Professional Documents
Culture Documents
بَِقلَ ِم ال َ
شيخ
(ر ِح َمهُ اهلل)
الز ْرقَا ِوي َ
عب ّ أَبِ ْي ُم ْ
ص ٍ
َّأما بعد؛
وم إخ واين يف القسم اإلعالمي ،بتزوي دي ببعض أخب ار املس لمني ف بني ال َفْينَة واألخ رى ،يق ُ
األخص أخب ار املنت ديات،
ِّ املتناقلة يف وس ائل اإلعالم املختلف ة؛ املرئية منها واملس موعة ،وب
عامة ،واجملاهدين خاصة.
وساحات احلوار اإلسالمي ،اليت غالبًا ما تنقل أخبار املسلمني َّ
وكثريا ما كانت تنقطع عين هذه األخبار بسبب الظروف األمنية اليت أعيش ،واليت جتعلين ً
االطالع على كثري من أحوال اإلخوة املسلمني.
َ غالبًا يف َتَنقُّل مستمر؛ مما حيرمين
1
وبعد انقطاع ليس بالقصري؛ يَ َّسَر اهلل يل يف اآلونة األخرية ،أن أتابع بعض األخبار والردود
عامة ،أو ما يتعلق ب اإلخوة يف تنظيم
يف بعض املنت ديات؛ س واء ما يتعلق ب أرض الراف دين َّ
القاعدة خاصة.
مقال لألخ الكبري الشيخ عطيَّة اهلل ،يف منتدى احلدث على شبكة
عينايٌ :
َ ومما وقعت عليه
ردا من
املقال يتضمن ًّ
خري اجلزاء) ،وكان ُ اإلخالص اإلسالمية( ،جزى اهلل القائمني عليها َ
الشيخ عطيَّة اهلل ،على ٍ
بيان سابق لتنظيم القاعدة يف بالد الرافدين ،بشأن انسحاب القوات
اإليطالية من العراق ،على لسان رئيس وزرائها بريلسكوين.
.2ما قلته ساب ًقا متعلق مبا سأقوله الح ًق ا؛ وهو أن يعلم اإلخوة بأن األخ الكبري عطية اهلل
ممن ك انت له جتارب س ابقة يف ِع دَّة س احات جهادي ة ،مما أَ ْك َس ب الرج َل -حنس به واهلل
حس يبه ،و ال ن زكي على اهلل أح ًدا -خ ربةً ثريَّة ،وجتربة ناض جة ،وبُ ْع َد نَظَ ٍر يف م آالت
ويبدي ما يعتقد يف النوازل اليت تواجه اجلهاد واجملاهدين.َ بدلْ ِوه،
األمور ،تؤهله بأن يُ ْديِل َ َ
.3ذكر األخ الكبري عطيَّة اهلل( :ب أن اإلخ وة يف الع راق عن دهم ن وعٌ من العُ ْج ِ
ب
والفخر)...
2
س احلاصل يف ه ذا األمر عند األخ عطية اهلل؛ إمنا هو ن اتج من طريقة َّ
ما أريد بيانه ب أن اللْب َ
اإلخوة يف القسم اإلعالمي يف صياغة البيانات.
نعم؛ األصل يف البيان ات -وخاصة املتعلقة بالعملي ات اليت يق وم هبا اإلخ وة -أن تك ون
تعذر إحصاء خسارات العدو وقتاله ،يكون هناك نوع دقيقة ،وغري ُمبالغ فيها ،ولكن مع ُّ
َ
من االطالق ات والتعميم ات يف ه ذه البيان ات؛ وإال -واهلل يش هد -ب أن النت ائج احلقيقية
خلسائر العدو يف أرض املعركة أكرب بكثري مما يتصوره املسلمون.
ولو أني أقسمت باهلل ثالثًا :بأن عُبَّاد الصليب قد أثخنتهم الجراحات ،وأن خسائرهم
باآلالف ال المئات؛ لرجوت أن ال أكون حانثًا في يميني.
ُجلِّي لك الصورة أكثر من ذلك؛ إنه لوال امتالك األمريكان لسالح الطريان لكنابل دعين أ َ
ض الً عن أن يسيطروا عليها ،فلو
اليوم يف بغداد ،وملا استطاعوا أن يدخلوا مدينة واحدة؛ فَ ْ
لقلت :بأن أخي الصغري وصفت لك حالة اجلندي األمريكي ،ومدى جبنِه وخو ِره ِ
وهلَعه؛ َ ُْ َ َ َ
يبالغ يف وصفه ،وأنه جتاوز العدل يف توصيفه.
.4أخذ األخ الكبري عطيَّة اهلل على اإلخ وة التع اطي مع بعض الن وازل واملواقف بطريقة
(طبعا يقصد األخ املرونة اليت
جامدة ،وأنه ال بد أن يكون هناك نوع من املرونة السياسية ً
ال ختالف الش رع) ،وذكر مث االً على ه ذا اجلم ود ،وهو رد اإلخ وة على ق رار احلكومة
اإليطالية بسحب قواهتا.
3
حق ،فاملرونة السياسية؛ أو َلن ُق ل :موازين السياسة الشرعية يف التعامل أقول له :نعم ،هذا ٌّ
مع الن وازل اجلهادية أو غريه ا ،ليس من احلكمة أن تك و َن على َوت رية واح دة ،كالغلظة
دائما ،ولكن توضع األمور يف موازينها ،ونصاهبا الصحيح، دائما ،أو اللني والرفق ً
والشدة ً
ض يَّق
ض يِّق يف أمر َ
ض رْي أن نُ َ
نوس ع يف شيء َو َّس َع الش ارع في ه ،وك ذلك ال َ
فال ح رج أن ِّ
الشارع فيه.
وتقدير ذلك مرجعه إىل اإلخوة ،ك وهنم هم ال ذين يعايشون ه ذه التط ورات ويباش روهنا،
خبالف غ ريهم ممن هو بعيد عن ه ذه الس احات واملي ادين ،مما جيعل نظرته قاص رة ،وغري
كافي ة؛ إلن زال احلكم الص حيح على ه ذه الواقعة أو تل ك ،خبالف ال ذي يعيش الواقعة
نفسها ،ويدرك تفاصيلها وأبعادها ،ما ظهر منها وبان ،وما خفي منها ودق.
الن َفس العام جلهادنا يف العراق مييل إىل الشدة والعزمية ،وهذا أمر ال جنهله،نعم؛ قد يكون َّ
بل نسعى لت دعيم أركان ه ،ونتواصى به مع إخوانن ا ،وحناول أن نغرسه يف نفوس املس لمني
َّعة والراحة وإيث ار
يف الع راق وخارج ه ،وما ذاك إال مليل أك ثر الن اس يف ه ذه البالد إىل الد َ
السالمة.
ف إين أعتقد أيها األخ الكبري ب أن األمة حباجة ملن يُ َس ِّعر هلا احلروب ،وينفخ فيها روح
التض حية والف داء هلذا ال دين ،ويربطها مباض يها املش رق؛ ال ذي س طره أج دادنا ب دمائهم،
وس قوه بع زهم وك رامتهم ،وال ذي تكفلت س نوات ال َكْبت وال ذل الطويلة اليت عاش تها
ود ْر ِس َرمْسِ ه من نف وس أبنائه ا ،فلو اس تطعنا أن نزيل ه ذا الرك ام اهلائل
األم ة؛ مبحو أث ره َ
من الران الذي جثم على صدر األمة ،فإننا نكون قد بدأنا بوضع أقدامنا على بداية الطريق
الصحيح.
4
فالشدة اليت أقصد ،والعزمية اليت أنشد ،والغلظة اليت إليها أدعو وأحشد؛ إمنا هي اليت تكون
أص لها نبينا الك رمي ص لى اهلل عليه وس لم وص حابته األب رار
يف موض عها أص يلة راس خةّ ،
رضوان اهلل عليهم ،ال الشدة والعزمية اليت سبيلها التهور واالندفاع غري احملسوب.
وأض رب لك مث الني على س بيل ال ذكر واالستش هاد ،ال احلصر واالس تطراد ،وإال فالش رح
يطول ،واحلديث متشعب وذو شجون.
المثال األول :أثناء أحداث املعركة الثانية اليت جرت يف الفلوجة ،قام اإلخوة خبطف ابن
عم العميل إياد عالوي مع زوجته وزوجة ابنه ،يف حماولة لردع اخلائن عالوي ،من خالل
َصَّرت قوات االحتالل الصلييب وأعواهنم على االستمرار الضغط عليه هبؤالء الرهائن ،وإن أ َ
يف قتل األطف ال والنس اء يف الفلوج ة ،عاملن اهم باملثل وقتلنا أقارب ه ،ولكن عن دما ت بني أنه
ليس هن اك أدىن عالقة بني اخلائن عالوي وابن عم ه ،ومل يكن له أي مش اركة فعلية مع
ق وات االحتالل الص لييب ،ما ك ان من اإلخ وة إال أن ب الغوا يف اإلحس ان إليهم ،مث ق اموا
باإلفراج عنهم.
الشاهد من هذه الحادثة :أنه لو كانت املسألة مسألةَ انتقام جمرد وعشوائي ،غري مضبوطة
بضوابط الشرع؛ لكان باستطاعة اإلخوة أن يفعلوا ذلك (فتأمل).
المثال الثاني :يف بعض األحايني يرتجح عند اإلخوة بعض األمارات والدالالت أن فالنًا
من الن اس ممن يتعامل مع الك افر احملت ل ،ويعني على ح رب اجملاه دين ،فيقوم وا بقتل ه ،مث
يتبني هلم بعد ذلك أن املقتول كان بريئًا مما نُسب إلي ه ،وأن القتل ك ان خط أً ،فما يكون
من اإلخوة إال اسرتضاء ويل املقتول ،ودفع ديته ،واالعتذار عما قاموا به من القتل اخلطأ.
واهلل يعلم؛ بأن األمثلة كثيرة جداً ،وأن حادينا في هذا الجهاد المبارك هو :طاعة اهلل
ورسوله ،والتزام الحكم الشرعي ،وإن َم َّد اهلل في العمر ،وبارك في الوقت؛ ويسر لي
الظ روف ،ف العزم م ني منعقد على إخ راج بعض اإلص دارات ال تي تجلِّي كث ًيرا من
5
واقعنا على الس احة العراقي ة ،و ُت َفنِّد كث ًيرا من الش بهات ال تي تلصق ب اإلخوة زورا
وبهتانًا.
.5أما ما ذك رت من موض وع العجب والفخ ر ،فه ذا ح ٌّق ،فنحن بشر يعرتينا النقص
والضعف ،نسأل اهلل أن يرزقنا التواضع ،وأن جينبنا الفخر والعجب.
وال ح رج علي ك ،انصح ب اليت تري د ،بالش دة أم ب اللني ،أيهما اخ رتت فال ت ثريب علي ك،
فَ ُح َّق ملثلك أن يك ون ناص ًحا ،فواهلل ما علمن اك ش امتًا وال مع ًريا ،وال بص احب (حظ وظ
حريص ا على إخوانه ،ولقد كان شيخ اإلسالم -رمحه اهلل -من ً ناصحا مشف ًقا،
ً نفس) بل
أحرص الناس على أمته ،وأنصحهم هلا ،مع شدَّة ِ
وح دَّة تعرتيه ،ال تقلل من قيمة نصيحته،
وال تضع من قدره رمحه اهلل ،وقد قال رمحه اهلل:
"فإن المؤمن للمؤمن كاليدين تغسل إحداهما األخرى ،وقد ال ينقلع الوسخ إالَّ بنوع
من الخشونة ،لكن ذلك يوجب من النظافة والنعومة ما نحمد معه ذلك التخشين".
هذا ما يسر اهلل يف هذه العجالة ،نسأل اهلل لنا ولكم الثبات وحسن اخلامتة ،وسالمي لك
وملن حولك من األحباب ،الذين تتوق النفس للقياهم ،وترنو العني لرؤيتهم نسأل اهلل ان
جيمعنا على طاعته.
6
الز ْرقَا ِوي
ب َّص َع ٍ
أ َُب ْو ُم ْ
الرافِ َديْن
الد َّ أ َِمير َت ْن ِظ ِيم ال َق ِ
اع َد ِة فِي بِ ِ
ْ ُْ
الرافِ َديْن الع َرا ُق – بِ ُ
الد َّ ِ
[و فيما يلي تعليق الشيخ عطية اهلل حفظه اهلل على ما ذَ َكَر الشيخ أبا مصعب رمحه اهلل ،و
قد إرتأينا إدراجه حىت يتعلم الناس كيف يكون التواضع و الرتاحم بني املسلمني ،وكيف
تكون املناصحة الصادقة و اهلادفة ،وليس الطعن املقنع و املغلف باسم النصيحة]
اللهم اغفر ألخي أيب مص عب وأع ِل ق دره وارفع يف اآلخ رين ذك ره ،وس دده وزده ه دى
وتوفقيا واختم لنا وله باحلسىن ..آمني.
بل أنا واهلل أحق ب أن أنتصح بكالمكم وفع الكم ،فقد س بقتم وتأخرن ا ،نس أل اهلل أن
يعفو عنا وعنكم ويجعلنا وإي اكم من المفلحين ،وج زى اهلل اإلخ وة خ ريا من بلّغ ومن
ظن خريا وقال خريا.
وليعلم اإلخ وة أين مل أصف اإلخ وة يف الع راق ب أن عن دهم نوعا من العجب والفخر كما
هي عبارة أخي ،فهو حكاها باملعىن ،فتغريت بعض الشيء عن أصلها ،وال واهلل ما أصفهم
بذلك وما رأيت إال خريا إن شاء اهلل.
وإمنا ح ذرت من الغ رور ،كما أح ّذر نفس ي ،وقلت إن ما اقرتحته من ال رأي والبي ان يف
قضية انسحاب اإليطاليني "يعطي انطباعا ألصدقائنا وأحبابنا قبل أعدائنا أننا متواضعون ال
مغرورون منتشون ،وأننا ح ّقاً باهلل مستعينون وعليه متو ّكلون ،ومن تقصرينا خائفون"...
7
حتري
رحت مبا ذك ره أخي حفظه اهلل ونص ره من التوض يحات ح ول ّ ُ ويعلم اهلل أين ف
اإلخ وة (كما يف مث ال أق ارب عالوي وس ائر ما ذك ره) ،وه ذا واهلل ش يء يطمئن القلب
وقواكم ونصركم
حال وال زال ..فبارك اهلل فيكم ّ
ويثلج الصدر ،وهو واهلل الظن بكم ،ما َ
وتقبل منكم ،وجعلنا اهلل وإياكم مفاتيح للخري مغاليق للشر.
وما ذكره أخي أبو مصعب حول مسألة الشدة ،وما يراه من مدى مطلوبيتها ..فاحلكمة
وضع كل ش يء يف حمله ش دة ولينا ورفقا وعنف اً وغريه ا ..واملوفق من وفقه اهلل تع اىل،
فاستعينوا باهلل فإنه موالكم ،نعم املوىل ونعم النصري ،والسالم عليكم ورمحة اهلل وبركاته.
عطية اهلل
8