You are on page 1of 4

‫حوار‪:‬‬

‫عودة اإلسالم إلى الحياة‬


‫حوار مع فضيلة القاضي الشيخ‪ :‬محمد كنعان‬
‫يق&&ول اهلل تع&&الى في كتاب&&ه الك&&ريم‪ِ :‬إَّنَم ا َيْخَش ى الَّل َه ِم ْن ِع َب اِدِه اْلُعَلَم اُء‪ .‬ويق&&ول الرس&&ول ‪« :‬العلم&&اء‬
‫ورثة األنبياء»‪.‬‬
‫وفي واق&&ع األم&&ة الس&&يئ‪ :‬تك&&الب األع&&داء عليه&&ا‪ ،‬وت&&والي المص&&ائب عليه&&ا وتحّك م الك&&افرين بخيراته&&ا‬
‫وموارده&&ا‪ ،‬في ه&&ذا الواق&&ع الس&&يئ ك&&ان ال ب&&د لألم&&ة من وقف&&ة تعي&&د النظ&&ر في حاله&&ا‪ :‬م&&ا س&&بب تخل&&ف األم&&ة‬
‫اإلسالمية وانحطاطها‪ ،‬وهي التي قال اهلل تعالى فيها‪ُ :‬ك ْنُتْم َخ ْيَر ُأَّمٍة ُأْخ ِر َج ْت ِللَّناِس ‪‬؟‬
‫وبحثًا عن أجوبة ألسئلتنا تلك‪ ،‬قصدنا فضيلة القاضي الشرعي ببيروت الشيخ محمد كنع&ان‪ .‬والقاض&ي‬
‫كنعان مواقفه مش&هودة في ال&&دفاع عن الح&ق دون أن يخش&ى في اهلل لوم&ة الئم‪ .‬وخطبه أي&&ام الجمع&ة تس&تقطب‬
‫الكثيرين من المسلمين‪ ،‬لما فيها من فائدة عظيمة‪ ،‬وعلم غزير‪.‬‬
‫وقد استقبلنا القاضي في بيته‪ ،‬واستضافنا‪ ،‬وأجاب بصبر على أسئلتنا‪ ،‬فكان بيننا وبينه الحوار التالي‪:‬‬

‫واقع األمة اإلسالمية‬


‫‪ -‬وصلت األمة اإلسالمية إلى حال يلزم معه إعادة النظر في واقعها‪ .‬والبد أن نس&أل أخيرًا‪ :‬ه&ل نحن نعيش‬
‫الحياة التي يرتضيها لنا اهلل ورسوله؟‬
‫إن األمة اإلسالمية ال تعيش عمليًا احلياة اليت ارتضاها اهلل تعاىل هلا وأمرها بأن حتياه&ا‪ .‬فاهلل ع&ّز وج&ّل أم&ر املس&لمني‬
‫أن ال يقبل&&وا بغ&&ري اإلس&&الم دين &ًا‪ ،‬وبغ&&ري الش&&ريعة احملمدي&&ة منهاج &ًا وس&&بيًال‪ ،‬وهك&&ذا ك&&انوا يف املاض&&ي ممتثلني ألم&&ر اهلل تع&&اىل‪،‬‬
‫تاركني لنهيه‪ ،‬جياهدون يف سبيله وال خيافون يف احلق لومة الئم‪.‬‬
‫_ ما سبب تخلف المسلمين إلى هذا الحد؟‬
‫أن س&&بب ت&&دهور حال&&ة املس&&لمني إىل ه&&ذا احلد اخلط&&ري ه&&و جناح أع&&داء األم&&ة يف فص&&ل اإلس&&الم عن حي&&اة املس&&لمني‪،‬‬
‫حبيث ص & &&وروا هلم وأقنع & &&وا الس & &&واد األعظم منهم أن اإلس & &&الم ش & &&يء واحلي& &&اة بك & &&ل م & &&ا فيه & &&ا من نظم سياس& &&ية واقتص& &&ادية‬
‫واجتماعية‪ ..‬شيء آخر‪،‬ن وأنه ال عالقة لإلسالم بأي من جماالت احلياة‪ ،‬وأن احلياة ميكن أن تكون س&&عيدة رغي&&دة إذا ختلى‬
‫املسلمون عن دينهم‪ .‬فغاب العالج وسر السعادة‪ ،‬ودبت الفوضى وتأزمت األحوال‪ ،‬وبات املسلمون يف وضع ال حيسدون‬
‫عليه على اإلطالق‪.‬‬
‫ومما ال ش&&ك في&&ه أن من واجب املس&&لمني أن يعي&&دوا النظ&&ر يف واقعهم ه&&ذا‪ ،‬فه&&و واق&&ع س&&وء بك&&ل م&&ا يف الكلم&&ة من‬
‫معىن‪ .‬وهو واقع ال يرض&ي اهلل تع&اىل وال رس&وله وال مجاع&ة املؤم&نني‪ .‬وإع&ادة النظ&ر ه&ذه تع&ين فهم الواق&ع متام الفهم‪ ،‬ووض&ع‬
‫اليد على العلة ـ وهي معروفة األوصاف والعوارض‪ ،‬وبالتايل العمل جبد ودأب الستئصال املرض وإعادة الوضع إىل م&&ا ك&&ان‬
‫عليه يف عهود اإلسالم الزاهرة‪.‬‬
‫‪ -‬فضيلة القاضي‪ ،‬ما حكم اهلل في أنظمة الحكم القائمة اليوم «على» المسلمين؟‬
‫من ال&واجب على ك&ل عاق&ل أن ال ينس&ى أن األرض هلل وح&ده‪ ،‬وأن اخلل&ق كلهم عب&اده‪ ،‬وأن&ه ال خي&ار للعب&د يف أن‬
‫يعب&&د اخلالق أو أن ال يعب&&ده‪ ،‬ب&&ل طاع&&ة اخلالق واجب&&ة على املخل&&وق‪ .‬يق&&ول تع&&اىل‪َ :‬و َم ا َخ َلْق ُت اِجْلَّن َو اِإْل نَس ِإاَّل ِلَيْع ُب ُد وِن ‪.‬‬
‫وإذا ك&&ان اإلنس&&ان ال يقب&&ل وال يرض&&ى أن ينف&&ذ يف بيت&&ه غ&&ري أم&&ره‪ ،‬وال يف معمل&&ه أو حمل&ه التج&&اري غ&&ري تعليمات&&ه وتوجيهات&&ه‪،‬‬
‫ويغضب بل ويعاقب كل من خيالف أوام&ره‪ ،‬فكي&ف باخلالق العظيم ال&ذي ل&ه تع&اىل اخلل&ق واألم&ر‪ ،‬ه&ل يص&ح أن يطي&ع عب&اده‬
‫أوامر غ&ريه؟ ه&ل جيوز وه&و ال&رازق هلم أن يش&كروا س&واه ويكف&روه؟ إمنا املل&ك ل&ه وح&ده‪ ،‬واخلل&ق ل&ه وح&ده‪ ،‬وك&ذلك األم&ر‬
‫والنهي يف كل صغري وكبري‪.‬‬
‫نق &&ول ه &&ذا لنص &&ل إىل نتيج &&ة واح &&دة هي‪ :‬أن ك &&ل نظ &&ام غ &&ري ش &&رع اهلل تع &&اىل يطب &&ق على عب &&اد اهلل يف أرض &&ه فه &&و‬
‫مرفوض‪ ،‬وجيب على املسلمني أن حياربوه ويكافحوه حىت تكون كلمة اهلل دائمًا هي العليا‪.‬‬
‫وماذا بالنسبة لألنظمة التي تتحكم بعالقات المسلمين‪ :‬اجتماعية واقتصادية وتعليمية‪...‬‬
‫عن&&دما نق&&ول «أنظم&&ة احلكم» فإنن&&ا نع&&ين ك&&ل األنظم&&ة جبمي&&ع وجوهه&&ا‪ ،‬السياس&&ية منه&&ا واالقتص&&ادية واالجتماعي&&ة‬
‫وسواها‪ ،‬فكل ما ليس من اإلسالم فليس من اهلل يف شيء‪.‬‬
‫‪ -‬وإذا كان الوضع كذلك‪ ،‬فماذا يتوجب على المسلمين لتغيير هذا الوضع الشاذ؟‬
‫على املس&&لمني أن يعمل&&وا على تغي&&ري ه &&ذا الواق&&ع الس&&يئ ال&&ذي هم في&&ه‪ ،‬وه &&ذا واجب ش&&رعًا عليهم‪ ،‬فه &&و من ب&&اب‬
‫«األم &&ر ب &&املعروف والنهي عن املنك &&ر»‪ ،‬وط &&ريقهم إىل ه &&ذا اهلدف يب &&دأ من فق &&ه املس &&لم يف أم &&ور دين &&ه‪ ،‬ومعرف &&ة أحكام &&ه‪ ،‬مث‬
‫التوجه حنو اجملتمع بالتوعية واإلفهام‪ ،‬والسري يف خطى ثابتة حىت الوصول إىل الغاية املنشودة‪ ،‬اآليلة يف النهاي&&ة إلى أن يك&&ون‬
‫احلكم واألمر والنهي هلل تعاىل وحده يف عباده فعًال وتطبيقًا‪.‬‬

‫العودة إلى اإلسالم‬


‫‪ -‬نس &&مع كث &&يرًا أن ح &&ل مش &&اكل المس &&لمين يكمن في الع &&ودة إلى اإلس &&الم‪ .‬لكن كث &&يرًا من المس &&لمين ال‬
‫ي&&دركون أبع&&اد ه&&ذه الكلم&&ة‪ ،‬وبالت&&الي ال تح&&دد لهم ه&&دفًا مح&&ددًا أو مع&&الم س&&ير واض&&حة فم&&اذا تع&&ني «الع&&ودة إلى‬
‫اإلسالم» بالضبط؟‬
‫إن العودة إىل اإلسالم عبارة واسعة املعىن‪ ،‬فهي تعين أوًال أن املسلمني بعامتهم ليسوا يف وضع يرضاه اهلل ورس&&وله‪،‬‬
‫أي أهنم حادوا عن السبيل القومي فضعفوا وهانوا‪ .‬وثانيًا تعين أن اإلسالم هو احلل والعالج‪.‬‬
‫ف &&العودة إىل اإلس &&الم تع &&ين جلوء اجلريان واملرتب &&ك واملريض إىل من عن &&ده احلل وال &&دواء‪ .‬وح &&ديث الن &&اس الي &&وم عن‬
‫«الع&&ودة إىل اإلس&&الم» ن&&ابع من ه&&ذا اإلحس&&اس الك&&امن يف نفوس&&هم‪ ،‬ألن ك&&ل مس&&لم ـ ول&&و ك&&ان عاص&&يًا ـ ال ي&&رى يف غ&&ري‬
‫اإلسالم حًال ملشكلة وال عالجًا ملعضلة‪.‬‬
‫‪ -‬أي إسالم يجب أن نعود إليه‪ .‬بعبارة أخرى‪ :‬هل تحل قضايانا إذا أصبحنا «دراويش»؟‬
‫نعين بـ «الدروشة» االن&زواء والعزل&ة من غ&ري ض&رورة ش&رعية‪ .‬وق&د ي&رى البعض أن «الدروش&ة» ع&ودة إىل اإلس&الم‪،‬‬
‫وهذا التوجه ليس توجهًا صحيحًا‪ ،‬وليس هو املطلوب شرعًا‪ ،‬ب&ل املطل&وب ه&و االقت&داء برس&ول اهلل ‪ ،‬مث خبلفائ&ه الراش&دين‬
‫املهديني الذي أسسوا جمتمعًا جبهدهم‪ ،‬وأقاموا لإلسالم دولة جبهادهم‪.‬‬
‫‪ -‬ما دور العلماء في ذلك؟‬
‫أن دور العلم&&اء خط&&ري ج&&دًا‪ ،‬إذ تق&&ع على ع&&اتقهم مس&&ؤولية التفقي&&ه والتعليم‪ .‬فالعام&&ة منهم يأخ&&ذون وعنهم يتلق&&ون‬
‫علوم الشرع‪ .‬فمسؤوليتهم أمام اهلل تعاىل كبرية جدًا‪ ،‬فإن أحسنوا فيا هناهم‪ ،‬وإن أساؤوا فيا ويلهم‪...‬‬
‫‪ -‬هل يقبل اإلسالم مّنا حلوًال جزئية؟‬
‫ليس يف اإلسالم حلول جزئية أصًال‪ ،‬ألن األحكام الشريعة وحدة متكاملة‪ ،‬فطاملا أن بإمكانن&&ا أن نطب&&ق حكم&ًا من‬
‫أحكام اإلسالم ـ أيًا كان ـ فال جيوز لنا التوقف يف ذلك وال الرتدد‪.‬‬
‫‪ -‬ما حكم الشرع في «الت&درج في تط&بيق أحك&ام اإلس&الم»‪ ،‬وب&األخص في المرحل&ة االنتقالي&ة ال&تي ال يطبق‬
‫اإلسالم فيها كامًال؟‬
‫حنن ال ن&&رى فرق &ًا بني احلل&&ول اجلزئي&&ة أو الت&&درج يف تط&&بيق األحك&&ام‪ ،‬وجوابن&&ا عن الت&&درج ه&&و جوابن&&ا عن احلل&&ول‬
‫اجلزئية‪ .‬فطاملا حنن قادرون على التطبيق فال جيوز عدمه‪ ،‬وليسمى هذا الواقع م&ا يس&مى‪ .‬ف&املهم أن ن&درك أن&ه ال جيوز ملس&لم‬
‫ق&&ادر على تط&&بيق حكم ش&&رعي اآلن أن ي&&ؤخر ذل&&ك‪ ،‬وإال فه&&و آمث‪ .‬ف&&إن مل تت&&وفر االس&&تطاعة املطلوب&&ة للتط&&بيق‪ ،‬ف&&إن ه&&ذا ال‬
‫يسمى تدرجًا‪ ،‬بل هو عجز‪ ،‬ولو كان هذا العجز عن حكم واحد فق&ط‪ .‬ف&إذا ق&ام ح&اكم م&ا وب&دأ يطب&ق الش&ريعة اإلس&المية‬
‫شيئًا فشيئًا‪ ،‬كما حصل يف السودان ـ وهو مث&ل س&يئ‪ ،‬ف&إن ذل&ك النظ&ام إم&ا أن&ه ك&ان ق&ادرًا على التط&بيق وال يفع&ل فق&د وق&ع‬
‫يف املعص&&ية‪ .‬وإن ك&&ان ع&&اجزًا عن الك&&ل فطب&&ق البعض فه&&ذا ليس ت&&درجًا ب&&ل ه&&و عج&&ز عن تط&&بيق البعض اآلخ&&ر إن أحس &ّنا‬
‫الظن‪ .‬يضاف إىل هذا أن التدرج ال يكون إال زمن الوحي‪ ،‬وقد كان ذل&ك زمن رس&ول اهلل ‪ ،‬وال حي بع&&ده علي&ه الص&&الة‬
‫والسالم‪.‬‬
‫‪ -‬وص&&لنا إلى نقط&&ة هام &&ة‪ .‬م &&اذا ل&&و أراد ح&&اكم بتط&&بيق ق &&انون إس&&المي ـ أو بعض الق &&وانين‪ ،‬إلرض&&اء ط &&رف‬
‫إسالمي معين وليس إرضاء هلل ورسولهن كما فعل النميري في السودان‪ ،‬هل يعد ذلك تطبيقًا لإلسالم؟‬
‫إن إق &&دام األنظم &&ة احلاكم &&ة لبعض الش &&عوب اإلس &&المية كالس &&ودان‪ ،‬على تط &&بيق ج &&انب من أحك &&ام اإلس &&الم دون‬
‫سائرها ليس أمرًا حس&نًا وال جي&دًا‪ ،‬ب&ل املراد من&ه اإلس&اءة إىل اإلس&الم وتش&ويه مجال&ه‪ ،‬وذل&ك ألن ه&ؤالء ال يفك&رون بتط&بيق‬
‫اإلسالم كله‪ ،‬وال يرغبون يف ذلك‪ .‬واألحكام الشرعية ـ كما أشرنا ـ متكاملة يظهر بعضها عظمة بعض‪.‬‬
‫هذا من ناحية‪ ،‬ومن ناحية أخرى‪ ،‬فإن هؤالء احلكام ال جيربون إال بتطبيق احلدود‪ .‬فيقيمون حّد الس&&رقة يف جمتم&&ع‬
‫يكثر فيه الفقر واحلاجة‪ .‬فيقيمون أيدي أناس رمبا مل تتوفر فيهم شروط إقام&ة احلد‪ .‬وجيل&دون ال&زاين يف جمتم&ع ملئ بالفس&اد‪.‬‬
‫فتق&وم الص&يحة‪ ،‬وي&رى الن&اس أن األم&ر غ&ري منطقي ـ وه&و الواق&ع ـ فينف&ر الن&اس من اإلس&الم‪ ،‬ويطلب&ون إقص&اءه عن احلي&اة من‬
‫جدي&&د‪ ،‬وه&&ذا ه&&و ه&&دف أع&&دائنا من ه&&ذا األس&&لوب يف التط&&بيق‪ .‬لق&&د عم&&دوا إىل ه&&ذا األس&&لوب لض&&رب الق&&وى اإلس&&المية‬
‫املناض &&لة‪ .‬الداعي &&ة إىل احلكم مبا أن &&زل اهلل تع &&اىل‪ ،‬وك &&أهنم يقول &&ون للن &&اس‪ :‬ه &&ؤالء يري &&دون حكم اإلس &&الم‪ ،‬فه &&ذا ه &&و حكم‬
‫اإلسالم‪ :‬إنه قطع أيدي‪ ،‬وجلد زان‪ ،‬وقطع رأس‪ .‬هكذا يشّو هون صورة اإلسالم باللجوء إىل تطبيق بعض أحكامه ف ظل‬
‫نظ&&ام خمالف من أساس&&ه وبك&&ل دعائم&&ه ألحك&&ام اإلس&&الم‪ .‬فمن أين س&&ريى الن&&اس مجال اإلس&&الم وع&&دهلن والرخ&&اء واألمن يف‬
‫ظل اإلسالم؟‬

‫الحياة اإلسالمية‬
‫‪ -‬حبذا ل&&و نتح&&دث عن الحي&&اة اإلس&&المية‪ .‬في اإلس&&الم نظ&&ام حكم متم&&يز ه&&و الخالف&&ة‪ .‬م&&ا أب&&رز مع&&الم ه&&ذا‬
‫النظام؟‬
‫إن احلديث عن احلياة اإلسالمية ال يكفي إلعطاء الص&ورة الص&حيحة عن اإلس&الم‪ ،‬ألن اإلس&الم ارتض&اه اهلل ليك&ون‬
‫دينًا‪ ،‬أي للعمل‪ ،‬فمن ذاق عرف‪ ،‬ولن يعرف الناس ق&در اإلس&الم ح&ىت ي&روه مطبق&ًا تطبيق&ًا س&ليمًا ص&حيحًا‪ .‬فاإلس&الم نظ&ام‬
‫فريد من نوعه‪ ،‬وكيف ال‪ ،‬وهو شرع اهلل تعاىل‪ ،‬وما سواه فمن وضع البشر‪ ،‬وشتان بني هذا وذاك‪.‬‬
‫‪ -‬ما مفهوم الدار في اإلسالم‪ ،‬وهل نحن نعيش دار إسالم أو دار كفر؟‬
‫أي &ًا ك&&انت ال&&دار ال&&يت نعيش فيه&&ا‪ ،‬طبق &ًا الختالف الفقه&&اء يف تعري&&ف دار اإلس&&الم ودار احلرب‪ ،‬ف&&إن مما ال خالف‬
‫فيه أن املسلمني ال يعيشون يف ظل نظام إسالمي كما جيب أن يك&ون علي&ه احلال‪ .‬ونع&ود لنؤك&د م&ا تق&دم أن قلن&اه‪ :‬أن على‬
‫املسلمني أن يعملوا بكل قواهم ليعود اإلسالم إىل حياهتم العامة واخلاصة بكل ما يف الكلمة من معىن‪ ،‬واهلل املستعان‪.‬‬
‫‪ -‬أين أصبح العمل لإلسالم اآلن؟ هل ترى معالم صحوة؟‬
‫ال ش &&ك أن هن &&اك ص &&حوة إس &&المية وهلل احلم &&د‪ ،‬رغم الكبت والعن &&ف واإلره &&اب ال &&ذي يواج &&ه ب &&ه املس &&لمون من‬
‫األنظم&&ة احلاكم&&ة يف بالدهم‪ .‬وأملن&&ا باهلل تع&&اىل كب&&ري أن يأخ&&ذ بي&&د الع&&املني املخلص&&ني‪ ،‬وأن ينص&&ر اإلس&&الم وأهل&&ه‪ ،‬إن&&ه على‬
‫كل شيء قدير‪.‬‬
‫يف اخلتام‪ ،‬ال يسعنا إال أن نشكر فضيلة القاضي على استضافته لنا‪ ،‬وصربه علينا‪ ،‬وإجابته على أسئلتنا‪‬‬

You might also like