Professional Documents
Culture Documents
.27الناطقون الرمسيون يعربون عن بؤس ،وينتمون إىل زمن مضى ،وليس يف
كالمهم جاذبية وال إقناع وال تأثري.
.28األداء اإلعالمي قائم على احلجب والتدخل األمين وكأنه مل يعلم بوجود
الشبكات االجتماعية والكمرات احملمولة اليت توثق األحداث فورا.
.29اجليش األمين يف تويرت وقنوات (شبه) حكومية يرمي كل ناصح بأنه
(حمرض) ،وكل داع إىل اإلصالح Gالسياسي بأنه (طامع) ،بينما الوعي ّ
يكرب وينمو!
.30حيتاج الناس إىل جهة ال تنتسب إىل األمن تتحدث عن السجون Gوتقدم
تقاريرها امليدانية ،فال يصح أن يكون األمن هو اخلصم واحلكم.
.31ابتزاز املواطنني بقضية (شهداء الواجب) متاجرة بدماء الرجال األبطال
(رمحهم اهلل) ..كلنا مع شهداء الواجب ومع إطالق األبرياء أيضا.
.32إذا فقد الناس الثقة باجلهة األمنية فمن غري املمكن أن تكون مصدراً
معتمداً للمعلومات عندهم .
.33ترويج وجود جهات خارجية ليس حالً ،والواقع أن اخلصوم حياولونG
استغالل أوضاع داخلية هلا أسباهبا اليت ال جيوز جتاهلها.
المعالجة :
.34يف األفق غبار ودخان ومن حقنا أن نقلق مما وراءه والقبضة األمنية
ستزيد الطني بلّة وتقطع الطريق على حماوالت اإلصالح.
.35أمسعونا بعد انتظار طويل ما يوحي بأن عهداً جديداً قد بدأ ،عاجلوا
يأسنا بأخبار إجيابية صادمة وغري متوقعة.
.36إذا أغلقت األبواب فاملضطر قد يركب الصعب ويغفل عن املصاحل
واملفاسد ،وإىل أين يذهب بعد توقيف من قصدوا األبواب املفتوحة؟
.37هل انشغلت الداخلية بقضية (اإلفراج) ووسائله وضماناته كما انشغلت
من قبل بقضية االعتقال؟
.38جيب أن يغلق هذا امللف وال يبقى من املوقوفني إال من ثبت تورطهمG
وصدرت ضدهم أحكام شرعية قطعية ،وأن يعلن هذا عاجال.
.39اطلعت على أوضاع سجناء فيها ظلم ،وحاالت موت وإعاقة جسدية
أو نفسية وعرقلة افراج وجتاوز ألحكام القضاء مل نسمع بياناً حلقيقتها.
.40اخلوف من سلوك السجني بعد اإلفراج Gليس مسوغاً لتجاوز الشريعة،
وال جيوز معاقبة اآلالف الحتمال حدوث عنف من بعضهم.
.41من اإلجراءات الضرورية اإلفراج Gعن معتقلي حسم وإصالحيي جدة،
وحفظ حقوقهم حفاظاً على اللحمة االجتماعية وتكريساً للحقوق
والتماساً لرمحة اهلل.
.42من اخلطر أن يضيق على الناس حىت ال يكون لديهم شيء خيسرونه.
.43حقوق املواطن مشروعة وليس ممنوحة.
.44حجب آليات التوقيف Gوالتحقيق وسالمة اإلجراءات عن القضاة والتأثري
على قناعاهتم ،والتدخل يف اختيارهم ،يؤثر يف عدالة القضاء.
.45ليس مفهوماً أن يكون (التحقيق واالدعاء) مرتبطاً بوزارة الداخلية ،بينما
يف بالد العامل هو مستقل أو مرتبط بالعدل.
.46مث جتاوزات حقيقية يف معاملة السجناء ،جيب التحقيق فيها جبرأة ومعاقبة
املتسببني ووضع آليات تضمن عدم تكرارها ..
.47االستجابة ملطالب الناس املشروعة ليست ضعفاً.
.48جيب اإلفراج الفوري عن كل بريء والتعويض واالعتذار بشجاعة وفتح
صفحة جديدة.
.49املفرج عنهم جيب أن تعاد إليهم حقوقهم Gكاملة وأن ميارسوا حياهتم
بكرامة لنساعدهم على جتاوز املاضي.
.50من أسباب االحتقان :الفساد املايل واإلداري -البطالة -السكن -
الفقر -ضعف الصحة والتعليم -غياب أفق اإلصالح السياسي.
.51استمرار احلالة القائمة (مستحيل) ولكن السؤال ..إىل اين يتجه املسار؟
.52الناس قلقون من املستقبل ولديهم Gتساؤالت ال يعرفون إجابتها ..وها
هي هجرة األموال ورمبا رجال األعمال تتزايد.
.53شئنا أم أبينا فنحن يف قارب واحد..وعلينا السعي Gيف اصالحه ،ولو
صاحب العالج بعض املرارة فاملهم عاقبته.
.54ما حدث أسهم يف متزيق النسيج االجتماعي وإحداث قطيعة ..وهي
حتول إىل (فرصة) للتصحيح ،ويف أهلنا مساحة وقدرة على(أزمة) ميكن أن ّ
التجاوز.
.55مهمة احلكومات تنظيم األعمال وليس تعويقها وإغالق فرص العمل
املؤسسي والتطوعي واخلريي يدمر اجملتمعات.
خاتمة :
خطاب مفتوح
سلمان
العودة
:مقدمة
.صديقك من صدقك ،والعاقل يثمن الكلمة الصادقة أيا ً كان مصدرها ،وهو حديث عن وطن نشترك في حبه والخوف على مستقبله 1.
2. منطلقي -ويعلم ربي -هو النصيحة للمسلمين عامتهم وخاصتهم ،باألسلوب الذي أراه مؤثراً ونافعا ،وقد كتبت كثيراً رسائل
.خاصة ولم أجد أثرها
3. النص الذي أوجب السمع والطاعة بالمعروف في العسر واليسر ،هو الذي أوجب قول كلمة الحق أينما كنا ال نخاف في هللا لومة
.الئم
.لم أفقد األمل بعد من إمكانية تخفيف االحتقان وفتح أفق للتدارك واإلصالح 4.
.هذا بلد قام على تحكيم الشريعة ]،وفيه المقدسات التي تهوي إليه األفئدة ،وأمنه وصالحه هدف للمسلمين جميعا 5.
.الحفاظ على المكتسبات ،والتي منها الوحدة الجغرافية يحفزنا إلى المناشدة باإلصالح ،فالبديل هو الفوضى والتشرذم] واالحتراب 6.
.الناس هنا مثل الناس في العالم ،لهم أشواق ومطالب وحقوق ،ولن يسكتوا إلى األبد على مصادرتها كليا ً أو جزئيا ً 7.
.حين يفقد اإلنسان األمل ..عليك أن تتوقع منه أي شيء 8.
.ثم مشاعر سلبية متراكمة منذ زمن ليس بالقصير ،وقد استوحيت كالمي من كثيرين من فئات مجتمعية ومناطقية عديدة 9.
.إذا زال اإلحساس بالخوف من الناس فتوقع منهم كل شيء ،وإذا ارتفعت وتيرة الغضب فلن يرضيهم شيء 10.
.مع تصاعد الغضب تفقد الرموز] الشرعية والسياسة واالجتماعية قيمتها ،وتصبح القيادة بيد الشارع 11.
.عند الغضب يكون دعاة التهدئة محل التهمة بالخيانة أو الضعف ،ويقود المشهد األكثر اندفاعا ً ومفاصلة مع األوضاع القائمة 12.
.ارتفاع الهاجس األمني جعل معظم] أنشطة الدولة خاضعة للرؤية األمنية 13.
:السجون
.تم حشد كل المشتبه بهم داخل السجون ..وكانت الفرصة مواتية إلخراج كل المشتبه ببراءتهم ]،لكن هذا لم يحدث 1.
2. السجون خلت من أي استراتيجية ،وكانت عاقبتها زرع األحقاد والرغبة في الثأر وانتشار الفكر المحارب بشكل أوسع داخل
.السجون
3. راض عني ،وبعض من خرجوا يهاجمونني ..ومن واجبي الدفاع عنهم ..الحقوق ليست
ٍ أدافع عن السجناء ،وكثير منهم غير
.مقصورة على من يتفقون معنا
.العديد من أفراد األسرة الحاكمة ليسوا موافقين على سياسة السجون وهذا معروف بتويتر وفي المجالس وقد وقفت عليه بنفسي 4.
.من ُح ِكموا قبل عقود بالسجن لعشرات السنين في تهم انقالب على الحكم السعودي] عفي عن معظمهم بعد سنوات معدودة 5.
.معاملة السجناء ليست وفق أنظمة واضحة وال مؤسسات ،بل هي عملية فردية ،وتعتمد على تقرير رجل المباحث 6.
!اإلسراف في استخدام العقوبة يفقدها هيبتها وأخوف ما يكون السجن قبل تجربته 7.
.األلم والغضب يصيب السجين وزوجته وأهل بيته وأسرته ومعارفه وأصدقاءه ومحيطه االجتماعي 8.
إحراق صور المسؤولين عمل رمزي يجب أال يمر دون تأمل ،وكيف بدأ؟ وإلى أين ينتهي؟ 9.
.سيطرة جهاز المباحث على السجين منذ الرقابة وحتى االعتقال والتفتيش ،ثم المحاكمة والتنفيذ جعلته محروما من حقوق كثيرة 10.
.رجل األمن حين يسيء إلى سجين فهو يقامر بمستقبل الوطن كله 11.
السجناء ينتظرون العفو بمناسبات عدة ..فلماذا يستثنى بعضهم؟ 12.
هناك حاالت إنسانية وصحية صعبة يتم تجاهلها لفترات طويلة حتى تتفاقم وتتعقد ويستعصي حلها ،ولعل هذا ما حفز بعض 13.
.النساء على التحرك
:اإلعالم
.الناطقون الرسميون يعبرون عن بؤس ،وينتمون إلى زمن مضى ،وليس في كالمهم جاذبية وال إقناع وال تأثير 1.
2. األداء اإلعالمي قائم على الحجب والتدخل األمني وكأنه لم يعلم بوجود الشبكات االجتماعية والكمرات المحمولة التي توثق
.األحداث فورا
3. الجيش األمني في تويتر وقنوات (شبه) حكومية يرمي كل ناصح بأنه (مح ّرض) ،وكل داع إلى اإلصالح السياسي بأنه (طامع)،
!بينما الوعي يكبر وينمو
4. يحتاج الناس إلى جهة ال تنتسب إلى األمن تتحدث عن السجون وتقدم تقاريرها الميدانية ،فال يصح أن يكون األمن هو الخصم
.والحكم
5. ابتزاز المواطنين بقضية (شهداء الواجب) متاجرة بدماء الرجال األبطال (رحمهم هللا) ..كلنا مع شهداء الواجب ومع إطالق
.األبرياء أيضا
.إذا فقد الناس الثقة بالجهة األمنية فمن غير الممكن أن تكون مصدراً معتمداً للمعلومات عندهم 6.
.ترويج وجود جهات خارجية ليس حالً ،والواقع أن الخصوم يحاولون استغالل أوضاع داخلية لها أسبابها التي ال يجوز تجاهلها 7.
:المعالجة
.في األفق غبار ودخان ومن حقنا أن نقلق مما وراءه والقبضة األمنية ستزيد الطين بلّة وتقطع الطريق على محاوالت اإلصالح 1.
.أسمعونا بعد انتظار طويل ما يوحي بأن عهداً جديداً قد بدأ ،عالجوا يأسنا بأخبار إيجابية صادمة وغير متوقعة 2.
3. إذا أغلقت األبواب فالمضطر قد يركب الصعب ويغفل عن المصالح والمفاسد ،وإلى أين يذهب بعد توقيف من قصدوا األبواب
المفتوحة؟
هل انشغلت الداخلية بقضية (اإلفراج) ووسائله وضماناته كما انشغلت من قبل بقضية االعتقال؟ 4.
5. يجب أن يغلق هذا الملف وال يبقى من الموقوفين إال من ثبت تورطهم وصدرت ضدهم أحكام شرعية قطعية ،وأن .5
.يعلن هذا عاجال
6. اطلعت على أوضاع سجناء فيها ظلم ،وحاالت موت وإعاقة جسدية أو نفسية وعرقلة افراج وتجاوز ألحكام القضاء لم نسمع بيانا ً
.لحقيقتها
.الخوف من سلوك السجين بعد اإلفراج ليس مسوغا ً لتجاوز الشريعة ،وال يجوز معاقبة اآلالف الحتمال حدوث عنف من بعضهم 7.
8. من اإلجراءات الضرورية اإلفراج عن معتقلي حسم وإصالحيي جدة ،وحفظ حقوقهم حفاظا ً على اللحمة االجتماعية وتكريسا ً
:خاتمة
بلد يعتمد في إدارته على العالقات الشخصية وليس المؤسسات ..كيف سيواجه التحديات ؟ 1.
يتساءل الناس والشباب خاصة ،ما هي قنوات االتصال بينهم وبين السلطة؟ 2.
.ثم مواطنون خائفون من الفوضى واالنفالت ،ويحتاجون إلى من يهدئ مخاوفهم بمشروع واقعي إصالحي ،يكونون شركاء فيه 3.
.ال أحد من العقالء يتمنى أن تتحول الشرارة إلى نار تحرق بلده وال أن يكون العنف أداة التعبير 4.
5. الثورات إن قمعت تتحول إلى عمل مسلح ،وإن تجوهلت تتسع وتمتد ،والحل في قرارات حكيمة وفي وقتها تسبق أي .5
.شرارة عنف
.أعيذكم باهلل أن تكونوا ممن قال فيهم ( وإذا أراد هللا بقوم سوءاً فال مرد له) ،وهم] الذين أصموا آذانهم عن كل ناصح 6.
.الفرصة إذا ُأهدرت فقد ال تعود ،والشيء إذا تأخر عن إبّانه فقد جدواه ،والوقت سيف لك أو عليك 7.
8. على المؤمن أن يخاف مؤاخذة هللا له في اآلخرة (واتقوا يوما ً ترجعون فيه إلى هللا) ويحذر أن يلقى هللا بمظالم يعجز عن االعتذار
.عنها
9. هللا يعلم أن قلبي ال ينطوي على غش ألحد ..وأي إساءة وجهت لي من أي كان فمحلها الصفح ،وأني ال أحب لهذا البلد حاكمه
.ومحكومه] إال الخير
اللهم إن كان فعلي صوابا ً فاجعله في صالح عملي ،وإن كان خطأ فاجعله في سابغ عفوك
خطاب المطالب
سلم للملك فهد في شوال 1411هـ -مايو 1991م
ووقع عليه حوالي 400شخصية في مقدمتهم 52شخصا في الصفحة االولى
.1إنشاء مجلس للشورى مستقل استقالالً تاما ً للبت في الشئون الداخلية والخارجية.
.2عرض وصياغة كل اللوائح واألنظمة السياسية واالقتصادية واإلدارية على أحكام الشريعة اإلسالمية.
.3أن تتوافر في مسئولي الدولة وممثليها في الداخل والخارج استقامة السلوك مع الخبرة والتخصص واإلخالص
والنزاهة.
.4تحقيق العدل والمساواة بين أفراد المجتمع في أخذ الحقوق وأداء الواجبات ومنع استغالل النفوذ أيا ً كان مصدره.
.5الجدية في متابعة ومحاسبة كل المسئولين بال استثناء وتطهير الدولة من كل من تثبت إدانته بفساد أو تقصير.
.6إقامة العدل في توزيع المال العام بين جميع طبقات المجتمع وفئاته وإلغاء الضرائب وتخفيف الرسوم التي أثقلت كاهل
الناس وحفظ موارد الدولة من التضييع واالستغالل وإزالة كافة أشكال االحتكار والتملك غير المشروع وتطهير
المؤسسات المصرفية من الربا.
.7بناء جيش قوي متكامل مزود بأنواع األسلحة من مصادر شتى واالهتمام بصناعة السالح وتطويره.
.8إعادة بناء اإلعالم بكافة وسائله ليخدم اإلسالم وليعبر عن أخالقيات المجتمع مع ضمان حريته من خالل الخبر
الصادق والنقد البناء.
.9بناء السياسة الخارجية لحفظ مصالح األمة بعيداً عن التحالفات المخالفة للشرع وتبني قضايا المسلمين وتصحيح
وضع السفارات لنقل الصبغة اإلسالمية للبلد.
.10تطوير المؤسسات الدينية والدعوية في البالد ودعمها باإلمكانات المادية والبشرية.
.11توحيد المؤسسات القضائية ومنحها االستقالل الفعلي والتام وبسط سلطة القضاء على الجميع.
.12كفالة حقوق الفرد والمجتمع وإزالة أثار التضييق على إرادات الناس وحقوقهم بما يضمن الكرامة اإلنسانية.
بسم هللا الرحمن الرحيم
خادم الحرمين الشريفين :الملك عبد] هللا بن عبد العزيز/
أعانه هللا على إقامة سنن العدل والشورى ورعاه
السالم عليكم ورحمة هللا وبركاته
نقدم لكم بيان] (معالم في طريق الملكية الدستورية /دولة الدستور اإلسالمي /دولة العدل والشورى)،وننقل لكم شكر الموقعين على هذا البيان ،من المحتسبين من أحرار هذا البلد
الطيب وحرائره ،من إخوانكم وأبنائكم ،على اختالف أطيافهم ومناطقهم ،من فقهاء ومفكرين وأساتذة جامعات ،ومهتمين بالشأن العام.
وهو -كما تعلمون-امتداد لخطاب (الرؤية) ،الذي على إثره في شهر ذي القعدة سنة 1423هـ استقبلتم أربعين من إخوانكم وأبنائكم من دعاة] الدستور(اإلسالمي) المستبشرين بلقائكم
خيرا ،الذين قلتم لهم":رؤيتكم هي مشروعي واعتبركم جنودي .وهو امتداد أيضا لخطاب"نداء وطني :اإلصالح الدستوري أوال"
إن هذا البيان يعتبر مقولتكم الشهيرة :رؤيتكم هي مشروعي ،واعتبركم جنودي مبدأ يؤسس التعاون بين القيادة ودعاة] اإلصالح السياسي.
ومن أجل ذلك يصدر بمناسبة مرور قرابة عامين على البيعة؛ بمثابة تأييد لهذا الوعد،الذي أكدتموه في خطاب البيعة ،بأنكم عازمون على إقامة مؤسسات العدل والشورى ،ولقد بدأتم
خطواته المؤسسية الواعدة ،وأول الغيث قطر.
إن دعاة] اإلصالح يدركون مصاعب اإلصالح السياسي ،في طريق صحراوي ،يتماوج بين الوهاد والتالل ،ويتعرج بين الوديان] والجبال ،ولكنهم يثقون بأنكم؛بصفاء بصيرتكم
وصدق طويتكم وصالبة إرادتكم؛قادرون بحول هللا وقوته على اتخاذ القرارات المؤسسية الصعبة ،التي تحفظ حاضر البالد ومستقبلها .والسالم عليكم ورحمة هللا وبركاته.
عن الساعين] في البيان:
خالد بن سليمان العمير ///محمد بن حديجان الحربي
يتبع
منصور
Apr-2007, 01:37 AM -06
أسماء الموقعين من دعاة (الدستور اإلسالمي:العدل والشورى)ومؤيديه:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
-1نسخة مع السالم لألمير /سلطان بن عبد العزيز أل سعود ،ولي العهد .وفقه هللا
- 2نسخة مع السالم لألمير /طالل بن عبد العزيز آل سعود ,رئيس برنامج الخليج العربي لدعم منظمات األمم المتحدة اإلنمائية .وفقه هللا
-3نسخة مع السالم لألمير /نايف] بن عبد العزيز آل سعود ,وزير الداخلية .وفقه هللا
- 4نسخة مع السالم لألمير /سلمان بن عبد العزيز آل سعود ,أمير منطقة الرياض .وفقه هللا
-5نسخة مع السالم لألمير /نواف بن عبد العزيز آل سعود وفقه هللا
- 6نسخة مع السالم لألمير /أحمد بن عبد العزيز آل سعود ،نائب وزير الداخلية .وفقه هللا
-7نسخة مع السالم لألمير /عبد اإلله بن عبد العزيز آل سعود وفقه هللا
- 8نسخة مع السالم لألمير /عبد المجيد بن عبد العزيز آل سعود أمير منطقة مكة المكرمة .وفقه هللا
- 9نسخة مع السالم لألمير /مقرن بن عبد العزيز آل سعود رئيس االستخبارات /وفقه هللا
- 10نسخة مع السالم لألمير /ممدوح بن عبد العزيز آل سعود ،رئيس مكتب الدراسات االستراتيجية وفقه هللا
- 11نسخة مع السالم لألمير /سعود الفيصل بن عبد العزيز آل سعود ,وزير الخارجية .وفقه هللا
-12نسخة مع السالم لألمير /متعب بن عبد] هللا بن عبد العزيز آل سعود ,نائب رئيس الحرس الوطني للشؤون العسكرية .وفقه هللا.
-13نسخة مع السالم لألمير بندر بن سلطان بن عبد العزيز .وفقه هللا.
-14نسخة مع السالم لألمير محمد بن نايف بن عبد] العزيز /وكيل وزارة الداخلية للشئون األمنية .وفقه هللا.
= 15نسخة مع السالم لألمير /عبد العزيز بن فهد بن عبد العزيز/رئيس ديوان مجلس الوزراء
وقد أنشأ الموقعون موقعا خاصا لهذه المطالب لمن يرغب في تعزيزها
والمشاركة في تأييدها ونص الخطاب كمال كما ورد:
فنهنئكم بما منّ هللا به عليكم من الشفاء و نسأله لكم مزيد العافية و أن
يعينكم على تحقيق ما وعدتم به من اإلصالح و العدل و رفع الظلم و
اجتثاث الفساد.
خاد َم الحرمين الشريفين :إنّ الثورات التي بدأها الشباب و أنضم لهم
كل من تونس و مصر و ليبيا و غيرها الشعب بكل فئاته و مكوناته في ٍ
لتؤذن بأنّ القائمين على األمر في البالد العربية مالم يستمعوا لصوت
الشباب و تطلعاتهم و طموحاتهم و يصغوا لمطالب شعوبهم في اإلصالح
و التنمية و الحرية و الكرامة و رفع الظلم و مقاومة الفساد فإنّ األمور
مرشحة ألن تؤول إلى عواقب وخيمة و فوضى عارمة تسفك فيها الدماء
و تنتهك فيه الحرمات و يختل فيها األمن.
إنّ بالدنا بحاجة شديدة إلى إصالح جذري جا ٍد و سريع يعزز وحدة هذا
الوطن و يحفظ مكاسبه و يحقق له األمن و االستقرار .و نرى أن هذا
اإلصالح يرتكز على معالم منها:
.1أن يكون مجلس الشورى منتخبا ً بكامل أعضائه ،و أن تكون له
الصالحية الكاملة في سنّ األنظمة و الرقابة على الجهات التنفيذية بما
في ذلك الرقابة على المال العام ،و له حق مساءلة رئيس الوزراء و
وزرائه.
ُ
محاربة الفساد المالي و اإلداري بكل صرامة و منع استغالل النفوذ أيا ً .4
كان مصدره و مقاومة اإلثراء غير المشروع و تفعيل ُ هيئة مكافحة
ُ
مساءلة من يقع منه ذلك الفساد لتقوم بواجبها في الكشف عن الفساد و
و إحالته إلى القضاء.
و في الختام فإ ّننا نؤكد تمسكنا بوحدة هذا الوطن و الحفاظ_ على كيانه و
الحرص على أمنه و منجزاته و نبذ العنف و اإلخالل باألمن و االلتزام
بصور التعبير السلمي.
أسماء الموقعين
أ .جميل بن محمد علي فارسي ،رجل أعمال و مهتم بالشأن العام
د .سعاد بنت محمد حسن جابر ،أكاديمية عضو جمعية الكلمة
أ .عبدهللا بن محمد المالكي
د .ناصر بن يحي الحنيني ،عضو الهيئة العليا لرابطة علماء المسلمين
مستر
مستر
#
3
المشاركات725 : عضو نشيط جدا مستر
مقدمة النصيحة
الحمد هلل رب العالمين القائل في كتابه الكريم " :والعصر إن اإلنسان لفي خسر إال الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا
بالحق وتواصوا بالصبر" ،والقائل " كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون باهلل"،
والصالة والسالم على رسول هللا القائل ":الدين النصيحة ،قلنا :لمن؟ قال :هلل ولكتابه ولرسوله وألئمة المسلمين
وعامتهم" ،وعلى آله وصحبه أئمة الهدى والدين وعلى التابعين بإحسان إلى يوم الدين .أما بعد:
فإن المسلم -وهو يشاهد التبدل والتغير في أحوال األمم والشعوب في ظل العقائد المنحرفة التي تؤمن بها ومناهج الحياة
الوضعية التي تقاد بوساطتها ،وما يتبع ذلك من مآس وآالم وظلم وإفساد في األرض واستعباد الناس بعضهم بعضاً -يدرك
يقينا ً حاجة البشرية جمعاء إلى دين اإلسالم الذي أمله هللا تعالى لعباده وأرسل به رسوله عليه الصالة والسالم رحمة
للعالمين إلخراج الناس من الظلمات إلى النور ،ولما كان المسلمون في هذه البالد هم أهل بيت هللا تعالى وأهل مسجد نبيه
صلى هللا عليه وسلم وشرف هللا تعالى بالدهم بأن جعل فيها مهبط وحيه ومبعث رسوله عليه الصالة والسالم وجعل لغتهم
هي لغة كتابه الكريم المحفوظ ،فإن هذا الشرف العظيم يرتب عليهم أمانة كبرى ومسئولية عظمى أمام ربهم تعالى من قيام
بواجب الدعوة إلى دين هللا ،وتحكيم شرعه عز وجل ،والوفاء بميثاقه تعالى من النصح بالحق والتواصي به ،وهداية الناس
لهذا الدين والعمل على إصالح أحوالهم به ،ونصرة إخوانهم من المسلمين وعونهم ،وأن يكون المسلمين في هذه البالد قبل
غيرها كما أراد تعالى لهم خير أمة أخرجت للناس وكما اختار لهم أن يكونوا شهداء على الناس.
كما أن ما من هللا به على أهل هذه البالد ،لما استجابوا ألمر ربهم باإليمان بعقيدة التوحيد وتحقيق الشرع ،من نعمة الوحدة
والتآلف بينهم والتمكين لهم في األرض ،واألمن وجلب الثمرات والخيرات من كل حدب وصوب -بعد أن كانوا متفرقين،
خائفين وفي ضنك من العيش -يحتم عليهم قادة وشعوبا ً القيام بواجب الشكر هلل عز وجل لحفظ هذه النعم وذلك بإقامة أركان
الدين واألمر بالمعروف والنهي عن المنكر كما قال عز وجل "الذين إن مكناهم في األرض أقاموا الصالة وآتوا الزكاة
وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر وهلل عاقبة األمور" .وإن تخاذل المسلمين حكاما ً أو محكومين في هذه البالد عن القيام
بهذه الواجبات العظيمة وإعراضهم عن االلتزام بشرعه سيؤدي بال شك إلى أن يكون مآلهم-عياذاً باهلل -إلى ما حذر هللا تعالى
عباده منه من حصول نقمته وتحول عافيته وتبدل األمن خوفاً ،ورغد العيش كربا ً كما قال عز وجل ":وضرب هللا مثالً قرية
كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغداً من كل مكان فكفرت بأنعم هللا فأذاقها هللا لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون"،بل
قد يؤدي إلى ما أنذر هللا عز وجل به المقصرين في جناب حقه من استبدالهم بمن يقوم بحق هللا تعالى خير قيام كما قال عز
وجل ":وإن تتولوا يستبدل قوما ً غيركم ثم ال يكونوا أمثالكم" ،وإن في تبدل واقع الشعوب في هذا العصر من حال إلى حال
وزوال الدول العظيمة ووقوع الحرب بين أبناء الشعب الواحد بأقصر زمن لما أعرضوا عن ذكر ربهم لعبرة ألولي األلباب.
ومن هذه المنطلقات واألصول الشرعية الجلية ،وإدراكا ً للواجب الشرعي على المسلمين جميعا ً من ضرورة المراجعة لما هم
عليه من أحوال وإصالح ما فسد منها وتغيير ما خالف الشرع ،والنصيحة ألئمة المسلمين وعامتهم في ذلك والقيام باألمر
بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى دين هللا ،ووفاء بميثاق هللا تعالى على كل مسلم بإبالغ العلم الشرعي وعدم
كتمانه ،جرى إعداد هذه النصيحة تبصرة ونصحاً.ولقد اشتملت هذه النصيحة على مختارات من القضايا الكبرى التي إذا
عولجت عالجا ً صحيحا ً شرعيا ً من والة األمر تيسر بعد ذلك -بإذن هللا -معالجة سائر المسائل التي دونها في األهمية
والخطورة ،وتضمنت عرضا ً ونصائح لسبل اإلصالح لهذه القضايا ذات العالقة بما يأتي:
-دور العلماء والدعاة -األنظمة واللوائح -القضاء والمحاكم -حقوق العباد
-الوضع اإلداري -المال واالقتصاد -المرافق االجتماعية -الجيش
-األعالم -العالقات الخارجية
ولقد كان منطلقنا فيما كتب من نصيحة تتعلق بهذه القضايا االحتكام إلى كتاب هللا وسنة رسوله صلى هللا عليه وسلم ،وأن
يكون الكتاب والسنة المرجع لكل أمر فيها ،حيث أن كل نصيحة وإرشاد يتعلق بهذه القضية وكل اختالف أو تنازع بين الناس
بشأن هذه القضايا أو غيرها يجب أن يرد إلى كتاب هللا تعالى وسنة رسوله عليه الصالة والسالم كما قال هللا تعالى ":فإن
تنازعتم في شيء فردوه إلى هللا والرسول إن كنتم تؤمنون باهلل واليوم اآلخر ذلك خير وأحسن تأويالً" ،وقال عز وجل ":
فال وربك ال يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم ال يجدوا في أنفسهم حرجا ً مما قضيت ويسلموا تسليماً" ،والواجب
على المسلم -حاكما ً أو محكوما ً -إذا تبين له حكم هللا ورسوله االتباع واالنقياد له ،فال يجوز له أن يتجاوزه،قال عز وجل":
وما كان لمؤمن وال مؤمنة إذا قضى هللا ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم" وقال ":إنما كان قول المؤمنين إذا
دعوا إلى هللا ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون" .لهذا فقد جعلنا لكل موضوع في هذه
النصيحة مقدمة تأصيلية شرعية ُي ستهدى بها ،ثم قمنا برصد واقعه وتحقيق المناط وتشخيص الحال قدر الوسع ثم بيان
النصائح -بناء على ذلك -للتوصل إلى سبل اإلصالح المنشود.
وإننا إذ نؤكد على الحرص على االحتكام إلى كتاب هللا تعالى وسنة رسوله صلى هللا عليه وسلم منا جميعا ً في كافة القضايا
المعروضة بهذه النصيحة ،نبين كذلك أنه ما كان في هذه النصيحة من بعض أمور ربما تكون موضع اجتهاد فإننا إنما
أوردناها حرصا ً على مصلحة شرعية نراها راجحة ولغلبة الظن بصحة وقوة أدلتها الشرعية ،ونأمل أن يكون في األخذ بها
تحقيق لهذه المصلحة ،ولذا فإنه ما كان في هذه األمور االجتهادية من صواب فهو من هللا تعالى وتوفيقه ،وما كان من خطأ
وزلل ،فمن الشيطان ونحن عنه راجعون.
وختاما ً ندعو هللا تعالى أن تجد هذه النصيحة اإلصالحية صدى طيبا ً وقبوالً من والة أمر المسلمين ،ومن كل الغيورين على
دين هللا المخلصين ،الراغبين بصدق في إصالح أحوال أمتهم وبالدهم ،الذين يسعون ألن يكون شرع هللا تعالى مهيمنا ً وأن
تكون هذه األمة كما وصفها هللا عز وجل خير أمة أخرجت للناس ،كما نسأل هللا تعالى العظيم بأسمائه الحسنى وصفاته العلى
أن يعز دينه ،ويعلي كلمته ،وينصر أوليائه ،ويذل أعداءه ،وأن يجمع شمل المسلمين على الحق ،وأن يجعل أعمالنا خالصة
لوجهه الكريم ،وأن يرينا وإخواننا من المسلمين والمسلمات الحق حقا ً ويرزقنا اتباعه ،والباطل باطالً ويرزقنا اجتنابه ،وأن
يجنبنا جميعا ً الفتن ما ظهر منها وما بطن ،إنه ولي ذلك والقادر عليه ،وصلى هللا على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.
مستر
#
4
المشاركات725 : عضو نشيط جدا مستر
مقدمة :
لقد أوجب هللا على آحاد األمة وجماعاتها وعلى الدولة المسلمة القيام بالدعوة إلى اإلسالم وإبالغه إلى الناس البالغ المبين،
وذلك بعرض اإلسالم عقيدة وشريعة وسلوكا ً على أمم األرض عرضا ً واضحا ً وصادقا ً بالقول والعمل ،قال هللا تعالى "ومن
أحسن قوالً ممن دعا إلى هللا وعمل صالحا ً وقال إنني من المسلمين"،وقال تعالى"ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة
الحسنة" ،وقال عزوجل "هذا بالغ للناس ولينذروا به" ،وقال عزوجل " فلذلك فادع واستقم كما أمرت" وقال عزوجل " قل
نضر هللا امرأ سمع منا شيئا ً فبلغه كما
هذه سبيلي أدعو إلى هللا على بصيرة أنا ومن اتبعني" ،وقال صلى هللا عليه وسلم" ّ
سمعه ،فرب مبلغ أوعى من سامع".
وجعل هللا عزوجل األمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الخير من أعظم الواجبات الشرعية على الدولة واألفراد
والجماعات ،قال تعالى" ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون"،
وقال تعالى " الذين إن مكناهم في األرض أقاموا الصالة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر" ،وقال صلى هللا
عليه وسلم" من رأي منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف اإليمان" وروى
عنه صلى هللا عليه وسلم أنه قال" والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر ،أو ليوشكن هللا أن يبعث عليكم
عقابا ً منه ،ثم تدعونه فال يستجيب لكم" وقال صلى هللا عليه وسلم " الدين النصيحة .قلنا :لمن؟ قال :هلل ولكتابه ولرسوله
وألئمة المسلمين وعامتهم".
ولما كان حمل الدعوة واألمر بالمعروف والنهي عن المنكر يتطلب نشر العلم الشرعي والفقه بالدين ،حث الشارع على طلب
العلم الشرعي باألدلة المستفيضة وأوجب قيام من يكفي من أفراد األمة بذلك قال تعالى" يرفع هللا الذين آمنوا منكم والذين
أوتوا العلم درجات" وقال عزوجل " فلوال نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم"
كما أمر تعالى بأن يرد كل أمر معضل إلى العلماء بشرعه وأمره فقال عزوجل "ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي األمر منهم
لعلمه الذين يستنبطونه منهم" وقال " فاسألوا أهل الذكر إن كنتم ال تعلمون"...إلى غير ذلك من اآليات ،وقد شرع صلى اله
عليه وسلم بسنته العملية من هجرة وجهاد وتطبيق أحكام الشرع قيام الحاكم ووالة األمر بهذه الواجبات العظيمة من إبالغ
ودعوة وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر ونشر للعلم ،كما سار على ذلك المنهج خلفاؤه الراشدون وصحابته رضي هللا
عنهم جميعا ً من بعده.
ولقد نص النظام األساسي -في فقرته الثالثة والعشرين -على واجب الدولة في حمل الدعوة بأن قرر أن " الدولة تحمي
عقيدة اإلسالم وتطبق شريعته وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتقوم بواجب الدعوة إلى هللا".
وإن ما سبق ذكره يستلزم أن يكون للعلماء والدعاة في الدولة المسلمة مكانة ال تعدلها مكانة،وأن يكونوا في مقدمة أهل
الحل والعقد واألمر والنهي ،وإليهم ترجع األمة -حكاما ً ومحكومين -لبيان الحكم الشرعي لسائر أمور دينهم ودنياهم .كما أن
ذلك يقتضي أن يكون ما يقوم به الدعاة والعلماء من نشر للعلم الشرعي وإرشاد للخلق ودعوة للحق ،واجبا ً يتحتم التسهيل
له ،وتوفير كل مساندة له ،وتقديمه على سائر نشاطات الدولة ،حيث أن الدعوة إلى اإلسالم هي العمل األصلي للدولة.
مستر
#
5
المشاركات725 : عضو نشيط جدا مستر
وبعد عرض هذه األحوال القائمة فإننا سعيا ً إلصالحها ننصح بما يأتي:
أوالً :لتعزيز دور العلماء والدعاة وتمكينهم من القيام بواجبهم الشرعي نقترح:
) 1رفع كل القيود والتعليمات التي تقيد نشاط الدعاة والعلماء ،والسماح لهم بالتأليف والنشر واإلفتاء والخطابة والمحاضرة
وتسجيل األشرطة وعقد الندوات والحلقات العلمية ،دون حاجة إلى ترخيص أو إذن رسمي من وزارة اإلعالم أو األوقاف أو
غيرهما ،وأن يجعل القضاء الشرعي هو الجهة الوحيدة التي يناط بها النظر في أي مخالفة تنسب إلي الدعاة أو العلماء أو
غيرهم وهو الجهة الوحيدة التي تقرر فيما إذا كانت المخالفة تستوجب العقوبة ،وأن يقتصر دور الجهات الرسمية في رفع
الدعاوى أمام القضاء في ذلك.
) 2فسح المجال إلنشاء هيئات وجمعيات مستقلة للعلماء والدعاة وتشجيع ذلك ،ووضع الئحة إجرائية تسهل ذلك في الرئاسة
العامة للبحوث واإلفتاء ،وأن يكون اإلشراف عليها وتوجيهها وقيادتها من علماء األمة المشهود لهم بالعلم والصالح،
وتخول هذه الهيئات صالحية تبني النشاطات الدعوية في البالد ونشر العلم في المرافق المختلفة ،وأن تعمل الدولة على
إفساح المجال لها لتقديم كل ما تستطيعه من خير لهذه األمة.
) 3تعزيز دور هيئة كبار العلماء باختيار العلماء ذوي الفضل والمشهورين بالقدرة واالجتهاد الذين صار لهم القبول من
أفراد األمة ،وذلك بناء على ترشيح جهات شرعية ،كقضاة المحاكم ،وأعضاء لجنة االفتاء واإلرشاد ومجلس القضاء األعلى
وأساتذة الكليات الشرعية ،وأن تكون المفاضلة بينهم على أساس العلم والدين والورع والقوة في ذات هللا وتجربتهم
الشرعية ،وأن تكون عضويتهم بهذه الهيئة غير قابلة للعزل إال بسبب شرعي وبموجب حكم شرعي أخذاً بما رجح في الفقه
اإلسالمي من عدم عزل القضاة ومن في حكمهم إال لعذر شرعي ،ألنهم بالوالية يصيرون ناظرين للمسلمين على سبيل
المصلحة ال عن اإلمام ( االحكام السلطانية ألبي يعلى الفراء الحنبلي).
) 4لتحقيق دور العلماء في إرساء قواعد الشرع وأحكامه يجب أن تعرض جميع األنظمة والمعاهدات قبل إقرارها على هيئة
كبار العلماء للتأكد من مطابقتها لقواعد الشريعة اإلسالمية.
)5تعزيز دور األوقاف اإلسالمية واستقالليتها للقيام بواجبها الشرعي من توفير النفقات في أوجه الخير واألعمال الصالحة
من دعوة أو نشر للعلم الشرعي ،وذلك بأن ُيفصل ما ُيستحصل من غالت األوقاف المخصصة لنشر العلم الشرعي أو الدعوة
أواإلنفاق على المرافق الدعوية كالمساجد عن ميزانية الدولة ،وأن ترتبط بجمعية خيرية لألوقاف مستقلة ُيديرها مجلس
النظار الشرعيين للوقف أو القاضي الشرعي بجمع النفقات شرعي من القضاة أو العلماء يتولى المتابعة واإلشراف على قيام ّ
لهذه األوقاف وحفظ ميزانيتها ،واالنفاق منها في و جوه الخير بحسب شروط الواقفين.
) 6إصدار التعليمات لكل قطاعات الدولة ووسائل اإلعالم والتعليم والنشر بتمكين العلماء والدعاة من أداء واجبهم الشرعي،
واألخذ بنصائحهم ،كما يجب أن يشجع الدعاة لبيان الحق والدعوة إليه في كل المجاالت وفي التجمعات العامة وفي
المناسبات التي تمر باألمة وفي الصحف والمجالت.
) 7فتح المجال أمام الدعاة والعلماء خارج البالد -ممن عرف بسالمة المعتقد وصدق االتجاه وصواب المنهج -إللقاء
المحاضرات وإقامة الندوات والمؤتمرات والحلقات العلمية والمنتديات ،وتسهيل إجراءات قدومهم بما يحقق التفاعل
والتعاون بين علماء البالد وإخوانهم من العالم اإلسالمي.
ثانيا ً :لتحقيق قيام الدولة بالواجب الشرعي في الدعوة في الداخل والخارج وتعزيزه ننصح بما يأتي:
)1أن ُتعد السفارات والقنصليات بالخارج دوراً للدعوة إلى اإلسالم وإبالغه لألمم ورعايا الدول األخرى ورعاية شؤون
المسلمين ،وهذا يوجب تدعيم السفارات بالدعاة المؤهلين والعلماء المتفرغين وحسن اختيار السفراء والقناصل للقيام
بواجب تبليغ اإلسالم والدعوة إليه.
) 2إنشاء محطات إذاعية وتلفزيونية خاصة للدعوة إلى اإلسالم وتعليم أحكامه باللغات العالمية ،وتخصيص أوقات مناسبة
من البث الحالي لإلذاعة والتلفزيون الرسميين لذلك ،على أن تجعل اإلشراف على برامج الدعوة وإبالغ اإلسالم وتعليمه
للهيئات الدعوية والشرعية والمتخصصين في ذلك ،وأن يعمل على زيادة البث زمانيا ً ومكانيا ً واالستفادة من التقنية الحديثة
في ذلك لكي تبلغ الدعوة جميع أقطار المعمورة.
) 3االهتمام بتعليم أبناء األقليات اإلسالمية وتمكينهم من القيام بدور قيادي لنشر اإلسالم والدعوة إليه في بالدهم عن طريق
زيادة المنح الدراسية لهم في كل جوانب المعرفة ،وفي العلوم الشرعية خاصة ،وكذلك عن طريق فتح المعاهد والمدارس
والكليات الشرعية في بالد المسلمين المختلفة وتخصيص موارد ثابتة دائمة لإلنفاق عليها.
) 4لضمان قيام مرافق الدولة المختلفة بأعمالها على هد ي الشرع وإرشاد منسوبيها فيما يتعلق بعملهم من أحكام شرعية،
يجب أن يجعل في كل جهاز حكومي في الداخل أو الخارج إدارة متخصصة في الشؤون الشرعية تتولى تقديم المشورة
الشرعية والتأ كد من مطابقة قرارات هذه األجهزة والمرافق ألحكام الشرع والقيام بالنصح والتوجيه لمنسوبيها في ذلك،
وأن ترتبط هذه األجهزة بجهات شرعية كالرئاسة العامة للبحوث واإلفتاء واإلرشاد أو هيئة األمر بالمعروف والنهي عن
المنكر أو وزارة العدل.
)5أن ُتدعم مؤسسات الدعوة وهيئات األمر بالمعروف والنهي عن المنكر ماليا ً ومعنويا ً ووظيفيا ً بأن ُيعاد النظر في أنظمة
وكوادر هذه الهيئات ،وأ ن ُيكثف توظيف حملة الشهادات الشرعية فيها واستقطاب الكفاءات الدعوية والقضائية المتميزة
خول لها الصالحيات المناسبة و ُتوفر لها اإلمكانات والتجهيزات الالزمة من وسائل نقل أو تقنية حديثة لتمكينها لها ،وأن ُت ّ
من القيام بدورها لبيان الحق والدعوة إليه.
)6أن ُيهتم بالمناطق النائية والقرى واألرياف بدعوة أهلها وتعليمهم أمور دينهم وإرشادهم وأن ُيبعث إليهم بالوفود
واللجان وأن ُت خصص لذلك ميزانية خاصة في الهيئات الدعوية والمرافق التعليمية حتى يتحقق البالغ وينشر العلم في كل
المناطق.
)7إنشاء صحف ودوريات علمية متخصصة في شؤون الدعوة والعلوم الشرعية ،ودعم الموجود منها ماليا ً وإدارياً،
والحرص على استقاللها.
مستر
#
6
المشاركات725 : عضو نشيط جدا مستر
األنظمة واللوائح
مقدمة :
إنه مما علم من دين اإلسالم بالضرورة وجوب االحتكام إلى شرع هللا وتحكيمه في جميع شؤون الفرد واألسرة والدولة وفي
عالقة األمة بالدولة ،وفي عالقة الدولة واألمة بغيرهما من الدول واألمم ،كذلك من المعلوم وجوب أن يكون شرع هللا وحده
هو المهيمن على ما سواه وأن تتحقق سيادة الشرع التامة على أعمال الدولة وأنظمتها وتصرفاتها ولوائحها ومعاهداتها
وكافة جوانب الحياة فيها.
يصرح العديد من والة األمر في مناسبات شتى بأنه استناداً إلى ذلك سيجري مراجعة أنظمة
ّ ولعل مما يبشر بالخير أن
ولوائح البالد وتنقيتها وإلغاء كافة ما يخالف الشرع منها ،وأن ينص النظام األساسي على أن الشريعة اإلسالمية هي
الحاكمة على كل أنظمة الدولة ،ولذا رأينا قياما ً بواجب النصح أن نب ّين قضايا كلية تتعلق بواقع األنظمة وسبل إصالحها
وكيفية إسنادها إلى الشرع ،مع اإلشارة إلى بعض الشواهد واألمثلة على بعض المخالفات الموجودة حاليا ً في العديد من
األنظمة القائمة بهدف العمل على تعديلها أو إلغائها واستبدال األنظمة الشرعية بها.
أوالً :أنواع األنظمة :
إن النظر في األنظمة واللوائح واألوامر يظهر جليا ً أنها تحتوي على نوعين من األحكام أو المواد.
النوع األول منها :المواد أو األحكام التشريعية وهي المواد التي تنص على أحكام تكليفية سواء باإللزام (الوجوب) أو المنع
(التحريم) أو اإلذن والتجويز (اإلباحة) ،أو بنص على بيان أسباب هذه األحكام التكليفية وشروطها واستثناءاتها وموانعها
وصحتها وفسادها أو بطالنها .فهذا النوع من مواد األنظمة يتعلق بأفعال المكلفين األصلية والحكم عليها .وقد أطلق علماء
األصول في الشريعة على هذا النوع اسم خطاب التكليف وخطاب الوضع .ولكن المالحظ أنه ال يوجد في األنظمة القائمة حكم
سن أحكامها. باالستحباب أو الكراهية حيث أنها متعلقة بالثواب والعقاب األخروي وهو ما ال تجعله األنظمة موضع نظر عند َ
النوع الثاني :المواد أو األحكام اإلجرائية وهذه هي المواد التي تنص على أحكام تتعلق بوسائل مادية وأساليب تنفذ بها
األحكام التشريعية مما لم يرد نص شرعي عليها بعينها ،وليست مقصودة لذاتها بل هي وسائل لغيرها .وهو ما أطلق عليه
علماء أصول الشريعة أحيانا ً اسم المصلحة المرسلة.
فعلى سبيل المثال :إن جباية الزكاة من أموال مخصوصة ،وتحديد من تجب عليه ،وتوزيعها على أصناف مخصوصة من
الناس كل ذلك يعد أحكاما ً تشريعية حيث أن الحكم بوجوب جباية الزكاة من قبل الدولة ،وعدم جواز دفعها لغير أهلها،
وشروط وجوب الزكاة من حول ونصاب ،وما يمنع من دين ونحو ذلك ،كل هذا يعد أحكاما ً تشريعية ألفعال المكلفين بالتكليف
أو الوضع.
أما الوسائل المستخدمة لتنفيذ هذا الحكم التشريعي من وسائل النقل والسجالت الخطية أو المغناطيسية ،وكيفية اتصال الجباة
بالناس إما بالذهاب إليهم أودعوة الناس إلى تسديد زكاتهم بدائرة الزكاة بالكتابة إليهم بالبريد المسجل ،والفترة التي يجري
بها ذلك من أول الحول أو وسطه أو آخره كل هذه األمور ُتعد أحكاما ً إجرائية تتعلق بأسلوب ووسيلة تنفيذ هذا الحكم
التشريعي.
ومثال آخر :إن اشتراك الناس في الطرق والمنافع العامة وإباحة حق االنتفاع لهم بالسير فيها ،ومنع اختصاص أحد دون
أحد في ذلكُ ،يعد أحكاما ً تشريعية .أما كيفية تنفيذ هذه األحكام بوسائل وأساليب متنوعة كاألرصفة ،وعالمات المرور
ولوحاته ،والخطوات اإلجرائية الالزمة للتثبت من أهلية قادة المركبات عليها كل ذلك ُيعد أحكاما ً إجرائية.
ومثال ثالث :ينص نظام الشركات في مادة ( )2على أن أحكام النظام تسري على الشركات المحددة به التي تشمل شركة
التضامن ،وشركة التوصية البسيطة والمحاصة ،والمساهمة..إلخ ،ثم ينص النظام على بطالن كل شركة ال تتخذ األشكال
المذكورة مع عدم المساس بالشركات المعروفة في الفقه اإلسالمي ،فهذه المادة تعد حكما ً تشريعيا ً ألنها حكمت على فعل
المكلفين في شراكة بالصحة إذا وافق الهيئة أو الشكل الذي حددته ألنواع الشركات ،وحكمت بالبطالن على ما يخالف ذلك
كما ألزمت بأنواع معينه من أفعال المكلف إذا أراد عقد شركة وهي أشكال الشركة المحددة بالنظام.
وفي مادة ( )12نص النظام على أن جميع العقود والمخالصات واإلعالنات وغيرها من أوراق الشركة يجب أن تحمل اسمها
وبيان نوعها ومركزها الرئيسي .ونص النظام في مادة ( )123على أن مجلس الشركة المساهمة ُيعٍد في نهاية كل سنة
مالية جرداً ألصول الشركة و ُيعٍد ميزانية الشركة وحساب األرباح والخسائر ،وحددت مادة ( )124طرق تبويب الميزانية
وحساب األرباح والخسائر ،فهذه المواد (رقم )124،123،12التي تتضمن تعريف وسائل مادية وإجراءات تنفذ بها
الشركة أعمالها ُتعد أحكاما ً إجرائية ..وهكذا.
ومن ذلك يتضح أن كل نظام يحوي في مواده النوعين من األحكام السابق ذكرهما وهما األحكام التشريعية واألحكام
اإلجرائية .ولذا يجب إدراك هذا عند الحكم شرعا ً على األنظمة ،حيث أن الحكم على أي نظام إنما يكون بعد المعرفة لنوع
أحكامه وبحسب مصادرها ،فاألحكام التشريعية -سواء كانت خطاب بالتكليف أو الوضع -فالحكم فيها هلل تعالى وحده ،أما
األحكام اإلجرائية فلولي األمر وضعها والتدخل في تنظيمها بما يحقق المقاصد الشرعية .وهذا ما سيجري تفصيله الحقا ً في
التالي.
ثانيا ً :األحكام التشريعية يجب استنباطها من أدلة الشرع ،ويحرم أخذها من غيره :
إن سيادة الشرع اإلسالمي تقتضي أن تكون جميع األحكام التشريعية مستنبطة باجتهاد صحيح من أدلة الشرع وهي الكتاب
والسنة واإلجماع وما دلت عليه من قواعد شرعية وطرق استنباط األحكام بالقياس وغيره كما هو مفصل في كتب األصول،
فقد أوجب تعالى الرجوع إلى كتابه وسنة رسوله في كل أمر وجعل ذلك شرط اإليمان ،قال تعالى" أال له الخلق واألمر" وقال
عزوجل " فال وربك ال يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم" وقال"وأن احكم بينهم بما أنزل هللا" وقال "ومن لم يحكم بما
أنزل هللا فأولئك هم الكافرون" وقال "ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي األمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم" وقال "وما
كان لمؤمن والمؤمنة إذا قضى هللا ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم" إلى غير ذلك من اآليات .وقال عليه
الصالة والسالم" من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد" وجعل تعالى الرجوع والتحكيم لغير شرعه ضالالً مبينا ً
وس ّمى كل شرع غير شرعه طاغوتا ً قال تعالى " ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك
يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضالالً بعيداً".
وأجمعت األمة على وجوب تحكيم شرع هللا واالنقياد له وأنه ال يسع أحداً الخروج عليه ولهذا قاتل سلف األمة من الصحابة
رضي هللا عنهم من ارتد عنه بمنع الزكاة.
إن الحكم التشريعي يجب أن يقتصر مصدره وأدلته على أدلة اإلسالم ،وقبول أي مصدر غير اإلسالم لألحكام التشريعية يعد
تحاكما ً إلى الطاغوت كما نص عليه القرآن .ويحرم فعله سواء وافق الطاغوت الشرع أم خالفه ألن الواجب على المسلم
الكفر بالطاغوت على كل حال،ولذا فإن الرجوع إلى أي قانون تشريعي كالقانون الجنائى الفرنسي ألحكام العقوبات،
أوالقانون المدني المصري ألحكام الشركات مثالً والحكم بها بين الناس ال يجوز مطلقا ً سواء وافقت الشرع أم خالفته ألن
الرجوع إليها تحكيم للطاغوت وإيمان به ويحصل به الضالل البعيد ،والكفر والفسق أوالظلم عياذاً باهلل لمن فعل ذلك.
ثالثا ً :األحكام اإلجرائية يجب أال تخالف الشرع وتؤخذ بحسب تحقيقها للمقاصد المشروعة:
دل الكتاب على أن االنتفاع بالوسائل المادية في الكون مباح لتسخيرها من هللا تعالى لخلقه وامتنانه عليهم بها قال تعالى
"هو الذي خلق لكم ما في األرض جميعا ً" ،وقال تعالى "ألم تروا أن هللا سخر لكم مافي السموات وما في األرض" .كما دلت
السنة وفعل الخلفاء الراشدين على أن األحكام اإلجرائية واألحكام الدنيوية المحضة جائزة على وجه العموم إذا لم يرد دليل
خاص بتحريم فرد منها وإذا لم يترتب على فعلها فوات مصالح أكبر أو حصول مفاسد أعظم ،وذلك نحو ما ثبت في حديث
تأبير النخل في قوله عليه الصالة والسالم " أنتم أعلم بأمر دنياكم" ونحو حفر الخندق اقتباسا ً من عمل الفرس كسياسة
دفاعية ،واستخدام المنجنيق ،ووضع عمر رضي هللا عنه الديوان اقتباسا ً من غير المسلمين لتنظيم أمور العطاء إجرائياً..إلى
غير ذلك من أمثلة ،ولهذا متى ثبت كون الحكم إجرائيا ً فإن أي وسيلة وأسلوب ينفذ به الحكم التشريعي المستنبط من أدلة
الشرع يجوز اقتباسها بحسب تحقيقها للمقاصد الشرعية على أحسن وجه ،مع الحرص على تبسيط هذه اإلجراءات
وتيسيرها والرفق بالناس إذا تعلقت بالدولة ،وهذه الوسائل واإلجراءات هي ما أطلق عليه علماء أصول الشريعة أحيانا ً اسم
" المصلحة المرسلة" باعتبار أنه لم يرد دليل خاص لها وإنما تندرج تحت الحكم التشريعي العام الذي تعد وسيلة وأسلوبا ً
لتنفيذه.
رابعا ً :تنفيذ المباح أو اإللزام به:
شاع بين الناس أنه ال يجوز للدولة مطقا ً المنع واإللزام بأمر مباح بحجة المصلحة العامة استناداً إلى كون الشرع قد خير
المكلف في المتاح بين الفعل والترك .ولقد نجم عن هذا الظن الفاسد تحريم ما أحل هللا ورسوله وإيجاب ما لم يوجب تعالى
وإلزام الرعية بذلك وعقابهم على مخالفته دون قيد شرعي منضبط أو إذن من الشارع بذلك .ولقد أنكر تعالى على من حرم
ما أحل عزوجل أعظم اإلنكار وس ّمى من فعل ذلك على وجه التشريع مشركا ً قال تعالى"سيقول الذين أشركوا لوشاء هللا
ماأشركنا وال آباؤنا وال حرمنا من شيء" وقال عزوجل " قل أرأيتم ما أنزل هللا لكم من رزق فجعلتم منه حراما ً وحالالً،قل_
آهلل أذن لكم أم على هللا تفترون" ،وقال تعالى "قد خسر الذين قتلوا أوالدهم بغير علم وحرموا ما رزقهم هللا" ...إلى غير
ذلك من آيات ،وقد نهت الشريعة أن يلزم اإلنسان نفسه بأن يمتنع عن فعل مباح ،قال تعالى" يا أيها النبي لم تحرم ما أحل
هللا لك تبتغي مرضات أزواجك"،حتى لو كان ذلك االمتناع بقصد التعبد ،نحو إنكار الرسول صلى هللا عليه وسلم على من
ألزموا أنفسهم بترك أكل اللحم أو نكاح النساء ،وعلى من نذر أالّ يجلس وال يستظل ،فإذا كان هذا في حق المكلف الفرد الذي
قصده مصلحة دنيوية أو التعبد بترك المباح ،فكيف يحل للدولة أن تحرم بعض المباح عموما ً أو أن تعلق فعله على إذنها
وترخيصها على وجه اإلطالق .وإنما دلت األدلة الشرعية التفصيلية أنه ال يجوز للدولة التدخل باإللزام أو المنع من فرد من
أفراد المباح مؤقتا ً في أحوال مخصوصة مقيدة بقواعد شرعية منضبطة نعرضها في ما يلي لكي يزول االلتباس في هذا
الباب:
الحالة األولى :أن يكون المباح مؤديا ً إلى ضرر أو إلى حرام فللدولة أو اإلمام التدخل في هذه الحالة لمنع حصول الضرر
والمحرم ،وذلك نحو منع من كان مريضا ً باإليدز أو الجذام المعدي -عياذاً باهلل -من الزواج لمنع نقل العدوى ،ونحو منع من
كف أو ضعف بصره من قيادة المركبات في الطرق للضر الحاصل .وهذه القاعدة ثابتة بأحاديث منع الضرر واإلضرار
وقاعدة منع مايوصل إلى حرام نحو المنع من سب آلهة المشركين إذا ظن أنهم يسبون هللا عدواً بغير علم ،ونحو منع
الرسول عليه الصالة والسالم في أول األمر المسلمين من ادخار لحوم األضاحي فوق ثالث لضرر المجاعة ،ونحو فعل
عثمان رضي هللا عنه باإللزام بالمصحف اإلمام بلهجة قريش عند خشية المحرم من فرقة المسلمين وفتنتهم في األمصار إذا
لم يفعل ذلك ،ونحو منع عمر رضي هللا عنه بعض الصحابة من الخروج من المدينة للضرر الحاصل بذهاب أهل الفقه
واالجتهاد الذين يرجع إليهم في النوازل ومعضالت األمور من قاعدة اإلسالم .وموضوع الضرر أو المحرم هذا أمر يمكن
أدراكه والتحقق من واقعه وليس أمراً مبهما ً كالمصلحة العامة ،ولهذا إذا تدخلت الدولة لمنع أمر مباح أصالً بحجة الضرر
أو حصول المحرم ،فإن عليها إثبات الدليل على وجود الضرر أو الحرام حتى يكون عملها وفق الشرع في ذلك.
الحالة الثانية :أن يكون أمر المباح متعلقا ً بشؤون الدولة الخاصة بها كشؤون جيشها وموظفيها ونحوه فلها حينئذ اإللزام
والمنع لمن يتعلق به ذلك من موظفيها وجنودها لتحقيق مقصد شرعي وذلك كإلزام موظفي الدولة بدوام مخصوص أو إلزام
جنودها بلبس معين ونحوه .ومن هذا الباب كان عمر رضي هللا عنه يقاسم عماله أموالهم ويشترط عليهم في ذلك ،ومنع
عماله من وضع أبواب أو حجب مغلقة دون رعيتهم ،ومنع بعض قادة ة جيوشه ووالته من نكاح الكتابيات لئال ُيقتدي بهم
في ذلك.
الحالة الثالثة :تنظيم المرافق واألموال العامة ،حيث ثبت بالسنة أن ما كان من مرافق المسلمين يشتركون فيه نحو الماء
والكأل والنار والطرق العامة ،وما كان من األموال العامة كالفيء فإن تنظيمه متروك للدولة لتحقيق المقصد الشرعي بعدم
اختصاص أحد به دون أحد ،ولها عندئذ اإللزام أو المنع من بعض أفراد المباح على هذا الوجه الشرعي .حيث أن النبي عليه
الصالة والسالم حمى النقيع ،واسترجع إقطاع أبيض بن حمال لمنجم الملح لحاجة الناس إليه ،ووزع أبوبكر رضي هللا عنه
أموال الفيء بالتساوي بين الناس ،بينما وزعها عمر رضي هللا عنه بحسب األسبقية في اإلسالم ،وأمر الرسول عليه الصالة
والسالم بجعل الطريق سبعة أذرع لتنظيم السير فيه ،وقضى بحكمه في السيل بأن ُيرسٍ ل األعلى على األسفل ،وحمى عمر
رضي هللا عنه الشرف والربذة..إلى غير ذلك من أمثلة تدل على أن لإلمام أو الدولة التدخل لتنظيم المرافق واألموال العامة
التي يشترك فيها المسلمون لتحقيق مقصد شرعي.
الحالة الرابعة :تنفيذ فروض الكفاية المنوطة بالدولة ،حيث جعل الشرع تنفيذ بعض فروع الكفاية منوطا ً بالدولة كجمع
الزكاة والجهاد ونحو ذلك .فللدولة حينئذ وضع تنظيم إجرائي لتنفيذ هذه الفروض المناطة بها ،ومن ذلك أن عثمان رضي
هللا عنه كان يحدد شهراً معينا ً لجمع الزكاة كما ورد في الموطأ.
ومن هذا العرض للشواهد الشرعية التي تبين األحوال المخصوصة التي أذن الشارع للدولة بالتدخل فيها بالمنع أو باإللزام
من بعض أفراد المباح بهدف تحقيق مقصود شرعي يظهر جليا ً أن األصل في غير هذه األحوال أن ليس للدولة تحريم المباح
والمنع منه ،أو إيجابه ،أوقصر فعله على من حصل على ترخيص منها ،ألن اإلباحة حكم من خالق العباد وربهم تعالى،
ومتى ثبت بالدليل الشرعي إباحة الفعل فليس لمخلوق المنع أو اإللزام به على وجه اإلطالق ،كمايدل على ذلك حديث عدي
بن حاتم في تفسير قوله تعالى " اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا ً من دون هللا "....اآلية.
مستر
#
7
المشاركات725 : عضو نشيط جدا مستر
بتطبيق القضايا الكلية السابقة على األنظمة حاليا ً يظهر مايلي :
)1إن كثيراً من األنطمة تتضمن أحكاما ً تشريعية مستمدة من مصادر قانونية عربية أو غربية في بالد أخرى ال تح ّكم الشرع
فنظام األوراق التجارية مستمد عن معاهدة جنيف لألوراق التجارية ،ونظام الشركات نصت مذكرته التفسيرية على أنه
مستمد من "الصالح من أحكام أنظمة الدول األخرى" ،ونظام العمل والعمال مستمد من االتفاقيات واألنظمة الدولية العمالية،
ونظام مكافحة التزوير يتشابه في كثير من مواده وتعابيره مع القوانين األوروبية وعلى األخص األلمانية والفرنسية...
وهكذا .وهذه المصادر ال يجوز الرجوع إليها ،ألخذ األحكام التشريعية منها ألن ما نقل واستمد منها من أحكام تشريعية لم
ُيستنبط من أدلة الشرع و ُيعد تحكيما ً لغير الشرع.
) 2نصت معظم األنظمة القائمة على تشكيل لجان وهيئات لها صالحيات القضاء وملزمة وفق أحكام ومواد النظام ،حيث
يوجد ذلك على سبيل المثال في نظام العمل والعمال ،ونظام األوراق التجارية ،ونظام المحكمة التجارية ،ونظام الشركات،
ونظام مكافحة الغش التجاري ،ونظام العقوبات العسكري ،ونظام محاكمة الوزراء ،ونظام مكافحة الرشوة،إلى غير ذلك من
أنظمة ،كما جعلت بعض األنظمة أعضاء هذه اللجان من القانونيين ،كما في نظام التعدين والذي نص على أن أحكامه
مخصص لها هيئة من القانونيين العالميين ،وكل هذا مخالف للشرع نظراً ألنه جعل القضاء وفق أحكام النظام وأدى إلى عزل
القضاء الشرعي عن النظر في هذه الجوانب من حياة الناس ،هذا فضالً عن التضارب بين أحكام القضاء وتلك األنظمة.
)3اعتبرت بعض األنظمة الشريعة اإلسالمية مصدراً احتياطيا ً للتشريع والقضاء ومثال ذلك المادة التاسعة من نظام هيئة
تسوية المنازعات لدول مجلس الخليج العربي ،والمادة ( )185من نظام العمل والعمال.
)4أجازت بعض األنظمة أموراً محرمة لمن يتعلق بهم ذلك ،نحو إباحة إصدار سندات قرض للشركات المساهمة ،وإباحة
عقود التسهيالت االئتمانية وحسابات الفوائد بالبنوك ،وهي جميعا ً في حقيقة أمرها وثائق ربوية .ونحو التمييز بين
المسلمين في مواد بعض األنظمة باعتبار الموطن اإلقليمي مخالفة بذلك أحكام دار اإلسالم .ونحو إسقاط الحقوق وعدم
سماع الدعاوى بالتقادم كما في نظام العمل والعمال ونظام اإلوراق التجارية بعد مضي مدد معينة .ونحو اإلذن بالتجسس
وتفتيش البيوت المحرم شرعا ً في الالئحة التنظيمية للتحقيق واالدعاء للمتهمين وغير المتهمين بهدف إثبات الجرم ،مع أن
األصل براءة الذمة وأنه ال يجوز التجسس أو انتهاك حرمة البيوت باآليات القرآنية القطعية ،ولم ُيستثن في ذلك إال استنقاذ
فصل الفقهاء.
حرمة محقق هالكها ويفوت استدراكها كقتل نفس أو انتهاك عرض كما ّ
)5قيدت بعض األنظمة بعضا ً مما أباح هللا تعالى ورسوله بإذن الدولة أو ألزمت ما لم يلزم به شرع هللا ،على غير األحوال
المأذون بها شرعا ً ،وذلك نحو اإللزام بأنواع شركات معينة وإبطال الشركات التي ال تتفق مع أشكال الشركات المحددة
يحرم كل أعمال الشراكة والعقود المجمع على إباحتها شرعا ً بين المواطنين وغيرهم من بالنظام ،ونحو نظام التستر الذي ّ
المسلمين إذا تمت بخالف تعليمات الدولة ويعاقب على ذلك ،وكان له األثر السيء على االقتصاد المحلي حيث أدى إلى
تسرب مدخرات غير المواطنين إلى الخارج وعدم االستفادة منها محلياً ،ونحو نظام استثمار المال األجنبي الذي يمنع
المسلمين من الشراكة والتجارة المباحة مع بعضهم البعض إال بترخيص الدولة وإذنها .ونحو إلزام رب العمل بما لم يلزم به
الشرع ولم يتفق عليه المتعاقدان في نظام العمل والعمال كاإللزام بعالج العامل ونفقته ومعاشه التقاعدي وتأمينه اجتماعيا ً
(فتاوى الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه هللا) .ونحو منع البنوك من مزاولة األعمال التجارية والزراعية والصناعية والعقارية
المباحة مما يؤدي إلى قصر عملها على التعامل الربوي ..إلى غير ذلك من أمثلة.
) 6أقرت بعض األنظمة االحتكارات واالمتيازات غير المشروعة نحو قصر استغالل مرافق الطرق الطويلة على شركة بعينها
أو المنع من الطيران التجاري لغير الخطوط السعودية ،ونحو منع غير البنوك من وجوه أخذ المال من أهله على غير الوجه
المأذون به شرعاً.
ً ً
)7فرضت بعض األنظمة رسوما ومكوسا دون استدالل شرعي يجيز ذلك ،وأمثلة هذه كثيرة نحو رسوم الجمارك على
المسلمين ،ونحو رسوم المرور والبلديات ورسوم الجوازات والرخص وغير ذلك من وجوه أخذ المال من أهله على غير
الوجه المأذون به شرعاً.
) 8قررت بعض من األنظمة عقوبات على من يخالف أحكامها ،وقد غلب على هذه العقوبات ما تقرر بالقوانين الوضعية التي
استمدت منها إذ قصرت العقوبات في أغلب األحوال على السجن أو الغرامة المالية .ولم تأخذ هذه األنظمة عقوبات التعزير
األخرى التي جاء بها الشرع ،ولقد ترتب على هذا فساد كبير ،فعقوبة السجن أدت إلى ازدحام السجون وزيادة الكلفة على
الدولة في أمر المساجين ،وضياع من يعولهم السجين بحبسه عن الكسب ،وتعليم السوء من بعض المساجين لبعض ،كما أن
عقوبة الغرامة المالية يحصل بها إجحاف للفقير وال يرتدع بها الغني وقد تؤدي إلى أكل المال بالباطل.
سبيل اإلصالح :
بتأصيل ما ذكر يظهر أن الواجب الشرعي مراجعة األنظمة القائمة مراجعة شاملة لتنقيحها وإلغاء كل مخالفة للشرع بها
وكذلك العمل على وضع أنظمة شرعية بديلة لما يتعسر تنقيحه منها .وننصح بهذا الصدد بما يلي:
) 1مراجعة األنظمة القائمة بالنظر في كل مادة منها على حدة ،وإبطال كل مادة تشريعية منها ال يشهد لها دليل شرعي
باستنباط واجتهاد صحيح.
)2مراجعة األنظمة إللغاء كل إلزام بمباح أو منع منه في غير األحوال المخصوصة التي ّبينها الشارع ،وللتحقق من ذلك
يتحتم أن يعرض كل إلزام بمباح أو منعه -مما يظن أنه من األحوال التي يجوز لولي األمر التدخل فيها -على ذوي الفقه
الشرعي إلصدار حكم خاص بجواز ذلك أو عدمه.
) 3إلغاء كل اللجان ذات الصالحيات القضائي في األنظمة ،وإحالة جميع القضايا واختصاصات هذه اللجان إلى المحاكم
الشرعية.
)4إنشاء محكمة شرعية عليا للنظر في الدعاوى التي ُترفع بشأن مخالفة األنظمة واللوائح للشرع لتحقيق جعل الشريعة
خول مجلس القضاء حاكمة على جميع األنظمة ،وإلبطال وإلغاء ما ثبت مخالفته للشرع منها ،ويمكن للبدء في ذلك أن ُي ّ
األعلى هذه الصالحيات.
)5تغيير العقوبات المنصوص عليها باألنظمة بعقوبات التعزير الشرعية وترك ذلك لقضاة الشرع الذين هم حرس على
حسن تطبيقه ومنع الخروج عنه.
)6تحويل األقسام األكاديمية والتعليمية لألنظمة في الجامعات ومعهد اإلدارة إلى أقسام ُتعنى بالدراسة المتخصصة للفقه
الشرعي وأصول استنباط أحكامه ودراسة فقه الشريعة المقارن ،واستقطاب الطلبة الموهوبين لتخريج فقهاء متميزين منها،
ولالستفادة من الثروة التشريعية الفقهية العظيمة لدى المسلمين في وضع األنظمة .وأن تقتصر دراسة القوانين الغربية على
الدراسات العليا للمتضلعين بالفقه الشرعي بأن تدرس كما تدرس عقائد الكفر لدحضها وبهدف نقضها وبيان فسادها وما
يخالف الشرع منها.
كما ننصح عند إصدار أنظمة جديدة بما يلي:
) 7أن يوضع لكل نظام أو الئحة مذكرة فقهية شرعية تبين األدلة الشرعية التي استنبطت منها مواد النظام إن كانت أحكاما ً
تشريعية ،أو تبين كون المواد أحكاما ً إجرائية ال تخالف الشرع تندرج تحت حكم تشريعي مشروع وتعد وسائل لتنفيذه
ويتحقق بها المقصود المطلوب.
) 8عدم الرجوع عند وضع أحكام األنظمة التشريعية إلى أنظمة الدول األخرى لالقتباس منها لكونها أنظمة التحكم الشرع
أصالً وألنها في مجملها مشا ّقة ألحكام هللا ورسوله.
)9يجب أن تكون اللجان التي يعهد إليها اقتراح األنظمة التشريعية ـ عند الضرورة_ إلى ذلك ـ لجانا ً شرعية تقتصر عضويتها
على من استكملوا أهلية الفقه واالجتهاد الستنباط األحكام سواء كانوا من أهل البالد أو من غيرهم من علماء الشرع في بالد
المسلمين .فإن تعذر ذلك فال بد أن تقتصر عضوية اللجان على ذوي القدرة على الفتوى والرجوع إلى كتب الفقه المعتبرة
واستخراج األحكام منها .ويمكن لهذه اللجان أن تستعين بأهل الخبرة من فنيين وإداريين وغيرهم لبيان الواقع وتفصيله ـ
عند الحاجة ـ ولكن دون أن ُيجعل لهؤالء الخبراء غير الشرعيين دوراً في وضع األحكام التشريعية وبيانها.
مستر
#
8
المشاركات725 : عضو نشيط جدا مستر
القضاء والمحاكم
مقدمة :
عظمت الشريعة اإلسالمية شأن القضاء الشرعي،حيث جعلت الشرع والقضاء صنوان ،فالدين اإلسالمي كما جعل الشرع هو
الحاكم على أفعال البشر وهو مصدر أنظمة الحياة ،جعل القضاء جهة اإللزام بأحكام التشريع في إزالة التنازع ،ورفع
المظالم ،ومنع التجاوزات ،ولذا ال يمكن إقامة أحكام الشرع في واقع الحياة إال بوجود القضاء الشرعي المهيمن والفاصل
لكل نزاع بين األفراد واألمة والدولة ،قال تعالى " فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى هللا والرسول إن كنتم تؤمنون باهلل
واليوم اآلخر ذلك خير وأحسن تأويالً" .وإنفاذ مقتضى هذه اآلية يوجب الرد إلى هللا والرسول ،ويحتم وجود القضاء
الشرعي المبين للحكم الشرعي الملزم به بما يقطع النزاع ،وقد جعل تعالى الخضوع واالمتثال والقبول لحكم هللا تعالى
ورسوله حال المؤمنين فقال تعالى "إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى هللا ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا".
ونفى تعالى اإليمان عن المعرض عن حكمه وشرعه لفصل النزاع فقال عزوجل " فال وربك ال يؤمنون حتى يحكموك فيما
شجر بينهم" .ووصف تعالى المنافقين باإلعراض عن االنقياد لحكمه قال تعالى "وإذا دعوا إلى هللا ورسوله ليحكم بينهم إذا
فريق منهم معرضون ،وإن يكن لهم الحق يأتوا إليه مذعنين ،أفي قلوبهم مرض أم ارتابوا ،أم يخافون أن يحيف هللا عليهم
ورسوله بل أولئك هم الظالمون" .ولذا فإن العناية بالقضاء في الدولة ،وحصر الحكم في القضاء بشرع هللا من أعظم
واجبات الدولة المسلمة ،وينبغي اعتباره لذلك من أهم مرافق الدولة ،ألن عدل الشرع وحكمه يبسط من خالله ،وتحفظ
حقوق العباد ،ويسود األمن ،وقد أكد النظام األساسي هذه األهمية للقضاء حيث جعل "القضاء سلطة مستقلة ،وال سلطان
على القضاة في قضائهم إال الشريعة اإلسالمية".
وقبل بيان واقع القضاء والمحاكم في هذه البالد ،نريد أن نذكر مسلّمات مقررة شرعا ً تتعلق بالقضاء ،لكي تكون أساسا ً لكثير
من القضايا المتعلقة بالقضاء وسبل اإلصالح المقترحة في ذلك :
أوالً :إن ثمة فرقا ً جوهريا ً بين أمرين :أولهما توزيع عمل القضاء الشرعي بين مجالس قضائية متخصصة ،وهو ما يسمى
في كتب الفقه الشرعي "التولية على خصوص العمل" واألمر الثاني توزيع العمل القضائي بين المحاكم الشرعية واللجان
النظامية التي تحكم وفقا ً لألنظمة والمبادئ المقننة لها .فأما األمر األول فجائز قطعا ً ألن جميع القضايا في المجالس القضائية
الشرعية يفصل فيها بشرع هللا ،وإنما أجاز الشارع تخصيص القاضي الشرعي بحسب نوع القضية ،أي تخصيص نوعي
للقضاة .وأما األمر الثاني الذي هو توزيع قضايا النزاع ـ سواء بين الناس أو بين الناس والدولة ـ بين المحاكم الشرعية
وبين اللجان النظامية والقانونية فإن مقتضاه عزل الشرع المطهر عن الفصل في القضايا التي تختص بها تلك اللجان
النظامية.
ولقد اختلط هذان األمران على الكثيرحيث ساد لدى الكثير مفهوم مؤداه أن اختصاص القاضي الشرعي عند توليته بقضايا
معينة يسوغ ويبيح إيجاد جهات أخرى ال تقضي وفق النظر الشرعي كاللجان والهيئات النظامية أوالقانونية.وهذا المفهوم
يخالف الكتاب والسنة واإلجماع ،حيث أن األدلة الشرعية فصلت في أن الكتاب والسنة حاكمان على كل شيء ،وأن والية
القضاء الشرعي عامة في جميع األمور _،وأنه ال يجوز إخراج أي نزاع عن الرد إليهما ،قال تعالى "إنا أنزلنا إليك الكتاب
بالحق لتحكم بين الناس بما أراك هللا" ،وقال " فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى هللا والرسول" .فالعموم بهذه اآلية لجمع
النزاعات جنسا ً ومقداراً يقطع ويدل على أنه ال أمر مطلقا ً يخرج عن النظر الشرعي هذا ،فضالً عن أن عزل الشرع عن
بعض القضايا مخالفة عظيمة لقواعد اإلسالم الذي حرم التحاكم إلى غير شرعه ،وجعل الرجوع إلى الشرع هو مقتضى
اإليمان باهلل ورسوله ،ومقتضى تحقيق شهادة أن ال إله إال هللا وأن محمداً رسول هللا.
أما مفهوم تخصيص القاضي الشرعي بأنواع القضايا فهذا أمر مبسوط في كتب الفقه اإلسالمي وغايته ومقصوده حسن
اختيار القاضي الشرعي بما يناسب القضية ،حيث أن أنواع أحكام القضايا التي ينظر فيها القاضي الشرعي تعددد إلى قضاء
للزجر عن الحدود والجنايات ،أوالحسبة في منع المخالفات والجرائم المضرة بحق الجماعة ،أو إلزالة النزاع في العقود
والمعامالت ،أو لرفع المظالم عموما ً سواء الواقعة من ذوي السطوة والهيبة كالدولة والحكام أومن غيرهم ،وكل نوع من
هذه القضايا يتطلب صفات معينة في القاضي الشرعي إضافة إلى الشروط الضرورية من إسالم وفقه وعدالة ،فقضاء
المظالم مثالً يتطلب أن يكون القاضي متصفا ً بالهيبة والقوة ألنه يجري األحكام على ذوي الشوكة الذين يجرؤون على الظلم
والتعدي ،وأن يكون مجتهداً إلنه يفصل في القضايا المعضلة ،وقضاء الحسبة يتطلب أن يكون القاضي متصفا ً بالفطنة
والقدرة على البحث والتقصي ألن عمله هو إزالة المخالفات العامة في المجتمع...وهكذا.
ولهذا يجب أن يدرك الفرق العظيم بين عزل الشرع عن بعض القضايا ،وبين تخصيص القاضي الشرعي في أنواع من
القضايا ،حيث أن تخصيص القاضي الشرعي إنما يقصد به حسن اختيارالقاضي ،ولكن ال يجوز أن يجعل ذلك ذريعة لعزل
القضاء الشرعي عن أي قضية لما في ذلك من زلزلة لقواعد اإلسالم ومخالفة عظيمة لها.
ثانياً :إن كون القضاء شرعيا ً في كافة القضايا والنزاعات ال ينافي االستعانة بالموثوقين من أهل الخبرة في معرفة الواقع ،إذ
أن القضاء الشرعي يقتضي أمرين :األول منهما هو معرفة الواقع الذي يطلق عليه علماء األصول تحقيق المناط ،ومعرفة
الواقع هذا يتطلب رأي أهل الخبرة بحسب القضية ،فإن كان هندسيا ً يرجع فيه إلى أهل الهندسة ،وإن كان طبيا ً روجع فيه
أهل الطب..وهكذا .واألمر الثاني هو بيان حكم الشرع في هذا الواقع ،وهذا البيان ال يجوز أن يصدر إال عن فقيه بأحكام
الشرع ،ذي معرفة بأدلته الشرعية ،متأمل للحكم بالشرع ،وإال كان حكما ً مستنداً إلى جهل ،ولهذا ال يجوز أن يعارض وجوب
جعل القضاء شرعيا ً الحاجة إلى معرفة الواقع من أهل الخبرة ،حيث أن دور أهل الخبرة محدد ببيان واقع الحال وليس له
قصرعلى الشرع وحده. تجاوز ذلك إلى الحكم على أفعال العباد باإللزام أو المنع أو اإلبطال أو غير ذلك حيث أن هذا ْ
ثالثا ً :إن تولي عمل القضاء أمر في غاية الخطورة ألثره البالغ على حياة الناس وإنفاذ أحكام اإلسالم ،ولذا وضعت الشريعة
ضوابط وشروطا ً الزمة في كل من يتولى هذا المنصب حيث شرطت في القاضي ـ اإلسالم والبلوغ والعقل ـ باإلضافة إلى
توفر الفقه والعلم الشرعي وإدراك تنزيل األحكام على الوقائع ،ألن عمل القاضي هو اإلخبار عن حكم هللا على وجه اإللزام،
وغير الفقيه سيقضي عن جهل ويكون حكمه لذلك حكما ً بغير ما أنزل هللا تعالى .كما أن العدالة شرط أساسي في القاضي
حيث اشترطت الشريعة ذلك في الشاهد فلزومها في القاضي المؤتمن على إجراء األحكام التي تحفظ بها الحقوق ويفصل بها
النزاع أولى وأعظم .ولهذا فإن تولي أي عمل ذي اختصاص قضائي سواء للحسبة أو لفصل النزاع في المعامالت والعقود،
أو للزجر عن الجرائم في الحدود والتعزيرات ،أولرد المظالم يحرم شرعا ً أن يتولى القيام به من ال يكون فقيها ً بالشرع عالما ً
بأحكامه عدالً تتوافر فيه شروط القاضي الشرعي.
مستر
#
9
المشاركات725 : عضو نشيط جدا مستر
مستر
#1
0
المشاركات725 _: عضو نشيط جدا مستر
حقوق العباد
مقدمة:
لقد أكدت الشريعة اإلسالمية على كرامة اإلنسان وعلى حفظ حقوقه الشرعية في مبادئها العامة وتوجيهاتها األخالقية ،كما
جاءت كذلك بأرقى النظم واألحكام التفصيلية العملية لضمان هذه الحقوق وإقامتها في المجتمعات اإلنسانية ومنع كل تعد
عليها .ونعرض فيما يلي أصوالً وقواعد مقررة في الشرع تتعلق بحقوق العباد لالستهداء بها في إصالح األحوال وبيان
الحق وتطبيق الشرع في ذلك.
األصل األول :مصدر حقوق العباد هو الشرع وحده
لقد كفلت الشريعة اإلسالمية حقوق العباد بأن قصرت الحكم باإلباحة والتحريم والتشريع ألفعال البشر على حكم هللا تعالى ال
غير .ولم تجعل ألحد الحق في أن يحل أو يحرم أو يمنع حقوقا ً أو يسلبها إال بإذن هللا تعالى وفي حدود شرعه وباالجتهاد
واالستنباط الصحيح من أدلة شريعته ،قال عزوجل " إن الحكم إال هلل أمر أال تعبدوا إال إياه ذلك الدين القيم" ،وقال تعالى "
قل أرأيتم ما أنزل هللا لكم من رزق فجعلتم منه حراما ً وحالالً قل آهلل أذن لكم أم على هللا تفترون" ،وقال " أم لهم شركاء
شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به هللا".
ً
وبتقرير أن الشرع وحده مصدر الحقوق ،ضمان لحقوق العباد ،ومنع من أن يكون منح الحقوق أوسلبها تبعا للمصالح اآلنية
ورغبات النفوس وأهوائها ،وبجعل الحقوق منوطة بالتحديد الشرعي منع لتسلط فئة على أخرى أو طبقة اجتماعية على
غيرها أوالحكام على المحكومين ،كما أن ذلك يجعل االحتكام ـ عند تضارب المصالح والرغبات ـ مقتصراً على هذا المرجع
الثابت وهو الشرع اإلسالمي الذي ال يتبدل وال يتغير باختالف العصور واألحوال ،والذي ال يختص بالرجوع إليه أحد من
المسلمين دون أحد.
وبتقرير هذا األصل يتبين كمال دين اإلسالم الذي حدد للعباد مصدراً نهائيا ً لحقوقهم ذا سيادة عليا عليهم جميعا ً هو شريعة
هللا تعالى وأحكامه وجعل استمداد األحكام الحقوقية مبنيا ً على ما جاء باألدلة الشرعية .وهذا بخالف ما وقع فيه التشريع
الوضعي من ربط مصدر الحقوق بجمعية تأسيسية لوضع الدستور أو هيئة تشريعية لوضع القوانين ابتداء ،مما يجعل
الدستور والقانون من وضع السلطة الحاكمة ،وتكون النتيجة الحتمية لذلك هو تقييد الحقوق وفقا ً لما تراه السلطة المهيمنة.
وهذا الحال يؤدي في كثير من األحيان إلى انتهاك كرامة األفراد باسم القانون وسلبهم حقوقهم بالقواعد االستثنائية وقواعد
الطوارئ والقوانين العرفية ثم فقدان حقوقهم اإلنسانية في نهاية المطاف.
ويترتب على هذا األصل كذلك أمر في غاية األهمية هو أن الدولة الشرعية التي ترفع لواء العقيدة اإلسالمية وتطبق شريعة
اإلسالم يلزمها الرجوع إلى شرع هللا وحده إلقرار حقوق الناس فال يسعها أن تقرر حقوقا ً للمواطنين أو للوافدين بها
استمداداً مما يخالف الشرع.
األصل الثاني :كل ما أمر أو أذن به الشرع ُيعد حقا ً ثابتا ً للمكلف.
إن جعل الشريعة وحدها مصدر حقوق العباد يجعل للمكلف الحق في القيام بكل فعل مباح أو مندوب أو واجب بالشرع ،فإذا
قرر الشرع مثالً وجوب األمر بالمعروف والنهي عن المنكر أو إبداء الرأي والنصيحة في حدود الشرع ،أو إذا أباح أو ندب
الشرع للفرد ممارسة فعل أو قول أوتصرف من بيع أوشراء ،فإن هذا اإلقرار من الشرع يجعل كل هذه األفعال مشروعة
أبداً ،فال يجوز ألحد كائنا ً من كان أن يمنع ذلك إال بمقتضى شرعي .قال عزوجل "تلك حدود هللا فال تقربوها" ،وقال"وتلك
حدود هللا ومن يتعد حدود هللا فقد ظلم نفسه" ..إلى غير ذلك من آيات تلزم بالوقوف عند حدود هللا التي شرعها لعباده.
األصل الثالث :كل انتهاك للحقوق المشروعة محرم شرعاً:
أكدت الشريعة اإلسالمية أيضا ً علي صيانة حقوق العباد حيث حرم الشرع انتهاك حقوق اإلنسان المشروعة وكفل حرمة دمه
وماله وعرضه ومنع كل اعتداء على ذلك .كما جاءت كذلك بالتشريعات األخالقية الراقية التي تضمن إقامة هذه الحقوق
بتحريم الظلم والحسد والغيبة وغمط الناس والحث على المكارم األخالق ،قال تعالى "والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات
بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا ً وإثما ً مبيناً" ويقول عليه الصالة والسالم "كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله
وعرضه" وقال عليه الصالة والسالم "إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام".
وحرم الشرع التجسس على المسلمين مطلقاً ،قال تعالى " يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن إثم وال
تجسسوا" .وأكدت السنة المطهرة على منع تجسس الدولة على الرعية ،وقال عليه الصالة والسالم "إن األمير إذا ابتغى
صب في أذنيهالريبة في الناس أفسدهم" ،وقال عليه الصالة والسالم " من استمع إلى حديث قوم وهم له كارهون ُ
اآلنك"وقال " من تتبع عورات المسلمين يتبع هللا عورته" وفي رواية قال "ومن يتبع هللا عورته يفضحه في جوف بيته".
ولقد أكدت الشريعة على ضمان خصوصيات الفرد بأن جعلت للبيوت حرمة ومنعت االطالع عليها أو دخولها بغير إذن أهلها،
قال تعالى " يا أيها الذين آمنوا ال تدخلوا بيوتا ً غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها ذلكم خير لكم لعلكم تذكرون".
ويقول عليه الصالة والسالم "لو أن امرأ اطلع عليك بغير إذن فحذفته بحصاة ففقأت عينه لم يكن عليك جناح" .ولهذا ال
يختلف الفقهاء على حرمة التجسس وحرمة دخول البيوت بغير إذن أهلها ولم يستثنوا في ذلك إال حالة واحدة فُصلت في
كتب الفقه وآداب الحسبة وهي منع وقوع جرم يؤدي إلى هالك حرمة يفوت استدراكها واستنقاذها كانتهاك عرض أو قتل
نفس أو إتالف مال ،وذلك لتعارض حرمة الفرد والبيت مع حرمة النفس والعرض والمال .أما ما عدا ذلك فاألصل حرمة
بيوت المسلمين وخصوصياتهم ووجوب إنفاذ النصوص القطعية التي جاءت بتحريم التجسس على الناس ومنع دخول
البيوت إال بإذن أهلها أو بإذن الشارع في ذلك.
حرمت الشريعة أيضا ً التعذيب مطلقا ً في غير العقوبات الشرعية ،قال عليه الصالةوالسالم "إن هللا يعذب الذين يعذبون الناس
في الدنيا" ،وحفظ اإلسالم كذلك حقوق المسلم بأن أسقط كل ما ينجم عن اإلكراه للمسلم صونا ً له من ضياع حقه عن طريق
االعتداء واإلكراه له ،قال عليه الصالة والسالم "إن هللا وضع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه" .ومنعت
الشريعة كذلك من إنزال العقاب على جرم إال بعد ثبوته بالبينة الشرعية ووفق الدليل الشرعي .وبينت السنة أن حبس المتهم
على سبيل االحتياط للتحقق في أمره قبل إحالته إلى القضاء ال يكون إال لمدة يسيرة لما روى الترمذي وحسنه وروى
البيهقي عن بهز بن حكيم أن النبي صلى هللا عليه وسلم "حبس رجالً ساعة من نهار ثم خلى سبيله" .كما حرصت الشريعة
على قاعدة براءة الذمة حتى تثبت إدانة المرء شرعاً ،بأن جعلت األصل براءة الذمة ،وأكدت على درء الحدود بالشبهات
وعلى أن خطأ اإلمام في العفو خير من خطئه في العقوبة.
فكل هذه األحكام العملية تصون حقوق العباد وتحرم كل انتهاك وسلب لها من غير وجه شرعي.
األصل الرابع :الدولة الشرعية مسؤولة في الجملة عن إيصال الحقوق إلى أهلها ورعايتها.
أوجبت األدلة الشرعية كذلك تأمين حقوق اإلنسان بأن جعلت الدولة مسؤولة تجاه رعاية شؤون كافة رعيتها وحمايتهم
وإيصال الحقوق إليهم والعدل بينهم وحرمت عليها كل حيف أو جور بين أفراد رعيتها بسبب الطائفة أو الجنس أواللون أو
القبيلة أو غير ذلك .فاإلسالم لم ينصب الدولة لحفظ الحريات لألغنياء وذوي الثروات من المرابين والمحتكرين كما في
األنظمة الرأسمالية أو للحكم نيابة عن طبقة أو فئة كاألنظمة الماركسية المستبدة ،إنما نصبها إلقامة أحكام الشريعة
اإلسالمية ،ويقتضي ذلك مسؤولية الدولة المباشرة عن رعاية شؤون أفراد الرعية وإيصال حقوقهم إليهم والعدل ومنع
التظالم والجور بينهم في ذلك .قال تعالى "إن هللا يأمركم أن تؤدوا األمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا
بالعدل" ،ويقول " إن هللا يأمر بالعدل واإلحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي" ،وثبت كل ذلك
أيضا ً بالسنة العملية والقولية حيث يقول الرسول صلى هللا عليه وسلم " كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته فاإلمام راع
وهو مسؤول عن رعيته" ،وقال " ما من عبد يسترعيه هللا رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إال حرم هللا عليه
الجنة" .وأكد الشرع على تحريم الجور والحيف بين المسلمين ،قال عليه الصالة والسالم " من ولي من أمر المسلمين شيئا ً
فولى رجالً وهو يجد من هو أصلح للمسلمين منه فقد خان هللا ورسوله" ،وقال " إنما أهلك الذين قبلكم أنهم كانوا إذا سرق
فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد" .وكل هذه األحكام الشرعية تدل قطعا ً على مسؤولية الدولة
تجاه رعيتها وواجبها في إيصال الحقوق ألهلها والعدل بينهم في ذلك.
وبناء على هذا العرض لألصول والقواعد الشرعية المتعلقة بحقوق العباد يظهر جليا ً أن األدلة الشرعية من الكتاب والسنة
تؤكد على كرامة الفرد وتضمن حقوقه بالعيش الكريم وتصون هذه الحقوق على أكمل مثال وأحسن وجه ،والمتأمل الناظر
في التاريخ يجد أن تسلط أي دولة على رعاياها باإليذاء أوالتعذيب أوالغش أوالتجسس وانتهاك حقوقهم والتقصير في
إيصالها إليهم يؤدي إلى تمزيق المجتمع ومنع االتقياء وأهل الصالح من العمل على حفظه وصيانته مما قد يؤدي بالنهاية
إلى انهيار الدولة أو خضوعها ألعدائها أو زوال آثارها بالكلية .ولهذا يذكر علماء االجتماع كابن خلدون رحمه هللا هذا األمر
العظيم قائالً " إن الحاكم إذا كان قاهراً باطشا ً بالعقوبات منقبا ً عن عورات الناس وتعديد ذنوبهم شملهم الخوف والذل والذوا
منه بالكذب والمكر والخديعة فتخلقوا بها وفسدت بصائرهم وأخالقهم ،وربما خذلوه في مواطن الحروب والمدافعات ففسدت
الحماية بفساد النيات فتفسد الدولة ويخرب السياج".
مستر
#1
1
المشاركات725 _: عضو نشيط جدا مستر
الوضع اإلداري
مقدمة:
لقد أوجب هللا تعالى على من يتولى أمر المسلمين أن يجعل من أولى مهماته حسن تصريف أحوال الناس وحسن إدارة
شؤونهم وإيصال الحقوق إليهم ،وحيث أن الدولة في هذا العصر ال يستقيم أمرها وال يمكن أداء حقوق األفراد وواجباتهم
لبعضهم البعض إال وفق تنظيم إداري ييسر األساليب التي يتوصل بها إلى تلك الحقوق والواجبات ،فإن العناية بالتنظيم
اإلداري واألجهزة اإلدارية أمر حيوي لتحقيق نهضة المجتمع وتيسير سبل العيش ألفراده ،ولذا نعرض فيما يأتي بعض
األصول التي شهدت لها الشريعة المطهرة في ما يتعلق بالتنظيم اإلداري كي تكون مرجعا ً يستهدى به في اإلصالح بهذا
الخصوص:
األصل األول :األمانة والعلم هي معيار أحقية تلك الوظيفة:
دلت آيات القرآن العظيم واألحاديث الشريفة على أن مقياس الجدارة في تولي الوظائف هو القوة واألمانة قال تعالى "إن خير
من استأجرت القوي األمين" ،وقال" قال اجعلني على خزائن األرض إني حفيظ عليم" .وكان عليه الصالة والسالم يعين
لتولي المهام من يعهد فيه القدرة والكفاءة حيث ولّى أسامة بن زيد على جيش الشام مع صغر سنه ،وولّى معاذاً على اليمن
وجعل له الصالة والصدقة ،وأرسل عليا ً رضي هللا عنه إلى اليمن ،وكان يفاضل بين أصحابه رضي هللا عنهم في القيام
بالمهام بحسب قدراتهم فكان يقول فيما رواه الترمذي وغيره "أقضاهم علي ،وأفرضهم زيد بن ثابت وأقرؤهم ُأبي وأعلمهم
بالحالل والحرام معاذ بن جبل" .وولّى خالد بن الوليد رضي هللا عنه قيادة جيش المسلمين وجعله قائداً على من هو أسبق
منه إسالماً .ولم يعين أبا ذر رضي هللا عنه مع سبقه في اإلسالم على اإلمارة وب ّين له أن السبب هو ضعفه عن ذلك .فهذه
األدلة تبين أن األمانة والقوة والعلم بمهام العمل هي معيار تولية المنصب .فضالً عن أن اإلسالم حرم تولية المنصب لمن ال
يستحقه محاباة له ففي الحديث "من ولي من أمر المسلمين شيئا ً فولّى رجالً وهو يجد من هو أصلح للمسلمين فقد خان هللا
ورسوله" رواه الحاكم وصححه.
األصل الثاني :سياسة اإلدارة تقوم على تسيير اإلجراءات وسرعة اإلنجاز واإلتقان:
إن واقع اإلدارة يبين أن هدفها تحقيق مصالح الناس ولذا يجب أن تتميز السياسة اإلدارية بما يؤدي إلى تحقيق ذلك بأيسر
سبيل وأقصر وقت ،وقد أكد عليه الصالة والسالم على اإلحسان في كل شيء فقال "إن هللا كتب اإلحسان على كل شيء"
ولذا فإن اإلحسان في أداء العمل مطلوب شرعاً .وهذا يقتضي تيسير اإلجراءات على الناس .وكذلك أمر الرسول عليه
الصالة والسالم بإتقان العمل بقوله "إن هللا يحب من أحدكم إذا عمل عمالً أن يتقنه" .ولذا فإن سياسة اإلدارة في الدولة
الشرعية يجب أن تقوم على تيسير اإلجراءات وسرعة اإلنجاز وإتقان في العمل.
األصل الثالث :وجوب محاسبة ومراقبة أداء الموظفين ألعمالهم:
ثبت بالسنة وإجماع الصحابة أهمية قيام من يتولى األمر بتفقد أحوال عماله ووالته ومن يعينهم للمهام ،فقد قام عليه الصالة
والسالم باإلنكار على عامله ابن اللتبية لقبوله الهدية أثناء عمله حيث قال "ما بال العامل نبعثه فيأتي فيقول هذا لكم وهذا
إلي فهال جلس في بيت أبيه أوأمه فينظر أ ُيهدى إليه أم ال .والذي نفسي بيده ال يأتي بشيء إال جاء به يوم القيامة"..أهدي ّ
وكان عمر رضي هللا عنه شديد المراقبة للوالة وقد عين محمد بن مسلمة للكشف عن أحوال والته ،وكان يجمع الوالة في
موسم الحج لينظر فيما عملوه ويصغي إلى شكاوي الرعية منهم ،وبلغ من شدة مساءلته لهم رضي هللا عنه أنه كان يعزل
كل من يتذمر منه رعيته حتى لو كان من خيار الصحابة رضي هللا عنهم ويقول " هان شيء أصلح به قوما ً أن أبدلهم رجالً
مكان رجل" .ولهذا يجب على ولي األمر تفقد أحوال والته وعملهم ومحاسبتهم على كل تصرف يسخط المسلمين منهم.
الواقع اإلداري:
عند إمعان النظر في واقع األوضاع اإلدارية في هذه البالد نالحظ األمور التالية:
) 1أن التنظيم اإلداري في كثير من جوانبه لم يتطور بما تتطلبه حاجات الناس ،فالنظام المالي ونظام الميزانية ونظام التقاعد
مثالً لم تطرأ عليها ـ منذ أن وضعت ـ تعديالت جوهرية تتناسب مع متطلبات التطور والنمو الذي حدث في كثيرمن المرافق
والخدمات .وقد تسبب ذلك في تعطيل كثير من المصالح والحاجات ،وهي في أساسها قد اقتبست من بالد أخرى تختلف
ظروفها وإمكاناتها عما تطورت إليه الظروف واألحوال في هذه البالد.
) 2أن أكثر النظم اإلدارية مركزية وفردية والمرجع في أكثر القرارات يكون لقرار رئيس المؤسسة أو المصلحة الحكومية
الفردي ،بل وفي كثير من األمور البسيطة والخاصة بأفراد يتطلب القرار فيها رفعها إلى مقام ولي األمر (مثل اإلذن
بالمشاركة في المؤتمرات العلمية الدولية .أو إرسال الدعاة إلى الخارج ،أو عقد الندوات واللقاءات العلمية..الخ) وال يخفى
ما في ذلك من شغل لولي األمر والمسئولين عما هو أهم من مصالح المسلمين.
) 3ال تطبق معايير لتغيير كبار الموظفين في الدولة حسب القدرة والكفاءة ومراجعة إنجازاتهم وأدائهم واستبدالهم عند
الحاجة والضرورة .فمن المالحظ أن في الدولة وزراء ومسؤولين كباراً يشغلون مناصبهم منذ عشرات السنين ،ومنهم من
أصابه الكبر والمرض ،مع أن في البالد كثيراً من ذوي الخبرة والكفاءة ،ولديهم من العلم والخبرة والتجربة واألهلية ما
يمكنهم من القيام بهذه األعمال على الوجه المطلوب.
) 4إطالق ألقاب التفخيم على كبار المسؤولين والموظفين وأصحاب الجاه والتداول الرسمي لها في المعامالت مما ال يوجد
له أساس شرعي .بل إن كثيراً من هذه األلقاب يحوي مبالغة قد تؤدي إلى المدح المذموم شرعاً.
) 5يالحظ التوجه اإلقليمي والفئوي في بعض الجهات والمصالح الحكومية ،فعندما يكون رئيس الجهة من منطقة أو مدينة
أو إقليم معين ،فإنه يحرص على أن يكون معظم مساعديه والموظفين المهمين لديه من المنطقة أو اإلقليم أو المدينة أو
القرية التي ينتمي إليها .وفي هذا تكريس لإلقليمية والعنصرية وإضاعة لمبدأ السواسية بين الناس الذي هو حق من
الحقوق األساسية التي كفلها اإلسالم لهم ،مع ما في ذلك من مفسدة وخطر على مستقبل األمة ووحدتها.
) 6استفاضة األخبار والمعلومات عن حاالت للرشوة والفساد المالي والعموالت بين عدد من كبار المسؤولين لم يتم اتخاذ
اإلجراءات التي يوجبها الشرع في حق هؤالء المتهمين .بينما تنشر الصحف يوميا ً أسماء وصور الذين يصدر ديوان المظالم
أحكاما ً بحقهم بسبب ارتكابهم ألعمال الرشوة والتزوير من عامة وضعفاء الناس وخاصة من الوافدين.ورسول_ هللا صلى هللا
عليه وسلم يحذرنا "إنما أهلك من كان قبلكم أنهم إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد".
ومن المفارقات أنه في البالد الكافرة إذا تبين أن أحداً من كبار المسؤولين ارتكب مخالفة ولو بسيطة فإنه يعرض للتساؤالت
والمحاكمات والعقاب واإلقالة ،ألن األمر في شأنه يعتبر أكبر منه لدى الموظف العادي .بل إن الجهات التي أنشئت بهدف
مراقبة ومكافحة هذه األمور قد تكف يدها عندما يتعلق األمر بمسؤول كبير ،و ُتعطي لها الحرية عندما يكون موضع التهمة
موظف صغير.
)7انتشار حاالت للمحسوبية والواسطة ،فإنه يكاد يكون من المسلَّم به بين أغلب الناس أن تسهيل إنجاز المعامالت وسرعة
نيل الحقوق يحتاج واسطة من صديق أو قريب يسهل ذلك ،أما من ليس له واسطة فإن مصالحهم قد تتعطل في أحيان كثيرة.
) 8التسيب اإلداري بشكل ملحوظ في أداء األعمال وإنجاز حاجات الناس ،ولعل أهم أسباب ذلك غياب النموذج والقدوة في
رؤسائهم وفقدان المراقبة والمتابعة لهم فإن هللا يزع بالسلطان ما ال يزع بالقرآن.
) 9تكدس الموظفين في بعض المناطق وبعض اإلدارات ونقص عددهم في أماكن أخرى مع الحاجة الماسة لهم فيها مما
يؤثر سلبا ً على إنجاز معامالت الناس وقضاء حاجاتهم.
سبيل اإلصالح:
إن مثل هذه الظواهر تمثل عوامل وهن وتعطيل لمصالح الناس وإعاقة لنمو البالد وتقدمها وأمنها ،وإن سبل إصالح مثل
هذه األمور متيسر وممكن بعون هللا إذا صدقت النية وصحت العزيمة ،ومن أجل ذلك ننصح بما يلي:
) 1مراجعة جميع األنظمة المالية واإلدارية الحالية من قبل أشخاص يوثق بعلمهم وإخالصهم وخبرتهم ،وتطويرها بما
تتطلبه احتياجات النمو والتطور السريع ،وتيسيرها ليكون الهدف األساسي منها هو تيسير شؤون الناس وضمان حقوقهم
وواجباتهم ،وأن تبنى هذه األنظمة على األساس الشرعي ،وأن تهدف السياسة اإلدارية إلى تيسير اإلجراءات والسرعة في
اإلنجاز واإلتقان في ا ألداء.
)2أن تكون اإلدارة ال مركزية نظاماً ،بأن توزع الصالحيات لكل مسؤول من أصغرموظف إلى األكبر في تدرج المسؤولية،
بحيث يؤدي كل منهم واجبه ويمارس صالحياته وفق النظام ،كما يحرص على اختصار خطوات اتخاذ القرارات وإجراءاتها
حسب أهمية القرار وعموميته ومساسه بمصالح الناس.
) 3اختبار الكفاءات والقادرين من أبناء األمة ،خاصة في المناصب الكبيرة ال سيما أن انتشار التعليم في كافة أنحاء المملكة
يسر إمكانية الحصول على المؤهلين منهم فيها ،ولتحقيق ذلك يمكن أن يترك الترشيح للمناصب ذات العالقة المباشرة
بجمهور الناس وقضايا المنطقة ومشاكلها لمشورة أهل الحل والعقد بالمنطقة ،وذلك نحو مناصب وكالء اإلمارات ،ورؤساء
البلديات ومديري الجامعات ووكالئهم ونحوهم.
) 4وضع سياسة رقابية لمصادر اإلثراء لكبار الموظفين أثناء فترة عملهم ومعاقبة من يثبت استغالله لسلطة الوظيفة
وحصوله على دخل غير شرعي ،سواء بالرشوة أ و استغالل النفوذ أو االختالس أو المحاباة والمحسوبية بعد محاكمته
محاكمة شرعية ،وذلك بصرف النظر عن وظيفته ومكانته ،إذ أن العقاب ينبغي أن يكون أشد كلما كبرت الوظيفة
والمسؤولية المترتبة عليها ألن المفسدة في ذلك أعظم.
)5وضع لوائح إجرائية لتغيير كبار المسؤولين والموظفين واستبدالهم بغيرهم دورياً ،وكذلك استبدالهم إذا ظهرعليهم
الوهن وضعف األداء،وتشجيع التبادل في المناصب والوظائف لتجديد النشاط وتبادل الخبرات وإعطاء الفرصة لظهور
كفاءات جديدة من وقت آلخر تسهم في مسيرة النمو والعطاء.
ً
)6إزالة المظاهر الجاهلية في التعصب اإلقليمي والفئوي في وظائف الدولة إذ أن الوظيفة العامة ليست ملكا للموظف الكبير
يحابي بها أقرباءه وبني قريته ومدينته ومنطقته وإنما هي أمانة في عنقه يعين عليها من تتوافر فيه الكفاءة واألمانة
والخبرة ،وينبغي لتحقيق ذلك تشكيل هيئة قضائية شرعية مستقلة بديوان المظالم يمكن تقديم دعاوى التظلم إليها مباشرة
من كل فرد جرى التمييز ضده أو منع من نيل حقه المشروع بسبب الفئة أواإلقليم أو العصبية.
) 7حذف ألقاب التفخيم التي ما أنزل هللا بها من سلطان وليس لها أساس شرعي واالكتفاء بالمخاطبة بأحب لقب وأحسنه
وهو أخوة اإلسالم أوالمس ّمى الوظيفي للفرد.
الرد مع إقتباس PM 05:26 , 28-06-2001
مستر
#1
2
المشاركات725 _: عضو نشيط جدا مستر
المرافق االجتماعية
مقدمة:
لقد جاء الدين اإلسالمي بالرحمة والعدل وقصد إلى تكريم اإلنسان ،وهدف إلى محاربة الفقر وأال يكون المال دُولة بين
األغنياء ،كما هدف إلى تحقيق الحاجات األساسية للعيش بمستوى الئق لجميع أهل اإلسالم ،ونبين فيما يأتي قضايا شرعية
في هذا الباب:
أوالً :وجوب قيام الدولة اإلسالمية والمسلمين فيها بكفاية الحاجات األساسية للرعية:
لضمان كفاية أفراد األمة في حاجاتهم األساسية أمر الدين بالعمل وحض عليه وأعلى مكانته ،كما شرع لمن يحتاجون إلى
الرعاية من الكبار والصغار والنساء وغيرهم نظاما ً متكامالً للنفقة عليهم من الموسرين من أقاربهم نسبا ً ومن عصابتهم
وأزواجهم _،وأوجب على سائر أفراد األمة االلتفات إلى أهل الحاجات وتفقدهم ورفع حاجاتهم ،قال تعالى "والذين في أموالهم
حق معلوم للسائل والمحروم" وقال صلى هللا عليه وسلم "وأيما أهل عرصة أصبح فيهم امرؤ جائع فقد برئت منهم ذمة هللا
تعالى" رواه اإلمام أحمد في المسند وصححه أحمد شاكر.
باإلضافة إلى ذلك ،أوجب الشرع على الدولة المسلمة السعي لتحقيق حاجات الناس األساسية ،فترعى الفقراء والمساكين
وأهل الحاجات من موارد بيت المال العامة ،ومن مورد خاص لذلك هو الزكاة التي تجمعها من المسلمين قال هللا تعالى "
إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل هللا وابن السبيل
فريضة من هللا وهللا عليم حكيم" ،ولقد شرع اإلسالم أن يعطى الفقير والمسكين ما يخرجهما من الحاجة إلى الغنى ،قال عمر
بن الخطاب رضي هللا عنه "إذا أعطيتم فأغنوا" (األموال ألبي عبيد) .وكان عمر يحلف على أيمان ثالثة "وهللا ما أحد أحق
بهذا المال من أحد ،وما أنا أحق به من أحد ،ووهللا لئن بقيت ألوتين الراعي بجبل صنعاء حظه من هذا المال وهو يرعى
مكانه" (رواه أحمد في المسند) .والحاجات األساسية هي المأكل واللباس والسكن ،قال صلى هللا عليه وسلم "من توفي من
وإلي" متفق عليه .والكل والضياع :العيال ،وقال ابن حجر "من مات ولم يترك ّ فعلي
ّ المؤمنين فترك دينا ً أوكالً أو ضياعا ً
شيئا ً فإن نفقتهم في بيت مال المسلمين" كما أنه من الحاجات األساسية الزواج للمحتاجين إليه ،ولذا فقد قال بعض أهل العلم
"إن من تمام الكفاية ما يأخذه الفقير ليتزوج إذا لم تكن له زوجة واحتاج للنكاح".
وفي بيان بعض أهل الحاجات قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم "إن المسألة ال تحل إال ألحد ثالثة :رجل تحمل حمالة،
فحلت له المسألة حتى يصيبها ثم يمسك ،ورجل أصابته جائحة اجتاحت ماله فحلت له المسألة حتى يصيب قواما ً من عيش ـ
أو قال سداداً من عيش،ورجل أصابته فاقة حتى يقول ثالثة من ذوي الحجا من قومه لقد أصابت فالنا ً فاقة فحلت له المسألة
حتى يصيب قواما ً من عيش أو سداداً من عيش ـ فما سواها من المسألة سحت ،يأكلها صاحبها سحتاً" (رواه مسلم وأبو
داود والنسائي) ،وروى أبوعبيد في كتاب األموال في باب الفرض للذرية من الفئ وإجراء األرزاق عليهم عن ابن عمر قال
كان عمر ال يفرض للمولود حتى يفطم .قال ثم أمر مناديا ً ينادي "التعجلوا أوالدكم الفطام ،فإنا نفرض لكل مولود في
اإلسالم.قال :وكتبنا بذلك في اآلفاق ،بالفرض لكل مولود في اإلسالم" ،ولذا يجب على الدولة شرعا ً القيام بكفاية أصحاب
الحاجات العاجزين عن الكسب والذين ليس لهم من يسد حاجتهم من أهل نفقتهم.
ثانياً :وجوب مراعاة المصالح الشرعية وتحري العدل في توزيع المال العام:
لقد تقدم عند الحديث عن المال واالقتصاد أن المال العام أمانة اليجوز صرفها إال في األوجه الشرعية ،ومن ذلك أنه يجب
العدل بين المسلمين في العطاء من بيت المال وعدم محاباة أحد لجنسه أو قبيلته أو أسرته ألن ذلك من الظلم ومن صرف
المال في غير حقه مما يؤدي إلى وجود الضغائن في قلوب المعدمين المحرومين حينما يرون فئة تختص بالعطاء وتثري بال
جهد وال مشقة ،وإن كانت هناك أولوية في العطاء فهي ألصحاب الحاجات قبل غيرهم كما تجلى ذلك من خالل آيات سورة
الحشر في قوله تعالى "ما أفاء هللا على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل
كي ال يكون دولة بين األغنياء منكم" .بل لقد خص تعالى الفقراء والمساكين بحق من خمس الغنائم والفئ كما قال تعالى في
سورة األنفال "واعلموا أنما غنمتم من شئ فأن هلل خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل".
ثالثاً :وجوب عناية الدولة اإلسالمية بالمرافق العامة للمسلمين:
ومن الحاجات األساسية التي يجب على الدولة اإلسالمية رعايتها التعليم األساسي الذي يخرج الناس من عماية الجهل إلى
نور العلم ويعلمهم أساسيات دينهم فلقد تظافرت األدلة من القرآن والسنة على وجوب طلب العلم واستفاضت األخبار في
القر اء والفقهاء لتعليم الناس الدين بل لقد جعل النبي صلى هللا عليه وسلم تعليم القراءة والكتابة
السيرة النبوية بإرسال ّ
عوضا ً عن فداء أسارى بدر.
ومن المرافق التي البد أن ترعاها الدولة وتأخذ األولوية في زيادة اإلنفاق المرافق الصحية وتوفير األمن ،وذلك لما يحصل
من ضرر عظيم على األمة عند اختاللها ،وتسهيل سبل المواصالت وقولة عمر رضي هللا عنه "لوعثرت بغلة في سواد
العراق لخشيت أن أسأل عنها يوم القيامة" من الشواهد العظيمة على ذلك.
مستر
#1
3
المشاركات725 _: عضو نشيط جدا مستر
المال واالقتصاد
مقدمة:
إن المال أمانة بيد األمة ،فأصل ملكه هلل تعالى وليس للعباد فيه إال التصرف على النحوالذي يرضي هللا،فقد قال هللا تعالى
"وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه" .وتقريراً ألهمية المال س ّماه هللا قياما ً وهو ما يقيم اإلنسان وذلك في قوله تعالى "وال
تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل هللا لكم قياماً" ،وذكر بعض أهل العلم أن من السفه الجهل باألحكام المتعلقة بالمال.
والدولة نائب أمين ووكيل عن األمة في المال العام ،وقد قال صلى هللا عليه وسلم فيما رواه البخاري "إني وهللا ال أعطي
أحداً وال أمنع أحداً،وإنما أنا قاسم أضع حيث أمرت" وقال رجل لعمر بن الخطاب يا أمير المؤمنين لو وسعت على نفسك في
النفقة من مال هللا تعالى ،قال له عمر " أتدري ما مثلي ومثل هؤالء؟ كمثل قوم كانوا في سفر فجمعوا منهم ماالً وسلموه إلى
واحد ينفقه عليهم ،فهل يحل لذلك الرجل أن يستأثر عنهم من أموالهم؟" (السياسة الشرعية).
وصيانة للمال حرم الشارع اإلسراف والتبذير ،قال تعالى " وال تبذر تبذيراً ،إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين ،وكان
الشيطان لربه كفوراً" ،والتبذير هو اإلسراف في اإلنفاق في غير حق .كما أن الكتاب والسنة ب ّينا األحكام المتعلقة بالمال
العام كيال يستغل في الوصول إلى الكسب المحرم وظلم الناس ،ولئال يعبث بالمال العام .ومن ذلك تحريم هللا الغلول قال تعالى
" ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة" ،وقال الرسول عليه الصالة والسالم "هدايا العمال غلول" والعمال هم والة األمور من
الحكام والسالطين والمسؤولين والموظفين .وقال صلى هللا عليه وسلم " ما بال الرجل نستعمله على العمل مما والنا هللا
فيقول هذا لكم وهذا أهدي إلي ،فهال جلس في بيت أبيه أو بيت أمه فينظر أ ُيهدى إليه أم ال؟ والذي نفسي بيده ال يأخذ منه
شيئا ً إال جاء به يوم القيامة يحمله على رقبته"..رواه البخاري .وقال الرسول عليه الصالة والسالم محذراً " إن رجاالً
يتخوضون في مال هللا بغير حق فلهم النار" رواه البخاري ،فقوله "يتخوضون في مال هللا" أي يتصرفون فيه بالباطل .وقال
عليه الصالة والسالم " من استعملناه على عمل فرزقناه رزقا ً فما أخذ بعد ذلك فهو غلول" حديث صحيح ،وقال "من كان لنا
عامالً فلم يكن له زوجة فليكتسب زوجة ،فإن لم يكن له خادم فليكتسب خادماً ،فإن لم يكن له مسكن فليكتسب مسكناً ،ومن
اتخذ غير ذلك فهو غال أوسارق" حديث صحيح.
ومن الواجب على الدولة المسلمة أن تصون مواردها لتنال األجيال القادمة منها حظها ،وهذا عمر رضي هللا عنه يقول "لوال
آخر الناس ما فتحت قرية إال قسمتها كما قسم رسول هللا صلى هللا عليه وسلم خيبر" رواه البخاري ،وحينما طلب منه أن
يقسم سواد العراق أبى وقال " فما لمن جاء بعدكم من المسلمين؟" رواه أبو عبيد في كتاب األموال.
وحيث أن مقصود الوالية سياسة الدنيا بالدين صار من الواجب الشرعي على من تولى أمور المسلمين تحقيق ما أمر به هللا
تعالى في كتابه وسنة رسوله من األحكام ،ومن ذلك ما يتعلق باألموال اكتسابا ً وصرفاً ،ومنع كل ما حرم هللا من المعامالت
المالية ،ومن أعظم ذلك الربا الذي قال هللا فيه "يمحق هللا الربا ويربي الصدقات ،وهللا ال يحب كل كفار أثيم" ،وقال "يا أيها
الذين آمنوا اتقوا هللا وذروا مابقي من الربا إن كنتم مؤمنين،فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من هللا ورسوله."..
وال ريب أن االقتصاد ركيزة أساسية من ركائز التنمية ،ودعامة من دعائم المجتمع والدولة ،وقد أولى اإلسالم هذه الحقيقة
أهمية قصوى فحدد نظام بيت المال لضبط أموال الدولة ،وحدد الحالل والحرام في المعامالت.
سبيل اإلصالح:
إننا ـ قياما ً بالواجب الشرعي ـ ننصح بما يأتي:
)1إيقاف جميع المساعدات والقروض والهبات الخارجية عن الدول واألنظمة واألحزاب الكافرة التي ال تحكم شرع هللا
وتحارب الدعاة إليه أو تضطهد األقليات المسلمة بها ،وتركيز المساعدات على إغاثة المسلمين وإعانتهم وفق هدف نصرتهم
وتقويتهم ،ووفقا ً ألحقيتهم في المساعدة مما أفاء هللا على هذه البالد من ثروات.
)2إيقاف جميع أشكال الصرف علي المجاالت التي تعد شكالً من أشكال اإلسرف والتبذير أو ال تعد من ذوات األولوية
كمالعب الرياضة والمعارض الفارهة ونحوها.
)3التوقف الفوري عن االقتراض الربوي ألن في ذلك إثقاالً لكواهل األجيال القادمة ،والتساهل في هذا الباب قد يصيب هذه
البالد بما أصاب بعض البلدان من أزمات اقتصادية طاحنة وانتهاك لسيادتها ،وربما لن تكفي موارد الدولة من النفط وغيره
لسداد تلك الديون مع فوائدها المركبة.
) 4إيقاف استثمار الدولة عن طريق الربا واستبداله باالستثمار عن طريق وسائل االستثمار المشروعة ،خاصة في بالد
المسلمين أو في الداخل.
) 5المحافظة على الثروة النفطية والمائية وغيرها من الثروات االستراتيجية وتحديد االنتاج وفق سياسة تحقق مقاصد
شرعية لألمة وأجيالها ،والسعي إلى رفع سعر النفط بما تسمح به أوضاع السوق العالمية.
) 6إعطاء الخدمات الضرورية كالصحة والتعليم والضمان االجتماعي والطرق ما تستحقه من أولوية وزيادة اإلنفاق عليها
بما يضمن االرتقاء بها.
) 7إخضاع جميع أوجه التحصيل والصرف للمال العام وغيرها من الثروات للرقابة الدقيقة ،ويمكن أن يتأتى ذلك بتوسعة
صالحيات ديوان المراقبة العامة ومنحه استقاللية تشبه استقاللية القضاء ،وربطه بمجلس الشورى.
)8إيجاد برنامج عملي للقضاء على ظاهرة الربا بالترتيب اآلتي:
أ ـ اإلذن بإنشاء المصارف اإلسالمية وتأمينها ودعمها.
ب ـ تبيين حرمة الربا والتحذير منه ،ومنع البنوك الربوية من استعمال وسائل اإلعالم لنشر اإلعالنات الربوية وإيقاف أي
شكل من أشكال الدعم للبنوك الربوية.
ج ـ عدم الترخيص ألي بنك ربوي جديد وتصفية المعامالت الربوية القائمة ووضع موعد نهائي للبنوك لتعديل أوضاعها أو
تصفيتها.
) 9منع جميع أشكال االحتكار ،وإلغاء جميع االمتيازات التي ليس لها وجه شرعي ،وضمان التكافؤ في التنافس بين الناس،
وقصر تقييد التراخيص في األحوال الجائزة شرعا ً على معايير موضوعية منضبطة يتكافأ أمامها كل الناس ،والرقابة على
ذلك منعا ً لحصول المحاباة.
) 10المحافظة على بقاء أموال المسلمين من الرعية والوافدين داخل البالد ،وتسهيل جلبها من الخارج بفتح سبل التعاون
والتملك وتشجيع إقامة المشاريع والشركات المختلفة عقارية وصناعية وزراعية وخدمات والمباحة شرعا ً بينهم داخل
البالد ،وإزالة التمييز بينهم والقيود على ذلك في كافة األنظمة واللوائح.
) 11منع إضاعة أموال األمة وإيجاد الضوابط الالزمة لمنع االختالسات والهبات والعموالت ،وإحالة المتهمين إلى القضاء
الشرعي.
) 12وضع سياسة رقابية لمراجعة مصادر االثراء لمن يتولى الوظائف العليا بالدولة خالل فترة عملهم ،واالقتداء بسنة عمر
رضي هللا عنه في محاسبة الوالة مالياً.
)13فصل أموال الزكاة عن بقية أموال الدولة ،وقصر صرفها على مصارفها المحددة شرعاً.
مستر
#1
4
المشاركات725 _: عضو نشيط جدا مستر
الجيش
مقدمة:
ال شك أن اإلسالم يوجب على الدولة أن تكون قوية مهيبة الجانب عزيزة بعزة هللا لها حامية ثغورها وأمنها بنفسها دون
االعتماد على أحد ،قال هللا تعالى "وأعدوا لهم مااستطعتم من قوة" وقال "وهلل العزة ولرسوله وللمؤمنين" فضالً عن أن
الشرع يوجب على الدولة القيام بواجب الجهاد وجعله ذروة سنام اإلسالم .وهذا يتطلب أن يكون الجيش قادراً على تحقيق
ذلك.
واقع الجيش:
لقد جاءت أزمة الخليج لتكشف أن هناك عدداً من المالحظات تتعلق بواقع الجيش والقوات المسلحة نبين أهمها فيما يلي:
أوالً :عدم تناسب ضخامة ميزانية القطاعات العسكرية مع عدد أفراد القوات المسلحة وإمكاناتها فميزانية القطاعات
العسكرية ال تكاد تضاهيها ميزانية عسكرية أخرى في المنطقة بل ربما فاقت ميزانية عدد من الدول المتقدمة في العالم في
الوقت الذي ال تتوافر أعداد األفراد أوالتجهيزات التي تتوافر لتلك الدول من الناحية الكمية.
ثانياً :إن عدد أفراد القوات المسلحة قليل جداً إذا ما قورن بسعة المملكة العربية السعودية وطول امتداد حدودها ،األمر الذي
ال يم ّك ن جيشنا بعدده القليل من القيام بحماية الحدود الطويلة والدفاع عن المرافق الحيوية المستهدفة فضالً عن القيام
بواجب الجهاد الشرعي.
ثالثا ً :جرى بعد أزمة الخليج توقيع معاهدات أمن وحماية مع دول ال يوثق بها ،كما قامت الحاجة إلى إبقاء كثير من عتاد
دول أجنبية وقواتها في أرض المملكة مما قد يؤثر على سيادتها.
رابعاً :ظهر جليا ً للطامعين والحاقدين الذين يعملون اآلن على تقوية جيوشهم وتكثير عددها بكل ما يستطيعون ضعف قدرات
المملكة العسكرية وعدم قدرتها على حماية أمنها بنفسها مما يغري األعداء والطامعين بالعدوان متى أتيحت لهم الفرصة
لذلك.
خامسا ً :عدم وجود تغيير ملموس في واقع التسليح والتجنيد على الرغم من األحداث العظيمة التي عصفت بالبالد واألمة مع
زيادة اإلنفاق على أمور ليست بذات أولوية ملحة أو ليست بخطورة إعداد جيش ذي قوة وشوكة يضمن حماية أمن األمة
ومرافقها.
سادسا ً :منذ االنتهاء من توحيد البالد وتوطيد أمنها الداخلي لم يظهر للجيش أي دور جهادي لنشر دعوة التوحيد ونصرة
المظلومين من المسلمين عدا فترة قصيرة رابطت فيها قواتنا في األردن أمام العدو اليهودي ،مع أن القيام بهذا من أعظم
الواجبات التي تناط بالجيش اإلسالمي.
سابعاً :غياب التربية الجهادية في األمة بحيث تكون األمة بأجمعها جيشا ً جهاديا ً وقت الحاجة.
ثامنا ً :جرى التركيز في تطوير القوات المسلحة على استيراد التقنية المتقدمة واالهتمام بالنوعية دون التوسع في تطوير
القوات المسلحة من حيث الكمية وإيجاد صناعة عسكرية متقدمة محليا ً في كافة احتياجات القوات المسلحة من طائرات
مقاتلة وصواريخ ودبابات ومنوعات وما تحتاجه هذه التجهيزات من قطع للغيار أو بدائل.
تاسعا ً :عدم تخصيص موارد كافية من ميزانية القطاعات العسكرية إلجراء البحوث العلمية والتطبيقية الالزمة الستيعاب
التقنية العسكرية الحديثة أو تطويرها بما يالئم احتياجات البالد وعدم االستفادة الكافية من خبرات العلماء والمختصين في
تحقيق ذلك.
عاشراً :ضعف استيعاب الكليات العسكرية لألعداد المتقدمة لاللتحاق بها.
حادي عشر :إحالة عدد من منسوبي القوات المسلحة إلى التقاعد في سن مبكرة أو في مرحلة بلوغ األشدّ في التجربة
والخبرة رغم الحاجة الشديدة إلى خبرتهم العسكرية وإنفاق الدولة الكثير على تدريبهم وإعدادهم وصعوبة توفير البديل
عنهم.
سبيل اإلصالح:
وبعد أن سقنا هذه المالحظات لزاما ً علينا أن ننصح بما يأتي:
أوالً :امتثاالً لقول هللا تعالى "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة" ،الذي هو عام في كل ما يتقوى به على حرب العدو مما هو
آلة للغزو والجهاد ،وأداء للمسؤولية التي ناطها هللا تعالى بالراعي تجاه الرعية من حفظ األمن وسد الثغور والسهر على
مصالحها وحفظ أموالها وأعراضها ،فإنه يجب أن ينشأ جيش قوي يليق بهذه البالد المقدسة من حيث عدده وعدته حتى
يتناسب مع سعة هذه المملكة وطول حدودها وعدد سكانها،ومع الواجبات الشرعية المنوطة بالقوات المسلحة لهذه البالد
بحيث ال يقل عدده عن نصف مليون جندي على أقل تقدير.
ثانياً :أن نفرض التدريب العسكري فرضا ً على كل قادر على حمل السالح ،كما هو الشأن في دول كثيرة كإسرائيل العدو
األصلي المجاور أزالها هللا من بالد اإلسالم ،وأن يسارع في وضع خطط وتفاصيل اإلعداد لذلك أهل الخبرة والمشورة
واالختصاص.
ثالثاً :أن ُي عتنى بالجيش االحتياطي المكون من كل قادر على حمل السالح ،شأننا في ذلك شأن دول كثيرة ،وذلك بأن يطلب
من جميع أفراده حضور دورات عسكرية سنوية لزيادة تأهيلهم عسكريا ً والتدريب على ما يستحدث من أسلحة وخطط.
رابعا ً :تنويع مصادر السالح وعدم االعتماد على دولة معينة في شراء األسلحة منها ..تعطينا متى تشاء وتمنعنا متى تشاء
وتستغلنا وقت المحن وتساومنا عند الشدائد ،وتحارب غيرنا معروفة في ذلك.
خامسا ً :بناء صناعة عسكرية متقدمة لتدعيم الجيش بأحدث األسلحة وأكثرها تطوراً وتقنية وأن يحرص على تطبييق
المواصفات العالية المطلوبة في هذ ا التصنيع.
سادسا ً :االستفادة من خبرة علماء هذه البالد واستقطاب الكفاءات والعلماء من سائر البالد اإلسالمية األخرى في بناء
الصناعات العسكرية المتقدمة ونقل التقنية الحديثة وتوظيفها في بناء القوات المسلحة.
سابعا ً :أن تعهد إلى أهل الكفاءة واألمانة والشجاعة إدارة هذا المرفق الحيوي الهام والتخطيط له ،فحماية الثغور وتحقيق
أمن البالد والعباد يجب أال يجامل فيه.
ثامنا ً :إذكاء روح الجهاد واإليثار وحب التضحية في أبناء هذه األمة وذلك عن طريق مناهجها التعليمية واإلعالمية ومن
خالل دورات ُتعد لهذه التربية بين الحين واآلخر.
تاسعا ً :المحاسبة الدقيقة وفق ضوابط الشرع عن كل تقصير في هذا المرفق الحيوي الهام ووضع تنظيم يضمن مراقبة
الصرف وحسن اإلنفاق على قطاعاته المختلفة.
عاشراً :إلغاء كافةاالرتباطات والمعاهدات العسكرية التي تتعارض مع عقيدة الوالء والبراء ،واألحكام الشرعية والتي ت ِخل ُّ
ُ
بسيادة الدولة واستقاللها في إدارة شئون القوات المسلحة وتسليحها.
حادي عشر :عدم االعتماد على أية قوة عسكرية خارجية مهما كانت في الدفاع عن البالد وحماية أمنها ،أن تقتصر
االستعانة عند الحاجة لذلك على قوات وجيوش إسالمية.
اإلعالم
مقدمة:
لما كان إبالغ رسالة اإلسالم إلى الناس كافة ودعوتهم إليه من أعظم الواجبات في الدولة اإلسالمية التي تقوم على أساس
عقيدة اإلسالم فإنه من الضروري أن يكون لإلعالم دورحيوي في المجتمع اإلسالمي ،وأن ُيعتنى به العناية البالغة لتحقيق
أهداف رسالة اإلسالم من تعبيد الناس لربهم واتباعهم للدين الذي ارتضاه عز وجل لهم .ولهذا دلّت آيات الكتاب والسنة على
أحكام شرعية عديدة تبين مقاصد اإلعالم المشروعة وتحدد الوسائل العلمية لتحقيق تلك المقاصد كما بينت ما يحرم من
مقاصد إعالمية ووسائل .ونعرض ذلك فيما يأتي كي نستهدي به عند تقويم واقع اإلعالم في هذه البالد وما يتوخى من
إصالح وتطوير له على هدي الشرع الحنيف.
مقاصد اإلعالم اإلسالمي:
ً
إن المطلع على األدلة الشرعية من الكتاب وسنة النبي صلى هللا عليه وسلم يجد جليا أن من أعظم مقاصد اإلعالم في
الشرع:
ً ً
أ) إبالغ دين اإلسالم إبالغا مبينا تقوم به الحجة ويرتفع به ظلمة الجهل كما قال تعالى "يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من
ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته" ،وقال تعالى " وما على الرسول إال البالغ المبين" ،وقال عز وجل "الذين يبلغون
رساالت ربهم ويخشونه"...إلى غير ذلك من اآليات .وأخرج اإلمام أحمد عن ابن عباس قال "لما أنزل هللا "وأنذر عشيرتك
األقربين" أتى النبي صلى هللا عليه وسلم الصفا فصعد ثم نادى فاجتمع إليه الناس ،من رجل يجئ إليه ومن رجل يبعث
رسوله فقال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم "إني نذير لكم بين يدي عذاب شديد" ،وكان رسول هللا صلى هللا عليه وسلم
يوافي الموسم يتبع الحجاج في منازلهم بعكاظ ومجنة وذي مجاز يدعوهم" .وأخرج ابن اسحاق أن رسول هللا صلى هللا عليه
وسلم كان يقف على منازل القبائل من العرب فيقول "يا بني فالن إني رسول هللا إليكم آمركم أن تعبدوا هللا وال تشركوا به
شيئا ً" .كما ثبت عنه صلى هللا عليه وسلم إرساله الرسل للملوك والوفود من القراء خارج المدينة فهذه األدلة تبين أن من
أعظم مقاصد اإلعالم الشرعية إبالغ الرسالة ودعوة الناس إلى دين الحق وتعليمهم أمور دينهم.
ب) بناء الشخصية اإلسالمية وتزكيتها حيث تجلى ذلك في خطبه صلى هللا عليه وسلم في األعياد والجمع والحج التي
اشتملت على الحث على القيام بالواجبات الشرعية والتذكير بها والبشارة للمطيع واإلنذار للمخالف للشرع ،ومن أعظم ما
نقل في ذلك خطبته صلى هللا عليه وسلم في حجة الوداع وما اشتملت عليه من التعاليم الشاملة والعظيمة.
ج) إصالح الرأي العام وتوجيهه كما ثبت في قصة كسوف الشمس ،روى النسائي قال "كسفت الشمس على عهد رسول هللا
صلى هللا عليه وسلم فخرج يجري حتى أتى المسجد فلم يزل يصلي حتى انجلت ،قال إن الناس يزعمون أن الشمس والقمر ال
ينكسفان إال لموت عظيم من العظماء وليس كذلك ،إن الشمس والقمر ال ينكسفان لموت أحد أو حياته ولكنهما آيتان من آيات
هللا عز وجل" وفي رواية أن الشمس خسفت على عهد رسول هللا عليه الصالة والسالم فبعث مناديا ً "الصالة جامعة"
فاجتمعوا...الحديث" ،وقد كان هذا ديدنه صلى هللا عليه وسلم أن يجمع الناس ويخطب فيهم مبينا ً وموجها ً لهم كلما دهمهم
خطب أو عرضت لهم معضلة والدليل ما ثبت عنه في غزوة بدر وأحد والخندق وبعد غزوة حنين.
د) كشف الحقائق وفضح دعاوى أعداء اإلسالم وبيان سبيل المجرمين لتحذير الناس من سلوك طريقهم أو اتباعهم نحو
اآليات الكثيرة التي نزلت في شأن أبي لهب والوليد بن المغيرة وغيرهما من أعداء الدعوة وفي الرد على شبهات المنافقين
واليهود _،ونحو أمر الرسول عليه الصالة والسالم لحسان بن ثابت رضي هللا عنه بهجو كفار قريش لمحاربتهم الدعوة،
والذود عن اإلسالم.
هـ) نصرة قضايا المسلمين والتعريف بها والحث على التكاتف والتناصر بين المسلمين ،فقد روى مسلم عن جرير بن عبد
هللا قال"كنا في صدر النهار عند رسول هللا صلى هللا عليه وسلم فجاءه قوم عراة مجتابي النمار أو العباء متقلدي السيوف
فتمعر رسول هللا صلى هللا عليه وسلم لما رأى ما بهم من الفاقة فدخل ثم خرج فأمر ّ عامتهم من مضر بل كلهم من مضر
فأذن وأقام فصلى ثم خطب فقال" يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة...إلى آخر اآلية إن هللا كان عليكم
رقيبا ً" واآلية األخرى التي في آخر الحشر "يا أيها الذي آمنوا اتقوا هللا ولتنظر نفس ما قدمت لغد" ،تصدق رجل من
ديناره ،من درهمه ،من ثوبه ،من صاع بره ،من صاع تمره ،حتى قال ولو بشق تمرة" .فهذا الحديث يبين إعالم النبي صلى
هللا عليه وسلم أصحابه بالخير الذي يحث على التعاون وسد خلة الفقر فيهم والتكاتف والتناصر على البر والتقوى.
وأخيراً ال ينافي مقاصد اإلعالم الشرعية الترويح المباح بما يتفق مع القيم اإلسالمية واألحكام الشرعية حيث كان عليه
الصالة والسالم يقر اجتماع الصحابة وتناشدهم الشعر في األماكن العامة ،وأذن لعائشة باالطالع على الحبشة عند إنشادهم
ولعبهم ،قالت عائشة رأيت النبي صلى هللا عليه وسلم يسترني وأنا أنظر إلى الحبشة وهم يلعبون في المسجد" .وكذلك ما
جاء في األحاديث الشريفة من قصص وأخبار تدل على إباحة الترويح المباح كمقصد إعالمي.
مستر
#1
5
المشاركات725 _: عضو نشيط جدا مستر
ال يستريب أحد من المسلمين أن كل ما يخالف الشرع ال يجوز اعتباره أو عمله فضالً عن أن يكون مقصوداً لذاته ولذا بينت
الشريعة اإلسالمية الكاملة ما ال يجوز أن يقصد من مقاصد إعالمية فمن ذلك:
أ) كل دعوة إلى المحرم أو الرذيلة أو اإلفساد في األرض أو المعاصي أو الطعن في دين اإلسالم وأهله ،قال تعالى "إن الذين
يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم" ،وقال "وكذلك جعلنا لكل نبي عدواً شياطين اإلنس والجن يوحي
بعضهم إلى بعض زخرف القول غروراً ،ولو شاء ربك مافعلوه فذرهم وما يفترون" .وكذلك ما ثبت من الوعيد الشديد في
حق الدعاة للفتن الذين يقودون الناس إلى جهنم.
ب) كل ما ينجم عنه الفرقة وإضعاف وحدة الصف واإلرجاف قال تعالى "وإذا جاءهم أمر من األمن أو الخوف أذاعوا به ولو
ردوه إلى الرسول وإلى أولي األمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم".
ج) نقل الخبر الذي يضر بالمسلمين إلى أعداء المسلمين كما جاء في سبب نزول آيات سورة الممتحنة.
د) كل ما يؤدي إلى اإلساءة إلى المسلم في عرضه بغير حق نحو ما نزل من آيات بالوعيد الشديد لمن افترى حديث اإلفك
قال تعالى "إن الذين جاءوا باإلفك عصبة منكم ال تحسبوه شراً لكم بل هو خير لكم لكل أمرئ منهم ما اكتسب من اإلثم والذي
تولى كبره منهم له عذاب عظيم".
هـ)الدعوة إلى العصبية أو الجاهلية أو الدعوات الباطلة قال عليه الصالة والسالم "ليس منا من دعا بدعاء الجاهلية".
و) المدح المذموم وهو ما يدعو إلى فتنة الممدوح وما يكون مشتمالً على ما اليتصف به الممدوح وما ليس من كسبه حيث
جاء في الحديث "إذا رأيتم المداحين فاحثوا في وجوههم التراب" لعظيم الفتنة بأقوالهم.
الوسائل العلمية لإلعالم اإلسالمي:
إن الشريعة مثلما بينت المقاصد المشروعة والممنوعة فلقد بينت كذلك أحكاما ً تتعلق بالعديد من الوسائل التي تتحقق من
خاللها المقاصد الشرعية والوسائل التي تمنع ظهور المقاصد المخالفة للشرع .فمن الوسائل التي شرعها اإلسالم لتحقيق
مقاصده المطلوبة مشروعية الخطبة في صالة الجمعة وفي العيدين ويوم عرفة وغيرها من مناسبات االجتماع المشروعة
مثل صالة االستسقاء والكسوف ،فما من فرصة الجتماع الناس إال ويشرع فيها التذكير والتوجيه .ومن الوسائل المشروعة
األذان الذي هو بمثابة إعالم بدخول وقت الصالة وإعالم بالدعوة إليها .فضالً عن العديد من الوسائل اإلعالمية التي أباحها
الشرع نحو الشعر والخطابة وكتابة الرسائل وبعث المنادين الذين يتلون على المأل األحكام والقضايا العامة .ومن البديهي أن
الوسائل اإلعالمية المباحة التقتصر على ما ذكر من وسائل بل إن من مقتضيات الرسالة أن يستخدم المسلمون أحدث وأرقى
وأجود ما توصلت إليه التقنية الحديثة في ذلك من وسائل االتصال المقروءة والمسموعة والمرئية الواسعة االنتشار وفقا ً
للقاعدة الشرعية "ما ال يتم الواجب إال به فهو واجب" وقاعدة "للوسائل حكم المقاصد".
أما من حيث الوسائل التي تمنع بها المقاصد اإلعالمية المخالفة للشرع فعديدة جداً منها ماثبت من وجوب قيام اإلنسان
بالرقابة الذاتية على ما يتلفظه ويعلنه ،قال تعالى " ما يلفظ من قول إال لديه رقيب عتيد" ،وفي الحديث المتفق عليه "إن
العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها يزل بها إلى النار أبعد مما بين المشرق والمغرب" .ومن الوسائل وجوب التثبت في خبر
الفاسق قال تعالى "يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا" ،ومنها وجوب الرد إلى هللا والرسول وأولي العلم
واالختصاص قال تعالى "وإذا جاءهم أمر من األمن أو الخوف أذاعوا به ،ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي األمر منهم لعلمه
الذين يستنبطونه منهم".
كما أن الشريعة عنيت بزجر كل من يقوم باإلعالم المخالف لمقاصد الشرع زجراً بالغا ً حيث شرعت حداً للقذف في العرض،
وأهدر الرسول عليه الصالة والسالم دم من كان من المشركين ينشد في هجوه محاربا ً لدعوته ،كما عاقب عمر رضي هللا
عنه الحطيئة عند هجائه للزبرقان.
ً
ومما سبق من تأصيل شرعي يظهر جليا أنه يجب على المجتمع اإلسالمي أن تكون كل صور الخطاب اإلعالمي من حديث أو
خبر أو قصة أو أقصوصة أوبرنامج إعالمي مستمدة من اإلسالم تصوراتها وقيمها ومثلها وموازينها ،أو أن تسعى لتحقيق
مقاصد اإلعالم الشرعية بأن تعمل على دعوة الناس إلى دين ربهم وإبالغه إليهم وتكوين الشخصية اإلسالمية في أفرادهم
وإصالح الرأي العام في مجتمعهم وكشف الحقائق وفضح سبيل المجرمين وتوجهاتهم وبيان تهافت سياستهم وأقوالهم،
باإلضافة إلى تحقيق المقصد المباح من ترويح أو تسلية للنفوس .كما يجب أن تكون كل تلك الصور اإلعالمية مجانبة كل
مقصد محرم لإلعالم من نشر الرذيلة والفحش أو إيذاء المؤمنين أو بث الفرقة وتمزيق الوحدة ،وأن يسعى في اإلعالم
المطلوب لدولة اإلسالم من االستفادة من الوسائل التي شرعها اإلسالم إلعالم الناس من خطب ولقاءات في العبادات
والمساجد والحج ،وأن يستفاد بأقصى ما يمكن مما يستجد من وسائل وأساليب مادية حديثة لتحقيق المقاصد الشرعية
لإلعالم.
الواقع اإلعالمي:
بعد هذا التأصيل الشرعي نستعرض فيما يأتي واقع الحال إلعالمنا:
)1المبالغة في المدح المذموم شرعا ً مما يرسخ النفاق والكذب في المجتمع ،وتقديس األشخاص والذوات ،مخالفا ً بذلك ما
ثبت شرعا ً من قصر التقديس والتعظيم على هللا تعالى وحده.
)2إعطاء تصور زائف وغير صحيح في فهم حقيقة الدين وأحكامه الشاملة ،بحصر الخطاب اإلعالمي ـ فيما يتعلق بالدين ـ
في جوانب العبادات والسلوكيات الفردية دون األحكام التي تعالج قضايا األمة والمجتمع ،ودون ربط كل أعمال الحياة
بالتصور اإلسالمي والعقيدة اإلسالمية وكليات الدين.
) 3تحجيم وظيفة المنابر الشرعية كخطب الجمع واألعياد،ووسائل اإلعالم والمحاضرات والندوات العامة ،وذلك بالسعي
لمنع الخطباء ذوي الوعي الشرعي والعلم بالواقع ،وأصحاب النصيحة والرأي الشجاع من تسنم هذه المنابر ،ومحاولة
حصرهذه المنابر على من ال يحسن القيام بحق الكلمة وواجب البالغ المبين.
) 4يظهر للمتابع لوسائل اإلعالم أن المحور الذي تدورعليه البرامج اإلعالمية المقدمة هو تغطية زمن البث بالحشو ببرامج
تغيب فيها األهداف الصحيحة ،وتعجز عن تحقيق المقاصد اإلعالمية الشرعية ،كإصالح الرأى العام أو بناء الشخصية
اإلسالمية في الناس ،أو كشف الحقائق لألمة وتوعيتها.
) 5تعطيل القدرات اإلبداعية بسلسلة من القيود والتعليمات الثقيلة على الوسائل اإلعالمية التي تحجر على إبداء الرأي
المشروع ،أو الصدع بكلمة الحق وتبليغ رسالة اإلسالم في القضايا الكبرى لألمة إذا خالفت توجهات أصحاب القرار في هذه
المؤسسات.
) 6اإلقالل من البرامج الدينية في وسائل اإلعالم ،حيث ال تعطى هذه البرامج إال نسبة قليلة من زمن البث.
)7احتكار كافة وسائل البث اإلعالمي من صحافة وإذاعة وتلفزة ألجهزة ومؤسسات عامة أو شبه عامة ،ومنع أفراد
المجتمع من حقهم الشرعي في إصدار وامتالك وسائل البث اإلعالمي المختلفة لنشر العلم الشرعي والنافع والدعوة
واإلبالغ.
) 8حجب الخبر الصادق في وسائل اإلعالم الرسمية ،وتبديل الحقائق أو عرضها بطريقة منتقاة مبتورة مما أفقد الثقة بكل
الوسائل اإلعالمية ،حتى شاع بين الناس أنه لتكذيب خبر ما يكفي وصفه بأنه "رسمي" .كما أدى إلى اتجاه الناس لوسائل
اإلعالم المعادية في الدول الكافرة للحصول على األخبار والحقائق التي يرغبون في معرفتها واالطالع عليها ومنحها ثقتهم.
) 9التركيز المستمر في البرامج اإلعالمية ،على استمراء القيم واألخالقيات والعادات الغربية الباطلة المخالفة للشرع،
وتقديمها باعتبارها نموذجا ً يحتذى واإلشادة برموز وقيادات ونجوم هذه المجتمعات ،واعتبارهم قدوات ومثالً عليا ،مما
يؤدي ـ عياذاً باهلل ـ إلى كسر الحاجز االعتقادي والسلوكي بين هذه األمة وبين الكفر والنفاق والشرك وأهله.
) 10إبراز الشرائح االجتماعية ذات الدور الهامشي في الحياة ،حيث يحتل الرياضيون والفنانون ،والمغنون وأشباههم الذين
جعلوا اللهو ه ّما ً مركزيا ً لهم..مساحات واسعة في وسائل اإلعالم المحلي ،ويتناول الحديث عنهم كافة أعمالهم ونشاطاتهم
بما في ذلك أدق التفاصيل عن حياتهم اليومية ،ونشاطاتهم االجتماعية ،حتى تمكن هؤالء من أذهان الشباب ،وصار حلم
الشاب في المستقبل أن يكون رياضيا ً أو فناناً ،بينما تغيب عن هذه الوسائل شرائح أكثر أهمية وأعظم دوراً كالعلماء
والمفكرين والدعاة والمصلحين وذوي الكفاءات واالنجازات.
) 11إعطاء البرامج الترفيهية ،وموضوعات اللهو والعبث الغالبية من أوقات البث ،مع كثرة البرامج التي تفسد السلوك
والعقائد واألخالقيات ،أو تعد في أحسن األحوال تافهة مضيعة للوقت والمال والجهد وتصنع االهتمامات الهامشية والزائفة
وتصد عن معالي األمور.
) 12التضييق الشديد على المؤسسات اإلعالمية والتسجيالت اإلسالمية بمنع إصدار التصاريح أو تحويلها ،والرقابة المشددة
عليها ..في الوقت الذي يسمح فيه لكثير من مجالت التبرج والسفور بدخول البالد ويسهل فتح وانتشار محالت التسجيل
والفيديو الهابطة والمنافية للقيم اإلسالمية والتي تحبذ الفحش والرذيلة وتدعو إلى نزع الحياء عن المرأة واألسرة المسلمة.
) 13اإلكثار من برامج األطفال التي تعتمد على التصديق بالمستحيل والسحر واألساطير والتمرد ،األمر الذي من شأنه أن
يزرع قيما ً خطيرة في نفوس األطفال في سن مبكرة مما يكون له أكبر األثر في تنشئتهم.
)14قلة البرامج الهادفة لألسرة والمرأة المسلمة.
) 15تركيز وسائل اإلعالم والصحافة على مجاراة وسائل اإلعالم الغربية في الطعن والقدح في الدعاة المسلمين والحركات
والمؤسسات اإلسالمية والتشكيك فيها ورميها باألصولية والتطرف للتنفير منها واإلساءة إليها حتى وصل الحال بهذه
األجهزة ـ والعياذ باهلل ـ إلى الفرح بانتصار العلمانيين على هذه الحركات والشماتة بالمصائب والمآسي التي تصيب
المسلمين.
)16قصور وسائل اإلعالم المحلية عن مخاطبة المسلمين في العالم وإيصال الصوت اإلسالمي لكل مكان وخصوصا ً المناطق
الشديدة االحتياج كاألقليات اإلسالمية والجمهوريات اإلسالمية حديثة االستقالل.
) 17االعتماد الكلي في المادة اإلعالمية المقدمة على إصدارات أعداء األمة ووكاالت أنبائهم وتحليالتهم وغياب الرقابة
والمراجعة والتدقيق لهذه البرامج وعدم بذل الجهد إليجاد البديل.
تعر ض قيم هذه البالد وأهلها للمسخ واالنحراف الفكري واالجتماعي ،وغياب المراقبة )18انتشار أجهزة البث المباشر التي ّ
الجادة الرسمية لها.
مستر
#1
6
المشاركات725 _: عضو نشيط جدا مستر
العالقات الخارجية
مقدمة:
منذ أن أقام النبي صلى هللا عليه وسلم الدولة اإلسالمية األولى تبينت القواعد الراسخة التي تسير عليها الدولة الشرعية في
عالقاتها الخارجية ،وقد سار على نهج هذه القواعد واألسس خلفاؤه الراشدون من بعده رضي هللا عنهم .ولهذا فإن الدولة
التي تقوم على عقيدة اإلسالم ملزمة ـ بحكم مسؤوليتها عن إقامة شرع هللا ـ بالسير على هذه القواعد وااللتزام بها في كل
عالقاتها .ونبين فيما يأتي هذه األسس والقواعد الكبرى التي شرعها اإلسالم لتنظيم عالقات الدولة المسلمة بغيرها لكي
تكون بيانا ً يرجع إليه في معالجة وإصالح واقع الحال.
األساس األول :نشر دعوة اإلسالم في العالم:
جاءت األدلة الشرعية من كتاب وسنة تبين أن الواجب على الدولة الشرعية أن تكون عالقاتها هادفة ابتدا ًء إلى نشر دين
اإلسالم ودعوة األمم والناس إليه قال تعالى "ادع إلي سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة" وقال "ومن أحسن قوالً ممن
دعا إلى هللا" ،وقال "وما على الرسول إال البالغ المبين" .وقد قام رسول هللا صلى هللا عليه وسلم بذلك خير قيام حيث دعا
قومه قريشا ً ثم سائر العرب ودعا ملوك العرب والعجم والروم إلى هذا الدين حتى دخل الناس في دين هللا أفواجا ً وسار
صحابته رضي هللا عنهم على ذلك بعده والتابعون بإحسان .ولذا فإن األساس األول لعالقات الدولة اإلسالمية بغيرها هو
السعي لنشر الدعوة اإلسالمية وهداية الناس إلى دين هللا ،وهذا في الحقيقة هوالعمل األساسي للدولة الشرعية.
األساس الثاني :توحيد المسلمين وجمع كلمتهم:
لقد بينت اآليات العديدة من كتاب هللا تعالى وأحاديث رسوله صلى هللا عليه وسلم وحدة األمة وأن المسلمين أمة من دون
الناس قال تعالى "وأن هذه أمتكم أمة واحدة"وقال تعالى "والذين آمنوا من بعد وهاجروا وجاهدوا معكم فأولئك منكم" وقال
عليه الصالة والسالم "مثل المسلمين في توادّ هم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد..الحديث" ،وعن سليمان بن بريدة
عن أبيه قال "كان رسول هللا صلى هللا عليه وسلم يقول ألمرائه "وإذا لقيت عدوك من المشركين فادعهم إلى ثالث خصال أو
خالل فأيتهن أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم ،ادعهم إلى اإلسالم فإن أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم ،ثم ادعهم إلى التحول
من دارهم إلى دار المهاجرين وأخبرهم أنهم إن فعلوا ذلك فلهم ما للمهاجرين وعليهم ما على المهاجرين"...فهذه اآليات
واألحاديث تدل على وجوب وحدة المسلمين والسعي إلى جمع كلمتهم ،وأن ذلك من أسس تنظيم عالقات الدولة الشرعية
بغيرها.
األساس الثالث :نصرة قضايا المسلمين:
جاءت اآليات واألحاديث تبين أن الدولة الشرعية مسؤولة عن نصرة المسلمين المظلومين والذود عنهم والدفاع عن
حقوقهم قال هللا تعالى "والذين لم يهاجروا ما لكم من واليتهم من شئ حتى يهاجروا وإن استنصروكم في الدين فعليكم
النصر..اآلية" وقال صلى هللا عليه وسلم "انصر أخاك ظالما ً أومظوماً" وقال " المسلم أخو المسلم ال يظلمه وال يخذله وال
يسلمه" .فهذه األدلة تبين وجوب نصرة المسلمين بعضهم بعضاً .ولهذا فإنه من المتعين على الدولة الشرعية أن تكون
قائمة بهذا الواجب العظيم ومسؤولة أمام األمة عن إقامته وتحقيقه.
وبناء على هذا التأصيل فإن تنظيم عالقات المسلمين في دولتهم مع غيرهم من الدول والشعوب يجب أن ُيبنى على هذه
القواعد وأن ُيستهدى بها في رسم كافة العالقات.
سبيل اإلصالح:
وبعد أن عرضنا واقع الحال لعالقاتنا الخارجية فإننا ننصح بما يأتي:
) 1تبني سياسة الوحدة اإلسالمية ودعم قضايا المسلمين في جميع المحافل الدولية في أنحاء العالم ،ونقل صورة صحيحة
ودقيقة عنها لألمة ،ومن ثم مناصرتهم والدفاع عنهم ومواصلة الجهد لحل مشكالتهم.
) 2توثيق العالقات مع التوجهات اإلسالمية من دول وحركات وأفراد ،والعمل بجد لما يؤدي لتحقيق الوحدة بين المسلمين
على الكتاب والسنة ونصرة اإلسالم والمسلمين.
) 3قطع العالقات الدبلوماسية واالقتصادية مع كل دولة تحارب الدعاة إلى هللا فيها أو تضطهد األقليات اإلسالمية بها وأن
تكون العالقات مبنية على حسن تعامل تلك الدول مع الدعاة واألقليات اإلسالمية.
) 4التعامل بحكمة مع الدول والتكتالت والتوجهات المعادية لإلسالم وعلى رأسها األنظمة الغربية ،وتجنب أي نوع من
األحالف أو أشكال التعاون التي تخدم األهداف االستعمارية وتؤثر على القرار السياسي لهذا البلد.
) 5إعادة النظر في وزارة الخارجية وأوضاع السفارات والسلك الدبلوماسي بحيث ال يعين إال المؤتمنون في هذا المنصب
الخطير لكي تؤدي السفارات رسالتها اإلسالمية المنوطة بها.
)6العمل على إزالة جميع المظاهر التي تخالف تعاليم اإلسالم وقيمه الصحيحة من سفاراتنا.
) 7استقطاب الطاقات اإلسالمية من جميع أنحاء العالم وتوظيفها في خدمة اإلسالم وتوفير العيش الكريم لهم .وكذلك إيواء
المضطهدين من الدعاة والمصلحين وتوفير الحماية لهم.
) 8زيادة المنح للدراسة في جامعات المملكة ومعاهد اللغة العربية للطالب المسلمين من كافة الجنسيات واألقطار وإعدادهم
للقيام بواجب الدعوة.
) 9عرض اإلسالم في المحافل الدولية والدعوة إليه على أنه دين شامل يحمل الحلول الناجعة ألزمات البشرية ويقودها إلى
ما فيه سعادتها في دنياها وآخرتها.
مستر
#1
7
المشاركات725 : عضو نشيط جدا مستر
وختاما ً
نسأل هللا أن يبرم لهذه األمة أمر رشد يعز فيه أهل طاعته ويذل فيه أهل معصيته ..ويؤمر فيه بالمعروف وينهى فيه عن
المنكر وتقال فيه كلمة الحق ال يخشى قائلها في هللا لومة الئم ..ونسأله أن يوفق والة األمر للعمل بكتابه واتباع شرعه ،كما
نسأله أن يقر أعيننا بنصرة اإلسالم وصالح أحوال المسلمين في كل مكان وأن يعيد لهذه األمة العظيمة سابق عزها
ومجدها..إنه ولي ذلك والقادر عليه وصلى هللا على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
_،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
http://www.saudireport.org