور‬
‫القتصادي والجتماعي لمجتمعات الخليج العربية والجزيرة العربيععة علععى وجععه الخصععوص‪ ،‬وتكثيفععا‬
‫لهذا التمييز‪ ،‬يمكن القول أن النموذج الرأسمالي يقوم على تقسيم واضح بين بنيتين‪ :‬البنية التحتيععة‬
‫القتصععادية الععتي تشععكل الصععناعة عمودهععا‪ ،‬وبنيععة فوقيععة قوامهععا أجهععزة الدولععة ومؤسسععاتها‬
‫وإيديولوجياتها وتشعريعاتها المرتبطعة بهعا‪ ،‬ومعن ثعم قيمهعا وأفكارهعا وسعلوكياتها وممارسعاتها‪ .‬أمعا‬
‫مجتمعاتنا العربية والخليجية خاصة ونتيجة للعديععد مععن العوامععل التاريخيععة والقتصععادية والسياسععية‬
‫والدينية وكذلك الستعمارية ودور القوى الخارجية‪ ،‬فضل عن الجغرافيا‪ ،‬لم تتطور فيها الوضاع إلععى‬
‫مرحلة من الممكن أن نميز بين البنيتين‪ ،‬بل تداخلت عناصر البنية التحتيععة بالفوقيععة بصععورة كععبيرة‬
‫لدرجة أن أغلبية الفعل السياسي والجتماعي هو نتاج تأثيرات البنية الفوقية التقليديععة علععى الرغععم‬
‫من وجود بنية تحتية اقتصادية حديثة تعتمد على وسائل وطرق النظام الرأسمالي المعاصر‪ ،‬وبمعنى‬
‫آخر وحسب تحليل )ريجييس دوبرييه ( المفكر الفرنسي للظاهرة السياسية التي يرى بأنهععا ليسععت‬
‫من نتاج وعي الناس وآرائهم وطموحاتهم ول ما يؤسس هذا الععوعي نفسععه مععن علقععات اجتماعيععة‬
‫ومصالح طبقية‪ ،‬بل إنما تجد دوافعها فيما يطلق عليه اسم " اللشعور السياسي الجمعي" الذي هو‬
‫عبارة عن بنية قوامهععا علقعات ماديععة جمعيععة تمععارس علععى الفععراد والجماعععات ضععغطا ل يقععاوم‪،‬‬
‫وتطبيقا لهذا المفهععوم علععى واقعنععا فععان علقععات مععن نععوع العلقععات الطائفيععة القبليععة والمذهبيععة‬
‫والحزبية الضعيقة والثنيعة للصعول غيعر العربيعة وكعذلك للمتجنسعين معن الصعول العربيعة البدويعة‬
‫والصحراوية وغيرها التي تستمد قوتها المادية الضاغطة القسرية من ما تقيمهععا مععن ترابطععات بيععن‬
‫بعضها البعض كأفراد ضمن جماعة واحدة تخلق لنفسها قيم المناصرة والتضامن‪.‬‬
‫علينا ابتععداًء أن نميععز بيععن أنععواع المتجنسععين مععن منظععور أدوارهععم السياسععية القديمععة والراهنععة‬
‫والمستقبلية‪ ،‬حتى نتمكن من استشراف المستقبل ومدى تأثير سياسععة التجنيععس العشععوائي علععى‬
‫المجال السياسي في البلد‪.‬‬

‫الهولة والعجم‪:‬‬
‫فعلى صعيد الدوار القديمة فمن المعروف أن الهولة المنحدرين من حيث أصولهم التاريخيععة مععن‬
‫سواحل فارس ومن الطائفة السنية‪ ،‬وكذلك العجم المنحدرين تاريخيا من إيران الداخل والسععواحل‬
‫والطراف ومن الطائفة الشيعية‪ ،‬قد ساهموا تاريخيا في الحقل السياسي النضالي والكفععاحي مععن‬
‫خلل انخراطهم في التنظيمات السياسية السرية منذ الخمسينات من القعرن الماضعي)فعرع حعزب‬
‫توده‪-‬الشيوعي‪ -‬اليراني في البحرين وعلقته ودوره فععي التععأثير وتأسععيس جبهععة التحريععر الععوطني‬
‫البحرينية أو انخراط الجيال الشابة التي ولدت على هعذه الجزيعرة العربيعة فعي الحركعات القوميعة‬
‫العديدة التي تأسست وانعدمجت فيمععا بعععد فععي إطعار تنظيععم واحعد هععو الجبهعة الشععبية بتحولتهعا‬
‫الفكريععة وصععول إلععى تبنععي الفكععر اليسععاري ذو العمععق القععومي حيععث كععانت كععوادر وقواعععد هععذه‬
‫التنظيمات خليط من العرب السنة والشيعة والهولة والعجععم( وهمععا –أي الهولععة والعجععم‪ -‬قععد كععان‬
‫لهما دور في الحقل السياسي الرسمي أيضعا وكعذلك فعي المجعال القتصعادي فضعل ععن أدوارهعم‬
‫الكبيرة والمعروفععة علععى الصعععيد الثقععافي والدبععي والفكععري‪ .‬ولععذلك فععان انععدماجهم فععي العمععل‬
‫السياسي في البحرين لم يكن بالضرورة مرتبعط بعامتلكهم الجنسعية البحرينيعة وانتمعائهم العوطني‬
‫لتراب هذا الوطن كان في معظم المحطات السياسية محسوما‪ ،‬وقد تعامل الحكم معهم أمععا علععى‬
‫أساس إنهم موالين لمواقفه لمن انحاز منهم أو معارضين لعه ولعذلك كعان يتعم اعتقعالهم وتععذيبهم‬
‫‪24‬‬
‫‪7‬‬
‫‪24‬‬
‫كمواطنين معارضين أو نفيهعم للخعارج تحعت حجععة إنهعم معن رعايعا إيعران أو معن غيعر المرغععوبين‬
‫‪8‬‬
‫بهم) هناك كثرة معن الشخصعيات الوطنيعة المناضعلة معن الهولعة والعجعم ذاقعوا ععذابات العتقعال‬
‫والتعذيب والنفي بل الستشهاد كالشهيد محمد غلوم بوجيري(‪.‬‬

‫هؤلء إذن ما تم تعريفهم بالبدون والذين كانو يستحقون الجنسية البحرينية منذ أمععد طويععل‪ ،‬وإغلق‬
‫ملفهم ومطالبتهم بالجنسية ل يغير فعي المعادلعة السياسعية وكعذلك فعي السعتحقاقات القتصعادية‬
‫وفي الهوية الشيء الكثير‪ ،‬حيث أن المر يتعلق في تعزيز العتراف بالنتماء الوطني الرسمي عععبر‬
‫امتلكهم الوثيقة المطلوبة قانونا ولكنهم في الواقععع العملععي كععانوا منتميععن – أو الغلبيععة السععاحقة‬
‫منهم‪ -‬لهذا الوطن‪.‬‬

‫المسألة المهمة في هذا المقام هي إن هذه الشريحة الجتماعية الكبيرة في البلد قد فرزت نفسها‬
‫تاريخيا وراهنا وحسمت أمرها على صعععيد مواقفهعا السياسععية‪ ،‬أمععا طبقيععا أو فكريععا وأيععديولوجيا أو‬
‫طائفيا بمكوناتها السياسية‪ ،‬وأصبح الحكم و قوى المجتمع تمتلك مؤشرات بالنسبة لهععذه الشععريحة‬
‫التي أصبحت مندمجة بشكل عضوي من الصعوبة تمييزها عن باقي الشرائح الجتماعية العربية‪.‬‬

‫صحيح أن الحكم قد تعامل معه بشكل تمييزي واضععح فععي المراحععل التاريخيععة السععابقة منععذ بدايععة‬
‫تأسيس الدارة العامة في البلد من حيث نصيبهم في المناصب الرسمية أو غيرها مععن المتطلبععات‪،‬‬
‫وهو تمييز ناتج عن سمتين مرتبطتين عضويا بالنظمة العربية القبلية وتعاملها التععاريخي منععذ عصععر‬
‫الدولة الموية التي تفاجعأت بععد الفتوحععات السعلمية لفعارس والقليععم المحيعط بهععا غيعر العربعي‬
‫كأفغانستان والهند بغلبة العنصر غير العربي علععى العربععي القبلععي ذو الصععل القععادم مععن الجزيععرة‬
‫العربية‪ ،‬وخوفا من هيمنة هذا العنصر على الدولة السلمية الفتية قامت الدولة الموية بتقنين تقلد‬
‫المناصب العامععة ووضععع شععروط قاسععية ممععا أدى إلععى بععروز شععريحة اجتماعيععة ضععخمة ممععن تععم‬
‫تعريفععععهم " بالموالي"‪..‬‬

‫التاريخ يعيد نفسه‪..‬الموالي في دول الخليج‪:‬‬


‫السياسات التي مورست في عهد الدولة الموية تجاه المسلمين الجدد من الصععول غيععر العربيععة‬
‫في عمومها كانت شبيهة بالتي مورست في دول الخليج العربية التي تحكمها القبععائل العربيعة تجعاه‬
‫النازحين من الساحل الفارسي في القرنين التاسع عشر والعشرين‪ ،‬ولذلك من المفيععد اسععتعراض‬
‫تاريخ الموالي بشكل من التفصيل معتمدين على رؤيععة المفكععر العربععي محمععد عابععد الجععابري فععي‬
‫كتابه "العقل السياسي العربي"‪..‬‬

‫لقد كان اسم "الموالي" يطلق في العصر الموي على جميع الذين أسلموا مععن غيععر العععرب‪ .‬ولمععا‬
‫كانت القبائل العربية قد تفرقت في البلدان كجند للفتح فإن ما بقي منها في المدينة و في الكوفععة‬
‫والبصرة كانوا إما مجندين أو "متقاعدين" في حكععم المجنععدين‪ ،‬فكععانوا يعيشععون جميعععا فععي إطععار‬
‫"القبيلة" من الغنيمة عطاء وخراجا‪ ،‬وهكذا تضافر عنصر الثروة مع مخيععال "القبيلععة" ليكععون الناتععج‬
‫سلوكا أرستقراطيا‪ -‬قبليععا قععوامه النظعر باسععتعلء إلععى هععؤلء "المععوالي" الععذين )) جععاءهم العععرب‬
‫بالسلم لينقذهم من الظلمات ويخرجهم إلى النور((‪.‬‬

‫ويؤكد الجابري بان هؤلء الموالي من الناحية العملية والشرعية كانوا أحععرارا‪ ،‬ولكنهععم مععن الناحيععة‬
‫العملية الفعلية الواقعية‪ ،‬لم يكونوا يعتبرون فععي مرتبععة واحععدة مععع العععرب‪ ،‬لقععد كععان هنععاك تمييععز‬
‫‪24‬‬
‫‪8‬‬
‫‪24‬‬
‫اجتماعي وحواجز سياسية‪ ،‬لدرجة أن الجععابري يشععبه الوضععع بالخععدم فععي المنععازل اليععوم!! خاصععة‬
‫‪9‬‬ ‫الخدم "السيويين" في الخليج‪.‬‬

‫‪ -‬لقد كان رجال الرستقراطية القبلية لم يكونوا يزوجععون بنععاتهم للمععوالي‪ ،‬تمامععا مثلمععا الحععادث‬
‫اليوم وفي اللفية الثالثة !‬
‫‪-‬السععلطة المويععة لععم تكععن تعينهععم فععي مناصععب القضععاة – إل نععادرا ً – فمععا بالععك فععي المناصععب‬
‫السياسععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععية‪.‬‬
‫‪ -‬سععادت أنععواع مععن السععلوك الرسععتقراطي الععذي دفععع بععالموالي إلععى مرتبععة دنيععا علععى مسععتوى‬
‫المعاملت الجتماعية‪ ،‬يكشف ابن عبد ربه في كتابه "العقد الفريععد" )) إذا مععرت جنععازة قععال‪ :‬مععن‬
‫هذا ؟ فان قالوا‪ :‬قرشي‪ ،‬قال‪ :‬واقوماه‪ .‬وإذا قالوا‪:‬عربي‪ ,‬قال‪ :‬وابلععدتاه‪ .‬وإذا قععالوا‪ :‬مععولى‪ ،‬قععال‪:‬‬
‫هو مال الله يأخذ ما يشاء ويدع ما شاء((‪.‬‬
‫‪ -‬كانت الرستقراطية القبلية زمن المويين ‪ -‬كما هو شأنها دومععععا‪ )) -‬تحتقععر الصععناعات والمهععن‬
‫اليدوية وتعدها من عمعععععل الموالي وحدهم‪ )).(( .‬نعععم‪ ،‬إنهععم يكسععحون طرقنععا ويخععرزون خفاقنععا‬
‫ويحوكون ثيابنا((" المصدر السابق"‪ .‬وهو معا نشعاهده فععي السععواق الخليجيععة حيععث هيمنععة الهولععة‬
‫والعجم على المهن اليدوية كالخياطة والمخابز والبيع بالتجزئة‪ ،‬وذلك قبععل إغععراق السععوق بالعمالععة‬
‫الجنبية الوافدة من شرق آسيا وقبل تأسيس القطاعات المصرفية والخدمية الجديدة‪.‬‬

‫‪ -‬كانت القبائل العربيععة تععرى بععان العلععم والتفقععه فععي الععدين ليععس ممععا يليععق بالقرشععي وهععو مععن‬
‫"أشراف" القبيلة‪ ،‬كانوا يقولون " ليس ينبغي لقرشعي أن يسعتغرق فعي شعيء معن العلعم إل علعم‬
‫الخبار" أي أخبار العرب وأيامهم وحكاياتهم‪ ،‬وهذه السمة مععا زالععت منتشععرة فععي صععفوف العععرب‬
‫والمستعربين حيث يسيطر عليهم البحث عن جععذورهم وأنسععابهم لدرجععة أن البعععض يوصععل جععذره‬
‫العائلي إلى النبي آدم!!‪.‬‬

‫‪ -‬بينما كانت أرستقراطية "القبيلة" تعيش من "الغنيمة" وتجمع مععن الفيععء والعطععاء ثععروات هائلععة‬
‫وتحيا حياة بذخ وترف كان الموالي محرومين من أي نصيب في "الغنيمععة" حععتى ولععو شععاركوا فععي‬
‫الفتح جنودًا‪ ،‬لقد كانوا يعيشون على العمعل فعي المهعن والعبيوت والفلحعة والتعليعم‪ ).‬وهعي نفعس‬
‫الحالة إبان الطفرة النفطية واستفادة القبععائل العربيععة المتحالفععة مععع السععر الحاكمععة فععي الخليععج‬
‫وكذلك بعض العوائل الكبيرة من الريع النفطي‪ -‬مع استثناءات لبعض العوائل الهولية والعجمية التي‬
‫تعاونت مع هذه السر ومع الستعمار البريطاني في القرنين الماضيين(!!‬

‫‪ -‬ويبدو أن الموالي أدركوا منذ وقت مبكر أن المجال الوحيد الععذي كععان بامكععانهم أن يكسععبوا منععه‬
‫مرتبة اجتماعية محترمة وبالتالي نوعا خاصا من "السلطة" هو ميدان " العلم " وهكععذا انكععب كععثير‬
‫منهم على الفقه في الدين وجمع أخبار النبي وأحاديثه‪ ،‬ولم يمر وقت حتى أصبح هؤلء مبرزين فععي‬
‫العلم خصوصا بعد انقضاء جيل الصحابة‪ ،‬يذكر ياقوت الحموي في معجمه " انه لمععا مععات العبادلععة‪:‬‬
‫عبدالله بن عباس وعبدالله بن الزبير وعبدالله بن عمرو بن العاص صععار الفقععه فععي جميععع البلععدان‬
‫إلى الموالي" واخذ يستعرض فقهعاء مكعة واليمعن واليمامعة والبصعرة والكوفعة والشعام وخراسعان‬
‫فوجدهم جميعا من الموالي‪ ،‬إل المدينة التي كانت ما يزال فقيهها عربيا وهععو سعععيد بععن المسععيب‪.‬‬
‫وما حدث في ميدان الفقه حدث في ميدان اللغة والخبار والمغازي والتاريخ حيث كان الموالي هم‬
‫مبدعي هذه التخصصات‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫‪9‬‬
‫‪25‬‬
‫‪ -‬إن هذا التطور النوعي في صفوف الموالي رافقه تطععور كمععي هععائل ممععا جعلهععم يصععبحون قععوة‬
‫‪0‬‬
‫اجتماعية تضايق الرستقراطية القبلية وتهددها‪ ،‬لذلك فكر بعض الزعمعاء الععرب كمعاويعة بعن أبعي‬
‫سفيان بقتل بعضهم حيث قال " إني رأيت هذه الحمراء )الموالي( قد كثرت واراها قد طعنت علععى‬
‫السلف‪ ،‬وكأني انظر إلى وثبة منهم على العرب والسلطان فقد رأيت أن اقتل شععطرا وادع شععطرا‬
‫لقامة السواق وعمارة الطريق")ابن عبد ربه‪ ،‬نفس المرجع(‪.‬‬

‫‪ -‬لقد شارك الموالي في جميع الثععورات وحركععات المعارضععة فععي عهععد المععويين كحركععة الخععوارج‬
‫وثورة ابن الشعث‪ ،‬لذلك مارس المويين سياسة "ليبراليععة" اتجععاههم خاصععة لمععن كععان يعارضععهم‬
‫فقط بالقول دون حمل السلح‪.‬‬

‫‪ -‬أمام ازدياد دور الموالي في الحياة العامة واصلوا اختراق "القبيلة" إمعا بالتحععالف والمعوالة طلبععا‬
‫للمكانة الجتماعية وإما بواسطة دورهم كع"خبراء" في التجارة والصيرفة والعمال الحرة‪ ،‬كما بععرز‬
‫منهم نخبة في مجال الفكر والدين والسياسة‪ ،‬والتحععق كعثير منهعم ببلط الخليفعة وحاشعية المعراء‬
‫وسلك الموظفين‪ ،‬وحاولو التأثير في سياسة الدولة‪.‬‬

‫‪ -‬لقد أصبح بالتالي " انتلجنسيا" العصر آنذاك هم من الموالي الذين جعلوا من علم "الكلم" وسيلة‬
‫لممارسة السياسة بواسععطة "العقيععدة" ضععدا ً علععى " القبيلععة" وأيععديولوجيتها‪ ،‬فقععادوا بععذلك حركععة‬
‫تنويرية عكست بوضوح ذلك الصراع العذي خاضعته القععوى الجتماعيعة الصعاعدة المضعطهدة ولكععن‬
‫الطموحة والتي كانت تتألف أساسا من الموالي‪ ،‬حركة تنويرية استطاعت بالفعل أن تخععترق سععياج‬
‫القبيلة وتؤثر في جانب مععن أرسععتقراطيتها وتسععتقطب بعععض زعمععاء القبععائل مععن داخععل التحععالف‬
‫القبلي الموي ذاته‪ ،‬بل أنها استطاعت أكثر من ذلك أن تفسح المجال لقيام تنظيمات ثورية بعضععها‬
‫فشلت وبعضها حقق نجاحا منها ذلك الفصيل الذي قاد باسم "العقيدة" ثورة عارمة علعى "القبيلعة"‬
‫ونظام حكمها‪ :‬الثورة العباسية‪.‬‬

‫‪ -‬ومع كل ذلك ل بد من القول إذا كان هذا المجال السياسي مجععال مععورس فيععه نععوع مععن الضععغط‬
‫السياسي فانه لم يكن في يوم من اليام مجال يصنع فيه القرار‪ .‬لقد بقيت "القبيلععة" وهععي صععاحبة‬
‫"المر" والدولة طوال العصر كله‪ ،‬غير أن القبيلة في ذلك العصر كما فععي العصععور الخععرى ليسععت‬
‫سوى إطار تنظيمي و"طبيعي" ل يقوم بدوره كمحدد في الممارسة السياسية والعقل السياسي إل‬
‫بتحريك من " الغنيمة" وبحضور نوع من " العقيدة"!!) للمزيععد مععن التعمعق والتحليععل انظعر‪ :‬كتععاب‬
‫الجابري‪ ،‬العقل السياسي العربي‪ ،‬محدداته وتجلياته(‪.‬‬

‫ويتوضح من هذا التشخيص المفصل للسياسة الموية تجاه المسلمين من غير الصول العربيععة بععان‬
‫كثير من هذه الممارسات والسياسات قد مورست في دول الخليج العربية بحذافيرها!! تجاه الهولة‬
‫والعجم‪.‬‬

‫المفهوم الريعي للمواطنة‪:‬‬


‫والسععمة الثانيععة المرتبطععة عضععويا بععالحكم القبلععي الخليجععي هععي العقليععة المرتبطععة بالقتصععاد‬
‫الريعي)النفط( حيث تعيد الدولة الريعية توزيع الثروة الريعية علععى الغلبيععة مععن السععكان وتقتضععي‬
‫ذلك التفرقة من ناحية بين القلية والغلبية‪ ،‬ونجد أن الفئة المحدودة مععن المجتمععع تحصععل بشععكل‬
‫مباشر على الثروة )الريع النفطي( وتصبح بالتالي هي الدولة والحكومة والمستفيد المباشر من هذا‬
‫‪25‬‬
‫‪0‬‬
‫‪25‬‬
‫الريع وهي القوة القتصادية التي ما تلبث وان تتركز في يدها القععوة السياسععية‪ .‬وعليععه تصععبح هععذه‬
‫‪1‬‬
‫الدولة وظيفتها الساسية هي توزيع المزايا والمنافع على أفراد المجتمع‪ ،‬هذا الدور للدولععة الريعيععة‬
‫عكس نفسه على تشكيل علقات المجتمع بحيث تم ترتيب هذه العلقات على نحو يسمح للمصالح‬
‫الخاصة والفئات الجتماعية المختلفة بالحصول على اكبر قدر من إعععادة توزيععع الريععع‪ ،‬المععر الععذي‬
‫أدى إلى ظهور فكرة "المواطنة" المرتبطة بعناصر الثروة ومصادر الكسععب القتصععادي لبنععاء هععذه‬
‫الدول فقط‪ ،‬بدل من ارتباط فكرة المواطنة كما هي متعارف عليها في المجتمعات الغربيععة بفكععرة‬
‫النتماء للوطن والعمل والنتاج والكفاءة‪ ،‬لذلك تم تثبيت هذا المفهوم الريعي للمواطنة في قععوانين‬
‫الجنسية وبععرز ذلعك الحععرص الشععديد علععى عععدم التوسععع فععي التجنيععس وظهععر التمييععز بيععن فئات‬
‫المواطنين‪ ،‬بين المواطنين الصليين والمتجنسين‪ ،‬كل ذلك بهععدف أن ل يتععم توزيععع الععثروة الريعيععة‬
‫على كل القطاعات الجتماعية في المجتمععع وإنمعا علععى المععوالين للحكعم والععداعمين لعه فتكععونت‬
‫علقة مصلحية بين مالك الثروة وبين المستفيد من توزيع جزء من هععذه الععثروة عليهععا علععى شععكل‬
‫هبات أو مكرمات أو توزيع أراض شاسعة ومن ثم شرائها منهم بأسعار عالية أو ترسعية المناقصعات‬
‫التجارية المرتبطة بالولء أكثر من الجودة والكفععاءة‪ ،‬وهععذا "خلف الوظععائف الحديثععة للدولععة الععتي‬
‫يصب جهدها على الوظائف التي تؤديها لمواطنيها أو العمليات التي تنفذها لتحقيععق الوظععائف الععتي‬
‫تلتزم بها أمام مواطنيها‪ ،‬وفي كلتا الحالتين تنتفي الحاجة إلعى البحعث فععي أصعول الشععياء وأصععول‬
‫المواطنين والناس وينصب الجهد على وصف المشكلت القائمة ووضع التشععخيص لعلجهععا‪ ،‬وهكععذا‬
‫تستطيع الدولة الحديثة أن تتحعرر وتحعرر شعععبها معن عقعد الماضعي وأمراضعه وان تكععرس جهعدها‬
‫لمشكلت الواقع المعاش")المصدر‪ :‬صراع الدولة والقبيلة في الخليج العربي‪ ،‬الدكتور محمععد جععواد‬
‫رضا‪1992 ،‬م(‪.‬‬

‫لقد تزامن مع القتصاد الريعي نمو القطاعات النتاجية‪ ،‬وكان هذا التقسيم القتصادي قد توافق مع‬
‫تقسيم اجتماعي بين المواطنين والوافدين‪ ،‬وعامة غلب علععى الوافععدين علععى القطاعععات النتاجيععة‬
‫حيث تركز القتصاد الريعي في أيدي المواطنين‪ ،‬وبرز التمييز والفصل بين المواطن والوافد‪ ،‬ليععس‬
‫في الحقوق السياسية وحقععوق المواطنععة فحسععب‪ ،‬بععل فععي شععبكة العلقععات الجتماعيععة والنظععرة‬
‫الدونية للمهن اليدوية والنتاجية بشكل عام‪ ،‬المر الذي أدى إلى عدم السععتعداد المجتمعععي لقبععول‬
‫وانصهار الوافد فيه مهما كانت إقامته في هذه الدولة‪.‬‬

‫ومن المؤشرات التي تفضح هذا التوجه أن التعليم الفني والمهني‪ ،‬وهو تعليم سادت النظرة إليععه‬
‫في هذه الدول بوصفه تعليما مغلقا للفئات الفقيرة والكادحة‪ .‬ولقد سادت أيضا وجهة نظر محافظة‬
‫تقول أن مشكلة هذا النوع من التعليم تعود إلى التكلفة العالية‪ ،‬ولذلك فان معظم إن لم نقععل كععل‬
‫الدول الريعية توسعت في التعليم النظري لنه اقل تكلفة من هذا النوع من التعليم‪ ،‬والمفارقة هنععا‬
‫أن البلدان النفطية الغنية وذات الثروات الهائلة كانت قععادرة منععذ البععدء علععى أن تقيععم تعليمععا فنيععا‬
‫بشكل أفضل‪ ،‬ولكن ذلك لم يحدث ولم يتم في تلك البلدان‪ ،‬وظل التعليععم الفنععي والمهنععي قاصععرا‬
‫على الفئات التي وفدت إلى الحضععر مععن الباديععة‪ ،‬والفئات غيععر الصععيلة )غيععر القبليععة(‪ ،‬أي الفئات‬
‫الفقيرة والمحرومة‪ ،‬وظل التعليم النظري مدخل للتعليععم العععالي وقاصععرا علععى أبنععاء الميسععورين‪،‬‬
‫ونستثني هنا البحرين جزئيا باعتبارها ليست دولة نفطية بالكامل وليست ذات بنية بدوية وقبلية كما‬
‫هي سائدة في باقي دول الخليج‪ ،‬رغم أنها أبان الطفرة النفطية حاولت إبععراز تععراث وقيععم وتقاليععد‬
‫القبيلة بشكل فاضح!!‬

‫الوضاع السياسية والمنية الدافعة للتجنيس‪:‬‬


‫‪25‬‬
‫‪1‬‬
‫‪25‬‬
‫في ظل التشخيص أعله‪ ،‬يتوضح أن الدولة في البحرين لم تعتمد بالتالي على أبنععاء الشعععب مععن‬
‫‪2‬‬
‫الطائفتين ومن الجناس والصول لحماية أمنها ول حتى لنتاج ثروتها الوطنية‪ ،‬وخاصة بعد النتفاضة‬
‫العمالية عام ‪1972‬م وحل المجلس الوطني عام ‪1975‬م وبدء الحكم في تمركز جميععع السععلطات‬
‫في يده واحتكاره الثروة النفطية بعد الطفرة السعرية الهائلة لهذا النفط بعد حرب أكتوبر ‪1973‬م‪،‬‬
‫حيث نعتقد بان هذه الثروة الكبيرة كانت لها الدور الكبر في حل السلطة التشريعية والرقابيعة فعي‬
‫البلد‪ ،‬ومنذ ذلك التاريخ بدأت الدولة تستعين بالعمالة الجنبية الوافدة من الهند وباكسععتان كمرحلععة‬
‫أولى منذ الستينات وتركيزا منذ ما بعد الستقلل الوطني في بدايععة السععبعينات‪ ،‬وكععان مععن ضععمن‬
‫أهداف استقدام العمالة الجنبية هو كسر شوكة المعارضة السياسية التي كانت ذات تأثير قوي في‬
‫صفوف العمال والموظفين‪ ،‬المر الذي أدى إلى السعتعانة بهععذه الطبقعة فععي رفععع مطعالب نقابيعة‬
‫وسياسية وعبر استخدام وسائل عديدة منها الضرابات العمالية‪ .‬ولمواجهة ذلك أقدمت الدولة فععي‬
‫إغراق سوق العمل بقوى عاملة أجنبية قادمة من مجتمعات فقيععرة يبحععث العامععل فيهععا عععن لقمععة‬
‫العيش دون الهتمام بشروط وظععروف العمععل وسعاعات العمعل والجعور المتدنيعة‪ .‬وبعالطبع هنعاك‬
‫عوامل أخرى أدت إلى زيادة استخدام العمالععة الجنبيععة منهععا القتصععادية وضععرورات التنميععة وبنععاء‬
‫البنية التحتية إبان الطفرة النفطية في السبعينات من القرن الماضي‪ ،‬غير أن هذه الدراسة ليسععت‬
‫مجالها حيث تركز على البعد السياسي من استقدام العمالة من الخارج وعلقتها بالتجنيس‪.‬‬

‫وعلى نفس المنوال من عدم الثقة بالمواطن بدأت الدولة على صعيد بناء الجيش والمععن تسععتعين‬
‫بالجانب)البلوش والباكستانيين( وبالعرب من الصععول القبليععة مععن الردن والسععودان واليمععن )تععم‬
‫استبعاد السودانيين لحقا بعد رفضهم المشاركة في القتال أثناء المناوشات والتوترات أبان الخلف‬
‫البحريني القطري على جزر حوار(‪ ،‬مع بقاء التحالف القبلي التاريخي والعتماد عليه في المناصععب‬
‫القيادية في هذين الجهازين‪ ،‬هذا التحالف الذي بدأ بدخول أسرة آل خليفة إلععى البحريععن مععع بعععض‬
‫القبائل العربية التي نزحت مع قبيلة آل خليفة من الكويت إلى الزبارة ومن ثم إلى البحرين‪.‬‬

‫واستمر الحال على هذا المنوال مع توظيف أبناء البلد فععي الوظععائف الععدنيا وكجنععود وحععراس إلععى‬
‫لحظة انتصار الثورة اليرانية السععلمية الشععيعية والععتي قلبععت مععوازين المنطقععة الخليجيععة وبععدأت‬
‫الصطفافات الطائفية تتعزز في المجتمع على كافة الصعد ومنهععا التمييععز فععي التوظيععف وبععالخص‬
‫في الوزارتين الداخلية والدفاع‪ ،‬والعتماد أكثر فأكثر على العرب من اليمن وسععوريا والردن وعلععى‬
‫أبناء القبائل العربية الحليفة تاريخيا‪ ،‬وأخيرا على أبناء الطائفة السنية من العرب في غالب الحيععان‬
‫مع استثناءات في توظيف الهولة السنة‪.‬‬

‫وتفاقم هذا التمييز في التوظيف بين أبناء الشعب الواحد مععن السععنة والشععيعة بشععكل صععارخ إبععان‬
‫التسعينيات من القرن الماضي حينما اندلعت انتفاضة شعبية كانت وقودها العظم بععل الكلععي أبنععاء‬
‫الطائفة الشيعية التي ذاقت التمييز ليس فقط في التوظيف بل أيضا في أعمار المدن والقرى ذات‬
‫الغلبية الشيعية وفي توزيع المناصب الدارية العليا‪.‬‬

‫في تلك الفترة من عمر البلد والممتدة من السبعينيات إلى التسعينيات من القرن الماضي كانت‬
‫ذات العقلية الريعية التمييزيعة سعائدة حيعث كعانت عمليعات التجنيعس صعارمة بحعق المعواطنين ذو‬
‫الصول الفارسية أو الجذور والمذهب الشيعي‪ ،‬وكان جل التجنيس يتركز على البعد المني وحمايععة‬
‫النظام السياسي‪ ،‬لذلك كانت الفواج من الرجال القادمين مععن اليمععن أو سععوريا أو الردن كرجععال‬
‫امن وقوات شغب أو في الدفاع هم الذين يستحوذون لمن يرغب على الجنسية البحرينية‪ ،‬ولم يكن‬
‫‪25‬‬
‫‪2‬‬
‫‪25‬‬
‫الهاجس السياسي مهيمنا كالهاجس المني رغم ترابط الهاجسين ترابطا عضويا‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫ومععرد ذلععك أن الحكععم فععي تلععك المرحلععة لععم يكععن راغبععا فععي الصععلح والتطععوير السياسععي‬
‫والديمقراطي بل كان مستمرا في نهجه القمعي والحكم الشمولي وتطبيق قانون وممارسات امععن‬
‫الدولة‪.‬‬

‫وكانت الظروف القليمية والدولية ما زالت تخدم سياسات النظام فالحروب مستمرة في المنطقة‬
‫والجمهورية السلمية في إيران ما زالت متعارضة في مصالحها الستراتيجية مع الوليات المتحععدة‬
‫المريكية حليفة وحامية النظمة الخليجية وما زالععت الحععرب البععاردة بتوازناتهععا ومتطلباتهععا تفععرض‬
‫شروطها على المنطقة‪.‬‬

‫التجنيس السياسي بعد مرحلة النفراج المني وتدشين مشروع الملك الصلحي‪:‬‬
‫جملة من المتغيرات والمستجدات الدولية والقليمية والمحلية ضغطت نحو القيععام بتحععول نععوعي‬
‫في سياسة الحكم في البلد بعد تقلد جللة الملك حمد بن عيسى آل خليفة سدة الحكم فععي بدايععة‬
‫السنة الولى من القرن الحادي والعشرين‪ ،‬فالحرب الباردة قد انتهت وسقط المعسكر الشععتراكي‬
‫الذي كان عامل استراتيجي في الستقطاب العدولي‪ ،‬وبعدأت مقعولت حقعوق النسعان والمشعاركة‬
‫الشعبية والديمقراطيععة تهيمععن علععى السياسععات والمواقععف ومعععايير المنظمععات الدوليععة بمععا فيهعا‬
‫القتصادية والتجارية العالمية‪ ،‬والتدخلت الدولية في الشؤون المحلية والمساس بالسيادة الوطنيععة‬
‫أصبحت مشرعنة بالقانون الدولي خاصة بعد سقوط النظام السلمي في أفغانسععتان وأحععداث ‪11‬‬
‫سبتمبر‪ ،‬والمخاطر القليمية خفت بعد هزيمة العراق وخروجه من الكويت والبدء في تنفيذ مخطط‬
‫إسقاط نظامه السياسععي‪ ،‬بجععانب التحععولت السياسععية والقتصععادية فععي إيععران‪ ،‬ونجععاح المقاومععة‬
‫اللبنانية في تحرير الجنوب اللبناني وتنفيذ مشروع السلم السرائيلي الفلسطيني‪.‬‬

‫وعلععى الصعععيد المحلععي بععات واضععحا عععدم نجععاح السياسععة المنيععة والقمعيععة فععي إدارة البلد وان‬
‫الضرورة السياسية والقتصادية والجتماعية بل المنية تفرض تغيير اللعبة السياسية والنتقععال إلععى‬
‫ملعب سياسي جديد قوامه النفراج المني بتبييض السجون وعودة المنفييععن والعفععو العععام وإلغععاء‬
‫قانون ومحكمة امن الدولة والبدء في ترقيعات إصلحية تشريعية ورقابية ومحاسبية وقضععائية علععى‬
‫أن يكون الملك والحكم هما سيد الموقف في كافة هذه الصلحات‪.‬‬

‫غير أن هذا الملعب السياسي الجديد قد خلق متغيرات ومحددات جديدة لبد مععن التنبععؤ باحتمععالت‬
‫مستقبلية وباستمرار أن تكون خيوط اللعبة السياسعية الجديعة فعي يععد الحكعم وععدم انفلتهعا لغيعر‬
‫صالحه‪ ،‬ومن هذه المحددات الجديدة الدوائر النتخابية وكيفيععة التحكععم والسععيطرة علععى الصععوات‬
‫النتخابية وبمععا يحقععق التععوازن الطععائفي أول ووجععود قععوي للقععوى المتحالفععة والمنحععازة والمؤيععدة‬
‫والمتعاطفة والمعتمدة على الحكم ومع الحكم‪ ،‬وهنا بععدأت تنفيععذ سياسععة التجنيععس بهععدف تحقيععق‬
‫التوازن المذكور وانتقل الهاجس السياسي للمرتبة الولى بعد أن كان الهاجس المني هو المهيمععن‬
‫رغم بقاء الترابط العضوي بين الهاجسين‪ ،‬فالمن يكمل السياسة في بقاء الوضع تحت السيطرة !‪.‬‬

‫وساعد الحكم في هذا المر متغيرات دولية منها مسألة حقوق النسان حيث أصبح حق النسان في‬
‫طلب الجنسية جزء من معايير دولية وأصبحت حقوق العمالععة المهععاجرة تطععرح بقععوة علععى العععالم‬
‫‪25‬‬
‫‪3‬‬
‫‪25‬‬
‫المتحضر‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫إن احععد أهععم التنبععؤات المسععتقبلية القابلععة للتحقيععق وذلععك بسععبب ارتباطهععا بالمعععايير الدوليععة‬
‫للمنظمات ليست فقععط الحقوقيععة والشععفافية العالميععة بععل القتصععادية والسععتثمارية الععتي تقيععس‬
‫استقرار مناطق الستثمار هو التوزيع العادل والشفاف والموضوعي للدوائر النتخابية ليعكس ذلععك‬
‫نفسه على التمثيل العادل والحقيقي للمواطنين في البرلمانات والمجالس البلدية والدارة المحلية‪،‬‬
‫وان الضغوطات العالمية في هذا الشأن آتية ل محالة‪ ،‬وكععذلك فععان اسععتمرار مصععداقية السععلطات‬
‫التشريعية فععي الععدول الناميعة الداخلعة فععي عمليععات الصععلح السياسعي والععديمقراطي وان كعانت‬
‫سلطات تشععريعية ترقيعيععة وشععكلية وذات صععلحيات محععدودة غيععر أنهععا ضععمن المقععاييس الدوليععة‬
‫للمنظمات ذات العلقة فان تركيزها واهتماماتها وضغوطاتها توجه صوب التمثيل العادل للمواطنين‪،‬‬
‫وان أهم أدوات التمثيل العادل هي الدوائر النتخابية‪.‬‬

‫لذلك فان استمرار الوضع غير الطبيعي والشععاذ للععدوائر الحاليععة سععوف يععواجه تععدريجيا ضععغوطات‬
‫داخلية من المعارضة وخارجية من تلك المنظمات بل وحتى الدول الحليفة الغربية‪.‬‬
‫إن الستعداد للسوأ هو طريق وأسلوب مستخدم في إدارة الزمات القادمة والراهنة‪ ،‬ولذلك فان‬
‫سياسة التجنيس السياسي الراهن تصب في الستعداد لتحقيق الحتمال المذكور والبدء في إعععادة‬
‫توزيع الدوائر النتخابية ليكون التمثيل متكافئا من حيث كثافة السكان في كل دائرة‪.‬‬
‫غير أن هذه الستراتيجية قصيرة النظر إذ ل تراعي جملة مععن التععأثيرات القتصععادية والجتماعيععة‬
‫والسياسية المستقبلية والتي طرحناها في بداية هذه الدراسة‪.‬‬

‫كما إنها ل تراعي احتمالية تشكيل طائفة ثالثة في المجتمععع مععن المتجنسععين الجععدد‪ ،‬تلععك الطائفععة‬
‫التي تميز نفسها أيضا ليس فقط من جانب المذهب مععع الطائفععة الشععيعية وانسععجامها مععذهبيا مععع‬
‫الطائفة السنية‪ ،‬وهو الدافع الراهن في سكوت بل وموافقة بعض السنة لهذه السياسة التجنيسععية‪،‬‬
‫بل ستميز نفسها قيميا وثقافة وتقاليد وطريقة حياة وممارسات وانتماءات للصول بععل وارتباطععات‬
‫مع الخارج الصل سياسيا واقتصاديا وثقافيا وقيميا ومصععلحيا‪ ،‬وهععو تمييععز يعطععي للطائفععة الجديععدة‬
‫خصوصيتها عن الطائفتين الساسيتين في البلد‪ ،‬بل قد يؤدي ذلك إلى فزعععات واصععطفافات لبنععاء‬
‫هذه الطائفة الجديدة من كععل الجنسععيات وتوحععدها لمواجهععة الرفععض والصععد اللشعععوري الجمعععي‬
‫للمجتمع البحريني لها‪ ،‬المر الذي يؤدي إلى تحصين نفسععها بععالتمركز فععي مععدن ومنععاطق محععددة‪،‬‬
‫وهذا ما يقوم به الحكم حاليا في تمركز جغرافي للمتجنسين في المحافظة الجنوبية لملئها وتكثيفها‬
‫سكانيا ليكون أي توزيعع جديععد للععدوائر النتخابيععة يخععدم الهعدف الععذي كشعفناه أعله‪ ،‬كمعا سعتقوم‬
‫بتحصين نفسها عبر تمييز نفسها في الحتفالت والمناسبات وحععتى فععي التقاليععد والممارسععات بععل‬
‫ومن الممكن في الشعائر الدينية‪ ،‬بل ستميز نفسها فععي نوعيععة الوظعائف والمهععن والتجععارة‪ ،‬وهععي‬
‫سمة أية طائفة أو أقليات تبدأ في تشععكيل نسععيجها القيمععي والمصععلحي أسععوة بالجاليععات الصععينية‬
‫والهندية والمكسيكية في أوروبا وأمريكا والتي أصبحت رغم شرعية مواطنيتها لديها أحيائها ومععدنها‬
‫وتجارتها واحتفالتها وثقافتها الفرعية‪.‬‬

‫ومؤشرات تكوين الطائفة الجديدة بادية للعيان من وجععود تجمعععات خاصععة بالمتجنسععين وشععيوخهم‬
‫المسئولين في التوسط لحل المشكلت والخلفات ومقاهيهم وأعمالهم ومناطقهم شبه المغلقة‪.‬‬
‫غير أن الفرق بين هنا )البحرين( وهناك )أمريكا وأوروبا وشرق آسععيا( هععو فععي الهععداف الوطنيععة‬
‫للتجنيععس ووجععود اسععتراتيجية وقععوانين واضععحة تهععدف إلععى اسععتقطاب الكفععاءات المهععاجرة‬
‫والستثمارات والموال والعقول المبدعة وتعزز المواطنية وليست الطائفية وتفععرض القععانون علععى‬
‫‪25‬‬
‫‪4‬‬
‫‪25‬‬
‫الجميع وتحقق الحقوق للجميع بعدالة نسبية‪ .‬وهذا ما يععؤدي إلععى اسععتفادة المجتمععع والقتصععاد بععل‬
‫‪5‬‬ ‫والثقافة الكلية الوطنية من الثقافات الفرعية لهذه الجاليات‪.‬‬
‫إن تنوع وتعددية الثقافات في المجتمع الواحد ظاهرة ايجابية وحضارية وإنسانية بشرط أن يكععون‬
‫هذا المجتمع قد حسم أمععر الحقععوق والحريعات وتأسععيس دولععة القعانون والمؤسسععات والمشععاركة‬
‫السياسية وتنفيذ حقيقي لمبدأ المواطنة وتداول الحكم ووجود سلطات تشععريعية ورقابيععة وقضععائية‬
‫قوية ونزيهة ومستقلة بحيث يتمكن المجتمععع معن امتصععاص الزمععات والحتقانععات عععبر مؤسسعات‬
‫ديمقراطية وقضائية بدل من تحصين كل طائفة وجالية وأقلية نفسها واعتمععاد أبنائهععا علععى التعاضععد‬
‫والتعصب الداخلي لهذه الطائفة أو تلك‪.‬‬

‫وبدون هذه المقومعات الساسعية وغيعر المتعوافرة فعي البلد لغايعة تعاريخه فعان اسعتمرار سياسعة‬
‫التجنيس الراهنة سوف تخلق طوائف من الثنيات والقليات المغلقة والمتصادمة مع ما هو مسععتقر‬
‫اجتماعيا من القدم‪ ،‬بل وقد تحاول أن تفرض أجنععدتها الخاصععة السياسععية‪ ،‬فععي ظععل مجتمععع هععش‬
‫ريعي القتصاد وقبلي الدارة وتجميعد للعديعد معن المقومعات الديمقراطيعة والحقوقيععة والمواطنيعة‬
‫والسياسية والقضائية والمدنية‪.‬‬

‫‪29-08-2006‬‬

‫‪25‬‬
‫‪5‬‬
‫‪25‬‬
‫التجنيس السياسي‪ :‬انتهاكات بالجملة لحقوق المواطنين والجانب‬
‫‪6‬‬
‫الكاتب ‪ :‬مركز حقوق النسان‬

‫‪ -‬موارد القلق ‪ ..‬تصنيفات المتجنسين‪ ..‬وتوصيات عامة ‪-‬‬

‫يتابع مركز البحرين لحقوق النسان بقلق تطورات قضية التجنيس السياسي‪ .‬فقد كشععف أعضععاء‬
‫بمجلس النواب بأن السلطات ربما قععامت بمنععح الجنسععية بشععكل اسععتثنائي لحععوالي ‪ 10‬آلف مععن‬
‫المقيمين السيويين والعرب‪ .‬ويضاف هذا العدد لحوالي ‪ 30‬ألف ربمعا تعم منحهعم الجنسعية بشعكل‬
‫استثنائي خلل العععوام الخيععرة]‪ [1‬ويعتقععد بشععكل واسععع بععان هنععاك دوافععع سياسععية وراء حملت‬
‫التجنيس الستثنائي وخصوصا لنه يتم بشكل غير علني ويقوم علععى أسععاس عرقععي وطععائفي‪ ،‬وان‬
‫للتوقيت علقة بالعملية النتخابية التي ستجري في البلد بعد شهور قليلة‪.‬‬

‫وتندرج موارد قلق المركز في المور التالية‪:‬‬

‫التمييز وعدم المساواة‪ :‬يتم التجنيععس بشععكل انتقععائي علععى أسععاس الصععل القبلععي أو الطععائفي‪،‬‬
‫وليس بناء علععى حععق متسععاو للجععانب فععي الحصععول علععى الجنسععية‪ [2].‬فالمععادة )‪ (6‬مععن قععانون‬
‫الجنسية البحريني لعام ‪ 1963‬تسمح بمنح الجنسية بشروط منها القامة لمععدة ‪ 15‬عععام للعربععي و‬
‫‪ 25‬عام لغير العربي‪ .‬ولكن الخلل الساسي يكمن في طريقة تطبيق القععانون‪ :‬فالقععانون ل يععوجب‬
‫على السلطات منح الجنسية لمن تنطبق عليهم الشروط بشكل تلقائي‪ ،‬مما يفتععح المجععال للتمييععز‬
‫والتحيز في منح الجنسية بناء على شروط غير مكتوبة‪ ،‬ووفقا لتوجهات ومزاج السلطة‪ ،‬وفي غياب‬
‫الشفافية والمحاسبة‪.‬‬

‫إساءة استخدام السلطة الممنوحة استثنائيا‪ :‬إن نسبة كبيرة مععن الععذين تععم منحهععم الجنسععية لععم‬
‫يستكملوا المتطلبات القانونية العتيادية‪ ،‬وخصوصا مدة القامععة‪ ،‬لععذلك يتععم منحهععم الجنسععية عععبر‬
‫استخدام سلطة استثنائية يمنحها القانون للملك‪.‬‬

‫التلعب بالقوانين والجراءات‪ :‬في حين تم تعطيل بعض الطلبات المسععتوفية للشععروط لسععنوات‬
‫طويلة بذريعة عععدم تمكععن صععاحب الطلعب معن إثبعات إلغعاء جنسعيته الصععلية‪ ،‬يتعم فعي التجنيعس‬
‫السياسي تجاوز ذلك الجراء أو اللتفاف عليه‪ .‬كذلك يتم تجاوز قوانين البلدان الصععلية للمتجنسععين‬
‫والتي ل تسمح بازدواجية الجنسية مثل الهند والسعودية‪ .‬فيما تتجاهل حكومات بعععض تلععك البلععدان‬
‫حصول مواطنيها على الجنسية البحرينية‪ ،‬فيواجه المتجنسون السوريون مثل غرامات من سععلطات‬
‫بلدهم لعدم أداءهم لخدمة العسكرية‪.‬‬

‫تزوير المعلومات‪ :‬مععن اجععل إصععدار الجنسععية ووثععائق الهويععة للمتجنسععين الععذين ل يقيمععون فععي‬
‫البحرين أصل‪ ،‬كالسعوديين مثل‪ ،‬أو لتسجيل هؤلء المتجنسين في مناطق معينععة لغععراض انتخابيععة‪،‬‬
‫يقوم موظفو السلطة بإدخال عناوين غير حقيقية‪ ،‬بتثبيت عناوين في مناطق غير مأهولة مثل جععزر‬
‫حوار‪ ،‬أو باستخدام عناوين مساكن مأهولة من قبل أناس آخرين‪.‬‬

‫الحرمان من الجنسية‪ :‬في الوقت الذي يتم منح الجنسية بشكل اسععتثنائي لمععن ل تنطبععق عليهععم‬
‫‪25‬‬
‫‪6‬‬
‫‪25‬‬
‫شروط القامة‪ ،‬والذين يتمتعون بجنسيات بلععدانهم الصععلية‪ ،‬يتععم حرمععان المئات ممععن يسععتحقونها‬
‫‪7‬‬
‫بسبب أصلهم العرقي أو انتمائهم الطائفي رغم انهم ل يتمتعون بجنسية أخععرى]‪ .[3‬ول تععزال هنععاك‬
‫المئات من العائلت تعاني من الثار النفسية والقتصادية والجتماعية المترتبععة علععى الحرمععان مععن‬
‫الجنسية‪ ،‬رغم توفر جميع الشروط المطلوبة‪ ،‬واغلب هؤلء من أصول فارسية من المذهبين السني‬
‫والشيعي‪ .‬في حين تتضمن المادة ‪ 15‬معن العلن الععالمي لحقعوق النسعان بعأن "لكعل فعرد حعق‬
‫التمتع بجنسية ما"‪ .‬من ناحية اخعرى يتعم حرمعان الطفعال معن أم البحرينيععة مععن الجنسعية بسعبب‬
‫اختلف جنسية الب‪ ،‬ذلك بالرغم من أن البحرين عضععو فععي "اتفاقيععة القضععاء علععى جميععع أشععكال‬
‫التمييز ضد المرأة‪ ،‬والتي تنص في المادة ‪ 9‬على أن "تمنععح الععدول الطععراف المععرأة حقععا مسععاويا‬
‫لحق الرجل فيما يتعلق بجنسية أطفالهما"‪ .‬وتبرز قضية عائلععة السععتراوي كنمععوذج صععارخ لحرمععان‬
‫مواطنين بحرينين من الجنسية وتفرقهم كلجئين في بلد مختلفة]‪.[4‬‬

‫انتهاك الحقوق القتصادية والجتماعية للمواطنين والجانب‪ :‬تعععاني البلد مععن البطالععة المتفاقمععة‬
‫وتدني الجور وأزمة السكن‪ ،‬ويعاني من ذلك نسبة كبيرة من المواطنين والجانب على حععد سععواء]‬
‫‪ .[5‬وبدل من أن تقوم الحكومة بإصلحات اقتصادية تتضمن تنظيم جلب العمالععة الجنبيععة وتحسععين‬
‫أوضاع الجور وظروف العمل للمواطنين والجانب بشكل عام‪ ،‬تلجأ السلطة ولغراض سياسية إلى‬
‫توطين الجانب بأعداد كبيرة ممعا يزيعد معن تععردي الوضعاع المعيشعية والسععكنية وزيعادة المشعكل‬
‫الجتماعيععة‪ .‬ان تجنيععس العمععال الجععانب ل يعنععي بالضععرورة ضععمان حقععوقهم وتحسععين أوضععاعهم‬
‫المعيشية‪ ،‬بل انه يفقدهم بعض الميزات مثل بدل السكن وبععدل الغربععة وغيععره‪ .‬وكععانت السععلطات‬
‫البحرينية تمتنع عن النضمام إلى "التفاقية الدولية لحماية حقوق جميع العمععال المهععاجرين وأفععراد‬
‫أسرهم" بذريعة خطر توطين الجانب على التركيبة السكانية في البحرين‪ ،‬ولكننععا نجععدها الن تلجععأ‬
‫إلى منح الجنسية لعداد كبيرة من هؤلء بشكل اسععتثنائي وعلععى أسععاس طععائفي وذلععك بنععاء علععى‬
‫أغراض ومصالح سياسية‪.‬‬

‫انتهاك الحقوق السياسععية‪ :‬التلعععب بالنتخابععات لتثععبيت الهيمنععة والسععتبداد‪ :‬إن تععوقيت عمليععات‬
‫التجنيس وحجمها وطريقة اختيار المستفيدين منها تؤثر بشكل مباشععر فععي العمليععة النتخابيععة‪ ،‬بمععا‬
‫يضر بحقوق أفراد الشعب ويثير الخلف العرقععي والطععائفي وذلععك لمصععلحة هيمنععة السععلطة علععى‬
‫مؤسسات الدولة‪ .‬وقد اقععترنت عمليععة التجنيعس الواسعععة العتي تنفعذها السععلطات بتغييعر القعانون‬
‫المتعلق بالحقوق السياسية‪ ،‬بحيث تم منح المتجنس حق الترشيح والنتخاب بشكل فوري بععدل مععن‬
‫النتظار عشر سنوات‪.‬‬

‫استخدامم الجانب كمرتزقة ومنحهم المتيازات]‪ :[6‬توظف الحكومة فئات معينة من الجانب من‬
‫ذوي انتماء عرقي وطائفي معين في الجهزة المنيععة والعسععكرية وتفضععلهم علععى المععواطنين فععي‬
‫المتيازات الوظيفية والخدمات وتستخدمهم في الجهزة القمعية‪ ،‬مثل قعوة المعن الخاصعة‪ ،‬وتعوفر‬
‫لهم السكن في مجمعات مغلقة‪ ،‬وتمنحهم الجنسية بشكل استثنائي وبأعداد كبيرة‪.‬‬

‫إثارة التوتر العرقي والطائفي وكره الجانب‪ :‬بسبب التمييز العرقي والطائفي في منح الجنسععية‪،‬‬
‫والضرار السياسية والقتصادية المترتبة على سياسة السلطة في السياسي‪ ،‬والستغلل السياسي‬
‫والمني‪ ،‬فان الرضية مهيأة جدا للتوتر العرقي والطعائفي علعى المسععتوى السياسعي والجتمعاعي‪،‬‬
‫ومما يؤدى للتشدد وكره الجانب واستهداف حتى أولئك الذين حصلوا على الجنسية بشععكل عععادي‪،‬‬
‫أو الجانب بشكل عام‪.‬‬
‫‪25‬‬
‫‪7‬‬
‫‪25‬‬
‫‪8‬‬
‫غياب الشفافية‪ :‬رغم ان السلطة تنكر وجود تجنيس انتقائي لهداف سياسععية‪ ،‬إل إنهععا تمتنععع عععن‬
‫الكشف عن أعداد الذين يتم تجنيسهم‪ ،‬والكشف عن هوياتهم والبلدان التي قدموا منهما‪.‬‬

‫غياب الرقابة والمحاسبة‪ :‬منعت الحكومة مجلس النواب من التحقيق في قضععية التجنيععس وذلععك‬
‫عبر قانون كانت قد شرعته يمنع المجلس من التحقيععق فععي تصععرفات السععلطة السععابقة لتشععكيل‬
‫المجلعس‪ .‬ويعتردد النعواب والجمعيعات السياسعية ومؤسسعات المجتمعع المعدني فعي تنعاول قضعية‬
‫التجنيس السياسي بشكل صريح وجاد باعتبععار إنهعا قعد تمعس تصعرفات ملعك البلد‪ ،‬ممعا يعرضععهم‬
‫لغضب السلطة وربما الملحقة القانونية المشددة‪.‬‬

‫تصنيفات المتجنسين‪:‬‬
‫لتقييععم قضععية التجنيععس بشععكل صععحيح‪ ،‬ولطععرح التوصععيات والحلععول المناسععبة‪ ،‬يمكععن تصععنيف‬
‫المجنسين إلى ‪ 6‬فئات رئيسية‪:‬‬

‫الفئة الولى‪ :‬المستحقون للجنسية وفقا للمواثيق الدولية والحق النساني‪:‬‬

‫وهم المقيمون الذين ل يحملون جنسية بلد آخر‪ ،‬وتنطبق عليهم الشروط العتيادية للجنسية مثععل‬
‫مدة القامة‪ ،‬أو انهم وولدوا في البحرين من أب ل يحمل الجنسية‪ .‬وهؤلء هععم الععذين يععدافع عنهععم‬
‫القانون الدولي لحقوق النسان‪ .‬حيث ينععص العلن العععالمي لحقععوق النسععان وكععذلك المعاهععدات‬
‫الدولية المرتبطة به على إن لكل إنسان الحق في جنسية بلد ما‪ .‬وباعتبار ان منععح هععؤلء الجنسععية‬
‫يتماشى مع القانون البحريني‪ ،‬فهول ء حقهم في الجنسية ثابت من الناحيععة القانونيععة والنسععانية‪. .‬‬
‫ويجب تعديل القانون البحريني بما يتناس مع اللتزامات الدولية فيما يتعلق بمنح الجنسية لبناء الم‬
‫البحرينية‪.‬‬

‫الفئة الثانية‪ :‬المستحقون للجنسية‪ ،‬بتوافر شروط القانون المحلي‪:‬‬

‫وهم الذين يتمتعون بجنسية بلد آخر وجاءوا إلى البلد بشكل عادي للعمل‪ ،‬وتتوفر فيهععم الشععروط‬
‫الساسية العتيادية مثل مدة القامة‪ .‬وهؤلء يحق لهم وفقا لقانون البلععد التقععدم لطلععب الجنسععية‪.‬‬
‫ورغم أن هععؤلء ليسععوا محروميععن مععن جنسععية بلععدانهم الصععلية‪ ،‬إل أن حقععوقهم المكتسععبة نتيجععة‬
‫إقامتهم لمدة طويلة في بلد جديد‪ ،‬تؤهلهم للحصول على الوضعية القانونية والمتيازات التي يتمتععع‬
‫بها سكان البلد أنفسهم‪.‬‬

‫ويحق لهؤلء الحصول على الجنسية بشكل تلقائي‪ ،‬مادامت الشروط القانونية متوافرة‪ .‬ويلزم أن‬
‫يكون المتناع عن منح هؤلء الجنسية مسببا وبناء على معايير واضحة غيععر قائمععة علععى التمييععز ول‬
‫تقوم على تقديرات معوظفي السعلطة‪ .‬وفعي حالعة وجعود سياسعة عامعة فعي تقييعد منعح الجنسعية‬
‫لسباب المصلحة العامة فيجب أن يكون ذلك بقانون وضمن معايير وإجراءات واضحة ليست قائمة‬
‫على التمييز ومع ضمان الشفافية‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫‪8‬‬
‫‪25‬‬
‫الفئة الثالثة‪ :‬المقيمون الذين ل تتعوفر فيهعم الشعروط العتياديعة‪ ،‬ويتعم منحهعم الجنسعية بشعكل‬
‫‪9‬‬ ‫استثنائي‪:‬‬

‫وهم الذين يتمتعون بجنسية بلد آخر وجاءوا إلى البلد بشكل عععادي للعمععل‪ ،‬ولكععن ل تتععوفر فيهععم‬
‫شروط الساسية العتيادية مثل مدة القامة‪ .‬مثل هؤلء كانوا يحصلون علععى الجنسععية فععي حععالت‬
‫فردية‪ ،‬وعبر العلقات )الواسطة( او الرشاوى‪ ،‬وتتدخل أيضا معايير قائمة علععى التمييععز العرقععي او‬
‫الطائفي‪ .‬وكانت هذه الحالت محدودة العدد في الماضي حتى تم انكشعااف قيعام السعلطات بمنععح‬
‫الجنسية بأعداد كبيرة تم تقديرها في أغسطس الجاري بعشرة آلف‪ ،‬وتقععول المصععادر ربمععا تكععون‬
‫هذه الدفعة الولى‪ .‬ول يتم المنح بشروط متسعاوية وانمعا بنعاء علععى قععوائم تحععددها السععلطة ربمعا‬
‫تكون قائمة على مواصفات غير معلنة مثل نوعية المذهب الععديني‪ .‬ولن هعؤلء تععم تجنيسععهم علععى‬
‫أساس التمييز العرقي والطائفي‪ ،‬وبناء على الستخدام الخاطئ للسلطة الستثنائية‪ ،‬وما بني علععى‬
‫باطل فهو باطل‪ ،‬فلبد من مراجعة حععق هععؤلء فععي الجنسععية وجميععع مععا يععترتب عليهععا‪ ،‬مععع حفععظ‬
‫الحقوق المدنية والنسانية لهؤلء باعتبارهم مقيمين في البلد‪.‬‬

‫الفئة الرابعة‪ :‬الذين تم جلبهم من الخارج ضععمن السياسععة المنيععة الطائفيععة‪ ،‬ولكععن تتععوفر فيهععم‬
‫الشروط القانونية‪:‬‬

‫يتمتع أفراد هذه الفئة أيضا بجنسية بلد آخر‪ .‬ورغم تمتع أفراد هذه الفئة بالشروط العتيادية مثععل‬
‫مدة القامة‪ ،‬ال ان انهععم قععد تععم جلبهععم الععى البلد ضععمن سياسععة التوظيععف فععي الجهععزة المنيععة‬
‫والعسكرية‪ ،‬بناء على مواصفات عرقية وطائفية معينة‪ .‬وربما يكون جلبهم وتوظيفهم – تعم مخالفعة‬
‫للدستور‪ -‬الذي يشترط توظيف المواطنين في الجهزة المنية والعسكرية‪ ،‬وقد تم اسععتخدام بعععض‬
‫هؤلء في تنفيذ انتهاكات لحقوق النسان مثل التعذيب والستخدام المفرط للقوة‪.‬‬

‫الفئة الخامسة‪ :‬الذين تم جلبهم مععن الخععارج ضععمن السياسععة المنيععة الطائفيععة‪ ،‬ول تتععوفر فيهععم‬
‫الشروط القانونية‪:‬‬

‫وهم كالفئة الرابعة من ناحية التمتع بجنسية بلد آخر والقدوم للبحرين ضمن سياسة التوظيف في‬
‫الجهزة المنية والعسكرية‪ ،‬ولكن ل تتوفر فيهم الشععروط الساسععية العتياديععة مثععل مععدة القامعة‪.‬‬
‫وهؤلء ل يستحقون حتما الجنسية البحرينية‪ ،‬بل يجب إعادة النظر في الحاجة الدائمة إليهم‪ ،‬ويلععزم‬
‫ان يكععون التوظيععف فععي الجهععزة المنيععة والعسععكرية فععي داخععل البلد وليععس خارجهععا‪ ،‬ومفتوحععا‬
‫للمواطنين وبعيدا عن التمييز العرقي والطائفي‪.‬‬

‫الفئة السادسة‪ :‬مواطنو دول مجاورة ل يقيمون في البحرين‪:‬‬

‫وهم مواطنون فععي دول مجععاورة ربمععا ينتمعون إلعى أصععول قبليععة مشعتركة لجهعات متنفععذة فعي‬
‫السلطة‪ ،‬ولكنهم لعم يقيمعوا قععط فعي البحريععن‪ ،‬ول تسعمح بلعدانهم بعازدواج الجنسععية‪ ،‬ول تتعامعل‬
‫بلدانهم بالمثل في منح الجنسية للبحرينيين‪ .‬وهؤلء يفتقدون لشرط القامة‪ ،‬ول ينتمععون إلععى البلد‬
‫فيما بتعلق بالحقوق او الواجبات المدنية والسياسية والقتصادية‪ ،‬ول تربطهم اية صععلت بععالمجتمع‪.‬‬
‫ول يوجد أي وجه قانوني او اجتماعي او إنساني لمنحهم الجنسية والحقوق المترتبة عليها‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫‪9‬‬
‫‪26‬‬
‫التوصيات‪:‬‬
‫‪0‬‬
‫يناشد مركز البحرين لحقوق النسان السلطات والجهات المعنية بحقوق النسان التععدخل والععدفع‬
‫باتجاه‪:‬‬

‫المكاشفة والشفافية‪ :‬بأن تعلن السلطة عن جميع المعلومات المتعلقة بالتجنيس‪ ،‬وخصوصا عععدد‬
‫المجنسين وهويتهم‬
‫ان يتم فتح المجال وبشكل علني للمناقشة والحوار وايجاد الحلول لهذه القضية‬
‫ان يتععم اجععراء اصععلح اداري فععي الجهععزة المتعلقععة بمنععح الجنسععية ومحاسععبة المسععؤولين عععن‬
‫التجاوزات‬
‫ان يتم تعديل قانون الجنسية بحيث يحدد بشكل واضح شروط التجنيس بشععكل اسععتثنائي‪ ،‬ويقيععد‬
‫تلك السلطة بحيث يمنع اساءة استخدام تلععك السععلطة‪ ،‬ويحقععق الشععفافية بععالعلن الرسععمي عععن‬
‫حالت منح الجنسية‪.‬‬
‫ان يتم وضع الحلول واعادة النظر ضمن الطار النساني لمن تم منحهم الجنسية خارج الشععروط‬
‫العتيادية‬
‫اتخاذ اجراءات لوقف أي تمييز في منععح الجنسعية‪ ،‬واي تفضععيل للمجنسععين الجععدد فععي التوظيععف‬
‫والسكن والمتيازات‬
‫اعطاء الولوية للمواطنين ‪ -‬ودون تمييز بينهععم‪ -‬للحصععول علععى الوظععائف والترقيععات فععي اجهععزة‬
‫الجيش والمن‬
‫اعطاء الولوية في منح الجنسية بشكل استثنائي للبدون المحرومين من الجنسععية وللنسععاء ممععن‬
‫لديهن ابناء بحرينيين ولبناء البحرينيات‬
‫تسريع اجراءات منح الجنسية للمستحقين‪ ،‬واصدار جوازات سفر للبحرينيين المحرومين من ذلععك‬
‫مثل أبناء وذرية الحاج صالح الستراوي الممنوعين حتى الن من العودة للبحرين‪.‬‬
‫‪--------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫]‪ [1‬راجع التقرير المرفق‪ :‬تلععب خطيعر بالعمليعة النتخابيعة القادمعة فعي البحريعن‪ -‬ا اغسعطس‬
‫‪2006‬‬
‫]‪ [2‬راجع التقرير المرفق‪ :‬التمييز في منح الجنسية في البحرين‪ :‬الدوافع‪ ..‬والثار الخطيععرة علععى‬
‫حقوق النسان والمن الجتماعي‪ -‬مارس ‪2004‬‬
‫]‪ [3‬تحتفظ لجنة المحرومين من الجنسية بملفات للمئات معن الفعراد المحروميعن معن الجنسعية‬
‫رغم استحقاقهم لها ووجودهم في البحرين منذ عشرات السنين‪.‬‬
‫]‪ [4‬يمكن مراجعة‪ :‬قضية عائلة الحاج صالح الستراوي كنموذج لخرق القععانون والتمييععز فععي منععح‬
‫الجنسية‪-‬ورقة مقدمة الى ندوة التجنيس السياسي‪-‬نادي العروبة – البحرين‪ 22 -‬يناير ‪2004‬‬
‫]‪ [5‬للمزيد من الحصائيات والتفاصععيل راجععع تقريععر‪ :‬الفقععر والحقععوق القتصععادية فععي البحريععن‪:‬‬
‫أزمات متفاقمة تهدد الستقرار السياسي والجتماعي‪ -‬سبتمبر ‪2004‬‬
‫]‪ [6‬عينت المم المتحدة مقررا خاصا يدرس مسألة استخدام المرتزقععة كوسععيلة لنتهععاك حقععوق‬
‫النسان‪ ،‬والذين قد تستخدمهم حكومات تتعرض لتهديد من جماعات معارضة وقد واجهت المنظمة‬
‫الدولية إشكاليات منها حين يتم منح المرتزق الجنسية بغرض عدم تمايزه مع المواطن ‪.‬‬

‫مركز البحرين لحقوق النسان‬


‫‪26‬‬
‫‪0‬‬
26
30-08-2006
1

26
1
‫‪26‬‬
‫قضية التجنيس والجرام الذي يرتكب بحق هذا الوطن‬
‫‪2‬‬
‫الكاتب ‪ :‬حديث الجمعة للسيد محمد هادي الغريفي‬

‫‪..................................................................‬‬

‫النقطة الثالثة ‪ :‬قضية التجنيس والجرام الذي يرتكب بحق هذا الوطن‬
‫المسألة الخيرة قضية التجنيس‪ ،‬بات واضح لكل العيان الهداف من عملية التجنيس الخيرة فععي‬
‫هذا البلد فتغيير التركيبة السكانية يأتي في قمععة الهععداف وفععي أول الهععداف الععتي تسعععى لععه مععا‬
‫الحكومة تغيير التركيبة السكانية‪ ،‬يومان من عملية توافد السيويين والعععرب الععذين اسععتقدموا إلععى‬
‫هذا البلد سبعة آلف مجنس في يومين والقانون قانون الجنسية يعطي للملك حععق التجنيععس لمععن‬
‫خدموا في هذا البلد أو قدموا خدمات جليلة لهذا البلد‪ ،‬بأي صورة خدموا في حلق وفي خبععاز وفععي‬
‫أي موقع من مواقع الخدمة يحق له أن يعطي هذه الجنسية‪.‬‬

‫وأتصور والله العالم أن الدولة قد انتهت من عملية توزيععع الععبيوت علعى المعواطنين حعتى فاضععت‬
‫البيوت ولم ترى لها أي شععخص فمععا اسععتطاعت أن تعالععج هععذا المععر إل مععن خلل عمليععة تجنيععس‬
‫وأتصور أن العمال في هذا البلد فائضة على المواطنين حتى أن الوزارات أصععبحت فععي كععثير مععن‬
‫مواقعها خالية تنتظر قدوم هؤلء المجنسين ليملئوها وأتصور والله العالم أن مستشععفيات البحريععن‬
‫خير دليل على أن كل السرة هي للمواطنين ولكل هذا الشعب حتى تقوم الدولة بعملية ملععء كععل‬
‫هذه المواقع لن الشعب قد استكفى وقد ارتععاح هععذا الشعععب مععن سععكن ومعن وظععائف ومععن كععل‬
‫وسائل الخدمات التي تقدمها لنا الدولة كل يوم‪.‬‬

‫أليس عيبا ً على دولة تعاني من بطالة أليس عيب على هذه الدولة التي ل زالت طلبات السععكان‬
‫لسنين طويلة على الرفف ولم تتحرك تأتي بعملية تجنيس لمن خدموا هذا الوطن وأي خدمة لهععذا‬
‫الوطن خدمة هذا الوطن أيها الخوة راقصة في يوم تأتي إلى هذا البلد وتمنح وتعطى الجواز خدمة‬
‫للوطن أصبح الرقص في هذا الوطن خدمعة تفضعلي هعذا قبعال خدمعة الرقعص جعواز وجنسعية لمعا‬
‫قدمته من خدمات جليلة لهذا الشعب‪.‬‬

‫أهكذا حكومة تقدر شعبها ؟ أهكذا حكومة تحترم شعبها وبعععد ذلععك ُنطععالب بععأن نكععون الععواثقين‬
‫والمطمئنين على كل مشاريع هذه الدولة اطمئنوا يا شعب لن كععل معا تقعوم بعه السععلطة هعو فععي‬
‫مصلحتكم‪ ،‬هذا إعلم أموي وهذا إعلم مععزور يقلععب الحقععائق شعععب مهضععوم ومضععطهد ومحاصععر‬
‫ومكبل وكل يوم يأتي بنا يزداد سوء ول نعلم إلى أين ستصل هذه الدولة بهذا الشعب هل إلى أمان‬
‫بين الحاكم والمحكوم أم ماذا؟‬

‫من حديث الجمعة | ‪2006-09-01‬م الموافق ‪ -07‬شعبان‪ 1427 -‬هع‬

‫‪26‬‬
‫‪2‬‬
‫‪26‬‬
‫التجنيس السياسي وثقافة الديمقراطية‬
‫‪3‬‬
‫الكاتب ‪ :‬عبد الرحمن النعيمي‬

‫أشرنا في المقال السابق حول التجنيس السياسي إلى التخوف من وصول عناصعر معارضعة إلعى‬
‫قبة البرلمان الضعيف الصلحيات‪ ..‬ورغبته في التحكم بمستقبل المجلس المنتخب قبل النتخابععات‪،‬‬
‫سواء عبر المجنسين او عبر أولئك الذين يملكون جنسية مزدوجة من الخوة العععزاء مععن المملكععة‬
‫العربية السعودية الذين نكن لهم كل التقعدير والحعترام‪ ،‬كمعا نكععن الحععترام والتقععدير لكعل اخوتنععا‬
‫العرب والجانب المجنسين والذين ل نعتبر معركتنا معهم وانما معركتنا مع الذي يتفنععن فععي اختلق‬
‫المعارك بين ابناء الشعععب الواحععد وبيععن المععواطنين والمجنسععين الجععدد‪ ،‬ول يريععد تقععديم البحريععن‬
‫كنموذج خليجي للتحول نحو المملكة الدستورية‪ ،‬وانمععا نمععوذج للتحايععل واللتفععاف علععى المطععالب‬
‫الشعبية‪ ،‬المتعلقة بالمشاركة الحقيقية في صنع القرار ومراقبة ومساءلة السلطة التنفيذية‪.‬‬

‫واذا كان التجنيس باعتراف الجميع مرتبط بالنتخابات ورغبة الحكم في التحكم بالبرلمان القععادم‪،‬‬
‫خصوصا ً وانه قد نقل عن احد اقطاب النظام بأنه متخوف من البرلمان القادم‪ ،‬فععان ذلععك يعنععي ان‬
‫التجنيس يهدف الى عرقلععة العمليععة الديمقراطيععة‪ ..‬وان الحكععم لععن يسععمح للمجنسععين بالتصععويت‬
‫حسب قناعتهم وعلقععاتهم‪ ،‬بععل لعن يسععمح لهعم بالنتسععاب الععى القععوى السياسععية المعارضععة‪ ،‬بععل‬
‫ل‪ ،‬ثعم توصعيل رغبعة الحكعم‬ ‫سيتحكم بأصواتهم من خلل اجبارهم على ممارسة عملية التصعويت او ً‬
‫في الشخاص الذين يجب التصويت لهم‪ ،‬ويكفي أن احد المرشحين الحكوميين في احدى المنععاطق‬
‫التي وصلت نسبة المجنسععين فيهععا الععى قرابععة ‪ %40‬قععال لحععدهم‪ ،‬لقععد ضععمنت الفععوز طالمععا ان‬
‫المعارضة لم تتفق على مرشح واحد‪ ،‬وان التنافس على اشده بين مرشحي الجمعيععات الربععع‪ ،‬بععل‬
‫ومرشحي ابرز الجمعيات في تلك المنطقة!!‬

‫ومن المفيد التأكيد بأن كافة القوى السياسية راغبععة فععي الصععلح الحقيقععي‪ ،‬ونشعععر بععان القععوى‬
‫المعادية للصلح السياسي والدستوري قد تمكنت من التغلب على قوى الصلح في الحكم‪ ،‬وانها ع‬
‫أي القوى المعادية للصلح ع تنشر ثقافة امن الدولة المعادية للمصالحة الوطنيعة والمعاديعة للمزيعد‬
‫من التقدم على طريق دولة المؤسسات والقانون‪ ،‬وان هذا القوى المعادية تصور المور علععى غيععر‬
‫حقيقتها حيث توزع الشاعات بأن المعارضة لديها اجندة انقلبية او اجندة شيعية ذات ارتباط بايران‬
‫او تريععد تخريععب التجربععة الديمقراطيععة‪ ..‬وبالتععالي اشععاعة ثقافععة عععدم الثقععة بيععن الحكععم والقععوى‬
‫السياسية وتعميق هذه الثقافة‪ ،‬بحيث يكتشف النظام وأقطابه بأن الهوة تكععبر بيعن الحكعم والقععوى‬
‫السياسية وان المعارضة للخطوات التي يقدم عليها الحكم تزداد‪ ..‬وان البلد تعود الى المربع الول‬
‫بعد أن سارت خطوات طويلة نحو المام‪.‬‬

‫واذا اردنا ان ندرس سياسة الحكم في مسألة النتخابات القادمة‪ ،‬فاننا نرى بععأنه يحسععد النظمععة‬
‫)الديمقراطية( العربية على قدرة الحزب الحاكم على التحكم بالمسارات النتخابية رغم وجود كتلة‬
‫كبيرة من المعارضة السلمية كما هو الحال في مصر او كتلة كبيرة مععن قععوى المعارضععة كمععا هععو‬
‫الحال في اليمن‪ ،‬ناهيك عن تجربة النتخابات في سوريا‪ ،‬حيث تتحكم الجبهة الوطنية التقدمية التي‬
‫يقودها حزب البعث بقرابة ‪ %60‬من مقاعد البرلمان‪..‬‬

‫واذا كان الحكم قد وضع أول صمام امان في الدستور الذي سنه بنفسه ولم يسمح لحد أن يبدي‬
‫‪26‬‬
‫‪3‬‬
‫‪26‬‬
‫رأيا ً فيه‪ .. ،‬واذا كان الحكم قد وضع في هذا الدستور كثيرا ً من صمامات المان مععن طععراز مجلععس‬
‫‪4‬‬
‫الشورى المعين ذي الصلحيات التشريعية‪ ،‬وبالتالي فان نصف المجلس الوطني بات مضععمونا ً مععن‬
‫قبل الحكم‪ ...‬فان النصف الخر يريععد التحكعم فيعه معن خلل التأكيععد علععى ضععرورة المناصعفة بيععن‬
‫الطائفتين‪ ..‬وضرورة وصول التيار السلمي الى المجلس النيابي كما عبر عن ذلععك فضععيلة الشععيخ‬
‫عادل المعاودة الذي قال بان المجلس القععادم هععو اسععلمي بالكامععل وان حععظ التيععار الععديمقراطي‬
‫صفر ‪ ...‬وبالتالي فان السلم السني مضمون من قبل النظام‪ ..‬ويبقى النصف الخععر حيععث يخشععى‬
‫ان تتمكن جمعية الوفاق من الحصول على نصف النصععف الخععر‪ ..‬وقععد يفععوز بعععض الععديمقراطيين‬
‫بمقاعد في هذه الدائرة او تلك‪...‬‬

‫هنا ينظر الحكم الى تجارب الشقاء العععرب سععواء فععي اليمععن او مصععر او سععوريا‪ ،‬حيععث الحاجععة‬
‫ماسة الى التحكم ببقية المقاعد طالما ان السلم السياسي السني قد قرر الزواج الكععاثوليكي مععع‬
‫الحكم‪ ..‬واعتبر معركته الساسية مع الطرف الخر من المعارضععة سععواء الديمقراطيععة او الشععيعية‬
‫المعارضة‪ ..‬وهنا يمكن استخدام ورقة التجنيس السياسي الععتي اشععرنا اليععه‪ ..‬حيععث يتحععول الخععوة‬
‫المجنسين الى أوراق للعب بها لترجيح كفة مععن يريععد مععن المرشععحين فععي هععذه الععدائرة او تلععك‪..‬‬
‫خصوصا وأن الكثير من المجنسين ل يعرفون الكثير عن المرشحين ولبد مععن ارشععادهم علععى مععن‬
‫يجب التصويت لهم سواء في صناديق القتراع في الجسر او باللكترون‪ ..‬او بوسععائل أخععرى برهععن‬
‫الحكم أنه بارع في ابتكارها ليضمن برلمانا ً مطواعا ً يدلي غالبية من يحق لهم التصععويت بأصععواتهم‪،‬‬
‫وبالتالي يفاخر بالنسبة العالية من المشععاركين فععي النتخابععات‪ ..‬ثععم ليقععول للمعارضععة إن الشعععب‬
‫ليس معكم‪ ،‬فقد أسقطت صناديق النتخابات رموزكم‪ ..‬وقال الشعب كلمته وأوصل مععن يريعد إلعى‬
‫قبة البرلمان!!! واللي فاته الفوت‪ ..‬ما ينفعه الصوت!! ومن الضععروري ان يهتععم المععواطن المتععابع‬
‫لملف التجنيس السياسي‪ ،‬والذي يدرك ابعاده الخطرة والضارة علععى كععل مرافععق الحيععاة فععي بلععد‬
‫صغير وقليل المععوارد كععالبحرين‪ ،‬ان يهتععم بموقععف القععوى السياسععية‪ ،‬مععن جمعيععات ورمععوز التيععار‬
‫الديمقراطي الي جمعيات ورموز التيار السلمي وخصوصا ً السلم السني بمختلف تلوينه حيث ان‬
‫بعض هؤلء الرموز او الجمعيات السلمية ل يبععدي الهتمععام المطلععوب بهععذا الملععف لنععه قععد ربععط‬
‫مصلحته بالنظام واعتبر نفسه جزءا ً من مكونات الحكم الذي سينعم عليه ببعض اصوات المجنسين‬
‫في هذه الدائرة او تلك!!‪.‬‬

‫هل ما يقوم به الحكم تطوير للديمقراطية‪ ..‬أم وضع المزيد مععن العصععي فععي عجلتهععا وهععل يععرى‬
‫الحكم بأن مصلحته تكمن في مد جسور الثقة مععع الشعععب‪ ،‬أم نسععف المزيععد مععن الجسععور‪ ..‬عععبر‬
‫التجنيس السياسي ‪ ..‬حيث بدأت عرائض الحتجاج الشعبي تنتشر فععي كافععة الحيععاء متجععاوزة كععل‬
‫الموانعع والسعدود العتي وضععها الحكعم‪ ..‬فجميعع المعواطنين يشععرون بعأنهم متضعررون معن هعذه‬
‫السياسة ‪ ..‬وانها ليست موجهة ضد طائفة معينة‪ ..‬بل ضد مصلحة المواطنين عامة‪.‬‬

‫وحيث عودنا النظام على تجاهل مطالب المواطنين‪ ..‬وقد يرفض استلم عرائض الحتجععاج‪ ..‬فععان‬
‫مؤسسات المجتمع المدني بما في ذلك النقابعات والتحعاد الععام لنقابعات عمعال البحريعن وجمعيعة‬
‫المحامين والطباء مطالبون بالمشاركة في عملية الحتجاج بتبيان المخععاطر الكععثيرة لهععذه العمليععة‬
‫غير السليمة‪.‬‬

‫بالنسبة لنا نرى أهمية بالغة في ايصال صوت القوى السياسية ومؤسسات المجتمععع المععدني الععى‬
‫الحكم وخصوصا الى جللة الملك‪ ،‬فالملك وحده هو صاحب القرار في التجنيس‪.‬‬
‫‪26‬‬
‫‪4‬‬
‫‪26‬‬
‫‪5‬‬ ‫صحيفة الوقت | العدد ‪ 2006-09-02 | 194‬الموافق ‪ 9‬شعبان ‪ 1427‬هع‬

‫‪26‬‬
‫‪5‬‬
‫‪26‬‬
‫التجنيس‪ ...‬منعا ً لمزيد ٍ من التكاذب‬
‫‪6‬‬ ‫)) مستقبل التعايش القلق ((‬

‫الكاتب ‪ :‬حسين مرهون‬

‫المُر كّله من السياسة‪ ،‬لماذا يخافون من التسييس؟‪ .‬المر كّله من النتخابات‪ ،‬لماذا يخافون مععن‬
‫المزايدات النتخابية؟‪ .‬لن نجد َ حل ً إلى الدائرة المقفلة هذه‪ .‬وقد دّلت الحوادث الحادثة طيلة الربععع‬
‫السنوات الماضية أن الطريق السهل لتدوير القضايا‪ ،‬عظمت أو صغرت‪ ،‬يبدأ مععن لحظععة ترجيسععها‬
‫ة الترجيس هذه لها تأثير السحر‪ ،‬وهي قادرة على أن تتمد ّد َ لتشحن اصطفافا ً من أ ّ‬
‫ي‬ ‫بالسياسة‪ .‬فآل ُ‬
‫نوع‪ ،‬وقومنا –سامحهم الله‪ -‬يفضععلونه‪ :‬طائفي ّعًا‪ .‬هكععذا يتععم تسععميم المطالبععات دومعًا‪ ،‬وهكععذا تفقععد‬
‫وجاهَتها‪.‬‬

‫ن مععا يععدور مععن‬ ‫ةأ ّ‬‫سععها‪ :‬عّبي عْء دعاي ع ً‬‫ة نف َ‬ ‫ل حوله مؤخرًا‪ ،‬تشتغ ُ‬
‫ل الل ع َ‬ ‫وفي التجنيس المتصاعد الجد َ‬
‫ة المر الواقع‪ .‬وبما أن الواقع‪ ،‬الععذي‬ ‫ب‪ ،‬في النهاية‪ ،‬حكم َ‬ ‫السياسة‪ ،‬واحرْز بذلك فرزا ً طائفيًا‪ ،‬واكس ْ‬
‫ة في مجتمعععات مثالي ّععة‪ /‬غيبيععة إلععى‬ ‫هو من أمر الدنيا ورجسها‪ ،‬غير قادر وحده على أن يكسب جول ً‬
‫داسة‪ .‬باسم القومّية مرة‪ ،‬وأخرى باسععم المميععة السععلمية‪.‬‬ ‫حد ّ بعيد؛ لذا يتم تلطيفه دوما ً برافعةِ ق َ‬
‫جّنسوا بإكراهات القانون في السابق )نعني من جنسوا بمراسيم خاصععة(‪ ،‬كععان‬ ‫وعلى هذا‪ ،‬فإن من ُ‬
‫ل إنهم عرب من ذوي الّلحمة‪ .‬وحيععن لعم يعععد المععر يتعل ّعقُ بععذوي اللحمعة‪ ،‬غععدا ُيقعال اليععوم إن‬ ‫ُيقا ُ‬
‫ف‬
‫ي العروبععة والسععلم‪ ،‬سيكتشع ُ‬ ‫السلم ألغى الفوارق الطبقّية‪ .‬وحين يتجاوز المُر مسععتقبل ً عنععوان ّ‬
‫منا فجأة ً أنهم إنسانّيون بالصدفة!‪ .‬والحال‪ ،‬تتعدد الرافعات‪ ،‬أما النتيجة فواحدة‪.‬‬ ‫قو ُ‬

‫في المقابل‪ ،‬تغرق ردود ُ الفعال المناوئة لمنطق المحاججة هذا فععي مسععائل تقنيععة بحتععة‪ :‬معععدلت‬
‫الخصوبة والتغيير الديمغرافي والعبء القتصادي ووحدات السكان والتلعب بالنتخابععات إلععخ إلععخ‪،‬‬
‫وم عليها‪ :‬العروبة والسلم‪ .‬أقععول تفكيععك الرافعععات‪ ،‬لنهععا‪،‬‬ ‫فيما ُينأى عن تفكيك الرافعات التي يتق ّ‬
‫وهذا أخطر ما فيها‪ُ ،‬تطرح كحلول غيبية ضدا ً على الهجاس المتنامي حول التجنيععس‪ ،‬فيمععا يتمسععك‬
‫المناوئون بحلول‪ ،‬هي‪ ،‬بالتصنيف الدقيق‪ ،‬دنيوية )من قبيل القضايا الععتي أشععرنا إليهععا سععلفًا(‪ .‬نحععن‬
‫إذن‪ ،‬أمام طرفين متخالفين من جهة المرجعيعة العذي يترافععان بهعا ععن نفسعيهما فعي قبعال هعذه‬
‫القضية‪ :‬طرف مثالي غيبي‪ ،‬وآخر عقلني دنيعوي‪ .‬والحعل الععذي يجععب تثميعره هنعا‪ ،‬هعو النظعر فععي‬
‫إمكانية الوقوف على مرجعية مشتركة واحدة‪ ،‬ولو من باب الجدل العقيم‪ :‬إما النقاش باسععم الععدنيا‬
‫أو النقععاش باسععم الغيععب‪ .‬إمععا النقععاش باسععم رأسععمال المنفعععة أو النقععاش باسععم الرأسععمال‬
‫اليديولوجي‪ .‬إما النقاش باسم وطعن يقعوم علعى إقطاعيعات متنافسعة ومتقاتلعة أو النقعاش باسعم‬
‫وطن يقوم على الشراكة‪.‬‬

‫وانطلقا ً من التأسيس هذا‪ُ ،‬يسأل هنا‪ ،‬باسم العروبة نفسها‪ ،‬كل أولئك المنافحين عن وحدة اللسان‬
‫ل على أش عد ّ النزعععات‬‫ص ُ‬
‫م أنه من رحم "الكليشيهة" العروبية هذه نتح ّ‬ ‫والتاريخ والجغرافيا‪ :‬كيف ُيفه ُ‬
‫عنصرّية وفاشية‪ ،‬من قبيل ما نشاهده معن تنعامي لمخّيلعة عدائّيعة حيعال المجنسعين‪ ،‬بحعق أو بغيعر‬
‫حق؟‪ .‬وُيسألوا‪ ،‬باسم السععلم هععذه المععرة‪ ،‬كيععف أنععه مععن رحععم الوعععد السععلمي بإلغععاء الفععوارق‬
‫ب الفوارق الطائفية؟‪ .‬أفهل ننام مستريحين إلععى وحععدة الععدم العربععي ومحععو‬ ‫الطبقية‪ ،‬يرتفع منسو ُ‬
‫الطبقية‪ ،‬من أجل أن نصحو على غريزة بدائية قوامها عنصرّية فاشّية وفتنة طائفية؟‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫‪6‬‬
‫‪26‬‬
‫على المتحمسين أن يجيبوا‪ ،‬كما عليهم أيضًا‪ ،‬أن يطرحوا سؤال التعايش في هععذا البلععد‪ ،‬ومسععتقبل‬
‫‪7‬‬
‫التعايش‪ ،‬في ظل تنامي نزعات مثل هذه‪ .‬لن يأخذ شيعة البحرين إلى حظيععرة العروبععة أو السععلم‬
‫ُ‬
‫ً‬ ‫العربي‪ ،‬لطوعا ً ول عنو ً‬
‫ة‪ ،‬مععادام ثمععة شععور آخععذ فععي تأكيععد نفسععه لععديهم‪ ،‬يومعا بعععد يععوم‪ ،‬بععأّنهم‬
‫ح‪ ،‬فععإنه فععي المحصععلة‪،‬‬ ‫مستهدفون من التجنيس أول ً وأخيرًا‪ .‬وسواء صع ّ‬
‫ح هععذا الشعععور أم لععم يص ع ّ‬
‫دد خارجيًا‪ ،‬على النحو الذي يجب أن ُيخا َ‬
‫ف‬ ‫يطرح أمامهم‪ ،‬أي الشيعة‪ ،‬خيار العزلة في الداخل والتم ّ‬
‫ص التطلع إلععى الخععارج‪ ،‬يجععب‬ ‫ه‪ .‬ولمن يتحدث عن عزلة واقعة أصل ً وقابلية شيعية أصيلة فيما خ ّ‬ ‫من ُ‬
‫قق‪.‬‬‫أن يتوقع مزيدا ً من هذا‪ ،‬وبما يكفي من الخطر المح ّ‬

‫والحاصل أنه‪ ،‬وفي سياق التفكير في حل‪ ،‬على سنة البحرين )نقول الس عّنة‪ ،‬أي التيععارات الرئيسععة‬
‫وسط السنة‪ ،‬ول نقول الحكم!(‪ ،‬انطلقا ً من خيالهم القومي وامتدادهم السععلمي‪ ،‬أن يح ُ‬
‫مععوا خيععار‬
‫ي‪.‬‬
‫مّتحععد وطنع ّ‬‫التعايش مع الشيعة‪ .‬عليهم أن يقنعوهم بضرورات الندماج وبتوسععيع خيععالهم باتجععاه ُ‬
‫دة عوامععل‪ ،‬أهمهععا غيععاب‬ ‫وإذا كان الحديث يتركز في السابق على إخفاق عملية النععدماج نتيجععة ع ع ّ‬
‫مسألة المواطنة وعوامل أخرى تتعلق بالثقافة الجتماعية‪ ،‬كما أشارت إلى ذلك قبل يومين الزميلة‬
‫سوسن الشاعر‪ ،‬فإنه في حال تظافر شعور مثل هذا‪ ،‬من أن التجنيس إنما يستهدف الشيعة‪ ،‬كفي ٌ‬
‫ل‬
‫متها مستحيلة‪.‬‬
‫بجعل العملية )الندماج( بر ّ‬

‫ح داعي الحاجة إلى التجنيس وداعي القانون‪ ،‬وفوق كل ذلععك‪ ،‬داعععي القوميععة وداعععي السععلم‪،‬‬
‫يص ّ‬
‫في حال انعدام الشعور هذا‪ ،‬أما والحال هذه‪ ،‬فإن كل دعوة تترافع باسم أيّ من الدواعي هذه‪ ،‬هي‬
‫نوع ٌ من التكاذب على بعضنا بالكلم المفضوح‪.‬‬

‫صحيفة الوقت| العدد ‪ 2006-09-04 | 196‬الموافق ‪ 11‬شعبان ‪ 1427‬هع‬

‫‪26‬‬
‫‪7‬‬
‫‪26‬‬
‫موقف حركة حق من التوطين وخطابها للشيخ حمد‬
‫‪8‬‬
‫الكاتب ‪ :‬حركة الحريات والديموقراطية‬

‫رغم الرفض الشعبي‪ ،‬رأس الدولة يصعر على مواصلة التغيير الديموغرافي‬

‫إثر الصوات المنادية بمناهضة جريمة التغيير الديموغرافي التي ينتهجها النظام بكل صلفة‪ ،‬جمععع‬
‫وزير الداخلية‪ -‬وهو من العائلة الخليفية‪ -‬رؤساء التحرير ليوهمهم بأن ما يجري من عملية إسععتيطان‬
‫هي عملية قانونية ونفععى علقعة ذلععك بالنتخابععات الصععورية المزعومععة‪ .‬جععاءت هععذه المحاولععة مععن‬
‫السلطة لتخفيف الصوات الشعبية التي تمثلت مؤخرا ً في اعتصام قام به أهععالي المنطقععة الغربيععة‬
‫وتم الهجوم عليه بقسوة وعنف من قبل مرتزقة الجهاز المني في البحرين‪ .‬فالكععل يعلععم سععيطرة‬
‫السلطة على المرافق العلمية في البلد وعدم وجععود إعلم مسععتقل يعكععس الععرأي الشعععبي فععي‬
‫كثير من القضايا وفي مقدمتها جريمة التغيير الديموغرافي‪ ،‬ولهذا ل يمكن للوزير أن يخدع الشعععب‬
‫أو العالم الذي بدأ يدرك حقيقة الواقع المضلل‪ .‬ونريد في هذا الموقف أن نؤكد على التي‪:‬‬

‫‪ -1‬أن السلطة لزالت تحاول "إستحمار" قوى المجتمع وإستغفال الشعب من خلل التأكيد علععى‬
‫قانونية ما تقوم به من جريمة في وضح النهار في حق الشعب المغلوب على أمره‪ .‬فعن أي قععانون‬
‫يتحدث الوزير‪ ،‬وعن أي مشروعية يتكلم؟! فالقععانون الععذي صععاغته حكععومته لكععي تشععرعن جريمععة‬
‫الستيطان ومصادرة حقوق الشعب في صععنع القععرار‪ ،‬هععو قععانون ل يمكععن أن يحظععى بمشععروعية‪.‬‬
‫فالشرعية للحق وليس للقانون‪ ،‬والحق يعلو فوق القانون‪ ،‬وليس العكس‪.‬‬

‫‪ -2‬وأي قانون يمكن ان يحترم حين يجعل من الستثناء أساسًا‪ ،‬ومن التقنين بابا ً مفتوحا ً للتلعب‬
‫بمنح الجنسية؟! فبأي مسوغ يعطعي الشعيخ حمعد بعن عيسعى آل خليفعة‪ -‬لنفسعه الحعق بعان يعوزع‬
‫الجنسية كيفما يشاء؟! فيحرم عائلة الحاج صالح السعتراوي معن جنسعيتهم البحرينيعة والععودة العى‬
‫موطنهم البحرين‪ ،‬بينما يذهب الجواز البحريني على طبق من ذهععب الععى المغنيععة السععورية أصععالة‪،‬‬
‫دون حتى ان تتقدم بالطلب ناهيك عن استيفاء شروط الجنسية‪ ،‬ويتنعم بها مايكل جاكسن للتععواري‬
‫مععن الملحقععات القضععائية فععي بلده‪ ،‬وترسععل لللف مععن قبيلععة الدواسععر فععي المنطقععة الشععرقية‬
‫بالمملكة العربية السعودية وهم جالسين في بيوتهم دون أن يكونععوا فععي حاجععة لهعا أو أن يسععتوفوا‬
‫شروط المواطنة والنتماء للبحرين‪.‬‬

‫‪ -3‬و كيف يحاول الوزير استغفال الشعب حين يصرح بان التوطين كان حسب الشروط القانونية‪،‬‬
‫في الوقت الذي تقر فيه حكومته في ردها على توصيات لجنة التحقيعق "النيعابي" بشعأن الموضعوع‬
‫نفسه‪ ،‬في ردهععا علععى التوصععية الولععى المطالبععة "بضععرورة التأكععد مععن اسععتيفاء طععالبي الجنسععية‬
‫لشروط التجنيس قبل منحهم الجنسية بموجبأوامر حكومية"؟! وكان الرد الحكومي بع"أن الحكومععة‬
‫ليسععت الجهععة المختصععة بمنحالجنسععية البحرينيععة وان كععان طععالب التجنيععس مسععتوفيا للشععروط‬
‫والمتطلبات القانونية‪ ..‬فسلطة المنح يختص بها صاحب الجللة الملك المفدى وحده وفقا للمععادة )‬
‫‪ (6‬من قانونالجنسية البحرينية لعام ‪1963‬م وتعديلته"‪.‬‬

‫‪ -4‬وكيف يحععاول الععوزير أن يقنععع الجمهععور بعأن السععلطة الععتي يمثلهععا تحععترم القعانون وتلععتزم‬
‫بالمعايير؟! فهي تقر في الرد على التوصية الثالثة لنفس اللجنة السابقة حينما طالبت بوضع معايير‬
‫‪26‬‬
‫‪8‬‬
‫‪26‬‬
‫واضحةلتطبيق حالت الستثناء بأن "سععلطة المنععح وفقععا للقععانون مخولبهععا صععاحب الجللععة الملععك‬
‫‪9‬‬
‫المفدى‪ ،‬وان جللته رئيعس السععلطات الثلث )التشععريعيةوالتنفيذية والقضعائية(‪ ،‬وان القععول بوضعع‬
‫معايير لتطبيق حالت الستثناء على سبيل الحصر فيه تقييد لسلطة المنععح بمععا ل يتفععق مععع الوضععع‬
‫السياسي والدستوري للسلطةالمخولة لصاحب الجللة الملك المفدى في منح الجنسععية البحرينيععة‪،‬‬
‫وبالتالي ل يمكنللحكومة ان تضع معايير واضحة لتطبيق حالت السععتثناء علععى سععلطة تعلععو عليهععا‪،‬‬
‫فالسلطةالمفوضة بمنح الجنسية هي أعلععى سععلطة فععي المملكععة"‪ .‬وهععذا مععا نؤكععد عليععه دائمعا ً ول‬
‫تعترف به السلطة ان النظام في البحريععن اسععتبدادي شععمولي‪ ،‬فليععس فععي الععديمقراطيو صععلحية‬
‫مطلقة فوق القانون لي جهة مهما كان موقعها‪.‬‬

‫فالوثائق الموجودة وردود السلطة وممثليها تشير الى ان عملية الستيطان والتغيير الععديموغرافي‬
‫في البلد قد بدأت في أغسطس ‪1975‬م‪ ،‬أي بعد تغييب السلطة الشعععبية فععي التشععريع والرقابععة‪،‬‬
‫وأنها أضحت واضحة للعيان وبشكل متسارع منذ تععولي الشععيخ حمععد بععن عيسععى آل خليفععة مقاليععد‬
‫الحكم في العم ‪1999‬م‪ .‬وأصبح – أي الشيخ حمد‪ -‬الذي يقوم بمنععح الجنسععية لمععن يشععاء – سععواء‬
‫استوفى الممنععوح شععروط الجنسععية أم ل‪ ،‬كمععا يحتفععظ بكععل سععجلت الععذين تععم منحهععم الجنسععية‬
‫البحرينية في الفترة السابقة –سواء من خلل السععتثناء أو غيععره‪ -‬ولهععذا السععبب لععم يسععمح للجنعة‬
‫التحقيق في التجنيس من البحث في سجلت الديوان الملكي أو في حالت التجنيس السععتثنائية أو‬
‫تلك التي حدثت قبل ديسمبر ‪2002‬م‪ .‬ويقتصر دور وزارة الداخلية على التأكد من ملئ الستمارات‬
‫المناسبة وتسليمها للديوان لتخاذ الجراءات اللزمة‪ .‬ول يمكععن اسععتثناءه مععن المسععاءلة حيععث أنععه‬
‫شريك في إدارة الدولة من خلل هذا الملف أو غيره‪ .‬إن الشيخ حمد بن عيسى هععو المسععئول عععن‬
‫هندسة التغيير الديموغرافي في البحرين‪ ،‬وهذه الممارسععة خلف الرادة الشعععبية ول يتماشععى مععع‬
‫المصلحة الوطنية‪ ،‬وهو أمر ل يصح‪ ،‬غير شرعي وغير مقبول‪ ،‬وعليه فإننا نععوجه خطابنععا لععه بشععكل‬
‫مباشر‪ ،‬من غير مواربة ونقول‪:‬‬

‫‌أ‪ -‬أنه ليس من حقك التلعب بالتركيبة الديموغرافية واستيراد المواطنين من أصقاع الرض‪ ،‬ومن‬
‫ثم تفضيلهم وتقديمهم على المواطنين الصليين )شيعة وسنة( في التوظيف والستفادة من مصادر‬
‫الثروة والخدمة المحدودة والمخصصة لهم‪.‬‬
‫ب‪ -‬نطالبك باسم الشعب أن تتوقف من منح الجنسية لحد عبر الستثناء المشععار لععه فععي قععانون‬ ‫‌‬
‫‪1963‬م‪ ،‬بل نطالب بإستعادة الجنسية من كل من تععم منحععه الجنسععية عععبر سععلطة السععتثناء‪ ،‬مععع‬
‫مراعاة الجوانب النسانية‪ .‬كما نطالب بتقنين سلطة الستثناء لتكون محددة بمعايير ومحدودة بعدد‬
‫معين‪ ،‬على أن تكون تحت الرقابة الشعبية‪.‬‬
‫ت‪ -‬إننا نحملكم المسئولية الكاملة لتهديد بقاء التاريخ والهوية البحرينععي وللنتععائج السععلبية لعمليععة‬ ‫‌‬
‫التغيير الديموغرافي والتوطين التي استهدفت النسيج الجتماعي في القرى والمدارس وعلى جميع‬
‫مناحي الحياة القتصادية للمععواطنين الععذين نتجععت بسععبب تمكيععن مععن تععم تععوطينهم مععن الوظيفععة‬
‫والسكن على حساب المواطن الصيل‪.‬‬
‫ث‪ -‬إن ما تقومون به سوف لن يستحصل الولء الشعبي لكم‪ ،‬سواء مم تم توطينهم من مجنسين‬ ‫‌‬
‫أو من تم استهدافهم أو حرمانهم من أفراد الشعب البحريني الصيل شيعته وسنته‪.‬‬
‫ج‪ -‬إننا ننصحكم بأن عملية التوطين التي تقومون على إدارتها سوف تعود بالويلت وانعدام المععن‬ ‫‌‬
‫الجتماعي والقتصادي على البحرين وشعبها‪ ،‬وحين تنتشر النار‪ ،‬فلن تفرق بين حاكم أو محكوم‪.‬‬

‫أيها الشعب البي‪:‬‬


‫‪26‬‬
‫‪9‬‬
‫‪27‬‬
‫إن مناهضة عملية التوطين التخريبية‪ -‬التي تسعى لهدم نسيجكم الجتمععاعي وتشععطيركم‪ -‬واجععب‬
‫‪0‬‬
‫وطني‪ .‬ويجب على الجميع التكاتف من أجل مناهضة ومقاومععة محاولععة التغييععر الععديموغرافي‪ .‬إننععا‬
‫جميعًا‪ -‬سنة وشيعة‪ ،‬عربا ً وعجما‪ -‬مسئولون عمععا يحععدث أمععام ناظرينععا‪ ،‬ويجععب أن نتكععاتف جميععا ً‬
‫لحماية تاريخنا وهويتنا وحاضرنا ومستقبل أجيالنا‪ .‬إننا نشد على أيععديكم لمقاومععة جريمععة التخريععب‬
‫واللعب بالديموغرافية بكل الوسائل السلمية المتاحة‪.‬‬
‫وقد بدأت حركة "حق" في التعريف بهذه الجريمة النكراء لععدى المنظمععات الدوليععة‪ ،‬المععر الععذي‬
‫إنعكس على تقاريرها‪ ،‬وستواصل الحركععة أنشععطتها داخععل وخععارج البحريععن مععن أجععل خلععق وعععي‬
‫ضاغط لتصحيح الوضع الحقوقي الخاص بالتغيير الديموغرافي وإعادة المور الى نصابها‪.‬‬
‫وما ضاع حق وراءه مطالب‪،،،‬‬

‫حق‪ :‬حركة الحريات والديموقراطية‪ -‬البحرين‬


‫‪06-09-2006‬‬

‫‪27‬‬
‫‪0‬‬
‫‪27‬‬
‫لقاء العروبة‬
‫‪1‬‬
‫الكاتب ‪ :‬علي صالح‬

‫المس تدخلت المؤسسة العامة للشباب والرياضة وألغت اللقاء الذي نظمته الجمعيات السياسية‬
‫لمناقشة التجنيس السياسي والذي كان مقررا له أن يعقد مساء أمس الخميس في نععادي العروبععة‬
‫تارة بحجة أن طلب اللقاء لم يقدم الى المؤسسة قبل وقت كاف وتععارة أخععرى أن موضععوع اللقععاء‬
‫سياسي وأن نادي العروبة ثقافي ول يحق له التدخل في السياسة‪.‬‬

‫وفي كلتا الحالتين فإن هذا اللغاء يعيد الى الذهان عمليات المنععع السععابقة الععتي كععانت تمارسععها‬
‫المؤسسة العامة اذا ما رأت أن الموضوع الذي يناقشه اللقاء أو الندوة أو المؤتمر الععذي يعقععد فععي‬
‫نادي العروبة يتعارض مع توجهات الحكومععة أو أن مععن شععأنه نشععر وعععي ضععد ممارسععات حكوميععة‬
‫خاطئة‪.‬‬

‫وبالتالي فإن المؤسسة تستغل كونها جهة حكوميععة فععي تنفيععذ سياسععة حكوميععة تقععوم علععى منععع‬
‫المعارضة من أن تعبر عن رأيها واطلع الجمهور على المعلومات التي تمتلكهععا حععول قضععية معينععة‬
‫تشغل الرأي العام مثل قضية التجنيس‪ ،‬وهو ذاته الستغلل الذي مارسته المؤسسة فععي مناسععبات‬
‫كثيرة سابقة‪ .‬ان مسألة المنع هذه تدخل كما أسلفنا في نطاق حريععة الععرأي والتعععبير الععتي بععدورها‬
‫هي أساس الديمقراطية وان هذا المنع يأتي هنا واحدا من أمثلة التراجع في المسيرة الديمقراطية‪،‬‬
‫وان الحجج التي تقدمها المؤسسة العامة أو غيرها ما هي ال تغطية على هذا التراجع‪.‬‬

‫فاذا أضفنا لذلك حدوث هذا التراجع واستمراره فععي شعتى وسعائل العلم الععتي معا زالععت تنتقعي‬
‫الشخاص الذين تستضيفهم أو يعععدون برامععج وكععذلك المععواد والموضععوعات الععتي تقععدم فععي هععذه‬
‫البرامج‪ ،‬فإن ما قامت وتقوم به مؤسسة الشباب يسير في نفس التجاه وفي ذات الطار‪.‬‬

‫ان الديمقراطية تستلزم حرية تعبير في كل المجالت وعلى جميع الصعدة‪ ،‬كما تستلزم السععماح‬
‫بععالرأي الخععر واتاحععة المجععال لععه‪ ،‬بععل والعمععل علععى انشععاء حععوارات بيععن هععذه الراء المختلفععة‬
‫والمتعارضة من خلل وسائل العلم‪ ،‬والمنتعديات واللقعاءات‪ ،‬ومعن ثعم تعرك تكعوين الراء وتحديعد‬
‫المواقف والقتناع أو رفض هذه الفكرة لدى المتلقين من المعواطنين‪ ..‬امعا ان تسعتمر الدولععة فعي‬
‫انتقاء ما تريد من الراء والترويج لها وفي نفس الوقت العمل على حجب الراء الخرى التي تطرح‬
‫وجهات نظر مختلفة ومعلومات متعارضة فهذا ل يعني ال حعدا ً معن حريعة العرأي والتععبير ومععن ثعم‬
‫تراجعا عن الديمقراطية‪.‬‬

‫فالشفافية واتاحة المجال للجميع بالتعبير عن رأيه والتوقف عععن التععدخل فععي كععل يععؤثر فععي آراء‬
‫الناس ومواقفهم هو المطلوب اليوم‪ ،‬ليس من المؤسسة العامة فقط ولكن من كععل الجهععات ذات‬
‫العلقة بتجربة الرأي التعب‪.‬‬

‫‪08-09-2006‬‬

‫‪27‬‬
‫‪1‬‬
‫‪27‬‬
‫التجنيس وموقعه في الصراع السياسي‬
‫‪2‬‬
‫الكاتب‪ :‬عبد الرحمن النعيمي‬

‫كان موضوع اللقاء الواسع الذي دعت اليه الجمعيات السياسية ومؤسسات المجتمع المععدني فععي‬
‫نادي العروبة الخميس المنصعرم والعذي اعترضععت عليعه مؤسسعة الشععباب والرياضععة باعتبععاره لعم‬
‫يستوف الشروط التي نص عليها قانون التجمعات الععذي وافععق عليععه مجلععس النععواب وبصععم عليععه‬
‫مجلس الشورى‪ ،‬هو التجنيس السياسي وأبعاد هذه القضية على مختلف جععوانب الحيععاة فععي البلد‪،‬‬
‫وفي المقدمة منها الوضاع المعيشية والخدماتية بالنسععبة للغالبيععة السععاحقة مععن النععاس‪ ،‬والجععانب‬
‫السياسي بالنسبة للحركة السياسية التي تطمح الى خلق معادلععة سععليمة بينهععا وبيععن الحكععم تععدفع‬
‫البلد باتجاه المزيد من الصلحات الدستورية والسياسية‪ ،‬والوصول الى ما عبر عنه حول الملكيات‬
‫الدستورية على غرار الديمقراطيات العريقة‪ ...‬فقد تذكر الناس هذه المقولععة وهععم يسععتمعون الععى‬
‫رئيس وزراء بريطانيا يتعهد أمام الشععب البريطعاني بعأنه سعيتنحى ععن الحكعم فعي فعترة اقصعاها‬
‫منتصف العام المقبل‪ ،‬فيما يعمل بعض أعضاء حزب العمععال علععى تنحيتععه بأسععرع مععا يمكععن نظععرا ً‬
‫للكوارث والمواقف السياسية المربكة التي قععاد البلد اليهععا فععي تبعيتععه المطلقععة للدارة الميركيععة‬
‫المجنونة التي تدفع العالم باتجاه المزيد من الزمعات وخصوصعا ً بالنسععبة للمنطقععة العربيععة وايععران‬
‫وافغانستان‪...‬‬

‫ول شك ان الكثير من المواطنين تمنوا أن تكون الحالة العربية شبيهة بالحالععة البريطانيععة فيتقععدم‬
‫الرؤساء ورؤساء الوزرات العربية باستقالتهم لتتجدد الدماء العربية في النظام الرسمي‪ ،‬أو الحالععة‬
‫البحرينية حيث استمر رئيس الحكومة وبعض الوزراء عقودا ً من الزمن جرت فععي البلد الكععثير مععن‬
‫التحولت وخصوصا ً في السععنوات الخيععرة‪ ،‬المضععادة للتوجهععات الساسععية الععتي عععبر عنهععا رئيععس‬
‫الوزراء إثر النقلب على الحياة البرلمانية منذ العام ‪ 1975.‬واذا كانت الحكومععة ممثلععة فععي وزارة‬
‫الداخلية تنفي ما تقوله المعارضة السياسية حول التجنيس الراهن‪ ،‬وارتباط هذا الملعف بالنتخابععات‬
‫النيابية القادمة‪ ،‬بعد أن قررت الجمعيات السياسية المعارضة خوض النتخابات‪ ..‬فان الواقع ل يعزز‬
‫موقف الحكومة‪ ،‬بل يؤكد موقف القوى السياسية‪ ،‬بععل ان الشععاعات الععتي توزعهععا بعععض الجهععزة‬
‫حول شراء الراضي في المحرق من قبل )اليرانيين( وبالتالي تعيد الينععا معزوفععة الجنععدة اليرانيععة‬
‫والجنععدة الشعيعية وسععواها مععن المقععولت العتي تهععدف بالسعاس العى تعميعق النزععات الطائفيععة‬
‫والعرقية‪ ..‬وابعاد الناس عن الموضوع الساسي الذي اجمعوا عليه ووجدوا فيه خطرا ً حقيقي عا ً علععى‬
‫اوضععاعهم القتصععادية والسياسععية ومسععتقبل التركيبععة الديمغرافيععة فععي البلد‪ ،‬وبععدأت عع العععرائض‬
‫الشعبية تتزايد احتجاجا ً من قبل الكثير من المواطنين في المحرق والرفععاع والمدينععة وغيرهععا علععى‬
‫هذه السياسة ع فان مثل هذه الشاعات ستذروها الرياح والواقع المعععاش مععن قبععل النععاس‪ ..‬حيععث‬
‫الجميع يعرف من يملك الراضي ومن يتحكم في البيع والشراء ومن يعتبر الرض ملكية خاصة لعه‪..‬‬
‫وبالتالي يمكنه ع على طريقة النظمة الشمولية العربية ع مصادرة الراضي فععي حععال النقمععة علععى‬
‫صاحبها‪ ،‬خصوصا ً وان الكثير من الوثائق تشير الى ان الرض هبة !!‬

‫ولكن ل بأس من التوقف بعض الوقت أمام الشاعة الخيرة التي تريد القول إن الخطععر اليرانععي‬
‫ل يزال ماثل ً على البحرين وأن مععن المفيععد للبعععض ان يتععذكر دور الوكالععة اليهوديععة فععي فلسععطين‬
‫لشراء الراضي حتى ضاعت فلسطين‪ ..‬وبالتالي ضاعت البحرين كما كان التيار القومي يقععول فععي‬
‫الخمسينات والستينات حول الدعاءات اليرانية على البحرين في مرحلة شاه ايععران‪ ...‬واذا صععحت‬
‫‪27‬‬
‫‪2‬‬
‫‪27‬‬
‫الشاعة بأن البلد قد بيعت‪ ...‬فالمطلوب من الحكومة ان تستقيل لنها ل تدري كيععف تسععير الميععاه‬
‫‪3‬‬
‫من تحت اقدامها‪ ..‬واذا كانت اشاعة فمن المفيد التوقف عن مثل هذه الشاعات وغيرهعا معن تلعك‬
‫التي توزعها بعض الجهزة عبر الرسائل اللكترونية والتي تهدف الى بلبلة المعارضععة وتوزيععع التهععم‬
‫بين بعضها البعض‪ ،‬والتي لحسن الحظ ل تلقى ال السخرية من قبل القوى السياسية حيث اختععبرت‬
‫تماما ً مثل هذه الساليب ولم تعد تنطلي على أحد‪ ..‬بل ان تأثيرها يتبدد بسععرعة ل يتوقعهععا موزعععو‬
‫تلك الشاعات‪...‬‬

‫لذا ل يجب التوقعف أمعام هعذه الشعاعات‪ ،‬بعل الععودة باسعتمرار العى موضعوعنا الساسعي وهعو‬
‫الحقوق السياسية والمشاركة في صنع القرار والمساءلة حععول الععثروة الوطنيععة والراضععي وغيرهعا‬
‫من القضايا الكبرى التي تبرز بوضععوح للجميععع أمععام ركععض رجععالت الحكععم وراء المععال والععثروة ‪..‬‬
‫وخوفهم ليس من سلطة تشريعية حقيقية منتخبة ‪ ...‬حيث اننا نعرف حدود هذه السلطة المنتخبععة‪..‬‬
‫ولكععن خععوفهم مععن وصععول المزيععد مععن الشخصععيات الععتي ستسععلط الضععواء علععى حجععم الفسععاد‬
‫المستشري في البلد‪ ،‬وامتداد هذا الفساد ليشمل كافة مناحي الحياة في البلد‪ ،‬أمععام المسععتجدات‬
‫القتصادية الجديدة‪.‬‬

‫واذا كان التجنيس السياسي يستهدف‪ ،‬في جوهره‪ ،‬الخلل بالتركيبة السكانية في البلد‪ ..‬فان من‬
‫المفيد التأكيد بأن المتغيرات القتصادية الكبيرة في المنطقة تفرض الستعانة بالمزيد من الطاقات‬
‫البشرية من الخوة العرب والجانب الععذين يحععق لهععم الحصععول علععى جنسععية البلد حسععب قععانون‬
‫الجنسية‪ ..‬وبالتالي تحدث تغييرات ديمغرافية على الواقع الراهن‪ ،‬لكن من الضروري التوقععف امععام‬
‫هذه المسألة ونحن على أبواب النتخابات النيابية وتخوف المعارضة من استخدام هععذه الورقععة بيععد‬
‫السعلطة‪ ..‬يجعب ان يكععون التجنيععس بعيعدا ً ععن الملءات السياسععية معن قبعل الحكعم‪ ،‬وأن يكعون‬
‫للمجنس حق النخراط في الحياة السياسية والجتماعية‪ ،‬سواء في صفوف المعارضععة او المععوالة‪،‬‬
‫بحيث ل تكون وثيقة التجنيس ورقة )ولء( من قبل المجنس لرغبات السلطة‪ ،‬وخصوصا في مرحلة‬
‫النتخابات‪ ..‬بل تكون حالتنا كحال البلدان المتقدمة‪ ..‬استفادة البلد من قدرات المععواطنين الجععدد‪..‬‬
‫ومساهمة المواطنين الجدد في النشاط السياسي والجتماعي‪ ..‬بحيث يكون أداة فعالة فععي حركععة‬
‫التغيير المطلوبة ‪..‬‬

‫ولكن الليات التي عمد اليها الحكم سواء بالنسبة لقوى المععن او القععوات المسععلحة او مزدوجععي‬
‫الجنسية تشير بوضوح أنه عاجز عن الخروج من جلدته‪ ..‬وانه يريد استخدام هذه الورقة الى اقصى‬
‫الحدود‪ ،‬وبذلك ينتهك الحقوق الساسية للمواطن‪ ،‬وخصوصا مععن حصععل علععى الجنسععية‪ ..‬وحيععث ل‬
‫نتوقع أن يكون للمجنسين دور ايجعابي فعي الحركععة السياسععية لفعترة معن الزمعن‪ ..‬فععان مععن حعق‬
‫المعارضة أن تؤكد على ضرورة أن يكون التجنيس بعيدا ً عن خلفيات سياسية أو طائفية يسير عليها‬
‫الحكم‪ ،‬وان يكون ضمن القانون‪ ..‬لكن الواقع ل يشير الى ذلك‪ ..‬بل الى مواقع أخرى ‪ ..‬ومععن حععق‬
‫المواطن أن يقلق من خطورة هذه السياسة‪ ،‬كما هو حال القوى السياسية المعارضة‪.‬‬

‫صحيفة الوقت| العدد ‪ 2006-09-09 |201‬الموافق ‪ 16‬شعبان ‪ 1427‬هع‬

‫‪27‬‬
‫‪3‬‬
‫‪27‬‬
‫التجنيس مسؤلية المجتمع‬
‫‪4‬‬
‫الكاتب ‪ :‬علي صالح‬

‫هذه ليست هي المرة الولي التي تثار فيها قضية التجنيس بهذه الكثافة فقد أثيرت من قبععل مثل ً‬
‫في عام ‪2002‬م بأكثر قوة من هذه ووقتها أدلى وكيل وزارة الداخلية لشععؤن الجنسععية والجععوازات‬
‫والقامة بحديث صحفي موسع قدم منه معلومات وأرقاما ً كثيرة مثلما فعل وزير الداخلية بالمن‬

‫لكن الوزير والوكيل وقفا قليل ً أمام المادة بقانون الجنسععية لسععنة ‪ 1963‬الععتي تتحععدث ععن منععح‬
‫الجنسية للشخص الذي يقععدم خععدمات جليلععة للععوطن ولععم يقععدما شععرحا ً وافيعا ً ل لهععذه المععادة ول‬
‫لتفاصيل الخدمات الجليلة ول لعداد وجنسيات الشخاص والسنوات التي منحت فيها لهم الجنسععية‬
‫لن السلطة العليا المعنية والمخولة وحدها بتقديرات الخدمة الجليلة وجدت ذلك‬

‫مع إن الملحظ إن كل النقد الذي يوجه إلى عملية التجنيس ينصب على هذه المادة مععن القععانون‬
‫ومخرجاتها من المجنسين‪ ,‬حيث يرى المنتقدون أن البحرين تحتاج فعل ً لنخبععة معن البشععر ومععن أي‬
‫جنسية ودولة يرتقون فعل ً إلى مستوى تقديم الخدمات الجليلة وهو الشععرط أو الهععدف ذاتععه الععذي‬
‫تطلبه دول كثيرة في العالم مثل الوليات المتحدة وكندا واسععتراليا وسععنغافورة والععذي جعععل هععذه‬
‫الدول تستقطب العقول المبدعة وأصحاب المكانيات الستثمارية‪.‬‬

‫وهؤلء فقط الذين يستفيدون من )مادة الخدمة الجليلة( ومن شعرط القامععة ‪ 15‬و ‪ 25‬سعنة فععي‬
‫البلد‪ ,‬لكن الخدمة الجليلة في هذه الدول موضحة تماما ً ومحددة ول تقبل الستغلل أو التجاوز كما‬
‫أنها ليست متروكة لتقديرات خاصة تصدر من جهة واحدة في الدولة لها صععفة سياسععية عليععا وإنمععا‬
‫جهة مجتمعة عامة‬

‫إن ما هو حادث اليوم في قضايا كثيرة مثععل التصععويت اللكععتروني ومثععل التجنيععس هععو إن هنععاك‬
‫شكوكا ً من قطاع مجتمعي واسع بما تتخذه السلطة من قرارات وإجععراءات فععي هععذه القضععايا وان‬
‫القضاء على هذه الشكوك وتمتين الثقة بين السلطة والمجتمع الهلي يتحققان من خلل المشاركة‬
‫في سن القوانين واتخاذ القرارات وتنفيذها ومراقبتها‬

‫وفي موضوع التجنيس فأننا بحاجة إلى معالجة المر بسن قانون جديد للجنسية يراعي المتغيرات‬
‫ويأخذ ويعطي تنفيذ مادة الخدمات الجليلة لمجلس أو هيئة تضم ممثلين لجهة حكوميععة إلععى جععانب‬
‫مؤسسعات المجتمعع الهلعي مثعل جمعيعة المحعامين وحقعوق النسعان والشعفافية وغرفعة التجعارة‬
‫وجمعية القتصععاديين والجامعععة وغيرهععا مععن الجهععات القععادة علععى تحديععد الخععدمات الجليلععة ومععن‬
‫يقدمها ‪.‬‬

‫‪09/09/2006‬‬

‫‪27‬‬
‫‪4‬‬
‫‪27‬‬
‫التجنيس وخطر البادة الجماعية‬
‫‪5‬‬
‫الكاتب ‪ :‬عباس ميرزا المرشد‬

‫تسارعت الخبار طوال السابيع الماضية وتحديدا من تاريخ ) ‪ (2006-8-20‬فععي نقععل أحععداث مععا‬
‫يجرى في مبنى إدارة الهجرة والجوازات حيث تجرى عملية تجنيععس واسعععة النطععاق لعععداد كععبيرة‬
‫من الجالية السيوية وحسب نقل أحد النواب فإن عملية التجنيس الحالية من المقرر لها أن تشععمل‬
‫‪ 10‬آلف مجنس بناء على قوائم صدرتها إحدى الجهععات الرسععمية مودعععة فععي قععرص سععلم لدارة‬
‫الهجرة والجوازات لستكمال الجراءات المطلوبة ‪ .‬كان رد الحكومة على مثل هذه المعلومععات أن‬
‫العملية تجرى وفق الصول القانونية وليس هناك ما يقلق وأن كل المور طبيعية وربما شدد البيععان‬
‫الحكومي على ضععرورة أخععذ الحععذر والحيطععة مععن تعكيععر صععفو اللتحععام الععوطني وسععيرة السععرة‬
‫الواحدة‪ .‬التزاحم أو ضرب الحطب على الجنسية البحرينية حسب أحد المسئولين ل يعدو أن يكععون‬
‫تزاحما على مبنى يخدم أكثر من ‪ 5‬آلف معاملة في اليوم لذا ل خوف منه ول يجعب التشعكيك فعي‬
‫حصول ما يخاف منه فهؤلء ينهون معاملتهم المتعددة‪ ،‬وليكن اللععه فععي عععون المععوظفين لتحملهععم‬
‫هذا الضغط الهائل على مدار السنة ) أنظر الوسط تاريخ ‪.(2006-8-23‬‬

‫قد يكون هذا المر عاديا ومألوفا في أي دولة يشتهر عنها استقبال مهععاجرين أو تسعععى إلععى حععل‬
‫مشكلة ما يطلق عليهم ) البدون ( فهذه الدول وحسب التفاقيات الدوليععة مجععبرة علععى تقععديم مععا‬
‫يمنح هؤلء الستقرار عبر وثائق معتبرة أو منحهم جنسيات البلد الذي هععم فيععه فالوليععات المتحععدة‬
‫المريكية تعاني من أكثر من مليعوني مهعاجر غيععر شعرعي والحكومعة الفدراليععة تبحعث بجديعة ععن‬
‫طريقة قانونية ل تخلو من مصالح انتخابية من أجل حل هذه المشكلة ‪.‬‬

‫منذ الشروع في العداد لمشروع الميثاق الوطني ‪ 2000‬و الحكومة أمعام اختبعار التععاطي الجعاد‬
‫مع مجموع الزمات التي تمر بها البحرين‪ ،‬كانت وجهة نظر الحكومة أن ما ينظر إليه على أنه أزمععة‬
‫ل يعدو أن يكون اختلف وجهات نظر وأنه بالمكان التوصل إلى حلول لها وليس إلى تسويات ‪ .‬من‬
‫جهتها كانت قوى المعارضة تصر على أن هناك أزمات ملحة وأزمععات خطيععرة مععن شععانها أن تعكععر‬
‫أجواء السلم الهلي وتؤدي فععي نهايععة المطععاف إلععى تفكععك العلقععة الهشععة القائمععة بيععن المجتمععع‬
‫والدولة ‪ .‬إحدى تلك الزمات ما اصطلح عليه بملف التنجيس ‪ .‬خطععورة ملععف التجنيععس تظهععر فععي‬
‫أكثر من مستوى بدأ من هوية الدولة وصول بالثروات والحقوق والواجبات ونهاية بالمصلحة والدافع‬
‫الحقيقي لمثل هذا التجنيس ‪ .‬بالتالي فالحديث عن التجنيس من شأنه أن يهععدد الدولععة ومععن شععأنه‬
‫أن يوحدها ويقويها كما أن الحديث في التجنيس ليس هجوما دائما بل قد يكون دفاعا وغيرة وحبا ‪.‬‬

‫البحرين ليست من الدول القادرة على استقبال المهاجرين كما أنها ليست من الدول التي تعععاني‬
‫من مشكلة البدون إضافة إلى أنها دول محدودة الموارد وعالية الكثافة السكانية وتعاني من أزمات‬
‫اقتصادية على المستوى البنيوي من حيث شحة المععداخيل القتصععادية وتوزيعهععا بشععكل غيععر عععادل‬
‫وعلى المستوى النتاجي حيث زيادة معدلت البطالة وارتفاع مستوى الفقر‪.‬‬

‫من هنا فإن لجوء الحكومة على تجنيس هذا العدد الهائل من شانه أن يععثير تسععاؤلت ويجععر معععه‬
‫اتهامات تصب في التشكيك في غرضية عملية التجنيس ‪ .‬ما يزيد من أهميععة قضععية التجنيععس عععدة‬
‫أمور ‪:‬‬
‫‪27‬‬
‫‪5‬‬
‫‪27‬‬
‫‪6‬‬
‫الول ‪ :‬أنها تأتي متزامنة مع مرحلة النتخابات البرلمانية الثانية ودخول الجمعيات المقاطعععة فيهععا‬
‫وهنا تأتي مسألة نزاهة النتخابات وما يثار حولها من ضغوط كالتصويت اللكتروني وعمليات تحويل‬
‫العناوين وتبادل الصوات من دائرة إلى أخرى فحتى هذه اللحظة ما زالت الضمانات المقدمععة مععن‬
‫قبل الحكومة غير كافية للحكم على نزاهة النتخابات القادمة خصوصا بعد استبعاد أي رقابععة مدنيععة‬
‫كجمعية الشفافية أو محايدة والكتفاء بعمل وزارة الداخلية في ذلك خلفا لي انتخابات شرعية ‪.‬‬

‫المر الثاني ‪ :‬أن ملف التجنيس ملف لم يحسم المر فيهعا وقعد شعهد سعجالت عديعدة كعان فعي‬
‫مقدمته نععدوة التجنيععس الععتي عقععدتها الجمعيععات السياسععية فععي العععام ‪ 2003‬وكشععفت فيهععا عععن‬
‫خروقات هائلة في عملية التجنيس ولم تقدم الحكومة ردا عليها منذ ذلك الوقت ممععا عععزز القناعععة‬
‫بأن ملف التجنيس هو سلح سياسي تستخدمه الحكومة من اجل تمرير مصععالحها ومععن أجععل تغيععر‬
‫التركيبة الديمغرافية في البلد ‪.‬‬

‫المر الثالث ‪ :‬أنها تأتي في ظل تشكل خطععاب معععادي للتجنيععس إن علععى المسععتوى الجتمععاعي‬
‫والشكوى المتزايدة من سلوكيات بعض الجنسيات أو على المستوى القتصادي وشح فرص العمععل‬
‫وتدني الجور وتفاقم أزمة السكان في مقابل هذا فإن القوة المجنسة بهذه العداد الغفيرة تشكل‬
‫في النهاية سلعة تستفيد منها الحكومة لخلق نواة موالية لها على حساب المواطنععة وهععذا السععلوك‬
‫يؤدي في النهاية إلى تسليع الولء وهز الرمز الوطني للدولة وبالتالي فإن الحديث عن هوية الدولععة‬
‫وطرح رموزها للمداولة سيعيق عملية الصلح المطروحة ويشكك في نوايا القائمين عليها ‪.‬‬

‫إن موقف بعض الفئات والقععوى السياسععية فععي صععف الحكومععة وتأيععدها غيععر المفهععوم لصععفقات‬
‫التجنيس من شأنه أيضا أن يربك قضايا عديدة أقلها مستوى التحالفات السياسععية وأخطرهععا تضععرر‬
‫هذه القوى من الثار السيئة والضارة جراء الستمرار في التجنيس بما يخلععق مسععاحة واسعععة مععن‬
‫الصدام ‪.‬‬

‫لجنة التجنيس في مجلس النواب‬

‫لنرجع إلى الوراء قليل فعندما أثيرت مشكلة التجنيس في مجلس النواب سععارع رئيععس المجلععس‬
‫الظهراني إلى تشكيل لجنة مختصة وعين أفرادهععا كمععا يشععاء بععل وحصععر نطععاق عملهععا بمععا كععانت‬
‫الحكومة ترغب فيه من أجل تطهير ساحاتها من التهامات والشععكوك الععدائرة حععول النيععة الحقيقععة‬
‫للتنجيس ومن يقف أساسا خلف كل هذه العملية ‪.‬‬

‫وفي الواقع ل يمكن العتقاد بأن حزمة الوراق التي أعدتها لجنة التحقيق البرلمانية بشأن أوضععاع‬
‫التنجيس المنبثقة عن مجلس النواب‪ ،‬أنها امتلكععت القععوة لحععل مشععكلة التجنيععس‪ ،‬أو أنهععا أزاحععت‬
‫كميات هائلة من التشكيكات والمخاوف من اللجوء إلععى تسععخير التجنيععس فععي فععرض أوضععاع غيععر‬
‫سوية تتعلق بالهوية والستحقاقات السياسية الخرى ‪ ،‬لسبب بسيط جدا هععو أن كععثيرون مععا زالععت‬
‫تشغلهم التصريحات الستهامية من هنا وهناك‪ ،‬لكععن سععرعان مععا تنهععار تلععك التوقعععات والترتيبععات‬
‫بفعل المفارقة بيعن الواقعع العذي تبنعي عليعه الدولعة وبيععن طبيععة تلعك التصعريحات ‪ .‬تجعلنععا هعذه‬
‫المفارقة مقتنعين بأن ل نصدق كثير من الهعراء‪ ،‬أو علعى القعل أن ل نكعون أفعواه لخريعن وأدوات‬
‫نطق خاصة لهم‪ ،‬هكذا يمكننا تجاوز خط تماس أول في مشكلة التجنيس بما ل يثير حساسية أحد ‪.‬‬
‫‪27‬‬
‫‪6‬‬
‫‪27‬‬
‫‪7‬‬
‫المهم أن هذه الوراق بقدر ما كشفت عن أرقام ونتائج توصلت إليه عقععول أعضععاء اللجنععة‪ ،‬فهععي‬
‫من جهة أخرى‪ ،‬تعتبر أرشيفا خاصا يمكننا النظر إليه لنتعرف على آليعة إنتعاج القعوة والسعلطة فعي‬
‫ثنايا ضلوع مؤسسات الدولة‪ ،‬وكيف يسمح لصناعة الحقيقة الخطابية‪ ،‬أن تمارس نفوذها وسيطرتها‬
‫وإكراهاتها ‪ .‬معنى ذلك أن تشكيل لجنة خاصة للتحقيق بشأن التجنيس يعنععي فيمععا يعنععي العععتراف‬
‫بوجود إرادات متصارعة حول القضية التي سرعان ما تؤسس لنفسها أرشيفا قد يكععون ورقيععا وقععد‬
‫يكون شفويا يجمع الثار و مخلفات الفعال‪ ،‬من أجل التحكم بالقوة وممارسة القسر والكراه ‪.‬‬

‫القضية ستتجه ناحية التعقيد طبعا عندما يتم التعامل مع العتراف وكيفية انتزاعه فمن وجهة نظر‬
‫فوكو]‪ [1‬فإن تقنية نزع العتراف ليست واحدة في آلياتها وإن تشابهت في نتائجهععا فجسععد المتهععم‬
‫هو جسد ناطق ومرغم على تقديم اعتراف ما يحقق نزوة الشعور بالقوة والتضعخم والخضعاع عنعد‬
‫ن على جسد المتهم ‪ .‬إن خطورة هذا العتراف وفق هذه الصيغة‪ ،‬أنه يمارس التعذيب‬ ‫الجسد المهي ُ‬
‫القائم على العقاب المؤلم و المتفاقم إلى درجة الفظاعة‪ ،‬عبر تقنية جديدة تحدث كمية من الوجععع‬
‫يراعى فيها القياس الدقيق لكميته لكي ل يحععدث أي تشععوهات أو إدانععات حقوقيععة‪ .‬تسععتهدف هععذه‬
‫التقنية ما يستهدفه التعذيب الجسدي أي نزعُ العتراف ولكععن مععن خلل لجععان شععرعية تنبثععق مععن‬
‫السععلطة التشععريعية الععتي هععي محصععلة آراء المععواطنين‪ ،‬وهععذا بالضععبط خيععط مععن خيععوط اللعبععة‬
‫السياسية وفق تعبير بيار بورديو ‪.‬‬

‫وفق اليقاع الذي سار عليه خطاب التجنيس فقد أوجد هذا الخطاب لنفسه بععؤر مقاومععة متعععددة‬
‫شملت جميع الطراف وهذا بدوره يؤسس لصراع الرادات ويعطي المعرفة قوة ونفععوذا مععن أجععل‬
‫تمرير السلطة‪ ،‬فمن يضبط المعرفة ويشرعنها يصبح صاحب السلطة ‪.‬‬

‫أولى تلك المقاومات مقاومة المجنسين أنفسهم لثار منح الجنسية لهم فقد طالب سععكان مدينععة‬
‫زايد بفرض حماية لهم تحميهم من هجمات الجعانب ععن المدنيعة عليهعم]‪ ،[2‬كمعا صععرح عععدد معن‬
‫المجنسين ذات مرة أنهم سيقفون ضد أي إجراء يستهدف سحب الجنسية عنهععم]‪ ،[3‬وأخيععر تقععدم‬
‫أحد النواب المجنسين بمشروع قانون يطلب فيه إلغاء مصطلح المجنسين من قانون الجنسية ]‪.[4‬‬

‫مقاومة أخرى تمثلها أجهزة الحكومة عندما ترفض وجود أي تجعاوز أو خلععل فعي عمليعة التجنيععس‬
‫وتعطي لنفسها فسحة تتنصل فيها عن مسؤوليتها وتراوغ بالقانون الدولي والمحلي كما تشاء‪ .‬ففي‬
‫رد الحكومة على التوصية رقم )‪ (1‬للجنعة التحقيععق البرلمانيعة بشعأن التجنيععس رأت الحكومععة أنهعا‬
‫ليست الجهة المختصة بمنح الجنسية وإن كان التجنس مستوفيا للشروط والمتطلبععات القانونيععة‪ ،‬و‬
‫رفضت التوصية )‪ (4‬التي تحث على) قصر التجنيس علععى احتياجععات الدولععة الفعليععة بحيععث يكععون‬
‫المجنس مكسبا وطنيا ل عبئا على الوطن يؤثر في مسععتوى الخععدمات الصععحية والتعليمععة والمنيععة‬
‫والسكانية ويزيد من حجم البطالة ( فالحكومة ترى أن الخذ بهذه التوصية يؤدي إلى تضييق العمل‬
‫بالمبادئ العامة للتجنيس في القانون الدولي الخاص وفي التفاقيات والمواثيق والمعاهدات الدولية‬
‫وفيه خروجا عن التشريعات المنظمة للتجنيس‪ ،‬وفي الوقت نفسه تخص نفسها بسيادة الدولة فععي‬
‫رفضها للتوصية ) ‪ (14‬لتطععبيق مبععدأ المعاملععة بالمثععل عنععد السععماح للمجنععس الجنععبي بالحتفععاظ‬
‫بجنسيته الصلية وتؤكد ذلك في ردها للتوصية )‪ (15‬حيث ترى الحكومة أن التجنيس هو من صععميم‬
‫أعمال السيادة لكل دولة ‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫‪7‬‬
‫‪27‬‬
‫لقد كان العتراف المعني في مشكلة التجنيس متعلقا بعنصر مهم جدا في الدولة وهو تحديد مععن‬
‫‪8‬‬
‫هو المواطن ومن هو الجنبي ‪ ،‬من هو الدخيل ومن هو الصيل من هو المألوف ومن هععو الغريععب ‪،‬‬
‫وكل هععذه الوصععاف ل تتحععرك فععي الوراق الثبوتيععة‪ ،‬بععل تتحععرك فععي أنسععجة الجتمععاع السياسععي‬
‫والجتماعي للدولة‪ ،‬إذ ل يمكن لحد أن ينهي هذه التناقضات عبر وثيقة إثبات الجنسية فقط ‪ .‬فععبر‬
‫قانون الجنسية يتم وفق صيغ معينة منح الجنسية للجانب ويفرض على المواطنين قبول هذا المنععح‬
‫من دون العتراض عليه و مسائلته‪ ،‬فالقاعدة المعمول بها هنا أن لعبة القانون أوسع من أن تنحصر‬
‫في أوراق رسمية تستخرج من إدارات الدولة‪.‬‬

‫ما من شك أننا نقف أمام حقيقة خطابية مصنوعة مروجعة بعأدوات القعوة والسعلطة وليعس أمعام‬
‫حقيقة موضوعية‪ ،‬حقيقة تقوم المقاومات السلبية بفعل نزع العتراف مععن جسععد قضععية التجنيععس‬
‫وتلغي وجود الختلف وتحتكر فعل المعرفة فيه ‪.‬‬

‫حيلة الحكومة رد وزير الداخلية‬

‫كل دول العالم تواجه مشكلة في وزارة داخلتيها فهي الععوزارة الكععثر اسععتهدافا مععن قبععل النععاس‬
‫وهي التي تحوز على أكبر قدر من النقد وسوء الظن إضافة إلى توجيه التهامات الساخنة والجريئة‬
‫لعضائها وهذا يعود إلععى المهمععة الصعععبة الموكلععة إلععى وزارة الداخليععة فهععي المسععئول الول عععن‬
‫تطبيق القانون وإحراز نصف العدالة وإيكال النصف الثاني إلى القضاء المستقل ‪.‬‬

‫وزارة الداخلية في البحريععن ظلععت إلععى فععترة قريبععة جععدا متهمععة بشععتى أنععواع التهععم السياسععية‬
‫والجنائية ونتيجة لععذلك تشععكلت فجععوة واسعععة لععم تععرد حععتى الن بيععن الععوزارة والنععاس ‪ .‬فطععوال‬
‫الفترات الماضية واجهت وزارة الداخلية اختبارات عديدة على مسععتوى ضععبط المععن وفشععلت فععي‬
‫تقديم نموذج عصري لقوى المن الداخلي وتعورطت فعي تسعبب قتعل معواطن فعي مظعاهرة أمعام‬
‫السفارة المريكية وإصابة العديد من المواطنين في احتجاجات مطلبية‪ ،‬كما وجهت إليهععا انتقععادات‬
‫حادة تتعلق بالستخدام المفرط للقوة في فض المسيرات والمظاهرات الحتجاجيععة وفععي مسععتوى‬
‫آخر تزايدت نسبة الجرائم الجنائية بشكل واضح آخرها حدوث أكثر من ثلث جرائم قتل عمدي فععي‬
‫العام الحالي ‪.‬‬

‫ومن الطبيعي أن تفقد الوزارة جزء كبيرا من كسوة الحتراميععة ‪ respectability‬وهععي الن مطالبععة‬
‫بتحسين صورتها أمام المجال العمومي في كافة القطاعات التابعة لها وليس قطاع أفراد الشععرطة‬
‫أو المن فقط ‪.‬‬
‫على إثر ذلك قام وفد نيابي بعقد لقاء مع وزير الداخلية لبحث الموضوع والحصول على معلومات‬
‫تفصيلية ودقيقة مطمئنععة لمواجهععة التهامععات الموكلععة إلععى الحكومععة بالعمععل علععى تغيععر التركيبععة‬
‫الديمغرافية للسكان ومحاولة اللعب في أعداد الناخبين وجداول النتخابات التي لععم يحععدد موعععدها‬
‫حتى الن رغم انتهاء الفصل التشريعي الرابع وانحلل المجلس النيابي ‪.‬‬

‫كان رد الوزير مؤدبا وحصيفا جدا ولكنه رد حكععومي فععي السععاس وبالتععالي فععالرجوع إلععى تاريععخ‬
‫الحكومة في الردود يبقى هو المحصل من أي لقععاء ‪.‬الحععديث الطويععل كععان مغلفععا بالحيلععة وإخفععاء‬
‫المعلومات وانعدام الشفافية فأبرز ما جاء في اللقاء المذكور أن عملية التجنيععس عمليععة مسععتمرة‬
‫ولن تتوقف والحجة في ذلك أن البحرين ملتزمة باتفاقيععات دوليععة فععي هععذا الشععأن ‪ .‬الواقععع أنععه ل‬
‫‪27‬‬
‫‪8‬‬
‫‪27‬‬
‫توجد أي اتفاقية دولية تلزم أي دولعة بعالتجنيس‪ ،‬فهعو أمعر سعيادي معا دامعت الدولعة ل تععاني معن‬
‫‪9‬‬
‫مشكلة ما يطلق عليه البدون وهم الفئة التي ل تمتلك أي جنسية فهؤلء هم من يجب علععى الدولععة‬
‫تصحيح وضعهم القانوني وما يحدث في العشرة آلف هو استبدال جنسيات بالجنسية البحرينية فععي‬
‫عملية خرق للقانون الجنسية الذي يشترط أقامة مدة ‪ 15‬سنة للعربي و ‪ 25‬سنة لغير العربي وجل‬
‫المجنسين ل تنطبق عليهم شروط قانون الجنسية ‪.‬‬

‫في الفترات الماضية تم التجنيس بناء على أوامر ملكية والقععانون ل يشععترط أي شععرط فععي هععذا‬
‫المر الملكي وقد تم تجنيس أكثر من ‪ 30‬ألفا بفعل هذه الوامر الملكية‪ .‬في هذه الوجبععة الجديععدة‬
‫لم يصدر المر الملكي ولم يفصح وزير الداخلية عن وجود مثل ذلك وكان رد الوزير أن التععدافع هععو‬
‫مجرد تقديم طلبات لععم يحسعم المععر فيهععا‪ ،‬بعععد فهععل بمقععدور وزارة الداخليععة كشععف المعلومعات‬
‫للجهات المهتمة وممارسة قدر ضئيل من الشفافية ‪.‬‬
‫وفق منطق الحيلة ) اللواتة( ل إمكان لفعل ذلك بل المطلوب التسليم والوثوق بالكلم و تصععديق‬
‫الوعود أما الحتكام لمنطق الدولة وقانون الشفافية وحق المواطن في الحصول علععى المعلومععات‬
‫العامة فل يبدو أن ذلك قابل للتصديق‪ .‬تبقعي الدولعة ومنطقهعا ملجعأ أخيعرا يتعم اللجعوء إليعه وقعت‬
‫اشتداد الزمات وصعوبة الخروج بمنطق الحيلة أو كسل اليد الخفية عن العمل‪.‬‬

‫كان وزير الداخلية متفهما ومؤيدا لكثير من المخاوف وشتى أنواع القلق الذي أثاره الوفد النيععابي‬
‫وأكد الوزير أن تهمة تغير التركيبة السكانية غير واردة أبدا فععي جعبععة الحكومععة ‪ .‬يبقععى هععذا الكلم‬
‫مفهوما‪،‬والشيء غير المفهوم فيه كيف لزيادة تقدر ب ‪ %2‬كزيادة في معدل ارتفععاع السععكان تتععم‬
‫في غضون ثلث سععنوات ول تتغيععر التركيبعة السعكانية أو الديمغرافيعة ؟ وال مفهعوم أيضعا أن يعرى‬
‫المواطن تغيرا في منطقته ونسععبته ولكععن الجهععزة الداريععة فععي الحكومععة ل تععرى صععحة مععا يععراه‬
‫المواطن ؟‬

‫كثير من الراء ذهبت إلى رغبة الحكومة في تغير نتائج النتخابععات القادمعة وتعكيعر الصعوات فعي‬
‫دوائر معينة تختص بقوى المعارضة فدائرة النعيم مثل مهددة بدخول أكثر مععن ‪ 3‬آلف صععوت جديععد‬
‫وهكذا الدوائر الخرى‪ .‬هذا هو جزء من لعبة الحيلة والجزء الهم هو رغبة الحكومة في تخليص عدد‬
‫كبير من النواب من الضعغط الشععبي وبالتعالي سعهولة تطعويعهم فالمجنسعين حعديثا غيعر مهتميعن‬
‫بالجانب الرقابي والتشريعي قدر اهتمامهم بالجانب الخدماتي ‪.‬‬

‫امتدادات هذه اللعبة ل تقتصر على تيار المعارضة فهناك رغبعة حكوميععة فععي التخلععص مععن وجعوه‬
‫كثيرة من تيار الموالة فهي ل ترغب في فوز السلميين أيا كانوا حتى ولو كعانوا مععن تيععار المععوالة‬
‫وبالتالي فنحن أمام حيلة متعددة الوجوه ربما عجزت الجمعيععات السياسععية مواجهتهععا بععإنفراد ممععا‬
‫يحتم عليها الرجوع إلى القواعد الشعبية لممارسععة أكععبر ضععغط ممكععن ‪ ،‬إذ ليععس مععن المتوقععع أن‬
‫تتوحععد أرضععية سياسععية لوقععف طععوابير طععالبي الجنسععية لكنععه مععن الععواقعي جععدا البععدء بععالتحرك‬
‫الجتمععاعي والشعععبي ومععن حععق النععاس فعععل ذلععك وممارسععة الضععغط الشععديد للحععد مععن عمليععة‬
‫التجنيس ‪.‬‬

‫قوة دفاع البحرين ومشروع البادة الجماعية‬


‫قد تبدو علقة قوة دفاع البحرين بما يدور من حديث حول تسريع الحكومة في تجنيس اللف من‬
‫الجانب من السيويين‪ ،‬علقة غير واضحة ومبهمة لحد مععا‪ ،‬نتيجععة للحظععر المعلومععاتي الععتي يحيععط‬
‫‪27‬‬
‫‪9‬‬
‫‪28‬‬
‫بعملية التجنيس نفسها‪ ،‬وسرية التحركات التي تقودها قوة دفاع البحرين في كل أمورها ‪ .‬سعأحاول‬
‫‪0‬‬
‫هنا عرض حقيقة طالما أغفلت في كل سجالت النقاش السياسي في البحرين وهي أن هنععاك دورا‬
‫كبيرا وتدخل من قبل قوة دفاع البحرين في تسير العملية السياسععية والشععؤون الخععرى خلفععا لمععا‬
‫معروف من عدم تدخل الجيوش في شؤون الحكم في الدول العربية الخليجية ‪.‬‬

‫في العام ‪ 2002‬سرب خبر من قبل أحد العاملين في قوة دفاع البحرين ونشرته صحيفة المنامععة‬
‫اللكترونية وتسبب في إغلقها‪ ،‬فقد كشفت الصحيفة عن صدور أمر ملكي سععري يقضععي بتجنيععس‬
‫كل منتسبين قوة دفاع البحرين من الجانب‪ .‬يومها لم تنضج قضية التجنيعس بععد مثلمعا هععي اليعوم‬
‫ناضجة‪ ،‬فالمعلومات كانت قليلة نوعا ما إضافة إلى تداخل المجنسين مع المحرومين مععن الجنسععية‬
‫أو ما يطلق عليهم بالبدون ‪ .‬خطورة القضية كانت تتعلق بقوة دفاع البحرين وسععرية المععر الملكععي‬
‫وعدم نشر ذلك في الجريدة الرسععمية‪ ،‬وحسععب بنععود دسععتور ‪ 1973‬ودسععتور ‪ ) 2002‬المععادة ‪30‬‬
‫فقرة )ب( الدولة وحدها التي تنشععىء قععوة الععدفع والحععرس الععوطني والمععن الععام ول يععولي غيععر‬
‫المواطنين هذه المهام إل في حالة الضرورة القصوى وبالكيفية التي ينظمها القانون ( إل أن تركيبة‬
‫هذه القوات كعانت ومعا زالعت محعل جعدال فالجعانب يشعكلون أكعثر معن ‪ %60‬معن قعوة الجيعش‬
‫يتوزعون على السورين واليمنييعن والردنييعن معن الععرب فععي حيععن يشعكل البلعوش العنصعر غيعر‬
‫العربي وهناك أكثر من ‪ %75‬من الجانب في قطاع المن جلهم من الهنود والبلوش واليمنيين أمععا‬
‫الحععرس الععوطني فمععا زالععت النسععبة غيععر معلومععة بالدقععة إل أن الجععانب خصوصععا المغاربععة‬
‫والباكستانيين يشكلون عدد ل باس به‪ .‬لذا كان المععر الملكععي واضععحا فععي ضععرورة تجنيععس هععؤلء‬
‫للتخلص من المأزق الدستوري الذي يواجه الدولة من جهة ‪ ،‬والستجابة إلععى رغبععة ضععباط الجيععش‬
‫وقيادة الركان فيه إلععى تنفيععذ مخطععط تغيععر التمثيععل الععديمغرافي فععي البحريععن مععن خلل توسععيع‬
‫التجنيس لكبر عدد ممكن من الجانب السنة أو غير المسلمين على وجه الخصوص من جهة ثانية‪.‬‬

‫وحسب تقرير صدر هذا العام عن مركععز الدراسععات الدوليععة والسععتراتيجية ومقععره أمريكععا‪ ،‬فععإن‬
‫الجيش البحريني يتكون من ‪ 8,500‬فرد‪ ،‬ويقول التقرير إن أعداد القععوات البحرينيععة كععانت تسععتمر‬
‫في الرتفاع ‪ 2001-2000‬أثر تحسن علقات المملكة مع قطر وإيععران‪ .‬وأكععد التقريععر أن البحريععن‬
‫تنفق ما يقرب من ‪ %5‬من أجمالي الناتج القومي الجمععالي علععى قطععاع الععدفاع عععام ‪ ،2004‬وإن‬
‫انخفض المعدل لع ‪ %3,5‬عام ‪ .2005‬وتقول الدراسة إن النفاق العسكري البحرينععي أصععبح محععل‬
‫اهتمام المجلس الوطني‪ ،‬حيث أن العديد من أعضائه يعتقدون أن "النفاق الدفاعي البحريني يجب‬
‫أن يقل‪ ،‬نظرا لن البحرين تتمتع بعلقات جيدة مع جيرانها في المنطقة‪ ".‬وكععان الجيععش البحرينععي‬
‫) قوة الدفاع ( قد تدخل لقمع المطالبين بعودة العمل بدستور ‪ 1973‬عام ‪ 1996‬وتسبب في قتععل‬
‫أكثر من واحد على إثر دعوة من الملك حمد إبان تولية لولية العهد ‪.‬‬

‫منذ تأسيس قوة دفاع البحرين نهاية الستينات فقد تأسس نواته من القوة القبلية مع إضافة بعض‬
‫العناصر الخرى مثل الشيعة والهولة‪ .‬بيد أن السععلطة القبليععة لععم تمنععح أي عنصععر غيععر قبلععي مععن‬
‫الترقي إلى أكثر من رتبة ضابط ولم يمنع هذا التكوين القبلي للجيش من العتمععاد علععى المرتزقععة‬
‫) وفقا لتصنيف المم المتحدة فععإن أي فعرد ينظعم إلععى جيعش غيعر جيعش دولتعه للعمععل فيععه فهععو‬
‫مرتزق( من جاليات عربية وغير عربية ‪ .‬كانت سياسية قوة دفاع البحرين تقوم على حراسععة نظععام‬
‫الحكم بالدرجة الولى من أي محاولة اختراق والتصدي لي جهة تهدد استقراره‪ .‬بداية من منتصععف‬
‫السبعينات ارتكزت سياسعية قعوة الععدفاع علععى عسععكرة السععنة بتععوفير تسعهيلت ومغريعات ماليعة‬
‫وتسهيلت قضاياهم في أمور الدولة انطلقا من قععانون القععرب والحظععوة المعمععول بععه فععي صععلب‬
‫‪28‬‬
‫‪0‬‬
‫‪28‬‬
‫نظام الحكم‪ .‬تصاعدت هذه السياسية بعد انتصار الثورة السلمية في إيران ‪ 1979‬وتعالت أصوات‬
‫‪1‬‬
‫عديدة بضرورة طرد وتسريح الشيعة من قوة الععدفاع‪ ،‬وبالتععالي منععع توظيععف أي شععيعي فععي قععوة‬
‫الدفاع وحصر ذلك في المرتزقة من السوريين والسودانيين والردنيين والبلوش والسنة من العنصر‬
‫القبلي قدر المكان‪.‬‬

‫وحسب شهادات واسعة من قبل أفراد في قوة دفاع البحرين فقد شهد الجيععش البحرينععي تخلخل‬
‫في صلبته جراء إعطاء الجنسية للجانب وأصبحوا يعاملون البحرينيين معاملة قاسية‪ .‬ومن المعلوم‬
‫أن أفراد قوة دفاع البحرين معن الجعانب المجنسعين يحصعلون علعى وحعدات إسعكانية خاصعة بهعم‬
‫وعلوات أعلى من البحرينيين‪.‬‬
‫وفي الواقع لم تجد سياسية عسكرة أهل السنة في صبغ الجيش بصبغة طائفيععة حيععث فععاق عععدد‬
‫المرتزقة عدد السنة بأكثر من ‪ %50‬رغم حصر المرتب العليا علععى أفععراد العائلععة الحاكمععة وأفععراد‬
‫القبائل الحليفة لهم ‪ .‬خطورة هذه السياسية أنها ولدت عداء مركز ناحية المواطنين الشيعة إن من‬
‫إشاعة أن الشيعة مرتبطين بولء ليران وأنهم يشععكلون خطععرا علععى سععلمة واسععتقرار البلد وقععد‬
‫أسهم ذلك في تكريس العداء بين السنة والشيعة وفصلهم مناطقيا وشعوريا عن بعضهم البعض ‪.‬‬

‫لكن هذا لم يحقق رغبععة قععوة دفععاع البحريععن فععي درء خطععر الشععيعة المزعععوم فمععا زلت نسععبة‬
‫الشيعية تقدر بأكثر من ‪ %60‬في أقل التقادير وهم على تواصل جيد مععع أهععل السععنة‪ ،‬لععذا عمععدت‬
‫قوة دفاع البحرين إلى أحد منتسععيبيها للقيععام بدراسععة شععاملة عععن أوضععاع الشععيعة السياسععية فععي‬
‫البحرين للخععروج بتوصععيات تسععتطيع الحكومععة العمععل بهععا‪ ،‬خصوصععا بعععد مقاطعععة جمعيععة الوفععاق‬
‫المحسوبة على الشيعة للنتخابات البرلمانية ومعارضتها الصريحة لدستور ‪ .2002‬وفي عععام ‪2003‬‬
‫سربت مسودة غير منشورة من هذه الدراسة التي بحث فيها الكاتب تاريخ الشععيعة السياسععي فععي‬
‫البحرين وتوصل إلى نتيجة تعتبر من أخطر النتائج وهي أنه ل يمكععن ضععمان ولء الشععيعة للحكومععة‬
‫وجاءت توصيات الدراسة بناء على هذه النتيجة موضحة ضرورة العمل على عدة مستويات منها ‪:‬‬
‫‪ -1‬ضرورة تخليص قوة دفاع البحرين من أي عنصر شيعي ‪.‬‬
‫‪ -2‬العمل على تخفيض نسبة الشيعة في البحرين إلى أقععل مععن ‪ %50‬مععن خلل عمليعة تجنيععس‬
‫واسعة للعناصر السنية المقيمة في البحرين ‪.‬‬

‫إن وجود مثل هذه الدراسة ودراسات أخرى في أرشيف قوة الدفاع يؤكععد أن هرميععة الحكععم فععي‬
‫البحرين ليست كما هي موضععحة فععي بنععود الدسععتور ول تعمععل بالشععكل الظععاهر فععي المؤسسععات‬
‫رسمية‪ ،‬فهناك بنية خفية تدار من خلفها أمور الدولة تشكل قوة دفاع البحرين إحدى أركانها إضععافة‬
‫إلى مجلس العائلة حيث تدار شؤون البلد ‪.‬‬
‫المر الخفي والمعلن هنا أن هناك تدخل من قبععل قععوة الجيععش فععي عمليععات خارجععة عععن صععلب‬
‫وظيفتعه الساسعية فلعم يقتصعر تعدخله علعى قمعع بععض المظعاهرات السياسعية كمعا فعي أحعداث‬
‫النتفاضة الدستورية ) ‪ (2000-1994‬بل تعدى ذلك إلى التأثير فععي إدارة الشععؤون السياسععية عععبر‬
‫فرض توصياته من أجل تغير التركيبة الديمغرافية والسكانية للبحرين ‪.‬‬

‫وتطبيقا للتوصية الثانية من الدارسة المعنية فقد عملت الحكومة على فتح باب التجنيععس بصععورة‬
‫مقلقة جدا من أجل تغير التركيبة الديمغرافية وحسب بعض الرقام غير الرسمية فإن عدد الذين تم‬
‫تجنيسهم منذ ‪ 2005 – 2001‬يتجاوز ‪ 50‬ألفا يشكل السنة أكثر من ‪ %70‬منهم و ل تفصععح وزارة‬
‫الداخلية عن الرقام الحقيقة لمن تم تجنيسهم ‪.‬‬
‫‪28‬‬
‫‪1‬‬
‫‪28‬‬
‫‪2‬‬
‫يتأكد ذلك في شأن لجنة التحقيق البرلمانية بشأن أوضاع التنجيس المنبثقة عععن مجلععس النععواب‪،‬‬
‫التي قامت بفحص ) ‪ (1100‬ملف من أصل )‪ (7292‬ملف للفترة ‪ 2001-3-19‬حععتى ‪2003-8-31‬‬
‫ومنعت من بحث الحالت السابقة عن هذا التاريخ ولم تتوصل اللجنععة إلععى كشعف أي تجععاوز سععوى‬
‫‪ 48‬حالة فقط موزعة كالتي ‪:‬‬
‫‪ 14 -‬حالة لم يستكملوا المدة القانونية أو خالية من إثبات القامة‪.‬‬
‫‪ 6 -‬حالت منحت الجنسية بدون أوامر ملكية ‪.‬‬
‫‪ 28 -‬ملف بها قصور إداري ‪.‬‬
‫أي أن نسبة التجاوز ل تتعدى ‪ %4‬من الحالت التي تم فحصها أما الحالت الباقية فتمت بناء على‬
‫أوامر ملكية‪ .‬وفقا لقانون الجنسية‪ ،‬فللملك حق أعطاء الجنسية لي شخص حععتى لععو لععم يسععتوفي‬
‫شروط الجنسية وقد كانت هذه الوامر محععل امتعععاض شععديد مععن قبععل النععاس خصوصععا بعععد منععح‬
‫الجنسية البحرينية للمغنية السورية أصالة التي شرحت تفاصيل حصولها على الجنسية‪.‬‬

‫ربما أعتبر البعض أن دور قوة دفاع البحرين فعي شعؤون التجنيعس والسياسعات المحليعة الخعرى‬
‫يماثل دور المحععافظين الجععدد فععي الوليععات المتحععدة مععن حيععث اعتمععاد الطائفيععة والقععوة لتمريععر‬
‫الهداف والمصالح التابعة لهم فهنعاك رغبعة قويععة فععي خفعض نسعبة الشعيعة فععي البحريعن لتماثعل‬
‫نسبتهم في دول الخليج الخرى كالكويت وقطر حيث تبلغ نسبة الشيعة فععي الكععويت قرابععة ‪.%25‬‬
‫إضافة إلى ذلععك فععإن القععانون الععداخلي وحزمععة القععوانين المعمععول بهععا ل تععترك مجععال بعيععدا عععن‬
‫سيطرتها بما في ذلك الشؤون الشخصية فل يحق لي فععرد أن يععتزوج بععأي فتععاة مععن دون موافقععة‬
‫الجهة المعنية في قوة الدفاع بل يصل المر إلى منع البعض من الزواج من خارج مذهبه وإل تعرض‬
‫للعقاب وإنزال الرتبة كما حدث لكثر من واحد‪ .‬وهذا المر يمثععل خطععورة ل يمكععن التغاضععي عنهععا‬
‫وهي اندراج ذلك تحت بند البادة الجماعية حسب قانون المم المتحدة‪.‬‬

‫انظر ميشال فوكو المراقبة والعقاب‬ ‫]‪[1‬‬


‫جريدة اليام‬ ‫]‪[2‬‬
‫صحيفة الوسط‬ ‫]‪[3‬‬
‫جريدة اليام ‪2006-5-15‬‬ ‫]‪[4‬‬

‫‪11-09-2006‬‬

‫‪28‬‬
‫‪2‬‬
‫‪28‬‬
‫إدماج أم تدميرالبحرين ؟‬
‫‪3‬‬
‫الكاتب ‪ :‬جعفر يتيم‬

‫أحدهم رأى ملصق الوفععاق ) التجنيععس السياسععي جريمععة بحععق الععوطن والمععواطن ( وأخععذ يقععرأ‬
‫بصوت عالي ويسخر من العبارة ‪ ,‬سألته لماذا هذاالفعل يا هععذا ‪ ,‬أجععاب بلش جريمععة وبلش كلم‬
‫فاضي وأضاف كل واحد يعمل ويدي فلوس ويستثمر ويعمل بمكانه وتكون البلد راحت فععوق ‪,‬وزاد‬
‫هذا الفيلسوف أن المام علي والرسول حثوا على العمل وعمران الوطان !؟‬

‫قلت له واأسفاه عليكم يعاعرب علعى معاتفعلونه فعي بلعدانكم وتعأتون لنعا بهعذا الفكرالمغلعوط ‪,‬‬
‫وعاجلني برده والله العظيم أحب الشععيعة وصععار لععي سععنين أعيععش وأتعامععل معهععم ‪ ,‬قلععت لععه أن‬
‫المسألة ليست في السنة أو الشيعة ولتحاول أن تجرنا الى الطائفية ‪ ,‬وانما المسألة أكبر من ذلك‬
‫وهناك من يتآمر على هذا الشعب والبلد العزيز ‪ ,‬عموما ً الكلم يطول حيععث دار بينععي وبينععه الكععثير‬
‫‪,‬واتضح بعد ذلك أن الشخص من الذين حصلوا على الجنسية البحرينية ‪.‬‬

‫ربما هذه الحادثة من عشرات الحوادث التي يتلقاها الشعب البحريني في حيععاته يومي عا ً ويتجرعهععا‬
‫غصة بعد غصه ‪ ,‬ولكن الهم من كل ذلك أن هذه الحادثة على القل بالنسععبة لععي تعععبر عععن إحععدى‬
‫الردود الموضوعيه والواقعيه لمن يدعو الى ادماج المجنسين بهذه السهولة كما أن هذا الرد جانب‬
‫ميداني على الرض وليس نظريا ً كما يتنبأ به العلميون والسياسيون للمسععاوئ الععتي سععتحل علععى‬
‫البحرين ‪.‬‬

‫مايثير الغضب لمفهوم إدماج المجنسين هو أن هذا المفهوم استفزازي وكععأن عرابيععه ليسععوا مععن‬
‫سكنة البحرين ؟ وليدرون بتفاصيل التجنيس كيف تعم ومعن أي البلد جعائوا بهعم ولمعاذا جيععئ بهعم‬
‫وماهي الدوافع وراء كل هذا التجنيس ؟‬

‫ليس هناك بحريني شريف واحدضد إدماج المجنسين الذين كفل لهم القانون حععق الجنسععية فععي‬
‫المجتمع البحريني من حيث المبدأ ‪ ,‬فالمجنسععون عاشععوا وبعضععهم ولععدوا علععى هععذه الرض وتربععو‬
‫عليها وأكلوا من خيرها والمواطنون أخوة لهم ولكن السععؤال الحقيقععي مععن هععم المجنسععون الععذين‬
‫يمكن أن يتم العمل على إدماجهم في المجتمع هععل الععذي أتععى البحريععن وخععدم أرضععها وشعععبها أم‬
‫الذي أستجلب لضرب شعبها وأخذ خيراتها ؟؟‬

‫فعلى من يطلعق هعذا المفهعوم أن يعيعه جيعدأ قبعل اطلقعه وععن معاذا يتحعدث فالمطالبعة بععدم‬
‫التجنيس وفتح الملف ومحاكمة من يتورط بالتجنيس السياسي في هذا الوقت أول وأهم من اطلق‬
‫شعارات تجرنا الى الصراعات وتدعو الى ترك الولويات والملفات المهمععة للععوطن كمععا أن هنععاك‬
‫من يطلق هذا المفهوم لمآرب طائفية وسياسية وقصده من ذلك تدمير وخراب البلد ‪ ,‬والمفهوم له‬
‫شرطه وشروطه وأصوله في أن تكون له أرضيه وطنية واحدة وجامعة يراعا فيها المصععلحة العامعة‬
‫للبحرين وشعبها وليمكن أن يَنظر لها من منظور ضيق عععبر مقععال يكتععب فععي الصععحافة أو جلسععة‬
‫عابرة في إحدى الجلسات الرمضانية ‪.‬‬

‫‪18-10-2006‬‬
‫‪28‬‬
‫‪3‬‬
28
4

28
4
‫‪28‬‬
‫سري للغاية‬
‫‪5‬‬ ‫ع ‪) 3‬عين تكعيب(‬

‫الكاتب ‪ :‬الدكتور عبد الجليل السنكيس‬

‫"سري للغاية" كلمتان توضعان في أسقل التقارير "الختصاصية" التآمرية التي تصععدر مععن الععديوان‬
‫"الملكي" لتعبر عن توجه النظام وخططه وتوزع على شخصيات محددة‪ ،‬تكون عادة لعبععة بصععورة‬
‫أو أخرى في تنفيذ هذه المخططات‪ .‬ونسرد هنا بعض مما تم تسريبه من هععذه التقععارير الغايععة فععي‬
‫الخطورة والتي تستهدف إستبدال شعب البحرين الصيل‪ -‬بسنته وشيعته‪ -‬بأعداد كبيرة من شعععوب‬
‫وجنسيات مختلفة‪ ،‬يستغل النظام حاجتها للعيش بامان إجتمععاعي واقتصععادي ليحقععق بععذلك أهععدافه‬
‫الصلية في إستئصال هذا "الشعب من الوجود‪ ،‬عبر ما أطلق عليععه "التجنيععس" أو مععا نطلععق عليععه‬
‫"التوطين"‪.‬‬

‫فبحسب هذا التقرير السري للغاية‪ ،‬فالطائفة الشيعية لهعا سعلح مععروف بعالعيون الثلثعة أو )ع ‪(3‬‬
‫عين تكعيب أو أس ثلثععة‪ -‬رياضععيا‪ .‬وترمععز الععى علععم ‪ +‬عمععل ‪ +‬عيععال‪ ،‬إسععتطاعت أن تجعععل مععن‬
‫وجودهععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععا أكثريععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععة‬
‫فبحسب التقرير السري للغاية‪ ،‬فالطائفة الشيعية لها سلح معروف بععالعيون الثلثععة أو )ع ‪ (3‬عيععن‬
‫تكعيب أو أس ثلثة‪ -‬رياضيا‪ .‬وترمز الى علم ‪ +‬عمععل ‪ +‬عيععال‪ ،‬إسععتطاعت أن تجعععل مععن وجودهععا‬
‫أكثرية‪.‬‬
‫والشكل المأخوذ من هذا التقرير يوضح الفرق في العدد بين الطائفتين‪ -‬السنية والشيعية‪ ،‬وحععتى‬
‫يمكن قلب المعادلة‪ ،‬لمناص من القيام بعملية تجنيس بمعدل معيععن يحقععق المطلععوب فععي سععنين‬
‫محددة‪ .‬فتجنيس ‪ 10‬آلف في السنة الواحدة ل يمكععن مععن الوصععول الععى حالععة التععوازن ومععن ثععم‬
‫ترجيح الكفة‪ .‬أما إذا تم التجنيس يمعدل ‪ 20‬ألف في السنة الواحدة‪ ،‬فإن حالة التعادل تحصل فععي‬
‫العام ‪ 2016‬ميلدية‪.‬‬

‫وإذا ما أريد لعملية التغيير الطائفي أن يكون سريعًا‪ -‬حوالي العام ‪2010‬م‪ ،‬فلبد أن بكون معععدل‬
‫التجنيس ‪ 50‬ألف في السنة‪ ،‬وهو الخيار الستراتيجي الوحد‪ -‬بحسب هذا التقرير‪.‬وقد تم الستفادة‬
‫مععن تجربععة الكيععان الصععهيوني حينمععا تععوجه لععدول أوروبععا الشععرقية‪ ،‬وأفريقيععا والهنععد لزيععادة عععدد‬
‫المموطنين اليهود في فلسطين‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫‪5‬‬
‫‪28‬‬
‫بالمعدل الخير‪ ،‬فإذا تحدثنا عن بدأ الخطة في ‪ -2005‬تقريبًا‪ ،‬فيحتاج النظام الى حوالي ‪ 225‬ألععف‬
‫‪6‬‬
‫) على أقل تقدير‪ ،‬حيث يجب أن يكون الرقم أكبر من ذلك( لتجنيسيهم‪ ،‬ولبد أن يكونوا من السنة‪،‬‬
‫ليقلبوا عدد الشيعة في البحرين‪ .‬فما هي خطة النظام والطرق التي بها يسحتصل النظام على هذه‬
‫الرقام الخيالية "تحت أعين القيادات الشعععبية والمعارضععة"‪ -‬عينععك عينععك‪ ،‬ودون خفععاء‪ ،-‬ومععا هععي‬
‫الجنسيات )الدول( التي سوف "تموله" بمواطينيها لتحقيق الهدف المنشود؟‬

‫أن الديوان الملكععي قععد قععام خلل ‪ 6‬أشععهر مععن العععام ‪2003‬م بتجنيععس ‪ 7300‬حالععة‪ ،‬ولكععن هععذا‬
‫المعدل غير مرضي‪ ،‬ولهذا جاءت القتراحات لزيادة المعدل كالتي‪:‬‬
‫‪ -‬من أصل ‪ 120‬ألف "سني" عراقي في الردن‪ ،‬يمكن الستفادة من هذا الكم في تسهيل نععزوح‬
‫– على القل‪ 30 -‬الف منهم للبحرين‪ .‬وسوف يتم إسععتخدام حملععة "التمييععز والضععطهاد الطععائفي"‬
‫ضد السنة في العراق للقيام بعمليات دعائية لهذا النزوح‪ ،‬وما التشجيع على إقامة "مجالس العزاء"‬
‫على الطاغية المقبور صدام حسين‪ ،‬وما الحملة الطائفية المسعورة ضد الشيعة في البحرين والتي‬
‫تبعت عملية إعدامه إل توطئة وتمهيد لقبول ذلك المر‪ -‬أي النزوح العراقععي للبحريععن‪ -‬بععل والععدقاع‬
‫عنعععععععععععععععععععععععععععععععععععععععه بكعععععععععععععععععععععععععععععععععععععععل قعععععععععععععععععععععععععععععععععععععععوة‪.‬‬

‫‪ -‬من أصل ‪ 30‬مليون سوداني‪ -‬عدد سكان السودان‪ ،‬هناك ‪ 700‬ألف مغترب سوداني في الخليج‬
‫العربي موزعين على السعودية‪ ،‬والمارات وسلطنة عمان‪ .‬كمععا يوجععد حععوالي ‪ 200‬ألععف سععوداني‬
‫لجئ يعيشون في مصر وغالبيتهم مسجلين لدى المم المتحدة للجئين في انتظار إجععراءات إعععادة‬
‫توطينهم كندا والوليات المتحدة واسترالية وبععض العدول السعكندنافية‪ ،‬ولكعن إجعراءات تعوطينهم‬
‫طويلة تستمر ‪ 5-3‬سنوات‪ .‬فيمكن النظر فعي هعذا المصعدر لتكعون البحريعن حاضعنا ً لععداد كعبيرة‬
‫منهععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععم‪.‬‬
‫‪ -‬المصدر الثالث هو اليمن التي يتجاوز عدد سكانها ‪ 21‬مليون نسمة يرون في البحرين محل جذب‬
‫خاصة في ظل ظروفهم المعيشية المتدنية‪.‬‬
‫‪ -‬يمكن أيضا الستفادة من دول عربية أخرى كالردن‪ ،‬ومصر والمغرب حيث يمكن الستفادة مععن‬
‫"فوائضها السكانية" في حدود ‪ 15‬ألف سنويًا‪.‬‬
‫‪ -‬أيضا يمكن الستفادة من الذين ولدوا في الكويت والسعععودية )فئة البععدون( لسععهولة إنععدماجهم‬
‫‪28‬‬
‫‪6‬‬
‫‪28‬‬
‫فععععععععععععععععععععععععععععععععععععي المجتمععععععععععععععععععععععععععععععععععععع البحريععععععععععععععععععععععععععععععععععععن‬
‫‪7‬‬
‫‪ -‬تخفيض عدد ستوان القامة في البحرين الى ‪ 3‬سنوات للفععراد السععنة مععن أصععول عربيععة‪ ،‬وهععذا‬
‫سوف يرفع القدد المتوفر حاليا‪ -‬حسب التقرير‪ -‬الى ‪ 25‬ألف شخصًا‪.‬‬
‫وبحسب تقرير الديوان الملكي والتوصيات أعله‪ ،‬يمكن تلخيص حصيلة مصادر التجنيس "للسععنة"‬
‫كما في الجدول‪:‬‬
‫وقد عهد الى الشيخ محمد بن عطية الله الخليفعة‪ -‬رئيععس العديوان الملكععي‪ -‬لعترأس لجنععة دائمعة‬
‫تعنى بالعمل على متابعة وتنفيذ مخطط )معالجععة الختلل الطععائفي( تغييععر التركيبععة الطائفيععة فععي‬
‫البحرين‪ .‬الهدف هععو تسععهيل نععزوح اللف مععن السععنة مععن "جميععع أنحععاء العععالم" السععلمي ممععن‬
‫يسميهم التقرير "أهل الثقعة" لنجععدة العائلععة الخليفيعة "السعنية" معن شععيعة البحريععن "أهعل العولء‬
‫الخعععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععارجي"‪.‬‬

‫تعليعععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععق أخيعععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععر‪:‬‬
‫هذا ما يخطط له الديوان الملكععي فععي البحريععن‪ .‬مععن اجععل أن يبقععى فععي الحكععم‪ ،‬ل يهمععه النظععام‬
‫الخليفي أن تتحول البحرين لغابة من البشر يأكل بعضه بعضَا‪ .‬أن تنشب الفتنعة والحعرب بينهعم‪ ،‬أن‬
‫يقتتلوا‪ .‬أن يقتل السني من أم شيعية أخاه الشيعي من أم سنية‪ ،‬أم غير ذلععك‪ .‬أن تتكععون الحععزاب‬
‫السنية لتفجير أماكن تجمع الشيعة‪ ،‬أو أن تتكون الميليشيات الشيعية لغتيععال الشخصععيات السععنية‪،‬‬
‫كل ذلك ل يهم‪ .‬ليهم أن اسعتبحت الحرمعات والعدم البحرينعي‪ -‬السعني والشعيعي‪ .‬ليهعم أن تحعرم‬
‫مناطق شيعية على دخول السنة وبالعكس‪ ،‬ليهعم أن يتعوجس الجميعع معن الجميعع الغعدر والغيلعة‪،‬‬
‫ليهم أن يفقد الجميع المن والمان‪ .‬أهم شيئ أن تكون الرفاع وبالتحديععد مععن يقطععن الرفععاع فععي‬
‫أمن وأمان‪ ،‬تجبى له الجبات وتسير له الغنائم‪ ،‬وتعزف لع أغاني الوفاء‪ ،‬وإن كان على جمععاجم هععذا‬
‫الشعب‪ .‬يراد لماضي هذا الشعععب أن يقععف ليععذوي فععي النسععيان‪ .‬يععراد لهععذا الشعععب ان يكععون بل‬
‫مستقبل‪ ،‬بلهوية ول تاريخ ول وجود اسمه شعب البحرين‪ ،‬فهل من معتبر؟‬

‫هل سنأخذ موقف غير معرفة نوايا وخطط هذا النظام التآمري؟ أم نقف وقفة رجل واحععد لنقععول‬
‫له "كفى"‪ ،‬نحن شعب واحد –سنة وشيعة‪ -‬ندافع عن البحريععن‪ .‬مععن يمععس السععني يمععس الشععيعي‬
‫ومن يمس الشيعي يمس السني‪ ،‬ولفرق بينهم‪ .‬نرفض الستنهاض الطائفي والتهييععج‪ ،‬كمععا نرفععض‬
‫الفتنة بكا مسمياتها‪ ،‬ونردد المثل القائل‪" ،‬أكلت يوم أكل الثور السععود" وأن النععار إذا اشععتعلت لععن‬
‫تفرق بين الخضر واليابس‪ ،‬والفتنة لن تميز بين السني والشيعي‪ .‬فحذار حذار من الفتنة يععا شعععب‬
‫البحرين‪ ،‬لعن الله من أثارها وأوقظها‪.‬‬

‫‪10-01-2007‬‬

‫‪28‬‬
‫‪7‬‬
‫‪28‬‬
‫صورة ل تطابق الصل‪ ...‬هنا »ملعب التجنيس«!‬
‫‪8‬‬ ‫القنبلة الموقوتة‪ ...‬عبث بها »مشير« راكضا بملف »خطير«‬

‫الكاتب ‪ :‬منصورة عبدالمير‬

‫أيا كانت الحال‪ ،‬لن تجد صعوبة بالغة في قراءة وجوه اللعبين‪ ،‬فالعلمة البحرينيععة واضععحة تفععوق‬
‫ما سواها‪ ...‬تبدو سماتها جلية في وجععه الخعوين محمععد وعلء حبيعل القععادمين معن سععترة‪ ،‬تنطلععق‬
‫معلنة نفسها حين تتفرس في وجه »بن سالمين« المحرقاوي‪ ،‬أو حين تتابع بطولت محمد صباح أو‬
‫طارق الفرساني‪ .‬هؤلء هم أبناء البحرين الذين يرفعون الرأس‪ ،‬وهناك بناتها كرقية الغسععرة‪ ،‬الععتي‬
‫ما إن رفعت يداها علم البحرين حتى ارتفعت معه قلوبنا‪ ،‬ومععا إن امععتزجت فرحتهععا وقبلتهععا للعلععم‬
‫بدموع »وطنية« صادقة‪ ،‬حتى سالت دموع كثير من البحرينيين المتحلقين حول شاشات التلفزيععون‬
‫والمتابعين لنصرها البحريني العربي المشععرف ذاك‪ .‬نفخععر بهععم جميعععا ونرفععع الععرأس عاليععا‪ ...‬أمععا‬
‫غيرهم‪ ،‬فل يأتي سوى بالعار!‬
‫مذ بدأ قبل عامين مضيا‪ ،‬لم يهععدأ الحععديث عععن ظععاهرة التجنيععس الرياضععي! ومععذ تزامععن ظهععور‬
‫الوجوه النيجيرية والكينية بين صفوف فرق بعض أنديتنا »الوطنية« مع التجنيععس السياسععي ‪ -‬الععذي‬
‫تكاثرت على اثره وجوه أخرى تحمل ملمح تكاد تكون مميزة بين صفوف البحرينيين وتقضععي فيمععا‬
‫تقضي على أي نسق اجتماعي سكاني ديموغرافي‪ ...‬مذ ذاك ظل ملف التجنيس محععدثا أزمععة فععي‬
‫الشارع الرياضي تكاد نيرانها ل تخبو‪ ،‬لتأتي أخيرا قضية ليوناردو مشيرو‪ ،‬أو مشير سالم جوهر‪ ،‬كما‬
‫اختار مجنسوه تسميته‪ ،‬لتتفجر المور ولتشتعل القضععية معن جديععد! وخصوصععا‪ ،‬حيععن يعلععن سعحب‬
‫»جواز النيجيري« من دون تحديد مصير جنسيته البحرينية!‬

‫وسواء كان التجنيس الرياضي ظععاهرة عععابرة وسععحابة صععيف ثقيلععة و‪ ...‬غبيععة‪ ،‬أم أزمععة حقيقيععة‬
‫يعيشها الشارع الرياضي‪ ،‬فإنه كما وصععفها بعععض المهتميععن بالشعأن الرياضععي »سععيف ذو حععدين«!‬
‫وعملة ذات وجه سععلبي‪ ،‬وهععو اسععاءة للعععب البحرينععي وتجععاوز لمكانععاته أول‪ ،‬ثععم تشععويه لصععورة‬
‫البحرين في المحافل الرياضية الدولية‪.‬‬
‫هو ملف ل يمكن بأي حال من الحوال غض الطععرف أو صععم الذان عععن حقيقععة تععأثيراته السععالبة‬
‫على الشارع الرياضي البحريني‪ ،‬حتى وإن عاش البعض وهم انجازاته الوقتية‪ ،‬أو جععاءت تصععريحات‬
‫أحد المسئولين لتحمععل قععدرا كععبيرا مععن التحععدي لمطععالب ونععداءات مختلععف القطاعععات الرياضععية‬
‫البحرينية حين يؤكععد نوايعاه فيعلعن أن »معن يسعتطيع التجنيعس ووفعق القعانون الععذي سععمح بعذلك‬
‫فليجنس«‪.‬‬

‫إنها »رقية«‪ ...‬مذاق الفوز الحقيقي!‬


‫دورة آسياد ‪ -‬آسيا الخيرة بالدوحة أثارت الموضعوع معن جديعد‪ ،‬يومهعا حعرك فعوز رقيعة الغسعرة‬
‫المشاعر الوطنية وأثار بهجة حقيقية وأسال كثيرا من الععدموع‪ .‬يومهعا معزج ذلعك النصععر البحرينععي‪،‬‬
‫بمرارة ما خفيت من كل الكلمات والعبارات التي انطلقت‪ ،‬كيععف ل وفععوز رقيععة هععو الفععوز العربععي‬
‫الخليجي الحقيقي المشرف‪ ،‬كما قال معلق قناة »الجزيرة« سعيد عويطة‪ ،‬وهو الفععوز الععذي حمععل‬
‫لمذيعة الجزيرة ليلى سماتي طعما خاصا‪ ،‬لنه يختلف عن بقية النجازات التي حققتها البحرين فععي‬
‫مسابقات ألعاب القوى! وسواء بدت تعليقات أولئك المذيعين مقصودة أو مدسوسة‪ ،‬فععإن الحقيقععة‬
‫التي ل يمكن نكرانها هي أن فوز رقية في ألعاب القوى ليس كفوز سواها‪ ،‬وإن اختلفت الفئات‪.‬‬
‫فوز رقية مقابل اساءة مشيرو‪ ،‬يفتح اليوم كثيرا من الفواه التي طالما آثرت الصمت وهي تشهد‬
‫‪28‬‬
‫‪8‬‬
‫‪28‬‬
‫كيف يسعى البعض عنوة إلى تدمير الساحة الرياضية البحرينية بما يسمى بالتجنيس الرياضي طمعا‬
‫‪9‬‬
‫في مكاسب لم يشهد الشعارع الرياضعي منهعا سعوى »الفتععات«‪» .‬الوسععط« تفتععح ملعف التجنيعس‬
‫الرياضي‪ ،‬وإن كانت لم تقفله أبدا‪ ،‬لتناقش ما له وما عليه‪ ،‬أين سيأخذ البحريععن ورياضععييها؟ وكيععف‬
‫يبدو مستقبلنا الرياضي في ظله؟ والسؤال الهم ‪» :‬ما هي السياسة؟ ولماذا؟«‪.‬‬

‫قليل من البطولت‪ ...‬كثير من العار‬


‫ما الذي حققه التجنيس الرياضي للبحرين؟ وما هي سلبياته؟ وهل نحن بحاجععة فعليععة إلععى هععؤلء‬
‫المجنسين لتنتعش ساحتنا الرياضية ولنرفع الرأس عاليا بانجازات لم تصنعها أيدينا!‬
‫قد يزعج الحديث عن ايجابيات التجنيس الرياضي البعض‪ ،‬لكنه »ظععاهرة عالميععة تلجععأ لهععا الكععثير‬
‫من الدول لتعزيز مكانتها فعي المحافعل الرياضعية‪ ،‬والمثلعة علعى ذلعك كعثيرة لععل أشعهرها لععب‬
‫المنتخب الفرنسي زين الدين زيدان الذي تعود أصوله الععى الجععزائر«‪ .‬هكععذا بععدأ المعلععق الرياضععي‬
‫علي العربي حديثه‪ ،‬إذ يرى أن التجنيس »مكننا من تحقيق بعض النجععازات الرياضععية‪ ،‬المععر الععذي‬
‫كان له مردود إعلمي رفع رصيد البحرين الرياضي والعلمي في الخارج«‪ ،‬كما يضيف »سد بعععض‬
‫العجز الموجود لدينا«‪.‬‬
‫ول يتفق النائب البرلماني السابق محمد آل الشيخ مع العربي‪ ،‬إذ إنه وعلععى رغععم كععون التجنيععس‬
‫الرياضي »سياسة تنتهجها الدول فإن هذه الدول تضع في العتبار قدرات لعبيها الوطنيين أول‪ ،‬كما‬
‫أنها تعمل في المقابل على توفير برامج تدريبية ومدربين أكفاء لتطوير الكوادر الوطنية«‪.‬‬
‫إضافة الى ذلك‪ ،‬تضع هذه الدول معايير وأطرا وآليات محددة وواضحة لعملية التجنيس‪ ،‬بحيععث ل‬
‫يكون تجنيسا رياضيا صرفا أو ابيض بل تجنس هذه الدولة إن شاءت ما ينقصها في مجال معين من‬
‫المجالت الرياضية وبحسب ذلك تعمل على تحقيق توافق على الصعيد الوطني‪.‬‬
‫وبالتالي ووفقا للتجنيس السياسي فمن غير المجدي أن تستمر عمليات التجنيس من دون حصانة‬
‫تدريبية أو غطاء تدريبي للكوادر الوطنية ومن دون أن يتم تطوير المراكععز الرياضععية وإقامععة مراكعز‬
‫كشف عن البداع ووضع استراتيجية وطنية للمحافظة على المواهب الوطنية والكشععف عنهععا‪ .‬كمععا‬
‫أن ما يحدث لدينا »ل يتماشى مع السس والطر والمعايير الموضوعة فععي القععوانين الدوليععة الععتي‬
‫تحرم التجنيس على الععدول ذات المععوارد الماديععة المحععدودة والرقعععة الجغرافيععة القليلععة‪ ،‬وهععو مععا‬
‫يشكل خطرا َ على مكانة مملكة البحرين«‪.‬‬
‫كذلك يتهم آل الشيخ من يرى أن التجنيس جاء لسد حاجة ملحة بأنه »يحاول اضفاء شرعية علععى‬
‫التجنيس الرياضي الذي يساوي خطره على الكوادر البحرينية الرياضية ما للتجنيس السياسععي مععن‬
‫خطر على التركيبة السكانية‪ .‬فالثنان وجهان لعملة واحدة«‪ ،‬واللجوء للتجنيععس الرياضععي يجععب أن‬
‫يتم »في حدود ما هو معقول وفي حدود المعايير الدولية‪ ،‬ل أن يتم تمثيععل البحريععن خارجيععا بفريععق‬
‫غالبيته من المجنسين على حساب الكفاءات الوطنية«‪.‬‬
‫ول يوافق العربي آل الشيخ في ذلك‪ ،‬إذ »لم يخسر اللعبون البحرينيون الكثير من الفرص بسبب‬
‫المجنسين‪ ،‬رقية مثل ليس لها منافس من المجنسين‪ ،‬التجنيس جعاء فعي الواقعع نتيجعة السعتعجال‬
‫في الحصول على النجازات ولسد بعض الفراغات الموجودة«‪.‬‬

‫منتخب البحرين‪ ...‬لغير البحرينيين‬


‫لكن هل يبرر استعجال النجازات والطمع في الميداليات والكؤوس‪ ،‬تمثيععل ‪ 12‬مجنسععا للبحريععن‬
‫في آن واحد؟! أين هم البحرينيون‪ ،‬إذا؟!‬
‫العربي يدافع مفسرا الموقف »ل يمكننا العتععذار عععن المشععاركة لن لععدينا نقصععا‪ ،‬نعععم علينععا أن‬
‫نطور إمكانات لعبينا ونخطط لما هععو قعادم‪ ،‬ويجعب أن نقنععن العمليعة وال تكعون عشعوائية لكعن ل‬
‫‪28‬‬
‫‪9‬‬
‫‪29‬‬
‫يمكننا أن نتخلف عن المشاركة وال خسرنا موقعنا«‪.‬‬
‫‪0‬‬
‫وهو على رغم موافقته أن البحرين لم تجنس مميزين فإنه يرجع ذلك إلى »المور الماليععة« وهععي‬
‫ما دفعتنا‪ ،‬كما يفيد العربي‪ ،‬إلى »التجنيس من أجل التجنيس‪ ،‬فبعض هؤلء ليسععوا أكععثر تميععزا مععن‬
‫اللعب البحريني«‪.‬‬
‫مرة أخرى يرفض آل الشيخ ذلك الرأي‪ ،‬محتجا بعأن »البحريععن تنعععم بكععوادر وطنيععة متميععزة فععي‬
‫المجالت كافة وعلى رغم تواضع المععوارد الماليععة والتجهيععزات والبنيععة التحتيععة البسععيطة فععإن لهععا‬
‫انجازات رائعة«‪.‬‬
‫كما يستغرب لجوءها للتجنيس الرياضي على رغم أن »بعض الدول الخليجية الكععبر معن البحريععن‬
‫سكانا ومساحة وموارد مالية‪ ،‬ل تتخذ هذا الخيار«‪.‬‬
‫أما النائب البرلماني السابق جاسم عبدالعال فيرى أن »المجنسععين لعم يثبتعوا وجعودهم إلعى الن‬
‫وخصوصا في تمععثيلهم الخيعر للمنتخعب الععوطني«‪ ،‬وعلععى رغعم النجععازات الرياضعية القليلععة العتي‬
‫حققوها فإن هناك تحفظا على اللية التي تتم بها عملية التجنيس‪ ،‬إذ »لو جاءت لتسد حاجة وطنيععة‬
‫فهي مقبولة‪ ،‬لكن حين يحل اللعب المجنس بدل اللعب البحريني فهذا ما يقتل الطمععوح والبععداع‬
‫الوطني‪ ،‬ويحرم الكوادر الوطنية من الحصول على أي تقدير‪ ،‬بععل يهمشععها وحينهععا لععن تجععد حععافزا‬
‫للعطاء والبداع«‪.‬‬

‫ويؤكد آل الشيخ كلمه‪ ،‬مضيفا أن التجنيس الرياضي حرم الكععوادر والبععذرات البحرينيععة وأصععحاب‬
‫الكفاءات الرياضية من تمثيل بلدهععا‪ ،‬والعربععي يكععرر الععدعوة ذاتهععا حيععن يعععود ليؤكععد‪ ،‬أنععه كمععا أن‬
‫للتجنيس بعض ايجابياته‪ ،‬فإن ذلك ل ينفي ضرورة »السير فععي خطيععن متععوازيين قبععل اللجععوء اليععه‬
‫لسد العجز«‪ ،‬إذ يتوجب »أن نقيس كفاءتنا وقدرتنا على صنع أبطال محلييععن أول‪ ،‬وبعععدها وحيععن ل‬
‫نتمكن من ذلك يمكننا النظر إلى الجهة الخرى أي المجنسين«‪ ،‬مشترطا أن »ننظر إلععى التجنيععس‬
‫نظرة تفصيلية دقيقة‪ ،‬وأن نقنن العملية‪ ،‬ونراعي الجودة في اختيار اللعبين المراد تجنيسهم«‪.‬‬
‫كيف؟ ومتى؟ ولماذا؟‬
‫على رغم ايمان البعض بوجود سياسة التجنيس الرياضععي‪ ،‬فععإن المأخععذ الموجععود لععدى كععثير مععن‬
‫المهتمين بالشأن الرياضي في البحرين يكمن كما يشير عبدالعال »في عدم وجود ضععوابط واضععحة‬
‫للعملية‪ ،‬التي أصبحت أشبه بعملية تقديم مفاجآت يومية‪ ،‬تأتي مصادفة وبشكل عشوائي فل نعععرف‬
‫متي وكيف ولماذا تحدث‪ .‬يجب أن تكععون هنععاك معععايير وأن يتععم تقييععم هععؤلء اللعععبين المجنسععين‬
‫بشكل مستمر«‪.‬‬
‫كذلك يتحفظ عبدالعال على المغالطات الكثيرة التي تحويها تصريحات المسععئولين بشععأن أوضععاع‬
‫هؤلء اللعبين » فل نعرف حقيقة وضعهم ول نعععرف إن كععانوا ممنععوحين جععوازا بحرينيععا‪ ،‬أم جععوازا‬
‫بسفرة واحدة«‪.‬‬
‫الشكال الخععر الععذي يعععزي إليععه عبععدالعال ارتفعاع نسععبة السععخط علععى التجنيععس الرياضععي هعو‬
‫»اقتصاره على بعض الندية ذات النفوذ‪ ،‬فهو حق غير مفتوح للجميع‪ ،‬كما أن صاحب القرار فيععه أو‬
‫المنتفع منه غير معروف«‪ .‬وهو إلى جانب ذلك مرفوض مععن قبععل الغالبيععة »حععتى النديععة المؤيععدة‬
‫للتجنيس السياسي معارضة للتجنيس الرياضي‪ ،‬وتتحفظ عليه وكل ذلك نتيجة التخبط والعشوائية«‪.‬‬
‫ويؤيععده العربعي فععي ذلعك‪ ،‬ويضععيف أن »معظعم النديعة ترفضعه وتفضعل العتركيز علعى اللععبين‬
‫البحرينيين«‪.‬‬

‫إنهم ل يشبهوننا!‬
‫عبععدالعال يطععرح سععلبية أخععرى مععن سععلبيات اللجععوء للتجنيععس الرياضععي »فل نضععمن أن يحمععل‬
‫‪29‬‬
‫‪0‬‬
‫‪29‬‬
‫ممنوحي الجنسية أي ولء وطني للبحرين‪ ،‬فالمر بالنسبة لهم ل يتعدى كونه مكسبا ماديا«‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫مهما كانت المزاعم والدعاءات إذا‪ ،‬ومهما أشارت الوراق الرسععمية‪ ،‬ل يمكععن أن يحمععل أي مععن‬
‫هؤلء ولء يشبه ذاك الذي حملته بطلة مثل الغسرة‪ ،‬ووجه بحريني تتشابه ملمحه مععع ملمععح هععذه‬
‫البطلة البحرينية الفتية‪ .‬هكذا يبدأ أحد المهتمين بالشأن الرياضععي وذو البععاع الطويععل رياضععيا ممععن‬
‫رفض نشر اسمه‪ ،‬وبدا صوته مرتعشا وهو يستذكر لحظة الفوز البحريني الغسععراوي »حيععن فععازت‬
‫مريم جمال لم أشعر بأي قيمة لفوزها‪ ،‬لكن حين فازت الغسرة‪ ،‬وحين شعاهدتها تبكعي وهعي ترفعع‬
‫علم البحرين‪ ،‬دمعت عيناي واعترتني فرحة غامرة وإحساس رهيب‪ .‬لنني شعرت بصدق مشاعرها‬
‫وحبها للبحرين«‪.‬‬
‫ويواصل منفعل »أي ايجابيات تتحدثون عنها‪ ،‬أي انجازات وميداليات حققها هععؤلء الععذين ل نشعععر‬
‫بقيمتهم‪ .‬يكفينا ميدالية رقية وانجازات ابطالنا في كمال الجسام‪ ،‬يكفينا فخرا حديث العالم العربي‬
‫عن فوزها وتجاهله لفوز سواها‪ .‬من تحدث عن مريم جمال‪ ،‬من اعتبر فوزها انجازا خليجيا عربيععا ل‬
‫أحد )‪ (...‬إنها ل تشبهنا‪ ،‬كما هم كل المجنسين‪ ،‬حتى أنهم ل يتحدثون بلساننا‪ ،‬يحز في نفسي كععثيرا‬
‫أن أرى مراسععلي القنععوات يحععاورونهم بالنجليزيععة وألمععح ابتسععامة سععاخرة علععى وجععوه هععؤلء‬
‫المذيعين‪ ...‬إنهم يهزأون بنا!«‪.‬‬

‫البحريني‪ ...‬بطل بالجماع‬


‫مع افتراض صحة المزاعم بشععأن الحاجععة إلععى التجنيععس الرياضععي‪ ،‬والنقععص الحععاد فععي الكععوادر‬
‫والكفاءات البحرينية التي يمكن لها أن تمثل البحرين و »تشرفها« في المحافععل الرياضععية الدوليععة‪،‬‬
‫هل يمكن تطوير اللعب البحريني ليصبح بمستوى المجنس‪ ،‬كما يزعم أنصار التجنيس؟‬
‫طبعا يمكن ذلك‪ ،‬بل إن العربي يرى أن »اللعب البحرينععي يمكععن أن يصععبح بطل إذا تععوافرت لععه‬
‫البيئة الصالحة من حيث الهتمععام بالقاعععدة‪ ،‬وايجععاد التفععرغ الرياضععي‪ ،‬ثععم تععوفير منشععآت رياضععية‬
‫متخصصة‪ ،‬يمكن للعبين البحرينيين التدرب فيهععا‪ ،‬وكعذلك تعوفير الكعوادر التدريبيععة المؤهلعة«‪ ،‬أمعا‬
‫عبدالعال فيصف هذا اللعب بالنخلة التي »تعيطها القليل‪ ،‬لكن المردود يكون أكبر بكثير«‪.‬‬

‫قنوع وحاجاته بسيطة‬


‫تأييدا منه لكلم العربي‪ ،‬يقترح آل الشيخ »إلقععاء نظععرة فاحصععة وسعريعة علععى النديععة والمراكعز‬
‫الرياضية لنرى العجب العجاب«‪ ،‬فيما يقترح المطلع‪ ،‬الذي رفض ذكر اسمه‪ ،‬على المؤسسة العامة‬
‫للشباب والرياضة »الهتمام بععالمواهب والقععدرات والمكانععات الكععثيرة الععتي تملكهععا البحريععن فععي‬
‫المجال الرياضي«‪ ،‬مفيدا أن الرياضة اليوم »أصبحت مصدر رزق‪ ،‬والمؤسسة يمكن لها أن تستثمر‬
‫هذه المواهب‪ ،‬بأن تنفق عليها الموال في التدريب والتأهيل‪ .‬طبعا ل نطمع في أن تدفع المؤسسععة‬
‫رواتب لهؤلء ليكون لدينا محترفون لكننا نطالب بشيء من الرعاية والهتمام بهم«‪.‬‬
‫ويعود آل الشيخ مقترحا »تخصيص موازنات تكفل تطوير البنية التحتية وحصول اللعب البحرينععي‬
‫على منشآت رياضية جيدة«‪ ،‬مضيفا »نعرف أن الموازنة المخصصة للقطععاع الرياضععي تععذهب إلععى‬
‫أمور لسنا بحاجة لها‪ .‬لننظععر إلععى دولععة مثععل قطععر الععتي اهتمععت بالبنيععة التحتيععة الرياضععية بشععكل‬
‫مدهش‪ ،‬على عكسنا تماما في البحرين ونحن الذين نملك أفضل الكوادر«‪.‬‬
‫كذلك يؤكد ضرورة »الهتمام باللعب البحريني‪ ،‬على جميع المستويات حتى على مستوى تعليمه‬
‫وضمان حياة اجتماعية أسرية كريمة له بتوفير مخصصات مالية للعبين«‪.‬‬

‫فهو يرى أن الدولة »كما من مهماتها توفير السكن والمور الخرى‪ ،‬يجب عليهععا أيضععا المحافظععة‬
‫على المكانة الرياضية للعبيها‪ ،‬بدل من التركيز على التجنيس وإن كان سياسة يمكن جعلهععا إحععدى‬
‫‪29‬‬
‫‪1‬‬
‫‪29‬‬
‫الخيارات المطروحة بشرط أل يأتي ذلك على حساب الهوية الوطنية والكوادر البحرينية المؤهلة«‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫وعبدالعال يضيف إلى ذلك ما يسميه بالرعاية الحقيقية وهي التي تتم »خلل فترة عطاء اللعععب‪،‬‬
‫وبعد انتهائه‪ ،‬إذ ل يهمش بعدها أو ينسى كما هو واقع حال كثير من الرياضيين البحرينيين«‪.‬‬
‫وفيما يؤكد الخبير السابق قناعة اللعععب البحرينععي فععإنه يشععدد علععى ضععرورة »تشععجيعه ودعمععه‬
‫وتوفير حياة كريمة له بضمان حصوله على وظيفة يعتاش منها«‪.‬‬
‫بعد ذلك تأتي الحاجة إلى تطوير البنية التحتية التي »ل يمكن للعب أن يبععدع مععن دونهععا«‪ ،‬محمل‬
‫الحكومة هذه المسئولية وهي التي تخصص موازنة ضعيفة جدا للقطاع الرياضي‪.‬‬

‫ما يغلبونا!‬
‫ل يرى العربي أي تأثيرات سالبة لعملية التجنيس العشوائي المتخبطة اللمسععئولة علععى مسععتوى‬
‫عطاء اللعب البحريني‪ ،‬لنه ما إن تعطى لعه الفرصععة حععتى ينععافس المجنعس‪ ،‬ليثبععت أنععه الفضععل‬
‫والقدر على تحمل هذه المسئولية‪.‬‬
‫عبدالعال ينظر إلى سلبية أخرى‪ ،‬إذ إنه يتوقع أن »يصبح الجانب المادي هو الطعاغي فعي التمثيعل‬
‫الوطني‪ ،‬ومعيار نظرة اللعبين‪ ،‬سععواء المجنسععين أو البحرينييععن‪ .‬لععن يكععون هنععاك اخلص تععام بععل‬
‫سيأتي متوافقا مع العطاء والمقابل المادي المستفاد«‪ .‬عدا ذلععك لععن يتمكععن اللعبععون البحرينيععون‬
‫كما يرى عبدالعال من التعاطي مع المجنسين »سععيكون هنعاك حععاجز نفسععي بيععن اللعععبين مععع أن‬
‫شعب البحرين منفتح ويتقبل الخرين«‪ .‬هذا ما يذهب اليه الخبير السابق الذي يتساءل‪» :‬هل يعقععل‬
‫أن يرتبط اللعب الخليجي المجنس بعذلك الصععلي بعلقععة وديعة تشععبه تلععك العتي تقعوم بيننععا نحعن‬
‫الرياضيين الخليجيين الن والتي ل يفسدها أي تنافس أو أي مباراة تتم بيننا«‪ .‬ويضيف ساخرا »ربما‬
‫علينا أن نتعلم اللغة النيجيرية لنحافظ على هذه العلقات«‪.‬‬
‫وفيما يتفق آل الشيخ مع الراء السابقة‪ ،‬فإنه يرى أن »الشععباب البحرينععي سععيثبت ويسععتمر لنععه‬
‫شباب مناضل يقبل التحدي‪ ،‬وولؤه لهذه الرض هو ما سينتصععر فععي النهايععة‪ ،‬أمععا المجنسععون فلععن‬
‫يبقوا لن ولءهم لوطانهم الصلية‪ ،‬والعملية بالنسبة لهم ليست أكثر من مصدر للسترزاق«‪.‬‬

‫لنحترم القانون أول‬


‫أل يمكن أن تكون كل تلك العتراضات على التجنيس الرياضي نابعة من رفض الشارع البحرينععي‬
‫للتجنيس السياسي؟ أل يمكن أن تكون تلك الزمة السياسية قععد ألقععت بانعكاسععاتها علععى السععاحة‬
‫الرياضية‪ ،‬أم أن المر ناتج عن كثير من التجاوزات القانونية والرياضية؟‬
‫يعترض آل الشيخ على وصف أي عملية تجنيس بالقانونية »هذه عمليات تخععالف قععانون الجنسععية‬
‫البحريني الذي ينص على أن تمنح الجنسعية بشعروط منهعا تقعديم خعدمات للعوطن‪ .‬والخدمعة العتي‬
‫يقدمها الرياضي هي خدمة مؤجلة وتالية‪ .‬إذا كنا نريد أن نؤسس لدولة المؤسسات والقانون فعلينععا‬
‫أن نحترم القوانين التي نشرعها‪،‬‬
‫بعيدا عن تداعيات التجنيس السياسي كقضية محورية أو وطنية في البحرين على اعتبار محدودية‬
‫الرقعة الجغرافية والموارد المالية للبلد‪ ،‬وبعيدا عن كثير من السئلة التي تبرز على عدة مستويات‬
‫بشأن ملعف التجنيعس برمتعه«‪ ،‬إل أنعه يعرى أن هنعاك حعاجزا وتخوفعا علعى جميعع الصععدة بشعأن‬
‫استخدام آلية التجنيس في مناٍح أخرى كالتجنيس الرياضي‪.‬‬
‫كما أن البحرين بحاجة إلى المحافظة على بذورها الوطنية التي حققععت لهععا انجععازات كععثيرة‪ .‬لن‬
‫تلك الرعاية ستبني الوطن من دون أن يكعون هنعاك خلعل فعي التركيبعة السعكانية أو علعى حسعاب‬
‫ثقافته ووحدته وهويته الوطنية‪.‬‬
‫ل للتجنيس الرياضي‪.‬‬
‫‪29‬‬
‫‪2‬‬
‫‪29‬‬
‫‪3‬‬
‫يرفض العربي التجنيس الرياضععي »إذا كععان لععه تععأثير علععى حععق الكععوادر المحليععة«‪ ،‬لكنععه يععؤمن‬
‫بضرورته »إن لم تكن لدينا إمكانععات مناسععبة«‪ ،‬لكنععه فععي المقابععل مطمئن إلععى أنععه »لععن يغرقنععا‪،‬‬
‫سنكون قادرين على صنع ابطال بحرينيين إن وفرت الدولة المكانات اللزمة لذلك«‪.‬‬

‫عبدالعال يحمل ثقة وقناعة »شبه مطلقة« بالكوادر الوطنية ويعلن »أنا ضععد التجنيععس الرياضععي‪،‬‬
‫واتشرف بأي انجاز يحققه البحريني وإن كان متواضعا لنه انجاز حقيقي«‪ .‬فععي المقابععل‪ ،‬ل يرفضععه‬
‫آل الشيخ »بشكل مطلق«‪ ،‬لكنه يرفض »أن يكون الحل الوحيد« وهو يؤمن بأننا »لسععنا بحاجععة لععه‬
‫واستمراره إساءة للمواطن البحريني وتبديد للمال العام«‪.‬‬
‫وهو يعتقد أن »المر خطير« ويجب »أن يكون هناك قرار حازم لوقف هععذه العمليععات ولدراسععتها‬
‫ومناقشتها مع فئات المجتمع البحريني كافة‪ ،‬فهعذه القععرارات ليسعت فوقيعة‪ ،‬بعل إن هنعاك سعلطة‬
‫تشريعية وأخرى قضائية وهناك مؤسسات مجتمع مدني‪ ،‬يجب أن تشترك جميعها فععي هععذا النقععاش‬
‫بشكل وطني«‪.‬‬
‫ويحذر آل الشيخ من »استمرار هذه العمليات الذي يوازي استمرار عمليععات التجنيععس السياسععي‬
‫في المجتمع البحريني وهي التي تنذر بكارثة اجتماعية وثقافية حقيقية«‪.‬‬
‫استمرار عمليات التجنيعس بحسعب الخععبير السعابق »سيقضعي علعى أي أمعل فععي تطععوير البنيعة‬
‫التحتية‪ ،‬فالمسئولون حينها لن يجدوا دافعا لتطوير هذه البنية مادام هناك من يحقق البطولت«‪.‬‬

‫صحيفة الوسط| العدد ‪2007-01-18 | 1595 :‬م الموافق ‪ 16‬ذي القعدة ‪ 1430‬هع‬

‫‪29‬‬
‫‪3‬‬
‫‪29‬‬
‫التجنيس الطائفي بين صمت الشعب و حمرنة الحكومة‬
‫‪4‬‬
‫الكاتب ‪ :‬بوابة السماء‬

‫بعد أن إطلعت على تقرير الدكتور صلح البندر ‪ (( bandargate 2 )) 2‬وما فيه من أهوال تندى لها‬
‫الجبين من هؤلء الهمععج المغفليععن الععذين يريععدون تععدمير البلععد مععن أجععل الحفععاظ علععى كراسععيهم‬
‫العفنة ‪ ،‬والذين يتخدون من الكيان الصهيوني رمز في سياستهم القمعية والستئصالية لجلععب أكععبر‬
‫عدد ممكن من السنة وتجنيسهم لجعل القاعدة ‪ :‬الستثناء هو السائد والسائد هو السععتثناء بمعنععى‬
‫جعل شيعة البحرين هم القلية بعد أن كانوا يمثلون نسبة ‪ % 90‬ويزيد حتى السبعينات مععن القععرن‬
‫الماضي ‪ ،‬وذلك من أجل الحفاظ على مستقبل حكمهم وسيادتهم على شعب البحريععن ‪ ،‬كمععا فعععل‬
‫السععرائيليون بالفلسععطينيين وتهجيرهععم مععن وطنهععم وحرمععانهم مععن الوظععائف والتعليععم والسععكن‬
‫المؤدي للزواج والنجاب والستقرار وذلك لتقليص أعدادهم وفي المقابل جلب اليهود من كل أنحاء‬
‫العالم ‪ ،‬وإعطائهم المتيازات بل و أكثر ‪.‬‬

‫لقد أوضح التقرير بمآرب حكومة خليفة حول تغييععر التركيبععة الديموغرافيععة للبحريععن مهمععا كععانت‬
‫النتائج ‪ ،‬فالهدف واضح والطريق مسلك والليه جاهزة ومراحععل تنفيععذ المرحلععة الثانيععة مععن ‪2007‬‬
‫الى ‪ 2010‬بجلب أكبر عدد ممكن من الخوة السنة للبلد ‪ ،‬ووضع الشعب أمام المر الواقع ‪ ،‬لدليل‬
‫واضح على مدى معرفة الحكومة بضعفنا و وهننا و عجزنا وسععذاجتنا بحيععث يسععتطيعون مععن وقععف‬
‫جماح غضبنا بزيارة هنا وزيارة هناك للشيخ الفلني و العالم الفلني و القرية الفلنية لنرحب ونبارك‬
‫لهم هذة الزيارة الميمونة و ننثر الياسمين و المشموم فععي طريقهععم ‪ ،‬ونععبين للعععالم مععدى حمرتنععا‬
‫وليس حمرنة الحكومة باننا أصحاب قلوب بيضاء نميل بها ما مالة الحكومة ‪ ،‬ولن نصعحى معن هعذة‬
‫الغفوة التي زادت على غفوة أهل الكهف بسنين إل بعد أن نرتمعي فعي خدمعة المجنسعين وتصعدق‬
‫نبوئة الحكومة في جعل ‪ :‬الستثناء هو السائد و السائد هو الستثناء ‪.‬‬

‫لقد أوضح التقرير في إستمرار الحكومة في التفاوض مع بعض القبائل السعععودية لخععذ الجنسععية‬
‫المزدوجععة لتععوفير عععدد )) ‪ 000‬و ‪ (( 60‬العف شعخص مععع العلعم بععأن أغلبهععم لععن ينتقععل للبحريععن‬
‫وسيكون أثرهم مجرد إحتياط ‪ ،‬و تخطط الحكومة لتجنيس )) ‪ (( 50 , 000‬الف شخص سنويا ً حتى‬
‫عام ‪ 2010‬لتعديل التركيبة السكانية من أجل زيادة أعداد السنة علععى الشععيعة فععي البحريععن ‪ ،‬مععع‬
‫رغبة الحكومة أن يحصل ذلك أعين وبصر المعارضة وحملتها ضد التجنيس المستمرة ‪.‬‬

‫لقد حزمت الحكومة أمرها في تجنيس )) ‪ 70‬ألف (( من سنة العراق )) ‪ 50‬ألععف مععن العععراق و‬
‫‪ 20‬ألععف يقطنععون فععي الردن (( و )) ‪ 3‬آلف (( سععوداني و )) ‪ 45‬ألععف (( يمنععي و )) ‪ 63‬ألععف ((‬
‫للجنسععية المزدوجععة )) ‪ 3‬آلف (( قطععري و )) ‪ 60‬ألععف (( سعععودي ‪ ،‬و )) ‪ 30‬ألعف (( معن الععدول‬
‫السيوية )) بلوش و بنغال (( و )) ‪ 15‬ألف (( من الدول العربيععة الخععرى ليبلععغ عععدد المجنسععين ))‬
‫‪ 226‬ألف (( مجنس ‪.‬‬

‫والسؤال المطروح هو ‪ :‬إذا كانت الحكومة قادرة على إستيعاب هذا الكم الهععائل مععن المجنسععين‬
‫في رقعة ل تتعدى مسعاحتها ‪ 600‬كيلومعتر مربعع ‪ ،‬معع تعوفير السعكن والعمعل والتعليعم والضعمان‬
‫الصحي ‪،‬‬
‫في الوقت الذي تفتح فيه مكاتب لعمل البحرينيين خارج البحرين لكثرة العاطلين عن العمل ‪ ،‬في‬
‫‪29‬‬
‫‪4‬‬
‫‪29‬‬
‫الععوقت الععذي ينتظععر الفععرد البحرينععي عشرسععنوات حععتى يحصععل علععى سععكن حكععومي ‪ ،‬أو عمععل‬
‫‪5‬‬ ‫حكومي ‪ ،‬أو خدمة حكومية ‪ ،‬فاين نحن من كل ما يجري حولنا من أحداث ؟؟؟؟‬

‫إن تقريد الدكتور صلح البندر ‪ 2‬وربما هنععاك ‪ 3‬و ‪ 4‬و ‪ 5‬و ‪ 10‬سععتمر مععرور الكععرام بعععد النبععاح و‬
‫العويل الذي سينطلق من حناجرنا في اللحظات الولى لخروجة وسيفتر كما فتر التقريععر السعابق ‪،‬‬
‫لننا ل نفقه غير البكاء على اللبن المسكوب ‪ ،‬والعويل في ايععام عاشععواء دون السععتفادة الحقيقيععة‬
‫من ثورة أبي الحرار وسيد شباب الجنة الحسين بن علي عليه وعلى آله السلم ‪.‬‬

‫في العاشر من محرم الحرام قال المام الحسين عليه السلم ‪ :‬هل من ناصر ينصرني ضععد يزيععد‬
‫بن معاوية ‪ ،‬وفي ذكراه اقول ‪ :‬هل من وطني غيور ينقذنا من براثن حكومة خليفة بن سلمان ؟؟؟‬

‫ملتقى البحرين‬
‫‪19-01-2007‬‬

‫‪29‬‬
‫‪5‬‬
‫‪29‬‬
‫التجنيس والستقلل‬
‫‪6‬‬
‫الكاتب ‪ :‬الشيخ محمد علي المحفوظ‬

‫في ظل الوضاع الصعبة وفي بعض الحيان المأساوية التي يعيشععها النععاس فععي البحريععن ل أدري‬
‫لماذا الصرار الذي يدعو إلععى الحيععرة والشععك مععن قبععل السععلطة علععى المضععي قععدما فععي عمليععة‬
‫التجنيس وبأعداد كبيرة ومن دون أي توقف‪ .‬انه شيء ل يمكن فهمه أو استيعابه من قبل المععواطن‬
‫البحريني لنه لم يناقش كقضية ل في المجلس النيابي ول المجلس المعيععن ول حععتى فععي جلسععات‬
‫الحكومة‪ ،‬بل إن القضية تجري في صمت ومن دون السماح لي طرف بالتعدخل فععي مسعار قضععية‬
‫مصيرية كالتجنيس‪.‬‬

‫ومما يثير الستغراب أن البلد يعاني من أزمات على أكععثر مععن صعععيد فمشععكلة الفقععر تقععدر فععي‬
‫البحرين بحدود الع ‪ 50‬ألف فقير ومشكلة البطالة تصل إلى حدود الع ع ‪ 40‬ألععف عاطععل مععع احتمععال‬
‫كبيرة أن تصل فععي السععنوات السععبع القادمععة إلععى حععدود العع ‪ 80‬ألععف عاطععل )حسععب إحصععائيات‬
‫رسمية(‪ .‬وعلى صعيد السكان فان هناك ما يصل إلى أكثر معن ‪ 40‬ألعف طلعب إسعكاني ينتظعرون‬
‫منذ سنين أن يحصلوا على بيوت ليست مجانية بطبيعة الحال‪.‬‬

‫وهناك مشاكل على مسععتوى السععواحل الععتي لععم يتبععق منهععا سععوى ‪ %3‬فقععط يمكععن للنععاس أن‬
‫يرتادوها ناهيك عن ضعف شديد في الرواتب الععتي يسععتلمها النععاس بمختلععف مععواقعهم ومشععكلت‬
‫أخرى تعاني منها البلد على مستوى الصحة والتعليم والدارة والشوارع وما يرتبععط بالبنيععة التحتيععة‪.‬‬
‫لكن وعلى رغم وجود هذه الزمات التي ل تحتاج إلى خبير إنمائي أو اقتصادي لكي يتحدث عنهععا إذ‬
‫يكفي من يمر مرورا سريعا على القرى ليرى كيف يعيش الناس في بلد نفطي بل وحتى مععن يمععر‬
‫في مدن كبيرة كالمنامة والمحرق وسترة لكي يلحظ حجم التخلف في بلدنا‪.‬‬

‫أقول على رغم كل ذلك ل احد حتى الن يفهم لماذا هععذا الصععرار علععى التجنيععس فععي ظععل هععذا‬
‫الحال الصعب الذي تعانيه بلدنا‪ .‬والمر الذي يععثير السععتغراب أكععثر هععو عمليععة التمكيععن المعيشععي‬
‫والحياتي التي تقوم الدولة بتوفيرها للمجنسين في زمن قياسععي فععي قبععال التثاقععل الملحععوظ فععي‬
‫تلبية حاجات المواطن الحقيقي الععذي بععات يحسععد المجنسععين علععى امتيععازات ل يحلمععون بهععا فععي‬
‫البلدان التي أتوا منها‪.‬‬

‫ولو كان التجنيس يتم ضمن خطة واضحة للناس تتمثل في اسععتقطاب العقععول والكفععاءات لكععان‬
‫المر يبدو طبيعيا‪ ،‬أو من اجل إغاثة المنكوبين والمحتاجين من أبناء شعوب الرض لكان الجععدر بنععا‬
‫أن نشجع على هذا السلوك السلمي الرفيع‪ ،‬ولو كان التجنيس من اجل حماية الععوطن مععن وجععود‬
‫تهديد خارجي فقد يبدو ذلك مبررا عند البعض من الناس ولكن هناك خشية من أن يكععون التجنيععس‬
‫وكأنه استهداف للناس وهذا ما سوف يتسبب في مشاكل كثيرة نحن في غنى عنها‪.‬‬
‫هذه السئلة وأكثر منها تدور في أذهان الكثيرين من الناس ويتداولونها فيما بينهععم يوميععا ويهععزون‬
‫رؤوسهم بأسى وحزن كبيرين‪.‬‬

‫هل يمكن لدولة أن تفرط في أبنائها أو تستبدلهم أو تجعل منهم غرباء في وطنهععم‪ ،‬خاصععة إذا مععا‬
‫عرفنا أن الكثير من المجنسين يتواجهون مع الناس في مواقععع حساسععة كمجنسععي وزارة الداخليععة‬
‫‪29‬‬
‫‪6‬‬
‫‪29‬‬
‫الذين يراهم الناس في مواقع الحتجاجات أو في مراكز الشرطة أو في المطار أو الحدود وهو أمر‬
‫‪7‬‬
‫يزعج الناس حينما يرون أن من يتحدث إليهم عند بوابة مركز شرطة أو مدخل مطار ل يعرف اللغة‬
‫العربية ول يحسن التعامل مع الناس ول يعرف العادات والتقاليد التي اعتاد الناس عليها‪.‬‬

‫وربما اجتهدت الوزارة في تعليمهم وتأهيلهم في كيفية التعامل مع الناس ولكععن كمععا يقععال غلععب‬
‫الطبع التطبع وبدل من أن تصرف الدولة كل هذه الجهود والمكانات الكبيرة على هؤلء المجنسععين‬
‫الذين قد يبقون وقد ل يبقون في بلدنا لماذا ل تصرف نصف هذه النفقات على الناس وتعمل علععى‬
‫تأهيلهم إذا كانت ترى أنهم ليسوا كذلك‪.‬‬

‫ومع كل ذلك تبقى هذه واحدة من القضايا الغامضة التي تثير شعكوك النعاس‪ ،‬فعي سياسعة يعرون‬
‫مساوئها ول يرون حسناتها بل أنهم يكتوون بنارها‪ ،‬ول يرون نعيمهععا لنععه فععي علععم الغيععب والدولععة‬
‫بطبيعة الحال‪.‬‬

‫أيها السادة‪ ،‬حكومة ونوابا ومعينين وشعبا أناديكم جميعا أن التجنيس بهذا السععلوب يلقععى بظلل‬
‫كبيرة من الشك هل إننا بلد مستقل أم أن الستقلل هعو موضعع شعك فعي ظعل سياسعة التجنيعس‬
‫الغامضة‪ ،‬إنها دعوة لنقاش هادئ بعيدا عن النفعالت من اجل البحث عن الحقيقة‪.‬‬

‫‪08-03-2007‬‬

‫‪29‬‬
‫‪7‬‬
‫‪29‬‬
‫كيف سيكون مجتمعنا بعد سنوات؟ )التجنيس(‬
‫‪8‬‬
‫الكاتب ‪ :‬سكينة العكري‬

‫شكل مجتمعنا البحريني الهادئ المسالم الذي يهدف إلى تحقيق السلم الهلععي والجتمععاعي‪ ،‬بعععد‬
‫سنوات من الن في ظل سياسات تهدف إلى عمليات تجنيس مهولة يشيب لها الععرأس وينععدى لهععا‬
‫الجبين ‪ ،‬وبشكل منظم ومخطط له‪ ،‬ل بشكل عشوائي كما يظععن البعععض فععي فععترة مععن الفععترات‬
‫وفي ظل تشخيص غير دقيق‪ ،‬من الن ومظاهر التغيير بدت واضحة ل تحتاج إلى مكبر فكيفما تولي‬
‫وجهك ترى مظاهر التجنيس الفاقعة‪ ،‬والسلوكيات الغريبة العجيبة والتي توصف بالنشاز برزت على‬
‫السطح لعل ليس آخرها الهجوم الذي حدث لمسععجد صعصعععة بععن صععوحان علععى أيععدي مجنسععين‪،‬‬
‫يريدون إذكاء الفتنة في بحريننا الغالية‪.‬‬

‫أحيانا عندما أتأمل المشهد وأفكر مليا ً فيه ولعلكم تتفقون معي‪ ،‬أقول إن الذنب ليس ذنبهم فهععم‬
‫على كل حال إما أن يكونوا »عبد المأمور«‪ ،‬وإما أن يكونوا موتورين أو غير عابهين علععى أيععة حععال‬
‫بالنظم والعراف البحرينية فهم غير كععذلك‪ ،‬القععدر وحععده مععن أجععبرهم أن يحصععلوا علععى الجنسععية‬
‫وبالتالي ل رادع يردعهم‪ ،‬كما أن القانون أبدا ل يقف ضدهم ومن أمن العقععاب أسععاء الدب‪ ،‬وألععوم‬
‫كثيرا القانون الذي ورطنا في ورطة كهععذه ل حععل بعععدها فمشععير جععوهر الععذي يعجععز عليععه التحععاد‬
‫البحريني وأعطاه الجنسية البحرينية طمعا فععي الحصععول علععى الميععداليات الذهبيععة والفضععية وفععي‬
‫النهاية ل طائل يرجو منه غير الفضائح ‪ ،‬هو الخر لم يهتم أبدا باللوائح والقوانين والنظمة المعمول‬
‫بها‪ ،‬وركب أعلى خيله وشارك في سباق في »إسرائيل« مععرة واحععدة‪ ،‬مععن دون إذن علععى حععد مععا‬
‫نقرأه وما نسمع عنه وما ندري إن كان فعل ما يقال أم أن ما يقال من أجل تععبرير الخطععأ وإن كععان‬
‫الخطأ ل يمكن ترقيعه‪ ،‬سمعنا بأن الجنسية ستسحب منه ثم سمعنا بأن الجنسية قععد سععحبت منععه‪،‬‬
‫ثم سمعنا بأن الجنسععية أصععل ل يمكععن سععحبها منععه‪ ،‬وأظععن بععأن المعلومععة الخيععرة هععي المعلومعة‬
‫الدقيقة‪ ،‬فمن الصعوبة بمكان وهعذا معا يشعهده التاريععخ بأسعره أنععه ل يمكعن سعحب الجنسعية بععد‬
‫إعطائها‪ ،‬لذلك لبد لنا من الن الوقععوف وقفععة رجععل واحععد ضععد سياسععات التجنيععس الحاصععلة فععي‬
‫البحرين والعمل على إيقاف كل الدفعات التي ربما ستجنس خلل العععوام القادمععة لنععه إذا حصععل‬
‫وتم إعطاؤهم الجنسية فإنه حتما ل يمكن سحبها أو إرجاعها‪.‬‬

‫نلوم مشير جوهر لكونه أحرج البحرين كثيرا عندما شارك وحمل علمها معععه مععن دون أخععذ الذن‬
‫وشوش على موقفها من القضية الفلسعطينية وكعان معن الفضعل أن تسععحب الجنسععية منعه ععبرة‬
‫وعظة لغيره وحتى ل تسول إليه نفسه مجددا لمشاركات من هذا النوع مستقبل‪ ،‬ولكن في الععوقت‬
‫نفسه نشكره جزيل الشكر‪ ،‬لكونه من خلل الموقف الععذي حصععل عليععه وعلععى رغععم حجععم الععذنب‬
‫الذي اقترفه وهو شخص واحد ل مجموعة ومع ذلك تبين أنه ل يمكن سحب الجنسية منه على رغم‬
‫الحيثيات ومعطيات القضية وفداحتها واستنفار الشارع‪ ،‬فكيف لنا أن نرجو يوم أن تسحب الجنسععية‬
‫من جماعات وزرافات تزحف بكل شوق إلى البحرين لتنهل من خيراتها غيععر عععابئة أصععل بمسععتقبل‬
‫البلد إلى أين يتجه‪.‬‬

‫بالمناسبة عندما اكتب مقال عن التجنيس يتفاعععل القععراء معععه بشععكل غيععر عععادي وأتلقععى حينهععا‬
‫الكععثير مععن التصععالت كمععا أتسععلم الكععثير مععن الرسععائل علععى بريععدي اللكععتروني مععن الطععائفتين‬
‫الكريمتين السنية والشيعية ويشاركونني الهم ويبدون استياءهم من العملية برمتها‪ ،‬أحد الخوة مععن‬
‫‪29‬‬
‫‪8‬‬
‫‪29‬‬
‫الطائفة السنية الكريمة اتصل وتكلم عن الموضوع ذاته وذكر أنه ل تعتقدين أننا ل نتفق في طرحك‬
‫‪9‬‬
‫للكثير من القضايا السياسية ربما على رأسها التجنيس‪ ،‬وعبر عنه بععأنه آفععة وعلينععا أن نتكععاتف مععن‬
‫ّ‬
‫أجل القضاء عليها‪ ،‬وذكر معاناة مفصلة لوضاع المنطقة التي يعيععش فيهععا بعععد التجنيععس الحاصععل‪،‬‬
‫ربما أهالي منطقتي الرفاع ومدينة حمد أكععثر تضعررا مععن أي أهععالي أخععرى لكععونهم مجععبرين علععى‬
‫التعايش معهم لكون أكبر عدد مجنس صععارت تعيععش هنععاك وهععم منزعجععون تمامععا مععن أوضععاعهم‬
‫الحياتية والمعيشية معهم‪ ،‬خصوصا على صعيد تربية أبنائهم‪ ،‬فالمجتمع البحريني على كععل حععال لععه‬
‫خصوصياته وأعرافه وعاداته وتقاليده المميزة والتي تميزه عن المجتمعات الخرى‪.‬‬

‫عموما كل المؤشرات الحالية تنبئ بحدوث كارثة عظيمة على المجتمع البحريني عليععه أن يسععتعد‬
‫لها وعليه أن يحدد الليات لمواجهة هذا الزحف الممتد‪ ،‬فالمجتمع البحريني بهويته مهدد بععالنقراض‬
‫والضمحلل‪ ،‬إذا لم يعالج المر من الن وبإرادة سياسية واعية الن وليس غدا فإن الشق والفتق ل‬
‫يمكن ترقيعه‪.‬‬

‫لبد أن يقول الشارع كلمته النهائية الفاصلة في المسألة لبد من استخدام جميع الدوات والسبل‬
‫الشعبية والحضارية من مسيرات واعتصامات وعرائض فععي سععبيل تبيععان موقععف الشعععب الرافععض‬
‫للتجنيس‪ ،‬والمر بحاجة إلى وقفة كبيرة من قبل الجمعيات السياسععية كافععة إلععى جععانب الجمعيععات‬
‫الحقوقية إذا إن المر عبارة ععن تعععدي علعى حقععوق المعواطن البحرينعي وتشععويه لثقعافته النيععرة‪،‬‬
‫فعندما قررت الجمعيات السياسية يوما أن تخرج مسيرة منددة لعمليععات التجنيععس السياسععي فععي‬
‫الشهر القليلة الفائتة‪ ،‬صارت الجهات الرسمية وعلى رأسها وزارة الداخلية في حال من السععتنفار‬
‫فكانت لها بالمرصاد فقد سدت كل المنافذ المؤدية إلى الشارع العععام الععتي سععتقام فيععه المسععيرة‬
‫بغرض التشويش على عمليات التفاعل وتقليص العدد المشارك لكي تبدو المسيرة باهتة ول تحقععق‬
‫هدفها المنشود‪ ،‬كما ضايقتهم كثيرا من خلل وجود العسععاكر والجنععود فععي مقدمععة المسععيرة المععر‬
‫الذي دعا الجهات المنظمة إلى العلن عن انتهاء المسيرة قبل إلقاء البيان‪.‬‬

‫النباء تشير الععى أن هنععاك ‪ 30000‬عراقععي يعيشععون فععي الردن فععي طريقهععم لتسععلم الجنسععية‬
‫البحرينية علينا من الن أن نوفر لهم الوحدات السكنية وفرص العمل وخدمات تعليمية وصحية فهم‬
‫مواطنون‪ ،‬أتذكر جيدا أنه آخر مرة زرت فيها الردن تحدثت معع أحعدهم هنعاك ععن التجنيعس وععن‬
‫أعداد الردنيين الموجودين في البحرين والوظائف التي يحتلونها‪ ،‬فأجاب على الفور إجابععة ذكيععة أن‬
‫الردنيين عموما الذين يعملون في البحرين هم محسوبون على البدو ل الحضععر‪ ،‬قلععت فععي نفسععي‬
‫نحن ما نحتاجه في البحرين إل إلى البدو لننا أساسععا ل نسععبة لععدينا منهععم‪ ،‬كمععا أن المهمععات الععتي‬
‫توكل لهم في طبيعته تتناسب إلى حد بعيد مع أوضاعهم الثقافية فهععم إمععا فععي الداخليععة وإمععا فععي‬
‫الدفاع‪ ،‬وفي الحععالتين نحتععاج إلععى عقليععة بدويععة ل حضععرية لن مكافحععة لشععغب ل تتععم إل بصععورة‬
‫فاضحة‪.‬‬

‫الوسط | ‪2007-04-05‬‬

‫‪29‬‬
‫‪9‬‬
‫‪30‬‬
‫التجنيس‪ ..‬رؤية خليجية مشتركة أم تغريد خارج السرب‬
‫‪0‬‬
‫الكاتب ‪ :‬ريم البوعينين‬

‫رئيس مجلس النواب خليفة الظهراني أكد أن من نتائج الزيارة الععتي قععام بهععا الوفععد البرلمععاني‬
‫الكويتي وجلسة المباحثعات العتي عقعدت بيعن الطرفيعن‪ ،‬التفعاق علعى أولويعات العمعل البرلمعاني‬
‫الخليجي على المستوى المحلي وعلى المستوى الدولي‪ ،‬كما تععم تنععاول مسععتقبل الععدول الخليجيععة‬
‫في ظل الزيادة السكانية وسياسة منح الجنسية للجانب‪.‬‬

‫ولعل ذلك يتزامن مع كثير من القاويل بوجود نية لدولة الكععويت بفععرض ‘’فيععزا’’ دخععول أراضععيها‬
‫على المواطنين البحرينيين‪ ،‬إثر ما تردد عن نية البحرين تجنيس عدد من الخوة العراقييععن كرسععالة‬
‫واضحة الفحوى من الكويت بأن التجنيس فععي البحريععن بلععغ حععدا ً ل يمكععن السععكوت عنععه ل محليعا ً‬
‫فحسب وإنما إقليميا ً كما بدا من رد الفعل على الجانب الكويتي‪.‬‬

‫وبغض النظعر ععن صععحة معا تعردد بشعأن تجنيعس العراقييععن والععذي نفتعه وزارة الداخليعة‪ ،‬إل أن‬
‫المشكلة ل تكمن فعي كعون المجنسعين الجعدد عراقييعن أم يحملعون أيعة جنسعية أخعرى‪ ،‬وإن كعان‬
‫تجنيس العراقيين أعطى لدولة الكويت ذريعة مقبولة إلى حد ما للتدخل والعتراض علعى التجنيعس‬
‫أكثر لسععباب ل تخفععى علععى أحععد‪ .‬هععذا العععتراض مقبععول منطقيعا ً فكععثير مععن الجنسععيات العربيععة‬
‫والسيوية ل تتمكن من دخول الكويت إل بإجراءات طويلععة تنتهععي بععع’’فيععزا’’ تخععولهم بععدخول أرض‬
‫الكويت‪ ،‬وللكويت العذر في ذلك‪ ،‬فما حدث لها في التسعينات ليزال قابعا ً فععي الععذاكرة‪ ،‬وبالتععالي‬
‫أمنها الوطني يحتم عليها أن تتخذ التدابير اللزمة لحمايته بالسععيطرة علعى معن يفععد أرضععها بتقنيعن‬
‫أساليب الدخول على كل من تستشعر منه أنه يمس بأمنها‪ ،‬خصوصا ً أن الذاكرة الكويتية الجماعيععة‬
‫زاخرة بمواقف مخزية لدول وشعوب عربية إبان الغزو العراقععي لهععا أظهععر قععدرا ً مععن الحقععد تجععاه‬
‫قه سوى سخاء بعض الدول بحقدها الذي تجلععى بمواقععف‬ ‫الكويت التي أعطت العروبة بسخاء لم يف ْ‬
‫غير مشرفة البتة إزاء الكويت‪ .‬ذلك الجرح ليزال غععائرًا‪ ،‬وكععي ل يلععدغ المععؤمن مععن جحععر مرتيععن‪،‬‬
‫حري بالكويت أن تحافظ على أمنها بما اسععتطاعت مععن تععدابير‪ ،‬فمفهععوم المععن الععوطني لععه أبعععاد‬
‫اقتصادية واجتماعية وعسكرية وأيديولوجية إضافة إلى البعد السياسي في المنطقة الذي أثععر علععى‬
‫المن القليمي بشكل سلبي‪.‬‬

‫فالمن الوطني جزء ل يتجزأ من المن القليمي‪ ،‬وفي ظل أوضاع إقليمية متوترة يتطلب الحفاظ‬
‫على المن الوطني إجراءات وتدابير وقائية مضاعفة‪ ،‬فمنطقة الخليج مععازالت تعيععش أجععواء التععوتر‬
‫المني لسباب دولية وإقليمية‪ ،‬وقد تخللتها ثلثة حروب كبيرة أثرت على استقرار المنطقة التي لم‬
‫يساعد زوال النظام البعثي وإقامة نظام ديمقراطي تعععددي فععي العععراق علععى اسععتقرار المنطقععة‪،‬‬
‫فتحولت القضية المنية إلى هاجس‪ ،‬خصوصا ً أن النفلت المني في العراق وفقدان السيطرة على‬
‫الحدود العراقية ساعد على سهولة حركة كثير من العناصر الرهابية في شبه الجزيرة العربية الععتي‬
‫تعد الكويت جزءا ً منها‪ .‬أما حملة التجنيس التي استشرت في البحرين منذ منتصف التسعينات فقععد‬
‫زادت من تعقيد التدابير المنية المتخذة في دولة الكععويت الشععقيقة فجععواز السععفر البحرينععي يتيععح‬
‫لحامليه من المجنسين الجدد دخول الكويت من دون أية محاذير أو إجراءات كععالتي تتخععذ إزاء بنععي‬
‫جلععدته عنععد دخععول الكعويت‪ ،‬معا يعنععي أن التجنيععس فعي البحريعن يمعس المععن العوطني للكععويت‪،‬‬
‫وبالطريقة ذاتها يمععس المععن الععوطني للملكععة العربيععة السعععودية الععتي تعععاني مععن الهجععرات غيععر‬
‫‪30‬‬
‫‪0‬‬
‫‪30‬‬
‫الشرعية لليمنيين من حدودها نتيجة إجراءات الدخول الصارمة العتي تطبقهعا علعى دخعول اليمنييعن‬
‫‪1‬‬ ‫إلى المملكة العربية السعودية‪ ،‬خصوصا ً بعد استشراء ظاهرة الرهاب على أراضيها‪.‬‬

‫وإذا كانت التوجهات الرسمية في البحرين تواصل التجنيس‪ ،‬فمازالت بهدف الحفعاظ علعى المعن‬
‫الوطني للبحرين‪ ،‬والذي بدوره ل يتفق مع إجراءات الحفاظ على المن الوطني لدول الجوار‪ .‬يعني‬
‫أن الرؤية للمن الوطني الذي يعد جزءا ً من المن القليمي رؤية غير متفق عليها خليجي عًا‪ ،‬أو بتعععبير‬
‫أدق متفق عليها خليجيا ً عدا البحرين‪ ،‬فالوضع في المارات العربيععة المتحععدة وقطععر ل يختلععف عععن‬
‫المملكة العربية السعودية والكويت‪ ،‬فكلهما ل تيسر الحصول للعرب والسيويين على الجنسية‪ ،‬ما‬
‫يعني تقاربا ً بين رؤية الدول الربع التي على رغم حاجتها إلى العمالععة العربيععة والجنبيععة للمسععاهمة‬
‫في دفع عجلة التنمية فيها‪ ،‬إل أنها لم تخاطر بهوية دولها ومواردها ودخلها القععومي لتبععذل جنسععيتها‬
‫للعرب والسيويين‪ ،‬ما يعني أن البحرين وحدها تغرد خارج السرب وتضحي بهويتها ومواردها ودخلها‬
‫بالتجنيس‪ .‬وإذا كان التجنيس في البحرين‪ ،‬اليوم‪ ،‬يهدد المن الععوطني لععدول الجععوار ويجعلهععا تلععوح‬
‫بحظر دخول البحرينيين إل بع’’فيزا’’ كإشارة قوية من دول المجلس الذي نفخر بالنتماء إليه‪ ،‬علععى‬
‫أننا لم نعد نتشارك معهم في رؤاهم المنية والمستقبلية‪ ،‬ويجعلنعا نتسعاءل‪ :‬هعل يسعتحق التجنيعس‬
‫كل هذا العناء؟ وترى ألن يتحول بدوره )التجنيس( إلى خطر يهدد المن الععوطني البحرينععي باعتبععار‬
‫المن الوطني له أركان اجتماعية يتغلغل فيها التجنيععس وأبععاد اقتصعادية نعال منهعا التجنيععس نيل ً ل‬
‫يستهان به‪.‬‬

‫إن التلويح بحظر دخول البحرينيين إلى الكويت إل بع’’فيزا’’ حععتى وإن لععم تطبععق إشععارة صععريحة‬
‫تستحق أن تؤخذ في العتبار‪.‬‬

‫صحيفة الوقت| العدد ‪ 2007-04-11 | 415‬الموافق ‪ 23‬ربيع الول ‪ 1428‬هع‬

‫‪30‬‬
‫‪1‬‬
‫‪30‬‬
‫هو السلح القوى لمواجهة التجنيس والتوطين في البحرين‬
‫‪2‬‬
‫الكاتب ‪ :‬المرآة المكسورة‬

‫معركة الوجود للبحريني في هععذا البلعد تقععع فععي مقاومعة التعوطين والتجنيععس واسععقاط مشععروع‬
‫العائلة الحاكمة لستكماله الذي يعني القضاء على الشعب الصععيل فععي هععذا البلععد وتغييععر التركيبععة‬
‫السععكانية بالكامععل ‪ ،‬ولمواجهععة هععذا المشععروع علينععا الترحععك بالحركععة الشععمولية المتكاملععة غيععر‬
‫المجتزءة حتى نسقطه بإسهاماتنا جميعا ً ‪.‬‬

‫ولمواجهة الستيطان مع دور الضغوطات السياسية ‪ ،‬هو بععدأ مشععروع الععزواج المبكععر والنجععاب ‪،‬‬
‫هذا السلح ل تستطيع الحكومة علععى تحجيمععه ول محاصععرته مهمععا فعلععت ‪ ،‬إذا خلقععت الرادة مععن‬
‫عامة الناس بتسهيل أمور الزواج والكثار من إنجاب الطفال ل يستطيعوا فعل اي شيء ‪.‬‬

‫سياسة النجاب متبعة الن في فلسطين الدولة المحاصرة المقتول شعععبها الفقيععرة حععتى النخععاع‬
‫بلد المشاكل المنكوب ‪ ،‬يواحهععون السععتيطان بالرصععاص والقنابععل منععذ ‪ 1945‬م حععتى اليععوم ولععم‬
‫ينجحوا فاتخذوا أسلوب تعدد الزوجات والنجاب الكثير ‪ ،‬فلم تسععتطع اسععرائيل مواجهععة هععذا النععوع‬
‫من العمل الجهادي فتبحث وتبحث جاهدة من أجل وقف المد النجععابي إل أنععه بكععل مععا تملععك مععن‬
‫إمكانيات ووسائل أن توقف النجاب ‪.‬‬

‫ونحن كذلك فععي البحريععن هععل ننتظععر عشععرين أو ثلثيععن سععنة لتغييععر الوضععع حععتى نعالععج قضععية‬
‫التجنيس لو افترضنا استطعنا تغيير الوضع بكودر وسواعد أهل البلد وترسخ التععوطين فععي المجتمععع‬
‫ماذا عسانا نستفيد ‪ ،‬ولكن ليكن جهادنععا شععامل نععواجه الحكومععة بالوسععائل السياسععية وغيرهععا مععن‬
‫وسائل ولنوجهها بوسيلة الزواج المبكر وتسهيل عملية اقامته وانجاب الولد بكثرة ‪.‬‬

‫كما أن يجب التحذير وبث هذه الثقافة ل يتزوج أحد من البحارنة بالععذات مععن سععورية أو يمنيععة أو‬
‫اردنية وغيرهم من الجلف فهذا الزواج يعتبر صك من صكوك الجنسية فاختلط النساب ل تسععتطيع‬
‫في المستقبل أن تصنع له شيء وسيكون أمر واقع ‪ ،‬فمن أجععل رفععع إشععكالية المععر الواقععع يجععب‬
‫التحذير من الزواج من هذه الجنسيات ‪.‬‬

‫ل تخشى الفقر فإن الله يرزق الجميع ‪.‬‬

‫ل تخاف التربية فاجتهد وتوسل بالله وليتكاتف المجتمع سنكون مربين جيدين ‪.‬‬

‫لنكن شجعانا ً بتشجيع الزواج والنجاب في المجتمع‪.‬‬

‫ليعمل كل واحد منا بتشجيع الخر من أجل مواجهة سياسة التوطين ‪.‬‬

‫ملتقى البحرين اللكتروني‬


‫‪27-04-2007‬‬

‫‪30‬‬
‫‪2‬‬
30
3

30
3
‫‪30‬‬
‫السعودية‪ ...‬هكذا يكون التجنيس‬
‫‪4‬‬
‫الكاتب ‪ :‬قاسم حسين‬

‫جععه‬
‫في تقرير نقلته وكالة »يو بي آي« أمس الول‪ ،‬جاء فيععه أن الملععك عبععدالله بععن عبععدالعزيز و ّ‬
‫بمنععح الجنسععية السعععودية لعععددٍ مععن المتقععدمين مععن ذوي الكفععاءات والتخصصععات العلميععة وفقععا‬
‫للضوابط النظامية‪.‬‬

‫يأتي ذلك بعد عامين من دعوة الحكومة في مايو‪/‬أيار ‪ 2005‬الراغبين في الحصول على الجنسععية‬
‫دمت أعععداد ٌ كععبيرةٌ مععن الجععانب مععن حععاملي درجععات‬
‫بتقديم طلباتهم إلى الجهععات المختصععة‪ ،‬فتقع ّ‬
‫الماجسععتير والععدكتوراه‪ .‬وسععبق أن أعلنععت السعععودية نهايععة مععارس‪ /‬آذار الماضععي‪ ،‬أن الجععانب‬
‫ة‬
‫المولودين في المملكة بإمكانهم الحصول على الجنسية بعد بلععوغهم سععن الرشععد‪ ،‬وُيمنحععون مهلع َ‬
‫عام ٍ للختيار بين منحهم الجنسية السعودية أو الحتفاظ بجنسيتهم الصلية‪ ،‬علما بععأن هنععاك مليععون‬
‫مقيم يمكن أن يستفيدوا من ذلك من بين أكثر من ‪ 7‬مليين أجنبي يعيشون في السعودية‪.‬‬

‫نحن في البحرين معنيون جدا بالتجربة السعودية في التجنيس‪ ،‬فالسلطات هناك أعلنت أن المهن‬
‫التي تحتاجها ووردت في التعديل بوصفها شرطا للتجنيس هي تخصصات الطععب والفيزيععاء والعلععوم‬
‫والحاسب اللي والتقنية بأنواعها والتخصصات النادر وجودها بين المواطنين‪ .‬ولنتععذكر أن السعععودية‬
‫م صعغيٌر نسعبيا بالنسععبة إلععى دولعةٍ تبلعغ مسعاحتها ‪2.4‬‬‫يبلغ تعدادها نحو ‪ 20‬مليون نسمة‪ ،‬وهعو رقع ٌ‬
‫مليون كيلومتر مربع‪ ،‬إذ يصل معدل الكثافة السكانية إلععى ‪ 7.9‬نسععمة للكيلومععتر المربععع‪) ،‬بحسععب‬
‫موقع وزارة الخارجية(‪ ،‬بينما تبلغ الكثافة السكانية لدينا ‪ 1500‬نسمة في الكيلومتر المربع‪.‬‬
‫الشقاء في السعودية استثنوا من التعديل الخععوة الفلسععطينيين ممععن يحملععون جنسععيات عربيععة‬
‫وأجنبية والذين يبلغ عددهم نحو ‪ 500‬ألف‪ ،‬وذلك استجابة لتوجيهات الجامعة العربية بعععدم تجنيععس‬
‫أو توطين الفلسطينيين المقيمين في دول عربية‪ ،‬منعععا لععذوبان الهويععة الفلسععطينية وحفاظععا علععى‬
‫حقهم في العودة‪.‬‬

‫ث عن أكبر بلد ٍ في شبه الجزيرة العربية‪ ،‬وهو البلد الول في إنتععاج‬ ‫الحديث عن السعودية هو حدي ٌ‬
‫النفط‪ ،‬وأكبر احتياطي على مستوى الععالم‪ ،‬والخعامس فعي احتيععاط الغعاز‪ .‬وهععو بلعد ٌ يشععهد نهضععة‬
‫ع‬
‫صناعية‪ ،‬ونموا زراعيا أوصله إلى تصععدير الحبععوب والخضععروات والفععواكه إلععى الخععارج‪ .‬بل عد ٌ واس ع ٌ‬
‫س الحاجة إلى اليدي‬ ‫شاسع‪ ،‬يضم أكثر من ‪ 30‬مطارا بين دولي وإقليمي ومحلي‪ .‬هذا البلد هو بأم ّ‬
‫العاملة من كل نوع‪ ،‬ولكن التخطيط للسياسة المستقبلية تععدعوه إلععى وضععع القععوانين الععتي تحكععم‬
‫حركة الهجرة وتضبط عملية التجنيس‪ ،‬بما يخدم البلد ومستقبل أجياله على المسععتوى البعيععد‪ .‬هععذا‬
‫مع العلم بما تواجهه سنويا من مشكلة تخّلف أعداد ٍ من الحجاج والمعتمرين من العودة إلى ديارهم‬
‫وإيثععار البقععاء فععي السعععودية لكسععب الععرزق‪ ،‬لمععا تعععانيه أوطععانهم الصععلية مععن تععدني المسععتوى‬
‫ل مثل الهنعد وباكسععتان وبنغلديعش والفلعبين ونيجيريعا‪ .‬معن هنععا‬ ‫القتصادي‪ ،‬فأكثر المقيمين من دو ٍ‬
‫راعى صععاحب القععرار جععانب الحتيععاط لمسععتقبل البلععد‪ ،‬وعنععدما قعّرر قبععل عععامين السععتفادة مععن‬
‫التجنيس‪ ،‬وضع الضوابط التي تحافظ على التركيبة السكانية ومصلحة الوطن والمواطنين‪.‬‬

‫نقول ذلك‪ ،‬وعيننا على بلدٍ صغير‪ ،‬ل تزيد مساحته على ‪ 700‬كععم مربععع‪ ،‬تععزداد شععوارعه ازدحامععا‬
‫عاما بعد عام‪ ،‬وتتراكم مشاكله المعيشية‪ ،‬ويعاني من تراجععع الخععدمات العامععة فععي مجععال التعليععم‬
‫‪30‬‬
‫‪4‬‬
‫‪30‬‬
‫ل يععواكب حاجععات‬ ‫والصحة والسكان‪ ...‬فضل عن البطالة وضعف مخرجات التعليععم عععن تأهيععل جي ع ٍ‬
‫‪5‬‬
‫سوق العمل‪ .‬وفوق ذلك‪ ،‬تأتي سياسة التجنيس العشوائية لع ‪ 53‬ألفا خلل ثلثة أعوام‪ ،‬لععترفع عععدد‬
‫السكان الجمالي بنسبة ‪ 10‬بالمئة دفعة واحدة! وهي سياسة خاطئة ستدفع الجيال المقبلععة ثمنهععا‬
‫عسرا في الحياة‪ ،‬وعرقا ودموعا ودماء‪ ،‬ويععدفع البلععد الضععريبة مععن أمنععه واسععتقراره‪ ،‬مععع الععدخول‬
‫الحتمي و»المشروع« لبناء الفئات الجديدة بعد عشر سنوات فقععط‪ ،‬علععى خععط المطالبععة بحصععتها‬
‫من الكعكة‪ ،‬والمساهمة في صنع القرار‪ .‬ترى‪ ...‬أما آن للغشاوة أن تزول؟‬
‫صحيفة الوسط | العدد ‪ 2007-05-07 | 1704 :‬الموافق ‪ 16‬ذي القعدة ‪ 1430‬هع‬
‫خطر التجنيس على المن القومي‬

‫الكاتب ‪ :‬قاسم حسين‬

‫ور أن إبراهيم شريف يمتلك كل هذا الحس من الطرافة حتى قرأت رّده المفحم على‬
‫لم أكن أتص ّ‬
‫طروحات بعض نواب »محّللي التجنيس «!‬

‫ة أسعقطها شعريف بعع‬ ‫» محّللععو التجنيععس« يطرحععون خدمععة المعة معيعارا للتجنيعس‪ ،‬وهعي بدعع ٌ‬
‫ة« واحعدة‪ ،‬بإشعارته إلعى تجنيعس كعل معن حعارب »إسعرائيل« فعي الردن وسعورية ولبنعان‬ ‫»قفش ٍ‬
‫وفلسطين المحتلة‪ .‬ولكنه لم يشر إلى من حارب »إسععرائيل« مععن مصععر والعععراق ودول المغععرب‪،‬‬
‫إضافة إلى من قاتلوا مع الفلسطينيين في »الغزوات« السرائيلية المتعععددة علععى لبنععان‪ ،‬مععن دول‬
‫إفريقيا وأميركا اللتينية‪.‬‬

‫الرد كان ساخرا بمقدار ما كان تبرير سياسة التجنيس مستخفا بالعقول‪ ،‬فالقضية ليست تجنيععس‬
‫دد المن القومي للبلد‪ ،‬فلن يطول الوقت حتى يععدفع‬ ‫شخص أو شخصين‪ ،‬وإنما نحن أمام سياسة ته ّ‬
‫الوطن ضريبتها دموعا ودماء‪ ،‬وتطاحنععا سياسععيا واقتصععاديا واجتماعيععا علععى أوسععع نطععاق‪ ،‬سيصععبغ‬
‫الحراك السياسي في العشر أو العشرين سنة المقبلة‪.‬‬

‫المبّررون لسياسة التجنيس‪ ،‬ينطلقون من حسابات ومصالح فئويععة ضععيقة‪ ،‬غععابت عنهععم مصععلحة‬
‫ة سععرعان مععا سععتتآكل‬
‫الوطن العليا وتضخمت لديهم مصلحة الجماعة وأهععل الفريععج‪ .‬وهععي مصععلح ٌ‬
‫وتتجاوزها الحوادث‪.‬‬

‫شعب البحرين ليس شوفينيا عندما يعارض التجنيس‪ ،‬وأخلقه أبعد مععا تكععون عععن النغلق‪ ،‬ولكععن‬
‫ة منه بوجود دوافع سياسية واضحة في التجنيس المتسععارع والمكثععف‪،‬‬ ‫ت عريض ٌ‬
‫عندما تشعر قطاعا ٌ‬
‫فمن المنطقي أن تقف الجمعيات السياسية ذات التاريخ الوطني النظيف‪ ،‬وكل مؤسسات المجتمع‬
‫المدني ضد هذه السياسة الخطرة‪.‬‬

‫ة سعاهمت‬ ‫شعب البحرين ليس شوفينيا ول منغلقا‪ ،‬ول يميل نحععو العزلعة ععن الخعر‪ ،‬وهععي طبيعع ٌ‬
‫عما تفرضه حياة الجععزر مععن انفتععاح كضععرورة‬ ‫الجغرافيا والتاريخ والدين السمح في تشكيلها‪ ،‬فضل ّ‬
‫عملية في منطقةٍ حيويةٍ من العالم‪ .‬فالمر ليس في التجنيععس المحععدود الخاضععع لضععوابط قانونيععة‬
‫تراعي مصلحة الوطن العليا كما يجري في دول الجوار‪ ،‬ولكنه فععي هععذه السياسععة قصععيرة النظععر‪،‬‬
‫التي ستلحق أبلغ الضرار بمصالح البلد ومعائش العباد في المدى المنظور‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫‪5‬‬
‫‪30‬‬
‫ربما ن ُّتهم بالتشاؤم‪ ،‬ولكن النذر أخذت تلوح بععالفق لمععن أراد أن يبصععر قبععل فععوات الوان‪ .‬فمععن‬
‫‪6‬‬
‫ة مسععتفيدةٌ تتلعععب بمشععاعر جمهورهععا‪ ،‬وسععرعان مععا‬ ‫يبررون ويدافعون عععن التجنيععس اليععوم‪ ،‬قلع ٌ‬
‫ّ‬
‫سيزول أثر التنويم المغناطيسي بعد أن يحمي الوطيس‪.‬‬

‫قبل شهرين تقريبا‪ ،‬تلقيت مكالمة من مواطنةٍ من الرفاع‪ ،‬يبدو من صوتها أنها متقدمة في السععن‬
‫دث عععن مشععاكلهم‪ ،‬وهععي مشععاكل واحععدة‬
‫ولديها أبناء عاطلون عن العمل‪ ،‬وبعد التحية أخععذت تتحع ّ‬
‫ب ستصبح متطابقة بين أبناء كل المناطق بسبب تشابه العوامل الضاغطة في‬ ‫ما قري ٍ‬
‫ومتشابهة‪ ،‬وع ّ‬
‫الحياة‪.‬‬

‫الم الرفاعية كانت تشكو من عدم حصول البناء على عمل حتى في العسكرية كمععا قععالت‪ ،‬فلععم‬
‫تعد هناك وظائف كما في السابق‪ ،‬بسبب منافسة الفئات الجديدة التي احتلت الوظائف المتععوافرة‬
‫تقليديا حتى قبل عشر سنين‪.‬‬

‫ة وغيععر‬
‫ة خععاطئ ٌ‬
‫النقاش الجماعي بدأ اليوم عن مخاطر التجنيس بهذه العداد المهولة‪ ،‬وهي سياس ٌ‬
‫محسوبة العواقب‪ ،‬سيدفع الجيل المقبل ثمنهععا عرقععا ودموعععا ودمععاء‪ ،‬والحععل الععذي تخّيلععه البعععض‬
‫ضمانا للمن‪ ،‬سينقلب مشروع تقويض للمن‪ ،‬ففرص العمل والسكن الععتي تتععوافر الن للبحرينييععن‬
‫ل نفسه‪ ،‬ل يزل يعيش الغربة في وطععن جديععد‪ ،‬فععي‬ ‫ل كام ٌ‬ ‫الجدد‪ ،‬لن تدوم لبنائهم‪ .‬وهكذا سيجد جي ٌ‬
‫ت تعتععبر العنععف‬‫دمة الصفوف المطالبة بانتزاع الحقوق‪ ،‬وسععتقتحم سععاحة العمععل السياسععي فئا ٌ‬ ‫مق ّ‬
‫والثأر من تقاليدها المتوارثة من البيئات الولى‪ .‬وسيصبح حرق الطارات عمل ساذجا من مخّلفععات‬
‫التاريخ مقارنة بزمان الحزمة الناسفة‪ .‬حينها سيتذكر الناس الخديعة التي انطلت على بعضهم‪ ،‬بأن‬
‫البحرين »تتشّرف« بمنح جنسيتها لكل راغب في الوصال! تذكروا حينها قول الشاعر‪:‬‬

‫أمرتهم أمري بمنعرج اللوا‪...‬‬


‫فلم يستبينوا النصح إل ضحى الغدِ‬

‫صحيفة الوسط | العدد ‪ | 1705 :‬الثلثاء ‪ 2007-05-08‬الموافق ‪ 16‬ذي القعدة ‪ 1430‬هع‬

‫‪30‬‬
‫‪6‬‬
‫‪30‬‬
‫سري للغاية‬
‫يمدون النظام بالمال والرجال؟ ‪7‬‬ ‫آل الصباح في قفص التهام لماذا‬

‫الكاتب ‪ :‬الدكتور عبد الجليل السنكيس‬

‫نشرت جريدة الععرأي العععام الكويتيععة فععي عععدد يععوم أمععس الخميععس الموافععق ‪ 10‬مععايو ‪2007‬م‬
‫استطلعا للرأي في قسم محليعات تنعاول موضعوع المحروميعن معن الجنسعية أو معا أطلعق عليهعم‬
‫"البدون"‪ ،‬وكان محور الستطلع هو تساءل عن هذه القضية النسانية المؤرقة لدول الخليج بشكل‬
‫عام والكويت بشكل خاص‪ .‬وكان عنوان الستطلع "البدون‪ ...‬هل نعطيهم لدولة أخععرى ولععو كععانت‬
‫شقيقة؟" ]‪ ، [1‬وجاء التقديم له كالتي‪:‬‬

‫"قضية البدون التي شبهها البعض بالقنبلة الموقوتة‪ .‬وهي القضية التي تسبب انقساما في الععرؤى‬
‫اتجاه الحلول المطروحة فهناك من يرى أحقيععة هععذه الفئة بععالتجنيس وفععق أسععس وقواعععد تضعععها‬
‫الدولة ويرى آخرون ضععرورة النظعر للبعععد النسععاني للقضععية مععن بععاب تطععبيق التفاقيععات الدوليععة‬
‫الخاصة لمعاملة غير محددي الجنسية لجهة تأمين حقوقهم التعليمية والصحية وفي مجالت الرعاية‬
‫التي توفرها الدول لرعاياها‪ ،‬وهناك من يقدم حلول متباينة تصطدم كلها بكيان الدولة الععذي يخشععى‬
‫أن يتعرض لتغير جوهري في مكونه البشري‪» .‬الرأي« تفتح ملف القضععية بطععرح سععؤال افتراضععي‬
‫حول قيام إحدى الدول الخليجية أو العربية في طلب هذه الفئة فهععل سععتقوم الدولععة بالتنععازل عععن‬
‫هذه الفئة وكيف تكون ردة فعلها؟! »الرأي العام الكويتي« استطلعت الراء فكان هذا التحقيق‪:‬‬

‫أشار خليفة الخرافي )عضو المجلس البلدي( انه حتى إذا وجد هنععاك »وأتمنععى ذلععك؟« أن إحععدى‬
‫الدول تبدي استعدادها بإعطاء جوازات لهؤلء البدون‪ ،‬أو من خلل تحرك من قبل دولة الكويت من‬
‫بعض الدول الشقيقة للتعاون على إعطاء هؤلء جوازات مقابل مساعدة الكويت لهذه الدولععة الععتي‬
‫تستقبل "البدون"‪.‬‬

‫مساعد الشمري‪ :‬هناك من دول الخليج من طلبت "البععدون" الكويععتيين لتجنيسععهم‪ ،‬ومنهععم دولععة‬
‫المارات ومملكة البحرين وأخيرا وليس آخير المملكة العربية السعودية والتي دعت كل من يحمععل‬
‫البطاقة السوداء من قبائل شمر وعنزة وخوالد والسعدي في دولة الكويت للمسارعة بتجديد هععذه‬
‫البطاقات ومن ثم يتم تجنيسهم‪ ،‬والطلبات بسيطة جدا ً وغير معقدة‪..‬‬

‫ومن هذا الستطلع نشعير إلعى أن المعلومعات العتي ذكعرت علععى لسعان الشخصععيات السياسعية‬
‫والبلدية لم تكن افتراضية بل هي مؤسسة على أرض الواقع وتعبر عن تععوجه‪ ،‬وإن بععدى فيععه رغبععة‬
‫القيادة الكويتية مععن آل الصععباح فععي التخلععص مععن "عععوار الععرأس المزمععن" المتمثععل فععي البععدون‬
‫والمحرومين من الجنسية‪ ،‬إل إن في حقيقة المر‪ ،‬ل يمكن فهمععه خععارج إطععار التععآمر علععى شعععب‬
‫البحرين بالذات‪ ،‬تحت عنوان التوطين وتغيير التركيبة السكانية‪ .‬فععالبحرين‪ -‬الوحيععدة مععن بيععن دول‬
‫الخليج‪ -‬التي تحتاج "مساعدة من الكويت لستقبال "البدون" منها‪ ،‬فل المارات أو السعودية تحتععاج‬
‫للمساعدة‪ .‬والبحرين –الوحيدة‪ -‬التي ل يمكن أن تبرر التوطين‪ ،‬فل مساحتها الجغرافية ول مواردها‬
‫الطبيعية‪ ،‬ول تركيبتها المجتمعية الحضرية تسمح باستيراد هؤلء‪-‬اللف‪ -‬من البشر لها‪ .‬البحرين من‬
‫أفقععر دول الخليععج‪ ،‬وأقلهععا مععواردا ً وإمكانيععات‪ ،‬ومععن أكبرهععا نسععب ً‬
‫ة فععي الكثافععة السععكانية مقارنععة‬
‫بالمساحة‪ .‬فيمكن تفهم رغبة وقدرة المارات العربية المتحدة والسعودية‪ ،‬وحععتى الكععويت‪ ،‬إن هععي‬
‫‪30‬‬
‫‪7‬‬
‫‪30‬‬
‫رغبت في توطين البدون على أراضيها واعتبرتهم من مواطنيهععا‪ ،‬ولكععن ل يمكععن لحععد أن يفهععم أن‬
‫‪8‬‬
‫تقعوم البحريعن‪ ،‬بتعوطين "بعدون" وغيرهعم معن الكعويت أو السععودية أو قطعر أو أي دولعة أخعرى‪.‬‬
‫البحرين نفسها‪ ،‬تعاني من مشكلة "البدون"‪ ،‬فكيف تساهم في حل مشكلة "بدون" الكععويت‪ ،‬إل إن‬
‫تكون هناك أجندة سياسية وتوطئ ومؤامرة‪ .‬الولى أن تقوم بحل أزمععة المحروميععن مععن الجنسععية‬
‫من مواطني البحرين‪ ،.‬يؤكد على ذلك التوجه التآمري‪ ،‬شروع البحرين الحادي الذي فتح‪ -‬وبتسهيل‬
‫ملفت ‪ -‬منح الجنسععية لمععواطني الخليععج‪ .‬فععالخليجي الععذي "يسععكن" البحريععن لمععدة ثلث سععنوات‬
‫يستطيع التقدم للحصول على "الجواز الحمر"‪ ،‬في حين أن بحرينييععن سععكنوا وتوالععدوا سععنين فععي‬
‫بلدان الخليج‪ ،‬ول زالوا فيها‪ ،‬ل يعاملوا بنفس المعاملة‪.‬‬

‫مؤشرات التواطؤ‪:‬‬

‫لقد ذكرنا سابقا ً تواتر أخبار عن توطين عراقيين من أصول قريبة مععن النظععام الصععدامي السععابق‬
‫استطاعوا أن يدخلوا الكويت كبحرينيين باستعمال جوازهم البحريني "الجديد"‪ ،‬مما أثار خوف وهلععع‬
‫الكويتيين‪ ،‬حيث أعاد لهم ذكرى محو الكويت من الخارطة السياسععية علععى أيععدي الجيععش العراقععي‬
‫الصدامي‪ .‬وهذا المر يؤكده تلويح السلطات الكويتية‪ ،‬في تلك الفترة‪ ،‬بحظر دخول البحرينيين إلععى‬
‫الكويت إل بع''فيزا'' ]‪ . [2‬وقد لحظنا الزيارات التطمينية )التآمرية( المتبادلة بين القيادة البحرينيععة‬
‫والكويتية في تلك الونة وعلى مدى الشهور الثلثة الولى في بداية العام‪ ،‬شملت‪:‬‬

‫زيارة ولى عهد الكويت الشيخ نواف الحمد الجابر الصباح ورئيعس مجلعس العوزراء الشعيخ ناصعر‬
‫المحمد الحمد الصباح للبحرين في نهاية يناير الماضي‪ ،‬تلك الزيارة التي عبرت عن قلق الكويععتيين‬
‫من أخبار توطين العراقيين التي انتشرت أخبارها وتواترت في تلك الفععترة‪ .‬وقععد بععادل النظعام فععي‬
‫البحرين تلك الزيارة بمجموعة زيارات بدأت بزيارة الشيخ حمد بن عيسععى ال خليفععة للكععويت فععي‬
‫فبراير الماضي‪ ،‬تبعتها ثلث زيارات‪ ،‬الولى الشيخة هيا بنت راشد ال خليفة‪-‬رئيس الجمعية العامععة‬
‫للمم المتحدة في مارس‪ ،‬الثانية زيارة الشيخ حمود بن عبد الله ال خليفة‪ -‬محافظ العاصععمة‪ -‬فععي‬
‫نفس الشهر‪ ،‬وآخرها زيارة الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة رئيععس الععوزارء فععي أبريععل الماضععي‬
‫على رأس وفد رفيع المستوى‪.‬‬

‫لم تأت تلك الزيارات المكوكية عن فراغ‪ ،‬وإنما أكدت على وجود تععوجه للعائلععة الخليفيععة أعربععت‬
‫عنه بقلق عائلة آل الصباح واستدعى إظهار التطمينات اللزمة للشقاء وبني العمومة في الكععويت‪.‬‬
‫ويبدو أن الحل كان بمساعدة آل خليفة في مشروع التوطين‪ ،‬ومده بالمال والرجععال‪ ،‬دون ان يععؤثر‬
‫على أنظمة المنطقة وتوجهاتها‪ .‬ومن هنا جاءت الشارة الى وجود الرغبة من النظام في البحريععن‪،‬‬
‫لستقبال "البدون" الكويتيين بدعم مال ولوجستي من آل الصباح‪ ،‬ويبععدو أن هععذا التععوجه جععاء فععي‬
‫قبال توطين العراقيين‪.‬‬

‫وثائق سرية‪:‬‬

‫تجدر الشارة الى أن الوثائق التي جاء بها د‪ .‬صلح البندر‪ -‬المستشار الستراتيجي السابق لوزارة‬
‫شئون مجلس الوزراء‪ -‬في تقريععره الثععاني لمركععز الخليععج لتنميععة الديمقراطيععة "البحريععن‪-2005 :‬‬
‫‪ ،2010‬الجزء الول لخطة العمل السرية"‪ ،‬في الجزء القسم الثالث منه بعنوان " تحععدي التجنيععس‬
‫تقديرات ومؤشرات"‪:‬‬
‫‪30‬‬
‫‪8‬‬
‫‪30‬‬
‫"حتى تحقق البحرين التوازن المطلوب ل بد من أن تضع في العتبععار أن تجنيععس ‪ 10‬ألععف‪9‬سععنيا ً‬
‫في العام لن يؤثر إطلقا ً في المعادلة السائدة حاليا ً )انظر الرسم البياني(‪ .‬إذا رفعت العدد تدريجيا‬
‫إلى ‪ 20‬ألف سنويا ً فقد تنجح في تعديل التركيبة بعد نهاية العععام ‪ .2016‬إذا رفعععت العععدد تععدريجيا ً‬
‫إلى ‪ 50‬ألف سنويا ً فإن قدرتها علععى تغييععر التركيبععة تععدريجيا ً قععد تتحقععق بعععد العععام ‪ .2010‬و فععي‬
‫تقديرنا هذا هو الخيار الستراتيجي الوحد" ‪.‬‬

‫سععنة العععراق‬
‫وجععاءت التوصععيات ل لععتركيز "علععى ‪ 3‬مصععادر رئيسععية لععدفع عمليععة التجنيععس‪ُ :‬‬
‫والسععيويين بععالتركيز علععى البلععوش والبنغععال واليمنييععن‪.‬غالبيععة هععذه الجنسععيات يحلمععون بظعروف‬
‫اقتصادية أفضل في البحريععن" ‪ .‬وأيضعا "العتركيز علعى العذين ولععدوا فععي الكععويت والسعععودية )فئة‬
‫البدون( لسهولة اندماجهم في البحرين واكتسابهم للعادات الخليجية بسهولة"‪.‬‬
‫انتهى القتباس من التقرير‬

‫الخطاب لقيادة الكويت وشعبه‪:‬‬


‫ل نريد أن ندخل في مهاترات أو نشعل خطابات سياسععية فارغععة‪ ،‬ولكععن مععا يحععدث بيععن الكععويت‬
‫والبحرين‪ ،‬تحديدا ً بين آل الصباح وآل خليفة‪ ،‬أمر مريب‪ ،‬ويستدعي التوقععف‪ .‬وهنععا ل نريععد اسععتعداء‬
‫آل الصباح‪ ،‬أو الشقاء الكويتيين‪ ،‬فالوشعائج بيعن البحرينييعن والكويعتيين قديمعة وقعد أثبتعت متانتهعا‬
‫وقوتها عند الزمات‪ .‬وبدون مّنة‪ ،‬وقف الشعب البحريني مع شقيقه الشعب الكويتي في محنته أبان‬
‫الغزو الصدامي الغاشم للكويت في ‪1991‬م‪ ،‬بكل ما يستطيع‪ ،‬كما أن أيادي الكويت على البحريععن‬
‫بيضاء في دعم البنية التحتية والخدماتية‪ ،‬دون مقابععل‪ .‬ولكععن مععا يجععري الحععديث عنععه مععن تععوطين‬
‫"بدون" الكويت في البحرين أمر ل يمكن السكوت عنه‪ ،‬ويستدعي الوقوف بحزم‪.‬‬

‫لقععد خاطبنععا آل الصععباح سععابقا ً وطلبنععا منهععم ]‪ ،[3‬بكععل أدب واحععترام‪ ،‬أن ل يكونععوا مععن ضععمن‬
‫‪30‬‬
‫‪9‬‬
‫‪31‬‬
‫المشروع التآمري الذي تقوم به العائلة الخليفيععة فععي البحريععن‪ .‬جععاء ذلععك فععي مقععامين مختلفيععن‪،‬‬
‫‪0‬‬
‫آخرهما بمناسبة زيارة الشيخ صباح الحمد الجابر الصباح ‪-‬أمير دولة الكويت‪ -‬للبحريععن فععي مععارس‬
‫‪ ،2006‬وطالبناهم بأن يردوا الراضي البحرينية التي وهبها لهم أفععراد العائلععة الخليفيععة بععدون وجععه‬
‫حق‪ .‬ومع تقديرنا لل الصباح‪ ،‬فالبحرين‪ :‬شعبها‪ ،‬مواردها وأراضيها ليست غنيمة حرب يتصععرف بهععا‬
‫آل خليفة كما يشاءون‪.‬‬

‫وبمناسبة توطين البدون‪ ،‬هناك أسئلة تفرض نفسها‪:‬‬

‫‪-‬هل يقبل الكويتيون أن يتم التآمر على شعبهم؟ فلو كان آل خليفة يتأمرون مععع آل الصععباح علععى‬
‫الكويتيين‪ ،‬فهل يقبل أولئك المر؟‬

‫لقد رفض الكويتيون محاولت الطاغية العراقي المقبور صععدام حسععين فععي التععآمر علععى الكععويت‬
‫وشعبها‪ ،‬فلماذا يمد آل الصباح نظام الحكم في البحرين‪ ،‬بالمال والرجال ليعينوه على محو خريطععة‬
‫الشعب البحرينععي الصععيل مععن الوجععود؟ لمععاذا يقبلععوا علععى الشعععب البحرينععي مععا ل يقبلععوه علععى‬
‫أنفسهم؟‬

‫‪ -‬هل هناك صفقة بين آل الصباح وآل خليفة علعى أن يتعم تعوطين "البعدون" معن الكعويت مقابعل‬
‫توطين "العراقيين" المرتبطين بالنظام السابق؟ هل يهدف آل الصباح لعانعة أبنعاء عمعومتهم علعى‬
‫الشعب البحريني‪ ،‬والتخلص من أزمة "البدون" الكويتيين في ذات الوقت؟‬

‫‪ -‬أين دور ممثلي الشعب ومجلس المة الكويتي مما يحاك ضد شعععب البحريععن‪ ،‬وكيععف يسععمحوا‬
‫للعائلة الحاكمة في الكويت أن تتواطئ مع العائلة الخليفية‪ ،‬وأن عنى ذلك استعداء الكويت لشعععب‬
‫البحرين؟‬

‫إن هذا التآمر على شعب البحرين هو بل شك ضد القيم والسنن الجتماعية‪ ،‬ولن يحظى بموافقععة‬
‫شعوب المنطقة‪ ،‬ول أعتقد بأن شعب الكويت العزيز يرضى بما يحدث لشعب البحريععن‪ ،‬فمععا بالععك‬
‫وأن المتآمر هي العائلة الحاكمة والحكومة الكويتية‪.‬‬

‫المطلوب‪:‬‬

‫أن ما يحدث من تآمر على الشعب البحريني‪ ،‬ومد العائلة الحاكمة في الكويت للنظععام البحرينععي‪،‬‬
‫بالمال والرجال‪ ،‬لمساعدته في تنفيذ مخطط إذابة الهوية البحرينية وتغييععر التركيبععة السععكانية أمععر‬
‫ل‪ ،‬ليس لننا ل نريد حل ً مقبول ً لمعاناة المحروميععن مععن الجنسععية و"البععدون"‪-‬‬
‫مرفوض جملة وتفصي ً‬
‫في الكويت وبعاقي دول المنطقعة‪ ،‬وإنمعا لن معا يقعوم بععه النظعام فععي البحريععن هععو جريمعة بحعق‬
‫الشعب‪ ،‬وتعبيرا ً عن عدم انتماء العائلة لهذا الشعب الذي وقف معها في أوقات الشدة والمحنة‪.‬‬

‫القيادة الكويتية‪ ،‬والحكومة الكويتية‪ ،‬ومجلس المة الكويتي‪ ،‬مطالبون بنفععي تععورطهم واشععتراكها‬
‫في مشروع التآمر على شعب البحرين‪ ،‬بأي صورة كانت‪ .‬هم مطالبون بإثبات حسن النوايا‪ ،‬طالمععا‬
‫وضعوا أيديهم في يد النظام الذي ل يريد للبحرين وأهلها خيرًا‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫‪0‬‬
‫‪31‬‬
‫كما نطالب بأن يتم التوقععف عععن اسععتغلق الوضععع النسععاني والحقععوقي لملععف المحروميععن مععن‬
‫‪1‬‬
‫الجنسية‪ ،‬كورقة سياسية والبدء في التعاطي مع شعوب المنطقة علععى أسععاس المواطنععة‪ ،‬ل علععى‬
‫أساس الرعاية‪ .‬هناك خيارات كثيرة للكويت يمكن البدء فيها لحلحلة هذا الملف‪ ،‬ولكننععا نرفععض أن‬
‫يكون على حساب وجود وهوية وتاريخ الشعب البحريني‪.‬‬

‫تعليق أخير‪:‬‬

‫إن هذا المخطط – إن ثبت‪ -‬يؤكد تواطئ و تورط أنظمة أخرى في المنطقة مع النظعام البحرينععي‬
‫ضد الشعب البحريني‪ ،‬كي تعزز معن بقعاء العائلععة فععي الحكععم‪ .‬ل يهعم النظععام الخليفععي أن تتحععول‬
‫البحرين لغابة من البشر يأكل بعضه بعضا‪ ،‬أو تشتعل الفتنة والقتتال بين أفراده على المال والكل‪،‬‬
‫والمن الجتماعي‪ .‬يراد لهذا الشعب ان يكون بل مستقبل‪ ،‬بلهوية ول تاريخ ول وجود اسعمه شععب‬
‫البحرين‪ ،‬فهل سنتصدى لهذا المخطط الجرامي أم سنكون سلبيين‪ ،‬ونعيش مصالحنا الخاصة‪.‬‬

‫إن تعامل هذا النظام مع الرض وشعبها‪ ،‬كالتعامل مع الرض المحروقة‪ ،‬فمنهععم مععن ابتععاع جععزرا ً‬
‫ون لنفسه إمبراطورية مالية في جنيعف ولنعدن ونيويععورك‪،‬‬ ‫وهيأ لنفسه بيت المستقبل‪ ،‬ومنهم من ك ّ‬
‫ومنهم من يعد العدة لقصر "طائر" ينقله الى ما يريد إذا ما اشتد الععوطيس‪ ،‬وخربععت الععديار‪ ،‬وقيععل‬
‫لعنة الله على القوم الظالمين‪ ،‬و"علي وعلى أعدائي"‪ .‬حينها لن يكون هناك شععب المعس ووطعن‬
‫المس‪ ،‬ولن يفيد الندم أو عض النامل‪.‬‬
‫‪-------------------------------------------------------------‬‬
‫]‪http://www.alraialaam.com/10-05-2007/ie5/local.htm#04 [1‬‬
‫]‪http://www.alwaqt.com/blog_art.php?baid=3002 [2‬‬
‫]‪ [3‬يا أمير الكويت‪ ..‬نريد حقنععا‪ ،‬ل مكرمععة‪ ،‬سععواحل دمسععتان والمالكيععة البحرينيععة هديععة لمععراء‬
‫الكويت‪ ،‬هل أقر شعب البحرين تلك الهدية؟‬

‫‪11-05-2007‬‬

‫‪31‬‬
‫‪1‬‬
‫‪31‬‬
‫لوثة التجنيس والتطفل الجتماعي!‬
‫‪2‬‬
‫الكاتب ‪ :‬خالد المطوع‬

‫إن كان وجود تغول للنعرة الطائفية كما هععو سععائد حاليععا فععي مجتمعنععا يشععير إلععى فشععل واقعععي‬
‫وإخفاق ذريع في عملية بناء الدولة وتكريس هوية مواطنتهععا الدسععتورية‪ ،‬فععإن التجععاه للتعامععل مععع‬
‫مثل هذا التغول عبر مزاعم تغليب طائفة على أخرى‪ ،‬أو الجتهاد لخلق وجود طائفي تنظيمي ثععالث‬
‫في البلد كما قال الزميل الباحث عبدالله جناحي عن ذلك مسبقا‪ ،‬ليس سوى خيار انتحار جمععاعي‪،‬‬
‫وزيادة في الفشل‪ ،‬وإغراق للذات في وحل الخسارات التي تظل حتى الن بل قاع محتمععل‪ ،‬وذلععك‬
‫في ظل ما تعاني منه الدولة من إخفاقات فععي صععياغة هويععة صععهيرها الععوطني‪ ،‬وفععي تلبيععة كامععل‬
‫احتياجات المععواطنين سععواء أكعان ذلعك عععبر إيجعاد نظعام للخعدمات الحيويعة أكعثر فاعليععة وكفعاءة‬
‫وشمول‪ ،‬أو حتى عبر حل أزمة أكثر تجذرا في بنيان الدولة تتمثل في تسوية عادلة لتوزيععع الععثروات‬
‫على جميع المواطنين‪ ،‬فيكون فشل تنظيميا سياسيا واقتصاديا حققته الدولة‪ ،‬وقد استحال الن إلى‬
‫فشل استراتيجي مستحكم‪.‬‬

‫ولربما ما نعنيه في مثل هذا المقام ما أحبذ أن أطلق عليه ويطلق عليه بعععض المتشععاركين معععي‬
‫في ذات الرؤى بعع«لوثة التجنيععس« الععتي ألمععت بالدولععة وجعلععت منهععا تتجععه إلععى المغععامرة بمنععح‬
‫جنسيتها لكل من هب ودب‪ ،‬ولسباب سياسية بحتة مبعثهععا أحلم فععترة مععا بعععد النقاهععة السياسععية‬
‫التي ابتليعت بهعا وأفقعدتها رشعدا سياسعيا واسعترتيجيا وطنيعا‪ ،‬فبعدل معن أن يتعم تطعبيق الضعوابط‬
‫والضمانات القانونية المتعارف عليها قانونيا‪ ،‬وبدل من أن يتم اللجوء إل الستثناء الملكي فععي ذلععك‬
‫بصفته استثناء ل أن يكون قاعععدة شععاملة تقلععب تلععك العععراف والضععمانات القانونيععة علععى رأسععها‬
‫بمسمى فضفاض هو »الخععدمات الجليلععة« الععتي ل يعععرف حععتى هععذه اللحظععة شععكلها الموضععوعي‬
‫ونصابها المعين‪.‬‬

‫وعوضا عن تجنيس أصحاب الخبرات والكفاءات والمبدعين والمبدعات في شتى المجععالت حععتى‬
‫تستفيد من تميزهم البلد‪ ،‬أو ممن خدموا البلد وتفانوا في ذلك لفععترات طويلععة‪ ،‬نععرى الدولععة وقععد‬
‫أضحت جنععة وأرضععا لحلم جميععع المشععردين والمطروديععن والمنبععوذين فععي سععائر العععالم‪ ،‬والععذين‬
‫عجزت أصل عن استيعابهم وتععأهيلهم وترويضععهم اجتماعيععا دولهععم ومجتمعععاتهم الصععلية‪ ،‬وهععم قععد‬
‫منحوا شرف الجنسية البحرينية دون أن يخطر ذلك في أكععثر أحلمهععم ورديععة ليكععون عالععة مضعافة‬
‫على المجتمع البحريني‪ ،‬وزيادة في تأزيم مشكلته وقضاياه الكامنععة أساسععا‪ ،‬ومزاحمععة للمععواطنين‬
‫في أبسط طلباتهم المعيشية والوظيفية‪ ،‬هذا إن لم يكونوا قععد منحععوا امتيععازات وخيععارات معيشععية‬
‫يتمنى الحصول عليها معظم المواطنين‪.‬‬

‫وإن كان متوقعا من بعض الكتاب والصحافيين ككتاب »المساج« والندية الصحية أن يتغنوا بلوثععة‬
‫التجنيس الحاصلة اخيرا باعتبارها خيارا إنسانيا يععزز مكانعة البحريعن فعي محيطهعا القعومي لتكعون‬
‫ملذا لكل العرب‪ ،‬وهم الذين ما عهدناهم متصعدين لتجاهعات الدولععة الرسععمية صععوب التطعبيع معع‬
‫الكيان الصهيوني‪ ،‬أو حتى يعزز من مكانععة المملكععة فععي محيطهععا السععيوي لتكععون عشععا دافئا لمععا‬
‫تصدره دول آسيوية عظمى مثقلة ديمغرافيا من فوائض بشرية على حساب المواطنين‪ ،‬فععإن مثععل‬
‫أشكال الدفاع المبتذلة تلك لم ولن تتمكن من تعويم الحقائق واخفائهععا بغربالهععا لكععون أمثععال هععذه‬
‫السياسات التجنيسية خارجععة منععذ أزل عععن حععدود العقععل والمنطععق ومتععبرئة مععن علمععات الرشععد‬
‫‪31‬‬
‫‪2‬‬
‫‪31‬‬
‫السياسي والستراتيجي‪ ،‬بععل هععي أقععرب مععا تكععون نوععا معن الدمعان الشعره علععى حبععوب مضععاد‬
‫‪3‬‬
‫للهلوسة يأتي بنتائج عكسية مدمرة علععى سعائر العضعاء الجسععمانية‪ ،‬ويحتعاج بالتعالي إلعى نصععيحة‬
‫صديق واستشارة طبيب‪.‬‬

‫ت ذاك التبرير والدفاع الطائفي الساذج في أوحال بعض المنتديات اللكترونية التي تععرى‬ ‫كما هو آ ٍ‬
‫بأن تجنيس اللف من المنتمين لهل السنة والجماعة يعأتي فعي صعالح تمكيعن وزيعادة أععداد أهعل‬
‫السنة والجماعة على حساب الشيعة‪ ،‬وهو في حد ذاته دفاع أخرق وتبرير ضيق الفق يفقد أصحابه‬
‫قدراتهم على حماية أنفسهم وحماية مصالحهم ومصعالح فلعذات أكبعادهم مسعتقبل‪ ،‬فمعن الملحعظ‬
‫حاليا أن المتضرر هم أهل السنة والجماعة‪ ،‬الذين أنتمي إليهععم أبعا ععن جعد‪ ،‬بمععا فععي ذلعك قراهعم‬
‫ل تزداد كثععافته بشععكل سععرطاني مخيععف بجمععوع‬ ‫ومناطقهم بالبلد التي يتمركزون فيها بمستوى عا ٍ‬
‫بشرية معن المتجنسعين تعزداد حجمهعا بل حعدود‪ ،‬وهعم العذين يعايشعهم يوميعا أبنعاء هعذه الوسعاط‬
‫والمناطق‪ ،‬ويعرفونهم جيدا فيما يشكلونه من تلويث اجتماعي وحضاري وسلوكي يأخذ جميع أبعاده‬
‫المدمرة‪ ،‬وفيما يشكلونه من مزاحمة لبناء أهل السنة والجماعة في وظائفهم المدنيععة والعسععكرية‬
‫بوزارتي الداخلية والدفاع التي يتركزون فيها بشكل بارز وكبير‪.‬‬

‫بل إن هؤلء من إخوتنا البشر ممن حصلوا على الجنسية أثناء لوثععة التجنيععس أصععبحوا ويصععبحون‬
‫عبئا ثقيل وحيزا مفتوحا لمصععادرة الرادة السياسععية لهععل تلععك المنععاطق‪ ،‬حينمععا يتععم اسععتغلل مععا‬
‫يشكلوه من ثقل سكاني اصطناعي هائل في لعبة سياسية تديرها الدولة صاحبة العقود والصععفقات‬
‫ضد المرشحين غير المرغوب في وصولهم برلمانيا أثناء النتخابات‪ ،‬فيعود الضرر بشكل كععبير علععى‬
‫المواطنين من المنتمين إلى أهل السنة والجماعة في المطالبات المعيشية والوظيفية‪ ،‬وفي حقول‬
‫التمثيل السياسي والمدني‪ ،‬والسوأ من ذلك على سلمة العمران المجتمعععي لتلععك المنععاطق الععتي‬
‫بدأت تضمحل عاداتها وتقاليدها الوطنية الجميلة الععتي اصععطبغت جميعهععا بأصععباغ ثقافععات التسععول‬
‫والتكرم المراد تعميمها شعبيا‪ ،‬وأنا على ثقة بأنه ومع تقادم الزمععن بععأن يكععون أهععل تلععك المنععاطق‬
‫الكثر تضررا من سياسات التجنيس الخاطئة التي يقع عليها اللوم ل علععى إخوتنععا المجنسععين‪ ،‬وهععم‬
‫على استعداد تام لخراج مئة عريضة شعبية يوميا ضد آفععة التجنيععس‪ ،‬ل عمليععة التجنيععس القانونيععة‬
‫السليمة والمعتادة محليا وإقليميا وعالميععا‪ ،‬إذا مععا انفتحععت الفععاق وازدهععر الععوعي بمشععارط اللععم‬
‫المجتمعي والسياسي والقتصادي مع ضياع وتبدد آثار »المكرمات« السععامية علععى واقععع المععواطن‬
‫لصالح الطائفة والفئة الجديدة الداخلة إلى مجتمعنا بأحلم كثيفة‪.‬‬

‫ما أود أن أشير إليه قبل أن أختم المقال هو أننا لم ولن نكون أبدا ضد إخوتنععا المتجنسععين الععذين‬
‫يشتركون معنا في رباط النسانية والعروبة والسلم والذين أصبحوا الن مواطنين باسععم القععانون‪،‬‬
‫بل إننا نقف بحزم ضد سياسات التجنيس الخاطئة والمجرمععة بحععق الشعععب أيععا تكععن النوايععا‪ ،‬فععإنه‬
‫وبالضافة إلى ما تخلفه »لوثة التجنيس« من تفريط في إمكانات ومقدرات الدولة‪ ،‬وما تسعببه معن‬
‫تلويث اجتماعي ومن حزازات واحتقانات طائفية‪ ،‬فععإن خطعر »التطفعل« الجتمعاعي يظعل الدهعى‬
‫والمر من بين سائر تلك الخطار المتحقق منها والمحتمل‪ ،‬وأعني به أن يصبح المتجنسون أنفسهم‬
‫جماعة وظيفية كما ذكر ذلك الزميل نادر كاظم‪ ،‬بل إن هذه الجماعات تتطفععل اجتماعيععا ل بتخلفهععا‬
‫الجتماعي والحضاري مقارنععة بععالمجتمع البحرينععي الخليجععي‪ ،‬وإنمععا حععتى حينمععا يجععد أعضععاء هععذه‬
‫الجماعات أنفسهم مضطرين لن يروجععوا لنفسععهم كسععند إنقععاذي وتطمينععي مغععالب لطائفععة ضععد‬
‫الطائفة الخرى‪ ،‬باعتبعار أن وجعودهم يمنعح الطائفعة الفلنيعة دعمعا وقعوة ومناععة ضعد »اخعتراق«‬
‫و»ابتلع« الطائفة الخرى‪ ،‬فيكثر حينهععا اللعععب بععأعواد الثقععاب الطائفيععة كسععبيل لتعزيععز وشععرعنة‬
‫‪31‬‬
‫‪3‬‬
‫‪31‬‬
‫الوجود والحضور الجتماعي لهذه الجماعات التي أصبحت بحكم اللعبة السياسية والصدفة التاريخية‬
‫‪4‬‬
‫جماعات وظيفية تستهلك استراتيجيا‪ ،‬ولو على حساب الوحدة الوطنية للشعععب‪ ،‬وهععو مععا يجععب أن‬
‫تلتفت إليه الدولة بجدية وتتعامل مع آثاره السلبية إن كانت حريصة على مواجهععة الخطععر الطععائفي‬
‫الول الذي أعلنه وزير الداخلية سابقا‪.‬‬

‫تعلموا مبادئ وأسس التجنيس من الجارة والشقيقة الكععبرى السعععودية علععى القععل وغيرهععا مععن‬
‫دول الخليج!‬

‫صحيفة الوسط | العدد ‪ 2007-05-12 | 1709‬الموافق ‪ 16‬ذي القعدة ‪ 1430‬هع‬

‫‪31‬‬
‫‪4‬‬
‫‪31‬‬
‫نترك الرأي للمواطن‬
‫‪5‬‬
‫الكاتب ‪ :‬شوقي العلوي‬

‫قبل نحو ثلث سنوات كنت في زيارة لمدينة جدة بالمملكة العربية السععودية والتقيعت بصعاحب‬
‫مشويات من الخوة السوريين‪ ،‬وعندما عرف أنني من البحرين قال لععي ‘’هععل صععحيح أن البحريععن‬
‫تقوم بتجنيس أبناء بادية الشام؟’’‪ .‬وفععي الزيععارة نفسععها ركبععت سععيارة أجععرة يقودهععا أحععد الخععوة‬
‫ي سؤال أخينا الشامي نفسه! نترك الععرأي‬ ‫اليمنيين‪ ،‬وبالمثل عندما عرف أنني من البحرين‪ ،‬كرر عل ّ‬
‫للمواطن‪.‬‬

‫يقول الشيخ وجدي غنيم ‘’إنني وجدت في البحرين ما لم أجده في أميركا من الحرية‪ ،‬وأنععا أحععب‬
‫هذا البلد وأحب أن أستقر فيه وما هي المشكلة؟ وما المانع أن أسععتقر فععي البحريععن؟]‪ ،’’[1‬نععترك‬
‫الرأي للمواطن‪.‬‬

‫تحويل المدارس إلى منابر دينية بالسماح لشيخنا الفاضل وجدي غنيم ولمثععاله بإلقععاء محاضععرات‬
‫دينية في المدارس نختلف بشأن مضمونها وبشأن أهدافها التي نعتقععد أنهعا غيععر بععريئة‪ .‬نحععن نشععك‬
‫)يراودنا الشك( في أن الخ النائب المنععبري الخ صععلح علععي )إخععوان مسععلمين( بمععا لععه ولجماعععة‬
‫الخوان المسلمين من نفوذ في أجهزة الدولة‪ ،‬بأنهم يقومون باستغلل هذا النفوذ في تجنيس بعض‬
‫أفراد الجماعات الخوانية من مصر أو من غيرها خدمة لهداف هعذا التنظيعم الععالمي‪ .‬يقعول نائبنعا‬
‫ل معن‬ ‫الفاضل صلح علي ‘’إن تجنيس الداعية وجدي غنيم شرف للبحرين‪ ،‬لن غنيم علعى قعدر ععا ٍ‬
‫الوزن العلمي والديني والثقافي‪ ،‬ونحن نرى أنه من الولى أن يتععم منععح شعرف الجنسععية البحرينيععة‬
‫ت منفععردًا‪ ،‬بععل جععاء مععع‬
‫لمثل هذه الشخصيات التي خدمت المة]‪ .’’[2‬يبدو أن شيخنا الجليل لم يأ ِ‬
‫أفراد عائلته الكريمة ورفيق دربه الداعية صلح سلطان الذي ع ُّين مستشارًا‪ .‬نترك الرأي للمواطن‪.‬‬

‫‘’وعلى رغم القرار الذي اتخذته الجمعيععة العموميععة لتحععاد السععلة فععي اجتماعهععا غيععر العتيععادي‬
‫الخير بخصوص وقف التجنيس في لعبة كرة السلة وسحب الجنسية من جميععع اللعععبين الفارقععة‪،‬‬
‫إل أن المحرق خالف قرار الجمعية العمومية وقام بتجنيس ثلثة لعبين دفعة واحدة للمشععاركة مععع‬
‫الفريق في البطولة]‪ .’’[3‬لكم أن تتصورا أن يكون اللعبون السععتة فععي فريععق كععرة السععلة لنععادي‬
‫المحرق الذي يلعب في بطولة عربية ممثل ً لكرة السلة البحرينية مكونعا ً مععن سععتة لعععبين أفارقععة؛‬
‫ثلثة منهم تم تجنيسهم يلعبون بصفتهم بحرينيين والثلثة الخرين بصفته محترفين أجععانب‪ ،‬لكععم أن‬
‫تتصعوروا أن أسعماء اللععبين‪ :‬بعوني‪ ..‬أكيعم‪ ..‬روبعرت‪ ..‬كامعارا‪ ..‬لري‪ ..‬رايمونعد‪ ..‬غيغعارا‪ ..‬معا هعو‬
‫شعورك أخي المواطن عندما تحقق رقية الغسرة فوزا ً للبحرين؟ وما شعورك أخي المواطن عندما‬
‫تحقق هذه الكتيبة الجنبيععة بكاملهعا فععوزا ً للمحععرق الصععيلة باسععم البحريععن؟‪ .‬أيهمععا أجمععل وأحلععى‬
‫وإحساس بالوطن عندما يسجل للبحرين بن سالمين أو علء حبيل أم عندما يسجل جععون أو فتععاي؟‬
‫نترك الرأي للمواطن‪.‬‬

‫التحادات الرياضية تبحث عمن تجنسهم ليلعبوا باسم الوطن‪ ،‬الندية تبحث عمن تجنسهم ليلعبععوا‬
‫باسم البحرين في البطولت الخارجية!‪ .‬الخوان المسلمون في البحرين يبحثون عععن الععدعاة ممععن‬
‫خدموا المة لتجنيسهم حتى تتشرف البحريععن بمععن قععدموا خععدمات جليلععة للمععة! الجهععزة المنيععة‬
‫والعسكرية تقوم بالتجنيس حتى تحصل على جنود يدافعون عععن الععوطن بععدل ً عععن مععواطنيه وحععتى‬
‫‪31‬‬
‫‪5‬‬
‫‪31‬‬
‫تحصل على أفراد يحمون الوطن من المواطنين! نترك الرأي للمواطن‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫لنا أن نتساءل ما هي مقومات هذا الوطن وما هي مقومات مواطنيه وصفاتهم؟‪ .‬الوطن بالدرجععة‬
‫الولى ملك لمواطنيه وهم من يحق لهم تقرير مصالحه وسياساته وحمايته؟ التاريععخ وحععوادثه تؤكععد‬
‫لنا أن دول ً وسلطات انتهت إلى سيطرة الفئات الجنبية التي اسععتعان بهععا الحكععام لحمايععة حكمهععم‬
‫لعدم ثقتهم في مواطنيهم وانقلب السحر على الساحر‪.‬‬

‫نقولها بكل وضوح وبكل صراحة مععع شععديد احترامنععا وتقععديرنا لخوتنععا الععذين تععم تجنيسععهم ويتععم‬
‫تجنيسهم سيظلون يمثلون تجمعات يصعب اندماجها الكامل في المجتمع‪ ،‬وهععم مرتبطععون بععوطنهم‬
‫الم وبعضهم بلغتهم الم‪ ،‬وسيتحول الوطن وقد تحول بالفعل إلى تشكيلة غريبعة عجيبععة ل يحتملهعا‬
‫وطن مثل البحرين ل في الحاضر ول في المستقبل‪.‬‬

‫فعلى سبيل المثال ل الحصر ومع شديد احترامنا للخوة ممن هم من أصععول إيرانيععة وقععد عاشععوا‬
‫في هذا الوطن لعقود من الزمن‪ ،‬ولكن نقولها إن اندماجهم الكامل في المجتمع لم يتم‪ ،‬بععل هنععاك‬
‫من المشكلت التي قد تظهر بين الحين والخر‪ ،‬مع التأكيد على أن ظروف تجنيسععهم تتماشععى مععع‬
‫واقع قائم بحكم التداخل الكبير والهجععرات الععتي تمععت عععبر عقععود مععن الزمععن ولظععروف ل يمكععن‬
‫معالجتها إل عبر تجنيسهم‪ ،‬أما أن نقوم بجلب أناس إلى أرض الوطن خصيصعا ً لتجنيسععهم‪ ،‬وهععو مععا‬
‫نعنيه‪ ،‬فليس هناك من السباب ما يقنعنا حتى يتم تجنيسهم‪ ،‬فالسباب نفهمها ونراهعا غيعر مقبولعة‪،‬‬
‫بل نشك في أنها أسباب مشبوهة يراد بها في نهاية المر تدمير هذا الوطن وإلحععاق أفععدح الخطععار‬
‫به وبمواطنيه‪ ..‬نترك الرأي للمواطن‪.‬‬

‫]‪ [2]،[1‬الوسط‪ 8 ،‬مايو‪ /‬أيار ‪2007.‬‬


‫]‪ [3‬الوسط‪ ،‬الثنين ‪ 7‬مايو‪ /‬أيار ‪2007.‬‬

‫صحيفة الوقت| العدد ‪ 2007-05-12 | 446‬الموافق ‪ 24‬ربيع الول ‪ 1428‬هع‬

‫‪31‬‬
‫‪6‬‬
‫‪31‬‬
‫البحرين وتجربة العراقيين‬
‫‪7‬‬ ‫المقاطعة وأسلوب الردع الثوري ضد المجنسين‬

‫الكاتب ‪ :‬محمد البحراني‬

‫ما من شك ان سياسة التجنيس المتبعة رسميا في البحرين هي من اخطر المور التي تهدد ليس‬
‫فقط التركيبة السكانية والديمغرافية في البلد وانما تسعاهم فعي تعريعض اسعتقرار وامعن البحريعن‬
‫لخطر حقيقي قد تترتب عليها نتائج وخيمة تهدد السلم الهلي كما انهععا تسععاهم فععي نشععر الرهععاب‬
‫والعنف ضد المنين و ضد دول اخرى لها علقات متداخلة سياسيا واقتصاديا وعلععى مسععتويات ذات‬
‫شأن مع البحرين خاصة وان حكومة البحرين غير مبالية بتلك التهديععدات ول تهمهععا مضععاعفات تلععك‬
‫السياسة الطائفية وما يتولد عنها من انفجار سياسي وامني يضع البحرين على كف عفريت ‪.‬‬

‫وفي الونة الخيرة دخلت عناصر جديدة ضمن سياسة التجنيس وتوجهت سلطات ال خليفععة نحععو‬
‫تجنيس عدد كبير من فدائي صدام ومن عناصععر امععن النظععام الصععدامي البععائد حيععث هنععاك تقععارير‬
‫مؤكدة من جهات عراقية ذات صلة وثيقة بالمسؤولين في الحكومة العراقية الجديععدة تحععدثت عععن‬
‫ان البحرين قد استقدمت من عدة دول عربية لجأ اليها البعثيون وعناصر مععن امععن النظععام السععائد‬
‫وخاصة الردن وسوريا ودولة المععارات واليمععن مععا يقععارب مععن ‪ 3000‬الف عنصععر امنععي وفععدائي‬
‫صدام وتوظيفهم في دوائر امنية بعد ان تم تجنيسهم واسكانهم في منعاطق عديععدة مععن البحريععن ‘‬
‫التوجه الجديد لحكومة البحرين في سياسععتها العدوانيععة ضععد شعععبها اثععارت القلععق والمخععاوف فععي‬
‫نفوس المواطنين خاصة وان التجنيس قد تم ويتم لشخاص من لون مذهبي معيععن جعععل الكععثيرين‬
‫في البحرين يعتقدون ان النظام يستهدف حياتهم وامنهم واستقرارهم بعل ومسعتقبلهم وان الهععدف‬
‫من تلك السياسة هو اجتثاث سكان البلد الصليين واقصععائهم عععن لعععب اي دور فععي سياسععة البلد‬
‫وقيادته و ان ادخال عناصر امنية بعثية صدامية في سلك الجهاز المني سوف يشكل سابقة خطيرة‬
‫في المنطقة لم يقدم عليها اي من الدول الخليجية حتى دولععة مثععل السعععودية الععتي تكععره الشععيعة‬
‫ويحرض علماءها على قتلهم وتكفيرهم ال انها لم تجرأ علععى القيععام بمثععل هععذه الخطععوة لمعرفتهععا‬
‫بغدر البعثيين وخطورتهم على امنها الداخلي امععا حكومععة البحريععن فهععي اسععيرة هواجسععها المنيععة‬
‫والطائفية فهي لم تراعي في هذا الجانب الخصوصية الجتماعية والسياسية لشعب البحرين المهععم‬
‫في المر هو امن السرة الحاكمعة ودوام تسعلط القليععة القبليعة وان علعى حسععاب مصعالح النععاس‬
‫واستقرار البلد والمنطقة ‪.‬‬

‫هذه المور تدفع اليوم بالعديد معن الفعاليعات الشععبية فعي البحريعن للتفكيعر فعي اتبعاع اسعاليب‬
‫جديدة لمواجهة التجنيس السياسي بعد ان فشلت كل الساليب السععابقة والععتي لععم تسععفر ال عععن‬
‫تمادي اكثر لحكومة البحرين في تحديها لشريحة كبيرة لمواطنيها واستمرارها في تجنيس الوبععاش‬
‫والقتلععة والرهععابيين ومنهععم فععدائي صععدام حيععث المعلومععات الععتي وردت مععن مصععادر خاصععة ان‬
‫المواطنين بشكل عام يجري التععداول فعي اوسعاطهم ان كعل الحلعول لمواجهعة تلعك السياسعة قععد‬
‫وصلت الى طريق مسدود وقعد فشعلت المسعيرات والبيانعات وحعتى اسعتنكارات منظمعات حقعوق‬
‫النسان في وقف عملية التجنيس الطائفية والخطيرة وان المواطنين وعامة الناس يفكرون بجديععة‬
‫في مقاطعة المجنسين ورفض التعاطي معهم ايا كانت جنسيتهم ل فرق ان كان يمنيععا او سععوريا او‬
‫باكستانيا او اردنيا او مصريا او صداميا بعثيا حيث هنعاك اسعتياء كعبير يسعود الشععب البحرانعي معن‬
‫ازدياد المجنسين وتأثيرهم الكبير الذي سوف يععتركونهم علععى امععن البلد واقتصععادها وحععتى عععادات‬
‫‪31‬‬
‫‪7‬‬
‫‪31‬‬
‫وتقاليد شعبها ‘ باالفعل هناك حدثت حالت عديدة لمثل تلك المقاطعة حيث رفض البحرينيععون مععن‬
‫‪8‬‬
‫التعاطي معهم او حتى الحديث العام معهم واشهار الغضب في وجوههم كنوع من حالة الرفض لهم‬
‫ولتواجدهم في البحرين ولحساسهم بانهم غير مرغوبين ‪.‬‬

‫تقارير اخرى تتحدث عن ان جماهير الناس وعدد من الفعاليات الجتماعية تفكر في اعادة تجربععة‬
‫العراقيين ابان الثمانينات في العراق عندما استقدم النظام البعثي الملييععن مععن المصععريين لتغييععر‬
‫ديمغرافية العراق حيث فوجئ العراقيون بظاهرة "المصععاروة" فععي مععدنهم وكععثرة المصععريين فععي‬
‫المؤسسات وفي السواق وفي الدوائر الرسمية عندها فكر اهل العراق بالتخلص من تلك الظاهرة‬
‫التي رأوا فيها تهديدا لحياتهم ولمعيشتهم حيث قاموا بمقاطعتهم والتكشير فععي وجعه اي مصعري او‬
‫وافد يواجهونه في الشارع وقد وصل المر ان قام العراقيون باستهدافهم واخععذ اغلععى شععيئ منهععم‬
‫وهي حياتهم حتى ان التقارير كانت تتحدث في ذلك الععوقت ان العشععرات بععل احيانععا المئات منهععم‬
‫كانوا يقتلون وان الشاحنات تدهسهم في اي مكان يتواجد فيه مصريون وقد كععانت مطععارات مصععر‬
‫تستقبل يوميا جنائز المصريين المقتولين في العراق ‪.‬‬

‫واليوم وحيث ظاهرة الوافدين المجنسين في ازدياد وان سياسة التجنيس الحكومية اخذت ابعععادا‬
‫خطيرة بدأت تهدد مستقبل ابناء البلد خاصة مععع تجنيععس عنصععر فععدائي صععدام فععان اهععل البحريععن‬
‫يفكرون جديا فععي اععادة تجربععة العراقييععن معع المصعريين و تفعيعل سياسعة المقاطععة والسععلوب‬
‫الثوري ضد المجنسين وخاصة الصداميين دون استثناء حتى وان وصل المر الى نزع ارواحهم كاخر‬
‫الدواء واخر الدواء هو الكي خاصة وان شعب البحرين الذي عرف عنه بانه شعب مسالم وحضععاري‬
‫يرى في ظاهرة التجنيس التي تجاوزت كل الخطوط الحمراء سععوف تهععدد السععلم الهلععي وهععو مععا‬
‫يضع ابناء البلد امام اخر الخيارات المهمة وهي المقاطعة واستهداف المجنسين ‪.‬‬

‫ملتقى البحرين اللكتروني| ‪2007-07-02‬‬

‫‪31‬‬
‫‪8‬‬
‫‪31‬‬
‫إثر مزاعم عن وجود شبكة بعثية تسعى للتغلغل في دوائر القرار‬
‫‪9‬‬ ‫بعد الطأفنة‪ ...‬هل تتجه البحرين نحو البعثنة؟‬

‫الكاتب ‪ :‬الوسط ‪ -‬محرر الشئون المحلية‬

‫على رغم الخبار المتداولة في الوساط العلمية والشعبية بين الحين والخر عن مزاعم لحملت‬
‫تجنيس عراقيين بعثيين وآخرين من اتجاه ديني متشدد‪ ،‬فإن السلطات الرسمية ظلت تشكك دائمععا‬
‫في هذه المزاعم‪ ،‬وأكدت غير مرة أن »تجنيس العراقيين ل يعدو كععونه ضععربا مععن الخيععال«‪ .‬ومععن‬
‫يطلقون نظرية »تجنيس البعثيين والمتشددين الدينيين« يستدلون بقرائن مختلفة عززها وجود عدد‬
‫ليس بقليل من العراقيين من ذوي التوجهات القريبة من حزب البعث العربي الشتراكي ومععن أحععد‬
‫التجاهات الدينية السياسية في الجامعة والمؤسسات الخرى غالبيتهم وصلوا إلى البحرين بعد غزو‬
‫العراق في ربيع العام ‪.2003‬‬
‫كيف وصلوا إلى البحرين؟‬
‫ويقععول أصععحاب هععذا الععرأي إن العراقييععن المععذكورين يشععغلون مناصععب مهمععة فععي عععدد مععن‬
‫ن الععذي هّيعأ لهععم الطريععق‬
‫المؤسسات الحساسعة‪ ،‬وخصوصععا الكاديميععة‪ ،‬وبحسععب هععؤلء أيضععا فععإ ّ‬
‫للمجيء إلى البحرين أكاديمي عراقي كان مقيمععا فععي البحريععن‪ ،‬وحصععل علععى الجنسععية البحرينيععة‬
‫بسهولة‪ ،‬وقام بملء الجامعة بالكثير من العراقيين الخرين‪ ،‬كما يعمل عدد آخععر منهعم مستشعارون‬
‫كبارا لدى جهات رسمية في مواقع استراتيجية مختلفة‪.‬‬

‫كرت في فرض »فيزا« على البحرينيين‬ ‫الكويت ف ّ‬


‫ويضيف هؤلء أيضا أن مزاعم تجنيس العراقيين سببت إحراجا كبيرا للجهات الرسمية داخليا ومععع‬
‫دول الخليج التي لها علقات متداخلة اجتماعيا وسياسيا واقتصاديا وعلععى مسععتويات ذات شععأن مععع‬
‫البحرين وتحديدا دولة الكويت التي أشيع أنها قررت فرض تأشيرة العبور )الفيزا( علععى المععواطنين‬
‫البحرينيين لتتأكد من عدم دخول أراضيها بعثيين مقربين من نظام الرئيس العراقي السععابق صععدام‬
‫حسين لضمان الحفاظ على أمنها ونسيجها الجتمعاعي وفعق معا ذكعره إعلميعون كويععتيون‪ .‬وتقعول‬
‫جهات عراقية ذات صلة وثيقة بالمسئولين في الحكومة العراقية الجديدة إن »البحريععن اسععتقدمت‬
‫من عدة دول عربية لجأ إليها البعثيون عناصر من النظام السابق وخصوصععا الردن وسععورية ودولععة‬
‫المارات واليمن وتم تععوظيفهم فععي دوائر مهمععة ومنحععوا الجنسععية البحرينيععة«‪ ،‬وأوضععحوا أن عععدد‬
‫المجنسين يتراوح بين ‪ 5000 - 3000‬مجنس‪ ،‬وهو ما نفته الجهات الرسمية البحرينية إل أن تعليقا‬
‫من المسئولين العراقيين لم يصدر في هذا الشأن‪.‬‬

‫المعارضة‪ :‬توطين البعثيين والتكفيريين أمر خطير‬


‫واعتبرت أوساط مختلفة معن المعارضعة البحرينيععة أن »التجنيععس الخيعر لعراقييععن بععثيين وذوي‬
‫اتجاهات تكفيرية وإقصائية ل ينطلق من رؤية التعايش‪ ،‬ول تنطلععق هععذه الحملععة مععن رؤيععة المحبععة‬
‫ذرة معن خطعورة »هعذه الخطعوات العتي ل ترسعخ‬ ‫واحترام الخعر بيعن أبنعاء العوطن الواحعد«‪ ،‬محع ّ‬
‫الستقرار الجتماعي وتزيد من تعميق الشكوك المتبادلة أساسا«‪.‬‬
‫وتنامى شعور واسع لدى قطاعات شعبية عريضة بععل ولععدى نخععب سياسععية ونععواب سععابقين بععأن‬
‫هناك بعثيين وتكفيريين جلبوا إلى البحرين فعل‪ ،‬وتعزز هذا الشعور بالتزامن مع مععا يسععمونه »عععدم‬
‫الشفافية الكاملة« في إجراءات النتخابات النيابية الععتي جععرت فععي نهايععة نوفمععبر‪ /‬تشععرين الثععاني‬
‫‪.2006‬‬
‫‪31‬‬
‫‪9‬‬
‫‪32‬‬
‫‪0‬‬ ‫البحرين‪ :‬تجنيس عراقيين »شائعة«‬
‫أما البحرين فنفت رسميا ما تردد عن منح أعداد كبيرة من العراقيين الجنسععية البحرينيععة‪ ،‬مؤكععدة‬
‫في الوقت ذاته أن مععا يتععداول فععي هععذا الشععأن ل يعععدو كععونه »شععائعة«‪ ،‬وكععانت أولععى الشععائعات‬
‫انطلقت في أيام إدارة الحاكم المععدني للعععراق بعول بريمععر عنععدما قيععل إنععه ععرض علعى العشعائر‬
‫العراقية التوطين في البحرين‪ ،‬وهععو مععا أسععاء إلععى الجهععات الرسععمية البحرينيععة‪ ،‬وكععان ذلععك قبععل‬
‫النتخابات العراقية الولى‪ .‬ويأتي الرد البحريني الرسمي في أعقاب ورود تقارير نشرت تشير إلععى‬
‫أن السلطات البحرينية أقدمت على تجنيس ما يقععارب ألفععي عراقععي مععن البعععثيين‪ .‬وفععي الشععهور‬
‫الخيرة قال وكيل وزارة الداخلية لشئون الجنسية والجوازات والقامة‪ ،‬الشيخ راشععد بععن خليفععة آل‬
‫خليفة‪» :‬إن مزاعم تجنيعس أععداد كعبيرة معن العراقييعن أمعر ليعس لعه أي أسعاس معن الصعحة أو‬
‫ل مرسععل ل دليععل عليععه«‪ .‬وأضععاف‬ ‫الصدقية‪ ،‬ول يعدو أن يكون شائعة رددتها قلة مععن النععاس كقععو ٍ‬
‫الشيخ راشد أن »البواب مفتوحة للجميع وبالمكععان الستفسععار ععن هعذه الشععائعة أو أي موضععوع‬
‫مباشرة من الدارة العامة للجنسية«‪ ،‬مضيفا »كان الحرى بمن بلغته هذه الشائعة أن يتبين صحتها‬
‫من المسئولين المختصين بالدارة قبل أن يتناولها أو يتداولها أمام الرأي العام من دون أي سععند أو‬
‫دليل«‪.‬‬

‫لهجة عراقية في المواجهات‬


‫وفي مطلع العام الجاري ادعى شاب شارك في المواجهات المنية في منطقة السنابس أن رجل‬
‫مخابرات تكلم بلهجة عراقية أشبعه ضربا أمام الجميع‪ ،‬وتواردت أنباء عن قصص مماثلة أيضا إل أن‬
‫مصدرا رسميا نفى صحة ذلك على رغم تأكيدات الشاب‪ .‬وتعزز هذا العتقاد أكثر مععع ظهععور حملععة‬
‫جرها مستشار حكومي سابق على السععطح وادعععى فيهععا أن »جهععات رسععمية‬ ‫التقرير المثير التي ف ّ‬
‫تعمل على استقطاب نخب عراقية بعثية وأخرى إقصائية لتثبيتها في مراكز نفوذ مهمععة«‪ ،‬بععل زعععم‬
‫أنه يمتلك دليل على ذلك‪ ،‬إل أن جهات مستقلة لععم تتمكععن مععن تأكيععد ذلععك أو نفيععه‪ ،‬كمععا أن ملععف‬
‫التقرير المثير لم يحسمه القضاء البحريني حتى الن‪.‬‬

‫مجالس عزاء صدام حسين‬


‫وأقيم مجلس عزاء مركزي على الرئيس العراقي السابق صدام حسين في مقععر جمعيععة التجمععع‬
‫القومي بمشاركة عدد معن العراقييعن البععثيين وآخريععن معن المتشععددين العدينيين كعان معن بينهععم‬
‫أساتذة جامعيون وموظفون كبار في القطاعين الععام والخعاص أيضعا‪ .‬وعلعى رغعم تععرض مجلععس‬
‫ن البعثيين‬
‫العزاء الول لعتداء بالزجاجات الحارقة )المولتوف( من جهات مجهولة‪ ،‬إل إن ذلك لم يث ِ‬
‫والمتحالفين معهم من التوجهات الدينية المتشددة عن إقامة المزيد من مجالس العزاء على صدام‬
‫وكبار معاونيه الذين أعدمتهم القوات الميركية والحكومة العراقية‪ ،‬وشهدت مجالس العزاء الخرى‬
‫حضورا لفتا أيضا‪ ،‬وينقل بعض الحاضرين »إن كثيرا من المعزين هععم عراقيععون لععم يعهععد وجععودهم‬
‫من قبل في البحرين«‪.‬‬
‫مصادر مطلعة تزعم أيضا أن »صلة وثيقة تجمعهم مع مسئولين وإعلمييععن بحرينييععن متنفععذين«‪،‬‬
‫ولم تستبعد المصادر أن يقوم بعضهم بإرسال تحويلت مالية إلععى العععراق تحععت مسععميات مختلفععة‬
‫منها دعم المقاومة في العراق‪ .‬أما جمعية التجمع القومي الديمقراطي التي نظمت مجلس العععزاء‬
‫والتي »ينضوي تحت لوائها غالبية البعثيين البحرينيين«‪ ،‬فتؤكد أنهععا ل تععدعم »الرهعاب فععي العععراق‬
‫وإنما المقاومة الموجهة إلى الحتلل وعملئه«‪ ،‬على حد قولها‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫‪0‬‬
‫‪32‬‬
‫السفارة تشكك في وجود آلف العراقيين‬
‫‪1‬‬
‫ويؤكد مصدر مطلع في السفارة العراقية بالمنامة‪ ،‬فضل عدم ذكر اسمه إنه »ليس من المستبعد‬
‫أن يكون عدد من البعثيين جاءوا إلى البحرين فعل ضمن هجراتهم إلى دول عربية مختلفة من بينهععا‬
‫قطر والمارات واليمن والجزائر«‪ ،‬لكععن المصععدر شععكك فععي مزاعععم أن يكععون عععدد البعععثيين فععي‬
‫البحرين باللف قائل‪» :‬ل يعقل أن يوجد آلف البعثيين العراقيين من دون أن يظهععروا للعيععان أو أن‬
‫يكون لهم أثر على الرض!«‪.‬‬

‫»هيئة العلماء«‪ :‬البحرين تجّنس بعثيين‬


‫وينقل مسئول إعلمي جاء مع وفد عراقي بارز زار البحرين في الربع الول من العام الجععاري أن‬
‫»جهات عراقية مقربة من الحكومة وأخرى محسوبة على كتل كبرى في مجلععس النععواب العراقععي‬
‫يسودها اعتقاد بأن عددا من رموز النظام السابق أو المحيطين بععه قععد تلقععوا عروضععا للقامععة فععي‬
‫دول خليجية من بينها البحرين«‪ .‬ويضيف أن »هذا العتقاد عززه تصريح للنععاطق باسععم هيئة علمععاء‬
‫المسلمين بشار العوادي الذي أدلى به لراديو )سوا( الناطق بالعربية والتععابع للوليععات المتحععدة‪ ،‬إذ‬
‫ذكر أن البعثيين العراقيين يحصلون على الجنسية في دول عربية فععي مقععدمتها اليمععن والبحريععن«‪،‬‬
‫وكان هذا التصريح في معرض تعليقه على سؤال عن مستقبل البعثيين‪ ،‬وكععان ذلععك أثنععاء المعععارك‬
‫الطاحنة التي دارت رحاها بين العشائر العراقية والمحسوبين على تنظيم »القاعدة« فععي محافظععة‬
‫النبار قبل شهرين‪.‬‬

‫حزب البعث يشارك في المؤتمر القومي‬


‫وفي المؤتمر القومي العربي الذي عقععد دورتعه الثامنععة عشعرة فععي المنامععة فععي أبريععل‪ /‬نيسععان‬
‫الماضي )حصل على دعم رسمي كبير( كان مععن أبععرز المشععاركين فيععه الميععن العععام لهيئة علمععاء‬
‫ن هجوما من المنامة على الحكومة العراقيععة‪،‬‬ ‫المسلمين في العراق الشيخ حارث الضاري‪ ،‬الذي ش ّ‬
‫ووصفها بع »العميلة والمتواطئة مع الحتلل«‪ .‬وكشف الضاري أن دول عربيععة كععثيرة عرضععت عليععه‬
‫الستضافة من بينها الجزائر والمملكة العربية السعودية واليمن‪ ،‬إل أنه رفض التعليععق علععى سععؤال‬
‫ما إذا كانت البحرين أيضا من تلك العدول العتي عرضعت عليعه الستضعافة‪ .‬كمعا‬ ‫وجهته »الوسط« ع ّ‬
‫ف صععلته بمععا أسععماه »المقاومععة العراقيععة«‪،‬‬
‫شارك في المؤتمر علنا بعثيون بارزون بعضهم لم يخع ِ‬
‫وكان من بينهم المتحدث باسم حععزب البععث العربععي الشععتراكي‪ ،‬وعضععوان فععي هيئة الععدفاع عععن‬
‫الرئيس العراقي السابق صدام حسين‪ ،‬وحظعي المشعاركون ‪ -‬معن بينهععم البععثيون والمتشععددون ‪-‬‬
‫بحفاوة بالغة؛ ما أثار ردة فعل غاضبة من العوائل البحرينية التي فقدت أبناءها في ظعروف غامضعة‬
‫إبان حكم النظام السابق‪ ،‬واسععتنكرت جمعيععات أهليععة وسياسععية وعععدد مععن النععواب منععح البعععثيين‬
‫والمتحالفين معهم تأشيرات الدخول‪.‬‬

‫تقارير إعلمية تشير إلى أحضان دافئة‬


‫وقبل أسبوعين من الن نشرت تقارير إعلمية في الصععحافة الغربيععة كععان أبرزهععا تقريععر »لععوس‬
‫أنجليس« الذي أشار إلى علقة وطيدة بين بعثيين سابقين وآخرين قريبين مععن تنظيععم »القاعععدة«‪،‬‬
‫زعمت الصحيفة الميركية أنهم »يحظون بتعاطف من جهات بحرينيععة رسععمية«‪ ،‬ولععم تعلععق جهععات‬
‫رسمية على هذا التقرير‪.‬‬

‫مفاجأة الشعل‬
‫جرها المدير التنفيذي لمعهد البحرين للتنميععة السياسععية‬
‫غير أن المفاجأة الكبرى كانت تلك التي ف ّ‬
‫‪32‬‬
‫‪1‬‬
‫‪32‬‬
‫عبدالله الشعل ‪ -‬الذي أنهى مجلس المناء عقده ‪ -‬فععي حععوار مععع »الوسععط« أن »عصععابة بعثيععة«‬
‫‪2‬‬
‫تختطف معهد التنمية السياسية‪ ،‬وزعم أن أقطابها »عضو في مجلس المناء يشغل منصبا أكاديميععا‬
‫رفيعا في جامعة بارزة‪ ،‬ومدير بعثي آخر كان ضابط اسععتخبارات بالضععافة إلععى عملععه الدبلوماسععي‬
‫في الخارجية العراقية سابقا«‪.‬‬
‫ذر الشعل كذلك مما ادعى أنها »شبكة بعثية« تعمل في الجامعات‪ ،‬وتحاول التغلغل في دوائر‬ ‫وح ّ‬
‫صنع القرار البحريني‪ ،‬وزعم أن أعضاءها يحصلون على رواتعب وامتيععازات خياليععة‪ ،‬موضععحا أنهععم ل‬
‫يخفون مساندتهم للتوجه البعثي ويدافعون بضراوة عن سياسات النظام السابق في العراق وحربععه‬
‫على دول الجوار‪ .‬ويشار إلى أن البحرين كانت عرضت قبيل الحرب على العععراق استضععافة رمععوز‬
‫النظام السابق وفي مقدمتهم الرئيس السابق صدام حسين‪ ،‬وبررت الحكومععة موقفهععا آنععذاك بععأنه‬
‫»مبادرة لحتواء الحرب«‪ ،‬إل أن القيادة العراقية رفضت القتراح على لسان وزير خارجيتهععا نععاجي‬
‫صبري خلل المؤتمر السلمي الذي عقد في الدوحة قبععل شععن الحععرب علععى العععراق فععي أبريععل‪/‬‬
‫نيسان ‪.2003‬‬

‫إلى أين يتجه القارب البحريني؟‬


‫والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة الن وأكثر من أي وقت مضى بعد كل هذه الوقائع »هل أصبحت‬
‫البحرين ملذا للفاّرين من القضاء العراقي من البعثيين والتكفيريين‪ ،‬وهل تتجه المملكة بعععد شعععار‬
‫ح ذلك فلمصلحة من يكون؟« سؤال ليس من السععهل الجابععة‬ ‫البحرنة والطأفنة إلى البعثنة‪ ،‬وإن ص ّ‬
‫عنه الن!‬

‫صحيفة الوسط | العدد ‪ | 1783 :‬الربعاء ‪ 25‬يوليو ‪2007‬م الموافق ‪ 10‬رجب ‪ 1428‬هع‬

‫‪32‬‬
‫‪2‬‬
‫‪32‬‬
‫طلب الحصول على الجنسية البحرينية‬
‫‪3‬‬
‫الكاتب ‪ :‬ابتهال سلمان أبوعلي‬

‫أود التقدم إليكم بطلب الحصععول علععى الجنسععية البحرينيععة ‘’الجديععدة’’‪ ،‬مععع التأكيععد علععى كونهععا‬
‫در اللععه أن‬‫‘’الجديدة’’‪ ،‬إذ إني وكما ل يخفى عليكم‪ ،‬أملك الجنسية البحرينية ‘’القديمة’’ بالفعل‪ .‬قعع ّ‬
‫يكون نصيبي الجنسية القديمة‪ ،‬بالولدة‪ :‬ولدتي‪ ،‬ووالداي‪ ،‬وأجدادي الذين ولععدوا علععى هععذه الرض‪.‬‬
‫لطالما رضينا بهذا النصيب ولم نجد منه أجمل‪ ،‬ولكن الن بعد طول تفكر وتأمل‪ ،‬يبدو لي أخيرا ً أني‬
‫أريد تطوير جنسيتي إلى النسخة الجديدة‪ ،‬ول عزاء للصول‪.‬‬

‫فكما ترون يا سادة‪ ،‬شابة في مكاني تمتل بالكثير من الطموحات‪ ،‬وتحتاج إلى الكثير مععن المععور‬
‫لتدبير معيشتها‪ ،‬فأنا أول ً أرغب بالحصول على بيت يخصني وعائلتي في شععبابي هععذا ‪ -‬ل فععي عمععر‬
‫الستين ‪ -‬أرغب بالحصول على وظيفة لئقة بمهععاراتي ودراسععتي‪ ،‬وإذا عملععت أود أن يتجععه الراتععب‬
‫إلى العلى دائما ً ل إلى السفل‪ ،‬أود أن تقوم الععوزارات الحكوميععة بالهتمععام بمصععالحي وتيسععيرها‪،‬‬
‫أرغب بأن أحصععل علععى البعثععات الدراسععية للمسععتويات العليععا‪ ،‬أرغععب أن يععدافع البرلمععانييون عععن‬
‫حقوقي تحت قبة البرلمان ويهاجمون بشدة كل مععن يحععاول انتهععاك أحععد هععذه الحقععوق‪ ،‬أرغععب أن‬
‫أكون مواطنة مؤكدة الولء ول يجرؤ أحد على التشكيك بولئي للوطن ‪ -‬حتى لو ألصقت أعلم كافة‬
‫الدول العربية على سيارتي‪.‬‬

‫أود أن أشعر بأني مواطنة عالية القيمة‪ ،‬وأن مؤسسععات الدولععة كلهععا تتحععرك لخععدمتي‪ ،‬لتحسععين‬
‫مستوى معيشتي‪ ،‬ول تتوقف عن تقديم المزيد من المغريات كل يععوم لوافععق علععى الحفععاظ علععى‬
‫مواطنتي‪ ،‬وأنها ل توفر مبلغا ً في خزانة الدولة في سبيل مد ّ السبل لبقى وأتجذر وتتغلغل أطرافععي‬
‫في كل شبر من الوطن‪.‬‬

‫هذه كلها يا سادة‪ ،‬أمور ل تحققها مواصفات الجنسععية الصععلية‪ ،‬كمععا ل يخفععى عليكععم‪ .‬فالجنسععية‬
‫الصلية ل تقدم سوى ‘’الصبر مفتاح وحيد للفرج’’‪ ،‬وفي رواية أخرى‪ ،‬للقبر‪ .‬حععاولت الصععبر طععويل ً‬
‫والكتفاء بالوقوف في طابور قائمة النتظار الزلي‪ ،‬لجل تحقيق حاجاتي‪ ،‬لكن هذا الطابور ل يفعل‬
‫شيئا ً سوى أن يمتد ويمتد ويمتد‪ ،‬وأنا محلك سر‪ ،‬بل إني لم أعد محلك سر؛ لن بعععض الجهععات لععم‬
‫ل من التعدي على محلي‪ ،‬وراتبي‪ ،‬وكهربائي المعتلة ومياهي المتقطعة وخليجي الملععوث‬ ‫ح ّ‬
‫تعد في ِ‬
‫وسواحلي المتآكلة وسمكي الذي في البحر‪ ،‬وأطفالي الذين يختفععون‪ ،‬وأخيععرا ً ‪ ..‬سععمعتي الععتي تععم‬
‫رميها في القمامة‪.‬‬

‫مًا‪ ،‬وذنبا ً يتم‬


‫الجنسية الصلية يا سادة توقفت عن كونها نعمة لتتحول إلى نقمة‪ ،‬أصبحت ضررا ً وأل ّ‬
‫معاقبتي عليه يوميًا‪ .‬في كل يوم أتلقى المزيد من الصفعات في حملععة عقععاب ل تتوقععف‪ ،‬جريرتععي‬
‫الوحيدة أني مواطنة لم أعرف يوما وطنا ً آخر غير هذه الرض‪ ،‬ولن أعرف‪.‬‬

‫هكذا ل أجد أمامي سبيل ً سوى رفع طلبي هذا لتحويل جنسيتي البحرينية من القديمة إلى الجديدة‬
‫كاملة المواصفات والمتيازات‪ ،‬برجاء أن ل تتأخر الموافقة على طلبي‪ ،‬ول يتم رفضععه‪ ،‬وأخشععى أن‬
‫يكون هذا مجددا ً بسبب كوني حاملة للجنسية البحرينية عديمة الميزات‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫‪3‬‬
‫‪32‬‬
‫ول حول ول قوة إل بالله ‪،،‬‬
‫‪4‬‬
‫صحيفة الوقت| العدد ‪ 2007-08-06 | 532‬الموافق ‪ 23‬رجب ‪ 1428‬هع‬

‫‪32‬‬
‫‪4‬‬
‫‪32‬‬
‫التجنيس والمن الوطني في البحرين‬
‫‪5‬‬
‫الكاتب ‪ :‬شاب بحريني‬

‫إنه لمن سخريات القدر أن يعيد تاريخ المماليك نفسه لكنه هذه المععرة علععى أرض أوال الطععاهرة‬
‫التي دنست والتي طالما مشى على أرضها تقاة مؤمنعون وأوليعاء صعالحون حيعث مزاراتهعم شعاهد‬
‫على ذلك أمثال الشيخ إبراهيم البحراني )رح( و صعصعة بن صوحان )رح( وغيرهم من علمععاء أهععل‬
‫البحرين لكننا اليوم أصبحنا في حال ل يسر حتى المتجردين من إنسانيتهم‪.‬‬

‫الخبار التي يتناقلها أهل البحرين حول قصص الخسة والععدناءة وهتععك العععراض والغععدر والنصععب‬
‫والحتيال على المواطنين الصليين من قبل فئة من المجنسين وهم السععوريون المسععتقدمون مععن‬
‫بادية الشام يندى لها جبين كل شريف )هععذا ل يعنععي أن الفئات المجنسععة الخععرى مسععالمة بععل إن‬
‫مشاكلها أقل مقارنة بالسوريين وقد يكون راجع إلى العدد الكبير للمجنسين من بادية الشام والذي‬
‫ل يقل عن ‪) 50,000‬خمسون ألفا(‪.‬‬

‫و ليضاح حجم الفاجعة والختراق للمن الوطني في أرضنا الغالية‪ .‬يسيطر المجنسون السععوريون‬
‫وهم من البدو المتخلفين والمين المستقدمين من مناطق دير الععزور علععى جميععع مراكععز الشععرطة‬
‫فععي أرض البحريععن الحبيبععة وهععم يشععكلون مافيععا حقيقيععة بالتعععاون مععع ضععباط ومراتععب عليععا مععن‬
‫المععواطنين والمجنسععين اليمنييععن‪ ،‬يتسععترون مععن خللهععا علععى جععرائم هتععك العععراض والحرمععات‬
‫والسرقة والتزوير والنصب والحتيال التي يقوم بها المجنسون السوريون ضد المواطنين مععن أهععل‬
‫البحرين من خلل التهديد والوعيد والضغط والكراه وقلععب الحقععائق والتلعععب والععتزوير بمضععمون‬
‫البلغات المقدمة من المشتكين البحرينيين‪.‬‬

‫)ح ج( مواطن بحريني تعرض مبناه لعملية سطو وسرقة وتخريب وقد تمكن المواطن من القبض‬
‫على أحد المعتدين وفرار اثنان تم جلبهم لحقا‪ ،‬وقد تبين أن والد أحدهم يعمل في جهاز الشععرطة‪،‬‬
‫حيث شوهد متواجدا أثناء تقديم البلغ ضد ابنه وشركائه في الجريمة وقد حول مركز الشرطة إلععى‬
‫خلية نحل لتجنيب ولده الدعوى‪ ،‬وقد تعرض المشتكي إلى الضغط من قبل الضابط النقيب س ‪ .‬غ‬
‫)الغريب أن الضابط أستدعى المشتكي قبل إتمام إفادته وحقق معه كمتهم وليس كصاحب دعوى(‬
‫وطالبه بالتنازل أو تقديم بلغ من قبل أولياء أمور المجرميععن يععدعون فيععه بععأن المشععتكي قععد هععدد‬
‫أولدهم بالقتل من خلل الدهس بالسيارة والعتداء عليهم بالضرب‪ ،‬وقد أصر المشتكي علععى رفععع‬
‫القضية إلى النيابة العامة إل أنه وبعد أكثر من سنتان ل يعرف مصير هذه الدعوى‪.‬‬

‫)س ج ح( مواطن بحريني قام أحد السوريين ويعمل في السععلك العسععكري بععدخول منزلععه أثنععاء‬
‫غيابه بهدف السرقة والعتداء الجنسي على مخدومته ورغم ضبطه بالجرم المشهود داخععل المنععزل‬
‫تكالب عليه ضععابط التحقيععق النقيععب س ‪ .‬غ والشعرطة السعوريون فععي مركعز الشعرطة بعدءا مععن‬
‫تحريف البلغ المقدم والضغط والكراه من أجل إثناءه عن المضي قدما في تقديم البلغ والحيلولعة‬
‫دون تقديمه إلى القضاء العسكري‪ ،‬ورغم مرور حوالي العععام علععى القضععية لععم يتخععذ أي إجععراء أو‬
‫محاكمة للمتهم حيث شوهد أكثر من مرة بملبسه العسكرية‪ ،‬فبالله عليكم كيف يحمي ويدافع عععن‬
‫البحرين من يمارس الجرام والسرقة وهتك العراض‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫‪5‬‬
‫‪32‬‬
‫سوبر ماركت كبير في أحد مناطق البحرين القريبة من مدينة حمد التي أستقدم إليها الكععثير مععن‬
‫‪6‬‬
‫المجنسين تم ضبط أحد السوريين وهو أيضا يعمل في السلك العسكري يقععوم بالسععرقة مععن خلل‬
‫استغلل أوقات الذروة وانشععغال مععوظفي السععوبرماركت ورغعم تقععديم بلغ بععذلك لمركععز شععرطة‬
‫مدينة حمد إل أنه لم يتخذ أي إجراء ضد السارق‪.‬‬

‫أحد المجنسين من التابعية السورية يعمل فععي السععلك العسععكري اسععتخرج سععجل تجععاري بإسعم‬
‫زوجته وقام بتأجيره على أحد الهنود‪ ،‬ولم يكتفي بذلك بل يقوم بأخذ بضائع من التجار خصوصا تجار‬
‫السوق المركزي بالمنامة ويتهرب عن دفع قيمتها‪.‬‬

‫أما قصص الخسة والععدناءة وهتععك العععراض فحكايععات المععواطنين الشععرفاء فععي المنععاطق الععتي‬
‫يتواجدون فيها هؤلء المجنسون يندى لها جبين الغيارى على هذا العوطن‪) .‬ح‪ .‬خ‪ .‬س( فتعاة شعريفة‬
‫من أهالي الرفاع دأبت مجموعة من المجنسين السععوريين اللععذين يعملععون فععي السععلك العسععكري‬
‫التعرض لها وخدش حيائها‪ ،‬ورغم شكواها وتقديم بلغ بذلك لم يتم أخذ الجراء الحازم ضدهم وذلك‬
‫بسبب تلعب محرري البلغ والمحققين بمركز الشرطة بنص البلغ والرهععاب الععذي مععورس عليهععا‬
‫وعلى أقربائها في مركز الشرطة وهناك الكثير من القضايا التي ل يتسع لها هذا المقععال والمخفععي‬
‫أعظم ‪.‬‬

‫إننا إذ ندق ناقوس الخطععر لمعا يتهععدد المععن الععوطني لهععذا البلععد العزيععز مععن إفععرازات التجنيععس‬
‫السياسي لندعوا المحبين والغيارى على هذا الوطن إلى البلغ عن جميع القضايا المتهم فيها هؤلء‬
‫المجنسون وذلك لفضح هذه الزمرة وبهدف تدوينها ومتابعتهععا‪ ،‬وسععيعلم اللععذين ظلمععوا أي منقلععب‬
‫ينقلبون‪ ،‬والعاقبة للمتقين‪.‬‬

‫‪11-09-2007‬‬

‫‪32‬‬
‫‪6‬‬
‫‪32‬‬
‫صديقي بكوان!‬
‫‪7‬‬
‫الكاتب ‪ :‬عقيل ميرزا‬

‫صديقي العزيز بكوان! ألم اقل لك أن العجلة من الشيطان؟! ها أنت قععد حصععلت علععى الجنسععية‬
‫البحرينية! تماما مثععل ابععن عمتععك فينععود وابععن خالتععك داس وأخععوك مععن الرضععاعة كيععولرام الععذين‬
‫خاصععمتهم ونصععبت لهععم العععداء والبغضععاء لمجععرد أنهععم تسععلموا الجععوازات البحرينيععة قبلععك بأيععام‬
‫معدودات! وكأن الدنيا ستطير يا صديقي بكوان!‬

‫أتذكر حديثي معك يا أخععي بكععوان؟! عنععدما قلععت لعك أن حقكععم وحععق أبنععائكم وبنععاتكم‪ ،‬وآبععائكم‬
‫وأمهاتكم‪ ،‬وأخععوانكم وأخععواتكم‪ ،‬وكععل أنسععابكم وأصععدقائكم والتععابعين لهععم بإحسععان ل يضععيع فععي‬
‫البحرين قلعة الدفاع عن حقوق النسان في مكان ؟ هععل نسععيت؟ وإن كععانت القضععايا بالطنععان إل‬
‫أنك يبدو ابتليت بالنسيان يا بكوان؟!‬

‫إذا كنت ل تتذكر كل ذلك وهو حديث قريب العهد‪ ،‬فبالتأكيد ل تتذكر قصة كومار ابن خالععة صععديق‬
‫صديقنا راجو الذي جاء إلى العمل في البحرين بوظيفة ميكانيكي سيارات‪ ،‬وبعد سععتة عشععر شععهرا‬
‫فقط‪ ،‬تفاجأ باتصال من الجهات المعنية يزف إليه نبأ جنسيته البحرينية الجديعدة العتي بعاتت جعاهزة‬
‫وما عليه إل الحضور شخصيا لتسلم الجواز البحريني‪ ،‬وهو لم يكن قادرا على الحديث بالعربية حتى‬
‫بالتكسير الفاحش الذي يتحدث به كثيرون ممن إذا رأيتهم »كاشخين« بالشععماغ والعقععال تحسععبهم‬
‫من أبناء قيس أو بني عبس أو ذبيان وهم من أعاجم البلدان يا بكوان!‬

‫كم حذرتك من أضرار »الصنان« يا بكوان؟ وكم قلت لك أن »الصععنان« هععو سععبب النسععيان‪ ،‬وأن‬
‫النظافة من اليمان؟ إل أنك ل تحب الناصحين! نسيت كل شيء! حتى قصععة عععم زوجععة أخ خالتععك‬
‫من الرضاعة! تلك القصة التي كررتها لي أنت مرارا وتكرارا نسيتها أيضا! هل تععذكر؟ أنععووب الععذي‬
‫عمل في إحدى الدول المجاورة ثلثين عاما! وتغضرفت ركبتاه من الذهاب والياب من وإلععى إدارة‬
‫الجوازات في تلك البلد ومن دون جدوى! إلى أنه كثر إلحاحه الممل! وفي إحععدى مععرات مراجعتععه‬
‫طلب منعه مغعادرة البلد‪ ،‬فنصعحوه مجربععون‪ ،‬بشعد الرحععال‪ ،‬إلععى البحريعن بلعد العدلل‪ ،‬ومعن دون‬
‫مماطلة ول سؤال‪ ،‬تحقق المنال‪ ،‬وأصبح أنووب بحرينيا! هل أحعن وأعطعف وأرحععم منعا علعى وجعه‬
‫الرض يا بكوان؟!‬

‫إذا جار علينا الزمان‪ ،‬فإياكم والنكران يا بكوان! تكدسنا بالعشرات في بيوت كععالغيران ل يسععكنها‬
‫حتى الفئران! وتركنا لكم بيوت السكان يا بكوان! تركنا لكم الوظائف المرموقة وغيرها‪ ،‬ونصبناكم‬
‫أمناء مؤتمنين على أمننا‪ ،‬على رغم أن الدستور أوكععل تلععك المهمععة للمععواطنين‪ ،‬إل أننععا ل نجيععد إل‬
‫اليثار من أجل النسان يا بكوان! فتحنا لكم باب التجنيس على مصراعيه‪ ،‬ونحن نعلععم علععم اليقيععن‬
‫أن مواردنا محدودة‪ ،‬وبلدنا الكبر كثافة سكانية بين كل البلدان‪ ،‬فإياكم والنكران يا بكوان!‬

‫صحيفة الوسط| العدد ‪ 2007-10-31 | 1881‬الموافق ‪ 20‬ذي القعدة ‪ 1430‬هع‬

‫‪32‬‬
‫‪7‬‬
‫‪32‬‬
‫تجنيس أم تنجيس‪....‬؟‬
‫‪8‬‬
‫الكاتب ‪ :‬ياسمين خلف‬

‫وحدهم الطفال‪ -‬ربما ‪ -‬من يعععرف حقععا المعنععى الضععمني لعمليععة إعطععاء الجنسععية لغربععاء علععى‬
‫الوطن ل يعرفون سوى اسمه‪ ،‬والمصالح التي سيجنونها منه‪ ،‬فتجد ممن ل يتعععدى الثالثععة يععأبى أن‬
‫ينطق الكلمة بحروفها التامة فينطقها بالشكل الذي يتمنى الكبار أن يجهععروا بهععا‪ ،‬فيحععذفون الجيععم‬
‫ويلصقون بها حرف الدال‪ ،‬فتكون شيئ آخر‪ ،‬وهو الواقع الذي ل يمكن نكرانه‪.‬‬

‫الحادثة المشهورة التي أدخل على أثرها شاب للعناية القصوى بعد عراك في المحافظة الجنوبية‪،‬‬
‫على يد نحو ‪ 14‬مجنسا يجب أن تكون جرس النععذار لتفعاقم الظعاهرة‪ ،‬خصوصععا أن حععوادث شععتى‬
‫مرت على ذات الشاكلة في عدد من المدارس وإن لم تدخل أحدا العناية القصععوى إل أنهععا أدخلععت‬
‫عادات وأساليب في التفاهم ل نعرفها نحن البحرينيين‪ ،‬فلغة الضرب بالسععكاكين واللععواح الخشععبية‬
‫غير موجودة في قاموسنا‪ ،‬وأسلوب العصابات التي يشارك فيها التعصب لم نعتد عليه إن كنععا نععراه‬
‫في الحلقات العربية‪ ،‬فهل وجدنا رجال بشنبات يتحلقون أمام المععدارس للهجععوم علععى طععالب فععي‬
‫الثانوية قبل سنوات قليلة من الن بسبب مشكلة بين مراهقين؟ القادم أعظم إن لم يتم وضععع حععد‬
‫لما آلت إليه البحرين‪.‬‬

‫عجبي أأصبحنا كما كان يطلق علينا الخليجيون هنود الخليج حقا؟ وإن كان المصطلح يغيظنععا نحععن‬
‫البحرينيين إل أننا لم نعد ننكره مع مرور الوقت‪ ،‬كثيرون يرون أن التعاون القائم بين مملكتنا ودولة‬
‫قطر الشقيقة على أنه تعاون خليجي مشترك‪ ،‬إل أنني أراه بادرة تنبئ بالحععال السععوأ‪ ،‬فليععس مععن‬
‫بيننا من يحب الغربة وإن كانت غربة نسبية لتشابه العادات وأسلوب الحياة‪ ،‬ولكععن أن تكععون بعيععدا‬
‫في المسافة عمن تحب ويحبونك من أهلك لهي الغربة التي ل نتمناهعا لحعد‪ ،‬أوصعل بنعا الحعال لن‬
‫نكون كالعمالة الجنبية التي لها مكتب استقدام للذكور وحتى الناث؟ وآسععفة علععى التشععبيه ولكنععه‬
‫دوما يذكرني بمكتب استقدام الخدم‪ ،‬وهي خطوة ستتوسع يوما بعد يوم لتكعون مكعاتب فعي جميعع‬
‫الدول الخليجية وربما في الدول العربية والجنبية في المستقبل الذي ل نعرف هععل سنشععهده أم ل‬
‫ولكنه حتما سيكون‪.‬‬

‫ربما يقال ما علقة هذا بالتجنيس؟ ولكني أراه إفرازًا‪ .‬له‪ ،‬المجنس يأتي إلى دارنا ويستحوذ علععى‬
‫وظائفنا‪ ،‬لنعلن بعدها عن مشكلة في التوظيف وتفاقم البطالععة‪ ،‬المجنععس يتمتععع بخععدماتنا الصععحية‬
‫والتعليمية والسكانية‪ ،‬حتى باتت تعاني من ضغط كبير على تلك الخدمات‪’‘ ،‬بيضععة وعشعة عيعال’’‪،‬‬
‫كما نقول بالعامية‪ ،‬فالبيضة الواحدة ل تكفي لطعام عععدد مععن الشععخاص‪ ،‬فل يمكععن للخععدمات أن‬
‫ترتقي وتتطور إن كانت بالكاد توفر الحد اليسير من الشباع الخدماتي‪.‬‬

‫ل أقصد في كلمي ممن عاشوا سنوات طويلة على أرض هذا البلععد‪ ،‬ولكننععي أقصععد أولئك الععذين‬
‫قدمت لهم الجنسية على طبق من ذهب‪ ،‬كالهدية التي اسععتقبلوهم بهععا قبععل أن تطععأ أرجلهععم هععذه‬
‫الرض‪ ،‬ول أعترض لو كانت الجنسية وهبت لععالم أو مخععترع أو مبعدع تتشععرف البحريعن أن يحمعل‬
‫أسمها‪ ،‬ولكني أعترض أن وهبت لمن ل يعرف ‘’كوعه من بوعه’’ اسألوا المدرسين فععي المععدارس‬
‫التي تعج بالمجنسين‪ ،‬ستجدونهم يصرخون من مستوى فهم الطلب المجنسععين بععل حععتى التعامععل‬
‫مع أهاليهم حيث يجدون صعوبة كبيرة في التفاهم معهم وهم الذين ل يعرفون في الحياة غير الكل‬
‫‪32‬‬
‫‪8‬‬
‫‪32‬‬
‫والنجاب‪ ،‬إذ يكونوا غالبا من قرى نائية في بلدانهم‪ .‬أكثر ما يحز في نفسععي أن أكععون فععي المطععار‬
‫‪9‬‬
‫وجمع غفير من المجنسين يحملون في أيديهم الجواز الحمر وهم الذين يختلفون عنا في كل شيء‬
‫في الشكل واللهجة وحتى المضمون‪ ،‬حينها فقط أتمنى أن أكون طفلة ل أعععرف أن أنطععق الكلمععة‬
‫بالشكل الصحيح لقول ‘’هذا هو التجنيس’’‪.‬‬

‫‪14-11-2007‬‬

‫‪32‬‬
‫‪9‬‬
‫‪33‬‬
‫أهالي الرفاع يقاسون من المجنسين‬
‫‪0‬‬
‫الكاتب ‪ :‬اشريك‬

‫كنت أتحدث مع أحد أولد المجنسين اليمنين الموجودين منذ فترة طويلة في البحرين‪ ،‬وقد تحدث‬
‫عما يحدث في منطقة الرفاع خصوصا حادث العتداء الذي تعرضت لها المدرسة منذ أيام قلئل‪.‬‬

‫وقد قال لي أن أحد من أعتدى على الطلب الرفاعين في المدرسة هو من أقربائه ‪ ،‬وقال أنه قد‬
‫حصل على الجنسية منذ فترة قصيرة عندما جاء ليستوطن في البحرين‪ ،‬وقد أخبرني أنه قععد أفععرج‬
‫عنه من السجن بسب اجرامة في اليمن ومجععرد الفععراج عععن هععذا المجععرم حصععل علععى الوظيفععة‬
‫والجنسية البحرينية ‪ ،‬ويقول أيضا أن الحكومة اليمنية تسهل لهؤلء المجرمين للخروج مععن بلععدهم ‪،‬‬
‫أن أكثر المجنسين اليمنين الجدد هم خريجو سجون ومجرمين وسراق ومنحطين وقطاع طرق ‪،‬‬
‫وقال أن الناس الشرفاء ل يرغبون في الخروج مععن اليمععن ويععتركون هعويتهم وجنسععيتهم وبلععدهم‬
‫‪،‬ولكن البدو وقطاع الطرق هم من يتلذذون في التخلي عن موطنهم ويرغبون في مغععادرت بلععدهم‬
‫للحصول على فرصة للحياة في عيشة كريمة ليمارسوا أجرامهم الجديد ‪،‬‬

‫وذلك لصعوبة العمل في بلدهم لسوء سلوكهم ‪ ،‬وملفاتهم السوداء‬


‫وحكومة البحرين الكريمة تجلب وتستقبل هؤلء المجرمين النصابين أصعحاب السعوابق ‪ ،‬العذين ل‬
‫يستطيعون الحصول على وظيفة في بلدهم وأن بلدهم ل ترغب في وجععودهم حععتى ‪ ،‬وتسععتخدمهم‬
‫للدفاع عنا وحفظ أمنها وأمانها ‪ ...‬كيف يكون ذلك يا حكومة البحرين ‪.‬‬

‫فهنيئا لكم يا بحرينين بهذا الشعب المجرم الجديد الذي يختلط معكم‬

‫ولاا على قولة المثل ) حاميها حراميها ( ‪ ،‬فأبشرو يا أهل الرفاع بالكثير من العتداءات والسععطو‬
‫والجرام ‪ ،‬وأعتقد بأن هذا المرض الجرامي سوف ينتشر إلى كععل البحريععن وإلععى العائلععة المالكععة‬
‫أيضا ‪ ،‬و ان لم يتم كبح توطين هؤلء الحثالة من البشر الذين ل دين و ل مذهب و لعقيعدة لهعم !!!‬
‫فعلى البحرين السلم ‪...‬‬

‫بحرن أنلين | ‪2009-11-19‬‬

‫‪33‬‬
‫‪0‬‬
‫‪33‬‬
‫دث العربية وتمثل البحرين!‬
‫ل تتح ّ‬
‫‪1‬‬
‫الكاتب ‪ :‬إسامة الليث‬

‫فضععيحة تلقتهععا الرياضععة البحرينيععة خلل مشعاركة الوفععود الرياضععية فععي دورة اللعععاب الرياضععية‬
‫بجمهورية مصر خلل اللقاء البسيط الذي أجرتعه صعحيفة »الرياضعية« السععودية فعي ععددها رقعم‬
‫‪ 7356‬الصادر يوم الثلثاء بتاريخ ‪ 20‬من الشهر الجاري مع لعبة التنععس الرضععي )المجنسععة( لينععدا‬
‫أبومشرف‪ ،‬إذ عّبرت اللعبة عن سعيها للشهرة والوصول إلى ما وصلت إليععه اللعبععات الشععهيرات‬
‫دث‬ ‫في لعبة التنس الرضي وجمع المليين من الععدولرات‪ ،‬والفضععيحة الكععبر مععن ذلععك أنهععا ل تتحع ّ‬
‫اللغة العربية إطلقا وتمثل البحرين! في المقابععل فهععي تجيععد اللغععة النجليزيععة والفرنسععية بطلقععة‬
‫ن والععدها أردنععي الصععل ووالععدتها تشععيكية وتعيععش فععي‬ ‫لكنها ل تعرف ول كلمة واحععدة عربيععة‪ ،‬إذ إ ّ‬
‫أميركا!‬

‫وبدأت قصة هذه اللعبة التي تعتبر محترفة قبل أربع سععنوات تقريبععا عنععدما قععام والععدها بإرسععال‬
‫دعوات لتبنيها من قبل أي حكومة أو أيّ اتحاد تنس أرضععي إيمانعا بموهبتهععا العتي بحاجععة إلعى دععم‬
‫مادي‪ ،‬وكان من ضمن التحادات التي تلقت هذه الدعوة التحاد البحريني للتنس الععذي سععرعان مععا‬
‫ن كانت تمتلك الجنسية التشيكية‪ ،‬وتععم إدخالهععا‬ ‫وافق على تبنيها‪ ،‬وتم منحها الجنسية البحرينية بعد أ ْ‬
‫في أفضل أكاديميات التنس في العالم وهي أكاديمية نيك بوليتيري بولية فلوريدا بالوليات المتحدة‬
‫ولت فيها ليندا مععن تشععيكية إلععى بحرينيععة‬ ‫الميركية‪ ،‬والغرب من ذلك أنها منذ ذلك الوقت الذي تح ّ‬
‫يصرف على تدريبها في الكاديمية الميركية أكثر من ‪ 60‬ألف دولر أميركي سنويا‪ُ ،‬يضاف إلى ذلك‬
‫ن هذا المبلغ الطائل الذي‬ ‫مصروفات أخرى مثل‪ :‬الدراسة في المدرسة الخاصة‪ ،‬وما يثير الستياء أ ّ‬
‫يصرف على هذه اللعبة المجّنسة التي ل تعرف عن البحرين شيئا أنه ل يوجعد لهعا أيعة متابععة معن‬
‫مة للشباب والرياضة المشرفة علععى كععل هععذا‪ ،‬ول يوجععد أي مختععص مععن اتحععاد‬ ‫قبل المؤسسة العا ّ‬
‫التنس الذي يتابع نتائج هذه اللعبة وما هو المستوى الععذي وصععلت إليعه‪ ،‬فالمؤسسععة تتعععرف علععى‬
‫مستوى اللعبععة عععبر رسععائل الكترونيععة ترسععل مععن قبععل المععدربين المشععرفين علععى اللعبععة فععي‬
‫الكاديمية‪ ،‬ولم يزرها أي أحد للطمئنان على مستواها الذي تنظر إليه المؤسسة!‬

‫معلومة أخرى أضيفها ععن هعذه اللعبععة المجنسعة‪ ،‬إذ أكعد أحعد المعدربين المشعرفين عليهعا فععي‬
‫ن مستواها مستوى منافسات الجامعات؛ أي أنه ل يمكن لهععذه اللعبععة أن تصععل‬ ‫أكاديمية بوليتيري أ ّ‬
‫ن‬
‫إلى درجة الحتراف كما تطمح هي وكما يعتقد المسئولون الرياضيون‪ ،‬وإضافة إلى ذلك أيضععا فععإ ّ‬
‫اللعبة لم تحقق إنجازا سوى البطولة العربية للتنس التي أقيمت في الردن العععام الماضععي‪ ،‬وهععي‬
‫لم تشارك حتى في الدوار التمهيدية لمنافسات )‪ (ATP‬ول أي بطولت على مسععتوى دولععي‪ ،‬فهععل‬
‫هذا ما ننتظره من هذه اللعبة‪ ،‬وما هو المردود منها بعد صرف هععذه المبععالغ الطائلععة عليهععا؟ وهععل‬
‫أصبحت البحرين خالية من المواهب الوطنية لكي نستعين بلعبين ل ينتمون للوطن بشيء؟‬

‫وليست أبومشرف الولى أو الخيرة التي تحصععل علععى ك ع ّ‬


‫ل هععذه المكافععآت والتسععهيلت فهنععاك‬
‫كثيرون غيرها‪ ،‬ألم نكتف منهم ومن فضائحهم؟ أو ليس لدينا من أبناء الوطن المخلصين والقععادرين‬
‫على تحقيق أكبر النجازات في سبيل تشريف البلد؟‬

‫ن أنهي هذه السععطر‪ ،‬السعّباحة سععميرة البيطععار هععي الخععرى‬


‫معلومة أخرى أود ّ أن أضيفها قبل أ ْ‬
‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫‪33‬‬
‫أيضا التي يتبع معها النهج ذاته‪ ،‬وخلل مشاركتها في بطولة اللعععاب العربيععة بمصععر لععم تحقععق أيععة‬
‫‪2‬‬ ‫نتيجة‪ ،‬ما عدا تحطيم أرقامها الشخصية‪ ،‬فهل هذا ما ننتظره من هذه السباحة!‬

‫مازالت لعبة تنععس موجععودة فععي البحريععن حاليععا تسعععى للحصععول علععى مععا حصععلت عليععه لينععدا‬
‫أبومشرف‪ ،‬كما أنها أصبحت قريبة من تحقيق حلمها‪ ،‬فهنيئا لها‪.‬‬

‫ن هذه اللعبة ل‬ ‫أل يخجل المسئولون الرياضيون بمملكة البحرين من ذاك المقال الذي ُ‬
‫كتب! إذ إ ّ‬
‫تعرف عن البحرين شيئا‪ ،‬فكيععف يقبلععون بععذلك؟ ولمععاذا يتععم تجنيععس لعععبين لتمثيععل البلد وهععم ل‬
‫يعرفون عنها شيئا وأيضا يعيشون خارجها‪ ،‬ويتم إرسال المبالغ الطائلة لكلعف دراسعاتهم فعي أرقعى‬
‫ن يععزور‬
‫مع ْ‬
‫المدارس والجامعات‪ ،‬ويتم إشراكهم في أكاديميات متخصصة لتطوير وصقل مهاراتهم‪ ،‬و َ‬
‫مقر التحاد البحريني للتنس الرضي يصطدم بواقع هذه اللعبة ومنشآتها »اليلة للسقوط« !‬

‫صحيفة الوسط | العدد ‪ 2007-11-24 | 1905 :‬الموافق ‪ 16‬ذي القعدة ‪ 1430‬هع‬

‫‪33‬‬
‫‪2‬‬
‫‪33‬‬
‫رؤية تحليلية وتعديلت مقترحة على قانون الجنسية البحرينية لعسنة‬
‫‪3‬‬ ‫‪1963‬‬

‫التجنيس المفتوح للجانب يهدد كيان الدولة وتركيبتها الجتماعية ‪4-1‬‬

‫الدكتور حسين البحارنة‪:‬‬


‫إن قععانون الجنسععية البحرينيععة لسععنة ‪ 1963‬وتعععديلته لسععنة ‪ 1981‬ولسععنة ‪ 1989‬هععو مععن‬
‫الموضوعات التي تتبناها الكتلة النيابيعة لجمعيععة الوفعاق العوطني السعلمية فيمععا يتعلععق ببرنامجهعا‬
‫الخاص بإدخال تعديلت على هذا القانون او استبداله بقانون آخر حديث للجنسية البحرينية‪.‬‬

‫ويبدو لنا انه من خلل ثغععرات بعععض الحكععام المعيبععة فقهيعا ً فعي هععذا القعانون وتعععديلته‪ ،‬فتحعت‬
‫الحكومة باب التجنيس للجانب ‪ -‬المقيمين وغير المقيمين في البحرين ‪ -‬علععى مصععراعيه مععن دون‬
‫حدود ومن دون ضوابط أو رقابة تشريعية‪ ،‬مما أثار إشكالت دستورية بشأن هذا القانون وتعديلته‪.‬‬

‫وغني عن البيان‪ ،‬أن القلق الععذي يععثيره هععذا القععانون علععى الصعععيد الشععبي هععو نتيجععة لسياسععة‬
‫الحكومة خلل السنوات الست الماضية في فتح باب التجنيععس للجععانب‪ ،‬دون حععدود أو شععفافية او‬
‫أية رقابة تشريعية وذلك استنادا ً الى احكام هذا القانون التي تبعد عن روح العصر الحديث‪ .‬ذلععك ان‬
‫سياسة التجنيس المفتوح للجانب فععي الدولععة الحديثععة تععثير مخععاوف ومخععاطر علععى كيععان الدولععة‬
‫والتركيبة الديموغرافية والجتماعية لسكانها‪ .‬لذلك يجععب ان تخضععع عمليععات تجنيععس الجععانب فععي‬
‫الدولععة الععى الشععفافية التامععة وإلععى العلن عنهععا رسععميًا‪ ،‬ناهيععك عععن ضععرورة خضععوعها للرقابععة‬
‫التشععريعية التامععة‪ ،‬حيععث تحععدد الععدول عععادة عععدد الجععانب الععذين يمكععن منحهععم جنسععيتها سععنويا ً‬
‫بتشريعات تصدرها لهذا الغرض وتلتزم بها سلطاتها التنفيذية‪.‬‬

‫مشروع قانون "حكومي" بتعديل بعض أحكام قانون الجنسية البحرينية‬


‫وكانت الحكومة قد تقدمت الى مجلس النواب في دورة النعقاد الماضية بمشروع قانون بتعععديل‬
‫بعض أحكام قانون الجنسية البحرينية لسنة ‪ 1963.‬ولكن هذا المشروع الحكومي ل يبدو أنه يمععس‬
‫جوهر موضوع التعديلت المطلوبة على هذا القانون التي تتعلق بالذات بععالفقرة )‪ (2‬مععن المععادة ‪6‬‬
‫من هذا القانون وذلك نظرا ً للشكاليات التي تثيرهععا هععذه الفقععرة فيمععا يتعلععق بفتحهععا البععاب علععى‬
‫مصراعيه لعمليات التجنيس‪ ،‬دون ضوابط ودون رقابة تشريعية على عمليات التجنيس الجنبي فععي‬
‫البحرين‪ .‬ول يبدو ان مشروع التعديل الحكومي المعروض على مجلععس النععواب يمععس الفقععرة )‪(2‬‬
‫من المادة ‪ 6‬من قانون الجنسية‪ .‬ذلك انه يتطرق فقط الى تعديل الشروط القانونية التي تتضععمنها‬
‫المادة ‪ (1) 6‬من القانون‪ ،‬مع استبدال تعبير ‘’أمعر عظمعة الحعاكم’’ فعي قعانون الجنسعية لسعنة ‪,‬‬
‫‪ 1963‬بتعبير ‘’الملك’’‪ ،‬تمشيا ً مع احكام الدستور الحالي الذي استبدل تعبير ‘’المير’’ في الدستور‬
‫السابق بتعبير ‘’الملك’’‪ .‬كما أن جمعيات المجتمع المدني غير راضععية ععن إهمععال قععانون الجنسععية‬
‫البحرينية لوضع أولد الم البحرينية ‪ -‬المتزوجة من شخص أجنبي ‪ -‬الذين يعتبرون في حكم الجانب‬
‫في الوطن الذي ولدوا فيه وظلوا مقيمين فيه منذ الولدة وحتى بلوغهم سن الرشععد دون ان تعالععج‬
‫اوضاعهم بشروط أفضل من شروط منح الجنسية للجانب عن طريق التجنس‪ .‬وحيععث انععه ل يبععدو‬
‫أن مشروع التعديل على المادة ‪ (1) 6‬من قانون الجنسية البحرينية المقععدم مععن الحكومععة‪ ،‬يعالععج‬
‫وضع أولد الم البحرينية المتزوجة من أجنبي معالجة جذرية‪ ،‬فقد تقدمت جمعيات المجتمع المعدني‬
‫بتعديل على فقرات المادة ‪ 4‬من قانون الجنسية البحرينية تحت عنوان ‘’الجنسية بالسللة’’‪.‬‬
‫‪33‬‬
‫‪3‬‬
‫‪33‬‬
‫‪4‬‬
‫ويتضمن هذا التعديل المقترح‪ ،‬النص على أن ‘’يعتععبر الشععخص بحريني عًا‪ ،‬إذا ولععد فععي البحريععن او‬
‫ُ‬
‫خارجها وكان أبوه بحرينيا ً او أمه بحرينية عند تلك الولدة’’‪ .‬ويبدو أن بعععض اعضعاء مجلعس النعواب‬
‫من بعض الكتل النيابية قد أبدوا تعاطفهم مع التعديل المقترح على المععادة ‪ 4‬مععن قععانون الجنسععية‬
‫البحرينية من قبل جمعيات المجتمع المدني‪.‬‬

‫دوافع هذه الدراسة القانونية‬


‫إن كل هذه الشكاليات القانونية التي يثيرهععا قععانون الجنسععية البحرينيععة لسععنة ‪ 1963‬وتعععديلته‪،‬‬
‫والتعديلت المقدمة من الحكومة بشأنه لمجلس النععواب‪ ،‬فععي شععكل مشععروع تعععديل علععى قععانون‬
‫الجنسية‪ ،‬والتعديلت التي تقترحها على هذا القانون الكتلة النيابية لجمعية الوفاق‪ ،‬وكععذلك التعععديل‬
‫المقترح على المادة ‪ 4‬من هذا القانون من قبل جمعيات المجتمع المعدني‪ ،‬قعد دفعتنعا العى التقعدم‬
‫بنشر هذا البحعث الععذي يتضعمن مراجععة لقعانون الجنسععية البحرينيعة لسعنة ‪ 1963‬وتعععديلته‪ .‬كمعا‬
‫يتضمن تحليل ً قانونيا ً لبعض احكامه‪ ،‬وبخاصة تلك الحكام ذات العلقة باكتساب الجنسععية بععالتجنس‬
‫التي تثير إشكاليات قانونية وسياسية عدة بسطناها في هذا البحث‪.‬‬

‫كذلك اقترحنا في نهاية هذا البحث بعض التعديلت الساسية على الفقرتين )‪ (1‬و)‪ (2‬مععن المععادة‬
‫‪ 6‬من هذا القانون‪ .‬كما اقترحنا أيضا ً تعديل ً على المادة ‪ 5‬مععن المرسععوم بقععانون رقععم )‪ (12‬لسععنة‬
‫‪ 1989‬بتعديل قانون الجنسية البحرينية لسنة ‪ 1963,‬فيما يتعلق بتصحيح أوضععاع الولد المولععودين‬
‫في البحرين من أم بحرينية بصفة أصلية‪ ،‬متزوجة من شخص أجنبي‪ .‬ويتكفل هذا التعععديل المقععترح‬
‫بمنح الجنسية البحرينية لولد هععذه الم البحرينيععة بشععروط محععددة تصععب فععي صععالح كسععب هععذه‬
‫الجنسية لولد هذه الم عن طريق التجنيس القانوني بطريقة سهلة تصب في مصلحة هؤلء الولد‬
‫منذ ولدتهم وحتى بلوغهم سن الرشد‪ .‬كما يضمن هذا التعععديل حصععولهم علععى الجنسععية البحرينيععة‬
‫خارج إطار الشروط القانونية المطلوبة لكتساب الجنسية الععتي تتضععمنها المععادة ‪ (1)6‬مععن قععانون‬
‫الجنسية البحرينية الحالي‪.‬‬

‫ملحظات على قانون الجنسية البحرينية لسنة ‪ 1963‬وتعديلته‬


‫لقد صدر هذا القععانون بععالعلن رقععم ‪ 8/1963‬بتاريععخ ‪ 16‬سععبتمبر ‪ 1963.‬ويقسععم هععذا القععانون‬
‫حاملي الجنسية البحرينية إلى فئات اربع هي‪ (1) :‬البحرينيون الذين اكتسبوا الجنسععية فععي السععابق‬
‫وفقا لقععانون الجنسععية الصععادر بععالعلن رقععم ‪ 20/1356‬المععؤرخ ‪ 8‬مععايو ‪ 1937,‬وهععو أول قععانون‬
‫للجنسعية صعدر فعي البحريعن‪ (2) .‬البحرينيعون بالسعللة‪ (3) .‬البحرينيعون بعالولدة )‪ (4‬البحرينيعون‬
‫بالتجنس‪.‬‬

‫وتتناول المادة ‪ (1) 6‬بفقراتها الفرعية الربععع‪ ،‬كيفيععة اكتسععاب الجنععبي للجنسععية البحرينيععة عععن‬
‫طريق التجنس‪ .‬وتنص الفقععرة )‪ (1‬مععن هععذه المععادة علععى انععه ‘’يمكععن بععأمر عظمععة الحععاكم منععح‬
‫الجنسية البحرينية لكل اجنبي كامل الهلية اذا طلبها وتوفرت لديه المؤهلت التية‪:‬‬
‫‘’)أ( ان يكون قد جعل بطريق مشروع اقامته العاديععة فععي البحريععن مععدة ‪ 25‬سععنة متتاليععة علععى‬
‫القل‪ ،‬أو ‪ 15‬سنة متتالية على القل ان كان عربيًا‪ ،‬على ان تبدأ هذه المدة من تاريععخ العمععل بهععذا‬
‫القانون‪) .‬ب( ان يكون حسن السيرة‪) .‬ج( ان يعرف اللغة العربية معرفة كافية‪) .‬د( ان يكون لععديه‬
‫في البحرين عقار ثابت مسجل باسمه لدى دائرة الطابو لحكومة البحرين’’‪.‬‬
‫أما المادة ‪ (2)6‬فتنص على انه ‘’بالرغم مما ورد في الفقرة السابقة من هذه المادة‪ ،‬يمكن بأمر‬
‫‪33‬‬
‫‪4‬‬
‫‪33‬‬
‫عظمة الحاكم منعح الجنسعية البحرينيعة لمعن يعأمر عظمتعه بمنحهعا لعه‪ ،‬ويمكعن بعأمر الحعاكم منعح‬
‫‪5‬‬ ‫الجنسية البحرينية لي عربي يطلبها اذا ادى للبحرين خدمات جليلة’’‪.‬‬

‫هذه هي الشروط المطلوبة لكتساب الجنبي الجنسية البحرينية عن طريق التجنس‪ .‬وتوجد لععدينا‬
‫عدة ملحظات على هذا القانون والتعديلت التي ادخلت عليه في سنتي ‪ 1981, 1989 ,‬وسنتطرق‬
‫بصورة خاصة‪ ،‬للمادة ‪ 6‬منه ذات العلقة باكتساب الجنبي الجنسية البحرينية عن طريععق التجنععس‪.‬‬
‫ونعرض هذه الملحظات العامة تباعا ً فيما يلي‪:‬‬

‫فيما يتعلق بقانون الجنسية البحرينية عمومًا‪ ،‬فإنه من القوانين القديمة التي صدرت فععي السععابق‬
‫في شكل اعلنات وذلك قبل صدور دستور سنة ‪ 1973.‬وكان يجب بعد هععذا التطعور الدسععتوري ان‬
‫يستبدل هذا القانون بتشريع حديث يتناسب مع الوضع الدستوري الجديد في البحرين‪ ،‬ويتبنى النهععج‬
‫التشريعي الحديث الععذي تعكسععه قععوانين الجنسععية الععتي صععدرت فععي المنطقععة حععديثًا‪ .‬وقععد صععدر‬
‫المرسوم بقانون رقم )‪ (10‬لسنة ‪ 1981‬بتعديل المادة ‪ (1) 7‬والمادة ‪ (2) 8‬من قعانون الجنسعية‬
‫البحرينية لسنة ‪ 1963.‬وتتضمن المادة ‪ (1)7‬المعدلة وفقا ً لهذا القانون اضافة شروط جديدة علععى‬
‫اكتساب الزوجة الجنبية المتزوجة مععن بحرينععي للجنسععية البحرينيععة وذلععك باشععتراط اعلنهععا وزيععر‬
‫الداخلية برغبتها في اكتساب هذه الجنسية التي يمكن ان تمنح لهعا بععد خمعس سعنوات معن تاريعخ‬
‫اعلن رغبتها‪ ،‬على ان تستمر الزوجية قائمة خلل تلك المدة‪ .‬وتعتبر هذه الجنسية مكتسبة بطريععق‬
‫التبعية لزوجها‪ .‬كما تخص هذه المادة المعدلة المرأة البحرينية المتزوجة من اجنبي‪ .‬ذلك انهععا تنععص‬
‫على ان هذه الزوجة تظل محتفظة بجنسععيتها البحرينيععة‪ ،‬مععا لععم تقععرر دخولهععا فععي جنسععية زوجهععا‬
‫الجنبي‪ ،‬إذ في هذه الحالععة تفقععد جنسععيتها البحرينيععة‪ ،‬ولكععن جنسععيتها تععرد اليهععا مععن تاريععخ انتهععاء‬
‫الزوجية اذا اعلنت وزارة الداخلية بذلك وكانت اقامتها العادية في البحرين او عععادت للقامععة فيهععا‪.‬‬
‫أما المادة ‪ (2) 8‬المعدلة طبقا ً لقععانون سععنة ‪ 1981,‬فتنععص علععى سععحب الجنسععية البحرينيععة مععن‬
‫الشخص المتجنس فععي حالععة ادانتععه ‘’خلل عشععر سععنوات مععن تجنسععه‪ ،‬بجريمععة تمععس شععرفه او‬
‫امانته’’‪ .‬وكانت المدة المقررة لسحب هذه الجنسية من المتجنس‪ ،‬وفقا ً لهذه المادة قبععل تعععديلها‪،‬‬
‫هي خمس سنوات في حالة ادانته بهذه الجريمة بعد تجنسه‪ .‬كذلك صععدر المرسععوم بقععانون رقععم )‬
‫‪ (12‬لسنة ‪ 1989‬بتعديل قانون الجنسية البحرينية لسنة ‪ 1963.‬وقد تناول هذا التعديل حذف تعبير‬
‫‘’او يكون ابوه ل جنسية له’’ من آخر الفقرة )ج( من المادة ‪ 4‬الخاصة بالجنسية بالسللة‪ .‬ويبدو لنا‬
‫ان مثل هذا التعديل على هذه المادة قد أجري لغرض سياسي بحت‪ ،‬وهو لغرض حرمععان اولد الم‬
‫البحرينية المتزوجة من اجنبي ينتمي إلى اصل فارسي ‪ -‬أو إلى الطائفة المسماة بطائفة ‘’العجععم’’‬
‫‪ -‬من المطالبة بالجنسية البحرينية طبقا ً لهذه المادة‪ ،‬قبل تعديلها وذلك علععى اسععاس انهععم ينتمععون‬
‫إلى آباء ‘’ل جنسية لهم’’‪ .‬ول نجد أي مبرر قانوني لحذف هععذا المصععطلح او التعععبير مععن المععادة ‪4‬‬
‫)ج( من قانون الجنسعية البحرينيععة لسعنة ‪ 1963.‬ذلعك ان قعوانين الجنسععية المطبقعة فععي مختلعف‬
‫الدول‪ ،‬تعترف عادة لولد الم المواطنة المتزوجة من اجنبي ‘’ل جنسية له’’‪ ،‬بحقهم في الحصععول‬
‫على جنسية البلد الذي ولدوا فيه من ام مواطنععة وأب اجنععبي ل جنسععية لععه‪ .‬وعلععى سععبيل المثععال‪،‬‬
‫تتضمن مثل هذا النص كل من المادة ‪ (4) 3‬من قانون الجنسية الردنيععة لسععنة ‪ 1954,‬والمععادة ‪7‬‬
‫من نظععام الجنسععية العربيععة السعععودية لسععنة ‪ 1374‬هجريععة‪ ،‬والمععادة ‪) 2‬د( مععن قععانون الجنسععية‬
‫الماراتية لسنة ‪ 1972,‬والمادة ‪ (2) 2‬من قانون الجنسية المصرية لسنة ‪1975.‬‬

‫منح الجنسية البحرينية لبناء الم البحرينية المولودين في البحرين من أب أجنبي‬


‫وقد أنهى هذا التعديل لسنة ‪ 1989‬على نص المادة ‪) 4‬ج( من قانون الجنسععية البحرينيععة لسععنة ‪,‬‬
‫‪33‬‬
‫‪5‬‬
‫‪33‬‬
‫‪ 1963‬الصراع الذي كان دائرا ً منذ سنوات طويلة حول منح الجنسية البحرينية لبنععاء الم البحرينيععة‬
‫‪6‬‬
‫المولودين في البحرين من أب اجنعبي )ينتمعي إلعى الفئة المسعماة بفئة ‘’العجعم’’( يعدعي انعه ‘’ل‬
‫جنسية له’’‪ .‬وكانت ادارة الهجرة والجوازات قد رفضت فععي السععابق طلبععات الجنسععية المسععتحقة‬
‫لولد هذه الم البحرينية وذلك على اساس أن مصطلح ‘’ل جنسية له’’ ل يمكن تطبيقه على زوجها‬
‫الجنبي من اصل فارسي الذي ُيشك فيما يدعيه من انه ل يحمل أية جنسية‪ .‬ولكن تعديل المرسوم‬
‫بقانون رقم )‪ (12‬لسنة ‪ 1989‬للمادة ‪)4‬ج( من قانون الجنسية لسنة ‪ 1963‬الذي أدى الععى حععذف‬
‫تعبير ‘’او يكعون ابعوه ل جنسعية لعه’’ معن هعذه المعادة‪ ،‬قضعى كليعا ً علعى حعق أولد الم البحرينيعة‬
‫المتزوجة من شخص فارسي الصل في المطالبة بالجنسية البحرينية على اساس ما تتضععمنه هععذه‬
‫المادة بعد تعديلها الذي تتضمنه حاليا ً المادة ‪) 4‬ب( من المرسوم بقانون لسنة ‪1989.‬‬

‫وتفصي ً‬
‫ل‪ ،‬يتضععمن المرسععوم بقععانون رقععم )‪ (12‬لسععنة ‪ 1989‬بتعععديل قععانون الجنسععية البحرينيععة‬
‫لسنة ‪ 1963,‬إدخال التعديلت على المواد ‪ (4)4, 5, 6‬من القانون الخير كالتالي‪:‬‬
‫)‪ (1‬حذفت الفقرات أ‪ ،‬ب‪ ،‬ج من المادة ‪ 4‬المتعلقة بالبحرينيين بالسللة واكُتفي بفقرتين همععا )أ‪،‬‬
‫ب( تنصان كالتالي‪ُ’‘ :‬يعتبر الشخص بحرينيًا‪:‬‬

‫‘’أ‪ -‬اذا ولد في البحرين او خارجها وكان ابوه بحرينيا ً عند تلك الولدة’’‪ .‬ويتضععح مععن هععذه الفقععرة‬
‫أنها دمجت الفقرتين )أ( ‪) ،‬ب( من المادة ‪ 4‬من قانون الجنسية البحرينية لسنة ‪ 1963,‬ممععا سععهل‬
‫كثيرا ً شععروط الجنسععية بالسععللة ‪ -‬تحعت هععذه المعادة ‪ -‬للبنععاء المولععودين‪ ،‬سععواء فععي البحريععن او‬
‫خارجها‪ ،‬من آباء بحرينيين عند تلك الولدة‪ .‬وهذه ميزة جيدة ُتحسب لهذا التعديل‪.‬‬

‫‘’ب‪ -‬اذا ولد في البحرين او خارجها وكانت امه بحرينية عند ولدته‪ ،‬على ان يكون مجهول الب او‬
‫لم تثبت نسبته لبيه قانونًا’’‪ .‬ويظهر من هذا النص المعععدل أن مصععطلح ‘’او يكععون أبععوه ل جنسععية‬
‫حذف من‬ ‫له’’ الذي كان موجودا ً في الفقرة )ج( من المادة ‪ 4‬من قانون الجنسية لسنة ‪ 1963,‬قد ُ‬
‫هذا النعص الجديعد العذي يتضعمنه حاليعا ً المرسعوم بقعانون رقعم )‪ (12‬لسعنة ‪ 1989‬بتععديل قعانون‬
‫الجنسية البحرينية لسنة ‪1963.‬‬
‫)‪ (2‬حععذفت الفقععرة )أ( مععن المععادة ‪ 5‬مععن قععانون الجنسععية البحرينيععة لسععنة ‪ 1963‬المتعلقععة‬
‫بالبحرينيين بالولدة والتي تعتبر الشخص بحرينيًا‪’‘ ،‬اذا ولد في البحريععن‪ ..‬وكععان ابععوه قععد ولععد فيهععا‬
‫وجعل منها اقامته العادية عند ولدة ذلك الشخص‪ ،‬على ان ل يكععون ذلععك الشععخص حععامل ً لجنسععية‬
‫اخرى’’‪ .‬وبعد حذف هذه الفقرة من المادة ‪ 5‬من هذا القانون‪ ،‬ظلت الفقرة )ب( مععن هععذه المععادة‬
‫كما كانت في قانون الجنسية الصلي لسنة ‪ 1963.‬وبهذا أصبح نص المادة ‪ 5‬من القععانون المعععدل‬
‫لسنة ‪ 1989‬مكونا ً من فقرة واحععدة هععي كالتععالي‪’‘ :‬يعتععبر الشععخص بحرينيعا ً بععالولدة اذا ُولععد فععي‬
‫البحرين لبوين مجهولين‪ .‬ويعتبر اللقيط مولودا ً فيها‪ ،‬ما لم يثبت العكس’’‪.‬‬

‫)‪ (3‬حذفت الفقرة ‪ 4‬من المادة ‪ 6‬من قانون الجنسية البحرينيععة لسععنة ‪ 1963‬الععتي تعتععبر زوجععة‬
‫الجنبي وأولده القصر بحرينيين بالتبعية لكتساب الجنبي الجنسية البحرينية عععن طريععق التجنععس‪.‬‬
‫واستبدل بذلك النص‪ ،‬نص جديد يمنح الجنسية البحرينية التي اكتسبها الجنبي عن طريعق التجنععس‪،‬‬
‫لولده القصر الذين يصبحون وقت منحه الجنسية‪ ،‬بحرينيين بالتجنس‪ ،‬كما يكون كل من يولد لهععذا‬
‫الجنبي المتجنس‪ ،‬بحرينيا ً بالتجنس ايضًا‪ .‬أما فيما يتعلق بوضع الزوجة الجنبية للجنععبي المتجنععس‪،‬‬
‫فإنها ل تصبح بحرينية بالتجنس تبعا ً لجنسية زوجها‪ ،‬إل بعد مرور خمس سععنوات مععن تاريععخ اعلمهععا‬
‫وزارة الداخلية برغبتها في الحصول على الجنسية البحرينية‪ ،‬على ان تستمر إقامتها مع زوجهععا فععي‬
‫‪33‬‬
‫‪6‬‬
‫‪33‬‬
‫البحرين خلل تلك المدة ودون ان تنتهي الزوجية خلل هذه الفترة لغير وفاة الزوج‪.‬‬
‫‪7‬‬ ‫صحيفة الوقت ‪ -‬العدد ‪ - 651‬الثنين ‪ 23‬ذي القعدة ‪ 1428‬هع ‪ 3 -‬ديسمبر ‪2007‬‬

‫‪33‬‬
‫‪7‬‬
‫‪33‬‬
‫‪8‬‬ ‫رؤية تحليلية وتعديلت مقترحة على قانون الجنسية البحرينية لعسنة‬
‫‪1963‬‬

‫السلطة التشريعية مكلفة بإصدار قانون حديث للجنسية‪ ..‬وأل يترك‬


‫الباب مفتوحا ً على مصراعيه ‪4-2‬‬

‫الدكتور حسين البحارنة‪:‬‬


‫استعرض الخبير القانوني حسين البحارنة في الجزء الول من هذه الدراسة القانونيععة‪ ،‬ملحظععاته‬
‫المتعلقة ببعض أحكام قانون الجنسية البحرينية‪ ،‬وتعديلته‪ ،‬ومن بينها وضع الزوجة الجنبية للجنععبي‬
‫المتجنس‪ ،‬والتي ل تصبح بحرينية بالتجنس تبعا ً لجنسية زوجها‪ ،‬إل بعععد مععرور ‪ 5‬سععنوات معن تاريععخ‬
‫إعلنها وزير الداخلية برغبتها في الحصععول علععى الجنسععية البحرينيععة‪ ،‬علععى أن تسععتمر إقامتهععا مععع‬
‫زوجها في البحرين في تلك المدة ومن دون ان تنتهي الزوجية في هععذه الفععترة لغيععر وفععاة الععزوج‪.‬‬
‫وفي الجزء الثاني من الدراسة‪ ،‬يواصل البحارنة طرح ملحظاته‪ ،‬واقتراحعاته علععى قعانون الجنسعية‬
‫الصادر العام ‪ 1965‬وتعديلته‪.‬‬
‫لم تشمل التعديلت لسنة ‪ 1989,‬الفقرتين الخلفيتين )‪ (2) ،(1‬من المادة ‪ 6‬وتتعلق الفقرة )‪(1‬‬
‫من المادة ‪ 6‬بالتجنيس القانوني‪ ،‬بينما تتعلق الفقرة )‪ (2‬من هذه المادة بالتجنيس السياسي‪ .‬وبنعاًء‬
‫عليه‪ ،‬يبدو أن هذه الفقرة الخيرة من المادة ‪ 6‬من هذا القانون قععد فتحععت البععاب علععى مصععراعيه‬
‫امام ما أعترف بتسميته بععالتجنيس السياسععي الععذي يتععم بنععاًء ‘’علععى أمععر عظمععة الحععاكم’’ وذلععك‬
‫بالمخالفة للشروط المطلوب توافرها في الجنبي المقيم في البحرين عندما يتقدم طالب عا ً اكتسععاب‬
‫الجنسية البحرينية عن طريق التجنس‪.‬‬

‫وهذه الشروط تنص عليهععا الفقععرات الفرعيععععة )أ(‪) ،‬ب(‪) ،‬ج(‪) ،‬د( مععن المععادة ‪ (1)6‬والمتعلعععقة‬
‫أسعاسا ً بإقامة الجنبي في البحرين لمدة ‪ 25‬سنة أو إقامعة العربي فيها لمعدة ‪ 15‬سنة‪ ،‬ناهيك ععن‬
‫اشتراط تملك الجنبي طالب التجنس ‘’لعقار ثععابت مسععجل باسععمه لععدى دائرة الطععابو’’‪ ،‬أي لععدى‬
‫جهاز المساحة والتسجيل العقاري حاليًا‪.‬‬

‫لكن رغم كل هذه الشروط التي تتضععمنها المععادة ‪ (1)6‬والععتي تبععدو شععديدة‪ ،‬إل ّ ان المععادة ‪(2)6‬‬
‫تتجاوز كل تلك الشروط بنصها على انه ‘’رغم مما ورد في الفقرة السععابقة’’ )أي الفقععرة )‪ (1‬مععن‬
‫المادة ‪ُ (6‬يمكن بأمر عظمة الحاكم منح الجنسية البحرينية للجنبي‪ ،‬من دون شروط مسععبقة‪ ،‬كمععا‬
‫يمكععن بععأمر عظمعة الحععاكم منعح الجنسععية البحرينيععة لي عربععي يطلبهععا اذا ادى للبحريععن خععدمات‬
‫جليلة’’‪.‬‬

‫إن خطورة الفقرة )‪ (2‬من المادة ‪ 6‬من القانون‪ ،‬تكمن في أنها توقف تطبيق الشععروط القانونيععة‬
‫السالف بيانها والمبينة في الفقرة )‪ (1‬من هذه المععادة‪ ،‬وتجعععل عمليععة التجنيععس للجععانب ‪ -‬سععواء‬
‫المقيمين او غير المقيمين منهم في البحرين ‪ -‬مرتبطة كليا ً ‘’بعأمر عظمعة الحعاكم’’‪ .‬وبعذلك تصعبح‬
‫الشروط المبينة في الفقرات الفرعية )أ(‪) ،‬ب(‪) ،‬ج(‪) ،‬د( من الفقرة )‪ (1‬من المادة ‪ 6,‬ل قيمة لها‬
‫ما دامت عملية التجنيس للجنبي في البحرين تتم أول ً وأخيرا ً بأمر مععن ‘’عظمععة الحععاكم’’‪ ،‬وخلف عا ً‬
‫للشروط المبينة في المادة ‪ .(1)6‬وقد يكون هذا المر مقبول ً في السابق وقبل ان تصععبح البحريععن‬
‫بداية‪ ،‬إمارة دستورية في سنة ‪ 1973,‬ثم مملكة دستورية في سنة ‪ 2002.‬ولكن هذا المر ما كععان‬
‫‪33‬‬
‫‪8‬‬
‫‪33‬‬
‫يجب ان يستمر بعد تطور الوضع الدستوري في البحرين‪ .‬ذلك ان السلطة التشريعية هععي السععلطة‬
‫‪9‬‬
‫المكلفة بإصدار قانون حديث للجنسية على ان ل يترك هذا القانون باب التجنيس للجنبي ‪ -‬المقيععم‬
‫وغير المقيم في البحرين ‪ -‬مفتوحا ً علععى مصععراعيه وخاضعععا ً ‘’لمععر عظمععة الحععاكم’’ وحععده وذلععك‬
‫بالمخالفة للشروط القانونيععة الععتي يحععددها قععانون الجنسععية كأسععاس لكتسععاب الجنععبي للجنسععية‬
‫البحرينية‪ .‬وقد ُيخطئ البعض باعتبار نص الفقرة )‪ (2‬من المادة ‪ 6‬مجرد استثناء من حكم الفقرة )‬
‫‪ (1‬من هذه المادة‪ .‬إن نص الفقرة )‪ (2‬من المادة ‪ 6‬هو اكثر من كونه استثناًء من قاعدة عامععة‪ ،‬إذ‬
‫انه بالشكل الوارد فيه ضمن هذه الفقرة‪ ،‬يشكل القاعععدة العامععة ‪ -‬ل السععتثناء ‪ -‬الععتي يقععوم علععى‬
‫اساسها منح الجنسية البحرينية للجنععبي المتقععدم بطلبهععا‪ .‬ذلععك انععه ُيلغععي تطععبيق جملععة الشععروط‬
‫القانونية المطلوبة لكتساب الجنبي للجنسية البحرينية‪ ،‬بل ويجعل عملية التجنيس للجنبي ‪ -‬سععواء‬
‫كان مقيما ً في البحرين او لم يكن مقيما ً فيها ‪ -‬مرتبطة كلها‪ ،‬بداية ونهاية‪ ،‬بأمر عظمة الحاكم ومعن‬
‫دون وجود أي الععتزام بمراعععاة أي مععن الشععروط المطلوبععة لكتسععاب الجنععبي الجنسععية البحرينيععة‬
‫والمبينة في الفقرات الفرعية الربع‪ ،‬السالف بيانها‪ ،‬من المادة ‪ (1)6‬من القانون‪.‬‬

‫ويمكن القول دستوريا ً انه إذا تحول تطبيق السععتثناء فععي القععانون إلععى قاعععدة عامععة تحععول دون‬
‫تطبيق احكام القانون على الوجه الصحيح‪ ،‬فإن هذا التطبيق الحكومي للقانون يععؤدي إلععى اسععتبداد‬
‫السلطة التنفيذية بالتشريع وذلك بالمخالفة لحكام الدستور‪ ،‬وخصوصا ً المادتين ‪ 32, 70‬منه‪.‬‬

‫تشابه مادة بقانون ‪ 1963‬مع قانون الجنسية للعام ‪1937‬‬


‫إن حكم الفقرة )‪ (2‬من المادة ‪ 6‬مععن قععانون الجنسععية البحرينيععة لسععنة ‪ 1963,‬هععو مشععابه فععي‬
‫مضمونه لحكععم المععادة ‪ 5‬مععن قععانون الجنسععية البحرينيععة لسععنة ‪ 1937‬الععذي صععدر بععالعلن رقععم‬
‫‪ 20/1356‬كأول قانون للجنسية في البحرين‪ .‬وقد ُألغي هععذا القععانون بعععد صععدور قععانون الجنسععية‬
‫البحرينية الحالي‪ .‬وتنص المادة ‪ 5‬من قانون الجنسية لسععنة ‪ 1937,‬علععى ان ‘’لحععاكم البحريععن ان‬
‫يمنح الجنسية البحرينية إلى أي شخص يسكن البحرين ويقدم طلبا ً بذلك وله ان ُيلغي هععذه المنحععة‬
‫اذا انقطع ذلك الشخص عن السكن في البحرين’’‪ .‬ومن الواضح أنه رغم مرور ‪ 26‬سنة بيععن تاريععخ‬
‫صدور قانون الجنسية البحرينية لسنة ‪ 1937‬وتاريخ صدور قانون الجنسية البحرينيععة لسععنة ‪1963,‬‬
‫بقي مضمون المادة ‪ 5‬من القانون الول ‪ -‬على قصرها واختزالهععا ‪ -‬مشععابها ً لمضععمون الفقععرة )‪(2‬‬
‫معن المععادة ‪ 6‬معن القعانون الخيعر‪ .‬ذلعك أن القعانونين يتركعان عمليعة اكتسععاب الجنعبي للجنسععية‬
‫البحرينية مرهونة‪ ،‬أول ً وأخيرًا‪ ،‬بأمر ‘’عظمة الحاكم’’ وذلك بالمخالفععة للشععروط القانونيععة‪ ،‬المبينععة‬
‫في الفقرة )‪ (1‬من المادة ‪ 6‬من قانون الجنسية البحرينية لسنة ‪1963.‬‬

‫"عظمة الحاكم" في قانون الجنسية البحرينية‬


‫ان تعبير ‘’بأمر عظمة الحعاكم’’ فععي قعانون الجنسععية البحرينيععة لسععنة ‪ 1963,‬هعو تعععبير مرتبععط‬
‫بالماضي السحيق السابق لصدور دستور سنة ‪ 1973‬حين كان حاكم البلد يجمععع فععي شخصععه كععل‬
‫السلطات تشريعا ً وتنفيذا ً وقضاًء‪.‬‬

‫ولهذا‪ ،‬كان يجب بعد التطور الدستوري الحديث في البحرين بصدور دستور سنة ‪ 1973,‬التخلععص‬
‫من هذا الصطلح الوارد بهععذا النععص وذلععك بوضععع قععانون حععديث للجنسععية البحرينيععة يلععتزم‪ ،‬عمل ً‬
‫وتطبيقًا‪ ،‬بالشروط القانونية المطلوب توافرها في الجنبي المتقدم لطلب الجنسية البحرينية وذلعك‬
‫وفقا ً لنص المادة ‪ (1)6‬من قانون الجنسية البحرينية لسنة ‪ 1963.‬ومن هعذه الشعروط هعي شعرط‬
‫القامة المستمرة وشرط معرفة اللغة العربيععة معرفععة كافيعة‪ ،‬ومعن دون ان يتضععمن هععذا القععانون‬
‫‪33‬‬
‫‪9‬‬
‫‪34‬‬
‫الحديث استثناًء واسعا ً ‘’لعظمة الحاكم’’‪ ،‬على غرار نص المادة ‪ (2)6‬مععن القععانون الحععالي‪ ،‬الععذي‬
‫‪0‬‬
‫يمنح حاكم البلد الحق بأن يوقف تطبيق الشروط القانونيععة المطلوبععة لكتسععاب الجنععبي للجنسععية‬
‫البحرينية طبقا ً لنص المادة ‪ (1)6‬من هذا القانون‪.‬‬

‫شرط العقار المسجل في البحرين‬


‫يبدو أن الفقرة الفرعية )د( من المادة ‪ (1)6‬التي تنص على شرط امتلك الجنبي طالب التجنس‬
‫بالجنسية البحرينية‪ ،‬لعقار ثابت في البحرين مسجل باسمه رسميًا‪ ،‬يتعارض مع نععص المععادة ‪ 2‬مععن‬
‫العلن رقم ‪ 46/1372‬الصادر بأمر حععاكم البحريععن بتاريععخ ‪ 28‬يوليععو ‪ 1953‬والععذي يمنععع الجنععبي‬
‫المقيم في البحرين من امتلك ‘’ملك ثابت’’ في البحريععن سععواء عععن طريععق ‘’الشععراء او الهبععة او‬
‫المبادلة او بأية صفة اخرى’’‪ .‬ولو طبق هذا الشرط المبين في الفقرة )د( مععن المععادة ‪ (1) 6‬مععن‬
‫قانون الجنسية الحالي‪ ،‬لصبح عسيرا ً على الجنبي المقيم فعي البحريعن ان يحصعل علعى الجنسعية‬
‫البحرينية عن طريق التجنس‪ .‬ذلك انه اذا كان الجنبي ممنوعا ً اصل ً من امتلك عقار فععي البحريععن‪،‬‬
‫وفقا ً للعلن الصادر في سنة ‪ 1953,‬فكيف ُيمكن ان ُيطلب منه‪ ،‬لغرض منحه الجنسععية بععالتجنس‪،‬‬
‫ان يمتلك عقارا ً مسجل ً باسمه في البحرين وفقا ً للفقرة الفرعية )د( مععن المععادة ‪ (1)6‬مععن قععانون‬
‫الجنسية البحرينية لسنة ‪ 1963.‬ولعل هذا التناقض بين العلن رقععم ‪ 8/1963‬الععذي صععدر بمععوجبه‬
‫قانون الجنسية البحرينية لسنة ‪ 1963,‬والعلن رقم ‪ 46/1372‬لسنة ‪ 1953‬السابق عليععه‪ .‬والععذي‬
‫ُيحظر على الجنبي ان يمتلك عقارا ً ثابتا ً في البحرين‪ ،‬قد وفّععر اكععبر حمايععة للمععواطنين البحرينييععن‬
‫الصليين ‪ -‬سواء كانوا مواطنين بالسللة او عن طريق الولدة في البحرين او في الخارج مععن والععد‬
‫بحريني مولود في البحرين ‪ -‬في فترة النصف الخير من القععرن الماضععي )أي حععتى سععنة ‪،(2000‬‬
‫ضد تجنيس الجانب المقيمين في البحرين وذلك لصعوبة تطبيق الشرط العذي تتضعمنه الفقعرة )د(‬
‫من المادة ‪ (1)6‬من قانون الجنسية البحرينيععة علععى الجنععبي المتقععدم لطلععب الجنسععية البحرينيععة‪.‬‬
‫ولكن يمكن القول أيضا ً أن حكومة البحرين كانت اقل حماسا ً وأكثر تحفظا ً في تلك الفترة الطويلععة‬
‫من الزمن فيما يتعلق بتطبيق الفقرة )‪ (2‬من المادة ‪ 6‬من قانون الجنسععية البحرينيععة الععتي تعطععي‬
‫لعظمة الحاكم سلطة مطلقة لمنح الجنسية البحرينية للجنبي‪ ،‬رغععم الشععروط القانونيععة المطلوبععة‬
‫لمنح هذه الجنسية‪ ،‬وفقا ً للفقرة )‪ (1‬من هذه المادة‪.‬‬

‫وبالرجوع إلى العلن رقم ‪ 46/1372‬الصادر في سنة ‪ 1953,‬يبععدو لنعا انعه ‪ -‬فيمعا ععدا الحعالت‬
‫المحدودة جدا ً التي تضمنها هذا العلن في المادة ‪ 4‬منه فيما يتعلق بإمكان نقععل الملكيععة العقاريععة‬
‫للجنبي‪ ،‬استثناء‪ ،‬وذلك في الحالت المبينة في الفقرات أ‪ -‬من هذه المادة ‪ -‬لععم تتععم فععي السععابق‪،‬‬
‫وتحديدا ً في السنوات ‪ 2000,-1953‬عمليات او حالت تجنيس للجانب إل ّ بشكل محدود جدًا‪ ،‬وفي‬
‫حالت استثنائية لم تكن تشوبها حينذاك الغراض او الدوافع السياسية‪ ،‬كما هو الوضع حاليا‪ .‬لععذلك‪،‬‬
‫لم تكن لعمليات التجنيس المحدودة في تلك الفععترة الطويلععة مععن الزمععن‪ ،‬أيععة آثععار عكسععية علععى‬
‫التركيبة السكانية او الجتماعية للبلد‪ .‬ولعل هذا المر يرجع إلى السياسة الحكيمة والمتوازنععة الععتي‬
‫كانت تتولها حكومة البحرين حينذاك في مجال التطبيق العادل والمتوازن لكل من قانون الجنسععية‬
‫البحرينية لسنة ‪ 1937‬السابق وقانون الجنسية البحرينية لسنة ‪ 1963‬اللحق‪ .‬ذلععك اننععا لععم نسععمع‬
‫مطلقا ً في السابق‪ ،‬وفي الفترة السالف بيانها )أي بين السنوات ‪ ،(2000-1953‬عن شكايات ذات‬
‫علقة بحدوث حالت تجنيس سياسي قائم على أساس تطبيق حكم المادة ‪ (2)6‬مععن هععذا القععانون‬
‫الخير‪.‬‬

‫العلن الخاص بتملك الجنبي للعقار‬


‫‪34‬‬
‫‪0‬‬
‫‪34‬‬
‫ونظرا ً لن اول قانون للجنسية الصادر في سنة ‪ 1937,‬لم يشترط على المتقدم لطلب الجنسية‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫ان يمتلك عقارا ً في البحرين‪ ،‬فقد صدر بتاريخ ‪ 20‬فبراير ‪ 1955‬العلن رقععم ‪ 33/1374‬بععأمر مععن‬
‫مستشار حكومة البحريععن )تشعارلز بلجريعف( العذي ّذيععل ذلعك العلن بتععوقيعه‪ .‬وقعد اشعترط هعذا‬
‫العلن على الجنبي الذي يتقدم لطلب الجنسية البحرينيععة ان يمتلععك عقععارا ً مسععجل ً باسععمه ‘’فععي‬
‫دائرة الطابو’’ في البحرين )أي جهاز المساحة والتسجيل العقاري حاليًا(‪ .‬وعليععه‪ ،‬يمكععن القععول ان‬
‫منع الجنبي من اكتساب الجنسية البحرينية ما لم يكععن يملععك عقععارا ً مسععجل ً باسععمه فععي البحريععن‬
‫بموجب هذا العلن الصادر في سنة ‪ 1955,‬وتكرار هذا الشرط في الفقرة الفرعية )د( من المادة‬
‫‪ (1)6‬من قانون الجنسية البحرينية لسنة ‪ 1963,‬مع استمرار منع الجنبي من تملععك أي عقععار فععي‬
‫البحرين وفقا ً للعلن رقم ‪ 1372,/46‬الصادر في سنة ‪ 1953,‬قد حال‪ ،‬واقعيا ً وقانونيًا‪ ،‬دون إمكان‬
‫حصول الجانب المقيمين في البحرين على الجنسية البحرينية عن طريق التجنس وذلك طيلة فترة‬
‫النصف الخير من القرن الماضي‪ .‬وقد ظلت الجاليععة الجنبيععة فععي البحريععن المكونععة حينععذاك مععن‬
‫الغالبية التي تحمل الجنسية الهندية والباكستانية التي كععانت مقيمععة فععي البحريععن منععذ العشعرينات‬
‫والثلثينات من القرن الماضي‪ ،‬مقيدة باحكام العلنات السالف بيانها والتي شكلت سدا ً منيعا ً ضععد‬
‫طلبات اكتساب الجنسية البحرينية عن طريق التجنس‪ .‬كما يمكن القععول انععه رغععم حكععم المععادة ‪5‬‬
‫من قانون الجنسية لسنة ‪ 1937,‬الذي تبناه بتوسع حكم المادة ‪ (2)6‬مععن قععانون الجنسععية لسععنة ‪,‬‬
‫‪ 1963‬إل ّ ان حاكم البحرين حينذاك لم يكن يلجأ في تلك الفععترة الطويلععة السععابقة‪ ،‬إلععى ممارسععة‬
‫اختصاصه الستثنائي الواسع بموجب المادة ‪ (2)6‬مععن قععانون الجنسععية الحععالي لسععنة ‪ 1963‬فيمععا‬
‫يتعلق بمنح الجنسية البحرينية للجنبي عععن طريععق التجنععس‪ ،‬مععن دون مراععاة للشععروط القانونيععة‬
‫المطلوبة لكتساب الجنبي للجنسية البحرينية وفقا ً للمادة ‪ (1)6‬من هذا القانون‪.‬‬

‫تجنيس الجنبي بالجنسية البحرينية كان منحة من الحاكم‬


‫وبالرجوع إلى قانون الجنسية البحرينية لسنة ‪ 1937,‬يتبين لنا من نعص المعادة ‪ 5‬منعه‪ ،‬أن عمليعة‬
‫تجنيس الجنبي بالجنسية البحرينية بموجب ذلك القانون‪ ،‬كانت منحة من الحاكم الذي كان يجوز له‬
‫ان يسحبها من الجنبي المتجنس‪ ،‬كما يشاء وفي أي وقت يشاء‪ .‬ولععم تكععن توجععد حينععذاك شععروط‬
‫محددة لمنح الجنسية البحرينية للجنعبي المقيعم فعي البحريعن كشعرط القامعة لفعترة محعددة فعي‬
‫البحرين او شرط امتلك عقار فيها‪ .‬ولكن هذا الشرط الخير تضمنه العلن رقم ‪ 33/1374‬الصادر‬
‫بأمر مستشار حكومة البحرين في سنة ‪ 1955.‬وعليه‪ ،‬فإن المادة ‪ 5‬من قانون الجنسععية البحرينيععة‬
‫لسنة ‪ 1937,‬تركت موضوع تجنيس الجنبي بالجنسية البحرينية خاضعا ً لمر يصدره حععاكم البحريععن‬
‫في شكل منحة يمكن سحبها في أي وقت يشاء‪ ،‬اذا ما تبين له ان الجنبي قد انقطععع عععن السععكن‬
‫في البحرين‪ .‬ومن هذا النص‪ ،‬يتبين ان سكن الجنبي في البحرين كان السععاس الععذي يعتمععد عليععه‬
‫حاكم البلد في السابق قبل اتخاذ قراره في منح الجنسية البحرينية للجنبي‪ ،‬وذلك رغععم خلععو ذلععك‬
‫القانون من نص يحدد الفترة الزمنية المطلوبة لقامععة الجنععبي فععي البحريععن كأسععاس لسععتحقاقه‬
‫الجنسية البحرينية عن طريق التجنس‪ .‬وعليه‪ ،‬يبدو ان خيار تحديد فترة اقامة الجنبي المطلوبة في‬
‫البحرين‪ ،‬كان خاضعا ً للتقععدير الشخصععي لحععاكم البلد نفسععه‪ .‬كمععا أن حععق الجنععبي الععذي اكتسععب‬
‫الجنسية البحرينية وفقا ً لقانون سنة ‪ 1937,‬فيما يتعلق بملكية عقار او ‘’ملك ثابت’’ فعي البحريعن‪،‬‬
‫قد بقي مقيدا ً حتى سنة ‪ 1956‬حين صدر آنذاك بتاريخ ‪ 8‬يناير‪ /‬كانون الثاني ‪ 1956,‬العلن رقععم )‬
‫‪ (3‬لسنة ‪ 1956‬الذي نص على انه ‘’ل يجوز ان يمتلععك الجنععبي المتجنععس اكععثر مععن بيععت للسععكن‬
‫ودكان واحد لعماله‪ ،‬إل ّ برخصة من الحكومة’’‪ .‬وهذا يعني ان الجنبي المتجنس لم تطلق لععه حععتى‬
‫حظععر عليععه ‪ -‬حععتى بعععد تجنسععه‬
‫ذلك التاريخ‪ ،‬حرية تملك العقار في البحرين من دون قيععود‪ ،‬حيععث ُ‬
‫بالجنسية البحرينية ‪ -‬ان يشتري او يعبيع او يتعامعل بعبيع وشعراء العقعارات بحريعة تامعة كغيعره معن‬
‫‪34‬‬
‫‪1‬‬
‫‪34‬‬
‫المواطنين الصليين‪ ،‬من غير المجنسين‪.‬‬
‫‪2‬‬ ‫صحيفة الوقت ‪ -‬العدد ‪ - 652‬الثلثاء ‪ 24‬ذي القعدة ‪ 1428‬هع ‪ 4 -‬ديسمبر ‪2007‬‬

‫‪34‬‬
‫‪2‬‬
‫‪34‬‬
‫‪3‬‬ ‫رؤية تحليلية وتعديلت مقترحة على قانون الجنسية البحرينية لعسنة‬
‫‪1963‬‬

‫شروط كثيرة لم تتوفر في المجنسين‪ ..‬أهمهعا إتقعان العربيعة‬


‫والقامة ‪4-3‬‬

‫رأى الخبير القانوني حسين البحارنة في الحلقة الثانية من دراسته القانونية بشأن قانون الجنسية‬
‫البحريني الصادر العام ‪ 1963‬والعتي تعرضعها ‘’العوقت’’ أن ‘’السعلطة التشعريعية‪ ،‬مكلفعة بإصعدار‬
‫قانون حديث للجنسية‪ ،‬وأل يترك باب التجنيس مفتوحا ً علععى مصععراعيه’’‪ .‬وأشععار البحارنععة إلععى أن‬
‫‘’نععص الفقععرة )‪ (2‬مععن المعادة ‪ 6‬مععن القعانون ُيلغععي تطععبيق جملععة الشععروط القانونيععة المطلوبععة‬
‫لكتساب الجنبي للجنسية البحرينية‪ ،‬ويجعل عملية التجنيععس للجنععبي مرتبطععة كلهععا‪ ،‬بععأمر عظمععة‬
‫الحاكم’’‪.‬‬

‫وتساءل البحارنة في دراسته أنه ‘’إذا كان الجنبي ممنوعا ً أص عل ً مععن امتلك عقععار فععي البحريععن‪،‬‬
‫وفقا ً للعلن الصادر سنة ‪ 1953,‬فكيف ُيمكن أن ُيطلب منه‪ ،‬لغرض منحععه الجنسععية بععالتجنس‪ ،‬أن‬
‫يمتلك عقارا ً مسجل ً باسمه في البحرين؟’’‪.‬‬

‫وفي الحلقة الثالثة من الدراسة والتي نعععرض لهععا اليععوم‪ ،‬يواصععل البحارنععة اسععتعراض ملحظعاته‬
‫واقتراحاته على هذا الصعيد‪.‬‬
‫تنص الفقرة الفرعية )ج( من المادة ‪ (1)6‬على أنه يجب على الجنععبي المتقععدم لطلععب الجنسععية‬
‫‘’ان يعرف اللغة العربية معرفة كافية’’‪ .‬ويوجد شك كبير في توافر مثل هععذا الشععرط فععي الغالبيععة‬
‫العظمى من الجانب السيويين الذين اكتسبوا الجنسية البحرينية عععن طريععق التجنععس أثنععاء حقبععة‬
‫التجنيس السياسي الواقعة خلل الفترة ‪2006.-2000‬‬

‫ويشهد على ذلك العدد الكبير جدا ً من الجانب السيويين الذين حصععلوا علععى الجنسععية البحرينيععة‬
‫أثناء هذه الفترة التي ل تزال مستمرة‪ ،‬رغععم اعترافنععا أن تعععبير ‘’أن يعععرف اللغععة العربيععة معرفععة‬
‫كافية’’ تعبير سهل يتضمن مجرد معرفة التكلم باللغة العربيععة‪ ،‬ولكععن دون ان يتضععمن هععذا التعععبير‬
‫الشتراط على الجنبي بان ‘’يجيد اللغة العربية قراءة وكتابة’’‪ ،‬وهععو الشععرط المطلععوب للبحرينععي‬
‫الذي يرشح نفسه لعضوية مجلس النواب‪ ،‬طبقا ً للمرسعوم بقعانون رقعم )‪ (15‬لسعنة ‪ 2002‬بشعأن‬
‫مجلسي الشورى والنواب‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فإن الغلبيععة العظمععى معن حععالت التجنيععس السياسعي خلل‬
‫الفترة السالف بيانها‪ ،‬كانت بالمخالفة الصريحة للفقرة )ج( من المادة ‪ (1)6‬من هذا القانون‪ .‬ذلععك‬
‫ان حالت التجنيس السياسي للجانب من السيويين‪ ،‬لم ُيراعَ فيهععا تطععبيق شععرط المعرفععة باللغععة‬
‫العربية ‘’معرفة كافية’’ على هؤلء المجنسين‪ .‬ويبدو أن على الحكومة أن تكشف هذه الحالت من‬
‫التجنيس السياسي وذلك بإعداد قععوائم هععؤلء المجنسععين الععتي يمكععن عرضععها علععى لجنععة تحقيععق‬
‫برلمانية‪ ،‬بعد موافقة مجلس النواب الحالي على تكوين مثل هذه اللجنة‪ ،‬وفقا ً للدستور‪ .‬وسنتطرق‬
‫إلى تشكيل هذه اللجنة لحقا ً في هذا البحث‪.‬‬

‫نص "عظمة الحاكم" غير دستوري ويحتاج إلى إعادة نظر‬

‫‪34‬‬
‫‪3‬‬
‫‪34‬‬
‫يتبين لنا ان نص الفقرة )‪ (2‬من المععادة ‪ 6‬مععن قععانون الجنسععية الععذي يعطععي ‘’عظمععة الحععاكم’’‬
‫‪4‬‬
‫)رئيس الدولة( الحق في أن يأمر بمنح الجنسية البحرينية للجانب عن طريق التجنس‪ ،‬دون مراعاة‬
‫الشروط القانونية التي تنص عليها الفقرة )‪ (1‬من هذه المادة السالف بيانها‪ ،‬هو نص غير دسععتوري‬
‫ويحتاج إلى مراجعة وإعادة نظر في ظل وضع الحكم الملكي الدسععتوري الحععالي‪ .‬كمععا ان القععانون‬
‫الدولي ل يلزم الدولة مطلقا ً بتجنيس الجانب المقيميععن فيهععا والععذين يحتفظععون بجنسععيات دولهععم‬
‫حتى ولو استوفوا الشروط القانونية المطلوبة لكتسابهم جنسية هذه الدولة‪.‬‬

‫أما إذا قررت الدولة بإرادتها وحدها‪ ،‬منح جنسيتها للجانب المقيمين فيها‪ ،‬فلها ذلك‪ ،‬ولكن بشرط‬
‫ان يستوفي هؤلء المجنسون من الجانب الشروط القانونية المطلوبة لمنحهم هذه الجنسية‪ ،‬وفقعا ً‬
‫للحكام التي ينص عليها قانون الجنسية لهذه الدولة‪ ،‬على ان يكون لهععذه الدولععة الحععق بععان تحععدد‬
‫عددا ً محدودا ً للجانب الذين يمكن ان تمنحهم جنسيتها سنويا ً وذلك لئل يؤثر المجنسون من الجانب‬
‫‪ -‬لكثرتهم ولعدم تحديد عدد من يمنح منهععم الجنسععية سععنويا ً ‪ -‬علععى النسععيج الجتمععاعي والتركيبععة‬
‫السكانية للمواطنين الصليين ‪ -‬من غير المجنسين ‪ -‬لهذه البلد‪ ،‬كما يبدو الخوف من حصوله اليوم‬
‫ل‪ ،‬نظرا ً لصرار الجهات المعنية في الحكومة علععى عععدم‬ ‫في البحرين‪ ،‬إن لم يكن قد حصل ذلك فع ً‬
‫نشر قوائم رسمية بعدد المجنسععين مععن الجععانب وأسععمائهم خلل الفععترة ‪ 2006,-2000‬السععالف‬
‫بيانها‪ .‬وهذا ما يجري عليه العمل في دولة الكويت ‪ -‬على سبيل المثال ‪ -‬التي ل تمنح فيها الجنسععية‬
‫الكويتية للجانب إل ّ بمراسيم تنشر في الجريدة الرسمية وذلك وفقا ً لقانون الجنسية الكويتية لسنة‬
‫‪ 1959‬وتعديلته الذي يحدد أيضا ً عدد الجانب الذين يمكن ان يحصلوا علععى الجنسععية الكويتيععة عععن‬
‫طريق التجنس‪ ،‬سنويًا‪.‬‬

‫ويبدو ان حملة التجنيس للجانب ‪ -‬بصرف النظر عن كونه تجنيسا ً سياسيا ً أو قانونيا ً ‪ -‬الععتي تمععت‬
‫خلل الفترة ‪ 2006,-2000‬وفقا ً للفقرة )‪ (2‬من المادة ‪ 6‬من قععانون الجنسععية البحرينيععة السععالف‬
‫بيانها‪ ،‬لم ُيراع َ فيها شرط القامة العادية والمستمرة في البحرين للجنبي لمدة ‪ 25‬سنة متتاليععة أو‬
‫شرط القامة للعربي لمدة ‪ 15‬سنة متتاليععة‪ .‬كمععا أنععه يمكععن القععول إن النععص الععوارد فععي الجملععة‬
‫الخيرة من الفقرة )‪ (2‬من المادة ‪ 6‬الخاصة بمنح الجنسععية للعربععي الععذي ‘’ادى للبحريععن خععدمات‬
‫جليلة’’‪ ،‬بدون ضرورة توافر شرط القامة‪ ،‬قد طبق عموما ً على الجنععبي غيععر العربععي أيضعا ً وذلععك‬
‫بالمخالفة الصريحة لهذا النص الذي يخصععص هععذا المتيععاز فععي الحصععول علععى الجنسععية البحرينيععة‬
‫بالمواطن الجنبي الذي ينتمي إلى دولة عربية‪.‬‬

‫التجنيس السياسي يتجاوز الشروط القانونية القاسية‬

‫يتضح من المقارنة بين نص المادة ‪ (1) 6‬والمادة ‪ (2)6‬من قععانون الجنسععية البحرينيععة بععأن منععح‬
‫الجنسية البحرينية للجنبي وفقا ً للمادة ‪ (1)6‬والخاضع للشروط القانونيععة المبينععة فععي الفقععرة )‪(1‬‬
‫من هذه المادة‪ ،‬هو تجنيس قانوني ل غبار عليه‪ ،‬بينما يخضع منح الجنسية البحرينيععة للجنععبي وفق عا ً‬
‫لحكم الفقرة )‪ (2‬من هذه المادة لحكم التجنيس السياسي لنه يجري استثناء من حكم الفقرة )‪(1‬‬
‫من هذه المادة‪ ،‬كما أسلفنا‪.‬‬

‫وحيث انه يصعب تطبيق الشروط القانونية التي تنص عليها الفقرة )‪ (1‬من المادة ‪ 6‬من القععانون‬
‫‪ -‬وبخاصة شرط الفقرة الفرعية )ج( من المععادة ‪ (1)6‬فيمععا يتعلععق بمعرفععة اللغععة العربيععة معرفععة‬
‫كافية )بالنسبة للجنععبي غيععر العربععي( وشععرط الفقعرة الفرعيععة )د( معن المععادة ‪ (1)6‬فيمععا يتعلععق‬
‫‪34‬‬
‫‪4‬‬
‫‪34‬‬
‫بضرورة ان يكون لطالب الجنسية عقار ثابت في البحريععن مسععجل باسععمه ‪ -‬فععانه لععذلك‪ ،‬سيصععبح‬
‫‪5‬‬
‫عسيرا ً جدا ً على السلطة المعنية بمنح الجنسية‪ ،‬أن تمنح الجنسية البحرينية‪ ،‬وفقا ً لحكام المععادة ‪6‬‬
‫)‪ ،(1‬لعداد كبيرة تقدر بعشرات اللف من الجانب الذين تقدموا بطلبات الجنسية خلل السععنوات‬
‫الست الماضية‪ ،‬المر الذي يدعو للفتراض ان عمليات التجنيس واسعععة النتشععار الععتي تمععت خلل‬
‫السنوات الست الماضية‪ ،‬كانت في حقيقتها عمليات تجنيس سياسية تنضوي تحت حكععم المعادة ‪)6‬‬
‫‪ (2‬من قانون الجنسية البحرينية وذلك بالتجاوز للشروط القانونية القاسية التي تنص عليهععا الفقععرة‬
‫)‪ (1‬من هذه المادة‪ ،‬وبخاصة الفقرة الفرعية )ج( منها‪ ،‬فيمععا يتعلععق بشععرط معرفععة اللغععة العربيععة‬
‫معرفة كافية الذي لم يتوفر بطبيعة الحال في الغالبية العظمى من المجنسين السيويين‪ .‬أمععا فيمععا‬
‫يتعلق بشرط الفقرة الفرعية )د( من الفقرة )‪ (1‬من هذه المععادة والخععاص بضععرورة تملععك طععالب‬
‫الجنسية لعقار ثابت في البحرين‪ ،‬فانه شرط يستحيل تطبيقه على من تم تجنيسععهم مععن عشععرات‬
‫آلف الشخاص من الجانب خلل السنوات الست الماضية وذلك على أساس مععا تععوافر لععدينا مععن‬
‫الحصاءات غير الرسمية للمجنسين من الجانب التي سنشير اليها مباشرة في الفقرتيععن ‪10, 11‬‬
‫من هذا البحث‪ .‬ومن هنا يتبين لنا خطورة حكم المععادة ‪ (2)6‬مععن قععانون الجنسععية البحرينيععة علععى‬
‫تغيير التركيبة الديموغرافية لسكان البلد‪ ،‬المر الذي يععدعو إلععى إزالتهععا مععن قععانون الجنسععية ليتععم‬
‫الستقرار الجتماعي والقتصعادي والعديموغرافي لسعكان هعذا العوطن العزيعز معن الجعداد والبعاء‬
‫والحفاد المولودين على ترابه‪ ،‬أو المولودين من أصلبهم خارج ترابه‪.‬‬

‫المجنسون الجدد وحق النتخاب في المجلس النيابي الحالي‬


‫ويبدو لنا من البيانات الرسمية الصادرة من اللجنة العليا المشرفة علععى سععلمة النتخابععات‪ ،‬الععتي‬
‫عينت بتاريخ ‪ 14‬سبتمبر ‪ 2006,‬بموجب قرار وزير العدل رقم ) ‪ (32‬لسنة ‪ 2006,‬بان كل الجانب‬
‫المجنسيعن خعلل السنعوات السعت الماضيعة ‪ -‬والذيعن قدر عددهم غيععر الرسععمي بيععن ‪- 330,17‬‬
‫‪ 38,225‬مجنسا ً أجنبيا ً ‪ -‬لم يحرموا من مزاولة حق النتخاب لمجلس النععواب الجديععد الععذي اجععري‬
‫في يومي ‪ 25‬نوفمبر و ‪ 2‬ديسمبر ‪ 2006,‬والذي رافقته بعض التجاوزات المشكو منهععا والمعععترض‬
‫عليها من قبل الجمعيات السياسية المعارضة التي شاركت في هذه النتخابات‪ .‬وقععد مععارس هععؤلء‬
‫الجانب المجنسون حقوقهم النتخابية ابتداء من تاريخ اكتسابهم الجنسية الممنوحة لهم حديثا ً وقبل‬
‫مدة قصيرة من تاريخ غلق القوائم الرسمية بأسماء الشخاص المسجلين كناخبين معتمععدين وذلععك‬
‫بتاريخ ‪ 22‬سبتمبر ‪ 2006.‬ويبدو للمحلل السياسي أن هذا الجراء الحكومي يكشف توجه الحكومععة‬
‫نحو حملة التجنيععس السياسعي للجعانب معن السععيويين وبععض المععواطنين الععرب‪ ،‬وذلعك لغعرض‬
‫إشراكهم‪ ،‬بعد تجنيسهم مباشرة‪ ،‬كمقترعين فعي النتخابعات العتي أجريعت فعي يعومي ‪ 25‬نوفمعبر‪/‬‬
‫تشرين الثاني و ‪ 2‬ديسمبر‪ /‬كانون الول ‪ 2006,‬والتي أفرزت أصواتا ً اقترعت فععي مقععرات اللجععان‬
‫العامععة العشععرة ‪ -‬المعععترض عليهععا شعععبيا ً ‪ -‬لصععالح مرشععحين محععددين ل ينتمععون فععي توجهععاتهم‬
‫السياسية إلى الجمعيات السياسية الصلحية المعارضة التي شاركت لول مرة في هذه النتخابععات‬
‫الخيرة‪ .‬كما ل ينكعر ان ععددا ً كعبيرا ً معن النعاخبين العذين ينتمعون إلعى أفعراد وضعباط قعوة العدفاع‬
‫والشرطة والحرس الوطني‪ ،‬ساهموا أيضا ً في القتراع في صناديق مقرات اللجان العامععة بالععذات‪،‬‬
‫لصالح فئة محددة من المترشحين الذين ل ينتمون إلى أي من الجمعيات السياسية المعارضة‪ .‬وقععد‬
‫اشتكى مرشحو جمعيععة العمععل الععوطني الععديمقراطي )وعععد( بالععذات مععن تععأثير أصععوات النععاخبين‬
‫العسكريين وغيرهم‪ ،‬المقترعة في صناديق مقرات اللجان العامععة‪ ،‬علععى نتععائج النتخابععات الخيععرة‬
‫التي لم تصب في صالحهم على الطلق )‪.(1‬‬

‫‪ 38‬ألف ناخب أجنعبي إضعافي في النتخابات الخيرة‬


‫‪34‬‬
‫‪5‬‬
‫‪34‬‬
‫انعكست الثار السيئة لهذا التجنيس ‪ -‬سياسيا ً كععان أو قانونيعا ً ‪ -‬علععى الزيععادة الععتي طععرأت علععى‬
‫‪6‬‬
‫الكتلة النتخابية الوطنيعة لسعنة ‪ 2006‬والعتي قعدرت بعع ‪ 225,38‬ناخبعا ً أجنبيعا ً إضعافيا ً وذلعك علعى‬
‫ِ‬
‫أساس زيادة عدد الناخبين من المواطنين ‪ -‬إضافة إلى عععدد المجنسععين مععن الجععانب ‪ -‬الععذين بلععغ‬
‫مجموعهم قبل انتخابات سععنة ‪ 2006,‬نحععو ‪ 686,295‬ناخبعًا‪ ،‬بينمععا قععدرت الزيععادة الطبيعيععة لعععدد‬
‫الناخبين من المواطنين لسنة ‪ 2006,‬بدون المجنسين الجانب‪ِ ،‬بع ‪ 461,257‬ناخبا فقط‪ .‬وعلى هذا‬
‫الساس‪ ،‬يمكن التكهن بوجود كتلة من المجنسين من الجانب والعرب ‪ -‬الععذين تععم تجنيسععهم خلل‬
‫فترة الست سنوات الماضية ‪ -‬تقدر ِبع ‪ 225,38‬شخصا ً مجنسًا)‪.(1‬‬

‫ومن الواضح انه رغم ان هذه الزيادة الكبيرة في أعداد المجنسععين الجععانب تخععص طائفععة معينععة‬
‫من السكان على حساب الطائفة الخرى‪ ،‬إل ّ أن هذا التجنيس السياسي غير المحدود وغير المعلععن‬
‫للناس رسميا ً بالشفافية والحيادية التي يتطلبها نظام الحكم الديمقراطي الصحيح‪ ،‬قد خلق الفرقععة‬
‫بين المواطنين‪ ،‬كما أضر أيضا ً بمصالح الطائفتين الكريمتين من السكان ‪ -‬علععى حعدٍ سععواء ‪ -‬نتيجععة‬
‫للتأثير السلبي لهذا التجنيس السياسععي‪ ،‬المفتععوح للجععانب‪ ،‬علععى الخععدمات الحكوميععة للمععواطنين‬
‫بصفة أصلية‪ ،‬وكذلك نتيجة لما أفرزته النتخابات الخيرة الععتي أجريععت لسععنة ‪ 2006‬مععن نتععائج تععم‬
‫رفضها علنا ً من قبععل الجمعيععات السياسععية المعارضععة ومناصععريها مععن عامععة الجمهععور‪ .‬وقععد بينععت‬
‫الجرائد اليومية التي قرأناها خلل فترة النتخابات النيابية الخيرة‪ ،‬التأثير السععيئ الععذي تركتععه هععذه‬
‫الكتلة النتخابية الطارئة من المجنسين الجانب على مرشحي جمعية العمل الععوطني الععديمقراطي‬
‫)وعد( التي تنتمي إلى تحالف الجمعيععات السياسععية المعارضععة والععتي لععم ينجععح أي مععن مرشععحيها‬
‫الستة في هذه النتخابات الخيععرة وذلععك رغععم الجمععاهير الغفيععرة مععن المععواطنين المؤيععدين لهععذه‬
‫الجمعية والذين تزاحموا لحضور حملتها النتخابية الناجحة‪ .‬كما عكسععت الصععحف اليوميععة ونععدوات‬
‫الجمعيات السياسية المعارضععة‪ ،‬مخععاوف المععواطنين البحرينييععن مععن هععذا التععوجه الحكععومي‪ ،‬غيععر‬
‫المحدود وغير المعقول‪ ،‬نحو تجنيس الجانب ‪ -‬سواء كان تجنيسا ً سياسيا ً أو قانونيًا‪ -‬وآثععاره السععيئة‬
‫على النسيج الجتماعي والتركيبة الديمغرافية للسكان في البلد‪ ،‬المر الذي ل يرتضيه ول يقبععل بععه‬
‫المواطنون الصلحيون الغيارى على مصالح البلد من كل من الطائفتين الكريمتين‪.‬‬

‫فتح باب التجنيس على مصراعيه من دون ضوابط‪ ،‬ل تقره العراف الدولية‬
‫وبععالرغم مععن التكععذيب الحكععومي الخجععول لهععذه النبععاء‪ ،‬إل ّ ان هععذا التععوجه الخععاطئ مععن قبععل‬
‫المسؤولين في الحكومة نحو فتح باب التجنيس ‪ -‬سياسععيا ً كععان أو قانوني عا ً ‪ -‬علععى مصععراعيه بععدون‬
‫حدود وبل ضوابط‪ ،‬ل تقره العراف الدولية‪ ،‬ويتعارض مع مبععدأ الحكععم الععديمقراطي الرشععيد الععذي‬
‫أقرته هيئة المم المتحدة ضمن برامجها التنموية‪ .‬ذلك ان قوانين النتخاب في مختلف الدول تحععدد‬
‫عادة الدوائر النتخابية وقوائم الناخبين في كل دائرة انتخابية‪ ،‬مع تعيين اللجععان النتخابيععة الفرعيععة‬
‫لكل دائرة من هذه الدوائر النتخابية‪ .‬وهذا يعني أن عععدد اللجععان النتخابيععة الفرعيععة مرتبععط عععادة‬
‫بعدد الدوائر النتخابيععة المحععددة وفقعا ً لقععانون النتخععاب‪ .‬أمععا إنشععاء مقععرات لعشععر لجععان عامععة ‪-‬‬
‫بالضععافة إلععى اللجععان الفرعيععة المرتبطععة بععدوائرها النتخابيععة الربعيععن الععتي ينععص علععى تشععكيلها‬
‫المرسوم رقم )‪ (78‬لسنة ‪ 2006‬الخاص بتحديد الدوائر النتخابية ‪ -‬فان هذا الجععراء ُيعتععبر مخالفعا ً‬
‫للقععانون وللقواعععد الدسععتورية والعععراف الديمقراطيععة الععتي تقرهععا قععوانين النتخععاب فععي الععدول‬
‫الديمقراطية الخرى‪ .‬ذلك ان إنشاء مثل هذه اللجان العامة ل يقوم على سند صحيح مععن الدسععتور‬
‫أو القانون‪.‬‬

‫المادة ‪ (3)6‬من قانون الجنسية البحرينية بالنسبة لمباشرة الجنبي المتجنس للحقوق السياسية‬
‫‪34‬‬
‫‪6‬‬
‫‪34‬‬
‫وبالرجوع إلى الفقرة )‪ (3‬من المادة ‪ 6‬من قانون الجنسية‪ ،‬يتبين لنا مععن نععص هععذه الفقععرة بععان‬
‫‪7‬‬
‫الجنبي الذي اكتسعب الجنسعية البحرينيعة وفقعا ً لهعذه المعادة‪ ،‬ل يحعق لعه النتخعاب أو الترشعيح أو‬
‫التعيين في ‘’المجالس المحلية’’ قبععل انقضععاء عشععر سععنوات مععن تاريععخ اكتسععابه لهععذه الجنسععية‪.‬‬
‫ويشمل تعبير ‘’المجالس المحلية’’ النتخاب والترشيح لمجلس النواب‪ ،‬كما يشمل أيضا ً التعيين في‬
‫مجلس الشورى‪ ،‬إذ يحظر هذا النص علععى الجنععبي المتجنععس ممارسععة حععق النتخععاب أو الترشععيح‬
‫بالنسبة للمجلس الول أو حق التعيين بالنسبة للمجلس الثاني‪ ،‬ناهيك عن عدم أحقيته في ان يعين‬
‫وزيرا ً أو عضوا ً في مجلعععس الوزراء‪ ،‬وذلك خلل مدة العشععر سععنوات الولععى مععن تاريععخ اكتسععابه‬
‫الجنسية البحرينية عن طريق التجنس‪ .‬وغني عععن البيععان ان التفريععق بيععن المععواطن بصععفة أصععلية‬
‫والمواطن المتجنس في مباشرة الحقوق السياسية ‪ -‬ومنها حق النتخععاب والترشععيح ‪ -‬موجععود فععي‬
‫قععوانين الجنسععية للععدول الخععرى‪ ،‬ومنهععا الوليععات المتحععدة الميركيععة الععتي تحععرم علععى الشععخص‬
‫المتجنس مباشرة حق النتخاب لمدة محددة من تاريخ تجنسه بالجنسية الميركية‪ .‬كما تحععرم عليععه‬
‫بشكل مطلق الترشح في انتخابات رئاسة الجمهورية‪.‬‬

‫كما ان قوانين الجنسية للدول المتحضرة غالبا ً ما تفرق بين الحقوق السياسية للمععواطنين الععذين‬
‫يحملون الجنسية بالتأسعيس أو بصعفة أصعلية أو ععن طريعق الععولدة فععي إقليعم الدولعة‪ ،‬والحقععوق‬
‫السياسية للمواطنين الذين اكتسبوا الجنسية ععن طريعق التجنعس‪ ،‬وفقعا ً للشعروط القانونيعة العتي‬
‫تتضمنها قوانين الجنسية لهذه الدول‪ .‬ذلك انععه بالنسععبة لممارسععة الحقععوق السياسععية فيمععا يتعلععق‬
‫بالنتخاب والترشيح للمجالس التمثيلية والتشريعية أو التعيين في بعععض هععذه المجععالس الحكوميعة‪،‬‬
‫تشترط قوانين الجنسية لهذه الدول‪ ،‬بما في ذلك قوانين الجنسية للدول العربية‪ ،‬تحديد مدة زمنيععة‬
‫ل يتمتع خللها المواطن الذي اكتسب الجنسية عن طريق التجنس بهذه الحقععوق وذلععك للتأكععد مععن‬
‫ولئه لوطنه الجديد الذي اكتسب جنسيته عن طريق القامععة المسععتمرة فيععه للمععدة المقععررة فععي‬
‫قانون الجنسية لهذا الوطن‪ ،‬ومععدى ارتبععاطه بععه حقيقععة‪ ،‬ناهيععك عععن حساسععية وخطععورة ممارسععة‬
‫المواطن المتجنس لهذه الحقوق السياسية مباشرة بعد اكتسابه الجنسية ودون تحديد مدة محععددة‬
‫لختباره قبل ممارسته لهذه الحقوق‪ .‬وبالرجوع إلى قععوانين الجنسععية لبعععض الععدول العربيععة‪ ،‬علععى‬
‫سبيل المثال‪ ،‬نجد ان كل من المادة الولى من قانون الجنسية اللبنانية لسععنة ‪ 1939,‬والمععادة ‪)14‬‬
‫‪ (1‬من قانون الجنسععية الردنيععة رقععم )‪ (6‬لسععنة ‪ 1954,‬والمععادة ‪ 6‬مععن قععانون الجنسععية الكويتيععة‬
‫لسععنة ‪ 1959,‬والمععادة ‪ 9‬مععن قععانون الجنسععية المصععرية رقععم )‪ (26‬لسععنة ‪ 1975,‬تمنععع الجنععبي‬
‫المتجنس بجنسية أي مععن هعذه الععدول معن مباشععرته لحقععوقه السياسععية فععي النتخععاب للمجععالس‬
‫التشريعية أو التعيين فيها أو فععي الوظععائف العامعة قبععل معرور عشعر سععنوات مععن تاريععخ اكتسععاب‬
‫الجنسية وفقا ً لي من هذه القوانين‪ ،‬فيما عدا قانون الجنسععية المصععرية الععذي ُينقععص مععدة العشععر‬
‫سنوات المطلوبة لمباشرة الجنبي المتجنس لحقوقه السياسية‪ ،‬إلى خمس سنوات فقط‪.‬‬

‫أما المادة ‪ 13‬من قانون الجنسية لدولة المارات العربية المتحدة رقم )‪ (17‬لسععنة ‪ 1972,‬فإنهععا‬
‫تحظر على الجنبي الذي اكتسب الجنسية الماراتية بالتجنس‪’‘ ،‬حق الترشيح أو النتخاب أو التعيين‬
‫في أي هيئة من الهيئات النيابية أو الشعبية أو في المناصب الوزارية’’‪ .‬ولكععن هععذه المععادة تسععتثني‬
‫المواطنين من أصل عماني أو قطري أو بحريني الذين اكتسبوا الجنسععية الماراتيععة بحيععث تمنحهععم‬
‫مباشرة هذا الحق بعد مرور سبع سنوات فقط على تجنسهم بالجنسية الماراتية‪.‬‬

‫)‪ .(1‬جريدة الوسط ‪ -‬العدد ‪ 1507‬بتاريخ ‪ 22/10/2006‬حيععث يتضععمن عرض عا ً للجععداول الخاصععة‬
‫بالرقام الرسمية ‪ -‬أو غير الرسمية ‪ -‬على الموقع والععتي تععبين القفععزة الكععبيرة فععي عععدد النععاخبين‬
‫‪34‬‬
‫‪7‬‬
‫‪34‬‬
‫المجنسين‪ .‬كذلك جريدة الوقت بتاريخ ‪ 2006,/24/4‬وبتاريععخ ‪ 2006,/15/5‬وبتاريععخ ‪2006,/16/5‬‬
‫‪8‬‬ ‫وجريدة الوسط )الملحق( بتاريخ ‪ 2006,/7/9‬وبتاريخ ‪8/9/2006‬‬
‫صحيفة الوقت ‪ -‬العدد ‪ - 653‬الربعاء ‪ 25‬ذي القعدة ‪ 1428‬هع ‪ 5 -‬ديسمبر ‪2007‬‬

‫‪34‬‬
‫‪8‬‬
‫‪34‬‬
‫‪9‬‬ ‫رؤية تحليلية وتعديلت مقترحة على قانون الجنسية البحرينية لعسنة‬
‫‪1963‬‬

‫ازدواج جنسية المواطن »ممنوع« بينما للمجنسين حديثا ً حق‬


‫الحتفاظ بجنسياتهم الصلية ‪4-4‬‬

‫الدكتور حسين البحارنة‪:‬‬


‫قدر الخبير القانوني حسين البحارنة عدد المجنسين في السنوات الست الخيرة والععذين شععاركوا‬
‫في انتخابات العام ‪ 2006‬بحوالي ‪ 38‬ألف مجنس‪ ،‬معتبرا أن ‘’حالت التجنيس السياسي للجععانب‬
‫من السيويين‪ ،‬لم ُيراعَ فيها تطبيق شرط المعرفة باللغة العربية معرفة كافية’’‪.‬‬

‫وأوضح البحارنة في دراسة قانونية‪ ،‬تنشرها ‘’الوقت’’ علععى حلقععات أن ‘’الجنععبي الععذي اكتسععب‬
‫الجنسية البحرينية وفق الفقرة )‪ (3‬من المادة ‪ 6,‬ل يحعق لعه النتخعاب أو الترشعيح أو التعييعن فعي‬
‫‘’المجالس المحلية’’ قبل انقضاء ‪ 10‬سنوات من تاريخ منحه الجنسية’’‪.‬‬

‫غير أن هؤلء الجانب المجنسععين‪ ،‬وفععق البحارنععة‪ ،‬مارسععوا حقععوقهم النتخابيععة ابتععداء مععن تاريععخ‬
‫اكتسابهم الجنسية الممنوحة لهم حديثا ً وقبل مدة قصيرة من تاريخ غلق القععوائم الرسععمية بأسععماء‬
‫الشخاص المسجلين كناخبين معتمدين‪ .‬وفي الحلقة الرابعة والخيرة مععن دراسععته القانونيععة حععول‬
‫قانون الجنسية البحرينية الصادر ععام ‪ 1963,‬يواصعل البحارنعة دراسعته‪ ،‬وطرحعه لرؤيتعه القانونيعة‬
‫وتعديلته المقترحة‪.‬‬
‫؟ الدكتور حسين البحارنة‬

‫غني عن البيان‪ ،‬ان المرسوم بقانون رقم )‪ (14‬لسنة ‪ 2002‬بشععأن مباشععرة الحقععوق السياسععية‬
‫)وهو في حقيقته قانون النتخاب لمجلس النواب( ل يوجد فيه أي ذكر لمكانية إنشاء عشر مقععرات‬
‫للجان عامة )او مراكز عامة(‪ ،‬بالضافة إلى إنشاء اللجان الفرعية المقررة لعملية القععتراع والفععرز‬
‫في الدوائر النتخابية الربعين التي ينص عليهععا القععانون‪ .‬كمععا انععه لععم يععرد‪ ،‬ل فععي قععانون النتخععاب‬
‫المذكور لسنة ‪ 2002,‬ول في المرسوم بقانون رقععم )‪ (15‬لسععنة ‪ 2002‬بشععأن مجلسععي الشععورى‬
‫والنواب الخاص بالترشيح لمجلس النواب‪ ،‬أي حكم يعدل أو يلغي نص الفقرة )‪ (3‬من المادة ‪ 6‬من‬
‫قانون الجنسية البحرينية لسنة ‪ 1963,‬فيما يتعلق بالحظر على الجنبي المتجنس من ممارسة حق‬
‫النتخاب أو الترشيح للمجالس التمثيليععة )كمجلععس النععواب( قبععل مععرور عشععر سععنوات مععن تاريععخ‬
‫اكتسابه الجنسية البحرينية‪ ،‬المر الذي يبين منه ان نص الفقرة )‪ (3‬من المادة ‪ 6‬من هععذا القععانون‬
‫ل يزال ساري المفعول‪ ،‬وأن الحكومة ملزمة بإعمال وتطبيق هذا النععص علععى الجععانب المجنسععين‬
‫حديثًا‪ ،‬وبالذات أولئك المجنسين لغرض سياسي بحت كان قد اثار مخاوف جمهععور الشعععب فععي ان‬
‫يؤدي ذلك إلى تغيير التركيبة الديمغرافية لسكان البلد والتأثير على الكتلععة النتخابيععة الوطنيععة عنععد‬
‫ممارستها لحقها النتخابي‪ ،‬وفقا ً للدستور والقانون‪.‬‬

‫وتنععص المععادة الثانيععة مععن المرسععوم بقععانون رقععم )‪ (14‬لسععنة ‪ 2002‬بشععأن مباشععرة الحقععوق‬
‫السياسية )قانون النتخاب( على الشروط الواجب توافرها في المواطن لممارسته حععق النتخععاب‪،‬‬
‫بينمععا تنععص المععادة ‪ 11‬مععن المرسععوم بقععانون رقععم )‪ (15‬لسععنة ‪ 2002‬بشععأن مجلسععي الشععورى‬
‫‪34‬‬
‫‪9‬‬
‫‪35‬‬
‫والنواب‪ ،‬على الشروط الواجب توافرها في المواطن الذي يرشح نفسه لعضععوية مجلععس النععواب‪.‬‬
‫‪0‬‬
‫وهذه الشروط في القانونين السالف بيانهما‪ ،‬تتكلم عن المواطن عموما ً دون تفريق بين المععواطن‬
‫بصفة اصلية والمواطن المتجنس‪ .‬ولغععرض المقارنععة القانونيععة‪ ،‬فإننععا بععالرجوع إلععى المععادة ‪ 4‬مععن‬
‫المرسوم بقانون رقم )‪ (10‬لسنة ‪ 1973‬بشأن النتخاب للمجلس الوطني القديم‪ ،‬نجععد ان الفقععرة‬
‫)ب( من هذه المادة تنص صراحة على ان ‘’للمتجنس حق النتخاب اذا مضععت علععى تجنسععه عشععر‬
‫سنوات على القل بعد العمل بقانون الجنسية البحرينية لسنة ‪ 1963’’.‬كما تنععص الفقععرة )ج( مععن‬
‫هذه المادة صراحة على ان ‘’يوقف استعمال حق النتخاب بالنسبة لفراد قوة الدفاع والشرطة’’‪.‬‬

‫إل ّ أن المععادة الثانيععة مععن المرسععوم بقععانون رقععم )‪ (14‬لسععنة ‪ 2006‬بشععأن مباشععرة الحقععوق‬
‫السياسية‪ ،‬لم توقف استعمال حق النتخاب للفععراد المنتسععبين لقععوة الععدفاع والشععرطة والحععرس‬
‫الوطني الذين لم يشتركوا في النتخابات الخيرة ععن طريعق دوائرهعم النتخابيععة العتي توجععد فيهععا‬
‫مقرات إقامتهم المبينة في بطاقععاتهم السععكانية وفق عا ً للقععانون‪ .‬ولكنهععم أدلععوا بأصععواتهم‪ ،‬زرافععات‬
‫ووحدانا ً وبشكل نظامي‪ ،‬في الصناديق المخصصة لهععم فععي مقععرات اللجععان العامععة بالععذات وذلععك‬
‫لصالح مرشحين محددين لهم سلفًا‪ ،‬كما يدعي مرشحو جمعية العمل الوطني الععديمقراطي )وعععد(‬
‫الذين لم ينجحوا في النتخابات الخيرة نظرا ً لتبنيهم برنامجا ً إصلحيا ً يتعارض مععع سياسععة ومصععالح‬
‫الحكومة التي أولت مقرات هذه اللجان العامة اهتماما ً خاصا ً بالنسععبة لفئات محععددة مععن النععاخبين‬
‫من الجانب المجنسين حديثا ً ومن غيرهم الذين اعتمدت أصواتهم فععي الصععناديق النتخابيععة التابعععة‬
‫لمقرات هذه اللجان العامة‪ ،‬المر الذي نتج عنه ترجيح كفة فئة محددة من المترشحين السععلميين‬
‫المحافظين على منافسيهم من مرشحي جمعية ‘’وعد’’ الععذين ظهععر مععن تصععريحاتهم ‪ -‬أثنععاء تلععك‬
‫النتخابات ‪ -‬أنهم اعتمدوا أساسا ً على الصوات المقترعة في دوائرهم النتخابية‪ ،‬كما أسلفنا‪.‬‬

‫ويتبين لنا من هذا الستعراض لحكام القوانين السالف بيانها‪ ،‬ان حكم الفقععرة )‪ (3‬مععن المععادة ‪6‬‬
‫من قانون الجنسية البحرينية الذي يحظر على الجنبي المتجنس ممارسة حق النتخاب أو الترشععيح‬
‫للمجالس التمثيلية )كمجلس النواب( لمدة عشر سنوات من تاريخ تجنسه‪ ،‬ل يزال ساري المفعول‪،‬‬
‫ولم ُيلغ بنص دستوري أو قانوني‪ .‬وعليه‪ ،‬ل يوجد‪ ،‬فععي نظرنععا‪ ،‬أي سععبب أو مععبرر قععانوني للسععماح‬
‫للجانب الذين تجنسععوا بالجنسععية البحرينيععة ‪ -‬سععواء كعان اكتسععابهم للجنسععية قانونيعا ً أو سياسععيا ً ‪-‬‬
‫بممارسة حق النتخاب قبل مرور عشر سنوات من تاريخ تجنسهم‪ ،‬سواء بالنسبة لمجلععس النععواب‬
‫السابق أو بالنسبة لمجلس النواب الحالي على حدٍ سواء‪ .‬ويبدو لنا مما سبق بيانه بأن نععص المععادة‬
‫‪ 6‬من قانون الجنسية لم ُيلغَ أو ُيعدل صراحة سواء في المرسعوم بقعانون رقعم )‪ (14‬لسعنة ‪2002‬‬
‫بشأن مباشرة الحقوق السياسية أو في قانون لحق معدل لقانون الجنسية البحرينية الحالي أو في‬
‫أي قانون آخر‪.‬‬

‫حالت إسقاط الجنسية البحرينية‬


‫إذا رجعنا إلى النص الدستوري الخاص بالجنسية البحرينية‪ ،‬فان المععادة ‪)17‬أ( مععن دسععتور سععنة ‪,‬‬
‫‪ 1973‬تنص على ان الجنسية يحددها القانون‪ ،‬ول يجوز إسقاطها ممن يتمتععع بهععا بصععفة أصععلية إل ّ‬
‫في حالتي الخيانة العظمى وازدواج الجنسية‪ ،‬وذلك بالشروط الععتي يحععددها القععانون’’‪ .‬أمععا المععادة‬
‫‪)17‬أ( من دستور سنة ‪ 2002‬فإنها تنص علععى أن ‘’الجنسععية يحععددها القععانون‪ ،‬ول يجععوز إسععقاطها‬
‫عمن يتمتع بها إل ّ في حالة الخيانة العظمى‪ ،‬والحوال الخرى التي يحددها القانون’’‪.‬‬

‫ويتضح من هذين النصين الدستوريين بان المادة ‪)17‬أ( من دستور سنة ‪ 1973‬تولي اهتماما ً أكععبر‬
‫‪35‬‬
‫‪0‬‬
‫‪35‬‬
‫للمواطن الذي يتمتع بالجنسية بصفة أصلية‪ ،‬إذ أوردت حالتين‪ ،‬على سبيل الحصر‪ ،‬كسبب لسععقاط‬
‫‪1‬‬
‫الجنسية عن هذا المواطن‪ ،‬وهما الخيانة العظمى وازدواج الجنسية التي تعني حالة اختيار المواطن‬
‫بصفة أصلية‪ ،‬جنسية دولة أخرى‪ .‬ذلك لن هذا النص الدستوري ل يسمح بازدواج الجنسععية بالنسععبة‬
‫للبحريني‪ .‬كذلك‪ ،‬فان الفقرة )‪ (1‬من المادة ‪ 9‬من قععانون الجنسععية البحرينيععة لسععنة ‪ 1963,‬تنععص‬
‫على ان البحريني يفقد جنسيته البحرينيععة ‘’إذا تجنععس مختععارا ً بجنسععية أجنبيععة وصععدر أمععر عظمععة‬
‫الحاكم بسحب جنسيته البحرينية’’‪ .‬كما تورد المادة ‪ 10‬من هذا القانون‪ ،‬إمكانيععة إسعقاط الجنسععية‬
‫من البحريني بأمر عظمة الحاكم في الحععالت التاليععة وهععي‪) :‬أ( دخععوله الخدمععة العسععكرية لحععدى‬
‫الدول الجنبية )ب( مساعدته أو انخراطه فععي خدمععة دولععة معاديععة )ج( تسععببه فععي الضععرار بععأمن‬
‫الدولة‪ .‬وهذه الحالت تدخل ضمن تعبير ‘’الخيانة العظمى’’ التي تنص عليها المادة ‪)17‬أ( مععن كععل‬
‫من دستوري سنة ‪ 1973‬وسنة ‪2002.‬‬
‫ولكن يتبين لنا عموما ً من نص المادة ‪)17‬أ( المعدل من دستور سنة ‪ 2002,‬أنها قللت من أهميععة‬
‫التشدد في إسقاط الجنسية عن المععواطن الععذي يتمتععع بهععا بصععفة أصععلية حيععن سععاوت بينععه وبيععن‬
‫الجنبي المتجنس بالجنسية البحرينية فيما يتعلق بإسقاط الجنسية وذلك بنصععها العععام علععى إمكععان‬
‫إسقاط الجنسية ععن كعل معن المععواطن بصعفة أصعلية‪ ،‬والمعواطن المتجنععس ‘’فععي حالعة الخيانعة‬
‫العظمى‪ ،‬والحوال الخرى التي يحددها القانون’’‪ .‬وتبين الفقرات )أ(‪) ،‬ب(‪) ،‬ج( من المادة ‪ 10‬من‬
‫قانون الجنسية البحرينية لسنة ‪ 1963,‬حالت إسقاط الجنسية البحرينية من كل من يتمتع بها سواء‬
‫كان مواطنا ً بصفة أصلية‪ ،‬أو مواطنعا ً بععالتجنس‪ .‬وهععذه الحععالت تحديععدًا‪ ،‬هععي حالعة دخععوله الخدمععة‬
‫العسكرية لحدى الدول الجنبية وحالة مساعدته أو انخراطه في خدمة دولععة معاديععة وحالععة تسععببه‬
‫في الضرار بأمن الدولة‪ .‬كما ان المادة ‪ 8‬من هذا القانون تبين ان سععحب الجنسععية البحرينيععة مععن‬
‫الشخص المتجنس يتم في حالتين هما‪’‘ (1) :‬إذا حصععل عليهععا بطريععق الغععش أو بنععاء علععى أقععوال‬
‫كاذبة أو إخفاء معلومات جوهرية’’ )‪’‘ (2‬إذا أدين في البحرين خلل ‪ 10‬سنوات من تجنسه بجريمة‬
‫تمس شرفه أو أمانته’’ وذلك وفقا ً للتعديل الذي ادخل على هذه الفقرة بموجب المرسععوم بقععانون‬
‫رقم )‪ (10‬لسنة ‪ 1981,‬والمشار إليه سابقًا‪ .‬وتجدر الشارة إلى ان كل ً من الفقرة )‪ (1‬من المععادة‬
‫‪ 9‬من قانون الجنسية لسنة ‪ 1963‬والفقرة )أ( من المادة ‪ 17‬من دستور سنة ‪ 1973‬تنص على ان‬
‫المواطن بصفة أصلية‪ ،‬يفقد جنسيته البحرينية إذا تجنس مختارا ً بجنسععية دولععة أجنبيععة‪ ،‬بينمععا تقععوم‬
‫الحكومة حاليا ً بمنح الجنسية البحرينيعة ‪ -‬عععن طريععق سياسععة التجنيععس السياسععي ‪ -‬إلععى الجععانب‬
‫السيويين وغيرهم من العرب‪ ،‬بالرغم من استمرار تمتعهم بجنسياتهم الصلية‪ ،‬ودون الطلب منهععم‬
‫بالتخلي عن جنسياتهم الصلية في هذه الحالة‪ .‬ونظرا ً لعدم وجود التزام ‪ -‬وفق عا ً للقععانون الععدولي ‪-‬‬
‫بمنح الجانب المقيمين فععي البحريععن ‪ -‬مهمععا بلغععت مععدة إقععامتهم فيهععا‪ -‬الجنسععية البحرينيععة‪ ،‬كمععا‬
‫أوضحنا سابقًا‪ ،‬لذلك‪ ،‬يمكن القول ان مثل هععذه السياسععة الزدواجيععة للحكومععة تععؤدي إلععى تحريععم‬
‫ازدواج الجنسية بالنسبة للمععواطن بصععفة أصععلية الععذي ُتسععحب منععه جنسععيته البحرينيععة إذا تجنععس‬
‫مختارا ً بجنسية دولة أجنبية‪ ،‬وذلك وفقا ً للمادة ‪ (1)9‬من قانون الجنسية لسنة ‪ 1963,‬بينمععا تسععمح‬
‫هععذه السياسععة‪ ،‬فععي نفععس الععوقت‪ ،‬بععازدواج الجنسععية بالنسععبة للسععيويين الجععانب وغيرهععم مععن‬
‫المجنسين حديثا ً والذين ل يطلععب منهععم التخلععي عععن جنسععياتهم الصععلية لقععاء تجنسععهم بالجنسععية‬
‫البحرينية‪.‬‬

‫وربما لو طلب منهم التخلي عن جنسياتهم الصلية مقابل الحصول على الجنسية البحرينية‪ ،‬لخععف‬
‫حماسهم في الحصول على الجنسية البحرينية‪ ،‬ولخفت تبعا ً لذلك سياسة التجنيس السياسي نتيجععة‬
‫لرفضهم ‪ -‬أو لرفض الغالبية منهم ‪ -‬التخلي عن جنسياتهم الصلية‪.‬‬
‫القتراحات بشأن التعديلت المطلوبة على قانون الجنسية البحرينية لسنة ‪ 1963‬وتعديلته‬
‫‪35‬‬
‫‪1‬‬
‫‪35‬‬
‫‪ -1‬تعدل المادة ‪ (1) 6‬من هذا القانون كالتي‪:‬‬
‫‪2‬‬
‫يجوز لوزير الداخلية‪ ،‬بعععد موافقععة مجلععس الععوزراء‪ ،‬منععح الجنسععية البحرينيععة لكععل أجنععبي كامععل‬
‫الهلية‪ ،‬إذا طلبها‪ ،‬وتوفرت فيه الشروط التالية‪:‬‬
‫)أ( ان يكون قد جعل بطريق مشعروع إقعامته العاديعة فعي البحريعن معدة خمععس وعشعرين سعنة‬
‫متتالية على القل‪ ،‬أو خمس عشرة سنة متتالية على القل ان كان عربيا‪ ،‬على ان يبدأ سريان هذه‬
‫المدة من تاريخ العمل بقانون الجنسية البحرينية لسنة ‪1963.‬‬
‫)ب( ان يكون له سبب مشروع في الرزق وان يكون حسن الخلق والسععيرة غيععر محكععوم عليععه‬
‫لجريمة مخلة بالشرف أو المانة‪.‬‬

‫)ج( ان يعرف اللغة العربية معرفة كافية‪.‬‬


‫)د( التنازل عن جنسيته الجنبية خلل سنة من تاريخ اكتسابه الجنسية البحرينيععة‪ ،‬وُيعفععى مواطنععو‬
‫دول مجلس التعاون الخليجي من هذا الشرط‪.‬‬
‫‪ -2‬تعدل المادة ‪ (2)6‬من القانون كالتي‪:‬‬
‫يجوز لوزير الداخلية‪ ،‬بعد موافقة مجلس الوزراء‪ ،‬ان يمنح الجنسية البحرينية لمععن يتقععدم بطلبهععا‬
‫من الجانب بدون توفر شرط القامة في البحرين المبين في الفقرة الفرعية )أ( مععن المععادة ‪(1)6‬‬
‫وذلك في حالة كون صاحب الطلععب يحمععل مععؤهلت أكاديميععة وتخصصععات علميععة أو فنيععة متميععزة‬
‫تستفيد منها البحرين‪ ،‬على ان يسبق تاريخ منحه الجنسية إقامته فععي البحريععن لمععدة سععنتين علععى‬
‫القل للتأكد من نوعية الخدمات العلمية أو الفنية التي يمكن ان يقدمها لشعب البحرين‪.‬‬

‫‪ -3‬يصدر مجلس الوزراء‪ ،‬بعد أخذ موافقة السععلطة التشععريعية‪ ،‬قععرارا ً بتحديععد العععدد الععذي يجععوز‬
‫منحه الجنسية كل سنة بالتطبيق لحكام المادة ‪ 6‬من هذا القانون‪.‬‬
‫‪ -4‬ل تمنح الجنسية البحرينيععة للجنععبي وفقعا ً لحكععام المععادة ‪ 6‬مععن القعانون إل ّ بمرسععوم‪ ،‬كمععا ل‬
‫تسحب هذه الجنسية من الجنبي المتجنس بها إل ّ بمرسوم‪ ،‬على أن تنشعر مراسعيم منععح الجنسعية‬
‫للجانب ومراسيم سحب الجنسية عنهم في الجريدة الرسمية‪.‬‬
‫‪ -5‬تشكل بمرسوم لجنة وطنية عليا لشؤون الجنسية‪ ،‬تختععص بععالنظر فععي طلبععات الجنسععية فععي‬
‫البلد وبإصععدار شععهادات الجنسععية البحرينيععة للمععواطنين الععذين يحملععون جععوازات سععفر بحرينيععة‬
‫وللمجنسين من الشخاص المولودين في البحرين وللمجنسين من الجانب الذين اكتسبوا الجنسععية‬
‫البحرينية وفقا ً لهذا القانون وذلك بالتنسيق مع وزارة الداخليععة‪ .‬ويحععدد هععذا المرسععوم اختصاصععات‬
‫هذه اللجنة الوطنية العليا للجنسية والشروط والمؤهلت والخبرة التي يجب ان يتمتع بها أعضاؤها‪.‬‬

‫كما يصدر قرار من مجلعس العوزراء بتشعكيل خمعس لجعان تحقيعق لشعؤون الجنسعية البحرينيعة‪،‬‬
‫ويكون اختصاص كل لجنة من هذه اللجان مرتبطا ً بحدود محافظة معينة مععن المحافظععات الخمععس‬
‫في البلد‪ .‬وتكون هذه اللجان الخمس خاضعععة لشععراف اللجنععة الوطنيععة العليععا لشععؤون الجنسععية‪.‬‬
‫ويحدد قرار مجلس الوزراء اختصاصات هذه اللجان الخمس الفرعية والشروط والمؤهلت والخبرة‬
‫التي يجب ان يتمتع بها أعضاء هذه اللجان‪.‬‬
‫وتخضع اللجنة الوطنية العليا لشؤون الجنسية ولجان تحقيق الجنسية التابعععة لهععا لرقابععة مجلععس‬
‫النواب المطلقة‪.‬‬

‫‪ -6‬ل ينضوي تحت عضوية اللجنة الوطنية العليا لشؤون الجنسية وعضوية لجان التحقيععق لشععؤون‬
‫‪35‬‬
‫‪2‬‬
‫‪35‬‬
‫الجنسية الخمس‪ ،‬الموظفون العامون في الحكومة أو في مؤسساتها العامة‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -7‬ويحدد بقرار من مجلس الوزراء مدة كافية يتم خللها حصول كل مواطن بحريني على شععهادة‬ ‫ُ‬
‫أو بطاقة الجنسية التي تثبت جنسيته البحرينية‪ .‬ويعتبر حمل المواطن البحرينععي لشععهادة أو بطاقععة‬
‫الجنسية أساسا ً لثبات حقه في الحصول على جواز السفر البحريني وذلععك بعععد مععرور مععدة معينععة‬
‫يحددها مجلس الوزراء لحصول المواطنين من حاملي جوازات السفر البحرينيععة‪ ،‬علععى شععهادات أو‬
‫بطاقات الجنسية‪ .‬ويجوز مد ّ هذه المدة بقرارات من مجلس الوزراء حسب مقتضى الحال‪.‬‬
‫القتراحات بشأن التعديلت المطلوبة على المرسوم بقانون رقم )‪ (12‬لسنة ‪ 1989‬بشأن تعديل‬
‫قانون الجنسية البحرينية لسنة ‪1963‬‬
‫تعدل المادة ‪ 5‬من هذا القانون كالتي‪:‬‬
‫يعتبر الشخص بحرينيًا‪:‬‬

‫)‪ (1‬إذا ولد في البحرين لبوين مجهولين ويعتبر اللقيط مولودا ً فيها ما لم يثبت العكس‪.‬‬
‫)‪ (2‬إذا ولد في البحرين من أم بحرينية بصععفة أصععلية‪ ،‬متزوجععة مععن شععخص أجنععبي لععم يكتسععب‬
‫الجنسية البحرينية وفقا ً للقانون‪ ،‬على أن ل يكون قد اكتسب جنسععية والععده وذلععك وفق عا ً للشععروط‬
‫التالية‪:‬‬
‫)أ( أن يكون قد بلغ سن الرشد )‪ 18‬سنة( الذي يبدأ احتسابه منذ تاريععخ ولدتععه‪ ،‬علععى ان ل يخععل‬
‫صره معاملععة أقرانععه مععن أبنععاء المععواطنين البحرينييععن‬‫ذلك بحقه الكامل في ان يعامل خلل مدة قِ َ‬
‫وذلك إلى حين بلوغه سن الرشد وحصوله على الجنسية البحرينية وفقا ً لهذا النص‪.‬‬
‫)ب( ان يكون محافظا ً على القامة في البحرين‪.‬‬
‫)ج( يعامل أولد الم البحرينية بصفة أصلية الحاليين ممن لم يكتسبوا بعد الجنسية البحرينية‪ ،‬قبل‬
‫صدور هذا القانون‪ ،‬على أساس هذه الحكام السالف بيانها وتسوى أوضاعهم بموجبها‪.‬‬

‫الخاتمة‬

‫هذه هي مجرد اقتراحات بشأن إدخال بعض التعديلت التي نراها ضععرورية علععى كععل مععن قععانون‬
‫الجنسية البحرينية لسنة ‪ 1963‬وقانون الجنسية البحرينية المعدل لسنة ‪ 1989.‬وقد رأينععا‪ ،‬تعميمععا ً‬
‫وتحقيقا ً للمصلحة العامة‪ ،‬عرض هذه التعديلت المقترحة التي ربما يرى أعضععاء كععل مععن مجلسععي‬
‫النواب والشورى النظر فيها ومناقشععتها وذلععك تمهيععدا ً للتوصععل إلععى إقععرار قععانون جديععد للجنسععية‬
‫البحرينية يتماشى مع روح العصر الحديث أو ‪ -‬في حالة عععدم التمكععن مععن ذلععك ‪ -‬إقععرار التعععديلت‬
‫الساسية المقترحة على قانون الجنسية الحالي وتعديلته‪ ،‬لتجعله أقرب إلععى روح العصععر الحععديث‬
‫وأكثر مراعاة والتزاما ً بالمحافظة على المصعلحة العامعة ومبعدأ المواطنعة الصعحيحة وحمايتهعا ضعد‬
‫كارثة التجنيس السياسي للجانب من قبل الحكومة بدون حدود وبععدون شععفافية وبععدون أيععة رقابععة‬
‫تشريعية تذكر وذلك في ظل أحكام قانون الجنسية البحرينية لسنة ‪ 1963‬وتعععديلته الععذي تعرضععنا‬
‫في هذا البحث لبعض الجوانب السلبية فيه التي ل تصب في المصلحة العامععة لهععذا الععوطن العزيععز‬
‫ووحدته الوطنية المنشودة‪.‬‬

‫ينشر بالتفاق مع الدكتور حسين البحارنة‬


‫صحيفة الوقت البحرينية | العدد ‪ - 657‬الحد ‪ 29‬ذي القعدة ‪ 1428‬هع ‪ 9 -‬ديسمبر ‪2007‬‬

‫‪35‬‬
‫‪3‬‬
35
4

35
4
‫‪35‬‬
‫التجنيس في البحرين السؤال ‪»:‬غلطٌة« هذا التجنيس‪ ،‬أم »خطة؟ «‪5‬‬
‫الكاتب ‪ :‬عادل مرزوق‬

‫خطة لعداد تكون بشري يستطيع حين يكتمل أن يحمي الدولة من جمعيات المعارضة التي ل بععد‬
‫أن يتم إنهاء تاريخية احتكارها لصوت الغلبيععة‪ ,‬أم غلطعة صععنعها خطععأ القععانون وفهمععه حععتى وصععل‬
‫سكان هذه الجزيرة الصغيرة من المواطنين والمقيمين إلى المليون نسمة فيما تشتكي الدولة شح‬
‫مواردها وندرة المال وارتفاع دينها العام؟‬

‫خطة لصناعة مجتمع جديد في البحرين‪ ،‬قوامه تعدد عرقي وثقععافي ل متجععانس أو منسععجم حععتى‬
‫تنتهي ويتم القضاء على وحدة المطالب السياسية للشارع والتي كانت سمة الحركة المطلبيععة فععي‬
‫التسعينيات وما قبلها؟ أم غلطة بدأت الدولة في جني ثمارها إذ تحول جميععع البحرينييععن بععالتجنيس‬
‫لعداء فعليين لبناء الوطن الصليين‪ .‬المجنسون بالقانون‪ ،‬والمجنسون سياسيا خارج إطار القععانون‬
‫على حد سواء‪.‬‬

‫خطة لصناعة توازن ديموغرافي جديد في البحريععن حععتى تنتهععي أسععطورة الغلبيععة الشععيعية كمععا‬
‫ذهبت نصوص التقرير المثير للجدل‪ ،‬أم غلطة لتيار ما داخل الدولة أراد من خلل التجنيس أن يصنع‬
‫في البحرين واقعا اجتماعيا وسياسيا جديدا بكلفة مليوني دينار فقط؟!‬

‫إن كانت خطة‪ ،‬وهكذا تعتقد ثلة ل بأس بها من أبناء هذا الوطن‪ ،‬فهي في أقل التقادير خطة غيععر‬
‫محكمة‪ ،‬وهكذا سيكون من السهل جدا‪ ،‬أن يتم تصوير هذا الملف بع »الغلطة«‪ .‬وسعواء أكعبر حجعم‬
‫هذه »الغلطة« أم صغر‪ ،‬فإن المخطئ في أغلب التقادير سيتحمل نتيجة أخطائه يوما ما‪.‬‬

‫وإن كانت غلطة‪ ،‬وهكذا تعتقد ثلة ل بأس بها من أبناء هذا الوطن أيضععا‪ ،‬فهععي فععي أقععل التقععادير‬
‫أيضا‪ ،‬غلطة كبيرة وغير محسععوبة العععواقب‪ ،‬فشععتى التجععارب النسععانية دول وتكونععات ومنظومععات‬
‫وطبقات لم تنتج على مدى التاريعخ هعي الخعرى أخطعاء للعدول بهعذا الحجعم‪ ،‬وهكعذا سعيكون معن‬
‫الصعب جدا‪ ،‬أن يتم تصوير هععذا الملععف بعع »الغلطععة« وحسععب‪ ،‬فالدولععة أي دولععة‪ ،‬ل تعمععد لتغييععر‬
‫شعوبها لتستورد شعبا آخر‪ .‬وسواء أكبر حجم هذه الغلطة أو صغر‪ ،‬فععإن المخطععئ أيضععا‪ ،‬سععيتحمل‬
‫نتيجة أخطائه يوما ما‪.‬‬

‫خلصة القول في تتبع هذا الملف السياسي الشائك فععي البحريععن‪ ،‬هععي أن ثمععة فععي الدولععة مععن‬
‫ما فعلت«‪ .‬ويغفل متعمدا حكمة قديمة تقول‪:‬‬ ‫يحاول النتصار لمقولة درويش حين قال‪» :‬ل تعتذر ع ّ‬
‫»السمك الميت فقط‪ ،‬من يمشي مع تيار النهر«‪.‬‬

‫لمن؟‬

‫‪ -‬يقول خبر صحافي في إحدى الصحف المحلية‪» :‬سكان مدينة زايد يطالبون بفرض حمايععة لهععم‬
‫تحميهم من الهجمات«‪ .‬والسؤال‪ :‬هل تتجه مدن البحرين وقراهععا لن تتشععكل علععى هيئة كانتونععات‬
‫»شيعية« تتركز في المحافظتين الشمالية والعاصمة و »سنية« في محافظتي المحععرق والجنوبيععة‪،‬‬
‫وأخرى لع »المجنسين« في سافرة ومدينة زايد وربما المدينة الشمالية‪ .‬هذا الوضع يشععبه إلععى ح عدٍ‬
‫‪35‬‬
‫‪5‬‬
‫‪35‬‬
‫ما ما كانت عليه حال سكان المستعمرات الولى في قارة أميركععا الشععمالية بالمقارنععة مععع سععكان‬
‫‪6‬‬
‫القارة الصليين )الهنود الحمر(! المجنسون أيضا‪ ،‬صرحوا ذات مرة‪ ،‬أنهم سيقفون »ضععد أي إجععراء‬
‫يستهدف سحب الجنسية عنهم« وهو ما يؤكد أن الضمانة الوهمية التي صنعتها الدولة فععي مخيلتهععا‬
‫عن المجنسين »الولء المطلق« هي ضععمانة غيععر حقيقيععة‪ ،‬وخصوصععا لععو تتبعنععا التاريععخ السياسععي‬
‫للمجتمعات التي أتى منها هؤلء المجنسون والتي هي في الغالب مجتمعات دائمععة الحععراك متقلبععة‬
‫المزجة سياسيا‪.‬‬

‫‪ -‬في المجلس النيابي ‪ 2006 - 2002‬تقدم أحد النواب بمشروع قانون يطلب فيه إلغاء مصطلح‬
‫»المجنسععين« مععن قععانون الجنسععية‪ ،‬وهععذا معا يؤكععد أن هععذه الجماعععات بععدأت تخععرج عععن الطععار‬
‫الجتماعي الول الذي كانت السلطة تسعععى لن يقععروا فيععه‪ ،‬وهععو إطععار الععولء المطلععق ومواجهععة‬
‫جماعات المعارضة‪ ،‬أما الطار الجديد الذي بات المجنسون يلعبون فيه هو أن يحصلوا على مساحة‬
‫إضافية تدخل في منطقة المشاركة في التشريع القانوني في الدولة‪ ،‬وتأتي المطالبة بإلغاء مسمى‬
‫المجنسين من القانون لتؤكد هعذا النزيععاح بقععوة‪ .‬ول يبقععى أمعام المعارضععة إل أن تتععدارس تفعيععل‬
‫المواثيق الدولية الخاصة بحماية الشعوب الصلية‪ ،‬والتي من الممكن أن تكون ردة الفعل المناسبة‬
‫لمثل هذه الدعوات‪.‬‬

‫‪ -‬العديد من المقالت والعمدة الصحافية والندوات السياسية تحعدثت ععن الجنسعيات العتي يتععم‬
‫التركيز عليها في التجنيععس‪ ،‬ولن كععان تجنيععس فئات مععن العراقييععن قععد تععم نفيععه مععن قبععل وزارة‬
‫الداخلية‪ ،‬فإن المجنسين من اليمن وسورية والردن والباكسععتان والهنععد هععم مععن يسععيطرون علععى‬
‫القسم الكبر من الحصة‪ .‬الذي يبدو مقلقا‪ ،‬هو ان هؤلء المجنسين من هذه الجنسيات ل يبدون في‬
‫مأمن من تداعيات هي في الحقيقة أكبر من البحرين‪ ،‬وخصوصا أن هذه الشعوب تحديدا تمتلك في‬
‫رصيدها الكثير من ملمح العنف والتمرد وتقلبات المزاج السياسي تحديدا‪ .‬وهو ما قد يحدد بطريقة‬
‫ما المخاطر والتحديات والمشكلت التي ستترتب مستقبل على هذه الغلطة إن لععم تكععن بالسععاس‬
‫خطة‪.‬‬

‫‪ -‬هل ثمة خطة في جذب عدد معين من الجنسيات دون أخرى‪ ،‬وفي حين تعمععد الجهععزة المنيععة‬
‫في إحدى الدول الخليجية الشقيقة إلى تحديد مستويات العمالة العربية بنسب توزيععع محععددة لكععل‬
‫دولة فتعمد في بعض فترات العام إلى منع العمالة معن بععض الجنسعيات معن العدخول حيعن تصعل‬
‫جاليتها إلى سقفها المسموح به‪ ،‬هل تمتلك خطة التجنيععس إن وصععفت بالسياسععة ملمععح تنظيميععة‬
‫حقيقية في صناعة موازنة فعلية بين أعداد المجنسين من كل دولة‪ ،‬فل تطغى جنسية على أخععرى؟‬
‫أم أن »الخطة« تحيط بها الخطاء من كل جانب‪...‬‬

‫لصالح من؟‬

‫‪ -‬لصالح الدولة‪ ،‬إذ تتخلص من أزمة من أزماتها التاريخية في التعامل مع معارضة تمتلععك النسععبة‬
‫الكبر في الشارع‪ ،‬فيكون المجنسون الدرع البشري لها‪ ،‬والعوض المباشععر أمععام جمهععور الشععارع‪،‬‬
‫هذا ما تؤكده نتائج النتخابات النيابية السابقة من وجهة نظر المعارضة التي ذهبععت إلععى ان الدولععة‬
‫استعانت بالمجنسين في حسم أكثر مععن دائرة كععادت نتائجهععا ان تنتهععي بسععيطرة المعارضععة علععى‬
‫أغلبية المجلس النيابي‪ .‬هذه المزاععم أيضععا‪ ،‬يعدعمها الحضعور العلمعي للمجنسععين فعي الصععحافة‬
‫وقنوات التلفزة داخل البحريعن وخارجهعا وفعي مؤسسعات المجتمعع المعدني السياسعية والحقوقيعة‬
‫‪35‬‬
‫‪6‬‬
‫‪35‬‬
‫)الغونغو( التي أثبت التقرير المثير للجدل علقاتها الوثيقة مع بعض أجهزة الدولة‪.‬‬
‫‪7‬‬
‫‪ -‬لصالح السنة‪ ،‬إذ تفرض الوحدة المذهبية في المجنسين »المذهب السني« تعادل مععع المععذهب‬
‫الشيعي الذي تزعم المعارضة الشيعية أنهم الغلبيععة فععي البحريععن‪ .‬وأمعام هععذه المعععادلت يشععكك‬
‫العديد من أبناء الطائفععة السععنية فععي فرصععهم فععي أن يكونععوا المسععتفيدين مععن عمليععة التجنيععس‪،‬‬
‫وخصوصا أن هؤلء المجنسين باتوا يزاحمون أبناء الطائفة السنية في مقاعدهم داخل بعض أجهععزة‬
‫الدولة وحتى في المجلس النيابي‪.‬‬

‫ضد من؟‬

‫‪ -‬الجابة التقليدية لي بحريني من الطائفة الشيعية هي أنه المستهدف من وراء هذه الخطععة‪ ،‬إل‬
‫أن أحد الكتاب في المنتديات اللكترونية يرفض أن يقفععز علععى معا يعتععبره »حقععائق للتاريععخ«‪ ،‬هععذا‬
‫الكاتب أطلق نتيجة تستحق التأمل‪ ،‬إذ يربط عملية التجنيس بالملف المني‪ ،‬فالشيعة ‪ -‬بحسب رأي‬
‫الكاتب ‪ -‬غير مؤهلين للدخول في الجهزة المنية لسباب سياسععية معروفعة‪ ،‬وعليععه فعإن اسعتقدام‬
‫رجال أمن من خارج البحرين يبدو طبيعيا‪ ،‬أما الذي ل يبدو طبيعيا في وجهععة نظععره‪ ،‬هععو أن تتحععول‬
‫هذه الطبقات التي من المفترض ان تقدم خدماتها ثم ترحل إلى ديارها‪ ،‬إلى طبقععات أصععيلة داخععل‬
‫المجتمع عبر تجنيسها‪ ،‬يقول ذلك الكاتب بصراحة »هؤلء ل يمثلون ثقل على المواقع الشععيعية فععي‬
‫الدولة‪ ،‬بل يمثلون ثقل علينا نحن أهل السنة والجماعة«‪ ،‬وهععو بالتحديععد مععن جعلععه يصععف عمليععات‬
‫التجنيس لرجال المن الجانب بع »الغلطة«‪.‬‬

‫‪ -‬تشير صفحات التقرير المثير للجدل‪ ،‬إلعى أن عمليعة التجنيعس ل بعد أن تتسعارع للوصعول إلعى‬
‫تعديل ديموغرافي يحقق الموازنة الطائفية المبتغاة في البحرين‪ .‬وعليععه‪ ،‬بععدأ المواطنععون الشععيعية‬
‫في اعتبار التجنيس مطلقا استهدافا للطائفة الشيعية وهو ما أدى في سععياقات مختلفععة إلععى تععذمر‬
‫شريحة كبيرة ممن نالوا الجنسية البحرينية قانونيا‪ ،‬وهو مععا أعععادته المعارضععة لخطععأ بععذرته الدولععة‬
‫بتشويهها للتجنيس‪ ،‬وهو ما اعتبرته العديد من الوساط الحكوميععة تمييععزا وعدائيععة مععن قبععل بعععض‬
‫الجماعات الشيعية التي تهول من ملف التجنيس وتعطيه أكثر من حجمه‪.‬‬

‫صحيفة الوسط | العدد ‪2008-01-22 | 1964 :‬م الموافق ‪ 17‬ذي القعدة ‪ 1430‬هع‬

‫‪35‬‬
‫‪7‬‬
‫‪35‬‬
‫يسكن مليون إنسان ‪8‬‬ ‫يقولها »الحكواتي«‪ :‬على جزيرة صغيرة‪ ...‬كان‬
‫البحرين بعد خط المليون‪ ...‬حفلة أم نكبة ؟‬

‫الكاتب ‪ :‬عادل مرزوق‬

‫تباينت على القل وتقاطعت على الكثر مجمل ردود الفعل إثر إعلن الجهاز المركزي للمعلومات‬
‫في البحرين أن »عدد السكان في المملكة بلغ مليون نسمة‪ ،‬نصفهم أجانب«‪ ،‬فما بيععن مععن اعتععبر‬
‫تجاوز خط المليون لحظة احتفالية تسععتحق نخبهععا‪ ،‬وبيععن مععن كععال التهامععات للكععثير مععن الجهععزة‬
‫ل‪ ،‬ومسععتوى‬ ‫الرسمية على مستويين‪ ،‬مستوى ما تسميه جمعيات المعارضة بالتجنيس السياسععي أو ً‬
‫انعدام التخطيط في أجهزة الدولة بما يتعلق باستقطاب العمالة الجنبية ثانيا ً‪.‬‬

‫الجهاز المركزي للمعلومات من خلل رده على سؤال نيابي تقدم به رئيععس كتلععة الوفععاق النععائب‬
‫الشيخ علي سلمان‪ ،‬ذكر أن متوسط النمو السكاني في البحرين بلغ ‪ 5,8‬في المئة خلل السععنوات‬
‫العشر الماضية‪ ،‬مبررا ً هذه النسبة المرتفعة بالمقارنة مع المتوسط الدولي بع »التطععور القتصععادي‬
‫الكبير الذي شهدته المملكة‪ ،‬وهو ما استتبع زيادة عدد العمالة الوافععدة‪ ،‬الععتي تشععارك فععي النهضععة‬
‫القتصادية‪ ،‬فضل عن الزيادة الطبيعية في المواليد التي تحدث في المملكة‪ ،‬سواء كانت من جععانب‬
‫البحرينيين أو غيرهم«‪.‬‬

‫وخلف القبول بهذا التبرير الذي ساقه الجهاز‪ ،‬رأت الكثير من الوساط السياسية في البحرين أن‬
‫هذه الزيادة غير الطبيعية في عدد السكان البحرينيين والجانب على حد سواء هي نتيجععة سياسععات‬
‫التجنيس العشوائية من جهة‪ ،‬وسوء التخطيعط فععي اسعتقدام العمالعة الجنبيعة وخصوصعا ً الرخيصعة‬
‫منها‪ ،‬وهو ما أثر علععى الكععثير مععن المسععتويات السياسععية والقتصععادية والجتماعيععة والثقافيععة فععي‬
‫البحرين‪.‬‬

‫الجهععاز أكععد أن إجمععالي عععدد سععكان البحريععن بلععغ فععي سععبتمبر‪ /‬أيلععول الماضععي )‪ (2007‬نحععو‬
‫‪ 1،046،814‬نسمة‪ ،‬منهم نحو ‪ 446.529‬مواطنا و ‪ 517،368‬من جنسيات أخععرى‪ ،‬وهععو مععا يعتععبر‬
‫حدثا ً ذا دللت جمة في تاريخ البحرين‪ ،‬إذ تلحععق البحريععن بعععد هععذا العلن بععدول المععارات وقطععر‬
‫والكويت‪ ،‬إذ يقل تعدادها المواطني مقارنة بتعداد العمالة الجنبية‪.‬‬

‫الجانب الذين أكد الجهاز المركزي للمعلومات‪ ،‬أنهم ينتمععون إلععى »جنسععيات عععدة منهععم العععرب‬
‫والسععيويون والفارقععة والوروبيععون والميركيععون الشععماليون والميركيععون الجنوبيععون ومععن دول‬
‫الوقيانوس )أستراليا وجزر المحيط الهادي(«‪ ،‬يمثلون الحالة الولى في تاريخ البحرين الععتي يععزداد‬
‫فيها عدد الجانب على أعداد المواطنين‪.‬‬

‫تداعيات هذه الزيادة أدت إلى تزايد التهامات مععن قبععل المعارضععة للدولععة باسععتخدام المجنسععين‬
‫سياسيا ً في البحرين كورقة انتخابية‪ ،‬وهو ما صنفه البعض بالمخالفة القانونية‪ ،‬وهو أيضا ً ما رد عليععه‬
‫وزير العدل والشئون السلمية الشيخ خالد بن علي آل خليفة في إجابته على سؤال وجهه له عضو‬
‫كتلة الوفاق النائب السيدمكي الوداعي بشأن »أحقية جميع مععن حصععلوا علععى الجنسععية البحرينيععة‪،‬‬
‫ومواطني دول مجلس التعاون‪) ،‬مزدوجي الجنسية( في التصويت فععي النتخابععات النيابيععة والبلديععة‬
‫من دون قيود«‪.‬‬
‫‪35‬‬
‫‪8‬‬
‫‪35‬‬
‫‪9‬‬
‫وزير العدل أكد أن قانون مباشرة الحقوق السياسعية ألغعى »النععص المقيعد فععي قعانون الجنسعية‬
‫للعام ‪ 1963‬والذي يمنع المتجنس من مباشعرة حقعوقه السياسععية إل بعععد مضععي ‪ 10‬سعنوات معن‬
‫حصوله على الجنسية«‪ ،‬موضحا ً »أن الدولة تعاملت مع من ليس لععديه عنععوان إقامععة فععي البحريععن‬
‫بحسب آخر عنوان له أو لعائلته وتمت إضافتهم إلى الدوائر النتخابية«‪.‬‬

‫ف مراعاة »العنصر السياسي )سيادة الدولة(‪ ،‬وعنصععر ضععمان المشععاركة تبع عا ً‬ ‫وزير العدل لم يخ ِ‬
‫لظروف الدولة الديمغرافية والطبيعيععة والجغرافيععة والسياسععية«‪ .‬وهععو معا اعتععبرته المعارضععة معن‬
‫جهتها اعترافا ً ضمنيا ً باللعب المباشر بورقة المجنسين سياسيا ً وانتخابيا ً‪.‬‬

‫يذكر أن الحصععاءات الحكوميععة للسععكان فععي العععام ‪ 2006‬بلغععت ‪ 742,561‬ألععف نسععمة‪ ،‬منهععم‬
‫‪ 459,012‬بحرينيا ً و ‪ 283,549‬غير بحريني‪ ،‬وهو ما يؤكد أن الزيادة التي حصلت في البحرين خلل‬
‫العام ‪ 2007‬بلغت ‪ 257‬ألفا ً و ‪ 439‬نسمة بزيادة تقدر بنحو ‪ 34‬في المئة‪.‬‬

‫صحيفة الوسط | العدد ‪ 2008-01-23 | 1965 :‬الموافق ‪ 17‬ذي القعدة ‪ 1430‬هع‬

‫‪35‬‬
‫‪9‬‬
‫‪36‬‬
‫مرارة التجنيس‬
‫‪0‬‬
‫الكاتب ‪ :‬محمد العثمان‬

‫المبدأ‪» :‬الجنسية البحرينية لمن يستحقها وفقا ً للقانون‪ ،‬ل أحد ينازع في ذلك‪ ،‬سواء أكان الحاصل‬
‫على الجنسية البحرينية عربيا ً أم أجنبيًا‪ ،‬أم خليجيا ً أم شاميا ً أم يمنيا ً أم آسيويًا‪ ...‬إلخ«‪ .‬هذا مقتطف‬
‫من مقال منشور سابقا ً لكاتب السطور‪ .‬وهععا هععي اليععام تععترى تحمععل مععن أنبععاء القععوم الععذين تععم‬
‫تجنيسهم وإدخالهم عنوة على النسيج الجتماعي في البحرين‪ ...‬أنباء يندى لها الجبين‪ ،‬أفعال شعائنة‬
‫ليس لها من قرار ول نهاية‪ ...‬أعمال متمادية في سحق أدبيات هذا الشعب المسلم المسععالم‪ ،‬ومععا‬
‫تربينا عليه من ثقافة وتربية راقية مدنية‪.‬‬

‫تنبأنا بمثل هذه الصواعق‪ ،‬فالجواب يقرأ من عنوانه‪ ،‬إل أن الصاعقة ل تكمن في الخبر الخير من‬
‫المحرق‪ ،‬فالخبار القادمة قد تكععون أكععثر مععرارة ووجععا ً لمععن سععيتابع أخبععار هععذه التجنيسععات غيععر‬
‫المنطقية‪ ،‬غير العاقلة‪ ،‬غير الرشيدة‪ ،‬غير الحميدة وغير البهة بمشاعر الشعب البحريني بمجععاميعه‬
‫)سنة وشيعة‪ ،‬وإخوة لنا عربا ً حصلوا علععى الجنسععية البحرينيععة بكامععل الشععرف والقتععدار وبحسععب‬
‫القانون(‪.‬‬

‫حذرنا مرارا ً وتكرارا ً من التمادي في هذا الغي التجنيسي المقيت‪ ،‬ولكععن ل مععن مجيععب‪ .‬بععل قععام‬
‫بعض خطباء المساجد بالتحريض على زيادة التجنيس! وتداعى أعضاء جمعيعات السعوء والحصعالت‬
‫السياسية مؤيدين لفكرة التجنيس‪ ،‬حتى سعت كل جمعية بقوائم التجنيس تععدلي بهععا وتقععدمها بيععن‬
‫يدي سلطة التجنيس في البلد‪.‬‬

‫قام بعض الخطباء وأئمة المساجد باستخدام اليات القرآنية من أجل شععرعنة التجنيععس‪ ،‬ومععازلت‬
‫أذكر أحد السفهاء )الخطباء( وهو من مشايخ السلطة والركض خلف الدنانير التي تنهمععر عليععه مععن‬
‫جهات عدة في الدولة‪ ،‬حينما قام بتمثيل واقعة التجنيس وكأنها المؤاخاة بيععن المهععاجرين والنصععار‬
‫في المدينة المنورة! وأيضا ً حينما كتبنا مخعاطبين الجهعات العليعا بتقنيعن التجنيعس وتحديعد ضععوابط‬
‫ومعايير منطقية له‪ ،‬قامت قيامة البعض ولوحوا بأن هذا فععي صععالح أهععل السععنة والجماعععة‪ ،‬وعلععى‬
‫منوال ما قاله زميلنا العزيز »العرب مكسب«!‬

‫في هذه العجالة العجولة‪ ،‬أطالب الخوة الذين رفعوا عقيرتهم ضدنا في تلك اليام‪ ،‬وأسألهم بالله‬
‫عليكم ما هي فوائد التجنيس على السنة؟! لن أحصل علععى رد مطلقعًا! فقععد لذوا بالصععمت مععرارا ً‬
‫وتكرارًا‪ ...‬ولن يغفر لهم الشعب البحريني هذا الظلم الذي اقترفوه‪.‬‬

‫النار ل تحرق إل رجل واطيها‪ .‬ذاك الذي ينفث دخان سيجارة من على شرفة فلتععه فععي المنععاطق‬
‫الراقية ل يشعر بمرارة التجنيس‪ .‬يشعر بمرارة التجنيس من ينتظر على قائمة السكان بيتا ً صغيرا ً‬
‫له وعياله‪ ،‬ثم يتفاجأ بتجنيس أحدهم ومنحه بيتًا! يشعر بمرارة التجنيس مععن ينتظععر وظيفععة يحصععل‬
‫عليها ثم تأتي بغيره وتمنحه الجنسية وتوظفه‪ ...‬وهكذا دواليك‪.‬‬

‫وهكذا‪ ،‬تطور المر بنا كشعب بحريني مضياف إلى شعب انعزالي متطرف ضد مععن حصععلوا علععى‬
‫الجنسية البحرينية! من المستفيد من هكذا تجنيس؟ هل حسابات سلطة التجنيس صحيحة أم رعناء‬
‫‪36‬‬
‫‪0‬‬
‫‪36‬‬
‫هوجاء تسقط في أول اختبار كما سقطت تلك القوام في أول اختبار حسن سيرة وسلوك؟!‪1‬‬
‫من يملك سلطة التجنيس عليه مراجعة هععذا الخبععال المسععمى تجنيسعًا‪ ...‬نحععن لسععنا ضععد إخوتنععا‬
‫العرب الذين أمضوا الفترة القانونية‪ ،‬بل نحن مع تجنيسهم متى كانوا ملععتزمين باشععتراطات حسععن‬
‫السيرة والسلوك‪ ...‬بل هم ظهرنا وسندنا‪ ،‬وخصوصا ً أهلنا من سلطنة عمان الذين أمضععوا الفععترات‬
‫الطويلة دونما الحصول على الجنسية البحرينية‪ ،‬وكذلك أصلنا وساسنا أبنععاء اليمععن‪ ،‬فهععؤلء ل تععأتي‬
‫المشكلت من ورائهم بل هم القرب لطبعائع أهعل البحريعن‪ .‬وسعتبقى معرارة التجنيعس غصعة فعي‬
‫حلوق البحرينيين السنة!‬

‫صحيفة الوسط| العدد ‪ 2008-01-24 | 1966 :‬م الموافق ‪ 16‬ذي القعدة ‪ 1430‬هع‬

‫‪36‬‬
‫‪1‬‬
‫‪36‬‬
‫آشوف طالت وشمخت ‪ ...‬يا مجنس‬
‫‪2‬‬
‫الكاتب ‪ :‬سلمان بن صقر آل خليفة‬

‫الذي يحصل في بلدنا البحرين ‪ ..‬في هذه اليام ‪ ..‬مععن قبععل المجنسععين الصععحراويين ‪ ..‬شععيء ل‬
‫يمكن السكوت عنه أبدا ً أبدا ً أبدا ‪ ,‬ول يرضي أي بحرينععي ) بغععض النظععر عععن إتجاهععاته الطائفيععة أو‬
‫ميوله السياسية والجتماعية ( ل من قريب ول من بعيد ‪..‬‬

‫فهؤلء المجنسون الصحراويون أصبحوا خطرا ً خطيععرا ً علينععا وعلععى أرواحنععا وعلععى أهلنععا وأولدنععا‬
‫حاضرا ً ومستقبل ً ‪ ..‬وأصبح التصدي لهم يستلزم منا التكعاتف جميععا ً ضعدهم ‪ ..‬وجميععا ً تعنعي جميعع‬
‫البحرينيين الشرفاء من سنة وشيعة بل أحقاد دفينة ول عداوات معلنة أو مخفيععة ‪ ,‬واليععوم هععو يععوم‬
‫التحاد مع بعض ووضع اليادي بعضها مع بعض والوقوف صفا ً واحدا ً للدفاع عن هذا الععوطن وأبنععاءه‬
‫ضد هؤلء الذين جائوا كي يفسدوا في أرضنا ويعيثوا فسععادا ً فععي وطننععا ويهععددوا أمننععا وأمععن أهلنععا‬
‫وأولدنا ‪..‬‬

‫هؤلء المجنسون الصحراويون الذين يتجمعون مع بعض على شكل فععرق تخريبيععة وترهيبيععة تضععم‬
‫العداد الكبيرة من المراهقين والشباب والكبار ‪ ,‬والمتسلحين بالسععكانين وألععواح الخشععب الكععبيرة‬
‫المغروس فيها الكثير من المسامير الكبيرة الحجم ‪ ..‬هؤلء ) الرعاع ( أصبحوا يتواجدون في أماكن‬
‫كثيرة من البحرين ويمكن لي شخص أن يرى قطيعهم في الرفاع الغربععي والرفععاع الشععرقي وجععو‬
‫وعسكر والمحرق والبديع وأماكن أخرى كثيرة ‪ ..‬والمشكلة هي أنهم يتحرشون بكل بحريني يقترب‬
‫منهم أو هم يقتربون منه تعمدا ً ‪ ,‬والذي سبق وأن حصل في مناطق عديدة من البحرين وآخرها في‬
‫مدينععة المحععرق ‪ ..‬مععن هجععوم علععى البحرينييععن المنيععن وضععربهم بالسععكاكين واللععواح الخشععبية‬
‫والمسامير وتعريض حياتهم وحياة أسرهم للخطععر ‪ ..‬مععا حصععل هععو فقععط القليععل جععدا ً ممعا سععوف‬
‫يحصل مستقبل ً من قبل هؤلء إن يجدوا من يقف في طريقهم ويثبتهم عند حدودهم ويعلمهم أصول‬
‫الحترام للبلد التي إحتضنتهم ‪ ..‬فأما الحترام وأما المغادرة ‪.‬‬

‫وهؤلء المجنسون الصحراويون الذين أصعبحوا يسعيطرون علععى موقععع منتععديات مملكععة البحريعن‬
‫ويدخلون إليه بأسماء مسعتعارة ‪ ..‬مثعل أسعد تكريعت ودانيعال نعمعة اللعه ‪ ..‬ويسعبون ويلعنعون كعل‬
‫بحريني وكل مواطن صالح لبلده وأهله ‪ ,‬هؤلء هم الذين يحتاجون إلى مععن يقععوم بتععأديبهم وتععأديب‬
‫أهلهم أول ً لنهم هم الذين يتسببون في إشعال الفتن بيععن الشعععب البحرينععي الواحععد ‪ ,‬وهععم الععذين‬
‫يحرضون إخوانهم من بنوا جنسهم ) الصحراوي ( لعمال التخريب وإشعال الفتنة ‪..‬‬

‫نحن اليوم في البحريععن ‪ ..‬نريععد أن ننسععى إختلفاتنععا فععي وجهععات النظععر جانبعا ً ‪ ,‬ونعتععبر أن تلععك‬
‫الختلفات في وجهات النظر ل يجب أن أن تصل بنا إلى الخلفات حول تأكيد من وجهة نظععره هععي‬
‫الصائبة ‪ ..‬نريد أن نثبت المثل الذي يقول أنعا وأخععى ضعد إبععن عمعي ‪ ,‬ولكعن أنعا وإبععن عمععي علعى‬
‫الغريب ‪ ..‬والغريب هنا هم حملة السماء الغريبة في مجتمعنا الخليجي المعروف بأسماءه وبأنسابه‬
‫‪ ..‬الغريب هنا هو شريفط ومريفط وتويسان ‪ ..‬الغريب هنا هو دانيال نعمة الله ‪ ..‬دانيال ؟ هععل هععذا‬
‫إسم شخص بحريني ؟ هل هي بنت أم ولد ؟ وعندما تسأله عن إسمه يقول هذا إسم نبي من أنبياء‬
‫الله ‪ ..‬هل سمعتم بإسم النبي دانيال ؟ أستغفر الله العلي العظيم ‪..‬‬
‫لنتحد جميعنا ‪ ..‬سنة وشيعة ‪ ..‬ضد هؤلء المجنسين الصحراويين قبل فوات الوان ‪..‬‬
‫‪36‬‬
‫‪2‬‬
36
3 25-01-2008

36
3
‫‪36‬‬
‫أفيقوا يا أهل البحرين!‬
‫‪4‬‬
‫الكاتب ‪ :‬محمد العثمان‬

‫ي‬
‫دث عنه هذا المقععال أو أ ّ‬ ‫ل تدخل التجنيسات القانونية والخلقية ضمن سياق التجنيس الذي يتح ّ‬
‫مقال آخر كتبناه أو سععنكتبه لحقعًا‪ .‬بععل مععن حصععلوا علععى الجنسععية البحرينيععة بشععرائطها القانونيععة‬
‫والخلقية هم بحرينيون مثلنا لهم ما لنا وعليهم ما علينا‪.‬‬

‫ليست كارثة‪ ،‬ول مصيبة‪ ،‬ول فضيحة ول جريمععة أشععد وأنكععى علععى البحريععن مععن التجنيععس الععذي‬
‫يجري خارج العقل والعقال‪ ،‬خارج الععدين والضععمير‪ ،‬خععارج رحععم الخلق والشععرائع كافععة‪ .‬ومعا معن‬
‫سلطة سياسية في العالم تقوم بتجنيس كالذي يمارس على أرض البحرين‪.‬‬

‫مداد أقلمنا التي ذهبت هباًء منثورا‪ ،‬ضمائرنا‬ ‫ل‪ِ ،‬‬‫أصواتنا التي تقطعت حباُلها‪ ،‬جراحنا التي لم تندم ْ‬
‫التي أوجعتنا من أنينها تحععت وطععأة التجنيععس‪ ...‬لطالمععا كتبنععا وحررنععا القرطععاس وراء القرطععاس‪،‬‬
‫والمقال وراء المقال‪ ،‬والندوة وراء الندوة‪ ،‬في شأن خطر التجنيس على الصعدة قاطبة‪ .‬وإنععه لععن‬
‫يأتي بخيرعلى البحرينيين أبدا ً ألبتة‪ .‬وهعا نحععن اليععوم نحصععد المشععكلت تلععو المشععكلت مععن جعّراء‬
‫ل حجععج التجنيسععيين )المؤي ّععدون للتجنيسععات‬‫تك ّ‬ ‫التجنيسات بالجنسية البحرينية‪ .‬ها نحن وقد سقط ْ‬
‫بالجنسععية البحرينيععة(‪ ،‬فل الحاجععة الديموغرافيععة ول الحاجععة القتصععادية ول الحاجععة السياسععية ول‬
‫ت خعارج العقعل والمنطعق وعلعى نطعاق واسعع فعي‬ ‫الحاجة الجتماعية تبرر التحنيسات العتي حصعل ْ‬
‫البحرين‪.‬‬

‫حتى وقت قريب؛ أي قبل عقد من الزمععن‪ ،‬ل يوجععد فععي أدبيععات أهععل البحريععن بجميععع طععوائفهم‬
‫ن ينكر الحق في الحصول على الجنسية البحرينية بصحيح القانون والمنطععق العقلنععي‪،‬‬ ‫م ْ‬
‫وأعراقهم َ‬
‫فهذا حق أصيل نظمه القانون والشرائع الخلقية الخرى‪ .‬فمن غير النساني وغير الجائز شععرعا ً أو‬
‫دة طويلة من الزمن من دون الحصول على حق الجنسية فيها‪.‬‬ ‫ن يعيش النسان على أرض م ّ‬ ‫عقل ً أ ْ‬
‫ولكن هل الجنسية التي يحصل عليها هذا الفرد تجعله مساويا ً للمواطنين في الحصععول علععى جميععع‬
‫دمها الدولة؟‬
‫الخدمات التي تق ّ‬

‫ل دول العالم هناك ضوابط للحصول على الجنسية‪ ،‬وهناك حقوق َيحصل عليها الذي يحصععل‬ ‫في ك ّ‬
‫على الجنسية‪ ،‬بالقطع هي حقوق غير متسععاوية مععع حقععوق المععواطن الععذي حصععل علععى الجنسععية‬
‫بالسللة أبا ً عن جد‪.‬‬

‫ن يحصل لععدينا علععى الجنسععية البحرينيععة‬


‫م ْ‬
‫ما يحدث في البحرين عكس قوانين الدول وأعرافها‪ .‬ف َ‬
‫دمها الدولة!‬ ‫دم طلباته في ثاني يوم من تجنيسه من أجل الحصول على جميع الخدمات التي تق ّ‬ ‫يق ّ‬

‫دهم على الجنسععية البحرينيعة وفعي الععام نفسععه‬ ‫ن حصل أح ُ‬ ‫ومثال ً لذلك‪ :‬حدث في العام ‪ 2006‬أ ْ‬
‫دمت بهععذا السععؤال إلععى وزيععر السععكان‬‫حصل على بيت إسكان في قللي! هل هععذا إنصععاف؟ وتقع ّ‬
‫صععر‬ ‫السابق‪ ،‬إل ّ انه لذ بالصمت! واليوم “السكان” ليست بأفضل حال من ذي قبل‪ ،‬خصوصا ً مع َ‬
‫ح ْ‬
‫ن ُيمععارس المحابععاة لهععل جنسععيته السععابقة! فليتحععرك‬
‫م ْ‬
‫مسئولية توزيع الطلبات السكانية في يد َ‬
‫ن مع الناس؛ لتعديل هذا الوضع‪.‬‬‫ن كانوا صادقي َ‬
‫النواب‪ ،‬إ ْ‬
‫‪36‬‬
‫‪4‬‬
‫‪36‬‬
‫‪5‬‬
‫أسألوا التجنيسيين )نوابا ً وحصالت سياسية( سؤال ً واحدا ً ما فائدة شعب البحرين مععن التجنيععس؟‬
‫ن هععذا فععي مصععلحة‬ ‫ن ذاك النائب الذي وقف مدافعا ً عععن السععلطة فععي تجنيععس هععؤلء وقععال‪ :‬إ ّ‬ ‫وأي ْ َ‬
‫مى‬ ‫ن مععن هععذا الخبععال المسع ّ‬‫ن ي ُععدافع عععن المععواطنين المتضععرري َ‬
‫المواطنين؟! ألم يكن الجدر به أ ْ‬
‫“تجنيس”؟! هذه المسألة المفصلية )التجنيس( تظهر بأن هؤلء النواب والحصالت السياسية‪ ،‬التي‬
‫دافعت وتدافع عن التجنيس إّنما هي قصيرة نظر‪ ،‬بل ليس لديها نظععر أبعععد مععن مصععالحها الخاصععة‬
‫صل عليها من خلل السكوت وتمرير المخططات التدميرية للبلد‪ ،‬وإضفاء الشرعية الدينيععة‬ ‫التي تتح ّ‬
‫على تلك السلوكات السلطوية‪ .‬فأفيقوا ‪-‬يا شعب البحرين‪ -‬قبل فععوات الوان‪ ...‬اللهععم هععل بلغععت‪،‬‬
‫اللهم فاشهد‪.‬‬

‫صحيفة الوسط| العدد ‪2008-01-26 | 1968‬م الموافق ‪ 21‬ذي القعدة ‪ 1430‬هع‬

‫‪36‬‬
‫‪5‬‬
‫‪36‬‬
‫عواقب التجنيس‬
‫‪6‬‬
‫الكاتب ‪ :‬علي الفردان‬

‫ل نعلم متى سيتوقف المسئولون قليل عند الخبار التي تنتشر هنععا وهنععاك عععن الشععتباكات الععتي‬
‫تحصل بين المواطنين البحرينيين والمجنسين في مختلف مناطق مملكة البحرين؟! فهذه الحععوادث‬
‫على رغم تقليل البعض من أهميتها ومحاولة التعتيم عليها‪ ،‬فإنها مؤشر آخر لما وصلت إليه البحرين‬
‫بسبب التجنيس الذي يعتقد إلى حد كبير أنه عشوائي‪ ،‬فيما يعتبره البعض »مخططا« أو »سياسيا«‬
‫بتعبير آخر‪.‬‬

‫المدارس التي يفترض بها أن تكون مؤسسات تعليمية تبتعد ععن النزاعععات والمشععاحنات تحععولت‬
‫إلى ساحة نزاع بين المجنسين‪ ،‬والخشية كل الخشية أن يتزايد نشاط تأسيس العصابات للرد علععى‬
‫طرف ما أو آخر‪ .‬هناك اشتباكات حصلت في ما مضى بين المواطنين وهععذا أمععر طععبيعي‪ ،‬لكععن مععا‬
‫يحدث الن ل يعتقد الكثيرون بأنه طبيعي‪.‬‬

‫وإذا لم يكترث المسئولون ستكون مثل هذه العناوين في الصحف مألوفة‪» :‬النيابععة تحقععق مععع ‪4‬‬
‫مجنسين اعتدوا على مواطنين بمدينة حمد«‪» ،‬مجنسون يضربون رب أسرة بحرينيا فععي عسععكر«‪،‬‬
‫» شجار بالسكاكين في ثانوية الرفاع واعتقال ‪ 8‬مجنسين«‪ ،‬مطالبات بإبعاد مجنسععين مععن عسععكر‬
‫لتكرر إثارتهم المشكلت«‪.‬‬

‫ل أدري ما إذا كانت الجهات المعنية قد أجرت أو تجري دراسة متخصصة عن آثععار التجنيععس علععى‬
‫النسيج الجتماعي‪ ،‬ناهيك عن التطرق إلى جوانب اقتصععادية أو سياسععية فععي البحريععن‪ ،‬ولكععن مععن‬
‫الضععروري جععدا وجععود مثععل هععذه الدراسععات لوضععع القتراحععات والخطععوط العريضععة مععن قبععل‬
‫الختصاصيين في علوم الجتماع والعلوم التربوية‪ ،‬أو من قبل مراكز البحععاث مثععل مركععز البحريععن‬
‫للدراسات والبحوث‪ ،‬لكي يقف عليها المسئولون ويجدوا حلول لما يحدث‪ ،‬وإل سنتحول إلععى مدينععة‬
‫أشبه بلوس أنجليس تنتشر فيها الجريمة‪ ،‬فاليوم أسياخ حديد وغدا قد يكون شيئا آخر‪ ...‬الله يستر‪.‬‬

‫صحيفة الوسط| العدد ‪2008-01-28 | 1970‬م الموافق ‪ 14‬ذي القعدة ‪ 1430‬هع‬

‫‪36‬‬
‫‪6‬‬
‫‪36‬‬
‫البحرينيون متطرفون بسبب »لوثة التجنيس« )‪(1‬‬
‫‪7‬‬
‫الكاتب ‪ :‬خالد المطوع‬

‫أشد ما لمسته إيلمععا ومضاضععة مععن خلل تطرقععي لمختلععف الموضععوعات والقضععايا ذات البعععاد‬
‫المتعددة والمرتبطة أساسا باتباع الدولة سياسة »لوثة التجنيس« في هذه البلد لربما هو ما يمكععن‬
‫وصفه بتنامي وتصععاعد محمععوم لثقافععة التطععرف برؤاهععا العدميععة الخطيععرة تجععاه تنععاول مثععل هععذا‬
‫الموضوع المصيري والملف الحساس‪.‬‬

‫ن واحععد ل‬
‫ومثل هذه الثقافة المتطرفة برؤاها العدمية المشحونة بحدية تصععادمية ومتنععافرة فععي آ ٍ‬
‫يمكن أن تصنف أو تفرز طائفيا وفئويا‪ ،‬فهنالععك حالععة عامععة مععن السععأم والسععى والنقمععة تتصععاعد‬
‫بحمية بين السنة والشيعة ل يمكن التقليل من شأنها‪ ،‬بل إن هذه الحالععة مععن الممكععن أن تتلمسععها‬
‫لدى من حصععل علععى الجنسععية باسععتحقاق قععانوني وسععليم متعععارف عليععه‪ ،‬وتلععك النقمععة الشعععبية‬
‫والجماهيرية تغلي وتتوحد ضد لوثة التجنيس وما تشكله من إهانة مجرمة للذات والهوية البحرينيععة‪،‬‬
‫وتجاه من كان وراءها نتيجة المشاهدات والتعاملت اليوميععة مععع حصععاد هععذه السياسععات المجنونععة‬
‫والمدمرة على الصعد الجتماعية والسياسية والقتصادية كافة‪.‬‬

‫فحين الحديث عن »لوثة التجنيس« ودوافعها السياسية وحصادها الوبيل عادة ما يجععابه المتحععدث‬
‫بآراء كثيرة متطرفة أكثرها يصب في خانة »طرد وترحيل واقتلع المجنسين العذي اسعتجلبتهم إلععى‬
‫بلدنا سياسات لوثة التجنيس وإرسالهم إلى ديارهم قسرا وإلى غيععر رجعععة«‪ ،‬ورأي آخععر يععرى فععي‬
‫»سحب الجنسيات منهم ولو كان ذلععك مععن أدنععى شععبهة جنائيععة لكععونهم ل يسععتحقونها أساسععا« أو‬
‫»إخضاعهم بالقوة«‪ ،‬وهناك آراء قد تبدو مختلفة لدى أطراف أخرى متمصععلحة مععن هععذه السياسععة‬
‫نظير ما تحققه من مكاسب ماديعة معن »المتجنسعين« العذين يعدفعون لهعا مبعالغ الجعرة السعكنية‬
‫وغيرها من مبالغ‪ ،‬إل أنك وما ان تحصععر هروبهععم وتنصععلهم مععن الواقععع والمواقعععات اليوميععة حععتى‬
‫يجيبونك باستسلم »الله يجازي من كان السبب في ذلك« أو »لقمة العيش ول يوجد لها أي سععبيل‬
‫آخر«!‬

‫وأشهد أنني تسلمت رسالة من أحد الخوة العزاء من منطقة الرفاع وقد أرسلها معاتبا لي علععى‬
‫»تقصيري في تناول موضوع لوثة التجنيس« وكان قد كتب فيها بالحرف الواحد »هيهات أن يحععدث‬
‫هنالك أي تطبيع مع المستوطنين ولو جعل عاليهعا سعافلها«‪ ،‬وخصوصعا أن صعاحب الرسعالة طالمعا‬
‫كان شاهدا على المشكلت التي يتسبب بها حصععاد لوثععات التجنيععس‪ ،‬وهععي فععي غالبيتهععا مشععكلت‬
‫أخلقية خادشععة للحيععاء والععرأي العععام فيمععا يفععوق الوصععف علععى رغععم كونهععا تجععري فععي المحلت‬
‫والمرافق العامة من قبل البعض ممن قدم »خدمات جليلة للوطن«!‬

‫وربما ل يكتنفني أدنى استغراب من أن سبب ذلك التطععرف والمقععت والتقععزز النععامي بقععوة فععي‬
‫أوساط السنة والشيعة خصوصا تجاه لوثة التجنيعس ل يمكعن أن يرجععع فقعط إلعى إحسعاس ومنبعه‬
‫وجودي سلبي بذوبان وتلشي هوية البلد وسمة شعبها الفارقة وابتذال قيمها الثقافيععة والحضععارية‪،‬‬
‫كما أنه يعود إلى فقدان الثقة بالدولة التي تبدو للسف وكأنما هي بوارد البحث عن أبناء ومواطنين‬
‫آخرين بحسب أذواقها وأهوائها السياسية‪ ،‬وحبذا لو أنها لجأت إلى استنساخ المععواطنين البحرينييععن‬
‫وإن تلعبت بهم جينيا فإنني والله أجزم وأقسم أنها لن تجد خيععرا مععن هععذا البحرينععي وأفضععل منععه‬
‫‪36‬‬
‫‪7‬‬
‫‪36‬‬
‫وأرقاه طيبة وانفتاحا وسماحة ولو دارت جميع أنحاء العالم والمجرة!‬
‫‪8‬‬
‫وفيما يتعلق بالنقمة البالغة التطرف والتحدي لدى الخوة السنة‪ ،‬فإن مكمنها يرجع إلى المعايشة‬
‫اليومية التي يعانون منها مع حصععاد لوثععة التجنيععس والمزاحمععات الشععديدة لهععم فععي فععرص الحيععاة‬
‫اليومية‪ ،‬وخصوصا في سلكي الخدمة العسكرية والشعرطة‪ ،‬فهنعاك فعي المنعاطق السععنية المغلقععة‬
‫والتي يقطنها المجنسون ازدياد في مظاهر التسول والشحاذة يجد فيهععا المععواطن مععن يشععحذ منععه‬
‫لحمة أو شحمة أو دهنا أو حفاظات وبسكويت أطفال‪ ،‬وهنععاك مععن يشععتكي مععن صععرف »العيديععة«‬
‫التي توجد هنالك جيوش من الطفال ل تكاد أن تفرق بين أفرادهععا شععكل أو مظهععرا فععي كععثير مععن‬
‫الحيان وأكثرهم من المتسولين والشحاذين الذين يطالبون بع »عيديتهم« حتى في عاشععر يععوم مععن‬
‫أيام العيد!‬

‫بالضافة إلى معا تشعكله لوثعة التجنيععس وحصععادها الوبيعل مععن إهعدار تنمعوي وتضعييع للمكاسعب‬
‫التنموية ولثار »المكارم« المزعومععة أو بععالحرى هععي حقععوق المععواطنين المغلععوبين علععى أمرهععم‬
‫والذين وجدوا لهم من يقاسمهم بشراسة على كسرات حقوقهم تلك!‬

‫ناهيك من سخط كبير وحنق مكبوت يتزايد باطراد لدى المواطنين‪ ،‬وخصوصا المنتمين منهعم إلعى‬
‫مذهب أهل السنة والجماعة تحديدا‪ ،‬وذلك تجاه نواب المراكز العامة ونواب الرشا العامععة وغيرهععم‬
‫من نواب زيادة العدد ونواب »العازة السياسية والمعيشية« الذين يبتلعون ألسنتهم و »يععأكلون تبنععا‬
‫م وصداع يومي‪ ،‬فأمثععال‬ ‫أحمر« كلما طرق طارق موضع وقضية »لوثة التجنيس« وما تشكله من ه ّ‬
‫هؤلء من المرتزقة نيابيا هم من وصلوا ويصلون ويعولون على الوصععول مععرة أخععرى إلععى كراسععي‬
‫البرلمان بالستفادة من أصوات »لوثة التجنيس« والمجنسين المجيرة سياسيا تجاه دعمهم‪ ،‬والععتي‬
‫ربما يسهل حصادها إما مّنة بمنح الجنسععية‪ ،‬أو إخطععار سياسععي مسععبق‪ ،‬كمعا يسععهل شععراؤها ربمعا‬
‫بمعدل خمسة دنانير بحرينية للصوت الواحد ومعه »نصف درزن سمبوسة«!‬

‫وربما يتذكر القراء العزاء خبر أحد المترشععحين إلععى البرلمععان مععن نتععاج حصععاد لوثععة التجنيععس‪،‬‬
‫وكيعف قعام حينهعا فعي مقابلعة صعحافية معع إحعدى الصعحف بتسعفيه ومهاجمعة جميعع »الجمعيعات‬
‫السياسية«‪ ،‬والتشديد على الولء والنصياع العمى للسلطة التنفيذية )الحكومة(‪ ،‬وحينما سئل عععن‬
‫برنامجه التشريعي أجاب على الفور بأنه »لن يختلف عن مطالب وتوجهات الحكومة أبدا«!‬

‫وما يمثله هذا المترشح من حالة ل يمكن أن يكون طرفة أو محل للسخرية والتهكم وإنما هو حالة‬
‫وتمثيل واقعي سععليم لمععن أتععى مععن مجتمعععات رعويععة وبدويععة ذات فكععر رجعععي وبععدائي ل يمكععن‬
‫مقارنتها أبدا بتحضر ومدنية المجتمع البحرينععي وريععادته التقدميععة علععى الصعععدة كافععة‪ ،‬فععأن تقععوم‬
‫بتبديل السماك من بيئة إلى بيئة أخرى إنما هو انتحار وتعفععن بيولععوجي متشععنج ل يمكععن أن يكععون‬
‫موضوعا للستطراف‪ ،‬وخصوصععا إن كععان بعععض أصععحابنا ممععن جلبتهععم إلععى بلدنععا سياسععات لوثععة‬
‫التجنيس هم من تلك الفئات والجماعات التي فشلت من قبل مجتمعاتهم الصععلية فععي اسععتيعابهم‪،‬‬
‫ولم يستوعبهم حتى كيان الدولة ومؤسسعاتها ومنظمعات المجتمععع المععدني فععي بلعدهم الم‪ ،‬فكعان‬
‫تجنيسهم ضربة مسمومة وقاصمة لسيرورة التقدم الجتماعي في البحرين والمتضافرة مع مجيععء‬
‫المشروع الصلحي لعاهل البلد جللة الملك حمد بن عيسى آل خليفة!‬

‫إذا لوثة التجنيس‪ ،‬وبالبنط الحمر العريض‪ ،‬هععي خطععر يتهععدد المشععروع الصععلحي‪ ،‬وقبلهععا خطععر‬
‫‪36‬‬
‫‪8‬‬
‫‪36‬‬
‫يتهدد عملية التقدم الجتماعي والسياسي والتنمية القتصادية في هذه البلد المبتلة‪ ،‬فكيععف يمكععن‬
‫‪9‬‬
‫لحافظ الشعيخ وأمثععاله أن يتحععدثوا بعععدها ععن »مكسعب اسععتراتيجي«‪ ،‬وكأنمعا هعم يتععاملون فععي‬
‫تفكيرهم »الستراتيجي« المزعوم مع البحرين كالسيارة »الكرمبع« الععتي بحاجععة إلععى تبععديل زيععت‬
‫»مو أصلي«!‬

‫م ل ينصح بعض الكتاب الذين وقفوا ويقفون وراء لوثة التجنيععس السياسععية أن يتأسععوا بسياسععة‬ ‫لِ َ‬
‫الشقيقة قطر في التجنيس والتي تسعى إلى جذب أفضل الكوادر العلمية والمعرفية والرياضية من‬
‫مختلف أنحاء العالم على أمل السععتفادة منهععا ولتعزيععز دور قطععر ومواقفهععا تجععاه خدمععة المجتمععع‬
‫الدولي والنسانية جمعاء‪ ،‬أو أن يقتدوا بوضوح وشفافية وصرامة الشقيقة الكويت في منععح شععرف‬
‫جنسيتها؟!‬

‫ل أظن أن هؤلء الكتاب وأمثالهم يعيشون في كوكب ومجرة أخرى؟! ول أنكر أن المسار الوحيععد‬
‫المتبقي أمام فئة »المتجنسععين« وأعنععي بهععم مععن وجععد فععي البحريععن ضععالته عععبر سياسععات لوثععة‬
‫التجنيس المتبعة في حق الوطن والمواطن‪ ،‬وربما وجد نفسه فردا ينتمي إلى فئة وجماعة متطفلة‬
‫على المجتمع البحريني‪ ،‬أن يستفيد من إثارة التوترات الطائفيععة والثنيععة فععي هعذا المجتمععع بعلقعة‬
‫تطفلية تدمن إثارة الفتن الطائفية والثنية والعصبية كشرايين الوجود لمععداد هععذا الوجععود الحللععي‬
‫الغريب في الجسد البحريني‪ ،‬فالمتجنس للسف سيلعب على وتر إقناع وتزييف وععي السعني بعأنه‬
‫خير عضيد وحليف طائفي له ضد »المد الشيعي« وضد »المد الصععفوي«‪ ،‬فمرحبععا حينهععا بعع »المععد‬
‫السني«‪ ،‬واذهب إلى الجحيم يا وطن!‬

‫ومن الطبيعي أمام ما تشكله جيوب »لوثة التجنيس« من لغم ناسف في قلب المجتمع البحريني‪،‬‬
‫فإنه من المتوقع أن تطرح في الساحات والملتقيات خيارات مجابهععة ومعالجععة آثععار وعقابيععل لوثععة‬
‫التجنيس المريرة مثل تشجيع المجنسين على »النععدماج الجتمععاعي«‪ ،‬أو »عععزل المتجنسععين فععي‬
‫مدن معزولة«!‬

‫وبالنسبة إلى خيار الدمج الجتماعي‪ ،‬فإنني أراه خيارا فات أوانه ولم يعد مجديا وخصوصا أن خيار‬
‫الدمج الجتماعي ل يمكن حصره في »لبس شماغ وغترة« أو »تغيير السماء« والتععأديب والتهععذيب‬
‫والتعليم والثقيف‪ ،‬وإنما هو نتاج تصاهر طويل ضمن علقات تفاعل بناء بين فرد وبيئة معينععة لعقععود‬
‫من السنين‪ ،‬أفل يعلمون أن الطبع دوما يغلب التطبع أو »التطبيع« كما قال أخونا الرفععاعي العزيععز‬
‫على رغم تطرفه؟!‬

‫أما بالنسبة إلى خيار »العزل الجتماعي« و »إسكان المتجنسين في مناطق ومدن معزولة« فهععو‬
‫ليس إل التفاف على الزمة وصب للزيت على النار‪ ،‬وإن صحت النباء المتداولعة شععبيا ععن اتجعاه‬
‫الدولة لتبني هذا الخيار الخير وحصره تجععاه فئة معينععة مععن »المتجنسععين«‪ ،‬فإنمععا هععو يعنععي عععزم‬
‫الدولة على خلق طائفة ثالثة ومدللة في هذا البلد مهما كععان الثمععن‪ ،‬وهععو قععد يعنععي »دولععة أخععرى‬
‫للمماليك« و »إحياء للطبقة النكشارية« واحتفاء بع »شعب السلطة المختار«!‬

‫ونحن نقول إن »لوثة التجنيس« هي خيار مبتدع وسيئ وهدام ومجنون إلى درجة أنه لم تأخععذ بععه‬
‫قط سلطات الحتلل البريطانية ضد الشعب البحريني‪ ،‬وإن كانت قد احتفت بفئات معينة سععاهمت‬
‫في جلبهم معها من خبراء وفنيين من الخارج‪ ،‬وإن اتبعت حينها سياسة »فرق تسد« للحكععام علععى‬
‫‪36‬‬
‫‪9‬‬
‫‪37‬‬
‫خناق المجتمع والدولة معا والتحكم في سياساته الداخلية والخارجية!‬
‫‪0‬‬
‫صحيفة الوسط| العدد ‪2008-01-28| 1970 :‬م الموافق ‪ 16‬ذي القعدة ‪ 1430‬هع‬

‫‪37‬‬
‫‪0‬‬
‫‪37‬‬
‫البحرينيون متطرفون بسبب »لوثة التجنيس« )‪(2‬‬
‫‪1‬‬
‫الكاتب ‪ :‬خالد المطوع‬

‫ليس جزافا القول إنه ينبغي على النخب القومية المسععتنيرة الععتي لععم تصععب حععتى الن بععأعراض‬
‫تصلب الشرايين الحزبية‪ ،‬وفقدان الشهية النقدية‪ ،‬والتععواء المصععالح الخاصععة واختلط أنسععجتها مععع‬
‫الخطابات المبدئية‪ ،‬وليس عبثا وتلفيقا القول إنه من حق جميع هذه الصناف النخبوية والفكريععة أن‬
‫تبادر في نبذ »لوثة التجنيس« والتحذير من مخاطرها المدمرة على الوازع القعومي والععوطني لعدى‬
‫الشعب البحريني وعلقته بأشقائه الخليجيين والعرب!‬

‫فمن المناسب جدا أن يتم بحث وتناول نتائج التأزيم المتتابعة في تدمير الهوية البحرينية الوطنيععة‬
‫وفي إثخان الوازع القومي وإطفاء الهيام »النوستلجي« بع »أمة عربية واحدة«‪ ،‬وذلك اعتمادا علععى‬
‫ثلثية محورية رئيسية وهي المتعلقة بمحاور إثارة الحساسععيات الطائفيععة والمذهبيععة‪ ،‬وإحيععاء لهجععة‬
‫ونمط خطابي شوفيني آخذ في التصاعد والزديععاد لععدى الشععارع العععام بمختلععف شععقوقه الطائفيععة‬
‫والثنية‪ ،‬إلى جانب ما تتسبب به سياسات لوثة التجنيععس وبعععض الخطععوات السععتغللية والنتهازيععة‬
‫بشكل مباشر وغير مباشر في إضعاف وعرقلة إمكان وقابلية البحرين للدخول فعلّيا في منظومات‬
‫إقليمية تكاملية مستقبلية بما فيها المنظومة الخليجية القرب لنا!‬

‫فبالنسبة إلى المحور الول وهو مععا يتعلععق بالثعارة الطائفيععة والمذهبيععة فل يمكععن لعاقععل ومتعابع‬
‫محايد أن ينفي ما أسهمت وتسهم به »لوثة التجنيس« من إثععارة للنعععرات والحساسععيات الطائفيععة‬
‫والمذهبية لدى قطاعات عريضة من الشعب البحريني حينما تتفهم بينة أو حدسا الدوافع السياسععية‬
‫الكامنة وراء استجلب موجات المجنسين بالجملة إلى أرض البلد من فئة معينة تحديدا‪ ،‬وهم الذين‬
‫فشلت مجتمعاتهم الصعلية معن قبعل فععي اسعتيعابهم‪ ،‬وكعذلك فشعلوا فععي النخععراط فعي »الععوئام‬
‫الوطني« ببلدانهم الصلية ناهيك من التفاوت الواضح في المستويات الثقافية والحضارية بين فئات‬
‫كبيرة من المتجنسين وبين شعب البحرين المتمدن من قرن ونيف‪ ،‬وهو مععا قععد يععترجم بعععدها إلععى‬
‫سلسلة من الحتكاكات والصدامات اليومية بين المواطنين‪ ،‬وممن منحوا الجنسية بععدوافع سياسععية‬
‫بيدقية تعلو على القانون وقد جعلوا من زاوية الستثناء سقفا شرعّيا! فعإن كعان الخ الشعيعي يعرى‬
‫في جموع المجنسين بمثابة »جمععوع الفزعععة« الطائفيععة والقبليععة المسسععتجلبة ليقععافه عنععد حععده‬
‫وتأديبه ومزاحمته في مصادر الرزق والحق المعيشي والسياسي‪ ،‬وكذلك ل يختلف الخ السني عععن‬
‫أخيه الشيعي في ذلك كثيرا وإن كانت هنالك هوامش عبودية من المتمصلحين التي تعول على مععن‬
‫جلبتهم »لوثة التجنيس« إلى أرض البلد في شراء أصواتهم نيابّيا واستغللهم بيادق حزبية وسياسية‬
‫ضد خصومهم الخرين!‬

‫لذلك ل شك في أن استمرار »لوثة التجنيس« سيسهم في زعزعععة الثقععة بيععن المجتمععع والدولععة‬
‫وفي إضعاف الروابط الوطنية بين أفراد المجتمع الواحععد‪ ،‬والعععودة بععالجميع إلععى تخنععدقات جاهليععة‬
‫بشعة ل أول لها ول آخر تسهم في ممارسة البتزاز الطائفي والفئوي والثني المتبعادل علعى معوائد‬
‫الولء الوطني‪ ،‬وتتناهب مسميات وملبس »الشعب الصلي« ضمن سياقات طائفية وإثنية ل تحمععد‬
‫عقباها!‬

‫أما المحور الثاني فيتمثل في دور »لوثععة التجنيععس« ومعا تسععهم بععه فععي إحيععاء خطععاب شععوفيني‬
‫‪37‬‬
‫‪1‬‬
‫‪37‬‬
‫متعصب ومضاد وإرهابي تجاه الجانب‪ ،‬ولو كان هؤلء الجانب إخوة لنا في القومية والععدين‪ ،‬وذلععك‬
‫‪2‬‬
‫من خلل جلب آلف البشر وتجنيسهم وإعطائهم حقوقا تفوق ما لدى المواطنين ليس لسبب إل ما‬
‫يشبه خلق جماعة أو شعب ثالث فوق الشعب الصلي يحظى بحقوق وامتيازات وضععمانات لطالمععا‬
‫حلم بها المواطن الفقير والمسكين أكان سنيا وشيعيا‪ ،‬بل إن ذلك يفتح المجال المنععي والعسععكري‬
‫بمصراعيه لجموع المجنسين الجدد فيحاصععر المععواطن ويزاحععم فععي الحصععول علععى شععرف خدمععة‬
‫الوطن والمواطنين وصون أمنه واستقراره والذود عن حياضه‪ ،‬مععع اسععترجاع مثععل وأمثولععة وأمثلععة‬
‫»عذاري تسقي البعيد وتخلي القريب«!‬

‫وربما تساهم سياسة ازدواجية الجنسية أيضا على المنوال ذاته عبر منح الجنسعية بشعكل انتقعائي‬
‫ومتعمد سياسيا لفئات وعائلت وقبائل معينة من دون غيرها معن ععائلت ذات أصعول بحرينيعة فعي‬
‫أقاليم أخرى من المنطقة عسى أن يتم بذلك استغللها وتسخيرها بشكل سياسي وانتهازي محبوك‬
‫في تزوير الرادة السياسية الشعبية وحرفها عن مسارها التلقائي أثناء المواسم النتخابيععة‪ ،‬وممععا ل‬
‫شك فيه يعد كتيب »الوفاق« الذي أصدرته عن موضوع ازدواجية الجنسععية هععو خيععر مرجععع موثععوق‬
‫ومعزز بأدلة إثبات مفحمة عن ذلك‪ ،‬بالضافة إلى نماذج متعددة من شععهادات حيععة أخععرى ل حصععر‬
‫لها‪.‬‬

‫أما بالنسبة إلى المحور الثالث والمتعلق بعرقلة الخطوات العملية الععتي مععن الممكععن أن تنتهجهععا‬
‫البحرين في النخراط الفعلي والواقعي في منظومات إقليمية تكاملية ومندمجة‪ ،‬ومنهععا المنظومععة‬
‫الخليجية على سبيل المثال‪ ،‬فلعله من المناسب في مثععل هععذا الصععدد التععذكير بموضععوع المخععاوف‬
‫الكويتية تجاه ما تسرب من أنباء عن تجنيس »فدائيي صععدام« فععي البحريععن‪ ،‬وكيععف رفعععت حينهععا‬
‫اقتراحات بفرض تأشيرات »فيزا« حينها على دخول المععواطنين البحرينييععن إلعى الشععقيقة الكععويت‬
‫على اعتبار أن »فدائيي صدام« يشكلون خطرا على المن القومي الكويتي‪ ،‬وبالتالي تكون النتيجععة‬
‫واقعية ومنطقية هي أن كل مواطن بحريني مشكوك في أمععره‪ ،‬وقععس علععى ذلععك عراقيععل أخععرى‬
‫تواجه خيععارات اندماجيععة أخععرى مععع مجلععس التعععاون علععى أكععثر مععن منععوال اجتمععاعي واقتصععادي‬
‫وسياسي لبد وأن تأخذ في اعتبارها أزمة البتذال الجتماعي والسياسي والقتصادي التي ترزح بهععا‬
‫»المواطنة« والهوية البحرينية الذائبة!‬

‫ولعله من المناسب في مثل هذا الصدد التععذكير بالمداخلععة الشععهيرة والرائعععة للمناضععل الععوطني‬
‫الكبير عبدالرحمن النعيمي أثناء ندوة المفكععر السياسععي الكويععتي عبععدالله النفيسععي فععي »جمعيععة‬
‫الصلح« حينما طععرح النفيسععي دعععوة لقيععام الععدول الخليجيععة بتجنيععس العمالععة العربيععة بععدل مععن‬
‫السيوية حتى تتمكن من صيانة هويتهععا الثقافيععة والحضععارية أمععام موجععات التحععديات السععتراتيجية‬
‫المصيرية القادمة‪ ،‬وقد رد عليععه حينهععا النعيمععي ردا قوي ّععا ومقنعععا بععأن خصوصععية الوضععع البحرينععي‬
‫المتميزة عن الدول الخليجية الخرى تجعل للسف من عمليات التجنيس السياسععية الحاصععلة فيهععا‬
‫خير عامل مفتت ومدمر للنتماء الوطني والقومي‪ ،‬ول أظن أبدا أنه كان مخطئا حينها في ذلك!‬

‫صحيفة الوسط | العدد ‪2008-01-31 | 1973 :‬م الموافق ‪ 16‬ذي القعدة ‪ 1430‬هع‬

‫‪37‬‬
‫‪2‬‬
‫‪37‬‬
‫أرقام عطية الله والمشروع الصلحي‬
‫‪3‬‬
‫الكاتب ‪ :‬عباس هاشم‬

‫كانت نباهة من كتلة المعارضة بقيادة الشيخ علي سععلمان‪ ،‬حيععن اسععتعان بمعععدل النمععو السععنوي‬
‫للسكان ليكشف حجم كارثة التجنيس‪ ،‬فوضع ذلك الوزير أحمد بن عطية الله آل خليفة في موقععف‬
‫حرج‪ ،‬وحشر الحكومة في زاوية ضيقة‪.‬‬

‫الوزير عطية الله أصبح في ورطة حقيقية بعد تصععريحه بععأن عععدد سععكان البحريععن بلععغ أكععثر مععن‬
‫مليون‪ ،‬والطامة الكبرى التي مازال عالقا بشباكها حين عّين عدد السكان المععواطنين بعع ‪ 529‬ألععف‬
‫نسمة‪ .‬فهو أمام خيارات‪ ،‬كلها شديدة المرارة‪ ،‬كأن يتراجع عن هععذا الرقععم الخطيععر‪ ،‬لنععه زعععم أن‬
‫نمو سكان البحرين الذي لم يتعد ّ ‪ 2.4‬في المئة طلية السنوات الخمس الخيرة‪ ،‬قد قفز إلى ‪15.3‬‬
‫في المئة في سنة واحدة‪ ،‬وارتفعت الزيادة السنوية لعدد المواطنين من رقععم يععدور حععول العشععرة‬
‫آلف سنويا‪ ،‬كما في سنة ‪ 2006‬مقارنة مع ‪ 2005‬فارتفعت بشكل فجائي إلى ‪ 70‬ألفا فععي العععام‬
‫‪ ،2007‬بمعنى وجود زيادة غير طبيعية في سنة واحدة فقط تبلغ ‪ 60‬ألف نسمة‪.‬‬

‫البعض سيجادل باستحالة تجنيس ‪ 60‬ألفا في عام واحد‪ ...‬ل بأس‪ ،‬ليكن هذا الرقععم خطععأ‪ ،‬ولكععن‬
‫ذلك يستوجب من عطية الله أن يتراجع ويطععرح رقمععا جديععدا آخععر عععن عععدد سععكان البحريععن مععن‬
‫المواطنين‪ ،‬أو يصّر على رقم ‪ 529‬ألف مواطن وبالتالي فإما أنه قد تم تجنيس ‪ 60‬ألفععا فععي سععنة‬
‫‪ ،2007‬أو تم تجنيس هذا العدد بالتقسيط على السنوات الخمس الماضية‪ ،‬وهذا سيعتبر إقرارا مععن‬
‫عطية الله بأن الرقام عن الزيادة السنوية في عدد السكان طيلة السنوات الماضية والمدّونععة فععي‬
‫صد لن ذلك‬ ‫موقع الجهاز المركزي للمعلومات كلها زائفة‪ ،‬وأن تزييفها جاء عمدا وبسبق إصرار وتر ّ‬
‫كان من متطلبات الفترة السابقة‪ ،‬نكاية بأرقام المعارضععة عععن التجنيععس‪ ،‬أي أن الجهععاز المركععزي‬
‫كان مأمورا بحجب المعلومات عععن حقيقععة عععدد المجنسععين سععنويا عععن طريععق إظهععار أن الزيععادة‬
‫السنوية في السكان المواطنين طبيعية‪ ،‬كما هي منذ عشر سععنوات‪ ،‬وإل ّ فعليععه أن يتحفنععا بتفسععير‬
‫معقول للزيادة المفاجئة في حاملي الجنسية البحرينية سنة ‪ 2007‬بمقدار ‪ 70‬ألفععا بععدل مععن الحععد‬
‫الطبيعي الذي يراوح حول عشرة آلف نسمة سنويا‪.‬‬

‫هل يتراجع الوزير عن تصريحه السابق بأن سكان البحرين ‪ 529‬ألفا؟ أم يلوذ بالصمت‪ ،‬ومععن ثععم‬
‫ُيعتبر ذلك إقرارا ضمنيا منه بأن الجهاز المركزي للمعلومععات والععذي يرأسععه‪ ،‬كععان طيلععة السععنوات‬
‫الماضية يتحفنا بأرقام مزيفة عن حقيقة الزيادة السنوية في السكان من أجل حجب حقيقععة عمليععة‬
‫التجنيس الرهيبة؟ والمسألة الهم‪ ،‬هل يستقيل الوزير كما طرح ذلك الشيخ علي سلمان؟‬

‫طبعا إذا لم يستقل الوزير‪ ،‬فألف سلم على ما بقي من بصيص أمل في قناعة الناس نحععو جديععة‬
‫المشروع الصلحي‪ ،‬وستكون مهزلععة بكععل المعععايير‪ ،‬وسععتحتاج فيمععا بعععد إلععى معجععزة حععتى تعيععد‬
‫القناعة الشعبية بجدوى الكلم عن الصلح‪ ...‬وأي إصلح هععذا‪ ،‬والتخطيععط للخععدمات والتنميععة كععان‬
‫طيلة ست سنوات في مهب رياح الرقام الزائفة؟‬

‫صحيفة الوسط| العدد ‪2008-02-20 | 1993‬م الموافق ‪ 16‬ذي القعدة ‪ 1430‬هع‬

‫‪37‬‬
‫‪3‬‬
37
4

37
4
‫‪37‬‬
‫في جزيرة تسمى البحرين‬
‫‪5‬‬
‫جوهرة‬

‫لقد بانت أولى بشائر الصلح والتقدم السياسي في البحرين‪ ،‬فأولى تلك البشائر هي ارتفاع عععدد‬
‫السكان من بضعة آلف كانوا لنفاجأ بأننا قد تجاوزنا المليون!‪ ...‬هععل يععا تععرى زيععادة عععدد الععولدات‬
‫للمععواطنين هععي السععبب أم هنالععك أسععباب أخععرى تتكتععم عليهععا فئة مععن المجتمععع؟! لمععاذا ل يعععي‬
‫المسئولون ما يقلب الموازين ويحرك فئات من المجتمع تتقاضى رواتب شععهرية مععن أجععل إشعععال‬
‫فتنة واضحة بين أفراد الشعب المتحاب؟!‪...‬‬

‫وبين كل تلك الوراق المشتعلة في المجالس النيابية وبعيدا عععن عتباتهعا‪ ،‬نعيععش كارثععة واقعيععة ل‬
‫يستطيع أحد نكرانها‪...‬‬

‫نعيش في جزيرة صغيرة ل تتسع لكل تلك العداد الضخمة‪ ،‬فبذلك تبعدأ المعوارد الغذائيعة وغيرهعا‬
‫بالنقصان ويمكنها أن تصل إلى حد النضوب إذا تمسك صعانعو القعرار بهعذا المنعوال الععذي بعدأ يععثير‬
‫المخاوف بالنسبة إلى الكثير من الناس‪ ...‬كنا في السععابق نقععول‪ ،‬أو بمعنععى آخععر‪ ،‬نتوقععع مععا الععذي‬
‫سيحل أو سيتغير في بلدة صغيرة ل تستوعب هذا التضخم في العداد ‪ ...‬الن سععؤالي ليععس علععى‬
‫مدى عشر سنوات مقبلة بل بعد سنة واحدة فقط تكفي لن نقول ما الععذي سععيحدث أو يتغيععر مععن‬
‫حال إلى آخر أو هل سيسوء الحال أكثر مما هو عليه الن؟!‬

‫يا ترى هل بندوة أو اجتماع نستطيع حل مشكلة تهدد شعب بكامله؟!‪ ...‬أم يجب أن يكععون هنالععك‬
‫تكاتف بين جميع الطوائف والجناس‪ ...‬حكومة وشعبا من أجل أن نحقق تقدما ملموسععا فععي تاريععخ‬
‫حضارتنا الذي يجب أن يسطر لها التاريخ بطولت أمة‪ ...‬من أجل أن نلحق بالركب المتقععدم للمععام‬
‫ونتطور‪ ،‬لكننا يجب أل نتطور وثلث شعب المملكة تحت خط الفقر‪ ...‬نتطور بمسععتوى عععال عنععدما‬
‫نعالج قضايانا بعقلية منفتحة ونرفع ولء الوطن شعععارا لهععذه المسععيرة‪ ،‬ونضععمر كععل الحقععاد علععى‬
‫بعضنا بعضا من أجل العيش في بلد عرف بالطيب والكرم‪ ...‬نتطور عندما نقتلع جذور الفسععاد مععن‬
‫الساس ونعاقب كل من يقصر في حععق الععوطن اسععتجابة لمععا صععرحه بععه المسععئولون‪ ...‬ذلععك هععو‬
‫التطور عندما نلبي نداءهم‪.‬‬

‫صحيفة الوسط| العدد ‪ 2008-02-23 | 1996 :‬م الموافق ‪ 16‬ذي القعدة ‪ 1430‬هع‬

‫‪37‬‬
‫‪5‬‬
‫‪37‬‬
‫‪ 780‬مجنسا ً شهريا ً في البحرين‬
‫‪6‬‬
‫الكاتب ‪ :‬عادل مرزوق‬

‫ل تغلق الدارة العامة للجنسية والجوازات والقامة بوزارة الداخلية أبوابهععا أمععام مقععدمي طلبععات‬
‫الحصول على الجنسية البحرينية من دون الوصععول لتمععام جعواز السعفر السعادس والعشعرين مععن‬
‫الجوازات الجديدة للمجنسين‪ .‬وعليه‪ ،‬كان لهؤلء الموظفين النشطين فع ً‬
‫ل‪ ،‬أن ينجععزوا مععا يقععدر بع ع‬
‫‪ 61280‬معاملة تجنيس خلل الفترة من ‪ 7‬أبريل‪/‬نيسان ‪ 2001‬حععتى سععبتمبر‪/‬أيلععول ‪ ،2007‬وهععذا‬
‫يعني ان معدل اللذين يتم تجنيسهم شهريا ً في البحرين يبلغ ‪ 780‬شخصا ً‪.‬‬

‫وما خل أن تعدل الحكومة عن تصريحاتها وجداولها التي نشرتها عن التعداد السكاني بما يؤكععد أن‬
‫هذه الزيادة هي نتيجة التجنيس على مدى ست سنوات مضت‪ ،‬أو أن يكون موظفععو الدارة العامععة‬
‫للجنسية والجوازات والقامة قد قاموا بتمرير معاملت التجنيس بمعدل ‪ 143‬بحرينيا ً مجّنسعا ً يومّيعا ً‬
‫طوال أيام الدوام الرسمية خلل الفترة من منتصف العام ‪ 2006‬إلى سبتمبر‪/‬أيلول ‪ ،2007‬وهو ما‬
‫يمثل في أقل تقدير كارثة وطنية‪.‬‬

‫ل بد للبحرينيين أن يدركوا منذ اليوم أن في كل مئة بحريني ثمة ‪ 12‬بحرينيا ً مجّنسًا‪ ،‬تم تجنيسععهم‬
‫جميعا ً في العامين ‪ 2006‬و ‪ 2007‬كما تذهب الحكومة‪ ،‬أو بين الفععترة مععن ‪ 2001‬وحععتى سععبتمبر‪/‬‬
‫أيلول ‪ 2007‬كما تعتقد تحليلتنا الععتي تععذهب إلععى اسععتحالة أن يصععل عععدد البحرينييععن لهععذا الرقععم‬
‫الكارثي عبر عمليات التجنيس في عام واحد‪.‬‬

‫الهم من ذلك‪ ،‬أن بيانات وزارة الصععحة خلل العععوام الععتي تلععت آخععر تعععداد سععكاني فععي العععام‬
‫‪ 2001‬تؤكد‪ ،‬أن عدد السكان البحرينيين اليوم بحسب الزيادة الطبيعية فععي عععدد المواليععد ل بععد أل‬
‫تزيد على ‪ 468166‬مواطنًا‪ ،‬وهو ما يؤكد ما ذهبت له بعععض الطععراف بععأن أعععداد المجنسععين فععي‬
‫البحرين منذ العام ‪ 2001‬كانت ما بين ‪ 62 - 59‬ألف مجّنس‪ ،‬وهو أيضًا‪ ،‬ما يعيدنا لنقطة الصفر في‬
‫تساؤلتنا عن مدى اللتزام بالقانون في عمليات التجنيس هذه‪.‬‬

‫اليوم‪ ،‬ل تزال مكنة التجنيس تعمل بسرعتها القصوى‪ ،‬ولعل إجراءات التوظيف الجديدة فععي هععذا‬
‫الجهاز ستتيح لنا قياس مستوى الزيادة في النتاجية‪ .‬يمكننا منذ اليوم‪ ،‬أن نرصععد تعععداد البحرينييععن‬
‫تبعا ً لمستوى النتاجية لدى موظفي هذا الجهععاز عععوض مراجعععة بيانععات وزارة الصععحة الععتي ترصععد‬
‫زيادتنا الطبيعية‪ ،‬وكل ما نخشاه‪ ،‬هو أن ينضم تعداد المواليد في البحرين لقائمة السرار العسععكرية‬
‫التي ل يجوز إعلنها على المل ‪.‬‬

‫التعداد السكاني الخير الذي قفز بالبحرين ديموغرافي ّا ً لما كععانت تتععوقعه مراكععز البحععث لهععا فععي‬
‫العام ‪ - 2025‬جميع التقديرات الخليجية كانت تؤكد أن البحرين كانت ستتعدى حععاجز المليععون فععي‬
‫العام ‪ - 2025‬أحدث فععي البحريععن ضععجة سياسععية بيععن مععن اعتععبر تخطععي حععاجز المليععون فرصععة‬
‫للحتفال وبين من اعتبره كارثة سياسية تنم ععن مخععاطر كععبرى ل يمكععن السععتهانة بهععا أو المععرور‬
‫عليها مرور الكرام‪.‬‬

‫الرقام الحكومية ‪ ...‬شهد شاهد منكم‬


‫‪37‬‬
‫‪6‬‬
‫‪37‬‬
‫‪7‬‬
‫توضععح الجععداول والحصععاءات المدرجععة فععي الصععفحة المقابلععة سلسععلة التعععدادات والحصععاءات‬
‫الحكومية من الجهاز المركزي للحصاء والمعلومات ووزارة الصحة البحرينية بدءا ً من العععام ‪2001‬‬
‫وحتى العام ‪ 2006‬كما تفترض معدل نمو طبيعي ثابت حععتى سععبتمبر العععام ‪ 2007‬ول تغفععل هععذه‬
‫الحصاءات حتى الفترة المتبقية من العام ‪ 2001‬لحظة النتهاء من التعداد الخير لسكان البحريععن‪.‬‬
‫وتوضح النتائج التي توصل إليها »مركز دراسات الوسط« أن الزيادة غير الطبيعية في عدد السكان‬
‫بعد إضافة المواليد الجدد للبحرينيين وهي الزيادة الطبيعية في عدد السكان البحرينيين وطرح عععدد‬
‫المتوفين منهم‪ ،‬هي ‪ 61280‬فردًا‪ ،‬وبالطبع ل يوجد تفسير منطقععي غيععر »التجنيععس«‪ ،‬لتععبرير هععذه‬
‫الزيادة التي أتت من خارج حدود مستويات الزيادة الطبيعية فععي البحريععن وفقعا ً للرقععام الحكوميععة‬
‫دون الخوض في أي تكهنات أو افتراضات‪.‬‬

‫الملحظة الهم‪ ،‬هو أن التقديرات التي ذهب لهععا الجهععاز المركععزي للحصععاء والمعلومععات لتعععداد‬
‫السكان في العوام ‪ 2006 -2005 -2004- 2003 - 2002‬هي أرقام أقل مما تشير له نسعب‬
‫الزيادة الطبيعية التي نشرتها وزارة الصحة في ملحق الحصائية السنوية بسبب أن الرقام مقععدرة‬
‫إلى منتصف السنة وليس إلى نهاية السنة لذلك نعتقد أن ارقام الجهاز المركزي للمعلومات قريبععة‬
‫من الصحة وهي بدون اعداد المجنسين الذين تقرر اضافتهم في الرقععام الخيععر الععتي اعلنهععا وزيععر‬
‫شئون مجلععس رئاسععة الععوزراء )انظععر الجععدول رقععم ‪ ،(5‬كمععا أنهععا تفععترض فععي المحصععلة وطبقعا ً‬
‫لتصريحات الوزير بشأن تعداد سكان البحرين الذي وصل إلى سقف المليععون حععتى منتصععف العععام‬
‫‪ ،2007‬أن الزيادة في عدد السكان كانت محصورة فعي الفعترة معن منتصعف الععام ‪ 2006‬والععام‬
‫‪ 2007‬بمعدل نمو يقدر بع ‪ 15.34‬في المئة وهو معدل ل يتلءم مع معدلت النمو الطبيعية التي لم‬
‫تصل لكثر من ‪ 2.45‬في العام ‪ 2002‬تحديدًا‪ ،‬بل كانت معدلت النمو السكاني فععي البحريععن تتجععه‬
‫للدنى وخصوصا ً مع زيادة مستويات الوعي التعليمي والسري‪.‬‬

‫يستطيع المتابع لمحتويات وبيانات الجداول المرفقة أن يطلع على مستويات النمو السععكاني فععي‬
‫البحرين منذ سبعينات القرن الماضي‪ ،‬وهي تتيح بما ل يدعو للشك التشكيك في معدل النمو الععذي‬
‫خرج به الجهاز المركزي للحصععاء والمعلومععات باعتبععاره نتاجعا ً لعمليععات تجنيععس سياسععي مفتععوح‪،‬‬
‫وليس نتيجة نمو طبيعي في المجتمع البحريني‪.‬‬

‫من جهة أخرى‪ ،‬يشير العلن الحكومي الرسمي إلى إن تعداد البحرين وصل حتى سبتمبر ‪2007‬‬
‫إلى ‪ 529446‬وهو ما ل يتلءم والزيادة الطبيعية التي توجب على أثرها أن يكون تعععدادنا السععكاني‬
‫نحو ‪ .468166‬وقبالة ذلك أيضًا‪ ،‬فإن مستويات الزيعادة الطبيعيعة للجعانب كعان معن المفعترض أن‬
‫تصل إلى ‪» 263037‬على افتراض أن اعداد غير البحرينين ثابتة وتزداد من خلل الزيععادة الطبيعيععة‬
‫فقط« لكنها بحسب العلن الحكومي كانت ‪ .517368‬وهو ما يصل لزيادة تقدر بع ع ‪ 254331‬وهععو‬
‫ما يؤكد في المحصلة أن الزيادة في أعداد الجانب في العامين ‪ 2006‬و ‪ 2007‬كانت كارثيععة‪ ،‬وهععو‬
‫ما يخلق أكثر من علمة استفهام بشأن صدقية الجهزة الحكومية في العلن عن بياناتها من جهععة‪،‬‬
‫أو حتى بشأن مستويات أدائها وقدرتها على القيام بمهماتها الحصععائية علععى أكمععل وجععه مععن جهععة‬
‫أخرى‪ ،‬على الرغم من تصريح احد الوزراء مؤخرا ً بأنه »يمكن الوصول إلععى المعلومععات بكبسععة زر‬
‫في اي وقت بسبب وجود قاعدة معلومات متطورة«‪.‬‬

‫التجنيس‪ ...‬سياسي خارج القانون‬


‫‪37‬‬
‫‪7‬‬
‫‪37‬‬
‫‪8‬‬
‫لم تكن الفعاليععات السياسععية الععتي تنععاولت ملععف التجنيععس مقتصععرة علععى التشععكيك فععي وجععود‬
‫سياسات تجنيس واسعة ذات أهداف سياسية خفية‪ ،‬لكنها أيضًا‪ ،‬طرحت الكثير من التسععاؤلت عععن‬
‫قانون التجنيس الحالي ومقارنته بالقوانين السابقة التي كانت تتيح ‪ -‬بحسب المعارضععة ‪ -‬الشععفافية‬
‫المطلقة في العلن عن المجنسين فععي البحريععن‪ .‬وهععو مععا يتصععل‪ ،‬بفجععوات مفتوحععة فععي النظععام‬
‫الحالي تجعل الرقابة على التجنيس ومدى توافق الطلبات مع الشروط الواجب توفرها أمرا ً يصعب‬
‫التوثق منه‪.‬‬

‫المراجعات في قانون الجنسية خلل الشهر الماضية لم تقتصر على التشععريعات الععتي بععدأت مععع‬
‫عهد الستقلل عن الوصاية البريطانية‪ ،‬بل شملت تلععك العتي كعانت فاعلععة إبعان العهععد البريطعاني‪،‬‬
‫وهي تشريعات كانت تضع الكثير من الشتراطات للحصول على الجنسية البحرينية‪ ،‬أقلها أن يكععون‬
‫ما ً باللغة العربية وأن يكون من أصحاب الملك‪.‬‬‫الراغب في الجنسية مل ّ‬

‫الكثير من المقععالت والتحليلت السياسععية اليععوم فععي ملععف التجنيععس‪ ،‬تععذهب إلععى أن التجنيععس‬
‫بصورته الحاليعة قعد أخععل بتلعك النظعم الثقافيعة والجتماعيععة العتي كعانت توحعد وتجمععع المنظومعة‬
‫الجتماعية البحرينية‪ ،‬هذه المخاوف التي أصبحت تتزايد اليععوم بعععد الخععر لععم تسععتطع المععرور مععن‬
‫العلن الخير عن تعداد البحرينيين من دون أن تصل إلى حدود باتت تضععرب فععي اللحمععة الوطنيععة‬
‫شيعة وسنة على حد سواء‪.‬‬

‫الذين كانوا يرون أن التجنيس هو عملية سياسية ضد الشيعة فحسب‪ ،‬لععم يععدركوا أن الكععثير مععن‬
‫الشرائح الجتماعية السنية في البحرين قععد بععدأت تعلععن تععذمرها مععن المجنسععين‪ ،‬وخصوصعا ً أولئك‬
‫الذين ل يمتلكون مستويات تعليمية مرتفعة ممن يعملون فععي بعععض القطاعععات العسععكرية وبعععض‬
‫وزارات الدولة‪ ،‬وهععو مععا يتصععل بحزمععة المشععاحنات الععتي شععهدتها الكععثير مععن المععدن والتجمعععات‬
‫السكانية التي تتصف بالغالبية السنية‪ .‬وهو ما كان في المحصلة ينتهي باعتبار آثار فئات المجنسععين‬
‫الذين عجزوا عن الندماج في المجتمع البحريني قععد بععدأت بالفعععل فععي صععناعة حععالت أو طبقععات‬
‫اجتماعية جديدة ل تستطيع أن تتمازج أو أن تتلقى مع باقي الطبقات‪.‬‬

‫معدلت التجنيس ‪ ...‬الحقيقة المغّيبة‬

‫وحتى اليوم‪ ،‬تستمر الضبابية بشأن أعداد المجنسين في البحرين مععن خلل تتبععع عععرض البيانععات‬
‫للزيادة السكانية والتعداد السكاني للبحرينيين‪ ،‬وعلى رغم أن البيانات والتصريحات الحكومية تصععر‬
‫على أن أعداد المجنسين لم تصل إلى الحدود التي تطلقها ول تزال تطلقها أطععراف المعارضععة‪ ،‬إل‬
‫أن الجدل السياسي بشأن هذا الملف ل يزال على أشده‪ ،‬وخصوصا ً أن العلن الخيععر عععن التعععداد‬
‫السكاني في البحرين قد ألقى بظلله وتبعاته السلبية على الكثير من الملفععات الخععرى‪ ،‬وخصوصعا ً‬
‫في ملفي السكان وتدني مستويات الخدمات الصحية‪ .‬كذلك سيترك تأثيره على الكثافععة السععكانية‬
‫ومعدل دخل الفرد السنوي والكثير من البيانات الخرى التي تعتمد على عدد السععكان‪ ،‬وبالضععرورة‬
‫سيؤثر على جميع الخطط والبرامج الموضوعة سواء كانت في التعليم أو الصحة والخدمات‪...‬الخ‬

‫قبل ذلك‪ ،‬كانت المعارضة البحرينية قد أطلقت اتهامها للحكومة بتفعيل مععا أسععمته بع ع »التجنيععس‬
‫السياسي«‪ ،‬وذلك بهدف موازنة التعداد الطائفي في البحرين بين الشيعة والسنة من جهة‪ ،‬وبهععدف‬
‫‪37‬‬
‫‪8‬‬
‫‪37‬‬
‫التحكم بنتائج النتخابات البلدية والنيابية من جهة أخععرى‪ .‬هععذه التهامععات الععتي ازدادت وتيرتهععا مععع‬
‫‪9‬‬
‫النتخابات النيابية ‪ ،2006‬وردت أيضا ً في الكثير من التقعارير الحقوقيعة الصعادرة ععن المؤسسععات‬
‫وض السامي لحقوق النسان‪ ،‬وهو التقرير الذي سيرفع فععي‬ ‫والهيئات الدولية كان آخرها تقرير المف ّ‬
‫جنيف التي تستعد لمناقشة أوضاع حقوق النسان في البحرين شهر أبريل‪ /‬نيسان المقبل‪.‬‬

‫تحذيرات المعارضة من التجنيس السياسعي فعي البحريعن تمتعد لتصعل تبععات عمليعات التجنيعس‬
‫الموسعة إلى ملف السكان كما ذكرنا‪ ،‬وخصوصا ً أن الكثير من المؤسسععات المدنيععة بععاتت تشععكك‬
‫في وجود سياسات تمييزية في التعامل مع الملف السععكاني‪ ،‬إذ تععذهب هععذه المؤسسععات إلععى أن‬
‫الحكومة تعمد لتمييز مواطنيها المجنسين في الحصول على الخدمات السكانية مقارنععة بمواطنيهععا‬
‫الصليين‪ ،‬وهو ما تبعته الكثير من الشارات نحو ضرورة تفعيل قوانين حماية الشعوب الصلية‪.‬‬

‫وهكذا‪ ،‬تزداد سخونة هذا الملف السياسي كل يععوم‪ ،‬وسععواء أكععانت اتهامععات المعارضععة للسععلطة‬
‫بأنها تسعى من وراء هذا التجنيس لهداف سياسية تنوي استبدال أبناء هذا الععوطن بععآخرين أو فععي‬
‫اتجاه تنويع النسيج الجتماعي البحريني طبقا ً للتجارب الشرق آسيوية مثل ماليزيا‪ ،‬فإن الكععثير مععن‬
‫المراقبين يسعألون ععن مععدى اسعتطاعة بلععد مثععل البحريععن فععي اسعتيعاب هعذه الزيعادة السعكانية‬
‫المجنونة‪ ،‬ومدى قدرتها على توفير احتياجات هذه الزيادة السكانية سواء على الصعيد الخععدماتي أو‬
‫حتى فرص العمل الكافية لمثل هذا التعداد الضخم‪.‬‬

‫وفي هذا السياق‪ ،‬يذهب بعض المحللون السياسيون إلى أن العوفرة الماليعة فعي مخعزون الدولعة‬
‫مل مثععل‬‫خلل السنوات الثلث الماضية‪ ،‬هي من أعطت للدولة الضوء الخضر في مراهنتها على تح ّ‬
‫هذا العبء الذي تعتقد الجمعيات السياسية في المعارضة أنه مراهنة خاسرة سععترتد علععى التجربععة‬
‫الصلحية السياسية والقتصادية بالخسائر‪.‬‬

‫الجانب‪ ...‬والزيادة الربع مليونية‬

‫وفي سياق مختلف‪ ،‬تبدو الزيادة الربع مليونية في أعععداد الجععانب بععدءا ً مععن العععام ‪ 2006‬وحععتى‬
‫سبتمبر ‪ ،2007‬أكثر من مجرد جععرس إنععذار للدولععة ومؤسسععات المجتمععع البحرينععي‪ ،‬وإذا معا كععان‬
‫معدل النمو الخير بالنسبة إلى الجانب سيستمر فإن العام ‪ 2008‬سيكون العام الخيععر فععي تاريععخ‬
‫البحرين الذي يكونون فيه الغالبية‪.‬‬

‫تتجه البيانات الواردة في الجداول والحصععاءات المرفقععة إلععى أن أعععداد الجععانب المقيميععن فععي‬
‫البحرين سيكونون خلل العام المقبل غالبية سكان هذه الجزيععرة الصععغيرة‪ ،‬وهععو مععا يعتععبر سععابقة‬
‫تاريخية في البحرين وهو ما يحمل أيضا ً الكثير من الختبارات والتحععديات لمجمععل العمليععة التنمويععة‬
‫في البحرين‪.‬‬

‫هذه الزيادة في العمالة الجنبية تتضارب مع التوجهات التي تؤكدها الكثير من الجهزة الحكوميععة‪،‬‬
‫وخصوصا ً مجلس التنمية القتصادية الذي يسعى ضمن توجيهات سمو ولي العهد إلى خفض العمالة‬
‫الوافدة الرخيصة لصالح العمالة المدربة‪.‬‬

‫وفي ظ ّ‬
‫ل ضعف القاعدة الخدمية والبنععى التحتيععة للدولععة‪ ،‬فععإن الزيععادة فععي أعععداد الجععانب فععي‬
‫‪37‬‬
‫‪9‬‬
‫‪38‬‬
‫البحرين ستلقي بظللها على مستوى الخدمات التي تستطيع الدولة تقديمها للمواطنين والمقيميععن‬
‫‪0‬‬
‫على حد سواء‪ .‬وتمتد هذه المخاوف للكثير من القطاعات الخدمية وعلى رأسها الخععدمات الصععحية‬
‫إذ يزاحم هعؤلء الجعانب المعواطنين فعي الخعدمات الحكوميعة‪ ،‬وكعذلك فعي قطاععات أخعرى مثعل‬
‫التعليم‪.‬‬

‫البعاد السلبية في زيادة عدد الجانب المقيمين في البحرين تمتد أيضا ً نحو زيععادة نسععب البطالععة‬
‫في البحرين‪ ،‬وخصوصعا ً أن نسععب تواجععد الجععانب المقيميععن فععي البحريععن تععزداد داخععل الطععارات‬
‫العائلية‪ ،‬وهو ما يزيد من توسع القاعدة الجتماعية للمجموعات الجنبية في البحرين وهو ما يشععكل‬
‫مزاحمة للبحرينيين في تحصيل الوظائف التي يوفرها القطاعان الحكومي والخاص في الدولة‪.‬‬

‫‪ 26‬مجّنسا ً في اليوم ‪ ...‬أكثر من تحدٍ‬

‫ل يمكننا في محصلة هذا الملف‪ ،‬أن نمر من هذا المعععدل فععي التجنيععس مععن دون أن نقععدم هععذه‬
‫سك بخيوط الملععف الععذي ل يمثععل فععي أقععل مسععتوياته إل‬
‫المعلومات لعموم مؤسساتنا المدنية لتم ّ‬
‫تحديا ً حقيقي ّا ً للدولة ومجتمعها‪.‬‬

‫إن حوارا ً مسئول ً على مستوى الدولة ل بد أن يفعل‪ ،‬وخصوصا ً أن الكثير من الفئات المكونة لهذا‬
‫المجتمع قد بدأت بالفعل في قراءة هذا الملف بطريقة تتصععل بقطععع وتمزيععق الصععورة الجتماعيععة‬
‫المتماسكة للمجتمع البحريني‪ .‬والدولة الععتي مععا زالععت تتحفععظ عععن الفصععاح عععن عععدد مععا قععامت‬
‫مل مسئولية طأفنة هذا الملف ليصبح أحد الملفات التي تشععرخ‬ ‫بتجنيسهم في البحرين‪ ،‬هي من تتح ّ‬
‫في وحدة أبناء البحرين شيعة وسنة‪.‬‬

‫لم تعد العملية السياسية في البحرين تحتمل ما يلقى عليها من ملفات معلقة من دون حسم‪ ،‬ول‬
‫بد للدولة أن تضطلع بمسئولياتها كاملة في هذا السياق‪ ،‬وإذا ما كععان للملفعات المعلقعة معن حاجععة‬
‫في ترتيبها بحسب أجندة أولويات عاجلة‪ ،‬فإن ملف التجنيس السياسععي فععي البحريععن كمععا تسععميه‬
‫المعارضة هو أول هذه الملفات أهمية وخطورة‪.‬‬

‫أخيرًا‪ ،‬سواء أكانت هذه الوتيرة في التجنيس ممنهجة أم ل؟‪ ،‬فإن قععرارا ً سياسعي ّا ً ومناقشععة جععادة‬
‫تحت قبة المجلس الوطني ل بد أن يكونا ضععمن أولويععة العمليععة السياسعية فععي البحريععن‪ ،‬أمل ً فععي‬
‫إبطاء وتيرة عمل موظفي إدارة الهجرة والجوازات والجنسية من دون الضرار بالعاملين فيها‪ ،‬فهم‬
‫ببساطة‪ ،‬ل يفعلون إل ما يؤمرون‪.‬‬

‫»قالت المنظمات غير الحكومية إن هناك مضايقات كثيرة تمنع من حرية تدفق المعلومعات‪ ،‬فيمعا‬
‫يتعلق بشئون الدولة والمسئولين ول يوجد في البحرين قانون يعطي الحق فععي تععدفق المعلومععات‪،‬‬
‫وكان بعض أعضاء البرلمان السابق اقترحوا قانونا ً بشأن حرية تدفق المعلومات ولكن الحكومة لععم‬
‫تمرره‪ .‬وبعض أعضاء البرلمان الحالي سأل الحكومة عن معلومات محددة عن الراضي ولكن هععذه‬
‫المعلومات مازالت ممنوعة وغير متداولة‪ ،‬كمععا منعععت الحكومععة تععوفير أيععة معلومععات عععن حملت‬
‫التجنيس في البحرين«‪.‬‬
‫المادة ‪ 28‬من التقرير الموازي للمفوض السامي لحقوق النسان ‪2008‬‬
‫‪38‬‬
‫‪0‬‬
‫‪38‬‬
‫»قالت الفيدرالية الدولية إن حملت التجنيس الواسعة دوافعهععا سياسععية وللحصععول علععى قاعععدة‬
‫‪1‬‬
‫في المجتمع موالية للحكم‪ ،‬ولكن هذا أدى إلى آثار سععلبية علععى المععواطنين‪ ،‬ولسععيما فيمععا يتعلععق‬
‫بالوظائف والسكان والتعليم والصحة«‪.‬‬
‫المادة ‪ 43‬من التقرير الموازي للمفوض السامي لحقوق النسان ‪2008‬‬

‫صحيفة الوسط| العدد ‪2008-03-19 | 2021‬م الموافق ‪ 11‬ربيع الول ‪ 1429‬هع‬

‫‪38‬‬
‫‪1‬‬
‫‪38‬‬
‫توحدوا حول راية التجنيس السياسي؟‬
‫‪2‬‬
‫الكاتب ‪ :‬عبد المير داود‬

‫ذكرتني الحوارات السياسية ) حركة أمل والوفاق وحركة حق( ‪ ..‬بأحداث لبنانية سععاخنة‪ .‬عصععفت‬
‫بالبيت الشيعي ودارت بين حزب الله وحركة أمل في حقبة التععوتر السياسععي بينهمععا أبععان التكععوين‬
‫السياسي لهما ‪ ،‬وكان الجدل يدور حول كيفية إدارة الساحة الشيعية وكيععف تعاطيهمععا مععع القضععايا‬
‫الوطنية‪.‬‬

‫لكن ‪ ..‬النهاية ماذا أصبحوا؟؟‬

‫في خندق واحد يجمعهم الحب والطموح والتطلع والمل والتطوير والحس الوطني والسلمي ‪..‬‬

‫لنهم عرفوا أنهم ل مناص من شد أزر بعضهم البعض واللتفاف حول المطلععب الحقيقععي ) تقويععة‬
‫الطائفة علميا ً وفكريا واقتصاديا ً وإعلميا ً ( وهو ما نفتقده الن ولأدري ما هععي الموانععع والسععباب ‪،‬‬
‫وفي خط موازي تم توحيد الصف الوطني الشيعي على أساس ان هناك حععرب إبععادة ) كمععا تجلععت‬
‫بشكل واضح في حرب ‪2006‬م( وهي مشععابهة تمامعا ً فععي البحريععن كمععا فععي التجنيععس السياسععي‬
‫) تقرير البندر(‪.‬‬

‫اعتقد أن القضية الكبيرة هي كيف ننقد الطائفة الشيعية كشريك يمثععل غالبيععة الشعععب ل شععريك‬
‫بعد التجنيس يمثل أقلية ؟؟ قبل فعوات الوان؟؟؟ علعى قاععدة تطعوير الداء السياسعي والميعداني‬
‫والعلمي والحضاري‪.‬‬

‫أتمنى ان يلتفت الشعععب لهععذه القضععية ول ينسععى أي قضععية أيضعا ً مهمععا كععانت ؟؟ لكععن القضععية‬
‫الساس ) كما في أدبيات حزب الله أن الوصية عدم إلقاء السلح ضد العدو السرائيلي (‬

‫ففععي البحريععن القضععية والوصععية السععاس ) هععي التجنيععس السياسععي ( وهععي أشععد وطئة وبكععل‬
‫المقاييس كارثية وهي أهم من قضية تغيير الدستور او تعديله ؟؟‬

‫التجنيس السياسي و تغيير التركيبة السكانية كارثة حتى لعو ولععد دسععتور ععادل أو معاصععر؟؟ بعععد‬
‫ذلك فلنا يكون لنا صوت مؤثر لن كل مفاتيح اللعب السياسي ستكون بيد الحكومة والسلطة؟؟‬

‫ولمكان لنا في أي فرز إنتخابي جديد للتاثير في القرار الوطني؟؟ كما هععو الحععال فععي فلسععطين‬
‫‪ 48‬فصوت العرب في الكنسيت السرائيلي ‪ ...‬وجوده مثل عدمه والدليل أن الدكتور عزمي بشارة‬
‫إستقال وعزى ذلك إلى سبب رئيسي أن المواطنة مفقودة في ديمقراطية العدو السرائيلي ‪.‬‬

‫ركزوا ياشباب المختلفيعن فعي التععاطي السياسعي فعي العوطن علعى التجنيعس سعواء معن قبعل‬
‫بالعملية السياسية أو رفضها؟؟ وتوحدوا حول رايتها؟‬

‫أعتقد بل أجزم أن راية التجنيس الكل متفق عليها في الداخل والخارج؟ وهي كارثة بكععل أدبيععات‬
‫‪38‬‬
‫‪2‬‬
‫‪38‬‬
‫السياسة‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫وهي القنبلة التي أختفت حول النفراج السياسي ‪2002‬م‪.‬‬
‫‪03-05-2008‬‬
‫هل نحن مقبلون على انفجار سكاني؟‬

‫الكاتب ‪ :‬شعلة شكيب‬

‫برزت في الونة الخيرة جدلية التعداد السكاني ومعدل النمععو السععكاني فععي المملكععة بنععاء علععى‬
‫التضارب بين الرقام المعلنة بحسب الحصاءات المعمول بها وبين ما كشف عنه حديثا ً وزير شؤون‬
‫مجلس الوزراء الشيخ أحمد بن عطية الله‪.‬‬
‫ولعل الستجواب الموجه للوزير عطية الله لهو خيععر دليععل علععى جدليععة قائمععة تحتععاج إلععى وقفععة‬
‫شجاعة والفصاح عن المور بشفافية وأمانة‪ ،‬ومن منطلق الحفاظ على مصلحة الوطن والمواطن‪،‬‬
‫فل ينفع أن ندفن رؤوسنا في الرمال كالنعامة ظنا منا أن الخرين لن يروننا‪ ،‬فالكشف عععن الرقععام‬
‫الصحيحة تعني التزاما وكشفا شفافا لمواطن الخلل والقوة في نفس الوقت‪.‬‬

‫ان جدلية التعداد السكاني للمملكة والطفرة المدهشة في معدل التعداد السكاني في سععنة بنحععو‬
‫‪ 300.000‬نسمة أثارت دهشة المراقبين المحليين والخارجيين‪ .‬وفي هذا الصدد يمكننا الشارة إلى‬
‫مقال علي خليفة الكواري المعنون ''الخلل السععكاني اعتععداء علععى حقععوق المععواطن'' الععذي يلقععي‬
‫الضوء على ظاهرة خطيرة أخذت تكتسح بعض دول الخليج ومن بينها مملكة البحرين‪ ،‬وهي ظاهرة‬
‫الطفرات غير المبررة علميا ونظريا في النمو السكاني‪ .‬وهو بذلك أطلق ناقوس الخطر ويجععب أن‬
‫نستمع إليه ونتوقف عنعده لنعيعد حسعاباتنا وإحصعاءاتنا‪ ،‬فل نمعر عليهعا معرور الكعرام ول نحعاول أن‬
‫نبررها بوجود مراكز متععددة لحسعاب التعععداد السعكاني مثععل الجهعاز المركعزي للحصععاء والسععجل‬
‫السكاني وغيرها‪.‬‬

‫نعلم بأن هناك خصومة مزمنة وعدم وفاق بين الجهزة الرسمية والرقام في دولنا النامية أو دول‬
‫العالم الثالث‪ ،‬لكععن بعيععدا عععن هععذه الخصععومة كونهععا تعععري النظمععة مععن وسععائل دفاعهععا وتظهععر‬
‫للشعوب حقيقة ما يجري من قبلها في الكواليس‪ ،‬فإنه لبد من أن يقبل الجميع بأنه في ظل غيععاب‬
‫الشفافية في التعامعل معع الرقعام والحصعاءات فعإن مصعداقية الجهعزة الحكوميعة أصعبحت علعى‬
‫المحك وأضحت محل شك وريبة‪ ،‬كما أن العلن عن الحصاءات الحقيقية دون اللجوء إلعى تزييفهعا‬
‫ومععن ثععم محاولععة تزييععف الععرأي العععام حولهععا هععي القاعععدة لنطلق الخطععط التنمويععة فععي جميععع‬
‫القطاعات‪ ،‬وعند الركون إلى إحصاءات خععاطئة فعإن خططنععا وبرامجنععا المسعتقبلية تكعون فععي واد‬
‫والواقع العملي في واد آخر‪.‬‬

‫وعليه يحق لنا أن نتساءل عن جدوى خطط توضع في غيععاب إحصععاءات حقيقيععة دقيقععة‪ ،‬وقععدرتها‬
‫على أن تلبي الطموحات والحتياجات‪ ،‬ويصبح مشروعا أن ندعو الوزراء بأن يشمروا عن سواعدهم‬
‫لتعديل خطط وزاراتهم بحسب الحقائق والرقام الحقيقية لتجنب تسونامي فشل خططهم‪.‬‬
‫والحقيقة التي تكشف عنها الرقام الخيرة هي أن المملكة مقبلة على انفجار سكاني فععي العقععد‬
‫المقبل‪ ،‬فل يخفى على أحد أن هناك عملية تجنيس سياسي قائمة على قدم وسععاق‪ ،‬وبالفعععل فقععد‬
‫بدأت تباشيرها في الظهور‪ ،‬فأزمة السكان والبطالة والفقر والصحة والختناقات المرورية مععا هععي‬
‫‪38‬‬
‫‪3‬‬
‫‪38‬‬
‫إل نزر يسير مما نحن بصدد مواجهته في مملكة أصبح فيها أقلية ومن الدرجة الثانية ينافسععهم فععي‬
‫‪4‬‬ ‫الخدمات وفرص العمل الجنبي الذي يفوق أحيانا المواطن في المتيازات والمكانات‪.‬‬

‫إن الجهات المسؤولة عن الحصاء والمعلومات هي مسؤولة عن الجدل الدائر في الساحة‪ ،‬ومععن‬
‫حق المواطنين كشف أسبار خععزائن الرقععام بحثععا عععن الحقععائق‪ ،‬فععإن قبلععت الطععراف المسععؤولة‬
‫بحقيقة إخفائها الحصاءات الحقيقية فذلك إقرار منهععم بارتكععاب جريمععة بحععق الععوطن والمععواطنين‬
‫واستخفافا بعقولهم وهضما لحقوقهم المشروعة في إطار المواطنة‪ ،‬ومن جهة أخععرى فإنهععا إذا مععا‬
‫لجأت إلى المراوغة والتذرع بأعذار كوجود أجهزة متعددة قد تصدر إحصععاءات متباينععة فإنهععا طامععة‬
‫كبرى أخرى‪ ،‬لنها بذلك تكشف عن عدم كفاءتها وقدرتها علععى إدارة مصععالح الععوطن والمععواطنين‪،‬‬
‫وعلى الصعيدين فإنها بذلك مسؤولة مسؤولية خطيرة وتتحمل وزر ما أخلت به من واجععب انيطععت‬
‫بها وإخلل بالمانة التي أودعت بيدها‪.‬‬

‫‪05-05-2008‬‬

‫‪38‬‬
‫‪4‬‬
‫‪38‬‬
‫تهجير البحرينيين‬
‫‪5‬‬
‫الكاتب ‪ :‬فيكيتف‬

‫لقد دخلنا منذ فترة في مرحلة التهجير الطوعي )ألقسري( طبقا ً للمخطط الموضوع لتوفير فرص‬
‫العمل والسكن والتعليم والصحة والسياحة والتسوق والنتشار في الشوارع والحععدائق والمجمعععات‬
‫والتمتع بمختلف متطلبات العيش الرغيد لجحافل المجنسين القعادمين معن مجتمععات متخلفعة معن‬
‫دول عربية وآسيوية والذين من اجل عيونهم يجعب أن يضعحى بعالمواطنين ويجعب أن يتعم إزاحتهعم‬
‫ونفيهم من الرض وان يتم تغير هوية البلد العربية عن طريق تجنيس السيويين وفععي تحععد لطبيعععة‬
‫الشياء والمنطق والعقل والطبيعة ولن نبالغ إذا قلنا أن حتى الرض تأن من وطععأة الغععراب الععذين‬
‫جاءوا ليغتصبوا الرض من أهلها الذين أفاقوا فجأة على واقع مر ووجدوا أنفسهم أغراب في بلدهم‬
‫يعصرهم اللم من رؤية هذه العداد من المجنسين التي تملىء الشوارع والمرافق حتى لم يعد من‬
‫مكان للمواطنين غير البقاء في بيوتهم أو الهجرة وعلينا أن نستعرض السباب التي تؤدي إلععى هععذا‬
‫الحباط ومن ثم الهجرة ‪-:‬‬

‫‪-‬عملية التجنيس )التوطين( الكبرى التي لم تشهد لها المنطقة من مثيل باسععتثناء إسععرائيل حيععث‬
‫أفاق المواطنون ليكتشفوا أن عددهم قد بلغ ‪ 1.05‬مليون نسمة وارتفعت نسبة النمو مععن ‪% 2.3‬‬
‫إلى ‪ % 15‬في غفلة من الزمن والناس إل من الجرمين الذين حاكوا هذه الموامرة في الظلم‪.‬‬

‫‪-‬وجود أزمة إسكانية فريدة من نوعها في الخليج حتى وصلت فترات النتظار إلععى ‪ 20‬سععنة بينمععا‬
‫يمنح المجنسون )المستوطنون( البيوت فور أن تطأ أقدامهم ارض البحرين‪.‬‬

‫‪-‬معاناة المواطنين من البطالة بينما يتم تعوفير العمعال علععى اختلفهعا للمجنسعين والجععانب وإذا‬
‫أردنا التأمل في هذا الجانب سوف نرى كيفية توزيع العمال على المجنسين كالتالي ‪:‬‬
‫قوة الدفاع والداخلية ومراكز الشرطة لليمنيين والسورين والردنيين والباكستانيين‪.‬‬
‫قطا ع التعليم للمصريين والردنيين والسوريين وجنسيات آخري ‪.‬‬
‫القطع الصحي للمصريين والعراقيين والردنيين والسوريين والهنود‪.‬‬
‫القطاع التجاري والمصرفي للهنود ‪.‬‬
‫قطاع الخدمات والبناء والمقاولت للهنود والباكستانيين والجنسيات الخرى‬
‫وما على المواطن إل أن يذهب للبحث عن مصادر الرزق بالحفر في الصخر لعله يجد شيء‪.‬‬

‫‪-‬خصم ‪ % 1‬من فئة من المواطنين عنوة ومن دون رضائهم ومن دون فئات أخرى كبيرة تسععتفيد‬
‫من هذا الخصم ول تساهم فيه في خطععوة فريععدة تقععوم بهععا دولععة مععا علععى الرض تععؤمن بالعدالععة‬
‫والمساواة بين مواطنيها ‪.‬‬

‫‪-‬في الوقت الذي يعطى ‪ 50‬دينار لرب السرة يخصم ‪ % 1‬من جميع أفراد السرة العععاملين فععي‬
‫القطاعات المختلفة ياسثناء قوة الدفاع والداخلية وكبار الموظفين وكععأن مسععؤولية العععاطلين تقععع‬
‫على هذه الفئة فقط هذا مععع العلععم أن أعععداد كععبيرة مععن المععواطنين لععم يمنحععوا هععذه العلوة مععع‬
‫أحقيتهم وذلك بسبب العداد الهائلة من المجنسين الذين أعطوا الولوية في الصرف‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫‪5‬‬
‫‪38‬‬
‫‪-‬إذكاء نار الطائفية بين الناس الذين عاشوا متآخين طول عمرهم و فععي سععلم علععى هععذه الرض‬
‫‪6‬‬ ‫وبمنهجية تقوم بها أطراف مأجورة بناء على تقرير البندر‪.‬‬

‫‪-‬المجىء ببرلمان بناء على انتخابات جرت بعععد التلعععب بالععدوائر وبأصععوات المجنسععين والععدوائر‬
‫الخارجية مما اثر وبشكل كبير على كل القرارات الصادرة عنه‪.‬‬

‫بعد كل ذلك هل هذا البلد مؤهل للعيش والسكنى إل للمجنسين الفاقين المتمصععلحين المرتزقععة‬
‫وعلى هذا الجيل والجيال القادمة أن ترصد وتتربص فسوف تععرى مععا ل يمكععن أن يطيقععه أو يقععوى‬
‫عليه بشر ‪.‬‬

‫ملتقى البحرين|‪2008-05-30‬‬

‫‪38‬‬
‫‪6‬‬
‫‪38‬‬
‫نلوم الدولة أم نلوم المجنسين‬
‫‪7‬‬
‫الكاتب ‪ :‬لميس ضيف‬

‫عندما نزلنا في مطار جدة كان طابور المعتمرين بم عد ّ النظععر‪ ،‬ورغععم أن المطععار ل يفععرد رسععميا ً‬
‫معععبرا ً خاص عا ً للخليجييععن إل أن موظف عا ً ارتععأى تخصععيص كشععك لهععم لمععا رأى الزحععام‪ .‬وفععي ثععوان‬
‫معدودات تدافعت عشرات العععائلت الخليجيععة للمعععبر الجديععد ومععن بينهععم عائلععة آسععيوية تكتسععي‬
‫مععا كلمهععم‬
‫بالبنجابي التقليدي‪ .‬تنبه الشععرطي لهععم بععالطبع وسععارع لبعععادهم ولكنهععم لععم يفهمععوه ل ّ‬
‫بالعربية كما لم يفهموه حتى بالنجليزية ؟ لرداءة لفظه علععى الرجععح ‪ -‬ومععا إن اسععتوعبت السععرة‬
‫مقصده حتى رفعت جوازاتها البحرينية في عين الشرطي الذي فغر فاه وتولى عنهم متبرما ً وسععط‬
‫تعليقات الخليجيين الموجودين الساخرة!!‬

‫هذا الموقف يتكرر إجمال ً في كثير من المطارات؛ أناس منحوا الجنسية البحرينيععة حععديثا ً ولزالععوا‬
‫ل؛ رغععم أن قععانون الجنسععية يشععترط‬ ‫متمسكين بأزيائهم ولغتهم وكثيرا منهععم ل يتكلععم العربيععة أص ع ً‬
‫بشكل واضح '' فقرة ج‪ 6-‬من القانون'' أن يجيد المجنس اللغة العربية ولكنه بند يتم القفز عليععه ؟‬
‫تمامًا‪ -‬كما يتم القفز على غيره من البنود!!‬

‫منعتني الكياسة من ذكر الموقف أعله للفاضل الذي زار ''الوقت'' أخيرا ً مطالبا بعدم ذكععر كلمععة‬
‫مجنس أو مواطن من أصول عربية ‪ -‬بأي شكل‪ -‬في الصحافة مشددا ً على ما فعي هعذا اللفعظ معن‬
‫تمييز غير دستوري وملوحا ً بإمكانية مساءلة الصحف التي ل تلتزم قضائيا‪ ..‬الفاضل تجاهل ‪ ،‬أو ربما‬
‫لم يكن يعرف‪ ،‬أن لفظة المجنس وردت في القانون البحريني نصا ً تحت بند المسميات إذ ورد‪:‬‬
‫المتجنس‪ :‬تعني كل شخص منح الجنسية البحرينية بمقتضى أحكام المادة ‪ 6‬من قانون الجنسية‪.‬‬

‫في حديثنا سألته بوضوح إن كان ‪ -‬كمجنس نخبوي‪ -‬يشعر بالتمييز فأكد بأنه لم يشعععر بععه إل فععي‬
‫السنوات الع ‪ 3‬الخيرة‪ ..‬ما قاله يتوافق بشكل كامل مع الواقع ويبرهن عليه‪ ..‬فقبيععل العععام ‪2001‬‬
‫منح الجنسية أنه من ذوي المكانععة والحظععوة‪ ..‬كععانت الجنسععية‬
‫كان التجنيس انتقائيا؛ كنا ننظر لمن ُ‬
‫عندئذ تمنح للطباء والصحافيين والمستشارين ورجال العمال‪ ..‬أما بعد أن أصبحت تمنح لمن هععب‬
‫ودب فقد اختلفت النظرة تماما ً‪..‬‬

‫قبل سنوات لم يكن التمييز ضد المجنسين واقعا‪ ..‬أما اليععوم فهععو واقععع ولععه اسععتحقاقات مؤجلععة‬
‫الدفع‪ ..‬فالحتقانات والحقاد التي تتولد في نفوس هؤلء جراء النظرة الدونية لهم ستتضح ؟ ل فععي‬
‫جيل الباء‪ -‬بل في جيل البناء والحفاد الذين سيولدون مؤمنين بأنهم كععاملو المواطنععة ولععن يقبلععوا‬
‫بما دون ذلك؛ ما سيحولهم لبؤر توتر ل للشعب فحسب‪ ..‬بل للحكومة والسلطات أيضا ً‪!!.‬‬

‫ذاك الوضع ؟ للمانة‪ -‬ليس ذنب هذا الغريب الذي قدمت له الحكومة البحرينية فرصة حياة أفضل‬
‫لعه ولبنععائه فاقتنصعها‪ .‬ولععو تعأتى لبحرينعي عاطعل مطحععون أن يهعاجر ويسععتقبل بالسععكن والعمععل‬
‫والجنسية لما عاف ذاك‪ ..‬وعليه فاللوم على من جنسهم بعيدا ً عن سدة القانون‪..‬‬

‫صحيفة الوقت | العدد ‪2008-06-08 | 839‬م الموافق ‪ 4‬جمادة الثاني ‪ 1429‬هع‬

‫‪38‬‬
‫‪7‬‬
‫‪38‬‬
‫المرتزقة‬
‫‪8‬‬
‫الكاتب ‪ :‬سلمان بن صقر آل خليفة‬

‫بعدما إنتهينا معن توضععيح جماععة النعافخون فععي نعار الطائفيعة ‪ ..‬والمحرضعون علععى كامعل الضععرر‬
‫للشعب البحريني الواحد ‪ ..‬أبو منكر ونكير ‪ ,‬والنافخ في الكير ‪ ,‬وأبو الكبععوس الكععبير ‪ ..‬جععاء الععدور‬
‫على المرتزقة الذين هم يدخلون إلى منتدى مملكععة البحريععن بأسععماء مسععتعارة ويوقعععون بأسععماء‬
‫وهمية ويسبون ويلعنون في خلق الله ثم يوقعون بأسماء كثيرة ووهمية ‪..‬‬

‫أنا ) بطبعي ( أحترم جميع المنتديات ‪ ..‬سواء المادحة لمقالتي أو المنتقدة لكل أو بعععض ممععا جععاء‬
‫في المقال ‪ ..‬ولكن يهمني فععي الدرجععة الولععى أن يكععون النقععد موضععوعي ‪ ,‬أمععا التجريععح والسععب‬
‫العلني فهذا دائما ً ما يكون إسلوب الضعيف ‪ ..‬وما جاء فععي منتععديات مملكععة البحريععن مععن فوضععى‬
‫وسب وتجريح ) تعليقا ً على مقالي السابق عن جماعات إشعال الفتن ( فهو إن دل على شيء إنما‬
‫يدل على حجم طفولية عقليععة غالبيععة المعلقيعن الععذين يختفعون تحعت أسعماء مسععتعارة ويقبضععون‬
‫الموال مقابل إشعال الفتن وسب وتجريح جميع المواطنين الشرفاء في هذا البلد ‪..‬‬

‫هؤلء المرتزقة الذين يتخفون تحت أسماء مثععل ‪ ..‬عاشععق البروفسععورين ) عاشععق المععال ( وعلععى‬
‫البحريني ) أشك إنك بحريني ( وفارس المحرق ) المحرق بريئة منك ( والبحرين أمععي ) مععا عنععدك‬
‫أم غير السخافة ( والغنام ) هذي مخه مخ تيععس ( والصععولجان الععذهبي ) هععذا أكيععد غيععر بحرينععي (‬
‫ولمسحر ) يعني الطبل ( والمل عمر ) غراب إبن غراب ( وبنت المحرق ) هذي إذا كععانت مععا تععزال‬
‫بنت ( وآية الله المواطن ) هذا سخيف ويتمسخر على الخالق الرحمععن وعلععى خلععق اللععه ومصععيره‬
‫النار إن شاء الله ( وأبو يزيد ) والله والنعم بأبو يزيد ‪ ..‬معاوية إبععن أبععي سععفيان والععذي كععانت أمععه‬
‫تضع العلم على بيتها حتى يستدل عليه الرجال الطالبين للمتعة معها عندما يكون زوجها فععي رحلععة‬
‫الصعيف إلعى بلد الشعام ( وأحمعد السعلفي ) العذي يتكلعم ععن الرجولعة وهعو متخفعي تحعت إسعم‬
‫مستعار ( وآخرهم بنوتة خطورة ) وهذه التي سبق وقلنا عن أن البنت التي تسمى بنوتة هععي الععتي‬
‫لديها شذوذ جنسي وتنام في السرير مع البنت الخرى المسترجلة وتسمى البوية‪.( ..‬‬

‫هؤلء هم المرتزقة الذين يعتقدون بأن البحرين سوف تتقععدم بواسععطتهم وتزدهععر ‪ ..‬ومععع أن بلدنععا‬
‫تزخر بالرجال والنساء المحععترمين والعلمععاء والمفكريععن وأصععحاب النفععوس الطيبععة ‪ ,‬أل أن هععؤلء‬
‫المفسدون في الرض هم مجموعة صغيرة ونكرة وبودهم إشعال نيران الفتنة بين الشعععب الواحععد‬
‫في هذا البلد الزاهر ‪..‬‬

‫يطلق على نفسه إسم أحمد السلفي ) وهو إسم مستعار ( ثم يقول إن رجععل أرد عليععه ‪ ..‬وهنععا أنععا‬
‫أسأل جمهور القراء من الشعب البحريني الطيب ‪ ,‬من هو الرجل ؟ هععل هععو ذاك الععذي يكتععب فععي‬
‫صالح الوطن والمواطن ويضع بجانب كتاباته صورته وإسمه الكامل وعنوان بريععده اللكععتروني ؟ أم‬
‫ذاك الحيوان الذي يتخفى تحت إسم مسعتعار هعو أحمعد السعلفي أو أبعو يزيعد لعنعة اللعه عليعه ؟ ‪..‬‬
‫أجيبوني بكل صراحة الله يرحم والديكم ‪..‬‬

‫‪11-07-2008‬‬

‫‪38‬‬
‫‪8‬‬
‫‪38‬‬
‫المواطن المظلوم‬
‫‪9‬‬
‫الكاتب ‪ :‬د‪.‬أنيسة فخرو‬

‫أكتب عن المواطن المظلوم لكي ننصر الحق ونحن في بدايات الشهر الفضيل شهر النور والحععق‬
‫أعاده الله عليكم وعلى جميع المسلمين بالخير والسلم‪ * .‬أسرة بحرينية صغيرة مكونة من الععزوج‬
‫والزوجة وطفل‪ ،‬تعمل الزوجة في مؤسسة تابعة للحرس الوطني الععتي تععوفر لهععم شععقة يسععكنون‬
‫بها‪ ،‬وفجأة وفي يوم لم يخطر على البال جاءهم نبأ يفيد بضرورة إخلء شقتهم في الحععال‪ ،‬فهرعععوا‬
‫لمعرفة السبب‪ ،‬فإذا بهم أمام إنذار آخر بترك الشقة‪ ،‬فقععاموا بعععدة محععاولت لكععي تععتراجع الجهععة‬
‫المعنية عن قرارها‪ ،‬إل أن المر صدر بإخلء جميع الشقق فععي المبنععى مععن جميععع السععر البحرينيععة‬
‫وإحلل الخوة العرب والجانب المجنسين من العاملين الجدد بالمؤسسة بدل منهم‪.‬‬

‫هنا شعر البحرينيون بععالظلم والغبععن‪ ،‬فععذهبوا شععاكين حععالهم إلععى المسععئولين‪ ،‬فقيععل لهععم إنكععم‬
‫بحرينيون ولديكم أهل في بلدكم ويمكنكم أن تلجأوا إليهم‪ ،‬لكن هؤلء الغرباء مساكين‪ ،‬وهم يععأتون‬
‫للخدمة هنا ول أقارب لديهم‪ ،‬ونحن مضطرون إلى اتخاذ هذا الجععراء‪ ،‬لكننععا سنعوضععكم مععائة دينععار‬
‫عن الشقة لكي تجدوا بديل لها‪ ،‬ضحك المظلومون بغصة اللععم وقععالوا‪ :‬كيععف يمكععن أن نجععد شععقة‬
‫بذلك المبلغ لليجار في هذا الزمن الغبر؟ ثععم لمععاذا ل تعطععون هععذا المبلععغ لمععن تريععدونه أن يحععل‬
‫مكاننا لكي يبحث له عن سكن يناسبه بهذا المبلغ؟‬

‫يحق للخوة الجانب والعرب في أغلب الدول العربية والجنبية شراء وتملك العقارات‪ ،‬إل أن هععذا‬
‫الحق مشروط بضوابط وشروط دقيقععة محععددة‪ ،‬مثععل اقتصععارها علععى منععاطق محععددة فععي البلد‪،‬‬
‫فليس من حق الجنبي استملك أي بقعة فيها‪.‬‬

‫و الحالة التي بين يدي عن أسرة بحرينية شيدت بعرق جبينها بيت العمر في مدينة سععار‪ ،‬وضعععت‬
‫طوبة على طوبة واختارت أصغر التفاصيل ليتلءم هذا البيت مع احتياجات البناء والوالععدين‪ ،‬وفجععأة‬
‫وفي غمضة عين فتحععوا أعينهععم ذات صععباح فععإذا بجيرانهععم مععن الخععوة الخليجييععن الععذين يجلبععون‬
‫عائلتهم من بلدهم مرة في الشهر ويستغلون بقية أيام السنة في )الوناسة( والسعرة حالهعا كحعال‬
‫اغلب السر البحرينية متدينة من دون تطرف أو تعصب وتحب أن تربي أبناءها على الفضيلة والقيم‬
‫الخلقية السليمة‪ ،‬فصعب على الهل أن يصحو أولدهم كعل صعباح وهعم متوجهعون إلعى المدرسعة‬
‫ليروا مناظر ل تسر الخاطر‪ ،‬وكثيرا ما يصحو الطفال الساعة الثانية صباحا على أصوات الموسيقى‬
‫العالية المنبعثة من جيرانهم الجدد‪ ،‬فقعدمت السععرة الشعكوى تلععو الشعكوى إلععى الجهعات المعنيععة‬
‫ولكن ل من مجيب‪ ،‬سنتان وهعم علعى هعذا المنعوال‪ ،‬وللسعف بعدل معن أن تنصعف الجهعة المعنيعة‬
‫شكواهم وجدوا أنهم في السنة الثانية يجععاورهم مالععك خليجععي آخععر مععن نفععس الجنسععية ويمععارس‬
‫السلوك نفسه‪ ،‬وبعد حين مالك آخر‪ ،‬وهكذا ظلوا علععى هععذا الحععال يوميععا حععتى فععاض بهععم الكيععل‪،‬‬
‫والمثل يقول‪ :‬الجار قبل الدار‪ ،‬فما كان منهم إل أن اضطروا إلى بيع بيت العمعر الععذي بنععوه بيعدهم‬
‫بأقل من سعره الحقيقي لكي يخلصوا من هذه المعانععاة اليوميععة واشععتروا بيتععا ل تسععع غرفععه عععدد‬
‫أفراد السرة‪ ،‬هربا من تلك المنطقة إلى منطقة أخرى بسعر أعلععى ومسععاحة اقععل‪ ،‬فععأين العععدل؟‬
‫وأين القانون؟‬

‫أسرة صغيرة مكونة من أم وأب وابنة يعمل كل الوالععدين‪ ،‬وابنتهمععا يؤمنانهععا فععي الروضععة‪ ،‬راتععب‬
‫‪38‬‬
‫‪9‬‬
‫‪39‬‬
‫الزوج ‪ 500‬دينار وراتب الزوجة ‪ 400‬دينار‪ ،‬لكنهم يعيشون في شقة باليجار‪ ،‬وكمععا يعععرف الجميععع‬
‫‪0‬‬
‫اصغر شقة أصبح إيجارها ‪ 350‬دينارا‪ ،‬ويدفعون للروضة ‪ 100‬دينار وللكهرباء والهاتف والمععاء ‪150‬‬
‫دينارا‪ ،‬فماذا تبقى من الدخل؟ ‪ 100‬دينار لمصاريف المأكل والملبععس والععدواء والمواصععلت‪ ،‬فهععل‬
‫يعقل ذلك؟ والجميع يعرف ماذا يعني المأكععل‪ ،‬أي أنععك تععدخل البقالععة أو السععوبر مععاركت لتشععتري‬
‫حاجيات بسيطة فإذا بك تدفع كل زيارة ‪ 20‬دينارا‪ ،‬ول تخرج من الصيدلية إل وقد دفعت مععا ل يقععل‬
‫عن ‪ 10‬دنانير‪ ،‬وخذوا على هذه الحال آلف السععر الععتي تعيععش حععال الكفععاف‪ ،‬وتخيلععوا معععي أنهععا‬
‫أسرة صغيرة جدا وكل الوالدين يعملن ولديهما راتب ثابت‪ ،‬فمععاذا عععن وضععع السععر الععتي ل يعمععل‬
‫فيها إل احد الزوجين؟ أو الذي يكون العائل الوحيد عاطل ععن العمعل أو يكعون متقاععدا أو ععاجزا؟‬
‫وماذا عن حال السر التي لديها طفلن أو أكثر؟ بالتأكيد يصععيحون مععن الويععل‪ ..‬ونحععن علععى أبععواب‬
‫المدارس والشهر الفضيل والعياد‪ ،‬ويا ستار استر ويا معين أعن‪.‬‬

‫‪ 05-09-2008‬الموافق ‪ 5‬رمضان ‪1429‬هع‬

‫‪39‬‬
‫‪0‬‬
‫‪39‬‬
‫الحادثة التي هزت الرفاع‪ ..‬ماذا قال الضحية؟! وماذا قال‬
‫‪1‬‬ ‫ذووه؟‬
‫صرنا أقلية في منطقتنا‪ ..‬ومن انتهك عرض ابننا‪ ..‬انتهك عرض عائلة بأكملها‬

‫الكاتب ‪ :‬لميس ضيف‬

‫‘’لقد فجعونا في ولدنا‪ ..‬ونريد قضيتنا أن تتحول لقضية رأي عام‪ ..‬ونناشد أبانا ومليكنا وولي أمرنا‬
‫ملك البلد أن ل يترك حقنا وحق ابننا وشرف عائلتنا يضيع‪ ..‬ول أقول إل حسبنا الله في هؤلء الذين‬
‫أخذوا هذا الولد الصالح البار المصلي الذي يعرف دينه وربه‪ ،‬ولم يسئ يومعا ً لحعد ودنسعوه وهتكعوا‬
‫عرضه دون رحمة’’‪.‬‬

‫كلمات تغلي كمنجل حمم صبها قلب الب الذي تم قبل أيام العتداء على ابنه البالغ من العمر الع‬
‫‪ 16‬عامًا‪ ،‬والذي تم اختطافه والتناوب في العتداء عليه من قبل ‪ 4‬مجنسععين مععن أهععالي المنطقععة‬
‫في حادثة قلبت حياتهم للبد‪ .‬حادثة مؤلمة بتفاصيل بشعة قد ل يصدق المعرء منعا أنهعا تحصعل فعي‬
‫البحرين وعلى هذه الرض التي ما عرفت إل بالخلق والفضععيلة والمععن‪ ،‬قبععل أن تهععب عليهععا ريععاح‬
‫الجريمة‪ ..‬وتهز عروش الفضيلة والمن فيها إلى البد‪ ..‬نترككم الن مع الحوار الذي تم مع الضععحية‬
‫وأهله وذويه‪ ،‬والذي يسوقونه هنا ليصل لكل ضمير مازال يشعر بأسى غيره‪..‬‬

‫ماذا قال الضحية؟!‬

‫بين العبرة التي تخنقه والقناع المكابر والغاضب الذي يلبسه؛ يروي الضحية تفاصيل مععا جععرى لععه‬
‫في ذاك اليوم المشؤوم‪ ،‬ويقول‪:‬‬
‫توجهت عصر ذلك اليوم وابن خالتي للبقالة المحاذية للمنزل‪ ،‬لشراء شحن لهاتفي ووقفت بعععدها‬
‫خارجا ً أعبئ الرصيد منتظرا ً خروج ابن خالتي الذي كان يشتري حاجيعات أخعرى‪ ..‬وهنعا جعاءني هعذا‬
‫الشاب وهو سوداني مجنس من أبناء المنطقة‪ ،‬وقال لي إنه يريدني في أمععر مهععم‪ ..‬فععاقتربت منععه‬
‫فأخذني معه بحجة أن الموضوع مهم ول يريد لحد سععماعه‪ ..‬وعلععى بعععد خطععوات كععانت سععيارتهم‬
‫تتربص بي‪ ،‬فما إن مشيت خطوات حعتى تحركعت السعيارة نحعوي بسعرعة ففزععت‪ ،‬خصوصعا ً لمعا‬
‫طلب مني الدخول للسيارة للتحدث على انفراد‪ ،‬ولمحت فيها مجنسين اثنيععن مععن اليمنييععن‪ ..‬فلمععا‬
‫رفضت وهممت بالهرب سحبني بقوة شعرت معها أن جلدي قد تفسخ وأخذت في الصععراخ وطلععب‬
‫ن وجدت نفسععي فععي السععيارة المنطلقععة‬ ‫النجدة‪ ،‬ولكن أحدا ً لم يسمعني وينجدني؛ وفي غضون ثوا ٍ‬
‫بسرعة باتجاه الحنينية!‬

‫يصمت لبرهة ويتابع‪:‬‬


‫هناك أنزلوني وكانوا ثلثة وكنت حينها ارتجف وأجهل ‪-‬حتى تلك اللحظععة‪ -‬نوايععاهم‪ ،‬خصوصعا ً أنهععم‬
‫قدموا لي آنذاك ‘’الخمر’’ ووجدتهم يحملون لفائف بدت لي حينها لفععائف مخععدرات‪ ،‬فظننععت أنهععم‬
‫ما قدموه لي‪ ..‬حينها طلبوا‬ ‫يريدون أن يسحبوني لدرب الدمان معهم‪ ،‬وبالطبع رفضت تعاطي أي م ّ‬
‫مني خلع ملبسي فعرفت ما ينوون فعله وهموا بالصراخ علي وتهديدي بالقتل لما رفضت‪ ،‬ووجدت‬
‫نفسي مستسلما ً مشلول ً مععن الخععوف والععذعر بيععن هععؤلء الثلثععة الكبععار الععذين يسععتطيع أي منهععم‬
‫سحقي بساعديه‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫‪1‬‬
‫‪39‬‬
‫تفاصيل العتداء الليم‪..‬‬
‫‪2‬‬
‫يبلع ريقععه‪ ..‬يخفععي دمعتععه‪ ..‬ترتجععف يععداه ويشععخص ببصععره بعيععدا ً وهععو يسععتعيد الععذكرى الليمععة‬
‫ويواصل‪:‬‬
‫ي‪ ،‬وكان كل منهم يمسح ‘’آثاره’’ بتركسوت قديم ملقععى علععى الرض‪ ..‬وعنععدما فرغععوا‬ ‫تناوبوا عل ّ‬
‫ي فيها لمعدة نصعف سعاعة بعدت لعي‬ ‫مني خرجوا خارجا ً وتركوني حبيس ‘’العرشة’’ التي اعتدوا عل ّ‬
‫حينها كالسنة أو يزيد!‬
‫ل؟! سألناه ونحن نرجو أن تكون الجابة بالنفي‪ ،‬بيد أنعه قعال بعألم يستعصعي‬ ‫هل كان العتداء كام ً‬
‫ل‪ ..‬وكععان فظيععًا‪ ..‬يععوم خلصععوا منععي خرجععوا للسععيارة ليتصععلوا بصععديقهم‬‫على الحتمال‪ :‬كان كععام ً‬
‫وسمعتهم يقولون له إن لديهم ‘’صيدة’’ ويطلبون منه المجيء‪ ..‬وحينهععا تمنيععت أن أمععوت أو تشععق‬
‫الرض وتبتلعني‪ ،‬ولكني لفرط الخوف لم أنبس حتى بكلمة‪..‬‬

‫وماذا بعد؟!‬

‫بعد اتصالت ‪-‬لم أسمع لهول الصدمة ما فيهععا‪ -‬أدخلععوني السععيارة مجععددا ً وأخععذوني لغرفععة قععرب‬
‫ي الباب ودخل صديقهم ‘’كم كان عمره’’ قاطعناه مستفسرين فأجاب‪:‬‬ ‫السوق وأغلقوا عل ّ‬
‫ل أعرف ولكنه كبير‪ ..‬وقد قال لي أريد أن أفعل بك ما فعلوه ولم ينفعنععي توسععلي ول اسععتجدائي‬
‫ي‪ ..‬وفجأة علت نععبرته وارتفعععت حععدة صععوته فععي غضععب‬ ‫وبعدها دخل السوداني مجددا ً واعتدى عل ّ‬
‫ي مرتين‪..‬‬‫وحنق وهو يقول‪ ،‬كانت المرة الثانية‪ :‬لقد فعلها ف ّ‬

‫دخلت منزلي أجر خيبتي وأنا عاجز عن المشي‪..‬‬

‫ثم أطرق برأسه للرض وسألناه المتابعة فقال‪:‬‬


‫أدخلوني عندها السيارة وحاولوا أن يسقوني خمععرًا‪ ،‬فرفضععت ولععم يضععغطوا علع ّ‬
‫ي وألقععوني عنععد‬
‫الحديقة بعد أن هددوني من مغبة ذكر ما جرى لحد‪ ..‬قالوا لي بأني لو تكلمت فسيأتونني للمدرسة‬
‫وسيفعلون بي المر ذاته مرارا ً وسيدعون أصدقاءهم أيضًا‪ ،‬ولكني نزلت ووصععلت المنععزل وانهععرت‬
‫وأخبرت أهلي‪ ،‬خصوصا ً أنهم وجدوني وقد دخلت المنزل وأنا ل أقوى على المشي!‬

‫بحموة الب والخ يتكلم صهره الموجوع قائ ً‬


‫ل‪:‬‬
‫ليست هذه هي جريمتهم الولى‪ ..‬فالسوداني المجنس متهم بع ‪ 7‬قضايا‪ ،‬ولكععن أبععاه العامععل فععي‬
‫القضاء العسكري ينفذ به كل مرة‪ ..‬في المرة الخيرة اعتدى على ابن جارنععا المصععري وهععو طفععل‬
‫وخرج بعدها بأشهر ليرتكب جريمته مجددا ً في ابننا!‬
‫كيف ل يكرر جرائمه‪ ..‬ول حكم رادعا ً يجعله عبرة له ولغيره!‬
‫خطف واغتصاب وما هو الحكم الذي سيجنيه؟!‬
‫أشهر‪ ..‬سنوات معدودة! لو كانت هععذه الجريمععة المزدوجععة قععد حصععلت فععي دولععة أوروبيععة لنععال‬
‫مرتكبها العدام أو السجن المؤبد‪ ..‬أما هنا فالحكععام ل ترقععى للجعرم ول تقععترب مععن إععادة الحعق‬
‫لصحابه‪..‬‬

‫أعلينا أن نرسل شرطيا ً مع أبنائنا عندما نرسلهم للبقالة!‬

‫‪39‬‬
‫‪2‬‬
‫‪39‬‬
‫أما الخت أم محمد التي كانت حاضرة في المجلس الذي استقبلنا فقد قالت‪:‬‬
‫‪3‬‬
‫إن ما حدث هو نتيجة طبيعية للوضع المعععوج الععذي نعيشععه! فنحععن أقليععة فععي منطقتنععا‪ ،‬ومنازلنععا‬
‫مطوقة بمنازل المجنسين والعزاب! أصبحنا ل نجرؤ على الخروج من منازلنا ول نجرؤ على إرسععال‬
‫أبنائنا‪ ،‬ولو كانوا صبية كبارا ً لي محل قريب! هل علينا عندما نرسل أبناءنععا للبقالععة أن نبعععث معهععم‬
‫شرطيًا؟! أي حال هذا الذي نعيش في؟‬
‫هل ترضى الحكومة والقيادة بحالنا هذا؟! هل ترضى أن تنتهك أعراضنا وحرماتنا بهذا الشكل؟!‬
‫ة أن‬‫لسنا نعارض سياسات الدولة في شيء ولسنا ضد التجنيععس بععل نحععن مععع التجنيععس شععريط ً‬
‫يجنععس الصععالحون المتعلمععون الععذين يفيععدون البلععد‪ ..‬ل الهمععج الرعععاع الععذي يشععيعون الجععرائم‬
‫والمشكلت في صفوف المواطنين الذين لم يتعودوا ولم يروا هذه الفظائع من ذي قبل!‬

‫تراخي الحكام‪ ..‬هو السبب‬

‫ل‪ :‬يقول تعالى ‘’ولكم في القصاص حيعاة يعا أولعي‬ ‫أما الخ فريد فقد أدلى بدلوه في الموضوع قائ ً‬
‫اللباب’’‪ ،‬والقصاص العادل كفيل بإبراء وتضميد جرح الضحية وأهله كما ويقي المجتمععع مععن ويلت‬
‫الجريمة ويقدم العظة والعبرة لمن تسول له نفسه هذا الدرب‪.‬‬
‫أما أحكامنا هنا ‪ -‬والكلم مازال للخ فريد‪ -‬فهي متراخية بشكل غير مقبععول‪ :‬هععذا المجععرم نفسععه‬
‫انتهك حرمة طفل‪ ،‬وأنا ل أقول انتهك حرمة الطفل بل انتهك حرمة أسرة بأكملهععا‪ ،‬فمععاذا نععال مععن‬
‫الجزاء سوى أشهر ل تعادل ألم السنوات التي ستشم روح الصبي للبد؟‬

‫نطالب بتسفير وسحب جنسية كل‬


‫مجنس يرتكب جريمة بحق البلد وأهلها‪..‬‬

‫كنا ننشد من ذي قبل ونقول ‘’بحريننا بلععد المععان’’‪ ..‬فععأين هععو المععان الن؟! ‪ -‬تقععول أم محمععد‪-‬‬
‫وزارة الداخلية ‘’مو مقصرة’’‪ ،‬ولكن دورياتها ملى بالجانب والمجنسين وهؤلء ل غيععرة لهععم علععى‬
‫البلد ول على أبناء البلد‪ ..‬بل أن توليهم لبعض المواقع يجعلهم يتسععاهلون فععي الحكععام الععتي تععوجه‬
‫لمن هم مثلهم‪ ..‬وأنا ل أعرف لم يكافئ هؤلء المجنسون البلععد علععى ضععمهم وتجنيسععهم بالجريمععة‬
‫عوضا ً عن أن يعملوا على نهضتها ورفعتها وهي التي احتضنتهم وآوتهم! تتساءل أم محمد مستنكرة‬
‫ويتدخل أحد الطياب من حاضري المجلس بالحديث ويضيف لما قالته ‪:‬‬
‫إننا نطالب بتسفير وسحب جنسية كل متجنس يرتكب جريمة بحق البلد وأهله‪ ..‬هذه الجععرائم مععا‬
‫استشرت إل من وراء بعض المتجاوزين منهم ‪ -‬وإن كنا ل ننكر أن بعضهم أخيار ل ريب ساهموا في‬
‫نهضة البلد ويعيشون بيننا بسلم ‪ -‬ولكن تلك الفئة الضالة منهم يجب أن ل تفععرض علينععا للبععد‪ ..‬ول‬
‫تترك بيننا لتشيع الجريمة وتنتهك الحرمات وتنغص حياتنععا‪ ..‬المجتمععع البحرينععي تغلععب عليععه الطيبععة‬
‫والمحبة‪ ،‬ول نريد لهععؤلء أن يغيععروا نفسععية مجتمعنععا لن حععس النتقععام ل شععك سععيغلبنا لععو ظللنععا‬
‫مضطهدين من قبلهم‪..‬‬

‫فجعونا ولن يكفينا فيهم حكم بسنوات‪..‬‬

‫أما والد الطفل فيقول محتسبًا‪:‬‬


‫لقد فجعونا في ولدنا‪ ..‬ونريد قضيتنا أن تتحول لقضية رأي عام ونناشد أبانععا ومليكنععا وولععي أمرنععا‬
‫ملك البلد أن ل يترك حقنا وحق ابننا وشرف عائلتنا يضيع‪ ..‬نريد تسفير وطرد هؤلء المجرمين مععن‬
‫‪39‬‬
‫‪3‬‬
‫‪39‬‬
‫البلد‪ ..‬لن يرضينا ويشفي غليلنا فيهم السععجن لعععام ول لعشععرة أعععوام‪ ..‬نريععدهم أن يحصععلوا علععى‬
‫‪4‬‬
‫عقابهم العادل في السجن و’’يدلفوا عن بلدنا وأرضععنا الطيبععة الطععاهرة دون رجعععة’’‪ .‬ول أقععول إل‬
‫حسبنا الله ونعم الوكيل في هؤلء الذين أخذوا هذا الولد الصععالح البععار المصععلي الععذي يعععرف دينععه‬
‫وربه ولم يسئ يوما ً لحد ودنسوه‪ ..‬قاتلهم الله في الدنيا والخرة وعسى الله أن يقتص لنععا منهععم‪..‬‬
‫ونناشد شعب البحرين أن يقف معنا في محنتنا من نواب ومحععامين ومععواطنين ليطععالبوا بالقصععاص‬
‫العادل من المجرمين الربعة‪..‬‬

‫صحيفة الوقت | العدد ‪ 2008-11-26 | 1010‬الموافق ‪ 28‬ذو القعدة ‪ 1429‬هع‬

‫‪39‬‬
‫‪4‬‬
‫‪39‬‬
‫الرفاع‪ ..‬وكلنا في الهم سواء !!‬
‫‪5‬‬
‫الكاتب ‪ :‬لميس ضيف‬

‫كثيرون يفسرون صمت الخوة السنة على أنه رضا ً وقبول بالوضاع العامععة فععي البلد لكععونهم ل‬
‫سر البعععض فععي نفسعه فكعرة أن السععنة يعيشعون أحعوال ً‬ ‫يمتعضون ول يتذمرون كسواهم‪ ..‬وربما ي ّ‬
‫مغعايرة تمامعا ً لتلعك الععتي يعيشععها البعاقون‪ ،‬وبالتععالي فهعم راضععخون قعانعون بسياسعات الحكومعة‬
‫وقراراتها‪ ،‬بيد أن الواقع أن البحرينيين كلهم أخوة في الهم كما هم أخوة في الععدم‪ ..‬صععيغ المعانععاة‬
‫وأشكالها تختلف بين فئة ومنطقة لخرى ولكن المعاناة قائمة‪ ..‬أما الصمت حيالها فهو على الرجععح‬
‫وليد غياب قيادات جريئة تشجعهم على البععوح والجععأر بظلمتهععم‪ ،‬لكععون قيععادتهم غالبعا ً مععا ُتحي ّععد أو‬
‫تشترى على عجل بمنصب أو عطايا أو تخرس مليا ً ؛ لن مععن يععديرون المشععهد العععام غيععر مهيئيععن‬
‫لمعارضة سنية متمكنة؛ ول خلق لهم بها أيضًا‪!!..‬‬

‫ي أمس الول وأنا ألج طععرق الرفععاع وأمععر بأزقتهععا أنشععد الوصععول‬ ‫الفكرة أعله هي ما سيطر عل ّ‬
‫لبيت الطفل الذي هتك عرضه قبل أيام على يد ‪ 4‬مجنسين لجري معه الحععوار الععذي ينشععر اليععوم‪،‬‬
‫والعذي ل أنصعح بالمناسععبة ذوي الحاسعيس المرهفععة بقراءتعه‪ ..‬وقععد وجععدتني حينئذ ‪ -‬وبععد تجعاوز‬
‫الشوارع النظيفة النيقة التي يختزل الكثيرون منا صورة الرفاع بها ‪ -‬وسط أحيععاء ل تختلععف جععذريا ً‬
‫عن طرقات وردهات القرى‪ ..‬شوارع مهملة وبنى تحتية رثة ونظافة متردية وخدمات ل تسععتحق أن‬
‫تسمى بخدمات‪ ..‬حينها تمتمت‪ :‬سقى الله البحرينيين كلهم في الهم سواء‪ ..‬ل فععرق فععي ذلععك بيععن‬
‫ساكن أزقة الرفاع وقاطن المنامة أو النويدرات !!‬

‫تلك الصورة لم يبددها الجلوس وسط العائلة المضيافة الكريمععة ووجهععاء المنطقععة الععذين سععكبوا‬
‫آلمهم لنا سكبًا‪ ..‬فبوضع قضية هتك عرض ابنهم المؤلمة جانبا ً فتحنععا موضععوع معانععاة أكععبر لهععالي‬
‫الرفاع مع هذا المزيج الذي استولى على منطقتهم وجعلهعم غربعاء فيهعا‪ ..‬فأهعالي الرفعاع وعسعكر‬
‫والبحير والمحرق والمناطق السنية الخرى هم أكثر الناس معانعاةً معن التجنيعس‪ ..‬ل ينعبرون للععن‬
‫ورجم التجنيس ليل نهار كغيرهم؛ ولكنهم من يدفع ثمنه ليعل نهعار‪ ..‬فالمجنسعون ل يتجعرؤون علعى‬
‫السكنى في القرى‪ ..‬كما أن الهداف النتخابية التي جنسوا ‪ -‬إجمال‪ -‬من أجلها حتمت مركزتهم في‬
‫منععاطق بعينهععا‪ .‬وبالنتيجععة تحععول أهععالي تلكععم المنععاطق لقليععة‪ :‬فععبيوتهم مطوقععة بمنععازل العععزاب‬
‫والمجنسين من مختلف الصول‪ ،‬وهو ما افقد المنطقة هويتها وصبغتها‪ .‬بالطبع بعضهم اسععر كريمععة‬
‫شععرف بالجنسععية‬ ‫هم مكسب للبلد لسيما أولئك الذين جنسوا ‘’ على أصول’’‪ ،‬ولكععن كععثيرا ً منهععم ُ‬
‫اعتباطا ً ليكون طابورا ً خامسا ً يشق على أهل البحرين معاشرته والتعاطي معه !!‬

‫فهي المشاحنات والشجارات اليومية من جهة ‘’ والتي ل يطفح للسطح منها إل ما يصععل لمرحلععة‬
‫دموية’’‪ ،‬وهي السرقات والجرائم والتهديد من جهة أخرى‪ ،‬أضف إلى ذلك العادات واللفاظ الغريبة‬
‫التي غزت قاموس أبنائهم وجعلتهععم ينتظععرون فسععحة للفععرار مععن المنطقععة لمنععاطق أخععرى أكععثر‬
‫تجانسًا‪ ..‬كثير منهم للعلم باتوا أسرى في بيععوتهم يخشععون تععرك أبنععائهم فععي الطرقععات لستشععراء‬
‫خطف من على بعد خطععوات مععن‬ ‫الجريمة فيها‪..‬وحادثة هذا القاصر البالغ من العمر ‪ 16‬عاما ً الذي ُ‬
‫بيته‪ ،‬وفي الساعة الخامسة عصرا ً شاهد على واقعية ظنونهم‪..‬‬

‫ة‬
‫ورغم أن الخوة في الرفاع ل يحبذون معارضة سياسة الحكومة في شيء إل إنهم حملونا رسععال ً‬
‫‪39‬‬
‫‪5‬‬
‫‪39‬‬
‫بما يشبه العتب‪ -‬من فيض ما بهم‪ -‬ولسان حعالهم القعول ‘’تبهععدلنا’’‪ ..‬وكلهعم أمعل اليعوم أن تفعععل‬
‫‪6‬‬
‫الحكومة البند القاضي في قانون الجنسية بسحب جنسية كععل مجنععس يرتكععب جريمععة فععي الع ع ‪10‬‬
‫سنوات الولى لتجنيسه ‪..‬فالقيادة ل ترضى أن يشععاطر أبناءهعا أرضععهم معن يتعععدى عليهعم وينتهععك‬
‫حرماتهم وحبر جوازاتهم لم ينشف بعد‪ ..‬أوليس كذلك !!‬

‫صحيفة الوقت| العدد ‪ 2008-11-26 |1010‬الموافق ‪ 28‬ذو القعدة ‪ 1429‬هع‬

‫‪39‬‬
‫‪6‬‬
‫‪39‬‬
‫حادثة مدينة حمد نتيجة حتمّية للتجنيس‬
‫‪7‬‬
‫الكاتب ‪ :‬المحرر البرلماني في صحيفة الوسط‬

‫سلطان‪ :‬حادثة مدينة حمد نتيجة حتمّية للتجنيس غير القانوني‬


‫مل ً »الداخلية« مسئولية أفعال المجنسين في كل المناطق ‪//‬البحرين‬ ‫مح ّ‬

‫مععل النععائب البرلمععاني الشععيخ حسععن سععلطان وزارة الداخليععة »المسععئولية الكاملععة لفعععال‬
‫ح ّ‬
‫دد فععي بيععان اصععدره أمععس علععى أن حادثععة مدينععة حمععد‬
‫المجّنسين في كل مناطق البحرين«‪ .‬وشع ّ‬
‫الخيرة كانت »نتيجة حتمّية للتجنيس غير القانوني الذي ترتضيه السععلطة وتتبنععاه وزارة الداخليععة«‪،‬‬
‫كل تهديدا ً للسلم الهلي والجتماعي في البلد«‪.‬‬ ‫حيث »تضمهم لقسامها المنية بما يش ّ‬

‫وقال سلطان »إن وزارة الداخلية باتت عاجزة عن حماية المواطنين الذين يخشون على أنفسهم‬
‫وسلمتهم من أيدي العابثين والمعتدين الععذين ينتمععي غععالبيتهم لجهععزة أمنيععة مثععل وزارة الداخليععة‬
‫ل على ذلك عجز الداخلية عن توفير الحماية لشقيقة المصاب بحادثععة‬ ‫وقوة الدفاع«‪ ،‬مضيفا ً »ول أد ّ‬
‫مدينة حمد‪ ،‬التي باتت تخشى على نفسها وسلمتها من المجنسين«‪.‬‬

‫كل هاجسا ً وقلقععا ً لععدى‬


‫كر سلطان بالحوادث التي يقوم بها المجنسون‪ ،‬والجرائم التي باتت تش ّ‬ ‫وذ ّ‬
‫َ‬
‫جميع المواطنين بكل فئاتهم‪ ،‬بدءا ً من حادثة عسكر وجو‪ ،‬والمحّرق‪ ،‬ومؤخرا ً حادثععة الغتصععاب فععي‬
‫الرفاع‪ ،‬وليس أخيرا ً حادثة مدينة حمد‪.‬‬

‫وقال سلطان »إن كل تلك الحوادث أثبتت بما ل يدعو للشك أن التجنيععس ل يضعر طائفعة معينعة‪،‬‬
‫وإنما ستلقي آثاره الوخيمة بظللها على جميع المواطنين بكععل فئاتهععم‪ ،‬المععر الععذي يتطل ّععب وحععدة‬
‫وطنية ضد هذا المشروع التدميري للبلد«‪.‬‬

‫ولفت إلى أن »المن والمان الذي تتغنى به البحرين بات مفقععودا ً مععع وجععود غععول التجنيععس‪ ،‬ول‬
‫يأمن أحد على نفسه إن كان قريبا ً منهم«‪ ،‬مطالبا ً وزيعر الداخليععة »بالكشعف عمعا أشعار لعه أهعالي‬
‫مدينة حمد بأن أفراد دورية الشرطة كانت من جنسية المعتدين نفسها‪ ،‬وقد أعطوهم فرصة لخفاء‬
‫أدوات وأسلحة العتداء«‪.‬‬

‫ن كان لدى المسئولين المتاجرين بالبحرين وسلمة أهلها أمل أخيععر فععي إدمععاج‬ ‫وقال سلطان‪» :‬إ ْ‬
‫المجنسين في المجتمع البحريني فذاك المل بات سرابا ً لنهم لم ولن يندمجوا‪ ،‬وهم منغلقون على‬
‫دد علععى أن »مصععالح‬ ‫أنفسهم ويحملون الضغينة للبحرينيين‪ ،‬والحوادث الداّلة على ذلك كثيرة«‪ .‬وش ّ‬
‫ل‪» :‬هل تريد السلطة أن ُيصعِبح‬ ‫ددة‪ ،‬وليست البحرين المكان المن كما السابق«‪ ،‬سائ ً‬ ‫البلد باتت مه ّ‬
‫المواطنون على حادثة قتل لكي تستفيق؟ ولسنا بعيدين عنها أص ً‬
‫ل«‪.‬‬

‫وختم سلطان بتأكيده أن »ترويع المنين والمواطنين هي السمة العامة لسلوك المجنسين‪ ،‬وباتت‬
‫تلك السمة تشكل الطابع العام لهم بمرأى ومسمٍع من الحكومة والجهزة المعنية«‪ .‬قععائل ً إن علععى‬
‫ف التجنيس علنًا‪ ،‬وتدخل في خطوات جادة لحلحلة هعذا الملعف‬ ‫الحكومة »أن تّتسم بالشجاعة وُتوقِ َ‬
‫وحماية الوطن والمواطنين‪ ،‬وإل فإن ن ُذ َُر التجنيس ستتوالى على البلد«‪.‬‬
‫‪39‬‬
‫‪7‬‬
‫‪39‬‬
‫‪8‬‬ ‫صحيفة الوسط | العدد ‪2008-12-12 | 2289 :‬م الموافق ‪ 17‬ذي القعدة ‪ 1430‬هع‬

‫‪39‬‬
‫‪8‬‬
‫‪39‬‬
‫وتدعوا للوحدة الوطن‪9‬‬ ‫الوفاق تدعوا لمعالجة حقيقية للتجنيس وآثاره‬

‫الكاتب ‪ :‬جمعية الوفاق‬

‫أكدت جمعية الوفاق الوطني السلمية على ضرورة الحفاظ علععى المععن والسععتقرار الجتمععاعي‬
‫في جميع مناطق البحريععن وخصوصعا ً فععي مدينععة حمععد‪ ،‬عقععب مواجهععات بيععن المععواطنين وحععديثي‬
‫الجنسية‪.‬‬

‫وأشارت الوفاق في بيان صادر عنها أمس السبت‪ ،‬إلى أن "التجنيس الغيععر قععانوني يشععكل سععببا ً‬
‫رئيسيا ً في اضطراب البلد‪ ،‬وهو ضار بكل المواطنين ولو سعت السلطة لتبريره بطرق غير قانونيععة‬
‫ول دستورية"‪.‬‬

‫وقالت الوفاق أن موقفها السياسي بخصوص التجنيس واضح‪ ،‬لكونه مععن أهععم الملفععات الخطععرة‬
‫التي تهدد الستقرار على المستوى الجتماعي والسياسي والخععدمي والمنععي‪ ،‬بالضععافة إلععى كععونه‬
‫يمثل أحد الملفات الرئيسية التي تؤرق شعب البحرين‪ ،‬وتزعزع ثقته في الجععانب الرسععمي بشععكل‬
‫دائم ومستمر‪.‬‬

‫وبخصوص الحداث التي تجري في مدينة حمد )دوار ‪ 19‬تحديدًا(‪ ،‬دعت الوفععاق إلععى "نبععذ العنععف‬
‫وتبني لغة المطالبععة السعلمية معن الجميعع"‪ ،‬مشعددة علععى أن "أسععلوب العنعف ل يمكععن أن يؤخععذ‬
‫كوسيلة للدفاع عن القضايا"‪.‬‬

‫وطالبت الوفاق "باللجوء للقضاء وحكم القانون فععي أي شععجار أو خلف"‪ ،‬مؤكععدة علععى أن "حععل‬
‫الخلفات ل يكون من خلل أفراد أو جماعات"‪ ،‬داعية الجميع للتهدئة‪ ،‬ومؤكععدة "أن التصعععيد سععبب‬
‫للرد والعنف المتبادل"‪.‬‬

‫وشددت على أن من حق الجميع ممارسة حقوقه في العععتراض أو الحتجععاج وإبععداء الععرأي‪ ،‬فععي‬
‫الطار السلمي والقانوني‪ ،‬وهو حق طبيعي كفله الدستور للمواطنين ول يمكععن لحععد مصعادرة هععذا‬
‫الحق‪.‬‬

‫ملت الوفاق وزارة الداخلية مسؤولية ما يجري‪ ،‬قائلة أنها "سعت وتسعى لوقف التصادم تجنبا ً‬ ‫وح ّ‬
‫لي تدهور أمني‪ ،‬بالرغم أن ذلك معن صعلب مهعام وزارة الداخليعة‪ ،‬ولكعن الخيعرة لعم تقعم بالعدور‬
‫المطلوب منها في حماية المواطنين‪ ،‬وعدم التمييز ضدهم لصالح أطراف أخرى"‪.‬‬

‫وأشارت إلى أن "حضور دوريات المن التابعة لوزارة الداخلية لمكان المواجهععات بعناصععر حديثععة‬
‫التجنيس فاقمت المشكلة وزادت الخلف‪ ،‬وأنتجت عدم ثقة المواطنين بالدور المني الذي يقومون‬
‫به‪ ،‬وأدت للصدامات من جديععد ومزيععد مععن التأجيععج"‪ ،‬مضععيفة أن "حضععور عناصععر الداخليععة حديثععة‬
‫التجنيس يؤزم المور مع اعتقاد المواطنين أنهم ينحازون لطرف دون آخر"‪.‬‬

‫ولفتت الوفاق إلى أن "بعععض منتسععبي السععلك العسععكري والداخليععة يشععاركون فععي المواجهععات‬
‫بصفتهم المدنية‪ ،‬المر الذي يستدعي ضرورة ضبط الجهاز الرسمي لفراده بشكل حازم"‪.‬‬
‫‪39‬‬
‫‪9‬‬
‫‪40‬‬
‫وشددت الوفاق على أن "المطلوب معالجة المشاكل مبكرا ً لتجنب تفاقمهععا‪ ،‬والبحععث فععي جععذور‬
‫المشكلة الحقيقية سواء كانت سياسية أو اجتماعية أو جغرافية‪ ،‬وليس في تداعياتها فقط"‪0 .‬‬

‫وأكدت الوفاق على أنها "مع التهدئة ووقف التصعيد من جميع الطراف"‪ ،‬مطالبة "بالبدء الفععوري‬
‫بمعالجة جذرية لمشكلة التجنيععس وآثععاره الكارثيععة الععتي بععدأت تظهععر نتيجععة لعععدم انععدماج حععديثي‬
‫الجنسية مع المجتمع البحريني المعروف بالسلم والمحبة والتعاون والتراحم"‪.‬‬

‫ودعت الوفاق في بيانها "جميع المسئولين وأصحاب القرار والتأثير‪ ،‬وجميع من تعز عليه البحرين‪،‬‬
‫إلى التصدي لمعالجة حقيقية عاجلة لجذور المشععكلة وليععس إخمادهععا فقععط‪ ،‬وبععدون ذلععك سععتعاود‬
‫الظهور مجددًا‪ ،‬وذلك نتيجة حتمية للتجنيس الغير قانوني والمبني على قرارات غير مدروسععة‪ ،‬ممععا‬
‫نتج عنه زيادة الحوادث والجرائم والمصادمات التي لم يألفها المواطنون من قبل"‪.‬‬

‫وأردفت "وليس أدل على ذلك من كثرة مشاكل حديثي الجنسية فععي المععدارس مععع المععواطنين‪،‬‬
‫وما حادثة الغتصاب في الرفاع مؤخرًا‪ ،‬وقبلها الكثير من المشععاكل فععي عسععكر وجععو وغيرهععا مععن‬
‫مناطق مملكة البحرين إل دليل علععى مععا حععذرت منععه الوفععاق والقععوى السياسععية سععابقا ً ومععازالت‬
‫تحذر"‪.‬‬

‫وطالبت الوفاق بفتح "تحقيق شامل ونزيعه ومحايعد فعي أصعل هعذا الحعدث والحعوادث الخعرى"‪،‬‬
‫مؤكدة على أهمية "الوحدة الوطنية وعدم النجرار لي مساع تععدعو لطأفنععة القضععية وإبعادهععا عععن‬
‫الطار الوطني الذي بنيت عليه"‪.‬‬

‫موقع جمعية الوفاق‬


‫‪13-12-2008‬‬

‫‪40‬‬
‫‪0‬‬
‫‪40‬‬
‫ارحلوا عن أرضنا يا غربان‬
‫‪1‬‬
‫الكاتب ‪ :‬الدكتور عبد الجليل السنكيس‬

‫لم يكن شاب الرفاع اليافع المعتدى عليه‪ ،‬هو ضحية وحشية المستوطنين الولى‪ ،‬كما لم لم يكععن‬
‫العتداء على شاب دوار ‪ 19‬بمدينة حمد‪ -‬الذي ليزال مسجى بين الحياة والموت بالمستشفى‪ -‬هععو‬
‫الول من نوعه‪ .‬ولم تكن الحياء هي وحععدها الععتي "تعتنععر" فيهععا المسععتوطنون‪ ،‬وصععاروا يتعععاملون‬
‫بع"بلطجة" مع المععواطنين الصععليين‪ -‬مععن الشععيعة والسععنة‪ .‬فحععي الكععازينو بععالمحرق البيععة يشععهد‬
‫بصولتهم وجولتهم في العتداء‪ -‬بشكل المافيا والعصابات‪ ،‬كما تشهد عسكر من احتواش لكل من‬
‫يعبر عن عدم رضا عن مسلكياتهم العصبوية والبلطجية‪ .‬وكما شهدت قبلها مدارس الرفععاع ومدينععة‬
‫حمد معارك ضارية بين الطلبة المستوطنين وبين الطلبة البحرينيين‪ ،‬لم تسععتطيع إدارات المععدارس‬
‫أو مدرسيها من التفوه بكلمة لولئك الذين يجتمعون ويتآمرون وينفذون بشكل جماعي شبيه بقطيع‬
‫الذئاب الضارية‪ .‬ولو كنا في بلد يعيش القانون الذي يحمي الحقوق‪ ،‬وكنا تحت الرقابة التي ل تميععز‬
‫ول تحمي أحدا ً إل الحق‪ ،‬وكشف لنا الغطاء‪ ،‬لنطقت جععدران مراكععز الشععرطة‪ ،‬والمععدارس ومراكععز‬
‫الصحة والمستشفيات والسواق‪ ،‬بما يقوم به أولئك "الغربان" من جرائم يندى لهععا الجععبين‪ ،‬معععبرة‬
‫عما يجيش في نفوسهم وعما تم تشريبهم من نظرة عدائية استعدائية للبحريععن وللبحرينييععن تععدلل‬
‫على ذلك المنهجية والقواسم المشتركة لتعامل أولئك مع غيرهم من البحرينيين‪.‬‬

‫في الحداث التي تم توثيقها بشكل مؤقت‪ ،‬وبعدها تتدخل اليادي – البندريععة والمبنععدرة‪ -‬للتغطيععة‬
‫على الموضوع ولملمته إعلميًا‪ ،‬يمكععن إسععتقراء مععا يبععدو أنععه اتفععاق بيععن المععوطنين علععى سياسععة‬
‫ل‪ ،‬بقوة وشراسة ليرتدع الجميع"‪ .‬ولهذا‪ ،‬فهم من يبتدء ويباشر بالعتداء‪ ،‬بشكل جمععاعي‬ ‫"اضرب أو ً‬
‫باستعمال السلحة البيضاء والخشاب الكبير والقطع الحديدية المختلفععة الشععكل والحجععم )يععذكرك‬
‫بأسلوب مافيا أحيععاء نيويععورك بيععن العصععابات المختلفععة(‪ ،‬وإحععداث أكععبر قععدر ممكععن مععن الرعععب‬
‫والرعاب في نفوس الخرين‪ .‬وكمععا ذكععر فععي جريععدة "البلد" نقل ً عععن أولئك المسععتوطنون الععذين‬
‫هجموا على "نساء وأطفععال" البحرينععي فععي دوار ‪ 19‬بمدينععة حمععد بععانهم "أبععاليس"‪ .‬وهععي رسععالة‬
‫اطمئنان لما يقوموا به واشعار للجميع بأنهم أقوياء ول يهابون شيئ‪ ،‬ول يقف أمامهم شيء‪.‬‬

‫ما ذكر في اليام الماضية فيض من غيظ‪ ،‬وإن اليام القادمة ستثبت ما قلناه سععابقا ً بععأن السععحر‪،‬‬
‫بل شك‪ ،‬سوف ينقلب على الساحر‪ ،‬وإنه ل يصح إل الصحيح‪ .‬لنا وللخرين القصص الواقعية الكثيرة‬
‫الكثيرة في تعامل أولئك المستوطنين مع البحرين وشعععبها ومكتسععباته‪ ،‬ولععو أردنععا لملئنععا الصععحف‬
‫منها‪ ،‬وليس هذا مجاله‪،‬ولكننا نقول بأن ما حدث هو بداية تدحرج لكرة الثلج الععتي بععدأت مشععوارها‪.‬‬
‫طبعا ً بالنسبة للنظام الذي ل زال يتعامل ببرود مععع هععذه القضععايا مسععتعينا ً بطبععالته مععن الصععحفيين‬
‫والكتاب‪ -‬الذين )واللتي( جنس منهم من كان غير بحرينيًا‪.‬‬

‫وللتدليل على عدم مبالة النظام‪ ،‬أذكر بأن العائلة الخليفية لم تتفاعل في الثمانينات مع الصوات‬
‫المنادية بالتدخل ليقاف موجة المخدرات وتجارها الععذين كععانوا يصععولون ويجولععون المععدن والقععرى‬
‫دون أن يوقفهم أحد‪ ،‬إل من بعد أن توفى أحد شبابها بسبب الجرعة المفرطة من المخدرات‪ .‬أذكر‬
‫حينها بالحملة القوية أمنيا ً وإعلميا ً على المخدارت ومروجيها وتجارها‪ ،‬واتضح – وقتيععًا‪ -‬أفععول علئم‬
‫"البلطجة" التي كان يتعامل بها أصحاب السوابق والمخدرات‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫‪1‬‬
‫‪40‬‬
‫أذكر هذه القصة لدلل على أمرين‪ :‬أولهما بأن النظام وأفععراد العائلععة‪ ،‬مععا دامععوا فععي السععليم ول‬
‫‪2‬‬
‫ينالهم ما ينال الباقي من الذية‪ ،‬فإنهم لن يتحركوا ولن يستعملوا نفوذهم ليقاف ذلك‪ .‬المر الثاني‪،‬‬
‫بأن معاناة المواطنين‪ -‬إضافة للسرقات والفساد الممنهج وتغييبهم عن الثروة وصناعة القرار‪ -‬هععي‬
‫من مشروع الستيطان الذي بدت علئمه تطفح للسطح‪ .‬وإن الحل هو بيد المواطنين فععي العععاطي‬
‫مع هذه الجريمة وعدم تركها لقرار الرفاع‪ ،‬فما ضاع حق وراءه مطالب‪ .‬وهنا ل أشير الععى أسععلوب‬
‫معين أو طريقة تعاطي معينة في التعامل مع الستيطان والمستوطنين‪ ،‬ولكن أقل ما يمكععن عملععه‬
‫)وليسم من شاء أن يسمي هذا تحريضًا( هو المقاطعة الشععاملة الكاملععة مععع أولئك الغربععان الععذين‬
‫استوطنوا في البحرين )القادم من الصحاري والجبال والحارات( أو من تجنس وهو يعمعل فعي أحعد‬
‫الدوائر الحكومية والخاصة‪ .‬وأشير هنا الى المعاملت التجارية )في العقارات‪ ،‬والخععدمات‪ ،‬والثععاث‪،‬‬
‫والبرادات‪ ،‬والبناء وغيرها( والدخول معهم في علقات اجتماعية أو تزاوج‪.‬‬

‫وفي نظري‪ ،‬بأن أولئك المستوطنين ليسوا بريئون من جريمععة السععتهداف الععتي يرعاهععا ويمولهععا‬
‫البلط لكل ما هو بحريني أصيل‪ ،‬من هوية وثقافة وتاريخ وشعب‪ .‬وأنا ل استثني أحدا ً من الجنسيات‬
‫التي استنفعت وتنفعت‪ ،‬وصارت تقتععات علععى لحععم ودمععاء البحرينييععن وعرقهععم‪ ،‬كمععا تقتععات علععى‬
‫حاضرهم ومستقبلهم‪.‬‬

‫فهم يعلمون بإنتظار المواطنين في صف طويل للحصول على بيت أو قسععيمة أو قععرض أو شععقة‬
‫في السكان‪ ،‬ومع ذلك يتخذوا كل الوسائل ليأخذوا ما هو ليس حقهععم‪ .‬طبععًا‪ ،‬ألععوم ابتععداءا ً النظعام‬
‫فهو صاحب المخطط الجرامي ول شك في ذلك‪ ،‬ولكن المستوطنين النتهازين هم أدواتععه لنجععاحه‬
‫تلك الجريمة‪.‬‬
‫وهم يعرفون بان المواطنين يعانون المرين من ضيق العيش وسوء توزيع الثروة من قبل النظام‪،‬‬
‫ومع ذلك يتقدموا للمشاريع التي تنافس المواطن في لقمة العيش‪.‬‬

‫وهم يعلمون بأن المواطن ينتظر قبلهم‪ -‬بل هععو أحععق‪ -‬فععي فععرص البتعععاث‪ ،‬والترقيععة‪ ،‬وتحسععين‬
‫الوضع المالي والمادي‪ ،‬ولكنهم يغتنمون ويستغلون توجه النظام القصائي للحصول على الوظععائف‬
‫لهم ولبناءهم وأنسبائهم في أرجاء المعمورة‪ ،‬وصاروا يتساعدون لجلععب السععراب خلععف السععراب‬
‫من الغربان‪ ،‬لنيل الغنائم كيفما وأينما حلت‪.‬‬
‫وهكذا‪ ،‬هعم يعلمعون بأزمعة الثقعة والتعوتر فععي علقعة النظعام بأبنععاء الشععب‪ ،‬بسععبب الموتعورين‬
‫وأصحاب الجندة الموجودين في النظام‪ ،‬ولهذا فهم يتسلقون في الجهزة المنيععة وأجهععزة التعليععم‬
‫من مدارس وجامعات وغيرها‪ ،‬ليمارسوا أبشع الجرائم بحق هذا الشعب‪.‬‬

‫إنهم كالغربان التي تأتي للرض التي تتناثر فيه الجثث والخبث‪ ،‬لتبدأ بملء كورشها بمععا تنععاله ومععا‬
‫تراه‪ ،‬وهي لن تغادر ما دامت لديها القناعة والحساس بالمن )اجتماعي عا ً واقتصععاديًا( فععي اسععتمرار‬
‫تدفق المال في جيوبها‪ .‬وإنها‪ ،‬بل شك‪ ،‬سوف ترمي الجواز الحمر في وجه الديوان وكععل مسععئول‪،‬‬
‫عند ما تتهدد مصالحها أو اقتنعت بانها سوف تبدأ بالخسارة‪ ،‬وسوف تعود لوطنها الصلي هناك‪.‬‬

‫لقد قلنا موقفنا للنظام الذي نحمله‪ -‬بل شك ودون تععردد‪ -‬المسععئولية الكععبرى عععن هععذه الجريمععة‬
‫وتبعاتها‪ ،‬ولكننا في هذه اللحظة نوجه دعوتنا ونقولها بعالفم الملئان لكععل الغربععان بععان يرحلععوا عععن‬
‫أرضنا‪ .‬وأشير على نشيدة موجودة على النت بعنوان‪" :‬فلترحلوا عن أرضنا يا غرباء"‪ ،‬هذه أبياتها‪:‬‬

‫‪40‬‬
‫‪2‬‬
‫‪40‬‬
‫فلترحلوا عن أرضنا ً يا غرباء ‪ ..‬فلترحلوا‪ ..‬فلترحلوا‪ ..‬فلترحعلوا‬
‫‪3‬‬ ‫لو انكم جئتم ضيوفا للبلد تفضلوا‪ ..‬لكنكم جئتم بأسلحة ونار تعشعل‬
‫جئتم لكي ما تذبحوا أو تضربوا أو تقتلوا‬
‫جئتم على دمنا الطهور لتشربوا ولتأكلوا‬
‫هذي البلد بمثلكم ل تقبل‪ ..‬فلترحلوا‪ ..‬فلترحلوا‬

‫لتنزيل النشيدة‪:‬‬
‫‪http://208.100.39.36/msg07/media1.mp3‬‬

‫‪14-12-2008‬م‬
‫أحداث مدينة حمد بداية لنتائج فادحة في المستقبل بسبب التجنيس‬

‫الكاتب ‪ :‬المنبر الديمقراطي‬

‫عبرت جمعية المنبر التقدمي الديمقراطي عن قلقها مععن الحععداث العنيفععة الععتي تشععهدها مدينععة‬
‫حمد جراء المواجهات التي اتخذت طابعا داميا ً بين فريقين من السععكان‪ ،‬يمثععل أحععدهما المجنسععين‬
‫الجدد من بعض الجاليات العربية‪ ،‬العاجزين عن الندماج في النسيج النفسي والجتمععاعي للمجتمععع‬
‫البحريني‪ ،‬بسبب استقدامهم المدروس من بيئات أخرى مغايرة‪.‬‬

‫مععدمرة لسياسععة التجنيععس الممنهععج‬ ‫ورأى المنبر التقدمي في هذه المواجهات وجها ً من الوجوه ال ُ‬
‫موجه لغراض سياسية‪ ،‬بهدف إحداث تغييرات في البنية السكانية والديمغرافية في البلد‪ ،‬يعتقد‬ ‫وال ُ‬
‫من يقف ورائها أنها ستؤدي إلى التغلععب علععى الصعععوبات الععتي تعععاني منهععا البحريععن فععي المجععال‬
‫السياسي‪.‬‬
‫وأكد المنبر في بيانه أن هذه الحداث ل تشكل سوى أول الغيث من نتائج أسوأ وأكثر فداحععة فععي‬
‫متبعة حاليًا‪ ،‬والتي تـشكل تجاوزا ً للقانون‬ ‫تجعر إعادة النظر في سياسة التجنيس ال ُ‬
‫ַ‬ ‫المستقبل إذا لم‬
‫وتنطوي على مخالفات للدستور‪ ،‬وتـلحق أشد الضرر بالمن الجتماعي والسععلم الهلععي فععي البلد‪،‬‬
‫كما أنها تشكل ضغطا علععى الخععدمات الجتماعيععة وإنهاكععا لمععا تـععخصصه الدولععة مععن أمععوال لهععذه‬
‫الخدمات‪ ،‬التي تشكو من العجز أص ً‬
‫ل‪ ،‬فما بالنا إذا ما جععرى تقاسععمها مععع المجنسععين الععذين تتزايععد‬
‫أعدادهم هم وعائلتهم بصورة مريعة‪.‬‬

‫وشدد على أن هذه السياسة ستجُر معها المزيد من العواقب الوخيمة‪ ،‬والجدى أن تتوجه الدولععة‬
‫نحو حل الشكالت السياسية والصعوبات المعيشععية الععتي يعععاني منهععا المجتمععع عععبر بلععوغ توافععق‬
‫سياسي شامل مععع القععوى المعنيععة فععي المجتمععع‪ ،‬تـععحقق المشععاركة السياسععية الحقععة عععبر حيععاة‬
‫دستورية ونيابية سليمة‪ ،‬وبالنهوض بأوضاع الناس وتوفير الحياة الحرة الكريمة لهم‪.‬‬

‫وأكد على أن "هذا هو وحده الطريق المفضي ببلدنا ومجتمعنععا نحععو السععتقرار والمععن والرخععاء‪،‬‬
‫وما عداه لن يجلب لنا سوى الكوارث وسيجعل المجتمع يدفع تضحيات وأكلف نحن في غنى عنهععا‪،‬‬
‫بدل النصراف نحو التنمية المتوازنة المستديمة والعمل بمبدأ تقاسم السلطة والثروة مع الشعب"‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫‪3‬‬
‫‪40‬‬
‫وقال المنبر أن الحداث المؤسفة في مدينة حمد تظهر أن الضرر النععاجم عععن سياسععة التجنيععس‬
‫‪4‬‬
‫الممنهج ل يقتصر على أبناء طائفة أو فئة واحدة من المجتمععع‪ ،‬وإنمععا تشععمل جميععع فئات المجتمععع‬
‫ل جديد من الحتقانععات‬
‫وأفراده بصرف النظر عن انتمائاتهم الطائفية‪ ،‬وتدفع بهذا المجتمع نحو شك ٍ‬
‫ف له مثيل ً في المراحل السابقة من تاريخنا‪.‬‬
‫لم نعر ْ‬

‫وقال البيان‪ :‬اننا في المنبر التقدمي ل نحمل ضغينة تجاه أي شعب أو أمة‪ ،‬ول نتخذ موقفا ً عععدائيا ً‬
‫تجاه المجنسين بسبب أصولهم‪ ،‬ولسنا ضد التجنيس الذي يستهدف أصحاب الكفاءات مععن أشععقائنا‬
‫العرب الذين قدموا خدمات جليلة علععى مععدار عقععود لوطننععا مععن الطبععاء والمهندسععين والمعلميععن‬
‫والمثقفين وسواهم‪ ،‬الذين يشكلون إضافة نوعية لمجتمعنا‪ ،‬ولكلنا نعارض جععذريا ً سياسعة التجنيععس‬
‫المتبعة حاليا للغراض السياسية والنتخابية‪.‬‬

‫المنبر الديمقراطي التقدمي‬

‫ملتقى البحرين اللكتروني | ‪2008-12-14‬‬

‫‪40‬‬
‫‪4‬‬
‫‪40‬‬
‫جمعية )وعد( تحمل الحكم النتائج الكارثية لسياسة التجنيس‬
‫‪5‬‬ ‫السياسي ‪..‬‬
‫الوقف الفوري للتجنيس السياسي أصبح مطلبا جماهيريا يحضى بإجماع المواطنين‬
‫تناقض قول وزير الداخلية أن عدد المجنسين ‪ 7‬آلف وعطية الله يشير لكثر من ‪ 60‬ألفا ً‬

‫الكاتب ‪ :‬جمعية وعد )بيان(‬

‫اسععتنكرت جمعيععة العمععل الععوطني الععديمقراطي "وعععد" إسععتمرار سياسععة التجنيععس السياسععي‬
‫المبرمج رغم النتائج الكارثيععة علععى المجتمععع البحرينععي الععتي بععدأت تتضععح فععي صععور متعععددة مععن‬
‫استنزاف متزايد للخدمات الصحية والتعليمية والسكان والبلدية المعر العذي أدى إلعى تعردي جعودة‬
‫هذه الخدمات‪ ،‬مرورا بتزايععد المشععكلت الجتماعيععة وتفععاقم الفقععر والتمييععز العرقععي والجتمععاعي‬
‫ومشاهد عنف واغتصاب وسرقات واعتداءات وقسوة غير معهودة‪.‬‬

‫وقععالت وعععد فععي بيععان لهععا "لقععد أصععبح الوقععف الفععوري للتجنيععس السياسععي محععل إجمععاع مععن‬
‫المواطنين وقوى المعارضة وحتى بعض دوائر الحكومة التي تجد صعوبة فععي تقععديم خععدمات جيععدة‬
‫للمواطنين أمام هذا السيل المتدفق من المواطنين الجدد الذين يشععكلون ضععغوطات ماديععة كععبيرة‬
‫على موارد الدولة المحدودة وضغوطات إجتماعية تقوض تماسك النسيج الجتماعي وتعرض السلم‬
‫الهلي للخطر"‪.‬‬

‫وشددت على أن "التوتر الذي شهدته مدينة حمد منععذ السععبوع الماضععي أثععر مشععاجرة أدت إلععى‬
‫إصابات بليغة لبعض المواطنين وتوقيف عدد منهم مععع بعععض المجنسععين المنتميععن للسععلك المنععي‬
‫والعسكري‪ ،‬وما سبقها من إعتداء جنسي بشععع علععى أحععد الطفععال فععي منطقععة الرفععاع مععن قبععل‬
‫مجنسين جدد إتضح أن أحدهم قام قبل ذلك بإغتصاب طفل فععي السععابعة مععن عمععره ولععم يعععاقب‬
‫بسبب واسطة والده الذي يعمل في القضاء العسكري‪ ،‬وغيرها من الحععداث العنيفععة خلل الشععهر‬
‫الماضية أثبتت صحة مخاوف أغلبية المواطنين وجمعيات المعارضة مععن خطععورة سياسععة التجنيععس‬
‫السياسي الحكومية"‪.‬‬

‫وأضافت " تزايدت الشتباكات بين المواطنين والمجنسين الجدد خاصة من العاملين فععي القععوات‬
‫المنية والعسكرية أو أبنائهم في مواقع كثيرة من الحياء والمععدارس‪ ،‬وزادت حععدة المنافسععة علععى‬
‫الوظائف الحكومية المحدودة خاصة في القطاع المنعي والعسعكري وتزايعد الضعغط علعى خعدمات‬
‫السكان فطالت فترة النتظار بسبب ألوف الطلبات السكانية من المجنسين الجععدد الععذي يحصععل‬
‫بعضهم على المساكن قبل المواطنين مكافأة على ولئهم للنظام"‪.‬‬

‫وأشارت إلى أن مستوى التعليم في المدارس الحكومية انخفض في بعض المناطق التي يسععكنها‬
‫المجنسون الجدد بكثافة بسبب عدم معرفة أبنععائهم اللغععة العربيععة أو الميععة المنتشععرة وسععط آبععاء‬
‫الطلب‪ .‬كما شهدت البلد أحداث عنف غير مألوفة كان المجنسون الجدد أطرافا فيهععا إمععا كقععوات‬
‫أمن تنفذ الوامر بفعض العتصعامات السعلمية بقسععوة بالغعة‪ ،‬أو فععي نزاععات معع المععواطنين غيعر‬
‫المعتادين على العنف الذي يمارسه بعض المجنسين المنتمين للقوات المنية والعسكرية‪.‬‬

‫وأكدت على أن إستمرار سياسة التجنيس الواسعة رغععم المعارضععة الشعععبية العريضععة ناتععج عععن‬
‫‪40‬‬
‫‪5‬‬
‫‪40‬‬
‫رغبة النظام السياسي في الستمرار في الحكعم دون تقعديم أيععة اصععلحات ملموسععة فعي المجعال‬
‫‪6‬‬
‫السياسي والقتصادي‪ .‬ويعتقد الحكم بأن بإمكانه إستيراد وتوظيف ألوف الوافدين للعمل في قواته‬
‫المنية والعسكرية ليستخدمهم أداة قمع وترهيب للمواطنين‪ ،‬بععدل تقععديم تنععازلت سياسععية لصعالح‬
‫الشعب‪ ،‬ثم يعمل على تجنيسهم ليضمن ولئهم وتجييععر أصععواتهم النتخابيععة لصععالح نععواب المععوالة‬
‫وتوظيفهم كمخزون سياسي إسععتراتيجي لحمايعة مصعالحه‪ .‬لعذلك ليعس مسععتغربا أن ترفععض قععوى‬
‫الموالة في المجلس النيابي فتح هذا الملععف الخطيععر الععذي يهععدد النععاس فععي أرزاقهععم ومسععتقبل‬
‫أبنائهم‪.‬‬

‫وقالت‪ :‬رغم محاولة الحكم التمويه والكذب حول عدد المجنسععين‪ ،‬وآخرهععا إدعععاء وزيععر الداخليععة‬
‫بععأن عععددهم بلععغ حععوالي ‪ 7,000‬مجنععس خلل السععنوات الخمععس الماضععية )مسععتثنيا مععن حسععابه‬
‫المجنسين خارج القانون الذين يبلغون أضعاف هذا العدد(‪ ،‬فإن المعلومععات الععتي أدلععى بهععا الععوزير‬
‫أحمد عطية الله في رده على سؤال نيابي كشععفت‪ -‬دون قصععد‪ -‬عععن أن العععدد التقععديري لمععن تععم‬
‫تجنيسهم بين أبريل ‪ 2001‬و سبتمبر ‪ 2007‬هو ‪ 60‬ألفا‪ ،‬أي حوالي ‪ 9‬آلف شخص سععنويا وهععو مععا‬
‫نسبته ‪ %1.8‬من السكان‪ ،‬وهذا رقم عالمي بكل المقاييس حيث ل تزيد النسبة حتى في كندا‪ ،‬أحد‬
‫أكثر دول العالم ترحيبا بالمجنسين‪ ،‬عن نسبة ‪ %0.75‬سنويا‪.‬‬

‫وقالت وعد‪ :‬موقفنا من التجنيس نابع معن رفضععنا لمحاولعة الحكعم فعرض أمعر واقعع جديعد علععى‬
‫المواطنين يقوم على تغيير ديمغرافععي سععكاني مععن خلل سياسععة التجنيععس الواسعععة الععتي تعتمععد‬
‫أساسا على زرع جسم غريب غير منسجم مع محيطععه يوظععف لخدمععة النظععام‪ ،‬بهععدف إطالععة أمععد‬
‫الستبداد وإحتكار الثروة وتجيير بعض فئات المجنسين لصالح النظععام السياسععي الحععاكم وبععالخص‬
‫من خلل تمكينهم من المواقع المنية والعسكرية التي يمنع أكثر أهل البلد من دخولها‪.‬‬

‫وأضافت‪ :‬لذلك فإننا ل نعارض التجنيس لو تم على أسس قانونية وفي الحدود الععتي يمكعن لبلععدنا‬
‫الصغير إستيعابها‪ ،‬أي بضعة عشرات في العام الواحد بدل بضعة ألوف‪ ،‬ونحتضن كععل مععن إكتسععب‬
‫الجنسية بجدارة وخدم هذا البلد وأضعاف لعه علمعا ومعرفعة وأصعبح جعزءا معن نسعيجها‪ .‬ومعن هعذا‬
‫المنطق فإننا ل نحمل المجنسين الجدد سياسات الحكومة الخاطئة لن أغلبهعم جعاؤوا طلبعا للعرزق‬
‫الحلل ولم يخططوا ليكونوا أداة في يد سلطة جائرة متجبرة‪.‬‬

‫وأشارت إلى أن تقريعر الععدكتور صعلح البنععدر المستشععار السعابق للحكومععة كشعف أن التجنيعس‬
‫السياسي هو نتاج خطط أحد كبار مسؤولي الديوان الملكي وأن الرقام المتوفرة الن تثبت ماجععاء‬
‫في التقرير عن وجود خطط بتجنيس أكثر من ‪ 200‬ألف شخص حيععث تععم إنجععاز نصععف هععذا العععدد‬
‫تقريبا حتى الن‪ .‬لذلك فمن واجععب المععواطنين والقععوى السياسععية العمععل الجععاد علععى وقععف هععذه‬
‫السياسة الخطيرة فورا‪ ،‬والضغط على المجلس النيابي لفتح تحقيعق فععي ملعف التجنيععس للكشعف‬
‫عن الرقام الحقيقية لعدد المجنسين ومراجعة الوضع القانوني لمن اكتسب الجنسعية دون اسععتيفاء‬
‫شروطها ومحاسبة المسؤولين عن هذه السياسة المدمرة وتعديل القانون بحيث يتععم وضععع سععقف‬
‫عددي للتجنيس ويمنع الستثناءات الملكية التي تسببت في كارثة تجنيععس عشععرات اللععوف بحجععة‬
‫تقديمهم "خدمات جليلة" للبحرين‪.‬‬

‫ودعت وعد المواطنين إلى المشاركة في حملة وطنية واسعة ضد التجنيس السياسععي والتضععامن‬
‫مع المواطنين الذين تم أو يتم العتداء عليهم‪ ،‬ولكنها في الوقت نفسه تحععذر مععن خطععورة تحريععف‬
‫‪40‬‬
‫‪6‬‬
‫‪40‬‬
‫القضية من موقف ضد سياسات الدولة الخطيرة التي يجب تقويم اعوجاجها إلى التحريض الرخيص‬
‫‪7‬‬ ‫والحض على كراهية المجنسين التي ليست من شيم أهل البحرين‪.‬‬

‫ملتقى البحرين اللكتروني| ‪2008-12-18‬‬

‫‪40‬‬
‫‪7‬‬
‫‪40‬‬
‫الحضور في مسيرة ل للتجنيس مقاومة الحتلل‬
‫‪8‬‬
‫الكاتب ‪ :‬المحمدي‬

‫مجتمعنا بحاجة للرتقاء بمستوى التحدي الذي تمثله جريمة التجنيععس السياسععي والطععائفي الععذي‬
‫يمارسه النظام وقبيلة آل خليفة ضد البحرين وشعبها ‪ ،‬فهذا التجنيععس سععواء كععان فععي مرتكععبيه أو‬
‫أدواته أو أهدافه يمثل صورة حقيقية للحتلل والتدمير والستضعاف والستهداف والسععتغلل الععذي‬
‫يمكن ان يمارسه اي محتل آخر ربما يدخل قععواته ومرتزقتععه مععن الععبر والجععو والبحععر ‪ ،‬أو يععدخلهم‬
‫متسللين افرادا وجماعات من بوابة المطار لينفذوا مطامعه وأجندته‪.‬‬

‫هناك اسلوب مختلف ‪ ،‬لكن هناك أدوات وأهععداف متطابقععة مععع فعععل السععتهداف وفعععل التععدمير‬
‫الذي تتضمنه جريمة اي احتلل‪.‬‬
‫فما ماهو الفرق بيععن أحتلل الوطععان وبيععن فععرض المسععتوطنين عليهععا بقععوة القععوانين الفاسععدة‬
‫أوالصلحيات الخاصة ضد إرادتها وضد مصالحها وضد هويتها وحقوقها؟‬

‫صحيح أن الحتلل يقتحم البر والجو البحر ليحتل الوطان ‪..‬‬


‫لكن ماذا عن الحتلل الذي يستخدم قوة النفوذ والسلطة للعبور وليفرض مرتزقته وافراده علععى‬
‫الوطان وهويتها ضد إرادتها وضد مصالحها ؟‬

‫صحيح أن الحتلل يقع ليحقق به أرباب المطامع مصالحهم الغير مشروعة على حساب الشعععوب‬
‫الخرى‪..‬‬
‫لكن ماذا عن المطامع والمصالح والمشاريع والحقاد الطائفيعة والسياسعية الغيعر مشعروعة العتي‬
‫يجلب من أجلها المستوطنون ليفرضوا على هذا الشعب العزل المسالم؟‬

‫افراد جيش الحتلل تدفعهم المصالح الشخصية والرتزاق مقابل خدمة النضباط والنضمام لتلععك‬
‫الجيععوش المحتلععة وتنفيععذ أجنععدة الغيععر ‪ ..‬فمععاذا عععن الخععدمات الععتي يقععدمها هععؤلء المسععتوطنون‬
‫والمجنسون وفي مقابل ماذا يتم اسععتخدامهم وضععد حقععوق مععن ؟وهويععة وتاريععخ ووطنيععة مععن يتععم‬
‫توجيههم ؟‬

‫الموقف الديني والشرعي والوطني والخلقي من الحتلل واضح وصععريح وضععوح الشععمس ومعن‬
‫خلله تنطلق مشروعية المقاومة في اي زمان ومكان‪.‬‬
‫لكن ماذا عن الحتلل المتخفي في ثوب الستيطان والتجنيس والمتلحف بالحفة القوانين الجائرة‬
‫؟‬

‫لقد دخل اليهود الصععهاينة فلسععطين أول عععبر بوابععات ومععوانئ فلسععطين ‪ ،‬وبقععوة نفععوذ وقععوانين‬
‫الحتلل ‪ ،‬وتحت ذريعة الوطن التاريخي لليهود ‪ ،‬فهل غير ذلك شيئا من حقيقة جريمة الحتلل؟‬
‫وهل سيغير احتلل البحرين وتغيير هويتها من قبل قبيلة طارئة علعى البحريعن بسعلطتها ورموزهعا‬
‫ومرتزقتها ‪ ،‬هل سيغير ذلك شيئ من حقيقة الجريمة وحقيقة مرتكبيها وأدواتها وأهدافها؟‬

‫إننا بحاجة للرتقاء والرتفاع بحالة التحدي لدى شعبنا ضد هذا النوع من الحتلل ‪ ،‬فقضععية شعععب‬
‫‪40‬‬
‫‪8‬‬
‫‪40‬‬
‫البحرين لتقل قداسة ول أهمية عن قضية الشعب الفلسطيني فالذي يقتل في مقاومة نظام محتل‬
‫‪9‬‬
‫لرضه وأمته وشعبه في فلسعطين هعل هعو أكععثر قداسععة معن هععذا الشععب عنعدما يقعاوم مشعاريع‬
‫الحتلل وجرائم الستهداف والتدمير؟ ‪.‬‬
‫فهععل هنععاك معن يختلعف مععي فعي أن معا يجععري ليععس إل جريمعة احتلل بكعل معا تعنعي الكلمعة‬
‫والمضمون من معنى؟‬
‫ملتقى البحرين اللكتروني | ‪2008-12-22‬‬

‫‪40‬‬
‫‪9‬‬
‫‪41‬‬
‫التجنيس وحقوق النسان‬
‫‪0‬‬
‫الكاتب ‪ :‬عيسى الشارقي‬

‫مهما حاولنا أن نفتعل أحداثا ً لتغطي علععى مشععكلة التجنيععس‪ ،‬فتبعععدها عععن دائرة اهتمععام الععرأي‬
‫العام زمنا ً ما‪ ،‬فإن ذلك ل يعني ‪ -‬إن أفلح ‪ -‬إل تأخير حل المشكلة ليوم تنفجر فيه بانتهاكععات كععبيرة‬
‫لحقوق النسان‪ ،‬وعن فتق ل رتق له في الوطن‪ ،‬والشجاعة كمععا الحكمععة وكععذلك الخلص للععوطن‬
‫تقتضي عدم المكابرة في ذلك‪ ،‬بل المبادرة لحل المشععكلة بععالتوقف عععن توسعععتها أول‪ ،‬ثععم بإلغععاء‬
‫الغراءات غير العادلة التي شجعت المجنسين على التهافت على البلد‪.‬‬
‫أول ما ينبغععي علعى أهععل البحريععن أن ل يعدخلوا فعي مشعكلة التجنيعس مشععكلتهم فعي الطائفيعة‬
‫المذهبية‪ ،‬فيتعصععبوا فععي هععذه تعصععبا ً لتلععك‪ ،‬فالطائفيععة والعرقيععة مشععكلتان ناتجتععان عععن مرضععين‬
‫مجتمعنا البحريني مصاب بهما‪ ،‬ول سععبيل لععه للتخلععص منهمععا إل بععالعلج‪ ،‬وأمععا التجنيععس فمشععكلة‬
‫طارئة اشتدت منذ المشروع الصلحي‪ ،‬ولزال بالمكععان تععدارك أخطعر نتائجهعا‪ ،‬وإل فلنسععتعد إلععى‬
‫إضافتها مرضا ً جديدا ً مستوطنًا‪.‬‬
‫ل أحد ينكر أن التجنيس في بعض حالته يحترم النسان وحقوقه‪ ،‬فالمهاجر الذي عاش في بلد ما‬
‫وخدمها وصار كواحد من أهلها فمن الظلم أن يعد غريبا ً لمجرد أنععه مععن عععرق أو ديععن أو بلععد آخععر‪،‬‬
‫ولكن الحق أيضا ً أن حق الستضافة راجع لهل كل بلد‪ ،‬ولهم الحق فععي رفععض أن يسععتوطن معهععم‬
‫من ل ينسجم مع أعرافهم وتقاليدهم‪ ،‬أو من ينافسهم فععي أعمععالهم وأرزاقهععم‪ ،‬ومقولععة أن الععرزق‬
‫على الله وأن البلد هي لكل المسلمين وأمثععال ذلععك هععي إمععا مقععالت سععاذجة أو مخادعععة‪ ،‬فلكععل‬
‫مسلم وطن هو أولى به‪ ،‬وعليه أن يصلحه ويعمره‪ ،‬ولو كان المر كذلك لهاجر كل فقراء المسلمين‬
‫لديار أغنيائهم‪ ،‬ولخلت بقاع وازدحمت أخرى‪ ،‬فحععق المسععلم علععى المسععلم أن يعينععه ل أن يسععكنه‬
‫داره وهو له دار في موطن هو آمن فيه‪ ،‬فالتجنيس ليس ضيافة‪.‬‬
‫إن بإمكان الدولة أن تتغافل عن المشكلة‪ ،‬وعجبا ً للغافل كيف يغفععل عععن مععا أبصععرته كععل عيععن؟‬
‫وعجبا ً للمتغافل كيف يطعن نفسه طمعا ً في قتل رديفه؟ ولكنهععا سععتكون مضععطرة لمواجهتهععا ولععو‬
‫بعد حين‪ ،‬فالحكم في البحرين وراثي‪ ،‬والنجاح أو الخفاق الذي يصنعه الباء سيرثه البناء‪ ،‬ول شععك‬
‫أن هذه أحد ميزات الحكم الوراثي القليلة‪ ،‬حيث يحرص الباء على إصلح البلد لبنععائهم الععذين هععم‬
‫منهم‪ ،‬وبالتالي فإن حل المشكلة قبل أن تتفاقم هععو فععي صععالح الحكععم‪ ،‬وأمععا تركهععا تخلععق صععدعا ً‬
‫عميقا ً فسيضطرهم أنفسهم لمواجهتها في ظروف أصعب وأشد‪.‬‬
‫قد تظن الحكومة أن التشابه المذهبي بين عصبة المجنسين موضع المشكلة وبين الطائفة السنية‬
‫من المواطنين سيخلق لهم قاعدة ضمان بالوحدة ضععد الطائفععة الخععرى‪ ،‬وهععذا هععو الععدافع القععوى‬
‫للتجنيس السياسي المحموم‪ ،‬ولكنه قععرار ينظععر للمشععكلة مععن خلل ظرفهععا ل مععن خلل طبيعتهععا‬
‫الحقيقية‪ ،‬فالطائفة الشيعية لم تتسيس إل في السبعينات مع الصحوة السلمية ولم تشكل خطععرا ً‬
‫أمنيا ً إل في الثمانينات والتسعينات مع المد الثوري الخميني‪ ،‬وقبل هذا كععانت الطائفععة السععنية هععي‬
‫بؤرة المعارضة منذ الخمسينات أيام النهضة الوطنيععة والقوميععة واليسععارية‪ ،‬وكععانت منطقععة القععرى‬
‫ول قّلب ل تثبت على حععال‪ ،‬ومواجهتهععا ينبغععي أن‬ ‫متخلفة عن ذلك إل قليل‪ ،‬فالتوجهات السياسية ح ّ‬
‫تكون بحلول مرنة متحولة هي الخرى‪ ،‬وأما من مثل التجنيععس فهععو يخلععق مشععكلة أبديععة ل يمكععن‬
‫تلفيها‪.‬‬
‫وفي التاريخ لم يفلععح مسععتعين بالجععانب علععى أهلععه وناسععه أبععدًا‪ ،‬وأشععهرهم فععي تاريععخ السععلم‬
‫المماليك الترك وغيرهم‪ ،‬الذين جلبهم العباسيون للنصرة فكانوا وبال ً علعى النعاس والحكعم‪ ،‬ثععم معا‬
‫لبثوا أن أصبحوا هم السادة والوزراء وأهل العصبية‪ ،‬ينزعون الخلفاء ويقتلعونهم لتفعه سعبب وعلعى‬
‫‪41‬‬
‫‪0‬‬
‫‪41‬‬
‫أيديهم خرج الملك من أيدي العرب ولم يعد إليهم أبدا ً حتى سقوط السععتعمار‪ ،‬فععآخر حععاكم عربععي‬
‫‪1‬‬
‫فعلي كان المتوكل وكانت هذه هي غلطته الكبرى‪ ،‬ومن بعده لم يتمكن عربي من الحكععم مسععتقل ً‬
‫أبدًا‪..‬‬
‫إن مشكلة الجععانب المجنسععين أو حععتى المهععاجرين هععي مشععكلة متكععررة فععي الكععثير مععن البلد‬
‫الغربية والعربية‪ ،‬وما أن تسوء الظروف حتى يتحعول المواطنعون للنتقعام منهعم بحعق وبغيعر حعق‪،‬‬
‫وهذا يحدث أمامنا في البلد المتطورة التي شرعت حقوق النسان‪ ،‬فكم من عربي وتركي وغيرهم‬
‫ُيضربون في ألمانيا وفرنسا؟ وكم هو عدد المصريين العذين قتلععوا فعي العععراق بععد توقعف الحععرب‬
‫العراقية مع إيران؟ وكم هم الفلسطينيون الذين ضربهم الكويتيون بعد غععزو صععدام مععن الععذين لععم‬
‫يكن لهم في الغزو ناقة ول جمل؟ وكععم هععم الفارقععة الععذين قتلهععم الليععبيون والموريتععانيون حينمععا‬
‫تكاثروا في بلدهم؟ وكم وكم وكم؟ فهذه هي طبيعععة المواجهععة حينمععا يشعععر المواطنععون بالتهديععد‬
‫لفرصهم وأرزاقهم من الغرباء حتى لو كانوا عربا ً مثلهم أو سنة أو شيعة أو ‘’زحرمان’’ ل يهم‪.‬‬
‫في عملي كمعلم كنت أدرس صفوفا ً أكثرها من أطفال المجنسين مع أطفال مععواطنين بحرينييععن‬
‫سنة في الغالب وقليل من الشيعة‪ ،‬وكم تعبععت وأنععا أتحععدث علجعا ً لتعصععبهم عععن أن النععاس كلهععم‬
‫أخوة‪ ،‬عربا‪ ،‬عجما‪ ،‬بلوشا‪ ،‬بحرينيين بحرانيين‪ ،‬سععوريين‪ ،‬يمانيععة‪ ،‬سععنة شععيعة‪ ،‬ومععا أكععثر مععا تععذهب‬
‫نصائحي أدراج الرياح ‪ ،‬فما تلبث الرابطة العصبية أن تظهر على اللسن والبدان في معارك يوميععة‬
‫ل تنتهي‪ ،‬هذا وهم أطفال‪ ،‬و كنت أتألم لهذا الطفل الذي انتزع من بيئته وثقافته وزج به في معركععة‬
‫لم يرتكب فيها جناية ول يعلم لها غاية‪ ،‬فتراه يعيش حالة الخوف والحذر من الخرين‪ ،‬ويكون فكرة‬
‫خاطئة عنهم‪.‬‬
‫لبد أن الجميع يعلم‪ ،‬أنه إذا ما قامت الفتنة‪ ،‬وما هي عنا ببعيد‪ ،‬فسوف ُتنتهععك حقععوق الكععثير مععن‬
‫الطفال والنساء‪ ،‬و تنشب معععارك بيععن الجيععران‪ ،‬وُتحععرق الععبيوت والممتلكععات‪ ،‬وتتكععون عصععابات‬
‫خليععا مععن المسععؤولية عنهععا‪،‬‬‫ملثمة وغير ملثمة‪ ،‬وتتراكم أحقاد يصعب أن يغسلها الزمن‪ ،‬ولن نكون ِ‬
‫فإما نتداركها اليوم وإل فالكل شريك في الجناية‪.‬‬
‫اللهم إل أن تستنقذنا ضارة الزمة القتصادية العالمية‪ ،‬ورب ضارة نافعة‪ ،‬فغدا ً القريب قععد يشععهد‬
‫انهيار الدولر حتى ليغدوا عشرة فلوس‪ ،‬فيصبح دينارنا ثلثين فلسًا‪ ،‬فنذهب للخبعاز بخمسعة دنعانير‪،‬‬
‫وتكون الليرة السورية والدينار اليمني والروبية الباكستانية أحسن حال من دينارنا‪ ،‬فساعتها سععتخلو‬
‫بيوت كثيرة عاد سكانها إلى ديارهم‪ ،‬وسيظل في الدار من ل دار له غيرها‪.‬‬
‫الوقت | العدد ‪ |1045‬الربعاء ‪ 3‬محرم ‪ 1430‬هع ‪ 31 -‬ديسمبر ‪2008‬‬

‫‪41‬‬
‫‪1‬‬
‫‪41‬‬
‫‪2‬‬ ‫شاتمو أهل البحرين‬

‫الكاتب ‪ :‬منصور الجمري‬

‫بعض الجهات الرخيصة تعرض على النترنت خدمات لكتابة مقالت وبحوث لصالح أية جهة مقابععل‬
‫‪ 14‬دولرا ً للمقال أو البحث‪ ،‬وهذه المهنة أصبحت رائجة؛ لن هناك من يسقط في المتحانات كثيرا ً‬
‫ويحتاج إلى من يساعده على تزوير قدراته ومستواه‪ .‬ومثل هؤلء الشخاص )الكاتب والمكتوب له(‬
‫تلحقهم السلطات القضائية في مختلف أنحاء العالم لمعاقبتهم‪.‬‬

‫المر يختلف لدينا في البحرين‪ ،‬فبعض الشخاص ليست لهم حظوة من شرف الوطنية في بلدهم‬
‫الصلي‪ ،‬وليسععت لهععم حظععوة فععي الشععرف النسععاني‪ ،‬يععأتون إلععى البحريععن ويكتبععون عععن شععئوننا‬
‫الداخلية‪ ،‬ويقومون بشتم أهل البحرين الصليين‪ ،‬وكل ذلك طمعا ً في الحصول على الجععواز‪ ،‬وجمععع‬
‫أكبر كمية من ثروات البحرين‪ ...‬وهم يشععتمون البحرينييععن كلهععم‪ ،‬حععتى مسععئوليهم‪ ،‬إذ تتععوارد إلععى‬
‫أسماع الكثيرين عبارات يتلفظ بها هؤلء عندما ينطلقون في حديثهم تحععت الضععغط أو بعععد السععهر‬
‫الليلي‪ ،‬ويرددون عبارات ل يمكن نشرها في صحف البحرين المحترمة‪.‬‬

‫الخطأ الذي تكرره الدولة متكرر‪ ،‬فقبل فترة ليست بعيدة انتشرت على النععترنت تقععارير نشععرها‬
‫البعض وهي توضح كيف أن هناك من يكتب البحوث لبث الفتنة من أجل الحصول علععى شععيٍء ممععا‬
‫ُذكر أعله‪ .‬وهذا يعني أنه ليس مععن المسععتبعد أن نقععرأ فععي الفععترة المقبلععة تقععارير مشععابهة علععى‬
‫النترنت ينشرها بعض السيئين الذين يكتبعون حاليعا ً ععن شعأننا المحلعي وهعم ل تربطهعم بعالبحرين‬
‫سععوى عبععارات الشععتائم ضععد أهععل البحريععن )عنععدما يكتبععون( وضععد المسععئولين )عنععدما يسععهرون‬
‫ويسمرون مع أصحابهم في السوء(‪.‬‬

‫أحد الخوة السعوديين أخبرني فععي وقعت سعابق أن كت ّععاب العمععدة الععذين يتحععدثون فععي الشعأن‬
‫دهم مولودا ً في البلد الذي سععيكتب عنععه‪ ،‬وبالتععالي فهععم الجيععل الثععالث‬
‫ج ّ‬
‫المحلي يشترط أن يكون َ‬
‫المولود على الرض التي يتحدثون عنها‪ .‬أما نحن فيبدو أن عدد المواطنين المسععتعدين لشععتم أهععل‬
‫ض نفسه‬ ‫ب وعَر َ‬ ‫ب ود ّ‬
‫البحرين ليسوا بالعدد المطلوب‪ ،‬وعليه يلجأ البعض إلى »استيراد« كل من ه ّ‬
‫للبيع في سوق النخاسة ليأتي إلى بلدنا ويمارس الرذيلة السياسية والخلقية طمعا ً في جواز سععفر‬
‫ومنزل مجاني وحياة ملؤها التملق والنفاق على حساب أهل البلد‪.‬‬

‫وفي الحقيقة‪ ،‬فإن قيام هذه النوعيات معن البشعر بشعتم أهعل البحريعن باسعتمرار إنمعا يبطعل أو‬
‫يضعف القضية التي يدافعون عنها؛ لن جميع من خلقهم الله على وجه الرض يعلمون طبيعة هؤلء‬
‫ويعلمون أنه ل يمكن لهؤلء أن يقولوا كلمة حق في حياتهم‪ ،‬ولو كان كذلك لمعا تخلعوا ععن وطنهعم‬
‫الم وجاءوا إلى بلد آخر لشتم أهله‪.‬‬

‫صحيفة الوسط | العدد ‪2009-01-04 | 2312‬م الموافق ‪ 07‬محرم ‪ 1430‬هع‬

‫‪41‬‬
‫‪2‬‬
‫‪41‬‬
‫بائعو أوطانهم ل يحمون وطن غيرهم‬
‫‪3‬‬
‫الكاتب ‪ :‬منصور الجمري‬

‫» إن فاقد الشيء ل يعطيه «‪ ،‬وبالتالي فإن من باع وطنه ل يمكنه أن يحمي وطن أناس آخريععن‪،‬‬
‫ن يواصل شتم أهل البحرين‪ .‬هؤلء هم الذين خرجوا من أوطانهم بسععبب العععوز‬ ‫م ْ‬
‫وهذا ينطبق على َ‬
‫الشديد وجاءوا إلى وطننا طمعا ً في خيره على حساب أهله‪ .‬كما أن العذين يشعتمون أهعل البحريعن‬
‫الصليين )ويتهمون غيرهم باتهامات تليق بهم( إنما فعلوا ذلك لنهم ربما وجدوا سععوقا ً رائجععة لهععم‪.‬‬
‫وهذا يفسر لنا معنى ما يردده أحدهم باستمرار من أنه جاء إلى البحرين ليمارس دوره كما تمارس‬
‫الع »‪ «...‬دورها‪ ،‬فتلك تبيع جسدها وهو يبيع شتائمه ويععبيع مععا يكتبععه مععن تملععق ونفععاق علععى بعععض‬
‫المسئولين‪ .‬ولن اللؤم يمثل جوهر هؤلء‪ ،‬فحتى المسععئولين الععذين يععدفعون لهععم المععوال الطائلععة‬
‫ليسلمون من لسانهم البذيء‪ ،‬وما على المسئولين إل متابعععة مععا يقععوله هععؤلء أثنععاء سععهراتهم‪ ،‬أو‬
‫عندما يعودون إلى وطنهم الم ويلتقون بأناس آخرين‪.‬‬

‫إن هؤلء باعوا أوطانهم الصلية‪ ،‬وباعوا ضمائرهم‪ ،‬وهم ل أمان لهم‪ ،‬وهم ل يوفرون أمنا ً لشعععب‪،‬‬
‫ول أمنا ً لحاكمين‪ ،‬ول يقدمون ذرة خير للبلد الذي يلتهمون خيراته عبر الممارسععات والكتابععات غيععر‬
‫الشريفة التي يسترزقون منها قوتهم اليومي‪.‬‬

‫نعم‪ ،‬إن بائعي الوطان ليعس لهعم شعرف‪ ،‬وهعم سعيبيعون البحريعن بعالرخيص‪ ،‬تمامعا ً كمعا بعاعوا‬
‫وطنهم الصلي بالرخيص‪ ،‬وجاءوا إلينا مملوئين بمعععاجم الشععتم والتهامععات الععتي تليععق بهععم‪ .‬كيععف‬
‫يحدث مثل هذا المر في القرن الحادي والعشرين؟ وكيف سعمحت البحريعن أن تتحعول إلعى مرتعع‬
‫لهؤلء؟‬

‫إن من يبيع وطنه ويذهب إلى بلد آخر ويقوم بشتم أهل ذلك البلد ويدعي أنه يدافع عععن مسععئولي‬
‫ذلك البلد )رغم أنه يشتمهم في سهراته(‪ ،‬إنما يساهم في إثارة الفتنة بين الحاكم والمحكوم‪ ،‬وهععي‬
‫فتنة يعتقد أنه يستفيد منها‪ ،‬ويتصور أنه سيصعد إلى مراتععب ماديععة عليععا‪ ،‬وأنععه سععيتم منحععه منععزل ً‬
‫مجانيا ً ليس في البحرين فقط‪ ،‬وإنما أيضا ً في وطنه الصلي‪.‬‬

‫ليمكننا أن نوجه أية نصيحة إلى من باعوا أوطانهم؛ لن بائع الوطان ليس له قلب أو آذان كباقي‬
‫البشر العاديين‪ ،‬وهو ليهمه أي شيء؛ لن همه الول والخير هو شتم أهل البحرين‪ ،‬والضحك علععى‬
‫المسئولين ومن ثم جمع أكبر كمية من الموال والهروب بها إلى مكان آخر‪.‬‬

‫صحيفة الوسط | العدد ‪2009-01-05 | 2313 :‬م الموافق ‪ 17‬ذي القعدة ‪ 1430‬هع‬

‫‪41‬‬
‫‪3‬‬
‫‪41‬‬
‫المجنسون ليسو فئة واحدة‬
‫‪4‬‬
‫الكاتب ‪ :‬نبيل رجب‬

‫ل عربية أو أسيوية‬ ‫من المجنسين من تم جلِبهم من الخارج من خلفية قبلية ومذهبية محددة‪ ،‬ودو ٍ‬
‫معينة ‪ ،‬للمساهمة في تغيير هوية وتركيبة هذه البلد الديمغرافية‪ .‬ويتركز عمععل الغالبيععة مععن هععؤلء‬
‫في أجهزة المن بجناحيه العسكري والمدني والمخابراتي ‪ ،‬للقيام بإعمال تخرج عن نطاق العراف‬
‫والقوانين المحلية والدولية‪ ،‬وعلى رأسها تلك المتعلقة بانتهاكات حقوق النسان من تعذيب وضرب‬
‫واعتداءات جنسية وجسدية ‪ ،‬والقيام بأمور ل يقوم بها الناس العاديين‪ .‬ومن ثم يتععم مكععافئة هععؤلء‬
‫الناس بامتيازات ل يتمتعُ بها المواطن العادي ‪ ،‬من عمل في السلك العسكري والمني‪ ،‬وراتب أكثر‬
‫من المتعارف عليه لدى المواطن العادي‪ ،‬وعلوة علععى كععل ذلععك يتععم تععوطينهم ومنحهععم الجنسععية‬
‫البحرينية مكافأة لدائهم كأحد تلك المتيازات‪.‬‬

‫هؤلء الناس يصِنفُهم القانون الدولي ليس كمجنسين أو مستوطنين فقط‪ ،‬وإنما كمرتزقة أجععانب‪،‬‬
‫وهناك من القوانين والليات والقرارات الدولية ما يكفل التعامل معهععم كمجرميععن جنععائيين‪ ،‬وعلععى‬
‫رأس تلك التفاقيات‪ ،‬التفاقية الدولية لمناهضة تجنيد المرتزقة واسععتخدامهم وتمععويلهم وتععدريبهم‪،‬‬
‫وقرار لجنة حقوق النسان رقم ‪ 2000/3‬لسنة ‪ 1999‬والمعني باستخدام المرتزقة كوسيلة لنتهاك‬
‫حقوق النسان وإعاقة ممارسة حق الشعوب في تقرير المصير‪.‬‬

‫فقد أعلنت المم المتحدة مرارا إدانتهععا للععدول الععتي سععمحت أو تسععاهلت إزاء تجنيععد المرتزقععة‬
‫وتمويلهم وتدريبهعم وحشدهم ونقلهم واسععتخدامهم ‪ ،‬بععل أبععدت قلقهععا ممععا تشععكله أنشععطة هععؤلء‬
‫المرتزقة من خطرا ً على السلم والمععن الهلععي فععي الععدول الصععغيرة‪ ،‬وبغععض النظععر عععن طريقععة‬
‫ه لكتساب بعض مظاهر الشرعية من تععوطين أو تجنيععس‬ ‫استخدام المرتزقة أو الشكل الذي يتخذون ُ‬
‫أو غيره‪ ،‬فإنهم سيضلون مرتزقة مستوطنين ُيشكلون تهديدا ً لسععلم وامععن هععذه البلد‪ ،‬وعقبععة فععي‬
‫سبيل تمتع هذا الشعب بحقوقه النسانية‪.‬‬

‫المؤسسة الحاكمة مطالبة بوقف جلب جماعات "المرتزقة الجانب" من الخارج‪ ،‬وإرجاع مععن تععم‬
‫جلبه وتوطينهِ منهم إلى موطنه الصلي‪ ،‬وأن تعمل علععى التوقيععع علععى التفاقيععة الدوليععة لمناهضععة‬
‫تجنيد المرتزقة واستخدامهم وتمويلهم‪ .‬كما أن مجلس النواب مطالب أيضا ً بسن تشعريعات وطنيعة‬
‫تتوافق مع هذه التفاقية وقوانين واضحة تحرم وتجرم تجنيد المرتزقة وتمععويلهم وتععدريبهم وجلبهععم‬
‫إلى البلد‪.‬‬

‫إن أي سلطة حاكمة تعتمد في أمنها الداخلي ودفاعها الخارجي على مرتزقة أجانب حتى وإن تععم‬
‫تجنيسهم وتوطينهم‪ ،‬في الوقت الذي تستبعد فيه مواطنيها من تلك المؤسسات ‪ ،‬سلطة ل تستحق‬
‫الحترام والتقدير منا‪.‬‬
‫وان كان هذا وجه من أوجه الرتععزاق إل انععه ليععس الوحيععد‪ ،‬بععل هنععاك فئة أخععرى مععن "المرتزقععة‬
‫الجانب" المجنسين والمستوطنين حديثا‪ ،‬والتي تععم جلبهععا بغععرض القيععام بمهمععات إعلميععه قععذرة‪،‬‬
‫بغرض التستر على الجرائم المرتكبة من قبل المؤسسة الحاكمة‪ ،‬وتلميععع صععورة النظععام المعطبععة‬
‫داخليا وخارجيا‪.‬‬
‫‪41‬‬
‫‪4‬‬
‫‪41‬‬
‫‪5‬‬
‫يدخل في هععذه الفئة صععحفيين وإعلمييععن ومستشععارين ‪ ،‬يصععطلح علععى تسععميتهم فععي البحريععن‬
‫بالمرتزقة الطّبالة‪ ،‬تعمل هذه الفئة في الصحف والمؤسسات القريبة من الحكم وبأوامر من جهات‬
‫عليا في الحكم‪ ،‬وعملها يتلخص فععي الهجععوم والسعاءة بععالقلم ومععن خلل صععحفهم علععى كععل مععن‬
‫يعععارض سياسععة المؤسسععة الحاكمععة أو ينتقععدها‪ ،‬بععل ذهبععوا إلععى أبعععد مععن ذلععك‪ ،‬فبععاتوا هععؤلء‬
‫المستوطنين يعملون على التشكيك بوطنية وولء سكان البلد الصليين‪ ،‬من شيعة وسععنة لرضععهم‪،‬‬
‫واتهامهم بالعمالة لدول أخرى‪.‬‬

‫تعتقد المؤسسة الحاكمة بأن هؤلء المجنسين يمكن أن يكونوا اقل مقاومة لظلمهم واستبدادهم‪،‬‬
‫أو يمكن ضمان ولئهم الدائم‪ ،‬إل أن هذا يعد جهل بسنن التاريخ ل يؤدي إل إلى الخراب والدمار‪.‬‬
‫كان هؤلء المرتزقة المجنسين سببا في خلق حالة من العداء تجاه جميع من تم تجنيسهم بشععكل‬
‫قانوني وسليم‪ .‬وللسف الشديد أن الكثير من الذي تم تجنيسهم بصورة طبيعية وقعوا ضحايا سععوء‬
‫دها هؤلء المرتزقة‪.‬‬
‫المعاملة جراء الكراهية التي ول ّ‬

‫حتى ل نزر وازرة بوزر أخرى‬


‫ولكي ل نزر وازرة بوزر أخرى‪ ،‬علينا أن نفعرق بيععن هععؤلء المرتزقععة الجععانب وبيععن الكععثير ممععن‬
‫حصلوا على الجنسية البحرينية وهم مستحقين لها‪ ،‬والععذين هععم بشععر مثلنععا سععنة وشععيعة وغيرهععم‪،‬‬
‫منتهك لحقععوِقهم‬ ‫ولهم ما لنا من حقوق‪ ،‬وعليهم ما علينا من واجبات‪ ،‬بل يجب علينا أن نتصدى لي ُ‬
‫أو مسيء لهم ‪.‬‬

‫ت كععبيرة لهععذا الععوطن‪ ،‬وقععامت‬


‫يجععب العععتراف بععأن هنععاك فئة مععن المجنسععين قععدمت إسععهاما ٍ‬
‫بالمساعدة في بناء وتطوير بلِدنا في شتى المجالت‪ ،‬ومنهم من علمنا ودرسنا صغارًا‪ ،‬ونحععن نعععتز‬
‫ونفتخر بأننا تتلمذنا وتدربنا على أيدي الكثير منهم‪.‬‬

‫هناك توجه خاطئ في التعامل مع المجنسين وكأنهم كتلة واحدة‪ ،‬وأن هناك بعض الخلععط الظععالم‬
‫ولكن غير المتعمد‪ ،‬من ِقبل البعض في التعامل مع المجنسععين وكععأنهم جسععم واحععد‪ ،‬جععاء بطريقععة‬
‫واحدة‪ ،‬وبغرض واحد‪ ،‬وهدف واحد‪ ،‬وهو الشععتراك فععي معؤامرة المؤسسعة الحاكمععة فععي السععاءة‬
‫لشعب البحرين‪ ،‬من خلل المساهمة في مؤامرة تغيير تركيبتهِ ونسيجه وتجانسه السكاني‪.‬‬

‫إن التعامل معهم أجمعين بهذه النظرة الواحدة السععلبية‪ ،‬أو السععاءةِ لهععم يعتععبر نوعععا مععن أنععواع‬
‫الكراهية العنصرية التي يجب الحذر من الوقوع فيها‪ ،‬بل إن ذلك يسئ لنععا كشعععب متحضععر يحععترم‬
‫حقوق الخرين بغض النظر عن أصولهم وخلفياتهم الدينية أو الثنية‪ .‬عرف عن شعب البحريععن منععذ‬
‫عمرها آلف السنين‪ ،‬وعرف‬ ‫القدم‪ ،‬أنه شعب راقي أصيل مثقف متعلم واجتماعي‪ ،‬ويرجع لحضارة ُ‬
‫عن هذا الشعب أيضا تميزهُ عن غيره مععن الشعععوب فععي صععبرهِ علععى معانععاته مععن الظلععم والقهععر‬
‫والعزل والتمييز والستبداد والقمع‪ ،‬الذي مورس عليه من قبل حكامه على مر السنين‪ .‬وعليه يجب‬
‫أن تعدفعنا هعذه المظلوميعة فعي نصعرة المظلعوم والعدفاع عنعه‪ ،‬والتصعدي الحضعاري لكعل منتهعك‬
‫لحقوقه‪ ،‬وليس المشاركة في ظلمه‪.‬‬

‫‪23-01-2009‬‬

‫‪41‬‬
‫‪5‬‬
‫‪41‬‬
‫إعلميون " ميليشياويون" من المجنسين المرتزقة !‬
‫‪6‬‬
‫الكاتب ‪ :‬محمد البحراني‬

‫هل العلميون العرب الذين يساهمون في تلميع صععورة النظععام والععدفاع ععن جرائمععه وانتهاكعاته‬
‫لحقوق النسععان هععم مرتزقععة ؟ ولمععاذا يقععوم النظععام بتجنيععس العلمييععن المرتزقععة خاصععة اؤلئك‬
‫المستقدمين من الردن وسوريا وبعض الفلسطينيين والبعثيين العراقييععن وغيرهععم ؟ ولمععاذا اغلععب‬
‫المرتزقة العلميين يقومون بدور الدفاع عن النظام والتدخل في الشأن الداخلي ؟ ولمععاذا اغلبهععم‬
‫من المحسوبين على ابناء العرب السنة ؟! وهل جريمة العلميون المرتزقععة مععن المجنسععين اقععل‬
‫من جرائم الميليشيات المرتزقعة ؟ القعرائن تشعير العى ان العلمييعن والصعحفيين واصعحاب اقلم‬
‫الرتزاق هم "جنود" بل "بزات" وشارات في جيش النظام يؤدون واجب الرتععزاق فععي الععدفاع عععن‬
‫سلطة القمع والستبداد في البلد وقد تم استقدامهم الى البلد جنبا الى جنب الميليشات المسلحة‬
‫المرتزقة التي تستخدمها السلطات لزرع الرعب والخراب والهلع في البحرين ‪.‬‬

‫العلميون المرتزقة هم "ميليشيا" ولكن في ثوب انيق بدل ان يحملوا سلح القتل والرصاص في‬
‫ايديهم يحملون "سلح القلم" فهم يقتلون الناس بكلماتهم الخبثية فيما الميليشيات المسعلحة تقتعل‬
‫الناس بالسلح الذي يحتوي على الذخيرة الحية من الرصاص والقنابل الميسلة للععدموع والسععامة ‪.‬‬
‫نظام حمد استقدم العلمييععن وزرعهععم فععي الصععحف المواليععة لععه ومنحهععم سععلطة تفععوق سععلطة‬
‫"البرلمان" ‘ حيث ليس لنواب الشعب وخاصة النواب المحسوبين على المعارضة او على الطائفععة‬
‫المهمشة حق انتقاد العلميين ودورهم السلبي في التجييععش الطععائفي وتحريععض جهععة علععى جهععة‬
‫اخرى فيما لولئك العلميين المرتزقة كل الحق فعي التهجعم علعى النعواب بعدوافع طائفيعة والنيعل‬
‫منهم دون وضع اي اعتبار حتى لمكانتهم وحصانتهم كممثلين لكبر طائفة في البلد ‪.‬‬

‫دور العلميين المجنسين المرتزقة تعدى الشؤون الخارجية حيث بدؤا مزاولععة مهنهععم فععي بدايععة‬
‫استقدامهم كمحللين و"كتاب" اختصاصهم الخارج ال ان المور ومع مععرور اليععام قععد تغيععرت حيععث‬
‫جاءت الوامر لتغيير البوصعلة معن الخعارج العى العداخل والبععدء بشعن هجععوم شعامل وكاسععح علعى‬
‫االمععواطنين وكعل معن يععارض النظعام الحعاكم وسياسعاته القمعيعة والطائفيععة ‪ .‬هعؤلء العلميعون‬
‫المرتزقة غدت اقلمهم تتقيأ بالشتم والسب والنيل من المواطنيين حيث دورهم ل يختلف عن تلععك‬
‫الدوار التي تقوم بها "القوات القذرة" في البلدان الخاضعة لنظمة السعتبداد والفصعل العنصعري ‘‬
‫هذا المر قد اشار اليه بوضوح المسئول في مركز حقوق النسان الدكتور نبيل رجب حيث افاد في‬
‫تقرير له ‪..":‬هناك فئة معن المرتزقعة الجعانب المجنسعين والمسعتوطنين حعديثا ‘ والعتي تعم جلبهعا‬
‫بغرض القيام بمهمات اعلمية قذرة ‘ بغرض التسععتر علععى الجععرائم المرتكبععة معن قبععل المؤسسععة‬
‫الحاكمة ‘وتلميع صورة صعورة النظعام المعطبعة خارجيعا وداخليعا ‘ يعدخل فعي هعذه الفئة صعحفيين‬
‫واعلميين مستشارين ‘ يصطلح على تسميتهم في البحرين بالمرتزقة الطبالة"‪" ..‬تعمل هععذه الفئة‬
‫في الصحف والمؤسسات القريبة من الحكم وبأوامر من جهات عليععا فععي الحكععم‪ ،‬وعملهععا يتلخععص‬
‫في الهجوم والساءة بالقلم ومن خلل صحفهم على كل من يعارض سياسة المؤسسة الحاكمععة أو‬
‫ينتقدها‪ ،‬بل ذهبوا إلى أبعد من ذلك‪ ،‬فباتوا هؤلء المستوطنين يعملون على التشكيك بوطنيععة وولء‬
‫سكان البلد الصليين‪ ،‬من شيعة وسنة لرضهم‪ ،‬واتهامهم بالعمالة لدول أخرى‪ ".‬هناك عدة صععحف‬
‫محلية معروفة وهي اما تابعة ‪ %100‬للسلطة واما ان الخيرة ممولة لها تمويل كامل تنفذ سياستها‬
‫واجندتها دون مواربة وبوضوح تام ‘ فمثل صحيفة "الوطن" التي يطلق عليها المواطنون بع" التفلة"‬
‫‪41‬‬
‫‪6‬‬
‫‪41‬‬
‫او "الوثن" وهي تسميات تعكس حقيقة وواقع هععذه الصععحيفة حيععث تسععمية "التفلععة" تعنععي بوضععح‬
‫‪7‬‬ ‫"القذارة" كون ان دورها ل يتجاوز "المهمة القذرة" في الساءة الى المواطنين‬
‫واصحاب البلد الصليين والنيل منهم من منطلق طائفي ‘ هذه الصحيفة زرعت فيها السلطة عدة‬
‫اقلم مرتزقة واعلميين مجنسين قعد اسعتقدموا معن الردن هعدفهم تلميعع صعورة النظعام والملعك‬
‫والساءة الى الطائفة الشيعية واتباعها في دور مواز لدور "الميليشيات القذرة المسلحة" المرتزقة‬
‫التي تقتحم الدور والبيوت وتعتدي على الناس وتسيئ اليهم في الطرقععات والشععوراع ‘ ولعععل مععن‬
‫ابرز تلك القلم المرتزقة والتي تم تجنيدها لمثل تلك المهمة القذرة هو "المبيضععيين" هععذا الردنععي‬
‫الذي ينحدر من قبيلة المبيضين في الردن والمعروفة بعنصريتها وطائفيتهععا وقععد انضععمت فععي يععوم‬
‫اعدام "صدام" المجرم الى قائمة المنتصفين والمنتصرين له وهو اليوم يعمل في صحيفة "الوطن"‬
‫وقد وجه بوصلة قلمه ومنذ فترة نحو الشعان العداخلي وقععد تععم تجنسعيه بععد ان اثبعت انعه "جنعدي‬
‫اعلمي مرتزق" من النوع المحترف حيث ل يخلتععف عععن ذلعك الميليشععاوي المسععلح المرتععزق فععي‬
‫شيئ سوى ان "المبيضيين" جندي يوجه قلمه نحو الناس والمواطنين فيما الثاني يحمل السلح في‬
‫وجههم وكليهما يؤديان دور واحد يتمثل في الدفاع عن نظام القمع والستبداد والسععاءة بالسععاليب‬
‫المختلفة لجماهير الغلبية في البلد يعتبر بنظر القانون الدولي الخاص انتهاك لحقوق النسععان بعععد‬
‫ان يدرجهم ضمن لئحة "المرتزقعة الجعانب" وهعو معا دفعع بالمسعئول فعي مركعز حقعوق النسعان‬
‫الستاذ نبيل رجب لدق ناقوس الخطر والستدلل بالقوانين الدولية بما فيهععا اتفاقيععة جنيععف وقععرار‬
‫لجنة حقوق النسععان ‪2000/3‬لعععام ‪" 1999‬المعنععي باسععتخدام المرتزقععة كوسععيلة لنتهععاك حقععوق‬
‫النسان واعاقة ممارسة حق الشعوب في تقرير مصيرها" ‪ ..‬ومن هنا ايضا فععان مععن حععق الشعععب‬
‫فععي البحريععن ان يتعامععل مععع هععؤلء العلمييععن الجععانب المجنسععين كمرتزقععة واسععقاط صععفة‬
‫"العلميين" و"الصحفيين" عنهم لكون انهم كانوا على علععم ويقيععن بععان اسععتقدامهم الععى البحريععن‬
‫ومنحهم الجنسية لم يتم على الكفاءة والمهنية والمواطنية بل على اساس الرتزاق والعمععل ضععمن‬
‫"ميليشيات اعلمية مرتزقععة" تسععتخدم مععن اجععل حمايععة مصععالح النظععام وقمععع المععواطنين فكريععا‬
‫وسياسيا واعلميا وحتى جسعديا بمعوازاة الميليشعيات المسعلحة المنتشعرة فعي البلد والعتي تعمعل‬
‫ضمن المؤسسة المنية الرسمية ‪.‬‬

‫فالتصدي للميليشيات العلمية امر وطني يدخل ضمن النضال المسععتمر الععذي دأب عليععه شعععب‬
‫البحرين البي لسترجاع حقوقه وتثبيت مواطنية ابناءه الذين يتعرضون لحملة شرسعة اعلميععة معن‬
‫قبل اؤلئك المرتزقة العلميين الذين جندتهم السلطات المحلية لغراض قذرة ومن ضععمنها تشععويه‬
‫سمعة المواطنين الصليين وتحريف الحقائق على الرض ضمن استراتيجية التطهير الطائفي ‪.‬‬

‫صوت العراق | ‪2009-01-25‬‬

‫‪41‬‬
‫‪7‬‬
‫‪41‬‬
‫بيان عائلة آل حيدر‬
‫‪8‬‬ ‫الكاتب ‪ :‬عائلة آل حيدر‬

‫بسم الله الرحمن الرحيم‬

‫)قل انما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن و الثم والبغي بغير الحق وان تشععركوا بععالله‬
‫ما لم ينزل به سلطانا وان تقولوا على الله ما ل تعلمون (‬
‫صدق الله العلي العظيم‬

‫أبناء وعشععيرة المرحععوم الحععاج عبععاس مهععدي حيععدر وعمععوم آل حيععدر يععدينون جريمععة التجنيععس‬
‫السياسي والطائفي التي تجري في البلد ‪ ،‬ويحملون الطراف المسععؤولة عععن هععذه الجريمععة وهععذا‬
‫الخطعأ الكعبير وهعذا السعتهتار والهعدار لهعذا العوطن ‪ ،‬مسعؤولية التعداعيات السعلبية العتي تحعدث‬
‫وستحدث مستقبل على هوية وأمععن أبنععاء وأجيععال هععذا الععوطن الغعالي والعزيععز الععذي بنععاه الجععداد‬
‫بعرقهم وتعبهم ورسخوا الروابط واللحمة الوطنية بين ابنائه على حب الخيععر والتعععاون فيمععا بينهععم‬
‫شيعة وسنة‪.‬‬

‫لقد تابعنا باستياء وألم بالغ ما يتعرض له أهلنععا وأخواننععا فععي الرفععاع وجععو وعسععكر ومدينععة حمععد‬
‫وغيرها من المناطق من الثار السيئة لهذا التجنيس الغيععر محسععوب العععواقب والمسععتهتر بماضععي‬
‫وحاضعر ومسععتقبل هعذا الععوطن ‪ ،‬ونععدعوا أول المعنييعن والمسعؤولين ععن هعذه الجريمععة والخيانعة‬
‫العظمى بحق الجيال إلى العودة إلى الضععمير والمسععؤولية الخلقيععة والوطنيععة تجععاه هععذا الععوطن‬
‫العزيز وعدم التفريط فيه والزج به في التغالبات السياسية والطائفية ‪ ،‬إن وطننا أسمى وأعععز مععن‬
‫أن يستغله أي أحد واي جهة كانت لكي يكون مطية لهوائه وأجندته التي تضععر بععالمواطنين والععذين‬
‫هم من يشكل معنى الوطن وكيانه‪.‬‬

‫ندعو هؤلء المعنيين للبتعاد بوطننا العزيز عن الزج به في الهواء والشرور ونيران الفتن وتضععييع‬
‫الهوية وتدمير مستقبل الجيال‪.‬‬

‫كما ندعو أبناء البحرين وعوائله الشريفة من سنة وشيعة من أقصاه إلى اقصاه إلععى التعععبير عععن‬
‫قلقها ورفضها لتضييع هوية هذا الوطن والتسععبب بالخطععار لجيععاله بععدوافع سياسععية وطائفيععة غيععر‬
‫مسؤولة وغير واعية أو غير مكترثة‪.‬‬

‫إننا لنقف ضد استحقاق اي انسععان لجععائزة الحصععول علععى جنسععية هععذا الععوطن الغععالي والعزيععز‬
‫خصوصا من أصحاب العطاء العلمي والفكري والقتصادي ‪ ،‬لكننا ضد استغلل القانون والصععلحيات‬
‫التي ترمي بجنسية هذا الوطن في التراب لكل من هب ودب بدوافع غير أخلقية وغير وطنية وغيععر‬
‫شريفة ول تخدم هذا الوطن العزيز وأبنائه الكرام ‪ ،‬بقدر ما تخدم أجندة ومصالح من ل يحبععون هععذا‬
‫الوطن ول يحترمون ماضيه وحاضره ومستقبله‪.‬‬

‫إننا كعائلة عريقة ومعروفة في هذا البلد ومعنا الكثير من العوائل الشععريفة فعي هعذا الععوطن معن‬
‫المحرق حتى جو وعسكر مرورا بالمنامة والسنابس والدراز وسترة وغيرهععا مععن قععرى ومععدن هععذا‬
‫الوطن العزيز الغالي ممن يشكل لبنات هععذا الععوطن الغععالي وماضععيه وحاضععره ومسععتقبله معنييععن‬
‫‪41‬‬
‫‪8‬‬
‫‪41‬‬
‫مباشرة بما يجري على ارض الواقع من تجنيس وتلعب بالتركيبة السكانية ونععبر ععن قلقنعا البعالغ‬
‫‪9‬‬
‫على أجيالنا مما يجري من استهتار وندعم جميع المطالب والمواقف السلمية والحضارية والوطنيععة‬
‫الععتي يقودهععا الفععراد أو الجمعيععات الهليععة والسياسععية أو الموظفععون أو المسععؤولون فععي الدولععة‬
‫ومؤسساتها الذين يستشعرون خطر العبث بالتركيبة السكانية على أمن واستقرار وهوية ومستقبل‬
‫هذا الوطن بدوافع أخلقية وطنية‪.‬‬

‫أبناء وعشيرة المرحوم الحاج عباس مهدي حيدر وعموم آل حيدر‬


‫‪31/1/2009‬‬
‫السنة في البحرين أقلية بين طائفتين والضحية الولى والهدف السري‬
‫لمشروع التجنيس‬

‫الكاتب ‪:‬يساري متعصب‬

‫بدأ مشروع التجنيس الذي فتحته الحكومة البحرينية تحت مظلة الععديوان الملكععي بإظهععار النتععائج‬
‫العكسية لهذا المشروع الخطير الذي كان هدفه تغيير التركيبة الديمغرافية لصالح الطائفيععة السععنية‬
‫ضد الطائفية الشيعية ‪.‬‬

‫وللسف فإن الكثيرين من المتابعين والمحللين لم يركزوا على الهداف التي تحققت بالفعل على‬
‫أرض الواقع وهي نشوء طائفة ثالثة في البلد بين الطائفتين الكريمتين ‪،‬‬

‫هي طائفة ليست دينية أو مذهبية ‪ ،‬إنها طائفة إجتماعية لها كياناتهععا الخاصععة ‪ ،‬وثقافتهععا الخععاص ‪،‬‬
‫ومفاهيمها الخاصة ‪ ،‬هذه الطائفة التي زرعت بالقحام بشكل مفاجئ في بلد صغير وشعععب صععغير‬
‫بل وأصبحت تفرض ثقافتها العدائية فععي المجتمععع البحرينععي ‪ ،‬وتنشععر الرعععب فععي المنععاطق الععتي‬
‫تستوطنها ‪ ،‬وهي المناطق السنية ‪.‬‬

‫وقد عملت الحكومن وأجهزتها العلمية علعى ضععخ حلععم الكثريعة السععنية فععي البلد عععبر وسعائل‬
‫إعلمها ‪ ،‬وعبر المجالس الشعبية المرتبطة بالنظام في المحرق ‪ ،‬وبععدأ ساسععة السععنة المرتبطععون‬
‫بالحكومة بالترويج لهذا المشروع على أنععه الحععل المثععل لمواجهععة الشععيعة ‪ ،‬وبالتععالي زرع الخععوف‬
‫الدائم والمزمن عند الطائفة السنية ضد أخوانهم من أبناء الطائفة الشيعية ‪.‬‬

‫إل أن مانراه على أرض الواقع قد بععدد كععل التحليلت السععابقة بععأن الحكومععة تريععد القضععاء علععى‬
‫الطائفععة الشععيعية ‪ ،‬وبععأن مشععروع التجنيععس جععاء للقضعاء علععى الطائفععة السععنية ‪ ،‬وهععو إسععتكمال‬
‫لمشروع التهجير الذي تم بحق سنة البحرين في المحرق والقضيبية والحعورة وهعي المنعاطق العتي‬
‫كانت معقل المعارضة في ستينيات وسبيعينات القرن الماضي‪.‬‬

‫وبالتالي فإن مايحصل الن من تجنيس هو إستكمال للمشاريع السابقة التي قام بهععا النظععام ضععد‬
‫السنة وكان الهدف منها محاصرتهم ‪ ،‬ومنعهم من لعععب دورهععم الطععبيعي والدسععتوري فععي التنميععة‬
‫القتصادية والجتماعية والسياسية ‪.‬‬

‫وأنا هناك أحاول أن أذكر بهذين المشروعين السابقين والذان ساهما في القضاء على روح دعامة‬
‫‪41‬‬
‫‪9‬‬
‫‪42‬‬
‫أساسية في التنمية الوطنية في البحرين ‪ ،‬وهما ‪- :‬‬
‫‪0‬‬
‫‪ -1‬مشروع التهجير ‪،‬‬
‫لقد نجح النظام سابقا في إفراغ المحرق والقضيبية والحععورة مععن أهلهععا ‪ ،‬وتخلععص مععن معارضععة‬
‫كانت كالعظمة في بلعومه ‪ ،‬وشتتهم في مدن جديدة لتفكيك النسيج الجتماعي والسياسي لديهم ‪،‬‬
‫وكانت هذه المعارضة تتكون من السنة أساسا ‪ ،‬وشكلت دورا هاما في التصععدي للسععتعمار ‪ ،‬ومععن‬
‫ثم التصدي لمشروع القبيلعة العتي كعان النظعام يحعاول تثعبيت أركعانه ‪ ،‬ولن مشعروع القبيلععة كعان‬
‫يتناقض مع الفكار اليسارية التي كانت تؤمن بها المعارضة السنية آنذاك ‪.‬‬

‫‪ -2‬مشروع عسكرة أهل السنة ‪،‬‬


‫وهو مشروع كان الهدف منه أساسا وقائي وهعو القضعاء علعى الطمعوح السياسعي لعدى الطائفعة‬
‫السنية ‪ ،‬ولكن هذا المشروع لم يقض على روح الطموح السياسي فقط ‪ ،‬إنمععا قتععل روح الطمععوح‬
‫العلمي والتطوعي والمعرفي عند الشباب السنة ‪ ،‬وبالتالي أصبح أقصى طموح الشاب السععني هععو‬
‫التخرج من الثانوية والهروب نحو الحلم الكععبر ‪ ،‬وهععو النضععمام لععوزارة الداخليععة أو قععوة الععدفاع ‪،‬‬
‫وبالتالي القضاء على الساس البداعي والمعرفي لدى جيل واسع من أبناء السنة ‪.‬‬

‫‪ -3‬التجنيس ومشروع الطائفة الثالثة‬


‫لو كانت الحكومة تريد أغلبية سنية في البحرين ‪ ،‬لكان بإمكانها تبني مشاريع أكثر حضارية تحقععق‬
‫التوازن العددي بين السنة والشيعة ‪،‬‬

‫كان بإمكان الحكومة تبني مشروع التخصيب والتوالععد بيععن أبنععاء الطائفععة السععنية فععي البحريععن ‪،‬‬
‫ودعم هذا المشروع عبر توفير بيئة معيشية رغيدة للسنة ‪ ،‬ودعععم جهععود السععكان فععي منععاطقهم ‪،‬‬
‫وإنشاء صناديق لدعم الزواج بين الشباب السنة ‪ ،‬وتقديم كافة المتيازات المعيشية لهععم ‪ ،‬كمععا هععو‬
‫حاصل في بعض البلدان الخليجية كالمارات مثل‬

‫إل أن تغاضي الحكومة عن هذه الفكرة ‪ ،‬يثير الكثير من الدهشة ؟‬

‫لن مشروع التجنيس ‪ ،‬هو إزدراء بكل ماتحمله الكلمة بحق الطائفة السنية الععتي كععانت ولزالععت‬
‫تحتفظ بالكثير من الولء التقليدي للنظام ‪ ،‬وهعو تجاهعل واضعح لهعذا العمعق التقليعدي والتعاريخي ‪،‬‬
‫وكأن النظام يحاول التخلص من هذا الرث ‪ ،‬ويحعاول كالثعبعان التخلعص معن جلعده والفلت منعه ‪،‬‬
‫والقضاء عليه ‪.‬‬

‫وأن مايحصل الن ليس إستكمال لمشروع التوازن العددي ‪،‬‬

‫لقد تكشفت الكثير من الحقائق ‪ ،‬وهو أن الحكومة ماضية فععي مشععروع ] الطائفععة الثالثععة [ وهععو‬
‫مشروع قائم على إسععتيراد مجععاميع بشععرية هائلععة وزجهععا فععي الوسععط الشعععبي ‪ ،‬وإسععتيراد معهععا‬
‫مجموعة أخرى من النخب الصحفية المدفوعة الجر ‪ ،‬لستكمال هذا المشروع ‪ ،‬والدفاع عععن هععذه‬
‫الطائفة ‪ ،‬والهدف منها هو الستمرار في ضخ حالة الفوبيا بين أوساط الشيعة ضد السنة ‪.‬‬

‫هعذه الطائفعة الن بعدأت تحصعل علعى الكعثير معن المتيعازات العتي كعان يحصعل عليهعا السعنة ‪،‬‬
‫‪42‬‬
‫‪0‬‬
‫‪42‬‬
‫كالوظععائف والععبيوت والسععكان ‪ ،‬والععدعم المعيشععي ‪ ،‬وإسععقاط الضععرائب والرسععوم ‪ ،‬وإعطععائهم‬
‫‪1‬‬ ‫السجلت التجارية التي لم يكن يحلم بها المواطنون سنة وشيعة في يوم من اليام ‪.‬‬

‫هذه الطائفة الثالثة بدأت تفرض إجندتها وثقافتها الجتماعيعة فعي الوسعط السعني ‪ ،‬وهعي طائفعة‬
‫تتكون من مجاميع بشرية تم جلبها من مناطق منعزلة قابلة للعدائيععة ‪ ،‬وهععي تتمتععع بحالععة تخصععيب‬
‫وتوالد سريع أثر على البنية التحتية للبلد ‪ ،‬وساهم في زعزعععة السععتقرار والمععن الجتمععاعي لععدى‬
‫أهل السنة ‪.‬‬

‫والخطر من ذلك ‪ ،‬أن هذه الطائفة والتي تنتمي وظيفيعا لعوزارة الداخليعة والعدفاع وجهعاز المعن‬
‫الوطني وملحقاته كدائرة التأثير النفسي ودائرة التشويش ‪،‬‬

‫هذه الطائفة أصبحت تتمتع بحق كان ممنوعا على المواطن السني الذي تععم تععذوبه فععي مشععروع‬
‫العسكرة ‪ ،‬وهو مشروع الطموح العلمي والتنمية السياسية ‪ ،‬لقد بععدأت أذرع المجنسععين مععن أبنععاء‬
‫الطائفة الثالثة في الحصول على هذا الحق ‪ ،‬وهععم سيصععبحون مععؤهلين بعععد عشععر سععنوات لتععولي‬
‫الكثير من المناصب الدارية والكاديمية فععي مختلععف وزارات الدولععة المدنيععة ‪ ،‬وأنهععم سيسععطرون‬
‫قريبا على كافة مفاصل الدولة ‪.‬‬

‫فالدولة الن بدأت تخصص جزء كبير من البعثات والمنح الدراسة لهؤلء ‪ ،‬وقد تحقق جزء من هذا‬
‫المشروع في وزارة العلم ‪ ،‬قفد تم تععوطين الردنييععن فععي هععذه الععوزارة ‪ ،‬وسععيطرو علععى قطععاع‬
‫الثقافة في هذه الوزارة ‪ ،‬وأن المشروع التي يقضي بسيطرتهم على قطاع العلم ‪،‬‬

‫هذا المشروع أثعار حفيظعة الكععثيرين مععن أبنعاء السعنة فععي وزارة العلم وهععو السعبب الرئيسعي‬
‫لعتصام موظفي العلم سابقا وإعلنهم لتذمرهم ‪.‬‬

‫الخلية الردنية المزروععة فعي وزارة العلم هعي خليعة مخابراتيعة بالسعاس ووظيفتهعا إسعتكمال‬
‫سيطرة الطائفة الثالثة على كافة المرافق الدارية والعامة في الدولة ‪ ،‬وتععم زرع خليععا أخععرى فععي‬
‫بعض الصحف والمواقع اللكترونية ‪.‬‬

‫فهذه الوزارة هععي الععوزارة السععيادية الثالثععة بعععد الععوزارات العسععكرية ‪ ،‬وهععي السععلح العلمععي‬
‫والطابور الخامس لتنفيذ المشروع الحكومععة فععي تنظيععف الععوزارة مععن المععواطنين السععنة والععذين‬
‫أصبحوا يشكلون عقبة أساسية أما تصعيد الخطاب العلمي ضد الشيعة ‪.‬‬

‫ولضمان إستمرار بث سياسة الشيعة فوبيا في أوساط السنة ‪،‬‬

‫وبالتالي فإن المشروع يهدف إلى عزل السنة عن أخوانهم الشيعة ‪ ،‬وتنفيذ خطة إعلميععة مركععزة‬
‫عليهم عنوانا الرئيسي الشيعة فوبيا أي الخوف والرعب من الشيعة ‪،‬‬

‫فيما المجنسون من أبناء الطائفة الثالثة المستوردين يسععيطرون علععى الدارات العامععة وتفاصععيل‬
‫الحياة في البلد ‪ ،‬ويحركونها كيفما شاؤو ‪.‬‬
‫‪42‬‬
‫‪1‬‬
‫‪42‬‬
‫‪2‬‬
‫والهدف الكبر من كل ذلك ‪ ،‬هو تحويل السععنة إلععى أقليععة بيععن أغلبيععتين ‪ ،‬بيععن الغلبيععة الطبيعيععة‬
‫والمسالمة لبناء الشيعة ‪ ،‬وبين أغلبية عدائية ذات أجندة مشبوهة وسرية من المجنسين ‪.‬‬

‫وبالتععالي عععزل السععنة الععذين أسععتفادت منهععم الحكومععة للترويععج لخطابهععا الطععائفي السععابق ‪،‬‬
‫وإستبدالهم بطائفة أخرى لستكمال مشروع إستهداف الشيعة عبر هذه الطائفة ‪.‬‬

‫ملتقى البحرين | ‪2009-01-31‬‬

‫‪42‬‬
‫‪2‬‬
‫‪42‬‬
‫الخبر الذي ط َز عيني !!‬
‫‪3‬‬
‫الكاتب ‪ :‬لميس ضيف‬

‫في الول من فبراير فرشت صحيفة الوطن الكويتية على صدر صفحتها الولى مانشيتا ً صارخا ً‪:‬‬
‫''‪ 220‬ألف كويتي يحملون جنسيات خليجيععة‪ ..‬وثلععثي مزدوجععي الجنسععية يحملععون جنسععية دولععة‬
‫خليجية'' وجاء في تفاصيل الخبر أن الكويت ‪ -‬التي تمنعع ازدواج الجنسعية قانونعًا‪ -‬قعد حصعرت معن‬
‫سعى لكسب الجنسية وهي بصدد اتخاذ إجراءات حيال من يصر على الحتفاظ بجنسية أخرى؛ وفي‬
‫طيات الخبر وردت معلومات أكثر حساسية؛ لفتنععا فيهععا أن قطععر ''أبععدت تعاونعا ً فععي الكشععف عععن‬
‫مزدوجي الجنسية عن طريق المراسلت الرسمية والسرية ولكن دولة خليجية أخرى رفضععت ذلععك‬
‫مليا َ‪!!.‬‬

‫كما وراعنا أن نعلم أن أغلب مزدوجي الجنسية يحملون اسمين مختلفيععن فععي الجنسععية الكويتيععة‬
‫والخرى‪ ..‬ومن تداعيات ذلك ما صرح به لحقا ً الشيخ جابر الخالد وزير الداخلية الكويتي الععذي أكععد‬
‫أن الداخلية ستستخدم جهاز البصمة في المطار والمنافذ الحدودية بهدف كشف مزدوجي الجنسية‪.‬‬

‫خبر كهذا ل شك '' فقععع'' عينععي كععل مععن قععرأه فععي الكععويت‪ ..‬ولكععن وقعععه ل ريععب خععاص علينععا‬
‫كبحرينيين مجروحين من التجنيس وعاجزين ‪ -‬لليوم‪ -‬على تخمين عمق الجرح الغائر كوننععا ل نملععك‬
‫أرقاما ً ‪ -‬ولو تقريبية‪ -‬عن مقدار الضرر الذي ُأحدث‪ ..‬نرى بالطبع مرأى العيععن مععن جنسععوا مععن بلد‬
‫الهند والسند والعرب لنهم يعيشععون بيننععا ويشععارعوننا علععى المععاء والكل‪ ..‬ولكننععا ل نملععك ‪ -‬أدنععى‬
‫فكرة‪ -‬عن عمليات التجنيس الواسعة التي تمت لقبائل وعوائل الخليج تمهيدا ً للنتخابات‪..‬‬

‫أيعقل أن نكون نحن الدولة التي جنست ثلثي العدد المشار إليه؟! أم نحععن الدولععة الععتي امتنعععت‬
‫عن التصريح بمزدوجي الجنسية؟!‬

‫حق لنا أن نشكك ونقلق‪ ..‬فتلك فئة غيععر مرئيععة‪ ..‬والخطععر أن العععوائد الععتي جنوهععا مقابععل هععذه‬
‫الخدمة ''الجليلة'' غير محسوسة؛ بمعنى ‪ :‬أننا نفهم أن الدولة جنستهم لتكون لها اليد الطولى فععي‬
‫النتخابات ولتحرك ‪ -‬بهم‪ -‬بوصلة طموحاتها‪ ..‬ولكن على ما حصلوا هم في المقابل يا ترى؟!‬

‫رنين هذا الخبر أععاد لععذاكرتي تصععريحا لمحاميععة كويتيععة قععالت إن مواطنتهععا حصععلت علععى حكعم‬
‫بحضانة أطفالها ومنع زوجها من السفر ‪ -‬وفقا لجوازه الكويتي‪ -‬ولكنه فّر مععن البلد بأولدهععا بجععواز‬
‫سفر خليجي‪ ..‬كما وأعادني لحديث مرشح قبلععي بععرر سععقوطه فععي النتخابععات الكويتيععة بقععوله إن‬
‫الحظ عاكسه لن كثيرا ً من أفراد قبيلته كانوا قد شاركوا في انتخابات دولة خليجية وخشععوا العععودة‬
‫سريعا ً لئل يفتضح أمرهم !!‬
‫فأين هي الحقيقة ؟! وإلى أي مدى علينا أن نخشى القادم ؟!‬

‫هععؤلء الخليجيععون فععي غنععى ‪ -‬الن‪ -‬عععن وحععداتنا السععكنية ووظائفنععا زهيععدة الراتععب وامتيععازات‬
‫المواطنة البحرينية التي ل تقارن بما ينعمععون ‪-‬ولكععن‪ -‬مععاذا عععن الجيععال القادمععة منهععم ؟! أتعتقععد‬
‫البحرين ‪ -‬حقا‪ -‬أنها قادرة على احتمال التبعات المستقبلية للسماح بازدواج الجنسية ؟!‬

‫‪42‬‬
‫‪3‬‬
‫‪42‬‬
‫سيقول البعض إن ازدواج الجنسية أمٌر مشروع في جل دول العالم وبالفعل‪ ..‬ولكنه يبععاح هنععاك ‪-‬‬
‫‪4‬‬
‫كما في بريطانيا وأميركا والنرويج بل ومصر ولبنان‪ -‬لتولد قناعة بوجود مصععالح اقتصععادية وسععكانية‬
‫تعود على البلد من هؤلء الذين يدفعون ضرائب ويوفون بالتزاماتهم تجاه الدولععة وليععس العكععس‪..‬‬
‫وحتى هناك ُتبسط شروط معقدة لهذه الشريحة لوجود قناعة راسخة بأن مزدوج الجنسية هععو فععي‬
‫العادة مزدوج الولء‪ ..‬لذا فهم ل يقبلون في الجهزة المنية أو السلك الدبلوماسععي أو القضععائي ول‬
‫يسمح لهم بالترشح لي انتخابات !!‬

‫عموما؛ حمل دولة كالكويت للواء محاربة ازدواج الجنسية خبر يسعدنا ونأمل في تنسععيق خليجععي‬
‫يجتهد في محاصرة ظاهرة ازدواجية الجنسية‪ ..‬فمن يدري؛ ربما يأتي الفرج من بوابة الشععقاء فععي‬
‫الخليج !!‬

‫صحيفة الوقت| العدد ‪2009-02-19 |1095‬م الموافق ‪ 24‬صفر ‪ 1430‬هع‬

‫‪42‬‬
‫‪4‬‬
‫‪42‬‬
‫إسكان المحرق لمن؟!‬
‫‪5‬‬
‫الكاتب‪ :‬محمد العثمان‬

‫قالوا لنا‪ :‬إن بيوت المحرق للمحرقيين‪ .‬واكتشفنا من خلل بيانات التوزيعات الخيرة لبيوت ضاحة‬
‫الساية في البسيتين‪ ،‬والتي تسربت مؤخرًا‪ ،‬أن أكثر من ثلث – إن لم يكن النصف‪ -‬تم توزيعها على‬
‫من ل يمت إلى المحرق بصلة! أما أهالي المحرق القابعون في دواعيسععها والععذين تمرغععت أيععديهم‬
‫بترابها الطاهر‪ ،‬والذين عاش أجدادهم وآبععائهم محععن ومحطععات هععذا الععوطن المفصععلية‪ ،‬وهععم مععن‬
‫دافعوا عن الوطن في مواجهة الستعمار وقاوموه بشتى الطرق وطردوه‪ ،‬وهععم مععن طععالبوا بحيععاة‬
‫كريمة للمواطنين‪ ،‬هؤلء أبناء المحرق أبا ً عن جععد‪ ،‬وقععد وقفععوا علععى بععاب وزارة السععكان وكععأنهم‬
‫أجانب يتوسلون هذا المسؤول‪ ،‬ويذرفون دموعهم ليل ً على ما فاتهم من سكن لهم ولعيالهم!‬

‫هؤلء أبناء المحرق الذين أبكعاهم التجنيعس المنفلعت‪ .‬ونحعن لسعنا ضعد الحصعول علعى الجنسعية‬
‫بالطريقة القانونية‪ ،‬إل أن مبعث حزننا وكمد قلوبنا على نصيب المحرقيين الذين فاتهم كععل الفععوت‬
‫الحصول على وحدة سكنية في المحرق!‬

‫السؤال الذي يوجه لمن يعنيه المر‪ :‬إسكان المحرق لمن؟! بعد اللمحعة الولععى للقعوائم الجديععدة‬
‫يتضح أن كثرة من الخوة الذين تجنسوا مؤخرا ً حصلوا على هذه البيوت! ومازال بعض المسععؤولين‬
‫يتحدث عن القضية السكانية بمعزل عما يجري على أرض الواقععع مععن توزيعععات ظالمععة! ويتحععدث‬
‫هؤلء وكأن الناس أغبياء وسذج! ووزارة السكان ل زالععت تععذر الحلم ذرا ً فععي عقععول النععاس غيععر‬
‫مكترثة لهذه القسمة الضيزى!‬

‫السياسة السكانية‪ ،‬وقبلها التجنيسية في حاجة ملحاحععة إلععى إعععادة رسععم وتخطيععط تقععوم علععى‬
‫الفضلية لمن تقدم الولوية في خدماتها‪ ،‬ولمن تقدم الجنسععية البحرينيععة‪ .‬الخطععأ الجسععيم والقاتععل‬
‫والمذل للمواطن البحريني‪ ،‬والمحرقي على وجه الخصوص‪ ،‬الذي كان يعيععش علععى أرض البحريععن‬
‫أبائه وأجداده قبل زهاء قرن من الزمن أو أكثر‪ ،‬ويتمرغ أنفععه فععي دهعاليز وزارة السععكان ويسععكب‬
‫ماء وجهه على قائمة انتظار السكان‪ ،‬وهناك من يحصل على الجنسية البحرينية قبل عام أو عامين‬
‫أو خمسة ويحصل على سكن في المحرق؟! هل هذا من العقل والمنطق والنصععاف والعدالععة فععي‬
‫شيء؟! المنطق السوي والنصاف وتطبيق مبادئ العدالة بعيد كل البعد عن التوزيعععات السععكالنية‬
‫التي جرت مؤخرا ً في المحرق‪.‬‬

‫الضيم والظليمة تسربلت إلى نفوس المحرقيين شيئا ً فشيئا ً وهععم يشععاهدون بععأم أعينهععم تسععرب‬
‫أحلمهم في إسكان المحرق‪.‬‬

‫على المسؤولين في الدولة التحرك سريعا ً لعادة المور إلى نصابها‪ ،‬قبععل أن ينفجععر الوضععع فععي‬
‫المحرق‪ ،‬والكل يعرف إلى ماذا سيؤدي إنفجار المحرق!‬

‫صحيفة البلد | ‪2009-03-26‬‬

‫‪42‬‬
‫‪5‬‬
‫‪42‬‬
‫التجنيس بعد أكثر من عشر سنوات‬
‫‪6‬‬
‫الكاتب ‪ :‬جمال السلمان‬

‫في الطائرة وأنا عائد من إحدى العواصم الخليجية‪ ،‬جلس إلى جانبي أحععد الخععوة العععرب ممععن‬
‫يسكنون تلك العاصمة الخليجية لما يقعارب الثلثيعن عامعًا‪ ،‬تجاذبنعا أطعراف الحعديث‪ ،‬فسعألني ععن‬
‫جنسيتي‪ ،‬فقلت له أنا بحريني‪ ،‬فغمزني بقوله‪ :‬بحريني بحريني أو مجنس؟ قلت له بعل بحرينعي أبعا ً‬
‫عن جد‪ .‬ثم عاجلني بقوله‪ :‬يقول لي آباء بلدي أن الجنسية البحرينية سهل جدا ً الحصول عليهععا وأنععا‬
‫أريد أن أحصل على الجنسية البحرينية حتى يسهل تنقلي في الخليج!‪ .‬هكذا وصلت سمعة التجنيس‬
‫إلى أقطار الدنيا‪ .‬من أراد جنسية البحرين حتى يسهل عليه التنقل في الخليج فليسعى فإنهعا قريبعة‬
‫المنال!‪ .‬ترى لماذا تميزنا في هذا المجال حتى صرنا مضععرب المثععال؟ لمععاذا ل توجععد علععى الرض‬
‫في الوقت الحالي دولة في ظروف اقتصادية واجتماعية ووفرة في الرض والمال وحاجععة للمععوارد‬
‫البشرية ل تقارن بنا ول تسعى للتجنيس بالصورة التي لدينا؟!‬

‫منذ أكثر من عشر سنوات وحديث الشارع في البحرين هو موضوع التجنيس وتداعياته السياسععية‬
‫والقتصادية والجتماعية والديمغرافية على هذه الرض الطيبة‪ ،‬عشر سنوات والبحرين كلها تتحدث‬
‫عن شواهد صارخه عن التجنيس‪ ،‬في الوقت الذي دأبت فيه السلطات المختصة في البحريععن بكععل‬
‫ما أوتيت من قوة على نفي وجود سياسة تجنيس واسعة لجماعات كبيرة مععن مختلععف الجنسععيات‪،‬‬
‫وقد تجلى هذا النفي في تصريحات مسؤولين في وزارة الداخلية البحرينية‪ ،‬حيععث تسعععى الحكومععة‬
‫إلى تهدئة الخواطر من خلل نشر أرقام رمزية حول التجنيععس يشععكك الكععثير مععن المعواطنين فعي‬
‫دقتها وصحتها ‪ ..‬خاصة وإن النفي الحكومي يأتي بعد تصاعد التذمر والسععتياء الشععبيين معن جععراء‬
‫سياسة التجنيس التي يرى فيها الكثير من أبناء البحرين تطاول علععى ثععوابت هععذا البلععد يهععدف إلععى‬
‫إيجاد تغيير في التركيبة السكانية والديموغرافية له‪.‬‬

‫عقدت المعارضة عددا ً معن النعدوات الجماهيريعة وورش العمعل المتخصصعة لمناقشعة أبععاد هعذا‬
‫شعكلت لجنعة للتحقيعق فعي التجنيعس فعي البرلمعان‬ ‫البرنامج المثير والخطر علعى مسعتقبل البلد‪ُ ،‬‬
‫حصر نشاطها في البعد القانوني‪ ،‬دونما التفععات إلععى البعععاد المتعلقععة بواقععع‬‫حجم دورها و ُ‬
‫السابق ُ‬
‫الناس وحياتهم ومعاشهم‪.‬‬

‫وتشتكي الدولة من شح الموارد‪ ،‬وحاجتها الدائمععة إلععى القععتراض والمسععاعدات الخارجيععة‪ .‬إذ إن‬
‫معظم المدارس والمراكز الصحية‪ ،‬مثل‪ ،‬تبنى من دول شقيقة‪ ،‬ضغط شديد على الخععدمات الطبيععة‬
‫والتعليمية‪ ،‬ل زالت البلد تعيش على مستشفى حكومي مركزي واحد يخدم أكعثر معن مليعون علعى‬
‫أرض البحرين على عهدة الرقام التي أعلنهععا الععوزير المسععؤول‪ ،‬علععى مسععتوى السععكان‪ ،‬الرقععام‬
‫المعلنة تشير إلى أن ‪ 40‬ألفا ينتظرون دورهم وبعضهم ينتظر منذ التسعينيات من القعرن الماضععي‪،‬‬
‫ميزانية الدولة راوحت أشهر بين البرلمان والحكومععة دون اتفععاق لن الحكومععة تريععد شععد الحزمععة‬
‫والتقشف‪ ،‬بينمععا سياسععة التجنيععس تحتععاج إلععى بنععاء مععدارس ومستشععفيات وخععدمات ومسععاعدات‬
‫وغيرها‪.‬‬

‫لي أصدقاء أعزاء حصلوا على الجنسية البحرينية بعد أن قضوا من العمر عتيًا‪ ،‬أعتز بهم بحرينيون‬
‫صميمو النتماء يحبون هععذه الرض وأصععبحوا يحسععون بالغربععة فععي بلععدانهم الصععلية‪ ،‬هععؤلء الععذين‬
‫‪42‬‬
‫‪6‬‬
‫‪42‬‬
‫حصلوا على الجنسية في إطار القانون ل أحد يعترض على تجنيسععهم‪ ،‬إنمععا إغععراق البلد بمجنسععين‬
‫‪7‬‬
‫بعشرات اللف‪ ،‬ومهما نفت الدولة‪ ،‬فليوجدوا تفسيرا ُ لهذا الرتفاع الكبير فععي عععدد السععكان حععتى‬
‫جاوزنا المليون بقدرة قادر‪ ،‬ل مسوغ أو مبرر اقتصععادي أو اجتمععاعي أو ديمغرافععي‪ ،‬ل حععرص علععى‬
‫البحرين العربية بأبنائها وتآلفهم وتحابهم‪ ،‬إلى متى تستمر الدولة في سياسة قولوا ما تريععدون وأنععا‬
‫أعمل ما أريد؟ هععل رؤيععة البحريععن القتصععادية والرفععاه الموعععود لبنععاء البحريععن ينسععجم مععع هعذه‬
‫السياسة؟ أين المستقبل وأين اليام الجمل؟ ذلك السؤال الذي يريد أبناء البلد جوابا ً صادقا ً شفافا ً‬
‫فهل من مجيب؟‬

‫صحيفة الوقت|العدد ‪ 2009-04-07|1142‬الموافق ‪ 11‬ربيع الثاني ‪ 1430‬هع‬


‫التجنيس السياسي‪ :‬قنبلة البحرين الموقوتة‬

‫الكاتب ‪ :‬منى عباس فضل‬

‫دد تماسععك النسععيج الجتمععاعي والسععتقرار‬ ‫هل يصبح التجنيس السياسي القنبلة الموقوتة التي ته ّ‬
‫فظععة‪ ،‬المععر يتطلععب‬‫المني والمعيشي في البحرين؟ قبل السراع في الجابة بنعم كععبيرة أو ل متح ّ‬
‫النظر إلى عناصر عععدة‪ .‬ل ريععب أن قععوى المعارضععة السياسععية البحرينيععة تختلععف فععي العديععد مععن‬
‫الملفات والقضايا المحليععة‪ ،‬بيععد أنهععا تجمععع علععى خطععورة التجنيععس السياسععي وترفضععه‪ ،‬وإن مععن‬
‫ده بالفعل قنبلة موقوتة‪.‬‬
‫منطلقات مختلفة‪ ،‬وتع ّ‬

‫العديد من الباحثين والنشطاء الحقوقيين يعتقدون أيضا ً بذلك‪ ،‬بل ويطععالبون الدولععة بععوقفه فععورا ً‬
‫مته‪ .‬هم يستندون في ذلععك إلععى حقععائق وبيانععات ذات أبعععاد تاريخيععة‬ ‫وإعادة النظر فيه كمشروع بر ّ‬
‫وسياسية و ديموغرافية‪.‬‬
‫لجهة البيانات ورغم عدم فصاحة الحصاءات الرسمية المعلنة عن عدد المجنسين‪ ،‬تحتل البحريععن‬
‫اليوم الترتيب السابع عالميا ً من حيث الكثافة السكانية‪ .‬وعلى ذمة باحث بحريني‪ ،‬فإن عدد سععكانها‬
‫كان في ‪ 650,604) 2001‬ألف نسمة(‪ ،‬بنسبة )‪ %63‬بحريني مقابل ‪ %37‬أجنبي(‪ ،‬بينما بلغ فععي‬
‫در مجمعوع المجنسععين‬ ‫‪ 1,046,817) 2007‬نسمة( بنسبة )‪ %51‬بحريني مقابل ‪ %49‬أجنبي(‪ .‬وقُ ّ‬
‫مععن الزيععادات خلل الفععترة ‪ 2007-2001‬بععع ‪ 48,651‬مجن ّععس‪ ،‬وتوقععع أن يصععل السععكان إلععى )‬
‫‪ 1,327,867‬نسمة( في ‪ .2010‬السؤال‪ :‬هل من مشكلة في هذه الزيادات؟ ظاهريًا‪ ،‬ولبلععد يتمتععع‬
‫بخيرات العائدات النفطية‪ ،‬ليس هناك مشكلة‪ .‬واقعيًا‪ ،‬هناك معضلة ُيتوقع أن يتعرض لهععا المجتمععع‪.‬‬
‫كيف؟ لنعد إلى التاريخ ومعطيات الواقع‪ ،‬ونرى!‬

‫عند تحليل ظاهرة التجنيس تاريخيا ً واسععتنادا ً إلععى الوضععاع السياسععية والمنيععة الععتي سعادت منععذ‬
‫ستينيات القرن الماضي وما أعقبها من انتفاضععة للعمععال فععي ‪ 1972‬وحععل للمجلععس الععوطني فععي‬
‫‪ ،1975‬اعتمععدت الدولععة فععي حمايععة أمنهععا وإنتععاج ثروتهععا علععى الجععانب لبنععاء الجيععش‪ :‬بلععوش‪،‬‬
‫باكسعتانيين‪ ،‬أردنييععن‪ ،‬سعودانيين‪ ،‬يمنييععن معن أصعول قبليععة‪ ،‬وذلعك لنعععدام ثقتهعا بعالمواطن‪ ،‬كمعا‬
‫استعانت بالعمالة الجنبية لمواجهة المعارضة السياسية والحد من تأثيرها القوي آنذاك في صععفوف‬
‫العمال والموظفين‪ .‬قد يقول قائل إن ضرورات التنمية وبناء البنععى التحتيععة إبععان الطفععرة النفطيععة‬
‫تبيح ذلك وتبرره‪ ،‬بيد أن المر تطور أكثر فأكثر‪ .‬كيف؟ الباحث »عبد الله جناحي«‪ ،‬يوضح في سياق‬
‫دراسة أمورا ً حساسة وخطيرة‪ .‬يقول إنععه عنععد انتصععار الثععورة اليرانيععة‪ ،‬انقلبععت المععوازين وبععرزت‬
‫الصطفافات الطائفية في البحرين‪ ،‬فععارتفع حجععم العتمععاد علععى الجععانب والعععرب وأبنععاء القبععائل‬
‫‪42‬‬
‫‪7‬‬
‫‪42‬‬
‫العربية السنية الحليفة تاريخيًا‪ ،‬كما تفاقم التمييز بين السّنة والشيعة في التوظيععف‪ ،‬ول سععيما فععي‬
‫‪8‬‬ ‫المناصب الدارية العليا‪.‬‬

‫وأشار إلى أن عمليات التجنيس السابقة كانت صارمة بحق المواطنين من ذوي الصول الفارسية‬
‫الشيعية‪ ،‬وتميز التجنيس بالتجنيس المني لحمايععة النظععام السياسعي‪ ،‬معا جعععل معظعم المجنسععين‬
‫آنذاك هم من رجال المن وقوات مكافحة الشغب والدفاع من »أردنيين‪ ،‬وسوريين بدو‪ ،‬ويمنييععن«‪.‬‬
‫ومنه يخلص إلى نتيجة مهمة مفادها أن هاجس التجنيس كان هاجسا ً أمنيا ً للحكم‪.‬‬

‫ورات الدوليعة والقليميعة الضعاغطة‬ ‫ثمة ما هو لفت في تحليلعه أيضعًا‪ ،‬وهعو أن المتغيعرات والتطع ّ‬
‫باتجاه تحقيق الديموقراطيععة وتوسععيع المشععاركة الشعععبية وإشععاعة ثقافععة حقععوق النسععان‪ ،‬دفعععت‬
‫جميعها النظام إلى تغيير قواعد اللعبة السياسية في مرحلة الصلح ذلك‪ ،‬لكونه الوحيععد الععذي بيععده‬
‫ددات جديدة لها‪ ،‬استندت إلى تنبؤات احتمالية‪ ،‬مععن بينهععا آليععة‬ ‫أوراقها‪ .‬فجرى إحداث متغيرات ومح ّ‬
‫العملية النتخابية وتحديدا ً »الدوائر النتخابية« وكيفية التحكم فيها بالسيطرة على أصوات الناخبين‪،‬‬
‫وبما يحقق التوازن الطائفي ويقوي من وضع القوى الحليفة المنحازة التي يعتمد عليها الحكم‪.‬‬

‫من هنا‪ ،‬انطلقت سياسة التجنيس التي أخععذت بعععدا ً سياسععيا ً متشععابكا ً ومعقععدا ً مععع البعععد المنععي‬
‫السابق؛ فالبعد السياسي جاء على خلفية ما يبرره الخطاب الدولي عن أهميععة منععح الجنسععية لمععن‬
‫يستحقها في إطار المعايير الدولية لحقوق العمالععة المهععاجرة‪ ،‬وبالتععالي كععان ل بععد للنظععام مععن أن‬
‫يقنص عصفورين بحجر‪ :‬تأمين وضعه محليا ً بخلق توازن طائفي وسياسي وأمني‪ ،‬وخارجيا ً لمواجهععة‬
‫الضغوط الدولية على صعيد التمثيل العادل للمواطنين في الدوائر النتخابية الذي كثيرا ً ما نادت بععه‬
‫المعارضة السياسية‪ ،‬وإبراء الذمة تجاه حقوق العمالة المهاجرة‪.‬‬

‫ون طائفعة ثالثععة قوامهععا‬ ‫ن البعد الخطير الخر الذي يخلععص إليععه »جنععاحي«‪ ،‬هععو احتمععال تكع ّ‬ ‫بيد أ ّ‬
‫»المجّنسون الجدد«‪ ،‬وهي طائفة تميز نفسها ليععس بمسععألة النتسععاب للمععذهب والطائفععة السععنية‬
‫والولء للحكععم فقععط‪ ،‬بععل بمععا تتععوافر عليععه مععن قيععم وثقافععة وتقاليععد وأسععلوب حيععاة وممارسععات‬
‫وانتماءات وارتباطات مع الخارج »الصل«‪ ،‬سياسيا ً واقتصاديا ً وثقافيا ً وقيمي عا ً ومصععلحيًا‪ ،‬مععا يجعلهععا‬
‫ذات خصوصية عن الطائفتين الساسيتين‪ ،‬السنية والشيعية في البلد‪ .‬وتظهععر مؤشععرات مععا يقععوله‬
‫واضحة في ما حدث في الونة الخيرة من فزعات واصطفافات لبناء »طائفععة المجنسععين الجععدد«‬
‫حدهم لمواجهة الرفض والصد اللشعوري الجمعي من المجتمع البحريني لها‪.‬‬ ‫من كل الجنسيات وتو ّ‬
‫كما يمكن ملحظة تحصّنها لنفسها عبر التمركز في مدن ومنععاطق محععددة‪ ،‬سععاعدها الحكععم عليععه‪،‬‬
‫بأن جعلها تقيم جغرافيا ً في المحافظة الجنوبية لملئها وتكثيفها سكانيًا‪ .‬فذلك سوف يدعم أي توزيع‬
‫جديد للدوائر النتخابية استنادا ً إلى الكثافة السكانية‪ .‬ومن المتوقع كما يشير الباحث‪ ،‬أن يتسع مدى‬
‫التحصين عبر التمّيز في الحتفالت والمناسبات والممارسات وفي الشعائر الدينية الخاصععة‪ ،‬وربمععا‬
‫يصل حتى إلى نوعية الوظائف والمهن والتجارة التي يمارسها أفراد تلك الطائفععة‪ ،‬وهععي سععمة أيععة‬
‫طائفععة أو أقليععات تبععدأ بتكععوين نسععيجها القيمععي والمصععلحي‪ ،‬أسععوة بالجاليععات الصععينية والهنديععة‬
‫والمكسيكية في أوروبععا وأميركععا‪ ،‬والععتي أصععبحت رغععم شععرعية مواطنيتهععا‪ ،‬لععديها أحياؤهععا ومععدنها‬
‫وتجارتها واحتفالتها وثقافتها الفرعية‪.‬‬

‫استنادا ً إلى ذلك‪ ،‬هل من المبالغة القول إ ّ‬


‫ن تجنيس كهذا يمّثل بحق »قنبلععة موقوتععة« تهععدد أمععن‬
‫‪42‬‬
‫‪8‬‬
‫‪42‬‬
‫واستقرار المجتمع البحريني الذي تسود فيه ظاهرة التمييز الطائفي‪ ،‬ويجري فيه تجاوز القانون في‬
‫‪9‬‬
‫ة إلى ظععاهرة‬
‫عملية التجنيس‪ ،‬كما تتغلغل في أضلعه عناصر الفساد والعنف والعنف المضاد‪ ،‬إضاف ً‬
‫الفقر وما تفرزه الزمة القتصادية العالمية مععن بطالععة محليععة‪ ،‬والخععذ بالعتبععار مععا يععترّدد عععن أن‬
‫المجنسين كثيرو التكاثر بل وتتفاخر بعض الصول بتعدد الزيجات‪ ،‬وهناك تمييز في مععا بينهععم أيض عا ً‬
‫في تيسير توظيف أبنائهم‪.‬‬

‫من دون ريب‪ُ ،‬تعد ّ سياسات التجنيس في دول تعاني انخفاض نموها السكاني‪ ،‬ضععرورة اقتصععادية‬
‫تنموية‪ ،‬تستدعي استقطاب الكفاءات المهاجرة والستثمارات والموال والعقععول المبدعععة‪ .‬إل أنهععا‬
‫تستوجب اشتراطات قانونيععة ومعععايير محععددة ومدروسععة بحسععاب تهععدف إلععى تعزيععز المواطنععة ل‬
‫الطائفية‪ ،‬وتفرض القانون وتحقيق الحقوق بعدالة نسبية للجميع‪ ،‬وبالتالي فإن العبععث الععذي يحععدث‬
‫في البحريعن مخعالف للحقعائق السعابقة‪ ،‬واسعتمرار التجنيعس الراهعن لعن يخلعق طعوائف وإثنيعات‬
‫وأقليات مغلقة وتصادمية فقط‪ ،‬بل طامته في تراجع نصيب المواطن عع ع القععديم والمجنععس عع ع مععن‬
‫الناتج القتصادي‪ .‬فرغم ارتفاع مخصصات الخدمات الصحية والتعليمية والسكانية والكهرباء والمععاء‬
‫وخدمات البلدية وغيرها التي يشير إليها أحععد البععاحثين‪ ،‬إل أن نصععيب الفععرد مععن تلععك المصععروفات‬
‫انخفععض »صععحيًا‪ ،‬مععن ‪ 150.8‬دينععارا ً فععي ‪ 2006‬إلععى ‪ 141.7‬دينععارا ً فععي ‪ «2007‬و»تعليميعًا‪ ،‬مععن‬
‫‪ 210.7‬دنانير في ‪ 2006‬إلى ‪ 166.4‬دينارا ً في ‪ .«2007‬ول تفسير لذلك فععي رأيععه سععوى سياسععة‬
‫التجنيس‪ ،‬ونضيف إليها طبعا ً عبث الفساد وهدر المال العام وغياب الرقابة الشعبية الحقيقية‪.‬‬

‫إيلف| ‪2009-04-10‬‬

‫‪42‬‬
‫‪9‬‬
‫‪43‬‬
‫رائحة فضائح التجنيس بدأنا نشمها‬
‫‪0‬‬
‫الكاتب ‪ :‬محمد طوق‬

‫سبق لي أن كتبت أكثر من مرة مقعال يحمعل فععي طيعاته ععن التجنيعس الرياضععي العذي تمععر بععه‬
‫المملكة‪ ،‬وسبق أن استنكرت واستنكرت معظم الصحف المحلية التجنيس الرياضععي‪ .‬ولعلععي أعععود‬
‫لكتابة عمود آخر يحمل في طياته التجنيس الرياضععي وأهععم مععا يحععدث فععي الشععارع الرياضععي عععن‬
‫التجنيس الرياضي‪.‬‬
‫لعلنا نتساءل عن فائدة هذا التجنيس )المتوحش( الذي يحصل في رياضععتنا المحليععة سععواء كععانت‬
‫كرة القدم أو كرة السلة‪ ،‬وإلى أين ستصل رياضتنا في ظل تحطيم المواهب البحرينية التي تتععوافر‬
‫في كل مناطق البحرين وفي كل أندية البحرين‪.‬‬
‫بالمس القريب استنكرنا مشروع نادي المحرق؛ تجنيس لعبين أجانب يمثلونه في بطولة مجلس‬
‫التعاون لكرة السلة‪ ،‬والمحرق يظن أن الجانب سيحققون له البطولة‪ ...‬ولعو حققهعا‪ ،‬هعل سعتكون‬
‫فرحته عارمة بدخول النادي بطولععة جديععدة لكععرة السععلة علععى يععد اللعععبين الجععانب! ل أعتقععد أن‬
‫المحرق سيحقق البطولة على يد هذه الفئة من المجنسين‪ ،‬ولو يستعين المحععرق بلعععبين محلييععن‬
‫وطنيين ستكون فرصته أقوى بكثير لنيل البطولة ويترك عنه التجنيععس جانبععا ويعتمععد علععى فئة مععن‬
‫اللعبين المحليين أفضل بكثير له ولسمعة المملكة‪.‬‬
‫رائحة فضائح التجنيس بدأ الجميع يشمها‪ ،‬ومشكلته بدأت تععزداد بكععثرة‪ ،‬فبعععد ادخععال الرياضععيين‬
‫)المستوردين( بدأت رياضتنا تتراجع إلى الخلف بعكس ما حدث لرياضتنا وخصوصا كرة القععدم فععي‬
‫السابق وتحديدا في العام ‪ 2004‬و ‪ 2006‬عندما وصل منتخبنا إلى المركز الرابع في بطولععة كععأس‬
‫آسيا‪ ،‬واستطاع أن يصل للملحق السيوي لكأس العالم وكان قععاب قوسععين أو أدنععى مععن الوصععول‬
‫لنهائيات كأس العالم بكفاءة لعبيه الوطنيين وحققنا مراكز متقدمة في بطولت كأس الخليج الععتي‬
‫تعتبر حلم الرياضة البحرينية بتحقيق هذه البطولة‪.‬‬
‫ل أعتقد أن هؤلء المجنسين سيستمرون مع المنتخب الوطني لكرة القدم‪ ،‬فبعععد التصععريح الععذي‬
‫صرح به المجنس جيسي جون لمجلة السوبر بندمه على اللعب للمملكععة‪ ،‬وأنععه نععادم وبشععدة علععى‬
‫تمثيل الوطن‪ ،‬خرج علينا مجنس آخر نسي فضل المملكععة عليعه وكيعف وصعل اسععمه عاليعا بفضعل‬
‫المملكة‪ ...‬إنه فوزي عايش الذي شن هجوما لذعا علععى الصععحافة البحرينيععة عععبر إحععدى الصععحف‬
‫القطرية‪ ،‬وضج صراخا بعد مباراة منتخبنا أمام المنتخب القطعري السعبوع الماضعي علعى ماتشعال‪،‬‬
‫بعد أن منعه ماتشال من الجلوس مع أية شخصية قطرية‪ ،‬إل أن المجنس عععايش جلععس مععع إحععدى‬
‫صب« عليه الخير ولم يؤد ِ دوره كما يجب في المباراة‪.‬‬ ‫الشخصيات القطرية‪ ،‬ورآه ماتشال و»ع ّ‬
‫لم يتوقف المر عند هذا الحد‪ ،‬بل زادت وتيرة العصاب بعد المباراة عندما صرخ عايش في وجععه‬
‫مساعد المدرب وأمره أل يستدعيه ماتشال مرة أخرى للمنتخب‪ ،‬وأنه ل يريععد اللعععب مععع المنتخععب‬
‫بعد الن!‬
‫هذا المر نشرته الزميلة »البلد« في عددها أمس وفتحت تحقيقا كامل عن هذا الموضوع‪ .‬ونحععن‬
‫بدورنا كصحافيين نستنكر وبشدة ما حدث ونقف في وجه عايش‪ ،‬ونطالب المسئولين الذين جلبععوه‬
‫للمملكة بأن يبعدوه بأسرع وقت‪ ،‬وأن المملكععة ل تتشععرف بوجععود مثععل هععذا اللعععب لتمثيلهععا وأي‬
‫لعب مجنس؛ لن فرحتنا لن تكتمل عنععدما يفععوز المنتخععب بوجععود هععؤلء وخصوصععا أمثععال عععايش‬
‫وجون‪.‬‬
‫أخيرا‪ ...‬كنا ندرك تماما نهاية حكاية التجنيععس‪ ،‬والن بععدأنا نشععم فضعائح هععذا المشععروع الفاشععل‪،‬‬
‫ونطالب المسئولين بإبعاد المجنسين بأسععرع وقععت‪ ،‬والمملكععة غنيععة بععاللعبين الموهععوبين‪ ،‬ولعبععو‬
‫‪43‬‬
‫‪0‬‬
‫‪43‬‬
‫منتخبنا الحاليون فيهم الخير والبركة‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫صحيفة الوسط | العدد ‪2009 -4- 11 | 2409 :‬م الموافق ‪ 15‬ربيع الثاني ‪1430‬هع‬

‫‪43‬‬
‫‪1‬‬
‫‪43‬‬
‫السلطات البحرينية تجند المرتزقة بمدينة مكران في باكستان‬
‫‪2‬‬
‫استمرار السلطات البحرينية في الستعانة بالمرتزقة لمواجهة التحركات المطلبية الشعبية‬
‫يودي لتنامي العداء للجانب‬

‫الكاتب ‪ :‬مركز البحرين لحقوق النسان‬

‫يعبر مركز البحرين لحقوق النسعان ععن بععالغ قلقعه وانزععاجه لععورود أنبععاء معن إقليععم بلوشسعتان‬
‫بباكستان عن تواجد وفد أمني بحريني بمدينة مكران الباكستانية للعمل على تجنيد المزيد من أبنععاء‬
‫هذه المدينة الذين ينتسبون لقبائل البلوش في باكستان‪ ،‬لتجنيدهم للعمععل كمرتزقععة ضععمن أجهععزة‬
‫المن البحرينية‪.‬‬

‫فمن خلل تصريحه لخبار أون لين وجه السيد باشام بلوش‪ -‬المتحدث الرسمي باسم جبهة تحريععر‬
‫البلوش )‪ -(BLF‬نداءا ً للبلوش جاء فيه‪ ":‬أن الجيش البحريني يعكععف حاليعا ً علععى تجنيععد أفععراد مععن‬
‫منطقة مكران ببلوشستان‪ .‬وفي ظل الظروف الحاليععة ‪ ،‬نععوجه نععداءا ً إلععى المععة البلوشععية لكععي ل‬
‫تصبح جزءا من أي جيش طاغية وقمعي‪ ،‬في الوقت الذي تعيش فيه المة البلوشية في حالة حرب‬
‫وتمععر بمرحلععة حساسعة‪ .‬وبععدل ً معن أن يتحععول الشععباب البلوشسععتاني إلععى قتلععة معأجورين عليهعم‬
‫النضمام لجيوشهم القومية )جبهععة تحريععر البلععوش‪ ،‬جيععش التحريععر البلوشسععتاني‪ ،‬جيععش البلععوش‬
‫الجمهوري( لجعل استقلل الوطن واقعا"‪ .‬وأضعاف "نحععن نحعذر جميعع هعذه المؤسسعات ونطالبهعا‬
‫بالوقف الفوري لعملية التجنيععد فععي منطقععة مكععران‪ .‬نحععن فععي حالععة حععرب ونناضععل ضععد الطغععاة‬
‫بأنفسنا‪ ،‬ول نريد أن يستخدم أبناء البلوش ليتحولوا إلى مرتزقععة "‪ .‬وتتمتععع جبهععة تحريععر البلععوش )‬
‫‪ (BLF‬بتأييد شعبي بين أوساط البلوش في باكستان وبقيععة دول الخليععج العربيععة وتخععوض مقاومععة‬
‫لنفصععععععععععععععععععال ذلععععععععععععععععععك القليععععععععععععععععععم عععععععععععععععععععن باكسععععععععععععععععععتان‪.‬‬

‫ويعتقد مركز البحرين لحقوق النسان بأن ما يجري من تجنيد في مكران لجنععود بلععوش معن خلفيعة‬
‫مذهبية سنية يهدف إلى رفد قوات الحرس الوطني وكععذلك القععوات الخاصععة التابعععة لجهععاز المععن‬
‫الوطني بالمزيد من المرتزقة الجانب لستخدامهم فععي قمععع التحركععات المطلبيععة والحقوقيععة فععي‬
‫البحرين‪ .‬ويشرف جهاز المن الوطني ميدانيا على عمل قوات شبه عسكرية تتكون من عععدة آلف‬
‫من الفراد‪ -‬حوالي ‪ %35‬منهم من إقليم بلوشستان الباكستاني تععم جلبهععم علععى فععترات متقطعععة‬
‫سابقًا‪ ،‬ويرأسهم ضباط من العائلة الخليفيععة الحاكمععة أو معن القبععائل المتحالفعة معهععا سياسععيا‪ ،‬ول‬
‫يوجد بين هذه القوات أي من المواطنين الشيعة‪.‬‬

‫وقد تم استخدام هذه القوات الخاصة بشكل فعال في محيط القرى والمناطق التي يمثععل غالبيتهععا‬
‫المواطنون الشيعة‪ .‬حيث تقوم تلك القوات بالغععارة علععى القععرى الشععيعية بعععد محاصععرة مععداخلها‬
‫ومخارجها واستخدام الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاط بكثافة مفرطة على جميع القععاطنين‬
‫فيها‪ ،‬مما أدى لجرح المئات مععن الشععخاص مععن بينهععم شععيوخ ونسععاء وأطفععال أصععيبوا أو تعرضععوا‬
‫للختناق‪ ،‬كما تعرضت العديد من الممتلكات والمنازل والمساجد للضرار‪.‬‬

‫كما ينضم للقوات المنية الخاصة أيضا مجموعات مدنية مسلحة تابعععة لهععا‪ -‬مععن جنسععيات مختلفععة‬
‫منها البلوش والتابعين لبعض القبععائل فععي الردن وسععوريا واليمععن‪ -‬ويرتععدون أحيانععا ملبععس مدنيععة‬
‫وأقنعة سوداء يهاجمون القرى ويلحقون ويختطفون المتظاهرين والنشطاء ويعتدون عليهم‪ .‬وطبقععا‬
‫‪43‬‬
‫‪2‬‬
‫‪43‬‬
‫للمعايير الدولية المتعلقة بحظر استخدام المرتزقة‪ ،‬يطلق على الجانب المنتسبين للقوات الخاصة‬
‫‪3‬‬
‫صفة المرتزقة‪ ،‬حيث يتم جلبهم من الخارج بشكل انتقععائي بغععرض السععتخدام المنععي والعسععكري‬
‫خارج الجهزة المنية والعسكرية العتيادية‪ ،‬ويتم تدريبهم وتجهيزهم بشععكل خععاص‪ ،‬كمععا تععوفر لهععم‬
‫ميزات وظيفية وماديعة ل يحصعل عليهعا موظفعو المعن الععاديون معن الجعانب أو المعواطنين مثعل‬
‫السكن والسفر وجمع الشمل‪ .‬وفي البحرين يقيم غالبية القوات المرتزقة مع أسرهم فععي منععاطق‬
‫معزولة عن بقية المواطنين مثل منطقة ”سافرة ” وهي منطقة نائية تقع جنوب مدينة الرفاع‪ .‬كمععا‬
‫تعم منعح معظعم أولئك الجنسعية البحرينيعة لتعوطينهم ضعمن مشعروع التغييعر العديموغرافي لتغييعر‬
‫التركيبة السكانية وتحويل المععواطنين الشععيعة فعي البحريعن لقليعة‪ .‬وتشععير التقعارير الموثقععة إلعى‬
‫استخدام أصوات هؤلء المرتزقة بصورة فعالة في عمليات التصويت والنتخابات السعابقة لتهميعش‬
‫المعارضة الليبرالية والغلبية الشيعية‪ ،‬كما جاء بشكل مفصل في وثائق تقرير البنععدر ‪ .‬وقععد أدانععت‬
‫المنظمات الدولية لحقوق النسان وعلى مدى السنوات الماضية تصرفات هذه القوات والنتهاكععات‬
‫التي ارتكبتها‪.‬‬

‫فقد أعلنععت المعم المتحععدة مععرارا إدانتهععا للععدول الععتي سععمحت أو تسععاهلت إزاء تجنيععد المرتزقععة‬
‫وتمويلهم وتدريبهعم وحشدهم ونقلهععم واسععتخدامهم‪ ،‬بععل أبععدت قلقهععا ممععا تشععكله أنشععطة هععؤلء‬
‫المرتزقة من خطرا ً على السلم والمععن الهلععي فععي الععدول الصععغيرة‪ ،‬وبغععض النظععر عععن طريقععة‬
‫ه لكتساب بعض مظاهر الشرعية من تععوطين أو تجنيععس‬ ‫استخدام المرتزقة أو الشكل الذي يتخذون ُ‬
‫أو غيره‪ ،‬فإنهم سيظلون مرتزقة مستوطنين ُيشكلون تهديدا ً لسععلم وأمععن هععذه البلد‪ ،‬وعقبععة فععي‬
‫سبيل تمتع هذا الشعععب بحقعوقه النسععانية‪ .‬ولعم توقعع البحريععن حععتى ألن علععى التفاقيععة الدوليعة‬
‫لمناهضة تجنيد المرتزقة واستخدامهم وتمويلهم وتدريبهم‪.‬‬

‫وفي معرض تعليقه‪ ،‬قال نبيل رجب ‪ -‬رئيس مركز البحرين لحقوق النسان" إننععا نكععن كعل التقعدير‬
‫والحترام إلى الشعععب البلوشععي‪ ،‬فهععذا شعععب لععه تاريععخ وحضععارة ويتميععز بععوعيه الحقععوقي نتيجععة‬
‫المعاناة والضطهاد التي تعرض لها في بلده‪ .‬ولهذا الشعب أيضا إسهاماته فععي بنععاء بلععدنا البحريععن‬
‫كما هي بقية دول الخليج العربيععة‪ ،‬إل أن الجهععات المنيععة فععي البحريععن تسععتغل الوضععع القتصععادي‬
‫وحالة الفقر التي يعيشععها هععؤلء البلععوش فععي بلععدهم‪ ،‬وتقععوم بتجنيععد الكععثير مععن شععبابه كمرتزقععة‬
‫وبطريقة تخالف القوانين الدولية‪ ،‬وتزج بهم وتخاطر بحياتهم في معارك مع سكان البلد المطععالبين‬
‫بحقوقهم‪ .‬نحن نعتقد بان غالبية هؤلء المجندين يجهلون الدور الذي يقومععون بععه والنتهاكععات الععتي‬
‫يرتكبونها بقبولهم هذه العمال ‪ ،‬كما إن الكثير منهم ل يعلععم بععأن عمليععة الرتععزاق محرمععة ومدانععة‬
‫دوليا بل تخلق الكثير من الكراهية لسكان هذه البلد"‪ .‬وأضاف رجب‪":‬نحن نطالب منظمات حقوق‬
‫النسان والجمعيات الهلية في منطقة بلوشستان للعمل على توعية الشباب من مخاطر النخععراط‬
‫في هذا العمل المحرم والمدان دوليا ‪".‬‬

‫وتأسيسا على ما سبق‪ ،‬فان مركز البحرين لحقوق النسان يجدد مطالبته بما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬وقف سياسة جلب واستخدام المرتزقععة الجععانب للعمععل بععالجهزة المنيععة والقععوات الخاصععة‬
‫لمواجهة التحركات المطلبية السلمية والحتجاجات الشعبية‪.‬‬
‫‪ -2‬حل جهاز المن الوطني وقوات المن الخاصة وإرجاع صلحياتهم إلى أجهزة المن العادية‪.‬‬
‫‪ -3‬وقععف المنهجيععة الحاليععة المتمثلععة فععي تععدعيم القععوانين المنتهكععة للحقععوق والمؤسسععات‬
‫والممارسات التي تقيد وتقمعع الحريعات العامعة‪ ،‬وبعدل ععن ذلعك ضعمان وصعيانة الحقعوق المدنيعة‬
‫والسياسية وإطلق الحريات العامة خصوصا المتعلقة بالتعبير والتجمع السلمي والتنظيم‪.‬‬
‫‪43‬‬
‫‪3‬‬
‫‪43‬‬
‫‪ -4‬وقععف النتهاكععات والملحقععات والختطافععات المسععتمرة للمععدافعين عععن حقععوق النسععان‬
‫‪4‬‬
‫والمعارضين السياسيين‪ ،‬وتأمين البيئة الصحية المناسبة لعمل منظمات حقوق النسان ومؤسسات‬
‫المجتمع المدني بعيدا عن القوانين المتشددة‪ ،‬وتدخلت وتهديدات الجهزة المنية‪.‬‬
‫‪ -5‬على المؤسسة البرلمانية العمل على سن القععوانين الععتي تجععرم تجنيععد المرتزقععة ومسعائلة‬
‫المسئولين على الجهزة المنية على كل تلك النتهاكات بما فيها تجنيد المرتزقة واسععتخدامهم فععي‬
‫الخلفات الداخلية‪.‬‬
‫‪ -6‬الشروع في عملية مصالحة حقيقة بين الفئة الحاكمة وكافة أبنععاء الشعععب بمختلععف طععوائفهم‬
‫واثنياتهم وتهيئة الظروف لصعلحات حقيقيعة ل تحتعاج فيهعا السعلطة إلعى السعتعانة بالجعانب ضعد‬
‫مواطنيها‪.‬‬

‫‪24-05-2009‬‬

‫‪43‬‬
‫‪4‬‬
‫‪43‬‬
‫أمراء مجنسون يحتلون شارع البديع‬
‫‪5‬‬
‫الكاتب ‪ :‬كريم المحروس‬

‫النتقال بين قرى مناطق البحرين بواسطة سيارة "أبو جلسععتين" يلزمععه بععذل الكععثير مععن الجهععد‬
‫واحتمال الكثير من الذى في مثل وضع الرفاه الراهععن‪ ،‬ولكععن خيععار النتقععال هععذا فيععه الكععثير مععن‬
‫رضععت عليععه أوضععاع الحاجععة نفسععها علععى‬ ‫المتعة لمن رغب في كسب المعارف تطبيقيععا أو لمععن فُ ِ‬
‫نفسه‪.‬‬

‫ك مستقل عن سيارتك الخاصة وعععن " لمععة " الصععدقاء الحععافين بععك؛ تستكشععف‬ ‫عند كل جولة ل َ‬
‫على هذا الشارع الكثير من قصص الحياة الجتماعية للمواطن البحراني ووقععائع كفععاح رزقععه وآثععار‬
‫السياسة بكلماتها التامة المجردة من المبالغة والختلق وتكلف الرواية‪.‬‬

‫لغرض في نفسي قصدت شارع البديع ووطدت النفس على النتظار لساعة من الزمن عند رأس‬
‫شارع البديع بالقرب من بيت الحلل وكلي أمل أن أرى طلعة سيارة "أبو جلستين" شاخصة زاحفععة‬
‫بين زحمة الكتظاظ الكبير عند التقاطع مع شارع اللؤلؤ‪ ..‬وصلت إحداها "قرمبعة" ولكنهععا المنقععذة‬
‫من حرارة الشمس وتفي بالغرض‪.‬‬

‫زاحمععت الجليععس السععيوي فععي مقدمععة "أبععو جلسععتين" ثععم انطلقنععا مسععرعين ‪ ..‬لفععت انتبععاهي‬
‫"خيزرانه" سميكة صقيلة عجبت لها ممددة على "داشبورد" السيارة ويعم ظهرها لمعان وتألق معن‬
‫فرط حرارة الشمس حتى ذكرتني بع"خيزرانه" الستاذ خليفة أبو صرة التي آلمتني في اليععوم الول‬
‫لدخولي الصف الول البتدائي في مدرسة السلمانية وأذهلت أطفال الصععف كلهععم وأرعبتهععم حععتى‬
‫لم يتمالك أحدهم نفسه فبال في ملبسه‪.‬‬

‫سألت السععائق البحرانععي )‪ 68‬سععنة( مععن بعععد حععديث طويععل اسععتغرق ربععع المسععافة إلععى قريععة‬
‫جدحفص‪:‬‬
‫ذكرتني بطفولتي والحقد الطائفي لستاذ خليفة يا حجي بهععالخيزرانه ‪ ..‬بعععد مععا عنععدك غنععم ورى‬
‫السيارة! ‪ ..‬حق ويش هالخيزرانه باطحنهه اهني يا حجي وتهيج ابهه احزانه؟!‬

‫ألقى سائق"أبو جلستين"زفرات يتنهد لها الجماد وقال‪:‬‬


‫ما تدري يا ولدي ويش سووا فينه هالسيويين ‪ ..‬كل يوم ليهم حيلة للشردة مععن سععداد "الكععروة"‬
‫واحنه كل شغلنه نبطل حيلهم إذا اقدرنه حتى نجمع رزقنه‪ ..‬تقدر اتقول احنه نشتغل بطالة الحيععاله‬
‫مو سواقين "ابو جلستين"‪ ..‬تدري ويش آخر حيلة عندهم؟‪ :‬يركب السيارة وإذا بحول يعطيني نععوط‬
‫ابو عشرين دينار ويقول خذ فلف ربيات ورجع الباقي! ‪..‬‬
‫يا ولدي انته شفتني اشتغل سايق طيارة آخذ ألف وأعطي خردة ‪ 20‬دينار للركاب؟!‪ ..‬أنا اشععتغل‬
‫ي‬
‫لفلفة أيام مثل الحمار حتى تتجمع عندي ‪ 10‬دنانير ما اتلحق واتطير علععى الجهععال‪ ،‬مععن ويععن ليع ّ‬
‫‪ 20‬دينار احطهه حق خردة لهلمقرودين؟!‪ ..‬ما ليهععم إل الخيزرانععه!‪ ..‬ل تسععتغرب ‪ ،‬تععره السععيويين‬
‫يتعلمون من حكومتنه جيفه يتعاملون ويا البحارنه‪ :‬تعطينه الحكومة نوط أبععو ‪ 6‬مليععارات دينععار كععل‬
‫سنه باسم بنيان البحرين وايقولون اخذو منهه ‪ 150‬دينار شهريا ورجعععوا البعاقي ‪..‬مععا عنعدنه خعرده‬
‫لنوط ابو ‪ 6‬مليارات ‪ ،‬فل المليارات شفناهه ول تدخل ‪ 150‬دينار في جيبونه‪ ..‬وبعععدين مععا انشععوف‬
‫‪43‬‬
‫‪5‬‬
‫‪43‬‬
‫جععع‬
‫ال الشغب مصطفه عند باب قريتنه ايقولون بعضنه بععاق نععوط ابععو ‪ 6‬مليععار دينععار وغيرنععه مععا ر ّ‬
‫‪6‬‬
‫الخرده! ‪ ..‬مثل ما ايقول المثععل‪" :‬ل تسععمع الجدبععة أحسععن ليععك حععتى ل تشععوف صععاحبهه فاتصععير‬
‫جداب"!‪.‬‬

‫انقضى ما رغبت تحقيقه في قرية جدحفص فقفلت أدراجي راجعععا إلععى حيععث منطقععتي "النعيععم"‬
‫على نفس الشارع وبسيارة "أبو جلستين" مريحة ليس فيها إل السعائق وأنعا هعذه المعرة ‪ ..‬سعألني‬
‫السائق عن مقصدي‪ ،‬فقلت" النعيم" ‪ .‬فقال‪:‬حياك يا حجي ‪..‬يا هل!‬

‫لم أشاهد "خيزرانه" علععى "داشععبورد" هععذه السععيارة ولكععن لفععت انتبععاهي هيئة السععائق ولباسععه‬
‫ى وقال‪ :‬أهل وسهل ‪ ،‬أنا سعودي من الحساء ‪ ..‬ضيعت الطريق مععن الحسععاء الععى‬ ‫ولهجته ‪..‬نظر إل ّ‬
‫هنا ‪ ،‬وأنا أدور على محمصة قهوة مشهورة مقابلة لمقبرة في البحرين ‪..‬تعرفها‪ ..‬تندلهه؟!‬

‫إذن هذه المرة قصة سعودي وليست خيزرانه ‪..‬أجبته‪:‬‬


‫أوه ‪ ..‬البحرين متروسه مقابر ويمكن محامص بعد‪..‬هناك وراء أو مقابععل كععل مقععبرة محمصععة‪ ،‬او‬
‫بين كل مقبرة ومقبرة محمصة ‪ ،‬او بين كل محمصة ومحمصة مقبرة!!‪ ..‬أعذرني ‪ ،‬أنا بحراني كنت‬
‫مغتربعا ول اعلعم الكععثير ععن جزيرتعي‪ ،‬ولععول أن شعارع البعديع هععذا مسعتقيما حعتى آخععره لضعععت‬
‫"جدحفص" و"النعيم" معا ‪ ..‬أنت سعودي أضعععت طريععق المحمصععة والمقععبرة ولععك علععم تفصععيلي‬
‫بشارع البديع وقراه وتعمععل سععائق اجععرة إلععى "النعيععم"‪ ..‬أنععت تعععرف مقصععدي"النعيععم" بالضععبط‪،‬‬
‫وسنصل إليه في لحظات ‪ ..‬هناك عند مدخل "النعيم" سترى مقبرة ول محمصة هناك ‪ ..‬كم صار؟‬

‫أجابني بزهو الواثق من نفسه والمطمئن على مأمن‪:‬‬


‫بدون زيادة ‪ ،‬إنه العرف‪ ..‬ثلثمائة فلس فقط‪ ..‬أهل وسهل ‪..‬أنععت لسععت بحرينععي بالتأكيععد ‪ ..‬ربمععا‬
‫أنت سعودي مثلي أو كويتي‪ ،‬ولكن أنا كنت سعودي إلى ما قبل أسبوع‪ ،‬وأنا بحريني جديععد الن‪ ،‬ول‬
‫ع" ‪ ..‬هعذه بلعد رائععة ل‬ ‫دي ْ‬
‫اعرف عن هذا الشارع شيء لول انه ممتد إلى منطقة سكني الجديد "الَبع ِ‬
‫تنسى أن تتجنس فيها مثل ما فعلت عشيرتي وأنا منها‪ ..‬أنا مثلك ولكنععي ابحععث عععن مقععبرة خلععف‬
‫محمصة!‬

‫ودعته والسى يغمرني على ما فرطت حكومتنا في جنب مواطنيها ممن لذ بع ع "الخيععازرين" فععي‬
‫المعترك الوطني بعد أن فقدوا كل أمل في خيارات السلم والحوار‪ ..‬ولم انععس تععدقيق النظععر فععي‬
‫لوحة رقم سيارة السعودي الوافد البحريني الجديد‪ ..‬إنهععا‪) :‬البحريععن – خععاص _ ‪ .. (0000‬فحععدثت‬
‫نفسي ‪ :‬يا للسخرية ‪ ،‬راحت عليك يل بحراني "ابو خيزرانععه"‪ ،‬لععو علمععت أن المجنسععين المخععبرين‬
‫في الطريق لحتلل شععارع البععديع بسععياراتهم الخاصععة "أبععو جلسععتين" وسععيزاحمونك رزقععك؛ مععاذا‬
‫ستفعل بالخيزرانه؟! ‪..‬حقيق بالبحرانيين مثلك أن يسععتبدلوا "خيععازرينهم" بشععيء آخععر أكععثر جععدوى‬
‫قبل أن ُتحتل شوارعهم ومساكنهم وجزيرتهم كلها‪ ..‬حتى يترحم الشيطان على أمير المخبرين!‬

‫ملتقى البحرين|‪2009-06-04‬‬

‫‪43‬‬
‫‪6‬‬
‫‪43‬‬
‫من يحاكم من في قضية نشر أسماء المرتزقة؟‬
‫‪7‬‬
‫الكاتب ‪ :‬غادة الكاميليا‬

‫بعد مرور أكثر من شهر على إلقاء القبض على حسن سلمان‪ ،‬وفتح ملف قضية ضده بتهمة نشععر‬
‫أسماء السادة المرتزقة العاملين في المن الوطني‪ ،‬ورغم إنتهععاء التحقيععق‪ ،‬لععم يععزل حسععن خلععف‬
‫القضبان‪ .‬غير أن النظام بحاجة إلى إثبات وقوع جريمة قبععل النتقععال إلععى إدانعة حسععن فيهععا‪ ،‬وهععو‬
‫بحاجة إلى تبرير إبقاءه في الحبس حيععن ل يكععون النشععر بحععذ ذاتععه خطععرا ً علععى المجتمععع أو علععى‬
‫الناس أو حتى على السماء الموقرة التي وردت في القائمة المنشورة‪ .‬وفيما يتقلب فععي حريععاتهم‬
‫لصوص الحق العام وناهبي السواحل والمعذبين والجلدين والقتلة والعضاء المرموقين في الخليععا‬
‫الرهابية والعاهرات والعاهرون والمرتزقة‪ ،‬يخشى النظام مععن إطلق سععراح حسععن‪ .‬حريتععك “بحععد‬
‫ذاتها” خطيرة يا حسن‪ .‬وربما أيضًا‪ ،‬هي الجرم‪.‬‬

‫القائمة التي ل ُيعرف لها أصل انتشرت انتشار النار في الهشيم في أنحاء النترنت وحفظها قوقل‬
‫العظيم وأعاد توزيعهععا‪ ،‬ولععم يعععد بالمكععان الععتراجع عنهععا‪ ،‬ل بحبععس حسععن‪ ،‬ول بحبععس كافععة أهععل‬
‫البحرين‪ .‬كان يمكن للنظام التزام الصمت حيالها‪ ،‬أو انكارها بما فيها من خطايا‪ ،‬لكععن النظععام قععرر‬
‫القرار بصحتها حين قام بإعتقال حسععن‪ ،‬المععر الععذي يضععاعف شعععبيتها وانتشععارها‪ .‬السععماء الععتي‬
‫تحويها ليست مهمة بذاتها‪ ،‬بل أنها ليست سرية‪ .‬هؤلء المرتزقة الذين يشاركون فععي جميععع حفلت‬
‫إسالة الدموع في قرى البحرين‪ ،‬في كل اعتصام جماهيري‪ ،‬في كل مسيرة سلمية‪ ،‬في كععل تجمععع‬
‫ترتفع فيه كلمة رأي حّرة‪ ،‬ويلقون هداياهم المطاطيععة والحديديععة والغازيععة بإتجععاه الععوجه مباشععرة‪،‬‬
‫يعرفهم بالوجه ل بالسم فقط من شهدوا تصرفاتهم الهمجية‪ ،‬فععي الشععارع‪ ،‬وفععي غععرف التحقيععق‪،‬‬
‫وسيتذكرونها في كل يوم وكل ساعة إلى اليوم الذي يرونها فيه تقعف خلعف القضعبان فععي محكمعة‬
‫العدالة‪ ،‬لتشهد تطبيق شريعة الله في الرض‪.‬‬
‫ضحاياهم ل يحتاجون إلى قائمة تخبرهم بأسماء جلديهم‪ ،‬سيميزونهم مععن بيععن ألععف اسععم‪ ،‬لنهععم‬
‫وإن تم توطنيهم بالجواز الحمر‪ ،‬لن يتمكنوا معن التمععويه علععى أسععماءهم‪ ،‬وألسععنتهم ‪ ،‬وسععحناتهم‪،‬‬
‫التي ستشهد ضدهم‪ ،‬وأكثر من كل ذلك‪ ،‬الحقد الذي يتحركون به ضد شعب البحرين‪.‬‬

‫إن من المثير للسخرية أن يقوم النظام بمحاكمة حسن‪ ،‬بدل ً مععن محاكمععة مععن قععام بضععم هععؤلء‬
‫المرتزقة إلى صفوف المن الوطني‪ ،‬في انتهاك مباشر وصععريح للقععوانين الدوليععة الععتي تععدين هععذا‬
‫العمل‪ ” .‬فقععد أعلنععت المعم المتحععدة مععرارا إدانتهععا للععدول الععتي سععمحت أو تسعاهلت إزاء تجنيععد‬
‫المرتزقة وتمويلهم وتدريبهعم وحشدهم ونقلهم واستخدامهم‪ ،‬بل أبدت قلقهععا ممععا تشععكله أنشععطة‬
‫هؤلء المرتزقة من خطرا ً على السلم والمن الهلي في الدول الصغيرة‪ ،‬وبغض النظر عن طريقععة‬
‫ه لكتساب بعض مظاهر الشرعية من تععوطين أو تجنيععس‬ ‫استخدام المرتزقة أو الشكل الذي يتخذون ُ‬
‫أو غيره‪ ،‬فإنهم سيظلون مرتزقة مستوطنين ُيشكلون تهديدا ً لسععلم وأمععن هععذه البلد‪ ،‬وعقبععة فععي‬
‫سبيل تمتع هذا الشعععب بحقعوقه النسععانية‪ .‬ولعم توقععع البحريععن حععتى ألن علعى التفاقيعة الدوليعة‬
‫لمناهضة تجنيد المرتزقة واستخدامهم وتمويلهم وتدريبهم‪”.‬‬

‫ربما يحاكمونك اليوم يا حسن‪ ،‬لكن محاكمتنا لهم لن تتأخر‪ .‬صبٌر جميل والله المستعان‪.‬‬

‫ملتقى البحرين| ‪2009-06-16‬‬


‫‪43‬‬
‫‪7‬‬
43
8

43
8
‫‪43‬‬
‫وللتجنيس بقية‪!!..‬‬ ‫إستفهامات الحاضر ومستقبل الستفهامات‬
‫‪9‬‬
‫الكاتب ‪ :‬ماهر عباس‬

‫الحديث عن التجنيس السياسي في البحرين حديث ل ينتهي وأظنه بلنهايععة أص عل ً ‪ ,‬إذ أن الخععوض‬
‫في أسبابه ومدى شرعيته وأبعاده القانونية مععن جهععة ‪ ,‬وآثععاره علععى التركيبععة الديموغرافيععة وحالععة‬
‫دة الكتظععاظ‬ ‫العجز القتصادي )السيئ أصل والذي زاد وسيزداد سوءا ً ( للموازنات واسععتنزافها وح ع ّ‬
‫بالشؤون والملفات الخدماتية كالسكان والصحة والتعليم من جهة أخرى ‪ ,‬هو فعل ً حديث شاق جدا ً‬
‫والتصدي له يحتاج وحدهُ لحركة معارضة منظمة متفرغة لهذا الملف الثقيل ‪.‬‬

‫دة الختنععاق وإسععتفحال الحبععاط المتمكععن مععن‬‫س بسععبب حع ّ‬


‫فع ّ‬
‫وما موضوعي هععذا إل تنفيععس وتن ُ‬
‫مفاصل هذا الشعب الذي أنهكه صراع إثبات الوجود والبقاء ‪.‬‬

‫الجنسية التي تـععّرف بعع )إنها العلقة القانونية والسياسية التي تربععط المععواطن بدولععة أو بععوطن‬
‫معّين (‪..‬وتترتب على هذه العلقة الوثيقة بين المواطن ووطنه ‪ ,‬واجبات وحقوق قانونيععة وسياسععية‬
‫متبادلة بين الوطن أو الدولة ومواطنيها ويستثنى الجانب المتواجدون على أرض الدولة مععن التمتععع‬
‫بهذه الحقوق القانونيععة والسياسععية الععتي يتمتععع بهععا المواطنععون ‪ .‬ولكععن الجععانب المقيميععن إقامععة‬
‫شرعية في الدولة يتمتعون ببعض الحقوق الدستورية كأفراد مقيمين على أرض الدولة وذلك بتوفير‬
‫معاملة خاصة بهم يطلق عليها "معاملعة الحعد الدنعى معن العدالعة " وهعو معايعرف فعي المصعطلح‬
‫النجليزي بعع )‪.. ( The minimum standard of justice‬‬
‫** }‪{1‬‬

‫لكن الحاصل هنا بأن الجنسية تعطععى أو تعععرض قبععل أن ُتطلععب غالبعا ً دون اللتفععات أو الكععتراث‬
‫بالمعايير والقوانين الدولية فضل ً عن الكععتراث بععالظروف الداخليععة للععوطن والمععواطنين الععتي هعي‬
‫صف إذ إن إكتساب الجنسية عن طريق التجنيععس يشععترط )الرتبععاط الوثيععق‬ ‫ليست بخافية على من ُ‬
‫بالدولة ( ودوليا ً ُيعتبرعدم إحراز هذا الشرط مخالف للقانون الدولي إذ ذهبت محععاكم بعععض الععدول‬
‫على عدم العتراف بجنسية الجنبي المكتسبة عن طريق التجنيس في حال لم يتوافر فيهععا شععرط‬
‫القامة المستمرة لعدد معن السعنين فعي الدولعة العتي كسعب فيهعا الجنسعية ‪ .‬ولحعراز هعذا المعر‬
‫)الرتباط الوثيق(‪.‬‬

‫في قانون الجنسية البحرينية الصادر عام ‪ 1963‬للميلد تععم إدراج )المععادة السادسععة( الععتي تنععص‬
‫على التالي ‪:‬‬
‫‪ -1‬يمكن بأمر عظمة الحاكم منح الجنسية البحرينية لكل أجنبي كامل الهلية إذا طلبهععا وتععوفرت‬
‫لديه المؤهلت التية ‪:‬‬
‫‌أ‪ -‬أن يكون قد جعل بطريق مشروع إقامته العادية في البحرين مدة خمس وعشرين سنة متتالية‬
‫على القل ‪ ,‬أو خمس عشرة سنة متتالية على القل إن كان عربيعا ً علععى أن تبععدأ هععذه المععدة بعععد‬
‫تاريخ العمل بهذا القانون ‪.‬‬
‫ب‪ -‬أن يكون حسن الخلق ‪.‬‬ ‫‌‬
‫ج‪ -‬أن يعرف اللغة العربية معرفية كافية ‪.‬‬
‫د‪ -‬أن يكون لديه في البحرين عقار ثابت مسجل بإسمه لدى دائرة الطابو لحكومة البحرين‬
‫‪43‬‬
‫‪9‬‬
‫‪44‬‬
‫‪**{2}.‬‬
‫‪0‬‬
‫كما أكد القانون المذكور عدم أحقيععة مكتسععبي الجنسععية للنتخععاب أو الترشععيح إل بعععد مععرور ‪10‬‬
‫سنوات من تاريخ إكتساب الجنسية وذلك‬
‫) بالمادة الثامنة ( بنفس القانون والتي تنص ‪:‬‬
‫ليكون للجنبي الذي كسب الجنسية البحرينية وفقا ً لحكام هذه المادة حق النتخاب أو التمثيل أو‬
‫الترشيح أو التعيين في المجععالس المحليععة )عععدا النديععة والجمعيععات الخاصععة( قبععل إنقضععاء عشععر‬
‫سنوات من تاريخ كسبه لهذه الجنسية ‪..(..).. .‬‬
‫**}‪. {3‬‬

‫إذن المادة السادسة والثامنة ُأدرجتعا بقعانون الجنسعية البحرينيعة لضعفاء وتحديعد مععايير قانونيعة‬
‫لمكتسبي الجنسية ‪ .‬ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا ‪ :‬إلى أي مدى تنطبععق معواد هععذا القعانون‬
‫على عملية التجنيس التي حصلت ول تزال ؟ أم إنها لم تشم رائحتها حتى ‪!!..‬‬

‫فكلنا نعرف إن هناك مجنسين ل يعرفون أسماء المناطق بالبحرين وهناك كثير ممن تم تجنيسهم‬
‫وهم خارج البحرين كدواسر السعودية ‪ ,‬بل إن الرقام تشير إن عدد المجنسين الذين تم تجنيسععهم‬
‫خلل ‪ 5‬سنوات مابين ‪ 2001‬و ‪ 2006‬والذين فاق عددهم العع ‪ 38‬ألف مجنس تععم إدراجهععم ضععمن‬
‫جداول الناخبين ‪!!..‬‬
‫رغم إن أقدمهم مضى على كسبه الجنسية ‪ 5‬سنوات ‪!!..‬‬

‫وللعلم إن المحافظة الجنوبية والتي يقدر عدد مجموع الناخبين فيها بحوالي ‪ 17‬ألف نععاخب يعتععبر‬
‫أكثر من ‪) %58‬ثمانية وخمسون بالمائة( منهم هم ممن تم تجنيسهم خلل الفترة المذكورة )وذلععك‬
‫حسب الجدول المرفق مع دراسة علمية حول التجنيس أعععدتها جمعيععة الوفععاق عععام ‪ 2006‬والععذي‬
‫يتضمن أرقام مأخوذة من المعلومات المنشورة بموقع الجهاز المركزي للحصاء ( ‪.‬‬

‫ولبأس هنا أن أذكر إن مجموع عدد ناخبي الجنوبية والذي تمخض عنه ‪ 6‬نواب هو نفععس مجمععوع‬
‫العدد المخصص له نائب واحد بالدائرة الولى بالمحافظة الشمالية أي إن عدد نععاخبي دائرة واحععدة‬
‫بالشمالية يساوي عدد ‪ 6‬دوائر إنتخابية بالجنوبية ‪!!..‬‬

‫**}‪. {4‬‬

‫مجرد المرور بهذه الحقائق والرقام يصيبنا "بدوار البحععر السياسععي" ويفجععر ألععف إسععتفهام عععن‬
‫المستقبل والقادم للوطن ؟ وإلى أيعن سعيأخذنا ويصعل بنعا المطعاف ؟ ومعا هعي نهايعة التجنيعس و‬
‫المجنسين ؟‬

‫إستفهامات تحاصر حتى صاحب العقل المترامي الطراف ‪..‬‬


‫إسععتفهامات الحاضععر ومسععتقبل السععتفهامات ‪..‬ل أدري إن كععان ربطععي منطقععي أم ل حيععن أجععد‬
‫نفسي دائما ً أتذكر تاريخ الدولة العثمانية والنقلب عليها ‪..‬‬

‫إذ يذكر التاريخ جيدا ً ‪ ..‬كيف إن المبراطورية العثمانية‪ -‬وهي الدولة القوية‪ -‬التي امتد عمرها زهاء‬
‫‪44‬‬
‫‪0‬‬
‫‪44‬‬
‫الع ‪ 625‬عام ووصل تعدادها السكاني حوالي ال ‪ 35‬مليون نسمة( احصائية تاريخ ‪1856‬م )‬
‫‪1‬‬ ‫كيف إنها قربت التراك ( بعملية أشبه بالتجنيس السياسي )‪.‬‬
‫بهدف القضاء على سيطرة الفرس ونفوذهم ‪ ..‬إلى أن جاء اليوم الذي سقطت فيه المبراطورية‬
‫العثمانية وتحولت إلى ‪...‬‬

‫تععععععركعععيعععا ‪..‬‬

‫ولربما بمعرفة هذه الجملة التاريخية يتضح لنا سبب تعدد العراق‬
‫والسر وراء التركيبة السكانية المعقدة وذلعك لن سعيطرة ونفعوذ الدولعة العثمانيعة كعانت تشعمل‬
‫أراضي واسعة في آسيا واوربا وافريقيا والكثير من الشعوب كانت خاضعة لسلطتها آنذاك ‪..‬‬

‫لذلك نرى اليوم التركيبة السكانية التركية )الدولة التي قامت بعد العثمانيععة بعععد تمكيععن وتقريععب‬
‫التراك وتجنيسهم سياسيا( تتكون من ‪ ..‬أتراك ‪,‬أكراد‪،‬الزازيون‪،‬عرب‪ ،‬شركس‪،‬جورجيععون‪،‬وغيرهععم‬
‫إلى جانب القليات مثل ‪ : :‬أرمن‪ ،‬يونان‪ ،‬آشور‪ ،‬أراميون‪ ،‬بوسنيون‪ ،‬ألبان‪ ،‬شيشانيون‪ ،‬بلغار‪،‬لزيون‬
‫وغيرهععم‪ .‬تعععد القليععات القرميععة‪ ،‬التتاريععة‪ ،‬الذريععة‪ ،‬الغاغازيععة‪ ،‬الوزبكيععة‪ ،‬القرغيزيععة‪ ،‬التركمانيععة‪،‬‬
‫الكازاخية ‪..‬إلخ‬
‫**}‪{5‬‬

‫حين نشاهد مايحدث اليوم بالبحرين بعين ونقرأ تاريخ المم بالعين الخرى ‪..‬‬
‫نجد أنفسنا في حالة غثيان سياسي ‪ ...‬ونتسائل ‪ ..‬ترى ماهي الصورة التي ستكون عليها البحرين‬
‫حين تطوى صفحة هذا الجيل ‪ ..‬وكيف سيعيش أبناءنا ؟؟؟وكيف ستكون دولتنععا ‪...‬؟؟ وتاريخنععا ‪..‬؟؟‬
‫وكيف سيدرس المستقبل تاريخنا ؟؟؟‬
‫لذلك قلت وسأظل أقول ‪:‬‬
‫إستفهامات الحاضر ‪ ..‬ومستقبل الستفهامات ‪ ..‬وللتجنيس بقية ‪!!..‬‬
‫نسأل الله أن يحفظ البحرين وشعبها‬
‫ماهرعباس ‪-‬أبوفرات ‪ 2‬أغسطس ‪2009‬‬

‫هوامش **‪:‬‬

‫راجع كتاب د‪.‬حسين البحارنة )مراجعة لقانون الجنسية البحرينية الطبعة الولععى ‪2007‬‬ ‫}‪**{1‬‬
‫صفحة ‪.(33‬‬
‫}‪ **{2‬راجع إعلن حكومة البحرين العدد ‪ 1963 /8‬بتاريخ ‪ 16‬سبتمبر ‪) 1963‬قانون الجنسية‬
‫البحرينية ‪ 1963‬المادة السادسة (‪.‬‬
‫**}‪ {3‬راجع نفس القانون أعله )المادة الثامنة (‪.‬‬
‫**}‪{4‬راجع الوسط )عدد ‪ 2515‬صفحة ‪ 4‬تاريخ ‪ 26‬يوليو ‪.( 2009‬‬
‫**}‪{5‬راجع تاريخ الدولة العثمانية من القيام حتى النقلب ) ‪ 1924- 1299‬للميلد(‪.‬‬

‫مدونة أبو فرات ماهر عباس|‪2009-08-02‬‬


‫‪44‬‬
‫‪1‬‬
44
2

44
2
‫‪44‬‬
‫م كبير‪..‬سيرتد على منفذيه أول‪..‬‬ ‫التجنيس ‪..‬وبا ٌ‬
‫ل وجر ٌ‬
‫‪3‬‬
‫الكاتب ‪ :‬السيد جعفر العلوي‬

‫يتصور مهندسععو المععؤامرات الكععبرى فعي تاريععخ البحريعن الحعديث أن بإمكعانهم تغييعر المععادلت‬
‫الخاصة بشعب البحرين‪ ،‬من خلل اللعب بالمكونات الساسية لهذا الشعب‪ ،‬عبر تغليب طائفة على‬
‫طائفة أخرى‪ ،‬واستيراد مجاميع بشرية تتحول الى شعب موال للسلطة‪ ،‬وهو أكبر كيد وتآمر خطيععر‬
‫يجري تنفيذه في تاريخ هذا البلد‪ .‬والغريب أن أولئك المهندسين يعملون مععن حيععث ل يععدركون ضععد‬
‫مصالحهم الساسية‪ ،‬ويهددون أمنهم قبل أن يهددوا مستقبل الطائفععة الشععيعية الععتي يسعععون الععى‬
‫إضعافها وتفكيك قواها‪ ،‬تمهيدا ً لجعل الشيعة كالهنود الحمر‪ )،‬مجرد ديكور تاريخي(‪.‬‬

‫الحقد التاريخي والخوف الخاطئ ‪ :‬لقد غلب على أولئك المهندسين الحقد التاريخي‪،‬‬
‫ل‪ ،‬هالهم كتب التاريخ الكثيرة والساسية التي تطرح حقيقة أساسية هععي أن الشععيعة كععانوا هععم‬ ‫أو ً‬
‫سكان البحرين الصعليين‪ ،‬وإن قاطنيهعا كعانوا يسعمون بالبحارنعة وهعم الشعيعة‪ .‬إل أن هعذه حقيقعة‬
‫تاريخية سابقة‪ ،‬أما الن فإن شعب البحرين ينتمي الى طائفتين كريمتين ‪-‬شيعة وسنة‪ -‬عاشععوا منععذ‬
‫تشاركهم في سكن هذا البلد في أمن وسلم ووئام وتعاون بلغ حدا ً أن كانوا يدا ً علععى مععن ععاداهم‪،‬‬
‫وعونا ً لبعضهم البعض‪ ،‬متحابين متفاهمين‪.‬‬

‫وثانيًا‪ ،‬هم رأوا أن حركة المعارضة تتصععاعد أساسعا ً فععي منععاطق الشععيعة‪ ،‬وأنهععم بالتععالي يمثلععون‬
‫مصدر الخطر الحاذق‪ ،‬ولكن اولئك المهندسين تناسوا أن ذلك بسبب خطأ السلطة ل خطععأ الشععيعة‬
‫المحرومين‪.‬‬

‫وثالثًا‪ :‬إن لديهم حقد تاريخي موروث في دمائهم في كراهية الشعيعة والسعتناس بظلمهعم‪ ،‬فقعط‬
‫لنهم على خلف مذهبي معهم‪ ،‬ولكن يخطأ أولئك المهندسعين أن عليهعم أن يطهعروا أنفسععهم معن‬
‫تلك العصبية والحقد الموروث‪ ،‬فهي عصبية تخرجهم من الدين ومن النسععانية ومععن روح الحضععارة‬
‫والعصر‪ ،‬فقد قال رسول الله)ص(‪ » :‬ليس منا من دعععا إلععى عصععبية ‪ ،‬وليععس منععا مععن قاتععل علععى‬
‫عصبية ‪ ،‬وليس منا من مات على عصبية «صحيح مسلم ‪ :‬كتاب المارة ‪ ،‬ح ‪ ، 1476 / 3‬ح ‪.1848‬‬
‫إن على أولئك المهندسين أن يعيشععوا العصععر‪ ،‬وأن الصععحيح شععرعا ً وعق ً‬
‫ل‪ ،‬هععو التعععايش مععع الغيععر‬
‫وليس الحقد عليه‪ .‬فما أفلح من ظلم وأسرف في ظلمه‪ ،‬وهذه نتععائج الظلععم واضععحة فععي سععقوط‬
‫الطغاة من حولنا كالشاه وصدام وسوموزا وتشاوتيسكوا وماركوس وغيرهم الكثير‪.‬‬

‫المكر السيء سيرتد على أصحابه‪ :‬بدل أن يتعاملوا مع حقائق الجغرافيععا والتاريععخ وتطععور الحيععاة‬
‫الجتماعية والسياسية في العالم‪ ،‬والقبععول بهععا‪ ،‬تصععور أولئك المهندسععون عبرمخططععاتهم الععى إن‬
‫بإمكانهم تغيير التركيبة السكانية وتحويل الشععيعة مععن أكثريععة الععى أقليععة علععى مععدى زمنععي قصععير‬
‫وسريع‪ ،‬فيضمنوا لنفسهم الراحة المستقبلية والطمئنععان التععام‪ .‬وكععل ذلععك وهععم صععاغته أدمغتهععم‬
‫الغافلة‪ ،‬فهذا المخطط والكيد السيء ل يتحقق أبدا ً كما يشاء له أصحابه‪ ،‬لسباب واضحة‪،‬‬

‫ل‪ ،‬تناسوا سنة الله جل وعل في نصرة المظلومين بغعض النظععر ععن عقيعدتهم وفكرهعم‪ ،‬وإن‬ ‫فأو ً‬
‫الله للظالمين بالمرصاد‪ ،‬وقد قال الله كلمته الحاسمة‪} :‬ول يحيق المكر السععيء إل بعأهله{‪ .‬فععالله‬
‫تعالى يرد المكر السيء على أصحابه‪ ،‬وتلك هي سنته وسياسته في الحياة الجتماعية‪.‬‬
‫‪44‬‬
‫‪3‬‬
‫‪44‬‬
‫ثانيًا‪ :‬إن شعب البحرين شعب ذكي نشط واعي وهو ينتفض على كل مععن يعبععث ويسععلب حقععوقه‬
‫‪4‬‬
‫بين فترة وأخرى‪ ،‬فلم ولن يهدأ هذا الشعب أبدًا‪ ،‬ومن يراهن على تخديره‪ ،‬أو إسكاته بمشاريع مععن‬
‫هنا وهناك‪ ،‬وكلها بعضا ً يسيرا ً من حقوقه‪ ،‬هو واهم كبير‪ ،‬فشعععبنا هععو شعععب الملحععم الكععبرى‪ ،‬وإذا‬
‫شعر بزيادة ثقل الخطر والظلم الفاحش عليه فسيسطر الملحمة القادمة ‪ ،‬بكل سلمية وإسععتعمال‬
‫لكافة السبل المشروعة والمدعومة عالميا ً قانونيا ً وحقوقيًا‪ ،‬و لت حين مناص‪.‬‬

‫الطائفة السنية وطنية ل تلعب بالنار‪ ،‬المععر الثععالث‪ :‬إن الطائفععة السععنية الكريمععة طائفععة وطنيععة‬
‫بالدرجة الولى‪ ،‬وهي ل تلعب بالنار الطائفيععة‪ ،‬ولععن يكونععوا عون عا ً للمتلعععبين بمسععتقبل هععذا البلععد‪،‬‬
‫ورجالها البطال كعبد الوهاب الزياني وعبد الرحمن البععاكر وعبععد العزيععز الشععملن وعلععي الفاضععل‬
‫وغيرهم من المعاصرين الشرفاء‪ ،‬اثبتوا طوال تاريخ وحاضر هذا البلد أنهم يدافعون عن حياض هععذا‬
‫الوطن ول يرضون بالظلم على أحد‪ ،‬والتاريخ الحديث في الهيئة وما بعدها خير شاهد على ذلك‪.‬‬

‫رابعًا‪ :‬إن الضغط القادم على الخععدمات الساسععية مععن تعليععم وإسععكان وصععحة وبلديععة ومعونععات‬
‫غذائية سيصل حدا ً ستعجز الحكومة عن تلبيعة الحعد الدنعى منعه‪ ،‬وهععذا العجععز العذي بععدأ معن الن‪،‬‬
‫سيزداد بشكل رهيب مع تزايد المجنسين‪ ،‬وتزايد تناسلهم الى الدرجة الععتي سععتكفر فيهععا الحكومععة‬
‫حينئذ بسياسية التجنيس‪ ،‬وستلعن اليوم الذي بدأ فيه تنفيذ هذا المخطط‪ ،‬لن وبععاله حينهععا سععيكون‬
‫طوفانا ً عاصفا ً من الغضب والضغط الكبير عليها‪.‬‬

‫أزمات التجنيس الجتماعية والمنية‪ :‬المر الخامس‪ ،‬إن أزمععات التجنيععس قععد لحععت فععي الفععق‪،‬‬
‫ولكن الحكومة تغض الطرف عنهععا‪ ،‬وهععي أزمععات تمععس الوضععع الجتمععاعي وأمنععه العععام‪ .‬فعععادات‬
‫المجنسين وطبائعهم تختلف عن طبائع شعب البحرين‪ ،‬خاصة إن الكثير منهم‪ ،‬من أوسععاط القبععائل‬
‫والبدو والمنتفعين‪ ،‬وليسوا أصحاب كفاءات وعلم وتخصص‪ ،‬وما يحدث من سرقات عجيبععة وجعرائم‬
‫عديدة يقف وراءها بعض المجنسين‪ ،‬والجهات المنية هي أعلم بها‪ ،‬وبمشاكل المجنسين‪ ،‬وما حدث‬
‫من تعدي على المواطن حسن أمان في الرفاع الشرقي واستخدام السلح البيض مععن قبععل بعععض‬
‫المجنسين عليه‪ ،‬وعدم الكععتراث الرسععمي بقضععيته )الوسععط ‪ ،(2009 – 8 - 4‬ومععا يحععدث فععي‬
‫المدارس من مواجهات شبه يومية بين أبناء المجنسين وأبناء البلد الصلين‪ ،‬كما حدث في مدرسععة‬
‫الفارابي في مدينة حمد مؤخرا ً ‪ ،‬وما جرى لعائلة الجيععب‪ ،‬وأحععداث الععدوار الول‪ ،‬ودوار ‪ 19‬بمدينععة‬
‫حمد كله ينم عن المخاطر الجتماعية والمنية الخطيرة لسياسععية التجنيععس‪ .‬وهنععاك أضععرار أخععرى‬
‫للتجنيس على الواقع القتصادي والحضاري لشعب البحرين‪ ،‬تحتاج الى رصد وتدقيق‪.‬‬

‫ولقد بدأت الحملة الوطنية ضد التجنيس بالعريضة النخبويععة‪ ،‬وممععا جععاء فيهععا‪ :‬أن التجنيععس يهععدد‬
‫تماسك النسيج الجتماعي البحريني ويمثل خطرا على مستقبل الععوئام الععوطني‪ .‬وسععتلي العريضععة‬
‫خطوات قادمة بأذن الله‪.‬‬

‫وأحيل القراء الكرام على كتاب ‪ :‬التجنيس والتغير الديمغرافي في البحرين‪ ،‬للكاتب الجعرئ عبععد‬
‫الله مؤمن‪ ،‬حيث يقدم تفصيل ً في حوالي ‪ 200‬صفحة عن واقع التجنيس ومخاطره ويثبت بالرقععام‬
‫خطورة ما يجري‪ ،‬وهو كتاب صدر عام ‪ 2002‬من بيروت )بالمكان الحصول عليه عبر النترنت(‪.‬‬

‫إننا ننصح الحكم إنه لن ينفعه إل شعبه الذين عاشوا معه الحلو والمر‪ ،‬وما جرى في الكويت عبرة‬
‫لمن أراد أن يعتبر‪ ،‬حين أبتليت بإحتلل الطاغية فقد تخعاذل وخعان العديعد ممعن أكرمتهعم الكعويت‪،‬‬
‫‪44‬‬
‫‪4‬‬
‫‪44‬‬
‫وبقى على الوفاء والمقاومة سكان البلد الصليين‪ .‬وقد تقععع حععوادث أو أزمععات مععن هنععا أو هنععاك‪،‬‬
‫‪5‬‬
‫حينها لن يبقي وفيا ً لرضه ووطنه والدفاع عنهمععا إل أهععل البلععد الععذين أحبوهععا لنهععا أرضععهم وأرض‬
‫أبائهم وأجدادهم‪ ،‬أما الطارئون فأما أن يتحولوا الى طابور خععامس مضععاد لمصععالح البلععد أو يرحلععوا‬
‫عنها سريعا ً بمجرد الحساس بالخطر او ضيق المعيشة لنهم ل يحملون ولء حقيقيا ً لها بل للنتفععاع‬
‫وللمصلحة ‪ ،‬فمتى غابت غابوا‪.‬‬
‫إن التجنيس السياسععي حقعا ً هععو شععر مطلععق‪ ،‬إل إن مععن المهععم أن يتحععرك الجميععع وعلععى كافععة‬
‫الصعدة لمواجهة هذا المخطط التدميري الععذي سععيكتوي بععه منفععذوه إذا لععم يتععداركوا قبععل فععوات‬
‫الوان‪ .‬فهل تعي السلطة ما يحدث‪ ،‬أم أنها ستغيب رأسها كالنعامة فععي رمععال التغافععل واللمبععالة‬
‫حتى تنتبه على صفعات الواقع المر القادم‪. .‬‬

‫ملتقى البحرين | ‪2009-08-29‬‬

‫‪44‬‬
‫‪5‬‬
‫‪44‬‬
‫بحريني ‪48‬‬
‫‪6‬‬
‫الكاتب ‪ :‬عبد المير داود‬

‫ظاهرتان مترادفتان في الوطن العربي والسلمي ‪ ،‬هما بحريني ‪ 48‬و عرب ‪ ، 48‬الععترادف ليعس‬
‫ما نعينه بأنهما يؤديان لمعنى لغوي واحد وأن اختلف الكلمات !!‬

‫ل فما نعينه هو الترادف والترابط السياسي لهاتين الظاهرتين! الترادف الذي تتلقى فيهما الفعععل‬
‫السياسي ومدى صلحيته في التأثير على القرارات المصيرية ‪ ،،‬بعد أن اكتمل في فلسطين وأصبح‬
‫عرب ‪ 48‬ممثلين في برلمان كامل الصلحيات ول يسععتطيعون أن يغيععروا أي قععرار تشععريعي لنهععم‬
‫اقلية كاذبة !! بعد كانوا يمثلون الغلبية وأصحاب الرض وبعد أن كععانت الهويععة لفلسععطين إسععلمية‬
‫وعروبية ويهودية ل علقة لها بالصهيونية والهوية الوطنية والتاريخية والسلمية والعروبية ‪.‬‬

‫كذلك هو الحال سيكون للبحرين بعععد أن يكتمععل المشععروع السياسععي للتجنيععس ‪ ،‬سععيكون هنععاك‬
‫غالبية لطائفة جديدة ليس لها علقة بتاريخ البحرين السلمي والحضاري ‪ ،‬كما سماها بعض الرموز‬
‫الوطنية بالطائفة الثالثة !! ستكون مطيعة لقرارات السععلطة لنهععا طائفععة دخليععة وترتبععط بععالوطن‬
‫بالمال السياسي وهي عنصر غريب ل علقة لها ل بالمواطنععة والععوطن وتاريععخ البحريععن العريععق !!‬
‫تأتمر بأوامرها !! في داخل البرلمان الوطني الكامل الصلحيات !! الذي له حق التشريع والمراقبععة‬
‫ول يشارك فيه ل مجلس شورى ول بطيخ!!‬

‫يشرع ويراقب وفق ما تريده السلطة وعبر ديمقراطيعة عريقعة يشعهد لهعا القاصعي والعداني فعي‬
‫المحافل الدولية ومنظمات حقوق النسان وكل هذا سيحصل بعد أن تسععتقر كععل الترتيبععات !! بعععد‬
‫أن تتغير التركيبة السكانية وتصبح البحرين السلمية والعروبية من سنة وشيعة !! تصبح ممثلة فععي‬
‫المجلس الوطني عبر أقلية ل تهش ول تنش !!‬

‫ويصبح كل رمز شريف يدخل المجلس الوطني سني أو شيعي أصيل مثله كمثععل الععدكتور عزمععي‬
‫بشارة !! ل يستطيع أن يغير في قرار الحرب على غزة !! ول يستطيع أن يوقف الغتيالت للرمععوز‬
‫السلمية والوطنية في فلسطين المحتلة!! ول يستطيع أن يوقف حصار عرفات !! ول يسععتطيع أن‬
‫يوقف غول الستيطان!!‬

‫لنه ل يمتلك غالبية ول أكثرية في الكنسيت السرائيلي والتي تعطيه حق أبطال أي مشروع يمثل‬
‫قضايا وهموم المة‬

‫وهو أبنها الصيل !! كذلك سيكون حال أي رمز وطني بحريني يحمل كفاءة الدكتور عزمي بشارة‬
‫السياسية والجهاديععة والنضععالية والعلميععة !! فععي أي مجلععس نيععابي قععادم !! بعععد يكتمععل التجنيععس‬
‫السياسي!!‬

‫ل يستطيع أن يكون مع وطنه ول هويته ول حضارته ول قضايا أمته!!‬

‫شبكة بني جمرة ‪ /‬مدونة عبد المير داود| ‪2009-09-05‬‬


‫‪44‬‬
‫‪6‬‬
44
7

44
7
‫‪44‬‬
‫رئيس "عليا مناهضة التجنيس"‪ :‬الحوادث الخيرة نتائج حتمية لسياسة التجنيس‬
‫هذه‪8‬‬ ‫اعتداءات المجنسين المتكررة حتى داخل السجون يؤكد الحاجة لوقف‬
‫السياسة‬

‫الكاتب ‪ :‬منتديات بحرينية‪.‬‬

‫قال النائب عععن كتلععة الوفععاق رئيععس اللجنععة العليععا لمناهضععة التجنيععس السياسععي الشععيخ حسععن‬
‫سلطان أن "حوادث العتداء المتكررة التي نشرتها الصحافة مؤخرا ً والتي قام بها بعض من منحععوا‬
‫الجنسية مؤخرا ً تكشف حجم الكارثة التي‬
‫ستعيشها البحرين إن استمرت السلطة في سياسة التجنيس السياسي"‪.‬‬

‫وشدد على أن سياسة التجنيس لم ولععن تجلععب علععى البحريععن إل الععويلت والحععوادث المأسععاوية‬
‫البعيدة ععن الحعس النسعاني والبعيعدة ععن أخلق وإرث البحرينييعن‪ ،‬ممعا يععد تغييعرا ً لهويعة البلعد‬
‫وأخلقيات أبناءه وسمعة الشعب الطيب‬
‫المتسامح في أوساط الشعوب الخرى‪.‬‬

‫ولفت إلى أن ما تم التحذير منه سابقا ً ومنذ فترات قريبة مععن عععواقب التجنيععس وآثععاره ونتععائجه‬
‫الوخيمة يحصل اليوم بشكل واضح دون تشكيك وبشكل غير قابل للععدفاع عنععه‪ ،‬فالثععار الجتماعيععة‬
‫والمضار الخلقية التي ينتجها المجنسون‬
‫ستأخذ في النمو ولن تقف عند حد معين‪ ،‬والخليععط غيععر المتجعانس لمععن تعم منحهعم الجنسععية ل‬
‫يمكن أن ينتج استقرارا وسلم أهلي أو اجتماعي‪ ،‬بل على العكس من ذلك‪ ،‬فالنتيجععة سععتكون هععذه‬
‫الحوادث المأساوية التي يستغربها الشعب‬
‫البحريني‪.‬‬

‫ولفت إلى أن ما حصل من اعتداء مجموعة مجنسين على طفل وبعد سععجنهم يعتععدون علععى مععن‬
‫في السجن معهم‪ ،‬ومتهم آخر يعتدي على نزيل في الطععب النفسععي‪ ،‬وثععالث يهععرب مععن المحكمععة‬
‫بمساعدة قريبه الشرطي بعد تهديده لفتاة‪ ...‬كل ذلك مؤشر‬
‫على زيادة الجرائم الغريبة على المجتمع البحريني والتي لم نعرفها ولم نعشها إل مع بدء السلطة‬
‫في سياسة التجنيس السياسي التي لن تجلب على البحرين إل التفكك والجرائم والخوف والهلع‪.‬‬

‫وتساءل سلطان‪ :‬هل هذه وحوش كاسرة تنهش من جسد المجتمع البحريني المسالم؟‬
‫وهل السلطة لم تعي بعد خطر سياسععتها الخطيععرة فععي تععوطين الخريععن بمععا يحملععونه مععن إرث‬
‫أخلقي وثقافات مختلفة؟‪.‬‬

‫وشدد على أن الدولة هي المسئولة عععن حمايععة المععواطنين‪ ،‬وهععي المسععئولة عععن نتععائج سياسععة‬
‫التجنيس‪ ،‬وأي نتائج فالدولة تتحمل مسععؤوليتها‪ ،‬وحععتى هععذه الحععوادث الخيععرة ل يمكععن أن نحمععل‬
‫مسؤوليتها أحد غير الدولة لنها القائمععة والمتبنيععة والمباركععة لسياسععة التجنيععس الععتي أنتجععت هععذه‬
‫الحوادث المؤسفة‪.‬‬

‫وأردف‪ :‬هل يستحق الجنسية البحرينية من يقوم بتلك العمال المشينة التي أثارت اسععتياء جميععع‬
‫‪44‬‬
‫‪8‬‬
‫‪44‬‬
‫المواطنين؟ أليس الولى تسفيرهم وسععحب جنسععياتهم؟ أم تنتظععر الحكومععة المزيععد مععن الجععرائم‬
‫‪9‬‬ ‫لتقتنع مجددا ً بأن هذه السياسة عقيمة ولن تجلب للبحرين أي خير أو فائدة؟‪.‬‬

‫منتدى كرباباديات| ‪2009-09-09‬‬

‫‪44‬‬
‫‪9‬‬
‫‪45‬‬
‫الداخلية تراجع سياسة التجنيس؟‬
‫‪0‬‬
‫الكاتب ‪ :‬قاسم حسين‬

‫من أهععم التصععريحات السياسععية مععا أعلنهععا وزيععر الداخليععة خلل زيععارته للدارة العامععة للجنسععية‬
‫ل المستجدات المنية والسياسية والقتصادية فإننععا نقععوم بمراجعععة سياسععة‬ ‫والجوازات أنه »في ظ ّ‬
‫منح الجنسية‪ ،‬وهذا المر خاضعٌ للتقييم ويشمل إجراءات منح الجنسية وإصدار الجوازات«‪.‬‬

‫إذا‪ ...‬لقد انتهععت الععوزارة إلععى ذات النتيجععة الععتي كععانت تحع ّ‬
‫ذر منهععا القععوى الوطنيععة والجمعيععات‬
‫ة في العالم تقوم بمضععاعفة عععدد سععكانها خلل‬ ‫السياسية منذ بدء عملية التجنيس‪ .‬فليس هناك دول ٌ‬
‫خمسة أعوام‪ ،‬مهما كان ازدهارها القتصادي‪ ،‬فكيف إذا كان لديها عشعرة آلف أسعرة تعيعش علعى‬
‫المساعدات الحكومية‪ ،‬وعشرة آلف أخرى علععى مسععاعدات الصععناديق الخيريععة! مراجعععة سياسععة‬
‫التجنيس خطوة متأخرة جدا‪ ،‬فتخريب النسيج الجتماعي والضرر القتصادي بدآ فعل‪ ،‬فليععس هنععاك‬
‫دس‬ ‫ة تمنح جنسيتها لبناء الدول الخرى‪ ،‬وتسّهل لهم الوظائف والمتيازات والسععكن‪ ،‬بينمععا يتك ع ّ‬ ‫دول ٌ‬
‫لديها ‪ 44‬ألف طلب إسكان‪ ،‬وتتدهور خدماتها التعليمية والصحية‪ ،‬فيحتاج المععواطن للنتظعار سعاعة‬
‫وربع الساعة ليحصل على دواء من صيدلية مستشفى السلمانية المركزي‪.‬‬

‫سبع سنوات كّلت أقلمنا ونحن ننتقد هذه السياسة‪ ،‬وكّلت ألسن الشخصععيات الوطنيععة الحريصععة‬
‫ح صوت كثير من النواب الوطنيين المخلصين في البرلمان السابق والحالي‪،‬‬ ‫على مستقبل البلد‪ ،‬وب ُ ّ‬
‫لوقف هذه الخطيئة الكبرى بحق الععوطن‪ ...‬ولكععن ل حيععاة لمععن تنععادي‪ .‬وكعانت التععبريرات جععاهزة‪:‬‬
‫»التجنيس يتم حسب القانون«‪ ،‬سواء على ألسنة بعض المسئولين؛ أو بعععض نععواب المععوالة ممععن‬
‫خانوا القسععم وفرطععوا بمصععلحة الشعععب العليععا‪ ،‬أو كت ّععاب النفععرة الطائفيععة‪ ،‬الحكععوميين أكععثر مععن‬
‫ف جدا أن نائبا محترما كالشيخ عادل المعاودة يصّرح‬ ‫الحكومة‪ ،‬من أصحاب اللسنة الطوال‪ .‬ومؤس ٌ‬
‫بأن هناك تشديدا في منح الجنسية حسب القانون! لو تم تطبيق القانون بشأن اشتراط فترة إقامة‬
‫‪ 15‬سنة للعربي و ‪25‬عاما للجنبي كما يدعون‪ ،‬هل كان سعيزداد ععددنا فجعأة إلعى المليعون؟ وهعل‬
‫ة‬
‫ل سععكانيةٍ جديععد ٍ‬
‫كان لزاما علينا أن نجّنس عشرات اللف؟ وما الذي يجبرنا على إغراق البلد بكتع ٍ‬
‫ص على عروبة البلد؟ ومععا هععو‬ ‫مختلفة المشارب والثقافات واللغات والديان؟ وهل هذا ينم عن حر ٍ‬
‫الضمان بعد عشر سنوات أل تتسّيد الكتلععة السععكانية الجديععدة المشععهد السياسععي فتقععود عمليععات‬
‫الحتجاج المستقبلية بعدما تأخذ مكتسباتها الحالية وامتيازاتها القتصادية في التراجع؟ أليست إعادة‬
‫التفكير في سياسة التجنيس متأخرة جدا؟ شريف )جمعية وعد(‪ ،‬ربععط التصععريحات باحتمععال تلقععي‬
‫شكاوى من دول الجوار بسعبب تعورط مجنسععين فعي قضعايا أمنيعة عديعدة‪ ،‬وحسععن معدن )التجمعع‬
‫التقدمي الديمقراطي( أشار إلى العواقب المنية »بسبب البيئة المفرخة للعنف والرهاب التي يتععم‬
‫استقطاب المجّنسين منها‪ ،‬وأن بعضهم متورطون في أعمال إرهابية تمس أمععن وسععلمة المنطقععة‬
‫والبحرين«‪ .‬النائب حسن سلطان )الوفاق( قال »إن التجنيس لم يجعر علعى البحريعن أيعة فعائدة أو‬
‫خير‪ ،‬بل جلب حوادث العنف الغريبعة العتي لعم يعتعد عليهعا البحرينيعون«‪ ،‬وطعالب بترجمعة القعوال‬
‫لفعال‪ ،‬والتعامل بشفافية‪.‬‬
‫ض‬‫ض ومععر ٌ‬ ‫أما رئيس أكبر كتلةٍ في البرلمان )الشيخ علي سلمان( فقععال »إن التجنيععس شعٌر محع ٌ‬
‫ل يفتك بالوطن«‪.‬‬‫عضا ٌ‬

‫ساسة بالكويت‪،‬‬
‫في قضية الخلية الرهابية بالكويت قبيل رمضان‪ ،‬التي كانت تنوي تفجير مواقع ح ّ‬
‫‪45‬‬
‫‪0‬‬
‫‪45‬‬
‫كشفت التقارير بعض الخيوط التي أخذت طريقها إلى مانشععيتات الصععحف وأخبععار وكععالت النبععاء‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫ذر منذ شهور طويلة من المخاطر المنية القادمة من بوابة التجنيععس‬ ‫والصحافة الكويتية ما فتئت تح ّ‬
‫البحرينية‪.‬‬

‫أليست المراجعة ‪ Too Little Too Late‬؟‬


‫صحيفة الوسط | العدد ‪2009-09-13 | 2564 :‬م الموافق ‪ 23‬رمضان ‪ 1430‬هع‬

‫‪45‬‬
‫‪1‬‬
‫‪45‬‬
‫الطائفة الثالثة‬
‫‪2‬‬
‫الكاتب ‪ :‬شقشقة البحرين‬

‫لم يكن أحمد ابراهيم دريج ليتولى مصب حاكم إقليم دار فور) تبلغ مساحتها نصف مليون كيلومتر‬
‫مربع وتعادل مساحة ثلث دول أوروبية هي فرنسا وهولندا والبرتغال( حتى أخذ يكون كيانا ُ سياسععيا ً‬
‫سريا ً كان هدف هذا المخطععط يععتركز علععى جلععب وتجنيععس القبععائل التشععادية الععتي أرهقهععا تصععحر‬
‫وجفاف مدارات السافانة الستوائية هذه القبائل الععتي أرهقتهععا الحععرب التشععادية التشععادية وجععدت‬
‫ضالتها في إقليم دارفور ما فتأت تلك القبائل وغيرها من المجنسين من اثيوبا وغيرهععا مععن القبععائل‬
‫الغير عربية أكثر من‪.‬‬

‫‪ 3‬ملين متجنس في محاول لتغيير التركيبة السكانية حتى أصبح العنصععر التشععادي هععو المسععيطر‬
‫وكان القاسم المشترك في الصراعات المسلحة مازاد الطين بله هو انععه القبععائل العربيععة أصععبحت‬
‫اقلية في محيط غير عربي سعت الحكومة السودانية الى دعم القبائل العربية من الجنجويد وغيرها‬
‫وبدء الصراع يشتد الى ان وصل الى مرحلة التطهير العرقي‪.‬‬

‫المر المهم في الموضوع انه سياسة التجنيس المتبعععة حالي عا ً فععي البحريععن تمثععل نمععوذج مصععغر‬
‫لدارفور مقبلة حيث التجنيس المبطن والمخططات السرية التى تعرف بفضيحة البندر تمثععل نفععس‬
‫المخطط الذي رسمه احمد براهيم دريج والذي انقلب علية حيث أصععبح للمجنسععين كيععان سياسععي‬
‫وعسري مما سهل لهم مطالبتهم بحكم مستقل‬

‫أذن الطائفة الثالثة كما يطلق على المسطلح الجديد المتداول حاليعا ً يمثععل جيععل جديععد ل يمععت ل‬
‫لسنة ول لشيعة بأي صلة هذا الكيان المدار من قبل رئيس الديون الملكي المعروف بدعمععة خطععة‬
‫تدمير البلد‪.‬‬

‫السيناريوهات الخطيرة التى سععتحل فعي البحريعن سعتكون كتعالي‪ :‬سععوف تععم البلد بععد سععنين‬
‫طويل موجة من الضطرابات على مرحلععتين الشععيعة يطععالبون بحكععم مسععتقل وسععنة مععن العععرب‬
‫سيصبحون اقلية في ظل وجود قوه سنية جديدة تطالب بامتيازات وحقوق مستقلة ومن هنا سععتبدأ‬
‫المشكلت تترى على البحرين‪.‬‬

‫ملتقى البحرين | ‪2009-09-14‬‬

‫‪45‬‬
‫‪2‬‬
‫‪45‬‬
‫هم كل »بهريني«‬
‫‪3‬‬
‫الكاتب ‪ :‬لميس ضيف‬

‫قبل أيام شكت إحداهن لي من صعععوبة الحصععول علععى سععائق متمكععن؛ ‘’أقررتععم السععتغناء عععن‬
‫حا معن الزمعن!! فأجعابتني‬ ‫سائقكم )فيلو(؟’’ ‪ -‬عقبت عليها بدهشة‪ -‬وهو الذي أمضى في كنفكم رد ً‬
‫بالقول إن ‘’فيلو’’ صار الن ‘’بهريني’’ واستخرج فور حصوله على شرف الجنسية سجلين أحععدهما‬
‫لمصبغة والخر لبقالة واستقدم أبناء عمومته على كفالته وما عاد العمععل كسععائق يناسععب’’ أرباب عًا’’‬
‫مثله بالطبع!!‬

‫كغيري من أبناء الوطن الغيارى أصفق الكف بالكف وأنا أسمع تواتر أنباء كهذه‪ ..‬وكغيري‪ ..‬وجدت‬
‫ة أمععل‬ ‫في تصريح وزير الداخلية الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة بارقة أمععل‪ ..‬بارق ع ً‬
‫نقول‪ ،‬رغععم أننععا ل نريععد أن نخععادع أنفسععنا‪ ..‬فمععن قععرأ تصععريح الععوزير‪ ،‬وكععل البيانععات والتعليقععات‬
‫ف ببساطة أن الجمعيات والصحف ‘’هولت’’ التصريح وحملته ما‬ ‫والمقالت التي كتبت حوله‪ ،‬يستش ّ‬
‫ل يحتمعل!! فالعبعارة اليتيمعة المبشععرة العتي وردت فيععه هععي أنعه ‘’فعي ظعل المسععتجدات المنيععة‬
‫ت‬‫والسياسية والقتصادية فإننا نقوم بمراجعة سياسععة منععح الجنسععية’’ انتهععى‪ ..‬وهععي عبععارة لعم تععأ ِ‬
‫ش بسياسة يمكن أن تحاج الوزارة بهعا لحقعا‪ ..‬وقعد تكعون إلماحعا ً لجنسعية‪ /‬جنسعيات‬ ‫بوعد‪ ..‬ولم ت ِ‬
‫بعينها كما قد يفهم مما بين سطور حديثة عن منح التأشيرات‪ ..‬وقععد تكععون إسععقاطا ً يقصععد منععه أن‬
‫الوزارة ستحقق في التاريخ الجنائي للفرد قبل منحه الجنسية‪ ..‬ولكن الصحف ‪ -‬والجمعيات بطبيعة‬
‫خمت المر ربما لنهعا أرادت أن تفهععم معا فهمتععه أو‪ ..‬أرادت أن تحععرج الععوزارة بالضععجيج‬ ‫الحال‪ -‬ض ّ‬
‫لتلزمها بموقف اتخذته ولم تتخذه‪.‬‬

‫في كل الحوال نحن نعقد الكثير على حكمة وزير الداخلية الذي سععيذكر لععه التاريععخ النقلععة الععتي‬
‫أحدثها في هذه الوزارة‪ ..‬ونتمنى أن يقف مع الشعب البحريني في محنتععه مععع التجنيععس‪ ..‬ول نريععد‬
‫ص قانون الجنسية‪ ،‬الذي يقول بتجنيس المقيم العربععي‬ ‫لقانون الجنسية أن يكون قميص عثمان‪ ..‬فن ّ‬
‫بعد ‪ 15‬سنة والجنبي بعد ‪25‬سنة‪ ،‬موجود في كثير من دول الخليج ولكنععه غيععر مطب ّععق‪ ..‬فععي أحععد‬
‫در أحد الصحافيين العرب بأنه ‪ -‬إبان إقامته الطويلة في إحععدى دول الجععوار‪ -‬لععم يجععد‬ ‫المؤتمرات تن ّ‬
‫دم للجنسية رغم أن القانون يسمح بذلك بعععد ‪ 15‬عامعًا‪ ..‬وعععزا المععر بععأن كععل مععن ذهععب‬ ‫عربيا ً تق ّ‬
‫وتقدم بالطلب‪ ،‬استنادا ً على القانون‪ ،‬فوجئ في صبيحة اليوم التالي بإلغاء عقده وترحيلععه!! فععدول‬
‫الجععوار‪ ،‬رغععم اعتمادهععا التععام علععى أكتععاف العععرب وسععواعد الجععانب‪ ،‬إل أنهععا ل تتمععاهى مععع‬
‫‘’طموحاتهم’’ وتتعامل مع مساواة المواطن بسواه على أنها جريمة‪!!..‬‬

‫في البحرين لسنا بهذا التشّنج؛ ول نطالب بما نراه في الخليعج معن أن يحععرم الوافععد معن جنسععية‬
‫البلد التي ولد وعاش فيها هو وآباؤه وأجداده حتى صار يبدو كواحد منهم‪ ..‬ولكننا نطالب بعأن يكعون‬
‫التجنيس نوعيًا‪ ..‬أن يتم اختيار النوعيات المجنسة بناء على معايير صارمة تتعلععق بمسععتوى التعليععم‬
‫وإتقان اللغة العربية بل والهلية المادية‪ ..‬وعلى هؤلء أن يجبروا بالمناسبة على تغيير أسمائهم فور‬
‫حصولهم على الجنسية‪ ..‬فليس من المعقول أن يطععوف ‘’راجععو وسععنتي وآآمععر’’ مطععارات الخليععج‬
‫على أنهم بحرينيون‪!!..‬‬

‫الحديث عن التجنيس ل ينتهي‪ ..‬مؤلم ح عد ّ الوجععع؛ ول ينتهععي‪ ..‬ونعتقععد بأننععا اسععتنفدنا الكععثير مععن‬
‫‪45‬‬
‫‪3‬‬
‫‪45‬‬
‫السجال في السنوات الماضية التي جفت فيها الحبار وهي تحذر من مغبة هذا النفلت فععي توزيععع‬
‫‪4‬‬
‫الجنسععية لهععداف سياسععية وديمغرافيععة‪ ..‬وقععد بععات البحرينيععون ‪ -‬مععن كععل الفئات والطععوائف‪-‬‬
‫يستشعرون اليوم الكلف الدامية لتلك السياسة التي رجعت بالبلد ‪ -‬وخدماتها‪ -‬للوراء ‪ 10‬سنين!!‬

‫رحيق الكلم‪:‬‬
‫سعادة الوزير‪ ..‬ربما أّولنا تصريحكم بما ل تقصدونه‪..‬‬
‫ولكننا نرجوكم باسم هذا الوطن‪ ..‬باسم هذا الشعب المهموم‪ ..‬أن تقصدوه‪..‬‬

‫صحيفة الوقت| العدد ‪2009-09-15 | 1303‬م الموافق ‪ 25‬رمضان ‪ 1430‬هع‬

‫‪45‬‬
‫‪4‬‬
‫‪45‬‬
‫التجنيس من منظور المتملقين‬
‫‪5‬‬
‫الكاتب ‪ :‬أحمد الصفار‬

‫سنة أقلمهععم‪،‬‬
‫ن من كانوا يلقون بكل ثقلهم للدفاع عن التجنيس حتى انمحت أ ّ‬ ‫المضحك المبكي أ ّ‬
‫هم ذاتهم الذين يؤيدون اليوم وزير الداخلية في توجهه لمراجعة سياسة منح الجنسية‪.‬‬

‫بل أصبحوا يشكون من مزاحمة المجنسين للمواطنين في الحصول على مسكن لئق‪ ،‬ويطععالبون‬
‫بمنح الجنسية لصحاب الثروات والعقول النيرة المتفتحة‪ ،‬علععى رغععم أنهععم بععالمس القريععب كععانوا‬
‫يدافعون عن جرائم الغتصاب في مناطق الرفاع وغيرها التي ارتكبها هؤلء‪ ،‬ويسععقطون مثععل هععذه‬
‫التصرفات غير السوية على سائر المواطنين كحالة طبيعية اعتادت عليها البحرين منذ سنوات‪.‬‬

‫ولن هذا الصنف من الكّتاب المتملقين‪ ،‬لم يتعرض أحد أبنائهم )ل قععدر اللععه( لطعنععة سععكين فععي‬
‫المدرسة‪ ،‬أو حرم أحد أقربائهم من وظيفة ذهبت لوافد مجنس‪ ،‬أو رزحععوا فععي طععوابير مملععة فععي‬
‫المراكز الصحية والمستشفيات الحكومية‪ ،‬فإن من الطبيعي أن تكون غفععوتهم طويلععة ولععم يفيقععوا‬
‫منها إل بعد اكتشاف خلية كانت تستعد لمهاجمة القوات الميركية في الكويت‪ ،‬ولهعا صعلة بمعواطن‬
‫بحريني من أصول عربية‪.‬‬

‫مى »أنفلونزا الخنازير« بدأت تسبب لهم صداعا مزمنا‪ ،‬وجعلتهم غيععر قععادرين‬ ‫ح ّ‬
‫وعلى ما يبدو أن ُ‬
‫على التفريق ما بين المطلب الوطني لوقف سياسة التجنيس العشوائي التي باتت تلتقط من أبنععاء‬
‫البلععد الصععليين لقمععة عيشععهم‪ ،‬وتهععدد أمنهععم وسععلمهم الجتمععاعي‪ ،‬وبيععن التصععيد لغععراض فئويععة‬
‫وطائفية‪.‬‬

‫ولنهم من الصنف المعقد الذي ل يقبل برأي الخر حتى وإن كان صائبا‪ ،‬فععإن التسععقيط وتحريععف‬
‫مسار أي توجه صادق يعبر عن نبض الشارع‪ ،‬هو سمة من شمائل صععفاتهم‪ ،‬فل عجععب أنهععم تنبهععوا‬
‫الن لمخاطر التجنيس غير المدروس على استقرار الوطن وتقدمه‪.‬‬

‫سرة فععي مجمععع‬ ‫وعلى رغم أنهم لمسوا بأنفسهم حجم التضخم في الطلبات السكانية‪ ،‬ونقص ال ّ‬
‫السلمانية الطبي‪ ،‬واكتظاظ الفصول بأعداد كبيرة من الطلبة‪ ،‬وزيادة معدل الجريمة فععي المجتمععع‪،‬‬
‫إل أن عزمهم حتى وقت قريب انصب على المكابرة والسععتنكار لي انتقععاد يععوجه للجهععة الرسععمية‬
‫على ما أفرزه التجنيس من مشكلت‪.‬‬

‫ولنهم كذلك‪ ،‬فإن دعواهم لصلح ما فسد في هذه المرحلة‪ ،‬أبسط مععا يمكععن أن يقععال عنععه أنععه‬
‫علبة معدنية تصدح بصوتها وجوفها فارغ‪ ،‬لنهم فقدوا صدقيتهم بعععد أن تععبين للععرأي العععام تلبسععهم‬
‫بوجهين ل ثالث لهما‪ ،‬وجه للتزلف والصعود لبلوغ القمة‪ ،‬ووجه لمحاكاة المععرارة الععتي يعيشععها مععن‬
‫يشعر بالغربة في بلده‪.‬‬

‫وفي هذا الوقت يتمنون تعديل قانون الجنسية من قبل الحكومة أو السععلطة التشععريعية‪ ،‬لسععحب‬
‫الجنسية ممن تورطوا في الجرائم‪ ،‬فيما كانوا يطعالبون بالمزيعد معن عمليععات التجنيعس نكايعة فععي‬
‫المعارضة‪ ،‬وتهوينا من صرخاتها التي لم تلق من جدران البرلمان إل الصدى‪.‬‬
‫‪45‬‬
‫‪5‬‬
‫‪45‬‬
‫‪6‬‬
‫جمعوا إرشيفا ضخما من مقالت الفتنة والتفرقععة وتمزيععق اللحمععة الوطنيععة‪ ،‬وأسععقطوا كععل مععن‬
‫طالب بوقف المد السكاني الهادر الذي أتى على رقعة صغيرة‪ ،‬غالبية من ينتمعون إليهعا يئنعون معن‬
‫عدم مقدرتهم توفير شيء من رواتبهم مع مطلع كل شهر‪ ،‬والن نراهم يشعلون شموع السف بعد‬
‫أن طارت الطيور بأرزاقهعا‪ ،‬وبعاتت فرملعة القطعار المسعرع شعيئا معن الهعذيان بععد أن اسعتفحلت‬
‫المشكلة‪.‬‬

‫ربما يكون شعارهم هذا هو عنععوان المرحلععة‪ ،‬وموسععم مععن مواسععم التخلععص مععن الجلععد الميععت‪،‬‬
‫فالمتأمل لحالهم يدرك أنهم لن ينحازوا إلى الحق إل بعد أن تطأهم النار فيستشعروا شدة حرارتها‪،‬‬
‫ومن المتوقع ‪ -‬كما عهععدناهم ‪ -‬أن يستبسععلوا لتحملهععا طععويل طمعععا فععي إرضععاء نفسععهم الطععائفي‬
‫المريض وفكرهم الملوث‪.‬‬

‫صحيفة الوسط| العدد ‪2009-09-15 | 2566‬م الموافق ‪ 20‬ذي القعدة ‪ 1430‬هع‬

‫‪45‬‬
‫‪6‬‬
‫‪45‬‬
‫التجنيس و نظام الحكم في البحرين بين مطرقة المعارضة وسندان دول‬
‫‪7‬‬ ‫الخليج‬

‫الكاتب ‪ :‬حسين ابراهيم‬

‫من دون شك ان التجنيس الحاصل في البحرين بدوافع سياسية قد اصععر النظععام الحععاكم عليععه و‬
‫استمر رغم مناشدات و اعتراضات فئات المعارضة لدى هععذا البلععد و علععى مععدى سععنوات دون ايععة‬
‫جدوى ‪.‬‬
‫و السبب في ذلك ان النظام الحاكم يرى في التجنيععس حمايععة لنظععامه و لكرسععيه ‪ ,‬اذ يعتقععد ان‬
‫هؤلء المجنسين سياسيا هم صمام المان له في حال فكرت فئات المعارضة بالنقلب على الحكم‬
‫‪ .‬و بطبيعة الحال و رغم ان البحرين بعيدة عن هذه الحتمععالت حيععث ل يمكععن للمعارضععة )عمليععا(‬
‫قلب نظام الحكم حتى و لو فكرت في ذلك على سبيل المثال ‪ ,‬بسبب عدم تععوفر السععلح لععديها و‬
‫صعوبة تهريبه من الخارج كون البحرين جزيرة محاطة بالبحر من اربع جهات ‪ ,‬و لععديها جسععر واحععد‬
‫بري مع المملكة العربية السعودية من شبه الستحالة عمليا تهريب السععلحة معن خللعه و كمعا انعه‬
‫من الستحالة تهريب السلحة من المطار ‪.‬‬

‫لذلك تبقى البحرين بمنأى عن محععاولت النقلب ‪ ,‬رغععم ذلععك فععان نظععام الحكععم يشعععر بالمععان‬
‫بوجود المجنسين ‪ ,‬كما و انه اسععتفاد منهععم خلل النتخابععات مععن خلل تععوجيههم للتصععويت لصععالح‬
‫مرشحين معينيين تدعمهم الحكومة في بعض الدوائر للوصول لقبة البرلمان البحريني ‪.‬‬

‫في الواقع ان نظام الحكعم وفعر لهعؤلء المجنسعين العذين يبلعغ عععددهم عشعرات اللف بحسعب‬
‫تقديرات غير حكومية ‪ ,‬وفر لهم المسكن و الوظيفة و كذلك خصععص للبعععض منهععم منععاطق سععكن‬
‫خاصة مثل منطقة سافرة جنوب الرفاع ‪.‬‬

‫و بحكم ان البحرين تبقى جزيرة صغيرة المساحة اذ ان مساحتها تبلغ حوالي ‪ 700‬كيلو متر مربع‬
‫‪ ,‬و كان عدد السكان فيها قبل حوالي العشععر سععنوات نصععف مليععون ‪ ..‬ال ان عععدد السععكان وصععل‬
‫اليوم الى ما يقارب المليون نسمة )وفق احصاءات رسععمية( ‪ ,‬و بالتععالي فععان هععذا التزايععد الواضععح‬
‫للسكان و منهم البحرينييون خلل هذه الفترة القصيرة ‪ ..‬ل شك ان للتجنيس لعب الععدور الرئيسععي‬
‫في هذه الزيادة الهائلة للسكان في هذا البلد الصغير ‪.‬‬

‫و رغم ان البحرين تشكو مععن نقععص المسععاحة الععتي يتععذرع بهععا المسععؤولون لعععدم تلبيععة طلبععات‬
‫المواطنين المتراكمة للسكان حيث بلغت الطلبععات السععكانية للمععواطنين مععا يصععل الععى ‪ 40‬الععف‬
‫طلب متكدس ‪ ,‬و لشك ايضا ان التجنيس زاد من هذه المشكلة بشكل كبير ‪.‬‬

‫و لم تقتصر المشاكل على السكان فقط ‪ ,‬بل ان مشععاكل البطالععة و التوظيععف قععد زادت و هععذا‬
‫طبيعي بسبب زيادة عدد المواطنين و السكان و قلة الوظائف ‪ ,‬عدا عن مشاكل الزدحام المروري‬
‫و صرف الحكومة للمليين لجل مشاريع توسعة الطرق و بناء الجسور ‪.‬‬

‫رغم كل ذلك ‪,‬تجاهل نظام الحكم في البحرين كل هذه المشاكل ‪ ,‬و لم يسععتمع للمعارضععة و لععم‬
‫يوقف التجنيس بل استمر في تبريره ‪.‬‬
‫‪45‬‬
‫‪7‬‬
‫‪45‬‬
‫‪8‬‬
‫ال ان ماحدث مؤخرا من اكتشاف خلية ارهابية فعي الكعويت ‪ ,‬و معا اوضعحته المصعادر هنعاك انعه‬
‫يوجد مجنس بحريني من اصل اردني من بين افراد هذه الخلية و قاد الى هععذة الخليععة ‪ ,‬ل شععك ان‬
‫اعاد النقاط الى الحروف ‪ ,‬و ادى الى ضغط من بععض دول الخليعج و منهعا الكعويت علعى البحريعن‬
‫بخصوص موضوع التجنيس ‪ ,‬حيث ان هؤلء المجنسين باتوا يشععكلون خطععرا علععى أمععن الخليععج ‪ ,‬و‬
‫لنهم يمتلكون سهولة التنقل بين دول الخليج بدون تأشيرات باعتبار حملهم للجواز البحريني ‪ ..‬فان‬
‫دول الخليج الن و للحفاظ على أمنها قامت بالضغط على حكومة البحرين المر الذي يفسر تصريح‬
‫وزير الداخلية البحريني الشيخ راشد بن عبد الله آل خليفععة مععؤخرا بععان البحريععن سععتراجع سياسععة‬
‫التجنيس ‪.‬‬

‫و هذا المر لم يكن ليتم من قبل رغم ضغوط المعارضة التي لم تلتفت لها الحكومعة اصعل ‪ ,‬لكعن‬
‫بما ان المر وصل الى حد تشكيل خطر على دول الخليج الجارة التي قامت بالضغط على البحريععن‬
‫‪ ,‬هذا المر الذي دفع بالحكومة البحرينية لعلن موقفها بمراجعة سياسة التجنيس فيها ‪.‬‬

‫و رغم ان الوقت قد تاخر كثيرا على هذا التراجع ‪ ,‬ال ان المر لعم يكععن ليحصععل لعول ضععغط دول‬
‫الخليج المجاورة ‪ ,‬هذا الضغط الذي ل تستطيع الحكومة البحرينية ول نظام الحكم فععي البحريععن ان‬
‫يتجاهله ‪ ,‬كما تجاهلوا ضغوط المعارضة في السابق ‪ ,‬لذلك كععان اعلن الموقععف بمراجعععة سياسععة‬
‫التجنيس ‪.‬‬

‫ملتقى البحرين| ‪2009-09-15‬‬

‫‪45‬‬
‫‪8‬‬
‫‪45‬‬
‫الطائفة الثالثة!‬
‫‪9‬‬
‫الكاتب ‪ :‬قاسم حسين‬

‫في سياق تعليقه على تصريح وزير الداخلية بشأن »مراجعة سياسة التجنيس«‪ ،‬استخدم إبراهيععم‬
‫شريف مصطلح »الطائفة الثالثة«‪ ،‬في إشارة إلى عشرات اللف من أبناء الوطان الخععرى الععذين‬
‫تعععععععععععععم تجنيسعععععععععععععهم سياسعععععععععععععيا فعععععععععععععي السعععععععععععععنوات الخيعععععععععععععرة‪.‬‬

‫ربما نتفق مع شريف في بروز كتلة سكانية كبيرة من حاملي الجنسععيات الخععرى‪ ،‬لكنهععا لععن تكععون‬
‫»طائفة ثالثة«‪ ،‬وإّنما »طوائف« عديدة‪ ،‬بعدد الجنسيات والوطان واللغات التي تم تغييرهععا لتععذوب‬
‫فععععععععععي هععععععععععذه البقعععععععععععة الصععععععععععغيرة الععععععععععتي تغععععععععععص بسععععععععععكانها الوائل‪.‬‬

‫الكتلة السكانية الجديدة لن تكون طائفة واحدة‪ ،‬وإّنما ستبرز ككتل وتجمعات سكانية منغلقععة علععى‬
‫نفسها‪ ،‬فيما يشبه الع »غيتوات«‪ ،‬وسيكون لهذه »الطوائف« دوٌر كبيٌر في تحديد المسار السياسععي‬
‫للبحرين في غضون السنوات العشر المقبلة ليس أكثر‪ ،‬بمععا لععم يخطععر ببععال أنصععار ورعععاة ودعععاة‬
‫التجنيس‪.‬‬

‫ليست قضية تفاؤل ول تشاؤم‪ ،‬فالتحليل السياسي لهذه القضية يجب أن يكون بعيدا عن العواطععف‬
‫والحساسيات‪ ،‬فهذه هي النتائج المرتقبة لسياسةٍ اصطدمت بممانععةٍ شعععبيةٍ واسعععة النطععاق‪ ،‬مععن‬
‫أغلب مكونات الطيف الوطني والسياسي بالبحرين في السنوات الخيرة‪.‬‬

‫الوزير في تصريحه الخير أعاد استخدام شعار قديم‪ ،‬حين قال إن »شرف حمل الجنسية البحرينيععة‬
‫م رد ّ عليه شريف نفسععه قبععل عععامين حيععن قععال إنععه بهععذه‬ ‫يناله من يستحق هذا الشرف«‪ ،‬وهو كل ٌ‬
‫ل الشععراف فععي الععوطن العربععي والعععالم وهععم‬ ‫المعادلععة »يجععب أن نهععب الجنسععية البحرينيععة لك ع ّ‬
‫ف ل تتحمله البحرين وحدها‪ ،‬ويجععب أن تقععوم بأعبععائه دول أكععبر منععا مسععاحة‪،‬‬ ‫بالمليين«! وهو شر ٌ‬
‫مععل أنفسععنا أعبععاء ل‬‫وأغنى منا اقتصادا‪ ،‬فنحن أصغر دولة عربية‪ ،‬وأصغر اقتصاد خليجي‪ ،‬فلمععاذا نح ّ‬
‫ملهععععععععععععععععععععععععععععععععععععا ماليععععععععععععععععععععععععععععععععععععة قععععععععععععععععععععععععععععععععععععارون؟‬
‫تتح ّ‬

‫على أن مأزق التجنيس السياسي‪ ،‬خرج عن نطاق الجدل السياسي الداخلي إلى النطععاق الخليجععي‬
‫بعد التداعيات المنية على المستوى القليمي‪ .‬فمععبّرر منععح الجنسععية بالقععانون لععم يعععد يصععدقه أي‬
‫دت جانب الصراع المحتدم علععى فععرص العمععل المحععدودة‪،‬‬ ‫بحريني من أي محافظة كان‪ ،‬فالثار تع ّ‬
‫إلى بيت السكان والخدمات الصحية وفرص الوظيفة والبعثات والترقيات فععي التعليععم‪ .‬وهععي كلهععا‬
‫محاور ساخنة يعاني منها عشرات اللف من المواطنين »القدامى«‪ ،‬وستزداد سخونة مع اليام‪.‬‬

‫البحريني ليس عنصريا‪ .‬إرث التاريخ وفروض الجغرافيا‪ ،‬وطبيعة العمل في البحر والزرع‪ ،‬كععل ذلععك‬
‫أكسبه رقة الحاشية‪ ،‬وتلك »الطيبة« التي يفخر بهععا دون تبجععح أو ادعععاء‪ ،‬وأصععبح ُيعععرف بهععا أينمععا‬
‫ارتحل‪ .‬مع ذلك لععن يقبععل البحرينععي‪ ،‬مععن أيّ محافظعةٍ كععان‪ ،‬اسععتبداله بعشععرات اللف مععن أبنععاء‬
‫ب سياسي كان‪.‬‬ ‫الجنسيات الخرى‪ ،‬ليّ سب ٍ‬

‫سياسة التجنيس تحتاج فعل إلى مراجعة صارمة وإيقاف‪ ،‬فلم يعد البحرينيون يتلقون الترحععاب فععي‬
‫‪45‬‬
‫‪9‬‬
‫‪46‬‬
‫المطارات الخليجية كما كان قبععل حركععة التجنيععس‪ ،‬بععل أصععبحت تلحقهععم نظععرات الشععك‪ ،‬وبعععض‬
‫‪0‬‬ ‫جيراننا ل يتردد في إسماعنا عبارات التهكم بعد أن هانت هوياتنا على أنفسنا وأهلنا‪.‬‬
‫ّ‬

‫إن كنا نبحث عن المن في المستقبل‪ ،‬فإن التجنيس لن يجلب إل مزيدا من الضععطراب السياسععي‬
‫ف تجنيسععها‪،‬‬
‫ت المسععتهد ِ‬ ‫والقتصادي والجتمععاعي‪ ،‬وخصوصععا أن الكععثير مععن الععبيئات الصععلية للفئا ِ‬
‫مبتلةٌ أصل بانعدام المن وتفريخ الرهاب‪ .‬ويكفيك أن تراجع الخريطعة‪ ،‬أو تشععاهد الفضععائيات الععتي‬
‫تبعععث أخبعععارا علعععى معععدار السعععاعة ععععن المنعععاطق الملتهبعععة بعععالحرب والعنعععف والخعععراب‪.‬‬

‫ونين اجتماعيين كبيرين‪ ،‬يشتركان في اللغععة‬ ‫إن بلدا يتراجع عن تكريس قيم التعايش والثقة بين مك ّ‬
‫والدين والحب والتاريخ والرض‪ ...‬سيكون أكععثر عجععزا وشععلل حيععن يتععوزع أشععلء وطععوائف جديععدة‬
‫وكانتونات‪.‬‬

‫صحيفة الوسط | العدد ‪2009-09-14 | 2565 :‬م الموافق ‪ 24‬رمضان ‪ 1430‬هع‬

‫‪46‬‬
‫‪0‬‬
‫‪46‬‬
‫مراجعة السياسات أصبحت من الممكنات التجنيس نموذجا‬
‫‪1‬‬
‫الكاتب ‪ :‬هادي حسن الموسوي‬

‫يبدو أن ملف التجنيس‪ ،‬وبعد أن كان واحدا من الملفات العصّية على المستوى الوطني‪ ،‬بدأ يتجععه‬
‫بالسلطة والمعارضة نحو التوافق وتقارب الرؤى‪ ،‬وربما يصل إلى مرحلة العمل المشترك لمعالجععة‬
‫ما أفسده الدهر‪.‬‬

‫قد يكون هذا ضربا من الخيععال إل أنععه مرهععون بقععدرة السععلطة وتفعيععل إرادتهععا علععى نععزع قبعععة‬
‫الستبداد بالرأي‪ ،‬واعتمار قبعة الشراكة والمشاركة التي طالما كررها وزير الداخلية في تصععريحاته‬
‫التي ينشد من خللها التأسيس للمن الجتماعي‪.‬‬

‫ومراجعة سياسة ما في أي نظام سياسي‪ ،‬أمر اعتيادي وطععبيعي بععل إنععه المرتكععز السععاس فععي‬
‫النظم الديمقراطية الععتي تتنععوع فيهععا الفكععار وتتبععاين فيهععا القناعععات بعيععدا ععن الجنععدات الخفيععة‬
‫والحسابات المضروبة على أساس مقاسات خاصة!‬

‫مطلب التجنيس كان أحد أهم المطالب للمعارضة على مدى أكثر مععن عقععدين مععن الزمععان فيمععا‬
‫قبل العام ‪ 2001‬م‪ ،‬وذلك انطلقا من المسئولية النسععانية والسياسععية حيععال شععريحة مععن النععاس‬
‫الذين ولدوا وترعرعوا وتعلموا وعملوا وساهموا وتزاوجععوا وانععدمجوا انععدماجا اجتماعيععا صععرفا فععي‬
‫الجتمع‪ ،‬وعاشوا بقضهم وقضيضهم في حدود هذه الرض ولم تطئ أرجلهم أرضا غيرها منععذ لحظععة‬
‫ولدتهم‪ .‬وذلك ما كان يعرف بحل مشكلة »البدون«‪ ،‬وهم ممن كان لهم تاريععخ فععي البحريععن علععى‬
‫المستوى المعيشي والعملي والقتصادي والجتماعي والثقافي‪ ،‬ما جعلهم مندمجين بصورة كشفت‬
‫طبيعععة المعععالم لفرادهععم وجماعععاتهم‪ .‬فكععان طععبيعي أن تعمععد المعارضععة لمطالبععة الدولععة بحععل‬
‫مشكلتهم التي مرت عليها عقود من الزمن‪ .‬وكانت عملية منحهم الجنسعية محعل تقعدير وثنعاء معن‬
‫الخارج والداخل‪.‬‬

‫ولكن ‪ -‬وكما هو الحال في السياسة ‪ -‬فإن مبدأ توازن المعادلة بين طرفي السععلطة والمعارضععة‪،‬‬
‫وإن كانت المور تتجه نحو حل مشكلة‪ ،‬إل أن ذلك يتسبب في خلق مشكلة أخرى‪ ،‬المشكلة تمثلت‬
‫في فتح السلطة لباب التجنيس على مصراعيه بصورة أضععرت بجميععع مكونععات المجتمععع البحرينععي‬
‫وأوقع كارثة في حالتها المنية والمعيشية والقتصادية والجتماعية والثقافيععة والخدماتيععة والتعليميععة‬
‫وغيرها‪.‬‬

‫بل إن آثار التجنيعس ‪ -‬المرفعوض شععبيا ‪ -‬الضعارة امتعدت إلعى المحيعط القليمعي بععد أن بحعت‬
‫أصوات أبناء الوطن مطالبة بتقنينه وترشيده‪ ،‬بععل إن الععدعوات السععلمية تراكمععت وتكدسععت وكععان‬
‫أكثرها اتزانا وتعقل ما دعى إليه المين العام لجمعية الوفاق الوطني السلمية الشيخ علي سععلمان‬
‫بضرورة تحديد عدد ل يسمح بتجاوزه في منح الجنسية في كل عام عمل بما درجت عليه سياسععات‬
‫دول عريقة في هذا الشأن‪.‬‬

‫وما حصل في البحرين‪ ،‬وأنتج كوارث أمنية واجتماعية‪ ،‬هو عندما عمدت الجهات الرسمية لتجععاوز‬
‫القانون ‪ -‬المضيق لفرص منح الجنسية ‪ -‬وهرولت سعيا منهععا لحععرق المراحععل‪ ،‬فقععامت فععي وقععت‬
‫‪46‬‬
‫‪1‬‬
‫‪46‬‬
‫وجيز بمنح شرف الجنسية لمن لم يتم قياس مؤشرات استحقاقهم لنيل شعرف الجنسعية‪ ،‬مقايضعة‬
‫‪2‬‬
‫لما تم منحهم الجنسية مععن فئة »البععدون« الععذين عاشععوا وصععار لهععم تأريععخ‪ ،‬يمكععن قيععاس أدائهععم‬
‫وانتمائهم كمقيمين يسمح بمنحهم الجنسية ويتحولوا إلععى مععواطنين بنععاء علععى المعععايير والشععروط‬
‫وموازين الستحقاق‪.‬‬

‫وما صرح به وزير الداخلية بأن السلطات تراجع سياسة منح الجنسية‪ ،‬ل يعدو كونه تصريحا عامععا‪،‬‬
‫ل يرقى لمتطلبات العمل السياسي القائم على وضع الخطة العتي تعالعج الكعوارث وتمنعع اسعتمرار‬
‫آثارها‪ ،‬وهي فرصة مواتية لثبات الطرفيععن الرسععمي والشعععبي علععى السععواء بأنهمععا قعادران علععى‬
‫النتاج السياسي الوطني المشترك بامتيععاز إذا وضعععا الععوطن )وليععس حسععابات أخععرى( علععى قمععة‬
‫الولويات‪ ،‬وإن كانا على طرفي نقيض حيال قضية بعينها أو التجنيس أو غيرهععا مععن الملفععات الععتي‬
‫أرهقت ومازالت ترهق الكيان الجتماعي في أمنه ومعيشته وسلمته وهويته‪.‬‬

‫ما يمكن استنتاجه من تصريح وزير الداخليه بتلقائية مقتضبة هو‪:‬‬

‫‪ - 1‬إن تصريحات رسمية ملت الدنيا ولم نجد لها أثرا على الواقع في قضايا خطيرة‪ ،‬وما يخشى‬
‫منه أن يكون هذا التصريح فععي شععأن كارثععة التجنيععس إضععافة رقععم جديععد فععي قائمععة الوعععود غيععر‬
‫المنجزة‪.‬‬

‫‪ - 2‬إن عععدم إبععداء الرغبععة الرسععمية فععي العمععل المشععترك مععع قععوى المجتمععع المععدني وقععوى‬
‫المعارضة‪ ،‬أمر آخر ل يبشر بخير‪ ،‬في السعي لحل هذا المشكل‪.‬‬

‫‪ 3-‬إن السلطة لم تضع خطة لللتزام بالنهج الجديد ما يجعل المراقب يرى التصريح ل يعدو كععونه‬
‫منتجا سياسيا للستهلك الخبري والعلمي‪ ،‬أو احتواء مخملي لدعوات شعبية معارضة جادة ليقاف‬
‫سياسة التجنيس السياسي‪.‬‬

‫‪ 4-‬يمكن اعتبار توجيه الوزير للجهات المختصة إلى التشديد في سياسة منح الجنسية‪ ،‬أن مععؤداه‬
‫في النتيجة‪ ،‬أن سياسة التجنيس مستمره ولكنها بوتيره أبطئ‪.‬‬

‫وأكثر ما يمكن استنتاجه هو أن السلطة تضع على سلم أولويععات الصععلح السياسععي والجتمععاعي‬
‫والقتصادي‪ ،‬أمر الستجابة لضعغوطات الخعارج‪ ،‬علعى حسعاب رغبعات وحقعوق العداخل‪ ،‬وفعي هعذا‬
‫لعمري خلل كبير يحتاج هو الخر إلى مراجعة‪.‬‬

‫صحيفة الوسط | العدد ‪2009-09-17 | 2568 :‬م الموافق ‪ 27‬رمضان ‪ 1430‬هع‬

‫‪46‬‬
‫‪2‬‬
‫‪46‬‬
‫التجنيس ‪» ...‬مقامرة« غير محسومة العواقب‬
‫‪3‬‬
‫الكاتب ‪ :‬حسن المدحوب‬

‫في ملف »التجنيس« أجزم أننععا كشعععب تجاوزنععا كععثيرا مععن التسععاؤلت الععتي تطععرح بشععأن هععذا‬
‫الموضوع‪ ،‬فاليوم ل أجد أحدا يسأل ما الفائدة من التجنيس؟ ول أحد يستفسر عن الجهة التي تقف‬
‫وراءه ول عن نوع ومقدار الخطر المحدق بالوطن والمواطنين جراء الستمرار في تجنيس كل تلعك‬
‫العداد من العرب والعجم والجانب‪ ،‬ربما لن إجابات تلك السئلة وغيرها أصبحت بديهية إلى الحععد‬
‫الذي يمكن لي مواطن أصيل مهما كانت طائفته سنيا أو شيعيا أو غير ذلك‪ ،‬متعلمععا أو غيععر متعلععم‬
‫أن يجيب عليها‪ ،‬لنها تمس جوهر هويته ووجوده‪ ،‬غيععر أن السععؤال المهععم هععو هععل يمكععن أن ينجععح‬
‫برنامج »التجنيس« كعامل حسم في المعادلة الداخلية البحرينية؟‬

‫الكل يعلم أن التجنيس في البحرين المحدودة المععوارد الشععحيحة الراضععي أصععبح سععمة ملصععقة‬
‫لهذه الجزيرة‪ ،‬فمععا أن تععورِد َ اسععم البحريععن فععي أي محفععل خععارج البلد خليجععي أو عربععي أو حععتى‬
‫إقليمي فلن تتفاجأ كثيرا إذا ما سمعت هذه المفردات‪ :‬جزيرة‪ ،‬نخيل‪ ،‬نفط‪ ،‬تجنيس‪.‬‬

‫لنتحدث صراحة‪ ،‬عوامل نجاح التجنيس قائمة وموجودة على المدى المنظععور‪ ،‬وهععي ترتكععز علععى‬
‫ركيزتين رئيسيتين‪ ،‬الولى تععوفير عمععق اجتمععاعي للمجنسععين‪ ،‬وليععس أجععدى لععذلك مععن الحتضععان‬
‫المذهبي لمن يتم تجنيسهم وهو عامل حاسم في تحقيق الستقرار المعنوي والنفسي لهم وهو أمر‬
‫يمكن التوافر عليه من خلل التهويل والتخويف المسععتمر الععذي تمارسععه بعععض الجهععات ضععد فئات‬
‫محددة من الشعب‪ ،‬رغم علمها بأن ذلك محض ادعاء وتلفيق‪ ،‬والركيزة الثانية هععي الععوفرة الماليععة‬
‫والنفطية التي تنعم بها البلد لعوامل داخلية وإقليمية‪.‬‬

‫ة في المدى القريب والمتوسععط‪ ،‬ولربمععا اسععتطاعت‬ ‫كل الركيزتين ل ُيظن أن يطالهما هزة ٌ عاصف ٌ‬
‫هذه السياسة أن تحقق مأربها فيندمج أكثر من جنسوا بعد جيلين أو ثلثععة فععي المجتمععع البحرينععي‪،‬‬
‫ويصعب حتى التفريق بينهم وبين المواطنين الصلء في اللهجة أو اللباس أو العععادات‪ ،‬لكنععك حينهععا‬
‫لن تكون قد حققت الهدف الستراتيجي الذي طمحت إليه‪ ،‬وهو إخماد صوت »المعارضة« الذي قد‬
‫تمثله الن فئات محددة‪ ،‬ولن تكون بمأمن أن يتحول أحفاد هؤلء إلععى »معارضععين« حينمععا تنحسععر‬
‫الوفرة المالية أو تتعرض المنطقة إلى تغير جيوسياسي‪ ،‬لن المعارضة ليست حصرا على طائفة أو‬
‫فئة‪ ،‬بل هي تتعلق أصل بمقدار ما يحصل عليه المواطن من ثروات بلده‪ ،‬وهناك علقة طردية بيععن‬
‫المرين‪ ،‬فكلما قل مقدار ما يناله المواطنون من ثرواتهم كلمععا نزعععوا للمعارضععة والسععتياء‪ ،‬فمععن‬
‫يضمن أن يستمر هذا السخاء للمجنسين عقودا من الزمن؟‬

‫قد يقول البعض إن هذا السيناريو احتمالي قابل للحدوث أو النتفاء‪ ،‬لكننا نعرد أيضعا أن السعيناريو‬
‫المرجو من التجنيس السياسي قابل لذات المر‪ ،‬بل إن الوقععائع تؤكععد أن فئات ممععن جنسععوا قبععل‬
‫أجيال‪ ،‬وأصبحوا اليوم من النسيج الوطني غدوا من المعارضين للحكم والسلطة‪.‬‬

‫يخطئ من يظن أن التجنيس بإمكانه أن يح ّ‬


‫ل الزمات العتي قععد تمععر بهعا البلد حاليعا أو مسععتقبل‪،‬‬
‫ومخطئ من يظن أن الستماتة في الدفاع عنعه هععي طريععق الخلص لفئة مععن الشعععب معن عقععدة‬
‫»الكثرية التي تتغنى بها فئة أخرى‪ ،‬ومخطئ أيضا من يظن أن هنععاك خيععرا سععيعود علععى أحععد فععي‬
‫‪46‬‬
‫‪3‬‬
‫‪46‬‬
‫الوطن جراء السياسة المبرمجة الععتي تسععير بهععا موجععات التجنيععس‪ ،‬فهععي إن سععببت ضععررا ماديععا‬
‫‪4‬‬
‫ومعنويا لفئة من الشععب الصععيل‪ ،‬فهعي ل أكععثر معن كونهعا كمععن يخععرق السععفينة راجيعا أن يغعرق‬
‫خصومه‪ ،‬وهو ل يعلم أن الغرق سيطاله في آخر المطاف‪.‬‬

‫التجنيس وإن كانت تطغى عليه الجندة السياسية إل أنه يمس كل الجععوانب المعيشععية للمععواطن‬
‫ل أساسي على الخدمات التي هي في الغععالب مععا يهععم‬ ‫البحريني أيا كانت طائفته‪ ،‬فهو يضغط بشك ٍ‬
‫المواطن من تعليم وصحة وإسكان ووظائف وغير ذلععك‪ ،‬لععذلك فل أعتقععد أن أي مععواطن وإن كععان‬
‫بسيطا يرضى أن تسلب منه ومن عياله خيرات هذا البلد لتحقيق أغراض سياسية للخرين قد تنجح‬
‫وقد ل تكون كذلك‪.‬‬

‫ثم إذا كانت أعدادنا اليوم التي وصلت إلى المليون نسمة‪ ،‬سببت لنا أزمععات معيشععية خانقععة فععي‬
‫السكان والصحة والوظائف والتعليم والخدمات الخرى‪ ،‬فهل سيكون بمقدور الجهععات الععتي تمععول‬
‫»التجنيععس السياسععي« بسععخاء أن تسععتمر فععي ذلععك‪ ،‬لعقععدين أو ثلثععة علععى القععل حععتى يندمععج‬
‫المجنسون الذين هم خليط غير متجانس في المجتمع البحريني؟‬

‫وهل يتوقع أولئك أن فئة واحدة من الشعب هي التي ستظل تدفع الفاتورة دون غيرها؟‬

‫يقال في السياسة إن كلفة تغييب »الديمقراطية« أكبر من وجودها‪ ،‬وعلى المنوال ذاته نقععول إن‬
‫كلفة »التجنيس« أكبر من كلفة »المصالحة« مع الشعععوب‪ ،‬ومععع ذلععك فععإن هنععاك مععن يصععر علععى‬
‫المضي قدما في خطط الساءة إلى هذا الوطن غيععر آبععه بمععا قععد يحصععل‪ ،‬رغععم أن المصععالحة لععن‬
‫تكلف نصف ما ينفق سنويا على برنامج التجنيس القائم‪.‬‬

‫خلصة المر نقول‪ ،‬التجنيس »مقامرة« يقوم بها من يظن أنه كاسب في نهاية المطععاف‪ ،‬لكنععه ل‬
‫يعلم أن المر قد يكون كارثيا عليه وعلى الوطن‪.‬‬

‫صحيفة الوسط| العدد ‪2009-09-17 | 2568 :‬م الموافق ‪ 27‬رمضان ‪ 1430‬هع‬

‫‪46‬‬
‫‪4‬‬
‫‪46‬‬
‫المواطن باندورانج!‬
‫‪5‬‬
‫الكاتب‪ :‬عقيل ميرزا‬

‫هذه المرة تمخض جبل التجنيس وفق القانون فولد مواطنا جديدا اسععمه فيجععي‪ ،‬ومواطنععا اسععمه‬
‫بولور وثالثا اسمه باندورانج! وآخرين سععتر اللععه عليهععم وعلععى مععن جّنسععهم لععم أتمكععن مععن تلفععظ‬
‫دهم بتهمععة التلعععب فععي اسععمه وأسععماء‬ ‫أسمائهم فتركتهم في حال سععبيلهم حععتى ل يقاضععيني أحع ُ‬
‫أجداده الكرام‪.‬‬

‫فيجي‪ ،‬وبولو‪ ،‬وباندورانج‪ ،‬أسماء بحرينية ليسععت مععن نسععج الوهععام‪ ،‬أو أضععغاث الحلم‪ ،‬بععل هععي‬
‫أسماء بحرينية وفق مسععتندات رسععمية‪ ،‬شعأنها شعأن خالععد المحرقعي‪ ،‬وعلعي الشععاخوري‪ ،‬وحسعن‬
‫الستري‪ ،‬وجاسم الرفاعي‪ ،‬وغير ذلك من أسماء البحرينيين بمختلف طوائفهم‪.‬‬

‫ي كامل‪ ،‬وكان في شهر رمضان المبارك أيضا قبيل عيد الفطر المبارك بأيععام كتبععت‬ ‫قبل عام عرب ّ‬
‫مقالين أحدهما تحت عنوان »صديقي بكوان«‪ ،‬والخر تحت عنوان »بكوان ثم جاكريا«‪ ،‬وباركت في‬
‫هذين المقالين إلى بكوان وجاكريا ورفاقهمععا فينععود‪ ،‬داس‪ ،‬وكيععولرام‪ ،‬كومععار‪ ،‬وأنععووب‪ ،‬لحصععولهم‬
‫على الجنسية البحرينية‪ ،‬وها أنا اليوم أيضا أنتهز قرب عيد فطر هذا العععام لبععارك لخععوانهم الجععدد‬
‫الذين تبعوهم بإحسان! ودعائي أل أحتاج العام المقبل للتبريك لغيرهم‪ ،‬إذا كتب الله لنا حول جديدا‪.‬‬

‫ل أريد أن ُأشفق على البحرين وأهِلها من التجنيس‪ ،‬فهو دليل نضج الديمقراطيععة فيهععا‪ ،‬كمععا يعب ّععر‬
‫النائب جاسم السعيدي في أحد بياناته‪ ،‬ولكن دعوني أشفق على مععوظفي الدارة العامععة للجنسععية‬
‫والجوازات‪ ،‬والذين عليهم أن يفكوا شفرات هذه السماء‪ ،‬حتى يستطيعوا أن يصدروا لهم جععوازات‬
‫تتضمن أسماءهم بلغة قيس‪ ،‬وعنترة‪ ،‬والذبياني!‬

‫ل بد من ابتعاث عدد من موظفي الجوازات‪ ،‬والجهاز المركزي للمعلومات أيضععا إلععى أزقععة كلكتععا‬
‫في الهند‪ ،‬ومزارع ملكوال في باكستان‪ ،‬وإلى بعض الضيعات النائية في بعض الدول العربية التي ل‬
‫تتحدث بالعربية! فإن اطلع الموظفين المعنيين علععى عععدد مععن أحيععاء هععذه الععدول‪ ،‬سيضععمن لهععم‬
‫القدرة على فك رموز السماء التي تنتظر تعريبها على يد التجنيس الناضج والديمقراطي علععى حععد‬
‫وصف الشيخ السعيدي‪.‬‬

‫ول أشفق على موظفي الجععوازات فحسععب بععل أشععفق أيضععا علععى أبنائنععا الععذين لععن نحتععاج إلععى‬
‫تحفيظهم دروسهم فحسب‪ ،‬بل إلى تحفيظهم أسماء زملئهم في المدرسة أيضععا‪ ،‬وإذا اسععتطاع أي‬
‫فظ ابنه خمسة أسماء من المجنسين الجدد‪ ،‬فليضمن لبنه التفوق والمتياز في كععل‬ ‫ي أمر أن ُيح ّ‬
‫ول ّ‬
‫المواد عدا اللغة العربية التي لن تجد لها مكانا في رأسه‪ ،‬فالعربية ل تجتمع مععع فيجععي وباندورانععج‪،‬‬
‫وبولور!‬

‫صحيفة الوسط|العدد ‪2009-09-17 | 2568‬م الموافق ‪ 27‬رمضان ‪ 1430‬هع‬

‫‪46‬‬
‫‪5‬‬
‫‪46‬‬
‫الن‪ ...‬وقد وقع الفأس في الرأس؟!‬
‫‪6‬‬
‫الكاتب ‪ :‬عبد الله الميرزا‬

‫تمنيت أن تكتفي وزارة الداخلية وعلى رأسها الوزير بالصمت والعمل على »مراجعة سياسة منععح‬
‫الجنسية« خلف الكععواليس‪ ،‬كمععا كععانت تجععري عمليععات التجنيععس الممنهععج‪ ،‬مععن دون اللجععوء إلععى‬
‫التصريح العلمي الذي فتح عليها بابا واسعا من اللوم والتقريع الشعبي والمؤسساتي‪.‬‬

‫ربما كانت الوزارة مضطرة إلى تمرير رسالة تطمين علنية لدول الجوار التي باتت تتععذوق مععرارة‬
‫آثار التجنيس البحريني‪ ،‬ولكن كان بالمكان أن تكون هذه الرسالة بصورة ل تنبش جععروح المجتمععع‬
‫البحريني المتضرر الكبر معن مسعاوئ ومخعاطر هعذه العمليعة المقيتعة العتي سعلبته سعلمه الهلعي‬
‫ولحمته الجتماعية واستقراره المني منذ أن بدأ تنفيذها على أرض الواقع بكل إصرار وترصد‪.‬‬

‫ل يزايد الكثيرون على جدوى مراجعة منح الجنسية المعلنة من قبل وزارة الداخلية‪ ،‬لنها إلى الن‬
‫ل ترقى إلى مستوى الجدية فضل عن كونها غامضة المعالم والرؤية والهداف‪.‬‬

‫قمععة والسععاخطة هععو‪ :‬الن أيهععا المسععئولون‬


‫غير أن السؤال الهم الذي لم تشر إليه البيانات المتن ّ‬
‫فكرتم بمراجعة عمليات التجنيس بعد أن وقع الفأس في الرأس؟!‬

‫كيف أعاودك وهذا أثر فأسك؟‬

‫سنفترض بحسن النوايععا أن مراجعععة وزارة الداخليععة لمنععح الجنسععية سععتكون جععادة هععذه المععرة‪،‬‬
‫وسنسّلم في أفضل الحوال بأن المراجعة المفترضة ستفضي إلى وقف منح الجنسية العبثي الععذي‬
‫مازالت أروقة إدارة الجنسية والجوازات والقامة تضج بروائحه‪ ،‬حينها )وهذا مازال مستبعدا( سععيتم‬
‫العلن مجددا أن ل تجنيس بعععد اليععوم‪ ،‬ولكععن مععاذا عععن مخععاطر عشععرات اللف مععن المجنسععين‬
‫المكدسين في »زرانيق« البحرين الذين أقحمتهم وزارة الداخلية إقحاما؟‬

‫إلى المس القريب كانت الوزارة تستميت في الدفاع عن سياسة »جنون التجنيس« الععتي تنفيهععا‬
‫بكل جرأة‪ ،‬وتقول إن ما يحدث ل يعدو كونه تجنيسا »قانونيا« لمكملي ‪ 15‬عاما مععن العععرب‪ ،‬و ‪25‬‬
‫عاما من الجانب‪ ،‬وهو ما تفّنده »جردة حساب« بسيطة‪ .‬المهم إذا كان الحال كمععا تقعول العوزارة‪،‬‬
‫فلماذا جهرت بإعادة حساباتها في طريقة المنح؟ ذلك ما يدل على أن وراء الكمة ما وراءها‪.‬‬

‫ل تتوقع الوزارة أن يثق البحرينيون في مدى قدرتها بهذه البساطة على وقف المخلفات المععدمرة‬
‫للمجنسين على المستوى المني والسياسي والقتصادي‪ ،‬كما أشار الوزير في تصريحه بصورة شبه‬
‫مباشرة‪ ،‬فهم يرون يوميا أكثر من غيرهم كيف أن مخاطر المجنسين تنتشر في المجتمع كالنار في‬
‫الهشيم‪ ،‬ويعلمون أن التصريح لم يأت إل بعد أن بدأ المسئولون يحصدون ويلت ما زرعوا‪.‬‬

‫العملية المجنونة‬
‫‪46‬‬
‫‪6‬‬
‫‪46‬‬
‫‪7‬‬
‫تدرك »الداخلية« جيدا أن المجتمع البحريني تصدعت قلععوب مععواطنيه بشععتى أطيععافهم مععن آثععار‬
‫التجنيس ومساوئه الوخيمة‪ ،‬ولكن كانت موغلة في سياسععة مفتوحععة تشععاركها فيهععا أصععابع أخععرى‪،‬‬
‫حتى إذا طفح الكيل‪ ،‬وانقلبت الطاولة على مدبري العملية‪ ،‬بدأت بالرضوخ الخجول لعادة التفكيععر‬
‫فيما كانت تقوم به‪.‬‬

‫الخطر الن هو أن المسئولين مازالوا يحاولون لملمة أخطاء وآثار التجنيس علععى اسععتحياء‪ ،‬فيمععا‬
‫يتغافلون أن مهمتهم الكبر تكمن في كيفية التعامل مع العدد الكبير الموجععود فععي الععداخل‪ ،‬ومععدى‬
‫قععدرتهم علععى وقععف هععذا الغععول الععذي غرسععوا جععذوره فععي أرض البحريععن الطيبععة‪ ،‬فأخععذت تنمععو‬
‫وتترعرع‪ ،‬ول أحد باستطاعته وقف آثارها بهذه السهولة‪.‬‬

‫عمليات التجميل ليست كافية‪ ،‬والحتواء التعليمي لوحده غير قادر علععى تغييععر عععادات هععذا الكععم‬
‫الهائل من القادمين من مجتمععات ل تنسعجم مععع الطبععائع البحرينيعة المسعالمة‪ ،‬ول تعوظيفهم فععي‬
‫مناصب مهمة سيحد من مخاطرهم المحدقة‪ ،‬ول توفير السكان لهم على مد البصر )في ظل أزمة‬
‫إسكانية جاثمععة علععى البحرينييععن( سععيمنع الجععرائم الععتي خرجععت عععن حععدود الرفععاع ومدينععة حمععد‬
‫والبسيتين‪ ،‬وتخطت حدود البحرين لتصل إلى الدول المجاورة‪ ،‬فضععل عععن تهديععد المصععالح الجنبيععة‬
‫في المملكة‪ ...‬مع كامل الحترام لصحاب القلوب واليععادي النظيفععة مععن أخوتنععا المجنسععين الععذي‬
‫ساقهم القدر إلى هذه المملكة الصغيرة فجأة!‬

‫إذا كانت الدولة جادة في مراجعتها )ول أظن ذلك حتى الن( فإن عليها أعباء كععثيرة سععتجد لحقععا‬
‫وبعد فوات الوان أن عليها أن تتخلص منها لتبقى صورتها كما كانت آمنة وغير مفّرخععة للعتععداءات‬
‫المنية‪ ،‬على القل لدى أصدقائها وجيرانها‪ ...‬وإل فإن المتغيرات القليمية تقععول إن علععى البحريععن‬
‫أن تبدأ بأخذ حساباتها المستقبلية على المستوى الستثماري والقتصادي والسياحي‪ ،‬إن لم تكععترث‬
‫بتضعضع نسيجها الجتماعي‪.‬‬

‫صحيفة الوسط | العدد ‪2009-09-17 | 2568‬م الموافق ‪ 20‬ذي القعدة ‪ 1430‬هع‬

‫‪46‬‬
‫‪7‬‬
‫‪46‬‬
‫آراء أخرى في التجنيس‬
‫‪8‬‬
‫الكاتب ‪ :‬قاسم حسين‬

‫ن احتجاجا على مقال أمس »كلمة لبد منها«‪ ،‬ول تنتهععي‬ ‫ل غرابة أن تبدأ يومك بمكالمةٍ من مواط ٍ‬
‫ق لمععواطن آخعر يسعألك ععن الفعرق بيعن عمليعة التجنيععس السياسععي وحركعة السععتيطان‬‫عند تعلي ٍ‬
‫السرائيلي‪.‬‬

‫ل تفترضوا أن أي كاتب يملك إجابات لكل السئلة‪ ،‬ويكفيه أحيانا أن يطرح تلععك السععئلة الصععادقة‬
‫ة‪ ،‬بهدم العمارة على رؤوس جميع‬ ‫بوجه أنصار التجنيس‪ ،‬الذين يتهللون فرحا لطفاء حريق في غرف ٍ‬
‫القاطنين!‬

‫ة كبرى بحقّ الوطن وأهله‪ ،‬بإجماع القوى الوطنية والجمعيات والتيارات السياسععية‬
‫التجنيس خطيئ ٌ‬
‫الحّية‪ ...‬والرأي العام العريض‪ .‬لكن ذلك ل يبّرر لنا أن نخطئ في الدفاع عن حقوقنا الصيلة وحفظ‬
‫ة ورأي‪.‬‬‫ب له كلم ٌ‬
‫هويتنا الوطنية الجامعة كشع ٍ‬

‫ي أن أعععرض نمعاذج‬ ‫ليس من المهنية ملء العمود الصحافي بالردود الخارجية‪ ،‬لكن أرى لزاما علع ّ‬
‫من آراء القراء في قضية التجنيس‪ ،‬لكي تصل صععيحات رجععل الشععارع إلععى أصععحاب القععرار‪ ،‬إلقععاء‬
‫جاب والمتملقون من أصحاب المصععالح‬ ‫للحجة وبراءة للذمة‪ ،‬وخرقا للطوق الذي يفرضه عليهم الح ّ‬
‫الفئوية الضيقة‪.‬‬

‫ت سريعة إيفاء للغرض‪ ،‬وأهميععة‬ ‫لن أتوّقف في العرض عند السماء أو الرموز‪ ،‬وإّنما سأنقل فقرا ٍ‬
‫ب ع ُععرف‬
‫مععى التجنيععس‪ ،‬فععي أوسععاط شععع ٍ‬
‫هذه المقتطفات أنها تعكس ردود الفعل الععتي خلقتهععا ح ّ‬
‫بالتسامح والنفتاح والقبول بالخر‪ ،‬ولكن لعن الله السياسة التي تغّير حتى أخلق الشعوب‪.‬‬

‫ت مكععان أيّ شععخص مجنععس‬ ‫أول الردود يقول‪» :‬أنا معك في أن لكل إنسان حرمته‪ ،‬ولكن لو كن ع ُ‬
‫ة‬
‫لما قبلت لكون أداة تنغيص وتضييق على عباد الله‪ ...‬وأنت تعلم أن أغلبهم من المييععن وهععم عال ع ٌ‬
‫على البلد ول يقدمون لها إل مزيدا من التكاليف والتعاسة«‪ .‬ويضيف آخععر أنععه »كرهععا فععي مشععاكل‬
‫التجنيس والعنف‪ ،‬وقد تبين أنهم يكرهون أبناء البلععد الصععليين‪ ،‬ومععا يععثير مشععاعرنا تفضععيل الدولععة‬
‫ن ينقلععب فيععه السععحر علععى السععاحر‪ ،‬وسععوف يطععالبون‬ ‫للمجنععس«‪ .‬ويتنبععأ ثععالث أن »يععأتي زمعع ٌ‬
‫بديمقراطية حقيقية وحقوق أكثر مما يطلبه البحرينيون الصليون«!‬

‫قارئ رابع يرفض إعطاء صك براءة للفئات التي قبلععت التجنيععس رغععم علمهععا بأهععداف الجريمععة‪،‬‬
‫فمن غير المعقول ‪ -‬كما قال‪ -‬أن نبّرر لستاذ جامعي يقبل التجنيس وهو يعلععم أنععه بععذلك سيسععلب‬
‫طلبته فرص عيشهم في بلدهم‪ .‬وهو ما يؤكده قارئ آخر كتب باسمه الحقيقي‪ ،‬ليقول الحقيقة كمععا‬
‫يراها‪ ،‬وهو »أن كثيرا من المجنسين سعوا سعيا حثيثا لنيل الجنسية‪ ،‬ولكنهم ل يعاملوننا في بلدانهم‬
‫بمثل هذه الحفاوة«‪ ...‬فماذا تنتظر من المدعوين أمام الموائد المجانية؟‬

‫أحد الردود ذهب إلى القول إن من يضع نفسه )لليجار( ويقبل أن يصبح )مرتزقا مأجورا(‪ ،‬يعيععش‬
‫على حساب الخرين فهو الذي اختار أن يكون بل كرامة ول احترام ول إنسانية‪ .‬أمععا أسععخن الععردود‬
‫‪46‬‬
‫‪8‬‬
‫‪46‬‬
‫فيذهب إلى اعتبار التجنيس احتلل للرض‪ ،‬وسععرقة للمععال‪ ،‬وسععحقا للكرامععة‪ ،‬وسععلبا لحقععوق أبنععاء‬
‫‪9‬‬
‫البلد‪ ،‬وتضييعا للخلق والعراف‪ ،‬وتزويرا للتاريخ ومعصية لله وظلما للعباد وخرابععا للبلد ومخععاطرة‬
‫بالدولة‪ ،‬فهو شٌر مطلعق‪ .‬وبالمناسعبة هعو يعكعس قناععة الغلبيعة معن النعاس‪ ...‬فعاعتبروا يعا أولعي‬
‫البصار‪.‬‬

‫الرأي الوحيد الذي شذ ّ في تقييمه‪ ،‬أرجع السععبب إلععى العمععائم! فلععول اسععتخدام منطععق الكثريععة‬
‫والقلية كسلح سياسي لما بحث الطرف الخر عن وسائل لتحييععد هععذا السععلح‪» ...‬إذا جنععت علععى‬
‫ب يمثععل‬‫نفسها براغش« )وبالعربي الفصيح براقش(‪ ،‬وهو ما رد ّ عليه قارئ آخر بالقول إن كل شععع ٍ‬
‫أكثرية في وطنه‪ ،‬فالهنود في الهند ليسوا أقلية‪ ،‬وكذلك السوريون والعراقيون‪ ،‬فلماذا تستكثر على‬
‫ذكر »أعزاءه جمهععور البحريععن‬ ‫البحريني إذا قال إنه أكثرية وتصمه بالطائفية؟ واختار قارئ آخر أن ي ّ‬
‫فقط«‪ ،‬بتجارب التاريخ‪ ،‬وماذا فعل السلجقة والتراك‪.‬‬

‫آراء متباينة نعرضها ول نتبناها بالضرورة‪ ،‬فأهميتها أنها تعكس جععوا عامععا‪ ،‬مععن المهععم أن يتلمسععه‬
‫دعاة التجنيس ويصل إلى أصحاب القرار‪ ...‬فالبحرين أمانة في أعناق الجميع‪.‬‬

‫صحيفة الوسط| العدد ‪2009-09-17 | 2568‬م الموافق ‪ 27‬رمضان ‪ 1430‬هع‬

‫‪46‬‬
‫‪9‬‬
‫‪47‬‬
‫ضحايا التجنيس‬
‫‪0‬‬
‫الكاتب ‪ :‬عباس المرشد‬

‫حسنا ً فعل وزير الداخلية في طرح ملف التجنيس في البحرين وإخضععاعه لمراجعععة‪ .‬فمثععل هععذا‬
‫التصريح يعطي إذنا ً رسميا ً بإعادة نقاش أحد أكبر الملفات العالقة منذ سنوات‪ ،‬ويمثل فرصة لتناول‬
‫المسألة برؤية مختلفة تأخذ على عاتقها توفير تقدم ملموس‪.‬‬
‫أيا كانت دوافع مثل دعوة المراجعة الرسمية سواء فعي وجعود ضعغوط إقليميعة أو محعض دوافعع‬
‫محلية‪ ،‬فهي تصب في مجرى واحد هو أهمية التوافق حول الملفات المتأزمة وضرورة الوصول بهععا‬
‫إلى حلول يمكعن التوافعق عليهعا‪ .‬معع ذلعك فعإن ملعف التجنيععس الععذي أرق عيعون جمععع كعبير معن‬
‫المواطنين يحتاج إلى دفعات أقوى من تصريح يمكن للصحافة أن تتناساه بعد فترة‪.‬‬
‫الجمعيععات السياسععية ومؤسسعات المجتمععع المععدني الععتي كععان لهعا موقعف حععاد وناقععد لعمليعات‬
‫التجنيس مدعوة هي الخرى إلى تقديم طرائق جديععدة للوصععول إلععى رؤيععة توافقيععة‪ ،‬خصوصععا وأن‬
‫الملف لم يعد يحمل بصماته التي ابتدأ في بععدايته عليهععا‪ ،‬إذ تضععاعف الملععف وحمععل معععه بصععمات‬
‫اجتماعية واقتصادية يصعب تحمل كلفتها حاليا‪.‬‬

‫ل يفهم من ذلك تقديم تنازلت يراها البعض ضرورية لفتح باب المناقشعة فعي معن حملعوا شعرف‬
‫الجنسية البحرينية بحق أو بغير حق‪ ،‬فما أشير إليه يتعلق بنوعية التعععاطي والتعامععل مععع مععا يمكععن‬
‫تسميته بضحايا التجنيس‪ ،‬الذين هم صنفان‪ ،‬الول مجموعة المواطنين الذين تضعرروا مععن سياسععية‬
‫التجنيس وتحملوا لوحدهم كلفة تلك السياسععة كمععا فععي الخععدمات السععكانية أو الخععدمات الصععحية‬
‫وغيرها من الخدمات العمومية‪ ،‬والصنف الثاني هم الذين جنسوا بغيععر اسععتحقاق‪ ،‬وهععم أنععاس لهععم‬
‫حقوقهم المدنية في نهاية المطاف‪ .‬وإذا كان الصنف الول مععن الضععحايا يحتععاج إلععى بعععض الععوقت‬
‫وإلى إرادة سياسية حقيقية لجبر ضررهم‪ ،‬فإن الصنف الثاني يحتاج إلى بسط القععول فيهععم‪ .‬ووجععه‬
‫كونهم ضحايا يتحدد عند كل الطرفين المعنيين بالتجنيس أي الجهععات الرسععمية والجهععات الشعععبية‪.‬‬
‫فمن حصل على الجنسية بغيعر حعق أو بطريقعة تقعع خعارج القعانون وهنعا يجعب اسعتثناء معن نعالوا‬
‫الجنسية بطريق شرعي وقانوني فهم مواطنون ول يجب الخلط بينهم وبين ما أسععميهم بالضععحايا ‪-‬‬
‫أصبحوا محل تجاذب مزدوج‪ ،‬فمن ناحية يقع أغلبهم تحت ظروف ابععتزاز واسععتثمار سياسععي تنفععذه‬
‫بعض الجهات السياسية الظاهرة والغامضة‪ ،‬ومن ناحية أخرى فالكثير منهم غير قادر علععى مواجهععة‬
‫معارضي التجنيس وهم ليسوا بالقليلين وغالبا ما تحوطهم رؤية دونيععة تظهععر فععي تسععميات عديععدة‬
‫يتناولها الناس العاديون أو غيرها من الوصاف التي ل يمكن استلطافها أبدا‪ .‬مقتضى الدمج بيععن كل‬
‫الرأيين ينتج عنه هالة من النزواء والخوف من الواقع والمستقبل‪ ،‬لذا فإني أتفهم السلوك العععدائي‬
‫الذي قد يظهر من فئة من المجنسين‪ ،‬وأتفهم أيضا حالة التشبث بالهوية القديمة لدى بعضهم‪.‬‬

‫إذن ما الذي يمكن لتصريح وزير الداخلية أن يقدمه لهؤلء وما الععذي يمكععن للجمعيععات السياسععية‬
‫المتحفظة على سياسية التجنيس أن تقدمه أيضا‪ .‬ل يشير التصريح الرسمي فععي مراجعععة سياسععية‬
‫التجنيس إلى رفع البتزاز الممععارس علععى معن جنسععوا ول يعطيهعم ضععمانة تحميهععم مععن اسععتمرار‬
‫الوضع خصوصا وأن الرسالة التي حملها التصريح تحمل في طياتها تهديدا لمن جنسوا برفع الغطععاء‬
‫عنهم والعودة بتطبيق قانون الجنسية التي يشترط مرور ‪ 15‬سنة على المقيععم العربععي و ‪ 20‬سععنة‬
‫على المقيم الجنبي للحصول على الجنسية‪ .‬كما أن تصعريح وزيعر الداخليعة إذا معا حمعل علعى أنعه‬
‫رسالة للخارج وناتج عن ضغوط إقليمية من شأنه أن يزج بهؤلء في طواحين الهواء ويزيد من حدة‬
‫‪47‬‬
‫‪0‬‬
‫‪47‬‬
‫عزلهم عن المجتمع‪ .‬وبحكم أن الجمعيات السياسية ل تمتلك مفعول رسميا أو قوة تنفذ بهععا رؤيتهععا‬
‫‪1‬‬
‫فهي أيضا وعبر مطالبتها بفرز المجنسين وسحب جنسية من ل يستحق قد تدفع ببعععض المجنسععين‬
‫إلى الحتماء والتمترس خلف تلك الجهات التي سعت في تجنيسهم ل لشيء سوى حماية أوضاعهم‬
‫الجديدة‪ .‬مثل هذا التحليل سيظهر أثره في النتخابات القادمة وسيظهر مدى قبح البتزاز والتفريط‬
‫بقيمة النسان‪.‬‬

‫صحيفة الوقت| العدد ‪ 2009-09-17 1305‬الموافق ‪ 27‬رمضان ‪ 1430‬هع‬


‫ب« بحرينية؟!‬
‫ب أم »شعو ٌ‬
‫بعد موجات التجنيس‪ ...‬شع ٌ‬

‫الكاتب ‪ :‬حسن المدحوب‬

‫قطعا ما أدلى به وزير الداخلية بخصوص مراجعة سياسة منح الجنسية في البلد وإن كععان إيجابيععا‬
‫إل أنه ل يبعث على التفاؤل كثيرا‪ ،‬ذلك أن الحديث عن المراجعة تعل ّععق بحيثيععات وآليععات التجنيععس‪،‬‬
‫ن المراجعة التي ستتم ربما قد تسلك طريقا مختلفا عما هععي‬ ‫وليس بأصل التجنيس نفسه‪ ،‬بمعنى أ ّ‬
‫عليععه الن‪ ،‬لكععن موجععات التجنيععس سععتظل مسععتمرة‪ ،‬إذ ربمععا فععي أفضععل الحيععان يتععم الشععاحة‬
‫ل معينعة مقابعل تععويض ذلعك بزيعادةٍ فعي منعح‬ ‫والعراض عن إعطاء الجنسعية لبععض معواطني دو ٍ‬
‫الجنسية لدول أخرى‪ ،‬وقد تتم مراجعات فردية للحالت التي يتععم تجنيسععها للتأكععد مععن أن أفكارهععا‬
‫تلئم »السياسة العامة للبحرين«‪ ،‬وبمعنى أوضععح البتعععاد عععن تجنيععس بعععض مععن يؤمنععون بععالفكر‬
‫السلفي الجهادي‪ ،‬خاصة بعد توارد أنباء عن تورط متجنس من أصول عربية في »شبكة عريفجان«‬
‫ل إرهابية هناك‪.‬‬‫التي اكتشفت مؤخرا في الكويت‪ ،‬والتي كانت تستهدف القيام بأعما ٍ‬

‫نعم المراجعة التي قد تتم لن تصل إلى جذر الملف ول أظععن أن هنععاك توجهععا فععي الصععل لغلق‬
‫ملف التجنيس في الوقت الحالي لنه غدا من الملفات السيادية الععتي ترفععض بعععض الطععراف فععي‬
‫الحكم المساس بها‪ ،‬لذلك فإن الحديث عن المراجعة يستهدف تصحيح المسار بعد أن ظهععرت آثععار‬
‫جانبية فيه‪.‬‬
‫لنكن واضحين التجنيس وإن كان من أكثر الملفات التي تؤّرق المواطن البحريني كععونه يسععتهدف‬
‫معيشته وحياته‪ ،‬إل إنه فيما يبدو ما من سععبيل حاليععا ليقععافه خاصععة مععع عععدم وجععود تععأثير حقيقععي‬
‫للحراك الشعبي والنخبوي المناوئ لععه‪ ،‬إذ إنععه حععتى حععراك الجمعيععات المعارضععة مععن أكبرهععا إلععى‬
‫أصغرها غير ذي تأثير يذكر على الملف‪ ،‬ول يبدو أن هناك حراكا نوعيا فععي المسععتقبل القريععب مععن‬
‫قبل هذه الطراف يمكن التعويل عليه للتأثير على دائرة صناعة القرار فيما يتعلق بإيقاف التجنيععس‬
‫أو على القل الحد منه‪.‬‬

‫ب عجيب‪ ،‬إذ دائمععا مععا يؤكععد المسععئولون علععى أن البحريععن‬


‫المنطق السائد في منح الجنسية غري ٌ‬
‫ملتزمة بمنح جنسيتها لمن أكمل ‪ 15‬عاما من العرب‪ ،‬و ‪ 25‬عاما من غيرهم‪ ،‬علععى اعتبععار أن ذلععك‬
‫حقٌ ل يمكن الخلل به‪ ،‬دون اللتفات إلى القدرة الستيعابية للبلد من الخدمات والوظععائف والُبنععى‬
‫التحتية‪ ،‬فععإذا كععان هععذا المنطععق هععو السععاري والمعمععول بععه‪ ،‬فلمععاذا ل يتععم توظيععف كععل خريجععي‬
‫الجامعات من أبناء الوطن الصليين في وزارات الدولة‪ ،‬مععع أنهععم كلهععم تتععوفر فيهععم الشععتراطات‬
‫اللزمة والمؤهلت المطلوبة‪ ،‬أليس ذلك ل يتم بحجة أنه ل يوجد شاغر؟!‪ ،‬وإذا كنا سععنمنح كععل مععن‬
‫عاش ‪ 15‬أو ‪ 25‬عاما الجنسية‪ ،‬فلماذا لم نمنح كل أصحاب الطلبات السكانية منازل يعيشععون فيهععا‬
‫وهم كلهم تتوافر فيهم الشتراطات القانونية للحصول على الوحدات السععكنية؟‪ ،‬أليعس المععانع فععي‬
‫‪47‬‬
‫‪1‬‬
‫‪47‬‬
‫ذلك شح الراضي وعدم توافر المكانيات ؟! فإذا كععانت البلععد تعيععش أزمععة حقيقيععة فععي محدوديععة‬
‫‪2‬‬
‫الراضي والموارد القتصادية‪ ،‬فلماذا كل هععذا الكعرم معع »الغيععر«‪ ،‬والشعح الشععديد معع أهععل البلععد‬
‫الصلء؟!‬

‫من المؤكد بعد ما يقرب من العقععد مععن بععدء التجنيععس بصععورة مكثفععة أن الخارطععة الديمغرافيععة‬
‫للشعب البحريني قد تغيرت‪ ،‬ورغعم صععوبة الوقععوف علعى ععدد أقعرب للحقيقعة للمجنسععين‪ ،‬فعإن‬
‫موسم النتخابات الذي أصبح على البواب بعد نحو العام‪ ،‬سيكون مناسبة جيدة لتقدير العععداد بنععاء‬
‫على معيار التغير في الكتل النتخابية لكل دائرة من الدوائر الربعين في البلد عما كععان عليععه فععي‬
‫‪ 2002‬و ‪ 2006‬على التوالي‪.‬‬

‫البحرينيون كلهم خاسرون مع استمرار التجنيععس‪ ،‬لن المجنسععين الجععدد ورغععم أنهععم خليععط غيععر‬
‫متجععانس‪ ،‬يجتمعععون ككتلععة منافسععة للمععواطنين تضععغط علععى الخععدمات السععكانية والتعليميععة‬
‫سععمت المجتمععع البحرينععي إلععى فئات أكععثر تعععددا‬
‫والوظائف‪ ،‬كما أن التجنيس بالكيفية التي تمت ق ّ‬
‫وأقل تماسكا‪.‬‬

‫جنععس خللهععا العععرب والعجععم‬ ‫فاليوم وبعععد كععل موجععات التجنيععس الععتي مععرت بهععا البلد‪ ،‬والععتي ُ‬
‫والجانب يسأل الفرد نفسه عن نحن شعب بحريني أو »شعععوب« بحرينيععة ‪ /‬بهرينيععة؟ وهععل يمكععن‬
‫لهذه الحالة الفسيفسائية فاقععة اللعوان أن تنمدمعج فعي يعوم ٍ معن اليعام فعي آنيعة واحعدة اسعمها‬
‫»البحرين«؟‬

‫صحيفة الوسط| العدد ‪2009-09-24 | 2575 :‬م الموافق ‪ 04‬شوال ‪ 1430‬هع‬

‫‪47‬‬
‫‪2‬‬
‫‪47‬‬
‫حكومة البحرين تحافظ على أمن سوريا والردن بتوطينها للمجرمين‪3‬‬
‫الكاتب ‪ :‬المرآة المكسورة‬

‫في مشهد تاريخي يتوقف العقل عنده ويحار في أمره ‪ ،‬فمععا حععدث التاريععخ البشععري إل فععي نععزر‬
‫يسير من حوادثه أن حكومة وطنت المجرمين والرهابيين من الدول الخرى ‪ ،‬حيث عمدت بتوطين‬
‫جماعات من الوباش المجرمين من صحراء دير الزور وبوادي الشام وقفار الردن وبتععان باكسععتان‬
‫وبدوان السعودية وما تركت مععن ذئبععان العععرب وشععواردها إل وجنسععتهم ومكنتهععم ومععدتهم بععالقوة‬
‫وأعطتهم مكانات رفيعة في الدولة ‪.‬‬

‫لم يحدث في التاريخ مثل هذا الفعل فما فعله ستالين ول نيرون ول صعدام ول الشعاه ول الحجعاج‬
‫سفاك الدماء وما فعله فرعون ول هامان ول قارون ول هتلر ول شاوشسكو ول أكععبر الععديكتاتوريين‬
‫في سيل الدماء أن وطن في موطنه كل سافل ومجرم وفاشل فععي الحيععاة ومكنهععم بععأن اعطععاهم‬
‫المناصب الرفيعة في الدولة ‪.‬‬

‫حكومة الردن وسعوريا علعى وجعه الخصعوص سععيدون كععل السععادة فقععد نظفعت سععجونها معن‬
‫المجرمين وارسلتهم للبحرين التي تعاني المرين من هذه السياسة الخرقاء ‪ ،‬التي لم يقترفها أكععبر‬
‫مجرمي تاريخ الوجود البشري وها هي هذه العائلة تفعل ما لم يفعله أحد من حكام الرض ‪.‬‬

‫المواطنون الخليجيون أنتم لستم في مأمن من سياسة التجنيس ‪:‬‬

‫حكاما ً ومحكومين كلكم في خطر التجنيس ليس أهل البحرين في أذى المجنسين بل أنتععم كععذلك‬
‫فانظروا ماذا فعل بعض المجنسين الردنيين في الكويت فقد حاولوا تفجير معسكر عريفجععان كمععا‬
‫أنهععم يقومععون بجععرائم أخععرى فععي السعععودية مععن تهريععب للخمععور والمخععدرات والتعامععل فععي‬
‫الممنوعات ‪ ،‬فأنتم في خطر من هذا الفعل المشين ‪.‬‬

‫أيها الضباط ورجال المن في وزارة الداخلية ‪:‬‬

‫يا ضباط الداخلية والدفاع انتععم بحرينيعون ولكعم كرامتكعم هععل تسععمحون لهععذه الجلف أن تهيعن‬
‫مجتمعكم وتسيء لولدكم وتعتدي على بناتكم ‪ ،‬نحن نختلف معكم في السياسة ولكن نشترك معا ً‬
‫في هذا الوطن وعشنا معاكم لقرون فما اعتدينا على عرضكم في قراكم ولععم يقععم احععد مععن أهععل‬
‫السععنة أن اعتععدى علينععا فععي قرانععا الحكومععة فقععط هععي مععن تعتععدي علينععا وعليكععم فععانتبهوا لهععذه‬
‫السياسة ‪.‬‬

‫أهل السنة أنتم أخواننا في هذا الوطن وانتم أكثر ضررا ً منععا فقععد اعتععدوا عليكععم المجنسععين فععي‬
‫مدينة حمد ووقف الشيعي مع السني متكاتفين في وجه الهمج الرعاع أولد دير الزور الععتي أقععوتهم‬
‫وساعدتهم الحكومة ‪ ،‬فانتبهوا لهذه السياسة وكونععوا شععجعانا ً ل تخععافون صععطوتهم وقععوتهم فنحععن‬
‫معكم باتحادنا وتلحمنا نستطيع أن نفعل شيء ‪.‬‬

‫فها هي الجرائد تنقل أخبار مشينة فمن اقتحام شقة واغتصععاب سععيدة المنععزل إلععي هجععوم علععى‬
‫‪47‬‬
‫‪3‬‬
‫‪47‬‬
‫شععقة فععي الحععد والعتععداء علععى فتععاة عمرهععا ‪ 13‬عام عا ً إي سععرقة البنععوك إلععي طعععن المععوطنين‬
‫‪4‬‬
‫بالسكاكين والضرب بالحديد والخشاب الععتي يتسععلحون بهععا والحكومععة بمععرأى وبمسععمع مععن هععذه‬
‫الفعال وهي تذود عنهم وتحميمهم من شر النتقام ‪.‬‬

‫يا أهل السنة تحركوا بجنب أخوانكم الشيعة فل طائفية في التجنيس لن نقضي عليععه لنتحععد فععي‬
‫هذا المر ولتتشابك اليدي من أجل القضاء على وبعاء التجنيعس بالكامععل واتركععوا عنكعم الهعواجس‬
‫والمخاوف التي تثيرها الحكومة وأتباعها الععذين يبحثععون عععن مصععالحهم الخاصععة هععذا وطنكععم وهععو‬
‫واجب عليكم نتحد جميعا ً في طرد المجنسين‪.‬‬

‫ملتقى البحرين| ‪2009-09-24‬‬

‫‪47‬‬
‫‪4‬‬
‫‪47‬‬
‫التجنيس وشرقت “إشراق”‬
‫‪5‬‬
‫الكاتب ‪ :‬محمد العثمان‬

‫أمس الول‪ ،‬وأنا أنتظر تأكيد الحجر في أحععد فنععادق الحمععرا – بيععروت – وفيمععا أنععا أراجععع بيانععات‬
‫الحجز‪ ،‬إذ بأسرة آسيوية تتحدث مع موظفة الستقبال “إشراق” اللبنانية‪.‬‬

‫السرة – التي شبه لي أنها آسيوية‪ -‬المفترض أنهم يكونوا نععزلء الفنععدق ذاتععه‪ ،‬دخلععوا فععي رطنععة‬
‫بعضهم البعض‪ .‬اعتقد انهعا لغعة الوردو‪ .‬طلبععوا معن “إشععراق” تجهيعز غرفهعم بحسعب الحجعوزات‪.‬‬
‫وكموظفة استقبال طلبت منهم جععوازات السععفر‪ ،‬وكععانت الصععاعقة‪ ...‬الجماعععة بحرينيععون! مععاذا؟!‬
‫شرقت “إشراق” دونما قصد في وجههم‪ ،‬أنتم بحرينيون؟! حينئذ ردت سععيدة بالنكليزيععة السععيوية‪:‬‬
‫نعم نحن بحرينيون‪ ،‬وتلك وثعائق سعفرنا بيعن يعديك‪ .‬وإذا بأحعدهم يقعول لعع”إشعراق” بنعبرة تعلوهعا‬
‫السخرية‪ :‬هل تريدين الع سي بي آر‪ ،‬الي دي كارد؟! ردت إشراق‪ :‬شكرا ً سيدي فالجواز يكفي‪.‬‬

‫بعد أن فرغت منهم‪ ،‬أشاحت إشراق بوجهها للحائط‪ .‬وبعد برهة‪ ،‬وجهت حديثها نحوي قائلععة‪ :‬مععاذا‬
‫دهاكم‪ ،‬هل لديكم نقععص فععي عععدد السععكان؟ أوليسععت البحريععن مععن أكععثر الععدول كثافععة فععي عععدد‬
‫السكان؟ أوليست البحرين أقل دول الخليج دخل ً من النفط؟!‬
‫بصراحة‪ ،‬لم استطع اخبار إشراق بكامل الحقيقة‪ .‬إذ ل أجرؤ‪ ،‬وانا خارج البحرين‪ ،‬أن أدلععو بحععديث‬
‫يسيء إلى أحد في وطني! ليس من باب الخوف؛ إنما بدافع الحياء والخجععل والغيععرة علععى سععمعة‬
‫بلدي والمسؤولين فيها وعدم إحراجهم‪ .‬وامتثال ً لقول الشاعر‪:‬‬

‫ي عزيزة‬‫بلدي وإن جارت عل ّ‬


‫ي كرام‬
‫وأهلي وإن شحوا عل ّ‬
‫قلت لع”إشراق”‪ :‬إن مبرر الدولة هو ان تكون البحرين فععي مصعاف الععدول المتقدمعة الععتي تمنععح‬
‫الجواز لدواعي إنسانية! قالت‪ :‬هل بإمكاني الحصول على الجنسية البحرينية استنادا ً على دواعيكععم‬
‫النسانية‪ ،‬وأردفت‪ :‬أنا حسناء عزباء‪ ،‬واتكلم عربي‪ ،‬ولن تجدوا مني إل كل خير؟!‬

‫انعقد لساني قبل ان اقول لها‪ :‬مذ ثمان سنوات ونحن نكتب ضععد سياسععة منععح الجنسععية‪ ،‬وليععس‬
‫ضد من حصل على الجنسية البحرينية‪ ،‬إنما ضد هذه السياسة التي حولت الحاء إلععى هععاء! وغيععرت‬
‫عرف بها البحريني مذ القدم‪ ...‬ولو أنك )يا إشععراق( جمعععت مععا كتبنععاه طيلععة ثمععان سععنوات‬
‫ملمح ُ‬
‫ونيف عن التجنيس‪ ،‬لكان لديك مجلدا ً يربوا على اللف مقال! ولكن ل مجيب‪...‬‬
‫اليوم فقط‪ ،‬بعد أن خرجت سوءات ونتائج التجنيعس الوخيمعة إلعى السععطح‪ ،‬سعوف يتعم مراجععة‬
‫سياسة التجنيس‪“ .‬الله‪ ،‬يا جماعة‪ ،‬حنا كنا بنقول إيه منذ ثمان سنوات”؟!‬

‫‪24-09-2009‬‬

‫‪47‬‬
‫‪5‬‬
‫‪47‬‬
‫مراجعة سياسة التجنيس‪ ..‬ماذا بعد؟‬
‫‪6‬‬
‫الكاتب ‪ :‬هادي حسن الموسوي‬

‫على رغم أن البحرين هي البلد الصغر جغرافيا وديموغرافيا في الخليج‪ ،‬والبلععد القععل قععدرة مععن‬
‫ناحية الموارد بين دول المنطقععة‪ ،‬إل أنععه أصععبح مقرونععا بععالتجنيس غيععر المفيععد للععوطن سياسععيا أو‬
‫اقتصاديا أو أمنيا‪ ،‬وإذا ما ذكرت البحرين حاليا ُذكر التجنيس‪ ،‬وإذا ما ذكر التجنيس استحضععرت فععي‬
‫الذهان أو على اللسان سيرة البحرين‪.‬‬

‫إن المواطن في دول الخليج محل رعاية وتقدير واحترام واهتمام في موقع ل يقاس به أحد‪ ،‬حتى‬
‫أبناء الدول لخليجية الخرى‪ ،‬فضل عن جنسيات الدول الخرى العربية أو غيرها‪ ،‬مععا يؤكععد أن هنععاك‬
‫ترابطا وصلة وتفاهما مشتركا بين السلطات فيها وأبناء تلك البلدان‪ .‬أما في بلدنا‪ ،‬فإن المععواطن ‪-‬‬
‫إل ما استثنى وهم قلة‪ ،‬ولعتبععارات خاصععة جععدا ‪ -‬يععأتي ربمععا علععى آخععر قائمععة الولويععات بالنسععبة‬
‫للسلطات‪ ،‬وهذه دعوى ربما تستفز من ل يتفق معها‪ ،‬وهنا ل بد من الشارة إلى التالي‪:‬‬

‫في مايو‪ /‬أيار الماضي تم تدشين عريضةٍ ضد التجنيس من قبل الجمعيات السياسية الست‪ ،‬وقال‬
‫حينها وزير الداخلية في رده على هذه الخطوة‪ ،‬حسب مانشعر فعي الصعحافة ومنهعا الوسعط الععدد‬
‫‪ 2439‬بتاريخ ‪11‬مايو‪ /‬أيار ‪ 2009‬م ص ‪ - 9‬إن سياسة التجنيس هي أمر خاضععع للتقييععم مععن قبععل‬
‫وزارة الداخلية وفقا لحتياجات ومتطلبات المملكة‪ ،‬وأضاف قائل‪ :‬إن هذا المر يحكمة القععانون وأن‬
‫وزارة الداخليه سبق وأن أكدت في عدة مرات ومناسبات مختلفة أن التجنيس هو أمر قععانوني يتععم‬
‫وفقا للحكام والضوابط والشروط والحالت النسانية التي نص عليهععا القععانون‪ .‬كمععا أشععار إلععى أن‬
‫التعامل مع موضوع التجنيس يتم بكل شفافية ووضوح وموضوعية من خلل التجاوب والتعععاون مععع‬
‫السلطة التشريعية‪.‬‬

‫وبعد مرور أربعة أشهر بالتمام والكمال و في سبتمبر‪ /‬أيلول الحالي عاد الوزير ليقول حسععب مععا‬
‫نشر في الصحافة ومنها الوسط العدد ‪ 2561‬بتاريخ ‪ 10‬سبتمبر ‪ - 2009‬إن شرف حمععل الجنسععية‬
‫البحرينية يناله من يستحق هذا الشرف‪ ،‬مستدركا‪ ،‬ولكن في ظل المسععتجدات المنيععة والسياسععية‬
‫والقتصادية فإننا نقوم بمراجعة سياسة منح الجنسية‪ ،‬وأن هذا المر خاضع للتقييم من قبل الوزارة‬
‫وهذا يشمل إجراءات منح الجنسية وإصدار الجوازات‪.‬‬

‫والن و بعد مرور أكثر من ثمانية أعوام‪ ،‬علععى اتبععاع سياسععة التجنيععس غيععر المتوازنععة‪ ،‬حيععث لععم‬
‫تتوقف نداءات واعتراضات أهل البلد على هذا السياسة منذ اللحظة الولى وحتى اليوم الذي سععبق‬
‫إعلن وزير الداخليه ععن مراجععة سياسعة التجنيعس‪ ،‬تعأتي السعتجابة النظريعة معن السعلطة ربمعا‬
‫لنداءات وصلتها من جهات أخرى غير المواطنين الصليين الذين ُبح صوتهم من دون مجيب‪.‬‬

‫إن شفافية منح الجنسية كانت متوفرة في الماضي‪ ،‬ولدينا وثععائق الجريععدة الرسععمية الععتي كععانت‬
‫تعلن أسماء الشخاص الذين يحصلون على الجنسية وتذكر اسم مععوطنهم السععابق قبععل التجنيععس‪،‬‬
‫ولكن الشفافية التي أشار إليها الوزير في الوقت الحاضر ل نرى لها أثععرا ول مؤشععرا‪ ،‬وكأنهععا عمععل‬
‫يتطلععب سععرية تامععة‪ .‬والوضععوح الععذي أشععار إليععه معععالي الععوزير لععم ينكشععف لبنععاء الععوطن بعععد‪،‬‬
‫والموضوعية التي يتجاوب بها مع السلطة التشريعية‪ ،‬ل يعرف أحد أي نوع من الموضوعية هذه؟‬
‫‪47‬‬
‫‪6‬‬
‫‪47‬‬
‫‪7‬‬
‫السلطة التشريعة تبحث عن معلومة موثقة بالرقام والسماء وعن قوائم المجنسين منذ الفصععل‬
‫التشريعي الول وحتى الفصل التشريعي الثاني‪ ،‬الذي يضطلع بملععف التجنيععس فيععه النععائب الشععيخ‬
‫حسن سلطان‪ ،‬رئيس ملف التجنيس في كتلة الوفاق الوطني السلمية‪ ،‬حيععث ل يععزال يبحععث فيععه‬
‫ويؤكد حرصه على ضرورة كشف العداد والسماء و المعايير التي تمت وفقهععا عمليععات التجنيععس‪.‬‬
‫في حين تتذرع السلطة بأن هذه المعلومات سععرية‪ ،‬ول يصععح كشععفها‪ .‬منععح شععرف الجنسععية لفععرد‬
‫ليس من أهل البحرين الصليين‪ ،‬يعد أمرا سريا؟ أليس شرفا له أن يعلن عن اسمه ورسمه وأصععله‬
‫وفصله؟ أليس من حق أهل البلد أن يعرفوا مععن حصععل علععى أعععز شععيء يعععتزون بععه وهععو شععرف‬
‫المواطنة‪ .‬لو تقدم أحد لطلب يد بنت‪ ،‬لطلب أهلها أصل وفصل خاطبها‪ ،‬فهل شرف الجنيسععة أقععل‬
‫شرفا من شرف النسب؟‬

‫هل تعد إصدار شهادات الوفاة والولدة في كل يوم لبناء الوطن من السرار؟ حتى يكون أمر من‬
‫يعطى الجنسية مسألة ل يصح إعلنها؟ لكونها من الخصوصيات!‬

‫لم نسمع حتى اليوم عن اتصال أو تواصل من السلطة التنفيذية مع السلطة التشريعية بخصععوص‬
‫مراجعة سياسة التجنيس‪ .‬أم أن المراجعة ستبقى أحاديعة الجعانب حععتى بععد انكشعاف او اكتشععاف‬
‫ضررها المني والسياسي والقتصادي؟‬

‫ماذا وراء إخفاء هذه المعلومات‪ ،‬وهي حق طبيعي لبناء الوطن‪ ،‬لجهععة كونهععا تتصععل بحقهععم فععي‬
‫المن والحياة الكريمة‪ .‬ومن هي الجهات المسئولة عن كارثة ملف التجنيس وتبعاته وآثععاره؟‪ ،‬وهععل‬
‫هي منحصرة في وزارة الداخليه أم أن هناك جهات لها أجندات خفية؟‪.‬‬

‫من المسئول عن أضرار التجنيس على الخدمات‪ ،‬والصحة والتعليم والسكان مععن المسععئول عععن‬
‫أضرار التجنيس على الهوية‪ ،‬وعلى التركيبة السكانية‪ ،‬وعلى العادات والتقاليد‪ ،‬وعلى المن والسلم‬
‫الجتماعي‪ ،‬وعلى العملية النتخابية والديمقراطية‪ ،‬وعلى سمعة البحرين الخارجيععة‪ ،‬وعلععى العلقععة‬
‫بين السلطة والناس التي ل يصح أبدا المساس بها‪.‬‬

‫أليس أمن الوطن وسلمته مسئولية الجميع؟‬

‫أليست سياسة التجنيس أضرت بالجميع؟‬

‫إذن أين الخلل الواقع في معالجة هذا الملف بين السلطة التي ما فتئت تدافع عععن سياسععتها فععي‬
‫هذا الملف وعادت لتراجعه‪ ،‬وبين المعارضة التي ما فتئت هي الخرى تبععدي قلقهععا وامتعاضععها مععن‬
‫خطورة هذا الملف ومعارضتها لهذه السياسة؟‬

‫إنها أحجية لن تنكشف أسرارها ال بانكشاف خطرها على من نسجها ولكن‪ ،‬ربما لععن يكععون ذلععك‬
‫إل بعد فوات الوان‪.‬‬

‫صحيفة الوسط| العدد ‪2009-09-27 | 2578 :‬م الموافق ‪ 20‬ذي القعدة ‪ 1430‬هع‬

‫‪47‬‬
‫‪7‬‬
‫‪47‬‬
‫بعد خطيئة التجنيس‪ُ ...‬قل لي يا وطني لمن تكون؟‬
‫‪8‬‬
‫الكاتب ‪ :‬علي محسن الورقاء‬

‫يا وطني‪ ...‬يا أعز من الدم والروح عندي‪ ،‬قل لي إلى أين أخذوك‪ ،‬وإلى أين هم آخذوك؟‬

‫يا وطني‪ ...‬عزيز علي أن أراك هكذا‪ ،‬وعزيز علي أن أعزيك‪ ،‬إذ ل سبيل عندي سوى العزاء‪.‬‬

‫يا وطني‪ ...‬آآآه وألف آه‪ ،‬لقد ظلموك حيعن أجعبروك علعى تبنعي أبنعاء ليسعوا معن نسعلك ول معن‬
‫رحمك ودمك ولحمك‪ ،‬إنما هم غرباء عنك‪.‬‬

‫غرباء عن ُتراِبك‪ ،‬عن بحرك‪ ،‬عن سمائك‪ ،‬عن مائك العذب‪ ،‬وعن هويتك‪.‬‬

‫غرباء‪ :‬بعضهم من بادية ل يعرفععون سععوى صععيد الضععبي‪ ،‬وبعضععهم مععن ضععفاف نهععر يععأبى بحععرك‬
‫الصافي اللتماس به‪ ،‬وبعضهم غريب ل يعرف من أنت‪ ،‬وبعضهم ل يجيد لغتك لغة الع »ظ«‪.‬‬

‫يا وطني‪ ...‬لقد افترى عليك البعض حين قالوا إنك بحاجة إلى عقول فاعلة ممععا اسععتوجب عليهععم‬
‫‪-‬حسب قولهم‪ -‬أن يتبنوا لك أبناء ذوي عقول‪.‬‬

‫إنما أنت تعلم‪ ،‬والدنيا كلها تعلم‪ ،‬والسماء تعلم‪ ،‬أنك لست بحاجة إلى عقععول‪ ،‬بععل كنععت ول تععزال‬
‫مرت فيها العقول‪.‬‬ ‫صدر العقول إلى بقاع ض ُ‬ ‫تُ ّ‬

‫وقد افترى عليك البعض الخر بالقول؛ أنك بحاجة إلى سعواعد عاملعة‪ ،‬فكعان لزامعا عليهعم ‪ -‬كمعا‬
‫يقولون ‪ -‬أن يخلقوا لك هذه السواعد‪ .‬بيد أن هذه فرية يرفضها العقل والواقععع‪ ،‬إذ السععماء تشععهد؛‬
‫أن سواعد بعض أبنائك معطلة‪ ،‬هاجرت بعضها‪ ،‬وظلت بعضها تقتععات ممععا تيسععر‪ ،‬بينمععا برحععت فئة‬
‫أخرى صابرة عسى أن يستجيب القدر‪.‬‬

‫ضععر‬
‫وهناك ثمة من ناصر منهج التبنععي »ونعنععي بععه التجنيععس بععالطبع« بالدعععاء أن متطلبعات التح ّ‬
‫والحضععارة ودواعععي النسععانية تقتضععي ذلععك‪ ،‬إل ّ أن هععذه الفريععة هععي الخععرى باطلععة‪ ،‬فالحضععارة‬
‫والنسانية بريئتان من هذه الخطيئة‪ ...‬فأية حضارة وأية إنسانية يا ترى تستجيب لهذه الخطيئة؟‪.‬‬

‫ضعر إغعراق بلعد ل يتععدى حجمعه حجعم محافظعة أو عاصعمة لدولعة مجعاورة لهكعذا‬
‫هعل معن التح ّ‬
‫أجناس؟‪.‬‬

‫وهل مععن النسععانية أن ُنسععخي فععي العطععاء بالمسععكن والعمععل وغيرهمععا لغريععب ل يعنيععه سععوى‬
‫الرتزاق‪ ،‬في حين نبخل بهذا العطاء على أمة لها الفضلية في كل ذلك بحكم انتمائهععا وولئهععا لهععذا‬
‫الوطن‪.‬‬

‫ضر وهذه النسانية في دول كالتي جاء منها هؤلء الغرباء‪ ،‬أو علععى القععل‬
‫ولماذا ل نلمس هذا التح ّ‬
‫‪47‬‬
‫‪8‬‬
‫‪47‬‬
‫في دولة شقيقة جارة لنا؟‪.‬‬
‫‪9‬‬
‫يا وطني‪ ...‬والله إنما قيل عنك وفعلوه بك كان ظلما‪ ،‬وأن ما أظهروه مععن أسععباب كععان فريععة‪ ،‬ل‬
‫يمثل هذا وذاك عين الحقيقة‪ ،‬إنما قد تكون هناك ثمة غاية في نفس يعقوب‪.‬‬

‫إني ل ألوم ول أعجب ممن خلق هععذه الفريععة‪ ،‬فلربمعا نتخعذ معن غعايته الخفيععة عععذرا‪ ،‬إنمعا ألععوم‬
‫أهلي‪ ...‬ألوم نواب هذا الوطن المفترض أن يكون قولهم الفصل‪...‬‬

‫ألوم رجال الدين المفترض أن يكونوا أشرف وأصدق القائلين‪...‬‬

‫ألوم أهل العلم ورجال القانون الذين يميزون الحق من الباطل‪.‬‬

‫يا وطني‪ ...‬قل لي ماذا أقول؟‪ .‬ومن أين أبدأ وبما أنتهععي؟‪ .‬فأنععا ل أملععك سععوى العععزاء‪ ...‬ولكنععي‬
‫مازلت قادرا على أن أقول وأردد القول؛ إني أحبك‪ ،‬وإني فداء ترابك وبحرك‪.‬‬

‫مععدعى بهمععا مكانععة‬ ‫يا وطني‪ ...‬دعني أسرد عليك قضية لتقل لي بعدها هل للحضارة والنسانية ال ُ‬
‫فيها‪ .‬وتتلخص وقائع هذه القضية في أن هناك مواطنا من نسلك ودمك ولحمك اسمه »جمال علععي‬
‫محسن عبدالله«‪ ،‬أسعفه الحظ أن يهاجر مع زوجتععه )البحرينيععة( إلععى الوليععات المتحععدة الميركيععة‬
‫لمواصلة دراسته العليا على حسابه الخععاص‪ ،‬وهنععاك ُرزق بطفععل سععماه »محمععود«‪ .‬واسععتنادا إلععى‬
‫منح هذا المولود الجنسععية الميركيععة‪ ،‬ل لرغبععة منععه فيهععا وإنمععا كععان ذلععك التزامععا‬
‫قانون ذلك البلد ُ‬
‫بقانون هذا البلد‪.‬‬

‫وبعد أن أنهى »الب« دراسته عاد إلععى أرض الععوطن ومعععه عععائلته وابنععه )الطفععل( الععذي يحمععل‬
‫الجنسية الميركية‪ .‬وعندما طلب هذا »الب« من الجهات المعنية إصعدار جعواز سعفر بحرينعي إلعى‬
‫ابنععه )الطفععل( ُرفععض طلبععه امتثععال لقاعععدة حظععر ازدواج الجنسععية‪ .‬فعمععد إلععى إسععقاط الجنسععية‬
‫الميركية عن ابنه من حيث أنها جاءت بشكل عرضي‪ ،‬إل ّ أن السفارة الميركية رفضت ذلك بشععدة‬
‫نظرا إلى أن قانون الوليات المتحدة الميركية يمنع إسقاط الجنسية الميركية إل ّ بحكم قضائي‪ ،‬أو‬
‫بناء على رغبة صريحة صادرة من حاملهععا‪ .‬وعليععه ظععل »الب« واقعععا بيععن المطرقععة والسععندان ل‬
‫يدري أين المخرج‪.‬‬

‫وأخيرا قالوا له ل مخرج أمامك سوى أن تطلععب مععن المسععئولين فععي البحريععن أن تسععتثنيك مععن‬
‫قاعدة الحظر‪ ،‬فخاطب المسئولين‪ ،‬وظل منتظرا الرد لكثر من عامين ول يععزال‪ .‬بيععد أنععه مععا بععرح‬
‫يحمل المل في أن ل يخيب أمله طال الوقت أم قصر‪.‬‬

‫لكن القضية ل علقة لها بهذا المل‪ ،‬فهو أمل قائم‪ ،‬إنما القضية تكمن في واقع هذا الطفععل الععذي‬
‫حرمت عائلته من السفر طيلة ثلث سنين مضت إل بصحبته‪ ،‬وصحبته باتت مستحيلة‪ .‬ثم أنععه فععوق‬ ‫ُ‬
‫هذا تكتشف هذه العائلة مؤخرا أنها مطالبة الن بدفع رسوم متععأخرة عععن إقامععة ابنهععا الععتي بلغععت‬
‫حتى الساعة ألفي دينار )‪ 2000‬دينار(‪.‬‬

‫فهذه الواقعة تعودنا إلى السؤال‪ :‬هل أن حق التجنيس يخضع هو الخر لميزان الفضلية فضل عن‬
‫‪47‬‬
‫‪9‬‬
‫‪48‬‬
‫أفضلية المسكن وغيره كما أشرنا؟‪ .‬وهل أن قاعدة الحظر تلك تحجب ععن طفعل فععي مثععل حعالته‬
‫‪0‬‬ ‫هذه من التمتع بالجنسية؟‪ .‬وهل هناك في القانون ما يمنع ذلك؟‪.‬‬

‫إني أعلم جيدا أن قانون الجنسية البحريني لعام ‪ 1963‬وتعديلته ينععص علععى أن أي شععخص يولععد‬
‫في البحرين أو خارجها وكان والده )وحده( بحرينيا عند الولدة يعتبر بحرينيععا بقععوة القععانون‪ .‬فكيععف‬
‫إذا كان والدا هذا الطفل يحمل معا الجنسية البحرينية؟‬

‫طبقت على الجميع( يجب أن ل ُتحمل على إطلقها‪،‬‬ ‫ن وجدت و ُ‬‫إن قاعدة حظر ازدواج الجنسية )إ ْ‬
‫فلكل قاعدة استثناء‪ ،‬وأعتقد أن واقع الطفل هذا يمثل حالععة اسععتثنائية بععالطبع‪ ،‬مععن حيععث أنععه لععم‬
‫منحت له بمقتضى قانون تلععك الدولععة الجنبيععة كمععا قلنععا‪ ،‬ومععن‬ ‫يطلب الجنسية الجنبية برغبته إنما ُ‬
‫ناحية أخرى أن والده غير قادر على إسقاط هذه الجنسية للسباب السابق ذكرها‪.‬‬

‫إذن‪ ...‬ألسنا في واقع يتطلب الوقوف حوله إنسانيا وحضاريا‪.‬‬

‫فإذا كان المر ذلك فأين هي الحضارة وأين هي النسععانية اللتععان باسععمهما افتتععح بععازار الجنسععية‬
‫البحرينية في كل الجهات الربع الصلية‪ ،‬وحتى الجهات الربع الفرعية‪.‬‬

‫وأخيرا أعود لك يا وطني ثانية لسألك أنت فقط‪:‬‬

‫أل َ يكون ما حدث كان خطيئة ارتكبت بحقك وبحق أبنائك؟‪.‬‬

‫فإن أجابني غيرك أن ل ثمة خطيئة مرتكبة‪ ،‬سأقول له برر إذن بمنطق سليم هذه الفعلة‪.‬‬

‫أما إذا ُقلت لي ‪ -‬يا وطني ‪ -‬أنك مباح للغريب‪ ،‬أو أن أبناءك من أصععلك ونسععلك هععم فععي الدرجععة‬
‫الثانية أو الثالثة‪ ،‬أو أنهم في كفة الميزان الخف‪ ،‬حق لي أن أسألك إذن‪ :‬لمن تكون يا وطني؟‬

‫صحيفة الوسط|العدد ‪2009-09-27 | 2578‬م الموافق ‪ 20‬ذي القعدة ‪ 1430‬هع‬

‫‪48‬‬
‫‪0‬‬
‫‪48‬‬
‫تجنيسنا وتجنيس المارات!‬
‫‪1‬‬
‫الكاتب ‪ :‬قاسم حسين‬

‫في كل مرةٍ أزور فيها المارات الشقيقة‪ ،‬أعود بتسجيل بعععض النطباععات الصععحافية عنهعا‪ ،‬هعذه‬
‫المرة كان الزائر إماراتيا‪ ،‬وكم سّرني أن أسمع انطباعاته الولى عن البحرين‪.‬‬

‫ة‪ ،‬في الثلثينيععات مععن عمععره‪ ،‬سععكن فععي منطقععة السععيف‪ ،‬الععتي لععم تكععن‬
‫الزائر ذو خلفيةٍ جامعي ٍ‬
‫موجودة بهذا الحجم من العمار في زيارته الولى قبل ‪17‬عاما‪.‬‬

‫أول ما لفت نظععر الضععيف‪ ،‬أن الخريطععة الععتي اقتناهععا كععانت ُتظهععر بوضععوح ترك ّععز العمععران فععي‬
‫الشريط الشمالي الخضر وعلى طرفي الجزيرة الم‪ ،‬بينما الجزء الكبر في الجنوب يغطيععه اللععون‬
‫ة إلى حد كبير‪ .‬وطبعا من دواعي الستغراب أن تجععرى عمليععات‬ ‫ة دقيق ٌ‬
‫الصفر‪ .‬وهي بلشك ملحظ ٌ‬
‫دفن واسعة للسواحل وما جّره ذلك من تدميرٍ للثروة السمكية‪ ،‬بينما نصف المساحة غير مأهولة‪.‬‬

‫جلها الضيف الماراتي‪ ،‬ارتفاع أسعععار السععلع الغذائيععة والسععتهلكية عنهععا‬


‫الملحظة الثانية التي س ّ‬
‫في المارات‪ .‬فخلل إقامته القصيرة‪ ،‬كان يترّدد علعى ععددٍ معن محلت السعواق الكععبيرة بمنطقععة‬
‫السعيف ومحيطهعا‪ ،‬واسعتغرب معن هععذه الظعاهرة‪ ،‬لمعرفتعه بالفعارق الكععبير بيععن راتععب البحرينعي‬
‫والماراتي‪ ،‬بما يتراوح بين خمسة إلى عشرة أضعاف‪ .‬ولعل ما أثار استغرابه هو أنه من المفععترض‬
‫من الناحية النظرية‪ ،‬أن تكون السعار أقل‪ ،‬لضعف القدرة الشرائية لدى المواطن البحريني‪.‬‬

‫أما الملحظة الخيرة فكانت عن التجنيععس‪ .‬فالمععارات قععامت فععي الشععهر الخيععرة بتجنيععس ‪29‬‬
‫ونععوا عععوائل مععن ثلثععة‬
‫شخصا من فئة البدون‪ .‬وهؤلء ممن عاشوا عقودا في الدولة‪ ،‬واسععتقروا وك ّ‬
‫أجيال‪ .‬إذا حسبتها بالرقام‪ ،‬أنت أمام تجنيس ‪ 600‬شخص على وجه التقريب‪ ،‬على افتراض أن ك ّ‬
‫ل‬
‫ة من عشرين شخصا بين أبناء وأحفاد‪ .‬والرقم معقول جدا إذا اعتمد كمعدل سنوي فععي‬ ‫ون ٌ‬
‫عائلةٍ مك ّ‬
‫ت مخطط ّةٍ بصورة عاقلةٍ ومسئولة‪.‬‬
‫أي بلد يسير وفق سياسا ٍ‬

‫كان‬‫إذا نظرنا إلى المارات وخصوصية وضعها الديموغرافي‪ ،‬فإن الرقم يبععدو متواضعععا جععدا‪ ،‬فس ع ّ‬
‫الدولة الشقيقة في حدود الخمسة مليين نسمة‪ ،‬خمسععة عشععر فععي المئة منهععم فقععط مواطنععون‪،‬‬
‫حسب دراسةٍ للنائب الول لرئيس المجلس الوطني التحادي‪ .‬ولذلك فإن إحدى المشكلت الحععادة‬
‫ددون فععي‬ ‫التي تواجهها المارات‪ ،‬تتمثل في الشعور بضياع الهوية‪ ،‬شعبا ودولة‪ ،‬وهو ما يجعلهم يتش ّ‬
‫منح الجنسية‪ ،‬ويسعون لحماية مصالح المواطن‪ ،‬الذي بات يشعر بالغربة ويخشى الضياع والععذوبان‬
‫في هذا البحر المتلطم من الجنسيات الخرى‪ .‬يقولون ذلك وقد بلغعت آذانهعم مناقشعات البرلمعان‬
‫الهندي الذي طالب بعض أعضائه بالحكم الذاتي للجالية الهندية في دبي!‬
‫قضية الهوية التي تتطّرق لها النخبة الماراتية والصحافة المحلية باستمرار‪ ،‬اعتبرهععا قععائد شععرطة‬
‫ب علععى الدولععة والمععواطن‪ ،‬وطععالب‬ ‫دبي الفريق ضاحي خلفان مشكلة حقيقية بدأت عواصععفها ته ع ّ‬
‫خص آثارهععا بععع»انكسععار‬‫بإخضاع طالبي الجنسية لختبار كشف الكذب للتأكد من صدق نواياهم‪ .‬وش ّ‬
‫اللغة العربية وانصهار الثقافة وانهيار المال‪ ،‬فنحن الن محشورون مع أقوام وأجناس مختلفة«‪.‬‬
‫كل تقريبععا نصععف مسععاحة‬ ‫ة من سبع إمارات‪ ،‬أصغرها عجمان )‪ 260‬كم مربععع( تش ع ّ‬ ‫ون ٌ‬
‫شقيقتنا مك ّ‬
‫أكبر جزرنا )البحرين(‪ .‬وناتج دخلها القومي الجمالي ‪ 200‬مليار دولر‪) ،‬ناتجنا في حدود ‪ 15‬مليارا(‪،‬‬
‫‪48‬‬
‫‪1‬‬
‫‪48‬‬
‫ومع ذلك يتصرفون بحكمةٍ ومسئوليةٍ وطنيةٍ عاليةٍ تجععاه شعععبهم‪ ،‬فيجّنسععون بالقط ّععارة‪ ...‬عشععرات‬
‫‪2‬‬ ‫وليس مئات أو آلف العوائل كل عام‪.‬‬

‫صحيفة الوسط| العدد ‪2009-09-29 | 2580‬م الموافق ‪ 09‬شوال ‪ 1430‬هع‬


‫ما حذرنا منه‬

‫الكاتب ‪ :‬المنبر التقدمي‬

‫هل كان على الدولة أن تنتظر تورط بعض من منحتهم الجنسية البحرينية‪ ،‬علععى خلف أحكععام‬
‫الدستور والقانون‪ ،‬في أعمال إرهابية مست دول الجوار الشقيقة وهددت أمنها‪ ،‬الععذي هععو بالنتيجععة‬
‫أمن البحرين ذاتها‪ ،‬لكي تدرك المخاطر الوخيمة التي تترتب عليها سياسععة التجنيععس المتبعععة علععى‬
‫راهن ومستقبل البلد على مختلف الصعدة‪.‬‬
‫ما تنبهت إليه الدولة بعد أن شكت دول الجوار من تورط مجنسين بحرينييععن فععي أعمععال إرهابيععة‬
‫كانت مختلف القوى السياسية والجتماعية قد حذرت منه مرارًا‪ ،‬من أن التجنيس المععوجه لغععراض‬
‫سياسية‪ ،‬وان بدا في الظاهر انه يحقق منافع آنية للبعض‪ ،‬فهو يحمل في طياته مخاطر كبرى على‬
‫المجتمع وعلى الدولة في الن نفسه‪ ،‬وانه سععيقود إلععى احتقانععات إضععافية‪ ،‬بععل انععه أشععبه بالقنبلععة‬
‫الموقوتة‪ ،‬التي إن انفجرت فستكون لها من العواقب الخطيرة الشيء الكثير‪.‬‬

‫لقد أضافت سياسة التجنيس المتبعة تبعات ومشاكل اجتماعية وسياسية إضافية على تلك القائمة‬
‫ل‪ ،‬وللسف فان فقدان البصيرة أدى بالدولة إلى أن تخلق لنفسععها ولمجتمعهععا مشععكلة‬ ‫في البلد أص ً‬
‫جديدة‪ ،‬فيما كان من هندس سياسة التجنيس‪ ،‬خععارج القععانون‪ ،‬يعتقععد انععه مععن خلل هععذا التجنيععس‬
‫سيحل مشكلة قائمة‪.‬‬

‫الدولة تتحدث في وسائل إعلمها المختلفة عن محدودية مواردها‪ ،‬حين ُينتقد تقصيرها في تقععديم‬
‫الخدمات المطلوبة منها تجاه مواطنيها‪ ،‬وهذا مثار دهشة حقًا‪ ،‬فكيف لمن يشكو قلة المكانيات‪ ،‬أن‬
‫يضيف على البلد أعباء جديدة من خلل منح الجنسية البحرينية بدون ضوابط‪ ،‬مما يعني المزيد من‬
‫الضغط على خدمات السكان والصحة والتعليم والطرق والمواصلت وكافة مرافق البنيععة التحتيععة‪،‬‬
‫العاجزة أصل ً عن تلبية احتياجات الناس حتى بدون التجنيس‪.‬‬

‫إن البيئات التي يتم اختيار من يمنحون الجنسية البحرينية منها‪ ،‬بيئات مفرخة للتعصععب والتطععرف‬
‫والميول الرهابية‪ ،‬في وقت بات فيه الرهاب عابرا ً للحععدود‪ ،‬ممععا يعنععي تحويععل البلد إلععى منطلععق‬
‫لنشطة إرهابية على نحو ما أظهرته التحقيقات المنية التي جرت في بلدان خليجية شقيقة مؤخرا‪.‬‬

‫وبالطبع يزيد من خطورة المر حين يجري تعبئة المجنسين بروحية العععداء لفئات مععن المععواطنين‬
‫البحرينيين‪ ،‬مما يخلق بين هؤلء وبين المجتمع البحريني علقة ععداء‪ ،‬تجععل معن هعؤلء المجنسععين‬
‫غير قادرين على الندماج في المجتمع‪ ،‬ومتنافرين مع عاداته المتسامحة التي تشكلت عععبر مخععاض‬
‫طويل‪.‬‬

‫نأمل أن يقترن تصريح وزير الداخلية الخير حول التجنيس بتدابير فعليععة تعيععد النظععر فععي مجمععل‬
‫سياسة التجنيس الرعناء المتبعة‪.‬‬
‫‪48‬‬
‫‪2‬‬
‫‪48‬‬
‫‪3‬‬ ‫نشرة التقدمي|‪2009-10‬‬

‫‪48‬‬
‫‪3‬‬
‫‪48‬‬
‫العريضة وحوار الجتماعيين بشأن التجنيس‬
‫‪4‬‬
‫الكاتب ‪ :‬فريد أحمد حسن‬

‫منذ فترة يتداول في المجالس عريضة يعتزم مواطنون أو جهات سياسية معينة رفعها إلعى عاهعل‬
‫البلد يعبرون من خللها عن مخاوفهم من »سياسة التجنيس الواسعة الععتي تتبعهععا الحكومععة والععتي‬
‫تؤكدها الرقام الصادرة عن الجهاز المركزي للمعلومعات حيععث تشععير إلععى زيععادة هائلعة فععي تعععداد‬
‫السكان البحرينيين منذ بداية هذا العقد« كما جاء في نص العريضة التي ركزت أيضا ً على القول إن‬
‫»سياسة التجنيس الحالية تدعو للخوف على مصير البلد ومستقبلها وتسبب الحباط والتععذمر لععدى‬
‫المواطنين وتحرضهم على الدولة والحكومة من دون الحاجة لمحرضين«‪ ،‬وإنععه »انطلقعا ً مععن حبنععا‬
‫وإخلصنا لبلدنا واستشعارا ً للمسؤولية الوطنية‪ ..‬فإننععا نناشععدكم إصععدار أوامركععم بععالوقف الفععوري‬
‫لمنح الجنسية البحرينية إلى حين التفاق على رؤية وطنيععة يتععم التوافععق عليهععا«‪ .‬وتختتععم العريضععة‬
‫بالدعوة»بإيقاف عمليات التجنيس بتوافق يبني الوطن ويعزز الثقة بين السلطة والمجتمع« حسععب‬
‫النص‪.‬‬

‫ل أعرف أين وصلت هذه الخطوة التي شكك البعض في أن يكون لها مردود إيجابي سععريع‪ ،‬ورأى‬
‫بعض آخر أنها تدخل في السياسة العليا للدولة بينما رأى بعض ثالث أنها تنفع البععاء مسععتقبل ً حيععث‬
‫سيعرف أبناؤهم على القل أنهم لم يقفوا مكتععوفي اليععدي وسعععوا إلععى عمععل شععيء مععا فععي هععذا‬
‫الخصوص‪ ،‬ولكنها كلها وفي كل الحوال تعبر عن هاجس الخوف الذي تكععون لععدى المععواطنين منععذ‬
‫لوحظ التوسع في حركة التجنيس ولوحظ كيفية الستفادة مععن هععذه الورقععة فععي بعععض المشععارب‬
‫كالنتخابات على سبيل المثال‪.‬‬

‫هذا الخوف والقلق أو الهاجس وجد صدى لععدى جمعيععة الجتمععاعيين البحرينيععة الععتي بععادرت منععذ‬
‫أشهر عدة بالعلن عن عزمها تنظيم حلقة حوارية بعنوان »التجنيس‪ ..‬مقاربة موضععوعية للمواقععف‬
‫والثار« تعقد منتصف نوفمبر‪ /‬تشرين ثاني المقبععل »بهععدف إتاحععة الفرصععة لتبععادل وجهععات النظععر‬
‫والمواقف تجاه هذه القضية الخلفية في إطععار مععن التحععاور الحضععاري المسععتند للوقععائع‪ ،‬التحليععل‬
‫العلمي‪ ،‬والمنطقي فيما بين مجموعععة مععن ممثلععي الجهععات ذات العلقععة‪ ،‬حكوميععة وأهليععة‪ ،‬الععذين‬
‫سوف تقتصر المشاركة عليهم كما جاء في رسالة الدعوة التي تم توجيهها إلى المعنيين‪ ،‬فالجمعيععة‬
‫تسعى إلى »تأسيس صيغة من صيغ الحوار المنشود بين أبناء الوطن الواحد الذين قد يختلفون في‬
‫رؤاهم واجتهاداتهم ولكنهم يتوحدون في حرصهم وتطلعععاتهم لضععمان مسععتقبل مشععرق يتسععع لهععم‬
‫جميعا في ظل الحترام المتبادل« حسب الرسالة نفسها‪.‬‬

‫هذه الدعوة أيضا ً ل أعلم تفاصيل الستجابة لها ولكن يبدو من اتصععال جععرى بيععن الجمعيععة وبينععي‬
‫أخيرا ً أن المشروع قائم وأن المعنييععن يتفععاعلون مععع الموضععوع وأن الحلقععة الحواريععة سععتعقد فععي‬
‫الوقت المحدد لها‪.‬‬
‫كنت قد كتبت من قبل عن مبادرة جمعية الجتماعيين البحرينيععة هععذه وأثنيععت علععى هععذا التحععرك‬
‫الذي اختلف القراء من خلل تعليقاتهم على ما كتبت حول أهميته وجدواه‪ ،‬كما دعوت المعنيين إلى‬
‫الستجابة إلى هذه الدعوة المهمة‪ ،‬فهي أفضل مليون مرة من توجيه التهامات إلى الحكومة جزافا ً‬
‫والتخوين وأفضل ملييععن المععرات مععن التحليععل العشععوائي‪ ،‬تععوجيه الشععتائم‪ ،‬والسععباب كمععا حععدث‬
‫وليزال يحدث في المجالس اللكترونية وغير اللكترونية‪.‬‬
‫‪48‬‬
‫‪4‬‬
‫‪48‬‬
‫‪5‬‬
‫من دون أن أقلل من أهمية العريضة التي يعتزم بعض المواطنين المدعومين من بعض الجمعيات‬
‫السياسية واللجان المعنية بمتابعة ملف التجنيس رفعها مرفقة بكم كععبير مععن التوقيعععات )كمععا هععو‬
‫مأمول( فإنني أرى أل يتردد أحد عن المشاركة في إنجاح مععا تعععتزم جمعيععة الجتمععاعيين البحرينيععة‬
‫القيام به بعد نحو شهر ونصف الشهر من الن‪ ،‬فأهمية هذه الخطوة ل تقتصر على الموضوع الععذي‬
‫سيتم البحث فيه ولكنها تمتد أيضا ً إلى السلوب العلمي الراقي الذي تحاول الجمعية ترسيخه لحععل‬
‫قضايانا الوطنية ذلك أن الحوار الوطني يعني أن الموضوعية والعقل سيجدان الفرصة للفصععل فععي‬
‫الموضوعات التي تهم الجميع‪ ،‬وهذه المنهجية تعني »التزام الحياد عبر تمكين كل طرف مععن طععرح‬
‫ل« كمععا ورد فععي ورقععة‬‫وجهات نظره ومرئياته بما يخدم بالنتيجة المصلحة الوطنية حاضرا ً ومسععتقب ً‬
‫المعلومات الساسية التي أرفقت بالدعوة المرسلة إلى من يؤمل مشاركتهم في الحلقة الحوارية‪.‬‬

‫أعرف أن قضية التجنيس لن تحل مع عقد هذه الحلقة وانتهائها‪ ،‬ولكنني أركز علععى مععا تتسععم بععه‬
‫هذه الخطوة الحضارية من أهمية‪.‬‬

‫صحيفة الوسط| العدد ‪ 2009-10-01 |1319‬الموافق ‪ 12‬شوال ‪ 1430‬هع‬

‫‪48‬‬
‫‪5‬‬
‫‪48‬‬
‫محطات خليجية وإقليمية في التجنيس البحريني‬
‫‪6‬‬
‫الكاتب ‪:‬حسن المدحوب‬

‫التجنيس في البحرين وإن كان شأنا داخليا يخص البحرينييععن جميعععا بالدرجععة الولععى‪ ،‬إل أنععه فععي‬
‫الوقت ذاته تأثر ومازال يتأثر بعوامل ومعطيات إقليمية وخليجية كانت لها في بعض الحيان البصمة‬
‫ما ونوعا أو تحجيمها في أحايين أخرى‪.‬‬ ‫الهم في توسيع رقعة التجنيس ك ّ‬

‫صحيح أن التجنيس تم ومازال يتم لسباب داخلية تتعلق بعوامل تختص في الغالب بفقععدان الثقععة‬
‫في قطاعات معينة من الشعب وبطبيعة تركيبة السكان في البلد‪ ،‬إل أن هذه العوامل لم تكن بحععد‬
‫ذاتها الدافع الرئيسي لطلق قطار التجنيس علععى أشععده فععي العقععد الجععاري‪ ،‬رغععم مععا تمثلععه تلععك‬
‫السباب من هواجس وقلق لدى السلطة منذ عقود من الزمن‪.‬‬

‫ل مباشعر أو غيعر مباشعر بملعف التجنيععس فععي‬


‫محطات أساسية باعتقعادي أثععرت أو تععأثرت بشععك ٍ‬
‫البحرين‪ ،‬وهذه المحطات هي إيران‪ ،‬والعراق‪ ،‬ودول خليجية في مقدمتها الكويت وقطر‪.‬‬

‫وجود إيران في المنطقة هو بلشك المحطة الولى التي كان لها وقعهعا الكعبير فعي العدفع باتخعاذ‬
‫قرار التجنيععس بععالحجم الععذي نععراه اليععوم‪ ،‬ليععس طبعععا خوفععا مععن تنععامي واتسععاع النفععوذ اليرانععي‬
‫بالمنطقة فقط‪ ،‬بل لخوف السلطة من إحياء اليرانيين ذلك »الميت« وهو المطالبة التاريخية بتبعية‬
‫البحرين لها‪ ،‬فهذا الملف وإن كان غير حاضر في الجندة الرسمية اليرانية في الوقت الراهن على‬
‫ما يبدو إل أنه مازال موجودا في الموروث الثقافي لدى البعض من المتطرفيععن اليرانييععن‪ ،‬وبحكععم‬
‫التشابه المذهبي بين إيران وقطاعات واسعة من الشعب البحريني‪ ،‬فإن الخشية لدى السلطة تأتي‬
‫من إمكان تجدد هذه المطالبات اليرانية وحصولها على عمق داخلي بحريني يعززها‪ ،‬ومن هنا كععان‬
‫علعى السعلطة أن تتعأهب لمواجهعة الخطعر المحتمعل‪ ،‬لعذلك لعم يكعن مسعتغربا أن تتععزز سياسعة‬
‫التجنيس وُتعطى دفعة قوية بعد تصريحات »شريعتمداري« المطاِلبة بععالبحرين فععي ) يوليععو‪ /‬تمععوز‬
‫‪.(2007‬‬

‫دامي‪،‬‬ ‫المحطة الثانية هي عراق ما بعد ‪ 9‬أبريل‪ /‬نيسان ‪ ،2003‬أي بعد سقوط النظام البعثي الص ّ‬
‫إذ إن وصول الحركات الدينية الشيعية إلى سدة الحكم في العراق‪ ،‬شكل هاجسا لم تكن ليتجععاوزه‬
‫الوضع في البحرين‪ ،‬لسببين‪ :‬الول هو القرب المذهبي بيععن الحركععات السععلمية المسععيطرة علععى‬
‫الحكم في العراق وقطاعات شعبية بحرينية وما قد يوفره ذلك من ظععروف إقليميععة لتعزيععز مكانععة‬
‫هذه القطاعات على المستوى المحلي بسبب تغير معطيات اللعبة القليمية بالمنطقة‪ ،‬فيما شكلت‬
‫دعوات »الدمقرطة« البوشية الميركية للنظمة التي رافقت احتلل العراق حينها‪ ،‬هاجسا ثانيا مععن‬
‫احتمال تمرير هذا المشروع؛ المر الذي انعكس على الستمرار فععي تجنيععس دفعععات كععبيرة حرقععا‬
‫للمراحل‪.‬‬

‫المحطات الثلث الخرى وهي كلها خليجية‪ ،‬فقد تباينت في تأثيرها وتأثرها بالتجنيس الحاصل فععي‬
‫البحرين‪ ،‬فقطر مثل أخذت العظة مما جرى في البحرين‪ ،‬فهي وإن كان معروفععا عنهعا التشععدد فععي‬
‫منحها جنسيتها‪ ،‬إل أنها زادت تشددا بعد موجات التجنيس البحريني‪ ،‬لدرجة أنهععا وضعععت مععادة فععي‬
‫ل مطلععق مععن حععق‬ ‫قانون الجنسية القطرية الصادر في العام ‪ ،2005‬حرمععت فيععه المتجنععس بشععك ٍ‬
‫‪48‬‬
‫‪6‬‬
‫‪48‬‬
‫النتخاب أو الترشيح أو التعيين في أية هيئة تشريعية )المادة ‪ 16‬من قانون الجنسععية القطععري‪38 ،‬‬
‫‪7‬‬ ‫– ‪.(2005‬‬

‫كما أتاحت المادة ‪ 12‬من القانون ذاته سحب الجنسية من القطععري المتجنععس فععي حععال الحكععم‬
‫عليه بجريمة مخلة بالشرف أو المانة أو تم فصله من وظيفته العامة للسباب ذاتها‪ ،‬أو انقطع عععن‬
‫القامة في البلد مدة تزيد على السنة بدون مبررات مشروعة‪.‬‬

‫كما رفض المشّرع القطري في القانون المذكور مساواة المتجنس وبالمواطن الصلي في شععغل‬
‫الوظائف العامة أو العمل عموما قبل انقضاء خمس سنوات من تاريخ اكتسابه الجنسية‪.‬‬

‫ما بالنسبة إلععى ملععف التجنيععس‬


‫أما في الكويت فكانت حادثة »عريفجان« الخيرة حدثا إعلميا مه ّ‬
‫فععي البحريععن‪ ،‬إذ أدى وجععود مجن ّععس بحرينععي مععن أصععول عربيععة مععن ضععمن الرهععابيين بالشععبكة‬
‫المكتشفة إلى قيام السلطات في البحرين )بحسب مراقبين( بمراجعة سياسة منح الجنسية‪ ،‬وعلى‬
‫رغم أنه من غير المؤمل أن تؤدي هذه المراجعة إلى وقف التجنيس‪ ،‬فإنها بل شععك فرصععة إعلميععة‬
‫لفتح الملف مجددا وهو ما حدث فعل‪.‬‬

‫وعموما يمكن القععول إن العمععق الخليجععي يتفهععم ويتقبععل أو علععى القععل يتغاضععى عععن التجنيععس‬
‫الحاصل في البحرين‪ ،‬على رغم ما قد يطرأ عليه معن أععراض جانبيععة‪ ،‬رغبععة فععي تحقيععق التناسععق‬
‫اليديولوجي للمنظومة الخليجية‪.‬‬

‫صحيفة الوسط| ‪2009-10-01‬م الموافق ‪ 20‬ذي القعدة ‪ 1430‬هع‬

‫‪48‬‬
‫‪7‬‬
‫‪48‬‬
‫عجوز من جيل الشتات‬
‫‪8‬‬
‫الكاتب ‪ :‬قاسم حسين‬

‫لم نتمنى فتح ملف الجنسية‪ ،‬بالطريقة التي رّوج لها وزيععر الداخليععة‪ ،‬لن فيهععا تقليبععا للكععثير مععن‬
‫المواجع والمظالم والحزان‪.‬‬

‫للوزير رؤيته وتفسيراته وأرقامه‪ ،‬وللشريك الخر في الععوطن رؤيععة وتفسععيرات وأرقععام أخععرى‪...‬‬
‫تراكمت على طول طريق الهجرة لحشعودٍ منسعيةٍ معن أجيعال الشعتات‪ ،‬لعم يكعن المرحعوم عطيعة‬
‫الجمري أولهم‪ ،‬وليست آخرهم العجوز فاطمة الصفار‪.‬‬

‫امرأة ٌ قابلتها بالصدفة قبل عامين في دولعة المعارات العربيعة الشعقيقة‪ ،‬عمرهعا جعاوز السعبعين‪.‬‬
‫ج‬‫كانت قادمة من إيران‪ ،‬وكنت ذاهبا من البحرين‪ ،‬لحضور حفععل زفععاف أحععد القععارب‪ .‬وهععي نمععوذ ٌ‬
‫دها غادر منزله في المنامة‪ ،‬في‬ ‫معت َب ٌَر مما أسماه الباحث الكاديمي نادر كاظم »جيل الشتات«‪ .‬فج ّ‬
‫النصف الثاني من القرن التاسع عشر‪ ،‬هربا بعائلته مععن »تجععاوزات شععنيعة« و«انتهاكععات« لحقععوق‬
‫النسان‪ ،‬واستقر به المقام في أحد البنادر جنوب إيران‪.‬‬
‫ملبس السيدة من النوع القديم‪ ،‬الذي قد تعثر عليه فقط في بعض قرى البحرين اليوم‪ .‬والغريب‬
‫أنها احتفظت بلهجتها المنامية المتمّيزة بمد ّ نهاية الكلمات‪ ،‬رغم أنهععا لععم تععزر البحريععن قععط‪ ،‬وإنمععا‬
‫عرفوا في الخليج بع »البحارنععة«‪ ،‬وتمث ّععل الجيععل الثععالث فععي إحععدى‬ ‫عاشت ضمن أحد تجمعات من ُ‬
‫العوائل المهاجرة‪.‬‬
‫كصحافي‪ ،‬استثارتني هذه الملحظة‪ ،‬وأخذت أقارن أثر اليام على ابنتها وحفيدتها‪ .‬البنععة تجععاوزت‬
‫الربعين‪ ،‬وقد بدأت الكلمات الفارسية تتسّلل إلععى لسعانها وتختلععط بكلماتهعا‪ ،‬أمععا الحفيععدة فكعانت‬
‫ة‬
‫تكافح بشدةٍ للتعبير ععن نفسعها بلغعةٍ عربيعةٍ دون تكسعير‪ .‬إننعا أمعام الجيعل الخعامس معن جماعع ٍ‬
‫اضطرتها الظروف السياسية إلى ترك موطنها قسرا قبل مئة وخمسين عاما‪ ،‬بحثا عن المان‪ ،‬فععي‬
‫ن مليء بالمحن والضطرابات واستباحة الموال والعراض‪ .‬من مصلحة من فتح هذه الملفات؟‬ ‫زم ٍ‬

‫ت لصحبتها كونهعا عجعوزا تتكّلعم علعى سعجيتها مثعل عجععائز قريعتي اللتعي تأسعرني‬ ‫س ُ‬
‫شخصيا‪ ،‬أن ِ ْ‬
‫طيبتهععن ويسععتهويني حععديثهن‪ .‬كمععا أنععك أمععام شخصععيةٍ ل تلتقيهععا إل فععي المسععرحيات التراجيديععة‬
‫دها عععن‬‫دث عما سمعته مععن أبيهععا وجع ّ‬‫كرك بع »الجذور« للكيس هالي‪ .‬كانت تتح ّ‬ ‫والروايات التي تذ ّ‬
‫الوطن البعيد الذي يعيش في الخيال‪ ،‬ومن ذلك أن لديها أهل في البحرين من عائلة الصععفار‪ .‬وممععا‬
‫دثوها عنه مأتم »طّيوب« في المنامة‪ ،‬وعندما حاولت التأكد مععن المعلومعة معن بعععض الصععدقاء‪،‬‬ ‫ح ّ‬
‫تبين أن هناك ثلثة مآتم تحمل اسما مشابها في عدة أحياء‪ ،‬على أن أقربهععم احتمععال‪ ،‬عمععره اليععوم‬
‫مام‪ ،‬يحمل اسم »المعّلمة طّيوب«‪.‬‬ ‫‪ 120‬عاما‪ ،‬في فريق الح ّ‬

‫ب الوطن‪ ،‬تماما كما جاء‬ ‫الغريب أن هذه الفصيلة من السللت العربية النادرة‪ ،‬المصابة بمرض ح ّ‬
‫في التوصيف الدقيق لنادر كاظم‪ ،‬فهو محور حياتها ومماتها‪ ،‬وقصصها وأسععاطيرها‪ .‬اليععوم‪ ،‬تتع عّرض‬
‫إلى التشكيك في جذورها وهويتهععا وانتمائهعا‪ ،‬بععد أن اسعتنفذت حملت أخععرى للتشعيك فععي ولئهعا‬
‫ي أصيل‪،‬‬‫ب عرب ّ‬ ‫لرضها ووطنها‪ ،‬ضمن محاولةٍ دؤوبةٍ لتزوير الماضي‪ ،‬وعبث بالتركيبة السكانية لشع ٍ‬
‫ت من مختلف جهات الرض‪.‬‬ ‫ت ولغا ٍ‬‫س وجنسيا ٍ‬
‫باستقدام أجنا ٍ‬

‫‪48‬‬
‫‪8‬‬
‫‪48‬‬
‫ليست قضية أكثرية وأقلية‪ ،‬ول سنة أو شيعة كما يحاول البعض تحريععف دفععة النقععاش‪ ،‬وإنمععا هععو‬
‫‪9‬‬
‫ة سياسععة غيععر متوافَععق عليهععا وطنيععا‪ ،‬لمععا تلحقععه مععن ضععرر مؤكعدٍ‬
‫ٍ‬ ‫التجنيس السياسي‪ .‬وهي قضععي ُ‬
‫بالشعب البحريني ومستقبله‪ .‬وفيها يجري الكثير مععن السععتغفال والتضععليل‪ ،‬وسععتدفع كلفتععه قريبععا‬
‫جميع الفئات من الجماعات السكانية »القديمة«‪ ...‬ولماذا نذهب بعيدا؟ ألم نبدأ بتسديد فاتورته من‬
‫الن‪ ...‬فععي المععدارس والمستشععفيات والشععوارع ومشععاريع السععكان؟ اسععألوا إخواننععا وأهلنععا فععي‬
‫المحرق والحد والرفاع‪.‬‬

‫صحيفة الوسط| العدد ‪2009-10-15 | 2596 :‬م الموافق ‪ 20‬ذي القعدة ‪ 1430‬هع‬

‫‪48‬‬
‫‪9‬‬
‫‪49‬‬
‫معاناة عائلة الحاج صالح الستراوي‬
‫‪0‬‬ ‫نموذج حي لبحريني الشتات‬

‫الكاتب ‪ :‬نبيل رجب‬

‫تناثرت اشلء الشاب محمد صبيح صالح الستراوي في احد ايام عام ‪ 2007‬بسبب انفجععار سععيارة‬
‫ملغومة تصادفت ان تكون بطريقة في احد احياء مدينة البصرة بالعراق ‪ .‬و كان الشاب بصحبة‬
‫بعض افراد أسرتة شبة ملزمين فععي السععفارة البحرينيععة ببغععداد مععن اجععل تسععهيل امععر عععودتهم‬
‫لبدلهم‬
‫الصلي البجرين و لكن جميع محاولتهم باءت بالفشل ‪.‬‬

‫و يعد محمد صبيح سالم احد احفاد الحاج صالح بن احمد الستراوي ‪ ,‬و هو مواطن بحرينععي يرجععع‬
‫اصلة إلى جزيرة سترة في البحرين ‪ ,‬كان قد اختلف مع احد السرة الحاكمة في البحرين‬
‫‪ ,‬هو الشيخ محمد بن راشد بن عبد الوهاب ال خليفة ‪ ,‬على ملكية ارض تم الستيل عليها منة ‪,‬‬
‫و قد اصدرت المحكمة في كتابها العدد ) ‪ 1439‬لسنة ‪ 1356‬هجرية ( ‪ ,‬حكما ً غيابيا ً بأن تسععترجع‬
‫ربع الرض فقط للحاج صالح ‪ ,‬إل ان الحاج صالح اعتبر هذا الحكم ظالما ً و مجحفا ً‬
‫و من ثم رفضة ‪ ,‬و نتيجة لهذا الموقف قد تعرض لمحاولة اغتيال في منزلة ‪ ,‬مما ادي إلى هروبععة‬
‫مع أفراد أسرتة للعراق في عام ) ‪ 1938‬م ( تاركا ً حلة و حللة خلفة ‪,‬‬

‫كان الحاج صالح الستراوي يحمل جوازا بحريني رقم ) ‪ , ( 19‬و قد توفى في عام ‪ 1946‬م ‪,‬‬
‫مهموما ً بمدينة البصرة العتي لجعأ إليهعا ‪ ,‬و ل يعزال اثنعان معن أبنعائة أحيعاء و بحعوزتهم الجعوازات‬
‫البحرينية القديمة ‪ ,‬و يقيم معظم احفادة في مدينة البصرة ‪.‬‬

‫و حصل ابناء الستراوي على الجنسية العراقية في عام ‪ 1957‬م ‪ ,‬إل إنها أسقطت منهم في عام‬
‫‪ 1986‬م ‪ ,‬بعد صدور قرار الحكومة العراقية بإسقاط الجنسية ععن جميعع المقيميعن العذين كعان‬
‫اجدادهم يحملون إقامة قبل إحصاء ‪ 1957‬م ‪ ,‬و اعتبر حصولهم على القامة في ذلك الوقت عمععل‬
‫غير قانوني ‪ ,‬و نتيجة لععذلك تعععرض كامععل افععراد السععرة لمعانععاة و مضععايقات شععديدة ‪ ,‬و صععدرت‬
‫تعميمات من الحكومة العراقية الى الدوائر و الجامعات على ان ابناء الحاج صالح الستراوي ليسععوا‬
‫عراقيين و إنما من حملة الجنسية البحرينية ‪ ,‬و كان لذلك الثرالسععلبي الكععبير علعى مععاملتهم معع‬
‫الجهات الرسمية ‪ ,‬و كذلك في تعليم ابنائهم في المدارس و الجامعات العراقيععة ‪ ,‬او فععي الحصععول‬
‫علعى العمععل المشعروع ‪ ,‬بععل حرمععوا حعتى معن الحصععول علععى البطاقععات التموينيععة ابععان الحصعار‬
‫القتصادي على العراق ‪ ,‬و قد تحملت السرة الكثير من المعاناة و الهانات عنععد مراجعععة الدارات‬
‫الحكومية خصوصا ً عندما توترت العلقة بين الحكومة العراقية و دول الخليج‬
‫و لم يتم إصدار بطاقات إقامة لبعض ابنائهم ‪ ,‬و يعملون الن فععي ابسععط الوظععائف رغععم حمععل‬
‫بعضهم لشهادات جامعية ‪.‬‬

‫و في ابريل عام ‪ 1989‬م حاول هشام عبد الرزاق الحاج صععالح العععودة إلععى البحريععن مععع والععدة‬
‫‪49‬‬
‫‪0‬‬
‫‪49‬‬
‫الذي كان يحمععل الجععواز البحرينععي القععديم ‪ ,‬إل ان السععلطات المنيععة بالمطععار قععد احتجزتهععم فععي‬
‫المطار لمدة ‪ 3‬ايام و من ثم إبعادهما إلى بغداد مرة أخرى ‪ ,‬و في عام ) ‪ 1990‬م ( قام أبناء‪1‬‬
‫الحاج صالح بمراجعة السفارة البحرينية في بغداد ‪ ,‬و تم إعطائهم شهادات تثبععت تقععدمهم بطلععب‬
‫الحصول جوازتهم لتسهيل عملهم في التعامل مععع السععلطات العراقيععة ‪ ,‬و لجععاء بعععض أفععراد هععذة‬
‫العائلة ابان الغزوالعراقي للكويت الى السفارة البحرينية في الكويت ‪ ,‬حيث كانت الجالية‬
‫البحرينية مقيمة في السفارة ‪ ,‬و قد قام أبناء الحاج صالح بمغامرات كععانت تععؤدي بحيععاتهم ‪ ,‬مععن‬
‫اجل توفير الكل و توصيل المراسلت المختومة بالشمع الحمر بين السفارات البحرينية في‬
‫الكويت و بغداد ‪ ,‬و قد حصلوا على شهادة بذلك من السفير البحريني هناك ‪ ,‬و لكععن أبنععاء الحععاج‬
‫صالح ظلوا حتى الن دون أن يتمتعو ا بالحق في العودة او الحصول على جوازات السفر معن أجععل‬
‫حريتهم في التنقل ‪ .‬و في عام ‪1995‬م ‪ ,‬حاول بعضهم مغادرة العراق مع النسععاء و الطفععال‪ ,‬بعععد‬
‫الحصول على تأشيرات إلى الردن ‪ ,‬ولكن في حدود الردن تم التحقيععق معهععم لسععاعات طويلععة و‬
‫من ثم إعادتهم إلى العراق ’ لصولهم البحرينية ‪.‬‬

‫و في تاريخ ‪ 11/10/2000‬م في حكم صادر عن المحكمة الكبرى المدنية بالبحرين ‪ ,‬في الدعوى‬
‫المقدمة عن ‪ 6‬من أحفععاد صععالح السععتراوي ضععد إدارة الهجععرة و الجععوازات ‪ ,‬صععدر الحكعم بععإلزام‬
‫المدعي عليها بأ ستخرج جوزات سفر بحرينية للمععدعين ‪ .‬و ذلععك بنععاء علععى أن المععدعين بحرينيععن‬
‫بالسللة طبقا ً لما نصت عليععة المعادة ‪ 4‬معن قعانون الجنسعية لسععنة ‪1963‬م ‪ ,‬و علعى اعتبعار إن و‬
‫الدهم بحريني الجنسية و لدية جواز سفر بحريني ‪ ,‬إل أن الحكم لم يرى النور ‪.‬‬

‫تنتشر عائلة الحاج الستراوي حاليا ً في دول مختلفة ‪ ,‬خمسة و سبعون فرد ل زالوا فععي العععراق ‪,‬‬
‫و سبعة منهم في الكويت ‪ ,‬و سبعة عشععر فععردا ً لجئيععن فععي اوربععا ‪ ,‬بعععد أن أجععبروا علععى مغععادرة‬
‫الكويت ‪,‬بعد الحرب العراقية الثانية ‪ ,‬و قد اصدرت المفوضية العليا لشئون اللجئيععن التابعععة للمععم‬
‫المتحدة شهادات باستحقاق اللجواء لفراد هذة العائلة لصععرار الحكومععة البحرينيععة علععى حرمععانهم‬
‫من جنسيتهم البحرينية الصلية ‪ ,‬و حقهم في العودة إلى بلدهم ‪.‬‬

‫بعد تولي الشيخ حمد بن عيسى مقاليد الحكم و شيوع اجواء إيجابية بإمكانيععة حلحلععة الكععثير مععن‬
‫الملفععات العالقععة ‪ ,‬كتبععت عائلععة السععتراوي مجموعععة مععن الخطابععات ‪ ,‬طلبعا ً العععودة إلععى ديععارهم‬
‫البحرين ‪ ,‬إل أن جميع خطاباتهم كانت دون أي ردا او فائدة ‪.‬‬

‫تعتبر عائلة الستراوي نموذجا ً للف السر البحرينية التي هجرت قسرا ً ‪ ,‬او فرت معن البلد صعونا ُ‬
‫لعرضها و مالها نتيجة الظلم و الضطهاد الذي مورس عليها ‪ ,‬و الكثير ممن تم تهجيرهم‬
‫يقطنون ألن جنععوب غعرب إيععران و جنععوب العععراق ‪ ,‬و شععبة الجزيععرة العربيععة و بعععض المنععاطق‬
‫الشرقية لفريقيا ‪ .‬و ان القلة منهم قد رجعو للبلد فععي الخمسععين سععنة الخيععرة ‪ ‘ ,‬إل ان الكثريععة‬
‫منهم لزالت محرومة من العودة إلى وطنها الصلي ‪ ,‬في و قت تستقدم السلطات البحرينيععة الف‬
‫من السر من الجوار و بعض الععدول السععيوية مععن اجععل منحهععم الجنسععية البحرينيععة علععى أسععاس‬
‫طائفي و قبلي و سياسي ‪ ,‬و ل زالت العشرات السر القاطنة في البحريععن منععذ عشععرات السععنين‬
‫محرومة من الجنسية البحرينية فقط لخلفيتهم المذهبية ‪.‬‬

‫‪16-10-2009‬‬

‫‪49‬‬
‫‪1‬‬
‫‪49‬‬
‫حقائق مغيبة عن شعب البحرين‬
‫‪2‬‬ ‫الكاتب ‪ :‬قاسم حسين‬

‫البحرين لم تكن جنة مفقودة‪ ،‬ول أرضا مهجورة‪ ،‬وإنما كانت دوحة غّناء جاءها جلجععامش‪ ،‬خععامس‬
‫ملوك »أور« السومريين قبل ‪ 4500‬عام باحثا عن ماء الحياة‪.‬‬
‫وإذا كانت بعض الدول المجاورة ل تتجاوز أعمارها خمسين عاما‪ ،‬فإن عمر البحرين يتجاوز خمسة‬
‫كك في هوية هذا الشعب العربي الصيل‪،‬‬ ‫آلف عام‪ ...‬ما يفّند النظريات العنصرية الجديدة التي تش ّ‬
‫ي هذا الوطن العزيز‪.‬‬ ‫ح ْ‬
‫بهدف الفتنة وكسر أحد جنا َ‬
‫البحرين أحد مراكز الحضارة في العالم القديم‪ ،‬وزادها الله عزا بالسلم‪ .‬ومن قرأ التاريخ يعععرف‬
‫أن النصرانية تسّربت من الشام إلى الحيرة والبحرين‪ ،‬واعتنقتهععا كععثيٌر مععن القبععائل العربيععة‪ ،‬ومععن‬
‫بينها سكان البحريععن القععدامى‪ :‬قبيلععة عبععدالقيس‪ .‬ومععن أشععهر رجععالتهم المنععذر بععن سععاوى الععذي‬
‫سيرتبط اسمه إلى البد بملحمة دخول هذا الشعب الطيب طوعا في السلم‪.‬‬
‫في عام الهجرة‪ ،‬أرسععل المنععذر بععن عععائذ العبععدي المعععروف بعع »الشععج«‪ ،‬ابععن أختععه عمععرو بععن‬
‫ما عاد عّرف خاله على السلم فأسلم ولكنععه كتععم‬ ‫عبدالقيس للتعّرف على الدين الجديد فأسلم‪ ،‬ول ّ‬
‫إيمانه‪.‬‬
‫ورة برئاسععة الجعارود العبععدي‬ ‫في العام السادس للهجرة‪ ،‬أوفدت عبدالقيس وفدا إلى المدينة المن ّ‬
‫للقاء الرسول )ص(‪ ،‬فلما رآه أنشده أبياتا من الشعر الذي يأسر القلب رقة وعذوبة وجمال‪:‬‬
‫ل‬‫يا نبي الهدى أتتك رجا ٌ‬
‫غالها من طوى السرى ما غال‬
‫قطعت دونك الصحاصح تهوى‬
‫ل تعد الكلل فيها كلل‬
‫ثم لما رأتك أحسن مرأى‬
‫أفحمت عنك هيبة وجلل‬
‫وبقي الوفد فترة يتلقى تعاليم الدين الجديد‪ ،‬وعاد ليبشر بها بين أهل البحرين‪.‬‬
‫الحدث الهم الذي يمل النفس فخرا‪ ،‬هو ما جععرى فععي العععام الهجععري الثععامن‪ ،‬حيععن وفععد الشععج‬
‫ة‬
‫العبدي على المدينة مرة أخرى‪ ،‬ومعه ستة عشر رجل من قومه‪ ،‬فاستقبلهم الرسول )ص( بحفععاو ٍ‬
‫قائل‪» :‬مرحبا بالوفد ل خزايا ول نادمين«‪ ،‬وأضاف‪» :‬اللهم اغفر لعبد القيس«‪ ،‬ثم أرسععل أبععا العلء‬
‫جععر‬
‫ل مععن المنععذر بععن سععاوى ومرزبععان هَ َ‬ ‫ملععه رسععالة إلععى كع ّ‬
‫الحضععرمي )رض( إلععى البحريععن‪ ،‬وح ّ‬
‫)المنطقة الشرقية بالسعودية الشقيقة(‪ ،‬فأسلما وأسلم معهما عرب البحرين وبعض أعاجمها‪ ،‬كمععا‬
‫جاء في بعض التواريخ‪.‬‬
‫أهل البحرين ظّلوا يرّبون أولدهم قرنا بعد قرن‪ ،‬على الفتخار بأنهم ثاني بلدٍ دخل السلم طوعععا‬
‫دون حرب‪ ،‬وأن أول صلة جمعة أقيمععت خععارج المدينععة كععانت فععي مسععجد جواثععا بععالبحرين‪ .‬وهععذا‬
‫الشعب الذي يدعو البعض لنكفائه على همومه الداخلية الصغيرة‪ ،‬لم يكن يوما غائبا عععن السععاحة‪،‬‬
‫دي للخارجين على الحكم السلمي في عهد المام علي )ع(‪.‬‬ ‫فنلقى بعض أبنائه يشاركون في التص ّ‬
‫ل أقدم أثرٍ إسلمي في البحريععن كلهععا يعععود لتلععك‬ ‫ث ضخم ٍ مثل كربلء‪ .‬ولع ّ‬ ‫ثم نلقى بعضهم في حد ٍ‬
‫الفترة‪ ،‬هو مقام الصحابي الجليل صعصعة بن صوحان العبدي )رض(‪.‬‬
‫ف فجأة من الوجود‪ ،‬ولم يد ِّع أحد ٌ أنهم انقرضوا كمععا انقرضععت‬ ‫المؤكد أن قبيلة عبدالقيس لم تخت ِ‬
‫الديناصورات‪ ،‬ولكن الطائفية أوصلتنا إلى مرحلةٍ من التعصب العمى‪ ،‬حععتى أصععبحنا نسععتقبل أبنععاء‬
‫البلدان الخرى ونعطيهم جنسيتنا‪ ،‬بينما نتهم شعبنا العربي المسلم الصيل بأن أكثريته من الجععانب‬
‫المجّنسين!‬
‫‪49‬‬
‫‪2‬‬
‫‪49‬‬
‫ندعوك اللهم في هذا اليوم المبععارك بكلمععات رسععولك الكريععم )ص(‪ :‬اللهععم اه عد ِ قومنععا فععإنهم ل‬
‫‪3‬‬ ‫يعلمون‪ .‬اللهم اغفر لعبد القيس وذراريهم واجعلهم اللهم ل خزايا ول نادمين‪.‬‬

‫صحيفة الوسط | العدد ‪ | 2597 :‬الجمعة ‪ 16‬أكتوبر ‪2009‬م الموافق ‪ 27‬شوال ‪ 1430‬هع‬

‫‪49‬‬
‫‪3‬‬
‫‪49‬‬
‫حمد بن عيسى‪ ...‬ينجز الجزء الكبر من التجنيس الطائفي في البحرين‬
‫" الديوان الملكي يرفض تسلم عريضة السلسلة البشرية المناهضة للتجنيس " ‪4 ...‬‬

‫الكاتب ‪ :‬هاني الريس‬

‫خلل السنوات الولى من القرن الحالي‪ ،‬جدد أميععر البحريععن ولحقععآ الملععك حمععد بععن عيسععى آل‬
‫خليفععة‪ ،‬فععي ذروة انشععغال النععاس بععالتحولت الجديععدة فععي مرحلععة مععا سععمي بتشععييد " الدولععة‬
‫الديمقراطية الدستورية " ‪ ،‬محاولت التغيير الطائفي والمنعاطقي العتي شععق طريقهعا أسعلفه‪ ،‬بعل‬
‫وأنه استطاع التفوق عليهم بععأن ينجععز الجععزء الكععبر مععن سياسععة التجنيععس الطععائفي المقيتععة فععي‬
‫البحرين‪ ،‬بعد أن أصدر العديد من القرارات والجراءات التي تهدف الى تحقيق تلععك الهععداف‪ ،‬فععي‬
‫بلد أظهرت الغالبية الساحقة فيه أنها ضد سياسة التمييز الطائفي والتجنيس على اسس عشععوائية‪،‬‬
‫وبحسععب احصععاءات غيععر رسععمية‪ ،‬ومععن خلل مؤسسععات الرصععد الحقوقيععة الوطنيععة‪ ،‬فععإن عععدد‬
‫المجنسين الجدد الذين استفادوا من قرارات التنجنيس السياسي الذي ظلععت ابععوابه مشععرعة منععذ‬
‫تسع سنوات و حتى اشعار آخر‪ ،‬قد بلغ أرقاما ً مذهلة مععن عععدد العععوائل الععتي جلبععت مععن الجزيععرة‬
‫العربية وسوريا واليمن اضافة الى الهنود والباكستانيين والفارقة والبنغال والبلوش والسيويين‪.‬‬

‫وهم بحسب ما صرح به وزير الداخلية البحريني‪ ،‬راشد عبدالله آل خليفععة‪ ،‬فععي فععترة لحقععة فععي‬
‫الصحف المحليععة‪ ،‬معن دون أن يععذكر العععدد خوفععآ مععن الفضععائح‪ ،‬ينتمععون إلععى أكععثر معن ‪ 60‬دولععة‬
‫وبأطياف وعرقيات وأديان ومذاهب مختلفة ومتعددة )وليس من بينهم شيعي واحد( وهم ينصععهرون‬
‫الن ع بحسب مايدعيه ع في النسيج الوطني البحريني ‪ ،‬وقد أصبحوا جزءا ً ل يتجزأ من هذا الشعب‪.‬‬

‫و ربما بسبب الخوف مععن انفلش حجععم التجنيععس وتمععادي الحكععم فععي مواصععلة نهجععه الطععائفي‬
‫واستمرار الضغوط الشعبية لوقف التجنيس‪ ،‬وجدت جمعيات المعارضة البحرينيععة نفسععها مضععطرة‬
‫لحفظ ماء الوجه عندما استعدت لطلق حملت اعلمية ومسيرات جماهيرية حاشدة أخرهعا تنظيعم‬
‫السلسععلة البشععرية لمناهضععة التجنيععس الموقعععة مععن مختلععف فئات وشععرائح وطععوائف المجتمععع‬
‫البحريني ‪،‬عن طريق الوسائل المشروعة التي يجيزها الدستور‪ ،‬للحتجاج علععى مثععل هععذه التععدابير‬
‫التي رأت فيها الكثير من المخالفات والمناورات لسباب سياسية وانتخابية صرفة‪ ،‬ولكنه على رغععم‬
‫ذلك الكم الهائل من النتقادات والحتجاجات الوطنية والدولية‪ ،‬لععم يتوقععف مشععروع التجنيععس ولععم‬
‫يكترث الحكم بالثار السياسية والجتماعية والقتصادية المدمرة بسببه حتى بلغ به المر مؤخرآ إلى‬
‫رفض تسلم العريضة المرسلة إلععى القصععر ععبر البريععد المضعمون معن قبععل الجمعيععات السياسعية‬
‫الست المعارضة ) العمل الوطني الديمقراطي والوفاق والتجمع القومي والمنبر التقععدمي والعمععل‬
‫السلمي والخاء ( بذريعة انها مخالفة لنصوص الدستور‪ ،‬وقد كشفت بعض الوثععائق السععرية وجععود‬
‫بعض المؤسسات الحكومية الرسمية وشركات سمسرة وجمعيععات تععدعي بحمايععة حقععوق النسععان‬
‫وشخصيات برلمانية واعلمية وحقوقية‪ ،‬فيما ظل يعرف بوجود" دولة سرية" في البحريععن‪ ،‬يقودهععا‬
‫أحمد بن عطية الله آل خليفة‪ ،‬و بايعاز من الملك حمد بن عيسى نفسه‪ ،‬و هو الشخص الذي اطلق‬
‫من القمقم مشروع التجنيس‪ ،‬والذي يعرف بكععل شععاردة وواردة حععول هععذا المشععروع‪ ،‬تعمععل فععي‬
‫التجار بالمجنسين لغراض سياسية وأهداف انتخابية واقتصادية كبيرة‪.‬‬

‫و كانت الغاية الساسية من استقطاب كل هذه العداد من المجنسين الجدد والمختععارين بصععورة‬
‫عشوائية وعلى اساس المداهب السنية‪ ،‬هي خلق هذا التوازن الديمغرافي الخطيععر‪ ،‬داخععل مجتمععع‬
‫‪49‬‬
‫‪4‬‬
‫‪49‬‬
‫الطوائف البحرينية الصلية‪ ،‬الذي سيقود في المستقبل البعيد إلى ) حقل الغام اجتماعي واقتصادي‬
‫‪5‬‬
‫( يهز البلد و إلى وضع يمكن أن تكون فيه المستويات القيادية داخععل مؤسسععات الدولععة الرسععمية‬
‫والهلية مكونآ من أناس ليشكل الوطن بالنسبة اليهععم مصععدر الهععام وتضععحيات كععبيرة فععي سععبيل‬
‫حمايته و الدفاع عنه‪ ،‬بقدر ما يشكل لهم ولعوائلهم مصادر رزق وحماية من الفقعر والتخلعف التعام‪،‬‬
‫الذي ارتبط بواقعهم الصعب في أوطانهم الصلية ‪.‬‬

‫وليس خافيآ على أحد أن حمد بن عيسى أل خليفة رفض أكثر من مرة خلل السععنوات الماضععية‪،‬‬
‫الستجابة للدعوات والمساعي الحميدة التي طالبته بوقف قرارات التجنيس‪ ،‬وهو يلععح اليععوم علععى‬
‫الستمرار في هذا النهج ‪ ،‬لنه ليريعد أن يسعمع صععوت الشععب ول يريععد أن يسععتلم العععرائض ععبر‬
‫الوسطاء أو عبر البريد الرسمي‪ ،‬بعد أن نصحه المستشارين والمقربين منه‪ ،‬أن ثمععة تحركععآ شعععبيآ‬
‫علععى غععرار ماحصععل فععي العععرائض الشعععبية خلل مرحلععة التسعععينات‪ ،‬يهععدد السععاحة السياسععية‬
‫والجتماعية بصحوة شعبية جديدة ترفض المساومات والمماطلت وفرض ظععرورات المععر الواقععع‪،‬‬
‫اذا تمت الستجابة لهذه المسألة و يجب التصدي لها فععي مهععدها‪ ،‬فكععانت محععاولت رفععض عريضععة‬
‫التجنيس عبر البريد التي ارسلت منذ يومين إلى الديوان الملكي‪ ،‬تحت مبررات ان اجعراء الرسعال‬
‫غير دستوري ويخالف المادة ‪ 29‬من الدستور ) دستور المنحة للعام ‪ ( 2002‬الذي لم يحظى حععتى‬
‫الن بالثقة الشعبية‪ ،‬دليل قاطعآ على رغبة الحكم في الستمرار بهذا الواقع‪ ،‬والمساهمة في شحن‬
‫الجواء الملتهبة اصل في البحرين‪ ،‬نتيجة عدم القبول برأي الخر‪ ،‬قد ليشجع علععى اسععتتباب المععن‬
‫والستقرار المنشود في البلد‪ ،‬الععتي تنعكععس فععي المحععاولت الععتي يتحضععر المناهضععون للتجنيععس‬
‫وغيره من الملفات السياسية والجتماعية الساخنة لخوضها في المراحل القادمة ‪.‬‬

‫‪21/10/2009‬‬

‫‪49‬‬
‫‪5‬‬
‫‪49‬‬
‫مع قرب العام ‪ ..2010‬السؤال الكثر إثارة‪ :‬هل اكتملت عمليات التجنيس؟!‬
‫‪6‬‬
‫الكاتب ‪ :‬الوفاق‬

‫على الرغم من الرغبة الجامحة التي تحملها السلطة لكمال عملية التجنيس قبل العععام ‪- 2010‬‬
‫وهو التاريخ الذي وضعته خلية البندر كحد أقصى لهذا المشروع ‪ -‬إل أن المتغير القليمي قععد أوقععف‬
‫المشروع في نهاياته‪ ،‬أو ربما بعدما أصبح وليدًا‪ ،‬من دون أن ُيعرف أي شيء عن تفاصععيله الخععرى‪.‬‬
‫وفي ظل كل الحتمالت‪ ،‬بقيت النسبة الحقيقية لعداد المجّنسين مغّيبة من قبل الجانب الرسمي‪،‬‬
‫وسط مطالبات بالكشف عنها‪ ،‬وهو ما ل تصغي إليه السلطة بععأي شععكل مععن الشععكال‪ ،‬باعتبععار أن‬
‫الكشف عن أرقام المجنسين قد يدخل البلد في أزمة سياسية‪ ،‬وربما أمنية‪ ،‬ويضر بمصالح الدولة‪.‬‬

‫قفزة سكانية‪ ..‬وأعداد مجهولة‬


‫كل ظاهرة ازدياد السكان في العالم ظاهرة لفتة إلى النظععر‪ ،‬وعلععى إثرهععا تقععوم الحكومععات‬ ‫ُتش ّ‬
‫المسععؤولة بإعععداد الدراسععات والخطععط لسععتيعابها‪ ،‬حععتى ل تععؤتي بنتععائج عكسععية علععى المجتمععع‬
‫والقتصاد والمن‪ ،‬فهي من الممكن أن تضاعف أعععداد العععاطلين عععن العمععل‪ ،‬وتسععهم فععي تراجععع‬
‫الخدمات والمستوى المعيشي‪ ،‬وتعوق التنمية‪.‬‬
‫وتؤكد تقارير ودراسات أن النسبة الطبيعية للتزايعد السعكاني فععي الععالم تعتراوح بيععن ‪ 3‬و ‪ 4‬فعي‬
‫المئة‪ ،‬إل أن البحرين ومن خلل مشروع السلطة في التجنيس قفزت نسبة سكانها خلل عام واحد‬
‫من ‪ 750‬ألف نسمة في ‪ 2006‬ليبلغ بحسب المصععادر الرسععمية مليون عا ً و ‪ 46‬ألف عا ً و ‪ 418‬نسمععععة‬
‫حتى شهر سبتمبر ‪ 2007,‬وهو ما يثير التساؤلت حععول ارتفاع هذا الفارق في سنة واحععدة‪ .‬وسعط‬
‫كل ذلك‪ ،‬مازالت الشكوك تحوم حول التعداد الحقيقي للسععكان‪ ،‬فعععدد المجنسععين لععم يتععم العلن‬
‫عنه رسميا ً حتى الن‪ ،‬وهو يشكل ملفا ً سععريا ً تحتفععظ بععه السععلطة لحسععابات معروفععة‪ ،‬وهععو حتم عا ً‬
‫سيؤدي إلى الوقوف أمام حائط أبدي يفتح باب التوقعات على مصراعيه ما لم تتعامل السلطة مععع‬
‫ذلك بشفافية‪.‬‬

‫طيش السلطة‪ ..‬إلى أين؟‬


‫يبدو أن الهواجس الخرافية حول الشيعة ذهبت بالسلطة إلى الجنون‪ ،‬حتى بدأت بشكل هسععتيري‬
‫في إعداد استراتيجية لعادة صوغ التركيبة السععكانية فععي البلد‪ ،‬بمععا يضععمن كسععر احتكععار الشععيعة‬
‫والمعارضة للغلبية‪ ،‬فكيف كان ذلك؟‬
‫يرى مراقبون أن العداد التي كشف تقرير البندر عنها ضععمن الولويععات والتوصععيات‪ ،‬تؤشععر إلععى‬
‫العجلة في إنهاء هععذا الملععف‪ ،‬فهععي ذهبععت إلععى التوصععية بإنهععائه فععي العععام ‪ 2010‬أو ‪ 2016‬كحععد‬
‫أقصى‪ .‬ومن جععانب آخععر‪ ،‬فععإن استشععراف السععلطة بالتجربععة السععرائيلية ‪ -‬وهععي تجربععة نموذجيععة‬
‫وفريدة ‪ -‬يكشف عن الخلفية العنصرية والطائفية ونوايا البادة‪ ،‬ويعد سابقة خطيرة‪ .‬المر يبدو أكثر‬
‫أهمية من أي شيء‪ ،‬فملف التجنيس يعتبر الملف الول ضمن سلم أولويات السلطة‪ ،‬وهععو معا يععثير‬
‫الشكوك‪ ،‬حديثًا‪ ،‬حول جدية ‪ォ‬مراجعة سياسة منح التجنيس ‪ ،サ‬ما يعني بقاء المخععاوف إذا مععا بقيععت‬
‫السلطة على إصرارها في عدم الكشف عن العداد الحقيقية للمجنسين‪ ،‬وعععدم التعامععل بشععفافية‬
‫في العلن عن آليات المعالجة لهذا الملف‪.‬‬
‫وكانت بعض القيادات في المعارضة قد دعت إلععى طمأنععة الشعععب بخطععوات أكععبر مععن التصععريح‬
‫الخير‪ ،‬مؤكدين أن النععاس تتطلععع إلععى إيقععاف ظععاهرة التجنيععس إيقافعا ً كليعا ً وفوريعًا‪ ،‬وتتطلععع إلععى‬
‫التعاطي مع الضرار وذيول المشكلة وآثارها طوال السنوات الماضية‪ .‬وعند هذا الحد‪ ،‬يبقى الملععف‬
‫‪49‬‬
‫‪6‬‬
‫‪49‬‬
‫معلقا ً من دون أية بوادر عملية تعذكر‪ ،‬ومعن دون أن ُيععرف فعي أي التجاهعات يسعير‪ ،‬فالقطاععات‬
‫‪7‬‬
‫الشعععبية تأمععل أل تكععون التصععريحات الخيععرة مجععرد شعععارات للتهععدئة والسععتهلك العلمععي‪ ،‬أو‬
‫ن تنتهي يبدأ من جانب آخر الرجوع إلى المشكل ذاته مرة أخرى‪.‬‬
‫الستجابة لضغوط خارجية ما إ ْ‬

‫سيناريو الكتمال‬
‫يؤكد مراقبون أن ملف التجنيس محكوم بمعادلت زمنية مدروسة‪ ،‬وهو يرهن كثيرا ً مععن الملفععات‬
‫الوطنية بين جنبيه لمدد زمنية قد تنتهي عقدتها مع اكتمال التجنيس‪ ،‬وهو ما ُيبقي علععى المطالبععات‬
‫بالكشف عن العداد الحقيقية في الصدارة‪.‬‬

‫ويقول المراقبون إن الملفات الوطنية مثل الدوائر النتخابية والمراكز العامة‪ ،‬والمجلس المعّيععن‪،‬‬
‫وحتى الدستور‪ ،‬قد تكون متوقفة على اكتمال التجنيس‪ ،‬واختلل التوازن السععكاني المطلععوب‪ ،‬وأن‬
‫السلطة لن تعتبر هذه الملفات عقبة أمامها في المستقبل إذا ما وجدت أن توزيع الدوائر النتخابيععة‬
‫بعدالة ‪ -‬كما تطالب المعارضة ‪ -‬لن يؤدي إلى مجلس تحكمه الغلبية الشعبية‪.‬‬

‫ويساعد على هذا المر عامل الوقت الذي تدير السلطة به العملية السياسية في البلد‪ ،‬باعتبارهععا‬
‫الجهة القوى في هذه المعادلة‪ ،‬ومن جانب آخر تعد شحة مصععادر المعلومععات حععول حقيقععة العععدد‬
‫الحقيقي للمجنسين‪ ،‬وإخفاء السلطة لهذه العداد‪ ،‬تحديا ً أمام الحيعاة السياسععية وهععي مقبلعة علععى‬
‫معادلت جديدة في المستقبل‪.‬‬
‫أما العقبات‪ ،‬فقد بدأت في البروز؛ فالسلطة التي كانت تعتقععد بأنهععا ستضععمن ‪ォ‬الععولء المطلععق ‪サ‬‬
‫لمجاميع المجنسين‪ ،‬ربما تكون قد بدأت في التشكيك في كل ذلععك‪ ،‬فهععؤلء بععدؤوا يطععالبون بععأكثر‬
‫كل كقوى متنفذة‪ ،‬ما يعنععي أن المععر‬ ‫مما يتم إعطاؤهم‪ ،‬وهم ‪ -‬حسب وقائع قائمة ‪ -‬بدؤوا في التش ّ‬
‫في تفاصيله ل يسير كما تشتهي السفن‪.‬‬
‫يشععار إلععى أن السععلطة شععرعت فععي مشععروع التجنيععس مععن دون دراسععات محايععدة‪ ،‬ومععن دون‬
‫ضمانات سياسية واجتماعية‪ ،‬فهي في الغلب اعتمدت على نصعائح السعوء‪ ،‬بنعاًء علعى مستشعارين‬
‫دموا للسلطة طعاما ً مسموما ً لتأكله‪ ،‬وقد ل يستطيعون تخليصها من آلم المعدة!‬ ‫أغبياء‪ ،‬ق ّ‬

‫نشرة الوفاق|العدد ‪2009-10-23 |113‬م‬

‫‪49‬‬
‫‪7‬‬
‫‪49‬‬
‫التجنيس السياسي‬
‫‪8‬‬
‫الكاتب ‪ :‬أحرار البحرين‬

‫‪..................................................................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬التجنيس السياسي‪ :‬وهي جريمة تعععادل فععي مضععمونها جريمععة البععادة‪ .‬فهععي تهععدف لتغييععر‬
‫شعب البحرين الصععلي )سععنة وشععيعة( بشعععب آخععر مسععتورد مععن اصععقاع الرض‪ .‬وبرغععم الجهععود‬
‫الشعبية التي بذلت لمنع ذلك فقد أصر حمد بن عيسى على الستمرار فععي اخفععاء الحقععائق وانكععار‬
‫وجود تجنيعس غيعر قعانوني‪ .‬وكععثيرا معا صععرح هععذا الطاغيعة بتصعريحات كاذبعة بعانه لعم يجنيععس ال‬
‫البحرانيين من اصل فارسي‪ ،‬وان التجنيس لم يتجاوز ‪ 50‬الفا خلل خمسين عاما‪ ،‬وهي كذبة القرن‬
‫الماضي التي ل يستحي النظام من تكرارها برغم تفاهتها وبعدها الكامل عن الحقيقة‪.‬‬

‫وقد اصدرت الجمعيات السياسية بيانا ضد التجنيس السياسي ولكن النظععام الععذي يععتزعمه حمععد‬
‫بن عيسى لم يعد يلتفت الى مثل تلك البيانات لعلمه ان القائمين عليها لن يسععتطيعوا العمععل اكععثر‬
‫من ذلك‪ .‬والمطلوب ان تتحول جريمة التجنيس السياسي الى قضية وطنية تحظى باهتمععام اوسععع‪،‬‬
‫وتقدم الشكاوى الى الجهات الدولية بتهمة البادة‪.‬‬

‫ول يستبعد ان يكون الحاكم الطاغية مستهدفا بقضايا جنائية امام المحاكم الدولية لما يرتكبه من‬
‫جرائم البادة بحق شعب البحرين الصلي )شيعة وسنة(‪ .‬والمل ان تبدأ الجهععود المخلصععة لتضععييق‬
‫الخناق على هذه العصابة المجرمة العتي ل ترععوي ععن عمعل المنكعر وارتكعاب الجعرائم‪ ،‬ل بعد ان‬
‫يتوقف التجنيس السياسي ويعاد النظر في كل الجنسيات التي منحت منععذ حععل المجلععس الععوطني‬
‫في ‪ 1975‬تحت اشراف دولي‪ .‬يجب ان يفهم حمد بن عيسى وطغمته ان شعععب البحريععن ل يهيععن‬
‫ول يستكين ول ينام على ضيم ول يستسلم للمحتلين والطغاة‪.‬‬

‫من بيان لحركة أحرار البحرين السلمية |‪ 2009-10-23‬م‬

‫‪49‬‬
‫‪8‬‬
‫‪49‬‬
‫البرلمان بين التطبيع والتجنيس‬
‫‪9‬‬
‫الكاتب ‪ :‬قاسم حسين‬

‫اختار نواب كتلة »الوفاق« في الجلسة البرلمانية الخيععرة ارتععداء شععارات حمععراء عليهععا عبععارات‬
‫ترفض التجنيس السياسي‪ ،‬ضمن ما يسمح به المجلس من حركةٍ وحرية تعبير‪.‬‬

‫ة كبرى ُترتكب بحقّ هذا الوطن وأهله‪ ،‬يحتج عليهععا بعضععهم‬


‫ت من فراغ‪ ،‬فهناك خطيئ ٌ‬‫الحركة لم تأ ِ‬
‫ل‪ ،‬فيما يصمت آخرون خوفا أومصلحة وتقية سياسية‪ ،‬فالكل في البحرين خاسٌر من لعبة‬ ‫ت عا ٍ‬
‫بصو ٍ‬
‫التجنيس‪ ...‬التي ستؤسس لزمات اجتماعية جديدة‪ ،‬ومعاناة اقتصادية إضافية‪ ،‬وهزات سياسية في‬
‫المستقبل المنظور‪.‬‬

‫خضعت ععن توقيععع عريضعةٍ نخبويعةٍ‬ ‫ت سياسعيةٍ حملععة مشععتركة تم ّ‬ ‫ت جمعيعا ٍ‬‫قبل أشهر أطلقت س ّ‬
‫موّقعةٍ من ‪ 192‬شخصية وطنية ُرفعت إلى الجهات العليععا‪ ،‬تطععالب بوقععف التجنيععس ووضععع آليععات‬
‫جل‪،‬‬ ‫ذر إيصالها بصورة طبيعيععة تععم إرسععالها بالبريععد المسع ّ‬ ‫واضحة لمنح الجنسية البحرينية‪ .‬وحين تع ّ‬
‫فأعيععدت بحجععة أن فيهععا تجععاوزا للبرلمععان‪ ،‬ومخالفععة للدسععتور الععذي يعععترف للشععخاص بمخاطبععة‬
‫السععلطات العامععة كتابععة وبتععوقيعه‪ ،‬ول تكععون المخاطبععة باسععم الجماعععات إل للهيئات النظاميععة‬
‫جلة رسععميا فععي دواويععن الحكومععة تعتععبر‬ ‫والشخاص المعنوية‪ .‬ول ندري هل هععذه الجمعيععات المسع ّ‬
‫هيئات »نظامية« أم »غير نظامية«؟ وهل تمثععل أشخاصععا »معنويععة« أو »غيععر معنويععة«؟ واللععه إن‬
‫العاقل ليحتار في هذا البلد!‬

‫الجمعيات تعتقد أن الرسالة بخصوص التجنيس وصلت حتى لو ُرفض استلمها‪ ،‬فالقضية ل تحتمل‬
‫ح صوت الكثيرين من التحذير مععن أخطارهععا‬ ‫ةب ّ‬
‫مزيدا من المناورات والتلعب باللفاظ‪ .‬هناك مشكل ٌ‬
‫قد َ الخوف و»التقية« السياسية ألسنة آخرين‪ ،‬ممن بدأوا يكتوون بلهبها مععن الن فععي‬‫وأضرارها‪ ،‬وع َ َ‬
‫معاشهم اليومي‪ .‬أحدهم فاض به الكيل لععذهاب بيععوت السععكان الجديععدة إلععى »معشععر المجنسععين‬
‫الجدد«‪ ،‬بعدما رأى أحياء وفرجانا بكاملها تتبدل ديموغرافيا وثقافيا واجتماعيا‪ ،‬و»يتمزق في ضععراوة‬
‫النسيج المحلي لسبب الغرباء والطّراء الذين يقتحمون علينا مدننا مشفوعين بانتسابهم إلععى إحععدى‬
‫المؤسسات المعلومة الثلث« كما قال في صيحته وصحوته‪.‬‬

‫ن ثنععائي‬‫ق لنسيج اجتماعي ممتد عبر التاريععخ‪ ،‬لععوط ٍ‬ ‫القضية أكبر من أزمة إسكان‪ .‬إنها عملية تمزي ٍ‬
‫ة‪،‬‬
‫ول إلععى جععزرٍ منفصععلةٍ متباعععد ٍ‬
‫التكوين‪ ،‬يحمل اسما تاريخيا معب ّععرا عععن كينععونته‪» :‬بحريععن«‪ ،‬لُيحع ّ‬
‫ت مععن الكتععل البشععرية المتنععافرة المتصععارعة‪ ،‬علععى أرض صععغيرة‪ ،‬محععدودة المععوارد‬ ‫وبحيععرا ٍ‬
‫والمكانيات‪.‬‬

‫ة حديثعة‪ ،‬تضعم‬ ‫ت مدنيع ٌ‬‫ت ليست مستوردة من الخعارج‪ ،‬ولكنهعا مؤسسعا ٌ‬ ‫الجمعيات السياسية الس ّ‬
‫ت ومشارب فكرية مختلفة‪ .‬ومن الصعععب اتهامهععا فععي ولئهععا وحبهععا‬ ‫آلف الكوادر الوطنية من تيارا ٍ‬
‫وع بعععض القلم القصععيرة أفقعا‪،‬‬ ‫لوطنها‪ ،‬أوالمزايععدة علععى وطنيععة أعضعائها‪ .‬ومعن المعيععب أن تتطع ّ‬
‫والضحلة وعيا‪ ،‬للدفاع عن سياسةٍ تلقى كل هذه المعارضة الشعبية المعلنة والمكتومععة‪ .‬ولععو تفك ّععر‬
‫أحدهم فيما ينتظر أطفاله بعد عشرة أعوام‪ ،‬لدرك أيّ بئرٍ من الحماقة يترّدى فيها‪.‬‬

‫‪49‬‬
‫‪9‬‬
‫‪50‬‬
‫ح‪ ،‬ول يحتععاج إلععى فععذلكات ومماحكععات تععدل علععى سععطحيةٍ وانحسععار بصععيرة‪،‬‬
‫التجنيس شٌر فاض ٌ‬
‫‪0‬‬
‫فالخطر داهم‪ ،‬وقد بدأ الكثيرون يستيقظون ويضععجون‪ .‬واسععألوا مشععرفي ومععديري المععدارس مععن‬
‫ل خبير‪ .‬وإذا كانت كتلة »الوفاق« قععد قععامت بحركععة‬ ‫أبناء العوائل والقبائل قبل غيرهم‪ ،‬ول ينبئك مث ُ‬
‫احتجاجية هادئة في البرلمان‪ ،‬للتعبير عن اعتراضها على كارثة التجنيس‪ ،‬فماذا فعلت الكتل الخرى‬
‫التي أقسم نوابها على الدفاع عن مصالح الشعب وحفظ مصالح الوطن العليا؟‬
‫نشكركم جميعا على موقفكم التاريخي المشّرف من التطبيع معع »إسععرائيل«‪ ...‬ولكععن معاذا ععن‬
‫خطيئة التجنيس؟‬
‫صحيفة الوسط|العدد ‪2009-10-29 | 2610‬م الموافق ‪ 20‬ذي القعدة ‪ 1430‬هع‬
‫التجنيس العسكري نموذجا ً »الحلقة الثالثة«‬
‫خارطة طريق التجنيس السياسي في البحرين‪..‬‬

‫الكاتب ‪ :‬عباس المرشد‬

‫ل زلنا في مناقشة تصريح وزير الداخلية الخير حععول تاريععخ البحريععن ومجموعععة القضععايا الخععرى‬
‫التي أثار موجة من الغضب والستياء لقطاع واسع من المواطنين‪ .‬وفي الحلقتين السابقتين تناولنععا‬
‫تاريخ الهجرات في البحرين وتاريخ العيان كعينات من التاريخ القديم‬

‫وهنا سنتناول تحريف التاريخ المعاصر ومحاولة خلق تاريخ مختلف وذلك عبر القضععايا الععتي حععاول‬
‫وزير الداخلية المساس بها وفرض ذاكرة الهيمنة عليها‪.‬‬
‫يعتمد الوزير في تصريحه على أن فكرة إلقاء القاويل ومحاولة تحريف الوقائع كفيععل بععأن يخلععق‬
‫حقيقة جديدة‪ ،‬القاعدة التي استند إليها وزير الداخلية وسوف يستند إليها غيره مععن حملععة مشععروع‬
‫فرض ذاكرة الهيمنة تقععوم علععى أن السععيطرة علععى أي شعععب تحتععاج إلععى صععناعة تاريخيععة فلكععي‬
‫تسطير على شعب ما أصنع له تاريخا وأصنع له عظماء يلغون تاريخه ويحجبون عظماءه‪ ،‬كمععا فععي‬
‫خرافة الشعب اليهودي أو شعوب أخرى تم تطويعها عبر إلغاء تاريخها واستبداله بتاريخ آخر‪.‬‬
‫ومن اللفت أن القدر والحظ لم يسععاعدا الععوزير علععى السععتفادة مععن هععذه القاعععدة فمثععل هععذه‬
‫الفكرة ل تبدو أنها فكرة صائبة لن تجد لهععا تطبيقععا عمليععا علععى تاريععخ وحاضععر البحريععن ‪ ،‬فتاريععخ‬
‫البحرين وقضاياها غير قابلة لعادة التدوير وإعادة الصناعة‪ ،‬لسبب بسيط جدا هو عراقة تاريععخ هععذا‬
‫الشعب ووضوحه‪ ،‬رغم حععالت التلععبيس ومحععاولت الخفععاء والمصععادرة لععتراثه‪ ،‬ورغععم قععوة المنععع‬
‫والتعسف في معالجة قضاياه المعاصرة كالمشاركة السياسية والتجنيس والفقر والتمييز‪.‬‬
‫وفي إدراك المخععزون المععادي لععدى اصععطحاب مشععروع فععرض ذاكععرة الهيمنععة ينبغععي استحضععار‬
‫مجموعة الدوات والوسائل التي تعمل مجتمعة بحيث تأتي التصريحات الصحفية أو غيرها منسععجمة‬
‫ومتناغمة مع ركائز المشروع الكععبر وهععذا مععا يجعععل تصععريحات وزيععر الداخليععة ذات أهميععة لكونهععا‬
‫تكشف عن خطورة ما يحاك في الخفععاء‪ ،‬ولكشععفها عععن ضععراوة الحتكععاك القععائم والمسععتمر بيععن‬
‫ثقافتين إحداهما ثقافة مسالمة ذات طابع أهلي ملتصععقة بالععدليل التععاريخي يمثلهععا غالبيععة السععكان‬
‫وثقافة ثانية صراعية مسكونة بهواجس النموذج العسكري وتراث الفتح‪.‬‬

‫خارطة طريق التجنيس السياسي‬


‫أرقام التجنيس التي تحدث عنها وزير الداخلية كانت محل استغراب واسععتهجان ليعس للمععواطنين‬
‫وحسب بل حتى من قبل المجنسين أنفسهم‪ ،‬ومن المحايععدين أيضععا‪ ،‬وكعان السععؤال مطروحعا ععن‬
‫الطاقة السحرية التي يسبغها الوزير على الرقم سبعة آلف كمخرج قانوني وسياسعي معن فضعيحة‬
‫‪50‬‬
‫‪0‬‬
‫‪50‬‬
‫التجنيس‪ ،‬ففي كل مرة يتحدث فيها عن التجنيعس يسعرد الرقعم سعبعة آلف وبضععة أراقعم أخعرى‬
‫‪1‬‬
‫ليشكل خريطة مزيفة لزمة التجنيععس السياسععي‪ ،‬خريطععة تسععتند إلععى معبررات طائفيععة ومععبررات‬
‫إحصائية مغلوطة‪.‬‬

‫الغرض الواضح من نشر هذه الخريطة هعو مواجهعة جهعود القعوى الوطنيعة ومؤسسعات المجتمعع‬
‫المدني والفئات المناهضة لسياسية التجنيس العشوائي والتجنيععس السياسععي‪ ،‬إذا اسععتطاعت تلععك‬
‫القوى أن تكشف عن حقيقة وخطورة ما تقوم به السلطة من تجنيس عشععوائي وتجنيععس سياسععي‬
‫لغراض مشبوهة على رأسها تغيير التركيبة السكانية للبحرين‪.‬‬

‫بعيدا عن عدد الشيعة الذين جنسوا خلل الفترة الخيرة ‪ -‬وهي أعداد ضئيلة جدا مقارنة بغيرهم ‪-‬‬
‫يحاول الوزير أن يؤسس معيار الهجرة الدائمععة لنفععي وجععود سععكان أصععليين قبععل وجععود آل خليفععة‬
‫سنة ‪1783.‬‬
‫وكمحاولة تثبيت ذلعك يتعم الترويعج بشعكل متكعرر أن اسععتيلء آل خليفععة علععى البحريععن قععد وفععر‬
‫للجزيرة استقللها السياسي عن السيطرة اليرانية ومن جهة أخععرى ضععاعف فععرص أهععل الجزيععرة‬
‫اقتصاديا‪ .‬إن كون المجتمع البحريني مجتمعا حضريا يفقد أساس هذا الدعععاء فكععل مععن هععاجر إلععى‬
‫الجزيرة ظل فيها على الغلب ول يرحل من الوافدين إليها إل من لم يتأقلم مع مجتمعها الحضري‪.‬‬

‫وفي المقابل فإن هجرة السكان الصليين لم تحدث لول الحروب الدائمععة‪ ،‬الععتي فععاقت الخمسععة‬
‫عشر حربا في الفترة ‪ 9681 - 1783‬كان أبطالها قبائل ونخب حاكمة‪.‬وهذا يدحض فكععرة الرخععاء‬
‫القتصادي المترتب على عملية الستيلء فشهرة البحرين القتصادية وتمتعها بوفرة مالية كانت من‬
‫أهم السباب التي دفعت بتحالف العتوب ومن قبلهم للستيلء على البحرين‪.‬‬

‫إن خرافة السيطرة اليرانية تبعث على الخجل‪ ،‬إذ من المعيب أن يتحدث الجاهل بتاريخ البحريععن‬
‫عنها وكأنها محاولة لحوحة لتعميم الجهل على العارفين‪ .‬واحدة من أهم الوثائق التاريخية التي تعود‬
‫إلى نهاية القرن السادس عشر تذهب إلى الموال والضرائب المتحصلة من السكان لم تكن تذهب‬
‫لحاكم إيران إبان سيطرتها على البحرين بل يتم صرفها من قبل الزعمعاء العدينين )الفقهعاء( علعى‬
‫شق الطرق وإدارة المجتمع المحلي مقابل ضرائب تخص الغالي من اللؤلؤ وسفن الصيد فإذا كععان‬
‫المتحدث عن تاريخ البحرين يجهل علقة الحاكم المنصب مععن قبععل فععارس بالحععاكم المحلععي فهععل‬
‫يسوغ له أن يتحدث عن هجرة أهل البحرين وعن تاريخها ؟ وإذا كان يجهل علقععة إيععران بالمنطقععة‬
‫فهل يسوغ له أن يتفاخر بلقب المطهر والطارد للحتلل وهو غريب عن البلد ووافد إليها‪ ،‬ألم يقععرأ‬
‫المتبجحون في التاريخ أن حاكم البحرين الشيخ علي بن خليفة رفع العلععم اليرانععي أكععثر مععن مععرة‬
‫ورفع العلم العثماني مرة أخرى ودفع الجزية والضرائب لكثر من حاكم إقليمي؟‬

‫إن قليل من النصاف يكفي لن يتعرف الجميع على أن البحرين لها سكان أصععليون تعرضععوا مثععل‬
‫كثير من الشعوب إلى الضطهاد وإلى الظلم‪ ،‬ولجأ العديد منهععم إلععى البلد المجععاورة خوفععا وطلبععا‬
‫للمن‪ .‬وإذا كان بعض كتاب الصععحف تقمععص الموضععوعية وطععالب بالرقععام فليحكععل عينععه بأسععماء‬
‫الفقهاء المهاجرين إلى بلد الهند وإيععران والعععراق وليقععرأ أنسععاب السععر العلميععة كالسععيد عبععدالله‬
‫البهبهاني أحد قادة الثورة المشروطة في إيران ‪ 1905‬والخطيععب التسععتري وعائلععة السععيد حسععين‬
‫الغريفي وعشيرة البحارنة فععي العععراق والكععويت والمعارات ليجععد أن تراجمهععم تصععر علععى إرجععاع‬
‫نسبهم إلى البحرين‪.‬‬
‫‪50‬‬
‫‪1‬‬
‫‪50‬‬
‫‪2‬‬ ‫التجنيس العسكري نموذجا‬
‫بحسب أرقام وزير الداخلية فإن عدد الذين حصلوا على الجنسية البحرينيععة منععذ ‪ 2001‬ل يتجععاوز‬
‫خمسة عشر ألفا ولكن لنقلي نظرة على بعض الوقائع لنعرف مقدار الطاقة السحرية لعععدد سععبعة‬
‫آلف‪.‬‬
‫في عام ‪ 2001‬صدر قرار يحمل سمة السرية بتجنيس كافة أفععراد قععوة دفععاع البحريععن والغالبيععة‬
‫العظمى من منتسبي وزارة الداخلية‪ ،‬وبهذا تخلصت الحكومة من مأزقها الدستوري الععذي حاصععرها‬
‫لعدة عقود‪ .‬فبموجب النص الدسععتوري ل يجععوز توظيععف الجععانب فععي قععوة دفععاع البحريععن إل فععي‬
‫الحالت الطارئة و بالقدر الضئيل جدا‪.‬‬

‫ونظرا لغياب أية رقابة منذ ‪ 1975‬أصحبت قوة دفاع البحرين منقسمة إلى فئتين‪ ،‬فئة المععواطنين‬
‫الذين يختارون بعناية ووفق شروط طائفية وقبلية بالتحديد لذا تم حرمان الشيعة من النخراط فععي‬
‫قوة دفاع البحرين وتم حرمان المواطنين السنة من ذو الصول اليرانية ›‹ الهولة‹‹ أيضا وفتح باب‬
‫التوظيف أمام المواطنين السنة وتفضيل ذو الصول القبلية تحديدا‪.‬‬

‫أما الفئة الثانية فكعانت مشععكلة معن الجععانب المجلعوبين معن الردن ومعن بعاقي العدول العربيعة‬
‫وباكستان‪ .‬وكل الفئتين كانتا تعبران عن واقع السلطة وتأزم علقتها مععع المجتمععع‪ .‬فحرمععان قطععاع‬
‫كبير من المواطنين من التوظيف واللجوء إلى الجانب والوافدين ل يعني سوى وجود أزمة سياسية‬
‫لم تفلح الحكومة في وضع خطط علجية لها تنقذها من استحقاقات سياسية واجتماعية لحقة‪.‬‬
‫عندما تسلم وزير الداخلية الوزارة أثيرت مسععألة الجععانب فععي وزارة الداخليععة مععع وجععود طععابور‬
‫طويل من العاطلين البحرينيين‪ ،‬ووجود سياسية تمييز واضعحة بحعق توظيعف السعكان الشعيعة فعي‬
‫الوزارة‪ ،‬حتى هذه اللحظات لم تكن مشكلة التجنيس قد أخععذت إطارهعا الحععالي وهععو إطععار واسععع‬
‫وخطير بل أصبحت من أهم القضايا المقلقععة‪ .‬وقتهععا صععرح الععوزير الجديععد أن لععديه خطععة تجديديععة‬
‫لوزارة الداخلية وأن مسألة إحلل المواطنين بدل الجانب هععي مععن الولويععات الععتي سععيعمل علععى‬
‫حلها‪.‬‬

‫الوزير في تصريحه الخير يأتي على ذكر هععذه المسعألة ليقععول أن بحرنععة وزارة الداخليععة نجحعت‬
‫بنسبة ‪ %60‬وهو كلم قد يكون صحيحا ومعقول‪ .‬ولكن على الوزير أن يحيطنعا علمعا بععدد الجعانب‬
‫الذين أنهوا خدماتهم مع وزارة الداخلية مقارنة بعععدد أفععراد الشععرطة الععذين جنسععوا وبعععدد الفععراد‬
‫الذين تم جلبهم للعمل في الجهزة المنية وتم منحهم الجنسية البحرينية‪ .‬يقودنا ذلك إلى أن الوزير‬
‫لم يسعى لبحرنة وزارة الداخلية بقدر ما سعى إلى تجنيس وزارة الداخلية على غرار تجنيس وزارة‬
‫الدفاع وأن نسبة ‪ %60‬التي يتفاخر بها هي نسبة تعبر عن مشروع التجنيس داخل الجهععزة المنيععة‬
‫ول تعبر عن شيء آخر إل نادرا‪.‬‬

‫بناء على أرقام سكان البحرين الخيرة فإن زيادة المواطنين ارتفعت إلععى أكععثر مععن ‪ %4‬مقارنععة‬
‫بالمعدل الطبيعي وهو معدل الزيادة في عدد المععواطنين فهععل حععدثت طفععرة جينيععة أعقبهععا زيععادة‬
‫نسبة الخصوبة والتكاثر وفق المعدل الطبيعي فنحن نتكلم عععن رقعم يفععوق ‪ 100‬آلععف إنسععان فععي‬
‫غضون عشر سنوات‪ ،‬ول اعتقد أن مكتب الوزير يخلو من مدقق حسابات ليقععدم تقريععرا عععن عععدد‬
‫المواليد وعدد الوفيات خلل العشععر سععنوات ويضععيف إليهععم مضععاعفات الرقععم ‪ 7‬آلف ليعععرف أن‬
‫هناك فضيحة كبيرة ل تبقي الوزير في منصععبة لععو كععانت هنععاك مؤسسععات تشععريعية ورقابيععة قويععة‬
‫‪50‬‬
‫‪2‬‬
‫‪50‬‬
‫ومتمكنة من أداء عملها بشكل جيد‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫إن وزير الداخلية يعتقد أن التكاء على الطاقة السحرية لعدد سبعة آلف قد تعفيه مععن المسععاءلة‬
‫أو تجعله في مأمن من عواقب عملية التجنيس وما يترتب عليها من فضععائح‪ ،‬ولكععي يكععون الععوزير‬
‫صادقا مع كلمه في قانونية التجنيس فإننا نسأل سعادة الوزير عن مصير التلعب الذي حععدث فععي‬
‫تجنيس المغنية أصالة التي قالت أنها زودت بالجنسععية فععي ليلععة وضععحاها وهععل يعععرف أحععد مصععير‬
‫الجنسيات التي منحت خارج القانون وفق تقرير لجنة التحقيق التي شكلت في برلمععان ‪ 2002‬وأن‬
‫المستشار الحالي متورط في تجنيس غير قانوني؟ وماذا عن المقابلت التي وثقهععا فيلععم التجنيععس‬
‫العشوائي في البحرين ل يستطيع الوزير أن يقدم إجابة مقنعة تقنع النععاس بصععحة الرقعم السععحري‬
‫هععذا إذا أغمععض الجميععع عععن الحععالت اليوميععة والشععخاص الععذين يمكععن رؤيتهععم فععي الععوزارات‬
‫ومؤسسات الدولة وفي كل شارع وطريق‪.‬‬

‫القائمة التالية تبين بعض أسماء العلمععاء المهععاجرين والمهجريععن مععن البحريععن »القائمععة الصععلية‬
‫طويلة أوردها أحد الخوة من دون ذكر أسمه وله يرجع الفضل في الشارة إليها«‪.‬‬
‫السعععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععم‬
‫‪ -1‬السيد ماجد بن هاشم بن علي بن مرتضى بععن علععي بععن ماجععد الحسععيني العريضععي الصععادقي‬
‫الجدحفصي‪ -‬مكان الدفن‪ :‬شيراز‬
‫‪ -2‬السيد عبد الجبار بن الحسين بن عبد الرؤف بن أحمد بن حسين بن محمد بن حسن بن يحععي‬
‫بن علي الجدحفصي‪ -‬مكان الدفن‪ :‬شيراز‬
‫‪ -3‬الشيخ محمد بن الحسن بن رجب المقابي ‪ -‬مكان الدفن‪ :‬شيراز‬
‫‪ -4‬الشيخ صلح الدين بن الشيخ علععي بععن سععليمان بععن الحسععن بععن درويععش بععن حععاتم القععدمي‬
‫المشهور بأم الحديث ‪ -‬مكان الدفن‪ :‬شيراز‬
‫‪ -5‬الشيخ صالح بن عبد الكريم بن حسن بن صالح بن أحمد بعن إبراهيعم بعن كمعال الكرزكعاني ‪-‬‬
‫مكان الدفن‪ :‬اصفهان وله ذرية كاملة‬
‫‪-6‬الشيخ عبد الله ابن الشيخ علي بن أحمد البلدي البحراني‬
‫‪ -7‬السيد شبر ابن السيد علي ابن السيد مشعل الستري الغريفي البحراني‬
‫‪ -8‬الشيخ حسن ابن العلمة الشيخ حسين بن الشيخ محمد بن الشيخ أحمد بن إبراهيم بععن أحمععد‬
‫بن صالح بن أحمد بن عصفور الدرازي‪ -‬مكان الدفن‪ :‬الدرازي‬
‫‪ -9‬خلف ابن الشيخ عبد علي ابن العلمة الشيخ حسععين بععن الشععيخ محمععد بععن الشععيخ أحمععد بععن‬
‫إبراهيم آل عصفور الدرازي‬
‫‪ -10‬الشهيد الشيخ علي بن الشيخ عبد الله بن علي الشيخ عبد اللععه بععن الشععيخ علععي السععتري ‪-‬‬
‫مكان الدفن‪ :‬بندر لجنة‬
‫‪ -11‬الشيخ أحمد ابن الحاج محمد بن أحمد بن سرحان العكراوي‪ -‬مكان الدفن‪ :‬بندر لجنة‬
‫‪ - 12‬السيد محمد ابن السيد شرف الموسوي الجدحفصي البحراني ‪ -‬مكان الدفن‪ :‬بندر لجنة‬
‫‪ -13‬السيد عبد القاهر ابن السيد كاظم التوبلي المقابي‬
‫‪ -14‬الشيخ عبد الله بن نور الله ‪ -‬مكان الدفن‪ :‬اصفهان‬
‫‪ -15‬الشيخ حسن بن عبد الكريم بن صالح بن حسن بن أحمد بععن إبراهيععم بععن كمععال الكرزكععان‪-‬‬
‫مكان الدفن‪ :‬اصفهان‬
‫‪ -16‬الشيخ عبد الله ابن الحاج صالح بن جمعة بن شعبان بن علي بن أحمد بن ناصر بن محمد بن‬
‫عبد الله السماهيجي‪ -‬مكان الدفن‪ :‬بهبهان‬
‫‪50‬‬
‫‪3‬‬
‫‪50‬‬
‫‪ -17‬السيد عبد الله بن السيد علوي البلدي ابن السيد عتيق الحسين‬
‫‪4‬‬
‫‪ -18‬السيد حسين ابن السيد سليمان بن حسين بن عبد القاهر بن حسين التوبلي‪ -‬مكععان الععدفن‪:‬‬
‫المحمرة‬
‫‪ -19‬الشهيد السيد عبد الله بن السيد إسماعيل ابن السععيد نصععر اللععه ابععن السععيد محمععد شععفيع‪-‬‬
‫مكان الدفن‪ :‬قم أحد قادة الثورة المشروطة ‪1905‬‬
‫‪ -20‬الشيخ يوسف بن العلمة الشيخ خلف بن العلمة الشيخ عبدعلي‪ -‬مكان الدفن‪ :‬المحمرة‬

‫نشرة الوفاق|‪2009-10-30‬م‬

‫‪50‬‬
‫‪4‬‬
‫‪50‬‬
‫الجمعيات السنية و التجنيس‬
‫‪5‬‬
‫الكاتب ‪ :‬محمد العثمان‬

‫ل اعتقد ان الجمعيات السنية ل تملك الجرأة لقول رأيها حععول التجنيععس الحاصععل فععي البلععد‪ .‬إذًا‪،‬‬
‫لماذا الغياب – في هذه الونة‪ -‬عن تسجيل موقف من هذه القضية الحساسة؟!‬

‫دأبت الجمعيات السنية على ان ترفع عقيرتها فعي الملفعات السياسعية الععتي تمتلعك ضعوء أخضععر‬
‫للحديث بشأنها‪ ،‬في حين تسجل الغياب تلو الغياب عن المشاركة السياسععية وتقععديم وجهععة نظرهععا‬
‫في القضايا الخرى ومنها ملف التجنيس‪ ،‬أحد أكبر الملفات الحساسة وعلى رغم ذلععك فععإن هععذا ل‬
‫يعني غياب أعضاء الجمعيات السنية عن المناكفات المتعددة في المجالس الهلية حول هذا الملف‪.‬‬

‫المناكفات السياسية التي يطرحها أعضاء تلك الجمعيات في المجالس )بصفتهم الشخصية( لمععاذا‬
‫ل تطرح ضمن شكل وقالب سياسعي يمثعل وجهعة نظعر الجمعيعة؟ ببسعاطة‪ ،‬إن ذلعك يرتعب تحليل ً‬
‫للموقف المتخذ من قبلهم‪ ،‬مما يستتبع اتخاذ مواقف على جعانبين؛ جعانب السعلطة وجعانب جمهعور‬
‫الناخبين‪.‬‬

‫السلطات في كل مكان في العالم تستند إلى مبدأ اللعب المعروف “اللععي تغلععب بععه ألععب بعه”‪.‬‬
‫فتقيم السلطات الروابط الوثيقة مع أدوات مخلصة في تبعيتها‪ ،‬خاصة ممععن يبصععمون علععى بيانععات‬
‫وينشرونها مدفوعة الجر في بعض الصحف‪ .‬هذه العلقععة مفععروغ منهععا؛ إنمععا يعنينععا أمععر النععاس أو‬
‫بالحرى الناخبين‪.‬‬

‫ل تجرأ الجمعيات السنية )اليوم( على القول إنها مع التجنيس‪ ،‬كما كانت بالمس ترسل خطابععات‬
‫الشفاعة مصحوبة بقوائم للتجنيس‪ ،‬خاصة مع ظهععور النتععائج السععلبية علععى قطاعععات عريضععة مععن‬
‫البحرينييععن فععي الخععدمات السععكانية والصععحية وغيرهععا‪ ...‬وهععي ل تسععتطيع )اليععوم( أن تقععف ضععد‬
‫التجنيس‪ ،‬ولو على شكل بيان باهت عديم الجدوى‪ ،‬حيث اقتراب موعد النتخابات‪ ،‬وموقععف الضععد‪،‬‬
‫سوف يسبب لها وضعا ً مربكا ً في انتخابات ‪ .2010‬ناهيك عن “زعل” السلطة‪.‬‬

‫قضية التجنيس هي قضية عادلة تحتاج إلى محامي وطني‪ ،‬وليس طععائفي معيععاره تغييععر التركيبععة‬
‫الديموغرافية للبلد‪ ،‬وكأنه يقول لو تم تجنيس أبناء طائفتي فإنني ل أمانع من ذلك لن ذلك لن يغيععر‬
‫التركيبة! التجنيس بحاجة إلى حعوار وطنعي وعقعول تفكعر بعالبحرين ل بطوائفهعا‪ ،‬حعوار خعالي معن‬
‫أبطال الطوائف!‬

‫‪1/11/2009‬‬

‫‪50‬‬
‫‪5‬‬
‫‪50‬‬
‫بين التجنيس السياسي و جريمة البادة‬
‫‪6‬‬
‫الكاتب ‪ :‬السيد المستقل‬

‫موضوعي هو تساؤل حول ما يجري فععي البحريععن مععن توزيععع الجنسععية للرهععابيين و الفاشععلين و‬
‫المرتزقة و القبليين هل هو تجنيس سياسي كما تدعي و تسمية الجمعيات السياسية ام هو جريمععة‬
‫ابادة شعب و يعاقب عليها القانون الدولي ؟‬

‫ما هو حاصل في البحرين هو عقاب جماعي و انتقععام مععن المعارضععة الوطنيععة بمععا ان المعارضععة‬
‫التي ترفض الضلم و تقاوم الفساد اغلبيتهم من الطائفة الشيعية لععذلك قععامت العصععابة الفاسععدة و‬
‫الغير شرعية بتجنيس اشخاص من السنة لمحاولة تغيير التركيبععة السععكانية و ال فععان العلمععانيين و‬
‫السنة المعارضين لسياسات النظام الدكتاتورية هم ايضععا يشععملهم هععذا العقععاب و ايضععا بسععبب ان‬
‫ة العععزل والتطهيععر فععي البحريععن‬‫مصطلح الغلبية الشيعية كان مورد قلععق لهععذا النظععام ‪.‬إن سياسع َ‬
‫والتي تمارسها بوضوح اليوم العصابة الحاكمة‪ ،‬تضع الساسععات والقواعععد والوقععود لهععذه النزاعععات‬
‫ة بين المواطنين‪ .‬و اهدافة الغير معلنة هعي تغييععر التركيبعة السعكانية )التجاهعات‬ ‫تمهيدا ً لحر ٍ‬
‫ب أهلي ً‬
‫والثقافات( و إحداث الخلل في التوزيع العددي للسكان‪.‬‬

‫قق‬ ‫ون الهوية الوطنية للبحرين ‪ ,‬ولكي تتح ّ‬ ‫و خنق القنوات الثقافية والجتماعية والسياسية التي تك ّ‬
‫ن الوقود البشري المجنس المستخدم للتنفيععذ ُيراعععى أن يكععون مسععتوردا ً‬ ‫أهداف هذا المخطط‪ ،‬فإ ّ‬
‫من مناطق ودول معينة و من مناطق معينة و من قبائل معينة معروفة خلفياتها و توجهاتهععا ‪ ،‬تكععون‬
‫ونت معععه تاريخعا ً طععويل ً مععن‬
‫السلطة قد خُبرت إخضاعه لمشاريعها التخريبيععة‪ ،‬أمنيعا ً وسياسععيًا‪ ،‬وكع ّ‬
‫التطويع للوامر وسياسات القمع‪ .‬وبحكم التكوين البدوي لهؤلء المستجلبين للستيطان ومحدوديععة‬
‫ن تجييرهم من ِقبل السععلطة يكععون أسععرع وأكععثر ُيسععرا ً ‪ .‬كمععاجرى‬ ‫خلفياتهم الثقافية والبداعية؛ فإ ّ‬
‫التركيز على توطين هذه المجموعات البشععرية المسععتجلبة فععي مسععتوطنات ثابتععة ومتنقلععة لتععؤدي‬
‫الغرض التخريبي المستقبلي بنحو كامل‪.‬‬

‫ن هناك انتباها ً إلى توزيع مواقععع التواجععد الععوظيفي للمسععتوطنين ال ُ‬


‫جععدد‪ ،‬فععإلى جععانب‬ ‫و كذلك فإ ّ‬
‫ن تواجععدهم المهنععي‬ ‫ساسععة‪ ،‬فععإ ّ‬
‫كزهم في وزارات الدفاع والداخليععة والمؤسسععات الحكوميععة الح ّ‬ ‫تر ّ‬
‫والوظيفي بدأ يتسع ليشمل المهن العامة والخاصة‪ ،‬وهو ما ُيشير إلى طابع التغلغععل السععريع داخععل‬
‫البناء الجتماعي والقتصادي في البحرين‪ ،‬مع ما يترتب على ذلك من انعكاسات ثقافيععة واقتصععادية‬
‫في غير صالح المواطنين‪.‬‬

‫تقرير البندر الذي كشف عنة المستشار السابق الدكتور صلح البندر‪ ،‬يشير الى ان مجلس الدفاع‬
‫ة تعتبر المواطنين‬ ‫ة سري ً‬ ‫العلى الذي اعضائة جميعا من العائلة الحاكمة يعتبر مسئول عن وضع خط ً‬
‫ة – تعمععل كحكومععة ظععل "تقريععر‬ ‫الشيعة خطرا ً على النظام الحاكم‪ ،‬وعليه تم تأسيس شععبكةٍ سععري ً‬
‫البندر" من أجل عزلهم في جميع أوجه ومظاهر الحياة‪ .‬و لكن القوى المعارضة و الوطنية لم تقاوم‬
‫التقرير و لم تستغلة بشكل مناسب و بعضهم شكك في التقرير و الخر توقع بععان التقريععر هععو مععن‬
‫صنع المخابرات البريطانية او البحرينية و اختلفت التحليلت ‪ ,‬و لكن لععم يتععم رفععع دعععوى ضععد هععذا‬
‫النظام على هذا التصرف الحمق و المؤامرة الخبيثععة علععى سععكان البلععد الصععلين ‪ ,‬وتؤكععد تقععارير‬
‫ودراسعات أن النسععبة الطبيعيععة للتزايععد السعكاني فعي الععالم تععتراوح بيعن ‪ 3‬و ‪ 4‬فععي المئة‪ ،‬إل أن‬
‫‪50‬‬
‫‪6‬‬
‫‪50‬‬
‫البحرين ومن خلل مشروع السلطة في التجنيس قفزت نسبة سععكانها خلل عععام واحععد مععن ‪750‬‬
‫‪7‬‬
‫ألف نسمة في ‪ 2006‬ليبلغ بحسب المصادر الرسمية مليونا ً و ‪ 46‬ألف عا ً و ‪ 418‬نسمععععة حععتى شععهر‬
‫سبتمبر ‪ 2007,‬وهو ما يثير التساؤلت حععول ارتفاع هذا الفارق في سنة واحدة‪ .‬وسععط كععل ذلععك‪،‬‬
‫مازالت الشكوك تحوم حول التعداد الحقيقي للسكان‪ ،‬فعدد المجنسين لعم يتعم العلن لحعد الن و‬
‫نحن لزلنا نعتصم و نرفع عرائض !!!‬

‫اطلقت على هذا التجنيس بجريمة البععادة لن هععذة العصععابة و بالتحديععد ملععك البحريععن حمععد بععن‬
‫عيسى حيث هو من قام بالتجنيس و مسؤل عنة بشكل مباشر و لن اقول عنة تجنيس سياسي لن‬
‫كلمة التجنيس هي كلمة قانونية من حيث القانون و المبدا و لكن حقيقية ما يجري في البحرين هععو‬
‫مؤامرة و ابادة شعب و استيطان قبائل من شتى الرض فقط ليحمو هذا النظام و يعطععوة شععرعية‬
‫في مؤسساتة و يكونو ادوات لتحقيق مشاريعة الفاسدة و هم شعب جديد ليحل محل سععكان البلععد‬
‫الصلين لمعاقبتهم بتهمة واحدة و هي انهم يعارضون الظلععم و يريععدون تحقيععق العععدل و السععلم و‬
‫النسععانية و المسععاواة بيععن المععواطنين ‪ .‬و اليععام القليلععة الماضععية اثبتععت لكععم ان الرهععابيون هععم‬
‫المجنسون و قامو بتصدير الرهاب لدول الجععوار و ليععس شعععب البحريععن المسععالم الععذين تريععدون‬
‫القضاء علية‬

‫و عتبي على اللجنة الوطنية لمناهضة التجنيس هي الكف عن سياسة المناشدة و السقف النععازل‬
‫حيث دستور البحرين ينص على ان الشعب هو مصدر السلطات فل داعي لن نتكلم وكاننا غععرب او‬
‫خجولين نحن اصحاب حق و قوة ‪ ,‬و العتب الثاني على البيان الختامي حيث نحن كشعب ل نطععالب‬
‫فقط بوقف التجنيس و اعادة النظر في قانون التجنيعس بعل نطعالب بطعرد كعل معن يحمعل جعوازا‬
‫بحرينيا و تم تجنسية بطريقة تخالف دستور البحريععن الغيععر عقععدي و طردهععم و لنبععدا بتطععبيق هععذا‬
‫القرار على الشيعة اول و بعدها على السنة ‪.‬‬

‫و دعواتي العى الجمعيععات السياسعية و الحركعات و التيععارات و الجهعات الحقوقيععة و الععى الرمععوز‬
‫الوطنية والمخلصة الى اعادة قرائة التسمية و هي التجنيس السياسععي الععتي هععي خلف قنععاعتي و‬
‫الى تصعيد الموضوع على المستوى الدولي لن هذا التصعيد هو السلح الخيععر و المتععاخر ايضععا ان‬
‫تم تفعيلة حيث لم يبقى ال شهرين على ‪ 2010‬و اكتمععال المشععروع التخريععبي لرض اوال ‪ .‬لنكععم‬
‫تذكرون يا قادة الجمعيات و الحركات عندما خرج ثلث سكان البحرين الصليين على شارع جيععان و‬
‫عبر عن رفضة لهذا المشروع لم يستحي النظام على نفسة و لم يفتح قنوات حععوار معكععم اصععل و‬
‫لو حصل هذا الشي في يلدان اوربية و متقدمة لطيحت حكومات و هععذة العصععاية الفاسععدة تعيععش‬
‫على منطق قولو ما شئتم و نحن نفعل ما نشاء و ايضعا بخصععوص العريضععة النخبويعة و ل اعلعم معا‬
‫الذي سيحصل لها ‪ .‬اذا لماذا ل تبحثو عن ما يوجع النظععام ؟ ل يكفععي فقععط ان نوصععل رسععالة الععى‬
‫العالم باننا مظلومون لن يفيدنا العالم في شععي و التاريععخ يثبععت صععحة كلمععي بععل يجععب ان نعمععل‬
‫بوحدة و بقوة و ايضا بالطريقة التي توجعة سواء برفع دعوى ضدة في محكمة جنائيععة بتهمععة ابععادة‬
‫السكان الصلين او غيرها من الخطوات الضاغطة اما فعالياتكم الحالية مع كععل احترامنععا و تقععديرنا‬
‫لجهودكم المباركة و على راسعهم الشعيخ حسعن سعلطان ال ان التاريعخ البحرينعي و معرفتنعا بهعذة‬
‫العائلة منذ نهبها لرض اوال قبل ‪ 200‬سنة و معرفتنا بما يوجعها و بأالعيبها و بخططهععا لععن تجععدي‬
‫نفعا فيجب ان نعتبر من التاريخ ‪.‬‬

‫ل اريد الطالة و لكن في ختامي كلمي اقول للعصابة الفاسدة بععان مشععروع التجنيععس و التمييععز‬
‫‪50‬‬
‫‪7‬‬
‫‪50‬‬
‫التي تطبقينة لن يغير من الواقع شي فسكان البلد الصليين حتى لو لم يكونو اغلبية بالعدد سنكون‬
‫‪8‬‬
‫اغلبية في وحدتنا و مقاومتكم حتى تحقيق العدل و المساواة و ارجاع كععل ذي حععق حقععة منععذ ‪200‬‬
‫سنة و ما نهب من اراضي و ما سرق من اموال او سقطو شهداء ‪ .‬لن يغفععر لكععم شعععب البحريععن‬
‫خطاياكم و سيحاسبكم عليها و سيحاكمكم في الععدنيا و المطبليععن لسياسععاتكم و المنععافقين الععذين‬
‫اغلبهم هم ليسو من سكان البلد الصليين لن ينفعوكم و لو كل الرموز المعارضة اعطتكم الشرعية‬
‫فشعب البحرين سيقاومكم و هذا الجيل هو جيل التغيير و جيل الثارات و العمل و المقاومة المدنية‬
‫ضدكم ‪.‬‬

‫مرفق هو تعريف البادة الجماعية‬


‫البادة الثقافية‬
‫وتهدف جريمة إبادة الجنس البشري ‪ Genocide‬إلى قتل الجماعات أو المجموعة البشرية بوسائل‬
‫مختلفة‪ ،‬وتعتبر من العمال الخطيرة الععتي تهععدد أمععن وسععلمة المجتمععع لنهععا تععؤدي إلععى إبععادة أو‬
‫اضطهاد كائنات إنسانية كليا ً أو جزئيعا ً بسعبب طعبيعتهم الوطنيعة أو العرقيعة أو السععللية أو الدينيععة‪.‬‬
‫وهي ترتكب بصورة عمدية ول تنحصععر آثارهععا علععى الوضععع الععداخلي للدولععة الععتي تقععع فععي نطععاق‬
‫حدودها القليمية وإنما تمتد حععتى إلععى السععرة الدوليعة بسععبب أثارهععا الشععاملة‪ .‬وهععي ليسععت مععن‬
‫الجرائم السياسية و إنما تعد من الجرائم العمدية العادية حتى وان ارتكبت بباعث سياسي‪.‬‬
‫ومما يتعلق بانتهاكات حقوق النسان وجريمة إبادة الجنس البشري سياسععة الضععطهاد الطععائفي‪،‬‬
‫والتمييز والتحقير لسباب ثقافية واجتماعية‪.‬‬

‫تحديد مفهوم جريمة إبادة الجنس البشري‪:‬‬


‫نصععت اتفاقيععة منععع إبادةالجنععاس البشععرية والمعاقبععة عليهععا لعععام ‪ 1946‬علععى أحكععام الجريمععة‬
‫المذكورة‪ ،‬فالبادةيقصد بها التدمير المتعمد للجماعات القومية أو العرقية أو الدينية أو الثنية‪،‬ويععراد‬
‫بكلمة أو مصطلح ‪ genocide‬في اللغة اللتينية )قتللجماعة(‪ ،‬فقد اقترن اسم وشيوع مصطلح جريمة‬
‫البادة مع النازية أول ً حيث جرى قتلمليين البشر بسبب دينهم أو أصلهم العرقي واعتبرت الجريمععة‬
‫مععن نمععط الجععرائم ضدالنسععانية حععتى ولععو لععم تكععن الجريمععة إخلل ً بالقععانون الععداخلي للنظمععة‬
‫المنفذةلها‪.‬‬
‫ولشك في أن ارتكاب الفعالبقصد التدمير الكلي أو الجزئي لجماعات قومية أو إثنيععة أو عنصععرية‬
‫أو دينية‪ ،‬يقع منخلل صور متعددة وسععواء أكععانت الجريمععة بصععورة مباشععرة أم التحريععض عليهععا أم‬
‫بالتآمر علىارتكابها‪ ،‬وسواء كان ذلك أثناء السلم أم الحرب‪ .‬فقد جاء في المععادة الثانيععة منالتفاقيععة‬
‫ما يلي ‪:‬‬
‫<في هذه التفاقية تعني البادة الجماعية أيعا ً مععن الفعععال التاليععة ‪ :‬المرتكبععة ععن قصععد التععدمير‬
‫الكلي أو الجزئي لجماعة قومية أو إثنية أو عنصرية أو دينية‪ ،‬بصفتها هذه‪:‬‬
‫‪1‬ع قتل أعضاء من الجماعة‬
‫‪ 2‬عإلحاق أذى جسدي أو روحي خطير بأعضاء من الجماعة‬
‫‪3‬ع إخضاع الجماعة عمدا ً لظروف معيشية يراد بها تدميرها المادي كليا أو جزئيا‬
‫‪4‬ع فرض تدابير تستهدف الحيلولة دون إنجاب الطفال داخل الجماعة‬
‫‪5‬ع نقل أطفال من الجماعة عنوة إلى جماعة أخرى> ‪.‬‬
‫وهذه الفعال الجراميععة يعععاقب عليهععا القععانون سععواء مععن خلل البععادة الفعليععة أو بالتععآمر علععى‬
‫ارتكاب البادة الجماعيععة أو التحريععض المباشععر والعلنععي علععى ارتكابهععا أو فععي محاولععة ارتكابهععا أو‬
‫الشتراك فيها ويتعرض للمسؤولية القانونيععة أيُ شععخص كععان حععتى ولععو كععان مسععؤول ً دسععتوريا ً أو‬
‫‪50‬‬
‫‪8‬‬
‫‪50‬‬
‫موظفين عامين أو أفرادًا‪ .‬كما أن هذه الجريمة ل تسقط بمرور الزمان‪.‬‬
‫‪9‬‬
‫ويتضح من ذلك أن قتل الجماعات يحصل بطرق أو وسعائل مختلفعة منهعا‪ :‬عع النعوع الول ‪:‬البعادة‬
‫الجسدية وهو يتمثل في قتللجماعات بالغازات السامة أو العدام أو الدفن وهععم أحيععاء أو القصععف‬
‫بالطائرات أوالصواريخ أو بأي وسيلة أخرى تزهق الرواح‪.‬‬

‫السيد المستقل ‪1/11/2009‬‬

‫‪50‬‬
‫‪9‬‬
‫‪51‬‬
‫المجنسين فى البحرين و التحول الى الرهاب‬
‫‪0‬‬
‫الكاتب ‪ :‬آفاق‬

‫تنسيق إرهابي بين تنظيمات المجنسين فى البحرين المنتمين الى القاعدة و الخليا الرهابيععة فععى‬
‫الكويت لزعزعة امن الخليج‬

‫الكويت ‪:‬‬
‫كشفت محاكمة متهمين في خلية إرهابيععة مععن المجنسععين فععي البحريععن عععن وجععود ارتبععاط بيععن‬
‫المتهمين وبين بعض العناصر المتهمة فععي الخليععة الرهابيععة فععي الكععويت الععتي كععانت تنععوي تفجيععر‬
‫معسكر »عريفجان« بدولة الكويت‪ .‬ويتهم في الخلية البحرينيععة أردنععي يحمععل الجنسععية البحرينيععة‪،‬‬
‫فيما يتهم في الخلية الكويتية أردني يحمل الجنسية البحرينية بالمثل‪ .‬واسععتمعت المحكمععة الكععبرى‬
‫الجنائية إلى شهادة ضباط المن الععذين أشعرفوا علععى التحريععات الععتي قععادت للقبععض علععى الخليعة‬
‫المكونة من شخصين‪.‬‬

‫وذكر أحد الضباط أنهم ضبطوا صورا لدى المتهمين لبراج وبنايات في شارع الملك فيصل وصورا‬
‫للقاعدة الميركية‪ ،‬مضيفا ً أنهم ضبطوا سلحا ً وعيارات نارية عددها ‪ 30‬لدى المتهمين‪.‬‬

‫وأشار إلى أن المتهمين لم يستثنيا مهاجمععة المصععالح فععي البحريععن أو دول الخليععج‪ ،‬كمععا أن احععد‬
‫المتهمين التقى بأحد الشخاص في دولة الكويت بخصوص العملية التي كانوا يعدون لها‪.‬‬

‫وأكد الضابط أن معلومات وردت إليه أكدت وجود صلة بيععن أحععد المتهميععن وأحععد أعضععاء تنظيععم‬
‫القاعدة في الكويت‪.‬‬

‫وكانت الجهزة المنية البحرينية اعتقلت في أبريل الماضي شابين في العشرينيات من العمر في‬
‫منطقة »الرفاع«‪.‬‬
‫وكانت الجهزة الرسمية في الكويت أعلنت عن بدء التحقيق مع ستة أعضععاء فععي شععبكة إرهابيععة‬
‫كانت خططت لتفجير معسكر »عريفجان« الكويتي ومبنععى امععن الدولععة‪ ،‬وتععبين لحقعا ً ضععلوع أحععد‬
‫الردنيين الذي يحمل الجنسية البحرينية في العملية‪.‬‬

‫وكانت مصادر كويتية أكععدت للصععحافة » إن الخيععط الول الععذي أوصععل رجععال المععن إلععى ضععبط‬
‫الشبكة هو أردني يحمل الجنسية البحرينية موقوف في البحرين كان قبل اعتقاله قام بزيارة صديق‬
‫له في الكويت تعرف عليه عبر النترنت‪ ،‬وهذا الصديق هو المتهم الول في شبكة التخطيط لتفجير‬
‫معسكر عريفجان«‪.‬‬

‫على صعيد متصل أكد مصدر في المعارضة البحرينيعة لعع »العدار« ان مثعل هعذه الخليعا الرهابيعة‬
‫شكلت احد المنطلقات الساسية لرفض المعارضععة سياسععة التجنيععس القائمععة رسععميا الن‪ ،‬كونهععا‬
‫تفسح المجال امام تسلل الرهابيين الى داخل المملكة للعبث بمقدرات المن الوطني‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫‪0‬‬
‫‪51‬‬
‫وفععي الكععويت كشععفت مصععادر امنيععة عععن تحععرك جهععاز امععن الدولععة الكويععتي لمتابعععة مجريععات‬
‫‪1‬‬
‫التحقيقات في مملكة البحرين مع المتهمين في الشبكة الرهابية البحرينيععة والععتي تععم ضععبطها بعععد‬
‫احباط مخطط تخريبي عزمت القيام به‪.‬‬

‫وذكر المصدر ان التحقيقات التي قامت بها السلطات البحرينية مع المتهميععن كشععفت عععن وجععود‬
‫علقة بين متهم بحريني الجنسية من اصل اردني على صلة بأحد المتهمين ويحمععل نفععس الجنسععية‬
‫فععي شععبكة »عريفجععان« الرهابيععة والععتي تععم ضععبطها فععي الكععويت فععي وقععت لحععق‪ ،‬حيععث دلععت‬
‫العترافات على وجود اتصالت مشبوهة بين الطرفين‪.‬‬

‫واكد المصدر ان جهاز امن الدولة الكويتي ل يزال بانتظار التقارير المنية من السلطات البحرينية‬
‫لمد يد التعاون في تطويق تلك الشبكة بعد توثيق وجود العلقة بين الشبكتين‪.‬‬

‫‪04-11-2009‬‬

‫‪51‬‬
‫‪1‬‬
‫‪51‬‬
‫تستدعي النظر‬
‫‪2‬‬ ‫مشاهد حية من السلسلة البشرية‬

‫الكاتب ‪ :‬يوسف ربيع‬

‫ليععس مسععتغربا ً أن يكععون التجنيععس السياسععي جاذب عا ً للجمععاهير البحرينيععة وأقطابهععا فععي العمععل‬
‫السياسي‪ ،‬فقد تجاوبت تلك الجماهير مع دعوة المشععاركة فععي المشععاركة فععي السلسععلة البشععرية‬
‫المناهضة للتجنيس السياسي والتي أطلقتها الجمعيات السياسية الست‪.‬‬

‫وذلك للتعبير عن استيائها من هععذا الفعععل الشععنيع الععذي يسععتنزف خيععرات الععوطن ويهععدد هويععتيه‬
‫الوطنية واستقراره‪.‬‬
‫وكي أتجنب الجدال في هذا الموضوع أكتفي بوضع القارئ والمتابع في عمق‪ ،‬ثمععة مشععاهد حيععة‪،‬‬
‫سواء أثناء انعقاد السلسلة البشرية أو ما تلها من تفاعلت‪.‬‬

‫المشهد البرز يكمن في تلك الجموع الغفيرة من المواطنين التي خرجت من بيوتها يععوم الجمعععة‬
‫الماضي بشتى انتماءاتهم وأطيافهم‪ .‬لن نختلف كعثيرا ً بيعن معن أحصعى المشعاركين بعألفي شععخص‬
‫)حسب تقديرات وزارة الداخلية( وبين من ذهب بعشرين ألفا ً )حسب تقديرات المنظمين(‪ ،‬ما نريد‬
‫أن نشير إليه أن تجمعا ً يقدر بألفي شخص في مكان واحد يدفعنا إلى السؤال عن الععدافع وراء هععذا‬
‫الحشد الجماهيري ووجاهته بالنسبة إلى هؤلء المجتمعين!‬

‫ل أود السترسال أيضا ً في الحديث عن الناحية التنظيمية الععتي بععدأت لفتععة فععي هععذه السلسععلة‪،‬‬
‫سواء من حيث الشعععارات المرفوعععة أو اللععتزام بالمععاكن المحععددة وسععط سععيطرة تامععة للععونين‬
‫الحمر والبيض للدللة عن علم الدولة‪.‬‬
‫هذا العدد الععذي امتععد طععول ً مععن مسععجد الفاتععح حععتى المتحععف الععوطني أل يسععتدعي أن تشععمله‬
‫الصحافة البحرينية باهتمامها‪ .‬بالمناسبة صحيفتان فقط أفردتا تغطية لهذه الحععدث فععي حيععن يبقععى‬
‫السؤال قائما ً عن البقية!؟‬

‫ل أود أن أكون قاسيًا‪ ،‬فمهنة الصحافة من المهن المقدرة وتحمل فععي طياتهععا ثقل ً مهني عا ً خطيععرًا‪،‬‬
‫ولكن من حقنا أن نتساءل هل تجمعات »أهل القصيد« و»بيع الحمام والصقور« تعد أكثر أهمية في‬
‫العراف الصحافية من حدث السلسلة البشرية؟! لست في مقام تعليععم الخريععن فنععون الصععحافة‪،‬‬
‫ل خبراتهم الصحافية الطويلة‪ ،‬وأتصور أنه لو فتشععتت دواخلهععم لسعّروا لععك‬ ‫در لدينا وج ّ‬
‫فأكثرهم مق ّ‬
‫بقولهم »نحن أسرى لشععيء رفيععع اسععمه السياسععة« الععتي أفسععدت البلد والعبععاد بفعععل التجنيععس‬
‫السياسي‪ ،‬وامتدت نحو منع الصحافة من أداء دورها وهي السلطة الرابعة!‬

‫أتذكر ممازحة من قبل أحد المشاركين يقول لي‪» :‬أل تعتقععد أن هععذه الجمععوع يمكععن أن تسععتثمر‬
‫بطريقة أخرى؟« فقلت لعه‪ :‬كيعف؟ قعال بنشعر فعي الصعحافة أن هعذه الجمعوع المتراصعة خرجعت‬
‫للترحيب بالمسؤول الفلني أو الضيف الفلني‪ .‬فقلت له‪ :‬فعي اضعطراب المعوازين علينعا أن نتوقعع‬
‫الكثير من اللم مع ضياع الحقيقة! مشهد آخر يختصععر فععي طيععاته كععثيرا ً معن الوطنيععة الععتي حملهععا‬
‫رجال المرور والمن وشرطة المجتمع‪ ،‬فقد كانوا مخلصين ومتفانيين فععي أداء دورهععم عععبر تنظيععم‬
‫السلسلة البشرية التي خرجت ترفع الستنكار والرفض للتجنيس السياسععي‪ ،‬وكنععت أشععيد بععدورهم‬
‫‪51‬‬
‫‪2‬‬
‫‪51‬‬
‫وأتفحص في عيونهم وكأن لسان حالهم يقول‪ :‬نحن أكثر مععن يعععاني مععن فعععل التجنيععس هععذا عععبر‬
‫‪3‬‬
‫منافسة جحافل المجنسين الذين ينعمون بالمتيازات التي توفرها الدولععة فععي قطعاع المععن‪ ،‬سععواء‬
‫في الخدمات السكانية أو الرواتب المجزية أو في التوظيف المستمر لبنائهم وغيرها ل يحصى!‬

‫مشهد ثالث لفت انتباهي هو ذلك التفاعل والندماج اليجابيان اللذان كنا نشهدهما ونلمسهما مععن‬
‫قبل المواطنين الموجودين في سياراتهم‪ ،‬فقد كانوا مشاركين فعل ً في السلسععلة بمختلععف ألععوانهم‬
‫وأشكالهم‪ ،‬بل إن بعضهم كان يحرص على طلب البوسترات الورقية لوضعها على سيارته‪ ،‬وبعضهم‬
‫وح بالسلم‪ ،‬وآخر يرفع إشارة النصر ‪،‬وهذا من شأنه أن يطععرح إشععكال ً آخععر عععن التقععديرات‬ ‫كان يل ّ‬
‫للمشاركين‪ ،‬سواء كانوا واقفين أو راجلين أو راكبي سيارات!‬
‫علععى أن المشععهد الععذي اسععتفزني ودفعنععي للكتابععة عععن هععذه السلسععلة صععورة طفععل مععن بيععن‬
‫المشاركين يحمل لفتة تقول‪ :‬التجنيس السياسي يهدد مستقبلي! هذا المشهد أخععذني إلععى زمانيععة‬
‫ما بعد ‪ 20‬سنة كيف سيكون حال هؤلء الطفال حين يكبرون‪ ،‬هل ستفي الدولععة لهععم باحتياجععاتهم‬
‫السكانية والتعليمية والصحية والخدمية بالشكل المناسب ونحن نعيش ونعرى بععالعين المفتوحععة معا‬
‫يعانيه قطاع الخدمات من تراجع بفعل التجنيس السياسي الذي بات يشكل عبئا ً على كاهلها؟ يبقععى‬
‫أن أشير إلى أن السلسلة البشرية المناهضة للتجنيس التي أحسن المنظمون في عقدها قد فتحت‬
‫الباب من جديد على مسألة امتلك المعارضة إلى العلم المرئي وحقها في الحصول علععى قنععوات‬
‫إعلمية مرئية تغطي أنشطتها وأخبارها‪ ،‬وتسهم بها في التنمية الشاملة لهذا الوطن‪ ،‬وهو حق كفلعه‬
‫الدستور وضمنته مقولت الصلح السياسي في البلد بوصفه جانبا ً مهما ً فععي ترسععيخ حريععة التعععبير‬
‫ومسؤولية الكلمة‪.‬‬

‫إننا بحاجة في هذا الوطن إلى القليل من النصععاف فععي موضععوع أمسععى مععن أشععد الموضععوعات‬
‫خطرا ً على هويععة هعذا الشععب ومقعدراته‪ ،‬وأتصععور أنععه يسعتدعي وقفعة جعادة وعاجلععة نقعوم فيهععا‬
‫بمراجعة للضوابط التي على أساسها تم تجنيس هععذا العععدد الكععبير مععن المجنسععين والععدوافع الععتي‬
‫كانت وراء هذا التصرف ومدارسة الحلول في التعامل مع هذه العداد!؟‬
‫وأعتقد أن ذلك أكثر جدوى من الحديث عن الحجارة المرمية والبيوت الععتي مععن زجععاج‪ ،‬ومحاولععة‬
‫ن لها الحترام والتقدير‪ .‬المسألة إذا ً تتعلق بمصير‬ ‫اختصار المسألة في بعض السر والقبائل التي نك ّ‬
‫شعب ومقدرات‪ ،‬وهذا وحده يكفي للتوقف‪.‬‬

‫نشرة الوفاق |‪2009-11-06‬م‬

‫‪51‬‬
‫‪3‬‬
‫‪51‬‬
‫أنفلونزا التجنيس‪!..‬‬
‫‪4‬‬
‫الكاتب ‪ :‬ولء درويش‬

‫ه‬
‫راح الظلم يتسمُر بأفئدت ِ‬
‫وها هو خاضع لعوامل قاسية‬
‫ل الواقع الحديدية‬‫مقيد بسلس ِ‬
‫هو الوطن الذي يبحث عن وطن!‬
‫عفوا ً وطني‪ ...‬استفحلت الخليا السرطانية في جسدك‬

‫محال ً بعض الشيء!‬ ‫وبات العلج ُ‬


‫س وآلم‪...‬‬‫هواج ُ‬
‫ج كالركام‪...‬‬‫أفوا ٌ‬
‫مخلوقات مختلفة الطباع‪ ...‬غريبة‪ ...‬اخترقتنا كالسهام‬
‫فمن دون عناء‪ ..‬أو شقاء‬
‫بيت‪ ..‬سيارة فارهة‪ ..‬منصب ووسام‪!..‬‬
‫هو حالك يا وطن!‬
‫التجنيس السياسي‪ ..‬ينخُر في عظامك‬
‫والفقر يجوب مدنك الخائفة‬
‫الحرمان‪ ..‬يحّلق في »زرانيقك« اليتيمة‬
‫البطالة‪ ..‬تعربد ُ بين القرى المتوترة‪!..‬‬
‫وثمة مواقف مؤلمة‪ ..‬واقعية‪ ..‬كانت نتيجة هذا التجنيس الغاشم‬
‫نقلها البعض‪ ..‬وعلمات الدهشة‪ ..‬والمرارة‪ ..‬ترتسم على قسمات وجوههم‪.‬‬

‫* »أحدهم يعمل سائقا ً«‬


‫فينقل الحادثة ويقول‪ :‬جثة ضخمة‪ ..‬تحتل رقعة كبيرة‪ ..‬لها صععوت غليععظ‪ ..‬أوقفتنععي‪ ..‬عنععد مطععار‬
‫البحرين الدولي‬
‫وبعربية مفتتة خاطبني قائ ً‬
‫ل‪ :‬أمبي أروح السعودية‪.‬‬
‫من لهجته تيقنت أنه من أصل يمني‪..‬‬
‫ل‪ :‬أوكي‪ ،‬اركب بوصلك‪.‬‬ ‫أردفت قائ ً‬
‫في الطريق قطع تيار الصمت وقال‪ :‬عّرفني على البحرين ومدنها بعدين ودني السعودية‪.‬‬
‫ابتسمت‪ ..‬وظننت أنه سائح يتعرف على دول الخليج‪ ..‬أخذت أتجول معه من مكعان إلعى آخعر قعد‬
‫غطينا الكثير من المدن‪.‬‬
‫كر قليل ً وتمتم بكلمات لم أفهمها‪ ،‬وقال‪ :‬فيه مدينة عندكم اسمه على اسم الملك مالكم؟‬ ‫ف ّ‬
‫تعجبت من سؤاله!؟‬
‫ت بنبرة هدوء يغلب عليها العجب‪ :‬مدينة عيسى هي مدينة على اسم المير الراحل‪.‬‬ ‫قل ُ‬
‫قاطعني بخشونة‪ :‬ل‪ ،‬ل‪ ،‬اسم الملك مالكم!‬
‫‪51‬‬
‫‪4‬‬
‫‪51‬‬
‫قلت‪ :‬نعم‪ ،‬مدينة حمد‪.‬‬
‫‪5‬‬ ‫قال‪ :‬إييييييييي أنا هناك عطوني بيت وهذا جوازي!‬
‫مّرا ً!‬
‫صفعني بقوة‪ ..‬أحرق قلبي‪ ..‬أسقاني ُ‬
‫ل يعرف حتى حروف البحرين‪ ..‬ل يجيد العربية‪ ..‬ل يعععرف منععاطق البحريععن وقراهععا‪ ..‬حععتى اسععم‬
‫الملك ل يدري ما هو! ويحصل على بيت قبل أن يهطل في أرض البحرين؟! عجيب!‬
‫سألته‪ :‬وكيف حصلت على بيت؟‬
‫قال‪ :‬ما أدري‪ ،‬أنا حصلت وظيفة بالسعودية‪ ،‬لكن مريت ترانزيععت فععي البحريععن وحصععلت الجععواز‬
‫وبيت!‬
‫آآآآآهٍ عليك وطني‪ ..‬فأنت فريسة لذئاب العصر‪ ..‬ينهشون جسدك‪ ..‬ويقتلعون جذورك البيضاء‪.‬‬

‫****‬
‫* »سائق تاكسي ينقل حادثة كالعلقم«‬
‫فلنتذوقها معا ً‪!...‬‬
‫كنت واقف عند المطار‪ ..‬ركب وياي واحد يمني وّيا عائلته ويش كثرهم‪..‬‬
‫وسألته‪ :‬وين تبي تروح؟‬
‫تلعثم‪ ..‬فهو ل يجيد اللغة العربية‪..‬‬
‫ناظرني بطرف عينيه وأعطاني ورقة‬
‫قال‪ :‬قالوا لي هذا البيت مالي في هذي المنطقة‬
‫رفع السائق حاجبيه متعجبًا! ليش إنت ما تدري وين بيتكم؟!‬
‫أنا أول مرة أجي البحرين وقبل ما أوصل عطوني جواز وبيت فما أدّلي مكان‪.‬‬
‫أحس السائق وكأن أحدا ً نزع قطعة من قلب ِ‬
‫ه‪ :‬فأنعا ابععن الععوطن‪ ..‬أقنععط فععي شعقة ضععيقة‪ ..‬وهععذا‬
‫مدلل يلهث من خيرات وطني!‬ ‫الغريب ُ‬

‫نشرة الوفاق | ‪2009-11-06‬م‬

‫‪51‬‬
‫‪5‬‬
‫‪51‬‬
‫دقها الناس عن التجنيس!‬
‫إشاعة وص ّ‬
‫‪6‬‬
‫الكاتب ‪ :‬مريم الشروقي‬

‫واب رئيععس كتلععة الصععالة السععلمية النععائب‬ ‫قرأنا بالمس تصريح النائب الّول لرئيس مجلس النع ّ‬
‫غانم البوعينين‪ ،‬عن دعمه لسياسععة التجنيععس‪ ،‬كمععا قرأنععا وسععمعنا انتقععاده الشععديد لتحريععك بعععض‬
‫الجمعيات السياسية عريضة لمناهضة التجنيس! بصراحة نحن معك يا »أبععو فضععل« فععي كععل كلمععة‬
‫دا له إن كان في خير أهل وطننا‪ ،‬ولكن عندما تقععول بأّنعك تععدعم‬ ‫قلتها‪ ،‬ونحن مع التجنيس ولسنا ض ّ‬
‫التجنيس حفاظا على عروبعة البحريععن‪ ،‬فإننععا هنعا لسعنا بأطفععال تطعمعونهم الحلععوى ليسعكتوا عمعا‬
‫تقولون!‬

‫نريد أن نعرف إن كان النععائب الفاضععل صعّرح كلمععه بالنيابععة عععن كتلتععه أو بالصععالة عععن نفسععه‪،‬‬
‫فالشاعات كثيرة‪ ،‬ومدينة الحد نفسها تشهد على جريمة التجنيس‪ ،‬وإن كنعت ل تعلعم فادخعل الحعد‬
‫ققت وتتكّلم عنها‪.‬‬ ‫من شارعها الوسطي‪ ،‬لترى مدى العروبة التي تح ّ‬

‫سسععات الدولععة حجععم‬ ‫هل تحتاج البحرين إلى هذا الكم الهائل مععن التجنيععس؟ وهععل تسععتوعب مؤ ّ‬
‫حة؟‬ ‫الناس الذين يرتادونها؟ وهل البحرين كبيرة إلى هذا الحد بحيث أصبح التجنيس ضرورة مل ّ‬
‫ل يحتاج أهل البحرين إلى من يشاركهم وظائفهم ول في رزقهم ول في أرضهم‪ ،‬ومععا تقولععونه مععا‬
‫هو إل إشاعة تريدون أنتم تسويقها‪ ،‬مقابل جريمة لن ُتنسى في التاريخ البحريني‪.‬‬

‫وكمثال يا ابن ديرتي أتكّلم عن مدينة الحد التي هععي مهبععط رأسعك ورأسععي‪ ،‬فعإن مععدينتي كععانت‬
‫ظة في يوم مععن‬ ‫معقل لهل العروبة‪ ،‬وكان جيراننا معروفين عند بعضهم البعض‪ ،‬ولم تكن الحد مكت ّ‬
‫ما ول قالبا‪.‬‬
‫اليام بهذا الكم الهائل من المجّنسين الذين ينطقون العربية ول يعرفون معناها‪ ،‬ل ك ّ‬

‫دة طويلععة‬‫لقد عشنا مع اليمني والسوري والفلسطيني واليراني‪ ،‬المجّنسين في حدود وجودهم م ّ‬
‫دة التي أمضععوها فععي منطقتنععا‪ ،‬والععتي ُتحتسععب‬ ‫قون الجواز البحريني‪ ،‬للم ّ‬‫في هذا البلد‪ ،‬وهم يستح ّ‬
‫كل لنا أزمة هوّية وحفرة سوداء لن نسععتطيع الخععروج‬ ‫لهم ولهلهم‪ ،‬أما التجنيس السياسي‪ ،‬فلقد ش ّ‬
‫منها ال ّ بحلول استراتيجية واضحة‪.‬‬
‫ل تبخس على أهل وطنك يا أخي مناهضة التجنيس‪ ،‬فهم متضّررون منه أكععثر مععن كععم التعليقععات‬
‫مية التجنيس‪ ،‬تلك الشاعة الععتي ُتضععحك وُتبكععي‪ ،‬ول ُتفيععد أحععدا‪ ،‬ول‬ ‫التي ذكرتها في كلمك‪ ،‬عن أه ّ‬
‫دقها الناس‪.‬‬ ‫يص ّ‬

‫نحن أبناء الوطن ونحن من نحميه ونذود عنه في الوقات العصيبة‪ ،‬كما فعل أجدادنا فععي السععابق‬
‫في حرب دامسة وغيرها‪ ،‬أما أن ُندخل غريبا على دارنا‪ ،‬ونم ّ‬
‫كنه من أهلنععا وعرضععنا وبيتنععا ومعاشععنا‬
‫حته‪.‬‬
‫ورزقنا‪ ،‬فلو أتيت بأسباب الدنيا لن تقنعنا بص ّ‬

‫إن الطائفية البشعة بين السنة والشيعة خلقت هذه الزمة ‪ -‬أزمة التجنيس ‪ ،-‬واليععوم وعععى عقلء‬
‫السنة والشيعة الى دور المؤسسة الدينية‪ ،‬التي ل تحافظ على دم البحرينيين‪ ،‬وتجعلهم فععي صععراع‬
‫مة‪ .‬يا عقلء السّنة والشيعة‪ ،‬أنتم أهل‬ ‫دائم مع بعضهم البعض‪ ،‬لينشغلوا عن أمورهم الحقيقية والمه ّ‬
‫الوطن الصليين‪ ،‬وأنتم من تحّبون وطنكم بإخلص‪ ،‬وبعيععدا عععن التّرهععات الععتي تتكل ّععم عععن الزحععف‬
‫‪51‬‬
‫‪6‬‬
‫‪51‬‬
‫الشيعي في البحرين‪ ،‬فإننا اليوم فعي ظعل زحعف المجّنسعين بتصععديق بععض الجمعيعات السياسععية‬
‫‪7‬‬ ‫للسف الشديد!‬
‫صحيفة الوسط| العدد ‪2009-11-06 | 2618‬م الموافق ‪ 18‬ذي القعدة ‪ 1430‬هع‬

‫‪51‬‬
‫‪7‬‬
‫‪51‬‬
‫كلفة التجنيس‬
‫‪8‬‬
‫الكاتب ‪ :‬نزيهة سعيد‬
‫»تصل الكلفة الضافية التي تضاف سنويا إلى ميزانيععة الخععدمات فععي المملكععة إلععى ‪ 150‬مليععون‬
‫دينار بحريني تقريبا لتغطي تكلفة التجنيعس السياسععي الععذي اعتمعدته الحكومعة منعذ ععدة سععنوات‬
‫والذي جّنس ما مقداره ‪ %15‬من سكان البحريعن العذين بلعغ ععددهم فعي التععدادات الخيعرة ‪1.1‬‬
‫مليون نسمة«‪.‬‬

‫هذه ليست أقوالي أو استنتاجاتي بععالطبع‪ ،‬ولكنهععا أقععوال واسععتنتاجات اللجنععة الوطنيععة لمناهضععة‬
‫التجنيس السياسي التي نظمت قبل حوالي عشرة أيام سلسلة بشرية للتعبير عن سخط جماهيرها‬
‫ومؤيديها معن التجنيععس السياسععي والعدعوة ليقعافه لمنعع هعدر أمععوال الدولعة فععي تعوفير وظعائف‬
‫وخدمات إسكانية وخدمات صحية وتعليم‪ ،‬وطععرق وغيرهعا لمععن ل يربطهعم بتاريععخ هععذه الجزيععرة ل‬
‫ذكرى ول أهزوجة أو موال بحري‪ ،‬ولمن ل ينطقون العربية أحيانا‪.‬‬

‫عندما يطالبون ونطالب بوقف الزحف على ما كان يجب أن يكون من حقوق آبائنا وإخوتنا وأبنائنععا‬
‫من وظائف وبيوت وخدمات صحية‪ ،‬عندما يشاركنا من ل ولء في قلبه لتراب هذا الوطن في لقمععة‬
‫عيش وحبة دواء وسقف حنون‪ ،‬عندما يثقلون كاهل ميزانية الدولة لتوفير المزيد من الخدمات بععدل‬
‫من تطويرها وتحسينها‪ ،‬عند ذلك كله يجب أن تنظر الحكومة مجددا في مخططاتها‪ ،‬وتوقف النععزف‬
‫الهائل الذي تتسببه هذه السياسة من ميزانية الدولة المحدودة الموارد‪ ،‬الصغيرة المساحة‪ ،‬الكثيرة‬
‫في عدد السكان ع بالنسبة إلى المساحة ع ‪.‬‬

‫أهل وسهل بكل زائرينا‪ ،‬والقلب يسع لكل وافععد ومقيععم وأجنععبي‪ ،‬أمععا الجمععوع الععتي أقحمععت فععي‬
‫مجتمعنا ل تربطها بنا إل مسكن حصلت عليه لمجرد وطئها المملكة ل يتوافر لها فععي بلععدها وحفنععة‬
‫من النقود ترسل أكثر من نصفها لبلدها الصععلي نهايعة كعل شعهر‪ ،‬فليععس معن المنطقععي أن نقبلهعا‬
‫ونتقلبها وأبناء البلد عاطلون‪ ،‬مرضى ومن دون مأوى‪ ،‬وهم يعيشون في رغد رغم وصولهم إلى هذا‬
‫البلد منذ سنوات قليلة‪.‬‬

‫سأسكت وسع»آكععل تبععن« إذا كعانوا يحملععون شععهادات جامعيعة تسععد عيوننععا‪ ،‬ومععؤهلت تعليميععة‬
‫وخبرات عملية تزيد من تنافسيتنا القتصععادية وتطععور مسععتوياتنا التعليميععة أو الطبيععة أو الخدماتيععة‪،‬‬
‫ولكن من يشاركنا كعكة العيد هم أنصاف جهلة‪ ،‬بعضهم ل يفك الخط‪ ،‬وبعضععهم ل يفقععه العربيععة ول‬
‫النجليزية ويتعامل بلغته الم )من ضمن مئات اللغات القادمة من آسيا( حتى يومنا هذا‪.‬‬

‫لست أقلل من قدر أحد‪ ،‬أو أدعو لطععرد أحععد أو لنبععذ عععرق أو جنسععية ولكععن علينععا العععتراف أن‬
‫استمرار هذا الزحف هو خطر بحجععم خطععر الحتلل وبحجععم خطععر الحععرب‪ ،‬يععدمر ثقافتنععا‪ ،‬تاريخنععا‬
‫واقتصادنا ببطء‪.‬‬

‫موقع أسواق ‪ -‬العدد ‪ 40‬الحد ‪ 8‬نوفمبر ‪ 2009‬الموافق ‪ 21‬ذو القعدة ‪ 1430‬هع‬

‫‪51‬‬
‫‪8‬‬
‫‪51‬‬
‫التجنيس‪ ...‬هي الزوجة الثانية‬
‫‪9‬‬
‫الكاتب ‪ :‬عبدعلي حمزة العصفور‬

‫مسكين شعب البحرين‪ ،‬هذا الشعب الوفي المخلص لوطنه وحكومته‪ ،‬ول يجحععد أحععد فععي العععالم‬
‫مدى طيبتععه وخلقعه‪ ،‬وطالمعا نسععمع معن كععل زوار العععالم أن هعذا الشعععب يتحلعى بأحسعن الخلعق‬
‫والمعاملة‪ ،‬فهل يستحق هذا الشعب أن تزاحمة ضرة؟ والمقصععود بالضععرة الزوجععة الثانيععة‪ ،‬وأعنععي‬
‫بذلك الجنسيات أي يشاركه آخرون في لقمة العيش القليلة ومساحة الرقعة اليابسععة القليلععة الععتي‬
‫يحدها البحر من كل الجهات‪ ،‬فهل هذه الجزيرة الصغيرة تستوعب هععذه الجيععوش مععن المتجنسععين‬
‫من كل حدب وصوب؟‬

‫كل الشعب بكافة طوائفة وفئاته يستصرخ ويستغيث من الغععزو المنظععم‪ ،‬فقععد شععاركته جنسععيات‬
‫وقوميات وثقافات مختلفة في كل شيء‪ ،‬بعضهم استولى على رزق وعمل كفيله السابق‪ ،‬وشهدت‬
‫قاعات المحاكم منازعات مالية وشجارا واغتصابات وحتى وصلت إلى جرائم بشعة غير معتاد عليهععا‬
‫هذا الشعب الطيب‪ ،‬وثابت كل ذلك فيما تتناقلة الصحف‪.‬‬

‫دث ول حرج‪.‬‬
‫أما بشأن الستيلء على أرزاق المواطنين وخصوصا الكفيل السابق للمتجنس ح ّ‬

‫‪ -‬ذاك المهندس المواطن الذي يملععك مكتبععا هندسععيا ويسععتعين بمععوظفين أجععانب بعضععهم عنععدما‬
‫حصل على الجنسية أول عمل قام به فتح مكتب هندسي منععافس لمكتععب كفيلععه السععابق‪ ،‬واتصععل‬
‫بكافعة المقعاولين العذين كعان يتعامعل معهعم كفيلعه السعابق واسعتطاع أن يتعامعل معهعم بأسعلوب‬
‫المنافسة غير الشريفة‪.‬‬

‫‪ -‬وتلك العيادة التي يديرها المواطن البحريني انبرى الطبيب الجنععبي الععذي يعمععل فيهععا للحصععول‬
‫على الجنسية‬

‫ومزاولة الطب باسمه وقام بالتصال بالمرضى الذين يتعاملون مع عيعادة كفيلعه السعابق وجرهعم‬
‫لعيادته‪.‬‬

‫‪ -‬وذلك الميكانيكي الجنبي الذي يعمل لدى كفيله بعد أن حصل الجنسية استطاع أن يفتععح كراجععا‬
‫خاصا به ويستولي على عملء كفيله السابق‪.‬‬

‫‪ -‬وتلك المؤسسة المحاسععبية العريقععة اسععتقدمت بعععض المحاسععبين وعنععد حصععول أحععدهم علععى‬
‫الجنسية البحرينية فتح له مؤسسة محاسبة باسمه ومارس العمل ونافس كفيله السابق وأساء إلى‬
‫مهنة المحاسبة واستولى على الموال المودعة لديه‪ ،‬وشهدت المحاكم قضايا من هذا‬

‫النوع خصوصا عندما تتعلق تلك المحاسبة بالتركات‪ ،‬وقد كتبت الصحف عن هذا الموضوع‪.‬‬

‫‪ -‬وأخيرا وليس آخر‪ ،‬مهنة الشرف والنزاهة والمانة لم تسلم من تلك اليععدي وتععم السععطو عليهععا‬
‫باسم القانون‪ ،‬فكم من مكاتب المحاماة تعاني الكساد ول يسععتطيع المحععامي البحرينععي دفععع حععتى‬
‫‪51‬‬
‫‪9‬‬
‫‪52‬‬
‫إيجار المكتب وبدل استهلك الكهرباء‪ ،‬كل ذلك نتيجة الغزو والمنافسة غير الشريفة من قبل بعععض‬
‫‪0‬‬ ‫المحامين الذين حصلوا على الجنسية حديثا‪.‬‬

‫وكاتب هذه السطر هو أحد الضحايا‪ ،‬فقد استقدم مستشارا عربيععا وبعععد مضععي ‪ 15‬عامععا قضععاها‬
‫هذا المستشار في عز ونعمة ل يستطيع أن ينكرها وحال حصوله على الجنسععية تنكععر لهععذه النعمععة‬
‫وركلها وفتح‬

‫مكتب محاماة باسمه في نفس المبنى بعد أن اسععتطاع التصععال بالشععركات الععتي أعطععت تععوكيل‬
‫لكفيله السابق وطلب منها إلغاء ذلك التوكيل وعمل توكيل له وعقود أتعاب مباشرة إليه بعععد إلغععاء‬
‫العقود بينها وبين كفيله السابق دون الرجوع إلى كفيله واستولى على ملفاتهم لكون تلععك الملفععات‬
‫كانت تحت يده بصفة أمانة لنه كان يعمل في مكتب كفيله‪ ،‬وخوفا من تقععديمه للمحاكمععة الجنائيععة‬
‫بتهمة خيانة المانة والستيلء على الملفات والمستندات التي تحت يده والمنافسة غير المشععروعة‬
‫وتضليل الموكلين وانطلقا من المثل المصععري »ضععربني وبكععى وسععبقني واشععتكى« ابتععدع دعععوى‬
‫عمالية يزعم أن له مستحقات نهاية الخدمة عن طيلة ‪ 15‬عاما الععتي عمععل فيهععا و«جرجععر« كفيلععه‬
‫في المحاكم العمالية بدعوى كيدية ل صحة لهععا‪ ،‬واسععتند فععي دعععواه علععى أوراق كععانت تحععت يععده‬
‫بصفة أمانة وقد أنصف الحععق الكفيععل ورفضععت الععدعوى أمععام محكمععة أول درجععة لنعععدام التبعيععة‬
‫ولكون المدعي يمارس أعمال خاصة به دون علم صاحب المكتب‪ ،‬ولكنععه أي المحععامي العربععي لععم‬
‫ض ذلك الحكم فتقدم باستئنافة ومازالت الدعوى أمام محاكم الستئناف‪.‬‬ ‫يرت ِ‬

‫وكل هذه الوقائع التي ذكرتها آنفا كانت تحت بصر وبصيرة كبار المسععئولين فععي الدولععة المعطععاة‬
‫وما زيارة احد المسئولين في وزارة الداخلية إلى إدارة الجنسععية والجععوازات إل دليععل علععى تفععاقم‬
‫موضوع الجنسية ودخول عناصر ل يرغب الوطن فيهم مما سيجرونه على البلد من بلوى‪.‬‬

‫س بسععبب هععذا‬‫الوطن يستغيث من تلك الضرة الجديدة )الجنسية(ويرفضععها لمععا تشععهده مععن مععآ ٍ‬
‫التجنيس‪ .‬ول أقصد كل المجنسين‪ ،‬فهناك الشرفاء منهم والععذين تفخععر وتتبععاهى البحريععن بتمتعهععم‬
‫بالجنسية لما قدموه من إنجازات للوطن في المجال العلمي والقتصادي والقضائي والرياضي‪ ،‬أمععا‬
‫من سعى للجنسية بقصد الحصول على السجلت التجارية له ولسرته ‪ -‬وتشهد بذلك وزارة التجارة‬
‫‪ -‬فل‪ ،‬لذلك تهافت المجنسون على أكبر عدد من السجلت كما سبق أن أوضحنا‪.‬‬

‫إن الشعب والحكومة الرشيدة ترفضه ول ترغب بوجوده في هذه البلد فليعد إلى موطنه الصعلي‬
‫بعيوبه التي جاء بها؛ لن الرض الطيبة ل ترضى بالزرع المعيععب ول يرضععى الشعععب بضععرة جديععدة‬
‫ليست من ثوبه وعاداتها وتقاليدها تختلف عن عادات وتقاليد هذا البلد‬

‫وإن أصدق من كتب في هذا الموضوع أستاذي الدكتور حسين محمد البحارنة فععي كتععابه مراجعععة‬
‫لقانون الجنسية البحرينية في ضوء سياسة التجنيس الجنبي فعي البحريعن فقعد ذكعر البحارنعة »أن‬
‫القانون الدولي ومواثيق حقوق النسان الدولية ل تلزم الدولة بتجنيس الجانب المقيمين فيها إقامة‬
‫عادية وبصورة شرعية‪ ،‬ما داموا يحملون وثائق السفر التي تثبت جنسياتهم الصلية‪ ،‬ولكن القععانون‬
‫الدولي يقر لهععؤلء الجععانب المقيميععن فععي الدولعة والمرتبطيععن بوظععائف أو بأعمعال خاصععة بحكععم‬
‫وجودهم الشرعي في هذه الدولة‪ ،‬أن تضمن لهم هذه الدولة الحد الدنى من المعاملعة الععتي يتمتعع‬
‫بها مواطنو هذه الدولة‪ ،‬وفقا لحكام دستورها‪ ،‬وهعذه المعاملعة تععرف فعي القعانون العدولي بالحعد‬
‫‪52‬‬
‫‪0‬‬
‫‪52‬‬
‫الدنى للعدالة )‪.(The minimum standard of justice‬‬
‫‪1‬‬
‫يراجع بذلك كتاب مراجعة لقعانون الجنسععية البحرينيععة فععي ضععوء سياسععة التجنيععس الجنععبي فععي‬
‫البحرين الصفحة )‪(156‬الفقرة )‪.(2‬‬
‫الوسط| العدد ‪ | 2630 :‬الربعاء ‪ 18‬نوفمبر ‪2009‬م الموافق ‪ 01‬ذي الحجة ‪ 1430‬هع‬

‫‪52‬‬
‫‪1‬‬
‫‪52‬‬
‫التجنيس السياسي في البحرين عود على بدء‬
‫‪2‬‬
‫الكاتب ‪ :‬منى عباس فضل‬

‫ونت أخيرا ً‬
‫في سياق فعاليات الضغط الشعبي الذي تتزعمه »لجنة مناهضة التجنيس السياسي«‪ ،‬تك ّ‬
‫سلسلة بشرية ضخمة قدرت باللف في العاصمة المنامة رافعععة شعععار »ل للتجنيععس السياسععي«‪.‬‬
‫كما سبقها بفترة وجيزة تقديم عريضة نخبوية موقعة من ‪ 192‬شخصية إلععى الملععك تطععالب بوقععف‬
‫التجنيس ووضع آليات لمنح الجنسية‪ .‬وكرد فعل عليهععا امتنععع الععديوان الملكععي عععن تسععلمها بحجععة‬
‫تعارضها مع المادة »‪ «29‬من الدستور التي تنص رسميا ً على أن »لكل فرد أن يخععاطب السعلطات‬
‫العامععة كتابععة وبتععوقيعه‪ ،‬ول تكععون مخاطبععة السععلطات باسععم الجماعععات إل للهيئات النظاميععة‬
‫والشخاص المعنويين«‪ .‬أعقبها بأيام دخول نواب كتلة الوفاق قاعة البرلمان وعلى صدورهم شععارة‬
‫كتب عليها باللون الحمر الفاقع »ل للتجنيس‪.‬‬

‫في هذا الشأن‪ ،‬ثمة مخاطر سياسية وأمنية واقتصادية واجتماعية استراتيجية بالغة الخطععورة تشععي‬
‫بأن النظام دخل منعطفا ً جديدا ً في تعامله مع قضية التجنيس‪ ،‬ما حدا بع»لجنععة مناهضععة التجنيععس«‬
‫التعقيب على رفض الديوان الملكي تسلم العريضة ببيان لم تتجععرأ الصععحافة المحليععة علععى نشععره‬
‫طأ التفسير الرسمي للمععادة‬ ‫خ ّ‬
‫برغم ما يشاع عن وجود أجواء لممارسة حرية الرأي والتعبير‪ .‬البيان َ‬
‫)‪ ،(29‬وذكر بأنها تبين بوضوح حق الفععراد والهيئات النظاميععة والشععخاص المعنععويين فععي مخاطبععة‬
‫السلطات‪ ،‬وأن ما ورد في التصريح الرسمي بربط العريضعة بالجمعيععات السععت الععتي تعأّلفت منهعا‬
‫»لجنة المناهضة« هو قول مغلوط‪ ،‬إذ وّقعت عليهععا شخصععيات وطنيععة واجتماعيععة معروفععة بصععفتها‬
‫الشخصععية‪ .‬وبخلف النظععر عععن الجععوانب القانونيععة‪ ،‬فاللجنععة تجععد أن قضععايا اجتماعيععة وسياسععية‬
‫واقتصادية خطيرة كقضية التجنيس يجب عدم حصر الحوار بشأنها بيععن السععلطة ومجلععس النععواب‪،‬‬
‫لما في ذلك من تجاهل لدور القوى السياسية ومؤسسات المجتمععع المععدني والشخصععيات الوطنيععة‬
‫دث ضررا ً بمبدأ الحوار الوطني بين السلطة والشعب‪.‬‬ ‫ومواقفها‪ ،‬ما يح ِ‬

‫من جهة متصلة‪ ،‬صحيح أن وزير الداخلية أدلى بتصريحات سابقة عن نيععة وزارتععه مراجعععة سياسععة‬
‫التجنيس‪) ،‬بالمناسبة وردت على خلفية إعلن جهات رسمية كويتية عن تحقيقها مع ستة أعضاء من‬
‫شبكة إرهابية كانت تخطط لتفجير معسكر »عريفجان« ومبنى أمن الدولة فععي الكععويت‪ ،‬وقيععل إن‬
‫الشبكة لها صلة بأردني »متجنععس بحرينععي« معتقععل فععي البحريععن‪ ،‬إذ قععام بزيععارة صععديق لععه فععي‬
‫الكويت قبل اعتقاله‪ ،‬والصديق يمثل المتهم الول في شبكة التفجير بالكويت(‪ ،‬بيد أن الصحيح أيضا ً‬
‫أن موقعف العديوان الملكعي الخيعر دللعة علعى قفعل أبعواب الحعوار والسعتمرار فعي نهعج التعأزيم‬
‫والتطنيش الذي ينبئ بأسوأ الحتمالت‪ ،‬وخصوصا ً أن الحكومة تعاني من إشععكالية إقنععاع المقربيععن‬
‫منها بالتجنيس‪ .‬كيف؟‬

‫أحد كتاب العمدة ممن ل يعارض النظام السياسي على ما يبدو‪ ،‬ضج من »التجنيس« وطفععح بععه‬
‫الكيل‪ ،‬فعّبر عن غضبه وكتب‪» :‬إن التجنيس يتعم لخدمعة المؤسسعات العسعكرية وشعبه العسعكرية‬
‫عوا الضععيافة ويعيثععون فععي الرض فسععادا ً‬ ‫المعلومة الثلث‪ ،‬وإن من ُيجّنسون يسيئون الدب ولم يْر َ‬
‫ويعتدون على المواطنين‪ ،‬كما أنهم مدللون معن النظعام‪ ،‬وفععي العوقت الععذي يبلععغ فيعه البحرينيععون‬
‫دمععة‪ ،‬مععن المهععد‬
‫السبعين وفوق السبعين من السن وهم قابعون في شقق رثة في بيوت بائسة مه ّ‬
‫إلى اللحد‪ ،‬تذهب الععبيوت الجديععدة إلععى المجنسععين العععاملين فععي تلععك المؤسسععات وكععأنهم فععوق‬
‫‪52‬‬
‫‪2‬‬
‫‪52‬‬
‫المواطنين بسبب انتسابهم إليها‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫در واجهععة‬ ‫لهذا‪ ،‬وبرغم احتلل القضية الدستورية الولوية في أجندة المعارضة‪ ،‬إل أن التجنيععس تص ع ّ‬
‫نشاطها فععي الونععة الخيععرة‪ ،‬فعقععدت نععدوة جماهيريععة فععي ‪ 28‬تشععرين الول‪ /‬أكتععوبر رشععح عنهععا‬
‫تصريحات ومواقف تضمنت ما ذكره قيادي مععن جمعيععة العمععل الععوطني الععديموقراطي )»وعععد«(‪:‬‬
‫»المعارضة أعلنت مجموعة من الرقام‪ ،‬والنظععام السياسععي إلععى الن لععم يععرد عليهععا‪ ،‬الحصععاءات‬
‫تشير إلى قفزة في معدل النمو السكاني بما نسبته ‪ ،%4.2‬إذ بلغ عدد المجنسين مععن ‪ 2002‬إلععى‬
‫‪ 2007‬خمسين ألفًا«‪ .‬كما طالب أمينها العام بضععرورة الععتراجع عععن ملععف التجنيععس‪ ،‬وعوضعا ً عنععه‬
‫التفاوض على سياسة سكانية مقبولة من البحرينيين تحفظ لهم مصالحهم‪ ،‬وبّين أن للتجنيس كلفععة‬
‫اجتماعية تتمثل في خلق الفرقة بين المواطنين وتسبب التأزم والمشكلت المنية‪ ،‬كما قععدر كلفتععه‬
‫القتصادية بما بين ‪150‬عععع ‪ 200‬مليون دينار‪ .‬من جانبه‪ ،‬قال المين العام لجمعية العمل السلمي‪:‬‬
‫»انتشر الشعور بالخطر والسخط‪ .‬التجنيس ليس أكبر القضايا لكنععه أخطرهععا لتععأثيراته الجتماعيععة‪،‬‬
‫وقوى المعارضة بحاجة إلى الجلوس دون حواجز أو انشغال بالقضععايا الهامشععية‪ ،‬فالمشععكلة تكمععن‬
‫في تحويل المملكة إلى مملكة أمنية«‪ ،‬فيما أشار نائب كتلة الوفاق إلى أن التجنيس سياسي وغيععر‬
‫سب غيععر‬ ‫قانوني‪ ،‬فهناك عدم التزام باشتراطات منح الجنسية‪ .‬ويبدو أن التجنيس أصبح مشروع تك ّ‬
‫مشروع‪ .‬نائب برلماني سابق من المنبر التقدمي أشار إلععى زيعادة الختناقععات وتسعارع المشععكلت‬
‫وتضخم موازنة السكان المتوقع وصولها إلععى ‪ 55‬مليععون دينععار فععي السععنوات المقبلععة‪ ،‬وتحععويلت‬
‫الجانب تفوق مليارا ً و ‪ 400‬مليون‪ ،‬وهذا يعد استنزافا ً لموارد البلد‪ ،‬وخصوصا ً بعد تزايد الحديث عن‬
‫لجوء الحكومة إلى اقتراض ‪ 260‬مليون دينار‪ ،‬مما يثير التساؤل عن الدافع وراء الحجم الهائل مععن‬
‫دين العام التي يدفعها المواطن من قوت يومه‬ ‫القتراض؟ ولمصلحة من تذهب فوائد ال ّ‬
‫‪.‬‬
‫في الخلصة‪ ،‬تطالب المعارضة إجمال ً النظام بالشفافية‪ ،‬وفتح قنوات الحوار‪ ،‬وطرح أسباب مقنعععة‬
‫للتجنيس‪ ،‬ل سيما أن الحكومة تؤكد أن معدلت التجنيس طبيعية‪ ،‬بينما شواهد الحععال والحصععاءات‬
‫تشهد بمعدلت نمو غير طبيعيععة فععي عععدد السععكان‪ ،‬وبشععجارات يوميععة تحععدث بيععن أهععالي الحيععاء‬
‫الصليين والمجنسين‪ .‬إلى هنا‪ ،‬وإذا ما استمر الموقف الرسمي على حاله‪ ،‬فل أحد بمقدوره التكهن‬
‫بموعد انفجار قنبلة التجنيس السياسي‪ .‬فهل يعيد التاريخ نفسه وُتحكم البلد أمني عًا؟ وهععل السععلطة‬
‫في مأمن من تداعيات هذا الوضع المتأزم؟‬

‫تسععتمر المعارضععة فععي الكشععف عمععن يسععتفيد مععن وراء »التجنيععس السياسععي«‪ ،‬وتوسععع محيععط‬
‫تحالفاتها حول قضية يجمع عليها كل المواطنين‪ ،‬آخذة في العتبار أن الوضع السياسي مريب وشبه‬
‫مبهم‪ .‬لقد نجح من خطط ونفذ »للمشروع الكارثة« فععي تشععطير المجتمععع وخلععق حالععة مععن عععدم‬
‫جنة‪ ،‬لطائفة ثالثععة مععن المععواطنين‪ ،‬فععي‬ ‫الستقرار فيه‪ ،‬والسوأ منه توليد حالة هجينة مطواعة ومد ّ‬
‫ظل تآكل حقوق المواطن وقضمها ونهشها‪ ،‬وهو الذي سيعاني من الن فصاعدا ً أنواعععا ً مععن الذلل‬
‫في مواطنيته‪ .‬لذا ل عجب في القول إن »مشروع التجنيس« تمخض بسبب تعّثر مصععداقية الحكععم‬
‫في إدارة مشروعه السياسي الذي ابتعد عن الحالة التعاقدية بأميال كبيرة‪.‬‬
‫الخبار اللبنانية | ‪2009-11-20‬‬

‫‪52‬‬
‫‪3‬‬
‫‪52‬‬
‫‪4‬‬ ‫أزمة المجتمع السني مع المجنسين أم مع ثقافة الخضوع‬

‫الكاتب ‪ :‬المحمدي‬

‫جلب النظام الخليفي عشرات اللف من العراب وغير العراب لتجنيسهم في البحرين من أجععل‬
‫تغيير الطبيعة الديموغرافية للبحرين ضمن مشععروع التغليععب الطععائفي للسععنة علععى الشععيعة الععذي‬
‫يجري في البحرين خلف الكواليس بدعم الععديوان الملكععي الخليفععي وتمععويله ‪ ،‬وقععد دعمععت أغلععب‬
‫شرائح المجتمع السعني تلعك الجريمعة إعتقعادا معن الكعثيرين منهعم ومعن النظعام أن هعذا التغليعب‬
‫الطائفي سيكون كفيل بإزاحة القلق والهععاجس النفسععي فععي الععوعي واللوعععي الععذي رافععق وجععود‬
‫القبيلة التي غععزت البحريععن منععذ وجودهععا طمعععا فععي ثرواتهععا فوجععدت نفسععها فععي محيععط بشععري‬
‫وديموغرافي مختلف حضاريا وسيكولوجيا ونفسيا عنها ‪ ،‬وهكذا بقيت القبيلة ومحيطها الطاريئ غير‬
‫قادرة على الندماج مع مكونات الوطن الصلية وجراء انعدام الثقة الععذي ولععد هععاجس المععن لععدى‬
‫العائلة والقبيلة المحتلة تجاه أبنععاء البلععد الصععليين ‪ ،‬فعمععدت طععوال فععترات وجودهععا علععى تطعيععم‬
‫محيطها بمجموعات من العبيد ومجموععات مععن العععراب ومجموععات أخععرى مععن قوميععات أخععرى‬
‫تعتقد القبيلة والعائلة الغازية أنها قادرة على أن تكون البديل النسب ديموغرافيا ععن البحارنععة وأن‬
‫يوفروا لها الشعور بحالة من المن ضلت تفتقدها جراء عععدم القععدرة علععى النسععجام مععع المحيععط‬
‫البشري الذي يشكل البحارنة أغلبيته الذي وجدت نفسها فيه نتيجة عملية الغزو ‪.‬‬

‫في السنوات الخيرة وبعيد مرحلة انتفاضة التسعععينات ودخععول النظععام مرحلععة جديععدة لللتفععاف‬
‫على معارضة البحارنة ومطالبتهم بحقوقهم السياسية والقتصادية ‪ ،‬وجد النظعام أن أفضععل طريقعة‬
‫لللتفاف على القوة السياسية التي يمكن أن يحصل عليها البحارنة إذا مععا اضععطر النظععام للرضععوخ‬
‫لنتائج انتخابات نزيهة ‪ ،‬هو عبر القيام بتجنيس جاليات عربية سنية وبلوشية باكستانية وتوطينها فععي‬
‫مناطق السنة أو في المناطق المختلطة مععن أجععل تععدعيم ميععزان القععوى السععنية وإعطائهععا الغلبععة‬
‫العددية والديموغرافيععة ‪ ،‬وقععد أيععدت معظععم الشععرائح السععنية هععذه الحلععول طمعععا فععي مردوداتهععا‬
‫السياسية والطائفية‪.‬‬

‫بعد مرور فترة على هذه التوطين ‪ ،‬افرز هذا التوطين العديد من المشاكل على المجتمععع السععني‬
‫جراء سلوكيات المستوطنين الجدد وثقافاتهم بحيث لم تعد أصععوات السععنة المسععتنجدة والمتععذمرة‬
‫من هذا الواقع الجديد عليها تخفى اليوم على أحد من البحرينيين ‪ ،‬لكععن مشعكلة السععنة البحرينييععن‬
‫أن ثقافتهم الجتماعية ليست ثقافة معارضة ول احتجاج حتى في أدنععى مسععتوياته‪ ،‬بععل أن علقتهععم‬
‫وثقافتهم في هذا التجاه أقرب ماتكون لثقافة )صباب القهوة( في مجلس شيخ القبيلة ‪ ،‬أنه مجتمع‬
‫يعيش التسابق على فتات موائد الشيوخ ورضععاهم والتقععرب منهععم حععتى تبلععور علععى شععكل ثقافععة‬
‫اجتماعية تتحكم في طبيعة مجتماعتهم ‪ ،‬مما يزيد الطين بلة وقبولهم بتجرع مرارة هععذا الواقععع هععو‬
‫حالة التحريض والنغلق والطائفية الدينية والسياسية لدى الكثير منهم والععتي يعيشععها هععؤلء تجعععل‬
‫من المستوطنين والمجنسين في كل الحوال مهما بلغوا من سوء أهون الشرين بالنسبة لللهععاجس‬
‫النفسي الذي يعيشه هؤلء جراء ذلك التحريض الممنهج ‪ ،‬رغم اعتراف هؤلء أنهععم طععوال علقتهععم‬
‫بالبحارنة لم يكونوا يعرفوا تلك النواع من الجرائم وانعدام المن والسلوكيات التي أصبحت ظواهر‬
‫يوميععة يععاني منهعا هعؤلء معن هعؤلء المسععتوطنين ‪ ،‬ولعم يسعتطع المجنسععون ايضعا النعدماج فععي‬
‫المجتمعات السنية ‪ ،‬بل فرض هؤلء هويتهم وطريقتهم علععى تلععك المجتمععات وكمععا يقعال ‪ :‬أصععبح‬
‫‪52‬‬
‫‪4‬‬
‫‪52‬‬
‫السنة أقلية بين اكثريتين ‪ ،‬أكثرية الشيعة وأكثرية المجنسين‪.‬‬
‫‪5‬‬ ‫ملتقى البحرين | ‪2009-11-23‬‬

‫‪52‬‬
‫‪5‬‬
‫‪52‬‬
‫وطني »‪ .. «3‬ح ّ‬
‫ل المشكلت الثقيلة بزيادة الحمولة!!‬
‫‪6‬‬
‫الكاتب ‪ :‬لميس ضيف‬

‫في التسعينات خرجت أقلم بحرينية مخضرمة تندد بالتكاثر السكاني الضاغط على مععوارد البلد‪..‬‬
‫وه‪ -‬لهععالي القععرى بشععكل‬
‫من يبحث في أرشيف المس يجد ما كان يكتب في تقريع ‪ -‬مباشر وممع ّ‬
‫خعاص وتحميلهعم ذنعب تعدهور أوضعاعهم المعيشعية والتعليميعة‪ .‬كعل ذلعك لن تععدد الزوجعات فعي‬
‫أوساطهم كان شائعًا‪ ،‬والنجاب المتكرر ‪ -‬المتكئ على حائط البركة‪ -‬عنععدهم مقبععول‪ ،‬وهععي إجمععال‬
‫ة قروية بامتياز؛ ل تفرق بين أبناء الريف المصري أو النجليزي‪..‬‬
‫سم ٌ‬

‫تلك القلم والععدعاوى كععانت تعععبر عععن واقععع وحاجععة ووجهععة نظععر رصععينة‪ ..‬فععالبحرين ‪ -‬برقعتهععا‬
‫ومواردها المحدودة‪ ،‬التي يجعلها سوء توزيع الثروة أكثر '' محدودية''‪ ،‬لم تكن بقادرة على مواجهععة‬
‫المتطلبات المعيشية لعداد كبيرة من السكان؛ وعدد أقل من السكان كان مرادفعا ً لرفاهيععة أكععثر‪..‬‬
‫وقد آتت تلك الضغوطات ُأكلها وتحسن الوضع جذريا؛ بانخفاض متوسط النجاب في السر القروية‬
‫من ‪ 11‬طفل لع ‪ 5‬في غضون أعوام معدودة‪..‬‬

‫المفارقععة أن تلععك القلم اليععوم ل تنب ِععس بكلمععة ‪ -‬ول كلمععة‪ -‬فععي مواجهععة التغييععر الععديموغرافي‬
‫للسكان؛ بل على العكس تدافع عن التجنيس السياسي الذي أفضى إلى رفع عععدد سععكان البحريععن‬
‫ليفوق المليون في ظرف سنوات معدودة!! الن بات الحديث عن الضععغط علععى المععوارد والتنميععة‬
‫والخدمات قصععرا ً علععى ''المعارضععة المتحاملععة الحاقععدة'' أمعا المخلصععون فعليهععم أن يبععاركوا تلععك‬
‫ض سيرة التجنيس'' لئل نوصععم‬ ‫الخطوات الميمونة أو يغضوا الطرف عنها‪ ..‬كلنا مطالب اليوم بع'' ف ّ‬
‫بالطائفية أو العمالة أو التحامععل علععى المجنسععين‪ ..‬والحقيقععة الععتي يعرفهععا الجميععع أن البحرينععي ‪-‬‬
‫بفطرته و سجّيته‪ -‬ليس عنصريا ول متعجرفا ً ول حقودا ول منغلقا ول متغطرسعا ً بععل علععى العكععس؛‬
‫نحن أكثر الشعوب تماوجا مع الثقافعات الوافعدة؛ ومعؤخرا نشعرت دراسعة تقعول إن الوافعدين فعي‬
‫البحرين هم السعد ‪ -‬تصديقا على ما نقول‪ -‬وكيف ل وهو يحظون بمعاملة إنسانية قلما يجدون لهععا‬
‫نظيرا في العواصم الخرى‪..‬‬

‫البحريني ليس متحامل نقول‪ ..‬ولكنه مرهق‪ ..‬لو كانت الوظائف ملقاة علععى الطريععق تنتظععر مععن‬
‫يأخذها‪ ..‬ولو كانت المنازل وافرة ً فاخرةً ل يشيب المفرق قبل الحصول عليها‪ ..‬ولو كععانت ''الشععيه‬
‫معدن'' لما اهتم البحريني بهذه المور‪ ..‬ولكن الغضبة الجتماعية تأتي عنععدما تكععون الدولععة عععاجزة‬
‫عن إسكان أبنائها وتقععدم ‪ -‬معع ذلعك ‪ -‬خعدمات إسعكانية للخريععن‪ ..‬الغضععبة تعأتي‪ ،‬ل عنعدما تنتظعر‬
‫كعاطل دورك في التوظيف ‪ 5‬سنوات وأنت متيقن من تراتبيععة وعدالععة توزيععع الوظععائف‪ ،‬بععل تععأتي‬
‫عندما تنتظر الوظيفة وأنت تعرف أن ما حجزك عنها أسباب واهية ل مكان لها في قاموس العدالععة‬
‫جن ّععس إضععافة للبلد‬
‫والنصاف ثم تراها تذهب سائغة للغرباء‪ !!..‬تأتي عندما ل تجد في تجنيس مععن ُ‬
‫بل سلبا ً منها‪..‬‬

‫مربط الفرس أننا في البحرين نمشي اليوم للمستقبل بخطعى ثقيلعة بسععبب مشعكلتنا المتشععبة‬
‫م التجنيس ليزيد حمولتنا ‪ -‬الثقيلة أصل‪ -‬أرطال تقصععم الظهععر‪ ..‬وحععتى تتوافععق‬
‫والعالقة؛ وقد جاء ه ّ‬
‫الحكومة مع شعبها فعليها بالكف عن التجنيس غير القانوني‪ ..‬وأن تغربل هععؤلء بسععحب الجنسععية ‪-‬‬
‫ص القانون‪ -‬من كل من يقدم منهم على جريمة أو جنحععة تثبععت عععدم أهليتععه لهععذا الشععرف‪..‬‬‫كما ين ّ‬
‫‪52‬‬
‫‪6‬‬
‫‪52‬‬
‫وحتى تقرر الحكومة أن تميز ‪ -‬إيجابيًا‪ -‬أبناءها بالدم عن أبنائها بالتبني‪ ..‬فلن تععذهب البحريععن‪ ..‬إلععى‬
‫‪7‬‬ ‫أي مكان‪...‬‬
‫صحيفة الوقت | العدد ‪ 1387‬الثلثاء ‪ 20‬ذي الحجة ‪ 1430‬هع ‪ 8 -‬ديسمبر ‪2009‬‬

‫‪52‬‬
‫‪7‬‬
‫‪52‬‬
‫‪8‬‬
‫فهرسة‬

‫صفح‬
‫الكاتب‬ ‫العنوان‬
‫ة‬
‫‪2‬‬ ‫مبدع‬ ‫مقدمة المركز‬
‫‪3‬‬ ‫أحرار البحرين‬ ‫الجانب و التجنيس‬
‫‪4‬‬ ‫الشيخ قاسم‬ ‫التجنيس تستهدف التهميش والتذويب‬
‫‪13‬‬ ‫حافظ صالح‬ ‫قول غير و غير مقنع‬
‫‪15‬‬ ‫أحرار البحرين‬ ‫حول الهجرة و الجوازات‬
‫‪16‬‬ ‫عبد الرحمن النعيمي‬ ‫ملف التجنيس ‪ ...‬ماله وما عليه‬
‫‪20‬‬ ‫نادر الملح‬ ‫التداعيات الجتماعية للتجنيس العشوائي في البحرين‬
‫‪26‬‬ ‫أحرار البحرين‬ ‫تكريس التجنيس سياسة حكومية ل تخضع للمساومة‬
‫‪28‬‬ ‫الشيخ قاسم‬ ‫حول ازدواج الجنسية‬
‫‪29‬‬ ‫عمران سلمان‬ ‫َقدُر الديمقراطية في البحرين إما نعم أو نعم !‬
‫‪32‬‬ ‫أحرار البحرين‬ ‫تغيير التركيبة السكانية‪ :‬جريمة ل تقل خطورة عن البادة‬
‫‪34‬‬ ‫الشيخ قاسم‬ ‫حول ازدواج الجنسية‬
‫‪35‬‬ ‫هاني الريس‬ ‫حول النقاش الدائر في مسألة التجنيس في البحرين‬
‫‪37‬‬ ‫حسن العطار‬ ‫التجنيس‪ :‬ما له وما عليه‬
‫‪38‬‬ ‫التجنيس سياسة خاطئة تضر بمسععتقبل هععذا الععوطن وأجيععاله فاضل الحليبي‬
‫القادمة‬
‫‪40‬‬ ‫ضياء الموسوي‬ ‫ي في سطرين!‬ ‫تاريخ نضال ٌ‬
‫ٌ‬ ‫يجب أل يختزل‬
‫‪42‬‬ ‫استيقظوا من السبات‪ ،‬واجهوا التجنيس السياسععي‪ ،‬فهععويتكم أحرار البحرين‬
‫مهددة ووجودكم ‪..‬‬
‫‪45‬‬ ‫الوفاق‬ ‫التجنيس السياسي‪..‬تجاوز دستوري ومراهنة انتحارية‬
‫‪46‬‬ ‫عباس المرشد‬ ‫سيكولوجية التجنيس‬
‫‪48‬‬ ‫دعععوة شعععب البحريععن بتسععجيل موقععف‪ .‬ل‪.‬ل ‪ ..‬للتجنيععس ‪ ..‬أهالي سترة‬
‫الخيار الول للشعب‬
‫‪49‬‬ ‫فاطمة علي‬ ‫تقرير ندوة التجنيس‬
‫‪52‬‬ ‫ضياء الموسوي‬ ‫ت ميتة‬‫ل داعي إلى النتظار فلجنة التجنيس ولد ْ‬
‫‪53‬‬ ‫ضياء الموسوي‬ ‫التجنيس بالقانون حق وبل قانون كارثة‬
‫‪55‬‬ ‫نادر المتروك‬ ‫حملة وطنية مناهضة التجنيس السياسي‬
‫‪57‬‬ ‫ملععف التجنيععس السياسععي ‪ ...‬اعتراضععات سياسععية ومخععارج فاطمة الحجري‬
‫قانونية والجدل مستمر‬
‫‪60‬‬ ‫بعض الحوار حول التجنيس خطععره ليععس اقععل مععن التجنيععس د‪ .‬منصور الجمري‬
‫السياسي ذاته‬
‫‪61‬‬ ‫علي صالح‬ ‫التجنيس السياسي‬
‫‪62‬‬ ‫أحرار البحرين‬ ‫ل مجال للتراخي أمام جريمة التغيير الديمغرافي‬
‫‪65‬‬ ‫عبيدلي العبيدلي‬ ‫سياسة التجنيس‪ :‬ما هكذا تورد البل‬
‫‪68‬‬ ‫نععدوة التجنيععس‪ :‬القععوى الوطنيععة تؤكععد خطععورة التجنيععس لبيب الشهابي‬
‫السياسي‬
‫‪52‬‬
‫‪8‬‬
‫‪52‬‬
‫‪9‬‬
‫صفح‬ ‫الكاتب‬ ‫العنوان‬
‫ة‬
‫‪71‬‬ ‫لبيب الشهابي‬ ‫أأضحك أم أبكي؟‬
‫‪72‬‬ ‫الشيخ حمزة الديري‬ ‫حول التجنيس‬
‫‪73‬‬ ‫عبد الرحمن النعيمي‬ ‫في موضوعات التجاذب السياسي بين السلطة والمعارضة‬
‫‪77‬‬ ‫ضياء الموسوي‬ ‫بل خلط للوراق‪ ...‬ل أحد ضد التجنيس بالقانون‬
‫‪78‬‬ ‫ضياء الموسوي‬ ‫بل مغالطات‪ ...‬التجنيس بالقانون ليس محل خلف‬
‫‪80‬‬ ‫الجمعيات الست‬ ‫رسالة الجمعيات الست إلى وكيل وزارة الداخلية‬
‫‪83‬‬ ‫محمد علي رضي‬ ‫أي هذه الدول أولى بالتجنيس؟‬
‫‪84‬‬ ‫مراقب‬ ‫حتى ل تختلط الوراق وتضيع القضية الساسية‬
‫‪86‬‬ ‫السيد كامل الهاشمي‬ ‫التجنيس والستلحاق في تجربة الدولة العربية‬
‫‪90‬‬ ‫عقيل سوار‬ ‫التجنيس الولء لكسرة الخبز العجمي‬
‫‪91‬‬ ‫أحرار البحرين‬ ‫كيف نقاوم جريمة البادة ؟‬
‫‪94‬‬ ‫محمد حسن العرادي‬ ‫روكي ‪ ...‬البحرينية التي هاجر أجدادها إلى إفريقيا‬
‫‪99‬‬ ‫عبد الهادي المرهون‬ ‫التجنيس السياسي تداعيات وآثار‬
‫‪102‬‬ ‫المشاهد السياسي‬ ‫ملف ملغوم يخشى منه الحاكم والمحكوم‬
‫‪115‬‬ ‫أم حسين‬ ‫ما لم ُيقال في ندوة التجنيس‬
‫‪116‬‬ ‫زينب عبدالنبي‬ ‫الحاج صالح‪ ...‬جوازه غير صالح!‬
‫‪117‬‬ ‫عباس بوصفوان‬ ‫البعد الغائب في نقاش التجنيس‬
‫‪118‬‬ ‫سلمان عبد الحسين‬ ‫التركيبة السكانية‪ ...‬صلصال فعل‬
‫‪119‬‬ ‫سلمان عبد الحسين‬ ‫شاهد ثان ‪ ...‬صلصال فعل‬
‫‪120‬‬ ‫محمد عباس‬ ‫قد نحقق البطولة لكن سنفقد طعمها‬
‫التمييععز فععي منععح الجنسععية فععي البحريععن‪ :‬الععدوافع‪ ..‬والثععار مركععز البحريععن لحقععوق ‪121‬‬
‫النسان‬ ‫الخطيرة على حقوق النسان والمن الجتماعي‬
‫‪124‬‬ ‫البحريععن ‪ ..‬صععراع الكيانععات ‪ ..‬الكيععان الطععائفي وفضععيحة محمد البحراني‬
‫التجنيس‬
‫‪125‬‬ ‫قاسم حسين‬ ‫أشبع أبناءك قبل أن تطعم الجيران‬
‫‪128‬‬ ‫نشرة الديمقراطي‬ ‫التجنيس محاسبة قارعي الجراس؟‬
‫‪129‬‬ ‫قاسم حسين‬ ‫الهروب العظيم والمآتم الجديدة‬
‫‪131‬‬ ‫عبد المنعم الشيراوي‬ ‫التجنيس وخلط الوراق‬
‫المحععرر الحقععوقي فععي ‪132‬‬ ‫اعتقال الكواري غير مبرر‬
‫الوسط‬
‫‪133‬‬ ‫صععور لمسععاوئ التجنيععس السياسععي فععي البحريععن المراكععز جعفر يتيم‬
‫الصحية مثال ً‬
‫‪134‬‬ ‫صالح العم‬ ‫الخوف من التجنيس العشوائي‬
‫‪135‬‬ ‫التجنيس السياسي في البحرين‪ :‬البعاد والنتهاكات الخطيععرة د‪.‬عبد الجليل السنكيس‬
‫لحقوق النسان‬
‫‪150‬‬ ‫التجنيعععس غيعععر الععععادل أسعععفر ععععن كراهيعععة البحرينييعععن مكي حسن‬
‫للجانب‪..‬وهذا ليس من‪...‬‬
‫‪152‬‬ ‫عبد الهادي المرهون‬ ‫ل نريد للبحرين أن تكون مأوى للعجزة‬
‫‪154‬‬ ‫مععن جديععد المععواطن يععدفع ثمععن إزدواج الجنسععية بإسععم عبدالجليل عبدالله‬
‫الديمقراطية‬
‫‪156‬‬ ‫لبيب الشهابي‬ ‫التجنيس السياسي بؤرة تهدد أمن الجميع‬
‫‪158‬‬ ‫محمد العثمان‬ ‫كفاكم صراخا عن "التجنيس"‬
‫‪52‬‬
‫‪9‬‬
‫‪53‬‬
‫‪0‬‬
‫صفح‬ ‫الكاتب‬ ‫العنوان‬
‫ة‬
‫‪160‬‬ ‫هجوم على المجنسين بسبب جععرائم الغتصععاب والسععرقة ‪ ...‬سلمان عبد الحسين‬
‫فلتتوقف الجريمة‬
‫‪162‬‬ ‫د‪.‬عبد الجليل السنكيس‬ ‫تحويل الشيعة لقلية‬
‫‪164‬‬ ‫د‪.‬عبد الجليل السنكيس‬ ‫تحويل الشيعة لقلية حقائق وأرقام‬
‫‪167‬‬ ‫لميس ضيف‬ ‫استيراد المتسولين‪..‬بالعربي " تجنيس المتسولين"‬
‫‪168‬‬ ‫ناجي جمعة‬ ‫قنبلة التجنيس السياسي العشوائي قرب انفجارها‬
‫‪169‬‬ ‫د‪.‬عبد الجليل السنكيس‬ ‫معالم محو هوية الشعب البحراني‬
‫‪173‬‬ ‫قاسم الفردان‬ ‫التجنيس السياسي وأثره على الشباب‬
‫‪178‬‬ ‫د‪.‬عبد الجليل السنكيس‬ ‫جر وُتسَتلب جنسيته‬ ‫جاكسون ُيكّرم وُيجّنس والستراوي ُيه ّ‬
‫‪180‬‬ ‫محمد البحراني‬ ‫العرب شاركوا ضد شيعة البحرين في جريمة التجنيس‬
‫‪182‬‬ ‫محمد العثمان‬ ‫التجنيس وعض اصبع الندم!‬
‫‪184‬‬ ‫المشععاركة فععي مشععاريع السععلطة مباركععة وتضععليل لجريمععة د‪.‬عبد الجليل السنكيس‬
‫التغيير الديموغرافي‬
‫‪186‬‬ ‫محمد البحراني‬ ‫البحرين ترسل ارهابيين لقتل الشيعة في العراق‬
‫‪188‬‬ ‫علي الديري‬ ‫كأن التجنيس عملية لصق وطن ليس منك‬
‫‪190‬‬ ‫محمد العثمان‬ ‫التجنيس وإخوتنا العرب والخليجيون‬
‫‪191‬‬ ‫مأساة مواطن متقاعد بسبب مشاكل المجنسين وأبناءهم ‪ ..‬مواطن بحريني‬
‫‪193‬‬ ‫محمد العثمان‬ ‫جريمة التجنيس‬
‫‪194‬‬ ‫معاذ المشاري‬ ‫استيطان بلد العجائب‬
‫‪196‬‬ ‫محمد البحراني‬ ‫سياسة ملك الرعناء ‪ ..‬التجنيس يهدد مصالح الجميع‬
‫‪198‬‬ ‫البحرين و التجنيس‪ ...‬شعععب جديععد لشععرق أوسععط جديععد!‪ ...‬مارون الراس‬
‫ألن تصرخوا كفى؟!‬
‫‪200‬‬ ‫محمد العثمان‬ ‫عواقب التجنيس )‪(1‬‬
‫‪201‬‬ ‫قاسم حسين‬ ‫التجنيس هو الحل‬
‫‪202‬‬ ‫محمد العثمان‬ ‫عواقب التجنيس )‪(2‬‬
‫‪203‬‬ ‫عبد الله جناحي‬ ‫التجنيس والطائفة الثالثة‬
‫‪212‬‬ ‫التجنيععس السياسععي‪ :‬انتهاكععات بالجملععة لحقععوق المععواطنين مركز حقوق النسان‬
‫والجانب‬
‫‪217‬‬ ‫السيد محمد الغريفي‬ ‫قضية التجنيس والجرام الذي يرتكب بحق هذا الوطن‬
‫‪218‬‬ ‫عبد الرحمن النعيمي‬ ‫التجنيس السياسي وثقافة الديمقراطية‬
‫‪220‬‬ ‫التجنيععس‪ ...‬منععا ً لمزيعدٍ مععن التكععاذب )) مسععتقبل التعععايش حسين مرهون‬
‫القلق ((‬
‫‪222‬‬ ‫حركععععععععة الحريععععععععات‬ ‫موقف حركة حق من التوطين وخطابها للشيخ حمد‬
‫والديموقراطية‬
‫‪224‬‬ ‫علي صالح‬ ‫لقاء العروبة‬
‫‪225‬‬ ‫عبد الرحمن النعيمي‬ ‫التجنيس وموقعه في الصراع السياسي‬
‫‪227‬‬ ‫علي صالح‬ ‫التجنيس مسؤلية المجتمع‬
‫‪228‬‬ ‫عباس المرشد‬ ‫التجنيس وخطر البادة الجماعية‬
‫‪235‬‬ ‫جعفر يتيم‬ ‫إدماج أم تدميرالبحرين ؟‬
‫‪236‬‬ ‫د‪.‬عبد الجليل السنكيس‬ ‫سري للغاية ع ‪) 3‬عين تكعيب(‬
‫‪239‬‬ ‫القنبلة الموقوتة‪ ...‬عبث بها »مشير« راكضا بملف »خطير« منصورة عبد المير‬
‫‪244‬‬ ‫بوابة السماء‬ ‫التجنيس الطائفي بين صمت الشعب و حمرنة الحكومة‬
‫‪53‬‬
‫‪0‬‬
‫‪53‬‬
‫‪1‬‬
‫صفح‬ ‫الكاتب‬ ‫العنوان‬
‫ة‬
‫‪246‬‬ ‫الشيخ المحفوظ‬ ‫التجنيس والستقلل‬
‫‪248‬‬ ‫سكينة العكري‬ ‫كيف سيكون مجتمعنا بعد سنوات؟ )التجنيس(‬
‫‪250‬‬ ‫ريم البوعينين‬ ‫التجنيس‪ ..‬رؤية خليجية مشتركة أم تغريد خارج السرب‬
‫‪252‬‬ ‫المرآة المكسورة‬ ‫هو السلح القوى لمواجهة التجنيس والتوطين في البحرين‬
‫‪253‬‬ ‫قاسم حسين‬ ‫السعودية‪ ...‬هكذا يكون التجنيس‬
‫‪254‬‬ ‫قاسم حسين‬ ‫خطر التجنيس على المن القومي‬
‫‪256‬‬ ‫آل الصباح فععي قفععص التهععام لمععاذا يمععدون النظععام بالمععال د‪.‬عبد الجليل السنكيس‬
‫والرجال؟‬
‫‪261‬‬ ‫خالد المطوع‬ ‫لوثة التجنيس والتطفل الجتماعي!‬
‫‪263‬‬ ‫شوقي العلوي‬ ‫نترك الرأي للمواطن‬
‫‪265‬‬ ‫محمد البحراني‬ ‫المقاطعة وأسلوب الردع الثوري ضد المجنسين‬
‫‪267‬‬ ‫الوسط‬ ‫بعد الطأفنة‪ ...‬هل تتجه البحرين نحو البعثنة؟‬
‫‪270‬‬ ‫ابتهال أبوعلي‬ ‫طلب الحصول على الجنسية البحرينية‬
‫‪271‬‬ ‫شاب بحريني‬ ‫التجنيس والمن الوطني في البحرين‬
‫‪273‬‬ ‫عقيل ميرزا‬ ‫صديقي بكوان!‬
‫‪274‬‬ ‫ياسمين خلف‬ ‫تجنيس أم تنجيس‪....‬؟‬
‫‪275‬‬ ‫اشريك‬ ‫أهالي الرفاع يقاسون من المجنسين‬
‫‪276‬‬ ‫إسامة الليث‬ ‫دث العربية وتمثل البحرين!‬ ‫ل تتح ّ‬
‫‪278‬‬ ‫التجنيععس المفتععوح للجععانب يهععدد كيععان الدولععة وتركيبتهععا د‪ .‬حسين البحارنة‬
‫الجتماعية‬
‫‪282‬‬ ‫السلطة التشريعية مكلفععة بإصععدار قععانون حععديث للجنسععية‪ ..‬د‪ .‬حسين البحارنة‬
‫وأل يترك الباب مفتوحا ً على مصراعيه‬
‫‪286‬‬ ‫شععروط كععثيرة لععم تتععوفر فععي المجنسععين‪ ..‬أهمهعععا إتقعععان د‪ .‬حسين البحارنة‬
‫العربيعة والقامة‬
‫‪291‬‬ ‫ً‬
‫ازدواج جنسية المواطن »ممنوع« بينما للمجنسين حديثا حععق د‪ .‬حسين البحارنة‬
‫الحتفاظ بجنسياتهم الصلية‬
‫‪296‬‬ ‫ة« هععذا التجنيععس‪ ،‬أم عادل مرزوق‬ ‫التجنيس في البحريععن السععؤال ‪»:‬غلط ع ٌ‬
‫»خطة؟ «‬
‫‪299‬‬ ‫عادل مرزوق‬ ‫البحرين بعد خط المليون‪ ...‬حفلة أم نكبة ؟‬
‫‪301‬‬ ‫محمد العثمان‬ ‫مرارة التجنيس‬
‫‪303‬‬ ‫سلمان آل خليفة‬ ‫آشوف طالت وشمخت ‪ ...‬يا مجنس‬
‫‪304‬‬ ‫محمد العثمان‬ ‫أفيقوا يا أهل البحرين!‬
‫‪306‬‬ ‫علي الفردان‬ ‫عواقب التجنيس‬
‫‪307‬‬ ‫خالد المطوع‬ ‫البحرينيون متطرفون بسبب »لوثة التجنيس« )‪(1‬‬
‫‪310‬‬ ‫خالد المطوع‬ ‫البحرينيون متطرفون بسبب »لوثة التجنيس« )‪(2‬‬
‫‪312‬‬ ‫عباس هاشم‬ ‫أرقام عطية الله والمشروع الصلحي‬
‫‪313‬‬ ‫جوهرة‬ ‫في جزيرة تسمى البحرين‬
‫‪314‬‬ ‫عادل مرزوق‬ ‫‪ 780‬مجنسا ً شهريا ً في البحرين‬
‫‪319‬‬ ‫عبد المير داود‬ ‫توحدوا حول راية التجنيس السياسي؟‬
‫‪320‬‬ ‫شعلة شكيب‬ ‫هل نحن مقبلون على انفجار سكاني؟‬
‫‪321‬‬ ‫فيكيتف‬ ‫تهجير البحرينيين‬
‫‪323‬‬ ‫لميس ضيف‬ ‫نلوم الدولة أم نلوم المجنسين‬
‫‪53‬‬
‫‪1‬‬
‫‪53‬‬
‫‪2‬‬
‫صفح‬ ‫الكاتب‬ ‫العنوان‬
‫ة‬
‫‪324‬‬ ‫سلمان آل خليفة‬ ‫المرتزقة‬
‫‪325‬‬ ‫د‪.‬أنيسة فخرو‬ ‫المواطن المظلوم‬
‫‪327‬‬ ‫الحادثة التي هزت الرفاع‪ ..‬مععاذا قععال الضععحية؟! ومععاذا قععال لميس ضيف‬
‫ذووه؟‬
‫‪330‬‬ ‫لميس ضيف‬ ‫الرفاع‪ ..‬وكلنا في الهم سواء‬
‫‪331‬‬ ‫محرر الوسط‬ ‫حادثة مدينة حمد نتيجة حتمّية للتجنيس‬
‫‪332‬‬ ‫الوفععاق تععدعوا لمعالجععة حقيقيععة للتجنيععس وآثععاره وتععدعوا جمعية الوفاق‬
‫للوحدة الوطن‬
‫‪334‬‬ ‫د‪.‬عبد الجليل السنكيس‬ ‫ارحلوا عن أرضنا يا غربان‬
‫‪336‬‬ ‫أحداث مدينة حمد بداية لنتائج فادحععة فععي المسععتقبل بسععبب المنبر الديمقراطي‬
‫التجنيس‬
‫‪337‬‬ ‫جمعية )وعد( تحمل الحكم النتائج الكارثية لسياسة التجنيععس جمعية وعد‬
‫السياسي ‪..‬‬
‫‪339‬‬ ‫المحمدي‬ ‫الحضور في مسيرة ل للتجنيس مقاومة الحتلل‬
‫‪340‬‬ ‫عيسى الشارقي‬ ‫التجنيس وحقوق النسان‬
‫‪342‬‬ ‫د‪.‬منصور الجمري‬ ‫شاتمو أهل البحرين‬
‫‪343‬‬ ‫د‪.‬منصور الجمري‬ ‫بائعو أوطانهم ل يحمون وطن غيرهم‬
‫‪344‬‬ ‫نبيل رجب‬ ‫المجنسون ليسو فئة واحدة‬
‫‪346‬‬ ‫محمد البحراني‬ ‫إعلميون " ميليشياويون" من المجنسين المرتزقة !‬
‫‪348‬‬ ‫عائلة آل حيدر‬ ‫بيان عائلة آل حيدر‬
‫‪349‬‬ ‫السععنة فععي البحريععن أقليععة بيععن طععائفتين والضععحية الولععى يساري متعصب‬
‫والهدف السري لمشروع التجنيس‬
‫‪352‬‬ ‫لميس ضيف‬ ‫الخبر الذي ط َز عيني !!‬
‫‪354‬‬ ‫محمد العثمان‬ ‫إسكان المحرق لمن؟!‬
‫‪355‬‬ ‫جمال السلمان‬ ‫التجنيس بعد أكثر من عشر سنوات‬
‫‪356‬‬ ‫منى فضل‬ ‫التجنيس السياسي‪ :‬قنبلة البحرين الموقوتة‬
‫‪358‬‬ ‫محمد طوق‬ ‫رائحة فضائح التجنيس بدأنا نشمها‬
‫‪359‬‬ ‫السععلطات البحرينيععة تجنععد المرتزقععة بمدينععة مكععران فععي مركز حقوق النسان‬
‫باكستان‬
‫‪361‬‬ ‫كريم المحروس‬ ‫أمراء مجنسون يحتلون شارع البديع‬
‫‪363‬‬ ‫غادة الكاميليا‬ ‫من يحاكم من في قضية نشر أسماء المرتزقة؟‬
‫‪364‬‬ ‫إسععتفهامات الحاضععر ومسععتقبل السععتفهامات وللتجنيععس ماهر عباس‬
‫بقية‪!!..‬‬
‫‪367‬‬ ‫السيد جعفر العلوي‬ ‫م كبير‪..‬سيرتد على منفذيه أول‪..‬‬ ‫ل وجر ٌ‬‫التجنيس ‪..‬وبا ٌ‬
‫‪369‬‬ ‫عبد المير داود‬ ‫بحريني ‪48‬‬
‫‪370‬‬ ‫اعتععداءات المجنسععين المتكععررة حععتى داخععل السععجون يؤكععد الشيخ سلطان‬
‫الحاجة لوقف هذه السياسة‬
‫‪371‬‬ ‫قاسم حسين‬ ‫الداخلية تراجع سياسة التجنيس؟‬
‫‪372‬‬ ‫شقشقة البحرين‬ ‫الطائفة الثالثة‬
‫‪373‬‬ ‫لميس ضيف‬ ‫هم كل »بهريني«‬
‫‪375‬‬ ‫أحمد الصفار‬ ‫التجنيس من منظور المتملقين‬
‫‪377‬‬ ‫التجنيس و نظام الحكم في البحرين بيععن مطرقععة المعارضععة حسين ابراهيم‬
‫‪53‬‬
‫‪2‬‬
‫‪53‬‬
‫‪3‬‬
‫صفح‬ ‫الكاتب‬ ‫العنوان‬
‫ة‬
‫وسندان دول الخليج‬
‫‪379‬‬ ‫قاسم حسين‬ ‫الطائفة الثالثة!‬
‫‪381‬‬ ‫هادي الموسوي‬ ‫مراجعة السياسات أصبحت من الممكنات التجنيس نموذجا‬
‫‪383‬‬ ‫حسن المدحوب‬ ‫التجنيس ‪» ...‬مقامرة« غير محسومة العواقب‬
‫‪385‬‬ ‫عقيل ميرزا‬ ‫المواطن باندورانج!‬
‫‪386‬‬ ‫عبد الله الميرزا‬ ‫الن‪ ...‬وقد وقع الفأس في الرأس؟!‬
‫‪388‬‬ ‫قاسم حسين‬ ‫آراء أخرى في التجنيس‬
‫‪390‬‬ ‫عباس المرشد‬ ‫ضحايا التجنيس‬
‫‪391‬‬ ‫حسن المدحوب‬ ‫ب« بحرينية؟!‬‫ب أم »شعو ٌ‬ ‫بعد موجات التجنيس‪ ...‬شع ٌ‬
‫‪393‬‬ ‫المرآة المكسورة‬ ‫حكومة البحرين تحععافظ علععى أمععن سععوريا والردن بتوطينهععا‬
‫للمجرمين‬
‫‪395‬‬ ‫محمد العثمان‬ ‫التجنيس وشرقت “إشراق”‬
‫‪396‬‬ ‫هادي الموسوي‬ ‫مراجعة سياسة التجنيس‪ ..‬ماذا بعد؟‬
‫‪398‬‬ ‫علي الورقاء‬ ‫بعد خطيئة التجنيس‪ُ ...‬قل لي يا وطني لمن تكون؟‬
‫‪398‬‬ ‫قاسم حسين‬ ‫تجنيسنا وتجنيس المارات!‬
‫‪402‬‬ ‫المنبر التقدمي‬ ‫ما حذرنا منه‬
‫‪403‬‬ ‫فريد حسن‬ ‫العريضة وحوار الجتماعيين بشأن التجنيس‬
‫‪405‬‬ ‫حسن المدحوب‬ ‫محطات خليجية وإقليمية في التجنيس البحريني‬
‫‪407‬‬ ‫قاسم حسين‬ ‫عجوز من جيل الشتات‬
‫‪408‬‬ ‫نبيل رجب‬ ‫معاناة عائلة الحاج صالح الستراوي‬
‫‪410‬‬ ‫قاسم حسين‬ ‫حقائق مغيبة عن شعب البحرين‬
‫‪411‬‬ ‫هاني الريس‬ ‫حمد بن عيسى‪ ...‬ينجز الجزء الكععبر مععن التجنيععس الطععائفي‬
‫في البحرين‬
‫‪413‬‬ ‫الوفاق‬ ‫مع قرب الععام ‪ ..2010‬السعؤال الكعثر إثعارة‪ :‬هعل اكتملعت‬
‫عمليات التجنيس؟!‬
‫‪415‬‬ ‫أحرار البحرين‬ ‫التجنيس السياسي‬
‫‪416‬‬ ‫قاسم حسين‬ ‫البرلمان بين التطبيع والتجنيس‬
‫‪417‬‬ ‫عباس المرشد‬ ‫التجنيس العسكري نموذجا ً »الحلقة الثالثة«‬
‫خارطة طريق التجنيس السياسي في البحرين‪..‬‬
‫‪421‬‬ ‫محمد العثمان‬ ‫الجمعيات السنية و التجنيس‬
‫‪322‬‬ ‫السيد المستقل‬ ‫بين التجنيس السياسي و جريمة البادة‬
‫‪325‬‬ ‫آفاق‬ ‫المجنسين فى البحرين و التحول الى الرهاب‬
‫‪427‬‬ ‫يوسف ربيع‬ ‫مشاهد حية من السلسلة البشرية‬
‫‪429‬‬ ‫ولء درويش‬ ‫أنفلونزا التجنيس‪!..‬‬
‫‪431‬‬ ‫مريم الشروقي‬ ‫دقها الناس عن التجنيس!‬ ‫إشاعة وص ّ‬
‫‪432‬‬ ‫نزيهة سعيد‬ ‫كلفة التجنيس‬
‫‪433‬‬ ‫عبدعلي حمزة العصفور‬ ‫التجنيس‪ ...‬هي الزوجة الثانية‬
‫‪432‬‬ ‫منى عباس فضل‬ ‫التجنيس السياسي في البحرين عود على بدء‬
‫‪437‬‬ ‫المحمدي‬ ‫أزمة المجتمع السني مع المجنسين أم مع ثقافة الخضوع‬
‫‪438‬‬ ‫لميس ضيف‬ ‫ل المشكلت الثقيلة بزيادة الحمولة!‬ ‫وطني »‪ .. «3‬ح ّ‬

‫‪53‬‬
‫‪3‬‬
53
4

53
4

You might also like