Professional Documents
Culture Documents
الجيش؟
"اإلخوان" راهنوا على حل دموي مثل ليبيا وسوريا ويراهنون اآلن على شق الجيش وعلى اإلرهاب في سيناء!
السبت 20تموز (يوليو) 2013
ينتهي "الشيخ" ياسر برهامي (مواليد ،)١٩٥٨وهو أحد أبرز زعماء "السلفيين" المصريين ،و"حزب النور"
تحديداً ،في دفاعه الذي نشره موقع السلف إلى دعوة "مكتب إرشاد اإلخوان" لتقديم استقالته .كما يقترح اإلستقالة
على مجلس إدارة الدعوة السلفية ،إقراراً منه بما تثيره مواقفه من تشنّجات داخل الصف السلفي.
ويستعرض برهامي جملة خالفات مع "اإلخوان" المسلمين تشمل خرقهم التفاقية عدم ترشيخ "إسالمي" لرئاسة مصر
أو حتى لرئاسة الحكومة ،وتنتهي إلى اتهامهم بالمسؤولية عن األعمال اإلرهابية في "سيناء" ،وحتى بالرهان على ما يشبه
حرب أهلية ،على غرار ما حدث في ليبيا وسوريا ،وبالرهان على "شق الجيش المصري" .مروراً باستهجان مواقف
"مرسي" ومنها اعتباره أن موقف حكومته متطابق مع الموقف الروسي من أزمة سوريا!
ويدخل في تبرير ياسر برهامي أن الرئيس مرسي لم يكن "متم ّكناً" من السلطة! ومبدأ "التمكين" هو مبدأ ،أو ذريعة،
معروفة في فكر القرون الوسطى اإلسالمية (في الصورة الطريفة المرفقة ،رئيس مصر في وضعية "إمام" يؤم المصلّين،
وبينهم ياسر برهامي!) كما يدخل فيه عجز "اإلخوان" عن تأمين قوت المصريين,
المؤيدون لـ"مرسي" سيردّون بأن قسما ً من "السلفيين" كان "مرتبطاً" بـجهاز "أمن الدولة" منذ عهد مبارك! وهذا
سر مواقف جميع السلفيين .وليس كافيا ً لتفسير قبولهم باإلطاحة بمرسي على يد القيادة
صحيح .ولكن هذا اإلرتباط ال يف ّ
العسكرية.
نص جدير بالقراءة نشره موقع "صوت السلف" وأضفنا إليه عناوين فرعية.
الشفاف
*
فرغم أن الهدوء في هذه األيام في غاية الصعوبة وسط جو مشحون باألحداث الهائلة والفتن المتراكبة ،والتهم المتناثرة التي
بدأت بالخيانة والعمالة ووصلت إلى النفاق والكفر والردة!
ورغم أنه لم تتعرض دعوة ودعاتها وال حزب ورجاله لمثل ما تعرضت له "الدعوة السلفية" و"حزب النور" من حملة
تشويه هائلة تهدف إلى هدم كيانها من قواعده بسبب االختالف في مواقف سياسية؛ رغم التعاهد الصريح قبل تأييد حملة
د".مرسي" في اإلعادة على عدم محاولة هدم الكيانات اإلسالمية -وكان ذلك بمكتب اإلرشاد ،-ورغم نزيف الدماء المؤلم لكل
مسلم في كل مكان ونزيف الرصيد الدعوي للعمل اإلسالمي وسط الناس الذين هم رجاء التغيير المنشود ،رغم كل ذلك ...إال أنه
البد من الهدوء في المناقشة مع "إخواننا" الذين خالفونا واتهمونا ،بعيدًا عن التشنج والتعصب واالستبداد jبالرأي -في داخل
مصر وخارجها ،بل وفي داخل الدعوة والحزب وخارجهما لعلنا نستبصر مواقع أقدامنا وخطوات المستقبل في وسط هذه الفتنة
المظلمة.
دعونا نسترجع معًا بعض المواقف التي كنا نتخذها من عهد قريب -أو بعضنا على األقل -ولم تكن وقتها مقتضية عند
المخالفين اليوم لكفر أو نفاق أو خيانة ،بل ربما كانت نصحًا لألمة وسعيًا لمصلحتها ،وما احتمل ذلك ال يصلح بحال أن يتحول
من نصح وصالح إلى ردة ونفاق وخيانة! فإن الكفر والنفاق أعمال وأقوال معلومة بنصوص الكتاب والسنة ،ومن ذلك الوالء
والبراء.
دعوا عنكم أمر النيات إلى َم ن يعلم السر وأخفى فإن اتهام النيات جرأة على هللا رد عليها النبي -صلى هللا عليه وسلم -في
مسألة احتفت بها قرائن تكاد تصل للقطع عند الناظرين بقولهَ( :أفَال َشقَ ْقتَ ع َْن قَ ْلبِ ِه) (متفق عليه) ،ونحن ال نجزم ألنفسنا
باإلخالص فمن ظن في عمله إخالص فهو يحتاج إلى إخالص ،و(ِإنَّ َما يَتَقَبَّ ُل هَّللا ُ ِمنَ ْال ُمتَّقِينَ ) (المائدة ،)27:وإنما نقول" :اللهم
إن كنتَ تعلم أنَّا فعلنا ذلك ابتغاء وجهك ،فافرج عنا ما نحن فيه".
أول هذه المواقف التي أذ ِّكر نفسي وإخواني بها :ما كنا اتفقنا فيه مع اإلخوان في أول الثورة أن المرحلة ال تحتمل أن يتقدم
اإلسالميون بمرشح لهم من الرئاسة؛ ألن احتماالت السقوط أكبر لالنهيار الذي تركت فيه البالد والتجريف للكفاءات الذي تم
سا لمدةفي العهد البائد ،وأتذكر أن أحد األساتذة األفاضل من جماعة اإلخوان هو أ".محمد حسين" قال لي" :لن نرشح رئي ً
سا للحكومة لمدة دورة على األقل 5-
دورتين على األقل -وقت أن كانت الدورة 6سنوات أي 12سنة -ولن نرشح رئي ً
سنوات "-ومعلوم أن مقتضى ذلك أن يكون الرئيس الذي نختاره إما ليبراليًّا أو من المدرسة القومية ،فهل كان هذا الرأي
خيانة لألمة؟! ألم تظل جماعة اإلخوان على موقفها حتى قررت بأغلبية ضئيلة " "53 : 56تقديم مرشح للرئاسة مع أننا
أرسلنا لهم عدة رسائل بالنصيحة بعدم تقديم مرشح وهو الموقف الذي التزمت به الدعوة طيلة هذه المرحلة -وما زالت-؟!
هل كان َمن صوتوا بالرفض خائنين لألمة فضالً عن خيانة هللا والرسول؟!
أتذكر موقف أحد شيوخ السلفية الفضالء وهو الشيخ "عبد الرحمن عبد الخالق" -حفظه هللا -وقد زرته في بيته ببنها أول
نزوله مصر ،وقال لي" :إن الوضع ال يحتمل رئيسًا إسالميًّا وإنما نحتاج رجالً مصليًا متدينًا في الجملة ال يحارب اإلسالم"،
وعندما كلمته عن أحد المرشحين اإلسالميين وبعض عباراته -التي سمعتها بنفسي -نحو" :ال مانع من الدفع بالبالد في المسار
السوري والليبي إذا لم يستجب العسكر لمطالبنا!" ،و"إن حل مشكلة إسرائيل بكل بساطة أن نرسل 4000شابًا يصيفون على
انتهت!"" ،وإن مشكلة الغذاء عندنا أو حتى احتماالت الحصارْ خليج العقبة ويغلقون مضيق تيران ،وبذلك تكون إسرائيل قد
االقتصادي تُحل بتحقيق االكتفاء الذاتي بزرع 100ألف فدان قمح في سيناء على ماء المطر!" -وهل سيناء فيها مطر وأرض
تكفي ذلك فعالً؟! ،-وقال الشيخ دون أن يعرف اسم الرجل" :إن هذا الرجل ال يصلح أن يقود عزبة فضالً عن أن يقود مصر!".
هل كان هذا الموقف خيانة هلل وللرسول -صلى هللا عليه وسلم -ولألمة؟!
سيقول الكثيرون :الظروف قد تغيرت ،وقد ُوجد اإلمام المم َّكن وتمت بيعته باالنتخابات فال يجوز الخروج عليه ،وقد بالغ
البعض فجعل من سكت على ذلك وتعامل مع الواقع الجديد من الخوارج ،وبالغ البعض أشد منه فجعله من الموالين للكفار
والمرتدين!
ويا عجبًا ! ...هل مجرد خلع اإلمام الذي ثبتت إمامته يُعد صاحبه من الخوارج دون القول بتكفير مرتكب الكبيرة ،وتكفير
الحاكم أو غيره مع قتاله؟
هل قتال طلحة والزبير ومعاوية لعلي -رضي هللا عنهم -جعلهم من الخوارج فضالً عن ارتدادهم بذلك؟!ونقول :إن وجود
اإلمام المم َّك ن وثبوت بيعته باالنتخابات هو وهم الحلم الجميل الذي عشناه وما زال البعض يعيشه!
يا قومنا ...أليس عندكم جميعًا -فيما أعلم -أن اإلمامة ال تثبت إال بشوكة تفرض الطاعة؟!هل كان أهل الشوكة الحقيقية في
البالد مطيعين للدكتور "مرسي" ال يقدرون على مخالفته؟!
وهل كان الجيش والشرطة والمخابرات ،ثم أجهزة اإلعالم ،وأهل المال واالقتصاد ،والقضاء والدولة العميقة وأتباع النظام
السابق في يد الرئيس؟!
هل استطاع د".مرسي" أن يقيم الدين أو أن يسوس الدنيا بالدين أم أحسن أحواله أن يكون عاج ًزا ،بل ما استطاع أن يسوس
دنيا الناس ويوفر حاجياتهم؛ ولو بغير الدين ،ولو بالربا ومنح التصاريح للخمارات؟!الكل يعلم أن جز ًءا من المشاكل مفتعل وهذا
دليل على أنه لم يكن مم َّكنً ا؛ إذ عجز عن حل المشاكل إلى درجة سخط شعبي عارم ،فالناس على نحو ما قال القائل:
فكل هؤالء يخالفونه حتى ُوجد لهم الظهير الشعبي المتضرر ِمن ف ْقد أساسيات حياته وهو عاجز عن قيادة البالد دنيا أو دين
وسط هذه الصراعات ،وفي الدول المحيطة مخالفة مماثلة :دول الخليج -أثيوبيا -حتى السودان خذلتنا في سد النهضة -
إسرائيل "حدث وال حرج" -دول الربيع العربي مشغولة بمشاكل ثوراتها.أما َمن يعد إيران وتابعتها العراق حليفًا للمشروع
اإلسالمي فهي مصيبة مركبة.
وأما الموقف الدولي فمعلوم حقيقة ما يريده الغرب وأنه مع من يقدم التنازالت أكثر؛ وحبذا لو كان بغطاء إسالمي ،وهم
يركزون ج ًّدا على الجانب الثقافي والفكري ممثالً في الدستور وهو أول ما بذله اإلخوان ومستعدون لبذله من تنازالت ،فكيف
يمكن لرئيس "مم َّكن" -كما يزعم َمن يزعم! -أن يقود بلده وسط كل هذا؟!
فالسقوط مقطوع به تقدم أو تأخر؛ ألن فلسفة القيادة لم تكن في محاولة استيعاب المخالفين فضالً عن الموافقين ،وإنما في
الصدام مع الجميع وفي نفس الوقت هل يقبل أن يكون "اإلمام المم َّكن" يتلقى إنذا ًرا من قائد جيشه ثم ال يقوم بعزله وإنما يطالبه
بسحب إنذاره ومهلته! الذي ال شك فيه إنه كان غير قادر على عزله" .حزب النور" لم يشارك في انقالب -كما يقولون! -وإنما
تعامل مع واقع مفروض كان موجودًا قبل ذلك للناظرين بعين الحقيقة ،وأصبح معلنًا بالبيان الذي تم فيه عزل الرئيس بعد أن
سيطر الجيش على مقاليد البالد خالل المهلة تحت سمع وبصر الجميع ،وسيطر على وسائل اإلعالم ووضع الرئيس تحت
اإلقامة الجبرية.هل خطؤنا أنكم تقرؤون المشهد على غير حقيقته أو تفهمونه بما تحبونه كما فسرتم اإلنذار األول والمهلة األولى
التي كانت أسبوعًا على أنها إنذار للمعارضة وليس للرئاسة؟!
والعجب أنه حتى لو كان األمر كذلك فكان هذا دون أمر من الرئاسة ...فأين التمكين jيا عباد هللا؟! وأين الشوكة؟! وأين إقامة
الدين j،وسياسة الدنيا بالدين أو بغيره؟!
نحن تعاملنا مع الواقع الجديد- jالقديم في الحقيقة -كما كنتم أنتم تتعاملون معه طيلة سنة ونصف حكم فيها المجلس العسكري؛
وهذا هو الموقف الثاني الذي أذكركم به :فلم تكن هذه خيانة هلل وللرسول -صلى هللا عليه وسلم -ولألمة ،بل كانت -كما كانت من
قبل -در ًءا للمفاسد وجلبًا للمصالح ،وأهمها :تجنب أن نضع اإلسالميين جميعًا في بوتقة واحدة ضد الشعب تقاتله وتهدده بأنهم
سيسحقونه في " !"6/ 30وأنهَ " :من رش الرئيس بالماء سنرشه بالدم" ،و"أن هناك 100ألفًا قد بايعوا على الهجوم ال
الدفاع!" ،مع إظهار السالح واستعماله علنًا في محافظات كثيرة ...ثم كانت الطامة األشد في إعالن البعض صراحة أن
عمليات سيناء تتوقف فو ًرا إذا عاد "مرسي" إلى الكرسي ،وإال ستستمر؛ فقائل هذا يح ِّمل الجماعة علنًا مسئولية كل العمليات
التي تجري في سيناء!
مع أن الذين خرجوا في " "6/ 30لم يكونوا كلهم من العلمانيين والنصارى والفلول وأطفال الشوارع ،بل كانت ماليين
حقيقية تطالب بلقمة عيشها التي حرمت منها بمؤامرات أو غير مؤامرات ،فـ"المطلوب من القيادة أن تقود رغم المؤامرات وإال
فإذا عجزت فلترحل".
صا الملتحين والمنقبات طيلة
إن السخط على كل ما هو "إسالمي" -باالصطالح المعاصر -كان ال يخفى على أحد خصو ً
ت ،ولألسف كانت قراءة المشهد عند من يتخذ القرار من جنس أن أسبوعين تقريبًا قبل " "6/ 30من سب واتهام وأحيانًا اعتداءا ٍ
مهلة األسبوع التي أمهلها الجيش كانت إنذا ًرا للمعارضة مع أننا نبهنا على ذلك قوالً وكتابة في الوثيقة التي استلمها وفد مكتب
اإلرشاد الذي زار الدعوة في "2013-6-16م" ،وفيها تحذير من إعطاء المبرر لتدخل الجيش ...ووهللا لم يكن عن تواطؤ ،ولكن
توقع واحتمال يدركه كل من يقرأ المشهد قراءة واعية ،وليس حسب ما يحب هو أن يراه ويقرأه.
وما قاله البعض عن وجوب استنقاذ اإلمام إذا ُأ ِسر فهو تابع في الحقيقة لهذا التصور الوهمي ِمن وجود إمام مم َّكن ،وأن
االنتخابات بيعة! (سؤال عابر :هل لو كسب شفيق بدون تزوير ستكون بيعة له؟!) فمجرد نية إقامة الشريعة ال تكفي في تصحيح
اإلمامة ،فكلنا ننوي ذلك ...فهل كلنا أئمة؟!
والصورة التي ذكرها العلماء هي في أسر اإلمام ِمن قِبَل الكفار ،وأظن أن سيف التكفير جاهز لكل من خالفوا ،ولم يقل
العلماء ولم يطبقوا هذا في خليفة عزله السلطان وأسره ،بل وقتله ،وارجعوا للتاريخ ستجدون ك ًما هائالً من ذلك ،ولقد كان أئمة
السنة في زمن الصراع بين األمويين والعباسيين ولم يقولوا بوجوب استنقاذ اإلمام األسير ،بل تعاملوا مع الواقع الجديد jالذي
صار حقيقة بالتغلب.
وعذ ًر ا لمن هم خارج البالد من المشايخ والدعاة :لم يكن لكم أن تتورطوا في اإلفتاء على واقع ال تعلمونه اعتمادًا على نقل
من توالونه ولم تسمعوا ممن خالفه! فعسى أن تعيدوا النظر.
وهل يكفي االعتماد على وسائل اإلعالم المسماة باإلسالمية التي صار الكذب -وهو على ما أعلم يجوز في الحرب -هو
السالح األول المستعمل لتشويه الحقائق ولي الوقائع لتصل في النهاية إلى استخراج البيانات بهذه الصورة.
موقف ثالث أذ ِّكر به :هو ما كان من وجود "التحالف الديمقراطي" الذي رعاه حزب الحرية والعدالة؛ "تحالف"
و"ديمقراطي" وعلى رأسه رموز الليبراليين وكانوا معروفي االتجاه الفكري تما ًما ،بل صاروا قادة جبهة اإلنقاذ ،وم َّر على
المشايخ والدعاة واإلعالم المسمي باإلسالمي مرور الكرام ،بل مع التبرير الشرعي بحلف الفضول!
قارنوا بين هذا الموقف وقد ق َّد م رموز الليبرالية لالنتخاب على "قوائم اإلخوان" دون غضاضة وبين موقف "حزب النور"
في مبادرته التي طالب فيها بإصالح حقيقي تحتاج إليه البالد ،ومصالحة مع مؤسسات الدولة ال يمكن أن يستمر العمل دونها؛
وإذا بالعالم كله يسمع عن مواالة "حزب النور" ألعداء هللا العلمانيين j،معسكر الكفر ،والديمقراطية كفر! ...
وال قلنا :إن عرض القوانين على هيئة كبار العلماء لبيان "حكم الشريعة" فيها تأسيس للدولة الدينية المرفوضة!وال قلنا :إن
التشريع هو لهذا الشعب ممثالً في مجلس الشورى؛ ألن الشعب مصدر السلطات! بل نفسر مصدر السلطات بأنه بضوابط
الدستور المتضمن مرجعية الشريعة فال يجوز لمجلس الشورى أو النواب أن يسن خالف الشريعة.
هل كانت كل هذه المصطلحات ،وكل هؤالء األشخاص ،وكل هذا المنهج الفكري مختلفًا عما هو عليه اآلن عندما تحالف
معهم اإلخوان؟! ولم نتحالف معهم قط ،وال والينا َمن يخالف الشرع ،وإنما حصل توافق على موقف سياسي كان أقبح منه بال
شك ما أعلنه د".مرسي" بأن الموقف المصري يتطابق مع الموقف الروسي من األزمة السورية!
يا للعجب ! ...يا شيوخ السلفية المتهمين jلحزب النور والدعوة بالنفاق لماذا لم تنطقوا بكلمة على ما سبق وقتها؟! لماذا الكيل
بمكيالين؟! إلى هللا المشتكى.
القرضاوي أفتى بالقتال في الجيش األميركي ضد دولة الطالبان!
موقف رابع :يوم أن أفتى د".يوسف القرضاوي" بأنه "يجوز" للمجند األمريكي أن يقاتل مع الجيش األمريكي ضد دولة
أفغانستان المسلمة لم ينعقد اتحاد علماء المسلمين ليبين حرمة مواالة الكفار ،ولم تنطلق األلسنة مكفرة ومضللـة وحاكمة بالنفاق
مع أن القتال والنصرة أعظم صور المواالة ظهو ًرا ،ودولة أفغانستان كانت تطبق الحدود وتعلن مرجعية اإلسالم ،أما اآلن فقد
ك َخ ْيرًا لَهُ ْم َوِإ ْن يَت ََولَّوْ ا يُ َع ِّذ ْبهُ ُم هَّللا ُ َع َذابًا َألِي ًما فِي ال ُّد ْنيَا َو ِ
اآلخ َر ِة انطلقت األلسنة تقول في إشارة يفهمها الجميع ...( :فَِإ ْن يَتُوبُوا يَ ُ
ْ هَّلل
ير) (التوبة ،)74:مع أن صدر اآلية( :يَحْ لِفُونَ بِا ِ َما قَالُوا َولَقَ ْد قَالُوا َكلِ َمةَ ال ُك ْف ِر َو َكفَرُوا ص ٍ َو َما لَهُ ْم فِي اَألرْ ِ
ض ِم ْن َولِ ٍّي َوال نَ ِ
بَ ْع َد ِإسْال ِم ِه ْم َوهَ ُّموا بِ َما لَ ْم يَنَالُوا ،) ...فهل رأيتم "حزب النور" قال كلمة الكفر وكفر بعد إسالمه؟!
نوصي أنفسنا وإياكم بتقوى هللا ،نحن فقط تعاملنا مع واقع حقيقي فرض نفسه ،ليس في قدرتنا أن نشارك فيه ،ولم نشأ أن
نطيع غيرنا في أن نصطدم بالحائط أو نلقي أنفسنا في هاوية مهلكة تؤدي إلى خسارة الدين والدنيا؛ خسارة الدعوة والمنزلة في
قلوب الناس وخسارة المنصب الذي ال يسمن وال يغني من جوع في نفس الوقت ،خسارة الدماء التي تراق ،واألموال التي تُدمر،
والبلد الذي ينهار ،والجيش الذي يُراد انقسامه ويُراهَن على انشقاقه إلعادة الرئيس بعد كم ِمن األرواح تزهق! وعلى أي
أشالء وطن يعود الرئيس؟! وإذا لم يعد في المنطقة غير جيش واحد "هو جيش إسرائيل"؛ فمن الذي سيأمر فيطاع :د".مرسي"
أم األيدي واألصابع من الخارج؟! إلى هللا المشتكى.
إن الخطاب الكارثي المستعمل باسم اإلسالم -المبني على العنف الدموي في سيناء وغيرها -والتكفير للمخالف "إسالمي
وغيره" يقتضي وقفة صادقة مع النفس لهذا االتجاه بأسره.
وأنا أنصح "مكتب اإلرشاد" :أن يستخيروا هللا في االستقالة لمجلس الشورى التابع لهم استنقا ًذا للجماعة التي نريد أن
تظل عاملة وبقوة في الشارع المصري مقبولة من الجماهير ،وقبل ذلك حفاظًا على ما بقي من العمل اإلسالمي ومصلحة
اإلسالم والمسلمين ،ومصلحة هذا الوطن وهذه األمة في مشارقها ومغاربها.
وأنصح كذلك إخواني في مجلس إدارة الدعوة السلفية :بعد أن قدموا كشف حساب عن المرحلة السابقة لمجلس الشورى العام
للدعوة أن يضعوا استقاالتهم بين يدي إخوانهم ليقرروا ما شاءوا.