You are on page 1of 111

‫االب عادة وليس عبادة‬

‫ا الرأى الشرعى ىف النقاب بأقالم كبا رالعلماء‬

‫تقد مي‬

‫وق‬
‫زر َف ُر َ‬
‫‪ ١‬أ‪.‬د‪ /.‬حممود مخدى َ‬
‫وزير األوقاف‬
‫القاهلرة‬
‫ا م مث‬
‫‪2‬‬
‫للي‪7‬ج‪7‬ت‪7‬ت<ت<‪7‬ت‪#‬أت‪#‬ت‪ 9 7‬تس سسة‬
‫جات و يتا» إاعينا‬

‫أمعمروعاء مم‬

‫‪ 11‬ع‪ 3‬اال معيو مرع جا‬

‫‪ 0‬دار الكتب* املصربة‬


‫فهرسة إثناء النشر إعداد إدارةٌ الشنون* الفنية‬

‫التقاب عادة وليس عبادة ‪ :‬الرأى الشرعن ىف‬

‫النقاب ياقالم كبار العلماء ‪/‬تقدمي‬

‫حممود خسدى زقزوق‪ .‬القاهرة‪ .‬وزارة األوقاف‪7 ,‬‬


‫صن؟ من‬

‫‪ - ١‬احلجاب والسفور‬

‫؟ ‪ -‬األزياء اإلسالمية‬

‫أ ‪ -‬زقزوق‪ ,‬عحمود محدى (مقدم)‬


‫ب ‪ -‬املتوان‬

‫‪1‬‬

‫رقم اإليداع اا را ‪1‬‬


‫جات و يتا» إاعينا‬
‫‪+‬ع مم ‪ 11‬ع‪ 3‬اال معيو مرع جا‬

‫‪ ,‬سر‬
‫الإ ممم‬

‫طقل للمؤمنني يغضوا م من أبصارهم‬

‫را ع ان ره رت ع اقل هج‬

‫َوحَيَ َفظُوا فروجهم ذلك أزكئ هلم‬

‫عم س ‪2‬ه واعالر‬

‫ود»‬
‫صتَ ُم َ‬
‫إن لَه خسار مبَا يَ ْ‬
‫نوقلطي‬

‫(سورة النور* )'‪١‬‬


‫‪ 1/0‬هه‬

‫ليا ورا الين ينان‬


‫‪ 1/0‬هه‬

‫أمعمروعاء مم‬

‫‪ 11‬ع‪ 3‬اال معيو مرع جا‬

‫اهم هه‬

‫تقصدمي‬
‫التواصل االنساىن وقضية الثقاب‬
‫وق‬
‫أد ‪ /‬حممود محدى َر َف ُر َ‬
‫وزير األوقاف‬

‫احلمد هلل‪ :‬والصالة والسالم على رسول اهلل ويغد»‪».‬‬

‫فاإلنسان ىف هذا الكون ال يستطيع أن يعيش وحده منعزالً عن‬


‫بقية التاس؛ ومن هذا عوق الفإلسهفة القيساء اإلفسان باته ميثى‬
‫بالطبع‪ :‬كما عرفه علماء االجتماع بآنه كائن اجتماعى‪ :‬وهذا يعىن أنه‬
‫ىف حاجة إىل غريه من الناس ىف شىت أمور خياته‪ .‬وال يوجد كائن‬
‫بشرى يستطيع أن يستغىن عن بقية البشرء وأقرب مثال على ذلك‬
‫حاجته إىل املآكل وامللبس واملشرب واملسكن وغري ذلك من حاجات‬
‫تتوقق على أناش لكرج‬
‫ومهما اخثلفالناس فئلغاهتم وأجناسهم وعقائدهم فإهنم‬
‫ال خيتلفون ىف جوهزهم‪ :‬فطبيعة اإلنسان* واحدة ىف كل زمان ومكان»‬
‫ويبدا اعتماد‪ .‬الكائن اليشرتى* علي غتهره منذ حلظة والدتة‪ .‬قهى ىف‬
‫حاجة إىل من يرعاه إىل أن يكري ويستطيع أن يعتمد على نفسسة‪:‬؛ وإذا‬
‫كنا ىف حاجة إىل غرينا فإن غيزنا ىف حاجة إليناء وهذه هى سئنة‬
‫احلياة وطبيعة اجلنس البشرئ؛ فهناك تفاعل متبادل بني الناس‬
‫بدرجات متفاوتة وتعاون متواصل بشكل مباشر أى غيز مباشرء وهذا‬
‫يعىن أن التواصل بني التاس يُعد ضرورة حياتية واجتماعية» ومن هتا‬

‫زه‬
‫‪ 1/0‬هه‬

‫أمعمروعاء مم‬

‫‪ 11‬ع‪ 3‬اال معيو مرع جا‬

‫كان تأكيد القرآن الكزمي على آن اهلل قد خلق الناس مهظفني‬


‫ليتعارفواء* والتعارف هى اخلطوة األوىل حنو التواصل بني الناس‬
‫والتعاون فيما بينهم من أجل خريهم وسعادهتم‪.‬‬

‫وقد جعل الفيلسوف املعروق «كارل ياسرين» من التواصل نقطة‬


‫البدء ىف فلسفته كلهاء سواء كان ذلك ىف دائرة الفكر أو ىف دائرة‬
‫الواقع‪ :‬وهذه احلقيقة يؤكدها الواقع* الذى يعيشه الناس‪.‬‬

‫والسؤال الذى* ميكن أن يطرح نفسه ىف هذا الصددن* هو‪ :‬كدف يتم‬
‫هذا التواصل بني الئاس؟ آو‪ :‬ما هى آلياتث هذا التواصل ؟‪.‬‬

‫إن اهلل سبحانه وتعاىل عندما خلق اإلنسان ىف أحسن تقومي جعل‬
‫من وجه الفرد ناقذة يطل منها على هذا الكونء ومن خالهلا يتم‬
‫التواصل عن طريق أليات عديدة منها‪ :‬السمع واليصر والكالم‬
‫وتعبريات الوجه‪:‬وغري ذلك من وسائلء ومن خالل هذه النافذة* البشرية‬
‫ميكن أن يكون التاثري لدى اآلخر باإلجياب أو بالسلبء فإذا ظهر‬
‫ارتياحا نقفسيًا واطمئنانًا‬
‫ً‬ ‫اإلفنسان بوجه بشوش أحدث لد اآلخر‬
‫يشعره بالتفاؤل ىف إمكا ٌن التواصك))أما إذا كان العكس فإن نتيجته‬
‫هى النفور والصصدود والتباعد‪ .‬والتشاؤة‪:‬‬

‫ومن ذلك يتضع أن تعبريات الوجه‪.‬يصفة خاصة هلا آثر بالغ‬


‫األمهية ىف سالمة العالقات بني الئاس أو اغوجاجها‪.‬‬

‫وألمهية الوجه وتعبرياته ىف إمكان التواصل* بني الناس يقول النىب‬


‫صلى اهلل عليه وسلم‪[ :‬تبيسمك ىف وجه اخيك صدقة] والبسمة تعرب‬

‫‪5‬‬
‫جات و يتا» إاعينا‬
‫أمعمروعاء مم‬

‫‪ 11‬ع‪ 3‬اال معيو مرع جا‬

‫عن نفسها ىف انفراج أسارير الوجة‪ :‬وقى ذات املعىن يقؤل النىب‬
‫أيضنًا‪[ :‬ال حتقرن من املعروف شي ًفا ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق] أى‬
‫ونظرا إىل أن لكل إنسان جانبًا باطنًا ال يراه اآلخرون‬
‫بوجه بشوشء ً‬
‫فإن تعاملهم يتم غن طريق اجلانب الظاهر وهو الوجه وما حيمله من‬ ‫ٍ‬
‫تعبريات تقصح عما بداخله ىف العادةء فإذا أغفلنا هذه الناقذة‬
‫الظاهرة املتمظة ىف الوجه وما يعري عنه استحال التواصل بني الناس‬
‫وآدئى ذلك إىل إغالق كل سبل التفاهم* والتجاوب* بني البشر‪.‬‬

‫لقد كانت هذه مقدمة ضرورية أردنا هبا أن منهد ملا نود أن نتحدث‬
‫اد ا ا ا ‪0‬‬
‫إغالق نافذة التواصل بني الناس‪ :‬وحديكثتا ىف هذا الصدد يأتى‬
‫بعيدا عن‬
‫انطالقًا فن مقررات العقل السليم* وتعاليم الدين الصحيع ً‬
‫أية مزايدات أى مهاترات‪ :‬وما قلناه ينطبق على اإلنسان* يصفة عامة‬
‫ايهما ‪ -‬إىل حدما ‪-‬غلى عالقة‬‫سوا ء كان رجال أؤ(كولة كما يتطيق ً‬
‫اإلنسان باحليوان‪ ,‬واحلديان اللذا* ن أشر' نل إتيهما ال يتعلقان بالرجال‬
‫وحدهع بل يشمإلن النساء أيضنًاه وها هو الشأن ىف ماقم اإلسالم‪.‬‬
‫إن إن ظاهزة إغالق ‪ 2‬بني الثاس لدى فئة من الثاس‬
‫متمثلة ىف‪:‬إخبفاء"الوجه أو ما يُسمى بالنقاب بدات تنتشر يشكل‬
‫ملحوظفقىت كل مكان» ووصلت إىل صفوف اللمرضات ىف‬
‫املستشفيات‪ .‬واملدرسات ىف املدارسنء والبثات ىف املدازس اإلعدادية‪:‬‬
‫ناهيك عن إدارات حكومية عديدة‪ :‬وحياول البعض أن يُقسر هذه‬
‫الظاهرة بأهنا غالمة على التدين والورع والتقوى؛ والبعض اآلخر‬

‫‪1‬‬
‫جات و يتا» إاعينا‬
‫أمعمروعاء مم‬

‫‪ 11‬ع‪ 3‬اال معيو مرع جا‬

‫يراها حرية شخصية ال دخل لآلخرين فيها‪ :‬فلكل إنسان أن يرتدى‬


‫ما يشاء من املالبس بالطريقة الىت يرتضيها‬

‫وقبادر بالقول‪ :‬إن هذا األمر ال صلة له ياحلرية الشخصية‪ :‬وإمنا‬


‫هو ىف واقع األمر إساءة استخدام* هلذه احلرية؛ ألنه قى حقيقته ضد‬
‫الطبيعة البشرية وضد مصلحة اجملتمع‪ :‬وذلك فصالً عن أنه يعد‬
‫وتشؤيها* لتعاليمه السامية‪.‬‬
‫ً‬ ‫إساءة بالغة للدين‬

‫ونود ىف هذا املقام أن ننقل هنا عبارة للشيخ حممد الغزايل ىف‬
‫كتابه القيم «املئثة النيوية بني أهل الققه وأهل احلديث» يقول رمحه اهلل‬

‫« إن املعارضني لكشف وجة املرأة بتمسكون بأدلة وافيةة‪:‬‬


‫ويتصرفون ىف قضمايا املرأة كلها على حنى يهن الكيان الروحى‬
‫والثقاىف واالجتقتاعى ألمة أكلها اجلهل واالعؤجاج ملا حكمت على‬
‫املرأة بألوت اآلدىي والعلمى*»‪.‬‬

‫قلط رحد‬
‫إرويعفى التسيخ اجلليل ‪ -‬رمخه اهلل ‪ -‬أن إخفاء وجه املرأة يعد حلقة‬
‫ف يسباببياة تلوس لة من ايلم االليجفاعى* للمراة الذى حكم عليها بالبيت‬

‫ل ال‬

‫بع امل لسع مات ك‪ 7 2‬تريد ررق تفسها على‬


‫الدين‪ ,‬ومن‪.‬يينها إخفاء وجه املرأة حتت تقاب يلغ كياهنا كإنسان‪.‬‬

‫‪.' ٠‬اللفدأؤاجب*_الشنل ام عل الرأة “أن تكش وجدههنا ىف احلع ؤىف‬


‫الصخالة مل يؤحبي علط أوأنصك فني القوان* أو ىف السنة أو ىف الفقول‬
‫املشفة يومد تفطرة رجه نالزاة‪,‬فالنقاي عادةبولعيس عبادة؛ ألن العنادة‬
‫‪ 1/0‬هه‬

‫أمعمروعاء مم‬

‫‪ 11‬ع‪ 3‬اال معيو مرع جا‬

‫ال تكون إال بنص صريح‪ :‬ومن املعروف أن بعض النساء ىف اجلاهلية‪:‬‬
‫وم ُهن مع بقاء العيون دون‬
‫وج َ‬
‫وقى صدر* اإلسالم كن يغطني أحيانًا ُ‬
‫غطاء‪ .‬وقد كان هذا العمل من العادات ال من العبادات‪.‬‬

‫لقد روئى ىل مبعضص األخوة أنه شاهد برناجمًا ىف إحدى الفضائيات‬


‫مواصقات التقاب‪ :‬وانتهى إىل القول بأنه ال جيوز أن يظهر من نقاب‬
‫املرآة بياضن عينيها أن رموشهاء فاملسموع به عق سوا العني فقط قاين‬
‫ذلك من قول اهلل تعاىل‪ :‬ا قل لَْل ِم ْؤمنني يفضوا من أبصارهم ‪#‬؟‪.‬‬

‫أيضا يكون عند‬


‫غض البصر كما يقول الشيخ الغراىل ً‬ ‫إن ْ‬
‫مطالعة الوجوه؛ فإذا كانت مغطاة فمما يفض املؤمنون أبصارهم؟‬
‫ويتساعل الشيخ‪ :‬أنغضوهنا* عن القفا والظهر؟!‪ :‬ويناقش ‪ -‬رمحة اهلل ‪-‬‬
‫من حيتجوناآلية الكرمية ‪ #‬وليضربن خبصرهن على جيوهبن ‪#‬‬
‫(سورة الثون" ‪0‬‬

‫وفقول‪ :‬لو كان املراد إسدال اخلمار على الؤوجه لقال‪ :‬ليضرين‬
‫خيمرهن على وجوههن‪ .‬مادامت تغطية الوجه هى شغار اجملتمع*‬
‫اآلية ليس فيها نص على تغطية الوجوه‪.‬‬

‫ومن املرويات ىف هذا الصدد أن النىب ‪ -‬غلية الصألة والسالم ‪-‬‬


‫خاطب النساء ىف يوم عيد وكان مصلى العيد* جيمع* الرجال‬
‫تؤضيخا لبعض ما‬
‫ً‬ ‫والنساء فقامت امرأة سفعاء اخلدين وسألته‬

‫‪8‬‬
‫‪ 1/0‬هه‬

‫أمعمروعاء مم‬

‫‪ 11‬ع‪ 3‬اال معيو مرع جا‬

‫ورد ىف حديثه‪ :‬فكيف عرف الراوئ* أهنا سفعاء اخلدين‪ :‬أى أن‬
‫وجهها جيمع بني احلمرة والسمرة‪ :‬إال إذا كان قد رأى وجهها على‬
‫هذا النحو* ىف جملس حضريه رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم ©‪.‬‬

‫وال نريد أن نسرتسل ىف ذكر األسانيد الىت وردت ىف السئنة‬


‫النبوية الىت تؤيد كشف وجه املرأة وبالتاىل ترفض النقاب‪ :‬فالروايات‬
‫ىف هذا الصدد* كثرية ومتنوعة‪.‬‬

‫وإذا كان األمر كذلك‪ :‬وهو أن القرآن والسئتة مل يرد فيهما أمر‬
‫بتغطية جه املرأة؛ فإن العقول السليمة ال جتد أئ مرير معقول هلذه‬
‫العادة الىت متحو شخصية املرأة‪ .‬وتسىء ىف الوقت* نفسه إىل صورة‬
‫اإلسالم الذى* حيرتم املرأة وخيرص على كرامتها ويصون حريتها‬
‫ويضعها ىف أرفع مكان‪.‬‬

‫وأعتقد أن هذه الظاهرة جديرة بدراسات جادة من جاتب علماء‬


‫النفسء وعلماء االجتماعء واجمللس القومى للمرأة» ومنظمات اجملتمع‬
‫املدثى املهتمة بشئون املرأة» وذلك فضالً عن وسائل اإلعالم املقروءة‬
‫واملسموعة واملرئية‪ :‬فإن ما تنشزه الضحف بني حني وآخر من إساءة‬
‫استخدام النقاب من بعض النساءء أو من بعض الرجال ينبغى أن يفتح‬
‫جيد! ويدفعنا* إىل التفكري ملياً فئ هذه القضية وتداعياهتا‪.‬‬
‫عيوننا ً‬

‫وتدعؤ قى الوقت* نفسه أخواتنا املتنقبات وال نشك ىف أن غالبيتهن‬


‫من الفضليات ‪ -‬أن يفكرن ىف األمر ىف ضوء املوقف الصحيع* للدين‬
‫من هذه القضية؛ وىف ضوء نور العقل الذى* هو أعظم النعم الىت أنعم‬

‫‪1‬‬
‫كيني نينا ([ ا(‬
‫‪“ 0-0‬القصمععولال عممرعه‬

‫اهلل هبا على اإلنسان؛ وىف ضوء مصلحة اجلتمع «فحيثما توجد‬
‫املصلحة فثم شرع اهلل»‪ ,‬وآال يلقني باال ملا يقوله من ال علم هلم بالدين‪:‬‬
‫الذين يتضرفون ىف قضايا املرأة كلها على حتو يهز الكيان الروحى‬
‫والثقاىف واالجتماعى لالمة الىت أكلها اجلهل واالعوجاج عندما حكمت‬
‫على املرأة باملوت األدىب والعلمفى كما قال الشيخ الفغزاىل ىف النص‬
‫الذى سبق أن أشرنا إليه؛ والشيخ الغزاىل كما هو معروف من‬
‫كبار آئمة املسلمني الذين الخالف بني اجلميع ىف إخالصه وورعه‬
‫وعلمه وفضله‪.‬‬

‫مجيعا إىل سواء السبيل‪.‬‬


‫واهلل يهدينا ً‬

‫‪1١‬‬
‫‪ 1/0‬هه‬

‫ليا ورا الين ينان‬


‫‪ 1/0‬هه‬

‫أمعمروعاء مم‬

‫‪ 11‬ع‪ 3‬اال معيو مرع جا‬

‫وجداللمرأة ليس يعورة‬

‫والثقاب عادة ال عيادة‬


‫فضيلة االمام األكرب‬
‫األستاذ الدكتور‪ /‬حممد سيد طنطاوى‬
‫شيخ األزضفر*‬

‫يرى مجهور الققهاء أن وحه املرأة ليس بعورة‪ :‬وأثها ما دامت‬


‫تلن املالبس احملتشمة الىت ال تصف شيئا من جسدها‪ ,‬وال تكشف‬
‫شيئًا منه سوئى وجهها وكفيها فإهتا ىف هذه احلالة يكون لباسها‬
‫شرعيًاء ويتوفر فيه ما تدعو إليه شريعة اإلسالم‪.‬‬

‫ومن األدلة على ذلك قوله تعاىل‪ 8# :‬وقل للمؤمنات يغضضن من‬
‫أبصارهن وحيفظن فروجهن وال يبدين زينتهن إال ما ظهر منها ‪4‬‬
‫سورة النور اآلية ‪١ :‬؟‪.‬‬
‫ومجهور الفقهاء* على أن املراد مبا‪.‬ظهر منها‪ :‬الوجه والكفانء قال‬
‫االمام ابن جرير الطريى ‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬عند تفسريه لقوله تعاىل‪:‬‬
‫‪ 3‬م ‪ .‬يء ماع ‪ .‬عر ماهس‬
‫ف وال يبدين زينتهن إال ما ظهر منها ‪.# . . .‬‬

‫والكفان‪.»...‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ 1/0‬هه‬

‫أمعمروعاء مم‬

‫‪ 11‬ع‪ 3‬اال معيو مرع جا‬

‫وقال اإلمام التووى* رمحة اهلل ‪ -‬من مذهينا الشافعى ‪ : -‬إن عورة‬
‫احلرة مجيع يدهتا إال الوجه والكفني‪ :‬وهبذا* كله قال مالك وطائفة‪.‬‬

‫وممن قال عورة احلرة مجيع بدهنا إال وجهها وكفيها‪« :‬األوزاعى‪,‬‬
‫وأبو ثور‪ :‬وأىب حنيفة‪ :‬والتورى*‪ :‬وأمحد ‪.»...‬‬

‫قال بعض العلماء‪ :‬لقد اتقق األئمة األريعة ‪ -‬بل وغريهم من اآلئمة ‪-‬‬
‫غلى آن وجنة اللزأة ليس يعؤرة‪...‬‬

‫ويؤكد لنا هذا االتفاق أئمة أعالم ىف التفسري واحلديث والفقه‪,‬‬


‫األعالم‪ .‬يعرب عن االتفاق بلفظ اإلمجاع(‪.)١‬‬

‫وقال فضدلة الشيخ‪ ,/‬حستني حممد* خملوف ‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬ىف‬


‫كتايةه «فتاوىي شرعنية» ج‪ ١1‬ص ‪« :11 ١ 5‬وحجهة املرأة ليس بغورة غند‬
‫وكت ِذىمن األمتة‪:‬بفيجوز هلا إبداؤه‪ :‬وجيوز* للرجل األجنىب‬
‫احلتفية ْ‬
‫النظر إليه‪ :‬ولكن بغري شهوة‪ :».::‬مث فصل فضيلته الكالم يف هذه‬
‫ومن كل ما سيق فالرثى الذئ* منيل إلبه هو القول بأن وجه املرأة ليس‬
‫معورة؛ وأها مسألة النقاب فارى أهنا من فاب العادة‪ ,‬وال صلة هلا بالعدادة‪.‬‬

‫ونسال اهلل سبحانه وتعاىل السداد ىف القول واحلمل‪»,‬‬

‫)‪ (١‬من كتاب‪ :‬حترير املرأة ىف غصر الرسالة‪ :‬لألستاذ املرحوم‪ /‬عبد احلليم حممد أبو شقة‪:‬‬
‫ج ؟ ص ‪ .174‬وقد قصل فضيلته الكالم ىف هذه السآلة ىف أكثر من مائىت صمفحة‪.‬‬

‫‪0‬‬
‫‪1‬‬
‫اتسنا | ‪1 11‬ع الا عري رمرع ا‬

‫الثقاب مرتبط بالعادات‬

‫أة على مجعة‬


‫مفنىت اجلمهورية‬

‫«احلمد هلل والصالة والسالم* على من ال ثىب بغده سيدنا حممد‬


‫رسول اهلل وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان إىل يوم الدين»‬

‫ما هو الرى الشرعى بالنسية للمرأة املسلمة؟ وما حكم لبس النقاب؟‬
‫احلواب‬

‫شرعا ‪.‬أن احلجاب فرض إسالمى؛ ورد األمر به ىف‬


‫من املقرر ً‬
‫القرآن الكرمي ف قوله تغالق‪ :‬ا وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن‬
‫على جيوهبن ‪.014‬‬

‫وىف قوله تعاىل‪ :‬يا أيه اليت قل أِل ْر اك وبناتك ونساء املؤمدين‬
‫يدن ع ْل ْه َن من البني ذلك أذتَئ أن يعر فال ي َذين وكا اهلل غ ُفورا‬
‫ُ حيما ‪.)014‬‬
‫(‪)١‬الشري ‪١‬م ‪))( 00202022‬األحزاب‪.55‬‬
1
‫‪ 1/0‬هه‬

‫أمعمروعاء مم‬

‫‪ 11‬ع‪ 3‬اال معيو مرع جا‬

‫وىف حديث عائشة ‪ -‬رضى اهلل عنها ‪ -‬غلك أىب داود وغريه‪ :‬أ‬
‫أمساء بتت أىب بكر ‪ -‬رضى اهلل عنهها ‪ -‬دخلت على رسول اهلل‬
‫صلى اهلل عليه ؤآله وسلم وعليها ثياب رقاق فأعرض عنها رسول اهلل‬
‫صلى اهلل عليه وآله وسلمء وقال [يا أمساء إن املرأة إذا بلغت احمليض‬
‫مل تصلح أن يرى منها إال هذا وهذا] وأشار إىل وجهه وكفيه ٍ‬
‫ولنة‪.‬‬

‫والزى الشرعى املطلويب من املرأة املسلمة هو كل زى ال يصف‬


‫مفاتن اجلسد وال شيف ويسحن اجلسم كلما عدا الوجه والكنني‬
‫وألمائع كذلك أن تلبس املرآة اللاليس امللوئة بشريط اال تكون الففة‬
‫للنظر ‪ 5‬فثرية للفتنة‪ :‬فإذا د حتفقفت هذه الشروط غلى أى ََْ*ْرئ حاز‬
‫للمراة السلمة أن ترتديه وخترج به‪.‬‬

‫اها النقارالناى وسش الوجه شالصحيع أنه ليسن واجيًا‪ :‬وان غورة‬
‫املرأة املسلمة احلرة مجيع بدهنا اال الوجه والكفني‪ :‬فيجوز هلا‬
‫وذكر املردوئ أنه الصضحيح من مذهب أمحد وغليهة أصحايه؛ وهو‬
‫أيضا مذهب األوزاعى وأىب ثور وغيومها من جمتهدى السلف‪ :‬بل‬ ‫ً‬
‫انتقاب الوه يكؤؤةاإذا مل جتر غادة أهل بلدها‬
‫ٌ‬ ‫خض الفالكية على ان‬
‫بذلك؛ وذكروا أنه من الغلو ىف الدين‪.‬‬

‫بعال سبع اإلساكدوكريا االتسلف راسك كدالب* من‬


‫كتب الشافعية ‪« :-‬وعورة احلرة ىف الصالة وعند األحئىي ‪ -‬ولو‬
‫خارجها د (مجيع يدهنا إال الوحة والكفني)» أه‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ 1/0‬هه‬

‫أمعمروعاء مم‬

‫‪ 11‬ع‪ 3‬اال معيو مرع جا‬

‫وقد استدل اجلمهور على ذلك بادلة كثرية من القرآن والسنة؛ فمن‬
‫القرآن قوله تعاىل‪ 8 :‬وال ييدين زيشهن إال ما ظهر منها ‪ .)(#‬أى‬
‫موضعها‪ .‬فالكحل زيتة الوجه‪ :‬واخلامت زينة الكف‪ .‬كما أخرجه ابن أىب‬
‫شيبة» وعبد اين محيد‪ .‬وابن أىب حامت عن ابن عباس رضى اهلل عنهما‬
‫أنه قال ىف تفسري الزينة اجلائز إظهارها‪ :‬وجهها وكقاها؛ واخلامت‪.‬‬

‫قال ابن كثري ىف تقسريه عند هذة اآلية‪« :‬وروى غمر وعظاء‪.‬‬
‫وغكرمة‪ :‬وسعيد بن جبريه وأىب الشعقاء؛‪ :‬والضحاك»‪ :‬وإبراهيم‬
‫النخعى» وغريهم حنو ذلك»‪.‬‬

‫ومن السنة‪ :‬ما رواه اإلمام البخارى من حديث ابن عمر رضى اهلل‬
‫عنهما أن النىب صلى اهلل عليه وآله وسلم قال‪[ :‬وال تنتقب املرأة‬
‫احملرمة وال تلمس القفازين] ولو كان الوجه والكف عورة ما حرم‬
‫سرتمها‪.‬‬

‫وما رواه البخازى ومسلم ىف صحيحيهما* عن ابن عباس ‪ -‬رضى‬


‫اهلل غنهما ‪ -‬قال‪ :‬كآن الفضل رديف النىب صلى اهلل‪ .‬عليه وآله وسلم‬
‫قجاءت امرأة من جثعم‪ .:‬فجعل الفضل ينظر إليها (وجاء ىف بعض‬
‫الروانات‪ :‬وكاتت امراة حتيذام) ونتظن إلية‪: ,‬ه جعل النىي ضلئ اهلل‬
‫عليه وأله وسلم يصرف وجه الفضل إىل الشق اآلخر فقالت*‪ :‬إن‬
‫كبريا ال يَتيت على الراخلة أقأحج عنه؟‬
‫شيما ً‬‫فريضة اهلل أدركت أىب ً‬
‫قال‪[ :‬نعم]‪ .‬وذلك ىف حجة الوداع ولو كان الوجه عورة يِ ْلزم سرته ملا‬

‫(؟) النور ‪5 ١‬‬

‫‪/11‬‬
‫‪ 1/0‬هه‬

‫أمعمروعاء مم‬

‫‪ 11‬ع‪ 3‬اال معيو مرع جا‬

‫أقرها علية الصالة والستالم* على كشفه حبضرة الناس‪ ,‬وألمرها أن‬
‫تسيل عليه‪.‬من فوق» ولو كان وجهها مغطئ ما عرف ابن عباس رضى‬
‫اهلل عنهما أحسناء هى أم شوهاء‪.‬‬

‫وما رواه مسلم من حديث جابر بن عبد اهلل رضئ اهلل غنهما‪:‬‬
‫وفيه تذكري النىب صلى اهلل عليه وآله نسلم النساء بالصدقة لتوقى‬
‫الثارء‪ .‬فقالت* امرأة من سطة النسياء ‪ -‬أى من خيارهن ‪ -‬سفهاء‬
‫اخلدين‪ :‬مِلَ يارسول اهلل؟ إخل‪ ,‬وفيه إشارة إىل أن املرأة كانت كاشفة‬
‫عن وجههاء وأن راوى احلديث رأى ذلك منها‪.‬‬

‫وحلديث السيدة* غائشة الذى* سبق ذكره وفيه قول النىب صلى اهلل‬
‫عليه وآله وسلم‪[ :‬يا أمساء‪ ,‬إن املرأة إذا يلغت احمليض مل تصلح ان‬
‫يرى منها إال هذا وهذا] واشار إىل وجهه وكفيهل')‪.‬‬

‫وأيضا فإن احلاجة تدعو إىل إبراز الوجه للبيع والشراء‪ :‬وإىل‬
‫ً‬
‫إبراز االك الآلخذ والعظاء‪.‬‬
‫بينما يرى بعض العلماء وجوب النقاب» مستدلني بيعض النصوضص*‬
‫احلتملة ىف اللسالة ل‪#‬ائح لكال‪0‬متها اجلمهور بآن ما تطرق إليه‬
‫االختمال بطل به االستدالل*‪ :‬وإِ ًذا تعازضت* األدلة فاألصل براءة الذمة‬
‫من التكليف‪.‬‬

‫وقضية الثياب مرتيطة ارتياط وثي ًقا بعادات القوم*‪ ,‬والراجح ما عليه‬
‫اجلمهور من جواز كشف املرأة وجهها وكفيهاء وهو الذى* عليه العمل‬

‫‪14‬‬
‫عت يت ثانا ( |‬
‫‪+‬ع مم “القصمععولال عممرعه‬

‫والفتوى* ىف الديار الصرية‪ .‬أما اجملتمعات األخرى الىت يتناسب‬


‫معها مذهب احلنابلة‪ .‬فال بأس بأن تلتزم النساء فيها هبذا* املذهب‬
‫لوافقته لعاداهتا وعدم ارتياظه يتدين املرآة وإمتا جزى العزف عنبهم‬
‫والعادة أن تغطى املرأة ووجهها‪.‬‬
‫وهذا اخلالف إمنا هوخيما إذا مل يتغذ التقاب عالمة على التفريق‬
‫اوسعاوا* للتسد والتديق‪ .‬أما إذا سار كذاك فإته يشر من‬
‫ً‬ ‫من االئة‪.‬‬
‫حكم الندب أو اإلياحة إىل البدعية‪ ,‬ألئه أصبح بذلك مطية للشقاق‬
‫وسيبا لتفريق املسلمني وتشرزم أسرهم وعائالهتم‪.‬‬
‫واهلل سبحانه وتعاىل أعلم»»‬

‫‪15‬‬
‫‪ 1/0‬هه‬

‫ليا ورا الين ينان‬


‫‪ 1/0‬هه‬

‫أمعمروعاء مم‬

‫‪ 11‬ع‪ 3‬اال معيو مرع جا‬

‫الذقاب!*)‬

‫النقاب بكسر النون‪ .‬ما تنتقب به املرأة‪ .‬يقال انتقبت املرأة‪:‬‬


‫وتنقيت ‪ :‬غظت وجهها بالنقاب‪.‬والفرق‪.‬بني احلجاب والنقاب ‪ :‬أن‬
‫احلجاب ساتر عام؛ أما النقاب فساتر لوحه املرأة فقط‪.‬‬

‫وقد ذهب مجهور الفقهاء إىل أن جسد املرأة كله عورة بالنسية‬
‫للرجل األجنىب عدا الوجه والكفني؛ ألن املرأة حتتاج إىل املعاملة مع‬
‫الرجال‪ :‬وإىل األخذ والعطاء؛ وورد عن أىب حنيفة القول جبوان إظهار‬
‫قدميها؛ ألنه سبحانه وتعاىل هنى عن إبداء الزينة واستثىت ما ظهر‬
‫منهاء والقدمان* ظاهرتان‪.‬‬

‫وبرى بعض الفقهناء أن كل شىء من املرأة عورة بالنسبة لألجئىب‬


‫وروزئ*‪.‬عن اإلمام أمحد أنه قال ‪« :‬إن من تَبِ ْ‬
‫ني‬ ‫عنها حىت ظفرهاء ُ‬
‫زومجه ال جيوز أن يأكل معنها؛ ألنه مع األكل يرى كفهاء بينما قال‬
‫القاضى من احلنايلة ‪ :‬حيرم نظن األجنىب إىل األجنبية ما عدا الوجه‬
‫والكفني‪.‬‬

‫وقد استيل اجلعهور* على ذلك (الكتاهر والستة‬

‫(*) حبث تفصيلى صادر عن دار اإلقتاء الصرية‪ :‬يؤصل باالدلة ملا ذهب إليه فضيلة‬
‫الو على مصخ (تقىت عضرا‬

‫‪5‬‬
‫‪ 1/0‬هه‬

‫أمعمروعاء مم‬

‫‪ 11‬ع‪ 3‬اال معيو مرع جا‬

‫ظهر منها ‪4‬‬ ‫ِ‬


‫هن إال ما َ‬‫يس َ‬ ‫فمن الكتاب ‪ :‬قوله تعاىل ‪ 9‬وال يبدين ز َ‬
‫[النور* ‪١ :‬؟]‪ +‬أئ موضعهاء فالكحل زينة الوجه‪ :‬واخلامت زيئة الكفه‬
‫وهذا هو تفسري مجهور العلماء من الصحابة والتابعني‪ .‬وقد ذكر اين‬
‫كثري اآلية وعقبها بقوله ‪« :‬قال األعمش عن سعيد بن جبري عن ابن‬
‫زيس ِه ُن إالما ظهر مْنها ‪ 4‬قال‪:‬‬
‫عباس رضى اهلل عنهما ‪ 8 :‬وال يندين َ‬
‫وجهها وكفيها واخلامت‪ :‬وروى عن ابن عمر وعطاء وعكرمة وسعيد بن‬
‫جبري وأىب الشعثاء والضحاك وإبراهيم النخعى وغريهم حنو ذلك»‪.‬‬

‫وذكر احلاقظ السيوظى ىف «الدن* اللثقوى*» حتى ذلك أيضاً عن أنس‬


‫ابن مالك وعائشة رضى اهلل عنهماء وهو ما رجحه مجهور املفسرين‪.‬‬

‫كما استدلوا آيضاً بقوله تعاىل ‪ :‬ف وليضرين خبمرهن َعلَى‬


‫جيوهبن ‪ 4‬زيش ‪ 57‬هاخلمار ‪ :‬مو غطاء الزاس‪ :‬والتجديب “هو‬
‫فتحة الصدر* من القميص* وثئحوه‪ :‬فامر اهلل تعاىل املرأة اللسلمة أن‬
‫تغطى خبمارها صدرفاه* ولو كان سرت الوجه واحباً لصرحت به اآلية‬
‫الكرمية‪ :‬قال اإلمام ابن حذح قى‪«:‬املظل‪6(17/0‬؟) بعد آن ذكر هذه‬
‫ْ‬
‫اآلية‪« :‬قأمرهن اهلل تعاىل بالضئريا ياخلمار' على اجليوب‪ .‬وهذا نض‬
‫على سرت العورة والعنق والصدر‪ .‬وفيه نص‪,‬غلى إباحة كشف الوجه؛‬
‫ال ميكن غري ذلك أصمالً»‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫‪ 1/0‬هه‬

‫أمعمروعاء مم‬

‫‪ 11‬ع‪ 3‬اال معيو مرع جا‬

‫ومن السنة ‪ :‬أدلة كثرية منها ‪:‬‬

‫‪ -‬حديث اخلثعمية‪ ,‬وهى ما رواه الفسائى عن ابن عباس رضى‬


‫اهلل غنهما أن امرأة من خثعم استفتت رسول اهلل ‪ -‬صلى اهلل عليه‬
‫وآله وسلم ىف حجة الوداع‪ :‬والفضل بن العباس رديف رسول اهلل‬
‫صلى اهلل عليه وأله وسلم فذكر احلديث وفيه فأخذ الفضل يلتفت‬
‫وكانت امرأة حسناء‪ :‬وأخذ رسول اهلل ضلى اهلل عليه وآله وسلم‬
‫الفضل فحول وجهه إىل الشق اآلخر‪.‬‬

‫قال اإلمام ابن حزم ىف «احمللى» (‪« : )118/‬فلى كان الوجه عورة‬
‫يلزم سرته ا أقرها عليه الصالة والسالم على كشفه حبضرة الناس»‬
‫وألمرها أن تسبل عليه من فوقء ولو كان وجهها مغطى ما عرف ابن‬
‫عباس أحسناء هى أم شوهاء»‪.‬‬

‫وقال الشيخ الشوكاىن ىف «نيل األآوظار» )‪« : (١77/5‬وقد استنبط‬


‫مته ابن القطان جوان النظر عند أمن الفتنة حيث مل يآمرها بتغطية‬
‫وجههاء فاو لؤيقهم* الوان أن الفظان جات زميا سألء ولو مل يكن‬
‫ما فهمه جائزاً ما أقرة‪/‬غليه! مدا احلديث أيضأ يصلع لالستدالل به‬
‫على اختصاص آية الطجاب الستابقة بزوجات النىب صلى اهلل عليه‬
‫وآله وسلم؛ آلن قصة الفضبل قى حنجة الوذاع وآية احلجاب ىف نكاح‬
‫زنب ىف السنة اخلاسة من اهلجرة كما تقدهة‪.‬‬

‫‪ -‬ومنها ما رؤاه مسبلم وغريه عن جابر بن عبد اهلل رضى اهلل‬


‫عنهما قال ‪ :‬شهدت مع رسول اهلل صلى ‪,‬اهلل عليه وآله وسلم الصالة‬
‫يوم العيدء فيدأ بالصالة قبل اخلطبة بغري آذان وال إقامة مث قام‬
‫متوكئا على بالل فأمر بتقوى اهلل وحث على طاعته ووعظ الناس‬

‫‪5‬‬
‫‪ 1/0‬هه‬

‫أمعمروعاء مم‬

‫‪ 11‬ع‪ 3‬اال معيو مرع جا‬

‫وذكرهم مث مضى حىت أتى النساء فوعظهن وذكرهن ققال ‪:‬‬


‫[تصدقن؛ فإن أكثركن حطب جهنم]‪ .‬فقامت أمرأة من سطة‬
‫النساء سفعاء اخلدين ققالت* ‪ :‬مِلَ يا رسول اهلل؟ قال ‪[ :‬ألنكن تكثرن‬
‫الشكاة وتكفرن العشري] قال‪ :‬فجعان يتصدقن من حليهن يلقني‬
‫ىف ثوب بالل من أقرطتهن وخوامتهن‪.‬‬

‫وفيه إشارة إىل أن هذه املرأة كانت كاشفة عن وجهها؛ وأن راوى‬
‫احلديث رأى ذلك منها‪.‬‬

‫وروى البخارى* من حديث عبد اهلل بن عباس ‪ -‬رضى اهلل عتهما ‪-‬‬
‫أنه قيل له ‪ :‬أشهدت العيد* مع النىب ضلى اهلل عليه وآله ؤسلم؟ قال ‪:‬‬
‫نعم‪ :‬ولوال مكاىن من الضغر ها شهدته‪ ,‬حىت أتى العلم الذى عند دار‬
‫كثري بن الصلت فصلى مث خطب‪ :‬مث آتى النساء ومعه بالل‪ :‬فوعظهن‬
‫وذكرهن وأمرهن بالصدقة*‪ :‬فرأيتُهن يهوين بأيديهن يقذفنه ىف ثوب‬
‫باللء مث انطلق هو ويالل إىل بيته‪.‬‬
‫قال اين حزم رمحه اهلل ىف احمللى (‪« : )6//710‬قهذا* ابن عباس‬
‫حبضرة رسول اهلل صلى اهلل عليه وآله وسلم رأى أيديهن‪ :‬فصصح أن‬
‫اليد من املرأة والوجه ليسا عورة‪ .‬وما عدامها ففرض عليها سرته»‪.‬‬

‫وقال ىف موضع آخر (‪«)١61/1‬الفتخ خوامتاكبار كن حيبسنها‬


‫ىف أصابعهن‪ :‬فلوال ظهور أكفهن ما أمكنهن إلقاء الفتخ»‪.‬‬

‫‪ -‬ومنها حديث السيدة عائشة ‪ -‬رضى اهلل عنها‪ : -‬أن أمساء بنت‬
‫أىب بكر ‪ -‬رضى اهلل غنهما ‪ -‬دخلت على رسول اهلل ‪ -‬صلى اهلل عليه‬

‫‪"5‬‬
‫‪ 1/0‬هه‬

‫أمعمروعاء مم‬

‫‪ 11‬ع‪ 3‬اال معيو مرع جا‬

‫وآله وسلم ‪ -‬وعليها ثياب رقاق‪ :‬فأعرض عنها رسول اهلل ‪ -‬صلى اهلل‬
‫عليه وآله وسلم ‪ -‬وقال ‪[ :‬يا أمساء‪ ,‬إن املرأة إذا يلقت املتيض مل تصلح‬
‫أن يرى منها إال هذا وهذا] وأشار إىل وجهه وكفيه‪ .‬رواة أبق داود‪.‬‬

‫وهذا احلديتث وإن كان فية ضعف إال أن له شاهداً من حديث‬


‫أمساء بئنت عميس رضى اهلل عنها فيقوى يه‪.‬‬

‫إىل غري ذلك من األحاديث‪.‬‬

‫وعلى ذلك نصوص |صحاب املذاهب الفقهدة ‪:‬‬

‫قال املرغيناىن ‪ -‬من احلنفية ‪« :-‬ويدن احلرة كلها عؤرة إال وجهها‬
‫وكفيها»؛ لقوله صلى اهلل عليه وآله وسلم ‪[ :‬املراة عورة مستورة]‬
‫واستكناء العضوين لاليتداء بإبيدائهما*» قال رضى اهلل عنه ‪« :‬وهذا‬
‫تنصيص على أن القدم عورة‪ ,‬ويروىي أهنا ليست بعورة‪ :‬وهو األصح‪.».‬‬
‫(اهلداية) (‪١‬ا‪/‬يثه؟؛ ‪:)155‬‬
‫وقال امن مودود املوصلى ىف «االختيار لتعليل املختار» ‪(١65/4):‬‬
‫«وال ينظر إىل احلرة األجنبِية إال إىل الوجه والكفني إن مل خيف‬
‫الشهوة» وعن أىب حنيفة أنه زان القدم؛ آلن ىف ذلك ضمرورة لألخذ‬
‫ومعادها؛ لعدم* من يقوم يأسياب معاششها‪ .‬واألصل فيه قوله تعاىل ‪:‬‬
‫«وال يسدين زينتهن إال ما ظهر مْنها ‪ 4‬قال عامة الصحابة ‪, :‬الكحل‬
‫واخلامت»‪ ,‬واملراد ‪ :‬موصضعهيما* ملا سيثاء‪ .‬وموضعهما ‪ 3‬الوجه واليدء* وأما‬

‫‪0‬‬
‫‪ 1/0‬هه‬

‫أمعمروعاء مم‬

‫‪ 11‬ع‪ 3‬اال معيو مرع جا‬

‫القدم فروى أنه ليس بعورة مطلقاً؛ ألهنا حتتاج إىل املشى فتبدو‪ :‬وآلن‬
‫الشهوة ىف الوجه واليد* أكذن‪ ,‬فالن حيل النظر إىل القدم كان أوىل‪,‬‬
‫وقى رواية القدم عورة ىف حق النظر دون الصالة»‪.‬‬
‫ومن املالكية قال الشيخ ابن خلف املاجى ‪« :‬ومجيع املرأة عورة اال‬
‫وجهها وكفيها»؛ وقال ىف موضع* أخر ‪« :‬وقوله ‪ :‬وقد تآكل املرأة مع‬
‫زوجها وغريه ممن تؤاكله أو مع أخيها على مثل ذلك يقتضى أن نظر‬
‫الرجل إىل وجه املراة وكفيها مباح؛ ألآن ذلك يبدى منها عند مؤاكلتها*»‬
‫(املنتقى شرح املوطأ غ‪/‬ره‪ .١١‬ال‪/‬راه؟)‪.‬‬
‫وقال اإلمام ابن بطال ىف شرح البخارى ‪« :‬وأمجعوا أهنا ال تصلى‬
‫منتقبة وال متربقعة‪ :‬وىف هذا أوضح دليل على أن وجهها وكفيها ليسا‬
‫بعورة» وهلذا جيوز النظر إىل وجهها ىف الشهادة عليهاء وقال أبو بكر‬
‫ابن عبد الرمحن ‪ :‬كل شىء من املرأة عورة حىت ظفرها‪ :‬وهذا قول ال‬
‫نعلم أحدا قاله إال أمحد ين حتبل‪ :‬وقال مالك والشافعى ‪ :‬فدح املرأة‬
‫غورة‪ :‬فإن صلت وقدطهها مكشوفةأعادت ىف الوقث* عند مالك‪ :‬وكذلك‬
‫إن صلت وشعرها مكشوف؛ وعند اللثنافعى تعيد أبدأ‪ .‬وقال ابو حنيفة‬
‫والثورى* ‪ :‬قدم املرأة ليست بعورة» فإن ضملت‪ .‬وقدمها* مكشوفة مل تُعد‪,‬‬
‫واختلفوا ىف تأويل قوله تعاىل ‪ «.:‬وال يدين زينهن إال ما ظهر‬
‫منها ‪:#‬فروى عن ابن عباسء وابن عمر قاال‪ :‬الوجه والكفان؛ وعن ابن‬
‫مسعووء القبان‪ :‬والقرظ والدملع*‪ :‬واخلتحال؛ رالقالية‪ :‬على قول ابن‬
‫عباسء وابن عمر مجاعة الفقهاء»‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫‪ 1/0‬هه‬

‫أمعمروعاء مم‬

‫‪ 11‬ع‪ 3‬اال معيو مرع جا‬

‫وقال االمام الدرير ىف الشرح* الضغري (‪١/185‬؟) ‪ ٠()9 :‬عورة احلرة‬


‫(مع رجل أجنىب) منها أى ليس ميحرم هلا مجيع البدن (غري‬
‫الوجة والكفني) وأما مها قليسا بغورة»‪.‬‬

‫قال الشيخ الصاوى* ىف حاشيته عليه ‪« :‬أى فيجوز النظر هلماء‬


‫ال فرق بني ظاهرمها وياطنهما؛ بغري قصد لذة وال وجداهنا‪ .‬وإال حرم‪.‬‬

‫وهل جيب عليها حينئذ سرت وجهها ويديها؟ وهو الذى* البن مرزوق‬
‫قائالً إنه مشهور املذهب‪ ,‬أو ال جيب عليها ذلك وإمنا على الرجل غض‬
‫بصرة؟ وهو مقتضى نقل املواق عن عياض‪.‬‬

‫وفصل زروق ىف شرح الوغليسية بني اجلميلة فيجبء وغريها فيستحب»‪:‬‬

‫ومن الشافعية يقول الشيخ أيو إسحاق الشريازى* صاحب‬


‫«املذشب‪« :‬وأما احلرة فجميع بدهنا عورة اال الوجه والكفني؛ لقوله‬
‫تعاىل ‪ « :‬وال ييدين زينتهن إال ما ظهر منها ‪ .#‬قال ابن عياس ‪:‬‬
‫وجهها وكفيهاء والن النىب ضلى اهلل عليه وآله وسلم هنى املرأة‬
‫احملرمة عن لبس القفازين والنقكاب» ولو كان الوجه والكفني عورة ا‬
‫حرم سرتمهاء وألن احلاجة تدعو إىل إبزان الوجه للبيع والشراء وإىل‬
‫إبراز الكف لألخذن والعطاءء‪ :‬قلم جيعل ذلك عورة‪.:‬‬

‫قال اإلمام التووى ىف «اجملموع شرح املهذب؛ [‪« : )1177/2‬وحكى‬


‫اخلراسانيون قوالً وبعضهم حيكيه وجهاً أن باطن قدميها ليس‬
‫بيعورة‪ :‬وقال املزىن ‪ :‬القدمان* ليسا بعورة‪ :‬واملذهب األول»‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫عقطم ‪ 00‬هه‬
‫مخممروعاء ‪5 50‬‬

‫‪ 11‬ع‪ 3‬اال معيو مرع جا‬

‫وقد نقل ابن حجر اهليتمى عن القاضى عياض أن املرأة غري‬


‫وحهها إمجاعاً حيث قال ‪« :‬نقل املصنف عن عياض‬ ‫ملتزمة بسرت ِ‬
‫اإلمجاع على أنه ال يلزمها ىف طريقها سرت وجههاء وإمنا هو سنة‪,‬‬
‫وعلى الرجال غض البصر عنهن لآلية» (حتفة احملتاج ‪/7/‬ر‪.)157‬‬

‫وعند احلنابلة يقول اإلضام* ابن قدامة ىف داملغىن؛ (‪/١‬ر‪: )١17‬‬


‫«الخيتلف املذهب ىف أنه جيوز للمرأة كشف وجهها ىف الصالة‪:‬‬
‫والنعلم فيه خالفاً بني أهل العلم‪ :‬وأنه ليس هلا كشف ما عدا وجهها‬
‫وكفيها‪ :‬وىف الكفني روايتان‪.‬‬
‫الوجه‪ .‬وأمجع أهل العلم على أن للمرأة احلرة أن ختمر رأسها إذا‬
‫كصملت‪ :‬وعلى آهنا إذا صلت ومجيع رأسها مكشوقف أن عليها اإلعادة‪.‬‬

‫وقال ابو حتيقة ؛ القدفان* ليسا من العورة؛ ألهنما يظهران غالياً‪,‬‬


‫فهما كالوجه‪ :‬وإن انكشف من املرأة أقل من ويع شعرها أو ربع‬
‫فخذها أو ربع بطنها مل تبطل صالهتا ‪.‬‬

‫وقال مالك‪ ,‬واألوزاعى*‪ ,‬والشافعى ‪ :‬مجيع املرأة عورة إال وجهها‬


‫وكفيهاء وما سوى ذلك جيب سرتة ىف الصالة؛ ألن ابن عباس قال ىف‬
‫قوله تعاىل ‪« :‬وال ييدين زيسهن إال ما ظهر منها‪ .4‬قال ‪ :‬الوجه‬
‫القفازين والنقاب‪ :‬ولو كان الوجه والكفان* عورة ملا حزم سرتمهاء وألن‬
‫احلاحة تدعقو إىل كشف الوجه للبيع والشراء» والكفني لألخذ واإلعطاء‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫‪ 1/0‬هه‬

‫أمعمروعاء مم‬

‫‪ 11‬ع‪ 3‬اال معيو مرع جا‬

‫وقال يعض أصحابنا ‪ :‬املرأة كلها عورة؛ ألنه قد روئ ىف حديث‬


‫عن الثىب ‪ -‬صلى اهلل عليه وآله وسلم ‪[ : -‬املراة عورة] رواه الرتمذى*‬
‫وقال‪ :-‬حديث حسن صحيعم‪ :‬ولكن رخض هلا ىف كشف وجهها‬
‫وكفيهاء؛ ملا ىف تغطيته من املشقة‪ :‬وأبيح النظر إليه؛ ألجل اخلطبة؛ ألثه‬
‫جممع احملاسن؛ وهذا قول آىب بكر احلارث بن هشام قال ‪« :‬املرأة‬
‫كلها عورة حىت ظقرها»‪:‬‬

‫بل يرى املالكية أن النقاب بدعة ال تليسه النساء إال إذا جرت غادة‬
‫أهل البالد يذلك‪.‬‬

‫بقول الشيخ الدسوقى* ىف حاشيته على الشرح الكبري عند قول‬


‫الشارح* اإلمام* الدردير ‪([ :‬و) كره (انتقاب امرأة) أى تغطية وجهها‬
‫بالنقاب‪ .‬وهو مسا يصل للعيون ىف الصالة؛ آلنه من الغلو‪ :‬والرجل‬
‫أوىل؛ ما مل يكن فن قوم عانتهم ذلك (ككف) أى ضم وتشمري (كم‬
‫وشعر لصالة)] ‪:‬‬
‫«(قوله ‪ :‬وانتقاب امرأة) أئ سواء كانت ىف صالة أو ىف غريها‪:‬‬
‫كان االنتقاب فيها آلخلهنا أوالً (قوله ‪ :‬ألنه من الغلى) أى الزيادة ىف‬
‫الدين؛ إن مل ترد به السنة السمخة (قولة‪ *.‬والرجل أوىل) أى من املرآة‬
‫بالكراهة (قوله ‪ :‬ما مل يكن من قوم عادهتم ذلك) أى االنكقاب‪ .‬فإن‬
‫كان من قوم عادهتم ذلك كاهل نفوسة باملغرب؛ فإن التقاب من دأهبم‬
‫ومن عادهتم ال يرتكونه أصال فال يكره هلم االنتقاب إذا كان ىف غري‬
‫صالة‪ .‬وأما قفيها فبكره وان اغتيد كما ىف اجملموع للشيخ األمري»‬

‫‪1‬‬
‫‪ 1/0‬هه‬

‫أمعمروعاء مم‬

‫‪ 11‬ع‪ 3‬اال معيو مرع جا‬

‫(قوله ‪ :‬قالنقاب مكروه مطلقاً) أى كان ىف الصالة أو خارجها سواء‬


‫كان فيها ألحلها أو لغريها ما مل يكن لعادة» اه‪.‬‬

‫وقضية الثياب مرتبطة ارتباطأ وثيقاً بعادات القوم‪ .‬وبالنسبة للواقع*‬


‫املصرى فاألنسب* له أن يلتزم رأى اجلمهور؛ ألن غطاء املرأة وجهها‬
‫مستغرب ىف جمتمعنا املعاصرء ويتسيب ىف شرذمة للعائالت‪ :‬أما‬
‫اجملتمعات األخرى الىت يتناسب معها مذهب احلنابلة فال بأس بأن‬
‫تلتزم النساء فيها هبذا اللذهب ملوافقته لعاداهتا وعدم ارتباطه بتدين‬
‫املرأة» وإمنا جرى العرف عندهم والعادة أن تغطى املرأة وجهها‪.‬‬

‫وعلى ذلك فالراجح هو مذهب اجلمهورء وهى جواز كشف الوجه‬


‫والكفني‪ :‬وتغطية ما عدا ذلك من جسد املرأةء كما نرى أن غطاء الوجه‬
‫إذا كان عالمة غلى التفريق بني األمة‪ ,‬أو شعاراً للتعبد والتدين فإنه‬
‫خيرج من حكم ‪.‬الندب أو اإلباحة إىل البدعية‪ :‬فيكون عندئذ بدعة‪,‬‬
‫خاصة إذا مت اشتخدامه ىف أشياء ما أنزل اهلل هبا من سلطان‪.‬‬
‫‪ 1/0‬هه‬

‫أمعمروعاء مم‬

‫‪ 11‬ع‪ 3‬اال معيو مرع جا‬

‫رأى فضيلة الشيخ‪ /‬حممد* الغزاىل‬


‫ىف الثقاب*)‬

‫يرى البعض ان التقاب فريضة على املرأة‪ ,‬فما قيمة هذا الراى؟‬
‫يوىل على سوق املدينة الشفاء بنت عبداللة املخزومية قضاء احلسبة‪.‬‬
‫وهى وظيفة دينية مدنية تتطلب اخلرية والصرامة‪.‬‬

‫وذكر ابن كثري ىف كتابه (البداية والنهاية) أن عب دالرمحن بن عوف‬


‫املرشحني فلم يبق رجالً وال امرأة يعتد برأيه إال استشاره‪:‬‬

‫كانت النساء تشتشاو! وحل ال وقد استشان النىب السيدة أم سلمة‬


‫عددها امد اناس © الظال من عمرة احلدسية‪:‬‬

‫أما املرأة املسلفة ىف األغضار‪:‬األخرية فقد ماتت أدبياً وراء تقاليد‬


‫جاهلية ليست* من الدين‪ :‬حىت دمهتنا احلضارة احلديثة مبنازعها‬
‫املادية ومسالكها* اإلباحية؛ فلم يدر أهل الذين ما يفعلون‪ ..‬لقد طالعت‬
‫ىف السرية النبوية أحاديث تربز اجملتمع* األول ىف صورة أرحم‬
‫وأرحب من الصورة الىت يرمسها بعضن الناس للمجتمع* املسلمء وهى‬
‫صورة قامتة موحشة‪.‬‬

‫(‪ )+‬من كتاب‪( :‬ماثة سوال ىف اإلسالم) سؤال رقم‪.)45( :‬‬

‫‪51‬‬
‫‪ 1/0‬هه‬

‫أمعمروعاء مم‬

‫‪ 11‬ع‪ 3‬اال معيو مرع جا‬

‫كة كان طيب‬ ‫« روى مسلم قى صحيحه أن جارأ فارسياأ للنىب ي ِ‬


‫َ‬
‫املرق (أئ ماهرا ىف الطبخ)؛ فصنع لرسول اهلل يَك ْل ِه طعاما مث جاء‬
‫يدعوه فقال‪[ :‬وهذه ‪ -‬لعائشة] فقال الفارسى‪ :‬ال‪ .‬ققال رسول اهلل‬
‫عه [ال‪ ]:‬أى ‪ 3‬أذهب مغك وحذدى‪ :‬فعان يدعوه (فقال رسول اهلل‬
‫َ يِه [وهذه]‪ ..‬قال‪ :‬ال‪ ..‬فقال رسول اهلل‪[ :‬ال]‪ ..‬مث عاد يدعوه للمرة‬
‫الثالثة فقال رسول اهلل‪[ :‬وهذه!] قال الفارسى‪ :‬نعم‪ .‬فقاما يتدافعان*‬
‫حىت أتيا فنزله!(!)‪.‬‬

‫© وروين البخارى* أن أيا سغد الساعدى* دعا النىب َع ِك ٍل لعرسه‬


‫وأصحاية رضى اهلل عنهم‪ :‬فما صنع هلم طعاماً وال قريه إليهم إال امراتة‬

‫ويديهى أن ذلك االختالط احملدود مت ىف إطار تعاليم الشزيعة الىت‬


‫توحب على املرأة اخلشمة الكاملة‪.‬‬

‫واحلشمة‪:‬املطلوية شيرت احلسد كله ما عدا الوجه والكفني‪.‬‬


‫وقد زعم اليعض أن النقاب كان مضروياً على الوجه‪ :‬فلم يبد من‬
‫املرأة شىء قظ‬
‫السنة تشري إىل أن النساء كن يكشنفن وجوفهن وأيديهن أمام النىب َِجك‪,‬‬
‫)‪ (١‬ريبما كان ذلك قبل نزول آية احلجاب‪ ,‬لكن احلجاب خاضن بأميات املؤمنني كما فرر‬
‫ذلك احملققون‪ :‬ويبدو آن الفارسى املضيف كان قد أغد الطفام لؤاحد فقط؛ ولذلك خترج‬

‫من قدوم* ضيفني معأ‪ ..‬ومل يدر ان طماع االثنني يكفى ثالثة‪ ,‬وأ َن الرسول الكرمي يريد‬
‫إيناس زوجتة على مائدة فارسية‪.‬‬

‫‪357‬‬
‫‪ 1/0‬هه‬

‫أمعمروعاء مم‬

‫‪ 11‬ع‪ 3‬اال معيو مرع جا‬

‫رضوان اهلل عليهخ يفعلون‪.‬‬

‫ومع ذلك فإن ناساً ال فقه هلم وال تقوى يسلقون السوافر بلسان‬
‫حاد مع أهنن تامات احلشمة‪ .‬ويرون انسياقاً مع أفكار غبية أن وجه‬
‫املرأة ويديها وصوهتا* عورة!‪..‬‬

‫مات سعد ين حولة ىف السنة العاشرة لليهرة وترك انربآته حاجالً‪:‬‬


‫وشاء اهلل أن تضع قبل عدة الوفاة* ‪ -‬قبل أريعة أشهر وعشرة أيام ‪-‬‬
‫فرتكت املرأة إحدادها‪ .‬وجتملت للخطاب ‪ -‬اكتحلت وختضيت* وهتيأت ‪-‬‬
‫فلقيها وجل امسه أبق السنايل‪ :‬وأتكر عليها ذلك‪ :‬وقال هلا‪ :‬لعلك‬
‫تريدين الزواج بعد أربعة أشهر وعشرة!‬

‫قالت‪ :‬فأتيت النبئ ملل وذكرت له ماقيل‪ ..‬ققال هلا‪[ :‬قد خللت حني‬
‫وضعت]‪ .‬والقصة مؤجودة ىف الضحيكني ومسند أمحد‪,‬؛ وهى‬
‫بأئها قبل احلجاب‪..‬‬
‫إن شيئاً آخر غري دين اإلسالم يراد قرضه على األمة اإلسالمية‪..‬‬

‫والشىء الوحيد الذى يذكرونه هو التآأسىن بأمهات املؤمنني» ونقول‪:‬‬


‫لو كان التأسى هبن مطلوياً ىف هذه القضية فلم تركه الرسول‬
‫وصحايتة‪ ,‬وحل تركوا الوحوة مكشوفة دون اعرتاض؟‬

‫رخن‬
‫‪ 1/0‬هه‬

‫أمعمروعاء مم‬

‫‪ 11‬ع‪ 3‬اال معيو مرع جا‬

‫القرآن بذلك عندما قال لزوجات الرسول‪ :‬ظ لسنت كأحد من التساء ‪.4‬‬
‫هلن‪ :‬تشريع خاض هبن‪.‬‬

‫ومعروف أن الرب والفاجر كانوا يطرقون باب النىب يه ‪ .‬كيف ال وهو‬


‫حمط الرجال ومقصد الوقود* من كل فج؟‬

‫وىف بعض اليدو* جراءة على النظر والقول‪ :‬ويني األعراب بقايا‬
‫جاهلية ىف التطلع إىل النساء‪ ,‬فكان من إعراز اهلل لنبيه أن ثزلت آبة‬
‫احلجاب ىف سورة األحزاب متنع الدخول عليهن بقة‪ :‬فال يراهن أحد‬
‫إالاما استثىن اهلل عز وجل ىف قوله‪ :‬طال جتاح عليِهن يف ابائهن وال‬
‫أبنائهن وال إخواهنن وال أبناء إخواهتن وال أبداء أخواهتن وال نسائهن‬
‫ني اله ِ َن اهلل َكا َن على ُك ٌل شيء شهيدا ‪.4(0‬‬ ‫ِ‬
‫وال ما مذكت* أميائهن وانق َ‬

‫وظاهر آن هذا التعطوي خامرريكنيهات الزمنني‪ .‬واه بعد ُفر ْوله رقى‬
‫النساء املؤمنات مقاتالت ‪.‬ىف ‪:‬حنني» ورنني ىف مناسبات كثرية ىف‬
‫ومن الناس من خيظر رؤية النساء للزجال والرجال للنساء مطلقاً‪,‬‬
‫واستدل لرايه مبا روى‪.‬من كرافية الرسوال و‪ 4‬أن يرى تسالمه عبداللة‬

‫‪ ١‬األحؤاب ‪ :‬فة‬

‫‪5‬‬
‫اتسنا | ‪1 11‬ع الا عري رمرع ا‬

‫ابن أم مكتوم‪ :‬ويزى اين حجر أن ذلك كان لسبب خاص‪ :‬هو أن‬
‫عبداهلل أعمى ال حيسن تعهد ثياية‪ :‬وسرت بدنه كله‪.‬‬

‫وهو تعليل اضطر إليه اين حجر ملا رأى احلديث خيالف الضحاح‪.‬‬
‫فتغاضى عن السند‪ ,‬وتأول املنت‪ .‬لكن ابن العرىب رفض احلديث سنداً‬
‫كان خادماً آلم سلمة رضى اهلل عنهاء ومل يعرف بني أهل العلم بشىء‪.‬‬
‫وحديكه إذا كان قد خالف ما رواه البخارى* ىف رؤية عائشة لألحباش‬
‫عند عرضهم الرياضىء فهو قد خالف واقعة أخرى رواها مسلم أيضاً‬
‫تتصل ببنت عم البن آم مكتوم أمرها النىب َكل أن تقضى عدهتا عندد‪.‬‬

‫روى مسلم؛ عن فاطمة بنت قيس أن زوجها عمرو ين حفص طلقها‬


‫قى بيت (أم شريك) مث قال‪[ :‬تلك امراة بغشاها أصحاىبء؛ اعتدى عند‬
‫ابن أم مكتوم؛ فإنه رجل أعمى تضعني ثيابك غنده]‪.‬‬

‫وىف رواية [انتقلى إىل أم شريك] ‪ -‬وهى امرأة غنية من األتصار‬


‫واسغة التفقة ىف سبيل اهلل‪َ .‬يْن ْزلُعتدها ‪,‬الظئيفان ‪ -‬فقلت سافعل‪..‬‬
‫مث بدا لرسول اهلل أمر آخر‪ :‬فقال‪ :‬االتفغلى؛ إن أه شريك امراة كثرية‬
‫الضيفان‪ :‬فإىن أكره أن سقط مخارك‪ ,‬أو بنكشف الثوب عن ساقيك‬
‫فريى القوم منك بعض ما تكهرهني‪ .‬ولكن انتقلى إىل ابن عمك عبداهلل‬
‫ابن أم مكتوم مكتوم فإنك إذا وضعت مخارك مل يرك] ‪ -‬الوضع اإلنزال‬
‫ه‬
‫‪ 1/0‬هه‬

‫أمعمروعاء مم‬

‫‪ 11‬ع‪ 3‬اال معيو مرع جا‬

‫والكشف ‪ -‬فائتقلت إليه‪ .‬فقالت فلما انقضت* عدتى مسعت تداء‬


‫وال لرهبة‪ :‬ولكن مجعتكم آلن متيمأ الدارى كان رجالً نصرانياً فجاء‬
‫وبايع وأسلم‪ ..‬إخل‪.‬‬

‫قال الشيخ‪ /‬حممد ناضر الدين األلياىن‪:‬‬

‫وجه داللة احلديث على أن الوجه ليس بعورة ظاهر‪ :‬وذلك آلن‬
‫النىب ل آقر فاطمة بقث قيس على أن يراه الرجال وعليهنا اخلمار‬
‫(وهو غطاء الراس) فدل هذا على أن الوجه منها ليس بالواجب* سرته‬
‫كسرت رأسها؛ ولكنه يقد خشى عليها أن يسقط اخلمار عنها فيظهر‬
‫منها ما هو حمرم بالنصء فأمرها عليه الصالة والسالم مبا شن‬
‫القصة وقعت ىف آخلر حياته يَ ِك ِة ألن فاطمة ينت قيس ذكرت بعد‬
‫اتكضناء عدهتا‪ :‬سصكت النىب يِل حيدت حبديث تعيم الدارى أنة حاء‬
‫وأسلم‪ :‬وإسالم متيم كان سسئة تسع للهجرة‪ :‬فدل ذلك على تآخر القصة‬
‫عن أآية احلجاب‪ :‬فاحلديث إذن نض كذلك غلئ أن الوجه ليس بعورة)‪.‬‬
‫ىف السنة العاشرة للهجرة‪ :‬وبعد نزول آية احلجاب بست سنني‬
‫وقعت قصة (اخلتعمية) وهى اعرأة مجيلة الوجه جاءت إىل النىب عل‬
‫يوم النحر وهو ىف حجة الوداع تريد أن تستفتيه ىف شأن ما من‬
‫مئاسك احلج‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫عقطم ‪ 00‬هه‬
‫مخممروعاء ‪5 50‬‬

‫‪ 11‬ع‪ 3‬اال معيو مرع جا‬

‫قال الرواة‪ :‬وكان القضل بن العباس رديف النىب يك فلقته مجال املرأة‪.‬‬

‫حدت القضل عن نفس كما روي أمحد ىف مستدة (فكنت آنظر‬


‫إليها‪ ..‬فنظر النىب يك فقلب وجهى عن وجههاء حىت فعل ذلك ثالثاً‬
‫وأنا ال أنتهى)‪-‬‬

‫وأصل هذه القصة ثابت ىف البخارى ومسلم وأىب داود والرتمذى‪:‬‬


‫وكانت املرأة وضيئة الوجه‪ .‬مل يرو أحد عن صاحب الرسالة صلوات‬
‫اهلل عليه أنه َر ِجرها عن كشف وجهها‪ :‬أو اهتمها ببث الفتنة وقلة‬
‫احلياء! ولكن امللكيني أكثر من امللك يريدون االستدراك على الشرع‬
‫األعظم‪ :‬وإطالق السنت هم ىف الناس ويريدون طى هذه السان‬
‫الصحاح‪ .‬وإبرانآثار* منكرة تفيد أن املرأة تغطى عيئاً وتبدى أخرى!‬
‫أو تغطى جسدها كلة من الوجه إىل القدم*‪ :‬فاليرى منها شىء؛‬
‫واليسمع* هلا صوت‪ .‬ألن الضوت هو اآلخر عورة‪.‬‬

‫إن هذا الغلو اعقب ‪ -‬على امتدأد القرون ‪ -‬آثاراً اجتماعية سيئة‬
‫قتلت شخصية املرآة‪ :‬وإنسانيتها وأساءت والتزال تسىبء اىل اإلسالم‪.‬‬
‫يقول النعض‪ :‬الباس أن تضع املزأة نقاباً على وجهها اقتداء بنساء‬
‫الرسول ي ِك ِ‬
‫لد‪.‬‬ ‫َ‬

‫تقول‪ :‬البأس أيضاً من حترمي الزواج* على املرأة إذا مات زوجها‬

‫افتداد ليه األسوة‪.‬‬

‫يب‬
‫عقطم ‪ 00‬هه‬

‫أمعمروعاء مم‬

‫‪ 11‬ع‪ 3‬اال معيو مرع جا‬

‫إننا نريد التزام* خط إسالمى صحيح العالقة له بتبوج الغربيات‬


‫والهبوان* الشرقيات املسلمات واإهدار آدميتهن‪.‬‬

‫إن الفضب* هلل على العني والراس‪ ..‬أما الغضب لتقاليد ملصقة‬
‫بالوحى دخيلة عليه فشىء ال نكرتث له؛ والخنشى* أصحابه‪.‬‬

‫‪#6‬‬

‫ومن كتثابه (الستة النبوية بني أهل الفقه وأهل اجلديث) نؤرد‬
‫فيمايلى بعض أقوال فضيلة الشيغ* حممد* الغزاىل املتعلقة باملوضوع‪,‬‬
‫ففى ص ‪ 14:47‬يقول‪:‬‬

‫على أن قوله تعاىل‪ :‬وليضرين خبمرهن على جيوهبن ‪(4‬‬


‫حيتاج إىل تأملء إذ لو كان املراد إسدال اخلمار على الوجه لقال‪:‬‬
‫ليضرين خبمرهن على وجوههن‪:‬؛ ما دامت تغطية الوجه ىف شعار‬
‫إليه‪ ..‬وعند التطبيق العمل هلذا القهم* اضطرت النساء الصطناع‬
‫السني‪ :‬فإن إسدال احلشاومن فو وصيعشى العيون‪ :‬ويعسس الرؤية‪..‬‬
‫ومن مث فنحن نرى اآلية ال نض فيها على تغطية الوجوه!‬

‫والشك أن بعض النساء ىف اجلافليةء وعلى عنهد اإلسالم كن‬


‫يغطني أحيانا وجوههن مع بقاء العيون دون غطاء؛ وهذا العمل كان من‬
‫العادات ال من الغبادات‪:‬؛ قال عبادة إال ننص‪.,‬‬

‫‪١‬م التو‬

‫‪514‬‬
‫‪ 1/0‬هه‬

‫أمعمروعاء مم‬

‫‪ 11‬ع‪ 3‬اال معيو مرع جا‬

‫ويدل على ما ذكرنا‪ :‬أن امرأة جاءت إىل النىب يَ *ٍٍِِل يقال هلا «أم‬
‫خالد» وهى متنقية تسأل عن ابنها الذى* قتل ىف إحدى الغزوات فقال‬
‫هلا بعض أصحاب النىب‪ِ :‬جئت تسألني عن ابنك وأنت متنقبة؟ فقالت‬
‫اللزاة الساحلمة إن أرزا اين غلم ترز حياتى‪ 1 :‬واسقتقراب‬
‫األصحاب لتنقب املرأة دليل على أن النقاب مل يكن عبادة!‬

‫قد يقال‪ :‬إن ما روى عن عائشة يؤكد أن النقاب تقليد إسالمى؛‬


‫فقد قالت‪« :‬كان الركبان ميرون بنا وحنن حمرمات‪ .‬فإذا جازوا بنا‬
‫سدلت إحدانا جليايها من رأسها على وجههاء فإذا جاوزونا كشفناه»‬
‫وجنيب بأن هذا احلديث ضعيف من ناحية السند*‪ :‬شاذ من ناحية‬
‫املنت‪ .‬فال احتجاج به‪:‬‬

‫والغريب أن هذا احلديث املردود يروج له دعاة النقاب مع أهنم يردون‬


‫حديثا خريا منه حاال وهو حديث عائشة أن أمساء بنت أىب بكر دخلت‬
‫على النىب َكلِ ِة وعليها ثياب زقاق‪ :‬فأعرض عنها وقال‪[ :‬يا أمساء إن‬
‫املرأة إذا بلغت احمليض ‪.‬مل يصلح أن برى متها إال هذا وهذا] وأشبار‬
‫إىل وجهه وكفيه‪.‬‬

‫وحنن نعرف أن احلديث مرسلء ولكن احلديث قوته روايات أخرى‪,‬‬


‫وهى أقوى من احلديث الذى سيقه‪.‬‬

‫ويقول يف ص ‪ :8- ,55‬ويعلم اهلل إئى ‪ -‬مع اعتدادى برأىي ‪-‬‬


‫أكره اخلالف والشذود‪ .‬وأحب السري مع اجلماعة؛ وأنزل عن وجهة‬
‫نظرى الىت أقتنع هبا بغية اإلبقاء على وحدة األمة‪..‬‬

‫لذال‬
‫‪ 1/0‬هه‬

‫أمعمروعاء مم‬

‫‪ 11‬ع‪ 3‬اال معيو مرع جا‬

‫فهل ماءقلته رأى انفردت هبظ‪..‬‬


‫كال كال إنه رأى الفقهاء األربعة الكبار‪ :‬ورأى أئمة التفسري البارزين‪..‬‬
‫إن الشاغبني على سفور الوجه يظاهرون رآيا مرجوحاء‬

‫ويتصرفون ىف قضايا املرأة كلها على حنو يهز الكيان الروحى‬

‫والثقاقى واالجتماعى ألمة أكلها اجلهل واالعوجاج ملا حكمت على‬

‫املرأة ماملوت األدىب والعلمى‪.‬‬


‫إن من علماء املذاهب األريعة من يرى أن وجه املرأة ليس بعورة‪,‬‬

‫وأثيت هنا نقوال عن كبار املفسرين من أتباع هذه املذاهب‪:‬‬


‫قال ابو بكر احلصاص ‪ -‬وهو حنفى ‪ -‬ىف تقسري قوله تعاىل‪:‬‬

‫وو نزوو تبشن املارمة تان ارهن‬


‫دين يسن إال ما ظَ َهَر منها ‪.014‬‬
‫قال اصنطابئام املراك الوجه والكفان‪ .‬ألن الكحل زيئة الوجه‪,‬‬
‫واحلهناب والتحامت (رإنفظ انا انيح النظن إىل زيئة الوجة والكف‬
‫فقد اقتضى ذلك ال حمألة إباشة النظك إىل الوجه والكفني‪.‬‬

‫ويقول القرظىب ‪ -‬وهو مالك «ما كان الغالب* من الوجه والكفني‬


‫ظهورمها عادة وعبادة‪ :‬وذلك ىف الصالة واحلجء فيصلح ل يكون‬
‫االسيطناد راجها إليهما‪..‬ء‬

‫‪١‬د النون‪51 :‬‬


‫‪ 1/0‬هه‬

‫أمعمروعاء مم‬

‫‪ 11‬ع‪ 3‬اال معيو مرع جا‬

‫وبقول ابن كثري ‪ -‬وهو سلقى ‪« -‬وحيتمل أن ابن عباس ومن تابيعه‬
‫أرادوا تفسري ماظهر منها بالوجه والكفني‪ :‬وهذا هو املشهور* عند‬
‫اجلمهور‪| | »..‬‬

‫وقال ابن قدامة ىف «املغىن» ‪ -‬وهو مرجع حنبلى ‪ :-‬املرأة كلها‬


‫عورة إال الوجه‪ .‬وىف الكفني روايتان!! ‪.‬‬

‫وخنتم برأى ابن جرير الطربى ىف تفسريه الكبري «أوىل األقوال قى‬
‫ذلك بالصواب من قال ىف االستثناء املذكور* عن زينة املرأة املباحة‬
‫عىن بذلك الوجه والكفني ويدخل الكحل واخلامت والسوار*‬
‫واخلضاب‪ ..‬وإمنا قلنا ذلك آقوى األقوالء ألن اإلمجاع على أن كل‬
‫صل يسرت عورته ىف الصالة وأن للمرأة أن تكشف وجهها وكقيها‬ ‫ُم َ‬
‫ىف الصسالة‪ :‬وآز‪#‬كقن ما عدا ذلك من بدهناء وما مل يكن عورة قغري‬
‫حرام إظهاره‪٠ 1 »..‬‬

‫واملذهب احلنقى يضم ظهؤر القدمني إىل الوجه والكفني‪ :‬مئعا‬


‫للحرج‪..‬‬

‫وهناك آثار صحيحة السند؛ شرخها البعض من زاوية خاصة‪,‬‬


‫وهلم ما مالوا إليه من فهم وإن كان َمتَالً‪ :‬وليس هلم إلزام غريهم‪..‬‬
‫ظهر نا ‪ .‬فسره أولتك بأن‬‫فقوله تعاىل‪( :‬إوال دين َز َ*ُهَُ إال ما َ‬
‫الؤينة آل تظهر ابذا‪ .‬والجيوز* إظهارها بتاتآنوان اآلستثناء هلما يقع‬
‫أحياناً من جماذية الريع للتقاب املضروب على الوجه‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫عقطم ‪ 00‬هه‬

‫أمعمروعاء مم‬

‫‪ 11‬ع‪ 3‬اال معيو مرع جا‬

‫إن كشف الوجه كان العادة السائدة‪ :‬ورميا تنقيت بعض النسساء‪:‬‬
‫ومل حيدث أن النىب يَلِ ِله اعرتض امرأة سافرة‪ ,‬والسنن شاهد صدق‬
‫على ذلك» وكان جمتمع الصحابة قائماً على هذا الوضع دون تكرب‪.‬‬

‫وتأمل فيما رواه اإلمام أمحد ىف مسنده ‪ -‬واحلديث صحيع ‪ -‬قال‬


‫عن أىب أمساء أنه دخل على أىب ذر رضى اهلل عنه وهو بالريذة ‪ -‬أيام‬
‫عثمان ‪ -‬وعنده امرأة سوداء مشعتة ليس عليها أثر احملاسن وال‬
‫اخللوق ‪ -‬الطيب ‪ -‬فقال‪ :‬آال تنظرون إىل ما تأمرىن هذه السويداء؟‪..‬‬
‫تأمرىن أن أتى العراق؛ فإذا أتيت العراق مالوا على بدتياهم‪ ..‬وإن‬
‫ي عهد على أن دون جسر جهنم طريقاً ذا سحض ومزلة‪ .‬وأنا‬ ‫خليلى َِ‬
‫إن نأتى علية وىف أمحالنا اقتداء أحرى أن نتجوا من أن نأتى عليه‬
‫وحنن مواقري‪.‬‬

‫يعىن إذا كنا خفافأ ىف الدنيا قدرنا على النجاة من هذا الطريق‬
‫الزلق‪ :‬أما إذا أوقرتنا وأثقلتنا مآريها* فسنهوئ*‪.‬‬
‫وأبو ذر يشكو امرأته لبعض صحبه‪ .‬ألهنا تشري عليه باالرحتال‬
‫إىل العراق‪ :‬وقد رأئ الصكب املزأة وقوصفوها* مبا قرات‪.‬‬

‫أعرف أن هناك من يرى أن املرأة الجيوز* أن يلمح شيحها ىف‬


‫مكان! فما الذيئى جبعل هذا الكالم هو دين حممد‪ ,.‬إنة أمر بالغ‬
‫السخف أن يرى أحد رأيا مث يقول‪ :‬هذا هو الدين‪ :‬آلدين غريه‪..‬‬

‫عد عد‬

‫‪:1‬‬
‫‪ 1/0‬هه‬

‫أمعمروعاء مم‬

‫‪ 11‬ع‪ 3‬اال معيو مرع جا‬

‫اليصض اب ‪:‬‬
‫ىف شريعة االسالور" ‪.‬‬

‫أوالً‪ :‬حظر النقاب ىف اإلحرام وداللقه‪:‬‬

‫عن عبداهلل بن عمر ‪ -‬زضى اهلل عنهما ‪ -‬قال‪ :‬ام رجل فقال‪:‬‬
‫يارسول اهلل‪ :‬ماذا تأمرنا أن نلبس من الثياب فئ اإلحرام؛ فقال النىب‬
‫كد ‪[ :‬ال تلبس القمصء وال السراؤيالت‪ ,‬وال العمائخ‪ ,‬وال الربانس*‪ .‬إال‬
‫أن بكون احد ليست له نعالن فليلبس اخلفني وليقطغ القفازين أسفل‬
‫من الكعبني‪ ,‬وال تلبسوا شيئاً مسه زعقران وال الورس*!') وال تتنقب‬
‫احملرمة وال تلبس القفازين]‪( .‬رواه البخارى)!')‬

‫النساء كلها هنى عن الرتفه والتجمل واستدعاء للتشعثء وىف ذلك‬


‫يقول الباجى صناطي املنتقى شرح املوطا؛ (احلرم ممنوع من الثرفة ‪.:‬‬

‫(*) أد‪ .‬عبداحلليم ابو شقة‪ :‬حترير املرأة ىف عصصر الرسالة‪ .‬ط «دار القلم» الطبعة‬
‫األوىل نسنة ‪ 111 ١‬ه‪1551/‬م‪ .‬جغ ص ‪٠ 35: 510:‬‬

‫)‪ (١‬الورس*‪ :‬نبت أصقر طيب الزاحنة يصبغ به؛‬

‫(؟) اليخارى*‪ :‬كتاب احلج ‪ -‬باب‪ :‬ماينهى غن التطيب للمحرم واللحرمة‪ ,‬ع أدص ‪4‬‬

‫(؟) التشعث*‪ :‬من شعث الشعر‪ :‬تغري وتلبد؛‪ :‬وشعث فالن وشعث راسه وبدنه‪ :‬اتسخ‪.‬‬

‫(‪ )4‬اللنتقى‪ :‬شرح موطأ اإلعام مالك؛ للقاضى أىب الوليد* الباجى األندلسى*‪ .‬ج؟‪ :‬صراةا‬
‫(دار الكتاب العرىب ‪ -‬ديروت ‪ -‬الطبعة الثالثة ‪ -‬ستة ‪7‬ي‪5‬ام)‪:‬‬

‫بذ‬
‫‪ 1/0‬هه‬

‫أمعمروعاء مم‬

‫‪ 11‬ع‪ 3‬اال معيو مرع جا‬

‫وهذا يعىن أن االنتقاب كان نوعاً من التجمل والرتقة ألفة بعض‬


‫القسال قاله ىف ذلك طناق العمنافة والبوكني والسرباديل والكف‬
‫بالنسبة للرجال‪ْ ' " ,‬‬

‫وقد وردت مجيع هذه الطرز ىف سياق واحد ىف احلديث‪ .‬وطرز‬


‫اللباس عادة الحتمل معىت تعبدياً‪ .‬بل حيكمها املزاج الشخصى‬
‫والعرف العام‪ :‬ولنكن على علم بأن حديث الرسول ٍية ىف حجة‬
‫الوداع عن حمظورات االحرام واالتتقاب أحدها هو احلديت‬
‫الوحيد الذى تكلم فيه رسول اهلل على النقاب‪ ,‬أى أته مل يرد ذكر‬
‫النقاب على لسانه يليد ىف غري هذا احلديثء‪ :‬وذلك فيما اطلعنا عليه من‬

‫كتب السنة‪.‬‬
‫ويؤكد أن النقاب كان لباس جتمل وترفه عدة اعتبارات» نذكر بعضها‬
‫فيما يأتى‪:‬‬

‫(أ) إذا كان النقاب يسرت بعض الوجه فهو يظهر بعضه وخاصة‬
‫العينني‪ :‬وقد يكون ما يظهرة أمجل مما خيفيه؛‪ :‬وخاصة إذا كانت‬
‫العينان يزينهما الكحل‪ ,‬واالكتحال كان من الزينة املألوفة للنساء على‬
‫عهد النىب يكلو ‪.‬‬

‫غنها ‪ ...-‬قلما تعلت من نقاسها(‪)١‬‬


‫‪ -‬فعن سبيعة ‪ -‬رضى اهلل ً‬
‫جتملت للخطاب‪( .‬رواه البخارى* ومسلم)!؟)‪.‬‬

‫(‪ )1‬كلت من تفاسها‪ :‬انتهتا مده وظيزيف‪:‬‬


‫(؟) البخارى*‪ :‬كتاب املقازى‪ .‬باب‪ :‬حدثىن عن عبداهلل ين حممد* اجلعفى‪ .‬ج‪ :4‬ص ‪71‬‬

‫ومسلع‪ :‬كتاب الطالق‪ .‬باب‪ :‬انقضاء عدة املتوىف عنها ز ِ‬


‫وجها وغريها بوضع احلمل‪.‬‬ ‫ُ‬
‫جص ‪1 ١‬‬

‫‪3‬‬
‫‪ 1/0‬هه‬

‫أمعمروعاء مم‬

‫‪ 11‬ع‪ 3‬اال معيو مرع جا‬

‫‪ -‬وعن جابر ‪ ...‬وقدم على من اليمن جِب ُ ْدن!") النىب يَ ِك ِة ‪ :‬فوجد‬


‫فاطمة (رضى اهلل غنها) ممن حل!') ولبست* ثياباً صبيفاً) واكتحلت*‬
‫‪ ...‬رواة مسله (*)‬

‫(ب) التجمل كما يكون بالكشف يكون بالسرت‪ ,‬فكشف رأس الرجل‬
‫وترجيل الشعرل') جتمل‪ .‬وسرت الرأس بعمامة (أو طريوش أو غطرة‬
‫وعقال) جتملء وكذلك حال وجه املرأة كشفه مع شىء من الزينة‬
‫ين النقاب‬
‫كاالكتحال جتملء‪ ,‬ووسرت بعضه بنقاب جتمل أيضاً وقد يُْز َ‬
‫ذاته بنوع من الزينة فيكون مزيداً من التجمل‪.‬‬

‫(ج) إن اللباس كما يتنوع من بيئة ألخرى حسب املتاخ‪ ,‬يتنوع ىف‬
‫البيئة نفسها وفق طدقات اجملتمع‪ ,‬فنوع لباس تلبسه الصفوة‪:‬؛ ونوع‬
‫آخر تلبسه العامة‪ ,‬ونوع ثالث يلبسه اخلدم واملواىل‪ .‬فهل كان هذا هو‬
‫حال العرب فئ اجلاهلية كانت الصفوة من الرجال تلبس األردية مع‬
‫األزر‪ :‬أو تلبس الكلل‪ :‬والعامة الفقراء يقنمون باإلزارء وكذلك النساء‬
‫احلرائر الكرميات يتميزن بالنقاب كسمن ثياب أخرى كاجللباب‪ :‬وأما‬
‫)‪ (١‬تقأل عن حجاب املرآة املسلمة للشيخ‪/‬ناصر الدين األلباتى‪ .‬قال‪ :‬أخرجه اإلمام‬
‫امحد (‪/7‬؟‪ )51‬عن طريقني عنيما أحدمها صضحيح واآلخز حسن‪.,‬‬

‫(؟) يدن‪ :‬مجع بدنة وهى ناقة أو بقرة تنحر مبكة ترتباناً‪ .‬وكاثوا* يسمئوئها* لذلك‪.‬‬

‫(؟) حل‪ :‬أئ من إخزامه‪.‬‬

‫(‪ )4‬ثياباً صبيغاً‪ :‬أى ثياباً مصبوغة‪.‬‬

‫(‪ )5‬مسلم؛ كتاب احلج‪ .‬باب‪ :‬حجة النىب يله خ غ‪ :‬ض ‪05‬‬

‫(‪ )1‬ترجيل الشعر‪ :‬تسويته وتزبيثه وتسرحيه‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ 1/0‬هه‬

‫أمعمروعاء مم‬

‫‪ 11‬ع‪ 3‬اال معيو مرع جا‬

‫املرأة الفقيزة أو األمة فتلبس أقل الثياب وتكشف وجيهها* ورميا‬


‫كشفت عن رأسهاء وكأته مظهر للتبذل مقابل التنقب* وصفه مظهراً‬
‫للرتفه‪ .‬وهل يذكرنا هذا بتميز احلرائر عن اإلماء ىف جمتمع* املسلمني‬
‫آنذاك كما مر بنا قاحلرائر يتجلينب وخيتصرنء واإلماء تبدو منهن‬
‫الرعوس؟ على أن تفاوت اللباس ‪ -‬وما يتبعه من سرت الرأس أو كشفه‪:‬‬
‫واختاد السرت مظهرأ للرتفع* والرتفه‪ ,‬والكشف مظهراً للوضاعة‬
‫والتبذل مل يقتصر على أيام اجلاهلية وال العصر اإلسالمى األول‬
‫بل امتد ذلك قروناً طويلة حىت عصرناء ولنقرأ ما كتبه حممد فريد‬
‫وجدى ىف بداية القرن الرابع* عشر اهلجرى* (العشرين امليالدى) قال‬
‫رمحه اهلل‪( :‬قد وقر ىف صدور النساء أن اللثام شارة املخدرات؛ وأن‬
‫التكشف شنشئنة!') السوقة‪ :‬فقرتى الواحدة من هؤالء مىت آنست من‬
‫نفسها آهنا ارتقعك عع حهسيقن الطيقة املفحطة ميال اضابته‪ :‬اسرعت‬
‫إىل وضع* الربقع لرتتفع* به إىل مصاف احلرائر ذوات النعمة) !")‬

‫ويؤكد أن النقاب كان لباس جتمل ما ورد من أقوال لبعض الفقهاء‬


‫االجالء من أعالم املذهب اخلنيلى تورد بعضها قدما باتى‪:‬‬
‫قال أبو القاسم* اخلرقى‪( :‬وجتتنب الزوجة املتوىف عنها زوجها‬
‫الطيب والزينة والبيتوتة ىف غري منزهلا‪ :‬والكضل باإلمثد!" والنقاب!؟))‪.‬‬

‫(‪ )1‬الشنشنة‪ :‬العادة الغالية‪,‬‬

‫(*) دائرة معارف القرن العشرين‪ :‬لقظ (يرقع)‪.‬‬

‫(؟) الكحل باإلمتد‪ :‬اإلمتد نوع من الكتخل قصديرىي اللون‪,‬‬

‫(؛) املغىت البن قدامة؛ ج‪ .8:‬ض ‪( ١ 159‬مطبعة اإلماء‪ -‬مص ‪#‬التص ميع الدكتور‪/‬‬
‫حممد خليل هشراس)‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ 1/0‬هه‬

‫أمعمروعاء مم‬

‫‪ 11‬ع‪ 3‬اال معيو مرع جا‬

‫وقال أيضياً‪( :‬وجتتنب «احلادة» النقاب آلن احملرمة متنع منه فأشيه‬
‫الطيب)!‪.)١‬‬

‫وقال القاضى ابو يعلى‪( :‬كره أمحد النقاب للمتوقى عنها زوجها)!")‪.‬‬

‫وقال اين قدامة‪( :‬مما جتتئيه اجلادة الثقابء وما ىف معناه مثل‬
‫الربقع* وحتوه‪ .‬آلن املعتدة مشبهة باحملرمة متنع من ذلك)‪)"(,‬‬

‫ولكن ورد ىف زاد املعاد البن القيه‪( :‬وقال إبراهيم بن هاىنء‬


‫املرأة تتتقب ىف عدهتا؛ قال‪ :‬اليس يه)!؟)‬

‫وكأن لإلمام أمحد بن حثيل زوايتني ىف تنقب احلادة؛ وال نقصد ‪-‬‬
‫من إيراد هذه األقوال بيان احلكم القاطع ىف املسالة‪ :‬ولكن نقصد‬
‫ما تشري إليه من تلبس املنتقبة بشىء من الزينة وإن اختلف ىف‬

‫أن يكون سرتأ لعورة ملا كان هناك حمل ؛للسؤال‪.‬‬


‫‪ 5771‬الكاىف ىف فقه اإلمام املبجل امحد' ين خنبل البن قدامة اللقدسى‪ .‬ج ‪ 7‬ص )‪(١‬‬
‫الطبعة الثانية)‪( -٠ .‬طبعة املكتب اإلسالمى ‪ -‬بيزوت‬

‫() املرجع السابق‪.‬‬

‫(‪ )7‬املغفيت‪ :‬ج ‪. 8‬صن ‪119‬‬

‫(‪َ )4‬زاد املعاد‪ .‬باب‪ :‬حكمه ي ِ‬


‫ك ىف إحداد املعتدة‪ :‬ج ‪ :5‬ص ‪( 55 ١‬طبعة الدار القيمة‪,‬‬ ‫َ‬
‫الطبعة األوىل القاهرة)‪:‬‬

‫‪/‬و‪2‬‬
‫عقطم ‪ 00‬هه‬

‫أمعمروعاء مم‬

‫‪ 11‬ع‪ 3‬اال معيو مرع جا‬

‫وثانيهما‪ :‬قوله‪( :‬ال بنس به) تقرير جلواز االنتقاب وليس تقريراً‬
‫لوجويه أو ندبه‪ .‬بل إن قول الفقيه (البأس به) يعىن أحياناً ‪ -‬أن تركه‬
‫أوىل‪ :‬وليس فعله مكوماً‪.‬‬

‫وخنلص من ذلك كله إىل آن النقاب كان طرازاً* من اللباس تتجمل به‬
‫بعض النساء احلرائر قى اجلاهلية‪ .‬واستمر األمر على ذلك بعد اإلسالم‪,‬‬
‫إذ أقره الرسول الكرمي يد لكن دون حض عليه أو ندب إليه؛ ولو كان‬
‫النقاب كما قلنا من قبل أداة تصون وتعفف‪ :‬ووسيلة حلفظ حياء املرأة ‪-‬‬
‫كما يدعى البعض ‪ -‬الختارةه الرسول الكرمي يَِق ِة لنسائه‪ .‬وهن أوىل‬
‫بالضون والغفاف واحلياء؛‪ :‬والختاره كرائم الصحابيات ألتفسهن‪ :‬وهن‬
‫أهل كذلك للصون والعفاف واحلياءء ولكن السئة تبني أن الرسول بلِ ِ‬
‫ك مل‬ ‫َ‬
‫خيرته لنسائه‪ .‬ولع خيرته كرائم الصحابيات آلنفسهن‪ :‬وكان ذلك دليالً‬
‫على أن النقاب استمر‪ :‬تعد اإلسالم جمرد طراز ىف اللباس تعارف عليه‬
‫بعض النساءء؛ مث كان ألمهات املؤمنني شأن متميز إذ اختصصن يفرض‬
‫احلجاب داخل البيوت وكان سرت مجيع البدن مع الوجه إذا خرجن‬
‫امتدادا للحجاب املفروض داخل الديوت‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬تنقب أمهات املؤمنني بعد فرض احلجاب وداللته‪:‬‬

‫© عن عبد اهلل بن عمر ‪ -‬رضى اهلل عنهما ‪ -‬قال ملا اجتلى النىب‬
‫كة صفية رأى عائشة متنقبة وسط الناس فعزفها!') (رواه اين سعد‬‫ي ِ‬
‫َ‬
‫ىف الطبقات)[‪.)7‬‬

‫)‪ (١‬املتنقبة‪ :‬الىت تشد النقاب على وجهها‪.‬‬


‫اننا الطبقات الكربى* لني سبغعد‪ :‬ع صن ‪158‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ 1/0‬هه‬

‫أمعمروعاء مم‬

‫‪ 11‬ع‪ 3‬اال معيو مرع جا‬

‫عن عائشة ‪ -‬رضى اهلل غنها ‪ -‬قالت‪ :‬ملا قدم رسول اهلل َكل‬
‫املدينة وهو عروس بضصفية بنت حىي جئن نساء األنصار* فأخرين‬
‫عنها؛ قالت*‪ :‬فتنكرت وتنقبت فذهبت فنظر رسول اهلل يِه إىل عيىن‬
‫فعرفىن‪ :‬قالت*‪ :‬فالتفت* فتسرعت املشى قأدركىن‪( .‬رواه ابن ماجة)!‪)١‬‬

‫© عن أم سنان األسلمية قالت‪ :‬ملا نؤلنا املدينة مل ندخل منازلنا حىت‬


‫دخلنا مع صفية منزهلاء ومسع هبا نساء املهاجرين واألنصار قدخلن‬
‫يك متتقبات ‪ :‬زيتب بنت‬ ‫عليها متتكرات فرايت أريعاً من ازواج النىب ْ‬
‫جحش» وحفصة» وعائشة‪ .‬وجويرية‪( .‬رواه اين سعد ىف الطبقات)‪)".‬‬

‫ه عن صفية بنت شيبة قالت‪ :‬رأيت عائشة طاقت بالبيت وهى‬


‫متنقبة (رواه ابن سعد ىف الطبقات) ‪_ "1‬‬

‫‪ -‬وهناك دالالت ثالث هلذه األحاديث‪:‬‬

‫األوىل‪ :‬أن سباء النىب و ِ‬


‫لية بعد فرض احلجاب كن إذا خرجن‬ ‫َ‬
‫غطني وجوههن‪ .‬وهذا أمر ثابت بغري هذه النصوص* الىت ندرى مدى‬
‫صحة سندها‪.‬‬

‫انثانية‪ :‬أن لبس التقاب كان على شهيل الندرة ىف جمتمع املسلمني‬
‫مبكة واملدينة على عهد النىب يك لذلك تكزرافئ األحاديث لفظ (التنكر)‬
‫مرتبطاً باالنتقاب‪ ,‬وهذا يعىت أن أمهات‪ .‬الؤمنني كن يغطني وجوههن ىف‬
‫عامة األحوال بساتر آخر غري النقاب مثل طرف اجللباب؛ ولكن إذا‬

‫‪ 1‬مسا اد ماحةة كتاب التكاح‪ ,‬باب‪ :‬حسن معاشرة الستاء‪ :‬ع ‪( 7‬ومل يرد‬

‫يذ الطيقات الكربئى البن سعد هلا ض ‪.171‬‬


‫[‪ )1‬الطيقات الكربى البني سعد‪ :‬ج ‪ 8‬ص اال‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫‪ 1/0‬هه‬

‫أمعمروعاء مم‬

‫‪ 11‬ع‪ 3‬اال معيو مرع جا‬

‫أردن أن خيرجن متنكرات لبسن لباساً غري لباسهن املعتاد‪ ,‬وكان لباس‬
‫النقاب هو وسيلتهن إىل التنكر‪ :‬إذ كان يليسه بعض تساء العرب‬
‫القادمات من خارج مكة واملدينة خاصة‪ :‬وهن قلة ال كثرة‪.‬‬

‫الثالثة‪ :‬أن النقاب وإن كان يساعد على إخفاء شخصية املرأة عن‬
‫الغرياء‪ :‬فإنه ميكن املخالطني هلا خمالطة دائمة من التعرق عليهاء‬
‫وذلك من عينيها الظاهرتنيء على أنه إذا كان إخفاء شخصية املرأة عن‬
‫الغرباء الينتج عنه ضربر* ىف مثل تلك اجملتمعات الصغرية بسبب قلة‬
‫أو ندرة الغرياء‪ .‬فإنه ميكن أن يكون مصدر* أضرار متعددة ىف‬
‫اجملتمعات الكبرية املزدمحة‪ ,‬والىت تشتد احلاجة فيها إىل وضوح*‬
‫شخصية كل فرد من أفرادها رجالً كان أو امرأة‪.‬‬
‫ثالنًا‪ :‬ذكر تنقب بعض النساء وداللته‪:‬‬

‫أوود البخارئ اخلرب اآلتى معل ًقا‪ :‬أجاز مَس رة بن ُحندب شهادة‬
‫امرأة متنقبةل” ؟)‪.‬‬
‫هذا اخلري يذكز واقعة عني» كانت املرأة قيها متنقبة وهذا يشري إىل‬
‫أن السرت بنقاب كان مغرتوفًا* فئ ذلك الزمن؛ ولكن على سبيل القلة‬
‫أوالندرة‪ :‬ولذلك ذكره الراوئ وصرتح* به‪ :‬ولو كان السرت هو السائد ملا‬
‫كان هناك داع ليذكره الراوئ*” ف ُكل النسشاء ‪ -‬تقريبًا ‪ -‬مستورات‬
‫الوجوه‪ .‬كذلك لو كان عامة النساء يلرتمن الثقاب لكان اخلرب «أجان‬
‫مسرة شهادة املرأة وهى متنقبة» أو «أجاز شهادة النساء وهن متتقبات»‪.‬‬

‫(‪1‬؟) البخارى*‪ :‬كتاب الشهادات‪ .‬ورد هذا اخلرب (معلقا) ىف باب شهادة األعمى‬
‫ونكاحه‪ .‬ج ‪ .5‬ص ؟‪.15‬‬
‫عقطم ‪ 00‬هه‬
‫مخممروعاء ‪5 50‬‬

‫‪ 11‬ع‪ 3‬اال معيو مرع جا‬

‫رابعا‪ :‬خلع النقاب أحدانًا وداللته‪:‬‬


‫ً‬
‫(‪ )1‬خلع النقاب حال املصيية تصيب املرأة؛‬

‫‪ -‬عن قيس بن مشاس قال‪ :‬جاءت امرأة إىل النىب يِه يقال هلا أم‬
‫خالد وهى متنقبة تساآل عن ابنها وهو مقتولء؛ فقال هلا يعض‬
‫أضحاب النىب يَِق ِه ‪ :‬جئت تسآلني عن ابنك وأنت متنقبة؟! فقالت*‪ :‬إن‬
‫أرزأ ابىن فلن أرزأ حيائى‪ :‬فقال‪ :‬رسول اهلل يَلِ ِة ‪[ :‬اينك له أجر‬
‫شهيدين] قالت‪ :‬ومل ذاك يا رسول اهلل؟ قال‪ :‬إالنه قتله أهل الكتاب]‪.‬‬
‫دروا أبو داون»!‪.)١‬‬

‫هذا احلديث يقيد أن اآلتتقاب كان جمرد طراز قى اللياس اعتادة‬


‫البعض وليس سرتا ِ‬
‫واحبًا بأمر الشارعء ويؤكد هذا املعىن أنة كان من‬ ‫ً‬
‫املتعارف عليه خلفة ىف بعض األحوال الىت تقتضى اجتناب الرتفه‪:‬‬
‫كحال احلزن لوفاة َعريِر كما هو واضح ىف هذا احلديث‪ .‬فقد تعجب‬
‫الصحاية من حضور املرأة متنقبة وهى تكلىء وظل هذا العرف ماضيًا‬
‫ىف جمتمع املسلمني حدى قال بعض أئمة احلنايلة ‪ -‬كما مر بنا قريبًا‬
‫‪ -‬باجتئاب املرأة احلادة النقاب طول مدة اإلحدادء أما قول املرأة‪« :‬إن‬
‫ايزا ابىن فلن ارزا* حياكى» فليس ذليالً على غياف احلياء عن التسوة الالتى‬
‫ال يتنقني؛ إئما املرأة تعرب عن شعور َمن ألقت الثقاب‪ :‬فمذثلها تستحىي‬
‫عادة إذا خلعته‪ :‬كما يستحىي الرجل الذى* ألف تغظية راسه إذا‬
‫كشفه‪ .‬إال إذا غليها أو غلبه احلزن أو غريه من املشاعر الغامرة‪.‬‬

‫)‪ (١‬سان أىب داود‪ :‬كتاب اجلهاد‪ .‬باب‪ :‬فضل قتال الروم‪ .‬ج ‪.‬ص "‪( 1‬ومل يرد ىف‬
‫صحيع سان أىب داود)‪-‬‬

‫‪١‬‬
‫‪ 1/0‬هه‬

‫أمعمروعاء مم‬

‫‪ 11‬ع‪ 3‬اال معيو مرع جا‬

‫ويسبب الضعف ىف سند هذا احلديث ‪ -‬وسقوط االستدالل*‬


‫حكما شرعيًاء‬
‫الشرعى يه على حكم من األحكام ‪ -‬فإننا نستنبط منه ً‬
‫شاهدا تارخييًا على عادة من عادات يعض نساء العرب‬
‫لكن نعتربه ً‬
‫قبل اإلسبالم وبعدهء والشاهد* التارخيى ال يقتضى من حيث السند ما‬
‫يقتضيه احلكم الشرعى‪.‬‬
‫(ب) خلع النقاب حال الرغبة ىف التعريف بالنفس‪:‬‬

‫‪ -‬عن عبد اهلل ين الزبري ‪ -‬رضى اهلل عتهما ‪ -‬قال‪ :‬ملا كان يوم‬
‫الفتح أسلمت هند بنت عتية ونساء معها؛ وأتني رسول اهلل َيلَ ِة وهو‬
‫باألبطح قبايعنه‪ .‬فتكلمت هند فقالت‪ :‬يا رسول اهلل‪ .‬احلمد هلل الذى‬
‫أظهر الدين الذى* اختاره لنفسه؛ لتنفعىن رمحك يا حممد‪ :‬إىن امرأة‬
‫مؤمنة ياهلل مصدقة برسوله مث كشفت* عن نقايهاء وقالت‪ :‬أنا هند بنت‬
‫يك ٍة ‪[ :‬مرحنًا بك]‪« .‬رواه ابن سعد ىف الطبقات‪."1‬‬ ‫عتبة‪ ,‬ققال رسول اهلل ِ‬

‫وإذا كان'احلديت السسايق ‪ -‬أى الذى رواه أبو داود ‪ -‬قد اعتريناه‬
‫شاهدا تارخييًا ودلنا على أنه‪.‬كان حيسن خلع الثقاب ىف حال احلرن‬
‫ً‬
‫شاهدا تارخييًا على أنه كان من‬
‫فإن هذا احلديث يعتري هو اآلخر ً‬
‫املعروف خلع النقاب دون حرج إذا شناءت املرأة أن تعرف بنفسها‪,‬‬
‫قدرا من إخفاء‬
‫طرارا* من اللباش حيقق ً‬
‫وهذا يؤكد أن االنتقاب كان ً‬
‫شخصية املرأة‪ .‬قضالً عما فيه'من الرتفه والتجمل‪ .‬كما يؤكد أن‬
‫سرتا واجبًا ألنكر‬
‫سرتا واجبًا بأمر الشارع» ولو كان ً‬
‫االنتقاب ليس ً‬
‫رسول اهلل يَ ِكيَ ِد على هند بنت عتبة خلعها النقاب‪.‬‬

‫‪ 555.‬الطيقات الكربى البن سعد‪ :‬ج ‪ .8‬ص )‪(١‬‬

‫‪0‬‬
‫‪ 1/0‬هه‬

‫أمعمروعاء مم‬

‫‪ 11‬ع‪ 3‬اال معيو مرع جا‬

‫(ج) خلع النقاب حال اخلطر والرغبة ىف التحذير من شر‪:‬‬


‫ذكرنا شاهدين على خلع النقاب أحيانًا‪ :‬مما حدث ىف عصر‬
‫اإلسالم واآلن نذكر شاهذا ثالثاء ويشجعنا على ذكره أن الداللة ىف‬
‫الشواهد* الثالثة واحدة وهى أن خلع النقاب ىف بعض األحوال كان‬
‫من العادات املرتبطة يه ارتباطًا وثي ًقا‪.‬‬
‫أيضا إىل أن النقاب‬
‫هذا الشاهد* ورد ىف قضنة طريفة‪ .‬وهو يشري ً‬
‫ميكن أن ختلعه املرأة ىف حال اخلطر أو رغبتها ىف التحذير* من شر‬
‫حمدق دوئما حرجء وخالصة القصة أن توية اخلفاجى قال‪:‬‬
‫وكنت إذا مازرت ليلى تربقعت‬
‫فقد رابئى مثها الغداة سفورها‬
‫وقدرايىن منها صدود رايته‬
‫وإعراضها عن حاجىت ويسورها')‬
‫كثريا‬
‫قيل لليلى‪ :‬ما ‪:‬الذئ* رانة‪.‬من سفورك؟ قالت‪ :‬كان يلم ىب ً‬
‫فارسل إىل يوؤماً‪ :‬أىن آتيد وقطن احلى فأرصدوا* له‪ :‬فلما أتاىن‬
‫سفرت عن وجهى فعلم أن ذلك لشره فلم يزد على التسليم والرجوع(")‪.‬‬
‫وفضالً عن داللة الشاهد على أن'خلع‪.‬النقاب كان يقع ىف بعض‬
‫طرارا* من‬
‫األحوال‪ :‬فهتاك ذاللة سبق احلديت غنها؛ وقئ أن النقاب كان ً‬
‫(؟) انظر‪ :‬لسان العرب؛ لفظ (برقع)‪ .‬وانظر‪ :‬رسالة (الغتاء) وما يقال فية من احلظر‬
‫واإلباحة؛ انظر ض ‪ 3٠.5 ١‬تاليف الشيخ‪ /‬عبداهلل بن زيد آل حممود ‪ -‬رئيس‬

‫احملاكم الشرعية والشئونئ* الدينية بدولة قطر (طبعة املكتب اإلسالىف ‪ -‬بريوت ‪-‬‬
‫الطبعة الثالثة سنة ‪15:1/‬ه ‪195/3 -‬م)‬

‫‪2‬‬
‫‪ 1/0‬هه‬

‫أمعمروعاء مم‬

‫‪ 11‬ع‪ 3‬اال معيو مرع جا‬

‫اللباس فيه توفه وجتمل‪ :‬ويؤكد هذه الداللة ىف قصتنا هذه أن النقاب‬
‫لو كان يقصد به سرت الوجه باملفهوم السائد* اليوم* ىف يعض يلدان املسلمني‪,‬‬
‫الذين حيرصون على سرت مجيع الوجه يساتر صفيق ال يشف عما حتته بأيه‬
‫درجة من الدرجات‪ ,‬لو كان النقاب كذلك حلرصت ليلى األخيلية على التخفف‬
‫منه عندما تلقى صاحيها ىف ساعات اخللوة والصقاءء ولو كان النقاب كدلك‬
‫حلرضت على مزيد من السرت واالحتشام ساعة الشدة واخلرج؛ لكنتا نرى‬
‫احلكس قساماء قايلى حترصن على ليس‪ :‬الثقاي ىف مناهات الصفاء* والتوجة‬
‫ترفها وجتمالً؛ مث نراها ىف ساعة اخلطر واحلرج‬
‫والسرور*‪ .‬ملاذا؟ آلن فيه ً‬
‫ترفها وال جتمالًء هذا فضالً عن‬
‫ختلع الثقاب‪ ,‬ملاذا؟ ألن املوقف ال حيتمل ً‬
‫حاجتها إىل حتذير صاحبها من خطر حمدق‪.‬‬

‫على أنه ما كان لنا أن نقف طويالً أمام هذا الشاهد‪ .‬لوال أن العادات‬
‫املرتبطة بالنقاب ومئها خلعه ىف بعض األحوال استمرت بعد اإلسالم‪ .‬وقد‬
‫رأينا كيف تعجب الصحابة من املرأة التكلى حني جاءت تسأل عن ابنها وهى‬
‫متنقبة‪ ,‬ورأينا كيفقا‪:‬حظر عطق فقهاء احلنابلة الثتاب على املرأة احلادة‪.‬‬
‫خامسنا‪ :‬تعقددان‪:‬‬
‫التعقيب األول‪ :‬التقاب طرزان من اللباس له خضائصه‪:‬‬

‫(أ) فيه شىء من الرقق باملرأة‪ .‬حيث تنطلق حاسة اإلبصار* كما‬
‫خلقها اهلل دون عائق؛ فرتى الناس واألشياء ىف وضوح وجالء‪:‬‬
‫وتأنس العني مبا ترى من ‪.‬مجال خلق اهلل‪.‬‬

‫وصدق اهلل اميم مسي اله لب رج اده ‪4‬‬

‫(سورة األعراق‪ /‬اآلية ‪7‬؟)‪,‬‬

‫إن‬
‫‪ 1/0‬هه‬

‫أمعمروعاء مم‬

‫‪ 11‬ع‪ 3‬اال معيو مرع جا‬

‫(ب) يسرت بعض الوجه ويظهر بعضه‪ .‬قيدل على البسته إىل حد‬
‫ما؛ وحيدد بعض مالمح الوجه‪ .‬حىت ميكن التعرف على صاحبته إذا‬
‫تكررت الرؤية‪.‬‬

‫أيضا إبراز لطيف‬‫(ج) إن كان فيه سرت لطيف لبعض الوجه قفيه ً‬
‫للبعض اآلخرء وإن كان ىف السرت اللطيف بعض احتشام ففى اإلبراز*‬
‫اللطيف بعض جتمل‪ .‬وقد يكون القدر البارز* أمجل من القدر املستور‪.‬‬
‫أى قد يربز أمجل ما ىف الوجه وخيفى ما هو أقل جهاالً‪ ,‬وقد يثري‬
‫القدر* البارز تطلع الرجل إىل رؤية القدر* الذى خفى‪.‬‬
‫التعقيب الثاىن‪ :‬الشرع الشريف أرقق باملرأة‪:‬‬

‫© إن عورة الرجل قدر حمدود من بدنه‪ :‬لذا فهناك جمال واسع‬


‫ملزيد من السرتء أى ألكثر من العورة من باب ضيانة البدن من احلر‬
‫والربد أو من باب التجمل وحتسني اهليئة‪ :‬أما املرأة فبدهنا* كله عورة‬
‫عدا الوجه والكفني والقدمني‪ :‬فال حاجة إذن ملزيد سرت من أجل كمال‬
‫الصيانة أى كمال اهليئة‪:‬‬
‫وإذا حدثت الزيادة فقذ يكون فيها تضييق وحرج‪:‬؛ واهلل تعاىل‬
‫يقول‪ :‬ل وما جعل عليِ ُكم يف الدين من حرج ‪( #4‬سررة احلع‪ /‬اآلية ‪4‬؛)‬
‫على أنة إن كان ىف السرت الشرعى جلميع البدن* عدا الوجه والكفني‬
‫والقدمني بعض مشقة غلى املرأة ىف األجواء اخلارة‪ :‬فهذا أمر قد‬
‫كتبه اهلل على بنات آدم‪ :‬وعلى املرآة الصرب والرضا* بقضاء اهلل‪ :‬فهذا‬
‫القدر* من اللشقة تفرضه طبيعة يدهنا الذى حباه اهلل باجلمال والفتنة‪,‬‬

‫‪66‬‬
‫عقطم ‪ 00‬هه‬

‫أمعمروعاء مم‬

‫‪ 11‬ع‪ 3‬اال معيو مرع جا‬

‫ومن غري املعقول بعد ذلك أن يفتح هلا الشرع نافذة ترى منها الدنياء‬
‫وتستنشق منها اهلواء* وتنتعارف عن طريقها مع الناس‪ :‬مث نأتى حنن‬
‫قنغلق تلك النافذة‪.‬‬

‫صحيح أن الشارع حني وجد بعض النساء يليسن النقاب ويألفنه‬


‫وأضبح عرفًا هلن مل ينكر عليهن‪ :‬لكنه أيضنًا مل يشرع استحسانه؛‬
‫تقديرا للعرف واإللف وتوسعة‬‫ومل يندب إليه وحيض عليه‪ :‬بل تركه ً‬
‫على الناس فيما ألفوه وتعارفوا* عليه؛ وىل أنه أنكر عليهم التقاب‬
‫والزمهم* خبلعه ألحرجهم وأعنتهم‪ .‬ولنكن على ذكر من أن النقاب‬
‫أيضا أجدادنا‬
‫الذى عرفه القوم على عهد الرسول يك والذى عرفه ً‬
‫ىف تركيا ومصر‪ .‬ومازالت* تعرقه البدويات ىف يوادئى السعودية‬
‫ومصرء وكذلك بعض تساء بلدان اخلليج‪ :‬هذا النقاب رفيق باملرأة‬
‫ويسمح هلا بكمال الرؤية‪ :‬فإنه يغطى ِجْزءًا من الوجه ال كله فتيدو معه‬
‫العينان مع خمجريهمناء وهو إىل جانب ذلك يعني على التعارقف ىف‬
‫اجملتمعات الصغرية؛ أما ساتر الوجه املعاصر ‪ -‬ىف بعض اجملتمعات‬
‫اإلسالمية ‪ -‬فيسرت مجيع الوجه وال يبدو منه شىء» ويضميق على‬
‫حاسة النظر وعلى جهاز التنقس لدى املرأة» وينبغى أن يكون موضع‬
‫إنكار إن شق على املرأة أمرة وتأذت بسسببة‪ .‬مث إنه ال ميكن أن يقال‬
‫إنه مما أقره الرسول وليه من لباس النتساء؛ فالرسول َم ِلة إمنا أقر‬
‫النقاب املعروف ىف غهدهء والذى* كان من لئاس الرتفة* والتجمل عند‬
‫بعض النساءء ولو رأى رسول اهلل يل هذا السائر املعاصر للوجه‬
‫ورأى ما يشق على املرأة من لبسه ألنكره ‪ -‬فيما أحسب ‪ -‬واختار‬

‫‪5‬ه‬
‫‪ 1/0‬هه‬

‫أمعمرواة مم “القصمععولال عممرعه‬

‫األيسر هلا؛‪ .‬وصدقت* أم املؤمثني عائشة ‪ -‬رضى اهلل عنها ‪« :-‬مها‬


‫ُحذ أيسرمهاء رواه مسلم!")‪.‬‬‫خري رسول اهلل تكله بني أمرين إال أ َ‬
‫التعقيب الثالث*‪ :‬هل أن لنا التحرر* من أسر التقليد؟!‬
‫© ومن أطراف ما قيل حول التمسك بالنقاب لطول اإللف والعادة ‪-‬‬
‫وإن مل يأمر به الشارع ومل يندب إليه ‪ -‬قول الشاعر ىف بدايات القرن‬
‫الرابع عشر اهلجرئى (العشرين امليالدى)؛ وقد كان لبس النقاب من‬
‫عادة النساء ىف حضر مصنر‪:‬‬
‫فلو خطرت ىف مصر حواء امنا‬
‫يلوح حميااهالنا وتراقيه‬
‫وىف بدها العذراء ويسفر وجهها‪.‬‬
‫تصافح منا من ترى وختاطيبيه‬
‫وخلفهما موسى وعنيسى وأمحهد‬
‫وجيش من األمالكا') ماجت مواكبه‬
‫وقالواملنا‪ :‬رقع احلجاب!"! حملل‬
‫لقتناءهلم‪ :‬حق ولكن تائيه‬
‫نسال اهلل العافية من أسر التقليد‪ :‬تقليد اآلباء واألجداد على غرب‬
‫شدى وال مينة؛‪ .‬ونساله أن درؤقنا االشتداء* بالكتاب والسنة‪ .‬وحسن‬
‫اإلقجداء معامة الضجابيات الكزميات للقي كن يسفرن عن وجومهن‬
‫ىف حضرة النىب َك ِ‬
‫كلة وأصحابه‪.‬‬
‫(‪ )1‬مسلم‪ :‬كتاب الفضائل‪ :‬باب؛ مباعدته لظ لآلثام واخلتياره عن املباح أسهله‪ .‬ج اال ص ‪2 ١‬‬
‫(‪ )1‬األمالك‪ :‬مجع مالك‬

‫() احلجاب املقصود هنا هو الثقاب؛ وكان الشائع* ىف ذلك الوقت لفظ (الربقع)؛ كما هر‬
‫منا من قبل ىف كالم حممد* فريد وجدي‪.‬‬

‫اه‬
‫‪ 1/0‬هه‬

‫ليا ورا الين ينان‬


‫اتسنا | ‪1 11‬ع الا عري رمرع ا‬

‫املهرس‬

‫املوضوع لضفحة‬

‫تقدمي‪ -.‬التواصل اإلنساىن وقضية النقاب سس سي صقه‬


‫أ‪ .‬د‪ /.‬حممود محدى زقزوق‬

‫وحه املرأة ليس بعورة والئقاب عادة ال عبادة ب ومس سك و‬


‫أ‪ .‬د‪/.‬ر فحمد* سيد طتطاوى‬

‫أ‪ .‬د‪ /.‬على مجعة‬

‫حنث تفصتتلى صادر عن دار اإلفتاء املصرية‬

‫جح اه مل‬

‫رأى فضيلة الشيخ خممد* الغزاىل ىف النقاب الس ايو‬

‫القاب ىف شرووة االك > كيك طاح هسه ‪18‬‬


‫أ د‪ /.‬عبداحلليم ابؤشقة‬
889

You might also like