You are on page 1of 53

‫مقدمة ‪:‬‬

‫‪ .1‬صديقك من صدقك‪ ،‬والعاقل يثمن الكلمة الصادقة أياً كان مصدرها‪،‬‬


‫وهو حديث عن وطن نشرتك يف حبه واخلوف على مستقبله‪.‬‬
‫‪ .2‬منطلقي ‪ -‬ويعلم ريب ‪ -‬هو النصيحة للمسلمني عامتهم وخاصتهم‪،‬‬
‫باألسلوب الذي‪ G‬أراه مؤثراً ونافعا‪ ،‬وقد كتبت كثرياً رسائل خاصة ومل‬
‫أجد أثرها‪.‬‬
‫‪ .3‬النص الذي أوجب السمع‪ G‬والطاعة باملعروف يف العسر واليسر‪ ،‬هو الذي‪G‬‬
‫أوجب قول كلمة احلق أينما كنا ال خناف يف اهلل لومة الئم‪.‬‬
‫‪ .4‬مل أفقد األمل بعد من إمكانية ختفيف االحتقان وفتح أفق للتدارك‪G‬‬
‫واإلصالح‪.‬‬
‫‪ .5‬هذا بلد قام على حتكيم الشريعة‪ ،‬وفيه املقدسات اليت هتوي إليه األفئدة‪،‬‬
‫وأمنه وصالحه هدف للمسلمني مجيعا‪.‬‬
‫‪ .6‬احلفاظ على املكتسبات‪ ،‬واليت منها الوحدة اجلغرافية حيفزنا إىل املناشدة‬
‫باإلصالح‪ ،‬فالبديل هو الفوضى والتشرذم واالحرتاب‪.‬‬
‫‪ .7‬الناس هنا مثل الناس يف العامل‪ ،‬هلم أشواق ومطالب وحقوق‪ ،‬ولن يسكتوا‬
‫إىل األبد‪ G‬على مصادرهتا كلياً أو جزئياً‪.‬‬
‫‪ .8‬حني يفقد اإلنسان األمل ‪ ..‬عليك أن تتوقع منه أي شيء‪.‬‬
‫‪ .9‬مث مشاعر سلبية مرتاكمة منذ زمن ليس بالقصري‪ ،‬وقد استوحيت كالمي‬
‫من كثريين من فئات جمتمعية ومناطقية عديدة‪.‬‬
‫‪ .10‬إذا زال اإلحساس باخلوف من الناس فتوقع‪ G‬منهم كل شيء‪ ،‬وإذا‬
‫ارتفعت وترية الغضب‪ G‬فلن يرضيهم شيء‪.‬‬
‫‪ .11‬مع تصاعد الغضب تفقد الرموز الشرعية والسياسة واالجتماعية قيمتها‪،‬‬
‫وتصبح القيادة بيد الشارع‪.‬‬
‫‪ .12‬عند الغضب‪ G‬يكون دعاة التهدئة حمل التهمة‪ G‬باخليانة أو الضعف‪ ،‬ويقود‬
‫املشهد األكثر اندفاعاً ومفاصلة مع األوضاع القائمة‪.‬‬
‫‪ .13‬ارتفاع اهلاجس األمين جعل معظم أنشطة الدولة خاضعة للرؤية األمنية‪.‬‬
‫السجون‪:‬‬

‫‪ .14‬مت حشد كل املشتبه هبم داخل السجون ‪ ..‬وكانت الفرصة مواتية‬


‫إلخراج كل املشتبه برباءهتم‪ ،‬لكن هذا مل حيدث‪.‬‬
‫‪ .15‬السجون خلت من أي اسرتاتيجية‪ ،‬وكانت عاقبتها زرع األحقاد‬
‫والرغبة يف الثأر وانتشار الفكر احملارب بشكل أوسع داخل السجون‪.‬‬
‫راض عين‪ ،‬وبعض من خرجوا‬ ‫‪ .16‬أدافع عن السجناء ‪ ،‬وكثري منهم غري ٍ‬
‫يهامجونين ‪ ..‬ومن واجيب الدفاع عنهم ‪ ..‬احلقوق ليست‪ G‬مقصورة على‬
‫من يتفقون معنا‪.‬‬
‫‪ .17‬العديد‪ G‬من أفراد األسرة احلاكمة ليسوا‪ G‬موافقني على سياسة السجون‪G‬‬
‫وهذا معروف بتويرت ويف اجملالس وقد‪ G‬وقفت‪ G‬عليه بنفسي‪.‬‬
‫‪ .18‬من ُح ِكموا قبل عقود بالسجن لعشرات السنني يف هتم انقالب على‬
‫احلكم السعودي‪ G‬عفي عن معظمهم بعد سنوات معدودة‪.‬‬
‫‪ .19‬معاملة السجناء‪ G‬ليست وفق أنظمة واضحة وال مؤسسات‪ ،‬بل هي‬
‫عملية فردية‪ ،‬وتعتمد‪ G‬على تقرير رجل املباحث‪.‬‬
‫‪ .20‬اإلسراف يف استخدام‪ G‬العقوبة يفقدها هيبتها وأخوف ما يكون السجن‬
‫قبل جتربته!‬
‫‪ .21‬األمل والغضب‪ G‬يصيب السجني وزوجته وأهل بيته وأسرته ومعارفه‬
‫وأصدقاءه وحميطه االجتماعي‪.‬‬
‫‪ .22‬إحراق صور املسؤولني عمل رمزي جيب أال مير دون تأمل‪ ،‬وكيف بدأ؟‬
‫وإىل أين ينتهي؟‬
‫‪ .23‬سيطرة جهاز املباحث على السجني منذ الرقابة وحىت االعتقال‬
‫والتفتيش‪ ،‬مث احملاكمة والتنفيذ جعلته حمروما من حقوق كثرية‪.‬‬
‫‪ .24‬رجل األمن حني يسيء إىل سجني فهو يقامر مبستقبل الوطن كله‪.‬‬
‫‪ .25‬السجناء ينتظرون العفو‪ G‬مبناسبات عدة ‪ ..‬فلماذا يستثىن بعضهم؟‬
‫‪ .26‬هناك حاالت إنسانية وصحية صعبة يتم جتاهلها لفرتات طويلة حىت‬
‫تتفاقم وتتعقد ويستعصي حلها‪ ،‬ولعل هذا ما حفز بعض النساء على‬
‫التحرك‪.‬‬
‫اإلعالم ‪:‬‬

‫‪ .27‬الناطقون الرمسيون يعربون عن بؤس‪ ،‬وينتمون إىل زمن مضى‪ ،‬وليس يف‬
‫كالمهم جاذبية وال إقناع وال تأثري‪.‬‬
‫‪ .28‬األداء اإلعالمي قائم على احلجب والتدخل األمين وكأنه مل يعلم بوجود‬
‫الشبكات االجتماعية والكمرات احملمولة اليت توثق األحداث فورا‪.‬‬
‫‪ .29‬اجليش األمين يف تويرت وقنوات (شبه) حكومية يرمي كل ناصح بأنه‬
‫(حمرض)‪ ،‬وكل داع إىل اإلصالح‪ G‬السياسي بأنه (طامع)‪ ،‬بينما الوعي‬ ‫ّ‬
‫يكرب وينمو!‬
‫‪ .30‬حيتاج الناس إىل جهة ال تنتسب إىل األمن تتحدث عن السجون‪ G‬وتقدم‬
‫تقاريرها امليدانية‪ ،‬فال يصح أن يكون األمن هو اخلصم واحلكم‪.‬‬
‫‪ .31‬ابتزاز املواطنني بقضية (شهداء الواجب) متاجرة بدماء الرجال األبطال‬
‫(رمحهم اهلل) ‪ ..‬كلنا مع شهداء الواجب ومع إطالق األبرياء أيضا‪.‬‬
‫‪ .32‬إذا فقد الناس الثقة باجلهة األمنية فمن غري املمكن أن تكون مصدراً‬
‫معتمداً للمعلومات عندهم ‪.‬‬
‫‪ .33‬ترويج وجود جهات خارجية ليس حالً‪ ،‬والواقع أن اخلصوم حياولون‪G‬‬
‫استغالل أوضاع داخلية هلا أسباهبا اليت ال جيوز جتاهلها‪.‬‬
‫المعالجة ‪:‬‬

‫‪ .34‬يف األفق غبار ودخان ومن حقنا أن نقلق مما وراءه والقبضة األمنية‬
‫ستزيد الطني بلّة وتقطع الطريق على حماوالت اإلصالح‪.‬‬
‫‪ .35‬أمسعونا بعد انتظار طويل ما يوحي بأن عهداً جديداً قد بدأ‪ ،‬عاجلوا‬
‫يأسنا بأخبار إجيابية صادمة وغري متوقعة‪.‬‬
‫‪ .36‬إذا أغلقت األبواب فاملضطر قد يركب الصعب ويغفل عن املصاحل‬
‫واملفاسد‪ ،‬وإىل أين يذهب بعد توقيف من قصدوا األبواب املفتوحة؟‬
‫‪ .37‬هل انشغلت الداخلية بقضية (اإلفراج) ووسائله وضماناته كما انشغلت‬
‫من قبل بقضية االعتقال؟‬
‫‪ .38‬جيب أن يغلق هذا امللف وال يبقى من املوقوفني إال من ثبت تورطهم‪G‬‬
‫وصدرت ضدهم أحكام شرعية قطعية‪ ،‬وأن يعلن هذا عاجال‪.‬‬
‫‪ .39‬اطلعت على أوضاع سجناء فيها ظلم‪ ،‬وحاالت موت وإعاقة جسدية‬
‫أو نفسية وعرقلة افراج وجتاوز ألحكام القضاء مل نسمع بياناً حلقيقتها‪.‬‬
‫‪ .40‬اخلوف من سلوك السجني بعد اإلفراج‪ G‬ليس مسوغاً لتجاوز الشريعة‪،‬‬
‫وال جيوز معاقبة اآلالف الحتمال حدوث عنف من بعضهم‪.‬‬
‫‪ .41‬من اإلجراءات الضرورية اإلفراج‪ G‬عن معتقلي حسم وإصالحيي جدة‪،‬‬
‫وحفظ حقوقهم حفاظاً على اللحمة االجتماعية وتكريساً للحقوق‬
‫والتماساً لرمحة اهلل‪.‬‬
‫‪ .42‬من اخلطر أن يضيق على الناس حىت ال يكون لديهم شيء خيسرونه‪.‬‬
‫‪ .43‬حقوق املواطن مشروعة وليس ممنوحة‪.‬‬
‫‪ .44‬حجب آليات التوقيف‪ G‬والتحقيق وسالمة اإلجراءات عن القضاة والتأثري‬
‫على قناعاهتم‪ ،‬والتدخل يف اختيارهم‪ ،‬يؤثر يف عدالة القضاء‪.‬‬
‫‪ .45‬ليس مفهوماً أن يكون (التحقيق واالدعاء) مرتبطاً بوزارة الداخلية‪ ،‬بينما‬
‫يف بالد العامل هو مستقل أو مرتبط بالعدل‪.‬‬
‫‪ .46‬مث جتاوزات حقيقية يف معاملة السجناء‪ ،‬جيب التحقيق فيها جبرأة ومعاقبة‬
‫املتسببني ووضع آليات تضمن عدم تكرارها ‪..‬‬
‫‪ .47‬االستجابة ملطالب الناس املشروعة ليست ضعفاً‪.‬‬
‫‪ .48‬جيب اإلفراج الفوري عن كل بريء والتعويض واالعتذار بشجاعة وفتح‬
‫صفحة جديدة‪.‬‬
‫‪ .49‬املفرج عنهم جيب أن تعاد إليهم حقوقهم‪ G‬كاملة وأن ميارسوا حياهتم‬
‫بكرامة لنساعدهم على جتاوز املاضي‪.‬‬
‫‪ .50‬من أسباب االحتقان ‪ :‬الفساد املايل واإلداري ‪ -‬البطالة ‪ -‬السكن ‪-‬‬
‫الفقر ‪ -‬ضعف الصحة والتعليم ‪ -‬غياب أفق اإلصالح السياسي‪.‬‬
‫‪ .51‬استمرار احلالة القائمة (مستحيل) ولكن السؤال ‪ ..‬إىل اين يتجه املسار؟‬
‫‪ .52‬الناس قلقون من املستقبل ولديهم‪ G‬تساؤالت ال يعرفون إجابتها ‪ ..‬وها‬
‫هي هجرة األموال ورمبا رجال األعمال تتزايد‪.‬‬
‫‪ .53‬شئنا أم أبينا فنحن يف قارب واحد‪..‬وعلينا السعي‪ G‬يف اصالحه‪ ،‬ولو‬
‫صاحب العالج بعض املرارة فاملهم عاقبته‪.‬‬
‫‪ .54‬ما حدث أسهم يف متزيق النسيج االجتماعي وإحداث قطيعة ‪ ..‬وهي‬
‫حتول إىل (فرصة) للتصحيح‪ ،‬ويف أهلنا مساحة وقدرة على‬‫(أزمة) ميكن أن ّ‬
‫التجاوز‪.‬‬
‫‪ .55‬مهمة احلكومات تنظيم األعمال وليس تعويقها وإغالق فرص العمل‬
‫املؤسسي والتطوعي واخلريي يدمر اجملتمعات‪.‬‬
‫خاتمة ‪:‬‬

‫‪ .56‬بلد يعتمد يف إدارته على العالقات الشخصية وليس املؤسسات ‪ ..‬كيف‬


‫سيواجه التحديات ؟‬
‫‪ .57‬يتساءل الناس والشباب خاصة‪ ،‬ما هي قنوات االتصال بينهم وبني‬
‫السلطة؟‬
‫‪ .58‬مث مواطنون خائفون من الفوضى‪ G‬واالنفالت‪ ،‬وحيتاجون إىل من يهدئ‬
‫خماوفهم‪ G‬مبشروع واقعي إصالحي‪ ،‬يكونون شركاء فيه‪.‬‬
‫‪ .59‬ال أحد من العقالء يتمىن أن تتحول الشرارة إىل نار حترق بلده وال أن‬
‫يكون العنف أداة التعبري‪.‬‬
‫‪ .60‬الثورات إن قمعت تتحول إىل عمل مسلح‪ ،‬وإن جتوهلت تتسع ومتتد‪،‬‬
‫واحلل يف قرارات حكيمة ويف وقتها تسبق أي شرارة عنف‪.‬‬
‫‪ .61‬أعيذكم باهلل أن تكونوا ممن قال فيهم ( وإذا أراد اهلل بقوم سوءاً فال مرد‬
‫له)‪ ،‬وهم الذين أصموا آذاهنم‪ G‬عن كل ناصح‪.‬‬
‫‪ .62‬الفرصة إذا ُأهدرت فقد ال تعود‪ ،‬والشيء إذا تأخر عن إبّانه فقد‬
‫جدواه‪ ،‬والوقت‪ G‬سيف لك أو عليك‪.‬‬
‫‪ .63‬على املؤمن أن خياف مؤاخذة اهلل له يف اآلخرة (واتقوا‪ G‬يوماً ترجعون فيه‬
‫إىل اهلل) وحيذر أن يلقى اهلل مبظامل يعجز عن االعتذار‪ G‬عنها‪.‬‬
‫‪ .64‬اهلل يعلم أن قليب ال ينطوي على غش ألحد ‪ ..‬وأي إساءة وجهت يل‬
‫من أي كان فمحلها الصفح ‪ ،‬وأين ال أحب هلذا البلد حاكمه وحمكومه‬
‫إال اخلري‪.‬‬
‫اللهم إن كان فعلي صواباً فاجعله في صالح عملي‪ ،‬وإن كان خطأ‬
‫فاجعله في سابغ عفوك‪.‬‬

‫خطاب مفتوح‬

‫سلمان‬
‫العودة‬

‫‪ :‬مقدمة‬

‫‪.‬صديقك من صدقك‪ ،‬والعاقل يثمن الكلمة الصادقة أيا ً كان مصدرها‪ ،‬وهو حديث عن وطن نشترك في حبه والخوف على مستقبله ‪1.‬‬
‫‪2.‬‬ ‫منطلقي ‪ -‬ويعلم ربي ‪ -‬هو النصيحة للمسلمين عامتهم وخاصتهم‪ ،‬باألسلوب الذي أراه مؤثراً ونافعا‪ ،‬وقد كتبت كثيراً رسائل‬
‫‪.‬خاصة ولم أجد أثرها‬
‫‪3.‬‬ ‫النص الذي أوجب السمع والطاعة بالمعروف في العسر واليسر‪ ،‬هو الذي أوجب قول كلمة الحق أينما كنا ال نخاف في هللا لومة‬
‫‪.‬الئم‬
‫‪.‬لم أفقد األمل بعد من إمكانية تخفيف االحتقان وفتح أفق للتدارك واإلصالح ‪4.‬‬
‫‪.‬هذا بلد قام على تحكيم الشريعة‪ ]،‬وفيه المقدسات التي تهوي إليه األفئدة‪ ،‬وأمنه وصالحه هدف للمسلمين جميعا ‪5.‬‬
‫‪.‬الحفاظ على المكتسبات‪ ،‬والتي منها الوحدة الجغرافية يحفزنا إلى المناشدة باإلصالح‪ ،‬فالبديل هو الفوضى والتشرذم] واالحتراب ‪6.‬‬
‫‪.‬الناس هنا مثل الناس في العالم‪ ،‬لهم أشواق ومطالب وحقوق‪ ،‬ولن يسكتوا إلى األبد على مصادرتها كليا ً أو جزئيا ً ‪7.‬‬
‫‪.‬حين يفقد اإلنسان األمل ‪ ..‬عليك أن تتوقع منه أي شيء ‪8.‬‬
‫‪.‬ثم مشاعر سلبية متراكمة منذ زمن ليس بالقصير‪ ،‬وقد استوحيت كالمي من كثيرين من فئات مجتمعية ومناطقية عديدة ‪9.‬‬
‫‪.‬إذا زال اإلحساس بالخوف من الناس فتوقع منهم كل شيء‪ ،‬وإذا ارتفعت وتيرة الغضب فلن يرضيهم شيء ‪10.‬‬
‫‪.‬مع تصاعد الغضب تفقد الرموز] الشرعية والسياسة واالجتماعية قيمتها‪ ،‬وتصبح القيادة بيد الشارع ‪11.‬‬
‫‪.‬عند الغضب يكون دعاة التهدئة محل التهمة بالخيانة أو الضعف‪ ،‬ويقود المشهد األكثر اندفاعا ً ومفاصلة مع األوضاع القائمة ‪12.‬‬
‫‪.‬ارتفاع الهاجس األمني جعل معظم] أنشطة الدولة خاضعة للرؤية األمنية ‪13.‬‬
‫‪:‬السجون‬

‫‪.‬تم حشد كل المشتبه بهم داخل السجون ‪ ..‬وكانت الفرصة مواتية إلخراج كل المشتبه ببراءتهم‪ ]،‬لكن هذا لم يحدث ‪1.‬‬
‫‪2.‬‬ ‫السجون خلت من أي استراتيجية‪ ،‬وكانت عاقبتها زرع األحقاد والرغبة في الثأر وانتشار الفكر المحارب بشكل أوسع داخل‬
‫‪.‬السجون‬
‫‪3.‬‬ ‫راض عني‪ ،‬وبعض من خرجوا يهاجمونني ‪ ..‬ومن واجبي الدفاع عنهم ‪ ..‬الحقوق ليست‬
‫ٍ‬ ‫أدافع عن السجناء ‪ ،‬وكثير منهم غير‬
‫‪.‬مقصورة على من يتفقون معنا‬
‫‪.‬العديد من أفراد األسرة الحاكمة ليسوا موافقين على سياسة السجون وهذا معروف بتويتر وفي المجالس وقد وقفت عليه بنفسي ‪4.‬‬
‫‪.‬من ُح ِكموا قبل عقود بالسجن لعشرات السنين في تهم انقالب على الحكم السعودي] عفي عن معظمهم بعد سنوات معدودة ‪5.‬‬
‫‪.‬معاملة السجناء ليست وفق أنظمة واضحة وال مؤسسات‪ ،‬بل هي عملية فردية‪ ،‬وتعتمد على تقرير رجل المباحث ‪6.‬‬
‫!اإلسراف في استخدام العقوبة يفقدها هيبتها وأخوف ما يكون السجن قبل تجربته ‪7.‬‬
‫‪.‬األلم والغضب يصيب السجين وزوجته وأهل بيته وأسرته ومعارفه وأصدقاءه ومحيطه االجتماعي ‪8.‬‬
‫إحراق صور المسؤولين عمل رمزي يجب أال يمر دون تأمل‪ ،‬وكيف بدأ؟ وإلى أين ينتهي؟ ‪9.‬‬
‫‪.‬سيطرة جهاز المباحث على السجين منذ الرقابة وحتى االعتقال والتفتيش‪ ،‬ثم المحاكمة والتنفيذ جعلته محروما من حقوق كثيرة ‪10.‬‬
‫‪.‬رجل األمن حين يسيء إلى سجين فهو يقامر بمستقبل الوطن كله ‪11.‬‬
‫السجناء ينتظرون العفو بمناسبات عدة ‪ ..‬فلماذا يستثنى بعضهم؟ ‪12.‬‬
‫هناك حاالت إنسانية وصحية صعبة يتم تجاهلها لفترات طويلة حتى تتفاقم وتتعقد ويستعصي حلها‪ ،‬ولعل هذا ما حفز بعض ‪13.‬‬
‫‪.‬النساء على التحرك‬

‫‪ :‬اإلعالم‬

‫‪.‬الناطقون الرسميون يعبرون عن بؤس‪ ،‬وينتمون إلى زمن مضى‪ ،‬وليس في كالمهم جاذبية وال إقناع وال تأثير ‪1.‬‬
‫‪2.‬‬ ‫األداء اإلعالمي قائم على الحجب والتدخل األمني وكأنه لم يعلم بوجود الشبكات االجتماعية والكمرات المحمولة التي توثق‬
‫‪.‬األحداث فورا‬
‫‪3.‬‬ ‫الجيش األمني في تويتر وقنوات (شبه) حكومية يرمي كل ناصح بأنه (مح ّرض)‪ ،‬وكل داع إلى اإلصالح السياسي بأنه (طامع)‪،‬‬
‫!بينما الوعي يكبر وينمو‬
‫‪4.‬‬ ‫يحتاج الناس إلى جهة ال تنتسب إلى األمن تتحدث عن السجون وتقدم تقاريرها الميدانية‪ ،‬فال يصح أن يكون األمن هو الخصم‬
‫‪.‬والحكم‬
‫‪5.‬‬ ‫ابتزاز المواطنين بقضية (شهداء الواجب) متاجرة بدماء الرجال األبطال (رحمهم هللا) ‪ ..‬كلنا مع شهداء الواجب ومع إطالق‬
‫‪.‬األبرياء أيضا‬
‫‪ .‬إذا فقد الناس الثقة بالجهة األمنية فمن غير الممكن أن تكون مصدراً معتمداً للمعلومات عندهم ‪6.‬‬
‫‪.‬ترويج وجود جهات خارجية ليس حالً‪ ،‬والواقع أن الخصوم يحاولون استغالل أوضاع داخلية لها أسبابها التي ال يجوز تجاهلها ‪7.‬‬

‫‪ :‬المعالجة‬
‫‪.‬في األفق غبار ودخان ومن حقنا أن نقلق مما وراءه والقبضة األمنية ستزيد الطين بلّة وتقطع الطريق على محاوالت اإلصالح ‪1.‬‬
‫‪.‬أسمعونا بعد انتظار طويل ما يوحي بأن عهداً جديداً قد بدأ‪ ،‬عالجوا يأسنا بأخبار إيجابية صادمة وغير متوقعة ‪2.‬‬
‫‪3.‬‬ ‫إذا أغلقت األبواب فالمضطر قد يركب الصعب ويغفل عن المصالح والمفاسد‪ ،‬وإلى أين يذهب بعد توقيف من قصدوا األبواب‬
‫المفتوحة؟‬
‫هل انشغلت الداخلية بقضية (اإلفراج) ووسائله وضماناته كما انشغلت من قبل بقضية االعتقال؟ ‪4.‬‬
‫‪5.‬‬ ‫يجب أن يغلق هذا الملف وال يبقى من الموقوفين إال من ثبت تورطهم وصدرت ضدهم أحكام شرعية قطعية‪ ،‬وأن‬ ‫‪.5‬‬
‫‪.‬يعلن هذا عاجال‬
‫‪6.‬‬ ‫اطلعت على أوضاع سجناء فيها ظلم‪ ،‬وحاالت موت وإعاقة جسدية أو نفسية وعرقلة افراج وتجاوز ألحكام القضاء لم نسمع بيانا ً‬

‫‪.‬لحقيقتها‬
‫‪.‬الخوف من سلوك السجين بعد اإلفراج ليس مسوغا ً لتجاوز الشريعة‪ ،‬وال يجوز معاقبة اآلالف الحتمال حدوث عنف من بعضهم ‪7.‬‬
‫‪8.‬‬ ‫من اإلجراءات الضرورية اإلفراج عن معتقلي حسم وإصالحيي جدة‪ ،‬وحفظ حقوقهم حفاظا ً على اللحمة االجتماعية وتكريسا ً‬

‫‪.‬للحقوق والتماسا ً لرحمة هللا‬


‫‪.‬من الخطر أن يضيق على الناس حتى ال يكون لديهم شيء يخسرونه ‪9.‬‬
‫‪.‬حقوق المواطن مشروعة وليس ممنوحة ‪10.‬‬
‫حجب آليات التوقيف والتحقيق وسالمة اإلجراءات عن القضاة والتأثير على قناعاتهم‪ ،‬والتدخل في اختيارهم‪ ]،‬يؤثر في عدالة ‪11.‬‬
‫‪.‬القضاء‬
‫‪.‬ليس مفهوما ً أن يكون (التحقيق واالدعاء) مرتبطا ً بوزارة الداخلية‪ ،‬بينما في بالد العالم هو مستقل أو مرتبط بالعدل ‪12.‬‬
‫‪ ..‬ثم تجاوزات حقيقية في معاملة السجناء‪ ،‬يجب التحقيق فيها بجرأة ومعاقبة المتسببين ووضع آليات تضمن عدم تكرارها ‪13.‬‬
‫‪.‬االستجابة لمطالب الناس المشروعة ليست ضعفا ً ‪14.‬‬
‫‪.‬يجب اإلفراج الفوري عن كل بريء والتعويض واالعتذار بشجاعة وفتح صفحة جديدة ‪15.‬‬
‫‪.‬المفرج عنهم يجب أن تعاد إليهم حقوقهم كاملة وأن يمارسوا حياتهم بكرامة لنساعدهم على تجاوز الماضي ‪16.‬‬
‫‪.‬من أسباب االحتقان ‪ :‬الفساد المالي واإلداري ‪ -‬البطالة ‪ -‬السكن ‪ -‬الفقر ‪ -‬ضعف الصحة والتعليم ‪ -‬غياب أفق اإلصالح السياسي ‪17.‬‬
‫استمرار الحالة القائمة (مستحيل) ولكن السؤال ‪ ..‬إلى اين يتجه المسار؟ ‪18.‬‬
‫‪.‬الناس قلقون من المستقبل ولديهم تساؤالت ال يعرفون إجابتها ‪ ..‬وها هي هجرة األموال وربما رجال األعمال تتزايد ‪19.‬‬
‫‪.‬شئنا أم أبينا فنحن في قارب واحد‪..‬وعلينا السعي في اصالحه‪ ،‬ولو صاحب العالج بعض المرارة فالمهم عاقبته ‪20.‬‬
‫ما حدث أسهم في تمزيق النسيج االجتماعي وإحداث قطيعة ‪ ..‬وهي (أزمة) يمكن أن تح ّول إلى (فرصة) للتصحيح‪ ،‬وفي أهلنا ‪21.‬‬
‫‪.‬سماحة وقدرة على التجاوز‬
‫‪.‬مهمة] الحكومات تنظيم األعمال وليس تعويقها وإغالق فرص العمل المؤسسي والتطوعي والخيري يدمر المجتمعات ‪22.‬‬

‫‪ :‬خاتمة‬

‫بلد يعتمد في إدارته على العالقات الشخصية وليس المؤسسات ‪ ..‬كيف سيواجه التحديات ؟ ‪1.‬‬
‫يتساءل الناس والشباب خاصة‪ ،‬ما هي قنوات االتصال بينهم وبين السلطة؟ ‪2.‬‬
‫‪.‬ثم مواطنون خائفون من الفوضى واالنفالت‪ ،‬ويحتاجون إلى من يهدئ مخاوفهم بمشروع واقعي إصالحي‪ ،‬يكونون شركاء فيه ‪3.‬‬
‫‪.‬ال أحد من العقالء يتمنى أن تتحول الشرارة إلى نار تحرق بلده وال أن يكون العنف أداة التعبير ‪4.‬‬
‫‪5.‬‬ ‫الثورات إن قمعت تتحول إلى عمل مسلح‪ ،‬وإن تجوهلت تتسع وتمتد‪ ،‬والحل في قرارات حكيمة وفي وقتها تسبق أي‬ ‫‪.5‬‬
‫‪.‬شرارة عنف‬
‫‪.‬أعيذكم باهلل أن تكونوا ممن قال فيهم ( وإذا أراد هللا بقوم سوءاً فال مرد له)‪ ،‬وهم] الذين أصموا آذانهم عن كل ناصح ‪6.‬‬
‫‪.‬الفرصة إذا ُأهدرت فقد ال تعود‪ ،‬والشيء إذا تأخر عن إبّانه فقد جدواه‪ ،‬والوقت سيف لك أو عليك ‪7.‬‬
‫‪8.‬‬ ‫على المؤمن أن يخاف مؤاخذة هللا له في اآلخرة (واتقوا يوما ً ترجعون فيه إلى هللا) ويحذر أن يلقى هللا بمظالم يعجز عن االعتذار‬
‫‪.‬عنها‬
‫‪9.‬‬ ‫هللا يعلم أن قلبي ال ينطوي على غش ألحد ‪ ..‬وأي إساءة وجهت لي من أي كان فمحلها الصفح ‪ ،‬وأني ال أحب لهذا البلد حاكمه‬
‫‪.‬ومحكومه] إال الخير‬

‫اللهم إن كان فعلي صوابا ً فاجعله في صالح عملي‪ ،‬وإن كان خطأ فاجعله في سابغ عفوك‬

‫خطاب المطالب‬
‫سلم للملك فهد في شوال ‪1411‬هـ ‪ -‬مايو ‪1991‬م‬
‫ووقع عليه حوالي ‪ 400‬شخصية في مقدمتهم ‪ 52‬شخصا في الصفحة االولى‬
‫‪ .1‬إنشاء مجلس للشورى مستقل استقالالً تاما ً للبت في الشئون الداخلية والخارجية‪.‬‬
‫‪ .2‬عرض وصياغة كل اللوائح واألنظمة السياسية واالقتصادية واإلدارية على أحكام الشريعة اإلسالمية‪.‬‬
‫‪ .3‬أن تتوافر في مسئولي الدولة وممثليها في الداخل والخارج استقامة السلوك مع الخبرة والتخصص واإلخالص‬
‫والنزاهة‪.‬‬
‫‪ .4‬تحقيق العدل والمساواة بين أفراد المجتمع في أخذ الحقوق وأداء الواجبات ومنع استغالل النفوذ أيا ً كان مصدره‪.‬‬
‫‪ .5‬الجدية في متابعة ومحاسبة كل المسئولين بال استثناء وتطهير الدولة من كل من تثبت إدانته بفساد أو تقصير‪.‬‬
‫‪ .6‬إقامة العدل في توزيع المال العام بين جميع طبقات المجتمع وفئاته وإلغاء الضرائب وتخفيف الرسوم التي أثقلت كاهل‬
‫الناس وحفظ موارد الدولة من التضييع واالستغالل وإزالة كافة أشكال االحتكار والتملك غير المشروع وتطهير‬
‫المؤسسات المصرفية من الربا‪.‬‬
‫‪ .7‬بناء جيش قوي متكامل مزود بأنواع األسلحة من مصادر شتى واالهتمام بصناعة السالح وتطويره‪.‬‬
‫‪ .8‬إعادة بناء اإلعالم بكافة وسائله ليخدم اإلسالم وليعبر عن أخالقيات المجتمع مع ضمان حريته من خالل الخبر‬
‫الصادق والنقد البناء‪.‬‬
‫‪ .9‬بناء السياسة الخارجية لحفظ مصالح األمة بعيداً عن التحالفات المخالفة للشرع وتبني قضايا المسلمين وتصحيح‬
‫وضع السفارات لنقل الصبغة اإلسالمية للبلد‪.‬‬
‫‪ .10‬تطوير المؤسسات الدينية والدعوية في البالد ودعمها باإلمكانات المادية والبشرية‪.‬‬
‫‪ .11‬توحيد المؤسسات القضائية ومنحها االستقالل الفعلي والتام وبسط سلطة القضاء على الجميع‪.‬‬
‫‪ .12‬كفالة حقوق الفرد والمجتمع وإزالة أثار التضييق على إرادات الناس وحقوقهم بما يضمن الكرامة اإلنسانية‪.‬‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬
‫خادم الحرمين الشريفين‪ :‬الملك عبد] هللا بن عبد العزيز‪/‬‬
‫أعانه هللا على إقامة سنن العدل والشورى ورعاه‬
‫السالم عليكم ورحمة هللا وبركاته‬
‫نقدم لكم بيان] (معالم في طريق الملكية الدستورية‪ /‬دولة الدستور اإلسالمي‪ /‬دولة العدل والشورى)‪،‬وننقل لكم شكر الموقعين على هذا البيان‪ ،‬من المحتسبين من أحرار هذا البلد‬
‫الطيب وحرائره‪ ،‬من إخوانكم وأبنائكم‪ ،‬على اختالف أطيافهم ومناطقهم‪ ،‬من فقهاء ومفكرين وأساتذة جامعات‪ ،‬ومهتمين بالشأن العام‪.‬‬
‫وهو ‪-‬كما تعلمون‪-‬امتداد لخطاب (الرؤية)‪ ،‬الذي على إثره في شهر ذي القعدة سنة ‪1423‬هـ استقبلتم أربعين من إخوانكم وأبنائكم من دعاة] الدستور(اإلسالمي) المستبشرين بلقائكم‬
‫خيرا‪ ،‬الذين قلتم لهم‪":‬رؤيتكم هي مشروعي واعتبركم جنودي‪ .‬وهو امتداد أيضا لخطاب"نداء وطني‪ :‬اإلصالح الدستوري أوال"‬
‫إن هذا البيان يعتبر مقولتكم الشهيرة‪ :‬رؤيتكم هي مشروعي‪ ،‬واعتبركم جنودي مبدأ يؤسس التعاون بين القيادة ودعاة] اإلصالح السياسي‪.‬‬
‫ومن أجل ذلك يصدر بمناسبة مرور قرابة عامين على البيعة؛ بمثابة تأييد لهذا الوعد‪،‬الذي أكدتموه في خطاب البيعة‪ ،‬بأنكم عازمون على إقامة مؤسسات العدل والشورى‪ ،‬ولقد بدأتم‬
‫خطواته المؤسسية الواعدة‪ ،‬وأول الغيث قطر‪.‬‬
‫إن دعاة] اإلصالح يدركون مصاعب اإلصالح السياسي‪ ،‬في طريق صحراوي‪ ،‬يتماوج بين الوهاد والتالل‪ ،‬ويتعرج بين الوديان] والجبال ‪ ،‬ولكنهم يثقون بأنكم؛بصفاء بصيرتكم‬
‫وصدق طويتكم وصالبة إرادتكم؛قادرون بحول هللا وقوته على اتخاذ القرارات المؤسسية الصعبة‪ ،‬التي تحفظ حاضر البالد ومستقبلها‪ .‬والسالم عليكم ورحمة هللا وبركاته‪.‬‬
‫عن الساعين] في البيان‪:‬‬
‫خالد بن سليمان العمير ‪ ///‬محمد بن حديجان الحربي‬

‫مسفر بن صالح الوادعي ‪ ///‬مسفر بن علي الميموني‬

‫الرياض‪ :‬األحد ‪13/3/1428‬هـ الموافق‪1/4/2007‬م‬

‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬


‫معالم في طريق الملكية الدستورية‪/‬دولة الدستور اإلسالمي‪/‬دولة العدل والشورى‬
‫إنا الموقعين على هذا البيان‪ ،‬من دعاة المجتمع المدني‪ :‬العدل والشورى‪ ،‬في المملكة العربية السعودية] نشكر للقيادة‪ ،‬ممثلة بخادم الحرمين الشريفين وولي عهده‪ ،‬حديثهما مرارا‪ ،‬عن‬
‫الرغبة في إصالح البيت الداخلي‪ ،‬وبناء دولةالعدل والشورى‪ ،‬وورود مصطلحاتها كالعدالة والمشاركة الشعبية في كالم عدد من أركان القيادة‪ .‬ونثني] الشكر على ما تم من خطوات‪،‬‬
‫ذكرها عدد منا في خطاب شكر خادم الحرمين الشريفين المرسل إليه‪( ،‬بتاريخ]‪12/5/1427‬هـ الموافق‪7/6/2006‬م)‪.‬‬
‫ونذكر في ذلك السياق شعار (المشاركة الشعبية)‪ ،‬الذي أعلنه خادم الحرمين الشريفين‪ ،‬عندما كان وليا للعهد‪ ،‬وقولته لدعاة العدل والشورى األربعين‪ ،‬من موقعي خطاب (الرؤية)‪،‬‬
‫اللذين التقى بهم في شوال ‪1423‬هـ‪" ،‬رؤيتكم هي مشروعي"‪.‬‬
‫ونثمن قولته في خطاب البيعة "أعاهد هللا ثم أعاهدكم أن أتخذ القرآن دستوراً واإلسالم منهجا‪ ،‬وأن يكون شغلي الشاغل إحقاق الحق‪ ،‬وإرساء العدل وخدمة المواطنين كافة بال‬
‫تفرقة"‪.‬‬
‫وهذه الكلمات والمواقف المضيئة‪ ،‬تجسد أوال‪ :‬إدراكا من المسئول األول في الدولة‪ ،‬بأن العدل والشورى هما أساس الحكم الناجح الصالح‪ ،‬وأنه ال عدل مع االستبداد‪ ،‬وال ظلم مع‬
‫الشورى‪.‬‬
‫وتجسد ثانيا‪:‬وعداً من القيادة عامة‪ ،‬وخادم الحرمين خاصة‪ ،‬بالسير الحثيث لبناء دولة العدل والشورى‪،‬‬
‫وتجسد ثالثا‪:‬إدراكا ً من خادم الحرمين‪ ،‬بأن مقتضى البيعة على كتاب هللا وسنة نبيه صلى هللا عليه وسلم؛ هو لزوم العدل والشورى‪.‬‬
‫هذا التصور الواعي لطبيعة التعاقد السياسي بين الشعب والقيادة؛أكده شيوخ اإلسالم في مواقفهم ومقوالتهم‪ ،‬فقهاء العهد األموي كالحسن البصري وسعيد بن المسيب وسعيد بن جبير‪،‬‬
‫وأئمة المذاهب الفقهية األربعة‪:‬مالك وأبو حنيفة والشافعي وأحمد بن حنبل‪ ،‬وفقهاء العصر العباسي‪ ،‬كالغزالي والجويني] والقرطبي‪ ،‬وابن عطية وابن حزم‪ ،‬وال سيما فقهاء ما بعد‬
‫العباسي‪ ،‬الذين أدركوا أسباب انهيار األمة‪ ،‬كابن تيمية وابن القيم‪ ،‬والعز بن عبد السالم والشاطبي وابن خلدون‪ ،‬وكل من له موقف أو كالم في هذه المسألة‪.‬‬
‫وبمناسبة مرور قرابة عامين على البيعة؛ نود أن نسهم من خالل هذا البيان‪ ،‬بما لدينا من جهد ورأي‪ ،‬في التذكير بمعالم (العقيدة السياسية)‪ ،‬لسلفنا الصالح من خلفاء وأمراء وعلماء‪،‬‬
‫للتواصي بالحق والعدل والشورى‪ ،‬استجابة لقول هللا تعالى‪":‬وتعاونوا على البر والتقوى"‪ ،‬وقوله‪" :‬كنتم خير أمة أخرجت للناس‪ ،‬تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر" ‪.‬فقد أكد‬
‫العلماء أن خيرية األمة‪ ،‬مشروطة بتواصيها بالحق والعدل‪ ،‬وتناهيها عن المنكر‪ ،‬و العدل أعظم المعروفات‪ ،‬والظلم أعظم المنكرات‪.‬‬
‫ونذكربأن العدل ال يستقر إال بالشورى‪ ،‬والشورى والعدل اليستقران إال بأمرين معا‪:‬‬
‫األول‪ :‬وسائل وإجراءات وآليات مؤسسية في الحكومة والدولة‪ ،‬يتوافر فيها الوضوح والدقة في تحديد المسئوليات والصالحيات والمساءلة‪ ،‬وتشكل ضمانات اللتزام العدل في‬
‫األنظمة والقرارات والتطبيق‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬مشاركة شعبية‪ ،‬عبر المؤسسات األهلية‪ ،‬التي تشكل بلورة للرأي العام األصوب‪ ،‬وقنطرة حضارية لتوصيله رأس هرم الدولة‪.‬‬
‫ونرى أن أهم معالم العدل والشورى‪ ،‬وأعمقها وأوسعها أثراً على مستقبل البالد ما يلي‪:‬‬
‫أوال=إصدار أنظمة تضمن مكافحة الفقر والعدل في قسمة المال واألراضي‬
‫ألن أهم ما تعانيه البالد هو التفاوت الفاحش في قسمة الثروة‪ ،‬حيث إن البالد ذات وفر كثير‪ ،‬ومع ذلك فإن مساحة الفقر تزداد اتساعاً‪ ،‬ألن معالجات الفقر‪ ،‬تحتاج إلى تركيز على‬
‫اإلصالح المؤسسي‪ ،‬ومن أهم معالم اإلصالح المؤسسي‪:‬‬
‫‪= 1‬إصدار نظام (عطاء) شهري لكل عاطل عن العمل‪ ،‬يفي بالحد األدنى من متطلبات الحياة الكريمة‪ ،‬حتى يجد عمالً مناسبا‪.‬‬
‫‪= 2‬إصدار نظام (عطاء)تأمين صحي فردي شهري للعالج ‪،‬يضمن لكل مواطن‪ ،‬موظفا أو غير موظف‪ ،‬أن يحصل على القدر الوافي من الرعاية الصحية والعالج‪ ،‬ليتاح للناس أن‬
‫يتساووا في فرص العالج‪ ،‬ولتتنافس المشافي الخاصة في تقديم خدمات متميزة‪ ،‬ولكي التصبح] العناية الطبية وقفا على الكبراء وأصحاب الواسطات‪.‬‬
‫‪= 3‬إصدار نظام (عطاء) أسري شهري لكل مولود‪ ،‬وفي ذلك ما يحفظ كرامة األسر الفقيرة‪ ،‬من غوائل الفقر والمهانة واإلذالل‪ .‬وفي ذلك إحياء لسنن الخلفاء الراشدين‪ ،‬كعمر بن‬
‫الخطاب رضي هللا عنه‪.‬‬
‫‪= 4‬وفي مجال حفظ الثروة المالية والعقارية لألمة‪ ،‬ينبغي إصدار أنظمة تضمن عدم استئثار الكبار بلباب أراضي الشعب‪ ،‬كي ال تزداد أعداد األسر الفقيرة‪ ،‬التي التجد مسكنا‬
‫كريما‪،‬ونطالب بإصدار أنظمة تمنع هذا االختالل‪.‬‬
‫ونقترح لمعالجة الخلل الواقع في توزيع األراضي أمرين‪:‬‬
‫أولهما‪ :‬أن تحدد مساحة أي منحة سكنية ألي أسرة ‪ ،‬كأن تعطى مرة واحدة في العمر‪،‬وفق ضوابط وآليات موضوعية‪ ]،‬تضمن التطبيق الفعال‪،‬لميدأ العدل والمساواة‪ ،‬بين الفقراء‬
‫والكبراء وفق‪ .‬وأن تحدد مساحة أي منحة زراعية ألي مستثمر‪،‬بضوابط وآليات موضوعية‪ ]،‬تضمن التطبيق الفعال ‪،‬لمبدأ حصر المنح الزراعية باللقادرين المنتجين‪ ،‬مع إيثار األسر‬
‫األفقر‪.‬‬
‫ثانيهما‪ :‬إن النظام الذي حظر إحياء الموات ‪-‬بعد عام ‪1387‬هـ‪ -‬إال بإذن مسبق من الحكومة؛نظام أدت تطبقاته إلى اإلضرار بالناس على العموم وبالفقراء والمساكين على الخصوص‪،‬‬
‫وال سيما في أطراف المدن والبادية] والريف‪ ،‬إذ حابي ‪-‬في أحسن تطبيقاته‪ -‬الخاصة على العامة‪ ،‬وفي غالبها سلب الساكنين والمزارعين] الضعاف والمهمشين‪ ،‬وأعطى األقوياء‬
‫والكبراء‪ .‬وشجع المرتشين والمحتالين‪ ،‬ودفع الناس إلى الخصومات والتباغض‪ ،‬وأشغل وزارة الزراعة والبلديات والمحاكم بالقضايا] المعقدة‪ ،‬وأفرز من المفاسد أضعاف أضعاف ما‬
‫له من مصالح‬
‫من أجل ذلك نطالب بإلغاء هذا النظام‪ ،‬الذي يخالف القانون الشرعي‪:‬الذي صرح به الحديث الصحيح‪ ":‬من أحيا أرضا ميتة فهي له"‪.‬‬
‫ونطالب بنظام ‪،‬يقرر شرعية تملك األرض المحياة لمن أحياها‪ ،‬وال سيما للساكنين فيها والفالحين‪ ،‬من حيث األصل نقترح االكتفاء بوضع شروط تضبط شرعية اإلحياء وتمنع‬
‫االحتيال‪ ،‬كأن يكون قدر األرض محدودا‪.‬‬
‫‪= 5‬تعزيز األنظمة واآلليات التي تضمن المساواة في توزيع الثروة وكافة الخدمات والوظائف‪ ،‬بين األقاليم والمناطق والطوائف‪ ،‬مع العناية باألقاليم والمناطق والفئات المهمشة‪.‬‬
‫ثانيا=إنشاء مجلس‪:‬لنواب األمة (أهل الحل والعقد)‪:‬‬
‫إن أي دولة إنما تستمد مشروعيتها] من قيامها بمصالح الناس‪،‬وإن صحة تصرف أي حاكم منوطة بمراعاة المصلحة‪ ،‬وتقرير مصالح العباد والبالد منوط برؤية أهل العقل والرأي‬
‫والخبرة‪ ،‬الذين تثق األمة بخبرتهم وسداد رأيهم‪ ،‬وبأمانتهم وقوتهم فتنتخبهم‪.‬ليكونوا نوابها (عرفاءها) في الحل والعقد‪ ،‬ألنهم يجسدون نبض قلبها وومض عينيها‪.‬‬
‫وال يمكن ضمان تحري المصالح العامة للشعب في أي دولة‪ ،‬من دون وجود مجلس نواب منتخب يقرر االمبادئ والقوانين األساسية للمصالح ‪ ،‬ويفوض] الحكومة في تنفيذ المصالح‬
‫والوسائل والتنظيم ‪.‬‬
‫من أجل ذلك ننتظر أن تبادر الحكومة بإنشاء مجلس نواب للشعب‪ ،‬يشترك في انتخابه جميع الراشدين رجاالً ونساءاً‪ .‬وهذا هو أهم ضامن لحفظ البالد والعباد‪ ،‬وحفظ المال العام‪،‬‬
‫واستنباط القرارات الصائبة‪ ،‬في مجال التربية والتعليم‪ ،‬واإلعالم واإلدارة واالقتصاد‪ ،‬والشئون] الداخلية والخارجية عامة‪.‬ومن معالم الطريق إلى هذا الهدف‪ ،‬أن تبادر الحكومة‪ ،‬إلى‬
‫تعديل نظام الشورى الحالي‪ ،‬بأن يكون نصف أعضائه منتخبين‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬أن تبادر الدولة بإصدار نظام‪(،‬مدونة) تعترف بالحقوق التي قررتها الشريعة‪ :‬التي كفلت حرية الرأي والتعبير والتجمع‪:‬‬
‫إن حرمان المواطنين من مشروعية التعبير الفردي والجماعي‪ ،‬عن العواطف والمصالح المشتركة‪ ،‬في الصحف والقنوات الفضائية والمنتديات والتجمعات‪ ،‬يؤدي أوال‪:‬إلى مزيد من‬
‫الفساد في قسمة المال‪ ،‬وهدر المال العام‪ ،‬وتكاثر العاطلين والفقراء‪ ،‬وسوء اإلدارة‪،‬‬
‫ويؤدي ثانيا إلى مزيد من إفرازات االحتقان إفرازات االستياء العام وانسداد األفق‪ :‬كفشو السرقات والرشوة والفواحش والمخدرات‪ ،‬واألمراض الجسدية والنفسية واالنتحار وحوادث‬
‫السيارات‪.‬‬
‫وليس العنف إال الجزء الظاهر من الجبل الثلجي الذي يخفي أكثر من ما يبدي من إفرازات االحتقان واالستياء العام‪ ،‬وقد صدرت من الدولة قرارات وتصرفات تنتهك هذه الحقوق‬
‫المقدسة‪ ،‬منها‪:‬‬
‫‪= 1‬تجاهل الحكومة ‪ ،‬خطاب إنشاء مجموعة األولى (الثالثين)من دعاة المجتمع المدني لجنة لحقوق اإلنسان‪ ،‬في خطابها المرسل من الرياض إلى وزير الشئون االجتماعية ‪1426‬هـ‬
‫‪2005‬م‪ ،‬والمجموعة األخرى في خطابها المرسل من جدة وغيرهم‪.‬‬
‫‪= 2‬التعسف في المنع من السفر‪:‬الذي حرم كثيرا من دعاة المجتمع المدني من حقوقهم الطبيعية‪ ،‬وال سيما الثالثة عشر إصالحيا‪ ،‬الذين أوقفوا يوم ‪25/1/1425‬هـ(‪16/3/2005‬م)‪،‬‬
‫وليست قضيتهم إال نموذجا صغيرا‪-‬وإن كان مشهورا للتعسف ‪.‬‬
‫‪= 3‬إغالق عديد من الديوانيات والمنتديات الخاصة‪ ،‬وعدد من الساحات في اإلنترنيت واعتقال وتخويف من يجرؤ على التعبير‪.‬‬
‫‪=4‬مضايقة دعاة المجتمع المدني (الثالثين)‪ ،‬الذين قدموا للمقام السامي خطابا بإنشاء جمعية(دعاة] المجتمع المدني اإلسالمي)‪ ،‬في‪14/3/1427‬هـ الموافق‪12/4/2006‬م‪ ،‬فضال عن‬
‫تجاهل خطابهم‪.‬‬
‫‪=5‬منع عديد من الكتاب والخطباء من الكالم‬
‫‪= 6‬منع الشعب من حقه الطبيعي‪ ،‬في المسيرة والتظاهر واالعتصام‪ ،‬كما في خطاب بعض دعاة المجتمع المدني المرسل ‪ ،‬إلى خادم الحرمين‪:‬الثالثاء ‪29/6/1427‬هـ الموافق‬
‫‪25/7/2006‬م‪ .‬الذين طلبوا اإلذن لهم باعتصام] محدودأو بمهرجان إلعالن تضامنهم مع إخوانهم المجاهدين والمضطهدين في فلسطين ولبنان‪ ، ،‬وقد استدعاهم] وزير الداخلية‪ ،‬وطلب‬
‫منهم أن يتركوا الشأن العام‪ ،‬إلى أمورهم الخاصة وهددهم ‪.‬‬
‫‪ = 7‬إصدار الحكومة قرارا غريبا يهدد الموظف المهتم بالشأن العام‪ ،‬بفصله من وظيفته‪ ،‬إن عبر في بيان أو قناة‪ ،‬عن رأي يخالف سياسة الحكومة أو ينتقدها‪.‬‬
‫إن مثل هذا القرارات والتصرفات تناقض] مبادئ "المشاركة الشعبية"و "السلطة لألمة في حفظ مقاصد الشريعة"‪،‬و الحرية المسئولة والتعددية والعدل وهي أساسية في العقيدة‬
‫السياسية في اإلسالم‪ ،‬وتناقض ما وقعت عليه الدولة من مواثيق حقوق اإلنسان‪ ،‬عربيا ودوليا‪ .‬من أجل ذلك نطالب بإصدار مدونة للحقوق العامة‪ ،‬تمنع التعسف في الحرمان من‬
‫الحقوق المدنية‪ ،‬كالكتابة والخطابة والسفر‪ ،‬وتمنع كافة أنواع التعسف البوليسي على حريات المواطنين‪ .‬التي نالت المهتمين بالشأن العام‪ ،‬من كتاب وخطباء وإعالميين‪ ،‬ودعاة]‬
‫للمجتمع المدني‪ ،‬من كافة التوجهات االجتماعية والثقافية‪.‬‬
‫وتلزم الجهات المتطاولة بأن ال يتجاوز الحرمان من الحقوق المدنية‪ ،‬كالمنع من الكتابة والسفر شهرا‪ ،‬إال بناء على حكم قضائي‪ ،‬وتحدد الممنوعات والعقوبات واإلجراءات وتوحد‬
‫الجهات المخولة بالمنع‪ ،‬بمسطرة واضحة المعالم‪ ،‬وإجراءات التظلم والتقاضي‪ ،‬وتتسم بالشفافية والعالنية‪ ،‬لكي التستمر عبارة "أعمال السيادة"‪ ،‬معبرا للتجاوزات والهوى‬
‫والتخرص وانتهاك حقوق المواطنين‪.‬‬
‫رابعا‪:‬إصدار نظام يقرر مشروعية تجمعات المجتمع المدني األهلية‪،‬واستقاللها عن الحكومة‪ ،‬وإنشاء مجلس أعلى أو وزارة خاصة بها لتنظيم إجراءات التسجيل‪:‬‬
‫اليمكن بناء معالم دولة العدل والشورى‪ ،‬على المؤسسات الحكومية وحدها‪ ،‬بل ال بد من مؤسسات األفراد(التجمعات األهلية)‪ ،‬سواء أكانت معنية بالشأن العام‪ ،‬كجمعيات حقوق‬
‫اإلنسان وجمعيات المجتمع المدني‪ ،‬وهيئات األمر بالمعروفات والنهي عن المنكرات‪،‬روحية ومدنية‪ ،‬أو مؤسسات مصالح خاصة بفئة من الناس‪ ،‬كنقابات الفالحين والقضاة والفقهاء‬
‫والمدرسين والطالب‪.‬‬
‫إن أي دولة ال توجد فيها مؤسسات األفراد(التجمعات األهلية)‪ ،‬ال تعد دولة طبيعية‪ ،‬بل هي دولة ناقصة التكوين‪ ،‬ألن التجمعات األهلية المدنية‪ ،‬جزء ال يتجزأ من مفهوم الدولة‪ .‬وما‬
‫تصدره الحكومة من تنظيمات ‪ ،‬ينبغي أن ينحصر هدفه ووسائله؛ بتنظيم نيل الحقوق والحريات والتنسيق‪ ،‬ال القوامة والوصاية‪،‬من أجل ذلك ننتظر ما يلي‪:‬‬
‫‪ =1‬المبادرة بإصدار نظام فعال للجمعيات األهلية‪:‬‬
‫إن المجالس واألندية والمساجد‪ ،‬ومؤسسات الصحافة اإلعالم والتوجيه والتعليم والبحث‪ ،‬من تكوينات المجتمع األهلي المشروعة‪ ،‬وال ينبغي أن تمارس الحكومة عليها الوصاية‬
‫أوالقوامة‪ ،‬فتحولها نفسها إلى توابع ‪ ،‬فتشل حركتها‪ ،‬وتعوقها عن أداء رسالتها‪ ،‬فقيامها برسالتها ال يكون إال باستقاللها النسبي عن الحكومة‪ .‬من أجل ذلك ينبغي أن تخفف وزارات‬
‫الداخلية واإلعالم واألوقاف والتعليم العالي‪ ،‬من القوامة عليها‪ ،‬وأن تترك القوامة عليها للمستفيدين] من خدماتها‪ ،‬وللرأي العام واإلعالم‪ ،‬وإنما ينبغي أن ينحصر دور الحكومة‬
‫بالتنظيم‪ ،‬وأن يكون التدخل في أضيق الحدود‪.‬‬
‫ويكون القضاء ال وزارات الداخلية واإلعالم واألوقاف‪ ،‬هو المخول بالعقوبات‪.‬‬
‫والجمعيات األهلية هي أهم آلية لتنفيذ مبدأ المشاركة الشعبية‪ ،‬ألن وجود هذه المؤسسات هو الضامن األساسي‪ ،‬لبلورة الرأي األصوب المنظم‪ ،‬وللتعبير السلمي الهاديء العقالني‬
‫المشروع‪ ،‬عن المشاعر والمصالح‪،‬التي يؤدي كبتها‪-‬ككبت أي غريزة‪-‬إلى االحتقان‪ ،‬الذي التؤمن فلتاته‪.‬‬
‫ومن أجل ذلك نشكر مجلس الشورى على رفض المسودة الهزيلة‪،‬لنظام الجمعيات الذي اقترحته إحدى لجانه‪ ،‬الذي أفرغ مفهوم الجمعيات من وظيفتها وطبيعتها‪،‬ومن المعايير‬
‫الموضوعية] المعروفة في الدول الشورية‪ ،‬من أجل ذلك استنكره –باألمس‪-‬الكتاب اإلصالحيون ودعاة المجتمع المدني‪ ،‬في مقالتهم وبياناتهم‪.‬‬
‫ونعلن –اليوم‪-‬خشيتنا من أن يوافق مجلس الشورى‪ ،‬على مسودة هزيلة أخرى‪ ،‬والناس عامة ودعاة المجتمع المدني خاصة‪ ،‬يتطلعون إلى نظام فعال للجمعيات األهلية‪ ،‬ينبثق من‬
‫تصور صحيح للمعايير الدولية للجمعيات األهلية التي بينها اأكثر من عشرين كاتبا من دعاة] المجتمع المدني في الصحف والقنوات‪ ،‬وكما في البيانات المعلنة ‪ ،‬كالبيان الذي وقعه‬
‫أكثر من ‪150‬من دعاة المجتمع المدني‪ ،‬واالخطاب المرسل الذي وقعه أكثر من ‪30‬منهم‪ ،‬وسلموه نائب رئيس مجلس الشورى‪،‬يوم السبت‪22/4/1427‬هـ( ‪20/5/2006‬م)‪..‬‬
‫‪ = 2‬فك ارتباط الهيئة الوطنية لحقوق اإلنسان‪ ،‬بوزير الداخلية‪ ،‬وربطها بمجلس أعلى للجمعيات األهلية‪:‬‬
‫ألن وظيفة الهيئة مراقبة تصرفات الحكومة عموما ووزارة الداخلية خصوصا‪ ]،‬تجاه حقوق المتهم خاصة وحقوق اإلنسان عامة‪ ،‬فكيف يتناسب هدفها ووظيفتها ورقابتها على وزارة‬
‫الداخلية‪ ،‬مع قوامة وزير الداخلية عليها‪.‬‬
‫وهي‪-‬كأي جمعية أهلية‪ -‬إنما تربط‪-‬إجرائيا‪-‬بجهة عدلية كوزارة العدل‪ ،‬أو المجلس األعلى للقضاء‪.‬أو ينشأ مجلس أعلى للجمعيات األهلية‪ ،‬وظيفته التنسيق والتنظيم والدعم المالي‪ ،‬ال‬
‫التحكم والقوامة‪.‬‬
‫خامسا‪:‬توزيع مهام وزارة الداخلية المتضخمة وغير المتجانسة على وزارتين‪:‬وزارة للحكم المحلي وأخرى لألمن‬
‫إن وزارة الداخلية تضخمت مسئولياتها‪ ،‬وهيمنت على مرافق وأنشطة متعددة من الدولة‪ ،‬خارج طبيعتها واختصاصاتها‪،‬حتى] أصبحت مهيمنة على الشأن العام‪ ،‬وامتدت أطراف‬
‫تدخالتها في جميع الوزارات‪ ،‬وفوق ذلك صارت غير قادرة على القيام بما أوكل إليها من مهام أساسية‪.‬‬
‫ال سيما أن وزارة الداخلية حملتها سلطتها الواسعة المطلقة ‪-‬والسلطة المطلقة مفسدة مطلقة –على مزيد من التدخل في شئون الوزارات األخرى‪ ،‬وأتاحت لها ظروف الحرب على‬
‫العنف‪ ،‬مزيدا من الحدة والشدة واألخذ بالظنة‪ ،‬فوسعت مفهوم الحل البوليسي‪،‬فانجرت إلى مزيد من مصادرة الحقوق والتضييق على الحريات األساسية للمواطنين‪ ،‬وهذا يتنافى] مع‬
‫مبدأ العدل والشورى‪ ،‬فضال عن أنه يزيد في تكوين مخزون للعنف‪.‬‬
‫وألنه ال وجود في العالم كله‪ ،‬من شرقه إلى غربه‪ ،‬حتى في أفريقيا‪ ،‬لوزارة داخلية تجمع بين هذين األمرين‪ ،‬اللذين أدى الجمع بينهما إلى النيل من الحقوق األساسية للمواطنين‪،‬‬
‫وتضخم المركزية والروتين‪ ،‬وجمع وظائف متعددة وغير متجانسة‪ ،‬في وزارة واحدة‪.‬‬
‫ومن أجل ذلك نقترح توزيع أعباء الوزارة الحالية‪ ،‬بتقسيمها وزارتين‪:‬‬
‫إحداهما‪ :‬وزارة تختص بشئون الحكم المحلي‪ .‬واألخرى‪ :‬وزارة تختص باألمن‪.‬‬
‫سادسا‪ :‬إنشاء ديوان للمراقبة والمحاسبةالمالية‪:‬‬
‫وفي مجال تفعيل أجهزة الرقابة القضائية؛ نطالب بإنشاء ديوان قضائي للمراقبة والمحاسبة المالية‪ ،‬يرتبط بالمجلس األعلى للقضاء‪ ،‬ويشرف على إيرادات الدولة ومصروفاتها‪،‬‬
‫ويختص بمراقبة أموالها‪ ،‬ويكون مسطرة للتأكد من صحة التعامالت وضبط الحسابات‪ ،‬وسالمة اإلجراءات‪ ، ،‬ويوقف] نزيف المال وهدره ‪ ،‬ويقاضي ويحاكم ويحاسب المتهمين‬
‫بالتقصير‪ ،‬ويعاقب المقصرين‪.‬‬
‫ألن ديوان المراقبة الحالي ال يكفي‪ ،‬ألنه تفتيش إداري‪ ،‬قصير اليدين‪ ،‬محدود الصالحيات‪ ،‬وليس مؤسسة مستقلة ذات سلطة قضائية‪ ]،‬تستطيع أن تطبق مسطرة محاسبة قضائية] على‬
‫الجميع‪.‬‬
‫سابعا‪ :‬إنشاء محكمة عدل عليا‪:‬‬
‫لتكون فيصال في مشروعية جميع األنظمة والقرارات القوانين التي تصدرها الدولة عامة والدولة خاصة‪ ،‬وحكما في عند التنازع فيها‪ ،‬ومرجعية في البت في الطعون‪.‬‬
‫ثامنا‪ :‬ربط هيئة التحقيق واالدعاء العام بالقضاء أو برئيس مجلس الوزراء‪:‬‬
‫ألن المدعى العام إنما يتكلم باسم العدالة والشعب‪ ،‬وقوامة وزارة الداخلية عليه؛ مخالفة صريحة‪ ،‬لطبيعة الهيئة ووظيفتها‪ ،‬واالرتباط الطبيعي هيئة التحقيق واالدعاء العام ؛ إنما هو‬
‫بالمجلس األعلى للقضاء‪ ،‬أو وزارة العدل‪،‬أو رئيس مجلس الوزراء‪ ،‬كما هو الحال في الدول األخرى‪.‬‬
‫تاسعا‪ :‬تعزيز استقالل القضاء‬
‫وفي سبيل تعزيز ضمانات عدل القضاء ونزاهته‪ ،‬ننتظر المبادرة باإلجراءات التالية‪:‬‬
‫‪= 1‬أن يبسط القضاء هيمنته‪ ،‬على جميع اللجان القضائية‪ ،‬التي تجاوزت ثالثين لجنة‪ ،‬منتشرة في الوزارات‪ ،‬فذلك أظهر إخالل بمفهوم استقالل القضاء‪.‬‬
‫‪= 2‬تخويل القضاء اإلشراف‪ ،‬على مدى التزام الجهات األمنية‪ ،‬بالقواعد واإلجراءات العدلية‪ ،‬التي أصدرتها وزارة العدل‪ ،‬في نظام اإلجراءات الجزئية‪ ،‬وأهم هذه األمور عدم‬
‫التوقيف إال على الجرائم العشر المنصوص عليها‪ ،‬وتوفير محام لكل متهم‪ ،‬وانحصار التحقيق بهيئة التحقيق واإلدعاء العام‪ ،‬ألن التحقيق عمل من أعمال القضاء‪ ،‬وليس عمالً من‬
‫أعمال المباحث‪.‬‬
‫‪ = 3‬في السجون آالف الموقوفين‪-‬الذين تجاوز إيقافهم المدة التي يسمح بها النظام للتوقيف من دون محاكمة(وهي ستة أشهر) ‪ ،‬وكثير من المتهمين تجاوز الشهور إلى السنين‪ ،‬سواءا‬
‫في قضايا العنف وقضايا] الرأي والتعبير‪ ،‬وال سيما الفقهاء والعلماء والكتاب كالشيخ سليمان العلوان‪ ،‬والشيخ وليد السناني‪ .‬ومقتضى استقالل القضاء‪ :‬إما إلزام وزارة الداخلية‬
‫بتقديمهم للمحاكم‪ ،‬وإما إصدار أحكام بإطالق سراحهم‪.‬‬
‫‪ = 4‬ال يمكن تعزيز عدل القضاء ونزاهته‪ ،‬من دون توفير احتياجاته‪ ،‬وعدد القضاة اليوم ال يزيد عن عشر العدد الكافي‪ ،‬وينبغي] تعزيز استقالله‪ ،‬بدعمه بشريا وماليا بأعداد كثيرة من‬
‫القضاة‪ ،‬وآخرين من الكتبة‪ ،‬لتمكينه من السرعة في البت‪ ،‬وإنشاء وحدات لقياس االنجاز والمتابعة‪.‬‬
‫‪ -5‬وإعطاء القضاء صالحيات تنفيذ األحكام بإيجاد (قاض تنفيذي) في كل محكمة‪.‬‬
‫‪ -6‬واإلسراع بتحديد] قواعد القضاء وتوحيدها] وإعالنها للناس‪.‬‬
‫‪ =7‬التزام القضاة بالمحاكمة العالنية في كافة القضايا‪ ،‬وخاصة التي تكون الحكومة طرفا فيها‪ ،‬والسياسية خاصة‪.‬‬
‫‪= 8‬إصدار نظام قضائي جديد‪ ،‬يجسد المعايير العدلية للقضاء اإلسالمي ‪ ،‬التي من أهمها أن القاضي ليس وكيال عن الحاكم‪ ،‬عندما يصدر حكما قضائيا‪ ،‬بل هو وكيل عن األمة‬
‫المؤتمنة على الشريعة‪ ،‬كي تضيق مسارب التأثير على القضاة‪ ،‬الذين ال زالوا يتصورون أنهم وكالء عن اإلمام‪ ،‬وأن من حقه تقريرالعقوبة و زيادتها‪.‬‬
‫وذالك انتهاك صريح لحقوق اإلنسان عامة والمتهم خاصة‪ ،‬وال سيما في النزاع بين الحكومة واألفراد والجماعات عامة‪ ،‬والحقوق السياسية خاصة‪ ،‬ومن البدع والمنكرات الفظيعة‪،‬‬
‫أن ينسب هذا الجور إلى الشريعة‪.‬وال يمكن‪-‬في ظل هذه النظرية‪-‬أن يصبح] القضاء سلطة مستقلة‪ ،‬فضال عن أن ينال القاضي حقه الطبيعي في الحصانة واالستقالل‪.‬‬
‫‪= 9‬وضع وسائل تضمن استمرار قوة القضاة وحيويتهم‪ ،‬وتجديد الدماء بالعناصر الشابة‪ ،‬وال سيما رؤساء المحاكم وأعضاء المجالس‪ ،‬وكل من يشغل وظيفة ذات طابع قضائي‪ ،‬ومن‬
‫أهمها تحديد سن تقاعد القضاة بمدة محددة غير قابلة للتجديد والتمديد ‪ ،‬ونقترح أن التزيد عن ‪ 65‬عاما ‪ .‬ال سيما وهو يضيق منافذ التدخل والبطء والترهل‪.‬‬
‫‪-10‬إنشاء أجهزة قياس لإلنجاز والمتابعة‪ ،‬في المحاكم‪ ،‬لمتابعة االلتزام بمعايير استقالل القضاء‪.‬‬
‫‪ - 11‬التركيز على إعداد القضاة وتدريبهم وتأهيلهم‪،‬وتعميق تخصص كل مجموعة‪ ،‬حسب القضايا‪ ،‬جنائية وتجارية واجتماعية وعمالية‪.‬‬
‫وفي الختام ندعو هللا للقيادة واإلمام بالسداد والصالح‪ ،‬وهذا ما نرى أنه معالم في طريق دولة العدل والشورى‪ ،‬أي ذات (الدستوراإلسالمي) أو(الملكية الدستورية)‪ ،‬وهي الترجمة‬
‫الحقيقية للقولة الدقيقة المحددة‪ :‬اإلسالم (أساس) دستورنا‪،‬أي (عقيدتنا السياسية)‪ ،‬وللقولة الفضفاضة‪:‬اإلسالم دستورنا‪ ،‬وهو من أهم مبادئ العقيدة السياسية‪ ،‬التي قررها السلف‬
‫الصالح من الخلفاء واألمراء والعلماء‪،‬قبل أربعة عشر قرنا‪ ،‬من تنادي األمم وتوافقها‪ ،‬على اعتبارها قيما إنسانية مشتركة عالمية‪ .‬ويحفزنا على بيان ذلك قولة خادم الحرمين‬
‫الشريفين في خطاب البيعة "أتوجه إليكم طالبا منكم أن تشدوا أزري وأن تعينوني على حمل األمانة‪ ،‬وأن ال تبخلوا علي بالنصح] والدعاء"‪.‬‬
‫وهي قاعدة ثابتة في األدبيات السياسية اإلسالمية‪ ،‬منذ عهد الخليفة الراشد أبي بكر رضي هللا عنه القائل‪":‬إن رأيتموني على حق فأعينوني‪ ،‬وإن رأيتموني على باطل فقوموني"‪،‬‬
‫والخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي هللا عنه القائل‪ ":‬ال خير فيكم إن لم تقولوها‪ ،‬وال خير فينا إن لم نسمعها"‪.‬‬
‫وندعو] كافة التوجهات الدينية واالجتماعية والثقافية‪،‬في المجتمع األهلي والحكومي معا إلى التواصي والتعاون على هذا البر وهذه التقوى‪:‬العدل والشورى‪ ،‬وال سيما في هذا الوقت‬
‫العصيب‪ ،‬الذي يستدعي] حشد الطاقات‪ ،‬في قضايا]‬
‫األمة الكبرى‪ ،‬ومراعاة األولويات‪ ،‬والتركيز على األساسيات‪ ،‬وفق هللا الجميع إلى ما فيه الفالح والنجاح‪ ،‬وآخردعوانا] أن الحمد هلل رب العالمين‪.‬‬
‫حرر في الرياض يوم األحد ‪/12‬ربيع األول‪1428/‬هـ(‪4/2007/ 1‬م‬

‫يتبع‬

‫منصور‬
‫‪Apr-2007, 01:37 AM -06‬‬
‫أسماء الموقعين من دعاة (الدستور اإلسالمي‪:‬العدل والشورى)ومؤيديه‪:‬‬

‫‪=1‬إبراهيم أحمد القريشي الزهراني‪ /‬معلم‪ /‬الرياض‬


‫‪ =2‬د‪ .‬إبراهيم بن صقر المسلم‪ /‬أستاذ جامعي في الوراثة‪ /‬األحساء‬
‫‪ =3‬إبراهيم بن عبد هللا المبارك‪ /‬محام ومستشار‪ /‬الرياض‬
‫‪=4‬أحمد بن تركي بن محمد آل صعب ‪/‬ناشط حقوقي ‪/‬نجران‬
‫‪=5‬أحمد عبدهللا الشهري‪ /‬موظف‪ /‬جدة‬
‫‪=6‬أحمد بن عمر باقازي‪ /‬موظف‪ /‬الرياض‬
‫‪=7‬أسامة حمزة عبد الرحيم الجهني‪ /‬طالب جامعي‪ /‬الرياض‬
‫‪ =8‬د‪ .‬باسم عبدهللا عالِم ‪ /‬محام ومستشار قانوني‪ ]/‬جدة‬
‫‪=9‬بلقيس علوي علوي الفلفل‪ /‬ربة منزل‪ /‬القطيف‬
‫‪ =10‬ثامر عواض الطويرقي‪ /‬ممثل مبيعات‪ /‬الظهران‬
‫‪=11‬جالل خالد الخيرهللا الطالب ‪ /‬معلم ورسام كاريكاتير‪ /‬سكاكا‪-‬الجوف‬
‫‪=12‬جميلة بنت سليمان السليمان ‪/‬مهتمة بسالمة الطفولة و الغذاء والبيئة‪ /‬الرياض‬
‫‪=13‬حسن عبد هللا الغامدي ‪/‬طالب جامعي ‪/‬جدة‬
‫‪=14‬حسين صالح عبدهللا العثيمين‪ /‬طالب جامعي ‪/‬الرياض‬
‫‪=15‬حنان صالح العثيمين‪ /‬ناشطة حقوقية ‪/‬الرياض‬
‫‪ = 16‬د‪ .‬حمزة زهير حافظ‪ /‬استاذ اصول الفقه بالجامعة اإلسالمية وعضو منتخب في المجلس البلدي ‪/‬المدينة المنورة‬
‫‪=17‬خالد أحمد الناصر‪ /‬متسبب‪ /‬الدمام‬
‫‪=18‬خالد بندر مسعف الخالدي‪ /‬الجوف‬
‫‪=19‬خالد بن سليمان العمير‪ /‬إصالحي‪ /‬الرياض‬
‫‪=20‬خالد عبد العزيز محمد النزر‪ /‬كاتب وباحث‪ /‬الدمام‬
‫‪=21‬خلف بن فرحان حسن البلوي‪ /‬معلم‪ /‬تبوك‬
‫‪ =22‬رائد صالح الطالب ‪/‬الجوف‬
‫‪=23‬رقية بنت موسى محمد القرني‪ /‬سيدة أعمال ‪/‬المدينة المنورة‬
‫‪=24‬زكي علي ناصر آل ربح‪ /‬طالب جامعي ‪/‬القطيف‬
‫‪ =25‬زياد عبد الرحمن المحمدي‪ /‬طالب جامعي‪ /‬جدة‬
‫‪=26‬سعد حسن علي آل سالم‪ /‬ناشط إجتماعي‪ /‬جدة‬
‫‪=27‬سعد بن عبد العزيز المبارك‪ /‬إصالحي‪ /‬الرياض‬
‫‪=28‬سعود مطلق السهلي‪ /‬أعالمي‪ /‬الرياض‬
‫‪=29‬سعيد بن هادي آل منصور اليامي‪ /‬ناشط حقوقي‪ /‬نجران‬
‫‪=30‬سلطان عائض] األحمدي‪ /‬أعمال حرة‪ /‬المدينة المنورة‬
‫‪=31‬سليمان إبراهيم الرشودي‪ /‬محام وقاض سابق‪ /‬الرياض‬
‫‪=32‬صالح حسن صليع زغيبي‪ /‬موظف‪ /‬جدة‬
‫‪=33‬صالح عبد العزيز اللحيدان‪ /‬موظف حكومي ‪/‬الرياض‬
‫‪=34‬عادل بن محمد بن ظاهر الجهني‪ /‬كاتب‪ /‬الرياض‬
‫‪=35‬عبدالحميد حسين محمد الغامدي‪ /‬أعمال حرة‪ /‬جدة‬
‫‪ =36‬د‪ .‬عبدالحميد بن مبارك آل الشيخ مبارك‪ /‬مدرس الفقه المالكي‪ /‬األحساء‬
‫‪=37‬عبدالرحمن اسماعيل الصومالي ‪/‬مهندس‪ /‬الرياض‬
‫‪=38‬عبد الرحمن بن حامد الحامد ‪/‬محاضر في االقتصاد اإلسالمي‪ /‬بريدة‬
‫‪=39‬عبد الرحمن سليمان العدل‪ /‬معلم‪ /‬تبوك‬
‫‪=40‬عبدالرحمن بن سليمان بن على الجطيلي‪ /‬أعمال حرة‪ /‬عنيزة‬
‫‪=41‬عبد الرحمن عبد المحسن الذكير‪ /‬كاتب وإصالحي‪ /‬غلرياض‬
‫‪=42‬عبدالرحمن عوض] الزهراني‪ /‬متسبب‪ /‬الرياض‬
‫‪=43‬عبد الرحمن بن غازي بن حسين الحربي‪ /‬أعمال حرة ‪/‬مكة المكرمة‬
‫‪=44‬عبد العزيز عبد الرحمن أبو سيف الجهني ‪/‬معيد ‪ -‬كلية المعلمين ‪/‬المدينة المنورة‬
‫‪=45‬عبد العزيز بن محمد الوهيبي ‪/‬محام وكاتب في الفكر اإلسالمي‪ /‬الرياض‬
‫‪ =46‬عبدهللا بن أحمد آل علي‪ /‬طالب وباحث شرعي‪ /‬جدة‪.‬‬
‫‪=47‬عبد هللا الحامد(أبو بالل) ‪/‬أستاذ جامعي سابق في جامعة اإلمام‪ /‬الرياض‬
‫‪=48‬عبدهللا حسن العبد الباقي‪ /‬ناشط اجتماعي‪ /‬صفوى‬
‫‪=49‬عبدهللا سعدي الحربي‪ /‬مهندس كيميائي‪ /‬الظهران‬
‫‪=50‬عبد هللا بن سليمان الحجيالن‪ /‬باحث‪ /‬بريدة‬
‫‪=51‬عبدهللا صالح العثيمين ‪/‬رجل أعمال ‪/‬الرياض‬
‫‪=52‬د‪ .‬عبد هللا علي أبو سيف ‪/‬أستاذ الحديث في الجامعة اإلسالمية‪ /‬المدينة المنورة‬
‫‪=53‬عبدهللا بن فهد بن عبد هللا الربدي‪ /‬مراقب جوي‪ /‬القصيم‬
‫‪=54‬عبدهللا ناصر علي آل ربح‪ /‬القطيف‬
‫‪=55‬عبد المحسن حليت مسلم ‪/‬شاعر وإصالحي ‪/‬جدة‬
‫‪=56‬عبدالمعطي نافع البدراني ‪/‬الغرفة التجارية الصناعية ‪/‬المدينة المنورة‬
‫‪=57‬عبد الهادي محمد السبيعي ‪/‬أعمال حرة‪ /‬بريدة‬
‫‪=58‬عدنان] حسين العوامي ‪/‬دبلوم دعم فني‪ -‬الكلية التقنية‪/‬الدمام‬
‫‪=59‬عقيل عبدهللا ناصر آل ربح‪ /‬طالب جامعي‪ /‬القطيف‬
‫‪=60‬علي بن سعيد بن بلقاسم الشيخي الشريف‪ /‬أعمال حرة‪ /‬جدة‬
‫‪=61‬علي عبدهللا ناصر آل ربح ‪/‬طالب جامعي‪ /‬القطيف‬
‫‪=62‬علي مهدي آل خطاب ‪/‬ناشط حقوقي‪ /‬الخبر‬
‫‪=63‬عمر عيد غوينم العلوني‪ /‬مدرس فيزياء‪ /‬جدة‬
‫‪=64‬عيسى بن حامد الحامد ‪/‬إصالحي‪ /‬بريدة‬
‫‪ =65‬فارس عبد المعطي رجاء هللا السلمي ‪/‬باحث شرعي‪ /‬جدة‬
‫‪=66‬فهد الصخري القرشي ‪/‬طالب جامعي ‪/‬الطائف‬
‫‪=67‬فهد بن عبد العزيزالعريني السبيعي ‪/‬باحث في العلوم الشرعية ‪/‬الرياض‬
‫‪ 68‬فيصل بن عيظه بن علي الزهراني ‪/‬مهندس‪ /‬الدمـام‬
‫‪=69‬مالك بن محمد بن بكري السميري ‪/‬متسبب‪ /‬الرياض‬
‫‪ =70‬د‪.‬متروك الفالح ‪/‬أستاذ علوم سياسية‪-‬جامعة الملك سعود‪ /‬الرياض‬
‫‪=71‬محمد بن صالح البجادي ‪/‬رجل أعمال‪ /‬بريدة‬
‫‪=72‬محمد بن عبد هللا الدريبي‪ /‬مهندس زراعي‪ /‬بريدة‬
‫‪ =73‬محمد ابراهيم محمد السلّوم ‪/‬الشئون الصحية ‪/‬القصيم]‬
‫‪=74‬محمد أحمد زكي االحمدي ‪/‬مهندس مدني ‪/‬الظهران‬
‫‪=75‬محمد بن حديجان الحربي‪ /‬كاتب ‪/‬الرياض‬
‫‪=76‬محمد ظافر مسفر آل عيدان الخثعمي‪ /‬مهندس‪ /‬الرياض‬
‫‪=77‬محمد بن عبد هللا بن محمد الحبشي ‪/‬موظف حكومي‪ /‬جدة‬
‫‪=78‬محمد عبدهللا األحمري ‪/‬طالب جامعي‪ /‬الظهران‬
‫‪=79‬محمد عبدهللا بن سعيد ‪/‬طالب جامعي‪ /‬الظهران‬
‫‪=80‬محمد عبد هللا فا لح العتيبي‪ /‬مو ظف‪ /‬الرياض‬
‫‪=81‬محمد عبد هللا نومان الخالدي‪ /‬الجوف‬
‫‪=82‬محمد بن موسى بن محمد القرني‪ /‬طالب جامعي‪ /‬المدينة المنورة‬
‫‪ =83‬مساعد بن سعود بن عبدالرحمن العقيل ‪/‬موظف حكومي ‪/‬الرياض‬
‫‪=84‬مسفر بن صالح الوادعي ‪/‬كاتب صحفي ‪/‬الرياض‬
‫‪=85‬مسفر بن علي الميموني‪ /‬مهندس‪ /‬الرياض‬
‫‪=86‬مطلق معتق محمد الهاجري‪/‬رجل أعمال‪ /‬الدمام‬
‫‪=87‬مهنا بن محمد الفالح ‪/‬أخصائي اجتماعي‪ /‬الجوف‬
‫‪=88‬منصور بن عبد العزيز المطلق ‪/‬أعمال حرة‪ /‬بريدة‬
‫‪= 89‬د‪ .‬موسى بن محمد القرني ‪/‬محام وأستاذ جامعي سابق ألصول الفقه بالجامعة اإلسالمية‪ /‬المدينة‬
‫‪ =90‬ناصربن سالم القحطاني ‪/‬طالب دراسات عليا ولونجونج ‪ /-‬استراليا‬
‫‪=91‬ناصر ضيف هللا مسيند الحربي‪ /‬موظف‪ /‬الرياض‬
‫‪=92‬نواف عبد الرحمن القديمي ‪/‬كاتب إسالمي‪ /‬الرياض‬
‫‪=93‬ناصر علي ناصر آل ربح ‪/‬القطيف‬
‫‪=94‬نواف رشيد الجهني ‪/‬طالب جامعي ‪/‬المدينة المنورة‬
‫‪=95‬هيام ف ّراج السبيعي ‪/‬مهتمة بالحقوق‪ /‬الشرقية‬
‫‪=96‬وليد سامي أبو الخير ‪/‬ماجستير في أصول الفقه ‪ -‬وكاتب إسالمي‪ /‬جدة‬
‫‪=97‬وليد عيضة] الصيعري ‪/‬أعمال حرة‪ /‬جدة‬
‫‪=98‬ياسر عبد هللا السالم ‪/‬باحث شرعي ‪/‬جدة‬
‫‪=99‬يزيد بن عبدالعزيز بن حماد القديري ‪/‬طالب جامعي‪ /‬الرياض‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ -1‬نسخة مع السالم لألمير ‪ /‬سلطان بن عبد العزيز أل سعود‪ ،‬ولي العهد‪ .‬وفقه هللا‬
‫‪- 2‬نسخة مع السالم لألمير ‪ /‬طالل بن عبد العزيز آل سعود ‪ ,‬رئيس برنامج الخليج العربي لدعم منظمات األمم المتحدة اإلنمائية‪ .‬وفقه هللا‬
‫‪ -3‬نسخة مع السالم لألمير ‪ /‬نايف] بن عبد العزيز آل سعود ‪ ,‬وزير الداخلية‪ .‬وفقه هللا‬
‫‪- 4‬نسخة مع السالم لألمير ‪ /‬سلمان بن عبد العزيز آل سعود‪ ,‬أمير منطقة الرياض ‪ .‬وفقه هللا‬
‫‪-5‬نسخة مع السالم لألمير ‪ /‬نواف بن عبد العزيز آل سعود وفقه هللا‬
‫‪- 6‬نسخة مع السالم لألمير ‪ /‬أحمد بن عبد العزيز آل سعود ‪ ،‬نائب وزير الداخلية ‪ .‬وفقه هللا‬
‫‪-7‬نسخة مع السالم لألمير ‪ /‬عبد اإلله بن عبد العزيز آل سعود وفقه هللا‬
‫‪- 8‬نسخة مع السالم لألمير ‪ /‬عبد المجيد بن عبد العزيز آل سعود أمير منطقة مكة المكرمة ‪ .‬وفقه هللا‬
‫‪- 9‬نسخة مع السالم لألمير ‪ /‬مقرن بن عبد العزيز آل سعود رئيس االستخبارات‪ /‬وفقه هللا‬
‫‪- 10‬نسخة مع السالم لألمير ‪ /‬ممدوح بن عبد العزيز آل سعود ‪ ،‬رئيس مكتب الدراسات االستراتيجية وفقه هللا‬
‫‪- 11‬نسخة مع السالم لألمير ‪ /‬سعود الفيصل بن عبد العزيز آل سعود ‪ ,‬وزير الخارجية ‪ .‬وفقه هللا‬
‫‪-12‬نسخة مع السالم لألمير ‪ /‬متعب بن عبد] هللا بن عبد العزيز آل سعود ‪ ,‬نائب رئيس الحرس الوطني للشؤون العسكرية ‪ .‬وفقه هللا‪.‬‬
‫‪-13‬نسخة مع السالم لألمير بندر بن سلطان بن عبد العزيز‪ .‬وفقه هللا‪.‬‬
‫‪-14‬نسخة مع السالم لألمير محمد بن نايف بن عبد] العزيز‪ /‬وكيل وزارة الداخلية للشئون األمنية‪ .‬وفقه هللا‪.‬‬
‫‪ = 15‬نسخة مع السالم لألمير ‪/‬عبد العزيز بن فهد بن عبد العزيز‪/‬رئيس ديوان مجلس الوزراء‬

‫دعاة وناشطون يرفعون خطابا لخادم الحرمين يتضمن ‪ 8‬مطالب‬


‫إصالحية وأبرزهم الشيخ سلمان العودة‬
‫‪09:36 03-20-1432‬‬
‫الساعة ‪ -‬الرياض ‪ :‬قام مجموعة من الدعاة واألكاديمين والناشطين‬
‫أبرزهم الشيخ سلمان العودة والمفكر محمد األحمري بتوجيه خطاب إلى‬
‫خادم الحريمن الشريفين الملك عبد هللا بن عبد العزيز يتضمن ‪ 8‬مطالب‬
‫رئيسية إلصالح جذري يعزز وحدة هذا الوطن و يحفظ مكاسبه ‪ -‬بحسب‬
‫ما ورد في البيان الموقع ‪ -‬وتمثلت هذه المطالب في ‪ :‬انتخاب مجلس‬
‫الشورى بكامل أعضائه‪ ،‬وفصل رئاسة الوزراء عن الملك ‪،‬العمل على‬
‫إصالح القضاء وتطويره ومنحه االستقاللية التامة‪ ،‬ومحاربة الفساد‬
‫المالي وحل مشاكل الشباب وإطالق معتقلي الرأي وإطالق حرية التعبير‬
‫وتشجيع إنشاء مؤسسات المجتمع المدني‪.‬‬

‫وقد أنشأ الموقعون موقعا خاصا لهذه المطالب لمن يرغب في تعزيزها‬
‫والمشاركة في تأييدها ونص الخطاب كمال كما ورد‪:‬‬

‫نحو دولة الحقوق و المؤسسات ‪ ..‬خادم الحرمين الشريفين حفظه هللا‬

‫السالم عليكم و رحمة هللا و بركاته‪ ،‬أما بعد‪:‬‬

‫فنهنئكم بما منّ هللا به عليكم من الشفاء و نسأله لكم مزيد العافية و أن‬
‫يعينكم على تحقيق ما وعدتم به من اإلصالح و العدل و رفع الظلم و‬
‫اجتثاث الفساد‪.‬‬

‫خاد َم الحرمين الشريفين‪ :‬إنّ الثورات التي بدأها الشباب و أنضم لهم‬
‫كل من تونس و مصر و ليبيا و غيرها‬ ‫الشعب بكل فئاته و مكوناته في ٍ‬
‫لتؤذن بأنّ القائمين على األمر في البالد العربية مالم يستمعوا لصوت‬
‫الشباب و تطلعاتهم و طموحاتهم و يصغوا لمطالب شعوبهم في اإلصالح‬
‫و التنمية و الحرية و الكرامة و رفع الظلم و مقاومة الفساد فإنّ األمور‬
‫مرشحة ألن تؤول إلى عواقب وخيمة و فوضى عارمة تسفك فيها الدماء‬
‫و تنتهك فيه الحرمات و يختل فيها األمن‪.‬‬

‫إنّ بالدنا بحاجة شديدة إلى إصالح جذري جا ٍد و سريع يعزز وحدة هذا‬
‫الوطن و يحفظ مكاسبه و يحقق له األمن و االستقرار‪ .‬و نرى أن هذا‬
‫اإلصالح يرتكز على معالم منها‪:‬‬
‫‪ .1‬أن يكون مجلس الشورى منتخبا ً بكامل أعضائه‪ ،‬و أن تكون له‬
‫الصالحية الكاملة في سنّ األنظمة و الرقابة على الجهات التنفيذية بما‬
‫في ذلك الرقابة على المال العام‪ ،‬و له حق مساءلة رئيس الوزراء و‬
‫وزرائه‪.‬‬

‫‪ .2‬فصل رئاسة الوزراء عن الملك على أن يحظى رئيس مجلس الوزراء‬


‫و وزارته بتزكية الملك وبثقة مجلس الشورى‪.‬‬

‫‪ . .3‬العمل على إصالح القضاء وتطويره ومنحه االستقاللية التامة‪،‬‬


‫وزيادة عدد القضاة بما يتناسب مع ارتفاع عدد السكان وما يترتب على‬
‫ذلك من كثرة القضايا‪.‬‬

‫ُ‬
‫محاربة الفساد المالي و اإلداري بكل صرامة و منع استغالل النفوذ أيا ً‬ ‫‪.4‬‬
‫كان مصدره و مقاومة اإلثراء غير المشروع و تفعيل ُ هيئة مكافحة‬
‫ُ‬
‫مساءلة من يقع منه ذلك‬ ‫الفساد لتقوم بواجبها في الكشف عن الفساد و‬
‫و إحالته إلى القضاء‪.‬‬

‫‪ .5‬اإلسراع بحل ّ مشكالت الشباب و وضع الحلول الجذرية للقضاء على‬


‫البطالة و توفير المساكن لتتحقق لهم بذلك الحياة الكريمة‪.‬‬

‫‪ . 6‬تشجيع إنشاء مؤسسات المجتمع المدني و النقابات و إزالة كافة‬


‫العوائق التنظيمية التي تحول دون قيامها‪.‬‬

‫‪ . . 7‬إطالق حرية التعبير المسؤولة وفتح باب المشاركة العامة وإبداء‬


‫الرأي‪ ،‬وتعديل أنظمة المطبوعات ولوائح النشر‪.‬‬

‫‪ .8‬المبادرة إلى اإلفراج عن مساجين الرأي و عن كل من انتهت‬


‫محكوميته أو لم يصدر بحقه حكم قضائي دون تأخير‪ .‬و تفعيل " األنظمة‬
‫العدلية" بما فيها " نظام اإلجراءات الجزائية" و التزام األجهزة األمنية‬
‫و "المباحث العامة" بتلك األنظمة في االيقاف و التحقيق و السجن و‬
‫المحاكمة و تمكين السجناء من اختيار محامين للدفاع عنهم و تيسير‬
‫االتصال بهم و محاكمتهم محاكمة علنية حسب ما نصت عليه تلك‬
‫األنظمة‪.‬‬

‫و في الختام فإ ّننا نؤكد تمسكنا بوحدة هذا الوطن و الحفاظ_ على كيانه و‬
‫الحرص على أمنه و منجزاته و نبذ العنف و اإلخالل باألمن و االلتزام‬
‫بصور التعبير السلمي‪.‬‬

‫وفقكم هللا و سدد خطاكم و أعانكم على كل خير‪،،‬‬

‫أسماء الموقعين‬

‫د‪ .‬خالد بن عبدالرحمن العجيمي‬

‫أ‪.‬د‪ .‬خالد بن إبراهيم الدويش‬

‫د‪ .‬محمد بن حامد األحمري‬

‫د‪ .‬سعيد بن ناصر الغامدي‬

‫د‪ .‬عبدهللا بن ناصر الصبيح‬

‫د‪ .‬عبدهللا بن عبدالعزيز الزايدي‬

‫د‪ .‬محمد بن موسى الشريف‬

‫د‪ .‬علي بن عمر بادحدح‬

‫د‪ .‬نورة بنت خالد السعد‬

‫د‪ .‬سليمان بن صالح الرشودي‬

‫أ‪ .‬جميل بن محمد علي فارسي‪ ،‬رجل أعمال و مهتم بالشأن العام‬

‫د‪ .‬سعاد بنت محمد حسن جابر‪ ،‬أكاديمية عضو جمعية الكلمة‬
‫أ‪ .‬عبدهللا بن محمد المالكي‬

‫أ‪ .‬كمال علي عبد القادر‪ ،‬إعالمي‬

‫أ‪ .‬عمر يحي محمد‪ ،‬أكاديمي‬

‫د‪ .‬خالد بن ناصر الغامدي‬

‫أ‪ .‬عبدهللا بن عبدالرحمن البرغش‬

‫د‪ .‬ناصر بن يحي الحنيني‪ ،‬عضو الهيئة العليا لرابطة علماء المسلمين‬

‫أ‪ .‬عبدالمحسن هالل‪ ،‬شاعر‬

‫الشيخ عبدهللا بن فراج الشريف‪ ،‬كاتب و باحث في الشؤون اإلسالمية‬

‫د‪ .‬محمود محمد بترجي‪ ،‬كاتب‬

‫د‪ .‬عبدالعزيز بن حسين الصويغ‪ ،‬أكاديمي و باحث‬

‫أ‪ .‬عبدالمحسن حليت مسلم‪ ،‬شاعر‬

‫د‪ .‬سعود بن عبدهللا الفنيسان‬

‫د‪.‬عبدهللا بن وك ّيل الشيخ‬

‫د‪ .‬سلمان بن فهد العودة‬

‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬


‫سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد هللا بن باز وفقه هللا‪.‬‬
‫السالم عليكم ورحمة هللا وبركاته‬
‫أما بعد‪ :‬فنحمد إليكم هللا تعالى القائل‪" :‬والعصر إن اإلنسان لفي خسر إال الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق‬
‫وتواصوا بالصبر" والقائل‪ " :‬كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون باهلل" والقائل‪:‬‬
‫" ومن أحسن قوالً ممن دعا إلى هللا وعمل صالحا ً وقال إنني من المسلمين"‪ ،‬والذي أوجب على عباده العلماء بيان الحق‬
‫للناس وعدم كتمانه والدعوة إليه في قوله تعالى‪ " :‬وإذ أخذ هللا ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس وال تكتمونه"‬
‫ونصلي ونسلم على عبده ورسوله محمد القائل‪ :‬الدين النصيحة‪ ،‬قالوا‪ :‬لمن؟ قال‪ :‬هلل ولكتابه ولرسوله وألئمة المسلمين‬
‫وعامتهم"‪.‬‬
‫امتثاالً ألمر هللا تعالى بالتعاون على البر والتقوى والتواصي بالحق ‪ ،‬واستجابة لما سبق أن وجهتم به أبناءكم وإخوانكم‬
‫طلبة العلم من الحث على النصح والتواصي بالحق والكتابة فيه‪ ،‬وبناء على ما علمه أبناء هذا البلد الكريم من توجيهات‬
‫خادم الحرمين الشريفين ـ وفقه هللا للخير ـ في الكلمة التي وجهها لألمة بمناسبة صدور األنظمة الثالثة‪ ،‬وقد ذكر فيها‪" :‬‬
‫أن عماد النظام األساسي مصدره الشريعة اإلسالمية‪ ،‬وأن العالقة بين المواطنين وبين والة أمرهم في هذه البالد قائمة على‬
‫أسس راسخة من تقاليد عريقة من الحب والتراحم والعدل‪ ..‬فال فرق بين حاكم ومحكوم فالكل سواسية أمام شرع هللا‪ ،‬الكل‬
‫سواسية في حب هذا الوطن والحرص على وحدته وسالمته وعزته وتقدمه‪ ..‬والعالقة بين الحاكم والمحكوم محكومة أوالً‬
‫وأخيراً بشرع هللا كما جاءت في كتابه الكريم وسنة نبيه صلى هللا عليه وسلم‪ ،"..‬واستناداً إلى ما احتواه النظام من مواد‬
‫تنص على " أن الحكم في المملكة يستمد سلطته من كتاب هللا وسنة رسوله‪ ،‬وهما الحكمان على هذا النظام وجميع أنظمة‬
‫الدولة"‪ "..‬وأن الحكم يقوم على أساس العدل والشورى والمساواة وفق الشريعة اإلسالمية‪"...‬و" إن مجلس الملك وولي‬
‫عهده مفتوحان لكل مواطن ألنه من حق كل فرد مخاطبة السلطات العامة فيما يعرض لهم من الشئون"‪ ،‬وانطالقا ً من‬
‫مسئولية النصح لوالة األمور نتقدم بهذه النصيحة لوالة األمر‪ ،‬وهي تتضمن عرضا ً لبعض القضايا الملحة في بالدنا في هذه‬
‫المرحلة مع مقترحات لمعالجة تلك القضايا وإصالحها بمشيئة هللا على نحو يكفل ما سعى إليه الجميع من حكام هذه البالد‬
‫وعلمائها من خير ورشد للبالد وأهلها‪.‬‬
‫سماحة الشيخ‪:‬‬
‫إن هذه النصيحة جهد عدد من أبناءكم من طلبة العلم والدعاة وأساتذة الجامعات‪ ،‬وقد وقع عليها ما يزيد على المائة من‬
‫أبنائكم من العلماء والدعاة وأساتذة الجامعات‪ ،‬وقرأها وصحح ما فيها عدد من كبار المشائخ وطلبة العلم‪ ،‬كما قرأها‬
‫وزكاها عدد من العلماء المشهود لهم بالخير والصالح‪ ،‬وقد أرفقنا بها تزكيات من كل من‪ :‬فضيلة الشيخ عبد هللا الجبرين‪،‬‬
‫وفضيلة الشيخ سفر الحوالي‪ ،‬وفضيلة الشيخ سلمان العودة‪ ،‬وفضيلة الشيخ عبد هللا الجاللي ‪ ،‬وفقهم هللا جميعا ً لكل خير‪.‬‬
‫يهدف أبناؤكم من تقديم هذه النصيحة التعاون على البر والتقوى والقيام بالشورى وواجب النصيحة‪ ،‬ويتوسمون منكم‬
‫النظر فيها وتسديد نقصها وإصالح ما قد يكون فيها من قصور أو خطأ ألن هذه النصيحة جهد معرض للقصور والزلل‪ ،‬وما‬
‫كان فيها من صواب فمن هللا‪ ،‬وما كان فيها من خطأ فنحن عنه راجعون‪ ،‬ثم نرجو من سماحتكم بعد ذلك تزكيتها ورفعها‬
‫إلى خادم الحرمين الشريفين‪.‬‬
‫نسأل هللا بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يجعل هذا العمل نصرة لدينه وإعالء لكلمة الحق ‪ ،‬وأن ينفع به والة األمر بهذه‬
‫البالد وأهلها‪ ،‬وأن يحقق به الصالح والخير إنه سميع مجيب‪ ،‬والسالم عليكم ورحمة هللا وبركاته‪.‬‬

‫الرد مع إقتباس‬ ‫‪PM 05:12 , 28-06-2001‬‬

‫مستر‬

‫عرض الملف الشخصي الخاص بالعضو‬

‫إرسال رسالة خاصة إلى مستر‬

‫إرسال بريد إلكتروني إلى مستر‬

‫قم بزيارة الصفحة الشخصية لـ مستر !‬

‫إيجاد جميع المشاركات للعضو مستر‬

‫إضافة مستر إلى قائمة األصدقاء لديك‬


‫‪#‬‬
‫‪2‬‬
‫المشاركات‪725 :‬‬ ‫عضو نشيط جدا‬ ‫مستر‬

‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬


‫الحمد هلل رب العالمين والصالة والسالم على أشرف األنبياء والمرسلين‬
‫خادم الحرمين الشريفين وفقه ا هلل‬
‫السالم عليكم ورحمة هللا وبركاته‪ ،‬وبعد‪-:‬‬
‫فلقد استمعنا وسائر أبناء هذا البلد الكريم إلى الكلمة الشاملة التي وجهتموها بمناسبة صدور األنظمة الثالثة والتي ذكرتم‬
‫فيها ‪" :‬أن عماد النظام األساسي مصدره الشريعة اإلسالمية‪ ...‬وأن العالقة بين المواطنين وبين والة أمرهم في هذه البالد‬
‫قائمة على أسس راسخة من تقاليد عريقة من الحب والتراحم والعدل‪ ...‬فال فرق بين حاكم ومحكوم فالكل سواسية أمام شرع‬
‫هللا‪ ،‬الكل سواسية في حب هذا الوطن والحرص على وحدته وسالمته وعزته وتقدمه‪ ...‬والعالقة بين الحاكم والمحكوم‬
‫محكومة أوالً وأخيراً بشرع هللا كما جاءت في كتابه الكريم وسنة نبيه صلى هللا عليه وسلم"‪.‬‬
‫كما اطلعنا جميعا ً على ما احتواه النظام من مواد بالغة األهمية والتي تنص على " أن الحكم في المملكة يستمد سلطته من‬
‫كتاب هللا وسنة رسوله وهما الحاكمان على هذا النظام وجميع أنظمة الدولة"‪"...‬وأن الحكم يقوم على أساس العدل‬
‫والشورى والمساواة وفق الشريعة اإلسالمية‪"...‬و"إن مجلس الملك وولي عهده مفتوحان لكل مواطن ألنه من حق كل فرد‬
‫مخاطبة السلطات العامة فيما يعرض لهم من الشئون"‪.‬‬
‫خادم الحرمين الشريفين ‪:‬‬
‫امتثاالً ألوامر هللا بالتعاون على البر والتقوى والتواصي بالحق‪ ،‬واستجابة لما جاء في توجيهاتكم ألبناء أمتكم وما أمرتم به‬
‫من أنظمة‪ ،‬وانطالقا ً من مسئولية النصح لوالة األمور‪ ،‬نتقدم إليكم بهذه النصيحة التي تتضمن عرضا ً لبعض القضايا الملحة‬
‫لواقع بالدنا في هذه المرحلة كما يضمن بها اقتراحات تهدف إلى تحقيق معالجة هذه القضايا وإصالحا ً بما يكفل تحقيق ما‬
‫يسعى إليه الجميع حاكما ً ومحكوما ً من خير ورشد لهذه البالد وأهلها‪.‬‬
‫وفقكم هللا لما يحبه و يرضاه ‪ ،‬إنه ولي ذلك والقدير عليه‪.‬‬

‫الرد مع إقتباس‬ ‫‪PM 05:13 , 28-06-2001‬‬

‫مستر‬

‫عرض الملف الشخصي الخاص بالعضو‬

‫إرسال رسالة خاصة إلى مستر‬

‫إرسال بريد إلكتروني إلى مستر‬

‫قم بزيارة الصفحة الشخصية لـ مستر !‬

‫إيجاد جميع المشاركات للعضو مستر‬

‫إضافة مستر إلى قائمة األصدقاء لديك‬

‫‪#‬‬
‫‪3‬‬
‫المشاركات‪725 :‬‬ ‫عضو نشيط جدا‬ ‫مستر‬

‫مقدمة النصيحة‬
‫الحمد هلل رب العالمين القائل في كتابه الكريم‪ " :‬والعصر إن اإلنسان لفي خسر إال الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا‬
‫بالحق وتواصوا بالصبر"‪ ،‬والقائل " كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون باهلل"‪،‬‬
‫والصالة والسالم على رسول هللا القائل ‪ ":‬الدين النصيحة‪ ،‬قلنا‪ :‬لمن؟ قال‪ :‬هلل ولكتابه ولرسوله وألئمة المسلمين‬
‫وعامتهم"‪ ،‬وعلى آله وصحبه أئمة الهدى والدين وعلى التابعين بإحسان إلى يوم الدين‪ .‬أما بعد‪:‬‬
‫فإن المسلم ‪ -‬وهو يشاهد التبدل والتغير في أحوال األمم والشعوب في ظل العقائد المنحرفة التي تؤمن بها ومناهج الحياة‬
‫الوضعية التي تقاد بوساطتها‪ ،‬وما يتبع ذلك من مآس وآالم وظلم وإفساد في األرض واستعباد الناس بعضهم بعضاً‪ -‬يدرك‬
‫يقينا ً حاجة البشرية جمعاء إلى دين اإلسالم الذي أمله هللا تعالى لعباده وأرسل به رسوله عليه الصالة والسالم رحمة‬
‫للعالمين إلخراج الناس من الظلمات إلى النور‪ ،‬ولما كان المسلمون في هذه البالد هم أهل بيت هللا تعالى وأهل مسجد نبيه‬
‫صلى هللا عليه وسلم وشرف هللا تعالى بالدهم بأن جعل فيها مهبط وحيه ومبعث رسوله عليه الصالة والسالم وجعل لغتهم‬
‫هي لغة كتابه الكريم المحفوظ‪ ،‬فإن هذا الشرف العظيم يرتب عليهم أمانة كبرى ومسئولية عظمى أمام ربهم تعالى من قيام‬
‫بواجب الدعوة إلى دين هللا ‪ ،‬وتحكيم شرعه عز وجل‪ ،‬والوفاء بميثاقه تعالى من النصح بالحق والتواصي به‪ ،‬وهداية الناس‬
‫لهذا الدين والعمل على إصالح أحوالهم به‪ ،‬ونصرة إخوانهم من المسلمين وعونهم‪ ،‬وأن يكون المسلمين في هذه البالد قبل‬
‫غيرها كما أراد تعالى لهم خير أمة أخرجت للناس وكما اختار لهم أن يكونوا شهداء على الناس‪.‬‬
‫كما أن ما من هللا به على أهل هذه البالد‪ ،‬لما استجابوا ألمر ربهم باإليمان بعقيدة التوحيد وتحقيق الشرع‪ ،‬من نعمة الوحدة‬
‫والتآلف بينهم والتمكين لهم في األرض‪ ،‬واألمن وجلب الثمرات والخيرات من كل حدب وصوب ‪-‬بعد أن كانوا متفرقين‪،‬‬
‫خائفين وفي ضنك من العيش ‪ -‬يحتم عليهم قادة وشعوبا ً القيام بواجب الشكر هلل عز وجل لحفظ هذه النعم وذلك بإقامة أركان‬
‫الدين واألمر بالمعروف والنهي عن المنكر كما قال عز وجل "الذين إن مكناهم في األرض أقاموا الصالة وآتوا الزكاة‬
‫وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر وهلل عاقبة األمور"‪ .‬وإن تخاذل المسلمين حكاما ً أو محكومين في هذه البالد عن القيام‬
‫بهذه الواجبات العظيمة وإعراضهم عن االلتزام بشرعه سيؤدي بال شك إلى أن يكون مآلهم‪-‬عياذاً باهلل‪ -‬إلى ما حذر هللا تعالى‬
‫عباده منه من حصول نقمته وتحول عافيته وتبدل األمن خوفاً‪ ،‬ورغد العيش كربا ً كما قال عز وجل ‪ ":‬وضرب هللا مثالً قرية‬
‫كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغداً من كل مكان فكفرت بأنعم هللا فأذاقها هللا لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون"‪،‬بل‬
‫قد يؤدي إلى ما أنذر هللا عز وجل به المقصرين في جناب حقه من استبدالهم بمن يقوم بحق هللا تعالى خير قيام كما قال عز‬
‫وجل‪ ":‬وإن تتولوا يستبدل قوما ً غيركم ثم ال يكونوا أمثالكم"‪ ،‬وإن في تبدل واقع الشعوب في هذا العصر من حال إلى حال‬
‫وزوال الدول العظيمة ووقوع الحرب بين أبناء الشعب الواحد بأقصر زمن لما أعرضوا عن ذكر ربهم لعبرة ألولي األلباب‪.‬‬
‫ومن هذه المنطلقات واألصول الشرعية الجلية‪ ،‬وإدراكا ً للواجب الشرعي على المسلمين جميعا ً من ضرورة المراجعة لما هم‬
‫عليه من أحوال وإصالح ما فسد منها وتغيير ما خالف الشرع‪ ،‬والنصيحة ألئمة المسلمين وعامتهم في ذلك والقيام باألمر‬
‫بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى دين هللا‪ ،‬ووفاء بميثاق هللا تعالى على كل مسلم بإبالغ العلم الشرعي وعدم‬
‫كتمانه‪ ،‬جرى إعداد هذه النصيحة تبصرة ونصحاً‪.‬ولقد اشتملت هذه النصيحة على مختارات من القضايا الكبرى التي إذا‬
‫عولجت عالجا ً صحيحا ً شرعيا ً من والة األمر تيسر بعد ذلك ‪-‬بإذن هللا‪ -‬معالجة سائر المسائل التي دونها في األهمية‬
‫والخطورة‪ ،‬وتضمنت عرضا ً ونصائح لسبل اإلصالح لهذه القضايا ذات العالقة بما يأتي‪:‬‬
‫‪-‬دور العلماء والدعاة ‪-‬األنظمة واللوائح ‪-‬القضاء والمحاكم ‪-‬حقوق العباد‬
‫‪-‬الوضع اإلداري ‪-‬المال واالقتصاد ‪-‬المرافق االجتماعية ‪-‬الجيش‬
‫‪-‬األعالم ‪-‬العالقات الخارجية‬
‫ولقد كان منطلقنا فيما كتب من نصيحة تتعلق بهذه القضايا االحتكام إلى كتاب هللا وسنة رسوله صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬وأن‬
‫يكون الكتاب والسنة المرجع لكل أمر فيها‪ ،‬حيث أن كل نصيحة وإرشاد يتعلق بهذه القضية وكل اختالف أو تنازع بين الناس‬
‫بشأن هذه القضايا أو غيرها يجب أن يرد إلى كتاب هللا تعالى وسنة رسوله عليه الصالة والسالم كما قال هللا تعالى‪ ":‬فإن‬
‫تنازعتم في شيء فردوه إلى هللا والرسول إن كنتم تؤمنون باهلل واليوم اآلخر ذلك خير وأحسن تأويالً"‪ ،‬وقال عز وجل ‪":‬‬
‫فال وربك ال يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم ال يجدوا في أنفسهم حرجا ً مما قضيت ويسلموا تسليماً"‪ ،‬والواجب‬
‫على المسلم ‪-‬حاكما ً أو محكوما ً‪ -‬إذا تبين له حكم هللا ورسوله االتباع واالنقياد له‪ ،‬فال يجوز له أن يتجاوزه‪،‬قال عز وجل‪":‬‬
‫وما كان لمؤمن وال مؤمنة إذا قضى هللا ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم" وقال‪ ":‬إنما كان قول المؤمنين إذا‬
‫دعوا إلى هللا ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون"‪ .‬لهذا فقد جعلنا لكل موضوع في هذه‬
‫النصيحة مقدمة تأصيلية شرعية ُي ستهدى بها‪ ،‬ثم قمنا برصد واقعه وتحقيق المناط وتشخيص الحال قدر الوسع ثم بيان‬
‫النصائح ‪-‬بناء على ذلك‪ -‬للتوصل إلى سبل اإلصالح المنشود‪.‬‬
‫وإننا إذ نؤكد على الحرص على االحتكام إلى كتاب هللا تعالى وسنة رسوله صلى هللا عليه وسلم منا جميعا ً في كافة القضايا‬
‫المعروضة بهذه النصيحة‪ ،‬نبين كذلك أنه ما كان في هذه النصيحة من بعض أمور ربما تكون موضع اجتهاد فإننا إنما‬
‫أوردناها حرصا ً على مصلحة شرعية نراها راجحة ولغلبة الظن بصحة وقوة أدلتها الشرعية‪ ،‬ونأمل أن يكون في األخذ بها‬
‫تحقيق لهذه المصلحة‪ ،‬ولذا فإنه ما كان في هذه األمور االجتهادية من صواب فهو من هللا تعالى وتوفيقه‪ ،‬وما كان من خطأ‬
‫وزلل‪ ،‬فمن الشيطان ونحن عنه راجعون‪.‬‬
‫وختاما ً ندعو هللا تعالى أن تجد هذه النصيحة اإلصالحية صدى طيبا ً وقبوالً من والة أمر المسلمين‪ ،‬ومن كل الغيورين على‬
‫دين هللا المخلصين‪ ،‬الراغبين بصدق في إصالح أحوال أمتهم وبالدهم‪ ،‬الذين يسعون ألن يكون شرع هللا تعالى مهيمنا ً وأن‬
‫تكون هذه األمة كما وصفها هللا عز وجل خير أمة أخرجت للناس‪ ،‬كما نسأل هللا تعالى العظيم بأسمائه الحسنى وصفاته العلى‬
‫أن يعز دينه‪ ،‬ويعلي كلمته‪ ،‬وينصر أوليائه‪ ،‬ويذل أعداءه‪ ،‬وأن يجمع شمل المسلمين على الحق‪ ،‬وأن يجعل أعمالنا خالصة‬
‫لوجهه الكريم‪ ،‬وأن يرينا وإخواننا من المسلمين والمسلمات الحق حقا ً ويرزقنا اتباعه‪ ،‬والباطل باطالً ويرزقنا اجتنابه‪ ،‬وأن‬
‫يجنبنا جميعا ً الفتن ما ظهر منها وما بطن‪ ،‬إنه ولي ذلك والقادر عليه‪ ،‬وصلى هللا على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم‪.‬‬

‫الرد مع إقتباس‬ ‫‪PM 05:14 , 28-06-2001‬‬

‫مستر‬

‫عرض الملف الشخصي الخاص بالعضو‬

‫إرسال رسالة خاصة إلى مستر‬

‫إرسال بريد إلكتروني إلى مستر‬

‫قم بزيارة الصفحة الشخصية لـ مستر !‬

‫إيجاد جميع المشاركات للعضو مستر‬

‫إضافة مستر إلى قائمة األصدقاء لديك‬

‫‪#‬‬
‫‪4‬‬
‫المشاركات‪725 :‬‬ ‫عضو نشيط جدا‬ ‫مستر‬

‫دور العلماء والدعاة‬

‫مقدمة ‪:‬‬
‫لقد أوجب هللا على آحاد األمة وجماعاتها وعلى الدولة المسلمة القيام بالدعوة إلى اإلسالم وإبالغه إلى الناس البالغ المبين‪،‬‬
‫وذلك بعرض اإلسالم عقيدة وشريعة وسلوكا ً على أمم األرض عرضا ً واضحا ً وصادقا ً بالقول والعمل‪ ،‬قال هللا تعالى "ومن‬
‫أحسن قوالً ممن دعا إلى هللا وعمل صالحا ً وقال إنني من المسلمين"‪،‬وقال تعالى"ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة‬
‫الحسنة"‪ ،‬وقال عزوجل "هذا بالغ للناس ولينذروا به"‪ ،‬وقال عزوجل " فلذلك فادع واستقم كما أمرت" وقال عزوجل " قل‬
‫نضر هللا امرأ سمع منا شيئا ً فبلغه كما‬
‫هذه سبيلي أدعو إلى هللا على بصيرة أنا ومن اتبعني"‪ ،‬وقال صلى هللا عليه وسلم" ّ‬
‫سمعه‪ ،‬فرب مبلغ أوعى من سامع"‪.‬‬
‫وجعل هللا عزوجل األمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الخير من أعظم الواجبات الشرعية على الدولة واألفراد‬
‫والجماعات‪ ،‬قال تعالى" ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون"‪،‬‬
‫وقال تعالى " الذين إن مكناهم في األرض أقاموا الصالة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر"‪ ،‬وقال صلى هللا‬
‫عليه وسلم" من رأي منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف اإليمان" وروى‬
‫عنه صلى هللا عليه وسلم أنه قال" والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر‪ ،‬أو ليوشكن هللا أن يبعث عليكم‬
‫عقابا ً منه‪ ،‬ثم تدعونه فال يستجيب لكم" وقال صلى هللا عليه وسلم " الدين النصيحة‪ .‬قلنا‪ :‬لمن؟ قال‪ :‬هلل ولكتابه ولرسوله‬
‫وألئمة المسلمين وعامتهم"‪.‬‬
‫ولما كان حمل الدعوة واألمر بالمعروف والنهي عن المنكر يتطلب نشر العلم الشرعي والفقه بالدين‪ ،‬حث الشارع على طلب‬
‫العلم الشرعي باألدلة المستفيضة وأوجب قيام من يكفي من أفراد األمة بذلك قال تعالى" يرفع هللا الذين آمنوا منكم والذين‬
‫أوتوا العلم درجات" وقال عزوجل " فلوال نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم"‬
‫كما أمر تعالى بأن يرد كل أمر معضل إلى العلماء بشرعه وأمره فقال عزوجل "ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي األمر منهم‬
‫لعلمه الذين يستنبطونه منهم" وقال " فاسألوا أهل الذكر إن كنتم ال تعلمون"‪...‬إلى غير ذلك من اآليات‪ ،‬وقد شرع صلى اله‬
‫عليه وسلم بسنته العملية من هجرة وجهاد وتطبيق أحكام الشرع قيام الحاكم ووالة األمر بهذه الواجبات العظيمة من إبالغ‬
‫ودعوة وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر ونشر للعلم‪ ،‬كما سار على ذلك المنهج خلفاؤه الراشدون وصحابته رضي هللا‬
‫عنهم جميعا ً من بعده‪.‬‬
‫ولقد نص النظام األساسي ‪-‬في فقرته الثالثة والعشرين‪ -‬على واجب الدولة في حمل الدعوة بأن قرر أن " الدولة تحمي‬
‫عقيدة اإلسالم وتطبق شريعته وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتقوم بواجب الدعوة إلى هللا"‪.‬‬
‫وإن ما سبق ذكره يستلزم أن يكون للعلماء والدعاة في الدولة المسلمة مكانة ال تعدلها مكانة‪،‬وأن يكونوا في مقدمة أهل‬
‫الحل والعقد واألمر والنهي‪ ،‬وإليهم ترجع األمة ‪-‬حكاما ً ومحكومين‪ -‬لبيان الحكم الشرعي لسائر أمور دينهم ودنياهم‪ .‬كما أن‬
‫ذلك يقتضي أن يكون ما يقوم به الدعاة والعلماء من نشر للعلم الشرعي وإرشاد للخلق ودعوة للحق‪ ،‬واجبا ً يتحتم التسهيل‬
‫له‪ ،‬وتوفير كل مساندة له‪ ،‬وتقديمه على سائر نشاطات الدولة‪ ،‬حيث أن الدعوة إلى اإلسالم هي العمل األصلي للدولة‪.‬‬

‫واقع دور الدعاة والعلماء حاليا ً ‪:‬‬


‫إن المتأمل للواقع يجد أحواالً يلزم تغييرها حتى يمكن للدعاة والعلماء القيام بدورهم المنوط بهم على الوجه المطلوب شرعاً‪،‬‬
‫ونعرض هذه األحوال للبيان والنصح ولكي يسهل إصالحها فيما يأتي‪:‬‬
‫‪ ) 1‬ضعف دور العلماء في الحياة العامة‪ ،‬وهامشية هذا الدور في قطاعات بالغة األهمية في حياة األمة مثل األنظمة‪،‬‬
‫واإلعالم‪ ،‬ونشاطات المرافق الثقافية واالقتصادية والعلمية والتربوية‪ ،‬حيث ال ُيطلب الرأي الشرعي للعلماء في كثير من‬
‫األعمال التي تقوم بها قطاعات الدولة وأجهزتها‪ ،‬وقل ّ أن ُيستشاروا في قرارات داخلية أو خارجية مهمة تتطلب معرفة‬
‫بأحكام الشريعة وقواعد اإلسالم التفصيلية حتى تكون موافقة للحكم الشرعي‪ ،‬وربما ال ُيستجاب لفتاويهم إذا تعارضت مع‬
‫توجهات قائمة لتلك القطاعات واألجهزة بل ربما ال ُيسمح بنشرها‪ ،‬وكل ذلك ينبئ وقد يؤدي إلى فصل الدين عن واقع حياة‬
‫الناس وعزله عن التأثير في أمر معاشهم وما يترتب على ذلك من أثر خطير يهدم األصل الذي قامت له من الدعوة لإلسالم‬
‫وتطبيق أحكامه‪.‬‬
‫‪ ) 2‬ربط العلماء بمؤسسات ودوائر حكومية‪ ،‬مما أدى إلى الحد من استقالليتهم‪ ،‬وتقييدهم في فتاويهم وتعليمهم‪ ،‬وإبعادهم‬
‫عن واقع الحياة اليومي واعتبارهم جهة تابعة ال متبوعة‪.‬‬
‫‪ ) 3‬الحساسية المفرطة من قبل بعض الجهات الرسمية تجاه النصح والتوجيه والنقد الهادف البناء المقدّ م من العلماء‬
‫والدعاة وأهل الرأي الشرعي للمسئولين في الدولة وأجهزتها المختلفة‪ ،‬مما أدى إلى التضييق على الدعوة وظهور أساليب‬
‫لم تكن معروفة في سلف هذه الدولة من فصل الدعاة أو عزلهم أو منعهم من القيام بواجبهم في كثير من األحيان‪.‬‬
‫‪ ) 4‬قصر ما يذاع أو يكتب أو يبث من العلماء والدعاة في وسائل اإلعالم على المواعظ العامة والقضايا الجزئية‪ ،‬وإحكام‬
‫الرقابة على كل ما يذاع أو ينشر بهذا الصدد حتى ال يتصادم والواقع الفاسد في المجتمع‪.‬‬
‫‪ ) 5‬سعي الجهات المسؤولة إلى حصر رسالة المسجد ومواضيع خطب الجمع على الوعظ العام‪ ،‬ومنعها من التعرض للقضايا‬
‫العامة في واقع المسلمين وبيان الحكم الشرعي‪ ،‬وكذلك تحجيم الندوات والمحاضرات العامة التي تعالج قضايا الساعة‬
‫ومراقبة كل ما يقال أو ينشر في هذا المجال‪.‬‬
‫‪ ) 6‬ضعف الدور الدعوي ونشر العلم الشرعي في كثير من مرافق الدولة كأجهزة اإلعالم‪ ،‬والسفارات‪ ،‬والمؤسسات التعليمية‬
‫والجامعات‪ ،‬التي ُيفترض أن تجعل بناء الشخصية المسلمة ونشر العلم الشرعي أهم أعمالها‪.‬‬

‫الرد مع إقتباس‬ ‫‪PM 05:16 , 28-06-2001‬‬

‫مستر‬

‫عرض الملف الشخصي الخاص بالعضو‬

‫إرسال رسالة خاصة إلى مستر‬

‫إرسال بريد إلكتروني إلى مستر‬


‫قم بزيارة الصفحة الشخصية لـ مستر !‬

‫إيجاد جميع المشاركات للعضو مستر‬

‫إضافة مستر إلى قائمة األصدقاء لديك‬

‫‪#‬‬
‫‪5‬‬
‫المشاركات‪725 :‬‬ ‫عضو نشيط جدا‬ ‫مستر‬

‫سبيل اإلصالح ‪:‬‬

‫وبعد عرض هذه األحوال القائمة فإننا سعيا ً إلصالحها ننصح بما يأتي‪:‬‬
‫أوالً ‪ :‬لتعزيز دور العلماء والدعاة وتمكينهم من القيام بواجبهم الشرعي نقترح‪:‬‬
‫‪ ) 1‬رفع كل القيود والتعليمات التي تقيد نشاط الدعاة والعلماء‪ ،‬والسماح لهم بالتأليف والنشر واإلفتاء والخطابة والمحاضرة‬
‫وتسجيل األشرطة وعقد الندوات والحلقات العلمية‪ ،‬دون حاجة إلى ترخيص أو إذن رسمي من وزارة اإلعالم أو األوقاف أو‬
‫غيرهما‪ ،‬وأن يجعل القضاء الشرعي هو الجهة الوحيدة التي يناط بها النظر في أي مخالفة تنسب إلي الدعاة أو العلماء أو‬
‫غيرهم وهو الجهة الوحيدة التي تقرر فيما إذا كانت المخالفة تستوجب العقوبة‪ ،‬وأن يقتصر دور الجهات الرسمية في رفع‬
‫الدعاوى أمام القضاء في ذلك‪.‬‬
‫‪ ) 2‬فسح المجال إلنشاء هيئات وجمعيات مستقلة للعلماء والدعاة وتشجيع ذلك‪ ،‬ووضع الئحة إجرائية تسهل ذلك في الرئاسة‬
‫العامة للبحوث واإلفتاء‪ ،‬وأن يكون اإلشراف عليها وتوجيهها وقيادتها من علماء األمة المشهود لهم بالعلم والصالح‪،‬‬
‫وتخول هذه الهيئات صالحية تبني النشاطات الدعوية في البالد ونشر العلم في المرافق المختلفة‪ ،‬وأن تعمل الدولة على‬
‫إفساح المجال لها لتقديم كل ما تستطيعه من خير لهذه األمة‪.‬‬
‫‪ ) 3‬تعزيز دور هيئة كبار العلماء باختيار العلماء ذوي الفضل والمشهورين بالقدرة واالجتهاد الذين صار لهم القبول من‬
‫أفراد األمة‪ ،‬وذلك بناء على ترشيح جهات شرعية‪ ،‬كقضاة المحاكم‪ ،‬وأعضاء لجنة االفتاء واإلرشاد ومجلس القضاء األعلى‬
‫وأساتذة الكليات الشرعية‪ ،‬وأن تكون المفاضلة بينهم على أساس العلم والدين والورع والقوة في ذات هللا وتجربتهم‬
‫الشرعية‪ ،‬وأن تكون عضويتهم بهذه الهيئة غير قابلة للعزل إال بسبب شرعي وبموجب حكم شرعي أخذاً بما رجح في الفقه‬
‫اإلسالمي من عدم عزل القضاة ومن في حكمهم إال لعذر شرعي‪ ،‬ألنهم بالوالية يصيرون ناظرين للمسلمين على سبيل‬
‫المصلحة ال عن اإلمام ( االحكام السلطانية ألبي يعلى الفراء الحنبلي)‪.‬‬
‫‪ ) 4‬لتحقيق دور العلماء في إرساء قواعد الشرع وأحكامه يجب أن تعرض جميع األنظمة والمعاهدات قبل إقرارها على هيئة‬
‫كبار العلماء للتأكد من مطابقتها لقواعد الشريعة اإلسالمية‪.‬‬
‫‪ )5‬تعزيز دور األوقاف اإلسالمية واستقالليتها للقيام بواجبها الشرعي من توفير النفقات في أوجه الخير واألعمال الصالحة‬
‫من دعوة أو نشر للعلم الشرعي‪ ،‬وذلك بأن ُيفصل ما ُيستحصل من غالت األوقاف المخصصة لنشر العلم الشرعي أو الدعوة‬
‫أواإلنفاق على المرافق الدعوية كالمساجد عن ميزانية الدولة‪ ،‬وأن ترتبط بجمعية خيرية لألوقاف مستقلة ُيديرها مجلس‬
‫النظار الشرعيين للوقف أو القاضي الشرعي بجمع النفقات‬ ‫شرعي من القضاة أو العلماء يتولى المتابعة واإلشراف على قيام ّ‬
‫لهذه األوقاف وحفظ ميزانيتها‪ ،‬واالنفاق منها في و جوه الخير بحسب شروط الواقفين‪.‬‬
‫‪ ) 6‬إصدار التعليمات لكل قطاعات الدولة ووسائل اإلعالم والتعليم والنشر بتمكين العلماء والدعاة من أداء واجبهم الشرعي‪،‬‬
‫واألخذ بنصائحهم‪ ،‬كما يجب أن يشجع الدعاة لبيان الحق والدعوة إليه في كل المجاالت وفي التجمعات العامة وفي‬
‫المناسبات التي تمر باألمة وفي الصحف والمجالت‪.‬‬
‫‪ ) 7‬فتح المجال أمام الدعاة والعلماء خارج البالد ‪-‬ممن عرف بسالمة المعتقد وصدق االتجاه وصواب المنهج‪ -‬إللقاء‬
‫المحاضرات وإقامة الندوات والمؤتمرات والحلقات العلمية والمنتديات‪ ،‬وتسهيل إجراءات قدومهم بما يحقق التفاعل‬
‫والتعاون بين علماء البالد وإخوانهم من العالم اإلسالمي‪.‬‬
‫ثانيا ً ‪ :‬لتحقيق قيام الدولة بالواجب الشرعي في الدعوة في الداخل والخارج وتعزيزه ننصح بما يأتي‪:‬‬
‫‪ )1‬أن ُتعد السفارات والقنصليات بالخارج دوراً للدعوة إلى اإلسالم وإبالغه لألمم ورعايا الدول األخرى ورعاية شؤون‬
‫المسلمين‪ ،‬وهذا يوجب تدعيم السفارات بالدعاة المؤهلين والعلماء المتفرغين وحسن اختيار السفراء والقناصل للقيام‬
‫بواجب تبليغ اإلسالم والدعوة إليه‪.‬‬
‫‪ ) 2‬إنشاء محطات إذاعية وتلفزيونية خاصة للدعوة إلى اإلسالم وتعليم أحكامه باللغات العالمية‪ ،‬وتخصيص أوقات مناسبة‬
‫من البث الحالي لإلذاعة والتلفزيون الرسميين لذلك‪ ،‬على أن تجعل اإلشراف على برامج الدعوة وإبالغ اإلسالم وتعليمه‬
‫للهيئات الدعوية والشرعية والمتخصصين في ذلك‪ ،‬وأن يعمل على زيادة البث زمانيا ً ومكانيا ً واالستفادة من التقنية الحديثة‬
‫في ذلك لكي تبلغ الدعوة جميع أقطار المعمورة‪.‬‬
‫‪ ) 3‬االهتمام بتعليم أبناء األقليات اإلسالمية وتمكينهم من القيام بدور قيادي لنشر اإلسالم والدعوة إليه في بالدهم عن طريق‬
‫زيادة المنح الدراسية لهم في كل جوانب المعرفة‪ ،‬وفي العلوم الشرعية خاصة‪ ،‬وكذلك عن طريق فتح المعاهد والمدارس‬
‫والكليات الشرعية في بالد المسلمين المختلفة وتخصيص موارد ثابتة دائمة لإلنفاق عليها‪.‬‬
‫‪ ) 4‬لضمان قيام مرافق الدولة المختلفة بأعمالها على هد ي الشرع وإرشاد منسوبيها فيما يتعلق بعملهم من أحكام شرعية‪،‬‬
‫يجب أن يجعل في كل جهاز حكومي في الداخل أو الخارج إدارة متخصصة في الشؤون الشرعية تتولى تقديم المشورة‬
‫الشرعية والتأ كد من مطابقة قرارات هذه األجهزة والمرافق ألحكام الشرع والقيام بالنصح والتوجيه لمنسوبيها في ذلك‪،‬‬
‫وأن ترتبط هذه األجهزة بجهات شرعية كالرئاسة العامة للبحوث واإلفتاء واإلرشاد أو هيئة األمر بالمعروف والنهي عن‬
‫المنكر أو وزارة العدل‪.‬‬
‫‪ )5‬أن ُتدعم مؤسسات الدعوة وهيئات األمر بالمعروف والنهي عن المنكر ماليا ً ومعنويا ً ووظيفيا ً بأن ُيعاد النظر في أنظمة‬
‫وكوادر هذه الهيئات‪ ،‬وأ ن ُيكثف توظيف حملة الشهادات الشرعية فيها واستقطاب الكفاءات الدعوية والقضائية المتميزة‬
‫خول لها الصالحيات المناسبة و ُتوفر لها اإلمكانات والتجهيزات الالزمة من وسائل نقل أو تقنية حديثة لتمكينها‬ ‫لها‪ ،‬وأن ُت ّ‬
‫من القيام بدورها لبيان الحق والدعوة إليه‪.‬‬
‫‪ )6‬أن ُيهتم بالمناطق النائية والقرى واألرياف بدعوة أهلها وتعليمهم أمور دينهم وإرشادهم وأن ُيبعث إليهم بالوفود‬
‫واللجان وأن ُت خصص لذلك ميزانية خاصة في الهيئات الدعوية والمرافق التعليمية حتى يتحقق البالغ وينشر العلم في كل‬
‫المناطق‪.‬‬
‫‪ )7‬إنشاء صحف ودوريات علمية متخصصة في شؤون الدعوة والعلوم الشرعية‪ ،‬ودعم الموجود منها ماليا ً وإدارياً‪،‬‬
‫والحرص على استقاللها‪.‬‬

‫الرد مع إقتباس‬ ‫‪PM 05:17 , 28-06-2001‬‬

‫مستر‬

‫عرض الملف الشخصي الخاص بالعضو‬

‫إرسال رسالة خاصة إلى مستر‬

‫إرسال بريد إلكتروني إلى مستر‬

‫قم بزيارة الصفحة الشخصية لـ مستر !‬

‫إيجاد جميع المشاركات للعضو مستر‬

‫إضافة مستر إلى قائمة األصدقاء لديك‬

‫‪#‬‬
‫‪6‬‬
‫المشاركات‪725 :‬‬ ‫عضو نشيط جدا‬ ‫مستر‬

‫األنظمة واللوائح‬

‫مقدمة ‪:‬‬
‫إنه مما علم من دين اإلسالم بالضرورة وجوب االحتكام إلى شرع هللا وتحكيمه في جميع شؤون الفرد واألسرة والدولة وفي‬
‫عالقة األمة بالدولة‪ ،‬وفي عالقة الدولة واألمة بغيرهما من الدول واألمم‪ ،‬كذلك من المعلوم وجوب أن يكون شرع هللا وحده‬
‫هو المهيمن على ما سواه وأن تتحقق سيادة الشرع التامة على أعمال الدولة وأنظمتها وتصرفاتها ولوائحها ومعاهداتها‬
‫وكافة جوانب الحياة فيها‪.‬‬
‫يصرح العديد من والة األمر في مناسبات شتى بأنه استناداً إلى ذلك سيجري مراجعة أنظمة‬
‫ّ‬ ‫ولعل مما يبشر بالخير أن‬
‫ولوائح البالد وتنقيتها وإلغاء كافة ما يخالف الشرع منها‪ ،‬وأن ينص النظام األساسي على أن الشريعة اإلسالمية هي‬
‫الحاكمة على كل أنظمة الدولة‪ ،‬ولذا رأينا قياما ً بواجب النصح أن نب ّين قضايا كلية تتعلق بواقع األنظمة وسبل إصالحها‬
‫وكيفية إسنادها إلى الشرع‪ ،‬مع اإلشارة إلى بعض الشواهد واألمثلة على بعض المخالفات الموجودة حاليا ً في العديد من‬
‫األنظمة القائمة بهدف العمل على تعديلها أو إلغائها واستبدال األنظمة الشرعية بها‪.‬‬
‫أوالً ‪ :‬أنواع األنظمة ‪:‬‬
‫إن النظر في األنظمة واللوائح واألوامر يظهر جليا ً أنها تحتوي على نوعين من األحكام أو المواد‪.‬‬
‫النوع األول منها‪ :‬المواد أو األحكام التشريعية وهي المواد التي تنص على أحكام تكليفية سواء باإللزام (الوجوب) أو المنع‬
‫(التحريم) أو اإلذن والتجويز (اإلباحة)‪ ،‬أو بنص على بيان أسباب هذه األحكام التكليفية وشروطها واستثناءاتها وموانعها‬
‫وصحتها وفسادها أو بطالنها‪ .‬فهذا النوع من مواد األنظمة يتعلق بأفعال المكلفين األصلية والحكم عليها‪ .‬وقد أطلق علماء‬
‫األصول في الشريعة على هذا النوع اسم خطاب التكليف وخطاب الوضع‪ .‬ولكن المالحظ أنه ال يوجد في األنظمة القائمة حكم‬
‫سن أحكامها‪.‬‬ ‫باالستحباب أو الكراهية حيث أنها متعلقة بالثواب والعقاب األخروي وهو ما ال تجعله األنظمة موضع نظر عند َ‬
‫النوع الثاني‪ :‬المواد أو األحكام اإلجرائية وهذه هي المواد التي تنص على أحكام تتعلق بوسائل مادية وأساليب تنفذ بها‬
‫األحكام التشريعية مما لم يرد نص شرعي عليها بعينها‪ ،‬وليست مقصودة لذاتها بل هي وسائل لغيرها‪ .‬وهو ما أطلق عليه‬
‫علماء أصول الشريعة أحيانا ً اسم المصلحة المرسلة‪.‬‬
‫فعلى سبيل المثال‪ :‬إن جباية الزكاة من أموال مخصوصة‪ ،‬وتحديد من تجب عليه‪ ،‬وتوزيعها على أصناف مخصوصة من‬
‫الناس كل ذلك يعد أحكاما ً تشريعية حيث أن الحكم بوجوب جباية الزكاة من قبل الدولة‪ ،‬وعدم جواز دفعها لغير أهلها‪،‬‬
‫وشروط وجوب الزكاة من حول ونصاب‪ ،‬وما يمنع من دين ونحو ذلك‪ ،‬كل هذا يعد أحكاما ً تشريعية ألفعال المكلفين بالتكليف‬
‫أو الوضع‪.‬‬
‫أما الوسائل المستخدمة لتنفيذ هذا الحكم التشريعي من وسائل النقل والسجالت الخطية أو المغناطيسية‪ ،‬وكيفية اتصال الجباة‬
‫بالناس إما بالذهاب إليهم أودعوة الناس إلى تسديد زكاتهم بدائرة الزكاة بالكتابة إليهم بالبريد المسجل‪ ،‬والفترة التي يجري‬
‫بها ذلك من أول الحول أو وسطه أو آخره كل هذه األمور ُتعد أحكاما ً إجرائية تتعلق بأسلوب ووسيلة تنفيذ هذا الحكم‬
‫التشريعي‪.‬‬
‫ومثال آخر‪ :‬إن اشتراك الناس في الطرق والمنافع العامة وإباحة حق االنتفاع لهم بالسير فيها‪ ،‬ومنع اختصاص أحد دون‬
‫أحد في ذلك‪ُ ،‬يعد أحكاما ً تشريعية‪ .‬أما كيفية تنفيذ هذه األحكام بوسائل وأساليب متنوعة كاألرصفة‪ ،‬وعالمات المرور‬
‫ولوحاته‪ ،‬والخطوات اإلجرائية الالزمة للتثبت من أهلية قادة المركبات عليها كل ذلك ُيعد أحكاما ً إجرائية‪.‬‬
‫ومثال ثالث‪ :‬ينص نظام الشركات في مادة (‪ )2‬على أن أحكام النظام تسري على الشركات المحددة به التي تشمل شركة‬
‫التضامن‪ ،‬وشركة التوصية البسيطة والمحاصة‪ ،‬والمساهمة‪..‬إلخ‪ ،‬ثم ينص النظام على بطالن كل شركة ال تتخذ األشكال‬
‫المذكورة مع عدم المساس بالشركات المعروفة في الفقه اإلسالمي‪ ،‬فهذه المادة تعد حكما ً تشريعيا ً ألنها حكمت على فعل‬
‫المكلفين في شراكة بالصحة إذا وافق الهيئة أو الشكل الذي حددته ألنواع الشركات‪ ،‬وحكمت بالبطالن على ما يخالف ذلك‬
‫كما ألزمت بأنواع معينه من أفعال المكلف إذا أراد عقد شركة وهي أشكال الشركة المحددة بالنظام‪.‬‬
‫وفي مادة (‪ )12‬نص النظام على أن جميع العقود والمخالصات واإلعالنات وغيرها من أوراق الشركة يجب أن تحمل اسمها‬
‫وبيان نوعها ومركزها الرئيسي‪ .‬ونص النظام في مادة (‪ )123‬على أن مجلس الشركة المساهمة ُيعٍد في نهاية كل سنة‬
‫مالية جرداً ألصول الشركة و ُيعٍد ميزانية الشركة وحساب األرباح والخسائر‪ ،‬وحددت مادة (‪ )124‬طرق تبويب الميزانية‬
‫وحساب األرباح والخسائر‪ ،‬فهذه المواد (رقم ‪ )124،123،12‬التي تتضمن تعريف وسائل مادية وإجراءات تنفذ بها‬
‫الشركة أعمالها ُتعد أحكاما ً إجرائية ‪..‬وهكذا‪.‬‬
‫ومن ذلك يتضح أن كل نظام يحوي في مواده النوعين من األحكام السابق ذكرهما وهما األحكام التشريعية واألحكام‬
‫اإلجرائية‪ .‬ولذا يجب إدراك هذا عند الحكم شرعا ً على األنظمة‪ ،‬حيث أن الحكم على أي نظام إنما يكون بعد المعرفة لنوع‬
‫أحكامه وبحسب مصادرها‪ ،‬فاألحكام التشريعية ‪-‬سواء كانت خطاب بالتكليف أو الوضع‪ -‬فالحكم فيها هلل تعالى وحده‪ ،‬أما‬
‫األحكام اإلجرائية فلولي األمر وضعها والتدخل في تنظيمها بما يحقق المقاصد الشرعية‪ .‬وهذا ما سيجري تفصيله الحقا ً في‬
‫التالي‪.‬‬
‫ثانيا ً ‪ :‬األحكام التشريعية يجب استنباطها من أدلة الشرع‪ ،‬ويحرم أخذها من غيره ‪:‬‬
‫إن سيادة الشرع اإلسالمي تقتضي أن تكون جميع األحكام التشريعية مستنبطة باجتهاد صحيح من أدلة الشرع وهي الكتاب‬
‫والسنة واإلجماع وما دلت عليه من قواعد شرعية وطرق استنباط األحكام بالقياس وغيره كما هو مفصل في كتب األصول‪،‬‬
‫فقد أوجب تعالى الرجوع إلى كتابه وسنة رسوله في كل أمر وجعل ذلك شرط اإليمان‪ ،‬قال تعالى" أال له الخلق واألمر" وقال‬
‫عزوجل " فال وربك ال يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم" وقال"وأن احكم بينهم بما أنزل هللا" وقال "ومن لم يحكم بما‬
‫أنزل هللا فأولئك هم الكافرون" وقال "ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي األمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم" وقال "وما‬
‫كان لمؤمن والمؤمنة إذا قضى هللا ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم" إلى غير ذلك من اآليات‪ .‬وقال عليه‬
‫الصالة والسالم" من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد" وجعل تعالى الرجوع والتحكيم لغير شرعه ضالالً مبينا ً‬
‫وس ّمى كل شرع غير شرعه طاغوتا ً قال تعالى " ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك‬
‫يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضالالً بعيداً"‪.‬‬
‫وأجمعت األمة على وجوب تحكيم شرع هللا واالنقياد له وأنه ال يسع أحداً الخروج عليه ولهذا قاتل سلف األمة من الصحابة‬
‫رضي هللا عنهم من ارتد عنه بمنع الزكاة‪.‬‬
‫إن الحكم التشريعي يجب أن يقتصر مصدره وأدلته على أدلة اإلسالم‪ ،‬وقبول أي مصدر غير اإلسالم لألحكام التشريعية يعد‬
‫تحاكما ً إلى الطاغوت كما نص عليه القرآن‪ .‬ويحرم فعله سواء وافق الطاغوت الشرع أم خالفه ألن الواجب على المسلم‬
‫الكفر بالطاغوت على كل حال‪،‬ولذا فإن الرجوع إلى أي قانون تشريعي كالقانون الجنائى الفرنسي ألحكام العقوبات‪،‬‬
‫أوالقانون المدني المصري ألحكام الشركات مثالً والحكم بها بين الناس ال يجوز مطلقا ً سواء وافقت الشرع أم خالفته ألن‬
‫الرجوع إليها تحكيم للطاغوت وإيمان به ويحصل به الضالل البعيد‪ ،‬والكفر والفسق أوالظلم عياذاً باهلل لمن فعل ذلك‪.‬‬
‫ثالثا ً ‪ :‬األحكام اإلجرائية يجب أال تخالف الشرع وتؤخذ بحسب تحقيقها للمقاصد المشروعة‪:‬‬
‫دل الكتاب على أن االنتفاع بالوسائل المادية في الكون مباح لتسخيرها من هللا تعالى لخلقه وامتنانه عليهم بها قال تعالى‬
‫"هو الذي خلق لكم ما في األرض جميعا ً"‪ ،‬وقال تعالى "ألم تروا أن هللا سخر لكم مافي السموات وما في األرض"‪ .‬كما دلت‬
‫السنة وفعل الخلفاء الراشدين على أن األحكام اإلجرائية واألحكام الدنيوية المحضة جائزة على وجه العموم إذا لم يرد دليل‬
‫خاص بتحريم فرد منها وإذا لم يترتب على فعلها فوات مصالح أكبر أو حصول مفاسد أعظم‪ ،‬وذلك نحو ما ثبت في حديث‬
‫تأبير النخل في قوله عليه الصالة والسالم " أنتم أعلم بأمر دنياكم" ونحو حفر الخندق اقتباسا ً من عمل الفرس كسياسة‬
‫دفاعية‪ ،‬واستخدام المنجنيق‪ ،‬ووضع عمر رضي هللا عنه الديوان اقتباسا ً من غير المسلمين لتنظيم أمور العطاء إجرائياً‪..‬إلى‬
‫غير ذلك من أمثلة‪ ،‬ولهذا متى ثبت كون الحكم إجرائيا ً فإن أي وسيلة وأسلوب ينفذ به الحكم التشريعي المستنبط من أدلة‬
‫الشرع يجوز اقتباسها بحسب تحقيقها للمقاصد الشرعية على أحسن وجه‪ ،‬مع الحرص على تبسيط هذه اإلجراءات‬
‫وتيسيرها والرفق بالناس إذا تعلقت بالدولة‪ ،‬وهذه الوسائل واإلجراءات هي ما أطلق عليه علماء أصول الشريعة أحيانا ً اسم‬
‫" المصلحة المرسلة" باعتبار أنه لم يرد دليل خاص لها وإنما تندرج تحت الحكم التشريعي العام الذي تعد وسيلة وأسلوبا ً‬
‫لتنفيذه‪.‬‬
‫رابعا ً ‪ :‬تنفيذ المباح أو اإللزام به‪:‬‬
‫شاع بين الناس أنه ال يجوز للدولة مطقا ً المنع واإللزام بأمر مباح بحجة المصلحة العامة استناداً إلى كون الشرع قد خير‬
‫المكلف في المتاح بين الفعل والترك‪ .‬ولقد نجم عن هذا الظن الفاسد تحريم ما أحل هللا ورسوله وإيجاب ما لم يوجب تعالى‬
‫وإلزام الرعية بذلك وعقابهم على مخالفته دون قيد شرعي منضبط أو إذن من الشارع بذلك‪ .‬ولقد أنكر تعالى على من حرم‬
‫ما أحل عزوجل أعظم اإلنكار وس ّمى من فعل ذلك على وجه التشريع مشركا ً قال تعالى"سيقول الذين أشركوا لوشاء هللا‬
‫ماأشركنا وال آباؤنا وال حرمنا من شيء" وقال عزوجل " قل أرأيتم ما أنزل هللا لكم من رزق فجعلتم منه حراما ً وحالالً‪،‬قل_‬
‫آهلل أذن لكم أم على هللا تفترون"‪ ،‬وقال تعالى "قد خسر الذين قتلوا أوالدهم بغير علم وحرموا ما رزقهم هللا"‪ ...‬إلى غير‬
‫ذلك من آيات‪ ،‬وقد نهت الشريعة أن يلزم اإلنسان نفسه بأن يمتنع عن فعل مباح‪ ،‬قال تعالى" يا أيها النبي لم تحرم ما أحل‬
‫هللا لك تبتغي مرضات أزواجك"‪،‬حتى لو كان ذلك االمتناع بقصد التعبد‪ ،‬نحو إنكار الرسول صلى هللا عليه وسلم على من‬
‫ألزموا أنفسهم بترك أكل اللحم أو نكاح النساء‪ ،‬وعلى من نذر أالّ يجلس وال يستظل‪ ،‬فإذا كان هذا في حق المكلف الفرد الذي‬
‫قصده مصلحة دنيوية أو التعبد بترك المباح‪ ،‬فكيف يحل للدولة أن تحرم بعض المباح عموما ً أو أن تعلق فعله على إذنها‬
‫وترخيصها على وجه اإلطالق‪ .‬وإنما دلت األدلة الشرعية التفصيلية أنه ال يجوز للدولة التدخل باإللزام أو المنع من فرد من‬
‫أفراد المباح مؤقتا ً في أحوال مخصوصة مقيدة بقواعد شرعية منضبطة نعرضها في ما يلي لكي يزول االلتباس في هذا‬
‫الباب‪:‬‬
‫الحالة األولى ‪ :‬أن يكون المباح مؤديا ً إلى ضرر أو إلى حرام فللدولة أو اإلمام التدخل في هذه الحالة لمنع حصول الضرر‬
‫والمحرم‪ ،‬وذلك نحو منع من كان مريضا ً باإليدز أو الجذام المعدي ‪-‬عياذاً باهلل‪ -‬من الزواج لمنع نقل العدوى‪ ،‬ونحو منع من‬
‫كف أو ضعف بصره من قيادة المركبات في الطرق للضر الحاصل‪ .‬وهذه القاعدة ثابتة بأحاديث منع الضرر واإلضرار‬
‫وقاعدة منع مايوصل إلى حرام نحو المنع من سب آلهة المشركين إذا ظن أنهم يسبون هللا عدواً بغير علم‪ ،‬ونحو منع‬
‫الرسول عليه الصالة والسالم في أول األمر المسلمين من ادخار لحوم األضاحي فوق ثالث لضرر المجاعة‪ ،‬ونحو فعل‬
‫عثمان رضي هللا عنه باإللزام بالمصحف اإلمام بلهجة قريش عند خشية المحرم من فرقة المسلمين وفتنتهم في األمصار إذا‬
‫لم يفعل ذلك‪ ،‬ونحو منع عمر رضي هللا عنه بعض الصحابة من الخروج من المدينة للضرر الحاصل بذهاب أهل الفقه‬
‫واالجتهاد الذين يرجع إليهم في النوازل ومعضالت األمور من قاعدة اإلسالم‪ .‬وموضوع الضرر أو المحرم هذا أمر يمكن‬
‫أدراكه والتحقق من واقعه وليس أمراً مبهما ً كالمصلحة العامة‪ ،‬ولهذا إذا تدخلت الدولة لمنع أمر مباح أصالً بحجة الضرر‬
‫أو حصول المحرم‪ ،‬فإن عليها إثبات الدليل على وجود الضرر أو الحرام حتى يكون عملها وفق الشرع في ذلك‪.‬‬
‫الحالة الثانية ‪ :‬أن يكون أمر المباح متعلقا ً بشؤون الدولة الخاصة بها كشؤون جيشها وموظفيها ونحوه فلها حينئذ اإللزام‬
‫والمنع لمن يتعلق به ذلك من موظفيها وجنودها لتحقيق مقصد شرعي وذلك كإلزام موظفي الدولة بدوام مخصوص أو إلزام‬
‫جنودها بلبس معين ونحوه‪ .‬ومن هذا الباب كان عمر رضي هللا عنه يقاسم عماله أموالهم ويشترط عليهم في ذلك‪ ،‬ومنع‬
‫عماله من وضع أبواب أو حجب مغلقة دون رعيتهم‪ ،‬ومنع بعض قادة ة جيوشه ووالته من نكاح الكتابيات لئال ُيقتدي بهم‬
‫في ذلك‪.‬‬
‫الحالة الثالثة ‪ :‬تنظيم المرافق واألموال العامة‪ ،‬حيث ثبت بالسنة أن ما كان من مرافق المسلمين يشتركون فيه نحو الماء‬
‫والكأل والنار والطرق العامة‪ ،‬وما كان من األموال العامة كالفيء فإن تنظيمه متروك للدولة لتحقيق المقصد الشرعي بعدم‬
‫اختصاص أحد به دون أحد‪ ،‬ولها عندئذ اإللزام أو المنع من بعض أفراد المباح على هذا الوجه الشرعي‪ .‬حيث أن النبي عليه‬
‫الصالة والسالم حمى النقيع‪ ،‬واسترجع إقطاع أبيض بن حمال لمنجم الملح لحاجة الناس إليه‪ ،‬ووزع أبوبكر رضي هللا عنه‬
‫أموال الفيء بالتساوي بين الناس‪ ،‬بينما وزعها عمر رضي هللا عنه بحسب األسبقية في اإلسالم‪ ،‬وأمر الرسول عليه الصالة‬
‫والسالم بجعل الطريق سبعة أذرع لتنظيم السير فيه‪ ،‬وقضى بحكمه في السيل بأن ُيرسٍ ل األعلى على األسفل‪ ،‬وحمى عمر‬
‫رضي هللا عنه الشرف والربذة‪..‬إلى غير ذلك من أمثلة تدل على أن لإلمام أو الدولة التدخل لتنظيم المرافق واألموال العامة‬
‫التي يشترك فيها المسلمون لتحقيق مقصد شرعي‪.‬‬
‫الحالة الرابعة ‪ :‬تنفيذ فروض الكفاية المنوطة بالدولة‪ ،‬حيث جعل الشرع تنفيذ بعض فروع الكفاية منوطا ً بالدولة كجمع‬
‫الزكاة والجهاد ونحو ذلك‪ .‬فللدولة حينئذ وضع تنظيم إجرائي لتنفيذ هذه الفروض المناطة بها‪ ،‬ومن ذلك أن عثمان رضي‬
‫هللا عنه كان يحدد شهراً معينا ً لجمع الزكاة كما ورد في الموطأ‪.‬‬
‫ومن هذا العرض للشواهد الشرعية التي تبين األحوال المخصوصة التي أذن الشارع للدولة بالتدخل فيها بالمنع أو باإللزام‬
‫من بعض أفراد المباح بهدف تحقيق مقصود شرعي يظهر جليا ً أن األصل في غير هذه األحوال أن ليس للدولة تحريم المباح‬
‫والمنع منه‪ ،‬أو إيجابه‪ ،‬أوقصر فعله على من حصل على ترخيص منها‪ ،‬ألن اإلباحة حكم من خالق العباد وربهم تعالى‪،‬‬
‫ومتى ثبت بالدليل الشرعي إباحة الفعل فليس لمخلوق المنع أو اإللزام به على وجه اإلطالق‪ ،‬كمايدل على ذلك حديث عدي‬
‫بن حاتم في تفسير قوله تعالى " اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا ً من دون هللا‪ "....‬اآلية‪.‬‬

‫الرد مع إقتباس‬ ‫‪PM 05:18 , 28-06-2001‬‬

‫مستر‬

‫عرض الملف الشخصي الخاص بالعضو‬

‫إرسال رسالة خاصة إلى مستر‬

‫إرسال بريد إلكتروني إلى مستر‬

‫قم بزيارة الصفحة الشخصية لـ مستر !‬

‫إيجاد جميع المشاركات للعضو مستر‬

‫إضافة مستر إلى قائمة األصدقاء لديك‬

‫‪#‬‬
‫‪7‬‬
‫المشاركات‪725 :‬‬ ‫عضو نشيط جدا‬ ‫مستر‬

‫واقع األنظمة من خالل بعض األمثلة والشواهد‬

‫بتطبيق القضايا الكلية السابقة على األنظمة حاليا ً يظهر مايلي ‪:‬‬
‫‪ )1‬إن كثيراً من األنطمة تتضمن أحكاما ً تشريعية مستمدة من مصادر قانونية عربية أو غربية في بالد أخرى ال تح ّكم الشرع‬
‫فنظام األوراق التجارية مستمد عن معاهدة جنيف لألوراق التجارية‪ ،‬ونظام الشركات نصت مذكرته التفسيرية على أنه‬
‫مستمد من "الصالح من أحكام أنظمة الدول األخرى"‪ ،‬ونظام العمل والعمال مستمد من االتفاقيات واألنظمة الدولية العمالية‪،‬‬
‫ونظام مكافحة التزوير يتشابه في كثير من مواده وتعابيره مع القوانين األوروبية وعلى األخص األلمانية والفرنسية‪...‬‬
‫وهكذا‪ .‬وهذه المصادر ال يجوز الرجوع إليها‪ ،‬ألخذ األحكام التشريعية منها ألن ما نقل واستمد منها من أحكام تشريعية لم‬
‫ُيستنبط من أدلة الشرع و ُيعد تحكيما ً لغير الشرع‪.‬‬
‫‪ ) 2‬نصت معظم األنظمة القائمة على تشكيل لجان وهيئات لها صالحيات القضاء وملزمة وفق أحكام ومواد النظام‪ ،‬حيث‬
‫يوجد ذلك على سبيل المثال في نظام العمل والعمال‪ ،‬ونظام األوراق التجارية‪ ،‬ونظام المحكمة التجارية‪ ،‬ونظام الشركات‪،‬‬
‫ونظام مكافحة الغش التجاري‪ ،‬ونظام العقوبات العسكري‪ ،‬ونظام محاكمة الوزراء‪ ،‬ونظام مكافحة الرشوة‪،‬إلى غير ذلك من‬
‫أنظمة‪ ،‬كما جعلت بعض األنظمة أعضاء هذه اللجان من القانونيين‪ ،‬كما في نظام التعدين والذي نص على أن أحكامه‬
‫مخصص لها هيئة من القانونيين العالميين‪ ،‬وكل هذا مخالف للشرع نظراً ألنه جعل القضاء وفق أحكام النظام وأدى إلى عزل‬
‫القضاء الشرعي عن النظر في هذه الجوانب من حياة الناس‪ ،‬هذا فضالً عن التضارب بين أحكام القضاء وتلك األنظمة‪.‬‬
‫‪ )3‬اعتبرت بعض األنظمة الشريعة اإلسالمية مصدراً احتياطيا ً للتشريع والقضاء ومثال ذلك المادة التاسعة من نظام هيئة‬
‫تسوية المنازعات لدول مجلس الخليج العربي‪ ،‬والمادة (‪ )185‬من نظام العمل والعمال‪.‬‬
‫‪ )4‬أجازت بعض األنظمة أموراً محرمة لمن يتعلق بهم ذلك‪ ،‬نحو إباحة إصدار سندات قرض للشركات المساهمة‪ ،‬وإباحة‬
‫عقود التسهيالت االئتمانية وحسابات الفوائد بالبنوك‪ ،‬وهي جميعا ً في حقيقة أمرها وثائق ربوية‪ .‬ونحو التمييز بين‬
‫المسلمين في مواد بعض األنظمة باعتبار الموطن اإلقليمي مخالفة بذلك أحكام دار اإلسالم‪ .‬ونحو إسقاط الحقوق وعدم‬
‫سماع الدعاوى بالتقادم كما في نظام العمل والعمال ونظام اإلوراق التجارية بعد مضي مدد معينة‪ .‬ونحو اإلذن بالتجسس‬
‫وتفتيش البيوت المحرم شرعا ً في الالئحة التنظيمية للتحقيق واالدعاء للمتهمين وغير المتهمين بهدف إثبات الجرم‪ ،‬مع أن‬
‫األصل براءة الذمة وأنه ال يجوز التجسس أو انتهاك حرمة البيوت باآليات القرآنية القطعية‪ ،‬ولم ُيستثن في ذلك إال استنقاذ‬
‫فصل الفقهاء‪.‬‬
‫حرمة محقق هالكها ويفوت استدراكها كقتل نفس أو انتهاك عرض كما ّ‬
‫‪ )5‬قيدت بعض األنظمة بعضا ً مما أباح هللا تعالى ورسوله بإذن الدولة أو ألزمت ما لم يلزم به شرع هللا‪ ،‬على غير األحوال‬
‫المأذون بها شرعا ً‪ ،‬وذلك نحو اإللزام بأنواع شركات معينة وإبطال الشركات التي ال تتفق مع أشكال الشركات المحددة‬
‫يحرم كل أعمال الشراكة والعقود المجمع على إباحتها شرعا ً بين المواطنين وغيرهم من‬ ‫بالنظام‪ ،‬ونحو نظام التستر الذي ّ‬
‫المسلمين إذا تمت بخالف تعليمات الدولة ويعاقب على ذلك‪ ،‬وكان له األثر السيء على االقتصاد المحلي حيث أدى إلى‬
‫تسرب مدخرات غير المواطنين إلى الخارج وعدم االستفادة منها محلياً‪ ،‬ونحو نظام استثمار المال األجنبي الذي يمنع‬
‫المسلمين من الشراكة والتجارة المباحة مع بعضهم البعض إال بترخيص الدولة وإذنها‪ .‬ونحو إلزام رب العمل بما لم يلزم به‬
‫الشرع ولم يتفق عليه المتعاقدان في نظام العمل والعمال كاإللزام بعالج العامل ونفقته ومعاشه التقاعدي وتأمينه اجتماعيا ً‬
‫(فتاوى الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه هللا)‪ .‬ونحو منع البنوك من مزاولة األعمال التجارية والزراعية والصناعية والعقارية‬
‫المباحة مما يؤدي إلى قصر عملها على التعامل الربوي‪ ..‬إلى غير ذلك من أمثلة‪.‬‬
‫‪ ) 6‬أقرت بعض األنظمة االحتكارات واالمتيازات غير المشروعة نحو قصر استغالل مرافق الطرق الطويلة على شركة بعينها‬
‫أو المنع من الطيران التجاري لغير الخطوط السعودية‪ ،‬ونحو منع غير البنوك من وجوه أخذ المال من أهله على غير الوجه‬
‫المأذون به شرعاً‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫‪ )7‬فرضت بعض األنظمة رسوما ومكوسا دون استدالل شرعي يجيز ذلك‪ ،‬وأمثلة هذه كثيرة نحو رسوم الجمارك على‬
‫المسلمين‪ ،‬ونحو رسوم المرور والبلديات ورسوم الجوازات والرخص وغير ذلك من وجوه أخذ المال من أهله على غير‬
‫الوجه المأذون به شرعاً‪.‬‬
‫‪ ) 8‬قررت بعض من األنظمة عقوبات على من يخالف أحكامها‪ ،‬وقد غلب على هذه العقوبات ما تقرر بالقوانين الوضعية التي‬
‫استمدت منها إذ قصرت العقوبات في أغلب األحوال على السجن أو الغرامة المالية‪ .‬ولم تأخذ هذه األنظمة عقوبات التعزير‬
‫األخرى التي جاء بها الشرع‪ ،‬ولقد ترتب على هذا فساد كبير‪ ،‬فعقوبة السجن أدت إلى ازدحام السجون وزيادة الكلفة على‬
‫الدولة في أمر المساجين‪ ،‬وضياع من يعولهم السجين بحبسه عن الكسب‪ ،‬وتعليم السوء من بعض المساجين لبعض‪ ،‬كما أن‬
‫عقوبة الغرامة المالية يحصل بها إجحاف للفقير وال يرتدع بها الغني وقد تؤدي إلى أكل المال بالباطل‪.‬‬
‫سبيل اإلصالح ‪:‬‬
‫بتأصيل ما ذكر يظهر أن الواجب الشرعي مراجعة األنظمة القائمة مراجعة شاملة لتنقيحها وإلغاء كل مخالفة للشرع بها‬
‫وكذلك العمل على وضع أنظمة شرعية بديلة لما يتعسر تنقيحه منها‪ .‬وننصح بهذا الصدد بما يلي‪:‬‬
‫‪ ) 1‬مراجعة األنظمة القائمة بالنظر في كل مادة منها على حدة‪ ،‬وإبطال كل مادة تشريعية منها ال يشهد لها دليل شرعي‬
‫باستنباط واجتهاد صحيح‪.‬‬
‫‪ )2‬مراجعة األنظمة إللغاء كل إلزام بمباح أو منع منه في غير األحوال المخصوصة التي ّبينها الشارع‪ ،‬وللتحقق من ذلك‬
‫يتحتم أن يعرض كل إلزام بمباح أو منعه ‪ -‬مما يظن أنه من األحوال التي يجوز لولي األمر التدخل فيها ‪-‬على ذوي الفقه‬
‫الشرعي إلصدار حكم خاص بجواز ذلك أو عدمه‪.‬‬
‫‪ ) 3‬إلغاء كل اللجان ذات الصالحيات القضائي في األنظمة‪ ،‬وإحالة جميع القضايا واختصاصات هذه اللجان إلى المحاكم‬
‫الشرعية‪.‬‬
‫‪ )4‬إنشاء محكمة شرعية عليا للنظر في الدعاوى التي ُترفع بشأن مخالفة األنظمة واللوائح للشرع لتحقيق جعل الشريعة‬
‫خول مجلس القضاء‬ ‫حاكمة على جميع األنظمة‪ ،‬وإلبطال وإلغاء ما ثبت مخالفته للشرع منها‪ ،‬ويمكن للبدء في ذلك أن ُي ّ‬
‫األعلى هذه الصالحيات‪.‬‬
‫‪ )5‬تغيير العقوبات المنصوص عليها باألنظمة بعقوبات التعزير الشرعية وترك ذلك لقضاة الشرع الذين هم حرس على‬
‫حسن تطبيقه ومنع الخروج عنه‪.‬‬
‫‪ )6‬تحويل األقسام األكاديمية والتعليمية لألنظمة في الجامعات ومعهد اإلدارة إلى أقسام ُتعنى بالدراسة المتخصصة للفقه‬
‫الشرعي وأصول استنباط أحكامه ودراسة فقه الشريعة المقارن‪ ،‬واستقطاب الطلبة الموهوبين لتخريج فقهاء متميزين منها‪،‬‬
‫ولالستفادة من الثروة التشريعية الفقهية العظيمة لدى المسلمين في وضع األنظمة‪ .‬وأن تقتصر دراسة القوانين الغربية على‬
‫الدراسات العليا للمتضلعين بالفقه الشرعي بأن تدرس كما تدرس عقائد الكفر لدحضها وبهدف نقضها وبيان فسادها وما‬
‫يخالف الشرع منها‪.‬‬
‫كما ننصح عند إصدار أنظمة جديدة بما يلي‪:‬‬
‫‪ ) 7‬أن يوضع لكل نظام أو الئحة مذكرة فقهية شرعية تبين األدلة الشرعية التي استنبطت منها مواد النظام إن كانت أحكاما ً‬
‫تشريعية‪ ،‬أو تبين كون المواد أحكاما ً إجرائية ال تخالف الشرع تندرج تحت حكم تشريعي مشروع وتعد وسائل لتنفيذه‬
‫ويتحقق بها المقصود المطلوب‪.‬‬
‫‪ ) 8‬عدم الرجوع عند وضع أحكام األنظمة التشريعية إلى أنظمة الدول األخرى لالقتباس منها لكونها أنظمة التحكم الشرع‬
‫أصالً وألنها في مجملها مشا ّقة ألحكام هللا ورسوله‪.‬‬
‫‪ )9‬يجب أن تكون اللجان التي يعهد إليها اقتراح األنظمة التشريعية ـ عند الضرورة_ إلى ذلك ـ لجانا ً شرعية تقتصر عضويتها‬
‫على من استكملوا أهلية الفقه واالجتهاد الستنباط األحكام سواء كانوا من أهل البالد أو من غيرهم من علماء الشرع في بالد‬
‫المسلمين‪ .‬فإن تعذر ذلك فال بد أن تقتصر عضوية اللجان على ذوي القدرة على الفتوى والرجوع إلى كتب الفقه المعتبرة‬
‫واستخراج األحكام منها‪ .‬ويمكن لهذه اللجان أن تستعين بأهل الخبرة من فنيين وإداريين وغيرهم لبيان الواقع وتفصيله ـ‬
‫عند الحاجة ـ ولكن دون أن ُيجعل لهؤالء الخبراء غير الشرعيين دوراً في وضع األحكام التشريعية وبيانها‪.‬‬

‫الرد مع إقتباس‬ ‫‪PM 05:20 , 28-06-2001‬‬

‫مستر‬

‫عرض الملف الشخصي الخاص بالعضو‬

‫إرسال رسالة خاصة إلى مستر‬

‫إرسال بريد إلكتروني إلى مستر‬

‫قم بزيارة الصفحة الشخصية لـ مستر !‬

‫إيجاد جميع المشاركات للعضو مستر‬

‫إضافة مستر إلى قائمة األصدقاء لديك‬

‫‪#‬‬
‫‪8‬‬
‫المشاركات‪725 :‬‬ ‫عضو نشيط جدا‬ ‫مستر‬

‫القضاء والمحاكم‬

‫مقدمة ‪:‬‬
‫عظمت الشريعة اإلسالمية شأن القضاء الشرعي‪،‬حيث جعلت الشرع والقضاء صنوان‪ ،‬فالدين اإلسالمي كما جعل الشرع هو‬
‫الحاكم على أفعال البشر وهو مصدر أنظمة الحياة‪ ،‬جعل القضاء جهة اإللزام بأحكام التشريع في إزالة التنازع‪ ،‬ورفع‬
‫المظالم‪ ،‬ومنع التجاوزات‪ ،‬ولذا ال يمكن إقامة أحكام الشرع في واقع الحياة إال بوجود القضاء الشرعي المهيمن والفاصل‬
‫لكل نزاع بين األفراد واألمة والدولة‪ ،‬قال تعالى " فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى هللا والرسول إن كنتم تؤمنون باهلل‬
‫واليوم اآلخر ذلك خير وأحسن تأويالً"‪ .‬وإنفاذ مقتضى هذه اآلية يوجب الرد إلى هللا والرسول‪ ،‬ويحتم وجود القضاء‬
‫الشرعي المبين للحكم الشرعي الملزم به بما يقطع النزاع‪ ،‬وقد جعل تعالى الخضوع واالمتثال والقبول لحكم هللا تعالى‬
‫ورسوله حال المؤمنين فقال تعالى "إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى هللا ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا"‪.‬‬
‫ونفى تعالى اإليمان عن المعرض عن حكمه وشرعه لفصل النزاع فقال عزوجل " فال وربك ال يؤمنون حتى يحكموك فيما‬
‫شجر بينهم"‪ .‬ووصف تعالى المنافقين باإلعراض عن االنقياد لحكمه قال تعالى "وإذا دعوا إلى هللا ورسوله ليحكم بينهم إذا‬
‫فريق منهم معرضون‪ ،‬وإن يكن لهم الحق يأتوا إليه مذعنين‪ ،‬أفي قلوبهم مرض أم ارتابوا‪ ،‬أم يخافون أن يحيف هللا عليهم‬
‫ورسوله بل أولئك هم الظالمون"‪ .‬ولذا فإن العناية بالقضاء في الدولة‪ ،‬وحصر الحكم في القضاء بشرع هللا من أعظم‬
‫واجبات الدولة المسلمة‪ ،‬وينبغي اعتباره لذلك من أهم مرافق الدولة‪ ،‬ألن عدل الشرع وحكمه يبسط من خالله‪ ،‬وتحفظ‬
‫حقوق العباد‪ ،‬ويسود األمن‪ ،‬وقد أكد النظام األساسي هذه األهمية للقضاء حيث جعل "القضاء سلطة مستقلة‪ ،‬وال سلطان‬
‫على القضاة في قضائهم إال الشريعة اإلسالمية"‪.‬‬
‫وقبل بيان واقع القضاء والمحاكم في هذه البالد‪ ،‬نريد أن نذكر مسلّمات مقررة شرعا ً تتعلق بالقضاء‪ ،‬لكي تكون أساسا ً لكثير‬
‫من القضايا المتعلقة بالقضاء وسبل اإلصالح المقترحة في ذلك ‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬إن ثمة فرقا ً جوهريا ً بين أمرين‪ :‬أولهما توزيع عمل القضاء الشرعي بين مجالس قضائية متخصصة‪ ،‬وهو ما يسمى‬
‫في كتب الفقه الشرعي "التولية على خصوص العمل" واألمر الثاني توزيع العمل القضائي بين المحاكم الشرعية واللجان‬
‫النظامية التي تحكم وفقا ً لألنظمة والمبادئ المقننة لها‪ .‬فأما األمر األول فجائز قطعا ً ألن جميع القضايا في المجالس القضائية‬
‫الشرعية يفصل فيها بشرع هللا‪ ،‬وإنما أجاز الشارع تخصيص القاضي الشرعي بحسب نوع القضية‪ ،‬أي تخصيص نوعي‬
‫للقضاة‪ .‬وأما األمر الثاني الذي هو توزيع قضايا النزاع ـ سواء بين الناس أو بين الناس والدولة ـ بين المحاكم الشرعية‬
‫وبين اللجان النظامية والقانونية فإن مقتضاه عزل الشرع المطهر عن الفصل في القضايا التي تختص بها تلك اللجان‬
‫النظامية‪.‬‬
‫ولقد اختلط هذان األمران على الكثيرحيث ساد لدى الكثير مفهوم مؤداه أن اختصاص القاضي الشرعي عند توليته بقضايا‬
‫معينة يسوغ ويبيح إيجاد جهات أخرى ال تقضي وفق النظر الشرعي كاللجان والهيئات النظامية أوالقانونية‪.‬وهذا المفهوم‬
‫يخالف الكتاب والسنة واإلجماع‪ ،‬حيث أن األدلة الشرعية فصلت في أن الكتاب والسنة حاكمان على كل شيء‪ ،‬وأن والية‬
‫القضاء الشرعي عامة في جميع األمور‪ _،‬وأنه ال يجوز إخراج أي نزاع عن الرد إليهما‪ ،‬قال تعالى "إنا أنزلنا إليك الكتاب‬
‫بالحق لتحكم بين الناس بما أراك هللا"‪ ،‬وقال " فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى هللا والرسول"‪ .‬فالعموم بهذه اآلية لجمع‬
‫النزاعات جنسا ً ومقداراً يقطع ويدل على أنه ال أمر مطلقا ً يخرج عن النظر الشرعي هذا‪ ،‬فضالً عن أن عزل الشرع عن‬
‫بعض القضايا مخالفة عظيمة لقواعد اإلسالم الذي حرم التحاكم إلى غير شرعه‪ ،‬وجعل الرجوع إلى الشرع هو مقتضى‬
‫اإليمان باهلل ورسوله‪ ،‬ومقتضى تحقيق شهادة أن ال إله إال هللا وأن محمداً رسول هللا‪.‬‬
‫أما مفهوم تخصيص القاضي الشرعي بأنواع القضايا فهذا أمر مبسوط في كتب الفقه اإلسالمي وغايته ومقصوده حسن‬
‫اختيار القاضي الشرعي بما يناسب القضية‪ ،‬حيث أن أنواع أحكام القضايا التي ينظر فيها القاضي الشرعي تعددد إلى قضاء‬
‫للزجر عن الحدود والجنايات‪ ،‬أوالحسبة في منع المخالفات والجرائم المضرة بحق الجماعة‪ ،‬أو إلزالة النزاع في العقود‬
‫والمعامالت‪ ،‬أو لرفع المظالم عموما ً سواء الواقعة من ذوي السطوة والهيبة كالدولة والحكام أومن غيرهم‪ ،‬وكل نوع من‬
‫هذه القضايا يتطلب صفات معينة في القاضي الشرعي إضافة إلى الشروط الضرورية من إسالم وفقه وعدالة‪ ،‬فقضاء‬
‫المظالم مثالً يتطلب أن يكون القاضي متصفا ً بالهيبة والقوة ألنه يجري األحكام على ذوي الشوكة الذين يجرؤون على الظلم‬
‫والتعدي‪ ،‬وأن يكون مجتهداً إلنه يفصل في القضايا المعضلة‪ ،‬وقضاء الحسبة يتطلب أن يكون القاضي متصفا ً بالفطنة‬
‫والقدرة على البحث والتقصي ألن عمله هو إزالة المخالفات العامة في المجتمع‪...‬وهكذا‪.‬‬
‫ولهذا يجب أن يدرك الفرق العظيم بين عزل الشرع عن بعض القضايا‪ ،‬وبين تخصيص القاضي الشرعي في أنواع من‬
‫القضايا‪ ،‬حيث أن تخصيص القاضي الشرعي إنما يقصد به حسن اختيارالقاضي‪ ،‬ولكن ال يجوز أن يجعل ذلك ذريعة لعزل‬
‫القضاء الشرعي عن أي قضية لما في ذلك من زلزلة لقواعد اإلسالم ومخالفة عظيمة لها‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬إن كون القضاء شرعيا ً في كافة القضايا والنزاعات ال ينافي االستعانة بالموثوقين من أهل الخبرة في معرفة الواقع‪ ،‬إذ‬
‫أن القضاء الشرعي يقتضي أمرين‪ :‬األول منهما هو معرفة الواقع الذي يطلق عليه علماء األصول تحقيق المناط‪ ،‬ومعرفة‬
‫الواقع هذا يتطلب رأي أهل الخبرة بحسب القضية‪ ،‬فإن كان هندسيا ً يرجع فيه إلى أهل الهندسة‪ ،‬وإن كان طبيا ً روجع فيه‬
‫أهل الطب‪..‬وهكذا‪ .‬واألمر الثاني هو بيان حكم الشرع في هذا الواقع‪ ،‬وهذا البيان ال يجوز أن يصدر إال عن فقيه بأحكام‬
‫الشرع‪ ،‬ذي معرفة بأدلته الشرعية‪ ،‬متأمل للحكم بالشرع‪ ،‬وإال كان حكما ً مستنداً إلى جهل‪ ،‬ولهذا ال يجوز أن يعارض وجوب‬
‫جعل القضاء شرعيا ً الحاجة إلى معرفة الواقع من أهل الخبرة‪ ،‬حيث أن دور أهل الخبرة محدد ببيان واقع الحال وليس له‬
‫قصرعلى الشرع وحده‪.‬‬ ‫تجاوز ذلك إلى الحكم على أفعال العباد باإللزام أو المنع أو اإلبطال أو غير ذلك حيث أن هذا ْ‬
‫ثالثا ً‪ :‬إن تولي عمل القضاء أمر في غاية الخطورة ألثره البالغ على حياة الناس وإنفاذ أحكام اإلسالم‪ ،‬ولذا وضعت الشريعة‬
‫ضوابط وشروطا ً الزمة في كل من يتولى هذا المنصب حيث شرطت في القاضي ـ اإلسالم والبلوغ والعقل ـ باإلضافة إلى‬
‫توفر الفقه والعلم الشرعي وإدراك تنزيل األحكام على الوقائع‪ ،‬ألن عمل القاضي هو اإلخبار عن حكم هللا على وجه اإللزام‪،‬‬
‫وغير الفقيه سيقضي عن جهل ويكون حكمه لذلك حكما ً بغير ما أنزل هللا تعالى‪ .‬كما أن العدالة شرط أساسي في القاضي‬
‫حيث اشترطت الشريعة ذلك في الشاهد فلزومها في القاضي المؤتمن على إجراء األحكام التي تحفظ بها الحقوق ويفصل بها‬
‫النزاع أولى وأعظم‪ .‬ولهذا فإن تولي أي عمل ذي اختصاص قضائي سواء للحسبة أو لفصل النزاع في المعامالت والعقود‪،‬‬
‫أو للزجر عن الجرائم في الحدود والتعزيرات‪ ،‬أولرد المظالم يحرم شرعا ً أن يتولى القيام به من ال يكون فقيها ً بالشرع عالما ً‬
‫بأحكامه عدالً تتوافر فيه شروط القاضي الشرعي‪.‬‬

‫واقع القضاء والمحاكم ‪:‬‬


‫وبعد عرض هذه المسلّ مات المقررة بالشرع نبين مشاهدات عن الواقع القضائي على ضوء ماذكر في القضاء والمحاكم‪،‬‬
‫ويتلخص أهمها في ما يأتي‪:‬‬
‫‪ ) 1‬وجود ازدواجية في القضاء باختالف الجهات المنوط بها صالحية الحكم أو فصل النزاع أوالتعزير‪،‬حيث يوجد في أجهزة‬
‫الدولة ـ باإلضافة إلى المحاكم الشرعية ـ مايزيد على ثالثين لجنة ذات اختصاص قضائي تستند في أحكامها إلى األنظمة التي‬
‫تشكلت بموجبها تلك اللجان‪ ،‬وقد نجم عن ذلك مخالفات شرعية خطيرة نذكر منها‪:‬‬
‫أ ـ عزل القضاء الشرعي عن النظر في كثير من القضايا المالية وفصل النزاع في المعامالت‪ ،‬وقضايا التعزير‬
‫والمخالفات‪،‬وكثيراً من القضايا الكلية والعامة كنزاعات الوزارات والمؤسسات العامة فيما بينها‪ ،‬والنزاعات مع البنوك‪،‬‬
‫والنزاعات الدولية وقضايا الطيران والمالحة‪.‬‬
‫ب ـ إلزام الناس باإلعراض عن التحاكم إلى القضاء الشرعي المتمثل بالمحاكم الشرعية واللجوء إلى اللجان النظامية‬
‫ودفعهم لطلب ما ال يحل لهم شرعا ً أواالمتناع عما يجب عليهم شرعا ً أداؤه‪ .‬واألمثلة على ذلك كثيرة في القضايا العمالية‬
‫والقضايا المصرفية والتجارية‪.‬‬
‫ج ـ تناقض األحكام الصادرة في القضية الواحدة بسبب اختالف جهة القضاء فيها‪ ،‬وضياع حقوق الناس وإطالة أمد النزاع‬
‫في كثير من القضايا لاللتباس الحاصل في تحديد جهة االختصاص بين المحاكم الشرعيةواللجان‪.‬‬
‫د ـ امتناع بعض اللجان المنوط بها صالحيات قضائية في كثير من األحيان أو مسئولي المراجع التي ترتبط بها هذه اللجان‬
‫عن قبول دعاوى تعد من اختصاصها ورفضها دون حكم قضائي‪.‬‬
‫هـ ـ ظهور الحاجة إلى تعلم القوانين الوضعية والتفقه فيها بدالً من الفقه الشرعي‪ ،‬وإقرار تعلم هذه القوانين الوضعية‬
‫رسميا ً في معهد اإلدارة وأقسام األنظمة بالجامعات‪ ،‬بل أصبح المختصون بالقوانين الوضعية يتمتعون بالمزايا الوظيفية التي‬
‫ُتمنح ألهل االختصاصات النادرة‪ ،‬كما أصبحت المكاتب القانونية ظاهرة ال ُيستغنى عنها‪.‬‬
‫ز ـ ظهور أحكام قضائية مخالفة للشرع صراحة‪ ،‬نحو كثير من أحكام لجنة األوراق المصرفية وبعض أحكام لجنة األوراق‬
‫التجارية ولجان التعزير على سبيل المثال‪.‬‬
‫ح ـ إنشاء لجان قضائية في بعض الجهات للتظلمات التي تقدم ضد الجهات نفسها نحو لجان التظلم من تعويضات شركات‬
‫الكهرباء في هذه الشركات‪ ،‬ووجود لجان يكون القاضي هو المدعي العام في نفس الوقت أويرتبطان بمرجع واحد‪ ،‬مما ترتب‬
‫عليه تحكيم الخصم وأن يكون ممثل المتظلم منه أو أجيره هو القاضي المختص بفصل النزاع‪.‬‬
‫‪ ) 2‬إلزام القضاء الشرعي بأنظمة وتعليمات تضعف من استقالل القضاء وسريان أحكامه على الجميع وتخالف بذلك مبدأ‬
‫سيادة الشرع على الجميع‪ .‬ومن أمثلة ذلك‪:‬‬
‫أ ـ القيود التي تصدر من جهات تنفيذية كاإلمارات والداخلية والبلديات بعدم نظر المحكمة الشرعية في أنواع من القضايا‬
‫أواشتراط اإلذن المسبق أو اإلحالة إلى القضاء من تلك الجهات قبل النظر فيها‪ .‬واألمثلة في ذلك عديدة ‪،‬نحوإلزام القضاء‬
‫الشرعي بعدم قبول قضايا الديات في مواجهة بيت المال إذا كان المتسبب أجنبياً‪ ،‬ونحو عدم توثيق العقارات التي لم ُتخطط‬
‫لمن كانت بحوزتهم بناء على طلب وزارة الشؤون البلدية والقروية‪ ،‬أومنع النظر في إثبات اإلعسار التجاري‪ ،‬أو منع النظر‬
‫في إثبات إعسار األفراد إال بعد طلب اإلمارات ذلك‪..‬إلى غير هذا من أمثلة‪.‬‬
‫ب ـ ادعاء بعض جهات الدولة عدم اختصاص القضاء الشرعي في قضية ما‪ ،‬من أجل منع القضاء الشرعي من النظر في‬
‫تلك القضية أو إللغاء الحكم الصادر فيها‪ ،‬أو تبرير عدم إحالتها إليه‪ .‬وامتناع بعضها عن المثول أمام المحاكم الشرعية‬
‫ومطالبتها بإلغاء األحكام الصادرة عنها بعد صدوره‪ ،‬وهذا كثيراً ما يقع في أحكام التعزير حيث ُت َر ُّد أحكام القضاء الشرعي‬
‫على أفراد متهمين بالرشوة والتزوير بحجة عدم االختصاص‪.‬‬
‫ج ـ إلزام وزارة العدل والمحاكم الشرعية بكثير من التعاميم الصادرة عن وزارة الداخلية مما أفقد القضاء استقالليته‬
‫وحاكميته في القضايا التي تتعلق بتلك التعاميم نحو التعميم الصادر بمنع المحاكم الشرعية من إثبات إعسار المطالب بدين‬
‫تجاري إنفاذاً لنظام المحكمة التجارية‪ ،‬ونحو قرار وزارة الداخلية عام ‪1406‬هـ بعدم إحالة القضايا التجارية والعمالية إلى‬
‫المحاكم الشرعية‪.‬‬
‫د ـ منع المحاكم الشرعية من نظرالدعاوى المقامة على جهات حكومية إال بعد اإلذن بذلك‪ ،‬ومنع النظر في قضايا ترفع لدى‬
‫المحاكم أو ديوان المظالم بحجة أنها من قضايا السيادة كالدعاوى التي تقدم ضد أجهزة الجوازات أو المباحث أوغيرها‪.‬‬
‫‪ ) 3‬افتقار المحاكم الشرعية في كثير من المناطق لإلمكانات التي ترفع من مستوى أدائها وكفاءتها مقارنة بغيرها من‬
‫القطاعات‪ .‬واألمثلة على ذلك عديدة منها‪ :‬عدم توفر المباني الالئقة بهذا المرفق العظيم‪ ،‬فمعظم مباني المحاكم الحالية سيئة‬
‫التصميم واإلنشاء والتأثيث‪ .‬والنقص الشديد في تدريب وعدد الموظفين والك ّتاب والسكرتارية المساعدة ألعمال القضاء‪،‬‬
‫وعدم توفر مراكز لتدريب موظفي المحاكم أواألجهزة الحديثة التي ترفع من كفاءة إدارات المحاكم كأجهزة الحاسب اآللي‬
‫وأجهزة التخزين واالتصاالت الحديثة‪.‬‬
‫‪ ) 4‬التأخير الملحوظ في إنفاذ األحكام القضائية التي اكتسبت صفة القطعية الصادرة من ديوان المظالم ضد بعض أجهزة‬
‫الدولة أو وزاراتها‪ ،‬وكذلك الصادرة بإعادة الحقوق ألهلها إذا ما تعلقت هذه األحكام بأجهزة الدولة أو بعض كبار المتنفذين‬
‫فيها‪.‬‬

‫الرد مع إقتباس‬ ‫‪PM 05:21 , 28-06-2001‬‬

‫مستر‬

‫عرض الملف الشخصي الخاص بالعضو‬

‫إرسال رسالة خاصة إلى مستر‬

‫إرسال بريد إلكتروني إلى مستر‬

‫قم بزيارة الصفحة الشخصية لـ مستر !‬

‫إيجاد جميع المشاركات للعضو مستر‬

‫إضافة مستر إلى قائمة األصدقاء لديك‬

‫‪#‬‬
‫‪9‬‬
‫المشاركات‪725 :‬‬ ‫عضو نشيط جدا‬ ‫مستر‬

‫سبيل اإلصالح ‪:‬‬

‫وإصالحا ً لهذه األحوال‪ ،‬ننصح بما يأتي‪:‬‬


‫أوالً ‪ :‬لالنقياد لما أوجب تعالى ولمنع االزدواجية وتوحيد جهة التقاضي وإزالة المخالفات الشرعية الناجمة عن ذلك والمبينة‬
‫فيما سبق ننصح بالتالي‪:‬‬
‫‪ ) 1‬إلغاء جميع اللجان ذات االختصاص القضائي في أجهزة الدولة وإحالة صالحياتها إلى المحاكم الشرعية لبسط هيمنة‬
‫الشرع على كل األقضية بالدولة‪.‬‬
‫‪ ) 2‬اإلنفاذ الفوري لما جاء بالنظام األساسي بجعل المحاكم الشرعية مختصة بكل أنواع النزاع والجرائم ـ سواء كانت‬
‫النزاعات عمالية‪ ،‬أو تجارية أو مصرفية أو غير ذلك ـ وسواء كانت أنواع الجرائم من الحدود والجنايات أو من الجرائم‬
‫السياسية أومن جرائم التعزير كالرشوة والتزوير‪ ،‬أو من المخالفات كالمرور أو مخالفات الموظفين‪.‬‬
‫‪ ) 3‬قصر اختصاص ديوان المظالم بحسب الفقه الشرعي على القضايا التي ترفع ضد الدولة أو الموظفين فيها الناجمة عن‬
‫صالحياتهم وواليتهم بالدولة‪ ،‬وإحالة كافة اختصاصاته الجزائية والتأديبية إلى المحاكم الشرعية‪ ،‬وتعديل نظامه بحيث يوافق‬
‫ما جاء في النظام األساسي بأال يكون على قضاته سلطان إال للشريعة اإلسالمية‪ ،‬وتعديل صالحيات واختصاصات الديوان بما‬
‫يجعله متفقا ً مع قضاء المظالم المعروف في الفقه وإلغاء كل أثرللقوانين من نظامه ودوائره‪.‬‬
‫ثانيا ً‪ :‬لتحقيق وضمان استقالل القضاء وضمان سرعة إنفاذ أحكامه وحماية الحقوق نقدم االقتراحات التالية‪:‬‬
‫‪ ) 1‬رفع جميع القيود التي تحول دون تقديم كل أنواع القضايا والدعاوى إلى المحاكم الشرعية مباشرة دون وساطة أو‬
‫اشتراط إحالة أي جهة كانت‪ ،‬سواء كان المدعي عليه الدولة أو غيرها‪ ،‬وسواء كانت الدعوى خاصة أودعوى حسبة‪،‬‬
‫وسواء كان موضوع النزاع معروضا ً على أجهزة حكومية أو عدم ذلك‪.‬‬
‫‪ )2‬مراجعة األنظمة والتعليمات المبلغة للقضاة حاليا ً من قبل لجنة تشكل من هيئة كبار العلماء أو مجلس القضاء األعلى‬
‫بهدف إلغاء جميع التعليمات التي تخالف الشرع‪ ،‬أوتحد من صالحية القضاء الشرعي في النظر في بعض القضايا‪.‬‬
‫‪ ) 3‬مراجعة نظام القضاء‪ ،‬والنظام اإلداري للقضاء وإعادة صياغته بما يتفق مع ما جاء في النظام األساسي من استقاللية‬
‫القضاة وعدم وجود سلطان عليهم إال الشريعة‪ ،‬وبما يحقق سرعة إنجاز القضايا ومعامالت الناس‪.‬‬
‫‪ ) 4‬حصر إصدار التعليمات الموجهة للقضاة بمجلس القضاء األعلى فقط وتوجيه أجهزة الدولة من إمارات ووزارات بالتزام‬
‫ذلك‪.‬‬
‫‪ )5‬تعزيز صالحيات مجلس القضاء األعلى بما يمكن من حفظ استقالل القضاء وحمايته من كل مايخالف الشرع أو فرض‬
‫غير سلطة الشريعة اإلسالمية عليه‪ ،‬وبما يضمن تنفيذ األحكام القضائىة وسريانها على الكافة‪ ،‬وذلك بما يلي‪:‬‬
‫أ ـ أن يعرض على مجلس القضاء األعلى األنظمة واللوائح التي تتعلق بمرفق القضاء قبل إقرارها وأن يراعى فيها توصية‬
‫المجلس‪ ،‬أو أن يخول المجلس صالحية إصدار األنظمة ذات العالقة بأعمال القضاء‪.‬‬
‫ب ـ أن يكون الترشيح لعضوية المجلس من قبل المجلس نفسه أو هيئة كبار العلماء وأن يقتصر ذلك على القضاة الذين‬
‫حازوا على درجة عالية من الفقه واالجتهاد الشرعي والقوة‪ ،‬وأال ُيعفى من جرى تعيينه إال لسبب شرعي‪.‬‬
‫ج ـ أن يخول المجلس صالحية مخاطبة جهات الدولة بشأن إنفاذ األحكام القضائية القطعية ومساءلة من يتسبب في عدم‬
‫إنفاذها وإحالته إلى القضاء للنظر في زجره‪ ،‬وإبداء المالحظات عن التصرفات التي قد تؤدي إلى عرقلة أعمال القضاء أو‬
‫التعدي على استقالل القضاء والمتابعة في ذلك‪ ،‬والكتابة عن كل تقصير في ذلك‪ ،‬ولتحقيق ما ذكر يمكن تكوين جهاز خاص‬
‫يرتبط بمجلس القضاء األعلى يتولى أعمال المتابعة لتنفيذ األحكام القضائية وقبول التظلمات من عدم إنفاذ األحكام القضائية‬
‫القطعية‪ ،‬ويرفع تقاريره وتوصياته دوريا ً إلى المجلس لكي يقوم المجلس باتخاذ اإلجراء المناسب‪.‬‬
‫د ـ تشكيل مجلس علمي قضائي يرتبط بمجلس القضاء األعلى يتولى دراسة األنظمة القضائية ودراسة القضايا والنوازل‬
‫المعاصرة التي تحتاج إلى نظر واجتهاد وإعداد بحوث شرعية تفصيلية لها يستعين بها القضاة في أحكامهم‪ ،‬ويستفاد في‬
‫ذلك من بحوث هيئة كبار العلماء واللجنة الدائمة لإلفتاء والمجامع الفقهية‪.‬‬
‫ثالثا ً ‪ :‬لضمان قيام القضاة بواجبهم نحو تحقيق العدل والتجرد‪ ،‬ورفع مستوى أداء أعمالهم‪ ،‬ننصح بما يأتي‪:‬‬
‫‪ )1‬تعديل نظام القضاء بأن ينص على عدم عزل إي قاض إال لسبب شرعي موجب‪ ،‬ويكون قرار العزل من جهة قضائية‬
‫وإجماع القضاة الذين يناط بهم صالحية اإلعفاء أوالعزل‪ .‬ويكون القرار مسببا ً ومبينا ً لألدلة الشرعية الموجبة للعزل وذلك‬
‫أخذا بما رجح في الفقه اإلسالمي من عدم عزل القضاة إال لعذر شرعي‪ ،‬ألنهم بالوالية يصيرون ناظرين للمسلمين على‬
‫سبيل المصلحة ال عن اإلمام (األحكام السلطانية ألبي يعلى الفراء الحنبلي)‪.‬‬
‫‪ ) 2‬إيجاد دورات شرعية للقضاة دورية يقدمها علماء شرعيون ذوو أصالة واجتهاد شرعي وأهل تجربة وأهلية من القضاة‪.‬‬
‫وتتولى وزارة العدل ـ بالتعاون مع الكليات الشرعية ـ اإلشراف عليها وتعرض فيها أحكام الفقه ذات العالقة وآداب القضاء‬
‫وتبين فيها قواعد األحكام وأصول تنزيلها وأدلة األحكام الشرعية لدي المذاهب الفقهية اإلسالمية المختلفة ومقارنة أدلتها‬
‫وذلك بهدف رفع المستوى الفقهي للقضاة‪.‬‬
‫‪ ) 3‬لضمان حسن اختيار القاضي بما يناسب القضية‪ .‬يمكن أن يشكل ضمن المحاكم الشرعية مجالس قضائية تختص بأنواع‬
‫القضايا‪ :‬جنائية‪ ،‬أو تجارية‪،‬أو إدارية‪ ،‬أو قضايا الحسبة كالمرور ومخالفات الغش التجاري أو غير ذلك‪ .‬ويكون قضاة هذه‬
‫المجالس من القضاة الشرعيين بالمحاكم الشرعية الذين تتوافر فيهم القدرات واالطالع بما يناسب أنواع هذه القضايا‪.‬‬
‫‪ ) 4‬لضمان حسن معرفة القضاة بالواقع‪،‬يتم تدعيم المحاكم الشرعية بعدد من المستشارين ذوي االختصاص بالمعارف الفنية‬
‫والعلمية والهندسية واإلدارية لتقديم الخبرة بشأن تحقيق المناط وبيان الواقع‪ ،‬وأن يخصص ضمن ميزانية كل محكمة مبالغ‬
‫لالستعانة بذوي الخبرة لتقديم االستشارات العلمية والفنية واإلدارية والطبية أو غير ذلك إلى القضاة إذا ما اقتضت الحاجة‬
‫ذلك‪.‬‬
‫‪ ) 5‬عقد اجتماعات دورية للقضاة بكل منطقة تعرض فيها القضايا المشكلة التي واجهتهم ويتم من خاللها تبادل الرأي‬
‫الشرعي بشأنها لزيادة االطالع واإلحاطة وتمحيص االجتهاد‪.‬‬
‫‪ ) 6‬جمع األحكام القضائية الصادرة من محاكم المملكة ومحاكم التمييز في القضايا المختلفة كل عام وطباعتها في كتب ـ بعد‬
‫استبعاد أسماء األعيان منها ـ وتكون معروضة للقضاة وطلبة العلم الطالعهم واستفادتهم‪.‬‬
‫‪ ) 7‬تزويد كل قاض بأمهات الكتب الفقهية اإلسالمية وكتب األحاديث والتفسير عند تعيينه‪ ،‬وتخصيص ميزانية لذلك ضمن‬
‫ميزانية المحاكم لتوفير ما يستجد من كتب وبحوث في ذلك لتسهيل اطالع القضاة عند الحاجة إليها‪ ،‬وإنشاء مجلة خاصة‬
‫بالقضاء في وزارة العدل تقدم ما يحقق تطوير إمكانات القضاة‪.‬‬
‫‪ ) 8‬تدعيم المحاكم الشرعية بالعدد الكافي من القضاة والموظفين والحرص على حسن اختيار المسؤولين في الجهات التي‬
‫ترتبط بها المحاكم ووزارة_ العدل‪ ،‬وتدعيم المحاكم بما تحتاجه من مبان الئقة وتجهيزات وأجهزة ومستلزمات حديثة تسهل‬
‫إجراء األعمال‪.‬‬
‫رابعا ً ‪ :‬لبسط هيمنة الشرع على الكافة وضمان حقوق العباد وفق النظر الشرعي تظهر الحاجة إلى إنفاذ ما يلي‪:‬‬
‫‪ ) 1‬إنشاء محكمة شرعية عليا يكون قضاتها من علماء الشرع المتميزين بالفقه والقوة واالجتهاد‪ ،‬تكون بمثابة محكمة‬
‫شرعية نهائية يرجع إليها في القضايا الكلية وكل ما يضمن هيمنة الشرع وسيادته على األمة والدولة‪ ،‬بحيث يكون من‬
‫صالحياتها‪ :‬النظر في دعاوي المخالفات الشرعية في األنظمة واللوائح والتعليمات والتجاوزات والتعديات المخالفة للشرع‬
‫في أعمال أجهزة الدولة‪ ،‬وتفسير وتعديل مواد النظام األساسي ونصوص األنظمة‪ ،‬والنظر في أمور الضرائب والرسوم وفق‬
‫أحكام الشرع ونحو ذلك‪ .‬ويكون التقدم بالدعوى وحق إقامتها لكل مسلم بالدولة سواء كانت دعوى حسبة أو دعوى خاصة‪.‬‬
‫‪ )2‬أيضا ً ألهمية قضاء الحسبة في منع وإزالة ما يضر بحق الجماعة‪ ،‬يجب أن تخصص مجالس قضائية ضمن المحاكم‬
‫الشرعية للنظر في قضايا الحسبة كالمرور ومخالفات الغش التجاري‪ ،‬ومخالفات ترك الواجبات الشرعية كالتقصير في أداء‬
‫الصالة أو كشف العورات المحرمة أو غير ذلك‪ ،‬ويجعل له عدد كاف من القضاة الشرعيين المتميزين بالفقه الشرعي‪،‬‬
‫وبالمعرفة واإلحاطة بالواقع‪ ،‬وأن يرتبط بهم نواب هيئة األمر بالمعروف والنهي عن المنكر من الناحية التنفيذية ـ ال‬
‫اإلدارية ـ بحيث ترفع القضايا مباشرة من الهيئة إلى قضاة المحكمة الشرعية المختصين بقضايا الحسبة للحكم فيها‪ ،‬ويتولى‬
‫هؤالء القضاة توجيه أعضاء الحسبة بحسب اآلداب الشرعية في االحتساب‪ .‬كما يجب أن يرتبط بقضاة الحسبة مركز خاص‬
‫للشرطة لتنفيذ أوامر قاضي الحسبة وأحكامه في المخالفات التي يتم الحكم فيها فوريا ً في مكان حصول المخالفة‪.‬‬
‫‪ )3‬لضمان تمكين القضاء الشرعي من حراسة وحفظ حقوق العباد ومنع التجاوزات على حقوق اإلنسان الشرعية‪ ،‬يجب أن‬
‫تبسط هيمنة القضاء الشرعي على رجال الشرطة واألمن وأعضاء الهيئات ومن في حكمهم‪ ،‬وذلك بأن تقصر إصدار أحكام‬
‫السجن أو التوقيف على ذمة التحقيق أو دخول المنازل أوالقيام بعمل يترتب عليه إهدار حق من حقوق االنسان المقررة‬
‫شرعا ً من قبل أجهزة الضبط الجنائي أو رجال الهيئة أو غيرهم من المنفذين ـ يقصر كل هذا على صدور حكم بها من قاض‬
‫شرعي بذلك‪ ،‬وأن يمنع كل ذلك إال بحكم القضاء الشرعي‪ .‬كما يجب لضمان هذه الحقوق أن يخصص قضاة للعمل خارج‬
‫وقت الدوام وفي اإلجازات كي يرجع إليهم إلصدار األحكام العاجلة عند االقتضاء‪.‬‬

‫الرد مع إقتباس‬ ‫‪PM 05:22 , 28-06-2001‬‬

‫مستر‬

‫عرض الملف الشخصي الخاص بالعضو‬

‫إرسال رسالة خاصة إلى مستر‬

‫إرسال بريد إلكتروني إلى مستر‬

‫قم بزيارة الصفحة الشخصية لـ مستر !‬

‫إيجاد جميع المشاركات للعضو مستر‬

‫إضافة مستر إلى قائمة األصدقاء لديك‬

‫‪#1‬‬
‫‪0‬‬
‫المشاركات‪725 _:‬‬ ‫عضو نشيط جدا‬ ‫مستر‬

‫حقوق العباد‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫لقد أكدت الشريعة اإلسالمية على كرامة اإلنسان وعلى حفظ حقوقه الشرعية في مبادئها العامة وتوجيهاتها األخالقية‪ ،‬كما‬
‫جاءت كذلك بأرقى النظم واألحكام التفصيلية العملية لضمان هذه الحقوق وإقامتها في المجتمعات اإلنسانية ومنع كل تعد‬
‫عليها‪ .‬ونعرض فيما يلي أصوالً وقواعد مقررة في الشرع تتعلق بحقوق العباد لالستهداء بها في إصالح األحوال وبيان‬
‫الحق وتطبيق الشرع في ذلك‪.‬‬
‫األصل األول‪ :‬مصدر حقوق العباد هو الشرع وحده‬
‫لقد كفلت الشريعة اإلسالمية حقوق العباد بأن قصرت الحكم باإلباحة والتحريم والتشريع ألفعال البشر على حكم هللا تعالى ال‬
‫غير‪ .‬ولم تجعل ألحد الحق في أن يحل أو يحرم أو يمنع حقوقا ً أو يسلبها إال بإذن هللا تعالى وفي حدود شرعه وباالجتهاد‬
‫واالستنباط الصحيح من أدلة شريعته‪ ،‬قال عزوجل " إن الحكم إال هلل أمر أال تعبدوا إال إياه ذلك الدين القيم"‪ ،‬وقال تعالى "‬
‫قل أرأيتم ما أنزل هللا لكم من رزق فجعلتم منه حراما ً وحالالً قل آهلل أذن لكم أم على هللا تفترون"‪ ،‬وقال " أم لهم شركاء‬
‫شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به هللا"‪.‬‬
‫ً‬
‫وبتقرير أن الشرع وحده مصدر الحقوق‪ ،‬ضمان لحقوق العباد‪ ،‬ومنع من أن يكون منح الحقوق أوسلبها تبعا للمصالح اآلنية‬
‫ورغبات النفوس وأهوائها‪ ،‬وبجعل الحقوق منوطة بالتحديد الشرعي منع لتسلط فئة على أخرى أو طبقة اجتماعية على‬
‫غيرها أوالحكام على المحكومين‪ ،‬كما أن ذلك يجعل االحتكام ـ عند تضارب المصالح والرغبات ـ مقتصراً على هذا المرجع‬
‫الثابت وهو الشرع اإلسالمي الذي ال يتبدل وال يتغير باختالف العصور واألحوال‪ ،‬والذي ال يختص بالرجوع إليه أحد من‬
‫المسلمين دون أحد‪.‬‬
‫وبتقرير هذا األصل يتبين كمال دين اإلسالم الذي حدد للعباد مصدراً نهائيا ً لحقوقهم ذا سيادة عليا عليهم جميعا ً هو شريعة‬
‫هللا تعالى وأحكامه وجعل استمداد األحكام الحقوقية مبنيا ً على ما جاء باألدلة الشرعية‪ .‬وهذا بخالف ما وقع فيه التشريع‬
‫الوضعي من ربط مصدر الحقوق بجمعية تأسيسية لوضع الدستور أو هيئة تشريعية لوضع القوانين ابتداء‪ ،‬مما يجعل‬
‫الدستور والقانون من وضع السلطة الحاكمة‪ ،‬وتكون النتيجة الحتمية لذلك هو تقييد الحقوق وفقا ً لما تراه السلطة المهيمنة‪.‬‬
‫وهذا الحال يؤدي في كثير من األحيان إلى انتهاك كرامة األفراد باسم القانون وسلبهم حقوقهم بالقواعد االستثنائية وقواعد‬
‫الطوارئ والقوانين العرفية ثم فقدان حقوقهم اإلنسانية في نهاية المطاف‪.‬‬
‫ويترتب على هذا األصل كذلك أمر في غاية األهمية هو أن الدولة الشرعية التي ترفع لواء العقيدة اإلسالمية وتطبق شريعة‬
‫اإلسالم يلزمها الرجوع إلى شرع هللا وحده إلقرار حقوق الناس فال يسعها أن تقرر حقوقا ً للمواطنين أو للوافدين بها‬
‫استمداداً مما يخالف الشرع‪.‬‬
‫األصل الثاني‪ :‬كل ما أمر أو أذن به الشرع ُيعد حقا ً ثابتا ً للمكلف‪.‬‬
‫إن جعل الشريعة وحدها مصدر حقوق العباد يجعل للمكلف الحق في القيام بكل فعل مباح أو مندوب أو واجب بالشرع‪ ،‬فإذا‬
‫قرر الشرع مثالً وجوب األمر بالمعروف والنهي عن المنكر أو إبداء الرأي والنصيحة في حدود الشرع‪ ،‬أو إذا أباح أو ندب‬
‫الشرع للفرد ممارسة فعل أو قول أوتصرف من بيع أوشراء‪ ،‬فإن هذا اإلقرار من الشرع يجعل كل هذه األفعال مشروعة‬
‫أبداً‪ ،‬فال يجوز ألحد كائنا ً من كان أن يمنع ذلك إال بمقتضى شرعي‪ .‬قال عزوجل "تلك حدود هللا فال تقربوها"‪ ،‬وقال"وتلك‬
‫حدود هللا ومن يتعد حدود هللا فقد ظلم نفسه"‪ ..‬إلى غير ذلك من آيات تلزم بالوقوف عند حدود هللا التي شرعها لعباده‪.‬‬
‫األصل الثالث‪ :‬كل انتهاك للحقوق المشروعة محرم شرعاً‪:‬‬
‫أكدت الشريعة اإلسالمية أيضا ً علي صيانة حقوق العباد حيث حرم الشرع انتهاك حقوق اإلنسان المشروعة وكفل حرمة دمه‬
‫وماله وعرضه ومنع كل اعتداء على ذلك‪ .‬كما جاءت كذلك بالتشريعات األخالقية الراقية التي تضمن إقامة هذه الحقوق‬
‫بتحريم الظلم والحسد والغيبة وغمط الناس والحث على المكارم األخالق‪ ،‬قال تعالى "والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات‬
‫بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا ً وإثما ً مبيناً" ويقول عليه الصالة والسالم "كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله‬
‫وعرضه" وقال عليه الصالة والسالم "إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام"‪.‬‬
‫وحرم الشرع التجسس على المسلمين مطلقاً‪ ،‬قال تعالى " يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن إثم وال‬
‫تجسسوا"‪ .‬وأكدت السنة المطهرة على منع تجسس الدولة على الرعية‪ ،‬وقال عليه الصالة والسالم "إن األمير إذا ابتغى‬
‫صب في أذنيه‬‫الريبة في الناس أفسدهم"‪ ،‬وقال عليه الصالة والسالم " من استمع إلى حديث قوم وهم له كارهون ُ‬
‫اآلنك"وقال " من تتبع عورات المسلمين يتبع هللا عورته" وفي رواية قال "ومن يتبع هللا عورته يفضحه في جوف بيته"‪.‬‬
‫ولقد أكدت الشريعة على ضمان خصوصيات الفرد بأن جعلت للبيوت حرمة ومنعت االطالع عليها أو دخولها بغير إذن أهلها‪،‬‬
‫قال تعالى " يا أيها الذين آمنوا ال تدخلوا بيوتا ً غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها ذلكم خير لكم لعلكم تذكرون"‪.‬‬
‫ويقول عليه الصالة والسالم "لو أن امرأ اطلع عليك بغير إذن فحذفته بحصاة ففقأت عينه لم يكن عليك جناح"‪ .‬ولهذا ال‬
‫يختلف الفقهاء على حرمة التجسس وحرمة دخول البيوت بغير إذن أهلها ولم يستثنوا في ذلك إال حالة واحدة فُصلت في‬
‫كتب الفقه وآداب الحسبة وهي منع وقوع جرم يؤدي إلى هالك حرمة يفوت استدراكها واستنقاذها كانتهاك عرض أو قتل‬
‫نفس أو إتالف مال‪ ،‬وذلك لتعارض حرمة الفرد والبيت مع حرمة النفس والعرض والمال‪ .‬أما ما عدا ذلك فاألصل حرمة‬
‫بيوت المسلمين وخصوصياتهم ووجوب إنفاذ النصوص القطعية التي جاءت بتحريم التجسس على الناس ومنع دخول‬
‫البيوت إال بإذن أهلها أو بإذن الشارع في ذلك‪.‬‬
‫حرمت الشريعة أيضا ً التعذيب مطلقا ً في غير العقوبات الشرعية‪ ،‬قال عليه الصالةوالسالم "إن هللا يعذب الذين يعذبون الناس‬
‫في الدنيا"‪ ،‬وحفظ اإلسالم كذلك حقوق المسلم بأن أسقط كل ما ينجم عن اإلكراه للمسلم صونا ً له من ضياع حقه عن طريق‬
‫االعتداء واإلكراه له‪ ،‬قال عليه الصالة والسالم "إن هللا وضع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه"‪ .‬ومنعت‬
‫الشريعة كذلك من إنزال العقاب على جرم إال بعد ثبوته بالبينة الشرعية ووفق الدليل الشرعي‪ .‬وبينت السنة أن حبس المتهم‬
‫على سبيل االحتياط للتحقق في أمره قبل إحالته إلى القضاء ال يكون إال لمدة يسيرة لما روى الترمذي وحسنه وروى‬
‫البيهقي عن بهز بن حكيم أن النبي صلى هللا عليه وسلم "حبس رجالً ساعة من نهار ثم خلى سبيله"‪ .‬كما حرصت الشريعة‬
‫على قاعدة براءة الذمة حتى تثبت إدانة المرء شرعاً‪ ،‬بأن جعلت األصل براءة الذمة‪ ،‬وأكدت على درء الحدود بالشبهات‬
‫وعلى أن خطأ اإلمام في العفو خير من خطئه في العقوبة‪.‬‬
‫فكل هذه األحكام العملية تصون حقوق العباد وتحرم كل انتهاك وسلب لها من غير وجه شرعي‪.‬‬
‫األصل الرابع‪ :‬الدولة الشرعية مسؤولة في الجملة عن إيصال الحقوق إلى أهلها ورعايتها‪.‬‬
‫أوجبت األدلة الشرعية كذلك تأمين حقوق اإلنسان بأن جعلت الدولة مسؤولة تجاه رعاية شؤون كافة رعيتها وحمايتهم‬
‫وإيصال الحقوق إليهم والعدل بينهم وحرمت عليها كل حيف أو جور بين أفراد رعيتها بسبب الطائفة أو الجنس أواللون أو‬
‫القبيلة أو غير ذلك‪ .‬فاإلسالم لم ينصب الدولة لحفظ الحريات لألغنياء وذوي الثروات من المرابين والمحتكرين كما في‬
‫األنظمة الرأسمالية أو للحكم نيابة عن طبقة أو فئة كاألنظمة الماركسية المستبدة‪ ،‬إنما نصبها إلقامة أحكام الشريعة‬
‫اإلسالمية‪ ،‬ويقتضي ذلك مسؤولية الدولة المباشرة عن رعاية شؤون أفراد الرعية وإيصال حقوقهم إليهم والعدل ومنع‬
‫التظالم والجور بينهم في ذلك‪ .‬قال تعالى "إن هللا يأمركم أن تؤدوا األمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا‬
‫بالعدل"‪ ،‬ويقول " إن هللا يأمر بالعدل واإلحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي"‪ ،‬وثبت كل ذلك‬
‫أيضا ً بالسنة العملية والقولية حيث يقول الرسول صلى هللا عليه وسلم " كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته فاإلمام راع‬
‫وهو مسؤول عن رعيته"‪ ،‬وقال " ما من عبد يسترعيه هللا رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إال حرم هللا عليه‬
‫الجنة"‪ .‬وأكد الشرع على تحريم الجور والحيف بين المسلمين‪ ،‬قال عليه الصالة والسالم " من ولي من أمر المسلمين شيئا ً‬
‫فولى رجالً وهو يجد من هو أصلح للمسلمين منه فقد خان هللا ورسوله"‪ ،‬وقال " إنما أهلك الذين قبلكم أنهم كانوا إذا سرق‬
‫فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد"‪ .‬وكل هذه األحكام الشرعية تدل قطعا ً على مسؤولية الدولة‬
‫تجاه رعيتها وواجبها في إيصال الحقوق ألهلها والعدل بينهم في ذلك‪.‬‬
‫وبناء على هذا العرض لألصول والقواعد الشرعية المتعلقة بحقوق العباد يظهر جليا ً أن األدلة الشرعية من الكتاب والسنة‬
‫تؤكد على كرامة الفرد وتضمن حقوقه بالعيش الكريم وتصون هذه الحقوق على أكمل مثال وأحسن وجه‪ ،‬والمتأمل الناظر‬
‫في التاريخ يجد أن تسلط أي دولة على رعاياها باإليذاء أوالتعذيب أوالغش أوالتجسس وانتهاك حقوقهم والتقصير في‬
‫إيصالها إليهم يؤدي إلى تمزيق المجتمع ومنع االتقياء وأهل الصالح من العمل على حفظه وصيانته مما قد يؤدي بالنهاية‬
‫إلى انهيار الدولة أو خضوعها ألعدائها أو زوال آثارها بالكلية‪ .‬ولهذا يذكر علماء االجتماع كابن خلدون رحمه هللا هذا األمر‬
‫العظيم قائالً " إن الحاكم إذا كان قاهراً باطشا ً بالعقوبات منقبا ً عن عورات الناس وتعديد ذنوبهم شملهم الخوف والذل والذوا‬
‫منه بالكذب والمكر والخديعة فتخلقوا بها وفسدت بصائرهم وأخالقهم‪ ،‬وربما خذلوه في مواطن الحروب والمدافعات ففسدت‬
‫الحماية بفساد النيات فتفسد الدولة ويخرب السياج"‪.‬‬

‫الرد مع إقتباس‬ ‫‪PM 05:25 , 28-06-2001‬‬

‫مستر‬

‫عرض الملف الشخصي الخاص بالعضو‬

‫إرسال رسالة خاصة إلى مستر‬

‫إرسال بريد إلكتروني إلى مستر‬

‫قم بزيارة الصفحة الشخصية لـ مستر !‬

‫إيجاد جميع المشاركات للعضو مستر‬

‫إضافة مستر إلى قائمة األصدقاء لديك‬

‫‪#1‬‬
‫‪1‬‬
‫المشاركات‪725 _:‬‬ ‫عضو نشيط جدا‬ ‫مستر‬

‫الوضع اإلداري‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫لقد أوجب هللا تعالى على من يتولى أمر المسلمين أن يجعل من أولى مهماته حسن تصريف أحوال الناس وحسن إدارة‬
‫شؤونهم وإيصال الحقوق إليهم‪ ،‬وحيث أن الدولة في هذا العصر ال يستقيم أمرها وال يمكن أداء حقوق األفراد وواجباتهم‬
‫لبعضهم البعض إال وفق تنظيم إداري ييسر األساليب التي يتوصل بها إلى تلك الحقوق والواجبات‪ ،‬فإن العناية بالتنظيم‬
‫اإلداري واألجهزة اإلدارية أمر حيوي لتحقيق نهضة المجتمع وتيسير سبل العيش ألفراده‪ ،‬ولذا نعرض فيما يأتي بعض‬
‫األصول التي شهدت لها الشريعة المطهرة في ما يتعلق بالتنظيم اإلداري كي تكون مرجعا ً يستهدى به في اإلصالح بهذا‬
‫الخصوص‪:‬‬
‫األصل األول‪ :‬األمانة والعلم هي معيار أحقية تلك الوظيفة‪:‬‬
‫دلت آيات القرآن العظيم واألحاديث الشريفة على أن مقياس الجدارة في تولي الوظائف هو القوة واألمانة قال تعالى "إن خير‬
‫من استأجرت القوي األمين"‪ ،‬وقال" قال اجعلني على خزائن األرض إني حفيظ عليم"‪ .‬وكان عليه الصالة والسالم يعين‬
‫لتولي المهام من يعهد فيه القدرة والكفاءة حيث ولّى أسامة بن زيد على جيش الشام مع صغر سنه‪ ،‬وولّى معاذاً على اليمن‬
‫وجعل له الصالة والصدقة‪ ،‬وأرسل عليا ً رضي هللا عنه إلى اليمن‪ ،‬وكان يفاضل بين أصحابه رضي هللا عنهم في القيام‬
‫بالمهام بحسب قدراتهم فكان يقول فيما رواه الترمذي وغيره "أقضاهم علي‪ ،‬وأفرضهم زيد بن ثابت وأقرؤهم ُأبي وأعلمهم‬
‫بالحالل والحرام معاذ بن جبل"‪ .‬وولّى خالد بن الوليد رضي هللا عنه قيادة جيش المسلمين وجعله قائداً على من هو أسبق‬
‫منه إسالماً‪ .‬ولم يعين أبا ذر رضي هللا عنه مع سبقه في اإلسالم على اإلمارة وب ّين له أن السبب هو ضعفه عن ذلك‪ .‬فهذه‬
‫األدلة تبين أن األمانة والقوة والعلم بمهام العمل هي معيار تولية المنصب‪ .‬فضالً عن أن اإلسالم حرم تولية المنصب لمن ال‬
‫يستحقه محاباة له ففي الحديث "من ولي من أمر المسلمين شيئا ً فولّى رجالً وهو يجد من هو أصلح للمسلمين فقد خان هللا‬
‫ورسوله" رواه الحاكم وصححه‪.‬‬

‫األصل الثاني‪ :‬سياسة اإلدارة تقوم على تسيير اإلجراءات وسرعة اإلنجاز واإلتقان‪:‬‬
‫إن واقع اإلدارة يبين أن هدفها تحقيق مصالح الناس ولذا يجب أن تتميز السياسة اإلدارية بما يؤدي إلى تحقيق ذلك بأيسر‬
‫سبيل وأقصر وقت‪ ،‬وقد أكد عليه الصالة والسالم على اإلحسان في كل شيء فقال "إن هللا كتب اإلحسان على كل شيء"‬
‫ولذا فإن اإلحسان في أداء العمل مطلوب شرعاً‪ .‬وهذا يقتضي تيسير اإلجراءات على الناس‪ .‬وكذلك أمر الرسول عليه‬
‫الصالة والسالم بإتقان العمل بقوله "إن هللا يحب من أحدكم إذا عمل عمالً أن يتقنه"‪ .‬ولذا فإن سياسة اإلدارة في الدولة‬
‫الشرعية يجب أن تقوم على تيسير اإلجراءات وسرعة اإلنجاز وإتقان في العمل‪.‬‬
‫األصل الثالث‪ :‬وجوب محاسبة ومراقبة أداء الموظفين ألعمالهم‪:‬‬
‫ثبت بالسنة وإجماع الصحابة أهمية قيام من يتولى األمر بتفقد أحوال عماله ووالته ومن يعينهم للمهام‪ ،‬فقد قام عليه الصالة‬
‫والسالم باإلنكار على عامله ابن اللتبية لقبوله الهدية أثناء عمله حيث قال "ما بال العامل نبعثه فيأتي فيقول هذا لكم وهذا‬
‫إلي فهال جلس في بيت أبيه أوأمه فينظر أ ُيهدى إليه أم ال‪ .‬والذي نفسي بيده ال يأتي بشيء إال جاء به يوم القيامة‪"..‬‬‫أهدي ّ‬
‫وكان عمر رضي هللا عنه شديد المراقبة للوالة وقد عين محمد بن مسلمة للكشف عن أحوال والته‪ ،‬وكان يجمع الوالة في‬
‫موسم الحج لينظر فيما عملوه ويصغي إلى شكاوي الرعية منهم‪ ،‬وبلغ من شدة مساءلته لهم رضي هللا عنه أنه كان يعزل‬
‫كل من يتذمر منه رعيته حتى لو كان من خيار الصحابة رضي هللا عنهم ويقول " هان شيء أصلح به قوما ً أن أبدلهم رجالً‬
‫مكان رجل"‪ .‬ولهذا يجب على ولي األمر تفقد أحوال والته وعملهم ومحاسبتهم على كل تصرف يسخط المسلمين منهم‪.‬‬

‫الواقع اإلداري‪:‬‬
‫عند إمعان النظر في واقع األوضاع اإلدارية في هذه البالد نالحظ األمور التالية‪:‬‬
‫‪ ) 1‬أن التنظيم اإلداري في كثير من جوانبه لم يتطور بما تتطلبه حاجات الناس‪ ،‬فالنظام المالي ونظام الميزانية ونظام التقاعد‬
‫مثالً لم تطرأ عليها ـ منذ أن وضعت ـ تعديالت جوهرية تتناسب مع متطلبات التطور والنمو الذي حدث في كثيرمن المرافق‬
‫والخدمات‪ .‬وقد تسبب ذلك في تعطيل كثير من المصالح والحاجات‪ ،‬وهي في أساسها قد اقتبست من بالد أخرى تختلف‬
‫ظروفها وإمكاناتها عما تطورت إليه الظروف واألحوال في هذه البالد‪.‬‬
‫‪ ) 2‬أن أكثر النظم اإلدارية مركزية وفردية والمرجع في أكثر القرارات يكون لقرار رئيس المؤسسة أو المصلحة الحكومية‬
‫الفردي‪ ،‬بل وفي كثير من األمور البسيطة والخاصة بأفراد يتطلب القرار فيها رفعها إلى مقام ولي األمر (مثل اإلذن‬
‫بالمشاركة في المؤتمرات العلمية الدولية‪ .‬أو إرسال الدعاة إلى الخارج‪ ،‬أو عقد الندوات واللقاءات العلمية‪..‬الخ) وال يخفى‬
‫ما في ذلك من شغل لولي األمر والمسئولين عما هو أهم من مصالح المسلمين‪.‬‬
‫‪ ) 3‬ال تطبق معايير لتغيير كبار الموظفين في الدولة حسب القدرة والكفاءة ومراجعة إنجازاتهم وأدائهم واستبدالهم عند‬
‫الحاجة والضرورة‪ .‬فمن المالحظ أن في الدولة وزراء ومسؤولين كباراً يشغلون مناصبهم منذ عشرات السنين‪ ،‬ومنهم من‬
‫أصابه الكبر والمرض‪ ،‬مع أن في البالد كثيراً من ذوي الخبرة والكفاءة‪ ،‬ولديهم من العلم والخبرة والتجربة واألهلية ما‬
‫يمكنهم من القيام بهذه األعمال على الوجه المطلوب‪.‬‬
‫‪ ) 4‬إطالق ألقاب التفخيم على كبار المسؤولين والموظفين وأصحاب الجاه والتداول الرسمي لها في المعامالت مما ال يوجد‬
‫له أساس شرعي‪ .‬بل إن كثيراً من هذه األلقاب يحوي مبالغة قد تؤدي إلى المدح المذموم شرعاً‪.‬‬
‫‪ ) 5‬يالحظ التوجه اإلقليمي والفئوي في بعض الجهات والمصالح الحكومية‪ ،‬فعندما يكون رئيس الجهة من منطقة أو مدينة‬
‫أو إقليم معين‪ ،‬فإنه يحرص على أن يكون معظم مساعديه والموظفين المهمين لديه من المنطقة أو اإلقليم أو المدينة أو‬
‫القرية التي ينتمي إليها‪ .‬وفي هذا تكريس لإلقليمية والعنصرية وإضاعة لمبدأ السواسية بين الناس الذي هو حق من‬
‫الحقوق األساسية التي كفلها اإلسالم لهم‪ ،‬مع ما في ذلك من مفسدة وخطر على مستقبل األمة ووحدتها‪.‬‬
‫‪ ) 6‬استفاضة األخبار والمعلومات عن حاالت للرشوة والفساد المالي والعموالت بين عدد من كبار المسؤولين لم يتم اتخاذ‬
‫اإلجراءات التي يوجبها الشرع في حق هؤالء المتهمين‪ .‬بينما تنشر الصحف يوميا ً أسماء وصور الذين يصدر ديوان المظالم‬
‫أحكاما ً بحقهم بسبب ارتكابهم ألعمال الرشوة والتزوير من عامة وضعفاء الناس وخاصة من الوافدين‪.‬ورسول_ هللا صلى هللا‬
‫عليه وسلم يحذرنا "إنما أهلك من كان قبلكم أنهم إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد"‪.‬‬
‫ومن المفارقات أنه في البالد الكافرة إذا تبين أن أحداً من كبار المسؤولين ارتكب مخالفة ولو بسيطة فإنه يعرض للتساؤالت‬
‫والمحاكمات والعقاب واإلقالة‪ ،‬ألن األمر في شأنه يعتبر أكبر منه لدى الموظف العادي‪ .‬بل إن الجهات التي أنشئت بهدف‬
‫مراقبة ومكافحة هذه األمور قد تكف يدها عندما يتعلق األمر بمسؤول كبير‪ ،‬و ُتعطي لها الحرية عندما يكون موضع التهمة‬
‫موظف صغير‪.‬‬
‫‪ )7‬انتشار حاالت للمحسوبية والواسطة‪ ،‬فإنه يكاد يكون من المسلَّم به بين أغلب الناس أن تسهيل إنجاز المعامالت وسرعة‬
‫نيل الحقوق يحتاج واسطة من صديق أو قريب يسهل ذلك‪ ،‬أما من ليس له واسطة فإن مصالحهم قد تتعطل في أحيان كثيرة‪.‬‬
‫‪ ) 8‬التسيب اإلداري بشكل ملحوظ في أداء األعمال وإنجاز حاجات الناس‪ ،‬ولعل أهم أسباب ذلك غياب النموذج والقدوة في‬
‫رؤسائهم وفقدان المراقبة والمتابعة لهم فإن هللا يزع بالسلطان ما ال يزع بالقرآن‪.‬‬
‫‪ ) 9‬تكدس الموظفين في بعض المناطق وبعض اإلدارات ونقص عددهم في أماكن أخرى مع الحاجة الماسة لهم فيها مما‬
‫يؤثر سلبا ً على إنجاز معامالت الناس وقضاء حاجاتهم‪.‬‬

‫سبيل اإلصالح‪:‬‬
‫إن مثل هذه الظواهر تمثل عوامل وهن وتعطيل لمصالح الناس وإعاقة لنمو البالد وتقدمها وأمنها‪ ،‬وإن سبل إصالح مثل‬
‫هذه األمور متيسر وممكن بعون هللا إذا صدقت النية وصحت العزيمة‪ ،‬ومن أجل ذلك ننصح بما يلي‪:‬‬
‫‪ ) 1‬مراجعة جميع األنظمة المالية واإلدارية الحالية من قبل أشخاص يوثق بعلمهم وإخالصهم وخبرتهم‪ ،‬وتطويرها بما‬
‫تتطلبه احتياجات النمو والتطور السريع‪ ،‬وتيسيرها ليكون الهدف األساسي منها هو تيسير شؤون الناس وضمان حقوقهم‬
‫وواجباتهم‪ ،‬وأن تبنى هذه األنظمة على األساس الشرعي‪ ،‬وأن تهدف السياسة اإلدارية إلى تيسير اإلجراءات والسرعة في‬
‫اإلنجاز واإلتقان في ا ألداء‪.‬‬
‫‪)2‬أن تكون اإلدارة ال مركزية نظاماً‪ ،‬بأن توزع الصالحيات لكل مسؤول من أصغرموظف إلى األكبر في تدرج المسؤولية‪،‬‬
‫بحيث يؤدي كل منهم واجبه ويمارس صالحياته وفق النظام‪ ،‬كما يحرص على اختصار خطوات اتخاذ القرارات وإجراءاتها‬
‫حسب أهمية القرار وعموميته ومساسه بمصالح الناس‪.‬‬
‫‪ ) 3‬اختبار الكفاءات والقادرين من أبناء األمة‪ ،‬خاصة في المناصب الكبيرة ال سيما أن انتشار التعليم في كافة أنحاء المملكة‬
‫يسر إمكانية الحصول على المؤهلين منهم فيها‪ ،‬ولتحقيق ذلك يمكن أن يترك الترشيح للمناصب ذات العالقة المباشرة‬
‫بجمهور الناس وقضايا المنطقة ومشاكلها لمشورة أهل الحل والعقد بالمنطقة‪ ،‬وذلك نحو مناصب وكالء اإلمارات‪ ،‬ورؤساء‬
‫البلديات ومديري الجامعات ووكالئهم ونحوهم‪.‬‬
‫‪ ) 4‬وضع سياسة رقابية لمصادر اإلثراء لكبار الموظفين أثناء فترة عملهم ومعاقبة من يثبت استغالله لسلطة الوظيفة‬
‫وحصوله على دخل غير شرعي‪ ،‬سواء بالرشوة أ و استغالل النفوذ أو االختالس أو المحاباة والمحسوبية بعد محاكمته‬
‫محاكمة شرعية‪ ،‬وذلك بصرف النظر عن وظيفته ومكانته ‪ ،‬إذ أن العقاب ينبغي أن يكون أشد كلما كبرت الوظيفة‬
‫والمسؤولية المترتبة عليها ألن المفسدة في ذلك أعظم‪.‬‬
‫‪ )5‬وضع لوائح إجرائية لتغيير كبار المسؤولين والموظفين واستبدالهم بغيرهم دورياً‪ ،‬وكذلك استبدالهم إذا ظهرعليهم‬
‫الوهن وضعف األداء‪،‬وتشجيع التبادل في المناصب والوظائف لتجديد النشاط وتبادل الخبرات وإعطاء الفرصة لظهور‬
‫كفاءات جديدة من وقت آلخر تسهم في مسيرة النمو والعطاء‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ )6‬إزالة المظاهر الجاهلية في التعصب اإلقليمي والفئوي في وظائف الدولة إذ أن الوظيفة العامة ليست ملكا للموظف الكبير‬
‫يحابي بها أقرباءه وبني قريته ومدينته ومنطقته وإنما هي أمانة في عنقه يعين عليها من تتوافر فيه الكفاءة واألمانة‬
‫والخبرة‪ ،‬وينبغي لتحقيق ذلك تشكيل هيئة قضائية شرعية مستقلة بديوان المظالم يمكن تقديم دعاوى التظلم إليها مباشرة‬
‫من كل فرد جرى التمييز ضده أو منع من نيل حقه المشروع بسبب الفئة أواإلقليم أو العصبية‪.‬‬
‫‪ ) 7‬حذف ألقاب التفخيم التي ما أنزل هللا بها من سلطان وليس لها أساس شرعي واالكتفاء بالمخاطبة بأحب لقب وأحسنه‬
‫وهو أخوة اإلسالم أوالمس ّمى الوظيفي للفرد‪.‬‬
‫الرد مع إقتباس‬ ‫‪PM 05:26 , 28-06-2001‬‬

‫مستر‬

‫عرض الملف الشخصي الخاص بالعضو‬

‫إرسال رسالة خاصة إلى مستر‬

‫إرسال بريد إلكتروني إلى مستر‬

‫قم بزيارة الصفحة الشخصية لـ مستر !‬

‫إيجاد جميع المشاركات للعضو مستر‬

‫إضافة مستر إلى قائمة األصدقاء لديك‬

‫‪#1‬‬
‫‪2‬‬
‫المشاركات‪725 _:‬‬ ‫عضو نشيط جدا‬ ‫مستر‬

‫المرافق االجتماعية‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫لقد جاء الدين اإلسالمي بالرحمة والعدل وقصد إلى تكريم اإلنسان‪ ،‬وهدف إلى محاربة الفقر وأال يكون المال دُولة بين‬
‫األغنياء‪ ،‬كما هدف إلى تحقيق الحاجات األساسية للعيش بمستوى الئق لجميع أهل اإلسالم‪ ،‬ونبين فيما يأتي قضايا شرعية‬
‫في هذا الباب‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬وجوب قيام الدولة اإلسالمية والمسلمين فيها بكفاية الحاجات األساسية للرعية‪:‬‬
‫لضمان كفاية أفراد األمة في حاجاتهم األساسية أمر الدين بالعمل وحض عليه وأعلى مكانته‪ ،‬كما شرع لمن يحتاجون إلى‬
‫الرعاية من الكبار والصغار والنساء وغيرهم نظاما ً متكامالً للنفقة عليهم من الموسرين من أقاربهم نسبا ً ومن عصابتهم‬
‫وأزواجهم‪ _،‬وأوجب على سائر أفراد األمة االلتفات إلى أهل الحاجات وتفقدهم ورفع حاجاتهم‪ ،‬قال تعالى "والذين في أموالهم‬
‫حق معلوم للسائل والمحروم" وقال صلى هللا عليه وسلم "وأيما أهل عرصة أصبح فيهم امرؤ جائع فقد برئت منهم ذمة هللا‬
‫تعالى" رواه اإلمام أحمد في المسند وصححه أحمد شاكر‪.‬‬
‫باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬أوجب الشرع على الدولة المسلمة السعي لتحقيق حاجات الناس األساسية‪ ،‬فترعى الفقراء والمساكين‬
‫وأهل الحاجات من موارد بيت المال العامة‪ ،‬ومن مورد خاص لذلك هو الزكاة التي تجمعها من المسلمين قال هللا تعالى "‬
‫إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل هللا وابن السبيل‬
‫فريضة من هللا وهللا عليم حكيم"‪ ،‬ولقد شرع اإلسالم أن يعطى الفقير والمسكين ما يخرجهما من الحاجة إلى الغنى‪ ،‬قال عمر‬
‫بن الخطاب رضي هللا عنه "إذا أعطيتم فأغنوا" (األموال ألبي عبيد)‪ .‬وكان عمر يحلف على أيمان ثالثة "وهللا ما أحد أحق‬
‫بهذا المال من أحد‪ ،‬وما أنا أحق به من أحد‪ ،‬ووهللا لئن بقيت ألوتين الراعي بجبل صنعاء حظه من هذا المال وهو يرعى‬
‫مكانه" (رواه أحمد في المسند)‪ .‬والحاجات األساسية هي المأكل واللباس والسكن‪ ،‬قال صلى هللا عليه وسلم "من توفي من‬
‫وإلي" متفق عليه‪ .‬والكل والضياع‪ :‬العيال‪ ،‬وقال ابن حجر "من مات ولم يترك‬ ‫ّ‬ ‫فعلي‬
‫ّ‬ ‫المؤمنين فترك دينا ً أوكالً أو ضياعا ً‬
‫شيئا ً فإن نفقتهم في بيت مال المسلمين" كما أنه من الحاجات األساسية الزواج للمحتاجين إليه‪ ،‬ولذا فقد قال بعض أهل العلم‬
‫"إن من تمام الكفاية ما يأخذه الفقير ليتزوج إذا لم تكن له زوجة واحتاج للنكاح"‪.‬‬
‫وفي بيان بعض أهل الحاجات قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم "إن المسألة ال تحل إال ألحد ثالثة‪ :‬رجل تحمل حمالة‪،‬‬
‫فحلت له المسألة حتى يصيبها ثم يمسك‪ ،‬ورجل أصابته جائحة اجتاحت ماله فحلت له المسألة حتى يصيب قواما ً من عيش ـ‬
‫أو قال سداداً من عيش‪،‬ورجل أصابته فاقة حتى يقول ثالثة من ذوي الحجا من قومه لقد أصابت فالنا ً فاقة فحلت له المسألة‬
‫حتى يصيب قواما ً من عيش أو سداداً من عيش ـ فما سواها من المسألة سحت‪ ،‬يأكلها صاحبها سحتاً" (رواه مسلم وأبو‬
‫داود والنسائي)‪ ،‬وروى أبوعبيد في كتاب األموال في باب الفرض للذرية من الفئ وإجراء األرزاق عليهم عن ابن عمر قال‬
‫كان عمر ال يفرض للمولود حتى يفطم‪ .‬قال ثم أمر مناديا ً ينادي "التعجلوا أوالدكم الفطام‪ ،‬فإنا نفرض لكل مولود في‬
‫اإلسالم‪.‬قال‪ :‬وكتبنا بذلك في اآلفاق‪ ،‬بالفرض لكل مولود في اإلسالم"‪ ،‬ولذا يجب على الدولة شرعا ً القيام بكفاية أصحاب‬
‫الحاجات العاجزين عن الكسب والذين ليس لهم من يسد حاجتهم من أهل نفقتهم‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬وجوب مراعاة المصالح الشرعية وتحري العدل في توزيع المال العام‪:‬‬
‫لقد تقدم عند الحديث عن المال واالقتصاد أن المال العام أمانة اليجوز صرفها إال في األوجه الشرعية‪ ،‬ومن ذلك أنه يجب‬
‫العدل بين المسلمين في العطاء من بيت المال وعدم محاباة أحد لجنسه أو قبيلته أو أسرته ألن ذلك من الظلم ومن صرف‬
‫المال في غير حقه مما يؤدي إلى وجود الضغائن في قلوب المعدمين المحرومين حينما يرون فئة تختص بالعطاء وتثري بال‬
‫جهد وال مشقة‪ ،‬وإن كانت هناك أولوية في العطاء فهي ألصحاب الحاجات قبل غيرهم كما تجلى ذلك من خالل آيات سورة‬
‫الحشر في قوله تعالى "ما أفاء هللا على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل‬
‫كي ال يكون دولة بين األغنياء منكم"‪ .‬بل لقد خص تعالى الفقراء والمساكين بحق من خمس الغنائم والفئ كما قال تعالى في‬
‫سورة األنفال "واعلموا أنما غنمتم من شئ فأن هلل خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل"‪.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬وجوب عناية الدولة اإلسالمية بالمرافق العامة للمسلمين‪:‬‬
‫ومن الحاجات األساسية التي يجب على الدولة اإلسالمية رعايتها التعليم األساسي الذي يخرج الناس من عماية الجهل إلى‬
‫نور العلم ويعلمهم أساسيات دينهم فلقد تظافرت األدلة من القرآن والسنة على وجوب طلب العلم واستفاضت األخبار في‬
‫القر اء والفقهاء لتعليم الناس الدين بل لقد جعل النبي صلى هللا عليه وسلم تعليم القراءة والكتابة‬
‫السيرة النبوية بإرسال ّ‬
‫عوضا ً عن فداء أسارى بدر‪.‬‬
‫ومن المرافق التي البد أن ترعاها الدولة وتأخذ األولوية في زيادة اإلنفاق المرافق الصحية وتوفير األمن‪ ،‬وذلك لما يحصل‬
‫من ضرر عظيم على األمة عند اختاللها‪ ،‬وتسهيل سبل المواصالت وقولة عمر رضي هللا عنه "لوعثرت بغلة في سواد‬
‫العراق لخشيت أن أسأل عنها يوم القيامة" من الشواهد العظيمة على ذلك‪.‬‬

‫واقع المرافق االجتماعية‪:‬‬


‫إن المتأمل ألحوال الناس في مجتمعاتنا يدرك ما يأتي‪:‬‬
‫‪ ) 1‬عدم اإلنفاق على أصناف كثيرة من أهل الحاجة ممن يجب سد حاجتهم من بيت مال المسلمين‪ ،‬ومن أمثلة ذلك‪:‬‬
‫أ ـ أسر كثيرة في المدن الكبرى والقرى التجد ما يسد حاجتها من المطعم والملبس والمسكن حتى بلغت حالتهم حداً قريبا ً من‬
‫حال رعايا بالد العالم الفقيرة‪ ،‬إذ تجمع لهم المالبس من المساجد ومن المحسنين‪.‬‬
‫ب ـ هناك مناطق في المملكة تعيش دون حد الفقر‪ ،‬فمساكن أهلها مالجئ من القش والصفيح‪،‬والتسأل عن معاشهم وتعليمهم‬
‫وصحتهم‪.‬‬
‫ج ـ هناك سجناء يمكثون في السجون شهوراً طويلة بسبب ديون ال تزيد في معظم الحاالت عن بضعة آالف من الرياالت‪..‬‬
‫أما حال نسائهم وذراريهم من بعدهم فال يعلم بها إال هللا‪.‬‬
‫د ـ وجود أهل عاهات وعاجزون عن العمل ولهم ذرار‪ ،‬ومرتباتهم ـ إن وجدت ـ تعجز عن توفير ضروريات أسرهم‪ .‬مما أدى‬
‫إلى انحراف بعض أفراد أسرهم‪ ،‬ولقد أثبتت الدراسات االجتماعية ذلك حيث أن أكبر أسباب انحراف األحداث وتعاطي‬
‫المخدرات هو عجز األسرة عن الوفاء بحاجات الصغار الضرورية‪.‬‬
‫ّهـ ـ هناك شباب يعجزون عن الزواج بسبب قلة ذات اليد‪ ،‬وهذا مما يعرضهم للفتن أو يدفعهم إلى طرق أبواب المحسنين‪.‬‬
‫و ـ شح ما تقدمه دوائر الضمان االجتماعي‪ ،‬فال يكفي ذلك للوفاء بضرورات الحياة‪ ،‬باإلضافة إلى أنه ليس كل مستحق‬
‫يمكنه الحصول عليه‪.‬‬
‫‪ ) 2‬قلة العناية في احتياجات المرافق العامة الحيوية للمجتمع كالتعليم والصحة والطرق والمساجد في البناء والتأثيث‬
‫والكوادر‪ ،‬فأكثر المساجد ـ مثالً ـ شيدها األهالي ويقومون على رعايتها‪ ،‬وتفتقر كثير من القرى والهجر إلى المساجد ذات‬
‫المستوى المعماري الالئق‪ ،‬فال دورات مياه فيها وال مساكن لألئمة والمؤذنين‪.‬‬
‫‪ )3‬هناك مظاهر تدل على خلل في بناء الحياة االجتماعية تتمثل فيما يأتي‪:‬‬
‫أ ـ بناء المباني الضخمة الفارهة من بيت مال المسلمين لخدمة أفراد معدودين‪.‬‬
‫ب ـ صرف المخصصات المالية لبعض األسر والعوائل‪ ،‬ودفع نفقاتها وتعويضات استهالكها للخدمات من بيت المال بال‬
‫مسوغ شرعي‪.‬‬
‫ج ـ إقطاع األراضي الشاسعة لفئات من أولي الجاه والسلطان للمتاجرة بها وبيعها على المحتاجين بأسعار مرتفعة إلقامة‬
‫مساكن عليها‪.‬‬
‫هذا‪ ،‬وإنه لمن المستقر عند كثير من األمم ـ مسلمهم وكافرهم ـ العناية بالنواحي االجتماعية وأن ذلك سبب في أمن ورخاء‬
‫البالد والعباد‪ ،‬وعلى سبيل المثال هذه بريطانيا تصرف مساعدات لكل األطفال مهما كانت جنسياتهم أو مستوى دخل أسرهم‪،‬‬
‫كما تقوم أيضا ً بكفالة المتعطلين عن العمل وإن كانوا أصحاء حتى يجدوا عمالً‪ .‬ولذا ينبغي أعطاء هذه الجوانب أهمية بالغة‬
‫وإصالح كل خلل فيها‪.‬‬
‫سبيل اإلصالح‪:‬‬
‫لعالج تلك األوضاع التي أشرنا إلى شئ منها ننصح بما يلي‪:‬‬
‫‪ ) 1‬تعديل أنظمة الضمان االجتماعي ووضع قواعد جديدة تكفل قيام الدولة بمسؤوليتها على أكمل وجه تجاه كل فرد من‬
‫مواطنيها والمقيمين فيها بحيث تضمن قيام أهل النفقة شرعا ً بواجبهم‪ ،‬وأن تتكفل بحاجات األفراد األساسية من مأكل‬
‫ومشرب ومطعم ومسكن سواء أكان في المدينة أو القرية أو البادية إذا عجز هو وأهل نفقته عن ذلك‪.‬‬
‫‪ ) 2‬إعادة النظر في مخصصات المحتاجين‪ ،‬بحيث تزاد إلى مستوى يخرج بالمحتاج من حد المسكنة‪.‬‬
‫‪ )3‬تيسير سبل العمل وتوفير وظائف للقادرين على الكسب وتسهيل الحصول على الوظائف للخريجين عن طريق‪:‬‬
‫أ ـ زيادة االنفاق الحكومي والسعي إلى استقطاب رؤوس_ األموال من الخارج في المشاريع الصناعية والزراعية وغيرها التي‬
‫ينجم عنها توفير وظائف للخريجين في البالد‪.‬‬
‫ب ـ السعي في وضع خطط تعليمية جديدة تركز على تكوين خريجين للوظائف الفنية والمهنية والتخصصية التي تحتاجها‬
‫البالد وزيادة اإلنفاق على هذه القطاعات‪.‬‬
‫ج ـ إعادة تأهيل الخريجين الذين ال تتوفر لهم وظائف في تخصصاتهم الحالية‪.‬‬
‫د ـ تشجيع تسهيل إجراءات قيام الشركات المتوسطة والصغيرة الحجم بين أفراد الرعية ومع غيرهم الذين يتوفر لديهم‬
‫فائض مالي لزيادة النمو االنتاجي وتوفير فرص عمل إضافية في القطاع الخاص‪.‬‬
‫هـ ـ االستفادة من القطاعات العسكرية في توفير فرص عمل وتزويد الخريجين بالمهارات والخبرات الالزمة للوظائف التقنية‬
‫والفنية بما يرفع مستوى تأهيلهم‪.‬‬
‫و ـ االستفادة من تجارب الغير في محاربة البطالة وتوفير فرص العمل بما يتفق مع أحكام الشرع‪.‬‬
‫‪ )4‬وضع إجراءات ميسرة تمكن كل ذي حاجة (كالفقراء والمساكين والمنقطعين وأصحاب الجوائح والحماالت والديات‬
‫والمعسرين) من إثبات حاجتهم شرعا ً ثم الحصول على ما يخصص لهم‪.‬‬
‫‪ )5‬وضع مخصص مالي شهري أودوري لكل طفل حتى يبلغ إلعانة أهله على نفقته‪.‬‬
‫‪ )6‬تيسير السلف والمعونات للراغبين في الزواج من المحتاجين بمبالغ مناسبة‪.‬‬
‫‪ ) 7‬زيادة االنفاق على المرافق األساسية كالتعليم والصحة والطرق والسكن والمساجد كي تساير الزيادة في النمو السكاني‬
‫والحرص على أن ال تتعرض المخصصات المالية لهذه المرافق للتخفيض بأي حال من األحوال‪.‬‬
‫‪ )8‬إيقاف مظاهر الخلل االجتماعي نحو‪:‬‬
‫أ ـ تشييد المباني الفارهة من بيت مال المسلمين‪.‬‬
‫ب ـ المنح واإلقطاعات العقارية إال للمحتاجين من ذوي الدخل المحدود أو من ال يتوفر لهم سكن‪.‬‬
‫ج ـ المخصصات المالية لألسر الغنية‪ ،‬وصرف المبالغ من بيت مال المسلمين لالستهالك الشخصي لغير المحتاجين إلى ذلك‪.‬‬

‫الرد مع إقتباس‬ ‫‪PM 05:28 , 28-06-2001‬‬

‫مستر‬

‫عرض الملف الشخصي الخاص بالعضو‬

‫إرسال رسالة خاصة إلى مستر‬

‫إرسال بريد إلكتروني إلى مستر‬

‫قم بزيارة الصفحة الشخصية لـ مستر !‬

‫إيجاد جميع المشاركات للعضو مستر‬

‫إضافة مستر إلى قائمة األصدقاء لديك‬

‫‪#1‬‬
‫‪3‬‬
‫المشاركات‪725 _:‬‬ ‫عضو نشيط جدا‬ ‫مستر‬
‫المال واالقتصاد‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫إن المال أمانة بيد األمة‪ ،‬فأصل ملكه هلل تعالى وليس للعباد فيه إال التصرف على النحوالذي يرضي هللا‪،‬فقد قال هللا تعالى‬
‫"وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه"‪ .‬وتقريراً ألهمية المال س ّماه هللا قياما ً وهو ما يقيم اإلنسان وذلك في قوله تعالى "وال‬
‫تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل هللا لكم قياماً"‪ ،‬وذكر بعض أهل العلم أن من السفه الجهل باألحكام المتعلقة بالمال‪.‬‬
‫والدولة نائب أمين ووكيل عن األمة في المال العام‪ ،‬وقد قال صلى هللا عليه وسلم فيما رواه البخاري "إني وهللا ال أعطي‬
‫أحداً وال أمنع أحداً‪،‬وإنما أنا قاسم أضع حيث أمرت" وقال رجل لعمر بن الخطاب يا أمير المؤمنين لو وسعت على نفسك في‬
‫النفقة من مال هللا تعالى‪ ،‬قال له عمر " أتدري ما مثلي ومثل هؤالء؟ كمثل قوم كانوا في سفر فجمعوا منهم ماالً وسلموه إلى‬
‫واحد ينفقه عليهم‪ ،‬فهل يحل لذلك الرجل أن يستأثر عنهم من أموالهم؟" (السياسة الشرعية)‪.‬‬
‫وصيانة للمال حرم الشارع اإلسراف والتبذير‪ ،‬قال تعالى " وال تبذر تبذيراً‪ ،‬إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين‪ ،‬وكان‬
‫الشيطان لربه كفوراً"‪ ،‬والتبذير هو اإلسراف في اإلنفاق في غير حق‪ .‬كما أن الكتاب والسنة ب ّينا األحكام المتعلقة بالمال‬
‫العام كيال يستغل في الوصول إلى الكسب المحرم وظلم الناس‪ ،‬ولئال يعبث بالمال العام‪ .‬ومن ذلك تحريم هللا الغلول قال تعالى‬
‫" ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة"‪ ،‬وقال الرسول عليه الصالة والسالم "هدايا العمال غلول" والعمال هم والة األمور من‬
‫الحكام والسالطين والمسؤولين والموظفين‪ .‬وقال صلى هللا عليه وسلم " ما بال الرجل نستعمله على العمل مما والنا هللا‬
‫فيقول هذا لكم وهذا أهدي إلي‪ ،‬فهال جلس في بيت أبيه أو بيت أمه فينظر أ ُيهدى إليه أم ال؟ والذي نفسي بيده ال يأخذ منه‬
‫شيئا ً إال جاء به يوم القيامة يحمله على رقبته‪"..‬رواه البخاري‪ .‬وقال الرسول عليه الصالة والسالم محذراً " إن رجاالً‬
‫يتخوضون في مال هللا بغير حق فلهم النار" رواه البخاري‪ ،‬فقوله "يتخوضون في مال هللا" أي يتصرفون فيه بالباطل‪ .‬وقال‬
‫عليه الصالة والسالم " من استعملناه على عمل فرزقناه رزقا ً فما أخذ بعد ذلك فهو غلول" حديث صحيح‪ ،‬وقال "من كان لنا‬
‫عامالً فلم يكن له زوجة فليكتسب زوجة‪ ،‬فإن لم يكن له خادم فليكتسب خادماً‪ ،‬فإن لم يكن له مسكن فليكتسب مسكناً‪ ،‬ومن‬
‫اتخذ غير ذلك فهو غال أوسارق" حديث صحيح‪.‬‬
‫ومن الواجب على الدولة المسلمة أن تصون مواردها لتنال األجيال القادمة منها حظها‪ ،‬وهذا عمر رضي هللا عنه يقول "لوال‬
‫آخر الناس ما فتحت قرية إال قسمتها كما قسم رسول هللا صلى هللا عليه وسلم خيبر" رواه البخاري‪ ،‬وحينما طلب منه أن‬
‫يقسم سواد العراق أبى وقال " فما لمن جاء بعدكم من المسلمين؟" رواه أبو عبيد في كتاب األموال‪.‬‬
‫وحيث أن مقصود الوالية سياسة الدنيا بالدين صار من الواجب الشرعي على من تولى أمور المسلمين تحقيق ما أمر به هللا‬
‫تعالى في كتابه وسنة رسوله من األحكام‪ ،‬ومن ذلك ما يتعلق باألموال اكتسابا ً وصرفاً‪ ،‬ومنع كل ما حرم هللا من المعامالت‬
‫المالية‪ ،‬ومن أعظم ذلك الربا الذي قال هللا فيه "يمحق هللا الربا ويربي الصدقات‪ ،‬وهللا ال يحب كل كفار أثيم"‪ ،‬وقال "يا أيها‬
‫الذين آمنوا اتقوا هللا وذروا مابقي من الربا إن كنتم مؤمنين‪،‬فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من هللا ورسوله‪."..‬‬
‫وال ريب أن االقتصاد ركيزة أساسية من ركائز التنمية‪ ،‬ودعامة من دعائم المجتمع والدولة‪ ،‬وقد أولى اإلسالم هذه الحقيقة‬
‫أهمية قصوى فحدد نظام بيت المال لضبط أموال الدولة‪ ،‬وحدد الحالل والحرام في المعامالت‪.‬‬

‫واقع المال واالقتصاد‪:‬‬


‫إن المتأمل للواقع االقتصادي والمالي لهذه البالد يالحظ ما يأتي‪:‬‬
‫‪ )1‬كثرة وقوع المخالفات الشرعية في موارد بيت المال‪ ،‬ومن أمثلة ذلك ما يأتي‪:‬‬
‫أ ـ شراء السندات الربويه من البنوك العالمية والخزينة األمريكية‪ ،‬ويمثل ذلك معظم استثمارات المملكة من االحتياطي‪.‬‬
‫ب ـ بيع السندات الربوية على البنوك المحلية وغيرها‪.‬‬
‫ج ـ االقتراض بالربا الصريح من البنوك العالمية‪.‬‬
‫د ـ فرض الرسوم والجمارك‪ ،‬وكثير منها من المكوس المحرمة شرعاً‪.‬‬
‫هـ ـ إضافة الزكاة إلى دخل الدولة العام‪ ،‬وعدم فصلها من أموال الدولة مما يؤدي إلى عدم صرفها في األصناف المنصوص‬
‫عليها شرعاً‪.‬‬
‫‪ )2‬المخالفات الشرعية في الصرف من بيت المال‪ ،‬ومن ذلك ما يأتي‪:‬‬
‫أ ـ صرف األموال العامة بآالف الماليين على الدول واألحزاب أوالنظم التي تحكم بغير ما أنزل هللا على شكل هبات أو قروض‬
‫ال يصل منها شيء يذكر للمسلمين المستحقين في تلك البالد‪ ،‬وال مصلحة ظاهرة في دعمها أصالً‪ ،‬والشواهد في ذلك عديدة‬
‫مما تناقلته وسائل اإلعالم المحلية والعالمية‪.‬‬
‫ب ـ الصرف المبالغ فيه على المجاالت التي تعد غير ذات أولوية كإنشاء المالعب الرياضية الفارهة‪ ،‬والمعارض الدولية‪.‬‬
‫‪ ) 3‬نقص ميزانية بعض المؤسسات والوزارات عن القدر الكافي لتسديد متطلباتها للصرف على الخدمات الضرورية مثل‪:‬‬
‫أ ـ التعليم‪ :‬حيث ال تزال توجد مناطق بال مدارس‪ _،‬ومدارس بال مرافق وال أثاث‪ ،‬ومدارس في مبان مستأجرة غير الئقة‪،‬‬
‫فضالً عن النقص في الوسائل التعليمية‪ ،‬وقلة الدورات والبرامج التي تعنى بتطوير مهارات المدرسين والمديرين في التعليم‬
‫العام وترفع كفاءاتهم والنقص في المدارس الخاصة بتحفيظ القرآن الكريم‪ .‬أما الجامعات فتعاني من تدني المستوى العام‬
‫وباألخص دعم البحث العلمي وتوفير المراجع الحديثة‪.‬‬
‫ب ـ الصحة‪ :‬حيث تواجه المستشفيات والمراكز الصحية اآلن صعوبة في توفير الكوادر الفنية واألجهزة واألدوات‪ ،‬وتعاني‬
‫بعض المناطق من عدم وجود خدمات صحية كافية‪.‬‬
‫ج ـ الطرق‪ :‬حيث ال تزال بعض المناطق النائية تفتقر إلى طرق مناسبة‪ ،‬والطرق بين المدن الكبرى بعضها ال يزال غير‬
‫مزدوج مما أهلك أنفسا ً كثيرة‪ ،‬إضافة إلى انعدام الخدمات أو تدني مستواها في كثير من الطرق على الرغم من مسيس‬
‫الحاجة إلى هذا النوع من المواصالت‪ ،‬وال يوجد أيضا ً اهتمام بخطوط السكة الحديدية‪ ،‬إذ ال يزال الخط القديم بين الرياض‬
‫والدمام هو الخط الوحيد على الرغم من سعة المملكة وشديد حاجتها إلى ذلك‪.‬‬
‫د ـ نقص مخصصات الضمان االجتماعي فما يصرف منه اآلن لألسر المحتاجة ضئيل جداً ال يكاد يكفي قوتهم الضروري‪.‬‬
‫‪ ) 4‬استنزاف الموارد العامة الحيوية لألجيال كالمياه الجوفية باستخراجها بمعدل خطير ودون تحقيق مصالح راجحة تبرر‬
‫ذلك‪ .‬واستنزاف الثروات االستراتيجية لهذا البلد كالنفط بزيادة ضخه وتصديره مع تدني سعره وتخزينه خارج البالد‪.‬‬
‫‪ )5‬غياب الرقابة الشرعية المستقلة على تحصيل أموال الدولة وصرفها‪.‬‬
‫‪ )6‬ضياع جزء كبير من أموال الدولة بسبب االختالسات والعموالت الكبيرة‪.‬‬
‫‪ )7‬دعم وتشجيع التعامل المالي المحرم بأشكال متعددة منها‪:‬‬
‫أ ـ تشجيع إنشاء المؤسسات الربوية المؤذنة بحرب هللا ورسوله‪ ،‬والسماح بانتشارها حتى غزت القرى فضالً عن المدن‪.‬‬
‫ب ـ اعتبار البنوك الربوية مؤسسات نظامية‪ ،‬وحمايتها بلوائح وأنظمة‪.‬‬
‫ج ـ االعتراف بالعقود الربوية الباطلة شرعاً‪ ،‬واإللزام بها عن طريق لجان خاصة لها صالحيات الحكم والقضاء مثل "لجنة‬
‫فض ا لمنازعات المصرفية" في مؤسسة النقد‪.‬‬
‫د ـ ضمان استمرار المؤسسات الربوية عن طريق مؤسسة النقد‪ ،‬ودعم المصارف الربوية التي أوشكت على اإلفالس‬
‫بتحويل رؤوس أموال ورواتب إليها‪.‬‬
‫هـ ـ تشجيع المواطنين على التعامل مع البنوك الربوية عن طريق صرف المرتبات والقروض من خاللها‪ ،‬وإتاحة تداول‬
‫أسهمها‪.‬‬
‫و ـ منع نشر فتاوى العلماء وأقوالهم في حكم البنوك في وسائل اإلعالم بينما تتمتع البنوك الربوية بحرية النشر فيها‪.‬‬
‫ز ـ منع قيام المصارف اإلسالمية التي تقدم بديالً شرعيا ً مما أوقع األمة في الحرج والمشقة‪.‬‬
‫ح ـ السماح بقيام شركات على أساس باطل أو تقوم بأعمال تعاقدية محرمة كشركات التأمين وصناديق السندات الربوية‪.‬‬
‫‪ )8‬احتكار بعض أصحاب النفوذ أنواعا ً من التعامل التجاري والمهن والمقاوالت‪ ،‬ووضع أنظمة ولوائح وأوامر تعزز ذلك‪.‬‬
‫يضاف إلى ذلك محاباتهم وحرمان التجار اآلخرين من المنافسة المتكافئة‪ .‬ومن أمثلة ذلك‪:‬‬
‫أ ـ حصول البعض على النصيب األكبر من مناقصات الدولة‪.‬‬
‫ب ـ الهيمنة على وكاالت الشركات األجنبية‪.‬‬
‫ج ـ االمتيازات التي تعطى لبعض الشركات والمؤسسات‪.‬‬
‫د ـ قصر بعض النشاطات التجارية على تراخيص يصعب الحصول عليها لغير أهل النفوذ كاستيراد الماشية وأجهزة االتصال‬
‫ومكاتب الخدمات العامة‪.‬‬

‫سبيل اإلصالح‪:‬‬
‫إننا ـ قياما ً بالواجب الشرعي ـ ننصح بما يأتي‪:‬‬
‫‪ )1‬إيقاف جميع المساعدات والقروض والهبات الخارجية عن الدول واألنظمة واألحزاب الكافرة التي ال تحكم شرع هللا‬
‫وتحارب الدعاة إليه أو تضطهد األقليات المسلمة بها‪ ،‬وتركيز المساعدات على إغاثة المسلمين وإعانتهم وفق هدف نصرتهم‬
‫وتقويتهم‪ ،‬ووفقا ً ألحقيتهم في المساعدة مما أفاء هللا على هذه البالد من ثروات‪.‬‬
‫‪ )2‬إيقاف جميع أشكال الصرف علي المجاالت التي تعد شكالً من أشكال اإلسرف والتبذير أو ال تعد من ذوات األولوية‬
‫كمالعب الرياضة والمعارض الفارهة ونحوها‪.‬‬
‫‪ )3‬التوقف الفوري عن االقتراض الربوي ألن في ذلك إثقاالً لكواهل األجيال القادمة‪ ،‬والتساهل في هذا الباب قد يصيب هذه‬
‫البالد بما أصاب بعض البلدان من أزمات اقتصادية طاحنة وانتهاك لسيادتها‪ ،‬وربما لن تكفي موارد الدولة من النفط وغيره‬
‫لسداد تلك الديون مع فوائدها المركبة‪.‬‬
‫‪ ) 4‬إيقاف استثمار الدولة عن طريق الربا واستبداله باالستثمار عن طريق وسائل االستثمار المشروعة‪ ،‬خاصة في بالد‬
‫المسلمين أو في الداخل‪.‬‬
‫‪ ) 5‬المحافظة على الثروة النفطية والمائية وغيرها من الثروات االستراتيجية وتحديد االنتاج وفق سياسة تحقق مقاصد‬
‫شرعية لألمة وأجيالها‪ ،‬والسعي إلى رفع سعر النفط بما تسمح به أوضاع السوق العالمية‪.‬‬
‫‪ ) 6‬إعطاء الخدمات الضرورية كالصحة والتعليم والضمان االجتماعي والطرق ما تستحقه من أولوية وزيادة اإلنفاق عليها‬
‫بما يضمن االرتقاء بها‪.‬‬
‫‪ ) 7‬إخضاع جميع أوجه التحصيل والصرف للمال العام وغيرها من الثروات للرقابة الدقيقة‪ ،‬ويمكن أن يتأتى ذلك بتوسعة‬
‫صالحيات ديوان المراقبة العامة ومنحه استقاللية تشبه استقاللية القضاء‪ ،‬وربطه بمجلس الشورى‪.‬‬
‫‪ )8‬إيجاد برنامج عملي للقضاء على ظاهرة الربا بالترتيب اآلتي‪:‬‬
‫أ ـ اإلذن بإنشاء المصارف اإلسالمية وتأمينها ودعمها‪.‬‬
‫ب ـ تبيين حرمة الربا والتحذير منه‪ ،‬ومنع البنوك الربوية من استعمال وسائل اإلعالم لنشر اإلعالنات الربوية وإيقاف أي‬
‫شكل من أشكال الدعم للبنوك الربوية‪.‬‬
‫ج ـ عدم الترخيص ألي بنك ربوي جديد وتصفية المعامالت الربوية القائمة ووضع موعد نهائي للبنوك لتعديل أوضاعها أو‬
‫تصفيتها‪.‬‬
‫‪ ) 9‬منع جميع أشكال االحتكار‪ ،‬وإلغاء جميع االمتيازات التي ليس لها وجه شرعي‪ ،‬وضمان التكافؤ في التنافس بين الناس‪،‬‬
‫وقصر تقييد التراخيص في األحوال الجائزة شرعا ً على معايير موضوعية منضبطة يتكافأ أمامها كل الناس‪ ،‬والرقابة على‬
‫ذلك منعا ً لحصول المحاباة‪.‬‬
‫‪ ) 10‬المحافظة على بقاء أموال المسلمين من الرعية والوافدين داخل البالد‪ ،‬وتسهيل جلبها من الخارج بفتح سبل التعاون‬
‫والتملك وتشجيع إقامة المشاريع والشركات المختلفة عقارية وصناعية وزراعية وخدمات والمباحة شرعا ً بينهم داخل‬
‫البالد‪ ،‬وإزالة التمييز بينهم والقيود على ذلك في كافة األنظمة واللوائح‪.‬‬
‫‪ ) 11‬منع إضاعة أموال األمة وإيجاد الضوابط الالزمة لمنع االختالسات والهبات والعموالت‪ ،‬وإحالة المتهمين إلى القضاء‬
‫الشرعي‪.‬‬
‫‪ ) 12‬وضع سياسة رقابية لمراجعة مصادر االثراء لمن يتولى الوظائف العليا بالدولة خالل فترة عملهم‪ ،‬واالقتداء بسنة عمر‬
‫رضي هللا عنه في محاسبة الوالة مالياً‪.‬‬
‫‪ )13‬فصل أموال الزكاة عن بقية أموال الدولة‪ ،‬وقصر صرفها على مصارفها المحددة شرعاً‪.‬‬

‫الرد مع إقتباس‬ ‫‪PM 05:29 , 28-06-2001‬‬

‫مستر‬

‫عرض الملف الشخصي الخاص بالعضو‬

‫إرسال رسالة خاصة إلى مستر‬

‫إرسال بريد إلكتروني إلى مستر‬

‫قم بزيارة الصفحة الشخصية لـ مستر !‬

‫إيجاد جميع المشاركات للعضو مستر‬

‫إضافة مستر إلى قائمة األصدقاء لديك‬

‫‪#1‬‬
‫‪4‬‬
‫المشاركات‪725 _:‬‬ ‫عضو نشيط جدا‬ ‫مستر‬

‫الجيش‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫ال شك أن اإلسالم يوجب على الدولة أن تكون قوية مهيبة الجانب عزيزة بعزة هللا لها حامية ثغورها وأمنها بنفسها دون‬
‫االعتماد على أحد‪ ،‬قال هللا تعالى "وأعدوا لهم مااستطعتم من قوة" وقال "وهلل العزة ولرسوله وللمؤمنين" فضالً عن أن‬
‫الشرع يوجب على الدولة القيام بواجب الجهاد وجعله ذروة سنام اإلسالم‪ .‬وهذا يتطلب أن يكون الجيش قادراً على تحقيق‬
‫ذلك‪.‬‬
‫واقع الجيش‪:‬‬
‫لقد جاءت أزمة الخليج لتكشف أن هناك عدداً من المالحظات تتعلق بواقع الجيش والقوات المسلحة نبين أهمها فيما يلي‪:‬‬
‫أوالً ‪ :‬عدم تناسب ضخامة ميزانية القطاعات العسكرية مع عدد أفراد القوات المسلحة وإمكاناتها فميزانية القطاعات‬
‫العسكرية ال تكاد تضاهيها ميزانية عسكرية أخرى في المنطقة بل ربما فاقت ميزانية عدد من الدول المتقدمة في العالم في‬
‫الوقت الذي ال تتوافر أعداد األفراد أوالتجهيزات التي تتوافر لتلك الدول من الناحية الكمية‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬إن عدد أفراد القوات المسلحة قليل جداً إذا ما قورن بسعة المملكة العربية السعودية وطول امتداد حدودها‪ ،‬األمر الذي‬
‫ال يم ّك ن جيشنا بعدده القليل من القيام بحماية الحدود الطويلة والدفاع عن المرافق الحيوية المستهدفة فضالً عن القيام‬
‫بواجب الجهاد الشرعي‪.‬‬
‫ثالثا ً‪ :‬جرى بعد أزمة الخليج توقيع معاهدات أمن وحماية مع دول ال يوثق بها‪ ،‬كما قامت الحاجة إلى إبقاء كثير من عتاد‬
‫دول أجنبية وقواتها في أرض المملكة مما قد يؤثر على سيادتها‪.‬‬
‫رابعاً‪ :‬ظهر جليا ً للطامعين والحاقدين الذين يعملون اآلن على تقوية جيوشهم وتكثير عددها بكل ما يستطيعون ضعف قدرات‬
‫المملكة العسكرية وعدم قدرتها على حماية أمنها بنفسها مما يغري األعداء والطامعين بالعدوان متى أتيحت لهم الفرصة‬
‫لذلك‪.‬‬
‫خامسا ً‪ :‬عدم وجود تغيير ملموس في واقع التسليح والتجنيد على الرغم من األحداث العظيمة التي عصفت بالبالد واألمة مع‬
‫زيادة اإلنفاق على أمور ليست بذات أولوية ملحة أو ليست بخطورة إعداد جيش ذي قوة وشوكة يضمن حماية أمن األمة‬
‫ومرافقها‪.‬‬
‫سادسا ً ‪ :‬منذ االنتهاء من توحيد البالد وتوطيد أمنها الداخلي لم يظهر للجيش أي دور جهادي لنشر دعوة التوحيد ونصرة‬
‫المظلومين من المسلمين عدا فترة قصيرة رابطت فيها قواتنا في األردن أمام العدو اليهودي‪ ،‬مع أن القيام بهذا من أعظم‬
‫الواجبات التي تناط بالجيش اإلسالمي‪.‬‬
‫سابعاً‪ :‬غياب التربية الجهادية في األمة بحيث تكون األمة بأجمعها جيشا ً جهاديا ً وقت الحاجة‪.‬‬
‫ثامنا ً‪ :‬جرى التركيز في تطوير القوات المسلحة على استيراد التقنية المتقدمة واالهتمام بالنوعية دون التوسع في تطوير‬
‫القوات المسلحة من حيث الكمية وإيجاد صناعة عسكرية متقدمة محليا ً في كافة احتياجات القوات المسلحة من طائرات‬
‫مقاتلة وصواريخ ودبابات ومنوعات وما تحتاجه هذه التجهيزات من قطع للغيار أو بدائل‪.‬‬
‫تاسعا ً‪ :‬عدم تخصيص موارد كافية من ميزانية القطاعات العسكرية إلجراء البحوث العلمية والتطبيقية الالزمة الستيعاب‬
‫التقنية العسكرية الحديثة أو تطويرها بما يالئم احتياجات البالد وعدم االستفادة الكافية من خبرات العلماء والمختصين في‬
‫تحقيق ذلك‪.‬‬
‫عاشراً‪ :‬ضعف استيعاب الكليات العسكرية لألعداد المتقدمة لاللتحاق بها‪.‬‬
‫حادي عشر‪ :‬إحالة عدد من منسوبي القوات المسلحة إلى التقاعد في سن مبكرة أو في مرحلة بلوغ األشدّ في التجربة‬
‫والخبرة رغم الحاجة الشديدة إلى خبرتهم العسكرية وإنفاق الدولة الكثير على تدريبهم وإعدادهم وصعوبة توفير البديل‬
‫عنهم‪.‬‬
‫سبيل اإلصالح‪:‬‬
‫وبعد أن سقنا هذه المالحظات لزاما ً علينا أن ننصح بما يأتي‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬امتثاالً لقول هللا تعالى "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة"‪ ،‬الذي هو عام في كل ما يتقوى به على حرب العدو مما هو‬
‫آلة للغزو والجهاد‪ ،‬وأداء للمسؤولية التي ناطها هللا تعالى بالراعي تجاه الرعية من حفظ األمن وسد الثغور والسهر على‬
‫مصالحها وحفظ أموالها وأعراضها‪ ،‬فإنه يجب أن ينشأ جيش قوي يليق بهذه البالد المقدسة من حيث عدده وعدته حتى‬
‫يتناسب مع سعة هذه المملكة وطول حدودها وعدد سكانها‪،‬ومع الواجبات الشرعية المنوطة بالقوات المسلحة لهذه البالد‬
‫بحيث ال يقل عدده عن نصف مليون جندي على أقل تقدير‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬أن نفرض التدريب العسكري فرضا ً على كل قادر على حمل السالح‪ ،‬كما هو الشأن في دول كثيرة كإسرائيل العدو‬
‫األصلي المجاور أزالها هللا من بالد اإلسالم‪ ،‬وأن يسارع في وضع خطط وتفاصيل اإلعداد لذلك أهل الخبرة والمشورة‬
‫واالختصاص‪.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬أن ُي عتنى بالجيش االحتياطي المكون من كل قادر على حمل السالح ‪ ،‬شأننا في ذلك شأن دول كثيرة‪ ،‬وذلك بأن يطلب‬
‫من جميع أفراده حضور دورات عسكرية سنوية لزيادة تأهيلهم عسكريا ً والتدريب على ما يستحدث من أسلحة وخطط‪.‬‬
‫رابعا ً‪ :‬تنويع مصادر السالح وعدم االعتماد على دولة معينة في شراء األسلحة منها‪ ..‬تعطينا متى تشاء وتمنعنا متى تشاء‬
‫وتستغلنا وقت المحن وتساومنا عند الشدائد‪ ،‬وتحارب غيرنا معروفة في ذلك‪.‬‬
‫خامسا ً‪ :‬بناء صناعة عسكرية متقدمة لتدعيم الجيش بأحدث األسلحة وأكثرها تطوراً وتقنية وأن يحرص على تطبييق‬
‫المواصفات العالية المطلوبة في هذ ا التصنيع‪.‬‬
‫سادسا ً‪ :‬االستفادة من خبرة علماء هذه البالد واستقطاب الكفاءات والعلماء من سائر البالد اإلسالمية األخرى في بناء‬
‫الصناعات العسكرية المتقدمة ونقل التقنية الحديثة وتوظيفها في بناء القوات المسلحة‪.‬‬
‫سابعا ً‪ :‬أن تعهد إلى أهل الكفاءة واألمانة والشجاعة إدارة هذا المرفق الحيوي الهام والتخطيط له‪ ،‬فحماية الثغور وتحقيق‬
‫أمن البالد والعباد يجب أال يجامل فيه‪.‬‬
‫ثامنا ً‪ :‬إذكاء روح الجهاد واإليثار وحب التضحية في أبناء هذه األمة وذلك عن طريق مناهجها التعليمية واإلعالمية ومن‬
‫خالل دورات ُتعد لهذه التربية بين الحين واآلخر‪.‬‬
‫تاسعا ً‪ :‬المحاسبة الدقيقة وفق ضوابط الشرع عن كل تقصير في هذا المرفق الحيوي الهام ووضع تنظيم يضمن مراقبة‬
‫الصرف وحسن اإلنفاق على قطاعاته المختلفة‪.‬‬
‫عاشراً ‪ :‬إلغاء كافةاالرتباطات والمعاهدات العسكرية التي تتعارض مع عقيدة الوالء والبراء‪ ،‬واألحكام الشرعية والتي ت ِخل ُّ‬
‫ُ‬
‫بسيادة الدولة واستقاللها في إدارة شئون القوات المسلحة وتسليحها‪.‬‬
‫حادي عشر‪ :‬عدم االعتماد على أية قوة عسكرية خارجية مهما كانت في الدفاع عن البالد وحماية أمنها‪ ،‬أن تقتصر‬
‫االستعانة عند الحاجة لذلك على قوات وجيوش إسالمية‪.‬‬

‫اإلعالم‬
‫مقدمة‪:‬‬
‫لما كان إبالغ رسالة اإلسالم إلى الناس كافة ودعوتهم إليه من أعظم الواجبات في الدولة اإلسالمية التي تقوم على أساس‬
‫عقيدة اإلسالم فإنه من الضروري أن يكون لإلعالم دورحيوي في المجتمع اإلسالمي‪ ،‬وأن ُيعتنى به العناية البالغة لتحقيق‬
‫أهداف رسالة اإلسالم من تعبيد الناس لربهم واتباعهم للدين الذي ارتضاه عز وجل لهم‪ .‬ولهذا دلّت آيات الكتاب والسنة على‬
‫أحكام شرعية عديدة تبين مقاصد اإلعالم المشروعة وتحدد الوسائل العلمية لتحقيق تلك المقاصد كما بينت ما يحرم من‬
‫مقاصد إعالمية ووسائل‪ .‬ونعرض ذلك فيما يأتي كي نستهدي به عند تقويم واقع اإلعالم في هذه البالد وما يتوخى من‬
‫إصالح وتطوير له على هدي الشرع الحنيف‪.‬‬
‫مقاصد اإلعالم اإلسالمي‪:‬‬
‫ً‬
‫إن المطلع على األدلة الشرعية من الكتاب وسنة النبي صلى هللا عليه وسلم يجد جليا أن من أعظم مقاصد اإلعالم في‬
‫الشرع‪:‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫أ) إبالغ دين اإلسالم إبالغا مبينا تقوم به الحجة ويرتفع به ظلمة الجهل كما قال تعالى "يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من‬
‫ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته"‪ ،‬وقال تعالى " وما على الرسول إال البالغ المبين"‪ ،‬وقال عز وجل "الذين يبلغون‬
‫رساالت ربهم ويخشونه"‪...‬إلى غير ذلك من اآليات‪ .‬وأخرج اإلمام أحمد عن ابن عباس قال "لما أنزل هللا "وأنذر عشيرتك‬
‫األقربين" أتى النبي صلى هللا عليه وسلم الصفا فصعد ثم نادى فاجتمع إليه الناس‪ ،‬من رجل يجئ إليه ومن رجل يبعث‬
‫رسوله فقال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم "إني نذير لكم بين يدي عذاب شديد"‪ ،‬وكان رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‬
‫يوافي الموسم يتبع الحجاج في منازلهم بعكاظ ومجنة وذي مجاز يدعوهم"‪ .‬وأخرج ابن اسحاق أن رسول هللا صلى هللا عليه‬
‫وسلم كان يقف على منازل القبائل من العرب فيقول "يا بني فالن إني رسول هللا إليكم آمركم أن تعبدوا هللا وال تشركوا به‬
‫شيئا ً"‪ .‬كما ثبت عنه صلى هللا عليه وسلم إرساله الرسل للملوك والوفود من القراء خارج المدينة فهذه األدلة تبين أن من‬
‫أعظم مقاصد اإلعالم الشرعية إبالغ الرسالة ودعوة الناس إلى دين الحق وتعليمهم أمور دينهم‪.‬‬
‫ب) بناء الشخصية اإلسالمية وتزكيتها حيث تجلى ذلك في خطبه صلى هللا عليه وسلم في األعياد والجمع والحج التي‬
‫اشتملت على الحث على القيام بالواجبات الشرعية والتذكير بها والبشارة للمطيع واإلنذار للمخالف للشرع‪ ،‬ومن أعظم ما‬
‫نقل في ذلك خطبته صلى هللا عليه وسلم في حجة الوداع وما اشتملت عليه من التعاليم الشاملة والعظيمة‪.‬‬
‫ج) إصالح الرأي العام وتوجيهه كما ثبت في قصة كسوف الشمس‪ ،‬روى النسائي قال "كسفت الشمس على عهد رسول هللا‬
‫صلى هللا عليه وسلم فخرج يجري حتى أتى المسجد فلم يزل يصلي حتى انجلت‪ ،‬قال إن الناس يزعمون أن الشمس والقمر ال‬
‫ينكسفان إال لموت عظيم من العظماء وليس كذلك‪ ،‬إن الشمس والقمر ال ينكسفان لموت أحد أو حياته ولكنهما آيتان من آيات‬
‫هللا عز وجل" وفي رواية أن الشمس خسفت على عهد رسول هللا عليه الصالة والسالم فبعث مناديا ً "الصالة جامعة"‬
‫فاجتمعوا‪...‬الحديث" ‪ ،‬وقد كان هذا ديدنه صلى هللا عليه وسلم أن يجمع الناس ويخطب فيهم مبينا ً وموجها ً لهم كلما دهمهم‬
‫خطب أو عرضت لهم معضلة والدليل ما ثبت عنه في غزوة بدر وأحد والخندق وبعد غزوة حنين‪.‬‬
‫د) كشف الحقائق وفضح دعاوى أعداء اإلسالم وبيان سبيل المجرمين لتحذير الناس من سلوك طريقهم أو اتباعهم نحو‬
‫اآليات الكثيرة التي نزلت في شأن أبي لهب والوليد بن المغيرة وغيرهما من أعداء الدعوة وفي الرد على شبهات المنافقين‬
‫واليهود‪ _،‬ونحو أمر الرسول عليه الصالة والسالم لحسان بن ثابت رضي هللا عنه بهجو كفار قريش لمحاربتهم الدعوة‪،‬‬
‫والذود عن اإلسالم‪.‬‬
‫هـ) نصرة قضايا المسلمين والتعريف بها والحث على التكاتف والتناصر بين المسلمين‪ ،‬فقد روى مسلم عن جرير بن عبد‬
‫هللا قال"كنا في صدر النهار عند رسول هللا صلى هللا عليه وسلم فجاءه قوم عراة مجتابي النمار أو العباء متقلدي السيوف‬
‫فتمعر رسول هللا صلى هللا عليه وسلم لما رأى ما بهم من الفاقة فدخل ثم خرج فأمر‬ ‫ّ‬ ‫عامتهم من مضر بل كلهم من مضر‬
‫فأذن وأقام فصلى ثم خطب فقال" يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة‪...‬إلى آخر اآلية إن هللا كان عليكم‬
‫رقيبا ً" واآلية األخرى التي في آخر الحشر "يا أيها الذي آمنوا اتقوا هللا ولتنظر نفس ما قدمت لغد"‪ ،‬تصدق رجل من‬
‫ديناره‪ ،‬من درهمه‪ ،‬من ثوبه‪ ،‬من صاع بره‪ ،‬من صاع تمره‪ ،‬حتى قال ولو بشق تمرة"‪ .‬فهذا الحديث يبين إعالم النبي صلى‬
‫هللا عليه وسلم أصحابه بالخير الذي يحث على التعاون وسد خلة الفقر فيهم والتكاتف والتناصر على البر والتقوى‪.‬‬
‫وأخيراً ال ينافي مقاصد اإلعالم الشرعية الترويح المباح بما يتفق مع القيم اإلسالمية واألحكام الشرعية حيث كان عليه‬
‫الصالة والسالم يقر اجتماع الصحابة وتناشدهم الشعر في األماكن العامة‪ ،‬وأذن لعائشة باالطالع على الحبشة عند إنشادهم‬
‫ولعبهم‪ ،‬قالت عائشة رأيت النبي صلى هللا عليه وسلم يسترني وأنا أنظر إلى الحبشة وهم يلعبون في المسجد"‪ .‬وكذلك ما‬
‫جاء في األحاديث الشريفة من قصص وأخبار تدل على إباحة الترويح المباح كمقصد إعالمي‪.‬‬

‫الرد مع إقتباس‬ ‫‪PM 05:30 , 28-06-2001‬‬

‫مستر‬

‫عرض الملف الشخصي الخاص بالعضو‬

‫إرسال رسالة خاصة إلى مستر‬

‫إرسال بريد إلكتروني إلى مستر‬

‫قم بزيارة الصفحة الشخصية لـ مستر !‬

‫إيجاد جميع المشاركات للعضو مستر‬

‫إضافة مستر إلى قائمة األصدقاء لديك‬

‫‪#1‬‬
‫‪5‬‬
‫المشاركات‪725 _:‬‬ ‫عضو نشيط جدا‬ ‫مستر‬

‫المقاصد الممنوعة شرعا ً ‪:‬‬

‫ال يستريب أحد من المسلمين أن كل ما يخالف الشرع ال يجوز اعتباره أو عمله فضالً عن أن يكون مقصوداً لذاته ولذا بينت‬
‫الشريعة اإلسالمية الكاملة ما ال يجوز أن يقصد من مقاصد إعالمية فمن ذلك‪:‬‬
‫أ) كل دعوة إلى المحرم أو الرذيلة أو اإلفساد في األرض أو المعاصي أو الطعن في دين اإلسالم وأهله‪ ،‬قال تعالى "إن الذين‬
‫يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم"‪ ،‬وقال "وكذلك جعلنا لكل نبي عدواً شياطين اإلنس والجن يوحي‬
‫بعضهم إلى بعض زخرف القول غروراً‪ ،‬ولو شاء ربك مافعلوه فذرهم وما يفترون"‪ .‬وكذلك ما ثبت من الوعيد الشديد في‬
‫حق الدعاة للفتن الذين يقودون الناس إلى جهنم‪.‬‬
‫ب) كل ما ينجم عنه الفرقة وإضعاف وحدة الصف واإلرجاف قال تعالى "وإذا جاءهم أمر من األمن أو الخوف أذاعوا به ولو‬
‫ردوه إلى الرسول وإلى أولي األمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم"‪.‬‬
‫ج) نقل الخبر الذي يضر بالمسلمين إلى أعداء المسلمين كما جاء في سبب نزول آيات سورة الممتحنة‪.‬‬
‫د) كل ما يؤدي إلى اإلساءة إلى المسلم في عرضه بغير حق نحو ما نزل من آيات بالوعيد الشديد لمن افترى حديث اإلفك‬
‫قال تعالى "إن الذين جاءوا باإلفك عصبة منكم ال تحسبوه شراً لكم بل هو خير لكم لكل أمرئ منهم ما اكتسب من اإلثم والذي‬
‫تولى كبره منهم له عذاب عظيم"‪.‬‬
‫هـ)الدعوة إلى العصبية أو الجاهلية أو الدعوات الباطلة قال عليه الصالة والسالم "ليس منا من دعا بدعاء الجاهلية"‪.‬‬
‫و) المدح المذموم وهو ما يدعو إلى فتنة الممدوح وما يكون مشتمالً على ما اليتصف به الممدوح وما ليس من كسبه حيث‬
‫جاء في الحديث "إذا رأيتم المداحين فاحثوا في وجوههم التراب" لعظيم الفتنة بأقوالهم‪.‬‬
‫الوسائل العلمية لإلعالم اإلسالمي‪:‬‬
‫إن الشريعة مثلما بينت المقاصد المشروعة والممنوعة فلقد بينت كذلك أحكاما ً تتعلق بالعديد من الوسائل التي تتحقق من‬
‫خاللها المقاصد الشرعية والوسائل التي تمنع ظهور المقاصد المخالفة للشرع‪ .‬فمن الوسائل التي شرعها اإلسالم لتحقيق‬
‫مقاصده المطلوبة مشروعية الخطبة في صالة الجمعة وفي العيدين ويوم عرفة وغيرها من مناسبات االجتماع المشروعة‬
‫مثل صالة االستسقاء والكسوف‪ ،‬فما من فرصة الجتماع الناس إال ويشرع فيها التذكير والتوجيه‪ .‬ومن الوسائل المشروعة‬
‫األذان الذي هو بمثابة إعالم بدخول وقت الصالة وإعالم بالدعوة إليها‪ .‬فضالً عن العديد من الوسائل اإلعالمية التي أباحها‬
‫الشرع نحو الشعر والخطابة وكتابة الرسائل وبعث المنادين الذين يتلون على المأل األحكام والقضايا العامة‪ .‬ومن البديهي أن‬
‫الوسائل اإلعالمية المباحة التقتصر على ما ذكر من وسائل بل إن من مقتضيات الرسالة أن يستخدم المسلمون أحدث وأرقى‬
‫وأجود ما توصلت إليه التقنية الحديثة في ذلك من وسائل االتصال المقروءة والمسموعة والمرئية الواسعة االنتشار وفقا ً‬
‫للقاعدة الشرعية "ما ال يتم الواجب إال به فهو واجب" وقاعدة "للوسائل حكم المقاصد"‪.‬‬
‫أما من حيث الوسائل التي تمنع بها المقاصد اإلعالمية المخالفة للشرع فعديدة جداً منها ماثبت من وجوب قيام اإلنسان‬
‫بالرقابة الذاتية على ما يتلفظه ويعلنه‪ ،‬قال تعالى " ما يلفظ من قول إال لديه رقيب عتيد"‪ ،‬وفي الحديث المتفق عليه "إن‬
‫العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها يزل بها إلى النار أبعد مما بين المشرق والمغرب"‪ .‬ومن الوسائل وجوب التثبت في خبر‬
‫الفاسق قال تعالى "يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا"‪ ،‬ومنها وجوب الرد إلى هللا والرسول وأولي العلم‬
‫واالختصاص قال تعالى "وإذا جاءهم أمر من األمن أو الخوف أذاعوا به‪ ،‬ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي األمر منهم لعلمه‬
‫الذين يستنبطونه منهم"‪.‬‬
‫كما أن الشريعة عنيت بزجر كل من يقوم باإلعالم المخالف لمقاصد الشرع زجراً بالغا ً حيث شرعت حداً للقذف في العرض‪،‬‬
‫وأهدر الرسول عليه الصالة والسالم دم من كان من المشركين ينشد في هجوه محاربا ً لدعوته‪ ،‬كما عاقب عمر رضي هللا‬
‫عنه الحطيئة عند هجائه للزبرقان‪.‬‬
‫ً‬
‫ومما سبق من تأصيل شرعي يظهر جليا أنه يجب على المجتمع اإلسالمي أن تكون كل صور الخطاب اإلعالمي من حديث أو‬
‫خبر أو قصة أو أقصوصة أوبرنامج إعالمي مستمدة من اإلسالم تصوراتها وقيمها ومثلها وموازينها‪ ،‬أو أن تسعى لتحقيق‬
‫مقاصد اإلعالم الشرعية بأن تعمل على دعوة الناس إلى دين ربهم وإبالغه إليهم وتكوين الشخصية اإلسالمية في أفرادهم‬
‫وإصالح الرأي العام في مجتمعهم وكشف الحقائق وفضح سبيل المجرمين وتوجهاتهم وبيان تهافت سياستهم وأقوالهم‪،‬‬
‫باإلضافة إلى تحقيق المقصد المباح من ترويح أو تسلية للنفوس‪ .‬كما يجب أن تكون كل تلك الصور اإلعالمية مجانبة كل‬
‫مقصد محرم لإلعالم من نشر الرذيلة والفحش أو إيذاء المؤمنين أو بث الفرقة وتمزيق الوحدة‪ ،‬وأن يسعى في اإلعالم‬
‫المطلوب لدولة اإلسالم من االستفادة من الوسائل التي شرعها اإلسالم إلعالم الناس من خطب ولقاءات في العبادات‬
‫والمساجد والحج‪ ،‬وأن يستفاد بأقصى ما يمكن مما يستجد من وسائل وأساليب مادية حديثة لتحقيق المقاصد الشرعية‬
‫لإلعالم‪.‬‬

‫الواقع اإلعالمي‪:‬‬
‫بعد هذا التأصيل الشرعي نستعرض فيما يأتي واقع الحال إلعالمنا‪:‬‬
‫‪ )1‬المبالغة في المدح المذموم شرعا ً مما يرسخ النفاق والكذب في المجتمع‪ ،‬وتقديس األشخاص والذوات‪ ،‬مخالفا ً بذلك ما‬
‫ثبت شرعا ً من قصر التقديس والتعظيم على هللا تعالى وحده‪.‬‬
‫‪ )2‬إعطاء تصور زائف وغير صحيح في فهم حقيقة الدين وأحكامه الشاملة‪ ،‬بحصر الخطاب اإلعالمي ـ فيما يتعلق بالدين ـ‬
‫في جوانب العبادات والسلوكيات الفردية دون األحكام التي تعالج قضايا األمة والمجتمع‪ ،‬ودون ربط كل أعمال الحياة‬
‫بالتصور اإلسالمي والعقيدة اإلسالمية وكليات الدين‪.‬‬
‫‪ ) 3‬تحجيم وظيفة المنابر الشرعية كخطب الجمع واألعياد‪،‬ووسائل اإلعالم والمحاضرات والندوات العامة‪ ،‬وذلك بالسعي‬
‫لمنع الخطباء ذوي الوعي الشرعي والعلم بالواقع‪ ،‬وأصحاب النصيحة والرأي الشجاع من تسنم هذه المنابر‪ ،‬ومحاولة‬
‫حصرهذه المنابر على من ال يحسن القيام بحق الكلمة وواجب البالغ المبين‪.‬‬
‫‪ ) 4‬يظهر للمتابع لوسائل اإلعالم أن المحور الذي تدورعليه البرامج اإلعالمية المقدمة هو تغطية زمن البث بالحشو ببرامج‬
‫تغيب فيها األهداف الصحيحة‪ ،‬وتعجز عن تحقيق المقاصد اإلعالمية الشرعية‪ ،‬كإصالح الرأى العام أو بناء الشخصية‬
‫اإلسالمية في الناس‪ ،‬أو كشف الحقائق لألمة وتوعيتها‪.‬‬
‫‪ ) 5‬تعطيل القدرات اإلبداعية بسلسلة من القيود والتعليمات الثقيلة على الوسائل اإلعالمية التي تحجر على إبداء الرأي‬
‫المشروع‪ ،‬أو الصدع بكلمة الحق وتبليغ رسالة اإلسالم في القضايا الكبرى لألمة إذا خالفت توجهات أصحاب القرار في هذه‬
‫المؤسسات‪.‬‬
‫‪ ) 6‬اإلقالل من البرامج الدينية في وسائل اإلعالم‪ ،‬حيث ال تعطى هذه البرامج إال نسبة قليلة من زمن البث‪.‬‬
‫‪ )7‬احتكار كافة وسائل البث اإلعالمي من صحافة وإذاعة وتلفزة ألجهزة ومؤسسات عامة أو شبه عامة‪ ،‬ومنع أفراد‬
‫المجتمع من حقهم الشرعي في إصدار وامتالك وسائل البث اإلعالمي المختلفة لنشر العلم الشرعي والنافع والدعوة‬
‫واإلبالغ‪.‬‬
‫‪ ) 8‬حجب الخبر الصادق في وسائل اإلعالم الرسمية‪ ،‬وتبديل الحقائق أو عرضها بطريقة منتقاة مبتورة مما أفقد الثقة بكل‬
‫الوسائل اإلعالمية‪ ،‬حتى شاع بين الناس أنه لتكذيب خبر ما يكفي وصفه بأنه "رسمي"‪ .‬كما أدى إلى اتجاه الناس لوسائل‬
‫اإلعالم المعادية في الدول الكافرة للحصول على األخبار والحقائق التي يرغبون في معرفتها واالطالع عليها ومنحها ثقتهم‪.‬‬
‫‪ ) 9‬التركيز المستمر في البرامج اإلعالمية‪ ،‬على استمراء القيم واألخالقيات والعادات الغربية الباطلة المخالفة للشرع‪،‬‬
‫وتقديمها باعتبارها نموذجا ً يحتذى واإلشادة برموز وقيادات ونجوم هذه المجتمعات‪ ،‬واعتبارهم قدوات ومثالً عليا‪ ،‬مما‬
‫يؤدي ـ عياذاً باهلل ـ إلى كسر الحاجز االعتقادي والسلوكي بين هذه األمة وبين الكفر والنفاق والشرك وأهله‪.‬‬
‫‪ ) 10‬إبراز الشرائح االجتماعية ذات الدور الهامشي في الحياة‪ ،‬حيث يحتل الرياضيون والفنانون‪ ،‬والمغنون وأشباههم الذين‬
‫جعلوا اللهو ه ّما ً مركزيا ً لهم‪..‬مساحات واسعة في وسائل اإلعالم المحلي‪ ،‬ويتناول الحديث عنهم كافة أعمالهم ونشاطاتهم‬
‫بما في ذلك أدق التفاصيل عن حياتهم اليومية‪ ،‬ونشاطاتهم االجتماعية‪ ،‬حتى تمكن هؤالء من أذهان الشباب‪ ،‬وصار حلم‬
‫الشاب في المستقبل أن يكون رياضيا ً أو فناناً‪ ،‬بينما تغيب عن هذه الوسائل شرائح أكثر أهمية وأعظم دوراً كالعلماء‬
‫والمفكرين والدعاة والمصلحين وذوي الكفاءات واالنجازات‪.‬‬
‫‪ ) 11‬إعطاء البرامج الترفيهية‪ ،‬وموضوعات اللهو والعبث الغالبية من أوقات البث‪ ،‬مع كثرة البرامج التي تفسد السلوك‬
‫والعقائد واألخالقيات‪ ،‬أو تعد في أحسن األحوال تافهة مضيعة للوقت والمال والجهد وتصنع االهتمامات الهامشية والزائفة‬
‫وتصد عن معالي األمور‪.‬‬
‫‪ ) 12‬التضييق الشديد على المؤسسات اإلعالمية والتسجيالت اإلسالمية بمنع إصدار التصاريح أو تحويلها‪ ،‬والرقابة المشددة‬
‫عليها‪ ..‬في الوقت الذي يسمح فيه لكثير من مجالت التبرج والسفور بدخول البالد ويسهل فتح وانتشار محالت التسجيل‬
‫والفيديو الهابطة والمنافية للقيم اإلسالمية والتي تحبذ الفحش والرذيلة وتدعو إلى نزع الحياء عن المرأة واألسرة المسلمة‪.‬‬
‫‪ ) 13‬اإلكثار من برامج األطفال التي تعتمد على التصديق بالمستحيل والسحر واألساطير والتمرد‪ ،‬األمر الذي من شأنه أن‬
‫يزرع قيما ً خطيرة في نفوس األطفال في سن مبكرة مما يكون له أكبر األثر في تنشئتهم‪.‬‬
‫‪ )14‬قلة البرامج الهادفة لألسرة والمرأة المسلمة‪.‬‬
‫‪ ) 15‬تركيز وسائل اإلعالم والصحافة على مجاراة وسائل اإلعالم الغربية في الطعن والقدح في الدعاة المسلمين والحركات‬
‫والمؤسسات اإلسالمية والتشكيك فيها ورميها باألصولية والتطرف للتنفير منها واإلساءة إليها حتى وصل الحال بهذه‬
‫األجهزة ـ والعياذ باهلل ـ إلى الفرح بانتصار العلمانيين على هذه الحركات والشماتة بالمصائب والمآسي التي تصيب‬
‫المسلمين‪.‬‬
‫‪ )16‬قصور وسائل اإلعالم المحلية عن مخاطبة المسلمين في العالم وإيصال الصوت اإلسالمي لكل مكان وخصوصا ً المناطق‬
‫الشديدة االحتياج كاألقليات اإلسالمية والجمهوريات اإلسالمية حديثة االستقالل‪.‬‬
‫‪ ) 17‬االعتماد الكلي في المادة اإلعالمية المقدمة على إصدارات أعداء األمة ووكاالت أنبائهم وتحليالتهم وغياب الرقابة‬
‫والمراجعة والتدقيق لهذه البرامج وعدم بذل الجهد إليجاد البديل‪.‬‬
‫تعر ض قيم هذه البالد وأهلها للمسخ واالنحراف الفكري واالجتماعي‪ ،‬وغياب المراقبة‬ ‫‪ )18‬انتشار أجهزة البث المباشر التي ّ‬
‫الجادة الرسمية لها‪.‬‬

‫الرد مع إقتباس‬ ‫‪PM 05:32 , 28-06-2001‬‬

‫مستر‬

‫عرض الملف الشخصي الخاص بالعضو‬

‫إرسال رسالة خاصة إلى مستر‬

‫إرسال بريد إلكتروني إلى مستر‬

‫قم بزيارة الصفحة الشخصية لـ مستر !‬

‫إيجاد جميع المشاركات للعضو مستر‬


‫إضافة مستر إلى قائمة األصدقاء لديك‬

‫‪#1‬‬
‫‪6‬‬
‫المشاركات‪725 _:‬‬ ‫عضو نشيط جدا‬ ‫مستر‬

‫العالقات الخارجية‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫منذ أن أقام النبي صلى هللا عليه وسلم الدولة اإلسالمية األولى تبينت القواعد الراسخة التي تسير عليها الدولة الشرعية في‬
‫عالقاتها الخارجية‪ ،‬وقد سار على نهج هذه القواعد واألسس خلفاؤه الراشدون من بعده رضي هللا عنهم‪ .‬ولهذا فإن الدولة‬
‫التي تقوم على عقيدة اإلسالم ملزمة ـ بحكم مسؤوليتها عن إقامة شرع هللا ـ بالسير على هذه القواعد وااللتزام بها في كل‬
‫عالقاتها‪ .‬ونبين فيما يأتي هذه األسس والقواعد الكبرى التي شرعها اإلسالم لتنظيم عالقات الدولة المسلمة بغيرها لكي‬
‫تكون بيانا ً يرجع إليه في معالجة وإصالح واقع الحال‪.‬‬
‫األساس األول‪ :‬نشر دعوة اإلسالم في العالم‪:‬‬
‫جاءت األدلة الشرعية من كتاب وسنة تبين أن الواجب على الدولة الشرعية أن تكون عالقاتها هادفة ابتدا ًء إلى نشر دين‬
‫اإلسالم ودعوة األمم والناس إليه قال تعالى "ادع إلي سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة" وقال "ومن أحسن قوالً ممن‬
‫دعا إلى هللا"‪ ،‬وقال "وما على الرسول إال البالغ المبين"‪ .‬وقد قام رسول هللا صلى هللا عليه وسلم بذلك خير قيام حيث دعا‬
‫قومه قريشا ً ثم سائر العرب ودعا ملوك العرب والعجم والروم إلى هذا الدين حتى دخل الناس في دين هللا أفواجا ً وسار‬
‫صحابته رضي هللا عنهم على ذلك بعده والتابعون بإحسان‪ .‬ولذا فإن األساس األول لعالقات الدولة اإلسالمية بغيرها هو‬
‫السعي لنشر الدعوة اإلسالمية وهداية الناس إلى دين هللا‪ ،‬وهذا في الحقيقة هوالعمل األساسي للدولة الشرعية‪.‬‬
‫األساس الثاني‪ :‬توحيد المسلمين وجمع كلمتهم‪:‬‬
‫لقد بينت اآليات العديدة من كتاب هللا تعالى وأحاديث رسوله صلى هللا عليه وسلم وحدة األمة وأن المسلمين أمة من دون‬
‫الناس قال تعالى "وأن هذه أمتكم أمة واحدة"وقال تعالى "والذين آمنوا من بعد وهاجروا وجاهدوا معكم فأولئك منكم" وقال‬
‫عليه الصالة والسالم "مثل المسلمين في توادّ هم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد‪..‬الحديث"‪ ،‬وعن سليمان بن بريدة‬
‫عن أبيه قال "كان رسول هللا صلى هللا عليه وسلم يقول ألمرائه "وإذا لقيت عدوك من المشركين فادعهم إلى ثالث خصال أو‬
‫خالل فأيتهن أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم‪ ،‬ادعهم إلى اإلسالم فإن أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم‪ ،‬ثم ادعهم إلى التحول‬
‫من دارهم إلى دار المهاجرين وأخبرهم أنهم إن فعلوا ذلك فلهم ما للمهاجرين وعليهم ما على المهاجرين"‪...‬فهذه اآليات‬
‫واألحاديث تدل على وجوب وحدة المسلمين والسعي إلى جمع كلمتهم‪ ،‬وأن ذلك من أسس تنظيم عالقات الدولة الشرعية‬
‫بغيرها‪.‬‬
‫األساس الثالث‪ :‬نصرة قضايا المسلمين‪:‬‬
‫جاءت اآليات واألحاديث تبين أن الدولة الشرعية مسؤولة عن نصرة المسلمين المظلومين والذود عنهم والدفاع عن‬
‫حقوقهم قال هللا تعالى "والذين لم يهاجروا ما لكم من واليتهم من شئ حتى يهاجروا وإن استنصروكم في الدين فعليكم‬
‫النصر‪..‬اآلية" وقال صلى هللا عليه وسلم "انصر أخاك ظالما ً أومظوماً" وقال " المسلم أخو المسلم ال يظلمه وال يخذله وال‬
‫يسلمه"‪ .‬فهذه األدلة تبين وجوب نصرة المسلمين بعضهم بعضاً‪ .‬ولهذا فإنه من المتعين على الدولة الشرعية أن تكون‬
‫قائمة بهذا الواجب العظيم ومسؤولة أمام األمة عن إقامته وتحقيقه‪.‬‬
‫وبناء على هذا التأصيل فإن تنظيم عالقات المسلمين في دولتهم مع غيرهم من الدول والشعوب يجب أن ُيبنى على هذه‬
‫القواعد وأن ُيستهدى بها في رسم كافة العالقات‪.‬‬

‫واقع العالقات الخارجية‬


‫إن المتأمل في عالقاتنا الخارجية يالحظ ما ىأتي‪:‬‬
‫‪ )1‬تتسم عالقات المملكة مع بعض التوجهات اإلسالمية ـ دوالً وحركات وأفراداً ـ أحيانا ً بالفتور والتجاهل والخذالن‬
‫والتشويه اإلعالمي أحيانا ً‪ .‬كما كان الموقف من الجبهة اإلسالمية لإلنقاذ في الجزائر‪ .‬كما يالحظ أن هناك تقصيراً في دعم‬
‫حركات الدعوة الملتزمة بمنهج أهل السنة‪ ،‬وخاصة في بالد أفريقيا وآسيا التي تتعرض لنشاط مكثف من الحركات البدعية‬
‫المدعومة والنشاط التنصيري العالمي‪.‬‬
‫‪ ) 2‬تقديم الدعم المادي والمعنوي للدول التي تحارب الدعاة وتمنع نشر الدعوة إلى هللا على بصيرة مثل سوريا والسلطة‬
‫الجديدة في الجزائر‪ ،‬أو لجهات أخرى ال تربطها مصالح ظاهرة بالمملكة‪.‬‬
‫‪ ) 3‬الحرص على أال تتعارض سياسة المملكة مع مصالح األنظمة الغربية التي تقود العداء لإلسالم‪ ،‬ويتضح ذلك في مجاراة‬
‫الواليات المتحدة األمريكية في غالب المواقف والعالقات والقرارات مثل االندفاع نحو عملية السالم مع اليهود‪.‬‬
‫‪ ) 4‬عدم ثبات سياسة المملكة تجاه بعض الدول اإلسالمية وغيرها حتى إنها لتظهر كأنها رد فعل مباشر وآني للحوادث‬
‫المباشرة واآلنية‪ ،‬دون االلتزام بالثوابت أو بعد النظر‪ ،‬مثل العالقات مع إيران والسودان مما ينم عن عدم بناء العالقات على‬
‫الثوابت الشرعية والتخطيط االستراتيجي‪.‬‬
‫‪ ) 5‬سفاراتنا في الخارج يكاد ينعدم نشاطها اإلسالمي‪ ،‬كما أن بعضها تقوم بممارسات تنبئ عن أن المسؤولين فيها ال‬
‫يمثلون المملكة وتوجهاتها اإلسالمية‪ ،‬بل ربما أعطت صورة غير حقيقية عن بلد الحرمين وتصوراً مشوها ً عن مجتمعنا‬
‫المتمسك بتعاليم اإلسالم السمحة‪.‬‬
‫‪ ) 6‬انتشار ظاهرة توظيف النساء السافرات وغير المسلمات في سفاراتنا مما يزري بواقع سفاراتنا التي تمثل بالد الحرمين‬
‫الشريفين وقبلة اإلسالم وقد يؤدي إلى تسرب أسرارها‪.‬‬
‫‪ ) 7‬عدم قيام هذه السفارات بما يفترض عليها من واجب الدعوة وإبالغ رسالة هللا إلى المجتمعات التي يعيشون بين‬
‫ظهرانيهم خصوصا ً وأن أغلبها في بالد كافرة‪.‬‬
‫‪ ) 8‬صرف األموال الطائلة على شراء ذمم أشخاص‪ ،‬أو إسكات بعض رجال الصحافة واإلعالم والسياسيين واألحزاب مما‬
‫أطمعهم فينا ابتزازاً ومساومة‪.‬‬

‫سبيل اإلصالح‪:‬‬
‫وبعد أن عرضنا واقع الحال لعالقاتنا الخارجية فإننا ننصح بما يأتي‪:‬‬
‫‪ ) 1‬تبني سياسة الوحدة اإلسالمية ودعم قضايا المسلمين في جميع المحافل الدولية في أنحاء العالم‪ ،‬ونقل صورة صحيحة‬
‫ودقيقة عنها لألمة‪ ،‬ومن ثم مناصرتهم والدفاع عنهم ومواصلة الجهد لحل مشكالتهم‪.‬‬
‫‪ ) 2‬توثيق العالقات مع التوجهات اإلسالمية من دول وحركات وأفراد‪ ،‬والعمل بجد لما يؤدي لتحقيق الوحدة بين المسلمين‬
‫على الكتاب والسنة ونصرة اإلسالم والمسلمين‪.‬‬
‫‪ ) 3‬قطع العالقات الدبلوماسية واالقتصادية مع كل دولة تحارب الدعاة إلى هللا فيها أو تضطهد األقليات اإلسالمية بها وأن‬
‫تكون العالقات مبنية على حسن تعامل تلك الدول مع الدعاة واألقليات اإلسالمية‪.‬‬
‫‪ ) 4‬التعامل بحكمة مع الدول والتكتالت والتوجهات المعادية لإلسالم وعلى رأسها األنظمة الغربية‪ ،‬وتجنب أي نوع من‬
‫األحالف أو أشكال التعاون التي تخدم األهداف االستعمارية وتؤثر على القرار السياسي لهذا البلد‪.‬‬
‫‪ ) 5‬إعادة النظر في وزارة الخارجية وأوضاع السفارات والسلك الدبلوماسي بحيث ال يعين إال المؤتمنون في هذا المنصب‬
‫الخطير لكي تؤدي السفارات رسالتها اإلسالمية المنوطة بها‪.‬‬
‫‪ )6‬العمل على إزالة جميع المظاهر التي تخالف تعاليم اإلسالم وقيمه الصحيحة من سفاراتنا‪.‬‬
‫‪ ) 7‬استقطاب الطاقات اإلسالمية من جميع أنحاء العالم وتوظيفها في خدمة اإلسالم وتوفير العيش الكريم لهم‪ .‬وكذلك إيواء‬
‫المضطهدين من الدعاة والمصلحين وتوفير الحماية لهم‪.‬‬
‫‪ ) 8‬زيادة المنح للدراسة في جامعات المملكة ومعاهد اللغة العربية للطالب المسلمين من كافة الجنسيات واألقطار وإعدادهم‬
‫للقيام بواجب الدعوة‪.‬‬
‫‪ ) 9‬عرض اإلسالم في المحافل الدولية والدعوة إليه على أنه دين شامل يحمل الحلول الناجعة ألزمات البشرية ويقودها إلى‬
‫ما فيه سعادتها في دنياها وآخرتها‪.‬‬

‫الرد مع إقتباس‬ ‫‪PM 05:34 , 28-06-2001‬‬

‫مستر‬

‫عرض الملف الشخصي الخاص بالعضو‬

‫إرسال رسالة خاصة إلى مستر‬

‫إرسال بريد إلكتروني إلى مستر‬

‫قم بزيارة الصفحة الشخصية لـ مستر !‬

‫إيجاد جميع المشاركات للعضو مستر‬


‫إضافة مستر إلى قائمة األصدقاء لديك‬

‫‪#1‬‬
‫‪7‬‬
‫المشاركات‪725 :‬‬ ‫عضو نشيط جدا‬ ‫مستر‬

‫وختاما ً‬

‫نسأل هللا أن يبرم لهذه األمة أمر رشد يعز فيه أهل طاعته ويذل فيه أهل معصيته‪ ..‬ويؤمر فيه بالمعروف وينهى فيه عن‬
‫المنكر وتقال فيه كلمة الحق ال يخشى قائلها في هللا لومة الئم‪ ..‬ونسأله أن يوفق والة األمر للعمل بكتابه واتباع شرعه‪ ،‬كما‬
‫نسأله أن يقر أعيننا بنصرة اإلسالم وصالح أحوال المسلمين في كل مكان وأن يعيد لهذه األمة العظيمة سابق عزها‬
‫ومجدها‪..‬إنه ولي ذلك والقادر عليه وصلى هللا على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم‪.‬‬
‫‪_،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،‬‬
‫‪http://www.saudireport.org‬‬

You might also like