Professional Documents
Culture Documents
رأي 8
البــرنامــــج المرحلـــــي
والذميل !" )؛بل سمعنا بزيارة لمناطق وخفافيش الدولة العميقة التي ما انفكت
نزاع أخرى بشرق السودان ،وتحديد ًا تنشب أظافرها في مؤسسات الحكم،
لمعسكرات ح��رس ال��ح��دود بالفشقة، رأت الحاضنة السياسية وحكومتها أن خاصة األجهزة األمنية؛واهتزت هيبة
تقرب ًا وتزلّف ًا للمكون العسكري ،الشركاء ال��دول��ة ،وأغ���رى ذل��ك ال��وض��ع المهزوز
الجدد ،وكان األجدر بزيارتهم معسكرات االعتماد على كاريزمية الوزراء وحماسهم بعض ًا من جيراننا الذين تربّصوا بنا
الالجئين والمشرّدين بالتخوم الغربية نتحسب ألي افتئات أو ّ الدوائر،والذين لم
للعمق الدارفوري. وإبداعهم واستشعارهم لنبض الشارع عدوان أو استغالل لظروفنا من جانبهم،
أجبرت اإلتفاقية بما جاءت به من فكر فامتصوا خيرات بالدنا عبر التحصينات
متهافت يستند على المحاصصة ،أجبرت وتفاعلهم مع شعارات الثورة فقط لم يجدِ الحدودية السائبة ،وأغرقوا أسواقنا
البلوكات المكونة للحرية والتغيير على ببضائع مسرطنة بائرة ورديئة الصنع؛
تبني ه��ذه الفلسفة البئيسة( ،ولسان فتيالً ،فقد بدا واضحًا أن ثمة حطب ناشف توسع في أراضينا المتاخمة ّ ومنهم من
حالهم يقول :أحرام على بالبله الدوح،
ح�ل�ال ع��ل��ى ال��ط��ي��ر م��ن ك��ل جنس؟)، dead woodال بد من إزالته ليستقيم له بال كابح أو شرعية قانونية ،وغمر
حواضرنا بهجرة كثيفة من البروليتاريا
فتقاسمت حصتها من مجلس ال��وزراء
على أساس حزبي – خمسة يمثلون حزب االعوجاج ويستقر المسار الرثة التي ال تحمل أوراق � ًا ثبوتية ،وال
تتمتع ب��أي ن��وع م��ن ال��م��ه��ارات سوى
الفاضل عباس محمد
األمة ووزيران يمثالن المؤتمر السوداني التسوّ ل والتكدس تحت ظالل األشجار.
وسيدة تمثل أحد أحزاب البعث الذي ال جاءتنا بسالم كصحن الصيني بال شق من واقع تلك األحدوثة: وف��ي ه��ذه األث��ن��اء ،ألقى ف��ي روعنا قال تعالى (:أفمن يمشي مكب ًّا على
يستند على أية قاعدة جماهيرية( ،والتي أو طق؟ وهل ساهمت في تغيير وزاري هنالك انبطاح كامل أم��ام االب��ت��زاز مجلس السيادة الذي أكثر من التدخل وجهه أه��دى أم من يمشي على صراط
رشحها بعلها عضو لجنة الترشيحات جدير بتنفيذ استحقاقات الثورة ،وأهمها األمريكي الذي تكلّل بالمحادثة الهاتفية في الشؤون التنفيذية ،مثل العالقات مستقيم ).صدق اهلل العظيم.
بالحرية والتغيير وعضو م��ا يسمى تفكيك دولة اإلخ��وان المسلمين -أطر ًا التليكن فرنسية الرباعية في األوف��ال ال��خ��ارج��ي��ة ال��ت��ي ال ت��ق��ع ف���ي دائ���رة ك����ان م���ن ال��م��ف��ت��رض أن ن��ت��ع��رف
بمجلس الشركاء )the usurperوهكذا. وهياكل وقوانين وفكر ًا وممارسة؟ أوفيسي البيت األب��ي��ض بين ترامب اختصاصه كجسم تشريفي رمزي،ألقى على البرنامج االق��ت��ص��ادي السياسي
فجاء المجلس ف��ي مجمله مستجيب ًا ال ب���أس ب��س�لام ت��ت��وق��ف بموجبه ونتنياهو وبرهان وح��م��دوك ،التي تم في روعنا إن أهم األولويات هي ،أوالً: االجتماعي لحكومة الثورة منذ تكوينها
لتلك الوصمة السياسية ،وقلب ظهر طرقعة السالح،وتعود أفواج المطرودين تدشين (التطبيع) من خاللها ،دون تبادل رف��ع إس��م ال��س��ودان من قائمة ال��دول األول قبل نيف وعام؛ ولكن ذلك لم يحدث،
المجن للمبدأ الذي برز وساد في تكوين والمشردين لقراهم وحواكيرهم في إطار لإلتهامات أو قول قائل بأن المؤامرة الراعية لإلرهاب. ولم تقل حكومتنا أو حاضنتها( :هاؤم
الحكومة األولى ،وهو البحث عن كفاءات تعايش مقنن بين كافة اإلثنيات ،واستقرار تمت من خلف ظهره. وف��ي سبيل ذل��ك ات��خ��ذت الحكومة اق��رءوا كتابية) ،بل سارت بدفع الثورة
وطنية سودانية غير صارخة الحزبية يستهدف التنمية المستدامة واألم��ان مجلس السيادة ال يتورع من التعدي عدة ق��رارات استراتيجية خطيرة دون وزخمها وبالنوايا الحسنة واألح�لام
ولم تتمرغ في فساد النظام البائد ،إذ الراسخ ،وتحقيق وعد الحق عز وجل على صالحيات الجهاز التنفيذي ،مما اس��ت��ش��ارة أه���ل ال���س���ودان؛ إذ كثفت الوردية والشعارات ،في محاوالت جيدة
ال يجوز أن يستحوز أعضاء المجلس (أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف). يشهد به الحق ًا تجاوز مفوضية السالم االت���ص���االت بحكومة دون��ال��د ت��رام��ب أحيان ًا ومتعثرة أحيان ًا أخ��رى لتلبية
المركزي على هذه الحقائب ،فيصبحون ولكن هذه اإلتفاقية تنقصها العناصر المنصوص عنها في الوثيقة الدستورية، الممعنة في الرجعية والشوفينية ،وهي المطلوبات وتحقيق شعارات الثورة -
الخصم والحكم ،بل عليهم أن يغفّوا الحاملة للسالح األساسية والموجودة وتعيين رئيس لما سمي بمجلس السالم، في رمقها األخير،طالبة منها العون في وأهمها تفكيك دولة النظام البائد وإرساء
عند المغنم ،ويشرعوا في إعداد أنفسهم على األرض بمناطقها المحررة – الحركة وال��س��ي��ط��رة على ملف ال��س�لام برمته هذا الصدد .ودخل وزير الخارجية مايك دعائم العدالة االنتقالية وتحقيق السالم
وتأهيل كوادرهم لالنتخابات الالحقة الشعبية بقيادة الكوماندر عبد العزيز واالن��خ��راط ف��ي م��ح��ادث��ات جوبا التي بومبيو في تحركات ماكوكية بالشرق وتحسين أوض��اع الشعب المعيشية،
للمرحلة االنتقالية. الحلو بجبال النوبة جنوب ك��ردف��ان، استمرت لشهور عديدة وتمخضت عن األوس��ط رك��زت على مصر والسعودية واإلص�ل�اح اإلداري والهيكلي ل��دوالب
مهما يكن من أمر ،فنحن أمام حكومة وحركة تحرير السودان بقيادة المناضل اتفاقية ناقصة ،وعن محاصصة أدخلت واإلم���ارات وال��س��ودان ،شعارها (آكلك الحكم.
جديدة كأمر واقع ال يجوز استثارة الغبار عبد الواحد محمد نور بجبل مرة بدار وزراء في التشكيلة الجديدة ال تسندهم منين يابطة!) ،إل��ى أن أع��د المسرح ثم رأت الحاضنة السياسية وحكومتها
في وجهها أو مجابهتها باالستنكاف، فور. س��وى المحاصصة ،مثل وزي��ر البنية التراجيدي بعنتيبي عاصمة يوغندا، أن االع��ت��م��اد على ك��اري��زم��ي��ة ال���وزراء
وال��س��ودان يمر بظرف دقيق ال يحتمل ل��ق��د رك�����زت إت��ف��اق��ي��ة ج���وب���ا على التحتية الذي تخرج في كلية أدبية. حيث التقى الفريق البرهان برئيس وحماسهم وإب��داع��ه��م واستشعارهم
المماحكة وتشقيق الشعيرة والغرق في ال��م��ح��اص��ص��ة ،حسبما ش��اه��دن��ا من ال ترى الحكومة مشكلة في ذلك ،وتكثر ال��وزراء اإلسرائيلي بنجامين نتنياهو لنبض الشارع وتفاعلهم مع شعارات
التفاصيل .ونحن نصدّق الحكومة فيما معطيات منذ إبرامها حتى اآلن؛ إذ رأينا م��ن الحديث ع��ن االنسجام ال��ت��ام بين ك��أول ظاهرة سودانية من نوعها ،وال الثورة فقط لم يجدِ فتيالً ،فقد بدا واضح ًا
صرحت به مؤخر ًا بأنها سوف تلتزم هذه تكالب ًا محموم ًا على المناصب السيادية المكون العسكري والمدني ،ليصبح هذا مثيل لها على المستوى العربي إال أن ثمة حطب ناشف dead woodال بد
المرة ببرنامج محدد وفق جدول زمني وال��ت��ن��ف��ي��ذي��ة استهلك ط��اق��ات جميع الخلل الدستوري عاهة مستديمة نتج زي��ارة الرئيس المصري أنور السادات من إزالته ليستقيم االعوجاج ويستقر
ص��ارم يضعه ك��ل وزي��ر نصب عينيه. األطراف ،ونتج عن محاصصات يعلمها عنها ما يسمي ب(مجلس الشركاء) الذي المباغتة إلسرائيل قبل واحد وأربعين المسار؛ وبالفعل تم إعفاء سبعة وزراء
وفي الحقيقة ،لم تطلعنا الحكومة على الجميع ،ولكنا لم نر ما هم فاعلين بشأن لم تنص عليه الوثيقة الدستورية. عاماً .ولقد أقسم رئيس ال��وزراء دكتور موسومين بضعف األداء( ،وتم استثناء
ذلك البرنامج ،وفيما يبدو أنها عاكفة والمهجرين وأصحاب الدم ّ النازحين وثانياً: حمدوك أنه لم يسمع بتلك الزيارة إال من وزير التجارة -أقلهم خبرة وأضعفهم
على ترسيمه ،بالرغم م��ن العواصف بمناطق النزاع؛ بل رأينا قادة الحركات السالم كأهم ركائز المرحلة االنتقالية: أجهزة اإلعالم ،بينما أقسم البرهان بأنه أدا ًء بدليل الفوضى الضارب أطنابها
االقتصادية /األمنية المحيطة بها؛ الموقعة على اتفاقية السالم يجوبون وال يجادل أحد في ذلك ،غير أن ملف لم يخطر رئيس الحكومة فقط ،إنما أخبر بالسوق ،وصفوف الخبز والبنزين طوال
ويبدو أن معسكر عطلة نهاية األسبوع ال��م��ن��ت��دي��ات وال��م��ن��ص��ات وال��ح��ف�لات السالم من صميم اختصاصات الجهاز جميع رؤس��اء أح��زاب الحرية والتغيير فترة مكوثه بالوزارة) ،وحل محل كل منهم
ال��راه��ن مخصص للبرنامج المأمول بالعاصمة ويقدمون العزاء ألسرة عراب ال��ت��ن��ف��ي��ذي؛ أم���ا أن يضطلع ب��ه ق��ادة بتلك الخطوة مسبقاً؛ وحتى اآلن لم نائبه أو موظف آخر رفيع بمؤسسته،
الذي ستخرج به الحكومة ،بعد موافقة النظام البائد ،ولم نسمع بزيارة واحدة المليشيا (الجنجويد) المتهم األول في نتبين أيهما أكثر صدقاً ،بل لم يخضع واستمر هذا الوضع الكسيح المؤقت
ال��ح��اض��ن��ة ال��س��ي��اس��ي��ة ع��ل��ي��ه؛ فدعنا لمناطق الالجئين والمشرّدين من بني تفجير واستمرارية تلك العدوانيات األمر ألية مناقشات تذكر ،إنما تم طمره غير مضمون العواقب لسبعة شهور ،مما
نتفاءل(،تفاءلوا بالخير تجدوه!)، عمومتهم وخؤولتهم بأصقاع الغرب، المراد إيقافها وإح�لال السالم العادل بعقلية "شيلني وأشيلك" وسايكلوجية ساهم في عدم استقرار البالد.
ونتمنى أن نستشرف الجزء الباقي من كأنما الخرطوم هي سدرة المنتهى(،مثل والمستدام ف��ي مكانها ،فتلك معادلة عفا اهلل عما سلف ،تحت إرزام ودخان وانداحت الفترة المنصرمة والحالة
المرحلة االنتقالية مسلحين ببرنامج حلب حاضرة بني حمدان وسيف الدولة سريالية تستعصي على الفهم .ولكن المعارك المشتعلة بالشارع السياسي االق��ت��ص��ادي��ة تمشي م��ن س��يء ألس��وأ،
واض���ح ال��م��ع��ال��م ،ذي س��ق��وف زمنية التي ك��ان يتوق لها المتنبي في آخر ال��س��ودان��ي��ي��ن ب���ارع���ون ف���ي اإلب����داع التي ما فتئت تؤججها صفوف الخبز وشعبنا يعاني األم��ري��ن ،واألوض���اع
محددة.الني للنار ،والشعب في االنتظار. أيامه بالكوفة" :كلما رحبت بنا الروض الدبلوماسي واجتراح الممارسات غير والبنزين وشح األدوية ال سيما المنقذة األمنية تتردى نحو الهاوية ،تفاقمها
حرية سالم وعدالة قلنا – حلب قصدنا وأنت السبيل – فيك التقليدية؛ فدعنا نتقبل ه��ذه الفكرة للحياة ،ومستلزمات الحياة الضرورية. تفلّتات دموية عنصرية ومناطقية شملت
مدنية خيار الشعب. مرعى جيادنا والمطايا – وإليها وجيفنا األلمعية ونعتبر بالنتائج :ه��ل فع ً
ال بيد أننا تأكدنا من حقائق ال مراء فيها جميع أط��راف الوطن ،تحركها الفلول