You are on page 1of 11

‫‪ 1‬من ‪11‬‬

‫أ ركائز تربية الوألدا‬ ‫عنوان الخطبة‬


‫‪/1‬وأجججوب الهاتمججام وأالعنايججة بتربيججة البنججاء ‪/2‬بعججض المججور الججتي يجججب تربيججة‬ ‫عناصر الخطبة‬
‫البناء عليهجا ‪/3‬أهاميجة الجدعاء للبنجاء وأبعجض داعجوات النأبيجاء للبنجاء ‪/4‬العجدل‬
‫بيججن البنججاء وأالرفججق بهججم ‪/5‬حججث البنججاء علججى التحلججي بمعججالي المججور ‪/6‬تفقججد‬
‫البناء وأمعرفة أصحابهم ‪/7‬حجرص البجاء علجى أن يكونأجوا قدوأة حسنة لبنجائهم‬
‫‪/8‬العوائد المباركة لحسن تربية البناء وأالعواقب الوخيمة للتفريط في ذلك‬
‫عبد الرازق البدر‬ ‫الشيخ‬
‫‪10‬‬ ‫عددا الصفحات‬
‫‪8952‬‬ ‫رقج ج ججم الخطبج ج ججة فج ج ججي‬
‫الموقع‬

‫الطخبة الول‪:‬ىإنن المحد ل؛هل نمحده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه‪ ،‬ونعوذ‬
‫بال من شرور أنفسنا وسيئات أعمحالنا؛هل من يهده الل فل مضنل له‪ ،‬ومن‬
‫يضلل فل هادي له‪.‬‬
‫وأشهد أن ل إله إل الل وحده ل شريك له‪ ،‬وأشهد أن ممحدا عبده‬
‫ورسوله‪ ،‬وصفييه وخليلله‪ ،‬وأمينه على وحيه‪ ،‬ومبللغِّ الناس شرعه‪ ،‬ما ترك‬
‫خايا إل دنل المة عليه‪ ،‬ول شارا إل حنذرها منه؛هل فصلوات ال وسلمه عليه‬
‫وعلى آله وصحبه أجعي‪ .‬أنما بعد‪:‬ىأيها الؤممنون ‪-‬هلعباد ال‪-‬هل‪:‬ى اتقوا ال‬
‫‪-‬هلتعال‪-‬هل وراقبوه ف السر والعلنية‪ ،‬والغيب والشهادة‪ ،‬مراقبة من يعلم أن‬
‫‪ 2‬من ‪11‬‬

‫رنبه يسمحلعه ويراه‪ .‬أيها الؤممنون ‪-‬هلعباد ال‪-‬هل‪:‬ى إن من الواجبات السيمحة الت‬
‫يب على العبد رعايتها‪ ،‬والمانات العظيمحة الت يلزم الهتمحام با‬
‫ورعايتها‪:‬ى العناية بالبناء‪ ،‬تربيةا وتأديبا‪ ،‬ونصاحا وتوجيها‪.‬فإنا ‪-‬هليا معاشر‬
‫ب كبي‪ ،‬يقول ال‬ ‫الؤممني‪-‬هل‪:‬ى أمانةب عظيمحة‪ ،‬ومسؤموليةب جسيمحة‪ ،‬وواج ب‬
‫ذ‬
‫تونلوا‬ ‫‪-‬هلتبارك وتعال‪-‬هل‪:‬ى )تيا أتييتها النذيتن آتمنلوا تل ت ل‬
‫تونلوا اللنهت توالنرلسوتل توت ل‬
‫ذ‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬
‫أتتماتناتلكنم توأتنيتلنم تينعلتلمحوتن * توانعلتلمحوا أتنتنا أتنمتواللكنم توأتنوتللدلكنم فنتينتةب توأتنن اللنهت عنتدهل‬
‫أتنجبر تعذظيبم(ٌ]النفال‪:‬ى ‪-27‬هل‪.[28‬والعن‪:‬ى أن ال ‪-‬هلسبحانه وتعال‪-‬هل وهب‬
‫الباء هؤملء البناء امتحاانا وابتلءا‪ ،‬وأتن الب على أبنائه وأتن الوالد‬
‫على أولده وجعل لولده حقوقا‪ ،‬فإذا قام با وأنداها كمحا لأمر‪ ،‬فإن له عند‬
‫ال أجارا عظيمحا‪ ،‬وثواابا جزيل‪ ،‬وإذا فنرطَّ عرض نفسه للعقوبة بسب‬
‫تفريطخه‪ .‬ولذا يقول ال ‪-‬هلجل وعل‪-‬هل‪:‬ى )تيا أت ييتها النذذيتن آتمنلوا قلوا أتنيلفتسلكنم‬
‫ذ ذ ذ‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬
‫صوتن‬ ‫س توانلتجاترةل تعتنلييتها تمتلئتكةب غتلبظ شتدابد تل يتينع ل‬ ‫توأتنهليلكنم تناارا تولقولدتها الننا ل‬
‫اللنهت تما أتتمترلهنم تويتينفتعللوتن تما ييلنؤمتملروتن(ٌ]التحري‪:‬ى ‪.[6‬والية أصل عظيم ف‬
‫تأديب الولد وتربيتهم‪ ،‬ووجوب ذلك‪ ،‬وتيتمحه على الباء‪ .‬وف‬
‫الصحيحي من حديث ابن عمحر ‪-‬هلرضي ال عنهمحا‪-‬هل أن النب ‪-‬هلصلى ال‬
‫عليه وسلم‪-‬هل قال‪:‬ى "لكليلكنم تراعع تولكليلكنم تمنسلئوبل تعنن ترذعينتذذه؛هل اذلتمالم تراعع تولهتو‬
‫تمنسلئوبل تعنن ترذعينتذذه‪ ،‬توالنرلجلل تراعع ذف أتنهلذذه تولهتو تمنسلئوبل تعنن ترذعينتذذه‪ ،‬توالنرأتةل تراذعيتةب‬
‫ذت‬ ‫ذف بيي ذ ذ ذ‬
‫لاذدلم تراعع ذف تماذل تسيلده تولهتو‬
‫ذ‬ ‫ذذ‬
‫ت تزنوجتها توهتي تمنسلئولتةب تعنن ترعينتتها‪ ،‬توا ت‬ ‫تن‬
‫تمنسلئوبل تعنن ترذعينتذذه‪ ،‬تأل لكليلكنم تراعع تولكليلكنم تمنسلئوبل تعنن ترذعينتذذه"‪ .‬وف رواية‪:‬ى‬
‫‪ 3‬من ‪11‬‬

‫"لكليلكنم تراعع تولكليلكنم تمنسلئوبل تعنن ترذعينتذذه‪ ،‬توالتذميل تراعع‪ ،‬توالنرلجلل تراعع تعتلى أتنهذل‬
‫ت تزنوذجتها توتولتذدذه‪ ،‬فتلكليلكنم تراعع تولكليلكنم تمنسلئوبل تعنن‬‫بييتذذه‪ ،‬والرأتةل راذعيةب عتلى بيي ذ‬
‫تن ت تن ت ت ت تن‬
‫ترذعينتذذه"‪.‬ومعن مسئول‪:‬ى أي أن العبد إذا وقف بي يدي ال ‪-‬هلجل ف‬
‫عله‪-‬هل سأله عن ذلك‪.‬وقد قال بعض العلمحاء‪:‬ى إن ال ‪-‬هلجل وعل‪-‬هل يوم‬
‫القيامة يسأل الوالد عن ولده قبل أن يسأل الولد عن والده‪ ،‬فإنه سبحانه‬
‫كمحا أوصى البناء بالباء بارا وإحسانا‪ ،‬فقد أوصى الباء بالبناء تربيةا‬
‫صييتنا ا نذلنتساتن بذتوالذتدينذه لحنسانا(ٌ‬
‫وتأديبا؛هل فإنه جل ف عله؛هل كمحا أنه قال‪:‬ى )توتو ن ن‬
‫]العنكبوت‪:‬ى ‪.[8‬فإنه قال جل ف عله‪:‬ى )ليوذصيلكلم اللنهل ذف أتنوتلذدلكنم(ٌ‬
‫]النساء‪:‬ى ‪.[11‬وقال‪:‬ى )قلوا أتنيلفتسلكنم توأتنهذليلكنم تناارا(ٌ]التحري‪:‬ى ‪.[6‬نعم ‪-‬هليا‬
‫معاشر الؤممني‪-‬هل‪:‬ى إنا مسئوليةب جسيمحة‪ ،‬وأمانةب عظيمحة‪.‬فالواجب على كل‬
‫والد أن يتقي ال ف أولده‪ ،‬وأن يعمحل على تأديبهم وتربيتهم وتنشئتهم‬
‫على عقائد الدين‪ ،‬وأعمحال السلم‪ ،‬وآدابه العظيمحة‪.‬وأن يعمحل على‬
‫تنشئتهم النشأة الصالة على أساعس من تقوى ال ‪-‬هلجل وعل‪-‬هل‪ ،‬والقيام‬
‫بقوقه جل ف عله‪.‬عباد ال‪:‬ى وتربية البناء تقوم على ركائز عظيمحة‪،‬‬
‫س مهمحة‪ ،‬لبد من العناية با؛هل ليتحقق للعبد هذا القصود الليل‪،‬‬ ‫وأس ع‬
‫والطخلب العظيم النبيل‪.‬‬

‫ومن هم هذه الركائز‪:‬ى الدعاء لم من قبل ميئهم ومن بعدهم؛هل من قبل‬


‫ميئهم بالبة الصالة‪ ،‬ومن بعده بالداية والصلحا‪ ،‬ث إذا شبيوا على‬
‫‪ 4‬من ‪11‬‬

‫الداية والصلحا ليدعى لم بالستقامة والثبات‪ .‬ومن دعوات النبيي ف‬


‫ب ذل ذمتن‬ ‫ب ته ن‬ ‫هذا الباب‪:‬ى دعاء خليل الرحن ‪-‬هلعليه السلم‪-‬هل‪:‬ى )تر ل‬
‫ال ن ذذ‬
‫صتناتم(ٌ‬‫ن أتنن نتينعبلتد انلت ن‬ ‫ي(ٌ]الصافات‪:‬ى ‪.[100‬ومن دعائه‪:‬ى )توانجنلنبذن توبتذ ن‬ ‫صال ت‬
‫صتلذة توذمنن ذللرينذت(ٌ‬ ‫ب انجتعنلذن لمذقيتم ال ن‬ ‫]إبراهيم‪:‬ى ‪.[35‬ومن دعائه‪:‬ى )تر ل‬
‫ب ذل ذمنن‬ ‫ب ته ن‬ ‫]إبراهيم‪:‬ى ‪.[40‬ومن دعوات زكريا ‪-‬هلعليه السلم‪-‬هل‪:‬ى )تر ل‬
‫ك تذسيلع اليدتعاذء(ٌ]آل عمحران‪:‬ى ‪.[38‬ومن دعاء عباد‬ ‫ك ذللرينةا طتيلبتةا إذن ت‬‫لتلدن ت‬
‫ب لتتنا ذمنن أتنزتواذجتنا توذللرنياتذتنا قلينرةت‬‫الرحن كمحا ف أواخر سورة الفرقان‪:‬ى )تربينتنا ته ن‬
‫ي إذتمااما(ٌ]الفرقان‪:‬ى ‪ .[74‬ولليعلم ‪-‬هليا معاشر الؤممنون‪-‬هل‪:‬ى‬ ‫ذ ذ‬ ‫أتنع ل ع‬
‫ي توانجتعنلتنا لنللمحتنق ت‬
‫أن دعوة الوالد لولده مستجابةب ل ترد‪ ،‬كمحا ثبت بذلكم الديث عن رسول‬
‫ال ‪-‬هلصلى ال عليه وسلم‪-‬هل‪.‬ولليحذر أشد الذر ف هذا القام أن يتعنجل‬
‫الوالد بدعوعة‪ ،‬ولسيمحا ف حال غضب على ولده بالشر‪ ،‬ث تستجاب‬
‫دعوته تلك فيندم على ذلك ندامة شديدة‪ ،‬وال يقول‪:‬ى )تويتندعل ا نذلنتسالن‬
‫ذبالنشلر لدتعاءتهل ذبانلتنذي توتكاتن ا نذلنتسالن تعلجوال(ٌ]السراء‪:‬ى ‪ .[11‬أيها الؤممنون‪:‬ى‬
‫وإن من الركائز العظيمحة ف تربية البناء وتأديبهم‪:‬ى العدل بينهم‪ ،‬واللبعد عن‬
‫الور واليف والظلم؛هل فإن الب إذا ل يعدل بي أبنائه أوجد بينهم العداوة‬
‫والتحاسد والتباغض‪ ،‬وإذا عدل بينهم كان عدله من أعظم أسباب توادهم‬
‫ومبتهم‪ ،‬ومن أعظم أسباب برهم أجعي له‪ ،‬وف الصحيحي عن النعمحان‬
‫بن بشي ‪-‬هلرضي ال عنه‪-‬هل عندما نله والده نلة وطلبت أمه أن ليشهد‬
‫على ذلك رسول ال ‪-‬هلصلىعليه وسلم ‪-‬هل‪ ،‬فلمحا أتى رسول ال ‪-‬هلصلى‬
‫‪ 5‬من ‪11‬‬

‫ال عليه وسلم‪-‬هل قال له عليه الصلة والسلم‪:‬ى "أتلكنل تولتذدتك تنتنلتتهل ذمثنتل‬
‫ذ‬
‫ي‬‫تهتذا؟" فتيتقاتل‪:‬ى تل‪ ،‬فتيتقاتل عليه الصلة والسلم‪:‬ى "تفاتنيلقوا اللنهت توانعدلوا بتي ن ت‬
‫أتنولتذدلكنم"‪.‬وف رواية "لت أتنشتهلد تعتلى تجنوعر"‪.‬وف رواية ف صحيح مسلم‪:‬ى أن‬
‫ك ذف النذبل‬ ‫النب ‪-‬هلصلى ال عليه وسلم‪-‬هل قال له‪:‬ى "أتيتلسيرتك أتنن يتلكونلوا إذلتني ت‬
‫تستوااء؟" تقاتل‪:‬ى بتيتلى‪ ،‬تقاتل‪:‬ى "فتتل إذاذا"‪.‬تذيارا منه صلوات ال وسلمه عليه من‬
‫عدم العدل بي البناء‪ ،‬لا يورثه من عقوعق وعدم بعر وإحسان‪ ،‬وتقاطع‬
‫وتاجر بي الخوان‪ .‬أيها الؤممنون ‪-‬هلعباد ال‪-‬هل‪:‬ى ومن ركائز تربية البناء‪:‬ى‬
‫الرفق بم‪ ،‬ومعاملتهم بالرحة واللطخف والحسان‪ ،‬والبعد عن الغلظة‬
‫والشدة والفاء؛هل فإن الرفق ما دخل ف شيء إل زانه ول لنزع من شيء إل‬
‫شانه‪.‬وتبدأ هذه الرحة وهذا التلطخف‪ ،‬وهذا الرفق مع الولد منذ صغرهم‬
‫ونعومة أظفارهم‪ ،‬وتضي معهم دائمحةا مستمحرة رفاقا وحنوا وعطخافا من الباء‬
‫على أبنائهم‪ ،‬وقد جاء ف الصحيحي من حديث أب هريرة أن النب‬
‫س‬‫‪-‬هلصلى ال عليه وسلم‪-‬هل قنبل السن ابن علي‪ ،‬والقرع بن حابس جال ب‬
‫ت ذمنيلهنم أتتحادا‪ ،‬فتينتظتتر إذلتنيذه ترلسولل‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬
‫عنده‪ ،‬فقال‪:‬ى إذنن ذل تعتشتراة متن التولتد تما قتيبنينل ل‬
‫اللنذه ‪-‬هلصلى ال عليه وسلم‪-‬هل وتقاتل‪:‬ى "تمنن لت يتينرتحلم لت ييلنرتحلم"‪.‬وف‬
‫الصحيحي من حديث أم الؤممني عائشة ‪-‬هلرضي ال عنها‪-‬هل قالت‪:‬ى جاء‬
‫صبيتياتن؟ فتتمحا‬ ‫أعراب إل رسول ال ‪-‬هلصلى ال عليه وسلم‪-‬هل وقال‪:‬ى تليتقبليللوتن ال ل ن‬
‫ذ‬
‫ع اللنهل‬‫ك أتنن نتيتز ت‬‫ك لت ت‬ ‫ب ‪-‬هلصلى ال عليه وسلم‪-‬هل‪:‬ى "أتتو أتنمل ل‬ ‫نيلتقبلي للهنم؟ فتيتقاتل النذ ي‬
‫ك النرنحتتة"‪.‬فإن هذه الرحة ‪-‬هليا معاشر الؤممني‪-‬هل‪:‬ى والرفق بالبناء‬ ‫ذمنن قتينلبذ ت‬
‫‪ 6‬من ‪11‬‬

‫ب لقرب البناء من آبائهم‪ ،‬ومبتهم لم؛هل فإذا لوجد هذا القرب‬ ‫سب ب‬
‫ولوجدت هذه البة تكن الب من التوجيه والنصح والبيان‪ ،‬مع تقبيعل تام‬
‫من البناء‪ ،‬واهتمحاعم بتوجيهات الباء‪ .‬عباد ال‪:‬ى ومن الركائز العظيمحة ف‬
‫تأديب البناء وتوجيههم‪:‬ى أن يرص الب دائامحا على التوجيه والنصح‪،‬‬
‫والوصية بعال المور ورفيعها؛هل وصياة بالعقائد الدينية العظيمحة‪ ،‬وفرائض‬
‫السلم وواجباته التينة‪ ،‬والنهي عن الرام‪ ،‬والتحذير من الثام‪.‬وإن من‬
‫بليغِّ وعظيم ونافع وصايا الباء للبناء؛هل تلك الوصايا العظيمحة‪ ،‬والواعظ‬
‫السنددة؛هل للقمحان الكيم‪ ،‬وهو يعظ ابنه‪ ،‬وقد ذكرها ال ‪-‬هلتبارك وتعال‪-‬هل‬
‫ف كتابه العظيم ف سورة لقمحان أنوذاجا رفياعا‪ ،‬ومثاال علويا‪ ،‬لتوصية البناء‬
‫وتربيتهم وتأديبهم بالداب الفاضلة‪ ،‬والخلق الكاملة‪ .‬وإن من أعظم ما‬
‫يكون ف هذا القام تربية البناء منذ أول النشأة‪ ،‬وبداية المر‪ ،‬على‬
‫العتقاد الصحيح‪ ،‬إيإاانا بال‪ ،‬وبكل ما أمر عباده باليإان به وتوحيده جل‬
‫صى ذتبا ذإبنيتراذهيلم بتذنيذه‬‫ف عله‪ ،‬وإخلص الدين له‪ ،‬قال ال ‪-‬هلتعال‪-‬هل‪:‬ى )توتو ن‬
‫صطختتفى لتلكلم اللديتن فتتل تلتوتلنن إذنل توأتنيتلنم لمنسلذلمحوتن(ٌ‬
‫ن إذنن اللنهت ا ن‬
‫ب تيا بتذ ن‬
‫تويتينعلقو ل‬
‫ن تل تلنشذرنك ذباللنذه إذنن‬ ‫]البقرة‪:‬ى ‪.[132‬وف أوائل وصايا لقمحان لبنه‪:‬ى )تيا بيل تن‬
‫اللشنرتك لتظلنلبم تعذظيبم(ٌ]لقمحان‪:‬ى ‪.[13‬ث من بعد ذلك ‪-‬هلمن بعد الوصية‬
‫بالتوحيد واليإان‪-‬هل تأت الوصية بفرائض السلم العظيمحة‪ ،‬وواجباته‬
‫التحتمحة‪ ،‬والنهي عن الرام‪ ،‬والتحذير من الثام‪.‬ومن أعظم ما يكون ف‬
‫صطختذ نب تعتنلييتها(ٌ‬ ‫هذا الباب وصية البناء بالصلة" )وأنمر أتهلتك ذبال ن ذ‬
‫صتلة توا ن‬ ‫ت لن ن ت‬
‫‪ 7‬من ‪11‬‬

‫]طه‪:‬ى ‪.[132‬وف السند وسنن أب داود عن النب ‪-‬هلصلى ال عليه وسلم‪-‬هل‬


‫ضذرلبولهنم تعتنلييتها‬ ‫ذذ‬ ‫أنه قال‪:‬ى "مروا أتوتلتدلكم ذبال ن ذ‬
‫صتلة تولهنم تأبنيتناءل تسنبذع سن ت‬
‫ي‪ ،‬توا ن‬ ‫لل ن ن‬
‫وهم تأبيناء عنشعر"‪.‬وف رواية‪:‬ى "مروا ذصبييانتلكم ذبال ن ذ‬
‫صتلذة لتسنبعع‪ ،‬توا ن‬
‫ضذرلبولهنم‬ ‫لل نت ن‬ ‫ت ل ن نت ل ت‬
‫تعتنلييتها لذتعنشعر"‪.‬أيها الؤممنون‪:‬ى وإن من الركائز العظيمحة ف تأديب البناء‬
‫ب‬‫وتربيتهم‪:‬ى تعاهدهم ف باب الليس والصاحب؛هل فإن الصاحب ساح ب‬
‫ومؤمثر ف جليسه ولبد‪ ،‬ويبي لم ذلك الثال الرفيع الذي ذكره النب‬
‫‪-‬هلعليه الصلة والسلم‪-‬هل ف بيان تأثي الصاحب على صاحبه ف الي أو‬
‫الشر‪ ،‬ففي الصحيحي عن النب ‪-‬هلصلى ال عليه وسلم‪-‬هل أنه قال‪:‬ى "تمثتلل‬
‫ك‪ ،‬توتنافذذخ النذكذي‪ ،‬فتتحاذملل‬ ‫س النسوذء تكحاذمذل النذمحس ذ‬ ‫ذ‬ ‫س ال ن ذ‬ ‫انلتذلي ذ‬
‫ن‬ ‫صالذح توانلتلي ذ ن ت‬
‫ع ذمنله‪ ،‬توإذنما أتنن تذتتد ذمنهل ذرايا طتيلبتاة‪،‬‬ ‫ذ‬ ‫النذمحس ذ‬
‫ك‪ ،‬توإذنما أتنن تتينبتتا ت‬ ‫ك‪:‬ى إذنما أتنن لنيذيت ت‬ ‫ن‬
‫ك‪ ،‬توإذنما أتنن تذتتد ذرايا تخذبيثتاة"‪.‬وقد قال عليه‬ ‫ذ‬
‫توتنافلخ النذكذي‪:‬ى إذنما أتنن لنيذرتق ثذتيابت ت‬
‫الصلة والسلم‪:‬ى "النتمحنرءل تعتلى ذديذن تخذليلذذه فتينليتينظلنر أتتحلدلكنم تمنن لتيالذنل"‪ .‬ث‬
‫‪-‬هلعباد ال‪-‬هل ف هذا الباب ‪-‬هلباب الصحاب واللساء‪-‬هل لقد استجند ف‬
‫ع من الصحاب واللساء ل يكن له وجوبد ف زمن سابق؛هل‬ ‫زماننا هذا نو ب‬
‫أل وهو عباد ال مالسة القنوات الفضائية‪ ،‬ومواقع النتنت‪ ،‬ونو ذلك‬
‫من خلل الوسائل الديثة الت استجندت ف بيوت الناس‪ ،‬وف أيديهم‪ ،‬ف‬
‫زماننا هذا؛هل ولذا يلزم الباء متابعة أبنائهم ف هذا النوع من الصحاب؛هل‬
‫لن له تأثيا بالغا‪ ،‬وخطخوراة عظيمحة‪ ،‬على العقول والديان والخلق‬
‫والداب‪.‬فكم تاه من الشباب والشابات بسبب هذه الوسائل ف أموعر‬
‫‪ 8‬من ‪11‬‬

‫عظيمحة‪ ،‬وبليا جسيمحة‪ ،‬ل يعلم مداها إل ال ‪-‬هلتبارك وتعال‪-‬هل‪.‬أيها‬


‫الؤممنون ‪-‬هلعباد ال‪-‬هل‪:‬ى وإن من الركائز العظيمحة ف تأديب البناء وتربيتهم‪:‬ى‬
‫أن يكون الوالد قدواة لبنائه‪ ،‬ل أن يأمرهم بالي فل يأتيه‪ ،‬ول أن ينهاهم‬
‫عن الشر فيأتيه؛هل فيكون قدوة سيئة لولده‪ ،‬وتكون دعوته وتأديبه لم ف‬
‫تناقض عظيعم‪ ،‬وتبالين عجيب‪ ،‬فلسان حاله ف واد وفعاله ف واعد آخر؛هل‬
‫فينشأ البناء تت مثل هؤملء الباء نشأاة متناقضة مضطخربة‪ ،‬فيكون‬
‫تأثيهم على أبنائهم تأثايا وخيمحا‪.‬ولذا يب على الوالد‪ ،‬وهو يؤملدب أبناءه‬
‫ويوجه أولده أن يتذكر دواما وأبدا‪ ،‬قول ال ‪-‬هلتبارك وتعال‪-‬هل‪:‬ى )أتتأنلملروتن‬
‫ذ‬ ‫الننا ذ ذ‬
‫ب(ٌ]البقرة‪:‬ى ‪.[44‬وقول‬ ‫س بالن لب توتتينتسنوتن أتنيلفتسلكنم توأتنيتلنم تتنيتيللوتن النكتتا ت‬
‫ت‬
‫شعيب ‪-‬هلعليه السلم‪-‬هل لقومه‪:‬ى )توتما ألذريلد أتنن ألتخالذتفلكنم إذتل تما أتنيتهالكنم تعنله(ٌ‬
‫]هود‪:‬ى ‪.[88‬أيها الؤممنون‪:‬ى ومع عناية الوالد بذه المور العظيمحة ف تأديبه‬
‫لبنائه وتوجيهه لولده‪ ،‬فعليه أل يعللق قلبه بذه السباب‪ ،‬وأن يفوض‬
‫أمره إل ال‪ ،‬متوكل عليه‪ ،‬معتمحدا عليه‪ ،‬راجيا منه وحده جل ف عله أن‬
‫يصلح له أولده‪ ،‬وأن يفظهم با يفظ به عباده الصالي‪ .‬اللهم يا ربنا‬
‫نتوجه إليك ف هذه الساعة الباركة وف هذه اللحظات الكريإة‪ ،‬ونسألك يا‬
‫ربنا بأسائك السن‪ ،‬وصفاتك العليا‪ ،‬وبأنك أنت ال يا ذا اللل‬
‫والكرام‪ ،‬يا حي يا قيوم يا رب العالي أن تصلح لنا أولدنا أجعي‪.‬اللهم‬
‫منن عليهم بالصلحا والداية والستقامة والسداد‪ ،‬وجلنبهم يا ربنا الفساد‬
‫والردى واللك‪.‬اللهم ل نرجو ذلك إل منك‪ ،‬ول نتوكل ف ذلك‪ ،‬وف أي‬
‫‪ 9‬من ‪11‬‬

‫أمر من أمورنا إل عليك؛هل فأنت وحدك الستعان وعليك التكلن‪ ،‬ول‬


‫حول ول قوة إل بال العلي العظيم‪.‬‬
‫‪ 10‬من ‪11‬‬

‫الطخبة الثانية‪:‬ى‬
‫المحد ل كثيا‪ ،‬وأشهد أن ل إله إل ال وحده ل شريك له‪ ،‬وأشهد أنن‬
‫ممحدا عبده ورسوله؛هل صلى ال وسنلم عليه وعلى آله وصحبه أجعي‪ .‬أما‬
‫بعد‪:‬ىعباد ال‪:‬ى اتقوا ال ‪-‬هلتعال‪-‬هل وراقبوه مراقبة من يعلم أن رنبه يسمحلعه‬
‫ويراه‪ .‬أيها الؤممنون‪:‬ى ولنعلم ف هذا القام أن الوالد إذا لولفق ف هذا الباب‬
‫‪-‬هلباب تربية البناء وتوجيههم‪-‬هل وصب على ذلك‪ ،‬ومنن ال عليه بصلحا‬
‫أبنائه‪ ،‬فإنه يتتب على هذا الصلحا‪ ،‬وعلى هذه التبية والتأديب من الثار‬
‫المحيدة‪ ،‬والعوائد الباركة‪ ،‬الت ينيها الوالد ف دنياه وف قبه‪ ،‬ويوم لقاء ال‬
‫‪-‬هلتبارك وتعال‪-‬هل أموارا‪ ،‬ل حصر لا‪ .‬وكذلك ف مقام التفريط‪ ،‬إذا فنرطَّ‬
‫الوالد ف تربية أبنائه‪ ،‬وتأديبهم‪ ،‬فإنه يتعرض بذلك إل عواقب وخيمحة‪،‬‬
‫وآثار جسيمحة‪ ،‬ف دنياه وأخراه‪ .‬أل فلنتذق ال ف أولدنا‪ ،‬ولنراقبه جل ف‬
‫عله ف أبنائنا‪ ،‬ولنلنح عليه بالدعاء أن يصلحهم‪ ،‬وأن يهديهم‪ ،‬وأن‬
‫يسلددهم‪ ،‬وأن يلنبهم مسالك الردى والفساد‪ ،‬وللنعن بسن تأديبهم‪،‬‬
‫وجيل توجيههم‪ ،‬ولحسن رعايتهم‪ ،‬مستمحدين ف ذلك كله العون من ال‬
‫وحده =جل ف عله‪-‬هل‪ .‬وصليوا ‪-‬هلرعاكم ال‪-‬هل على ممحد بن عبد ال كمحا‬
‫ذ‬
‫ب تيا‬ ‫أمركم ال بذلك ف كتابه‪ ،‬فقال‪:‬ى )إذنن اللنهت توتمتلئتكتتهل يل ت‬
‫صيلوتن تعتلى النذ ل‬
‫صليوا تعلتنيذه توتسللمحوا تتنسذليمحاا(ٌ]الحزاب‪:‬ى ‪.[٥٦‬وقال صلى‬ ‫ذ‬
‫أتييتها النذيتن آتمنلوا ت‬
‫صنلى ال تعلتنيذه ذتبا تعنشارا"‪ .‬اللهم‬ ‫صتلاة ت‬ ‫صنلى تعلتني ت‬
‫ال عليه وسلم‪:‬ى "تمنن ت‬
‫صلل على ممحعد وعلى آل ممحد كمحا صنليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم‬
‫‪ 11‬من ‪11‬‬

‫إننك حيبد ميد‪ ،‬وبارك على ممحعد وعلى آل ممحد كمحا باركت على إبراهيم‬
‫ض اللهنم عن اللفاء الراشدين الئمحة‬ ‫وعلى آل إبراهيم إننك حيبد ميد‪ .‬وار ت‬
‫ض اللهنم عن الصحابة‬ ‫الهديي؛هل أب بكعر وعمحتر وعثمحاتن وعلي‪ ،‬وار ت‬
‫أجعي‪ ،‬وعن التابعي ومن تبعهم بإحساعن إل يوم الدين‪ ،‬وعننا معهم بلنك‬
‫وكرمك وإحسانك يا أكرم الكرمي‪ .‬اللهم أعنز السلم والسلمحي‪ ،‬اللهم‬
‫أعنز السلم والسلمحي‪ ،‬اللهم أعنز السلم والسلمحي‪ ،‬اللهم وعليك‬
‫بأعداء الدين فإنم ل يعجزونك‪ ،‬اللهم إنا نعلك ف نورهم‪ ،‬ونعوذ بك‬
‫اللهم من شرورهم‪ .‬اللهم إنا نسألك النصر والعونة لخواننا السلمحي‬
‫الستضعفي ف كل مكان يا رب العالي‪ ،‬اللهم كن لم حافاظا ولمذعينا‬
‫وهادايا ومسلدادا يا ذا اللل والكرام‪.‬اللهم آذمننا ف أوطاننا‪ ،‬وأصلح أئمحتنا‬
‫وولة أمورنا‪ ،‬واجعل وليتنا فيمحن خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب‬
‫العالي‪.‬‬
‫اللهم ولفق ول أمرنا لا تبه وترضاه من سديد القوال وصال العمحال يييا ذا‬
‫اللل والكي يرام‪ .‬الله ييم ولل عل ييى الس ييلمحي أينمح ييا ك ييانوا خي ييارهم‪ ،‬واص ييرف‬
‫عنهييم شيرارهم يييا رب العييالي‪ ،‬اللهييم وجنبنييا والسييلمحي الفتي مييا ظهيير منهييا‬
‫وما بطخن‪ .‬اللهم آت نفوسينا تقواهيا‪ ،‬زلكهيا أنيت خيي مين زكاهيا‪ ،‬أنيت وليهيا‬
‫ومولهي ي ييا‪ .‬ربني ي ييا اغفي ي يير لني ي ييا ولوالي ي ييدينا وللمحسي ي ييلمحي والسي ي ييلمحات‪ ،‬والي ي ييؤممني‬
‫والؤممنييات‪ ،‬الحييياء منهييم والميوات‪ .‬ربنييا آتنييا في الييدنيا حسيينة وفي الخييرة‬
‫حسنة وقنا عذاب النار‪ .‬وآخر دعوانا أن المحد ل رب العالي‪.‬‬

You might also like