Professional Documents
Culture Documents
قُلت له :ببساطة إن الذبابة التي تبدو تافهة في نظر الناسُ ،ممكن أن تتسبب في نقل األوبئة واألمراض،
ويُمكن لها أن تُغير موازيين القوى .ألم تكن البعوضة سببا في مصرع اإلسكندر؟
كما يكفي أن نرى في وقتنا :الحاضر من انتشار الميكروبات الصغيرة التي يخشاها اإلنسان دون أن يراها
وتُؤثر :في مصيره .إن عظمة الخالق أنه وحده یعلم قیمة كل شيء.
إنني دائما ما أتذكر ِحواري مع هذا الدبلوماسي ،وأقول في نفسي ،إنها فعال ال تعمى األبصار ،ولكن تعمى
القُلوب التي في الصدور:.
إن الدول العُظمى تتسابق :الستعراض ما لديها من قُوة وجُيوش بعمل العُروض العسكرية ،وهللا تعالى يُرينا
عظمته بما ال تراه العيون.
إن انتشار :فيروس الكورونا في هذه األيام ،جعل العالم يَستشعر :عظمة الخالق ،وكيف تبدلت الموازين
واختلفت المعايير واألولويات ،وكيف انهارت أمام هذا الكائن ال ِمجهري األسلحة النووية والهيدروجينية،
لينهار ُغرور :اإلنسان أمام هللا.
يقول ابن القيم:
"تأ ّمل ِخطاب القرآن ،تَ ِج ُد َملِكا ً له ال ُملك ُكلّه ،ولهُ ال َحم ُد ُكلّهَ ،أ ِز ّمة األمور ُكلّها بِيدهَ ،ومص َدرُها منهَ ،و َمر ُّدها
إليه ،ال تَخفى عليه خافية في أقطار :مملكته ،عالِما بما في نُفوس عبيدهُ ،مطّلعا على أسرارهم وعالنِيتهم،
ُمنفردا بتدبير المملكة ،يَسمع ويَرى ،يَمنع ويُعطي ،ويُثيب ويُعاقب ،ويُكرم ويُهين ،يخلق ويرزق ،ويُميت
ويُحيي ،ويَقدر ويَقضي ويُدبّر:".
عظمة هللا تتجلى في تواصله مع خلقه:
لقد شدني كثيرا حواري مع الصيني ،وعكفت على قراءة المزيد عن هذا الدين الذي يُؤمن أتباعه أن الخالق
خلق الكون وتركه ،ولم يتواصل معنا عن طريق الرسل ،وعكفت على البحث على طريقة للرد عليه وعلى
الحياد اإللهي.
غيره ممن يتبنون هذا االعتقاد ،وهُو ما يُسمى لديهم بمفهوم ِ
خالل بحثي ودراستي :لهذه النقطةَ ،وجدت أن القرآن الكريم َأقر بتواصل :هللا مع خَ لقه عن طريق :الرُسل
وتجلت عظمة هللا بتقديم دالئل تواصله مع اإلنسان في أكثر من موضع في القرآن الكريم.
"َأفَ َح ِس ْبتُْ:م َأنَّ َما خَ لَ ْقنَا ُك ْم َعبَثًا َوَأنَّ ُك ْم ِإلَ ْینَا اَل تُرْ َجعُونَ ( ".المؤمنون)115 -
وأكد بالنفي ِمرارا أن يكون اللهو أو اللعب هو الغایة من الخلق.
ض َو َما بَ ْينَهُ َما اَل ِعبِينَ ( ".األنبياء )16: " َو َما خَ لَ ْقنَا ال َّس َما َء َواَأْلرْ َ -
اعلِینَ ( ".األنبياء )17: "لَوْ َأ َر ْدنَا َأن نَّتَّ ِخ َذ لَ ْه ًوا اَّل تَّ ْ
خَذنَاهُ ِمن لَّ ُدنَّا ِإن ُكنَّا فَ ِ -
وأكد استسالم جميع ما في السماوات واألرض له سبحانه.
ت َواَأْلرْ ِ
ض طَوْ عًا َوكَرْ هًا َوِإلَ ْي ِه يُرْ َجعُونَ ( ".آل "َأفَ َغ ْي َر ِدي ِن هَّللا ِ يَ ْب ُغونَ َولَهُ َأ ْسلَ َم َمن فِي ال َّس َم َ
اوا ِ -
عمران)83:
وبَّين أن تَميز اإلنسان هو بالتوجه لرب العالمين ُمباشرة وإخالص العبودية له ،ويكون بذلك َحقق ِحكمة
الخالق بجعل اإلنسان على رأس المخلوقات .
" َو َم ْن َأحْ َسنُ ِدينًا ِّم َّم ْن َأ ْسلَ َم َوجْ هَهُ هَّلِل ِ َوهُ َو ُمحْ ِس ٌن َواتَّبَ َع ِملَّةَ ِإب َْرا ِهي َم َحنِيفًا ۗ َواتَّخَ َذ هَّللا ُ ِإب َْرا ِهي َم َخلِياًل " ( -
النساء)125 :
إضافة لما أشار إليه القرآن الكريم ،هُناك عدد من األدلة العقلية على تَواصل الخالق مع البشر ،ومنها:
الحكمة:
فمثالً إذا بنى اإلنسان َمسكناً ،ثم تركه بدون منفعة له أو لغيره أو حتى ألوالده ،فإننا :بطبيعة الحال نَحكم عليه
بأنه إنسان غير حكيم أو غير سوي .لذلك -وهلل المثل األعلى -فإنه ِمن البديهي أن يكون هناك ِحكمة من خلق
الكون ،وتَسخير ما في السماوات واألرض لإلنسان.
الفطرة :
يُوجد في داخل النفس البشرية دافعا ً فِطريا ً شديداً لمعرفة أصله َومصدره والغاية من ُوجوده ،إن فطرة
اإلنسان تَدفعه دوما للبحث عن ال ُمتسبب بوجوده.
فالشخص الذي يُولد وال يَجد والده أو والدته ،تبقى لديه َرغبة جامحة للبحث والتَعرّف على ُأمه وَأبيه
ال ُمتسببين في ُوجوده في هذه الحياة.
وكذلك اإلنسان تَدفعه فِطرته دوما للبحث عن ال ُمتسبب في ُوجوده .والفطرة السليمة التي لم تتأثر بشيء يمكن
لها أن تهتدي لخالقها ولكنها غير كافية ويبقى اإلنسان بحاجة لهداية من رب العالمين من خالل إرسال
الرسل ،إلرشاده إلى الطريق :السليم ومعرفة خالقه على النحو الذي يليق به.
فنجد أن كثيراً من الشعوب َوجدت طريقها في الرساالت السماوية ،في حين أن غَيرها من الشعوب ال زالت
في ضاللها تبحث عن الحقيقة ،وتوقفت في تفكيرها عند الرموز المادية األرضية.
إن ُوجود :الدافع الفطري لدى اإلنسان للتواصل :مع خالقه ومعرفه الغایة من ُوجوده ومعرفة مآله بعد الموت،
بزغت عند اإلنسان ُمنذ القدم ،ووضع لها األساطير ،وَأسّس لها الفلسفات التي تقوم على هذه األسئلة ال ُوجودية
وال ِمحورية.
إن ُوجود :هذه األفكار في وعي االنسان وتوجهه للبحث عن أجوبة في هذا المجال ،تُعطينا :دليال ً قوياً :على أن
هناك إرادة غيبية تقف وراء ذلك ،وتدفع :باإلنسان للبحث والتواصل مع خالقه .وإنه لمن ال ُمستنكر أن يُترك
المخلوق بهذه الفطرة بدون ارشاد أو هداية من المصدر الذي زَ رع تلك الفطرة فيه.
األخالق:
إن ظمئنا للماء هو دلیل على ُوجود :الماء قبل أن نعرف بِوجوده .كذلك شوقنا إلى العدل هو دلیل على ُوجود
العادل.
الحیاة من نقاِئص ،و ِمن ظُلم الناس بعضهم البَّعض ،ال يقتنع بأن الحیاة يُمكن
فاإلنسان الذي یُشا ِهد ما في هذه َ
أن تنتهي بنجاة الظالم وضياع :حق المظلوم .بل إن اإلنسان يَشعر بالراحة والطمأنينة عندما تُطرح عليه فكرة
ُوجود البعث والحياة اآلخرة والقصاص .ال شك أن اإلنسان الذي سوف يُحا َسب على أعماله ،ال يُمكن أن
يُترك دون توجیه وإرشاد ،وبدون ترغیب أو ترهیب ،وهذا هو دور الدين.
كما أن ُوجود الديانات السماوية الحالية الذي يُؤمن أتباعها بألوهية مصدرها ،يُعتبر دليل ُمباشر :على تواصل
الخالق مع الَبشر .وحتى وإن أنكر ال ُملحدون إرسال رب العالمين لرسل أو ُكتُب َسماوية ،فيَكفي ُوجودها:
وبَقائها دليالً قوياً :على حقيقة واحدة وهي رغبة اإلنسان الجامحة في التواصل مع اإلله ،واشباع الفراغ
الفطري لديه.
صدق :األنبياء وال ُمرسلين ،واختيار :األسلوب
نَجد في القرآن الكريم ال ِحرص الواضح على تقديم األدلة على ِ
في اإلقناع الذي يُناسب كل زمان ومكان .فليس من المنطق :أن نقبل أو نُؤمن بوجود :خالق ،وال يكون هُناك
تواصل (طريقة ،شريعة أو منهاج تواصل) معه ،وهذا هُو الدين.
وفجأة ونحن ما زلنا نُردد الكلمات ،حتى جاءت ُمكالمة هاتفية لأللمانية بخبر َجعلها تبكي فرحا ،وتقفز من
ِشدة فرحها ،وتأخذني :تارة باألحضان وتحتضن ُأم زوجها :تارة أخرى ،تَزامنا مع سُؤال والدة زوجها لها
خَرج؟ وقالت لها :نعم نعم .وأخذوني باألحضان سويا وقالوا :شكرا يا َربّ .
خَرج ،هل َ بقولها :هل َ
مت الحقا أن الزوج كان َمحجوزاً :في ال َسجن من ثالثة أسابيع لتَعارُض في بياناته الشخصية لدى وقد فَ ِه ُ
الحكومة ،وقد كان ذا مركز :في ال ُمجتمع ،و َحج ُزه بهذه الطريقة كان صدمةً لهم.
كان قد أسعدني :كثيراً ما اعترفت به لي هذه السيدة ،حيث أثبَتَت ما ُأردده دائما لطالبي في ُمحاضراتي:
للمسلمين وحواراتي مع غير المسلمين ،بقناعتي الكاملة أن اإللحاد أصال غير َموجود ،والجميع ُمؤمن بوجود
عرف .ودورنا فقط ُمساعدة من يَ ّدعي اإللحاد على إظهار ما يُخفيه من اإليمان،هللا ،شاء أم أبىَ ،ع َرف أم لم يَ ِ
أو يُحاول إخفاءه.
وما أحوجنا جميعا اآلن في هذه الظروف من انتشار مرض الكورونا لدعاء ال ُمضطر ،وكأننا :جميعا في بطن
الحوت ،فما أن أحوجنا :أن نُردد سويا اآلية الكريمة (ال إله إال أنت سبحانك إني كنت من الظالمين).
لماذا الدين؟
سألتني ذات يوم طبيبة بُرتغالية عن أهمية اعتناق الدين اإلسالمي ،ولماذا :عليها اعتناق أي دين أصال؟ ولماذا
ال تكتفي بإيمانها باهلل فقط ،وأن تَعبُده بطريقتها :.وقالت :إنها ُمؤمنة ب ُوجود خالق للكون لكنه ال يتواصل مع
البشر عن طريق الرسل .وقالت :إنها تقوم بأعمال خيرية وتُساعد البشرية حتى الحيوانات ،لكنها ال تنتظر:
أجراً من هللا وتعمل هذا في سبيل اإلنسانية ،وأن سعادتها :و ُمكافئتها :تنتظرها من البشرية.
قٌلت لها :وهل تعتقدي أن اإلنسانية ال تَفنى؟ هل سعادة اإلنسانية دائمة؟ عند فناء اإلنسانية لن يبقى إال الحي
ت كمن يَ ْدرُس اثني عشر سنة على مقاعد الدراسة ويقول :ال أريد ال ِّشهادة.الذي ال يموت .أن ِ
تخيلي نفسك ُمشتركة في مؤسسة ضمان اجتماعي للحصول :على راتب تقاعدي ،وأعلنت ال َّش ِركة أنه لن يكون
ت بذلك ،هل ستست ِمرّين بالتعامل معها.بمقدورها دفع الرواتب التقاعدية وسيتم :إغالقها قريباً :،وعلمتي أن ِ
ال ُمؤ ِمن من يَع َمل ويَجتَ ِهد :ويُساعد اإلنسانية لكن في سبيل هللا ،وبالتالي :سوف يَحصل على َسعادة الدُنيا
واآلخرة.
قُلت لها :بخصوص أهمية ُوجود :الدين ،تخيلي أنك تسيرين في طريق :وال تعرفين نهايته ،وأمامك خيارين،
إما أن تتبعي التعليمات الموجودة في الطريق :على الالفتات ،أو تُحاولي التخمين ،مما قد يُسبب ل ِ
ك الضياع
والهالك.
أو تَخيّلي أن تشتري ِجهاز تلفاز وتحاولي تشغيله بدون الرُّ جوع إلى تَعليمات التَشغيل ،فسوف :تُفسديهِ .جهاز
صل ُ ِ
ك إلى البُرتغال ،فيَجب صلُني هنا مثال مع نَفس ُكتيب التعليمات التي تَ ِ
التلفاز الصا ِدر :من نفس ال َمصنع ،يَ ِ
علينا استخدامه بنَفس الطَّريقة.
ن َِجد بَعض ال ُّشعوب للتواصل مع رب العالمين تقوم بالرقص والغناء في دور :العبادة ،وغيرها ممن يُصفّق
ليُوقِظ اإلله حسب عقيدتهم.
إن من عظمة هللا أن َجعل لنا نِظاما ً نَسير عليه جميعا ،ليُنظّم ِعالقتنا بهِ ،
وعالقتنا بمن حولنا ،وهو ما يُس ّمى
بالدِّين.
فمنهم من يَعبد هللا باتخاذ وسيط ،ويتَصور أن هللا يأتي بصورة بشر أو حجر ،فاهلل يُريد أن يحمينا من أنفُسنا
فعبادة غير هللا مع هللا تُعد أعظم
عندما نَعبُد ما ال يَنفعُنا وال يَضُرنا ،بل ويَتسبّب في هالكنا في اآلخرةِ .
الكبائر ،و ِعقابها ال ُخلود في النار.
الدين الصحيح:
سألتني بعدها عن الدِّين الصحيح الذي يَجب أن تعتنقه بعد إيمانها باهلل .قُلت لها :إنه من عَظمة هللا أن جعل
الدين الصحيح سهل ومنطقي ،و ُموافق :للفطرة التي فطر :الناس عليها ،وهو عبادته وحده وعمل الصالحات
وترك المنكرات ،وهو الدِّين الذي دعا إليه جميع األنبياء ،ويُمكن تمييز الدِّين الصَّحيح عن غيره من خالل
ثالثة نقاط أساسية:
ص َم ُد ( )2لَ ْم يَلِ ْد َولَ ْم يُولَ ْد (َ )3ولَ ْم يَ ُكن لَّهُ ُكفُ ًوا َأ َح ٌد (( ")4اإلخالص )4-1
"قُلْ هُ َو هَّللا ُ َأ َح ٌد ( )1هَّللا ُ ال َّ
وأما فيما يَختص بمفهوم الرسول وصفاته ،فان الدين أو الرسالة السماوية:
وأن الرُسل لم يأتوا لدعوة الناس ِلعبادتهم ،بل ل ِعبادة هللا وحده. ّ
اس ُكونُوا ِعبَادًا لِّي ِمن
ول لِلنَّ ِ َاب َو ْال ُح ْك َم َوالنُّبُ َّوةَ ثُ َّم يَقُ َ
َ " -ما َكانَ لِبَ َش ٍر َأن يُْؤ تِيَهُ هَّللا ُ ْال ِكت َ
دُو ِن هَّللا ِ ولكن ُكونُواَ :ربَّانِيِّينَ بِ َما ُكنتُ ْم تُ َعلِّ ُمونَ ْال ِكت َ
َاب َوبِ َما ُكنتُ ْم تَ ْد ُرسُونَ ( ".آل
عمران)79:
وتُؤكد أن األنبياء وال ُمرسلين هم ال ُذروة في الكمال اإلنساني ال َمحدود:.
ق عظيم( ".القلم )4: ك لعلى ُخلُ ٍ
َ " -وِإنَّ َ
وأن الرُّ سل يُمثلون القُدوة البشرية لإلنسان.
" -لَّقَ ْد َكانَ لَ ُك ْم فِي َرسُو ِل هَّللا ِ ُأ ْس َوةٌ َح َسنَةٌ لِّ َمن َكانَ يَرْ جُو هَّللا َ َو ْاليَوْ َم اآْل ِخ َر َو َذ َك َر هَّللا َ
َكثِيرًا( ".األحزاب )21:
أن أنبيائهاُ :زناة ،أو قتلة أو سفاحون وخونة وال ِديانة تَعج
إنه من غَير الممكن ،قَبول ِديانة تُخبرنا نُصوصهاّ :
نُصوصُها :بالخيانة في أسوء معانيها.
صي ُ:ر( ".الشورى)11 : ْس َك ِم ْثلِ ِه َش ْي ٌء ۖ َوه َُو ال َّس ِمي ُع ْالبَ ِ".....لَي َ -
ت َو َما فِي اوا ِ " هَّللا ُ اَل ِإلَٰهَ ِإاَّل هُ َو ْال َح ُّي ْالقَيُّو ُم ۚ اَل تَْأ ُخ ُذهُ ِسنَةٌ َواَل نَوْ ٌم ۚ لَّهُ َما فِي ال َّس َم َ -
ض ۗ َمن َذا الَّ ِذي يَ ْشفَ ُع ِعن َدهُ ِإاَّل بِِإ ْذنِ ِه ۚ يَ ْعلَ ُم َما بَ ْينَ َأ ْي ِدي ِه ْم َو َما َخ ْلفَهُ ْم ۖ َواَل
اَأْلرْ ِ
ت َواَأْلرْ َ
ض ۖ َواَل يَُئو ُدهُ يُ ِحيطُونَ بِ َش ْي ٍء ِّم ْن ِع ْل ِم ِه ِإاَّل بِ َما َشا َء ۚ َو ِس َع ُكرْ ِسيُّهُ ال َّس َم َ
اوا ِ
ِح ْفظُهُ َما ۚ َوهُ َو ْال َعلِ ُّي ْال َع ِظي ُم( ".البقرة )255:
أن ال یُوجد تناقض بین المضامين الدینیة التي تَطرحُها الرِّسالة.
اختِاَل فًا َكثِيرًا( ".النساء: َ " -أفَاَل يَتَ َدبَّرُونَ ْالقُرْ آنَ ۚ َولَوْ َكانَ ِم ْن ِعن ِد َغي ِْر هَّللا ِ لَ َو َجدُوا :فِي ِه ْ
)82
َأ
ات ۖ فَ َّما ب َو خَ ُر ُمتَ َشابِهَ ٌ ُأ ْ ُأ
ات ه َُّن ُّم ال ِكتَا ِ ات ُّمحْ َك َم ٌ َاب ِم ْنهُ آيَ ٌ ْ
ك ال ِكت َ َأ َّ
" -هُ َو ال ِذي ن َز َل َعلَ ْي َ
الَّ ِذينَ فِي قُلُوبِ ِه ْم َز ْي ٌغ فَيَتَّبِعُونَ َما تَ َشابَهَ ِم ْنهُ ا ْبتِغَا َء ْالفِ ْتنَ ِة َوا ْبتِغَا َء تَْأ ِويلِ ِه ۗ َو َما يَ ْعلَ ُم
َّاس ُخونَ فِي ْال ِع ْل ِم يَقُولُونَ آ َمنَّا بِ ِه ُكلٌّ ِّم ْن عِن ِد َربِّنَا ۗ َو َما يَ َّذ َّك ُر ِإاَّل تَْأ ِويلَهُ ِإاَّل هَّللا ُ ۗ َوالر ِ
ب( ".ال عمران)7 : ُأولُو اَأْل ْلبَا ِ
أال یتناقض النَص الديني َمع قانون الفِطرة اَألخالقي لإلنسان.
اس َعلَ ْيهَا ۚ اَل تَ ْب ِدي َل لِخَ ْل ِ
ق هَّللا ِ ۚ َذٰلِ َ
ك ِّين َحنِيفًا ۚ فِ ْ
ط َرتَ هَّللا ِ الَّتِي فَطَ َ:ر النَّ َ ك لِلد ِ " -فََأقِ ْ:م َوجْ هَ َ
اس اَل يَ ْعلَ ُمونَ ( ".الروم)30 : الدِّينُ ْالقَيِّ ُم َولَٰ ِك َّن َأ ْكثَ َر النَّ ِ
وب َعلَ ْي ُك ْم ۗ َوهَّللا ُ َعلِي ٌم َح ِكي ٌم (
" ي ُِري ُد هَّللا ُ لِيُبَيِّنَ لَ ُك ْم َويَ ْه ِديَ ُك ْ:م ُسنَنَ الَّ ِذينَ ِمن قَ ْبلِ ُك ْ:م َويَتُ َ -
ت َأن تَ ِميلُوا َم ْياًل ع ِ
َظي ًما ( َ )26وهَّللا ُ ي ُِري ُد َأن يَتُ َ
وب َعلَ ْي ُك ْم َوي ُِري ُد الَّ ِذينَ يَتَّبِعُونَ ال َّشهَ َوا ِ
( ")27النساء )27- 26:
العلم.
أال تتناقض ال َمفاهيم الدینیة َمع َمفاهيم ِ
ْ ْ ْ
ض َكانَتَا َر ْتقًا فَفَتَقنَاهُ َما ۖ َو َج َعلنَا ِمنَ ال َما ِء َأْل َ " -أ َولَ ْم يَ َر الَّ ِذينَ َكفَرُوا َأ َّن ال َّس َما َوا ِ
ت َوا رْ َ
ُك َّل َش ْي ٍء َح ٍّي ۖ َأفَاَل يُْؤ ِمنُونَ " (األنبياء)30 :
الحضاري:. أال یكون ُمنعزالً عن واقع حیاة اإلنسان ،و ُموا ِكب للتق ّدم َ
ق ۚ قُلْ ِه َي لِلَّ ِذينَ آ َمنُوا ْ
الرِّز ِ ت ِمنَ " -قُلْ َم ْن َح َّر َم ِزينَةَ هَّللا ِ الَّتِي َأ ْخ َر َج لِ ِعبَا ِد ِه َوالطَّيِّبَا ِ
ت لِقَوْ ٍم يَ ْعلَ ُمونَ " (األعراف: ص ُل اآْل يَا ِ صةً يَوْ َم ْالقِيَا َم ِة ۗ َك َذٰلِكَ نُفَ ِّ
فِي ْال َحيَا ِة ال ُّد ْنيَا خَالِ َ
)32
َظمة الخالق أنه تواصل مع خلقه ،وأرسل الرُّ سل بالدين السماوي :الصحيح والسليم نَخلُص ِم ّما سبق ّ
أن ِمن ع ِ
لكافة البشر ،رحمةً بهم وللتخفيف من معاناتهم ،ولكن كثيراً من الناس ال يُدركون هذه الحقيقة .فنجد فِئة ًمن
الناس تُنكر إرسال هللا للرسل ،في حين أن فِئةً أخرى من الناس جعلوا مع الخالق ُشركاء ووسطاء واتبعوا
ديانات ُمختلفة للتواصل مع الخالق .وآخرين عانوا من ُمعتقدات ُشعوبهم وانتهى :بهم المطاف إلى ترك الدين
بالكلية.
إن الحقيقة التي نُريد أن نُثبتها هنا أنه ال بد من ُوجود :دين أوالً ،وأنه ال بُد أن يكون دين واحد ،ألن الخالق
واحد (ولكن بشرائع ومناهج مختلفة تُناسب األمم) ،وأخيرًا ،أنه ال بُد أن يكون الدين الصحيح هو دين
اإلسالم .فكيف يقبل هللا من عباده دينا بدون التسليم له بالوحدانية والعبادة .فإذا نظرنا على وجه هذه البسيطة
i
على مدار الزمان والمكان ،فلن نجد غير اإلسالم دينا ً بمفهومه السمح والواضح الذي ال لبس فيه.
i
https://islamhouse.com/quran/