You are on page 1of 10

‫﷽‬

‫احلمد هلل وكفى‪ ،‬والصالة والسالم على رسوله الذي‬


‫اصطفى‪ ،‬وعلى آله وصحبه ومن لهم اقتفى‪ .‬أما بعد‪،‬‬
‫ِّ‬
‫فإن الدين اإلساليم جاء لتطهري املرأة وحفظها‪ ،‬وصونها من‬
‫َ ِّ‬ ‫ِّ‬
‫كل ما ُيدن ُسها‪ ،‬بعد أن كانت يف اجلاهلية أشبه بسلعة ال قيمة‬
‫َ ُ‬
‫الغربي�ة ال ت ْعد‬
‫َّ‬ ‫َّ‬
‫األوربي�ة‬ ‫يسم باحلضارات‬ ‫لها‪ ،‬وهي كذلك يف ما َّ‬
‫ُ‬
‫إال أن تكون بضاعة مزجاة‪ ،‬تشرتي وتب�اع بثمن خبس إىل يومنا‬
‫هذا حىت جعل عرضها وشرفها مع اإلعالنات والماركات وأحقر‬
‫فلما رأى الغرب جوهرة اإلسالم أجلب عليها خبيله‬ ‫السلعات‪َّ ،‬‬
‫َورجله يريد إيقاعها يف مستنقع انفالتهم‪ ،‬وشهواتهم‪ ،‬وظلماتهم‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫وظلما‪ ،‬كما قال تعاىل‪ K:‬ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ‬ ‫حسدا‬
‫ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ‪[ J‬النساء‪]27:‬؛ فاستوجب ذلك قيام أهل‬
‫ٌّ‬
‫العلم واخلري والغرية ليصدوا نب�ال الغرب بدروع اإلسالم حبجة‬
‫ُالقرآن وسنة سيد األنام@‪ ،‬فأحببت أن أشاركهم فوضعت يا‬
‫عليك‪،‬‬ ‫خية بني يديك اثنيت عشرة نصيحة تتقدمها الشفقة‬ ‫أ ّ‬
‫ِ‬
‫وحتوطها الغرية على عرضك وشرفك‪ ،‬ويـحرسها اخلوف على‬
‫الغربي�ة املخالفة للشريعة‬ ‫َّ‬ ‫دينك من الغرق يف ظلمات الثقافة‬
‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫لك يف زمن قل فيه الناصحون‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫اإلسالمية؛ لعلها تكون مذكرة‬
‫ً‬ ‫ِّ‬
‫وأمان‬
‫ٍ‬ ‫محذرة لك من زخارف الشياطني‪ ،‬موقظة لك من أحالم‬
‫الغربيون ال حقيقة لها إال أنها سراب حيسبه الظمآن ماء‬ ‫ُّ‬ ‫رسمها‬
‫ً‬
‫حىت إذا جاءه لم جيده شيئ�ا ووجد عند ذلك اخلسارة‪ ،‬فين�دم‬
‫َّ‬
‫حني ال ينفع الندم‪.‬‬
‫ِ‬
‫مالك‪.‬‬ ‫‪ GG‬األولى‪ :‬توحيد اهلل رأس‬
‫ً‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫لك مسؤولية عظيمة‪،‬‬ ‫اعليم أيتها املرأة املسلمة أن هللا قد حم ِ‬
‫ً‬ ‫َّ‬
‫فك أمانة كبرية أال وهي عبادة هللا وحده ال شريك له‪K :‬ﭳ‬ ‫وكل ِ‬
‫ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ‪[ J‬الذاريات‪..]٥٦ :‬‬
‫ووعدك هللا باحلياة الطيب�ة يف الدني�ا واجلنة يف اآلخرة؛ إذا‬
‫ِ‬
‫َّ‬
‫حققيت اإليمان به‪ ،‬فقال ‪-‬تعاىل‪ K:-‬ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ‬
‫ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔﮕ ﮖ ﮗ ﮘ‬
‫أردت السعادة فاحريص‬ ‫ِ‬ ‫ﮙ ﮚ ﮛ ‪[ J‬النحل‪ ،]٩٧ :‬فإذا‬
‫ِّ‬
‫على توحد هللا يف كل حلظة وساعة‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫وقد أمر هللا بإخالص الدين له فقال تعاىل‪K :‬ﮀ ﮁ ﮂ‬
‫ﮃ ﮄ ‪[ J‬الزمر‪ِّ ،]٢ :‬‬
‫فوحدي هللا يف جميع العبادات القلبي�ة‪،‬‬
‫َّ‬
‫والقولية‪ ،‬والفعلية‪ ،‬فال تتوكلي إال عليه‪ ،‬وال يكن رجاؤك إال‬
‫َّ‬
‫به‪ ،‬ولتدعي وال تستغييث بغريه‪ ،‬وال تتعلقي بالتمائم والطالسم‪،‬‬
‫وال باخليوط واحلروز وما يظن أنه يدفع احلسد أو يرفعه‪ ،‬وال‬
‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫تذهيب إىل َّ‬
‫والكهان وال تقريئ الكف والفنجان‪.‬‬ ‫السحرة‬
‫وكــوين كمــا قــال تعــاىل‪K :‬ﯓﯔﯕﯖﯗ‬
‫ﯘﯙﯚﯛﯜ ﯝﯞﯟﯠﯡﯢ ﯣﯤ‬
‫ﯥ‪[ J‬األنعــام‪.]١٦٣-١٦٢:‬‬
‫وإياك يا فتاة اإلسالم وشبكة الشرك اليت من قوع فيها هلك؛‬
‫ألن الشرك ظلم عظيم‪ ،‬وخطر وخيم‪ ،‬وفساد يف األرض عميم‪،‬‬
‫قــال ‪-‬تعالــى‪K :-‬ﮢﮣﮤﮥﮦﮧﮨﮩﮪﮫ ﮬﮭ‬
‫ﮮﮯﮰﮱﯓﯔﯕﯖﯗ ‪[ J‬النساء‪.]٤٨ :‬‬
‫‪GG‬الثانية‪ :‬الموضة مصيدة الغرب‬
‫تغرتي بكرثة بهرج املوضة‪ ،‬وما عليه الغرب واإلفرجن من دني�ا‬ ‫ال ِّ‬
‫مزيفة‪ ،‬فهم للدني�ا وحطامها يعملون غرتهم األماين وطالت بهم‬
‫أنت فهمتك شريفة وغايتك نبيلة أال وهي اجلنة‪،‬‬ ‫اآلمال‪ ،‬أما ِ‬
‫ِّ‬ ‫َّ‬
‫وما أعد هللا فيها من نعيم وخلود‪ ،‬فال تقديم األدىن على األعلى‬
‫َ‬
‫فتحرمني الدني�ا واآلخرة‪K :‬ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ‪[ J‬احلج‪.]١١ :‬‬
‫التشبه بهم‪ ،‬وال تتبع خطاهم‪ ،‬وال َّ‬ ‫َّ‬ ‫ُّ‬
‫السري على‬ ‫وال يكن حظ ِك‬
‫من محبتهم‬ ‫دركات خططهم وتأملي حتذير رسول هللا @‬
‫الم ْر ُء َم َع َم ْن َأ َح َّب َي ْومَ‬
‫والتشبه بهم قال رسول هللا ‪َ M:‬‬
‫َ‬ ‫@‬
‫ْ‬ ‫َ ْ َ َ َّ َ َ‬
‫الق َي َام ِة ‪ ،)1(L‬وقال @‪ M:‬من تشبه ِبقو ٍم فهو ِمنهم ‪ L‬؛ وذلك‬
‫(‪)2‬‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫ألنهن إىل احلضيض يفضني وإىل السفل جيهدن‪ ،‬أما أنت يا‬
‫الريق تصعدين‪ ،‬وإىل املجد ترتقعني‪.‬‬ ‫جوهرة اإلسالم فإىل ُّ‬
‫ً‬
‫فاجعلي لك قدوة من أفضل نساء العاملني فانظري مثل‬
‫َّ‬ ‫إىل خدجية قد أبلغها هللا َّ‬
‫السالم وبشرها باجلنة‪ ،‬وانظري يف‬
‫أسماءهن يف تاريخ مشرق‪ ،‬والناس‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫سجلن‬ ‫كل خطاك إىل من‬
‫يقولون وال يزالون يقولون‪ :‬رحمها هللا وريض عنها‪ ،‬وال تنظري‬

‫((( رواه الرتمذي وغريه وقال‪ :‬الرتمذي حسن صحيح (‪ ،)2385‬وصححه األلباين‪.‬‬
‫((( رواه أبو داود (‪ )4031‬وغريه وصححه األلباين‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫وبال عليهن وعلى‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫إىل الاليت سجلن أسماءهن يف تاريخ مظلم ٍ‬
‫َّ‬
‫أهلهن‪ ،‬والناس يقولون وال يزالون يقولون‪ :‬فضحها هللا وأخزاها‪،‬‬
‫وحبب الناس فيه‬ ‫أحبه َّ‬
‫وال تستهيين بهذا فمن أراد هللا رفعته َّ‬
‫ومن سخط هللا عليه أبغضه وبغض الناس فيه‪.‬‬
‫‪ GG‬الثالثة‪ :‬هذا ما َّ‬
‫فضلك اهلل به‪.‬‬
‫والتشبه ِّ‬ ‫َّ‬
‫بالرجال فيما خيتصون به من أخالق‪ ،‬وخصال‪،‬‬ ‫إياك‬
‫ِ‬
‫َّ‬
‫وطباع وزين�ة وجمال‪ ،‬فاهلل قد ميك باألنوثة واجلمال‪ ،‬ونهاك‬
‫ِّ‬
‫عن تمن ما عند الرجال ويف ذلك حكمة بالغة‪K :‬ﭜﭝ‬
‫ﭞﭟﭠﭡﭢ‪[ J‬امللك‪ ،]١٤ :‬قال هللا ‪-‬تعاىل‪K :-‬ﮟ‬
‫ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧﮨ ﮩ ﮪ ﮫ‬
‫ﮬﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗﯘ ﯙ‬
‫ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ‪[ J‬النساء‪ ،]٣٢ :‬وقد لعن رسول هللا‬
‫ْ ُ َ َ ِّ َ ُ َ ِّ‬
‫الر َج ِال (‪.)3‬‬
‫الن َساء ب ِّ‬
‫ِ ِ‬ ‫@ المتشبهات ِمن‬
‫َّ‬ ‫فتنبهي ِّ‬‫َّ‬
‫ونبهي بن�اتك وأخواتك من هذا الداء الذي أصبح‪ ‬‬
‫ّ‬
‫يسري بني النساء‪ ،‬من خلف دعاة الفتن�ة الذين نادوا باملساواة‬
‫املطلقة بني الذكر واألنىث‪ ،‬وصرخوا مطالبني حبرية املرأة‬
‫املطلقة‪ ،‬ثم وسموا حياءها باخلور‪ ،‬وأنوثتها بالضعف‪ ،‬يف‬
‫روجت ذميم األخالق يف طياتها‪،‬‬ ‫شعارات مزخرفة مفخخة‪َّ ،‬‬
‫وأخرجت األنىث عن طبيعتها‪.‬‬
‫أفيـــاء‬ ‫لكنهـــا‬ ‫وحضـــارة‬ ‫جوفـــاء‬ ‫لــكنـــــــها‬ ‫مـــــــدني�ة‬
‫منصنعهامااستهجنالعقالء‬ ‫مرجت عقول الناس حيث استحسنت‬
‫ونتـاج ذاك الشر والفحشاء‬ ‫تدعـو التهتـك والسفور فضـيلة‬
‫ُ‬
‫تزع الفتاة صيـانة وحياء‬ ‫ال وازع يـــزع الفتـــاة كمثلــــما‬
‫فعلى العفاف من الفتاة عفاء‬ ‫وإذا احلــــياء تهتــــكت أســـتاره‬
‫الرابعة‪ :‬ال تخضعي بالقول‬
‫ال ختاطيب الرجال إال بقدر احلاجة من دون خضوع وال ّ‬
‫تميع‬
‫يف الكالم‪ ،‬فأنت بني الرجال كالغزالة بني األسود‪ ،‬واألسد‬
‫َّ‬
‫يتلطف بالغزالة ليأكلها ال ليحفظها‪ ،‬وتأملي خطاب هللا لنساء‬
‫رسول هللا @‪ ،‬قال ‪-‬تعاىل‪K :-‬ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ‬

‫((( رواه البخاري (‪)5885‬‬


‫‪4‬‬
‫ﭦﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ‬
‫ﭳ ﭴ  ‪[ J‬األحزاب‪ ،]٣٢ :‬فاخلضوع بالقول برتقيقه وجتميله‬
‫وتنعيمه سواء كان مباشرة أو عرب الهاتف أو شبكات اإلنرتنت أو‬
‫فيك من كان يف قلبه مرض‬ ‫ِّ‬
‫مواقع التواصل االجتماعي‪ ،‬يطمع ِ‬
‫ممن ضعف إيمانه وغلبت�ه شهوته‪ ،‬وما أكرثهم يف هذا الزمان‪.‬‬
‫ُّ‬
‫وأخطر من ذلك وأشد ما ُيرى من تساهل النساء يف نشر‬
‫عمت يف‬‫صورهن عرب مواقع التواصل االجتماعي فإنها مصيب�ة َّ‬
‫بعض النساء ومفسدتها كبرية على النساء‪.‬‬
‫‪ GG‬الخامسة‪ :‬بيتك جنتك‪.‬‬
‫قال تعاىل‪K :‬ﭶ ﭷﭸﭹﭺﭻﭼ‬
‫ﭽ‪[ J‬األحزاب‪ ،] ٣٣ :‬هذا خطاب من هللا ‪-‬تعاىل‪ -‬ألفضل‬
‫بهن وترتقي كما ارتقني‪ ،‬فامتثلي أمر‬ ‫نساء العاملني حىت تقتدي َّ‬
‫مقر نوم فقط‪ ،‬وال تقويل‬ ‫ربك‪ ،‬واقتدي بسلفك‪ ،‬وال جتعلي بيتك َّ‬
‫ُ َّ ِ ً َ َّ ً‬ ‫ِ‬
‫احتجت للخروج فال ختريج‬ ‫ِ‬ ‫فإن‬ ‫‪،‬‬ ‫ة‬ ‫ن‬ ‫وج‬ ‫ة‬ ‫ن‬ ‫ج‬ ‫قويل‪:‬‬ ‫بل‬ ‫سجن‬
‫متحجبة‬ ‫ِّ‬ ‫متعطرة‪ ،‬وال مائلة متبخرتة‪ ،‬وال ختريج إال وأنت‬ ‫متربجة ِّ‬ ‫ِّ‬
‫ِّ‬
‫متستة‪.‬‬
‫َْ‬ ‫َ ُّ َ ْ َ َ ْ َ ْ َ َ ْ َ َ َّ ْ‬
‫قال رسول هللا @ ‪M :‬أيما امرأ ٍة استعطرت‪ ،‬فم َرت ِبقو ٍم‬
‫ْ َّ‬ ‫َْ‬ ‫َ َ َ ٌ‬ ‫َ ُ‬
‫‪M‬صنف ِان ِم ْن أه ِل الن ِار‬ ‫@‪ِ :‬‬ ‫يح َها ف ِه َي زا ِن َي�ة ‪َ ،)4(L‬وقال‬ ‫جدوا ِر‬ ‫ِلي‬
‫َ‬ ‫ْ َ َ َ ْ ُ َ َ َّ‬ ‫َْ ََِ ُ َ َ ْ ٌ َ َ ُ ْ َ ٌ َ َْ‬
‫اب البق ِر يض ِربون ِبها َالناس‪،‬‬ ‫لم أرهما‪ ،‬قوم معهم ِسياط كأذن ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ ٌ َ َ ٌ َ َ ٌ ُ َ ٌ َ َ ٌ ُ ُ ُ ُ َّ َ‬
‫اسيات ع ِاريات م ِميلت ما ِئلت‪ ،‬رءوسهن كأس ِنم ِة‬ ‫و ِنساء ك ِ‬
‫يحهاَ‬ ‫يح َها‪َ ،‬و إ َّن ر َ‬ ‫ْال ُب ْخت ْال َمائ َلة‪َ ،‬ل َي ْد ُخ ْل َن ْ َ‬
‫ال َّن َة‪َ ،‬و َل َي ْد َن ر َ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َ ُ َ ُِ ْ َ ِ ِ َ َ َ َ َ َ‬
‫ليوجد ِمن م ِسري ِة كذا وكذا‪. L‬‬
‫(‪)5‬‬

‫قال الفاكهاين المالكي‪ «:‬وقد قال بعض العلماء‪ :‬ال خترج‬


‫املرأة إال خبمسة شروط‪:‬‬
‫أن يكون ذلك لضرورة‪ ،‬وأن تلبس أدىن ثي�ابها‪ ،‬وأال يظهر عليها‬
‫ريح الطيب‪ ،‬وأن يكون خروجها يف طريف النهار‪ ،‬وأن تميش يف‬
‫قريب�ا من هذا‪،)6(L‬‬ ‫أطراف الطريق دون وسطه‪ ،‬أو ً‬
‫ِّ‬
‫وال أظنــك بعــد هــذا الوعيــد وكالم العلمــاء ترضــن لنفســك‬
‫أن تكــوين مــن هــذه الصنــف الــذي دنــس حيــاءه‪ ،‬وأضــاع حياتــه‪،‬‬

‫((( رواه النسايئ (‪ )5126‬وغريه وصححه األلباين‪.‬‬


‫((( رواه مسلم (‪.)2128‬‬
‫((( رياض األفهام (‪.)531/1‬‬
‫‪5‬‬
‫وخســر آخرتــه‪.‬‬
‫وعليه جيب أن يكون لبسك‪:‬‬
‫مستوعبا جلميع البدن‪ -٢ .‬وأال يكون زين�ة يف نفسه‪.‬‬ ‫ً‬ ‫‪-١‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫‪-٣‬وأال يكون شفافا‪-٤ .‬وأال يصف شيئ�ا من اجلسم لضيقه‪.‬‬
‫معطرا‪-٦ .‬وال يشبه لباس الرجال‪-٧.‬وال‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫مطيب�ا‬ ‫‪-٥‬وأال يكون‬
‫لباس الكافرات‪-٨ .‬وال يكون لباس شهرة‪.‬‬
‫السفر بغري محرم‪  ‬فإن رسول‬ ‫التساهل يف َّ‬ ‫َّ‬
‫خية من‬ ‫وانتبهي يا ُأ َّ‬
‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫اهلل َوال َي ْو ِم ال ِخ ِر‪ ،‬ت َس ِاف ُر‬ ‫َ َ ُّ ْ َ َ ُ ْ ُ‬
‫هللا @ يقول‪M :‬ل ِيل ِلمرأ ٍة‪ ،‬تؤ ِمن ِب ِ‬
‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ ََ َ‬
‫َم ِس َرية ثل ِث ل َي ٍال‪ِ ،‬إ ل َو َم َع َها ذو َم ْح َر ٍم ‪.)7(L‬‬
‫‪GG‬السادسة‪ :‬ثوب الحياء‪.‬‬
‫َّ‬
‫جعلت التقوى لباس الباطن‪ ،‬فاجعلي‬ ‫ِ‬ ‫أخيت املسلمة إذا‬
‫َّ‬
‫احلياء لباس الظاهر فهو أجمل قمة حتملها املرأة قال تعاىل‪:‬‬
‫‪ K‬ﮌﮍ ﮎﮏﮐ‪[ J‬القصص‪ ،]25:‬فلم يصف‬
‫هللا فيها إال حياءها ألنه حياتها‪ ،‬حيث كانت تغطي وجهها لما‬
‫سلفعا من‬ ‫ً‬ ‫اخلطاب >‪M :‬لم تكن‬ ‫رأت موىس ‪ ،#‬قال عمر بن َّ‬
‫َّ‬
‫خراجة ول َجة‪ ،‬قائلة بي�دها على وجهها‪ ،)8(L‬وعليه َّإياك‬ ‫النساء َّ‬
‫ثم َّإياك أن تتساهلي يف خلع ثوبك يف غري بيت زوجك وأهلك‪،‬‬
‫ال ختلعي ثوب التقوى فينخلع ثوب احلياء خبلعك ثوبك يف‬
‫يسم‬ ‫احلمامات العامة أو حمامات السباحة اجلماعية أو ما َّ‬
‫خلعن ثي َّ‬‫َ‬ ‫َّ َّ‬ ‫َّ‬
‫�ابهن أن‬ ‫المائي�ة وحنوها‪ ،‬فإن سنة هللا فيمن‬ ‫باحلدائق‬
‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫يهتك هللا سرتهن َّويفضحهن‪ ،‬واسمعي هذه القصة وما توعد‬
‫به النيب @ هذا الصنف من النساء‪ ،‬فعن أيب املليح قال‪ :‬دخل‬
‫َّ‬
‫نسوة من أهل الشام على عائشة < فقالت‪ :‬ممن أننت؟ قلن‪:‬‬
‫لعلكن من الكورة‪-‬أي البلدة‪-‬اليت تدخل‬ ‫ّ‬ ‫من أهل الشام‪ .‬قالت‪:‬‬
‫نساؤها احلمامات؟ قلن‪ :‬نعم‪ .‬قالت‪ :‬أما إين سمعت رسول هللا‬
‫َّ َ َ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َْ‬
‫@ يقول‪َ M :‬ما ِم َن ْام َرأ ٍة تل ُع ِث َي َ�اب َها ِف غ ْ ِي َب ْي ِت َها ِإ ل هتكت‪َ ،‬ما‬
‫َ ْ َ َ َ َ ْ َ َّ َ َ‬
‫للا ت َعال ‪.)9(L‬‬ ‫بينها وبي ِ‬

‫((( رواه مسلم (‪)1339‬‬


‫((( تفسري الطربي (‪.)219/18‬‬
‫((( رواه أبو داود (‪ )4012‬وغريه وصححه األلباين‬
‫‪6‬‬
‫‪GG‬ال َّنصيحة السابعة ‪ :‬ال تتساهلي مع غير المحارم‪.‬‬
‫َّ‬
‫والت ُّ‬
‫سمح مع غري املحارم يف الدخول عليك‪ ،‬وال‬ ‫إياك‬
‫إياك ِ‬
‫ِ‬
‫َّ‬ ‫ِّ‬ ‫ُ‬
‫تقويل‪ :‬هذا أخو زويج أو هذا ابن عم‪ ،‬فقد حذرك رسول هللا‬
‫@ وهو الناصح األمني الرحيم من التساهل يف هذا األمر‪ ،‬فقال‬
‫ُّ ُ َ َ ِّ‬ ‫ُ‬
‫@‪Mِ :‬إ َّياك ْم َوالدخول َعلى الن َس ِاء‪ ،‬فقال رجل من األنصار‪ :‬يا‬
‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫رسول هللا أفرأيت احلمو قال‪َ ْ :‬‬
‫ال ْم ُو ال َم ْوت‪ ،)10(L‬فهل بعد‬
‫املوت من حياة؟!‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ولو كان أخو الزوج ومن مثله طيب�ا عفيفا فال تسميح له‪ ،‬ال‬
‫ِّ‬ ‫َّ‬
‫ألن اإلسالم يتهمه؛ ولكن ألن اإلسالم دين محافظة على الدين‬
‫َّ‬
‫والعرض والشرف‪ ،‬وكم من امرأة تساهلت فكان عاقبة أمرها‬
‫اخلسارة والندم والضياع واحلزن‪.‬‬
‫وال تتساهلي مع السائق واخلادم والعامل ال يف دخوله‬
‫وخروجه عليك‪ ،‬وال يف معاملتك معه وال يف ركوبك يف سيارته‪،‬‬
‫فإن التساهل أفىض ببعض النساء إىل حدوث فنت وكوارث‪.‬‬
‫ِ‬
‫إياك والذنوب‪.‬‬ ‫‪GG‬ال َّنصيحة الثامنة‪:‬‬
‫وإياك‬
‫ِ‬ ‫بينك وبني اخلطايا ما بني املشرق واملغرب‪،‬‬ ‫اجعلي ِ‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫َّ‬
‫عليك؛ إذ من آثارها «قلة التوفيق‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫والذنوب فإن لها أثرا وخيما‬
‫وفساد الرأي‪ ،‬وخفاء احلق‪ ،‬وفساد القلب‪ ،‬وخمول الذكر‪،‬‬
‫وإضاعة الوقت‪ ،‬ونفرة اخللق‪ ،‬والوحشة بني العبد وبني ربه‪،‬‬
‫ومنع إجابة الدعاء‪ ،‬وقسوة القلب‪ ،‬ومحق الربكة يف الرزق‬
‫والعمر‪ ،‬وحرمان العلم‪ ،‬ولباس الذل‪ ،‬وإهانة العدو‪ ،‬وضيق‬
‫الصدر‪ ،‬واالبتلاء بقرناء السوء الذين يفسدون القلب ويضيعون‬
‫َّ‬ ‫ِّ‬ ‫الوقت‪ ،‬وطول ِّ‬
‫والغم‪ ،‬وضنك املعيشة » (‪،)11‬كل هذا يتولد‬ ‫الهم‬
‫من املعصية‪K :‬ﭳ ﭴ ﭵ ‪[ J‬المائدة‪.]٩١ :‬‬
‫فعليك باملجاهدة يف‬ ‫ِ‬ ‫كنت ممن تريدين دار القرار‬ ‫ِ‬ ‫فإذا‬
‫منك الصدق‬‫ِّ‬
‫الطاعات والصرب عن املحرمات؛ فإذا علم هللا ِ‬
‫الشر‪ ،‬وأدخلك جنة‬ ‫أعانك ووفقك لسلوك اخلري وجنبك طرق ِّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫عرضها السماوات واألرض‪ ،‬وتلك اجلنة يا أختاه غالية فابذيل‬
‫َّ‬
‫غال ونفيس‪،‬‬ ‫لها كل ٍ‬
‫َ َ َّ ْ َ َ َّ َ َ ٌ َ َ َّ ْ َ َ َّ‬
‫للا‬
‫للا غا ِلية‪ ،‬أ ل ِإن ِسلعة ِ‬
‫قال رسول هللا @‪M :‬أ ل ِإن ِسلعة ِ‬

‫(‪ ((1‬رواه البخاري(‪ )5232‬ومسلم (‪.)2172‬‬


‫(‪ ((1‬الفوائد ابن القيم (‪)47‬‬
‫‪7‬‬
‫َ َّ ُ‬
‫اجلنة ‪.)12(L‬‬
‫‪GG‬ال َّنصيحة التاسعة‪ِ :‬‬
‫أنت راعية‪.‬‬
‫فأنت راعية مسؤولة عن‬ ‫ِ‬ ‫وأسرتك‬
‫ِ‬ ‫بيتك‬
‫هللا يف ِ‬ ‫هللا َ‬‫َ‬
‫ً‬
‫رعيتك فاألمل كبري يف تربيتك أجيال َصاحلني مثمرين للخري‬
‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬
‫الم ْرأة َر ِاع َية ِف َب ْي ِت ز ْو ِج َها‬
‫‪M‬و َ‬
‫والعطاء‪ ،‬يقول رسول هللا ‪َ :‬‬
‫@‬ ‫ُ ٌَ‬
‫َو َم ْسئولة َع ْن َر ِع َّي ِت َها‪ ،)13(L‬فأنت املسؤولة يف أول نشأتهم عن‬
‫تربيتهم تربي�ة صاحلة‪ ،‬أما اإلهمال التربوي فهو سبب كبري من‬
‫أسباب فساد األبن�اء والبن�ات‪.‬‬
‫كنت تاركة لهم بني أحضان اخلادمات‬ ‫ِ‬ ‫من لألجيال إن‬
‫ِّ‬
‫واملربي�ات ؟!‬
‫كنت تاركة لهم بني القنوات واملسلسالت؟!‬ ‫ومن لألبن�اء إن ِ‬
‫من للبن�ات إن تركتيهن بني الرفيقات الطاحلات؟!‬
‫من لألوالد إن تركتيهم بني أمواج الهواتف الذكية واألجهزة‬
‫اإللكرتوني�ة؟!‬
‫ً‬
‫مــن هـ ّـم احليــاة وخلفــاه ذليــا‬ ‫ليس اليتيم من انتهى أبواه‬
‫ً‬
‫لـــه ًّأمــا ختلــت أو ًأبــا مشــغول‬ ‫إن اليتيـــم هـــو الـــذي تلقـــى‬
‫كوين قدوة ألوالدك ناصحة لهم بالقول والفعل‪ ،‬كوين‬
‫مربي�ة لهم‪ ،‬متابعة لسلوكهم‪ ،‬زارعة يف قلوبهم القيم السامية‬
‫واألخالق العالية‪ ،‬والتعامل الصحيح بينهم وبني اخلالق وبينهم‬
‫وبني اخللق‪ ،‬واحذري أن تأمري باخلري وال تأتي�ه‪ ،‬أو تنهي عن‬
‫ِّ‬
‫الشر وأنت أول من يقع فيه‪.‬‬
‫ِ‬
‫سعادتك‪.‬‬ ‫ِ‬
‫زوجك‬ ‫‪GG‬العاشرة‪:‬‬
‫َّ‬
‫محصن أخربه ‪ :‬أن عمة‬
‫بن ُ َ ْ َْ‬ ‫نارك‪ ،‬فعن حصني‬ ‫تك أو ِ‬ ‫زوجك جن ِ‬
‫ِ‬
‫ََ‬
‫@ و أنه قال لها ‪M :‬أذات زو ٍج أن ِت؟ ‪ L‬فقالت‬ ‫له أتت رسول هللا‬
‫ُ‬ ‫َْ َ َْ َ‬
‫فقالت َ‪:‬ما آلوه ‪-‬أي ال أقصر فيه‪-‬‬ ‫‪ :‬نعم‪ .‬قال لها‪:‬كيف أن ِت له؟‬
‫ْ ُ َ َّ َ ُ َ َ َّ ُ‬ ‫َْ َ ْ‬ ‫َ ُْ‬
‫إال ما عجزت عنه قال‪ :‬فانظ ِري أين أن ِت ِمنه‪ ،‬ف ِإنما هو جنت ِك‬
‫َ‬
‫َون ُار ِك‪.)14(L‬‬
‫وطاعة الزوج يف غري معصية هللا واجبة‪ ،‬وبرضاه يرىض‬
‫الرحمن ويزداد إيمانك‪ ،‬وتدخلي جنة ربك‪ ،‬قال رسول هللا @‪:‬‬
‫(‪ ((1‬رواه الرتمذي(‪.)2450‬وصححه األلباين‬
‫(‪ ((1‬رواه البخاري (‪.)893‬‬
‫(‪ ((1‬رواه أحمد يف املسند(‪)19003‬وصححه األلباين يف الصحيحة(‪.)2612‬‬
‫‪8‬‬
‫َ ْ َ‬ ‫ْ َ َ‬ ‫َ َّ ْ َ ُ َ‬
‫َِ‪M‬إذا َصل ِت ال َم ْرأة خ ْم َس َها‪َ ،‬و َص َامت ش ْه َرها‪ََ ،‬و َح ِفَظت ف ْر َج َها‪،‬‬
‫ْ َ َّ‬ ‫ْ َ َّ َ ْ ِّ ْ َ‬ ‫َ ََ ْ ُ‬ ‫َ َ َ ْ َْ َ َ‬
‫الن ِة‬ ‫اب‬
‫وأطاعت زوجها ِقيل لها‪ :‬ادخ ِلي النة ِمن أي أبو ِ‬
‫ْ‬
‫ِشئ ِت‪.)15(L‬‬
‫وال تكوين ممن يطيع الزوج هوى وشهوة فإن وافق األمر ما‬
‫حتبني عصيتي�ه فأنت بذلك غري‬ ‫حتبني أطعتي�ه‪ ،‬وإن لم يوافق ما ِّ‬ ‫ِّ‬
‫مطيعة‪ ،‬بل كوين مطيعة له يف جميع األحوال واألوقات يف غري‬
‫معصية وعلى قدر االستطاعة‪.‬‬
‫واحريص على حسن عشرة‪ ،‬فما حتبين�ه أن يأيت به إليك‬
‫ً‬
‫اجتهدي أن تأيت به إليه‪ ،‬فكوين له أرضا يكون لك سماء‪ ،‬وكوين‬
‫ً‬
‫عمادا‪َّ ،‬‬ ‫ً‬
‫وسره إياك أن تفشيه‪ ،‬ونصحه برفق‬ ‫له مهادا يكون لك‬
‫ولني ال ترتكيه‪ ،‬والصرب عليه ال تتن�اسيه‪ ،‬واجعلي القناعة وسط‬
‫ُّ‬
‫قبلك‪ ،‬واتركي اإلحلاح كي ال يملك‪.‬‬
‫‪GG‬الحادية عشرة‪ :‬إياك والبدع‪.‬‬
‫ُّ‬
‫احلذر من البدع فإنها ضاللة كلها‪ ،‬ليس فيها َح ْسن‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫احلذر‬
‫ِّ‬
‫وإن استحسنها الناس‪ ،‬واحذري من كل فرقة ليست من أهل‬
‫السنة واجلماعة فال رافضية وال قبورية وال اعزتالية وال كالمية‬
‫بالسنة واجلماعة‬ ‫وال خارجية وال إخواني�ة وال سرورية‪ ،‬بل عليك ّ‬
‫ِ‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫اعتقادا ً‬
‫وعلما وعمل‪ ،‬قال رسول‬ ‫وما كان عليه خري هذه‪  ‬األمة‬
‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُّ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫َّ‬ ‫َ َ ْ َ‬ ‫َ ْ َ ُ ُ َّ َ َ َ َ‬
‫هللا @‪M :‬تف ِتق أم ِت على ثل ٍث وسب ِعني ِملة‪ ،‬كلهم َ ِف الن ِار‬
‫َ َ‬ ‫َ ً‬ ‫َّ َّ ً‬
‫ِإ َل ِملة َو ِاحدة‪ ،‬قالوا ومن هي يا رسول هللا؟ قال‪َ :‬ما أنا َعل ْي ِه‬
‫َوأ ْص َح ِاب‪ ،‬ويف رواية قال @‪ :‬اجلماعة‪.)16(L‬‬
‫ِّ‬
‫ثم تنبهي فمن لوازم السنة واجلماعة رفض كل حتزب وإن‬
‫ُرفعت له شعارات اإلصالح املزيفة‪ ،‬فدينن�ا ليس فيه طرق‬
‫خلوتي�ة وال أحزاب سياسية وال تنظيمات سرية‪،‬‬
‫قوما يتن�اجون يف دينهم‬ ‫قال عمر بن عبد العزيز‪« :‬إذا رأيت ً‬
‫بيشء دون العامة فاعلم أنهم على تأسيس ضاللة»(‪.)17‬‬
‫الدرب‬
‫‪GG‬الثانية عشرة ‪ :‬الصالحات رفيقات َّ‬
‫الزيم أخواتك من أهل السنة واجلماعة فهن‪-‬بعد توفيق‬

‫(‪ ((1‬رواه أحمد يف املسند(‪.)1661‬وحسنه أللباين يف صحيح الرتغيب والرتهيب (‪.)1932‬‬


‫(‪ ((1‬رواه الرتمذي(‪،)2641‬والطرباين يف األوسط (‪ .)4886‬وحسنه األلباين يف سنن‬
‫الرتمذي(‪ ،)2641‬والرواية ألحمد (‪ ،)16937‬وأيب داود(‪ ،)4599‬وابن ماجه(‪،)3992‬‬
‫صححه األلباين يف الصحيحة(‪)204‬‬
‫(‪ ((1‬شرح أصول اعتقاد أهل السنة واجلماعة (‪.)153/1‬‬
‫‪9‬‬
‫وهن من أسباب‬ ‫هللا‪ -‬من أسباب جناتك وسط هذه الفنت‪َّ ،‬‬
‫َّ‬
‫ثب�اتك يف هذه الغربة؛ ولعله ال خيفى عليك غربة أهل السنة حىت‬
‫أصبح القابض على دين�ه كالقابض على اجلمر‪ ،‬فأهل السنة‬
‫بهجرك ألهل السنة أو باجللوس مع من‬ ‫ِ‬ ‫غربتك‬
‫ِ‬ ‫غرباء فال تزيدي‬
‫ال خري يف صحبتها‪ ،‬وعليه فعليك بالصرب على أخواتك من أهل‬
‫منهن يشء من الهفوات فهن خري من اخللوة‬ ‫َّ‬ ‫السنة وإن ظهر‬
‫أو من رفقة الطاحلات‪ ،‬قال تعاىل‪ K :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ‬
‫ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ‬
‫ﭠ ﭡ ﭢ ﭣﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ‬
‫ﭮ ﭯ ﭰ ‪[ J‬الكهف‪.]28:‬‬
‫وعليك بالرفق مع أخواتك فإن رسول هللا @ أوىص بالرفق‬ ‫ِ‬
‫َّ ِّ ْ َ َ َ ُ ُ َ ْ َّ َ َ ُ َ َ ُ ْ َ ُ‬
‫يف األمر كله فقال‪Mِ :‬إن الرفق ل يكون ِف ش ٍء ِإ ل زانه‪ ،‬ول ينع‬
‫ْ َ ْ َّ َ َ‬
‫ش ٍء ِإ ل شان ُه ‪ ،)18(L‬ومن وصايا أهل العلم ما قاله احلسن‬ ‫ِمن‬
‫ِّ‬
‫البصري‪« :‬يا أهل السنة ترفقوا رحمكم هللا فإنكم من أقل‬
‫الناس»(‪.)19‬‬
‫هللا بالرفق والصرب مع جميل النصح والتوجيه‪ ،‬بال تعيري‬ ‫فاهلل َ‬
‫َ‬
‫وال تقبيح وال توبيخ‪.‬‬
‫ِّ‬
‫واحذري أن ُيأيت نساء أهل السنة من ِق َبلك فتمزق األلفة‬
‫بالظنون الشيطاني�ة أو بالغيب�ة والنميمة املغطاة بقالب‬
‫النصيحة؛ فتقطعي وصال األخوة باحلسد والغرية‪ ،‬ثم تلبسني‬
‫تلك اخلصال الذميمة لباس الدين والسنة‪.‬‬
‫ِّ‬
‫وهللا أسأل لك يا من ُعلقت اآلمال عليها أن جيعلك مباركة‬
‫مصونة صابرة‪ ،‬وأن جيعلك من الصاحلات القانت�ات العابدات‬
‫العالمات‪ ،‬وأن يسكنك أعلى اجلنات‪،‬‬
‫واحلمد هلل الذي تتم بفضله الصاحلات‪.‬‬

‫‪III‬‬

‫(‪ ((1‬رواه مسلم(‪)2594‬‬


‫(‪ ((1‬شرح أصول اعتقاد أهل السنة‪  ‬الاللكايئ (‪.)63/1‬‬
‫‪10‬‬

You might also like