You are on page 1of 8

‫َعلم بِ َما َي ُق ُ‬

‫ول‬ ‫أ‬ ‫و‬ ‫ه‬‫ف‬‫َ‬ ‫َدعُوا َع ِطيَّةَ اللَّ ِ‬


‫ه‬
‫َُ ُ‬
‫‪ 28‬جمادى األولى ‪ 1426‬هـ‬
‫‪ 5‬يوليو‪/‬تموز ‪ 2005‬م‬

‫بَِقلَ ِم ال َ‬
‫شيخ‬
‫(ر ِح َمهُ اهلل)‬
‫الز ْرقَا ِوي َ‬
‫عب ّ‬ ‫أَبِ ْي ُم ْ‬
‫ص ٍ‬

‫ومستدرج‬ ‫ومصرف األمور بأمره‪،‬‬ ‫ِ‬


‫الشرك بقهره‪،‬‬ ‫وم ِّ‬
‫ذل‬ ‫ِ‬ ‫احلمد ِ‬
‫ِ‬ ‫ِّ‬ ‫معز اإلسالم بنصره‪ُ ،‬‬ ‫هلل ِّ‬ ‫ُ‬
‫للمتقني بفض لِه‪ ،‬والص الةُ‬
‫َ‬ ‫الك افرين مبك ره‪ ،‬ال ذي ق ّدر األي ام دوالً بعدل ه‪ ،‬وجعل العاقب ةَ‬
‫اإلسالم ِ‬
‫بسيفه‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫منار‬
‫والسالم على من أعلى اهللُ َ‬

‫َّأما بعد؛‬

‫وم إخ واين يف القسم اإلعالمي‪ ،‬بتزوي دي ببعض أخب ار املس لمني‬ ‫ف بني ال َفْينَة واألخ رى‪ ،‬يق ُ‬
‫األخص أخب ار املنت ديات‪،‬‬
‫ِّ‬ ‫املتناقلة يف وس ائل اإلعالم املختلف ة؛ املرئية منها واملس موعة‪ ،‬وب‬
‫عامة‪ ،‬واجملاهدين خاصة‪.‬‬
‫وساحات احلوار اإلسالمي‪ ،‬اليت غالبًا ما تنقل أخبار املسلمني َّ‬

‫وكثريا ما كانت تنقطع عين هذه األخبار بسبب الظروف األمنية اليت أعيش‪ ،‬واليت جتعلين‬ ‫ً‬
‫االطالع على كثري من أحوال اإلخوة املسلمني‪.‬‬
‫َ‬ ‫غالبًا يف َتَنقُّل مستمر؛ مما حيرمين‬

‫‪1‬‬
‫وبعد انقطاع ليس بالقصري؛ يَ َّسَر اهلل يل يف اآلونة األخرية‪ ،‬أن أتابع بعض األخبار والردود‬
‫عامة‪ ،‬أو ما يتعلق ب اإلخوة يف تنظيم‬
‫يف بعض املنت ديات؛ س واء ما يتعلق ب أرض الراف دين َّ‬
‫القاعدة خاصة‪.‬‬

‫مقال لألخ الكبري الشيخ عطيَّة اهلل‪ ،‬يف منتدى احلدث على شبكة‬
‫عيناي‪ٌ :‬‬
‫َ‬ ‫ومما وقعت عليه‬
‫ردا من‬
‫املقال يتضمن ًّ‬
‫خري اجلزاء)‪ ،‬وكان ُ‬ ‫اإلخالص اإلسالمية‪( ،‬جزى اهلل القائمني عليها َ‬
‫الشيخ عطيَّة اهلل‪ ،‬على ٍ‬
‫بيان سابق لتنظيم القاعدة يف بالد الرافدين‪ ،‬بشأن انسحاب القوات‬
‫اإليطالية من العراق‪ ،‬على لسان رئيس وزرائها بريلسكوين‪.‬‬

‫الوقَفات مع هذا املقال‪:‬‬


‫بعض َ‬
‫فكان يل ُ‬

‫‪-‬علِ َم اهلل ‪ -‬بل‬ ‫‪ .1‬مما ُ‬


‫حيسن بيانه ابتداءً أن يعرف اإلخوة _وهذا ليس من باب التواضع َ‬
‫أيض ا هو الشيخ‬
‫هو حقيقة وواق ع؛ بأن األخ عطيَّة اهلل هو أخ كبري ألخيكم الص غري‪ ،‬وأنه ً‬
‫ال أن ا‪ ،‬فما أنا إال رجل من رج االت املس لمني‪ ،‬وجن دي من جن ود ه ذا ال دين‪ ،‬زللي‬
‫وخطَلِي أكثر من صوايب‪ ،‬نسأل اهلل أن مُيَ ِّس َكين باإلسالم حىت ألقاه‪ ،‬وأن خيتم يل باحلسىن‪.‬‬
‫َ‬

‫طرا من عم ره يف اللهو واملعاص ي‪ ،‬وبني من نبتت حليت ه‪ ،‬واش تد‬


‫فش تَّان بني من قضى ش ً‬
‫عوده يف أرض اجلهاد‪.‬‬

‫‪ .2‬ما قلته ساب ًقا متعلق مبا سأقوله الح ًق ا؛ وهو أن يعلم اإلخوة بأن األخ الكبري عطية اهلل‬
‫ممن ك انت له جتارب س ابقة يف ِع دَّة س احات جهادي ة‪ ،‬مما أَ ْك َس ب الرج َل ‪-‬حنس به واهلل‬
‫حس يبه‪ ،‬و ال ن زكي على اهلل أح ًدا‪ -‬خ ربةً ثريَّة‪ ،‬وجتربة ناض جة‪ ،‬وبُ ْع َد نَظَ ٍر يف م آالت‬
‫ويبدي ما يعتقد يف النوازل اليت تواجه اجلهاد واجملاهدين‪.‬‬‫َ‬ ‫بدلْ ِوه‪،‬‬
‫األمور‪ ،‬تؤهله بأن يُ ْديِل َ َ‬

‫‪ .3‬ذكر األخ الكبري عطيَّة اهلل‪( :‬ب أن اإلخ وة يف الع راق عن دهم ن وعٌ من العُ ْج ِ‬
‫ب‬
‫والفخر‪)...‬‬

‫‪2‬‬
‫س احلاصل يف ه ذا األمر عند األخ عطية اهلل؛ إمنا هو ن اتج من طريقة‬ ‫َّ‬
‫ما أريد بيانه ب أن اللْب َ‬
‫اإلخوة يف القسم اإلعالمي يف صياغة البيانات‪.‬‬

‫نوعا من التهوي ل‪ ،‬ونَ َف ًس ا من التض خيم‪ ،‬فأحيانًا ي ذكر‬


‫فقد يش عر األخ الق ارئ ب أن فيها ً‬
‫بعض األلف اظ مث ل‪ :‬وقُتِ َل منهم مقتلة عظيم ة‪ ..‬أو أح اهلم أث ًرا بعد‬
‫اإلخ وة يف بيان اهتم َ‬
‫عني‪ ..‬وأن األمريكان نغزوهم وال يغزوننا‪ ..‬وغري ذلك من األلفاظ واجلمل احملتملة‪.‬‬

‫نعم؛ األصل يف البيان ات ‪-‬وخاصة املتعلقة بالعملي ات اليت يق وم هبا اإلخ وة‪ -‬أن تك ون‬
‫تعذر إحصاء خسارات العدو وقتاله‪ ،‬يكون هناك نوع‬ ‫دقيقة‪ ،‬وغري ُمبالغ فيها‪ ،‬ولكن مع ُّ‬
‫َ‬
‫من االطالق ات والتعميم ات يف ه ذه البيان ات؛ وإال ‪-‬واهلل يش هد‪ -‬ب أن النت ائج احلقيقية‬
‫خلسائر العدو يف أرض املعركة أكرب بكثري مما يتصوره املسلمون‪.‬‬

‫معظم األم ور مع إخ واني‪ ،‬ومطلع على أغلب‬


‫ف إني ‪-‬وهلل الحمد والمنة‪ -‬أباشر َ‬
‫العمليات التي يقوم بها اإلخوة‪ ،‬ويرى الشاهد ما ال يرى الغائب‪.‬‬

‫ولو أني أقسمت باهلل ثالثًا‪ :‬بأن عُبَّاد الصليب قد أثخنتهم الجراحات‪ ،‬وأن خسائرهم‬
‫باآلالف ال المئات؛ لرجوت أن ال أكون حانثًا في يميني‪.‬‬

‫ُجلِّي لك الصورة أكثر من ذلك؛ إنه لوال امتالك األمريكان لسالح الطريان لكنا‬‫بل دعين أ َ‬
‫ض الً عن أن يسيطروا عليها‪ ،‬فلو‬
‫اليوم يف بغداد‪ ،‬وملا استطاعوا أن يدخلوا مدينة واحدة؛ فَ ْ‬
‫لقلت‪ :‬بأن أخي الصغري‬ ‫وصفت لك حالة اجلندي األمريكي‪ ،‬ومدى جبنِه وخو ِره ِ‬
‫وهلَعه؛ َ‬ ‫ُْ َ َ َ‬
‫يبالغ يف وصفه‪ ،‬وأنه جتاوز العدل يف توصيفه‪.‬‬

‫‪ .4‬أخذ األخ الكبري عطيَّة اهلل على اإلخ وة التع اطي مع بعض الن وازل واملواقف بطريقة‬
‫(طبعا يقصد األخ املرونة اليت‬
‫جامدة‪ ،‬وأنه ال بد أن يكون هناك نوع من املرونة السياسية ً‬
‫ال ختالف الش رع)‪ ،‬وذكر مث االً على ه ذا اجلم ود‪ ،‬وهو رد اإلخ وة على ق رار احلكومة‬
‫اإليطالية بسحب قواهتا‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫حق‪ ،‬فاملرونة السياسية؛ أو َلن ُق ل‪ :‬موازين السياسة الشرعية يف التعامل‬ ‫أقول له‪ :‬نعم‪ ،‬هذا ٌّ‬
‫مع الن وازل اجلهادية أو غريه ا‪ ،‬ليس من احلكمة أن تك و َن على َوت رية واح دة‪ ،‬كالغلظة‬
‫دائما‪ ،‬ولكن توضع األمور يف موازينها‪ ،‬ونصاهبا الصحيح‪،‬‬ ‫دائما‪ ،‬أو اللني والرفق ً‬
‫والشدة ً‬
‫ض يَّق‬
‫ض يِّق يف أمر َ‬
‫ض رْي أن نُ َ‬
‫نوس ع يف شيء َو َّس َع الش ارع في ه‪ ،‬وك ذلك ال َ‬
‫فال ح رج أن ِّ‬
‫الشارع فيه‪.‬‬

‫وتقدير ذلك مرجعه إىل اإلخوة‪ ،‬ك وهنم هم ال ذين يعايشون ه ذه التط ورات ويباش روهنا‪،‬‬
‫خبالف غ ريهم ممن هو بعيد عن ه ذه الس احات واملي ادين‪ ،‬مما جيعل نظرته قاص رة‪ ،‬وغري‬
‫كافي ة؛ إلن زال احلكم الص حيح على ه ذه الواقعة أو تل ك‪ ،‬خبالف ال ذي يعيش الواقعة‬
‫نفسها‪ ،‬ويدرك تفاصيلها وأبعادها‪ ،‬ما ظهر منها وبان‪ ،‬وما خفي منها ودق‪.‬‬

‫الن َفس العام جلهادنا يف العراق مييل إىل الشدة والعزمية‪ ،‬وهذا أمر ال جنهله‪،‬‬‫نعم؛ قد يكون َّ‬
‫بل نسعى لت دعيم أركان ه‪ ،‬ونتواصى به مع إخوانن ا‪ ،‬وحناول أن نغرسه يف نفوس املس لمني‬
‫َّعة والراحة وإيث ار‬
‫يف الع راق وخارج ه‪ ،‬وما ذاك إال مليل أك ثر الن اس يف ه ذه البالد إىل الد َ‬
‫السالمة‪.‬‬

‫ف إين أعتقد أيها األخ الكبري ب أن األمة حباجة ملن يُ َس ِّعر هلا احلروب‪ ،‬وينفخ فيها روح‬
‫التض حية والف داء هلذا ال دين‪ ،‬ويربطها مباض يها املش رق؛ ال ذي س طره أج دادنا ب دمائهم‪،‬‬
‫وس قوه بع زهم وك رامتهم‪ ،‬وال ذي تكفلت س نوات ال َكْبت وال ذل الطويلة اليت عاش تها‬
‫ود ْر ِس َرمْسِ ه من نف وس أبنائه ا‪ ،‬فلو اس تطعنا أن نزيل ه ذا الرك ام اهلائل‬
‫األم ة؛ مبحو أث ره َ‬
‫من الران الذي جثم على صدر األمة‪ ،‬فإننا نكون قد بدأنا بوضع أقدامنا على بداية الطريق‬
‫الصحيح‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫فالشدة اليت أقصد‪ ،‬والعزمية اليت أنشد‪ ،‬والغلظة اليت إليها أدعو وأحشد؛ إمنا هي اليت تكون‬
‫أص لها نبينا الك رمي ص لى اهلل عليه وس لم وص حابته األب رار‬
‫يف موض عها أص يلة راس خة‪ّ ،‬‬
‫رضوان اهلل عليهم‪ ،‬ال الشدة والعزمية اليت سبيلها التهور واالندفاع غري احملسوب‪.‬‬

‫وأض رب لك مث الني على س بيل ال ذكر واالستش هاد‪ ،‬ال احلصر واالس تطراد‪ ،‬وإال فالش رح‬
‫يطول‪ ،‬واحلديث متشعب وذو شجون‪.‬‬

‫المثال األول‪ :‬أثناء أحداث املعركة الثانية اليت جرت يف الفلوجة‪ ،‬قام اإلخوة خبطف ابن‬
‫عم العميل إياد عالوي مع زوجته وزوجة ابنه‪ ،‬يف حماولة لردع اخلائن عالوي‪ ،‬من خالل‬
‫َصَّرت قوات االحتالل الصلييب وأعواهنم على االستمرار‬ ‫الضغط عليه هبؤالء الرهائن‪ ،‬وإن أ َ‬
‫يف قتل األطف ال والنس اء يف الفلوج ة‪ ،‬عاملن اهم باملثل وقتلنا أقارب ه‪ ،‬ولكن عن دما ت بني أنه‬
‫ليس هن اك أدىن عالقة بني اخلائن عالوي وابن عم ه‪ ،‬ومل يكن له أي مش اركة فعلية مع‬
‫ق وات االحتالل الص لييب‪ ،‬ما ك ان من اإلخ وة إال أن ب الغوا يف اإلحس ان إليهم‪ ،‬مث ق اموا‬
‫باإلفراج عنهم‪.‬‬

‫الشاهد من هذه الحادثة‪ :‬أنه لو كانت املسألة مسألةَ انتقام جمرد وعشوائي‪ ،‬غري مضبوطة‬
‫بضوابط الشرع؛ لكان باستطاعة اإلخوة أن يفعلوا ذلك (فتأمل)‪.‬‬

‫المثال الثاني‪ :‬يف بعض األحايني يرتجح عند اإلخوة بعض األمارات والدالالت أن فالنًا‬
‫من الن اس ممن يتعامل مع الك افر احملت ل‪ ،‬ويعني على ح رب اجملاه دين‪ ،‬فيقوم وا بقتل ه‪ ،‬مث‬
‫يتبني هلم بعد ذلك أن املقتول كان بريئًا مما نُسب إلي ه‪ ،‬وأن القتل ك ان خط أً‪ ،‬فما يكون‬
‫من اإلخوة إال اسرتضاء ويل املقتول‪ ،‬ودفع ديته‪ ،‬واالعتذار عما قاموا به من القتل اخلطأ‪.‬‬

‫واهلل يعلم؛ بأن األمثلة كثيرة جداً‪ ،‬وأن حادينا في هذا الجهاد المبارك هو‪ :‬طاعة اهلل‬
‫ورسوله‪ ،‬والتزام الحكم الشرعي‪ ،‬وإن َم َّد اهلل في العمر‪ ،‬وبارك في الوقت؛ ويسر لي‬
‫الظ روف‪ ،‬ف العزم م ني منعقد على إخ راج بعض اإلص دارات ال تي تجلِّي كث ًيرا من‬

‫‪5‬‬
‫واقعنا على الس احة العراقي ة‪ ،‬و ُت َفنِّد كث ًيرا من الش بهات ال تي تلصق ب اإلخوة زورا‬
‫وبهتانًا‪.‬‬

‫نسأل اهلل أن ييسر ذلك قريبا‪.‬‬

‫‪ .5‬أما ما ذك رت من موض وع العجب والفخ ر‪ ،‬فه ذا ح ٌّق‪ ،‬فنحن بشر يعرتينا النقص‬
‫والضعف‪ ،‬نسأل اهلل أن يرزقنا التواضع‪ ،‬وأن جينبنا الفخر والعجب‪.‬‬

‫صول وال جَنُول وال نقاتل‬


‫فواهلل يا أيها األخ الكبري‪ ،‬إننا ال حول لنا وال قوة إال باهلل‪ ،‬وال نَ ُ‬
‫إال به سبحانه وتعاىل‪ ،‬فنسأله بأمسائه احلسىن أن ال يكلنا ألنفسنا طرفة عني‪ ،‬فإياك مث إياك‬
‫دوما على تذكريهم يف هذه األمور‪ ،‬فواهلل‬ ‫أيها احلبيب؛ أن هتمل نصح إخوانك‪ ،‬واحرص ً‬
‫إهنا من العظائم‪ ،‬وإهنا ملن املهلكات‪.‬‬

‫وال ح رج علي ك‪ ،‬انصح ب اليت تري د‪ ،‬بالش دة أم ب اللني‪ ،‬أيهما اخ رتت فال ت ثريب علي ك‪،‬‬
‫فَ ُح َّق ملثلك أن يك ون ناص ًحا‪ ،‬فواهلل ما علمن اك ش امتًا وال مع ًريا‪ ،‬وال بص احب (حظ وظ‬
‫حريص ا على إخوانه‪ ،‬ولقد كان شيخ اإلسالم ‪-‬رمحه اهلل‪ -‬من‬ ‫ً‬ ‫ناصحا مشف ًقا‪،‬‬
‫ً‬ ‫نفس) بل‬
‫أحرص الناس على أمته‪ ،‬وأنصحهم هلا‪ ،‬مع شدَّة ِ‬
‫وح دَّة تعرتيه‪ ،‬ال تقلل من قيمة نصيحته‪،‬‬
‫وال تضع من قدره رمحه اهلل‪ ،‬وقد قال رمحه اهلل‪:‬‬

‫"فإن المؤمن للمؤمن كاليدين تغسل إحداهما األخرى‪ ،‬وقد ال ينقلع الوسخ إالَّ بنوع‬
‫من الخشونة‪ ،‬لكن ذلك يوجب من النظافة والنعومة ما نحمد معه ذلك التخشين"‪.‬‬

‫هذا ما يسر اهلل يف هذه العجالة‪ ،‬نسأل اهلل لنا ولكم الثبات وحسن اخلامتة‪ ،‬وسالمي لك‬
‫وملن حولك من األحباب‪ ،‬الذين تتوق النفس للقياهم‪ ،‬وترنو العني لرؤيتهم نسأل اهلل ان‬
‫جيمعنا على طاعته‪.‬‬

‫واحلمد هلل رب العاملني‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫الز ْرقَا ِوي‬
‫ب َّ‬‫ص َع ٍ‬
‫أ َُب ْو ُم ْ‬
‫الرافِ َديْن‬
‫الد َّ‬ ‫أ َِمير َت ْن ِظ ِيم ال َق ِ‬
‫اع َد ِة فِي بِ ِ‬
‫ْ‬ ‫ُْ‬
‫الرافِ َديْن‬ ‫الع َرا ُق – بِ ُ‬
‫الد َّ‬ ‫ِ‬

‫[و فيما يلي تعليق الشيخ عطية اهلل حفظه اهلل على ما ذَ َكَر الشيخ أبا مصعب رمحه اهلل‪ ،‬و‬
‫قد إرتأينا إدراجه حىت يتعلم الناس كيف يكون التواضع و الرتاحم بني املسلمني‪ ،‬وكيف‬
‫تكون املناصحة الصادقة و اهلادفة‪ ،‬وليس الطعن املقنع و املغلف باسم النصيحة]‬

‫تعليق الشيخ عطية اهلل (حفظه اهلل)‬


‫على رسالة الشيخ أبي مصعب (رحمه اهلل)‬

‫اللهم اغفر ألخي أيب مص عب وأع ِل ق دره وارفع يف اآلخ رين ذك ره‪ ،‬وس دده وزده ه دى‬
‫وتوفقيا واختم لنا وله باحلسىن‪ ..‬آمني‪.‬‬

‫بل أنا واهلل أحق ب أن أنتصح بكالمكم وفع الكم‪ ،‬فقد س بقتم وتأخرن ا‪ ،‬نس أل اهلل أن‬
‫يعفو عنا وعنكم ويجعلنا وإي اكم من المفلحين‪ ،‬وج زى اهلل اإلخ وة خ ريا من بلّغ ومن‬
‫ظن خريا وقال خريا‪.‬‬

‫وليعلم اإلخ وة أين مل أصف اإلخ وة يف الع راق ب أن عن دهم نوعا من العجب والفخر كما‬
‫هي عبارة أخي‪ ،‬فهو حكاها باملعىن‪ ،‬فتغريت بعض الشيء عن أصلها‪ ،‬وال واهلل ما أصفهم‬
‫بذلك وما رأيت إال خريا إن شاء اهلل‪.‬‬

‫وإمنا ح ذرت من الغ رور‪ ،‬كما أح ّذر نفس ي‪ ،‬وقلت إن ما اقرتحته من ال رأي والبي ان يف‬
‫قضية انسحاب اإليطاليني "يعطي انطباعا ألصدقائنا وأحبابنا قبل أعدائنا أننا متواضعون ال‬
‫مغرورون منتشون‪ ،‬وأننا ح ّقاً باهلل مستعينون وعليه متو ّكلون‪ ،‬ومن تقصرينا خائفون‪"...‬‬

‫‪7‬‬
‫حتري‬
‫رحت مبا ذك ره أخي حفظه اهلل ونص ره من التوض يحات ح ول ّ‬ ‫ُ‬ ‫ويعلم اهلل أين ف‬
‫اإلخ وة (كما يف مث ال أق ارب عالوي وس ائر ما ذك ره)‪ ،‬وه ذا واهلل ش يء يطمئن القلب‬
‫وقواكم ونصركم‬
‫حال وال زال‪ ..‬فبارك اهلل فيكم ّ‬
‫ويثلج الصدر‪ ،‬وهو واهلل الظن بكم‪ ،‬ما َ‬
‫وتقبل منكم‪ ،‬وجعلنا اهلل وإياكم مفاتيح للخري مغاليق للشر‪.‬‬

‫وما ذكره أخي أبو مصعب حول مسألة الشدة‪ ،‬وما يراه من مدى مطلوبيتها‪ ..‬فاحلكمة‬
‫وضع كل ش يء يف حمله ش دة ولينا ورفقا وعنف اً وغريه ا‪ ..‬واملوفق من وفقه اهلل تع اىل‪،‬‬
‫فاستعينوا باهلل فإنه موالكم‪ ،‬نعم املوىل ونعم النصري‪ ،‬والسالم عليكم ورمحة اهلل وبركاته‪.‬‬

‫عطية اهلل‬

‫مجادى الثاين ‪ 1426‬هـ املوافق ‪ 7‬يوليو‪/‬متوز ‪ 2005‬م ‪1‬‬

‫‪8‬‬

You might also like