You are on page 1of 289

‫تابع الجديد والحصري على موقع األلوكة‬

‫‪www.alukah.net ‬‬

‫‪www.alukah.net ‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫بب‬
‫إن الحمد هلل‪ ،‬نحم ده ونس تعينه‪ ،‬ونع وذ باهلل من ش رور أنفس نا‬
‫ومن س يئات أعمالن ا‪ ،‬من يه ده هللا فال مضل ل ه‪ ،‬ومن يُض لل فال‬
‫ه ادي ل ه‪ ،‬وأش هد أن ال إله إال هللا وح ده ال ش ريك ل ه‪ ،‬وأش هد أن‬
‫محمداً عبده ورسوله صلى هللا عليه‪ ،‬وعلى آله‪ ،‬وأصحابه‪ ،‬وأتباعه‬
‫بإحسان إلى يوم الدين‪ ،‬أما بعد‪:‬‬
‫فإن أصدق الحديث كتاب هللا تعالى‪ ،‬وخير الهدي هدي محمد ‪-‬‬
‫صلى هللا عليه وس لم ‪ -‬وشر األم ور مح دثاتها‪ ،‬وكل محدثة بدع ة‪،‬‬
‫وكل بدعة ضاللة‪ ،‬وكل ضاللة في النار(‪.)1‬‬
‫فه ذه رس الة في ((اله دي النب وي في تربية األوالد في ض وء‬
‫الكتاب والسنة)) كتبت أصلها في النصف الثاني من س نة ‪1402‬هــ‬
‫ثم في ع ام ‪1431‬هـ‪ ،‬نظ رت فيه ا‪ ،‬وت أملت وحررتها تحري راً‪،‬‬
‫وزدت عليها زيادات نافعة إن شاءهللا تعالى‪ ،‬وقد قسمت البحث إلى‬
‫أربعة وعشرين مبحثا ً على النحو اآلتي‪:‬‬
‫المبحث األول‪ :‬أهمية تربية األوالد في اإلسالم‪.‬‬
‫المبحث الث اني‪ :‬أهمية اختي ار الزوجة الص الحة في تربية‬
‫األوالد‪.‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬العقيقة واختيار االسم الحسن حق لألوالد على اآلباء‪.‬‬
‫المبحث الرابع‪ :‬أهمية اإلنفاق على األسرة من الحالل‪.‬‬
‫المبحث الخامس‪ :‬مداعبة األوالد‪.‬‬
‫المبحث السادس‪ :‬الرعاية الصحية‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫(?) عن جابر بن عبداهلل رضي اهلل عنهما قال‪ :‬كان رسول اهلل ‪ -‬صلى اهلل عليه وسلم ‪-‬‬
‫إذا خطب احمرت عيناه وعال صوته واشتد غضبه‪ ،‬حتى كأنه منذر جيش يقول‪ :‬صبَّحكم‬
‫ومساكم‪ .‬ويقول‪ :‬بعثت أنا والساعة كهاتين‪ ،‬ويقرن بين إصبعيه السبابة والوسطى‪ ،‬ويقول‪:‬‬
‫َّ‬
‫أما بعد‪ :‬فإن خير الحديث كتاب اهلل‪ ،‬وخير الهدي هدي محمد‪ ،‬وشر األمور محدثاتها‪،‬‬
‫وكل بدعة ضاللة‪ .‬أخرجه مسلم برقم ‪.867‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫المبحث السابع‪ :‬الرضاعة‪.‬‬


‫المبحث الثامن‪ :‬الحضانة‪.‬‬
‫المبحث التاسع‪ :‬النفقة على األوالد‪.‬‬
‫المبحث العاشر‪ :‬تعليمهم التعليم الشرعي‪.‬‬
‫المبحث الحادي عشر‪ :‬تعليمهم حرفة شريفة يكتسبون منها‪.‬‬
‫المبحث الثاني عشر‪ :‬الرعاية العقلية‪.‬‬
‫المبحث الثالث عشر‪ :‬تعويدهم على األخالق الفاضلة‪.‬‬
‫المبحث الرابع عشر‪ :‬تأديبهم باألدب النبوي‪.‬‬
‫المبحث الخامس عشر‪ :‬العدل بين األوالد‪.‬‬
‫المبحث السادس عشر‪ :‬الحلم والرفق بهم‪.‬‬
‫المبحث السابع عشر‪ :‬الرحمة باألوالد‪.‬‬
‫المبحث الث امن عش ر‪ :‬التلطف ب األوالد والتبسط معهم وإدخ ال الس رور‬
‫عليهم‪.‬‬
‫المبحث التاسع عشر‪ :‬مصاحبتهم بعد البلوغ‪.‬‬
‫المبحث العشرون‪ :‬تعليمهم اختيار الجليس الصالح والصاحب الصالح‪.‬‬
‫المبحث الحادي والعشرون‪ :‬فوائد وثمرات التربية الحسنة‪.‬‬
‫المبحث الثاني والعشرون‪ :‬مضار التربية السيئة‪.‬‬
‫المبحث الثالث والعشرون‪ :‬الهدي النبوي في تربية الشباب‪.‬‬
‫المبحث الرابع والعشرون‪ :‬التربية والتأديب بالقوة عند الحاجة‪.‬‬
‫وهللا أس أل أن يجعله نافع اً‪ ،‬مبارك اً‪ ،‬خالص ا ً لوجهه الك ريم‪،‬‬
‫وأن ينفع ني به في حي اتي وبعد مم اتي‪ ،‬وأن ينفع به كل من انتهى‬
‫إليه؛ فإنه خير مسؤول‪ ،‬وأك رم م أمول‪ ،‬وهو حس بنا ونعم الوكي ل‪،‬‬
‫وال ح ول وال ق وة إال باهلل العلي العظيم‪ ،‬وص لى هللا وس لم وب ارك‬
‫على عبده ورسوله‪ ،‬نبينا محمد‪ ‬بن عبدهللا وعلى آله وأصحابه ومن‬
‫تبعه بإحسان إلى يوم الدين‪.‬‬
‫أبو عبدالرحمن‬
‫سعيد بن علي بن وهف القحطاني‬
‫ُك َ‬
‫تب أصله في النصف الثاني من عام ‪1402‬هـ‬
‫وحرر في ضحى يوم األحد الموافق ‪1/7/1431‬هـ‬
‫ِّ‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫المبحث األول‪ :‬أهمية تربية األوالد في اإلسالم‬


‫أوالً‪ :‬حرص األنبياء والمرسلين على تربية أهليهم وأوالدهم‪:‬‬
‫‪ -1‬نوح عليه وعلى نبينا أفضل الصالة والسالم‪:‬‬
‫ار َك ْب َم َعنَا َواَل تَ ُكنْ َم َع‬ ‫‪ -1‬ق ((ال اللَّه في قص ((ته مع ابن ((ه‪ ) :‬يَا بُنَ َّي ْ‬
‫اص َم‬ ‫ص ُمنِي ِم َن ا ْل َم ا ِء قَ ا َل اَل َع ِ‬ ‫سآ ِوي ِإلَى َجبَ ٍل يَ ْع ِ‬ ‫ين * قَا َل َ‬ ‫ا ْل َكافِ ِر َ‬
‫ان ِم َن‬ ‫ا ْليَ ْو َم ِمنْ َأ ْم ِر هَّللا ِ ِإاَّل َمنْ َر ِح َم َو َح ا َل بَ ْينَ ُه َما ا ْل َم ْو ُج فَ َك َ‬
‫ين( (‪.)1‬‬ ‫ا ْل ُم ْغ َرقِ َ‬
‫وح ا ْبنَ هُ( لما ركب‪،‬‬ ‫قال العالمة السعدي رحمه هللا‪َ ) (( :‬ونَ ا َدى نُ ٌ‬
‫ان( ابنه )فِي َم ْع ِز ٍل( عنهم‪ ،‬حين ركبوا‪ ،‬أي‪ :‬مبتع دا‬ ‫ليركب معه ) َو َك َ‬
‫ار َك ْب َم َعنَا َوال تَ ُكنْ‬ ‫وأراد منه‪ ،‬أن يقرب ليركب‪ ،‬فق ال ل ه‪) :‬يَا بُنَ َّي ْ‬
‫ين( فيصيبك ما يصيبهم‪.‬‬ ‫َم َع ا ْل َكافِ ِر َ‬
‫كذباً ألبيه أنه ال ينجو إال من ركب معه السفينة‪:‬‬ ‫فـ)قَا َل( ابنه‪ُ ،‬م ِّ‬
‫ص ُمنِي ِم َن ا ْل َم ا ِء( أي‪ :‬س أرتقي جبالً أمتنع‬ ‫سآ ِوي ِإلَى َجبَ ٍل يَ ْع ِ‬ ‫) َ‬
‫اص َم ا ْليَ ْو َم ِمنْ َأ ْم ِر هَّللا ِ ِإال َمنْ‬ ‫به من الم اء‪ ،‬فـ)قَ ا َل( ن وح‪) :‬ال َع ِ‬
‫َر ِح َم(‪ ،‬فال يعصم أح داً‪ ،‬جبل وال غ يره‪ ،‬ولو تس بب بغاية ما يمكنه‬
‫من األس باب‪ ،‬لما نجا إن لم ينجه هللا‪َ ) :‬و َح ا َل بَ ْينَ ُه َما ا ْل َم ْو ُج‬
‫ين(‪.( (()2‬‬ ‫ان( االبن ) ِم َن ا ْل ُم ْغ َرقِ َ‬ ‫فَ َك َ‬
‫وح َربَّهُ فَقَ ا َل َر ِّب ِإنَّ ا ْبنِي ِمنْ َأ ْهلِي َوِإنَّ َو ْع دَكَ‬ ‫‪َ ) -2‬ونَا َدى نُ ٌ‬
‫س ِمنْ َأ ْهلِ َك ِإنَّهُ‬ ‫ين * قَ ا َل يَا نُ ُ‬
‫وح ِإنَّهُ لَ ْي َ‬ ‫ق َوَأ ْنتَ َأ ْح َك ُم ا ْل َح ا ِك ِم َ‬ ‫ا ْل َح ُّ‬
‫ون‬ ‫س لَكَ بِ ِه ِع ْل ٌم ِإنِّي َأ ِعظُكَ َأنْ تَ ُك َ‬ ‫سَأ ْل ِن َما لَ ْي َ‬ ‫ح فَاَل تَ ْ‬ ‫صالِ ٍ‬‫َع َم ٌل َغ ْي ُر َ‬
‫س لِي بِ ِه ِع ْل ٌم‬ ‫سَألَ َك َما لَ ْي َ‬ ‫ين * قَا َل َر ِّب ِإنِّي َأعُو ُذ بِ َك َأنْ َأ ْ‬ ‫ِم َن ا ْل َجا ِهلِ َ‬
‫ين( (‪.)3‬‬ ‫س ِر َ‬ ‫َوِإاَّل تَ ْغفِ ْر لِي َوت َْر َح ْمنِي َأ ُكنْ ِم َن ا ْل َخا ِ‬
‫وح َربَّهُ فَقَ ا َل َر ِّب ِإنَّ ا ْبنِي ِمنْ َأ ْهلِي َوِإنَّ‬ ‫قوله ‪َ )(( :‬ونَ ا َدى نُ ٌ‬
‫‪1‬‬
‫(?) سورة هود‪ ،‬اآليات‪.43-42 :‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) تيسير الكريم الرحمن‪( ،‬ص ‪.)382‬‬
‫‪3‬‬
‫(?) سورة هود‪ ،‬اآليات‪.47 -45 :‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫ق( أي‪ :‬وقد قلت لي‪ :‬فـ)ا ْح ِم ْل فِي َها ِمنْ ُك ٍّل َز ْو َج ْي ِن ا ْثنَ ْي ِن‬ ‫َو ْع َد َك ا ْل َح ُّ‬
‫َوَأ ْهلَ َك( ولن تخلف ما وع دتني به؛ لعله عليه الص الة والس الم‪،‬‬
‫حملته الشفقة‪ ،‬وأن هللا وع ده بنج اة أهل ه‪ ،‬ظن أن الوعد لعم ومهم‪،‬‬
‫من آمن‪ ،‬ومن لم ي ؤمن‪ ،‬فل ذلك دعا ربه ب ذلك ال دعاء‪ ،‬ومع ه ذا‪،‬‬
‫س ِمنْ‬ ‫ففوض األمر لحكمة هللا البالغة‪ ،‬فـ)قَ ا َل( هللا ل ه‪ِ) :‬إنَّهُ لَ ْي َ‬ ‫ّ‬
‫ح( أي‪ :‬هذا ال دعاء‬ ‫َأ ْهلِ َك( الذين وعدتك بإنجائهم )ِإنَّهُ َع َم ٌل َغ ْي ُر َ‬
‫صالِ ٍ‬
‫الذي دعوت به‪ ،‬لنجاة كافر‪ ،‬ال يؤمن باهلل وال رسوله‪.‬‬
‫س لَكَ بِ ِه ِع ْل ٌم( أي‪ :‬ما ال تعلم عاقبت ه‪ ،‬ومآل ه‪،‬‬ ‫سَأ ْل ِن َما لَ ْي َ‬‫)فَال تَ ْ‬
‫وهل يكون خيراً‪ ،‬أو غير خير‪.‬‬
‫ين( أي‪ :‬أني أعظك وعظا‬ ‫ون ِم َن ا ْل َج ا ِهلِ َ‬ ‫)ِإنِّي َأ ِعظُ كَ َأنْ تَ ُك َ‬
‫تكون به من الكاملين‪ ،‬وتنجو به من صفات الجاهلين‪.‬‬
‫فحينئذ ندم نوح ‪ ،‬ندامة شديدة‪ ،‬على ما صدر من ه‪ ،‬و)قَ ا َل َر ِّب‬
‫س لِي بِ ِه ِع ْل ٌم َوِإال تَ ْغفِ ْر لِي َوتَ ْر َح ْمنِي‬ ‫سَألَكَ َما لَ ْي َ‬ ‫ُوذ بِ َك َأنْ َأ ْ‬‫ِإنِّي َأع ُ‬
‫ين(‪.‬‬ ‫َأ ُكنْ ِم َن ا ْل َخ ِ‬
‫اس ِر َ‬
‫فب المغفرة والرحمة ينجو العبد من أن يك ون من الخاس رين‪،‬‬
‫نوحا ‪ ،‬لم يكن عن ده علم‪ ،‬ب أن س ؤاله لرب ه‪ ،‬في‬ ‫ً‬ ‫ودل ه ذا على أن‬ ‫ّ‬
‫ين ظَلَ ُم وا‬ ‫اط ْبنِي فِي الَّ ِذ َ‬ ‫نج اة ابنه مح رم‪ ،‬داخل في قوله‪َ ) :‬وال تُ َخ ِ‬
‫وظن دخوله في قول ه‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫ون( بل تع ارض عن ده األم ران‪،‬‬ ‫ِإنَّ ُه ْم ُم ْغ َرقُ َ‬
‫) َوَأ ْهلَ كَ (‪ .‬وبعد ذلك ت بين له أنه داخل في المنهي عن ال دعاء لهم‪،‬‬
‫والمراجعة فيهم))(‪.)1‬‬
‫نبينا أفضل الصالة والسالم‪:‬‬
‫‪ -2‬إبراهيم عليه وعلى ّ‬
‫ت فَ َأتَ َّم ُهنَّ قَ ا َل ِإنِّي‬
‫) َوِإ ِذ ا ْبتَلَى ِإ ْب َرا ِهي َم َربُّهُ بِ َكلِ َم ا ٍ‬ ‫‪-1‬‬
‫ُ‬
‫س ِإ َما ًما قَ ا َل َو ِمنْ ذ ِّريَّتِي قَ ا َل اَل يَنَ ا ُل َع ْه ِدي‬ ‫اعلُ كَ لِلنَّا ِ‬ ‫َج ِ‬
‫ين((‪.)2‬‬ ‫الظَّالِ ِم َ‬

‫‪1‬‬
‫(?) تيسير الكريم الرحمن‪( ،‬ص ‪.)383 -382‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) سورة البقرة‪ ،‬اآلية‪.124 :‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫((يخبر تعالى‪ ،‬عن عب ده وخليل ه‪ ،‬إب راهيم ‪ ،‬المتفق على إمامته‬


‫تدعي ه‪ ،‬بل وك ذلك‬ ‫وجاللت ه‪ ،‬ال ذي كل من طوائف أهل الكت اب ّ‬
‫المش ركون‪ :‬أن هللا ابتاله وامتحنه بكلم ات‪ ،‬أي‪ :‬ب أوامر ون واهي‪،‬‬
‫كما هي عادة اللَّه في ابتالئه لعباده‪ ،‬ليتبين الكاذب الذي ال يثبت عند‬
‫االبتالء واالمتحان من الصادق‪ ،‬ال ذي ترتفع درجت ه‪ ،‬ويزيد ق دره‪،‬‬
‫ويزكو عمله‪ ،‬ويخلص ذهبه‪ ،‬وكان من أجلِّهم في هذا المقام‪ ،‬الخليل‬
‫‪.‬‬
‫فأتمّ ما ابتاله اللَّه به‪ ،‬وأكمله ووفَّاه‪ ،‬فشكر اللَّه له ذلك‪ ،‬ولم ي زل‬
‫س ِإ َما ًما( أي‪ :‬يقت دون بك في‬‫اعلُ كَ لِلنَّا ِ‬
‫اللَّه ش كوراً‪ ،‬فق ال‪ِ) :‬إنِّي َج ِ‬
‫اله دى‪ ،‬ويمش ون خلفك إلى س عادتهم األبدي ة‪ ،‬ويحصل لك الثن اء‬
‫الدائم‪ ،‬واألجر الجزيل‪ ،‬والتعظيم من كل أحد‪.‬‬
‫وه ذه ‪ -‬لعمر اللَّه ‪ -‬أفضل درج ة‪ ،‬تن افس فيها المتنافس ون‪،‬‬
‫شمر إليه الع املون‪ ،‬وأكمل حالة حص ّلها أولو الع زم‬ ‫وأعلى مق ام‪ّ ،‬‬
‫داع إلى اللَّه وإلى‬
‫متِبٍع لهم‪ٍ ،‬‬‫صديق َّ‬ ‫كل ّ‬ ‫من المرسلين وأتباعهم‪ ،‬من ِّ‬
‫سبيله‪.‬‬
‫لذريته‬
‫فلما اغتبط إب راهيم به ذا المق ام‪ ،‬وأدرك ه ذا‪ ،‬طلب ذلك ّ‬
‫ذريت ه‪ ،‬وه ذا أيضاً من‬ ‫)قَ ا َل َو ِمنْ ُذ ِّريَّتِي(؛ لتعلو درجته ودرجة ّ‬
‫فلل ه‬
‫ومحبته أن يك ثر فيهم المرش دون‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬ ‫إمامته‪ ،‬ونصحه لعب اد اللَّه‪،‬‬
‫عظمة هذه الهمم العالية‪ ،‬والمقامات السامية‪.‬‬
‫فأجابه الرحيم اللطيف‪ ،‬وأخبر بالمانع من نيل هذا المق ام‪ ،‬فق ال‪:‬‬
‫ين( أي‪ :‬ال ين ال اإلمامة في ال دين‪ ،‬من ظلم‬ ‫)ال يَنَ ا ُل َع ْه ِدي الظَّالِ ِم َ‬
‫وحط قدرها‪ ،‬لمنافاة الظلم لهذا المقام‪ ،‬فإنه مق ام آلته‬ ‫ّ‬ ‫وضرها‪،‬‬‫ّ‬ ‫نفسه‬
‫الص بر واليقين‪ ،‬ونتيجته أن يك ون ص احبه على ج انب عظيم من‬
‫اإليمان‪ ،‬واألعمال الصالحة‪ ،‬واألخالق الجميلة‪ ،‬والشمائل السديدة‪،‬‬
‫والمحبّة التامّة‪ ،‬والخشية واإلنابة‪ ،‬فأين الظلم وهذا المقام؟‬
‫ودلّ مفه وم اآلي ة‪ ،‬أن غ ير الظ الم‪ ،‬س ينال اإلمام ة‪ ،‬ولكن مع‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫إتيانه بأسبابها))(‪.)1‬‬
‫س َما ِعي ُل َربَّنَا‬ ‫ت َوِإ ْ‬ ‫) َوِإ ْذ يَ ْرفَ ُع ِإ ْب َرا ِهي ُم ا ْلقَ َوا ِع َد ِم َن ا ْلبَ ْي ِ‬ ‫‪-2‬‬
‫س لِ َم ْي ِن لَ كَ‬ ‫اج َع ْلنَا ُم ْ‬‫الس ِمي ُع ا ْل َعلِي ُم * َربَّنَا َو ْ‬ ‫تَقَبَّ ْل ِمنَّا ِإنَّكَ َأ ْنتَ َّ‬
‫اس َكنَا َوتُ ْب َعلَ ْينَا ِإنَّ َك َأ ْنتَ‬ ‫س لِ َمةً لَ َك َوَأ ِرنَا َمنَ ِ‬ ‫َو ِمنْ ُذ ِّريَّتِنَا ُأ َّمةً ُم ْ‬
‫اب ال َّر ِحي ُم((‪.)2‬‬ ‫التَّ َّو ُ‬
‫أي‪ :‬واذكر إب راهيم وإس ماعيل‪ ،‬في حالة رفعهما القواعد من‬
‫البيت األساس‪ ،‬واستمرارهما على هذا العمل العظيم‪ ،‬وكيف ك انت‬
‫حالهما من الخوف والرجاء‪ ،‬حتى إنهما مع هذا العمل دعَ َوا اللَّه أن‬
‫يتقبل منهما عملهما‪ ،‬حتى يحصل فيه النفع العميم‪.‬‬ ‫ّ‬
‫ودع َوا ألنفس هما‪ ،‬وذريتهما باإلس الم‪ ،‬ال ذي حقيقت ه‪ ،‬خض وع‬ ‫َ‬
‫القلب‪ ،‬وانقي اده لربه‪ ،‬المتضمِّن النقي اد الج وارح‪َ ) .‬وَأ ِرنَا‬
‫اس َكنَا( أي‪ :‬علّمناها على وجه اإلراءة والمش اهدة‪ ،‬ليك ون أبل غ‪.‬‬ ‫َمنَ ِ‬
‫كله ا‪ ،‬كما ي دلّ عليه‬ ‫يحتمل أن يكون المراد بالمناسك‪ :‬أعمال الحج ّ‬
‫أعم من ذلك‪ ،‬وهو‬ ‫السياق والمقام‪ ،‬ويحتمل أن يك ون الم راد ما هو ُّ‬
‫كلها‪ ،‬كما يدلّ عليه عموم اللف ظ‪ ،‬ألن النس ك‪:‬‬ ‫كله‪ ،‬والعبادات ّ‬ ‫الدين ّ‬‫ّ‬
‫عرفيا‪ ،‬فيكون حاصل‬ ‫ً‬ ‫التعبد‪ ،‬ولكن غلب على متعبّدات الحج‪ ،‬تغليباً‬
‫ولما ك ان‬ ‫دعائهما‪ ،‬يرجع إلى التوفيق للعلم النافع‪ ،‬والعمل الصالح‪ّ ،‬‬
‫العبد ‪ -‬مهما ك ان ‪ -‬ال بد أن يعتريه التقص ير‪ ،‬ويحت اج إلى التوبة‬
‫اب ال َّر ِحي ُم())(‪.)3‬‬ ‫قاال‪َ ) :‬وتُ ْب َعلَ ْينَا ِإنَّكَ َأ ْنتَ التَّ َّو ُ‬
‫ين*‬ ‫س لَ ْمتُ لِ َر ِّب ا ْل َع الَ ِم َ‬ ‫س لِ ْم قَ ا َل َأ ْ‬‫)ِإ ْذ قَ ا َل لَ هُ َربُّهُ َأ ْ‬ ‫‪-3‬‬
‫اص طَفَى لَ ُك ُم‬ ‫وب يَا بَنِ َّي ِإنَّ هَّللا َ ْ‬ ‫ص ى بِ َها ِإ ْب َرا ِهي ُم بَنِي ِه َويَ ْعقُ ُ‬ ‫َو َو َّ‬
‫ون( ‪.‬‬
‫(‪)4‬‬
‫سلِ ُم َ‬ ‫ِّين فَاَل تَ ُموتُنَّ ِإاَّل َوَأ ْنتُ ْم ُم ْ‬ ‫الد َ‬

‫‪1‬‬
‫(?) تيسير الكريم الرحمن‪( ،‬ص ‪.)65‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) سورة البقرة‪ ،‬اآليتان‪.128 -127 :‬‬
‫‪3‬‬
‫(?) تيسير الكريم الرحمن‪( ،‬ص ‪.)66‬‬
‫‪4‬‬
‫(?) سورة البقرة‪ ،‬اآليتان‪.132 -131 :‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫ا ْل َعالَ ِم َ‬
‫ين(‬ ‫سلِ ْم قَا َل( امتثاالً لربه‪َ) :‬أ ْ‬
‫سلَ ْمتُ لِ َر ِّب‬ ‫(()ِإ ْذ قَا َل لَهُ َربُّهُ َأ ْ‬
‫إخالصاً وتوحي داً‪ ،‬ومحب ة‪ ،‬وإنابة فك ان التوحيد َّلله نعت ه‪ .‬ثم ورثه‬
‫في ذريت ه‪ ،‬ووص ّاهم ب ه‪ ،‬وجعلها كلمة باقية في عقب ه‪ ،‬وت وارثت‬
‫فيهم‪ ،‬حتى وصلت ليعقوب‪ ،‬فوصّى بها بنيه‪.‬‬
‫فأنتم ‪ -‬يا بني يعق وب ‪ -‬قد وص ّاكم أب وكم بالخص وص‪ ،‬فيجب‬
‫عليكم كم ال االنقي اد‪ ،‬واتب اع خ اتم األنبي اء ق ال‪) :‬يَا بَنِ َّي ِإنَّ هَّللا َ‬
‫ِّين( أي‪ :‬اخت اره وتخ يره لكم‪ ،‬رحمة بكم‪ ،‬وإحس اناً‬ ‫اصطَفَى لَ ُك ُم ال د َ‬ ‫ْ‬
‫إليكم‪ ،‬فقوم وا ب ه‪ ،‬واتص فوا بش رائعه‪ ،‬وانص بغوا بأخالق ه‪ ،‬ح تى‬
‫تستمروا على ذلك‪ ،‬فال يأتيكم الموت إال وأنتم علي ه‪ ،‬ألن من ع اش‬
‫على شيء‪ ،‬مات عليه‪ ،‬ومن مات على شيء‪ ،‬بعث عليه))(‪.)1‬‬
‫اجنُ ْبنِي‬ ‫اج َع ْل َه َذا ا ْلبَلَ َد آ ِمنًا َو ْ‬‫) َوِإ ْذ قَا َل ِإ ْب َرا ِهي ُم َر ِّب ْ‬ ‫‪-4‬‬
‫َ‬
‫س ف َمنْ‬ ‫ضلَ ْل َن َكثِ ي ًرا ( ِم‪َ )2‬ن النَّا ِ‬ ‫َأ‬
‫صنَا َم * َر ِّب ِإنَّ ُهنَّ ْ‬ ‫َأْل‬ ‫َأ‬
‫َوبَنِ َّي نْ نَ ْعبُ َد ا ْ‬
‫صانِي فَِإنَّ َك َغفُو ٌر َر ِحي ٌم( ‪.‬‬ ‫تَبِ َعنِي فَِإنَّهُ ِمنِّي َو َمنْ َع َ‬
‫((أي‪َ ( :‬و) اذكر إب راهيم عليه الص الة والس الم في ه ذه الحالة‬
‫اج َع ْل َه َذا ا ْلبَلَ َد( أي‪ :‬الح رم )آ ِمنًا( فاس تجاب‬ ‫الجميلة‪ ،‬إذ قَال‪َ ) :‬ر ِّب ْ‬
‫وقدرا‪ ،‬فحرّمه اللّه في الش رع‪ ،‬ويس ّر من أس باب‬ ‫ً‬ ‫اللّه دعاءه شرعاً‬
‫إال قص مه‬ ‫قدرا ما هو معلوم‪ ،‬حتى إنه لم ُي رده ظ الم بس وء ّ‬ ‫ً‬ ‫حرمته‬
‫اللَّه‪ ،‬كما فعل بأصحاب الفيل وغيرهم‪.‬‬
‫اجنُ ْبنِي َوبَنِ َّي‬ ‫ولما دعا له باألمن دعا له ولبنيه باألمن‪ ،‬فقال‪َ ) :‬و ْ‬
‫األص نَا َم( أي‪ :‬اجعل ني وإي اهم جانباً بعي داً عن عبادتها‪،‬‬ ‫ْ‬ ‫َأنْ نَ ْعبُ َد‬
‫واإللم ام به ا‪ ،‬ثم ذكر الم وجب لخوفه عليه وعلى بنيه بك ثرة من‬
‫س(‬ ‫ض لَ ْل َن َكثِ ي ًرا ِم َن النَّا ِ‬ ‫افتتن‪ ،‬وابتلي بعبادتها فق ال‪َ ) :‬ر ِّب ِإنَّ ُهنَّ َأ ْ‬
‫أي‪ :‬ض لوا بس ببها‪) ،‬فَ َمنْ تَبِ َعنِي( على ما جئت به من التوحيد‬
‫رب الع المين )فَِإنَّهُ ِمنِّي( لتم ام الموافقة‪ ،‬ومن أحبّ‬ ‫واإلخالص َّلله ّ‬
‫قوما وتبعهم التحق بهم‪.‬‬ ‫ً‬
‫‪1‬‬
‫(?) تيسير الكريم الرحمن‪( ،‬ص ‪.)66‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) سورة إبراهيم‪ ،‬اآليتان‪.36-35 :‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫ص انِي فَِإنَّ َك َغفُ و ٌر َر ِحي ٌم( وه ذا من ش فقة الخليل عليه‬ ‫) َو َمنْ َع َ‬


‫الص الة والس الم؛ حيث دعا للعاص ين ب المغفرة والرحمة من اللَّه‪،‬‬
‫تمرد عليه))‬ ‫والله تبارك وتع الى أرحم منه بعب اده‪ ،‬ال يع ذب إال من ّ‬ ‫َّ‬
‫(‪.)1‬‬
‫ع ِع ْن َد‬ ‫س َك ْنتُ ِمنْ ُذ ِّريَّتِي بِ َوا ٍد َغ ْي ِر ِذي َز ْر ٍ‬ ‫) َربَّنَا ِإنِّي َأ ْ‬ ‫‪-5‬‬
‫س تَ ْه ِوي‬ ‫اج َع ْل َأ ْفِئ َدةً ِم َن النَّا ِ‬
‫صاَل ةَ فَ ْ‬ ‫بَ ْيتِكَ ا ْل ُم َح َّر ِم َربَّنَا لِيُقِي ُموا ال َّ‬
‫ون * َربَّنَا ِإنَّكَ تَ ْعلَ ُم َما‬‫ش ُك ُر َ‬ ‫ت لَ َعلَّ ُه ْم يَ ْ‬ ‫ار ُز ْق ُه ْم ِم َن الثَّ َم َرا ِ‬
‫ِإلَ ْي ِه ْم َو ْ‬
‫ض َواَل‬ ‫ش ْي ٍء فِي اَأْل ْر ِ‬ ‫نُ ْخفِي َو َما نُ ْعلِنُ َو َما يَ ْخفَى َعلَى هَّللا ِ ِمنْ َ‬
‫س َما ِعي َل‬ ‫ب لِي َعلَى ا ْل ِكبَ ِر ِإ ْ‬ ‫الس َما ِء * ا ْل َح ْم ُد هَّلِل ِ الَّ ِذي َو َه َ‬ ‫فِي َّ‬
‫س ِمي ُع ال ُّد َعا ِء ( ‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫ق ِإنَّ َربِّي لَ َ‬ ‫س َحا َ‬‫َوِإ ْ‬
‫وذلك أنه أتى بـ(ه اجر) أم إس ماعيل‪ ،‬وبابنها إس ماعيل عليه‬
‫الصالة والس الم‪ ،‬وهو في الرض اع‪ ،‬من الش ام ح تى وض عهما في‬
‫كن‪ ،‬وال داعٍ‪ ،‬وال مجيب‪ ،‬فلما‬ ‫مكة‪ ،‬وهي ‪-‬إذ ذاك‪ -‬ليس فيها س‬
‫متضرعا مت وكالً على رب ه‪:‬‬ ‫ً‬ ‫وضعهما دعا ربه بهذا الدعاء‪ ،‬فقال ‪-‬‬
‫س َك ْنتُ ِمنْ ُذ ِّريَّتِي( أي‪ :‬ال كل ذري تي؛ ألن إس حاق في‬ ‫) َربَّنَا ِإنِّي َأ ْ‬
‫الش ام‪ ،‬وب اقي بنيه ك ذلك‪ ،‬وإنما أس كن في مكة إس ماعيل وذريت ه‪،‬‬
‫ع( أي‪ :‬ألن أرض مكة ال تص لح‬ ‫وقول ه‪) :‬بِ َوا ٍد َغ ْي ِر ِذي َز ْر ٍ‬
‫الص الةَ( أي‪ :‬اجعلهم موح دين مقيمين‬ ‫للزراعة‪َ ) ،‬ربَّنَا لِيُقِي ُم وا َّ‬
‫الصالة؛ ألن إقامة الصالة من أخصّ وأفضل العبادات الدينية‪ ،‬فمن‬
‫س تَ ْه ِوي ِإلَ ْي ِه ْم( أي‪:‬‬ ‫اج َع ْل َأ ْفِئ َدةً ِم َن النَّا ِ‬ ‫أقامها كان مقيما لدين ه‪) ،‬فَ ْ‬
‫تحبهم وتحب الموضع ال ذي هم س اكنون فيه‪ ،‬فأج اب اللَّه دع اءه‪،‬‬ ‫ّ‬
‫محمدا ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪ -‬حتى دعا‬ ‫ً‬ ‫فأخرج من ذرية إسماعيل‬
‫ذريته إلى الدين اإلس المي‪ ،‬وإلى ملة أبيهم إب راهيم‪ ،‬فاس تجابوا له‪،‬‬
‫حج ه ذا ال بيت ال ذي أس كن‬ ‫وصاروا مقيمي الصالة‪ .‬وافترض اللَّه ّ‬
‫تحج ه‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫عجيبا جاذباً للقل وب‪ ،‬فهي‬ ‫ً‬ ‫به ذرية إبراهيم‪ ،‬وجعل فيه سراً‬
‫وال تقضي منه وط راً على ال دوام‪ ،‬بل كلما أك ثر العبد ال تردد إليه‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫(?) تيسير الكريم الرحمن‪( ،‬ص ‪.)427 -426‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) سورة إبراهيم‪ ،‬اآليات‪.40 – 37 :‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫سر إضافته تعالى إلى نفسه‬ ‫ازداد شوقه‪ ،‬وعظم ولعه‪ ،‬وتوقه‪ ،‬وهذا ّ‬
‫ون( فأج اب اللَّه‬ ‫ش ُك ُر َ‬ ‫ت لَ َعلَّ ُه ْم يَ ْ‬‫ار ُز ْق ُه ْم ِم َن الثَّ َم َرا ِ‬ ‫المقدس ة‪َ ) .‬و ْ‬
‫المشرفة‬ ‫ّ‬ ‫دعاءه‪ ،‬فصار يجبى إليه ثمرات كل شيء‪ ،‬فإنك ت رى مكة‬
‫كل وقت والثم ار فيها مت وفرة‪ ،‬واألرزاق تت والى إليها من كل‬
‫جانب‪.‬‬
‫ا‪،‬‬ ‫) َربَّنَا ِإنَّكَ تَ ْعلَ ُم َما نُ ْخفِي َو َما نُ ْعلِنُ ( أي‪ :‬أنت أعلم بنا ّ‬
‫من‬
‫فنس ألك من ت دبيرك‪ ،‬وتربيتك لنا‪ ،‬أن تيس ّر لنا من األم ور ال تي‬
‫نعلمها‪ ،‬وال تي ال نعلمها‪ ،‬ما هو مقتضى علمك ورحمت ك‪َ ) ،‬و َما‬
‫الس َما ِء(‪ ،‬ومن ذلك‬ ‫ض َوال فِي َّ‬ ‫األر ِ‬ ‫ش ْي ٍء فِي ْ‬ ‫يَ ْخفَى َعلَى هَّللا ِ ِمنْ َ‬
‫هذا الدعاء الذي لم يقصد به الخليل إال الخير‪ ،‬وكثرة الشكر للَّه ربّ‬
‫العالمين‪ .‬فهبتهم من أكبر النعم‪ ،‬وكونهم على الكبر في حال اإلي اس‬
‫من األوالد نعمة أخرى‪ ،‬وكونهم أنبياء ص الحين أجلّ وأفض ل‪ِ) ،‬إنَّ‬
‫ممن دع اه‪ ،‬وقد دعوته فلم‬ ‫س ِمي ُع ال ُّد َعا ِء( أي‪ :‬لق ريب اإلجابة ّ‬ ‫َربِّي لَ َ‬
‫يخيب رجائي)) ‪.‬‬
‫(‪) 1‬‬

‫الص اَل ِة َو ِمنْ ُذ ِّريَّتِي َربَّنَا َوتَقَبَّ ْل‬ ‫اج َع ْلنِي ُمقِي َم َّ‬ ‫) َر ِّب ْ‬ ‫‪-6‬‬
‫اب(‬ ‫س ُ‬ ‫ين يَ ْو َم يَقُ و ُم ا ْل ِح َ‬ ‫ي َولِ ْل ُمْؤ ِمنِ َ‬ ‫ُد َعا ِء * َربَّنَا ا ْغفِ ْر لِي َولِ َوالِ َد َّ‬
‫(‪. )2‬‬
‫الص ال ِة َو ِمنْ ُذ ِّريَّتِي‬ ‫اج َع ْلنِي ُمقِي َم َّ‬ ‫ثم دعا لنفسه ولذريته‪ ،‬فقال‪َ ) :‬ر ِّب ْ‬
‫ين يَ ْو َم يَقُو ُم‬ ‫ي َولِ ْل ُمْؤ ِمنِ َ‬ ‫َربَّنَا َوتَقَبَّ ْل ُد َعا ِء * َربَّنَا ا ْغفِ ْر لِي َولِ َوالِ َد َّ‬
‫اب( فاس تجاب هللا له في ذلك كله إال أن دع اءه ألبيه إنما‬ ‫س ُ‬ ‫ا ْل ِح َ‬
‫كان عن موعدة وعده إياه فلما تبين له أنه عدو هلل تبرأ منه‬
‫يم(‬ ‫ش ْرنَاهُ بِ ُغاَل ٍم َحلِ ٍ‬ ‫ين * فَبَ َّ‬ ‫الص الِ ِح َ‬ ‫) َر ِّب َه ْب لِي ِم َن َّ‬ ‫‪-7‬‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫ين(‪ ،‬وذلك عند ما أيس‬ ‫الص الِ ِح َ‬ ‫ولدا يك ون ) ِم َن َّ‬ ‫(() َر ِّب َه ْب لِي( ً‬
‫ير فيهم خ يراً‪ ،‬دعا اللَّ ه أن يهب له غالماً ص الحاً‪،‬‬ ‫من قوم ه‪ ،‬ولم َ‬
‫‪1‬‬
‫(?) تيسير الكريم الرحمن‪( ،‬ص ‪.)428-427‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) سورة إبراهيم‪ ،‬اآليتان‪.41 -40 :‬‬
‫‪3‬‬
‫(?) سورة الصافات‪ ،‬اآليتان‪.101 -100 :‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫ينفع هّللا به في حياته‪ ،‬وبعد مماته‪ ،‬فاستجاب هّللا له‪ ،‬وقال‪) :‬فَبَش َّْرنَاهُ‬
‫يم(‪ ،‬وه ذا إس ماعيل ‪ ‬بال ش ك‪ ،‬فإنه ذكر بع ده البش ارة‬ ‫بِ ُغ ٍ‬
‫الم َحلِ ٍ‬
‫ق‬‫س َحا َ‬ ‫بإسحاق؛ وألن هّللا تعالى قال في بشراه بإسحاق )فَبَ َّ‬
‫ش ْرنَاهُ بِِإ ْ‬
‫وب( ف دلّ على أن إس حاق غ ير ال ذبيح‪،‬‬ ‫ق يَ ْعقُ َ‬
‫س َحا َ‬
‫َو ِمنْ َو َرا ِء ِإ ْ‬
‫يتضمن الص بر‪ ،‬وحسن‬ ‫ّ‬ ‫ووصف هّللا إس ماعيل ‪ ‬ب الحلم‪ ،‬وهو‬
‫الخلق‪ ،‬وسعة الصدر والعفو عمن جنى)) (‪. )1‬‬
‫نبينا أفضل الصالة والسالم‪:‬‬
‫‪ -3‬إسماعيل بن إبراهيم عليهما وعلى ّ‬
‫ان‬‫ق ا ْل َو ْع ِد َو َك َ‬ ‫ص ا ِد َ‬‫ان َ‬ ‫س َما ِعي َل ِإنَّهُ َك َ‬ ‫) َو ْاذ ُك ْر فِي ا ْل ِكتَ ا ِ‬
‫ب ِإ ْ‬
‫ان ِع ْن َد َربِّ ِه‬ ‫ان يَ ْأ ُم ُر َأ ْهلَ هُ بِ َّ‬
‫الص اَل ِة َوال َّز َك ا ِة َو َك َ‬ ‫سواًل نَ (بِ‪2‬يًّ)ا * َو َك َ‬ ‫َر ُ‬
‫ضيّا( ‪.‬‬ ‫ً‬ ‫َم ْر ِ‬
‫((أي‪ :‬واذكر في القرآن الكريم‪ ،‬ه ذا الن بي العظيم‪ ،‬ال ذي خ رج‬
‫وأجله ا‪ ،‬ال ذي منهم سيّد ولد‬ ‫ّ‬ ‫منه الشعب الع ربي‪ ،‬أفضل الش عوب‪،‬‬
‫ق ا ْل َو ْع ِد( أي‪ :‬ال يعد وع داً إال وفى ب ه‪ .‬وه ذا‬ ‫ص ا ِد َ‬‫ان َ‬ ‫آدم‪ِ) .‬إنَّهُ َك َ‬
‫لم ا وعد من‬ ‫شامل للوعد الذي يعق ده مع اللَّه‪ ،‬أو مع العب اد؛ وله ذا ّ‬
‫هَّللا‬
‫ش ا َء ُ ِم َن‬ ‫س تَ ِج ُدنِي ِإنْ َ‬ ‫نفسه الص بر على ذبح أبيه له‪ ،‬وق ال‪َ ) :‬‬
‫ين(‪ ،‬وفى بذلك‪ ،‬ومكّن أباه من الذبح‪ ،‬الذي هو أكبر مص يبة‬ ‫صابِ ِر َ‬ ‫ال َّ‬
‫تصيب اإلنسان‪ ،‬ثم وصفه بالرسالة والنبوة‪ ،‬التي هي أكبر منن اللَّه‬
‫ان يَ ْأ ُم ُر َأ ْهلَ هُ‬ ‫على عب ده‪ ،‬وأهلها من الطبقة العليا من الخل ق‪َ ) .‬و َك َ‬
‫الص ال ِة َوال َّز َك ا ِة( أي‪ :‬ك ان مقيماً ألمر اللَّه على أهل ه‪ ،‬في أمرهم‬ ‫بِ َّ‬
‫المتضمنة لإلحسان‬ ‫ّ‬ ‫بالصالة المتضمنة لإلخالص للمعبود‪ ،‬وبالزكاة‬
‫إلى العبي د‪ ،‬فكمل نفس ه‪ ،‬وكمل غ يره‪ ،‬وخصوصاً أخصّ الن اس‬
‫ان ِع ْن َد َربِّ ِه‬ ‫أحق بدعوته من غ يرهم‪َ ) .‬و َك َ‬ ‫ّ‬ ‫عن ده‪ ،‬وهم أهله؛ ألنهم‬
‫ضيًّا(‪ ،‬وذلك بسبب امتثاله لمراضي ربه‪ ،‬واجتهاده فيما يرضيه‪،‬‬ ‫َم ْر ِ‬
‫ارتضاه اللَّه وجعله من خ واصّ عب اده‪ ،‬وأوليائه المق ربين‪ ،‬فرضي‬
‫اللَّه عنه‪ ،‬ورضي هو عن ربه))(‪.)3‬‬
‫‪ -4‬يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم وعلى نبينا أفضل الصالة والسالم‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫(?) تيسر الكريم الرحمن‪( ،‬ص ‪.)705‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) سورة مريم‪ ،‬اآليتان‪.55 -54 :‬‬
‫‪3‬‬
‫(?) تيسير الكريم الرحمن‪( ،‬ص ‪.)496‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫وب ا ْل َم ْوتُ ِإ ْذ قَا َل لِبَنِي ِه َما تَ ْعبُد َ‬


‫ُون‬ ‫ض َر يَ ْعقُ َ‬ ‫ش َه َدا َء ِإ ْذ َح َ‬ ‫)َأ ْم ُك ْنتُ ْم ُ‬
‫ق‬
‫س َحا َ‬ ‫اعي َل َوِإ ْ‬‫س َم ِ‬ ‫ِمنْ بَ ْع ِدي قَالُوا نَ ْعبُ ُد ِإلَ َهكَ َوِإلَهَ آبَاِئكَ ِإ ْب َرا ِهي َم َوِإ ْ‬
‫ون( (‪.)1‬‬ ‫سلِ ُم َ‬ ‫اح ًدا َونَ ْحنُ لَهُ ُم ْ‬ ‫ِإلَ ًها َو ِ‬
‫مل ة إب راهيم‪ ،‬ومن بع ده‬ ‫ولما كان اليه ود يزعم ون أنهم على ّ‬ ‫(( ّ‬
‫ش َه َدا َء( أي‪ :‬حض وراً )ِإ ْذ‬ ‫منكرا عليهم‪َ) :‬أ ْم ُك ْنتُ ْم ُ‬ ‫ً‬ ‫يعقوب‪ ،‬قال تعالى‬
‫وب ا ْل َم ْوتُ ( أي‪ :‬مقدماته وأس بابه‪ ،‬فق ال لبنيه على وجه‬ ‫ض َر يَ ْعقُ َ‬ ‫َح َ‬
‫ولتقر عينه في حياته بامتثالهم ما وصاهم به‪َ ) :‬ما تَ ْعبُد َ‬
‫ُون‬ ‫ّ‬ ‫االختبار‪،‬‬
‫قرت به عينه‪ ،‬فق الوا‪) :‬نَ ْعبُ ُد ِإلَ َه َك َوِإلَ هَ‬ ‫ِمنْ بَ ْع ِدي( ؟ فأج ابوه بما ّ‬
‫اح ًدا(‪ ،‬فال نشرك به ش يئاً‪،‬‬ ‫ق ِإلَ ًها َو ِ‬ ‫س َحا َ‬‫س َما ِعي َل َوِإ ْ‬ ‫آبَاِئكَ ِإ ْب َرا ِهي َم َوِإ ْ‬
‫ون( فجمع وا بين التوحيد‬ ‫س لِ ُم َ‬ ‫وال نع دل به أح داً‪َ ) ،‬ونَ ْحنُ لَ هُ ُم ْ‬
‫والعم ل‪ .‬ومن المعل وم أنهم لم يحض روا يعق وب؛ ألنهم لم يوج دوا‬
‫بعد‪ ،‬فإذا لم يحضروا‪ ،‬فقد أخبر اللَّه عنه أنه وص ّى بنيه بالحنيفي ة‪،‬‬
‫ال باليهودية))(‪.)2‬‬
‫نبينا أفضل الصالة والسالم‪:‬‬
‫‪ -5‬زكريا عليه وعلى ّ‬
‫) ُهنَالِ كَ َد َعا َز َك ِريَّا َربَّهُ قَ ا َل َر ِّب َه ْب لِي ِمنْ لَ ُد ْن َك ُذ ِّريَّةً طَيِّبَ ةً‬
‫س ِمي ُع ال ُّد َعا ِء( (‪.)3‬‬ ‫ِإنَّكَ َ‬
‫((أي‪ :‬دعا زكريا ‪ ‬ربه أن يرزقه ذرية طيب ة‪ ،‬أي‪ :‬ط اهرة‬
‫األخالق‪ ،‬طيبة اآلداب‪ ،‬لتكمل النعمة الدينية والدنيوية بهم‪.‬‬
‫فاستجاب له دعاءه))(‪.)4‬‬
‫ين *‬‫) َو َز َك ِريَّا ِإ ْذ نَا َدى َربَّهُ َر ِّب اَل تَ َذ ْرنِي فَ ْر ًدا َوَأ ْنتَ َخ ْي ُر ا ْل َوا ِرثِ َ‬
‫ص لَ ْحنَا لَ هُ َز ْو َج هُ ِإنَّ ُه ْم َك انُوا‬ ‫اس ت ََج ْبنَا لَ هُ َو َو َه ْبنَا لَ هُ يَ ْحيَى َوَأ ْ‬ ‫فَ ْ‬
‫ين(‬
‫اش ِع َ‬ ‫ت َويَ ْدعُونَنَا َر َغبًا َو َر َهبًا َو َكانُوا لَنَا َخ ِ‬ ‫ُون فِي ا ْل َخ ْي َرا ِ‬‫سا ِرع َ‬ ‫يُ َ‬

‫‪1‬‬
‫(?) سورة البقرة‪ ،‬اآلية‪.133 :‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) تيسير الكريم الرحمن‪( ،‬ص ‪.)66‬‬
‫‪3‬‬
‫(?) سورة آل عمران‪ ،‬اآلية‪.38 :‬‬
‫‪4‬‬
‫(?) تيسير الكريم الرحمن‪( ،‬ص ‪.)129‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫(‪.)1‬‬
‫ناشرا لمناقبه‬ ‫ً‬ ‫((أي‪ :‬واذكر عبدنا ورسولنا زكريا‪ ،‬منوهاً بذكره‪،‬‬
‫وفضائله‪ ،‬التي من جملتها‪ ،‬ه ذه المنقبة العظيمة المتضمّنة لنص حه‬
‫للخل ق‪ ،‬ورحمة هللا إي اه‪ ،‬وأنه )نَ ا َدى َربَّهُ َر ِّب ال تَ َذ ْرنِي فَ ْر ًدا( أي‪:‬‬
‫ش ْيبًا َولَ ْم َأ ُكنْ‬ ‫س َ‬ ‫اش تَ َع َل ال َّرْأ ُ‬‫)قَ ا َل َر ِّب ِإنِّي َو َه َن ا ْل َع ْظ ُم ِمنِّي َو ْ‬
‫ت ا ْم َرَأتِي‬ ‫شقِيًّا * َوِإنِّي ِخ ْفتُ ا ْل َم َوالِ َي ِمنْ َو َراِئي َو َك انَ ِ‬ ‫بِ ُد َعاِئكَ َر ِّب َ‬
‫اج َع ْلهُ‬
‫وب َو ْ‬ ‫آل يَ ْعقُ َ‬ ‫ث ِمنْ ِ‬ ‫َعاقِ ًرا فَ َه ْب لِي ِمنْ لَ ُد ْنكَ َولِيًّا * يَ ِرثُنِي َويَ ِر ُ‬
‫ض يًّا( (‪ )2‬من ه ذه اآلي ات علمنا أن قوله‪َ ) :‬ر ِّب ال تَ َذ ْرنِي‬ ‫َر ِّب َر ِ‬
‫فَ ْر ًدا( أنه لما تق ارب أجل ه‪ ،‬خ اف أن ال يق وم أحد بع ده مقامه في‬
‫الدعوة إلى اللَّه‪ ،‬والنصح لعب اد اللَّه‪ ،‬وأن يك ون في وقته ف رداً‪ ،‬وال‬
‫ين( أي‪:‬‬ ‫يخلف من يشفعه ويعينه‪ ،‬على ما قام به‪َ ) ،‬وَأ ْنتَ َخ ْي ُر ا ْل َوا ِرثِ َ‬
‫خ ير الب اقين‪ ،‬وخ ير من خلف ني بخ ير‪ ،‬وأنت أرحم بعب ادك م ني‪،‬‬
‫يطمئن به قل بي‪ ،‬وتس كن له نفس ي‪ ،‬ويج ري في‬ ‫ّ‬ ‫ولك ني أريد ما‬
‫ست ََج ْبنَا لَهُ َو َو َه ْبنَا لَهُ يَ ْحيَى( النبي الك ريم‪ ،‬ال ذي‬ ‫موازيني ثوابه‪) .‬فَا ْ‬
‫ص لَ ْحنَا لَ هُ َز ْو َج هُ( بع دما ك انت‬ ‫لم يجعل اللَّه له من قبل س مياً‪َ ) .‬وَأ ْ‬
‫عاقرا‪ ،‬ال يصلح رحمها للوالدة‪ ،‬فأص لح اللَّه رحمها للحم ل‪ ،‬ألجل‬ ‫ً‬
‫نبيه زكريا‪ ،‬وه ذا من فوائد الجليس‪ ،‬والق رين الص الح‪ ،‬أنه مب ارك‬
‫ولم ا ذكر ه ؤالء‬ ‫على قرينه‪ ،‬فص ار يح يى مش تركاً بين الوال دين‪ّ .‬‬
‫كال على انف راده‪ ،‬أث نى عليهم عموماً‪ ،‬فق ال‪:‬‬ ‫األنبي اء والمرس لين‪ً ،‬‬
‫ت( أي‪ :‬يب ادرون إليها‪ ،‬ويفعلونها‬ ‫ُون فِي ا ْل َخ ْي َرا ِ‬‫سا ِرع َ‬ ‫)ِإنَّ ُه ْم َكانُوا يُ َ‬
‫في أوقاتها الفاض لة‪ ،‬ويكملونها على الوجه الالئق ال ذي ينبغي‪ ،‬وال‬
‫يتركون فضيلة يقدرون عليها‪ ،‬إال انتهزوا الفرصة فيها‪َ ) ،‬ويَ ْدعُونَنَا‬
‫َر َغبًا َو َر َهبًا( أي‪ :‬يسألوننا األمور المرغوب فيها‪ ،‬من مصالح الدنيا‬
‫ويتعوذون بنا من األم ور المره وب منه ا‪ ،‬من مض ارّ‬ ‫ّ‬ ‫واآلخ رة‪،‬‬
‫الدارين‪ ،‬وهم راغب ون راهب ون‪ ،‬ال غ افلون‪ ،‬اله ون‪ ،‬وال م دلون‪،‬‬
‫متضرعين‪ ،‬وه ذا‬ ‫ّ‬ ‫ين( أي‪ :‬خاض عين مت ذلّلين‬ ‫اش ِع َ‬ ‫) َو َك انُوا لَنَا َخ ِ‬
‫‪1‬‬
‫(?) سورة األنبياء‪ ،‬اآليتان‪.90 -89 :‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) سورة مريم‪ ،‬اآليات‪.6 -4 :‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫لكمال معرفتهم بربهم))(‪.)1‬‬


‫‪ -6‬محمد خاتم األنبياء والمرسلين ×‪:‬‬
‫اص طَبِ ْر‬ ‫الص اَل ِة َو ْ‬‫أمره هَّللا تعالى بقوله‪َ ) :‬وْأ ُم ْر َأ ْهلَ كَ بِ َّ‬ ‫‪-1‬‬
‫سَألُكَ ِر ْزقًا نَ ْحنُ نَ ْر ُزقُ َك َوا ْل َعاقِبَةُ لِلتَّ ْق َوى( ‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫َعلَ ْي َها اَل نَ ْ‬
‫((أي‪ :‬حثّ أهلك على الص الة‪ ،‬وأزعجهم إليها من ف رض ونف ل‪.‬‬
‫يتم إال ب ه‪ ،‬فيك ون أم را‬ ‫واألمر بالش يء‪ ،‬أمر بجميع ما ال ّ‬
‫َ‬
‫اص طبِ ْر‬ ‫بتعليمهم‪ ،‬ما يص لح الص الة ويفس دها ويكمله ا‪َ ) .‬و ْ‬
‫َعلَ ْي َها( أي‪ :‬على الص الة بإقامته ا‪ ،‬بح دودها وأركانها وآدابها‬
‫وخش وعها‪ ،‬ف إن ذلك مشق على النفس‪ ،‬ولكن ينبغي إكراهها‬
‫دائما‪ ،‬ف إن العبد إذا أق ام‬ ‫ً‬ ‫وجهادها على ذل ك‪ ،‬والص بر معها‬
‫ص الته على الوجه الم أمور ب ه‪ ،‬ك ان لما س واها من دينه أحفظ‬
‫وأق وم‪ ،‬وإذا ض يعها ك ان لما س واها أض يع‪ ،‬ثم ض من تع الى‬
‫لرسوله الرزق‪ ،‬وأن ال يشغله االهتمام به عن إقامة دينه‪ ،‬فق ال‪:‬‬
‫تكفلنا ب أرزاق‬ ‫تكفلنا ب ه‪ ،‬كما ّ‬ ‫)نَ ْحنُ نَ ْر ُزقُ كَ ( أي‪ :‬رزقك علينا قد ّ‬
‫الخالئق كلهم‪ ،‬فكيف بمن قام بأمرن ا‪ ،‬واش تغل ب ذكرنا؟! ورزق‬
‫اللَّه ع ام للمتقي وغ يره‪ ،‬فينبغي االهتم ام بما يجلب الس عادة‬
‫األبدية‪ ،‬وهو‪ :‬التقوى‪ ،‬ولهذا قال‪َ ) :‬وا ْل َعاقِبَ ةُ( في ال دنيا واآلخ رة‬
‫)لِلتَّ ْق َوى( ال تي هي فعل الم أمور‪ ،‬وت رك المنهي‪ ،‬فمن ق ام به ا‪،‬‬
‫ين( (‪.)3‬‬‫كان له العاقبة‪ ،‬كما قال تعالى‪َ ) :‬وا ْل َعاقِبَةُ لِ ْل ُمتَّقِ َ‬
‫س ُك ْم‬ ‫ين آ َمنُوا قُوا َأ ْنفُ َ‬
‫أوحى هَّللا ‪ ‬إليه بقوله‪) :‬يَا َأيُّ َها الَّ ِذ َ‬ ‫‪-2‬‬
‫ش َدا ٌد‬ ‫ارةُ َعلَ ْي َها َماَل ِئ َكةٌ ِغاَل ظٌ ِ‬ ‫اس َوا ْل ِح َج َ‬ ‫َوَأ ْهلِي ُك ْم نَا ًرا َوقُو ُد َها النَّ ُ‬
‫ون( (‪.)4‬‬‫ون َما يُْؤ َم ُر َ‬ ‫ون هَّللا َ َما َأ َم َر ُه ْم َويَ ْف َعلُ َ‬
‫ص َ‬ ‫اَل يَ ْع ُ‬
‫َم ْ‬
‫ن‬ ‫يا‬ ‫((أي‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫(?) تيسير الكريم الرحمن‪( ،‬ص ‪.)129‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) سورة طه‪ ،‬اآلية‪.132 :‬‬
‫‪3‬‬
‫(?) تيسير الكريم الرحمن‪( ،‬ص ‪.)517‬‬
‫‪4‬‬
‫(?) سورة التحريم‪ ،‬اآلية‪.6 :‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫ن‬
‫َم ّ‬
‫َ‬
‫اللّ‬
‫س ُك ْم َوَأ ْهلِي ُك ْم‬
‫َه عليهم باإليمان‪ ،‬قوموا بلوازمه وشروطه‪ ،‬فـ)قُ وا َأ ْنفُ َ‬
‫ارا( موصوفة بهذه األوصاف الفظيعة‪ ،‬ووقاية األنفس بإلزامها أمر‬ ‫نَ ً‬
‫اللّ‬
‫َ ه‪ ،‬والقي ام ب أمره امتث االً‪ ،‬ونهيه اجتنابً ا‪ ،‬والتوبة عما يس خط‬
‫اللّ‬
‫َ ه‪ ،‬وي وجب الع ذاب‪ ،‬ووقاية األهل‪ ،‬واألوالد‪ ،‬بت أديبهم‪ ،‬وتعليمهم‪،‬‬
‫ارهم على أمر‬ ‫وإجب‬
‫اللّ‬
‫ام بما أمر‬ ‫لم العبد إال إذا ق‬ ‫ه‪ ،‬فال يس‬ ‫َ‬
‫اللّ‬
‫َ ه به في نفس ه‪ ،‬وفيما ي دخل تحت واليته من الزوج ات واألوالد‬
‫رفه‪ .‬ووصف‬ ‫يرهم ممن هو تحت واليته وتص‬ ‫وغ‬
‫اللّ‬
‫َ ه الن ار به ذه األوص اف‪ ،‬ل يزجر عب اده عن الته اون ب أمره فق ال‪:‬‬
‫ُون ِمنْ‬ ‫ارةُ( كما ق ال تع الى‪ِ) :‬إنَّ ُك ْم َو َما تَ ْعبُ د َ‬ ‫اس َوا ْل ِح َج َ‬ ‫) َوقُو ُد َها النَّ ُ‬
‫ُون( ‪َ ) .‬علَ ْي َها َمالِئ َك ةٌ ِغالظٌ‬ ‫ب َج َهنَّ َم َأ ْنتُ ْم لَ َها َوا ِرد َ‬ ‫ص ُ‬ ‫ُون هَّللا ِ َح َ‬ ‫د ِ‬
‫ش َدا ٌد( أي‪ :‬غليظة أخالقهم‪ ،‬عظيم انته ارهم‪ ،‬يفزع ون بأص واتهم‬ ‫ِ‬
‫ويخيفون بمرآهم‪ ،‬ويهين ون أص حاب الن ار بق وتهم‪ ،‬ويمتثل ون فيهم‬
‫أمر‬
‫اللّ‬
‫ون‬‫ص َ‬ ‫َه‪ ،‬الذي حتم عليهم العذاب‪ ،‬وأوجب عليهم شدة العقاب‪) ،‬ال يَ ْع ُ‬
‫أيض ا م دح للمالئكة‬ ‫ون(‪ ،‬وه ذا فيه ً‬ ‫ون َما يُ ْؤ َم ُر َ‬ ‫هَّللا َ َما َأ َم َر ُه ْم َويَ ْف َعلُ َ‬
‫ادهم ألمر‬ ‫رام‪ ،‬وانقي‬ ‫الك‬
‫اللّ‬
‫كل ما أمرهم به)) ‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫َه‪ ،‬وطاعتهم له في ّ‬
‫‪1‬‬
‫(?) تيسير الكريم الرحمن‪( ،‬ص ‪.)874‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫صالَ ِة‬ ‫أمر رسول هّللا ‪ r‬الناس بقوله‪ُ (( :‬م ُروا َأ ْوالَ َد ُك ْم بِال َّ‬ ‫‪-3‬‬
‫ين‬‫س نِ َ‬ ‫ش ِر ِ‬ ‫اض ِربُو ُه ْم َعلَ ْي َها َو ُه ْم َأ ْبنَا ُء َع ْ‬ ‫ين َو ْ‬ ‫سنِ َ‬ ‫س ْب ِع ِ‬ ‫َو ُه ْم َأ ْبنَا ُء َ‬
‫اجع))(‪.)1‬‬ ‫ض ِ‬ ‫َوفَ ِّرقُوا بَ ْينَ ُه ْم فِي ا ْل َم َ‬
‫ثانياً‪ :‬حرص الصالحين الصادقين على صالح الذرية‪:‬‬
‫ان َر ِّب ِإنِّي‬ ‫ت ا ْم َرَأتُ ِع ْم َر َ‬ ‫ح(((رص ام(((رأة عم(((ران‪ِ) :‬إ ْذ قَ الَ ِ‬ ‫‪-1‬‬
‫س ِمي ُع ا ْل َعلِي ُم‬‫نَ َذ ْرتُ لَ َك َما فِي بَ ْطنِي ُم َح َّر ًرا فَتَقَبَّ ْل ِمنِّي ِإنَّكَ َأ ْنتَ ال َّ‬
‫ض ْعتُ َها ُأ ْنثَى َوهَّللا ُ َأ ْعلَ ُم بِ َما‬ ‫ض َع ْت َها قَ الَتْ َر ِّب ِإنِّي َو َ‬ ‫* فَلَ َّما َو َ‬
‫س َّم ْيتُ َها َم ْريَ َم َوِإنِّي ُأ ِعي ُذ َها‬ ‫الذ َك ُر َك اُأْل ْنثَى َوِإنِّي َ‬ ‫س َّ‬ ‫ض َعتْ َولَ ْي َ‬ ‫َو َ‬
‫س ٍن‬ ‫َ‬
‫يم * فتَقَبَّلَ َها َر ُّب َها بِقَبُ و ٍل َح َ‬ ‫ان ال َّر ِج ِ‬ ‫َ‬
‫الش ْيط ِ‬ ‫ُ‬
‫بِ كَ َوذ ِّريَّتَ َها ِم َن َّ‬
‫َل َعلَ ْي َها َز َك ِريَّا‬ ‫س نًا َو َكفَّلَ َها َز َك ِريَّا ُكلَّ َما َد َخ‬ ‫َوَأ ْنبَتَ َها نَبَاتًا َح َ‬
‫اب َو َج َد ِع ْن َد َها ِر ْزقًا قَا َل يَا َم ْريَ ُم َأنَّى لَ ِك َه َذا قَالَتْ ُه َو ِمنْ‬ ‫ا ْل ِم ْح َر َ‬
‫(‪)2‬‬
‫ب( ‪.‬‬ ‫سا ٍ‬ ‫ق َمنْ يَشَا ُء بِ َغ ْي ِر ِح َ‬ ‫ِع ْن ِد هَّللا ِ ِإنَّ هَّللا َ يَ ْر ُز ُ‬
‫لم ا‬ ‫قول ه تع الى‪)(( :‬إذ ق الت ام رأة عم ران( أي‪ :‬وال دة م ريم ّ‬
‫حملت‪) :‬رب إني نذرت لك ما في بط ني مح ر ًرا( أي‪ :‬جعلتُ ما في‬
‫بط ني خالصاً لوجه ك‪ ،‬مح رراً لخ دمتك وخدمة بيتك )فتقبل‬
‫م ني( هذا العمل المب ارك )إنك أنت الس ميع العليم( تس مع دع ائي‪،‬‬
‫وتعلم ّني تي وقص دي‪ ،‬ه ذا وهي في البطن قبل وض عها‪) ،‬فلما‬
‫تشوفت أن يك ون‬ ‫وض عتها ق الت رب إني وض عتها أن ثى( كأنها ّ‬
‫موقعا‪ ،‬ففي كالمها ن وع‬ ‫ً‬ ‫ذك راً؛ ليك ون أق در على الخدمة‪ ،‬وأعظم‬
‫والله أعلم بما وض عت( أي‪ :‬ال يحت اج‬ ‫ربه ا‪ ،‬فق ال اللَّه‪َّ ) :‬‬ ‫ع ذر من ّ‬
‫أمها ما هي )وليس‬ ‫متعلق بها قبل أن تعلم ّ‬ ‫إلى إعالمه ا‪ ،‬بل علمه ِّ‬
‫ال ذكر ك األنثى وإني س ميتها م ريم( فيه داللة على تفض يل ال ذكر‬
‫‪1‬‬
‫(?) أخرجه أحمد (‪ ،369 /11‬رقم ‪ ،)6756‬وابن أبي شيبة‪ ،347 /1( ،‬رقم ‪،)3501‬‬
‫وأبوداود بلفظه‪ ،‬كتاب الصالة‪ ،‬باب متى يؤمر الغالم بالصالة‪ ،‬برقم ‪ ،495‬وأبو نعيم في‬
‫الحلية (‪ ،)10/26‬والح‪tt t‬اكم (‪ ،197 /1‬رقم ‪ ،)708‬وال‪tt t‬بيهقي (‪ .)2/228‬وق‪tt t‬ال‬
‫األلباني في صحيح سنن أبي داود (‪(( :)401 /2‬إسناده حسن صحيح))‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) سورة آل عمران‪ ،‬اآليات‪.37 -35 :‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫على األن ثى‪ ،‬وعلى التس مية وقت ال والدة‪ ،‬وعلى أن لألم تس مية‬
‫وذريتها من الش يطان‬ ‫وإني ُأعي ذها بك ّ‬ ‫الولد إذا لم يك ره األب ) ّ‬
‫ال رجيم( دعت لها ول ذرّيتها أن ُيعي ذهم اللَّه من الش يطان ال رجيم‪.‬‬
‫حسن( أي‪ :‬جعلها ن ذيرة مقبول ة‪ ،‬وأجارها‬ ‫ٍ‬ ‫)فتقبّلها ربها بقب ولٍ‬
‫حسنا في‬
‫ً‬ ‫وذريتها من الشيطان )وأنبتها نباتًا حس نًا( أي‪ :‬نبتت نباتاً‬‫ّ‬
‫قيض لها زكريا ‪‬‬ ‫ب دنها وخلقها وأخالقه ا‪ ،‬ألن اللَّه تع الى ّ‬
‫)وكفّلها( ّإي اه‪ ،‬وه ذا من رفقه بها؛ ليربيها على أكمل األح وال‪،‬‬
‫ربه ا‪،‬‬‫فنش أت في عب ادة ربها‪ ،‬وف اقت النس اء‪ ،‬وانقطعت لعب ادة ّ‬
‫كلما دخل عليها زكريّ ا‬ ‫ول زمت محرابها أي‪ :‬مصالَّها فك ان ) ّ‬
‫المحراب وجد عندها رزقًا( أي‪ :‬من غ ير كسب وال تعب‪ ،‬بل رزق‬
‫ساقه اللَّه إليها‪ ،‬وكرامة أكرمها اللَّه بها‪ ،‬فيق ول لها زكريا‪َّ) :‬أنى لك‬
‫وإحسانا )إن اللَّه يرزق من يشاء‬
‫ً‬ ‫الله( فضالً‬
‫هذا قالت هو من عند َّ‬
‫بغير حساب( أي‪ :‬من غير حسبان من العبد‪ ،‬وال كسب‪ ،‬قال تع الى‪:‬‬
‫حيث ال يحتسب( وفي‬ ‫ُ‬ ‫ويرزق ُه من‬
‫ْ‬ ‫مخرجا‬
‫ً‬ ‫يجعل له‬
‫ْ‬ ‫اللَه‬
‫يتقِ َّ‬
‫)ومن َّ‬
‫هذه اآلية دليل على إثبات كرام ات األولي اء الخارقة للع ادة‪ ،‬كما قد‬
‫(‪)1‬‬
‫تواترت األخبار بذلك‪ ،‬خالفاً لمن نفى ذلك)) ‪.‬‬

‫‪ -2‬حرص لقمان الحكيم‪:‬‬


‫ش ِركْ بِاهَّلل ِ‬‫) َوِإ ْذ قَا َل لُ ْق َمانُ اِل ْبنِ ِه َو ُه َو يَ ِعظُهُ يَا بُنَ َّي اَل تُ ْ‬ ‫‪-1‬‬
‫(‪)2‬‬
‫ع ِظي ٌم( ‪.‬‬ ‫ِإنَّ الش ِّْركَ لَظُ ْل ٌم َ‬
‫)يَا بُنَ َّي ِإنَّ َها ِإنْ تَ ُك ِم ْثقَ ا َل َحبَّ ٍة ِمنْ َخ ْر َد ٍل فَتَ ُكنْ فِي‬ ‫‪-2‬‬
‫ض يَ ْأ ِ‬
‫ت بِ َها هَّللا ُ ِإنَّ هَّللا َ‬ ‫ت َأ ْو فِي اَأْل ْر ِ‬ ‫الس َم َوا ِ‬ ‫ص ْخ َر ٍة َأ ْو فِي َّ‬ ‫َ‬
‫وف َوا ْن هَ َع ِن‬ ‫الص اَل ةَ َوْأ ُم ْر بِ ا ْل َم ْع ُر ِ‬
‫لَ ِطي فٌ َخبِ ي ٌر * يَا بُنَ َّي َأقِ ِم َّ‬
‫ص ابَ َك ِإنَّ َذلِ كَ ِمنْ َع ْز ِم اُأْل ُم و ِر * َواَل‬ ‫اص بِ ْر َعلَى َما َأ َ‬ ‫ا ْل ُم ْن َك ِر َو ْ‬
‫‪1‬‬
‫(?) تيسير الكريم الرحمن (ص ‪.)128‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) سورة لقمان‪ ،‬اآلية‪.13 :‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫ض َم َر ًحا ِإنَّ هَّللا َ اَل يُ ِح ُّب‬‫ش فِي اَأْل ْر ِ‬ ‫س َواَل تَ ْم ِ‬ ‫ص ِّع ْر َخ دَّكَ لِلنَّا ِ‬ ‫تُ َ‬
‫ص ْوتِ َك ِإنَّ‬
‫ض ِمنْ َ‬ ‫ض ْ‬ ‫ْ‬
‫ش يِ َك َواغ ُ‬ ‫ص ْد فِي َم ْ‬ ‫ْ‬
‫َال فَ ُخو ٍر * َواق ِ‬ ‫ُك َّل ُم ْخت ٍ‬
‫ص ْوتُ ا ْل َح ِمي ِر( ‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫ت لَ َ‬
‫ص َوا ِ‬ ‫َأ ْن َك َر اَأْل ْ‬
‫((وهّللا تع الى لم ي ذكر عنه إال أنه آت اه الحكم ة‪ ،‬وذكر بعض ما‬
‫يدل على حكمته في وعظه البن ه‪ ،‬ف ذكر أص ول الحكمة وقواع دها‬ ‫ّ‬
‫وال به‬ ‫ْ‬
‫الكبار فقال‪َ ) :‬وِإذ قَا َل لُ ْق َمانُ ال ْبنِ ِه َو ُه َو يَ ِعظُ هُ(‪ ،‬أو ق ال له ق ً‬
‫يعظه ب األمر‪ ،‬والنهي‪ ،‬المق رون ب الترغيب وال ترهيب‪ ،‬ف أمره‬
‫باإلخالص‪ ،‬ونه اه عن الش رك‪ ،‬وبيَّن له الس بب في ذلك فق ال‪ِ) :‬إنَّ‬
‫ممن‬ ‫الش ْركَ لَظُ ْل ٌم َع ِظي ٌم( ووجه كونه عظيماً‪ ،‬أنه ال أفظع وأبشع ّ‬ ‫ِّ‬
‫َس َّوى المخلوق من تراب‪ ،‬بمالك الرقاب‪ ،‬وس َّوى ال ذي ال يملك من‬
‫األمر ش يئاً‪ ،‬بمن له األمر كل ه‪ ،‬وس َّوى الن اقص الفق ير من جميع‬
‫الوجوه‪ ،‬بالربّ الكامل الغني من جميع الوج وه‪ ،‬وس َّوى من لم ينعم‬
‫بمثقال ذرة من النعم بال ذي ما ب الخلق من نعمة في دينهم‪ ،‬ودني اهم‬
‫إال منه‪ ،‬وال يص رف الس وء إال ه و‪،‬‬ ‫وأخراهم‪ ،‬وقلوبهم‪ ،‬وأبدانهم‪ّ ،‬‬
‫فهل أعظم من هذا الظلم شيء؟؟!‬
‫ظلما ممن خلقه هّللا لعبادته وتوحي ده‪ ،‬ف ذهب بنفسه‬ ‫ً‬ ‫وهل أعظم‬
‫الش ريفة‪ ،‬فجعلها في أخس الم راتب جعلها عاب دة لمن ال يس وى‬
‫كبيرا‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ظلما‬ ‫شيئا‪ ،‬فظلم نفسه‬
‫)يَا بُنَ َّي ِإنَّ َها ِإنْ تَ ُك ِم ْثقَ ا َل َحبَّ ٍة ِمنْ َخ ْر َد ٍل( ال تي هي أص غر‬
‫ص ْخ َر ٍة( أي في وس طها )َأ ْو فِي‬ ‫األش ياء وأحقره ا‪) ،‬فَتَ ُكنْ فِي َ‬
‫ت بِ َها‬ ‫ض( في أي جهة من جهاتهما )يَ ْأ ِ‬ ‫األر ِ‬ ‫ت َأ ْو فِي ْ‬ ‫َم َوا ِ‬ ‫الس‬
‫َّ‬
‫هَّللا ُ( لسعة علمه‪ ،‬وتمام خبرته‪ ،‬وكم ال قدرت ه‪ ،‬وله ذا ق ال‪ِ) :‬إنَّ هَّللا َ‬
‫لَ ِطي فٌ َخبِ ي ٌر( أي‪ :‬لطي ف في علمه وخبرت ه‪ ،‬ح تى اطلع على‬
‫الب واطن واألس رار‪ ،‬وخفايا القف ار والبح ار‪ .‬والمقص ود من ه ذا‪،‬‬
‫الحثّ على مراقبة هّللا ‪ ،‬والعمل بطاعته‪ ،‬مهما أمكن‪ ،‬وال ترهيب من‬
‫الص الةَ( حثّ ه عليه ا‪ ،‬وخص ّها‬ ‫عمل القبيح‪ ،‬قَ َّل أو َكثُ َر‪) .‬يَا بُنَ َّي َأقِ ِم َّ‬
‫وف َوا ْن هَ َع ِن‬ ‫ألنها أك بر العب ادات البدني ة‪َ ) ،‬وْأ ُم ْر بِ ا ْل َم ْع ُر ِ‬
‫‪1‬‬
‫(?) سورة لقمان‪ ،‬اآليات‪.19 -16 :‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫ا ْل ُم ْن َك ِر( وذلك يس تلزم العلم ب المعروف لي أمر ب ه‪ ،‬والعلم ب المنكر‬


‫يتم األمر ب المعروف‪ ،‬والنهي عن المنكر‬ ‫لينهى عن ه‪ .‬واألمر بما ال ّ‬
‫اص بِ ْر َعلَى‬ ‫إال به‪ ،‬من الرفق‪ ،‬والصبر‪ ،‬وقد صرح به في قول ه‪َ ) :‬و ْ‬
‫ص ابَكَ ( ومن كونه ف اعالً لما ي أمر ب ه‪ ،‬كافّاً لما ينهى عن ه‪،‬‬ ‫َما َأ َ‬
‫فتضمن هذا‪ ،‬تكميل نفسه بفعل الخير‪ ،‬وت رك الش ر‪ ،‬وتكميل غ يره‬ ‫ّ‬
‫بذلك‪ ،‬ب أمره ونهي ه‪ .‬ولما علم أنه ال بدّ أن يبتلى إذا أمر ونهى‪ ،‬وأن‬
‫في األمر والنهي مشقة على النفوس‪ ،‬أمره بالصبر على ذلك فق ال‪:‬‬
‫صابَكَ ِإنَّ َذلِكَ ( الذي وعظ به لقمان ابنه ) ِمنْ َع ْز ِم‬ ‫اصبِ ْر َعلَى َما َأ َ‬ ‫) َو ْ‬
‫ويهتم به ا‪ ،‬وال يوفق لها‬ ‫ّ‬ ‫األ ُمو ِر( أي‪ :‬من األمور التي يعزم عليه ا‪،‬‬
‫س( أي‪ :‬ال تُ ِم ْل هُ وتعبس‬ ‫ص ِّع ْر َخ َّد َك لِلنَّا ِ‬ ‫إال أهل الع زائم‪َ ) .‬وال تُ َ‬
‫ض‬ ‫األر ِ‬‫ش فِي ْ‬ ‫اس‪ ،‬تكبُّرًا عليهم‪ ،‬وتعاظماً‪َ ) .‬وال تَ ْم ِ‬ ‫بوجهك للن‬
‫معجبا بنفس ك‪ِ) .‬إنَّ هَّللا َ‬
‫ً‬ ‫َم َر ًحا( أي‪ :‬بطراً‪ ،‬فخراً بالنعم‪ ،‬ناسياً المنعم‪،‬‬
‫ال( في نفسه وهيئته وتعاظمه )فَ ُخ ور( بقول ه‪.‬‬ ‫ال يُ ِح ُّب ُك َّل ُم ْختَ ٍ‬
‫ش يِكَ ( أي‪ :‬امش متواض عاً مس تكيناً‪ ،‬ال َم ْش َي البطر‬ ‫ص ْد فِي َم ْ‬ ‫) َوا ْق ِ‬
‫أدبا مع الناس‬ ‫ص ْوتِكَ ( ً‬ ‫ض ِمنْ َ‬ ‫ض ْ‬ ‫والتكبر‪ ،‬وال مشي التماوت‪َ ) .‬وا ْغ ُ‬ ‫ّ‬
‫ص ْوتُ‬ ‫ت( أي أفظعها وأبش عها )لَ َ‬ ‫األص َوا ِ‬‫ْ‬ ‫ومع هّللا ‪ِ) ،‬إنَّ َأ ْن َك َر‬
‫ّ‬ ‫اختص‬ ‫ا ْل َح ِمي ِر( فلو كان في رفع الصوت البليغ فائدة ومصلحة‪ ،‬لما‬
‫خسته وبالدت ه‪ .‬وه ذه الوص ايا‪ ،‬ال تي‬ ‫علمت ّ‬ ‫بذلك الحمار‪ ،‬الذي قد ُ‬
‫أمه ات الحَِكم‪ ،‬وتس تلزم ما لم ي ذكر‬ ‫وص ّى بها لقم ان البن ه‪ ،‬تجمع ّ‬
‫منه ا‪ ،‬وكل وص ية يق رن بها ما ي دعو إلى فعله ا‪ ،‬إن ك انت أم راً‪،‬‬
‫نهيا‪ .‬وه ذا ي دلّ على ما ذكرنا في تفس ير‬ ‫وإلى تركها إن ك انت ً‬
‫وح َك ِمها ومناس باتها‪ ،‬ف أمره بأصل‬ ‫الحكم ة‪ ،‬أنها العلم باألحك ام‪ِ ،‬‬
‫الدين‪ ،‬وهو التوحيد‪ ،‬ونه اه عن الش رك‪ ،‬وبيَّن له الم وجب لترك ه‪،‬‬
‫لبرهما‪ ،‬وأمره بش كره‬ ‫وأمره ببر الوالدين‪ ،‬وبين له السبب الموجب ّ‬
‫وش كرهما‪ ،‬ثم اح ترز ب أن محل برهما وامتث ال أوامرهم ا‪ ،‬ما لم‬
‫يأمرا بمعصية‪ ،‬ومع ذلك فال يعقهما‪ ،‬بل يحسن إليهما‪ ،‬وإن ك ان ال‬
‫يطيعهما إذا جاهداه على الشرك‪ .‬وأمره بمراقبة هّللا ‪ ،‬وخ َّوفه الق دوم‬
‫عليه‪ ،‬وأنه ال يغ ادر ص غيرة وال كب يرة من الخ ير والش ر‪ ،‬إال أتى‬
‫بها‪ .‬ونهاه عن التكبّر‪ ،‬وأمره بالتواضع‪ ،‬ونه اه عن البطر واألش ر‪،‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫والمرح‪ ،‬وأمره بالسكون في الحركات واألصوات‪ ،‬ونه اه عن ضد‬


‫ذلك‪ .‬وأمره باألمر بالمعروف‪ ،‬والنهي عن المنكر‪ ،‬وإقامة الصالة‪،‬‬
‫وبالص بر الل ذين يس هل بهما كل أم ر‪ ،‬كما ق ال تع الى‪ ،‬فحقيق بمن‬
‫أوصى بهذه الوصايا‪ ،‬أن يكون مخصوصاً بالحكمة‪ ،‬مش هوراً به ا‪.‬‬
‫قص عليهم من‬ ‫ّ‬ ‫وله ذا من منة هّللا عليه وعلى س ائر عب اده‪ ،‬أن‬
‫حكمته‪ ،‬ما يكون لهم به أسوة حسنة))(‪.)1‬‬
‫ون َربَّنَا َه ْب لَنَا ِمنْ َأ ْز َوا ِجنَا‬
‫ين يَقُولُ َ‬ ‫‪ -3‬ح ((رص عب ((اد ال ((رحمن‪َ ) :‬والَّ ِذ َ‬
‫ين ِإ َما ًما*ُأولَِئ َك يُ ْج َز ْو َن ا ْل ُغ ْرفَ ةَ‬ ‫َو ُذ ِّريَّاتِنَا قُ َّرةَ َأ ْعيُ ٍن َو ْ‬
‫اج َع ْلنَا لِ ْل ُمتَّقِ َ‬
‫س نَتْ‬ ‫ين فِي َها َح ُ‬ ‫س اَل ًما * َخالِ ِد َ‬ ‫ص بَ ُروا َويُلَقَّ ْو َن فِي َها تَ ِحيَّةً َو َ‬ ‫بِ َما َ‬
‫ستَقَ ًّرا َو ُمقَا ًما( ‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫ُم ْ‬
‫ون َربَّنَا َه ْب لَنَا ِمنْ َأ ْز َوا ِجنَا( أي‪ :‬قرنائنا من‬ ‫َ‬ ‫ين يَقُولُ‬ ‫(() َوالَّ ِذ َ‬
‫أص حاب وأق ران وزوج ات‪َ ) ،‬و ُذ ِّريَّاتِنَا قُ َّرةَ َأ ْعيُ ٍن( أي‪ :‬تقر بهم‬
‫أعينن ا‪ .‬وإذا اس تقرأنا ح الهم‪ ،‬وص فاتهم عرفنا من هممهم‪ ،‬وعلو‬
‫تقر أعينهم ح تى ي روهم مطيعين ل ربهم‪ ،‬ع المين‬ ‫م رتبتهم أنهم ال ّ‬
‫عاملين‪ ،‬وهذا كما أنه دعاء ألزواجهم وذرياتهم في ص الحهم‪ ،‬فإنه‬
‫دع اء ألنفس هم؛ ألن نفعه يع ود عليهم‪ ،‬وله ذا جعل وا ذلك هبة لهم‬
‫فق الوا‪َ ) :‬ه ْب لَنَا( بل دع اؤهم يع ود إلى نفع عم وم المس لمين؛ ألن‬
‫يتعل ق بهم وينتفع‬ ‫بص الح من ذكر يك ون س بباً لص الح كث ير ممن ّ‬
‫ين ِإ َما ًما( أي‪ :‬أوص لنا يا ربنا إلى ه ذه الدرجة‬ ‫اج َع ْلنَا لِ ْل ُمتَّقِ َ‬
‫بهم‪َ ) .‬و ْ‬
‫والكم ل من عب اد اللَّه الص الحين‪ ،‬وهي‬ ‫ّ‬ ‫العالي ة‪ ،‬درجة الص ديقين‪،‬‬
‫درجة اإلمامة في ال دين‪ ،‬وأن يكون وا ق دوة للمتقين في أق والهم‬
‫وأفع الهم‪ ،‬يقت دى بأفع الهم‪ ،‬ويطمئن ألق والهم‪ ،‬ويس ير أهل الخ ير‬
‫خلفهم فيهدون ويهتدون‪ .‬ومن المعلوم أن الدعاء ببلوغ ش يء دع اء‬
‫تتم إال‬‫يتم إال ب ه‪ ،‬وه ذه الدرجة ‪-‬درجة اإلمامة في ال دين‪ -‬ال ّ‬ ‫بما ال ّ‬
‫َأ‬ ‫َأ‬
‫بالصبر واليقين‪ ،‬كما قال تعالى‪َ ) :‬و َج َع ْلنَاهم ِئ َّمةً يَ ْه د َ‬
‫ُون بِ ْم ِرنَا لَ َّما‬
‫ون(‪ ،‬فه ذا ال دعاء يس تلزم من األعم ال‪،‬‬ ‫صبَ ُروا َو َكانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُ َ‬ ‫َ‬
‫‪1‬‬
‫(?) تيسير الكريم الرحمن (ص ‪.)649-648‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) سور الفرقان‪ ،‬اآليات‪.76 -74 :‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫والص بر على طاعة اللَّه‪ ،‬وعن معص يته‪ ،‬وأق داره المؤلمة‪ ،‬ومن‬
‫العلم الت امّ ال ذي يوصل ص احبه إلى درجة اليقين‪ ،‬خ يراً كث يراً‬
‫وعطاء جزيالً وأن يكونوا في أعلى ما يمكن من درجات الخلق بعد‬ ‫ً‬
‫لم ا ك انت هممهم ومط البهم عالية‪ ،‬ك ان الج زاء من‬ ‫الرسل؛ ولهذا ّ‬
‫ُأ‬
‫جنس العمل‪ ،‬فج ازاهم بالمن ازل العالي ات‪ ،‬فق ال‪ ) :‬ولَِئ َك يُ ْج َز ْو َن‬
‫صبَ ُروا( أي‪ :‬المن ازل الرفيعة والمس اكن األنيقة الجامعة‬ ‫ا ْل ُغ ْرفَةَ بِ َما َ‬
‫لكل ما يشتهى‪ ،‬وتلذّه األعين‪ ،‬وذلك بسبب ص برهم ن الوا ما ن الوا‪،‬‬
‫س ال ٌم َعلَ ْي ُك ْم‬
‫ب َ‬ ‫كما قال تعالى‪َ ) :‬وا ْل َمالِئ َكةُ يَد ُْخلُ َ‬
‫ون َعلَ ْي ِه ْم ِمنْ ُك ِّل بَ ا ٍ‬
‫ص بَ ْرتُ ْم فَنِ ْع َم ُع ْقبَى ال دَّا ِر(‪ ،‬وله ذا ق ال هنا‪َ ) :‬ويُلَقَّ ْو َن فِي َها تَ ِحيَّةً‬ ‫بِ َما َ‬
‫س ال ًما( من ربهم‪ ،‬ومن مالئكته الك رام‪ ،‬ومن بعض على بعض‪،‬‬ ‫َو َ‬
‫ويسلمون من جميع المنغصات والمكدرات‪.‬‬
‫والحاص ل‪ :‬أن اللَّه وص فهم بالوق ار والس كينة والتواضع له‬
‫ولعباده‪ ،‬وحسن األدب والحلم‪ ،‬وس عة الخلق والعفو عن الج اهلين‪،‬‬
‫واإلع راض عنهم‪ ،‬ومقابلة إس اءتهم باإلحس ان‪ ،‬وقي ام الليل‪،‬‬
‫واإلخالص في ه‪ ،‬والخ وف من الن ار والتضرّع ل ربهم أن ينجيهم‬
‫منها‪ ،‬وإخراج الواجب والمستحب في النفقات واالقتص اد في ذلك ‪-‬‬
‫وإذا كانوا مقتصدين في اإلنفاق ال ذي ج رت الع ادة بالتفريط فيه أو‬
‫وتوسطهم في غ يره من ب اب أولى‪ -‬والس المة‬ ‫ّ‬ ‫اإلفراط‪ ،‬فاقتصادهم‬
‫من كب ائر ال ذنوب‪ ،‬واالتص اف ب اإلخالص للَّه في عبادته‪ ،‬والعفة‬
‫عن الدماء واألعراض والتوبة عند صدور شيء من ذل ك‪ ،‬وأنهم ال‬
‫يحض رون مج الس المنكر والفس وق القولية والفعلية‪ ،‬وال يفعلونها‬
‫الردية ال تي ال خ ير‬ ‫َّ‬ ‫بأنفس هم‪ ،‬وأنهم يت نزّهون من اللغو واألفع ال‬
‫فيها‪ ،‬وذلك يس تلزم م روءتهم وإنس انيتهم وكم الهم‪ ،‬ورفعة أنفس هم‬
‫عن كل خسيس قولي وفعلي‪ ،‬وأنهم يق ابلون آي ات اللَّه ب القبول لها‪،‬‬
‫والتفهم لمعانيها والعمل به ا‪ ،‬واالجته اد في تنفيذ أحكامه ا‪ ،‬وأنهم‬
‫ي دعون اللَّه تع الى بأكمل ال دعاء‪ ،‬في ال دعاء ال ذي ينتفع ون ب ه‪،‬‬
‫يتعل ق بهم‪ ،‬وينتفع به المس لمون من ص الح أزواجهم‬ ‫وينتفع به من ّ‬
‫وذريتهم‪ ،‬ومن ل وازم ذلك س عيهم في تعليمهم ووعظهم ونص حهم؛‬
‫ألن من ح رص على ش يء‪ ،‬ودعا اللَّه فيه‪ ،‬ال بد أن يك ون متس بباً‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫فيه‪ ،‬وأنهم دعوا اللَّه ببلوغ أعلى الدرجات الممكنة لهم‪ ،‬وهي درجة‬
‫اإلمامة والص ديقية‪َ .‬فلَِّلِه ما أعلى ه ذه الص فات‪ ،‬وأرفع ه ذه الهمم‪،‬‬
‫وأجل ه ذه المط الب‪ ،‬وأزكى تلك النف وس‪ ،‬وأطهر تلك القل وب‪،‬‬ ‫ّ‬
‫وأصفى هؤالء الصفوة‪ ،‬وأتقى هؤالء الس ادة‪ ،‬وللَّه فضل اللَّه عليهم‬
‫ونعمته ورحمته ال تي جلّلتهم‪ ،‬ولطفه ال ذي أوص لهم إلى ه ذه‬
‫ولله‪ ،‬منة اللَّه على عباده أن بين لهم أوص افهم‪ ،‬ونعت لهم‬ ‫المنازل‪َّ .‬‬
‫هيئ اتهم‪ ،‬وبين لهم هممهم‪ ،‬وأوضح لهم أج ورهم‪ ،‬ليش تاقوا إلى‬
‫االتصاف بأوص افهم‪ ،‬ويب ذلوا جه دهم في ذل ك‪ ،‬ويس ألوا ال ذي منّ‬
‫عليهم وأك رمهم ال ذي فض له في كل زم ان ومك ان‪ ،‬وفي كل وقت‬
‫وأوان‪ ،‬أن يهديهم كما هداهم ويتوالهم بتربيته الخاصة كما توالهم))‬
‫(‪.)1‬‬
‫ص ْينَا‬ ‫‪ -4‬ح ((رص المؤم ((نين على ص ((الح ذريتهم‪ ،‬ق ال هّللا تع الى‪َ ) :‬و َو َّ‬
‫ض َع ْتهُ ُك ْر ًها َو َح ْملُهُ‬ ‫سانًا َح َملَ ْتهُ ُأ ُّمهُ ُك ْر ًها َو َو َ‬ ‫ان بِ َوالِ َد ْي ِه ِإ ْح َ‬ ‫اِإْل ْن َ‬
‫س َ‬
‫سنَةً قَ ا َل‬ ‫ين َ‬ ‫ش َّدهُ َوبَلَ َغ َأ ْربَ ِع َ‬‫ش ْه ًرا َحتَّى ِإ َذا بَلَ َغ َأ ُ‬ ‫ون َ‬ ‫صالُهُ ثَاَل ثُ َ‬ ‫َوفِ َ‬
‫ي‬ ‫ش ُك َر نِ ْع َمتَ َك الَّتِي َأ ْن َع ْمتَ َعلَ َّي َو َعلَى َوالِ َد َّ‬ ‫َر ِّب َأ ْو ِز ْعنِي َأنْ َأ ْ‬
‫ص لِ ْح لِي فِي ُذ ِّريَّتِي ِإنِّي تُ ْبتُ ِإلَ ْي كَ‬ ‫ض اهُ َوَأ ْ‬ ‫صالِ ًحا ت َْر َ‬ ‫َوَأنْ َأ ْع َم َل َ‬
‫س َن َما َع ِملُ وا‬ ‫ين نَتَقَبَّ ُل َع ْن ُه ْم َأ ْح َ‬ ‫ين * ُأولَِئ َك الَّ ِذ َ‬ ‫سلِ ِم َ‬‫َوِإنِّي ِم َن ا ْل ُم ْ‬
‫ْق الَّ ِذي‬ ‫الص د ِ‬ ‫ب ا ْل َجنَّ ِة َو ْع َد ِّ‬ ‫ص َحا ِ‬ ‫س يَِّئاتِ ِه ْم فِي َأ ْ‬ ‫او ُز عَنْ َ‬ ‫َونَت ََج َ‬
‫ُون( ‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫َكانُوا يُو َعد َ‬
‫وصى األوالد‬ ‫ّ‬ ‫((هذا من لطفه تعالى بعباده‪ ،‬وشكره للوالدين‪ ،‬أن‬
‫وعهد إليهم أن يحس نوا إلى وال ديهم ب القول اللطيف‪ ،‬والكالم الليّن‪،‬‬
‫وبذل المال والنفقة‪ ،‬وغير ذلك من وجوه اإلحسان‪ .‬ثم ّنبه على ذكر‬
‫األم من ول دها‪ ،‬وما قاس ته‬ ‫تحملته ّ‬ ‫السبب الم وجب ل ذلك‪ ،‬ف ذكر ما ّ‬
‫المشقة الكب يرة‪ ،‬ثم مشقّة‬ ‫ّ‬ ‫مشقة والدتها‬ ‫ثم ّ‬ ‫من المك اره وقت حملها‪ّ ،‬‬
‫الرضاع‪ ،‬وخدمة الحضانة‪ ،‬وليست الم ذكورات م دة يس يرة س اعة‬
‫ش ْه ًرا( للحمل‬ ‫ون َ‬ ‫مدة طويلة ق درها )ثَالثُ َ‬ ‫أو س اعتين‪ ،‬وإنما ذلك ّ‬
‫‪1‬‬
‫(?) تيسير الكريم الرحمن (ص ‪.)588 -587‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) سورة األحقاف‪ ،‬اآليتان‪.16 -15 :‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫تسعة أشهر ونحوها‪ ،‬والباقي للرضاع هذا هو الغالب‪.‬‬


‫َأ‬
‫ض ْع َن ْوال َدهُنَّ‬ ‫تدل به ذه اآلية مع قول ه‪َ ) :‬وا ْل َوالِ دَاتُ يُ ْر ِ‬ ‫ويس ّ‬
‫مدة الرض اع‬ ‫مدة الحمل ستة أش هر؛ ألنّ ّ‬ ‫َح ْولَ ْي ِن َكا ِملَ ْي ِن((‪ )1‬أن أقلّ ّ‬
‫‪-‬وهي سنتان‪ -‬إذا سقطت منها السنتان بقي س تة أش هر مدّة للحم ل‪،‬‬
‫ش َّدهُ( أي‪ :‬نهاية قوته وشبابه‪ ،‬وكم ال عقل ه‪َ ) ،‬وبَلَ َغ‬ ‫) َحتَّى ِإ َذا بَلَ َغ َأ ُ‬
‫ش ُك َر‬ ‫س نَةً قَ ا َل َر ِّب َأ ْو ِز ْعنِي( أي‪ :‬ألهم ني ووفق ني )َأنْ َأ ْ‬ ‫ين َ‬ ‫َأ ْربَ ِع َ‬
‫ي( أي‪ :‬نعم ال دين‪ ،‬ونعم ال دنيا‪،‬‬ ‫نِ ْع َمتَكَ الَّتِي َأ ْن َع ْمتَ َعلَ َّي َو َعلَى َوالِ َد َّ‬
‫وش كره بص رف النعم في طاعة مس ديها وموليها‪ ،‬ومقابل ة منته‬
‫باالعتراف والعجز عن الش كر‪ ،‬واالجته اد في الثن اء بها على اللَّه‪،‬‬
‫والنعم على الوال دين‪ :‬نعم على أوالدهم وذريتهم؛ ألنهم ال بد أن‬
‫ينالهم منها ومن أسبابها وآثارها‪ ،‬خصوصاً نعم الدين‪ ،‬ف إن ص الح‬
‫الوال دين ب العلم والعمل من أعظم األس باب لص الح أوالدهم‪َ ) .‬وَأنْ‬
‫ض اهُ( ب أن يك ون جامعاً لما يص لحه‪ ،‬س الماً مما‬ ‫ص الِ ًحا ت َْر َ‬ ‫َأ ْع َم َل َ‬
‫صلِ ْح لِي‬ ‫يفسده‪ ،‬فهذا العمل الذي يرضاه اللَّه ويقبله ويثيب عليه‪َ ) .‬وَأ ْ‬
‫لم ا دعا لنفسه بالص الح‪ ،‬دعا لذريته أن يص لح اللَّه‬ ‫فِي ُذ ِّريَّتِي( ّ‬
‫صلِ ْح‬ ‫أحوالهم‪ ،‬وذكر أن صالحهم يعود نفعه على والديهم لقوله‪َ ) :‬وَأ ْ‬
‫لِي(‪ِ) ،‬إنِّي تُ ْبتُ ِإلَ ْيكَ ( من ال ذنوب والمعاصي‪ ،‬ورجعت إلى طاعتك‬
‫ين(‪.‬‬ ‫) َوِإنِّي ِم َن ا ْل ُم ْ‬
‫سلِ ِم َ‬
‫س َن َما‬ ‫ين نَتَقَبَّ ُل َع ْن ُه ْم َأ ْح َ‬
‫)أُولَِئكَ ( ال ذين ذك رت أوص افهم )الَّ ِذ َ‬
‫َع ِملُوا(‪ ،‬وهو الطاعات ألنهم يعمل ون أيضاً غيره ا‪َ ) .‬ونَتَج ا َو ُز عَنْ‬
‫ب ا ْل َجنَّ ِة(‪ ،‬فحصل لهم الخير والمحب وب‪،‬‬ ‫ص َحا ِ‬ ‫سيَِّئاتِ ِه ْم( فِي جملة )َأ ْ‬ ‫َ‬
‫ْق الَّ ِذي َك انُوا‬ ‫الص د ِ‬ ‫وزال عنهم الشر والمك روه‪َ ) .‬و ْع َد ِّ‬
‫ُون( أي‪ :‬هذا الوعد الذي وعدناهم هو وعد صادق من أص دق‬ ‫يُو َعد َ‬
‫(‪)2‬‬
‫القائلين الذي ال يخلف الميعاد)) ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫(?) سورة البقرة‪ ،‬اآلية‪.233 :‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) تيسير الكريم الرحمن (ص ‪.)781‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫ثالثاً‪ :‬أصول يجب العلم بها في التربية وغيرها‪(:‬‬


‫‪ – 1‬اإليمان أن هداية التوفيق والتس((ديد والتث((بيت( بيد اهلل تع((الى‪ ،‬قال هللا‬
‫ش اء َو ُه َو َأ ْعلَ ُم‬ ‫‪ِ{:‬إنَّكَ الَ تَ ْه ِدي َمنْ َأ ْحبَ ْبتَ َولَ ِكنَّ هَّللا َ يَ ْه ِدي َمن يَ َ‬
‫بِا ْل ُم ْهتَ ِدين﴾(‪ )1‬فال يهتدي مهت ٍد‪ ،‬وال يهديه ها ٍد إال بتوفيق هللا ‪.‬‬
‫‪ – 2‬اإليم((ان ب((أن اهلل تع((الى َعِل َم هداية المهت((دين‪ ،‬وضالل الضالين في‬
‫علمه السابق الذي ال أ َّول له‪ ،‬قال هللا تعالى‪{ :‬ه َُو الَّ ِذي َخلَقَ ُك ْم فَ ِمن ُك ْم‬
‫صير}(‪ )2‬ق ال العالمة الس عدي‬ ‫ون بَ ِ‬‫َكافِ ٌر َو ِمن ُكم ُّمْؤ ِمنٌ َوهَّللا ُ بِ َما تَ ْع َملُ َ‬
‫رحمه هللا‪ ...« :‬ذكر أنه [‪ ]‬خلق العب اد وجعل منهم الم ؤمن‬
‫والك افر‪ ،‬فإيم انهم وكف رهم كله بقض اء هللا وق دره‪ ،‬وهو‬
‫ال ذي ش اء ذلك منهم‪ ،‬ب أن جعل لهم ق درة وإرادة‪ ،‬بهما‬
‫يتمكنون من كل ما يريدون‪ ،‬من األم ر‪ ،‬والنهي { َوهَّللا ُ بِ َما‬
‫صير}»(‪.)3‬‬ ‫ون بَ ِ‬‫تَ ْع َملُ َ‬
‫وعن علي بن أبي ط الب ‪ ‬عن الن بي ‪ r‬أنه ق ال‪َ « :‬ما ِمنْ‬
‫الجنَّة والنَّا ِر‪ ،‬وإال قد‬ ‫ب مكانَه ا‪ِ :‬م َن َ‬ ‫فوس ٍة إال ُكتِ َ‬ ‫س َم ْن َ‬ ‫نَ ْف ٍ‬
‫س ِعيدة» فقال رجل يا رس ول هللا أفال نتَّ ِك ُل على‬ ‫شقِيَّة أو َ‬ ‫ُكتِبت َ‬
‫كتابنا ون دع العم ل؟ فمن ك ان منَّا من أهل الس عادة فسيص ير إلى‬
‫عمل أهل السعادة‪ ،‬وأ َّما من كان منَّا من أهل الش قاوة فسيص ير إلى‬
‫ق له]‬ ‫س ر لما ُخلِ َ‬ ‫عمل أهل الشقاوة؟ ق ال‪[« :‬ا ْع َمل وا فَ ُك ٌّل ُميَ َّ‬
‫الس عادة‪ ،‬وأما‬ ‫َّ‬ ‫عمل أهل‬ ‫ِ‬ ‫سرون إلى‬ ‫سعادة فسيُيَ َّ‬ ‫أ َّما أهل ال َّ‬
‫َأ‬‫َ‬
‫سرون لعمل أهل الشقاوة‪ ،‬ثم ق رأ‪{ :‬ف َّما‬ ‫أهل الشقاوة فسيُيَ َّ‬
‫س َرى * َوَأ َّما َمن‬ ‫س ُرهُ لِ ْليُ ْ‬ ‫سنَى* فَ َ‬
‫سنُيَ ِّ‬ ‫ق بِا ْل ُح ْ‬ ‫َمن َأ ْعطَى َواتَّقَى* َو َ‬
‫ص َّد َ‬
‫س َرى}» ‪.‬‬
‫(‪)4‬‬
‫س ُرهُ لِ ْل ُع ْ‬ ‫سنَى *فَ َ‬
‫سنُيَ ِّ‬ ‫ب بِا ْل ُح ْ‬ ‫ستَ ْغنَى* َو َك َّذ َ‬‫بَ ِخ َل َوا ْ‬
‫‪1‬‬
‫(?) سورة القصص‪ ،‬اآلية‪.56 :‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) سورة التغابن‪ ،‬اآلية‪.2 :‬‬
‫‪3‬‬
‫(?) تيسير الكريم الرحمن (ص ‪.)866‬‬
‫‪4‬‬
‫(?) متفق عليه‪ ،‬البخاري‪ ،‬كتاب الجنائز‪ ،‬باب موعظة المحدِّث عند القبر برقم ‪،1362‬‬
‫فسُنيَ ِّسرهُ لليُ ْس َرى﴾ [سورة الليل‪ ،]10 – 5 :‬ومسلم‪ ،‬كتاب‬
‫باب ﴿ ُ‬
‫وكتاب التفسير‪ٌ ،‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫وال شك أن هللا تعالى إنّما يهدي من ك ان أهالً للهداي ة‪ ،‬ويض لُّ‬


‫من كان أهالً للضاللة‪ ،‬ق ال ‪{ :‬فَلَ َّما َزا ُغ وا َأ َزا َغ هَّللا ُ قُلُ وبَ ُه ْم َوهَّللا ُ‬
‫اسقِين}(‪.)1‬‬ ‫الَ يَ ْه ِدي ا ْلقَ ْو َم ا ْلفَ ِ‬
‫ف بيَّن هللا ‪ ‬أن أس باب الض اللة لمن ضل إنما هي بس بب من‬
‫العبد نفس ه‪ ،‬وهللا ‪ ‬ال يظلم الن اس ش يئاً‪ ،‬ولكن الن اس أنفس هم‬
‫س نَةً‬ ‫يظلمون‪ ،‬قال هللا تعالى‪ِ{ :‬إنَّ هّللا َ الَ يَ ْظلِ ُم(‪)ِ 2‬م ْثقَا َل َذ َّر ٍة َوِإن تَ ُك َح َ‬
‫ت ِمن لَّ ُد ْنهُ َأ ْج ًرا َع ِظي ًما} ‪ .‬وق ال س بحانه وتع الى‪:‬‬ ‫ضا ِع ْف َها َويُْؤ ِ‬ ‫يُ َ‬
‫ْ‬
‫س ُه ْم يَظلِ ُمون} ‪.‬‬
‫(‪)3‬‬ ‫ُ‬
‫اس نف َ‬‫َأ‬ ‫َ‬
‫ش ْيًئا َولـ ِكنَّ النَّ َ‬ ‫اس َ‬ ‫ْ‬ ‫هّللا‬
‫{ِإنَّ َ الَ يَظلِ ُم النَّ َ‬
‫وق ال هللا تع الى‪َ { :‬و َما تُ ْغنِي اآليَ اتُ َوالنُّ ُذ ُر َعن قَ ْو ٍم الَّ‬
‫يُْؤ ِمنُون}(‪.)4‬‬
‫‪ – 3‬اإليم((ان ب((أن ذلك التف((اوت‪ :‬من الش((قاوة والس((عادة‪ ،‬لحكم( ٍ(ة عظيمة‬
‫جعلها هللا سبحانه من أمور الغيب وأوجب على عباده اإليم ان به ا‪،‬‬
‫والتَّسليم بأن ذلك عين الحكمة‪ ،‬والعدل‪ ،‬والرحمة‪ ،‬كما ق ال الخضر‬
‫ش ينَا َأن يُ ْر ِهقَ ُه َما‬ ‫ان َأبَ َواهُ ُم ْؤ ِمنَ ْي ِن فَ َخ ِ‬ ‫لموس ى‪َ { :‬وَأ َّما ا ْل ُغالَ ُم فَ َك َ‬
‫طُ ْغيَانًا َو ُك ْف ًرا}(‪ .)5‬ق ال العالمة الس عدي رحمه هللا‪« :‬وك ان ذلك‬
‫الغالم قد قُ دِّر عليه أنه لو بلغ ألرهق أبويه طغيان ا ً‬
‫وكف راً‪ ،‬أي‪ :‬لحملهما على الطغي ان والكف ر‪ ،‬إما ألجل‬
‫محبتهما إي اه‪ ،‬أو للحاجة إلي ه‪ ،‬أو يح دهما على ذل ك‪ :‬أي‬
‫فقتلته الطالعي على ذلك س المة ل دين أبويه المؤم نين‪،‬‬
‫وأي فائ دة أعظم من ه ذه الفائ دة الجليل ة؟ وهو وإن ك ان‬
‫فيه إس اءة إليهم ا‪ ،‬وقطع ل ذريتهما ف إن هللا س يعطيهم من‬
‫القدر‪ ،‬باب كيف خلق اآلدمي في بطن أمه‪ ،‬وكتابة رزقه‪ ،‬وعمله‪ ،‬وشقاوته وسعادته‪ t،‬برقم‬
‫‪ ،6247‬واآليات من سورة الليل ‪.10 – 5‬‬
‫‪1‬‬
‫سورة الصف‪ ،‬اآلية‪.5 :‬‬ ‫(?)‬
‫‪2‬‬
‫سورة النساء‪ ،‬اآلية‪.40 :‬‬ ‫(?)‬
‫‪3‬‬
‫سورة يونس‪ ،‬اآلية‪.44 :‬‬ ‫(?)‬
‫‪4‬‬
‫سورة يونس‪ ،‬اآلية‪101 :‬‬ ‫(?)‬
‫‪5‬‬
‫سورة الكهف‪ ،‬اآلية‪.80 :‬‬ ‫(?)‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫الذرية ما هو خير منه‪ ،‬ولهذا قال‪{ :‬فََأ َر ْدنَا َأن يُ ْب ِدلَ ُه َما َربُّ ُه َما‬
‫ب ُر ْح ًما}أي‪ :‬ولداً ص الحاً‪ ،‬زكي اً‪ ،‬واص الً‬ ‫َخ ْي ًرا ِّم ْنهُ َز َكاةً َوَأ ْق َر َ‬
‫لرحم ه‪ ،‬ف إن الغالم ال ذي قتل لو بلغ لعقهما أشد العق وق‬
‫بحملهما على الكفر والطغي ان»(‪ .)1‬وه ذا لحكم ٍة عظيم ٍة يجب‬
‫س ْبتُ ْم َأنَّ َما َخلَ ْقنَ ا ُك ْم َعبَثًا‬ ‫اإليمان بها وليست للعبث‪ ،‬قال هللا ‪َ{ :‬أفَ َح ِ‬
‫َوَأنَّ ُك ْم ِإلَ ْينَا الَ تُ ْر َج ُعون}(‪.)2‬‬
‫‪ – 4‬اإليم((ان ب((أن اهلل ق((ادر على أن يجعل الن((اس كلهم مؤم((نين؛ لقوله ‪:‬‬
‫ض ُكلُّ ُه ْم َج ِمي ًعا أفَ أ ْنتَ تُ ْك ِرهُ‬ ‫ش اء َربُّكَ آل َم َن َمن (فِ‪)3‬ي اَأل ْر ِ‬ ‫{ َولَ ْو َ‬
‫اس َحتَّى يَ ُك ْونُوا ُمْؤ ِمنين} ‪.‬‬ ‫النَّ َ‬
‫‪ – 5‬الت((بري من الح((ول والق((وة «ال ح((ول وال ق((وة إال باهلل» وأن يخاف‬
‫المؤمن س وء الخاتم ة‪ ،‬فهو ال ي دري بما يختم ل ه‪ ،‬وه ذا‬
‫وب ثَبِّتْ قَ ْل بي َعلَى ِدينِك»(‪.)4‬‬ ‫ب القُل َ‬ ‫نبينا ‪ r‬يق ول‪« :‬يا ُمقَلِّ َ‬
‫وقد غفر هللا له ما تق دم من ذنبه وما ت أخر‪ ،‬وقد بيَّن ‪ r‬أن القل وب‬
‫بين أص بعين من أص ابع ال رحمن يُقلبهما كيف يش اء‪ ،‬فنحن أولى‬
‫بهذا الدعاء؛ لضعفنا‪ ،‬وعدم عصمتنا‪ ،‬ونسأل هللا للمهت دي الثب ات‪،‬‬
‫وللكافر والفاسق الهداية‪.‬‬
‫‪ – 6‬اإليم((ان ب((أن اهلل تع((الى يجيب ال((دعوات‪ ،‬فينبغي للعبد أن يسأل هللا‬
‫تعالى الذرية الص الحة‪ ،‬ويس أله ص الح الذري ة‪ ،‬ويلح في ذلك كما‬
‫‪1‬‬
‫(?) تيسير الكريم الرحمن (ص ‪.)483‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) سورة المؤمنون‪ ،‬اآلية‪.115 :‬‬
‫‪3‬‬
‫(?) سورة يونس‪ ،‬اآلية‪.99 :‬‬
‫‪4‬‬
‫(?) الترمذي‪ ،‬كتاب الدعوات‪ ،‬باب حدثنا أبو موسى‪ t‬برقم ‪ ،3522‬وأحمد (‪،160 /19‬‬
‫رقم ‪ ،)12107‬وابن حبان (‪ ،222 /3‬رقم ‪ ،)943‬وأبو يعلى (‪ ،207 /4‬رقم ‪،)2318‬‬
‫وابن أبي شيبة (‪ ،209 /10‬رقم ‪ ،)29807‬وعبد الرزاق (‪ ،442 /10‬رقم ‪،)19647‬‬
‫والحاكم‬
‫(‪ ،)525 /1‬وصححه‪ ،‬وصحح إسناده األلباني في سلسلة األحاديث الصحيحة‪،‬‬
‫(‪ ،)126 /5‬وصحيح سنن الترمذي‪ ،‬برقم ‪.2792‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫سبق في حال األنبياء والصالحين(‪.)1‬‬

‫‪1‬‬
‫(?) هذه األصول الستة من مشاركة الشيخ عبدالرحمن العمر في ندوة الجامع الكبير بالرياض‬
‫بتاريخ ‪15/5/1431‬هـ‪ ،‬والقسم الخاص بمشاركتي في هذه الندوة من أول المبحث األول في‬
‫هذا الكتاب إلى هذه األصول‪ ،‬وكان عنوان الندوة «تربية الناشئين في ضوء الكتاب‬
‫والسنة» وقد َعلَّق عليها سماحة مفتي عام المملكة السعودية عبدالعزيز بن عبداهلل‬
‫آل الشيخ ‪.‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬أهمية اختيار الزوجة الصالحة في تربية األوالد‬


‫لقد شرع هللا – تبارك وتعالى – ال زواج للحف اظ على األخالق‬
‫والنس ل؛ لكي ال تختلط األنس اب وتُنتهك األع راض؛ ف إن ال زواج‬
‫أفضل طريق الس تنفاد طاقة اإلنس ان الجنس ية المتج ددة‪ ،‬ووس يلة‬
‫لتنظيم الفطرة والغريزة‪ ،‬ال تي أودعها هللا في اإلنس ان‪ ،‬ح تى يحقق‬
‫غاية اس تخالفه في األرض‪ ،‬والس ير بالحي اة في مج ال الخ ير‬
‫واإلصالح‪ ،‬فليس أضر باألمة وال أفتك بها‪ ،‬وال أس رع إلى خرابها‬
‫من انتشار الفسق وترك الحبل على الغارب للمج رمين‪ ،‬فس ًّدا له ذا‬
‫جعل هللا الزواج من س نن المرس لين‪ ،‬وجعله واجب ا ً على من خ اف‬
‫على نفسه من الوقوع في الزنا‪ ،‬فعن عبدهللا بن مسعود ‪ ‬ق ال‪ :‬ق ال‬
‫ستَطَا َع ِم ْن ُك ُم ا ْلبَا َءةَ فَ ْليَتَ َز َّو ْج؛‬‫ب من ا ْ‬ ‫شبَا ِ‬
‫رسول هللا ‪(( :r‬يا َم ْعش ََر ال َّ‬
‫الص ْو ِم‬‫ست َِط ْع فَ َعلَ ْي ِه بِ َّ‬ ‫ج‪َ ،‬و َمنْ لم يَ ْ‬‫صنُ للفَ ْر ِ‬ ‫وأح َ‬ ‫ص ِر ْ‬ ‫أغض للبَ َ‬ ‫ُّ‬ ‫فإنَّه‬
‫فإنه له ِو َجا ٌء))(‪.)1‬‬
‫حث الرجل المس لم على البحث عن الزوجة‬ ‫إن اإلس الم قد َّ‬ ‫ثم َّ‬
‫الصالحة؛ ألنها شريكة حياته‪ ،‬وهي التي سوف ت ربي أوالده‪ ،‬وهي‬
‫نعمة عظيمة من هللا سبحانه وتعالى‪ ،‬إذ أنعم بها على الذكر‪ ،‬وكذلك‬
‫س ُك ْم‬‫أنعم على األن ثى بال ذكر‪ ،‬ق ال تع الى‪َ { :‬وهّللا ُ َج َع َل لَ ُكم ِّمنْ َأنفُ ِ‬
‫ت}‬ ‫ين َو َحفَ َدةً َو َر َزقَ ُكم ِّم َن الطَّيِّبَ ا ِ‬ ‫اج ُكم بَنِ َ‬‫اجا َو َج َع َل لَ ُكم ِّمنْ َأ ْز َو ِ‬‫َأ ْز َو ً‬
‫(‪.)2‬‬
‫وعن أبي هري رة ‪ ‬ق ال‪ :‬ق ال رس ول هللا ‪(( :r‬تُ ْن َك ُح ا ْل َم ْرَأةُ‬
‫ت ال دِّي ِن‬ ‫س بِ َها‪َ ،‬و َج َمالِ َه ا‪َ ،‬ولِ ِدينِ َها‪ ،‬فَ ا ْظفَ ْر بِ َذا ِ‬ ‫َأِل ْربَ ٍع‪ :‬لِ َمالِ َها‪َ ،‬ولِ َح َ‬

‫‪1‬‬
‫(?) أخرجه البخاري‪ ،‬كتاب النكاح‪ ،‬باب قول النبي ‪ -‬صلى اهلل عليه وسلم ‪(( :-‬من‬
‫استطاع منكم الباءة فليتزوج‪ ))...‬برقم ‪ ،5065‬ومسلم‪ ،‬كتاب النكاح‪ ،‬باب استحباب‬
‫النكاح لمن تاقت نفسه إليه ووجد مؤنة‪ t‬واشتغال من عجز عن المؤن بالصوم‪ ،‬برقم‬
‫‪.1400‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) سورة النحل‪ ،‬اآلية‪.72 :‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫تَ ِربَتْ يَدَاكَ ))(‪.)1‬‬


‫فينبغي أن يتخيّر الرجل الم رأة الص الحة ذات الخلق الحميد‬
‫والدين القويم‪ ،‬فال يكون همه الجم ال وح ده‪ ،‬فقد تك ون ه ذه الم رأة‬
‫تنغيص وش قاو ٍة على اإلنس ان‪ ،‬ومن ثم ينشأ أوالده على‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫س ببُ‬
‫الفسق‪ ،‬والعصيان‪ ،‬وسوء األخالق‪ ،‬أما المرأة الصالحة‪ ،‬فهي تربي‬
‫أجياالً صالحين‪ ،‬وقد أرشد إليها الرسول ‪ r‬وأخ بر أنها خ ير مت اع‪،‬‬
‫ضَي اللَُّه َعْن ُه َما قال‪ :‬قال رس ول هللا ‪:r‬‬
‫فعن عبدهللا بن عمرو بن العاص َر ِ‬
‫ُ (‪) 2‬‬
‫َاع ال ُّد ْنيَا ا ْل َم ْرَأةُ َّ‬
‫الص الِ َحة)) ‪ .‬أي أن ال دنيا‬ ‫((ال ُّد ْنيَا َمتَاعٌ‪َ ،‬و َخ ْي ُر َمت ِ‬
‫متاع زائل‪ ،‬وخير ما في ه ذا المت اع الم رأة الص الحة؛ ألنها تُس عد‬
‫صاحبها في الدنيا‪ ،‬وتعينه على أمر اآلخرة‪.‬‬

‫وهلل در من قال‪:‬‬
‫ص الح جيرانه وال بر في ول ده‬ ‫س إذا‬
‫رء في خم ٍ‬ ‫س عادة الم‬
‫اجتمعت‬
‫وفي ورزق الم رء في‬
‫وك ذا خ ٍّل ٍّ‬ ‫نت أخالقها‬ ‫وزوجة حس‬
‫(‪) 3‬‬
‫ده‬ ‫بل‬
‫والمرأة الص الحة خ ير ك نز لإلنس ان المس لم‪ ،‬وهي أغلى من‬
‫كن وز ال ذهب والفض ة‪ ،‬فهي إذا نظر إليها س رته‪ ،‬وإذا أمرها‬
‫أطاعت ه‪ ،‬وإذا غ اب عنها حفظته في نفس ها ومال ه‪ ،‬وإذا أقسم عليها‬
‫أبرته‪ ،‬فعن عبدهللا بن سالم قال‪ :‬قال الرسول ‪(( :r‬خ ي ُر النِّس ا ِء َمن‬
‫س َها‬ ‫س ُّركَ إ َذا أ ْب َ‬
‫ص ْرتَ ‪ ،‬وتُطي ُع َك إذا أ َم ْرتَ ‪ ،‬وتحفَ ظُ َغ ْيبت َك في نَ ْف ِ‬ ‫تَ ُ‬
‫ومالِك)) ‪ ،‬فقوله ‪ :r‬من تس رك إذا أبص رت‪ :‬كناية عن جم ال‬ ‫(‪)4‬‬

‫‪1‬‬
‫(?) أخرجه البخاري‪ ،‬كتاب النكاح‪ ،‬باب األكفاء في الدين‪ ،‬برقم ‪ ،5090‬ومسلم‪ ،‬كتاب‬
‫النكاح‪ ،‬باب استحباب نكاح ذات الدين‪ ،‬برقم ‪.1466‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) أخرجه مسلم‪ ،‬كتاب النكاح‪ ،‬باب خير متاع الدنيا المرأة الصالحة‪ ،‬رقم ‪.1467‬‬
‫‪3‬‬
‫(?) من كتاب بناء األسرة المسلمة‪ ،‬الحلقة الثانية‪ ،‬حسين محمد يوسف‬
‫‪4‬‬
‫(?) أخرجه الضياء المقدسي في األحاديث المختارة (‪ 9/456‬رقم ‪ ،)429‬والحاكم في‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫الخلقة ونظافة الملبس‪ ،‬وكمال الزينة‪ ،‬وقوله ‪ :r‬وتطيعك إذا أمرت‪:‬‬


‫كناية عن طيب عنصرها‪ ،‬وحسن تربيته ا‪ ،‬وقوله ‪ :r‬وتحفظ غيبتك‬
‫في نفسها ومالك‪ :‬كناية عن ق وة دينها وص دق إيمانها باهلل ورس وله‬
‫‪.r‬‬
‫ق لمن ت وفَّرت فيها ه ذه الص فات أن يص فها الص ادق‬ ‫و ُح َّ‬
‫المصدوق ‪ r‬بأنها خير النساء‪.‬‬
‫والزوجة الص الحة فيض من الس عادة‪ ،‬يغمر ال بيت ويمل ؤه‬
‫اس تَفَا َد‬‫س روراً وبهج ة‪ ،‬فعن أبي أمامة ‪ ‬عن الن بي ‪ r‬ق ال‪(( :‬ما ْ‬
‫ص الِ َح ٍة‪ :‬إن َأ َم َر َها‬ ‫ا ْل ُم ْؤ ِمنُ بَ ْع َد تَ ْق َوى هللا َخ ْي ًرا له من َز ْو َج ٍة َ‬
‫اب‬ ‫س َم عليها َأبَ َّر ْت هُ‪َ ،‬وِإنْ َغ َ‬ ‫س َّر ْتهُ‪َ ،‬وِإنْ َأ ْق َ‬‫َأطَا َع ْتهُ‪َ ،‬وِإنْ نَظَ َر ِإلَ ْي َها َ‬
‫س َها َو َمالِ ِه)) (‪.)1‬‬ ‫ص َح ْتهُ في نَ ْف ِ‬ ‫عنها نَ َ‬
‫وعن سعد بن أبي وقاص ‪ ‬قال‪ :‬قال رسول هللا ‪ِ (( :r‬م َن سعاد ِة‬
‫س َعاد ِة اب ِن آدم‪:‬‬ ‫ابن آد َم ثالثة‪ِ :‬من َ‬ ‫ش قاوة ِ‬ ‫ابن آ َدم ثَالث ة‪ ،‬ومن َ‬
‫الص الِ ُح‪ ،‬و ِمنْ‬
‫اس ُع‪َ ،‬والم ركب َّ‬ ‫س َكنُ ا ْل َو ِ‬ ‫ا ْل َم ْرَأةُ َّ‬
‫الص الِ َحةُ‪َ ،‬وا ْل َم ْ‬
‫ب‬ ‫الس وء‪َ ،‬وا ْل َم ْر َك ُ‬ ‫س َكنُ ُّ‬ ‫الس و ُء‪َ ،‬وا ْل َم ْ‬ ‫قاو ِة ابن آدم‪َ :‬ا ْل َم ْرَأةُ ُّ‬ ‫ش َ‬ ‫َ‬
‫الس عادة‪:‬‬ ‫َّ‬ ‫الس و ُء)) ‪ .‬ولفظ ابن حب ان في ص حيحه‪« :‬أرب ٌع ِم َن‬ ‫(‪)2‬‬
‫ُّ‬
‫المستدرك (‪ 2/175‬رقم ‪ ،)2682‬والطيالسي في مسنده‪ ،‬برقم ‪ ،2325‬وصححه األلباني‬
‫في صحيح الجامع‪ ،‬برقم ‪.3299‬‬
‫‪1‬‬
‫(?) أخرجه ابن ماجه‪ ،‬كتاب النكاح‪ ،‬باب أفضل النساء‪ ،‬برقم ‪ ،1857‬والطبراني في الكبير‬
‫(‪ 8/222‬رقم ‪ )7881‬قال الكناني في مصباح الزجاجة (‪ 97 – 2/96‬رقم ‪ :)665‬هذا‬
‫إسناد فيه علي بن زيد بن جدعان وهو ضعيف‪ .‬قال البخاري‪ :‬منكر الحديث‪ ،‬وعثمان بن أبي‬
‫العاتكة مختلف فيه‪ ،‬وله شاهد من حديث عبداهلل بن عمرو رواه مسلم وغيره‪ .‬ورواه النسائي‬
‫وسكت عنه‪ .‬وقال العجلوني في كشف الخفاء (‪ 2/236‬رقم ‪ :)2188‬رواه ابن ماجه‬
‫والطبراني عن أبي أمامة بسند ضعيف‪ ،‬لكن له شواهد تدل على أن له أصالً‪ .‬وضعفه األلباني‬
‫في ضعيف الجامع‪ ،‬برقم ‪ ،4999‬وفي ضعيف الترغيب والترهيب (‪ 2/7‬رقم ‪.)1205‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) أخرجه أحمد في مسنده (‪ )1/168‬وابن حبان في صحيحه (‪ 9/340‬رقم ‪ )4032‬قال‬
‫المنذري في الترغيب والترهيب (‪ 3/28‬رقم ‪ :)2948‬رواه أحمد بإسناد صحيح‪ ،‬والطبراني‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫الص الِح‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫والج ا ُر‬‫َ‬ ‫الواس ع‪،‬‬‫ِ‬ ‫الص الِ َحة‪ ،‬والمس َكنُ‬ ‫َّ‬ ‫ال َم ْرأة‬
‫الس و ُء‪،‬‬‫ُّ‬ ‫الج ار‬ ‫الش قاوة‪َ :‬‬ ‫ّ‬ ‫وال َم ْركب اله نيء‪ ،‬وأرب ٌع من‬
‫سو ُء» ‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫سو ُء‪ ،‬والمسكن الضيِّق‪ ،‬والمركب ال ُّ‬ ‫والمرأة ال ُّ‬
‫الش قاوة‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫الث ِم َن‬ ‫الس َعادة‪ ،‬وثَ ٌ‬ ‫َّ‬ ‫ولفظ الحاكم‪ٌ « :‬‬
‫ثالث ِم َن‬
‫ب عنها فتْأ َمنها‬ ‫الس عادة‪ :‬الم رأةُ ت ََراها تُ ْع ِجبُ كَ ‪ ،‬وتَغ ْي ُ‬ ‫َّ‬ ‫ف ِم َن‬
‫ق بأص حابِكَ ‪،‬‬ ‫فسها ومالِكَ‪ ،‬والدَّابةُ تكونُ وطيَّة فتلح ُ‬ ‫على نَ ِ‬
‫والدَّا ُر تكونُ واسعة كثيرة المرافق‪.‬‬
‫ومن الش قاوة الم رأة تراها فتس ؤك‪ ،‬وتحمل لس انها علي ك‪،‬‬
‫وإن غبت عنها لم تأمنها على نفسها ومالك‪ ،‬والدابة تكون قطوف ا ً‬
‫فإن ضربتها أتعبتك وإن تركبها لم تلحقك بأصحابك‪ ،‬والدار تك ون‬
‫ضيقة قليلة المرافق(‪.)2‬‬
‫وعن أنس ‪ ‬أن رس ول هللا ‪ r‬ق ال‪(( :‬من َر َزقَ هُ هللا ا ْم َرَأةً‬
‫ر البَ اقِي))‬ ‫الش ْط ِ‬ ‫ق هللا في َّ‬ ‫ِ‬ ‫صالِ َحةً فَقَ ْد َأ َعانَهُ على َ‬
‫ش ْط ِر ِدينِ ِه‪ ،‬فَ ْليَتَّ‬ ‫َ‬
‫رواه الطبراني والحاكم وقال‪ :‬صحيح اإلسناد ‪.‬‬
‫(‪)3‬‬

‫والبزار والحاكم وصححه‪ ،‬إال أنه قال‪ :‬والمسكن الضيق‪ .‬وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (‬
‫‪ :)4/272‬رواه أحمد والبزار والطبراني في الكبير واألوسط ورجال أحمد رجال الصحيح‪.‬‬
‫وقال األلباني في صحيح الترغيب والترهيب (‪ 2/403‬رقم ‪ :1914‬صحيح لغيره‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫(?) ابن حبان في صحيحه (‪ ،9/340‬برقم ‪ ،)4032‬وقال األلباني في صحيح الترغيب‬
‫والترهيب (‪ ،2/403‬برقم ‪« :)1914‬صحيح» ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) أخرجه الحاكم (‪ ،)2/162‬وقال‪ :‬هذا حديث صحيح اإلسناد‪ ،‬وقال األلباني في‬
‫صحيح الترغيب والترهيب (‪ 2/403‬رقم ‪« :)1915‬حسن» ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫(?) أخرجه الحاكم (‪ 2/175‬رقم ‪ ،)2681‬والطبراني في األوسط (‪ 1/294‬رقم ‪،)972‬‬
‫والبيهقي في شعب اإليمان (‪ 4/383‬رقم ‪ ،)5487‬وقال الحاكم‪ :‬هذا حديث صحيح‬
‫اإلسناد ولم يخرجاه‪ .‬ونقل تصحيح الحاكم المنذري في ترغيبه (‪ 3/29‬رقم ‪ )2950‬بينما‬
‫قال الهيثمي في مجمع الزوائد (‪ :)4/272‬رواه الطبراني في األوسط وفيه عبدالرحمن عن‬
‫أنس‪ .‬وعنه زهير بن محمد ولم أعرفه إال أن يكون عبدالرحمن بن زيد بن أسلم فيكون‬
‫إسناده منقطعاً‪ t،‬وإن كان غيره فلم أعرفه‪ .‬بينما قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري (‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫والزوجة الصالحة هي سكن للزوج وح رث ل ه‪ ،‬وهي ش ريكة‬


‫حياته وربة بيته وأم أوالده‪ ،‬إن صلحت ص لح األوالد‪ ،‬وإن فس دت‬
‫فسد األوالد‪.‬‬
‫قال الشاعر‪:‬‬
‫اق‬
‫يب األع َْر ِ‬
‫(‪)1‬‬ ‫أعدَدتَ ش ْعبا ً َ‬
‫ط َ‬ ‫سةً إ َذا أ َعدَدتها‬
‫األ ُّم َمدْر َ‬
‫ومن أجل هذا ر َّغب اإلسالم في اختيار الزوجة الصالحة‪.‬‬
‫والصالحة‪ :‬هي التي تحافظ على دينها‪ ،‬وأخالقها‪ ،‬وعرض ها‪،‬‬
‫وتربي أوالدها التربية اإلسالمية‪.‬‬
‫اني رحمه هللا في منظومته‬ ‫ق ال الش يخ محمد بن س الم البيح‬
‫الرجزية‪:‬‬
‫س ال َم رأة ذاتَ الطَّا ِع ِة‬
‫ف التَ ِم ِ‬ ‫ش فِي َو َداع ٍة‬
‫أردتَ ال َع ْي َ‬
‫وإن َ‬
‫بيوت ال من‬ ‫من أوسط ال‬ ‫واح دة جميلة ذات ش رف‬
‫رف‬ ‫الط‬
‫لزوجها في حقله والخل وه‬ ‫تك ون عون ا ً له في الحي اة‬
‫وة‬ ‫الحل‬
‫في بيتها جامعة ومانعة‬ ‫انعة‬ ‫قارئة كاتبة وص‬

‫‪ :)9/111‬وهذه األحاديث وإن كان في الكثير منها ضعف فمجموعها‪ t‬يدل على أن لما‬
‫يحصل به المقصود من الترغيب في التزويج أصالً‪ .‬بينما قال في تلخيص الحبير (‬
‫‪ :)3/117‬رواه الحاكم وسنده ضعيف‪ .‬ونقل تضعيف الحافظ ابن حجر الشوكاني في نيل‬
‫األوطار (‪ .)6/227‬وضعفه األلباني في ضعيف الجامع (رقم ‪ .)5599‬بينما قال في‬
‫صحيح الترغيب والترهيب (‪ 2/404‬رقم ‪ )1916‬حسن لغيره‪ .‬وهذا األخير هو من آخر‬
‫ما قال األلباني رحمه اهلل‪ ،‬واهلل أعلم‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫(?) هذا البيت من بحر الكامل‪ ،‬وينسب إلى حافظ إبراهيم‪ ،‬شاعر مصر القومي‪ ،‬ولقب‬
‫بشاعر النيل‪ ،‬عاش يتيماً‪ ،‬اشتهر شعره ونثره‪ ،‬وفي شعره إبداع امتاز به عن أقرانه‪ ،‬توفي‬
‫بالقاهرة سنة ‪1351‬هـ‪.‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫وللنس اء المؤمن ات تقتفي‬ ‫ير تكتفي‬ ‫وبالقليل والكث‬


‫الش فَّافة‬
‫كأنه الج وهرة َّ‬ ‫منزلها في غاية النظافة‬
‫ريب‬ ‫به تسر األهل والغ‬ ‫اً‬ ‫رتب ترتيب‬ ‫أثاثه م‬
‫(‪)1‬‬
‫والمس تحق لبرها تص له‬ ‫ذي تعمله‬ ‫وال تمنّ بال‬
‫روى النسائي وغيره بسند صحيح عن أبي هريرة ‪ ‬ق ال‪ :‬ق ال‬
‫س َّر ْتكَ‪ ،‬وإ َذا أ َم ْرتَها‬ ‫رسول هللا ‪َ (( :r‬خ ْي ُر النِّساء َمن إ َذا نَظَ ْرتَ إل ْي َها َ‬
‫س ْمتَ عل ْي َها أبَ َّر ْت كَ‪ ،‬وِإ َذا ِغ ْبتَ َع ْنها َحفِظَ ْت َك في‬ ‫أطَا َع ْت كَ‪ ،‬وإذا أ ْق َ‬
‫سها ومالِك))(‪.)2‬‬ ‫نَ ْف ِ‬
‫ف للم رأة الص الحة وأنها الجميلة المطيعة‬ ‫فه ذا تحديد ووص ٌ‬
‫البارَّة‪ ،‬األمينة‪ ،‬ومن المزايا التي ينبغي توفرها في المرأة الص الحة‬
‫المخطوب ة‪ :‬أن تك ون من بيئة كريم ة‪ ،‬معروفة باعت دال الم زاج‪،‬‬
‫وهدوء األعصاب‪ ،‬والبعد عن االنحراف ات النفس ية؛ فإنها أج در أن‬
‫تك ون حانَّة على ول دها‪ ،‬ب ارة بزوجه ا‪ ،‬عاب دة لربه ا‪ .‬فقد خطب‬
‫رسول هللا ‪ r‬أ َّم هاني‪ ،‬فاعتذرت إليه بأنها صاحبة أوالد‪.‬‬
‫س ا ٍء َر ِك ْب َن‬ ‫وعن أبي هريرة ‪ ‬قال‪ :‬قال رسول هللا ‪َ (( :r‬خ ْي ُر نِ َ‬
‫(‪)4‬‬
‫ص غر ِه‪َ ،‬وَأ ْر َع اهُ‬ ‫ش‪َ ،‬أ ْحنَاهُ(‪ )3‬على ولَ ٍد في ِ‬ ‫صالح نِسا ُء قُ َري (‪ٍ)5‬‬
‫ُ‬ ‫اِإْل بِ َل‬
‫ت يَ ِد ِه)) ‪.‬‬‫ج في َذا ِ‬ ‫على َز ْو ٍ‬
‫‪1‬‬
‫(?) منظومة‪ t‬البيحاني في تربية البنين (ص ‪.)5‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) أخرجه النسائي في الكبرى (‪ 5/310‬رقم ‪ ،)8961‬والطبري في تفسيره (‪،)5/60‬‬
‫والطيالسي في مسنده برقم ‪ ،2325‬والديلمي في مسند الفردوس (‪ 2/181‬رقم ‪،)2912‬‬
‫والحاكم (‪ 2/175‬رقم ‪ )2683 ،2682‬وقال‪ :‬هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم‬
‫يخرجاه‪ ،‬ووافقه الذهبي‪ ،‬وقال ابن حزم في المحلى (‪ :)10/334‬هذا خبر صحيح‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫(?) أحناه‪ :‬أكثر شفقة‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫(?) أرعاه‪ :‬أحفظه‪ t‬وأصون في ماله‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫(?) أخرجه البخاري‪ ،‬كتاب النكاح‪ ،‬باب إلى من ينكح برقم ‪ ،5082‬ومسلم‪ ،‬كتاب‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫وطبيعة األصل الكريم أن يتفرع عنه مثل ه‪ .‬فعن أبي هري رة ‪‬‬
‫ض ةِ‪،‬‬ ‫اس َمع ا ِدنُ َك َم َع ا ِد ِن ال َّذه ِ‬
‫ب والفِ َّ‬ ‫قال‪ :‬ق ال رس ول هللا ‪(( :r‬النَّ ُ‬
‫ساَل ِم إذا فَقُ ُهوا))(‪.)1‬‬ ‫ِخيَا ُر ُه ْم في ا ْل َجا ِهلِيَّ ِة ِخيَا ُر ُه ْم في اِإْل ْ‬
‫فالمنبت الحسن يخ رج نباته حس ناً‪ ،‬والمنبت الس وء ال يخ رج‬
‫إال سوءاً والعياذ باهلل‪ ،‬والغصن كما قال القائل من منبته‪.‬‬
‫وكما أن الزوجة سوف تكون ربةً لبيت الرجل‪ ،‬وتك ون راعية‬
‫في بيت ه‪ ،‬ومس ؤولة عن رعيته ا‪ ،‬كما ورد في الس نة عن ابن عمر‬
‫ِ َ‬
‫ي‬ ‫َرض‬
‫الل‬
‫ّ‬
‫اع َو ُكلُّ ُك ْم مسؤول عن َر ِعيَّتِ ِه‪،‬‬ ‫َُه َعْنهُ َما قال‪ :‬قال رسول هللا ‪ُ (( :r‬كلُّ ُك ْم َر ٍ‬
‫اع على َأ ْه ِل بَ ْيتِ ِه‪َ ،‬وا ْل َم ْرَأةُ َرا ِعيَ ةٌ على‬ ‫ٍ‬ ‫اع‪َ ،‬وال َّر ُج ُل َر‬ ‫ٍ‬ ‫َواَأْل ِم ي ُر َر‬
‫اع َو ُكلُّ ُك ْم مسؤول عن َر ِعيَّتِ ِه))(‪.)2‬‬ ‫ت َز ْو ِج َها َو َولَ ِد ِه‪ ،‬فَ ُكلُّ ُك ْم َر ٍ‬‫بَ ْي ِ‬
‫فح ريٌّ ب المرأة الص الحة ال تي ت راقب هللا أن تحافظ على‬
‫أوالده ا‪ ،‬وعلى بيت زوجه ا‪ ،‬وكل ما يختص به من ش ؤون ال بيت‬
‫ورعاية األوالد‪ ،‬فهي تعلم أن طاعة زوجها من طاعة هللا‪،‬‬
‫ومعصيته من معصية هللا‪ ،‬فهي تُنَفِّذ أمر هللا وتطيع زوجها في غير‬
‫معصية هللا تبارك وتعالى‪.‬‬
‫وعلى الم رء أن يبحث عن الزوجة الص الحة‪ ،‬ويس أل الخ الق‬
‫كن الضمائر‪ ،‬أن يرزقه زوجةً ص الحةً‪،‬‬ ‫الذي يعلم الغيب ويعلم ما تُ ُّ‬
‫س نَةً َوفِي ِ‬
‫اآلخ َر ِة‬ ‫وأن يك ون أك ثر دعائه { َربَّنَا آتِنَا فِي ال ُّد ْنيَا َح َ‬
‫اب النَّار}(‪.)3‬‬ ‫سنَةً َوقِنَا َع َذ َ‬ ‫َح َ‬
‫ق ال بعض المفس رين في تفس ير ه ذه اآلي ة‪ :‬إنها تش مل كل‬
‫فضائل الصحابة‪ ،‬باب من فضائل نساء قريش‪ ،‬برقم ‪.2527‬‬
‫(?) أخرجه البخاري‪ ،‬كتاب المناقب‪ ،‬باب قول اهلل تعالى‪( :‬يا ُّأي َها النَّاس إنَّا َخلَ ْق ْنا ُك ْم)‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫برقم ‪ ،3493‬ومسلم‪ ،‬كتاب البر والصلة واآلداب‪ ،‬باب األرواح جنود مجندة‪ ،‬برقم‬
‫‪.2638/160‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) أخرجه البخاري‪ ،‬كتاب الجمعة‪ t،‬باب الجمعة‪ t‬في القرى والمدن‪ ،‬برقم ‪،893‬‬
‫ومسلم‪ ،‬كتاب اإلمارة‪ ،‬باب فضيلة اإلمام العادل‪ ...‬برقم ‪.1829‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫مطل وب دني وي‪ :‬من عافي ة‪ ،‬ودار رحب ة‪ ،‬وزوجة حس نة‪ ،‬ورزق‬
‫واسع‪ ،‬وعلم نافع‪ ،‬وعمل صالح‪ ،‬وم ركب هين‪ ،‬وثن اء جمي ل‪ ،‬إلى‬
‫غير ذلك؛ فإنها كلها مندرجة في الحسنة في الدنيا(‪.)1‬‬
‫ومما ينبغي للرجل المسلم أثناء بحثه عن الزوجة الص الحة أال‬
‫يغفل عن المرأة الولود الودود؛ فإن الزواج بالمرأة الصالحة التي ال‬
‫تلد ال يك ون مس اعداً على إنج اب األوالد‪ ،‬ال ذين س وف يخ دمون‬
‫اإلسالم‪ ،‬وقد ورد في هذا الجانب نصوص من الش ريعة اإلس المية‬
‫تحث على الزواج بالمرأة الولود الودود‪ ،‬فقد أخ رج أبو داود بس نده‬
‫عن معقل بن يسار أن رسول هللا ‪ r‬ق ال‪(( :‬تَ َز َّو ُج وا ا ْل َولُ و َد ا ْل َودُو َد‬
‫فَِإنِّي ُم َكاثِ ٌر بِ ُك ُم اُأل َم َم)) (‪.)2‬‬
‫وقد اعت برت الش ريعة اإلس المية الذرية من مظ اهر األنس‬
‫ون ِزي َن ةُ ا ْل َح َي ا ِة ال ُّد ْن َيا‬‫والبهجة في الحياة‪ ،‬ق ال تع الى‪ { :‬ا ْل َم ا ُل َوا ْل َبنُ َ‬
‫ال } ‪ ،‬ف األوالد‬ ‫(‪) 3‬‬
‫الص ا ِل َحاتُ َخ ْي ٌر ِعن َد َر ِّبكَ َث َوا ًبا َو َخ ْي ٌر َأ َم ً‬‫َوا ْل َبا ِق َي اتُ َّ‬
‫زينة‪.‬‬
‫كما اعت برت الش ريعة اإلس المية األوالد من مص ادر النفع‬
‫والخير في الحياة الدنيا‪ ،‬وبعد الممات‪ .‬فعن أبي هري رة ‪ ‬ق ال‪ :‬ق ال‬
‫ص َدقَ ٍة‬ ‫سانُ ا ْنقَطَ َع عنه َع َملُهُ إال من ثَاَل ثَ ٍة‪ :‬إال من َ‬ ‫‪(( :r‬إذا َماتَ اِإْل ْن َ‬
‫ح يَ ْدعُو له))(‪.)4‬‬ ‫صالِ ٍ‬‫َجا ِريَ ٍة‪ ،‬أو ِع ْل ٍم يُ ْنتَفَ ُع بِ ِه‪ ،‬أو َولَ ٍد َ‬
‫‪3‬‬
‫(?) سورة البقرة‪ ،‬اآلية‪.201 :‬‬
‫‪1‬‬
‫(?) تفسير ابن كثير‪.)245 – 1/244( ،‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) أخرجه أبو داود‪ ،‬كتاب النكاح‪ ،‬باب النهي عن التزوج من لم يلد من النساء‪ ،‬برقم‬
‫‪ ،2050‬والحاكم (‪ ،2/176‬رقم ‪ ،)2685‬والبيهقي في سننه الكبرى (‪ 7/81‬رقم‬
‫‪ ،)13253‬وصححه الحاكم ونقل تصحيحه المنذري في ترغيبه (‪ 3/31‬رقم ‪)2958‬‬
‫وصححه األلباني في صحيح الجامع‪ ،‬برقم ‪ .2940‬وقال في صحيح سنن أبي داود (‬
‫‪ 1/574‬رقم ‪ :)2050‬حسن صحيح‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫(?) سورة الكهف‪ ،‬اآلية‪.46 :‬‬
‫‪4‬‬
‫(?) أخرجه مسلم‪ ،‬كتاب الوصية‪ ،‬باب ما يلحق اإلنسان من الثواب بعد وفاته‪ ،‬برقم‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫وعن أبي هريرة ‪ ‬عن النبي ‪ r‬وفي ه‪ ...« :‬إن الرجل ل ترفع‬
‫درجته في الجنة‪ ،‬فيقول‪ :‬أنَّى هذا؟ فيق ال‪ :‬باس تغفار ول دك‬
‫لك» هذا لفظ ابن ماجه‪ ،‬ولفظ أحم د‪« :‬إن هللا ‪ ‬ل يرفع الدرجة‬
‫رب أنَّى لي ه ذه؟‬ ‫ِّ‬ ‫للعبد الص الح في الجنة فيق ول‪ :‬يا‬
‫فيقول‪ :‬باستغفار ولدك لك»(‪.)1‬‬
‫وعن أبي هريرة ‪ ،‬قال‪ :‬قال رس ول هللا ‪« :r‬إنَّ مما يلحق‬
‫المؤمن من عمله وحسناته بعد موته‪ :‬علما ً علَّمه ونشره‪،‬‬
‫وولداً صالحا ً تركه‪ ،‬ومصحفا ً َو َّرث ه‪ ،‬أو مس جداً بن اه‪ ،‬أو‬
‫بيتا ً البن السبيل بناه‪ ،‬أو نهراً أجراه‪ ،‬أو ص دقةً أخرجها‬
‫من ماله في صحته وحياته‪ ،‬يلحقه من بعد موته»(‪.)2‬‬
‫وعن أنس ‪ ‬عن الن بي ‪ r‬ق ال‪« :‬س بع يج ري أجرها للعبد‬
‫بعد موته وهو في قبره‪ :‬من َعلَّم علماً‪ ،‬أو أجرى نه راً‪،‬‬
‫أو حفر بئراً‪ ،‬أو غرس نخالً‪ ،‬أو ب نى مس جداً‪ ،‬أو و َّرث‬
‫مصحفاً‪ ،‬أو ترك ولداً يستغفر له بعد موته»(‪.)3‬‬
‫وح تى لو م ات ول ده قبله يحصل على األجر العظيم؛ لح ديث‬
‫بخ – وأش ار بي ده‬ ‫بخ ٍ‬‫أبي سلمى راعي رسول هللا ‪ r‬يرفع ه‪ٍ « :‬‬
‫الخمس – ما أثقلهن في الم يزان‪ :‬س بحان هللا‪ ،‬والحمد‬

‫‪.1631‬‬
‫‪1‬‬
‫(?) أخرجه ابن ماجه‪ ،‬كتاب األدب‪ ،‬باب بر الوالدين‪ ،‬برقم ‪ ،3660‬وأحمد في المسند (‬
‫‪ 16/356‬رقم ‪ ،)10610‬وحسنه األلباني في صحيح سنن ابن ماجه (‪ ،)3/214‬وفي سلسلة‬
‫األحاديث الصحيحة‪ ،‬رقم ‪ ،1598‬وقال عنه محققو المسند (‪« :)16/356‬إسناده حسن»‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) ابن ماجه في المقدمة‪ ،‬باب ثواب معلم الناس الخير‪ ،‬برقم ‪ ،242‬وحسنه األلباني في‬
‫صحيح ابن ماجه (‪ ،)1/98‬وفي إرواء الغليل (‪.)6/29‬‬
‫‪3‬‬
‫(?) أبو نعيم في حليةاألولياء‪ ،‬بلفظه (‪ ،)2/344‬والبيهقي في الجامع لشعب اإليمان (‬
‫‪،)123 – 5/122‬وحسنه األلباني لغيره في صحيح الترغيب والترهيب(‪،566 ،1/140‬‬
‫و‪.)2/699‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫هلل‪ ،‬وال إله إال هللا‪ ،‬وهللا أك بر‪ ،‬والولد الص الح يت وفَّى‬
‫للمرء المسلم فيحتسبه»(‪.)1‬‬
‫وفضل تربية البن ات واإلحس ان إليهن ث ابت في األح اديث‬
‫الصحيحة‪ ،‬فعن أنس بن مالك ‪ ‬قال‪ :‬قال رسول هللا ‪« :r‬من عال‬
‫ج اريتين ح تى تبلغا ج اء ي وم القيامة أنا وهو» وضم أص ابعه(‪،)2‬‬
‫وفي الترمذي‪« :‬وأشار بأصبعيه» (‪.)3‬‬
‫وعن عقبة بن ع امر ‪ ‬ق ال‪ :‬س معت رس ول هللا ‪ r‬يق ول‪« :‬من‬
‫كان له ثالث بنات فص بر عليهن‪ ،‬وأطعمهن‪ ،‬وس قاهن‪ ،‬وكس اهن‬
‫من جدته(‪ُ )4‬كنَّ له حجابا ً من النار يوم القيامة» (‪.)5‬‬
‫وعن ابن عب اس َرض َِي اللَُّه َعْن ُه َم ا ق ال‪ :‬ق ال رس ول هللا ‪« :r‬ما من‬
‫مسلم تدركه ابنتان فيُحسن صحبتهما إال أدخلتاه الجنة» (‪.)6‬‬
‫ضَي اللَّهُ َعْن ُه َم ا قال‪ :‬قال رس ول هللا ‪« :r‬من‬
‫وعن جابر بن عبدهللا َر ِ‬

‫‪1‬‬
‫(?) ابن سعد في الطبقات (‪ ،)7/433‬وابن حبان في صحيحه‪ ،‬برقم ‪« ،2328‬موارد»‪،‬‬
‫والحاكم (‪ ،)1/511‬وصححه ووافقه الذهبي برقم ‪ ،1408‬وصححه األلباني في‬
‫األحاديث الصحيحة‪ ،‬برقم ‪ ،1204‬وفي صحيح موارد الظمآن إلى زوائد ابن‬
‫حبان (‪ ،2/416‬رقم ‪.)2328‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) مسلم‪ ،‬كتاب البر والصلة‪ ،‬باب اإلحسان إلى البنات‪ ،‬برقم ‪.2631‬‬
‫‪3‬‬
‫(?) الترمذي برقم ‪.1914‬‬
‫(?) ِجدته‪ :‬أي من غناه‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪5‬‬
‫(?) ابن ماجه‪ t،‬كتاب األدب‪ ،‬باب بر الولد واإلحسان إلى البنات‪ ،‬برقم ‪،3669‬‬
‫والبخاري في األدب المفرد (رقم ‪ ،)76‬وصححه األلباني في الصحيحة‪ ،‬برقم ‪،294‬‬
‫وفي صحيح ابن ماجه (‪ ،)3/215‬وصحيح األدب المفرد (ص‪.)57‬‬
‫‪6‬‬
‫(?) البخاري في األدب المفرد (رقم ‪ ،)77‬وابن ماجه‪ ،‬كتاب األدب‪ ،‬باب بر الولد‬
‫واإلحسان إلى البنات‪ ،‬برقم ‪ ،3670‬وحسنه األلباني في صحيح األدب المفرد (ص‬
‫‪ ،)57‬وفي صحيح ابن ماجه (‪ ،)3/215‬وفي الصحيحة‪ ،‬رقم ‪.2775‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫ك ان له ثالث بن ات ي ؤويهنَّ ‪ ،‬ويكفيهنَّ ‪ ،‬وي رحمهنَّ ‪ ،‬فقد وجبت له‬


‫الجنة البتة» فق ال رجل من بعض الق وم‪ :‬واثن تين يا رس ول هللا؟‬
‫قال‪« :‬واثنتين»(‪.)1‬‬
‫وعن أبي سعيد الخ دري ‪ ‬ق ال‪ :‬ق ال رس ول هللا ‪« :r‬ال يك ون‬
‫ثالث بنات‪ ،‬أو ثالث أخوات‪ ،‬أو ابنت ان‪ ،‬أو ُأخت ا ِن‪ ،‬فيتقي هللا‬ ‫ُ‬ ‫ألحد‬
‫(‪)2‬‬
‫فيهنَّ ‪ ،‬ويُحسن إليهنَّ إال دخل الجنة» ‪.‬‬
‫وعن أنس ‪ ‬قال‪ :‬قال رسول هللا ‪« :r‬من عال ابنتين‪ ،‬أو ثالثاً‪،‬‬
‫أو أخ تين‪ ،‬أو ثالث ا ً ح تى يَبِنَّ (‪ )3‬أو يم وت عنهنَّ كنتُ أنا وه َو في‬
‫الجن ِة كهاتَ ْي ِن» وأشار بأصبع ِه ال ُوسطى والتي تليها(‪.)4‬‬

‫‪1‬‬
‫(?) البخاري في األدب المفرد‪ ،‬برقم ‪ ،78‬وحسنه األلباني في صحيح األدب المفرد (ص‬
‫‪ ،)58‬وفي سلسلة األحاديث الصحيحة‪ ،‬برقم ‪.2492 ،294‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) أبو داود‪ ،‬كتاب األدب‪ ،‬باب في بر الوالدين‪ ،‬برقم ‪ ،5148 ،5147‬والترمذي‪،‬‬
‫كتاب البر والصلة‪ ،‬باب ما جاء في النفقة على البنات واألخوات‪ ،‬برقم ‪،1916 ،1912‬‬
‫وابن حبان (‪ ،2/191‬برقم ‪ ،446‬وأحمد في المسند (‪ 17/476‬رقم ‪ ،11384‬و‬
‫‪ ،18/413‬رقم ‪ ،)11924‬والحديث قال عنه شعيب األرنؤوط في تحقيقه لصحيح ابن‬
‫حبان (‪« :)2/190‬ومتن الحديث صحيح» وقال عنه محققو مسند اإلمام أحمد‪17/476( :‬‬
‫)‪« :‬حديث صحيح لغيره» وقال عنه األلباني في صحيح الترغيب والترهيب‪:2/429 ،‬‬
‫«صحيح لغيره» وأخرجه البخاري في‪ ‬األدب المفرد برقم ‪ ،79‬وقال األلباني في صحيح‬
‫األدب المفرد (ص ‪« :)58‬حسن» ‪ .‬وانظر‪ :‬سلسلة األحاديث الصحيحة‪ ،‬برقم ‪( ،294‬‬
‫‪.)1/183‬‬
‫‪3‬‬
‫بن‪ :‬أي ينفصلن عنه بتزويج أو موت‪ .‬حاشية مسند اإلمام أحمد (‪.)19/481‬‬
‫(?) يَ َّ‬
‫‪4‬‬
‫(?) أحمد في المسند (‪ )19/481‬برقم ‪ ،12498‬و(‪ )20/48‬برقم ‪ ،12593‬وعبد بن‬
‫حميد برقم ‪ ،1378‬وابن حبان في صحيحه (‪ )2/191‬برقم ‪ ،447‬وغيرهم كثير‪ ،‬قال‬
‫محققو مسند اإلمام أحمد (‪ « :)19/481‬إسناده صحيح على شرط الشيخين» وقال شعيب‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫وعن عائشة رضي هللا عنها أنها ق الت‪ :‬ج اءتني مس كينة تحمل‬
‫ابنتين لها‪ ،‬فأطعمتها ثالث تمرات‪ ،‬فأعطت كل واحدة منهما تم رة‪،‬‬
‫ورفعت إلى فيها تمرةً؛ لتأكلها‪ ،‬فاستطعمتها ابنتاه ا‪ ،‬فش قت التم رة‬
‫ال تي ك انت تريد أن تأكلها بينهم ا‪ ،‬ف أعجبني ش أنها‪ ،‬ف ذكرت ال ذي‬
‫ت لرس ول هللا ‪ r‬فق ال‪« :‬إن هللا قد أوجب لها بها الجن ة‪ ،‬أو‬ ‫ص َن َع ْ‬
‫َ‬
‫(‪)1‬‬
‫أعتقها بها من النار» ‪.‬‬
‫ي امرأة ومعها ابنتان‬ ‫وعن عائشة رضي هللا عنها قالت‪ :‬دخلت عل َّ‬
‫لها تسأل‪ ،‬فلم تجد عندي شيئا ً غير تم ر ٍة‪ ،‬فأعطيتها إيَّاه ا‪ ،‬فقس متها‬
‫بين ابنتيه ا‪ ،‬ولم تأكل منه ا‪ ،‬ثم ق امت وخ رجت‪ ،‬ف دخل الن بي ‪r‬‬
‫فأخبرته فقال‪« :‬من ابتُلي من ه ذه البن ات بش يء [فأحسن إليهنّ ]‬
‫كنَّ له ستراً من النار» (‪.)2‬‬
‫ق ال الحافظ ابن حجر رحمه هللا في الجمع بين الح ديثين‬
‫الس ابقين‪« :‬ويمكن الجمع ب أن مرادها بقولها في ح ديث ع روة‪ :‬فلم‬
‫تجد عندي غير تمرة واح دة‪ :‬أي أخص ها به ا‪ ،‬ويحتمل أنها لم تكن‬
‫عن دها في أول الح ال س وى واح دة فأعطتها ثم وج دت ثن تين‪،‬‬

‫األرنؤوط في تحقيقه لصحيح ابن حبان (‪ « :)2/191‬إسناده صحيح على شرط الشيخين» ‪.‬‬
‫وقال األلباني في صحيح الترغيب والترهيب (‪« :)2/428‬صحيح»‪ ،‬وانظر‪ :‬أحاديث كثيرة‬
‫في ذلك سلسلة األحاديث الصحيحة لأللباني (‪ )186 – 1/184‬وأصل الحديث في صحيح‬
‫مسلم برقم ‪« :2631‬من عال جاريتين حتى تبلغا جاء يوم القيامة أنا وهو» وضم أصابعه‪.‬‬
‫والجارية هي البنت الصغيرة‪ ،‬فتدخل األخت في ذلك‪ ،‬واهلل تعالى أعلم‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫(?) مسلم‪ ،‬كتاب البر والصلة‪ ،‬باب اإلحسان إلى البنات برقم ‪.2630‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) متفق عليه‪ :‬البخاري‪ ،‬كتاب الزكاة‪ ،‬باب اتقوا النار ولو بشق تمرة‪ ،‬والقليل من‬
‫الصدقة‪ ،‬برقم ‪ ،1418‬ومسلم‪ ،‬كتاب البر والصلة‪ ،‬باب اإلحسان إلى البنات‪ ،‬برقم‬
‫‪.2629‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫ويحتمل تعدد القصة» (‪.)1‬‬


‫ب‬ ‫فاألوالد نعمة من هللا تعالى‪ ،‬وهبة من هباته‪ ،‬ق ال هللا ‪{ :‬يَ َه ُ‬
‫ش اء ال ُّذ ُكور * َأ ْو يُ َز ِّو ُج ُه ْم ُذ ْك َرانًا‬ ‫ب لِ َمن يَ َ‬‫ش اء ِإنَاثًا َويَ َه ُ‬‫لِ َمنْ يَ َ‬
‫َأ‬
‫َوِإنَاثًا َويَ ْج َع ُل َمن يَشَاء َعقِي ًما ِإنَّهُ َعلِي ٌم قَ ِدير} ‪ .‬وقوله تع الى‪ْ { :‬و‬
‫(‪)2‬‬

‫يُ َز ِّو ُج ُه ْم ُذ ْك َرانًا َوِإنَاثًا}أي‪ :‬يجمع لمن يش اء س بحانه بين ال ذكور‬


‫واإلناث فضالً منه وإحساناً‪.‬‬
‫فنفع األوالد الصالحين يعود على الوالدين في الدنيا واآلخ رة‪،‬‬
‫واآليات واألحاديث في الحث على طلب األوالد كثيرة جداً‪.‬‬
‫وإذا ك انت ش ريعتنا الغ راء قد حثَّت على طلب الزوجة‬
‫الص الحة‪ ،‬فإنها قد حثَّت ك ذلك اآلب اء على ت زويج بن اتهم رج االً‬
‫ص الحين‪ ،‬فعلى األب أن يجتهد في اختي ار الرجل الكفء ال ذي‬
‫يتمتع بالخلق الحميد‪ ،‬والدين القويم‪ ،‬وصفاء العقيدة‪ ،‬وأن يكون لديه‬
‫القدرة على تحمل األمانة‪ ،‬وحفظ المرأة‪ ،‬وصيانتها‪ ،‬والوف اء بجميع‬
‫حقوقها‪ ،‬وال ذي إذا أحبها أكرمه ا‪ ،‬وإذا أبغض ها لم يُهنه ا‪ ،‬فعن أبي‬
‫ض ْو َن ِدينَ هُ‬ ‫هريرة ‪ ‬قال‪ :‬قال رسول هللا ‪(( :r‬إذا َخطَ َ‬
‫ب ِإلَ ْي ُك ْم َمنْ ت َْر َ‬
‫يض))‬‫س ا ٌد َع ِر ٌ‬ ‫( َو‪ُ )3‬خلُقَهُ فَ َز ِّو ُجوهُ‪ ،‬إال تَ ْف َعلُوا تَ ُكنْ فِ ْتنَ ةٌ في األر ِ‬
‫ض َوفَ َ‬
‫‪.‬‬
‫فقد بيَّن الن بي ‪ r‬ما س يحدث لآلب اء من األخط ار‬
‫الجسيمة‪ ،‬والمفاسد الكبيرة التي تنتظرهم إذا لم يختاروا لبن اتهم‪ ،‬أو‬
‫‪1‬‬
‫(?) فتح الباري‪ ،‬بشرح صحيح البخاري‪ ،‬البن حجر (‪.)10/428‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) سورة الشورى‪ ،‬اآليتان‪.50 -49 :‬‬
‫‪3‬‬
‫(?) أخرجه الترمذي‪ ،‬كتاب النكاح‪ ،‬باب ما جاء إذا جاءكم من ترضون دينه فزوجوه‬
‫(رقم ‪ ،)1084‬والطبراني في األوسط (‪ 142 – 1/141‬رقم ‪ ،)446‬وفي ٍ‬
‫لفظ للترمذي‬
‫(‪(( :)1085‬إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه‪ ،‬إال تفعلوا‪ t‬تكن فتنة في األرض‬
‫وفساد))‪ ،‬قالوا‪ :‬يا رسول اهلل وإن كان فيه؟ قال‪(( :‬إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه‬
‫فأنكحوه)) ثالث مرات ‪ .‬والحاكم (‪ 2/179‬رقم ‪ )2695‬وصححه‪ ،‬وقال األلباني في‬
‫صحيح سنن الترمذي (‪ 1/551‬رقم ‪ 1084‬ورقم ‪ :)1085‬حسن صحيح‪.‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫من والَّهم هللا رعايت ه‪ :‬من بن ات‪ ،‬أو أخ وات‪ ،‬أو أقرب اء ‪ -‬الرج ال‬
‫العقالء‪ ،‬ال ذين يعرف ون ما يس رّهم وما يض رّهم؛ ف إن العاقل‬
‫الحازم هو الذي يحافظ على دينه‪ ،‬وشرفه‪ ،‬وي راقب رب ه؛ ألنه يعلم‬
‫أنه يراه‪ ،‬وسوف يحاسبه على ما عمل من عمل‪ ،‬ويُثيبه على كل ما‬
‫يتق رب إليه به من األعم ال الص الحة‪ ،‬فه ذا الرجل ال يمكن إن‬
‫شاءهللا أن يظلم من يتولَّى شؤونه‪ :‬من زوجة وولد‪ ...‬وغ يرهم‪ ،‬كما‬
‫أنه س وف يُعين ه ذه الم رأة المس كينة على المحافظة على دينه ا‪،‬‬
‫وشرفها؛ فإنها ولو كانت صالحة وتزوجت برجل ال يراقب م واله‪،‬‬
‫وال يخش اه‪ ،‬فربما أض لَّها عن الس بيل؛ ألن الم رأة في الغ الب على‬
‫دين زوجها‪.‬‬
‫فاآلباء إذا أحسنوا اختيار الرجل الصالح لبن اتهم‪ ،‬فقد اجته دوا‬
‫وألقوا األمانة من على أكتافهم إلى رجال صالحين‪ ،‬س وف يحمل ون‬
‫ت‬
‫الس َما َوا ِ‬ ‫ض نَا اَأل َمانَ ةَ َعلَى َّ‬ ‫هذه األمان ة‪ .‬ق ال هللا تع الى‪ِ{ :‬إنَّا َع َر ْ‬
‫ال فََأبَ ْي َن َأن يَ ْح ِم ْلنَ َها َوَأ ْ‬
‫شفَ ْق َن ِم ْن َها َو َح َملَ َها اِإل ن َ‬
‫سانُ‬ ‫ض َوا ْل ِجبَ ِ‬
‫ِ‬ ‫َواَأل ْر‬
‫ان ظَلُو ًما َج ُهوالً}(‪.)1‬‬ ‫ِإنَّهُ َك َ‬
‫والخالصة أن من أسباب صالح الذرية في هذا المبحث ما يأتي‪:‬‬
‫‪ – 1‬التأكد من ص الح الزوجة في دينها وحسن خلقه ا‪ ،‬وأن تك ون‬
‫ودوداً ولوداً‪.‬‬
‫‪ – 2‬التأكد من صالح الزوج في دينه وخلقه‪ ،‬وأمانته‪.‬‬
‫‪ – 3‬التأكد من صالح أبوي الزوجين‪ ،‬وأوالدهم ا‪ :‬إخ وة الزوج ة‪،‬‬
‫وإخوة الزوج؛ ألن أخالق الوالدين وأخالق إخوة الزوجين لها تأثير‬
‫الش به في‬ ‫على أوالد الزوجين؛ ألن هذه األخالق تورث كما يورث َّ‬
‫دس اس‪ ،‬وك ذلك ينبغي أن يتَّص فوا بالس ماحة‪،‬‬ ‫الغالب؛ وألن العرق َّ‬
‫والشجاعة‪ ،‬والكرم‪ ،‬وحسن الخلق‪.‬‬
‫ضَي اللَُّه َعْن ُه َم ا قال‪:‬‬
‫‪ – 4‬الدعاء عند الدخول وبعده؛ لحديث ابن عباس َر ِ‬
‫ق ال رس ول هللا ‪« :r‬لو أن أح دكم إذا أراد أن ي أتي أهله‬
‫‪1‬‬
‫(?) سورة األحزاب‪ ،‬اآلية‪.72 :‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫ق ال‪ :‬بسم هللا‪ ،‬اللهم جنِّبنا الش يطان وجنِّب الش يطان ما‬
‫رزقتنا؛ فإنه إن قُ دِّر بينهما ول ٌد لم يض ره ش يطان‬
‫أبداً»(‪.)1‬‬
‫‪ – 5‬أن يكون األبوان قدوة صالحة ألوالدهما‪.‬‬
‫* * *‬

‫‪1‬‬
‫(?) مسلم‪ ،‬كتاب النكاح‪ ،‬باب ما يستحب أن يقوله عند الجماع‪( ،‬رقم ‪.)1434‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬العقيقة واختيار االسم الحسن ح ٌّ‬


‫ق لألوالد على‬
‫اآلباء‬
‫أوالً‪ :‬مفهوم العقيقة‪ :‬لغة واصطالحاً‪(:‬‬
‫العقيقة لغ ة‪ :‬مش تقة من الع قِّ‪ ،‬وهو القط ع؛ وأصل الع ق‪:‬الشق‬
‫ق حلقها‪ ،‬ويقال للش عر ال ذي‬ ‫والقطع‪ ،‬وقيل للذبيحة عقيقة؛ ألنها يُش ُّ‬
‫يخ رج على رأس المول ود من بطن أم ه‪ :‬عقيق ة؛ ألنه يُحل ق‪ ،‬وقد‬
‫جعل الزمخشري الشعر أصالً‪ ،‬والشاة المذبوحة مشتقة منه(‪.)1‬‬
‫والعقيقة شرعاً‪ :‬الشاة التي تذبح عن المولود في الي وم الس ابع من‬
‫والدته عند حلق شعره(‪ ،)2‬وهي من حقوق الولد على والده‪.‬‬
‫وق ال اإلم ام ابن قدامة رحمه هللا‪(( :‬العقيق ة‪ :‬الذبيحة ال تي ت ذبح عن‬
‫المولود‪ ،‬وقيل‪ :‬هي الطعام الذي يصنع ويُ دعى إليه من أجل المول ود))‬
‫(‪.)3‬‬
‫ثانياً‪ :‬حكم العقيقة عن المولود‪ :‬الذكر واألنثى‪:‬‬
‫العقيقة سنة مؤكدة‪ ،‬سنَّها رسول هللا ‪)4( ‬؛ لألحاديث اآلتية‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫(?) النهاية في غريب الحديث واألثر‪ ،‬البن األثير (‪.)276 /3‬‬
‫‪2‬‬
‫للرواس‪( ،‬ص ‪ ،)288‬والقاموس‬ ‫(?) المرجع السابق (‪ ،)276 /3‬ومعجم لغة الفقهاء‪َّ ،‬‬
‫الفقهي لغة واصطالحاً لسعدي أبو جيب (ص ‪.)258‬‬
‫‪3‬‬
‫(?) المغني البن قدامة (‪ ،)392 /13‬وقال‪(( :‬قال أبو عُبيد‪ :‬األصل في العقيقة‪ t‬الشعر الذي‬
‫سمت الذبيحة عند حلق شعره‪ :‬عقيقة على‬ ‫على المولود‪ ،‬وجمعها‪ t:‬عقائق‪ ...‬ثم إن العرب َّ‬
‫عادتهم في تسمية الشيء باسم سببه‪ ،‬أو مجاوره‪ ،‬ثم اشتهر ذلك حتى صار من األسماء‬
‫العرفية‪ ،‬وصارت العقيقة‪ t‬مغمورة فيه‪ ،‬فال يفهم من العقيقة‪ t‬عند اإلطالق إال الذبيحة‪ ،‬وقال‬
‫ابن عبد البر‪ :‬أنكر أحمد هذا التفسير‪ ،‬وقال‪ :‬إنما العقيقة‪ t:‬الذبح نفسه‪.))...‬‬
‫‪4‬‬
‫(?) اختلف العلماء في حكم العقيقة على أقوال‪:‬‬
‫القول األول‪ :‬العقيقة‪ t‬سنة مؤكدة‪ ،‬قال اإلمام ابن قدامة رحمه اهلل في المغني (‪:)393 /13‬‬
‫((والعقيقة سنة في قول عامة أهل العلم‪ ،‬منهم ابن عباس‪ ،‬وابن عمر‪ ،‬وعائشة‪ ،‬وفقهاء‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫الح( ((ديث األول‪ :‬ح ديث س لمان بن ع امر الض بِّي‪ ،‬ق ال‪ :‬س معت‬
‫رس ول هللا ‪ ‬يق ول‪َ (( :‬م َع ا ْل ُغالَ ِم َعقِيقَتُ هُ‪ ،‬فَ َأ ْه ِريقُوا َع ْن هُ َد ًم ا‪،‬‬
‫َوَأ ِميطُوا َع ْنهُ اَأل َذى)) ه ذا لفظ البخ اري وأهل الس نن األرب ع‪ ،‬ولفظ‬
‫أحم د‪(( :‬مع ال ُغالم عقيقتُ هُ‪ ،‬ف أهريقوا عنه دم اً‪ ،‬وأميط وا عنه‬
‫األذى))‪ ،‬وق ال‪(( :‬الص دقة على المس كين ص دقة‪ ،‬وهي على ذي‬

‫التابعين‪ ،‬وأئمة األمصار))‪.‬‬


‫القول الثاني‪ :‬العقيقة ليست سنة‪ ،‬وهي من أمر الجاهلية‪ ،‬وبه قال أبو حنيفة وأصحابه‪.‬‬
‫[المغني البن قدامة‪.]393 /13 ،‬‬
‫القول الثالث‪ :‬العقيقة واجبة‪ ،‬وبه قال الحسن‪ ،‬وداود‪ ،‬وروي عن بريدة‪ ،‬واستدلوا بحديث‬
‫سمرة‪(( :‬كل غالم رهينة بعقيقته‪ ،‬تذبح عنه يوم سابعه‪ ،‬ويسمى فيه‪ ،‬ويحلق رأسه))؛ وألحاديث‬
‫األمر بالعقيقة‪ ،‬وقالوا‪ :‬ظاهر األمر الوجوب‪ [ .‬المغني البن قدامة‪.]394 /13 ،‬‬
‫ثم رد ابن قدامة على من قال‪ :‬بأن العقيقة واجبة‪ ،‬وعلى أبي حنيفة وأصحابه الذين قالوا‪ :‬إن‬
‫العقيقة من أمر الجاهلية‪ ،‬فقال رحمه اهلل‪(( :‬ولنا على استحبابها هذه األحاديث‪ :‬وعن أم‬
‫ُك ْر ٍز الكعبية‪ ،‬قالت‪ :‬سمعت رسول اهلل ‪ ‬يقول‪(( :‬عن الغالم شاتان‪ ،‬مكافئتان‪ ،‬وعن‬
‫الجارية شاة))‪ ،‬وفي لفظ‪(( :‬عن الغالم شاتان مثالن‪ ،‬وعن الجارية شاة)) [رواه أبو داود‪،‬‬
‫برقم ‪ ،]2834‬وفي رواية قال‪(( :‬العقيقة‪ t‬عن الغالم شاتان))‪.‬‬
‫واإلجماع‪ ،‬قال أبو الزناد‪ :‬العقيقة‪ t‬من أمر الناس‪ ،‬كانوا يكرهون تركه‪ ،‬وقال أحمد‪:‬‬
‫عق عن الحسن والحسين‪ ،‬وفعله أصحابه‪ ،‬وقال النبي‬ ‫العقيقة سنة عن رسول اهلل ‪ ،‬وقد َّ‬
‫‪(( :‬الغالم مرتهن بعقيقته))‪ ،‬وهو إسناد جيد‪ ،‬يرويه أبو هريرة عن النبي ‪.‬‬
‫وجعلها أبو حنيفة من أمر الجاهلية؛ وذلك لقلة علمه ومعرفته‪ t‬باألخبار‪.‬‬
‫وأما بيان كونها غير واجبة‪ ،‬فدليله ما احتج به أصحاب الرأي من الخبر))‪[ .‬قلت‪ :‬وهو‬
‫قولهم] ((روي عن النبي ‪ ‬أنه سئل عن العقيقة فقال‪((:‬إن اهلل تعالى ال يحب العقوق))‬
‫[أحمد‪ ،]182 /2،‬فكأنه كره االسم‪ ،‬وقال‪(( :‬من ولد له مولود فأحب أن ينسك عنه‬
‫فليفعل)) رواه مالك في موطئه))‪ ،‬ثم قال ابن قدامة عن قول أصحاب الرأي‪(( :‬وما رووه‬
‫محمول على االستحباب جمعاً بين األخبار؛ وألنها ذبيحة لسرو ٍر ٍ‬
‫حادث‪ ،‬فلم تكن واجبة‪،‬‬
‫كالوليمة‪ ،‬والنقيعة [طعام القادم من السفر] [المغني البن قدامة‪.]395 -394 /13 ،‬‬
‫وقال شيخنا ابن باز في مجموع فتاويه (‪(( :)48 /18‬العقيقة‪ t‬سنة مؤكدة‪ ،‬وليست‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫الرحم صلةٌ وصدقة))(‪.)1‬‬


‫ب ‪ ،‬عن النبي ‪ ‬أنه قال‪(( :‬كل‬ ‫الحديث الثاني‪ :‬حديث سمرة بن جُند ٍ‬
‫ق‬ ‫س َّمى ِفي ِه‪ ،‬ويُحل ُ‬ ‫ُغاَل م رهينةٌ بعقيقته‪ ،‬ت ذبح َعن هُ َي ْوم س ابعه‪َ ،‬ويُ َ‬
‫سهُ))(‪.)2‬‬
‫َرأ ُ‬
‫عقيقته))‬ ‫ق ال اإلم ام ابن األث ير رحمه هللا‪(( :‬كل ُغالم َر ِهينة ب َ‬
‫كالش تِيمة والش ْتم‪ ،‬ثم اس تُ ْع ِمال‬
‫َّ‬ ‫الرَّهين ة‪ :‬ال َّر ْهن‪ ،‬واله ا ُء للمبالغ ة‪،‬‬
‫ور ِهينَة بك ذا‪ ،‬ومع نى قوله‬ ‫بمعنى ال َمرْ هُون‪ ،‬فقي ل‪ :‬هو َر ْهن بك ذا‪َ ،‬‬
‫الزم ةٌ له ال بُ َّد منه ا‪ ،‬فش بَّهه في‬ ‫‪(( :‬رهينة بعقَيِقته)) أن العقَيِقَة ِ‬
‫لُزومها ل ه‪ ،‬و َع دم ا ْنفِكاكه منها ب الرَّهن في يَ ِد ال ُم رْ تَهن‪ ،‬ق ال‬
‫الخطابي‪ :‬تكلَّم الناسُ في ه ذا‪ ،‬وأجْ و ُد ما قيل فيه ما َذهب إليه أحم ُد‬
‫بواجبة))‪ .‬وانظر‪ :‬مجموع فتاوى اللجنة الدائمة (‪.)439 /11‬‬
‫‪1‬‬
‫(?) البخاري‪ ،‬كتاب العقيقة‪ ،‬باب إماطة األذى عن الصبي في العقيقة‪( ،‬رقم ‪،)5472 ،5471‬‬
‫وأحمد في المسند (‪ ،970 /26‬رقم ‪ ،)6231‬وقد أخرجه أحمد في مواضع بأرقام‪ ،‬هي‪( :‬‬
‫‪،17873 ،17871 ،16241 ،16240 ،16232 ،16230 ،16229 ،16226‬‬
‫‪ ،)17886 ،17885 ،17875‬وأبو داود (رقم ‪ ،)2839‬والترمذي (رقم ‪،)1515‬‬
‫والنسائي (رقم ‪.)4214‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) أحمد في المسند‪ ،271 /33( ،‬برقم ‪ ،20083‬ورقم ‪ ،20193‬ورقم ‪،)20194‬‬
‫باب في العقيقة (رقم ‪ ،)2838‬والترمذي‪ ،‬كتاب األضاحي‪،‬‬‫وأبو داود‪ ،‬كتاب الضحايا‪ٌ ،‬‬
‫باب من العقيقة (رقم ‪ ،)1522‬والنسائي‪ ،‬كتاب العقيقة‪ ،‬باب متى يعق (رقم ‪،)4220‬‬
‫وابن ماجه‪ t،‬كتاب الذبائح‪ ،‬باب العقيقة‪( ،‬رقم ‪ ،)3165‬وقد صح سماع الحسن من سمرة‬
‫صرح بالسماع‪ ،‬فقد روى البخاري في إثر حديث سلمان بن عامر الضبّي‬
‫بن جندب‪ ،‬فإنه َّ‬
‫عن عبداهلل‪ ‬بن أبي األسود‪ ،‬حدثنا قريش بن أنس‪ ،‬عن حبيب بن الشهيد‪ ،‬قال‪ :‬أمرني ابن‬
‫سيرين أن أسأل الحسن ممن سمع حديث العقيقة؟‪ t‬فسألته فقال‪ :‬من سمرة بن جندب))‬
‫[صحيح البخاري‪ ،‬قبل الحديث رقم ‪ ،]5473‬وقال محققو‪ t‬مسند أحمد (‪:)271 /33‬‬
‫صرح الحسن البصري بسماعه لهذا‬ ‫((إسناده صحيح‪ ،‬رجاله ثقات رجال الشيخين‪ ،‬وقد ّ‬
‫الحديث من سمرة))‪ .‬والحديث صححه األلباني في صحيح سنن أبي داود‪ 196 /2( ،‬رقم‬
‫‪ )2838‬وفي سائر السنن‪.‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫ق عنه فم ات ِطف ً‬
‫ال‬ ‫بن ح ْن َبل‪ ،‬قال‪ :‬هذا في الشفا َع ِة‪ ،‬يري ُد أنه إذا لم يُ َع َّ‬
‫ش َفع في وال َديه‪ ،‬وقيل‪ :‬معناه أنه َمره ون ب أ َذى َش َعره‪ ،‬واس ت َد ُّلوا‬ ‫لم َي ْ‬
‫الرَّحم)) ‪.‬‬
‫(‪) 2() 1‬‬
‫طوا عنه األ َذى)) وهو ما َعلق به من َدم ِ‬ ‫بقوله‪(( :‬فأ ِمي ُ‬
‫وقال العالمة ابن القيم رحمه هللا‪(( :‬والرهن في اللغ ة‪ :‬الحبس‪ ،‬ق ال‬
‫ث َأنّ هُ َر ِهينَ ةٌ‬ ‫‪،‬وظَا ِه ُر ْال َح ِدي ِ‬ ‫سبَتْ َر ِهينَةٌ‪َ ‬‬
‫(‪)3‬‬
‫س بِ َما َك َ‬ ‫تعالى‪ُ  :‬ك ُّل نَ ْف ٍ‬
‫ك َأ ْن‬ ‫ع َمحْ بُوسٌ َع ْن َخي ٍْر يُ َرا ُد بِ ِه‪َ ،‬واَل يَ ْل َز ُم ِم ْن َذلِ َ‬ ‫فِي نَ ْف ِس ِه‪َ ،‬م ْمنُو ٌ‬
‫ك َأبَ َو ْي ِه ْال َعقِيقَ ةَ َع ّما‬ ‫ك فِي اآْل ِخ َر ِة‪َ ،‬وِإ ْن ُحبِ َ‬
‫س بِتَ رْ ِ‬ ‫ب َعلَى َذلِ َ‬ ‫يُ َع اقَ َ‬
‫ب تَ ْف ِري ِط اَأْلبَ َو ْي ِن‬ ‫وت ْال َولَ َد َخ ْي ٌر بِ َسبَ ِ‬
‫ق َع ْنهُ َأبَ َواهُ‪َ ،‬وقَ ْد يَفُ ُ‬ ‫يَنَالُهُ َم ْن َع ّ‬
‫ض ّر‬ ‫اع إ َذا َس ّمى َأ ُبـوهُ لَ ْم يَ ُ‬ ‫ـج َم ِ‬‫َوِإ ْن لَ ْم يَ ُك ْن ِم ْن َك ْسبِ ِه‪َ ،‬ك َما َأنّهُ ِع ْن َد ْال ِ‬
‫ص لْ لِ ْل َولَ ِد هَ َذا ْالـ ِح ْفظُ‪،‬‬ ‫ك التّ ْس ِميَةَ لَ ْم يَحْ ُ‬ ‫ان َولَ َدهُ‪َ ،‬وِإ َذا تَ َر َ‬ ‫الش ْيطَ ُ‬‫ّ‬
‫َوَأ ْيضًا؛ فَِإ ّن هَ َذا إنّ َما يَ ُد ّل َعلَى َأنّهَا اَل ِز َمةٌ اَل بُ ّد ِم ْنهَ ا‪ ،‬فَ َش بّهَ لُ ُزو َمهَا‬
‫َو َع َد َم انفك اك المول ود عنها ب الرهن‪ ،‬وقد يس تدل به ذا من ي رى‬
‫ص ِريّ‪َ ،‬وَأ ْه ِل الظّ ا ِه ِر‪َ ،‬وهللَا‬ ‫ـح َس ِن ْالبَ ْ‬ ‫ث ب ِْن َس ْع ٍد‪َ ،‬و ْال َ‬ ‫وجوبها‪َ :‬كاللّ ْي ِ‬

‫‪1‬‬
‫(?) النهاية في غريب الحديث واألثر (‪.)285 /2‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) وقال اإلمام السندي في حاشيته على سنن النسائي (‪(( :)166 /7‬وقال التوربشتي‪ :‬أي‬
‫إنه كالشيء المرهون‪ ،‬ال يتم االنتفاع به دون ف ّكه‪ ،‬والنعمة إنما تتم على المنعم عليه بقيامه‪t‬‬
‫بالشكر‪ ،‬ووظيفته‪ ،‬والشكر في هذه النعمة‪ :‬ما سنَّه النبي ‪ ،‬وهو أن يعق عن المولود شكراً‬
‫هلل تعالى‪ ،‬وطلباً لسالمة المولود‪ ،‬ويحتمل أنه أراد بذلك‪ :‬أن سالمة المولود‪ ،‬ونشوؤه على‬
‫النعت المحمود رهينة بالعقيقة‪t.))...‬‬
‫وقال الشوكاني في نيل األوطار (‪ ...(( :)503 /3‬وقيل‪ :‬إنه مرهون بالعقيقة‪ t،‬بمعنى‪ :‬أنه‬
‫صرح صاحب المشارق‪.))...‬‬ ‫سمى‪ ،‬وال يحلق شعره إال بعد ذبحها‪ ،‬وبه ّ‬‫ال يُ َّ‬
‫‪3‬‬
‫(?) سورة المدثر‪ ،‬اآلية‪.38 :‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫َأ ْعلَ ُم))(‪.)1‬‬


‫الحديث الثالث‪ :‬حديث عبد هللا بن عمرو بن العاص َرض َِي اللَُّه َعْن ُه َم ا‪،‬‬
‫يحب هللا العق وق))‬ ‫ُّ‬ ‫ق ال‪ُ :‬س ئل رس ول هللا ‪ ‬عن العقيق ة‪ ،‬فق ال‪(( :‬ال‬
‫وكأنه ك ره االس م‪ ،‬ق ال لرس ول هللا ‪ :‬إنما س ألك‪ :‬أح ُدنا يولَ ُد ل ه؟‬
‫س ك عن ول ده‪ ،‬فلينسك عن ه‪ ،‬عن الغالم‬ ‫فق ال‪(( :‬من أحب أن ي ْن ُ‬
‫شاتان مكافئتان‪ ،‬وعن الجارية‪ :‬ش اة))‪ ،‬ق ال داود [راوي ه]‪ :‬س ألت‬
‫زيد بن أسلم عن ((المكافئت ان ؟)) ق ال‪ :‬الش اتان‪ :‬المش بَّهتان ت ذبحان‬
‫جميعاً‪ ،‬وهذا لفظ النسائي‪ ،‬ولفظ أحمد‪ُ :‬س ئل عن العقيقة فق ال‪(( :‬إن‬
‫هللا ال يحب العق وق)) وكأنه ك ره االس م‪ ،‬ق الوا‪ :‬يا رس ول هللا‪ ،‬إنما‬
‫نسألك عن أحدنا يولد له؟ ق ال‪(( :‬من أحب منكم أن ينسك عن ول ده‬
‫فليفع ل‪ ،‬عن الغالم‪ :‬ش اتان مكافأت ان‪ ،‬وعن الجارية ش اة))‪ ،‬ولفظ‬
‫أبي داود‪(( :‬ال يحب هللا العق وق)) كأنه ك ره االس م‪ ،‬وق ال‪(( :‬من ولد‬
‫فأحب أن ينسك عنه فلينس ك‪ :‬عن الغالم ش اتان مكافئت ان‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫له ولد‬
‫وعن الجارية شاة)) ‪.‬‬
‫(‪)2‬‬

‫الح ((ديث الراب ((ع‪ :‬حديث عائشة رضي هللا عنها‪ :‬أن رسول هللا ‪ ‬قال‪:‬‬
‫((عن الغالم شاتان مكافئتان‪ ،‬وعن الجارية شاة))‪ ،‬وهذا لفظ أحمد‪،‬‬

‫‪1‬‬
‫(?) زاد المعاد (‪ ،)2/326‬وسمعت شيخنا ابن باز رحمه اهلل يقول أثناء تقريره على زاد‬
‫المعاد‪ ،‬البن القيم (‪(( :)326 /2‬المقصود بقوله‪(( :‬كل غالم رهينة بعقيقته))‪ :‬اهلل أعلم‬
‫بمراده‪ ،‬وتفسيره بأنه محبوس عن الشفاعة لوالديه ال دليل عليه‪ ،‬فهو مرتهن‪ ،‬وقد يكون‬
‫كما قال المؤلف‪ :‬محبوس عن خير يُراد به‪ ،‬أو غيره‪ ،‬والعلم عند اهلل‪ ،‬المهم أنه مرتهن‬
‫بعقيقته حتى يُع ّق عنه))‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫باب في العقيقة‪t،‬‬
‫(?) النسائي‪ ،‬كتاب العقيقة‪( t،‬رقم ‪ ،)4212‬وأبو داود‪ ،‬كتاب الضحايا‪ٌ ،‬‬
‫(رقم ‪ ،)2842‬وأحمد‪ ،)182 /2( ،‬والنسخة المحققة‪( ،‬رقم ‪ ،)6822 ،6713‬وقال‬
‫األلباني في صحيح النسائي (‪(( :)137 /3‬حسن صحيح))‪ ،‬وانظر‪ :‬سلسلة األحاديث‬
‫الصحيحة‪( ،‬رقم ‪ ،)1655‬وإرواء الغليل (‪ .)362 /4‬وحسنه في صحيح سنن أبي داود (‬
‫‪ 2/197‬رقم ‪.)2842‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫ق عن الجارية ش اة‪،‬‬ ‫وفي لفظ له آخر‪(( :‬أمرنا رس ول هللا ‪ :‬أن نع َّ‬


‫وعن الغالم شاتين))‪ ،‬ولفظ الترمذي‪(( :‬أن رس ول هللا ‪ ‬أم رهم عن‬
‫مكافئتان‪ ،‬وعن الجارية شاة)) (‪.)1‬‬
‫ِ‬ ‫الغالم شاتان‬
‫ومعنى‪(( :‬مكافأت ان))‪ ،‬و((مكافئت ان)) واحد‪ :‬والمع نى يج زئ في‬
‫والش به‪ ،‬وال ي نزل س نهما عن‬ ‫َّ‬ ‫عقيقته‪ :‬شاتان متساويتان في الس ن‪،‬‬
‫ً (‪) 2‬‬
‫سنِّ أدنى ما يجزئ في األضحية‪ ،‬وتذبحان جميعا ‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫(?) أحمد‪ ،30 /40( t‬رقم ‪ ،24028‬ورقم ‪ ،25250‬ورقم ‪ ،)26134‬والترمذي‪t،‬‬
‫كتاب األضاحي‪ t،‬باب‪ t‬ما جاء‪ t‬في العقيقة‪( t،‬رقم ‪ ،)1513‬وابن ماجه‪ t،‬كتاب‪ t‬الذبائح‪،‬‬
‫باب العقيقة‪( t،‬رقم ‪ ،)3163‬وصححه‪ t‬األلباني في‪ t‬صحيح سنن الترمذي‪ 164 /2( t،‬رقم‬
‫‪ ،)1513‬وفي صحيح ابن ماجه‪.)92 /3( t‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) وذكر ابن حجر عن زيد بن أسلم أنه سئل عن قوله‪(( :‬مكافئتان)) فقال‪ :‬متشابهتان‬
‫تذبحان جميعاً‪ ،‬أي ال يؤخر ذبح إحداهما عن األخرى‪ ،‬وحكى أبو داود عن أحمد‪:‬‬
‫السن‪ ،‬وقال الزمخشري‪ :‬معناه‪ :‬متعادلتان‬
‫المكافأتان‪ :‬المتقاربتان‪ ،‬قال الخطابي‪ :‬أي في ِّ‬
‫لما يجزئ في الزكاة واألضحية‪ ،‬وأولى من ذلك كله ما وقع في رواية سعيد بن منصور في‬
‫حديث أم كر ٍز من وجه آخر عن عبيد بن أبي يزيد بلفظ‪(( :‬شاتان مثالن))‪ ،‬ووقع عند‬
‫الطبراني في حديث آخر‪ ،‬قيل‪ :‬ما المكافئتان؟ قال‪ :‬المثالن‪ ،‬وما أشار إليه زيد بن أسلم‪:‬‬
‫من ذبح إحداهما عقب األخرى حسن‪ ،‬ويحتمل الحمل على المعنيين معاً)) [فتح الباري‬
‫البن حجر‪ ،]592 /3 ،‬وانظر‪ :‬تحفة األحوذي شرح سنن الترمذي‪.)103 /5( ،‬‬
‫وقال اإلمام السندي الحنفي في شرحه على سنن ابن ماجه‪(( :549 /3 t،‬قوله عن الغالم))‬
‫أي يجزئ في عقيقته‪(( :‬شاتان مكافئتان)) – بالهمز ‪ ،-‬أي‪ :‬متساويتان في السن‪ ،‬بمعنى أن‬
‫سن أدنى ما يجزئ في األضحية‪ ،‬وقيل‪ :‬متساويتان‪ :‬أي متقاربتان‪ ،‬وهو‬ ‫ال ينزل سنهما عن ِّ‬
‫من كسر الفاء‪ ،‬من مكافأه‪ :‬إذا ساواه‪ ،‬قال الخطابي‪ :‬المحدثون يفتحون الفاء‬
‫((مكافأتان))‪ ،‬وأراد أنه أولى؛ ألنه يريد أن يساوى بينهما‪ ،‬وأما بالكسر ((مكافِئتان)) فال‪،‬‬
‫وقال الزمخشري‪ :‬ال فرق بين الفتح والكسر؛ ألن كل واحدة إذا كانت أختها فقد‬
‫كوفئت‪ ،‬فهي كافية ومكافأة‪.‬‬
‫حاصله‪ :‬أن األصل في الفتح والكسر‪ :‬اعتبار المساواة بالنظر إلى ثالث‪ ،‬فعلى الكسر هما‬
‫يساويان الثاني‪ ،‬وعلى الفتح يساويهما ثالث‪ ،‬كما هو شأن باب المفاعلة‪ ،‬فإن اكتفى‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫وأما قوله ‪(( :‬ال يحب هللا العق وق)) فقد ق ال اإلم ام ابن عبد ال بر‬
‫رحمه هللا‪(( :‬وفي هذا الحديث كراهية ما يقبح معناه من األسماء‪ ،‬وك ان‬
‫رس ول هللا ‪ ‬يحب االسم الحس ن‪ ،‬ويعجبه الف أل الحس ن‪ ...‬وك ان‬
‫ال واجب بظ اهر الح ديث أن يق ال للذبيحة عن المول ود‪ :‬نس يكة وال‬
‫يقال‪ :‬عقيقة‪ ،‬لكني ال أعلم أحداً من العلماء مال إلى ذلك‪ ،‬وال قال به‪،‬‬
‫وأظنهم ‪ -‬وهللا أعلم ‪ -‬تركوا العمل بهذا المعنى المدلول عليه من ه ذا‬
‫الحديث؛ لما صح عن دهم من لفظ العقيقة ‪ ،))...‬ثم ذكر ح ديث س مرة‬
‫بن جن دب ‪(( :‬كل غالم رهينة بعقيقته‪ ،‬تذبح عنه ي وم س ابعه‪،‬‬
‫س َّمى فيه‪ ،‬ويحلق رأسه))(‪.)1‬‬‫ويُ َ‬
‫وح ديث س لمان العنسي ‪(( :‬مع الغالم عقيقت ه‪ ،‬ف أهريقوا عنه‬
‫دم اً‪ ،‬وأميط وا عنه األذى))(‪ ،)2‬ثم ق ال‪ ...(( :‬وهما ح ديثان ثابت ان‪،‬‬
‫إسناد كل واحد منهما خير من إسناد حديث زيد بن أسلم هذا))(‪.)3‬‬
‫وس معت ش يخنا ابن ب از رحمه هللا يق ول في العقيق ة‪((:‬ال ح رج في‬
‫تسميتها بالعقيقة؛ لتسمية النبي ‪[ ‬لها بذلك] في األح اديث الص حيحة))‬

‫بمساواة إحداهما األخرى فيصح الفتح والكسر جميعاً‪ .‬فإن كل واحدة فاعلة لهذه‬
‫المساواة‪ ،‬ومفعولة‪ t،‬ثم قال الزمخشري‪ :‬يحتمل أن معناه‪ :‬متساويتان لما يجب في األضحية‬
‫السن َّْين‪ ،‬ويحتمل مع الفتح‪ :‬أن يراد مذبوحتان‪ ،‬من كافأ الرجل بين بعيرين إذا نحر هذا‬
‫في ِّ‬
‫ثم هذا معاً‪ ،‬من غير تعيين‪ :‬كأنه يريد شاتين يذبحهما معاً))‪ .‬وانظر أيضاً‪ :‬حاشية السندي‬
‫على سنن النسائي‪.)164 /7( ،‬‬
‫‪1‬‬
‫(?) أحمد‪ ،271 /33( ،‬رقم ‪ ،)2194 ،2193 ،20083‬وأبو داود‪( ،‬رقم ‪،)2838‬‬
‫وبقية أصحاب السنن وتقدم تخريجه‪ .‬وصححه‪ t‬األلباني في إرواء الغليل (‪.)394 ،4/385‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) البخاري‪( ،‬رقم ‪ ،)5472 ،5471‬بنحوه‪ ،‬وأحمد في المسند‪ 170 /26( ،‬رقم ‪6231‬‬
‫)‪ ،‬وتقدم تخريجه‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫(?) التمهيد البن عبد البر‪.)306 – 305 /4( ،‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫(‪. )2( )1‬‬


‫ثالثاً‪ :‬وقت العقيقة‪:‬‬
‫األفضل أن ت ذبح عن المول ود الي وم الس ابع‪ ،‬وإن ُذبحت قبل‬
‫ذلك بعد الوالدة فال بأس‪ ،‬قال اإلمام ابن قدامة رحمه هللا‪(( :‬فإن ذبحها‬
‫قبل الس ابع ج از؛ألنه فعلها بعد س ببها‪،‬فج از كتق ديم الكف ارة على‬
‫‪1‬‬
‫(?) سمعته من شيخنا رحمه اهلل أثناء تقريره على صحيح البخاري‪ ،‬الحديث (رقم ‪.)5472‬‬
‫وسمعته أيضاً يقول أثناء تقريره على زاد المعاد البن القيم‪ ...(( :)325 /2( ،‬العقيقة‪ t‬سنة‬
‫سماها‬‫مؤكدة‪ ،‬وهي كاألضحية‪ :‬يأكل‪ ،‬ويهدي‪ ،‬ويتصدق‪ ،‬وفي األحاديث الصحيحة َّ‬
‫[النبي] ‪ ،‬فقال‪(( :‬كل غالم رهينة بعقيقته‪ ))t‬فال بأس بتسميتها عقيقة‪ ،))t‬وسمعته يقول أثناء‬
‫تقريره على زاد المعاد‪ ،)332 /2( ،‬عن خبر جعفر بن محمد عن أبيه‪ :‬يرفعه مرسالً‪:‬‬
‫((ابعثوا إلى بيت القابلة برجل‪ ،‬وكلوا‪ ،‬وأطعموا‪ ،‬وال تكسروا منها عظماً)) [أخرجه‪t‬‬
‫البيهقي‪ ،)302 /9( ،‬وأبو داود في المراسيل]‪ ،‬قال شيخنا‪ :‬وهذا مرسل‪ t،‬والمرسل ال‬
‫تيسر‪ ،‬وكسر العظم ال بأس به‪ ،‬وذكر بعضهم أن‬ ‫حجة فيه‪ ،‬فيأكل‪ ،‬أو يهدي‪ ،‬أو يتصدق ما َّ‬
‫هذا يترك تفاؤالً))‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) وقال العالمة‪ t‬ابن القيم رحمه اهلل في كتاب تحفة المودود بأحكام المولود‪( ،‬ص ‪:)37‬‬
‫((الفصل السادس‪ :‬هل تكره تسميتها عقيقة ‪ :‬اختلف فيه‪ ،‬فكرهت ذلك طائفة‪ ،‬واحتجوا‬
‫بأن رسول اهلل ‪ ‬كره االسم‪ ،‬فال ينبغي أن يطلق على هذه الذبيحة االسم الذي كرهه‪،‬‬
‫قالوا‪ :‬فالواجب بظاهر هذا الحديث أن يقال لها‪ :‬نسيكة‪ ،‬وال يقال لها عقيقة‪.‬‬
‫وقالت طائفة أخرى‪ :‬ال يكره ذلك‪ ،‬ورأوا إباحته‪ ،‬واحتجوا بحديث سمرة‪(( :‬الغالم مرتهن‬
‫بعقيقته))‪ ،‬وبحديث سلمان بن عامر‪(( :‬مع الغالم عقيقة))‪ ،‬ففي هذين الحديثين لفظ‬
‫العقيقة‪ ،‬فدل على اإلباحة‪ ،‬ال على الكراهة‪ ،‬قال أبو عمر‪ .. :‬وعلى هذا كتب الفقهاء في‬
‫كل األمصار ليس فيها إال العقيقة ال النسيكة‪ ،‬قال‪ :‬على أن حديث مالك هذا ليس فيه‬
‫التصريح بالكراهة‪ ،‬وكذلك حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده‪ ،‬إنما فيهما‪ :‬كأنه‬
‫كره االسم‪ ،‬وقال‪(( :‬من أحب أن ينسك عن ولده فليفعل))‪.t‬‬
‫ثم قال ابن القيم رحمه اهلل‪(( :‬قلت‪ :‬ونظير هذا اختالفهم في تسمية العشاء بالعتمة‪ ،‬وفيه‬
‫روايتان عن أحمد‪ ،‬والتحقيق في الموضعين كراهة هجر االسم المشروع‪ :‬من العشاء‬
‫والنسيكة‪ ،‬واالستبدال به اسم العقيقة‪ t‬والعتمة‪ ،‬فأما إذا كان المستعمل هو االسم الشرعي‪،‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫الحنث‪ ،)1())...‬ولكن السنة أن تذبح في اليوم السابع‪ ،‬ق ال اإلم ام ابن‬


‫قدامة‪(( :‬وإن ذبح قبل ذلك أو بعده أجزأه)) (‪ ،)2‬وقد دلَّت السنة الثابتة‬
‫على مشروعية االلتزام بالسنة في اليوم السابع(‪)3‬؛ لحديث س مرة بن‬
‫جن دب ‪ ‬عن الن بي ‪ ‬أنه ق ال‪(( :‬كل غالم رهينة بعقيقته ت ذبح عنه‬
‫سه)) (‪. )4‬‬
‫يوم سابعه‪ ،‬ويُس َّمى فيه‪ ،‬ويُحلق رأ ُ‬

‫ولم يهجر‪ ،‬وأطلق االسم اآلخر أحياناً فال بأس بذلك‪ ،‬وعلى هذا تتفق األحاديث وباهلل‬
‫التوفيق)) انتهى كالم ابن القيم رحمه اهلل‪( ،‬ص ‪.)37‬‬
‫وقال العالمة‪ t‬السندي رحمه اهلل في حاشيته على سنن النسائي‪:)163 – 162 /7( ،‬‬
‫((وكأنه كره االسم)) يريد أنه ليس فيه توهين ألمر العقيقة‪ t،‬وال إسقاط لوجوبها‪ ،‬وإنما‬
‫استبشع االسم وأحب أن يسميه بأحسن منه‪ ،‬كالنسيكة‪ ،‬والذبيحة‪ ،‬ولذلك قال‪(( :‬من‬
‫ينسك عن ولده)) بضم السين‪ :‬أي يذبح‪ ،‬قال‪ :‬التوربشتي‪ :‬هذا الكالم هو كأنه‬ ‫أحب أن ُ‬
‫كره االسم غير سديد‪ُ ،‬أدرج في الحديث من قول بعض الرواة‪ ،‬وال يُدرى من هو‪،‬‬
‫وبالجملة فقد صدر عن ظن يحتمل الخطأ‪ ،‬والظاهر أنه ها هنا خطأ؛ ألنه ‪ ‬ذكر العقيقة في‬
‫عدة أحاديث‪ ،‬ولو كان يكره لعدل عنه إلى غيره‪ ،‬ومن سنته تغيير االسم إذا كرهه‪،‬‬
‫واألوجه أن يقال‪ :‬يحتمل أن السائل ظن أن اشتراك العقيقة مع العقوق‪ t‬في االشتقاق مما‬
‫يوهن أمرها‪ ،‬فأعلم النبي ‪ ‬أ َّن الذي كرهه اهلل تعالى من هذا الباب هو العقوق ال العقيقة‪،‬‬
‫ويحتمل أن العقوق‪ t‬هنا مستعار للولد بترك العقيقة‪ t:‬أي ال يحب أن يترك الوالد حق الولد‬
‫الذي هو العقيقة‪ ،‬كما ال يحب أن يترك الولد حق الوالد الذي هو حقيقة‪ t‬العقوق ‪ ...‬واهلل‬
‫تعالى أعلم))‪ .‬انتهى كالم اإلمام السندي‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫(?) الكافي البن قدامة‪.)498 /2( ،‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) المغني البن قدامة‪.)397 /13( ،‬‬
‫‪3‬‬
‫(?) قال ابن القيم في تحفة المودود بأحكام المولود‪( ،‬ص‪(( :)43‬قال مالك‪ :‬وال يعد اليوم‬
‫الذي ولد فيه‪ ،‬إال أن يولد قبل الفجر من ليلة ذلك اليوم)) وانظر‪ :‬فتح الباري البن حجر‪/9( ،‬‬
‫‪.)595‬‬
‫وقال أصحاب الموسوعة الفقهية‪(( :)278 /30( t،‬ذهب الشافعية‪ ،‬والحنابلة إلى أن وقت‬
‫ذبح العقيقة‪ t‬يبدأ من تمام انفصال المولود‪ ،‬فال تصح قبله‪ ،‬بل تكون ذبيحة عادية‪ ،‬وذهب‬
‫الحنفية والمالكية إلى أن وقت العقيقة يكون في سابع الوالدة‪ ،‬وال يكون قبله‪ ،‬وذهب‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫رابعاً‪ :‬مقدار ما يذبح في العقيقة‪:‬‬


‫السنة أن يذبح عن الغالم شاتان‪،‬وعن الجارية شاةٌ؛لألحاديث اآلتية‪:‬‬
‫الحديث األول‪ :‬حديث أم كرز الكعبية رضي هللا عنها‪ ،‬أن رسول هللا ‪‬‬
‫ش اةٌ))‪ ،‬ه ذا لفظ النس ائي‪،‬‬ ‫َان‪َ ،‬و َع ِن ا ْل َجا ِريَ ِة َ‬
‫ش ات ِ‬‫الم َ‬‫قال‪َ (( :‬ع ِن ا ْل ُغ ِ‬
‫ي ‪ ‬بِ ْالح ُـ َد ْيبِيَ ِة َأ ْس َألُهُ‬ ‫لفظ له أيضاً‪ :‬ق الت رضي هللا عنها‪َ :‬أتَي ُ‬
‫ْت النَّبِ َّ‬ ‫وفي ٍ‬
‫ش اتَا ِن‪َ ،‬و َعلَى‬ ‫ي فَ َس ِم ْعتُهُ يَقُ و ُل‪َ (( :‬علَى ا ْل ُغاَل ِم َ‬‫وم ْالهـَ ْد ِ‬ ‫َع ْن لـُحـ ِ‬

‫جمهور الفقهاء إلى أن يوم الوالدة يحسب من السبعة‪ ،‬وال تحسب الليلة إن ولد ليالً‪ ،‬بل‬
‫يحسب اليوم الذي يليها‪ ،‬وقال المالكية‪ :‬ال يحسب يوم الوالدة في حق من ولد بعد‬
‫الفجر‪ ،‬وأما من ولد مع الفجر أو قبله‪ ،‬فإن اليوم يحسب في حقه‪ ،‬وقالت المالكية‪ :‬إن‬
‫وقت العقيقة يفوت بفوات اليوم السابع‪ ،‬وقالت الشافعية‪ :‬إن وقت اإلجزاء في حق األب‬
‫ونحوه ينتهي ببلوغ المولود‪ ،‬وقال الحنابلة وهو قول ضعيف عند المالكية‪ :‬إن فات ذبح‬
‫العقيقة في اليوم السابع يسن ذبحها في الرابع عشر‪ ،‬فإن فات ذبحها فيه انتقلت إلى اليوم‬
‫الحادي والعشرين من والدة المولود‪ ،‬فيسن ذبحها فيه‪ ،‬وهو قول عند المالكية‪ ،‬وهذا‬
‫مروي عن عائشة رضي اهلل عنها‪ ،))....‬قال ابن القيم في تحفة المودود بأحكام المولود‪،‬‬
‫(ص‪(( :)43‬والظاهر أن التقييد بذلك استحباباً‪ ،‬وإال فلو ذبح عنه في الرابع‪ ،‬أو الثامن‪ ،‬أو‬
‫العاشر‪ ،‬أو ما بعده أجزأت‪ ،‬واالعتبار بالذبح ال بالطبخ واألكل))‪.‬‬
‫وقال سماحة‪ t‬شيخنا ابن باز في مجموع‪ t‬فتاويه‪ )266 /26( ،‬في شأن من لم يُعقَّ عنه‪:‬‬
‫((‪...‬يستحب أن يعق عن نفسه؛ ألن العقيقة سنة مؤكدة‪ ،‬وقد تركها والده‪ ،‬فشرع له أن‬
‫يقوم بها إذا استطاع لعموم األحاديث)) ‪ .‬وسمعته أيضاً يقول أثناء تقريره على زاد المعاد‪،‬‬
‫البن القيم‪(( :)332 /2( ،‬والمقصود أن اإلنسان إذا لم يعق عنه والده استحب له أن يعق‬
‫عن نفسه؛ ألنها سنة‪ ،‬وكونها تجاوزت اليوم السابع ال يؤثر؛ ألنه من باب األفضلية))‪.‬‬
‫وسمعت شيخنا ابن باز يذكر‪ :‬أن من فاته اليوم السابع‪ ،‬فإنه ال يُحدِّد ذبح العقيقة ٍ‬
‫بيوم‬
‫معيَّن‪ ،‬فيذبح في أي وقت تيسر له‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫(?) أحمد (رقم ‪ ،20083‬ورقم ‪ ،)20193‬وأبو داود‪( ،‬رقم ‪ ،)2838‬والترمذي‪( ،‬رقم‬
‫‪ ،)1522‬والنسائي (رقم ‪ ،)4220‬وابن ماجه‪( t‬رقم ‪،)3165‬وصححه األلباني وتقدم‬
‫تخريجه‪.‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫ض ُّر ُك ْم ُذ ْك َرانًا ُكنَّ َأ ْم ِإنَاثًا))‪ ،‬ولفظ أبي داود‪َ (( :‬ع ِن‬ ‫ا ْلجـَا ِريَ ِة شَاةٌ‪ ،‬اَل يَ ُ‬
‫ش اةٌ))‪ ،‬ق ال أبو داود‪ :‬س معت‬ ‫َان َو َع ِن ا ْل َجا ِريَ ِة َ‬ ‫ا ْل ُغالَ ِم شَاتَا ِن ُم َكافَِئت ِ‬
‫أحمد قال‪ :‬مكافِئت ان‪ ،‬أي مس تويتان‪ ،‬أو متقاربت ان))‪ ،‬وفي لفظ ألبي‬
‫َان ِم ْثالَ ِن‪َ ،‬و َع ِن‬‫ش ات ِ‬ ‫داود‪ :‬ق الت‪ :‬ق ال رس ول هللا ‪َ (( :‬ع ِن ا ْل ُغالَ ِم َ‬
‫ا ْلـ َجا ِريَ ِة شَاةٌ))(‪.)1‬‬
‫ب َأنْ‬‫الح((ديث الث((اني‪ :‬حديث ابن عمر َرض َِي َّاللهُ َعْنهُ َم ا وفيه‪َ (( :‬منْ َأ َح َّ‬
‫َان ُم َكافََأتَ ا ِن‪َ ،‬وعَنْ‬
‫ش ات ِ‬ ‫س كْ َع ْن هُ‪ :‬عَنْ ا ْل ُغاَل ِم َ‬ ‫سكَ عَنْ َولَ ِد ِه فَ ْليَ ْن ُ‬ ‫يَ ْن ُ‬
‫ا ْلـ َجا ِريَ ِة شَاةٌ))‪ ،‬هذا لفظ النسائي‪ ،‬ولفظ أبي داود‪َ (( :‬منْ ُولِ َد لَهُ َولَ ٌد‬
‫َان ُم َكافَِئتَ ا ِن‪َ ،‬و َع ِن‬‫ش ات ِ‬ ‫س كْ ‪َ :‬ع ِن ا ْل ُغالَ ِم َ‬ ‫س َك َع ْن هُ فَ ْليَ ْن ُ‬ ‫ب َأنْ يَ ْن ُ‬
‫فََأ َح َّ‬
‫ا ْلجـَا ِريَ ِة شَاةٌ))(‪.)2‬‬
‫الحديث الثالث‪ :‬حديث عائشة رضي هللا عنها‪ ،‬قالت‪(( :‬أمرنا رسول هللا‬
‫ق عن الغالم شاتين‪ ،‬وعن الجارية شاة))(‪.)3‬‬ ‫‪ :‬أن نع َّ‬
‫ق رس ول‬
‫ضَي َّاللهُ َعْنهُ َم ا‪ ،‬قال‪(( :‬ع َّ‬
‫الحديث الرابع‪ :‬حديث ابن عباس َر ِ‬

‫‪1‬‬
‫(?) النسائي‪ ،‬كتاب العقيقة‪ t،‬باب العقيقة‪ t‬عن الغالم‪( ،‬رقم ‪،4217 ،4216 ،4215‬‬
‫باب في العقيقة‪( ،‬رقم ‪ ،2734‬ورقم ‪،)2836‬‬
‫‪ ،)4218‬وأبو داود‪ ،‬كتاب الضحايا‪ٌ ،‬‬
‫والترمذي‪ ،‬كتاب األضاحي‪ ،‬باب األذان في أذن المولود‪( ،‬رقم ‪ ،)1516‬وابن ماجه‪،‬‬
‫كتاب الذبائح‪ ،‬باب العقيقة‪( ،‬رقم ‪ ،)3162‬وأحمد (‪ ،113 /45‬رقم ‪ ،27139‬ورقم‬
‫‪ ،)27372 ،27371 ،27143 ،27142‬والحديث صححه األلباني في صحيح سنن‬
‫النسائي (‪ 3/137‬رقم ‪ ،)4223‬وفي سائر صحيح السنن األربع‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) النسائي‪( ،‬رقم ‪ ،)4212‬وأبو داود‪( ،‬رقم ‪ ،)2842‬وأحمد‪( ،‬رقم ‪،)6822 ،6713‬‬
‫وتقدم تخريجه في حكم العقيقة‪ t‬عن المولود‪ ،‬الحديث الثالث‪ .‬والحديث حسنه األلباني في‬
‫صحيح سنن أبي داود (‪ 1/197‬رقم ‪.)2842‬‬
‫‪3‬‬
‫(?) الترمذي‪( ،‬رقم ‪ ،)1513‬وابن ماجه‪ ،‬واللفظ له‪( ،‬رقم ‪ ،)3136‬وأحمد‪،30 /40( ،‬‬
‫رقم ‪ ،24028‬ورقم ‪ ،25250‬ورقم ‪ ،)26134‬وتقدم تخريجه في حكم العقيقة‪،‬‬
‫الحديث الرابع‪ .‬والحديث صححه األلباني في صحيح سنن ابن ماجه (‪ 3/92‬رقم‬
‫‪.)2578‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫هللا ‪ ‬عن الحسن والحسين ‪ :‬بكبشين كبشين))(‪.)1‬‬


‫الحديث الخامس‪ :‬حديث أسماء بنت يزيد رضي هللا عنها‪ ،‬عن الن بي ‪‬‬
‫َان ُم َكافََأت ِ‬
‫َان َو َعنِ ا ْل َجا ِريَ ِة شَاةٌ))(‪.)2‬‬ ‫قال‪َ (( :‬عنِ ا ْل ُغاَل ِم شَات ِ‬
‫وس معت ش يخنا عبد العزيز ابن ب از رحمه هللا يق ول‪(( :‬الس نة في‬
‫العقيقة‪ :‬شاتان عن الغالم‪ ،‬وشاة عن الجارية‪ ،‬وال حرج أن يزيد إذا‬
‫كان عن ده ض يوف كث ير وال يكفيهم‪ ،‬والعقيقة أمرها واس ع‪ ،‬س واء‬
‫و َّزعها على إخوان ه‪ ،‬أو أكل بعض ا ً وأه دى بعض اً‪ ،‬أو دعا عليها‬
‫إخوانه‪ ،‬والسنة مثل األضحية‪ ،‬وإزالة ش عر ال رأس ب الحلق خ اص‬
‫بالغالم))(‪.)3‬‬
‫وهذه األحاديث الصحيحة تدل على أن السنة أن يُذبح عن الغالم‬
‫شاتان متماثلتان متقاربتان‪ ،‬وعن الجارية شاة‪ ،‬يتق رب بها العبد إلى‬
‫هللا تعالى شكراً على نعمته بهذا المولود(‪.)4‬‬
‫‪1‬‬
‫(?) النسائي بلفظه‪ ،‬كتاب العقيقة‪ t،‬باب لم يعق عن الجارية‪( ،‬رقم ‪ ،)4219‬وأبو داود‪،‬‬
‫باب في العقيقة‪( t،‬رقم ‪ ،)2841‬بلفظ‪ :‬كبشا كبشاً‪ ،‬وصححه األلباني في‬
‫كتاب الضحايا‪ٌ ،‬‬
‫صحيح النسائي‪ 139 /3( ،‬رقم ‪ ،)4230‬وفي صحيح أبي داود‪ ،)197 /2( ،‬وقال عن‬
‫رواية النسائي‪(( :‬بكبشين كبشين))‪ ،‬وهو األصح ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) أحمد في المسند (‪ ،)456 /6‬وصححه األلباني في صحيح الجامع الصغير‪،‬رقم (‬
‫‪.)4105‬‬
‫وقد عزاه ابن حجر في فتح الباري‪ )592 /9( ،‬بلفظ آخر إلى أحمد فقال‪(( :‬وعند أحمد‬
‫من حديث أسماء بنت يزيد عن النبي ‪(( : ‬العقيقة‪ t‬حق عن الغالم شاتان‪ ،‬مكافئتان‪ ،‬وعن‬
‫الجارية شاة))‪ ،‬وبحثت له بهذا اللفظ في أحمد‪ ،‬فلم أجد إال اللفظ الذي قبل هذا‪.‬‬
‫وصححه األلباني في صحيح الجامع (رقم ‪.)4133‬‬
‫‪3‬‬
‫(?) سمعته أثناء تقريره على صحيح البخاري‪ ،‬الحديث (رقم ‪.)5472‬‬
‫‪4‬‬
‫(?) قال الحافظ ابن حجر رحمه اهلل تعالى‪(( :‬وهذه األحاديث حجة الجمهور في التفرقة‪t‬‬
‫بين الغالم والجارية‪ ،‬وعن مالك‪ :‬هما سواء‪ ،‬فيعق عن كل واحد منهما شاة‪ ،‬واحتج بما‬
‫جاء‪(( :‬أن النبي ‪ ‬عق عن الحسن والحسين كبشاً كبشاً))‪[ ،‬أخرجه أبو داود‪ ،‬برقم‬
‫‪ ،]2841‬فقد أخرجه أبو الشيخ من وجه آخر عن عكرمة‪ t‬عن ابن عباس بلفظ‪(( :‬كبشين‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫سن الضحايا والهدايا‪:‬‬ ‫السن المجزئ في العقيقة ّ‬ ‫ُّ‬ ‫خامساً‪:‬‬


‫قال العالمة ابن القيم رحمه هللا‪(( :‬وفي قوله ‪َ (( : ‬منْ ُولِ َد لَ هُ َولَ ٌد‬
‫ب َأنْ يَ ْن ُ‬
‫سكَ َع ْنهُ فَ ْليَ ْن ُ‬
‫سكْ ‪. )2( )1())...‬‬ ‫فََأ َح َّ‬
‫فاستنبط رحمه هللا‪ ،‬أن ه ذا الح ديث دليل على أنه إنما يج زئ في‬
‫العقيقة ما يج زئ في النس ك‪ :‬من الض حايا‪ ،‬واله دايا؛ وألنه ذبح‬
‫كبشين))‪ ،‬وأخرج أيضاً من طريق عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده‪ ،‬مثله‪ ،‬وعلى تقدير‬
‫ثبوت رواية أبي داود فليس في الحديث ما يرد به األحاديث المتواردة في التنصيص على‬
‫التثنية للغالم‪ ،‬بل غايته أن يدل على جواز االقتصار‪ ،‬وهو كذلك‪ ،‬فإن العدد ليس شرطاً بل‬
‫مستحب‪ ،‬وذكر الحليمي‪ :‬أن الحكمة في كون األنثى على النصف من الذكر أن المقصود‬
‫قواه ابن القيم بالحديث الوارد‪ :‬أن من أعتق ذكراً عتق كل‬ ‫استيفاء النفس‪ ،‬فأشبهت الدية‪َّ ،‬‬
‫عضو منه‪ ،‬ومن أعتق جاريتين كذلك‪ ،‬إلى غير ذلك مما ورد‪ ،‬ويحتمل أن يكون في ذلك‬
‫الوقت ما تيسر العدد‪ .‬واستدل بإطالق الشاة والشاتين على أنه ال يشترط في العقيقة‪ t‬ما‬
‫يشترط في األضحية‪ ،‬وفيه وجهان للشافعية‪ ،‬وأصحهما يشترط‪ ،‬وهو بالقياس ال بالخبر‪،‬‬
‫ويذكر الشاة والكبش على أنه يتعين الغنم للعقيقة‪ ،‬وبه ترجم أبو الشيخ األصبهاني‪ ،‬ونقله‬
‫ابن المنذر عن حفصة بنت عبد الرحمن بن أبي بكر‪ ،‬وقال البندنيجي من الشافعية‪ :‬ال نص‬
‫للشافعي في ذلك‪ ،‬وعندي أنه ال يجزئ غيرها‪ ،‬والجمهور على إجزاء اإلبل والبقر أيضاً‪،‬‬
‫وفيه حديث عند الطبراني‪ ،‬وأبي الشيخ عن أنس رفعه‪(( :‬يعق عنه‪ :‬من اإلبل‪ ،‬والبقر‪،‬‬
‫والغنم‪ ،‬ونص أحمد على اشتراطه كامله‪ ،‬وذكر الرافعي بحثاً أنها تتأدى بالسبع كما في‬
‫األضحية‪ ،‬واهلل أعلم)) [فتح الباري‪.]593 – 592 /9 ،‬‬
‫قال ابن القيم رحمه اهلل‪(( :‬الفصل السادس ‪ :‬هل تشرع العقيقة‪ t‬بغير الغنم‪ ،‬كاإلبل والبقر أم‬
‫ال؟ وقد اختلف الفقهاء هل يقوم غير الغنم مقامها في العقيقة‪ ،‬ثم ذكر‪ :‬عن أنس‪ ،‬وأبي‬
‫بكرة‪ ،‬أنهما كانا يعقان عن أوالدهما بالجزور‪ .‬ثم قال‪(( :‬وأنكر بعضهم ذلك‪ ،‬وقال‪ :‬أمرنا‬
‫رسول اهلل ‪ ‬بشاتين عن الغالم‪ ،‬وعن الجارية بشاة‪ ،‬وال يجوز أن يعق بغير ذلك‪ ،‬وثبت أن‬
‫حفصة بنت عبدالرحمن بن أبي بكر ولدت غالماً للمنذر بن الزبير‪ ،‬فقيل لها‪ :‬هال عقيت‬
‫جزوراً؟ فقالت‪ :‬معاذ‪ t‬اهلل‪ ،‬كانت عمتي تقول‪ :‬عن الغالم شاتان‪ ،‬وعن الجارية شاة))‪.‬‬
‫[البيهقي‪ ،301 /9 ،‬وهو حديث صحيح]‪ .‬ثم قال ابن القيم‪(( :‬قال ابن المنذر‪ :‬ولعل‬
‫حجة من رأى العقيقة تجزئ باإلبل‪ ،‬والغنم والبقر قول النبي ‪(( : ‬مع الغالم عقيقته‪t،‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫مسنون إما وجوباً‪ ،‬وإما استحباباً‪ :‬يجري مجرى الهدي واألضحية‪:‬‬


‫في الصدقة‪ ،‬والهدية‪ ،‬واألكل‪ ،‬والتقرب إلى هللا‪ ،‬فاعتبر فيها الس ّن‬
‫الذي يجزئ في الهدي واألضحية؛ ولهذا ُش ِر َع في حق الغالم ش اتان‪،‬‬
‫وشرع أن تكونا مكا ِفئتين‪ ،‬ال تنقص إحداهما عن األخرى‪ ،‬ف اعتبر أن‬
‫سن الذبائح المأمور به ا؛ وله ذا ج رت مجراها في عامة‬ ‫يكون س ّنهما ّ‬
‫أحكامها(‪ ،)1‬ثم قال ابن القيم رحمه هللا‪(( :‬قال أبو عمر ابن عبد ال بر‪ :‬وقد‬
‫أجمع العلم اء‪ :‬أنه ال يج وز في العقيقة إال ما يج وز في الض حايا من‬
‫األزواج الثمانية‪ ،‬إال من ش ّذ ممن ال يُع ُّد قوله خالف اً ‪ ...‬وق ال مال ك‪:‬‬
‫العقيقة‪ ،‬بمنزله النسك‪ ،‬والضحايا‪ ،‬وال يجوز عوراء‪ ،‬وال عجفاء‪ ،‬وال‬
‫مكس ورة‪ ،‬وال مريض ة‪ ،‬وال يب اع من لحمها ش يء‪ ،‬وال جل دها ‪...‬‬
‫ويأكل أهلها منها ويتصدقون))(‪.)2‬‬
‫وقال اإلمام ابن قدامة رحمه هللا‪... (( :‬حكم العقيقة حكم األض حية‪:‬‬
‫في س نِّها‪ ،‬وأنه يمنع فيها من العي وب ما يمنع فيه ا‪ ،‬ويس تحب فيها‬
‫من الصفة ما يستحبُّ فيها))(‪. )3‬‬
‫ق الن بي ‪ ‬عن الحسن‬ ‫وق ال ش يخنا ابن ب از رحمه هللا‪(( :‬وقد ع َّ‬

‫فأهريقوا عنه دماً))‪ ،‬ولم يذكر دماً دون دم‪ ،‬فما ذبح للمولود على ظاهر هذا الخبر يجزئ‪،‬‬
‫قال‪ :‬ويجوز أن يقول قائل‪ :‬إن هذا مجمل‪ t‬وقول النبي ‪(( : ‬عن الغالم شاتان‪ ،‬وعن‬
‫والمفسر أولى من المجمل))‪[ .‬انظر‪ :‬تحفة المودود بأحكام‬
‫َّ‬ ‫مفسر‪t،‬‬
‫الجارية شاة)) َّ‬
‫المولود‪ ،‬ص‪.]55 – 54‬‬
‫قلت‪ :‬والذي يظهر لي‪ :‬أنه ال ُيعدل عن أحاديث النبي ‪ ‬إلى أقوال الرجال‪ ،‬فقول‪ :‬من قال‪:‬‬
‫إنه ال يجزئ إال الغنم قول قوي‪ ،‬وهو الصواب والعلم عند اهلل تعالى‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫(?) النسائي‪(،‬رقم ‪،)4212‬وأبو داود‪(،‬رقم ‪،)2842‬وأحمد‪(،‬رقم ‪،)6713‬وتقدم تخريجه‬
‫في حكم العقيقة‪ .‬والحديث حسنه األلباني في صحيح سنن أبي داود (‪ 2/197‬رقم ‪.)2842‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) تحفة المودود‪ ،‬بأحكام المولود‪( ،‬ص‪.)52‬‬
‫‪1‬‬
‫(?) انظر‪ :‬تحفة‪ t‬المودود‪ ،‬بأحكام المولود‪( ،‬ص ‪.)53 – 52‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) المرجع السابق‪( ،‬ص ‪.)53‬‬
‫‪3‬‬
‫(?) المغني البن قدامة‪ ،)399 /13( ،‬وانظر‪ :‬الموسوعة‪ t‬الفقهية الكويتية‪.)279 /30( ،‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫والحسين َرض َِي َّاللهُ َعْنهُ َم ا‪ ،‬وصاحبها مخ ير‪ :‬إن ش اء و َّزعها لحم ا ً بين‬
‫األق ارب واألص حاب‪ ،‬والفق راء‪ ،‬وإن ش اء طبخها ودعا إليها من‬
‫شاء من األقارب‪ ،‬والجيران‪ ،‬والفقراء‪. )1())... ،‬‬
‫سادساً‪ :‬تسمية المولود في اليوم السابع من والدته‪:‬‬
‫األفضل والسنة أن يُس َّمى المولود في الي وم الس ابع من والدت ه؛‬
‫غالم رهينة‬ ‫ٍ‬ ‫لح ديث س مرة بن جن دب ‪ ‬عن الن بي ‪ ‬أنه ق ال‪(( :‬ك ُّل‬
‫بعقيقته تذبح عنه يوم سابعه‪ ،‬ويُس َّمى فيه‪ ،‬ويُحلق رأسه)) ‪.‬‬
‫(‪)2‬‬

‫ك ‪ ،‬ق ال‪:‬‬ ‫وإن س َّماه قبل الس ابع فال ب أس؛ لح ديث أنس بن مال ٍ‬
‫قال رسول هللا ‪ُ (( : ‬ولِ َد لي الليلةَ غال ٌم فسميته باسم أبي إبراهيم ‪‬‬
‫‪)3())..‬؛ ولحديث أبي موسى ‪ ،‬ق ال‪ُ (( :‬ولد لي غال ٌم ف أتيت به الن بي‬
‫‪ ،‬فسماه إبراهيم‪ ،‬فحنَّكه بتمر ٍة‪ ،‬ودعا له بالبرك ة‪ ،‬ودفعه إل َّ‬
‫ي‪))...‬‬

‫(‪)4‬؛ ولح ديث أنس بن مالك ‪ ،‬ق ال‪ :‬ذهبت بعبد هللا بن أبي طلحة‬
‫‪1‬‬
‫(?) مجموع فتاوى ابن باز (‪ ،)51 /18‬و سمعت شيخنا ابن باز أثناء تقريره على منتقى‬
‫األخبار للمجد ابن تيمية على أحاديث (رقم ‪ ،)2768 – 2756‬وعلى زاد المعاد البن القيم (‬
‫‪.)327 /2‬‬
‫يقول‪(( :‬العقيقة لم يحدد النبي ‪ ‬في توزيع لحمها بشيء‪،‬فإذا أكل و تصدق‪،‬وأهدى فال‬
‫حرج‪ ،‬وإن جمع الناس عليها فال حرج؛ ألنها من باب الشكر هلل تعالى على هذه‬
‫النعمة‪،‬وقال‪ t‬بعض أهل العلم‪:‬إنها مثل الضحية‪:‬ثالثة أثالث‪،‬والصواب أن األمر مطلق‪،‬فما‬
‫أطلقه اهلل ورسوله نطلقه ‪ ،))...‬ثم قال‪ ...(( :‬فللذي يذبح أن يفعل ما شاء باللحم))‪،‬‬
‫وانظر‪ :‬المغني البن قدامة‪.)400 /13( ،‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) أحمد‪( ،‬رقم ‪ ،20083‬ورقم ‪ ،)20193‬وأبو داود‪( ،‬رقم ‪ ،)2838‬والترمذي (رقم‬
‫‪ ،)1522‬والنسائي (رقم ‪ ،)4220‬وابن ماجه‪( t،‬رقم ‪ ،)3165‬وتقدم تخريجه في حكم‬
‫العقيقة‪ .‬والحديث صححه األلباني في إرواء الغليل (‪.)394 ،4/385‬‬
‫‪3‬‬
‫(?) مسلم‪ ،‬كتاب الفضائل‪ ،‬باب رحمته ‪ ‬الصبيان والعيال وتواضعه وفضل ذلك‪( ،‬رقم‬
‫‪.)2315‬‬
‫‪4‬‬
‫(?) البخاري‪ ،‬كتاب العقيقة‪ ،‬باب تسمية المولود غداة يولد لمن لم يعق عنه وتحنيكه‪( ،‬رقم‬
‫‪.)5467‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫األنص اري إلى رس ول هللا ‪ ‬حين ُولِ َد ورس ول هللا ‪ ‬في عب اء ٍة‬
‫ت‬‫يهنأ(‪ )1‬بعيراً له‪ ،‬فقال‪(( :‬هل معك تمر ؟)) فقلت‪ :‬نعم‪ ،‬فناولته تم را ٍ‬
‫فألق اهن في فيه فالكهن‪ ،‬ثم فغر فا الص بي(‪ )2‬فمجَّه في في ه‪ ،‬فجعل‬
‫حب األنص ار التمر))‪ ،‬وس ماه‬ ‫الصبي يتل َّمظ ه‪ ،‬ق ال رس ول هللا ‪ُّ (( : ‬‬
‫عبد هللا(‪.)3‬‬
‫وسمعت ش يخنا ابن ب از رحمه هللا يق ول‪((:‬وه ذا ي دلّ على ش رعية‬
‫تسمية المولود أول ما يولد‪،‬وهذا سنة‪،‬وي دل على ش رعية التحنيك في‬
‫أول يوم))(‪. )4‬‬
‫سابعاً‪ :‬تحسين اسم المول(ود‪،‬واختي(ار االسم ال(ذي ال مح(ذور فيه‬
‫شرعاً‪ ،‬ورد على أنواع‪:‬‬
‫أحب األس ((ماء إلى اهلل تع ((الى‪ :‬عبد هللا وعب دالرحمن؛‬ ‫الن ((وع األول‪ُّ :‬‬
‫أحب‬
‫َّ‬ ‫لح ديث ابن عمر َرض َِي اللَُّه َعْن ُه َم ا‪ ،‬ق ال‪ :‬ق ال رس ول هللا ‪(( : ‬إنَّ‬
‫أس مائكم إلى هللا‪ :‬عبد هللا‪ ،‬وعبد ال رحمن))‪ ،‬ه ذا لفظ مس لم‪ ،‬ولفظ‬
‫أحب األس ماء إلى هللا تع الى‪ :‬عبد هللا‬ ‫أبي داود والترم ذي‪ُّ (( :‬‬
‫وعبدالرحمن))(‪.)5‬‬
‫ابتداء‪ ،‬ومنها ما يأتي‪:‬‬
‫ً‬ ‫سماها النبي ‪‬‬ ‫النوع الثاني‪ :‬أسماء َّ‬
‫‪ -1‬إبراهيم؛ لح ديث أبي موسى ‪ ،‬وفي ه‪(( :‬ولد لي غال ٌم‪ ،‬ف أتيت به‬
‫الن بي ‪ ،‬فس ّماه إب راهيم‪ ،‬فحنَّكه بتم ٍر ودعا له بالبركة))(‪)6‬؛‬

‫‪1‬‬
‫(?) يهنأ بعيراً له‪ :‬أي يطليه بالقطران‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) فغر فاه‪ :‬فتح فمه‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫(?) متفق عليه‪ :‬البخاري‪ ،‬كتاب العقيقة‪ ،‬باب تسمية المولود‪( ،‬رقم ‪ ،)5470‬ومسلم‪،‬‬
‫واللفظ له‪ ،‬كتاب اآلداب‪ ،‬باب استحباب تحنيك المولود عند والدته‪( ،‬رقم ‪.)2144‬‬
‫‪4‬‬
‫(?) سمعته أثناء تقريره على صحيح البخاري‪ ،‬الحديث رقم (‪.)5467‬‬
‫‪5‬‬
‫(?) مسلم‪ ،‬كتاب اآلداب‪ ،‬باب النهي عن التكني بأبي القاسم‪ ،‬وبيان ما يستحب من‬
‫األسماء‪( ،‬رقم ‪ ،)2132‬وأبو داود‪( ،‬رقم ‪ ،)4929‬والترمذي‪( ،‬رقم ‪.)2833‬‬
‫‪6‬‬
‫(?) البخاري‪( ،‬رقم ‪ ،)5467‬وتقدم تخريجه في تسمية المولود‪.‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫ولحديث أنس ‪ ‬ق ال‪ :‬ق ال رس ول هللا ‪ُ (( :‬ولد لي الليلة غال ٌم‪،‬‬
‫فس ّميته باسم أبي إبراهيم ‪. )1())‬‬
‫‪ -2‬عبد هللا؛ لحديث أنس ‪ ،‬وفيه‪ :‬أن الن بي ‪ ‬حنَّك ابن أبي طلح ة‪،‬‬
‫وسماه‪(( :‬عبد هللا))(‪. )2‬‬
‫‪ -3‬كنَّى بأ ِّم عبد هللا‪ ،‬فعن عائشة رضي هللا عنها قالت‪ :‬قلت يا رس ول هللا‬
‫لهن ُك نى‪ ،‬ق ال‪(( :‬ف اكتني بابنك عبد هللا بن‬ ‫ك لُّ ص واحبي َّ‬
‫الزبير))[يعني ابن اختها]‪ ،‬فكانت تُكنَّى‪ :‬أ ُّم عبد هللا(‪.)3‬‬
‫َويَُؤ يِّده ح ديث ال براء بن ع ازب ‪ ،‬عن الن بي ‪ ‬ق ال‪(( :‬الخالة‬
‫بمنزلة األم))(‪.)4‬‬
‫‪ -4‬يوسف‪ ،‬عن يوسف بن عبد هللا بن سالم‪ ،‬ق ال‪(( :‬س ّماني رس ول‬
‫هللا ‪ ‬يوسف وأقعدني على حجره ومسح على رأسي)) (‪. )5‬‬
‫النوع الثالث‪ :‬أسماء غيَّرها النبي ‪:‬‬
‫‪(( -1‬ب َّرة)) س ّماها زينب؛ لح ديث أبي هري رة ‪ :‬أن زينب بنت أبي‬
‫سلمة‪ ،‬كان اسمها برة(‪ ،)6‬فقيل‪:‬تُ ز ِّكي نفس ها‪،‬فس ماها رس ول هللا ‪‬‬
‫‪1‬‬
‫(?) مسلم‪( ،‬رقم ‪ ،)2315‬وتقدم تخريجه في تسمية المولود‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) البخاري‪( ،‬رقم ‪ ،)5470‬ومسلم‪( ،‬رقم ‪ ،)2144‬وتقدم تخريجه في تسمية المولود‪،‬‬
‫وقد ثبت عنه ‪ ‬أنه سمى أكثر من واحد باسم (عبد اهلل) ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫(?) أبو داود‪ ،‬كتاب األدب‪ ،‬باب في المرأة تكنى‪( ،‬رقم ‪ ،)4970‬وصححه األلباني في‬
‫صحيح سنن أبي داود‪ 221 /3( ،‬رقم ‪.)4970‬‬
‫‪4‬‬
‫(?) الترمذي‪ ،‬كتاب البر‪ ،‬باب ما جاء في بر الخالة‪( ،‬رقم ‪ ،)1904‬وصححه األلباني في‬
‫إرواء الغليل‪( ،‬رقم ‪ ،)2190‬وفي صحيح الترمذي‪ .)343 /2( ،‬وفي صحيح أبي داود‬
‫(‪ 34 – 2/33‬رقم ‪.)2280‬‬
‫‪5‬‬
‫(?) البخاري‪ ،‬في األدب المفرد‪ ،‬برقم ‪ ،367‬وصححه األلباني في صحيح األدب المفرد‪،‬‬
‫ص‪ ،147‬وصحح الحافظ ابن حجر إسناده في فتح الباري‪.)486 /10( ،‬‬
‫‪6‬‬
‫والب ُّر‪ :‬ضد الفاجر‪[ .‬جامع األصول البن األثير‪/1 ،‬‬
‫(?) برة‪ :‬اسم امرأة‪ ،‬وهو تأنيث َب ّر‪َ ،‬‬
‫‪.]372‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫((زينب))(‪.)1‬‬
‫‪(( -2‬برة)) أس ماها جويرية أيض اً؛ لح ديث ابن عب اس َرض َِي َّاللهُ َعْنهُ َم ا‪،‬‬
‫ق ال‪ :‬ك انت جويرية اس مها ب رة‪ ،‬فح ّول رس ول هللا ‪ ‬اس مها‬
‫جويرية‪ ،‬وكان يكره أن يقال خرج من عند برّة(‪.)2‬‬
‫‪(( -3‬عاص ية))‪ ،‬س ّماها جميلة؛ لح ديث ابن عمر َرض َِي َّاللهُ َعْنهُ َم ا‪ :‬أن‬
‫رس ول هللا ‪ ‬غيّر اسم عاص ية‪ ،‬وق ال‪(( :‬أنت جميلة))‪ ،‬وفي‬
‫رواية‪ :‬أن ابنة لعمر كانت يقال لها عاصية‪ ،‬فس ّماها رسول هللا ‪‬‬
‫((جميلة))(‪.)3‬‬
‫النبي ‪ ‬بأبي شريح أك بر أوالده‪ ،‬فقد ك ان يك نى‬ ‫ُّ‬ ‫‪(( -4‬أبو الحكم)) َكنَّاه‬
‫بأبي الحكم فقال النبي ‪(( : ‬إن هللا هو الحكم وإليه الحكم))‪ ،‬ثم سأل‬
‫الرجل عن أك بر أوالده؟ فق ال‪ :‬ش ريح‪ ،‬فق ال الن بي ‪(( :‬ف أنت أبو‬
‫شريح))(‪.)4‬‬
‫‪(( -5‬أصرم)) إلى ُز ْرعة؛ لحديث أسامة ‪ ،‬وفيه‪ :‬أن رسول هللا ‪ ‬قال‬
‫لرجل‪(( :‬ما اسمك؟)) قال‪ :‬أنا أصرم‪ ،‬قال‪(( :‬بل أنت ُز ْرعة))(‪.)5‬‬
‫حزن)) إلى سهل‪ ،‬سأل النبي ‪ ‬ج َّد سعيد بن المسيب‪ ،‬فَقَ ا َل‪َ (( :‬ما‬ ‫‪ْ (( -6‬‬
‫س ْه ٌل))‪ ،‬قَ ا َل‪َ :‬ما َأنَا‬ ‫س ُمكَ ؟))‪ ،‬قَا َل‪ :‬ا ْس ِمي َح ْز ٌن‪ ،‬قَ ا َل‪(( :‬بَ ْل َأ ْنتَ َ‬ ‫ا ْ‬
‫ت فِينَا‬ ‫ب‪ :‬فَ َما َزالَ ْ‬ ‫ال اب ُْن ْالـ ُم َسيَّ ِ‬
‫اس ًما َس َّمانِي ِه َأبِي‪ ،‬قَ َ‬ ‫بِ ُم َغي ٍِّر ْ‬
‫‪1‬‬
‫(?) البخاري‪ ،‬كتاب اآلداب‪ ،‬باب تحويل االسم إلى اسم أحسن منه‪( ،‬رقم ‪،)6172‬‬
‫ومسلم‪ ،‬كتاب اآلداب‪ ،‬باب استحباب تغيير االسم القبيح إلى حسن‪( ،‬رقم ‪.)2141‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) مسلم‪ ،‬كتاب اآلداب‪ ،‬باب استحباب تغيير االسم القبيح إلى حسن‪ ،‬وتغيير اسم برة‬
‫إلى زينب وجويرية‪ ،‬ونحوهما‪( ،‬رقم ‪.)2139‬‬
‫‪3‬‬
‫(?) مسلم‪ ،‬كتاب اآلداب‪ ،‬باب استحباب تغيير االسم القبيح إلى حسن‪( ،‬رقم ‪.)2140‬‬
‫‪4‬‬
‫(?) أبو داود‪ ،‬كتاب األدب‪ ،‬باب تغيير االسم القبيح‪( ،‬رقم ‪ ،)4955‬والنسائي كتاب آداب‬
‫القضاة‪( ،‬رقم ‪ ،)226 /8 ،5402‬وصححه األلباني في صحيح أبي داود‪ 216 /3( ،‬رقم‬
‫‪.)4955‬‬
‫‪5‬‬
‫(?) أبو داود‪ ،‬كتاب األدب‪ ،‬باب تغيير االسم القبيح‪( ،‬رقم ‪ ،)4954‬وصححه األلباني في‬
‫صحيح أبي داود‪ 216 /3( ،‬رقم ‪.)4954‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫ْال ُح ُزونَ ةُ بَ ْع ُد))‪ ،‬ه ذا لفظ البخ اري‪ ،‬ولفظ أبي داود‪ ،‬ق ال‪(( :‬أنت‬
‫سهل))‪ ،‬قال‪ :‬ال‪ ،‬ال َّس ْه ُل يُوطأ ويُمتهن))(‪. )1‬‬
‫‪(( -7‬فالن)) إلى المنذر؛ لحديث سهل‪ ،‬وفيه أن النبي ‪ ‬س أل أبا ُأ َس يد‬
‫ال‪ :‬فُاَل ٌن‪ ،‬فقَ ال النَّب ّي ‪:‬‬ ‫اس ُمهُ؟))‪ ،‬قَ َ‬ ‫ال‪َ (( :‬ما ْ‬ ‫عن اسم ول ده فقَ َ‬
‫س ِم ِه ا ْلـ ُم ْن ِذ َر)) فَ َس َّماهُ يَ ْو َمِئ ٍذ ْالـ ُم ْن ِذ َر (‪.)2‬‬‫(( َولَ ِكنْ َأ ْ‬
‫اص‪َ ،‬و َع ِزي ٍز‪َ ،‬و َعتَلَ ةَ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫اس َم‪ْ :‬ال َع‬
‫ال َأ ُبـو َدا ُو َد‪َ (( :‬و َغي ََّر النَّبِ ُّي ‪ْ ‬‬ ‫قَ َ‬
‫ب‪ ،‬فَ َس َّماهُ ِه َش ا ًما‪،‬‬ ‫ب‪َ ،‬و ِش هَا ٍ‬ ‫ب‪َ ،‬و ُحبَ ا ٍ‬ ‫ـح َك ِم‪َ ،‬و ُغ َرا ٍ‬ ‫ان‪َ ،‬و ْال َ‬ ‫َو َش ْيطَ ٍ‬
‫ض ا تُ َس َّمى‬ ‫ث‪َ ،‬وَأرْ ً‬ ‫َو َس َّمى َحرْ بًا َس ْل ًما‪َ ،‬و َس َّمى ْالـ ُمضْ طَ ِج َع ْالـ ُم ْنبَ ِع َ‬
‫ْب ْالـهُ َدى‪َ ،‬وبَنُو‬ ‫الض الَلَ ِة َس َّماهُ ِش ع َ‬ ‫ْب َّ‬ ‫ض َرةَ‪َ ،‬و ِش ع َ‬ ‫َعفِ َرةَ َس َّماهَا َخ ِ‬
‫ال ِّز ْنيَ ِة َس َّماهُ ْم بَنِي الرِّ ْش َد ِة‪َ ،‬و َس َّمى بَنِي ُم ْغ ِويَةَ بَنِي ِر ْش َدةَ))(‪.)3‬‬
‫وعن أبي وهب الجشمي‪،‬وفيه أن النبي ‪ ‬قال‪َ ...((:‬وَأ َح ُّب اَأل ْس َما ِء ِإلَى‬
‫ص َدقُ َها َحا ِر ٌث َو َه َّما ٌم‪َ ،‬وَأ ْقبَ ُح َها َح ْر ٌب َو ُم َّ‬
‫رة ُ))‬ ‫هللا‪َ :‬ع ْب ُد هللا َو َع ْب ُد ال َّر ْح َم ِن‪َ ،‬وَأ ْ‬
‫(‪.)4‬‬
‫ومعاني األسماء المذكورة آنفاً‪:‬‬
‫‪ -1‬أص رم‪ :‬إنما ك ره أص رم لما فيه من مع نى الص رم‪ :‬وهو‬
‫القطع‪.‬‬
‫‪ -2‬زرعة‪:‬جعله زرعة؛ألنه من الزرع والزرع النب ات‪،‬وهو ضد‬

‫‪1‬‬
‫(?) البخاري‪ ،‬كتاب األدب‪ ،‬باب تحويل االسم إلى اسم أحسن منه‪( ،‬رقم ‪ ،)6193‬وأبو‬
‫داود‪،‬كتاب اآلداب‪ ،‬باب في تغيير االسم القبيح‪( ،‬رقم ‪.)4956‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) البخاري‪ ،‬كتاب األدب‪ ،‬باب تحويل االسم أحسن منه‪( ،‬رقم ‪.)6191‬‬
‫‪3‬‬
‫(?) أبو داود‪ ،‬كتاب األدب‪ ،‬باب تغيير االسم القبيح‪ ،‬على إثر حديث رقم ‪ ،4956‬قال‬
‫أبو داود‪(( :‬تركت إسنادها لالختصار))‪ ،‬وصححها األلباني في صحيح سنن أبي داود‪( ،‬‬
‫‪ 3/217‬رقم ‪.)4956‬‬
‫‪4‬‬
‫(?) أبو داود‪ ،‬كتاب األدب‪ ،‬باب في تغيير األسماء‪ ،‬برقم ‪ ،4950‬وصححه األلباني في‬
‫صحيح سنن أبي داود‪ 214 /3( ،‬رقم ‪ ،)4950‬وفي سلسلة األحاديث الصحيحة‪ ،‬برقم‬
‫‪ ،904‬و‪.1040‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫القطع(‪.)1‬‬
‫‪ -3‬ح زن‪ :‬الحزون ة‪ :‬ضد الس هولة‪ ،‬وهو ما خشن وغلظ من‬
‫األرض‪ ،‬ومعنى‪(( :‬يمتهن))‪ :‬يداس(‪.)2‬‬
‫‪ -4‬عتلة‪ :‬العتلة‪ :‬الش دة والغلظ ة‪ ،‬يق ال‪ :‬عتلت الرجل إذا جذبته‬
‫جذبا ً عنيفاً‪ ،‬ومنه قيل‪ :‬رجل ُعتلٌّ‪ ،‬وهو الجافي الغليظ‪.‬‬
‫‪ -5‬عزيز‪:‬إنما كره العزيز؛ألن العبد موصوف بال ذل والخض وع‬
‫هلل تعالى‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ -6‬ش هاب‪:‬وك ره ش هابا؛ألن الش هاب الش علة؛وألنه ي رجم به‬
‫الشيطان‪.‬‬
‫‪ -7‬غراب‪ :‬وكره غراب اً؛ ألن معن اه البع د‪ ،‬والغ راب من أخبث‬
‫الطيور‪ ،‬وقد ُأبيح قتله في الحلِّ والحرم‪.‬‬
‫‪ -8‬عفرة‪ :‬العف رة من عفر األرض‪ ،‬وهو لونه ا‪ ،‬ورويت ع ثرة‬
‫بالثاء‪ ،‬وهي التي ال نبات فيها‪ ،‬إنما هي صعيد‪ ،‬عالها العث ير‪:‬‬
‫وهو الغبار‪.‬‬
‫‪ -9‬بني الزنيّة‪ :‬يقال فالن لزنية‪ ،‬إذا كان ولد زنا‪ ،‬وفالن لرش دة‬
‫إذا كان النكاح صحيحاً‪.‬‬
‫ً(‪)3‬‬
‫الحبَاب‪ :‬الحيَّة‪ ،‬وبه يس َّمى الشيطان حُبابا ‪.‬‬
‫ُ‬ ‫‪-10‬‬
‫‪ -11‬حرب‪ :‬تركه لما فيه من القتل واألذى‪.‬‬
‫‪ُ -12‬م ّرة‪ :‬معناها الـ ُمرّ‪ ،‬والـ ُمرُّ ‪ :‬كريه بغيض إلى الطباع ‪.‬‬
‫(‪)4‬‬

‫النوع الرابع‪ :‬أسماء نهى عنها النبي ‪:‬‬


‫عن س مرة بن جن دب ‪ ،‬ق ال‪(( :‬نهانا رس ول هللا ‪ : ‬أن نس ِّم َي‬
‫رقيقنا‪ ،‬بأربعة أسماء‪ :‬أفلح‪ ،‬ورباح‪ ،‬ويسار‪ ،‬ونافع))(‪.)5‬‬
‫س ِّميَنَّ ُغالَ َم كَ‬‫وفي رواية عن سمرة عن النبي ‪ ،‬وفي ه‪َ (( :‬والَ تُ َ‬
‫‪1‬‬
‫(?) جامع األصول البن األثير‪.374 /1 ،‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) المرجع السابق‪.376 /1 ،‬‬
‫‪3‬‬
‫(?) انظر هذه المعاني‪ :‬جامع األصول البن األثير‪.376 /1 ،‬‬
‫‪4‬‬
‫(?) جامع األصول البن األثير‪.359 /1 ،‬‬
‫‪5‬‬
‫(?) مسلم‪ ،‬كتاب اآلداب‪ ،‬باب كراهة التسمية باألسماء القبيحة‪ ،‬برقم ‪.2136‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫يح ا‪َ ،‬والَ َأ ْفلَ َح‪ ،‬فَِإنَّكَ تَقُ و ُل‪َ :‬أثَ َّم ُه َو فَالَ‬ ‫اح ا‪َ ،‬والَ نَ ِج ً‬ ‫س ا ًرا‪َ ،‬والَ َربَ ً‬ ‫يَ َ‬
‫يَ ُكونُ فَيَقُو ُل‪ :‬الَ)) ‪.‬‬
‫(‪)2()1‬‬

‫وعن جابر ‪ ‬ق ال‪َ(( :‬أ َرا َد النَّبِ ُّي ‪َ ‬أ ْن يَ ْنهَى َع ْن َأ ْن ي َُس َّمى بِيَ ْعلَى‪،‬‬
‫ت بَ ْع ُد‬ ‫ك‪ ،‬ثُ َّم َرَأ ْيتُ هُ َس َك َ‬
‫ار‪َ ،‬وبِنَافِ ٍع‪َ ،‬وبِنَحْ ِو َذلِ َ‬ ‫َوبِبَ َر َكةَ‪َ ،‬وبَِأ ْفلَ َح‪َ ،‬وبِيَ َس ٍ‬
‫ك‪ ،‬ثُ َّم َأ َرا َد‬
‫ض َرسُو ُل هللا ‪َ ‬ولَ ْم يَ ْنهَ َع ْن َذلِ َ‬ ‫َع ْنهَا‪ ،‬فَلَ ْم يَقُلْ َش ْيًئا‪ ،‬ثُ َّم قُبِ َ‬
‫ُع َم ُر َأ ْن يَ ْنهَى َع ْن َذلِ َ‬
‫ك ثُ َّم تَ َر َكهُ))(‪. )3‬‬
‫ومجموع األسماء التي جاء النهي عنها في هذه‬
‫األحاديث على النحو اآلتي‪:‬‬
‫ار‪.‬‬ ‫‪-1‬يس‬
‫اح‪.‬‬ ‫‪-2‬رب‬
‫‪-3‬نجيح‪.‬‬
‫‪-4‬أفلح‪.‬‬
‫‪-5‬يعلى‪.‬‬
‫ة‪.‬‬ ‫‪-6‬برك‬

‫‪1‬‬
‫(?) مسلم‪ ،‬في الكتاب والباب السابقين‪ ،‬برقم ‪.2137‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) وسمعت شيخنا ابن باز رحمه اهلل يقول أثناء تقريره على زاد المعاد‪-334 /2 ،‬‬
‫فدل ذلك على أنه‬
‫سمى الصحابة ببعض هذه األسماء‪ّ ،‬‬ ‫‪(( :336‬كان هذا النهي أوالً‪ ،‬ثم َّ‬
‫أقر عليه الصالة والسالم اسم‬
‫أقره بعد ذلك‪ ،‬أو أنه يكون للكراهة‪ ...‬وقد ّ‬ ‫منسوخ‪ ،‬أو ّ‬
‫حكيم بن حزام‪ ،‬واهلل ‪ ‬ذكر اسم امرأة العزيز‪ ،‬فللمخلوق‪ t‬ما يليق به‪ ،‬وللخالق ما يليق به‪،‬‬
‫تدل على العظمة‪ :‬كالخالق‪ ،‬والجبار‪ ،‬ورب العالمين‪ ،‬وغير ذلك فهذا‬ ‫بخالف األسماء التي ّ‬
‫ال يطلق إال على اهلل))‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫(?) مسلم‪ ،‬في الكتاب والباب السابقين‪ ،‬برقم ‪.2137‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫افع‪.‬‬ ‫‪-7‬ن‬
‫ق ال اإلم ام الن ووي رحمه هللا‪(( :‬يك ره التس مية به ذه األس ماء‬
‫الم ذكورة في الح ديث وما في معناه ا‪ ،‬وال تختصّ الكراهة بها‬
‫وح دها‪ ،‬وهي كراهة تنزيه ال تح ريم‪ ،‬والعلّة في الكراهة ما بيّنه ‪‬‬
‫في قوله‪(( :‬فإنك تقول‪ :‬أث َّم هو؟ فيقول‪ :‬ال‪ ،‬فَ ُك ِره لبش اعة الج واب))‪،‬‬
‫وربما أوقع بعض الن اس في ش يء من الط يرة‪ ،‬وأما قول ه‪ :‬أراد‬
‫النبي ‪ :‬أن ينهى عن هذه األسماء‪ ،‬فمعن اه‪ :‬أراد أن ينهى عنها نهي‬
‫تح ريم‪ ،‬فلم ين ه‪ ،‬وأما النهي ال ذي هو لكراهة التنزيه فقد نهى عنه‬
‫في األحاديث الباقية))(‪.)1‬‬
‫النوع الخامس‪ :‬أسماء محرمة( ال يجوز التسمية بها‪:‬‬
‫* ملك األمالك؛ لح ديث أبي هري رة ‪ ،‬عن الن بي ‪ ‬ق ال‪(( :‬إن‬
‫س َّمى َملِكَ اَأل ْمال ِك)) [ال َمالِ كَ ِإال هللا ‪،]‬‬ ‫ــــم ِع ْن َد هللا َر ُج ٌل يُ َ‬ ‫س ٍ‬ ‫َأ ْخنَ َع ا ْ‬
‫ان‪ِ :‬م ْث ُل َشاها ْن َش اه))‪ ،‬وفي لف ظ‪َ(( :‬أ ْغيَ ظُ َر ُج ٍل ِع ْن َد هللا يَ ْو َم‬ ‫ال ُس ْفيَ ُ‬ ‫قَ َ‬
‫الك‪ ،‬ال َما ِل كَ‬ ‫س َّمى َم ِلكَ اَأل ْم ِ‬‫ان يُ َ‬‫ظهُ َع َل ْي ِه َر ُج ٌل َك َ‬‫ا ْلقِيَا َم ِة‪َ ،‬وَأ ْخ َبثُهُ‪َ ،‬وَأ ْغ َي ُ‬
‫اء َي ْو َم ا ْل ِق َيا َم ِة‬‫س َم ِ‬‫ِإال هللا)) هذه ألفاظ مسلم‪ ،‬ولفظ البخ اري‪َ(( :‬أ ْخ َنى اَأل ْ‬
‫س ٍم ِع ْن َد‬ ‫الك))‪ ،‬وفي لفظ للبخاري‪َ(( :‬أ ْخ َن ُع ا ْ‬ ‫س َّمى َم ِلكَ اَأل ْم ِ‬ ‫ِع ْن َد هللا َر ُج ٌل َت َ‬
‫َس َّمى ِب َم ِل ِك‬ ‫اء ِع ْن َد هللا َر ُج ٌل ت َ‬ ‫ان َغي َْر َمرَّ ٍة‪َ :-‬أ ْخ َن ُع اَأْل ْ‬
‫س َم ِ‬ ‫ال ُس ْف َي ُ‬ ‫هللا ‪َ -‬و َق َ‬
‫اَأْل ْماَل ِك))(‪. )2‬‬
‫ومعنى‪ :‬أخنع‪ :‬الخانع الذليل‪ ،‬وقال أحمد‪ :‬أخنع‪ :‬أوضع(‪.)3‬‬
‫ومعنى‪ :‬أخنى‪ :‬الخنا‪ :‬الفحش(‪.)4‬‬
‫‪1‬‬
‫(?) شرح النووي على صحيح مسلم‪.366 – 365 /14 ،‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) متفق عليه‪ :‬البخاري‪ ،‬كتاب األدب‪ ،‬باب أبغض األسماء إلى اهلل‪ ،‬برقم ‪،6206 ،6205‬‬
‫التسمي بملك األمالك أو بملك الملوك‪ ،‬برقم ‪.2143‬‬
‫ومسلم‪ ،‬كتاب اآلداب‪ ،‬باب تحريم ِّ‬
‫‪3‬‬
‫(?) تفسير أحمد‪ :‬أوضع‪ ،‬ذكره مسلم‪ ،‬على إثر حديث رقم ‪ ،2143‬والذليل ذكره ابن‬
‫األثير في جامع األصول‪.360 /1 ،‬‬
‫‪4‬‬
‫(?) جامع األصول البن األثير‪.360 /1 ،‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫قال اإلمام النووي رحمه هللا‪(( :‬واعلم أن التسمي بهذا االسم حرام‪،‬‬
‫وكذلك التَّسمي بأسماء هللا تعالى المختصة به‪ :‬كالرحمن‪ ،‬والقدوس‪،‬‬
‫والمهيمن‪ ،‬وخالق الخلق‪ ،‬ونحوها ‪.)1())...‬‬
‫النوع السادس‪ :‬الناس يدعون يوم القيامة بأسماء آبائهم‪.‬‬
‫فينبغي للعبد المسلم أن يختار األسماء المحبوبة هلل تعالى‪ ،‬وال تي‬
‫اب َما يُ ْد َعى‬ ‫ال محذور فيها شرعاً‪ ،‬قال البخاري رحمه هللا تعالى‪(( :‬بَ ُ‬
‫اس بِآبَاِئ ِه ْم))‪ ،‬ثم ذكر حديث ابن عمر َرض َِي َّاللهُ َعْنهُ َم ا عن النبي ‪‬‬ ‫النَّ ُ‬
‫قال‪ِ(( :‬إنَّ ا ْل َغا ِد َر يُ ْرفَ ُع لَهُ لِ َوا ٌء يَ ْو َم ا ْلقِيَا َم ِة يُقَ ا ُل‪َ :‬ه ِذ ِه َغ ْد َرةُ فُاَل ِن‬
‫ابن فُاَل ٍن))(‪.)2‬‬‫ِ‬
‫ق ال اإلم ام ابن ح زم رحمه هللا‪(( :‬اتفق وا على استحس ان األس ماء‬
‫المضافة إلى هللا‪ :‬كعبد هللا‪ ،‬وعبد الرحمن‪ ،‬وما أش به ذل ك‪ ،‬واتفق وا‬
‫على تحريم كل اسم ُمعبَّ ٍد لغير هللا‪ ،‬كعبد الع َّزى‪ ،‬وعبد هُبَ ل‪ ،‬وعبد‬
‫عمرو‪ ،‬وعبد الكعبة‪ ،‬وما أشبه ذلك‪ ،‬حاشا عبد المطلب ‪.)3())...‬‬
‫ثامناً‪ :‬حلق رأس المولود الذكر‪:‬‬
‫يُس ُّن أن يُحلق رأس المول ود ي وم س ابعه‪ ،‬ويُ زال عنه األذى؛‬
‫غالم رهينة بعقيقت ه‪ ،‬ت ذبح‬ ‫ٍ‬ ‫لحديث سمرة ‪ ،‬عن النبي ‪ ‬قال‪(( :‬ك ُّل‬
‫عنه يوم سابعه‪ ،‬ويس َّمى فيه‪ ،‬ويُحلق رأسه)) ‪.‬‬
‫(‪)4‬‬

‫ق رس ول هللا ‪ ‬عن الحسن‬ ‫وعن علي بن أبي طالب ‪ ،‬ق ال‪ :‬ع َّ‬
‫فض ة))‪،‬‬ ‫بشا ٍة‪ ،‬وقال‪(( :‬يا فاطمة احلقي رأسه‪ ،‬وتصدّقي بزنة شعره ّ‬
‫قال‪ :‬فوزنته‪ ،‬فكان وزنه درهما ً أو بعض درهم(‪.)5‬‬
‫وفي ح ديث س لمان بن ع امر الض بي‪(( :‬مع الغالم عقيقت ه‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫(?) شرح النووي على صحيح مسلم‪ ،369 /14 ،‬وانظر لزيادة البحث‪ :‬فتح الباري‪ ،‬البن‬
‫حجر‪.590 -589 /10 ،‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) متفق عليه‪ :‬البخاري‪ ،‬كتاب األدب‪ ،‬باب ما يدعى الناس بآبائهم‪ ،‬برقم ‪،6177‬‬
‫ومسلم‪ ،‬كتاب الجهاد والسير‪ ،‬باب تحريم الغدر‪ ،‬برقم ‪.1736‬‬
‫‪3‬‬
‫(?) الفروع البن مفلح‪.108 – 107 /6 ،‬‬
‫‪4‬‬
‫(?) أحمد‪ ،‬برقم ‪ ،20083‬وأصحاب السنن األربع‪ ،‬وتقدم تخريجه في حكم العقيقة عن‬
‫المولود‪ ،‬والحديث صححه األلباني في إرواء الغليل (‪.)394 ،4/385‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫فأهريقوا عنه دماً‪ ،‬وأميطوا عنه األذى))(‪. )2()1‬‬


‫ق ال العالمة الم رداوي رحمه هللا‪((:‬تنبي ه‪:‬الظ اهر أن م راده‬
‫ب الحلق‪:‬ال ذكر‪ ،‬وهو الص حيح وعليه األك ثر‪،‬وقدمه في الف روع‪...‬إذ‬
‫اإلناث يكره في حقهن الحلق))(‪.)3‬‬
‫وق ال الحافظ ابن حجر رحمه هللا‪((:‬وحكى الم اورديُّ كراهة حلق رأس‬
‫الجارية))(‪. )4‬‬
‫وس معت ش يخنا ابن ب از رحمه هللا يق ول‪(( :‬ويحلق رأسه [أي‬
‫الغالم]‪ ،‬وال يحلق رأس األنثى ‪. )5())...‬‬
‫وقال سماحة ش يخنا ابن ب از أيض اً‪...(( :‬الس نة حلق رأس الطفل‬
‫الذكر عند تسميته في اليوم السابع فقط‪ ،‬أما األنثى فال يحلق رأسها؛‬
‫‪5‬‬
‫(?) البخاري‪،‬بنحوه‪،‬برقم ‪،5472‬وأحمد بلفظه‪ ،170 /26 ،‬برقم ‪ ،6231‬وتقدم‬
‫تخريجه في حكم العقيقة‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫(?) الترمذي‪ ،‬كتاب األضاحي‪ ،‬باب العقيقة بشاة‪ ،‬برقم ‪ ،1519‬وحسنه األلباني في‬
‫صحيح سنن الترمذي‪ ،166 /2 ،‬وفي إرواء الغليل‪ ،‬برقم ‪ ،1175‬وصححه في صحيح‬
‫سنن أبي داود (‪ 2/196‬رقم ‪ ،)2839‬وأخرجه أحمد‪ ،392 ،6/390 ،‬والحاكم‪/4 ،‬‬
‫‪ ،237‬والبيهقي‪.304 /9 ،‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) (أميطوا عنه األذى)‪(( :‬أي أزيلوا))‪ .‬فتح‪ ،493 /9 ،‬واألذى حلق الرأس‪ ،‬وأخرجه أبو‬
‫داود بسند صحيح عن الحسن‪(( :‬أنه كان يقول‪(( :‬إماطة األذى حلق الرأس))‪[ ،‬قال األلباني‬
‫في صحيح سنن أبي داود‪ ،‬برقم ‪(( :2840‬صحيح مقطوع))]‪ ،‬ولكن ال‬
‫يتعيّ‬
‫َن ذلك في حلق الرأس‪ ،‬فقد وقع في حديث ابن عباس عند الحاكم‪(( :‬ويماط عنه األذى‬
‫ويحلق رأسه)) فعطفه عليه‪ ،‬فاألولى حمل األذى على ما هو أعم من حلق الرأس))‪[ .‬فتح‬
‫الباري‪.]293 /9 ،‬‬
‫‪3‬‬
‫(?) اإلنصاف في معرفة‪ t‬الراجح من الخالف مع المقنع والشرح الكبير‪.439 /9 ،‬‬
‫‪4‬‬
‫(?) فتح الباري‪ ،595 /9 ،‬وقال ابن حجر هنا‪(( :‬وعن بعض الحنابلة يحلق))‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫(?) سمعته أثناء تقريره على منتقى األخبار‪ ،‬لعبد السالم ابن تيمية‪ ،‬األحاديث رقم ‪– 2756‬‬
‫‪.2768‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫لقوله ‪(( : ‬كل غالم رهينة بعقيقته تُذبح عنه ي وم س ابعه‪ ،‬ويُس َّمى‬
‫فيه‪ ،‬ويُحلق رأسه))(‪.)1‬‬
‫وق ال العالمة محمد بن ص الح الع ثيمين رحمه هللا‪(( :‬وينبغي في‬
‫اليوم السابع حلق رأس الغالم الذكر ‪. )2())...‬‬
‫فضة‪:‬‬‫تاسعاً‪ :‬الصدقة بعد حالقة رأسه بزنة شعره ّ‬
‫ق رس ول هللا ‪ ‬عن الحسن بش اة‪ ،‬وق ال‪(( :‬يا‬ ‫فعن علي ‪ ‬قال‪ :‬ع ّ‬
‫ِض ة))‪ ،‬ق ال‪ :‬فوزنته‬‫فاطمة احلقي رأس ه‪ ،‬وتص دَّقي بِ ِزنَ ِة ش عره ف َّ‬
‫فكان وزنه درهما ً أو بعض درهم))(‪.)3‬‬
‫فه ذا الح ديث ي دل على مش روعية الص دقة بمثل وزن ش عره‬
‫المحلوق(‪.)4‬‬
‫قال الم رداوي رحمه هللا‪(( :‬قول ه‪ :‬ويحلق رأس ه‪ ،‬ويتص َّدق بوزنه‬
‫ورقاً‪ ،‬يعني يوم السابع‪ ،‬وهذا المذهب وعليه األصحاب‪.)5())...‬‬ ‫ِ‬
‫وق ال العالمة محمد بن ص الح الع ثيمين رحمه هللا‪(( :‬وينبغي في‬
‫‪1‬‬
‫(?) مجموع‪ t‬فتاوى ابن باز‪ ،48 /10 ،‬والحديث تقدم تخريجه مرات‪ ،‬وانظر‪ :‬مجموع‬
‫فتاوى ابن باز أيضاً‪.28 /18 ،‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) الشرح الممتع‪.540 /7 ،‬‬
‫‪3‬‬
‫(?) الترمذي‪ ،‬برقم ‪ ،1519‬وأحمد‪ ،392 ،390 /6 ،‬والحاكم‪ ،237 /4 ،‬والبيهقي‪/9 ،‬‬
‫‪ ،304‬وحسنه األلباني في صحيح سنن الترمذي‪ 166 /2( ،‬رقم ‪ ،)1519‬وفي إرواء الغليل‪،‬‬
‫برقم ‪ ،1175‬وتقدم تخريجه‪.‬‬
‫وسمعت شيخنا ابن باز رحمه اهلل أثناء تقريره على زاد المعاد‪ ،‬البن القيم‪ :329 /2 ،‬يذكر‬
‫سمى‪ ،‬ويعق‬‫أن التص ّدق بوزن شعر الغالم فضة ضعيف ال يحتج به‪ ،‬وإنما يحلق رأسه‪ ،‬ويُ َّ‬
‫سن‪ ،‬لكن إذا كان هناك مصلحة في حلق‬ ‫عنه‪ ،‬أما البنت فال دليل على حلق رأسها‪ ،‬وال يُ ّ‬
‫حسن األلباني حديث‪(( :‬احلقي رأسه‪ ،‬وتصدَّقي بزنة شعره فضَّة))‪،‬‬‫رأسها فال بأس‪ ،‬وقد ّ‬
‫وليس بحسن‪ ،‬والحديث ليس بثابت‪ ،‬ومتنه منكر‪ ،‬وإن صح فهو شاذ‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫(?) انظر‪ :‬المغني البن قدامة‪.397 /13 ،‬‬
‫‪5‬‬
‫(?) اإلنصاف في معرفة‪ t‬الراجح من الخالف مع المقنع والشرح الكبير‪.438 /9 ،‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫ورق ا ً أي‬‫الس ابع حلق رأس الغالم ال ذكر‪ ،‬ويتص دق بوزنه ِ‬ ‫الي وم‬
‫ً (‪)1‬‬
‫فضة)) ‪.‬‬
‫وقد ذكر اإلم ام ابن القيم آث اراً ت دل على الص دقة ب وزن ش عر‬
‫الغالم عند حلقة في يوم سابعه(‪.)2‬‬
‫فيطلى به إن تيسر بعد الحلق‪(:‬‬ ‫لطخ رأسه بزعفران ُ‬ ‫‪:‬ي َّ‬
‫عاشراً ُ‬
‫فعن بريدة ‪،‬ق ال‪ُ :‬كنَّا في الجاهليَّة إذ ُو ِلد ألح دنا غال ٌم ذبح ش ا ًة َّ‬
‫ولطخ‬
‫طخه‬ ‫رأسه ب دمها‪،‬فل ّما ج اء هللا باإلس الم‪ُ ،‬كنَّا ن ذبح ش ا ًة‪،‬ونحلق رأس ه‪،‬ونل ِّ‬
‫بزعفران))(‪.)3‬‬
‫ٍ‬
‫وعن عائشة رضي هللا عنها‪ ،‬ق الت‪ :‬ك انوا في الجاهلية إذا َعقُّوا عن‬
‫الصبي خضبوا قطنة بدم العقيقة‪ ،‬فإذا حلقوا رأس الصبي وضعوها‬
‫على رأسه‪ ،‬فقال النبي ‪(( : ‬اجعلوا مكان الدَّم خلوقا ً))(‪. )4‬‬
‫وهذا يدل على نسخ عادة الجاهلية‪ ،‬فعن يزيد بن عب ٍد المزني ‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫(?) الشرح الممتع‪.540 /7 ،‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) انظر‪ :‬تحفة‪ t‬المودود بأحكام المولود‪ ،‬ص ‪.62‬‬
‫‪3‬‬
‫باب في العقيقة‪ t،‬برقم ‪ ،2843‬وقال األلباني في صحيح‬
‫(?) أبو داود‪ ،‬كتاب الضحايا‪ٌ ،‬‬
‫سنن أبي داود‪(( :197 /2 ،‬حسن صحيح)) ‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫(?) ابن حبان‪ ،‬كتاب األطعمة‪ ،‬باب العقيقة‪ ،‬برقم ‪ ،5308‬وأخرجه أبو يعلى‪ ،‬برقم‬
‫‪ ،4521‬والبزار‪ ،‬برقم ‪ ،239‬والبيهقي‪ ،303 /9 ،‬وعبد الرزاق‪ ،‬برقم ‪ ،7963‬وقال‬
‫شعيب األرنؤوط في تحقيقه لصحيح ابن حبان‪(( :124 /12 ،‬إسناده صحيح‪ ،‬رجاله‬
‫ثقات‪ ،‬رجال الشيخين‪ ،‬غير يوسف بن سعيد‪ ،‬فقد روى له النسائي‪ ،‬وهو ثقة‪ .‬حجاج‪ :‬هو‬
‫صرح ابن جريج بالتحديث‬‫ابن محمد األعور‪ ،‬ويحيى بن سعيد‪ :‬هو األنصاري‪ ،‬وقد ّ‬
‫فانتفت شبهة تدليسه))‪ .‬وصححه األلباني في سلسلة األحاديث الصحيحة‪ ،752 /1 ،‬برقم‬
‫‪.463‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫بدم))(‪. )2( )1‬‬


‫يمس رأسه ٍ‬
‫ُّ‬ ‫ق عن الغالم وال‬
‫أن النبي ‪ ‬قال‪(( :‬يُ َع ُّ‬
‫الحادي عشر‪ :‬تحنيك المولود سواء كان ذكراً أو أنثى‪:‬‬
‫األفضل تحنيك المولود؛ لفعل النبي ‪ ‬في أحاديث منها ما يأتي‪:‬‬
‫الح ((ديث األول‪ :‬ح ديث أبي موسى ‪ ‬ق ال‪ُ :‬ولد لي غال ٌم‪ ،‬ف أتيت به‬
‫(‪)3‬‬
‫ي ‪))...‬‬
‫بتمر‪،‬ودعا له بالبركة‪،‬ودفعه إل َّ‬
‫ٍ‬ ‫النبي ‪ ‬فس َّماه إبراهيم‪،‬فحنَّكه‬
‫الح(((((ديث الث(((((اني‪ :‬ح ديث أنس ‪ ،‬ق ال‪ :‬ذهبت بعبد هللا بن طلحة‬
‫األنصاري إلى رسول هللا ‪ ‬حين ُولِ َد‪ ،‬ورسول هللا ‪ ‬في عب اء ٍة يهنأ‬
‫ت‪،‬‬‫بع يراً له(‪ )4‬فق ال‪(( :‬هل معك تم رة؟))‪ ،‬فقلت‪ :‬نعم‪ ،‬فناولته تم را ٍ‬
‫فالكهن ثم فغر فا الص بي(‪ ،)5‬فمجّه في في ه‪ ،‬فجعل‬‫َّ‬ ‫َّ‬
‫فألقاهن في في ه‪،‬‬
‫الصبي يتل َّمظ ه‪ ،‬ق ال رس ول هللا ‪(( : ‬حب األنص ار للتمر))‪ ،‬وس ماه‬
‫عبد هللا(‪.)6‬‬
‫عنها‪(( :‬أن رسول هللا ‪ ‬ك ان‬ ‫رضي هللا‬ ‫الح ((ديث الث ((الث‪ :‬حديث عائشة‬
‫‪1‬‬
‫(?) ابن ماجه‪ ،‬كتاب الذبائح‪ ،‬باب العقيقة‪ ،‬برقم ‪ ،3166‬وصححه األلباني في صحيح ابن‬
‫ماجه‪ 3/93( ،‬رقم ‪ ،)463‬وفي إرواء الغليل‪ ،389 – 388 /4 ،‬وفي سلسلة األحاديث‬
‫الصحيحة‪ ،‬برقم ‪.2452‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) سمعت شيخنا ابن باز يقول‪(( :‬وكانوا في الجاهلية يلطخون رأسه بالدم‪ ،‬فجاء اهلل‬
‫باإلسالم‪ ،‬فأمر بالحلق وإزالة األذى‪ ،‬ويستحب أن يؤذن في اليمنى‪ ،‬ويقيم في اليسرى‪،‬‬
‫وإن كان في سندها بعض الضعف‪ ،‬وكذلك التحنيك‪ ،‬والعقيقة‪ ،‬األفضل اليوم السابع‪ ،‬فإن‬
‫تأخَّر فال حرج‪ ،‬وكذلك التحنيك لو تأخر عن الوالدة إلى اليوم السابع أو غيره ال حرج‪،‬‬
‫والتحنيك واألذان ليس من شرط أن يكون بعد الوالدة فوراً))‪[ .‬سمعته منه رحمه اهلل أثناء‬
‫تقريره على المنتقى البن تيمية‪ ،‬الحديث رقم ‪.]2768 – 2761‬‬
‫‪3‬‬
‫(?) البخاري‪ ،‬برقم ‪ ،5467‬وتقدم تخريجه في تسمية المولود‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫(?) يهنأ بعيراً له‪ :‬أي يطليه بالقطران‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫(?) فغرفا الصبي‪ :‬فتح فمه‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫(?) البخاري‪ ،‬برقم‪ ،5470 :‬ومسلم‪ ،‬برقم ‪ ،2144‬وتقدم تخريجه في تسمية المولود‪.‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫برك عليهم ويُحنِّكهم))(‪.)1‬‬ ‫يُؤتَى بالصبيان فيُ ِّ‬


‫وغ ير ذلك من األح اديث الكث يرة‪ ،‬ال تي ت دل على ُس نِّيَّة‬
‫التحنيك(‪.)2‬‬
‫قال اإلمام النووي رحمه هللا‪(( :‬اتفق العلم اء على اس تحباب تحنيك‬
‫تعذر فما في معن اه‪ ،‬وق ريب منه من‬ ‫بتمر‪ ،‬فإن َّ‬
‫ٍ‬ ‫المولود عند والدته‬
‫ك التَّ ْم َر ح تى يص ير مائع ا ً بحيث يُبتل ع‪ ،‬ثم‬ ‫الحلوى‪ ،‬فيمضغ ال ُم َحنِّ ُ‬
‫يفتح فم المولود ويضعها فيه؛ ليدخل شيء منها في جوفه))(‪. )4( )3‬‬
‫وذكر العالمة ابن القيم رحمه هللا اس تحباب تحنيك المول ود له ذه‬
‫األحاديث الصحيحة(‪.)5‬‬
‫الثاني عشر‪:‬األذان في إذن المولود‪:‬سواء كان ذكراً أو أنثى‪:‬‬
‫أذن في ُأذن‬ ‫ول هللا ‪َّ ‬‬ ‫ال‪(( :‬رأيت رس‬ ‫عن أبي رافع ‪ ‬ق‬
‫الحسن‪ ‬بن علي حين ولدته فاطمة بالصالة)) ‪.‬‬
‫(‪)6‬‬

‫وقد ذكر العالمة ابن القيم رحمه هللا اآلثار في ذلك‪ ،‬ثم قال‪(( :‬و ِسرُّ‬
‫‪1‬‬
‫(?) مسلم‪ ،‬كتاب اآلداب‪ ،‬باب استحباب تحنيك المولود عند والدته‪ ،‬برقم ‪.2147‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) انظر‪ :‬صحيح مسلم‪ ،‬من الحديث رقم ‪.2147 – 2144‬‬
‫‪3‬‬
‫(?) شرح النووي على صحيح مسلم‪.370 /14 ،‬‬
‫‪4‬‬
‫(?) وسمعت شيخنا ابن باز يقول أثناء تقريره على منتقى األخبار لعبد السالم ابن تيمية‪،‬‬
‫الحديث رقم ‪ ... (( :2767‬التحنيك واألذان ليس من شرط أن يكون بعد الوالدة فوراً))‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫(?) تحفة المودود بأحكام المولود‪ ،‬ص ‪.24‬‬
‫‪6‬‬
‫(?) الترمذي‪ ،‬كتاب األضاحي‪ ،‬باب األذان في أذن المولود‪ ،‬برقم ‪ ،1514‬قال الترمذي‪:‬‬
‫((هذا حديث حسن صحيح))‪ ،‬وأبو داود‪ ،‬كتاب األدب‪ ،‬باب في المولود يؤذن في أذنه‪،‬‬
‫برقم ‪ ،5105‬والحاكم‪ ،179 /3 ،‬والبيهقي‪ ،305 /9 ،‬والطبراني في الكبير‪ ،‬برقم‬
‫‪ ،931 ،926‬و‪،2578‬و‪ .2579‬وأحمد في المسند‪ ،166 /45 ،‬برقم ‪،27186‬‬
‫وأخرجه برقم ‪ ،23869‬وحسنه األلباني في إرواء الغليل‪ ،400 /4 ،‬برقم ‪،1173‬‬
‫وسمعت شيخنا ابن باز رحمه اهلل يقول أثناء تقريره على زاد المعاد‪(( :333 /2 ،‬واإلقامة‬
‫رويت في حديث في سنده مقال‪ t،‬ولكنَّها وردت عن بعض السلف))‪ ،‬ضعفه‪ t‬األلباني في‬
‫ضعيف سنن الترمذي (رقم ‪ ،)1514‬وفي ضعيف سنن أبي داود (رقم ‪.)5105‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫الت أذين ‪-‬وهللا أعلم ‪ -‬أن يك ون أ َّول ما يق رع س مع اإلنس ان كلماته‬


‫المتضمنة لكبرياء الرب وعظمته‪ ،‬والشهادة ال تي أ َّول ما ي دخل بها‬
‫في اإلس الم‪ ،‬فك ان ذلك ك التَّلقين له ش عار اإلس الم عند دخوله إلى‬
‫ال دنيا‪ ،‬كما يُلقَّن كلمة التوحيد عند خروجه منه ا‪ ،‬وغ ير مس تنكر‬
‫وصول التأذين إلى قلب ه‪ ،‬وت أثره ب ه‪ ،‬وإن لم يش عر‪ ،‬مع ما في ذلك‬
‫من فائ دة أخ رى‪ ،‬وهي ه روب الش يطان من كلم ات األذان‪ ،‬وهو‬
‫ك ان يرص ده ح تى يُولد فيقارنه للمحنة ال تي ق َّدرها هللا‪ ،‬وش اءها‪،‬‬
‫فيس مع ش يطانه ما يض عفه‪ ،‬ويغيظه أول أوق ات تعلُّقه به ‪ ..‬وغ ير‬
‫ذلك من الحكم))(‪.)1‬‬
‫ويسمى‪:‬‬‫َّ‬ ‫ق عن السقط ألكثر من أربعة أشهر‪،‬‬ ‫عشر‪:‬ي َع ُّ‬
‫ُ‬ ‫الثالث‬
‫عن المغيرة بن شعبة ‪ ‬يرفعه‪(( :‬والسقط يُص لَّى علي ه‪ ،‬ويُ دعى‬
‫لوالديه بالمغفرة والرحمة))(‪.)2‬‬
‫وقد ذكر الفقهاء رحمهم هللا تعالى أن السِّقط الذي تضعه الم رأة ميت اً‪،‬‬
‫ُغس ل‪ ،‬ويكفَّن‪،‬‬ ‫أو لغير تمام وقد َك ُم َل له أك ثر من أربعة أش هر‪ ،‬فإنه ي َّ‬
‫ُصلى عليه‪ ،‬ويُس َّمى‪ ،‬ويُدفن في مقابر المسلمين؛ ألنه نسمة نُ ِف َخ فيها‬ ‫وي ّ‬
‫ال روح‪ ،‬فيُص لَّى عليه كالمس تهلِّ ال ذي يص رخ عند ال والدة‪ ،‬ف إن‬
‫المستهلّ يُصلَّى عليه بغير خالف(‪.)3‬‬
‫وكذلك العقيقة؛ ألنه صار بنفخ الروح إنس اناً‪ ،‬له حكم األطف ال‪،‬‬
‫قال شيخنا ابن باز رحمه هللا‪ ... (( :‬إذا كان س قوط الج نين في الش هر‬
‫الخامس وما بعده‪ ،‬فإنه يُغسَّل ويُ َكفَّ ُن‪ ،‬ويُصلَّى عليه‪ ،‬ويُس َّمى‪ ،‬ويُع ّ‬
‫ق‬
‫‪1‬‬
‫(?) تحفة المودود بأحكام المولود‪ ،‬ص ‪ ،22‬وانظر‪ :‬نيل األوطار للشوكاني‪– 507 /3 ،‬‬
‫‪.509‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) أبو داود‪ ،‬كتاب الجنائز‪ ،‬باب المشي أمام الجنازة‪ ،‬برقم ‪ ،3180‬والترمذي‪ ،‬كتاب‬
‫الجنائز‪ ،‬باب ما جاء في الصالة على األطفال‪ ،‬برقم ‪ ،1031‬وصححه األلباني في صحيح‬
‫سنن أبي داود‪ 293 /2( ،‬رقم ‪ ،)3180‬وفي صحيح سنن الترمذي‪ ،525 /1 ،‬وفي إرواء‬
‫الغليل (‪.)3/170‬‬
‫‪3‬‬
‫(?) انظر‪ :‬مختصر الخرقي المطبوع مع المغني البن قدامة‪ ،458 /3 ،‬والشرح الكبير مع‬
‫المقنع واإلنصاف‪.107 /6 ،‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫عنه؛ ألنه بذلك صار إنسانا ً له حكم األطفال؛ لعموم األحاديث))(‪.)1‬‬


‫وقال رحمه هللا بعد أن ذكر أحاديث العقيقة‪(( :‬وه ذه األح اديث تع ّم‬
‫الس قط وغ يره‪ ،‬إذا ك انت قد نفخت فيه ال روح‪ ،‬وهو ال ذي ولد في‬
‫الشهر الخامس وما بعده ‪.)2())...‬‬
‫فالس قط ال ذي نفخت فيه ال روح له أحك ام األطف ال‪ ،‬ويش فع في‬
‫ُغس ل‪ ،‬ويُكفَّ ُن‪،‬‬
‫والدي ه‪ ،‬وهو ف رط‪ ،‬ويبعث ي وم القيام ة؛ وله ذا ي َّ‬
‫ق عن ه‪ :‬عن‬ ‫ويُصلَّى عليه‪ ،‬ويُقبر في مقابر المسلمين‪ ،‬ويُس ّمى‪ ،‬ويُع ّ‬
‫الذكر شاتان واألنثى شاة(‪. )3‬‬

‫‪1‬‬
‫(?) مجموع فتاوى ابن باز‪.49 /18 ،228 /10 ،‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) المرجع السابق‪.49 /18 ،‬‬
‫‪3‬‬
‫(?) انظر‪ :‬الشرح الممتع البن عثيمين‪.540 – 539 /7 ،‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫المبحث الرابع‪ :‬أهمية اإلنفاق على األسرة من الحالل‬


‫عن أبي هريرة ‪ ‬ق ال‪ :‬ق ال رس ول هللا ‪ِ (( :r‬دينَ ا ٌر َأ ْنفَ ْقتَ هُ في‬
‫َص َّد ْقتَ بِ ِه على‬ ‫يل هللا‪َ ،‬و ِدينَ ا ٌر َأ ْنفَ ْقتَ هُ في َرقَبَ ٍة‪َ ،‬و ِدينَ ا ٌر ت َ‬ ‫س بِ ِ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َأ‬ ‫َأ‬ ‫َ‬ ‫َأ‬ ‫َأ‬
‫ين‪َ ،‬و ِدينَا ٌر ْنف ْقتَهُ على ْهلِكَ‪ْ ،‬عظ ُم َها ْج ًرا الذي ْنف ْقتَ هُ على‬ ‫َ‬ ‫َأ‬ ‫س ِك ٍ‬ ‫ِم ْ‬
‫َأ ْهلِ َك)) ‪.‬‬
‫(‪)1‬‬

‫فه ذه النفقة ال تي تس تحق األجر العظيم يجب أن تك ون من‬


‫حالل؛ ألن هللا طيب ال يقبل إال طيبا ً(‪.)2‬‬
‫فقد ح رَّم هللا الرب ا‪ ،‬والغش‪ ،‬والس رقة‪ ،‬والخ داع والغص ب‪،‬‬
‫وجميع ما حرَّم هللا ورسوله‪ ،‬فإنه ال يجوز لإلنسان الذي ي ؤمن باهلل‬
‫واليوم اآلخر أن يقترب منه؛ ألنه مهما أخذ من هذا الحرام وتصدق‬
‫به أو أنفقه على عياله‪ ،‬فإن هللا ال يقبل منه عدالً وال صرفاً‪.‬‬
‫وقد ج اء في ذلك الش يء الكث ير من الق رآن والس نة‪ ،‬ق ال هللا‬
‫اط ِل َوتُ ْدلُو ْا بِ َها ِإلَى ا ْل ُح َّك ِام‬ ‫تع الى‪َ { :‬والَ تَ ْأ ُكلُو ْا َأ ْم َوالَ ُكم بَ ْينَ ُكم بِا ْلبَ ِ‬
‫س بِاِإل ْث ِم َوَأنتُ ْم تَ ْعلَ ُمون}(‪.)3‬‬ ‫ال النَّا ِ‬ ‫لِتَْأ ُكلُو ْا فَ ِريقًا ِّمنْ َأ ْم َو ِ‬
‫س‬ ‫ين ِإ َذا ا ْكتَ الُو ْا َعلَى النَّا ِ‬ ‫وق ال تع الى‪َ { :‬و ْي ٌل لِّ ْل ُمطَفِّفِين * الَّ ِذ َ‬
‫س ُرون * َأالَ يَظُنُّ ُأولَِئكَ‬ ‫س ت َْوفُون* َوِإ َذا َك الُو ُه ْم َأو َّو َزنُ و ُه ْم يُ ْخ ِ‬ ‫يَ ْ‬
‫َأنَّ ُهم َّم ْب ُعوثُون * لِيَ ْو ٍم َع ِظيم} ‪.‬‬
‫(‪)4‬‬

‫ان بِا ْل ِخيَ ا ِر‬‫وعن حكيم بن حزام ‪ ‬قال‪ :‬قال الرسول ‪(( :r‬ا ْلبَيِّ َع ِ‬
‫ص َدقَا َوبَيَّنَا بُ و ِركَ لَ ُه َما في بَ ْي ِع ِه َم ا‪َ ،‬وِإنْ َك َذبَا‬ ‫ما لم يَتَفَ َّرقَ ا‪ ،‬فَ ِإنْ َ‬
‫َو َكتَ َما ُم ِحقَت بَ َر َكةُ بَ ْي ِع ِه َما))(‪.)5‬‬
‫‪1‬‬
‫(?) أخرجه مسلم‪ ،‬كتاب الزكاة‪ ،‬باب فضل النفقة على العيال والمملوك (رقم ‪.)995‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) فعن أبي هريرة ‪ ‬قال‪ :‬قال رسول اهلل ‪ -‬صلى اهلل عليه وسلم ‪(( :-‬أيها الناس إن اهلل‬
‫طيب ال يقبل إال طيباً‪ ))...‬أخرجه مسلم (رقم ‪.)1015‬‬
‫‪3‬‬
‫(?) سورة البقرة‪ ،‬اآلية‪.188 :‬‬
‫‪4‬‬
‫(?) سورة المطففين‪ ،‬اآليات‪.5 – 1 :‬‬
‫‪5‬‬
‫(?) أخرجه البخاري‪ ،‬كتاب البيوع‪ ،‬باب إذا بيّن البيعان ولم يكتما ونصحا (رقم ‪،)2079‬‬
‫ومسلم‪ ،‬كتاب البيوع‪ ،‬باب الصدق في البيع والبيان (رقم ‪.)1532‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫عن جابر بن عبدهللا ‪ ‬أن الن بي ‪ r‬ق ال لكعب بن عج رة ‪(( :‬الَ‬


‫ت‪ ،‬النَّا ُر َأ ْولَى بِ ِه))(‪.)1‬‬ ‫يَد ُْخ ُل ا ْل َجنَّةَ من نَبَتَ لَ ْح ُمهُ من ُ‬
‫س ْح ٍ‬
‫ب‬ ‫س ُ‬‫وعن عبدهللا بن مسعود ‪ ‬قال‪ :‬قال رسول هللا ‪(( :r‬الَ يَ ْك ِ‬
‫ق منه فَيُبَ ا َركَ له‬ ‫َع ْب ٌد َماالً َح َراما ً فَيَتصدَّق ب ِه فيُقبَ َل من هُ‪ ،‬وال يُنفِ َ‬
‫ف ظَ ْه ِر ِه ِإالَّ كان َزا َدهُ إلى النَّا ِر)) ‪.‬‬
‫(‪) 2‬‬
‫فيه‪َ ،‬والَ يتركه َخ ْل َ‬
‫وثبت أن عمر ‪ ‬أراق اللبن المغش وش بالم اء تأديب ا ً للغ اش‪،‬‬
‫وزج راً للن اس عن غش المبيع ات(‪ ،)3‬فعلى المس لم أن ي راعي في‬
‫كس به على أس رته الكسب من الحالل الطيِّب؛ ألن التجَّار ال ذين‬
‫‪1‬‬
‫(?) أخرجه الحاكم (‪ 4/468‬رقم ‪ ،)8302‬وابن حبان في صحيحه (‪ 5/9‬رقم ‪،)1723‬‬
‫والدارمي (رقم ‪ ،)2776‬وعبدالرزاق في مصنفه (‪ 346 – 11/345‬رقم ‪،)20719‬‬
‫والطبراني في األوسط (‪ 140 – 3/139‬رقم ‪ ،)2730‬وفي الصغير (رقم ‪ )430‬وفي‬
‫الكبير (‪ 19/105‬رقم ‪ ،)212‬وأحمد (‪ ،)3/321‬وفي النسخة المحققة (‪ 22/332‬برقم‬
‫‪ ،)14441‬و(‪ 23/425‬برقم ‪ ،)15284‬وقال محققو‪ t‬مسند اإلمام أحمد‪(( :‬إسناده قوي‬
‫على شرط مسلم‪ ،‬ورجاله ثقات‪ ،‬غير ابن خيثم‪ ،‬فصدوق ال بأس به))‪ .‬وقال الهيثمي في‬
‫المجمع (‪ :)5/247‬رواه أحمد والبزار‪ ...‬ورجالهما رجال الصحيح‪ .‬وقال األلباني في‬
‫صحيح الترغيب والترهيب (‪ 2/320‬رقم ‪ )1728‬صحيح لغيره‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) أخرجه أحمد (‪ ،)1/387‬وقال محققو مسند أحمد ‪« :6/190‬قال الدارقطني في‬
‫العلل‪ :5/271 ،‬الصحيح موقوف» والنسخة المحققة ‪ ،6/189‬برقم ‪،3672‬‬
‫وأخرجه الحاكم في المستدرك في النسخة الهندية‪ ،2/447 ،‬وصححه ووافقه‬
‫الذهبي‪ ،‬والعدني في اإليمان (رقم ‪ ،)64‬وابن أبي الدنيا في إصالح المال (رقم ‪ ،)42‬وأبو‬
‫نعيم في حلية األولياء (‪ ،)4/166‬وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (‪ :)1/53‬رواه أحمد‬
‫ورجال إسناده بعضهم مستور وأكثرهم ثقات‪ .‬وقال في موضع آخر (‪ :)10/228‬رواه‬
‫أحمد ورجاله وثقوا وفي بعضهم خالف‪ .‬وقال ابن عبدالبر في التمهيد (‪ :)24/427‬وهذا‬
‫حديث حسن األلفاظ ضعيف اإلسناد‪ ،‬وأكثره من قول علي ‪ .‬والحديث ضعفه‪ t‬األلباني في‬
‫ضعيف الترغيب والترهيب (‪ 1/532‬رقم ‪.)1076‬‬
‫‪3‬‬
‫(?) ذكره شيخ اإلسالم في مجموع الفتاوى‪ ،115 /28 ،‬ونسبه إلى مالك في المدونة‪،‬‬
‫وذكره ابن القيم في الطرق الحكمية‪ ،‬ص ‪ ،388‬وانظر‪ :‬حقوق اإلنسان في اإلسالم (ص‬
‫‪.)90‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫يأكلون أموال الناس بالباطل هم الفجَّار؛ لحديث رفاعة ‪ :‬أنه خ رج‬


‫مع الن بي ‪ r‬إلى المص لَّى ف رأى الن اس يتب ايعون‪ ،‬فق ال‪« :‬معشر‬
‫التج ار»‪ ،‬فاس تجابوا لرس ول هللا ‪ r‬ورفع وا أعن اقهم‬
‫وأبص ارهم إلي ه‪ ،‬فق ال‪« :‬إن التُّج ار يبعث ون ي وم القيامة‬
‫فجاراً إال من اتقى هللا‪ ،‬وب َّر‪ ،‬وصدق»(‪.)1‬‬
‫وعن عبدالرحمن بن شبل ‪ ،‬ق ال‪ :‬س معت رس ول هللا‬
‫الفجار» فق الوا‪ :‬يا رس ول هللا أليس‬
‫َّ‬ ‫‪ r‬يقول‪« :‬إن التج ار هم‬
‫قد أحل هللا ال بيع؟ ق ال‪« :‬بلى ولكنهم يح دِّثون فيك ذبون‪،‬‬
‫ويحلفون ويأثمون»(‪.)2‬‬
‫وعن أبي س عيد ‪ ‬عن الن بي ‪ r‬ق ال‪« :‬الت اجر الص دوق‬
‫األمين مع النبيين‪ ،‬والصدِّيقين‪ ،‬والشهداء»(‪.)3‬‬

‫‪1‬‬
‫(?) الترمذي‪ ،‬كتاب البيوع‪ ،‬باب ما جاء في التجارة وتسمية النبي ‪ -‬صلى اهلل عليه وسلم‬
‫‪ -‬إياهم‪ ،‬برقم ‪ ،1210‬وقال‪ :‬هذا حديث حسن صحيح‪ ،‬وابن ماجة‪ t‬كتاب التجارات‪ ،‬باب‬
‫التوقي في التجارة‪ ،‬برقم ‪ ،2146‬وصححه األلباني في صحيح سنن ابن ماجه‪،2/208 t،‬‬
‫وفي سلسلة األحاديث الصحيحة برقم ‪ ،1458‬وقال في صحيح الترغيب والترهيب‪:‬‬
‫«صحيح لغيره» بينما قال في ضعيف سنن الترمذي ص ‪« :117‬ضعيف»‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) أحمد في المسند‪ ،24/290 ،‬برقم ‪ ،15530‬واللفظ له‪ ،‬والحاكم‪ ،‬وقال محققو‪t‬‬
‫المسند‪« :‬حديث صحيح» وصححه األلباني في صحيح الترغيب والترهيب‪.2/343 ،‬‬
‫‪3‬‬
‫(?) الترمذي‪ ،‬كتاب البيوع‪ ،‬باب ما جاء في التجار وتسمية النبي ‪ -‬صلى اهلل عليه وسلم‬
‫‪ -‬إياهم‪ ،‬برقم ‪ ،1209‬وقال األلباني في صحيح الترغيب والترهيب‪« :2/342 ،‬صحيح‬
‫لغيره» بينما ضعفه في ضعيف سنن الترمذي ص ‪.117‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫المبحث الخامس‪ :‬مداعبة األوالد‬


‫لقد ضرب النبي ‪ r‬المثل األعلى في الرفق في تربية األطف ال‪،‬‬
‫وعالج أخط ائهم‪ ،‬ب روح الش فقة والرأف ة‪ ،‬والعط ف‪ ،‬والرحم ة‪،‬‬
‫ومعرفة البواعث التي أدت إلى هف واتهم‪ ،‬والعمل على ت داركها ولم‬
‫يقر الن بي ‪ r‬الش دة والعنف في معاملة األوالد‪ ،‬واعت بر الغلظة‬
‫والجف اء في معاملة األوالد نوع ا ً من فقد الرحمة في القلب‪ ،‬وه دد‬
‫المتصف به ا‪ ،‬بأنه عرضة لع دم حص وله على الرحم ة‪ ،‬فعن أبي‬
‫هريرة ‪ ‬ق ال‪ :‬قبَّل رس ول هللا ‪ r‬الحسن بن علي وعن ده األق رع بن‬
‫حابس التميمي جالساً‪ ،‬فقال األقرع‪ :‬إن لي عش رة من الولد ما قبلت‬
‫أحداً منهم‪ ،‬فنظر إليه رسول هللا ‪ r‬وقال‪(( :‬من ال يَ ْر َح ْم ال يُ َ‬
‫رح ْم))(‪.)1‬‬
‫وعن أبي قتادة األنصاري ‪ ‬أن رسول هللا ‪ r‬ك ان يص لي وهو‬
‫حامل أمامة بنت زينب بنت رسول هللا ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪ -‬فإذا‬
‫سجد وضعها‪ ،‬وإذا ق ام حملها(‪ .)2‬ق ال ابن حج ر‪(( :‬وفيه تواض عه ‪-‬‬
‫صلى هللا عليه وسلم ‪ -‬وشفقته على األطف ال وإكرامه لهم ج براً لهم‬
‫ولوالديهم)) (‪.)3‬‬
‫وعن عبدهللا بن شداد بن الهاد عن أبيه قال‪ :‬بينما رس ول هللا ‪r‬‬
‫يص لي بالن اس إذ ج اءه الحس ين ف ركب عنقه وهو س اجد‪ ،‬فأط ال‬
‫السجود بالن اس‪ ،‬ح تى ظن وا أنه قد ح دث أم ر‪ ،‬فلما قضى ص الته‬
‫قالوا‪ :‬قد أطلت السجود يا رسول هللا‪ ،‬ح تى ظننا أنه قد ح دث أم ر‪،‬‬
‫ض َي‬ ‫ارت ََحل ني‪ ،‬فَ َك ِرهْتُ َأنْ ُأ َع ِّجلَ هُ ح تى يَ ْق ِ‬
‫فق ال‪(( :‬إنَّ اب ني قد ْ‬
‫‪1‬‬
‫(?) أخرجه البخاري‪ ،‬كتاب األدب‪ ،‬باب رحمة الولد وتقبيله ومعانقته (رقم ‪،)5997‬‬
‫ومسلم‪ ،‬كتاب الفضائل‪ ،‬باب رحمته ‪ -‬صلى اهلل عليه وسلم ‪ -‬الصبيان والعيال‪( ...‬رقم‬
‫‪.)2318‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) أخرجه البخاري‪ ،‬كتاب الصالة‪ ،‬باب إذا حمل جارية صغيرة على عنقه في الصالة‬
‫(رقم ‪ ،)516‬ومسلم‪ ،‬كتاب المساجد ومواضع الصالة‪ ،‬باب جواز حمل الصبيان في‬
‫الصالة (رقم ‪.)543‬‬
‫‪3‬‬
‫(?) فتح الباري (‪)1/592‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫اجتَهُ))(‪.)1‬‬ ‫َح َ‬
‫وعن أ ِّم خالد بنت خالد بن س عيد ق الت‪ :‬أتيت رس ول هللا ‪ r‬مع‬
‫س نَ ْه)) ق ال‬ ‫س نَ ْه َ‬
‫ي قميص أص فر‪ ،‬فق ال رس ول هللا ‪َ (( :r‬‬ ‫أبي وعل َّ‬
‫عبدهللا‪ :‬وهي بالحبشية‪ :‬حس نة‪ ،‬ق الت‪ :‬ف ذهبت ألعب بخ اتم النب وة‪،‬‬
‫فزج رني أبي‪ ،‬ق ال رس ول هللا ‪(( :r‬دعها))‪ ،‬ثم ق ال رس ول هللا ‪:r‬‬
‫وأخلِقي)) ق ال عبدهللا‪:‬‬ ‫((َأ ْبلي وَأ ْخلِقي‪ ،‬ثُ َّم َأ ْبلي وَأ ْخلقِي‪ ،‬ث َّم أ ْبلِي ْ‬
‫فبقيت حتى ذكر يعني من بقائها(‪.)2‬‬
‫وعن ابن عمر َرض َِي اللَُّه َعْن ُه َم ا ق ال‪ :‬س معت رس ول هللا ‪ r‬يق ول‪:‬‬
‫ي ِم َن ال ُّد ْنيا))(‪.)3‬‬‫والحسينُ ُه َما َر ْيحانَتا َ‬ ‫ُ‬ ‫الحسنُ‬ ‫(( َ‬
‫وعن عائشة رضي هللا عنها قالت‪ :‬جاء أع رابي إلى الن بي ‪ r‬فق ال‪:‬‬
‫أوَأ ْملِ َك لَ َك أن نَ َز َع هللاُ‬
‫تُقبِّلون الصِّ بيان فما نقبلهم‪ ،‬فقال النبي ‪َ (( :r‬‬
‫ِمنْ قَ ْلبِكَ ال َّر ْح َمةَ))(‪.)4‬‬
‫وعن أسامة بن زيد ‪ :‬كان رسول هللا ‪ r‬يأخذني فيقع دني على‬
‫فخ ذه‪ ،‬ويقعد الحسن على فخ ذه األخ رى‪ ،‬ثم يض مهما‪ ،‬ثم يق ول‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫(?) أخرجه النسائي في الكبرى (‪ 1/243‬رقم ‪ ،)727‬وفي المجتبى (‪ 2/229‬رقم‬
‫‪ ،)1141‬والبيهقي في الكبرى (‪ 2/263‬رقم ‪ ،)3236‬وابن أبي عاصم في اآلحاد‬
‫والمثاني (‪ 188 – 2/187‬رقم ‪ ،)934‬وأحمد (‪ ،)3/493‬والطبراني في الكبير (‬
‫‪ 7/270‬رقم ‪ .)7107‬وصححه األلباني في صحيح سنن النسائي (‪ 1/371‬رقم ‪.)1140‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) أخرجه البخاري‪ ،‬كتاب الجهاد والسير‪ ،‬باب من تكلم بالفارسية والرطانة (رقم‬
‫‪.)3071‬‬
‫‪3‬‬
‫(?) أخرجه البخاري‪ ،‬كتاب فضائل الصحابة‪ ،‬باب مناقب الحسن والحسين رضي اهلل عنها‬
‫(رقم‪ ،)3753‬والترمذي‪ ،‬كتاب المناقب‪ ،‬باب مناقب الحسن والحسين رضي اهلل عنهما‬
‫(رقم‪ )3770‬واللفظ له‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫(?) أخرجه البخاري‪ ،‬كتاب األدب‪ ،‬باب رحمة الولد وتقبيله ومعانقته (رقم ‪،)5998‬‬
‫ومسلم‪ ،‬كتاب الفضائل‪ ،‬باب رحمته ‪ -‬صلى اهلل عليه وسلم ‪ -‬الصبيان والعيال وتواضعه‪t‬‬
‫وفضل ذلك (رقم ‪.)2317‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫((الله َّم ارح ْم ُه َما‪ ،‬فإنِّي ْ‬


‫أر َح ْم ُهما))(‪.)1‬‬
‫وثبت عنه ‪ r‬أنه م َّر بصبيان فسلَّم عليهم(‪.)2‬‬
‫ألخ‬
‫عنه‪ r)3‬أنه ق ال ٍ‬ ‫وقد كان النبي ‪ r‬يداعب الص بيان‪ ،‬فقد ثبت‬
‫صغير ألنس بن مالك‪(( :‬يا أبَا ُع َمير ما فَ َع َل النُّغير)) ‪ .‬والنغير اسم‬
‫(‬

‫لط ائر يش به العص فور‪ ،‬ك ان يلعب به أبو عم ير فم ات‪ ،‬فك ان ‪r‬‬
‫ي داعب الص بي ليخفف عن ه‪ ،‬ويزيل حزنه بفقد الط ائر ال ذي ك ان‬
‫التلطف باألطفال من عادة رسول هللا ‪ -‬ص لى هللا‬ ‫ُّ‬ ‫يلعب به‪ ،‬فقد كان‬
‫عليه وسلم ‪ -‬وكيف ال يك ون ه ذا من خلقه ‪ r‬والق رآن خلقه ؟ فمن‬
‫(‪)4‬‬

‫عطي خيراً كثيراً‪.‬‬ ‫َ‬ ‫كان القرآن خلقه فقد ُأ‬


‫بالص بيان فيب ارك‬
‫ِّ‬ ‫وعن عائشة رضي هللا عنها قالت‪(( :‬كان ‪ r‬يُْؤ تَى‬
‫عليهم ويحنِّكهم‪ ،‬فُأتِي بصب ٍّي فبال عليه‪ ،‬ف دعا بم ا ٍء فأتبعه بول ه‪،‬‬
‫ولم يغسله))(‪.)5‬‬
‫ومن هذه النصوص ت بيَّن م دى عناية المص طفى ‪ r‬باألطف ال‪،‬‬
‫وش فقته عليهم‪ ،‬وحرصه على إدخ ال الس رور عليهم‪ ،‬فاألطف ال‬
‫‪1‬‬
‫(?) أخرجه البخاري‪ ،‬كتاب األدب‪ ،‬باب وضع الصبي على الفخذ (رقم ‪.)6003‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) أخرجه البخاري‪ ،‬كتاب االستئذان‪ ،‬باب التسليم على الصبيان (رقم ‪ )6247‬ومسلم‪،‬‬
‫كتاب السالم‪ ،‬باب استحباب السالم على الصبيان (رقم ‪.)2168‬‬
‫‪3‬‬
‫(?) أخرجه البخاري‪ ،‬كتاب األدب‪ ،‬باب االنبساط إلى الناس (رقم ‪ )6129‬ومسلم‪،‬‬
‫كتاب األدب‪ ،‬باب استحباب تحنيك المولود عند والدته وحمله إلى صالح يحنكه وجواز‬
‫تسميته يوم والدته (رقم ‪.)2150‬‬
‫‪4‬‬
‫(?) عن سعد بن هشام قال‪ :‬سألت عائشة فقلت‪ :‬يا أم المؤمنين أنبئيني عن خلق رسول اهلل‬
‫‪ -‬صلى اهلل عليه وسلم ‪ ،-‬فقالت‪ :‬ألست تقرأ القرآن؟ قلت‪ :‬بلى‪ .‬قالت‪ :‬فإن خلق نبي اهلل‬
‫‪ -‬صلى اهلل عليه وسلم ‪ -‬القرآن‪ .‬أخرجه‪ t‬مسلم‪ ،‬كتاب صالة المسافرين وقصرها‪ ،‬باب‬
‫جامع صالة الليل ومن نام عنه أو مرض‪( t‬رقم ‪.)746‬‬
‫‪5‬‬
‫(?) أخرجه البخاري‪ ،‬كتاب األدب‪ ،‬باب وضع الصبي في الحجر (رقم ‪ )6002‬ومسلم‪،‬‬
‫كتاب الطهارة‪ ،‬باب حكم بول الطفل الرضيع وكيفية غسله (رقم ‪.)286‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫يُمثِّل ون بعض الي وم وك ّل الغ د‪ ،‬فيحت اجون إلى بن اء شخص يتهم‬


‫وإش عارهم باالهتم ام بهم‪ ،‬وه ذا بال شك ي ترك آث اراً حس نة في‬
‫نفوسهم‪ ،‬ويعود عليهم ب الخير والبرك ة‪ ،‬ويع ِّودهم على الثقة باهلل ثم‬
‫بالنفس‪ ،‬ويربِّي فيهم حب الخير والتآخي‪.‬‬
‫وقد أخذ الخلفاء والصحابة بنهج النبي ‪ r‬في الترفُّق باألطف ال‪،‬‬
‫وأخذهم ب اللين والش فقة والعط ف‪ ،‬فها هو أم ير المؤم نين عمر بن‬
‫الخطاب ‪ ‬الذي يهابه عظماء الرجال تأخ ذه الرقة واللين لألطف ال‪،‬‬
‫ويس تنكر الغلظة والش دة في مع املتهم‪ ،‬ويعت بر ذلك من األم ور‬
‫المخلة بأهلية اإلنس ان في الوالية على الغ ير‪ ،‬فقد دخل عليه أحد‬
‫عماله‪ ،‬ووالت ه‪ ،‬فوجد عمر مس تلقيا ً على ظه ره وص بيانه يلعب ون‬
‫حوله‪ ،‬فأنكر عليه سكوته على لعب األطفال من حوله‪ ،‬فسأله عمر‪:‬‬
‫كيف أنت مع أهلك؟ فأجاب‪ :‬إذا دخلت سكت الناطق‪ ،‬قال له عم ر‪:‬‬
‫اعتزل عملنا؛ فإنك ال ترفق بأهلك وول دك‪ ،‬فكيف ترفق بأمة محمد‬
‫‪.)1(r‬‬
‫فالخليفة الراشد يض رب مثالً في حسن معاملة األهل والولد‬
‫والسعي في إدخال الس رور عليهم؛ لي تربوا تربية حس نة بعي دة عن‬
‫الخوف والجبن‪.‬‬
‫وقد عزل عمر هذا الوالي؛ لجفائه‪ ،‬وشدته‪ ،‬وقسوته مع أق رب‬
‫الن اس إليه من األهل واألوالد؛ ألن من يفعل ه ذا مع أس رته يك ون‬
‫مع الناس أشد جفا ًء وغلظة وقس وة في المعامل ة‪ ،‬رحم هللا عمر فقد‬
‫ك ان دائم ا ً خ ير ق دوة‪ ،‬وخ ير مثل في الرفق والع دل‪ ،‬وفي حسن‬
‫السياسة‪ ،‬وصالح الرأي(‪.)2‬‬
‫* * *‬

‫‪1‬‬
‫(?) انظر‪ :‬الطفل في الشريعة اإلسالمية (ص ‪.)208‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) الطفل في الشريعة اإلسالمية‪ ،‬للدكتور محمد بن أحمد الصالح ص ‪.208‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫المبحث السادس‪ :‬الرعاية الصحية‬


‫يحث اإلس الم على النظافة في الب دن والملبس‪ ،‬فالنظافة من‬
‫اإليمان(‪ ،)1‬وبالنظافة تدوم الصحة بإذن هللا تعالى‪ ،‬ويزداد البدن قوة‬
‫ونشاطاً‪.‬‬
‫فعلى الوالد أو الم ربي أن يحافظ على نظافة األوالد‪ ،‬وإض افة‬
‫إلى النظافة ال بد من األغذية المناس بة ال تي تالئم الطف ل‪ ،‬وتنظيم‬
‫الوجبات‪ ،‬وال يكون الغذاء مفيداً إال إذا نُظِّم؛ فإن اإلكثار من الطعام‬
‫ب دون تنظيم قد يض ر‪ ،‬كما إن اإلقالل إلى درجة الض عف يس بب‬
‫أمراضا ً ضارة كذلك‪ ،‬والرسول ‪ r‬قد أرش دنا إلى ت رك اإلكث ار من‬
‫الطعام‪ ،‬وأخبرنا بأن األفضل البن آدم أن يجعل ثلثا ً لطعام ه‪ ،‬وثلث ا ً‬
‫لنفسه‪ ،‬وثلثا ً لشرابه(‪.)2‬‬
‫ومن الرعاية الص حية أن يحافظ على أوالده‪ ،‬وأن ال ي دفعهم‬
‫إلى مرض عات ال يح افظن على النظاف ة‪ ،‬س واء ك انت‪ :‬النظافة‬
‫الحس ية‪ ،‬أو المعنويَّة‪ ،‬وإذا ك انت الش ريعة اإلس المية ت دعو إلى‬
‫النظافة‪ ،‬فال غرو أن توجب أم وراً تتعلق بإزالة األذى عن الطف ل‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫(?) النظافة من اإليمان معناه صحيح‪ ،‬ولكن ورد فيه حديث ضعيف جداً‪ ،‬أخرجه الطبراني‬
‫في األوسط‪ ،‬قاله العراقي في تخريج أحاديث إحياء علوم الدين‪.1/278 ،‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) عن المقدام بن معدي كرب ‪ ‬قال‪ :‬سمعت رسول اهلل ‪ -‬صلى اهلل عليه وسلم ‪-‬‬
‫يقول‪(( :‬ما مأل آدمي‪ t‬وعاء شراً من بط ٍن‪ ،‬بحسب ابن آدم أكالت يُقمن صلبه‪ ،‬فإن كان ال‬
‫محالة‪ ،‬فثلث لطعامه‪ ،‬وثلث لشرابه‪ ،‬وثلث لنفسه))‪ .‬أخرجه الترمذي‪ ،‬كتاب الزهد‪ ،‬باب‬
‫ما جاء في كراهية كثرة األكل (رقم ‪ ،)2381 ،2380‬وقال‪ :‬هذا حديث حسن صحيح‪.‬‬
‫وأخرجه ابن ماجه‪ t،‬كتاب األطعمة‪ ،‬باب االقتصاد في األكل وكراهة الشبع‪( ،‬برقم‬
‫وعاء شراً من بطن‪ ..‬حسب اآلدمي لقيمات يقمن صلبه فإن‬
‫آدمي ً‬‫‪ ،)3349‬بلفظ‪(( :‬ما مأل ٌّ‬
‫اآلدمي نفسه‪ :‬فثلث للطعام‪ ،‬وثلث للشراب‪ ،‬وثلث للنَّفس)) وابن حبان (‪2/449‬‬
‫ُّ‬ ‫غلبت‬
‫رقم ‪ ،)674‬والنسائي في الكبرى (‪ 4/178‬رقم ‪ ،)6770‬والحاكم (‪ 4/367‬رقم‬
‫‪ )7945‬وقال‪ :‬هذا حديث صحيح اإلسناد ولم يخرجاه‪ ،‬وحسنه ابن حجر في فتح الباري‬
‫‪.529 ،9/528‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫منها‪ :‬الختان‪ ،‬وحلق الرأس في اليوم السابع من والدة الطفل‪ ،‬وب ذل‬
‫الوسع في نظافة بدن الطفل وثوبه‪.‬‬
‫والخت ان‪ ،‬واالس تحداد‪ ،‬ونتف اإلب ط‪ ،‬وقص الش ارب‪ ،‬وتقليم‬
‫األظف ار من أعظم ما يتنظف بإزالته اإلنس ان المس لم‪ ،‬فعن أبي‬
‫خمس‪ :‬ا ْل ِختَ انُ َوا ِال ْ‬
‫س تِ ْح َدادُ‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫هري رة ‪ ‬عن الن بي ‪ r‬ق ال‪(( :‬الفط رةُ‬
‫ب‪َ ،‬وتَ ْقلِي ُم اَأل ْظفَ ا ِر))(‪ .)1‬فجعل الخت ان‬ ‫الش ا ِر ِ‬
‫ص َّ‬ ‫َونَ ْت فُ اِإل ْب ِط‪َ ،‬وقَ ُّ‬
‫رأس خص ال الفط رة‪ ،‬ال تي فطر هللا الن اس عليه ا‪ ،‬وه ذا يتَّفق مع‬
‫ص ْب َغةً}‬‫سنُ ِم َن هللا ِ‬ ‫ص ْب َغةَ هللا َو َمنْ َأ ْح َ‬‫تأويل من تأول قوله تعالى‪ِ { :‬‬
‫(‪ )2‬على الختان‪.‬‬
‫ضَي َّاللهُ َعْن ُه َما في تأويل قوله تعالى‪َ { :‬وِإ ِذ‬ ‫وقد جاء عن ابن عباس َر ِ‬
‫ت فَ َأتَ َّم ُهنَّ } أنه ابتاله بالطه ارة وهي‬
‫(‪)3‬‬
‫ا ْبتَلَى ِإ ْب َرا ِهي َم َربُّهُ بِ َكلِ َم ا ٍ‬
‫خمس في ال رأس‪ ،‬وخمس في الجسد‪ ،‬ف التي في ال رأس‪ :‬قص‬
‫الشارب‪ ،‬والمضمضة‪ ،‬واالستنشاق‪ ،‬والسواك‪ ،‬وفرق الرأس‪.‬‬
‫والتي في الجسد‪ :‬تقليم األظفار‪ ،‬وحلق العانة‪ ،‬والخت ان‪ ،‬ونتف‬
‫اإلبط‪ ،‬وغسل أثر الغائط والبول بالماء(‪.)4‬‬
‫و ُذ ِكر عن ابن عباس َرض َِي َّاللهُ َعْنهُ َم ا‪(( :‬األقلف ال تقبل له ص الة‪،‬‬
‫وال تؤكل له ذبيحة‪ ،‬وال يجوز له شهادة))(‪ .)5‬والص واب خالف ذلك‬
‫كله‪ ،‬فصالته صحيحة وتؤكل ذبيحته‪ ،‬وتجوز شهادته؛ لع دم ال دليل‬
‫الصحيح(‪.)6‬‬
‫وقد أثبت الطب الح ديث فوائد الخت ان‪ ،‬ومنافعه الكب يرة‬
‫‪1‬‬
‫(?) أخرجه البخاري‪ ،‬كتاب اللباس‪ ،‬باب تقليم األظفار (رقم ‪ ،)5891‬ومسلم‪ ،‬كتاب‬
‫الطهارة‪ ،‬باب خصال الفطرة (رقم ‪.)257‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) سورة البقرة‪ ،‬اآلية‪.138 :‬‬
‫‪3‬‬
‫(?) سورة البقرة‪ ،‬اآلية‪.124 :‬‬
‫‪4‬‬
‫(?) تفسير ابن كثير (‪.)1/166‬‬
‫‪5‬‬
‫(?) أخرجه ابن أبي شيبة (‪ 5/21‬رقم ‪ ،)23334‬وانظر‪ :‬االستذكار (‪ ،)8/338‬والمحلى‬
‫(‪ ،)7/454‬وانظر‪ :‬تحفة المودود‪ ،‬البن القيم (ص ‪.)96‬‬
‫‪6‬‬
‫(?) أخرج البخاري تعليقاً عن الحسن البصري وإبراهيم النخعي أنهما قاال‪« :‬ال بأس بذبيحة‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫والكثيرة‪ ،‬ومن ذلك‪:‬‬


‫‪ - 1‬عدم تراكم المفرزات التي تؤدي إلى االلتهاب‪.‬‬
‫‪ – 2‬عدم تراكم آثار البول‪.‬‬
‫‪ – 3‬عدم تراكم آثار المفرزات المنوية‪.‬‬
‫‪ – 4‬يعري الحشفة فيزيد من حساسية القضيب أثناء الجماع(‪.)1‬‬
‫أما حلق ال رأس‪ :‬فهو من مظ اهر عناية الش ريعة بالطف ل‪،‬‬
‫واالهتمام بنظافته من والدته حتى يبلغ رشده‪ ،‬وذلك ألن بقاء الشعر‬
‫على رأس الطفل الصغير خاصة يلحق ضرراً به؛ ألنه يغلق مس ام‬
‫رس و ُل‬ ‫الرأس‪ ،‬فعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال‪َ(( :‬أ َم َرنَا ُ‬
‫ض ِع األ َذى َع ْنهُ)) (‪.)2‬‬ ‫ابع المولو ِد بتس ِميَت ِه و َعقِيقت ِه َو َو ْ‬ ‫س ِ‬
‫ين َ‬ ‫هللا ‪ِ r‬ح َ‬
‫الحس ِن‬ ‫ق رس و ُل هللا ‪َ r‬ع ِن َ‬ ‫وعن عائشة رضي هللا عنها قالت‪(( :‬ع َّ‬
‫ُؤوس هما‬ ‫وس َّماهُما وَأ َم َر أنْ يُ َم اطَ عَنْ ُر ِ‬ ‫ابع‪َ ،‬‬ ‫ين ي و َم الس ِ‬ ‫والحس (‪ِ )3‬‬
‫ُ‬
‫األ َذى)) ‪.‬‬
‫وعن سمرة ‪ ‬أن رسول هللا ‪ r‬قال‪ُ (( :‬ك ُّل ُغالَ ٍم ُم ْرتَ ِهنٌ بِ َعقِيقَتِ ِه‪،‬‬
‫ق‪ ،‬ويُس َّمى))(‪.)4‬‬ ‫تُ ْذبَ ُح عنه يوم َ‬
‫سابِ ِع ِه‪ ،‬ويُ ْحلَ ُ‬
‫األقلف» في كتاب الذبائح والصيد‪ ،‬باب ذبائح أهل الكتاب وشحومها‪ ،‬قبل‬
‫الحديث رقم ‪.5508‬‬
‫‪1‬‬
‫(?) الطفل في الشريعة اإلسالمية (ص ‪.)84‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) أخرجه الترمذي‪ ،‬كتاب األدب‪ ،‬باب ما جاء في تعجيل اسم المولود (رقم ‪ )2832‬وقال‪:‬‬
‫هذا حديث حسن غريب‪ .‬وحسنه األلباني في صحيح سنن الترمذي (‪ 3/130‬رقم ‪.)2832‬‬
‫‪3‬‬
‫(?) أخرجه ابن حبان (‪ 12/127‬رقم ‪ ،)5311‬والبيهقي في الكبرى (‪ 9/299‬رقم‬
‫‪ ،)19055‬وأبو يعلى (‪ 18 – 8/17‬رقم ‪ ،)4521‬والحاكم (‪ 4/264‬رقم ‪)7588‬‬
‫وقال‪ :‬هذا حديث صحيح اإلسناد ولم يخرجاه‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫(?) أخرجه الترمذي‪ ،‬كتاب األضاحي‪ ،‬باب من العقيقة‪( t‬رقم ‪ )1522‬وقال‪ :‬هذا حديث‬
‫حسن صحيح‪ ،‬والنسائي في الكبرى (‪ 3/77‬رقم ‪ ،)4546‬والبيهقي في الكبرى (‪9/299‬‬
‫رقم ‪ .)19047‬ونقل األلباني في إرواء الغليل (‪ )4/380‬تصحيح الحاكم والذهبي وابن‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫ونأخذ من ه ذا عناية اإلس الم بص حة الطفل من نظافة وحفظ‬


‫ورعاية وغير ذلك من المحافظة على صحته وأخالقه‪.‬‬
‫وعن ابن عباس َرض َِي َّاللهُ َعْنهُ َم ا‪(( :‬نِ ْع َمتا ِن َم ْغبُونٌ فِي ِه َما َكثِ ي ٌر ِم َن‬
‫غ))(‪.)1‬‬‫الصحةُ وا ْلفَ َرا ُ‬ ‫س ِّ‬ ‫النا ِ‬
‫عن س عد بن أبي وق اص ‪ ‬ق ال‪ :‬ق ال رس ول هللا ‪(( :r‬نَظِّفُ وا‬
‫شبَّهوا باليَهو ِد))(‪.)2‬‬ ‫أ ْفنِيَتُكم‪ ،‬وال تَ َ‬
‫ق َعلَى‬ ‫ش َّ‬‫وعن أبي هريرة ‪ ‬قال‪ :‬قال رسول هللا ‪(( :r‬لَ ْوالَ أن َأ ُ‬
‫صالَ ٍة))(‪.)3‬‬‫اك ِع ْن َد ُك َّل َ‬ ‫س َو ِ‬‫أ َّمتِي َأل َم ْرتُ ُه ْم بِال ِّ‬
‫وعن أسامة بن شريك قال‪ :‬ق ال رس ول هللا ‪(( :r‬تَ َدا َو ْوا عبَ ا َد‬
‫ض َع لَ هُ َد َوا ًء َغ ْي َر َدا ٍء َوا ِح ٍد‪،‬‬ ‫ض ْع َدا ًء إال َو َ‬ ‫هللا‪ ،‬فإن هللا تعالى لم يَ َ‬
‫الهر ُم))(‪.)4‬‬
‫َ‬
‫وعن ابن مسعود ‪ ‬قال‪ :‬قال رس ول هللا ‪(( :r‬إنَّ هللا ‪ ‬لم يُ نز ْل‬

‫السكن وابن حجر رحم اهلل الجميع‪.‬‬


‫‪1‬‬
‫(?) أخرجه البخاري‪ ،‬كتاب الرقاق‪ ،‬باب ما جاء في الصحة والفراغ (رقم ‪.)6412‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) أخرجه الترمذي‪ ،‬كتاب األدب‪ ،‬باب ما جاء في النظافة (رقم ‪ ،)2799‬والبزار (‬
‫‪ 3/320‬رقم ‪ )1114‬وقال الترمذي‪ :‬هذا حديث غريب‪ .‬وضعفه األلباني في ضعيف‬
‫الجامع (رقم ‪ .)1616‬وفي ضعيف سنن الترمذي (‪.)2799‬‬
‫‪3‬‬
‫(?) أخرجه البخاري‪ ،‬كتاب الجمعة‪ t،‬باب السواك يوم الجمعة (رقم ‪ ،)887‬ومسلم كتاب‬
‫الطهارة‪ ،‬باب السواك (رقم ‪.)252‬‬
‫‪4‬‬
‫(?) أخرجه الضياء المقدسي في األحاديث المختارة (‪ 4/170‬رقم ‪ ،)1385‬وابن حبان (‬
‫‪ 13/426‬رقم ‪ ،)6061‬وابن ماجه‪ t،‬كتاب الطب‪ ،‬باب ما أنزل اهلل داء إال أنزل له شفاء‬
‫(رقم ‪ ،)3436‬وابن أبي عاصم في اآلحاد والمثاني (‪ 3/140‬رقم ‪ ،)1467‬والحميدي‬
‫في مسنده (‪ 2/363‬رقم ‪ ،)824‬والطبراني في الصغير (رقم ‪ ،)559‬وفي الكبير (‬
‫‪ 1/179‬رقم ‪ ،)464‬وصححه الكناني في مصباح الزجاجة (‪ .)4/49‬وصححه‪ t‬األلباني في‬
‫صحيح سنن ابن ماجه (‪ 3/158‬رقم ‪.)3499‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫شفَا ًء‪َ ،‬علِ َمهُ من َعلِ َمهُ‪َ ،‬و َج ِهلَهُ من َج ِهلَهُ))(‪.)1‬‬


‫دا ًء إال أ ْن َز َل لهُ ِ‬
‫فهذه النصوص من الشرع توجب العناية باألطف ال وص حتهم‪،‬‬
‫والمحافظة عليهم والقي ام بالرعاية الص حية‪ ،‬إض افة إلى الرعاية‬
‫البدنية واألخالقية‪.‬‬
‫* * *‬

‫‪1‬‬
‫(?) أخرجه أحمد (‪ ،)413 ،1/377‬وأبو يعلى (‪ 9/113‬رقم ‪ ،)5183‬والحاكم (‬
‫‪ 4/441‬رقم ‪ ،)8205‬والبيهقي في الكبرى (‪ 9/343‬رقم ‪ ،)19344‬والحميدي (‪1/50‬‬
‫رقم ‪ ،)90‬والطبراني في األوسط (‪ 7/121‬رقم ‪ ،)7036‬وفي الكبير (‪ 10/163‬رقم‬
‫‪ ،)10331‬وقال الهيثمي في المجمع (‪ :)5/84‬رواه أحمد والطبراني ورجال الطبراني‬
‫ثقات‪ .‬وصححه الحاكم‪ .‬وصححه األلباني في السلسلة الصحيحة (رقم ‪.)451‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫المبحث السابع‪ :‬الرضاعة‬


‫الرض اع‪ :‬هو مص الرض يع اللبن من ث دي الم رأة في م دة‬
‫الرضاع‪ ،‬ولما كان الطفل في مس تهل حياته ال ق درة له على تن اول‬
‫الطعام‪ ،‬وال قدرة له إال أن يتغذى عن طريق المص‪ ،‬سواء ك ان ما‬
‫يرض عه هو لبن األم‪ ،‬أو غيرها من المراض ع‪ ،‬أو ك ان رض اعا ً‬
‫بألبان صناعية‪ ،‬فقد أمر هللا أم المول ود أن ترض عه ح ولين‬ ‫ٍ‬ ‫صناعيا ً‬
‫ض ْع َن َأ ْوالَ َدهُنَّ َح ْولَ ْي ِن َك ا ِملَ ْي ِن‬‫كاملين‪ ،‬قال تع الى‪َ { :‬وا ْل َوالِ(‪)1‬دَاتُ يُ ْر ِ‬
‫ضا َعةَ} ؛ ألنه يعلم ‪ ‬أن هذه الم دة هي المثلى‬ ‫لِ َمنْ َأ َرا َد َأن يُتِ َّم ال َّر َ‬
‫من جميع الوج وه‪ :‬الص حية‪ ،‬والنفس ية للطف ل‪ ،‬وأثبتت البح وث‬
‫الطبية الي وم أن م دة ع امين ض رورية لنمو الطفل نم واً س ليما ً من‬
‫الناحيتين البدنية والنفس ية‪ ،‬ولكن نعمة هللا على الجماعة المس لمة لم‬
‫تنتظر بهم ح تى يعلم وا ه ذا من تج اربهم‪ ،‬ومما ي دل على عناية‬
‫أن منحت المرضع الحق في الفطر‬ ‫الشريعة اإلسالمية بغذاء الطفل ْ‬
‫في رمضان‪ ،‬كما أوجبت عليها تناول الغذاء الذي يُ ؤدي إلى إدرار‬
‫اللبن‪ ،‬الذي يحفظ حياة الطفل‪ ،‬ويحصل به نموه(‪.)2‬‬
‫وال ذي خلق ه ذا الطفل هو أعلم بما يس ره‪ ،‬وما يض ره‪ ،‬وما‬
‫ض ْع َن َأ ْوالَ َدهُنَّ َح ْولَ ْي ِن‬ ‫يسعده‪ ،‬وما يش قيه‪ ،‬فق ال ‪َ { :‬وا ْل َوالِ دَاتُ يُ ْر ِ‬
‫ص ْينَا‬ ‫ض ا َعةَ}(‪ .)3‬وق ال تع الى‪َ { :‬و َو َّ‬ ‫َك ا ِملَ ْي ِن لِ َمنْ َأ َرا َد َأن يُتِ َّم ال َّر َ‬
‫ض َع ْتهُ ُك ْر ًها َو َح ْملُ هُ‬ ‫س انًا َح َملَ ْت هُ ُأ ُّمهُ ُك ْر ًها َو َو َ‬ ‫ان بِ َوالِ َد ْي ِه ِإ ْح َ‬ ‫س َ‬‫اِإل ن َ‬
‫ان بِ َوالِ َد ْي ِه‬ ‫س َ‬ ‫ص ْينَا اِإل ن َ‬
‫ش ْه ًرا } ‪ .‬وقال تعالى‪َ { :‬و َو َّ‬ ‫(‪)4‬‬
‫ون َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫صالُهُ ثالَث َ‬ ‫َوفِ َ‬
‫اش ُك ْر لِي‬ ‫ص الُهُ فِي َع ا َم ْي ِن َأ ِن ْ‬ ‫َح َملَ ْت هُ ُّمهُ َو ْهنًا َعلَى َو ْه ٍن َوفِ َ‬ ‫ُأ‬
‫ص ير}(‪ .)5‬ق ال ابن كث ير في تفس ير قوله تع الى‪:‬‬ ‫َولِ َوالِ َد ْي َك ِإلَ َّي ا ْل َم ِ‬
‫ض ْع َن َأ ْوالَ َدهُنَّ َح ْولَ ْي ِن َك ا ِملَ ْي ِن}‪ :‬هذا إرش اد من هللا‬ ‫{ َوا ْل َوالِدَاتُ يُ ْر ِ‬
‫تعالى للوالدات أن يرضعن أوالدهن كمال الرضاعة‪ ،‬وهي س نتان‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫سورة البقرة‪ ،‬اآلية‪.233 :‬‬ ‫(?)‬
‫‪2‬‬
‫الطفل في الشريعة اإلسالمية (ص ‪.)70‬‬ ‫(?)‬
‫‪3‬‬
‫سورة البقرة‪ ،‬اآلية‪.233 :‬‬ ‫(?)‬
‫‪4‬‬
‫سورة األحقاف‪ ،‬اآلية‪.15 :‬‬ ‫(?)‬
‫‪5‬‬
‫سورة لقمان‪ ،‬اآلية‪.14 :‬‬ ‫(?)‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫فال اعتب ار بالرض اعة بعد ذل ك؛ وله ذا ق ال‪{ :‬لِ َمنْ َأ َرا َد َأن يُتِ َّم‬
‫ضا َعةَ}‪ ،‬وذهب أكثر األئمة إلى أنه ال يحرم من الرضاعة إال ما‬ ‫ال َّر َ‬
‫ك ان دون الح ولين‪ ،‬فلو ارتضع المول ود [من غ ير أ ِّمه] وعم ره‬
‫ن}‬ ‫ض ْع َ‬ ‫فوقهما لم يح رم(‪ .)1‬وق ال الش وكاني في قوله تع الى‪{ :‬يُ ْر ِ‬
‫قيل‪ :‬هو خبر في مع نى األمر للداللة على تحقق مض مونه‪ .‬وقول ه‪:‬‬
‫﴿ َح ْولَين َك ا ِملين ﴾ للداللة على أن ه ذا التقرير تحقيقي ال تقري بي‪.‬‬
‫وقول ه‪﴿ :‬لمنْ َأ َرا َد أن يُت َّم ال َّرض اعة﴾ وفيه داللة على إن إرض اع‬
‫الحولين ليس حتما ً بل هو التمام‪ ،‬ويجوز االقتصار على ما دونه(‪.)2‬‬
‫واستنبط ابن كث ير من تفس ير آية األحق اف‪ ،‬وآية لقم ان‪ ،‬وآية‬
‫البق رة‪ :‬أن أقل م دة الحمل س تة أش هر وهو اس تنباط ق وي ص حيح‬
‫وافقه عليه عثمان وجماعة من الصحابة ‪.)3(‬‬
‫وقد ذكر ابن كثير قصة رجل ت زوج ام رأة من جهينة فول دت‬
‫له تم ام س تة أش هر‪ ،‬ف انطلق زوجها إلى عثم ان ‪ ‬ف ذكر ذلك ل ه‪،‬‬
‫فبعث إليه ا‪ ،‬فلما أتي بها عثم ان أمر بها ف رجمت‪ ،‬فبلغ ذلك علي اً‪،‬‬
‫فقال علي لعثمان‪ :‬أما تقرأ القرآن؟ قال‪ :‬بلى‪ ،‬قال‪ :‬أما س معت ق ول‬
‫ين َك ا ِملي ِن) فلم‬ ‫(ح ْولَ ِ‬ ‫ش ْهراً﴾؟ وقال‪َ :‬‬ ‫ون َ‬‫صالهُ ثَالثُ َ‬ ‫وح ْملُهُ وفِ َ‬
‫هللا ‪َ ﴿ :‬‬
‫ي‬ ‫نجده بقي إال ستة أش هر‪ ،‬فق ال عثم ان ‪ :‬وهللا ما فطنت به ذا‪ ،‬عل َّ‬
‫بالمرأة فوجدوها قد فُ ِر َغ منها(‪.)4‬‬
‫ت‬‫ض َع ِ‬ ‫ق ال ابن أبي ح اتم عن ابن عب اس َرض َِي اللَُّه َعْن ُه َم ا‪(( :‬إذا َو َ‬
‫المرأة لتسعة أشهر كف اه من الرض اع واحد وعش رون ش هراً‪ ،‬وإذا‬
‫وضعت لسبعة أشهر كفاه من الرضاع ثالثة وعشرون ش هراً‪ ،‬وإذا‬
‫وح ْملُ هُ‬ ‫وض عت لس تة أش هر فح ولين ك املين))؛ ألن هللا يق ول‪َ ﴿ :‬‬

‫‪1‬‬
‫(?) تفسير ابن كثير‪.)1/284( ،‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) تفسير الشوكاني آية ‪ 233‬من سورة البقرة‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫(?) تفسير ابن كثير (‪.)4/158‬‬
‫‪4‬‬
‫(?) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره (‪ 10/3293‬رقم ‪ )18567‬وانظر‪ :‬تفسير ابن كثير (‬
‫‪.)4/158‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫ش ْهراً﴾ (‪.)1‬‬ ‫ون َ‬ ‫صالهُ ثَالثُ َ‬ ‫وف ِ َ‬


‫وإن أراد والد الطفل أو والدته فطامه فال بد من الرضى بين‬
‫الط رفين‪ ،‬والتش اور‪ ،‬ف إذا اتفقا على فطامه قبل الح ولين فال جن اح‬
‫عليهما‪ ،‬وال ينبغي انفراد أحدهما بالفصال دون اآلخر‪ ،‬أو يستبد من‬
‫غير مشاورة اآلخر‪ ،‬وهذا فيه احتياط للطفل وإلزام للنظر في أمره‪،‬‬
‫وهو من رحمة هللا بعب اده حيث نبَّه الوال دين وأرش دهما إلى ما‬
‫يصلحهما ويصلحه‪.‬‬
‫ولقد حافظت الشريعة على رعاية الطفل‪ ،‬ف إن تيسر إرض اعه‬
‫من أمه فبها ونعمت‪ ،‬وإن عدم هذا فال جن اح على وال دي الطفل أن‬
‫يس لماه إلى مرض عة‪ :‬ذات أمان ة‪ ،‬وش رف‪ ،‬ودين‪ ،‬إذا س لَّما َوالِ َدا‬
‫ض ُعو ْا‬ ‫ست َْر ِ‬ ‫الطفل أج رة المرض عة‪ ،‬ق ال تع الى‪َ { :‬وِإنْ َأ َردتُّ ْم َأن تَ ْ‬
‫وف}(‪.)2‬‬ ‫سلَّ ْمتُم َّمآ آتَ ْيتُم بِا ْل َم ْع ُر ِ‬ ‫اح َعلَ ْي ُك ْم ِإ َذا َ‬‫َأ ْوالَ َد ُك ْم فَالَ ُجنَ َ‬
‫وإذا رضع الولد من غ ير والدته وك ان الرض اع خمس‬
‫رضعات فأكثر في الحولين؛ فإن الرضاع يُح رِّ م ما يح رم النس ب‪،‬‬
‫واألصل في ه ذا قوله تع الى‪ُ { :‬ح ِّر َمتْ َعلَ ْي ُك ْم ُأ َّم َه اتُ ُك ْم َوبَنَ اتُ ُك ْم‬
‫ت َوُأ َّم َه اتُ ُك ُم‬‫خ َوبَنَ اتُ اُأل ْخ ِ‬ ‫َوَأ َخ َواتُ ُك ْم َو َع َّماتُ ُك ْم َو َخ االَتُ ُك ْم َوبَنَ اتُ اَأل ِ‬
‫سآِئ ُك ْم َو َربَ اِئبُ ُك ُم‬ ‫ضا َع ِة َوُأ َّم َهاتُ نِ َ‬ ‫ض ْعنَ ُك ْم َوَأ َخ َواتُ ُكم ِّم َن ال َّر َ‬
‫الالَّتِي َأ ْر َ‬
‫س آِئ ُك ُم الالَّتِي َد َخ ْلتُم بِ ِهنَّ فَ ِإن لَّ ْم تَ ُكونُ و ْا‬ ‫الالَّتِي فِي ُح ُج و ِر ُكم ِّمن نِّ َ‬
‫ص الَبِ ُك ْم َوَأن‬ ‫ين ِمنْ َأ ْ‬ ‫اح َعلَ ْي ُك ْم َو َحالَِئ ُل َأ ْبنَاِئ ُك ُم الَّ ِذ َ‬ ‫َد َخ ْلتُم بِ ِهنَّ فَالَ ُجنَ َ‬
‫ان َغفُ و ًرا َّر ِحي ًما *‬ ‫ف ِإنَّ هّللا َ َك َ‬ ‫س لَ َ‬ ‫ت َْج َم ُع و ْا بَ ْي َن اُأل ْختَ ْي ِن َإالَّ َما قَ ْد َ‬
‫َاب هللا َعلَ ْي ُك ْم َوُأ ِح َّل‬ ‫ساء ِإالَّ َما َملَ َكتْ َأ ْي َمانُ ُك ْم ِكت َ‬ ‫صنَاتُ ِم َن النِّ َ‬ ‫َوا ْل ُم ْح َ‬
‫ين فَ َما‬ ‫س افِ ِح َ‬ ‫ين َغ ْي َر ُم َ‬‫صن ِ َ‬ ‫لَ ُكم َّما َو َراء َذلِ ُك ْم َأن تَ ْبتَ ُغو ْا بَِأ ْم َوالِ ُكم ُّم ْح ِ‬
‫اح َعلَ ْي ُك ْم فِي َما‬ ‫يض ةً َوالَ ُجنَ َ‬ ‫ستَ ْمتَ ْعتُم بِ ِه ِم ْن ُهنَّ فَآتُوهُنَّ ُأ ُجو َرهُنَّ فَ ِر َ‬ ‫ا ْ‬

‫‪1‬‬
‫(?) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره (‪ 10/3294‬رقم ‪ ،)18567‬وانظر‪ :‬تفسير ابن كثير (‬
‫‪.)4/158‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) سورة البقرة‪ ،‬اآلية‪.233 :‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫ان َعلِي ًما َح ِكي ًما}(‪.)1‬‬‫يض ِة ِإنَّ هللا َك َ‬ ‫اض ْيتُم بِ ِه ِمن بَ ْع ِد ا ْلفَ ِر َ‬ ‫تَ َر َ‬
‫ضَي َّاللهُ َعْن ُه َما قال‪ :‬قال رسول هللا ‪(( :r‬يَ ْح ُر ُم ِم َن‬ ‫وعن ابن عباس َر ِ‬
‫ب)) ‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫ضاع َما يَح ُر ُم ِم َن النَّس ِ‬ ‫ِ‬ ‫ال ّر‬
‫وعن عائشة رضي هللا عنها ق الت‪ :‬ق ال رس ول هللا ‪(( :r‬يَ ْح ُر ُم ِم َن‬
‫الرضا َع ِة ما يَحر ُم ِم َن ال ِوال َد ِة)) (‪.)3‬‬ ‫ِّ‬
‫وعن عائشة رضي هللا عنها ق الت‪ :‬ق ال رس ول هللا ‪(( :r‬ال تُ ْح ِّر ُم‬
‫تان))(‪.)4‬‬ ‫ص ِ‬ ‫صة والم َّ‬ ‫الم َّ‬
‫وال يَحْ رُم إال من رضع خمس رض عات‪ ،‬ق الت عائشة رضي هللا‬
‫س ْخ َن‬ ‫ت ثُ َّم نُ ِ‬
‫ت َم ْعلو َم ا ٍ‬ ‫ض َعا ٍ‬‫ش ُر َر َ‬ ‫آن َع ْ‬ ‫ان فِ ْيما ُأ ْنز َل ِم َن القُ ْر ِ‬ ‫عنها‪َ (( :‬ك َ‬
‫ن))‬ ‫ت‪ ،‬فَتُوفِّي رس و ُل هللا ‪ r‬وهُنَّ فيما يُ ْتلَى ِم َن القُ ْرآ ِ‬ ‫س َم ْعلُوما ٍ‬ ‫بخ ْم ٍ‬ ‫َ‬
‫(‪.)5‬‬
‫وعن عائشة رضي هللا عنها قالت‪ :‬ق ال رس ول هللا ‪(( :r‬ا ْنظُ ْر َن من‬
‫ضا َعةُ ِم َن ا ْل َم َجا َع ِة))(‪.)6‬‬ ‫ِإ ْخ َوانُ ُكنَّ فَِإنَّ َما ال َّر َ‬
‫وعن أم سلمة رضي هللا عنها قالت‪ :‬قال رسول هللا ‪(( :r‬ال يحر ُم ِم َن‬
‫طام))(‪.)7‬‬ ‫وكان قَب َل الفِ ِ‬‫َ‬ ‫ق األ ْمعا َء في الثَّد ِ‬
‫ْي‬ ‫ضاع ِة إالَّ ما فَتَ َ‬ ‫ال َّر َ‬
‫‪1‬‬
‫(?) سورة النساء‪ ،‬اآليتان‪.24 – 23 :‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) أخرجه البخاري‪ ،‬كتاب الشهادات‪ ،‬باب الشهادة على األنساب (رقم ‪)2645‬‬
‫ومسلم‪ ،‬كتاب الرضاع‪ ،‬باب تحريم ابنة األخ من الرضاعة (رقم ‪.)1447‬‬
‫‪3‬‬
‫(?) أخرجه البخاري‪ ،‬كتاب الشهادات‪ ،‬باب الشهادة على األنساب (رقم ‪)2646‬‬
‫ومسلم‪ ،‬كتاب الرضاع‪ ،‬باب يحرم من الرضاعة ما يحرم من الوالدة (رقم ‪.)1444‬‬
‫‪4‬‬
‫(?) أخرجه مسلم‪ ،‬كتاب الرضاع‪ ،‬باب في المصة والمصتان (رقم ‪.)1450‬‬
‫‪5‬‬
‫(?) أخرجه مسلم‪ ،‬كتاب الرضاع‪ ،‬باب التحريم بخمس رضعات (رقم ‪.)1452‬‬
‫‪6‬‬
‫(?) أخرجه البخاري‪ ،‬كتاب الشهادات‪ ،‬باب الشهادة على األنساب (رقم ‪)2647‬‬
‫ومسلم‪ ،‬كتاب الرضاع‪ ،‬باب إنما الرضاعة من المجاعة (رقم ‪ )1455‬بلفظ‪(( :‬انظرن‬
‫إخوتكن من الرضاعة‪ ،‬فإنما الرضاعة من المجاعة))‪.‬‬
‫َّ‬
‫‪7‬‬
‫(?) أخرجه الترمذي‪ ،‬كتاب الرضاع‪ ،‬باب ما جاء ما ذكر أن الرضاعة‪ t‬ال تحرم إال في‬
‫الصغر دون الحولين (رقم ‪ ،)1152‬وابن حبان (‪ 10/37‬رقم ‪ ،)4224‬والنسائي في سننه‬
‫الكبرى (‪ 3/301‬رقم ‪ ،)5465‬قال الترمذي‪ :‬هذا حديث حسن صحيح‪ .‬وصححه‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫وال ينبغي أن يتخذ أحد الوال دين من الطفل س ببا ً لمض ارة‬
‫ضآ َّر َوالِ َدةٌ بِ َولَ ِد َها َوالَ َم ْولُو ٌد لَّهُ بِ َولَ ِد ِه }(‪ .)1‬فال يس تغل‬
‫اآلخر {الَ تُ َ‬
‫األب عواطف األم وحنانها ولهفتها على طفله ا؛ ليه ددها في ه‪ ،‬أو‬
‫تقبل إرض اعه بال مقابل إذا ك انت أجنبية عن أب المول ود‪ ،‬أ َّما إذا‬
‫ك انت الزوجية قائمة فليس لها أج رة على إرض اعه‪ ،‬وك ذلك إذا‬
‫كانت معتدة من طالق رجعي‪ ،‬إذ إن النفقة تثبت لها لقيام الزوجي ة‪،‬‬
‫وبقائها في مدة العدة‪ ،‬وال تستحق أجرة أو نفق ة‪ ،‬بس بب الرض اعة‪،‬‬
‫إذ ال يحسب للم رأة نفقت ان‪ ،‬وإن تع ددت أس باب الوج ود(‪ .)2‬وال‬
‫تس تغل هي عطف األب على ابنه وحبه له لتثقل كاهله بمطالبه ا‪،‬‬
‫ارة األب‪ ،‬وإذا فعلت فلألب أن يحضر لطفله‬ ‫وليس لألم مض‬
‫مرضعا ً حين تتحقق مصلحة الطفل في هذا الرضاع‪ ،...‬على شرط‬
‫أن يوفي أجرها وأن يحسن معاملتها‪.‬‬
‫وإذا ت وفي األب ف إن المس ؤولية تنتقل إلى وارث ه‪ ،‬وعلى‬
‫الوارث مثل ذلك‪ ،‬فهو المكلف أن ي رزق من تق وم بإرض اع الطفل‬
‫ويكسوها بالمعروف والحس نى‪ ،‬وهك ذا ت والي الش ريعة اإلس المية‬
‫عنايتها بالطفل‪ ،‬وتعمل على حفظه‪ ،‬فال يتع رض للض ياع إن م ات‬
‫والده‪ ،‬فحقه وحق من تقوم بإرضاعه مكفول في جميع الحاالت(‪.)3‬‬
‫والش ريعة تض رب المثل األعلى في العناية بالطف ل‪ ،‬والعمل‬
‫على صيانته وحفظ ه‪ ،‬فلقد ق رر الخليفة الراشد عمر‪ ‬بن الخط اب ‪‬‬
‫عطاء لألطفال من بيت المال يبدأ بعد الفطام‪ ،‬ولما علم أن األمه ات‬
‫تسارع إلى فطام أطفالهن استعجاالً لهذا العطاء‪ ،‬أفزعه ذلك وأقض‬
‫مضجعه وحرمه النوم ولم يكد المصلون يتبينون ص وته في الق رآن‬
‫من ش دة ت أثره وبكائ ه‪ ،‬فس ارع بعد الص الة بإص دار ق راره ب أن‬

‫األلباني في صحيح سنن الترمذي (‪ 590 – 1/589‬رقم ‪ ،)1152‬وفي صحيح الجامع‬


‫(رقم ‪.)7633‬‬
‫‪1‬‬
‫(?) سورة البقرة‪ ،‬اآلية‪.233 :‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) زاد المعاد (‪.)4/32‬‬
‫‪3‬‬
‫(?) في ظالل القرآن (ص ‪.)254‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫العطاء لكل طفل من حين والدته‪ ،‬وما ذلك إال للحف اظ على الطفولة‬
‫وحمايتها‪ ،‬وإقناع األمهات باستمرارهن في اإلرضاع(‪.)1‬‬
‫وه ذا العمل ال ذي فعله عمر ي دل على رحمته ب المؤمنين‬
‫والش فقة على أطف الهم‪ ،‬والش ريعة اإلس المية كاملة ش املة‪ ،‬تش مل‬
‫جميع أم ور ال دنيا واآلخ رة‪ ،‬ال تي فيها س عادة للبش رية جمع اء في‬
‫دنياهم وأخراهم‪ ،‬قال هللا تعالى‪َ { :‬وا ْبت َِغ فِي َما آتَاكَ هللا ال دَّا َر اآل ِخ َرةَ‬
‫سن َك َما َأ ْح َ‬
‫س َن هللا ِإلَ ْي َك }(‪.)2‬‬ ‫صيبَكَ ِم َن ال ُّد ْنيَا َوَأ ْح ِ‬
‫َنس نَ ِ‬
‫َوالَ ت َ‬
‫*‬ ‫*‬ ‫*‬

‫‪1‬‬
‫(?) انظر‪ :‬طبقات ابن سعد‪ ،298 /3 ،‬والرياض النضرة‪ ،389 /2 ،‬وانظر‪ :‬الطفل في‬
‫الشريعة اإلسالمية‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) سورة القصص‪ ،‬اآلية‪.77 :‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫المبحث الثامن‪ :‬الحضانة‬


‫أوالً‪ :‬تعريف الحضانة لغة وشرعاً‪:‬‬
‫الحضانة في اللغة‪ :‬هي ضم الشيء إلى الحضن‪ ،‬وهو الجنب أو‬
‫الص در والعض دان وما بينهم ا‪ .‬يق ال‪ :‬حضن الط ائر أفراخه‬
‫واحتضنها‪ :‬إذا ضمها إلى جناحه‪.‬‬
‫وحضنت األم طفلها إذا ضمته إلى جنبها أو صدرها‪.‬‬
‫ومن معانيها‪ :‬النصر‪ ،‬واإليواء‪ ،‬يقال‪ :‬حضنه واحتضنه‪ ،‬أي أواه‬
‫ونصره‪.‬‬
‫والحض( ((انة في االص( ((طالح‪ :‬ال تزام الطفل لتربيته والقي ام بحفظه‬
‫وتدبير شؤونه(‪.)1‬‬
‫ثانياً‪ :‬عناية الشريعة اإلسالمية بالحضانة‪:‬‬
‫لقد ع نيت الش ريعة اإلس المية باألس رة ورس مت لها الطريق‬
‫السوي؛ لكي يدوم الص فاء وتس تمر الم ودة والمحبة واأللف ة؛ ح تى‬
‫يعيش األوالد في أحض ان األب وين‪ ،‬عيشة كريمة بعي دة عن النكد‬
‫والش حناء‪ ،‬ف أمرت برعاية الولد والمحافظة على حياته وص حته‬
‫ف بالحض انة‪،‬‬ ‫وتربيته‪ ،‬وتنشئته وتثقيفه بين األبوين‪ ...‬ه ذا ما يُ ْع َر ُ‬
‫ولكن عن دما تنفصم ال ُع َرى الزوجية وينفصل الزوج ان ال ت ترك‬
‫الش ريعة األوالد للض ياع والتش رد‪ ،‬وإنما تعمل على ت ربيتهم‬
‫وحمايتهم؛ حتى يصلوا إلى مرحلة تمكنهم من االعتماد على أنفسهم‬
‫وإدراك مصالحهم‪.‬‬
‫ولقد ج اءت الش ريعة في ه ذا الب اب بتع اليم س امية ووص ايا‬
‫حكيم ة‪ ،‬ت أتي في الجو الملبد ب النزاع والمليء بالخص ومات بين‬
‫الزوجين‪ ،‬فتفتح األنفس على الخير‪ ،‬وتلفتها إلى المعروف لمصلحة‬
‫الطفل الناشئ الذي هو ثمرة مشتركة بين الزوجين يهمهما أمره‪.‬‬
‫ومرحلة الحض انة ه ذه قد حافظ فيها اإلس الم على مص لحة‬
‫الولد أوالً‪ :‬وعطف فيها على األم ثاني اً‪ :‬رعاية لحنانه ا‪ ،‬وتق ديراً‬
‫‪1‬‬
‫(?) المعجم الوسيط‪ ،‬مادة (حضن)‪.‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫لعاطفتها الفيَّاضة التي ت رى في الولد أنه ج زء منه ا‪ ،‬فجعل لألم ثم‬


‫لقرابتها األق رب ف األقرب حض انة الطفل ح تى يبلغ س بع س نين‬
‫وبعدها يدخل في مرحلة أخرى يص در فيها حكم ا ً يجعله ألبي ه‪ ،‬أو‬
‫ألم ه‪ ،‬أو يخ ير بينهم ا‪ ،‬وذلك ع دل ورحمة ووضع األم ور في‬
‫مواضعها(‪.)1‬‬
‫ثالثاً‪ :‬أهمية الحضانة‪:‬‬
‫وللحض انة ش أن آخر خالف الرض اع‪ ،‬ولها أحك ام تخ الف‬
‫اإلرضاع‪ ،‬ولكن ال يرد تطبيق األحكام للحضانة غالب ا ً إال في ح ال‬
‫الفرقة بين ال زوجين ووج ود أوالد دون السن ال تي يس تغني فيها‬
‫الص غير عن النس اء‪ ،‬وذل ك؛ ألن الطفل يحت اج إلى ن وع من‪:‬‬
‫الرعاية‪ ،‬والحماية‪ ،‬والتربية‪ ،‬والقي ام بما يص لحه‪ ،‬وه ذا ما يع رف‬
‫بالوالية‪.‬‬
‫رابعاً‪ :‬أقسام الوالية‪:‬‬
‫الوالية تنقسم إلى ثالثة أقسام‪:‬‬
‫الوالية األولى‪ :‬والية التربية والحف ظ‪ ،‬وهي القي ام على ش ؤون‬
‫الطفل من وقت نزوله من بطن أمه وهي المس ماة بالحض انة‪ ،‬واألم‬
‫هنا أحق بالقي ام على تربية ول دها‪ ،‬واألم مقدمة على األب في ه ذا‬
‫المج ال‪ ،‬لما تحمله من أن واع الرحمة والعط ف‪ ،‬فعن عبدهللا بن‬
‫ضَي َّاللهُ َعْنهُ َما أن امرأة قالت‪ :‬يا رسول هللا! إن اب ني‬
‫عمرو بن العاص َر ِ‬
‫هذا كان بطني له وعا ًء‪ ،‬وث ديي له س قا ًء‪ ،‬وحجْ ري له ِح وا ًء‪ ،‬وإن‬
‫أب اه طلَّق ني‪ ،‬وأراد أن ينتزعه منِّي‪ ،‬فق ال لها رس ول هللا ‪(( :r‬أ ْن ِ‬
‫ت‬
‫َأ َح ُّ‬
‫ق بِ ِه َما لم تَ ْن ِك ِحي)) (‪.)2‬‬
‫‪1‬‬
‫(?) الطفل في الشريعة اإلسالمية‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) أخرجه أبو داود‪،‬كتاب الطالق‪ ،‬باب من أحق بالولد (رقم ‪ ،)2276‬والبيهقي في‬
‫الكبرى (‪ 8/4‬رقم ‪ ،)15541‬والحاكم (‪ 2/225‬رقم ‪ ،)2830‬وأحمد (‪ ،)2/182‬وقال‬
‫الهيثمي في المجمع (‪ :)4/323‬رواه أحمد ورجاله ثقات‪ ،‬وصححه الحاكم‪ ،‬وحسنه‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫والوالية الثانية‪ (:‬الوالية على النفس‪ :‬وذلك بإنفاذ التصرفات في‬


‫كل أمر يتعلق بنفس الصغير الم ولَّى علي ه‪ ،‬وبين ه ذه الوالية وبين‬
‫الحضانة مشاركة زمنية‪ ،‬تنتهي بانتهاء مدة الحضانة‪ ،‬على أن ه ذه‬
‫أمر ينفع ه‪،‬‬ ‫الوالية قد تكون من القوة بحيث يجبر المولَّى عليه على ٍ‬
‫أو االع تراض على س لوكه‪ ،‬والحيلولة بينه وبين التص رفات‬
‫الضارة‪.‬‬
‫الوالية الثالث ( ((ة‪ :‬الوالية على الم ال‪ :‬وهي تختص بتنمية أمواله‬
‫ودفع الزكاة عنه حتى يبلغ الصغير الرش د‪ ،‬وقد ورد النهي عن دفع‬
‫المال إلى من ليس أهالً لحفظه وصيانته‪ ،‬قال هللا تعالى‪َ { :‬والَ تُْؤ تُو ْا‬
‫س و ُه ْم‬ ‫سفَ َهاء َأ ْم َوالَ ُك ُم الَّتِي َج َع َل هللا لَ ُك ْم قِيَاما ً َو ْ‬
‫ار ُزقُو ُه ْم فِي َها َوا ْك ُ‬ ‫ال ُّ‬
‫ً (‪)1‬‬
‫َوقُولُو ْا لَ ُه ْم قَ ْوالً َّم ْع ُروفا} ‪.‬‬
‫وقد علق القرطبي على اآلية بقول ه‪(( :‬فالس فيه المش ار إليه في‬
‫اآلية له أح وال‪ :‬ح ال يحجر عليه النع دام عقله بجن ون أو غ يره‪،‬‬
‫وحال يحجر عليه لصغره‪ ،‬وحال لسوء نظره لنفسه وماله)) (‪.)2‬‬
‫خامساً‪ :‬أنواع الوالية‪:‬‬
‫والوالية من حيث الولي نوعان‪:‬‬
‫نوع يُق َّد ُم فيه األب على األم‪ ،‬ون وع تق دم فيه األم على األب‪،‬‬
‫فيقدم األب في الوالية على المال والنكاح‪ ،‬وتقدم األم على األب في‬
‫الرضاع والحضانة‪.‬‬
‫سادساً‪ :‬شروط الحضانة‪:‬‬
‫يشترط للحضانة شروط على النحو اآلتي‪:‬‬
‫‪ – 1‬أال تكون األم مزوجة بأجنبي‪.‬‬
‫‪ – 2‬أن تكون أمينة‪.‬‬
‫‪ – 3‬العدالة إذا كانت الحضانة لغير األبوين‪.‬‬
‫األلباني في صحيح أبي داود (‪ 2/32‬رقم ‪ ،)2276‬وفي إرواء الغليل (‪.)7/244‬‬
‫‪1‬‬
‫(?) سورة النساء‪ ،‬اآلية‪.5 :‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) الجامع ألحكام القرآن الكريم للقرطبي (‪.)5/28‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫‪ – 4‬القدرة على التربية‪.‬‬


‫‪ – 5‬أن تكون ذات رحم‪ ،‬فال حضانة للقريبة غ ير المح رم‪ ،‬كما ال‬
‫يثبت الحق في الحضانة للمحارم غير األق ارب‪ ،‬ك األم واألخت من‬
‫الرضاعة إذا لم تكن قريبة أو محرماً‪.‬‬
‫‪ – 6‬يش ترط في الحاض نة أال تك ون مرت دة؛ فإنها س وف تفسد‬
‫المحضون‪.‬‬
‫أما الش روط ال تي يل زم توافرها في الرجل ال ذي له حق‬
‫الحضانة لعدم وجود أهل الحضانة من النساء‪ ،‬فهي‪:‬‬
‫‪ – 1‬الحرية‪ – 2 .‬العقل‪ – 3 .‬البلوغ‪ – 4 .‬القدرة على تربية الطفل‪.‬‬
‫‪ – 5‬األمانة‪ – 6 .‬وأن يكون ذا رحم محرما ً إذا كان الطفل أنثى‪.‬‬
‫‪ – 7‬وأن يكون عصبة للطفل ويقدم من يكون مقدما ً في الميراث ‪.‬‬
‫(‪)1‬‬

‫سابعاً‪ :‬أدلة ثبوت الحضانة‪:‬‬


‫أدلة ثبوت الحضانة ثابتة بالكتاب والسنة واإلجماع‪.‬‬
‫ض ْع َن َأ ْوالَ َدهُنَّ َح ْولَ ْي ِن‬
‫فمن الكت ((اب‪ :‬قوله تعالى‪َ { :‬وا ْل َوالِدَاتُ يُ ْر ِ‬
‫َكا ِملَ ْي ِن}(‪.)2‬‬
‫ومن السنة‪ :‬حديث عبدهللا بن عمرو بن العاص َرض َِي اللَُّه َعْن ُه َم ا أن‬
‫امرأة قالت‪ :‬يا رسول هللا‪ ،‬إن ابني هذا كان بطني له وع اء‪ ،‬وث ديي‬
‫له سقاء‪ ،‬وحجري له حواء‪ ،‬وإن أباه طلقني فأراد أن ينتزعه م ني‪،‬‬
‫ق بِ ِه ما لم تَ ْن ِكحي)) (‪.)3‬‬‫ت أح ُّ‬ ‫فقال لها رسول هللا ‪(( :r‬أ ْن ِ‬
‫ضَي َّاللهُ َعْنهُ َم ا أن ابنة حمزة اختصم فيها‪:‬‬ ‫وعن البراء بن عازب َر ِ‬
‫علي‪ ،‬وجعفر‪ ،‬وزيد‪ ،‬فقال علي‪ :‬أنا أحق بها وهي ابنة عمي‪ ،‬وق ال‬
‫جعف ر‪ :‬ابنة عمي‪ ،‬وق ال زي د‪ :‬ابنة أخي‪ ،‬فقضى بها رس ول هللا ‪r‬‬

‫‪1‬‬
‫(?) الطفل في الشريعة اإلسالمية (ص ‪.)98‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) سورة البقرة‪ ،‬اآلية‪.233 :‬‬
‫‪3‬‬
‫(?) أخرجه أبو داود‪،‬كتاب الطالق‪ ،‬باب من أحق بالولد (رقم ‪ ،)2276‬وسبق تخريجه‪.‬‬
‫وحسنه األلباني في صحيح سنن أبي داود (‪ 2/32‬رقم ‪ ،)2276‬وفي إرواء الغليل (‪.)7/244‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫الخالةُ ب َمنزل ِة اُأل ِّم)) (‪.)1‬‬


‫لخالتها‪ ،‬وقال‪َ (( :‬‬
‫وعن أبي هري رة ‪ ‬أن رس ول هللا ‪ r‬خيَّر غالم ا ً بين أبيه‬
‫وأمه(‪.)2‬‬
‫وعن أبي هريرة أيض ا ً ‪ :‬أن ام رأة ج اءت فق الت‪ :‬يا رس ول‬
‫هللا! إن زوجي يريد أن يذهب ب ابني‪ ،‬وقد س قاني من ب ئر أبي عنبة‬
‫وقد نفعني‪ ،‬فقال رس ول هللا ‪(( :r‬اس تَ ِه َما َعلَ ْي ِه)) فق ال زوجه ا‪ :‬من‬
‫وخ ْذ‬
‫يُحاقُّني في ولدي؟ فقال رسول هللا ‪(( :r‬ه َذا أب وكَ و َه ذ ِه أ ُّمك ُ‬
‫شْئتَ )) فأخ َذ بيد أمه فانطلقت به(‪.)3‬‬ ‫بِيَ ِد أيُّ ُهما ِ‬
‫وروى أبو داود عن عبدالحميد بن جعفر ق ال‪ :‬أخ برني ج دي‬
‫رافع‪ ،‬أنه أسلم وأبت امرأته أن تس لم‪ ،‬ف أتت الن بي ‪ r‬فق الت‪ :‬ابن تي‬
‫وهي فطيم أو شبهه‪ ،‬وقال راف ع‪ :‬ابن تي‪ ،‬فق ال رس ول هللا ‪(( :r‬ا ْق ُعد‬
‫ناحية)) وق ال له ا‪(( :‬ا ْق ُع ِدي ناحية)) فأقعد الص بية بينهم ا‪ ،‬ثم ق ال‪:‬‬
‫((ادعوها)) فمالت إلى أ ِّمها‪ ،‬فقال النبي ‪(( :r‬الله َّم ا ْه ِد َها)) فمالت إلى‬
‫أبيها فأخذها(‪.)4‬‬
‫أما اإلجم(((((((((((((((اع‪ :‬فقد ج اء في الفقه الحنبلي‪ :‬أن كفالة الطفل‬
‫‪1‬‬
‫(?) أخرجه البخاري‪ ،‬كتاب المغازي‪ ،‬باب عمرة القضاء (رقم ‪.)4251‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) أخرجه الترمذي‪ ،‬كتاب األحكام‪ ،‬باب ما جاء في تخيير الغالم بين أبويه إذا افترقا (رقم‬
‫‪ ،)1357‬وابن ماجه‪،‬كتاب األحكام‪ ،‬باب تخيير الصبي بين أبويه (رقم ‪ ،)2351‬والبيهقي في‬
‫الكبرى (‪ 8/3‬رقم ‪ ،)15535‬وأبو يعلى (‪ 10/512‬رقم ‪ )6131‬وصححه الترمذي‪.‬‬
‫واأللباني في صحيح سنن الترمذي (‪ 2/80‬رقم ‪ ،)1357‬وفي إرواء الغليل (‪251 – 7/249‬‬
‫)‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫(?) أخرجه أبو داود‪ ،‬كتاب الطالق‪ ،‬باب من أحق بالولد (رقم ‪ ،)2277‬والبيهقي في‬
‫الكبرى (‪ 8/3‬رقم ‪ ،)15536‬والحاكم (‪ 4/108‬رقم ‪ ،)7039‬وصححه‪ ،‬وكذا صححه‬
‫ابن القطان كما قال في الدراية (‪ .)2/82‬وصححه‪ t‬األلباني في صحيح سنن أبي داود (‬
‫‪ 33 – 2/32‬رقم ‪.)2277‬‬
‫‪4‬‬
‫(?) أخرجه أبو داود‪ ،‬كتاب الطالق‪ ،‬باب إذا أسلم أحد األبوين مع من يكون (‪.)2244‬‬
‫وصححه األلباني في صحيح سنن أبي داود (‪ 2/21‬رقم ‪.)2244‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫وحضانته واجبة‪.‬‬
‫وج اء في الفقه الم الكي‪ :‬اإلجم اع ق ائم على وج وب كفالة‬
‫األطفال الصغار(‪.)1‬‬
‫والشريعة اإلسالمية كفلت حق الطفل كما كفلت حقوق اآلخرين‪،‬‬
‫فمهما عدلت البشرية إلى غيرها فإنها سوف تبقى تائهة ضائعة‪ ،‬حتى‬
‫ترجع لتعاليم الشريعة اإلسالمية وتترك قوانين هي عبارة عن كلم ات‬
‫تقال‪ ،‬وهي في الواقع توقع الفساد وتضيع حقوق اآلخرين‪.‬‬
‫أما أحكام الشريعة اإلسالمية فإنها صالحة لكل زمان ومكان‪.‬‬
‫ونأخذ مما تق دم أن وقت حض انة الطفل من وقت والدته إلى‬
‫بلوغه مبلغ الرجال ينقسم إلى مرحلتين‪:‬‬
‫المرحلة األولى‪ :‬مرحلة الحضانة وهي التي يحتاج فيها الطفل‬
‫إلى الرعاية والخدمة‪ ،‬وال يحسن هذا في الغالب إال النس اء‪ ،‬وتنتهي‬
‫ه ذه المرحلة ب النظر إلى الغالم – س واء ك انت الحاض نة األم أو‬
‫غيرها – ببلوغه ح داً يس تقل فيه بنفسه وح ده وق َّدر بعض الفقه اء‬
‫ذلك بسبع سنين‪.‬‬
‫أما البنت فيفرق بين حض انة األم والج دة وحض انة غيرهم ا‪،‬‬
‫فإن كانت الحاضنة األم أو الجدة بقيت البنت عن دها ح تى تبلغ مبلغ‬
‫النساء‪ ،‬وإن كانت الحاض نة غيرهما بقيت عن دها إلى سن المراهقة‬
‫تسع سنين على المفتى به عند الحنفية ورواية عند أحمد(‪.)2‬‬
‫المرحلة الثاني ة‪ :‬وهي مرحلة ضم الطفل إلى ولي ه‪ ،‬ال ذي‬
‫يرعاه ويقوم على تأديبه بأنواع التربية والتهذيب‪.‬‬
‫أما البنت – بعد حد االس تغناء ال ذي تش ارك فيه الغالم –‬
‫فتستمر حضانتها حتى تبلغ مبلغ النساء إذا كانت الحاض نة هي األم‬
‫أو الج دة‪ ،‬أما إذا لم تكن ك ذلك فح تى سن التمي يز عند غيرها من‬
‫النساء‪ ،‬ثم تكون عند األب ليقوم بحمايتها والمحافظة عليها وص ون‬
‫عرضها‪ ،‬والولد يقوم بتأديبه وإرشاده إلى األمور الخيرية(‪.)3‬‬
‫‪1‬‬
‫(?) الطفل في الشريعة اإلسالمية (ص ‪.)101‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) الطفل في الشريعة اإلسالمية (ص ‪.)102 – 101‬‬
‫‪3‬‬
‫(?) المرجع السابق بتصرف (ص ‪.)104‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫المبحث التاسع‪ :‬النفقة على األوالد‬


‫أوالً‪ :‬أهمية النفقة على األوالد في الشريعة اإلسالمية‪:‬‬
‫من حقوق الطفل في الشريعة اإلس المية حقه في اإلنف اق عليه‬
‫مادام صغيراً غير قادر على الكسب‪ ،‬ولم يكن له مال‪ ،‬وتستمر نفقة‬
‫الصغير على أبيه أو على ورثت ه‪ ،‬ح تى يحصل على م ال أو يك بر‬
‫ويكون قادراً على التكسب‪.‬‬
‫أما إذا ك بر الص غار وهم فق راء أو ك انوا غ ير ق ادرين على‬
‫الكسب‪ ،‬فإما أن يكونوا ذكوراً أو يكونوا إناثاً‪ ،‬فإن كانوا ذك وراً فال‬
‫تجب نفقتهم على أبيهم إال إذا ك انوا ع اجزين عن الكسب بس بب‬
‫مرض أو غيره‪ ،‬فإن ق در أح دهم على اكتس اب ش يء ال يفي بنفقته‬
‫كان على األب أن يُ َك ِّملها له‪.‬‬
‫أما البنت فتجب نفقتها على أبيها ح تى ت تزوج ولو لم تكن‬
‫عاجزة عن الكسب‪ ،‬وال يج وز ألبيها أن ي دفعها لتكسب أو يؤجرها‬
‫في عمل أو خدمة‪ ،‬ف إن ذلك يعرض ها للفتنة واالنح راف‪ ،‬ولكن إذا‬
‫ك ان لها كسب من طريق م أمون ك أن ك انت تعمل وهي في بيتها‬
‫وتكتسب من ذلك‪ ،‬وكان أبوها فقيراً فال تجب عليه نفقتها‪ ،‬فإن ك ان‬
‫كسبها ال يفي بحاجتها كان على أبيها أن يكمل لها بما فيه كفايتها‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬األدلة على وجوب النفقة على األوالد‪:‬‬
‫النفقة على األوالد واجبة بالكتاب والسنة واإلجماع‪.‬‬
‫أما الكتاب‪:‬‬
‫ض ْع َن َأ ْوالَ َدهُنَّ َح ْولَ ْي ِن َكا ِملَ ْي ِن لِ َمنْ‬
‫فقوله تعالى‪َ { :‬وا ْل َوالِدَاتُ يُ ْر ِ‬
‫س َوتُ ُهنَّ‬ ‫ض ا َعةَ َوعلَى ا ْل َم ْولُ و ِد لَ هُ ِر ْزقُ ُهنَّ َو ِك ْ‬ ‫َأ َرا َد َأن يُتِ َّم ال َّر َ‬
‫س َع َها} (‪.)1‬‬ ‫س ِإالَّ ُو ْ‬ ‫وف الَ تُ َكلَّفُ نَ ْف ٌ‬ ‫بِا ْل َم ْع ُر ِ‬
‫س َعتِ ِه َو َمن قُ ِد َر َعلَ ْي ِه ِر ْزقُ هُ‬ ‫س َع ٍة ِّمن َ‬ ‫ق ُذو َ‬ ‫وقوله تعالى‪{ :‬لِيُنفِ ْ‬
‫س يَ ْج َع ُل هَّللا ُ بَ ْع َد‬ ‫س ا ِإالَّ َما آتَا َها َ‬ ‫ق ِم َّما آتَ اهُ هَّللا ُ الَ يُ َكلِّفُ هَّللا ُ نَ ْف ً‬ ‫فَ ْليُنفِ ْ‬

‫‪1‬‬
‫(?) سورة البقرة‪ ،‬اآلية‪.233 :‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫س ًرا}(‪.)1‬‬
‫س ٍر يُ ْ‬
‫ُع ْ‬
‫أما األدلة من السنة فهي‪:‬‬
‫الص َدقة ما ت ركَ‬ ‫عن أبي هريرة ‪ ‬قال‪ :‬قال النبي ‪(( :r‬أفض ُل َّ‬
‫الس ْفلى‪ ،‬ا ْب دأ ب َمنْ تَع ول‪ ،‬تَقُ و ُل‬ ‫ِغ ن ًى‪ ،‬والي ُد ال ُعليا َخ ْي ٌر ِم َن اليَ ِد ُّ‬
‫الم رأةُ‪ :‬إ َّما أن تُ ْطع َم ني وإ َّما تُطَلِّقَ ني‪ ،‬ويَقُ و ُل العب دُ‪ :‬أ ْطعم ني‬
‫ستَعملني‪ ،‬ويَقُو ُل االبن‪ :‬أ ْط ِعمني‪ ،‬إلى َمنْ ت َدعُني)) فق الوا‪ :‬يا أبا‬ ‫وا ْ‬
‫س أبي‬ ‫هريرة س معت ه ذا من رس ول هللا ‪r‬؟ ق ال‪ :‬ال‪َ ،‬ه ذا ِمنْ ِكي ِ‬
‫هُريرة))(‪.)2‬‬
‫وعن عائشة رضي هللا عنها أن هنداً بنت عتبة جاءت إلى النبي ‪r‬‬
‫فقالت‪ :‬يا رسول هللا‪ ،‬إن أبا سفيان رجل شحيح‪ ،‬وإنه ال يعطي ني ما‬
‫يكفي ني وول دي إال ما أخ ذت منه س راً وهو ال يعلم‪ ،‬فهل في ذلك‬
‫بالمعروف))(‪.)3‬‬
‫ِ‬ ‫يك و َولَد ُِك‬
‫شيء؟ فقال النبي ‪ُ (( :r‬خ ِذي ما يَ ْكفِ ِ‬
‫ق‬ ‫وعن أبي مس عود األنص اري ‪ ‬عن الن بي ‪ r‬ق ال‪(( :‬إ َذا أ ْنفَ َ‬
‫ص َدقَةٌ))(‪.)4‬‬
‫سبُها كانَتْ لهُ َ‬ ‫يحتِ ِ‬‫وهو ْ‬
‫َ‬ ‫المسل ُم نَفَقَةً َعلى أهلِ ِه‬
‫األر َملَ ِة‬
‫الس ا ِعي َعلى ْ‬ ‫وعن أبي هريرة ‪ ‬قال‪ :‬قال النبي ‪َّ (( :r‬‬
‫صاِئ ِم النَّ َهارَ)) ‪.‬‬
‫(‪)5‬‬
‫سبيل هللا أو القاِئ ِم اللَّي َل ال َّ‬‫ِ‬ ‫كين كال ُم َجا ِه ِد في‬
‫س ِ‬ ‫والم ْ‬
‫ابن‬ ‫ق يا َ‬ ‫وعنه أيضاً‪ :‬أن رسول هللا ‪ r‬قال‪(( :‬قا َل هللا تعالى‪ :‬أ ْنفِ ْ‬
‫‪1‬‬
‫(?) سورة الطالق‪ ،‬اآلية‪.7 :‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) أخرجه البخاري‪ ،‬كتاب النفقات‪ ،‬باب وجوب النفقة‪ t‬على األهل والعيال (رقم‬
‫‪.)5355‬‬
‫‪3‬‬
‫(?) أخرجه البخاري‪ ،‬كتاب النفقات‪ ،‬باب إذا لم ينفق الرجل فللمرأة أن تأخذ بغير علمه ما‬
‫يكفيها وولدها بالمعروف (رقم ‪ ،)5364‬ومسلم‪ ،‬كتاب األقضية‪ ،‬باب قضية هند (رقم‬
‫‪.)1714‬‬
‫‪4‬‬
‫(?) أخرجه البخاري‪ ،‬كتاب النفقات‪ ،‬باب فضل النفقة‪ t‬على األهل (رقم ‪،)5351‬‬
‫ومسلم‪ ،‬كتاب الزكاة‪ ،‬باب فضل النفقة‪ t‬والصدقة على األقربين (رقم ‪.)1002‬‬
‫‪5‬‬
‫(?) أخرجه البخاري‪ ،‬كتاب النفقات‪ ،‬باب فضل النفقةعلى‪ t‬األهل (رقم ‪ ،)5353‬ومسلم‪،‬‬
‫كتاب الزهد والرقائق‪ ،‬باب اإلحسان إلى األرملة والمسكين واليتيم (رقم ‪.)2982‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫ق َعلَيكَ )) (‪.)1‬‬ ‫آ َد َم ُأ ْنفِ ْ‬


‫وعن سعد ‪ ‬قال‪ :‬كان النبي ‪ r‬يعودني وأنا مريض بمكة فقلت‪:‬‬
‫لي ما ٌل أوصي بم الي كلِّه؟ ق ال‪ :‬ال‪ ،‬قلت‪ :‬فالش طر؟ ق ال‪ :‬ال‪ ،‬قلت‪:‬‬
‫ث كثي ٌر‪َ ،‬أنْ تَ َد ْع َو َرثَت َك أ ْغنِي ا َء خ ي ٌر ِمنْ‬ ‫لث والثُّلُ ُ‬‫فالثلث؟ قال‪(( :‬الثُّ ُ‬
‫اس في أ ْي ِدي ِهم‪ ،‬ومهما أ ْنفَقتَ ف ُه َو ل كَ‬ ‫فون النَّ َ‬‫أنْ تَ َد َع ُه ْم َعالةً يتَ َكفَّ َ‬
‫ترفَ ُعها في ف ِّي ا ْمرأتِكَ‪ ،‬ولع َّل هللا يَ ْرفَ ُع كَ‪ ،‬ينتَفِ ُع‬ ‫ص َدقَةٌ حتَّى الل ْق َمة ْ‬ ‫َ‬
‫رون)) ‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫آخ َ‬ ‫ض َّر ب َك َ‬ ‫ناس ويَ ُ‬ ‫ٌ‬ ‫بكَ‬
‫ص َد َق ِة ما ت ََركَ‬ ‫عن أبي هريرة ‪ ‬قال‪ :‬قال رسول هللا ‪َ(( :r‬أ ْف َ‬
‫ض ُل ال َّ‬
‫الس ف َلى‪ ،‬وا ْب دأ ِب َمنْ تَع ول‪َ :‬تقُ و ُل‬ ‫ِغ ًنى‪ ،‬وال َي ُد ال ُعليا َخ ْي ٌر ِم َن ال َي ِد ُّ‬
‫ط ِّلق ني‪ ،‬ويقُ و ُل العب دُ‪ :‬ا ْط ِعم ني‬ ‫ام َرَأتُ كَ‪ :‬إ َّما أنْ تُعطي ني وإ َّما أن تُ َ‬ ‫ْ‬
‫ُ‬ ‫ْ‬
‫واس تَعملني‪ ،‬و َيق و ُل االبن‪ :‬أط ِعم ني إلى َمنْ َت ِكل ني)) ‪ .‬فق الوا‪ :‬يا أبا‬
‫(‪) 3‬‬
‫ْ‬
‫هري رة س معت ه ذا من رس ول هللا ‪r‬؟ ق ال‪ :‬ال‪ ،‬ه ذا من كيس أبي‬
‫هريرة‪.‬‬
‫ض ُل ِدينَ ا ٍر يُ ْنفِقُ هُ ال َّر ُج ُل‬ ‫وعن ثوبان مولى رس ول هللا ‪َ(( :r‬أ ْف َ‬
‫بيل هللا‪ ،‬و ِدين ا ٌر يُنفِقُه‬ ‫س ِه في س ِ‬ ‫على ِعيَالِ ِه‪ ،‬و ِدينا ٌر يُنفِقُهُ على فَ َر ِ‬
‫يل هللا‪ ،‬قال أبو قِالَبَ ةَ‪ :‬بَ َدُأ بِا ْل ِعيَ ا ِل ثم ق ال أبو‬ ‫سبِ ِ‬
‫ص َحابِ ِه في َ‬ ‫على َأ ْ‬
‫ص غار‪،‬‬ ‫أج راً منْ رج ٍل يُنفق على ِعي ا ٍل ِ‬ ‫أي رج ٍل أعظ ُم ْ‬ ‫قالب ةَ‪ُّ :‬‬
‫يَعفهم هللا أو ينفعهم هللا ب ِه ويُغنِيهم))(‪ .)4‬رواه مسلم والترمذي‪.‬‬
‫وعن كعب بن عج رة ‪ ‬ق ال‪ :‬م َّر على الن بي ‪ r‬رجل ف رأى‬

‫‪1‬‬
‫(?) أخرجه البخاري‪ ،‬كتاب النفقات‪ ،‬باب فضل النفقة‪ t‬على األهل (رقم ‪،)5352‬‬
‫ومسلم‪ ،‬كتاب الزكاة‪ ،‬باب الحث على النفقة وتبشير المنفق بالخلف (رقم ‪.)993‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) أخرجه البخاري‪،‬كتاب النفقات‪ ،‬باب فضل النفقة‪ t‬على األهل (رقم ‪ ،)5354‬ومسلم‪،‬‬
‫كتاب الوصية‪ ،‬باب الوصية بالثلث (رقم ‪.)1628‬‬
‫‪3‬‬
‫(?) أخرجه البخاري‪ ،‬كتاب النفقات‪ ،‬باب وجوب النفقة‪ t‬على األهل والعيال (رقم‬
‫‪ ،)5355‬وسبق تخريجه‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫(?) أخرجه مسلم‪ ،‬كتاب الزكاة‪ ،‬باب الحث على النفقة‪ t‬وتبشير المنفق بالخلف (رقم‬
‫‪.)994‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫أص حاب رس ول هللا ‪ r‬من جل ده ونش اطه‪ ،‬فق الوا يا رس ول هللا‪ ،‬لو‬
‫س َعى على أوال ٍد‬ ‫كان هذا في س بيل هللا؟ فق ال ‪(( :r‬إن ك ان َخ َر َج يَ ْ‬
‫س َعى على َأبَ َو ْي ِن‬ ‫يل اللَّ ه‪َ ،‬وِإنْ ك ان َخ َر َج يَ ْ‬
‫س بِ ِ‬ ‫ص غا ٍر فَ ُه َو في َ‬ ‫ِ‬
‫س ِه‬ ‫س َعى على نَ ْف ِ‬ ‫ير ْي ِن فَ ُه َو في َ‬
‫س بِي ِل هَّللا ‪َ ،‬وِإنْ ك ان يَ ْ‬ ‫ش ْي َخ ْي ِن َكبِ َ‬ ‫َ‬
‫اخ َرةً فَ ُه َو‬
‫يل هللا‪َ ،‬وِإنْ كان َخ َر َج يَس َعى ِريَا ًء َو ُمفَ َ‬ ‫يُ ِعفُّ َها فَ ُه َو في َ‬
‫سب ِ ِ‬
‫ان))(‪ .)1‬رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح‪.‬‬ ‫ش ْيطَ ِ‬ ‫سبِي ِل ال َّ‬
‫في َ‬
‫وهكذا نجد السنة المطهرة قد جاءت موافقة للق رآن الك ريم من‬
‫كل وج ه‪ ،‬وش ارحة ل ه‪ ،‬في وج وب نفقة الولد على الوال د‪ ،‬فقد‬
‫عاضدت السنة القرآن الكريم‪ ،‬وتواردت معه‪ ،‬وقد تض افرت األدلة‬
‫في هذا الحكم(‪.)2‬‬
‫وجوب نفقة األوالد باإلجماع‪:‬‬
‫قال ابن قدامة رحمه هللا في المغني عن ابن المن ذر‪(( :‬وأجمع كل‬
‫رء نفقة أوالده‬ ‫من نحفظ عنه من أهل العلم على أن على الم‬
‫األطف ال ال ذين ال م ال لهم‪ ،‬وألن ولد اإلنس ان بعض ه‪ ،‬وهو بعض‬
‫ول ده‪ ،‬فكما يجب عليه أن ينفق على نفسه وأهله ك ذلك على بعضه‬
‫وأصله)) (‪.)3‬‬

‫*‬ ‫*‬ ‫*‬

‫‪1‬‬
‫(?) أخرجه الطبراني في الصغير (رقم ‪ )940‬وفي األوسط (‪ 7/56‬رقم ‪ ،)6835‬وفي‬
‫الكبير (‪ 19/129‬رقم ‪ )282‬قال المنذري في الترغيب والترهيب (‪ :)2/335‬رواه‬
‫الطبراني ورجاله رجال الصحيح‪ ،‬وقال الهيثمي في المجمع (‪ :)4/325‬رواه الطبراني في‬
‫الثالثة ورجال الكبير رجال الصحيح)‪ .‬وقال األلباني في صحيح الترغيب والترهيب (‬
‫‪ 2/306‬رقم ‪ :)1692‬صحيح لغيره‪ ،‬وصححه في صحيح الجامع الصغير (رقم ‪.)1428‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) الطفل في الشريعة اإلسالمية (ص ‪.)179‬‬
‫‪3‬‬
‫(?) المغني (‪.)8/212‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫المبحث العاشر‪ :‬تعليمهم التعليم الشرعي‬


‫يب دأ التعليم للطفل من أول خروجه من بطن أمه إلى ه ذه‬
‫الحي اة؛ ألنه من المس تحب أن يس مع ما يط رد الش يطان عن ه‪ ،‬وأن‬
‫يطرق س معه كالم حس ن‪ .‬وقد ورد في الح ديث عن أبي رافع ‪ ‬أن‬
‫الن بي ‪ r‬أ َّذن في ُأذن الحسن بن علي عند والدته(‪ ،)1‬ألن ه ذا الكالم‬
‫أحسن كالم يط رق أذن المول ود‪ ،‬وحيث إن الطفل يعت بر ص فحة‬
‫بيضاء فاستحب أن يسمع أوالً وقبل كل ش يء ذكر هللا ال ذي يط رد‬
‫الش يطان‪ ،‬ثم على والد الطفل عن دما يبلغ سن التعليم‪ ،‬وقد يب دأ من‬
‫استطاعة الطفل على النطق ب الكالم فليقنه (ال إله إال هللا)‪ ،‬ويغ رس‬
‫حب اإلس الم في قلب ه‪ ،‬والعلم هو ال ذي يه دي اإلنس ان إلى معرفة‬
‫ش ِه َد هّللا ُ َأنَّهُ الَ ِإلَـهَ ِإالَّ ُه َو‬ ‫خالقه س بحانه وتع الى‪ ،‬ق ال تع الى‪َ { :‬‬
‫ح ِكيم}‬ ‫س ِط الَ ِإلَـهَ ِإالَّ ُه َو ا ْل َع ِزي ُز ا ْل َ‬‫َوا ْل َمالَِئ َكةُ َوُأ ْولُو ْا ا ْل ِع ْل ِم قَآِئ َما ً بِا ْلقِ ْ‬
‫(‪.)2‬‬
‫ان ِمنْ َعلَق‬ ‫نس َ‬ ‫ق اِإل َ‬ ‫اس ِم َربِّكَ الَّ ِذي َخلَق* َخلَ َ‬ ‫وقال ‪{ :‬ا ْق َرْأ بِ ْ‬
‫ان َما لَ ْم يَ ْعلَم}‬ ‫نس َ‬ ‫* ا ْق َرْأ َو َربُّكَ اَأل ْك َرم* الَّ ِذي َعلَّ َم بِ ا ْلقَلَم * َعلَّ َم اِإل َ‬
‫(‪.)3‬‬
‫ون َوالَّ ِذ َ‬
‫ين الَ‬ ‫ين يَ ْعلَ ُم َ‬ ‫س تَ ِوي الَّ ِذ َ‬ ‫وق ال س بحانه‪{ :‬قُ ْل َه ْل يَ ْ‬
‫ون ِإنَّ َما يَتَ َذ َّك ُر ُأ ْولُوا اَأل ْلبَاب}(‪.)4‬‬ ‫يَ ْعلَ ُم َ‬
‫‪1‬‬
‫(?) أخرجه أبو داود‪ ،‬كتاب األدب‪ ،‬باب في الصبي يولد فيؤذن في أذنه (رقم ‪،)5105‬‬
‫والترمذي‪ ،‬كتاب األضاحي‪ ،‬باب األذان في أذن المولود (رقم ‪ ،)1514‬والبيهقي في‬
‫الكبرى (‪ 9/305‬رقم ‪ ،)19086‬والحاكم (‪ 3/197‬رقم ‪ ،)4827‬وأحمد (‪،)6/391‬‬
‫والطبراني في الكبير (‪ 1/313‬رقم ‪ ،)926‬والبزار (‪ 9/325‬رقم ‪ ،)3879‬وابن أبي‬
‫الدنيا في العيال (رقم ‪ )54‬وصححه الحاكم وحسنه محقق كتاب العيال الدكتور‪ /‬نجم‬
‫عبدالرحمن بن خلف‪ .‬بينما ضعفه‪ t‬األلباني في ضعيف سنن الترمذي (رقم ‪ )1514‬وفي‬
‫ضعيف سنن أبي داود (رقم ‪.)5105‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) سورة آل عمران‪ ،‬اآلية‪.18 :‬‬
‫‪3‬‬
‫(?) سورة العلق‪ ،‬اآليات‪.5 – 1 :‬‬
‫‪4‬‬
‫(?) سورة الزمر‪ ،‬اآلية‪.9 :‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫وقال تعالى‪ِ{ :‬إنَّ َما يَ ْخشَى هَّللا َ ِمنْ ِعبَا ِد ِه ا ْل ُعلَ َماء}(‪.)1‬‬
‫كما ج اء في الس نة األمر بتعليم األطف ال كل ما يع ود عليهم‬
‫بالنفع في الدنيا واآلخرة‪ ،‬وأول شيء يلقن لهم ويلقى في أس ماعهم‪،‬‬
‫أعذب الكالم وأطيبه‪ ،‬وهو ذكر هللا ‪.‬‬
‫الحس َن بن علي‬ ‫أذ َن في ُأ ُذ ِن َ‬ ‫ق ال أبو راف ع‪ :‬رأيت الن بي ‪َّ (( :r‬‬
‫حين َولَ َد ْت هُ فا َ ِط َمة))(‪ .)2‬ويتعين على الوالد والوال دة مواص لة تعليم‬ ‫َ‬
‫َّ‬
‫الطفل وتربيته بحسب ما تقتضيه مراحل نموه‪ ،‬فيُعلم كيف ينطق ثم‬
‫وأن محمداً‬ ‫الكالم‪ ،‬وأحسن ما يقال له في هذا هو تلقينه ال إله إال هللا َّ‬
‫رسول هللا ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪ -‬ويجعل ه ذا عند الطفل من ب اب‬
‫التسلية ل ه‪ ،‬ويحسن تعليم األطف ال كل ما ينفعهم ويق وي أجس ادهم‪،‬‬
‫يق ول أم ير المؤم نين عمر الف اروق ‪(( :‬علِّم وا أوالدكم الس باحةَ‬
‫والرمي‪ ،‬ومروهم فليثبوا على الخيل وثب ا ً)) (‪ .)3‬ومن ذلك يجب على‬
‫األب أن يعلِّم ابنه الصالة وير ِّغبه فيها إذا بلغ سبع سنين‪.‬‬
‫عن عبدهللا بن عم رو بن الع اص َرض َِي َّاللهُ َعْنهُ َم ا ق ال‪ :‬ق ال ‪:r‬‬
‫ش ٍر‪،‬‬
‫واض ِربُوهُم َعلى ت َْر ِكها لِ َع ْ‬ ‫ْ‬ ‫بع‪،‬‬
‫لس‪ٍ )4‬‬ ‫بالص ال ِة‬
‫َّ‬ ‫(( ُم ُروا أ ْبنَ اءكم‬
‫اج ِع)) ‪.‬‬
‫(‬
‫المض ِ‬
‫َ‬ ‫وفرقُوا بَ ْينهم في‬‫ِّ‬
‫‪1‬‬
‫(?) سورة فاطر‪ ،‬اآلية‪.28 :‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) أخرجه الترمذي‪ ،‬كتاب األضاحي‪ ،‬باب األذان في أذن المولود‪( ،‬برقم ‪،)1514‬وسبق‬
‫تخريجه‪ .‬وانظر‪ :‬تحفة المولود البن القيم (ص ‪ .)133‬وضعفه األلباني في ضعيف الترمذي‬
‫(رقم ‪ )1514‬وفي ضعيف أبي داود (رقم ‪.)5105‬‬
‫‪3‬‬
‫(?) ذكره السيوطي في الدر المنثور ( ‪ )4/86‬مقتصراً على الجزء األول‪ .‬وانظر‪ :‬فيض القدير (‬
‫‪ ،)4/327‬بينما ذكره الحافظ ابن حجر في فتح الباري ( ‪ )6/70‬بلفظ‪(( :‬اقطعوا الركب وثبوا‬
‫على الخيل وثباً))‪ .‬وقال األلباني عن الجزء األول في ضعيف الجامع (رقم ‪ )3727‬ضعيف جداً‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫(?) أخرجه أحمد (‪ ،)2/187‬وأبو داود‪ ،‬كتاب الصالة‪ ،‬باب متى يؤمر الغالم بالصالة‬
‫(رقم ‪ ،)495‬والبيهقي في الكبرى (‪ 2/228‬رقم ‪ ،)3050‬والدارقطني (‪ 1/230‬رقم ‪،2‬‬
‫‪ ،)3‬وابن أبي شيبة (‪ 1/304‬رقم ‪ ،)3482‬وحسنه النووي في رياض الصالحين (ص‬
‫‪ ،)95‬وحسنه محقق كتاب العيال البن أبي الدنيا (رقم ‪ .)297‬وصححه‪ t‬األلباني في إرواء‬
‫الغليل (‪.)2/7( )1/266‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫وأعظم العلوم‪ :‬الق رآن‪ ،‬فينبغي لوالد الطفل ووالدته أن يُعلَّم وا‬
‫أوالدهم القرآن من الصِّ غر‪.‬‬
‫وعلى األب أن يجتنب القسوة والضرب في أول أمر الطفل إال‬
‫بعد العاشرة إذا تكاسل عن الصالة‪ ،‬وقد كان النبي ‪ r‬مثاالً للرحم ة‪،‬‬
‫فقد ثبت في الص حيحين عن أبي قت ادة‪(( :‬أن رس ول هللا ‪ r‬ك ان‬
‫يص لي وهو حامل أمامة بنت زينب على عنقه‪ ،‬ف إذا ركع أو س جد‬
‫وض عها‪ ،‬وإذا جلس ردها في مكانه ا‪ ،‬وهك ذا ح تى انتهى من‬
‫صالته))(‪.)1‬‬
‫ومن حق الولد على الوالد أن يحسن أدبه ويحسن اسمه(‪.)2‬‬
‫وقد اعتبر ‪ r‬تأديب الطفل حق من حقوقه على والده‪ ،‬فقال فيما‬
‫رواه عنه أبي س عيد وابن عب اس َرض َِي اللَُّه َعْن ُه َم ا‪َ (( :‬منْ ُولِ َد لَ هُ َولَ ٌد‬
‫زوجهُ‪ ،‬ف إنْ َب َل َغ ولم ُيَزِّو ُ‬
‫جه‬ ‫إذا َب َل غَ َفْلُي ِّ‬
‫وأد َب ه‪َ ،‬ف َ‬
‫اسمُه َ‬ ‫سن ُ‬ ‫فَ ْليُ ْح ِ‬
‫يه)) (‪.)3‬‬
‫فإنما ْإثُمُه عَلى ِأب ِ‬ ‫اب ْإثما ً َّ‬
‫فأص َ‬‫َ‬
‫وك ان عليه الص الة والس الم يهتم باألطف ال‪ ،‬ويعت ني بهم‪،‬‬
‫ويعلمهم األدب حتى طريقة األكل والش رب وغ ير ذل ك‪ ،‬فقد ق ال ‪r‬‬
‫لعمر بن أبي س لمة عن دما رآه يأكل وتطيش ي ده في الص حفة‪(( :‬يا‬
‫ُغالم س ِّم هللا‪ ،‬و ُك ْل بِيَمينكَ‪ ،‬و ُك ْل م َّما يَلِ ْيكَ ))(‪.)4‬‬
‫وقوله ‪ r‬لعبدهللا بن عب اس َرض َِي اللَُّه َعْن ُه َم ا‪(( :‬يا ُغاَل ُم إني ُأ َعلِّ ُم َك‬
‫سَأ ْل‬
‫سَأ ْلتَ فَا ْ‬
‫احفَ ْظ هللا ت َِج ْدهُ تُ َجاهَكَ ‪ ،‬إذا َ‬ ‫احفَ ْظ هللا يَ ْحفَ ْظكَ‪ْ ،‬‬
‫ت‪ْ :‬‬ ‫َكلِ َما ٍ‬
‫اجتَ َم َعتْ على‬ ‫اس ت َِعنْ بِاهلل‪َ ،‬وا ْعلَ ْم َأنَّ اُأْل َّمةَ لو ْ‬ ‫اس تَ َع ْنتَ فَ ْ‬
‫هللا‪ ،‬وإذا ْ‬
‫‪1‬‬
‫(?) أخرجه البخاري‪ ،‬كتاب الصالة‪ ،‬باب إذا حمل جارية صغيرة على عنقه في الصالة‬
‫(رقم ‪ ،)516‬ومسلم‪ ،‬كتاب الصالة‪ ،‬باب جواز حمل الصبيان في الصالة (رقم ‪.)543‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) إحياء علوم الدين للغزالي (‪.)2/217‬‬
‫‪3‬‬
‫(?) أخرجه البيهقي في شعب اإليمان (‪ 6/401‬رقم ‪ ،)8666‬وابن أبي الدنيا في العيال (رقم‬
‫‪ .)173‬وذكره التبريزي في مشكاة المصابيح (‪ 2/939‬رقم ‪ ،)3138‬ولم يحكم عليه األلباني‬
‫بشيء‪ ،‬بينما ضعفه في السلسلة الضعيفة (‪ 164 – 2/163‬رقم ‪.)737‬‬
‫‪4‬‬
‫(?) أخرجه البخاري‪ ،‬كتاب األطعمة‪ ،‬باب التسمية على الطعام واألكل باليمين (رقم‬
‫‪ ،)5376‬ومسلم‪ ،‬كتاب األشربة‪ ،‬باب آداب الطعام والشراب وأحكامهما (رقم ‪.)2022‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫ش ْي ٍء قد َكتَبَ هُ هللا ل ك‪َ ،‬ولَ ِو‬ ‫ش ْي ٍء لم يَ ْنفَ ُع وكَ إال بِ َ‬ ‫َأنْ يَ ْنفَ ُع وكَ بِ َ‬
‫َي ٍء قد َكتَبَ هُ هللا‬
‫ض ُّروكَ إال بِش ْ‬ ‫َي ٍء لم يَ ُ‬ ‫ض ُّرو َك بِش ْ‬ ‫اجتَ َم ُعوا على َأنْ يَ ُ‬ ‫ْ‬
‫الص ُحفُ ))‪ .‬رواه الترم ذي‪ .‬وفي رواية‬ ‫ت ُّ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬
‫ت ا قاَل ُم َو َجف ِ‬‫َأْل‬ ‫َ‬
‫َعل ْي كَ‪ُ ،‬رفِ َع ِ‬
‫احفَ ِظ هللا ت َِج ْدهُ َأ َما َم كَ‪ ،‬تَ َع َّرفْ إلى هللا في ال َّر َخ ا ِء‬ ‫لغير الترمذي‪ْ (( :‬‬
‫صابَكَ‬
‫صيبَكَ‪ ،‬وما أ َ‬ ‫َأ‬ ‫َأ‬ ‫َأ‬
‫ش َّد ِة‪َ ،‬وا ْعلَ ْم نَّ ما ْخطَ كَ لم يَ ُكنْ لِيُ ِ‬ ‫يَ ْع ِر ْفكَ في ال ِّ‬
‫الص ب ِر‪ ،‬وأنَّ الفَ َر َج م َع‬‫لم يَ ُكنْ ليخطئك‪َ ،‬وا ْعلَ ْم َأنَّ النص َر م َع َّ‬
‫س ًرا)) (‪.)1‬‬ ‫ب‪َ ،‬وَأنَّ مع ا ْل ُع ْ‬
‫س ِر يُ ْ‬ ‫ال َك ْر ِ‬
‫ه ذا التوجيه الك ريم من المص طفى ‪ r‬لألمة في شخص ية ابن‬
‫ِ َ‬
‫ي‬ ‫اس َرض‬ ‫عب‬
‫الل‬
‫ّ‬
‫َ ُه َعْن ُه َم ا ليس تربية على الزهد أو توجيهها إلى اع تزال الحي اة‪ ،‬ولكنها‬
‫تص حيح العقي دة وتث بيت اإليم ان الراسخ في قلب عبدهللا بن عب اس‬
‫ح تى ال يفس دها فقر أو حرم ان‪ ،‬أو يطغيها ث راء أو مت اع أو يح ول‬
‫بينها وبين عقيدتها ع رض أو ج اه‪ ،‬فه ذه النص وص الم ذكورة ت دل‬
‫داللة واض حة على م دى عناية الش ريعة ب العلم والتعلم‪ ،‬إذاً ف واجب‬
‫على كل والد أن ي ربي أوالده على األخالق الفاض لة ويعلمهم دينهم‪،‬‬
‫وأفضل ما يعلم الطفل قبل كل علم بعد اس تقامة لس انه هو الق رآن‬
‫الكريم؛ ألنه حبل هللا المتين‪ ،‬من ق ال به ص دق‪ ،‬ومن حكم به ع دل‪،‬‬
‫ومن تمسك به لم يضل‪ .‬ثم بعد ذلك يُع ِّلمه الص الة إذا بلغ س بع س نين‬
‫مع استمراره في تعلم القرآن والسنة النبوية على قدر تحمله وطاقت ه‪،‬‬
‫ويكون ذلك على أيدي رجال ص الحين‪ ،‬وه ذان األص الن العظيم ان‬
‫هما أساس الدين ومصدره‪ ،‬فإذا تعلم الناشئ هذا الق رآن وه ذه الس نة‬
‫المطه رة وتعمق فيهما وفهم األحك ام والعب ادات‪ ،‬والمع امالت‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫(?) أخرجه الترمذي‪ ،‬كتاب صفة‪ t‬القيامة (رقم ‪ ،)2516‬والحاكم (‪ 3/623‬رقم‬
‫‪ ،)6303‬والطبراني في األوسط (‪ 5/316‬رقم ‪ ،)5417‬وفي الكبير (‪ 11/123‬رقم‬
‫‪ ،)11243‬وأبو يعلى (‪ 4/430‬رقم ‪ ،)2556‬وأحمد (‪ ،)1/293‬والقضاعي في مسند‬
‫الشهاب (‪ 1/434‬رقم ‪ ،)745‬وعبد بن حميد (رقم ‪ )636‬وقال الترمذي‪ :‬هذا حديث‬
‫حسن صحيح‪ .‬وصححه األلباني في صحيح سنن الترمذي (‪ 610 – 2/609‬رقم‬
‫‪.)2516‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫واآلداب ك ان من ال ذين وص فهم هللا ب العلم إذا عمل بما علم {ِإنَّ َما‬
‫َي ْخشَى هللا ِمنْ ِع َبا ِد ِه ا ْل ُعلَ َماءُ}(‪.)1‬‬
‫ونأخذ في ه ذا الموضع رأي ونظر م ؤرخ من م ؤرخي‬
‫اإلس الم بعد أن اس تدلينا من الق رآن والس نة المطه رة‪ ،‬أال وهو ابن‬
‫خلدون‪.‬‬
‫ي رى ابن خل دون أن من اهج التعليم تختلف ب اختالف البيئ ات‬
‫اإلسالمية‪ ،‬ولكن المسلمين متفق ون على أن الق رآن هو أصل ال دين‬
‫ومصدر العلوم اإلسالمية‪ ،‬ولذلك جعلوه أص الً من أص ول التعليم‪،‬‬
‫وأساسا ً من أسس التربية اإلسالمية‪ ،‬وفي ذلك يقول‪(( :‬اعلم إن تعليم‬
‫الولدان للقرآن شعار من شعائر ال دين‪ ،‬أخذ به أهل المل ة‪ ،‬ودرج وا‬ ‫ِ‬
‫عليه في جميع أمص ارهم‪ ،‬لما يس بق فيه إلى القل وب من رس وخ‬
‫اإليمان وعقائده من آيات القرآن‪ ،‬وبعض متون األح اديث‪ ،‬وص ار‬
‫الق رآن أصل التعليم ال ذي ينب ني عليه ما يحصل بعد من الكت اب‪،‬‬
‫وسبب ذلك أن تعليم الصغر أشد رسوخا ً وهو أصل لما بعده)) (‪.)2‬‬
‫وعلى ما تقدم ف إن األب مس ؤول عن تعليم ابنه أم ور دينه من‬
‫أركان وواجبات ومستحبات‪ ،‬وك ذلك أم ور دني اه‪ ،‬ال تي تع ود عليه‬
‫وعلى أمة اإلسالم بالخير والبركة‪ ،‬هذا هو التعليم المطلوب‪.‬‬
‫وخالصة الق ول‪ :‬أن األب يُ ربِّي أوالده ذك وراً وإناث ا ً على‬
‫طاعة هللا ‪ ،‬وطاعة رسوله ‪ r‬على النحو اآلتي‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬المسؤوليات الكبرى لألب والمربي‪:‬‬
‫‪ – 1‬مس ((ؤولية التربية( اإليماني ((ة‪ :‬تلقينه إذا نطق بالكلمات الطيبة‬
‫ل‪ :‬الحالل‬ ‫وأعظمها «ال إله إال هللا» وتعريفه أ َّول ما يعق‬
‫والح رام‪ ،‬وي ؤمر بالص الة في سن الس ابعة‪ ،‬وتأديبه على‬
‫حب هللا تع الى وحب الن بي ‪ -‬ص لى هللا عليه وس لم ‪ -‬وحب‬
‫الق رآن‪ ،‬ويرش ده إلى‪ :‬اإليم ان بأرك ان اإلس الم الخمس ة‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫(?) سورة فاطر‪ ،‬اآلية‪.28 :‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) مقدمة ابن خلدون (‪ )4/1239‬بتصرف‪.‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫وأرك ان اإليم ان الس تة‪ ،‬وركن اإلحس ان‪ :‬أن يعبد هللا كأنه‬
‫يراه فإن لم يكن يراه فإنه يراه‪ ،‬ويغرس الخش وع هلل في‬
‫قلبه‪ ،‬والتقوى‪ ،‬والمراقبة هلل تعالى في السر والعلن‪.‬‬
‫‪ – 2‬مس ((ؤولية التربية( ال ُخلُقي ((ة‪ ،‬وهذه المسؤولية هي ثم رة‬
‫من ثمرات اإليمان‪ ،‬فيربيهم على الص دق‪ ،‬وجميع األخالق‬
‫الفاضلة‪ ،‬ويحذرهم من الكذب وجميع األخالق الرذيلة‪.‬‬
‫‪ – 3‬مس(((((((ؤولية التربية( الجس(((((((مية‪ (،‬فينفق على أوالده من‬
‫الحالل‪ ،‬ويحافظ على القواعد الص حية ألوالده‪ ،‬ويبع دهم‬
‫عن أس باب األم راض‪ ،‬ويع الج المرضى منهم‪ ،‬ويُطبِّق‬
‫قاع دة‪ :‬ال ض رر وال ض رار‪ ،‬ويُعلِّمهم على الرماي ة‪،‬‬
‫وركوب الخيل‪ ،‬والسباحة عند األمن من المفاسد‪ ،‬ويع ّودهم‬
‫على الج ِّد والرجول ة‪ ،‬ويبع دهم عن كل ما يض رهم من‬
‫المفاسد‪.‬‬
‫‪ – 4‬مس(((((((((ؤولية التربية( العقلي(((((((((ة‪ ،‬فيعلمهم كل ما ينفعهم منذ‬
‫الص غر‪ ،‬وإبع ادهم عن المفاسد المنتش رة؛ لما في ذلك من الت أثير‬
‫على العقل والذاكرة‪ :‬كالخمور‪ ،‬والتدخين‪ ،‬وغير ذلك‪.‬‬
‫‪ – 5‬مس(((ؤولية التربية( النفس(((ية‪ ،‬فيبع دهم عن ظ اهرة الخ ور‪،‬‬
‫والخجل‪ ،‬والخوف‪ ،‬والحسد‪ ،‬والغضب‪ ،‬والشعور بالنقص‪ ،‬ويربي‬
‫فيهم اإليمان بالقضاء والقدر‪ ،‬وغير ذلك‪.‬‬
‫‪ – 6‬المسؤولية االجتماعية‪ ،‬فيربِّيهم على القيام بحقوق اآلخرين‬
‫بجميع أنواعه ا‪ ،‬وعلى الرحم ة‪ ،‬والعف و‪ ،‬والتق وى‪ ،‬واإليث ار‪،‬‬
‫والجرأة‪ ،‬وغير ذلك‪.‬‬
‫ويزوج المحتاج منهم(‪.)1‬‬
‫ِّ‬ ‫حذرهم من االنحراف الجنسي‪،‬‬ ‫‪ُ – 7‬ي ِّ‬

‫‪1‬‬
‫(?) انظر‪ :‬تربية األوالد في اإلسالم‪ ،‬لعبداهلل علوان ‪.611 – 1/155‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫ثانياً‪ :‬وسائل التربية المؤثرة التي ينبغي لألب والمربي استخدامها‪:‬‬


‫‪ – 1‬التربية بالقدوة‪ ،‬فيكون األب والمربِّي قدوة صالحة في جميع‬
‫أموره‪ :‬في العبادة‪ ،‬والكرم‪ ،‬والزهد‪ ،‬والتواض ع‪ ،‬والحلم‪ ،‬والش جاعة‪،‬‬
‫ويتخذ الرسول ‪ r‬قدوة له‪ ،‬فحينئذ ينفع تعليمه ويقتدى به‪.‬‬
‫‪ – 2‬التربية( بالعبادة‪ :‬فيربي أوالده على العبادة‪ ،‬ويعلمهم أنواع‬
‫العبادات بإخالص‪ ،‬ومتابعة للنبي ‪.r‬‬
‫‪ – 3‬التربية( بالموعظ((((ة‪ :‬فيوص يهم ويعظهم‪ ،‬كما وعظ لقم ان‬
‫الحكيم ابنه‪ ،‬ويعظهم بالقرآن والسنة‪.‬‬
‫‪ – 4‬التربية بالمالحظ(((((ة‪ :‬ف يراقب أوالده في جميع الج وانب‪،‬‬
‫ويقوم ما اعو ّج منها بالحكمة‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫وجميع تصرفاتهم‪ ،‬فال بد من ذلك‪،‬‬
‫‪ – 5‬التربية بالعقوب ((ة‪ :‬والت أديب عند الحاج ة‪ ،‬وهي العقوب ات‬
‫الشرعية‪ :‬من الح دود‪ ،‬والجلد على الته اون بالص الة لمن بلغ س بع‬
‫سنين‪ ،‬وعقوبة التعزيرات‪.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬القواعد األساسية في التربية التي يعمل بها األب والمربي‪:‬‬
‫‪ – 1‬الربط االعتق( ( ((ادي‪ ،‬فيجب أن يُربط الولد منذ تع ُّقله بأرك ان‬
‫اإليمان الستة األساس ية‪ ،‬وأرك ان اإلس الم الخمس ة‪ ،‬وحينئذ ينشأ الولد‬
‫على المراقبة هلل تعالى‪ ،‬وقد سبق ذلك في مسؤولية التربية اإليمانية‪.‬‬
‫‪ – 2‬الربط ال( ((روحي‪ ،‬فيربط الولد بالعب ادة‪ ،‬وي ؤمر بالص الة‪،‬‬
‫والصوم إذا أطاقه‪ ،‬وبعبادة الحج إذا استطاع األب ذلك بغير مشقة‪،‬‬
‫وبعبادة الزكاة‪ ،‬والص دقة إذا ك ان األب والم ربي يق در على ذل ك‪،‬‬
‫ويربطه بالقرآن فيُحفَّظ ويُعلَّم‪ ،‬ويربطه بالمساجد التي هي بيوت هللا‬
‫تعالى‪ ،‬ويربطه بذكر هللا ‪ ،‬فيُعلَّم أذكار الص باح والمس اء‪ ،‬وأذك ار‬
‫أدب ار الص لوات‪ ،‬وغ ير ذلك من األذك ار ويك ون ذلك بالت درّج‪،‬‬
‫ويُربط الولد بالنواف ل‪ :‬من ص الة الض حى‪ ،‬وتحية المس جد‪ ،‬وس نة‬
‫الوض وء‪ ،‬وص الة الليل ولو قليالً‪ ،‬وص الة االس تخارة‪ ،‬ويُربط‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫بالصيام‪ ،‬كصوم يوم عرفة‪ ،‬وعشر ذي الحج ة‪ ،‬وص يام عاش وراء‬
‫مع ي وم قبله أو بع ده‪ ،‬وبص وم ست من ش وال‪ ،‬وغ ير ذلك على‬
‫حسب االس تطاعة‪ ،‬ويربط بمراقبة هللا تع الى في السر والعلن‪،‬‬
‫ويربط الولد ب اآلداب االجتماعي ة‪ ،‬وتعليمه حق وق هللا تع الى‪ ،‬ثم‬
‫حق وق المجتم ع‪ ،‬وقد س بق في مس ؤولية التربية االجتماعي ة‪ ،‬ومن‬
‫الربط االجتم اعي‪ :‬ربط الولد بالمرشد الطالبي‪ ،‬وبالص حبة‬
‫الصالحة‪ ،‬وبالعلم والعلماء‪.‬‬
‫‪ – 3‬قاع( ((دة التح( ((ذير‪ :‬فيح ذر األب والم ربي الولد من ال ِّردة‪،‬‬
‫والتح ذير من اإللح اد‪ ،‬والتح ذير من اللهو المح رم‪ :‬من الغن اء‪،‬‬
‫والمزام ير‪ ،‬والش طرنج‪ ،‬والقم ار‪ ،‬والموس يقى‪ ،‬والنظر إلى آالت‬
‫الفس اد‪ ،‬والمسلس الت الخليع ة‪ ،‬ويح ذره من التقليد ب دون دلي ل‪،‬‬
‫ويحذره من رفقة الس وء‪ ،‬ومن مفاسد األخالق‪ ،‬ومن الح رام بجميع‬
‫أنواع ه‪ :‬س واء ك ان في الملبس‪ ،‬أو المش رب والمأك ل‪ ،‬أو حلق‬
‫اللحية‪ ،‬أو إسبال الثياب‪ ،‬وغير ذلك من أنواع التحذير‪.‬‬
‫‪ – 4‬مس ((ائل مهمة( في التربية( ينبغي لألب أن يعملها‪ ،‬ومن أهمه ا‪:‬‬
‫تش ويق الولد إلى أفضل المكاس ب‪ ،‬ومراع اة اس تعداداته‪ ،‬وي ر ّوح‬
‫على الولد في المباحات بدون إفراط وال تفريط‪ ،‬وإيجاد التعاون بين‬
‫ال بيت والمس جد والمدرس ة‪ ،‬وتقوية الص لة بين الم ربِّي والول د‪،‬‬
‫وتوفير الوسائل العلمية النافعة‪ ،‬والسير على منهج تربوي في اليوم‬
‫والليلة ينفع الولد في الدنيا واآلخرة(‪.)1‬‬
‫* * *‬

‫‪1‬‬
‫(?) انظر‪ :‬تربية األوالد في اإلسالم‪ ،‬لعبداهلل بن ناصح علوان ‪ ،1110 – 2/631‬الطبعة‬
‫الثالثة‪ ،‬ط ‪1401‬هـ‪ ،‬دار السالم‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪.‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫المبحث الحادي عشر‪ :‬تعليمهم حرفة شريفة يكتسبون منها‬


‫على والد الطفل أن يعلمه حرفة ش ريفة يكتسب منها بعد أن‬
‫علمه ما يجب عليه من العلم الش رعي‪ ،‬ومن التربية الحس نة‬
‫المستمدة من الكتاب والسنة‪ ،‬ولقد ورد في هذا الموضوع نص وص‬
‫شرعية كثيرة‪ ،‬تحث اإلنسان على أن يك ون كس به بي ده‪ ،‬ألن أطيب‬
‫ما أكل المس لم من عمل ي ده‪ ،‬وقد ك ان ن بي هللا داود يأكل من عمل‬
‫يده‪.‬‬
‫أح ٌد طَ َعام ا ً قَ طّ َخ ْي راً‬
‫عن المقدام ‪ ‬عن النبي ‪ r‬قال‪َ (( :‬ما أ َك َل َ‬
‫ِمنْ أنْ يَأ ُك َل ِمنْ َع َم ِل يَ ِد ِه)) (‪ .)1‬رواه البخاري‪.‬‬
‫وعن أبي عبي دة م ولى عب دالرحمن بن ع وف أنه س مع أبا‬
‫حز َم ةً َعلَى‬ ‫أح َد ُكم ْ‬ ‫ب َ‬ ‫هريرة ‪ ‬يقول‪ :‬قال رسول هللا ‪(( :r‬ألنْ يَ ْحتَ ِط َ‬
‫أو يَ ْمنَعه)) (‪ .)2‬رواه البخاري‪.‬‬ ‫أحداً فَيُع ِطي ِه ْ‬
‫سأ َل َ‬ ‫ظَ ْه ِر ِه َخ ْي ٌر ِمنْ أنْ يَ ْ‬
‫وعن عقبة بن عامر الجهني قال‪ :‬قال رسول هللا ‪(( :r‬إنَّ هللا ‪‬‬
‫ص ْن َعتِ ِه‬‫ب في َ‬ ‫ص انِ ُعهُ يَحت َِس َ‬ ‫الجنَّةَ‪َ ،‬‬
‫الوا ِح ِد َ‬‫بالس ْه ِم َ‬‫َّ‬ ‫يُ دْخ ُل الثَّالثَ ةَ‬
‫وار َكبُ وا‪ ،‬وإنْ‬‫الخ ير‪ ،‬والمم ّد ب ه‪ ،‬وال َّرا ِمي بِ ِه)) وق ال‪(( :‬ار ُم وا ْ‬ ‫َ‬
‫أحب إل َّي ِمنْ أنْ ت َْر َكبُ وا‪ ،‬وإنْ ك ّل ش ي ٍء يَ ْلهو بِ ِه ال َّرج ُل‬ ‫َّ‬ ‫ت َْر ُم وا‬
‫س ِه‪ ،‬وتأ ِديب هُ فَرسه و ُمال َعبَتِ ِه امرأتِ ِه‪،‬‬ ‫اط ٌل‪ ،‬إالَّ َر ْميةَ ال َّر ِ‬
‫جل بِقَ ْو ِ‬ ‫بَ ِ‬
‫س َي ال َّر ْم َي بَ ْع َدما َعلِ َم هُ فَقَ ْد َكفَر ال ذي‬ ‫ف إنَّ ُهنَّ ِم َن الح قِّ‪ ،‬و َمنْ نَ ِ‬
‫علمه)) (‪ .)3‬رواه أحمد وأبو داود والترم ذي والنس ائي وابن ماجه‬
‫والدارمي‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫(?) أخرجه البخاري‪ ،‬كتاب البيوع‪ ،‬باب كسب الرجل وعمله بيده (رقم ‪.)2072‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) أخرجه البخاري‪ ،‬كتاب البيوع‪ ،‬باب كسب الرجل وعمله بيده (رقم ‪،)2074‬‬
‫ومسلم‪،‬كتاب الزكاة‪ ،‬باب كراهة المسألة للناس (رقم ‪.)1042‬‬
‫‪3‬‬
‫(?) أخرجه أبو داود‪ ،‬كتاب الجهاد‪ ،‬باب في الرمي (رقم ‪ ،)2513‬والنسائي في الكبرى‬
‫(‪ 3/39‬رقم ‪ ،)4420‬وفي المجتبى‪ ،‬كتاب الخيل‪ ،‬باب تأديب الرجل فرسه (رقم‬
‫‪ ،)3578‬والبيهقي في الكبرى (‪ 10/13‬رقم ‪،)19515‬والدارمي (رقم ‪ ،)2405‬وابن‬
‫أبي شيبة (‪ 4/215‬رقم ‪ ،)19433‬وأحمد (‪ ،)4/144‬والطيالسي (رقم ‪،1006‬‬
‫‪ .)1007‬وضعفه‪ t‬األلباني في ضعيف سنن أبي داود (رقم ‪.)2513‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫سل ُم نَفَقَةً َعلى أ ْهلِ ِه َكانَتْ لهُ‬ ‫وعن أبي مسعود ‪(( :‬إ َذا أ ْنفَ َ‬
‫ق الم ْ‬
‫ص َدقَةً)) (‪ .)1‬رواه البخاري‪.‬‬ ‫َ‬
‫الس ا ِعي َعلَى‬ ‫وعن أبي هري رة ‪ ‬ق ال‪ :‬ق ال رس ول هللا ‪َّ (( :r‬‬
‫بيل هللا أو القَ اِئ ِم اللي َل َّ‬
‫الص اِئ ِم‬ ‫س ِ‬ ‫كالمجا ِه ِد في َ‬‫َ‬ ‫ين‬ ‫األر َملَة وال ِم ْ‬
‫س ِك ِ‬ ‫ْ‬
‫هار)) ‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫النَّ َ‬
‫وعن سعد في حديثه الطويل‪ ،‬عن النبي ‪(( :r‬وم ْه َما أنفَ ْقتَ ف ُه َو‬
‫ترفَ ُعها في ف ّي ا ْم َرأتك)) (‪ .)3‬رواه البخاري‪.‬‬ ‫ص َدقَةً‪ ،‬حتَّى اللق َمةَ ْ‬‫لَكَ َ‬

‫ب َما‬‫وعن عائشة رضي هللا عنها عن الن بي ‪ r‬أنه ق ال‪(( :‬إنَّ أ ْطيَ َ‬
‫س بِ ِه)) (‪ .)4‬رواه البخ اري‬ ‫س بِ ِه‪ ،‬وإنَّ َولَ دهُ ِمنْ َك ْ‬
‫أ َك َل ال َّر ُج َل ِمنْ َك ْ‬
‫وأحمد وابن ماجه والترمذي والنسائي‪.‬‬
‫وعن عائشة فيما نقل عنها ع روة ق ال‪ :‬ق الت عائشة رضي هللا‬
‫عنها‪(( :‬ك ان أص حاب رس ول هللا ‪ r‬ع َّمال أنفس هم‪ ،‬فك ان يك ون لهم‬
‫أرواحٌ‪ ،‬فقيل لهم‪ :‬لو اغتس لتُم)) (‪ .)5‬ولقد ذكر هللا في الق رآن ما يحث‬
‫اإلنسان على طلب ال رزق من الحالل‪ ،‬ولكن بش رط أال يش غله عن‬
‫‪1‬‬
‫(?) أخرجه البخاري‪ ،‬كتاب النفقات‪ ،‬باب فضل النفقة‪ t‬على األهل (رقم ‪،)5351‬‬
‫ومسلم‪ ،‬كتاب الزكاة‪ ،‬باب فضل النفقة‪ t‬والصدقة على األقربين والزوج واألوالد (رقم‬
‫‪.)1002‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) أخرجه البخاري‪ ،‬كتاب النفقات‪ ،‬باب فضل النفقة على األهل (رقم ‪،)5353‬سبق‬
‫تخريجه‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫(?) أخرجه البخاري‪،‬كتاب النفقات‪ ،‬باب فضل النفقة على األهل (رقم ‪ ،)5354‬سبق‬
‫تخريجه‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫(?) أخرجه ابن حبان (‪ 10/72‬رقم ‪ ،)4259‬والترمذي‪ ،‬كتاب األحكام‪ ،‬باب ما جاء أن‬
‫الوالد يأخذ مال ولده (رقم ‪ ،)1358‬والنسائي في الكبرى (‪ 4/4‬رقم ‪ ،)6043‬وابن‬
‫ماجه‪ ،‬كتاب التجارات‪ ،‬باب الحث على المكاسب (رقم ‪ ،)2137‬والبيهقي في الكبرى (‬
‫‪ 7/480‬رقم ‪ ،)15525‬وأحمد (‪ ،)6/193‬وقال الترمذي‪ :‬هذا حديث حسن صحيح‪.‬‬
‫وصححه األلباني في صحيح سنن أبي داود (‪ 2/380‬رقم ‪.)3528‬‬
‫‪5‬‬
‫(?) أخرجه البخاري‪ ،‬كتاب البيوع‪ ،‬باب كسب الرجل وعمله بيده (رقم ‪ ،)2071‬ومسلم‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫طاعة هللا سبحانه وتعالى‪ ،‬ق ال تع الى‪َ { :‬وا ْبتَ ِغ فِي َما آتَ ا َك هللا ال د َ‬
‫َّار‬
‫س َن هللا ِإلَ ْي َك}(‪.)1‬‬ ‫سن َك َما َأ ْح َ‬ ‫صيبَكَ ِم َن ال ُّد ْنيَا َوَأ ْح ِ‬ ‫َنس نَ ِ‬ ‫اآلخ َرةَ َوالَ ت َ‬‫ِ‬
‫ْ‬
‫صالَ ِة ِمن يَ ْو ِم ال ُج ُم َع ِة‬ ‫َ‬
‫ين آ َمنُوا ِإذا نُو ِدي لِل َّ‬ ‫َّ‬ ‫َأ‬
‫وقال تعالى‪{ :‬يَا يُّ َها ال ِذ َ‬
‫خ ْي ٌر لَّ ُك ْم ِإن ُكنتُ ْم تَ ْعلَ ُم ون*‬ ‫اس َع ْوا ِإلَى ِذ ْك ِر هَّللا ِ َو َذ ُروا ا ْلبَ ْي َع َذلِ ُك ْم َ‬ ‫فَ ْ‬
‫ض ِل هَّللا ِ‬ ‫ض َوا ْبتَ ُغ وا ِمن فَ ْ‬ ‫الص الَةُ فَانت َِش ُروا (فِ‪)2‬ي اَأل ْر ِ‬ ‫ت َّ‬ ‫ض يَ ِ‬‫فَ ِإ َذا قُ ِ‬
‫َو ْاذ ُك ُروا هَّللا َ َكثِي ًرا لَّ َعلَّ ُك ْم تُ ْفلِ ُحون} ‪.‬‬
‫الص َدقةَ ما تَ َركَ‬ ‫ض ُل َّ‬ ‫عن أبي هريرة ‪ ‬عن الن بي ‪ r‬ق ال‪(( :‬أ ْف َ‬
‫س ْفلى‪ ,‬وا ْبدأ بِ َمنْ تُعو ُل‪.)3( ))...‬‬ ‫ِغن ًى‪ ،‬واليَ ُد ال ُع ْليا َخي ٌر ِم َن الي ِد ال ُّ‬
‫وعن كعب بن عج رة ‪ ‬ق ال‪ :‬م َّر على الن بي ‪ r‬رج ل‪ ،‬ف رأى‬
‫أص حاب رس ول هللا ‪ r‬من جل ده ونش اطه فق الوا‪ :‬يا رس ول هللا‪ ،‬لو‬
‫س َعى‬ ‫كان هذا في س بيل هللا‪ ،‬فق ال رس ول هللا ‪(( :r‬إن ك ان َخ َر َج يَ ْ‬
‫س َعى على‬ ‫يل هللا‪َ ،‬وِإنْ ك ان َخ َر َج يَ ْ‬ ‫س بِ ِ‬‫ص غا ٍر فَ ُه َو في َ‬ ‫على أوال ٍد ِ‬
‫س َعى على‬ ‫س بِي ِل هللا‪َ ،‬وِإنْ ك ان يَ ْ‬ ‫َ‬
‫ير ْي ِن ف ُه َو في َ‬ ‫ش ْي َخ ْي ِن َكبِ َ‬ ‫َأبَ َو ْي ِن َ‬
‫اخ َرةً فَ ُه َو‬ ‫يل هللا‪َ ،‬وِإنْ كان َخ َر َج ِريَا ًء َو ُمفَ َ‬ ‫سبِ ِ‬ ‫س ِه يُ ِعفُّ َها فَ ُه َو في َ‬ ‫نَ ْف ِ‬
‫ان)) (‪ .)4‬رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح‪.‬‬ ‫ش ْيطَ ِ‬ ‫سبِي ِل ال َّ‬
‫في َ‬
‫وهكذا نجد الس نة المطه رة تحث على طلب ال رزق‪ ،‬كما حث‬
‫على ذلك الق رآن الك ريم‪ ،‬واألدلة من الق رآن والس نة على أن طلب‬
‫ال رزق عب ادة كث يرة ج داً‪ ،‬ولكن الف رق بين ه ذه األعم ال وال تي‬
‫تتحول إلى عبادة وبين أعمال الذين يكدحون من غ ير المس لمين أن‬
‫بنحوه‪ ،‬كتاب الجمعة‪ t،‬باب وجوب غسل الجمعة على كل بالغ من الرجال وبيان ما أمروا‬
‫به (رقم ‪.)847‬‬
‫‪1‬‬
‫(?) سورة القصص‪ ،‬اآلية‪.77 :‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) سورة الجمعة‪ t،‬اآليتان‪.10 – 9 :‬‬
‫‪3‬‬
‫(?) أخرجه البخاري‪ ،‬كتاب النفقات‪ ،‬باب وجوب النفقةعلى‪ t‬األهل والعيال (رقم‬
‫‪.)5355‬‬
‫‪4‬‬
‫(?) أخرجه الطبراني في الصغير (رقم ‪ ،)940‬وسبق تخريجه‪ .‬وصححه األلباني في‬
‫صحيح الجامع (رقم ‪ ،)1428‬وقال عنه في صحيح الترغيب والترهيب (‪ 2/306‬رقم‬
‫‪ :)1692‬صحيح لغيره‪.‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫هذه األعمال تتحول بنية المؤمن الصادق واحتسابه إلى عبادة‪.‬‬


‫إذاً نأخذ مما تق دم أنه يجب على والد الطفل أن يعلمه حرفة‬
‫ش ريفة يكتسب منه ا‪ ،‬لكي يعيش على الحالل‪ ،‬ويبتعد عن الح رام‬
‫والشبهات‪ ،‬ولقد قال بعض الم ربين‪ :‬إنه من المستحسن لوالد الطفل‬
‫بعد أن يعلمه العلوم الشرعية التي ال بد منها‪ ،‬أن يراعي رغبة الولد‬
‫وميوله إلى المهنة التي يرغب أن يكون عالما ً فيها‪ ،‬ما لم تتع ارض‬
‫مع الش ريعة اإلس المية‪ ،‬ومن ه ؤالء العلم اء العالَّمة ابن خل دون‪،‬‬
‫وابن سينا وغيرهما‪.‬‬
‫وقد ورد في الح ديث الص حيح عن أبي هري رة ‪ ‬عن الن بي ‪r‬‬
‫يف‪،‬‬‫الض ِع ِ‬ ‫ي َخ ْي ٌر َوَأ َح ُّب إلى هللا من ا ْل ُمْؤ ِم ِن َّ‬ ‫أنه قال‪(( :‬ا ْل ُمْؤ ِمنُ ا ْلقَ ِو ُّ‬
‫ست َِعنْ باهلل‪ ،‬وال تَ ْع َج ْز‪ ،‬وإن‬ ‫ص على ما يَ ْنفَ ُع َك َوا ْ‬ ‫اح ِر ْ‬ ‫وفي ُك ٍّل َخ ْي ٌر‪ْ ،‬‬
‫ان َك َذا وك ذا‪َ ،‬ولَ ِكنْ قُ ْل‪ :‬قَ َد ُر‬ ‫أصابَكَ شي ٌء فال تَقُ ْل لو َأنِّي فَ َع ْلتُ ك َ‬ ‫َ‬
‫ان)) ‪.‬‬
‫(‪)1‬‬ ‫َ‬
‫ش ْيط ِ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫هللا وما شَا َء ف َع َل‪ ،‬فإن لو تَفت َُح َع َم َل ال َّ‬
‫وعن أنس ‪ :‬أن رجالً من األنصار أتى النبي ‪ r‬فس أله‪ ،‬فق ال‪:‬‬
‫بعضهُ ونبسط بعض ه‪،‬‬ ‫َ‬ ‫((َأ َما في بَ ْيتِكَ شي ٌء؟)) قال‪ :‬بلى حلس‪ ،‬نلبس‬
‫وقعبٌ «إن اء» نش رب فيه الم اء‪ ،‬ق ال‪(( :‬ائت ني بهما)) فأت اه بهم ا‪،‬‬
‫فأخذهما رسول هللا ‪ r‬بيده‪ ،‬وقال‪َ (( :‬منْ يشْتري هذي ِن؟)) ق ال رج ل‪:‬‬
‫أنا آخ ذهما ب درهمين‪ ،‬فأعطاهما إي اه‪ ،‬وأخذ ال درهمين فأعطاهما‬
‫األنصاري وقال‪(( :‬اشت ِر بأح ِد ِهما طَعام ا ً فانب ذهُ إلى أ ْهلِ كَ‪ ،‬واش ت ِر‬
‫باآلخ ِر قَدُّوما ً فأتِني ب ِه)) فأتاه به‪ ،‬فشد فيه رس ول هللا ‪ r‬ع وداً بي ده‪،‬‬ ‫َ‬
‫ش َر يوم ا ً))‪ ،‬ففعل‬ ‫سةَ َع َ‬ ‫أريَنَّكَ خم َ‬ ‫واحت َِط ْب وبِ ْع وال َ‬ ‫ثم قال‪ْ (( :‬اذ َه ْب ْ‬
‫فجاءه وقد أص اب عش رة دراهم فاش ترى ببعض ها ثوب ا ً وببعض ها‬
‫طعاماً‪ ،‬فقال رسول هللا ‪(( :r‬ه َذا َخ ي ٌر ل َك ِمنْ أنْ ت َِجي َء‪ ،‬والمس ألة‬
‫نكتَة في َو ْج ِهكَ يَو َم القِيامة)) (‪.)2‬‬
‫‪1‬‬
‫(?) أخرجه مسلم‪ ،‬كتاب القدر‪ ،‬باب بيان أن اآلجال واألرزاق وغيرها ال تزيد وال تنقص‬
‫عما سبق به القدر (رقم ‪.)2664‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) أخرجه أبو داود‪ ،‬كتاب الزكاة‪ ،‬باب ما تجوز فيه المسألة (رقم ‪ ،)1641‬وابن ماجه‪،‬‬
‫كتاب التجارات‪ ،‬باب بيع المزايدة (رقم ‪ ،)2198‬والطحاوي في شرح معاني اآلثار (‪.)3/6‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫المبحث الثاني عشر‪ :‬الرعاية العقلية‬


‫على والد الطفل أن يحافظ على رعاية ابنه من الناحية العقلية‪،‬‬
‫ويالحظ الص حة العقلية في الول د‪ ،‬فكل ما ي ؤثر على عقل الولد‬
‫وذاكرته‪ ،‬واتزانه؛ فعليه أن يبع ده عن ه‪ ،‬وأن ينه اه عن ه‪ ،‬وي بيّن له‬
‫خطره المحدق على‪ :‬الجسم‪ ،‬والعقل‪ ،‬والنفس‪.‬‬
‫وبناء على هذا وجب على األب أو المربِّي أن يالحظ في الولد‬
‫مفسدة تناول الخم ور‪ ،‬والمخ درات؛ لكونه ا‪ :‬تفتك بالجسم وت ورث‬
‫الهستريا والجنون‪.‬‬
‫وعليه أن يالحظ العادة السرية لكونها تورث السل‪ ،‬وتض عف‬
‫ال ذاكرة‪ ،‬وتس بب الخم ول ال ذهني‪ ،‬والش رود العقلي‪ ،‬والقلق‬
‫واالنطوائية والخوف‪.‬‬
‫ويمكن أن يالحظ مفس دة الت دخين؛ لكون ه‪ :‬يهيِّج األعص اب‪،‬‬
‫ويؤثِّر على ال ذاكرة‪ ،‬ويُض عف ملكة اإلحض ار ال ذهني‪ ،‬والتفك ير‪.‬‬
‫وعليه أن يالحظ أخ يراً مفس دة الخالعة من األفالم‪ ،‬والتمثيلي ات‬
‫والص ور العاري ة؛ لكونها تعطل وظيفة العقل وتقضي بش كل‬
‫تدريجي على ملكة االستذكار والتفكير الصافي‪.‬‬
‫فالص حة العقلية للولد هي من أهم ما يجب على الوالد أو على‬
‫الم ربِّي أن يلحظها ويهتم به ا‪ ،‬ويؤكد عليه ا‪ ،‬وهي من أظهر ما‬
‫يتميز بها‪ ،‬وبق در العناية والمالحظة واالهتم ام يتحقق للولد الوق ار‬
‫والتعقل واالتزان(‪.)1‬‬
‫وعلى والد الطفل أو المربي أن يرشده إلى االق تران بالجلس اء‬
‫الصالحين‪ ،‬واالبتعاد عن جلساء السوء؛ ألن المرء من جليسه‪ .‬فعن‬
‫ين َخلِيل ِه‪ ،‬فَليَ ْنظر‬
‫أبي هريرة ‪ ‬عن النبي ‪ r‬أنه قال‪(( :‬الم ر ُء َعلى ِد ِ‬
‫وضعفه األلباني في ضعيف سنن أبي داود (رقم ‪ ،)1641‬وفي ضعيف ابن ماجه (رقم ‪،)2198‬‬
‫وفي مشكاة المصابيح (رقم ‪ ،)1851‬وفي ضعيف الترغيب والترهيب ( ‪ 519 – 1/518‬رقم‬
‫‪.)1042‬‬
‫‪1‬‬
‫(?) تربية األوالد في اإلسالم‪ ،‬لعبداهلل علوان‪ ،‬القسم الثالث رقم (‪( )1‬ص ‪ )143‬ببعض‬
‫التصرف‪.‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫أح َد ُكم َمنْ يُخالِل)) (‪.)1‬‬


‫َ‬
‫قال الشاعر‪:‬‬
‫(‪)2‬‬
‫فكل قرين بالمقارن يقتدي‬ ‫عن المرء ال تسأل وسل عن قرينه‬
‫عن أبي موسى األش عري ‪ ‬ق ال‪ :‬ق ال رس ول هللا ‪َ (( :r‬مثَ ُل‬
‫س ِك َو ِك ي ِر‬ ‫ب ا ْل ِم ْ‬ ‫الس ْو ِء َك َمثَ ِل ص ِ‬
‫اح ِ‬ ‫س ُّ‬ ‫ح َوا ْل َجلِي ِ‬ ‫الص الِ ِ‬
‫س َّ‬ ‫ا ْل َجلِي ِ‬
‫المس ِك إ َّما أنْ تش تَريه‪ ،‬أو تَ ِج َد‬ ‫ْ‬ ‫ب‬
‫اح ِ‬ ‫الح دَّا ِد‪ ،‬ال يع دمكَ منْ ص ِ‬
‫أو تَ ِج ُد ِم ْن هُ ِر ً‬
‫يحا‬ ‫ق بَ َدنَك أو ثَ ْوبَ ك‪ْ ،‬‬‫ريح ه‪ ،‬و ِك ي ِر الح دَّا ِد ْ يُ ْح ِر ُ‬
‫َخبِيثَةً))(‪.)3‬‬

‫‪1‬‬
‫(?) أخرجه الترمذي‪ ،‬كتاب الزهد (رقم ‪ ،)2378‬وأبو داود‪ ،‬كتاب األدب‪ ،‬باب من يؤمر‬
‫أن يجالس (رقم ‪ ،)4833‬وأحمد (‪ ،)2/303‬وإسحاق بن راهويه (‪ 1/352‬رقم ‪،)351‬‬
‫والقضاعي في مسند الشهاب (‪ 1/141‬رقم ‪ ،)187‬والطيالسي (رقم ‪ ،)2573‬وعبد بن‬
‫حميد (رقم ‪ ،)1431‬وصححه النووي في رياض الصالحين (ص ‪ .)112‬وحسنه األلباني‬
‫في صحيح سنن الترمذي (‪ 2/554‬رقم ‪ ،)2378‬وفي السلسلة الصحيحة (رقم ‪.)927‬‬
‫‪2‬‬
‫هجاء‬
‫(?) هذا البيت من بحر الطويل وينسب إلى طرفة بن العبد الشاعر الجاهلي‪ ،‬كان ً‬
‫غير فاحش القول‪ ،‬تفيض الحكمة على لسانه في أكثر شعره‪ ،‬مات سنة ‪ 60‬قبل الهجرة‪،‬‬
‫وينسب هذا البيت أيضاً لعدي بن زيد شاعر من دهاةالجاهليين‪ ،‬مات سنة ‪ 36‬قبل الهجرة‪.‬‬
‫وذكر البيت اإلمام الطبري في تفسيره ونسبه إلى عدي بن زيد (‪ ،)5/88‬وكذا فعل‬
‫المناوي في فيض القدير (‪ ،)3/118‬بينما ذكر البيت ولم ينسبه إلى أحد كل من ابن كثير‬
‫في تفسيره (‪ ،)1/498‬وأبو عبدالرحمن السلمي في آداب الصحبة (ص ‪ ،)42‬والعيني في‬
‫عمدة القاري (‪ ،)15/216‬والعجلوني في كشف الخفاء (‪.)1/319‬‬
‫‪3‬‬
‫(?) أخرجه البخاري‪ ،‬كتاب البيوع‪ ،‬باب في العطار وبيع المسك (رقم ‪ ،)2101‬ورقم (‬
‫‪ ،)5534‬ومسلم‪ ،‬كتاب البر والصلة واآلداب‪ ،‬باب استحباب مجالسة الصالحين ومجانبة‬
‫قرناء السوء (رقم ‪.)2628‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫المبحث الثالث عشر‪ :‬تعويدهم على األخالق الفاضلة‬


‫لقد دعانا ن بي الرحمة ‪ r‬إلى ت أديب أطفالن ا‪ ،‬وغ رس األخالق‬
‫الكريمة في نفوس هم‪ ،‬وتعوي دهم على حسن الس مت والتحلِّي‬
‫بالصدق‪ ،‬واألمانة‪ ،‬واح ترام الكب ير‪ ،‬فعن عب ادة بن الص امت ‪ ‬أن‬
‫س ِمنْ أ َّمتِي َمنْ لَ ْم يُ ِج َّل َكبِي َرنَ ا‪َ ،‬ويَ ْر َح ْم‬ ‫رس ول هللا ‪ r‬ق ال‪(( :‬لَ ْي َ‬
‫يرنَا‪َ ،‬ويَ ْع َرفْ لِ َعالِ ِمنَا َحقَّه))(‪.)1‬‬ ‫ص ِغ َ‬
‫َ‬
‫ضَي اللَُّه َعْنهُ َما عن النبي ‪(( :r‬أ ْك ِرموا ْ‬
‫أوال َد ُكم‪،‬‬ ‫وعن أنس بن مالك َر ِ‬
‫وأحسنُوا أ َدبَهم)) (‪.)2‬‬‫ِ‬
‫وعن أيوب بن موسى عن أبيه عن ج ده أن رس ول هللا ‪ r‬ق ال‪:‬‬
‫س ٍن)) (‪.)3‬‬
‫ب َح َ‬ ‫ض َل من َأ َد ٍ‬ ‫((ما نَ َح َل َوالِ ٌد َولَ ًدا من نَ ْح ٍل َأ ْف َ‬
‫وعن عبدهللا بن عمر َرض َِي اللَُّه َعْن ُه َم ا قال‪ :‬قال رس ول هللا ‪(( :r‬ما‬

‫‪1‬‬
‫(?) أخرجه أحمد (‪ ،)5/323‬والحكيم الترمذي في نوادر األصول (‪ ،)1/187‬وحسنه‬
‫الهيثمي في مجمع الزوائد (‪ .)8/14( )1/127‬وحسنه األلباني في صحيح الترغيب (‬
‫‪ 1/152‬رقم ‪ )101‬وفي صحيح الجامع (رقم ‪.)5443‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) أخرجه ابن ماجه‪ ،‬كتاب األدب‪ ،‬باب بر الوالد واإلحسان إلى البنات (رقم ‪،)3671‬‬
‫والقضاعي في مسند الشهاب (‪ 1/389‬رقم ‪ ،)665‬والديلمي في مسند الفردوس (‪1/67‬‬
‫رقم ‪ ،)196‬وضعفه في مصباح الزجاجة (‪ .)102 – 4/101‬وقال األلباني في ضعيف‬
‫الترغيب (‪ 2/20‬رقم ‪ :)1231‬ضعيف جداً‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫(?) أخرجه الترمذي‪ ،‬كتاب البر والصلة‪ ،‬باب ما جاء في أدب الولد (رقم ‪،)1952‬‬
‫والبيهقي في الكبرى (‪ ،)3/84‬والحاكم (‪ 4/292‬رقم ‪ ،)7679‬وأحمد (‪،)3/412‬‬
‫والطبراني في الكبير (‪ 2/320‬رقم ‪ ،)13234‬والقضاعي في الشهاب (‪ 2/251‬رقم‬
‫‪ ،)1295‬وعبد بن حميد (رقم ‪ ،)362‬وابن أبي الدنيا في العيال (رقم ‪ ،)326‬وذكر‬
‫الحديث البخاري في تاريخه الكبير (‪ )1/422‬وقال‪ :‬ولم يصح سماع جده من النبي ‪-‬‬
‫صلى اهلل عليه وسلم ‪ ،-‬وذكره العقيلي في الضعفاء (‪ )4/227‬وقال‪ :‬وليس الحديث‬
‫بثابت عن النبي ‪ -‬صلى اهلل عليه وسلم ‪ -‬وفيه أيضاً مقال‪ t.‬وضعفه‪ t‬األلباني في ضعيف‬
‫الترغيب (‪ 2/20‬رقم ‪ )1230‬وفي ضعيف الجامع (رقم ‪.)5227‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫س ن))(‪ .)1‬فالولد أمان ةٌ عند أبوي ه‪،‬‬ ‫ب َح َ‬ ‫و َّرث وال ٌد َولَ داً َخ يراً ِمنْ أ َد ٍ‬
‫وهو مع دن نفيس يجب االعتن اء به والمحافظة على تعوي ده على‬
‫األخالق الفاضلة واآلداب الحس نة‪ ،‬وقلب الطفل ط اهر نظيف قابل‬
‫لما يُلقى إليه من خير وشر‪.‬‬
‫فعن أبي هري رة ‪ ‬أن الن بي ‪ r‬ق ال‪ُ (( :‬ك ُّل َم ْولُ و ٍد يُولَ ُد على‬
‫سانِ ِه))(‪.)2‬‬ ‫ا ْلفِ ْط َر ِة‪ ،‬فََأبَ َواهُ يُ َه ِّو َدانِ ِه‪ ،‬أو يُنَ ِّ‬
‫ص َرانِ ِه‪ ،‬أو يُ َم ِّج َ‬
‫ومما ال شك فيه أن والد الطفل ووالدته يس تطيعان بتوفيق هللا‬
‫لهما العمل على حسن تربية الولد‪ ،‬عن طريق الق دوة الحس نة أوالً‪،‬‬
‫ثم تلقينه اآلداب الفاضلة‪ ،‬والعمل على غ رس الخص ال الكريمة في‬
‫نفسه وطبعه على الص فات الحمي دة‪ ،‬وتقوية ص لته باهلل عن طريق‬
‫حفظه للق رآن‪ ،‬وممارسة وال ده ووالدته العب ادات‪ ،‬وتعليمه إيَّاها‬
‫وتعوي ده عليه ا؛ ف إن المرحلة األولى من مراحل الطفل هي أهم‬
‫مرحلة في تربية الطفل جسميا ً وخلقياً‪ ،‬وفي تعويده أحسن العادات‪،‬‬
‫وأك رم األخالق‪ ،‬فيع نى الوال دان بص حة الطفل وتغذيته تغذية‬
‫صحية‪ ،‬وتعويده أدب الح ديث‪ ،‬وأدب الس ؤال‪ ،‬بحيث يك ون ُمه َّذبا ً‬
‫في س ؤاله‪ ،‬لطيف ا ً في حديث ه‪ ،‬يحسن الوص ول إلى ما يريد برفق‬
‫وأدب‪ .‬وينبغي أن يع ّود الطفل على النوم مبكراً‪ ،‬واالستيقاظ مبكراً‪،‬‬
‫كما يع ّود على ممارسة الرياضة التي ال تتعارض مع الدين؛ ليق وى‬
‫بها بدنه‪ ،‬ويعتاد على النشاط‪ ،‬والق درة على الحرك ة‪ ،‬وع دم الكسل‬
‫والخم ول‪ ،‬وكلما تق دمت به السن تأكد العمل على حسن توجيهه‬
‫وتربيت ه‪ ،‬ف إذا بلغ ست س نين ُأ ّدب‪ ،‬وهُ ّذب‪ ،‬وُأرسل إلى المدرسة‬
‫المثالية للتعلم‪ ،‬و ُربِّي تربية كامل ة‪ :‬جس مية‪ ،‬وعقلي ة‪ ،‬وخلقي ة‪،‬‬
‫واجتماعية‪ ،‬بحيث يُع ُّد للحياة العملية التي تنتظره‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫(?) أخرجه الطبراني في األوسط (‪ 4/77‬رقم ‪ ،)3658‬وابن عدي في الكامل (‬
‫‪ ،)6/211‬وقال‪ :‬وهذا أيضاً بهذا اإلسناد منكر‪ .‬وقال الهيثمي في المجمع (‪– 8/105‬‬
‫‪ :)106‬رواه الطبراني في األوسط وفيه عمرو بن دينار قهرمان آل الزبير‪ ،‬وهو ضعيف‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) أخرجه البخاري‪ ،‬كتاب الجنائز‪ ،‬باب ما قيل في أوالد المشركين (رقم ‪،)1385‬‬
‫ومسلم‪ ،‬كتاب القدر‪ ،‬باب معنى كل مولود يولد على الفطرة وحكم موت أطفال الكفار‬
‫وأطفال المسلمين (رقم ‪.)2658‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫فإذا بلغ س بع س نين ُأ ِمر بالص الة‪ ،‬و ُعلِّم الطه ارة والوض وء‪،‬‬
‫و ُشجِّع على الصالة‪ ،‬وتأديتها في أوقاتها في المس جد مع الجماع ة‪،‬‬
‫حتى يصبح ذلك ُخلقا ً له‪.‬‬
‫ض ِرب إذا ت رك الص الة‪ ،‬أو أهمل فيه ا‪،‬‬ ‫فإذا بلغ عشر س نين ُ‬
‫و ُع ِزل فراشه عن إخوته وأخواته‪.‬‬
‫فعن عبدهللا بن عم رو بن الع اص َرض َِي اللَُّه َعْن ُه َم ا ق ال‪ :‬ق ال ‪:r‬‬
‫اض ِربُو ُه ْم على تَر ِك َها لعش ٍر‪،‬‬ ‫س ْب ٍع‪َ ،‬و ْ‬ ‫(( ُم ُروا َأ ْبنَ ا َء ُك ْم بِ َّ‬
‫الص الَ ِة لِ َ‬
‫اج ِع))(‪.)1‬‬‫ض ِ‬‫َوفَ ِّرقُوا بَ ْينَ ُه ْم في ا ْل َم َ‬
‫وفي اس تطاعة الم درس أن يوصل إلى األطف ال كث يراً من‬
‫األخالق الفاضلة‪ :‬كالصدق في القول‪ ،‬واألمانة في العم ل‪ ،‬والعدالة‬
‫في الحكم‪ ،‬والصراحة‪ ،‬والشجاعة‪ ،‬واإلخالص‪.‬‬
‫وينبغي أن يختار الرجل مؤدبا ً لولده؛ فإن المؤدب (الم درس)‬
‫هو الذي يربِّي هذا الولد‪.‬‬
‫وقد قال بعض الحكماء يوصي م ؤدب ول ده‪(( :‬ليكن إص الحك‬
‫البني إصالحك لنفسك؛ فإن عيونهم معقودة بعينك‪ ،‬فالحسن عن دهم‬
‫ما استحسنت‪ ،‬والقبيح ما استقبحت)) (‪.)2‬‬
‫فالصبي يُح اكي ُأس تاذه‪ ،‬وزمالءه قص داً ومن غ ير قصد فيما‬
‫يقولون وما يفعلون‪ ،‬ويأنس بما يأنسون‪ ،‬وقد ثبت في علم النفس أن‬
‫الطفل بطبيعته يُحاكي ما يحدث في المجتمع ال ذي يُحيط ب ه‪ :‬حس نا ً‬
‫كان أو قبيحاً‪ ،‬فهو يُحاكي من يعيش ون معه أو يتص لون ب ه؛ وله ذا‬
‫يجب أن يك ون ال ُمقلِّد ق دوة طيب ة‪ ،‬ونموذج ا ً حس ناً؛ ف إن الطفل‬
‫للمحاكاة عنده أثر كبير في تربيته الخلقي ة‪ ،‬والعقلي ة‪ ،‬والتقليد عامل‬
‫ُم ِه ٌّم في المرحلة األولى لتكوين العادة‪.‬‬
‫والطفل يرى الشيء يفعل أمامه ويكرره حتى يصير عادة ل ه‪،‬‬
‫وهو في الواق ع‪ :‬يُح اكي أبوي ه‪ ،‬وإخوته الكب ار‪ ،‬ولكنه يكسب من‬
‫‪1‬‬
‫(?) أخرجه أحمد (‪ ،)2/187‬وأبو داود‪ ،‬كتاب الصالة‪ ،‬باب متى يؤمر الغالم بالصالة‬
‫(رقم ‪ ،)495‬وتقدم تخريجه‪ .‬وصححه األلباني في إرواء الغليل (‪.)2/7( )1/266‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) الطفل في الشريعة اإلسالمية (ص ‪.)210‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫محاكاة الصغار أكثر مما يكسب من محاكاة الكبار‪.‬‬


‫وينبغي لألب أن يُع ِّود الطفل على آداب األك ل‪ ،‬والش رب‪،‬‬
‫وذلك ب أن يغسل يديه قبل األكل وبع ده‪ ،‬ويُس ِّمي عند الب دء باألكل‬
‫والش رب‪ ،‬ويأكل بيمين ه‪ ،‬ويحمد هللا عند االنته اء من األكل‬
‫والش رب‪ ،‬ويأكل مما يلي ه‪ ،‬وال ينظر إلى اآلكلين حول ه‪ ،‬ويمضغ‬
‫اللقمة مض غا ً جي داً‪ ،‬وال يتق دم على من هو أك بر من ه‪ ،‬وإذا ش رب‬
‫يشرب بهدوء‪ ،‬وال يتنفس في اإلناء‪.‬‬
‫وهذه األخالق قد ورد بها التوجيه من المصطفى ‪ r‬فيما يرويه‬
‫نت ُغالما ً في ِحجْ ر رس ول هللا‬ ‫ضَي اللَُّه َعْن ُه َما قال‪ُ :‬ك ُ‬‫عمر بن أبي سلمة َر ِ‬
‫‪ r‬فقال لي‪(( :‬يا ُغالم س ِّم هللا‪ ،‬و ُك ْل بِيَمينكَ‪ ،‬و ُك ْل م َّما يَلي َك)) ‪.‬‬
‫(‪)1‬‬

‫وينبغي لألبوين تعليم األطفال أوقات االس تئذان على أبويهم ا‪،‬‬
‫ما لم يبلغ الطفل الحلم‪ ،‬ف إذا بلغ الحلم وجب عليه االس تئذان دائم ا ً‬
‫وأب داً‪ ،‬كلما أراد أن ي دخل على أبوي ه‪ ،‬واألوق ات ال تي يجب على‬
‫األبوين أن يرشدوا أطفالهم الذين لم يبلغوا الحلم ثالثة أوقات‪:‬‬
‫‪ – 1‬من قبل صالة الفجر‪.‬‬
‫‪ – 2‬حين وضع الثياب من الظهيرة‪.‬‬
‫‪ – 3‬من بعد صالة العشاء‪.‬‬
‫وما عدا هذه الثالثة األوقات فيج وز دخ ول األطف ال الص غار‬
‫بدون استئذان‪ ،‬وك ذلك الخ دم‪ ،‬ف إذا بلغ األطف ال الحلم وجب عليهم‬
‫ين آ َمنُ وا‬ ‫االس تئذان كلما أرادوا ال دخول؛ لقوله تع الى‪{ :‬يَا َأيُّ َها الَّ ِذ َ‬
‫ث‬ ‫ين َملَ َكتْ َأ ْي َم انُ ُك ْم َوالَّ ِذ َ‬
‫ين لَ ْم يَ ْبلُ ُغ وا ا ْل ُحلُ َم ِمن ُك ْم ثَالَ َ‬ ‫س تَْأ ِذن ُك ُم الَّ ِذ َ‬
‫لِيَ ْ‬
‫َّ‬
‫ون ثِيَابَ ُكم ِّم َن الظ ِهي َر ِة َو ِمن‬ ‫ض ُع َ‬‫ين تَ َ‬ ‫صالَ ِة ا ْلفَ ْج ِر َو ِح َ‬ ‫ت ِمن قَ ْب ِل َ‬ ‫َم َّرا ٍ‬
‫اح‬‫س َعلَ ْي ُك ْم َوالَ َعلَ ْي ِه ْم ُجنَ ٌ‬ ‫ت لَّ ُك ْم لَ ْي َ‬
‫ث َع ْو َرا ٍ‬ ‫ش اء ثَالَ ُ‬ ‫ص الَ ِة ا ْل ِع َ‬ ‫بَ ْع ِد َ‬
‫ت‬‫ض َك َذلِكَ يُبَيِّنُ هللا لَ ُك ُم اآليَا ِ‬ ‫ض ُك ْم َعلَى بَ ْع ٍ‬ ‫ون َعلَ ْي ُكم بَ ْع ُ‬ ‫بَ ْع َدهُنَّ طَ َّوافُ َ‬
‫وهللا َعلِي ٌم َح ِكيم} ‪.‬‬
‫(‪)2‬‬

‫‪1‬‬
‫(?) أخرجه البخاري‪ ،‬كتاب األطعمة‪ ،‬باب التسمية على الطعام واألكل باليمين (رقم‬
‫‪ ،)5376‬وتقدم تخريجه‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) سورة النور‪ ،‬اآلية‪.58 :‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫ب من تمسك بها الس عادة في‬ ‫فهذه اآلداب اإلسالمية ال تي تُ ِ‬


‫كس َ‬
‫الدنيا واآلخرة‪ ،‬وينبغي أال يتهاون بها وأالَّ تُه َمل‪ ،‬وتُضيَّع؛ ف إن من‬
‫ت رك اآلداب اإلس المية وتخلَّى عنها فقد أهمله ا‪ ،‬ويخشى عليه من‬
‫الضالل والعياذ باهلل‪.‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫المبحث الرابع عشر‪ :‬تأديبهم باألدب النبوي‬


‫على الوالد أن يُؤدِّب أوالده‪ ،‬باألدب النبوي‪ ،‬في جميع ش ؤون‬
‫حياتهم‪ :‬من عب ادات‪ ،‬ومع امالت‪ ،‬وأخالق‪ ،‬وآداب العب ادة‪ ،‬وآداب‬
‫كل شيء مباح‪ :‬من األعمال الدنيوية‪ ،‬وغيرها‪.‬‬
‫ومن ذلك تعليمهم آداب ق راءة الق رآن الك ريم‪ ،‬بحيث يس تعيذ‬
‫باهلل من الشيطان الرجيم عند القراءة‪ ،‬وأن يكون على طهارة‪.‬‬
‫وتعليمهم آداب دخول المساجد‪ ،‬فقد ثبت عن عبدهللا بن عم رو‬
‫بن العاص َرض َِي َّاللهُ َعْنهُ َم ا عن النبي ‪ r‬أنه ك ان إذا دخل المس جد ق ال‪:‬‬
‫س لطانِ ِه القَ ديم ِم َن‬ ‫ظيم‪ ،‬وبِ َو ْج ِه ِه ال َك ريم‪ ،‬وبِ ُ‬ ‫وذ باهلل ال َع ِ‬ ‫((أ ُع ُ‬
‫الش يطان‪ :‬حف ظَ ِمنِّي‬ ‫طان ال َّر ِجيم)) ق ال‪(( :‬ف إذا قَ ا َل َذلك ق ال َّ‬ ‫الش ْي ِ‬ ‫َّ‬
‫وم)) ‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫ساِئ َر اليَ ِ‬
‫وعن أنس بن مالك ‪ ‬قال‪ :‬كان النبي ‪ r‬يقول إذا دخل المس جد‪:‬‬
‫بسم هللا‪ ،‬الله َّم‬ ‫ص ِّل َعلى ُمح َّم ٍد))‪ ،‬وإذا خرج قال‪ِ (( :‬‬ ‫بسم هللا‪ ،‬الله َّم َ‬‫(( ِ‬
‫ص ِّل َعلى ُمح َّم ٍد)) ‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫َ‬
‫وعن أبي حُميد أو أبي ُأسيد قال‪ :‬قال النبي ‪(( :r‬إذا دخل َأ َح ُد ُك ُم‬
‫س ِج َد فَ ْليَقُ ِل‪ :‬اللهم افتح لنا َأ ْب َو َ‬
‫اب َر ْح َمتِ كَ ‪ ،‬وإذا َخ َر َج فَ ْليَقُ ِل‪:‬‬ ‫ا ْل َم ْ‬
‫سَألُكَ من فَ ْ‬
‫ضلِ َك))(‪.)3‬‬ ‫اللهم إني َأ ْ‬
‫ومن آداب دخ ول المس جد أن ي دخل بالرِّجل اليم نى ويخ رج‬
‫باليسرى‪.‬‬
‫ويعلمه آداب دخول المنزل بأن يقول دعاء الدخول‪ ،‬والخروج‬
‫‪1‬‬
‫(?) أخرجه أبو داود‪ ،‬كتاب الصالة‪ ،‬باب فيما يقول الرجل عند دخوله‪ t‬المسجد (رقم‬
‫‪ ،)466‬وصححه األلباني في صحيح سنن أبي داود (‪ 137 – 1/136‬رقم ‪ ،)466‬وفي‬
‫صحيح الجامع (رقم ‪.)4715‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) أخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة (رقم ‪ )88‬وحسنه السيوطي كما ذكر‬
‫المناوي في فيض القدير (‪ )5/129‬وصححه‪ t‬األلباني في صحيح الجامع (رقم ‪.)4716‬‬
‫بينما حسنه في الثمر المستطاب في فقه السنة والكتاب (‪ ،)2/604‬وفي الكلم الطيب‬
‫(رقم ‪.)64‬‬
‫‪3‬‬
‫(?) أخرجه مسلم‪ ،‬كتاب صالة المسافرين‪ ،‬باب ما يقول إذا دخل المسجد (رقم ‪.)713‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫وآداب االس تئذان وغ يره من اآلداب اإلس المية‪ ،‬فيق ول عند دخوله‬
‫س ِم هللا‬
‫ج‪ ،‬بِ ْ‬‫ج َو َخ ْي َر ا ْل َم ْخ َر ِ‬ ‫س َألُكَ َخ ْي َر ا ْل َم ْولَ ِ‬
‫المنزل‪(( :‬اللهم إني َأ ْ‬
‫س لِّ ْم على‬‫س ِم هَّللا ِ َخ َر ْجنَا‪َ ،‬و َعلَى هللا َربِّنَا تَ َو َّك ْلنَ ا‪ ،‬ثُ َّم لِيُ َ‬
‫َولَ ْجنَ ا‪َ ،‬وبِ ْ‬
‫َأ ْهلِ ِه))(‪.)1‬‬
‫ويقول عند الخ روج من الم نزل‪(( :‬بسم هللا‪ ،‬ت و َّكلتُ على هللا‪،‬‬
‫ضل‪ ،‬أو‬ ‫ض َّل أو ُأ َ‬ ‫وال َح ْو َل وال قُ َّوةَ إال باهلل‪ ،‬الله َّم إنِّي أعُو ُذ بِكَ أن أ ِ‬
‫أ ِز َّل أو ُأ َز ّل‪ ،‬أو أ ْظلِم أو ُأ ْظلَم‪ ،‬أو َأ ْج َه َل أو يُ ْج َهل عل َّي)) (‪.)2‬‬
‫ويعلمه آداب النوم واالستيقاظ من الن وم ك ذلك‪ ،‬فعن حذيفة‪ ‬بن‬
‫اليم ان َرض َِي َّاللهُ َعْنهُ َم ا ق ال‪ :‬ك ان رس ول هللا ‪ r‬إذا أراد أن ين ام ق ال‪:‬‬
‫الحم ُد‬
‫وأحيَا))‪ ،‬وإذا اس تيقظ من منامه ق ال‪َ (( :‬‬ ‫س ِمكَ الله َّم أ ُم وتُ ْ‬ ‫((با ْ‬
‫أحيَانا بَع َدما أماتَنَا وإل ْي ِه النُّشُور)) ‪ .‬وغ ير ذلك من أدعية‬
‫(‪) 3‬‬
‫هلل الذي ْ‬
‫النوم واالستيقاظ‪.‬‬
‫ويعلمه آداب سماع األذان والقول مثل ما يقول المؤذن‪.‬‬
‫وبعد انته اء الم ؤذن يص لي على الن بي ‪ r‬ويس أل هللا له‬
‫الوسيلة(‪.)4‬‬
‫‪1‬‬
‫(?) أخرجه أبو داود‪ ،‬كتاب األدب‪ ،‬باب ما جاء فيمن دخل بيته ما يقول (رقم ‪،)5096‬‬
‫والطبراني في الكبير (‪ 3/296‬رقم ‪ )3452‬وفي مسند الشاميين (‪ 2/447‬رقم ‪.)1674‬‬
‫وضعفه‪ t‬األلباني في ضعيف سنن أبي داود (رقم ‪ ،)5096‬وفي الكلم الطيب (رقم ‪،)62‬‬
‫بينما صححه في صحيح الجامع (رقم ‪.)839‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) أخرجه أبو داود‪ ،‬كتاب األدب‪ ،‬باب ما جاء فيمن دخل بيته ما يقول (رقم ‪،)5094‬‬
‫والطبراني في األوسط (‪ 3/34‬رقم ‪ )2383‬وفي الكبير (‪ 23/320‬رقم ‪ ،)726‬وفي‬
‫الدعاء (رقم ‪ ،)412‬والقضاعي (‪ 2/333‬رقم ‪ ،)1469‬وصححه النووي في رياض‬
‫الصالحين (ص ‪ .)38‬وصححه‪ t‬األلباني في صحيح سنن أبي داود (‪ 3/252‬رقم ‪.)5095‬‬
‫‪3‬‬
‫(?) أخرجه البخاري‪ ،‬كتاب الدعوات‪ ،‬باب ما يقول إذا نام (رقم ‪ ،)6312‬ومسلم عن‬
‫البراء‪ ‬بن عازب ‪ ،‬كتاب الذكر والدعاء والتوبة‪ ،‬باب ما يقول عند النوم وأخذ المضجع‬
‫(رقم ‪.)2711‬‬
‫‪4‬‬
‫(?) فعن جابر بن عبداهلل رضي اهلل عنهما أن رسول اهلل ‪ -‬صلى اهلل عليه وسلم ‪ -‬قال‪:‬‬
‫((من قال حين يسمع النداء‪ :‬اللهم رب هذه الدعوة التامة والصالة القائمة آت محمداً‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫ويعلمه ك ذلك دع اء الك رب والهم والح زن وااللتج اء إلى هللا‬


‫ليغرس في قلبه االعتماد على هللا في الرخاء والشدة‪ ،‬فقد ثبت عن ابن‬
‫ِ َ‬
‫ي‬ ‫اس َرض‬ ‫عب‬
‫الل‬
‫ّ‬
‫َ هُ َعْنهُ َم ا أن رسول هللا ‪ r‬ك ان يق ول عند الك رب‪(( :‬اَل ِإ َل َه إال هللا ا ْل َع ِظي ُم‬
‫ش ا ْل َع ِظ ِيم‪ ،‬اَل ِإ َل َه إال هللا َر ُّب الس ماوات‬ ‫ِ‬ ‫ا ْل َح ِلي ُم‪ ،‬اَل ِإ َل َه إال هللا َر ُّب ا ْل َع ْر‬
‫ش ا ْل َك ِر ِ‬
‫يم))(‪.)1‬‬ ‫ض َو َر ُّب ا ْل َع ْر ِ‬ ‫َو َر ُّب األر ِ‬
‫ويعلمه كذلك الدعاء عند لقاء العدو‪ ،‬فعن أبي موسى األشعري‬
‫‪ ‬أن الن بي ‪ r‬ك ان إذا خ اف قوم ا ً ق ال‪(( :‬الله َّم إنَّا نَ ْج َعلُ َك فِي‬
‫ش ُرو ِر ِهم))(‪.)2‬‬ ‫وذ بِكَ ِمنْ ُ‬ ‫نُ ُحو ِر ِه ْم‪ ،‬ونَ ُع ُ‬
‫ويعلمه آداب رك وب الداب ة‪ ،‬فعن ابن عمر َرض َِي اللَُّه َعْن ُه َم ا أن‬
‫رس ول هللا ‪ r‬ك ان إذا اس توى على بع يره خارج ا ً إلى س فر‪(( :‬يكبِّر‬
‫نين‪ ،‬وإنَّا‬ ‫س َّخر لَنَا َهذا وما ُكنَّا لهُ ُمق ِر َ‬ ‫سبحان ال ِذي َ‬ ‫َ‬ ‫ثالثا ً ثم يقول‪:‬‬
‫بون)) ‪.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫إلى َربِّنَا لمنقَلِ َ‬
‫الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاماً محموداً الذي وعدته‪ ،‬حلت له شفاعتي يوم القيامة))‪ .‬أخرجه‬
‫البخاري‪ ،‬كتاب األذان‪ ،‬باب الدعاء عند النداء (رقم ‪ ،)614‬وعن عبداهلل بن عمرو بن العاص‬
‫رضي اهلل عنهما أنه سمع النبي ‪ -‬صلى اهلل عليه وسلم ‪ -‬يقول‪(( :‬إذا سمعتم المؤذن فقولوا‬
‫علي صالة صلى اهلل عليه بها عشراً‪ ،‬ثم سلوا اهلل لي‬
‫علي‪ ،‬فإنه من صلى َّ‬
‫مثل ما يقول‪ ،‬ثم صلوا َّ‬
‫الوسيلة‪ ،‬فإنها منزلة في الجنة ال تنبغي إال لعبد من عباد اهلل‪ ،‬وأرجو أن أكون أنا هو‪ ،‬فمن سأل‬
‫لي الوسيلة حلت له الشفاعة))‪.‬‬
‫أخرجه مسلم‪ ،‬كتاب الصالة‪ ،‬باب اإلمساك عن اإلغارة على قوم في دار الكفر إذا سمع‬
‫فيهم األذان (رقم ‪.)384‬‬
‫‪1‬‬
‫(?) أخرجه البخاري‪ ،‬كتاب الدعوات‪ ،‬باب الدعاء عند الكرب (رقم ‪ ،)6346‬ومسلم‪،‬‬
‫كتاب الذكر والدعاء والتوبة‪ ،‬باب دعاء الكرب (رقم ‪.)2730‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) أخرجه أبو داود‪ ،‬كتاب الوتر‪ ،‬باب ما يقول إذا خاف قوماً (رقم ‪ ،)1537‬والنسائي‬
‫في سننه الكبرى (‪ 6/154‬رقم ‪ ،)10437‬وابن حبان (‪ 11/82‬رقم ‪ ،)4765‬والحاكم (‬
‫‪ 1/154‬رقم ‪ ،)2629‬وصححه وكذا صححه النووي في رياض الصالحين (ص ‪.)246‬‬
‫وصححه األلباني في صحيح سنن أبي داود (‪ 1/421‬رقم ‪.)1537‬‬
‫‪3‬‬
‫(?) أخرجه مسلم‪ ،‬كتاب الحج‪ ،‬باب ما يقول إذا ركب إلى سفر الحج وغيره (رقم‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫ويعلمه آداب القي ام من المجلس‪ ،‬فعن أبي هري رة ‪ ‬ق ال‪ :‬ق ال‬
‫س فَ َكثُ َر فيه لَ َغطُه فق ا َل قَ ْب َل أنْ‬ ‫س في َم ْجلِ ٍ‬ ‫رس ول هللا ‪َ (( :r‬منْ َجلَ َ‬
‫ش َه ُد أنْ ال إلهَ إالَّ أ ْنتَ ‪،‬‬
‫س ْبحانَكَ الله َّم وبِ َح ْم ِد َك‪ ،‬أ ْ‬
‫س ِه‪ُ :‬‬‫يَقو َم ِمنْ َم ْجلِ ِ‬
‫وب إل ْيكَ إال ُغفِر له ما كان في مجلسه ذلك)) ‪.‬‬
‫(‪)4‬‬
‫ستَ ْغفِ ُركَ وأتُ ُ‬ ‫أ ْ‬
‫وه ذه اآلداب النبوية الش ريفة ينبغي لألب أن ال يس ردها دفعة‬
‫واحدة على الولد فيمل‪ ،‬ولكن يطبق أمامه‪ ،‬ويعلمه شيئا ً فشيئاً‪ ،‬ومع‬
‫طول الزمن وتتابع الليالي واأليام يصبح هذا العمل الطيب واآلداب‬
‫وجبلَّة ل ه‪ ،‬فيك ون من‬ ‫الحميدة – آداب الرسول ‪ - r‬خلق ا ً له ذا الولد ِ‬
‫الذاكرين هللا كث يراً؛ ألنه مرب وط ب آداب الرس ول ‪ -‬ص لى هللا عليه‬
‫وس لم ‪ -‬فعن دما ي دخل المس جد أو يخ رج من ه‪ ،‬وعند ال دخول في‬
‫الم نزل والخ روج من ه‪ ،‬وعند الن وم واالس تيقاظ‪ ،‬ورك وب الداب ة‪،‬‬
‫ودخول الخالء والخروج منه‪ ،‬يفعل مثل ما كان رسول هللا ‪ r‬يفعل‪،‬‬
‫ومن فعل هذه الس نن واآلداب فإنه يك ون من األولى أن يحافظ على‬
‫الفرائض والواجبات‪ ،‬فيكون موفق ا ً في دني اه وأخ راه‪ ،‬ويص بح من‬
‫الرج ال الص الحين ال ذين يفي دون وال ديهم ومجتمعهم المس لم إن‬
‫شاءهللا تعالى‪.‬‬
‫*‬ ‫*‬ ‫*‬

‫‪.)1342‬‬
‫‪4‬‬
‫(?) أخرجه الترمذي‪ ،‬كتاب الدعوات‪ ،‬باب ما يقول إذا قام من المجلس (رقم ‪)3433‬‬
‫وقال‪ :‬هذا حديث حسن غريب صحيح‪ .‬وأخرجه عبدالرزاق في مصنفه (‪ 11/24‬رقم‬
‫‪ ،)19796‬وابن أبي شيبة (‪ 6/41‬رقم ‪ ،)29325‬والطبراني في األوسط (‪ 2/54‬رقم‬
‫‪ .)1227‬وصححه األلباني في صحيح سنن الترمذي (‪ 3/414‬رقم ‪.)3433‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫المبحث الخامس عشر‪ :‬العدل بين األوالد‬


‫لقد كفلت الش ريعة اإلس المية لألوالد حقوق ا ً كث يرة‪ ،‬من بينها‬
‫حقوقهم في النسب والرض اعة والحض انة‪ ،‬كما تق دم‪ ،‬وأوجب على‬
‫الوال دين الع دل في المعاملة بين األوالد‪ :‬في األم ور المادي ة‪،‬‬
‫واألدبية‪ ،‬وال عجب في أن تأمر الشريعة بالع دل بين األوالد‪ ،‬وهي‬
‫التي أمرت بالعدل بين جميع الن اس‪ ،‬وقد أمر هللا تع الى بالع دل في‬
‫أكثر من موضع في القرآن الكريم‪.‬‬
‫ان َوِإيتَ اء ِذي ا ْلقُ ْربَى‬ ‫ِ‬ ‫قال تعالى‪ِ{ :‬إنَّ هللا يَْأ ُم ُر بِا ْل َع ْد ِل َواِإل ْح َ‬
‫س‬
‫َويَ ْن َهى َع ِن ا ْلفَ ْحشَاء َوا ْل ُمن َك ِر َوا ْلبَ ْغ ِي يَ ِعظُ ُك ْم لَ َعلَّ ُك ْم تَ َذ َّك ُرون}(‪.)1‬‬
‫س ِط‬ ‫ين آ َمنُ و ْا ُكونُ و ْا قَ َّوا ِم َ‬
‫ين بِا ْلقِ ْ‬ ‫وق ال تع الى‪{ :‬يَا َأيُّ َها الَّ ِذ َ‬
‫ين ِإن يَ ُكنْ َغنِيًّا َأ ْو‬ ‫س ُك ْم َأ ِو ا ْل َوالِ َد ْي ِن َواَأل ْق َربِ َ‬ ‫ش َه َداء هلل َولَ ْو َعلَى َأنفُ ِ‬ ‫ُ‬
‫فَقَ ي ًرا فَاهّلل ُ َأ ْولَى بِ ِه َما فَالَ تَتَّبِ ُع و ْا ا ْل َه َوى َأن تَ ْع ِدلُو ْا َوِإن تَ ْل ُوو ْا َأ ْو‬
‫ون َخبِي ًرا}(‪.)2‬‬ ‫ان بِ َما تَ ْع َملُ َ‬‫ضو ْا فَِإنَّ هللا َك َ‬
‫تُ ْع ِر ُ‬
‫فاهلل ‪ ‬ي دعو المؤم نين ألداء األمان ة‪ ،‬وهي القي ام بالقسط‬
‫المطل ق‪ ،‬ال ذي يمنع البغي والظلم في األرض‪ ،‬وال ذي يكفل الع دل‬
‫بين الناس‪ ،‬وإذا كان هذا الن وع مطلوب ا ً في حق س ائر الن اس؛ فإنه‬
‫يتحتم القي ام به في حق الولد من ب اب أولى؛ ألن على الوال دين أن‬
‫يفض ل‬ ‫ِّ‬ ‫ينهضا بواجب حسن التربية؛ ولهذا فإنه ال يحل لش خص أن‬
‫بعض أوالده على بعض في العط اء؛ لما ي ترتب على ذل ك‪ :‬من‬
‫زرع الع داوة‪ ،‬والبغض اء‪ ،‬وقطع الص الت ال تي أمر هللا بها أن‬
‫توصل‪ ،‬وإذا كان كل من األبوين يس ره أن يتس ابق أوالده في ب ره‪،‬‬
‫ويتنافسوا في احترامه وتوق يره؛ ف إن على اآلب اء واألمه ات الع دل‬
‫بين أوالدهم‪ :‬في اله دايا‪ ،‬والهب ات‪ ،‬بل وفي المالبس واألدوات‪،‬‬
‫وفي المداعب ة‪ ،‬والنظ رات‪ ،‬والتقبي ل؛ ألن ه ذا أدعى إلى إيج اد‬
‫المودة‪ ،‬ويبعث على التراحم(‪.)3‬‬
‫‪1‬‬
‫(?) سورة النحل‪ ،‬اآلية‪.90 :‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) سورة النساء‪ ،‬اآلية‪.135 :‬‬
‫‪3‬‬
‫(?) الطفل في الشريعة اإلسالمية (ص ‪.)182‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫وقد ج اءت الس نة المطه رة بالش يء الكث ير من ه ذا‪ ،‬فعن‬


‫ت‬‫حل ُ‬‫النعمان‪ ‬بن بشير ‪ ‬أن أباه أتى به إلى رسول هللا ‪ r‬فق ال‪ :‬إني نَ ْ‬
‫اب ني ه ذا ُغالم اً‪ ،‬فق ال‪َ(( :‬أ ُك َّل َولَ ِد َك نَ َح ْلتَ ِم ْثل ه؟)) ق ال‪ :‬ال‪ ،‬ق ال‪:‬‬
‫فار ِج ْعهُ)) (‪.)1‬‬
‫(( ْ‬
‫وفي رواية أخ رى عند البخ اري عن ع امر ق ال‪ :‬س معت‬
‫النعمان‪ ‬بن بشير َرض َِي اللَُّه َعْن ُه َم ا وهو على المنبر يق ول‪ :‬أعط اني أبي‬
‫عطية‪ ،‬فقالت عمرة بنت رواحة‪ :‬ال أرضى حتى تشهد رسول هللا ‪-‬‬
‫صلى هللا عليه وسلم ‪ -‬فأتى رسول هللا ‪ r‬فقال‪ :‬إني أعطيت ابني من‬
‫عمرة بنت رواحة عطية‪ ،‬فأمرتني أن أش هدك يا رس ول هللا‪ ،‬فق ال‪:‬‬
‫ساِئ َر َولَ ِدكَ ِمث َل َه َذا؟)) قال‪ :‬ال‪ ،‬قال‪(( :‬ف اتَّقُوا هللا وا ْع ِدلُوا‬ ‫((َأ ْعطَ ْيتَ َ‬
‫فر َج َع فَ َر َّد َع ِطيَّتَهُ(‪.)2‬‬
‫أوال ِد ُك ْم)) قال‪َ :‬‬
‫بَ ْي َن ْ‬
‫وفي رواية لمسلم‪(( :‬أك ّل بَنِيكَ نَ َحلتَ ؟)) قال‪ :‬ال‪ ،‬قال‪(( :‬ف ار ُ‬
‫د ْده ُ))‬
‫(‪.)3‬‬
‫وفي رواية لمس لم‪(( :‬أفَ َع ْلتَ ه َذا بِ َولَ ِدكَ ُكلّهم؟)) ق ال‪ :‬ال‪ ،‬ق ال‪:‬‬
‫((اتَّقُوا هللا وا ْع ِدلُوا في أوال َدك ْم)) (‪.)4‬‬
‫س َوى َهذا؟)) ق ال‪:‬‬ ‫وفي رواية لمسلم أيضاً‪(( :‬يا بشير‪ ،‬ألَكَ َولَ ٌد ِ‬
‫ش ِهدُني‬ ‫نعم‪ ،‬فقال‪(( :‬أ ُكلّهم َو َه ْبتَ لَهُ ِمث َل َهذا؟)) قال‪ :‬ال‪ ،‬قال‪(( :‬فال تُ ْ‬
‫جو ٍر)) (‪.)5‬‬ ‫إذاً فإنِّي ال أ ْ‬
‫ش َه ُد َعلى ْ‬
‫‪1‬‬
‫(?) أخرجه البخاري‪ ،‬كتاب الهبة‪ ،‬باب الهبة للولد (رقم ‪ ،)2856‬ومسلم‪ ،‬كتاب‬
‫الهبات‪ ،‬باب كراهة تفضيل بعض األوالد في الهبة (رقم ‪.)1623‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) أخرجه البخاري في كتاب الهبة‪ ،‬باب اإلشهاد في الهبة (رقم ‪ ،)2587‬ومسلم‪،‬‬
‫كتاب الهبات‪ ،‬باب كراهة تفضيل بعض األوالد في الهبة (رقم ‪.)1623‬‬
‫‪3‬‬
‫(?) أخرجه مسلم‪ ،‬كتاب الهبات‪ ،‬باب كراهة تفضيل بعض األوالد في الهبة (رقم ‪( )1623‬‬
‫‪.)10‬‬
‫‪4‬‬
‫(?) أخرجه مسلم‪ ،‬كتاب الهبات‪ ،‬باب كراهة تفضيل بعض األوالد في الهبة (رقم ‪( )1623‬‬
‫‪.)13‬‬
‫‪5‬‬
‫(?) أخرجه مسلم‪ ،‬كتاب الهبات‪ ،‬باب كراهة تفضيل بعض األوالد في الهبة (رقم ‪( )1623‬‬
‫‪.)14‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫نح ْلتَ ِمث َل النُّعم ا ِن؟‬


‫))‬ ‫وفي رواية لمسلم أيضاً‪(( :‬أ ُك ّل بَنِي كَ قَ ْد َ‬
‫ش ِهد َعلى َه َذا َغي ِري)) ثم قال‪(( :‬أيَ ُ‬
‫س ُّر َك أنْ يَكونُ وا‬ ‫قال‪ :‬ال‪ ،‬قال‪(( :‬فأ ْ‬
‫سواء؟)) قال‪ :‬بلى‪ ،‬قال‪(( :‬فال إذاً)) ‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫البر َ‬
‫إل ْي َك في ِّ‬
‫وفي رواية لمسلم أيضاً‪(( :‬أ ُك ّل َولَ ِد َك أ ْعطَيتَ هُ َه ذا؟)) ق ال‪ :‬ال‪،‬‬
‫س تُري ُد ِمنهم الب َّر ِمث َل ما تُري ُد منْ َذا؟)) ق ال‪ :‬بلى‪ ،‬ق ال‪:‬‬ ‫قال‪(( :‬ألَ ْي َ‬
‫ش َهد)) ‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫((فإنِّي ال أ ْ‬
‫أوال َد ُكم في‬
‫بين ْ‬‫س ُّووا َ‬ ‫وعن ابن عب اس َرض َِي َّاللهُ َعْنهُ َم ا يرفع ه‪َ (( :‬‬
‫ضلتُ النِّسا َء)) ‪.‬‬
‫(‪) 3‬‬
‫أحداً لَفَ َّ‬ ‫ضالً َ‬ ‫فلو ُك ْنتُ ُمفَ ِّ‬‫ال َع ِطيَّ ِة‪ْ ،‬‬
‫فمن ه ذه الرواي ات الص حيحة وغيرها يجب على األب أن‬
‫يع دل بين أوالده كما يجب عليه أن يع دل في كل أم وره‪ ،‬وفي كل‬
‫شيء‪ ،‬فإن هللا ‪ ‬يحب المقسطين‪.‬‬

‫*‬ ‫*‬ ‫*‬

‫‪1‬‬
‫(?) أخرجه مسلم‪ ،‬كتاب الهبات‪ ،‬باب كراهة تفضيل بعض األوالد في الهبة (رقم ‪( )1623‬‬
‫‪.)17‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) أخرجه مسلم‪ ،‬كتاب الهبات‪ ،‬باب كراهة تفضيل بعض األوالد في الهبة (رقم ‪( )1623‬‬
‫‪.)18‬‬
‫‪3‬‬
‫(?) أخرجه البيهقي في سننه الكبرى (‪ 6/177‬رقم ‪ ،)11780‬والطبراني في الكبير (‬
‫‪ 11/354‬رقم ‪ ،)11997‬والديلمي في الفردوس (‪ 2/308‬رقم ‪ ،)3391‬وحسن إسناده‬
‫الحافظ ابن حجر في فتح الباري (‪ ،)5/214‬وتبعه في تحسينه كل من المباركفوري في‬
‫تحفة األحوذي (‪ ،)4/507‬والزرقاني في شرحه‪ t‬على موطأ مالك (‪ ،)4/54‬بينما نقل ابن‬
‫الملقن في خالصة البدر المنير (‪ )121 – 2/120‬تضعيف ابن الجوزي‪ .‬وضعفه األلباني‬
‫في ضعيف الجامع (رقم ‪ ،)3215‬والسلسلة الضعيفة (‪ 1/514‬رقم ‪.)340‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫المبحث السادس عشر‪ :‬الحلم والرفق بهم‬


‫على األب أن يكون حليما ً في تربيته ألوالده‪ ،‬وأن يكون رفيقا ً‬
‫بهم‪ ،‬وأالَّ يك ون قاس يا ً ش ديداً‪ ،‬فلقد ك ان الرس ول ‪ r‬أرحم الن اس‬
‫وأكرمهم‪ ،‬وهو الذي كان يُقبِّل الحسن والحسين‪ ،‬وكان ‪ r‬ب المؤمنين‬
‫رؤوف ا ً رحيم اً‪ ،‬فعن أبي هري رة ‪ ،‬أن رس ول هللا ‪ r‬قَبَّل الحسن بن‬
‫علي‪ ،‬وعنده األقرع بن حابس التميمي جالساً‪ ،‬فق ال األق رع‪ :‬إن لي‬
‫عش رة من الولد ما قبلت أح داً منهم‪ ،‬فنظر إليه رس ول هللا ‪ r‬وق ال‪:‬‬
‫رح ُم)) (‪.)1‬‬
‫رح ُم ال يُ َ‬
‫(( َمنْ ال يَ َ‬
‫وعن عائشة رضي هللا عنها أن رسول هللا ‪ r‬قال‪(( :‬يا عائش ةُ إنَّ هللا‬
‫ف))‬ ‫ق ما ال يُ ْع ِطي علَى ال ُع ْن ِ‬
‫ق‪ ،‬ويُ ْع ِطي على ال َّرف ِ‬ ‫الر ْف َ‬
‫حب ِّ‬ ‫ق يُ ُّ‬
‫َرفِي ٌ‬
‫(‪.)2‬‬
‫وعن المق داد بن ش ريح عن أبيه ق ال‪ :‬س ألت عائشة رضي هللا عنها‬
‫عن البداوة؟ فقالت‪: :‬كان رسول هللا ‪ r‬يب دو إلى ه ذه التِّالع(‪ ،)3‬وإنه‬
‫ي ناقة محرَّمة(‪ )4‬من إبل الص دقة‪ ،‬فق ال‬ ‫أراد الب داوة م رة فأرسل إل َّ‬
‫ق لم يَ ُكنْ في ش ي ٍء قَ طّ إال َزانَ هُ‪،‬‬ ‫الر ْف َ‬
‫شةُ‪ ،‬ارفِقِي فإنَّ ِّ‬ ‫لي‪(( :‬يا عاِئ َ‬
‫وال نُ ِز َع من شي ٍء قطّ إال شَانَهُ)) ‪.‬‬
‫(‪)5‬‬

‫‪1‬‬
‫(?) أخرجه البخاري‪ ،‬كتاب األدب‪ ،‬باب رحمة الولد وتقبيله ومعانقته (رقم ‪،)5997‬‬
‫ومسلم‪ ،‬كتاب الفضائل‪ ،‬باب رحمته ‪ -‬صلى اهلل عليه وسلم ‪ -‬الصبيان والعيال وتواضعه‪t‬‬
‫وفضل ذلك (رقم ‪..)2318‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) أخرجه مسلم‪ ،‬كتاب البر والصلة واآلداب‪ ،‬باب فضل الرفق (رقم ‪.)2593‬‬
‫‪3‬‬
‫(?) التالع‪ :‬مسايل الماء من علو إلى سفل‪ ،‬واحدها تلعة‪ .‬قاله ابن األثير في النهاية (‪.)1/194‬‬
‫‪4‬‬
‫(?) محرمة‪ :‬هي التي لم تركب ولم تذلل‪ .‬قاله ابن الجوزي في غريب الحديث (‬
‫‪.)1/208‬‬
‫‪5‬‬
‫(?) أخرجه أبو داود‪،‬كتاب الجهاد‪ ،‬باب ما جاء في الهجرة وسكنى البدو (رقم ‪،)2478‬‬
‫وابن حبان (‪ 2/310‬رقم ‪ ،)550‬وأحمد (‪ ،)6/112‬وابن أبي شيبة (‪ 5/209‬رقم‬
‫‪ .)25304‬وقال األلباني في صحيح سنن أبي داود (‪ 2/89‬رقم ‪ :)2478‬صحيح دون‬
‫جملة التالع‪.‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫الر ْف َ‬
‫ق يُ ْح َر ُم‬ ‫وعن جرير ‪ ‬قال‪ :‬قال رسول هللا ‪َ (( :r‬منْ يُ ْح َر ُم ِّ‬
‫الخ ْي َر ُكلَّهُ)) (‪.)1‬‬
‫َ‬
‫ضَي َّاللهُ َعْنهُ َما أنه عليه الص الة‬ ‫وعن عبدهللا بن عمرو بن العاص َر ِ‬
‫ض‬‫ار َح ُموا َمنْ في األر ِ‬ ‫ون يَ ْر َح َم ُهم ال َّر ْحمنُ ‪ْ ،‬‬
‫والسالم قال‪(( :‬ال َّرا ِح ُم َ‬
‫سما ِء)) ‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫يَ ْر َح َم ُك ْم َمنْ في ال َّ‬
‫ويؤخذ مما تقدم أن الرفق من أخالق العظماء وأخالق الرج ال‬
‫الذين يقتدون ويتبع ون خ ير خلق هللا محمد بن عبدهللا عليه الص الة‬
‫ق في شَي ٍء قَط إال َزانَهُ‪ ،‬وال‬ ‫والسالم‪ ،‬فهو الذي قال‪(( :‬ل ْم يَ ُكنْ ِّ‬
‫الرف ُ‬
‫ش انَهُ)) فعلى األب أن يرفق ب أوالده وأهل ه‪،‬‬ ‫نُ ِز َع ِمن ش ي ٍء قَط إال َ‬
‫وأن يعاملهم بالتي هي أحسن‪ ،‬فال يكون بالش ديد وال يك ون بالس هل‬
‫الهيِّن؛ حتى يركب أوالده على عاتقه وتق ّل هيبته‪ ،‬لكن خير األم ور‬
‫أوسطها‪ ،‬وفي الغ الب أن األوالد يعمل ون ما يعمل أب وهم‪ .‬وقد ق ال‬
‫بعض الشعراء‪:‬‬
‫فشيم ُة ِ‬ ‫رب البيت بالدُّف ضارباً‬
‫إذا كان ّ‬
‫(‪) 3‬‬
‫أهل البيت كلهم الرقص‬
‫ومعنى ذلك أن صاحب البيت المس ؤول عن األس رة يعمل أي‬
‫إن أس رته تقلِّده وتتبع أث ره‪ ،‬وقد ش اهدنا رج االً‬
‫عمل ويهتم ب ه؛ ف َّ‬
‫صالحين يُصلُّون ونرى أبن اءهم الص غار ينظ رون إليهم ويرفع ون‬
‫رؤوسهم ويخفضون‪ ،‬يريدون تقليد آبائهم في ص التهم‪ ،‬فه ذا الواقع‬
‫ملموس بالمشاهدة‪ ،‬وبالعكس ن رى الرج ال ال ذين عن دهم ن وع من‬
‫االنحراف والخمول عندما يشربون السجائر‪ ،‬نرى أبناءهم يعم دون‬
‫‪1‬‬
‫(?) أخرجه مسلم‪ ،‬كتاب البر والصلة واآلداب‪ ،‬باب فضل الرفق (رقم ‪.)2592‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) أخرجه أبو داود‪ ،‬كتاب األدب‪ ،‬باب في الرحمة (رقم ‪ ،)4941‬والترمذي كتاب البر‬
‫والصلة‪ ،‬باب ما جاء في رحمة المسلمين (‪ ،)1924‬والبيهقي في الكبرى (‪ 9/41‬رقم‬
‫‪ ،)17683‬وابن أبي شيبة (‪ 5/214‬رقم ‪ ،)25355‬والحميدي في مسنده (‪ 2/269‬رقم‬
‫‪ ،)591‬والطبراني في األوسط (‪ 9/23‬رقم ‪ ،)9013‬وأحمد (‪ ،)2/160‬وقال الترمذي‪ :‬هذا‬
‫حديث حسن صحيح‪ .‬وصححه األلباني في صحيح سنن أبي داود (‪ 3/212‬رقم ‪.)4941‬‬
‫‪3‬‬
‫(?) هذا البيت من بحر الطويل‪ ،‬وينسب إلى محمد بن عبيداهلل بن عبداهلل المعروف بسبط‬
‫ابن التعاويذي شاعر العراق في عصره‪ ،‬المتوفى سنة ‪583‬هـ‪.‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫إلى أخذ أقالما ً أو أع واداً ص غيرة ويجعلونها في أف واههم‪ ،‬وك أنَّهم‬


‫يشربون الدخان! كل ذلك ألنهم شاهدوا آب اءهم‪ ،‬ف أرادوا تقلي دهم!!‬
‫فيجب على األب أن يحافظ على الس لوك‪ ،‬واألخالق الحمي دة‪،‬‬
‫ويكون رفيقاً‪ ،‬رحيماً‪ ،‬قدوة ألوالده في كل خير‪.‬‬
‫س ُك ْم َوَأ ْهلِي ُك ْم نَ ا ًرا‬
‫ين آ َمنُ وا قُ وا َأنفُ َ‬‫قال هللا تعالى‪{ :‬يَا َأ ُّي َها الَّ ِذ َ‬
‫ون هللا‬ ‫ص َ‬ ‫ش َدا ٌد الَ يَ ْع ُ‬ ‫ارةُ َعلَ ْي َها َمالَِئ َكةٌ ِغالَظٌ ِ‬ ‫َوقُو ُد َها النَّ ُ‬
‫اس َوا ْل ِح َج َ‬
‫ون َما يُْؤ َم ُرون}(‪.)1‬‬ ‫َما َأ َم َر ُه ْم َويَ ْف َعلُ َ‬
‫فعلى هذا يجب على ولي الطفل أو المربِّي أن يك ون رفيق ا ً في‬
‫األمور التي يحب هللا الرفق فيها‪ ،‬وال يكون رفيق ا ً في األم ور ال تي‬
‫يغضب هللا الته اون بها والتكاس ل؛ فإنه يجب على كل مس لم أن‬
‫يجعل أعماله موافقة لشرع هللا ‪.‬‬
‫والتوجيهات اإلسالمية التي ذكرت بعضا ً منها في لين الج انب‬
‫وحسن الق ول‪ ،‬وفض يلة المعاملة والحلم والرف ق‪ ،‬من ص فات‬
‫المؤم نين؛ ألنهم كالجسد الواحد في ت وادهم وت راحمهم‪ ،‬فالجسد إذا‬
‫اشتكى منه عض ٌو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى‪.‬‬
‫فيجب على اآلب اء خاص ة‪ ،‬وعلى المس لمين عامة االل تزام‬
‫بالرفق‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫(?) سورة التحريم‪ ،‬اآلية‪.6 :‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫المبحث السابع عشر‪ :‬الرحمة باألوالد‬


‫الرحمة ب األوالد والتبسط معهم‪ ،‬من أخالق الرس ول ‪ -‬ص لى‬
‫هللا عليه وس لم ‪ -‬فهو الق دوة العظمى والم ربي األول‪ ،‬فقد ك ان ‪r‬‬
‫الناس خلق اً‪ ،‬وهو ال ذي ق ال هللا في ش أنه‪َ { :‬وِإنَّ َك لَ َعلى ُخلُ ٍ‬
‫ق‬ ‫أحسن‬
‫َع ِظيم} ‪.‬‬
‫(‪) 1‬‬

‫الخير كلُّه)) ‪.‬‬


‫(‪)2‬‬
‫حر َم ال ِّر ْفق يُ ْح َر َم َ‬
‫وقد قال ‪َ (( :r‬منْ يُ َ‬
‫وقال ‪َ (( :r‬منْ ال يَ ْر َح ُم ال يُ ْر َح ُم)) ‪.‬‬
‫(‪)3‬‬

‫وعن أبي هريرة ‪ ‬قال‪ :‬أتى النبي ‪ r‬رجل ومعه ص بي‪ ،‬فجعل‬
‫يضمه إليه‪ ،‬فقال الرسول ‪(( :r‬أت َْر َح َمه؟)) قال‪ :‬نعم‪ ،‬قال‪(( :‬فاهلل ْأ َ‬
‫رح ُم‬
‫مين)) (‪.)4‬‬
‫اح َ‬ ‫أر َح ُم ال َّر ِ‬
‫وهو ْ‬
‫َ‬ ‫بِكَ ِم ْنكَ ب ِه‪،‬‬
‫وعن أنس بن مالك ‪ ‬قال‪ :‬ج اءت ام رأة إلى عائشة رضي هللا عنها‬
‫فأعطتها عائشة ثالث تم رات‪ ،‬ف أعطت كل ص بي لها تم رة‪،‬‬
‫وأمسكت لنفسها تمرة‪ ،‬فأكل الصبيان التمرتين‪ ،‬ونظ را إلى أمهم ا‪،‬‬
‫فعم دت األم إلى التم رة فش قَّتها‪ ،‬ف أعطت كل ص بي نصف تم رة‪،‬‬
‫فج اء الن بي ‪ r‬فأخبرته عائش ة‪ ،‬فق ال‪(( :‬و َما يُع ِجبُ ِك ِمنْ ذل كَ؟ لَقَ ْد‬
‫ص بِيَّيها)) (‪ .)5‬وك ان عليه الص الة والس الم إذا‬ ‫َر ِح َمها هللا بِ َر ْح َمتِها َ‬
‫‪1‬‬
‫(?) سورة القلم‪ ،‬اآلية‪.4 :‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) أخرجه مسلم (رقم ‪ )2592‬وتقدم تخريجه‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫(?) أخرجه البخاري (رقم ‪ ،)5997‬وتقدم تخريجه‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫(?) أخرجه البخاري في األدب المفرد (رقم ‪ ،)377‬والبيهقي في شعب اإليمان ( ‪ 5/422‬رقم‬
‫‪ ،)7134‬والنسائي في النعوت واألسماء والصفات (ص ‪ ،)308‬وفي جزء إمالء النسائي (رقم‬
‫‪ .)2‬وصححه األلباني في صحيح األدب المفرد (رقم ‪.)377‬‬
‫‪5‬‬
‫(?) أخرجه البخاري في األدب المفرد (رقم ‪ ،)89‬والحاكم (‪ 4/196‬رقم ‪)7349‬‬
‫وصححه‪ .‬وكذا صححه األلباني في صحيح األدب المفرد (رقم ‪.)89‬‬
‫بينما أخرج الحديث مسلم عن عائشة رضي اهلل عنها أنها قالت‪ :‬جاءتني مسكينة تحمل‬
‫ابنتين لها فأطعمتها ثالث تمرات‪ ،‬فأعطت كل واحدة منهما تمرة‪ ،‬ورفعت إلى فيها تمرة‬
‫لتأكلها‪ ،‬فاستطعمتها ابنتاها‪ ،‬فشقت التمرة التي كانت تريد أن تأكلها بينهما‪ ،‬فأعجبني‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫رأى طفالً يحتضر وأوش كت أن تفيض روح ه‪ ،‬فاضت عين اه‬


‫بالدموع‪ :‬حزناً‪ ،‬وعطفا ً على الصغار‪ ،‬وتعليما ً لألمة فضيلة العطف‬
‫ضَي اللَُّه َعْن ُه َم ا قال‪ :‬أرسلت بنت الن بي ‪r‬‬‫والرحمة‪ ،‬فعن أسامة بن زيد َر ِ‬
‫إلى أبيها إن ابني قد احتضر‪ ،‬فاشهدنا‪ ،‬فأرسل عليه الصالة والسالم‬
‫أخ َذ ول هُ ما أ ْعطَى‪ ،‬وك ّل ش ي ٍء‬ ‫يقرئها السالم‪ ،‬ويق ول‪(( :‬إنَّ هللِ ما َ‬
‫َص بِر ولت َْحت َِس ب)) فأرس لت إليه تُقسم عليه‬ ‫س ّمًى‪ ،‬فَ ْلت ْ‬ ‫ِع ْن َدهُ َ‬
‫بأج ٍل ُم َ‬
‫ليأتينها‪ ،‬فقام ومعه سعد بن عبادة‪ ،‬ومع اذ بن جب ل‪ ،‬وأبي بن كعب‪،‬‬
‫وزيد بن ثابت‪ ،‬ورج ال رضي هللا عنهم‪ ،‬فرُفع إلى الن بي ‪ r‬الص بي‪،‬‬
‫فأقعده في حجره ونفسه تقعقع‪ ،‬ففاضت عيناه‪ ،‬فقال سعد‪ :‬يا رس ول‬
‫رح َم ةٌ َج َعلها هللا في قُلُ و ِ‬
‫ب ِعبَ اد ِه‪ ،‬وإنَّما‬ ‫هللا‪ ،‬ما هذا؟ ق ال‪(( :‬ه ِذ ِه َ‬
‫الر َح َماء)) ‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫يَ ْر َح ُم هللا ِمنْ ِعبا ِد ِه ُّ‬
‫وتس لية الرس ول ‪ r‬ألخي أنس حين ق ال له ‪ r‬وهو يداعبه‬
‫ويُسلِّيه‪(( :‬يا أبا ُع َم ْي ٍر ما فَ َع َل النُّ َغي ُر)) (‪.)2‬‬
‫هذه نماذج قليلة جداً من أخالق الرسول ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم‬
‫شأنها‪ ،‬فذكرت الذي صنعت لرسول اهلل ‪ -‬صلى اهلل عليه وسلم ‪ -‬فقال‪ :‬إن اهلل قد أوجب‬
‫لها بها الجنة أو أعتقها بها من النار‪ .‬صحيح مسلم (رقم ‪.]2630[ – 148‬‬
‫علي امرأة معها ابنتان لها‬
‫وأخرجه البخاري عن عائشة رضي اهلل عنها قالت‪ :‬دخلت َّ‬
‫تسألني‪ ،‬فلم تجد عندي شيئاً غير ٍ‬
‫تمرة واحدة‪ ،‬فأعطيتها إيَّاها‪ ،‬فقسمتها بين ابنتيها‪ ،‬ولم‬
‫تأكل منها شيئاً‪ ،‬ثم قامت فخرجت فدخل النبي ‪ -‬صلى اهلل عليه وسلم ‪ -‬علينا‪ ،‬فأخبرته‪،‬‬
‫لي من هذه البنات بشيء فأحسن إليهن ُك َّن له ستراً من النار))‪[ .‬البخاري‬
‫فقال‪(( :‬من ابتُ َ‬
‫كتاب الزكاة‪ ،‬باب اتقوا النار ولو بشق تمرة‪ ،‬برقم ‪ ،1418‬وفي كتاب األدب‪ ،‬باب رحمة‬
‫الولد وتقبيله ومعانقته‪ t،‬برقم ‪ .5995‬وأخرجه مسلم بهذا اللفظ أيضاً برقم ‪[ – 147‬‬
‫‪.]2629‬‬
‫‪1‬‬
‫(?) أخرجه البخاري‪ ،‬كتاب الجنائز‪ ،‬باب قول النبي ‪ -‬صلى اهلل عليه وسلم ‪ :-‬يعذب‬
‫الميت ببعض بكاء أهله عليه (رقم ‪ ،)1284‬ومسلم‪ ،‬كتاب الجنائز‪ ،‬باب البكاء على‬
‫الميت (رقم ‪.)923‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) أخرجه البخاري‪ ،‬كتاب األدب‪ ،‬باب االنبساط إلى الناس (رقم ‪ ،)6129‬ومسلم‪ ،‬كتاب‬
‫األدب‪ ،‬باب استحباب تحنيك المولود عند والدته وجواز تسميته يوم والدته (رقم ‪.)2150‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫‪ -‬فينبغي لكل مس لم أن يقت دي به في أفعاله ومعاملته وكل ش ؤون‬


‫حياته ‪.r‬‬

‫*‬ ‫*‬ ‫*‬


‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫المبحث الثامن عشر‪ :‬التلطف باألطفال وإدخال السرور عليهم‬

‫ل الن بيُّ ‪ ‬إلى الدرجة العليا في الكم ال البش ري في جميع‬ ‫َوص َ َ‬


‫المج االت‪ ،‬ومن ه ذه األخالق العظيمة أخالقه مع األطف ال ال تي‬
‫ض رب فيها المثل األعلى‪ ،‬وال يصل إلى درجته أحد من خلق هللا‬
‫تع الى‪ ،‬ال علم اء النفس‪ ،‬وال غ يرهم؛ ولكن مع ذلك المس لم ُيلْ ِزُم‬
‫نفسه على حسب قدرته باالقت داء ب النبي ‪ ،‬ومن هذا تلطفه ومداعبته‬
‫الكريمة لألطفال‪ ،‬ومن ذلك على سبيل المثال واإليجاز ما يأتي‪:‬‬
‫الربيع ‪:‬‬
‫المثال األول‪ :‬مداعبته ‪ ‬محمود بن ُّ‬
‫جةً مجَّها في وجهي وأنا‬ ‫قلت من الن بي ‪ ‬مَـ َّ‬ ‫ق ال محم ود ‪َ (( : ‬ع ُ‬
‫ابن خمس سنين من دل ٍو))( ‪ ،‬وقوله ‪ : ‬عقلت‪ :‬أي حفظت‪ ،‬ومج ةً‪:‬‬
‫)‬ ‫‪1‬‬

‫المجُّ هو إرسال الماء من الفَِم‪ ،‬وال يُس َّمى م ًّجا إال إذا ك ان عن بُع ٍد‪،‬‬
‫وفعل ذلك ‪ ‬إ َّما مداعبةً أو ليُبارك عليه كما كان ذلك شأنه مع أوالد‬
‫الص حابة(‪ ،)2‬ق ال ش يخنا ابن ب از رحمه هللا‪ :‬وه ذا من ب اب المداعبة‬
‫وحسن الخلق(‪.)3‬‬
‫المثال الثاني‪ :‬مالطفته ومداعبته( ‪ ‬لجملة من األطفال‪:‬‬
‫ليت مع رس ول هللا ‪ ‬ص الة‬ ‫عن ج ابر بن َس ُمرة ‪ ،‬ق ال‪(( :‬ص ُ‬
‫رجت مع ه‪ ،‬فاس تقبلهُ ِول ٌ‬
‫دان فجعل‬ ‫ُ‬ ‫اُألولى ثم خ رج إلى أهله وخ‬
‫يمسح خ َّديْ أحدهم واحداً واحداً‪ ،‬قال‪ :‬وأما أنا فمسح خ ّدَ َّ‬
‫ي فوج دت‬
‫لِيَِدِه برداً أو ريحا ً‪ ،‬كأنما أخرجها من جؤنة(‪ّ )4‬‬
‫عطار))(‪.)5‬‬
‫‪1‬‬
‫(?) البخاري‪ ،‬كتاب العلم‪ ،‬باب متى يصح سماع الصغير‪ ،‬برقم ‪ ،77‬ومسلم‪ ،‬كتاب‬
‫المساجد ومواضع الصالة‪ ،‬باب الرخصة في التخلف عن الجماعة بعذر‪ ،‬برقم ‪( – 265‬‬
‫‪.)33‬‬
‫‪2‬‬
‫فتح الباري البن حجر‪.1/172 ،‬‬ ‫(?)‬
‫‪3‬‬
‫سمعته منه أثناء تقريره على صحيح البخاري‪ ،‬الحديث رقم ‪.77‬‬ ‫(?)‬
‫‪4‬‬
‫والجؤنة‪ :‬السفط الذي فيه متاع العطار‪.‬‬ ‫(?)‬
‫‪5‬‬
‫مسلم‪ ،‬كتاب الفضائل‪ ،‬باب طيب رائحة النبي ‪ -‬صلى اهلل عليه وسلم ‪ ،-‬ولين مسه‪،‬‬ ‫(?)‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫المثال الثالث‪ :‬مالطفته ‪ ‬الحسن والحسين في مواقف كثيرة‪:‬‬


‫عن أبي هريرة ‪ ‬قال‪ :‬قبَّل رسول هللا ‪ ‬الحسن بن عل ٍّي وعن ده‬
‫س التميمي جالس اً‪ ،‬فق ال األق رع‪ :‬إن لي عش رة من‬ ‫األقرع بن ح اب ٍ‬
‫َّلت منهم أح داً‪ ،‬فنظر إليه رس ول هللا ‪ ‬ثم ق ال‪« :‬من ال‬ ‫الولد ما قب ُ‬
‫يَ ْرحم ال يُرحم» ‪.‬‬
‫(‪)1‬‬

‫أعرابي إلى الن بي ‪ ‬فق ال‪:‬‬ ‫ٌّ‬ ‫وعن عائشة َر ِض َي هللاُ َع ْنهَا قالت‪ :‬جاء‬
‫ك َلكَ أن َن َزعَ هللاُ‬ ‫َأ‬
‫النبي ‪َ « : ‬و َأْمِل ُ‬
‫ُّ‬ ‫ُتَقِّبلون صبيانكم فما نُقَِّبلُُهم‪ ،‬فقال‬
‫من قلبك الرحم ة»(‪ ،)2‬والمعنى‪ :‬ال أق در أن أجعل الرحمة في قلبك‬
‫بعد أن نزعها هللا منه(‪.)3‬‬
‫ضَي اللَُّه َعْن ُه َما من أحب الناس إلى النبي ‪ ،‬فعن‬ ‫والحسن والحسين َر ِ‬
‫معت الن بي ‪ ‬يق ول‪ُ « :‬ه َما‬ ‫ُ‬ ‫ابن عمر َرض َِي اللَُّه َعْن ُه َم ا ق ال‪ ... :‬وس‬
‫ريحانتاي من ال دنيا»(‪ ،)4‬والمع نى‪ :‬أنهما مما أكرم ني هللا وحب اني‬
‫ويقبَّلون‪ ،‬فكأنهم من جملة الري احين‪ ،‬وقوله‬ ‫به؛ ألن األوالد ُيش ّمون ُ‬
‫«من الدنيا» أي نصيبي من الريحان الدنيوي ‪.‬‬
‫(‪) 5‬‬

‫وعن أبي بكرة ‪ ‬قال‪ :‬سمعت النبي ‪ ‬على المن بر والحسن إلى‬
‫جنبه ينظر إلى الناس مرة وإليه مرة‪ ،‬ويقول‪« :‬إن اب ني ه ذا س يد‪،‬‬
‫ح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين»(‪.)6‬‬ ‫صل َ‬ ‫ولعل هللا أن ُي ِ‬
‫َّ‬
‫وقد أصلح هللا به بين معاوية ومن معه وأتباع علي بن أبي طالب‬
‫والتبرك بمسحه‪ ،‬برقم ‪.2329‬‬
‫‪1‬‬
‫(?) البخاري‪ ،‬كتاب األدب‪ ،‬باب رحمة الولد وتقبيله ومعانقته‪ ،‬برقم ‪.5997‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) البخاري‪ ،‬كتاب األدب‪ ،‬باب رحمة الولد وتقبيله ومعانقته‪ ،‬برقم ‪ ،5998‬ومسلم‪،‬‬
‫كتاب الفضائل‪ ،‬باب رحمته ‪ -‬صلى اهلل عليه وسلم ‪ -‬الصبيان والعيال‪ ،‬وتواضعه‪ ،‬وفضل‬
‫ذلك‪ ،‬برقم ‪. 2317‬‬
‫‪3‬‬
‫(?) فتح الباري البن حجر‪.10/430 ،‬‬
‫‪4‬‬
‫(?) البخاري‪ ،‬كتاب األدب‪ ،‬باب رحمة الولد وتقبيله ومعانقته‪ ،‬برقم ‪.5994‬‬
‫‪5‬‬
‫(?) فتح الباري البن حجر‪.10/427 ،‬‬
‫ِ‬ ‫‪6‬‬
‫(?) أخرجه البخاري‪ ،‬كتاب فضائل الصحابة‪ ،‬باب مناقب الحسن والحسين َرض َي اهللُ‬
‫َع ْن ُه َما‪ ،‬برقم ‪.3746‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫ومن معه فتن ازل عن الخالفة لمعاوية فحقن هللا تع الى به دم اء‬
‫المسلمين(‪.)1‬‬
‫ي ‪ ‬والحسن بن عل ٍّي على عاتقه‬ ‫ُ‬
‫رأيت الن ب َّ‬ ‫وعن البراء ‪ ‬قال‪:‬‬
‫فأحَِّبه» ‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫يقول‪« :‬اللهم إني ُأحُِّبه َ‬
‫المثال الرابع‪ :‬ركوب الصبي على ظهره ‪ ‬وهو ساجد‪:‬‬
‫عن ش َّدا ٍد ‪ ‬ق ال‪ :‬خ رج الن بي ‪ ‬إلى الن اس؛ ليص لي بهم إح دى‬
‫يناً‬ ‫ناً أو حس‬ ‫اء وهو حامل حس‬ ‫التي العش‬ ‫ص‬
‫فت ّ‬
‫قد‬
‫الة‪،‬‬ ‫بر للص‬ ‫عه‪ ،‬ثم ك‬ ‫ول هللا ‪ ‬فوض‬ ‫َم رس‬
‫فصلّ‬
‫َى‪ ،‬فسجد بين ظهراني صالته سجدة أطالها‪ ،‬قال َأ ِبي‪ :‬ف رفعت رأسي‬
‫ُ‬
‫رجعت إلى‬ ‫وإذا الص بي على ظهر رس ول هللا ‪ ،‬وهو س اجد‪ ،‬ف‬
‫سجودي‪ ،‬فل َّما قضى رسول هللا ‪ ‬الص الة ق ال الن اس‪ :‬يا رس ول هللا!‬
‫إنك س جدت بين ظه راني ص التك س جدة أطلته ا‪ ،‬ح تى ظ َن ّنا أنه قد‬
‫ح دث أمر أو أنه يُ وحى إليك‪ ،‬ق ال‪« :‬كل ذلك لم يكن‪ ،‬ولكن اب ني‬
‫رهت أن‬ ‫ني‪ ،‬فك‬ ‫ارتحل‬
‫عجّ‬‫ُأ َ‬
‫َِلُه حتى يقضي حاجته» ‪.‬‬
‫(‪) 3‬‬

‫المثال الخامس‪ :‬محبته( ‪ُ ‬ألسامة ‪:‬‬


‫عن أس امة بن زيد َر ِض َي هللاُ َع ْنهُ َما ق ال‪ :‬ك ان رس ول هللا ‪ ‬يأخ ذني‬
‫اهلل َعْن ُه َما‪ ،‬برقم‬ ‫ِ‬ ‫‪1‬‬
‫(?) أخرجه البخاري‪ ،‬كتاب الصلح‪ ،‬باب قول النبي ‪ ‬للحسن بن علي َرض َي ُ‬
‫‪.2704‬‬
‫اهلل َعْن ُه َما‪ ،‬برقم‬ ‫ِ‬ ‫‪2‬‬
‫(?) البخاري‪ ،‬كتاب فضائل الصحابة‪ ،‬باب مناقب الحسن والحسين َرض َي ُ‬
‫‪.3749‬‬
‫‪3‬‬
‫(?) أخرجه النسائي‪ ،‬كتاب التطبيق‪ ،‬باب هل يجوز أن تكون سجدة أطول من سجدة‪ ،‬برقم‬
‫‪ ،1142‬وصححه األلباني في صحيح النسائي (‪ 1/371‬رقم ‪ ،)1140‬ومسند أحمد‬
‫‪ ،25/420‬برقم ‪.16033‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫َفُيْق ِع ُدني على فخ ذه ويُقعد الحسن بن علي على فخ ذه اآلخر ُثمَّ‬


‫يض ُّمهما ثم يقول‪« :‬اللهم ارحمهما ف إني أرحمهم ا»‪ ،‬وفي رواي ة‪:‬‬
‫«اللهم إني ُأحبُّهما فَأحبَّهما»(‪.)1‬‬
‫المثال السادس‪ :‬حَـْمُلُه ‪ ‬بنت زينب وهو يصلي‪:‬‬
‫فعن أبي قت ادة ‪ ‬أن رس ول هللا ‪ ‬ك ان يص لي وهو حام ٌل أمامة‬
‫بنت زينب‪ ،‬بنت رسول هللا ‪ ‬بنت أبي العاص‪ ،‬ف إذا س جد وض عها‬
‫وإذا قام حملها(‪.)2‬‬
‫المثال السابع‪ :‬مداعبة أم خالد باللغة الحبشية(‪:‬‬
‫فعن أم خالد بنت خالد بن سعيد قالت‪(( :‬أتيت رسول هللا ‪ ‬مع أبي‬
‫س نَه» ق ال عبد هللا‬
‫س نَه َ‬
‫ي قميص أصفر‪ ،‬قال رسول هللا ‪َ « : ‬‬ ‫وعل َّ‬
‫الراوي‪ :‬وهي بالحبش ية‪ :‬حس نة‪ ،‬ق الت‪ :‬ف ذهبت ألعب بخ اتم النب وة‬
‫فزبرني أبي(‪ ،)3‬قال رسول هللا ‪« : ‬دعه ا» ثم ق ال‪« :‬أبلي وأخلقي‬
‫ثم أبلي وأخلقي ثم أبلي وأخلقي» قال عبد هللا فبقيت حتى ذكر))(‪،)4‬‬
‫والمعنى فبقيت حتى ذكر ال راوي من بقائها أم داً ط ويالً‪ ،‬وقي ل‪ :‬لم‬
‫تعش امرأة مثلما عاشت أم خالد(‪.)5‬‬

‫‪1‬‬
‫(?) أخرجه البخاري‪ ،‬كتاب األدب‪ ،‬باب وضع الصبي على الفخذ‪ ،‬برقم ‪ ،6003‬وكتاب‬
‫فضائل الصحابة‪ ،‬باب مناقب الحسن والحسين ر ِ‬
‫ض َي اهللُ َع ْن ُه َما‪ ،‬برقم ‪ ،3747‬وكتاب‬ ‫َ‬
‫ض َي اهللُ َع ْن ُه َما ‪.3735‬‬ ‫فضائل الصحابة‪ ،‬باب ذكر أسامة‪ t‬بن زيد ر ِ‬
‫َ‬
‫‪2‬‬
‫(?) أخرجه البخاري‪ ،‬كتاب الصالة‪ ،‬باب إذا حمل جارية صغيرة على عنقه في الصالة‪،‬‬
‫برقم ‪ ،516‬وكتاب األدب‪ ،‬باب رحمة الولد وتقبيله ومعانقته‪ t،‬رقم ‪ ،5996‬ومسلم‪،‬‬
‫كتاب المساجد ومواضع الصالة‪ ،‬باب جواز حمل الصبيان في الصالة‪ ،‬برقم ‪.543‬‬
‫‪3‬‬
‫(?) زبرني‪ :‬أي نهرني وزجرني‪ .‬انظر‪ :‬المصباح المنير‪.250 / 1 ،‬‬
‫‪4‬‬
‫(?) أخرجه البخاري‪ ،‬كتاب الجهاد والسير‪ ،‬باب من تكلم بالفارسية والرطانة‪ ،‬برقم‬
‫‪.3071‬‬
‫‪5‬‬
‫(?) فتح الباري البن حجر‪.1/184 ،‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫المثال الثامن‪ :‬تخفيفه ‪ ‬الصالة عند بكاء الصبي‪:‬‬


‫ك ان يخفف الص الة إذا س مع بك اء الص بي رحمة ألمه وش فقة‬
‫عليها وعليه‪ ، ،‬فعن أبي قت ادة‪ ،‬عن أبيه رضي هللا عنهما‪ ،‬عن الن بي ‪‬‬
‫ق ال‪ِ« :‬إنِّي ألق وم في الص الة ُأريد أن ُأط ِّول فيها فأس مع بك اء‬
‫ق على ُأ ِّمه»(‪.)1‬‬‫بي؛ فأتج َّوز في صالتي كراهية أن أش ّ‬
‫ص ِّ‬
‫ال ّ‬
‫المثال التاسع‪ :‬سالمه ‪ ‬على الصبيان‪:‬‬
‫فعن أنس بن مالك ‪ ‬أنه مرَّ على ص بيان فس لم عليهم‪ ،‬وق ال‪ :‬ك ان‬
‫النبي ‪ ‬يفعله(‪.)2‬‬
‫ع ٍ‬
‫مير‪:‬‬‫المثال العاشر‪ :‬مداعبته ‪ ‬ألبي ُ‬
‫فعن أنس ‪ ،‬قال‪ :‬ك ان الن بي ‪ ‬أحسن الن اس ُخلق اً‪ ،‬وك ان لي أ ٌخ‬
‫طيما ً – وكان إذا ج اء ‪ ‬ق ال‪« :‬يا أبا‬
‫عمير – أحسبه َف ِ‬ ‫ُيقال له‪ :‬أبو ُ‬
‫النغير؟»(‪ )3‬نُغ ٌر كان يلعبُ ب ه‪ ،‬أي ط ير ص غير ك ان‬‫عُمير ما فعل ُّ‬
‫النغير‪ ،‬فرآه الن بي ‪ ‬حزين ا ً على النغ ير‪،‬‬
‫يلعب به أبو عمير‪ ،‬فمات ُّ‬
‫فداعبه ‪.)4( ‬‬
‫المثال الحادي عشر‪:‬إعطاؤه ‪ ‬الصبي قبل األشياخ؛أل نه عن يمينه‪:‬‬
‫أعطى ‪ ‬الش راب لغالم ص غير عن يمينه قبل األش ياخ‪ ،‬فعن‬
‫ي الن بي ‪ ‬بق دح فش رب منه‪ ،‬وعن يمينه‬ ‫س هل‪ ‬بن س عد ‪ ‬ق ال‪ُ :‬أتِـ َ‬
‫ن لِـي‬ ‫غال ٌم أصغر القوم‪ ،‬واألشياخ عن يساره فق ال‪« :‬يا غالم َأ َت ْأَذ ُ‬
‫ك أح داً يا‬ ‫َأن ُأعطيه األش ياخ؟» ق ال‪ :‬ما كنت ألوثر بفض لي من َ‬
‫رس ول هللا! فأعط اه إي اه‪ .‬وفي رواي ة‪َ« :‬أتَ ْأ َذنُ لي أن ع ِط َي‬
‫ُأ‬
‫‪1‬‬
‫(?) أخرجه البخاري‪ ،‬كتاب األذان‪ ،‬باب اإليجاز في الصالة وإكمالها‪ ،‬برقم ‪. 707‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) البخاري‪ ،‬كتاب االستئذان‪ ،‬باب التسليم على الصبيان‪ ،‬برقم ‪ ،6247‬ومسلم‪ ،‬كتاب‬
‫السالم‪ ،‬باب استحباب السالم على الصبيان‪ ،‬برقم ‪.2168‬‬
‫‪3‬‬
‫(?) أخرجه البخاري‪ ،‬كتاب األدب‪ ،‬باب الكنية للصبي وقبل أن يولد للرجل‪ ،‬برقم ‪.6203‬‬
‫‪4‬‬
‫(?) فتح الباري البن حجر‪.10/583 ،‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫هؤالء؟» فقال الغال ُم‪ :‬ال وهللاِ يا رس ول هللا‪ ،‬ال ُأوثِ ُر بنص يبي منك‬
‫أحداً‪ ،‬قال‪ :‬فَتَلَّهُ رسو ُل هللا ‪ ‬في يده(‪.)1‬‬
‫المثال الثاني عشر‪ :‬بول الصبيان في حجره ‪: ‬‬
‫ابن لها لم يأكل الطع ام إلى‬
‫فعن أ ِّم قيس بنت ِمحص ٍن أنها أتت ب ٍ‬
‫رسول هللا ‪ ‬فأجلسه رسول هللا ‪ ‬في حجره‪ ،‬فب ال على ثوبه‪ ،‬ف دعا‬
‫بما ٍء فنضحه ولم يغسله(‪.)2‬‬
‫وغير هذه المواقف كثيرةٌ جداً‪.‬‬

‫*‬ ‫*‬ ‫*‬

‫‪1‬‬
‫(?) أخرجه البخاري‪ ،‬كتاب المساقاة (الشرب)‪ ،‬باب في الشرب ومن رأى صدقة الماء‬
‫وهبته ووصيته جائزة‪ ،‬مقسوماً‪ t‬كان أو غير مقسوم‪ ،‬برقم ‪ ،2351‬وكتاب المظالم‪ ،‬باب إذا‬
‫أذن له أو أحله‪ ،‬ولم يبين كم هو‪ ،‬برقم ‪. 2451‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) أخرجه البخاري‪ ،‬كتاب الوضوء‪ ،‬باب بول الصبيان‪ ،‬برقم ‪.223‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫المبحث التاسع عشر‪ :‬مصاحبتهم بعد البلوغ‬


‫بعد أن بذل الوالد جهده في تربيته ألوالده‪ :‬من المهد‪ ،‬فالطفولة‬
‫المبك رة‪ ،‬فالطفولة المت أخرة‪ ،‬فالمراهقة من سن الثانية عشر إلى‬
‫إحدى وعشرين كما يقوله علماء النفس‪ ،‬فقد أدى ما كان واجبا ً عليه‬
‫من رعاية‪ :‬عقلية‪ ،‬وتربية ماديَّة‪ ،‬وأدبيّة‪ ،‬وصحيّة‪ ،‬وغير ذلك؛ فإنه‬
‫بعد البل وغ من األحسن أن يص احبه ويعت بره رجالً ويحمله‬
‫المسؤولية ويناصحه‪ ،‬وال يَ ْعنِي هذا أن يتركه بعد البلوغ وال يرشده‬
‫إلى أم ور دينه ودني اه‪ ،‬بل عليه أن يالزمه ح تى ولو بعد البل وغ‪،‬‬
‫ويرشده إلى كل خير‪.‬‬
‫وقد قص الق رآن الك ريم قصص ا ً من إرش اد اآلب اء الص الحين‬
‫وت وجيههم إلى كل خ ير‪ ،‬وتح ذيرهم من كل ش ر‪ ،‬ق ال تع الى عن‬
‫ش ِركْ بِاهَّلل ِ ِإنَّ‬ ‫لقمان‪َ { :‬وِإ ْذ قَا َل لُ ْق َم انُ ال ْبنِ ِه َو ُه َو يَ ِعظُ هُ يَا بُنَ َّي الَ تُ ْ‬
‫الش ِّْركَ لَظُ ْل ٌم َع ِظيم}(‪ ،)1‬يخبر تعالى عن وصية لقمان البنه‪ ،‬أوص اه‬
‫أوالً بأن يعبد هللا وحده وال يشرك به أح داً‪ ،‬ثم ق ال مح ذراً ل ه‪ِ{ :‬إنَّ‬
‫الش ِّْركَ لَظُ ْل ٌم َع ِظيم}‪.‬‬
‫ين آ َمنُ و ْا َولَ ْم‬ ‫و عن عبدهللا بن مس عود ‪ ‬ق ال‪ :‬لما ن زلت {الَّ ِذ َ‬
‫س و ْا ِإي َم انَ ُهم بِظُ ْل ٍم }شق ذلك على أص حاب رس ول هللا ‪ r‬ق الوا‪:‬‬ ‫يَ ْلبِ ُ‬
‫س ب ذلكَ‪ ،‬أال‬ ‫أيُّنا لم يلبس إيمانه بظلم؟‪ ،‬فق ال رس ول هللا ‪(( :r‬إنَّهُ لَ ْي َ‬
‫الش ْر َك لَظُ ْل ٌم‬ ‫ش ِركْ بِاهَّلل ِ ِإنَّ ِّ‬ ‫تَس َم ُع إلى ق و ِل لقم ان‪{ :‬يَا بُنَ َّي الَ تُ ْ‬
‫َع ِظيم}))(‪.)2‬‬
‫ثُم قَصَّ هللا ‪ ‬وصية أخرى للقمان البنه‪ ،‬قال س بحانه وتع الى‪:‬‬
‫ص ْخ َر ٍة َأ ْو فِي‬ ‫{يَ ابُنَ َّي ِإنَّ َها ِإن تَ ُك ِم ْثقَ ا َل َحبَّ ٍة ِّمنْ َخ ْر َد ٍل فَتَ ُكن فِي َ‬
‫ت بِ َها هللا ِإنَّ هللا لَ ِطي فٌ َخبِ ير * يَا بُنَ َّي‬ ‫ض يَْأ ِ‬
‫ت َأ ْو فِي اَأل ْر ِ‬ ‫اوا ِ‬ ‫س َم َ‬‫ال َّ‬
‫اص بِ ْر َعلَى َما‬ ‫وف َوا ْن هَ َع ِن ا ْل ُمن َك ِر َو ْ‬ ‫ْأ‬
‫الص الَةَ َو ُم ْر بِ ا ْل َم ْع ُر ِ‬ ‫َأقِ ِم َّ‬
‫س َوالَ تَ ْم ِ‬
‫ش‬ ‫ص ِّع ْر َخدَّكَ لِلنَّا ِ‬ ‫صابَكَ ِإنَّ َذلِكَ ِمنْ َع ْز ِم اُأل ُمور * َوالَ تُ َ‬ ‫َأ َ‬
‫‪1‬‬
‫(?) سورة لقمان‪ ،‬اآلية‪.13 :‬‬
‫الشر َك لَظُل ِ‬ ‫(?) أخرجه البخاري‪ ،‬كتاب التفسير‪ ،‬باب ﴿ال تُ ْش ِر ْك باهلل َّ‬ ‫‪2‬‬
‫يم﴾ (رقم‬
‫ْم َعظ ٌ‬
‫ٌ‬ ‫إن ِّ ْ‬
‫‪ ،)4776‬ومسلم‪ ،‬كتاب اإليمان‪ ،‬باب صدق اإليمان وإخالصه (رقم ‪.)124‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫ص ْد فِي‬ ‫ض َم َر ًحا ِإنَّ هللا الَ يُ ِح ُّب ُك َّل ُم ْختَ ا ٍل فَ ُخ ور * َوا ْق ِ‬ ‫ِ‬ ‫فِي اَأل ْر‬
‫ص ْوتُ ا ْل َح ِمير} (‪.)1‬‬ ‫ت لَ َ‬ ‫ص ْوتِكَ ِإنَّ َأن َك َر اَأل ْ‬
‫ص َوا ِ‬ ‫ض ِمن َ‬ ‫ض ْ‬ ‫شيِكَ َوا ْغ ُ‬ ‫َم ْ‬
‫ه ذه وص ايا نافعة قد ذكرها هللا ‪ ‬عن لقم ان الحكيم‪ ،‬ليمتثلها‬
‫الناس ويقتدوا بها‪ ،‬فلقم ان أرشد ابنه إلى أن المظلمة أو الخطيئة لو‬
‫كانت مثقال حبة من خردل يُحضرها هللا يوم القيامة ويجازي عليها‬
‫إن خيراً فخير‪ ،‬وإن شراً فشر‪ ،‬كقوله تعالى‪{ :‬فَ َمن يَ ْع َم ْل ِم ْثقَا َل َذ َّر ٍة‬
‫َخ ْي ًرا يَ َره * َو َمن يَ ْع َم ْل ِم ْثقَا َل َذ َّر ٍة َ‬
‫ش ًّرا يَ َره}(‪.)2‬‬
‫ومهما ك انت ال ذرة خافية ي أتي بها من ال تخفى عليه خافي ة‪،‬‬
‫وقوله تع الى‪ِ{ :‬إنَّ هَّللا َ لَ ِطي فٌ َخبِ ير} أي لطيف العلم باألش ياء‪،‬‬
‫وخب ير بكل ش يء‪ ،‬ح تى دبيب النمل في الليل البهيم‪ ،‬وكل مخل وق‬
‫يُرى وما ال يُ َرى‪.‬‬
‫ثم أوصى لقمان ابنه بإقام الصالة‪ :‬ومع نى إقامتها بفروض ها‪،‬‬
‫وح دودها‪ ،‬وأركانه ا‪ ،‬وأوقاته ا‪ ،‬وواجباته ا‪ ،‬وأوص اه أن ي أمر‬
‫بالمعروف‪ ،‬وينهى عن المنكر‪ ،‬حسب االستطاعة‪ ،‬ويص بر على ما‬
‫أص ابه؛ ألن ال داعي إلى هللا تع الى ال بد أن يناله األذى‪ ،‬والص بر‬
‫على أذى الناس من العزائم التي يوهبها هللا ألهل دعوته‪.‬‬
‫ثم نهى لقم ان ابنه عن الك بر‪ ،‬وتص عير الخ ّد‪ ،‬أي ال يع رض‬
‫بوجهه عن الناس إذا كلمهم أو كلم وه‪ ،‬احتق اراً منه لهم‪ ،‬واس تكباراً‬
‫عليهم‪ ،‬ونهاه أال يمشي في األرض مرح اً‪ ،‬وهللا ال يحب كل معجب‬
‫بنفسه فخور على غ يره‪ ،‬واقصد في مش يك‪ :‬ال بطيئ ا ً وال مس رعاً‪،‬‬
‫إن‬ ‫واغضض من ص وتك‪ :‬أي ال ترفع ص وتك فيما ال فائ دة في ه؛ ف َّ‬
‫أنكر األص وات ص وت الحم ير‪ ،‬فه ذه وص ايا نافعة من قصص‬
‫القرآن الكريم عن لقمان الحكيم‪.‬‬
‫ومن وصايا لقمان البنه ما ُذ ِك َر عنه أنه قال له‪:‬‬
‫‪ – 1‬يا بني إن الحكمة أجلست المساكين مجالس الملوك‪.‬‬
‫‪ – 2‬يا بني إذا أتيت نادي قوم فارمهم بسهم اإلسالم (يعني السالم)‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫(?) سورة لقمان‪ ،‬اآليات‪.19 – 17 :‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) سورة الزلزلة‪ ،‬اآليتان‪.8 -7 :‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫ثم اجلس في ناحيتهم فال تنطق‪ ،‬حتى تراهم قد نطقوا‪ ،‬ف إن أفاض وا‬
‫في ذكر هللا فاجعل سهمك معهم‪ ،‬وإن أفاضوا في غ ير ذلك فتح ول‬
‫عنهم إلى غيرهم(‪.)1‬‬
‫س ُخلُقا ً))(‪.)2‬‬
‫س َن النَّا ِ‬‫ان َرسو ُل هللا ‪َ r‬أ ْح َ‬ ‫وعن أنس ‪ ‬قال‪َ (( :‬ك َ‬
‫وعن أبي هري رة ‪ُ :‬س ئل الن بي ‪ r‬عن أك ثر ما ي دخل الن اس‬
‫وس ئل عن أك ثر ما ي دخل‬ ‫الخلُق))‪ُ .‬‬ ‫سن ُ‬ ‫وح ْ‬‫الجنة؟ فقال‪(( :‬تَ ْقوى هللا ُ‬
‫األج َوفا ِن‪ :‬الفَ ُم والفَ ْر ُج)) (‪.)3‬‬
‫الناس النار؟ فقال‪ْ (( :‬‬
‫بخي ِر الدُّنيا‬‫الخلق َ‬‫سنُ ُ‬ ‫ب ُح ْ‬ ‫وعن أنس ‪ ‬أنه ُذ ِكر مرفوعاً‪َ (( :‬ذ َه َ‬
‫واآلخرة)) (‪.)4‬‬
‫ِ‬

‫‪1‬‬
‫(?) تفسير ابن كثير (‪.)3/448‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) أخرجه البخاري‪ ،‬كتاب األدب‪ ،‬باب الكنية للصبي وقبل أن يولد للرجل (رقم‬
‫‪ ،)6203‬ومسلم‪ ،‬كتاب المساجد‪ ،‬باب جواز الجماعة في النافلة والصالة على حصير‬
‫وخمرة وثوب وغيرها من الطاهرات (رقم ‪.)659‬‬
‫‪3‬‬
‫(?) أخرجه البخاري في األدب المفرد (رقم ‪ )289‬وابن حبان (‪ 2/224‬رقم ‪،)476‬‬
‫والحاكم (‪ 4/360‬رقم ‪ ،)7919‬وأحمد (‪ ،)2/392‬والقضاعي في مسند الشهاب (‬
‫‪ 2/137‬رقم ‪ ،)1050‬والبيهقي في شعب اإليمان (‪ 4/235‬رقم ‪ ،)4914‬وابن المبارك‬
‫في الزهد (رقم ‪ ،)1073‬وابن أبي الدنيا في التواضع والخمول (رقم ‪ ،)170‬وفي الورع‬
‫(رقم ‪ ،)135‬وفي الصمت (رقم ‪ ،)4‬وفي مداراة الناس (رقم ‪ ،)76‬وحسنه األلباني في‬
‫صحيح األدب المفرد ص ‪ ،123‬برقم ‪.222/289‬‬
‫‪4‬‬
‫(?) أخرجه الطبراني في الكبير (‪ 23/222‬رقم ‪ ،)411‬وعبد بن حميد (رقم ‪،)1212‬‬
‫والديلمي في الفردوس (‪ 2/247‬رقم ‪ ،)3163‬والحكيم الترمذي في نوادر األصول (‬
‫‪ ،)2/312‬وابن أبي الدنيا في التواضع والخمول (رقم ‪ ،)169‬وابن عدي في الكامل (‬
‫‪ ،)5/347‬والعقيلي في الضعفاء (‪ 2/171‬رقم ‪ ،)688‬قال ابن الجوزي في العلل‬
‫المتناهية (‪ :)2/650‬هذا حديث ال يصح‪ .‬وقال الرازي في علل الحديث (‪ 1/416‬رقم‬
‫‪ ،)1252‬قال أبي‪ :‬هذا حديث موضوع‪ t،‬ال أصل له‪ .‬وقال األلباني في ضعيف الترغيب‬
‫والترهيب (‪ 2/190‬رقم ‪ :)1604‬منكر‪.‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫المبحث العشرون‪ :‬تعليمهم اختيار الجليس الصالح والصاحب‬


‫الصالح‬
‫إن الشريعة اإلسالمية قد أرشدت معتنقيها إلى كل فضيلة تعود‬
‫بالخير عليهم في دنياهم وأخراهم‪ ،‬فال نجد أم راً من أم ور البش رية‬
‫يهمها ويسعدها إال وقد جاء اإلسالم بحكم واضح في ه‪ ،‬ويك ون ه ذا‬
‫الحكم شافيا ً كافياً‪ ،‬فقد شرع اإلس الم اختي ار الجليس الص الح‪ ،‬فمن‬
‫هنا يجب على اآلباء إرشاد أبن ائهم إلى مجالسة الص الحين وال تزام‬
‫مجالسهم؛ فإن الصالح ال يأتي إال بخير‪ ،‬كما قال الرسول ‪:r‬‬
‫أح َد ُك ْم َمنْ‬ ‫ين َخلِ ْيلِ ِه‪ ،‬فَ ْليَنظُر َ‬ ‫فعن) أبي هريرة ‪(( :‬المر ُء َعلى ِد ِ‬
‫يُ َخالل)) (‪. 1‬‬
‫فينبغي ألب الطفل وأمه كذلك أن يلحقا أوالدهما برفقة صالحة‬
‫وإبعادهم عن رفقاء السوء‪.‬‬
‫وعن أبي موسى األش عري ‪ ‬ق ال‪ :‬ق ال ‪َ (( :r‬مثَ ُل ا ْل َجلِي ِ‬
‫س‬
‫س ِك َو ِك ي ِر ا ْل َح دَّا ِد‪ ،‬اَل‬‫ب ا ْل ِم ْ‬
‫اح ِ‬
‫ص ِ‬ ‫الس ْو ِء َك َمثَ ِل َ‬‫س ُّ‬ ‫ح َوا ْل َجلِي ِ‬
‫الص الِ ِ‬
‫َّ‬
‫ْ‬
‫يح هُ‪َ ،‬و ِك ي ُر ال َح دَّا ِد‬ ‫شتَ ِري ِه أو ت َِج ُد ِر َ‬
‫س ِك ِإ َّما تَ ْ‬ ‫ْ‬
‫ب ال ِم ْ‬
‫اح ِ‬
‫ص ِ‬ ‫يَ ْع َد ُم َك من َ‬
‫َ ً (‪)2‬‬
‫يحا َخبِيثة)) ‪.‬‬ ‫ق بَ َدنَكَ أو ثَ ْوبَكَ أو ت َِج ُد منه ِر ً‬ ‫يُ ْح ِر ُ‬
‫فالرس ول ‪ r‬أرش دنا إلى أن الرجل على دين خليل ه‪ ،‬وأن‬
‫الجليس الس وء مثل حامل الك ير‪ :‬إما أن يجد منه اإلنس ان ريح ا ً‬
‫خبيث ة‪ ،‬وإما أن يح رق ثياب ه‪ .‬أما حامل المس ك‪ ،‬فإنه ال يجد منه‬
‫ص احبه إال رائحة طيبة أو يش تري منه مس كاً‪ ،‬فعلى اآلب اء أوالً‬
‫إرش اد أبن ائهم وأق اربهم وإخ وانهم الش باب وغ يرهم إلى مجالسة‬
‫الص الحين‪ ،‬وتح ذيرهم من مجالسة الفس اق والعاص ين؛ ف إنهم إذا‬
‫جالس وا الص الحين فس وف يعين ونهم على الح ق‪ ،‬وي ذ ِّكرونهم إذا‬
‫نسوا‪.‬‬
‫أما أهل الفسق والض الل فإنه ال ي أتي منهم إال شر وال يعمل ون‬

‫‪1‬‬
‫(?) أخرجه الترمذي (رقم ‪ ،)2378‬وسبق تخريجه‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) أخرجه البخاري (رقم ‪ ،)2101‬ورقم (‪ ،)5534‬وسبق تخريجه‪.‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫إال فج وراً وعص يانا ً والعي اذ باهلل‪ ،‬وقد أخبرنا هللا ‪ ‬بال ذي يَعضّ‬
‫على يديه يوم القيامة ويذكر س بب ذلك أن ه‪ :‬ك ان جليس ه‪ ،‬وخليل ه‪،‬‬
‫وصديقه الذي كان يرشده ويهديه إلى‪ :‬الفسق‪ ،‬والكف ر‪ ،‬والعص يان‪،‬‬
‫ض الظَّالِ ُم َعلَى يَ َد ْي ِه يَقُ و ُل يَا لَ ْيتَنِي اتَّ َخ ْذتُ َم َع‬ ‫ق ال ‪َ { :‬ويَ ْو َم يَ َع ُّ‬
‫ض لَّنِي‬ ‫س بِيالً* يَا َو ْيلَتَى لَ ْيتَنِي لَ ْم َأتَّ ِخ ْذ فُالَنًا َخلِيالً * لَقَ ْد َأ َ‬ ‫ول َ‬ ‫س ِ‬ ‫ال َّر ُ‬
‫ان َخ ُذوالً} ‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫س ِ‬‫ش ْيطَانُ لِِإل ن َ‬ ‫الذ ْك ِر بَ ْع َد ِإ ْذ َجاءنِي َو َك َ‬
‫ان ال َّ‬ ‫َع ِن ِّ‬
‫يخبر تعالى عن ندم الظالم الذي فارق طريق الرسول ‪ -‬ص لى هللا‬
‫عليه وس لم ‪ -‬وما ج اء به من عند هللا من الحق الم بين ال ذي ال مرية‬
‫فيه‪ ،‬وسلك طريقاً أخرى غير سبيل الرسول‪ ،‬فإذا كان يوم القيامة ندم‬
‫ض‬‫ض ُه ْم ِل َب ْع ٍ‬ ‫حيث ال ينفعه الن دم(‪ .)2‬وقد ق ال هللا ‪{ :‬اَأل ِخ َّ‬
‫الء َي ْو َمِئ ٍذ َب ْع ُ‬
‫َعد ٌُّو ِإ َّال ا ْل ُمتَّ ِقين}(‪.)3‬‬
‫يتحس ر على ما فعل مع خليل ه‪ ،‬ال ذي‬ ‫َّ‬ ‫فنأخذ مما تق دم أن الخليل‬
‫يعلم أنه لم ي ر ُّده عن طريق الحق إال ه ذا الخليل الض ال‪ ،‬فقد ر َّده‬
‫من طري ق‪ :‬الح ق‪ ،‬واله دى‪ ،‬إلى طريق الباط ل‪ ،‬وال زور‪ ،‬ومن‬
‫طريق الن ور‪ ،‬إلى طريق الظالم ال دامس‪ ،‬ور ّده من اإليم ان إلى‬
‫الكفر والجح ود‪ ،‬فن دم حين ال ينفع الن دم‪ ،‬فيجب على اآلب اء إرش اد‬
‫أبنائهم وتوجيههم إلى مجالسة األخيار والبعد عن األشرار‪.‬‬
‫فعن أنس بن مالك ‪ ‬ق ال‪ :‬ق ال رس ول هللا ‪(( :r‬الم ر ُء َم َع َمنْ‬
‫سب)) (‪.)4‬‬ ‫أحب‪ ،‬ولهُ ما ا ْكتَ َ‬ ‫َّ‬
‫فالواجب على كل مس لم أن يأخذ بالتوجيه ات ال تي وردت في‬
‫الكتاب والسنة‪ ،‬حتى تصح أحوال أبنائهم‪ ،‬وتس مو أخالقهم‪ ،‬ويظهر‬
‫في المجتمع أدبهم وحتى يكونوا في األمة أداة خير ودع اة إص الح‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫(?) سورة الفرقان‪ ،‬اآليات‪.29 – 27 :‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) تفسير ابن كثير (‪.)3/318‬‬
‫‪3‬‬
‫(?) سورة الزخرف‪ ،‬اآلية‪.67 :‬‬
‫‪4‬‬
‫(?) أخرجه الترمذي‪ ،‬كتاب الزهد‪ ،‬باب ما جاء أن المرء مع من أحب (رقم ‪)2386‬‬
‫وقال‪ :‬هذا حديث حسن غريب‪ .‬قال األلباني في صحيح سنن الترمذي (‪ 2/559‬رقم‬
‫‪ :)2386‬صحيح بلفظ‪« :‬أنت مع من أحببت‪ ،‬ولك ما احتسبت»‪.‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫ودع اة هداي ة‪ ،‬فيص لح المجتمع بص الحهم‪ ،‬وتفخر األم ة‪ :‬بك ريم‬


‫فعالهم‪ ،‬وجميل صفاتهم(‪.)1‬‬
‫ومن أسباب صالح الذريّة‪ :‬تزويج األبناء بزوجات صالحات‪،‬‬
‫وتزويج البنات بأزواج صالحين؛ ألن الزوج الصالح جليس صالح‪،‬‬
‫والزوجة الص الحة جليسة ص الحة‪ ،‬وال دعاء لألوالد من القلب‬
‫واللس ان بص دق وإخالص‪ ،‬والح ذر من دع اء الوال دين على‬
‫أوالدهما؛ ألن دعوة الوالد على ولده مستجابة‪.‬‬
‫* * *‬

‫‪1‬‬
‫(?) تربية األوالد في اإلسالم عبداهلل علوان (ص ‪.)160‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫المبحث الحادي والعشرون‪ :‬فوائد التربية الحسنة‬


‫أوالً‪ :‬بر الوالدين‪:‬‬
‫بعد الجهد الطويل لهذا األب والتربية الصالحة إذا كان صالحا ً‬
‫فإنه س وف يج ني ثم رات جه ده‪ ،‬وس وف يحصل إن ش اءهللا على‬
‫أوالد صالحين‪ ،‬يبرُّ ونه في حياتهم بإط اعتهم ل ه‪ ،‬ومح افظتهم على‬
‫أوامر هَّللا تبارك وتعالى‪ ،‬ففي حياة ه ذا األب يجد أوالداً ص الحين‪،‬‬
‫با ّرين بأمهم وأبيهم‪ ،‬رحماء بينهم‪ ،‬وقد قال القائل‪:‬‬
‫(‪)1‬‬
‫على ما كان عوده أبوه‬ ‫وينشأ ناشئ الفتيان فينا‬
‫وبعد م وت األب ي دعون له ويس تغفرون ل ه‪ ،‬وقد ثبت في‬
‫الحديث الصحيح عن أبي هريرة ‪ ‬أن رس ول هَّللا ‪ r‬ق ال‪(( :‬إ َذا َم اتَ‬
‫ص َدقَ ٍة َجاري ٍة‪ ،‬أو ِع ٍلم‬ ‫اإلنسانُ ا ْنقَط َع َع َملُ هُ إالَّ ِمنْ ثالث ٍة‪ :‬إال من َ‬
‫ح يَدعُو لهُ)) (‪.)2‬‬ ‫يُ ْنتَف ُع به‪ ،‬أو ول ٍد صالِ ٍ‬
‫فهذا من فضل هَّللا على كل من له ولد صالح؛ فإنه سوف ي برّه‬
‫في حياته‪ ،‬وبعد موته‪ ،‬والقرآن الكريم والسنة فيهما الكثير من ه ذا‪،‬‬
‫س انًا‬‫ضى َربُّ َك َأالَّ تَ ْعبُ دُو ْا ِإالَّ ِإيَّاهُ َوبِا ْل َوالِ َد ْي ِن ِإ ْح َ‬ ‫قال هللا تعالى‪َ { :‬وقَ َ‬
‫ف َوالَ‬ ‫ِإ َّما يَ ْبلُ َغنَّ ِعن َد َك ا ْل ِكبَ َر َأ َح ُد ُه َما َأ ْو ِكالَ ُه َما فَالَ تَقُل لَّ ُه َمآ ُأ ٍّ‬
‫اح ال ُّذ ِّل ِم َن‬ ‫ض لَ ُه َما َجنَ َ‬ ‫اخفِ ْ‬ ‫تَ ْن َه ْر ُه َما َوقُل لَّ ُه َما قَ ْوالً َك ِري ًما * َو ْ‬
‫ص ِغي ًرا}(‪.)3‬‬ ‫ار َح ْم ُه َما َك َما َربَّيَانِي َ‬ ‫ال َّر ْح َم ِة َوقُل َّر ِّب ْ‬
‫فقد وصى هللا بعبادته أوالً‪ ،‬وقرن بالعب ادة بر الوال دين‪ ،‬ونهى‬
‫س بحانه وتع الى عن كل ما يؤذيهما ح تى الت أفيف‪ ،‬ال ذي هو أدنى‬
‫‪1‬‬
‫(?) هذا البيت من بحر الوافر‪ ،‬وينسب إلى أبي العالء المعري الشاعر والفيلسوف‪ ،‬ولد‬
‫ومات في معرة‪ t‬النعمان‪ ،‬كان نحيف الجسم‪ ،‬أصيب بالجدري وهو صغير فعمي في السنة‬
‫الرابعة من عمره‪ ،‬كان يحرم لحم الحيوان فلم يأكل اللحم خمساً وأربعين سنة وكان يلبس‬
‫خشن الثياب‪ ،‬مات سنة ‪449‬هـ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) أخرجه مسلم‪ ،‬كتاب الوصية‪ ،‬باب ما يلحق اإلنسان من الثواب بعد وفاته (رقم‬
‫‪.)1631‬‬
‫‪3‬‬
‫(?) سورة اإلسراء‪ ،‬اآليتان‪.24 – 23 :‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫مراتب القول السيء‪ ،‬ونهى سبحانه وتع الى عن نهر الوال دين { َوالَ‬
‫تَ ْن َه ْر ُه َما}‪ .‬قال بعض المفسرين‪ :‬وال يص در منك إليهما فعل ق بيح‪،‬‬
‫وقال عطاء‪ :‬ال تنفض ي دك على وال ديك(‪ ،)1‬ثم أمر س بحانه ب القول‬
‫اللين والتواضع للوالدين والرحمة بهما‪.‬‬
‫وقد ثبت في بر الوالدين أحاديث كثيرة منها‪:‬‬
‫حديث أبي هريرة ‪ ‬ق ال‪ :‬ق ال رج ل‪ :‬يا رس ول هللا‪ ،‬من أح ُّ‬
‫ق‬
‫بحسن ص حابتي؟ ق ال‪(( :‬أ ُّمك)) ق ال‪ :‬ثم َمن؟ ق ال‪(( :‬أ ُّمك))‪ ،‬ق ال‪ :‬ثم‬
‫َمن؟ قال‪(( :‬أ ُّمك)) قال‪ :‬ثم َمن؟ قال‪(( :‬أبُوك)) (‪.)2‬‬
‫وفي رواية ق ال‪ُ(( :‬أ ُّمك‪ ،‬ث َّم ُأ ُّمك‪ ،‬ث َّم ُأ ُّمك‪ ،‬ث َّم أبَ اكَ‪ ،‬ث َّم أدْن اكَ‬
‫أدْناكَ )) (‪.)3‬‬
‫أبر‬‫ضَي اللَُّه َعْن ُه َما قال‪ :‬قال رسول هللا ‪(( :r‬إنَّ ِمنْ ِّ‬ ‫وعن ابن عمر َر ِ‬
‫جل أه َل ُو ِّد أبي ِه بع َد أن يولِّي)) ‪.‬‬ ‫صلَةُ ال َّر ِ‬
‫الب ّر ِ‬
‫(‪)4‬‬

‫سطَ لهُ في‬ ‫أحب أن يُ ْب َ‬


‫َّ‬ ‫وعن أنس ‪ ‬قال‪ :‬قال رسول هللا ‪َ (( :r‬منْ‬
‫ص ْل َر ِح َمهُ)) (‪.)5‬‬ ‫ِر ْزقِ ِه‪ ،‬ويُنسَأ لهُ في أثَ ِر ِه ف ْليَ ِ‬
‫ه ذه األح اديث ت بيِّن حق الوالد على ول ده‪ ،‬ففي الغ الب أن‬
‫األبناء الذين تربوا على األخالق اإلسالمية يلتزمون به ذه الش ريعة‬
‫وبهذه الفض ائل‪ ،‬بل الواجب ات‪ ،‬فه ذا تع ود ثمرته على الوالد ال ذي‬
‫بذل جهده في تربية أوالده على كتاب هللا وسنة رس وله ‪ -‬ص لى هللا‬
‫عليه وسلم ‪ -‬فقد قال القائل‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫(?) أخرجه الطبري في تفسيره (‪ )15/65‬وانظر‪ :‬تفسير ابن كثير (‪.)3/35‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) أخرجه البخاري‪ ،‬كتاب األدب‪ ،‬باب من أحق الناس بحسن الصحبة (رقم ‪،)5971‬‬
‫ومسلم‪ ،‬كتاب البر والصلة واآلداب‪ ،‬باب بر الوالدين وأنهما أحق به (رقم ‪.)1( )2548‬‬
‫‪3‬‬
‫(?) أخرجه مسلم‪ ،‬كتاب البر والصلة واآلداب‪ ،‬باب بر الوالدين وأنهما أحق به (رقم ‪)2548‬‬
‫(‪.)2‬‬
‫‪4‬‬
‫(?) أخرجه مسلم‪ ،‬كتاب البر والصلة‪ ،‬باب فضل صلة أصدقاء األب واألم ونحوهما (رقم‬
‫‪.)2552‬‬
‫‪5‬‬
‫(?) أخرجه البخاري‪ ،‬كتاب البيوع‪ ،‬باب من أحب البسط في الرزق (رقم ‪،)2067‬‬
‫ومسلم‪ ،‬كتاب البر والصلة‪ ،‬باب صلة الرحم وتحريم قطيعتها (رقم ‪.)2557‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫األدب‬
‫ُ‬ ‫وليس ينفع بعد ال َك ْبر ِة‬ ‫قد ينفع األدب األحداث في َم َه ٍل‬
‫(‪)1‬‬
‫َب‬ ‫وال يَلينُ إ َذا قَ َّومتَهُ َ‬
‫الخش ُ‬ ‫قومتها اعتدلـــــت‬
‫إن الغصونَ إذا َّ‬
‫فالولد ال ذي ع َّوده أب وه على طاعة هللا تب ارك وتع الى في‬
‫ص غره ي أتي بتوفيق هللا ص الحا ً في ك بره إن ش اءهللا‪ ،‬فمن ه ذا‬
‫الصالح يحصل األب واألم على األجر العظيم‪ ،‬والث واب الجزي ل؛‬
‫ألن هللا ال يضيع أجر المحسنين‪ ،‬وهم قد أحس نوا تربية أوالدهم في‬
‫الص غر‪ ،‬فأعط اهم هللا تب ارك وتع الى ه ذا األجر بس بب عملهم‬
‫الطيب‪ ،‬وجعل أوالدهم ب ارين بهم في حي اتهم وبعد المم ات‪ ،‬كما‬
‫دلَّت على ذلك األحاديث الصحيحة عن رسول هللا ‪.r‬‬
‫ثانياً‪ :‬الرجولة الصالحة واألنوثة الصالحة‪:‬‬
‫من فوائد التربية الحسنة لألوالد أنه يَ ْنتُ ُج عن هذه التربية أوال ٌد‬
‫صالحون‪ ،‬وبنات صالحات‪ ،‬يمتثلون أوامر ربهم ورسولهم ‪ -‬صلى‬
‫هللا عليه وس لم ‪ -‬فهم يملك ون أخالق ا ً عالية وآداب ا ً س امية‪ .‬فعن ابن‬
‫ال‪،‬‬‫من ال ِّرج ِ‬
‫ثين َ‬‫عباس َرض َِي اللَُّه َعْن ُه َم ا ق ال‪(( :‬لَ َع َن رس و ُل هللا ‪ r‬المخنَّ َ‬
‫والمتر ِّجالت ِم َن النِّسا ِء))(‪.)2‬‬ ‫َ‬
‫الرج ا ِل‬‫هين ِم َن ِّ‬
‫لعن رس و ُل هللا ‪ r‬المتش بِّ َ‬ ‫وفي رواي ة‪َ (( :‬‬
‫شبِّهات ِم َن النِّسا ِء بال ِّر ِ‬
‫جال)) ‪.‬‬ ‫بالنِّسا ِء‪ ،‬والمت َ‬
‫(‪)3‬‬

‫‪1‬‬
‫(?) هذا البيت من بحر البسيط وينسب إلى سابق بن عبداهلل البربري فقيه ومحدث وأحد‬
‫شعراء الزهد في العصر األموي‪ ،‬مات سنة ‪132‬هـ‪ ،‬وينسب أيضاً إلى صالح بن عبدالقدوس‬
‫الشاعر الحكيم‪ ،‬شعره كله أمثال وحكم‪ ،‬عمي في آخر عمره‪ ،‬مات سنة ‪160‬هـ‪ ،‬وذكر‬
‫البيت أبو منصور الثعالبي في التمثيل والمحاضرة (ص ‪ ،)217‬وابن الجوزي في تنبيه النائم‬
‫الغمر على مواسم العمر (ص ‪.)5‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) أخرجه البخاري‪ ،‬كتاب اللباس‪ ،‬باب إخراج المتشبهين بالنساء من البيوت (رقم‬
‫‪.)5886‬‬
‫‪3‬‬
‫(?) أخرجه البخاري‪ ،‬كتاب اللباس‪ ،‬باب المتشبهين بالنساء والمتشبهات بالرجال (رقم‬
‫‪.)5885‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫سةَ‬ ‫سو ُل هللا ‪ r‬ال َّر ُج َل يَ ْلبَ ُ‬


‫س لِ ْب َ‬ ‫وعن أبي هريرة ‪ ‬قال‪(( :‬لَ َع َن َر ُ‬
‫سةَ ال َّر ُج ِل))(‪.)1‬‬ ‫ا ْل َم ْرَأ ِة‪َ ،‬وا ْل َم ْرَأةَ تَ ْلبَ ُ‬
‫س لِ ْب َ‬
‫فنجد األبناء الذين أخذوا التربية الحسنة من آب ائهم ال يس لكون‬
‫ه ذه المس الك‪ ،‬بينما نجد ال ذين لم تحسن ت ربيتهم يس لكون ه ذه‬
‫المسالك المذكورة‪.‬‬
‫فاألبن اء ال ذين ترب وا تربية إس المية ت راهم مح افظين على‬
‫رج ولتهم‪ ،‬فال يتش بهون بالنس اء وال بالفس اق‪ ،‬بينما نجد عكس هم‬
‫بعكسهم‪ ،‬فالمربِّي الصالح يَ ْنتُ ُج عن تربيته أوال ٌد صالحون‪ :‬ذكوراً‬
‫وإناثاً‪ ،‬يحافظون على شرع هللا‪ ،‬ويل تزمون ب اآلداب‬
‫اإلس المية‪ ،‬واألخالق الحمي دة‪ ،‬والرجولة الكامل ة‪،‬‬
‫واألنوثة الكاملة للنس اء؛ ألن مراقبة هللا هي ال تي‬
‫تجعل المسلم دائما ً وأبداً يلتزم باألخالق الحميدة‪ .‬وقد‬
‫قال القائل‪:‬‬
‫علي رقيب‬
‫تقل خلوت ولكن قل َّ‬ ‫فال‬ ‫إذا ما خلوت الدهر يومـــاً‬
‫(‪) 2‬‬
‫وال إن ما تخفـي عليــــه يغيـب‬ ‫وال تحسبن هللا يغفل ساعـة‬

‫‪1‬‬
‫(?) أخرجه أبو داود‪ ،‬كتاب اللباس‪ ،‬باب لباس النساء (رقم ‪ ،)4098‬والنسائي في‬
‫الكبرى (‪ 5/397‬رقم ‪ ،)9253‬والحاكم (‪ 4/215‬رقم ‪ ،)7415‬والطبراني في األوسط‬
‫(‪ 1/296‬رقم ‪ ،)984‬والبيهقي في شعب اإليمان (‪ 6/167‬رقم ‪ ،)7802‬وصححه‬
‫الحاكم‪ ،‬وكذا النووي في رياض الصالحين (ص ‪ .)373‬وصححه األلباني في صحيح سنن‬
‫أبي داود (‪ 2/519‬رقم ‪.)4098‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) هذا البيت من بحر الطويل وينسب إلى أبي العتاهية المتوفى سنة ‪211‬هـ‪ ،‬وأبي نواس‬
‫المتوفى سنة ‪198‬هـ‪ ،‬وصالح بن عبدالقدوس المتوفى سنة ‪160‬هـ‪.‬‬
‫وذكر البيتين ابن كثير في تفسيره (‪ ،)4/305( )3/380‬وأن اإلمام أحمد رحمه اهلل كان‬
‫ينشدهما‪ .‬وكذا قال ابن رجب في جامع العلوم والحكم (ص ‪ )162‬بينما ذكرهما البيهقي‬
‫في شعب اإليمان (‪ 5/461‬رقم ‪ )7292‬وأخبر أن الشافعي رحمه اهلل كان ينشدهما‪.‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫ثالثاً‪ :‬األخالق الحميدة‪:‬‬


‫من فوائد التربية الحس نة األخالق الحمي دة ال تي وردت في‬
‫الشرع‪ ،‬فقد كان الرسول ‪ r‬أحسن الناس خلقاً‪ ،‬قال هللا تعالى‪َ { :‬وِإنَّكَ‬
‫ق َع ِظيم}(‪)2(.)1‬ويقول هللا سبحانه‪َ { :‬ولَ ْو ُكنتَ فَظًّا َغلِيظَ ا ْلقَ ْل ِ‬
‫ب‬ ‫لَ َعلى ُخلُ ٍ‬
‫ضو ْا ِمنْ َح ْولِكَ } ‪.‬‬ ‫الَنفَ ُّ‬
‫ين‬ ‫وعن أبي هريرة ‪ ‬قال‪ :‬ق ال رس ول هللا ‪َ(( :r‬أ ْك َم ُل ا ْل ُم ْؤ ِمنِ َ‬
‫ساِئه ْم))(‪.)3‬‬ ‫سنُ ُه ْم ُخلُقًا‪َ ،‬و ِخيَا ُر ُك ْم ِخيَا ُر ُك ْم لِنِ َ‬ ‫ِإي َمانًا َأ ْح َ‬
‫وعن النواس بن س معان ‪ ‬ق ال‪ :‬س ألت رس ول هللا ‪ r‬عن ال بر‬
‫ص ْد ِركَ‪،‬‬ ‫ق‪َ ،‬واِإْل ْث ُم ما َح اكَ في َ‬ ‫س نُ ا ْل ( ُخ‪)4‬لُ ِ‬ ‫واإلثم فق ال‪(( :‬ا ْلبِ ُّر ُح ْ‬
‫َو َك ِرهْتَ َأنْ يَطَّلِ َع عليه الناس)) ‪.‬‬
‫ق هللا َح ْيثُ َما ُك ْنتَ ‪،‬‬ ‫وعن أبي ذر ‪ ‬عن رس ول هللا ‪ r‬ق ال‪(( :‬اتَّ ِ‬
‫س ٍن)) ‪.‬‬
‫(‪)5‬‬
‫ق َح َ‬ ‫ق الناس بِ ُخلُ ٍ‬ ‫سنَةَ تَ ْم ُح َها‪َ ،‬و َخالِ ِ‬ ‫سيَِّئةَ ا ْل َح َ‬ ‫َوَأ ْتبِ ْع ال َّ‬
‫ان‬‫يز ِ‬‫ش ْي ٌء َأ ْث َق ُل في ِم َ‬ ‫وعن أبي الدرداء ‪ ‬أن الن بي ‪ r‬ق ال‪(( :‬ما َ‬
‫ء))‬‫ش ا ْل َب ِذي َ‬ ‫اح َ‬‫ض ا ْل َف ِ‬ ‫س ٍن‪ ،‬وَِإنَّ هَّللا َ َليُ ْب ِغ ُ‬ ‫ق َح َ‬ ‫(ا ْل‪ُ )6‬مْؤ ِم ِن يوم ا ْل ِق َيا َم ِة من ُخلُ ٍ‬
‫‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫(?) سورة القلم‪ ،‬اآلية‪.4 :‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) سورة آل عمران‪ ،‬اآلية‪.159 :‬‬
‫‪3‬‬
‫(?) أخرجه الترمذي‪،‬كتاب الرضاع‪ ،‬باب ما جاء في حق المرأة على زوجها (رقم‬
‫‪ ،)1162‬وابن حبان (‪ 9/483‬رقم ‪ ،)4176‬وأحمد (‪ ،)472 ،2/250‬والبيهقي في‬
‫الشعب (‪ 1/61‬رقم ‪ ،)27‬وقال الترمذي‪ :‬هذا حديث حسن صحيح‪ .‬وقال األلباني في‬
‫صحيح الترغيب والترهيب (‪ 2/409‬رقم ‪ :)1923‬حسن صحيح‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫(?) أخرجه مسلم‪ ،‬كتاب البر والصلة واآلداب‪ ،‬باب تفسير البر واإلثم (رقم ‪.)2553‬‬
‫‪5‬‬
‫(?) أخرجه الترمذي‪ ،‬كتاب البر والصلة‪ ،‬باب ما جاء في معاشرة الناس (رقم ‪،)1987‬‬
‫والبزار (‪ 9/416‬رقم ‪ ،)4022‬وقال الترمذي‪ :‬هذا حديث حسن صحيح‪ .‬وقال األلباني‬
‫في صحيح الترغيب (‪ 3/12‬رقم ‪ :)2655‬حسن لغيره‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫(?) أخرجه الترمذي‪ ،‬كتاب البر والصلة‪ ،‬باب ما جاء في حسن الخلق (رقم ‪،)2002‬‬
‫وابن أبي شيبة (‪ 5/211‬رقم ‪ ،)25323‬وأحمد (‪ ،)448 ،6/446‬والطبراني في مسند‬
‫الشاميين (‪ 2/103‬رقم ‪ ،)993‬وعبد بن حميد (رقم ‪ ،)204‬وابن أبي عاصم في السنة (‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫وعن أبي هريرة ‪ ‬قال‪ :‬سُئل رس ول هللا ‪ r‬عن أك ثر ما ي دخل‬


‫الخلُق))‪ ،‬وس ئل عن أك ثر ما‬ ‫وحسن ُ‬ ‫الناس الجنة؟ قال‪(( :‬تَ ْق وى هللا ُ‬
‫يدخل الناس النار فقال‪(( :‬الفم والفَرج)) (‪.)1‬‬
‫وعن أبي أمامة الب اهلي ‪ ‬ق ال‪ :‬ق ال رس ول هللا ‪(( :r‬أنا َز ِعي ٌم‬
‫ت في‬ ‫ض ا ْل َجنَّ ِة لِ َمنْ ت ََركَ ا ْل ِم َرا َء َوِإنْ ك ان ُم ِحقًّا‪َ ،‬وبِبَ ْي ٍ‬
‫ت في َربَ ِ‬ ‫بِبَ ْي ٍ‬
‫ت في َأ ْعلَى‬ ‫ب َوِإنْ ك ان َما ِز ًح ا‪َ ،‬وبِبَ ْي ٍ‬ ‫س ِط ا ْل َجنَّ ِة لِ َمنْ تَ َركَ ا ْل َك ِذ َ‬ ‫َو َ‬
‫س َن ُخلُقَهُ)) ‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫ا ْل َجنَّ ِة لِ َمنْ َح َّ‬
‫فاآلباء الصالحون يطبق ون ه ذه األخالق الحمي دة وغيرها من‬
‫األخالق الفاضلة‪ :‬كالتواضع‪ ،‬والصدق‪ ،‬والوفاء بالعه د‪ ،‬واألمان ة‪،‬‬
‫واالس تقامة‪ ،‬والش جاعة‪ ،‬والص بر‪ ،‬والحلم‪ ،‬واألن اة‪ ،‬والرف ق‪،‬‬
‫والتقوى‪ ،‬والحياء‪ ،‬والورع‪ ،‬والتوكل على هللا‪ ،‬والرحمة‪ ،‬والمحب ة‪،‬‬
‫واإليثار على النفس‪ ،‬وهذه أخالق حمي دة يتصف بها أبن اء الرج ال‬
‫الصالحين الذين تلقوا التربية الحسنة من آبائهم الصلحاء‪.‬‬
‫قال الشاعر‪:‬‬
‫فإن همو ذهبت أخالقهم ذهبوا‬
‫(‪) 3‬‬
‫إنما األمم األخالق ما بقيت‬

‫‪ 2/363‬رقم ‪ ،)783‬وقال الترمذي‪ :‬هذا حديث حسن صحيح‪ .‬وصححه األلباني في‬
‫صحيح سنن الترمذي (‪ 2/378‬رقم ‪.)2002‬‬
‫‪1‬‬
‫(?) أخرجه الترمذي‪ ،‬كتاب البر والصلة‪ ،‬باب ما جاء في حسن الخلق (رقم ‪)2004‬‬
‫وقال‪ :‬هذا حديث حسن صحيح غريب‪ ،‬وحسنه األلباني في سلسلة األحاديث الصحيحة‬
‫(رقم ‪ )977‬وقال في صحيح سنن الترمذي‪ :‬حسن اإلسناد‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) أخرجه أبو داود‪ ،‬كتاب األدب‪ ،‬باب في حسن الخلق (رقم ‪ ،)4800‬والبيهقي في‬
‫الكبرى (‪ 10/249‬رقم ‪ ،)20965‬والطبراني في الكبير (‪ 8/98‬رقم ‪ ،)7488‬وفي‬
‫مسند الشاميين (‪ 2/407‬رقم ‪ ،)1594‬وحسنه المنذري في الترغيب والترهيب (‪3/364‬‬
‫رقم ‪ ،)4437‬وصححه النووي في رياض الصالحين (ص ‪ .)174‬وحسنه األلباني في‬
‫صحيح سنن أبي داود (‪ 3/179‬رقم ‪.)4800‬‬
‫‪3‬‬
‫(?) هذا البيت من بحر البسيط‪ ،‬وينسب إلى أحمد شوقي أشهر شعراء العصر الحديث‪،‬‬
‫أرسله الخديوي توفيق إلى فرنسا لدراسة الحقوق‪ ،‬واطلع على األدب الفرنسي‪ ،‬مات سنة‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫رابعاً‪ :‬تكوين أسرة مسلمة متماسكة‪:‬‬


‫إن من نت ائج التربية الص الحة إخ راج أس رة ص الحين‬
‫مصلحين‪ ،‬وأعظم أس رة يض رب بها المثل لكل األجي ال هي أس رة‬
‫محمد بن عبدهللا عليه الصالة والسالم‪.‬‬
‫ف إن التع اطف ال ذي ق َّدره هللا تع الى بين ال زوجين‪ :‬الرجل‬
‫والمرأة لِ َمن أجلِّ النعم التي أس بغها هللا على عب اده‪ ،‬وأعظم اآلي ات‬
‫ق لَ ُكم‬ ‫الدالة على قدرته وإعج ازه‪ ،‬ق ال تع الى‪َ { :‬و ِمنْ آيَاتِ ِه َأنْ َخلَ َ‬
‫س ُكنُوا ِإلَ ْي َها َو َج َع َل بَ ْينَ ُكم َّم َو َّدةً َو َر ْح َم ةً ِإنَّ فِي‬ ‫س ُك ْم َأ ْز َو ً‬
‫اجا لِّتَ ْ‬ ‫ِّمنْ َأنفُ ِ‬
‫ت لِّقَ ْو ٍم يَتَفَ َّك ُرون}(‪.)1‬‬ ‫َذلِكَ آليَا ٍ‬
‫فبهذا التعاطف تق وم األس رة الس عيدة‪ ،‬وت دوم الحي اة األس رية‬
‫المس تقرة ال تي في ظلها تزدهر المع اني الكريم ة‪ ،‬وإن المتأمل في‬
‫سيرة الدعوة اإلسالمية ليَ ْس تطيع أن يلمس بوض وح بعض ما يمكن‬
‫لألس رة القوي ة‪ ،‬ولقد جعل اإلس الم رابطة ال زواج الش رعي الق ائم‬
‫على الكتاب والسنة‪ ،‬هو الوسيلة الوحيدة لتك وين األس رة المس لمة‪،‬‬
‫فعن أنس ‪ ‬قال‪ :‬قال رسول هللا ‪(( :r‬من َر َزقَهُ هللا ا ْم َرَأةً َ‬
‫صالِ َحةً فَقَ ْد‬
‫ش ْط ِر الثَّانِي))(‪.)2‬‬ ‫ق هللا في ال َّ‬ ‫َأ َعانَهُ على شَط ِر ِدينِ ِه‪ ،‬فَ ْليَتَّ ِ‬
‫ففي ه ذا األس اس تتك ون األس رة المس لمة الص الحة من وقت‬
‫زواج الرجل الص الح ب المرأة الص الحة‪ ،‬ومن ثم تربية األوالد‬
‫التربية اإلسالمية‪ ،‬فيتكون مجتمع ص الح من ه ذه األس رة الص الحة‪،‬‬
‫يتراحمون فيما بينهم‪ ،‬ويحب بعضهم بعضاً‪ ،‬ويقومون ب واجبهم ال ذي‬
‫‪1351‬هـ‪ ،‬بينما جاء عجز البيت هكذا‪:‬‬
‫فإن تولت مضوا في إثرها قُ ُدما‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫(?) سورة الروم‪ ،‬اآلية‪.21 :‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) أخرجه الحاكم (‪ 2/175‬رقم ‪ ،)2681‬والطبراني في األوسط (‪ 1/294‬رقم ‪،)972‬‬
‫والبيهقي في الشعب (‪ 4/383‬رقم ‪ ،)5487‬وصححه الحاكم‪ .‬بينما ضعفه‪ t‬الحافظ ابن‬
‫حجر في تلخيص الحبير (‪ )3/117‬ونقل تضعيفه الشوكاني في نيل األوطار (‪.)6/227‬‬
‫وضعفه‪ t‬األلباني في ضعيف الجامع (رقم ‪ )5599‬بينما قال في صحيح الترغيب والترهيب‬
‫(‪ 2/404‬رقم ‪ :)1916‬حسن لغيره‪.‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫خلقوا من أجله‪ ،‬وهو عبادة هللا تبارك وتعالى وعدم اإلشراك به‪.‬‬
‫والمؤمن دائم ا ً يس أل هللا الذرية الص الحة كما ق ال هللا تب ارك‬
‫ون َ(ر‪1‬بَّ)نَا َه ْب لَنَا ِمنْ َأ ْز َو ِ‬
‫اجنَا َو ُذ ِّريَّاتِنَا قُ َّرةَ‬ ‫ين يَقُولُ َ‬ ‫وتع الى‪َ { :‬والَّ ِذ َ‬
‫ين ِإ َما ًما} ‪.‬‬ ‫َأ ْعيُ ٍن َو ْ‬
‫اج َع ْلنَا لِ ْل ُمتَّقِ َ‬
‫فمن نت ائج دع اء المؤم نين ربهم رزقهم الهداي ة‪ ،‬ثم األوالد‬
‫وأع انهم على ت ربيتهم‪ ،‬ومن ثم تك ونت‪ :‬أس رة مس لمة‪ ،‬متماس كة‪،‬‬
‫كالبنيان يشد بعضه بعض ا ً(‪ ،)2‬وك انوا كالجسد الواح د‪ :‬في ت وادِّهم‪،‬‬
‫وتراحمهم‪ ،‬وتعاطفهم‪ ،‬إذا اشتكى منه عض ٌو تداعى له س ائر الجسد‬
‫بالسهر والحمى(‪ ،)3‬وكانوا كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعض اً‪،‬‬
‫وكانوا يحبون إلخوانهم المسلمين ما يحبون ألنفسهم‪ ،‬إلى غ ير ذلك‬
‫من ترابط األسرة المسلمة وتماسكها‪.‬‬
‫خامساً‪ :‬انتشار الحب بين األوالد‪:‬‬
‫ومن نت ائج وفوائد التربية الحس نة انتش ار الحُب بين األوالد‪،‬‬
‫وذلك؛ ألنهم مؤدب ون على طاعة هللا ورس وله‪ ،‬ومن أط اع هللا فإنه‬
‫يحب ما أحبه هللا ورسوله‪ ،‬ويبغض ما يبغضه هللا ورس وله‪ ،‬فاهلل قد‬
‫أمر بالتواصل وال تراحم‪ ،‬والتع اطف‪ ،‬فهم ممتثل ون ألم ره س بحانه‬
‫ث من‬ ‫وتع الى‪ ،‬ففي الص حيحين عن أنس ‪ ،‬عن الن بي ‪ r‬ق ال‪(( :‬ثَاَل ٌ‬
‫ب إليه ِم َّما‬ ‫س ولُهُ َأ َح َّ‬ ‫ان‪ ،‬من ك ان هللا َو َر ُ‬ ‫ُكنَّ فيه َو َج َد َحاَل َوةَ اِإْل ي َم ِ‬
‫ان َيَ ْك َرهُ َأنْ‬ ‫يحب المرء اَل يُ ِحبُّهُ إال هلل‪ ،‬ومنْ ك َ‬ ‫ُّ‬ ‫كان‬
‫س َوا ُه َما‪َ ،‬و َمنْ َ‬ ‫ِ‬
‫ر))‬ ‫َأ‬ ‫َأ‬ ‫ْ‬
‫يرج َع في ا ْل ُك ْف ِر بَ ْع َد ِإذ ْنقَ َذهُ هللا من هُ‪ ،‬كما يَ ْك َرهُ نْ يُ ْلقَى في النَّا ِ‬

‫‪1‬‬
‫(?) سورة الفرقان‪ ،‬اآلية‪.74 :‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) أهداف األسرة في اإلسالم والتيارات المعاصرة‪( t‬بتصرف)‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫(?) فعن النعمان بن بشير ‪ ‬قال‪ :‬قال رسول اهلل ‪ -‬صلى اهلل عليه وسلم ‪(( :-‬ترى‬
‫المؤمنين في تراحمهم وتوادهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى عضواً تداعى له سائر‬
‫جسده بالسهر والحمى)) أخرجه البخاري‪ ،‬كتاب األدب‪ ،‬باب رحمة الناس والبهائم (رقم‬
‫‪ )6011‬ومسلم‪ ،‬كتاب البر والصلة واآلداب‪ ،‬باب تراحم المؤمنين وتعاطفهم وتعاضدهم‬
‫(رقم ‪.)2586‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫(‪.)1‬‬
‫ض هلل‬ ‫ب هلل‪ ،‬وأ ْب َغ َ‬ ‫أح َّ‬
‫وعن أبي أمامة ‪ ‬ق ال‪ :‬ق ال ‪َ (( :r‬منْ َ‬
‫اإليمان))(‪.)2‬‬
‫َ‬ ‫هلل‪ ،‬ومنَ َع هلل‪ ،‬فقَ ِد استك َم َل‬ ‫وأعطَى ِ‬
‫وعن ال براء بن ع ازب ‪ ‬ق ال‪ :‬ق ال عليه الص الة والس الم‪:‬‬
‫ض في هللا)) (‪.)3‬‬ ‫الحب في هللا‪ ،‬والبُ ْغ ُ‬ ‫ّ‬ ‫اإليمان‪:‬‬
‫َ‬ ‫أوثَق ع َُرى‬ ‫(( ْ‬
‫وعبدهللا الص ادق في إيمان ه‪ :‬هو من يرض يه ما يرضي هللا‪،‬‬
‫ويس خطه ما يس خط هللا‪ ،‬ويحب ما أحبه هللا ورس وله‪ ،‬ويبغض ما‬
‫أبغضه هللا ورسوله‪ ،‬ويوالي أولياء هللا‪ ،‬ويعادي أعداء هللا ورسوله‪،‬‬
‫هذا هو الذي استكمل اإليمان(‪.)4‬‬
‫اآلخ ِر‬‫ون بِاهَّلل ِ َوا ْليَ ْو ِم ِ‬ ‫ق ال هللا تع الى‪{ :‬الَ تَ ِج ُد قَ ْو ًما يُْؤ ِمنُ َ‬
‫س ولَهُ َولَ ْو َك انُوا آبَ اء ُه ْم َأ ْو َأ ْبنَ اء ُه ْم َأ ْو‬ ‫ُّون َمنْ َح ا َّد هللا َو َر ُ‬ ‫يُ َواد َ‬
‫ان} ‪ .‬فنت ائج‬ ‫(‪)5‬‬
‫يرتَ ُه ْم ُأ ْولَِئ َك َكت ََب فِي قُلُ وبِ ِه ُم اِإل ي َم َ‬ ‫ِإ ْخ َوانَ ُه ْم َأ ْو َع ِ‬
‫ش َ‬
‫التربية الحسنة وفوائدها عظيمة وجمة‪ :‬فهم متراحمون‪ ،‬متع اطفون‬
‫فيما بينهم‪ ،‬ومتحابون‪ ،‬وليس حبهم بينهم فحسب‪ ،‬بل يحبون كل من‬
‫كان يحب هللا ورسوله‪ ،‬فهم يحبون هلل ويبغضون له سبحانه‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫(?) أخرجه البخاري‪ ،‬كتاب اإليمان‪ ،‬باب حالوة اإليمان (رقم ‪ ،)16‬ومسلم‪ ،‬كتاب‬
‫اإليمان‪ ،‬باب بيان خصال من اتصف بهن وجد حالوة اإليمان (رقم ‪.)43‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) أخرجه أبو داود‪ ،‬كتاب السنة‪ ،‬باب الدليل على زيادة اإليمان ونقصانه (رقم ‪،)4681‬‬
‫وابن أبي شيبة (‪ 7/130‬رقم ‪ ،)34730‬والطبراني في الكبير (‪ 8/134‬رقم ‪،)7613‬‬
‫وفي مسند الشاميين (‪ 2/239‬رقم ‪ ،)1260‬والبيهقي في الشعب (‪ 6/492‬رقم ‪.)9021‬‬
‫وصححه األلباني في صحيح سنن أبي داود (‪ 141 – 3/140‬رقم ‪.)4681‬‬
‫‪3‬‬
‫(?) أخرجه ابن أبي شيبة (‪ 7/80‬رقم ‪ ،)34338‬والطيالسي (رقم ‪ ،)747‬وابن أبي الدنيا‬
‫في اإلخوان (رقم ‪ ،)1‬وصححه األلباني في صحيح الجامع (رقم ‪ .)2539‬وقال في‬
‫صحيح الترغيب والترهيب (‪ 166 – 3/165‬رقم ‪ :)3030‬حسن لغيره‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫(?) العبودية البن تيمية (ص ‪.)6‬‬
‫‪5‬‬
‫(?) سورة المجادلة‪ ،‬اآلية‪.22 :‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫المبحث الثاني والعشرون‪ :‬مضار التربية السيئة‬


‫أوالً‪ :‬عقوق الوالدين‪:‬‬
‫اآلباء الذين لم يعتن وا بتربية أوالدهم التربية اإلس المية س وف‬
‫يجدون ما قدموا ألنفسهم في حي اتهم وبعد وف اتهم‪ ،‬إال من عصم هللا‬
‫ورحم‪ ،‬ففي الدنيا العقوق وع دم ال بر والص لة‪ ،‬وفي اآلخ رة يك ون‬
‫هذا األب مسؤوالً أمام الخالق تبارك وتعالى عن اإلهمال ال ذي ق ام‬
‫فس اقا ً فإنه ال‬ ‫به نحو أوالده‪ ،‬وك ذلك إذا ت وفي الوالد وخلَّف أوالداً َّ‬
‫ينتفع منهم بعد موته؛ ألنهم قد ال يبتعدون عن الجرائم واآلث ام‪ ،‬ف إذا‬
‫فعلوا ذلك فيستبعد أن يدعوا لوالديهم‪ ،‬والصالح شرط لقب ول العمل‬
‫الح ي دعو له))‪ .‬وقد ورد في قطيعة‬ ‫وإيصاله إلى والد الولد ((ول ٌد ص ٌ‬
‫األرحام وعقوق الوالدين أح اديث كث يرة منها ح ديث أبي هري رة ‪‬‬
‫قال‪ :‬قال رسول هللا ‪َ (( :r‬ر ِغ َم أنفُهُ‪َ ،‬ر ِغ َم أنفُهُ‪َ ،‬ر ِغ َم أنفُهُ)) قي ل‪َ :‬من‬
‫أح َدهُما أو ِكالهُما‪،‬‬ ‫يا رسول هللا؟ قال‪َ (( :‬منْ أد َْركَ والِ َدي ِه ِع ْن َد ال ِكبَر َ‬
‫ثم لم يدخل الجنَّةَ)) (‪.)1‬‬
‫وعن المغيرة ‪ ‬قال‪ :‬ق ال رس ول هللا ‪ِ(( :r‬إنَّ هَّللا َ َح َّر َم َعلَ ْي ُك ْم‪:‬‬
‫ت‪َ .‬و َك ِرهَ لَ ُك ْم قِي َل وق ال‪،‬‬ ‫ت‪َ ،‬و َمنَ َع َو َه ا ِ‬ ‫ت‪َ ،‬و َوْأ َد ا ْلبَنَا ِ‬‫ق اُأْل َّم َها ِ‬
‫ُعقُو َ‬
‫ال))(‪.)2‬‬‫ضا َعةَ ا ْل َم ِ‬ ‫ال‪َ ،‬وِإ َ‬ ‫سَؤ ِ‬ ‫َو َك ْث َرةَ ال ُّ‬
‫ضَي اللَُّه َعْنهُ َما قال‪ :‬قال رسول هللا ‪ِ (( :r‬م َن‬ ‫وعن عبدهللا بن عمرو َر ِ‬
‫ش ْت ُم ال َّرجل وال َد ْي ِه)) ق الوا‪ :‬يا رس ول هللا‪ ،‬وهل يش تم الرجل‬ ‫الكبائ ِر َ‬
‫فيسب أب اه‪ ،‬ويَس ُّب أ ّم هُ فيسب‬ ‫ُّ‬ ‫س ُّب أبَا ال َّرجل‬ ‫والديه؟ قال‪(( :‬نَعم‪ ،‬يَ ُ‬
‫أ ّمه))(‪.)3‬‬
‫‪1‬‬
‫(?) أخرجه مسلم‪ ،‬كتاب البر والصلة واآلداب‪ ،‬باب رغم أنف من أدرك أبويه أو أحدهما‬
‫عند الكبر فلم يدخل الجنة (رقم ‪.)2551‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) أخرجه البخاري‪ ،‬كتاب في االستقراض‪ ،‬باب ما ينهى عن إضاعة المال (رقم‬
‫‪ ،)2408‬ومسلم‪ ،‬كتاب األقضية‪ ،‬باب النهي عن كثرة المسائل من غير حاجة والنهي عن‬
‫منع وهات (رقم ‪.)593‬‬
‫‪3‬‬
‫(?) أخرجه البخاري‪ ،‬كتاب األدب‪ ،‬باب ال يسب الرجل والديه (رقم ‪ )5973‬ومسلم‪،‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫ق هللا ا ْل َخ ْل َ‬
‫ق‬ ‫وعن أبي هريرة ‪ ‬قال‪ :‬ق ال رس ول هللا ‪َ (( :r‬خلَ َ‬
‫ت ال َّر ِح ُم‪ ،‬فقال‪َ :‬م ْه؟ ق الت‪ :‬ه ذا َمقَ ا ُم ا ْل َعاِئ ِذ بِ كَ‬ ‫فلما فَ َر َغ منه قَا َم ِ‬
‫ص لَ ِك َوَأ ْقطَ َع من‬ ‫ص َل من َو َ‬ ‫ض ْي َن َأنْ َأ ِ‬
‫من ا ْلقَ ِطي َع ِة‪ .‬فق ال‪ :‬أال ت َْر َ‬
‫لك)) ‪.‬‬
‫(‪) 1‬‬
‫قَطَ َع ِك؟ قالت‪ :‬بَلَى يا َر ِّب! قال فَ َذلِك ِ‬
‫وعن عائشة رضي هللا عنها قالت‪ :‬قال رسول هللا ‪(( :r‬ال َّر ِح ُم معلَّق ةٌ‬
‫وصلَهُ هللا‪ ،‬و َمنْ قَطَ َعني قَطَ َعهُ هللا))(‪.)2‬‬ ‫صلَني َ‬ ‫ش‪ ،‬تقول‪َ :‬منْ َو َ‬ ‫بال َع ْر ِ‬
‫يدخل الجنَّةَ‬ ‫وعن جبير بن مطعم ‪ ‬قال‪ :‬قال رسول هللا ‪(( :r‬ال ُ‬
‫قاط ٌع)) (‪.)3‬‬
‫ِ‬
‫فلهذه األحاديث الصحيحة تحرم القطيعة والعقوق‪ ،‬والغالب أن‬
‫األوالد ال ذين لم ي تربوا على األخالق الفاض لة يقع ون في ما ُذ ِكر‬
‫وغ يره من المحرم ات؛ ألنه ال يوجد عن دهم تحص ين عن ه ذا‪،‬‬
‫والمعصوم من عصم هللا‪ ،‬ولكن هذا في الغالب‪ ،‬وهللا أعلم‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬الرجولة الناقصة واأل نوثة الناقصة‪:‬‬
‫س بق أن عرفنا الرجولة الص الحة‪ ،‬واألنوثة الص الحة‪ ،‬وت بيَّن‬
‫لنا أثر التربية الحس نة‪ ،‬أما اآلن فأتن اول أثر التربية الس يئة‪ ،‬وما‬
‫ي ترتب على ه ذه التربية وبس ببها يخ رج رج ال ناقصو الرجول ة‪،‬‬
‫وبنات ناقصات األنوثة‪.‬‬
‫فال شك أن التربية هي األس اس ال ذي يُب نى عليه المجتمع‬
‫المسلم‪.‬‬

‫كتاب اإليمان‪ ،‬باب بيان الكبائر وأكبرها (رقم ‪.)90‬‬


‫‪1‬‬
‫(?) أخرجه البخاري‪ ،‬كتاب التوحيد‪ ،‬باب قول اهلل تعالى‪﴿ :‬يريدون أن يبدلوا كالم اهلل﴾‬
‫برقم ‪ ،7502‬كتاب التفسير‪ ،‬باب وتقطعوا أرحامكم (رقم ‪ ،)4830‬ومسلم‪ ،‬كتاب البر‬
‫والصلة واآلداب‪ ،‬باب صلة الرحم وتحريم قطيعتها (رقم ‪.)2554‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) أخرجه البخاري‪ ،‬كتاب األدب‪ ،‬باب من وصل وصله اهلل (رقم ‪ ،)5989‬ومسلم‪،‬‬
‫كتاب البر والصلة واآلداب‪ ،‬باب صلة الرحم وتحريم قطيعتها (رقم ‪.)2555‬‬
‫‪3‬‬
‫(?) أخرجه البخاري‪ ،‬كتاب األدب‪ ،‬باب إثم القاطع (رقم ‪ ،)5984‬ومسلم‪ ،‬كتاب البر‬
‫والصلة واآلداب‪ ،‬باب صلة الرحم وتحريم قطيعتها (رقم ‪.)2556‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫ولقد أخبرنا الصادق المصدوق الذي ال ينطق عن اله وى‪ ،‬من‬


‫حديث أبي هري رة ‪ ‬ق ال‪ :‬ق ال ‪ُ (( :r‬ك ّل َم ْولُ و ٍد يُولَ ُد على ا ْلفِ ْط َر ِة‬
‫سانِ ِه))(‪.)1‬‬ ‫فََأبَ َواهُ يُ َه ِّو َدانِ ِه‪ ،‬أو يُنَ ِّ‬
‫ص َرانِ ِه‪ ،‬أو يُ َم ِّج َ‬
‫فلهذا نجد أوالداً فاسقين في الغالب من اآلب اء الفاس قين‪ ،‬وذلك‬
‫ألن ه ؤالء اآلب اء لم يهتم وا بأنفس هم وال ب أوالدهم من الناحية‬
‫المعنوي ة‪ ،‬فنجد أن الولد يح اول تقليد النس اء‪ ،‬والبنت تح اول تقليد‬
‫الرجال‪ ،‬وما ذلك إال لعدم التربية اإلس المية‪ ،‬ومن ثم ع دم اإليم ان‬
‫الكامل‪ ،‬وقد س بق وأن ذك رت قبل ه ذا ح ديث اللعن لمن تش به من‬
‫الرجال بالنساء‪ ،‬ولمن تشبه من النساء بالرجال‪ ،‬فعن أبي هري رة ‪‬‬
‫ص ْنفَا ِن من َأه ِْل النَّا ِر لم َأ َر ُه َما‪ :‬قَ ْو ٌم َم َع ُه ْم‬ ‫قال‪ :‬قال رسول هللا ‪ِ (( :r‬‬
‫اس يَاتٌ َعا ِريَ اتٌ‬ ‫س ا ٌء َك ِ‬ ‫ون بها الناس‪َ ،‬ونِ َ‬ ‫ض ِربُ َ‬ ‫سيَاطٌ َكَأ ْذنَا ِ‬
‫ب ا ْلبَقَ ِر يَ ْ‬ ‫ِ‬
‫ت ا ْل َماِئلَ ِة‪ ،‬اَل يَ د ُْخ ْل َن ا ْل َجنَّة‪َ،‬‬
‫ُم ِمياَل تٌ َماِئاَل تٌ ‪ ،‬رؤوسهن كأسنة ا ْلبُ ْخ ِ‬
‫ير ِة َك َذا َو َكذا)) ‪.‬‬
‫َ (‪)2‬‬
‫س َ‬ ‫وج ُد من َم ِ‬ ‫يح َها لَيُ َ‬
‫يح َها‪َ ،‬وِإنَّ ِر َ‬ ‫وال يَ ِجد َْن ِر َ‬
‫وه ذا الح ديث من عالم ات ص دق الرس ول ‪ -‬ص لى هللا عليه‬
‫وس لم ‪ -‬فقد وقع بعد أربعة عشر قرن ا ً من الهج رة النبوي ة‪ ،‬وهو‬
‫تكش فت‬ ‫معجزة من معجزات الرسول ‪ -‬ص لى هللا عليه وس لم ‪ -‬فقد َّ‬
‫النساء إال من رحم ربي‪ ،‬وقد رأينا النساء الالئي قل حياؤهن يلبسن‬
‫مالبس خفيفة أو مالبس قص يرة‪ ،‬ح تى وصل األمر إلى أقبح من‬
‫هذا‪ ،‬فرأينا نساء يمشين مع رجالهن وقد أسبل رجالهن الثياب وهي‬
‫تكنس الش وارع من طوله ا‪ ،‬أما نس اؤهم فقد رفعن ثي ابهن إلى‬
‫أنصاف الساقين أو الركب تين‪ ،‬كاش فة رأس ها‪ ،‬وعنقه ا‪ ،‬وص درها‪،‬‬
‫ومبدية زينتها أمام الرجال األجانب‪ ،‬فأصبح األمر ب العكس‪ ،‬فإنا هلل‬
‫وإنا إليه راجعون!!‬
‫وما ذلك إال بسبب التربية السيئة ال تي ق امت بعي دة عن كت اب‬
‫هللا وسنة رسوله ‪.r‬‬
‫‪1‬‬
‫(?) أخرجه البخاري (رقم ‪ ،)1385‬وتقدم تخريجه‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) أخرجه مسلم‪،‬كتاب اللباس والزينة‪ ،‬باب النساء الكاسيات العاريات المائالت‬
‫المميالت (رقم ‪.)2128‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫وسوء معاملة األبوين للولد‪ ،‬من األمور التي يكاد يجمع علماء‬
‫التربية عليه ا‪ ،‬إن الولد إذا عومل من قبل أبويه ومربيه المعاملة‬
‫القاس ية وأدب بالض رب الش ديد والت وبيخ في غ ير محل ه‪ ،‬وك ان‬
‫التحقير واالزدراء موجها ً من اآلباء والتشهير والسخرية ف إن ردود‬
‫الفعل ستظهر في سلوكه و ُخلُقه‪ ،‬وإن مظ اهر الخ وف واالنكم اش‪،‬‬
‫ستبدو في تصرفاته وأفعاله‪ ،‬وقد يؤول به األمر إلى االنتحار حين اً‪،‬‬
‫أو إلى مقاتلة أبويه أحياناً‪ ،‬أو إلى ت رك ال بيت نهائي اً‪ ،‬متخلص ا ً مما‬
‫يعانيه من القس وة الظالمة والمعاملة األليم ة‪ ،‬فال عجب – وه ذه‬
‫الحالة – أن ن راه في المجتمع مجرم ا ً وفي ه ذه الحي اة ش اذاً‬
‫ومنحرفاً!! وال عجب أن ينشأ على االعوجاج والميوعة واالنحالل‪.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬األخالق الفاسدة غير الحميدة‪:‬‬
‫إن التربية السيئة التي لم تعتمد على الهدي النبوي الش ريف ال‬
‫بد وأن تكون ناقصة‪ ،‬وينتج عنها أخالق فاس دة غ ير مرض ية‪ ،‬وقد‬
‫ت َأن‬ ‫الس يَِّئا ِ‬‫ون َّ‬ ‫ين يَ ْع َملُ َ‬ ‫ب الَّ ِذ َ‬‫س َ‬ ‫ق ال هللا تب ارك وتع الى‪َ{ :‬أ ْم َح ِ‬
‫س يَِّئةً‬ ‫ب َ‬ ‫س َ‬ ‫ساء َما يَ ْح ُك ُم ون}(‪ .)1‬وقال تع الى‪{ :‬بَلَى َمن َك َ‬ ‫سبِقُونَا َ‬ ‫يَ ْ‬
‫اب النَّا ِر ُه ْم فِي َها َخالِ دُون} ‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫ص َح ُ‬ ‫ُأ‬
‫َوَأ َحاطَتْ بِ ِه َخ ِطيـَئتُهُ فَ ْولَـِئكَ ْ‬
‫َأ‬
‫وقال تعالى‪ِ{ :‬إن ت َْجتَنِبُو ْا َكبَآِئ َر َما تُ ْن َه ْو َن َع ْن هُ نُ َكفِّ ْر َعن ُك ْم َ‬
‫س يَِّئاتِ ُك ْم‬
‫َونُد ِْخ ْل ُكم ُّمد َْخالً َك ِري ًما}(‪.)3‬‬
‫وعن عقبة بن عامر ‪ ‬ق ال‪ :‬ق ال رس ول هللا ‪(( :r‬إ َذا َرَأ ْيتَ هللا‬
‫ْراج))‪،‬‬‫اس تِد ٌ‬ ‫اص ي ِه َما يُ ِح ُّب فإنَّما َه َو ْ‬ ‫يُ ْع ِطي ال َع ْب َد ِم َن ال ُّد ْنيا َعلَى َم َع ِ‬
‫اب ُك ِّل‬‫سو ْا َما ُذ ِّك ُرو ْا بِ ِه فَت َْحنَا َعلَ ْي ِه ْم َأ ْب َو َ‬
‫ثم تال رسول هللا ‪{ :r‬فَلَ َّما نَ ُ‬
‫س ون}(‪.)4‬‬ ‫َي ٍء َحتَّى ِإ َذا فَ ِر ُحو ْا بِ َما ُأوتُو ْا َأ َخ ْذنَاهُم بَ ْغتَةً فَِإ َذا هُم ُّم ْبلِ ُ‬ ‫ش ْ‬
‫‪1‬‬
‫(?) سورة العنكبوت‪ ،‬اآلية‪.4 :‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) سورة البقرة‪ ،‬اآلية‪.81 :‬‬
‫‪3‬‬
‫(?) سورة النساء‪ ،‬اآلية‪.31 :‬‬
‫‪4‬‬
‫(?) أخرجه أحمد (‪ ،)4/145‬وفي الزهد (ص ‪ ،)12‬والبيهقي في الشعب (‪ 4/128‬رقم‬
‫‪ ،)4540‬وابن المبارك في الزهد (رقم ‪ ،)321‬وابن أبي الدنيا في الشكر (رقم ‪،)32‬‬
‫والطبراني في األوسط (‪ 9/110‬رقم ‪ ،)9272‬وفي الكبير (‪ 17/330‬رقم ‪ ،)913‬وصححه‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫وغ ير ذلك من النص وص ال تي وردت في الش رع ت دل على ذم‬


‫األخالق السيئة‪ ،‬واألبناء ال ذين لم يُعلَّم وا األخالق الحمي دة‪ :‬أخالق‬
‫الرس ول ‪ -‬ص لى هللا عليه وس لم ‪ -‬فكيف يعرف ون أخالقه وهم لم‬
‫يعلَّموا ولم يوجَّهوا التوجيه السليم؟‬
‫فهم عند آب ا ٍء فاس قين‪ ،‬وأمه ات ال يخفن هللا وال يراقبن ه‪ ،‬فمن‬
‫ه ذه الغب اوة ظهر أوالد فاس دون واس تحبوا األخالق الرذيلة على‬
‫األخالق الحميدة‪ ،‬واستحبوا‪ :‬الكذب على الصدق‪ ،‬واألمانة‪ ،‬والنفاق‬
‫على اإلخالص‪ ،‬واس تحبوا‪ :‬اإلس راف‪ ،‬والبخل على الك رم‪،‬‬
‫واالقتص اد‪ ،‬واس تحبوا‪ :‬التك بر‪ ،‬واإلعج اب على التواض ع‪ ،‬ولين‬
‫الجانب‪ ،‬وغير ذلك من األخالق الرذيلة الناتجة عن سوء التربية‪.‬‬
‫رابعاً‪ :‬أسرةٌ منحلَّة غير ملتزمة بشرع اهلل‪:‬‬
‫من نت ائج التربية الس يئة تفكك األس رة وانحاللها وفس اد‬
‫أخالقه ا‪ ،‬وذل ك؛ ألن التربية اإلس المية هي أس اس األخالق‪،‬‬
‫والفض ائل‪ ،‬فعند المراهقة لألوالد والبن ات تنتشر األخالق الرذيلة‬
‫وتتفرق األسرة ولم يعد يضم البيت العائلي ع دداً من األس رة بحيث‬
‫يجمع بين الجد وأوالده‪ ،‬وحفدته وزوجاتهم‪ ،‬ف الزوج يعيش مس تقالً‬
‫عن زوجته في معاشه ومهنت ه‪ ،‬والم رأة تنطلق في العم ل‪ ،‬ولم يعد‬
‫لديها الفراغ الكافي لتربية أطفالها‪ ،‬وق امت مقامها م دارس ري اض‬
‫األطف ال‪ ،‬وأخ ذت ت زاحم الرج ال جنب ا ً إلى جنب(‪ ،)1‬والبنت ذهبت‬
‫مع صديقها للنزه ة‪ ،‬والولد ي ذهب مع أقرانه الخبث اء‪ ،‬ه ذا بالنس بة‬
‫لألسرة المنحلة انحالالً كامالً‪ ،‬أما ما دون ذلك فإنه يظهر في بعض‬
‫األسر ال تي لم تحض على التربية اإلس المية وال على تع اليم ال دين‬
‫الص حيح‪ ،‬فنجد مثالً ع دداً من البن ات يقبعن في بي وت آب ائهن‬
‫عوانس‪ ،‬بدون زواج‪ ،‬فالفتيان يقفون اليوم من الفتيات موقفا ً ال ي دل‬
‫على إقب الهم عليهن‪ ،‬ورغبتهم فيهن؛ ألن مش كلة الجنس قد حلتها‬
‫األوض اع المتفككة المنحلة لألس رة‪ ،‬والمجتم ع‪ ،‬وذلك لرغبة آب اء‬
‫األلباني في صحيح الجامع (رقم ‪ .)561‬وفي السلسلة الصحيحة (‪ 1/773‬رقم ‪.)413‬‬
‫‪1‬‬
‫(?) األسرة بين الجاهلية واإلسالم (باختصار وتصرف) (ص ‪.)154‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫البنات في المال الكثير‪ ،‬فكأن الفتاة سلعة‪ ،‬والزواج تجارة‪ ،‬فما على‬
‫ص احب الس لعة إال أن يحت ال ويس اوم الش اري‪ ،‬ويش غل رغبت ه‪،‬‬
‫وحاجته ليقبض أكبر ثمن ممكن لهذه الس لعة‪ ،‬وال يس أل والد الفت اة‬
‫عن دين الرجل وال أمانت ه‪ ،‬وإنما ال ذي يس أل عنه كم مع ه ذا من‬
‫المال‪ ،‬وما له من حوانيت وأمالك!! إلخ(‪.)1‬‬
‫فيس بب ه ذا ض ياع األس رة‪ ،‬وقد تح دث أم ور ال يرض اها‬
‫المسلم‪ ،‬وما ذلك إال لعدم التمسك بالشريعة اإلسالمية وع دم التربية‬
‫اإلسالمية الصحيحة‪ ،‬التي على أساس من كت اب هللا وس نة رس وله‬
‫‪.r‬‬
‫س و ُل فَ ُخ ُذوهُ َو َما نَ َه ا ُك ْم َع ْن هُ‬‫ق ال هللا تع الى‪َ { :‬و َما آتَ ا ُك ُم ال َّر ُ‬
‫ش ِدي ُد ا ْل ِعقَاب} ‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫فَانتَ ُهوا َواتَّقُوا هللا ِإنَّ هللا َ‬
‫وعن العرب اض بن س ارية ‪ ‬ق ال‪ :‬ق ال رس ول هللا ‪(( :r‬قَ ْد‬
‫ك))‬ ‫ضا ِء لَ ْيلُ َها َكنَ َها ِر َها‪ ،‬اَل يَ ِزي ُغ عنها بَ ْع ِدي إال َهالِ ٌ‬‫تَ َر ْكتُ ُك ْم َعلى ا ْلبَ ْي َ‬
‫(‪ .)3‬أو كما قال ‪.r‬‬
‫وينتج من تفكك األس رة واالنحالل أم ور كث يرة‪ ،‬ومن ه ذه‬
‫األخالق الرذيلة التك بر على المس لمين‪ ،‬فعن عي اض بن حم ار ‪‬‬
‫اض ُعوا حتَّى اَل يَ ْب ِغ َي َأ َح ٌد‬‫قال‪ :‬قال ‪...(( :r‬وإنَّ هَّللا َ َأ ْو َحى إلي َأنْ ت ََو َ‬
‫على َأ َح ٍد‪ ،‬وال يَ ْف َخ َر َأ َح ٌد على َأ َح ٍد))(‪.)4‬‬
‫والبغي هو التعدي واالستطالة‪.‬‬
‫وعن أبي هريرة ‪ ‬أن رسول هللا ‪ r‬قال‪(( :‬إ َذا قا َل الرجل‪َ :‬هلَ كَ‬
‫‪1‬‬
‫(?) األسرة بين الجاهلية واإلسالم (بتصرف) (ص ‪.)155‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) سورة الحشر‪ ،‬اآلية‪.7 :‬‬
‫‪3‬‬
‫(?) أخرجه الحاكم (‪ 1/175‬رقم ‪ ،)331‬وأحمد (‪ ،)4/126‬وابن ماجه‪ t،‬المقدمة‪ ،‬باب‬
‫اتباع سنة الخلفاء الراشدين المهديين (رقم ‪ ،)43‬والطبراني في الكبير (‪ 18/247‬رقم‬
‫‪ ،)619‬وفي مسند الشاميين (‪ 173 – 3/172‬رقم ‪ ،)2017‬وصححه األلباني في‬
‫صحيح الجامع (رقم ‪ .)4369‬وفي السلسلة الصحيحة (‪ 2/610‬رقم ‪.)937‬‬
‫‪4‬‬
‫(?) أخرجه مسلم‪ ،‬كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها‪ ،‬باب الصفات التي يعرف بها في‬
‫الدنيا أهل الجنة وأهل النار (رقم ‪.)2865‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫فهو أهلَك ُه ْم))(‪.)1‬‬ ‫النَّاس َ‬


‫أخ اهُ‬ ‫وعن أبي خ راش ‪ ‬أنه س مع الن بي ‪ r‬يق ول‪َ (( :‬منْ َه َج َر َ‬
‫كسفك َد ِم ِه)) (‪.)2‬‬
‫ِ‬ ‫سنَةً فه َو‬ ‫َ‬
‫خامساً‪ :‬وجود العداوة بين األوالد‪:‬‬
‫إن من مضار التربية السيئة وجود الع داوة بين األوالد ونف ور‬
‫بعضهم من بعض‪ ،‬وذلك ألنه ال يوجد عن دهم ت راحم وال تع اطف‪،‬‬
‫وال تك اتف فيما بينهم‪ ،‬فنجد األخ قد ال يس تأنس مع أخيه ال ذي من‬
‫صلب أبيه‪ ،‬وما نتج هذا إال عن سوء التربية ال تي تلقاها من أبيه أو‬
‫مربيه‪ ،‬وهللا تبارك وتعالى قد نهى عن التباغض والعداوة سواء بين‬
‫األخ وة األش قاء أو بين المس لمين عموم اً‪ ،‬فق ال تع الى‪ِ{ :‬إنَّ َما‬
‫صلِ ُحوا بَ ْي َن َأ َخ َو ْي ُك ْم}(‪.)3‬‬ ‫ون ِإ ْخ َوةٌ فََأ ْ‬
‫ا ْل ُمْؤ ِمنُ َ‬
‫ين َأ ِع َّز ٍة‬
‫وقال سبحانه في صفات المؤمنين‪َ{ :‬أ ِذلَّ ٍة َعلَى ا ْل ُمْؤ ِمنِ َ‬
‫ش دَّاء‬ ‫ين َم َع هُ َأ ِ‬‫س و ُل هَّللا ِ َوالَّ ِذ َ‬‫ين}(‪ .)4‬وق ال ‪ُّ { :‬م َح َّم ٌد َّر ُ‬ ‫َعلَى ا ْل َكافِ ِر َ‬
‫َعلَى ا ْل ُكفَّا ِر ُر َح َماء بَ ْينَ ُه ْم}(‪.)5‬‬
‫سدُوا‪،‬‬ ‫ضوا‪ ،‬وال ت ََحا َ‬ ‫وعن أنس ‪ ‬أن رسول هللا ‪ r‬قال‪(( :‬اَل تَبَا َغ ُ‬
‫وال تَ َدابَ ُروا‪ ،‬وال تَقَاطَعوا‪َ ،‬و ُكونُوا ِعبَا َد هَّللا ِ ِإ ْخ َوانًا‪ ،‬وال يَ ِح ُّل لِ ُم ْ‬
‫سلِ ٍم‬

‫‪1‬‬
‫(?) أخرجه مسلم‪ ،‬كتاب البر والصلة واآلداب‪ ،‬باب النهي عن قول هلك الناس (رقم ‪2623‬‬
‫)‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) أخرجه أبو داود‪ ،‬كتاب األدب‪ ،‬باب فيمن يهجر أخاه المسلم (رقم ‪،)4915‬‬
‫والحاكم (‪ 4/180‬رقم ‪ ،)7292‬وابن أبي عاصم في اآلحاد والمثاني (‪ 5/205‬رقم‬
‫‪ ،)2735‬وأحمد (‪ ،)4/220‬والطبراني في الكبير (‪ 22/308‬رقم ‪ ،)780‬وصححه‬
‫النووي في رياض الصالحين (ص ‪ ،)364‬واأللباني في صحيح الجامع (رقم ‪ .)6581‬وفي‬
‫صحيح سنن أبي داود (‪ 205 – 3/204‬رقم ‪.)4915‬‬
‫‪3‬‬
‫(?) سورة الحجرات‪ ،‬اآلية‪.10 :‬‬
‫‪4‬‬
‫(?) سورة المائدة‪ ،‬اآلية‪.54 :‬‬
‫‪5‬‬
‫(?) سورة الفتح‪ ،‬اآلية‪.29 :‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫ق ثَاَل ث))(‪.)1‬‬ ‫َأنْ يَ ْه ُج َر َأ َخاهُ فَ ْو َ‬


‫وعن أبي هريرة ‪ ‬قال‪ :‬قال رسول هللا ‪(( :r‬تُ ْفت َُح َأ ْب َو ُ‬
‫اب ا ْل َجنَّ ِة‬
‫ش ْيًئا‪ِ ،‬إال‬ ‫س‪ ،‬فَيُ ْغفَ ُر لِ ُك ِّل َع ْب ٍد ال يشرك باهلل َ‬‫يَ ْو َم اال ْثنَ ْي ِن ويوم ا ْل َخ ِمي ِ‬
‫ش ْحنَا ُء‪ ،‬فَيُقَ ا ُل‪َ :‬أ ْن ِظ ُروا َه َذ ْي ِن َحتَّى‬
‫َر ُجالً َك انَتْ بَ ْينَ هُ َوبَ ْي َن َأ ِخي ِه َ‬
‫صطَلِ َحا))(‪.)2‬‬ ‫يَ ْ‬
‫س‬‫وم خمي ٍ‬ ‫رض‪)3‬األعم ال في ك ِّل ي ِ‬ ‫ُ‬ ‫وفي رواية لمس لم‪(( :‬تُع‬
‫واثنين)) وذكر نحو الحديث السابق ‪.‬‬
‫(‬

‫ونكتفي به ذه األح اديث الص حيحة ال تي تح رم القطيعة‬


‫ث إال لمن هجر ألجل هللا‪ ،‬فال إثم عليه إن‬ ‫والهج ران ف وق ثال ٍ‬
‫شاءهللا؛ ألن هج ره من أجل أن يت وب من معص يته‪،‬‬
‫ف األوالد ال ذين لم ي دربوا على ال تراحم والتع اطف‬
‫والت آلف يتص فون بالقطيعة والهج ران إال من رحم‬
‫ربي‪ ،‬قال القائل‪:‬‬
‫(‪)4‬‬
‫على ما كان عوده أبوه‬ ‫وينشأ ناشئ الفتيان فينا‬
‫فما على األب إال هداية اإلرش اد والبي ان‪ ،‬أما هداية القلب‬
‫والج وارح فهي بيد هللا يه دي من يش اء ويضل من يش اء‪ ،‬س بحانه‬
‫وتعالى‪.‬‬
‫وال شك أن أس باب انح راف األوالد كث يرة ج داً‪ ،‬ولكن منها‬
‫األسباب اآلتية‪:‬‬
‫‪ – 1‬الفقر‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫(?) أخرجه البخاري‪ ،‬كتاب األدب‪ ،‬باب ما ينهى عن التحاسد والتدابر (رقم ‪،)6065‬‬
‫ومسلم‪ ،‬كتاب البر والصلة واآلداب‪ ،‬باب تحريم التحاسد والتباغض والتدابر (رقم ‪.)2559‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) أخرجه مسلم‪ ،‬كتاب البر والصلة واآلداب‪ ،‬باب النهي عن الشحناء والتهاجر (رقم‬
‫‪.)35( )2565‬‬
‫‪3‬‬
‫(?) المصدر السابق (رقم ‪.)36( )2565‬‬
‫‪4‬‬
‫(?) سبق اإلشارة إليه في المبحث العشرين‪ :‬فوائد التربية الحسنة‪.‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫‪ – 2‬الطالق‪.‬‬
‫‪ – 3‬الف راغ ال ذي يَتَح َّك ُم في األطف ال‪ ،‬وانتش ار البطالة‬
‫والجلوس بدون عمل‪.‬‬
‫‪ – 4‬القرناء الفاسدين‪ ،‬والخلطة الفاسدة‪.‬‬
‫‪ – 5‬سوء معاملة الوالدين للولد‪.‬‬
‫‪ – 6‬مشاهدة أفالم الجريمة والجنس‪.‬‬
‫‪ – 7‬تخلِّي األبوين عن تربية األوالد‪.‬‬
‫‪ – 8‬مصيبة اليتم‪.‬‬
‫وهذه أسباب خطيرة تسبب االنحراف عن الصراط المس تقيم إال‬
‫من عصم هللا ‪.)1( ‬‬
‫* * *‬

‫‪1‬‬
‫(?) انظر‪ :‬تربية األوالد في اإلسالم‪ ،‬لعبداهلل علوان ‪.133 - 1/119‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫المبحث الثالث والعشرون‪ :‬الهدي النبوي في تربية الشباب‬

‫أوالً‪ :‬مفهوم مرحلة الشباب‪:‬‬


‫لقد ذكر هللا – سبحانه وتعالى – ه ذه المرحلة في كتابه العزيز‬
‫بالفتوة‪ ،‬كما في قوله عن أصحاب الكهف‪ِ{ :‬إنَّ ُه ْم فِ ْتيَةٌ آ َمنُ وا بِ َربِّ ِه ْم‬
‫َو ِز ْدنَا ُه ْم ُه ًدى}(‪.)1‬‬
‫ووص فها ب القوة كما في قوله س بحانه‪{ :‬هَّللا ُ الَّ ِذي َخلَقَ ُكم ِّمن‬
‫ض ْعفًا‬ ‫ف قُ َّوةً ثُ َّم َج َع َل ِمن بَ ْع ِد قُ َّو ٍة َ‬ ‫ض ْع ٍ‬ ‫ف ثُ َّم َج َع َل ِمن بَ ْع ِد َ‬ ‫ض ْع ٍ‬ ‫َ‬
‫ق َما يَشَاء َوه َُو ا ْل َعلِي ُم ا ْلقَ ِدير} ‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫ش ْيبَةً يَ ْخلُ ُ‬ ‫َو َ‬
‫ومرحلة القوة في هذه اآلية التي تقع بين مرحلتي ض عف‪ ،‬هي‬
‫مرحلة الشباب(‪.)3‬‬
‫كما وردت اإلشارة إليها بصفات أخرى‪ :‬كاأل ُشد‪ ،‬كما في قوله‬
‫س نُ َحتَّى‬ ‫يم ِإالَّ بِ الَّتِي ِه َي َأ ْح َ‬ ‫وتعالى‪َ { :‬والَ تَ ْق َربُ و ْا َم ا َل ا ْليَتِ ِ‬ ‫سبحانه‬
‫ش َّدهُ} ‪.‬‬
‫(‪)4‬‬
‫يَ ْبلُ َغ َأ ُ‬
‫واألشد هن ا‪ :‬االحتالم كما قاله الش عبي ومالك وغ ير واحد من‬
‫الس لف(‪ .)5‬وقي ل‪(( :‬هو بل وغ سن الرشد والق وة)) (‪ .)6‬وص فة الرشد‬
‫اح فَ ِإنْ‬‫وردت في قوله تعالى‪َ { :‬وا ْبتَلُو ْا ا ْليَتَا َمى َحتَّ َى ِإ َذا بَلَ ُغ وا النِّ َك َ‬
‫ش ًدا فَا ْدفَ ُعو ْا ِإلَ ْي ِه ْم َأ ْم َوالَ ُه ْم}(‪.)7‬‬
‫ستُم ِّم ْن ُه ْم ُر ْ‬ ‫آنَ ْ‬
‫في ه ذه اآلية داللة واض حة على أن الرشد ال يك ون قبل‬
‫االحتالم‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫(?) سورة الكهف‪ ،‬اآلية‪.13 :‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) سورة الروم‪ ،‬اآلية‪.54 :‬‬
‫‪3‬‬
‫(?) انظر‪ :‬ابن كثير‪ ،‬تفسير القرآن العظيم (‪.)3/440‬‬
‫‪4‬‬
‫(?) سورة األنعام‪ ،‬اآلية‪.152 :‬‬
‫‪5‬‬
‫(?) تفسير القرآن العظيم البن كثير (‪.)2/190‬‬
‫‪6‬‬
‫(?) تفسير القرآن الحكيم لمحمد رشيد رضا (‪ ،)8/190‬الطبعة الثانية‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار‬
‫المعرفة‪.‬‬
‫‪7‬‬
‫(?) سورة النساء‪ ،‬اآلية‪.6 :‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫وفي الس نة المطه رة ورد ذكر ه ذه المرحلة بلفظ الش باب‬


‫والفتيان وغيرهما‪ ،‬ومن ذلك حديث ابن مسعود ‪ ‬عن النبي ‪ r‬ق ال‪:‬‬
‫أغض‬
‫ُّ‬ ‫اس تَطَا َع ِم ْن ُك ُم ا ْلبَ ا َءةَ فَ ْليَتَ َز َّو ْج؛ فإنَّه‬
‫ب من ْ‬ ‫الش بَا ِ‬
‫((يا َم ْعش ََر َّ‬
‫الص ْو ِم فإنه له‬ ‫س تَ ِط ْع فَ َعلَ ْي ِه بِ َّ‬ ‫للبص ر‪ ،‬وأحص نُ للف رج‪َ ،‬و َمنْ لم يَ ْ‬
‫ِو َجا ٌء))(‪.)1‬‬
‫وق ال جن دب بن عبدهللا ‪ُ (( :‬كنَّا َم َع الن بي ‪ -‬ص لى هللا عليه‬
‫ان قَ ْب َل أنْ نَتَعلَّ َم‬ ‫وس لم ‪ -‬ونَ ْحنُ فِ ْتي ان ح زا ِورة(‪ ،)2‬فتَ َعلَّمنا اِإل يم َ‬
‫فاز َددْنا به ِإيمانا ً))(‪.)3‬‬
‫القرآن‪ْ ،‬‬
‫َ‬
‫وأما من حيث المع نى اللغ وي ف إن الش باب بمع نى‪ :‬الفت اء‬
‫والحداثة‪ .‬يقال‪َ :‬شبَّ ال ُغالَ ُم يَ ِشبّ َشبَابا ً و ُشبُوباً‪ ،‬و َشبِيباً‪ ،‬وأش بَّه هللا‪،‬‬
‫وأش بَّ هللا قرن ه‪ ،‬بمع ن ًى‪ ،‬واالسم الش بيبة‪ ،‬هو خالف الش يب‪.‬‬
‫َّان و َشبَبَةٌ‪ .‬وشباب الشيء أوله‪ ،‬يقال‪:‬‬ ‫والشباب جمع َشابٍّ وكذلك ُشب ُ‬
‫لقيت فالنا ً في شباب النهار‪ ،‬أي في أوله(‪.)4‬‬
‫وكلمة (شاب) تعني في أصلها اللغوي النماء والقوة‪ .‬يق ول ابن‬
‫فارس‪(( :‬الشين والباء أصل واحد يدل على نماء الشيء وقوته‪ ،‬في‬
‫حرارة تعتريه)) (‪.)5‬‬
‫ولتحديد مرحلة الشباب فهي من حيث البداية تتبين مما يأتي‪:‬‬
‫س تَْأ ِذنُوا َك َما‬ ‫ق ال تع الى‪َ { :‬وِإ َذا بَلَ َغ اَأل ْطفَ ا ُل ِمن ُك ُم ا ْل ُحلُ َم فَ ْليَ ْ‬
‫‪1‬‬
‫(?) أخرجه البخاري (رقم ‪ ،)5065‬ومسلم‪ ،‬برقم ‪ ،1400‬واللفظ له‪ ،‬سبق تخريجه‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) حزاورة‪ :‬جمع حزور‪ ،‬وهو الغالم إذا اشتد وقوي‪ .‬انظر‪ :‬الصحاح للجوهري (‬
‫‪ ،)2/629‬الطبعة الرابعة‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار العلم للماليين‪1990 ،‬م مادة (حزور)‬
‫‪3‬‬
‫(?) أخرجه ابن ماجه في المقدمة‪ ،‬باب في اإليمان برقم ‪ ،61‬والبيهقي في سننه الكبرى (‬
‫‪ 3/120‬رقم ‪ ،)5075‬والطبراني في الكبير (‪ 2/165‬رقم ‪ ،)1678‬وقال الكناني في‬
‫مصباح الزجاجة (‪ 1/12‬رقم ‪ :)22‬هذا إسناد صحيح رجاله ثقات‪ ،‬وصححه األلباني في‬
‫صحيح ابن ماجه (‪ 38 – 1/37‬رقم ‪.)52‬‬
‫‪4‬‬
‫(?) انظر‪ :‬ابن منظور‪ ،‬لسان العرب (‪ )1/480‬مادة (شبب)‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫(?) انظر‪ :‬معجم مقاييس اللغة‪ ،‬تحقيق وضبط عبدالسالم هارون‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫دار إحياء الكتاب العربية‪1368 ،‬هـ‪.)3/177( ،‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫ين ِمن قَ ْبلِ ِه ْم}(‪.)1‬‬‫ستَْأ َذ َن الَّ ِذ َ‬


‫ا ْ‬
‫وعن علي بن أبي طالب ‪ ‬قال‪ :‬قال رسول هللا ‪ُ (( :r‬رفِ َع القَلَ ُم‬
‫شب‪ ،‬و َع ِن‬ ‫بي حتَّى يَ ّ‬ ‫ص ِّ‬ ‫َعن ثالث ٍة‪َ :‬ع ِن النَّاِئ ِم حتَّى يَ ْ‬
‫ستَ ْيقِظ‪ ،‬و َع ِن ال َّ‬
‫ال َم ْعتو ِه حتَّى يَ ْعقِل)) (‪.)2‬‬
‫وبالنظر إلى هذه النصوص نجد أن هللا س بحانه وتع الى س َّمى‬
‫اإلنسان قبل االحتالم طفالً‪.‬‬
‫وفي ح ديث ابن مس عود ‪ ‬نجد أن الرس ول ‪ r‬خ اطب جماعة‬
‫باسم الش باب‪ ،‬حاثًّا لهم على ال زواج‪ ،‬وال يك ون ال زواج إال بعد‬
‫االحتالم‪.‬‬
‫وفي ح ديث علي ‪ ‬نجد أن الن بي ‪ r‬جعل بداية الش باب بل وغ‬
‫اإلنسان‪ ،‬وعلى هذا األساس‪ ،‬فإن مرحلة الشباب تبدأ بالبلوغ‪.‬‬
‫ومن حيث نهاية المرحلة فقد ورد فيها خالف بين أهل اللغ ة‪،‬‬
‫ومن ذلك‪:‬‬
‫ما قاله الزبي دي عن محمد بن ح بيب أن الش باب من سن‬
‫السابعة عشرة إلى أن يستكمل إحدى وخمسين‪.‬‬
‫وقيل‪(( :‬الشاب هو البالغ إلى أن يكمل ثالثين))‪.‬‬
‫وقيل‪(( :‬ابن ست عشرة إلى اثنتين وثالثين)) (‪.)3‬‬
‫واعتبر أبو منصور الثعالبي في تقسيمه ألسنان الناس الش باب‬
‫إلى سن األربعين(‪.)4‬‬
‫وعند بطرس البستاني‪ ،‬الشاب لغة‪ :‬من يكون سنه بين الثالثين‬

‫‪1‬‬
‫(?) سورة النور‪ ،‬اآلية‪.59 :‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) أخرجه الترمذي‪ ،‬السنن‪ ،‬كتاب الحدود‪ ،‬باب فيمن ال يجب عليه الحد (‪،)4/32‬‬
‫وقال‪ :‬حسن غريب من هذا الوجه‪ ،‬والعمل على هذا عند أهل العلم‪ .‬وقال األلباني في‬
‫كتابه صحيح سنن الترمذي (‪ 2/117‬رقم ‪ :)1423‬صحيح‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫(?) انظر‪ :‬تاج العروس‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬بيروت‪ ،‬منشورات دار الحياة‪1306 ،‬هـ (‬
‫‪.)1/307‬‬
‫‪4‬‬
‫(?) انظر‪ :‬فقه اللغة‪ ،‬مصر‪ ،‬المطبعة الرحمانية‪1346 ،‬هـ‪( ،‬ص ‪.)143 ،142‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫إلى األربعين(‪.)1‬‬
‫وأما التحديد المختار لمرحلة الشباب فهو‪ :‬من البلوغ(‪ )2‬ح تى‬
‫بلوغ سن األربعين‪.‬‬
‫وسبب هذا االختيار أن األصل اللغوي لكلمة الشباب ي دل على‬
‫أم رين‪ :‬النم اء والق وة‪ .‬ونجد في الق رآن الك ريم أن سن األربعين‬
‫داخلة في ه ذا المع نى وأنها نهاية للنم اء‪ .‬كما في قوله س بحانه‪:‬‬
‫سنَةً}(‪.)3‬‬‫ين َ‬ ‫ش َّدهُ َوبَلَ َغ َأ ْربَ ِع َ‬
‫{ َحتَّى ِإ َذا بَلَ َغ َأ ُ‬
‫يق ول ابن كث ير رحمه هللا‪ِ{ :‬إ َذا بَلَ َغ َأ ُ‬
‫ش َّدهُ}‪ ..‬أي ق وي وشب‬
‫سنَةً} أي تناهى عقله وكمل فهمه(‪.)4‬‬ ‫ين َ‬ ‫وارتجل{ َوبَلَ َغ َأ ْربَ ِع َ‬
‫ثانياً‪ :‬أهمية مرحلة الشباب‪:‬‬
‫وأما أهمية هذه المرحلة فتعود إلى عدة سمات منها‪:‬‬
‫‪ – 1‬الشباب‪ :‬بداية التكليف‪:‬‬
‫عن علي ‪ ‬أن رس ول هللا ‪ r‬ق ال‪ُ (( :‬رفِ َع القَلَ ُم َعن ثالث ٍة‪َ :‬ع ِن‬
‫ب‪ ،‬و َع ِن ال َم ْعت و ِه حتَّى‬
‫بي حتَّى يَش ّ‬ ‫النَّاِئ ِم حتَّى يَ ْ‬
‫ستَ ْيقِظ‪ ،‬و َع ِن َّ‬
‫الص ِّ‬
‫يَ ْعقِل)) (‪.)5‬‬
‫ومرحلة الش باب هي المرحلة ال تي يحصل فيها العلم والق درة‬
‫على التكليف الش رعي‪ .‬يق ول ش يخ اإلس الم ابن تيمية رحمه هللا(‪:)6‬‬
‫‪1‬‬
‫(?) انظر‪ :‬محيط المحيط (بدون ناشر) (‪.)1/1044‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) والبلوغ يكون إما بالعالمات‪ t‬الطبيعية كاالحتالم وإنبات الشعر الخشن حول القبل‪.‬‬
‫وإما بالسن وهو بلوغ خمس عشرة سنة عند الحنابلة‪ .‬وعند أبي حنيفة حتى يتم للذكر‬
‫ثماني عشرة سنة‪ .‬انظر‪ :‬القاموس الفقهي‪ ،‬لسعدي أبو جيب‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دمشق‪ ،‬دار‬
‫الفكر‪1402 ،‬هـ (ص ‪.)42‬‬
‫‪3‬‬
‫(?) سورة األحقاف‪ ،‬اآلية‪.15 :‬‬
‫‪4‬‬
‫(?) تفسير القرآن العظيم (‪.)4/158‬‬
‫‪5‬‬
‫(?) أخرجه الترمذي (رقم ‪ ،)1423‬وسبق تخريجه‪ .‬وصححه األلباني في صحيح سنن‬
‫الترمذي (‪ 2/117‬رقم ‪.)1423‬‬
‫‪6‬‬
‫(?) مجموع‪ t‬الفتاوى‪ ،‬جمع وترتيب عبدالرحمن بن قاسم وابنه محمد‪ ،‬الطبعة األولى‪،‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫((األمر والنهي‪ ،‬ال ذي يس ميه العلم اء التكليف الش رعي‪ ،‬مش روط‬
‫ب الممكن من العلم والق درة‪ ،‬فال تجب الش ريعة على من ال يمكنه‬
‫العلم ك المجنون والطف ل‪ ،‬وال تجب على من يعجز ك األعمى‬
‫واألع رج والم ريض في الجه اد‪ ،‬وكما ال تجب الطه ارة بالم اء‬
‫والصالة قائماً‪ ،‬والصوم‪ ،‬وغير ذلك على من يعجز عنه))‪.‬‬
‫ويق ول(‪ )1‬أيض اً‪(( :‬تكليف الع اجز ال ذي ال ق درة له على الفعل‬
‫بحال‪ ،‬غير واقع في الش ريعة‪ ،‬بل قد تس قط الش ريعة التكليف عمن‬
‫تكمل فيه أداة العلم والقدرة‪ ،‬تخفيفا ً عن ه‪ ،‬وض بطا ً لمن اط التكلي ف‪،‬‬
‫وإن كان تكليفه ممكن اً‪ ،‬كما رفع القلم عن الص بي ح تى يحتلم‪ ،‬وإن‬
‫ك ان له فهم وتمي يز‪ ،‬لكن ذلك ألنه لم يتم فهم ه‪ ،‬وألن العقل يظهر‬
‫في الن اس ش يئا ً فش يئا ً وهم يختلف ون في ه‪ ،‬فلما ك انت الحكمة خفية‬
‫ومنتشرة قيدت بالبلوغ))‪.‬‬
‫ولما ك انت مرحلة الش باب هي بداية س لوك طريق العب ادة‬
‫االختيارية ال تي تنبع من اإلنس ان نفس ه‪ ،‬ويج ري عليه القلم فيها‬
‫بالحس نات والس يئات‪ ،‬فال بد له ذا الش اب من رعاية خاصة تعينه‬
‫على بداية سلوك الطريق‪ ،‬وتوضح له معالمه‪ ،‬وت ذلل له مص اعبه‪،‬‬
‫وتبين له زاده‪ .‬حتى يس ير الش اب إلى ربه آمن ا ً مطمئن ا ً على هُ دًى‬
‫وبصيرة‪.‬‬
‫‪ – 2‬الشباب‪ :‬فترة القوة‪:‬‬
‫يمر اإلنس ان في حياته بمراحل تتف اوت ق وةً وض عفاً‪ ،‬فهو‬
‫يخرج إلى الدنيا صغيراً ضعيفا ً ال يعلم ش يئاً‪ ،‬ثم يك بر ش يئا ً فش يئاً‪،‬‬
‫ويقوى جسمه‪ ،‬وتنمو حواسه‪ ،‬ويزداد عقالً وعلماً‪ ،‬حتى يبلغ أشده‪.‬‬
‫ش ْيًئا‬ ‫ون ُأ َّم َهاتِ ُك ْم الَ تَ ْعلَ ُم َ‬
‫ون َ‬ ‫ِ‬ ‫قال تعالى‪َ { :‬وهّللا ُ َأ ْخ َر َج ُكم ِّمن بُطُ‬
‫ش ُك ُرون}(‪.)2‬‬ ‫ار َواَأل ْفِئ َدةَ لَ َعلَّ ُك ْم تَ ْ‬
‫ص َ‬‫س ْم َع َواَأل ْب َ‬
‫َو َج َع َل لَ ُك ُم ا ْل َّ‬

‫بيروت‪ ،‬دار العربية (‪.)10/344‬‬


‫‪1‬‬
‫(?) مجموع‪ t‬الفتاوى (‪.)345 ،10/344‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) سور النحل‪ ،‬اآلية‪.78 :‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫يقول ابن كثير رحمه هللا(‪(( :)1‬ذكر هللا تعالى منته على عب اده في‬
‫إخراجه إياهم من بطون أمهاتهم ال يعلمون ش يئاً‪ ،‬بعد ه ذا ي رزقهم‬
‫الس مع ال ذي ي دركون به األص وات‪ ،‬واألبص ار ال تي يحس ون بها‬
‫المرئي ات‪ ،‬واألفئ دة وهي العق ول – ال تي مركزها القلب على‬
‫الص حيح وقيل ال دماغ – والعقل به يم يز بين األش ياء ض ارها‬
‫ونافعها‪ ،‬وهذه القوى والحواس تحصل لإلنس ان على الت دريج قليالً‬
‫قليالً‪ ،‬كلما كبر زيد في سمعه وبصره وعقله حتى يبلغ أشده))‪.‬‬
‫ولكن هذه المرحلة من القوة ال ت دوم مع اإلنس ان‪ ،‬بل إذا ط ال‬
‫به العمر عاد مرة أخرى إلى الضعف‪ ،‬كما في قوله سبحانه‪َ { :‬و َمنْ‬
‫ق َأفَالَ يَ ْعقِلُون}(‪.)2‬‬ ‫سهُ فِي ا ْل َخ ْل ِ‬‫نُ َع ِّم ْرهُ نُنَ ِّك ْ‬
‫ف ثُ َّم َج َع َل ِمن بَ ْع ِد‬‫ض ْع ٍ‬ ‫وقوله س بحانه‪{ :‬هَّللا ُ الَّ ِذي َخلَقَ ُكم ِّمن َ‬
‫ش اء َو ُه َو‬ ‫ق َما يَ َ‬‫ش ْيبَةً يَ ْخلُ ُ‬ ‫ف قُ َّوةً ثُ َّم َج َع َل ِمن بَ ْع ِد قُ َّو ٍة َ‬
‫ض ْعفًا َو َ‬ ‫ض ْع ٍ‬ ‫َ‬
‫ا ْل َعلِي ُم ا ْلقَ ِدير} ‪.‬‬
‫(‪)3‬‬

‫ق ال ابن كث ير رحمه هللا ‪ :‬يخ رج من بطن أمه ض عيفا ً نحيف ا ً‬‫)‬ ‫‪4‬‬ ‫(‬

‫واهن القوى‪ ،‬ثم يشب قليالً قليالً‪ ،‬حتى يك ون ص غيراً‪ ،‬ثم ح دثاً‪ ،‬ثم‬
‫مراهق اً‪ ،‬ثم ش ابا ً وهو الق وة بعد الض عف‪ ،‬ثم يش رع في النقص‪،‬‬
‫فيكتهل‪ ،‬ثم يشيخ‪ ،‬ثم يهرم‪ ،‬وهو الضعف بعد القوة‪ ،‬فتض عف الهمة‬
‫والحركة والبطش‪ ،‬وتش يب اللم ة‪ ،‬وتتغ ير الص فات الظ اهرة‬
‫والباطنة‪.‬‬
‫وقال ابن جرير الطبري رحمه هللا ‪ :‬أحدث لكم الضعف بالهرم‬
‫(‪)5‬‬

‫ش اء} يخلق ما‬ ‫ق َما يَ َ‬ ‫والكبر عما كنتم عليه أقوياء في شبابكم‪{ ،‬يَ ْخلُ ُ‬
‫ب‪ ،‬وشيب‪.‬‬ ‫ضعف‪ ،‬وق َّو ٍة‪ ،‬وشبا ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫يشاء‪ :‬من‬
‫‪1‬‬
‫(?) تفسير القرآن العظيم (‪.)2/580‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) سورة يس‪ ،‬اآلية‪.68 :‬‬
‫‪3‬‬
‫(?) سورة الروم‪ ،‬اآلية‪.54 :‬‬
‫‪4‬‬
‫(?) تفسير القرآن العظيم (‪.)3/440‬‬
‫‪5‬‬
‫(?) انظر‪ :‬جامع البيان في تفسير القرآن‪ ،‬القاهرة‪ ،‬دار الحديث ‪1407‬هـ‪،21/36( ،‬‬
‫‪.)37‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫ف‬ ‫ض ْع ٍ‬ ‫وقال ابن الجوزي(‪ )1‬رحمه هللا في قوله تعالى‪ِ { :‬من بَ ْع ِد َ‬


‫قُ َّوةً}‪ :‬يعني جعل بعد ضعف الطفولة ق وة الش باب‪ ،‬ثم جعل من بعد‬
‫قوة الشباب ضعف الكبر وشيبه‪.‬‬
‫وكما ورد في السنة ما يدل على أن الشباب مرحلة الق وة‪ ،‬كما‬
‫في ح ديث عبدهللا بن عم رو بن الع اص َرض َِي َّاللهُ َعْنهُ َم ا ق ال‪ :‬جمعت‬
‫أخشَى أنْ يَطُو َل َعلَ ْي َك‬ ‫القرآن كله في ليلة‪ .‬فقال رسول هللا ‪(( :r‬إنِّي ْ‬
‫َهر))‪ .‬فقلت‪ :‬دعني أس تمتع من ق وتي‬ ‫ال َّزمان‪ ،‬وأنْ تَ ِم َّل فاقرْأهُ في ش ٍ‬
‫ش ر ٍة)) قلت‪ :‬دع ني أس تمتع من ق وتي‬ ‫وشبابي‪ .‬ق ال‪(( :‬ف ا ْقرأهُ في َع ْ‬
‫س ْب ٍع))‪ .‬قلت‪ :‬دع ني أس تمتع من ق وتي‬ ‫وش بابي‪ .‬ق ال‪(( :‬ف ا ْقرأهُ في َ‬
‫وشبابي‪ .‬فأبى(‪.)2‬‬
‫والقوة في هذه المرحلة في كل شيء‪ :‬قوة في الب دن‪ ،‬وق وة في‬
‫الح واس‪ ،‬وق وة على العمل والتكس ب‪ ،‬وق وة على طلب العلم‪ .‬ق ال‬
‫اإلمام الشافعي(‪ )3‬رحمه هللا‪:‬‬
‫غل‬ ‫ار والش‬ ‫ال من األفك‬ ‫خ‬ ‫تى‬ ‫ال العلم إال ف‬ ‫وال ين‬
‫ان بالفضل‬ ‫ارت به الركب‬ ‫س‬ ‫ذي‬ ‫ان الحكيم ال‬ ‫لو أن لقم‬
‫َّرق بين التبن والبقل‬ ‫ف‬ ‫ال لما‬
‫ٍ‬ ‫ٍر وعي‬ ‫بُلِ َي بفق‬
‫وق ال عبدهللا بن أحمد بن حنبل رحمه هللا‪ :‬قلت ألبي‪ :‬يا أبت‪ ،‬ما‬
‫الحف اظ؟ ق ال‪ :‬يا ب ني ش باب ك انوا عن دنا من أهل خراس ان وقد‬
‫تفرقوا(‪.)4‬‬
‫وكما أن مرحلة الش باب ق وة في التعلُّم‪ ،‬فهي ق وة في التعليم‬
‫‪1‬‬
‫(?) زاد المسير‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬بيروت‪ ،‬المكتب اإلسالمي‪.)6/310( t‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) أخرجه ابن ماجه في السنن‪ ،‬كتاب إقامة الصالة‪ ،‬باب في كم يستحب أن يقرأ القرآن‬
‫(‪ )1/428‬حديث ‪ ،1346‬وابن حبان (‪ 3/33‬رقم ‪ ،)756‬والنسائي في سننه الكبرى (‬
‫‪ 5/24‬رقم ‪ ،)8064‬وأحمد (‪ ،)2/163‬وقال األلباني في كتابه (صحيح سنن ابن ماجه) (‬
‫‪ 1/400‬رقم ‪ :)1114‬صحيح‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫(?) هذه األبيات من بحر السريع‪ ،‬ديوان الشافعي‪ ،‬جمع وتعليق محمد عفيف الزعبي‪،‬‬
‫الطبعة الثالثة‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار الجيل (ص‪.)21‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫أيضاً‪ .‬فعن عب دالرحمن بن أبي ليلى ق ال‪ :‬قلنا لزيد بن أرقم‪ :‬ح دثنا‬
‫عن رس ول هللا ‪ r‬ق ال‪ :‬كبرنا ونس ينا‪ ،‬والح ديث عن رس ول هللا ‪r‬‬
‫شديد(‪.)1‬‬
‫ولما ك انت مرحلة الش باب أيض ا ً مرحلة ق وة في الش هوة‬
‫الجنس ية‪ ،‬ل زم االهتم ام به ا‪ ،‬وتحص ين الش باب من الوق وع في‬
‫المعص ية‪ ،‬من أجل ذلك ح رص الرس ول ‪ r‬على تحص ين ش باب‬
‫الص حابة رضي هللا عنهم‪ ،‬كما في ح ديث عبدهللا بن مس عود ‪ ‬ق ال‪ :‬كنا‬
‫ش َر‬‫مع الن بي ‪ r‬ش بابا ً ال نجد ش يئاً‪ ،‬فق ال لنا رس ول هللا ‪(( :r‬يا َم ْع َ‬
‫ص ِر‪،‬‬ ‫أغض للبَ َ‬
‫ُّ‬ ‫اس تَطَا َع ِم ْن ُك ُم ا ْلبَ ا َءةَ فَ ْليَتَ َز َّو ْج؛ فإنَّه‬
‫ب من ْ‬ ‫الش بَا ِ‬
‫َّ‬
‫(‪)2‬‬
‫ست َِط ْع فَ َعلَ ْي ِه بِال َّ‬
‫ص ْو ِم فإنَّه لهُ ِو َجا ٌء)) ‪.‬‬ ‫ج‪َ ،‬و َمنْ لم يَ ْ‬ ‫صنُ للفَ ْر ِ‬‫وأح َ‬
‫ْ‬
‫وعن أبي هري رة ‪ ‬أن رجالً س أل الن بي ‪ r‬عن المباش رة‬
‫للصائم‪ ،‬فر َّخص له‪ ،‬وأت اه آخر فس أله فنه اه‪ ،‬ف إذا ال ذي رخص له‬
‫شيخ‪ ،‬والذي نهاه شاب(‪.)3‬‬
‫ومن هنا يتأكد االهتم ام بالش باب من أولي اء أم ورهم ومن‬
‫المربين وال دعاة‪ ،‬والس عي إلى تحص ينهم‪ ،‬وأن يبع دوهم‪ ،‬ويبع دوا‬
‫‪4‬‬
‫(?) أخرجه الخطيب البغدادي في تاريخه (‪ ،)10/326‬وابن عساكر في تاريخه (‬
‫‪ ،)13/112‬والدارمي في السنن‪ ،‬المقدمة‪ ،‬نشر دار إحياء السنة النبوية‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫(?) أخرجه ابن ماجه في السنن‪ ،‬المقدمة‪ t،‬باب التوقي في الحديث عن رسول اهلل ‪ -‬صلى‬
‫اهلل عليه وسلم ‪ )1/11( -‬حديث (‪ ،)25‬والطبراني في الكبير (‪ 5/169‬رقم ‪،)4978‬‬
‫وابن الجعد في مسنده (رقم ‪ ،)68‬وأحمد (‪ ،)4/370‬والطيالسي (رقم ‪ ،)676‬وقال‬
‫الكناني في مصباح الزجاجة (‪ :)1/8‬هذا إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات‪ .‬وصححه‬
‫األلباني في صحيح سنن ابن ماجه‪ 1/26( t‬رقم ‪.)23‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) أخرجه البخاري (رقم ‪ ،)5065‬ومسلم برقم ‪ ،1400‬وسبق تخريجه‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫(?) أخرجه أبو داود في السنن‪ ،‬كتاب الصوم‪ ،‬باب كراهيته للشاب (‪ ،)2/781‬حديث (‬
‫‪ ،)2387‬وابن ماجه‪ t‬بنحوه‪ ،‬كتاب الصيام‪ ،‬باب ما جاء في المباشرة للصائم (‪)1/539‬‬
‫حديث رقم (‪ ،)1688‬وأخرجه مالك في الموطأ موقوفاً على ابن عباس‪ ،‬كتاب الصيام‪ ،‬ما‬
‫جاء في التشديد في القبلة للصائم‪ ،‬وقال األلباني في كتابه صحيح سنن أبي داود‪2/65( :‬‬
‫رقم ‪ :)2387‬حسن صحيح‪.‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫عنهم كل ما شأنه إثارة شهواتهم ووقوعهم فيما حرم هللا عليهم‪.‬‬


‫‪ – 3‬الشباب‪ :‬أفضل فترات العمر‪:‬‬
‫تعود األفضلية لهذه المرحلة لما يجتمع لإلنس ان فيها من الق وة‬
‫والنش اط‪ ،‬دون غيره ا‪ ،‬ولما يت وافر له فيها من كم ال الح واس‪،‬‬
‫والقدرة على التعلم والكسب‪ ،‬ولكن هذه األفض لية ليست مطلقة لكل‬
‫الناس‪ ،‬بل وربما كانت بعض الف ترات عند بعض الن اس أفضل من‬
‫ف ترة الش باب‪ ،‬وذلك عن دما يتحقق له في تلك المرحلة ق وة اإليم ان‬
‫ودوام الص لة باهلل ‪ ،‬ففي ه ذه الح ال تك ون األفض لية الحقيقي ة‪.‬‬
‫وتكتمل األفضلية عندما تجتمع مرحلة الشباب مع قوة اإليمان فيها‪.‬‬
‫ومما يدل على فضل هذه المرحلة أنها هي الح ال ال تي يك ون‬
‫عليها أهل الجنة‪ ،‬لما ورد عن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة َرض ِي‬
‫َص ُّحوا فَال‬
‫َّاللهُ َعْنهُ َم ا عن الن بي ‪ r‬ق ال‪(( :‬ين ا ِدي ُمنَ ا ٍد‪ ،‬إنَّ لَ ُكم أنْ ت ِ‬
‫سقَ ُموا أبَداً‪ ،‬وإنَّ ل ُكم أنْ ت َْحيوا فال تَ ُموتُوا أبَداً‪ ،‬وإنَّ ل ُكم أن تَش ُّبوا‬ ‫تَ ْ‬
‫سوا أبَداً)) ‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫فال تَ ْه َر ُموا أبَداً‪ ،‬وإنَّ لَ ُك ْم أنْ تَ ْن َع ُموا فال تبأ ُ‬
‫وراحة الحي اة وبهجتها في ال دنيا غالب ا ً ما تك ون‬
‫في مرحلة الش باب‪ ،‬فهي مرحلة يتطلع الص غير أن‬
‫يصل إليه ا‪ ،‬ويتم نى الكب ير أن يرجع إليه ا‪ ،‬هي‬
‫مرحلة بكى عليها الش يوخ وتغنَّى بها الش عراء‪ ،‬كما‬
‫يقول أبو العتاهية‪:‬‬
‫اء وال النحيب‬ ‫فلم يُغن البك‬ ‫دمع عي ني‬
‫ِ‬ ‫بب‬‫بكيتُ على الش با ِ‬
‫يب‬
‫يب وال رأس الخض ُ‬
‫نع اه الش ُ‬ ‫فيا أس فا ً أس فت على الش باب‬
‫كما يع رى من ال ورق القض يب‬ ‫ع ريت من الش باب وكنت ًّ‬
‫غض ا‬
‫(‪)2‬‬
‫يب‬ ‫أخبره بما فعل المش‬ ‫ف‬ ‫باب يع ود يوم ا ً‬
‫َ‬ ‫فيا ليت الش‬

‫‪1‬‬
‫(?) أخرجه مسلم‪ ،‬كتاب صفة‪ t‬الجنة ونعيم أهلها‪ ،‬باب في دوام نعيم أهل الجنة (‬
‫‪.)4/2182‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫ويق ول فتي ان الش اغوري نادم ا ً على ش بابه ومتلهف ا ً على لهو‬
‫الشباب وعصره(‪.)1‬‬
‫(‪)2‬‬
‫أديمي فلم أملك ش باباً وال وف را‬ ‫هريق ش بابي واستشن لش قوتي‬
‫(‪)3‬‬
‫إلى جنب خيط حالك وخط الش عرا‬ ‫بين لي خيط من الفجر ناصع‬ ‫ت‬

‫واللهو الباطل م ذموم في ه ذه المرحلة وفي غيرها من‬


‫المراحل‪ ،‬ولكن المقصود هو استمتاع الشباب بطيبات الحي اة‪ .‬فه ذا‬
‫جابر بن عبدهللا ‪ ‬لما تزوج سأله رس ول هللا ‪ r‬ق ائالً‪(( :‬هل ت ز َّوجتَ‬
‫بِ ْكراً أ ْم ثَيِّباً؟))‪ .‬قال جابر‪ :‬ت زوجت ثيب اً‪ .‬ق ال‪(( :‬فهال تَ ز َّو ْجتَ بِك راً‬
‫العبُها وتُ ِ‬
‫العبُك)) (‪.)4‬‬ ‫تُ ِ‬
‫وعن عتبة بن عويم بن ساعدة األنصاري ‪ ‬ق ال‪ :‬ق ال رس ول‬
‫أرحام ا ً‪،‬‬ ‫ق ْ‬ ‫ب أ ْفواه اً‪ ،‬وأ ْنتَ ُ‬
‫هللا ‪َ (( :r‬علَ ْي ُكم باأل ْبك ا ِر‪ ،‬ف إنَّ ُهنَّ أ ْع َذ ُ‬
‫ضى باليسير)) (‪.)5‬‬ ‫وأر َ‬
‫‪2‬‬
‫(?) هذه األبيات من بحر الوافر‪ ،‬ديوان أبي العتاهية‪( ،‬ص ‪.)46‬‬
‫‪1‬‬
‫(?) انظر‪ :‬ديوان فتيان بن علي الشاغوري‪ ،‬تحقيق أحمد الجودي‪ ،‬مطبوعات‪ t‬مجمع اللغة‬
‫العربية بدمشق (ص ‪.)150‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) هذا البيت من بحر الطويل‪ .‬هراق الماء‪ :‬صبه‪ .‬وأصله أراق‪ ،‬وهراق شبابه عبارة عن‬
‫ضياعه‪ .‬استشن الرجل‪ :‬هزل‪ ،‬استشن أديمه تشنج ويبس جلده عند الهرم‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫(?) هذا البيت من بحر الطويل‪ ،‬أراد بخيط الفجر الناصع بياض الشعر وبالخيط الحالك‬
‫سواده ووخط الشعر‪ :‬دخل فيه‪ ،‬ووخطه الشيب فشا فيه‪ ،‬ديوان الشاغوري (ص ‪.)150‬‬
‫‪4‬‬
‫(?) أخرجه البخاري مطوالً‪ ،‬الجامع الصحيح‪ ،‬كتاب الجهاد‪ ،‬باب استئذان الرجل اإلمام (‬
‫‪ )2/350‬حديث رقم (‪.)2967‬‬
‫‪5‬‬
‫(?) أخرجه ابن ماجه في السنن‪ ،‬كتاب النكاح‪ ،‬باب تزويج األبكار (‪ ،)1/598‬حديث‬
‫رقم (‪ ،)1861‬وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (‪ )4/259‬عن ابن مسعود‪ . t‬وقال‬
‫الهيثمي‪ :‬رواه الطبراني‪ ،‬وفيه بالل األشعري ضعفه الدارقطني‪ ،‬وأورده األلباني في سلسلة‬
‫األحاديث الصحيحة بعدة طرق‪ .‬وقال فيه‪ :‬من الممكن أن يقال‪ :‬بأن الحديث حسن‬
‫بمجموع هذه الطرق‪ .‬فإن بعضها ليس شديد الضعف‪ .‬واهلل أعلم‪ .‬ثم جزمت بذلك لما‬
‫رأيت الحديث في كتاب السنن لسعيد بن منصور‪ .‬انظر‪ :‬سلسلة األحاديث الصحيحة (‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫‪ – 4‬الشباب‪ :‬أطول مراحل العمر‪:‬‬


‫إذا كان عمر اإلنس ان في ه ذه األمة بين الس تين والس بعين إذا‬
‫أطال هللا عمره‪ ،‬كما في حديث أبي هريرة ‪ ‬قال‪ :‬قال رسول هللا ‪:r‬‬
‫سبعين‪ ،‬وأقلَّهم َمنْ يَ ُج و ُز ذل َ‬
‫ك))‬ ‫ستِّين إلى ال َّ‬
‫((أعْما ُر أ َّمتِي ما بَ ْي َن ال ِّ‬
‫(‪ .)1‬ف إن الوسط الحس ابي له ذين الع ددين (‪ )70 ،60‬هو ‪ 65‬س نة‪.‬‬
‫وإذا كان زمن سن الغلومية هو من الوالدة حتى سن الشباب(‪.)2‬‬
‫وسن الشباب من الرابعة عشرة – غالبا ً – إلى األربعين حسب‬
‫التعريف السابق‪.‬‬
‫ثم زمن الكهولة من انته اء ف ترة الش باب إلى تم ام‬
‫(‪)3‬‬

‫الخمسين(‪.)4‬‬
‫ثم الش يخوخة من بعد الخمس ين إلى آخر العم ر‪ ،‬فمرحلة‬
‫الش باب هي أط ول ه ذه المراح ل‪ ،‬ويمكن توض يح ه ذه النسب‬
‫بالجدول والرسم البياني اآلتي‪:‬‬
‫(‪)5‬‬
‫جدول يبين النسب المئوية لمراحل العمر‬

‫‪ .)196 – 2/192‬وحسنه األلباني في صحيح سنن ابن ماجه (‪ 2/123‬رقم ‪.)1520‬‬


‫‪1‬‬
‫(?) أخرجه الترمذي في السنن‪ ،‬كتاب الدعوات‪ ،‬باب في دعاء النبي ‪ -‬صلى اهلل عليه‬
‫وسلم ‪ )5/553( -‬رقم (‪ ،)3550‬وقال‪ :‬حسن غريب‪ ،‬وأخرجه ابن ماجه‪ t‬في السنن‪،‬‬
‫كتاب الزهد‪ ،‬باب األمل واألجل (‪ )2/1415‬رقم (‪ ،)4236‬والحاكم في المستدرك (‬
‫‪ ،)2/427‬وقال‪ :‬صحيح على شرط مسلم‪ ،‬ولم يخرجاه‪ .‬ووافقه الذهبي‪ .‬وقال األلباني‪:‬‬
‫حسن‪ ،‬انظر‪ :‬صحيح سنن الترمذي (‪ ،)3/178‬وصحيح سنن ابن ماجه‪،)2/415( t‬‬
‫وسلسلة األحاديث الصحيحة (‪ )2/397‬وجميعها لأللباني‪ .‬وقال في السلسلة الصحيحة (‬
‫‪ 2/385‬رقم ‪ :)757‬حسن لذاته صحيح لغيره» ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) قال الزبيدي في تاج العروس (‪ :)9/5‬والغالم بالضم من حين أن يولد إلى أن يشب‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫(?) قال األزهري‪ :‬وقيل كهل حينئذ النتهاء شبابه‪ ،‬لسان العرب (‪ )11/600‬مادة (كهل)‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫(?) انظر‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬وليس من قول األزهري‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫(?) المنهاج النبوي في دعوة الشباب لسليمان بن قاسم العيد (ص ‪ )38 – 24‬ببعض‬
‫التصرف‪ ،‬دار العاصمة‪ t،‬الطبعة األولى‪ ،‬المملكة العربية السعودية‪ t،‬الرياض‪1415 ،‬هـ‪.‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫النسبة المئوية‬ ‫السنوات‬ ‫السنوات‬ ‫المرحلة‬


‫‪20‬‬ ‫إلى ‪13‬‬ ‫من الوالدة‬ ‫الغلومية‬
‫‪41.5‬‬ ‫إلى ‪40‬‬ ‫من ‪14‬‬ ‫الشباب‬
‫‪15.4‬‬ ‫إلى ‪50‬‬ ‫من ‪41‬‬ ‫الكهولة‬
‫‪23.1‬‬ ‫إلى الوفاة‬ ‫من ‪51‬‬ ‫الشيخوخة‬
‫‪100‬‬ ‫المجموع‬

‫ثالثاً‪ :‬تعامل النبي ‪ r‬مع الشباب‪:‬‬


‫ضرب النبي ‪ r‬أروع األمثلة في تعامله مع الن اس عام ة‪ ،‬ومع‬
‫الش باب خاص ة‪ ،‬قبل البعثة وبع دها مما حبب الن اس إلي ه‪ ،‬وألَّفهم‬
‫عليه‪.‬‬
‫وقد وصف شباب الصحابة ‪ ‬خلق رسول هللا ‪ r‬وكان مما قالوا‬
‫فيه‪ :‬كان عليه الصالة والس الم أحسن الن اس ُخلُق اً‪ ،‬لم يكن فاحش اً‪،‬‬
‫وال متف ِّحش اً‪ ،‬وال ص خابا ً في األس واق‪ ،‬وال يج زي بالس يئة مثله ا‪،‬‬
‫ولكن يعفو ويص فح(‪ .)1‬وال يك اد يواجه أح داً في وجهه بش يء‬
‫يكرهه(‪ .)2‬وما ضرب شيئا ً قط بي ده‪ ،‬وال ام رأة‪ ،‬وال خادم اً‪ ،‬إال أن‬
‫‪1‬‬
‫(?) أخرجه اإلمام أحمد في المسند (‪ ،)2/328( ،)6/174‬من حديث عائشة وأبي هريرة‬
‫رضي اهلل عنهما‪ .‬وعند الدارمي في المقدمة بنحوه من حديث عبداهلل بن سالم (‪.)1/5‬‬
‫وعند البخاري قوله‪(( :‬لم يكن فاحشاً وال متفحشاً)) الجامع الصحيح‪ ،‬كتاب فضائل‬
‫الصحابة‪ ،‬باب مناقب عبداهلل بن مسعود )‪ ، (3/34‬حديث (‪ .)3759‬وصححه األلباني‬
‫في صحيح سنن الترمذي (‪ 2/384‬رقم ‪.)2016‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) أخرجه اإلمام أحمد في المسند مطو ًال (‪ )3/133‬من حديث أنس بن مالك ‪ .‬وضعفه‬
‫األلباني في ضعيف سنن أبي داود (رقم ‪ ،)4789 ،4182‬وفي ضعيف الجامع (رقم ‪4512‬‬
‫)‪.‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫يجاهد في سبيل هللا(‪ ،)1‬وإذا استس لف س لفا ً قضى خ يراً منه(‪ ،)2‬وما‬
‫سئل رسول هللا ‪ r‬شيئا ً قط فقال ال(‪ .)3‬وما خير بين أمرين إال اخت ار‬
‫أيسرهما ما لم يكن إثما ً(‪.)4‬‬
‫رابعاً‪ :‬مواقف النبي ‪ r‬مع الشباب في التربية‪:‬‬
‫من مواقفه ‪ r‬مع الش باب ال تي ت دل على حسن خلقه معهم‬
‫المواقف اآلتية‪:‬‬
‫‪ – 1‬الرفق بهم والشفقة عليهم‬
‫عن أبي سليمان مالك بن الحويرث ‪ ‬ق ال‪ :‬أتينا الن بي ‪ r‬ونحن‬
‫ش ببه متق اربون‪ ،‬فأقمنا عن ده عش رين ليل ة‪ ،‬فظن أنا اش تقنا أهلن ا‪،‬‬
‫وسألنا عمن تركنا في أهلنا فأخبرناه‪ ،‬وكان رقيق ا ً(‪ )5‬رحيم اً‪ ،‬فق ال‪:‬‬
‫وص لُّوا َك َما رأ ْيتُم ونِي‬ ‫ار ِج ُع وا إلى أ ْهلِي ُك ْم ف َعلِّ ُم وهم و ُم ُروهُم‪َ ،‬‬
‫(( ْ‬
‫كم))‬ ‫ِّ‬
‫فليؤذنْ لَ ُك ْم َ‬
‫أح َد ُكم‪ ،‬ث َّم ليُؤ َّم ُك ْم أكبَ ُر ُ‬ ‫صالة‬
‫ت ال َّ‬
‫ضر ِ‬ ‫أصلِّي‪ ،‬وإ َذا َح َ‬
‫َ‬
‫(‪.)6‬‬
‫وانظر إلى ش فقته ‪ r‬لما طلع عليه مص عب بن عم ير ‪ – ‬وما‬
‫‪1‬‬
‫(?) أخرجه مسلم مطوالً‪ ،‬كتاب الفضائل‪ ،‬باب مباعدته ‪ -‬صلى اهلل عليه وسلم ‪ -‬لآلثام (‬
‫‪.)4/1814‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) لما في صحيح البخاري‪ ،‬كتاب االستقراض (‪ ،)2/173‬من حديث جابر بن عبداهلل‬
‫رضي اهلل عنهما‪ ،‬قال‪(( :‬كان لي على النبي ‪ -‬صلى اهلل عليه وسلم ‪ -‬دين فقضاني‬
‫وزادني))‪ .‬وانظر‪ :‬ابن القيم‪ ،‬زاد المعاد (‪.)1/165‬‬
‫‪3‬‬
‫(?) أخرجه مسلم من حديث جابر بن عبداهلل رضي اهلل عنهما‪ ،‬كتاب الفضائل‪ ،‬باب ما‬
‫سئل رسول اهلل ‪ -‬صلى اهلل عليه وسلم ‪ -‬شيئاً قط فقال‪ :‬ال‪.)4/1805( ،‬‬
‫‪4‬‬
‫(?) المرجع السابق‪ ،‬باب مباعدته ‪ -‬صلى اهلل عليه وسلم ‪ -‬لآلثام‪ ،‬من حديث عائشة‬
‫رضي اهلل عنها (ص ‪.)1813‬‬
‫‪5‬‬
‫(?) رقيقاً‪ :‬من الرقة‪ .‬وفي بعض الروايات رفيقاً من الرفق‪ .‬ابن حجر‪ ،‬فتح الباري (‬
‫‪.)10/438‬‬
‫‪6‬‬
‫(?) أخرجه البخاري‪ ،‬الجامع الصحيح‪ ،‬كتاب األدب‪ ،‬باب رحمة الناس والبهائم (‪)4/93‬‬
‫حديث (‪.)6008‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫ك ان بمكة أحسن منه وال أنعم نعمة منه – وما عليه إال ب ردة له‬
‫مرقوعة بفرو‪ ،‬فلما رآه رس ول هللا ‪ r‬بكى لل ذي ك ان فيه من النعمة‬
‫والذي هو فيه اليوم(‪.)1‬‬
‫وه ذا أنس بن مالك ‪ ‬ي روي حاله مع رس ول هللا ‪ r‬فيق ول‪:‬‬
‫خ دمت رس ول هللا ‪ r‬عشر س نين‪ ،‬فما ق ال لي ٍّ‬
‫أف(‪ )2‬قط‪ ،‬وما ق ال‬
‫لشيء ص نعته‪ ،‬لِ َم ص نعته؟! وال لش يء تركت ه‪ :‬ل َم تركت ه؟! وك ان‬
‫رس ول هللا ‪ r‬من أحسن الن اس ُخلق اً‪ ،‬وال مسست خ ًّزا قط(‪ )3‬وال‬
‫حريراً وال شيئا ً كان ألين من كف رسول هللا ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم‬
‫‪ -‬وال شممت مسكا ً قط‪ ،‬وال عطراً كان أطيب من عرق النبي ‪.)4( r‬‬
‫في ه ذا الح ديث دليل على أن لالهتم ام بحسن المظهر وطيب‬
‫الرائحة أثره على المدعوين‪.‬‬
‫‪ – 2‬االبتسام لهم والترحيب بهم‬
‫عن جرير بن عبدهللا ق ال‪« :‬ما حجب ني رس ول هللا ‪ r‬منذ‬
‫أسلمت وال رآني إال تبسم في وجهي» (‪.)5‬‬
‫س يَأتِي ُكم‬
‫وعن أبي س عيد الخ دري ‪ ‬عن رس ول هللا ‪ r‬ق ال‪َ (( :‬‬
‫‪1‬‬
‫(?) انظر‪ :‬ابن األثير‪ ،‬أسد الغابة (‪.)4/370‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) كلمة تقال من كرب أو ضجر‪ .‬الفيروزآبادي‪ ،‬القاموس المحيط (‪ ،)3/117‬مادة‬
‫(أف)‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫(?) الخز‪ :‬ثياب تعمل من صوف وإبريسم‪ .‬واإلبريسم هو الحرير‪ .‬ابن منظور‪ ،‬لسان‬
‫العرب (‪ )5/345‬مادة (خزز)‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫(?) أخرجه الترمذي‪ ،‬كتاب البر والصلة‪ ،‬باب ما جاء في خلق النبي ‪ -‬صلى اهلل عليه وسلم‬
‫‪ )4/368( -‬وقال‪ :‬حسن صحيح‪ .‬وصححه األلباني في صحيح سنن الترمذي (‪ 2/383‬رقم‬
‫‪ .)2015‬وهو عند البخاري بلفظ‪(( :‬خدمت رسول اهلل ‪ -‬صلى اهلل عليه وسلم ‪ -‬عشر سنين‪،‬‬
‫فما قال لي أف‪ ،‬وال لم صنعت؟ وال أال صنعت؟)) الجامع الصحيح‪ ،‬كتاب األدب‪ ،‬باب حسن‬
‫الخلق (‪ )4/98‬حديث (‪.)6038‬‬
‫‪5‬‬
‫(?) أخرجه مسلم‪ ،‬كتاب فضائل الصحابة‪ ،‬باب من فضائل جرير بن عبداهلل ‪‬‬
‫)‪.(4/1925‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫ون ال ِع ْل َم‪ ،‬ف إ َذا َرأ ْيتُ ُم وهُم فقُولُ وا لَ ُه ْم‪َ :‬م ْرحب ا ً َم ْرحب ا ً‬
‫أ ْق َوا ٌم يَ ْطلُبُ َ‬
‫صيَّ ِة رسول هللا ‪ r‬وا ْقنُوهم)) (‪.)1‬‬ ‫بِ َو ِ‬
‫‪ – 3‬الشراء منهم وإ كرامهم بزيادتهم في الربح‬
‫ضَي َّاللهُ َعْن ُه َما قال‪ :‬كنت مع النبي ‪ r‬في غزاة‬
‫عن جابر بن عبدهللا َر ِ‬
‫ي الن بي ‪ r‬فق ال‪(( :‬ج ابر؟)) فقلت‪:‬‬ ‫فأبطأ بي جملي وأعيا(‪ ،)2‬ف أتى عل َّ‬
‫ي جملي وأعيا‪ ،‬فتخلفت‪ ،‬فنزل‬ ‫نعم‪ ،‬قال‪(( :‬ما شَأنُك؟)) قلت‪ :‬أبطأ عل َّ‬
‫بمحجنِه(‪ )3‬ثم ق ال‪(( :‬ار َكب)) فركبت ه‪ ،‬فلقد رأيته أكفه عن‬ ‫َ‬ ‫يحجنه‬
‫رسول هللا ‪ ...r‬إلى أن قال‪(( :‬أتَبِي ُع َجملَك؟)) قلت‪ :‬نعم‪ ،‬فاشتراه م ني‬
‫بأوقية‪ ،‬ثم قدم رسول هللا ‪ r‬قبلي وقدمت بالغ داة‪ ،‬فجئنا إلى المس جد‬
‫فوجدته على باب المسجد قال‪(( :‬اآلن قَ ِد ْمتَ ؟)) قلت‪ :‬نعم‪ ،‬قال‪(( :‬ف َدع‬
‫جملَك‪ ،‬فادخل‪ ،‬فص ِّل ركعتين))‪ ،‬فدخلت فصليت‪ ،‬فأمر بالالً أن يزن‬
‫له أوقية‪ ،‬فوزن لي بالل فأرجح في الميزان‪ ،‬ف انطلقت ح تى وليت‪،‬‬
‫ي الجمل‪ ،‬ولم يكن ش يء‬ ‫فقال‪(( :‬ادعو لي جابراً)) قلت‪ :‬اآلن يرد عل َّ‬
‫ي منه‪ ،‬فقال‪ُ (( :‬خ ْذ َج َملَكَ‪ ،‬ولَ َك ثَ َمنُه)) ‪.‬‬
‫(‪) 4‬‬
‫أبغض إل َّ‬
‫‪ – 4‬تقديرهم واحترام حقوقهم‬
‫عن سهل بن سعد ‪ :‬أن رس ول هللا ‪ُ r‬أتي بش راب فش رب منه‬
‫– وعن يمينه غالم‪ ،‬وعن يساره األشياخ – فقال للغالم‪(( :‬أتَ أ َذن لِي‬
‫ْط َي َهُؤال ِء؟)) فقال الغالم‪ :‬وهللا يا رس ول هللا ال أؤثر بنص يبي‬‫أنْ ُأع ِ‬
‫منك أحداً‪ ،‬قال‪ :‬فتله(‪ )5‬رسول هللا ‪ r‬في يده(‪.)6‬‬
‫‪1‬‬
‫(?) أخرجه ابن ماجه‪ t،‬المقدمة‪ ،‬باب الوصاة بطلبة العلم (‪ ،)91 ،1/90‬وحسنه األلباني في‬
‫صحيح سنن ابن ماجه (‪ 1/98‬رقم ‪ ،)203‬وفي صحيح الجامع (رقم ‪.)3651‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) أعيا‪ :‬اإلعياء الكالل‪ ،‬ابن منظور‪ ،‬لسان العرب (‪ )15/114‬مادة (عيا)‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫(?) المحجن‪ :‬العصا المعوجة‪ .‬المرجع السابق (‪ )13/108‬مادة (حجن)‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫(?) أخرجه البخاري مطوالً‪ ،‬الجامع الصحيح كتاب البيوع‪ ،‬باب شراء الدواب والحمير (‬
‫‪ )2/88‬حديث (‪.)97‬‬
‫‪5‬‬
‫(?) فتله‪ :‬وضعه‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫(?) متفق عليه‪ .‬أخرجه البخاري‪ ،‬الجامع الصحيح‪ ،‬كتاب األشربة‪ ،‬باب هل يستأذن الرجل‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫‪ – 5‬دعاؤهم بأحب األسماء إليهم وإ دخال السرور عليهم‬


‫كان رسول هللا ‪ r‬يدعو عليًّا بأبي ت راب‪ .‬فعن س هل بن س عد ‪‬‬
‫قال‪ :‬ما كان لعلي اسم أحب إليه من أبي تراب‪ ،‬وإن ك ان ليف رح إذا‬
‫دعي به(‪ .)1‬كما أنه عليه الصالة والسالم يغ ير األس ماء القبيحة إلى‬
‫أحسن منه ا‪ ،‬كما غ ير اسم س هل بن س عد من ح زن إلى س هل‪،‬‬
‫وعاصية إلى جميلة‪ ،‬وبرة إلى جويرية(‪.)2‬‬
‫‪ – 6‬تهوين ما يحزنهم‬
‫لما توفي والد جابر بن عبدهللا َرض َِي َّاللهُ َعْنهُ َم ا وح زن عليه ج ابر‬
‫وازداد همه لما ترك والده من عيال ودين‪ ،‬لقيه الرسول ‪ r‬على هذه‬
‫س راً؟)) ق ا َل ج ابر‪ :‬قلت‪ :‬يا‬ ‫الحال فق ال‪(( :‬يا ج اب ُر‪َ ،‬ما لي أراكَ م ْن َك ِ‬
‫ش ُر َك بِ َما‬ ‫رسول هللا‪ ،‬استشهد أبي وترك عياالً ودين اً‪ ،‬ق ال‪(( :‬أفَال أبَ ِّ‬
‫لَقِ َي هللا ب ِه أبَاكَ؟)) قال‪ :‬بلى يا رسول هللا‪ ،‬قال‪(( :‬ما َكلَّ َم هللا أحداً قَطّ‬
‫إالَّ ِمنْ َو َرا ِء ِحجاب‪ ،‬و َكلَّ َم أبَاكَ ِكفَاح اً‪ ،‬فق ا َل‪ :‬يا َع ْب ِدي‪ ،‬تَ َمنَّ عل َّي‬
‫رب س بحانه‪:‬‬ ‫رب تُ ْحيينِي فُأ ْقتَل فيكَ ثانيةً‪ ،‬فق ا َل ال ُّ‬ ‫ْطكَ‪ ،‬قال‪ :‬يا ِّ‬ ‫ُأع ِ‬
‫رب‪ ،‬ف أ ْبلِ ْغ َمنْ‬ ‫ون‪ .‬ق ا َل‪ :‬يا ِّ‬ ‫ق ِمنِّي أنَّ ُهم إل ْي َها ال يَ ْر ِج ُع َ‬‫س بَ َ‬ ‫إنَّه َ‬
‫يل‬ ‫س بِ ِ‬ ‫ين قُتِلُ و ْا فِي َ‬ ‫س بَنَّ الَّ ِذ َ‬‫َوراِئي‪ ،‬قال‪ :‬فأ ْن َز َل هللا تعالى‪َ { :‬والَ ت َْح َ‬
‫هّللا ِ َأ ْم َواتًا بَ ْل َأ ْحيَاء ِعن َد َربِّ ِه ْم يُ ْر َزقُون} ‪.‬‬
‫(‪)3‬‬

‫وعن المغ يرة بن ش عبة ‪ ‬ق ال‪ :‬ما س أل رس ول هللا ‪ r‬أحد عن‬

‫من عن يمينه (‪ ،)4/19‬ومسلم‪ ،‬كتاب األشربة‪ ،‬باب استحباب إدارة الماء واللبن ونحوهما‬
‫عن يمين المبتدئ (‪ .)3/1603‬واللفظ للبخاري‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫(?) أخرجه مسلم‪ ،‬كتاب فضائل الصحابة‪ ،‬باب من فضائل علي بن أبي طالب )‪ (4/1874‬‬
‫‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) قال ابن حجر في اإلصابة (‪ :)2/88‬أن سهل بن سعد كان اسمه حزناً فغيَّر رسول اهلل ‪-‬‬
‫صلى اهلل عليه وسلم ‪ -‬اسمه إلى سهل‪ .‬وفي صحيح مسلم (‪ )3/1686‬غير اسم عاصية إلى‬
‫جميلة‪ ،‬وبرة إلى جويرية‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫(?) أخرجه ابن ماجه‪ ،‬المقدمة‪ t،‬باب فيما أنكرت الجهمية (‪ ،)1/68‬وحسنه األلباني في‬
‫صحيح سنن ابن ماجه (‪ 82 – 1/81‬رقم ‪.)158‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫صبُك(‪ِ )1‬م ْن هُ‬ ‫أي بُن َّي‪ ،‬وما يُ ْن ِ‬‫الدجال أكثر مما سألته عنه‪ ،‬فقال لي‪ْ (( :‬‬
‫ض ُّركَ )) قال‪ :‬قلت‪ :‬إنهم يزعمون أنه معه أنهار الماء وجبال‬ ‫إنَّه لَنْ يَ ُ‬
‫هو أ ْه َونُ على هللا ِمنْ َذل َك)) ‪.‬‬
‫(‪) 2‬‬
‫الخبز‪ ،‬قال‪َ (( :‬‬
‫وعن أبي هري رة ‪ ‬أن الن بي ‪ r‬لقيه في بعض ط رق المدينة‬
‫وهو جنب فا ْن َخنَس منه(‪ )3‬ف ذهب فاغتسل ثم ج اء‪ ،‬فق ال‪(( :‬أ ْي َن ُك ْنتَ‬
‫يا أبَا هُريرة؟)) ق ال‪ :‬كنت جنب ا ً فك رهت أن أجالسك وأنا على غ ير‬
‫حان هللا‪ ،‬إنَّ المسل َم ال يَ ْن َجس)) (‪.)4‬‬
‫س ْب َ‬
‫طهارة‪ ،‬فقال‪ُ (( :‬‬
‫‪ – 7‬إردافهم معه على الدابة‬
‫ِ َ‬
‫ي‬ ‫َرض‬ ‫اس‬ ‫عن ابن عب‬
‫الل‬
‫ّ‬
‫َُه َعْنهُ َما أن أسامة ‪ ‬كان ِردف النبي ‪ r‬من عرفة إلى المزدلفة‪ ،‬ثم أردف‬
‫الفضل من المزدلفة إلى منى‪ ،‬قال‪ :‬فكالهما قال‪ :‬لم يزل النبي ‪ r‬يل بي‬
‫حتى رمى بجم رة العقبة(‪ ،)5‬وكما ك ان عليه الص الة والس الم ي ردف‬
‫معاذ بن جبل ‪ ‬كما علمنا من حديثه‪.‬‬
‫‪ – 8‬قضاء حاجاتهم‬
‫عن أبي هري رة ‪ ‬ق ال‪ :‬كنت أدعو أمي إلى اإلس الم وهي‬
‫مشركة‪ ،‬فدعوتها يوما ً فأس معتني في رس ول هللا ‪ r‬ما أك ره‪ ،‬ف أتيت‬
‫رسول هللا ‪ r‬وأنا أبكي‪ ،‬قلت‪ :‬يا رسول هللا‪ ،‬إني كنت أدعو أمي إلى‬
‫ي‪ ،‬فدعوتها اليوم فأسمعتني فيك ما أكره‪ ،‬فادع هللا‬ ‫اإلسالم فتأبى عل َّ‬
‫أن يه دي أم أبي هري رة‪ ،‬فق ال رس ول هللا ‪(( :r‬الله َّم ا ْه ِد أ َّم أبي‬
‫‪1‬‬
‫(?) ينصبك‪ :‬من النصب وهو التعب والمشقة‪ .‬أي ما يشق عليك وما يتعبك‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) أخرجه مسلم‪ ،‬كتاب األدب‪ ،‬باب جواز قوله لغير ابنه‪ :‬يا بني‪ ،‬واستحباب المالطفة (‬
‫‪.)3/1693‬‬
‫‪3‬‬
‫(?) فانخنست منه‪ :‬أي مضيت عنه مستخفياً‪ ،‬ولذلك سمي الشيطان بالخناس‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫(?) أخرجه البخاري‪ ،‬الجامع الصحيح‪ ،‬كتاب الغسل‪ ،‬باب عرق الجنب وأن المسلم ال‬
‫ينجس (‪ )1/109‬حديث (‪.)283‬‬
‫‪5‬‬
‫(?) أخرجه البخاري في الجامع الصحيح‪ ،‬كتاب الحج‪ ،‬باب الركوب واالرتداف في‬
‫الحج (‪ )1/476‬حديث (‪.)1544‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫هُريرة))‪ .‬فخرجت مستبشراً بدعوة نبي هللا ‪ -‬صلى هللا عليه وس لم ‪-‬‬
‫اف(‪ ،)1‬فس معت أمي‬ ‫فلما جئت فص رت إلى الب اب‪ ،‬ف إذا هو ُم َج ٌ‬
‫(‪)3‬‬
‫ف قدمي(‪ ،)2‬فقالت‪ :‬مكانك! يا أبا هريرة‪ ،‬وسمعت خضخضة‬ ‫َخ ْش َ‬
‫اره ا‪،‬‬ ‫لت‪ ،‬ولَبِست ِدرْ َعه ا‪ ،‬وعجلت عن ِخ َم ِ‬ ‫الم اء‪ ،‬ق ال‪ :‬فاغتس ْ‬
‫ففتحت الباب‪ ،‬ثم قالت‪ :‬يا أبا هريرة! أشهد أن ال إله إال هللا‪ ،‬وأش هد‬
‫أن محمداً عبده ورسوله‪ ،‬قال‪ :‬ف رجعت إلى رس ول هللا ‪ r‬فأتيته وأنا‬
‫أبكي من الف رح‪ ،‬ق ال‪ :‬قلت‪ :‬يا رس ول هللا أبش ر‪ ،‬قد اس تجاب هللا‬
‫دعوتك وه دى أم أبي هري رة‪« ،‬فحمد هللا‪ ،‬وأث نى علي ه‪ ،‬وق ال‬
‫خ يراً» ‪ .‬ق ال‪ :‬قلت يا رس ول هللا‪ ،‬ادع هللا أن يُحبِّب ني أنا وأمي إلى‬
‫عباده المؤمنين‪ ،‬ويحببهم إلينا‪ .‬قال‪ :‬فقال رسول هللا ‪(( :r‬الله َّم َحبِّ ْب‬
‫وحبِّ ْب‬‫المؤمنين‪َ ،‬‬
‫َ‬ ‫ُعبَ ْيدكَ هذا – يعني أبا هريرة – وُأ َّمه إلى عبا ِدك‬
‫ق مؤمن يسمع بي وال يراني إال أحبَّني(‪.)4‬‬ ‫المؤمنين)) فما ُخلِ َ‬
‫َ‬ ‫إل ْي ِهم‬
‫‪ – 9‬عيادة مرضاهم‬
‫عن أنس بن مالك ‪ ‬قال‪(( :‬كان غالم يهودي يخدم رسول هللا ‪r‬‬
‫فمرض‪ ،‬فأتاه النبي ‪ r‬يعوده‪ ،‬فقعد عند رأسه فقال له‪َ(( :‬أ ْس لِم)) فنظر‬
‫إلى أبيه وهو عن ده‪ ،‬فق ال‪ :‬أطع أبا القاسم ‪ r‬فأس لم‪ ،‬فخ رج الن بي ‪r‬‬
‫وهو يقول‪(( :‬الحم ُد هللِ الذي أ ْنقَ َذهُ ِم َن النَّا ِر)) (‪.)5‬‬
‫خامساً‪ :‬ترغيب الشباب في حسن الخلق‬
‫كان النبي ‪ r‬يح رص على ه ذا الج انب النفسي ل دى الش باب‪،‬‬
‫ليرغبهم في حسن الخلق واآلداب الحسنة‪ ،‬وله ‪ r‬مع الشباب مواقف‬
‫‪1‬‬
‫(?) مجاف‪ :‬أي مردود‪ ،‬لسان العرب (‪ )9/35‬مادة (جوف)‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) خشف‪ :‬صوتها في األرض‪ ،‬المرجع السابق (ص ‪ )71‬مادة (خشف)‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫(?) خضخضة‪ :‬تحريك الماء ونحوه‪ .‬المرجع السابق (‪ )7/114‬مادة (خضخض)‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫(?) أخرجه مسلم‪ ،‬كتاب فضائل الصحابة‪ ،‬باب من فضائل أبي هريرة الدوسي‪( ،‬‬
‫‪.)4/1938‬‬
‫‪5‬‬
‫(?) أخرجه البخاري‪ ،‬الجامع الصحيح‪ ،‬كتاب الجنائز‪ ،‬باب إذا أسلم الصبي فمات (‬
‫‪.)1/416‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫كثيرة ال يتسع المقام لحصرها‪ ،‬ولكن منها المواقف اآلتية‪:‬‬


‫‪ – 1‬حسن األخالق أحب الناس إلى رسول اهلل ‪r‬‬
‫عن جابر بن عبدهللا َرض َِي اللَُّه َعْن ُه َم ا أن رسول هللا ‪ r‬قال‪(( :‬إنَّ ِمنْ‬
‫أخالق ا ً‪ ،‬وإنَّ‬ ‫اسنَ ُك ْم ْ‬ ‫أحبِّ ُكم إل َّي‪ ،‬وأق َربَ ُك ْم ِمنِّي َم ْجلِسا ً يَو َم القِيا َم ِة َ‬
‫أح ِ‬ ‫َ‬
‫(‪)1‬‬
‫ارون‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ِّ‬
‫ض ُك ْم إل َّي‪ ،‬وأ ْب َع َد ُك ْم ِمني َم ْجلِس ا ً يَ و َم القِيا َم ِة الثرث‬ ‫َ‬
‫أ ْبغ َ‬
‫ِّقون ‪ ،‬وال ُمتَفِ ْي ِهقون))‪ .‬قال‪(( :‬المتكبرون)) ‪.‬‬
‫(‪)3‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫شد َ‬ ‫وال ُمتَ َ‬
‫ضَي اللَُّه َعْنهُ َما أنه سمع رسول هللا ‪ r‬يقول‪:‬‬ ‫وعن عبدهللا بن عمرو َر ِ‬
‫أحبِّ ُك ْم إل َّي‪ ،‬وأ ْق َربَ ُك ْم ِمنِّي َم ْجلِس ا ً يَ و َم القِيا َمة؟))‪،‬‬ ‫أخبِ ُر ُكم ب َ‬ ‫((أال ْ‬
‫فسكت القوم‪ ،‬فأعادها مرتين أو ثالثاً‪ .‬قال الق وم‪ :‬نعم يا رس ول هللا‪،‬‬
‫سنُ ُكم ُخلُقا ً)) (‪.)4‬‬
‫أح َ‬
‫قال‪ْ (( :‬‬
‫وال شك أن الحصول على محبة الرسول ‪ -‬صلى هللا عليه وس لم‬
‫‪ -‬والقرب منه يوم القيامة‪ ،‬من األهداف التي يسعى إليها الم ؤمن‪ .‬كما‬
‫س أل ربيعة بن كعب األس لمي ‪ ‬رس ول هللا ‪ r‬بقول ه‪ :‬أس ألك مرافقتك‬
‫في الجنة(‪.)5‬‬
‫ْطيَنَّ ال َّرايَ ةَ َغ داً‬ ‫وعندما قال الرسول ‪ r‬في غ زوة خي بر ((ألع ِ‬
‫سولَهُ‪ ،‬ويُح ُّبه ُ هللا ورس ولَه))‬ ‫يحب هللا ور ُ‬ ‫ُّ‬ ‫تح هللا َعلى يَ َد ْي ِه‪،‬‬ ‫َر ُجالً يَ ْف ُ‬

‫‪1‬‬
‫(?) الثرثار‪ :‬كثير الكالم‪ ،‬لسان العرب (‪ )4/102‬مادة (ثرر)‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) المتشدق‪ :‬هو المتوسع في الكالم من غير احتياط وال احتراز‪ ،‬وقيل‪ :‬المستهزئ‬
‫بالناس‪ ،‬المرجع السابق (‪ )10/173‬مادة (شدق)‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫(?) أخرجه الترمذي‪ ،‬كتاب البر والصلة‪ ،‬باب ما جاء في معالي األخالق (‪)4/370‬‬
‫حديث (‪ ،)2018‬وصححه األلباني في صحيح سنن الترمذي (‪ 385 – 2/384‬رقم‬
‫‪.)2018‬‬
‫‪4‬‬
‫(?) أخرجه اإلمام أحمد في المسند (‪ .)2/185‬وصححه‪ t‬األلباني في صحيح الترغيب‬
‫والترهيب (‪ 3/10‬رقم ‪ )2650‬وفي صحيح األدب المفرد (رقم ‪.)272‬‬
‫‪5‬‬
‫(?) أخرجه مسلم‪ ،‬كتاب الصالة‪ ،‬باب فضل السجود والحث عليه (‪ )1/353‬حديث رقم (‬
‫‪.)489‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫(‪ ،)1‬يقصد علي بن أبي طالب ‪ .‬استش رف الص حابة رضي هللا عنهم‬
‫كلهم يرجو أن يُعطاه ا‪ ،‬رغبة منهم في أن يكون وا من أهل تلك‬
‫الصفة‪.‬‬
‫ي‪ ،‬وأق ربكم م ني‬‫وال شك أن واح دة من الخص لتين‪ :‬أحبكم إل َّ‬
‫مجلس ا ً ي وم القيام ة‪ ،‬كافية ل ترغيب الم ؤمن في العمل الالزم له ا‪،‬‬
‫وهو حسن الخلق‪.‬‬
‫حرم على النار‬
‫س ُن ال ُخلُق ُي ِّ‬
‫‪ُ – 2‬ح ْ‬
‫عن عبدهللا بن مسعود ‪ ‬قال‪ :‬ق ال رس ول هللا ‪(( :r‬أال ُأ ْخبِ ُر ُكم‬
‫ب هيِّ ٍن‬‫بِ َمنْ يَح ُرم علَى النَّا ِر‪ ،‬وب َمنْ ت َْح ُر ُم َعلَ ْي ِه النَّار؟ َعلَى ك ِّل قَ ِري ٍ‬
‫س ْه ٍل)) (‪.)2‬‬
‫َ‬
‫إن النجاة من الن ار مطلب لل ؤمن‪ ،‬ف إذا أدرك أن ه ذا م ترتب‬
‫على التواضع وخفض الجناح‪ ،‬أسرع لتحقيقه‪ ،‬لنيل مطلوبه‪.‬‬
‫‪ – 3‬الصدق يهدي إلى البر‬
‫عن عبدهللا بن مس عود ‪ ‬ق ال‪ :‬ق ال رس ول هللا ‪َ (( :r‬علَ ْي ُكم‬
‫الجنَّةَ‪،‬‬‫ق يَ ْه ِدي إلى البِ ِّر‪ ،‬وإنَّ ال ب َّر يَ ْه ِدي إلى َ‬ ‫الص ْد َ‬
‫ِّ‬ ‫ْق؛ فإنَّ‬ ‫صد ِ‬‫بال ِّ‬
‫ق حتَّى يُ ْكت ََب ع ْن َد هللا‬ ‫الص ْد َ‬
‫ق ويَتَح َّرى ِّ‬ ‫وما يَ َزال ال َّر ُج َل يَ ْ‬
‫ص ُد ُ‬
‫ور‪ ،‬وإنَّ الفُ َجو َر‬ ‫ب يَ ْه ِدي إلى الفُ ُج َ‬
‫صدِّيقاً‪ .‬وإيَّا ُكم وال َك ِذب؛ فإنَّ ال َك ِذ َ‬ ‫ِ‬
‫ب حتَّى يُكت ََب‬ ‫ب ويتَح َّرى الك ِذ َ‬ ‫َ‬
‫يَ ْهدي إلى النَّا ِر‪ .‬وما يزا ُل العب ُد يَ ْك ذ ُ‬
‫عن َد هللا َك َّذابا ً)) (‪.)3‬‬
‫إن معرفة الش باب الم ؤمن أن الص دق طريق موصل إلى‬
‫‪1‬‬
‫(?) أخرجه البخاري مطوالً‪ ،‬الجامع الصحيح‪ ،‬كتاب المغازي‪ ،‬باب غزوة خيبر‪( ،‬‬
‫‪ )3/137‬حديث (‪.)4210‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) أخرجه الترمذي‪ ،‬السنن‪ ،‬كتاب صفة القيامة باب (‪ )4/654 ،45‬حديث رقم (‬
‫‪ ،)2488‬وصححه األلباني في صحيح سنن الترمذي (‪ 2/601‬رقم ‪.)2488‬‬
‫‪3‬‬
‫آمنُوا اتَّقوا اهلل‬
‫الذين َ‬
‫(?) أخرجه البخاري‪ ،‬كتاب األدب‪ ،‬باب قول اهلل تعالى‪﴿ :‬يا أيُّها َ‬
‫الصادقين﴾ (رقم ‪ ،)6094‬ومسلم‪ ،‬كتاب البر والصلة واآلداب‪ ،‬باب قبح‬ ‫و ُكونُوا َم َع َّ‬
‫الكذب وحسن الصدق وفضله (رقم ‪ )105( )2607‬واللفظ لمسلم ‪.‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫الجن ة‪ ،‬ي ر ِّغبهم في ه‪ ،‬ويحثهم علي ه‪ .‬كما أن مع رفتهم ب أن الك ذب‬


‫طريق إلى النار فهذا يحذرهم منه‪ ،‬ويبعدهم عنه‪.‬‬
‫‪ – 4‬الحب في اهلل طريق الجنة‬
‫ويرغب الرس ول ‪ r‬الش باب وغ يرهم بالتح اب بينهم‪ ،‬وإفش اء‬
‫السالم‪ ،‬مبينا ً أن ذلك هو طريق الجنة التي يسعى المؤمن للفوز بها‪.‬‬
‫الجنَّةَ حتَّى‬‫حيث يق ول فيما رواه أبو هري رة ‪(( :‬ال تَ د ُْخلوا َ‬
‫أوال أ ُدلُّ ُك ْم َعلَى شي ٍء إ َذا فَ َع ْلتُموهُ‬
‫تُْؤ ِمنُوا‪ ،‬وال تُْؤ ِمنوا حتَّى ت ََحابُّوا‪َ ،‬‬
‫ت ََحابَ ْبتُم؟ أ ْفشُوا ال َّ‬
‫سال َم بَ ْينَ ُكم)) (‪.)1‬‬
‫‪ – 5‬ثمرة الورع والقناعة ومحبة الناس‬
‫عن أبي هريرة ‪ ‬قال‪ :‬ق ال رس ول هللا ‪(( :r‬يا أبَا هُري رةَ! ُكنْ‬
‫ب للنَّا ِ‬
‫س‬ ‫أش َك َر النَّاس‪ ،‬وأ ِح َّ‬ ‫َو ِرعا ً تَ ُكنْ أ ْعبَ َد النَّاس‪ ،‬و ُكنْ قَنِعا ً تَ ُكنْ ْ‬
‫وار َمنْ َجا َو َر َك تَ ُكنْ ُمسلماً‪،‬‬
‫سنْ ِج َ‬ ‫سكَ تَ ُكنْ ُمؤ ِمنا ً‪ْ ،‬‬
‫وأح ِ‬ ‫ما تُ ِح ُّب لِنَ ْف ِ‬
‫ب)) ‪.‬‬
‫(‪) 2‬‬
‫ض ِح َك فإنَّ َك ْث َرةَ ال َّ‬
‫ض ِحكَ تُ ِميتُ القَ ْل َ‬ ‫وأقِ َّل ال َّ‬
‫‪ – 6‬ترغيب الشباب في أبواب الخير‬
‫عن معاذ بن جبل ‪ ‬قال‪ :‬كنت مع النبي ‪ r‬في س فر‪ ،‬فأص بحت‬
‫يوما ً قريب ا ً من ه‪ ،‬ونحن نس ير‪ ،‬فقلت‪ :‬يا رس ول هللا! أخ برني بعمل‬
‫يدخلني الجنة ويباعدني من الن ار‪ ،‬ق ال‪(( :‬لقَ ْد س ألتَ َع ِظيم اً‪ ،‬وإنَّه‬
‫ش يئا ً‪ ،‬وتُقي ُم‬ ‫سرهُ هللا عليه‪ :‬تَ ْعبُ َد هللا ال تُشْرك بِ ِه َ‬ ‫ليسي ٌر علَى َمنْ يَ َّ‬
‫ان‪ ،‬وتَ ِح ُّج البَ ْيتَ )) ثم قال‪:‬‬ ‫َص و ُم َرمض َ‬ ‫الص الةَ‪ ،‬وتُ ؤتِي ال َّزك اةَ‪ ،‬وت ُ‬ ‫َّ‬
‫والص َدقةُ تُ ْطفُئ‬
‫َّ‬ ‫الص و ُم ُجنَّة‪،‬‬
‫الخ ير؟ َّ‬ ‫ب َ‬ ‫((أال أ ُدلُّكَ علَى أ ْب وا ِ‬
‫ف الل ْيل))‪ .‬ثم‬ ‫النار ال َما ُء‪ ،‬وصالةُ ال َّر ُجل في َج ْو ِ‬ ‫َ‬ ‫الخطيئة‪َ ،‬كما يُطفُئ‬ ‫َ‬
‫س‬‫ض ا ِج ِع}‪ .‬ثم ق ال‪(( :‬أال ُأ ْخبِ رك بِ َرأ ِ‬ ‫قرأ {تَت ََجافَى ُجنُ وبُ ُه ْم َع ِن ا ْل َم َ‬
‫الك‬
‫أخ بر َك ب ِم ِ‬ ‫سنَام ِه؟ الج َها ُد))‪ .‬ثم ق ال‪(( :‬أال ْ‬ ‫وذرو ِة ِ‬
‫َ‬ ‫األم ِر وعُمو ِده‬
‫‪1‬‬
‫(?) أخرجه مسلم‪ ،‬كتاب اإليمان‪ ،‬باب أنه ال يدخل الجنة إال المؤمنون (‪.)1/74‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) أخرجه ابن ماجه‪ ،‬كتاب الزهد‪ ،‬باب الورع والتقوى (‪ )2/1410‬حديث (‪،)4217‬‬
‫وصححه األلباني في صحيح سنن ابن ماجه‪ 3/374( t‬رقم ‪.)3417‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫ذلكَ ُكلِّه؟)) قلت‪ :‬بلى‪ .‬فأخ َذ بلسانه فق ال‪(( :‬ك فَّ َعلَ ْي كَ ه َذا)) قلت‪ :‬يا‬
‫نبي هللا وإنَّا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ قال‪(( :‬ثَ َكلَ ْت َك أ ّمك يا مع اذ‪ ،‬هل‬
‫سنَتِ ِهم؟!)) (‪.)1‬‬ ‫صاِئ ُد أ ْل ِ‬ ‫اس َعلَى وجو ِههم في النَّا ِر إال َح َ‬ ‫يكب النَّ َ‬ ‫َّ‬
‫سادساً‪ :‬إرشاد النبي ‪ r‬اآلباء في التأديب‬
‫تأديب الشباب هو حلقة من سلسلة مراحل التأديب التي تبدأ في‬
‫الصغر‪ .‬وفي ه ذه المرحلة – بداية الت أديب – تقع المس ؤولية كاملة‬
‫على األبوين‪ ،‬كما في ح ديث عبدهللا بن عمر َرض َِي َّاللهُ َعْنهُ َم ا إذ يق ول‪:‬‬
‫سؤو ٌل عَنْ َر ِعيَّتِ ِه‪ :‬فاإلما ُم‬ ‫اع و ُكلُّ ُك ْم َم ْ‬‫قال رسول هللا ‪(( :r‬أالَ ُكلُّ ُك ْم َر ٍ‬
‫وهو َمسؤو ٌل عنْ رعيَّت ِه‪ :‬وال َّر ُج ُل‬ ‫َ‬ ‫راع‪،‬‬
‫س ٍ‬ ‫األعظ ُم الذي َعلَى النَّا ِ‬
‫سؤو ٌل عَنْ َر ِعيَّتِ ِه‪ ،‬وال َم ْرأةُ َرا ِعيَةٌ َعلَى‬ ‫وهو م ْ‬ ‫َ‬ ‫راع علَى أ ْه ِل بَ ْيتِه‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫اع‬ ‫ر‬ ‫ل‬
‫َّ ُ ِ َ ٍ‬ ‫ج‬ ‫ر‬ ‫ال‬ ‫د‬
‫ُ‬ ‫ب‬
‫ْ‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫و‬ ‫م‪،‬‬ ‫ه‬
‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ن‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫ة‬‫َ‬ ‫ل‬‫ؤو‬ ‫س‬ ‫م‬
‫َ َ ْ‬ ‫وهي‬ ‫‪،‬‬ ‫ه‬ ‫د‬
‫َ ِِ‬‫َ‬ ‫ل‬‫وو‬ ‫ها‬ ‫ج‬ ‫َ‬
‫أ ْه ِ َ ْ ِ ْ ِ‬
‫و‬ ‫ز‬ ‫ت‬ ‫ي‬‫ب‬ ‫ل‬
‫س ؤو ٌل‬ ‫اع‪ ،‬و ُكلُّ ُك ْم َم ْ‬ ‫سؤو ٌل َع ْن هُ‪ ،‬أال ف ُكلُّ ُك ْم َر ٍ‬ ‫سيِّ ِد ِه‪ ،‬وه َو َم ْ‬ ‫علَى ما ِل َ‬
‫عَنْ َر ِعيَّت ِه))(‪.)2‬‬
‫وعن أبي هريرة ‪ ‬عن النبي ‪ r‬قال‪َ (( :‬ما ِمنْ َمول و ٍد إال ويُولَ ُد‬
‫نتج‬‫مجس انه‪ ،‬كما تُ ُ‬ ‫نص رانه أو يُ ِّ‬ ‫هودانه أو يُ ِّ‬ ‫علَى الفِ ْط ر ِة‪ ،‬ف أبَ َواهُ يُ ِّ‬
‫سون فيها ِمنْ َجدعاء)) (‪.)3‬‬ ‫البَهيمةُ بهيمةً َج ْمعاء‪ ،‬هل تح ُّ‬
‫ويحذر رسول هللا ‪ r‬من أهمل رعيته كما ورد في حديث معقل‬
‫بن يس ار عن الن بي ‪ r‬ق ال‪َ (( :‬ما ِمنْ َع ْب ٍد يَس تَرعي ِه هللا َر ِعيَّةً فلَ ْم‬
‫يُ ِح ْط َها بِنُص ِح ِه [إال] ل ْم يَ ِجد راِئ َحةَ َ‬
‫الجنَّ ِة)) (‪.)4‬‬
‫‪1‬‬
‫(?) أخرجه ابن ماجه‪ ،‬كتاب الفتن‪ ،‬باب كف اللسان في الفتنة (‪ )2/1314‬حديث رقم (‬
‫‪ )3973‬وصححه األلباني في صحيح سنن ابن ماجه (‪ 302 – 3/301‬رقم ‪.)3224‬‬
‫(?) أخرجه البخاري‪ ،‬الجامع الصحيح‪ ،‬كتاب األحكام‪ ،‬باب قول اهلل تعالى‪ِ :‬‬
‫{وَأطيعُوا اللَّهَ‬
‫‪2‬‬
‫َ‬
‫ول فَِإ ن َت َولَّْيتُ ْم فَِإ نَّ َما َعلَى َر ُسولِنَا الْبَالَغُ ال ُْمبِين} [التغابن‪)4/328(،]12 :‬‬
‫الر ُس َ‬ ‫وِ‬
‫َأطيعُوا َّ‬ ‫َ‬
‫حديث (‪ ،)1738‬ومسلم‪ ،‬كتاب اإلمارة‪ ،‬باب فضيلة اإلمام العادل (‪ ،)3/1459‬واللفظ‬
‫للبخاري‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫(?) أخرجه البخاري برقم (‪ ،)1385‬ومسلم‪ ،‬برقم (‪ ،)2658‬وتقدم تخريجه‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫(?) أخرجه البخاري‪ ،‬الجامع الصحيح‪ ،‬كتاب األحكام‪ ،‬باب من استرعى رعية فلم ينصح‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫كما وردت التوجيه ات القرآنية من الم ولى جل وعال كما في‬


‫س ُك ْم َوَأ ْهلِي ُك ْم نَا ًرا َوقُو ُد َها‬
‫ين آ َمنُوا قُوا َأنفُ َ‬ ‫قوله سبحانه‪{ :‬يَا َأ ُّي َها الَّ ِذ َ‬
‫ارةُ} (‪.)1‬‬ ‫اس َوا ْل ِح َج َ‬
‫النَّ ُ‬
‫ف إذا ك ان األب يخ اف على ابنه من ن ار ال دنيا‪ ،‬ويضع‬
‫االحتياط ات الالزمة ل ذلك‪ ،‬فخوفه عليه من ن ار اآلخ رة يجب أن‬
‫يكون أشد‪ ،‬وص يانته منها هو تأديبه وتهذيبه وتعليمه القي ام بحق وق‬
‫س ُك ْم َوَأ ْهلِي ُك ْم‬‫اإلس الم‪ .‬عن علي ‪ ‬ق ال في قوله تع الى‪{ :‬قُ وا َأنفُ َ‬
‫نَا ًرا}أدبوهم وعلموهم(‪ .)2‬وفي هذا المعنى أيضا ً يخاطب هللا سبحانه‬
‫س َألُ َك‬ ‫اص طَبِ ْر َعلَ ْي َها الَ نَ ْ‬
‫الص الَ ِة َو ْ‬ ‫وتعالى نبيه قائالً‪َ { :‬وْأ ُم ْر َأ ْهلَ كَ بِ َّ‬
‫ِر ْزقًا نَّ ْحنُ نَ ْر ُزقُكَ َوا ْل َعاقِبَةُ لِلتَّ ْق َوى}(‪.)3‬‬
‫ويوصي هللا س بحانه وتع الى المؤم نين ب أوالدهم كما في قوله‬
‫لذ َك ِر ِم ْث ُل َحظِّ اُألنثَيَ ْي ِن}(‪.)4‬‬
‫وصي ُك ُم هّللا ُ فِي َأ ْوالَ ِد ُك ْم لِ َّ‬‫تعالى‪{ :‬يُ ِ‬
‫كما ي ذكر هللا س بحانه وتع الى في س ورة لقم ان أنموذج ا ً من‬
‫نم اذج ت أديب اآلب اء لألبن اء‪ ،‬ويتمثل ذلك في وص ايا لقم ان عليه‬
‫السالم البنه(‪.)5‬‬
‫سابعاً‪ :‬وصايا النبي ‪ r‬للشباب في اآلداب‬
‫أوصى النبي ‪ r‬الشباب بوصايا كثيرة‪ ،‬منها الوصايا اآلتية‪:‬‬
‫‪ – 1‬ال تصاحب إال مؤمناً‪.‬‬
‫عن أبي س عيد الخ دري ‪ ‬أنه س مع الرس ول ‪ r‬يق ول‪(( :‬ال‬
‫صاحب إال ُمْؤ مناً‪ ،‬وال يأ ُك ْل طَ َعا َم َك إال تَقِ ٌّي)) (‪.)6‬‬
‫تُ ِ‬
‫(‪ ،)4/331‬حديث (‪.)7150‬‬
‫‪1‬‬
‫(?) سورة التحريم‪ ،‬اآلية‪.6 :‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) تفسير القرآن العظيم البن كثير (‪.)4/392‬‬
‫‪3‬‬
‫(?) سورة طه‪ ،‬اآلية‪.132 :‬‬
‫‪4‬‬
‫(?) سورة النساء‪ ،‬اآلية‪.11 :‬‬
‫‪5‬‬
‫(?) انظر اآليات‪ 19 ،18 ،17 ،16 ،13 :‬من سورة لقمان‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫(?) أخرجه أبو داود‪ ،‬كتاب األدب‪ ،‬باب من يؤمر أن يجالس (رقم ‪ ،)4832‬والترمذي‪،‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫الشباب في هذه المرحلة وخاصة في بدايتها أحوج ما يكون ون‬


‫إلى النصيحة واإلرشاد في اختيار األصحاب والجلساء‪.‬‬
‫ويضرب الرسول عليه الص الة والس الم للش باب مثل الجليس‬
‫الصالح والجليس السوء‪ ،‬كما في حديث أبي موسى األشعري ‪ ‬عن‬
‫س ِك‬ ‫س ْو ِء َكحا ِم ِل ا ْل ِم ْ‬ ‫س ال َّ‬‫ح َوا ْل َجلِي ِ‬‫صالِ ِ‬ ‫س ال َّ‬ ‫النبي ‪ r‬قال‪َ (( :‬مثَ ُل ا ْل َجلِي ِ‬
‫س ِك إ َّما أنْ يُحذيكَ وإ َّما أنْ تَ ْبتَا َع ِم ْنهُ‪ ،‬وإ َّما‬ ‫خ ال ِكي ِر‪ ،‬فحا ِمل ال ِم ْ‬ ‫ونافِ ِ‬
‫ق ثِيابَ كَ وإ َّما أنْ‬ ‫خ ال ِك ي ِر إ َّما أنْ يُ ْح ِر ُ‬ ‫أنْ ت َِج َد ِم ْنهُ ِريحا ً طَيِّب (ةً‪ )،1‬ونافِ ِ‬
‫ت َِج َد ِم ْنهُ ِريحا ً َخبيثةً)) ‪.‬‬
‫ولعظم تأثير الجليس على جليسه يقول سبحانه وتعالى‪َ { :‬ويَ ْو َم‬
‫س بِيالً *‬ ‫س و ِل َ‬ ‫ض الظَّالِ ُم َعلَى يَ َد ْي ِه يَقُو ُل يَا لَ ْيتَنِي اتَّ َخ ْذتُ َم َع ال َّر ُ‬ ‫يَ َع ُّ‬
‫ضلَّنِي َع ِن ال ِّذ ْك ِر بَ ْع َد ِإ ْذ‬ ‫يَا َو ْيلَتَى لَ ْيتَنِي لَ ْم َأتَّ ِخ ْذ فُالَنًا َخلِيالً * لَقَ ْد َأ َ‬
‫سا ِن َخ ُذوالً}(‪.)2‬‬ ‫ش ْيطَانُ لِِإل ن َ‬ ‫َجاءنِي َو َك َ‬
‫ان ال َّ‬
‫وعن أبي هريرة ‪ ‬ق ال‪ :‬ق ال رس ول هللا ‪(( :r‬الم ر ُء َعلى ِدي ِن‬
‫أح َد ُك ْم َمنْ يُ َخالل)) (‪.)3‬‬ ‫َخلِ ْيلِ ِه‪ ،‬فَ ْليَنظُر َ‬
‫والشاب خاصة أشد تأثراً بقرينه‪ ،‬ومن هنا ت أتي أهمية اختي ار‬
‫الص احب‪ ،‬وإذا ك ان الف تى في ه ذه المرحلة ال يتمكن من المعرفة‬
‫التامة بالصاحب المناسب الذي يسلم من ش ره‪ ،‬وينتفع بخ يره‪ .‬وهنا‬
‫يأتي دور الداعية ببيان ذلك للشباب وإعانتهم عليه‪.‬‬
‫ذكر الغزالي شروط الصاحب فقال‪ :‬ينبغي أن يكون فيمن تؤثر‬
‫كتاب الزهد‪ ،‬باب ما جاء في صحبة المؤمن (رقم ‪ ،)2395‬وقال‪ :‬هذا حديث حسن‪.‬‬
‫وحسنه األلباني في صحيح سنن الترمذي (‪ 564 – 2/563‬رقم ‪.)2395‬‬
‫‪1‬‬
‫(?) أخرجه البخاري‪ ،‬الجامع الصحيح‪ ،‬كتاب الذبائح والصيد‪ ،‬باب المسك (‪)3/463‬‬
‫رقم (‪ .)5534‬ومسلم‪ ،‬كتاب البر والصلة واآلداب‪ ،‬باب استحباب مجالسة الصالحين‪،‬‬
‫ومجانبة قرناء السوء (‪ ،)4/2026‬واللفظ للبخاري‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) سورة الفرقان‪ ،‬اآليات‪.29 – 27 :‬‬
‫‪3‬‬
‫(?) أخرجه أبو داود‪ ،‬كتاب األدب‪ ،‬باب من يؤمر أن يجالس (رقم ‪ ،)4833‬والترمذي‪،‬‬
‫كتاب الزهد (رقم ‪ ،)2378‬وقال‪ :‬هذا حديث حسن غريب‪ .‬وحسنه األلباني في صحيح‬
‫سنن الترمذي (‪ 2/554‬رقم ‪.)2378‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫صحبته خمس خصال‪ :‬أن يكون عاقالً‪ ،‬حسن ال ُخل ق‪ ،‬غ ير فاس ق‪،‬‬
‫وال مبتدع وال حريص على الدنيا‪.‬‬
‫أما العقل فهو رأس الم ال وهو األص ل‪ ،‬فال خ ير في ص حبة‬
‫األحمق‪ ،‬فإلى الوحشة والقطيعة ترجع عاقبتها وإن طالت‪ .‬قال علي‬
‫‪:‬‬
‫وإيــــاك وإيـــــــــــــــــاه‬ ‫حب أخا الجهل‬ ‫فال تص‬
‫اه‬ ‫اً حين آخ‬ ‫حليم‬ ‫أردى‬ ‫جاهل‬ ‫من‬ ‫فكم‬
‫اه‬ ‫رء ما ش‬ ‫إذا ما الم‬ ‫المرء‬ ‫رء ب‬ ‫اس الم‬ ‫يق‬
‫(‪) 1‬‬
‫اييس وأشبــــــــــــــــاه‬ ‫مق‬ ‫يء‬ ‫يء من الش‬ ‫وللش‬

‫وأما حسن الخلق فال بد منه‪ ،‬إذ رب عاقل يدرك األش ياء على‬
‫ما هي عليه‪ ،‬ولكن إذا غلبه غضب أو ش هوة أو بخل أو جبن أط اع‬
‫هواه‪ ،‬وخالف ما هو معل وم عن ده‪ ،‬لعج زه عن قهر ص فاته وتق ويم‬
‫أخالقه‪ ،‬فال خير في صحبته‪.‬‬
‫وأما الفاسق المصر على الفسق فال فائدة في ص حبته؛ ألن من‬
‫يخاف هللا ال يصرُّ على كبيرة‪ .‬ومن ال يخ اف هللا ال ت ؤمن غائلت ه‪،‬‬
‫وال يوثق بصداقته‪ ،‬بل يتغير بتغيير األغراض‪.‬‬
‫وأما المبتدع ففي صحبته خطر س راية البدعة وتع دي ش ؤمها‬
‫إليه‪ ،‬فالمبتدع مستحق للهجر والمقاطعة‪ ،‬فكيف تؤثر صحبته؟‬
‫وحسن ال ُخلُق قد جمعه علقمة العط اردي في وص يته البن ه‪،‬‬
‫حين حضرته الوفاة‪.‬‬
‫قال‪ :‬يا بني إذا عرضت لك صحبة الرجال حاج ة‪ ،‬فاص حب من‬
‫إذا خدمته صانك‪ ،‬وإن صحبته زانك‪ ،‬وإن قعدت بك مؤونة مانك‪.‬‬
‫اصحب من إذا مددت ي دك ب الخير م دها‪ ،‬وإن رأى منك حس نة‬
‫عدّها‪ ،‬وإن رأى سيئة سدَّها‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫(?) هذه األبيات من بحر الهزج‪ ،‬وذكرها أبو حيان التوحيدي في الصداقة والصديق (ص‪259‬‬
‫)‪.‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫اصحب من إذا سألته أعطاك‪ ،‬وإن سكت ابتداك‪ ،‬وإن ن زلت بك‬
‫نازلة واساك‪ .‬اصحب من إذا قلت ص دق قول ك‪ ،‬وإن ح اولت أم راً‬
‫أمرك‪ ،‬وإن تنازعتما في شيء آثرك(‪.)1‬‬
‫‪ – 2‬أحسن خلقك للناس‬
‫عن معاذ بن جبل ‪ ‬قال‪ :‬آخر ما أوصاني به رسول هللا ‪ r‬حين‬
‫س يا مع اذ‬ ‫س نْ ُخلُق كَ للن ا ِ‬
‫أح ِ‬‫وضعت رجلي في الغرز(‪ )2‬أن قال‪ْ (( :‬‬
‫بن جبل)) (‪.)3‬‬
‫ضَي َّاللهُ َعْنهُ َما أن معاذ بن جبل ‪ ‬أراد سفراً‬‫وعن عبدهللا بن عمر َر ِ‬
‫ش يئا ً))‬
‫ش ركْ ب ِه َ‬‫فقال‪ :‬يا رسول هللا‪ ،‬أوصني‪ ،‬قال‪(( :‬اعبُ ِد هللا وال تُ ْ‬
‫سن)) ق ال‪ :‬يا رس ول‬ ‫قال‪ :‬يا رسول هللا‪ ،‬زدني‪ ،‬قال‪(( :‬إ َذا سْأ ْلتَ ْ‬
‫فأح ِ‬
‫س َن ُخلُقِك)) (‪.)4‬‬
‫هللا زدني‪ .‬قال‪(( :‬استَقِ ْم‪ ،‬ولتُح ِ‬
‫‪ – 3‬املك عليك لسانك‬
‫عن عقبة بن ع امر ق ال‪ :‬قلت‪ :‬يا رس ول هللا‪ ،‬ما النج اة؟ ق ال‪:‬‬
‫وابك علَى َخ ِطيئت َك)) (‪.)5‬‬
‫ِ‬ ‫((ا ْملُك َعلي َك لِسانَك‪ ،‬وليس َعكَ بيتُكَ‪،‬‬
‫كما أوصى الرس ول ‪ r‬الش اب مع اذ بن جبل ‪ ‬بجملة من‬
‫الك ذلِكَ ُكلّه؟)) ق ال مع اذ‪ :‬بلى‪ .‬فأخذ‬ ‫أخبِركَ ب َم ِ‬ ‫األعمال ثم قال‪(( :‬أال ُ‬
‫بلس انه وق ال‪(( :‬تك فّ َعل ْي َك َه ذا)) ق ال مع اذ‪ :‬يا ن بي هللا‪ ،‬وإنا‬
‫لمؤاخذون بما نتكلم به؟ قال‪(( :‬ثَ َكلَ ْت كَ أ ُّمك يا ُمع اذ‪ ،‬ه ْل يَ ُّ‬
‫كب النَّاس‬
‫‪1‬‬
‫(?) إحياء علوم الدين‪ ،‬بيروت‪ ،‬نشر دار الندوة الجديدة (‪ ،)172 – 2/170‬وانظر‪:‬‬
‫فيض القدير (‪.)6/406‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) الغرز‪ :‬ركاب الرحل من الجلد‪ ،‬الصحاح (‪ )3/88‬مادة (غرز)‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫(?) أخرجه اإلمام مالك في الموطأ‪ ،‬كتاب الجامع‪ ،‬ما جاء في حسن الخلق‪( .‬ص ‪ )650‬رقم (‬
‫‪ ،)1627‬وضعفه‪ t‬األلباني في ضعيف الترغيب والترهيب (‪ 190 – 2/189‬رقم ‪.)1603‬‬
‫‪4‬‬
‫(?) أخرجه الحاكم في المستدرك (‪ ،)1/54‬وقال‪ :‬هذا حديث صحيح اإلسناد ولم‬
‫يخرجاه‪ ،‬ووافقه الذهبي‪ ،‬وحسنه األلباني في السلسلة الصحيحة (رقم ‪.)1228‬‬
‫‪5‬‬
‫(?) أخرجه الترمذي في سننه‪ ،‬كتاب الزهد‪ ،‬باب ما جاء في حفظ اللسان (رقم ‪،)2406‬‬
‫وقال‪ :‬حديث حسن‪ .‬وصححه األلباني في صحيح سنن الترمذي (‪ 2/567‬رقم ‪.)2406‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫سنَتِهم؟!)) (‪.)1‬‬‫صاِئ ُد أ ْل ِ‬
‫على وجو ِه ِهم في النَّا ِر إالَّ َح َ‬
‫وهذه إش ارة من الرس ول ‪ r‬للش باب‪ ،‬إلى أن الس المة في كف‬
‫اللس ان؛ ألن الكالم ترجم ان‪ ،‬يع بر عن مس تودعات الض مائر‪،‬‬
‫ويخ بر بمكنون ات الس رائر‪ ،‬ال يمكن اس ترجاع ب وادره‪ ،‬وال يق در‬
‫على رد ش وارده‪ ،‬فحق على العاقل أن يح ذر من زلَلِـ ِه‪ ،‬باإلمس اك‬
‫عنه‪ ،‬أو باإلقالل منه‪ ،‬فرحم هللا امرءاً قال فَ َغنِ َم‪ ،‬أو سكت ف َ‬
‫سلِ َم‪.‬‬
‫وق ال علي بن أبي ط الب ‪(( :‬اللس ان معي ار أطاشه الجه ل‪،‬‬
‫وأرجحه العقل))‪.‬‬
‫وقال بعض الحكماء‪(( :‬الزم الص مت تعد حكيم اً‪ ،‬ج اهالً كنت‬
‫أو عالما ً))‪.‬‬
‫وقال بعض األدباء‪ :‬سعد من لسانه صموت‪ ،‬وكالمه قوت ‪.‬‬
‫(‪)2‬‬

‫وليعلم الشاب أنه إذا أراد أن يتكلم‪ .‬فإن للكالم شروطا ً هي‪:‬‬
‫‪ – 1‬أن يك ون للكالم داع ي دعو إلي ه‪ :‬إما في اجتالب نف ع‪ ،‬أو دفع‬
‫ضرر‪.‬‬
‫‪ – 2‬أن يأتي به في موضعه‪ ،‬ويتوخى به إصابة فرصته‪.‬‬
‫‪ – 3‬أن يقتصر منه على قدر الحاجة‪.‬‬
‫‪ – 4‬أن يتخير اللفظ الذي يتكلم به‪.‬‬
‫‪ – 4‬ال تتبع النظرة النظرة‬
‫عن بري دة عن أبيه عن الن بي ‪ r‬أنه ق ال‪(( :‬يا عل ّي ال تُ ْتب ِع‬
‫اآلخ َرةُ)) (‪.)3‬‬
‫ِ‬ ‫النَّ ْظ َرةَ النَّ ْظ َرةَ‪ ،‬فإنَّ لكَ األولى ولَ ْي َ‬
‫ست لكَ‬
‫‪1‬‬
‫(?) أخرجه ابن ماجه في كتاب الفتن‪ ،‬باب كف اللسان في الفتنة حديث رقم (‪)3973‬‬
‫وصححه األلباني في صحيح سنن ابن ماجه‪ 302 – 3/301( t‬رقم ‪ )3224‬وتقدم‬
‫تخريجه‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) انظر‪ :‬الماوردي‪ ،‬أدب الدنيا والدين‪ ،‬تحقيق وتعليق مصطفى السقا‪ ،‬دار الكتب‬
‫العلمية‪ ،‬بيروت‪( ،‬ص ‪ ،)265‬وفيض القدير (‪.)4/24‬‬
‫‪3‬‬
‫(?) أخرجه الترمذي في سننه‪ ،‬كتاب األدب‪ ،‬باب ما جاء في نظر الفجأة (رقم ‪)2777‬‬
‫وقال‪ :‬هذا حديث حسن غريب‪ ،‬ال نعرفه إال من حديث شريك‪ .‬وحسنه األلباني في صحيح‬
‫سنن الترمذي (‪ 3/108‬رقم ‪.)2777‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫وعن جرير بن عبدهللا ‪ ‬ق ال‪ :‬س ألت رس ول هللا ‪ r‬عن نظ رة‬
‫الفجأة؟ فأمرني أن أصرف بصري(‪.)1‬‬
‫ما أح وج الش باب إلى مثل ه ذه النص يحة‪ ،‬والتأكيد عليها‬
‫الجتم اع ش هواتهم وك ثرة الفتن في ه ذا الزم ان‪ ،‬وإذا ك ان الش اب‬
‫غير متزوج‪ ،‬كانت الحاجة أشد‪ ،‬لما في النظر عليه من الخطر‪.‬‬
‫ق ال ابن القيم رحمه هللا‪ :‬والنظر أصل عامة الح وادث ال تي‬
‫تصيب اإلنسان‪ .‬فإن النظرة تولد الخطرة‪ ،‬ثم تولد الخطرة فكرة‪ ،‬ثم‬
‫تولد الفكرة ش هوة‪ ،‬ثم تولد الش هوة إرادة‪ ،‬ثم تق وى فتص ير عزيمة‬
‫جازم ة‪ ،‬فيقع الفعل وال ب د‪ ،‬ما لم يمنع منه م انع‪ .‬وفي ه ذا قي ل‪:‬‬
‫((الص بر على غض البصر أيسر من الص بر على ألم ما بع ده))‬
‫ولهذا قال الشاعر‪:‬‬
‫ومعظم النار من مستصغر الشرر‬ ‫كل الح وادث مب دؤها من النظر‬
‫كمبلغ السهم بين الق وس وال وتر‬ ‫كم نظ رة بلغت في قلب ص احبها‬
‫في أعين الغ ير موق وف على‬ ‫والعبد ما دام ذا عين يقلبها‬
‫الخطر‬
‫(‪)2‬‬
‫ال مرحبا ً بس رو ٍر ع اد بالض رر‬ ‫يسر مقلته ما ضر مهجته‬

‫‪ – 5‬البداءة باليمن‬
‫يُوصي رس ول هللا ‪ r‬الش باب ب التيمن‪ ،‬في أكلهم وش ربهم‬
‫عْنهُ َم ا‬
‫اللهُ َ‬
‫ي َّ‬‫وتنعلهم‪ ،‬وفي كل أمورهم‪ ،‬كما هي حاله‪ .‬عن ابن عمر َرض ِ َ‬
‫ب‬‫ش ِر َ‬ ‫أن رس ول هللا ‪ r‬ق ال‪(( :‬إ َذا أ َك َل أح د ُك ْم فَ ْليَأ ُك ْل بِي ِمين ِه‪ ،‬وإ َذا َ‬
‫بش مالِ ِه)) (‪.)3‬‬ ‫ب ِ‬ ‫ويش َر ُ‬
‫ْ‬ ‫بشمالِ ِه‪،‬‬ ‫طان يأ ُك ُل ِ‬‫ش ْي َ‬ ‫فَ ْليَ َ‬
‫شر ْب بِيمين ِه‪ ،‬فإنَّ ال َّ‬
‫‪1‬‬
‫(?) أخرجه مسلم‪ ،‬كتاب اآلداب‪ ،‬باب نظر الفجاءة (رقم ‪.)2159‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي‪ ،‬الرياض‪ ،‬نشر مكتبة الرياض الحديثة‬
‫‪1392‬هـ‪( ،‬ص ‪ .)134‬وذكر األبيات الذهبي في الكبائر (ص ‪.)59‬‬
‫‪3‬‬
‫(?) أخرجه مسلم‪ ،‬كتاب األشربة‪ ،‬باب آداب الطعام والشراب وأحكامها‪.)3/1598( t‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫بالش َما ِل‪،‬‬


‫ِّ‬ ‫وعن جابر بن عبدهللا ‪ ‬عن رسول هللا ‪ r‬قال‪(( :‬ال ت أ ُكلُوا‬
‫طان يأ ُك ُل بالشِّمال)) (‪.)1‬‬‫ش ْي َ‬ ‫فإنَّ ال َّ‬
‫وعن أبي هري رة ‪ ‬أن رس ول هللا ‪ r‬ق ال‪(( :‬إ َذا ا ْنتَ َع َل أح ُد ُكم‬
‫مال‪ ،‬وليُ ْنعل ُه َما َجميع ا ً‪ ،‬أو‬‫بالش ِ‬
‫ِّ‬ ‫فليَ ْب دأ ب اليُ ْمنَى‪ ،‬وإ َذا َخلَ َع فليب َدأ‬
‫لِيَ ْخلَ ْع ُهما َجميعا ً)) (‪.)2‬‬
‫ش في‬ ‫ضَي َّاللهُ َعْنهُ َما أن النبي ‪ r‬قال‪(( :‬ال تَم ِ‬‫وعن جابر بن عبدهللا َر ِ‬
‫ش َمالِ َك‪ ،‬وال‬ ‫واح ٍد‪ ،‬وال تأ ُك ْل بِ ِ‬ ‫ب(‪ )3‬في إزا ٍر ِ‬ ‫نَ ْع ٍل واح ٍد‪ ،‬وال ت َْحتَ ِ‬
‫األخ َرى‪ ،‬إ َذا‬
‫إح َدى ِر ْجلي كَ على ْ‬ ‫تض ْع ْ‬ ‫الص َماء(‪ ،)4‬وال َ‬ ‫َش تَ ِم ِل َّ‬ ‫ت ْ‬
‫استَ ْلقَيتَ )) ‪.‬‬
‫(‪)5‬‬

‫‪ – 6‬ارفع إزارك‬
‫عن ابن عمر َرض َِي اللَُّه َعْن ُه َم ا قال‪ :‬مررت على رس ول هللا ‪ r‬وفي‬
‫ارفَ ْع َ‬
‫إزا َرك)) فرفعت ه‪ ،‬ثم ق ال‪:‬‬ ‫إزاري استرخاء فق ال‪(( :‬يا عبدهللا‪ْ ،‬‬
‫(( ِز ْد)) ف زدت‪ ,‬فما زلت أتحراها بع د‪ .‬فق ال بعض الق وم‪ :‬إلى أين؟‬
‫‪1‬‬
‫(?) المرجع السابق‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) أخرجه مسلم‪ ،‬كتاب اللباس والزينة‪ ،‬باب استحباب لبس النعل في اليمنى أوالً‪( ،‬‬
‫‪.)3/1660‬‬
‫‪3‬‬
‫(?) االحتباء هو‪ :‬أن يقعد اإلنسان على إليتيه وينصب ساقيه ويحتوي عليهما بثوب أو‬
‫نحوه أو بيده‪ ،‬وهذه القعدة يقال لها الحبوة بضم الحاء وكسرها‪ .‬وكان هذا االحتباء عادة‬
‫للعرب في مجالسهم‪ .‬فإن انكشف معه شيء فهو حرام‪ .‬شرح النووي على صحيح مسلم (‬
‫‪.)77 ،14/76‬‬
‫‪4‬‬
‫(?) اشتمال الصماء‪ :‬قال األصمعي‪ t:‬هو أن يشتمل بالثوب حتى يجلل به جسده‪ ،‬ال يرفع‬
‫منه جانباً فال يبقى ما يخرج منه يده‪ ،‬وهذا يقوله أكثر أهل اللغة‪ ،‬وقال ابن قتيبة‪ :‬سميت‬
‫صماء ألنه سد المنافذ كلها كالصخرة الصماء التي ليس فيها فرق وال صدع‪ ،‬قال أبو‬
‫عبيدة‪ :‬هو أن يشتمل بثوب ليس عليه غيره‪ ،‬ثم يرفعه من أحد جانبيه فيضعه على أحد‬
‫منكبيه‪ .‬المرجع السابق‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫(?) أخرجه مسلم‪ ،‬كتاب اللباس والزينة‪ ،‬باب في منع االستلقاء على الظهر ووضع إحدى‬
‫الرجلين على األخرى (‪.)3/1662‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫ساقَين)) (‪.)1‬‬
‫صاف ال َّ‬
‫ِ‬ ‫فقال‪(( :‬أ ْن‬
‫والتح ذير من إس بال الثي اب ض روري للش باب‪ ،‬ألن الش اب‬
‫تعجبه نفسه ويغلبه هواه‪ ،‬فيقع فيما حرم هللا‪.‬‬
‫وال بد أن ي درك الش اب جي داً خطر ه ذا الج رم‪ ،‬وما ي ترتب‬
‫عليه من اإلثم‪ .‬ومن ذلك أن هللا ي وم القيامة ال ينظر إلى من ج َّر‬
‫إزاره بطراً‪ ،‬كما في الحديث عن أبي هريرة ‪ ‬قال‪ :‬قال رس ول هللا‬
‫ارهُ بَطَراً)) (‪.)2‬‬ ‫‪(( :r‬ال يَ ْنظ ِر هللا يو َم القِيامة إلى َمنْ َج َّر َ‬
‫إز َ‬
‫وأنه ُم َع رَّضٌ ألن يخسف هللا به األرض‪ ،‬كما في ح ديث‬
‫سالم‪ ‬بن عبدهللا أن أباه حدثه أن رسول هللا ‪ r‬قال‪(( :‬بينما َر ُج ٌل يَج ُّر‬
‫وم القِيام ِة)) (‪.)3‬‬‫ض إلى ي ِ‬ ‫ف ب ِه؛ فه َو يت ََج ْل َج ُل في األر ِ‬ ‫س َ‬ ‫ارهُ ْإذ ُخ ِ‬‫إ َز َ‬
‫وأنه معرض لع ذاب جهنم كما في قوله عليه الص الة والس الم‪(( :‬ما‬
‫سفَ َل ال َك ْع ِ‬
‫بين ِم َن اإلزا ِر ففي النَّا ِر)) (‪.)4‬‬ ‫أ ْ‬
‫ثامناً‪ :‬تقويم أخطاء الشباب في اآلداب‬
‫استخدم النبي ‪ r‬أساليب حكيمة في إصالح أخط اء الش باب في‬
‫اآلداب‪ ،‬ومن ذلك األساليب اآلتية‪:‬‬
‫‪ – 1‬أسلوب اإلصالح العملي‬
‫لما ك ان الرس ول ‪ r‬في حجة ال وداع‪ ،‬أردف معه الفضل بن‬
‫العب اس َرض َِي َّاللهُ َعْنهُ َم ا من مزدلفة إلى م نى‪ ،‬وك ان الفضل ‪ ‬حسن‬
‫(‪)5‬‬
‫الش عر‪ ،‬أبيض وس يماً‪ ،‬فلما دفع رس ول هللا ‪َ r‬م رَّت به ظُعُن‬
‫‪1‬‬
‫(?) أخرجه مسلم‪ ،‬كتاب اللباس والزينة‪ ،‬باب تحريم جر الثوب خيالء (‪.)3/1653‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) أخرجه البخاري‪ ،‬كتاب اللباس‪ ،‬باب من جر ثوبه من الخيالء (‪ .)4/54‬ومسلم في‬
‫كتاب اللباس والزينة‪ ،‬باب تحريم جر الثوب خيالء (‪ )3/1653‬ولم يذكر يوم القيامة‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫(?) أخرجه البخاري‪ ،‬كتاب اللباس‪ ،‬باب من جر ثوبه من الخيالء ( ‪ ،)4/54‬ومسلم‪ ،‬كتاب‬
‫اللباس والزينة‪ ،‬باب تحريم التبختر في المشي مع إعجابه بثيابه ( ‪.)4/1654‬‬
‫‪4‬‬
‫(?) أخرجه البخاري‪ ،‬كتاب اللباس‪ ،‬باب ما أسفل من الكعبين فهو في النار ( ‪ )4/54‬حديث (‬
‫‪.)5787‬‬
‫‪5‬‬
‫(?) الظعن‪ :‬بضم الظاء والعين‪ ،‬ويجوز إسكان العين جمع ظعينة‪ ،‬كسفينة وسفن‪ ،‬وأصل‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫يج رين فطفق الفضل ينظر إليهن‪ .‬فوضع رس ول هللا ‪ r‬ي ده على‬
‫وجه الفض ل‪ ،‬فح ول الفضل وجهه إلى الشق اآلخر ينظ ر‪ .‬فح ول‬
‫الرس ول ‪ r‬ي ده من الشق اآلخر على وجه الفض ل‪ .‬يص رف وجهه‬
‫من الشق اآلخر ينظر(‪.)1‬‬
‫تص رف حكيم من رس ول هللا ‪ r‬لم ي زد على وضع ي ده أم ام‬
‫وجه الفضل ‪ ،‬مع أنه نظر إلى النس اء وهو في عب ادة‪ ،‬ورديف‬
‫النبي ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪ -‬ولكن هذا األسلوب النبوي كان كافي ا ً‬
‫ضَي اللَُّه َعْن ُه َما‪.‬‬
‫إلصالح الخطأ من الفضل بن عباس َر ِ‬
‫ومن الحكمة في اإلص الح االقتص ار من األس لوب على ما‬
‫يكون كافي ا ً في ردع المخطئ‪ ،‬وإص الح الخط أ‪ ،‬دون الزي ادة على‬
‫ذل ك‪ ،‬من الت وبيخ والتج ريح‪ .‬من مراع اة ح ال المخطئ ودرجة‬
‫الخط أ‪ .‬فالفضل ‪ ‬ش اب ح ديث السن ق وي الش هوة‪ .‬ولم تغب ه ذه‬
‫األشياء عن تص ور الن بي ‪ r‬عند توجيهه للفضل بن عب اس َرض ِ َ‬
‫ي اللَُّه‬
‫َعْن ُه َما‪.‬‬
‫‪ – 2‬أسلوب التلميح‬
‫ضَي اللَُّه َعْن ُه َما قال‪ :‬أتيت النبي ‪ r‬في دين كان‬ ‫عن جابر بن عبدهللا َر ِ‬
‫فقلت‪ :‬أنا فقال‪(( :‬أنَا أنَا‪))...‬‬ ‫ُ‬ ‫منْ ذا؟))‬
‫فدققت الباب‪ ،‬فقال‪َ (( :‬‬ ‫على أبي‪،‬‬
‫كأنه كرهها ‪.‬‬
‫(‪)2‬‬

‫ولم يوضح الن بي ‪ r‬خط أه في االس تئذان‪ ،‬ولكنه لما ردد ((أنا))‬
‫ضَي َّاللهُ َعْنهُ َما بخطئه‪.‬‬ ‫كارها ً كان في ذلك إيحاء لجابر بن عبدهللا َر ِ‬
‫وقد يكون اإليحاء بالغضب‪ ،‬كما في حديث أبي سعيد الخ دري‬

‫الظعينة البعير الذي عليه امرأة‪ .‬وتسمى به المرأة مجازاً لمالبستها البعير‪ .‬انظر‪ :‬لسان‬
‫العرب البن منظور (‪ )271 ،13/270‬مادة (ظعن)‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫(?) انظر‪ :‬صحيح مسلم‪ ،‬كتاب الحج‪ ،‬باب حجة النبي ‪ -‬صلى اهلل عليه وسلم ‪( -‬‬
‫‪.)2/891‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) أخرجه البخاري‪ ،‬كتاب االستئذان‪ ،‬باب إذا قال‪ :‬من ذا؟ فقال‪ :‬أنا (‪ )4/140‬حديث (‬
‫‪.)6250‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫‪ ‬قال‪ :‬كان النبي ‪ r‬أشد حيا ًء من العذراء في خدرها‪ ،‬فإذا رأى شيئا ً‬
‫يكرهه عرفناه في وجهه(‪.)1‬‬
‫‪ – 3‬أسلوب الثنــاء‬
‫للثن اء ت أثير عجيب على النف وس‪ ،‬إذا اس تغل في ال دعوة‪ ،‬مع‬
‫مراعاة االعتدال فيه‪ .‬وخاصة على الشباب‪ ،‬لما لديهم من حاجة إلى‬
‫التق دير واالح ترام والقب ول االجتم اعي‪ .‬ففي الثن اء عليهم وبي ان‬
‫حسناتهم إشباع لهذه الحاجة‪.‬‬
‫ك ان الرس ول ‪ r‬يس تغل ه ذه الحاجة في ال وقت المناسب‬
‫إلصالح أخطاء الشباب في اآلداب‪.‬‬
‫عن خريم بن فاتك األسدي ‪ ‬قال‪ :‬ق ال لي رس ول هللا ‪(( :r‬نِ ْع َم‬
‫تان في كَ )) قلت‪ :‬وما هما يا رس ول هللا؟‬ ‫ال َّرج ُل أنتَ يا خريم‪ ،‬لوال خلَّ ِ‬
‫ش ْع ِر َك)) ‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫سبَال إ َزا ِركَ‪ْ ،‬‬
‫وإرخاُؤ كَ َ‬ ‫قال‪(( :‬إ ْ‬
‫تين ُك ْنتَ أ ْنتَ )) ق ال‪ :‬إن واح دة‬
‫وفي رواية‪(( :‬ل وال أنَّ فِ ْي كَ اثنَ ِ‬
‫ش ْع َرك))‪ .‬قال‪ :‬ال ج رم وهللا ال‬ ‫إزارك‪ ،‬وت وفِّ ُر َ‬ ‫سبِل َ‬‫تكفيني‪ ،‬قال‪(( :‬ت ْ‬
‫أفعل(‪ !)3‬أس لوب حكيم جعل خ ريم بن فاتك األس دي يقسم أن ينتهي‬
‫عنهم ا‪ ،‬طمع ا ً في المكانة ال تي يك ون فيها إذا ارت دع عن تلكما‬
‫الخصلتين‪.‬‬
‫فحري بال دعاة أن يغتنم وا ما في الش باب من خص ال حمي دة‪،‬‬
‫ليثن وا عليهم فيه ا‪ ،‬ويح ذروهم من س واها‪ ،‬مع إش عارهم ب أن‬
‫أخط اءهم قليل ة‪ ،‬وأنهم سيص بحون في مك ان محم ود إذا تخلص وا‬
‫منه ا‪ ،‬ب دالً من الترك يز على المس اوئ‪ ،‬وإغف ال المحاس ن‪،‬‬
‫واإلعراض عن النتائج‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫(?) أخرجه البخاري‪ ،‬في كتاب األدب‪ ،‬باب من لم يواجه الناس بالعتاب ( ‪ )4/110‬حديث (‬
‫‪.)6102‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) أخرجه اإلمام أحمد في المسند (‪ ،)4/322‬وأبو داود بلفظ قريب‪ ،‬كتاب اللباس‪،‬‬
‫باب ما جاء في إسبال اإلزار (رقم ‪ ،)4089‬وضعفه األلباني في ضعيف سنن أبي داود‬
‫(رقم ‪.)4089‬‬
‫‪3‬‬
‫(?) أخرجه اإلمام أحمد في المسند (‪.)4/321‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫‪ – 4‬أسلوب اإلقناع بالحوار‬


‫عن عبيدة بن خلف قال‪ :‬قدمت المدينة وأنا شاب متأزر ب بردة‬
‫لي ملحاء أجره ا‪ ،‬ف أدركني رجل فغم زني بمخص رة مع ه‪ ،‬فق ال‪:‬‬
‫((أ َما لَ ْو َرفَ ْعتَ ثَ ْوبَكَ َك َ‬
‫ان أ ْبقَى وأ ْنقَى)) فالتفت‪ ،‬فإذا هو رس ول هللا ‪r‬‬
‫قال‪ :‬قلت يا رسول هللا‪ ،‬إنما هي بردة ملحاء‪ ،‬قال‪(( :‬وإنْ كانَتْ بُر َدةً‬
‫َملح اء‪ ،‬أما لَ كَ ف َّي أس َوة)) فنظ رت إلى إزاره ف إذا ف وق الكع بين‬
‫وتحت العضلة(‪.)1‬‬
‫لم يكتف رسول هللا ‪ r‬ببيان الخطأ لعبي دة بن الح ارث‪ ،‬بل حثه‬
‫على إص الحه‪ ،‬وأقنعه بأهمية ذل ك‪ ،‬كما أن رس ول هللا ‪ r‬لم يج ار‬
‫الش اب عن دما ق ال‪(( :‬إنها ب ردة ملح اء)) لها مكانة في نفس ه‪ ،‬فحكم‬
‫الشرع فوق هوى النفس‪.‬‬
‫ومن هذا الباب أيضا ً حديث الشاب الذي ج اء يس تأذن الن بي ‪r‬‬
‫في الزنى‪.‬‬
‫‪ – 5‬أسلوب التحذير والتنفير(‬
‫عن عبدهللا بن عمرو بن العاص َرض َِي َّاللهُ َعْنهُ َم ا قال‪ :‬قال رس ول‬
‫ائر أن يَ ْل َع َن ال َّر ُج ُل وال َد ْي ِه)) قيل‪ :‬يا رس ول‬
‫هللا ‪(( :r‬إنَّ ِمنْ أكب ِر ال َكبَ َ‬
‫س ُّب ال َّرج ُل أبَا ال َّر ُج ِل‪،‬‬‫هللا‪ ،‬وكيف يلعن الرجل والدي ه؟ ق ال‪(( :‬يَ ُ‬
‫ب أ َّمه)) (‪.)2‬‬
‫س َّ‬
‫س ُّب أ َّمه‪ ،‬فيَ ُ‬
‫فيسب أبَاهُ‪ ،‬ويَ ُ‬
‫ُّ‬
‫وعن أبي بك رة ‪ ‬ق ال‪ :‬ق ال رس ول هللا ‪(( :r‬أال أنَبِّئكم ب أ ْكبَ ِر‬
‫اإلش را َك باهلل‪،‬‬ ‫ال َكب ائر؟)) قلنا بلى يا رس ول هللا‪ ،‬ق ال‪( :‬ثالث اً)‪ْ (( :‬‬
‫ين))‪ .‬وك ان متكئ ا ً فجلس فق ال‪(( :‬أال وقَ ْو ُل ال ُّزو ِر‬ ‫الوال َد ِ‬
‫وق َ‬ ‫و ُعقُ ِ‬
‫وش ها َدةُ ال ُّزو ِر)) فما زال يقولها‬ ‫ش َها َدةُ ال ُّزو ِر‪ ،‬أال وقَ ْو ُل ال ُّزو ِر َ‬ ‫و َ‬

‫‪1‬‬
‫(?) أخرجه اإلمام أحمد في المسند (‪ ،)5/364‬ضعفه األلباني في السلسلة الضعيفة (رقم‬
‫‪.)1857‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) أخرجه البخاري‪ ،‬الجامع الصحيح‪ ،‬كتاب األدب‪ ،‬باب ال يسب الرجل والديه (‬
‫‪ ،)4/86‬حديث (‪.)5973‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫حتى قلت‪ :‬ال يسكت(‪.)1‬‬


‫كما يحذر الرسول ‪ r‬الشباب الذين اغتروا بط راوة أجس ادهم‪،‬‬
‫وجم ال أش كالهم‪ ،‬وحسن ش عورهم‪ ،‬ح تى تش بوا بالنس اء‪ :‬هيئ ةً‪،‬‬
‫ولباس اً‪ ،‬ومش ية‪ ،‬وكالم اً‪ ،‬كما يق ول ابن عب اس َرض َِي اللَُّه َعْن ُه َم ا‪ :‬لعن‬
‫رسول هللا ‪ r‬المتشبِّهين من الرِّجا ِل بالنسا ِء‪ ،‬والمتشبِّهات من النِّس ا ِء‬
‫بالرِّجا ِل(‪.)2‬‬
‫ضَي َّاللهُ َعْنهُ َم ا أيضاً‪ :‬لعن رسول هللا ‪ r‬المخن ثين‬ ‫وعن ابن عباس َر ِ‬
‫أخ ِر ُج وهُم ِمنْ‬ ‫من الرج ال‪ ،‬والم ترجِّ الت من النس اء‪ ،‬وق ال‪ْ (( :‬‬
‫بِيوتِ ُك ْم)) قال‪ :‬فأخرج النبي ‪ r‬فالنا ً وأخرج عمر فالنة ‪.‬‬
‫(‪)3‬‬

‫‪ – 6‬أسلوب العتاب والعقاب‬


‫أسلوب العت اب والعق اب ال ذي في محله وال يتج اوز ح ده من‬
‫األساليب النبوية في تقويم األخطاء ل دى الش باب‪ ،‬فعن علي بن أبي‬
‫ي رس ول هللا ‪ r‬وعلى فاطمة رضي هللا عنها‬ ‫ط الب ‪ ‬ق ال‪ :‬دخل عل َّ‬
‫من الليل‪ ،‬فأيقظنا للصالة‪ ،‬ثم رجع إلى بيته فصلى ه ِّوي ا ً من اللي ل‪.‬‬
‫حس ا‪ .‬ق ال‪ :‬فرجع إلين ا‪ ،‬فأيقظنا وق ال‪(( :‬قوما‬ ‫ق ال فلم يس مع لنا ًّ‬
‫فصلِّيا)) قال‪ :‬فجلست وأنا أعرك عيني وأقول‪ :‬إنا وهللا ما نص لي إال‬ ‫َ‬
‫ما كتب لن ا‪ ،‬إنما أنفس نا بيد هللا‪ ،‬ف إذا ش اء يبعثنا بعثن ا‪ :‬ق ال‪ :‬ف ولَّى‬
‫رسول هللا ‪ r‬وهو يقول ويضرب بيده على فخذه‪(( :‬ما نُصلِّي إال ما‬
‫نس انُ َأ ْكثَ َر َ‬
‫ش ْي ٍء‬ ‫َكت ََب لن ا؟ ما نص لِّي إال ما َكتَب لن ا؟)) { َو َك َ‬
‫ان اِإل َ‬
‫َج َدالً}(‪.)4‬‬
‫بهذا األسلوب اللطيف الذي ليس فيه تجريح وال توبيخ‪ ،‬ع اتب‬
‫‪1‬‬
‫(?) أخرجه البخاري‪ ،‬باب عقوق‪ t‬الوالدين من الكبائر (‪ ،)4/87‬حديث (‪.)5976‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) أخرجه البخاري‪ ،‬كتاب اللباس‪ ،‬باب المتشبهين بالنساء‪ ،‬والمتشبهات بالرجال (‬
‫‪ )4/71‬رقم (‪.)5884‬‬
‫‪3‬‬
‫(?) أخرجه البخاري‪ ،‬باب إخراج المتشبهين بالنساء من البيوت (‪ )4/72‬رقم (‪.)5886‬‬
‫‪4‬‬
‫(?) أخرجه اإلمام أحمد في المسند (‪ .)1/91‬والبخاري‪ ،‬الجامع الصحيح‪ ،‬كتاب‬
‫التوحيد‪ ،‬باب في المشيئة واإلرادة (‪ ،)4/398‬حديث (‪ ،)7465‬وهذا لفظ اإلمام أحمد‪.‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫رسول هللا ‪ r‬عليا ً وفاطمة َر ِ‬


‫ضَي اللَُّه َعْن ُه َما‪.‬‬
‫وعن معاوية بن جاهمة السلمي ق ال‪ :‬أتيت رس ول هللا ‪ r‬فقلت‪:‬‬
‫يا رس ول هللا‪ ،‬إني كنت أردت الجه اد مع ك‪ ،‬أبتغي ب ذلك وجه هللا‬
‫وال دار اآلخ رة‪ ،‬ق ال‪َ (( :‬و ْي َح كَ أحيَّةٌ أ ُّمك؟)) قلت‪ :‬نعم‪ .‬ق ال‪(( :‬ار ِجع‬
‫فب َّر َها)) ثم أتيته من الج انب اآلخ ر‪ ،‬فقلت‪ :‬يا رس ول هللا‪ ،‬إني كنت‬
‫أردت الجه اد مع ك‪ ،‬أبتغي ب ذلك وجه هللا وال دار اآلخ رة‪ .‬ق ال‪:‬‬
‫ارجع إل ْيها‬‫ِ‬ ‫((و ْي َحك أحيَّةٌ أ ُّمكَ؟)) قلت‪ :‬نعم يا رس ول هللا‪ ،‬ق ال‪(( :‬ف‬
‫فبُ َّرها)) ثم أتيته من أمام ه‪ ،‬فقلت يا رس ول هللا‪ :‬إني كنت أردت‬
‫الجهاد معك‪ ،‬أبتغي بذلك وجه هللا والدار اآلخرة‪ .‬قال‪(( :‬و ْيح َك أحيَّة‬
‫م الجنَّة))‬ ‫ويحك ال َز ْم ِر ْجلَها فث َّ‬
‫أ ُّمك)) قلت‪ :‬نعم يا رس ول هللا‪ :‬ق ال‪َ (( :‬‬
‫(‪.)1‬‬
‫مع أن معاوية كرر على رسول هللا ‪ r‬الطلب إال أن رس ول هللا‬
‫‪ r‬لم يزد عن قوله‪(( :‬ويحك‪.))..‬‬
‫ولكن العت اب ي زداد مع حجم الخط أ‪ ،‬فيك ون عقاب ا ً يصل إلى‬
‫تط بيق الحد الش رعي إذا ل زم األمر ذلك دون مراع اة للطبق ات أو‬
‫تأثر بالعواطف‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫كما ورد عن أبي هري رة ‪ ‬أن رجالً من األع راب ج اء إلى‬
‫اقض بكت اب هللا‪ ،‬فق ام‬ ‫ِ‬ ‫الن بي ‪ r‬وهو ج الس فق ال‪ :‬يا رس ول هللا‬
‫اقض لي يا رسول هللا بكتاب هللا‪ ،‬إن ابني كان‬ ‫ِ‬ ‫خصمه فقال‪ :‬صدق‪،‬‬
‫َع ِسيفا ً(‪ )2‬على هذا فزنى بامرأت ه‪ .‬ف أخبروني أن على اب ني ال رجم‪،‬‬
‫فافتديت بمائة من الغنم‪ ،‬ووليدة‪ ،‬ثم س ألت أهل العلم فزعم وا أن ما‬
‫س ي بِيَ ِد ِه‬ ‫على اب ني‪ :‬جلد مائة وتغ ريب ع ام‪ .‬فق ال‪(( :‬وال ِذي نَ ْف ِ‬
‫والولِي دة ف ر ٌّد َعلَ ْي َك‪ ،‬وعلى‬ ‫ب هللا‪ :‬أ َّما ال َغنَم َ‬ ‫أل ْق ِ‬
‫ض يَنَّ بَ ْينَ ُكما بِكت ا ِ‬
‫‪1‬‬
‫(?) أخرجه ابن ماجه‪ ،‬كتاب الجهاد‪ ،‬باب الرجل يغزو وله أبوان (رقم ‪ )2781‬وصححه‬
‫األلباني‪ ،‬في صحيح سنن ابن ماجه‪ 387 – 2/386( t‬رقم ‪.)2259‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) العسيف‪ :‬قال مالك‪ :‬األجير‪ ،‬والجمع عسفاء ويطلق أيضاً على الخادم وعلى العبد‬
‫وعلى السائل‪ .‬ابن حجر‪ ،‬فتح الباري(‪.)12/139‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫ريب ع ٍام‪ .‬وأ َّما أ ْنتَ يا أنيس فا ْغ ُد على ا ْم رأ ِة‬‫ا ْبنِ كَ َج ْل ُد ماَئة وتَ ْغ ُ‬
‫ه َذا ْ‬
‫فار ُج ْم َها))‪ ،‬ف َغدا أنيسٌ فَ َر َج َمها(‪.)2()1‬‬

‫*‬ ‫*‬ ‫*‬

‫‪1‬‬
‫(?) أخرجه البخاري‪ ،‬الجامع الصحيح‪ ،‬كتاب الحدود‪ ،‬باب من أمر غير اإلمام بإقامة الحد‬
‫غائباً عنه (‪ ،)4/259‬حديث (‪.)6836 ،6835‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) انظر‪ :‬المنهاج النبوي في دعوة الشباب‪ ،‬لسليمان بن قاسم العيدي‪( ،‬ص ‪)343 – 305‬‬
‫بتصرف‪.‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫المبحث الرابع والعشرون‪ :‬التربية والتأديب بالقوة عند الحاجة‬


‫ال شك أن التربية ب الرفق‪ ،‬واللين‪ ،‬والرحم ة‪ ،‬من أهم أس اليب‬
‫التربية‪ ،‬وقد كان النبي ‪ ‬يفعل ذلك‪ ،‬كما تقدم في المب احث الس ابقة‪،‬‬
‫وما ض رب رس ول هَّللا ‪ ‬أح داً بي ده إال أن يجاهد في س بيل هَّللا ؛‬
‫ط‬‫ب رسو ُل اللَّه ‪َ ‬ش يْئا ً قَ ُّ‬ ‫ض َر َ‬ ‫ضَي اللَُّه َع ْنهَا قالت‪َ (( :‬ما َ‬
‫لحديث‪ :‬عائشة َر ِ‬
‫أن ي َُجا ِه َد فِي َسبي ِل اللَّ ِه‪َ ،‬و َما نِي َل ِم ْنهُ‬‫بِيَ ِد ِه‪َ ،‬والَ ا ْم َرأةً َوالَ َخا ِدماً‪ِ ،‬إالَّ ْ‬
‫ك َش ْي ٌء ِم ْن َم َح ِ‬
‫ار ِم هللاِ‬ ‫احبِ ِه‪ِ ،‬إالَّ أن يُ ْنتَهَ َ‬
‫ص ِ‬ ‫ط فَيَ ْنتَقِ َم ِم ْن َ‬ ‫َش ْي ٌء قَ ُّ‬
‫تَ َعالَى‪ ،‬فَيَ ْنتَقِ ُم َّلل ِه تَ َعالَى))(‪.)1‬‬
‫ولكن إذا لم ينفع الرفق واللين‪ ،‬والرحم ة؛ ف إن التربية بالحكمة‬
‫هي وضع الش يء في موض عه بإحك ٍام وإتق ا ٍن‪ ،‬ب دون زي ادة وال‬
‫نقص ان؛ ف إن الم ربِّي ك الطبيب في معالجته للم رض والمرض ى‪،‬‬
‫فمن المرض ما يحت اج إلى حمية الم ريض عن بعض الم أكوالت‪،‬‬
‫ومن المرض ما يحتاج إلى بعض األدوية اليسيرة‪ ،‬ومن المرض ما‬
‫كي بالن ار عند الحاج ة‪ ،‬ومن الم رض ما يحت اج إلى‬ ‫يحت اج إلى ٍّ‬
‫عملية جراحية للم ريض‪ ،‬إذا لم ينفع في عالجه غيره ا‪ ،‬فتس تخدم‬
‫عند الحاجة إليها‪ ،‬بش رط االل تزام بالش روط والض وابط الش رعية‪،‬‬
‫وقد ج اءت نص وص من الكت اب والس نة في الت أديب ب القوة عند‬
‫الحاجة لذلك‪ ،‬وهي على النحو اآلتي‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬النصوص بالمنطوق أو المفهوم وهي على النحو اآلتي‪:‬‬
‫‪ - 1‬أمر اهلل ‪ ‬المؤم((نين ب((إلزام أنفس((هم وأهليهم بطاعة اهلل‪ ،‬ووقاية‬
‫أنفسهم وأهليهم من عذاب هللا‪ ،‬ق ال س بحانه وتع الى‪{ :‬يَا َأيُّ َها الَّ ِذ َ‬
‫ين‬
‫س ُك ْم َوَأ ْهلِي ُك ْم نَ ا ًرا َوقُو ُد َها النَّ ُ‬
‫اس َوا ْل ِح َج ا َرةُ َعلَ ْي َها‬ ‫آ َمنُ وا قُ وا َأنفُ َ‬
‫ون َما يُ ْؤ َم ُرون}‬ ‫ون هَّللا َ َما َأ َم َر ُه ْم َويَ ْف َعلُ َ‬
‫ص َ‬‫ش َدا ٌد الَ يَ ْع ُ‬‫َمالَِئ َكةٌ ِغالَظٌ ِ‬
‫(‪.)2‬‬
‫من هللا عليهم باإليم ان‬ ‫قال العالمة السعدي رحمه هللا‪(( :‬أي يا من َّ‬
‫‪1‬‬
‫(?) أخرجه مسلم‪ ،‬كتاب الفضائل‪ ،‬باب مباعدته ‪ ‬لآلثام‪ ،‬واختياره من المباح أسهله‪،‬‬
‫وانتقامه هلل عند انتهاك حرمته‪ t،‬برقم ‪.2327‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) سورة التحريم‪ ،‬اآلية‪.6 :‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫س ُك ْم َوَأ ْهلِي ُك ْم نَ ا ًرا}‪ .‬موصوفة‬ ‫قوموا بلوازمه وشروطه‪ ،‬فـ {قُوا َأنفُ َ‬
‫بهذه األوصاف الفظيع ة‪ ،‬ووقاية األنفس بإلزامها ب أمر هللا‪ ،‬والقي ام‬
‫ب أمره امتث االً‪ ،‬ونهيه اجتناب اً‪ ،‬والتوبة عما يس خط هللا وي وجب‬
‫الع ذاب‪ ،‬ووقاية األهل [واألوالد] بت أديبهم‪ ،‬وتعليمهم‪ ،‬وإجب ارهم‬
‫على أمر هللا‪ ،‬فال يس لم العبد إال إذا ق ام بما أمر هللا به في نفس ه‪،‬‬
‫وفيما يدخل تحت واليت ه‪ :‬من الزوج ات‪ ،‬واألوالد‪ ،‬وغ يرهم‪ِ ،‬م َّمن‬
‫هُ َو تحت واليته وتصرفه))(‪.)1‬‬
‫‪ - 2‬نهى الن ((بي ‪ ‬عن الض ((رب في الوج ((ه؛ لحديث َأبِي هُ َر ْي َرةَ ‪،‬‬
‫ب َأ َح ُد ُك ْم‪ ،‬فَ ْليَ ْجتَنِ ِ‬
‫ب ا ْل َو ْجهَ))(‪.)2‬‬ ‫َع ِن النَّبِ ِّي ‪ِ(( :‬إ َذا َ‬
‫ض َر َ‬
‫‪ - 3‬لعن رسول اللَّه ‪ ‬من وسم البهيمة في وجهه( ((ا؛ لحديث‪ :‬جابر‬
‫ي ‪َ ‬م َّر َعلَ ْي ِه ِح َما ٌر قَ ْد ُو ِس َم في َوجْ ِه ِه‪ ،‬فَقَا َل‪(( :‬لَ َع َن هللاُ الَّ ِذي‬ ‫أن النب َّ‬ ‫‪َّ ‬‬
‫س َمهُ)) ‪.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫َو َ‬
‫الوسم في الوجه؛ لحديث جابر‪ ‬ق ال‪(( :‬نهى‬ ‫ْ‬ ‫‪ - 4‬نهى النبي ‪ r‬عن‬
‫الوجْ ِه)) ‪.‬‬
‫(‪)4‬‬
‫ب في ال َوجْ ِه‪َ ،‬و َع ِن ال َوس ِْم في َ‬ ‫رسول هللا ‪َ ‬ع ِن الضَّرْ ِ‬
‫‪ - 5‬نهى الن((((((((بي ‪ ‬أن يض((((((((رب الرجل امرأته ض((((((((رب العب((((((((د‪ ،‬ثم‬
‫ك‬‫ض َح َ‬ ‫يُضاجعها؛ لحديث‪َ :‬ع ْب ِد هَّللا ِ ب ِْن َز ْم َع ةَ قَ ا َل‪ :‬نَهَى النَّبِ ُّي ‪َ ‬أ ْن يَ ْ‬
‫ب َأ َح ُد ُك ْم ا ْم َرَأتَ هُ‬‫ض ِر ُ‬‫س‪َ ،‬وقَ ا َل‪(( :‬بِ َم يَ ْ‬ ‫ال َّر ُج ُل ِم َّما يَ ْخ ُر ُج ِمنَ اَأْل ْنفُ ِ‬
‫‪1‬‬
‫(?) تفسير السعدي (ص ‪.)874‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) أخرجه مسلم‪ ،‬كتاب البر والصلة‪ ،‬باب النهي عن ضرب الوجه‪ ،‬برقم ‪،2612‬‬
‫ومسند أحمد‪ ،12/275 ،‬برقم ‪ ،7323‬والنسائي في السنن الكبرى‪ ،‬كتاب صفة‪t‬‬
‫الصالة‪ ،‬باب التسليم على النبي ‪ ،‬برقم ‪ ،7310‬وأما لفظ البخاري‪ ،‬كتاب العتق‪ ،‬باب‬
‫إذا ضرب العبد فليجتنب الوجه‪ ،‬برقم ‪ ،2559‬ولفظ آخر لمسلم‪ ،‬كتاب البر والصلة‬
‫واآلداب‪ ،‬باب النهي عن ضرب الوجه‪ ،‬برقم ‪َ :2612‬ع ْن َأبِي ُه َر ْي َر َة ‪َ ‬عنِ النَّبِ ِّي ‪:‬‬
‫َأح ُد ُك ْم َفلْيَ ْجتَنِبِ ال َْو ْجهَ))‪.‬‬
‫ال ِإذَا قَاتَ َل َ‬
‫((قَ َ‬
‫‪3‬‬
‫(?) أخرجه مسلم‪ ،‬كتاب اللباس والزينة‪ ،‬باب النهي عن ضرب الحيوان في وجهه‪،‬‬
‫ووسمه فيه‪ ،‬برقم ‪.2117‬‬
‫‪4‬‬
‫(?) أخرجه‪ t‬مسلم‪ ،‬كتاب اللباس والزينة‪ ،‬باب النهي عن ضرب الحيوان في وجهه‪،‬‬
‫ووسمه فيه‪ ،‬برقم ‪.2116‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫ال الثَّ ْو ِريُّ ‪َ ،‬و ُوهَيْبٌ ‪،‬‬ ‫ب ا ْلفَ ْح ِل‪َ ،‬أوِ ا ْل َع ْب ِد‪ ،‬ثُ َّم لَ َعلَّهُ يُ َعانِقُ َها)) َوقَ َ‬ ‫ض ْر َ‬ ‫َ‬
‫اويَةَ َع ْن ِه َش ٍام‪َ (( :‬ج ْل َد ا ْل َع ْب ِد)) ‪.‬‬ ‫َوَأبُو ُم َع ِ‬
‫(‪)1‬‬

‫‪ّ - 6‬أدب الن(((((بي ‪ ‬بعض المجاه(((((دين في ص( ( ((دره‪ ،‬ثم طلب منه أن‬
‫يقتصّ منه؛ لحديث‪ :‬عبد هللا بن جبير الخزاعي وغيره ق ال‪(( :‬طعن‬
‫رس ول هللا ‪ ‬رجالً في بطنه‪ ،‬إما بقض يب‪ ،‬وإما بس واك‪ ،‬ق ال‪:‬‬
‫أوجعتني فأقدني‪ ،‬فأعطاه العود ال ذي ك ان معه‪ ،‬ثم ق ال‪(( :‬اس تقد))‪،‬‬
‫فقب ل بطنه‪ ،‬ثم ق ال‪ :‬بل أعفو عنك‪ ،‬لعلك أن تش فع لي بها ي وم‬ ‫ّ‬
‫القيامة)) ‪.‬‬
‫(‪)2‬‬

‫‪ - 7‬خرج النبي ‪ ‬ليلة إلى مقبرة البقيع يزور أهله((ا‪ ،‬فلحقته عائشة‬
‫ت‪ :‬لَ َّما‬‫ضَي اللَُّه َعْنَها‪(( :‬قَالَ ْ‬‫عْنَها فلهدها في صدرها؛ لحديث عائشة َر ِ‬ ‫ي اللَُّه َ‬
‫ض َ‬
‫َر ِ‬
‫ض َع ِر َدا َءهُ‪،‬‬ ‫ب فَ َو َ‬ ‫ان النَّبِ ُّي ‪ ‬فِيهَا ِع ْن ِدي‪ ،‬ا ْنقَلَ َ‬ ‫َّ‬
‫ت لَ ْيلَتِي التِي َك َ‬ ‫َك انَ ْ‬
‫ار ِه َعلَى‬ ‫ف ِإ َز ِ‬ ‫ض َعهُ َما ِع ْن َد ِرجْ لَ ْي ِه‪َ ،‬وبَ َس طَ طَ َر َ‬ ‫َو َخلَ َع نَ ْعلَ ْي ِه‪ ،‬فَ َو َ‬
‫ت فََأ َخ َذ ِر َدا َءهُ‬ ‫ظ َّن َأ ْن قَ ْد َرقَ ْد ُ‬
‫ث ِإاَّل َر ْيثَ َما َ‬ ‫اش ِه‪ ،‬فَاضْ طَ َج َع‪ ،‬فَلَ ْم يَ ْلبَ ْ‬ ‫فِ َر ِ‬
‫ت‬ ‫ْ‬ ‫َأ‬
‫اب فَ َخ َر َج ثُ َّم َجافَ هُ ُر َو ْي دًا‪ ،‬فَ َج َعل ُ‬ ‫ْ‬
‫ر َُو ْيدًا‪َ ،‬وا ْنتَ َع َل ر َُو ْيدًا‪َ ،‬وفَتَ َح البَ َ‬
‫ت َعلَى‬ ‫اري‪ ،‬ثُ َّم ا ْنطَلَ ْق ُ‬ ‫ت‪َ ،‬وتَقَنَّع ُ‬
‫ْت ِإ َز ِ‬ ‫اختَ َم رْ ُ‬ ‫ِدرْ ِعي فِي َرْأ ِس ي‪َ ،‬و ْ‬
‫ت‪،‬‬ ‫ث َم رَّا ٍ‬ ‫ال ْالقِيَا َم‪ ،‬ثُ َّم َرفَ َع يَ َد ْي ِه ثَاَل َ‬‫ِإ ْث ِر ِه َحتَّى َجا َء ْالبَقِي َع فَقَا َم‪ ،‬فََأطَ َ‬
‫ض َر‬ ‫ت‪ ،‬فََأحْ َ‬ ‫ت‪ ،‬فَهَرْ َو َل فَهَ رْ َو ْل ُ‬ ‫ت‪ ،‬فََأس َْر َع فََأس َْر ْع ُ‬ ‫ف فَا ْن َح َر ْف ُ‬ ‫ثُ َّم ا ْن َح َر َ‬
‫‪1‬‬
‫(?) أخرجه البخاري‪ ،‬كتاب األدب‪ ،‬باب قول اهلل تعالى‪( :‬يا أيها الذين آمنوا ال يسخر‬
‫قوم من قوم)‪ ،‬برقم ‪ ،6042‬ومسلم‪ ،‬كتاب الجنة وصفة‪ t‬نعيمها وأهلها‪ ،‬باب النار‬
‫يدخلها الجبارون‪ ،‬والجنة يدخلها الضعفاء‪ ،‬برقم ‪ ،2855‬ولفظه‪ :‬عن أبي زمعة ثم ذكر‬
‫النساء فوعظ فيهن ثم قال‪(( :‬إالم يجلد أحدكم امرأته)) في رواية أبي بكر‪( :‬جلد‬
‫األمة)‪ ،‬وفي رواية أبي كريب‪( :‬جلد العبد)‪(( ،‬ولعله يضاجعها من آخر يومه‪.))t‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) وردت هذه القصة بروايات متقاربة في‪ :‬معرفة الصحابة ألبي نعيم‪،1609 / 3 ،‬‬
‫بلفظه‪ ،‬والمستدرك‪ ،288 /3 ،‬برقم ‪ ،5262‬والسنن الكبرى للبيهقي‪،49 /8 ،‬‬
‫واألحاديث المختارة للضياء المقدسي‪ ،417 /3 ،‬سيرة ابن هشام‪ ،174 /3 ،‬أسد الغابة‬
‫البن األثير‪ ،88 /2 ،‬الروض األنف‪ ،67 /3 ،‬اإلصابة في تمييز الصحابة البن حجر‪/3 ،‬‬
‫‪ ،218‬وقال الهيثمي في مجمع الزوائد‪(( :452 / 6 ،‬رواه الطبراني ورجاله ثقات))‪.‬‬
‫وحسن إسناده األلباني في سلسلة األحاديث الصحيحية‪.808 /6 ،‬‬‫ّ‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫ْت فَ َد َخ َل‪ ،‬فَقَ ا َل‪:‬‬ ‫اض طَ َجع ُ‬ ‫ْس ِإاَّل َأنِ ْ‬ ‫ت‪ ،‬فَلَي َ‬ ‫ت‪ ،‬فَ َسبَ ْقتُهُ فَ َد َخ ْل ُ‬ ‫ضرْ ُ‬ ‫فََأحْ َ‬
‫ال‪:‬‬ ‫ت‪ :‬اَل َش ْي َء‪ ،‬قَ َ‬ ‫ت‪ :‬قُ ْل ُ‬ ‫ش يَا َرابِيَ ةً))‪ ،‬قَ الَ ْ‬ ‫ش؟ َح ْ‬ ‫(( َما لَ ِك يَا َع اِئ ُ‬
‫ت‪ :‬يَا َر ُس و َل هَّللا ِ‬ ‫ت‪ :‬قُ ْل ُ‬ ‫((لَتُ ْخبِ ِرينِي َأ ْو لَيُ ْخبِ َرنِّي اللَّ ِطيفُ ا ْل َخبِي ُر))‪ ،‬قَ الَ ْ‬
‫مي؟))‬ ‫الس َوا ُد الَّ ِذي َرَأ ْيتُ َأ َم ا ِ‬ ‫ت َّ‬ ‫ال‪(( :‬فَ َأ ْن ِ‬ ‫ت َوأ ِّمي فََأ ْخبَرْ تُهُ‪ ،‬قَ َ‬ ‫بَِأبِي َأ ْن َ‬
‫ت َأنْ‬ ‫ال‪َ(( :‬أظَنَ ْن ِ‬ ‫ص ْد ِري لَ ْه َدةً َأ ْو َج َع ْتنِي‪ ،‬ثُ َّم قَ َ‬ ‫ت‪ :‬نَ َع ْم‪ ،‬فَلَهَ َدنِي فِي َ‬ ‫قُ ْل ُ‬
‫ت‪َ :‬م ْه َما يَ ْكتُ ِم النَّاسُ يَ ْعلَ ْم هُ هَّللا ُ‪ ،‬نَ َع ْم‪،‬‬ ‫سولُهُ؟)) قَالَ ْ‬ ‫يف هَّللا ُ َعلَ ْي ِك َو َر ُ‬ ‫يَ ِح َ‬
‫ت فَنَ ا َدانِي فََأ ْخفَ اهُ ِم ْن ِك‪ ،‬فََأ َج ْبتُ هُ‪،‬‬ ‫ين َرَأ ْي ِ‬ ‫ال‪(( :‬فَِإنَّ ِج ْب ِري َل َأتَانِي ِح َ‬ ‫قَ َ‬
‫ت ثِيَابَ ِك‪َ ،‬وظَنَ ْنتُ َأنْ‬ ‫ض ْع ِ‬ ‫فََأ ْخفَ ْيتُهُ ِم ْن ِك‪َ ،‬ولَ ْم يَ ُكنْ يَد ُْخ ُل َعلَ ْي ِك َوقَ ْد َو َ‬
‫ش ي‪ ،‬فَقَ ا َل‪ِ :‬إنَّ‬ ‫ست َْو ِح ِ‬ ‫ش يتُ َأنْ تَ ْ‬ ‫ت‪ ،‬فَ َك ِرهْتُ َأنْ ُأوقِظَ ِك‪َ ،‬و َخ ِ‬ ‫قَ ْد َرقَ ْد ِ‬
‫ف‬ ‫ت‪َ :‬ك ْي َ‬ ‫ت‪ :‬قُ ْل ُ‬ ‫َس تَ ْغفِ َر لَ ُه ْم))‪ ،‬قَ الَ ْ‬ ‫َربَّكَ يَْأ ُم ُركَ َأنْ تَْأتِ َي َأ ْه َل ا ْلبَقِي ِع فَت ْ‬
‫الس اَل ُم َعلَى َأ ْه ِل ال ِّديَا ِر ِمن‬ ‫ال‪(( :‬قُ ولِي‪َّ :‬‬ ‫َأقُو ُل لَهُ ْم يَا َرسُو َل هَّللا ِ؟ قَ َ‬
‫ين‪،‬‬ ‫س تَْأ ِخ ِر َ‬ ‫ين ِمنَّا َوا ْل ُم ْ‬ ‫س تَ ْق ِد ِم َ‬‫ين‪َ ،‬ويَ ْر َح ُم هَّللا ُ ا ْل ُم ْ‬ ‫سلِ ِم َ‬ ‫ين َوا ْل ُم ْ‬
‫ا ْل ُمْؤ ِمنِ َ‬
‫ون))(‪.)1‬‬ ‫َوِإنَّا ِإنْ شَا َء هَّللا ُ بِ ُك ْم لَاَل ِحقُ َ‬
‫‪ - 8‬إذا انتهكت حرمات اللَّه‪ ،‬فال يقوم لغضبه ‪ ‬قائم وينتقم هلل منه؛‬
‫لحديث عائشة َرض َِي اللَُّه َعْن َه ا‪ :‬قالت‪َ (( :‬ما ُخي َِّر َر ُس و ُل هَّللا ِ ‪ ‬بَي َْن َأ ْم َري ِْن‬
‫اس ِم ْن هُ‪،‬‬ ‫ان َأ ْب َع َد النَّ (‪ِ )2‬‬ ‫ان ِإ ْث ًما َك َ‬ ‫ِإاَّل َأ َخ َذ َأ ْي َس َرهُ َما َما لَ ْم يَ ُك ْن ِإ ْث ًما‪ ،‬فَِإ ْن َك َ‬
‫ك حُرْ َمةُ هَّللا ِ فَيَ ْنتَقِ َم هَّلِل ِ بِهَا)) ‪.‬‬ ‫َو َما ا ْنتَقَ َم َرسُو ُل هَّللا ِ ‪ِ ‬إاَّل َأ ْن تُ ْنتَهَ َ‬
‫‪ - 9‬أمر النبي ‪ ‬باألطر على الحق‪ ،‬واإللزام به؛ لحديث َع ْب ِد هَّللا ِ‬
‫ص َعلَى‬ ‫ال َر ُس و ُل هَّللا ِ ‪ِ« :‬إنَّ َأ َّو َل َما َد َخ َل النَّ ْق ُ‬ ‫ال‪ :‬قَ َ‬ ‫ب ِْن َم ْسعُو ٍد ‪ ‬قَ َ‬
‫ق هَّللا َ‪َ ،‬و َد ْع‬ ‫ان ال َّر ُج ُل يَ ْلقَى ال َّر ُج َل فَيَقُ و ُل‪ :‬يَا َه َذا اتَّ ِ‬ ‫س َراِئي َل َك َ‬ ‫بَنِي ِإ ْ‬
‫َص نَ ُع‪ ،‬فَِإنَّهُ الَ يَ ِح ُّل لَ كَ ‪ ،‬ثُ َّم يَ ْلقَ اهُ ِم َن ا ْل َغ ِد فَالَ يَ ْمنَ ُع هُ َذلِ َك َأنْ‬ ‫َما ت ْ‬
‫وب‬ ‫ب هَّللا ُ قُلُ َ‬ ‫ض َر َ‬ ‫َ‬
‫ش ِريبَهُ َوقَ ِعي َدهُ‪ ،‬فَلَ َّما فَ َعلُ وا ذلِ َك َ‬ ‫ون ِكيلَ هُ َو َ‬ ‫َأ‬ ‫يَ ُك َ‬
‫س َراِئي َل َعلَى‬ ‫ين َكفَ ُروا ِمنْ بَنِي ِإ ْ‬ ‫ض»‪ .‬ثُ َّم قَا َل‪) :‬لُ ِع َن الَّ ِذ َ‬ ‫ض ِه ْم بِبَ ْع ٍ‬ ‫بَ ْع ِ‬
‫ون( ثُ َّم قَ ا َل‪َ « :‬كالَّ‬ ‫اس قُ َ‬ ‫يس ى ا ْب ِن َم ْريَ َم( ِإلَى قَ ْولِ ِه‪) :‬فَ ِ‬ ‫ان َدا ُو َد َو ِع َ‬ ‫س ِ‬ ‫لِ َ‬
‫‪1‬‬
‫(?) مسلم‪ ،‬كتاب الجنائز‪ ،‬باب ما يقال عند دخول القبور والدعاء ألهلها‪ ،‬برقم ‪.974‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) البخاري‪ ،‬كتاب المناقب‪ ،‬باب صفة النبي ‪ ،‬برقم ‪ ،3560‬ومسلم‪ ،‬كتاب الفضائل‪،‬‬
‫باب مباعدته ‪ ‬لآلثام‪ ،‬واختياره من المباح أسهله‪ ،‬وانتقامه هلل عند انتهاك حرماته‪ ،‬برقم‬
‫‪.2327‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫وف‪َ ،‬ولَتَ ْن َه ُونَّ َع ِن ا ْل ُم ْن َك ِر‪َ ،‬ولَتَْأ ُخ ُذنَّ َعلَى يَ َدي‬ ‫َوهَّللا ِ لَتَْأ ُم ُرنَّ بِا ْل َم ْع ُر ِ‬
‫ص ُرنَّهُ َعلَى ا ْل َح ِّ‬
‫ق‬ ‫ق َأ ْط ًرا‪َ ،‬ولَتَ ْق ُ‬ ‫الظَّالِ ِم‪َ ،‬ولَتَْأطُ ُرنَّهُ َعلَى ا ْل َح ِّ‬
‫ض ُك ْم َعلَى‬ ‫ض ِربَنَّ هَّللا ُ بِقُلُ و ِ‬
‫ب بَ ْع ِ‬ ‫ص ًرا»(‪ ،)1‬وفي رواية زاد‪َ(( :‬أ ْو لَيَ ْ‬ ‫قَ ْ‬
‫ض ثُ َّم لَيَ ْل َعنَنَّ ُك ْم َك َما لَ َعنَ ُه ْم))(‪.)2‬‬
‫بَ ْع ٍ‬
‫‪ - 10‬نهى الن((((((((((بي ‪ ‬أن ُيس((((((((((أل الرجل فيما يض((((((((((رب امرأت( ( ( ( ((ه؛‬
‫س َأ ُل ال َّر ُج ُل فِي َما‬ ‫ال‪«:‬الَ يُ ْ‬ ‫ب ‪َ ‬ع ِن النَّبِي ‪ ‬قَ َ‬ ‫لحديث‪ُ :‬ع َم َر ب ِْن ْال َخطَّا ِ‬
‫ب ا ْم َرَأتَهُ»(‪.)3‬‬ ‫ض َر َ‬ ‫َ‬
‫‪ - 11‬أمر الن ((بي ‪ ‬بتغي ((ير المنكر باليد لمن يس ((تطيع ذل ((ك؛ لح ديث‬
‫ول هَّللا ِ ‪ ‬يَقُ و ُل‪َ (( :‬منْ َرَأى ِم ْن ُك ْم‬ ‫ْت َر ُس َ‬ ‫ال‪َ :‬س ِمع ُ‬ ‫َأبِي َس ِعي ٍد ْال ُخ ْد ِريِّ قَ َ‬
‫ستَ ِط ْع فَبِقَ ْلبِ ِه‪،‬‬
‫سانِ ِه‪ ،‬فَِإنْ لَ ْم يَ ْ‬
‫ستَ ِط ْع فَبِلِ َ‬‫ُم ْن َك ًرا فليُ َغيِّ ْرهُ بِيَ ِد ِه‪ ،‬فَِإنْ لَ ْم يَ ْ‬
‫ان))(‪.)4‬‬
‫ض َعفُ اِإْل ي َم ِ‬ ‫َو َذلِ َك َأ ْ‬
‫‪1‬‬
‫(?) أبو داود‪ ،‬كتاب المالحم‪ ،‬باب األمر والنهي‪ ،‬برقم ‪ ،4338‬الترمذي‪ ،‬كتاب تفسير‬
‫القرآن‪ ،‬باب ومن سورة المائدة‪ ،‬برقم ‪ ،3047‬وحسنه‪ ،‬وابن ماجه‪ ،‬كتاب الفتن‪ ،‬باب‬
‫األمر بالمعروف والنهي عن المنكر‪ ،‬برقم ‪ ،4006‬ومسند اإلمام أحمد‪ ،251 /6 ،‬برقم‬
‫‪ ،3713‬والسنن الكبرى للبيهقي‪ ،93 /10 ،‬وشعب اإليمان للبيهقي‪،10/43 ،‬‬
‫والمعجم الكبير للطبراني‪145 /10 ،‬برقم ‪ ،10264‬والمعجم األوسط ‪،1/166‬‬
‫ومسند أبي يعلى‪ ،448 /8 ،‬وقال الهيثمي في مجمع الزوائد ومنبع الفوائد‪:269 / 7 ،‬‬
‫((رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح))‪ ،‬وضعفه األلباني في ضعيف سنن أبي داود‪،‬‬
‫ص ‪ ،354‬وقال محققو‪ t‬مسند اإلمام أحمد‪ ،251 /6 ،‬برقم ‪(( :3713‬إسناده ضعيف‬
‫النقطاعه‪ t:‬أبو عبيدة‪ ،‬وهو ابن عبد اللّه بن مسعود لم يسمع من أبيه‪ ،‬وشريك بن عبد‬
‫اللّه‪ ،‬وهو النخعي القاضي‪ :‬سيئ الحفظ‪ ،‬وبقية رجاله ثقات))‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫(?)سنن أبي داود‪ ،‬كتاب المالحم‪ ،‬باب األمر والنهي‪ ،‬برقم ‪ .4339‬وضعفه األلباني في‬
‫ضعيف الجامع (رقم ‪.)1822‬‬
‫‪3‬‬
‫(?) أبو داود‪ ،‬كتاب النكاح‪ ،‬باب في ضرب النساء‪ ،‬برقم ‪ ،2147‬وابن ماجه‪ ،‬كتاب‬
‫النكاح‪ ،‬باب ضرب النساء‪ ،‬برقم ‪ ،1986‬ومسند اإلمام أحمد‪ ،275 /1 ،‬برقم ‪،122‬‬
‫ومسند البزار‪ ،356 /1 ،‬واألحاديث المختارة للضياء‪ ،62 /1 ،‬وضعفه األلباني في‬
‫ضعيف سنن أبي داود (رقم ‪ ،)2147‬وفي ضعيف الجامع (رقم ‪.)6350‬‬
‫‪4‬‬
‫(?) صحيح مسلم‪ ،‬كتاب اإليمان‪ ،‬باب بيان كون النهي عن المنكر من اإليمان‪ ،‬وأن‬
‫اإليمان يزيد وينقص‪ ،‬وأن األمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجبان‪ ،‬برقم ‪.49‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫أن تغي(((((ير المنكر جه(((((اد؛ لح ديث عبد هَّللا بن‬ ‫‪ - 12‬بيَّن الن(((((بي ‪َّ ‬‬
‫مسعود ‪ ‬قال‪ :‬ق ال رس ول هّللا ‪َ (( :‬ما ِمنْ نَبِ ٍّي بَ َعثَ هُ اللَّهُ فِي ُأ َّم ٍة ِإاَّل‬
‫ُون‬‫س نَّتِ ِه‪َ ،‬ويَ ْقتَ د َ‬ ‫اب يَْأ ُخ ُذ َ‬
‫ون بِ ُ‬ ‫ص َح ٌ‬ ‫ون‪َ ،‬وَأ ْ‬ ‫ان لَ هُ ِمنْ ُأ َّمتِ ِه َح َوا ِر ُّي َ‬ ‫َك َ‬
‫ون‪،‬‬ ‫ون َما اَل يَ ْف َعلُ َ‬ ‫بِ َأ ْم ِر ِه‪ ،‬ثُ َّم ِإنَّ َها ت َْخلُ فُ ِمنْ بَ ْع ِد ِهم ُخلُ وفٌ ‪ ،‬يَقُولُ َ‬
‫ون‪ ،‬فَ َمنْ َجا َه َد ُه ْم بِيَ ِد ِه فَ ُه َو ُم ْؤ ِمنٌ ‪َ ،‬و َمنْ‬ ‫ون َما اَل يُ ْؤ َم ُر َ‬ ‫َويَ ْف َعلُ َ‬
‫س انِ ِه فَ ُه َو ُم ْؤ ِمنٌ ‪َ ،‬و َمنْ َجا َه َد ُه ْم بِقَ ْلبِ ِه فَ ُه َو ُم ْؤ ِمنٌ ‪،‬‬ ‫َجا َه َد ُه ْم بِلِ َ‬
‫ان َحبَّةُ َخ ْر َد ٍل)) ‪.‬‬ ‫س َو َرا َء َذلِكَ ِم َن اِإْل ي َم ِ‬ ‫َولَ ْي َ‬
‫(‪)1‬‬

‫‪ - 13‬خطر من ت ( ( ((رك األمر ب ( ( ((المعروف والنهي عن المنك ( ( ((ر‪ ،‬فعن‬


‫س ي بِيَ ِد ِه لَتَ ْأ ُم ُرنَّ‬ ‫حذيفة بن اليم ان ‪ ‬أن الن بي ‪ ‬ق ال‪َ (( :‬والَّ ِذي نَ ْف ِ‬
‫ث َعلَ ْي ُك ْم‬ ‫وش َكنَّ هَّللا ُ َأنْ يَ ْب َع َ‬‫وف َولَتَ ْن َه ُونَّ َعنِ ا ْل ُم ْن َك ِر َأ ْو لَيُ ِ‬ ‫بِ ا ْل َم ْع ُر ِ‬
‫يب لَ ُك ْم)) ‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫ستَ ِج ُ‬ ‫ِعقَابًا ِمنْ ِع ْن ِد ِه ثُ َّم لَتَ ْد ُعنَّهُ فَاَل يَ ْ‬
‫شةَ رضي هللا عنها‬ ‫‪ - 14‬تأثير ت((رك األمر والنهي على ال((دعاء‪ ،‬ف َع ْن َعاِئ َ‬
‫ت فِي َوجْ ِه ِه َأ ْن قَ ْد َحفَ َزهُ َش ْي ٌء‪،‬‬ ‫ت‪َ :‬د َخ َل َر ُس و ُل هَّللا ِ ‪ ‬فَ َع َر ْف ُ‬ ‫قَ الَ ْ‬
‫ت فَ َس ِم ْعتُهُ يَقُو ُل‪:‬‬ ‫ت ِمنَ ْال ُحج َُرا ِ‬ ‫ضَأ ثُ َّم َخ َر َج‪ ،‬فَلَ ْم يُ َكلِّ ْم َأ َحدًا‪ ،‬فَ َدنَ ْو ُ‬ ‫فَتَ َو َّ‬
‫وف‪َ ،‬وا ْن َه ْوا َعنِ‬ ‫اس ِإنَّ هَّللا َ ‪ ‬يَقُ و ُل‪ُ :‬م ُروا بِ ا ْل َم ْع ُر ِ‬ ‫((يَا َأ ُّي َها النَّ ُ‬
‫َس َألُونِي فَاَل ُأ ْع ِطي ُك ْم‪،‬‬ ‫ا ْل ُم ْن َك ِر ِمنْ قَ ْب ِل َأنْ تَ ْدعُونِي فَاَل ُأ ِجيبُ ُك ْم‪َ ،‬وت ْ‬
‫ص ُر ُك ْم))(‪.)3‬‬ ‫ص ُرونِي فَاَل َأ ْن ُ‬ ‫ستَ ْن ِ‬ ‫َوتَ ْ‬
‫‪1‬‬
‫(?) أخرجه مسلم‪ ،‬كتاب اإليمان‪ ،‬باب بيان كون النهي عن المنكر من اإليمان‪ ،‬وأن‬
‫اإليمان يزيد وينقص‪ ،‬وأن األمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجبان‪ ،‬برقم ‪.50‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) أخرجه أحمد‪ ،233 /28 ،‬برقم ‪ ،23301‬والترمذي‪ ،‬كتاب الفتن‪ ،‬باب ما جاء في‬
‫وحسنه األلباني لغيره في صحيح‬
‫األمر بالمعروف والنهي عن المنكر‪ ،‬برقم ‪ّ ،2169‬‬
‫الترغيب والترهيب‪ 577 – 2/576( ،‬برقم ‪.)2313‬‬
‫‪3‬‬
‫(?) أخرجه أحمد في المسند بلفظه‪ ،149 /42 ،‬برقم ‪ ،25255‬وحسنه لغيره محققو‬
‫المسند‪ .‬وأخرجه ابن ماجه‪ ،‬كتاب الفتن‪ ،‬باب األمر بالمعروف والنهي عن المنكر‪ ،‬برقم‬
‫‪ ،4004‬بلفظ‪(( :‬مروا بالمعروف‪ ،‬وانهو عن المنكر‪ ،‬قبل أن تدعوا فال يستجاب‬
‫اللُه عَْنَها قالت‪ :‬دخل عليَّ‬
‫ضيَ َّ‬
‫لكم))‪ ،‬ابن حبان‪ ،‬برقم ‪ ،290‬بلفظ‪(( :‬عن عائشة َر ِ‬
‫النبي ‪ ‬فعرفت في وجهه أن قد حضره شيء‪ ،‬فتوضأ وما كلم أحداً‪ ،‬ثم خرج فلصقت‬
‫بالحجرة أسمع ما يقول‪ ،‬فقعد على المنبر‪ ،‬فحمد اهلل‪ ،‬وأثنى عليه‪ ،‬ثم قال‪(( :‬يا أيها‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫(ربي بما يق ((ول‪ ،‬فعن أسامة بن زيد ‪ ‬ق ال‪:‬‬ ‫‪ - 15‬وج ((وب عمل الم ( ِّ‬
‫ُول هَّللا ِ ‪ ‬يَقُو ُل‪(( :‬يُ ْؤ تَى بِال َّر ُج ِل يَ ْو َم ا ْلقِيَا َم ِة‪ ،‬فَيُ ْلقَى فِي‬ ‫ْت َرس َ‬ ‫َس ِمع ُ‬
‫اب بَ ْطنِ ِه‪ ،‬فَيَ دُو ُر بِ َها َك َما يَ دُو ُر ا ْل ِح َم ا ُر بِ ال َّر َحى‪،‬‬ ‫ق َأ ْقتَ ُ‬ ‫النَّا ِر فَتَ ْن َدلِ ُ‬
‫ون‪ :‬يَا فُاَل نُ ما لَ كَ؟ َألَْم تَ ُكنْ تَ ْأ ُم ُر‬ ‫فَيَ ْجتَ ِم ُع إلّ ْي ِه َأ ْه ُل النَّا ِر فَيَقُولُ َ‬
‫وف‪َ ،‬وتَ ْن َهى َعنِ ا ْل ُم ْن َك ِر؟ فَيَقُ و ُل‪ :‬بَلَى‪ ،‬قَ ْد ُك ْنتُ آ ُم ُر‬ ‫بِ ا ْل َم ْع ُر ِ‬
‫وف‪َ ،‬واَل آتِي ِه‪َ ،‬وَأ ْن َهى َعنِ ا ْل ُم ْن َك ِر‪َ ،‬وآتِي ِه))(‪.)1‬‬ ‫بِا ْل َم ْع ُر ِ‬
‫‪ - 16‬الوعيد الش(((ديد لمن أمر الن(((اس ب(((البر ونسي نفس ((ه؛ لح ديث‬
‫ي بِي َعلَى‬ ‫س ِر َ‬ ‫ال‪ :‬قَا َل َرسُو ُل هللاِ ‪َ (( :‬م َر ْرتُ لَ ْيلَةَ ُأ ْ‬ ‫ك ‪ ‬قَ َ‬ ‫س ب ِْن َمالِ ٍ‬ ‫َأنَ ِ‬
‫يض ِمنْ نَ ا ٍر‪ ،‬قَ ا َل‪ :‬قُ ْلتُ ‪َ :‬منْ َه ُؤ اَل ِء؟‬ ‫ش فَا ُه ُه ْم بِ َمقَ ا ِر َ‬ ‫ض ِ‬ ‫قَ ْو ٍم تُ ْق َر ُ‬
‫اس‬‫ون النَّ َ‬ ‫قَالُوا‪ُ :‬خطَبَا ُء ِمنْ َأه ِْل ال ُّد ْنيَا [من أمتك] ِم َّمنْ َكانُوا يَ ْأ ُم ُر َ‬
‫ون))(‪.)2‬‬ ‫َاب‪َ ،‬أفَاَل يَ ْعقِلُ َ‬
‫ون ا ْل ِكت َ‬ ‫س ْو َن َأ ْنفُ َ‬
‫س ُه ْم‪َ ،‬و ُه ْم يَ ْتلُ َ‬ ‫بِا ْلبِ ِّر‪َ ،‬ويَ ْن َ‬
‫الناس إن اهلل تبارك تعالى يقول لكم‪ :‬مروا بالمعروف‪ ،‬وانهوا عن المنكر قبل أن تدعوني‬
‫فال أجيبكم‪ ،‬وتسألوني فال أعطيكم‪ ،‬وتستنصروني فال أنصركم))‪ ،‬فما زاد عليهم حتى‬
‫نزل))‪ .‬قال األلباني في رواية ابن حبان وابن ماجه في صحيح الترغيب والترهيب‪ ،‬برقم‬
‫‪(( ::2325‬حسن لغيره))‪ ،‬دون لفظ ((وتسألوني فال أعطيكم‪ ))...‬فقد حذفها‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫(?) أخرجه البخاري‪ ،‬كتاب بدء الخلق‪ ،‬باب صفة النار وأنها مخلوقة‪ ،‬برقم ‪،3267‬‬
‫ومسلم‪ ،‬واللفظ له‪ ،‬كتاب الزهد والرقائق‪ ،‬باب عقوبة من يأمر بالمعروف وال يفعله‪،‬‬
‫وينهى عن المنكر ويفعله‪ ،‬برقم ‪.2989‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) أخرجه أحمد في المسند‪ ،244 /19 ،‬برقم ‪ ،12211‬قال محققو المسند ‪/ 19‬‬
‫‪(( :244‬حديث صحيح‪ ،‬وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد بن جدعان‪ ،‬لكن قد توبع‬
‫‪ ،...‬وباقي رجال اإلسناد ثقات رجال الصحيح‪ ،‬وسيتكرر من هذا الطريق برقم (‪.)12856‬‬
‫وهو في (الزهد) لوكيع (‪ ،)297‬ومن طريقه أخرجه أيضاً ابن أبي شيبة ‪ ،14/308‬وأبو‬
‫يعلى (‪ .)3996‬وأخرجه ابن المبارك في (الزهد) (‪ ،)819‬وعبد بن حميد (‪،)1222‬‬
‫وابن أبي الدنيا في (الصمت) (‪ ،)513‬والخطيب في (تاريخ بغداد)‪ ،200-6/199 ،‬و‬
‫‪ ،12/47‬وفي (موضح‪ t‬أوهام الجمع والتفريق)‪ ،2/170 ،‬والبغوي في (شرح السنة)‪( ،‬‬
‫‪ ،)4159‬وفي (تفسيره)‪ 68 /1 ،‬من طرق عن حماد بن سلمة‪ ،‬بهذا اإلسناد‪ .‬وأخرجه‬
‫أبو يعلى (‪ ،)4069‬والبيهقي في (شعب اإليمان)‪ ،‬برقم (‪ )4965‬من طريق معتمر‪ t‬بن‬
‫سليمان‪ ،‬وأبو نعيم في (الحلية) ‪ 8/172‬من طريق ابن المبارك‪ ،‬كالهما عن سليمان‬
‫التيمي‪ ،‬عن أنس‪ .‬واإلسنادان صحيحان‪ .‬وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسير سورة البقرة (‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫‪ - 17‬المعلم الذي يعلم الناس الخير وينسى( نفسه مثل الس ((راج الذي‬
‫بن عب ِد هَّللا األزديِّ قال‪ :‬قَا َل َر ُس و ُل هَّللا ِ‬ ‫يحرقه نفسه؛ لحديث ُج ْن ُدبِ ِ‬
‫اج‬
‫س َر ِ‬ ‫سهُ‪َ ،‬ك َمثَ ِل ال ِّ‬ ‫سى نَ ْف َ‬ ‫‪َ (( :‬مثَ ُل ا ْل َعالِ ِم الَّ ِذي يُ َعلِّ ُم النَّ َ‬
‫اس ا ْل َخ ْي َر ويَ ْن َ‬
‫سهُ))(‪.)1‬‬ ‫ق نَ ْف َ‬
‫س ويُ ْح ِر ُ‬ ‫ضي ُء لِلنَّا ِ‬ ‫يُ ِ‬
‫‪ - 18‬بعض البشر يرى عيوب الناس وال ي((رى عيوب((ه؛ لحديث َأبِي‬
‫ص ُر َأ َح ُد ُكمُ ا ْلقَ َذاةَ فِي َع ْي ِن‬ ‫ال َر ُس و ُل اللَّ ِه ‪(( :‬يُب ِ‬ ‫ال‪ :‬قَ َ‬ ‫هُ َر ْي َرةَ ‪ ،‬قَ َ‬
‫سى ا ْل ِج َذ َع فِي َع ْينِ ِه))(‪.)2‬‬ ‫َأ ِخي ِه َويَ ْن َ‬
‫‪ - 19‬ح ( ( ّذر الن( ((بي ‪ ‬بالوعيد الش( ((ديد لمن ي( ((ترك أهله وأوالده على‬
‫س ت َْر ِعي ِه هَّللا ُ‬ ‫المحرم ات؛ لح ديث معقل بن يس ار‪َ (( :‬ما ِمنْ َع ْب ٍد يَ ْ‬
‫َر ِعيَّةً يَ ُم وتُ يَ ْو َم يَ ُم وتُ َو ُه َو َغ ٌّ‬
‫اش لِ َر ِعيَّتِ ِه ِإاَّل َح َّر َم هَّللا ُ َعلَ ْي ِه‬
‫ا ْل َجنَّةَ))(‪.)3‬‬
‫‪ - 20‬وج ((وب األخذ على يد الظ ((الم ومنعه من ظلم ((ه؛ لح ديث قيس‬
‫ال َأبُو بَ ْك ٍر بَ ْع َد َأ ْن َح ِم َد هَّللا َ َوَأ ْثنَى َعلَ ْي ِه‪ :‬يَا َأيُّهَا‬ ‫بن ح ازم قَ ا َل‪ :‬قَ َ‬
‫اض ِعهَا‬ ‫ض عُونَهَا َعلَى َغ ْي ِر َم َو ِ‬ ‫ون هَ ِذ ِه اآليَ ةَ‪َ ،‬وتَ َ‬ ‫النَّاسُ ‪ِ ،‬إنَّ ُك ْم تَ ْق َر ُء َ‬
‫ي‪‬‬ ‫ض َّل ِإ َذا ا ْهتَ َد ْيتُ ْم(‪َ ،‬وِإنَّا َس ِم ْعنَا النَّبِ َّ‬‫ض ُّر ُك ْم َمنْ َ‬ ‫) َعلَ ْي ُك ْم َأ ْنفُ َ‬
‫س ُك ْم الَ يَ ُ‬
‫ش َك َأنْ‬ ‫اس ِإ َذا َرَأ ُوا الظَّالِ َم فَلَ ْم يَْأ ُخ ُذوا َعلَى يَ َد ْي ِه َأ ْو َ‬ ‫يَقُ و ُل‪ِ« :‬إنَّ النَّ َ‬
‫‪ ،)476‬والبيهقي في (شعب اإليمان)‪ )4966( ،‬من طريق هشام الدستوائي‪ ،‬عن المغيرة‬
‫بن حبيب ختن مالك))‪ .‬ا‪ .‬هـ‪ .‬وصححه األلباني في صحيح الترغيب والترهيب‪ ،‬برقم‬
‫‪2327‬في السلسلة الصحيحة (رقم ‪.)291‬‬
‫‪1‬‬
‫(?) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير‪ ،227 / 2 ،‬برقم ‪ ،1659‬وقال األلباني في صحيح‬
‫الترغيب والترهيب‪ ،‬برقم ‪(( :2328‬صحيح لغيره)) وصححه في اقتضاء العلم العمل (ص ‪49‬‬
‫)‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) أخرجه ابن حبان في صحيحه‪ ،73 /13 ،‬برقم ‪ ،5761‬وصححه األلباني في‬
‫التعليقات الحسان‪ ،‬برقم ‪ ،5731‬وفي صحيح الترغيب والترهيب‪ 585 /2( ،‬رقم‬
‫‪ ،)2331‬وفي سلسلة األحاديث الصحيحة‪ ،‬برقم ‪.33‬‬
‫‪3‬‬
‫(?) أخرجه البخاري‪ ،‬كتاب األحكام‪ ،‬باب من استُرعي رعية فلم ينصح‪ ،‬برقم ‪،7150‬‬
‫ورقم ‪ ،7151‬ومسلم‪ ،‬واللفظ له‪،‬كتاب اإليمان‪ ،‬باب استحقاق الوالي الغاش لرعيته‬
‫النار‪ ،‬برقم ‪.142‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫يَ ُع َّم ُه ُم هَّللا ُ بِ ِعقَا ٍ‬


‫ب))(‪.)1‬‬
‫ال‬‫‪ - 21‬التح((((ذير من الس((((كوت على المنك((((ر؛ لح ديث جرير ‪ ‬قَ َ‬
‫ُول هَّللا ِ ‪ ‬يَقُو ُل‪َ « :‬ما ِمنْ َر ُج ٍل يَ ُك ونُ فِى قَ ْو ٍم يُ ْع َم ُل فِي ِه ْم‬ ‫ْت َرس َ‬ ‫َس ِمع ُ‬
‫ص ابَ ُه ُم هَّللا ُ‬ ‫ون َعلَى َأنْ يُ َغيِّ ُروا َعلَ ْي ِه فَالَ يُ َغيِّ ُروا ِإالَّ َأ َ‬ ‫اصى يَ ْق ِد ُر َ‬ ‫بِا ْل َم َع ِ‬
‫ب ِمنْ قَ ْب ِل َأنْ يَ ُموتُوا))(‪.)2‬‬ ‫بِ َع َذا ٍ‬
‫‪ - 22‬األمر باألخذ بما ُيع((رف وت((رك ما ُينكر إذا فسد الن((اس؛ لحديث‬
‫ال‪:‬‬ ‫اص َر ِض َي هَّللا ُ َع ْنهُ َما َأ َّن َر ُس و َل هَّللا ِ ‪ ‬قَ َ‬ ‫ِ‬ ‫َع ْب ِد هَّللا ِ ب ِْن َع ْم ِرو ب ِْن ْال َع‬
‫اس فِي ِه‬ ‫ش ُك َأنْ يَْأتِ َي َز َم انٌ يُ َغ ْربَ ُل النَّ ُ‬ ‫ان»‪َ .‬أ ْو «يُو ِ‬ ‫ف بِ ُك ْم َوبِ َز َم ٍ‬ ‫« َك ْي َ‬
‫س قَ ْد َم ِر َجتْ ُع ُه و ُد ُه ْم َوَأ َمانَ اتُ ُه ْم‪،‬‬ ‫َغ ْربَلَ ةً‪ ،‬تَ ْبقَى ُحثَالَ ةٌ ِم َن النَّا ِ‬
‫ف بِنَا يَا‬ ‫ص ابِ ِع ِه‪ ،‬فَقَ الُوا‪َ :‬و َك ْي َ‬ ‫ك بَي َْن َأ َ‬ ‫اختَلَفُوا فَ َك انُوا َه َك َذا»‪َ .‬و َشبَّ َ‬ ‫َو ْ‬
‫ون‪،‬‬ ‫ون َما تُ ْن ِك ُر َ‬ ‫ون‪َ ،‬وتَ َذ ُر َ‬ ‫ون َما تَ ْع ِرفُ َ‬ ‫ال‪« :‬تَْأ ُخ ُذ َ‬ ‫ول هَّللا ِ؟ قَ َ‬ ‫َر ُس َ‬
‫ون َأ ْم َر َعا َّمتِ ُك ْم)) ‪.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫صتِ ُك ْم‪َ ،‬وتَ َذ ُر َ‬ ‫ون َعلَى َأ ْم ِر َخا َّ‬ ‫َوتُ ْقبِلُ َ‬
‫‪ - 23‬األمر بلزوم ال((بيت وحفظ اللس((ان وت((رك أمر العامة عند عموم‬
‫اص َرض َِي اللَُّه َعْن ُه َم ا قَ ا َل‪ :‬بَ ْينَ َما‬
‫ِ‬ ‫ْن َع ْم ِرو ْب ِن ْال َع‬ ‫الفتن؛ لحديث عبْد هَّللا ِ ب ِ‬
‫اس قَ ْد‬ ‫نَحْ ُن َح ْو َل َر ُس و ِل هَّللا ِ ‪ِ ‬إ ْذ َذ َك َر ْالفِ ْتنَ ةَ‪ ،‬فَقَ ا َل‪« :‬إ َذا َرَأ ْيتُ ُم النَّ َ‬
‫ك بَي َْن‬ ‫َم ِر َجتْ ُع ُه و ُد ُه ْم‪َ ،‬و َخفَّتْ َأ َمانَ اتُ ُه ْم‪َ ،‬و َك انُوا َه َك َذا»‪َ .‬و َش بَّ َ‬
‫ك َج َعلَنِي هَّللا ُ‬ ‫ف َأ ْف َع ُل ِع ْن َد َذلِ َ‬ ‫ت‪َ :‬ك ْي َ‬ ‫ت ِإلَ ْي ِه فَقُ ْل ُ‬ ‫ال‪ :‬فَقُ ْم ُ‬
‫ص ابِ ِع ِه‪ ،‬قَ َ‬ ‫َأ َ‬
‫سانَ َك‪َ ،‬و ُخ ْذ بِ َما تَ ْع ِرفُ ‪َ ،‬و َد ْع‬ ‫ال‪« :‬ا ْل َز ْم بَ ْيتَكَ ‪َ ،‬وا ْملِكْ َعلَ ْيكَ لِ َ‬ ‫اك؟ قَ َ‬ ‫فِ َد َ‬
‫ص ِة نَ ْف ِسكَ ‪َ ،‬و َد ْع َع ْن َك َأ ْم َر ا ْل َعا َّم ِة»(‪.)4‬‬ ‫َما تُ ْن ِك ُر‪َ ،‬و َعلَ ْيكَ بَِأ ْم ِر َخا َّ‬
‫‪1‬‬
‫(?) أخرجه أبو داود‪ ،‬كتاب المالحم‪ ،‬باب األمر والنهي‪ ،‬برقم ‪ ،4338‬وصححه‬
‫األلباني في صحيح سنن أبي داود‪ 36 – 3/35( ،‬رقم ‪ )4338‬وفي صحيح الجامع‬
‫(رقم ‪.)1973‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) أبو داود‪ ،‬كتاب المالحم‪ ،‬باب األمر والنهي‪ ،‬برقم ‪ ،4339‬وحسنه األلباني في صحيح‬
‫سنن أبي داود‪ 36 /3( ،‬رقم ‪ ،)4339‬وقال في صحيح الترغيب والترهيب (‪ 2/578‬رقم‬
‫‪.)2316‬‬
‫‪3‬‬
‫(?) أبو داود‪ ،‬كتاب المالحم‪ ،‬باب األمر والنهي‪ ،‬برقم ‪ ،4342‬وصححه األلباني في‬
‫صحيح سنن أبي داود‪ 37 – 36( ،‬رقم ‪ )4322‬وفي صحيح الجامع (رقم ‪.)4594‬‬
‫‪4‬‬
‫(?) أبو داود‪ ،‬كتاب المالحم‪ ،‬باب األمر والنهي‪ ،‬برقم ‪ ،4343‬وقال األلباني في‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫‪ - 24‬من ش ((هد المنكر وأنكر ك ((ان كمن غ ((اب عن ((ه‪ ،‬ومن غ ((اب عنه‬
‫ي ‪َ ،‬ع ِن‬ ‫يرةَ ْال ِك ْن ِد ِ‬‫س ب ِْن َع ِم َ‬ ‫ورضيه كان كمن حضر؛ لحديث ْالعُرْ ِ‬
‫ش ِه َد َها‬ ‫ان َمنْ َ‬ ‫ض‪َ ،‬ك َ‬ ‫ت ا ْل َخ ِطيَئةُ فِي اَأل ْر ِ‬ ‫ال‪ِ« :‬إ َذا ُع ِملَ ِ‬ ‫ي ‪ ‬قَ َ‬ ‫النَّبِ ِّ‬
‫اب‬‫اب َع ْن َها‪َ ،‬و َمنْ َغ َ‬ ‫كان َك َمنْ َغ َ‬ ‫ال َم َّرةً‪َ« :‬أ ْن َك َر َها» « َ‬ ‫فَ َك ِر َه َها»‪َ .‬وقَ َ‬
‫ش ِه َد َها» ‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫ان َك َمنْ َ‬ ‫ضيَ َها َك َ‬ ‫َع ْن َها فَ َر ِ‬
‫حق عند سلطان ج((((ائر؛ لحديث َأبِي َس ِعي ٍد‬ ‫‪ - 25‬أفضل الجهاد كلمة ٍّ‬
‫ض ُل ا ْل ِج َه ا ِد َكلِ َم ةُ َع ْد ٍل ِع ْن َد‬ ‫ي ‪ ،‬قَا َل‪ :‬قَا َل َرسُو ُل هَّللا ِ ‪َ« :‬أ ْف َ‬ ‫ْال ُخ ْد ِر ِّ‬
‫ان َجاِئ ٍر»‪َ .‬أ ْو «َأ ِمي ٍر َجاِئ ٍر»(‪.)2‬‬ ‫س ْلطَ ٍ‬ ‫ُ‬
‫‪ - 26‬الم((ربي المخلص الص((ادق ال تأخ((ذه في اهلل لومة الئم؛ لحديث‬
‫الس ْم ِع َوالطَّا َع ِة‬ ‫ول هَّللا ِ ‪َ ‬علَى َّ‬ ‫ال‪ :‬بَايَ ْعنَا َر ُس َ‬ ‫ت ‪ ‬قَ َ‬ ‫ُعبَا َدةَ ْب ِن الصَّا ِم ِ‬
‫ول‬‫از َع اَأْل ْم َر َأ ْهلَهُ‪َ ،‬وَأ ْن نَقُ و َم َأ ْو نَقُ َ‬ ‫ِ‬ ‫فِي ْال َم ْن َش ِط‪َ ،‬و ْال َم ْك َر ِه‪َ ،‬وَأ ْن اَل نُنَ‬
‫ق َح ْيثُ َما ُكنَّا‪ ،‬اَل نَ َخافُ فِي هَّللا ِ لَ ْو َمةَ اَل ِئ ٍم))(‪.)3‬‬ ‫بِ ْال َح ِّ‬
‫ال‪َ (( :‬مثَ ُل ا ْلقَ اِئ ِم‬ ‫ن النَّبِ ِّي ‪ ‬قَ َ‬ ‫وعن النُّ ْع َمانِ بْنِ بَ ِش ٍ‬
‫ير َر ِض َي هَّللا ُ َع ْنهُ َما َع ِ‬
‫س فِينَ ٍة‪،‬‬ ‫اس تَ َه ُموا َعلَى َ‬ ‫َعلَى ُح دُو ِد هَّللا ِ‪َ ،‬وا ْل َواقِ ِع فِي َها‪َ ،‬ك َمثَ ِل قَ ْو ٍم ْ‬
‫س فَلِ َها‬ ‫ين فِي َأ ْ‬ ‫ان الَّ ِذ َ‬‫س فَلَ َها‪ ،‬فَ َك َ‬ ‫ض ُه ْم َأ ْ‬ ‫ض ُه ْم َأ ْعاَل َها‪َ ،‬وبَ ْع ُ‬ ‫اب بَ ْع ُ‬ ‫ص َ‬ ‫فََأ َ‬
‫ستَقَ ْوا ِمنَ ا ْل َم ا ِء َم ُّروا َعلَى َمنْ فَ ْوقَ ُه ْم‪ ،‬فَقَ الُوا‪ :‬لَ ْو َأنَّا َخ َر ْقنَا‬ ‫ِإ َذا ا ْ‬
‫ص يبِنَا َخ ْرقًا‪َ ،‬ولَ ْم نُ ْؤ ِذ َمنْ فَ ْوقَنَا‪ ،‬فَ ِإنْ يَ ْت ُر ُك و ُه ْم َو َما َأ َرادُوا‬ ‫فِي نَ ِ‬
‫َهلَ ُكوا َج ِمي ًعا‪َ ،‬وِإنْ َأ َخ ُذوا َعلَى َأ ْي ِدي ِه ْم نَ َج ْوا‪َ ،‬ونَ َج ْوا َج ِمي ًعا)) ‪.‬‬
‫(‪)4‬‬

‫صحيح سنن أبي داود‪(( :37 /3 ،‬حسن صحيح))‪ .‬وصححه في صحيح الجامع (رقم‬
‫‪ )4594 ،563‬وفي السلسلة الصحيحة (رقم ‪.)206 ،205‬‬
‫‪1‬‬
‫(?) أخرجه‪ t‬أبو داود‪ ،‬كتاب المالحم‪ ،‬باب األمر والنهي‪ ،‬برقم ‪ ،4345‬وحسنه األلباني‬
‫في صحيح سنن أبي داود‪ 38 /3( ،‬رقم ‪.)4345‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) أخرجه‪ t‬أبو داود‪ ،‬كتاب المالحم‪ ،‬باب األمر والنهي‪ ،‬برقم ‪ ،4345‬وصححه‬
‫األلباني في صحيح سنن أبي داود‪ 37 /3( ،‬رقم ‪.)4344‬‬
‫‪3‬‬
‫(?) أخرجه البخاري‪ ،‬واللفظ له‪ ،‬كتاب األحكام‪ ،‬باب كيف يبايع اإلمام الناس‪ ،‬برقم‬
‫‪ ،7199‬ومسلم‪ ،‬كتاب اإلمارة‪ ،‬باب وجوب طاعة األمراء في غير معصية‪ ،‬وتحريمها‬
‫في المعصية‪ ،‬برقم ‪.)1709( -43‬‬
‫‪4‬‬
‫(?) أخرجه البخاري‪ ،‬كتاب الشركة‪ ،‬باب هل يقرع في القسمة واالستهام فيه‪ ،‬برقم‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫‪ - 27‬أمر الن ( ((بي ‪ ‬بض ( ((رب األوالد على الص ( ((الة لعش ( ((ر؛ لح ديث‬
‫ال َر ُس و ُل هَّللا ِ ‪ُ « :‬م ُروا‬ ‫ال‪ :‬قَ َ‬ ‫ب َع ْن َأبِي ِه َع ْن َج ِّد ِه قَ َ‬ ‫َع ْم ِرو ب ِْن ُش َع ْي ٍ‬
‫اض ِربُو ُه ْم َعلَ ْي َها َو ُه ْم‬ ‫ين‪َ ،‬و ْ‬ ‫س نِ َ‬ ‫س ْب ِع ِ‬ ‫الص الَ ِة َو ُه ْم َأ ْبنَ ا ُء َ‬‫َأ ْوالَ َد ُك ْم بِ َّ‬
‫اج ِع»(‪.)1‬‬ ‫ض ِ‬ ‫ين‪َ ،‬وفَ ِّرقُوا بَ ْينَ ُه ْم فِى ا ْل َم َ‬ ‫سنِ َ‬ ‫ش ِر ِ‬ ‫َأ ْبنَا ُء َع ْ‬
‫رعيته؛لحديث َعبْدِهَّللا ِ ب ِ‬
‫ْن‬ ‫راع مسؤول عن ّ‬ ‫كل ٍ‬ ‫بين النبي ‪ ‬أن ّ‬ ‫‪ّ - 28‬‬
‫ول هَّللا ِ ‪ ‬يَقُ و ُل‪ُ ((:‬كلُّ ُك ْم َر ٍ‬
‫اع َو ُكلُّ ُك ْم‬ ‫ْت َر ُس َ‬ ‫ُع َم َر َر ِض َي هَّللا ُ َع ْنهُ َمايَقُو ُل‪َ :‬س ِمع ُ‬
‫سؤُو ٌل عَنْ َر ِعيَّتِ ِه‪َ ،‬وال َّر ُج ُل‬ ‫اع َو َم ْ‬
‫سؤُو ٌل عَنْ َر ِعيَّتِ ِه‪ :‬اِإْل َم ا ُم َر ٍ‬ ‫َم ْ‬
‫ت‬ ‫اعيَ ةٌ فِي بَ ْي ِ‬ ‫سؤُو ٌل عَنْ َر ِعيَّتِ ِه‪َ ،‬وا ْل َم ْرَأةُ َر ِ‬ ‫اع فِي َأ ْهلِ ِه َو ُه َو َم ْ‬ ‫َر ٍ‬
‫س يِّ ِد ِه‬ ‫اع فِي َم ا ِل َ‬ ‫سؤُولَةٌ عَنْ َر ِعيَّتِ َها‪َ ،‬وا ْل َخ ا ِد ُم َر ٍ‬ ‫َز ْو ِج َها َو َم ْ‬
‫اع فِي‬ ‫ال‪َ (( :‬وال َّر ُج ُل َر ٍ‬ ‫ْت َأ ْن قَ ْد قَ َ‬ ‫ال‪َ :‬و َح ِسب ُ‬ ‫سؤُو ٌل عَنْ َر ِعيَّتِ ِه))‪ ،‬قَ َ‬ ‫َو َم ْ‬
‫ه))‬ ‫سؤُو ٌل عَنْ َر ِعيَّتِ ِ‬ ‫اع َو َم ْ‬‫سؤُو ٌل عَنْ َر ِعيَّتِ ِه‪َ ،‬و ُكلُّ ُك ْم َر ٍ‬ ‫ال َأبِي ِه َو َم ْ‬ ‫( َم‪ِ )2‬‬
‫‪.‬‬
‫‪ - 29‬نهى ‪ ‬عن الجلد أكثر من عشر جل((دات في الت((أديب إال في حد‬
‫ان النَّبِ ُّي ‪ ‬يَقُ و ُل‪(( :‬اَل يُ ْجلَ ُد‬ ‫من حدود هّللا ؛ لحديث َأبِي بُرْ دةَ ‪ ‬قَا َل‪َ :‬ك َ‬
‫ت ِإاَّل فِي َح ٍّد ِمنْ ُحدُو ِد هَّللا ِ))(‪.)3‬‬ ‫ش ِر َجلَ َدا ٍ‬ ‫ق َع ْ‬ ‫فَ ْو َ‬
‫‪ - 30‬أمر الن ((بي ‪ ‬بتعليق الس ((وط تأديب( (اً لمن ي ((راه من األه ((ل‪ ،‬فعن‬
‫يث‬‫الس ْوطَ َح ُ‬ ‫ابن عب اس َرض َِي اللَُّه َعْن ُه َم ا ورفعه إلى الن بي ‪َ (( :‬علِّقُ وا َّ‬
‫‪.2493‬‬
‫‪1‬‬
‫(?) أخرجه أبو داود‪ ،‬كتاب الصالة‪ ،‬باب متى يؤمر الغالم بالصالة‪ ،‬برقم ‪ ،494‬و‪،495‬‬
‫ومسند أحمد‪ ،284 /11 ،‬وابن أبي شيبة ‪ ،1/304‬برقم ‪ ،3482‬والحاكم‪،1/311 ،‬‬
‫برقم ‪ ،708‬وأبو نعيم في الحلية‪ ،،10/26 ،‬والبيهقى في السنن الكبرى‪،2/228 ،‬‬
‫وحسنه األرناؤوط في تعليقه‪ t‬على المسند‪ .284 /11 ،‬وقال األلباني في صحيح سنن‬
‫أبي داود (‪ 145 – 1/144‬رقم ‪ :)495‬حسن صحيح‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) أخرجه البخاري‪ ،‬كتاب الجمعة‪ t،‬باب الجمعة‪ t‬في القرى والمدن‪ ،‬برقم ‪،893‬‬
‫ومسلم‪ ،‬كتاب اإلمارة‪ ،‬باب فضيلة اإلمام العادل‪ ،‬وعقوبة الجائر‪ ،‬والحث على الرفق‬
‫بالرعية‪ ،‬والنهي عن إدخال المشقة عليهم‪ ،‬برقم ‪.1829‬‬
‫‪3‬‬
‫(?) أخرجه البخاري‪ ،‬كتاب الحدود‪ ،‬باب كم التعزير واألدب‪ ،‬برقم ‪ ،6848‬ومسلم‪،‬‬
‫كتاب الحدود‪ ،‬باب قدر أسواط التعزير‪ ،‬برقم ‪.1708‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫ت‪ ،‬فًِإنَّهُ لَ ُه ْم أ َد ٌ‬
‫ب))(‪.)1‬‬ ‫يَ َراهُ أ ْه ُل البَ ْي ِ‬
‫‪‬‬ ‫‪ - 31‬أمر الن(((بي ‪ ‬بإخافة األهل في اهلل تع(((الى‪ ،‬فعن أبي الدرداء‬
‫طعت‬ ‫قال‪ :‬أوصاني رسول هللا ‪ ‬بتسع‪(( :‬ال تش رك باهلل ش يئاً‪ ،‬وإن ُق ِّ‬
‫تعمدا‬
‫دا‪ ،‬ومن تركها ُم ِّ‬ ‫أو حُِّرْقت‪ ،‬وال تتركنَّ الص الةَ المكتوبةَ ُمتعمِّ ً‬
‫وأط ْع‬‫كل ش َرٍّ‪ِ ،‬‬ ‫اح ِّ‬ ‫الذَّمة‪ ،‬وال تش ربنَّ الخمرَ؛ فإنها مفت ُ‬ ‫برئت منه ِّ‬
‫عن‬ ‫ج لهما‪ ،‬وال ُتن ازِ َ‬ ‫ج من دنياك ف اخُْر ْ‬ ‫خُر َ‬
‫والديكَ‪ ،‬وإن أمراك أن َت ْ‬ ‫ْ‬
‫الزحفِ‪ ،‬وإن هََلْكت‬ ‫ك أنتَ‪ ،‬وال َت ْف ُرْر من َّ‬ ‫الة األمرِ‪ ،‬وإن رأيتَ َّأن َ‬ ‫ُو َ‬
‫اك على‬ ‫عص َ َ‬
‫ترفع َ‬
‫ْ‬ ‫ق من طَْوِلكَ على أهلِكَ‪ ،‬وال‬ ‫أصحابكَ‪ ،‬وأنفِ ْ‬
‫ُ‬ ‫َوَفَّر‬
‫اللِه ‪.)3())‬‬‫أهِلكَ(‪ ،)2‬وأخِْفهُْم في َّ‬ ‫ْ‬
‫‪1‬‬
‫(?) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير‪ ،285 / 10 ،‬برقم ‪ ،10672‬وحسنه الهيثمي‬
‫وحسنه األلباني في سلسلة األحاديث الصحيحة‪/3 ،‬‬ ‫في مجمع الزوائد‪ّ .106 /8 ،‬‬
‫‪ ،432‬برقم ‪ .1447‬ولفظه في تهذيب اآلثار للطبري‪ 411 / 1 ،‬بلفظ‪ « :‬علق سوطك‬
‫ُما مرفوعاً‬
‫اللهُ َعْنه َ‬
‫حيث يراه الخادم))‪ .‬وعند أبي نعيم‪ ،332 /7 ،‬عن ابن عمر َرضَِي َّ‬
‫بلفظ‪(( :‬علقوا السوط حيث يراه أهل البيت))‪ ،‬وحسنه األلباني في سلسلة األحاديث‬
‫الصحيحة‪،‬‬
‫‪ ،431 /3‬برقم ‪.1446‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) ال ترفع عص‪tt‬اك على أهلك‪ ،‬الجمع بين مع‪tt‬نى الح‪tt‬ديث‪( :‬ال ترفع عص‪tt‬اك على أهلك)‪،‬‬
‫وفي رواي‪tt t‬ة‪( :‬ال ت‪tt t‬رع عص‪tt t‬اك عن أهل‪tt t‬ك) روايت‪tt t‬ان ص‪tt t‬حيحتان‪ :‬أما على رواي‪tt t‬ة‪(( :‬وال ترفع‬
‫فنهي عن ض‪tt‬رب الم‪tt‬رأة‪ ،‬بل كل من يك‪tt‬ون تحت رئاس‪tt‬ته في ال‪tt‬بيت‪ :‬من‬ ‫عص‪tt‬اك على أهلك)) ٌ‬
‫الزوجة والول ‪tt‬د‪ ،‬والخ ‪tt‬ادم بغ ‪tt‬ير ح ‪tt‬ق‪ ،‬وقد ورد أن الن ‪tt‬بي ‪ ‬ق ‪tt‬ال في ال ‪tt‬ذين ض ‪tt‬ربوا نس ‪ٍ t‬‬
‫‪t‬اءهم‪:‬‬
‫((ليس أولئك بخي‪tt‬اركم)) [أخرجه أبو داود في كت‪tt‬اب النك‪tt‬اح‪ ،‬ب‪tt‬اب في ض‪tt‬رب النس‪tt‬اء رقم‬
‫‪ ،2146‬وصححه األلباني في صحيح سنن أبي داود‪.]1/597 ،‬‬
‫وأما على رواية أحمد وغ‪tt‬يره‪(( :‬ال ترفع عص‪tt‬اك عن أهلك)) ف‪tt‬المراد به الض‪tt‬رب بح‪tٍّ t‬ق كما‬
‫ض‪ِ t‬ربُ ُ‬
‫وه َّن‬ ‫اج ِع َوا ْ‬ ‫وه َّن فِي ال َْم َ‬
‫ض‪ِ t‬‬ ‫وز ُه َّن فَ ِعظُ‪ُ t‬‬
‫‪t‬وه َّن َو ْاه ُج‪tُ t‬ر ُ‬ ‫{والالَّتِي تَ َخ‪tt‬افُو َن نُ ُ‬
‫ش‪َ t‬‬ ‫في قوله تع‪tt‬الى‪َ :‬‬
‫فَ‪ِt‬إ ْن َأطَ ْعنَ ُك ْم فَالَ َت ْبغُ‪tt‬واْ َعلَْي ِه َّن َس‪t‬بِيالً } [النس‪t‬اء‪ ،]34 :‬انظ‪t‬ر‪ :‬فضل اهلل الص‪tt‬مد في توض‪t‬يح‬
‫األدب المفرد‪ ،‬لفضل اهلل الجيالني (‪.)1/81‬‬
‫‪3‬‬
‫(?) أخرجه البخاري في األدب المفرد‪ ،20 ،‬برقم ‪ ،18‬وحسنه األلباني في صحيح‬
‫األدب المفرد‪ ،‬ص‪ ،9‬برقم ‪.14‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫‪ - 32‬إذا اح((تيج إلى الض((رب فال يك((ون ُم ِّبرح((اً؛ لحديث جابر ‪ ‬في‬
‫بيان خطبة النبي ‪ ‬يوم عرفة في عرفات‪ ،‬وفي ه‪...(( :‬ف اتقوا هللا في‬
‫النس اء؛ ف إنكم أخ ذتموهنَّ بأم ا ِن هللا‪ ،‬واس تحللتم فُ روجهنَّ بكلمة‬
‫فعلن‬
‫َ‬ ‫وطْئن فُ ُرش كم أح داً تكرهون ه‪ ،‬ف إن‬ ‫هللا‪ ،‬ولكم عليهنَّ أن ال يُ ِ‬
‫برح‪ . ))...‬والض رب الم ب ِّرح‪ :‬هو‬
‫(‪)1‬‬
‫فاض ِربُوهنَّ ض ربا ً َغ َ‬
‫ير م ِّ‬
‫الضرب الشديد الشاق‪ ،‬والمعنى اض ربوهن ض ربا ً ليس بش ديد وال‬
‫شاق‪ ،‬والبَ َرح‪ :‬المشقة(‪.)2‬‬
‫‪ - 33‬إص ( ((الح األهل واألوالد قبل إص ( ((الح الن ( ((اس‪ :‬ك ان عمر بن‬
‫الخطاب ‪ ‬مع أهله قويًّا‪ ،‬فكان إذا أراد أن يأمر المس لمين بش يء أو‬
‫ينهاهم عن شيء مما فيه‪ :‬صالحهم‪ ،‬ونجاحهم‪ ،‬وفالحهم‪ ،‬بدأ بأهله‪،‬‬
‫وتق َّدم إليهم بالوعظ لهم‪ ،‬والوعيد على خالفهم أم ره‪ ،‬فعن س الم بن‬
‫عبدهللا بن عمر ق ال‪(( :‬ك ان عمر إذا ص عد المن بر فنهى الن اس عن‬
‫شيء جمع أهله‪ ،‬فقال‪ :‬إني نهيت الن اس عن ك ذا وك ذا‪ ،‬وإن الن اس‬
‫ينظ رون إليكم نظر الط ير إلى اللحم‪ ،‬وأقسم باهلل ال أجد أح داً منكم‬

‫وهو في ش‪tt‬عب اإليم‪tt‬ان‪ ،270 t / 10،‬والمس‪tt‬تدرك‪ ،41 t / 4 ،‬والس‪tt‬نن الك‪tt‬برى لل‪tt‬بيهقي‪،‬‬


‫‪ ،7/304‬والمعجم الكبير للطبراني‪ ،190 t/ 24،‬وتهذيب الآثار مس‪tt‬ند عمر بن الخط‪tt‬اب‪،‬‬
‫‪ 411 t /1‬بلف‪tt‬ظ‪(( :‬وال ترفع عص‪tt‬اك عنهم‪ ،‬أخفهم هلل))‪ .‬وأيض ‪t‬اَ في ‪ ،415 t / 1‬بلف‪tt‬ظ‪:‬‬
‫((ال ترفع عص‪t‬اك عن أهلك))‪ ،‬ق‪t‬ال‪ :‬فك‪t‬ان يش‪t‬تري س‪t‬وطاً فيعلقه‪ t‬في قبت‪t‬ه‪ ،‬لتنظر إليه امرأته‬
‫وأهله‪ .‬ومسند عبد بن حميد‪ 462 / 1 ،‬عن أم أيمن أنها سمعت رسول اهلل ‪ ‬يوصي بعض‬
‫أهله فق‪tt‬ال‪(( :‬ال تش‪tt‬رك باهلل ش‪tt‬يئا‪ ،‬وإن قطعت أو ح‪tt‬رقت بالن‪tt‬ار‪ ،‬وال تفر ي‪tt‬وم الزحف‪ ،‬ف‪tt‬إن‬
‫أصاب الناس موت وأنت فيهم ف‪t‬اثبت‪ ،‬وأطع وال‪t‬ديك‪ ،‬وإن أم‪tt‬راك أن تخ‪tt‬رج من مالك‪ ،‬وال‬
‫ت‪tt‬ترك الص‪tt‬الة متعم‪tt‬داً‪ ،‬فإنه من ت‪tt‬رك الص‪tt‬الة متعمداً فقد ب‪tt‬رئت من ‪t‬ه ذمة اهلل‪ ،‬إي‪tt‬اك والخمر‪،‬‬
‫فإنها مفت‪tt‬اح كل شر‪ ،‬والمعص‪tt‬ية فإنها تس‪tt‬خط اهلل‪ ،‬وال تن‪tt‬ازع األمر أهله وإن رأيت أن لك‪،‬‬
‫أنفق على أهلك من طولك‪ ،‬وال ترفع عص ‪tt‬اك عنهم وأخفهم في اهلل ‪ ،‬ق‪ttt‬ال عم‪ttt‬رو ثنا غ‪ttt‬ير‬
‫سعيد أن الزهري قال كان الموصى بهذه الوصية ثوبان‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫(?) مسلم‪ ،‬كتاب الحج‪ ،‬باب حجة النبي ‪ ،‬برقم (‪.)1216‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) شرح النووي على صحيح مسلم‪.184 /8 ،‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫فعله إال أضعفت عليه العقوبة)) (‪.)1‬‬


‫وال شك أن هللا تعالى أعز اإلس الم بعمر بن الخط اب ‪‬؛ وله ذا‬
‫قال عبدهللا بن مسعود ‪(( :‬ما زلنا أعزة منذ أسلم عمر)) (‪.)2‬‬
‫وما فعله أمير المؤم نين عمر ‪ ‬في ه ذا الت أديب العظيم الحكيم‬
‫ألهله‪ :‬من أعظم مواقف التربيةالحكيمة بالقوة؛ ألن الناس ينظ رون‬
‫إلى المربِّي والداعية‪ ،‬ومدى تطبيقه العملي والقولي لما ي دعو إلي ه‪،‬‬
‫كما ينظرون إلى تطبيقه ذلك على أهله ومن تحت يده(‪.)3‬‬
‫ثانياً‪ :‬أسباب استخدام القوة في التأديب مع عصاة المسلمين‪:‬‬
‫كما أن من الحكمة في الدعوة إلى هللا استخدام القوة مع الكفار‬
‫عند الحاجة إليها؛ فإن مراتب الدعوة والتأديب بحسب مراتب‬
‫يل َربِّكَ بِا ْل ِح ْك َم ِة َوا ْل َم ْو ِعظَ ِة‬‫سبِ ( ِ‬
‫ع ِإلِى َ‬ ‫البشر‪ ،‬قال هللا تعالى‪{ :‬ا ْد ُ‬
‫سنُ } وقال تعالى‪َ { :‬والَ تُ َجا ِدلُوا‬ ‫)‬ ‫‪4‬‬
‫سنَ ِة َو َجا ِد ْل ُهم بِالَّتِي ِه َي َأ ْح َ‬ ‫ا ْل َح َ‬
‫ين ظَلَ ُموا ِم ْن ُه ْم} (‪.)5‬ف ُعلِ َم‬ ‫سنُ ِإالَّ الَّ ِذ َ‬‫ب ِإالَّ بِالَّتِي ِه َي َأ ْح َ‬ ‫َأ ْه َل ا ْل ِكتَا ِ‬
‫بذلك أن مراتب الدعوة إلى هللا بحسب مراتب البشر‪ :‬أربع مراتب‪:‬‬
‫المرتبة( األولى الحكمة‪ :‬وتكون للمستجيب الذكي القابل للحق‬
‫الذي ال يعاند‪ ،‬فهذا يُبيَّن له الحق‪ :‬علماً‪ ،‬وعمالً‪ ،‬واعتقاداً؛ فإنه يقبله‬
‫ويعمل به‪.‬‬
‫المرتبة( الثانية‪ :‬الموعظة الحسنة‪ ،‬وتكون للقابل للحق المعترف‬
‫به‪ ،‬ولكن عنده غفلة وتأخر‪ ،‬وشهوات تص ّده عن الحق‪ ،‬فهذا يُدعى‬

‫‪1‬‬
‫(?) انظر‪ :‬تاريخ األمم والملوك لإلمام الطبري (‪ ،)2/68‬والكامل في التاريخ البن األثير‬
‫(‪ ،)3/31‬والتاريخ اإلسالمي لمحمود شاكر (‪ ،)3/404‬وأعالم المسلمين للبيطار (‬
‫‪.)2/54‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) البخاري‪ ،‬كتاب فضائل الصحابة‪ ،‬باب مناقب عمر‪( ،‬برقم ‪ ،)3684‬وكتاب مناقب‬
‫األنصار (برقم ‪.)3863‬‬
‫‪3‬‬
‫(?) الحكمة في الدعوة إلى اهلل‪ ،‬للمؤلف‪( ،‬ص ‪.)357 – 356‬‬
‫‪4‬‬
‫(?) سورة النحل‪ ،‬اآلية‪.125 :‬‬
‫‪5‬‬
‫(?) سورة العنكبوت‪ ،‬اآلية‪.46 :‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫بالموعظة الحسنة‪ ،‬المشتملة على الترغيب في الحق‪ ،‬والترهيب‬


‫من الباطل‪.‬‬
‫المرتبة( الثالثة‪ :‬الجدال بالتي هي أحسن‪ ،‬وتكون للمعاند الجاحد‪،‬‬
‫يجادل بالتي هي أحسن‪.‬‬
‫المرتبة( الرابعة‪ :‬استخدام القوة‪ ،‬وتكون لمن ظلم‪ ،‬وعاند‪ ،‬ولم‬
‫يرجع إلى الحق؛ فإنه ينتقل معه إلى استخدام القوة إن أمكن(‪.)1‬‬
‫فكذلك تستخدم مع من يحتاجها من المسلمين الذين لم ينتفعوا‬
‫بالمواعظ من الترغيب والترهيب‪ ,‬ولم يستفيدوا من حكمة القول‬
‫التصويرية ‪ :‬من ضرب األمثال‪ ,‬ولفت األنظار إلى الصور‬
‫المعنوية‪ :‬كصفات المؤمنين وآثارها ‪ ,‬ولفت األنظار والقلوب إلى‬
‫اآلثار المحسوسة‪ :‬كاألمر بالسير في األرض‪ ,‬والنظر فيما حل‬
‫بالمكذبين من الدمار والهالك ‪.‬‬
‫فإذا لم يؤثر ما تقدم في عصاة المؤمنين فإن استخدام القوة حينئ ٍذ‬
‫من الحكمة ؛ ألن القوة كالعملية الجراحية للمريض إذا لم ينفع في‬
‫عالج مرضه غيرها‪ ,‬فتستخدم عند الحاجة إليها بشرط االلتزام‬
‫بالشروط والضوابط الشرعية ‪.‬‬
‫واستخدام القوة في هذه المرحلة يتنوع ويختلف باختالف‬
‫الداعية المربِّي والمدعو‪ ،‬واألحوال واألزمان واألماكن‪ ،‬وإمكانية‬
‫استخدام القوة مع أمن الوقوع في المفاسد؛ فإن النبي ‪ r‬شرع ألمته‬
‫الدعوة إلى هللا ‪ -‬تعالى ‪ -‬وإيجاب إنكار المنكر ؛ ليحصل بإنكاره‬
‫من المعروف ما يحبه هللا ورسوله ‪ ,‬فإذا كان إنكار المنكر يستلزم‬
‫ما هو أنكر منه‪ ,‬وأبغض إلى هللا ورسوله؛ فإنه ال يسوغ إنكاره‪,‬‬
‫وإن كان هللا يبغضه ويمقت أهله‪ ,‬وهذا‪ :‬كاإلنكار على الملوك‪،‬‬
‫والوالة بالخروج عليهم ؛ فإنه أساس كل شر وفتنة إلى آخر الدهر‪,‬‬
‫وقد « استأذن الصحابة رضي هللا عنهم رسول هللا ‪ r‬في قتال األمراء‬
‫الذين يؤخرون الصالة عن وقتها ‪ ,‬وقالوا‪ :‬أفال نقاتلهم؟ فقال‪(( :‬ال ما‬

‫‪1‬‬
‫(?) انظر‪ :‬الحكمة‪ t‬في الدعوة إلى اهلل (ص ‪ )808‬للمؤلف‪.‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫أقاموا الصالة)) (‪ ،)1‬وقال ‪« :‬من رأى من أميره شيئا ً يكرهه‬


‫فليصبر [ وال ينزعن يداً من طاعة]»(‪. )2‬‬
‫ومن تأمل ما جرى على اإلسالم في الفتن الكبار والصغار رآها‬
‫من إضاعة هذا األصل‪ ،‬وعدم الصبر على منكر ؛ فطلب إزالته‪،‬‬
‫فتولد منه ما هو أكبر منه وأنكر؛ ولهذا كان رسول هللا ‪ r‬يترك‬
‫بعض األمور المختارة‪ ،‬ويصبر على بعض المفاسد خوفا ً من أن‬
‫يترتب على ذلك مفسدة أعظم؛ ولهذا لما فتح هللا مكة وصارت دار‬
‫إسالم عزم على نقض بناء البيت ور ّده على قواعد إبراهيم‪ ،‬ولكن‬
‫منعه من ذلك ‪-‬مع قدرته عليه‪ -‬خشية وقوع ما هو أعظم منه‪ ،‬من‬
‫عدم احتمال قريش لذلك ؛ لقرب عهدهم باإلسالم‪ ،‬وكونهم حديثي‬
‫عهد بكفر‪ ،‬ولهذا لم يأذن في قتل عبد هللا بن أب ّي‪ ،‬ولم يأذن في‬
‫اإلنكار على األمراء باليد‪ ،‬لما يترتب على ذلك من وقوع ما هو‬
‫أعظم منه(‪.)3‬‬
‫ثالثاً‪ :‬الكلمة القوية والفعل الحكيم‪:‬‬
‫‪ - 1‬عن ابن عباس رضي هللا عنهما « أن رسول هللا ‪ r‬رأى خاتما ً‬
‫من ذهب في يد رجل فنزعه فطرحه‪ ،‬وقال ‪(( :‬يعمد أحدكم إلى‬
‫جمرة من نار فيجعلها في يده))! فقيل للرجل بعدما ذهب رسول هللا‬
‫‪(( :r‬خذ خاتمك انتفع به))‪ .‬قال‪ :‬ال وهللا ال آخذه أبداً وقد طرحه‬
‫رسول هللا ‪.)4( r‬‬
‫‪ - 2‬وعن أبي هريرة ‪« ‬أن رسول هللا ‪ r‬م َّر على صبرة طعام‬
‫فأدخل يده فيها فنالت أصابعه بلالً‪ ،‬فقال‪" :‬ما هذا يا صاحب‬
‫‪1‬‬
‫(?) مسلم‪ ،‬كتاب اإلمارة‪ ،‬باب خيار األئمة وشرارهم (‪ ،)3/1482‬برقم ‪ ،1855‬وأحمد‬
‫بلفظه (‪.)29 – 3/28‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) مسلم‪ ،‬كتاب اإلمارة‪ ،‬باب وجوب مالزمة جماعة المسلمين عند ظهور الفتن برقم ‪،1849‬‬
‫( ‪ ،)3/1477‬وباب خيار األئمة وشرارهم ( ‪ ،)3/1482‬واللفظ من الموضعين‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫(?) انظر‪ :‬إعالم الموقعين البن القيم ( ‪ ،)16 – 3/15‬وشرح النووي ( ‪.)16/139‬‬
‫‪4‬‬
‫(?) مسلم‪ ،‬كتاب اللباس‪ ،‬باب تحريم خاتم الذهب على الرجال ( ‪( )3/1655‬رقم ‪.)2090‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫الطعام؟)) قال ‪ :‬أصابته السماء يا رسول هللا‪ ،‬قال ‪(( :‬أفال جعلته‬
‫فوق الطعام كي يراه الناس ؟ من غش فليس مني)) (‪.)1‬‬
‫‪ - 3‬وعن عائشة رضي هللا عنها أنها اشترت نمرقة(‪ )2‬فيها تصاوير‬
‫فقام النبي ‪ r‬بالباب فلم يدخل‪ ،‬فقلت‪ :‬أتوب إلى هللا ماذا أذنبت ؟‬
‫قال‪(( :‬ما هذه النمرقة؟)) قلت‪ :‬لتجلس عليها وتوسّدها قال‪(( :‬إن‬
‫أصحاب هذه الصور يعذبون يوم القيامة‪ ،‬يقال لهم‪ :‬أحيوا ما‬
‫خلقتم! وإن المالئكة ال تدخل بيتا فيه صورة)) ‪.‬‬
‫(‪)3‬‬

‫‪ - 4‬وعنها رضي هللا عنها‪ « :‬قدم رسول هللا ‪ r‬من سفر وقد سترت‬
‫بقرام لي(‪)4‬على سهوة(‪)5‬فيها تماثيل(‪)6‬فلما رآه رسول هللا ‪ r‬هتكه‪،‬‬
‫وقال‪(( :‬إن أشد الناس عذابا ً يوم القيامة الذين يضاهون بخلق‬
‫هللا" ‪ .‬قالت‪ :‬فجعلناه وسادة أو وسادتين)) (‪.)7‬‬
‫‪ - 5‬وعن عبد هللا بن عمر رضي هللا عنهما قال‪« :‬بينما النبي ‪ r‬يصلي‬
‫رأى في قبلة المسجد نخامة فحكها بيده‪ ،‬فتغيظ ثم قال‪(( :‬إن أحدكم إذا‬
‫كان في الصالة فإن هللا حيال وجهه فال يتنخمن حيال وجهه في‬

‫‪1‬‬
‫(?) مسلم‪ ،‬كتاب اإليمان‪ ،‬باب قوله ‪ -‬صلى اهلل عليه وسلم ‪ :-‬من غشنا فليس منا ( ‪)1/99‬‬
‫(رقم ‪.)102‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) النمرقة‪ :‬قيل هي الوسائد التي يضم بعضها إلى بعض‪ ،‬وقيل‪ :‬هي الوسائد التي يجلس عليها‪.‬‬
‫انظر‪ :‬الفتح ( ‪ ،)10/339‬وشرح النووي ( ‪.)14/90‬‬
‫‪3‬‬
‫(?) البخاري مع الفتح‪ ،‬كتاب اللباس‪ ،‬باب من كره القعود على الصورة ( ‪( )10/389‬رقم‬
‫‪ ،)5957‬ومسلم‪ ،‬كتاب اللباس‪ ،‬باب تحريم تصوير صورة الحيوان (رقم ‪.)85 ( )2106‬‬
‫‪4‬‬
‫(?) القرام‪ :‬ستر فيه رقم ونقش‪ .‬انظر‪ :‬شرح النووي ( ‪ ،)14/88‬وفتح الباري ( ‪.)10/387‬‬
‫‪5‬‬
‫(?) قيل بيت صغير علقت عائشة رضي اهلل عنها الستر على بابه‪ ،‬وقيل‪ :‬الكوة‪ ،‬وقيل‪ :‬الرف‪.‬‬
‫ورجح القول األول الحافظ في فتح الباري ( ‪ .)10/387‬وانظر‪ :‬شرح النووي ( ‪.)14/88‬‬
‫‪6‬‬
‫(?) التصاوير‪ .‬انظر‪ :‬الفتح ( ‪ ،)10/387‬وشرح النووي ( ‪.)14/88‬‬
‫‪7‬‬
‫(?) البخاري مع الفتح‪ ،‬كتاب اللباس‪ ،‬باب ما وطئ من التصاوير ( ‪( )10/387‬رقم ‪،)5954‬‬
‫ومسلم‪ ،‬كتاب اللباس والزينة‪ ،‬باب تحريم صور الحيوان وما فيه صور غير ممتهنة ( ‪،)3/1667‬‬
‫(رقم ‪.)92 ( )2106‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫الصالة »(‪.)1‬‬
‫فهذه كلمات حكيمة قوية مؤثرة تصحبها الحكمة الفعلية‪ ،‬وما‬
‫ذلك إال ألن النبي ‪ r‬أسوة الدعاة إلى هللا‪ ،‬فقد قال ‪« : r‬من رأى‬
‫منكم منكراً فليغيره بيده‪ ،‬فإن لم يستطع فبلسانه‪ ،‬فإن لم يستطع‬
‫فبقلبه‪ ،‬وذلك أضعف اإليمان»(‪.)2‬‬
‫‪ - 6‬وعن عائشة رضي هللا عنها قالت ‪« :‬ما ُخيِّ َر رسول هللا ‪ r‬بين‬
‫أمرين إال أخذ أيسرهما ما لم يكن إثماً؛ فإن كان إثما كان أبعد‬
‫الناس منه‪ ،‬وما انتقم رسول هللا ‪ r‬لنفسه إال أن تنتهك حرمة هللا‬
‫فينتقم هلل بها»(‪.)3‬‬
‫رابعاً‪ :‬التهديد الحكيم والوعيد بالعقوبة‪:‬‬
‫قال رسول هللا ‪ « :r‬إن أثقل صالة على المنافقين صالة‬
‫العشاء‪ ،‬وصالة الفجر‪ ،‬ولو يعلمون ما فيهما ألتوهما ولو حبواً‪،‬‬
‫ولقد هممت أن آمر بالصالة فتقام ثم آمر رجالً فيصلي بالناس‪ ،‬ثم‬
‫أنطلق معي برجال معهم حزم من حطب إلى قوم ال يشهدون‬
‫الصالة فأحرق عليهم بيوتهم بالنار »(‪.)4‬‬
‫وفي هذا الحديث التخويف بتقديم الوعيد والتهديد على العقوبة‪،‬‬
‫والسر في ذلك‪ -‬وهللا أعلم‪ -‬أن المفسدة إذا ارتفعت باألهون من‬
‫الزجر اكتفي به عن األعلى من العقوبة(‪ ،)5‬وهذا من حكمته ‪ r‬فقد‬
‫‪1‬‬
‫(?) البخاري مع الفتح‪ ،‬كتاب األدب‪ ،‬باب ما يجوز من الغضب والشدة ألمر اهلل (‬
‫‪( )10/517‬رقم ‪.)6111‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) مسلم‪ ،‬كتاب اإليمان‪ ،‬باب بيان كون النهي عن المنكر من اإليمان ( ‪( )1/69‬رقم ‪.)49‬‬
‫‪3‬‬
‫(?) البخاري مع الفتح‪ ،‬كتاب المناقب‪ ،‬باب صفة النبي ‪ -‬صلى اهلل عليه وسلم ‪6/566 ( -‬‬
‫)‪( )186 ،12/86 ( ،‬برقم ‪.)3560‬‬
‫‪4‬‬
‫(?) البخاري مع الفتح‪ ،‬كتاب األذان‪ ،‬باب وجوب صالة الجماعة ( ‪( )2/125‬برقم ‪،)644‬‬
‫ومسلم‪ ،‬كتاب المساجد ومواضع الصالة‪ ،‬باب فضل صالة الجماعة وبيان التشديد في التخلف‬
‫عنها ( ‪( )1/451‬رقم ‪.)252 ( )651‬‬
‫‪5‬‬
‫(?) انظر‪ :‬فتح الباري ( ‪.)2/130‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫خ َّوف وزجر عن التخلف عن صالة الجماعة بهذا الوعيد والهم‬


‫بالتعذيب‪ ،‬فللداعية الحكيم القادر أن يستخدم التخويف بالعقوبة‬
‫الجائزة شرعاً‪ ،‬أما التعذيب بالنار فقد نسخ(‪.)1‬‬
‫وال بد في التهديد والوعيد بالعقوبة من مراعاة الشروط‬
‫والضوابط الشرعية‪ ،‬واألصول التي دل عليها كتاب هللا وسنة رسوله‬
‫‪.r‬‬
‫وهذه الشروط‪ ،‬والضوابط‪ ،‬واألصول تجعل الداعية المربِّي في‬
‫سالمة من الزلل‪ ،‬فال ينكر منكراً ويقع ما هو أنكر منه‪ ،‬وال يسعى‬
‫في جلب مصلحة ويفوت ما هو أعظم منها ؛ فإن من أعظم الحكم‬
‫في الدعوة إلى هللا دفع المفاسد وجلب المصالح‪ ،‬فإن تعارضت‬
‫المصالح والمفاسد دفعت أعظم المفسدتين أو الضررين باحتمال‬
‫أيسرهما وجلبت أعظم المصلحتين بترك أيسرهما(‪.)2‬‬
‫خامساً‪ :‬حكمة القوة في التربية بالعقوبات الشرعية‪:‬‬
‫توطئة‪:‬‬
‫قرر اإلسالم العقوبات الشرعية على ارتكاب الجرائم؛ ليستوفي‬
‫المجرم جزاءه‪ ،‬ويطهر من هذه الجريمة‪ ،‬ويرتدع أمثاله من ناحية‬
‫أخرى‪ ،‬وهذا من أبلغ الحكم‪ ،‬ومن أعدل األحكام‪ ،‬ومن أعظم‬
‫وسائل حفظ األمن واالستقرار‪ ،‬وبهذا حفظ اإلسالم ألهله‪ :‬الدين‪،‬‬
‫والنفس‪ ،‬والنسب‪ ،‬والعرض‪ ،‬والعقل‪ ،‬والمال(‪.)3‬‬
‫والدعوة إلى هللا ‪ -‬تعالى‪ -‬واألمر بالمعروف والنهي عن‬
‫المنكر‪ ،‬والتربية الحسنة ال يتم ذلك كله إال بتطبيق وتنفيذ العقوبات‬
‫الشرعية‪ ،‬فإن هللا يزع بالسلطان ما ال يزع بالقرآن‪ ،‬وذلك واجب‬
‫‪1‬‬
‫(?) انظر‪ :‬المرجع السابق ( ‪ ،)2/130‬قال ‪ -‬صلى اهلل عليه وسلم ‪(( :-‬إن النار ال يعذب بها إال‬
‫اهلل)) البخاري مع الفتح ( ‪ ،)6/149‬برقم ‪.3016‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) انظر‪ :‬فتح الباري ( ‪ ،)1/325‬وشرح النووي ( ‪ ،)3/191‬وإعالم الموقعين البن القيم (‬
‫‪.)17 – 3/15‬‬
‫‪3‬‬
‫(?) وهذا يعرف عند أهل األصول بالضروريات‪ .‬انظر‪ :‬أضواء البيان ( ‪.)3/448‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫على والة األمور‪ ،‬وذلك يحصل بالعقوبات على ترك الواجبات‬


‫وفعل المحرمات‪ ،‬وال يجوز لهم التهاون في تنفيذها ؛ ألنها من‬
‫شرع هللا‪ ،‬وتعطيلها يؤدي إلى سخط هللا كما يؤدي إلى فساد‬
‫المجتمع‪ ،‬فإذا أقيمت الحدود ظهرت طاعة هللا‪ ،‬ونقصت معصيته‪،‬‬
‫وحصل الخير والنصر والتمكين(‪.)1‬‬
‫وتطبيق هذه العقوبات كما أمر هللا من حكمة القوة في الدعوة‬
‫إلى هللا ونصر دينه والتربية الحسنة‪ .‬وسأذكر معظم هذه العقوبات‬
‫أنواع على النحو اآلتي‪:‬‬
‫ٍ‬ ‫الشرعية الحكيــــــمة في عشـــــــرة‬
‫النوع األول‪ :‬عقوبة الهجر الحكيم في التربية( ‪:‬‬
‫من حكمة القوة في التربية‪ :‬هجر من يظهر المنكرات على وجه‬
‫التأديب حتى يتوب‪ ،‬كما هجر النبي ‪ r‬الثالثة الذين ُخلِّفوا حتى أنزل‬
‫هللا توبتهم‪.‬‬
‫وهذا الهجر يختلف باختالف الهاجرين في قوتهم وضعفهم‪،‬‬
‫وقلتهم وكثرتهم ؛ فإن المقصود به زجر المهجور وتأديبه‪ ،‬ورجوع‬
‫العامة عن مثل حاله‪ ،‬فإن كان هجره يضعف الشر كان مشروعاً‪،‬‬
‫وإن كان المهجور ال يرتدع بذلك وال يرتدع به غيره‪ ،‬بل يزيد‬
‫الشر والهاجر ضعيف وتكون مفسدة الهجر راجحة على مصلحته‬
‫لم يشرع الهجر بل يكون التأليف لبعض الناس أنفع من الهجر‪ ،‬كما‬
‫كان الهجر لبعض الناس أنفع من التأليف؛ ولهذا كان النبي ‪ r‬يتألف‬
‫قوما ويهجر آخرين(‪ ،)2‬وينبغي أن يفرق بين الهجر لحق هللا وبين‬
‫الهجر لحق النفس‪ ،‬فالهجر لحق هللا‪ -‬تعالى‪ -‬مأمور به والثاني‬
‫منهي عنه ‪.‬‬
‫وال شك أن الهجر لحق هللا من العقوب ات الش رعية‪ ،‬فهو من‬
‫جنس الجهاد في سبيل هللا(‪ ،)3‬وهذا يفعل ؛ لتكون كلمة هللا هي العليا‬
‫‪1‬‬
‫(?) انظر‪ :‬الحسبة في اإلسالم‪ ،‬البن تيمية (ص ‪ ،)50‬وأصول الدعوة‪ ،‬لعبدالكريم زيدان (ص‬
‫‪ ،)272‬وعناصر القوة في اإلسالم (ص ‪.)51‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) انظر‪ :‬فتاوى ابن تيمية ( ‪.)207 - 28/204‬‬
‫‪3‬‬
‫(?) انظر‪ :‬المرجع السابق ( ‪.)28/208‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫ويكون الدين كله هلل ‪.‬‬


‫وهذا يدل على أن حكمة القوة لها األثر الكب ير عند وض عها في‬
‫موضعها ‪.‬‬
‫ولهذا يجب على ولي أمر المسلمين‪ -‬وهو الذي ينبغي أن ينصر‬
‫الدعوة بعد النبي ‪ -r‬أن يعلم بأن إقامة الح دود والعقوب ات الش رعية‬
‫رحمة من هللا بعباده‪ ،‬وأن يكون قويا في إقامة الحد ال تأخ ذه في هللا‬
‫لومة الئم‪ ،‬ويكون قص ده رحمة الخلق بكف الن اس عن المنك رات‪،‬‬
‫ويكون بمنزلة الطبيب الذي يسقي المريض ال دواء الكري ه‪ ،‬في دخل‬
‫الم ريض على نفسه المش قة ويش رب ال دواء لين ال به الراحة‬
‫والشفاء(‪.)1‬‬
‫النوع الثاني‪ :‬عقوبة التعزير‪:‬‬
‫التعزير هو العقوبة المشروعة على جناية ال حد فيها(‪ ،)2‬وقد‬
‫اتفق العلماء ‪-‬رحمهم هللا‪ -‬على أن التعزير مشروع في كل معصية‬
‫ليس فيها حد ‪ .‬والمعصية نوعان‪ :‬ترك واجب أو فعل محرم(‪ )3‬كما‬
‫يستتاب المرتد حتى يسلم‪ ،‬فإن تاب وإال قتل‪ ،‬وكما يعاقب تارك‬
‫الزكاة وحقوق اآلدميين حتى يؤدوها(‪.)4‬‬
‫والتعزير أجناس‪ :‬فمنه ما يكون بالتوبيخ والزجر بالكالم‪ ،‬ومنه‬
‫ما يكون بالحبس‪ ،‬ومنه ما يكون بالنفي عن الوطن‪ ،‬ومنه ما يكون‬
‫بالضرب؛ فإن كان ذلك لترك واجب مثل الضرب على ترك‬
‫الصالة‪ ،‬أو ترك أداء الحقوق الواجبة مثل‪ :‬ترك وفاء الدين مع‬
‫القدرة عليه‪ ،‬أو على ترك رد المغصوب‪ ،‬أو أداء األمانة إلى أهلها‬
‫فإنه يضرب مرة بعد مرة حتى يؤدي الواجب ويفرق عليه الضرب‬
‫يوما بعد يوم‪ ،‬وإن كان الضرب على ذنب ماض جزاء بما كسب‬
‫ونكاالً من هللا له فهذا يفعل منه بقدر الحاجة فقط‪ ،‬وليس ألقله حد‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫انظر‪ :‬فتاوى ابن تيمية ( ‪.)28/329‬‬ ‫(?)‬
‫‪2‬‬
‫انظر‪ :‬المغني البن قدامة ( ‪.)12/523‬‬ ‫(?)‬
‫‪3‬‬
‫انظر‪ :‬فتاوى ابن تيمية ( ‪.)35/402‬‬ ‫(?)‬
‫‪4‬‬
‫انظر‪ :‬المرجع السابق ( ‪ ،)28/347‬والحسبة في اإلسالم البن تيمية (ص ‪.)50‬‬ ‫(?)‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫أما أكثر التعزير ففيه ثالثة أقوال وأعدلها أنه ال يتقدر بحد‪ ،‬لكن‬
‫إن كان التعزير فيما فيه مقدر لم يبلغ به ذلك المقدر مثل التعزير‬
‫على سرقة دون النصاب ال يبلغ به القطع‪ ،‬والتعزير على‬
‫المضمضة بالخمر ال يبلغ به حد الشرب‪ ،‬والتعزير على القذف‬
‫بغير الزنا واللواط ال يبلغ به الحد(‪.)1‬‬
‫أما حديث « ال يجلد أحد فوق عشرة أسواط إال في حد من‬
‫حدود هللا »(‪ )2‬فقد فسره طائفةٌ من أهل العلم بأن المراد بحدود هللا‬
‫ما حُرِّ م لحق هللا‪ ،‬ومراد الحديث أن من ضرب لحق نفسه كضرب‬
‫الرجل امرأته في النشوز‪ ،‬وكتأديب األب ولده الصغير فال يزيد‬
‫على عشر جلدات في التأديبات(‪.)3‬‬
‫ثم من لم يندفع فساده في األرض إال بالقتل قتل مثل‪ :‬المفرق‬
‫لجماعة المسلمين‪ ،‬والداعي إلى البدع في الدين(‪.)4‬‬
‫النوع الثالث‪ :‬القصاص‪:‬‬
‫أوجب هللا ‪ -‬تعالى ‪ -‬القصاص في جريمة قتل العمد واالعتداء‬
‫ين آ َمنُوا ُك ِت َب َعلَ ْي ُك ُم‬ ‫على األطراف‪ ،‬قال هللا تعالى‪{ :‬يَاَأ ُّي َها الَّ ِذ َ‬
‫اص ِفي ا ْلقَ ْتلَى ا ْل ُح ُّر ِبا ْل ُح ِّر َوا ْل َع ْب ُد ِبا ْل َع ْب ِد َواأل ْنثَى ِباأل ْنثَى فَ َمنْ‬ ‫ص ُ‬ ‫ا ْل ِق َ‬
‫ان َذ ِلكَ‬ ‫ٍ‬ ‫س‬‫وف َوَأ َدا ٌء ِإلَ ْي ِه بِِإ ْح َ‬ ‫ُع ِف َي لَهُ ِمنْ َأ ِخي ِه ش َْي ٌء فَا ِّت َبا ٌع ِبا ْل َم ْع ُر ِ‬
‫اب َأ ِلي ٌم}(‪.)5‬‬ ‫ت َْخ ِفيفٌ ِمنْ َر ِّب ُك ْم َو َر ْح َمةٌ فَ َم ِن اعْ تَ َدى بَ ْع َد َذ ِلكَ فَلَهُ َع َذ ٌ‬
‫س َوا ْل َع ْي َن ِبا ْل َع ْي ِن‬ ‫ِ‬ ‫س ِبالنَّ ْف‬‫وقال تعالى ‪َ { :‬و َكتَ ْبنَا َعلَ ْي ِه ْم ِفي َها َأنَّ النَّ ْف َ‬
‫اص}(‪.)6‬‬ ‫ص ٌ‬ ‫وح ِق َ‬‫سنِّ َوا ْل ُج ُر َ‬ ‫سنَّ ِبال ِّ‬ ‫ف َواُأْل ُذ َن ِباُأْل ُذ ِن َوال ِّ‬
‫ف ِباَأْل ْن ِ‬
‫َواَأْل ْن َ‬
‫‪1‬‬
‫(?) انظر‪ :‬فتاوى ابن تيمية ( ‪ ،)28/108‬والحسبة في اإلسالم (ص ‪.)52‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) البخاري مع الفتح‪ ،‬كتاب الحدود‪ ،‬باب التعزير واألدب ( ‪( ،)12/175‬برقم ‪،)6848‬‬
‫ومسلم‪ ،‬كتاب الحدود‪ ،‬باب قدر أسواط التعزير ( ‪( )3/1332‬برقم ‪.)1708‬‬
‫‪3‬‬
‫(?) انظر‪ :‬فتاوى ابن تيمية ( ‪ ،)28/348‬وفتح الباري ( ‪.)12/178‬‬
‫‪4‬‬
‫(?) انظر‪ :‬فتاوى ابن تيمية (‪ ،)348 ،113 ،112 ،28/108‬والحسبة في اإلسالم البن‬
‫تيمية أيضاً (ص‪.)52‬‬
‫‪5‬‬
‫(?) سورة البقرة‪ ،‬اآلية‪.178 :‬‬
‫‪6‬‬
‫(?) سورة المائدة‪ ،‬اآلية‪.45 :‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫ص َحيَاةٌ يَاُأولِي األلبا ِ‬


‫ب لَ َعلَّ ُك ْم‬ ‫وقال تعالى‪َ { :‬ولَ ُك ْم فِي ا ْلقِ َ‬
‫صا ِ‬
‫تَتَّقُ َ‬
‫ون}(‪.)1‬‬
‫النوع الرابع‪ :‬حد الزنا واللواط‪:‬‬
‫‪ - 1‬الزاني إن كان محصناً؛ فإنه يرجم بالحجارة حتى يموت‬
‫كما رجم النبي ‪ r‬ماعز بن مالك األسلمي‪ ،‬ورجم الغامدية‪ ،‬ورجم‬
‫اليهوديين‪ ،‬ورجم غير هؤالء‪ ،‬ورجم المسلمون بعده(‪.)2‬‬
‫‪ - 2‬وإن كان الزاني غير محصن ؛ فإنه يجلد مائة جلدة بكتاب هللا‬
‫اح ٍد ِم ْن ُه َما ِماَئ َة َج ْل َد ٍة َواَل َتْأ ُخ ْذ ُك ْم‬ ‫اج ِلدُوا ُك َّل َو ِ‬ ‫الزا ِني َف ْ‬‫الزا ِن َيةُ َو َّ‬
‫تعالى‪َّ {:‬‬
‫ون ِباهَّلل ِ َوا ْل َي ْو ِم اآْل ِخ ِر َو ْل َي ْ‬
‫ش َه ْد‬ ‫ين هَّللا ِ ِإنْ ُك ْنتُ ْم تُْؤ ِمنُ َ‬
‫ِ‬ ‫ِب ِه َما َرْأ َفةٌ ِفي ِد‬
‫ين}(‪ )3‬ويغرّب عاماً بسنة رسول هللا ‪.)4( r‬‬ ‫طاِئ َفةٌ ِم َن ا ْل ُمْؤ ِم ِن َ‬‫َع َذا َب ُه َما َ‬
‫‪ - 3‬وأما اللواط فالصحيح الذي اتفق عليه الصحابة أنه يقتل‬
‫االثنان‪ :‬األعلى واألسفل‪ ،‬فعن ابن عباس َر ِض َي هَّللا ُ َع ْنهُ َما عن النبي ‪r‬‬
‫أنه قال‪« :‬من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل‬
‫والمفعول به »(‪ ،)5‬ولم يختلف الصحابة في قتله ولكن تنوعوا‬
‫فيه(‪.)6‬‬
‫النوع الخامس‪ :‬حد القذف‪:‬‬
‫حفظ اإلسالم األعراض من االعتداء عليها‪ ،‬وجعل عقوبة‬
‫‪1‬‬
‫(?) سورة البقرة‪ ،‬اآلية‪.179 :‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) انظر‪ :‬فتاوى ابن تيمية ( ‪.)28/333‬‬
‫‪3‬‬
‫(?) سورة النور‪ ،‬اآلية‪.2 :‬‬
‫‪4‬‬
‫(?) انظر‪ :‬فتاوى ابن تيمية ( ‪.)28/333‬‬
‫‪5‬‬
‫(?) أخرجه أصحاب السنن‪ :‬أبو داود‪ ،‬كتاب احلدود‪ ،‬باب فيمن عمل عمل قوم لوط‪( ،‬‬
‫‪( )4/158‬برقم ‪ ،)4462‬والرتمذي‪ ،‬كتاب احلدود‪ ،‬باب ما جاء يف حد اللواط ( ‪( )4/57‬برقم‬
‫‪ ،)1456‬وابن ماجه‪ ،‬كتاب احلدود‪ ،‬باب من عمل عمل قوم لوط ( ‪( )2/856‬برقم ‪،)2564‬‬
‫وقال األلباين يف صحيح سنن أيب داود ( ‪ 3/73‬رقم ‪ :)4462‬حسن صحيح‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫(?) انظر‪ :‬فتاوى ابن تيمية ( ‪.)28/335‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫ت ثُ َّم لَ ْم‬
‫صنَا ِ‬‫ون ا ْل ُم ْح َ‬ ‫القاذف ثمانين جلدة ‪ .‬قال تعالى‪َ { :‬والَّ ِذ َ‬
‫ين يَ ْر ُم َ‬
‫ش َها َدةً‬‫ين َج ْل َدةً وال تَ ْقبَلُوا لَ ُه ْم َ‬‫اجلِدُو ُه ْم ثَ َمانِ َ‬ ‫يَْأتُوا بَِأ ْربَ َع ِة ُ‬
‫ش َه َدا َء فَ ْ‬
‫صلَ ُحوا‬ ‫ين تَابُوا ِمنْ بَ ْع ِد َذلِ َك َوَأ ْ‬ ‫ون *إالَّ الَّ ِذ َ‬
‫اسقُ َ‬ ‫َأبَ ًدا َوُأولَِئ َك ُه ُم ا ْلفَ ِ‬
‫فَِإنَّ هَّللا َ َغفُو ٌر َر ِحي ٌم}(‪.)1‬‬
‫وهذا الحد جاء به الكتاب والسنة وأجمع عليه المسلمون؛ فإذا‬
‫قذف المحصن بالزنا أو اللواط وجب الحد على قاذفه‪ ،‬والمحصن‬
‫هنا هو الحر العفيف‪ ،‬وفي باب حد الزنا هو الذي وطئ وطًأ كامالً‬
‫في نكاح تام(‪.)2‬‬
‫النوع السادس‪ :‬حد شرب الخمر‪:‬‬
‫وحد الشرب ثابت بسنة رسول هللا ‪ r‬وإجماع المسلمين‪ ،‬فقد ثبت‬
‫عن النبي ‪ r‬أنه ضرب في شرب الخمر بالجريد والنعال أربعين‪،‬‬
‫وضرب أبو بكر ‪ ‬في خالفته أربعين‪ ،‬وضرب عمر ‪ ‬في خالفته‬
‫ثمانين‪ ،‬وكان علي ‪ ‬يضرب مرة أربعين ومرة ثمانين‪.‬‬
‫فمن العلماء من يقول يجب ضرب الثمانين‪ ،‬ومنهم من يقول‪:‬‬
‫الواجب أربعون والزيادة يفعلها اإلمام عند الحاجة إذا أدمن الناس‬
‫الخمر أو كان الشارب ممن ال يرتدع بدونها‪ ،‬ورجح ذلك شيخ‬
‫اإلسالم ابن تيمية رحمه هللا تعالى(‪.)3‬‬
‫النوع السابع‪ :‬حد السرقة‪:‬‬
‫السرقة اعتداء على مال معصوم ال شبهة له فيه يأخذه خفية‬
‫بشروط معينة منها ‪ :‬أن يكون المال محرزا‪ ،‬وال تقل قيمته عن‬
‫ربع دينار‪ ،‬وحينئذ يجب عليه حد السرقة بالكتاب والسنة‬
‫سا ِرقَةُ فَا ْقطَ ُعوا َأ ْي ِديَ ُه َما َج َزا ًء‬
‫ق َوال َّ‬
‫سا ِر ُ‬
‫واإلجماع‪ ،‬قال تعالى‪َ { :‬وال َّ‬
‫َاب ِمنْ بَ ْع ِد ظُ ْل ِم ِه‬
‫سبَا نَ َكااًل ِم َن هَّللا ِ َوهَّللا ُ َع ِزي ٌز َح ِكي ٌم * فَ َمنْ ت َ‬
‫بِ َما َك َ‬
‫‪1‬‬
‫(?) سورة النور‪ ،‬اآليتان‪.5 -4 :‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) فتاوى شيخ اإلسالم ابن تيمية (‪.)28/342‬‬
‫‪3‬‬
‫(?) انظر‪ :‬املرجع السابق (‪.)28/336‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫َوَأ ْ‬
‫صلَ َح فَِإنَّ هَّللا َ يَتُ ُ‬
‫وب َعلَ ْي ِه ِإنَّ هَّللا َ َغفُو ٌر َر ِحي ٌم }(‪.)1‬‬
‫وال يجوز بعد اكتمال شروط القطع وثبوت الحد عليه بالبينة أو‬
‫باإلقرار تأخيره ال بحبس وال مال يفتدي به وال غيره بل تقطع يده‬
‫اليمنى في األوقات المعظمة وغيرها(‪.)2‬‬
‫النوع الثامن‪ :‬حد المحاربين قطاع الطريق‪:‬‬
‫قطاع الطريق هم المحاربون الذين يتعرضون للناس بالسالح‬
‫في الصحراء والطرقات ؛ ليغصبوهم المال مجاهرة بالقوة والقهر‬
‫وسواء ارتكب هذه الجريمة فرد أو جماعة فإنه يسمى بالمحارب ‪.‬‬
‫(‪)3‬‬

‫ون‬
‫ين يُ َحا ِربُ َ‬ ‫واألصل في عقوبتهم قوله تعالى ‪ِ{ :‬إنَّ َما َج َزا ُء الَّ ِذ َ‬
‫صلَّبُوا َأ ْو‬ ‫سا ًدا َأنْ يُقَتَّلُوا َأ ْو يُ َ‬ ‫ض فَ َ‬‫س َع ْو َن فِي اَأْل ْر ِ‬ ‫سولَهُ َويَ ْ‬ ‫هَّللا َ َو َر ُ‬
‫ض َذلِ َك لَ ُه ْم‬‫ف َأ ْو يُ ْنفَ ْوا ِم َن اَأْل ْر ِ‬‫تُقَطَّ َع َأ ْي ِدي ِه ْم َوَأ ْر ُجلُ ُه ْم ِمنْ ِخاَل ٍ‬
‫ين تَابُوا ِمنْ‬ ‫اب َع ِظي ٌم * ِإاَّل الَّ ِذ َ‬ ‫ي فِي ال ُّد ْنيَا َولَ ُه ْم فِي اآْل ِخ َر ِة َع َذ ٌ‬ ‫ِخ ْز ٌ‬
‫قَ ْب ِل َأنْ تَ ْق ِد ُروا َعلَ ْي ِه ْم فَا ْعلَ ُموا َأنَّ هَّللا َ َغفُو ٌر َر ِحي ٌم} ‪.‬‬
‫(‪)4‬‬

‫وعن ابن عباس رضي هللا عنهما أنه قال في قطاع الطريق‪ « :‬إذا‬
‫قتلوا وأخذوا المال قتلوا وصلبوا‪ ،‬وإذا قتلوا ولم يأخذوا المال قتلوا‬
‫ولم يصلبوا‪ ،‬وإذا أخذوا المال ولم يقتلوا قطعت أيديهم وأرجلهم من‬
‫خالف‪ ،‬وإذا أخافوا السبيل ولم يأخذوا ماال نفوا من األرض»(‪،)5‬‬
‫وهذا قول كثير من أهل العلم كالشافعي وأحمد‪ ،‬أما من كان من‬
‫المحاربين قد قتل فإنه يقتل ح ّداً ال يجوز العفو عنه بحال بإجماع‬
‫‪1‬‬
‫(?) سورة املائدة‪ ،‬اآليتان‪.39 -38 :‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) انظر‪ :‬فتاوى ابن تيمية (‪.)28/329‬‬
‫‪3‬‬
‫(?) انظر‪ :‬فتاوى ابن تيمية (‪ ،)28/309‬واملغين البن قدامة (‪.)12/474‬‬
‫‪4‬‬
‫(?) سورة املائدة‪ ،‬اآليتان‪.)34 ،33 :‬‬
‫‪5‬‬
‫(?) أخرجه البيهقي يف السنن الكربى‪ ،‬كتاب السرقة‪ ،‬باب قطاع الطريق (‪ 8/283‬رقم‬
‫‪ )17090‬ويف سننه الصغرى (‪ 7/331‬رقم ‪ ،)3393‬وانظر‪ :‬املغين (‪ ،)12/475‬وفتاوى ابن‬
‫تيمية (‪.)28/310‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫العلماء وال يكون أمره إلى ورثة المقتول بخالف ما لو قتل رجل‬
‫رجالً لعداوة بينهما‪ .‬أما غير القاتل فمنهم من قال لإلمام أن يجتهد‬
‫فيهم فيقتل من رأى في قتله مصلحة‪ ،‬والقول األول قول األكثر(‪.)1‬‬
‫النوع التاسع ‪ :‬عقوبة المرتد ‪:‬‬
‫المرتد هو الراجع عن دين اإلسالم إلى الكفر بفع ٍل‪ ،‬أو قو ٍل‪ ،‬أو‬
‫شك‪ ،‬قال تعالى‪َ { :‬و َمنْ يَ ْرتَ ِد ْد ِم ْن ُك ْم عَنْ ِدينِ ِه فَيَ ُمتْ َو ُه َو‬ ‫اعتقا ٍد‪ ،‬أو ٍّ‬
‫اب‬
‫ص َح ُ‬‫َكافِ ٌر فَُأولَِئكَ َحبِطَتْ َأ ْع َمالُ ُه ْم فِي ال ُّد ْنيَا َواآل ِخ َر ِة َوُأولَِئ َك َأ ْ‬
‫ُون}(‪.)2‬‬‫النَّا ِر ُه ْم فِي َها َخالِد َ‬
‫وقال النبي ‪« : r‬من بدَّل دينه فاقتلوه»(‪.)3‬‬
‫وقال النبي ‪ « :r‬ال يحل دم امرئ مسلم يشهد أن ال إله إال هللا‬
‫وأني رسول هللا إال بإحدى ثالث‪ :‬الثيب الزاني‪ ،‬والنفس بالنفس‪،‬‬
‫والتارك لدينه المفارق للجماعة »(‪.)4‬‬
‫فمن ارتد عن اإلسالم من الرجال والنساء وكان بالغا ً عاقالً‬
‫استتيب ثالثة أيام فإن رجع وإال قتل بالسيف(‪.)5‬‬
‫النوع العاشر‪ :‬قتال أهل البغي‪:‬‬
‫جريمة البغي هي خروج جماعة ذات قوة وشوكة بتأويل سائغ‬
‫على اإلمام يريدون خلعه ب القوة والعن ف‪ ،‬فعلى اإلم ام أن يراس لهم‬
‫فيسألهم ما ينقمون منه؟ فإن ذكروا مظلمة أزالها‪ ،‬وإن ا َّدعوا ش بهة‬
‫‪1‬‬
‫(?) انظر‪ :‬فتاوى ابن تيمية (‪.)28/310‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) سورة البقرة‪ ،‬اآلية‪.217 :‬‬
‫‪3‬‬
‫(?) البخاري مع الفتح‪ ،‬كتاب اجلهاد‪ ،‬باب ال يعذب بعذاب اهلل (‪( ،)6/149‬برقم‬
‫‪ ،)3017‬ويف كتاب حكم املرتد (‪( )12/267‬برقم ‪.)6922‬‬
‫‪4‬‬
‫س﴾ (‬ ‫س بِ َّ‬
‫النْف ِ‬
‫َ‬ ‫ف‬
‫ْ‬‫الن‬
‫َّ‬ ‫(?) أخرجه البخاري مع الفتح‪ ،‬كتاب الديات‪ ،‬باب قول اهلل تعاىل‪َّ ﴿ :‬‬
‫َأن‬
‫‪( )12/201‬برقم ‪ ،)6778‬ومسلم‪ ،‬كتاب القسامة‪ ،‬باب ما يباح به دم املسلم ( ‪( )3/1302‬برقم‬
‫( ‪.)1676‬‬
‫‪5‬‬
‫(?) انظر‪ :‬املغين البن قدامة (‪ ،)12/264‬وفتاوى ابن تيمية (‪.)206 – 35/99‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫كشفها‪ ،‬فإن رجعوا وإال قاتلهم‪ ،‬وعلى المسلمين القت ال مع إم امهم‪،‬‬


‫واألصل في ه ذه الجريمة وعقوبتها قوله تع الى‪َ { :‬وِإنْ طَاِئفَتَ ِ‬
‫ان‬ ‫(‪)1‬‬

‫ص لِ ُحوا بَ ْينَ ُه َما فَ ِإنْ بَ َغتْ ِإ ْح َدا ُه َما َعلَى‬ ‫ين ا ْقتَتَلُ وا فََأ ْ‬ ‫ِم َن ا ْل ُم ْؤ ِمنِ َ‬
‫اُأْل ْخ َرى فَقَ اتِلُوا الَّتِي تَ ْب ِغي َحتَّى تَفِي َء ِإلَى َأ ْم ِر هَّللا ِ فَ ِإنْ فَ ا َءتْ‬
‫ين * ِإنَّ َما‬
‫س ِط َ‬ ‫س طُوا ِإنّ َ هَّللا َ يُ ِح ُّب ا ْل ُم ْق ِ‬ ‫ص لِ ُحوا بَ ْينَ ُه َما بِا ْل َع د ِْل َوَأ ْق ِ‬‫فََأ ْ‬
‫ون}‬ ‫صلِ ُحوا بَ ْي َن َأ َخ َو ْي ُك ْم َواتَّقُ وا هَّللا َ لَ َعلَّ ُك ْم تُ ْر َح ُم َ‬ ‫ون ِإ ْخ َوةٌ فََأ ْ‬ ‫ا ْل ُمْؤ ِمنُ َ‬
‫(‪.)2‬‬
‫وقال رسول هللا ‪ « :r‬س تكون هن ات وهن ات(‪ ،)3‬فمن أراد أن‬
‫يف رق أمر ه ذه األمة وهي جمي ع‪ ،‬فاض ربوه بالس يف كائن ا ً من‬
‫كان»(‪.)4‬‬
‫وقال النبي ‪« :r‬من أتاكم وأم ركم جميع على رجل واحد يريد‬
‫أن يشق عصاكم‪ ،‬أو يفرق جماعتكم‪ ،‬فاقتلوه »(‪.)6()5‬‬
‫وص لى هَّللا على نبينا محم د‪ ،‬وعلى آل ه‪ ،‬وأص حابه‪ ،‬وأتباعه‬
‫بإحسان إلى يوم الدين‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫(?) انظر‪ :‬املغين ( ‪ ،)12/237‬وفتاوى ابن تيمية ( ‪ ،)35/5‬وأصول الدعوة لعبدالكرمي زيدان‬
‫(ص ‪.)279‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) سورة احلجرات‪ ،‬اآليتان‪.10 -9 :‬‬
‫‪3‬‬
‫(?) الفنت واألمور احلادثة‪ .‬انظر‪ :‬شرح النووي (‪.)12/241‬‬
‫‪4‬‬
‫(?) أخرجه مسلم‪ l،‬كتاب اإلمارة‪ ،‬باب حكم من فرق أمر املسلمني‪ l‬وهو جمتمع‪( l‬‬
‫‪( )3/1479‬برقم ‪.)1852‬‬
‫‪5‬‬
‫(?) أخرجه مسلم‪ ،‬كتاب اإلمارة‪ ،‬باب حكم من فرق أمر املسلمني وهو جمتمع ( ‪3/1480‬‬
‫) (برقم ‪.)60 ( )1852‬‬
‫‪6‬‬
‫(?) انظر‪ :‬حكمة القوة الفعلية مع الكفار‪ ،‬يف احلكمة يف الدعوة إىل اهلل للمؤلف‪( ،‬ص ‪811‬‬
‫– ‪ ،)852‬وحكمة القوة الفعلية مع عصاة املسلمني‪،‬املرجع السابق نفسه (ص ‪.)878 – 853‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫الفهــــــــــــارس العـــــــــــــــامة‬

‫‪ -1‬فه(((((((رس اآلي(((((((ات القرآني(((((((ة‪.‬‬


‫‪ -2‬فه(((((رس األح(((((اديث النبوي(((((ة‪.‬‬
‫‪ -3‬فه(((((((((((((((((((((((رس اآلث(((((((((((((((((((((((ار‪.‬‬
‫‪ -4‬فه(((((((رس األلف(((((((اظ الغريب(((((((ة‪.‬‬
‫‪ -5‬فه((((((((((((((((((((رس األش((((((((((((((((((((عار‪.‬‬
‫‪ -6‬فه ((رس المص ((ادر والمراج ((ع‪.‬‬
‫‪ -7‬فه(((((((((((((رس الموض(((((((((((((وعات‪.‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫‪ -1‬فهرس اآليات القرآنية‬


‫الصفحة‬ ‫رقمها‬ ‫اآلية‬ ‫م‬
‫سورة البقرة‬
‫‪99‬‬ ‫‪38‬‬ ‫س نُ ِمنَ‬ ‫ص ْب َغةَ هّللا ِ َو َمنْ َأ ْح َ‬ ‫( ِ‬ ‫‪-1‬‬
‫ص ْب َغةً‪).‬‬‫هّللا ِ ِ‬
‫‪193‬‬ ‫‪81‬‬ ‫س ِّيَئ ًة َوَأ َح ا َط ْت ِب ِه‬ ‫س َب َ‬ ‫{ َب َلى َمن َك َ‬ ‫‪-2‬‬
‫ه}‬ ‫َخ ِطيـَئ ُت ُ‬
‫‪10‬‬ ‫‪128 -127‬‬ ‫اع َد ِمنَ‬‫(وَِإ ْذ َي ْر َف ُع ِإ ْب َرا ِهي ُم ا ْل َق َو ِ‬ ‫‪-3‬‬
‫ت‪).......‬‬ ‫ا ْل َب ْي ِ‬
‫‪11‬‬ ‫‪132 -131‬‬ ‫س َل ْمتُ‬‫س ِل ْم َق ا َل َأ ْ‬ ‫(ِإ ْذ َق ا َل َل ُه َر ُّب ُه َأ ْ‬ ‫‪-4‬‬
‫ب‪).....‬‬ ‫ِل َر ِّ‬
‫‪99 ،8‬‬ ‫‪124‬‬ ‫(وَِإ ِذ ا ْبتَلَى ِإ ْب َرا ِهي َم َربُّهُ‬ ‫‪-5‬‬
‫ت‪)......‬‬ ‫بِ َكلِ َما ٍ‬
‫‪17‬‬ ‫‪133‬‬ ‫وب‬ ‫ض َر َي ْع ُق َ‬ ‫َاء ِإ ْذ َح َ‬ ‫ش َهد َ‬ ‫(َأ ْم ُك ْنت ُْم ُ‬ ‫‪-6‬‬
‫ا ْل َم ْوتُ ‪)..‬‬
‫وا ُك ِت َب َع َل ْي ُك ُم‬ ‫{ َياَأ ُّي َها الَّ ِذينَ آ َمنُ‬ ‫‪-7‬‬
‫‪272‬‬ ‫‪178‬‬ ‫اص‪}..‬‬ ‫ص ُ‬ ‫ا ْل ِق َ‬
‫‪273‬‬ ‫‪179‬‬ ‫ص َح َي ا ٌة َي اُأو ِلي‬ ‫صا ِ‬ ‫‪َ { -8‬و َل ُك ْم ِفي ا ْل ِق َ‬
‫ب}‬ ‫األلبا ِ‬
‫‪89‬‬ ‫‪188‬‬ ‫( َوالَ تَ ْأ ُكلُو ْا َأ ْم َوالَ ُكم بَ ْينَ ُكم‬ ‫‪-9‬‬
‫اط ِل‪)...‬‬ ‫بِا ْلبَ ِ‬
‫‪45‬‬ ‫‪201‬‬ ‫سنَةً َوفِي‬ ‫‪َ ( -10‬ربَّنَا آتِنَا فِي ال ُّد ْنيَا َح َ‬
‫خ َر ِة)‬‫اآل ِ‬
‫‪277‬‬ ‫‪217‬‬ ‫‪َ { - 11‬و َمنْ َي ْر َت ِددْ ِم ْن ُك ْم ع َْن ِدي ِن ِه َف َي ُم ْت َوه َُو‬
‫َكا ِف ٌر‪}..‬‬

‫‪،115 ،104‬‬ ‫‪233‬‬ ‫ض عْنَ َأ ْو َال َدهُنَّ‬


‫‪َ { - 12‬وا ْل َوا ِل دَاتُ ُي ْر ِ‬
‫‪120‬‬
‫ن‪}.....‬‬‫َح ْو َل ْي ِ‬

‫‪109‬‬ ‫‪233‬‬ ‫آر َوا ِل َد ٌة ِب َو َل ِدهَا َو َال َم ْو ُل و ٌد َّل ُه‬ ‫‪َ { - 13‬ال ت َ‬
‫ُض َّ‬
‫ِب َو َل ِد ِه‪}..‬‬

‫‪107‬‬ ‫‪233‬‬ ‫ض ُعو ْا َأ ْو َال َد ُك ْم‬


‫‪( - 14‬وَِإ ْن َأ َردت ُّْم َأن ت َْست َْر ِ‬
‫َف َ‬
‫ال‪).....‬‬
‫سورة آل عمران‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫الصفحة‬ ‫رقمها‬ ‫اآلية‬ ‫م‬

‫‪22‬‬ ‫‪37 -35‬‬ ‫ت ْام َرَأتُ ِع ْم َرانَ َر ِّب ِإ ِّني‬ ‫‪ِ( - 15‬إ ْذ َق ا َل ِ‬
‫َن َذ ْرتُ ‪)...‬‬

‫‪17‬‬ ‫‪38‬‬ ‫‪ُ ( - 16‬ه َنا ِلكَ َدعَا زَ َك ِر َّيا َر َّب ُه َق ا َل َر ِّب ه َْب‬
‫ِلي‪)...‬‬

‫‪183‬‬ ‫‪159‬‬ ‫ضو ْا‬ ‫‪َ { - 17‬و َل ْو ُكنتَ َف ًّظا َغ ِلي َظ ا ْل َق ْل ِ‬


‫ب َالن َف ُّ‬
‫ِم ْن‪}.‬‬

‫‪220‬‬ ‫‪169‬‬ ‫يل هّللا ِ‬ ‫س َبنَّ ا َّل ِذينَ ُق ِت ُل و ْا ِفي َ‬


‫س ِب ِ‬ ‫‪َ { - 18‬و َال ت َْح َ‬
‫َأ ْم َواتًا‪}.‬‬
‫سورة النساء‬
‫‪114‬‬ ‫‪5‬‬ ‫س َف َهاء َأ ْم َوا َل ُك ُم ا َّل ِتي َج َع َل‬
‫‪َ { - 19‬و َال تُْؤ تُو ْا ال ُّ‬
‫الل‬
‫ّ‬
‫َه‪}...‬‬
‫‪201‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪َ { - 20‬وا ْب َت ُل و ْا ا ْل َي َت ا َمى َحت ََّى ِإ َذا َب َل ُغ وا‬
‫اح َفِإنْ }‬‫ال ِّن َك َ‬
‫‪228‬‬ ‫‪11‬‬ ‫وص ي ُك ُم هّللا ُ ِفي َأ ْو َال ِد ُك ْم ِلل َّذ َك ِر ِم ْث ُل‬ ‫‪ُ { - 21‬ي ِ‬
‫َح ِّظ‪}..‬‬
‫‪107‬‬ ‫‪24 -23‬‬ ‫‪ُ { - 22‬ح ِّر َم ْت َع َل ْي ُك ْم ُأ َّم َه ا ُت ُك ْم َو َب َن ا ُت ُك ْم‬
‫َوَأ َخ َوا ُت ُك ْم‪}.‬‬

‫‪193‬‬ ‫‪31‬‬ ‫‪ِ{ - 23‬إن ت َْج َت ِن ُبو ْا َك َبآِئ َر َما ُت ْن َه ْونَ َع ْن ُه ُن َك ِّف ْر‬
‫عَن ُك ْم}‬
‫‪34‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪ِ{ - 24‬إنَّ هّللا َ َال َي ْظ ِل ُم ِم ْث َق ا َل َذ َّر ٍة وَِإن َت كُ‬
‫س َن ًة}‬‫َح َ‬
‫‪153‬‬ ‫‪135‬‬ ‫‪َ { - 25‬يا َأ ُّي َها ا َّل ِذينَ آ َم ُنو ْا ُكو ُن و ْا َق َّو ِامينَ‬
‫س ِط‪}.‬‬ ‫ِبا ْل ِق ْ‬
‫سورة المائدة‬

‫‪276‬‬ ‫‪35 -34‬‬ ‫‪ِ{ - 26‬إ َّن َما َج زَا ُء ا َّل ِذينَ ُي َح ا ِربُونَ هَّللا َ‬
‫ه‪}...‬‬ ‫سو َل ُ‬ ‫َو َر ُ‬
‫‪275‬‬ ‫‪39 -38‬‬ ‫سا ِر َق ُة َف ا ْق َط ُعوا َأ ْي ِد َي ُه َما‬
‫ق َوال َّ‬
‫سا ِر ُ‬‫‪َ { - 27‬وال َّ‬
‫زَاء‪}....‬‬
‫َج ً‬
‫‪194‬‬ ‫‪44‬‬ ‫س و ْا َما ُذ ِّك ُرو ْا ِب ِه َفت َْح َنا َع َل ْي ِه ْم‬
‫‪َ { - 28‬ف َل َّما َن ُ‬
‫اب‪}...‬‬‫َأ ْب َو َ‬
‫‪272‬‬ ‫‪45‬‬ ‫‪َ { -29‬و َك َت ْب َنا َع َل ْي ِه ْم ِفي َها َأنَّ النَّ ْف َ‬
‫س‬
‫ِبالنَّ ْف ِ‬
‫س‪}...‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫الصفحة‬ ‫رقمها‬ ‫اآلية‬ ‫م‬

‫‪197‬‬ ‫‪54‬‬ ‫ْؤم ِنينَ َأ ِع َّز ٍة َع َلى‬


‫‪َ{ - 30‬أ ِذ َّل ٍة َع َلى ا ْل ُم ِ‬
‫ا ْل َكا ِف ِرينَ ‪}..‬‬
‫سورة األنعام‬
‫‪200‬‬ ‫‪152‬‬ ‫‪َ { - 31‬و َال َت ْق َر ُب و ْا َم ا َل ا ْل َي ِت ِيم ِإ َّال ِب ا َّل ِتي ِه َي‬
‫سنُ ‪}...‬‬ ‫َأ ْح َ‬
‫سورة يونس‬
‫‪34‬‬ ‫‪44‬‬ ‫ش ْيًئا َو َلـ ِكنَّ‬ ‫‪ِ{ - 32‬إنَّ هّللا َ َال َي ْظ ِل ُم ال َّن َ‬
‫اس َ‬
‫اس‪}.‬‬ ‫ال َّن َ‬
‫‪35‬‬ ‫‪99‬‬ ‫ش اء َر ُّبكَ آل َمنَ َمن ِفي اَأل ْر ِ‬
‫ض‬ ‫‪َ { - 33‬و َل ْو َ‬
‫ُك ُّل ُه ْم‪}..‬‬

‫‪34‬‬ ‫‪101‬‬ ‫اتُ َوال ُّن ُذ ُر عَن‬ ‫‪َ { - 34‬و َما ُت ْغ ِني اآل َي‬
‫َق ْو ٍم‪}.........‬‬
‫سورة هود‬
‫‪6‬‬ ‫‪43 -42‬‬ ‫َع‬ ‫‪َ ( - 35‬يا ُب َن َّي ْار َك ْب َم َع َنا َواَل َت ُك ْن َم‬
‫ا ْل َكا ِف ِرينَ )‬

‫‪7‬‬ ‫‪47 -45‬‬ ‫وح َر َّب ُه َف َق ا َل َر ِّب ِإنَّ ا ْب ِني‬


‫‪َ ( - 36‬و َن ادَى ُن ٌ‬
‫ِمنْ َأ ْه ِلي‪)..‬‬
‫سورة إبراهيم‬
‫‪12‬‬ ‫‪36 -35‬‬ ‫اج َع ْل َه َذا‬ ‫‪( - 37‬وَِإ ْذ َق ا َل ِإ ْب َرا ِهي ُم َر ِّب ْ‬
‫ا ْل َب َل َد ِ‬
‫آم ًنا)‬

‫‪13‬‬ ‫‪40 -37‬‬ ‫س َك ْنتُ ِم ْن ُذ ِّر َّي ِتي ِب َوا ٍد‬ ‫‪َ ( - 38‬ر َّب َنا ِإ ِّني َأ ْ‬
‫غ ْي ِر ِذي‪).‬‬ ‫َ‬
‫‪15‬‬ ‫‪41 -40‬‬ ‫الصاَل ِة َو ِمنْ ُذ ِّر َّي ِتي‬
‫اج َع ْل ِني ُم ِقي َم َّ‬
‫‪َ ( - 39‬ر ِّب ْ‬
‫َر َّب َنا‪)...‬‬
‫سورة النحل‬
‫‪38‬‬ ‫‪72‬‬ ‫‪َ ( - 40‬وهّللا ُ َج َع َل َل ُكم ِّمنْ َأن ُف ِس ُك ْم َأ ْز َو ً‬
‫اجا‬
‫َو َج َع َل‪)..‬‬

‫‪206‬‬ ‫‪78‬‬ ‫ون ُأ َّم َه ا ِت ُك ْم‬


‫‪َ { - 41‬وهّللا ُ َأ ْخ َر َج ُكم ِّمن ُب ُط ِ‬
‫ال‪}.....‬‬‫َ‬
‫‪153‬‬ ‫‪90‬‬ ‫ان‬‫س ِ‬ ‫‪ِ{ - 42‬إنَّ هللا َي ْأ ُم ُر ِبا ْل َع د ِْل َواِإل ْح َ‬
‫وَِإيتَاء ِذي}‬

‫‪261‬‬ ‫‪125‬‬ ‫يل َر ِّبكَ ِبا ْل ِح ْك َم ِة‬ ‫س ِب ِ‬ ‫‪{ - 43‬ادْ ُع ِإ ِلى َ‬


‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫الصفحة‬ ‫رقمها‬ ‫اآلية‬ ‫م‬


‫َوا ْل َم ْو ِع َ‬
‫ظ ِة‪}.‬‬
‫سورة اإلسراء‬
‫‪179‬‬ ‫‪24 -23‬‬ ‫دُو ْا ِإ َّال ِإ َّيا ُه‬ ‫ض ى َر ُّبكَ َأ َّال َت ْع ُب‬ ‫‪َ { - 44‬و َق َ‬
‫َو ِبا ْل َوا ِل َد ْي ِن‪}..‬‬
‫سورة الكهف‬
‫‪200‬‬ ‫‪13‬‬ ‫{ِإ َّن ُه ْم ِف ْت َي ٌة آ َم ُن وا ِب َر ِّب ِه ْم َو ِز ْد َن اه ُْم‬ ‫‪- 45‬‬
‫هدًى‪}.....‬‬ ‫ُ‬
‫‪46‬‬ ‫‪46‬‬ ‫(ا ْل َم ا ُل َوا ْل َب ُن ونَ ِزي َن ُة ا ْل َح َي ا ِة‬ ‫‪- 46‬‬
‫ال ُّد ْن َيا‪}...........‬‬

‫‪242‬‬ ‫‪54‬‬ ‫ش ْي ٍء‬ ‫نس انُ َأ ْك َث َر َ‬ ‫{ َو َك انَ اِإل َ‬ ‫‪- 47‬‬


‫ال‪}...........‬‬ ‫َج َد ً‬
‫‪35‬‬ ‫‪80‬‬ ‫{ َوَأ َّما ا ْل ُغ َال ُم َف َك انَ َأ َب َوا ُه ُم ْؤ ِم َن ْي ِن‬ ‫‪- 48‬‬
‫شي َنا َأن}‬ ‫َف َخ ِ‬
‫سورة مريم‬
‫‪18‬‬ ‫‪6 -4‬‬ ‫ا َل َر ِّب ِإ ِّني َوهَنَ ا ْل َع ْظ ُم ِم ِّني‬ ‫‪َ ( - 49‬ق‬
‫َواشْ َت َع َل‪)...‬‬

‫‪16‬‬ ‫‪55 -54‬‬ ‫اعي َل ِإ َّن ُه َك انَ‬


‫س َم ِ‬ ‫‪َ { - 50‬و ْاذ ُك ْر ِفي ا ْل ِك َت ا ِ‬
‫ب ِإ ْ‬
‫ق‪)..‬‬
‫صا ِد َ‬
‫َ‬
‫سورة طه‬
‫‪280‬‬ ‫‪126 -124‬‬ ‫ض عَن ِذ ْك ِري َف ِإنَّ َل ُه‬‫عْر َ‬ ‫‪َ { - 51‬و َم ْن َأ َ‬
‫ش ًة‪}...‬‬ ‫َم ِعي َ‬
‫‪227 ،19‬‬ ‫‪132‬‬ ‫اص َط ِب ْر‬ ‫‪َ ( - 52‬وْأ ُم ْر َأ ْه َل كَ ِب َّ‬
‫الص اَل ِة َو ْ‬
‫ها‪).......‬‬ ‫َع َل ْي َ‬
‫سورة األنبياء‬
‫‪18‬‬ ‫‪90 -89‬‬ ‫‪َ ( - 53‬وزَ َك ِر َّيا ِإ ْذ َنادَى َر َّب ُه َر ِّب اَل َت َذ ْر ِني‬
‫َف ْردًا‪)...‬‬
‫سورة المؤمنون‬
‫‪35‬‬ ‫‪115‬‬ ‫‪َ{ - 54‬أ َف َح ِس ْبت ُْم َأ َّن َما َخ َل ْق َن ا ُك ْم َع َب ًثا َوَأ َّن ُك ْم‬
‫ِإ َل ْي َنا‪}..‬‬
‫سورة النور‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫الصفحة‬ ‫رقمها‬ ‫اآلية‬ ‫م‬

‫‪273‬‬ ‫‪2‬‬ ‫اح ٍد‬‫اج ِلدُوا ُك َّل َو ِ‬ ‫الزا ِني َف ْ‬‫الزا ِن َيةُ َو َّ‬ ‫‪َّ { - 55‬‬
‫ه َما}‬ ‫ِم ْن ُ‬
‫‪274‬‬ ‫‪4-5‬‬ ‫ت ُث َّم َل ْم‬ ‫ص َنا ِ‬ ‫‪َ { - 56‬وا َّل ِذينَ َي ْر ُمونَ ا ْل ُم ْح َ‬
‫َيْأتُوا‪}..‬‬

‫‪147‬‬ ‫‪58‬‬ ‫س َتْأ ِذن ُك ُم ا َّل ِذينَ‬‫‪َ { - 57‬يا َأ ُّي َها ا َّل ِذينَ آ َم ُن وا ِل َي ْ‬
‫َم َلكَتْ ‪}..‬‬

‫‪202‬‬ ‫‪59‬‬ ‫‪{ - 58‬وَِإ َذا َب َل َغ اَأل ْط َف ا ُل ِمن ُك ُم ا ْل ُح ُل َم‬


‫س َتْأ ِذ ُنوا}‬
‫َف ْل َي ْ‬
‫سورة الفرقان‬
‫‪229 ،176‬‬ ‫‪29 -27‬‬ ‫ض ال َّظا ِل ُم َع َلى َي َد ْي ِه َي ُق و ُل َيا‬
‫‪َ { - 59‬و َي ْو َم َي َع ُّ‬
‫َل ْي َت ِني‪}..‬‬

‫‪186 ،27‬‬ ‫‪76 -47‬‬ ‫‪َ ( - 60‬وا َّل ِذينَ َي ُقو ُل ونَ َر َّب َنا ه َْب َل َنا ِم ْن‬
‫َأ ْز َو ِ‬
‫اج َنا‪)..‬‬
‫سورة القصص‬
‫‪33‬‬ ‫‪56‬‬ ‫ِدي َمنْ َأ ْح َببْتَ َو َل ِكنَّ هَّللا َ‬
‫‪ِ{ - 61‬إ َّنكَ َال َت ْه‬
‫َي ْه ِدي‪﴾..‬‬
‫‪136 ،110‬‬ ‫‪77‬‬ ‫اآلخ َر َة َو َال‬
‫‪َ { - 62‬وا ْبت َِغ ِفي َما آتَاكَ هللا ال د ََّار ِ‬
‫َنس‪}...‬‬‫ت َ‬
‫سورة العنكبوت‬
‫‪193‬‬ ‫‪4‬‬ ‫ت‬
‫الس ِّيَئا ِ‬‫‪َ{ - 63‬أ ْم َح ِس َب ا َّل ِذينَ َي ْع َم ُل ونَ َّ‬
‫َأن‪}....‬‬

‫‪261‬‬ ‫‪46‬‬ ‫‪َ { - 64‬و َال ت َُجا ِد ُلوا َأ ْه َل ا ْل ِك َت ا ِ‬


‫ب ِإ َّال ِب ا َّل ِتي‬
‫ي‪}..‬‬ ‫ِه َ‬
‫سورة الروم‬
‫‪207 ,200‬‬ ‫‪54‬‬ ‫ف ُث َّم‬
‫ْع ٍ‬ ‫‪{ - 65‬هَّللا ُ ا َّل ِذي َخ َل َق ُكم ِّمن َ‬
‫ض‬
‫َج َع َل‪}...‬‬

‫‪185‬‬ ‫‪21‬‬ ‫ق َل ُكم ِّم ْن َأن ُف ِس ُك ْم‬


‫‪َ { - 66‬و ِمنْ آ َيا ِت ِه َأنْ َخ َل َ‬
‫َأ ْز َو ً‬
‫اجا‪}.‬‬
‫سورة لقمان‬
‫‪105‬‬ ‫‪14‬‬ ‫نس انَ ِب َوا ِل َد ْي ِه َح َم َل ْت ُه‬
‫ص ْي َنا اِإل َ‬ ‫‪َ { - 67‬و َو َّ‬
‫ً‬
‫ه َو ْهنا‪}.‬‬ ‫ُأ ُّم ُ‬
‫‪172 ،24‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪( - 68‬وَِإ ْذ َقا َل ُل ْق َمانُ اِل ْب ِن ِه َوه َُو َي ِع ُظ ُه َيا‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫الصفحة‬ ‫رقمها‬ ‫اآلية‬ ‫م‬


‫‪).‬‬ ‫ُب َن َّي اَل‬
‫‪172 ،24‬‬ ‫‪19 -16‬‬ ‫‪َ ( - 69‬يا ُب َن َّي ِإ َّن َها ِإ ْن َت كُ ِم ْث َق ا َل َح َّب ٍة ِم ْن‬
‫َخ ْرد ٍَل‪)..‬‬
‫سورة األحزاب‬
‫‪53‬‬ ‫‪72‬‬ ‫ت‬ ‫ض َنا اَأل َما َن َة َع َلى َّ‬
‫الس َم َوا ِ‬ ‫‪ِ{ - 70‬إ َّنا ع ََر ْ‬
‫ض‪}..‬‬‫َواَأل ْر ِ‬
‫سورة فاطر‬
‫‪129 ،125‬‬ ‫‪28‬‬ ‫ا ِد ِه‬ ‫ى هَّللا َ ِمنْ ِع َب‬ ‫{ِإ َّن َما َي ْخ َ‬
‫ش‬ ‫‪- 71‬‬
‫ا ْل ُع َل َماء‪}.........‬‬
‫سورة يس‬
‫‪207‬‬ ‫‪68‬‬ ‫ق َأ َف َال‬
‫س ُه ِفي ا ْل َخ ْل ِ‬
‫‪َ { - 72‬و َمنْ ُن َع ِّم ْر ُه ُن َن ِّك ْ‬
‫َي ْع ِق ُلون‪}...‬‬
‫سورة ص‬
‫‪15‬‬ ‫‪101 -100‬‬ ‫ا ِل ِحينَ *‬ ‫‪َ ( - 73‬ر ِّب ه َْب ِلي ِمنَ َّ‬
‫الص‬
‫َف َبش َّْر َنا ُه ِب ُغاَل ٍم)‬
‫سورة الزمر‬
‫‪125‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪ُ { - 74‬ق ْل َه ْل َي ْ‬
‫س َت ِوي ا َّل ِذينَ َي ْع َل ُم ونَ‬
‫َوا َّل ِذينَ َ‬
‫ال}‬

‫سورة الشورى‬
‫‪51‬‬ ‫\‬ ‫‪49-50‬‬ ‫ش اء ِإ َنا ًثا َو َي َه ُب ِل َمن‬
‫‪َ { - 75‬ي َه ُب ِل َم ْن َي َ‬
‫َيشَاء‪}...‬‬
‫سورة الزخرف‬
‫‪176‬‬ ‫‪67‬‬ ‫ض َع د ٌُّو‬
‫ض ُه ْم ِل َب ْع ٍ‬ ‫‪{ -76‬اَأل ِخ َّ‬
‫الء َي ْو َمِئ ٍذ َب ْع ُ‬
‫ال‪}.....‬‬ ‫ِإ َّ‬
‫سورة األحقاف‬
‫‪،105 ،31‬‬ ‫‪16 -15‬‬ ‫س ا ًنا‬ ‫ص ْي َنا اِإل َ‬
‫نس انَ ِب َوا ِل َد ْي ِه ِإ ْح َ‬ ‫‪َ { - 77‬و َو َّ‬
‫َح َم َل ْت ُه ُأ ُّم ُه‪}.‬‬
‫‪204‬‬
‫سورة الفتح‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫الصفحة‬ ‫رقمها‬ ‫اآلية‬ ‫م‬

‫‪198‬‬ ‫‪29‬‬ ‫سو ُل هَّللا ِ َوا َّل ِذينَ َم َع ُه َأ ِشدَّاء‬


‫‪ُّ { - 78‬م َح َّم ٌد َّر ُ‬
‫ع َلى}‬ ‫َ‬
‫سورة الحجرات‬
‫‪278‬‬ ‫‪10 -9‬‬ ‫ْؤم ِنينَ ا ْق َت َت ُل وا‬ ‫‪{ - 79‬وَِإنْ َطاِئ َف َت ِ‬
‫ان ِمنَ ا ْل ُم ِ‬
‫ص ِل ُحوا‪}..‬‬ ‫َفَأ ْ‬
‫‪197‬‬ ‫‪10‬‬ ‫ْؤم ُن ونَ ِإ ْخ َو ٌة َفَأ ْ‬
‫ص ِل ُحوا‬ ‫‪ِ{ - 80‬إ َّن َما ا ْل ُم ِ‬
‫َبيْنَ ‪}.......‬‬
‫سورة النجم‬
‫‪279‬‬ ‫‪5 -3‬‬ ‫ق ع َِن ا ْل َه َوى * ِإ ْن ُه َو‬ ‫‪َ { - 81‬و َما َي ِ‬
‫نط ُ‬
‫ي}‬‫ِإ َّال َو ْح ٌ‬
‫سورة المجادلة‬
‫‪188‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪َ { - 82‬ال ت َِج ُد َق ْو ًما ُي ِ‬
‫ْؤم ُن ونَ ِباهَّلل ِ َوا ْل َي ْو ِم‬
‫اآلخ ِر‪}...‬‬
‫ِ‬
‫سورة الحشر‬
‫‪196‬‬ ‫‪7‬‬ ‫س و ُل َف ُخ ُذو ُه َو َما‬ ‫‪َ { - 83‬و َما آ َت ا ُك ُم َّ‬
‫الر ُ‬
‫ه}‬ ‫َن َها ُك ْم عَ ْن ُ‬
‫سورة الصف‬
‫‪34‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪َ { - 84‬ف َل َّما زَا ُغ وا َأزَا َغ هَّللا ُ ُق ُل و َب ُه ْم َوهَّللا ُ َال‬
‫َي ْه ِدي‪}..‬‬
‫سورة الجمعة‬
‫‪136‬‬ ‫‪10 -9‬‬ ‫‪َ { - 85‬يا َأ ُّي َها ا َّل ِذينَ آ َم ُن وا ِإ َذا ُن و ِدي‬
‫ال ِة ِمن‪}.‬‬ ‫لص َ‬ ‫ِل َّ‬
‫سورة التغابن‬
‫‪33‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪ُ { - 86‬ه َو ا َّل ِذي َخ َل َق ُك ْم َف ِمن ُك ْم َك ا ِف ٌر‬
‫َو ِمن ُكم‪}....‬‬
‫سورة الطالق‬

‫‪120‬‬ ‫‪7‬‬ ‫س َع ِت ِه َو َمن‬ ‫‪ِ { - 87‬ل ُين ِف قْ ُذو َ‬


‫س َع ٍة ِّمن َ‬
‫ُق ِد َر َ‬
‫ع َل ْي ِه‪}..‬‬
‫سورة التحريم‬
‫‪,159 ،20‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪َ { - 88‬يا َأ ُّي َها ا َّل ِذينَ آ َم ُن وا ُق وا َأن ُف َ‬
‫س ُك ْم‬
‫َوَأ ْه ِلي ُك ْم‪}.‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫الصفحة‬ ‫رقمها‬ ‫اآلية‬ ‫م‬


‫سورة القلم‬
‫‪182 ,161‬‬ ‫‪4‬‬ ‫ق‬
‫ٍ‬ ‫{وَِإ َّنكَ َل َعلى ُخ ُل‬ ‫‪- 89‬‬
‫َظيم‪}...................‬‬ ‫عِ‬
‫سورة المدثر‬
‫‪58‬‬ ‫‪38‬‬ ‫َب ْت‬ ‫س‬ ‫ُّل َن ْف ٍ‬
‫س ِب َما َك َ‬ ‫‪ُ  - 90‬ك‬
‫َر ِهي َن ٌة‪ ................‬‬
‫سورة المطففين‬
‫‪90‬‬ ‫‪1-5‬‬ ‫‪َ { - 91‬و ْي ٌل ِّل ْل ُم َط ِّف ِفين* ا َّل ِذينَ ِإ َذا ا ْك َت ا ُلو ْا‬
‫ع َلى‪}...‬‬ ‫َ‬
‫سورة الليل‬
‫‪34‬‬ ‫‪10 -5‬‬ ‫‪َ { - 92‬فَأ َّما َمن َأعْ َطى َوا َّت َقى* َو َ‬
‫ص َّد َق‬
‫ِبا ْل ُح ْ‬
‫س َنى}‬
‫سورة العلق‬
‫‪125‬‬ ‫‪5 -1‬‬ ‫ق*خ َل َق‬
‫َ‬ ‫‪{ - 93‬ا ْق َرْأ ِب ْ‬
‫اس ِم َر ِّبكَ ا َّل ِذي َخ َل‬
‫سانَ }‬ ‫اِإلن َ‬
‫سورة الزلزلة‬
‫‪172‬‬ ‫‪8 -7‬‬ ‫‪َ { - 94‬ف َمن َي ْع َم ْل ِم ْث َقا َل َذ َّر ٍة َخ ْي ًرا َي َره *‬
‫َو َمن‪}..‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫‪ -2‬فهرس األحاديث النبوية‬


‫الصفحة‬ ‫طرف الحديث‬ ‫م‬
‫‪ -1‬ابعثوا إلى بيت القابلة برجل‪ ،‬وكلوا‪ ،‬وأطعموا‪ ،‬وال تكسروا منها عظماً‪...........‬ح ‪62‬‬
‫‪ -2‬أبلي وأخلقي ثم أبلي وأخلقي ثم أبلي وأخلقي‪168 ،94 .........................‬‬
‫‪ -3‬أبو عُمير ‪169 ...................................................................‬‬
‫َُؤالء؟ ‪218 ،169 .............................................‬‬ ‫أن ُأ ِ‬
‫عْط َي ه ِ‬ ‫‪ -4‬أتَأ َذن ِلي ْ‬
‫س ٍن‪183 ..........‬‬ ‫س َن َة ت َْم ُح َها‪َ ،‬و َخا ِل ِ‬
‫ق الناس ِب ُخ ُل ٍ‬
‫ق َح َ‬ ‫‪ -5‬ات َِّق هللا َح ْي ُث َما ُك ْنتَ ‪َ ،‬وَأ ْت ِب ْع ال َّ‬
‫س ِّيَئ َة ا ْل َح َ‬
‫‪ -6‬ا َّت ُقوا هللا واعْ ِد ُلوا في أوالد ْ‬
‫َكم ‪155 ..................................................‬‬
‫دْي َف َ‬
‫س ِم ْع ُت ُه‪65 ..........................‬‬ ‫حـوم ا ْلهـَ ِ‬ ‫‪َ -7‬أ َت ْيتُ ال َّن ِب َّي ‪ِ ‬با ْلحـُ َد ْي ِب َي ِة َأ ْسَأ ُل ُه ْ‬
‫عَن لـُ ِ‬
‫‪ -8‬أتيت النبي ‪ r‬في دين كان على أبي‪ ،‬فدققت الباب‪ ،‬فقال‪َ :‬م ْن ذا؟‪238 ...............‬‬
‫‪ -9‬اجعلوا مكان الدَّم خلوقاً ‪84 ......................................................‬‬
‫فان‪ :‬ال َف ُم وال َف ْر ُج ‪174 ......................................................‬‬
‫األج َو ِ‬
‫‪ْ -10‬‬
‫أحب األسماء إلى هللا تعالى‪ :‬عبد هللا وعبد الرحمن‪72 .............................‬‬
‫‪ُّ -11‬‬
‫أح ِس ْن ُخ ُلقكَ للنا ِ‬
‫س يا معاذ بن جبل ‪231 ..........................................‬‬ ‫‪ْ -12‬‬
‫س ُن ُكم ُخ ُلقاً ‪223 ...............................................................‬‬
‫أح َ‬
‫‪ْ -13‬‬
‫اء َي ْع ِر ْفكَ في ال ِّ‬
‫ش َّد ِة‪128 .................‬‬ ‫الر َخ ِ‬ ‫اح َف ِظ هللا ت َِجدْ ُه َأ َما َمكَ‪َ ،‬ت َع َّر ْ‬
‫ف إلى هللا في َّ‬ ‫‪ْ -14‬‬
‫فضة ‪..............................................‬ح ‪83‬‬
‫‪ -15‬احلقي رأسه‪ ،‬وتصدَّقي بزنة شعره َّ‬
‫‪ْ -16‬‬
‫أخ ِر ُجوهُم ِم ْن ِبيو ِت ُك ْم‪242 ........................................................‬‬
‫س ْف َيانُ َغ ْي َر َم َّر ٍة‪َ :-‬أ ْخ َن ُع اَأْل ْس َم ِ‬
‫اء ِع ْن َد هللا َر ُج ٌل َت َ‬
‫س َّمى‪79 ......‬‬ ‫‪-‬و َقا َل ُ‬‫‪َ -17‬أ ْخ َن ُع ا ْس ٍم ِع ْن َد هللا َ‬
‫الك‪79 .......................‬‬ ‫س َّمى َم ِلكَ اَأل ْم ِ‬ ‫‪َ -18‬أ ْخ َنى اَأل ْس َم ِ‬
‫اء َي ْو َم ا ْل ِق َيا َم ِة ِع ْن َد هللا َر ُج ٌل َت َ‬
‫شيْطانَ يأ ُك ُل ِ‬
‫بشما ِل ِه ‪235 .‬‬ ‫شر ْب ِبيمين ِه‪ ،‬فإنَّ ال َّ‬ ‫يمين ِه‪ ،‬وإ َذا َ‬
‫ش ِر َب َف ْل َي َ‬ ‫‪ -19‬إ َذا أ َك َل أحد ُك ْم َف ْل َيأ ُك ْل ِب ِ‬
‫‪ -20‬إ َذا ا ْن َت َع َل أح ُد ُكم فل َي ْبدأ با َليمين‪ ،‬وإ َذا َخ َل َع فليبدَأ بالشمال‪ ،‬ولي ْنعل ُه َما َجميعاً‪235 .........‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫ص َد َق ًة‪135 .................................‬‬ ‫‪ -21‬إ َذا أ ْن َف َق ْ‬


‫المسل ُم َن َف َق ًة عَلى أ ْه ِل ِه َكا َن ْت ل ُه َ‬
‫ص َد َق ٌة‪121 ....................‬‬
‫يح ِت ِس ُبها كا َن ْت ل ُه َ‬ ‫‪ -22‬إ َذا أ ْن َف َق المسل ُم َن َف َق ًة عَلى أه ِل ِه َ‬
‫وهو ْ‬
‫‪ -23‬إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه‪ ،‬إال تفعلوا تكن فتنة في األرض وفساد ‪52‬‬
‫زَو ُجوهُ إال تَ ْف َعلُوا تَ ُكنْ فِ ْتنَةٌ في‪52.....‬‬
‫ض ْونَ ِدينَهُ َو ُخلُقَهُ فَ ِّ‬
‫‪ - 24‬إذا َخطَ َب ِإلَ ْي ُك ْم من ت َْر َ‬
‫‪ -25‬إذا دخل َأ َح ُد ُك ُم ا ْل َم ْس ِج َد َف ْل َي ُق ِل‪ :‬اللهم افتح لنا َأ ْب َو َ‬
‫اب َر ْح َم ِتكَ ‪149 .......................‬‬
‫دْراج‪194 ........‬‬ ‫اصي ِه َما ُي ِح ُّب فإ َّنما ه ََو ْ‬
‫اس ِت ٌ‬ ‫‪ -26‬إ َذا َرَأيْتَ هللا ُي ْع ِطي ال َع ْب َد ِمنَ ال ُّد ْنيا َع َلى َم َع ِ‬
‫اس َقدْ َم ِر َج ْت ُع ُهو ُده ُْم‪َ ،‬و َخ َّف ْت َأ َما َنا ُت ُه ْم‪َ ،‬و َكا ُنوا َه َك َذا‪255 .................‬‬
‫‪ -27‬إ َذا َرَأ ْي ُت ُم ال َّن َ‬
‫علي صالة‪....‬‬
‫علي‪ ،‬فإنه من صلى َّ‬
‫‪ -28‬إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول‪ ،‬ثم صلوا َّ‬
‫‪150‬‬

‫ض َر َب َأ َح ُد ُك ْم‪َ ،‬ف ْل َي ْج َت ِن ِ‬
‫ب ا ْل َو ْج َه ‪246 .............................................‬‬ ‫‪ِ -29‬إ َذا َ‬
‫ش ِه َدهَا َف َك ِر َه َها‪256 ..........................‬‬ ‫ت ا ْل َخ ِطيَئ ُة ِفى اَأل ْر ِ‬
‫ض‪َ ،‬كانَ َم ْن َ‬ ‫‪ِ -30‬إ َذا ع ُِم َل ِ‬
‫ب ا ْل َو ْج َه ‪247 ................................................‬‬ ‫‪ِ -31‬إ َذا َقا َت َل َأ َح ُد ُك ْم َف ْل َي ْج َت ِن ِ‬
‫‪ -32‬إ َذا قا َل الرجل‪َ :‬ه َلكَ ال َّناس َ‬
‫فهو أه َلك ُه ْم‪197 ........................................‬‬
‫سانُ ا ْنقَطَ َع عنه َع َملُهُ إال من ثَاَل ثَ ٍة‪178 ،46 ......................‬‬
‫‪ - 33‬إذا َماتَ اِإْل ْن َ‬
‫الص ا ِلح‪،‬‬
‫َّ‬ ‫والج ُار‬
‫َ‬ ‫الواس ع‪،‬‬
‫ِ‬ ‫الص ا ِل َحة‪ ،‬والمس َكنُ‬
‫َّ‬ ‫الس عادة‪ :‬ال َم ْرأة‬
‫َّ‬ ‫‪ -34‬أرب ٌع ِمنَ‬
‫وال َم ْركب ‪40 ..........................................................................‬‬
‫أص ِّلي‪216 ...............‬‬
‫وص ُّلوا َك َما رأ ْيتُمو ِني َ‬
‫‪ْ -35‬ار ِج ُعوا إلى أ ْه ِلي ُك ْم ف َع ِّل ُموهم و ُم ُروهُم‪َ ،‬‬
‫شيء َي ْلهو ِب ِه َّ‬
‫الرج ُل ‪134 .‬‬ ‫ٍ‬ ‫إلي ِم ْن أنْ ت َْر َك ُبوا‪ ،‬وإنْ ك ّل‬
‫أحب َّ‬ ‫وار َك ُبوا‪ْ ،‬‬
‫وإن ت َْر ُموا َّ‬ ‫‪ -36‬ار ُموا ْ‬
‫ش ْع ِركَ ‪239 ...............................................‬‬
‫وإرخاُؤكَ َ‬
‫‪ -37‬إ ْس َبال إزَا ِركَ‪ْ ،‬‬
‫ُحسنَ ُخ ُل ِقك ‪232 ......................................................‬‬
‫‪ -38‬اس َت ِق ْم‪ ،‬ولت ِ‬
‫‪ -39‬اس َت ِه َما عَ َل ْي ِه‪116 ...............................................................‬‬
‫‪ -40‬اشت ِر بأح ِد ِهما َطعاماً فانبذ ُه إلى أ ْه ِلكَ‪ ،‬واشت ِر َ‬
‫باآلخ ِر َقدُّوماً فأ ِتني ب ِه‪138 .............‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫َين‪241 ..............................................‬‬
‫الوالد ِ‬
‫وق َ‬‫‪ -41‬اإلشْراكَ باهلل‪ ،‬و ُع ُق ِ‬
‫ت َأ ْن َي ِحيفَ هَّللا ُ عَ َل ْي ِك َو َر ُ‬
‫سو ُل ُه؟ ‪249 ..........................................‬‬ ‫‪َ -42‬أ َظ َن ْن ِ‬
‫‪ -43‬اع ُب ِد هللا وال تُشْركْ ب ِه شَيئاً ‪232 .................................................‬‬
‫‪َ -44‬أعْ َطيْتَ َ‬
‫ساِئ َر َو َل ِدكَ ِمث َل َه َذا؟ قال‪ :‬ال‪ ،‬قال‪ :‬فا َّت ُقوا هللا واعْ ِد ُلوا َبيْنَ ْأوال ِد ُك ْم‪154 .........‬‬
‫سبعين‪ ،‬وأق َّلهم َم ْن َي ُج ُ‬
‫وز ذلكَ ‪213 ..................‬‬ ‫ستِّين إلى ال َّ‬
‫أعْمار أ َّم ِتي ما َبيْنَ ال ِّ‬
‫ُ‬ ‫‪-45‬‬
‫سر لما ُخ ِل َق له ‪33 ............................................‬‬ ‫‪ -46‬اعْ َملوا َف ُك ٌّل ُم َي َّ‬
‫الر ِجيم‪148 ..........‬‬
‫طان َّ‬ ‫سلطا ِن ِه ال َقديم ِمنَ ال َّ‬
‫ش ْي ِ‬ ‫ظيم‪ ،‬و ِب َو ْج ِه ِه ال َكريم‪ ،‬و ِب ُ‬ ‫‪ -47‬أع ُ‬
‫ُوذ باهلل ال َع ِ‬
‫س َّمى َم ِلكَ اَأل ْم ِ‬
‫الك ‪79‬‬ ‫‪َ -48‬أ ْغ َي ُظ َر ُج ٍل ِع ْن َد هللا َي ْو َم ا ْل ِق َيا َم ِة ‪َ ،‬وَأ ْخ َبثُهُ ‪َ ،‬وَأ ْغ َي ُظهُ َع َل ْي ِه َر ُج ٌل َكانَ يُ َ‬
‫ان َجاِئ ٍر‪256 ......................................‬‬ ‫س ْل َط ٍ‬
‫َدْل ِع ْن َد ُ‬ ‫ض ُل ا ْل ِج َها ِد َك ِل َم ُة ع ٍ‬‫‪َ -49‬أ ْف َ‬
‫الص َد َق ِة ما ت ََركَ ِغ ًنى‪،‬وال َي ُد ال ُعليا َخ ْي ٌر ِمنَ ال َي ِد ال ُّسف َلى‪،‬وا ْبدأ ِب َم ْن ‪136 ،122 ،120‬‬ ‫‪َ -50‬أ ْف َ‬
‫ض ُل َّ‬
‫ينار ‪122‬‬
‫سبيل هللا‪ ،‬و ِد ٌ‬
‫ِ‬ ‫ينار ُين ِف ُق ُه على َف َر ِس ِه في‬
‫الر ُج ُل على ِع َيا ِل ِه‪ ،‬و ِد ٌ‬ ‫‪َ -51‬أ ْف َ‬
‫ض ُل ِدي َنا ٍر ُي ْن ِف ُق ُه َّ‬
‫‪ -52‬أ َف َع ْلتَ ه َذا ِب َو َل ِدكَ ُك ّلهم؟ ‪155 ......................................................‬‬
‫‪ -53‬أ َفال أ َبش ُِّركَ ِب َما َل ِق َي هللا ب ِه أ َباكَ؟ قال‪ :‬بلى يا رسول هللا‪ ،‬قال‪ :‬ما َك َّل َم هللا أحد ًا َق ّط إ َّال ‪219‬‬
‫‪ -54‬أفال جعلته فوق الطعام كي يراه الناس ؟ من غش فليس مني‪264 .................‬‬
‫‪ -55‬اقطعوا الركب وثبوا على الخيل وثباً ‪126 .........................................‬‬
‫‪ -56‬ا ْق ُعد ناحية ‪117 ................................................................‬‬
‫وأحس ُنوا أ َد َبهم ‪142 ..............................................‬‬
‫ِ‬ ‫‪ْ -57‬أك ِرموا ْأوال َد ُكم‪،‬‬
‫‪ -58‬أ ُك ّل َب ِنيكَ َق ْد َ‬
‫نح ْلتَ ِمث َل ال ُّن ِ‬
‫عمان؟ ‪155 ..............................................‬‬
‫‪ -59‬أك ّل َب ِنيكَ َن َحلتَ ؟ ‪155 ............................................................‬‬
‫‪ -60‬أ ُك ّل َو َل ِدكَ أعْ َطي َت ُه هَذا؟ ‪155 ......................................................‬‬
‫‪َ -61‬أ ُك َّل َو َل ِدكَ َن َح ْلتَ ِم ْثله؟ ‪154 .......................................................‬‬
‫هم‪183 .....................‬‬ ‫ْؤم ِنينَ ِإي َما ًنا َأ ْح َ‬
‫س ُن ُه ْم ُخ ُل ًقا‪َ ،‬و ِخ َي ُار ُك ْم ِخ َي ُار ُك ْم ِل ِن َ‬
‫ساِئ ْ‬ ‫‪َ -62‬أ ْك َم ُل ا ْل ُم ِ‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫الك ذ ِلكَ ُك ّله؟ ‪232 ...................................................‬‬ ‫أخ ِبركَ ب َم ِ‬ ‫‪ -63‬أال ُ‬


‫إلي‪ ،‬وأ ْق َر َب ُك ْم ِم ِّني َم ْج ِلساً َيو َم ال ِقيا َمة‪223 .........................‬‬
‫بأح ِّب ُك ْم َّ‬ ‫‪ -64‬أال ْ‬
‫أخ ِب ُر ُكم َ‬
‫س ْه ٍل‪224 ..‬‬
‫ب ه ِّي ٍن َ‬ ‫‪ -65‬أال ُأ ْخ ِب ُر ُكم ِب َم ْن َي ُ‬
‫حرم ع َلى ال َّنا ِر‪ ،‬وب َمنْ ت َْح ُر ُم َع َل ْي ِه ال َّنار؟ عَ َلى ك ِّل َق ِري ٍ‬
‫‪ -66‬أال أ َن ِّبئكم بأ ْك َب ِر ال َكبائر؟ ‪241 .....................................................‬‬
‫راع‪226 .....،‬‬
‫س ٍ‬ ‫اع و ُك ُّل ُك ْم َم ْسؤو ٌل ع َْن َر ِع َّي ِت ِه‪ :‬فاإلما ُم األعظ ُم الذي َع َلى ال َّنا ِ‬
‫‪ -67‬أ َال ُك ُّل ُك ْم َر ٍ‬
‫‪ -68‬إالم يجلد أحدكم امرأته ‪247 .....................................................‬‬
‫‪َ -69‬أ َما في َب ْي ِتكَ شي ٌء؟ ‪138 .........................................................‬‬
‫‪ -70‬أ َما َل ْو َر َفعْتَ َث ْو َبكَ َكانَ أ ْب َقى وأ ْن َقى ‪240 ...........................................‬‬
‫‪ - 71‬أمرنا رسول هللا ‪ ‬حين سابع المولود بتسميته وعقيقته ووضع األذى عنه‪....‬‬
‫‪101‬‬
‫ق عن الجارية شاة‪ ،‬وعن الغالم شاتين‪60 ................‬‬
‫‪ -72‬أمرنا رسول هللا ‪ :‬أن نع َّ‬
‫ق عن الغالم شاتين‪ ،‬وعن الجارية شاة‪66 ................‬‬
‫‪ -73‬أمرنا رسول هللا ‪ :‬أن نع َّ‬
‫‪ُ -74‬أ ُّمك‪ ،‬ث َّم ُأ ُّمك‪ ،‬ث َّم ُأ ُّمك‪ ،‬ث َّم أ َباكَ‪ ،‬ث َّم أدْناكَ أدْناكَ ‪179 ..................................‬‬
‫وابك ع َلى َخ ِطيئتكَ ‪232 ..........................‬‬
‫‪ -75‬ا ْملك عَليكَ ِلسا َنك‪ ،‬وليس َعكَ بيتُكَ‪ِ ،‬‬
‫‪ -76‬أميطوا عنه األذى ‪81 ...........................................................‬‬
‫‪ -77‬أن ابنة لعمر كانت يقال لها عاصية‪ ،‬فس ّماها رسول هللا ‪ ‬جميلة‪74 .................‬‬
‫اجتَهُ‪94......................‬‬ ‫ارت ََحلني فَ َك ِرهْتُ َأنْ ُأع َِّجلَهُ حتى يَ ْق ِ‬
‫ض َى َح َ‬ ‫‪ - 78‬إنَّ ابني قد ْ‬
‫‪ - 79‬إن ابني هذا سيد‪ ،‬ولع َّل هللا أن يُصلِ َح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين‪.....‬‬
‫‪166‬‬
‫‪ -80‬إن أثقل صالة على المنافقين صالة العشاء‪ ،‬وصالة الفجر‪ ،‬ولو يعلمون ما فيهما ‪266‬‬
‫أحب أسمائكم إلى هللا‪ :‬عبد هللا‪ ،‬وعبد الرحمن‪72 ...............................‬‬
‫‪ -81‬إنَّ َّ‬
‫‪ -82‬إن أحدكم إذا كان في الصالة فإن هللا حيال وجهه فال يتنخمن حيال وجهه في الصالة ‪.‬‬
‫‪266‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫س َّمى َم ِلكَ اَأل ْم ِ‬


‫الك‪79 .................................‬‬ ‫‪ -83‬إن َأ ْخ َن َع ا ْس ٍ‬
‫ــــم ِع ْن َد هللا َر ُج ٌل ُي َ‬
‫‪ -84‬أن أسامة ‪ ‬كان ِردف النبي ‪ r‬من عرفة إلى المزدلفة‪ ،‬ثم أردف الفضل من‪220 ....‬‬
‫‪ -85‬إن أشد الناس عذاباً يوم القيامة الذين يضاهون بخلق هللا‪265 .....................‬‬
‫‪ -86‬إن أصحاب هذه الصور يعذبون يوم القيامة‪ ،‬يقال لهم‪ :‬أحيوا ما خلقتم‪265 .........‬‬
‫‪ -87‬إنَّ أ ْط َي َب َما أ َك َل َّ‬
‫الر ُج َل ِم ْن َك ْس ِب ِه‪ ،‬وإنَّ َو َلد ُه ِم ْن َك ْس ِب ِه‪135 ..........................‬‬
‫الفجار ‪91 ......................................................‬‬
‫َّ‬ ‫‪ -88‬إن التجار هم‬
‫وبر‪ ،‬وصدق‪91 ...‬‬
‫َّ‬ ‫‪ -89‬إن التُّجار يبعثون يوم القيامة فجار ًا إال من اتقى هللا‪،‬‬
‫‪ -90‬إن الرجل لترفع درجته في الجنة‪ ،‬فيقول‪ :‬أ َّنى ه ذا؟ فيق ال‪ :‬باس تغفار ول دك‬
‫لك ‪46‬‬
‫دْر ُة ُفاَل ِن ْب ِن ُفاَل ٍن‪80 ...................‬‬
‫‪ِ -91‬إنَّ ا ْل َغا ِد َر ُي ْر َف ُع َل ُه ِل َوا ٌء َي ْو َم ا ْل ِق َيا َم ِة ُي َقا ُل‪َ :‬ه ِذ ِه َغ َ‬
‫شفَا ًء َعلِ َمهُ من َعلِ َمهُ َو َج ِهلَهُ من َج ِهلَهُ‪103 . .‬‬ ‫‪ - 92‬إنَّ هللا ‪ ‬لم يُنز ُل دا ًء إال أ ْن َز َل لهُ ِ‬
‫رب‪46 .........‬‬
‫‪ -93‬إن هللا ‪ ‬ليرفع الدرجة للعبد الصالح في الجنة فيقول‪ :‬يا ِّ‬
‫ص ْن َع ِت ِه َ‬
‫الخير‪134 .....،‬‬ ‫الج َّن َة‪َ ،‬‬
‫صا ِن ُع ُه َيحت َِس َب في َ‬ ‫اح ِد َ‬
‫الو ِ‬ ‫‪ -94‬إنَّ هللا ‪ُ ‬يدْخ ُل ال َّثال َث َة بال َّ‬
‫س ْه ِم َ‬
‫‪ - 95‬إن هللا تعالى ال يحب العقوق ‪.............................................‬ح ‪56‬‬
‫ت‪َ .‬و َك ِر َه َل ُك ْم ِقي َل‪189 ........‬‬ ‫ت‪َ ،‬و َوْأ َد ا ْل َب َنا ِ‬
‫ت‪َ ،‬و َم َن َع َوهَا ِ‬ ‫‪ِ -96‬إنَّ هَّللا َ َح َّر َم َع َل ْي ُك ْم‪ُ :‬ع ُقو َق اُأْل َّم َها ِ‬
‫‪ -97‬إن هللا قد أوجب لها بها الجنة‪ ،‬أو أعتقها بها من النار‪162 ،50 ..................‬‬
‫‪ -98‬إن هللا ال يحب العقوق ‪59 .......................................................‬‬
‫‪ -99‬إن هللا هو الحكم وإليه الحكم ‪74 .................................................‬‬
‫‪ -100‬إن النار ال يعذب بها إال هللا‪267 ...............................................‬‬
‫اس ِإ َذا َرَأ ُوا ال َّظا ِل َم َف َل ْم َيْأ ُخ ُذوا َع َلى َي َد ْي ِه َأ ْوشَكَ َأ ْن َي ُع َّم ُه ُم هَّللا ُ ِب ِع َقا ٍ‬
‫ب‪255 .........‬‬ ‫‪ِ -101‬إنَّ ال َّن َ‬
‫‪ -102‬أن النبي ‪ ‬ح َّنك ابن أبي طلحة‪ ،‬وسماه‪ :‬عبد هللا‪73 .............................‬‬
‫‪ -103‬أن النبي ‪ ‬عق عن الحسن والحسين كبشاً كبشاً‪...........................‬ح ‪68‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫الر ُج َل َف َي ُقو ُل‪َ :‬يا َه َذا‪250 ...‬‬


‫الر ُج ُل َي ْل َقى َّ‬ ‫‪ِ -104‬إنَّ َأ َّو َل َما د ََخ َل ال َّن ْق ُ‬
‫ص َع َلى َب ِني ِإ ْس َراِئي َل َكانَ َّ‬
‫فرخص له‪ ،‬وأتاه آخر فسأله فنهاه‪....‬‬ ‫‪ -105‬أن رج ًال سأل النبي ‪ r‬عن المباشرة للصائم‪َّ ،‬‬
‫‪210‬‬
‫‪ -106‬أن رسول هللا ‪ُ r‬أتي بشراب فشرب منه – وعن يمينه غالم‪ ،‬وعن يساره األشياخ‪..‬‬
‫‪218‬‬
‫مكافئتان‪ ،‬وعن الجارية شاة‪60 ..........‬‬
‫ِ‬ ‫‪ -107‬أن رسول هللا ‪ ‬أمرهم عن الغالم شاتان‬
‫‪ -108‬أن رسول هللا ‪ r‬خ َّير غالماً بين أبيه وأمه ‪116 ..................................‬‬
‫‪ -109‬أن رسول هللا ‪ ‬قال لرجل‪ :‬ما اسمك؟ ‪74 .......................................‬‬
‫برك عليهم و ُيح ِّنكهم‪85 ....................‬‬
‫‪ -110‬أن رسول هللا ‪ ‬كان ُيؤتَى بالصبيان ف ُي ِّ‬
‫‪ -111‬أن رسول هللا ‪ r‬كان يصلي وهو حامل أمامة بنت زينب على عنقه‪126 ..........‬‬
‫‪ - 112‬أن رسول هللا ‪ ‬كان يصلي وهو حام ٌل أمامة بنت زينب‪ ،‬بنت رسول هّللا ‪167‬‬
‫‪ -113‬أن زينب بنت أبي سلمة‪ ،‬كان اسمها برة ‪،‬فقيل‪:‬تُز ِّكي نفسها‪،‬فسماها رسول هللا ‪. ‬‬
‫‪74‬‬

‫صغا ٍر َف ُه َو في َس ِب ِ‬
‫يل هَّللا‪،‬وَِإ ْن كان َخ َر َج َي ْس َعى‪،122 ......‬‬ ‫‪ -114‬إن كان َخ َر َج َي ْس َعى على أوال ٍد ِ‬
‫‪137‬‬

‫س ّمًى‪َ ،‬ف ْلت ْ‬


‫َص ِبر ولت َْحت َِسب‪162 ...‬‬ ‫شيء ِع ْن َد ُه َ‬
‫بأج ٍل ُم َ‬ ‫ٍ‬ ‫أخ َذ ول ُه ما أعْ َطى‪ ،‬وك ّل‬
‫هلل ما َ‬
‫‪ -115‬إنَّ ِ‬
‫‪ -116‬إنَّ مما يلحق المؤمن من عمله وحسناته بعد موته‪ :‬علماً ع َّلمه ونشره‪،‬‬
‫وولد ًا صالحاً ‪47 .....................................................................‬‬
‫جل أه َل ُو ِّد أبي ِه بع َد أن يو ِّلي‪180 .........................‬‬ ‫ص َل ُة َّ‬
‫الر ِ‬ ‫البر ِ‬
‫أبر ّ‬‫‪ -117‬إنَّ ِم ْن ِّ‬
‫اس َن ُك ْم ْ‬
‫أخالقاً‪222 .............‬‬ ‫وأقر َب ُك ْم ِم ِّني َم ْج ِلساً َيو َم ال ِقيا َم ِة َ‬
‫أح ِ‬ ‫أح ِّب ُكم َّ‬
‫إلي‪َ ،‬‬ ‫‪ -118‬إنَّ ِم ْن َ‬
‫الر ُج ُل وال َد ْي ِه‪241 ...................................‬‬ ‫ائر أن َي ْل َعنَ َّ‬ ‫‪ -119‬إنَّ ِم ْن أكب ِر ال َك َب َ‬
‫اء وَِإنْ كان ُم ِح ًّقا‪184 .................‬‬
‫ض ا ْل َج َّن ِة ِل َمنْ ت ََركَ ا ْل ِم َر َ‬
‫ت في َر َب ِ‬ ‫زَعي ٌم ِب َب ْي ٍ‬
‫‪ -120‬أنا ِ‬
‫ت أح ُّق ِب ِه ما لم َت ْن ِكحي ‪115 ,113 ..........................................‬‬
‫‪ -121‬أ ْن ِ‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫‪ -122‬أنت جميلة ‪74 ................................................................‬‬


‫‪ -123‬أنت سهل ‪75 .................................................................‬‬
‫‪ -124‬انظرن إخوتكنَّ من الرضاعة‪ ،‬فإنما الرضاعة من المجاعة‪108 ..................‬‬
‫ضا َعةُ ِمنَ ا ْل َم َجا َع ِة‪108 .......................‬‬
‫‪ - 125‬ا ْنظُ ْرنَ من ِإ ْخ َوانُ ُكنَّ فَِإنَّ َما ال َّر َ‬
‫قول لقمان‪َ :‬يا ُب َن َّي َال تُشْ ِركْ ِباهَّلل ِ‪171 .................‬‬ ‫‪ -126‬إ َّن ُه َل ْي َ‬
‫س بذلكَ‪ ،‬أال تَس َم ُع إلى ِ‬
‫‪ - 127‬أنه م َّر بصبيان فسلَّم عليهم ‪95 ..............................................‬‬
‫‪ - 128‬أنه م َّر على صبيان فسلم عليهم‪ ،‬وقال‪ :‬كان النبي يفعله‪170 ................‬‬
‫‪ - 129‬أنها أتت باب ٍن لها لم يأكل الطعام إلى رسول هللا ‪ ‬فأجلسه رسول هللا ‪170 ..‬‬
‫وأن ت َِم َّل فاقرْأ ُه في شَهر‪208 ..................‬‬
‫الزمان‪ْ ،‬‬ ‫أن َي ُطو َل َع َل ْيكَ َّ‬ ‫‪ -130‬إ ِّني ْ‬
‫أخشَى ْ‬
‫بي؛ فأتج َّوز‪168 . .‬‬
‫ص ِّ‬
‫طول فيها فأسمع بكاء ال ّ‬ ‫‪ِ - 131‬إنِّي ألقوم في الصالة ُأريد أن ُأ ِّ‬
‫‪َ - 132‬أ َو َأ ْملِ ُك لَ َك أن نَ َز َع هللاُ من قلبك الرحمة ‪165 ................................‬‬
‫ض ُث َّم َل َي ْل َع َن َّن ُك ْم َك َما َل َع َن ُه ْم‪250 ..................‬‬
‫ض ُك ْم َع َلى َب ْع ٍ‬ ‫‪َ -133‬أ ْو َل َي ْ‬
‫ض ِر َبنَّ هَّللا ُ ِب ُق ُلو ِ‬
‫ب َب ْع ِ‬
‫ض في هللا‪188 ..........................‬‬ ‫الحب في هللا‪ ،‬وال ُب ْغ ُ‬ ‫ّ‬ ‫‪ْ -134‬أو َثق ع َُرى اإليمانَ ‪:‬‬
‫ص ُبك ِم ْن ُه إ َّنه َل ْن َي ُ‬
‫ض ُّركَ ‪220 .....................................‬‬ ‫ني‪ ،‬وما ُي ْن ِ‬
‫أي ُب َّ‬
‫‪ْ -135‬‬
‫سواء؟ ‪155 ......................................‬‬ ‫أن َيكو ُنوا إل ْيكَ في ِّ‬
‫البر َ‬ ‫س ُّركَ ْ‬
‫‪ -136‬أ َي ُ‬
‫وأح َيا ‪150 .................................................‬‬ ‫‪ -137‬با ْس ِمكَ الله َّم أ ُموتُ ْ‬
‫س ْم ِع َوال َّطا َع ِة ِفي ا ْل َم ْنش َِط‪َ ،‬وا ْل َم ْك َر ِه‪َ ،‬وَأ ْن اَل ُن َنا ِز َع‪256 .......‬‬
‫سو َل هَّللا ِ ‪َ ‬ع َلى ال َّ‬
‫‪َ -138‬با َي ْع َنا َر ُ‬
‫بخ – وأش ار بي ده الخمس – ما أثقلهن في الم يزان‪ :‬س بحان هللا‪،‬‬ ‫بخ ٍ‬ ‫‪ٍ -139‬‬
‫والحمد هلل‪47 ...................................................................... ،‬‬
‫صدْ ِركَ‪َ ،‬و َك ِرهْتَ َأنْ َي َّط ِل َع عليه الناس‪183 ......‬‬
‫ق‪َ ،‬واِإْل ْث ُم ما َحاكَ في َ‬
‫‪ -140‬ا ْل ِب ُّر ُحسْنُ ا ْل ُخ ُل ِ‬
‫ص ِّل عَلى ُمح َّم ٍد ‪148 .‬‬
‫بسم هللا‪ ،‬الله َّم َ‬
‫ص ِّل عَلى ُمح َّم ٍد‪ ،‬وإذا خرج قال‪ِ :‬‬
‫بسم هللا‪ ،‬الله َّم َ‬
‫‪ِ -141‬‬
‫‪ -142‬بسم هللا‪ ،‬تو َّكلتُ على هللا‪ ،‬وال َح ْو َل وال ُق َّو َة إال باهلل‪ ،‬الله َّم إ ِّني أعُو ُذ ِبكَ أن ِ‬
‫أض َّل ‪149‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫‪ -143‬بل أنت ُز ْرعة ‪74 .............................................................‬‬


‫‪َ -144‬ب ْل َأ ْنتَ َ‬
‫س ْه ٌل ‪75 ..............................................................‬‬
‫‪ -145‬بلى ولكنهم يحدِّثون فيكذبون‪ ،‬ويحلفون ويأثمون‪92 .......................‬‬
‫ض ْر َب ا ْل َف ْح ِل‪َ ،‬أ ِو ا ْل َع ْب ِد‪ُ ،‬ث َّم َل َع َّل ُه ُي َعا ِن ُق َها‪247 ..................‬‬
‫ض ِر ُب َأ َح ُد ُك ْم ْام َرَأ َت ُه َ‬
‫‪ِ -146‬ب َم َي ْ‬
‫ص َدقَا َوبَيَّنَا بُو ِر َك لَ ُه َما في بَ ْي ِع ِه َما وَِإنْ ‪90. . .‬‬‫‪ - 147‬ا ْلبَيِّ َعا ِن بِا ْل ِخيَا ِر ما لم يَتَفَ َّرقَا فَِإنْ َ‬
‫يوم ال ِقيام ِة‪237 ....‬‬ ‫ض إلى ِ‬ ‫فهو يت ََج ْل َج ُل في األر ِ‬ ‫إزَار ُه ْإذ ُخ ِسفَ ب ِه؛ َ‬‫جر َ‬ ‫‪ -148‬بينما َر ُج ٌل َي ُّ‬
‫‪ -149‬التاجر الصدوق األمين مع النبيين‪ ،‬والصدِّيقين‪ ،‬والشهداء‪92 ..............‬‬
‫‪َ -150‬تْأ ُخ ُذونَ َما َت ْع ِر ُفونَ ‪َ ،‬و َت َذرُونَ َما ُت ْن ِكرُونَ ‪َ ،‬و ُت ْق ِب ُلونَ َع َلى َأ ْم ِر َخ َّ‬
‫اص ِت ُك ْم‪َ ،‬و َت َذرُونَ ‪255 . . .‬‬
‫ض َع له د ََوا ًء غير دَا ٍء ‪102 .‬‬ ‫َاو ْوا عبَا َد هللا‪ ،‬فإن هَّللا َ تعالى لم يَ َ‬
‫ض ْع دَا ًء اال َو َ‬ ‫‪ - 151‬تَد َ‬
‫س َّمى فيه‪ ،‬ويحلق رأسه‪62 ...........................‬‬
‫‪ -152‬تذبح عنه يوم سابعه‪ ،‬ويُ َ‬
‫‪ -153‬ترى المؤمنين في تراحمهم وتوادهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى عضو ًا ‪187‬‬
‫‪ - 154‬تَ َز َّو ُجوا ا ْل َولُو َد ا ْل َودُو َد فَِإنِّي ُم َكاثِ ٌر بِ ُك ُم اُأل َمم ‪46 ..............................‬‬
‫س واثنين‪198 ..................................‬‬
‫يوم خمي ٍ‬
‫ُعرض األعمال في ك ِّل ِ‬
‫ُ‬ ‫‪ -155‬ت‬
‫س‪َ ،‬ف ُي ْغ َف ُر ِل ُك ِّل َع ْب ٍد ال يشرك باهلل َ‬
‫ش ْيًئا‪198 . .‬‬ ‫‪ُ -156‬ت ْفت َُح َأ ْب َو ُ‬
‫اب ا ْل َج َّن ِة َي ْو َم اال ْث َن ْي ِن ويوم ا ْل َخ ِمي ِ‬
‫الخ ُلق ‪184 ,174 ...........................................‬‬ ‫‪َ -157‬ت ْقوى هللا ُ‬
‫وحسن ُ‬
‫‪ - 158‬تُ ْن َك ُح ا ْل َم ْرَأةُ َأِل ْربَ ٍع لِ َمالِ َها َولِ َح َ‬
‫سبِ َها َو َج َمالِ َها َولِ ِدينِ َها فَا ْظفَ ْر بِ َذا ِ‬
‫ت الدِّي ِن‪38 .. .‬‬
‫اس عَ َلى وجو ِههم في ال َّنا ِر إال َح َ‬
‫صاِئ ُد‪332 ،226 ...‬‬ ‫‪َ -159‬ث َك َل ْتكَ أ ّمك يا معاذ‪ ،‬هل َّ‬
‫يكب ال َّن َ‬
‫سعادة‪ :‬المرأ ُة ت ََراها ُت ْع ِج ُبكَ ‪41‬‬ ‫فمنَ ال َّ‬ ‫الث ِمنَ الشّقاوة‪ِ :‬‬ ‫س َعادة‪ ،‬و َث ٌ‬ ‫ٌ‬
‫ثالث ِمنَ ال َّ‬ ‫‪-160‬‬
‫سو ُل ُه َأ َح َّب إليه ِم َّما ِس َوا ُه َما ‪187‬‬ ‫‪َ -161‬ثاَل ٌث من ُكنَّ فيه َو َج َد َحاَل َو َة اِإْلي َم ِ‬
‫ان‪ ،‬من كان هللا َو َر ُ‬
‫أن َت َد َع ُه ْم عَال ًة ي َت َك َّففونَ ال َّناس ‪121‬‬
‫خير ِمنْ ْ‬ ‫كثير‪ ،‬أ ْن َت َد ْع َو َر َثتكَ ْ‬
‫أغ ِنيا َء ٌ‬ ‫لث وال ُّث ُل ُث ٌ‬
‫‪ -162‬ال ُّث ُ‬
‫حب األنصار التمر ‪85 ،71 ...................................................‬‬
‫‪ُّ -163‬‬
‫تاي ِمنَ ال ُّد ْنيا ‪94.......................................‬‬
‫والحسين ُه َما َر ْيحانَ َ‬
‫ُ‬ ‫الحسنُ‬
‫‪َ - 164‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫أح َيانا َبعدَما أما َت َنا وإل ْي ِه ال ُّنشُور ‪150 ..............................‬‬


‫الحم ُد هلل الذي ْ‬
‫‪َ -165‬‬
‫هلل الذي أ ْن َق َذ ُه ِمنَ ال َّنا ِر‪222 ..............................................‬‬
‫‪ -166‬الحم ُد ِ‬
‫الخال ُة ب َمنزل ِة اُأل ِّم‪116 ،73 ...................................................‬‬ ‫‪َ -167‬‬
‫‪ -168‬خدمت رسول هللا ‪ r‬عشر سنين‪ ،‬فما قال لي أفٍّ قط‪216 ........................‬‬
‫‪ُ -169‬خ ْذ َج َم َلكَ‪ ،‬و َلكَ َث َم ُنه ‪218 ......................................................‬‬
‫بالمعروف‪120 ..........................................‬‬
‫ِ‬ ‫وو َلد ُِك‬ ‫‪ُ -170‬خ ِذي ما َي ْك ِف ِ‬
‫يك َ‬
‫‪ - 171‬خرج النبي ‪ ‬إلى الناس؛ ليصلي بهم إحدى صالتي العشاء وهو‪166 ..........‬‬
‫الر ِح ُم‪ ،‬فقال‪َ :‬م ْه؟ قالت‪ :‬هذا َم َقا ُم ا ْل َعاِئ ِذ ِبكَ ‪190 . .‬‬
‫ت َّ‬‫‪َ -172‬خ َل َق هللا ا ْل َخ ْل َق فلما َف َر َغ منه َقا َم ِ‬
‫س َر ْت َك‪ ،‬وإ َذا أ َم ْرتَها أطَا َع ْتكَ‪ ،‬وإذا ‪43 ......‬‬
‫‪َ - 173‬خ ْي ُر النِّساء َمن إ َذا نَظَ ْرتَ إل ْي َها أ َ‬
‫س ُّر َك إ َذا أ ْب َ‬
‫ص ْرتَ ‪ ،‬وتُطي ُع َك إذا أ َم ْرتَ ‪ ،‬وتحفَظ َغ ْيبت َك في‪39 .‬‬ ‫‪ - 174‬خي ُر النِّسا ِء َمن تَ ُ‬
‫سا ٍء َر ِكبْنَ اِإْل بِ َل صالح نِساء قُ َريش‪َ ،‬أ ْحنَاهُ على ولَ ٍد في ِ‬
‫صغر ِه‪44 ....،‬‬ ‫‪َ - 175‬خ ْي ُر نِ َ‬
‫َاع ال ُّد ْنيَا ا ْل َم ْرَأةُ ال َّ‬
‫صالِ َحةُ‪38.............................‬‬ ‫‪ - 176‬ال ُّد ْنيَا َمتَا ٌ‬
‫ع َو َخ ْي ُر َمت ِ‬
‫سبِي ِل هَّللا ِ َو ِدينَا ٌر َأ ْنفَ ْقتَهُ في َرقَبَ ٍة َو ِدينَا ٌر ت َ‬
‫َص َّد ْقتَ بِ ِه على ‪89.‬‬ ‫‪ِ - 177‬دينَا ٌر َأ ْنفَ ْقتَهُ في َ‬
‫واآلخرة ‪174 ......................................‬‬
‫ِ‬ ‫بخي ِر الدُّنيا‬ ‫‪َ -178‬ذه ََب ُحسْنُ ُ‬
‫الخلق َ‬
‫ماء‪158 .....‬‬
‫س ِ‬‫ض َي ْر َح َم ُك ْم َم ْن في ال َّ‬
‫الر ْحمنُ ‪ْ ،‬ار َح ُموا َمنْ في األر ِ‬
‫اح ُمونَ َي ْر َح َم ُهم َّ‬
‫الر ِ‬
‫‪َّ -179‬‬
‫الحسنَ بن علي حينَ َو َل َد ْت ُه فاَ ِط َمة‪125 ................‬‬ ‫‪ -180‬رأيت النبي ‪َّ :r‬أذنَ في ُأ ِذ ِن َ‬
‫‪ -181‬رأيت رسول هللا ‪َّ ‬أذن في ُأذن الحسن بن علي حين ولدته فاطمة بالصالة‪86 .....‬‬
‫وص َل ُه هللا‪ ،‬و َم ْن َق َط َعني َق َط َع ُه هللا‪190 .....‬‬
‫ص َلني َ‬ ‫الر ِح ُم مع َّلق ٌة بال َع ْر ِ‬
‫ش‪ ،‬تقول‪َ :‬م ْن َو َ‬ ‫‪َّ -182‬‬
‫‪َ -183‬ر ِغ َم أن ُف ُه‪َ ،‬ر ِغ َم أن ُف ُه‪َ ،‬ر ِغ َم أن ُف ُه ‪189 ............................................‬‬
‫شب‪204 ،202 ....‬‬
‫بي حتَّى َي ّ‬ ‫‪ُ -184‬ر ِف َع ال َق َل ُم عَن ثالث ٍة‪ :‬ع َِن ال َّناِئ ِم حتَّى َي ْس َت ْي ِقظ‪ ،‬وع َِن َّ‬
‫الص ِّ‬
‫‪ - 185‬زبرني ‪168.................................................................‬‬
‫سا َنكَ‪َ ،‬و ُخ ْذ ِب َما َت ْع ِرفُ ‪َ ،‬ودَعْ َما ُت ْن ِك ُر‪َ ،‬و َع َل ْيكَ ِبَأ ْم ِر‪256 .......‬‬ ‫‪ -186‬ا ْل ْ‬
‫زَم َب ْيتَكَ‪َ ،‬و ْام ِلكْ َع َل ْيكَ ِل َ‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫بيل هللا أو ال َقاِئ ِم اللي َل‪135 ،121 . ،‬‬


‫س ِ‬ ‫كالمجا ِه ِد في َ‬
‫َ‬ ‫ين‬ ‫األر َم َلة ِ‬
‫والم ْس ِك ِ‬ ‫اعي َع َلى ْ‬
‫س ِ‬
‫‪ -187‬ال َّ‬
‫‪ -188‬سألت رسول هللا ‪ r‬عن نظرة الفجأة؟ فأمرني أن أصرف بصري‪234 .............‬‬
‫سبْحانَ هللا‪ ،‬إنَّ المسل َم ال َي ْن َجس ‪220 ...........................................‬‬
‫‪ُ -189‬‬
‫‪ -190‬س بع يج ري أجرها للعبد بعد موته وهو في ق بره‪ :‬من َع َّلم علم اً‪ ،‬أو‬
‫أجرى نهر ًا ‪47 ......................................................................‬‬
‫‪ -191‬ستكون هنات وهنات‪ ،‬فمن أراد أن يفرق أمر هذه األمة وهي جميع‪ ،‬فاضربوه‪....‬‬
‫‪278‬‬

‫ساَل ُم َع َلى َأه ِْل ال ِّد َيا ِر ِمنَ ا ْل ُم ِ‬


‫ْؤم ِنينَ َوا ْل ُم ْس ِل ِمينَ ‪َ ،‬و َي ْر َح ُم هَّللا ُ ا ْل ُم ْس َت ْق ِد ِمينَ ِم َّنا‪249 ......‬‬ ‫‪ -192‬ال َّ‬
‫س َن ْه ‪168 ،94 ..........................................................‬‬ ‫س َن ْه َ‬‫‪َ -193‬‬
‫ضلتُ ال ِّن َ‬
‫ساء‪156 .............‬‬ ‫أحد ًا َل َف َّ‬
‫ض ًال َ‬‫فلو ُك ْنتُ ُم َف ِّ‬
‫س ُّووا بينَ ْأوال َد ُكم في ال َع ِط َّي ِة‪ْ ،‬‬ ‫‪َ -194‬‬
‫الع ْل َم‪ ،‬فإ َذا َرأ ْي ُت ُموهُم ف ُقو ُلوا َل ُه ْم‪َ :‬م ْرحباً َم ْرحباً‪217 ............‬‬
‫س َيأ ِتي ُكم أ ْق َوا ٌم َي ْط ُلبُونَ ِ‬‫‪َ -195‬‬
‫‪ -196‬الصدقة على المسكين صدقة‪ ،‬وهي على ذي الرحم صل ٌة وصدقة‪57 .............‬‬
‫‪ - 197‬صليتُ مع رسول هللا ‪ ‬صالة اُألولى ثم خرج إلى أهله وخرجتُ معه‪164 ...،‬‬
‫ض ِربُونَ بها الناس‪192 ،‬‬ ‫ان من َأه ِْل ال َّنا ِر لم َأ َر ُه َما‪َ :‬ق ْو ٌم َم َع ُه ْم ِس َيا ٌط َكَأ ْذ َنا ِ‬
‫ب ا ْل َب َق ِر َي ْ‬ ‫ص ْن َف ِ‬
‫‪ِ -198‬‬
‫‪ -199‬طعن رسول هللا ‪ ‬رج ًال في بطنه‪ ،‬إما بقضيب‪ ،‬وإما بسواك‪248 .................‬‬
‫ق رسول هللا ‪ ‬عن الحسن والحسين ‪ :‬بكبشين كبشين‪67 ....................‬‬
‫‪ -200‬ع َّ‬
‫ق رسول هللا ‪ ‬عن الحسن والحسين يوم السابع‪ ،‬وسماهما وأمر أن ‪101 .‬‬
‫‪ - 201‬ع َّ‬
‫ـجةً َّ‬
‫مجها في وجهي وأنا ابن خمس سنين من دل ٍو ‪164.‬‬ ‫‪ - 202‬عَقلتُ من النبي ‪َ ‬م َّ‬
‫‪ -203‬العقيقة حق عن الغالم شاتان‪ ،‬مكافئتان ‪ ،‬وعن الجارية شاة‪................‬ح ‪67‬‬
‫‪ -204‬العقيقة عن الغالم شاتان ‪................................................‬ح ‪56‬‬
‫‪ -205‬علق سوطك حيث يراه الخادم ‪258 ............................................‬‬
‫‪ -206‬علقوا السوط حيث يراه أهل البيت ‪258 ........................................‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫ت‪ً ،‬فِإ َّن ُه َل ُه ْم أد ٌَب‪258 .............................‬‬ ‫س ْو َط َح ُ‬


‫يث َي َرا ُه أ ْه ُل ال َب ْي ِ‬ ‫‪ -207‬عَ ِّل ُقوا ال َّ‬
‫ض ُّر ُك ْم ُذ ْك َرا ًنا ُكنَّ َأ ْم ِإ َنا ًثا‪65 ..............‬‬
‫َان‪َ ،‬و َع َلى ا ْلجـَا ِر َي ِة شَا ٌة‪ ،‬اَل َي ُ‬
‫‪ -208‬عَ َلى ا ْل ُغاَل ِم شَات ِ‬
‫‪ -209‬عَ َل ْي ُكم باأل ْبكا ِر‪ ،‬فإ َّن ُهنَّ أعْ َذ ُب أ ْفواهاً‪ ،‬وأ ْن َت ُ‬
‫ق ْأرحاماً ‪212 ............................‬‬
‫الج َّن َة‪224 ..........‬‬
‫البر َي ْه ِدي إلى َ‬
‫الص ْد َق َي ْه ِدي إلى ال ِب ِّر‪ ،‬وإنَّ َّ‬
‫دْق؛ فإنَّ ِّ‬
‫بالص ِ‬
‫ِّ‬ ‫‪ -210‬عَ َل ْي ُكم‬
‫َان ‪َ ،‬وع َِن ا ْل َجا ِر َي ِة شَا ٌة ‪ ،65 .................................‬ح ‪69‬‬ ‫عَن ا ْل ُغ ِ‬
‫الم شَات ِ‬ ‫‪ِ -211‬‬
‫َان ِم ْث َال ِن‪َ ،‬وع َِن ا ْل َ‬
‫ـجا ِر َي ِة شَا ٌة ‪66 ...................................‬‬ ‫عَن ا ْل ُغ َال ِم شَات ِ‬
‫‪ِ -212‬‬
‫َان َوع َِن ا ْل َجا ِر َي ِة شَا ٌة‪.................‬ح ‪67 ،65 ،56،60‬‬ ‫عَن ا ْل ُغ َال ِم شَات ِ‬
‫َان ُم َكا ِفَئت ِ‬ ‫‪ِ -213‬‬
‫‪ -214‬الغالم مرتهن بعقيقته ‪.......................................................‬ح ‪ ،56‬ح ‪63‬‬
‫بأمان هللا‪ ،‬واستحللتم ُفروجهنَّ بكلمة هللا‪260‬‬
‫ِ‬ ‫‪ -215‬فاتقوا هللا في النساء؛ فإنكم أخذتموهنَّ‬
‫فارجع إل ْيها ف ُب َّرها ‪243 ........................................................‬‬
‫ِ‬ ‫‪-216‬‬
‫‪ -217‬فاكتني بابنك عبد هللا بن الزبير ‪73 .............................................‬‬
‫احمينَ ‪161 .................................‬‬
‫الر ِ‬
‫وهو ْأر َح ُم َّ‬ ‫‪ -218‬فاهلل ْأ َ‬
‫رح ُم ِبكَ ِم ْنكَ ب ِه‪َ ،‬‬
‫‪ -219‬فإن خلق نبي هللا ‪ r‬القرآن ‪96 .................................................‬‬
‫‪ -220‬فأنت أبو شريح ‪74 ...........................................................‬‬
‫‪ -221‬فإنك تقول‪ :‬أث َّم هو؟ فيقول‪ :‬ال‪79 ...............................................‬‬
‫ب َوتَ ْقلِي ُم‪99....‬‬ ‫ستِ ْحدَادُ‪َ ،‬ونَ ْتفُ اِإل ْب ِط‪َ ،‬وقَ ُّ‬
‫ص الشَّا ِر ِ‬ ‫‪ - 222‬الفطرةُ خمس ا ْل ِختَانُ َوا ِال ْ‬
‫‪ -223‬الفم وال َفرج ‪184 ,174 ......................................................‬‬
‫ُالع ُبك ‪212 .........................................‬‬ ‫ُالع ُبها وت ِ‬ ‫َزو ْجتَ ِبكر ًا ت ِ‬
‫‪ -224‬فهال ت َّ‬
‫‪ -225‬قا َل هللا تعالى‪ :‬أ ْن ِفقْ يا ابنَ آ َد َم ُأ ْن ِفقْ َع َليكَ ‪121 ...................................‬‬
‫س التميمي جالسا ً‪.....‬‬
‫علي وعنده األقرع بن حاب ٍ‬
‫ٍّ‬ ‫‪ - 226‬قبَّل رسول هللا ‪ ‬الحسن بن‬
‫‪165‬‬
‫اء َل ْي ُل َها َك َن َها ِرهَا‪ ،‬اَل َي ِزي ُغ عنها َب ْع ِدي إال هَا ِلكٌ ‪196 .............‬‬
‫ض ِ‬‫‪َ -227‬قدْ ت ََر ْك ُت ُك ْم عَلى ا ْل َب ْي َ‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫‪ - 228‬كان النبي ‪ ‬أحسن الناس ُخلقاً‪ ،‬وكان لي ٌ‬


‫أخ يُقال له أبو عمير ‪170...........‬‬
‫‪ - 229‬كان النبي ‪ ‬يفعله‪168...................................................................‬‬
‫س ُخ ُلقاً ‪174 ........................................‬‬ ‫‪َ -230‬كانَ َرسو ُل هللا ‪َ r‬أ ْح َ‬
‫سنَ ال َّنا ِ‬
‫‪ -231‬كان رسول هللا ‪ r‬إذا خطب احمرت عيناه وعال صوته واشتد غضبه‪ ،‬حتى كأنه‪3. .‬‬
‫‪ -232‬كان رسول هللا ‪ r‬يأخذني فيقعدني على فخذه‪ ،‬ويقعد الحسن على فخذه األخرى ‪95 .‬‬
‫‪ -233‬كان رسول هللا ‪ r‬يبدو إلى هذه التِّالع ‪157 ......................................‬‬
‫‪ - 234‬كان رسول هللا ‪ ‬يصلي وهو حامل أمامة بنت زينب بنت رسول هللا‪93 ......‬‬
‫‪ - 235‬كان فيما أنزل من القرآن عشر رضعات معلومات ثم نسخن بخمس‪108 ....‬‬
‫اب َع ْن َها َف َر ِ‬
‫ض َي َها َكانَ َك َمنْ َ‬
‫ش ِه َدهَا‪256 ................‬‬ ‫اب َع ْن َها‪َ ،‬و َمنْ َغ َ‬
‫‪ -236‬كانَ َك َم ْن َغ َ‬
‫‪ -237‬كان لي على النبي ‪ r‬دين فقضاني وزادني ‪215 .................................‬‬
‫‪ - 238‬كان يؤتى بالصبيان فيبارك عليهم ويحنِّكمهم‪ ،‬فأتي بصبي فبال عليه فدعا‪...‬‬
‫‪96‬‬
‫‪ - 239‬كل ذلك لم يكن ولكن ابني ارتحلني فكرهت أن ُأع َِّج َلهُ حتى يقضي حاجته‪167 ..‬‬
‫غالم رهينة بعقيقته تذبح عنه يوم‪،82 ،81 ،71 ،65 ،62 ،57 ،56 .....،‬‬
‫‪ -240‬ك ُّل ٍ‬
‫‪101‬‬
‫سا ِن ِه‪191 ،143 ....‬‬ ‫‪ُ -241‬ك ُّل َم ْو ُلو ٍد ُيو َل ُد على ا ْل ِف ْط َر ِة‪َ ،‬فَأ َب َوا ُه ُي َه ِّودَا ِن ِه‪ ،‬أو ُي َن ِّ‬
‫ص َرا ِن ِه‪ ،‬أو ُي َم ِّج َ‬
‫عَن ا ْل ُم ْن َك ِر‪َ ،‬و َل َتْأ ُخ ُذنَّ َع َلى َيد ِ‬
‫َي ال َّظا ِل ِم‪250 ...... ،‬‬ ‫‪َ -242‬ك َّال َوهَّللا ِ َل َتْأ ُم ُرنَّ ِبا ْل َم ْع ُر ِ‬
‫وف‪َ ،‬و َل َت ْن َه ُونَّ ِ‬
‫اع ‪258‬‬
‫الر ُج ُل َر ٍ‬
‫عَن َر ِع َّي ِت ِه‪َ ،‬و َّ‬
‫اع َو َم ْسُؤو ٌل ْ‬ ‫اع َو ُك ُّل ُك ْم َم ْسُؤو ٌل عَنْ َر ِع َّي ِت ِه‪ :‬اِإْل َما ُم َر ٍ‬ ‫‪ُ -243‬ك ُّل ُك ْم َر ٍ‬
‫اع على َأه ِْل ‪44‬‬ ‫اع َو ُكلُّ ُك ْم مسؤول عن َر ِعيَّتِ ِه‪َ ،‬واَأْل ِمي ُر َر ٍ‬
‫اع‪َ ،‬وال َّر ُج ُل َر ٍ‬ ‫‪ُ - 244‬كلُّ ُك ْم َر ٍ‬
‫‪ُ -245‬ك َّنا َم َع النبي ‪ -‬ص لى هللا عليه وس لم ‪ -‬و َن ْحنُ ِف ْتي ان ح زا ِورة‪ ،‬ف َت َع َّلمنا اإل ْيم انَ َق ْب َل ْ‬
‫أن‬
‫َنتَع َّل َم القرآنَ ‪201 .....................................................................‬‬
‫علي النبي ‪ r‬فقال‪ :‬جابر‪....‬‬
‫‪ -246‬كنت مع النبي ‪ r‬في غزاة فأبطأ بي جملي وأعيا‪ ،‬فأتى َّ‬
‫‪217‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫‪َ -247‬كيْفَ ِب ُك ْم َو ِبزَ َم ٍ‬


‫ان‪255 .........................................................‬‬
‫ش ا ْل َع ِظ ِيم‪150 ...................‬‬
‫‪ -248‬اَل ِإ َل َه إال هللا ا ْل َع ِظي ُم ا ْل َح ِلي ُم‪ ،‬اَل ِإ َل َه إال هللا َر ُّب ا ْل َع ْر ِ‬
‫شيْطانَ يأ ُك ُل بالشِّمال ‪235 ................................‬‬
‫ال‪ ،‬فإنَّ ال َّ‬ ‫‪ -249‬ال تأ ُك ُلوا بال ِّ‬
‫ش َم ِ‬
‫سدُوا‪ ،‬وال َتدَا َب ُروا‪ ،‬وال َت َقا َطعوا‪َ ،‬و ُكو ُنوا ِع َبا َد هَّللا ِ ِإ ْخ َوا ًنا‪198 ....‬‬
‫ضوا‪ ،‬وال ت ََحا َ‬ ‫‪ -250‬اَل َت َب َ‬
‫اغ ُ‬
‫صتا ِن‪108........................................................‬‬
‫صة والم َّ‬
‫‪ - 251‬ال ت َْحر ُم الم َّ‬
‫شيء‪225 .....‬‬
‫ٍ‬ ‫ُْؤمنوا حتَّى ت ََحا ُّبوا‪َ ،‬أوال أ ُد ُّل ُك ْم عَ َلى‬ ‫الج َّن َة حتَّى ت ِ‬
‫ُْؤم ُنوا‪ ،‬وال ت ِ‬ ‫‪ -252‬ال ت ُ‬
‫َدْخلوا َ‬
‫‪ -253‬ال ترفع عصاك على أهلك ‪259 ...............................................‬‬
‫‪ -254‬ال ترفع عصاك عن أهلك ‪259 .................................................‬‬
‫‪ -255‬ال تشرك باهلل شيئاً‪ ،‬وإن قطعت أو حرقت بالنار‪ ،‬وال تفر يوم الزحف‪259 ........‬‬
‫‪ -256‬ال تشرك باهلل شيئاً‪ ،‬وإن ُق ِّطعت أو ُح ِّر ْقت‪ ،‬وال تتركنَّ الصال َة المكتوب َة ُمتع ِّمد ًا‪259 . .‬‬
‫ُصاحب إال ُمْؤمناً‪ ،‬وال يأ ُك ْل َط َعا َمكَ إال َت ِق ٌّي‪228 ...............................‬‬ ‫‪ -257‬ال ت ِ‬
‫واح ٍد‪ ،‬وال تأ ُك ْل ِب ِش َما ِلكَ ‪235 .............‬‬ ‫ش في َن ْع ٍل واح ٍد‪ ،‬وال ت َْح َت ِ‬
‫ب في إزا ٍر ِ‬ ‫‪ -258‬ال تَم ِ‬
‫‪ -259‬ال ما أقاموا الصالة ‪263 ......................................................‬‬
‫‪ -260‬ال يجلد أحد فوق عشرة أسواط إال في حد من حدود هللا‪271 .....................‬‬
‫‪ -261‬اَل ُي ْج َل ُد َف ْو َق َع ْش ِر َج َلدَا ٍ‬
‫ت ِإاَّل ِفي َح ٍّد ِم ْن ُحدُو ِد هَّللا ِ‪258 .............................‬‬
‫‪ -262‬ال يحب هللا العقوق ‪61 ,60 ,59 .............................................‬‬
‫طام‪108 ............‬‬ ‫عاء في ال َّث ِ‬
‫دْي وكانَ َقب َل ال ِف ِ‬ ‫ضاع ِة إ َّال ما َف َت َق ْ‬
‫األم َ‬ ‫الر َ‬
‫‪ -263‬ال يحر ُم ِمنَ َّ‬
‫‪ -264‬ال يحل دم امرئ مسلم يشهد أن ال إله إال هللا وأني رسول هللا إال بإحدى ثالث ‪277 .‬‬
‫ت النَّا ُر َأ ْولَى بِ ِه‪90 ....................‬‬ ‫‪ - 265‬الَ يَد ُْخ ُل ا ْل َجنَّةَ من نَبَتَ لَ ْح ُمهُ من ُ‬
‫س ْح ٍ‬
‫ض َر َب ْام َرَأ َت ُه ‪251 ...........................................‬‬ ‫‪َ -266‬ال ُي ْسَأ ُل َّ‬
‫الر ُج ُل ِفي َما َ‬
‫ق منه فَيُبَا َركَ له فيه‪،‬‬
‫ب َع ْب ٌد َماالً َح َراما ً فَيَتصدَّق ب ِه فيُقبَ َل منهُ وال يُنفِ َ‬ ‫‪ - 267‬الَ يَ ْك ِ‬
‫س ُ‬
‫‪90‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫ثالث بنات‪ ،‬أو ثالث أخوات‪ ،‬أو ابنتان‪ ،‬أو ُأ ِ‬


‫ختان‪ ،‬فيتقي هللا فيهنَّ‪49 ،‬‬ ‫‪ -268‬ال يكون ألحد ُ‬
‫إزَار ُه َب َطر ًا ‪236 ..............................‬‬
‫‪ -269‬ال َي ْنظ ِر هللا يو َم ال ِقيامة إلى َم ْن َج َّر َ‬
‫سو َل ُه‪ ،‬و ُيح ُّب ُه هللا ورسو َله‪...‬‬
‫يحب هللا ور ُ‬ ‫الرا َي َة َغد ًا َر ُج ًال َي ْف ُ‬
‫تح هللا عَلى َي َد ْي ِه‪ُّ ،‬‬ ‫ألعْط َينَّ َّ‬
‫ِ‬ ‫‪-270‬‬
‫‪223‬‬

‫أحد ًا َف ُي ِ‬
‫عطي ِه ْأو َي ْم َنعه‪134 ....‬‬ ‫حز َم ًة عَ َلى َظ ْه ِر ِه َخ ْي ٌر ِم ْن أنْ َي ْسأ َل َ‬
‫أح َد ُكم ْ‬
‫ألن َي ْحت َِط َب َ‬
‫‪ْ -271‬‬
‫‪َ -272‬لت ُْخ ِب ِري ِني َأ ْو َل ُي ْخ ِب َر ِّني ال َّل ِطيفُ ا ْل َخ ِب ُ‬
‫ير‪249 ........................................‬‬
‫س َم ُه ‪247 ......................................................‬‬ ‫هللا ا َّل ِذي َو َ‬
‫‪َ -273‬ل َعنَ ُ‬
‫س َة َّ‬
‫الر ُج ِل‪181 ...........‬‬ ‫س َة ا ْل َم ْرَأ ِة‪َ ،‬وا ْل َم ْرَأ َة َت ْل َب ُ‬
‫س ِل ْب َ‬ ‫الر ُج َل َي ْل َب ُ‬
‫س ِل ْب َ‬ ‫سو ُل هللا ‪َّ r‬‬ ‫‪َ -274‬ل َعنَ َر ُ‬
‫جال‪....‬‬
‫بالر ِ‬ ‫ش ِّبهات ِمنَ ال ِّن ِ‬
‫ساء ِّ‬ ‫جال بال ِّن ِ‬
‫ساء‪ ،‬والمت َ‬ ‫الر ِ‬
‫‪ -275‬لعنَ رسو ُل هللا ‪ r‬المتشبِّهينَ ِمنَ ِّ‬
‫‪181‬‬

‫والمتر ِّجالت ِمنَ ال ِّن ِ‬


‫ساء‪242 ،181 ........‬‬ ‫َ‬ ‫جال‪،‬‬ ‫‪َ -276‬ل َعنَ رسو ُل هللا ‪ r‬المخ َّنثينَ منَ ِّ‬
‫الر ِ‬
‫‪ -277‬ل َق ْد ت ََركتكم على ال َبيضاء لي ُل َها َك َن َها ِرها‪ ،‬ال َيزي ُغ عنها بع ِدي إال ها ِلك‪279 ...........‬‬
‫ليسير ع َلى َم ْن َي َّ‬
‫سر ُه هللا عليه‪َ :‬ت ْع ُب َد هللا ال تُشْرك ِب ِه شَيئاً ‪225‬‬ ‫ٌ‬ ‫عَظيماً‪ ،‬وإ َّنه‬
‫‪ -278‬ل َق ْد سألتَ ِ‬
‫شيء َقط إال شَا َن ُه‪158 ...........‬‬
‫ٍ‬ ‫َيء َقط إال زَا َن ُه‪ ،‬وال ُن ِز َع ِمن‬
‫ق في ش ٍ‬ ‫‪ْ -279‬لم َي ُك ْن ِّ‬
‫الرف ُ‬
‫‪ -280‬لم يكن فاحشاً وال متفحشاً ‪215 ................................................‬‬
‫‪ -281‬لما كان الرسول ‪ r‬في حجة الوداع‪ ،‬أردف معه الفضل بن العباس َر ِض َي هَّللاُ عَ ْنه َُما ‪237 .‬‬
‫‪ - 282‬الله َّم ارح ْم ُه َما فإنِّي ْ‬
‫أر َح ْم ُهما ‪167 ،95 .....................................‬‬
‫‪ -283‬الله َّم إ َّنا َن ْج َع ُلكَ ِفي ُن ُحو ِر ِه ْم‪ ،‬و َن ُع ُ‬
‫وذ ِبكَ ِم ْن ش ُُرو ِر ِهم‪151 .........................‬‬
‫‪ - 284‬اللهم إني ُأ ِح ُّبه فَأ ِحبَّه ‪166 ..................................................‬‬
‫‪ - 285‬اللهم إني ُأحبُّهما فَأحبَّهما ‪167 ..............................................‬‬

‫‪ -286‬اللهم إني َأ ْسَأ ُلكَ َخ ْي َر ا ْل َم ْو َل ِ‬


‫ج َو َخ ْي َر ا ْل َم ْخ َر ِ‬
‫ج‪ِ ،‬ب ْس ِم هللا َو َل ْج َنا‪َ ،‬و ِب ْس ِم هَّللا ِ َخ َر ْج َنا‪149 .....‬‬
‫‪ -287‬الله َّم ا ْه ِد أ َّم أبي هُريرة ‪221 ...................................................‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫‪ -288‬الله َّم ا ْه ِدهَا ‪117 ..............................................................‬‬


‫‪ -289‬الله َّم َح ِّب ْب ُع َب ْيدكَ هذا – يعني أبا هريرة – وُأ َّمه إلى عبا ِدك المؤمنينَ ‪َ ،‬‬
‫وح ِّب ْب‪222 . .‬‬
‫‪ -290‬لو أن أحدكم إذا أراد أن يأتي أهله قال‪ :‬بسم هللا‪ ،‬اللهم ج ِّنبنا الش يطان‬
‫وج ِّنب ‪54‬‬

‫اك ِع ْن َد كل َ‬
‫صالَ ٍة‪102 ................‬‬ ‫ق على أمتي َأل َم ْرتُ ُه ْم بِال ِّ‬
‫س َو ِ‬ ‫‪ - 291‬لَ ْوالَ أن َأ ُ‬
‫ش َّ‬
‫تين ُك ْنتَ أ ْنتَ ‪239 ...............................................‬‬
‫‪ -292‬لوال أنَّ ِف ْيكَ اث َن ِ‬
‫‪ -293‬ليس أولئك بخياركم ‪259 ......................................................‬‬
‫ف ِل َعا ِل ِم َنا َح َّقه‪142 ..........‬‬
‫ير َنا‪َ ،‬و َي ْع َر ْ‬ ‫س ِمنْ أ َّم ِتي َم ْن َل ْم ُي ِج َّل َك ِب َ‬
‫ير َنا‪َ ،‬و َي ْر َح ْم َ‬
‫ص ِغ َ‬ ‫‪َ -294‬ل ْي َ‬
‫ص‪138 ...‬‬ ‫يف‪ ،‬وفي ُك ٍّل َخ ْي ٌر‪ْ ،‬‬
‫اح ِر ْ‬ ‫الض ِع ِ‬ ‫ْؤمنُ ا ْل َق ِو ُّي َخ ْي ٌر َوَأ َح ُّب إلى هللا من ا ْل ُم ِ‬
‫ْؤم ِن َّ‬ ‫‪ -295‬ا ْل ُم ِ‬
‫صالِ َح ٍة إن َأ َم َرهَا َأطَا َع ْتهُ‬ ‫ستَفَا َد ا ْل ُمْؤ ِمنُ بَ ْع َد تَ ْق َوى هَّللا ِ َخ ْي ًرا له من ْ‬
‫زَو َج ٍة َ‬ ‫‪ - 296‬ما ا ْ‬
‫‪40‬‬

‫أس َف َل ال َك ْع ِ‬
‫بين ِمنَ اإلزا ِر ففي ال َّنا ِر‪237 .......................................‬‬ ‫‪ -297‬ما ْ‬
‫أح ٌد َط َعاماً َق ّط َخ ْير ًا ِمنْ ْ‬
‫أن َيأ ُك َل ِم ْن عَ َم ِل َي ِد ِه‪134 ..........................‬‬ ‫‪َ -298‬ما أ َك َل َ‬
‫‪ - 299‬ما َأ ْملِ ُك أن هَّللا َ ‪ ‬نَ َز َع من قَ ْلبِ َك ال َّر ْح َمةَ ‪95 ..................................‬‬
‫‪ -300‬ما حجبني رسول هللا ‪ r‬منذ أسلمت وال رآني إال تبسم في وجهي‪217 ............‬‬
‫س َر ُه َما َما َل ْم َي ُك ْن ِإ ْث ًما‪266 ،249 ...........‬‬ ‫سو ُل هَّللا ِ ‪َ ‬بيْنَ َأ ْم َر ْي ِن ِإاَّل َأ َخ َذ َأ ْي َ‬
‫‪َ -301‬ما ُخ ِّي َر َر ُ‬
‫س ٍن‪ ،‬وَِإنَّ هَّللا َ َل ُي ْب ِغ ُ‬
‫ض‪183 ....‬‬ ‫ْؤم ِن يوم ا ْل ِق َيا َم ِة من ُخ ُل ٍ‬
‫ق َح َ‬ ‫‪ -302‬ما ش َْي ٌء َأ ْث َق ُل في ِم ِ‬
‫يزَان ا ْل ُم ِ‬
‫ش ْيئاً َق ُّط ِب َي ِد ِه‪َ ،‬و َال ْام َرأ ًة َو َال َخا ِدماً‪ِ ،‬إ َّال ْ‬
‫أن ُي َجا ِه َد ِفي‪245 ......‬‬ ‫ض َر َب رسو ُل هَّللا ‪َ ‬‬
‫‪َ -303‬ما َ‬
‫‪ -304‬ما مأل آدمي وعاء شر ًا من ٍ‬
‫بطن‪ ،‬بحسب ابن آدم أكالت ُيقمن صلبه‪ ،‬فإن كان ال ‪98‬‬
‫اصي َي ْق ِدرُونَ َع َلى َأنْ ُي َغ ِّي ُروا َع َل ْي ِه َف َال ‪255 .‬‬
‫‪َ -305‬ما ِم ْن َر ُج ٍل َي ُكونُ ِفي َق ْو ٍم ُي ْع َم ُل ِفي ِه ْم ِبا ْل َم َع ِ‬
‫‪َ -306‬ما ِم ْن َع ْب ٍد َيستَرعي ِه هللا َر ِع َّي ًة ف َل ْم ُي ِح ْط َها ِب ُن ِ‬
‫صح ِه إال ْلم َي ِجد راِئ َح َة َ‬
‫الج َّن ِة‪227 ........‬‬
‫‪َ -307‬ما ِم ْن َع ْب ٍد َي ْست َْر ِعي ِه هَّللا ُ َر ِع َّي ًة َي ُموتُ َي ْو َم َي ُموتُ َوه َُو َغ ٌّ‬
‫اش ِل َر ِع َّي ِت ِه ِإاَّل َح َّر َم هَّللا ُ‪254 . . .‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫‪ -308‬ما من مسلم تدركه ابنتان ف ُيحسن صحبتهما إال أدخلتاه الجنة‪48 .................‬‬
‫مجسانه‪227 . . .‬‬
‫نصرانه أو ُي ِّ‬ ‫‪َ -309‬ما ِم ْن َمولو ٍد إال و ُيو َل ُد ع َلى ال ِف ْطر ِة‪ ،‬فأ َب َوا ُه ُي ِّ‬
‫هودانه أو ُي ِّ‬
‫اب َيْأ ُخ ُذونَ ِب ُ‬
‫س َّن ِت ِه ‪251‬‬ ‫‪َ -310‬ما ِم ْن َن ِب ٍّي َب َع َث ُه هَّللا ُ ِفي ُأ َّم ٍة ِإاَّل َكانَ َل ُه ِمنْ ُأ َّم ِت ِه َح َوا ِريُّونَ ‪َ ،‬وَأ ْ‬
‫ص َح ٌ‬
‫الج َّنة وال َّنا ِر‪ ،‬وإال قد ُك ِتبت‬ ‫فوس ٍة إال ُك ِت َب مكا َنه ا‪ِ :‬منَ َ‬ ‫س َم ْن َ‬ ‫‪َ -311‬ما ِم ْن َن ْف ٍ‬
‫س ِعيدة ‪33 ..................................................................‬‬ ‫ش ِق َّية أو َ‬
‫َ‬
‫س ٍن‪142 ..............................‬‬ ‫ض َل من َأ َد ٍ‬
‫ب َح َ‬ ‫‪ -312‬ما َن َح َل َوا ِل ٌد َو َلدًا من َن ْح ٍل َأ ْف َ‬
‫‪ -313‬ما ُنص ِّلي إال ما َكت ََب لنا؟ ما نص ِّلي إال ما َكتَب لنا؟‪242 ...........................‬‬
‫سن ‪143 .....................................‬‬ ‫ورث وال ٌد َو َلد ًا َخير ًا ِم ْن أ َد ٍ‬
‫ب َح َ‬ ‫‪ -314‬ما َّ‬
‫فحامل‪229 ........‬‬ ‫حام ِل ا ْل ِم ْس ِك ونا ِف ِ‬
‫خ ال ِكي ِر‪ِ ،‬‬ ‫س ْو ِء َك ِ‬ ‫ح َوا ْل َج ِلي ِ‬
‫س ال َّ‬ ‫الصا ِل ِ‬
‫س َّ‬‫‪َ -315‬م َث ُل ا ْل َج ِلي ِ‬
‫ب ا ْل ِم ْس ِك َو ِكي ِر ا ْل َحدَّا ِد‪175 ،140 ...‬‬
‫اح ِ‬
‫ص ِ‬‫س ْو ِء َك َم َث ِل َ‬ ‫ح َوا ْل َج ِلي ِ‬
‫س ال ُّ‬ ‫الصا ِل ِ‬
‫س َّ‬‫‪َ -316‬م َث ُل ا ْل َج ِلي ِ‬
‫ضي ُء ِلل َّنا ِ‬
‫س‪254 .....‬‬ ‫اج ُي ِ‬ ‫س ُه‪َ ،‬ك َم َث ِل ال ِّ‬
‫س َر ِ‬ ‫سى َن ْف َ‬ ‫‪َ -317‬م َث ُل ا ْل َعا ِل ِم ا َّل ِذي ُي َع ِّل ُم ال َّن َ‬
‫اس ا ْل َخ ْي َر و َي ْن َ‬
‫‪َ -318‬م َث ُل ا ْل َقاِئ ِم َع َلى ُحدُو ِد هَّللا ِ‪َ ،‬وا ْل َوا ِق ِع ِفي َها‪َ ،‬ك َم َث ِل َق ْو ٍم ا ْس َت َه ُموا َع َلى َ‬
‫س ِفي َن ٍة‪257 ..........‬‬
‫ين َخ ِل ْي ِل ِه‪َ ،‬ف ْل َين ُظر َ‬
‫أح َد ُك ْم َم ْن ُي َخالل‪229 ,175 .......................‬‬ ‫‪ -319‬المر ُء عَلى ِد ِ‬
‫أحب‪ ،‬ول ُه ما ْاك َت َ‬
‫سب ‪177 ........................................‬‬ ‫‪ -320‬المر ُء َم َع َم ْن َّ‬
‫ض ِش َفا ُه ُه ْم ِب َم َقا ِر َ‬
‫يض ِمنْ َنا ٍر‪253 ..............‬‬ ‫‪َ -321‬م َر ْرتُ َل ْي َل َة ُأ ْس ِر َ‬
‫ي ِبي َع َلى َق ْو ٍم ُت ْق َر ُ‬
‫اض ِر ُبوه ُْم على تَر ِك َها لعش ٍر‪144 .....................‬‬
‫س ْب ٍع‪َ ،‬و ْ‬ ‫‪ُ -322‬م ُروا َأ ْب َنا َء ُك ْم ِب َّ‬
‫الص َال ِة ِل َ‬
‫اض ِر ُبوه ُْم عَ َل ْي َها‪257 ،126 ،21 ......‬‬ ‫الص َال ِة َوه ُْم َأ ْب َنا ُء َ‬
‫س ْب ِع ِس ِنينَ ‪َ ،‬و ْ‬ ‫‪ُ -323‬م ُروا َأ ْو َال َد ُك ْم ِب َّ‬
‫‪ -324‬مع الغالم عقيقة ‪.........................................................‬ح ‪63‬‬
‫‪َ -325‬م َع ا ْل ُغ َال ِم عَ ِقي َق ُت ُه َفَأ ْه ِري ُقوا عَ ْن ُه َد ًما َوَأ ِمي ُطوا َع ْن ُه اَأل َذى‪81 ،62 ،57 ..............‬‬
‫‪ -326‬مع الغالم عقيقته‪ ،‬فأهريقوا عنه دماً ‪.....................................‬ح ‪69‬‬
‫‪ -327‬من ابتُلي من هذه البنات بشيء فأحسن إليهنّ كنَّ له ستر ًا من النار‪162 ،51 ....‬‬
‫‪ -328‬من أتاكم وأمركم جميع على رجل واحد يريد أن يشق عصاكم‪ ،‬أو يفرق‪278 .....‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫س َط ل ُه في ِر ْز ِق ِه‪ ،‬و ُينسَأ ل ُه في أ َث ِر ِه ف ْل َي ِ‬


‫ص ْل َر ِح َمه‪180 ..............‬‬ ‫أحب أن ُي ْب َ‬
‫‪َ -329‬م ْن َّ‬
‫‪ -330‬من أحب أن ي ْن ُ‬
‫سك عن ولده‪ ،‬فلينسك عنه‪ ،‬عن الغالم شاتان مكافئتان‪،60 ،59 . ،‬‬
‫‪66‬‬
‫‪ -331‬من أحب أن ينسك عن ولده فليفعل ‪.......................................‬ح ‪63‬‬
‫ض هلل وأع َطى ِ‬
‫هلل‪ ،‬وم َن َع هلل‪ ،‬ف َق ِد استك َم َل اإليمانَ ‪187 ............‬‬ ‫أح َّب هلل‪ ،‬وأ ْب َغ َ‬
‫‪َ -332‬م ْن َ‬
‫أح َدهُما أو ِكالهُما‪ ،‬ثم لم يدخل الج َّن َة‪189 ...............‬‬
‫أدْركَ وا ِلدَي ِه ِع ْن َد ال ِك َبر َ‬
‫‪َ -333‬م ْن َ‬
‫ش ْت ُم َّ‬
‫الرجل وال َد ْي ِه‪190 ..............................................‬‬ ‫‪ِ -334‬منَ الكبائ ِر َ‬
‫‪ -335‬من بدل دينه فاقتلوه ‪277 .....................................................‬‬
‫س َف َك ُث َر فيه َل َغ ُطه فقا َل َق ْب َل أنْ َيقو َم ِمنْ َم ْج ِل ِس ِه‪ُ :‬‬
‫س ْبحا َنكَ ‪151 .....‬‬ ‫‪َ -336‬م ْن َج َل َ‬
‫س في َم ْج ِل ٍ‬
‫‪ -337‬من رأى من أميره شيئاً يكرهه فليصبر وال ينزعن يداً من طاعة‪263 ............‬‬
‫‪َ -338‬م ْن َرَأى ِم ْن ُك ْم ُم ْن َك ًرا فل ُي َغ ِّي ْر ُه ِب َي ِد ِه‪َ ،‬فِإنْ َل ْم َي ْست َِط ْع َف ِب ِل َ‬
‫سا ِن ِه‪َ ،‬فِإنْ َل ْم َي ْست َِط ْع‪266 ،251 . ،‬‬
‫ش ْط ِر ِدينِ ِه فَ ْليَت ِ‬
‫َّق هَّللا َ في ‪186 ،41‬‬ ‫صالِ َحةً فَقَ ْد َأعَانَهُ على َ‬ ‫‪ - 339‬من َر َزقَهُ هَّللا ُ ا ْم َرَأةً َ‬
‫‪ِ - 340‬منَ سعاد ِة ابن آدَم ثَالثة‪ ،‬ومن شَقاوة اب ِن آد َم ثالثة‪40......................‬‬
‫‪ -341‬من عال ابنتين‪ ،‬أو ثالثاً‪ ،‬أو أختين‪ ،‬أو ثالثاً حتى َي ِبنَّ أو يموت عنهنَّ كنتُ أنا‪50 . .‬‬
‫‪ -342‬من عال جاريتين حتى تبلغا جاء يوم القيامة أنا وهو‪50 ,48 ...................‬‬
‫‪ -343‬من قال حين يسمع النداء‪ :‬اللهم رب هذه الدعوة التامة والصالة القائمة آت‪150 . .‬‬
‫‪ -344‬من كان له ثالث بنات فصبر عليهن‪ ،‬وأطعمهن‪ ،‬وسقاهن‪ ،‬وكساهن من جدته‪48 ..‬‬
‫‪ -345‬من كان له ثالث بنات يؤويهنَّ‪ ،‬ويكفيهنَّ‪ ،‬ويرحمهنَّ‪ ،‬فقد وجبت له الجنة‪49 ......‬‬
‫رح ْم ‪165 ،161 ،157 ،93 ................................‬‬
‫‪ - 346‬من ال يَ ْر َح ْم ال يُ َ‬
‫كسفك د َِم ِه‪197 .........................................‬‬
‫ِ‬ ‫س َن ًة َ‬
‫فهو‬ ‫‪َ -347‬م ْن ه ََج َر َ‬
‫أخا ُه َ‬
‫‪ -348‬من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول به‪273 ...............‬‬
‫‪ -349‬من ولد له مولود فأحب أن ينسك عنه فليفعل ‪.......................‬ح ‪69 ،56‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫عَن ا ْل ُغ َال ِم شَات ِ‬


‫َان ُم َكا ِفَئت ِ‬
‫َان‪66 ،60......،‬‬ ‫سكْ‪ِ :‬‬ ‫‪َ -350‬م ْن ُو ِل َد َل ُه َو َل ٌد َفَأ َح َّب َأ ْن َي ْن ُ‬
‫سكَ َع ْن ُه َف ْل َي ْن ُ‬
‫فإن َب َل َغ ولم ُي ِّ‬
‫زَوج ُه‪127 .....‬‬ ‫‪َ -351‬م ْن ُو ِل َد َل ُه َو َل ٌد َف ْل ُي ْح ِسن اس ُم ُه وأ َد َبه‪َ ،‬فإ َذا َب َل َغ َف ْل ُي ِّ‬
‫زوج ُه‪ْ ،‬‬
‫الر ْف َق ُي ْح َر ُم َ‬
‫الخ ْي َر ُك َّل ُه ‪161 ،158 .....................................‬‬ ‫‪َ -352‬م ْن ُي ْح َر ُم ِّ‬
‫ض ِة‪ِ ،‬خ َي ُاره ُْم في ا ْل َجا ِه ِل َّي ِة ِخ َي ُاره ُْم في اِإْل ْساَل ِم‪44 .....‬‬
‫ب وال ِف َّ‬ ‫اس َمعا ِدنُ َك َم َعا ِد ِن َّ‬
‫الذه ِ‬ ‫‪ -353‬ال َّن ُ‬
‫شبَّهوا باليَهو ِد ‪102......................................‬‬ ‫‪ - 354‬نَظِّفُوا أ ْفنِيَتُكم وال تَ َ‬
‫تان فيكَ ‪239 ....................................‬‬ ‫الرج ُل أنتَ يا خريم‪ ،‬لوال خ َّل ِ‬ ‫‪ِ -355‬ن ْع َم َّ‬
‫الصح ُة وا ْل َف َرا ُغ‪102 ........................‬‬ ‫‪ -356‬نعمتان َم ْغ ُبونٌ ِفي ِه َما َك ِث ٌ‬
‫ير ِمنَ الناس‪ِّ :‬‬
‫‪ -357‬نهانا رسول هللا ‪ : ‬أن نس ِّم َي رقيقنا‪ ،‬بأربعة أسماء‪ :‬أفلح‪ ،‬ورباح‪ ،‬ويسار‪ ،‬ونافع‪. .‬‬
‫‪77‬‬
‫وخ ْذ ِب َي ِد أ ُّي ُهما ِشْئتَ ‪116 ....................................‬‬
‫‪ -358‬ه َذا أبوكَ وهَذ ِه أ ُّمك ُ‬
‫أن ت َِجي َء‪ ،‬والمسألة نكتَة في َو ْج ِهكَ َيو َم ال ِقيامة‪138 ..............‬‬ ‫ير لكَ ِم ْن ْ‬ ‫‪ -359‬ه َذا َخ ٌ‬
‫الر َح َماء‪163 .......‬‬ ‫رح َم ٌة َج َعلها هللا في ُق ُلو ِ‬
‫ب ِع َباد ِه‪ ،‬وإ َّنما َي ْر َح ُم هللا ِمنْ ِعبا ِد ِه ُّ‬ ‫‪ -360‬ه ِذ ِه َ‬
‫تزوجتَ ِب ْكر ًا ْأم َث ِّيباً؟ ‪212 ..................................................‬‬
‫‪ -361‬هل َّ‬
‫‪ -362‬هل معك تمرة؟ ‪85 ،71......................................................‬‬
‫‪ُ - 363‬ه َما ريحانتاي من الدنيا‪165...........................................................‬‬
‫هو أه َْونُ على هللا ِم ْن َذلكَ ‪220 ................................................‬‬ ‫‪َ -364‬‬
‫‪،‬وَأ ْق َب ُح َها َح ْر ٌب َو ُم َّر ُة‪76 ..‬‬ ‫‪،‬وَأ ْ‬
‫ص َد ُق َها َحا ِر ٌث َو َه َّما ٌم َ‬ ‫‪َ -365‬وَأ َح ُّب اَأل ْس َم ِاء ِإ َلى هللا‪َ :‬ع ْب ُد هللا َو َع ْب ُد َّ‬
‫الر ْح َم ِن َ‬
‫والو ِليدة فر ٌّد َع َل ْيكَ ‪244 .........‬‬ ‫ب هللا‪ :‬أ َّما ال َغ َنم َ‬ ‫‪ -366‬وال ِذي َن ْف ِسي ِب َي ِد ِه أل ْق ِ‬
‫ض َينَّ َب ْي َن ُكما ِبكتا ِ‬
‫وش َكنَّ هَّللا ُ َأنْ َي ْب َع َث‪252 ..‬‬ ‫‪َ -367‬وا َّل ِذي َن ْف ِسي ِب َي ِد ِه َل َتْأ ُم ُرنَّ ِبا ْل َم ْع ُر ِ‬
‫وف َو َل َت ْن َه ُونَّ ع َِن ا ْل ُم ْن َك ِر َأ ْو َل ُي ِ‬
‫‪ -368‬والسقط ُيص َّلى عليه‪ ،‬و ُيدعى لوالديه بالمغفرة والرحمة‪87 .......................‬‬
‫اض ُعوا حتَّى اَل َي ْب ِغ َي َأ َح ٌد على َأ َح ٍد‪ ،‬وال َي ْف َخ َر َأ َح ٌد على‪196 . .‬‬
‫‪ -369‬وإنَّ هَّللا َ َأ ْو َحى إلي َأ ْن ت ََو َ‬
‫أسوة ‪240 ....................................‬‬
‫في َ‬‫وإن كا َن ْت ُبر َد ًة َملحاء‪ ،‬أما َلكَ َّ‬
‫ْ‬ ‫‪-370‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫ب‪75 ..،‬‬ ‫ـح َك ِم‪َ ،‬و ُغ َرا ٍ‬


‫ب‪َ ،‬و ُح َبا ٍ‬ ‫ان‪َ ،‬وا ْل َ‬ ‫ص‪َ ،‬و َع ِزي ٍز‪َ ،‬و َع َت َل َة‪َ ،‬و َ‬
‫ش ْي َط ٍ‬ ‫‪َ -371‬و َغ َّي َر ال َّن ِب ُّي ‪ْ ‬‬
‫اس َم‪ :‬ا ْل َعا ِ‬
‫‪ -372‬وال ترفع عصاك على أهلك ‪259 ...............................................‬‬
‫يحا‪َ ،‬و َال َأ ْف َل َح‪َ ،‬فِإ َّنكَ َت ُقو ُل‪َ :‬أ َث َّم ه َُو‪77 ......‬‬
‫احا‪َ ،‬و َال َن ِج ً‬ ‫س ِّم َينَّ ُغ َال َمكَ َي َ‬
‫س ًارا‪َ ،‬و َال َر َب ً‬ ‫‪َ -373‬و َال ُت َ‬
‫‪ُ -374‬ولد لي الليلة غال ٌم‪ ،‬فس ّميته باسم أبي إبراهيم ‪71، 72 .........................‬‬
‫‪ُ -375‬ولد لي غال ٌم‪ ،‬فأتيت به النبي ‪ ‬فس َّماه إبراهيم‪ ،‬فحنَّكه بتم ٍر‪ ،‬ودعا له‪،72 ،71 . .‬‬
‫‪85‬‬
‫‪َ -376‬و َل ِك ْن َأ ْس ِم ِه ا ْلـ ُم ْن ِذر ‪75 .........................................................‬‬
‫عج ُب ِك ِمنْ ذلكَ؟ َل َق ْد َر ِح َمها هللا ِب َر ْح َم ِتها َ‬
‫ص ِب َّييها ‪161 ..........................‬‬ ‫‪ -377‬و َما ُي ِ‬
‫ص َد َق ًة‪ ،‬حتَّى اللق َم َة ْتر َف ُعها في ّ‬
‫في ْام َرأتك‪135 ...............‬‬ ‫‪ -378‬وم ْه َما أن َف ْقتَ ف ُه َو َلكَ َ‬
‫‪َ -379‬و ْي َحكَ أح َّي ٌة أ ُّمك؟ ‪243 .........................................................‬‬
‫الزَم ِر ْج َلها فث َّم الج َّنة ‪243 ...............................................‬‬
‫ويحك ْ‬‫‪َ -380‬‬
‫ُور ِب َها َك َما َيد ُ‬
‫ُور ‪252 .‬‬ ‫ق َأ ْقت ُ‬
‫َاب َب ْط ِن ِه‪َ ،‬ف َيد ُ‬ ‫الر ُج ِل َي ْو َم ا ْل ِق َيا َم ِة‪َ ،‬ف ُي ْل َقى ِفي ال َّنا ِر َف َت ْن َد ِل ُ‬
‫‪ُ -381‬يْؤ تَى ِب َّ‬
‫‪ -382‬يا أبا ُع َم ْي ٍر ما َف َع َل ال ُّن َغ ُ‬
‫ير‪169 ،163 ...........................................‬‬
‫‪ -383‬يا أ َبا هُرير َة! ُك ْن َو ِرعاً َت ُك ْن أعْ َب َد ال َّناس‪ ،‬و ُكنْ َق ِنعاً َت ُك ْن أشْ َك َر ال َّناس‪ِ ،‬‬
‫وأح َّب لل َّنا ِ‬
‫س‪....‬‬
‫‪225‬‬
‫عَن ا ْل ُم ْن َك ِر ِمنْ َق ْب ِل َأنْ ‪252 .....‬‬ ‫‪َ -384‬يا َأ ُّي َها ال َّن ُ‬
‫اس ِإنَّ هَّللا َ ‪َ ‬ي ُقو ُل‪ُ :‬م ُروا ِبا ْل َم ْع ُر ِ‬
‫وف‪َ ،‬وا ْن َه ْوا ِ‬
‫‪ -385‬يا بشير‪ ،‬أ َلكَ َو َل ٌد ِس َوى هَذا؟ ‪155 ..............................................‬‬
‫جابر‪َ ،‬ما لي أراكَ م ْن َك ِسر ًا؟ ‪219 .............................................‬‬
‫‪ -386‬يا ُ‬
‫‪ -387‬يا رسول هللا‪ ،‬من أح ُّق بحسن صحابتي؟ قال‪ُّ :‬أمك ‪179 ..........................‬‬
‫فق ما ال ُي ْع ِطي ع َلى ال ُع ْن ِ‬
‫ف ‪157 .‬‬ ‫الر ْفقَ‪ ،‬و ُي ْع ِطي على َّ‬
‫الر ِ‬ ‫حب ِّ‬ ‫‪ -388‬يا عائش ُة إنَّ هللا َر ِفي ٌ‬
‫ق ُي ُّ‬
‫شيء ق ّط‪157‬‬
‫ٍ‬ ‫شيء َق ّط إال زَا َن ُه‪ ،‬وال ُن ِز َع من‬
‫ٍ‬ ‫الر ْف َق لم َي ُك ْن في‬
‫ش ُة‪ ،‬ار ِف ِقي فإنَّ ِّ‬
‫‪ -389‬يا عاِئ َ‬
‫‪ -390‬يا عبدهللا‪ْ ،‬ار َف ْع َ‬
‫إزَارك ‪236 ....................................................‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫اآلخ َر ُة‪233 ...............‬‬ ‫بع ال َّن ْظ َر َة ال َّن ْظ َر َة‪ ،‬فإنَّ لكَ األولى و َل ْي َ‬
‫ست لكَ ِ‬ ‫علي ال ُت ْت ِ‬
‫‪ -391‬يا ّ‬
‫‪ - 392‬يا ُع َمير ما فَ َع َل النُّغير ‪95 ...................................................‬‬
‫‪ - 393‬يا غالم َأتَْأ َذنُ لِـي َأن ُأعطيه األشياخ؟ ‪169 ..................................‬‬
‫اح َف ْظ هللا ت َِجدْ ُه ت َُجاهَكَ ‪127 .............‬‬
‫اح َف ْظ هللا َي ْح َف ْظكَ‪ْ ،‬‬ ‫‪ -394‬يا ُغاَل ُم إني ُأ َع ِّل ُمكَ َك ِل َما ٍ‬
‫ت‪ْ :‬‬
‫‪ -395‬يا ُغالم س ِّم هللا‪ ،‬و ُك ْل ِب َيمينكَ‪ ،‬و ُك ْل م َّما َيليكَ ‪146 ,127 ..........................‬‬
‫فضة‪82 ,81......................‬‬
‫‪ -396‬يا فاطمة احلقي رأسه‪ ،‬وتصدّقي بزنة شعره ّ‬
‫ستَطَا َع ِم ْن ُك ْم ا ْلبَا َءةَ فَ ْليَتَزَ َّو ْج َو َمنْ لم ‪209 ،201 ،37 .‬‬
‫ب من ا ْ‬
‫شبَا ِ‬
‫ش َر ال َّ‬
‫‪ - 397‬يا َم ْع َ‬
‫لوب َث ِّبتْ َق ْلبي َع َلى ِدي ِنك ‪36 ...................................‬‬ ‫‪ -398‬يا ُم َق ِّل َب ال ُق َ‬
‫بص ُر َأ َح ُد ُك ُم ا ْل َق َذا َة ِفي َع ْي ِن َأ ِخي ِه َو َي ْن َ‬
‫سى ا ْل ِج َذ َع ِفي َع ْي ِن ِه‪254 ......................‬‬ ‫‪ُ -399‬ي ِ‬
‫ضاع َما يَح ُر ُم ِمنَ النَّس ِ‬
‫ب ‪108..................................‬‬ ‫ِ‬ ‫‪ - 400‬يَ ْح ُر ُم ِمنَ ال ّر‬
‫الرضا َع ِة ما يَحر ُم ِمنَ ال ِوال َد ِة ‪108................................‬‬
‫‪ - 401‬يَ ْح ُر ُم ِمنَ ِّ‬
‫س َّب أ َّمه‪241 ....................‬‬
‫س ُّب أ َّمه‪ ،‬ف َي ُ‬
‫فيسب أ َبا ُه‪ ،‬و َي ُ‬
‫ُّ‬ ‫الر ُج ِل‪،‬‬
‫الرج ُل أ َبا َّ‬
‫س ُّب َّ‬
‫‪َ -402‬ي ُ‬
‫بدم‪84 ..........................................‬‬
‫يمس رأسه ٍ‬
‫ُّ‬ ‫‪ُ -403‬ي َع ُّق عن الغالم وال‬
‫‪ -404‬يعمد أحدكم إلى جمرة من نار فيجعلها في يده ‪264 ..............................‬‬
‫س َّخر َل َنا هَذا وما ُك َّنا ل ُه ُمق ِرنينَ ‪151 ..............‬‬
‫‪ -405‬يك ِّبر ثالثاً ثم يقول‪ :‬سبحانَ ال ِذي َ‬
‫أن ت َْحيوا فال َت ُموتُوا أ َبد ًا ‪211‬‬ ‫َص ُّحوا َفال ت َْس َق ُموا أ َبد ًا‪ ،‬وإنَّ ل ُكم ْ‬ ‫أن ت ِ‬ ‫‪ -406‬ينا ِدي ُم َنا ٍد‪ ،‬إنَّ َل ُكم ْ‬
‫س َق ْد َم ِر َج ْت‪255 ...‬‬ ‫وشكُ َأ ْن َيْأ ِت َي زَ َمانٌ ُي َغ ْر َب ُل ال َّن ُ‬
‫اس ِفي ِه َغ ْر َب َل ًة‪َ ،‬ت ْب َقى ُح َثا َل ٌة ِمنَ ال َّنا ِ‬ ‫‪ُ -407‬ي ِ‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫‪ -3‬فهرس اآلثار‬
‫الصفحة‬ ‫صاحب األثر‬ ‫طرف األثر‬ ‫‪-1‬‬
‫‪276‬‬ ‫ابن عباس‬ ‫إذا قتلوا وأخذوا المال قتلوا وصلبوا‪،‬وإذا قتلواولم يأخذوا المال‬ ‫‪-2‬‬
‫قتلوا‬
‫‪78‬‬ ‫جابر‬ ‫‪،‬و ِب َنا ِف ٍع‬‫ر‬ ‫ا‬‫س‬‫ي‬ ‫ب‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬‫ح‬‫َ‬
‫ل‬ ‫ْ‬
‫ف‬ ‫َأ‬
‫ب‬ ‫‪،‬و‬‫َ‬
‫ة‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫ر‬‫ب‬‫ب‬‫و‬ ‫ى‬‫َ‬
‫ل‬ ‫ع‬‫ي‬‫ب‬
‫ُ َ َّ ِ َ ْ َ ِ َ َ َ ِ َ َ ِ َ َ ٍ َ‬ ‫ى‬‫م‬‫س‬‫ي‬ ‫نْ‬‫َأ‬ ‫ع‬
‫َنْ‬ ‫ى‬‫ه‬ ‫ْ‬
‫ن‬
‫َ َ‬ ‫ي‬ ‫نْ‬‫َأ‬ ‫‪‬‬ ‫َأ َرا َد ِ ُّ‬
‫ي‬ ‫ب‬‫َّ‬
‫ن‬ ‫ال‬ ‫‪-3‬‬
‫‪100‬‬ ‫ابن عباس‬ ‫األقلف ال تحل له صالة‪،‬وال تؤكل له ذبيحة‪،‬وال يجوز له‬ ‫‪-4‬‬
‫شهادة‬
‫ح ‪57‬‬ ‫حبيب بن الشهيد‬ ‫أمرني ابن سيرين أن أسأل الحسن ممن سمع حديث العقيقة؟‬ ‫‪-5‬‬
‫‪91‬‬ ‫عمر‬ ‫أن عمر ‪ ‬أراق اللبن المغشوش بالماء تأديباً للغاش‬ ‫‪-6‬‬
‫‪99‬‬ ‫ابن عباس‬ ‫أنه ابتاله بالطهارة وهي خمس في الرأس‪،‬وخمس في‬ ‫‪-7‬‬
‫الجسد‬
‫‪260‬‬ ‫عمر‬ ‫إني نهيت الناس عن كذا وكذا‪،‬وإن الناس ينظرون إليكم نظر الطير إلى‬ ‫‪-8‬‬
‫اللحم‬
‫‪73‬‬ ‫عبد هللا بن سالم‬ ‫س ّماني رسول هللا ‪ ‬يوسف وأقعدني على حجره ومسح على‬ ‫‪-9‬‬
‫رأسي‬
‫ح ‪56‬‬ ‫أحمد‬ ‫ق عن الحسن والحسين‬
‫العقيقة سنة عن رسول هللا ‪،‬وقد ع َّ‬ ‫‪- 10‬‬
‫ح ‪56‬‬ ‫أبو الزناد‬ ‫العقيقة من أمر الناس‪ ،‬كانوا يكرهون تركه‬ ‫‪- 11‬‬
‫‪126‬‬ ‫عمر‬ ‫ع ِّلموا أوالدكم السباح َة والرمي‪،‬ومروهم فليثبوا على الخيل‬ ‫‪- 12‬‬
‫وثباً‬
‫‪75‬‬ ‫ابن المسيب‬ ‫َف َما زَا َل ْت ِفي َنا ا ْل ُحزُو َن ُة َب ْع ُد‬ ‫‪- 13‬‬
‫‪110‬‬ ‫عمر‬ ‫قرر عمر‪ ‬بن الخطاب ‪ ‬عطاء لألطفال من بيت المال‬ ‫‪- 14‬‬
‫‪136‬‬ ‫عائشة‬ ‫كان أصحاب رسول هللا ‪ r‬ع َّمال أنفسهم‪ ،‬فكان يكون لهم‬ ‫‪- 15‬‬
‫أرواح‬
‫ٌ‬
‫‪74‬‬ ‫ابن عباس‬ ‫فحول رسول هللا ‪ ‬اسمها جويرية‬
‫ّ‬ ‫برة‪،‬‬ ‫اسمها‬ ‫جويرية‬ ‫كانت‬ ‫‪- 16‬‬
‫‪84‬‬ ‫عائشة‬ ‫كانوا في الجاهلية إذا عَ ُّقوا عن الصبي خضبوا قطنة بدم العقيقة‪ ،‬فإذا‬ ‫‪- 17‬‬
‫حلقوا رأس‬
‫‪209‬‬ ‫زيد بن أرقم‬ ‫كبرنا ونسينا‪ ،‬والحديث عن رسول هللا ‪ r‬شديد‬ ‫‪- 18‬‬
‫‪83‬‬ ‫بريدة‬ ‫ُكنَّا في الجاهليَّة إذ ُو ِلد ألحدنا غال ٌم ذبح شا ًة ول َّطخ رأسه بدمها‬ ‫‪-19‬‬
‫‪100‬‬ ‫الحسن وإبراهيم‬ ‫ال بأس بذبيحة األقلف‬ ‫‪- 20‬‬
‫النخعي‬
‫‪233‬‬ ‫علي‬ ‫اللسان معيار أطاشه الجهل‪ ،‬وأرجحه العقل‬ ‫‪- 21‬‬
‫‪261‬‬ ‫ابن مسعود‬ ‫ما زلنا أعزة منذ أسلم عمر‬ ‫‪- 22‬‬
‫‪219‬‬ ‫سهل بن سعد‬ ‫ما كان لعلي اسم أحب إليه من أبي تراب‪،‬وإن كان ليفرح إذا‬ ‫‪- 23‬‬
‫دعي به‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫الصفحة‬ ‫صاحب األثر‬ ‫طرف األثر‬ ‫‪-1‬‬


‫ح ‪68‬‬ ‫حفصة بنت‬ ‫معاذ هللا‪ ،‬كانت عمتي تقول‪ :‬عن الغالم شاتان‪ ،‬وعن‬ ‫‪- 24‬‬
‫عبدالرحمن‬
‫‪66‬‬ ‫أحمد‬ ‫مكا ِفئتان‪ ،‬أي مستويتان‪ ،‬أو متقاربتان‬ ‫‪- 25‬‬
‫ح ‪64‬‬ ‫مالك‬ ‫وال يعد اليوم الذي ولد فيه‪،‬إال أن يولد قبل الفجر من ليلة ذلك‬ ‫‪-26‬‬
‫اليوم‬
‫ح ‪68‬‬ ‫أنس‬ ‫يعق عنه‪ :‬من اإلبل‪ ،‬والبقر‪ ،‬والغنم‬ ‫‪- 27‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫‪ -4‬فهرس األلفاظ الغريبة‬


‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫‪ -44‬ينصبك‪220.........................‬‬ ‫‪ -41‬مكافئتان‪60.........................‬‬
‫‪ -45‬يهنأ بعيراً له‪85....................‬‬ ‫‪ -42‬هراق الماء‪212...................‬‬
‫‪ -43‬وخط الشعر‪212...................‬‬
‫‪ -5‬فهرس األشعار‬
‫الصفحة‬ ‫الشاعر‬ ‫البيــــــــــــــــت‬ ‫م‬
‫‪182‬‬ ‫؟‬ ‫علي رقيب‬
‫تقل خلوت ولكن قل َّ‬ ‫إذا ما خلوت الدهر يومًا فال‬ ‫‪-1‬‬
‫وال إن ما تخفـي عليه يغيب‬ ‫وال تحسبن اهلل يغفل ساعـة‬

‫‪185‬‬ ‫شوقي‬ ‫فإن همو ذهبت أخالقهم ذهبوا‬ ‫إنما األمم األخالق ما بقيت‬ ‫‪-2‬‬
‫‪211‬‬ ‫أبو العتاهية‬ ‫فلم ُيغن البكاء وال النحيب‬ ‫بدمع عيني‬
‫الشباب ِ‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫بكيت على‬ ‫‪-3‬‬
‫الخضيب‬
‫ُ‬ ‫الشيب والرأس‬
‫ُ‬ ‫نعاه‬ ‫فيا أسفًا أسفت على الشباب‬
‫كما يعرى من الورق القضيب‬ ‫عريت من الشباب وكنت ًّ‬
‫غضا‬

‫فأخبره بما فعل المشيب‬ ‫الشباب يعود يومًا‬


‫َ‬ ‫فيا ليت‬

‫‪180‬‬ ‫سابق البربري‬ ‫وليس ينفع بعد الَكْبرِة ُ‬


‫األدب‬ ‫َل‬
‫قد ينفع األدب األحداث في َمهٍ‬ ‫‪-4‬‬
‫لين َإذا َقَّومَتُه َ‬
‫الخ َش ُب‬ ‫وال َي ُ‬ ‫الغصون إذا َّقومتها اعتدلـــــت‬
‫َ‬ ‫إن‬
‫‪140‬‬ ‫طرفة‬ ‫فكل قرين بالمقارن يقتدي‬ ‫عن المرء ال تسأل وسل عن قرينه‬ ‫‪-5‬‬
‫‪212‬‬ ‫فتيان الشاغوري‬ ‫أديمي فلم أملك شبابًا وال وفرا‬ ‫هريق شبابي واستشن لشقوتي‬ ‫‪-6‬‬
‫إلى جنب خيط حالك وخط الشعرا‬ ‫تبين لي خيط من الفجر ناصع‬
‫‪234‬‬ ‫؟‬ ‫ومعظم النار من مستصغر الشرر‬ ‫كل الحوادث مبدؤها من النظر‬ ‫‪-7‬‬
‫كمبلغ السهم بين القوس والوتر‬ ‫كم نظرة بلغت في قلب صاحبها‬
‫في أعين الغير موقوف على الخطر‬ ‫والعبد ما دام ذا عين يقلبها‬
‫بسرور عاد بالضرر‬
‫ٍ‬ ‫ال مرحبًا‬ ‫يسر مقلته ما ضر مهجته‬
‫أهل البيت كلهم الرقص‬ ‫ُ‬
‫فشيمة ِ‬
‫‪234‬‬ ‫سبط التعاويذي‬ ‫رب البيت بالدُّف ضارباًـ‬‫إذا كان ّ‬ ‫‪-8‬‬
‫‪42‬‬ ‫حافظ إبراهيم‬ ‫اق‬
‫األع َر ِ‬
‫يب ْ‬ ‫َدت ش ْعبًا َط َ‬
‫أعد َ‬ ‫ْرسًة َإذا َ‬
‫أعدَدتها‬ ‫األم َمد َ‬
‫ُّ‬ ‫‪-9‬‬
‫‪208‬‬ ‫الشافعي‬ ‫خال من األفكار والشغل‬ ‫وال ينال العلم إال فتى‬ ‫‪10‬‬
‫‪-‬‬
‫سارت به الركبان بالفضل‬ ‫لو أن لقمان الحكيم الذي‬
‫فرق بين التبن والبقل‬
‫َّ‬ ‫وعيال لما‬
‫ٍ‬ ‫بفقر‬
‫ِي ٍ‬ ‫ُبل َ‬
‫الصفحة‬ ‫الشاعر‬ ‫البيــــــــــــــــت‬ ‫م‬
‫اعِة‬ ‫ذات َّ‬
‫الط ِ‬ ‫المرأة َ‬ ‫فالَتم ِ‬
‫ِس َ‬ ‫َاعة‬ ‫دت الَعْي َ‬
‫ش فِي َود ٍ‬ ‫وإن َأر َ‬ ‫‪11‬‬
‫‪42‬‬ ‫البيحاني‬
‫‪-‬‬
‫من أوسط البيوت ال من الطرف‬ ‫واحدة جميلة ذات شرف‬
‫لزوجها في حقله والخلوه‬ ‫تكون عونًا له في الحياة الحلوة‬

‫في بيتها جامعة ومانعة‬ ‫قارئة كاتبة وصانعة‬


‫وللنساء المؤمنات تقتفي‬ ‫وبالقليل والكثير تكتفي‬
‫الشَّفافة‬
‫كأنه الجوهرة َّ‬ ‫منزلها في غاية النظافة‬
‫به تسر األهل والغريب‬ ‫أثاثه مرتب ترتيبًا‬
‫والمستحق لبرها تصله‬ ‫تمن بالذي تعمله‬
‫وال ّ‬
‫‪،178‬‬ ‫المعري‬ ‫على ما كان عوده أبوه‬ ‫وينشأ ناشئ الفتيان فينا‬ ‫‪12‬‬
‫‪199‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪38‬‬ ‫؟‬ ‫صالح جيرانه والبر في ولده‬ ‫خمس إذا اجتمعت‬ ‫‪13‬‬
‫سعادة المرء في ٍ‬
‫‪-‬‬
‫وفي ورزق المرء في بلدهـ‬ ‫وكذا ٍّ‬
‫خل ٍّ‬ ‫وزوجة حسنت أخالقها‬

‫‪230‬‬ ‫علي بن أبي طالب‬ ‫وإياك وإياه‬ ‫فال تصحب أخا الجهل‬ ‫‪14‬‬
‫‪-‬‬
‫حليمًا حين آخاه‬ ‫فكم من جاهل أردى‬
‫إذا ما المرء ما شاه‬ ‫يقاس المرء بالمرء‬
‫مقاييس وأشبـاه‬ ‫وللشيء من الشيء‬
‫‪-6‬المصادر والمراجع‬
‫‪ - 1‬اآلح اد والمث اني‪ ،‬ألحمد بن عم رو بن الض حاك أبي بكر الش يباني‪ ،‬ت ‪287‬هـ‪،‬‬
‫تحقيق د‪ .‬باسم فيصل أحمد الجوابرة‪ ،‬ط‪1411 ،1‬ـ‪ ،‬دار الراية‪ ،‬الرياض‪.‬‬
‫‪ - 2‬أحاديث في الصحة‪ ،‬نبيل الطويل‪.‬‬
‫‪ - 3‬أحكام األسرة في اإلسالم‪ ،‬محمد سالم مدكور‪.‬‬
‫‪ - 4‬إحياء علوم الدين‪ ،‬لإلمام الغزالي‪ ،‬دار الندوة الجديدة‪ ،‬بيروت‪.‬‬
‫‪ - 5‬اإلخ وان‪ ،‬لأبي بكر عبد اهلل بن محمد بن عبيد بن أبي ال دنيا القرشي البغ دادي‪( ،‬‬
‫‪281‬هـ)‪ ،‬تحقي ق مص طفى عبد الق ادر عطا‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬ب يروت‪ ،‬الطبعة‬
‫األولى‪.1988 – 1409 ،‬‬
‫‪ - 6‬آداب الصحبة‪ ،‬لأبي عبد ال رحمن الس لمي (‪412‬هـ)‪ ،‬تحقي ق مج دي فتحي الس يد‪،‬‬
‫دار الصحابة للتراث‪ ،‬طنطا‪ ،‬مصر‪ ،‬الطبعة األولى‪1990 – 1410 ،‬هـ‪.‬‬
‫‪ - 7‬أدب الدنيا والدين‪ ،‬تحقيق وتعليق مصطفى السقا‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪.‬‬
‫‪ - 8‬األدب المف رد‪ ،‬لإلم ام أبي عبد اهلل محمد إس ماعيل البخ اري‪ ،‬تحقيق محم ود ف ؤاد‬
‫عبدالباقي‪ ،‬الطبعة الثالثة ‪1409‬هـ‪ ،‬دار البشائر اإلسالمية‪.‬‬
‫‪ - 9‬إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل‪ ،‬للعالمة محمد ناصر ال دين األلب اني‪،‬‬
‫المكتب اإلسالمي‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان ‪.‬‬
‫‪ - 10‬االستذكار‪ ،‬لإلمام الحافظ أبي عمر يوسف بن عبد هللا بن محمد بن عبد البر‪ ،‬ت‬
‫‪ 463‬هـ‪ ،‬تحقيق د‪ .‬عبد المعطي أمين قلعجي‪ ،‬الطبعة األولى‪1401 ،‬هـ‪ ،‬دار قتيبة‬
‫للطباعة والنشر‪ ،‬دمشق‪ ،‬بيروت‪.‬‬
‫‪ - 11‬أس د الغابة في معرفة الص حابة‪،‬لابن الأث ير؛ عز ال دين علي بن محم د (ت‬
‫‪.‬‬ ‫‪630‬هـ)‪ ،‬بيروت‪ ،‬نشر المكتبة اإلسالمية لصاحبها رياض الحاج‬
‫‪ - 12‬األسرة بين الجاهلية واإلسالم‪ .‬بشير العوا‪ .‬دار الفكر اإلسالمي‪.‬‬
‫‪ - 13‬اإلص ابة في تمي يز الص حابة‪ ،‬للحافظ أحمد بن علي بن حجر العس قالني دار‬
‫صادر‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪.‬‬
‫‪ - 14‬إصالح المال‪ ،‬أبو بكر عبد اهلل بن محمد بن عبيد بن أبي الدنيا القرشي البغدادي‬
‫(ت ‪281‬هـ)‪ ،‬تحقي ق محمد عبد الق ادر عطا‪ ،‬مؤسسة الكتب الثقافية‪ ،‬ب يروت –‬
‫لبنان‪ ،‬الطبعة األولى‪1414 ،‬هـ ‪1993 -‬هـ‬
‫أصول الدعوة‪ ،‬لل دكتور عبد الك ريم زي دان‪ ،‬الطبعة الثالث ة‪1396 ،‬هـ‪ ،‬مكتبة‬ ‫‪- 15‬‬
‫المنار اإلسالمية‪.‬‬
‫أعالم المسلمين للبيطار‪.‬‬ ‫‪- 16‬‬
‫‪ - 17‬إعالم الم وقعين عن رب الع المين‪ ،‬لش مس ال دين أبي عبد اهلل محمد بن أبي بكر‬
‫بن قيم الجوزي ة‪ ،‬ت ‪751‬هـ‪ ،‬تحقيق محمد مح يي ال دين عبد الحمي د‪ ،‬طبعة‬
‫‪1407‬هـ‪ ،‬المكتبة العصرية‪ ،‬صيدا‪ ،‬بيروت‪.‬‬
‫‪ - 18‬اقتض اء العلم العمل‪ ،‬أحمد بن علي بن ث ابت البغ دادي أبو بكر (ت ‪463‬هـ)‪،‬‬
‫تحقيق محمد ناصر الدين األلباني‪ ،‬المكتب اإلسالمي‪ ،‬بيروت‪ ،‬الطبعة الرابعة‪،‬‬
‫‪1397‬هـ‪.‬‬
‫‪ - 19‬اإلنص اف لمعرفة ال راجح من الخالف‪ ،‬لعلي بن س ليمان الم رداوي‪ ،‬المطب وع‬
‫مع المقنع والش رح الكب ير‪ ،‬تحقيق ال دكتور عبد اهلل بن عبدالمحسن ال تركي‪ ،‬دار‬
‫هجر للطباعة والنشر‪.‬‬
‫‪ - 20‬أهداف األسرة في اإلسالم والتيارات المعاصرة‪ ،‬حسين محمد يوسف‪.‬‬
‫‪ - 21‬اإليمان‪ ،‬لمحمد بن يح يى بن أبي عمر الع دني‪ ،‬تحقيق حمد بن حم دي الج ابري‬
‫الحربي‪ ،‬الدار السلفية‪ ،‬الكويت‪ ،‬الطبعة األولى ‪1407‬هـ‪.‬‬
‫‪ - 22‬بناء األسرة المسلمة‪ ،‬الحلقة الثانية‪ ،‬حسين محمد يوسف‬
‫‪ - 23‬تاج العروس‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬بيروت‪ ،‬منشورات دار الحياة‪1306 ،‬هـ‪.‬‬
‫‪ - 24‬التاريخ اإلسالمي‪ ،‬محمود شاكر‪ ،‬الطبعة الرابعة‪1405 ،‬هـ‪ ،‬المكتب اإلسالمي‪،‬‬
‫بيروت‪.‬‬
‫‪ - 25‬ت اريخ األمم والمل وك‪ ،‬ألبي جعفر محمد بن جرير الط بري‪ ،‬ت ‪310‬هـ‪ ،‬الطبعة‬
‫الثانية‪1408 ،‬هـ‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪.‬‬
‫‪ - 26‬التاريخ الكب ير‪ ،‬محمد بن إس ماعيل البخ اري (ت ‪256‬هـ)‪ ،‬دار الكتب العلمي ة‪،‬‬
‫بيروت – لبنان‪.‬‬
‫‪ - 27‬تاريخ بغداد‪ ،‬أحمد بن علي أبو بكر الخطيب البغ دادي‪( ،‬ت ‪463‬هـ)‪ ،‬دار الكتب‬
‫العلمية‪ ،‬بيروت‪.‬‬
‫‪ - 28‬ت اريخ دمشق وذكر فض لها‪ ،‬أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة اهلل بن عس اكر‬
‫الدمش قي‪ ،‬ت ‪571‬هـ‪ ،‬دراسة وتحقيق علي ش يري‪ ،‬دار الفكر والطباعة والنشر‬
‫والتوزيع‪.‬‬
‫‪ - 29‬تحفة األحوذي شرح جامع الترم ذي‪ ،‬لأبي ال ُعلا محمد عب د ال رحمن عبد ال رحيم‬
‫المب اركفوري‪ ،‬ت ‪ 1353‬هـ‪ ،‬الطبعة الثاني ة‪ 1457 ،‬هـ‪ ،‬مكتبة ابن تيمي ة‪،‬‬
‫‪ - 30‬تحفة الم ودود بأحك ام المول ود‪ ،‬لإلم ام ش مس ال دين محمد بن أبي بكر بن قيم‬
‫الجوزية‪ ،‬ت ‪751‬هـ‪ ،‬تحقيق بشير محمد عيون‪ ،‬الطبعة الثانية‪1407 ،‬هـ‪ ،‬مكتبة‬
‫دار البيان‪ ،‬دمشق‪ ،‬ومكتبة المؤيد‪ ،‬الطائف‪ ،‬المملكة العربية السعودية‪.‬‬
‫‪ - 31‬تربية األوالد في اإلسالم‪ ،‬لعبداهلل بن ناصح عل وان‪ ،‬الطبعة الثالث ة‪ ،‬ط ‪1401‬هـ‪،‬‬
‫دار السالم‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪.‬‬
‫‪ - 32‬تربية البنين‪ ،‬منظومة رجزية‪ ،‬محمد سالم البحاني‪.‬‬
‫‪ - 33‬الترغيب والترهيب من الحديث الش ريف‪ ،‬لعبد العظيم بن عبد الق وي المن ذري‪،‬‬
‫ت ‪656‬هـ‪ ،‬الطبعة الثالثة‪1388 ،‬هـ‪ ،‬دار إحياء التراث العربي‪.‬‬
‫‪ - 34‬التعليقات الحسان على صحيح ابن حبان وتمييز سقيمه من ص حيحه‪ ،‬وش اذه من‬
‫محفوظه‪ ،‬محمد ناصر الدين األلباني (ت ‪1420‬هـ)‪ ،‬دار باوزير‪.‬‬
‫‪ - 35‬تفسير ابن أبي حاتم‪ ،‬اإلمام الحافظ أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي‪،‬‬
‫تحقيق أسعد محمد الطيب‪ ،‬المكتبة العصرية – صيدا‪.‬‬
‫‪ - 36‬تفس ير البغ وي (مع الم التنزيل)‪،‬لإلم ام الحافظ أبي محمد الحس ين بن مس عود‬
‫البغوي ت‪ 516‬هـ‪،‬تحقيق خالد عبد الرحمن العك ومروان سوار‪،‬الطبعة األولى‪،‬‬
‫‪ 1406‬هـ‪ ،‬دار المعرفة‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪.‬‬
‫‪ - 37‬تفسير القرآن الحكيم لمحمد رشيد رضا‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار المعرفة‪.‬‬
‫‪ - 38‬تفس ير الق رآن العظيم‪ ،‬لإلم ام إس ماعيل بن عمر بن كث ير ت ‪747‬هـ‪ ،‬الطبعة‬
‫األولى ‪1419‬هـ‪ ،‬دار الس الم للنشر والتوزي ع‪ ،‬الري اض‪ ،‬المملكة العربية‬
‫السعودية‪.‬‬
‫‪ - 39‬التلخيص الحب ير في تخ ريج أح اديث ال رافعي الكب ير‪ ،‬للحافظ أحمد بن علي بن‬
‫محمد العسقالني‪773 ،‬هـ‪ ،‬توزيع رياسة إدارات البحوث العلمية‪.‬‬
‫‪ - 40‬التمثيل والمحاض رة‪ ،‬ألبي منص ور الثع البي‪ ،‬تحقيق زهية س عدو‪ ،‬رس الة‬
‫دكتوراه‪ ،‬جامعة الجزائر‪2005 ،‬م‪.‬‬
‫‪ - 41‬التمهيد‪ ،‬لإلمام أبي عمر يوسف بن عبد اهلل القرطبي ابن عبد البر‪ ،‬ت ‪465‬هـ‪.‬‬
‫‪ - 42‬تنبيه الن ائم الغمر على مواسم العمر‪ ،‬ألبي الف رج بن الج وزي‪ ،‬دار الص حابة‬
‫للتراث‪ ،‬طنطا‪ ،‬الطبعة األولى‪1411 ،‬هـ‪1991 -‬م‪.‬‬
‫‪ - 43‬تهذيب اآلثار وتفص يل الث ابت عن رس ول هللا من األخب ار‪ ،‬أب و جعفر محمد بن‬
‫جرير بن يزيد الط بري (ت ‪310‬هـ)‪ ،‬تحقيق محم ود محمد ش اكر‪ ،‬مطبعة‬
‫المدني‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫‪ - 44‬التواضع والخم ول‪ ،‬أبو بكر عبد اهلل بن محمد بن عبيد ابن أبي ال دنيا القرشي‬
‫البغدادي (ت ‪281‬هـ)‪ ،‬تحقي ق محمد عبد القادر أحمد عطا‪ ،‬دار الكتب العلمية –‬
‫بيروت‪ ،‬الطبعة األولى ‪.1989 – 1409 ،‬‬
‫‪ - 45‬تيس ير الك ريم ال رحمن في تفس ير كالم المن ان‪ ،‬للعالمة عب دالرحمن بن ناصر‬
‫الس عدي‪ ،‬الطبعة األولى ت ‪1376‬هـ‪ ،‬تحقيق عبد ال رحمن بن معال اللويح ق‪،‬‬
‫مؤسسة الرسالة‪.‬‬
‫‪ - 46‬الثمر المس تطاب في فقه الس نة والكت اب‪ ،‬محمد ناصر ال دين األلب اني‪ ،‬غ راس‬
‫للنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة األولى‪.‬‬
‫‪ - 47‬جامع األصول من أحاديث الرسول‪،‬ألبي الس عادات المب ارك بن محمد بن األث ير‬
‫الج زري‪ ،‬ت‪ 656‬هـ‪ ،‬تحقيق عبد الق ادر األرن اؤوط‪ ،‬الطبعة الثاني ة‪ 1453 ،‬هـ‪،‬‬
‫دار الفكر‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪.‬‬
‫‪ - 48‬ج امع البي ان عن تأويل آي الق رآن‪ ،‬ألبي جعفر محمد بن جرير الط بري ت‬
‫‪310‬هـ‪ ،‬تحقيق محمود محمد شاكر‪ ،‬توزيع دار التربية والتراث‪ ،‬مكة المكرمة‪.‬‬
‫‪ - 49‬الجامع الصحيح (سنن الترمذي)‪ ،‬تحقيق أحمدمحمد شاكر‪ ،‬وأتمه إبراهيم عطوة‬
‫عوض‪ ،‬المكتبة اإلسالمية‪.‬‬
‫‪ - 50‬الج امع ألحك ام الق رآن‪ ،‬ألبي عبد اهلل بن أحمد األنص اري القرط بي‪ ،‬الطبعة‬
‫األولى ع ام ‪ 1414‬هـ‪ ،‬تحقيق ال دكتور محمد بن إب راهيم الحفن اوي‪ ،‬نشر دار‬
‫الحديث‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫‪ - 51‬جزء إمالء النسائي‬
‫‪ - 52‬الج واب الك افي لمن س أل عن ال دواء الش افي‪ ،‬الري اض‪ ،‬نشر مكتبة الري اض‬
‫الحديثة ‪1392‬هـ‬
‫‪ - 53‬حاشية الإمام السندي على سنن النسائي‪ ،‬للعالمة عبد اله ادي الس ندي‪ ،‬ت ‪1138‬‬
‫هـ‪ ،‬المطبوع مع سنن النسائي بعناية عبد الفت اح أبو غدة‪ ،‬الطبعة الثاني ة‪1406 ،‬‬
‫هـ‪ ،‬دار البشائر اإلسالمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪.‬‬
‫‪ - 54‬الحسبة في اإلسالم‪ ،‬لش يخ اإلس الم تقي ال دين أحمد بن عبد الحليم ابن تيمي ة‪ ،‬ت‬
‫‪ 728‬هـ‪ ،‬بدون تاريخ‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪.‬‬
‫‪ - 55‬حقوق اإلنسان في اإلسالم‪.‬‬
‫‪ - 56‬الحكمة في الدعوة إلى الل ه‪ ،‬س عيد بن علي بن وهف القحط اني‪ ،‬الطبعة الثالث ة‪،‬‬
‫‪ 1417‬هـ‪ ،‬توزيع مؤسسة الجريسي‪ ،‬الرياض‪ ،‬المملكة العربية السعودية‪.‬‬
‫‪ - 57‬حلية األولي اء وطبق ات أألص فياء‪ ،‬ألبي نعيم أحمد بن عبد اهلل األص فهاني‪ ،‬ت‬
‫‪430‬هـ‪ ،‬بدون تاريخ‪ ،‬دار الكتاب العربي‪ ،‬بيروت‪.‬‬
‫‪ - 58‬خالصة الب در المن ير‪ ،‬لعمر بن علي بن الملقن األنص اري المت وفى (‪723‬هـ)‪،‬‬
‫مكتبة الرشد‪ ،‬الرياض‪ ،‬الطبعة األولى ‪1410‬هـ‪.‬‬
‫‪ - 59‬ال در المنث ور في التفس ير بالم أثور‪ ،‬لجالل ال دين عبد ال رحمن بن أبي بكر‬
‫السيوطي‪1993 ،‬م‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬بيروت‪.‬‬
‫‪ - 60‬الدراية في تخريج أحاديث الهداية‪ ،‬أحمد بن علي بن حجر العس قالني (ت ‪852‬‬
‫هـ)‪ ،‬تحقيق عبد هاشم اليماني المدني‪ ،‬دار المعرفة‪ ،‬بيروت‪.‬‬
‫‪ - 61‬ديوان أبي العتاهية‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬منشورات‪ :‬محمد علي بيضون‬
‫‪1419 ،‬هـ ‪1998/‬م‪ ،‬بدون طبعة‪.‬‬
‫‪ - 62‬دي وان الإمام الش افعي‪ ،‬ألبى عبد الل ه محمد بن إدريس الش افعي‪ ،‬ت ‪ 254‬هـ‪،‬‬
‫ة‪ 1392 ،‬هـ‪ ،‬مؤسسة‬ ‫جمعه وعلق عليه محمد عفيف الزعبي‪ ،‬الطبعة الثالث‬
‫الزعبي‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪.‬‬
‫‪ - 63‬ديوان فتيان بن علي الش اغوري‪ ،‬تحقيق أحمد الج ودي‪ ،‬مطبوع ات مجمع اللغة‬
‫العربية بدمشق‪.‬‬
‫‪ - 64‬الروض األنف في تفسير السيرة النبوية البن هشام‪ ،‬للفقيه المح دث عبد ال رحمن‬
‫بن عبد اهلل بن أحمد الس هيلي‪ ،‬ق دم له وعلق عليه وض بطه طه عبد ال رؤوف‬
‫سعد‪ ،‬دار المعرفة‪ ،‬بيروت‪1398 ،‬هـ‪1978 /‬م‪.‬‬
‫‪ - 65‬رياض الصالحين من كالم سيد المرسلين‪ ،‬ألبي زكريا يحيى بن شرف النووي‪،‬‬
‫حققه علي عبد الحميد أبو الخير‪ ،‬دار الخير‪ ،‬دمشق‪ ،‬عام ‪1418‬هـ‪1998-‬م‪.‬‬
‫‪ - 66‬الرياض النضرة في مناقب العشرة‪ ،‬أحمد بن عبد اهلل الش هير ب المحب الط بري‪،‬‬
‫الطبعة الثانية‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪1424 ،‬هـ‪2003 -‬م‪.‬‬
‫‪ - 67‬زاد المسير في علم التفسير‪ ،‬ألبي الف رج عبد ال رحمن بن الج وزي‪ ،‬ت ‪596‬هـ‪،‬‬
‫الطبعة األولى‪1384 ،‬هـ‪ ،‬المكتب اإلسالمي‪ ،‬بيروت‪.‬‬
‫‪ - 68‬زاد المعاد في هدي خ ير العب اد‪ ،‬لإلم ام ش مس ال دين أبي عبد اهلل محمد بن أبي‬
‫بكر ابن قيم الجوزي ة‪ ،‬ت ‪ 751‬هـ‪ ،‬تحقيق ش عيب األرناؤوط وعبد الق ادر‬
‫األرناؤوط‪ ،‬الطبعة األولى‪ 1399 ،‬هـ‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪.‬‬
‫‪ - 69‬الزهد والرقائق‪ ،‬لإلمام عبد الله بن المبارك المروزي‪ ،‬ت ‪ 181‬هـ‪ ،‬تحقيق أحمد‬
‫فري د‪ ،‬الطبعة األولى‪ 1415 ،‬هـ‪ ،‬دار المع راج الدولية للنش ر‪ ،‬الري اض‪ ،‬المملكة‬
‫العربية السعودية‪.‬‬
‫‪ - 70‬الزهد‪ ،‬لإلمام أحمد بن حنبل‪ ،‬مطبعة أم القرى بمكة المكرمة‪ ،‬عام ‪1357‬هـ‪.‬‬
‫‪ - 71‬الزه د‪ ،‬لوكيع بن الج راح‪ ،‬ت ‪229‬هـ‪ ،‬تحقيق عبد ال رحمن عبد الجب ار‬
‫الفريوائي‪1404 ،‬هـ‪ ،‬مكتبة الدار‪ ،‬المدينة المنورة‪.‬‬
‫‪ - 72‬الزهد‪،‬لهن اد بن الس ري الك وفي‪،‬تحقيق عب دالرحمن عب دالجبار الفري وائي‪ ،‬ط‬
‫‪1،1406‬هـ‪ ،‬دار الخلفاء للكتاب اإلسالمي‪ ،‬الكويت‪.‬‬
‫‪ - 73‬سلسلة األحاديث الص حيحة‪ ،‬للش يخ محمد ناصر ال دين األلب اني‪ ،‬الطبعة الرابعة‬
‫‪1498‬هـ‪ ،‬المكتب اإلسالمي‪ ،‬بيروت‪.‬‬
‫‪ - 74‬سلس لة األح اديث الض عيفة‪ ،‬للش يخ محمد ناصر ال دين األلب اني‪ ،‬الطبعة الرابعة‬
‫‪1498‬هـ‪ ،‬المكتب اإلسالمي بيروت‪.‬‬
‫‪ - 75‬س نن ابن ماجه‪ ،‬لمحمد بن يزيد القزوي ني‪ ،‬ت ‪ 275‬هـ‪ ،‬تحقيق محمد ف ؤاد عبد‬
‫الباقي‪ ،‬بدون تاريخ‪ ،‬دار إحياء التراث العربي‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪.‬‬
‫‪ - 76‬س نن أبي داود‪ ،‬الطبعة األولى ع ام ‪1420‬هـ‪ ،‬دار الس الم للنشر والتوزي ع‪،‬‬
‫الرياض‪ ،‬المملكة العربية السعودية‪.‬‬
‫‪ - 77‬سنن الترمذي‪ ،‬ألبي عيسى محمد بن عيسى بن س ورة‪ ،‬ت ‪ 279‬هـ‪ ،‬تحقيق أحمد‬
‫محمد شاكر‪ ،‬الطبعة الثانية‪ 1398 ،‬هـ‪ ،‬مطبعة مصطفى البابي الحلبي‪ ،‬الق اهرة‪،‬‬
‫مصر‪.‬‬
‫‪ - 78‬سنن ال دار قط ني‪ ،‬لإلم ام علي بن عمر ال دار قط ني‪ ،‬ت ‪385‬هـ‪ ،‬دار المحاسن‬
‫للطباعة‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫‪ - 79‬سنن الدارمي‪ ،‬عبد الله بن عب د الرحمن الدارمي‪ ،‬ت ‪ 255‬هـ‪ ،‬طبعة ‪ 1404‬هـ‪،‬‬
‫تحقيق عب د الل ه بن هاشم اليم اني‪ ،‬توزيع الرئاسة العامة إلدارة البح وث العلمية‬
‫واإلفتاء‪ ،‬الرياض‪ ،‬المملكة العربية السعودية‪.‬‬
‫‪ - 80‬الس نن الص غرى (المنة الك برى ش رح وتخ ريج الس نن الص غرى) ألبي بكر‬
‫ال بيهقي‪ ،‬محمد ض ياء ال رحمن األعظمي‪ ،‬مكتبة الرشد‪ ،‬الري اض‪1422 ،‬هـ ‪-‬‬
‫‪2001‬م‪.‬‬
‫‪ - 81‬الس نن الك برى‪ ،‬ألحمد بن ش عيب النس ائي‪ ،‬تحقي ق‪ :‬د‪ .‬عب دالغفار س ليمان‬
‫البنداري‪ ،‬وسيد كسروي حسن‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪1411 ،1‬هـ‪.‬‬
‫‪ - 82‬الس نن الكبرى‪ ،‬لإلم ام الحافظ أبي بكر أحمد بن الحس ين بن على ال بيهقي‪،‬‬
‫ت ‪ 458‬هـ‪ ،‬الطبعة األولى‪1406 ،‬هـ‪ ،‬دار المعرفة‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪.‬‬
‫‪ - 83‬سنن النسائي (المجتبى)‪ ،‬ألبي عبد الرحمن أحمد بن شعيب‪ ،‬ت ‪ 303‬هـ‪ ،‬بشرح‬
‫الحافظ جالل ال دين الس يوطي‪ ،‬ت ‪ 911‬هـ‪ ،‬وحاش ية الس ندي‪،‬‬
‫ت ‪ 1138‬هـ‪ ،‬الطبعة األولى‪ 1406 ،‬هـ‪ ،‬اعت نى به ورقمه عبد الفت اح أبو غ دة‪،‬‬
‫الطبعة الثانية‪ 1406 ،‬هـ‪ ،‬دار البشائر اإلسالمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪.‬‬
‫‪ - 84‬سنن النسائي‪ ،‬لإلمام أحمد بن شعيب النسائي‪ ،‬الطبعة األولى عام ‪1420‬هـ‪ ،‬دار‬
‫السالم للنشر والتوزيع الرياض المملكة العربية السعودية‪.‬‬
‫‪ - 85‬سيرة ابن هش ام‪ ،‬ألبي محمد بن عبد الملك بن هش ام‪ ،‬تحقيق محمد مح يي ال دين‬
‫عبد الحميد‪ ،‬نشر رئاسة إدارات البحوث العلمية واإلفتاء‪.‬‬
‫‪ - 86‬ش رح الزرق اني على الموط أ‪ ،‬محمد بن عبد الباقي بن يوس ف‪ ،‬الزرق انى‪،‬‬
‫ت ‪ 1122‬هـ‪ ،‬الطبعة األولى‪ 1411 ،‬هـ‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪.‬‬
‫‪ - 87‬شرح السنة‪ ،‬لإلمام أبي محمد الحسن بن علي بن خلف البربه اري‪ ،‬ت ‪ 329‬هـ‪،‬‬
‫تحقيق أبي ياسر خالد بن قاسم الردادي‪ ،‬الطبعة األولى ‪ 1414‬هـ‪ ،‬مكتبة الغرباء‬
‫األثرية‪ ،‬المدينة النبوية‪ ،‬المملكة العربية السعودية ‪.‬‬
‫‪ - 88‬شرح السندي على سنن ابن ماجه‪ ،‬المطب وع مع س نن ابن ماج ه‪ ،‬الطبعة األولى‪،‬‬
‫‪1416‬هـ‪ ،‬دار المعرفة‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪.‬‬
‫‪ - 89‬الش رح الكب ير‪ ،‬ألبي الف رج عبد ال رحمن بن محمد بن أحمد بن قدامة المقدسي‬
‫‪682‬هـ‪ ،‬المطبوع مع اإلنصاف والمقنع‪ ،‬تحقيق الدكتور عبد اهلل بن عبد المحسن‬
‫التركي‪ ،‬دار هجر للطباعة والنشر‪.‬‬
‫‪ - 90‬الش رح الممتع‪ ،‬البن ع ثيمين‪ ،‬الطبعة الثالث ة‪1415 ،‬هـ‪ ،‬مؤسسة آس ام للنش ر‪،‬‬
‫المملكة العربية السعودية‪.‬‬
‫‪ - 91‬شرح النووي على صحيح مسلم‪ ،‬ليحيى بن شرف الدين النووي‪ ،‬مراجعة خليل‬
‫الميس‪ ،‬دار القلم‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪.‬‬
‫‪ - 92‬شعب اإليمان‪ ،‬لإلمام أبي بكر أحمد بن الحسين ال بيهقي‪ ،‬ت ‪ 458‬هـ‪ ،‬تحقيق أبي‬
‫هاجر محمد الس عيد بس يوني زغل ول‪ ،‬الطبعة األولى‪ 1410 ،‬هـ‪ ،‬دار الكتب‬
‫العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪.‬‬
‫‪ - 93‬الش كر‪ ،‬لأبي بكر عبد اهلل بن محمد بن عبيد بن أبي ال دنيا القرشي البغ دادي (ت‬
‫‪281‬هـ)‪ ،‬تحقي ق ب در الب در‪ ،‬المكتب اإلس المي – الك ويت‪ ،‬الطبعة الثالثة ‪،‬‬
‫‪.1980 – 1400‬‬
‫‪ - 94‬الش مائل المحمدية‪ ،‬لمحمد بن عيسى بن َس ْورة بن موسى بن الض حاك‬
‫(ت ‪279‬هـ)‪ ،‬تحقي ق س يد عب اس الجليمي‪ ،‬مؤسسة الكتب الثقافية – ب يروت‪،‬‬
‫الطبعة األولى ‪1412 ،‬هـ‪.‬‬
‫‪ - 95‬الص حاح ت اج اللغة وص حاح العربية‪ ،‬إس ماعيل بن حم اد الج وهري‪ ،‬تحقي ق‪:‬‬
‫أحمد عبد الغفور عطار‪ ،‬طبعة دار العلم للماليين‪ ،‬الطبعة الرابعة‪1990 ،‬م‪.‬‬
‫‪ - 96‬ص حيح ابن حب ان ب ترتيب ابن بلب ان‪ ،‬لإلم ام أبي ح اتم محم دبن أحم دبن حب ان‬
‫البستي‪،‬ت‪ 354‬هـ‪ ،‬رتبه األمير عالء الدين علي بن س ليمان بن بلب ان الفارس ي‪،‬‬
‫ة‪،‬‬ ‫اؤوط‪ ،‬الطبعة الثاني‬ ‫عيب األرن‬ ‫ت ‪ 739‬هـ‪ ،‬تحقيق ش‬
‫‪ 1414‬هـ‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪.‬‬
‫‪ - 97‬ص حيح ابن خزيم ة‪ ،‬لإلم ام أبي بكر محمد بن إس حق بن خزيمة الس لمي‬
‫النيس ابوري‪،‬ت ‪ 311‬هـ‪،‬تحقيق محمد مص طفى األعظمى‪،‬طبعة ‪ 1390‬هـ‪،‬‬
‫المكتب اإلسالمي‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪.‬‬
‫‪ - 98‬ص حيح ابن ماجه‪ ،‬للعالمة محمد ناصر ال دين األلب اني‪ ،‬مكتبة المع ارف للنشر‬
‫والتوزيع‪ .‬الرياض‪ ،‬المملكة العربية السعودية‪.‬‬
‫‪ - 99‬صحيح األدب المفرد لإلم ام البخ اري‪ ،‬بقلم محمد ناصر ال دين األلب اني‪ ،‬الطبعة‬
‫الثانية ‪1415‬هـ‪ ،‬دار الصديق‪ ،‬الجبيل‪ ،‬المملكة العربية السعودية ‪.‬‬
‫صحيح البخاري‪ ،‬ألبي عبد اهلل محمد بن إسماعيل البخاري‪ ،‬ت ‪ 256‬هـ‪،‬‬ ‫‪- 100‬‬
‫طبعة ‪ 1414‬هـ‪ ،‬دار الفك ر‪ ،‬ب يروت‪ ،‬لبن ان‪ .‬وطبعة ‪ 1315‬هـ‪ ،‬المكتبة‬
‫اإلس المية‪ ،‬إس تانبول‪ ،‬تركي ا‪ ،‬والنس خة المطبوعة مع فتح الب اري‪ ،‬ت رقيم محمد‬
‫ف ؤاد عبد الب اقي‪ ،‬وإ ش راف محب ال دين الخطيب‪ ،‬ب دون ت اريخ‪ ،‬مكتبة الري اض‪،‬‬
‫المملكة العربية السعودية‪.‬‬
‫صحيح الترغيب والترهيب‪ ،‬للعالمة محمد ناصر ال دين األلب اني‪ ،‬الطبعة‬ ‫‪- 101‬‬
‫األولى‪ 1412 ،‬هـ‪ ،‬المكتب اإلسالمي‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪.‬‬
‫ص حيح الج امع الص غير‪ ،‬للعالمة محمد ناصر ال دين األلب اني ‪ ،‬الطبعة‬ ‫‪- 102‬‬
‫األولى ‪1388‬هـ‪ ،‬المكتب اإلسالمي‪.‬‬
‫ص حيح س نن ابن ماجه باختص ار الس ند‪ ،‬لمحمد ناصر ال دين األلب اني‪،‬‬ ‫‪- 103‬‬
‫الطبعة األولى‪ 1407 ،‬هـ‪ ،‬المكتب اإلسالمي‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪.‬‬
‫‪ - 104‬صحيح سنن أبي داود‪ ،‬للعالمة محمد ناصر ال دين األلب اني‪ ،‬مكتبة المع ارف للنشر‬
‫والتوزيع‪ .‬الرياض‪ ،‬المملكة العربية السعودية‪.‬‬
‫‪ - 105‬صحيح سنن الترم ذي‪ ،‬للعالمة محمد ناصر ال دين األلب اني‪ ،‬مكتبة المع ارف للنشر‬
‫والتوزيع‪ .‬الرياض‪ ،‬المملكة العربية السعودية‪.‬‬
‫‪ - 106‬صحيح س نن النس ائي‪ ،‬للعالمة محمد ناصر ال دين األلب اني‪ ،‬مكتبة المع ارف للنشر‬
‫والتوزيع‪ .‬الرياض‪ ،‬المملكة العربية السعودية‪.‬‬
‫‪ - 107‬صحيح مسلم‪ ،‬ألبي الحسين مسلم بن الحجاج القشيري االنيسابوري‪ ،‬ت ‪261‬‬
‫هـ‪ ،‬تحقيق محمد ف ؤاد عبد الب اقي‪ ،‬ب دون ت اريخ‪ ،‬دار إحي اء ال تراث الع ربي‪،‬‬
‫بيروت‪ ،‬لبنان‪.‬‬
‫‪ - 108‬صحيح موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان‪ ،‬لمحمد ناصر ال دين األلب اني‪ ،‬دار‬
‫الصميعي‪ ،‬الرياض‪ ،‬الطبعة األولى‪1422 ،‬هـ‪2002 -‬م‪.‬‬
‫‪ - 109‬الصداقة والصديق‪.‬‬
‫‪ - 110‬الص مت وآداب اللس ان‪ ،‬أبو بكر عبد اهلل بن محمد بن عبيد ابن أبي ال دنيا‬
‫القرشي البغدادي (‪281‬هـ)‪ ،‬تحقي ق أبي إسحاق الحويني‪ ،‬دار الكت اب العربي‬
‫– بيروت‪ ،‬الطبعة األولى ‪1410 ،‬هـ‪.‬‬
‫‪ - 111‬ضعيف الجامع الصغير‪ ،‬للعالمة األلباني ناصر الدين‪ ،‬الطبعة األولى ‪1388‬هـ‪،‬‬
‫المكتب‬
‫‪ - 112‬ض عيف س نن ابن ماجه‪ ،‬للعالمة محمد ناصر ال دين األلب اني‪ ،‬المكتب‬
‫اإلسالمي‪ ،‬ط‪1408 ،1‬هـ‪1988 -‬م‪.‬‬
‫‪ - 113‬ضعيف سنن أبي داود‪ ،‬للعالمة محمد ناصر الدين األلباني‪ ،‬نشر مكتب التربية‬
‫الع ربي ل دول الخليج‪ ،‬الري اض‪ -‬والمكتب اإلس المي‪ ،‬ب يروت – لبن ان‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫‪1412‬هـ ‪1991 -‬م‪.‬‬
‫‪ - 114‬ض عيف س نن الترم ذي‪ ،‬للعالمة محمد ناصر ال دين األلب اني‪ ،‬أش رف على‬
‫طباعته زه ير الش اويش‪،‬المكتب اإلس المي‪،‬ب يروت – لبن ان‪ ،‬ط‪1411 ،1‬هـ‪-‬‬
‫‪1991‬م‪ ،‬نشر مكتب التربية العربي لدول الخليج‪ ،‬الرياض‪.‬‬
‫‪ - 115‬ض عيف س نن النس ائي‪ ،‬لمحمد ناصر ال دين األلب اني‪ ،‬المكتب اإلس المي‪،‬‬
‫بيروت‪،‬الطبعة ‪ :‬األولى ‪1410 ،‬هـ ‪1990 -‬م‪.‬‬
‫‪ - 116‬غريب الحديث‪ ،‬لأبي الف رج عب دالرحمن بن علي بن محمد بن علي بن عبيداهلل‬
‫بن حم ادي بن أحمد بن جعفر‪ ،‬تحقيق د‪.‬عب دالمعطي أمين قلعجي‪ ،‬دار الكتب‬
‫العلمية ‪ -‬بيروت‪ ،‬الطبعة األولى‪1985 ،‬م‪.‬‬
‫‪ - 117‬فتح الباري بشرح صحيح البخاري‪ ،‬للحافظ أحمد بن علي بن حجر العس قالني‬
‫‪852‬هـ‪ ،‬أش رف على مقابلة نس خه المطبوعة والمخطوطة عبد العزيز بن عبد‬
‫اهلل بن باز‪ ،‬نشر مكتبة الرياض الحديثة‪.‬‬
‫‪ - 118‬الطبقات الكبرى‪ ،‬لمحمد بن سعد‪ ،‬ت ‪ 230‬هـ‪ ،‬بدون تاريخ‪ ،‬تصوير بيروت‪،‬‬
‫دار صادر‪.‬‬
‫‪ - 119‬الطفل في الشريعة اإلسالمية‪ ،‬د‪ .‬محمد بن أحمد الصالح‪.‬‬
‫‪ - 120‬العبودية‪ ،‬لشيخ اإلسالم ابن تيمية‪ ،‬تقديم وتحقيق الشيخ عبد الرحمن الباني –‬
‫المكتب اإلسالمي – ط ثانية – بيروت ‪ 1389‬هـ‪.‬‬
‫‪ - 121‬علل الح ديث‪ ،‬لابن أبي ح اتم أبي محمد َعبد ال رحمن بن محمد بن إدريس بن‬
‫مهران الرازي‪( ،‬ت ‪327‬هـ)‪ ،‬تحقيق الدكتور سعد بن عبد اهلل الحميد‪.‬‬
‫‪ - 122‬العلل الكبير الترمذي‪ ،‬شرح علل للترم ذي‪ ،‬لل دكتور ن ور ال دين ع تر‪ ،‬الطبعة‬
‫األولى‪1398 ،‬هـ‪ ،‬دار المالح للطباعة والنشر‪.‬‬
‫‪ - 123‬العلل المتناهية في األح اديث الواهية‪ ،‬لعبد ال رحمن بن علي بن الج وزي‪،‬‬
‫تحقيق خليل الميس عمدة القاري‪ ،‬دار الكتب العلمية – بيروت‪ ،‬الطبعة األولى ‪،‬‬
‫‪1403‬هـ‪.‬‬
‫‪ - 124‬عمدة القاري شرح ص حيح البخ اري‪ ،‬لب در ال دين أبي محمد محم ود بن أحمد‬
‫العيني‪ ،‬ت ‪ ،855‬بدون تاريخ‪ ،‬دار إحياء التراث العربي‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪.‬‬
‫‪ - 125‬عمل الي وم والليلة‪ ،‬للحافظ أبي بكر أحمد بن محمد ال دينوري المع روف ب ابن‬
‫الس ني‪ ،‬ت ‪ 265‬هـ‪ ،‬تحقيق بش ير محمد عي ون‪ ،‬الطبعة األولى‪ 1407 ،‬هـ‪،‬‬
‫مكتبة دار البيان‪ ،‬دمشق‪ ،‬سورية ‪.‬‬
‫‪ - 126‬العيال‪ ،‬لأبي بكر عبد اهلل بن محمد بن عبيد بن أبي الدنيا القرشي البغدادي (ت‬
‫‪281‬هـ]‪ ،‬تحقيق د نجم عبد الرحمن خلف‪ ،‬دار ابن القيم ‪ -‬السعودية – الدمام‪.‬‬
‫‪ - 127‬فت اوى اللجنة الدائمة للبح وث العلمية واإلفت اء‪ ،‬جمع أحمد بن عبد ال رزاق‬
‫ال دويش‪ ،‬الطبعة األولى‪1419 ،‬هـ‪ ،‬نشر إدارة البح وث العلمية واإلفت اء‪،‬‬
‫المملكة العربية السعودية‪.‬‬
‫‪ - 128‬فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية في علم التفس ير‪ ،‬لإلم ام محمد بن‬
‫علي بن محمد الش وكاني‪ ،‬ت ‪ 1250‬هـ‪ ،‬ب دون ت اريخ‪ ،‬دار المعرف ة‪ ،‬ب يروت‪،‬‬
‫لبنان‪.‬‬
‫‪ - 129‬الف روع‪ ،‬لمحمد بن مفلح المقدس ي‪ ،‬ت ‪763‬هـ‪ ،‬تحقيق ال دكتور عبد اهلل بن عبد المحسن‬
‫التركي‪ ،‬الطبعة األولى ‪1424‬هـ‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪.‬‬
‫‪ - 130‬فضل هللا الص مد في توض يح األدب المف رد لإلم ام أبي عبد اهلل محمد بن‬
‫إس ماعيل البخ اري‪ ،‬ت أليف فضل اهلل الجيالني‪ ،‬الطبعة الثالث ة‪1407 ،‬هـ‪ ،‬دار‬
‫الطبعة السلفية‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫‪ - 131‬فقه اللغة وس رُّ العربية‪ ،‬ألبي منص ور الثع البي‪ ،‬مص ر‪ ،‬المطبعة الرحماني ة‪،‬‬
‫‪1346‬هـ‪.‬‬
‫‪ - 132‬في ظالل الق رآن‪ ،‬س يد قطب‪ ،‬الطبعة التاس عة‪1400 ،‬هـ‪ ،‬دار الش روق‪،‬‬
‫بيروت‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫‪ - 133‬في ض الق دير شرح الجامع الص غير‪ ،‬للعالمة عبد ال رؤوف المن اوي‪ ،‬ت‬
‫‪ 1031‬هـ‪ ،‬بدون تاريخ‪ ،‬دار المعرفة‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪.‬‬
‫‪ - 134‬الق اموس الفقهي‪ :‬لغة واص طالحا ً‪ ،‬لس عدي أبو جيب‪ ،‬الطبعة األولى‪،‬‬
‫‪1402‬هـ‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬دمشق‪ ،‬سورية‪.‬‬
‫‪ - 135‬القاموس المحيط‪ ،‬للعالمة مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروزآبادي‪ ،‬ت ‪817‬‬
‫هـ الطبعة األولى‪ 1406 ،‬هـ‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪.‬‬
‫‪ - 136‬الك افي البن قدام ة‪ :‬عبد اهلل بن أحمد بن محم د‪ ،‬ت ‪620‬هـ تحقيق ال دكتور‬
‫عبداهلل بن عبد المحسن التركي‪ ،‬دار هجر‪.‬‬
‫‪ - 137‬الكامل في الت اريخ‪ ،‬البن األث ير‪ ،:‬علي بن أبي الك رم محمد بن محمد بن عبد‬
‫الكريم‪ ،‬ت ‪630‬هـ‪ ،‬الطبعة السادسة ‪1406‬هـ‪ ،‬دار الكتاب العربي‪.‬‬
‫‪ - 138‬الكامل في ض عفاء الرج ال‪ ،‬لعبداهلل بن ع دي بن عبداهلل بن محمد‪ ،‬أب و أحمد‬
‫الجرجاني‪ ،‬تحقيق‪ :‬يحيى مختار غزاوي‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬بيروت‪ ،‬الطبعة الثالثة‪،‬‬
‫‪1988 – 1409‬م‪.‬‬
‫‪ - 139‬الكب ائر‪ ،‬أبو عبد اهلل محمد بن أحمد ال ذهبي (ت ‪ 748‬هـ)‪ ،‬حققه وعلق عليه‬
‫أسامة صالح الدين منيمنة‪ ،‬مكتبة المعارف‪ ،‬الرياض‪ ،‬ط‪1410 ،1‬هـ‪.‬‬
‫‪ - 140‬كتاب السنة‪ ،‬للحافظ أبي بكر عمر بن أبي عاصم الض حاك بن مخلد الشيباني‪،‬‬
‫ت ‪ 287‬هـ‪ ،‬ومعه ظالل الجنة في تخ ريج الس نة لمحمد بن ناصر ال دين‬
‫األلباني‪ ،‬الطبعة األولى‪ 1400 ،‬هـ المكتب اإلسالمي‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪.‬‬
‫‪ - 141‬كشف األستار عن زوائد البزار‪ ،‬للهيثمي‪ ،‬تحقي ق‪ :‬ح بيب ال رحمن األعظمي‪،‬‬
‫مؤسسة الرسالة‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪1404 ،2‬هـ‪.‬‬
‫‪ - 142‬كشف الخف اء ومزيل اإللب اس عما اش تهر من األح اديث على ألس نة الن اس‪،‬‬
‫للعالمة إسماعيل بن محمد العجلوني‪ ،‬ت ‪ 1132‬هـ‪ ،‬بإشراف وتصحيح أحمد‬
‫القالش‪،‬الطبعة الثالثة‪ 1403،‬هـ‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان ‪.‬‬
‫‪ - 143‬الكلم الطيب من أذك ار الن بي ‪ ،‬لش يخ اإلس الم أحمد بن عبد الحليم بن عبد‬
‫الس الم بن تيمية الح راني‪ ،‬ت ‪ 827‬هـ‪ ،‬تحقيق عبد الق ادر األرن اؤوط‪ ،‬الطبعة‬
‫الثالثة‪ 1403 ،‬هـ‪ ،‬دار البيان‪ ،‬دمشق‪ ،‬سورية‪.‬‬
‫‪ - 144‬لسان العرب‪ ،‬البن منظور‪ :‬جمال الدين محمد بن مكرم ابن منظور اإلفريقي‬
‫المصري‪ ،‬الطبعة األولى‪1410 ،‬هـ‪ ،‬دار صادر‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪.‬‬
‫‪ - 145‬الض عفاء الكب ير‪ ،‬لأبي جعفر محمد بن عمر بن موسى العقيلي‪ ،‬تحقيق عبد‬
‫يروت‪ ،‬الطبعة األولى ‪،‬‬ ‫المعطي أمين قلعجي‪ ،‬دار المكتبة العلمية – ب‬
‫‪1404‬هـ ‪1984 -‬م‪.‬‬
‫‪ - 146‬مجمع الزوائد ومنب ع الفوائد‪ ،‬للحافظ ن ور ال دين على بن أبي بكر الهيثمي‪ ،‬ت‬
‫‪ 807‬هـ‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ 1402 ،‬هـ‪ ،‬دار الكتاب العربي‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪.‬‬
‫‪ - 147‬مجم وع الفت اوى لش يخ اإلس الم ابن تيمية‪ ،‬جمع وت رتيب عبد ال رحمن بن‬
‫القاسم‪ ،‬أشرف على طباعته المكتب السعودي بالمغرب‪.‬‬
‫‪ - 148‬مجم وع فت اوى ابن ب از‪ ،‬جمع عبد اهلل الطي ار‪ ،‬وأحمد الب از‪ ،‬الطبعة األولى‬
‫‪1416‬هـ‪ ،‬دار الوطن‪ ،‬الرياض‪ ،‬المملكة العربية السعودية‪.‬‬
‫‪ - 149‬محمد‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار العربية‪.‬‬
‫‪ - 150‬المحلى باآلث ار‪ ،‬لمحم د بن علي بن أحمد بن س عيد بن ح زم األندلسي‪ ،‬تحقيق‬
‫أحمد شاكر ‪ ،‬مكتبة دار التراث‪ ،‬القاهرة‪ ،‬بدون تاريخ‪.‬‬
‫‪ - 151‬محيط المحيط‪ ،‬المعلم بط رس البس تاني‪ ،‬طبعة جدي دة‪1987 ،‬م‪ ،‬مكتبة لبن ان‪،‬‬
‫بيروت‪.‬‬
‫‪ - 152‬المختارة للمقدسي (األح اديث المخت ارة)‪ ،‬أبو عبد اهلل محمد بن عبد الواحد بن‬
‫أحمد الحنبلي المقدسي ‪643‬هـ‪ ،‬تحقي ق عبد الملك بن عبد اهلل بن دهيش‪ ،‬مكتبة‬
‫النهضة الحديثة‪ ،‬مكة المكرمة‪ ،‬الطبعة األولى ‪1410 ،‬هـ‪.‬‬
‫‪ - 153‬مختصر الخ رقي المطب وع مع المغ ني‪ ،‬تحقيق عبد اهلل بن عبد المحسن‬
‫التركي‪ ،‬الطبعة األولى ‪1410‬هـ‪ ،‬دار هجر للطباعة والنشر‪.‬‬
‫م داراة الن اس‪ ،‬ألبي بكر بن أبي ال دنيا‪ ،‬تحقيق محمد خ ير رمض ان يوسف ‪ ،‬دار ابن‬
‫حزم‪ ،‬بيروت‪.‬‬
‫‪ - 154‬المس تدرك على الص حيحين‪ ،‬ألبي عبد اهلل محمد بن عبد اهلل الح اكم‪ ،‬دار‬
‫المعرفة‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪.‬‬
‫‪ - 155‬مس ند أبي داود الطيالسي‪ ،‬ألبي داود س ليمان بن داود الطيالسي (‪ 204‬هـ)‪،‬‬
‫تحقي ق‪ :‬د‪ .‬محمد بن عبد المحسن ال تركي‪ ،‬طبع دار هجر بالق اهرة‪ ،‬الطبعة‬
‫األولى ‪ 1419‬هـ‪.‬‬
‫‪ - 156‬مسند أبي يعلى الموصلي‪ ،‬لإلم ام الحافظ أحمد بن علي بن المث ني التميمي‪ ،‬ت‬
‫‪ 307‬هـ‪ ،‬تحقيق حس ين س ليم أس د‪ ،‬الطبعة األولى‪1412 ،‬هـ ‪ ،‬دار الثقافة‬
‫العربية‪ ،‬دمشق‪ ،‬بيروت ‪.‬‬
‫‪ - 157‬مس ند إس حاق بن راهويه‪ ،‬إس حاق بن إب راهيم بن مخلد بن راهويه الحنظلي‪،‬‬
‫تحقيق ‪ :‬د‪ .‬عبد الغف ور بن عبد الحق البلوشي ‪ ،‬مكتبة اإليم ان‪ ،‬المدينة‬
‫المنورة‪ ،‬الطبعة األولى‪1412 ،‬هـ ‪1991 -‬م‪.‬‬
‫‪ - 158‬مس ند اإلم ام أحمد بن حنبل الش يباني‪ ،‬النس خة المحقق ة‪ ،‬تحقيق مجموعة من‬
‫أهل العلم أش رف على التحقيق ال دكتور عبد اهلل بن عبد المحسن ال تركي‪،‬‬
‫مؤسسة الرسالة‪ ،‬بيروت‪ -‬لبنان‪.‬‬
‫‪ - 159‬مسند البزار (البحر الزخ ار)‪ ،‬أبو بكر أحمد بن عم رو بن عبد الخ الق ال بزار‬
‫(ت‪292‬هـ)‪ ،‬تحقيق د‪ .‬محفوظ الرحمن زين اهلل‪ ،‬مؤسسة علوم القرآن‪ /‬مكتبة‬
‫العلوم والحكم‪ ،‬بيروت‪ /‬المدينة النبوية‪1409 ،‬هـ‪.‬‬
‫‪ - 160‬مس ند الحمي دي‪ ،‬عبداهلل بن الزب ير أبو بكر الحمي دي‪ ،‬تحقيق ح بيب ال رحمن‬
‫األعظمي‪ ،‬دار الكتب العلمية ‪ ,‬مكتبة المتنبي ‪ -‬بيروت ‪ ,‬القاهرة‪.‬‬
‫‪ - 161‬مسند الشاميين‪ ،‬سليمان بن أحمد بن أيوب أبو القاسم الطبراني‪ ،‬تحقيق حمدي‬
‫بن عبد المجيد السلفي‪ ،‬مؤسسة الرسالة – بيروت‪ ،‬الطبعة األولى ‪– 1405 ،‬‬
‫‪1984‬م‪.‬‬
‫‪ - 162‬مسند الشهاب‪ ،‬محمد بن سالمة بن جعفر أبو عبد اهلل القضاعي‪ ،‬تحقيق حمدي‬
‫بن عبد المجيد السلفيمس ند الطيالس ي‪ ،‬مؤسسة الرس الة – ب يروت‪ ،‬الطبعة‬
‫الثانية ‪1986 – 1407 ،‬م‪.‬‬
‫‪ - 163‬مسند الفردوس (الفردوس بمأثور الخطاب)‪ ،‬أبو ش جاع ش يرويه بن ش هرداد‬
‫بن شيرويه الديلمي‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪1406 ،‬هـ‪1986 -‬م‪.‬‬
‫‪ - 164‬مسند عبد بن حميد (المنتخب من مس ند عبد بن حمي د) لعبد بن حميد بن نصر‬
‫أبي محمد الكشي‪ ،‬تحقيق ‪ :‬صبحي البدري السامرائي ‪ ,‬ومحمود محمد خليل‬
‫الصعيدي‪ ،‬مكتبة السنة – القاهرة‪ ،‬الطبعة األولى ‪1408 ،‬هـ – ‪1988‬م‪.‬‬
‫‪ - 165‬مش كاة المص ابيح‪ ،‬لمحمد عبد اهلل الخطيب الت بريزي‪ ،‬تحقيق محمد ناصر‬
‫الدين األلباني‪ ،‬الطبعة الثالثة ‪1405‬هـ‪ ،‬المكتب اإلسالمي‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪.‬‬
‫‪ - 166‬مصباح الزجاجة في زوائد ابن ماجه‪ ،‬لش هاب الدين البوص يري(ت ‪840‬هـ)‪،‬‬
‫ط‪ ،1‬بيروت‪ ،‬دار الجنان‪1406 ،‬هـ‪.‬‬
‫‪ - 167‬المصباح المنير في غريب الشرح الكب ير لل رافعي ‪،‬للعالمة أحمد بن محمد بن‬
‫علي المقرئ الفيومي‪ ،‬بدون تاريخ‪ ،‬المكتبة العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان ‪.‬‬
‫‪ - 168‬مصنف عبد الرزاق بن هم ام الص نعاني‪ ،‬تحقي ق‪ :‬ح بيب ال رحمن األعظمي‪،‬‬
‫الطبعة الثانية ‪ 1403‬هـ ‪ ،‬المكتب اإلسالمي‪ ،‬بيروت‪.‬‬
‫‪ - 169‬المص نف في األح اديث واآلث ار‪ ،‬لأبي بكر عبد اهلل بن محمد بن أبي ش يبة‬
‫الكوفي‪ ،‬تحقيق كمال يوسف الحوت‪ ،‬مكتبة الرشد – الرياض‪ ،‬الطبعة األولى‬
‫‪1409 ،‬م‪.‬‬
‫‪ - 170‬المعجم األوسط‪ ،‬للطبراني‪ ،‬المجموع في مجمع البحرين في زوائد المعجمين‪،‬‬
‫مكتبة الرشد‪ ،‬الرياض‪.‬‬
‫‪ - 171‬المعجم الكب ير‪ ،‬ألبي القاسم س ليمان بن أحمد الط براني ت ‪360‬هـ‪ ،‬تحقيق‬
‫حم دي عبدالمجيد الس لفي‪ ،‬الجمهورية العراقي ة‪،‬وزارة األوق اف والش ؤون‬
‫الدينية‪ ،‬إحياء التراث‪.‬‬
‫‪ - 172‬المعجم الوس يط‪ ،‬مجمع اللغة العربي ة‪ ،‬الطبعة الثاني ة‪ ،‬المكتبة اإلس المية‪،‬‬
‫إستانبول‪ ،‬تركيا‪.‬‬
‫‪ - 173‬معجم ش يوخ ابن األع رابي‪ ،‬ألحمد بن محمد بن زي اد‪( ،‬ت ‪340‬هـ)‪ ،‬تحقيق‬
‫محمود نصار‪ ،‬والسيد يوسف أحمد‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪1998 ،‬م‪.‬‬
‫‪ - 174‬معجم لغة الفقه اء‪ ،‬لألس تاذ ال دكتور‪ ،‬محم د رواس الطبع ة األولى ‪1416‬هـ‪،‬‬
‫دار النفائس‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪.‬‬
‫‪ - 175‬معجم مق اييس اللغة‪ ،‬تحقيق وض بط عبدالس الم ه ارون‪ ،‬الطبعة األولى‪،‬‬
‫القاهرة‪ ،‬دار إحياء الكتاب العربية‪1368 ،‬هـ‪.‬‬
‫‪ - 176‬معرفة الصحابة‪ ،‬لأبي نعيم أحمد بن عبد اهلل بن أحمد بن إس حاق بن موسى بن‬
‫مهران األصبهاني (ت ‪430‬هـ)‪ ،‬تحقيق عادل بن يوسف العزازي‪ ،‬دار الوطن‬
‫للنشر – الرياض‪ ،‬الطبعة األولى ‪ 1419‬هـ ‪ 1998 -‬م‪.‬‬
‫‪ - 177‬المغ ني‪ ،‬لعبد اهلل أحمد بن محمد بن قدامة ت ‪ ،620‬تحقيق ال دكتور عبد اهلل‬
‫بن عبدالمحسن التركي‪ ،‬هجر للطباعة‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫‪ - 178‬مقدمة ابن خلدون‪ ،‬عبد الرحمن بن محمد بن خلدون الحضرمي‪ ،‬المقدمة‪ ،‬دار‬
‫القلم‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪1984 ،5‬م‪.‬‬
‫‪ - 179‬المنتقى من أخب ار المص طفى ‪ ،‬لمجد ال دين أبي البرك ات عبد الس الم ابن‬
‫تيمي ة‪ ،‬تص حيح محمد حامد الفقي‪1402 ،‬هـ‪ ،‬الرئاسة العامة إلدارات البح وث‬
‫العلمية‪ ،‬الرياض‪ ،‬المملكة العربية السعودية‪.‬‬
‫‪ - 180‬منظومة البيحاني في تربية البنين‪،‬‬
‫‪ - 181‬المنه اج النب وي في دع وة الش باب‪ ،‬لس ليمان بن قاسم العي د‪ ،‬دار العاص مة‪،‬‬
‫الطبعة األولى‪ ،‬المملكة العربية السعودية‪ ،‬الرياض‪1415 ،‬هـ‪.‬‬
‫‪ - 182‬الموس وعة الفقهية الكويتية‪ ،‬الطبعة األولى ‪1414‬هـ‪ ،‬مط ابع دار ص فوة للنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬توزيع وزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية بالكويت‪.‬‬
‫‪ - 183‬موضح أوهام الجمع والتفريق‪،‬‬
‫‪ - 184‬موط أ اإلم ام مالك‪ ،‬لإلم ام مالك بن أنس‪ ،‬ت ‪ 179‬هـ‪ ،‬تحقيق محمد ف ؤاد عبد‬
‫الباقي‪ ،‬بدون تاريخ‪ ،‬دار إحياء الكتب العربية‪ ،‬عيسى البابي الحلبي وأوالده‪.‬‬
‫‪ - 185‬ندوة الجامع الكبير بالرياض بتاريخ ‪15/5/1431‬هـ‪،‬‬
‫‪ - 186‬النعوت األسماء والصفات‪ ،‬لأحمد بن ش عيب النس ائي‪ ،‬تحقيق د‪.‬عبد العزيز بن‬
‫إبراهيم الشهوان‪ ،‬مكتبة العبيكان – الرياض‪ ،‬الطبعة األولى ‪1998 ،‬م‪.‬‬
‫‪ - 187‬النهاية في غ ريب الح ديث واألثر‪ ،‬البن األث ير‪ :‬أبي الس عادات المب ارك بن‬
‫محم د‪ ،‬ت ‪606‬هـ‪ ،‬تحقيق محم ود محمد الطن احي وط اهر أحمد ال زاوي‪،‬‬
‫المكتبة العلمية‪ ،‬بيروت‪.‬‬
‫‪ - 188‬ن وادر األص ول في معرفة أح اديث الرس ول‪ ،‬ألبي عبد اهلل محمد الحكيم‬
‫الترمذي‪ ،‬دار صادر‪ ،‬بيروت‪.‬‬
‫‪ - 189‬نيل األوط ار‪ ،‬للش وكاني‪ ،‬تحقيق أحمد محمد الس يد ومحم ود إب راهيم ب ّزال‪،‬‬
‫الطبعة األولى ‪1419‬هـ‪ ،‬دار الكلم الطيب‪ ،‬دمشق‪ ،‬بيروت‪.‬‬
‫‪ - 190‬ال ورع‪ ،‬لعبد اهلل بن محمد أبي بكر القرشي البغ دادي‪ ،‬تحقيق ‪ :‬أبي عبد اهلل‬
‫محمد بن حمد الحم ود‪ ،‬ال دار الس لفية – الك ويت‪ ،‬الطبعة األولى ‪– 1408 ،‬‬
‫‪1988‬م‪.‬‬
‫‪-7‬فهرس الموضوعات‬
‫المقدمة ‪3........................................................................‬‬
‫المبحث األول‪ :‬أهمية تربية األوالد في اإلسالم ‪6....................................‬‬
‫أوالً‪ :‬حرص األنبياء والمرسلين على تربية أهليهم وأوالدهم‪6..................... :‬‬
‫‪ -1‬نوح عليه وعلى نبينا أفضل الصالة والسالم‪6.............................:‬‬
‫نبينا أفضل الصالة والسالم‪8.........................:‬‬ ‫‪ -2‬إبراهيم عليه وعلى ّ‬
‫نبينا أفضل الصالة والسالم‪15................:‬‬
‫‪ -3‬إسماعيل بن إبراهيم عليهما وعلى ّ‬
‫‪ -4‬يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم وعلى نبينا أفضل الصالة والسالم‪16.......:‬‬
‫نبينا أفضل الصالة والسالم‪17.......................... :‬‬ ‫‪ -5‬زكريا عليه وعلى ّ‬
‫‪ -6‬محمد خاتم األنبياء والمرسلين ×‪19.....................................:‬‬
‫ثانياً‪ :‬حرص الصالحين الصادقين على صالح الذرية‪22........................... :‬‬
‫‪ -1‬حرص امرأة عمران‪22................................................. :‬‬
‫‪ -2‬حرص لقمان الحكيم‪24.................................................. :‬‬
‫‪ -3‬حرص عباد الرحمن‪27................................................. :‬‬
‫‪ -4‬حرص المؤمنين على صالح ذريتهم ‪30...................................‬‬
‫ثالثاً‪ :‬أصول يجب العلم بها في التربية وغيرها‪32................................:‬‬
‫‪ – 1‬اإليمان أن هداية التوفيق والتسديد والتثبيت بيد اهلل تعالى‪32...............،‬‬
‫‪ – 2‬اإليمان بأن اهلل تعالى َعِل َم هداية المهتدين‪33.............................. ،‬‬
‫ٍ‬
‫لحكمة‪34.................‬‬ ‫‪ – 3‬اإليمان بأن ذلك التفاوت‪ :‬من الشقاوة والسعادة‪،‬‬
‫‪ – 4‬اإليمان بأن اهلل قادر على أن يجعل الناس كلهم مؤمنين؛‪35.................‬‬
‫‪ – 5‬التبري من الحول والقوة «ال حول وال قوة إال باهلل»‪35....................‬‬
‫‪ – 6‬اإليمان بأن اهلل تعالى يجيب الدعوات‪36..................................‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬أهمية اختيار الزوجة الصالحة في تربية األوالد‪37..................‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬العقيقة واختيار االسم الحسن ح ٌّ‬
‫ق لألوالد على اآلباء‪55.............‬‬
‫أوالً‪ :‬مفهوم( العقيقة‪ :‬لغة واصطالحاً‪55.......................................... :‬‬
‫والعقيقة شرعاً‪55............................................................... :‬‬
‫ثانياً‪ :‬حكم العقيقة عن المولود‪ :‬الذكر واألنثى‪55................................. :‬‬
‫الحديث األول‪56............................................................ :‬‬
‫الحديث الثاني‪57............................................................ :‬‬
‫الحديث الثالث‪59............................................................ :‬‬
‫الحديث الرابع‪60............................................................ :‬‬
‫ثالثاً‪ :‬وقت العقيقة‪64........................................................... :‬‬
‫رابعاً‪ :‬مقدار ما يذبح في العقيقة‪65.............................................. :‬‬
‫الحديث األول‪65............................................................ :‬‬
‫الحديث الثاني‪66............................................................ :‬‬
‫الحديث الثالث‪66............................................................ :‬‬
‫الحديث الرابع‪67............................................................ :‬‬
‫الحديث الخامس‪67.......................................................... :‬‬
‫سن الضحايا والهدايا‪69.......................:‬‬ ‫السن المجزئ في العقيقة ّ‬‫ُّ‬ ‫خامساً‪:‬‬
‫سادساً‪ :‬تسمية المولود في اليوم السابع من والدته‪71............................ :‬‬
‫سابعاً‪ :‬تحسين اسم المولود‪،‬واختيار االسم الذي ال محذور فيه‪72....................‬‬
‫النوع األول‪ُّ :‬‬
‫أحب األسماء إلى اهلل تعالى ‪72...................................‬‬
‫ابتداء‪72................................... ،‬‬
‫ً‬ ‫سماها النبي ‪‬‬
‫النوع الثاني‪ :‬أسماء َّ‬
‫‪ -1‬إبراهيم ‪72..........................................................‬‬
‫‪ -2‬عبد اهلل ‪73...........................................................‬‬
‫‪ -3‬كنى بأم عبد اهلل ‪73...................................................‬‬
‫‪ -4‬يوسف ‪73...........................................................‬‬
‫النوع الثالث‪ :‬أسماء غيَّرها النبي ‪73........................................:‬‬
‫‪ -1‬برة سماها‪ :‬زينب ‪73................................................‬‬
‫‪ -2‬برة سماها‪ :‬جويرية ‪74...............................................‬‬
‫‪ -3‬عاصية سماها‪ :‬جميلة ‪74............................................‬‬
‫‪ -4‬أبو الحكم كناه النبي ‪ ‬بأبي شريح ‪74..................................‬‬
‫‪ -5‬أصرم إلى زرعة ‪74..................................................‬‬
‫‪ -6‬حزن إلى سهل ‪75...................................................‬‬
‫‪ -7‬فالن إلى المنذر ‪75...................................................‬‬
‫ومعاني األسماء المذكورة آنفاً‪76............................................. :‬‬
‫‪ -1‬أصرم ‪76...........................................................‬‬
‫‪ -2‬زرعة ‪76...........................................................‬‬
‫‪ -3‬حزن ‪76............................................................‬‬
‫‪ -4‬عتلة ‪76..............................................................‬‬
‫‪ -5‬عزيز ‪76............................................................‬‬
‫‪ -6‬شهاب ‪76...........................................................‬‬
‫‪ -7‬غراب ‪76...........................................................‬‬
‫‪ -8‬عفرة ‪76............................................................‬‬
‫‪ -9‬بني الزنية ‪77........................................................‬‬
‫‪ -10‬الخباب ‪77.........................................................‬‬
‫‪ -11‬حرب ‪77..........................................................‬‬
‫شرة ‪77............................................................‬‬ ‫‪ّ -12‬‬
‫النوع الرابع‪ :‬أسماء نهى عنها النبي ‪77.....................................:‬‬
‫مجموع األسماء التي جاء النهي عنها ‪78......................................‬‬
‫‪ -1‬يسار ‪78.............................................................‬‬
‫‪ -2‬رباح ‪78............................................................‬‬
‫‪ -3‬نجيح ‪78............................................................‬‬
‫‪ -4‬أفلح ‪78.............................................................‬‬
‫‪ -5‬يعلى ‪78.............................................................‬‬
‫‪ -6‬بركة ‪78.............................................................‬‬
‫‪ -7‬نافع ‪78.............................................................‬‬
‫النوع الخامس‪ :‬أسماء محرمة ال يجوز التسمية بها‪79.........................:‬‬
‫النوع السادس‪ :‬الناس يدعون يوم القيامة بأسماء آبائهم‪80...................... .‬‬
‫ثامناً‪ :‬حلق رأس المولود الذكر‪80............................................... :‬‬
‫فضة‪82.............................. :‬‬
‫تاسعاً‪ :‬الصدقة بعد حالقة رأسه بزنة شعره ّ‬
‫فيطلى به إن تيسر بعد الحلق‪83.....................:‬‬ ‫‪:‬يلطَّخ رأسه بزعفران ُ‬
‫عاشراً ُ‬
‫الحادي عشر‪ :‬تحنيك المولود سواء كان ذكراً أو أنثى‪85.........................:‬‬
‫الحديث األول‪85............................................................. :‬‬
‫الحديث الثاني‪85............................................................ :‬‬
‫الحديث الثالث‪85............................................................ :‬‬
‫الثاني عشر‪:‬األذان في إذن المولود‪:‬سواء كان ذكراً أو أنثى‪86....................:‬‬
‫ويسمى‪87.................... :‬‬
‫َّ‬ ‫ق عن السقط ألكثر من أربعة أشهر‪،‬‬ ‫عشر‪:‬ي َع ُّ‬
‫ُ‬ ‫الثالث‬
‫المبحث الرابع‪ :‬أهمية اإلنفاق على األسرة من الحالل ‪89............................‬‬
‫المبحث الخامس‪ :‬مداعبة األوالد ‪93...............................................‬‬
‫المبحث السادس‪ :‬الرعاية الصحية ‪98..............................................‬‬
‫أثبت الطب الحديث فوائد الختان‪100............................................. :‬‬
‫‪ -1‬عدم تراكم المفرزات التي تؤدي إلى االلتهاب‪100.........................‬‬
‫‪ -2‬عدم تراكم آثار البول ‪100................................................‬‬
‫‪ -3‬عدم تراكم آثار المفرزات المنوية ‪100.....................................‬‬
‫‪ -4‬يعري الحشفة فيزيد من حساسية القضيب أثناء الجماع‪100.................‬‬
‫المبحث السابع‪ :‬الرضاعة ‪104....................................................‬‬
‫المبحث الثامن‪ :‬الحضانة ‪111.....................................................‬‬
‫أوالً‪ :‬تعريف الحضانة لغة وشرعاً‪111..........................................:‬‬
‫الحضانة في اللغة ‪111........................................................‬‬
‫والحضانة في االصطالح‪111............................................... :‬‬
‫ثانياً‪ :‬عناية الشريعة اإلسالمية بالحضانة‪111.................................... :‬‬
‫ثالثاً‪ :‬أهمية الحضانة‪112....................................................... :‬‬
‫رابعاً‪ :‬أقسام الوالية‪113........................................................ :‬‬
‫الوالية تنقسم إلى ثالثة أقسام‪113............................................... :‬‬
‫الوالية األولى‪113........................................................ :‬‬
‫والوالية الثانية‪113........................................................ :‬‬
‫الوالية الثالثة‪113......................................................... :‬‬
‫خامساً‪ :‬أنواع الوالية‪114....................................................... :‬‬
‫سادساً‪ :‬شروط الحضانة‪114.................................................... :‬‬
‫‪ -1‬أال تكون األم مزوجة بأجنبي ‪114.........................................‬‬
‫‪ -2‬أن تكون أمية ‪114........................................................‬‬
‫‪ -3‬العدالة إذا كانت الحضانة لغير األبوين ‪114................................‬‬
‫‪ -4‬القدرة على التربية ‪114...................................................‬‬
‫‪ -5‬أن تكون ذات رحم ‪114..................................................‬‬
‫‪ -6‬يشترط في الحاضنة أال تكون مرشدة ‪115.................................‬‬
‫الشروط الواجب توافرها في الرجل الذي له حق الحضانة ‪115....................‬‬
‫‪ -1‬الحرية‪-2-‬العقل‪-3-‬البلوغ‪-4-‬القدرة على تربية الطفل ‪115.............‬‬
‫‪ -5‬األمانة‪ -6-‬أن يكون ذا رحم –‪-7‬أن يكون عصبة للطفل ‪115............‬‬
‫سابعاً‪ :‬أدلة ثبوت الحضانة‪115................................................. :‬‬
‫من الكتاب‪115.............................................................. :‬‬
‫ومن السنة‪115.............................................................. :‬‬
‫أما اإلجماع‪117............................................................. :‬‬
‫المبحث التاسع‪ :‬النفقة على األوالد ‪119............................................‬‬
‫أوالً‪ :‬أهمية النفقة على األوالد في الشريعة اإلسالمية‪119........................:‬‬
‫ثانياً‪ :‬األدلة على وجوب النفقة على األوالد‪119.................................. :‬‬
‫أما الكتاب‪120.............................................................. :‬‬
‫أما األدلة من السنة فهي‪120................................................. :‬‬
‫وجوب نفقة األوالد باإلجماع‪123................................................ :‬‬
‫المبحث العاشر‪ :‬تعليمهم التعليم الشرعي ‪124......................................‬‬
‫خالصة القول على النحو اآلتي‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬المسؤوليات الكبرى لألب والمربي‪130..................................... :‬‬
‫‪ – 1‬مسؤولية التربية اإليمانية‪130........................................... :‬‬
‫الخلُقية‪130............................................ ،‬‬
‫‪ – 2‬مسؤولية التربية ُ‬
‫‪ – 3‬مسؤولية التربية الجسمية‪130........................................... ،‬‬
‫‪ – 4‬مسؤولية التربية العقلية‪131............................................. ،‬‬
‫‪ – 5‬مسؤولية التربية النفسية‪131............................................ ،‬‬
‫‪ – 6‬المسؤولية االجتماعية‪131.............................................. ،‬‬
‫حذرهم من االنحراف الجنسي‪131.....................................،‬‬ ‫‪ُ – 7‬ي ِّ‬
‫ثانيًا‪ :‬وسائل التربية المؤثرة التي ينبغي لألب والمربي استخدامها‪131..................:‬‬
‫‪ – 1‬التربية بالقدوة‪131...................................................... ،‬‬
‫‪ – 2‬التربية بالعبادة‪131..................................................... :‬‬
‫‪ – 3‬التربية بالموعظة‪131.................................................. :‬‬
‫‪ – 4‬التربية بالمالحظة‪131.................................................. :‬‬
‫‪ – 5‬التربية بالعقوبة‪132.................................................... :‬‬
‫ثالثاً‪ :‬القواعد األساسية في التربية التي يعمل بها األب والمربي‪132.................:‬‬
‫‪ – 1‬الربط االعتقادي ‪132.....................................................‬‬
‫‪ – 2‬الربط الروحي‪132..................................................... ،‬‬
‫‪ – 3‬قاعدة التحذير‪133...................................................... :‬‬
‫‪ – 4‬مسائل مهمة في التربية ينبغي لألب أن يعملها‪133........................‬‬
‫المبحث الحادي عشر‪ :‬تعليمهم حرفة شريفة يكتسبون منها‪134.....................‬‬
‫المبحث الثاني عشر‪ :‬الرعاية العقلية ‪139..........................................‬‬
‫المبحث الرابع عشر‪ :‬تأديبهم باألدب النبوي ‪148...................................‬‬
‫المبحث الخامس عشر‪ :‬العدل بين األوالد ‪153......................................‬‬
‫المبحث السادس عشر‪ :‬الحلم والرفق بهم ‪157......................................‬‬
‫المبحث السابع عشر‪ :‬الرحمة باألوالد ‪161.........................................‬‬
‫المبحث الثامن عشر‪ :‬التلطف باألطفال وإدخال السرور عليهم‪164..................‬‬
‫الربيع ‪164...............................:‬‬
‫المثال األول‪ :‬مداعبته ‪ ‬محمود بن ُّ‬
‫المثال الثاني‪ :‬مالطفته ومداعبته ‪ ‬لجملة من األطفال‪164.....................:‬‬
‫المثال الثالث‪ :‬مالطفته ‪ ‬الحسن والحسين في مواقف كثيرة‪165...............:‬‬
‫المثال الرابع‪ :‬ركوب الصبي على ظهره ‪ ‬وهو ساجد‪166....................:‬‬
‫المثال الخامس‪ :‬محبته ‪ُ ‬ألسامة ‪167........................................:‬‬
‫المثال السادس‪َ :‬ح ْـملُهُ ‪ ‬بنت زينب وهو يصلي‪167...........................:‬‬
‫المثال السابع‪ :‬مداعبة أم خالد باللغة الحبشية‪168.............................. :‬‬
‫المثال الثامن‪ :‬تخفيفه ‪ ‬الصالة عند بكاء الصبي‪168..........................:‬‬
‫المثال التاسع‪ :‬سالمه ‪ ‬على الصبيان‪168....................................:‬‬
‫المثال العاشر‪ :‬مداعبته ‪ ‬ألبي ُع ٍ‬
‫مير‪169..................................... :‬‬
‫المثال الحادي عشر‪:‬إعطاؤه ‪ ‬الصبي قبل األشياخ؛ألنه عن يمينه‪169............:‬‬
‫المثال الثاني عشر‪ :‬بول الصبيان في حجره ‪170............................  :‬‬
‫المبحث التاسع عشر‪ :‬مصاحبتهم بعد البلوغ ‪171...................................‬‬
‫ومن وصايا لقمان البنه ما ُذ ِك َر عنه‪173......................................... :‬‬
‫المبحث العشرون‪ :‬تعليمهم اختيار الجليس الصالح والصاحب الصالح‪175...........‬‬
‫المبحث الحادي والعشرون‪ :‬فوائد التربية الحسنة‪178..............................‬‬
‫أوالً‪ :‬بر الوالدين‪178........................................................... :‬‬
‫ثانياً‪ :‬الرجولة الصالحة واألنوثة الصالحة‪181...................................:‬‬
‫ثالثاً‪ :‬األخالق الحميدة‪182...................................................... :‬‬
‫رابعاً‪ :‬تكوين أسرة مسلمة متماسكة‪185......................................... :‬‬
‫خامساً‪ :‬انتشار الحب بين األوالد‪187............................................ :‬‬
‫المبحث الثاني والعشرون‪ :‬مضار التربية السيئة‪189...............................‬‬
‫أوالً‪ :‬عقوق الوالدين‪189....................................................... :‬‬
‫ثانياً‪ :‬الرجولة الناقصة واأل نوثة الناقصة‪191...................................:‬‬
‫ثالثاً‪ :‬األخالق الفاسدة غير الحميدة‪193.......................................... :‬‬
‫رابعاً‪ :‬أسرةٌ منحلَّة غير ملتزمة بشرع اهلل‪194................................... :‬‬
‫خامساً‪ :‬وجود العداوة بين األوالد‪197........................................... :‬‬
‫المبحث الثالث والعشرون‪ :‬الهدي النبوي في تربية الشباب‪200.....................‬‬
‫أوالً‪ :‬مفهوم مرحلة الشباب‪200................................................. :‬‬
‫ثانياً‪ :‬أهمية مرحلة الشباب‪204................................................. :‬‬
‫‪ – 1‬الشباب‪ :‬بداية التكليف‪204.............................................. :‬‬
‫‪ – 2‬الشباب‪ :‬فترة القوة‪206................................................. :‬‬
‫‪ – 4‬الشباب‪ :‬أطول مراحل العمر‪213....................................... :‬‬
‫ثالثاً‪ :‬تعامل النبي ‪ r‬مع الشباب‪214............................................. :‬‬
‫رابعاً‪ :‬مواقف النبي ‪ r‬مع الشباب في التربية‪215................................:‬‬
‫‪ – 1‬الرفق بهم والشفقة عليهم ‪216............................................‬‬
‫‪ – 2‬االبتسام لهم والترحيب بهم ‪217..........................................‬‬
‫‪ – 3‬الشراء منهم وإ كرامهم بزيادتهم في الربح‪217............................‬‬
‫‪ – 4‬تقديرهم واحترام حقوقهم ‪218............................................‬‬
‫‪ – 5‬دعاؤهم بأحب األسماء إليهم وإ دخال السرور عليهم‪219...................‬‬
‫‪ – 6‬تهوين ما يحزنهم ‪219...................................................‬‬
‫‪ – 7‬إردافهم معه على الدابة‪220.............................................‬‬
‫‪ – 8‬قضاء حاجاتهم ‪221.....................................................‬‬
‫‪ – 9‬عيادة مرضاهم ‪222.....................................................‬‬
‫خامساً‪ :‬ترغيب الشباب في حسن الخلق ‪222......................................‬‬
‫‪ – 1‬حسن األخالق أحب الناس إلى رسول اهلل ‪222...........................r‬‬
‫حرم على النار ‪224.........................................‬‬
‫الخلُق ُي ِّ‬
‫‪ُ – 2‬ح ْس ُن ُ‬
‫‪ – 3‬الصدق يهدي إلى البر ‪224...............................................‬‬
‫‪ – 4‬الحب في اهلل طريق الجنة ‪225...........................................‬‬
‫‪ – 5‬ثمرة الورع والقناعة ومحبة الناس ‪225...................................‬‬
‫‪ – 6‬ترغيب الشباب في أبواب الخير ‪225.....................................‬‬
‫سادساً‪ :‬إرشاد النبي ‪ r‬اآلباء في التأديب ‪226.....................................‬‬
‫سابعاً‪ :‬وصايا النبي ‪ r‬للشباب في اآلداب ‪228.....................................‬‬
‫‪ – 1‬ال تصاحب إال مؤمناً‪228............................................... .‬‬
‫‪ – 2‬أحسن خلقك للناس ‪231..................................................‬‬
‫‪ – 3‬املك عليك لسانك ‪232...................................................‬‬
‫‪ – 4‬ال تتبع النظرة النظرة ‪234...............................................‬‬
‫‪ – 5‬البداءة باليمين ‪235......................................................‬‬
‫‪ – 6‬ارفع إزارك ‪236........................................................‬‬
‫ثامناً‪ :‬تقويم أخطاء الشباب في اآلداب ‪237........................................‬‬
‫‪ – 1‬أسلوب اإلصالح العملي ‪237.............................................‬‬
‫‪ – 2‬أسلوب التلميح ‪238......................................................‬‬
‫‪ – 3‬أسلوب الثنــاء ‪239.......................................................‬‬
‫‪ – 4‬أسلوب اإلقناع بالحوار ‪240..............................................‬‬
‫‪ – 5‬أسلوب التحذير والتنفير ‪241.............................................‬‬
‫‪ – 6‬أسلوب العتاب والعقاب ‪242..............................................‬‬
‫المبحث الرابع والعشرون‪ :‬التربية والتأديب بالقوة عند الحاجة‪245..................‬‬
‫أوالً‪ :‬النصوص بالمنطوق أو المفهوم( وهي على النحو اآلتي‪246.................:‬‬
‫‪ - 1‬أمر اهلل ‪ ‬المؤمنين بإلزام أنفسهم وأهليهم بطاعة اهلل ‪246...................‬‬
‫‪ - 2‬نهى النبي ‪ ‬عن الضرب في الوجه؛‪246.................................‬‬
‫‪ - 3‬لعن رسول اللَّه ‪ ‬من وسم البهيمة في وجهها؛‪247........................‬‬
‫‪ - 4‬نهى النبي ‪ r‬عن الوسم في الوجه؛‪247...................................‬‬
‫‪ - 5‬نهى النبي ‪ ‬أن يضرب الرجل امرأته ضرب العبد‪247..................،‬‬
‫أدب النبي ‪ ‬بعض المجاهدين في صدره‪248............................،‬‬ ‫‪ّ -6‬‬
‫‪ - 7‬خرج النبي ‪ ‬ليلة إلى مقبرة البقيع يزور أهلها‪248.......................،‬‬
‫‪ - 8‬إذا انتهكت حرمات اللَّه‪ ،‬فال يقوم لغضبه ‪249...........................‬‬
‫‪ - 10‬نهى النبي ‪ ‬أن ُيسأل الرجل فيما يضرب امرأته؛‪250...................‬‬
‫‪ - 11‬أمر النبي ‪ ‬بتغيير المنكر باليد لمن يستطيع ذلك؛‪251...................‬‬
‫أن تغيير المنكر جهاد؛‪251.................................‬‬ ‫‪ - 12‬بيَّن النبي ‪َّ ‬‬
‫‪ - 13‬خطر من ترك األمر بالمعروف والنهي عن المنكر‪251.................،‬‬
‫‪ - 14‬تأثير ترك األمر والنهي على الدعاء ‪252................................‬‬
‫‪ - 15‬وجوب عمل المربِّي بما يقول‪252..................................... ،‬‬
‫‪ - 16‬الوعيد الشديد لمن أمر الناس بالبر ونسي نفسه؛‪253.....................‬‬
‫‪ - 17‬المعلم الذي يعلم الناس الخير وينسى نفسه مثل السراج‪253..............‬‬
‫‪ - 18‬بعض البشر يرى عيوب الناس وال يرى عيوبه؛‪254....................‬‬
‫‪ - 19‬ح ّذر النبي ‪ ‬بالوعيد الشديد لمن يترك أهله وأوالده ‪254..................‬‬
‫‪ - 20‬وجوب األخذ على يد الظالم ومنعه من ظلمه؛‪254.......................‬‬
‫‪ - 21‬التحذير من السكوت على المنكر؛ ‪255..................................‬‬
‫‪ - 22‬األمر باألخذ بما ُيعرف وترك ما ُينكر إذا فسد الناس؛‪255...............‬‬
‫‪ - 23‬األمر بلزوم البيت وحفظ اللسان وترك أمر العامة عند‪255...............‬‬
‫‪ - 24‬من شهد المنكر وأنكر كان كمن غاب عنه‪ ،‬ومن غاب عنه‪256..........‬‬
‫حق عند سلطان جائر؛‪256..........................‬‬ ‫‪ - 25‬أفضل الجهاد كلمة ٍّ‬
‫‪ - 26‬المربي المخلص الصادق ال تأخذه في اهلل لومة الئم؛‪256................‬‬
‫‪ - 27‬أمر النبي ‪ ‬بضرب األوالد على الصالة لعشر؛‪257.....................‬‬
‫رعيته؛‪257........................‬‬
‫راع مسؤول عن ّ‬ ‫‪ّ - 28‬بين النبي ‪ ‬أن ك ّل ٍ‬
‫‪ - 29‬نهى ‪ ‬عن الجلد أكثر من عشر جلدات في التأديب إال‪258...............‬‬
‫‪ - 30‬أمر النبي ‪ ‬بتعليق السوط تأديباً لمن يراه من األهل‪258................،‬‬
‫‪ - 31‬أمر النبي ‪ ‬بإخافة األهل في اهلل تعالى‪258............................. ،‬‬
‫‪ - 32‬إذا احتيج إلى الضرب فال يكون ُم ِّبرحاً؛ ‪260............................‬‬
‫‪ - 33‬إصالح األهل واألوالد قبل إصالح الناس‪260..........................‬‬
‫ثانياً‪ :‬أسباب استخدام( القوة في التأديب مع عصاة المسلمين‪261..................:‬‬
‫المرتبة األولى الحكمة‪261................................................... :‬‬
‫المرتبة الثانية‪ :‬الموعظة الحسنة‪262......................................... ،‬‬
‫المرتبة الثالثة‪ :‬الجدال بالتي هي أحسن‪262................................... ،‬‬
‫المرتبة الرابعة‪ :‬استخدام القوة‪262........................................... ،‬‬
‫ثالثاً‪ :‬الكلمة القوية والفعل( الحكيم‪264........................................... :‬‬
‫رابعاً‪ :‬التهديد الحكيم والوعيد بالعقوبة‪266...................................... :‬‬
‫خامساً‪ :‬حكمة القوة في التربية بالعقوبات الشرعية‪268..........................:‬‬
‫توطئة‪268..................................................................... :‬‬
‫النوع األول‪ :‬عقوبة الهجر الحكيم في التربية ‪269............................:‬‬
‫النوع الثاني‪ :‬عقوبة التعزير‪270............................................. :‬‬
‫النوع الثالث‪ :‬القصاص‪272................................................. :‬‬
‫النوع الرابع‪ :‬حد الزنا واللواط‪273........................................... :‬‬
‫النوع الخامس‪ :‬حد القذف‪274............................................... :‬‬
‫النوع السادس‪ :‬حد شرب الخمر‪274......................................... :‬‬
‫النوع السابع‪ :‬حد السرقة‪275................................................ :‬‬
‫النوع الثامن‪ :‬حد المحاربين قطاع الطريق‪275...............................:‬‬
‫النوع التاسع ‪ :‬عقوبة المرتد ‪277............................................ :‬‬
‫النوع العاشر‪ :‬قتال أهل البغي‪277........................................... :‬‬
‫الفهـارس العــامة ‪279............................................................‬‬
‫‪ -1‬فهرس اآليات القرآنية ‪280...............................................‬‬
‫‪ -2‬فهرس األحاديث النبوية ‪287................................................‬‬
‫‪ -3‬فهرس اآلثار ‪307........................................................‬‬
‫‪ -4‬فهرس األلفاظ الغريبة ‪309...............................................‬‬
‫‪ -5‬فهرس األشعار ‪311......................................................‬‬
‫‪ -6‬المصادر والمراجع ‪313..................................................‬‬
‫‪ -7‬فهرس الموضوعات ‪330................................................‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫الهدي النبوي في تربية األوالد ‪ ‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

You might also like