Professional Documents
Culture Documents
Qoran 1
Qoran 1
[ ]3
قال الشيمخ المام العالم محمب الديمن أبمو البقاء عبدال بمن الحسمين بمن عبدال العكمبري رحممه ال تعالى،
ورحم أسلفه بمح مد وآله وأ صحابه وأنصاره :الح مد ل الذى وفقنا لحفظ كتابه ،وأوقفنا على الجليل من
حكممه وأحكاممه وآدابمه ،وألهمنما تدبر معانيمه ووجوه إعرابمه ،وعرفنما تفنمن أسماليبه ممن حقيقتمه ومجازه
وإيجازه وإ سهابه ،أحمده على العت صام بأم تن أ سبابه ،وأش هد أن ل إله إل ال وحده ل شر يك له ،شهادة
مؤمن بيوم حسابه ،وأشهد أن محمدا عبده ورسوله المبرز في لسنه وفصل خطابه ،ناظم حبل الحق بعد
انقضا به ،وجا مع ش مل الد ين ب عد انشعا به ،صلى ال عل يه وآله وأ صحابه ،ما ا ستطار برق في أرجاء
سحابه ،واضطرب بحر بآذيه وعبابه.
أما بعد :فإن أولى ما عنى باغى العلم بمراعاته ،وأحق ما صرف العناية إلى معاناته .ما كان من العلوم
أصل لغيره منها ،وحاكما عليها ولها فيما ينشأ من الختلف عنها ،وذلك هو القرآن المجيد ،الذى ل يأتيه
الباطل من بين يديه ول من خلفه ،تنزيل من حكيم حميد ،وهو المعجز الباقي على البد ،والمودع أسرار
المعاني التى ل تنفد ،وحبل ال المتين ،وحجته على الخلق أجمعين.
فأول مبدوء به من ذلك تل قف ألفا ظه عن حفا ظه ،ثم تل قى معان يه م من يعان يه ،وأقوم طر يق ي سلك في
الوقوف على معناه ،ويتو صل به إلى تبيين أغرا ضه ومغزاه ،معر فة إعرا به واشتقاق مقا صده من أنحاء
خطابه ،والنظر في وجوه القرآن المنقولة عن الئمة الثبات.
والكتب المؤلفة في هذا العلم كثيرة جدا ،مختلفة ترتيبا وحدا ،فمنها المختصر حجما وعلما ،ومنها المطول
بكثرة إعراب الظواهر ،وخلط العراب بالمعانى ،وقلما تجد فيها مختصر الحجم كثير العلم ،فلما وجدتها
على ما و صفت ،أحب بت أن أملى كتا با ي صغر حج مه يك ثر عل مه ،أقت صر ف يه على ذ كر العراب ووجوه
القراءات ،فأتيت به على ذلك ،وال أسأل أن يوفقنى فيه لصابة لصواب ،وحسن القصد به بمنه وكرمه.
إعراب الستعاذة
(أعوذ) أ صله أعوذ ب سكون الع ين و ضم الواو م ثل أق تل ،فا ستثقلت الض مة على الواو فنقلت إلى الع ين
وبقيت ساكنة ،ومصدره عوذ وعياذ ومعاذ ،وهذا تعليم ،والتقدير فيه :قل أعوذ.
(والشيطان) فيعال من شطن يشطن إذا بعد ،ويقال فيه شاطن وتشطين ،وسمى بذلك كل متمرد لبعد غوره
فمي الشمر ،وقيمل همو فعلن ممن شاط يشيمط إذا هلك فالتمرد هالك بتمرده ،ويجوز ان يكون سممى بفعلن
لمبالغتمه فمي إهلك غيره ،و (الرجيمم) فعيمل بمعنمى مفعول :أى مرجوم بالطرد واللعمن ،وقيمل همو فعيمل
بمعنى فاعل :أى يرجم غيره بالغواء.
إعراب التسمية
الباء في (بسم) متعلقة بمحذوف ،فعند البصريين المحذوف مبتدأ والجار والمجرور خبره ،والتقدير ابتدائى
ب سم ال ،أى كائن با سم ال فالباء متعل قة بالكون وال ستقرار ،وقال الكوفيون :المحذوف ف عل تقديره ابتدأت
أو أبدأ فالجار والمجرور في موضع نصب بالمحذوف وحذفت اللف من الخط لكثرة الستعمال ،فلو قلت
لسم ال بركة أو باسم ربك أثبت اللف في الخط ،وقيل حذفوا اللف لنهم حملوه على سم وهى لغة في
اسم ،ولغاته خمس :سم بكسر السين وضمها ،واسم بكسر الهمزة وضمها ،وسمى مثل ضحى ،والصل في
اسم سمو ،فالمحذوف منه لمه ،يدل على ذلك قولهم في جمعه أسماء وأسامى ،وفى تصغيره سمى ،وبنوا
منمه فعيل فقالوا :فلن سمميك أى اسممه كاسممك ،والفعمل منمه سمميت وأسمميت ،فقمد رأيمت كيمف رجمع
المحذوف إلى آخره.
وقال الكوفيون :أصله وسم لنه من الوسم وهو العلمة ،وهذا صحيح في المعنى فاسد اشتقاقا.
فإن ق يل :ك يف أض يف ال سم إلى ال ،وال هو ال سم؟ ق يل :في ذلك ثل ثة أو جه :أحده ما أن ال سم ه نا
بمعنى التسمية ،والتسمية غير السم ،لن السم هو اللزم للمسمى ،والتسمية هو التلفظ بالسم ،والثانى أن
في الكلم حذف مضاف تقديره با سم م سمى ال ،والثالث أن ا سم زيادة ،و من ذلك قوله * :إلى الحول ثم
اسم السلم عليكما * وقول الخر * :داع يناديه باسم الماء * أى السلم عليكما ونناديه بالماء
[ ]5
وال صل في ال الله ،فألق يت حر كة الهمزة على لم المعر فة ،ثم سكنت وأدغ مت في اللم الثان ية ثم
فخمت إذا لم يكن قبلها كسرة ،ورققت إذا كانت قبلها كسرة ،ومنهم من يرققها في كل حال ،والتفخيم في
هذا السم من خواصه.
وقال أبوعلي :همزة إله حذ فت حذ فا من غ ير إلقاء ،وهمزة إله أ صل و هو من أله يأله إذا ع بد ،فالله
مصدر في موضع المفعول أى المألوه وهو المعبود ،وقيل أصل الهمزة واو لنه من الوله فالله تتوله إليه
القلوب :أى تتحيمر ،وقيمل أصمله له على فعمل ،وأصمل اللف ياء لنهمم قالوا فمي مقلوبمه لهمى أبوك ،ثمم
أدخلت عليه اللف واللم (الرحمن الرحيم) صفتان مشتقتان من الرحمة والرحمن من أبنية المبالغة ،وفى
الرحيم مبالغة أيضا إل أن فعلنا أبلغ من فعيل ،وجرهما على الصفة ،والعامل في الصفة هو العامل في
الموصموف ،وقال الخفمش :العاممل فيهما معنوى وهمو كونهما تبعما ،ويجوز نصمبهما على إضمار أعنمى
ورفعهما على تقدير هو.
سورة الفاتحة
بسم اللّه الرحمن الرحيم
الجمهور على رفع (الحمد) بالبتداء و (ل) الخبر واللم متعلقة بمحذوف أى واجب أو ثابت ،ويقرأ الحمد
بالنصب على أنه م صدر ف عل محذوف ،أى أح مد الحمد ،والر فع أجود لن فيه عموما في المع نى ،ويقرأ
بك سر الدال إتبا عا لك سرة اللم ك ما قالوا المعيرة ورغ يف و هو ضع يف في ال ية لن ف يه إتباع العراب
البناء ،و فى ذلك إبطال للعراب ،ويقرأ ب ضم الدال واللم على إتباع اللم الدال ،و هو ضع يف أي ضا لن
لم ال جر متصل بما بعده منف صل عن الدال ،ول نظير له في حروف ال جر المفردة إل أن من قرأ به فر
من الخروج من ال ضم إلى الك سر وأجراه مجرى المت صل ،ل نه ل يكاد ي ستعمل الح مد منفردا ع ما بعده،
والرب م صدر رب يرب ،ثم ج عل صفة كعدل وخ صم ،وأ صله راب وجره على ال صفة أو البدل ،وقرئ
بالن صب على إضمار أع نى ،وق يل على النداء ،وقرئ بالر فع على إضمار هو (العالم ين) ج مع ت صحيح
واحده عالم ،والعالم ا سم موضوع للج مع ول وا حد له في الل فظ ،واشتقا قه من العلم ع ند من خص العالم
بمن يعقل ،أو من العلمة عند من جعله لجميع المخلوقات ،وفى (الرحمن الرحيم) الجر والنصب والرفع،
وب كل قرئ على ماذكرناه في رب قوله تعالى (ملك يوم الد ين) يقرأ بك سر اللم من غ ير ألف ،و هو من
عمر ملكه ،يقال ملك بين الملك بالضم ،وقرئ بإسكان اللم وهو من تخفيف
[ ]6
المك سور م ثل ف خذ وك تف ،وإضاف ته على هذا مح ضة و هو معر فة ،فيكون جره على ال صفة أو البدل من
ال ،ولحذف ف يه على هذا ،ويقرأ باللف وال جر ،و هو على هذا نكرة ،لن ا سم الفا عل إذا أر يد به الحال
أو ال ستقبال ل يتعرف بالضا فة ،فعلى هذا يكون جره على البدل ل على ال صفة ،لن المعر فة لتو صف
بالنكرة ،و فى الكلم حذف مفعول تقديره :مالك أ مر يوم الد ين ،أو مالك يوم الد ين ال مر ،وبالضا فة لى
يوم خرج عن الظرفية ،لنه ليصح فيه تقدير في ،لنها تفصل بين المضاف والمضاف إليه ،ويقرأ مالك
بالنصب على أن يكون بإضمار أعنى أو حال ،وأجاز قوم أن يكون نداء ،ويقرأ بالرفع على إضمار هو أو
يكون خبرا للرحمن الرحيم على قراءة من رفع الرحمن ،ويقرأ مليك يوم الدين رفعا ونصبا وجرا ،ويقرأ
ملك يوم الدين على أنه فعل ويوم مفعول أو ظرف ،والدين مصدر دان يدين.
قوله تعالى (إياك) الجمهور على كسمرة الهمزة وتشديمد الياء ،وقرئ شاذا بفتمح الهمزة ،والشبمه أن يكون
لغة مسموعة ،وقرئ بكسر الهمزة وتخفيف الياء ،والوجه فيه أنه حذف إحدى الياءين لستثقال التكرير في
حرف العلة ،وقد جاء ذلك في الشعر ،قال الفرزدق:
وقالوا في أما :أيما ،فقلبوا الميم ياء كراهية التضعيف ،وإيا عند الخليل وسيبويه اسم مضمر ،فأما الكاف
فحرف خطاب عنمد سميبويه لموضمع لهما ،ولتكون اسمما لنهما لو كانمت اسمما لكانمت إيما مضافمة إليهما
والمضمرات لتضاف ،وعند الخليل هى اسم مضمر أضيفت إيا إليه ،لن إيا تشبه المظهر لتقدمها على
الفعل والفاعل ولطولها بكثرة حروفها ،وحكى عن العرب :إذا بلغ الرجل الستين فإياه وإيا الشواب.
وقال قوم :الكاف اسم وإيا عماد له وهو حرف ،وموضع إياك نصب بنعبد.
فإن قيل :إياك خطاب والحمد ل على لفظ الغيبة ،فكان الشبه أن يكون إياه.
قيل :عادة العرب الرجوع من الغيبة إلى الخطاب ،ومن الخطاب إلى الغيبة.
[ ]7
قوله تعالى (ن ستعين) الجمهور على ف تح النون ،وقرئ بك سرها و هى ل غة ،وأ صله ن ستعون ن ستفعل من
العون فاستقلت الكسرة على الواو فنقلت إلى العين ثم قلبت ياء لسكونها وإنكسار ماقبلها.
قوله تعالى (اهد نا) لف ظه أ مر وال مر مب نى على ال سكون ع ند الب صريين ،ومعرب ع ند الكوفي ين ،فحذف
الياء ع ند الب صريين عل مة ال سكون الذى هو بناء ،وع ند الكوفي ين ،هو عل مة الجزم ،وهدى يتعدى إلى
مفعول بنفسه فأما تعديه إلى مفعول آخر فقد جاء متعديا إليه بنفسه ومنه هذه الية ،وقد جاء متعديا بإلى
كقوله تعالى " :هدا نى ر بي إلى صراط م ستقيم " ،وجاء متعد يا باللم ،وم نه قوله تعالى " :الذى هدا نا لهذا
".
و (ال سراط) بال سين هو ال صل ل نه من سرط ال شئ إذا بل عه ،و سمى الطر يق سراطا لجريان الناس ف يه
كجريان الشئ المبتلع ،فمن قرأه بالسين جاء به على الصل ،ومن قرأه بالصاد قلب السين صادا لتجانس
الطاء في الطباق ،والسين تشارك الصاد في الصفير والهمس ،فلما شاركت الصاد في ذلك قربت منها،
فكا نت مقاربت ها ل ها مجوزة قلب ها إلي ها لتجا نس الطاء في الطباق ،و من قرأ بالزاى قلب ال سين زا يا ،لن
الزاى والسين من حروف الصفير ،والزاى أشبه بالطاء لنهما مجهورتان ،ومن أشم الصاد زايا قصد أن
يجعل ها ب ين الج هر والطباق ،وأ صل (الم ستقيم) م ستقوم ثم ع مل ف يه ماذكر نا في ن ستعين ،وم ستفعل ه نا
بمعنى فعيل :أى السراط القويم ،ويجوز أن يكون بمعنى القائم ،أى الثابت ،وسراط الثانى بدل من الول،
وهو بدل الشئ وهما بمعنى واحد وكلهما معرفة ،والذين اسم موصول وصلته أنعمت ،والعائد عليه الهاء
والم يم ،والغرض من و ضع الذى و صف المعارف بالج مل ،لن الج مل تف سر بالنكرات والنكرة لتو صف
ب ها المعر فة ،واللف واللم في الذى زائدتان وتعريف ها بال صلة ،أل ترى أن " من " و " ما " معرفتان ول
لم فيهما فدل أن تعرفهما بالصلة.
والصمل فمي الذيمن اللذيون ،لن واحده الذى ،إل أن ياء الجممع حذفمت ياء الصمل لئل يجتممع سماكنان،
والذ ين بالياء في كل حال ل نه ا سم مب نى ،و من العرب من يجعله في الر فع بالواو ،و فى ال جر والن صب
بالياء كما جعلوا تثنيته باللف في الرفع وبالياء في الجر والنصب.
وفى الذى خمس لغات :إحداها الذى بلم مفتوحة من غير لم التعريف ،وقد قرئ به شاذا ،والثانية الذى
بسكون الياء ،والثالثة بحذفها وإبقاء كسرة الذال ،والرابعة حذف الياء وإسكان الذال ،والخامسة بياء مشددة.
[ ]8
قوله تعالى (غير المغضوب) يقرأ بالجر ،وفيه ثلثة أوجه :أحدها أنه بدل من الذين.
فإن قلت :الذين معرفة وغير ل يتعرف بالضافة فل يصح أن يكون صفة له.
ففيه جوابان :أحدهما أن غير إذا وقعت بين متضادين وكانا معرفتين تعرفت بالضافة كقولك :عجبت من
الحركة غير السكون ،وكذلك المر هنا لن المنعم عليه والمغضوب عليه متضادان.
والجواب الثانى أن الذين قريب من النكرة لنه لم يقصد به قصد قوم بأعيانهم وغير المغضوب قريبة من
المعرفة بالتخصيص الحاصل لها بالضافة فكل واحد منهما فيه إبهام من وجه واختصاص من وجه.
أحدهما أنه حال من الهاء والميم والعامل فيها أنعمت ،ويضعف أن يكون حال من الذين لنه مضاف إليه،
والصراط ل يصح أن يعمل بنفسه في الحال ،وقد قيل إنه ينتصب على الحال من الذين ويعمل فيها معنى
الضافة.
والثالث أ نه ينت صب بإضمار أع نى والمغضوب مفعول من غ ضب عل يه ،و هو لزم والقائم مقام الفا عل
عليهمم ،والتقديمر غيمر الفريمق المغضوب ،ول ضميمر فمي المغضوب لقيام الجار والمجرور مقام الفاعمل،
ولذلك لم يجمع فيقال الفريق المغضوبين عليهم ،لن اسم الفاعل والمفعول إذا عمل فيما بعده لم يجمع جمع
ال سلمة (ول الضال ين) " ل " زائدة ع ند الب صريين للتوك يد ،وع ند الكوفي ين هى بمع نى غ ير ،ك ما قالوا:
جئت بل شئ فأدخلوا عليها حرف الجر فيكون لها حكم غير.
وأجاب الب صريون عن هذا بأن " ل " دخلت للمع نى فتخطا ها العا مل ك ما يتخ طى اللف واللم والجمهور
على ترك الهمز في الضالين :وقرأ أيوب السختيانى بهمزة مفتوحة وهى لغة فاشية في العرب في كل ألف
و قع بعد ها حرف مشدد ن حو :ضال ودا بة وجان ،والعلة في ذلك أنه قلب اللف همزة لت صح حركت ها لئل
يجمع بين ساكنين.
فصل:
وأما آمين فاسم للفعل ومعناها اللهم استجب ،وهو مبنى لوقوعه موقع المبنى ،وحرك بالفتح لجل الياء قبل
آخره ك ما فت حت أ ين ،والف تح في ها أقوى لن ق بل الياء ك سرة ،فلو ك سرت النون على ال صل لوق عت الياء
بين كسرتين.
وقيمل (آميمن) :اسمم ممن أسمماء ال تعالى ،وتقديره :ياآميمن ،وهذا خطمأ لوجهيمن :أحدهمما أن أسمماء ال
لتعرف إل تلقيما ولم يرد بذلك سممع .والثانمى أنمه لو كان كذلك لبنمى على الضمم لنمه منادى معرفمة أو
مقصود ،وفيه لغتان :القصر وهو الصل ،والمد وليس من البنية
[ ]9
العربية ،بل هو من البنية العجمية كهابيل وقابيل والوجه فيه أن يكون أشبع فتحة الهمزة فنشأت اللف،
فعلى هذا لتخرج عن البنية العربية.
فصل
:في هاء الضمير نحو :عليهم وعليه وفيه وفيهم وإنما أفردناه لتكرره في القرآن.
الصل في هذه الهاء الضم لنها تضم بعد الفتحة والضمة والسكون نحو :إنه وله وغلمه ويسمعه ومنه،
وإنما يجوز ك سرها ب عد الياء ن حو :علي هم وأيديهم ،وبعد الك سر نحو :به وبداره ،وضمها في الموضعين
جائز لنه الصل ،وإنما كسرت لتجانس ماقبلها من الياء والكسرة ،وبكل قد قرئ.
فأما عليهم ففيها عشر لغات ،وكلها قد قرئ به :خمس مع ضم الهاء ،وخمس مع كسرها ،فالتى مع الضم:
إسكان الميم وضمها من غير إشباع ،وضمها مع واو ،وكسر الميم من غير ياء ،وكسرها مع الياء ،وأما
التي مع كسر الهاء :فإسكان الميم وكسرها من غير ياء وكسرها مع الياء ،وضمها من غير واو ،وضمها
مع الواو ،والصل في ميم الجمع أن يكون بعدها واو كما قرأ ابن كثير ،فالميم لمجاوزة الواحد ،واللف
دليل التثنية نحو :عليهما ،والواو للجمع نظير اللف ،ويدل على ذلك أن علمة الجماعة في المؤنث نون
مشددة ن حو :عليهن ،فكذلك يجب أن يكون علمة الجمع للمذكر حرفين ،إل أن هم حذفوا الواو تخفيفا ،ول
ل بس في ذلك لن الوا حد لم يم ف يه ،والتثن ية ب عد ميم ها ألف ،وإذا حذ فت الواو سكنت الم يم لئل تتوالى
الحركات في أكثر المواضع نحو :ضربهم ويضربهم ،فمن أثبت الواو أو حذفها وسكن الميم فلما ذكرنا،
ومن ضم الميم دل بذلك على أن أصلها الضم وجعل الضمة دليل الواو المحذوفة ،ومن كسر الميم وأتبعها
ياء فإ نه حرك الم يم بحر كة الهاء المك سورة قبل ها ثم قلب الواو ياء ل سكونها وانك سار ماقبل ها ،و من حذف
الياء ج عل الك سرة دليل علي ها ،و من ك سر الم يم ب عد ض مة الهاء فإ نه أراد أن يجا نس ب ها الياء ال تى ق بل
الهاء ،ومن ضم الهاء قال :إن الياء في عليه حقها أن تكون ألفا كما ثبتت اللف مع المظهر وليست الياء
أ صل اللف ،فك ما أن الهاء ت ضم ب عد اللف فكذلك ت ضم ب عد الياء المبدلة من ها ،و من ك سر الهاء اع تبر
اللفظ ،فأما كسر الهاء وإتباعها بياء ساكنة فجائز على ضعف ،أما جوازه فلخفاء الهاء بينت بالشباع ،وأما
ضعفه فلن الهاء خفية والخفى قريب من الساكن والساكن غير حصين ،فكأن الياء وليت الياء ،وإذا لقى
الم يم ساكن بعد ها جاز ضم ها ن حو :علي هم الذلة ،لن أ صلها ال ضم ،وإن ما أ سكنت تخفي فا ،فإذا احت يج إلى
حركتها كان الضم الذى هو حقها في الصل أولى ويجوز كسرها إتباعا لما قبلها.
[]10
وأ ما :ف يه ويل يه ،فف يه الك سر من غ ير إشباع ،وبالشباع ،وف يه ال ضم من غ ير إشباع وبالشباع ،وأ ما إذا
سكن ماقبل الهاء نحو :منه وعنه وتجدوه ،فمن ضم من غير أشباع فعلى الصل ،ومن أشبع أراد تبيين
الهاء لخفائها.
سورة البقرة
بسم اللّه الرحمن الرحيم
قوله تعالى (الم) هذه الحروف المقطعة كل واحد منها ا سم ،فألف اسم يعبر به عن مثل الحرف الذى في
قال ،ولم يعبر بها عن الحرف الخير من قال ،وكذلك ماأشبهها ،والدليل على أنها أسماء أن كل منها يدل
على مع نى في نف سه ،و هى مبن ية ل نك لتر يد أن ت خبر عن ها ب شئ ،وإن ما يح كى ب ها ألفاظ الحروف ال تى
جعلت أسماء لها فهى كالصوات نحو :غاق ،في حكاية صوت الغراب.
وفى موضع الم ثل ثة أو جه :أحد ها ال جر على القسم ،وحرف الق سم محذوف وبقى عمله ب عد الحذف لنه
مراد ،ف هو كالملفوظ به ك ما قالوا ال ليفعلن في ل غة من جر ،والثا نى :موضع ها ن صب ،وف يه وجهان:
أحده ما هو على تقد ير حذف الق سم ك ما تقول ال لفعلن والنا صب ف عل محذوف تقديره :التز مت ال ،أى
اليمين به ،والثانى هى مفعول بها تقديره اتل الم .والوجه الثالث :موضع رفع بأنها مبتدأ وما بعدها الخبر.
وقال الكوفيون الذال وحدها هى السم ،واللف زيدت لتكثير الكلمة ،واستدلوا على ذلك بقولهم ذه أمة ال،
وليس ذلك بشئ لن هذا السم اسم ظاهر ،وليس في الكلم اسم ظاهر على حرف واحد حتى يحمل هذا
عليه ،ويدل على ذلك قولهم في التصغير :ذيا فردوه إلى الثلثى والهاء في ذه بدل من الياء في ذى.
وأ ما اللم فحرف ز يد ليدل على ب عد المشار إل يه ،وق يل هى بدل من ها ،أل تراك تقول :هذا وهذاك ول
يجوز هذلك ،وحر كت اللم لئل يجت مع ساكنان وك سرت على أ صل التقاء ال ساكنين ،وق يل ك سرت للفرق
بيمن هذه اللم ولم الجمر ،إذ لو فتحتهما فقلت ذلك للتبمس بمعنمى الملك ،وقيمل ذلك هاهنما بمعنمى هذا،
وموض عه ر فع إ ما على أ نه خبر الم والكتاب ع طف بيان ولر يب في مو ضع ن صب على الحال أى هذا
الكتاب حقا أو غير ذى شك وإما أن يكون ذلك مبتدأ والكتاب خبره ولريب حال ،ويجوز أن يكون الكتاب
عطف بيان ولريب فيه الخبر ،وريب مبنى على الكثرين لنه ركب مع ل وصير
[]11
بمنزلة خمسة عشر ،وعلة بنائه تضمنه معنى من ،إذ التقدير ل من ريب ،واحتيج إلى تقدير من لتدل ل
على نفى الجنس ،أل ترى أنك تقول :ل رجل في الدار ،فتنفى الواحد ومازاد عليه ،فإن قلت ل رجل في
الدار فرفعت ونونت نفيت الواحد ولم تنف ما زاد عليه ،إذ يجوز أن يكون فيها اثنان أو أكثر .وقوله (فيه)
فيه وجهان:
أحدهما هو في موضع خبر ل ويتعلق بمحذوف تقديره ،ل ريب كائن فيه ،فيقف حينئذ على فيه.
والو جه الثا نى :أن يكون لر يب آ خر الكلم و خبره محذوف للعلم به ،ثم ت ستأنف فتقول ف يه هدى فيكون
هدى مبتدأ وفيمه الخمبر ،وإن شئت كان هدى فاعل مرفوعما بفيمه ويتعلق " فمي " على الوجهيمن بفعمل
محذوف ،وأما هدى فألفه منقلبة عن ياء لقولك هديت والهدى ،وفى موضعه وجهان :أحدهما رفع إما مبتدأ
أو فاعمل على ماذكرنما ،وإمما أن يكون خمبر مبتدإ محذوف ،أى همو هدى ،وإمما أن يكون خبرا لذلك بعمد
خبر .والو جه الثا نى :أن يكون فمي مو ضع نصمب على الحال من الهاء في ف يه :أى لر يب ف يه هاديما
فالم صدر في مع نى ا سم الفا عل ،والعا مل في الحال مع نى الجملة تقديره :أحق قه هاد يا ،ويجوز أن يكون
العامل فيه معنى التنبيه والشارة الحاصل من قوله ذلك.
قوله تعالى (للمتقيمن) اللم متعلقمة بمحذوف تقديره كائن أو كائنما على ماذكرناه ممن الوجهيمن فمي الهدى،
ويجوز أن يتعلق اللم بنفس الهدى لنه مصدر والمصدر يعمل عمل الفعل ،وواحد المتقين متقى ،وأصل
الكل مة من و قى فعل ،ففاؤ ها واو ولم ها ياء ،فإذا بن يت من ذلك افت عل قل بت الواو تاء وأدغمت ها في التاء
الخرى فقلت ات قى ،وكذلك في ا سم الفا عل وما تصرف منه نحو متقى ومتقى ومتقى ا سم ناقص ،وياؤه
ال تى هى لم محذو فة في الجمع ل سكونها و سكون حرف الج مع بعد ها كقولك :متقون ومتق ين ،ووز نه في
ال صل مفتعلون ،لن أ صله موتقيون فحذ فت اللم ل ما ذكر نا فوز نه الن مفتعون ومفتع ين ،وإن ما حذ فت
اللم دون عل مة الج مع لن عل مة الج مع دالة على مع نى إذا حذ فت ليب قى على ذلك المع نى دل يل ،فكان
إبقاؤها أولى.
قوله تعالى (الذين يؤمنون) هو في موضع جر صفة المتقين ،ويجوز أن يكون في موضع نصب إما على
موضع للمتقين أو بإضمار أعنى ،ويجوز أن يكون في موضع رفع على إضمارهم أو مبتدأ وخبره أولئك
على هدى وأ صل يؤمنون يؤمنون ،ل نه من ال من والما ضى م نه آ من فاللف بدل من همزة ساكنة قل بت
ألفما كراهيمة اجتماع همزتيمن ،ولم يحققوا الثانيمة فمي موضمع مما لسمكونها وانفتاح مما قبلهما ،ونظيره فمي
السماء
[]12
آدم آخر ،فأما في المستقبل فل تجمع بين الهمزتين اللتين هما الصل ،لن ذلك يفضى بك في المتكلم إلى
ثلث همزات :الولى همزة المضار عة ،والثان ية همزة أف عل ال تى في آ من ،والثال ثة الهمزة ال تى هى فاء
الكل مة ،فحذفوا الو سطى ك ما حذفو ها في أكرم لئل تجت مع الهمزات ،وكان حذف الو سطى أولى من حذف
الولى لن ها حرف مع نى ،و من حذف الثال ثة لن الثال ثة فاء الكل مة والو سطى زائدة ،وإذا أردت تبين ذلك
فقل :إن آمن أربعة أحرف فهو مثل دحرج ،فلو قلت أدحرج لتيت بجميع ماكان في الماضى وزدت عليه
همزة المتكلم ،فمثله ي جب أن يكون في أو من ،فالبا قى من الهمزات الولى والواو ال تى بعد ها مبدلة من
الهمزة الساكنة التى هى فاء الكلمة والهمزة الوسطى هى المحذوفة وإنما قلبت الهمزة الساكنة واوا لسكونها
وانضمام ماقبلها ،فإذا قلت نؤمن وتؤمن ويؤمن جاز لك فيه وجهان :أحدهما الهمز على الصل ،والثانى
قلب الهمزة واوا تخفي فا ،وحذ فت الهمزة الو سطى حمل على أو من وال صل يؤ من ،فأ ما أؤ من فل يجوز
ه مز الثان ية بحال ل ما ذكرناه ،والغ يب ه نا م صدر بمع نى الفا عل :أى يؤمنون بالغائب عن هم ،ويجوز أن
يكون بمعنى المفعول :أى المغيب كقوله :هذا خلق ال :أى مخلوقه ،ودرهم ضرب المير :أى مضروبه.
قوله عزو جل (ويقيمون) أ صله يؤقومون :وماض يه أقام ،وعي نه واو لقولك ف يه يقوم ،فحذ فت الهمزة ك ما
حذفت في أقيم لجتماع الهمزتين ،وكذلك جميع مافيه حرف مضارعة لئل يختلف باب أفعال المضارعة،
وأ ما الواو فع مل في ها ماع مل في ن ستعين ،و قد ذكرناه ،وألف ال صلة منقل بة عن واو لقولك :صلوات،
وال صلة م صدر صلى ويراد ب ها هاه نا الفعال والقوال المخ صوصة فلذلك جرت مجرى ال سماء غ ير
المصادر.
قوله تعالى (ومما رزقناهم) من متعلقة بينفقون ،والتقدير :وينفقون مما رزقناهم ،فيكون الفعل قبل المفعول
كمما كان قوله يؤمنون ويقيمون كذلك ،وإنمما أخمر الفعمل عمن المفعول لتتوافمق رءوس الى ،ومما بمعنمى
الذى ،ورزق نا يتعدى إلى مفعول ين ،و قد حذف الثا نى منه ما ه نا و هو العائد على " ما " تقديره :رزقناهموه
أو رزقناهم إياه ،ويجوز أن تكون مانكرة موصولة بمعنى شئ ،أى ومن مال رزقناهم فيكون رزقناهم في
موضع جر صفة لما.
وعلى القول الول ل يكون له موضمع ،لن الصملة ل موضمع لهما ،ول يجوز أن تكون مما مصمدرية لن
الفعل ل ينفق ،ومن
[]13
للتبعيمض ،ويجوز أن تكون لبتداء غايمة النفاق ،وأصمل ينفقون :يؤنفقون لن ماضيمه أنفمق ،وقمد تقدم
نظيره.
قوله تعالى (بمما أنزل إليمك) " مما " هاهنما بمعنمى الذى ،وليجوز أن تكون نكرة موصموفة أى بشمئ أنزل
إل يك ،ل نه ل عموم ف يه على هذا ،ول يك مل اليمان إل أن يكون بجم يع ماأنزل إلى ال نبى صلى ال عل يه
وسلم ،وما للعموم ،وبذلك يتحقق اليمان ،والقراءة الجيدة بأنزل إليك ،بتحقيق الهمزة ،وقد قرئ في الشاذ
أنزل إل يك بتشد يد اللم والو جه ف يه أ نه سكن لم أنزل وأل قى علي ها حر كة الهمزة فانك سرت اللم وحذ فت
الهمزة فلقيت ها لم إلى ف صار الل فظ ب ما أنزل إل يك ف سكنت اللم الولى وأدغ مت في اللم الثان ية ،والكاف
هنا ضمير المخاطب وهو النبى صلى ال عليه وسلم ،ويجوز أن يكون ضمير الجنس المخاطب ويكون في
معنى الجمع ،وقد صرح به في آى أخر كقوله " لقد أنزلنا إليك كتابا فيه ذكركم ".
قوله تعالى (وبالخرة) الباء متعلقة بيوقنون ،ول يمتنع أن يعمل الخبر فيما قبل المبتدإ ،وهذا يدل على أن
تقديم الخبر على المبتدإ جائز إذ المعمول ل يقع في موضع ل يقع فيه العامل ،والخر صفة والموصوف
محذوف تقديره :وبالساعة الخرة أو بالدار الخرة كما قال " وللدار الخرة خير " وقال " واليوم الخر ".
قوله تعالى (همم يوقنون) همم مبتدأ ذكمر على جهمة التوكيمد ،ولو قال :وبالخرة يوقنون لصمح المعنمى
والعراب ،وو جه التوك يد في هم تحق يق عود الضم ير إلى المذكور ين ل إلى غير هم ،ويوقنون ال خبر،
وأصله يؤيقنون ،لن ماضيه أيقن ،والصل أن يؤتى في المضارع بحروف الماضى ،إل أن الهمزة حذفت
لما ذكرنا في يؤمنون وأبدلت الياء واوا لسكونها وانضمام ما قبلها.
قوله تعالى (أولئك) هذه صميغة جممع على غيمر لفمظ واحده ،وواحده ذا ،ويكون أولئك للمؤنمث والمذكمر،
والكاف ف يه حرف للخطاب وليست اسما إذ لو كانت اسما لكانت إما مرفو عة أو منصوبة ،وليصح شئ
منه ما إذ ل را فع ه نا ول نا صب ،وإ ما أن تكون مجرورة بالضا فة ،وأولء ل ت صح إضاف ته ل نه مب هم،
والمبهمات ل تضاف ،فبقمى أن تكون حرفما مجردا للخطاب ،ويجوز ممد أولء وقصمره فمي غيمر القرآن،
وموض عه ه نا ر فع بالبتداء ،و (على هدى) ال خبر ،وحرف ال جر متعلق بمحذوف :أى أولئك ثابتون على
هدى ،ويجوز أن يكون أولئك خبر الذين يؤمنون بالغيب ،وقد ذكر.
[]14
فإن قيل :أصل " على " الستعلء " ،والهدى ل يستعلى عليه فكيف يصح معناها هاهنا؟.
ق يل :مع نى ال ستعلء حا صل ،لن منزلت هم علت باتباع الهدى ،ويجوز أن يكون ل ما كا نت أفعال هم كل ها
على مقتضى الهدى كان تصرفهم بالهدى كتصرف الراكب بما يركبه.
قوله تعالى ( من رب هم) في مو ضع جر صفة لهدى ،ويتعلق الجار بمحذوف تقديره هدى كائن و فى الجار
والمجرور ضمير يعود على الهدى ،ويجوز كسر الهاء وضمها على ماذكرنا في عليهم في الفاتحة.
قوله تعالى (وأولئك) مبتدأ و ( هم) مبتدأ ثان و (المفلحون) خبر المبتدأ الثا نى ،والثا نى خبره خبر الول،
ويجوز أن يكون هم ف صل ل مو ضع له من العراب ،والمفلحون خبر أولئك ،وال صل في مفلح مؤفلح،
ثم عمل فيه ماذكرناه في يؤمنون.
قوله تعالى (سواء عليهم) رفع بالبتداء ،وأأنذرتهم أم لم تنذرهم جملة في موضع الفاعل وسدت هذه الجملة
مسد الخبر ،والتقدير يستوى عندهم النذار وتركه ،وهو كلم محمول على المعنى ،ويجوز أن تكون هذه
الجملة في مو ضع مبتدإ و سواء خبر مقدم ،والجملة على القول ين خبر أن ،وليؤمنون ل مو ضع له على
هذا ويجوز أن يكون سواء خبر أن ومابعده معمول له ،ويجوز أن يكون ليؤمنون خبر أن ،وسواء عليهم
ومابعده معترض بينهما ،ويجوز أن يكون خبرا بعد خبر وسواء مصدر واقع موقع اسم الفاعل وهو مستو،
وم ستو يع مل ع مل ي ستوى ،و من أ جل أ نه م صدر ليث نى وليج مع ،والهمزة في سواء مبدلة من ياء لن
باب طويت وشويت أكثر من باب قوة وحوة فحمل على الكثر.
قوله تعالى (أأنذرتهم) قرأ بن محيصن بهمزة واحدة على لفظ الخبر ،وهمزة الستفهام مرادة ولكن حذفوها
تخفيفا ،وفى الكلم مايدل عليها وهو قوله :أم لم ،لن أم تعادل الهمزة ،وقرأ الكثرون على لفظ الستفهام
ثم اختلفوا في كيفية النطق به ،فحقق قوم الهمزتين ولم يفصلوا بينهما وهذا هو الصل ،إل أن الجمع بين
الهمزتين مستثقل لن الهمزة نبرة تخرج من الصدر بكلفة فالنطق بها يشبه التهوع ،فإذا اجتمعت همزتان
كان أثقل على المتكلم ،فمن هنا ليحققهما أكثر العرب ،ومنهم من يحقق الولى ويجعل الثانية بين بين :أى
بين الهمزة واللف ،وهذه في الحقيقة همزة
[]15
ملينة وليست ألفا ،ومنهم من يجعل الثانية ألفا صحيحا كما فعل ذلك في آدم وآمن ،ومنهم من يلين الثانية
ويفصل بينها وبين الولى باللف ،ومنهم من يحقق الهمزتين ويفصل بينهما بألف ،ومن العرب من يبدل
الولى هاء ويح قق الثان ية ،ومن هم من يل ين الثان ية مع ذلك ،وليجوز أن يح قق الولى ويج عل الثان ية ألف
صحيحا ويف صل بينه ما بألف ،لن ذلك ج مع ب ين ألف ين ،ودخلت همزة ال ستفهام ه نا للت سوية ،وذلك شبيه
بال ستفهام لن الم ستفهم ي ستوى عنده الوجود والعدم ،فكذلك يف عل من ير يد الت سوية ،وي قع ذلك ب عد سواء
كهذه اليمة ،وبعمد ليمت شعرى كقولك :ليمت شعرى أقام أم قعمد ،وبعمد :لأبالى ،ولأدرى ،وأم هذه همى
المعادلة لهمزة الستفهام ،ولم ترد المستقبل إلى معنى المضى حتى يحسن معه أمس ،فإن دخلت عليها إن
الشرطية عاد الفعل إلى أصله من الستقبال.
قوله تعالى (وعلى سمعهم) ال سمع في ال صل م صدر سمع ،و فى تقديره ه نا وجهان :أحدهما أ نه استعمل
م صدرا على أ صله ،و فى الكلم حذف تقديره على موا ضع سمعهم لن ن فس ال سمع ليخ تم عليه ،والثا نى
أن ال سمع هناا ستعمل بمع نى ال سامعة و هى الذن ،ك ما قالوا الغ يب بمع نى الغائب ،والن جم بمع نى النا جم،
واكتفى بالواحد هنا عن الجمع كما قال الشاعر:
يريد جلودها.
قوله تعالى (وعلى أب صارهم غشاوة) يقرأ بالر فع على أ نه مبتدأ ،وعلى أب صارهم خبره ،و فى الجار على
هذا ضم ير ،وعلى قول الخ فش غشاوة مرفوع بالجار كارتفاع الفا عل بالف عل ،ولضم ير في الجار على
هذا لرتفاع الظاهريمة ،والوقمف على هذه القراءة على " وعلى سممعهم " ،ويقرأ بالنصمب بفعمل مضممر
تقديره وج عل على أب صارهم غشاوة ،وليجوز أن ينت صب بخ تم ل نه ليتعدى بنف سه ،ويجوز ك سر الغ ين
وفتحها وفيها ثلث لغات أخر ،غشوة بغير ألف بفتح الغين وضمها وكسرها.
قوله تعالى (ول هم عذاب) مبتدأ و خبر أو فا عل ع مل ف يه الجار على ماذكر نا ق بل ،و فى (عظ يم) ضم ير
يرجع على العذاب لنه صفته.
قوله تعالى (ومن الناس) الواو دخلت هنا للعطف على قوله " الذين يؤمنون
[]16
بالغيب " وذلك أن هذه اليات استوعبت أقسام الناس ،فاليات الول تضمنت ذكر المخلصين في اليمان،
وقوله (إن الذين كفروا) تضمن ذكر من أظهر الكفر وأبطنه ،وهذه الية تضمنت ذكر من أظهر اليمان
وأبطن الكفر ،فمن هنا دخلت الواو لتبين أن المذكورين من تتمة الكلم الول ،ومن هنا للتبعيض ،وفتحت
نون ها ولم تك سر لئل تتوالى الك سرتان ،وأ صل الناس ع ند سيبويه أناس حذ فت همز ته و هى فاء الكل مة،
متعمل أناس
متعمل الناس إل باللف واللم ،وليكاد يسم
ما ،فل يكاد يسم
وجعلت اللف واللم كالعوض منهم
باللف واللم ،فاللف في الناس على هذا زائدة واشتقا قه من ال نس ،وقال غيره ل يس في الكل مة حذف،
واللف منقل بة عن واو و هى ع ين الكل مة ،واشتقا قه من ناس ينوس نو سا إذا تحرك ،وقالوا في ت صغيره:
نويس.
قوله (من يقول) من :في موضع رفع بالبتداء وماقبله الخبر ،أو هو مرتفع بالجار قبله على ماتقدم ،ومن
ه نا نكرة مو صوفة ،ويقول :صفة ل ها ،ويض عف أن تكون بمع نى الذى ،لن الذى يتناول قو ما بأعيان هم،
والمعنمى هاهنما على البهام والتقديمر :وممن الناس فريمق يقول ،وممن موحدة للفمظ ،وتسمتعمل فمي التثنيمة
والج مع والتأن يث بل فظ وا حد ،والضم ير الرا جع إلي ها يجوز أن يفرد حمل على لفظ ها ،وأن يث نى ويج مع
ويؤنث حمل على معناها ،وقد جاء في هذه الية على الوجهين ،فالضمير في يقول مفرد ،وفى آمنا وماهم
ج مع ،وال صل في يقول :يقول ب سكون القاف و ضم الواو ل نه نظ ير يق عد ويق تل ،ولم يأت إل على ذلك،
فنقلت ض مة الواو إلى القاف لي خف الل فظ بالواو ،و من هاه نا إذا أمرت لم تح تج إلى الهمزة بل تقول قل،
لن فاء الكلمة قد تحركت فلم تحتج إلى همزة الوصل.
قوله تعالى (آمنا) أصل اللف همزة ساكنة ،فقلبت ألفا لئل تجتمع همزتان ،وكان قلبها ألفا من أجل الفتحة
قبلها ،ووزن آمن أفعل من المن ،و (الخر) فاعل فاللف فيه غير مبدلة من شئ.
قوله (وماهم) " هم " ضمير منفصل مرفوع بما عند أهل الحجاز ،ومبتدأ عند تميم والباء في الخبر زائدة
للتوك يد غ ير متعل قة ب شئ ،وهكذا كل حرف جر ز يد في المبتدإ أو ال خبر أو الفا عل ،وماتن فى " ما " في
الحال ،وقد تستعمل لنفى المستقبل.
قوله تعالى (يخادعون ال) في الجملة وجهان :أحدهما لموضع لها ،والثانى موضعها نصب على الحال،
وفى صاحب الحال والعامل فيها وجهان :أحدهما هى من
[]17
الضمير في يقول ،فيكون العامل فيها يقول ،والتقدير :يقول آمنا مخادعين :والثانى هى حال من الضمير
في قوله بمؤمنين ،والعامل فيها اسم الفاعل ،والتقدير :وماهم بمؤمنين في حال خداعهم ،وليجوز أن يكون
في موضع جر على الصفة لمؤمنين ،لن ذلك يوجب نفى خداعهم ،والمعنى على إثبات الخداع :وليجوز
أن تكون الجملة حال ممن الضميمر فمي آمنما ،لن آمنما محكمى عنهمم بيقول ،فلو كان يخادعون حال ممن
الضمير في آمنا لكانت محكية أيضا ،وهذا محال لوجهين :أحدهما أنهم ماقالوا آمنا وخادعنا .والثانى أنه
أخمبر عنهمم بقوله يخادعون ،ولو كان منهمم لكان نخادع بالنون ،وفمى الكلم حذف تقديره :يخادعون نمبى
ال ،وقيل هو على ظاهره من غير حذف.
قوله عزو جل (و ما يخادعون) وأك ثر القراءة باللف ،وأ صل المفاعلة أن تكون من اثن ين ،و هى على ذلك
هنما لنهمم فمي خداعهمم ينزلون أنفسمهم منزلة أجنمبى يدور الخداع بينهمما ،فهمم يخدعون أنفسمهم وأنفسمهم
تخدعهم ،وقيل المفاعلة هنا من واحد كقولك :سافر الرجل ،وعاقبت اللص ،ويقرأ ،يخدعون بغير ألف مع
فتح الياء ،ويقرأ بضمها على أن يكون الفاعل للخدع الشيطان فكأنه قال :ومايخدعهم الشيطان (إل أنفسهم)
أى عن أنفسهم ،وأنفسهم نصب بأنه مفعول وليس نصبه على الستثناء ،لن الفعل لم يستوف مفعوله قبل
إل.
قوله تعالى (فزاد هم ال) زاد ي ستعمل لز ما كقولك :زاد الماء ،وي ستعمل متعد يا إلى مفعول ين كقولك زد ته
دره ما ،وعلى هذا جاء في ال ية ،ويجوز إمالة الزاى لن ها تك سر في قولك زد ته ،وهذا يجوز في ما عي نه
واو مثل خاف ،إل أنه أحسن فيما عينه ياء.
قوله تعالى (أليمم) همو فعيمل بمعنمى مفعمل لنمه ممن قولك آلم فهمو مؤلم وجمعمه ألماء وألم مثمل شريمف
وشرفاء وشراف.
قوله تعالى (ب ما كانوا يكذبون) هو فمي موضمع ر فع صمفة لل يم ،وتتعلق الباء بمحذوف تقديره أل يم كائن
بتكذيبهم أو مستحق وماهنا مصدرية ،وصلتها يكذبون ،وليست كان صلتها لنها الناقصة ،ولتستعمل منها
مصدر ،ويكذبون في موضع نصب خبر كان ،وما المصدرية حرف عند سيبويه واسم عند الخفش :وعلى
كل القولين ليعود عليها من صلتها شئ.
[]18
قوله عزو جل (وإذا ق يل ل هم) إذا في مو ضع ن صب على الظرف ،والعا مل في ها جواب ها و هو قوله قالوا،
وقال قوم :العا مل في ها ق يل ،و هو خ طأ ل نه في مو ضع جر بإضا فة إذا إل يه ،والمضاف إل يه ليع مل في
المضاف وأ صل ق يل قول ،فا ستثقلت الك سرة على الواو فحذ فت وك سرت القاف لتنقلب الواو ياء ك ما فعلوا
في أدل وأحق ،ومنهم من يقول :نقلوا كسرة الواو إلى القاف وهذا ضعيف ،لنك ل تنقل إليها الحركة إل
بعد تقدير سكونها فيحتاج في هذا إلى حذف ضمة القاف وهذا عمل كثير ،ويجوز إشمام القاف بالضمة مع
بقاء الياء ساكنة تنبي ها على ال صل ،و من العرب من يقول في م ثل ق يل وب يع :قول وبوع ،وي سوى ب ين
ذوات الواو والياء ،قالوا :وتخرج على أ صلها وماهمو ممن الياء تقلب الياء ف يه واوا لسمكونها وانضمام مما
قبلهما ،ول يقرأ بذلك مما لم تثبمت بمه روايمة والمفعول القائم مقام الفاعمل مصمدر وهمو القول وأضممر لن
الجملة بعده تفسره ،والتقدير :وإذا قيل لهم قول هو ل تفسدوا ونظيره -ثم بدا لهم من بعد ما رأوا اليات
ليسجننه -أى بدا لهم بداء ورأى ،وقيل لهم هو القائم مقام الفاعل وهو بعيد ،لن الكلم ليتم به ،وماهو
م ما تف سره الجملة بعده ،ول يجوز أن يكون قوله :ل تف سدوا قائ ما مقام الفا عل ،لن الجملة لتكون فاعل
فل تقوم مقام الفاعل ،ولهم في موضع نصب مفعول قيل.
قوله (في الرض) الهمزة في الرض أصل ،وأ صل الكل مة من الت ساع ومنه قول هم :أرضت القر حة إذا
اتسعت ،وقول من قال :سميت أرضا لن القدام ترضها ليس بشئ ،لن الهمزة فيها أصل والرض ليس
من هذا ،ول يجوز أن يكون في الرض حال من الضم ير في تف سدوا ،لن ذلك ل يف يد شيئا وإن ما هو
ظرف متعلق بتفسدوا.
قوله (إنما نحن) " ما " ههنا كافة لن عن العمل لنها هيأتها للدخول على السم تارة وعلى الفعل أخرى،
وهى إنما عملت لختصاصها بالسم ،وتفيد " إنما " حصر الخبر فيما أسند إليه الخبر كقوله :إنما ال إله
واحد ،وتفيد في بعض المواضع اختصاص المذكور بالوصف المذكور دون غيره ،كقولك :إنما زيد كريم،
أى ليس فيه من الوصاف التى تنسب إليه سوى الكرم ،ومنه قوله تعالى (إنما أنا بشر مثلكم) لنهم طلبوا
منه ما ل يقدر عليه البشر ،فأثبت لنفسه صفة البشر ونفى عنه ما عداها.
قوله :ن حن :هو ا سم مض مر منف صل مب نى على ال ضم ،وإن ما بن يت الضمائر لفتقار ها إلى الظوا هر ال تى
تر جع إلي ها ،ف هى كالحروف في افتقار ها إلى ال سماء ،وحرك آخر ها لئل يجت مع ساكنان ،وض مت النون
لن الكلمة ضمير مرفوع للمتكلم فأشبهت التاء
[]19
في قمت ،وقيل ضمت لن موضعها رفع ،وقيل النون تشبه الواو فحركت بما يجانس الواو ،ونحن ضمير
المتكلم وممن معمه ،وتكون للثنيمن والجماعمة ،ويسمتعمله المتكلم الواحمد العظيمم ،وهمو فمي موضمع رفمع
بالبتداء و (مصلحون) خبره.
قوله تعالى (أل) هى حرف يفت تح به الكلم لت نبيه المخا طب ،وق يل معنا ها ح قا ،وجوز هذا القائل أن تف تح
أن بعدها كما تفتح بعد حقا ،وهذا في غاية البعد.
قوله ( هم المف سدون) هم مبتدأ والمف سدون خبره والجملة خبر إن ،ويجوز أن تكون هم في مو ضع ن صب
توك يد ل سم إن ،ويجوز أن يكون ف صل ل مو ضع ل ها ،لن ال خبر ه نا معر فة ،وم ثل هذا الضم ير يف صل
بين الخبر والصفة ،فيعين ما بعده للخبر.
قوله تعالى (وإذا قيل لهم آمنوا) القائم مقام المفعول هو القول ،ويفسره آمنوا لن المر والنهى قول.
قوله (كما آمن الناس) الكاف في موضع نصب صفة لمصدر محذوف :أى إيمانا مثل إيمان الناس ،ومثله
-كما آمن السفهاء .-
قوله (ال سفهاء أل إن هم) في هات ين الهمزت ين أرب عة أو جه :أحد ها تحقيقه ما و هو ال صل ،والثا نى تحق يق
الولى وقلب الثان ية واوا خال صة فرارا من توالى الهمزت ين وجعلت الثان ية واوا لنضمام الولى ،والثالث
تلييمن الولى ،وهمو جعلهما بيمن الهمزة وبيمن الواو وتحقيمق الثانيمة ،والرابمع كذلك إل أن الثان ية واو ،ول
يجوز جعمل الثانيمة بيمن الهمزة والواو لن ذلك تقريمب ممن اللف ،واللف ل يقمع بعمد الضممة والكسمرة،
وأجازه قوم.
قوله تعالى (لقوا الذين آمنوا) أصله لقيوا فأسكنت الياء لثقل الضمة عليها ثم حذفت لسكونها وسكون الواو
بعدها ،وحركت القاف بالضم تبعا للواو ،وقيل نقلت ضمة الياء إلى القاف بعد تسكينها ثم حذفت ،وقرأ ابن
السميقع :لقوا بألف وفتح القاف وضم الواو ،وإنما فتحت القاف وضمت الواو لما نذكره في قوله " اشتروا
الضللة ".
قوله (خلوا إلى) يقرأ بتحقيمق الهمزة وهمو الصمل ،ويقرأ بإلقاء حركمة الهمزة على الواو وحذف الهمزة
فتصير الواو مكسورة بكسرة الهمزة ،وأصل خلوا خلووا فقلبت الواو الولى ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها،
ثم حذفت اللف لئل يلتقى ساكنان ،وبقيت الفتحة تدل على اللف المحذوفة.
[]20
قوله (إ نا مع كم) ال صل :إن نا ،فحذ فت النون الو سطى على القول ال صحيح ،ك ما حذ فت في إن إذا خف فت،
كقوله تعالى " وإن كل لما جميع " ومعكم ظرف قائم مقام الخبر ،أى كائنون معكم.
قوله تعالى (مستهزءون) يقرأ بتحقيق الهمزة وهو الصل ،وبقلبها ياء مضمومة لنكسار ما قبلها ،ومنهم
ممن يحذف الياء لشبههما بالياء الصملية فمي مثمل قولك :يرمون ،ويضمم الزاى ،وكذلك الخلف فمي تلييمن
همزة " يستهزئ بهم ".
قوله تعالى (يعمهون) هو حال من الهاء والم يم في يمد هم و فى طغيان هم متعلق بيمد هم أي ضا ،وإن شئت
بيعمهون ،ول يجوز أن تجعلهما حالين من يمدهم لن العامل الواحد ل يعمل في حالين.
قوله تعالى (اشتروا الضللة) الصمل اشتريوا فقلبمت الياء ألفما ثمم حذفمت اللف لئل يلتقمى سماكنان اللف
والواو.
قيل :حركتها عارضة فلم يعتد بها وفتحة الراء دليل على اللف المحذوفة ،وقيل سكنت الياء لثقل الضمة
علي ها ثم حذ فت لئل يلت قى ساكنان ،وإن ما حر كت الواو بال ضم دون غيره ليفرق ب ين واو الج مع والواو
الصلية في نحو قوله :لو استطعنا ،وقيل ضمت لن الضمة هنا أخف من الكسرة لنها من جنس الواو،
وقيل حركت بحركة الياء المحذوفة ،وقيل ضمت لنها ضمير فاعل ،فهى مثل التاء في قمت ،وقيل هى
للجمع فهى مثل نحن ،وقد همزها قوم شبهوها بالواو المضمومة ضما لزما نحو :أثؤب ،ومنهم من يفتحها
للتخفيف ،ومنهم من يكسرها على الصل في التقاء الساكنين ،ومنهم من يختلسها فيحذفها للتقاء الساكنين،
وهو ضعيف لن قبلها فتحة ،والفتحة ل تدل عليها.
قوله تعالى (مثلهمم كمثمل) ابتداء وخمبر ،والكاف يجوز أن يكون حرف جمر فيتعلق بمحذوف ،ويجوز أن
يكون اسما بمعنى مثل فل يتعلق بشئ.
قوله (الذى ا ستوقد) الذى هاهنا مفرد في اللفظ ،والمع نى على الجمع بدليل قوله " ذهب ال بنوركم " وما
بعده ،وفى وقوع المفرد هنا موقع الجمع وجهان :أحدهما هو جنس مثل :من وما :فيعود الضمير إليه تارة
بلفظ المفرد ،وتارة بلفظ الجمع ،والثانى أنه أراد الذين ،فحذفت النون لطول الكلم بالصلة ،ومثله:
[]21
" والذى جاء بالصدق وصدق به " ثم قال :أولئك هم المتقون ،واستوقد بمعنى أوقد ،مثل استقر بمعنى قر،
وقيل استوقد استدعى اليقاد.
قوله تعالى (فلما أضاءت) لما هنا اسم ،وهى ظرف زمان ،وكذا في كل موضع وقع بعدها الماضى ،وكان
ل ها جواب والعا مل في ها جواب ها م ثل :إذا ،وأضاءت مت عد فيكون " ما " على هذا مفعول به ،وق يل أضاء
لزم ،يقال :ضاءت النار وأضاءت بمع نى ،فعلى هذا يكون " ما " ظر فا ،و فى " ما " ثل ثة أو جه :أحد ها
هى بمعنى الذى ،والثانى هى نكرة موصوفة ،أى مكانا حوله ،والثالث هى زائدة.
قوله (ذ هب ال بنور هم) الباء ه نا معد ية للف عل كتعد ية الهمزة له ،والتقد ير أذ هب ال نور هم ،ومثله في
القرآن كثير ،وقد تأتى الباء في مثل هذا للحال كقولك ذهبت بزيد ،أى ذهبت ومعى زيد.
قوله تعالى (وترك هم في ظلمات) ترك هم هاه نا يتعدى إلى مفعول ين لن المع نى صيرهم ،ول يس المراد به
الترك هو الهمال ،فعلى هذا يجوز أن يكون المفعول الثانى في ظلمات ،فل يتعلق الجار بمحذوف ويكون
ليب صرون حال ،ويجوز أن يكون ل يب صرون هو المفعول الثا نى ،و فى ظلمات ظرف يتعلق بترك هم أو
بيبصرون ،ويجوز أن يكون حال من الضمير في يبصرون ،أو من المفعول الول.
قوله تعالى (صم بكم) الجمهور على الرفع على أنه خبر ابتداء محذوف :أى هم صم ،وقرئ شاذا بالنصب
على الحال من الضمير في يبصرون.
قوله تعالى (فهمم ل يرجعون) جملة مسمتأنفة ،وقيمل موضعهما حال وهمو خطمأ ،لن مما بعمد الفاء ل يكون
حال ،لن الفاء ترتمب ،والحوال ل ترتيمب فيهما ،ويرجعون فعمل لزم ،أى ل ينتهون عمن باطلهمم ،أو
ليرجعون إلى ال حق ،وق يل هو مت عد ومفعوله محذوف تقديره :ف هم ليردون جوا با ،م ثل قوله " :إ نه على
رجعه لقادر ".
قوله تعالى (أو كصميب) فمي " أو " أربعمة أوجمه :أحدهما أنهما للشمك ،وهمو راجمع إلى الناظمر فمي حال
المنافقين ،فل يدرى أيشبههم بالمستوقد أو بأصحاب الصيب ،كقوله " :إلى مائة ألف أو يزيدون " :أى يشك
الرائى لهم في مقدار عددهم ،والثانى أنها للتخي ير :أى شبهو هم بأى ال قبيلتين شئتم ،والثالث أنها للباحة،
والرا بع أن ها للبهام ،أى ب عض الناس يشبه هم بالم ستوقد ،وبعض هم بأ صحاب ال صيب ،ومثله قوله تعالى "
كونوا هودا
[]22
أو نصارى " أى قالت اليهود كونوا هودا ،وقالت النصارى كونوا نصارى ،وليجوز ع ند أك ثر البصريين
أن تح مل " أو " على الواو ،ولعلى بل ماوجدن ذلك مندو حة والكاف في مو ضع ر فع عط فا على الكاف
في قوله " كم ثل الذى " ويجوز أن يكون خبر ابتداء محذوف تقديره :أو مثل هم كم ثل صيب ،و فى الكلم
حذف تقديره :أو كأصمحاب صميب ،وإلى هذا المحذوف يرجمع الضميمر ممن قوله يجعلون ،والمعنمى على
ذلك ،لن تشبيه المنافقين بقوم أصابهم مطر فيه ظلمة ورعد وبرق لبنفس المطر ،وأصل صيب :صيوب
على فيعل ،فأبدلت الواو ياء وأدغمت الولى فيها ،ومثله :مين وهين ،وقال الكوفيون :أصله صويب على
فعيل ،وهو خطأ ،لنه لو كان كذلك لصحت الواو كما صحت في طويل وعويل (من السماء) في موضع
ن صب " و من " متعل قة ب صيب ،لن التقد ير :كم طر صيب من ال سماء ،وهذا الو صف يع مل ع مل الف عل،
ومن لبتداء الغاية ،ويجوز أن يكون في موضع جر على الصفة لصيب فيتعلق من بمحذوف :أى كصيب
كائن من ال سماء ،والهمزة في ال سماء بدل من واو قل بت همزة لوقوع ها طر فا ب عد ألف زائدة ،ونظائره
تقاس عليه (فيه ظلمات) الهاء تعود على صيب ،وظلمات رفع بالجار والمجرور لنه قد قوى بكونه صفة
ل صيب ،ويجوز أن يكون ظلمات مبتدأ وف يه خبر مقدم ،وف يه على هذا ضم ير ،والجملة في مو ضع جر
صفة ل صيب ،والجمهور على ضم اللم ،و قد قرئ بإ سكانها تخفي فا ،وف يه ل غة أخرى بف تح اللم ،والر عد
م صدر ر عد ير عد ،والبرق م صدر أي ضا ،وه ما على ذلك موحدتان ه نا ،ويجوز أن يكون الر عد والبرق
بمعنمى الراعمد والبارق كقولهمم :رجمل عدل وصموم (يجعلون) يجوز أن يكون فمي موضمع جمر صمفة
لصمحاب صميب ،وأن يكون مسمتأنفا ،وقيمل يجوز أن يكون حال ممن الهاء فمي فيمه ،والراجمع على الهاء
محذوف تقديره ممن صمواعقه وهمو بعيمد ،لن حذف الراجمع على ذى الحال كحذفهما ممن خمبر المبتدأ،
وسيبويه يعده من الشذوذ (من الصواعق) أى من صوت الصواعق (حذر الموت) مفعول له ،وقيل مصدر:
أى يحذرون حذرا مثل حذر الموت ،والمصدر هنا مضاف إلى المفعول به (محيط) إصله محوط لنه من
حاط يحوط فنقلت كسرة الواو إلى الحاء فانقلبت ياء.
قوله تعالى (يكاد) فعل يدل على مقاربة وقوع الف عل بعد ها ،ولذلك لم تد خل عل يه أن لن أن تخلص الف عل
لل ستقبال وعين ها واو ،والصمل :يكود ،م ثل خاف يخاف ،و قد سمع ف يه ،كدت ب ضم الكاف ،وإذا د خل
علي ها حرف ن فى دل على أن الف عل الذى بعد ها و قع ،وإذا لم ي كن حرف ن فى لم ي كن الف عل بعد ها واق عا،
ولكنه
[]23
قارب الوقوع ،وموضع (يخطف) نصب لنه خبر كاد ،والمعنى :قارب البرق خطف البصار ،والجمهور
على ف تح الياء والطاء و سكون الخاء وماض يه خ طف كقوله تعالى (إل من خ طف الخط فة) وف يه قراءات
شاذة :إحداهما كسمر الطاء على أن ماضيمه خطمف بفتمح الطاء ،والثانيمة بفتمح الياء والخاء والطاء وتشديمد
الطاء ،وال صل :يخت طف ،فأبدل من التاء طاء وحر كت بحر كة التاء ،والثال ثة كذلك ،إل أن ها بك سر الطاء
على ماي ستحقه في ال صل ،والراب عة كذلك إل أن ها بك سر الخاء أي ضا على التباع ،والخام سة بك سر الياء
أيضا إتباعا أيضا ،والسادسة بفتح الياء وسكون الخاء وتشديد الطاء ،وهو ضعيف لما فيه من الجمع بين
ال ساكنين (كلما) هى ه نا ظرف ،وكذلك كل مو ضع كان لها جواب ،و " ما " مصدرية ،والزمان محذوف
أى كل وقت إضاءة ،وقيل " ما" هنا نكرة موصوفة ومعناها الوقت ،والعائد محذوف :أى كل وقت أضاء
ل هم ف يه ،والعا مل في كل جواب ها ،و (ف يه) أى في ضوئه والمع نى بضوئه ،ويجوز أن يكون ظر فا على
أصلها ،والمعنى :إنهم يحيط بهم الضوء (شاء) ألفا منقلبة عن ياء لقولهم في مصدره :شئت شيئا ،وقالوا:
أشأتمه أى حملتمه على أن يشاء (لذهمب بسممعهم) أى أعدم المعنمى الذى يسممعون بمه ،وعلى كمل متعلق ب
(قدير) في موضع نصب.
قوله تعالى (ياأيها الناس) أى اسم مبهم لوقوعه على كل شئ أتى به في النداء توصل إلى نداء مافيه اللف
واللم إذا كانت " يا " لتباشر اللف واللم ،وبنيت لنها اسم مفرد مقصود وها مقحمة للتنبيه ،لن الصل
أن تبا شر " يا " الناس ،فل ما ح يل بينه ما بأى عوض من ذلك " ها " والناس و صف لى ل بد م نه ،ل نه
المنادى في المع نى ،و من هاه نا ر فع ،ورف عه أن يج عل بدل من ض مة البناء ،وأجاز الماز نى ن صبه ك ما
يجيز :يازيد الظريف ،وهو ضعيف لما قدمنا من لزوم ذكره ،والصفة ليلزم ذكرها (من قبلكم) من هنا
لبتداء الغاية في الزمان ،والتقدير :والذين خلقهم من قبل خلقكم ،فحذف الخلق وأقام الضمير مقامه (لعلكم)
متعلق فمي المعنمى باعبدوا ،أى اعبدوه ليصمح منكمم رجاء التقوى ،والصمل توتقيون ،فأبدل ممن الواو تاء
وأدغمت في التاء الخرى وسكنت الياء ثم حذفت ،وقد تقدمت نظائره ،فوزنه الن تفتعون.
قوله تعالى (الذى جعمل) همو فمي موضمع نصمب بتتقون أو بدل ممن ربكمم ،أو صمفة مكررة ،أو بإضمار
أعنى ،ويجوز أن يكون في موضع رفع على إضمار هو
[]24
الذى ،وجعل هنا متعد إلى مفعول واحد وهو الرض ،وفراشا حال ،ومثله :والسماء بناء ،ويجوز أن يكون
جعل بمعنى صير فيتعدى إلى مفعولين وهما الرض وفراشا ومثله :والسماء بناء ،ولكم متعلق بجعل ،أى
لجل كم ( من ال سماء) متعلق بأنزل ،و هى لبتداء غا ية المكان ،ويجوز أن يكون حال ،والتقد ير :ماء كائ نا
من السماء ،فلما قدم الجار صار حال وتعلق بمحذوف ،والصل في ماء موه لقولهم :ماهت الركية تموه،
وفى الجمع أمواه ،فلما تحركت الواو وانفتح ماقبلها قلبت ألفا ثم أبدلوا من الهاء همزة وليس بقياس (من
الثمرات) متعلق بأخرج فيكون من لبتداء الغاية ويجوز أن يكون في موضع الحال تقديره رزقا كائنا من
الثمرات و (لكم) أى من أجلكم والرزق هنا بمعنى المرزوق وليس بمصدر (فل تجعلوا) أى لتصيروا أو
لتسمعوا فيكون متعديا إلى مفعولين ،والنداد جمع ند ونديد (وأنتم تعلمون) مبتدأ وخبر في موضع الحال،
ومفعول تعلمون محذوف ،أى تعلمون بطلن ذلك والسم من أنتم أن ،والتاء للخطاب ،والميم للجمع ،وهما
حرفا معنى.
قوله تعالى (وإن كن تم) جواب للشرط " فأتوا ب سورة " و " إن كن تم صادقين " شرط أي ضا جوا به محذوف
أغ نى ع نه جواب الشرط الول :أى إن كن تم صادقين فافعلوا ذلك ،ولتد خل إن الشرط ية على ف عل ماض
في المعنى ،إل على كان لكثرة استعمالها ،وأنها لتدل على حدث (مما نزلنا) في موضع جر صفة لريب:
أى ر يب كائن م ما نزل نا ،والعائد على " ما " محذوف :أى نزلناه و " ما " بمع نى الذى أو نكرة مو صوفة،
ويجوز أن يتعلق " من " بر يب :أى إن ارتب تم من أ جل مانزل نا (فأتوا) أ صله :ائتيوا ،وماض يه أ تى ،ففاء
الكلممة همزة ،فإذا أمرت زدت عليهما همزة الوصمل مكسمورة فاجتمعمت همزتان والثانيمة سماكنة ،فأبدلت
الثان ية ياء لئل يج مع ب ين همزت ين ،وكا نت الياء الولى للك سرة قبل ها ،فإذا ات صل ب ها شئ حذ فت همزة
الوصمل اسمتغناء عنهما ثمم همزة الياء لنمك أعدتهما إلى أصملها لزوال الموجمب لقلبهما ! ويجوز قلب هذه
الهمزة أل فا إذا انف تح ماقبل ها م ثل هذه ال ية ،وياء إذا انك سر ماقبل ها كقوله :الذى ايت من ،فت صيرها ياء في
الل فظ ،وواوا إذا ان ضم ماقبل ها كقوله :يا صالح أوت نا ،ومن هم من يقول :ذن لى ( من مثله) الهاء تعود على
النبى صلى ال عليه وسلم ،فيكون من للبتداء ،ويجوز أن تعود على القرآن فتكون من زائدة ،ويجوز أن
تعود على النداد بل فظ المفرد كقوله تعالى " وان ل كم في النعام ل عبرة ن سقيكم م ما في بطو نه " (وادعوا)
لم الكلمة محذوف ،لنه حذف في الواحد دليل
[]25
على السكون الذى هو جزم في المعرب ،وهذه الواو ضمير الجماعة (من دون ال) في موضع الحال من
الشهداء والعامل فيه محذوف تقديره شهداءكم منفردين عن ال أو عن أنصار ال.
قوله تعالى (فإن لم تفعلوا) الجزم بلم ل بإن لن لم عاممل شديمد التصمال بمعموله ولم يقمع إل ممع الفعمل
الم ستقبل في الل فظ ،وإن قد دخلت على الما ضى في الل فظ و قد ولي ها ال سم كقوله تعالى " وان أ حد من
المشرك ين " (وقود ها الناس) الجمهور على ف تح الواو و هو الح طب ،وقرئ بال ضم و هو ل غة في الح طب،
والج يد أن يكون م صدرا بمع نى التو قد ويكون في الكلم حذف مضاف تقديره توقد ها واحتراق للناس ،أو
تلهب الناس أوذو وقودها الناس (أعدت) جملة في موضع الحال من النار ،والعامل فيها فاتقوا وليجوز أن
يكون حال من الضمير في وقود ها لثل ثة أشياء :أحدها أنها مضاف إليها والثانى أن الحطب ليع مل في
الحال ،والثالث أنك تفصل بين المصدر أو ماعمل عمله وبين مايعمل فيه بالخبر وهو الناس.
قوله تعالى (أن ل هم جنات) فت حت أن هاه نا لن التقد ير ل هم ،ومو ضع أن وماعملت ف يه ن صب بب شر ،لن
حرف الجر إذا حذف وصل الفعل بنفسه هذا مذهب سيبويه ،وأجاز الخليل أن يكون في موضع جر بالباء
المحذوفة ل نه موضع تزاد ف يه ،فكأن ها ملفوظ ب ها ،وليجوز ذلك مع غ ير أن لو قلت بشره بأ نه مخلد في
الجنمة جاز حذف الباء لطول الكلم ،ولو قلت بشره الخلود لم يجمز وهذا أصمل يتكرر فمي القرآن كثيرا
فتأمله واطلبه هاهنا (تجرى من تحتها النهار) الجملة في موضع نصب صفة للجنات ،والنهار مرفوعة
بتجرى لبالبتداء وأن ،من تحتها الخبر ولبتحتها لن تجرى لضمير فيه إذا كانت الجنات لتجرى وإنما
تجرى أنهار ها ،والتقد ير من ت حت شجر ها ل من ت حت أرض ها فحذف المضاف ،ولو ق يل إن الج نة هى
الشجر فل يكون في الكلم حذف لكان وجها (كلما رزقوا منها) إلى قوله من قبل في موضع نصب على
الحال من الذين آمنوا تقديره مرزوقين على الدوام ،ويجوز أن يكون حال من الجنات لنها قد وصفت وفى
الجملة ضمير يعود إليها وهو قوله منها (رزقنا من قبل) أى رزقناه فحذف العائد ،وبنيت قبل لقطعها عن
الضافة لن التقدير من قبل هذا (وأتوا به) يجوز أن يكون حال وقد معه مرادة تقديره قالوا ذلك وقد أتوا
به ويجوز أن يكون مستأنفا و (متشابها) حال من الهاء في به (ولهم فيها أزواج) أزواج مبتدأ ولهم الخبر،
وفيها ظرف للستقرار ،وليكون فيها الخبر لن الفائدة تقل إذ الفائدة في جعل الزواج لهم
[]26
و (فيها) الثانية تتعلق ب (خالدون) وهاتان الجملتان مستأنفتان ويجوز أن تكون الثانية حال من الهاء والميم
في لهم والعامل فيها معنى الستقرار.
قوله تعالى (لي ستحيى) وز نه ي ستفعل ولم ي ستعمل م نه ف عل بغ ير ال سين ،ول يس معناه ال ستدعاء وعي نه
ول مه ياءان ،وأ صله الحياء وهمزة الحياء بدل من الياء ،وقرئ في الشاذ ي ستحى بياء واحدة والمحذو فة
هى اللم كما تحذف في الجزم ،ووزنه على هذا يستفع ،إل أن الياء نقلت حركتها إلى العين وسكنت ،وقيل
المحذوف هى الع ين و هو بع يد (أن يضرب) أى من أن يضرب ،فموض عه ن صب ع ند سيبويه و جر ع ند
الخليل (ما) حرف زائد للتوكيد و (بعوضة) بدل من مثل ،وقيل مانكرة موصوفة ،وبعوضة بدل من " ما "
ويقرأ شاذا بعوضة بالرفع على أن تجعل مابمعنى الذى ،ويحذف المبتدأ ،أى الذى هو بعوضة ،ويجوز أن
يكون ماحر فا ويض مر المبتدأ تقديره :مثل هو بعو ضة (ف ما فوق ها) الفاء للع طف ،ومانكرة مو صوفة ،أو
بمنزلة الذى ،والعا مل في فوق على الوجه ين ال ستقرار ،والمعطوف عل يه بعو ضة (أ ما) حرف ناب عن
حرف الشرط وف عل الشرط ،ويذ كر لتف صيل ماأج مل ،وي قع ال سم بعده مبتدأ وتلزم الفاء خبره ،وال صل
مهمما يكمن ممن شمئ فالذيمن آمنوا يعلمون ،لكمن لمما نابمت أمما عمن حرف الشرط كرهوا أن يولوهما الفاء
فأخروها إلى الخبر ،وصار ذكر المبتدإ بعدها عوضا من اللفظ بفعل الشرط (من ربهم) في موضع نصب
على الحال :والتقدير :أنه ثابت أو مستقر من ربهم ،والعامل معنى الحق ،وصاحب الحال الضمير المستتر
ف يه (ماذا) ف يه قولن :أحده ما أن " ما " ا سم لل ستفهام موضع ها ر فع بالبتداء وذا بمع نى الذى و (أراد)
صلة له ،والعائد محذوف ،والذى وصلته خبر المبتدإ ،والثانى أن " ما وذا " اسم واحد للستفهام ،وموضعه
نصب بأراد ،ولضمير في الفعل ،والتقدير أى شئ أراد ال (مثل) تمييز :أى من مثل ،ويجوز أن يكون
حال من هذا :أى متمثل أو متمثل به ،فيكون حال من اسم ال (يضل) يجوز أن يكون في موضع نصب
صفة للمثل ،ويجوز أن يكون حال من اسم ال ،ويجوز أن يكون مستأنفا (إل الفاسقين) مفعول يضل وليس
بمنصوب على الستثناء لن يضل لم يستوف مفعوله قبل إل.
قوله تعالى (الذين ينقضون) في موضع نصب صفة للفاسقين ،ويجوز أن يكون نصبا بإضمار أعنى ،وان
يكون رفعا على الخبر ،أى هم الذين ،ويجوز أن
[]27
يكون مبتدأ وال خبر قوله " أولئك هم الخا سرون " ( من ب عد) من لبتداء غا ية الزمان على رأى من أجاز
ذلك ،وزائدة على رأى من لم يجزه ،وهو مشكل على أصله ،ل نه ليج يز زيادة من في الوا جب (ميثاقه)
مصمدر بمعنمى اليثاق ،والهاء تعود على اسمم ال أو على العهمد ،فإن أعدتهما إلى اسمم ال كان المصمدر
مضافا إلى الفاعل ،وإن أعدتها إلى العهد كان مضافا إلى المفعول (ماأمر) مابمعنى الذى ،ويجوز أن يكون
نكرة موصوفة ،و (أن يوصل) في موضع جر بدل من الهاء ،أى يوصله ،ويجوز أن يكون بدل من مابدل
الشتمال تقديره :ويقطعون وصمل ماأممر ال بمه ،ويجوز أن يكون فمي موضمع رفمع :أى همو أن يوصمل
(أولئك) مبتدأ و (هم) مبتدأ ثان أو فصل ،و (الخاسرون) الخبر.
قوله تعالى (كيف تكفرون بال) كيف في موضع نصب على الحال ،والعامل فيه تكفرون ،وصاحب الحال
الضم ير في تكفرون ،والتقد ير :أمعاند ين تكفرون ،ون حو ذلك ،وتكفرون يتعدى بحرف ال جر ،و قد عدى
بنفسمه فمي قوله " أل إن عادا كفروا ربهمم " وذلك حممل على المعنمى إذ المعنمى جحدوا (وكنتمم) قمد معمه
مضمرة والجملة حال (ثم إليه) الهاء ضمير اسم ال ،ويجوز أن يكون ضمير الحياء المدلول عليه بقوله "
فأحياكم ".
قوله تعالى (جمي عا) حال في مع نى مجتم عا (ف سواهن) إن ما ج مع الضم ير لن ال سماء ج مع سماوة أبدلت
الواو فيها همزة لوقوعها طرفا بعد ألف زائدة (سبع سموات) سبع منصوب على البدل من الضمير ،وقيل
التقد ير :ف سوى من هن سبع سموات ،كقوله :واختار مو سى قو مه -فيكون مفعول به ،وق يل سوى بمع نى
صير فيكون مفعول ثان يا (و هو) يقرأ بإ سكان الهاء وأ صلها ال ضم ،وإن ما أ سكنت لن ها صارت كع ضد
فخففت ،وكذلك حالها مع الفاء واللم نحو فهو لهو ،ويقرأ بالضم على الصل.
قوله تعالى (وإذ قال) همو مفعول بمه تقديره :واذكمر إذ قال :وقيمل همو خمبر مبتدإ محذوف تقديره وابتداء
خلقى إذ قال ربك ،وقيل إذ زائدة و (للملئكة) مختلف في واحدها وأصلها.
فقال قوم أحدهم في الصل مألك على مفعل ،لنه مشتق من اللوكة وهى الرسالة ومنه قول الشاعر:
فالهمزة فاء الكلمة ،ثم أخرت فجعلت بعد اللم فقالوا :ملك.
[]28
قال الشاعر:
وقال آخرون أ صل الكل مة لك فع ين الكل مة همزة ،وأ صل ملك :ملك من غ ير ن قل ،وعلى كل القول ين
ألق يت حر كة الهمزة على اللم وحذ فت فل ما جم عت ردت ،فوز نه الن مفاعلة ،وقال آخرون ع ين الكل مة
واو ،و هو من لك يلوك إذا أدار ال شئ في ف يه ،فكأن صاحب الر سالة يدير ها في ف يه فيكون أ صل ملك:
ملك مثل معاذ ،ثم حذفت عينه تخفيفا ،فيكون أصل ملئكة :ملوكة ،مثل مقاولة ،فأبدلت الواو همزة ،كما
أبدلت واو مصائب.
وقال آخرون :ملك ف عل من الملك ،وهمى القوة ،فالم يم أ صل ،ولحذف ف يه ،لك نه ج مع على فعائلة شاذا
(جاعل) يراد به الستقبال فلذلك عمل ،ويجوز أن يكون بمعنى خالق ،فيتعدى إلى مفعول واحد ،وأن يكون
بمعنى مصير فيتعدى إلى مفعولين ويكون (في الرض) هو الثانى (خليفة) فعيلة بمعنى فاعل ،أى يخلف
غيره ،وزيدت الهاء للمبالغة (أتجعل) الهمزة للسترشاد ،أى تجعل فيها من يفسد كمن كان فيها من قبل،
وق يل ا ستفهموا عن أحوال أنف سهم ،أى أتج عل في ها مف سدا ون حن على طاع تك أو نتغ ير (ي سفك) الجمهور
على التخف يف وك سر الفاء ،و قد قرئ بضم ها و هى لغتان ،ويقرأ بالتشد يد للتكث ير ،وهمزة (الدماء) منقل بة
عن ياء لن الصل دمى ،لنهم قالوا دميان (بحمدك) في موضع الحال تقديره :نسبح مشتملين بحمدك أو
متعبد ين بحمدك (ونقدس لك) أى لجلك ،ويجوز أن تكون اللم زائدة :أى نقد سك ،ويجوز أن تكون معد ية
للفعل كتعدية الباء مثل سجدت ل (إني أعلم) الصل إننى ،فحذفت النون الوسطى ل نون الوقاية ،هذا هو
الصمحيح ،وأعلم :يجوز أن يكون فعل ويكون " مما " مفعول ،إمما بمعنمى الذى أو نكرة موصموفة ،والعائد
محذوف ،ويجوز أن يكون اسما مثل أفضل ،فيكون " ما " في موضع جر بالضافة ،ويجوز أن يكون في
موضمع نصمب بأعلم كقولهمم :هؤلء حواج بيمت ال ،بالنصمب والجمر ،وسمقط التنويمن لن هذا السمم
لينصرف ،فإن قلت :أفعل لينصب مفعول.
قيل :إن كانت من معه مرادة لم ينصب ،وأعلم هنا بمعنى عالم ،ويجوز أن يريد بأعلم :أعلم منكم ،فيكون
" ما " في موضع نصب بفعل محذوف دل عليه السم ،ومثله قوله " هو أعلم من يضل عن سبيله ".
قوله تعالى (وعلم) يجوز أن يكون م ستأنفا ،وأن يكون معطو فا على " قال ر بك " وموض عه جر كمو ضع
قال ،وقوى ذلك إضمار الفاعل ،وقرئ " وعلم آدم " على
[]29
مالم يسم فاعله ،وآدم أفعل ،واللف فيه مبدلة من همزة هى فاء الفعل ،لنه مشتق من أديم الرض أو من
الدممة ،وليجوز أن يكون وزنمه فاعل ،إذ لو كان كذلك لنصمرف مثمل عالم وخاتمم ،والتعريمف وحده
ليم نع ول يس بأعج مى ( ثم عرض هم) بع نى أ صحاب ال سماء فلذلك ذ كر الضم ير (هؤلء إن كن تم) يقرأ
بتحق يق الهمزت ين على ال صل ،ويقرأ بهمزة واحدة ،ق يل المحذو فة هى الولى ،لن ها لم الكل مة والخرى
أول الكل مة الخرى وحذف ال خر أولى ،وق يل المحذو فة الثان ية لن الث قل ب ها حصل ،ويقرأ بتلي ين الهمزة
الولى وتحق يق الثان ية وبالع كس ،ومن هم من يبدل الثان ية ياء ساكنة كأ نه قدره ما في كل مة واحدة طل با
للتخفيف.
قوله تعالى (سبحانك) سبحان اسم واقع موقع المصدر ،وقد اشتق منه سبحت والتسبيح ،وليكاد يستعمل إل
مضافا ،لن الضافة تبين من المعظم ،فإن أفرد عن الضافة كان اسما علما للتسبيح لينصرف للتعريف،
واللف والنون في آخره م ثل عثمان ،و قد جاء في الش عر منو نا على ن حو تنو ين العلم إذا ن كر ومايضاف
إل يه مفعول به ل نه الم سبح ،ويجوز أن يكون فاعل ،لن المع نى تنز هت ،وانت صابه على الم صدر بف عل
محذوف تقديره :سمبحت ال تسمبيحا (إل ماعلمتنما) مامصمدرية أى إل علمما علمتناه ،وموضعمه رفمع على
البدل ممن موضمع ل علم ،كقولك لإله إل ال ،ويجوز أن تكون " مما " بمعنمى الذى ،ويكون علم بمعنمى
معلوم :أى لمعلوم لنا إل الذى علمتناه ،وليجوز أن تكون " ما " في موضع نصب بالعلم ،لن اسم " ل "
إذا عمل فيما بعده ليبنى (إنك أنت العليم) أنت مبتدأ والعليم خبره ،والجملة خبر إن ،ويجوز أن يكون أنت
توكيد للمنصوب ،ووقع بلفظ المرفوع لنه هو الكاف في المعنى وليقع هاهنا إياك للتوكيد ،لنها لو وقعت
لكانت بدل ،وإياك لم يؤكد بها ،ويجوز أن يكون فصل لموضع لها من العراب ،و (الحكيم) خبر ثان أو
صفة للعل يم على قول من أجاز صفة ال صفة ،و هو صحيح لن هذه ال صفة هى المو صوف في المع نى،
والعليم بمعنى العالم ،وأما الحكيم فيجوز أن يكون بمعنى الحاكم ،وأن يكون بمعنى المحكم.
قوله تعالى (أنبئهم) يقرأ بتحقيق الهمزة على الصل ،وبالياء على تليين الهمزة ،ولم نقلبها قلبا قياسيا ،لنه
لو كان كذلك لحذ فت الياء ك ما تحذف من قولك أبق هم ك ما بق يت ،و قد قرئ " آنب هم " بك سر الباء من غ ير
همزة ولياء ،على أن يكون إبدال الهمزة ياء إبدال قياسميا ،وأنبمأ يتعدى بنفسمه إلى مفعول واحمد ،وإلى
الثانى
[]30
بحرف الجر ،وهو قوله (بأسمائهم) وقد يتعدى بعن كقولك :أنبأته عن حال زيد وأما قوله تعالى " قد نبأنا
ال من أخبار كم " فيذ كر في موض عه (وأعلم ماتبدون) م ستأنف ول يس بمح كى بقوله (ألم أ قل ل كم) ويجوز
أن يكون محك يا أي ضا ،فيكون في مو ضع ن صب ،وتبدون وز نه تفعون ،والمحذوف م نه ل مه و هى واو،
لنه من بدا يبدو ،والصل في الياء التى في (إنى) أن تحرك بالفتح لنها اسم مضمر على حرف واحد،
فتحرك مثل الكاف في إنك ،فمن حركها أخرجها على الصل ،ومن سكنها استثقل حركة الياء بعد الكسرة.
قوله تعالى (للملئ كة ا سجدوا) الجمهور على ك سر التاء ،وقرئ بضم ها و هى قراءة ضعي فة جدا ،وأح سن
ماتحمل عليه أن يكون الراوى لم يضبط على القارئ وذلك أن يكون القارئ أشار إلى الضم تنبيها على أن
الهمزة المحذو فة مضمو مة في البتداء ،ولم يدرك الراوى هذه الشارة ،وق يل إ نه نوى الو قف على التاء
ال ساكنة ثم حركها بال ضم إتباعا لض مة الج يم ،وهذا من إجراء الو صل مجرى الو قف ،ومثله ماحكى عن
امرأة رأت ن ساء مع هن ر جل فقالت :أ فى سوأة أنت نه ،بف تح التاء ،وكأن ها نوت الو قف على التاء ،ثم أل قت
علي ها حر كة الهمزة ف صارت مفتو حة (إل إبل يس) ا ستثناء منق طع ،ل نه لم ي كن من الملئ كة ،وق يل هو
متصمل ،ل نه كان فمي البتداء مل كا وهمو اسمم أعج مى لين صرف للعج مة والتعريمف ،وقيمل همو عربمى
واشتقاقه من البلس ولم ينصرف للتعريف ،وأنه لنظير له في السماء ،وهذا بعيد ،على أن في السماء
مثله ن حو :إخر يط وإجف يل وإ صليت ونحوه ،وأ بى في مو ضع ن صب على الحال من إبل يس تقديره :ترك
السجود كارها له ومستكبرا (وكان من الكافرين) مستأنف ،ويجوز أن يكون في موضع حال أيضا.
قوله (ا سكن أنت وزو جك) أ نت توكيد للضمير في الفعل أتى به لي صح الع طف عليه وال صل في (كل)
أأكل مثل أقتل إل أن العرب حذفت الهمزة الثانية تخفيفا ،ومثله خذ ،وليقاس عليه ،فل تقول في المر من
أجر يأجر جر ،وحكى سيبويه أو كل شاذا (منها) أى من ثمرتها ،فحذف المضاف ،وموضعه نصب بالفعل
قبله ،و من لبتداء الغا ية و (رغدا) صفة م صدر محذوف :أى أكل رغدا أى طي با هنيئا ،ويجوز أن يكون
مصدرا في موضع الحال تقديره :كل مستطيبين متهنئين (حيث) ظرف مكان ،والعامل فيه كل ،ويجوز أن
يكون بدل من الجنة فيكون حيث مفعول به ،لن الجنة مفعول وليس بظرف ،لنك تقول سكنت
[]31
الب صرة و سكنت الدار ،بمع نى نزلت ،ف هو كقولك انزل من الدار ح يث شئت (هذه الشجرة) الهاء بدل من
الياء في هذى ،لنك تقول في المؤنث هذى وهاتا وهاتى ،والياء للمؤنث مع الذال لغير ،والهاء بدل منها
لنها تشبهها في الخفاء والشجرة نعت لهذه ،وقرئ في الشاذ " هذه الشيرة " وهى لغة أبدلت الجيم فيها ياء
لقربهما منهما فمي المخرج (فتكونما) جواب النهمى ،لن التقديمر :إن تقربما تكونما ،وحذف النون هنما علممة
النصب لن جواب النهى إذا كان بالفاء فهو منصوب ،ويجوز أن يكون مجزوما بالعطف.
قوله تعالى (فأزلهما) يقرأ بتشديد اللم من غير ألف :أى حملها على الزلة ،ويقرأ " فأزلهما " أى نحاهما،
و هو من قولك :زال ال شئ يزول إذا فارق موض عه وأزل ته نحي ته ،وأل فه منقل بة عن واو (م ما كا نا ف يه)
مابمع نى الذى ،ويجوز أن تكون نكرة مو صوفة :أى من نع يم أو ع يش (اهبطوا) الجمهور على ك سر الباء
وهى اللغة الفصيحة ،وقرئ بضمها ،وهى لغة (بعضكم لبعض عدو) جملة في موضع الحال من الواو في
اهبطوا أى اهبطوا متعادين ،واللم متعلقة بعدو ،لن التقدير بعضكم عدو لبعض ،ويعمل عدو عمل الفعل
لكمن بحذف الجمر ،ويجوز أن يكون صمفة لعدو ،فلمما تقدم عليمه صمار حال ،ويجوز أن تكون الجملة
م ستأنفة ،وأ ما إفراد عدو فيحت مل أن يكون ل ما كان بعض كم مفردا في الل فظ أفرد عدو ،ويحت مل أن يكون
وضع الواحد موضع الجمع كما قال " :فإنهم عدو لى " (ولكم في الرض مستقر) يجوز أن يكون مستأنفا،
ويجوز أن يكون حال أيضما ،وتقديره :اهبطوا متعاديمن مسمتحقين السمتقرار ،ومسمتقر يجوز أن يكون
مصدرا بمعنى الستقرار ،ويجوز أن يكون مكان الستقرار ،و (إلى حين) يجوز أن يكون في موضع رفع
صفة لمتاع فيتعلق بمحذوف ويجوز أن يكون في موضع نصب بمتاع لنه في حكم المصدر والتقدير وأن
تمتعوا إلى حين.
قوله تعالى (فتل قى آدم) يقرأ بر فع آدم ون صب كلمات ،وبالع كس لن كل ماتلقاك ف قد تلقي ته ،و ( من ر به)
يجوز أن يكون في موضع نصب بتلقى ،ويكون لبتداء الغاية ،ويجوز أن يكون في الصل صفة لكلمات
تقديره :كلمات كائنة من ربه ،فلما قدمها انتصبت على الحال (إنه هو التواب) هو هاهنا مثل أنت في " إنك
أنت العليم الحكيم "وقد ذكر قوله (منها جميعا) حال :أى مجتمعين إما في زمن واحد أو في أزمنة ،بحيث
يشتركون في الهبوط (فإما) إن حرف شرط،
[]32
وما حرف مؤكد له ،و (يأتينكم) فعل الشرط مؤكد بالنون الثقلية ،والفعل يصير بها مبنيا أبدا ،وماجاء في
القرآن ممن أفعال الشرط عقيمب إمما كله مؤكمد بالنون وهمو القياس ،لن زيادة " مما " تؤذن بإرادة شدة
التوكيد ،وقد جاء في الشعر غير مؤكد بالنون ،وجواب الشرط (فمن تبع) وجوابه ،ومن في موضع رفع
بالبتداء ،والخبر تبع ،وفيه ضمير فاعل يرجع على من ،وموضع تبع جزم بمن.
والجواب (فل خوف علي هم) وكذلك كل ا سم شر طت به وكان مبتدأ ف خبره ف عل الشرط لجواب الشرط،
ولهذا يجب أن يكون فيه ضمير يعود على المبتدإ ،وليلزم ذلك الضمير في الجواب حتى لو قلت :من يقم
أكرم زيدا جاز ،ولو قلت :من يقم زيدا أكرمه ،وأنت تعيد الهاء إلى من لم يجز.
وذ هب قوم إلى أن ال خبر هو ف عل الشرط والجواب ،وق يل ال خبر منه ما ماكان ف يه ضم ير يعود على من،
وخوف مبتدأ وعليهمم الخمبر ،وجاز البتداء بالنكرة لمما فيمه ممن معنمى العموم بالنفمى الذى فيمه ،والرفمع
والتنوين هنا أوجه
من البناء على الف تح لوجه ين :أحده ما أ نه ع طف عل يه ماليجوز ف يه إل الر فع ،و هو قوله (ول هم) ل نه
معرفة ،ول لتعمل في المعارف ،فالولى أن يجعل المعطوف عليه كذلك ليتشاكل الجملتان ،كما قالوا في
الف عل المشغول بضم ير الفا عل ن حو :قام ز يد وعمرا كلم ته ،فإن الن صب في عمرو أولى ليكون من صوبا
بفعل ،كما أن المعطوف عليه عمل فيه الفعل .والو جه الثانى من جهة المع نى ،وذلك بأن البناء يدل على
نفى الخوف عنهم بالكلية .وليس المراد ذلك ،بل المراد نفيه عنهم في الخرة.
فإن ق يل :لم ليكون و جه الر فع أن هذا الكلم مذكور في جزاء من ات بع الهدى .وليل يق أن ين فى عن هم
الخوف اليسير ،ويتوهم ثبوت الخوف الكثير.
قيل :الرفع يجوز أن يضمر معه نفى الكثير تقديره :لخوف كثير عليهم .فيتوهم ثبوت الياء القليل ،وهو
عكس ماقدر في السؤال.
فبان أن الو جه في الر فع ماذكر نا (هداى) المشهور إثبات اللف ق بل على ل فظ المفرد ق بل الضا فة ،ويقرأ
هدى بياء مشددة ،ووجهها أن ياء المتكلم يكسر ماقبلها في السم الصحيح واللف ليمكن كسرها فقلبت ياء
من جنس الكسرة ثم أدغمت.
قوله (بآياتنا) الصل في آ ية :أية ،لن فاء ها همزة وعينها ولم ها ياء ان لنها من تأيا القوم إذا اجتمعوا
وقالوا فمي الجممع آياء ،فظهرت الياء الولى والهمزة الخيرة يدل ممن ياء ووزنمه أفعال ،واللف الثانيمة
مبدلة من همزة هى فاء الكلمة ،ولو كانت عينها واوا لقالوا :آواء ،ثم إنهم أبدلوا الياء الساكنة في أية ألفا
على خلف القياس.
سورة آل عمران
بسم اللّه الرحمن الرحيم
(الم) قد تقدم الكلم عليها في أول البقرة والميم من ميم حركت للتقاء الساكنين وهو الميم ،ولم التعريف
في ا سم ال ،ولم تحرك ل سكونها و سكون الياء قبل ها ،لن جم يع هذه الحروف ال تى على هذا المثال ت سكن
إذا لم يلقها ساكن بعدها كقوله لم ميم ذلك الكتاب ،وحم ،وطس ،وق وك.
وفت حت لوجه ين :أحده ما كثرة ا ستعمال ا سم ال بعد ها ،والثا نى ث قل الك سرة ب عد الياء والك سرة ،وأجاز
الخ فش ك سرها ،وف يه من الق بح ماذكر نا ،وق يل فت حت لن حر كة همزة ال ألق يت علي ها ،وهذا بع يد لن
همزة الوصل لحظ لها في الثبوت في الوصل حتى تلقى حركتها على غيرها ،وقيل الهمزة في ال همزة
قطع ،وإنما حذفت لكثرة الستعمال ،فلذلك ألقيت حركتها على الميم لنها تستحق الثبوت ،وهذا يصح على
قول من جعل أداة التعريف أل (ال ل إله إل هو الحى القيوم) قد ذكر إعرابه في آية الكرسى (نزل عليك)
هو خبر آخر ،وماذكرناه في قوله " ل تأخذه " فمثله هاهنا ،وقرئ نزل عليك بالتخفيف و (الكتاب) بالرفع،
و فى الجملة وجهان :أحده ما هى منقط عة ،والثا نى هى مت صلة ب ما قبل ها ،والضم ير محذوف تقديره :من
عنده ،و (بالحق) حال من الكتاب ،و (مصدقا) إن شئت جعلته حال ثانيا ،وإن شئت جعلته بدل من موضع
قوله بالحق ،وإن شئت جعلته حال من الضمير في المجرور (التوراة) فوعلة من ورى الزنديرى
[]123
إذا ظهر منه النار ،فكان التوراة ضياء من الضلل ،فأصلها وورية فأبدلت الواو الولى تاء كما قالوا تولج
وأصله وولج وأبدلت الياء ألفا لتحركها وانفتاح ماقبلها.
وقال الفراء :أصلها تورية على تفعلة كتوصية ،ثم أبدل من الكسرة الفتحة فانقلبت الياء ألفا ،كما قالوا في
ناصية ناصاة ،ويجوز إمالتها لن أصل ألفها ياء (والنجيل) إفعيل من النجل وهو الصل الذى يتفرع عنه
غيره ،ومنه سمى الولد نجل ،واستنجل الوادى إذا نز ماؤه ،وقيل هو من السعة من قولهم :نجلت الهاب
إذا شققته ،ومنه عين نجلء واسعة الشق ،فالنجيل الذى هو كتاب عيسى تضمن سعة لم تكن لليهود ،وقرأ
الحسن " النجيل " بفتح الهمزة ،وليعرف له نظير ،إذ ليس في الكلم أفعيل ،إل أن الحسن ثقة ،فيجوز أن
يكون سمعها ،و (من قبل) يتعلق بأنزل ،وبنيت قبل لقطعها عن الضافة ،والصل من قبل ذلك ،فقبل في
حكم بعض السم وبعض السم ل يستحق إعرابا (هدى) حال من النجيل والتوراة ،ولم يئن لنه مصدر،
ويجوز أن يكون حال ممن النجيمل ،ودل على حال للتوراة محذوفمة كمما يدل أحمد الخمبرين على الخمر
(للناس) يجوز أن يكون صفة لهدى ،وأن يكون متعلقا به ،و (الفرقان) فعلل من الفرق ،وهو مصدر في
الصل ،فيجوز أن يكون بمعنى الفارق أو المفروق ويجوز أن يكون التقدير ذا الفرقان.
قوله تعالى (لهم عذاب) ابتداء وخبر في موضع خبر إن ،ويجوز أن يرتفع العذاب بالظرف.
قوله تعالى (في الرض) يجوز أن يكون صفة لشئ ،وأن يكون متعلقا بيخفى قوله تعالى (في الرحام) في
متعلقمة بيصمور ،ويجوز أن يكون حال ممن الكاف والميمم :أى يصموركم وأنتمم فمي الرحام مضمغ (كيمف
يشاء) ك يف في مو ضع ن صب بيشاء و هو حال ،والمفعول :محذوف تقديره :يشاء ت صويركم ،وق يل ك يف
ظرف ليشاء ،وموضمع الجملة حال تقديره :يصموركم على مشيئتمه أى مريدا ،فعلى هذا يكون حال ممن
ضم ير ا سم ال ،ويجوز أن تكون حال من الكاف والم يم :أى ي صوركم متقلب ين على مشيئ ته (لإله إل هو
العزيز الحكيم) هو مثل قوله ل إله إل هو الرحمن الرحيم.
قوله تعالى (منه آيات) الجملة في موضع نصب على الحال من الكتاب ،ولك أن ترفع آيات بالظرف لنه
قد اعتمد ،ولك أن ترفعه بالبتداء والظرف خبره (هن أم الكتاب) في موضع رفع صفة ليات وإنما أفرد
أم وهو خبر عن جمع،
[]124
لن المعنى أن جميع اليات بمنزلة آية واحدة فأفرد على المعنى ،ويجوز أن يكون أفرد في موضع الجمع
على ماذكرنا في قوله " وعلى سمعهم " ويجوز أن يكون المعنى كل منهن أم الكتاب ،كما قال ال تعالى "
فاجلدوهم ثمانين " أى فاجلدوا كل واحد منهم (وأخر) معطوف على آيات ،و (متشابهات) نعت لخر.
فإن قيل :واحدة متشابهات متشاب هة ،وواحدة أ خر أخرى ،والوا حد ه نا ليصح أن يو صف بهذا الوا حد فل
يقال أخرى متشابهة إل أن يكون بعض الواحدة يشبه بعضا ،وليس المعنى على ذلك ،وإنما المعنى أن كل
آية تشبه آية أخرى فكيف صح وصف هذا الجمع بهذا الجمع ،ولم يوصف مفرده بمفرده.
قيل :التشابه ليكون إل بين اثنين فصاعدا ،فإذا اجتمعت الشياء المتشابهة كان كل منهما مشابها للخر،
فلما لم يصح التشابه إل في حالة الجتماع وصف الجمع بالجمع ،لن كل واحد من مفرداته يشابه باقيها،
فأما الواحد فل يصح فيه هذا المعنى ،ونظيره قوله تعالى " فوجد فيها رجلين يقتتلن " فثنى الضمير وإن
كان ليقال في الواحد يقتتل (ماتشابه منه) ما بمعنى الذى ،ومنه حال من ضمير الفاعل :والهاء تعود على
الكتاب (ابتغاء) مفعول له ،والتأويمل مصمدر أول يؤول ،وأصمله ممن آل يئول إذا انتهمى نهايتمه ،و
(الراسخون) معطوف على اسم ال ،والمعنى أنهم يعلمون تأويله أيضا ،و (يقولون) في موضع نصب على
الحال وقيل الراسخون مبتدأ ،ويقولون الخبر ،والمعنى :أن الراسخين ل يعلمون تأويله بل يؤمنون به (كل)
مبتدأ :أى كله أو كل منه ،و (من عند) الخبر وموضع آمنا وكل من عند ربنا نصب بيقولون.
قوله تعالى (لتزغ قلوبنما) الجمهور على ضمم التاء ونصمب القلوب ،يقال :زاغ القلب وأزاغمه ال ،وقرئ
بفتح التاء ورفع القلوب على نسبة الفعل إليها ،و (إذ هديتنا) ليس بظرف لنه أضيف إليه بعد (من لدنك)
لدن مبنية على السكون ،وهى مضافة لن علة بنائها موجودة بعد الضافة ،والحكم يتبع العلة ،وتلك العلة
أن لدن بمعنى عند الملصقة للشئ ،فعند إذا ذكرت لم تختص بالمقارنة ،ولدن عند مخصوص فقد صار
فيها معنى ليدل عليه الظرف بل هو من قبيل مايفيده الحرف ،فصارت كأنها متضمنة للحرف الذى كان
ينبغى أن يوضع دليل على القرب ومثله ثم وهنا لنهما بنيا لما تضمنا حرف الشارة.
وفيها لغات هذه إحداها ،وهى فتح اللم وضم الدال وسكون النون .والثانية كذلك إل أن الدال ساكنة ،وذلك
[]125
تخفيف كما خفف عضد ،والثالثة بضم اللم وسكون الدال ،والرابعة لدى( )1والخامسة لد بفتح اللم وضم
الدال من غير نون ،والسادسة بفتح اللم وإسكان الدال ولشئ بعد الدال.
قوله تعالى (جامع الناس) الضافة غير محضة لنه مستقبل ،والتقدير :جامع الناس (ليوم) تقديره :لعرض
يوم أو ح ساب يوم ،وق يل اللم بمع نى في :أى في يوم ،والهاء في (ف يه) تعود على اليوم ،وإن شئت على
الج مع ،وإن شئت على الح ساب أو العرض ،ولر يب في مو ضع جر صفة ليوم (إن ال ل يخلف) أعاد
ذ كر ال مظهرا تفخي ما ،ولو قال إ نك ل تخلف كان م ستقيما ،ويجوز أن يكون م ستأنفا ول يس محك يا ع من
تقدم ،و (الميعاد) مفعال من الوعد قلبت واوه ياء لسكونها وانكسار ماقبلها.
قوله تعالى (لن تغ نى) الجمهور على التاء لتأن يث الفا عل ،ويقرأ بالياء لن تأن يث الفا عل غ ير حقي قى ،و قد
فصل بينهما أيضا (من ال) في موضع نصب لن التقدير :من عذاب ال ،والمعنى :لن تدفع الموال عنهم
عذاب ال ،و (شيئا) على هذا فمي موضمع المصمدر تقديره :غنمى ويجوز أن يكون شيئا مفعول بمه على
المع نى ،لن مع نى تغ نى عن هم تد فع ،ويكون من ال صفة ل شئ في ال صل قدم ف صار حال ،والتقد ير لن
تدفع عنهم الموال شيئا من عذاب ال .والوقود بالفتح الحطب وبالضم التوقد ،وقيل هما لغتان بمعنى.
قوله تعالى (كدأب) الكاف فمي موضمع نصمب نعتما لمصمدر محذوف ،وفمى ذلك المحذوف أقوال :أحدهما
تقديره :كفروا كفرا كعادة آل فرعون ،ول يس الف عل المقدر هاه نا هو الذى في صلة الذ ين ،لن الف عل قد
انقطع تعلقه بالكاف لجل استيفاء الذين خبره ،ولكن بفعل دل عليه " كفروا " التى هى صلة.
والثانى تقديره عذبوا عذابا كدأب آل فرعون ،ودل عليه أولئك هم وقود النار.
والرا بع تقديره :كذبوا تكذي با كدأب آل فرعون ،فعلى هذا يكون الضم ير في كذبوا ل هم ،و في ذلك تخو يف
لهم لعلمهم بما حل بآل فرعون ،وفى أخذه لل فرعون (والذين من قبلهم) على هذا في موضع جر عطفا
على آل فرعون ،وقيمل الكاف فمي موضمع رفمع خمبر ابتداء محذوف تقديره :دأبهمم فمي ذلك مثمل دأب آل
فرعون ،فعلى هذا يجوز في والذين من قبلهم وجهان :أحدهما هو جر بالعطف أيضا ،وكذبوا في موضع
الحال
___________________________________
() (قوله والرابعة لدى) يقرأ بالتنوين كقفا كما في القاموس اه مصححة)*( .
[]126
وقد معه مرادة ،ويجوز أن يكون مستأنفا لموضع له ذكر لشرح حالهم ،والوجه.
ال خر أن يكون الكلم تم على فرعون والذ ين من قبل هم مبتدأ ،و (كذبوا) خبره ،و (شد يد العقاب) تقديره:
شديد عقابه فالضافة غير محضة ،وقيل شديد هنا بمعنى مشدد ،فيكون على هذا من إضافة اسم الفاعل
إلى المفعول ،وقد جاء فعيل بمعنى مفعل ومفعل.
قوله تعالى (سمتغلبون وتحشرون) يقرآن بالتاء على الخطاب :أى واجههمم بذلك وبالياء تقديره :أخمبرهم
بأحوالهم فإنهم سيغلبون ويحشرون (وبئس المهاد) أى جهنم فحذف المخصوص بالذم.
قوله تعالى ( قد كان ل كم آ ية) آ ية ا سم كان ،ولم يؤ نث لن التأن يث غ ير حقي قى ،ول نه ف صل ،ولن ال ية
والدليل بمعنى ،وفى الخبر وجهان :أحدهما لكم و (في فئتين) نعت لية.
والثانى أن الخبر في فئتين ،ولكم متعلق بكان ،ويجوز أن يكون لكم في موضع نصب على الحال على أن
يكون صفة ل ية :أى آ ية كائ نة ل كم فيتعلق بمحذوف ،و (التق تا) في مو ضع جر نع تا لفئت ين ،و (فئة) خبر
مبتدأ محذوف :أى إحداهمما فئة (وأخرى) نعمت لمبتدأ محذوف تقديره :وفئة أخرى (كافرة) فإن قيمل :إذا
قررت في الولى إحداه ما مبتدأ كان القياس أن يكون والخرى :أى والخرى فئة كافرة ،قيل ،ل ما علم أن
التفر يق ه نا لن فس المث نى المقدم ذكره كان التعر يف والتنك ير واحدا ،ويقرأ في الشاذ " فئة تقا تل وأخرى
كافرة " بالجر فيهما على أنه بدل من فئتين ،ويقرأ أيضا بالنصب فيهما على أن يكون حال من الضمير في
التقتا تقديره :التقتا مؤمنة وكافرة ،وفئة أخرى على هذا للحال ،وقيل فئة ،وماعطف عليها على قراءة من
ر فع بدل من الضم ير في التق تا (ترون هم) يقرأ بالتاء مفتو حة ،و هو من رؤ ية الع ين ،و (مثلي هم) حال ،و
(رأى العين) مصدر مؤكد ،ويقرأ في الشاذ " ترونهم " بضم التاء على مالم يسم فاعله ،وهو من أورى إذا
دله غيره عليمه كقولك ،أريتمك هذا الثوب ،ويقرأ فمي المشهور بالياء على الغيبمة ،فأمما القراءة بالتاء فلن
أول اليمة خطاب ،وموضمع الجملة على هذا يجوز أن يكون نعتما صمفة لفئتيمن ،لن فيهما ضميرا يرجمع
عليه ما ،ويجوز أن يكون حال من الكاف في ل كم ،وأ ما القراءة بالياء فيجوز أن يكون في مع نى التاء ،إل
أ نه ر جع من الخطاب إلى الغي بة ،والمع نى وا حد و قد ذ كر نحوه ،ويجوز أن يكون م ستأنفا ،ول يجوز أن
يكون من رؤ ية القلب على كل القوال لوجه ين :أحده ما قوله رأى الع ين ،والثا نى أن رؤ ية القلب علم،
ومحال أن يعلم الشئ شيئين.
[]127
(يؤيد) يقرأ بالهمز على الصل وبالتخفيف ،وتخفيف الهمزة هنا جعلها واوا خالصة لجل الضمة قبلها،
ولي صح أن تج عل ب ين ب ين لقرب ها من اللف ،وليكون ماق بل اللف إل مفتو حا ،ولذلك لم تج عل الهمزة
المبدوء بها بين بين لستحالة البتداء باللف.
قوله تعالى (ز ين) الجمهور على ضم الزاى ،ور فع ( حب) ويقرأ بالف تح ون صب حب تقديره :ز ين للناس
الشيطان على ماجاء صريحا في الية الخرى ،وحركت الهاء بفى (الشهوات) لنها اسم غير صفة (من
الن ساء) في مو ضع الحال من الشهوات ،والنون في القنطار أ صل ،ووز نه فعلل م ثل حملق ،وق يل هى
زائدة واشتقاقه من قطر يقطر إذا جرى ،والذهب والفضة يشبهان بالماء في الكثرة وسرعة التقلب ،و (من
الذهمب) فمي موضمع الحال ممن المقنطرة (والخيمل) معطوف على النسماء ل على الذهمب والفضمة لنهما
لتسمى قنطارا ،وواحد الخيل خائل ،وهو مشتق من الخيلء مثل طير وطائر ،وقال قوم :ل واحد له من
لف ظه بل هو ا سم للجمع والوا حد فرس ،ولف ظه لفظ الم صدر ،ويجوز أن يكون مخففا من خ يل ولم يج مع
(الحرث) لنه مصدر بمعنى المفعول ،وأكثر الناس على أنه ليجوز إدغام الثاء في الذال هنا لئل يجمع
بيمن سماكنين لن الراء سماكنة ،فأمما الدغام فمي قوله يلهمث ذلك فجائز ،و (المآب) مفعمل ممن آب يئوب،
والصل مأوب ،فلما تحركت الواو وانفتح ماقبلها في الصل وهو آب قلبت ألفا.
قوله تعالى (قل أؤنبئكم) يقرأ بتحقيق الهمزتين على الصل ،وتقلب الثانية واوا خالصة لنضمامها وتليينها
وهو جعلها بين الواو والهمزة ،وسوغ ذلك انفتاح ماقبلها (بخير من ذلكم) " من " في موضع نصب بخير
تقديره :بما يفضل ذلك ،وليجوز أن يكون صفة لخير ،لن ذلك يوجب أن تكون الجنة ومافيها مما رغبوا
فيه بعضا لما زهدوا فيه من الموال ونحوها (للذين اتقوا) خبر المبتدأ الذى هو (جنات) و (تجرى) صفة
لها.
وعند ربهم يحتمل وجهين :أحدهما أن يكون ظرفا للستقرار .والثانى أن يكون صفة للجنات في الصل
قدم فانتصمب على الحال ويجوز أن يكون العاممل تجرى ،و (ممن تحتهما) متعلق بتجرى ،ويجوز أن يكون
حال من (النهار) أى تجرى النهار كائنة تحتها.
ويقرأ جنات بكسر التاء وفيه وجهان :أحدهما هو مجرور بدل من خير ،فيكون للذين اتقوا على هذا صفة
لخير ،والثانى أن يكون منصوبا على إضمار أعنى ،أو بدل من موضع بخير ،ويجوز أن يكون
[]128
الرفع على خبر مبتدأ محذوف :أى هو جنات ،ومثله " بشر من ذلكم النار " ويذكر في موضعه إن شاء ال
تعالى ،و (خالديمن فيهما) حال إن شئت ممن الهاء فمي تحتهما ،وإن شئت ممن الضميمر فمي اتقوا ،والعاممل
الستقرار ،وهى حال مقدرة (وأزواج) معطوف على جنات بالرفع ،فأما على القراءة الخرى فيكون مبتدأ
وخبره محذوف تقديره :ولهم أزواج (ورضوان) يقرأ بكسر الراء وضمها وهما لغتان ،وهو مصدر ونظير
الكسر التيان والقربات ،ونظير الضم الشكران والكفران.
قوله تعالى (الذين يقولون) يجوز أن يكون في موضع جر صفة للذين اتقوا أو بدل منه ،ويضعف أن يكون
صفة للعباد ،لن فيه تخصيصا لعلم ال وهو جائز على ضعفه ،ويكون الوجه فيه إعلمهم بأنه عالم بمقدار
مشقت هم في العبادة ف هو يجازي هم علي ها ،ك ما قال :وال أعلم بإيمان كم ،ويجوز أن يكون في مو ضع ن صب
على تقدير أعنى ،وأن يكون في موضع رفع على إضمارهم.
قوله تعالى (الصمابرين) ومابعده يجوز أن يكون مجرورا ،وأن يكون منصموبا صمفة للذيمن إذا جعلتمه فمي
موضع جر أو نصب ،وإن جعلت الذين رفعا نصبت الصابرين بأعنى.
ففيمه جوابان :أحدهمما أن الصمفات إذا تكررت جاز أن يعطمف بعضهما على بعمض بالواو ،وإن كان
الموصوف بها واحدا ،ودخول الواو في مثل هذا الضرب تفخيم ،لنه يؤذن لن كل صفة مستقلة بالمدح،
والجواب الثانى أن هذه الصفات متفرقة فيهم ،فبعضهم صابر وبعضهم صادق ،فالموصوف بها متعدد.
قوله تعالى (شهد ال) الجمهور على أنه فعل وفاعل ،ويقرأ " شهداء ل " جمع شهيدا أو شاهد بفتح الهمزة
وزيادة لم مع اسم ال ،وهو حال من يستغفرون ،ويقرأ كذلك إل أنه مرفوع على تقدير :هم شهداء ،ويقرأ
" شهداء ال " بالرفع والضافة ،و (أنه) أى بأنه في موضع نصب أو جر على ماذكرنا من الخلف في
غير موضع (قائما) حال من هو ،والعامل فيه معنى الجملة :أى يفرد قائما ،وقيل هو حال من اسم ال :أى
شهد لنفسه بالوحدانية ،وهى حال مؤكدة على الوجهين ،وقرأ ابن مسعود القائم على أنه بدل أو خبر مبتدأ
محذوف (العزيز الحكيم) مثل الرحمن الرحيم في قوله " وإلهكم إله واحد " وقد ذكر.
[]129
قوله تعالى (إن الذيمن) الجمهور على كسمر الهمزة على السمتئناف ،ويقرأ بالفتمح على أن الجملة مصمدر،
وموضعه جر بدل من أنه لإله إل هو :أى شهد ال بوحدانيته بأن الدين ،وقيل هو بدل من القسط ،وقيل
هو في مو ضع ن صب بدل من المو ضع ،والبدل على الوجوه كل ها بدل ال شئ من ال شئ و هو هو ،ويجوز
بدل الشتمال (عند ال) ظرف العامل فيه الدين ،وليس بحال منه لنه أن تعمل في الحال (بغيا) مفعول من
أجله ،والتقدير :اختلفوا بعد ماجاءهم العلم للبغى ،ويجوز أن يكون مصدرا في موضع الحال (ومن يكفر) "
من " مبتدأ ،والخبر يكفر ،وقيل الجملة من الشرط والجزاء هى الخبر ،وقيل الخبر هو الجواب ،والتقدير:
سريع الحساب له.
قوله تعالى (وممن اتبع نى) " من " فمي موضمع ر فع عط فا على التاء في أسملمت :أى وأ سلم من اتبعنمى
وجوههم ل ،وقيل هو مبتدأ والخبر محذوف :أى كذلك ،ويجوز إثبات الياء على الصل وحذفها تشبيها له
برؤوس الى والقوافى ،كقول العشى :فهل يمنعنى ارتيادى البل * دمن حذر الموت أن يأتين وهو كثير
في كلمهم (أأسلمتم) هو في معنى المر :أى أسلموا كقوله " فهل أنتم منتهون " أى انتهوا.
قوله تعالى (فبشر هم) هو خبر إن ،ودخلت الفاء ف يه ح يث كا نت صلة الذى فعل ،وذلك مؤذن با ستحقاق
البشارة بالعذاب جزاء على الكفر ،ول تم نع إن من دخول الفاء في ال خبر لن ها لم تغ ير معنى البتداء بل
أكدته ،فلو دخلت على الذى كان أو ليت لم يجز دخول الفاء في الخبر.
قوله تعالى (يدعون) في موضع حال من الذين (وهم معرضون) في موضع رفع صفة لفريق ،أو حال من
الضمير في الجار ،وقد ذكرنا ذلك في قوله " أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم ".
قوله تعالى (ذلك) همو خمبر مبتدإ محذوف .أى ذلك الممر ذلك ،فعلى هذا يكون قوله (بأنهمم قالوا) فمي
موضمع نصمب على الحال ممما فمي ذا ممن معنمى الشارة :أى ذلك الممر مسمتحقا بقولهمم وهذا ضعيمف،
والجيد أن يكون ذلك مبتدأ وبأنهم خبره :أى ذلك العذاب مستحق بقولهم.
[]130
قوله تعالى (فك يف إذا جمعنا هم) ك يف في مو ضع ن صب على الحال ،والعا مل ف يه محذوف تقديره :ك يف
يصنعون أو كيف يكونون ،وقيل كيف ظرف لهذا المحذوف وإذا ظرف للمحذوف أيضا.
قوله تعالى ( قل الل هم) الم يم المشددة عوض من ياء ،وقال الفراء :ال صل ياأل أم نا بخ ير ،و هو مذ هب
ضعيف ،وموضع بيان ضعفه غير هذا الموضع (مالك الملك) هو نداء ثان :أى يامالك الملك ،وليجوز أن
يكون صمفة عنمد سميبويه على الموضمع ،لن الميمم فمي آخمر المنادى تمنمع ممن ذلك عنده ،وأجاز الممبرد
والزجاج أن يكون صفة (تؤتى الملك) هو ومابعده من المعطوفات خبر مبتدإ محذوف :أى أنت ،وقيل هو
مستأنف ،وقيل الجملة في موضع الحال من المنادى ،وانتصاب الحال على المنادى مختلف فيه ،والتقدير:
من يشاء إتيانه إياه ،ومن يشاء انتزاعه منه (بيدك الخير) مستأنف ،وقيل حكمه حكم ماقبله من الجمل.
قوله تعالى (الميت من الحى) يقرأ بالتخفيف والتشديد ،وقد ذكرناه في قوله " إنما حرم عليكم الميتة " (بغير
ح ساب) يجوز أن يكون حال من المفعول المحذوف :أى ترزق من تشاؤه غ ير محا سب ،ويجوز أن يكون
حال ممن ضميمر الفاعمل :أى تشاء غيمر محاسمب له أو غيمر مضيمق له ،ويجوز أن يكون نعتما لمصمدر
محذوف أو مفعول محذوف :أى رزقا غير قليل.
قوله تعالى (ليتخذ المؤمنون) هو نهى ،وأجاز الكسائى فيه الرفع على الخبر ،والمعنى ليبتغى (من دون)
في مو ضع ن صب صفة لولياء (فل يس من ال في شئ) التقد ير فل يس في شئ من د ين ال ،ف من ال في
موضع نصب على الحال ل نه صفة للنكرة قدمت عليه (إل أن تتقوا) هذا رجوع من الغيبة إلى الخطاب،
وموضع أن تتقوا نصب لنه مفعول من أجله ،وأصل (تقاة) وقية ،فأبدلت الواو تاء لنضمامها ضما لزما
مثل نحاة ،وأبدلت الياء ألفا لتحركها وانفتاح ماقبلها وانتصابها على الحال ،ويقرأ تقية ووزنها فعيلة ،والياء
بدل من الواو أيضا (ويحذركم ال نفسه) أى عقاب نفسه ،كذا قال الزجاج ،وقال غيره :لحذف هنا.
قوله تعالى (ويعلم مافى السموات) هو مستأنف ،وليس من جواب الشرط لنه يعلم مافيها على الطلق.
قوله تعالى (يوم تجد) يوم هنامفعول به :أى اذكر ،وقيل هو ظرف والعامل فيه " قدير " وقيل العامل فيه "
وإلى ال المصير " وقيل العامل فيه :ويحذركم
[]131
ال عقابمه يوم تجمد فالعاممل فيمه العقاب ل التحذيمر( ،ومما عملت) مافيمه بمعنمى الذى ،والعائد محذوف
وموضعمه نصمب مفعول أول ،و (محضرا) المفعول الثانمى هكذا ذكروا ،والشبمه أن يكون محضرا حال،
وتجد المتعدية إلى مفعول واحد (وماعملت من سوء) فيه وجهان :أحدهما هى بمعنى الذى أيضا معطوفة
على الولى ،والتقديمر :وماعملت ممن سموء محضرا أيضما ،و (تود) على هذا فمي موضمع نصمب على
الحالوالعامل تجد.
والثانى :أنها شرط وارتفع تود على أنه أراد ألفاه أى فهى تود ،ويجوز أن يرتفع من غير تقدير حذف لن
الشرط هنا ماض .وإذا لم يظهر في الشرط لفظ الجزم جاز في الجزاء الجزم والرفع.
قوله تعالى (فإن تولوا) يجوز أن يكون خطابا فتكون التاء محذوفة :أى فإن تتولوا وهو خطاب كالذى قبله،
ويجوز أن يكون للغيبة فيكون لفظه لفظ الماضى.
قوله تعالى (ذرية) قد ذكرنا وزنها ومافيها من القراءات ،فأما نصبها فعلى البدل من نوح وماعطف عليه
من ال سماء ،وليجوز أن يكون بدل من آدم ل نه ل يس بذر ية ،ويجوز أن يكون حال من هم أي ضا والعا مل
فيها اصطفى (بعضها من بعض) مبتدأ وخبر في موضع نصب صفة لذرية.
قوله تعالى (إذ قالت) ق يل تقديره اذ كر ،وق يل هو ظرف لعل يم ،وق يل العا مل ف يه ا صطفى المقدرة مع آل
عمران (محررا) حال من ما و هى بمع نى الذى ل نه لم ي صر م من يع قل ب عد ،وق يل هو صفة لمو صوف
محذوف ،أى غلما محررا ،وإنما قدروا غلما لنهم كانوا ليجعلون لبيت المقدس إل الرجال.
قوله تعالى (وضعت ها أن ثى) أن ثى حال من الهاء أو بدل من ها (ب ما وض عت) يقرأ بف تح الع ين و سكون التاء
على أنه ليس من كلمها بل معترض وجاز ذلك لما فيه من تعظيم الرب تعالى ،ويقرأ بسكون العين وضم
التاء على أ نه من كلم ها والولى أقوى ،لن الو جه في م ثل هذا أن يقال وأ نت أعلم ب ما وض عت .وو جه
جوازه أنها وضعت الظاهر موضع المضمر تفخيما ،ويقرأ بسكون العين وكسر التاء كأن قائل قال لها ذلك
(سميتها مريم) هذا الفعل مما يتعدى إلى المفعول الثانى تارة بنفسه وتارة بحرف الجر تقول العرب سميتك
زيدا وبزيد.
قوله تعالى (وأنبتها نباتا حسنا) هو هنا مصدر على غير لفظ الفعل المذكور
[]132
وهو نائب عن إنبات ،وقيل التقدير فنبتت نباتا ،والنبت والنبات بمعنى ،وقد يعبر بهما عن النابت ،وتقبلها:
أى قبلها ،ويقرأ على لفظ الدعاء في تقبلها وأنبتها وكفلها وربها بالنصب :أى ياربها ،و (زكريا) المفعول
الثانى ،ويقرأ في المشهور كفلها بفتح الفاء ،وقرئ أيضا بكسرها وهى لغة ،يقال كفل يكفل مثل علم يعلم،
ويقرأ بتشديد الفاء والفاعل ال وزكريا المفعول ،وهمزة زكريا للتأنيث إذ ليست منقلبة ولزائدة للتكثير ول
لللحاق ،وفيه أربع لغات :هذه إحداها ،والثانية القصر ،والثالثة زكرى بياء مشدد من غير ألف ،والرابعة
ز كر بغ ير ياء (كل ما) قد ذكر نا إعرا به أول البقرة ،و (المحراب) مفعول د خل ،و حق " د خل " أى يتعدى
بفى أو بإلى لكنه ات سع فيه فأوصل بنف سه إلى المفعول ،و (عندها) يجوز أن يكون ظرفا لو جد وأن يكون
حال ممن الرزق وهوصمفة له فمي الصمل :أى رزقما كائنما عندهما ووجمد المتعدى إلى مفعول واحمد وهمو
جواب كلما.
وأ ما (قال يامر يم أ نى لك) ف هو م ستأنف فلذلك لم يعط فه بالفاء ولذلك (قالت هو من ع ند ال) وليجوز أن
يكون قال بدل من و جد ،ل نه ل يس في معناه ،ويجوز أن يكون التقد ير فقال فحذف الفاء ك ما حذ فت في
جواب الشرط كقوله " وإن أطعتموهم إنكم " وكذلك قول الشاعر * :من يفعل الحسنات ال يشكرها * وهذا
الموضع يشبه جواب الشرط ،لن كلما تشبه الشرط في اقتضائها الجواب (هذا) مبتدأ وأنى خبره ،والتقدير
من أين ولك تبيين؟ ويجوز أن يرتفع هذا بلك وأنى ظرف للستقرار.
قوله تعالى (هنا لك) أكثر مايقع هنا ظرف مكان وهو أصلها ،وقد وقعت هنا زمانا فهى في ذلك كعند فإنك
تجعل ها زما نا وأ صلها المكان كقولك أتي تك ع ند طلوع الش مس ،وق يل ه نا مكان :أى في ذلك المكان د عا
زكريا والكاف حرف للخطاب وبها تصير هنا للمكان البعيد عنك ،ودخلت اللم لزيادة البعد وكسرت على
أ صل التقاء ال ساكنين هى واللف قبل ها ،وق يل ك سرت لئل تلت بس بلم الملك ،وإذا حذ فت الكاف فقلت ه نا
للمكان والحاضر في هنا دعا (قال) مثل قال أنى لك (من لدنك) يجوز أن يتعلق بهب لى فيكون من لبتداء
غا ية اله بة ،ويجوز أن يكون في ال صل صفة ل (ذر ية) قد مت فانت صبت على الحال ،و ( سميع) بمع نى
سامع.
[]133
قوله تعالى (فنادتمه) الجمهور على إثبات تاء التأنيمث ،لن الملئكمة جماعمة ،وكره( )1قوم التاء لنهما
للتأن يث ،و قد زع مت الجاهل ية أن الملئ كة إناث فلذلك قرأ من قرأ فناداه بغ ير تاء والقراءة به جيدة ،لن
الملئ كة ج مع ومااعتلوا به ل يس ب شئ ،لن الجماع على إثبات التاء في قوله " وإذ قالت الملئ كة يامر يم
" (وهو قائم) حال من الهاء في نادته (يصلى) حال من الضمير في قائم ،ويجوز أن يكون في موضع رفع
صمفة لقائم (إن ال) يقرأ بفتمح الهمزة :أى بأن ال ،وبكسمرها :أى قالت إن ال لن النداء قول (يبشرك)
الجمهور على التشد يد ،ويقرأ بف تح الياء و ضم الش ين مخف فا ،وب ضم الياء وك سر الش ين مخف فا أي ضا ،يقال
بشرته وبشرته وأبشرته.
ومنه قوله " وأبشروا بالجنة " (يحيى) اسم أعجمى ،وقيل سمى بالفعل الذى ماضيه حيى (مصدقا) حال منه
(وسيدا وحصورا ونبيا) كذلك.
قوله تعالى (غلما) اسم يكون ولى خبره ،ويجوز أن يكون فاعل يكون على أنها تامة فيكون لى متعلقا بها
أو حال من غلم أى أنى يحدث غلم لى؟ وأنى بمعنى كيف أو من أين (بلغنى الكبر) وفى موضع آخر "
بل غت من ال كبر " والمع نى وا حد لن مابل غك ف قد بلغ ته (عا قر) أى ذات ع قر ف هو على الن سب و هو في
المعنمى مفعول أى معقورة ولذلك لم يلحمق تاء التأنيمث (كذلك) فمي موضمع نصمب :أى يفعمل مايشاء فعل
كذلك.
قوله تعالى (اجعمل لى آيمة) أى صمير لى ،فآيمة مفعول أول ولى مفعول ثان (آيتمك) مبتدأ ،و (أل تكلم)
خبره ،وإن كان قد قرئ تكلم بالر فع ف هو جائز على تقد ير :إ نك لتكلم كقوله " أل ير جع إلي هم قول " (إل
رمزا) ا ستثناء من غ ير الج نس ،لن الشارة لي ست كل ما ،والجمهور على ف تح الراء وإ سكان الم يم و هو
مصدر رمز ويقرأ بضمها وهو جمع رمزة بضمتين وأقر ذلك في الجمع ،ويجوز أن يكون مسكن الميم في
الصل ،وإنما أتبع الضم الضم ،ويجوز أن يكون مصدرا غير جمع ،وضم إتباعا كاليسر واليسر (كثيرا)
أى ذكرا كثيرا ،و (العشى) مفرد وقيل جمع عشية (والبكار) مصدر ،والتقدير :ووقت البكار ،يقال أبكر
إذا دخل في البكرة.
قوله تعالى (وإذ قالت) تقديره ،واذكممر إذ قالت :وإن شئت كان معطوفمما على " إذ قالت امرأة عمران "
والصل في اصطفى اصتفى ثم أبدلت التاء طاء لتوافق الصاد في الطباق ،وكرر اصطفى إما توكيدا وإما
ليبين من اصطفاها عليهم.
___________________________________
() القراءتان جيدتان صحيحتان فل عبرة بكراهة قوم لحوق تاء التأنيث في قوله (فنادته) اه مصحح)*( .
[]134
قوله تعالى (ذلك من أنباء الغيب) يجوز أن يكون التقدير المر ذلك فعلى هذا من أنباء الغيب حال من ذا،
ويجوز أن يكون ذلك مبتدأ ومن أنباء خبره ،ويجوز أن يكون (نوحيه) خبر ذلك ،ومن أنباء حال من الهاء
في نوحيه ،ويجوز أن يكون متعلقا بنوحيه أى اليحاء مبدوء به من أنباء الغيب (إذ يلقون) ظرف لكان.
ويجوز أن يكون ظرفما للسمتقرار الذى تعلق بمه لديهمم ،والقلم جممع قلم ،والقلم بمعنمى المقلوم ،أى
المقطوع كالن قض بمع نى المنقوض والق بض بمع نى المقبوض (أي هم يك فل مر يم) مبتدأ و خبر في مو ضع
نصب :أى يقترعون أيهم ،فالعامل فيه مادل عليه يلقون ،و (إذ يختصمون) مثل " إذ يلقون " ويختصمون
بمعنى اختصموا وكذلك يلقون :أى ألقوا ،ويجوز أن يكون حكى الحال.
قوله تعالى (إذ قالت الملئكمة) إذ بدل ممن إذا التمى قبلهما ،ويجوز أن يكون ظرفما ليختصممون ،ويجوز أن
يكون التقدير اذكر (منه) في موضع جر صفة للكلمة ،ومن هنا لبتداء الغاية (اسمه) مبتدأ ،و (المسيح)
خبره ،و (عي سى) بدل م نه أو ع طف بيان ،وليجوز أن يكون خبرا آ خر ،لن تعدد الخبار يو جب تعدد
المبتدإ ،والمبتدأ هنا مفرد وهو قوله اسمه ،ولو كان عيسى خبرا آخر لكان أسماؤه أو أسماؤها على تأنيث
الكل مة ،والجملة صفة لكل مة ،و (ا بن مر يم) خبر مبتدأ محذوف ،أى هو ا بن ،وليجوز أن يكون بدل م ما
قبله ولصفة لن ابن مريم ليس باسم ،أل ترى أنك لتقول اسم هذا الرجل ابن عمرو إل إذا كان قد علق
علما عليه ،وإنما ذكر الضمير في اسمه على معنى الكلمة ،لن المراد بيبشرك بمكون أو مخلوق (وجيها
-ومن المقربين .ويكلم) أحوال مقدرة ،وصاحبها معنى الكلمة ،وهو مكون أو مخلوق ،وجاز أن ينتصب
الحال ع نه و هو نكرة ل نه قد و صف ،وليجوز أن تكون أحوال من الم سيح ،ول من عي سى ،ول من ا بن
مر يم لن ها أخبار ،والعا مل في ها البتداء أو المبتدأ أو ه ما ،ول يس شئ من ذلك يع مل في الحال ،وليجوز
أن تكون أحوال من الهاء في اسمه للفصل الواقع بينهما ولعدم العامل في الحال.
قوله تعالى ( في الم هد) يجوز أن يكون حال من الضم ير في يكلم :أى يكلم هم صغيرا ،ويجوز أن يكون
ظرفما (وكهل) يجوز أن يكون حال معطوفمة على وجيهما ،وأن يكون معطوفما على موضمع فمي المهمد إذا
جعلته حال (ومن الصالحين) حال معطوفة على وجيها.
[]135
قوله تعالى (كذلك ال يخلق) قد ذ كر في قوله " كذلك ال يف عل مايشاء " ق صة زكر يا ،و (إذا ق ضى أمرا)
مشروح في البقرة.
قوله تعالى (ونعلممه) يقرأ بالنون حمل على قوله " ذلك ممن أنباء الغيمب نوحيمه إليمك " ويقرأ بالياء حمل
على يبشرك ،وموض عه حال معطو فة على وجي ها (ور سول) ف يه وجهان :أحده ما هو صفة م ثل صبور
وشكور ،فيكون حال أيضما ،أو مفعول بمه على تقديمر :ويجعله رسمول ،وفعول هنما بمعنمى مفعمل :أى
مرسل ،والثانى أن يكون مصدرا كما قال الشاعر * :أبلغ أبا سلمى رسول تروعه * فعلى هذا يجوز أن
يكون مصمدرا فمي موضمع الحال ،وأن يكون مفعول معطوفما على الكتاب :أى ونعلممه رسمالة ،فإلى على
الوجهيمن تتعلق برسمول لنهمما يعملن عممل الفعمل ،ويجوز أن يكون إلى نعتما لرسمول فيتعلق بمحذوف
(أنى) في موضع الجملة ثلثة أوجه :أحدها جر :أى بأنى وذلك مذهب الخليل ،ولو ظهرت الباء لتعلقت
برسول أو بمحذوف يكون صفة لرسول :أى ناطقا بأنى أو مخبرا ،والثانى موضعها نصب على الموضع،
وهو مذهب سيبويه ،أو على تقدير :يذكر أنى ،ويجوز أن يكون بدل من رسول إذا جعلته مصدرا تقديره
ونعلمه أنى قد جئتكم ،والثالث موضعها رفع :أى هو أنى قد جئتكم إذا جعلت رسول مصدرا أيضا (بآية)
في مو ضع الحال :أى محت جا بآ ية ( من رب كم) يجوز أن يكون صفة ل ية ،وأن يكون متعل قا بجئت (أ نى
أخلق) يقرأ بف تح الهمزة ،و فى موض عه ثل ثة أو جه :أحد ها جر بدل من آ ية ،والثا نى ر فع :أى هى أ نى،
والثالث أن يكون بدل من أ نى الولى ،ويقرأ بك سر الهمزة على ال ستئناف أو على إضمار القول (كهيئة)
الكاف في مو ضع ن صب نع تا لمفعول محذوف :أى هيئة كهيئة الط ير ،والهيئة م صدر في مع نى المه يإ
كالحلق بمع نى المخلوق ،وق يل الهيئة ا سم لحال ال شئ ولي ست م صدرا ،والم صدر الته يؤ والته يؤ والتهيئة،
ويقرأ كهية الطير على إلقاء حركة الهمزة على الياء وحذفها ،وقد ذكر في البقرة اشتقاق الطير وأحكامه،
والهاء في (ف يه) تعود على مع نى الهيئة لن ها مع نى المه يإ ،ويجوز أن تعود على الكاف لن ها ا سم بمع نى
م ثل ،وأن تعود على الطيمر ،وأن تعود على المفعول المحذوف (فيكون) أى فيصمير ،فيجوز أن تكون كان
هنا التامة ،لن معناها صار ،وصار بمعنى انتقل ،ويجوز أن تكون الناقصة ،و (طائرا) على الول حال،
وعلى الثانمى خمبر ،و (بإذن ال) يتعلق بيكون (بمما تأكلون) يجوز أن تكون بمعنمى الذى ونكرة موصموفة
ومصدرية ،وكذلك
[]136
ماالخرى ،والصل في (تدخرون) تذتخرون إل أن الذال مجهورة والتاء مهموسة فلم يجتمعا ،فأبدلت التاء
دال لن ها من مخرج ها لتقرب من الذال ثم أبدلت الذال دال وأدغ مت ،و من العرب من يقلب التاء ذال،
ويدغم ويقرأ بتخفيف الذال وفتح الخاء وماضيه ذخر.
قوله تعالى (وم صدقا) حال معطو فة على قوله بآ ية :أى جئت كم بآ ية وم صدقا (ل ما ب ين يدى) وليجوز أن
يكون معطو فا على وجي ها ،لن ذلك يو جب أن يكون وم صدقا ل ما ب ين يد يه على ل فظ الغي بة ( من التوراة)
في موضع نصب على الحال من الضمير المستتر في الظرف وهو بين ،والعامل فيها الستقرار أن نفس
الظرف ،ويجوز أن يكون حال من " ما " فيكون العا مل في ها م صدقا (ول حل) هو معطوف على محذوف
تقديره :لخفف عنكم أو نحو ذلك (وجئتكم بآية) هذا تكرير للتوكيد ،لنه قد سبق هذا المعنى في الية التى
قبلها.
قوله تعالى (من هم الك فر) يجوز أن يتعلق " من " بأ حس ،وأن يكون حال من الك فر (أن صارى) هو ج مع
نصير كشريف وأشراف ،وقال قوم :هو جمع نصر وهو ضعيف ،إل أن تقدر فيه حذف مضاف :أى من
صاحب ن صرى ،أو تجعله م صدرا و صف به ،و (إلى) في مو ضع الحال متعل قة بمحذوف وتقديره :من
أن صارى مضا فا إلى ال أو إلى أن صار ال ،وق يل هى بمع نى مع ول يس ب شئ ،فإن إلى لت صلح أن تكون
بمع نى مع ،ولقياس يعضده (الحواريون) الجمهور على تشد يد الياء و هو ال صل ،لن ها ياء الن سبة ،ويقرأ
بتخفيفها لنه فر من تضعيف الياء وجعل ضمة الياء الباقية دليل على أصل ،كما قرءوا " يستهزئون " مع
أن ض مة الياء ب عد الك سرة م ستثقل ،واشتقاق الكل مة من الحور و هو البياض ،وكان الحواريون يق صرون
الثياب ،وق يل اشتقا قه من حار يحور إذا ر جع فكأن هم الراجعون إلى ال وق يل هو مش تق من نقاء القلب
وخلوصه وصدقه.
قوله تعالى (فاكتبنا مع الشاهدين) في الكلم حذف تقديره :مع الشاهدين لك بالوحدانية.
قوله تعالى (وال خير الماكرين) وضع الظاهر موضع المضمر تفخيما ،والصل وهو خير الماكرين.
[]137
بالضا فة والتقد ير ،راف عك إلي ومتوف يك ،ل نه ر فع إلى ال سماء ثم يتو فى ب عد ذلك ،وق يل الواو للج مع فل
فرق ب ين التقد يم والتأخ ير ،وق يل متوف يك من بين هم وراف عك إلى ال سماء فل تقد يم ف يه ول تأخ ير (وجا عل
الذين اتبعوك) قيل هو خطاب لنبينا عليه الصلة والسلم فيكون الكلم تاما على ماقبله ،وقيل هو لعيسى.
والمعنى :أن الذين اتبعوه ظاهرون على اليهود وغيرهم من الكفار إلى قبل يوم القيامة بالملك والغلبة ،فأما
يوم القيامة فيحكم بينهم فيجازى كل على عمله.
قوله تعالى (فأمما الذيمن كفروا) يجوز أن يكون الذيمن مبتدأ (فأعذبهمم) خمبره ويجوز أن يكون الذيمن فمي
موضمع نصمب بفعمل محذوف يفسمره فأعذبهمم تقديره فأعذب بغيمر ضميمر مفعول لعمله فمي الظاهمر قبله
فحذف ،وجعل الفعل المشغول بضمير الفاعل مفسرا له ،وموضع الفعل المحذوف بعد الصلة ،وليجوز أن
يقدر الفعل قبل الذين لن أما ليليها الفعل ،ومله (وأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فيوفيهم) " وأما ثمود
فهديناهم " فيمن نصب.
قوله تعالى (ذلك نتلوه) فيه ثلثة أوجه :أحدها ذلك مبتدأ ونتلوه خبره.
والثانى المبتدأ محذوف وذلك خبره :أى المر ذلك ،ونتلوه في موضع الحال :أى المر المشار إليه متلوا،
و (ممن اليات) حال ممن الهاء ،والثالث ذلك مبتدأ ،وممن اليات خمبره ،ونتلوه حال ،والعاممل فيمه معنمى
الشارة ،ويجور أن يكون ذلك في مو ضع نصب بف عل دل عل يه نتلوه ،تقديره :نتلو ذلك فيكون من اليات
حال من الهاء أيضا ،و (الحكيم) هنا بمعنى المحكم.
قوله تعالى (خلقه من تراب) هذه الجملة تفسير للمثل فل موضع لها ،وقيل موضعها حال من آدم ،وقد معه
مقدرة ،والعا مل في ها مع نى الت شبيه ،والهاء لدم و من متعل قة بخلق ،ويض عف أن يكون حال ل نه ي صير
تقديره :خلقه كائنا من تراب ،وليس المعنى عليه (ثم قال له) ثم هاهنا لترتيب الخبر للترتيب المخبر عنه
لن قوله ( كن) لم يتأ خر عن خل قه ،وإن ما هو في المع نى تف سير لمع نى الخلق ،و قد جاءت ثم غ ير مقيدة
بترتيب المخبر عنه كقوله " فإلينا مرجعهم ثم ال شهيد " وتقول :زيد عالم ثم هو كريم ،ويجوز أن تكون
لترتيب المخبر عنه على أن يكون المعنى صوره طينا ،ثم قال له كن لحما ودما.
قوله تعالى (فمن حاجك فيه) الهاء ضمير عيسى ،ومن شرطية ،والماضى بمعنى المستقبل و (ما) بمعنى
الذى ،و (من العلم) حال من ضمير الفاعل.
[]138
ول يجوز أن تكون مام صدرية على قول سيبويه والجمهور ،لن ما الم صدرية ليعود إلي ها ضم ير ،و فى
حا جك ضم ير فا عل ،إذ ل يس بعده ماي صح أن يكون فاعل ،والعلم لي صح أن يكون فاعل ،لن من لتزاد
في الواجب ،ويخرج على قول الخفش أن تكون مصدرية ومن زائدة ،والتقدير :من بعد مجئ العلم إياك
والصل في (تعالوا) تعاليوا ،لن الصل في الماضى تعالى ،والياء منقلبة عن واو لنه من العلو فأبدلت
الواو ياء لوقوعها رابعة ،ثم أبدلت الياء ألفا ،فإذا جاءت واو الجمع حذفت للتقاء الساكنين وبق يت الفتحة
تدل عليهما ،و (ندع) جواب لشرط محذوف ،و (نبتهمل) و (نجعمل) معطوفان عليمه ،ونجعمل المتعديمة إلى
مفعولين أى نصير ،والمفعول الثانى (على الكاذبين).
قوله تعالى (لهو القصص) مبتدأ وخبر في موضع خبر إن (إل ال) خبر من إله تقديره :وماإله إل ال.
قوله تعالى (فإن تولوا) يجوز أن يكون اللفممظ ماضيمما ،ويجوز أن يكون مسممتقبل تقديره :يتولوا ،ذكره
النحاس وهو ضعيف ،لن حرف المضارعة ليحذف.
قوله تعالى (سواء) الجمهور على الجر وهو صفة لكلمة ،ويقرأ " سواء " بالنصب على المصدر ،ويقرأ "
كل مة " بك سر الكاف وإ سكان اللم على التخف يف والن قل م ثل ف خذ وك بد (بين نا وبين كم) ظرف ل سواء :أى
لتستوى الكلمة بيننا ولم تؤنث سواء ،وهو صفة مؤنث ،لنه مصدر وصف به ،فأما قوله (أل نعبد) ففى
موضعه وجهان :أحدهما جر بدل من سواء أو من كلمة ،تقديره :تعالوا إلى ترك عبادة غير ال ،والثانى
هو رفع تقديره :هى أن لنعبد إل ال ،وأن هى المصدرية ،وقيل تم الكلم على سواء ثم استأنف فقال بيننا
وبينكمم أن لنعبمد :أى بيننما وبينكمم التوحيمد ،فعلى هذا يجوز أن يكون أن لنعبمد مبتدأ والظرف خمبره،
والجملة صفة لكلمة ،ويجوز أن يرتفع أل نعبد بالظرف (فإن تولوا) هو ماض ،وليجوز أن يكون التقدير:
يتولوا لفساد المعنى ،لن قوله (فقولوا اشهدوا) خطاب للمؤمنين ،ويتولوا للمشركين ،وعند ذلك ليبقى في
الكلم جواب الشرط ،والتقدير :فقولوا لهم.
قوله تعالى (لم تحاجون) الصمل لمما ،فحذفمت اللف لمما ذكرنما فمي قوله " فلم تقتلون " واللم متعلقمة
بتحاجون (إل من بعده) من يتعلق بأنزلت ،والتقدير من بعد موته.
[]139
قوله تعالى (هاأن تم) ها للت نبيه ،وق يل هى بدل من همزة ال ستفهام ،ويقرأ بتحق يق الهمزة وال مد ،وبتلي ين
الهمزة والمد ،وبالقصر والهمز ،وقد ذكرنا إعراب هذا الكلم في قوله " ثم أنتم هؤلء تقتلون " (فيما) هى
بمع نى الذى أو نكرة مو صوفة ،و (علم) مبتدأ ول كم خبره ،و به في مو ضع ن صب على الحال ل نه صفة
لعلم في الصل قدمت عل يه ،وليجوز أن تتعلق الباء بعلم إذ فيه تقديم الصلة على الموصول ،فإن علقتها
بمحذوف يفسره المصدر جاز ،وهو الذى يسمى تبيينا.
قوله تعالى (بإبراه يم) الباء تتعلق بأولى ،و خبر إن (للذ ين اتبعوه) وأولى أف عل من ولى يلى ،وأل فه منقل بة
عن ياء لن فاءه واو ،فل تكون لمه واو ،إذ ليس في الكلم مافاؤه ولمه واوان إل واو(( )1وهذا النبى)
معطوف على خبر إن ،ويقرأ النبى بالنصب :أى واتبعوا هذا النبى.
قوله تعالى (وجهه النهار) وجه ظرف لمنوا بدليل قوله (واكفروا آخره) ويجوز أن يكون ظرفا لنزل.
قوله تعالى (إل لمن تبع) فيه وجهان :أحدهما أنه استثناء مما قبله ،والتقدير :ولتقروا إل لمن تبع ،فعلى
هذا اللم غيمر زائدة ،ويجوز أن تكون زائدة ،ويكون محمول على المعنمى :أى اجحدوا كمل أحمد إل ممن
تبع ،والثانى أن النية التأخير ،والتقدير ولتصدقوا أن يؤتى أحد مثل ماأوتيتم إل من تبع دينكم ،فاللم على
هذا زائدة ،ومن في موضع نصب على الستثناء من أحد ،فأما قوله (قل إن الهدى) فمعترض بين الكلمين
ل نه مشدد ،وهذا الو جه بع يد لن ف يه تقد يم الم ستثنى على الم ستثنى م نه ،وعلى العا مل ف يه وتقد يم ما فى
صلة أن عليها.
فعلى هذا في موضع أن يؤتى ثلثة أوجه :أحدها جر تقديره :ولتؤمنوا بأن يؤتى أحد.
والثالث أن يكون مفعول من أجله تقديره :ولتؤمنوا إل لمن تبع دينكم مخافة أن يؤتى أحد ،وقيل أن يؤتى
مت صل بقوله " قل إن الهدى هدى ال " والتقد ير :أن يؤ تى :أى هو أن ليؤ تى ،ف هو في مو ضع ر فع (أو
يحاجو كم) معطوف على يؤ تى ،وج مع الضم ير ل حد ل نه في مذ هب الج مع ،ك ما قالوا " لنفرق ب ين أ حد
منهم " ويقرأ :أن يؤتى على الستئناف ،وموضعه رفع على أنه مبتدأ تقديره :إتيان أحد مثل ماأوتيتم يمكن
أو يصمدق ،ويجوز أن يكون فمي موضمع نصمب بفعمل محذوف تقديره :أتصمدقون أن يؤتمى أو أتشيعون،
ويقرأ شاذا أن يؤ تى على ت سمية الفا عل وأ حد فاعله والمفعول محذوف :أى أن يؤ تى أ حد أحدا (يؤت يه من
يشاء)
___________________________________
[]140
يجوز أن يكون مستأنفا ،وأن يكون خبر مبتدإ محذوف :أى هو يؤتيه ،وأن يكون خبرا ثانيا.
قوله تعالى (من إن تأمنه) من مبتدأ ،ومن أهل الكتاب خبره ،والشرط وجوابه صفة لمن لنها نكرة ،وكما
ي قع الشرط خبرا ي قع صلة و صفة وحال ،وقرأ أبوالش هب العقيلى " تأم نه " بك سر حرف المضار عة ،و
(بقنطار) الباء بمعنى في أى في حفظ قنطار ،وقيل الباء بمعنى على (يؤده) فيه خمس قراءات :إحداها
كسر الهاء وصلتها بياء في اللفظ وقد ذكرنا علة هذا في أول الكتاب.
والثانية كسر الهاء من غير ياء اكتفى بالكسرة عن الياء لدللتها عليها ،ولن الصل أن ليزاد على الهاء
شئ كبقية الضمائر.
والثال ثة إ سكان الهاء ،وذلك أ نه أجرى الو صل مجرى الو قف و هو ضع يف ،و حق هاء الضم ير الحر كة،
وإنما تسكن هاء السكت.
والرابعة ضم الهاء وصلتها بواو في اللفظ على تبيين الهاء المضمومة بالواو ،لنها من جنس الضمة كما
بينت المكسورة بالياء.
والخامسة ضم الهاء من غير واو لدللة الضمة عليها ،ولنه الصل ،ويجوز تحقيق الهمزة وإبدالها واوا
للضمة قبلها (إل مادمت) " ما " في موضع نصب على الظرف :أى إل مدة دوامك ،ويجوز أن يكون حال
لن مامصمدرية ،والمصمدر قمد يقمع حال ،والتقديمر :إل فمي حال ملزمتمك ،والجمهور على ضمم الدال،
وماض يه دام يدوم م ثل قال يقول :ويقرأ بك سر الدال وماض يه د مت تدام م ثل خ فت تخاف و هى ل غة (ذلك
بأن هم) أى ذلك م ستحق بأن هم ( في المي ين) صفة ل ( سبيل) قد مت عل يه ف صارت حال ،ويجوز أن يكون
ظرفا للستقرار في علينا.
وذهب قوم إلى عمل ليس في الحال ،فيجوز على هذا أن يتعلق بها ،وسبيل اسم ليس وعلينا الخبر ،ويجوز
أن يرت فع سبيل بعلي نا فيكون في ل يس ضميرالشأن (ويقولون على ال) يجوز أن يتعلق على بيقولون ل نه
بمعنى يفترون ويجوز أن يكون حال من الكذب مقدما عليه ،وليجوز أن يتعلق بالكذب لن الصلة لتتقدم
على الموصول ،ويجوز ذلك على التبيين (وهم يعلمون) جملة في موضع الحال.
قوله تعالى (بلى) في الكلم حذف تقديره :بلى عليهم سبيل ،ثم ابتدأ فقال (من أوفى) وهى شرط (فإن ال)
جوابه ،والمعنى :فإن ال يحبهم ،فوضع الظاهر موضع المضمر.
قوله تعالى (يلوون) هو في موضع نصب صفة لفريق وجمع على المعنى ،ولو
[]141
أفرد جاز على اللفمظ ،والجمهور على إسمكان اللم وإثبات واويمن بعدهما ،ويقرأ بفتمح اللم وتشديمد الواو
وضم الياء على التكثير ،ويقرأ بضم اللم وواو واحدة ساكنة والصل يلوون كقراءة الجمهور إل أنه همز
الواو لنضمامها ،ثم ألقى حركتها على اللم .واللسنة جمع لسان ،وهو على لغة من ذكر اللسان ،وأما من
أنثمه فإنمه يجمعمه على ألسمن ،و (بالكتاب) فمي موضمع الحال ممن اللسمنة :أى ملتبسمة بالكتاب أو ناطقمة
بالكتاب ،و (من الكتاب) هو المفعول الثانى لحسب.
قوله تعالى (ثم يقول) هو معطوف على يؤتيه ،ويقرأ بالرفع على الستئناف (بما كنتم) في موضع الصفة
لربانييمن ،ويجوز أن تكون الباء بمعنمى السمبب فتتعلق بكان ومامصمدرية :أى يعلمكمم الكتاب ،ويجوز أن
تكون الباء متعلقة بربانيين (تعلمون) يقرأ بالتخفيف :أى تعرفون ،وبالتشديد :أى تعلمونه غيركم (تدرسون)
يقرأ بالتخفيمف :أى تدرسمون الكتاب فالمفعول محذوف ،ويقرأ بالتشديمد وضمم التاء :أى تدرسمون الناس
الكتاب.
قوله تعالى (ول يأمر كم) يقرأ بالر فع :أى وليأمر كم ال أو ال نبى ف هو م ستأنف ويقرأ بالن صب عط فا على
يقول فيكون الفا عل ضم ير ال نبى أو الب شر ،ويقرأ بإ سكان الراء فرارا من توالى الحركات ،و قد ذ كر في
البقرة (إذ) في موضع جر بإضافة بعد إليها (وأنتم مسلمون) في موضع جر بإضافة إذا إليها.
قوله تعالى (لما آتيتكم) يقرأ بكسر اللم ،وفيما يتعلق به وجهان :أحدهما أخذ :أى لهذا المعنى ،وفيه حذف
مضاف تقديره :لرعاية ماآتيتكم ،والثانى أن يتعلق بالميثاق لنه مصدر :أى توثقنا عليهم لذلك ،ومابمعنى
الذى ،أو نكرة موصموفة ،والعائد محذوف و (ممن كتاب) حال ممن المحذوف أو ممن الذى .ويقرأ بالفتمح
وتخفيف " ما " وفيها وجهان :أحدهما أن مابمعنى الذى ،وموضعها رفع بالبتداء ،واللم لم البتداء دخلت
لتوكيد معنى القسم.
وفمى الخمبر وجهان :أحدهمما ممن كتاب وحكممة :أى الذى أوتيتموه ممن الكتاب ،والنكرة هنما كالمعرفمة،
والثا نى ال خبر لتؤم نن به والهاء عائدة على المبتدإ واللم جواب الق سم ،لن أ خذ الميثاق ق سم في المع نى،
فأمما قوله (ثمم جاءمكم) فهمو معطوف على ماآتيتكمم ،والعائد على " مما " ممن هذا المعطوف فيمه وجهان:
أحده ما تقديره :ثم جاء كم به ،وا ستغنى عن إظهاره بقوله به في ما ب عد ،والثا نى أن قوله (ل ما مع كم) في
موضمع الضميمر تقديره :مصمدق له ،لن الذى معهمم همو الذى آتاهمم ،ويجوز أن يكون العائد ضميمر
الستقرار العامل
[]142
في مع ،ويجوز أن تكون الهاء في (به) تعود على الرسول ،والعائد على المبتدإ محذوف وسوغ ذلك طول
الكلم ،وأن تصديق الرسول تصديق للذى أوتيه.
والقول الثانى أن " ما " شرط واللم قبله لتلقى القسم كالتى في قوله " لئن لم ينته المنافقون " وليست لزمة
بدليل قوله " وإن لم ينتهوا عما يقولون " فعلى هذا تكون " ما " في موضع نصب بآتيت ،والمفعول الثانى
ضمير المخاطب ،ومن كتاب مثل من آية في قوله " ماننسخ من آية " وباقى الكلم على هذا الوجه ظاهر.
ويقرأ " ل ما " بف تح اللم وتشد يد الم يم .وفي ها وجهان :أحده ما أن ها الزمان ية :أى أخذ نا ميثاق هم ل ما آتينا هم
شيئا من كتاب وحكمة ،ورجع من الغيبة إلى الخطاب على المألوف من طريقتهم.
والثانى أنه أراد لمن ما ثم أبدل من النون ميما لمشابهتها إياها فتوالت ثلث ميمات فحذف الثانية لضعفها
بكونها بدل وحصول التكرير بها ،ذكر هذا المعنى ابن جنى في المحتسب ،ويقرأ آتيتكم على لفظ واحد،
وهو موا فق لقوله " وإذ أ خذ ال " ولقوله " إ صرى " ويقرأ آتينا كم على لفظ الج مع للتعظ يم (أءقرر تم) فيه
حذف أى بذلك و (إصرى) بالكسر والضم لغتان قرئ بهما.
قوله تعالى (فمن تولى) من مبتدأ يجوز أن تكون بمعنى الذى ،وأن تكون شرطا (فأولئك) مبتدأ ثان ،و (هم
الفاسقون) مبتدأ وخبره ،ويجوز أن يكون هم فصل.
قوله تعالى (أفغير) منصوب ب (يبغون) ويقرأ بالياء على الغيبة كالذى قبله وبالتاء على الخطاب ،والتقدير:
قل ل هم (طو عا وكر ها) م صدران في مو ضع الحال ،ويجوز أن يكو نا م صدرين على غ ير ال صدر ،لن
أسلم بمعنى انقاد وأطاع (ترجعون) بالتاء على الخطاب ،وبالياء على الغيبة.
قوله تعالى ( قل آم نا) تقديره :قل يامح مد آم نا :أى أ نا و من م عى ،أو أ نا وال نبياء ،وق يل التقد ير :قل ل هم
قولوا آمنا.
قوله تعالى (و من يب تغ) الجمهور على إظهار الغين ين ،وروى عن أ بى عمرو الدغام و هو ضع يف ،لن
كسرة الغين الولى تدل على الياء المحذوفة ،و (دينا) تمييز ،ويجوز أن يكون مفعول يبتغ ،و (غير) صفة
قد مت عل يه ف صارت حال (وهو في الخرة من الخا سرين) هو في العراب مثل قوله " وإ نه في الخرة
لمن الصالحين " وقد ذكر.
[]143
قوله تعالى (كيمف يهدى ال) حال أو ظرف ،والعاممل فيهما يهدى ،وقمد تقدم نظيره (وشهدوا) فيمه ثلثمة
أوجه :أحدها هو حال من الضمير في كفروا وقد معه مقدرة ،وليجوز أن يكون العامل يهدى ،لن يهدى
من " شهد أن الرسول حق " والثانى أن يكون معطوفا على كفروا :أى كيف يهديهم بعد اجتماع المرين.
والثالث أن يكون التقدير :وأن شهدوا :أى بعد أن آمنوا ،وأن شهدوا فيكون في موضع جر.
قوله تعالى (أولئك) مبتدأ ،و (جزاؤ هم) مبتدأ ثان و (أن علي هم لع نة ال) أن وا سمها وخبر ها خبر جزاء:
أى جزاؤهم اللعنة ،ويجوز أن يكون جزاؤهم بدل من أولئك بدل الشتمال.
قوله تعالى (خالدين فيها) حال من الهاء والميم في عليهم ،والعامل فيها الجار أو مايتعلق به ،وفيها يعنى
اللعنة.
قوله تعالى (ذهبا) تمييزه والهاء في به تعود على الملء أو على ذهب.
قوله تعالى (م ما تحبون) " ما " بمع نى الذى أو نكرة مو صوفة ،وليجوز أن تكون م صدرية ،لن المح بة
لتت فق ،فإن جعلت الم صدر بمع نى المفعول ف هو جائز على رأى أ بي علي (وماتنفقوا من شئ) قد ذ كر
نظيره في البقرة ،والهاء في (به) تعود على ما أو على شئ.
قوله تعالى (حل) أى حلل ،والمع نى كان كله حل (إل ماحرم) في مو ضع ن صب ل نه ا ستثناء من ا سم
كان ،والعامل فيه كان ،ويجوز أن يعمل فيه حل ويكون فيه ضمير يكون الستثناء منه ،لنه حل وحلل
في موضع اسم الفاعل بمعنى الجائز والمباح (من قبل) متعلق بحرم.
قوله تعالى (من بعد ذلك) يجوز أن يتعلق بافترى وأن يتعلق بالكذب.
قوله تعالى (قل صدق ال) الجمهور على إظهار اللم وهو الصل ،ويقرأ بالدغام لن الصاد فيها انبساط،
وفى اللم انبساط بحيث يتلقى طرفاهما فصارا متقاربين ،والتقدير :قل لهم صدق ال( ،حنيفا) يجوز أن
يكون حال من إبراهيم ومن الملة ،وذكر لن الملة والدين واحد.
قوله تعالى (وضمع للناس) الجملة فمي موضمع جمر صمفة لبيمت ،والخمبر (للذى ببكمة) ،و (مباركما وهدى)
حالن من الضمير في موضع ،وإن شئت في الجار والعامل فيهما الستقرار.
سورة النساء
بسم اللّه الرحمن الرحيم
قد مضى القول في قوله تعالى (ياأيها الناس) في أوائل البقرة (من نفس واحدة) في موضع نصب بخلقكم
و من لبتداء الغا ية ،وكذلك (من ها زوج ها) و (منه ما رجال كثيرا) ن عت لرجال ،ولم يؤن ثه ل نه حمله على
المع نى لن رجال بمع نى عدد أو ج نس أو ج مع ك ما ذ كر الف عل الم سند إلى جما عة المؤ نث كقوله :وقال
نسوة ،وقيل كثيرا نعت لمصدر محذوف :أى بثا كثيرا (تساءلون) يقرأ بتشديد السين ،والصل تتساءلون
فأبدلت التاء الثانية سينا فرارا من تكرير المثل ،والتاء تشبه السين في الهمس ،ويقرأ بالتخفيف على حذف
التاء الثانية لن الباقية تدل عليها ودخل حرف الجر في المفعول لن المعنى تتحالفون به (والرحام) يقرأ
بالنصب ،وفيه وجهان :أحدهما معطوف على اسم ال :أى واتقوا الرحام أن تقطعوها ،والثانى هو محمول
على موضمع الجار والمجرور كمما تقول مررت بزيمد وعمرا ،والتقديمر الذى تعظمونمه والرحام ،لن
الحلف به تعظيم له .ويقرأ بالجر قيل هو معطوف على المجرور ،وهذا ليجوز عند البصريين ،وإنما جاء
فمي الشعمر على قبحمه ،وأجازه الكوفيون على ضعمف ،وقيمل الجمر على القسمم ،وهمو ضعيمف أيضما لن
الخبار وردت بالن هى عن الحلف بالباء ،ولن التقد ير في الق سم :وبرب الرحام ،هذا قد أغ نى ع نه ما
قبله ،وقد قرئ شاذا بالرفع وهو مبتدأ ،والخبر محذوف تقديره :والرحام محترمة أو واجب حرمتها.
قوله تعالى (بالطيب) هو المفعول الثانى لتتبدلوا (إلى أموالكم) إلى متعلقة بمحذوف وهو في موضع الحال:
أى مضا فة إلى أموال كم ،وق يل هو مفعول به على المع نى ،لن مع نى ل تأكلوا أموال هم :لتضيعو ها (إ نه)
الهاء ضم ير الم صدر الذى دل عل يه تأكلوا :أى أن ال كل وال خذ .والجمهور على ضم الحاء من (حو با)
وهو اسم للمصدر ،وقيل مصدر ،ويقرأ بفتحها وهو مصدر حاب يحوب :إذا أثم.
[]166
قوله تعالى (وإن خف تم) في جواب هذا الشرط وجهان :أحده ما هو قوله فانكحوا ماطاب ل كم " وإن ما ج عل
جوابا لنهم كانوا يتحرجون من الولية في أموال اليتامى ،ول يتحرجون من الستكثار من النساء ،مع أن
الجور يقع بينهن إذا كثرن ،فكأنه قال :إذا تحرجتم من هذا فتحرجوا من ذاك.
والوجمه الثانمى أن جواب الشرط قوله " فواحدة " لن المعنمى إن خفتمم أن ل تقسمطوا فمي نكاح اليتاممى
فانكحوا من هن واحدة ،ثم أعاد هذا المع نى في قوله " فإن خف تم أن ل تعدلوا " ل ما طال الف صل ب ين الول
وجوابه ،ذكر هذا الوجه أبوعلي (أن ل تقسطوا) الجمهور على ضم التاء وهو من أقسط إذا عدل ،وقرئ
شاذا بفتحها وهو من قسط إذا جار ،وتكون ل زائدة (ماطاب) " ما " هنا بمعنى من ،ولها نظائر في القرآن
ستمر بك إن شاء ال تعالى ،وق يل " ما " تكون ل صفات من يع قل ،و هى ه نا كذلك ،لن ماطاب يدل على
الط يب من هن ،وق يل هى نكرة مو صوفة تقديره :فانكحوا جن سا طي با ل كم ،أو عددا يط يب ل كم ،وق يل هى
مصدرية والمصدر المقدر بها وبالفعل مقدر باسم الفاعل :أى انكحوا الطيب (من النساء) حال من ضمير
الفا عل في طاب (مث نى وثلث ورباع) نكرات ل تن صرف للعدل والو صف ،و هى بدل من ما ،وق يل هى
حال من الن ساء ،ويقرأ شاذا " ور بع " بغ ير ألف ،ووجه ها أ نه حذف اللف ك ما حذ فت في خ يم وال صل
خيام ،وكما حذفت في قولهم أم وال ،والواو في " وثلث ورباع " ليست للعطف الموجب للجمع في زمن
وا حد ،ل نه لو كان كذلك لكان عب ثا ،إذ من أدرك الكلم يف صل الت سعة هذا التف صيل ،ولن المع نى غ ير
صحيح أيضا لن مثنى ليس عبارة عن ثنتين فقط ،بل عن ثنتين ثنتين وثلث عن ثلث ثلث وهذا المعنى
يدل على أن المراد التخييمر ل الجممع (فواحدة) أن فانكحوا واحدة ،ويقرأ بالرفمع على أنمه خمبر مبتدأ
محذوف :أى فالمنكوحة واحدة ويجوز أن يكون التقدير :فواحدة تكفى (أو ما ملكت) أو للتخيير على بابها،
ويجوز أن تكون للباحمة ،و " مما " هنما بمنزلة مما فمي قوله :ماطاب (أن ل تعولوا) أى إلى أن ل تعولوا،
وقد ذكرنا مثله في آية الدين.
قوله تعالى (نحلة) لن معنمى آتوهمن أنحلوهمن ،وقيمل همو مصمدر فمي موضمع الحال ،فعلى هذا يجوز أن
يكون حال من الفاعلين :أى ناحلين ،وأن يكون من الصدقات ،وأن يكون من النساء :أى منحولت (نفسا)
تمييز ،والعامل فيه طبن ،والمفرد هنا في موضع الجمع لن المعنى مفهوم ،وحسن ذلك أن
[]167
نفسا هنا في معنى الجنس ،فصار كدرهما في قولك :عندى عشرون درهما (فكلوه) الهاء تعود على شئ،
والهاء منه تعود على المال لن الصدقات مال (هنيئا) مصدر جاء على فعيل ،وهو نعت لمصدر محذوف:
أى أكل هنيئا ،وقيل هو مصدر في موضع الحال من الهاء ،والتقدير :مهنأ أو طيبا و (مريئا) مثله والمرئ
فع يل بمع نى مف عل ،ل نك تقول :أمرأ نى ال شئ إذا لم ت ستعمله مع هنا نى فإن قلت هنا نى ومرا نى لم تأت
بالهمزة في مرانى لتكون تابعة لهنانى.
قوله تعالى (أموال كم ال تى) الجمهور على إفراد ال تى لن الوا حد من الموال مذ كر ،فلو قال اللوا تى لكان
جمعما كمما أن الموال جممع ،والصمفة إذا جمعمت ممن أجمل أن الموصموف جممع كان واحدهما كواحمد
الموصوف في التذكير والتأنيث ،وقرئ في الشاذ اللواتى جمعا اعتبارا بلفظ الموال (جعل ال) أى صيرها
فهو متعد إلى مفعولين والول محذوف وهو العائد ،ويجوز أن يكون بمعنى خلق فيكون قياما حال (قياما)
يقرأ بالياء واللف و هو م صدر قام والياء بدل من الواو ،وأبدلت من ها ل ما أعلت في الف عل وكا نت قبل ها
ك سرة ،والتقد ير :ال تى ج عل ال ل كم سبب قيام أبدان كم :أى بقائ ها ويقرأ قي ما بغ ير ألف وف يه ثل ثة أو جه:
أحد ها أ نه م صدر م ثل الحول والعوض ،وكان القياس أن تث بت الواو لتح صنها بتو سطها ك ما صحت في
الحول والعوض ،ولكن أبدلوها ياء حمل على قيام على اعتللها في الفعل.
والثانى أنها جمع قيمة كديمة وديم .والمعنى :أن الموال كالقيم للنفوس إذ كان بقاؤها بها.
وقال أبوعلى :هذا ليصح لنه قد قرئ في قوله " دينا قيما ملة إبراهيم " وفى قوله " الكعبة البيت الحرام
قيما " ول يصح معنى القيمة فيهما.
والوجه الثالث أن يكون الصل قياما ،فحذفت اللف كما حذفت في خيم.
ويقرأ " قواما " بكسر القاف وبواو وألف ،وفيه وجهان :أحدهما هو مصدر قاومت قواما مثل لوذت لواذا،
فصحت في المصدر لما صحت في الفعل ،والثانى أنها اسم لما يقوم به المر وليس بمصدر ويقرأ كذلك
إل أنه بغير ألف ،وهو مصدر صحت عينه وجاءت على الصل كالعوض ويقرأ بفتح القاف وواو وألف.
وف يه وجهان :أحده ما هو ا سم للم صدر م ثل ال سلم والكلم والدوام ،والثا نى هو ل غة في القوم الذى هو
بمع نى القا مة ،يقال :جار ية ح سنة القوام والقوام ،والتقد ير ال تى جعل ها ال سبب بقاء قامات كم (وارزقو هم
فيها) فيه وجهان :أحدهما أن " في " على أصلها ،والمعنى اجعلوا لهم فيها رزقا ،والثانى أنها بمعنى من.
[]168
قوله تعالى (حتى إذا بلغوا) حتى هاهنا غير عاملة ،وإنما دخلت على الكلم لمعنى الغاية كما تدخل على
المبتدإ ،وجواب إذا (فإن آنسمتم) وجواب إن (فادفعوا) فالعاممل فمي " إذا " مايتلخمص ممن معنمى جوابهما،
فالتقدير :إذا بلغوا راشدين فادفعوا (إسرافا وبدارا) مصدران مفعول لهما ،وقيل هما مصدران في موضع
الحال :أى م سرفين ومبادر ين ،والبدار م صدر بادرت و هو من باب المفاعلة ال تى تكون ب ين اثن ين ،لن
اليت يم مار إلى ال كبر والولى مار إلى أ خذ ماله ،فكأنه ما ي ستبقان ،ويجوز أن يكون من وا حد (أن ي كبروا)
مفعول بدارا :أى بدارا كبرهم (وكفى بال) في فاعل كفى وجهان :أحدهما هو اسم ال ،والباء زائدة دخلت
لتدل على معنى المر ،إذ التقدير :اكتف بال ،والثانى أن الفاعل مضمر ،والتقدير :كفى الكتفاء بال ،فبال
على هذا في موضع نصب مفعول به ،و (شهيدا) حال ،وقيل تمييز ،وكفى يتعدى إلى مفعولين وقد حذفا
هنا :والتقدير :كفاك ال شرهم ،ونحو ذلك ،والدليل على ذلك قوله " فسيكفيكهم ال ".
قوله تعالى (قمل منمه) يجوز أن يكون بدل " ممما ترك " ويجوز أن يكون حال ممن الضميمر المحذوف فمي
ترك :أى م ما تر كه قليل أو كثيرا أو م ستقرا م ما قل (ن صيبا) ق يل هو وا قع مو قع الم صدر ،والعا مل ف يه
معنى ما تقدم ،إذ التقدير :عطاء أو استحقاقا ،وقيل هو حال مؤكدة ،والعامل فيها معنى الستقرار في قوله
" للرجال نصيب " ولهذا حسنت الحال عنها ،وقيل هو حال من الفاعل في قل أو كثر ،وقيل هو مفعول
لفعل محذوف تقديره :أوجب لهم نصيبا ،وقيل هو منصوب على إضمار أعنى.
قوله تعالى (فارزقوهم منه) الضمير يرجع إلى المقسوم ،لن ذكر القسمة يدل عليه.
قوله تعالى (من خلفهم) يجوز أن يكون ظرفا لتركوا ،وأن يكون حال (من ذرية ضعافا) يقرأ بالتفخيم على
ال صل ،وبالمالة ل جل الك سرة ،وجاز ذلك مع حرف ال ستعلء ل نه مك سور مقدم فف يه انحدار (خافوا)
يقرأ بالتفخيمم على الصمل ،وبالمالة لن الخاء تنكسمر فمي بعمض الحوال وهمو خفمت ،وهمو جواب لو
ومعناها إن.
قوله تعالى (ظلما) مفعول له ،أو مصدر في موضع الحال (في بطونهم نارا) قد ذكر في البقرة فيه شئ،
والذى يخص هذا الموضع أن في بطونهم حال من نارا:
[]169
أى نارا كائ نة في بطونهم وليس بظرف ليأكلون ،ذكره في التذكرة (وسيصلون) يقرأ بفتح الياء ،وماضيه
صلى النار يصلها ،ومنه قوله " ليصلها إل الشقى " ويقرأ بضمها على مالم يسم فاعله ،ويقرأ بتشديد
اللم على التكثير.
قوله تعالى (للذكر مثل حظ النثيين) الجملة في موضع نصب بيوصى :لن المعنى :يقرض لكم أو يشرع
في أولدكم ،والتقدير :في أمر أولدكم (فإن كن) الضمير للمتروكات :أى فإن كانت المتروكات ،ودل ذكر
الولد عليه (فوق اثنتين) صفة النساء :أى أكثر من اثنتين (وإن كانت واحدة) بالنصب :أى كانت الوارثة
واحدة ،وبالرفع على أن كان تامة ،و (النصف) بالضم والكسر ،لغتان وقد قرئ بهما (فلمه) بضم الهمزة،
وهو الصل ،وبك سرها إتبا عا لك سرة اللم قبلها وك سر الم يم بعد ها (وإن كانوا إخوة) الج مع ه نا للثن ين،
لن الثنيمن يحجبان عنمد الجمهور ،وعنمد ابمن عباس همو على بابمه والثنان ل يحجبان والسمدس والثلث
والر بع والث من ب ضم أو ساطها و هى الل غة الجيدة ،وإ سكانها ل غة و قد قرئ ب ها ( من ب عد و صية) يجوز أن
يكون حال ممن السمدس ،تقديره :مسمتحقا ممن بعمد وصمية ،والعاممل الظرف ،ويجوز أن يكون ظرفما :أى
ي ستقر ل هم ذلك ب عد إخراج الوصية ،ول بد من تقد ير حذف المضاف لن الو صية ه نا المال المو صى به،
وقيل تكون الوصية مصدرا مثل الفريضة (أو دين) أو لحد الشيئين ولتدل على الترتيب ،إذ لفرق بين
قولك :جاء نى زيد أو عمرو ،وبين قولك جاء عمرو أو زيد ،لن أو لحد الشيئين ،والواحد ل ترتيب فيه،
وبهذا يفسر قول من قال التقدير :من بعد دين أو وصية ،وإنما يقع الترتيب فيما إذا اجتمعا فيقدم الدين على
الو صية (آباؤ كم وأبناؤ كم) مبتدأ (لتدرون أي هم أقرب ل كم نف عا) الجملة خبر المبتدإ ،وأي هم مبتدأ ،وأقرب
خبره ،والجملة في مو ضع ن صب بتدرون ،و هى معل قة عن الع مل لف ظا لن ها من أفعال القلوب ،ونف عا
تمييز ،و (فريضة) مصدر لفعل محذوف :أى فرض ذلك فريضة.
قوله تعالى (وإن كان رجمل) فمي كان وجهان :أحدهمما همى تاممة ورجمل فاعلهما و (يورث) صمفة له ،و
(كللة) حال من الضمير في يورث ،والكللة على هذا اسم للميت الذى لم يترك ولدا ول والدا ،ولو قرئ
كللة بالر فع على أ نه صفة أو بدل من الضم ير في يورث لجاز ،غ ير أ نى لم أعرف أحدا قرئ به ،فل
يقرآن إل بما نقل.
[]170
والوجه الثانى أن كان هى الناقصة ،ورجل اسمها ،ويورث خبر ها ،وكللة حال أيضا ،وق يل الكللة ا سم
للمال الموروث ،فعلى هذا ينتصمب كللة على المفعول الثانمى ليورث ،كمما تقول :ورث زيمد مال ،وقيمل
الكللة اسم للورثة الذين ليس فيهم ولد ول والد ،فعلى هذا ل وجه لهذا الكلم على القراءة المشهورة لنه
ل ناصب له ،أل ترى أنك لو قلت زيد يورث إخوة لم يستقم ،وإنما يصح على قراءة من قرأ بكسر الراء
مخف فة ومثقلة ،و قد قرئ به ما ،وق يل ي صح هذا المذ هب على تقد ير حذف مضاف تقديره :وإن كان ر جل
يورث ذا كللة ،فذا حال أو خبر كان ،ومن كسر الراء جعل كللة مفعول به إما الورثة وإما المال ،وعلى
كل المريمن أحمد المفعوليمن محذوف ،والتقديمر يورث أهله مال (وله أخ أو أخمت) إن قيمل قمد تقدم ذكمر
الرجل والمرأة فلم أفرد الضمير وذكره؟ قيل أما إفراده فلن " أو " لحد الشيئين ،وقد قال أو امرأة فأفرد
الضم ير لذلك ،وأ ما تذكيره فف يه ثل ثة أو جه :أحد ها ير جع إلى الر جل ل نه مذ كر مبدوء به ،والثا نى أ نه
يرجع إلى أحدهما ولفظ أحد مذكر.
والثالث أنمه راجمع إلى الميمت أو الموروث لتقدم مما يدل عليمه (فإن كانوا) الواو ضميمر الخوة ممن الم
المدلول علي هم بقوله أخ أو أ خت ،و (ذلك) كنا ية عن الوا حد (يو صى ب ها) يقرأ بك سر ال صاد :أى يو صى
ب ها المحت ضر ،وبفتح ها على مالم ي سم فاعله ،و هو في مع نى القراءة الولى ،ويقرأ بالتشد يد على التكث ير
(غ ير مضار) حال من ضم ير الفا عل في يو صى ،والجمهور على تنو ين مضار ،والتقد ير غ ير مضار
بورثته ،و (وصية) مصدر لفعل محذوف :أى وصى ال بذلك ودل على المحذوف قوله غير مضار.
وقرأ الح سن غ ير مضار و صية بالضا فة .وف يه وجهان :أحده ما تقديره :غ ير مضار أ هل و صية أو ذى
وصمية فحذف المضاف .والثانمى تقديره :غيمر مضار وقمت وصمية فحذف ،وهمو ممن إضافمة الصمفة إلى
الزمان ويقرب من ذلك قول هم هو فارس حرب :أى فارس في الحرب ،ويقال :هو فارس زما نه :أى في
زمانه كذلك التقدير للقراءة غير مضار في وقت الوصية.
قوله تعالى (يدخله) فمي اليتيمن بالياء والنون ومعناهمما واحمد (نارا خالدا فيهما) نارا مفعول ثان ليدخمل،
وخالدا حال ممن المفعول الول ،ويجوز أن يكون صمفة لنار ،لنمه لو كان كذلك لبرز ضميمر الفاعمل
لجريانمه على غيمر ممن هوله ،ويخرج على قول الكوفييمن جواز جعله صمفة لنهمم ل يشترطون إبراز
الضمير في هذا النحو.
قوله تعالى (واللتى) هو جمع التى على غير قياس ،وقيل هى صيغة موضوعة للجمع وموضوعها رفع
بالبتداء ،والخبر (فاستشهدوا عليهن) وجاز ذلك وإن
[]171
كان أمرا ،ل نه صار في ح كم الشرط ح يث و صلت ال تى بالف عل ،وإذا كان كذلك لم يح سن الن صب ،لن
تقد ير الف عل ق بل أداة الشرط ليجوز ،وتقديره ب عد ال صلة يحتاج إلى إضمار ف عل غ ير قوله " فا ستشهدوا "
لن ا ستشهدوا لي صح أن يع مل الن صب في الل تى ،وذلك ل يحتاج إل يه مع صحة البتداء ،وأجاز قوم
الن صب بف عل محذوف تقديره :اق صدوا الل تى أو تعمدوا ،وق يل ال خبر محذوف :تقديره وفي ما يتلى علي كم
ح كم الل تى ففي ما يتلى هو ال خبر ،وح كم هو المبتدأ ،فحذ فا لدللة قوله " فا ستشهدوا " ل نه الح كم المتلو
عليهم (أو يجعل ال) أو عاطفة ،والتقدير :أو إلى أن يجعل ال ،وقيل هى بمعنى إل أن ،وكلهما مستقيم
(لهن) يجوز أن يتعلق بيجعل ،وأن يكون حال من (سبيل).
قوله تعالى (واللذان يأتيان ها) الكلم في اللذان كالكلم في الل تى ،إل أن من أجاز الن صب ي صح أن يقدر
فعل من جنس المذكور تقديره :آذوا اللذين ،ول يجوز أن يعمل ما بعد الفاء فيما قبلها هاهنا ولو عرا من
ضم ير المفعول ،لن الفاء ه نا في ح كم الفاء الواق عة في جواب الشرط ،وتلك تق طع مابعد ها ع ما قبل ها،
ويقرأ اللذان بتخفيف النون على أصل التثنية ،وبتشديدها على أن إحدى النونين عوض من اللم المحذوفة،
لن الصمل اللذيان مثمل العميان والشجيان ،فحذفمت الياء لن السمم مبهمم ،والمبهمات لتثنمى التثنيمة
الصمناعية ،والحذف مؤذن بأن التثنيمة هنما مخالفمة للقياس ،وقيمل حذفمت لطول الكلم بالصملة ،فأمما هذان
وهاتين ،وفذانك فنذكرها في مواضعها.
قوله تعالى (إنمما التوبمة) مبتدأ ،وفمى الخمبر وجهان :أحدهمما همو (على ال) أى ثابتمة على ال ،فعلى هذا
يكون (للذين يعملون السوء) حال من الضمير في الظرف ،وهو قوله " على ال " والعامل فيها الظرف أو
الستقرار :أى كائنة للذين ،وليجوز أن يكون العامل في الحال التوبة لنه قد فصل بينهما بالجار.
والو جه الثا نى أن يكون ال خبر " للذ ين يعملون " ،وأ ما " على ال " فيكون حال من شئ محذوف تقديره:
إن ما التو بة إذ كا نت على ال أو إذا كا نت على ال ،فإذ أو إذا ظرفان العا مل فيه ما الذ ين يعملون ال سوء،
لن الظرف يعمل فيه المعنى وإن تقدم عليه ،وكان التامة وصاحب الحال ضمير الفاعل في كان ،وليجوز
أن يكون على ال حال يعممل فيهما الذيمن لنمه عاممل معنوى ،والحال ل يتقدم على المعنوى ،ونظيره هذه
المسألة قولهم هذا بسرا أطيب منه رطبا.
[]172
قوله تعالى (ول الذين يموتون) في موضعه وجهان :أحدهما هو جر عطفا على الذين يعملون السيئات :أى
ول الذ ين يموتون .والو جه الثا نى أن يكون مبتدأ ،و خبره (أولئك أعتد نا ل هم) واللم لم البتداء ولي ست ل
النافية.
قوله تعالى (أن ترثوا) في مو ضع ر فع فا عل ي حل ،و (الن ساء) ف يه وجهان :أحده ما هو المفعول الول،
والنساء على هذا هن الموروثات ،وكانت الجاهلية ترث نساء آبائها وتقول :نحن أحق بنكاحهن.
والثانى أنه المفعول الثانى :والتقدير :أن يرثوا من النساء المال ،و (كرها) مصدر في موضع الحال من
المفعول ،وفيه الضم والفتح ،وقد ذكر في البقرة (ول تعضلوهن) فيه وجهان :أحدهما هو منصوب عطفا
على ترثوا :أى ول أن تعضلو هن ،والثا نى هو جزم بالن هى ف هو م ستأنف (لتذهبوا) اللم متعل قة بتعضلوا،
وفى الكلم حذف تقديره :ول تعضلوهن من النكاح أو من الطلق على اختلفهم في المخاطب به هل هم
الولياء أو الزواج ( ما آتيتمو هن) العائد على ما محذوف تقديره :ما آتيتمو هن إياه ،و هو المفعول الثا نى
(إل أن يأتين بفاحشة) فيه وجهان :أحدهما هو في موضع نصب على الستثناء المنقطع.
والثانمى همو فمي موضمع الحال تقديره :إل فمي حال إتيانهمن الفاحشمة ،وقيمل همو اسمتثناء متصمل تقديره:
ولتعضلوهن في حال إل في حال إتيان الفاحشة (مبينة) يقرأ بفتح الياء على مالم يسم فاعله :أى أظهرها
صاحبها ،وبكسر الياء والتشديد.
وفيه وجهان :أحدهما أنها هى الفاعلة أى تبين حال مرتكبها .والثانى أنه من اللزم ،يقال :بان الشئ وأبان
وتمبين واسمتبان وبيمن بمعنمى واحمد ،ويقرأ بكسمر الباء وسمكون الياء ،وهمو على الوجهيمن فمي المشددة
المكسورة (بالمعروف) مفعول أو حال (أن تكرهوا) فاعل عسى ،ول خبر لها هاهنا ،لن المصدر إذا تقدم
صارت عسى بمعنى أقرب ،فاستغنت عن تقدير المفعول المسمى خبرا.
قوله تعالى (وإن أردتمم اسمتبدال زوج مكان زوج) ظرف للسمتبدال .وفمى قوله (وآتيتمم إحداهمن قنطارا)
إشكالن :أحدهما أنه جمع الضمير والمتقدم زوجان .والثانى أن التى يريد أن يستبدل بها هى التى تكون قد
أعطاها مال فينهاه عن أخذه ،فأما التى يريد أن يستحدثها فلم يكن أعطاها شيئا حتى ينهى عن أخذه ،ويتأيد
ذلك بقوله " وكيف تأخذونه وقد أفضى بعضكم إلى بعض " والجواب عن الول أن المراد بالزوج الجمع،
لن الخطاب لجماعمة الرجال وكمل منهمم قمد يريمد السمتبدال ،ويجوزأن يكون جمعما ،لن التمى يريمد أن
يستحدثها ،يفضى حالها إلى أن
[]173
تكون زوجا ،وأن يريد أن يستبدل بها كما استبدل بالولى ،فجمع على هذا المعنى.
وأما الشكال الثانى ففيه جوابان :أحدهما أنه وضع الظاهر موضع المضمر ،والصل آتيتموهن ،والثانى
أن المستبدل بها مبهمة فقال " إحداهن " إذ لم تتعين حتى يرجع الضمير إليها ،وقد ذكرنا نحوا من هذا في
قوله " فتذكر إحداهما الخرى " (بهتانا) فعلن من البهت ،وهو مصدر في موضع الحال ،ويجوز أن يكون
مفعول له.
قوله تعالى (وكيف تأخذونه؟) كيف في موضع نصب على الحال ،والتقدير :أتأخذونه جائرين؟ وهذا يتبين
لك بجواب كيمف .أل ترى أنمك إذا قلت كيمف أخذت مال زيمد؟ كان الجواب حال تقديره :أخذتمه ظالمما أو
عادل ونحمو ذلك ،وأبدا يكون مو ضع كيمف مثمل موضمع جواب ها (وقمد أف ضى) في مو ضع الحال أي ضا
(وأخذن) أى وقد أخذن لنها حال معطوفة والفعل ماض فتقدر معه قد ليصبح حال ،وأغنى عن ذكرها
تقدم ذكرها (منكم) متعلق بأخذن ،ويجوز أن يكون حال من ميثاق.
قوله تعالى (مانكمح) مثمل قوله " فانكحوا ماطاب لكمم " وكذلك " إل مما ملكمت أيمانكمم " وهمو يتكرر فمي
القرآن (من النساء) في موضع الحال من " ما " أو من العائد إليها (إل ما قد سلف).
في " ما " وجهان :أحدهما هى بمعنى من وقد ذكر .والثانى هى مصدرية والستثناء منقطع ،لن النهى
للمستقبل ،وماسلف ماض فل يكون من جنسه وهو في موضع نصب ،ومعنى المنقطع أنه ل يكون داخل
في الول بل يكون في حكم المستأنف وتقدر إل فيه بلكن ،والتقدير هنا :ول تتزوجوا من تزوجه آباؤكم،
ول تطئوا من وطئه اباؤكم لكن ما سلف من ذلك فمعفو عنه ،كما تقول :ما مررت برجل إل بامرأة :أي
ل كن مررت بامرأة ،والغرض م نه بيان مع نى زائد ،أل ترى أن قولك ما مررت بر جل صريح في ن فى
المرور برجمل مما غيمر متعرض بإثبات المرور بامرأة أو نفيمه ،فإذا قلت إل بامرأة كان إثباتما لمعنمى
مسمكوت عنمه غيمر معلوم بالكلم الول نفيمه ول إثباتمه (إنمه) الهاء ضميمر النكاح (ومقتما) تمام الكلم ثمم
يستأنف (وساء سبيل) أى و ساء هذا السبيل من نكاح من نكحهن الباء ،وسبيل تمييزه ،ويجوز أن يكون
قوله " وساء سبيل " معطوفا على خبر كان ،ويكون التقدير :مقول فيه ساء سبيل.
قوله تعالى (أمهات كم) الهاء زائدة ،وإن ما جاء ذلك في من يع قل ،فأ ما ما ل يع قل فيقال :أمهات البهائم ،و قد
جاء في كل واحد منهما ما جاء في الخر قليل ،فيقال:
[]174
أمات الرجال ،وأمهات البهائم (وبنات كم) لم الكل مة محذو فة ،ووزنمه فعات كم ،والمحذوف واو أو ياء ،وقمد
ذكرناه ،فأما بنت فالتاء فيها بدل من اللم المحذوفة وليست تاء التأنيث لن تاء التأنيث ل يسكن ما قبلها،
وتقلب هاء في الوقف ،فبنات ليس بجمع بنت بل بنه ،وكسرت الباء تنبيها على المحذوف هذا عند الفراء.
وقال غيره :أصلها الفتح ،وعلى ذلك جاء جمعها ومذكرها وهو بنون.
وهو مذهب البصريين ،وأما أخت فالتاء فيها بدل من الواو لنها من الخوة ،فأما جمعها فأخوات.
فإن ق يل :لم رد المحذوف في أخوات ولم يرد في بنات؟ ق يل :ح مل كل وا حد من الجمع ين على مذكره
فمذكر بنات لم يرد فيه المحذوف بل جاء ناقصا في الجمع فقالوا بنون ،وقالوا في جمع أخ إخوة وإخوان
فرد المحذوف.
والعمة تأنيث العم والخالة تأنيث الخال ،وألفه منقلبة عن واو لقولك في الجمع أخوال (من الرضاعة) في
مو ضع الحال من أخوات كم :أى وحر مت علي كم أخوات كم كائنات من الرضا عة (الل تى دخل تم ب هن) ن عت
لن سائكم ال تى تلي ها ،ولي ست صفة لن سائكم ال تى في قوله " وأمهات ن سائكم " لوجه ين :أحده ما أن ن ساءكم
الولى مجرورة بالضا فة ،ون ساءكم الثان ية مجرورة ب من فالجران مختلفان ،و ما هذا سبيله لتجرى عل يه
الصمفة كمما إذا اختلف العممل ،والثانمى أن أم المرأة تحرم بنفمس العقمد عنمد الجمهور ،وبنتهما ل تحرم إل
بالدخول ،فالمع نى مختلف ،و من ن سائكم في مو ضع الحال من ربائب كم ،وإن شئت من الضم ير في الجار
الذى هو صلة تقديره :الل تى ا ستقررن في حجور كم كائنات من ن سائكم (وأن تجمعوا) في مو ضع ر فع
عطفا على أمهاتكم ،و (إل ما قد سلف) استثناء منقطع في موضع نصب.
قوله تعالى (والمحصنات) هو معطوف على أمهاتكم ،و (من النساء) حال منه ،والجمهور على فتح الصاد
هنما لن المراد بهمن ذوات الزواج ،وذات الزوج محصمنة بالفتمح لن زوجهما أحصمنها :أى أعفهما ،فأمما
المح صنات في غ ير هذا المو ضع فيقرأ بالف تح والك سر وكله ما مشهور ،فالك سر على أن الن ساء أح صن
فروجهن أو أزواجهن ،والفتح على أنهن أحصن بالزواج أو بالسلم ،واشتقاق الكلمة من التحصين وهو
المنع (إل ما ملكت) استثناء متصل في موضع نصب ،والمعنى :حرمت عليكم ذوات الزواج إل السبايا
فإن هن حلل وإن كمن ذوات أزواج (كتاب ال) همو من صوب على الم صدر بكتمب محذوفمة دل عليمه قوله
حرمت :لن
[]175
التحريم كتب ،وقيل انتصابه بفعل محذوف تقديره :الزموا كتاب ال ،و (عليكم) إغراء.
وقال الكوفيون هو إغراء والمفعول مقدم ،وهذا عندنا غير جائز لن عليكم وبابه عامل ضعيف ،فليس له
في التقديم تصرف ،وقرئ " كتب عليكم " أى كتب ال ذلك عليكم ،وعليكم على القول الول متعلق بالفعل
الناصب للمصدر ل بالمصدر لن المصدر هنا فضلة ،وقيل هو متعلق بنفس المصدر لنه ناب عن الفعل
ح يث لم يذ كر م عه ،ف هو كقولك مرورا بز يد أى أ مر( ،وأ حل ل كم) يقرأ بالف تح على ت سمية الفا عل ،و هو
معطوف على الفعل الناصب لكتاب وبالضم عطفا على حرمت (ماوراء ذلكم) في ما وجهان :أحدهما هى
بمعنمى ممن ،فعلى هذا يكون قوله (أن تبتغوا) فمي موضمع جمر أو نصمب على تقديمر :بأن تبتغوا أو لن
تبتغوا :أى أبيح لكم غير ماذكرنا من النساء بالمهور.
والثانى أن ما بمعنى الذى ،والذى كناية عن الفعل :أى وأحل لكم تحصيل ما وراء ذلك الفعل المحرم ،وأن
تبتغوا بدل م نه ويجوز أن يكون أن تبتغوا فمي هذا الو جه مثله فمي الو جه الول ،و (مح صنين) حال من
الفا عل في تبتغوا (ف ما ا ستمتعتم) في " ما " وجهان :أحده ما هى بمع نى من والهاء في ( به) تعود على
لفظها ،والثانى هى بمعنى الذى ،والخبر (فآتوهن) والعائد منه محذوف ،أى لجله فعلى الوجه الول يجوز
أن تكون شرطما ،وجوابهما فآتوهمن والخمبر فعمل الشرط وجوابمه أو جوابمه فقمط على ماذكرناه فمي غيمر
مو ضع ،ويجوز على الو جه الول أن تكون بم نى الذى ،ول تكون شر طا بل في مو ضع ر فع بالبتداء،
واستمتعتم صلة لها ،والخبر فآتوهن ،ول يجوز أن تكون مصدرية لفساد المعنى ،ولن الهاء في به تعود
على ما ،والمصدرية ل يعود عليها ضمير (منهن) حال من الهاء في به (فريضة) مصدر لفعل محذوف،
أو في موضع الحال على ماذكرنا في آية الوصية.
قوله تعالى (و من لم ي ستطع) شرط وجوا به " ف ما مل كت " و (من كم) حال من الضم ير في ي ستطع (طول)
مفعول يسمتطع ،وقيمل همو مفعول له وفيمه حذف مضاف :أى لعدم الطول ،وأمما (أن ينكمح) ففيمه وجهان:
أحده ما هو بدل من طول و هو بدل ال شئ من ال شئ وه ما ل شئ وا حد لن الطول هو القدرة أو الف ضل،
والنكاح قوة وفضل.
والثا نى أن ل يكون بدل بل هو معمول طول ،وفيمه على هذا وجهان :أحدهمما هو منصموب بطول ،لن
التقدير :ومن لم يستطع أن ينال
[]176
نكاح المحصنات ،وهو من قولك طلته :أى نلته ،ومنه قول الفرزدق:
والثا نى أن يكون على تقد ير حذف حرف ال جر :أى إلى أن ين كح ،والتقد ير :و من لم ي ستطع و صلة إلى
نكاح المحصنات ،وقيل المحذوف اللم ،فعلى هذا يكون في موضع صفة طول ،والطول المهر :أى مهرا
كائنا لن ينكح ،وقيل هو مع تقدير اللم مفعول الطول :أى طول لجل نكاحهن (فمن ما) في من وجهان:
أحدهما هى زائدة ،والتقدير :فلينكح ما ملكت.
والثانمى ليسمت زائدة ،والفعمل المقدر محذوف تقديره :فلينكمح امرأة ممما ملكمت ،وممن على هذا صمفة
للمحذوف ،وقيل مفعول الفعل المحذوف (فتياتكم) ومن الثانية زائدة ،و (والمؤمنات) على هذه الوجه صفة
الفتيات ،وقيمل مفعول الفعمل المحذوف المؤمنات ،والتقديمر :ممن فتياتكمم الفتيات المؤمنات ،وموضمع ممن
فتيات كم إذا لم ت كن من زائدة حال من الهاء المحذو فة في مل كت ،وق يل في الكلم تقد يم وتأخ ير تقديره:
فلينكح بعضكم من بعض الفتيات ،فعلى هذا يكون قوله (وال أعلم بإيمانكم) معترضا بين الفعل والفاعل ،و
(بعضكم) فاعل الفعل المحذوف ،والجيد أن يكون بعضكم مبتدأ ،و (من بعض) خبره أى بعضكم من جنس
بعض في النسب والدين ،فل يترفع الحر عن المة عند الحاجة ،وقيل " فمما ملكت " خبر مبتدأ محذوف:
أى فالمنكوحمة ممما ملكمت (محصمنات) حال ممن المفعول فمي " وآتوهمن " (ول متخذات) معطوف على
محصنات والضافة غير محضة.
والخدان جمع خدن مثل عدل وأعدال (فإذا أحصن) يقرأ بضم الهمزة :أى بالزواج وبفتحها أى فروجهن
(فإن أت ين) الفاء جواب إذا (فعلي هن) جواب إن ( من العذاب) في مو ضع الحال من الضم ير في الجار،
والعا مل في ها العا مل في صاحبها ،ول يجوز أن تكون حال من ما لن ها مجرورة بالضا فة فل يكون ل ها
عاممل (ذلك) مبتدأ (لممن خشمى) الخمبر :أى جائز للخائف ممن الزنما (وأن تصمبروا) مبتدأ ،و (خيمر لكمم)
خبره.
قوله تعالى (يريد ال ليبين لكم) مفعول يريد محذوف تقديره :يريد ال ذلك :أى تحريم ما حرم وتحليل ما
حلل ليبين ،واللم في ليبين متعلقة بيريد ،وقيل اللم زائدة والتقدير :يريد ال أن يبين فالنصب بأن.
قوله تعالى (ويريد الذين يتبعون الشهوات) معطوف على قوله " وال
[]177
ير يد أن يتوب علي كم " إل أ نه صدر الجملة الولى بال سم " الثان ية " بالف عل ،ول يجوز أن يقرأ بالن صب،
لن المعنى يصير :وال يريد أن يتوب عليكم ،ويريد أن يريد الذين يتبعون الشهوات ،وليس المعنى على
ذلك.
قوله تعالى (وخلق الن سان ضعي فا) ضعي فا حال ،وق يل تمي يز ل نه يجوز أن يقدر ب من ول يس ب شئ ،وق يل
التقد ير :وخلق الن سان من شئ ضع يف :أى من ط ين أو من نط فة وعل قة ومض غة ،ك ما قال " ال الذى
خلقكم من ضعف " فلما حذف الجار والموصوف انتصبت الصفة بالفعل نفسه.
قوله تعالى (إل أن تكون تجارة) السمتثناء منقطمع ليمس ممن جنمس الول ،وقيمل همو متصمل والتقديمر :ل
تأكلوها بسبب إل أن تكون تجارة وهذا ضعيف ،لنه قال بالباطل والتجارة ليست من جنس الباطل ،وفى
الكلم حذف مضاف :أى إل في حال كونها تجارة ،أو في وقت كونها تجارة ،وتجارة بالرفع على أن كان
تاممة ،وبالنصمب على أنهما الناقصمة ،التقديمر إل أن تكون المعاملة أو التجارة تجارة ،وقيمل تقديره :إل أن
تكون الموال تجارة (عن تراض) في موضع صفة تجارة (ومنكم) صفة تراض.
قوله تعالى (ومن يفعل) من في موضع رفع بالبتداء ،والخبر (فسوف نصليه) وعدوانا وظلما مصدران
في مو ضع الحال ،أو مفعول من أجله ،والجمهور على ضم النون من ن صليه ،ويقرأ بفتح ها وه ما لغتان
يقال أصليته النار وصليته.
قوله تعالى (مدخل) يقرأ بفتح الميم وهو مصدر دخل ،والتقدير :وندخله فيدخل مدخل :أى دخول ،ومفعل
إذا وقع مصدرا كان مصدر فعل ،فأما أفعل فمصدره مفعل بضم الميم كما ضمت الهمزة ،وقيل مدخل هنا
المفتوح الميم مكان فيكون مفعول به مثل أدخلته بيتا.
قوله تعالى (ما فضل ال) " ما " بمعنى الذى أو نكرة موصوفة ،والعائد الهاء في (به) والمفعول (بعضكم
-واسئلوا ال) يقرأ سلوا بغير همز واسئلوا بالهمز وقد ذكر في قوله " سل بنى إسرائيل " ومفعول اسئلوا
محذوف :أى شيئا (ممن فضله) قوله تعالى (ولكمل جعلنما) المضاف إليمه محذوف وفيمه وجهان :أحدهمما
تقديره :ول كل أ حد جعل نا موالى يرثو نه ،والثا نى ول كل مال ،والمفعول الول لج عل (موالى) والثا نى ل كل،
والتقدير :وجعلنا وراثا لكل ميت أو لكل مال (مما ترك) فيه
[]178
وجهان :هو صفة مال المحذوف :أى من مال تر كه (الوالدان) والثا نى هو يتعلق بف عل محذوف دل عل يه
الموالى تقديره :يرثون ماترك ،وقيل " ما " بمعنى من :أى لكل أحد ممن ترك الولدان (والذين عقدت) في
موضعها ثلثة أوجه :أحدها هو معطوف على موالى :أى وجعلنا الذ ين عاقدت وارثا ،وكان ذلك ون سخ،
فيكون قوله (فآتوهم نصيبهم) توكيدا.
والثانى موضعه نصب بفعل محذوف فسره المذكور :أى وآتوا الذين عاقدت.
والثالث هو رفع بالبتداء وفآتوهم الخبر ،ويقرأ عاقدت باللف والمفعول محذوف :أى عاقدتهم ،ويقرأ بغير
ألف والمفعول محذوف أيضما همو ،والعائد تقديره :عقدت حلفهمم أيمانكمم ،وقيمل التقديمر :عقدت حلفهمم ذو
أيمانكم ،فحذف المضاف لن العاقد لليمين الحالفون ل اليمان نفسها.
قوله تعالى (قوامون على النسماء) على متعلقمة بقوامون ،و (بمما) متعلقمة بمه أيضما ،ولمما كان الحرفان
بمعني ين جاز تعلقهمما ب شئ وا حد ،فعلى على هذا ل ها معنمى غيمر مع نى الباء ،ويجوز أن تكون الباء في
مو ضع الحال فتتعلق بمحذوف تقديره :م ستحقين بتفض يل ال إيا هم ،و صاحب الحال الضم ير في قوامون
ومامصدرية ،فأما " ما " في قوله (وبما أنفقوا) فيجوز أن تكون مصدرية ،فتتعلق من بأنفقوا ،ول حذف في
الكلم ،ويجوز أن تكون بمعنمى الذى والعائد محذوف :أى وبالذى أنفقوه ،فعلى هذا يكون (ممن أموالهمم)
حال (فالصمالحات) مبتدأ (قانتات حافظات) خمبران عنمه ،وقرئ " فالصموالح قوانمت حوافمظ " وهمو جممع
تكثير دال على الكثرة ،وجمع التصحيح ل يدل على الكثرة بوضعه ،وقد استعمل فيها كقوله تعالى " وهم
في الغرفات آمنون " (ب ما ح فظ ال) في " ما " ثل ثة أو جه بمع نى الذى ونكرة مو صوفة ،والعائد محذوف
على الوجهيمن ومصمدرية ،وقرئ " بمما حفمظ ال " بنصمب اسمم ال ومما على هذه القراءة بمعنمى الذى أو
نكرة ،والمضاف محذوف والتقدير :بما حفظ أمر ال أو دين ال.
وقال قوم :همى مصمدرية ،والتقديمر :حفظهمن ال ،وهذا خطمأ لنمه إذا كان كذلك خل الفعمل عمن ضميمر
الفاعمل ،لن الفاعمل هنما جممع المؤنمث وذلك يظهمر ضميره ،فكان يجمب أن يكون بمما حفظهمن ال ،وقمد
صوب هذا القول وجعل الفاعل فيه للجنس ،وهو مفرد مذكر فل يظهر له ضمير " واللتى تخافون) مثل
قوله " واللتى يأتين الفاحشة " ومثل " واللذان يأتيانها " وقد ذكرا (واهجروهن في المضاجع) في " في "
وجهان :أحده ما هى ظرف للهجران :أى اهجرو هن في موا ضع الضطجاع :أى اتركوا مضاجع هن دون
ترك مكالمتهن:
[]179
والثا نى هى بمع نى ال سبب :أى واهجرو هن ب سبب المضا جع ك ما تقول في هذه الجنا ية عقو بة (فل تبغوا
عليهن) في تبغوا وجهان :أحدهما هو من البغى الذى هو الظلم ،فعلى هذا هو غير متعد ،و (سبيل) على
هذا من صوب على تقد ير حذف حرف ال جر :أى ب سبيل ما والثا نى هو من قولك :بغ يت ال مر أى طلب ته،
فعلى هذا يكون متعديا ،وسبيل مفعوله ،وعليهن من نعت السبيل فيكون حال لتقدمه عليه.
قوله تعالى (شقاق بينهمما) الشقاق الخلف ،فلذلك حسمن إضافتمه إلى بيمن ،وبيمن هنما الوصمل الكائن بيمن
الزوج ين (حك ما من أهله) يجوز أن يتعلق من بابعثوا فيكون البتداء غا ية الب عث ،ويجوز أن يكون صفة
للحكمم فيتعلق بمحذوف (إن يريدا) ضميمر الثنيمن يعود على الحكميمن ،وقيمل على الزوجيمن ،فعلى الول
والثانى يكون قوله (يوفق ال بينهما) للزوجين.
قوله تعالى (وبالوالدين إحسانا) في نصب إحسانا أوجه قد ذكرناها في البقرة عند قوله " وإذ أخذنا ميثاق
ب نى إ سرائيل " و (الج نب) يقرأ بضمت ين ،و هو و صف م ثل نا قة أ جد و يد سجح( ،)1ويقرأ بف تح الج يم
وسكون النون ،وهو وصف أيضا ،وهو المجانب ،وهو مثل قولك :رجل عدل (والصاحب بالجنب) يجوز
أن تكون الباء بمعنى في ،وأن تكون على بابها ،وعلى كل الوجهين هو حال من الصاحب ،والعامل فيها
المحذوف.
قوله تعالى (الذ ين يبخلون) ف يه وجهان أحده ما هو من صوب بدل من " من " في قوله " من كان مختال
فخورا " وجمع على معنى من ،ويجوز أن يكون محمول على قوله مختال فخورا ،وهو خبر كان ،وجمع
على المعنمى أيضما أو على إضمار أذم .والثانمى أن يكون مبتدأ ،والخمبر محذوف تقديره :مبغضون ،ودل
عليه ماتقدم من قوله ليحب ،ويجوز أن يكون الخبر معذبون لقوله " وأعتدنا للكافرين عذابا مهينا " ويجوز
أن يكون التقدير ،هم الذ ين ،ويجوز أن يكون مبتدأ ،والذين ينفقون معطوف عليه ،وال خبر :إن ال ليظلم:
أى يظلمهم ،والبخل والبخل لغتان وقد قرئ بهما ،وفيه لغتان أخريان البخل بضم الخاء والباء والبخل بفتح
الباء وسكون الخاء ،و (من فضله) حال من " ما " أو من العائد المحذوف.
قوله تعالى (والذين ينفقون أموالهم رئاء الناس) رئاء مفعول من أجله والمصدر مضاف إلى المفعول ،فعلى
هذا يكون قوله (وليؤمنون بال) معطوفا
___________________________________
() قوله أجد ،في القاموس وناقة أجد بضمتين قوية ،وقوله وسجح :بضمتين أيضا أى لينة سهلة اه)*( .
[]180
على ينفقون داخل في ال صلة ،ويجوز أن يكون م ستأنفا ،ويجوز أن يكون رئاء الناس م صدرا في مو ضع
الحال :أى ينفقون مرائ ين (ف ساء قري نا) أى ف ساء هو والضم ير عائد على من أو على الشيطان ،وقري نا
تمييمز ،وسماء هنما منقولة إلى باب نعمم وبئس ،ففاعلهما والمخصموص بعدهما بالذم مثمل فاعمل بئس
ومخ صوصها ،والتقد ير :ف ساء الشيطان والقر ين ،فأ ما قوله " والذ ين ينفقون " ف فى موض عه ثل ثة أو جه:
أحدها هو جر عطفا على الكافرين في قوله " وأعتدنا للكافرين " والثانى نصب على ماانتصب عليه الذين
يبخلون ،والثالث رفع على ماارتفع عليه الذين يبخلون ،وقد ذكرا .فأما رئاى الناس فقد ذكرنا أنه مفعول له
أو حال من فا عل ينفقون ،ويجوز أن يكون حال من الذ ين ينفقون :أى المو صول ،فعلى هذا يكون قوله "
وليؤمنون " مستأنفا لئل يفرق بين بعض الصلة وبعض بحال الموصول.
قوله تعالى (وماذا علي هم) ف يه وجهان :أحده ما " ما " مبتدأ و " ذا " بمع نى الذى ،وعلي هم صلتها ،والذى
وصملتها خمبر مما ،وأجاز قوم أن تكون الذى وصملتها مبتدأ ،وماخمبرا مقدمما ،وقدم الخمبر لنمه أسمتفهام.
والثا نى أن ما وذا ا سم وا حد مبتدأ ،وعلي هم ال خبر ،و قد ذكر نا هذا في البقرة بأب سط من هذا ،و (لو) في ها
وجهان :أحدهما هى على بابها ،والكلم محمول على المعنى :أى لو آمنوا لم يضرهم والثانى أنها بمعنى
أن النا صبة للف عل ك ما ذكر نا في قوله " لو يع مر ألف سنة " وغيره .ويجوز أن تكون بمع نى إن الشرط ية
كمما جاء فمي قوله " ولو أعجبتكمم " أى وأى شمئ عليهمم إن آمنوا ،وتقديره :على الوجمه الخمر :أى شمئ
عليهم في اليمان.
قوله تعالى (مثقال ذرة) ف يه وجهان :أحدهما هو مفعول ليظلم ،والتقد ير :ليظلمهم ،أو ليظلم أحدا ،ويظلم
بمع نى ينت قص :أى ين قص و هو مت عد إلى مفعول ين والثا نى هو صفة م صدر محذوف تقديره :ظل ما قدر
مثقال ذرة ،فحذف الم صدر و صفته وأقام المضاف إل يه مقامه ما (وإن تك ح سنة) حذ فت نون ت كن لكثرة
استعمال هذه الكلمة ،وشبه النون لغنتها وسكونها بالواو ،فإن تحركت لم تحذف نحو " ومن يكن الشيطان
ولم يكن الذين " وحسنة بالرفع على أن كان التامة ،وبالنصب على أنها الناقصة ،و (من لدنه) متعلق بيؤت
أو حال من الجر.
قوله تعالى (فكيف إذا) الناصب لها محذوف :أى كيف تصنعون أو تكونون وإذاظرف لذلك المحذوف (من
كل أمة) متعلق بجئنا أو حال من شهيد على قول من أجاز تقديم حال المجرور عليه (وجئنا بك) معطوف
على جئنا الولى،
[]181
ويجوز أن يكون حال وتكون قمد مرادة ،ويجوز أن يكون مسمتأنفا ،ويكون الماضمى بمعنمى المسمتقبل ،و
(شهيدا) حال وعلى يتعلق به ،ويجوز أن يكون حال منه.
قوله تعالى (يومئذ) فيه وجهان :أحدهما هو ظرف ل (يود) فيعمل فيه .والثانى يعمل فيه شهيدا ،فعلى هذا
يكون يود صفة ليوم ،والعائد محذوف :أى فيه وقد ذكر ذلك في قوله " واتقوا يوما لتجزى " والصل في
" إذا " إذ ،وهى ظرف زمان ماض ،فقد استعملت هنا للمستقبل وهو كثير في القرآن ،فزادوا عليها التنوين
عوضا من الجملة المحذوفة تقديره :يوم إذ تأتى بالشهداء ،وحركت الذال بالكسر لسكونها وسكون التنوين
بعد ها (وع صوا الر سول) في مو ضع الحال ،و قد مرادة و هى معتر ضة ب ين يود وب ين مفعول ها ،و هو (لو
تسوى) ولو بمعنى أن المصدرية وتسوى على مالم يسم فاعله.
ويقرأ تسوى بالفتح والتشديد :أى تتسوى فقلبت الثانية سينا وأدغم.
ويقرأ بالتخف يف أي ضا على حذف الثان ية (وليكتمون) ف يه وجهان :أحده ما هو حال ،والتقد ير :يودون أن
يعذبوا في الدنيا دون الخرة ،أو يكونوا كالرض (وليكتمون ال) في ذلك اليوم (حديثا).
قوله تعالى (لتقربوا الصملة) قيمل المراد مواضمع الصملة ،فحذف المضاف وقيمل لحذف فيمه (وأنتمم
سكارى) حال من ضمير الفاعل في تقربوا ،وسكارى جمع سكران ،ويجوز ضم السين وفتحها ،وقد قرئ
به ما ،وقرئ أي ضا " سكرى " ب ضم ال سين من غ ير ألف ،وبفتح ها كذلك ،و هى صفة مفردة في مو ضع
الج مع ،ف سكرى م ثل حبلى و سكرى م ثل عط شى (ح تى تعلموا) أى إلى أن ،و هى متعل قة بتقربوا ،و ( ما)
بمعنمى الذى أو نكرة موصموفة ،والعائد محذوف ،ويجوز أن تكون مصمدرية ولحذف (ولجنبما) حال،
والتقدير.
لتصلوا جنبا ،أو لتقربوا مواضع الصلة جنبا ،والجنب يفرد مع التثنية والجمع في اللغة الفصحى يذهب
به مذهب الوصف بالمصادر ،ومن العرب من يثنيه ويجمعه فيقول جنبان وأجناب ،واشتقاقه من المجانية
وهى المباعدة (إل عابرى سبيل) هو حال أيضا والتقدير :لتقربوها في حال الجنابة إلى في حال السفر أو
عبور الم سجد على اختلف الناس في المراد بذلك (ح تى تغت سلوا) متعلق بالعا مل في ج نب (من كم) صفة
لحد ،و (من الغائط) مفعول جاء ،والجمهور يقرءون الغائط على فاعل ،والفعل منه غاط المكان يغوط إذا
اطمأن ،وقرأ ا بن م سعود بياء ساكنة من غ ير ألف وف يه وجهان :أحده ما هو م صدر يغوط ،وكان القياس
غوطا فقلب الواو ياء وأسكنت
[]182
وانفتح ماقبلها لخفتها ،والثانى أنه أراد الغيط فخففت مثل سيد وميت( ،أو لمستم) يقرأ بغير ألف وبألف،
وه ما بمع نى ،وق يل لم ستم مادون الجماع ،أو لم ستم الجماع (فلم تجدوا) الفاء عط فت مابعد ها على جاء،
وجواب الشرط (فتيمموا) وجاء معطوف على كن تم :أى وإن جاء أ حد ( صعيدا) مفعول تيمموا أى اق صدوا
صعيدا ،وق يل هو على تقد ير حذف الباء :أى ب صعيد (بوجوه كم) الباء زائدة أى ام سحوا وجوه كم ،و فى
الكلم حذف أى فامسحوا وجوهكم به أو منه ،وقد ظهر ذلك في آية المائدة.
قوله تعالى (ممن الكتاب) صمفة لنصميب (يشترون) حال ممن الفاعمل فمي أوتوا (ويريدون) مثله وإن شئت
جعلتهما حالين من الموصول ،وهو قوله " من الذين أوتوا " وهى حال مقدرة ،ويقال ضللت (السبيل) وعن
السمبيل ،وهمو مفعول بمه وليمس بظرف ،وهمو كقولك أخطمأ الطريمق (وليما) و (نصميرا) منصموبان على
التمييز ،وقيل على الحال.
قوله تعالى ( من الذ ين هادوا) ف يه ثل ثة أو جه :أحد ها أ نه خبر مبتدإ محذوف ،و فى ذلك تقديران :أحده ما
تقديره ،هم من الذ ين ف (يحرفون) على هذا حال من الفا عل في هادوا ،والثا نى تقديره :من الذ ين هادوا
قوم ،فقوم هو المبتدأ وماقبله الخبر ،ويحرفون نعت لقوم ،وقيل التقدير :من الذين هادوا من يحرفون ،كما
قال " :ومامنما إل له " :أى ممن له ،وممن هذه عندنما نكرة موصموفة مثمل قوم ،وليسمت بمعنمى الذى لن
الموصول ليحذف دون صلته.
والوجه الثانى أن من الذين متعلق بنصير ،فهو في موضع نصب به كما قال " فمن ينصرنا من بأس ال "
أى يمنعنا.
والثالث أ نه حال من الفا عل في يريدون ،وليجوز أن يكون حال من الضم ير في أوتوا لن شيئا واحدا
ليكون له أك ثر من حال واحدة ،إل أن يع طف ب عض الحوال على ب عض ،وليكون حال من الذ ين لهذا
المع نى ،وق يل هو حال من أعدائ كم :أى وال أعلم بأعدائ كم كائن ين من الذ ين ،والف صل المعترض بينه ما
مسدد فلم يمنع من الحال ،وفى كل موضع جعلت فيه من الذين هادوا حال ،فيحرفون فيه حال من الفاعل
في هادوا و (الكلم) جمع كلمة ،ويقرأ " الكلم " والمعنى متقارب و (عن مواضعه) متعلق بيحرفون ،وذكر
الضمير المضاف إليه حمل على معنى الكلم لنها جنس (ويقولون) عطف على يحرفون ،و (غير مسمع)
حال والمفعول الثانى محذوف ،أى لأسمعت مكروها هذا ظاهر قولهم ،فأما ماأرادوا
[]183
فهو لأسمعت خيرا ،وقيل أرادوا غير مسموع منك (وراعنا) قد ذكر في البقرة و (ليا .وطعنا) مفعول له،
وقيل مصدر في موضع الحال ،والصل في لى لوى فقلبت الواو ياء وأدغمت ،و (في الدين) متعلق بطعن
(خيرا لهم) يجوز أن يكون بمعنى أفعل كما قال (وأقوم) ومن محذوفة ،أى من غيره ،ويجوز أن يكون
بمعنى فاضل وجيد فل يفتقر إلى من (إل قليل) صفة مصدر محذوف :أى إيمانا قليل.
قوله تعالى (من قبل) متعلق بآمنوا و (على أدبارها) حال من ضمير الوجوه وهى مقدرة.
قوله تعالى (ويغ فر مادون ذلك) هو م ستأنف غ ير معطوف على يغ فر الولى ل نه لو ع طف عل يه ل صار
منفيا.
قوله تعالى (كيمف يفترون) كيمف منصموب بيفترون وموضمع الكلم نصمب بانظروا ،و (على ال) متعلق
بيفترون ،ويجوز أن يكون حال من (الكذب) وليجوز أن يتعلق بالكذب ،لن معمول الم صدر ليتقدم عليه
فإن جعل على التبيين جاز.
قوله تعالى (هؤلء أهدى) مبتدأ و خبر في مو ضع ن صب بيقولون .وللذ ين كفروا تخ صيص و تبيين متعلق
بيقولون أيضا .ويؤمنون بالجبت ويقولون مثل يشترون الضللة ويريدون وقد ذكر.
قوله تعالى (أم لهم نصيب) أم منقطعة أى بل ألهم وكذلك أم يحسدون (فإذن) حرف ينصب الفعل إذا اعتمد
عليه وله مواضع يلغى فيها وهو مشبه في عوامل الفعال بظننت في عوامل السماء ،والنون أصل فيه
ول يس بتنو ين ،فلهذا يك تب بالنون وأجاز الفراء أن يك تب باللف ،ولم يع مل ه نا من أ جل حرف الع طف
وهى الفاء ،ويجوز في غير القرآن أن يعمل مع الفاء وليس المبطل لعمله ل لن ليتخطاها العامل.
قوله تعالى ( من آ من به) الهاء تعود على الكتاب ،وق يل على إبراه يم ،وق يل على مح مد صلى ال عل يه
وسلم ،و (سعيرا) بمعنى مستعر (نضجت جلودهم)
[]184
يقرأ بالدغام لنهما من حروف وسط الفم ،والظهار هو الصل (بدلنا هم جلودا) أى بجلود ،وقيل يتعدى
إلى الثانى بنفسه.
قوله تعالى (والذين آمنوا) يجوز أن يكون في موضع نصب عطفا على الذين كفروا ،وأن يكون رفعا على
الموضع أو على الستئناف والخبر (سندخلهم .خالدين فيها) حال من المفعول في ندخلهم أو من جنات لن
فيهما ضمير الكل واحد منهما ،ويجوز أن يكون صفة لجنات على رأى الكوفيين و (لهم فيها أزواج) حال
أو صفة.
قوله تعالى (وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل) العامل في إذا وجهان :أحدهما فعل محذوف تقديره:
يأمر كم أن تحكموا إذا حكم تم ،وج عل أن تحكموا المذكورة مف سرة للمحذوف فل مو ضع لن تحكموا ل نه
مفسمر للمحذوف ،والمحذوف مفعول يأمركمم وليجوز أن يعممل فمي إذا أن تحكموا لن معمول المصمدر
ليتقدم عليه.
والوجمه الثانمى أن تنصمب إذا بيأمركمم وأن تحكموا بمه أيضما ،والتقديمر :أن يكون حرف العطمف ممع أن
تحكموا لكمن فصمل بينهمما بالظرف كقول العشمى :يوم يراهما كشبمه أرديمة الغضمب ويومما أديمهما ثفل
وبالعدل يجوز أن يكون مفعولبمه ،ويجوز أن يكون حال (نعمما يعظكمم بمه) الجملة خمبر إن ،وفمى " مما "
ثلثة أوجه :أحدها أنها بمعنى الشئ معرفة تامة ،ويعظكم صفة موصوف محذوف هو المخصوص بالمدح
تقديره نعم الشئ شئ يعظكم به ،ويجوز أن يكون يعظكم صفة لمنصوب محذوف :أى نعم الشئ الشئ شيئا
يعظكم به كقولك :نعم الرجل رجل صالحا زيد ،وهذا جائز عند بعض النحويين ،والمخصوص بالمدح هنا
محذوف .والثانمى أن " مما " بمعنمى الذى ،ومابعدهما صملتها وموضعهما رفمع فاعمل نعمم والمخصموص
محذوف :أى ن عم الذى يعظ كم به بتأد ية الما نة والح كم بالعدل .والثالث أن تكون " ما " نكرة مو صوفة،
والفاعل مضمر ،والمخصوص محذوف كقوله تعالى " بئس للظالمين بدل ".
قوله تعالى (وأولى المر منكم) حال من أولى ،و (تأويل) تمييز.
قوله تعالى (يريدون) حال من الذ ين يزعمون أو من الضم ير في يزعمون ،ويزعمون من أخوات ظن نت
في اقتضائ ها مفعول ين ،وإن و ما عملت في ت سد م سدهما (و قد أمروا) في مو ضع الحال من الفا عل في
يريدون ،والطاغوت يؤنث ويذكر،
[]185
وقد ذكر ضميره هنا ،وقد تكلمنا عليه في البقرة (أن يضلهم ضلل) أى فيضلوا ضلل ،ويجوز أن يكون
ضلل بمعنى إضلل ،فوضع أحد المصدرين موضع الخر.
قوله تعالى (تعالوا) الصمل تعاليوا ،وقمد ذكرنما ذلك فمي آل عمران ،ويقرأ شاذا بضمم اللم ،ووجهمه أنمه
حذف اللف من تعالى اعتباطا ثم ضم اللم من أجل واو الضمير (يصدون) في موضع الحال و (صدودا)
اسم للمصدر والمصدر صد ،وقيل هو مصدر.
قوله تعالى (فكيف إذا أصابتهم مصيبة) أى كيف يصنعون؟ (ويحلفون) حال.
قوله تعالى (في أنفسهم) يتعلق بقل لهم ،وقيل يتعلق ب (بليغا) أى يبلغ في نفوسهم وهو ضعيف ،لن الصفة
لتعمل فيما قبلها.
قوله تعالى (إل ليطاع) ليطاع فمي موضمع نصمب مفعول له ،واللم تتعلق بأرسملنا ،و (بإذن ال) حال ممن
الضم ير في يطاع ،وق يل هو مفعول به :أى ب سبب أ مر ال و (ظلموا) ظرف والعا مل ف يه خبر إن ،و هو
(جاءوك)( .واستغفر لهم الرسول) ولم يقل فاستغفرت لهم ،لنه رجع من الخطاب إلى الغيبة لما في السم
الظاهمر ممن الدللة على أنمه الرسمول و (وجدوا) يتعدى إلى مفعوليمن ،وقيمل همى المتعديمة إلى واحمد ،و
(توابا) حال ،و (رحيما) بدل أو حال من الضمير في تواب.
قوله تعالى (فل وربك) فيه وجهان :أحدهما أن " ل " الولى زائدة.
والتقدير :فوربك (ل يؤمنون) وقيل الثانية :زائدة ،والقسم معترض بين النفى والمنفى.
والو جه ال خر أن ل ن فى ل شئ محذوف تقديره :فل يفعلون ،ثم قال :ور بك ل يؤمنون ،و (بين هم) ظرف
لش جر أو حال من " ما " أو من فا عل ش جر ،و ( ثم ل يجدوا) معطوف على يحكموك ،و ( في أنف سهم)
يتعلق بيجدوا تعلق
الظرف بالف عل ،و (حر جا) مفعول يجدوا ،ويجوز أن يكون في أنف سهم حال من حرج ،وكله ما على أن
يجدوا المتعديمة إلى مفعول واحمد ،ويجوز أن تكون المتعديمة إلى اثنيمن ،وفمى أنفسمهم أحدهمما ،و (ممما
قضيت) صفة لحرج فيتعلق بمحذوف ،ويجوز أن يتعلق بحرج ،لنك تقول :حرجت من هذا المر ،و " ما
" يجوز أن تكون بمعنى الذى ونكرة موصوفة ومصدرية.
سورة المائدة
بسم اللّه الرحمن الرحيم
قوله تعالى (إل مايتلى عليكمم) فمي موضمع نصمب على السمتثناء ممن بهيممة النعام ،والسمتثناء متصمل،
والتقدير :أحلت لكم بهيمة النعام إل الميتة وماأهل لغير ال به وغيره مما ذكر في الية الثالثة من السورة
(غير) حال من الضمير المجرور عليكم أو لكم ،وقيل هو حال من ضمير الفاعل في أوفوا ،و (محلى)
اسم فاعل مضاف إلى المفعول ،وحذفت النون للضافة ،و (الصيد) مصدر بمعنى المفعول :أى المصدر،
ويجوز أن يكون على بابه هاهنا :أى غير محلين الصطياد في حال الحرام
[]206
قوله تعالى (ول القلئد) أى ول ذوات القلئد لنها جمع قلدة ،والمراد تحريم المقلدة ل القلدة (ول آمين)
أى ول قتال آم ين أو أذى آم ين .وقرئ في الشاذ " ول آ مى الب يت " بحذف النون والضا فة (يبتغون) في
موضع الحال من الضمير في آمين ،وليجوز أن يكون صفة لمين لن اسم الفاعل إذا وصف لم يعمل في
الختيار (فا صطادوا) قرئ في الشاذ بك سر الفاء ،و هى بعيدة من ال صواب ،وكأ نه حرك ها بحر كة همزة
الوصل (ول يجرمنكم) الجمهور على فتح الياء ،وقرئ بضمها وهما لغتان :يقال ،جرم وأجرم ،وقيل جرم
مت عد إلى مفعول وا حد وأجرم مت عد إلى اثن ين ،والهمزة للن قل ،فأ ما فا عل هذا الف عل ف هو (شنآن) ومفعوله
الول الكاف والميمم ،و (أن تعتدوا) همو المفعول الثانمى على قول ممن عداه إلى مفعوليمن ،وممن عداه إلى
واحد كأنه قدر حرف الجر مرادا مع أن تعتدوا ،والمعنى :ل يحملنكم بغض قوم على العتداء ،والجمهور
على فتح النون الولى من شنآن ،وهو مصدر كالغليان والنزوان.
ويقرأ ب سكونها و هو صفة م ثل عطشان و سكران ،والتقد ير :على هذا ل يحملن كم بغ يض قوم :أى عداوة
بغيض قوم ،وقيل من سكن أراد المصدر أيضا ،لكنه خفف لكثرة الحركات وإذا حركت النون كان مصدرا
مضافا إلى المفعول :أى ل يحملنكم بغضكم لقوم ،ويجوز أن يكون مضافا إلى الفاعل :أى بغض قوم إياكم
(أن صدوكم) يقرأ بف تح الهمزة و هى م صدرية ،والتقد ير :لن صدوكم ،وموض عه ن صب أو جر على
الختلف في نظائره.
ويقرأ بكسرها على أنها شرط ،والمعنى :أن يصدوكم مثل ذلك الصد الذى وقع منهم ،أو يستديموا الصد،
وإن ما قدر بذلك لن ال صد كان قد و قع من الكفار للم سلمين (ول تعاونوا) يقرأ بتخف يف التاء ين على أ نه
حذف التاء الثانية تخفيفا ،أو بتشديدها إذا وصلتها بل على إدغام إحدى التاء ين في الخرى ،وساغ الجمع
بين ساكنين لن الول منهما حرف مد.
قوله تعالى (المي تة) أ صلها المي تة (والدم) أ صله د مى (وماأ هل لغ ير ال به) قد ذ كر ذلك كله في البقرة
(والنطيحة) بمعنى المنطوحة ،ودخلت فيها الهاء لنها لم تذكر الموصوفة معها فصارت كالسم ،فإن قلت
شاة نطيح لم تدخل الهاء (وماأكل السبع) " ما " بمعنى الذى وموضعه رفع عطفا على الميتة ،والكثر ضم
الباء من ال سبع وت سكينها ل غة ،و قد قرئ به (إل ما ذكي تم) في مو ضع ن صب ا ستثناء من المو جب قبله،
والستثناء راجع إلى المتردية والنطيحة وأكيلة السبع
[]207
(و ما ذ بح) م ثل " و ما أ كل ال سبع " (على الن صب) ف يه وجهان :أحده ما هو متعلق بذ بح تعلق المفعول
بالفعل :أى ذبح على الحجارة التى تسمى نصبا ،أى ذبحت في ذلك الموضع.
والثانى أن النصب ال صنام ،فعلى هذا في " على " وجهان :أحدهما هى بمع نى اللم :أى ل جل ال صنام،
فتكون مفعول له ،والثانى أنها على أصلها وموضعه حال :أى وما ذبح مسمى على الصنام ،وقيل نصب
بضمت ين ،ون صب ب ضم النون وإ سكان ال صاد ،ون صب بف تح النون وإ سكان ال صاد ،و هو م صدر بمع نى
المفعول ،وقيمل يجوز فتمح النون والصماد أيضما ،وهمو اسمم بمعنمى المنصموب كالقبمض والنقمض بمعنمى
المقبوض والمنقوض (وأن تستقسموا) في موضع رفع عطفا على الميتة ،و (الزلم) جمع زلم :وهو القدح
الذى كانوا يضربون به على أيسار الجزور (ذلكم فسق) مبتدأ وخبر ،ولكم إشارة إلى جميع المحرمات في
الية ،ويجوز أن يرجع إلى الستقسام (اليوم) ظرف ل (يئس) و (اليوم) الثانى ظرف ل (أكملت) و (عليكم)
يتعلق بأتم مت ول يتعلق ب (نعم تى) فإن شئت جعل ته على ال تبيين :أى أتم مت أع نى علي كم ،و (رض يت)
يتعدى إلى مفعول وا حد ،و هو ه نا (ال سلم) و (دي نا) حال ،وق يل يتعدى إلى مفعول ين لن مع نى رض يت
هنا جعلت وصيرت.
ولكم يتعلق برضيت وهى للتخصيص ،ويجوز أن يكون حال من ال سلم :أى رضيت ال سلم لكم (فمن
اضطمر) شرط فمي موضمع رفمع بالبتداء ،و (غيمر) حال ،والجمهور على (متجانمف) باللف والتخفيمف،
وقرئ " متج نف " بالتشد يد من غ ير ألف يقال تجا نف وتج نف (ل ثم) متعلق بمتجا نف ،وق يل اللم بمع نى
إلى ،أى ماثل إلى إثم (فإن ال غفور رحيم) أى له ،فحذف العائد على المبتدأ.
قوله تعالى (ماذا أحل لهم) قد ذكر في البقرة (وما علمتم) " ما " بمعنى الذى ،والتقدير :صيد ما علمتم ،أو
تعل يم ما علم تم ،و ( من الجوارح) حال من الهاء المحذو فة أو من " ما " والجوارح ج مع جار حة ،والهاء
فيها للمبالغة وهى صفة غالبة ،إذا ل يكاد يذكر معها الموصوف (مكلبين) يقرأ بالتشديد والتخفيف ،يقال:
كل بت الكلب وأكلب ته فكلب :أى أغري ته على ال صيد وأ سدته فا ستأسد ،و هو حال من الضم ير في علم تم
(تعلمونهن) فيه وجهان :أحدهما هو مستأنف ل موضع له ،والثانى هو حال من الضمير في مكليين ،ول
يجوز أن يكون حال ثانية لن
[]208
العامل الواحد ل يعمل في حالين ،ول يحسن أن يجعل حال من الجوارح لنك قد فصلت بينهما بحال لغير
الجوارح (مما) أى شيئا مما (علمكم ال).
قوله تعالى (وطعام الذين) مبتدأ( ،وحل لكم) خبره ،ويجوز أن يكون معطوفا على الطبيات ،وحل لكم خبر
مبتدأ محذوف (وطعامكمم حمل لهمم) مبتدأ وخمبر (والمحصمنات) معطوف على الطيبات ،ويجوز أن يكون
مبتدأ والخبر محذوف :أى والمحصنات من المؤمنات حل لكم أيضا ،وحل مصدر بمعنى الحلل فل يثنى
ول يجمع ،و (من المؤمنات) حال من الضمير في المحصنات ،أو من ن فس المحصنات إذا عطفت ها على
الطيبات (إذا آتيتموهمن) ظرف لحمل أو لحمل المحذوفمة (محصمنين) حال ممن الضميمر المرفوع فمي
آتيتمو هن ،فيكون العا مل آتي تم ،ويجوز أن يكون العا مل أ حل أو حل المحذو فة (غ ير) صفة لمح صنين أو
حال ممن الضميمر الذى فيهما (ول متخذى) معطوف على غيمر فيكون منصموبا ،ويجوز أن يعطمف على
م سافحين وتكون ل لتأك يد الن فى (و من يك فر باليمان) أى بالمؤ من به ف هو م صدر في مو ضع المفعول
كالخلق بمع نى المخلوق ،وق يل التقد ير بمو جب اليمان و هو ال (و هو في الخرة من الخا سرين) إعرا به
مثل إعراب " وإنه في الخرة لمن الصالحين " وقد ذكر في البقرة.
قوله تعالى (إلى المرافمق) قيمل إلى بمعنمى ممع كقوله " ويزدكمم قوة إلى قوتكمم " وليمس هذا المختار،
والصحيح أنها على بابها وأنها لنتهاء الغاية ،وإنما وجب غسل المرافق بالسنة وليس بينهما تناقض ،لن
إلى تدل على انتهاء الف عل ،ول يتعرض بن فى المحدود إل يه ول بإثبا ته ،أل ترى أ نك إذا قلت :سرت إلى
الكو فة ،فغ ير ممت نع أن تكون بل غت أول حدود ها ولم تدخل ها وأن تكون دخلت ها ،فلو قام الدل يل على أ نك
دخلتها لم يكن مناقضا لقولك :سرت إلى الكوفة ،فعلى هذا تكون إلى متعلقة باغسلوا ،ويجوز أن تكون في
موضع الحال وتتعلق بمحذوف ،والتقدير :وأيديكم مضافة إلى المرافق (برءوسكم) الباء زائدة ،وقال من ل
خبرة له بالعربية :الباء في مثل هذا للتبعيض ،وليس بشئ يعرفه أهل النحو ،ووجه دخولها أنها تدل على
إل صاق الم سح بالرأس (وأرجل كم) يقرأ بالن صب وف يه وجهان :أحده ما هو معطوف على الوجوه واليدى:
أى فاغسملوا وجوهكمم وأيديكمم وأرجلكمم ،وذلك جائز فمي العربيمة بل خلف ،والسمنة الدللة على وجوب
غسل الرجلين تقوى ذلك.
والثا نى أ نه معطوف على مو ضع برءو سكم ،والول أقوى لن الع طف على الل فظ أقوى من الع طف على
الموضع.
[]209
والقول فمي مجرورة والجوار مشهور عندهمم فمي العراب ،وقلب الحروف ببعضهما إلى بعمض والتأنيمث
وغير ذلك.
ف من العراب ما ذكر نا في الع طف ،و من ال صفات قوله " عذاب يوم مح يط " واليوم ل يس بمح يط ،وإن ما
المح يط العذاب ،وكذلك قوله " في يوم عا صف " واليوم ل يس بعا صف وإن ما العا صف الر يح ،و من قلب
الحروف قوله على ال صلة وال سلم " ارج عن مأزورات غ ير مأجورات " وال صل موزورات ول كن أر يد
التآخى ،وكذلك قولهم :إنه ل يأتينا بالغدايا والعشايا.
ومن التأنيث قوله " فله عشر أمثالها " فحذفت التاء من عشر وهى مضافة إلى المثال وهى مذكرة ،ولكن
لما جاورت المثال الضمير المؤنث أجرى عليها حكمه ،وكذلك قول الشاعر:
ومما راعت العرب فيه الجوار قولهم :قامت هند ،فلم يجيزوا حذف التاء إذا لم يفصل بينهما ،فإن فصلوا
بينهما أجازوا حذفها ،ول فرق بينهما إل المجاورة وعدم المجاورة ،ومن ذلك قولهم :قام زيد وعمرا كلمته
استحسنوا النصب بفعل محذوف لمجاورة الجملة اسما قد عمل فيه الفعل ،ومن ذلك قلبهم الواو المجاورة
للطرف همزة في قولهم أوائل ،كما لو وقعت طرفا ،وكذلك إذا بعدت عن الطرف ل تقلب طواويس ،وهذا
موضع يحتمل أن يكتب فيه أوراق من الشواهد ،وقد جعل النحويون له بابا ورتبوا عليه مسائل ثم أصلوه
بقول هم :ج حر ضب خرب ،ح تى اختلفوا في جواز جر التثن ية والج مع ،فأجاز التباع فيه ما جما عة من
حذاقهم قياسا على المفرد المسموع ،ولو كان ل وجه في القياس بحال لقتصروا فيه على المسموع فقط،
ويؤيد ماذكرناه أن الجر في الية قد أجيز غيره ،وهو
[]210
الن صب والر فع ،والر فع والن صب غ ير قاطع ين ولظاهر ين على أن ح كم الرجل ين الم سح ،وكذلك ال جر
يجب أن يكون كالنصب والرفع في الحكم دون العراب.
والوجمه الثانمى أن يكون جمر الرجمل بجار محذوف تقديره :وافعلوا بأرجلكمم غسمل وحذف الجار وإبقاء
الجر جائز ،قال الشاعر:
وقال زهير:
بدا لى أنى لست مدرك ما مضى * ول سابق شيئا إذا كان جائيا
فجر بتقدير الباء وليس بموضع ضرورة ،وقد أفردت لهذه المسألة كتابا (إلى الكعبين) مثل إلى المرافق.
وفيه دليل على وجوب غسل الرجلين لن الممسوح ليس بمحدود ،والتحديد في المغسول الذى أريد بعضه
وهو قوله " وأيديكم إلى المرافق " ولم يحدد الوجه لن المراد جميعه (وأيديكم منه) منه في موضع نصب
بام سحوا (ليجعل) اللم غير زائدة ،ومفعول ير يد محذوف تقديره :ما يريد ال الرخصة في التي مم ليجعل
علي كم حر جا ،وق يل اللم زائدة وهذا ضع يف لن أن غ ير ملفوظ ب ها ،وإن ما ي صح أن يكون الف عل مفعول
ليريمد بأن ،ومثله (ولكمن يريمد ليطهركمم) أى يريمد ذلك ليطهركمم (عليكمم) يتعلق بيتمم ،ويجوز أن يتعلق
بالنعمة ،ويجوز أن يكون حال من النعمة.
قوله تعالى (إذ) ظرف لواثقكم ،ويجوز أن يكون حال من الهاء المجرورة ،وأن يكون حال من الميثاق.
قوله تعالى (شهداء بالق سط) م ثل قوله تعالى " شهداء ل " و قد ذكرناه في الن ساء ( هو أقرب) هو ضم ير
العدل ،وقد دل عليه اعدلوا ،وأقرب للتقوى قد ذكر في البقرة.
قوله تعالى (و عد ال) و عد يتعدى إلى مفعول ين يجوز القت صار على أحده ما والمفعول الول ه نا " الذ ين
آمنوا " والثانى محذوف استغنى عنه بالجملة التى هى قوله (لهم مغفرة) ول موضع لها من العراب ،لن
وعد ل يعلق عن العمل كما تعلق ظننت وأخواتها.
[]211
قوله تعالى (نعممت ال عليكمم) يتعلق بنعممة .ويجوز أن يكون حال منهما فيتعلق بمحذوف ،و (إذ) ظرف
للنعمة أيضا ،وإذا جعلت عليكم حال جاز أن يعمل في إذ (أن يبسطوا) أى بأن يبسطوا ،وقد ذكرنا الخلف
في موضعه.
قوله تعالى (من هم اث نى ع شر) يجوز أن يتعلق من هم ببعث نا ،وأن يكون صفة لث نى ع شر تقد مت ف صارت
حال (وعزرتموهمم) يقرأ بالتشديمد والتخفيمف والمعنمى واحمد (قرضما) يجوز أن يكون مصمدرا محذوف
الزوائد ،والعاممل فيمه أقرضتمم :أى إقراضما .ويجوز أن يكون القرض بمعنمى المقرض فيكون مفعول بمه
(لكفرن) جواب الشرط (فمن كفر بعد ذلك منكم) في موضع الحال من الضمير في لكفرن ،و ( سواء
السبيل) قد ذكر في البقرة.
قوله تعالى (فيمما نقضهمم) الباء تتعلق ب (لعناهمم) ولو تقدم الفعمل لدخلت الفاء عليمه ،ومما زائدة أو بمعنمى
شئ ،وقد ذكر في النساء (وجعلنا) يتعدى إلى مفعولين بمعنى صيرنا و (قاسية) المفعول الثانى وياؤه واو
في الصل ،لنه من القسوة ،ويقرأ " قسية " على فعيلة ،قلبت الواو ياء وأدغمت فيها ياء فعيل وفعيلة في
لعنا هم ،وأن يكون حال من الضم ير في قا سية ،ول يجوز أن يكون حال من ه نا للمبال غة بمع نى فاعلة
(يحرفون) مستأنف ،ويجوز أن يكون حال من المفعول في لعناهم ،وأن يكون حال من الضمير في قاسية
ول يجوز أن يكون حال من القلوب ،لن الضم ير في يحرفون ل ير جع إلى القلوب ،ويض عف أن يج عل
حال من الهاء والم يم في قلوب هم ( عن مواض عه) قد ذ كر في الن ساء (على خائ نة) أى على طائ فة خائ نة،
ويجوز أن تكون فاعلة هنا مصدرا كالعاقبة والعافية ،و (منهم) صفة لخائنة ،ويقرأ " خيانة " وهى مصدر
والياء منقلبة عن واو لقولهم يخون ،وفلن أخون من فلن ،وهو خوان (إل قليل منهم) استثناء من خائنة،
ولو قرئ بالجر على البدل لكان مستقيما.
قوله تعالى (ومن الذين قالوا) من تتعلق بأخذنا تقديره :وأخدنا من الذين قالوا إنا نصارى ميثاقهم ،والكلم
معطوف على قوله " ولقمد أخمذ ال ميثاف بنمى إسمرائيل " والتقديمر :وأخذنما ممن الذيمن قالوا إنما نصمارى
ميثاقهم ،ول يجوز أن يكون التقدير :وأخذنا ميثاقهم ،من الذين قالوا إنا نصارى لن فيه إضمار قبل الذكر
لفظا وتقديرا ،والياء في (وأغرينا) من واو ،واشتقاقه من الغراء :وهو الذى يلصق به ،ويقال سهم مغرو،
و (بينهمم) ظرف لغرينما أو حال ممن (العداوة) ول يكون ظرفما للعداوة ،لن المصمدر ل يعممل فيمما قبله
(إلى يوم القيامة) يتعلق بأغرينا أو بالبغضاء أو بالعداوة :أى تباغضوا إلى يوم القيامة.
[]212
قوله تعالى ( يبين ل كم) حال من ر سولنا ،و ( من الكتاب) حال من الهاء محذو فة في يخفون ( قد جاء كم)
لموضع له (من ال) يتعلق بجاءكم أو حال من نور.
قوله تعالى (يهدى به ال) يجوز أن يكون حال من رسولنا بدل من يبين ،وأن يكون حال من الضمير في
يبين ،ويجوز أن يكون صفة لنور أو لكتاب ،والهاء في به تعود على من جعل يهدى حال منه أو صفة له
فلذلك أفرد ،و (ممن) بمعنمى الذى أو نكرة موصموفة ،و (سمبل السملم) المفعول الثانمى ليهدى ،ويجوز أن
يكون بدل ممن رضوانمه ،والرضوان بكسمر الراء وضمهما لغتان ،وقمد قرئ بهمما ،وسمبلى بضمم الباء
والتسكين لغة وقد قرئ به (بإذنه) أى بسبب أمره المنزل على رسوله.
قوله تعالى (ف من يملك) أى قل ل هم ،و من ا ستفهام تقر ير ،و ( من ال) يجوز أن يكون حال متعل قا بيملك،
وأن يكون حال من و (شيئا) و (جميعا) حال من المسيح وأمه ومن في الرض ،ويجوز أن يكون حال من
من وحدها ،ومن هاهنا عام سبقه خاص من جنسه ،وهو المسيح وأمه (يخلق) مستأنف.
قوله تعالى (قل فلم يعذبكم) أى قل لهم (بل أنتم) رد لقولهم " نحن أبناء ال " وهو محكى بقل.
قوله تعالى (على فترة) فمي موضمع الحال ممن الضميمر فمي يمبين ،ويجوز أن يكون حال ممن الضميمر
المجرور في ل كم ،و ( من الر سل) ن عت لفترة (أن تقولوا) أى مخا فة أن تقولوا (ول نذ ير) معطوف على
لفظ بشير ،ويجوز في الكلم الرفع على موضع من بشير.
قوله تعالى (نعمت ال عليكم إذ جعل) هو مثل قوله " نعمة ال عليكم إذ هم قوم " وقد ذكر.
قوله تعالى (على أدباركمم) حال ممن الفاعمل فمي ترتدوا (فتنقلبوا) يجوز أن يكون مجزومما عطفما على
ترتدوا ،وأن يكون منصوبا على جواب النهى.
قوله تعالى (فإنا داخلون) أى داخلوها ،فحذف المفعول لدللة الكلم عليه.
قوله تعالى (من الذين يخافون) في موضع رفع صفة لرجلين ،ويخافون صلة الذين والواو العائد.
ويقرأ بضم الياء على مالم يسم فاعله .وله معنيان :أحدهما
[]213
هو من قولك ،خيف الرجل :أى خوف ،والثانى أن يكون المعنى يخافهم غيرهم كقولك :فلن مخوف :أى
يخافمه الناس (أنعمم ال) صمفة أخرى لرجليمن ،ويجوز أن يكون حال ،وقمد معمه مقدرة ،وصماحب الحال
رجلن أو الضمير في الذين.
قوله تعالى ( ما داموا) هو بدل من أبدا ،لن ما م صدرية تنوب عن الزمان ،و هو بدل ب عض ،و (هاه نا)
ظرف ل (قاعدون) والسم هنا وها للتنبيه مثل التى في قولك هذا وهؤلء.
قوله تعالى (وأ خى) في موض عه وجهان :أحده ما ن صب عط فا على نف سى أو على ا سم إن ،والثا نى ر فع
عطفما على الضميمر فمي أملك :أى ول يملك أخمى إل نفسمه ،ويجوز أن يكون مبتدأ والخمبر محذوف ،أى
وأخى كذلك (وبين القوم الفاسقين) الصل أن ل تكرر بين ،وقد تكرر توكيدا كقولك :المال بين زيد وبين
عمرو ،وكررت هنا لئل يعطف على الضمير من غير إعادة الجار.
قوله تعالى (أربعيمن سمنة) ظرف لمحرممة ،فالتحريمم على هذا مقدر ،و (يتيهون) حال ممن الضميمر
المجرور ،وقيل هى ظرف ليتيهون ،فالتحريم على هذا غير مؤقت (فل تأس) ألف تأسا بدل من واو ،لنه
من السى الذى هو الحزن ،وتثنيته أسوان ،ول حجة في أسيت عليه لنكسار السين ،ويقال :رجل أسوان
بالواو ،وقيل هى من الياء يقال :رجل أسيان أيضا.
قوله تعالى (ن بأ اب نى آدم) الهمزة في اب نى همزة و صل ك ما هى في الوا حد ،فأ ما همزة أبناء في الج مع
فهمزة ق طع لن ها حاد ثة للج مع (إذ قر با) ظرف لن بأ أو حال م نه ،ول يكون ظر فا ل تل .وبال حق حال من
الضم ير في ا تل :أى مح قا أو صادقا (قربا نا) هو في ال صل م صدر ،و قد و قع ه نا مو ضع المفعول به،
والصل إذ قربا قربانين ،لكنه لم يثن لن المصدر ل يثنى.
وقال أبوعلى :تقديره إذ قرب كل وا حد منه ما قربا نا كقوله " فاجلدو هم ثمان ين جلدة " أى كل وا حد من هم
(قال لقتلنك) أى قال المردود عليه للمقبول منه ومفعول (يتقبل) محذوف :أى يتقبل من المتقين قرابينهم
وأعمالهم.
قوله تعالى (بإثمى وإثمك) في موضع الحال :أى ترجع حامل للثمين.
[]214
قوله تعالى (فطوعمت) الجمهور على تشديمد الواو ،ويقرأ " طاوعمت " باللف والتخفيمف وهمما لغتان،
والمعنمى :زينمت وقال قوم :طاوعمت تتعدى بغيمر لم ،وهذا خطمأ لن التمى تتعدى بغيمر اللم تتعدى إلى
مفعول واحد وقد عداه هاهنا إلى (قتل أخيه) وقيل التقدير طاوعته نفسه على قتل أخيه فزاد اللم وحذف
على.
قوله تعالى (يحاربون ال) أى أولياء ال فحذف المضاف ،و (أن يقتلوا) خمممبر جزاء ،وكذلك المعطوف
عليمه ،وقمد ترئ فيهمن بالتخفيمف ،و (ممن خلف) حال ممن اليدى والرجمل :أى مختلفمة (أو ينفوا ممن
الرض) أى من الرض التى يريدون القامة بها فحذف الصفة ،و (ذلك) مبتدأ ،و (لهم خزى) مبتدأ وخبر
في مو ضع خبر ذلك ،و ( في الدن يا) صفة خزى ،ويجوز أن يكون ظر فا له ويجوز أن يكون خزى خبر
ذلك ولهم صفة مقدمة فتكون حال ،ويجوز أن يكون في الدنيا ظرفا للستقرار.
قوله تعالى (إل الذين) استثناء من الذين يحاربون في موضع نصب ،وقيل يجوز أن يكون في موضع رفع
بالبتداء ،والعائد عليه من الخبر محذوف :أى (فإن ال غفور) لهم أو (رحيم) بهم.
قوله تعالى (إليه الوسيلة) يجوز أن يتعلق إلى بابتغوا ،وأن يتعلق بالوسيلة لن الوسيلة بمعنى المتوسل به
فيعمل فيما قبله ،ويجوز أن يكون حال ،أى الوسيلة كائنة إليه.
[]215
قوله تعالى (من عذاب يوم القيامة) العذاب اسم للتعذيب ،وله حكمه في العمل ،وأخرجت إضافته إلى يوم
يوما عن الظرفية.
قوله تعالى (والسارق والسارقة) مبتدأ .وفى الخبر وجهان :أحدهما هو محذوف تقديره عند سيبويه :وفيما
يتلى علي كم ،ول يجوز أن يكون عنده (فاقطعوا) هو ال خبر من أ جل الفاء ،وإن ما يجوز ذلك في ما إذا كان
المبتدأ الذى وصلته بالفعل أو الظرف لنه يشبه الشرط والسارق ليس كذلك.
والثانمى الخمبر فاقطعوا أيديهمما لن اللف واللم فمي السمارق بمنزلة الذى إذ ليراد بمه سمارق بعينمه
(وأيديهما) بمعنى يديهما لن المقطوع من السارق والسارقة يميناهما فوضع الجمع موضع الثنين ،لنه
ليس في النسان سوى يمين واحدة ،وما هذا سبيله يجعل الجمع فيه مكان الثنين ،ويجوز أن يخرج على
ال صل ،و قد جاء في ب يت وا حد ،قال الشا عر :ومهمه ين فدفد ين مرت ين * ظهراه ما م ثل ظهور التر سين
(جزاء) مفعول من أجله أو مصدر لفعل محذوف :أى جازاهما جزاء ،وكذلك (نكال).
قوله تعالى (ل يحز نك) ن هى ،والج يد ف تح الياء و ضم الزاى ،ويقرأ ب ضم الياء وك سر الزاى من أحزن نى
وهمى لغمة (ممن الذيمن قالوا) فمي موضمع نصمب على الحال ممن الضميمر فمي يسمارعون ،أو ممن الذيمن
يسمارعون (بأفواههمم) يتعلق بقالوا :أى قالوا بأفواههمم آمنما (ولم تؤممن قلوبهمم) الجملة حال (وممن الذيمن
هادوا) معطوف على قوله " من الذين قالوا آمنا " و (سماعون) خبر مبتدإ محذوف :أى هم سماعون ،وقيل
سماعون مبتدأ ،ومن الذين هادوا خبره (للكذب) فيه وجهان :أحدهما اللم زائدة تقديره سماعون الكذب.
والثانمى ليسمت زائدة ،والمفعول محذوف ،والتقديمر سمماعون أخباركمم للكذب .أى ليكذبوا عليكمم فيهما ،و
( سماعون) الثان ية تكريرا للولى ،و (لقوم) متعلق به :أى ل جل قوم ،ويجوز أن تتعلق اللم في لقوم
بالكذب ،لن سماعون الثان ية مكررة ،والتقد ير :ليكذبوا لقوم آخر ين ،و (لم يأتوك) في مو ضع جر صفة
أخرى لقوم (يحرفون) فيمه وجهان :أحدهمما همو مسمتأنف ل موضمع له ،أو فمي موضمع رفمع خمبر لمبتدإ
محذوف :أى هم يحرفون.
[]216
والثانى ليست بمستأنف بل هو صفة لسماعون :أى سماعون محرفون ،ويجوز أن يكون حال من الضمير
في سماعون ،ويجوز أن يكون صفة أخرى لقوم :أى محرف ين و ( من ب عد مواض عه) مذكور في الن ساء
(يقولون) مثل يحرفون ،ويجوز أن يكون حال من الضمير في يحرفون (من ال شيئا) في موضع الحال
التقدير :شيئا كائنا من أمر ال.
قوله تعالى (سماعون للكذب) أى هم سماعون ،ومثله (أكالون للسحت) والسحت والسحت لغتان و قد قرئ
بهما (فلن يضروك شيئا) في موضع المصدر :أى ضررا.
قوله تعالى (وكيمف يحكمونمك) كيمف فمي موضمع نصمب عمل الحال ممن الضميمر الفاعمل فمي يحكمونمك
(وعندهم التوراة) جملة في موضع الحال ،والتوراة مبتدأ ،وعندهم الخبر ،ويجوز أن ترفع التوراة بالظرف
(في ها ح كم ال) في مو ضع الحال ،والعا مل في ها ما فى ع ند من مع نى الف عل ،وح كم ال مبتدأ أو معمول
الظرف.
قوله تعالى (فيها هدى ونور) في موضع الحال من التوراة (يحكم بها النبيون) جملة في الحال من الضمير
المجرور فيها (للذين هادوا) اللم تتعلق بيحكم (والربانيون والحبار) عطف على النبيون (بما استحفظوا)
يجوز أن يكون بدل من قوله بها في قوله " يحكم بها " وقد أعاد الجار لطول الكلم وهو جائز أيضا وإن
لم يطل ،وقيل الربانيون مرفوع بفعل محذوف ،والتقدير :ويح كم الربانيون والحبار بما استحفظوا ،وقيل
هو مفعول به :أى يحكمون بالتوراة بسبب استحفاظهم ذلك ،و " ما " بمعنى الذى :أى بما استحفظوه (من
كتاب ال) حال من المحذوف أو من " ما " ،و (عليه) يتعلق ب (شهداء).
قوله تعالى (النفس بالنفس) بالنفس في موضع رفع خبر أن ،وفيه ضمير وأما (العين) إلى قوله (والسن)
فيقرأ بالنصب عطفا على ما عملت فيه أن ،وبالرفع وف يه ثل ثة أو جه :أحدها هو مبتدأ والمجرور خبره،
وقد عطف جمل على جملة .والثانى أن المرفوع منها معطوف على الضمير في قوله بالنفس ،والمجررات
على هذا أحوال مبينمة للمعنمى ،لن المرفوع على هذا فاعمل للجار ،وجاز العطمف ممن غيمر توكيمد كقوله
تعالى " ما أشرك نا ول آباؤنا " .والثالث أنها معطو فة على المعنى ،لن مع نى كتب نا علي هم قلنا ل هم النفس
بالنفس ول يجوز أن يكون معطوفا على أن وما عملت فيه لنها وما عملت فيه في موضع نصب.
وأمما قوله (والجروح) فيقرأ بالنصمب حمل على النفمس ،وبالرفمع وفيمه الوجمه الثلثمة ،ويجوز أن يكون
مستأنفا :أى والجروح قصاص في شريعة محمد ،والهاء في (به) للقصاص ،و (فهو) كناية عن التصدق
والهاء في (له) للمتصدق.
[]217
قوله تعالى (مصدقا) الول حال من عيسى ،و (من التوراة) حال من " ما " أو من الضمير في الظرف ،و
(فيه هدى) جملة في موضع الحال من النجيل و (مصدقا) الثانى حال أخرى من النجيل ،وقيل من عيسى
أيضا (وهدى وموعظة) حال من النجيل أيضا ،ويجوز أن يكون من عيسى :أى هاديا وواعظا أو ذا هدى
وذا موعظة ،ويجوز أن يكون مفعول من أجله :أى قفينا للهدى ،أو وآتيناه النجيل للهدى.
وقد قرئ في الشاذ بالرفع :أى وفى النجيل هدى وموعظة وكرر الهدى توكيدا.
قوله تعالى (وليحكم) يقرأ بسكون اللم والميم على المر ،ويقرأ بكسر اللم وفتح الميم على أنها لم كى:
أى وقفينا ليؤمنوا وليحكم.
قوله تعالى (بالحق) حال من الكتاب (مصدقا) حال من الضمير في قوله بالحق ،وليكون حال من الكتاب
إذ ليكون حالن لعاممل واحمد (ومهيمنما) حال أيضما ،وممن الكتاب حال ممن " مما " أو ممن الضميمر فمي
الظرف ،والكتاب الثانى جنس ،وأصل مهيمن ميمن لنه مشتق من المانة لن المهيمن الشاهد ،وليس في
الكلم ه من ح تى تكون الهاء أ صل (ع ما جاءك) في مو ضع الحال :أى عادل ع ما جاءك ،و ( من ال حق)
حال من الضمير في " جاءك " أو من " ما " (لكل جعلنا منكم) ل يجوز أن يكون منكم صفة لكل لن ذلك
يو جب الف صل ب ين ال صفة والمو صوف بالج نبى الذى ل تشد يد ف يه للكلم ،ويو جب أي ضا أن يف صل ب ين
جعل نا وب ين معمول ها ،و هو (شر عة) وإن ما يتعلق بمحذوف تقديره :أع نى ،وجعل نا هاه نا إن شئت جعلت ها
المتعد ية إلى مفعول وا حد ،وإن شئت جعلت ها بمع نى صيرنا (ول كن ليبلو كم) اللم تتعلق بمحذوف تقديره:
ولكن فرقكم ليبلوكم (مرجعكم جميعا) حال من الضمير المجرور.
و فى العا مل وجهان :أحده ما الم صدر المضاف ل نه في تقد ير :إل يه ترجعون جمي عا ،والضم ير المجرور
فاعل في المعنى أو قائم مقام الفاعل .والثانى أن يعمل فيه الستقرار الذى ارتفع به مرجعكم أو الضمير
الذى في الجار.
[]218
قوله تعالى (وأن احكم بينهم) في أن وجهان :أحدهما هى مصدرية ،والمر صلة لها .وفى موضعها ثلثة
أوجه :أحدها نصب عطفا على الكتاب في قوله " وأنزلنا إليك الكتاب " أى وأنزلنا إليك الحكم.
والثانى جر عطفا على ال حق :أى أنزلنا إليك بال حق وبالحكم ،ويجوز على هذا الوجه أن يكون نصبا لما
حذف الجار.
والثالث أن يكون في موضع رفع تقديره :وأن احكم بينهم بما نزل ال أمرنا أو قولنا ،وقيل أن بمعنى :أى،
وهو بعيد لن الواو تم نع من ذلك والمع نى يف سد ذلك ،لن أن التف سيرية ينب غى أن يسبقها قول يف سر بها،
ويمكمن تصمحيح هذا القول على أن يكون التقديمر :وأمرناك ،ثمم فسمر هذا الممر باحكمم (أن يفتنوك) فيمه
وجهان :أحده ما هو بدل من ضم ير المفعول بدل الشتمال :أى احذر هم فتنت هم .والثا نى أن يكون مفعول
من أجله :أى مخافة أن يفتنوك.
قوله تعالى (أفح كم الجاهل ية) يقرأ ب ضم الحاء و سكون الكاف وف تح الم يم والنا صب له يبغون ،ويقرأ بف تح
الجم يع ،و هو أي ضا من صوب بيبغون :أى اح كم ح كم الجاهل ية ،ويقرأ تبغون بالتاء على الخطاب لن قبله
خطا با ،ويقرأ ب ضم الحاء و سكون الكاف و ضم الم يم على أ نه مبتدأ ،وال خبر يبغون ،والعائد محذوف :أى
يبغونه وهو ضعيف ،وإنما جاء في الشعر إل أنه ليس بضرورة في الشعر ،والمستشهد به على ذلك قول
أ بى الن جم :قد أ صبحت أم الخيار تد عى * على ذن با كله لم أ صنع فر فع كله ،ولو ن صب لم يف سد الوزن
(ومن أحسن) مبتدأ وخبر ،وهو استفهام في معنى النفى ،و (حكما) تمييز ،و (لقوم) هو في المعنى عند
قوم (يوقنون) وليس المعنى أن الحكم لهم ،وإنما المعنى أن الموقن يتدبر حكم ال فيحسن عنده ،ومثله " إن
في ذلك لية للمؤمنين -ولقوم يوقنون " ونحو ذلك ،وقيل هى على أصلها ،والمعنى :إن حكم ال للمؤمنين
على الكافرين ،وكذلك الية لهم :أى الحجة لهم.
قوله تعالى (فترى الذين) يجوز أن يكون من رؤية العين فيكون (يسارعون) في موضع الحال ،ويجوز أن
يكون بمع نى تعرف فيكون ي سارعون حال أي ضا ،ويجوز أن يكون من رؤ ية القلب المتعد ية إلى مفعول ين
فيكون ي سارعون المفعول الثا نى ،وقرئ في الشاذ بالياء والفا عل ال تعالى ،و (يقولون) حال من ضم ير
الفاعل في يسارعون ،و (دائرة) صفة غالبة ل يذكر معها الموصوف (أن يأتى) في موضع نصب خبر
عسى ،وقيل هو في موضع رفع بدل من اسم ال (فيصبحوا) معطوف على يأتى.
سورة النعام
بسم اللّه الرحمن الرحيم
قوله تعالى (بربهمم) الباء تتعلق ب (يعدلون) أى الذيمن كفروا يعدلون بربهمم غيره ،والذيمن كفروا مبتدأ،
ويعدلون الخمبر ،والمفعول محذوف .ويجوز على هذا أن تكون الباء بمعنمى عمن ،فل يكون فمي الكلم
مفعول محذوف ،بل يكون يعدلون لز ما :أى يعدلون ع نه إلى غيره ،ويجوز أن تتعلق الباء بكفروا فيكون
المعنى :الذين جحدوا ربهم مائلون عن الهدى.
قوله تعالى (خلقكم من طين) في الكلم حذف مضاف :أى خلق أصلكم ومن طين متعلق بخلق ،ومن هنا
لبتداء الغا ية ،ويجوز أن تكون حال :أى خلق أ صلكم كائ نا من ط ين (وأ جل م سمى) مبتدأ مو صوف ،و
(عنده) الخبر.
[]235
قوله تعالى (وهو ال) وهو مبتدأ وال الخبر .و (في السموات) فيه وجهان :أحدهما يتعلق ب (يعلم) أى يعلم
سركم وجهر كم في ال سموات والرض ،فه ما ظرفان للعلم فيعلم على هذا خبر ثان ،ويجوز أن يكون ال
بدل من همو ويعلم ال خبر .والثانمى أن يتعلق " فمي " با سم ال ل نه بمعنمى المعبود :أى و هو المعبود في
السموات والرض.
وقال أبوعلي :ليجوز أن تتعلق " في " باسم ال لنه صار بدخول اللف واللم والتغيير الذى دخله كالعلم
ولهذا قال تعالى " همل تعلم له سمميا " وقيمل قمد تمم الكلم على قوله " فمي السمموات وفمى الرض " يتعلق
بيعلم ،وهذا ضعيمف لنمه سمبحانه معبود فمي السمموات وفمى الرض ويعلم مافمى السمماء والرض فل
اخت صاص لحدى ال صفتين بأ حد الظرف ين ،و ( سركم وجهر كم) م صدران بمع نى المفعول ين :أى م سركم
ومجهوركم ،ودل على ذلك قوله " يعلم ماتسرون وماتعلنون " أى الذى ،ويجوز أن يكونا على بابهما.
قوله تعالى (من آية) موضعه رفع بتأتى ،ومن زائدة ،و (من آيات) في موضع جر صفة لية ،ويجوز أن
تكون في موضع رفع على موضع آية.
قوله تعالى (لمما جاءمهم) لمما ظرف لكذبوا ،وهذا قمد عممل فيهما وهمو قبلهما ،ومثله إذا ،و (بمه) متعلق ب
(يستهزئون).
قوله تعالى (كم أهلكنا) كم استفهام بمعنى التعظيم .فلذلك ليعمل فيها يروا وهى في موضع نصب بأهلكنا،
فيجوز أن تكون كمم مفعول بمه ،ويكون (ممن قرن) تبيينما لكمم ،ويجوز أن يكون ظرفما ،وممن قرن مفعول
أهلكنا ،ومن زائدة أى كم أزمنة أهلكنا فيها من قبلهم قرونا ،ويجوز أن يكون كم مصدرا :أى كم مرة وكم
إهلكا وهذا يتكرر في القرآن كثيرا (مكناهم) في موضع جر صفة القرن ،وجمع على المعنى (مالم نمكن
ل كم) ر جع من الغي بة في قوله " ألم يروا " إلى الخطاب في ل كم ،ولو قال ل هم لكان جائزا و " ما " نكرة
مو صوفة ،والعائد محذوف :أى شيئا لم نمك نه ل كم ،ويجوز أن تكون " ما " م صدرية والزمان محذوف أى
مدة مالم نم كن ل كم :أى مدة تمكن هم أطول من مدت كم ،ويجوز أن تكون " ما " مفعول نم كن على المع نى،
لن المعنى أعطيناهم مالم نعطكم ،و (مدرارا) حال من السماء ،و (تجرى) المفعول الثانى لجعلنا أو حال
ممن النهار إذا جعلت جعمل متعديمة إلى واحمد ،و (ممن تحتهمم) يتعلق بتجرى ،ويجوز أن يكون حال ممن
الضميمر فمي تجرى :أى وهمى ممن تحتهمم ،ويجوز أن يكون ممن تحتهمم مفعول ثانيما لجعمل أو حال ممن
النهار.
[]236
وتجرى فمي موضمع الحال ممن الضميمر فمي الجار :أى وجعلنما النهار ممن تحتهمم جاريمة :أى اسمتقرت
جارية ،و (من بعدهم) يتعلق بأنشأنا ،وليجوز أن يكون حال من قرن لنه ظرف زمان.
قوله تعالى (فمي قرطاس) نعمت لكتاب ،ويجوز أن يتعلق بكتاب على أنمه ظرف له ،والكتاب هنما المكتوب
في ال صحيفة لن فس ال صحيفة ،والقرطاس بك سر القاف وفتح ها لغتان و قد قرئ به ما ،والهاء في (لم سوه)
يجوز أن ترجع على قرطاس ،وأن ترجع على كتاب.
قوله تعالى (مايلبسون) " ما " بمعنى الذى وهو مفعول " لبسنا ".
قوله تعالى (ول قد ا ستهزئ) يقرأ بك سر الدال على أ صل التقاء ال ساكنين ،وبضم ها على أ نه أت بع حركت ها
حر كة التاء لض عف الحا جز بينه ما ،و ( ما) بمع نى الذى ،و هو فا عل حاق ،و ( به) يتعلق ب (ي ستهزءون)
ومنهم الضمير للرسل فيكون منهم متعلقا بسخروا لقوله " فيسخرون منهم " ويجوز في الكلم سخرت به،
ويجوز أن يكون الضمير راجعا إلى المستهزئين فيكون منهم حال من ضمير الفاعل في سخروا.
قوله تعالى (ك يف كان) ك يف خبر كان ،و (عاق بة) ا سمها ،ولم يؤ نث الف عل لن العاق بة بمع نى المعاد ف هو
في معنى المذكر ،ولن التأنيث غير حقيقى.
قوله تعالى (ل من) من ا ستفهام ،و ( ما) بمع نى الذى في مو ضع مبتدإ ،ول من خبره ( قل ل) أى قل هو ل
(ليجمعنكم) قيل موضعه نصب بدل من للرحمة وقيل لموضع له بل هو مستأنف واللم فيه جواب قسم
محذوف و قع ك تب موق عه (لر يب ف يه) قد ذ كر في آل عمران والن ساء (الذ ين خ سروا) مبتدأ (ف هم) مبتدأ
ثان ،و (ليؤمنون) خبره ،والثانى وخبره خبر الول ،ودخلت الفاء لما في الذين من معنى الشرط.
وقال الخفش :للذين خ سروا :بدل من المنصوب في ليجمعنكم ،وهو بعيد لن ضمير المتكلم والمخا طب
ليبدل منهما لوضوحهما غاية الوضوح ،وغيرهما دونهما في ذلك.
قوله تعالى (أغ ير ال) مفعول أول (أت خذ) و (ول يا) الثا نى ،ويجوز أن يكون أت خذ متعد يا إلى وا حد و هو
ولى ،وغ ير ال صفة له قد مت عل يه ف صارت حال وليجوز أن تكون غ ير ه نا ا ستثناء (فا طر ال سموات)
يقرأ بالجر وهو المشهور ،وجره على البدل من اسم ال ،وقرئ شاذا بالنصب وهو بدل من ولى ،والمعنى
[]237
على هذا :أجعل فاطر السموات والرض غير ال ،ويجوز أن يكون صفة لولى ،والتنوين مراد ،وهو على
الحكاية :أى فاطر السموات (وهو يطعم) بضم الياء وكسر العين (وليطعم) بضم الياء وفتح العين وهو
المشهور ،ويقرأ " وليط عم " بف تح الياء والع ين ،والمع نى على القراءت ين ير جع إلى ال ،وقرئ في الشاذ "
وهو يطعم " يفتح الياء والعين ،وليطعم بضم الياء وكسر العين ،وهذا يرجع إلى الولى الذى هو غير ال
(من أسلم) أى أول فريق أسلم (ولتكونن) أى وقيل لى لتكونن ،ولو كان معطوفا على ماقبله لقال وأن
لأوكون.
قوله تعالى ( من ي صرف ع نه) يقرأ ب ضم الياء وفتمح الراء على مالم ي سم فاعله ،وفمى القائم مقام الفاعمل
وجهان :أحدهمما (يومئذ) أى ممن يصمرف عنمه عذاب يومئذ فحذف المضاف ،ويومئذ مبنمى على الفتمح.
والثانى أن يكون مضمرا في يصرف يرجع إلى العذاب فيكون يومئذ ظرفا ليصرف أو للعذاب أو حال من
الضمير ،ويقرأ بفتح الياء وكسر الراء على تسمية الفاعل :أى من يصرف ال عنه العذاب ،فمن على هذا
مبتدأ ،والعائد عليه الهاء في عنه ،وفى (رحمه) والمفعول محذوف وهو العذاب ،ويجوز أن يكون المفعول
يومئذ :أى عذاب يومئذ ،ويجوز أن تجعمل " ممن " فمي موضمع نصمب بفعمل محذوف تقديره :ممن يكرم
يصمرف ال عنمه العذاب ،فجعلت يصمرف تفسميرا للمحذوف ،ومثله " فإياى فارهبون " ويجوز أن ينصمب
من يصرف ،وتجعل الهاء في عنه للعذاب :أى أى إنسان يصرف ال عنه العذاب فقد رحمه ،فأما " من "
على القراءة الولى فل يس في ها إل الر فع على البتداء ،والهاء في ع نه يجوز أن تر جع على " من " وأن
ترجع على العذاب.
قوله تعالى (فل كاشف له) له خبر كاشف (إل هو) بدل من موضع لكاشف ،أو من الضمير في الظرف،
وليجوز أن يكون مرفو عا بكا شف ،ولبدل من الضم ير ف يه ل نك في الحالت ين ا سم " ل " وم تى أعمل ته
ظاهرا نونته.
قوله تعالى (وهمو القاهمر فوق عباده) همو مبتدأ ،والقاهمر خمبره ،وفمى فوق وجهان :أحدهمما همو أنمه فمي
موضع نصب على الحال من الضمير في القاهر :أى وهو القاهر مستعليا أو غالبا .والثانى هو في موضع
رفع على أنه بدل من القاهر أو خبر ثان ،قوله تعالى (أى شئ) مبتدأ و (أكبر) خبره( ،شهادة) تمييز ،وأى
بعض ماتضاف إليه ،فإذا كانت استفهاما اقتضى الظاهر أن يكون جوابها مسمى باسم ماأضيف إليه :أى
وهذا يوجب أن يسمى ال شيئا ،فعلى هذا يكون قوله (قل ال)
[]238
جوابا وال مبتدأ والخبر محذوف :أى أكبر شهادة ،وقوله (شهيد) خبر مبتدإ محذوف ،ويجوز أن يكون ال
مبتدأ وشهيد خبره ،ودلت هذه الجملة على جواب أى من طريق المعنى ،و (بينكم) تكرير للتأكيد ،والصل
شهيد بيننا ،ولك أن تجعل بين ظرفا يعمل فيه شهيد ،وأن تجعله صفة لشهيد فيتعلق بمحذوف (ومن بلغ)
في مو ضع ن صب عط فا على المفعول في أنذر كم و هو بمع نى الذى ،والعائد محذوف ،والفا عل ضم ير
القرآن :أى وأنذر من بلغه القرآن (قل إنما هو إله واحد) في ماوجهان :أحدهما هى كافة لن عن العمل
فعلى هذا هو مبتدأ وإله خبره ،وواحد صفة مبينة .وقد ذكر مشروحا في البقرة .والثانى أنها بمعنى الذى
في موضع نصب بأن وهو مبتدأ وإله خبره ،والجملة صلة الذى ،وواحد خبر إن وهذا أليق بما قبله.
قوله تعالى (الذ ين آتينا هم الكتاب) في مو ضع ر فع بالبتداء ،و (يعرفو نه) ال خبر والهاء ضم ير الكتاب،
وقيل ضمير النبى صلى ال عليه وسلم (الذين خسروا أنفسهم) مثل الولى.
قوله تعالى (ويوم نحشرهمم) همو مفعول بمه ،والتقديمر :واذكمر يوم نحشرهمم و (جميعما) حال ممن ضميمر
المفعول ومفعول (تزعمون) محذوفان :أى تزعمونهم شركاءكم ،ودل على المحذوف ماتقدم.
قوله تعالى (ثم لم تكن) يقرأ بالتاء ،ورفع الفتنة على أنها اسم كان ،و (أن قالوا) الخبر ،ويقرأ كذلك إل أنه
بالياء لن تأنيث الفتنة غير حقيقى ،ولن الفتنة هنا بمعنى القول ،ويقرأ بالياء ،ونصب الفتنة على أن اسم
كان أن قالوا وفتنتهمم الخمبر ،ويقرأ كذلك إل أنمه بالتاء على معنمى أن قالوا ،لن أن قالوا بمعنمى القول
والمقالة والفتنمة (ربنما) يقرأ بالجمر صمفة لسمم ال ،وبالنصمب على النداء أو على إضمار أعنمى وهمو
معترض بين القسم والمقسم عليه ،والجواب (ماكنا).
قوله تعالى (من يستمع) وحد الضمير في الفعل حمل على لفظ " من " وماجاء منه على لفظ الجمع ،فعلى
مع نى " من " ن حو " :من ي ستمعون " و " من يغو صون له " (أن يفقهوه) مفعول من أجله :أى كرا هة أن
يفقهوه ،و (وقرا) معطوف على أك نة ،ولي عد الف صل ب ين حرف الع طف والمعطوف بالظرف ف صل لن
الظرف أ حد المفاع يل ،فيجوز تقدي مه وتأخيره ،وو حد الو قر ه نا ل نه م صدر ،و قد ا ستوفى القول ف يه في
أول البقرة (حتى إذا) إذا في موضع نصب بجوابها ،وهو يقول:
[]239
ول يس لح تى ه نا ع مل وإن ما أفادت مع نى الغا ية ك ما لتع مل في الج مل ،و (يجادلو نك) حال من ضم ير
الفاعمل فمي جاءوك .والسماطير جممع .واختلف فمي واحده ،فقيمل همو أسمطورة ،وقيمل واحدهما إسمطار،
والسطار جمع سطر بتحريك الطاء ،فيكون أساطير جمع الجمع ،فأما سطر بسكون الطاء فجمعه سطور
وأسطر.
قوله تعالى (وينأون) يقرأ ب سكون النون ،وتحق يق الهمزة وبإلقاء حر كة الهمزة على النون وحذف ها في صير
اللفظ بها ينون بفتح النون وواو ساكنة بعدها ،و (أنفسهم) مفعول يهلكون.
قوله تعالى (ولو ترى) جواب " لو " محذوف تقديره :لشاهدت أمرا عظيمما ووقمف متعمد ،وأوقمف لغمة
ضعي فة ،والقرآن جاء بحذف اللف ،وم نه وقفوا فبناؤه ل ما لم ي سم فاعله وم نه وقفو هم (ولنكذب ،ونكون)
يقرآن بالرفع.
وفيمه وجهان :أحدهمما همو معطوف على نرد ،فيكون عدم التكذيمب والكون ممن المؤمنيمن متمنيمن أيضما
كالرد ،والثا نى أن يكون خبر مبتدإ محذوف :أى ون حن لنكذب ،و فى المع نى وجهان :أحده ما أ نه متم نى
أيضا ،فيكون في موضع نصب على الحال من الضمير في نرد .والثانى أن يكون المعنى أنهم ضمنوا أن
ليكذبوا ب عد الرد ،فل يكون للجملة مو ضع .ويقرآن بالن صب على أ نه جواب التم نى ،فل يكون داخل في
التم نى ،والواو في هذا كالفاء .و من القراء من ر فع الول ون صب الثا نى ،ومن هم من ع كس ،وو جه كل
واحدة منهما على ماتقدم.
قوله تعالى (إن هى إل) هى كناية عن الحياة ،ويجوز أن يكون ضمير القصة.
قوله تعالى (وقفوا على ربهم) أى على سؤال ربهم ،أو على ملك ربهم.
قوله تعالى (بغ تة) م صدر في مو ضع الحال :أى باغ تة ،وق يل هو م صدر لف عل محذوف ،أى تبغت هم بغ تة
وقيل هو مصدر بجاءتهم من غير لفظه (ياح سرتنا) نداء الحسرة والو يل على المجاز ،والتقدير :ياحسرة
احضرى فهذا أوانك ،والمعنى تنبيه أنفسهم لتذكر أسباب الحسرة ،و (على) متعلقة بالحسرة ،والضمير في
(فيها) يعود على الساعة ،والتقدير :في عمل الساعة ،وقيل يعود على العمال ،ولم يجر لها صريح ذكر،
ولكن في الكلم دليل عليها (أل ساء مايزرون) ساء بمعنى بئس ،وقد تقدم إعرابه في مواضع .ويجوز أن
تكون ساء على بابها ويكون المفعول محذوفا ،ومامصدرية أو بمعنى الذى أو نكرة موصوفة ،وهى في كل
ذلك فاعل ساء ،والتقدير :أل ساءهم وزرهم.
[]240
قوله تعالى (وللدار الخرة) يقرأ باللف واللم ،ورفمع الخرة على الصمفة والخمبر (خيمر) ويقرأ " ولدار
الخرة " على الضافمة :إى دار السماعة الخرة ،وليسمت الدار مضافمة إلى صمفتها لن الصمفة همى
الموصوف في المعنى ،والشئ ليضاف إلى نفسه ،وقد أجازه الكوفيون.
قوله تعالى (قمد نعلم) أى قمد علمنما ،فالمسمتقبل بمعنمى الماضمى (ليكذبونمك) يقرأ بالتشديمد على معنمى
لين سبونك إلى الكذب ،أى ق بل دعواك النبوة ،بل كانوا يعرفو نه بالما نة وال صدق ،ويقرأ بالتخف يف وف يه
وجهان :أحده ما هو في مع نى المشدد ،يقال أكذب ته وكذب ته إذا ن سبته إلى الكذب .والثا نى ليجدو نك كذ با
يقال :أكذبته إذا أصبته ،كذلك كقولك :أحمدته إذا أصبته محمودا (بآيات ال) الباء تتعلق ب (يجحدون) وقيل
تتعلق بالظالمين كقوله تعالى " وآيتنا ثمود الناقة مبصرة فظلموا بها ".
قوله تعالى (من قبلك) ليجوز أن يكون صفة لرسل لنه زمان ،والجثة لتوصف بالزمان وإنما هى متعلقة
بكذبمت (وأوذوا) يجوز أن يكون معطوفما على كذبوا ،فتكون (حتمى) متعلقمة بصمبروا ،ويجوز أن يكون
الو قف تم على كذبوا ،ثم أ ستأنف فقال :وأوذوا ،فتتعلق ح تى به ،والول أقوى (ول قد جاءك) فا عل جاءك
مض مر ف يه ،ق يل المض مر الم جئ ،وق يل المض مر النبأء ،ودل عل يه ذ كر الر سل لن من ضرورة الر سل
الر سالة و هى نبأء ،وعلى كل الوجه ين يكون ( من ن بإ المر سلين) حال من ضم ير الفا عل ،والتقد ير :من
جنس نبأ المرسلين ،وأجاز الخفش أن تكون من زائدة والفاعل نبأ المرسلين وسيبويه ليجيز زيادتها في
الوا جب وليجوز ع ند الجم يع أن تكون من صفة لمحذوف لن الفا عل ليحذف ،وحرف ال جر إذا لم ي كن
زائدا لم يصح أن يكون فاعل لن حرف الجر يعدى ،وكل فعل يعمل في الفاعل بغير معد ،ونبأ المرسلين
بمعنى إنبائهم ،ويدل على ذلك قوله تعالى " نقص عليك من أنباء الرسل ".
قوله تعالى (وإن كان كبر عليك) جواب إن هذه (فإن استطعت) فالشرط الثانى جواب الول.
وجواب الشرط الثانى محذوف تقديره :فافعل ،وحذف لظهور معناه وطول الكلم (في الرض) صفة لنفق،
ويجوز أن يتعلق بتبتغمى ،ويجوز أن يكون حال ممن ضميمر الفاعمل :أى وأنمت فمي الرض ،ومثله (فمي
السماء).
[]241
قوله تعالى (والمو تى يبعث هم ال) في المو تى وجهان :أحده ما هو في؟؟ مو ضع ن صب بف عل محذوف :أى
ويبعث ال الموتى ،وهذا أقوى لنه اسم قد عطف على اسم عمل فيه الفعل .والثانى أن يكون مبتدأ ومابعده
الخبر .ويستجيب بمعنى يجيب.
قوله تعالى (من ربه) يجوز أن يكون صفة لية ،وأن يتعلق بنزل.
قوله تعالى (في الرض) يجوز أن يكون في موضع جر صفة لدابة ،وفى موضع رفع صفة لها أيضا على
الموضع ،لن من زائدة (ولطائر) معطوف على لفظ دابة وقرئ بالرفع على الموضع (بجناحيه) يجور أن
تتعلق الباء بيطيمر ،وأن تكون حال وهمو توكيمد ،وفيمه رفمع مجاز ،لن غيمر الطائر قمد يقال فيمه طار إذا
أسرع (من شئ) " من " زائدة " وشئ " هنا واقع موقع المصدر :أى تفريطا ،وعلى هذا التأويل ليبقى في
الية حجة لمن ظن أن الكتاب يحتوى على ذكر كل شئ صريحا .ونظير ذلك " ليضركم كيدهم شيئا ":
أى ضررا ،وقد ذكرنا له نظائر ،وليجوز أن يكون شيئا مفعول به ،لن فرطنا لتتعدى بنفسها بل بحرف
الجر ،وقد عديت بفى إلى الكتاب فل تتعدى بحرف اخر ،وليصح أن يكون المعنى ماتركنا في الكتاب من
شئ ،لن المعنى على خلفه ،فبان أن التأويل ماذكرنا.
قوله تعالى (والذين كذبوا) مبتدأ ،و (صم بكم) الخبر مثل حلو حامض والواو لتمنع ذلك ،ويجوز أن يكون
صم خبر مبتدأ :محذوف تقديره :بعضهم صم وبعضهم بكم (في الظلمات) يجوز أن يكون خبرا ثانيا ،وأن
يكون حال من الضم ير المقدر في ال خبر ،والتقد ير :أى هم في الظلمات ،ويجوز أن يكون في الظلمات
خبر مبتدإ محذوف :أى هم في الظلمات ،ويجوز أن يكون صفة لبكم :أى كائنون في الظلمات ،ويجوز أن
يكون ظرفا لصم أو بكم أو لما ينوب عنهما من الفعل (من يشإ ال) من في موضع مبتدإ ،والجواب الخبر،
ويجوز أن يكون في موضع نصب بفعل محذوف ،لن التقدير :من يشإ ال إضلله أو عذابه ،فالمنصوب
بيشأ من سبب " من " فيكون التقدير :من يعذب أو من يضلل .ومثله مابعده.
قوله تعالى (قل أرأيتكم) يقرأ بإلقاء حركة الهمزة على اللم فتنفتح اللم وتحذف الهمزة ،وهو قياس مطرد
في القرآن وغيره ،والغرض منه التخفيف .ويقرأ بالتحقيق وهو الصل ،وأما الهمزة التى بعد الراء فتحقق
على الصل ،وتلين للتخفيف وتحذف ،وطريق ذلك أن تقلب ياء وتسكن ثم تحذف للتقاء الساكنين
[]242
قرب ذلك فيها حذفها في مستقبل هذا الفعل ،فأما التاء فضمير الفاعل فإذا اتصلت بها الكاف التى للخطاب
كانت بلفظ واحد في التثنية والجمع والتأنيث ،وتختلف هذه المعانى على الكاف فتقول في الواحد أرأيتك،
ومنه قوله تعالى " أرأيتك هذا الذى كرمت على " وفى التثنية أرأيتكما ،وفى الجمع المذكر أرأيتكم ،وفى
المؤنث أرأيتكن والتاء في جميع ذلك مفتوحة ،والكاف حرف للخطاب وليست اسما ،والدليل على ذلك أنها
لو كانت اسما لكانت إما مجرورة وهو باطل إذ لجار هنا ،أو مرفوعة ،وهو باطل أيضا لمرين :أحدهما
أن الكاف ليست من ضمائر المرفوع.
والثانمى أنمه لرافمع لهما ،إذ ليسمت فاعل لن التاء فاعمل ،وليكون لفعمل واحمد فاعلن ،وإمما أن تكون
منصوبة ،وذلك باطل لثلثة أوجه :أحدها أن هذا الفعل يتعدى إلى مفعولين كقولك :أرأيت زيدا مافعل ،فلو
جعلت الكاف مفعول لكان ثالثا ،والثانى أنه لو كان مفعول لكان هو الفاعل في المعنى ،وليس المعنى على
ذلك إذ ليس الغرض أرأيت نفسك بل أرأيت غيرك ،ولذلك قلت أرأيتك زيدا ،وزيد غير المخاطب ،ولهو
بدل م نه ،والثالث أ نه لو كان من صوبا على أ نه مفعول لظهرت عل مة التثن ية والج مع والتأن يث في التاء،
فكنت تقول :أرأيتما كما وأرأيتموكم وأرأيتكن.
وقد ذهب الفراء إلى أن الكاف اسم مضمر منصوب في معنى المرفوع ،وفيما ذكرناه إبطال لمذهبه.
فأ ما مفعول أرأيت كم في هذه ال ية ،فقال قوم هو محذوف دل الكلم عل يه تقديره :أرأيت كم عبادت كم ال صنام
هل تنفع كم ع ند م جئ ال ساعة ،ودل عل يه قوله " أغ ير ال تدعون " وقال آخرون :ليحتاج هذا إلى مفعول
لن الشرط وجوا به قد ح صل مع نى المفعول ،وأ ما جواب الشرط الذى هو قوله (إن أتا كم عذاب ال) ف ما
دل عليه الستفهام في قوله (أغير ال) تقديره :إن أتتكم الساعة دعوتم ال ،وغير منصوب ب (تدعون).
قوله تعالى (بمل إياه) همو مفعول (تدعون) الذى بعده (إليمه) يجوز أن يتعلق بتدعون ،وأن يتعلق بيكشمف:
أى يرف عه إل يه ،و " ما " بمع نى الذى ،أو نكرة مو صوفة ،ولي ست م صدرية إل أن تجعل ها م صدرا بمع نى
المفعول.
قوله تعالى (بالبأسماء والضراء) فعلء فيهمما مؤنمث لم يسمتعمل منمه مذكمر لم يقولوا بأس وبأسماء وضمر
وضراء كما قالوا أحمر وحمراء.
قوله تعالى (فلول إذ) " إذ " في مو ضع ن صب ظرف ل (تضرعوا) أى فلول تضرعوا إذ (ول كن) ا ستدراك
على المعنى :أى ماتضرعوا ولكن.
[]243
قوله تعالى (بغ تة) م صدرية في مو ضع الحال من الفا عل :أى مباغت ين أو من المفعول ين :أى مبغوت ين،
ويجوز أن يكون مصدرا على المعنى لن أخذنا هم بمعنى بغتنا هم (فإذا هم) إذا ه نا للمفاجأة ،وهى ظرف
مكان وهم مبتدأ ،و (مبلسون) خبره ،وهو العامل في إذا.
قوله تعالى (إن أخذ ال سمعكم) قد ذكرنا الوجه في إفراد السمع مع جمع البصار والقلوب في أول البقرة
(من) ا ستفهام في موضع رفع بالبتداء ،و (إله) خبره و (غير ال) صفة ال خبر ،و (يأتيكم) في موضع
ال صفة أي ضا ،وال ستفهام ه نا بمع نى النكار ،والهاء في ( به) تعود على ال سمع ل نه المذكور أول ،وق يل
تعود على معنى المأخوذ والمحتوم عليه ،فلذلك أفرد (كيف) حال ،والعامل فيها (نصرف).
قوله تعالى (هل يهلك) الستفهام هنا بمعنى التقرير ،فلذلك ناب عن جواب الشرط :أى إن أتاكم هلكتم.
قوله تعالى (مبشر ين ومنذر ين) حالن من المر سلين (ف من آ من) يجوز أن يكون شر طا وأن يكون بمع نى
الذى وهى مبتدأ في الحالين ،وقد سبق القول على نظائره.
قوله تعالى (بمما كانوا يفسمقون) مامصمدرية :أى بفسمقهم ،وقمد ذكمر فمي أوائل البقرة ،ويقرأ بضمم السمين
وكسرهاوهما لغتان.
قوله تعالى (بالغداة) أ صلها غدوة ،فقل بت أل فا لتحرك ها وانفتاح ماقبل ها و هى نكرة .ويقرأ " بالغدوة " ب ضم
الغين وسكون الدال وواو بعدها ،وقد عرفها باللف واللم وأكثر ماتستعمل معرفة علما ،وقد عرفها هنا
باللف واللم.
وأ ما (الع شى) فق يل هو مفرد ،وق يل هو ج مع عش ية و (يريدون) حال ( من شئ) " من " زائدة وموضع ها
رفع بالبتداء ،وعليك الخبر .ومن حسابهم صفة لشئ قدم عليه فصار حال ،وكذلك الذى بعده إل أنه قدم
من ح سابك على علي هم ،ويجوز أن يكون ال خبر من ح سابهم ،وعل يك صفة ل شئ مقد مة عل يه (فتطرد هم)
جواب لما النافية فلذلك نصب (فتكون) جواب النهى وهو " لتطرد ".
قوله تعالى (ليقولوا) اللم متعلقة بفتنا :أى اختبرناهم ليقولوا فنعاقبهم بقولهم ،ويجوز أن تكون لم العاقبة،
و (هؤلء) مبتدأ ،و (من ال عليهم) الخبر ،والجملة في موضع نصب بالقول ،ويجوز أن يكون هؤلء في
موضع نصب بفعل محذوف فسره مابعده تقديره :أخص هؤلء أو فضل ،و (من) متعلقة بمن:
[]244
أى ميزهمم علينما ،ويجوز أن تكون حال :أى ممن عليهمم منفرديمن( ،بالشاكريمن) يتعلق بأعلم لنمه ظرف،
والظرف يعمل فيه معنى الفعل بخلف المفعول ،فإن أفعل ليعمل فيه.
قوله تعالى (وإذا جاءك) العاممل فمي إذا معنمى الجواب :أى إذا جاءك سملم عليهمم ،و (سملم) مبتدأ ،وجاز
ذلك وإن كان نكرة لما فيه من معنى الفعل (كتب ربكم) الجملة محكية بعد القول أيضا (أنه من عمل) يقرأ
بكسر إن وفتحها ،ففى الكسر وجهان :أحدهما هى مستأنفة والكلم تام قبلها.
والثانى أنه حمل " كتب " على قال فكسرت إن بعده ،وأما الفتح ففيه وجهان :أحدهما هو بدل من الرحمة:
أى ك تب أ نه من ع مل .والثا نى أ نه مبتدأ و خبره محذوف :أى عل يه أ نه من ع مل ،ودل على ذلك ماقبله،
والهاء ضمير الشأن ،ومن بمعنى الذى أو شرط ،وموضعها مبتدأ ،و (منكم) في موضع الحال من ضمير
الفاعل و (بجهالة) حال أيضا :أى جاهل ويجوز أن يكون مفعول به :أى بسبب الجهل ،والهاء في (بعده)
تعود على الع مل أوعلى ال سوء (فإ نه) يقرأ بالك سر و هو معطوف على أن الولى ،أو تكر ير للولى ع ند
قوم ،وعلى هذا خبر من محذوف دل عليه الكلم ،ويجوز أن يكون العائد محذوفا :أى فإنه غفور له ،وإذا
جعلت " من " شرطا فالمر كذلك ،ويقرأ بالفتح وهو تكرير للولى على قراءة من فتح الولى أو بدل منها
عند قوم ،وكلهما ضعيف لوجهين :أحدهما أن البدل ليصحبه حرف معنى إل أن تجعل الفاء زائدة وهو
ضع يف .والثا نى أن ذلك يؤدى إلى أن ليب قى ل من خبر ولجواب إن جعلت ها شر طا .والو جه أن تكون أن
خبر مبتدأ محذوف :أى فشأ نه أ نه غفور له ،أو يكون المحذوف ظر فا :أى فعل يه أ نه فتكون أأن إ ما مبتدأ
وإما فاعل.
قوله تعالى (وكذلك) الكاف و صف لم صدر محذوف :أى نف صل اليات تف صيل م ثل الذى (ولي ستبين) يقرأ
بالياء ،و ( سبيل) فا عل :أى ي تبين ،وذ كر ال سبيل و هو ل غة ف يه ،وم نه قوله تعالى " وإن يروا سبيل ال غى
يتخذوه سمبيل " ويجوز أن تكون القراءة بالياء على أن تأنيمث السمبيل غيمر حقيقمى ،ويقرأ بالتاء والسمبيل
فاعل مؤنث وهو لغة فيه ،ومنه " قل هذه سبيلى " ويقرأ بنصب السبيل ،والفاعل المخاطب ،واللم تتعلق
بمحذوف :أى لتستبين فصلنا.
قوله تعالى (وكذب تم) يجوز أن يكون م ستأنفا وأن يكون حال ،و قد م عه مزادة ،والهاء في ( به) يعود على
ربى ،ويجوز أن تعود على معنى البينة لنها في معنى
[]245
البرهان والدليل (يقضى الحق) يقرأ بالضاد من القضاء ،وبالصاد من القصص ،والول أشبه بخاتمة الية.
قوله تعالى (مفا تح) هو ج مع مف تح ،والمف تح الخزا نة ،فأ ما مايف تح به ف هو مفتاح وجم عه مفات يح ،و قد ق يل
مف تح أي ضا (ليعلم ها) حال من مفا تح ،والعا مل في ها ماتعلق به الظرف ،أو ن فس الظرف إن رف عت به
مفا تح ،و ( من ور قة) فا عل (ولح بة) معطوف على ل فظ ور قة ،ولو ر فع على المو ضع جاز (ولر طب
وليابمس) مثله ،وقمد قرئ بالر فع على الموضمع (إل فمي كتاب) أى إل همو في كتاب ،وليجوز أن يكون
استثناء يعمل فيه (يعلمها) لن المعنى يصير :وماتسقط من ورقة إل يعلمها إل في كتاب فينقلب معناه()1
إلى الثبات :أى ليعلمهما فمي كتاب ،وإذا لم يكمن إل فمي كتاب وجمب أن يعلمهما فمي الكتاب ،فإذا يكون
الستثناء الثانى بدل من الول :أى وماتسقط من ورقة إل هى في كتاب ومايعلمها.
قوله تعالى (بالليل) الباء هنا بمعنى في ،وجاز ذلك لن الباء لللصاق ،والملصق للزمان والمكان حاصل
فيهما (ليقضى أجل) على مالم يسم فاعله ،ويقرأ على تسمية الفاعل ،وأجل نصب.
قوله تعالى (وير سل علي كم) يحت مل أرب عة أو جه :أحد ها أن يكون م ستأنفا ،والثا نى أن يكون معطو فا على
قوله يتوفاكم ،ومابعده من الفعال المضارعة .والثالث أن يكون معطوفا على القاهر ،لن اسم الفاعل في
مع نى يفعل ،و هو نظ ير قول هم الطائر فيغ ضب ز يد الذباب .والرا بع أن يكون التقد ير و هو ير سل ،وتكون
الجملة حال إما من الضمير في القاهر ،أو من الضمير في الظرف.
وعليكم فيه وجهان :أحدهما هو متعلق بيرسل ،والثانى أن يكون في نية التأخير .وفيه وجهان :أحدهما أن
يتعلق بنفس (حفظة) والمفعول محذوف :أى يرسل من يحفظ عليكم أعمالكم .والثانى أن يكون صفة لحفظة
قد مت ف صار حال (توف ته) يقرأ بالتاء على تأن يث الجما عة ،وبألف ممالة على إرادة الج مع ،ويقرأ شاذا "
تتوفاه " على السمتقبال (يفرطون) بالتشديمد :أى ينقصمون ممما أمروا ،ويقرأ شاذا بالتخفيمف :أى يزيدون
على ماأمروا ،قوله تعالى (ثم ردوا) الجمهور على ضم الراء وكسرة الدال الولى محذوفة ليصلح الدغام،
ويقرأ بك سر الراء على ن قل ك سرة الدال الولى إلى الراء (مول هم ال حق) صفتان ،وقرئ ال حق بالن صب
على أنه صفة مصدر محذوف :أى الرد الحق أو على إضمار أعنى.
___________________________________
() قوله فينقلب معناه إلخ) كذا في جميع النسخ التى بأيدينا ،وليخفى مافيه ،فليتأمل اه)*( .
[]246
قوله تعالى (ينجيكم) يقرأ بالتشديد والتخفيف ،والماضى أنجا ونجى ،والهمزة والتشديد للتعدية (تدعونه) في
مو ضع الحال من ضم ير المفعول في ينجي كم (تضر عا) م صدر والعا مل ف يه تدعون من غ ير لف ظه بل
معناه ،ويجوز أن يكون مصدرا في موضع الحال ،وكذلك (خفية) ويقرأ بضم الخاء وكسرها وهما لغتان،
وقرئ " وخيفة " من الخوف وهو مثل قوله تعالى " واذكر ربك في نفسك تضرعا وخفية " (لئن أنجيتنا)
على الخطاب :أى يقولون لئن أنجيتنا ويقرأ لئن أنجانا على الغيبة وهو موافق لقوله يدعونه (من هذه) أى
من هذه الظلمة والكربة.
قوله تعالى ( من فوق كم) يجوز أن يكون و صفا للعذاب وأن يتعلق بيب عث وكذلك ( من ت حت)( ،أو يلب سكم)
الجمهور على فتح الياء :أى يلبس عليكم أموركم .فحذف حرف الجر والمفعول .والجيد أن يكون التقدير.
يلبمس أموركمم ،فحذف المضاف وأقام المضاف إليمه مقاممه ،ويقرأ بضمم الياء :أى يعمكمم بالختلف ،و
(شيعا) جمع شيعة وهو حال ،وقيل هو مصدر والعامل فيه يلبسكم من غير لفظه ،ويجوز على هذا أن
يكون حال أيضا :أى مختلفين.
قوله تعالى (لسمت عليكمم) على متعلق ب (وكيمل) ويجوز على هذا أن يكون حال ممن وكيمل على قول ممن
أجاز تقديم الحال على حرف الجر.
قوله تعالى (مسمتقر) مبتدأ والخمبر الظرف قبله أو فاعمل ،والعاممل فيمه الظرف وهمو مصمدر بمعنمى
الستقرار ،ويجوز أن يكون بمعنى المكان.
قوله تعالى (غيره) إنمما ذكمر الهاء لنمه أعادهما على معنمى اليات لنهما حديمث وقرآن (ينسمينك) يقرأ
بالتخفيف والتشديد وماضيه نسى وأنسى والهمزة والتشديد لتعدية الفعل إلى المفعول الثانى وهو محذوف:
أى ينسينك الذكر أو الحق.
قوله تعالى ( من شئ) من زائدة ،و من ح سابهم حال ،والتقد ير :شئ من ح سابهم (ول كن ذكرى) أى ول كن
نذكرهمم ذكرى فيكون فمي موضمع نصمب ،ويجوز أن يكون فمي موضمع رفمع :أى هذا ذكرى ،أو عليهمم
ذكرى.
قوله تعالى (أن تب سل) مفعول له :أى مخا فة أن تب سل (ل يس ل ها) يجوز أن تكون الجملة في مو ضع ر فع
صفة لن فس ،وأن تكون في مو ضع حال من الضم ير في ك سبت ،وأن تكون م ستأنفة ( من دون ال) في
موضع الحال :أى ليس لها ولى من دون ال ،ويجوز أن يكون من دون ال خبر ليس ولها تبيين.
[]247
و قد ذكر نا مثاله ( كل عدل) انت صاب كل على الم صدر ،لن ها في ح كم ماتضاف إل يه (أولئك الذ ين) ج مع
على المعنى ،وأولئك مبتدأ.
وفى الخبر وجهان :أحدهما الذين أبسلوا ،فعلى هذا يكون قوله (لهم شراب) فيه وجهان :أحدهما هو حال
من الضمير في أبسلوا ،والثانى هو مستأنف .والوجه الخر أن يكون الخبر لهم شراب ،والذين أبسلوا بدل
من أولئك أو نعت ،أو يكون خبرا أيضا ،ولهم شراب خبرا ثانيا.
قوله تعالى (أندعوا) السمتفهام بمعنمى التوبيمخ " ،ومما " بمعنمى الذى أو نكرة موصموفة ،و (ممن دون ال)
متعلق بندعو ،وليجوز أن يكون حال من الضمير في (ينفعنا) ولمفعول لينفعنا لتقدمه على " ما " والصلة
وال صفة لتع مل في ما ق بل المو صول والمو صوف (ونرد) معطوف على ند عو ،ويجوز أن يكون جملة في
مو ضع الحال :أى ون حن نرد ،و (على أعقاب نا) حال من الضم ير في نرد :أى ترد منقلب ين أو متأخر ين
(كالذى) في الكاف وجهان :أحدهما هى حال من الضمير في نرد ،أو بدل من على أعقابنا :أى مشبهين
للذى (اسمتهوته) والثانمى أن تكون صمفة لمصمدر محذوف :أى ردا مثمل رد الذى اسمتهوته ،يقرأ اسمتهوته
واستهواه مثل توفته وتوفاه وقد ذكر ،والذى يجوز أن يكون هنا مفردا :أى كالرجل الذى أو كالفريق الذى،
ويجوز أن يكون جن سا ،والمراد الذ ين ( في الرض) يجوز أن يكون متعل قا با ستهوته ،وأن يكون حال من
(حيران) أى حيران كائنا في الرض ويجوز أن يكون حال من الضمير في حيران ،وأن يكون حال من
الهاء فمي اسمتهوته وحيران حال ممن الهاء أو الضميمر فمي الظرف ،ولم ينصمرف لن مؤنثمه حيرى (له
أ صحاب) يجوز أن تكون الجملة م ستأنفة ،وأن تكون حال ممن الضم ير في حيران ،أو من الضميمر في
الظرف ،أو بدل ممن الحال التمى قبلهما (ائتنما) أى يقولون ائتنما (لنسملم) أى أمرنما بذلك لنسملم ،وقيمل اللم
بمعنى الباء ،وقيل هى زائدة :أى أن نسلم.
قوله تعالى (وأن أقيموا الصلة) أن مصدرية ،وهى معطوفة على لنسلم ،وقيل هو معطوف على قوله " إن
الهدى هدى ال " والتقدير :وقل أن أقيموا ،وقيل هو محمول على المعنى :أى قيل لنا أسلموا ،وأن أقيموا.
قوله تعالى (ويوم يقول) فيمه جملة أوجمه :أحدهما همو معطوف على الهاء فمي اتقوه :أى واتقوا عذاب يوم
يقول.
والثالث همو خمبر (قوله الحمق) أى وقوله الحمق يوم يقول ،والواو داخلة على الجملة المقدم فيهما الخمبر،
والحق صفة لقوله.
[]248
والرابع هو ظرف لمعنى الجملة التى هى قوله الحق :أى يحق قوله في يوم يقول كن.
قوله تعالى (يوم ينفمخ) يجوز أن يكون خمبر قوله على ماذكرنما ،وأن يكون ظرفما للملك أو حال منمه،
والعا مل له أو ظر فا لتحشرون أو ليقول ،أو لقوله ال حق أو لقوله عالم الغ يب (عالم الغ يب) الجمهور على
الرفمع ،ويجوز أن يكون خمبر مبتدأ محذوف ،وأن يكون فاعمل يقول كمن ،وأن يكون صمفة للذى ،وقرئ
بالجر بدل من رب العالمين ،أو من الهاء في له.
قوله تعالى (وإذ قال إبراهيمم) إذ فمي موضمع نصمب على فعمل محذوف :أى واذكروا وهمو معطوف على
أقيموا ،و (آزر) يقرأ بالمد ووزنه أفعل ،ولم ينصرف للعجمة والتعريف على قول من لم يشتقه من الزر
أو الوزر ،ومن اشتقه من واحد منهما قال هو عربى ولم يصرفه للتعريف ووزن الفعل ،ويقرأ بفتح الراء
على أنه بدل من أبيه ،وبالضم على النداء.
وقرئ في الشاذ بهمزت ين مفتوحت ين وتنو ين الراء و سكون الزاى ،والزر الخلق م ثل ال سر ،ويقرأ بف تح
الولى وكسمر الثانيمة ،وفيمه وجهان :أحدهمما أن الهمزة الثانيمة فاء الكلممة وليسمت بدل ،ومعناهما النقمل،
والثانى هى بدل من الواو ،وأصلها وزر كما قالوا وعاء وإعاء ووسادة وإسادة والهمزة الولى على هاتين
القراءتين للستفهام بمعنى النكار ،ول همزة في تتخذ.
وفى انتصابه على هذا وجهان :أحدهما هو مفعول من أجله :أى لتحيرك واعوجاج دينك تتخذ.
والثا نى هو صفة ل صنام قد مت علي ها وعلى العا مل في ها ف صارت حال :أى أتت خذ أ صناما ملعو نة أو
معو جة ،و (أ صناما) مفعول أول ،و (آل هة) ثان ،وجاز أن يج عل المفعول الول نكرة لح صول الفائدة من
الجملة ،وذلك يسهل في المفاعيل مال يسهل من المبتدإ.
قوله تعالى (وكذلك) في موضعه وجهان :أحدهما هو نصب على إضمار وأريناه.
[]249
تقديره :وك ما رأى أباه وقو مه في ضلل مبين أريناه ذلك :أى ما رآه صوابا باطلع نا إياه عل يه ،ويجوز
أن يكون منصموبا ب (نرى) التمى بعده على أنمه صمفة لمصمدر محذوف تقديره :نريمه ملكوت السمموات
والرض رؤ ية كرؤي ته ضلل أب يه ،وق يل الكاف بمع نى اللم :أى ولذلك نر يه .والو جه الثا نى أن تكون
الكاف في موضع رفع خبر مبتدأ محذوف :أى والمر كذلك :أى كما رآه من ضللتهم.
قوله تعالى (وليكون) أى وليكون (من الموقنين) أريناه .وقيل التقدير :ليستدل وليكون.
قوله تعالى (رأى كوكبا) يقرأ بفتح الراء والهمزة والتفخيم على الصل ،وبالمالة لن اللف منقلبة عن ياء
كقولك :رأيت رؤية ،ويقرأ بجعل الهمزتين بين بين ،وهو نوع من المالة ،ويقرأ بجعل الراء كذلك إتباعا
للهمزة ،ويقرأ بكسرهما.
وفيه وجهان :أحدهما أنه كسر الهمزة للمالة ثم أتبعها الراء .والثانى أن أصل الهمزة الكسر بدليل قولك
في المستقبل يرى ،أى يرأى ،وإنما فتحت من أجل حرف الحلق كما تقول وسع يسع ،ثم كسرت الحرف
الول في الما ضى إتبا عا لك سرة الهمزة ،فإن ل قى اللف ساكن م ثل رأى الش مس ف قد قرئ بفتحه ما على
الصمل وبكسمرهما على ماتقدم ،وبكسمر الراء وفتمح الهمزة ،لن اللف سمقطت ممن اللفمظ لجمل السماكن
بعدها ،والمحذوف هنا في تقدير الثابت ،وكان كسر الراء تنبيها على أن الصل كسر الهمزة ،وأن فتحها
دليل على اللف المحذوفة (هذا ر بى) مبتدأ و خبر ،تقديره :أهذا ربى ،وقيل هو على الخبر :أى هو غير
استفهام.
قوله تعالى (باز غة) هو حال من الش مس ،وإن ما قال للش مس هذا على التذك ير ،ل نه أراد هذا الكو كب أو
الطالع أو الشخص أو الضوء أو الشئ أو لن التأنيث غير حقيقى.
قوله تعالى (أتحاجونى) يقرأ بتشديد النون على إدغام نون الرفع في نون الوقاية والصل تحاجوننى ،ويقرأ
بالتخف يف على حذف إحدى النون ين .و في المحذو فة وجهان :أحده ما هى نون الوقا ية لن ها الزائدة ال تى
ح صل ب ها ال ستثقال ،و قد جاء ذلك في الش عر .والثا نى المحذو فة نون الر فع ،لن الحا جة د عت إلى نون
مك سورة من أ جل الياء ونون الر فع ل تك سر ،و قد جاء ذلك في الش عر كثيرا قال الشا عر :كل له ن ية في
بغض صاحبه * بنعمة ال نقليكم وتقلونا
[]250
أى تقلون نا ،والنون الثان ية ه نا لي ست وقا ية بل هى من الضم ير ،وحذف ب عض الضم ير ل يجوز و هو
ضع يف أي ضا ،لن عل مة الر فع ل تحذف إل بعا مل (ماتشركون به) " ما " بمع نى الذى :أى ول أخاف
ال صنم الذى تشركو نه به :أى بال ،فالهاء في به ضم ير ا سم ال تعالى ،ويجوز أن تكون الهاء عائدة على
مما :أى ول أخاف الذى تشركون بسمببه ول تعود على ال ،ويجوز أن تكون " مما " نكرة موصموفة ،وأن
تكون مصدرية (إل أن يشاء) يجوز أن يكون استثناء من جنس الول تقديره :إل في حال مشيئة ربى :أى
ل أخاف ها في كل حال إل في هذه الحال ،ويجوز أن يكون من غ ير الول :أى ل كن أخاف أن يشاء ر بى
خو فى ما أشرك تم ،و (شيئا) نائب عن الم صدر :أى مشيئة ،ويجوز أن يكون مفعول به :أى إل أن يشاء
ربى أمرا غير ما قلت ،و (علما) تمييز.
وكل شئ مفعول وسع :أى علم كل شئ ،ويجوز أن يكون علما على هذا التقدير مصدرا لمعنى وسع ،لن
ما ي سع ال شئ ف قد أحاط به ،والعا مل بال شئ مح يط بعل مه :قوله تعالى (وك يف أخاف) ك يف حال ،والعا مل
فيها أخاف وقد ذكر ،و (ماأشركتم) يجوز أن تكون " ما " بمعنى الذى أو نكرة موصوفة ،والعائد محذوف،
وأن تكون م صدرية ( ما لم) " ما " بمع نى الذى أو نكرة مو صوفة ،و هى في مو ضع ن صب بأشرك تم ،و
(عليكم) متعلق بينزل ،ويجوز أن يكون حال من (سلطان) أى ما لم ينزل به حجة عليكم ،والسلطان مثل
الرضوان والكفران ،وقد قرئ بضم اللم وهى لغة أتبع فيها الضم.
قوله تعالى (الذ ين آمنوا) ف يه وجهان :أحده ما هو خبر مبتدإ محذوف :أى هم الذ ين .والثا نى هومبتدأ ،و
(أولئك) بدل م نه أو مبتدأ ثان( ،ل هم ال من) مبتدأ و خبر الجملة خبر ل ما قبل ها ،ويجوز أن يكون ال من
مرفوعا بالجار لنه معتمد على ما قبله.
قوله تعالى (وتلك) همو مبتدأ ،وفمى (حجتنما) وجهان :أحدهمما همو بدل ممن تلك ،وفمي (آتيناهما) وجهان:
أحدهما هو خبر عن المبتدإ ،و (على قومه) متعلق بمحذوف :أى آتيناها إبراهيم حجة على قومه أو دليل.
والثانى أن تكون حجتنا خبر تلك ،وآتيناها في موضع الحال من الحجة ،والعامل معنى الشارة ،ول يجوز
أن يتعلق على بحجتنا لنها مصدر وآتيناها خبر أو حال ،وكلهما ل يفصل بين الموصول والصلة (نرفع)
يجوز أن يكون في موضع الحال من آتيناها،
[]251
ويجوز أن يكون م ستأنفا ،ويقرأ بالنون والياء ،وكذلك في نشاء والمع نى ظا هر( ،درجات) يقرأ بالضا فة
وهو مفعول نرفع ،ورفع درجة النسان رفع له ،ويقرأ بالتنوين ،و (من) على هذا مفعول نرفع ،ودرجات
ظرف أو حرف الجر محذوف منها :أى إلى درجات.
قوله تعالى (كل هدينا) كل منصوب بهدينا ،والتقدير :كل منهما (ونوحا هدينا) أى وهدينا نوحا ،والهاء في
(ذريته) تعود على نوح والمذكورون بعده من النبياء ذرية نوح ،والتقدير :وهدينا من ذريته هؤلء ،وقيل
تعود على إبراهيم :وهذا ضعيف لن من جملتهم لوطا وليس من ذرية إبراهيم (وكذلك نجزى) الكاف في
موضع نصب نعتا لمصدر محذوف :أى ونجزى المحسنين جزاء مثل ذلك ،وأما (عيسى) فقيل هو أعجمى
ل يعرف له اشتقاق ،وقيل هو مشتق من التعيش وهو البياض ،وقيل من العيس وهو ماء الفحل ،وقيل هو
من عاس يعوس إذا صلح ،فعلى هذا تكون الياء منقلبة عن واو ،وأما (اليسع) فيقرأ بلم ساكنة خفيفة وياء
مفتوحة.
وفيه وجهان :أحدهما هو اسم أعجمى علم ،واللف واللم فيه زائدة كما زيدت في النسر وهو الصنم لنه
صنم بعينه ،وكذلك قالوا في عمر والعمر ،وكذلك اللت والعزى.
والثا نى أ نه عر بى ،و هو ف عل مضارع سمى به ول ضم ير فيه ،فأعرب ثم ن كر ثم عرف باللف واللم،
وقيل اللم على هذا زائدة أيضا ،ويسع أصله يوسع بكسر السين ثم حذفت الواو لوقوعها بين ياء وكسرة
ثم فت حت ال سين من أ جل حرف الحلق ولم ترد الواو لن الفت حة عار ضة ،ومثله ي طأ وي قع ويدع (وكل)
منصوب بفضلنا.
قوله تعالى (ومن آبائهم) هو معطوف على وكل :أى وفضلنا كل من آبائهم ،أو وهدينا كل من آبائهم.
قوله تعالى (ذلك) مبتدأ ،و (هدى ال) خبره ،و (يهدى به) حال من الهدى ،والعا مل ف يه الشارة ،ويجوز
أن يكون حال من اسم ال تعالى ،ويجوز أن يكون هدى ال بدل من ذلك ،ويهدى به الخبر ،و (من عباده)
حال ممن " ممن " أو ممن العائد المحذوف ،والباء فمي (بهما) الخيرة تتعلق ب (كافريمن) والباء فمي بكافريمن
زائدة :أى ليسوا كافرين بها.
قوله تعالى (اقتده) يقرأ ب سكون الهاء وإثبات ها في الو قف دون الو صل ،و هى على هذا هاء ال سكت ،ومن هم
من يثبتها في الوصل أيضا لشبهها بهاء الضمار ،ومنهم من يكسرها.
[]252
وف يه وجهان :أحده ما هى هاء ال سكت أي ضا شب هت بهاء الضم ير ول يس ب شئ ،والثا نى هى هاء الضم ير
والمض مر الم صدر :أى اق تد القتداء ومثله :هذا سراقة للقرآن يدر سه * والمرء ع ند الر شا إن يلق ها ذ يب
فالهاء ضمير الدرس ل مفعول ،لن يدرس قد تعدى إلى القرآن ،وقيل من سكن الهاء جعلها هاء الضمير
وأجرى الوصل مجرى الوقف ،والهاء في (عليه) ضمير القرآن والتبليغ.
قوله تعالى ( حق قدره) حق من صوب ن صب الم صدر و هو في ال صل و صف :أى قدره ال حق ،وو صف
المصمدر إذا أضيمف إليمه ينتصمب نصمب المصمدر ،ويقرأ " قدره " بسمكون الدال وفتحهما ،و (إذ) ظرف
لقدروا ،و ( من شئ) مفعول أنزل ،و من زائدة (نورا) حال من الهاء في به أو من الكتاب .و به يجوز أن
تكون مفعول به ،وأن تكون حال ،و (تجعلو نه) م ستأنف لمو ضع له ،وقراط يس) أى في قراط يس ،وق يل
ذا قراط يس ،وق يل ل يس ف يه تقد ير محذوف ،والمع نى :أنزلوه منزلة القراط يس ال تى ل شئ في ها في ترك
العممل بمه ،و (تبدونهما) وصمف للقراطيمس (وتخفون) كذلك ،والتقديمر :وتخفون كثيرا منهما ،ويقرأ فمي
الموا ضع الثل ثة بالياء على الغي بة حمل على ما قبل ها في أول ال ية ،وبالتاء على الخطاب و هو منا سب
لقوله (وعلمتم) أى وقد علمتم ،والجملة في موضع الحال من ضمير الفاعل في تجعلونه على قراءة التاء،
وعلى قراءة الياء يجوز أن يكون وعلمتمم مسمتأنفا ،وأن يكون رجمع ممن الغيبمة إلى الخطاب ،و (قمل ال)
جواب " قل من أنزل الكتاب وارتفا عه بف عل محذوف :أى أنزله ال ،ويجوز أن يكون التقد ير :هو ال ،أو
المنزل ال ،أو ال أنزله (فمي خوضهمم) يجوز أن يتعلق بذرهمم على أنمه ظرف له " وأن يكون حال ممن
ضميمر المفعول :أى ذرهمم خائضيمن ،وأن يكون متعلقما (يلعبون) ويلعبون فمي موضمع الحال ،وصماحب
الحال ضمير المفعول في ذرهم إذا لم يجعل في خوضهم حال منه ،وإن جعلته حال منه كان الحال الثانية
من ضمير الستقرار في الحال الولى ،ويجوز أن يكون حال من الضمير المجرور في خوضهم ،ويكون
العامل المصدر ،والمجرور فاعل في المعنى.
قوله تعالى (أنزلناه) في موضع رفع صفة لكتاب ،و (مبارك) صفة أخرى ،وقد قدم الوصف بالجملة على
الوصف بالمفرد ،ويجوز النصب في غير القرآن على الحال من ضمير المفعول أو على الحال من النكرة
الموصوفة ،و (مصدق الذى) التنوين
[]253
في تقدير الثبوت لن الضافة غير محضة (ولتنذر) بالتاء على خطاب النبى صلى ال عليه وسلم ،وبالياء
على أن الفاعل الكتاب ،وفى الكلم حذف تقديره :ليؤمنوا ولتنذر أو نحو ذلك ،أو ولتنذر (أم القرى) أنزلناه
(ومن) في موضع نصب عطفا على أم ،والتقدير ولتنذر أهل أم (والذين يؤمنون) مبتدأ ،و (يؤمنون به)
ال خبر ،ويجوز أن يكون الذ ين في مو ضع ن صب عط فا على أم القرى ،فيكون يؤمنون به حال .و (على)
متعلقة ب (يحافظون).
قوله تعالى (ومن أظلم م من افترى على ال كذ با) ويجوز أن يكون كذبا مفعول افترى ،وأن يكون مصدرا
على المعنى :أى افتراء ،وأن يكون مفعول من أجله ،وأن يكون مصدرا في موضع الحال (أو قال) عطف
على افترى و (إلى) فمي موضمع رفمع على أنمه قام مقام الفاعمل ،ويجوز أن يكون فمي موضمع نصمب،
والتقدير :أوحى الوحى أواليحاء (ولم يوح إليه شئ) في موضع الحال من ضمير الفاعل في قال أو الياء
في إلى (و من قال) في مو ضع جر عط فا على من افترى :أى وم من قال ،و (م ثل ما) يجوز أن يكون
مفعول سأنزل ،و " ما " بمعنى الذى أو نكرة موصوفة ،ويجوز أن يكون صفة لمصدر محذوف ،وتكون "
مو ذلك و (الظالمون)
مدرية و (إذ) ظرف لترى والمفعول محذوف :أى ولو ترى الكفار أو نحم
ما " مصم
مم
مبتدأ ،والظرف بعده خبر عنه (والملئكة) مبتدأ ومابعده الخبر ،والجملة حال من الضمير في الخبر قبله،
و (با سطوا أيدي هم) في تقد ير التنو ين :أى با سطون أيدي هم (أخرجوا) أى يقولون أخرجوا ،والمحذوف حال
من الضم ير في با سطوا .و (اليوم) ظرف لخرجوا في تم الو قف عل يه ،ويجوز أن يكون ظر فا ل (تجزون)
في تم الو قف على أنف سكم (غ ير ال حق) مفعول تقولون :ويجوز أن يكون و صفا لم صدر محذوف :أى قول
غير الحق (وكنتم) يجوز أن يكون معطوفا على كنتم الولى :أى وبما كنتم ،وأن يكون مستأنفا.
قوله تعالى (فرادى) هو ج مع مفرد ،واللف للتأن يث م ثل ك سالى ،وقرئ في الشاذ بالتنو ين على أ نه ا سم
صحيح ،ويقال في الرفع فراد مثل نوام ورجال وهو جمع قليل ،ومنهم من ل يصرفه يجعله معدول مثل
ثلث ورباع ،وهو حال من ضمير الفاعل (ك ما خلقناكم) الكاف في موضع الحال ،وهو بدل من فرادى،
وق يل هى صفة م صدر محذوف :أى مجيئا كمجيئ كم يوم خلقنا كم ،ويجوز أن يكون حال من الضم ير في
فرادى :أى مشبهين ابتداء خلقكم ،و (أول) ظرف لخلقناكم.
[]254
والمرة فمي الصمل مصمدر ممر يممر ،ثمم اسمتعمل ظرفما اتسماعا ،وهذا يدل على قوة شبمه الزمان بالفعمل
(وتركتم) يجوز أن يكون حال ،أى وقد تركتم ،وأن يكون مستأنفا (وما نرى) لفظه لفظ المستقبل ،وهى
حكاية حال ،و (معكم) معمول نرى ،وهى من رؤية العين ،ول يجوز أن يكون حال من الشفعاء إذ المعنى
يصير أن شفعاءهم معهم ول نراهم :وإن جعلتها بمعنى نعلم المتعدية إلى اثنين جاز أن يكون معكم مفعول
ثان يا ،و هو ضع يف في المع نى (بين كم) يقرأ بالن صب وف يه ثل ثة أو جه :أحد ها هو ظرف لتق طع والفا عل
مضمر :أى تقطع الوصل بينكم ،ودل عليه شركاء ،والثانى هو وصف محذوف :أى لقد تقطع شئ بينكم
أو وصمل ،والثالث أن هذا المنصموب فمي موضمع رفمع وهمو معرب ،وجاز ذلك حمل على أكثمر أحوال
الظرف ،و هو قول الخ فش ،ومثله :م نا ال صالحون وم نا دون ذلك ،ويقرأ بالر فع على أ نه فا عل ،والب ين
هنا :الوصل وهو من الضداد.
قوله تعالى (فالق ال حب) يجوز أن يكون معر فة ل نه ماض ،وأن يكون نكرة على أ نه حكا ية حال ،وقرئ
فمي الشاذ " فلق " و (الصمباح) مصمدر أصمبح ،ويقرأ بفتمح الهمزة على أنمه جممع صمبح كقفمل وأقفال و
(جا عل الل يل) م ثل فالق ال صباح في الوجه ين و ( سكنا) مفعول جا عل إذا لم تعر فه ،وإن عرف ته كان
منصوبا بفعل محذوف :أى جعله سكنا ،والسكن ماسكنت إليه من أهل ونحوهم ،فجعل الليل بمنزلة الهل،
وقيل التقدير :مسكونا فيه ،أو ذا سكن ،و (الشمس) منصوب بفعل محذوف أو بجاعل إذا لم تعرفه ،وقرئ
في الشاذ بال جر عط فا على ال صباح أو على الل يل ،و (ح سبانا) ف يه وجهان :أحده ما هو ج مع ح سبانة،
والثانى هو مصدر مثل الحسب والحساب ،وانتصابه كانتصاب سكنا.
قوله تعالى (فمسمتقر) يقرأ بفتمح القاف .وفيمه وجهان :أحدهمما همو مصمدر ورفعمه باللبتداء :أى فلكمم
استقرار.
والثا نى أ نه ا سم مفعول ويراد به المكان :أى فل كم مكان ت ستقرون ف يه إ ما في البطون ،وإ ما في القبور،
ويقرأ بكسر القاف فيكون مكانا يستقر لكم ،وقيل تقديره ،فمنكم مستقر ،وأما (مستودع) فبفتح الدال ل غير،
ويجوز أن يكون مكانا يودعون فيه ،وهو إما الصلب أو القبر ،ويجوز أن يكون مصدرا بمعنى الستيداع.
قوله تعالى (فأخرج نا م نه خضرا) أى ب سببه ،والخ ضر بمع نى الخ ضر ،ويجوز أن تكون الهاء في م نه
راجعة على النبات وهو الشبه ،وعلى الول يكون
[]255
فأخرجنا بدل من أخرجنا الولى (نخرج) في موضع نصب لخضرا ،ويجوز أن يكون مستأنفا ،والهاء في
(م نه) تعود على الخضر ،و (قنوان) بكسر القاف وضمها وهما لغتان ،و قد قرئ بهما والواحد قنو مثل
صنو وصنوان.
وفى رفعه وجهان :أحدهما هو مبتدأ .وفى خبره وجهان :أحدهما هو ،ومن النخل ومن طلعها بدل بإعادة
الخافض .والثانى أن الخير من طلعها ،وفي من النخل ضمير تقديره :ونبت من النخل شئ أو ثمر فيكون
من طلعها بدل منه ،والوجه الخر أن يرتفع قنوان على أنه فاعل من طلعها ،فيكون في من النخل ضمير
تفسيره قنوان ،وإن رفعت قنوان بقوله " ومن النخل " على قول من أعمل أول الفعلين جاز ،وكان في من
طلعها ضمير مرفوع ،وقرئ في الشاذ " قنوان " بفتح القاف ،ول يس بجمع قنو لن فعلنا ل يكون جمعا،
وإنما هو اسم للجمع كالباقر (وجنات) بالنصب عطفا على قوله " نبات كل شئ " :أى وأخرجنا به جنات،
ومثله (والزيتون والرمان) ويقرأ بضم التاء على أنه مبتدأ وخبره محذوف ،والتقدير :من الكرم جنات ،ول
يجوز أن يكون معطوفا على قنوان لن العنب ل يخرج من النخل.
و من أعناب صفة لجنات و (مشتب ها) حال من الرمان ،أو من الجم يع ،و (إذا) ظرف لنظروا ،و (ثمره)
يقرأ بفتح الثاء والميم جمع ثمرة مثل تمرة وتمر ،وهو جنس التحقيق ل جمع ،ويقرأ بضم الثاء والميم وهو
جمع ثمرة مثل خشبة وخشب ،وقيل هوجمع ثمار مثل كتاب وكتب فهو جمع جمع ،فأما الثمار فواحدها
ثمرة م ثل خي مة وخيام ،وق يل هو ج مع ث مر ،ويقرأ ب ضم الثاء و سكون الم يم و هو مخ فف من المضموم
(وينعه) يقرأ بفتح الياء وضمها وهما لغتان ،وكلهما مصدر ينعت الثمرة ،وقيل هو اسم للمصدر والفعل
أينعت إيناعا ،ويقرأ في الشاذ " يانعه " على أنه أسم فاعل.
قوله تعالى (وجعلوا) همى بمعنمى صمبروا ومفعولهما الول (الجمن) والثانمى شركاء .ول يتعلق بشركاء،
ويجوز أن يكون نعتما لشركاء قدم عليمه فصمار حال ،ويجوز أن يكون المفعول الول شركاء ،والجمن بدل
منه ،ول المفعول الثانى (وخلقهم) أى وقد خلقهم ،فتكون الجملة حال ،وقيل هو مستأنف ،وقرئ في الشاذ
و " خلق هم " بإ سكان اللم وف تح القاف ،والتقد ير :وجعلوا ل وخلق هم شركاء (وخرقوا) بالتخف يف والتشد يد
للتكث ير (بغ ير علم) في مو ضع الحال من الفا عل في خرقوا ،ويجوز أن يكون نع تا لم صدر محذوف :أى
خرقا بغير علم.
سورة العراف
بسم اللّه الرحمن الرحيم
(المص) قد ذكرنا في أول البقرة مايصلح أن يكون هاهنا ويجوز أن تكون هذه الحروف في موضع مبتدأ،
و (كتاب) خبره ،وأن تكون خبر مبتدإ محذوف :أى المدعو به المص .وكتاب خبر مبتدإ محذوف :أى هذا
أو هو ،و (أنزل) صفة له (فل ي كن) الن هى في الل فظ للحرج ،وفي المعنى المخاطب :أى ل تحرج به ،و
(منه) نعت للحرج ،وهى لبتداء الغاية ،أى ل تحرج من أجله و (لتنذر) يجوز أن يتعلق اللم بأنزل ،وأن
يتعلق بقوله " فل يكن " أى ل تحرج به لتتمكن من
[]268
النزال ،فالهاء فمي منمه للكتاب أو للنزال ،والهاء فمي (بمه) للكتاب (وذكرى) فيمه ثلثمة أوجمه :أحدهما
من صوب ،وف يه وجهان :أحده ما هو حال من الضم ير في أنزل و ما بينه ما معترض ،والثا نى أن يكون
معطوفا على موضع لتنذر :أى لتنذر وتذكر :أى ولذكرى.
والثانمى أن يكون فمي موضمع رفمع ،وفيمه وجهان :أحدهمما همو معطوف على كتاب ،والثانمى خمبر ابتداء
محذوف :أى وهو ذكرى.
والو جه الثالث أن يكون فمي موضمع جر عطفما على موضمع تنذر .وأجاز قوم أن يعطمف على الهاء بمه،
وهذا ضعيف لن الجار لم يعد.
قوله تعالى (ممن ربكمم) بجوز أن يتعلق بأنزل ،ويكون لبتداء الغايمة ،وأن يتعلق بمحذوف ،ويكون حال:
أى أنزل إليكم كائنا من ربكم ،و (من دونه) حال من أولياء ،و (قليل ما تذكرون) مثل " فقليل ما يؤمنون
" وقد ذكر في البقرة ،وتذكرون بالتخفيف على حذف إحدى التاءين ،وبالتشديد على الدغام.
قوله تعالى (وكمم ممن قر ية) فمي كم وجهان :أحده ما همى مبتدأ ،وممن قر ية تمبيين ،و من زائدة ،وال خبر
(أهلكنا ها) وجاز تأن يث الضم ير العائد على " كم " لن كم في المع نى قرى ،وذ كر بعض هم أن أهلكنا ها
صفة لقرية ،والخبر (فجاء ها بأسنا) وهو سهو ،لن الفاء تمنع ذلك ،والثانى أن " كم " في موضع نصب
بف عل محذوف دل عل يه أهلكنا ها ،والتقد ير :كثيرا من القرى أهلك نا ،ول يجوز تقد يم الف عل على " كم " إن
كا نت خبرا ،لن ل ها صدر الكلم إذ أشب هت رب ،والمع نى :و كم من قر ية أرد نا إهلك ها ،كقوله " فإذا
قرأت القرآن " أى أردت قراءمته ،وقال قوم :همو على القلب :أى وكمم ممن قريمة جاءمها بأسمنا فأهلكناهما،
والقلب ه نا ل حا جة إل يه فيب قى م حض ضرورة ،والتقد ير :أهلك نا أهل ها فجاء أهل ها " بيا تا " البيات ا سم
للمصمدر وهمو فمي موضمع الحال ،ويجوز أن يكون مفعول له ويجوز أن يكون فمي حكمم الظرف (أو همم
قائلون) الجملة حال ،وأو لتف صيل الج مل :أى جاء بعض هم بأ سنا ليل وبعض هم نهارا ،والواو ه نا واو أو،
وليست حرف العطف سكنت تخفيفا .وقد ذكرنا ذلك في قوله " أو كلما عاهدوا عهدا ".
قوله تعالى (دعواهم) يجوز أن يكون اسم كان ،و (إل أن قالوا) الخبر ،ويجوز العكس.
[]269
قوله تعالى (والوزن) ف يه وجهان :أحده ما هو مبتدأ ،و (يومئذ) خبره .والعا مل في الظرف محذوف :أى
والوزن كائن يومئذ ،و (الحمق) صمفة للوزن أو خمبر مبتدإ محذوف ،والثانمى أن يكون الوزن خمبر مبتدإ
من
مفة لئل يفصممل بيم
مق صم
محذوف :أى هذا الوزن ،ويومئذ ظرف ،ول يجوز على هذا أن يكون الحم
الموصول وصلته(.)1
قوله تعالى (بما كانوا) " ما " مصدرية :أى بظلمهم ،والباء متعلقة بخسروا.
قوله تعالى (معايمش) الصمحيح أن الياء ل تهممز هنما لنهما أصملية ،وحركمت لنهما فمي الصمل محركمة،
ووزن ها معي شة كمحب سة ،وأجاز قوم أن يكون أ صلها الف تح ،وأعلت بالت سكين في الوا حد ك ما أعلت في
يعيش ،وهمزها قوم وهو بعيد جدا .ووجهه أنه شبه الصلية بالزائدة نحو سفينة وسفائن (قليل ماتشكرون)
مثل الذى تقدم.
قوله تعالى (ولقد خلقناكم) أى إياكم ،وقيل الكاف للجنس المخاطب .وهنا مواضع كثيرة قد تقدمت (لم يكن)
في موضع الحال.
قوله تعالى (خلقت نى من نار) الجار في مو ضع الحال :أى خلقت نى كائ نا من نار ،ويجوز أن يكون لبتداء
الغاية فيتعلق بخلقتنى ،ولزائدة .أى ومامنعك أن تسجد.
قوله تعالى (فبمما) الباء تتعلق ب (لقعدن) وقيمل الباء بمعنمى اللم (صمراطك) ظرف ،وقيمل التقديمر :على
صراطك.
قوله تعالى (وعن شمائلهم) هو جمع شمال ،ولو جمع أشملة وشملء جاز.
قوله تعالى (مذءو ما) يقرأ باله مز ،و هو من ذأم ته إذا عب ته .ويقرأ " مذو ما " بالواو من غ ير ه مز ف يه
وجهان :أحده ما أ نه أل قى حر كة الهمزة على الذال وحذف ها .والثا نى أن يكون أ صله مذي ما لن الف عل م نه
ذامه يذيمه ذيما ،فأبدلت الياء واوا كما قالوا في مكيل مكول وفى مشيب مشوب ،وهو ومابعده حالن.
ويجوز أن يكون (مدحورا) حال من الضم ير في مذءو ما (ل من) في مو ضع ر فع بالبتداء ،و سد الق سم
المقدر وجوابه مسد الخبر ،وهو قوله (لملن) ،و (منكم) خطاب
___________________________________
() قوله (لئل يفصل بين الموصول وصلته) قال السفاقسى :قلت :ول أدرى أين الصلة والموصول هنا ،لعله بين الصفة والموصوف وصحفه
الناسخ ،وهو على هذا غير مستقيم اه)*( .
[]270
لجماعة ،ولم يتقدم إل خطاب واحد ،ولكن نزلة منزلة الجماعة لنه رئيسهم ،أو لنه رجع من الغيبة إلى
الخطاب ،والمعنى واحد.
قوله تعالى (هذه الشجرة) يقرأ هذى بغير هاء ،والصل في " ذا " أذيى لقولهم في التصغير " ذيا " فحذفت
الياء الثان ية تخفي فا وقل بت الياء الولى أل فا لئل تب قى م ثل كى ،فإذا خاط بت المؤ نث رددت الياء وك سرت
الذال لئل يجت مع عل يه التأن يث والتغييمر ،وأمما الهاء فجعلت عوضما ممن المحذوف ح ين رد إلى ال صل،
ووصلت بياء لنها مثل هاء الضمير في اللفظ.
قوله تعالى (ممن سموآتهما) الجمهور على تحقيمق الهمزة ،ويقرأ بواو مفتوحمة وحذف الهمزة ،ووجهمه أنمه
أل قى حر كة الهمزة على الواو ،ويقرأ بتشد يد الواو من غ ير ه مز ،وذلك على إبدال الهمزة واوا ،ويقرأ "
سوأتهما " على التوحيد وهو جنس (إل أن تكونا) أى إل مخافة أن تكونا فهو مفعول من أجله (ملكين) بفتح
اللم وكسرها ،والمعنى مفهوم.
قوله تعالى (لك ما ل من النا صحين) هو م ثل قوله " وإ نه في الخرة ل من ال صالحين " و قد ذ كر في البقرة
(فدلهما بغرور) اللف بدل من ياء مبدلة من لم ،والصل دللهما من الدللة ل من الدلل ،وجاز إبدال
اللم لمما صمار فمي الكلممة ثلث لمات .بغرور يجوز أن تتعلق الباء بهذا الفعمل ،ويجوز أن تكون فمي
موضع الحال من الضمير المنصوب :أى وهما مغترين.
قوله تعالى (وطفقا) في حكم كاد ،ومعناها الخذ في الفعل ،و (يخصفان) ماضيه خصف ،وهو متعد إلى
مفعول وا حد ،والتقد ير :شيئا ( من ورق الج نة) وقرئ ب ضم الياء وك سر ال صاد مخف فا ،وماض يه أخ صف،
وبالهمزة يتعدى إلى اثن ين ،والتقد ير :يخ صفان أنف سهما ،ويقرأ بف تح الياء وتشد يد ال صاد وك سرها مع ف تح
الخاء وكسرها مع فتح الياء وكسرها ،وقد ذكر تعليل ذلك في قوله " يخطف أبصارهم " (عن تلكما) وقد
ذكرنا أصل تلك ،والشارة إلى الشجرة ،وهى واحدة والمخاطب اثنان ،فلذلك ثنى حرف الخطاب.
قوله تعالى (ومنها تخرجون) الواو في الصل تعطف هذه الفعال بعضها على بعض ،ولكن فصل بينهما
بالظرف لنه عطف جملة على جملة ،وتخرجون بضم التاء وفتحها ،والمعنى فيها مفهوم.
[]271
قوله تعالى (وريشا) هو جمع ريشة ،ويقرأ " رياشا " وفيه وجهان :أحدهما هو جمع واحده ريش مثل ريح
ورياح ،والثانى أنه اسم للجمع مثل اللباس (ولباس التقوى) يقرأ بالنصب عطفا على ريشا.
فإن قيل :كيف ينزل اللباس والريش؟ قيل :لما كان الريش واللباس ينبتان بالمطر والمطر ينزل ،جعل ما
هو المسبب بمنزلة السبب ،ويقرأ بالرفع على البتداء ،و (ذلك) مبتدأ ،و (خير) خبره ،والجملة خبر لباس،
ويجوز أن يكون ذلك نعتما للباس :أى المذكور والمشار إليمه ،وأن يكون بدل منمه أو عطمف بيان ،وخيمر
ال خبر ،وق يل لباس التقوى خبر مبتدإ محذوف تقديره :و ساتر عورات كم لباس التقوى ،أو على الع كس :أى
ولباس التقوى سماتر عوراتكمم ،وفمي الكلم حذف مضاف :أى ولباس أهمل التقوى ،وقيمل المعنمى :ولباس
التقاء الذى يتقى به النظر ،فل حذف إذا.
قوله تعالى (ل يفتننكم) النهى في اللفظ للشيطان ،والمعنى :ل تتبعوا الشيطان فيفتنكم (كما أخرج) أى فتنة
كفتنة أبويكم بالخراج (ينزع عنهما) الجملة في موضع الحال إن شئت من ضمير الفاعل في أخرج ،وإن
شئت من البو ين لن ف يه ضمير ين له ما ،وينزع حكا ية أ مر قد و قع ،لن نزع اللباس عنه ما كان ق بل
الخراج.
فإن ق يل الشيطان لم ينزع عنه ما اللباس .ق يل :لك نه ت سبب فن سب الخراج والنزع إل يه ( هو و قبيله) هو
توكيد لضمير الفاعل ليحسن العطف عليه.
قوله تعالى (وأقيموا) في تقد ير الكلم وجهان :أحده ما هو معطوف على مو ضع الق سط على المع نى :أى
أممر ربمى فقال اقسمطوا وأقيموا ،والثانمى فمي الكلم حذف تقديره :فأقبلوا وأقيموا ،و (الديمن) منصموب
بمخلصين ،وليجوز هنا فتح اللم في مخلصين لن ذكر المفعول يمنع من أن ليسمى الفاعل (كما) الكاف
ن عت لم صدر محذوف :أى (تعودون) عودا كبدئ كم (فري قا هدى) ف يه وجهان :أحده ما هو من صوب بهدى
(وفريقا) الثانى منصوب بفعل محذوف تقديره :وأضل فريقا ،ومابعده تفسير للمحذوف ،والكلم كله حال
من الضمير في تعودون ،وقد مع الفعل مرادة تقديره :تعودون قد هدى فريقا وأضل فريقا .والوجه الثانى
أن فريقما فمي الموضعيمن حال وهدى وصمف للول ،و (حمق عليهمم) وصمف للثانمى ،والتقديمر :تعودون
فريقين ،وقرأ به أبى ،ولم تلحق تاء التأنيث لحق للفصل ،أو لن التأنيث غير حقيقى.
[]272
قوله تعالى (عند كل مسجد) ظرف لخذوا ،وليس بحال للزينة لن أحدها يكون قبل ذلك ،وفى الكلم حذف
تقديره :عند قصد كل مسجد.
قوله تعالى ( قل هى) هى مبتدأ ،و فى ال خبر ستة أو جه :أحد ها (خال صة) على قراءة من ر فع ،فعلى هذا
تكون اللم متعلقة بخالصة :أى هى خالصة لمن آمن في الدنيا ،و (يوم القيامة) ظرف لخالصة ،ولم يمتنع
تعلق الظرف ين ب ها لن اللم لل تبيين ،والثا نى ظرف م حض ،و فى متعل قة بآمنوا ،والثا نى أن يكون ال خبر
للذ ين ،وخال صة خبر ثان ،و فى متعل قة بآمنوا ،والثالث أن يكون ال خبر للذ ين ،و فى الحياة الدن يا معمول
الظرف الذى هو اللم :أى يستقر للذين آمنوا في الحياة الدنيا وخالصة خبر ثان ،والرابع أن يكون الخبر
في الحياة الدن يا ،وللذ ين متعل قة بخال صة ،والخا مس أن تكون اللم حال من الظرف الذى بعد ها على قول
الخ فش ،وال سادس أن تكون خال صة ن صبا على الحال على قراءة من نصب ،والعا مل في ها للذ ين ،أو في
الحياة الدنيا إذا جعلته خبرا ،أو حال ،والتقدير :هى للذين آمنوا في الحياة الدنيا في حال خلوصها له يوم
القيامة :أى إن الزينة يشاركون فيها في الدنيا وتخلص لهم في الخرة ،وليجوز أن تعمل في خالصة زينة
ال لنه قد وصفها بقوله التى ،والمصدر إذا وصف ليعمل ،ولقوله أخرج لجل الفصل الذى بينهما وهو
قوله قل ،وأجاز أبوعلي أن يعمل فيها حرم وهو بعيد لجل الفصل أيضا (كذلك نفصل) قد ذكرنا إعراب
نظيره في البقرة والنعام.
قوله تعالى (ماظهر منها ومابطن) بدلن من الفواحش و (بغير الحق) متعلق بالبغى ،وقيل هو من الضمير
الذى في المصدر إذ التقدير :وإن تبغوا بغير الحق ،وعند هؤلء يكون في المصدر ضمير.
قوله تعالى (جاء أجلهم) هو مفرد في موضع الجمع ،وقرأ ابن سيرين آجالهم على الصل لن لكل واحد
منهم أجل.
قوله تعالى (يقصون عليكم) يجوز أن يكون في موضع رفع صفة لرسل ،وأن يكون حال من رسل أو من
الضمير في الظرف.
[]273
ثم أجل بت ل ها همزة الو صل لي صح الن طق بال ساكن ،ويقرأ كذلك إل أ نه بغ ير ألف ب عد الدال ،ووز نه على
هذا افتعلوا ،فالتاء ه نا ب عد الدال م ثل اقتتلوا ،وقرئ في الشاذ " تداركوا " على ال صل :أى أدرك بعض هم
بع ضا ،وقرئ " إذا إداركوا " بق طع الهمزة ع ما قبل ها وك سرها على ن ية الو قف على ماقبل ها والبتداء ب ها،
وقرئ " إذا داركوا " بألف واحدة ساكنة والدال بعد ها مشددة ،و هو ج مع ب ين ساكنين ،وجاز ذلك ل ما كان
الثانى مدغما كما قالوا دابة وشابة ،وجاز في المنفصل كما جاز في المتصل ،وقد قال بعضهم اثنا عشر
بإثبات اللف وسكون العين ،وسترى في موضعه إن شاء ال تعالى ،و (جميعا) حال (ضعفا) صفة لعذاب،
وهو بمعنى مضعف أو مضاعف ،و (من النار) صفة أخرى ،ويجوز أن يكون حال.
قوله تعالى (لكمل ضعمف) أى لكمل عذاب ضعمف ممن النار ،فحذف لدللة الول عليمه( ،ولكمن لتعلمون)
بالتاء على الخطاب ،وبالياء على الغيبة.
قوله تعالى (لتف تح) يقرأ بالتاء ،ويجوز في التاء الثان ية التخف يف والتشد يد التكث ير ،ويقرأ بالياء لن تأن يث
البواب غيمر حقيقمى ،وللفصمل أيضما (الجممل) يقرأ بفتمح الجيمم وهمو الجممل المعروف ،ويقرأ فمي الشاذ
بسكون الميم ،والحسن أن يكون لغة لن تخفيف المفتوح ضعيف ،ويقرأ بضم الجيم وفتح الميم وتشديدها،
وهو الحبل الغليظ ،وهو جمع مثل صوم وقوم ،ويقرأ بضم الجيم والميم مع التخفيف وهو جمع مثل أسد
وأسد ،ويقرأ كذلك إل أن الميم ساكنة وذلك على تخفيف المضموم (سم الخياط) بفتح السين وضمها لغتان
(وكذلك) في موضع نصب (نجزى) على أنه وصف لمصدر محذوف.
قوله تعالى (غواش) هو جمع غاشية ،وفى التنوين هنا ثلثة أوجه :أحدها أنه تنوين الصرف ،وذلك أنهم
حذفوا الياء من غوا شى فن قص بناؤ ها عن بناء م ساجد و صارت م ثل سلم ،فلذلك صرفت .والثا نى أ نه
عوض من الياء المحذوفة .والثالث أنه عوض من حركة الياء المستحقة ،ولما حذفت الحركة وعوض عنها
التنوين حذفت الياء للتقاء الساكنين .وفى هذه المسألة كلم طويل يضيق هذا الكتاب عنه.
قوله تعالى (والذ ين آمنوا) مبتدأ ،و فى ال خبر وجهان :أحده ما (لنكلف نف سا إل و سعها) والتقد ير :من هم،
فحذف العائد كما حذف في قوله " ولمن صبر
[]274
وغفر إن ذلك لمن عزم المور " والثانى أن الخبر (أولئك أصحاب الجنة) ول مكلف معترض بينهما.
قوله تعالى (ممن غمل) همو حال ممن " مما " (تجرى ممن تحتهمم) الجملة فمي موضمع الحال ممن الضميمر
المجرور بالضافة ،والعامل فيها معنى الضافة.
قوله تعالى (هدانا لهذا) قد ذكرناه في الفاتحة (وماكنا) الواو للحال ،ويجوز أن تكون مستأنفة ،ويقرأ بحذف
الواو على ال ستئناف ،و (لنهتدى) قد ذكر نا إعراب مثله في قوله تعالى " ماكان ال ليذر المؤمن ين " (أن
هدانا) هما في تأويل المصدر ،وموضعه رفع بالبتداء لن السم الواقع بعد " لول " هذه كذلك وجواب "
لول " محذوف دل عل يه ما قبله تقديره :لول أن هدا نا ال ماك نا لنهتدى .وبهذا ح سنت القراءة بحذف الواو
(أن تلكم) في أن وجهان :أحدهما هى بمعنى أى ول موضع لها ،وهى تفسير للنداء.
والثا نى أن ها مخف فة من الثقيلة وا سمها محذوف والجملة بعد ها خبر ها :أى ونودوا أ نه تل كم الج نة ،والهاء
ضم ير الشأن ،ومو ضع الكلم كله ن صب بنودوا ،و جر على تقديره بأ نه (أورثتمو ها) يقرأ بالظهار على
ال صل ،وبالدغام لمشار كة التاء في اله مس وقرب ها من ها في المخرج ومو ضع الجملة ن صب على الحال
من الجنة ،والعامل فيها ما في تلك من معنى الشارة ،ول يجوز أن يكون حال من تلك لوجهين :أحدهما
أنه فصل بينهما بالخبر .والثانى أن تلك مبتدأ والبتداء ليعمل في الحال ،ويجوز أن تكون الجنة نعتا لتلكم
أو بدل ،وأورثتمو ها ال خبر ،وليجوز أن تكون الجملة حال من الكاف والم يم ،لن الكاف حرف للخطاب،
وصاحب الحال ل يكون حرفا ،ولن الحال تكون بعد تمام الكلم ،والكلم ل يتم بتلكم.
قوله تعالى (أن قمد وجدنما) أن يجوز أن تكون بمعنمى أى ،وأن تكون مخففمة (حقما) يجوز أن تكون حال،
وأن تكون مفعول ثانيا ،ويكون وجدنا بمعنى علمنا (ماو عد رب كم) حذف المفعول من وعد الثانية ،فيجوز
أن يكون التقدير :وعدكم ،وحذفه لدللة الول عليه ،ويجوز أن يكون التقدير :ماوعد الفريقين ،يعنى نعيمنا
وعذاب كم ،ويجوز أن يكون التقد ير :ماوعد نا ،ويقوى ذلك أن ماعل يه أ صحاب النار شر ،والم ستعمل ف يه
أوعد ،ووعد يستعمل في الخير أكثر (نعم) حرف يجاب به عن الستفهام في إثبات المستفهم عنه ،ونونها
وعينها مفتوحتان ،ويقرأ بكسر العين وهى لغة ،ويجوز كسرهما جميعا على التباع (بينهم) يجوز
[]275
أن يكون ظر فا لذن ،وأن يكون صفة لمؤذن (أن لع نة ال) يقرأ بف تح الهمزة وتخف يف النون و هى مخف فة:
أى بأنمه لعنمة ال ،ويجوز أن تكون بمعنمى أى ،لن الذان قول ،ويقرأ بتشديمد النون ونصمب اللعنمة وهمو
ظاهر ،وقرئ في الشاذ بكسر الهمزة :أى فقال أن لعنة ال.
قوله تعالى (تلقاء) هو في ال صل م صدر ،ول يس في الم صادر تفعال بك سر التاء إل تلقاء و تبيان ،وإن ما
ي جئ ذلك في ال سماء ن حو التمثال والتم ساح والتق صار ،وانت صاب تلقاء هاه نا على الظرف :أى ناح ية
أصحاب النار.
قوله تعالى (ماأغنى) ويجوز أن تكون " ما " نافية ،وأن تكون استفهاما.
قوله تعالى (ل ينالهمم) تقديره :أقسممتم عليمه بأن ل ينالهمم ،فل ينالهمم همو المحلوف عيمه (ادخلوا) تقديره:
فالتفتوا إلى أصمحاب الجنمة فقالوا ادخلوا ،ويقرأ فمي الشاذ " وادخلوا " على السمتيئناف ،وذلك يقال بعمد
دخولهمم (لخوف عليكمم) إذا قرئ " ادخلوا " على الممر كانمت الجملة حال :أى ادخلوا آمنيمن ،وإذا قرئ
على الخبر كان رجوعا من الغيبة إلى الخطاب.
قوله تعالى (أن أفيضوا) يجوز أن تكون أن مصمدرية وتفسميرية ،و (ممن الماء) تقديره شيئا ممن الماء (أو
مما) قيل أو بمعنى الواو ،واحتج لذلك بقوله (حرمهما) وقيل هى على بابها ،وحرمهما على المعنى فيكون
فيه حذف :أى كل منهما أو كليهما.
قوله تعالى (الذ ين اتخذوا دين هم) يجوز أن يكون جرا ون صبا ،ورف عا و (لهوا) مفعول ثان ،والتف سير ملهوا
به وملعوبا به ،ويجوز أن يكون صيروا عادتهم ،لن الدين قد جاء بمعنى العادة.
[]276
قوله تعالى (على علم) يجوز أن يكون فصملناه مشتمل على علم ،فيكون حال ممن الهاء ،ويجوز أن يكون
حال ممن الفاعمل :أى فصملناه عالميمن :أى على علم منما (هدى ورحممة) حالن :أى ذا هدى وذا رحممة،
وقرئ بالرفع على أنه خبر مبتدإ محذوف.
قوله تعالى (يوم يأتمى) همو ظرف ل (يقول)( ،فيشفعوا لنما) همو منصموب على جواب السمتفهام (أو نرد)
المشهور الر فع ،و هو معطوف على مو ضع من شفعاء تقديره :أو هل نرد (فنع مل) على جواب ال ستفهام
أيضا ،ويقرأ برفعهما :أى فهل نعمل ،وهو داخل في الستفهام ،ويقرآن بالنصب على جواب الستفهام.
قوله تعالى (يغشى الليل) في موضعه وجهان :أحدهما هو حال من الضمير في خلق ،وخبر إن على هذا "
ال الذى خلق " .والثانى أنه مستأنف ويغشى بالتخفيف وضم الياء ،وهو من أغشى ويتعدى إلى مفعولين:
أى يغشى ال الليل النهار ،ويقرأ " يغشى " بالتشديد ،والمعنى واحد ،ويقرأ " يغشى " بفتح الياء والتخفيف،
والليل فاعله (يطلبه) حال من الليل أو من النهار ،و (حثيثا) حال من الليل لنه الفاعل ،ويجوز أن يكون
من النهار فيكون التقد ير :يطلب الل يل النهار محثو ثا ،وأن يكون صفة لم صدر محذوف :أى طل با حثي ثا
(والشمس) يقرأ بالنصب ،والتقدير وخلق الشمس ،ومن رفع استأنف.
قوله تعالى (وخفيمة) يقرأ بضمم الخاء وكسمرها وهمما لغتان ،والمصمدران حالن ،ويجوز أن يكون مفعول
له ،ومثله خوفا وطمعا.
قوله تعالى (قريب) إنما لم تؤنث لنه أراد المطر ،وقيل إن الرحمة والترحم بمعنى ،وقيل هو على النسب:
أى ذات قرب ك ما يقال امرأة طالق ،وق يل هو فع يل بمع نى مفعول ك ما قالوا لح ية ده ين و كف خض يب،
وقيل أرادوا المكان :أى أن مكان رحمة ال قريب ،وقيل فرق بالحذف بين القريب من النسب وبين القريب
من غيره.
قوله تعالى (نشرا) يقرأ بالنون والشيمن مضمومتيمن وهمو جممع .وفمي واحده وجهان :أحدهمما نشور مثمل
صبور و صبر ،فعلى هذا يجوز أن يكون فعول بمع نى فا عل :أى ين شر الرض ،ويجوز أن يكون بمع نى
مفعول كركوب بمعنمى مركوب أى منشورة بعمد الطمى ،أو منشرة :أى محياة ممن قولك :أنشمر ال الميمت
فهو منشر ويجوزأن يكون جمع ناشر مثل نازل ونزل ،ويقرأ بضم النون وإسكان الشين على
[]277
تخف يف المضموم ،ويقرأ " نشرا " بف تح النون وإ سكان الش ين ،و هو م صدر ن شر ب عد ال طى ،أو من قولك:
أن شر ال الم يت فن شر :أى عاش ،ون صبه على الحال :أى ناشرة أو ذات ن شر ،ك ما تقول جاء رك ضا :أى
راكضا ،ويقرأ " بشرا " بالباء وضمتين وهو جمع بشير مثل قليب وقلب ،ويقرأ كذلك إل أنه بسكون الشين
على التخفيمف ،ومثله فمي المعنمى " أرسمل الرياح مبشرات " ويقرأ " بشرى " مثمل حبلى أى ذات بشارة،
ويقرأ " بشرا " بفتمح الباء وسمكون الشيمن وهمو مصمدر بشرتمه إذا بشرتمه (سمحابا) جممع سمحابة ،وكذلك
وصمفها بالجممع (لبلد) أى لحياء بلد (بمه الماء) الهاء ضميمر الباء أو ضميمر السمحاب أو ضميمر الريمح،
وكذلك الهاء في (به) الثانية.
قوله تعالى (يخرج نباته) يقرأ بفتح الياء وضم الراء ورفع النبات ،ويقرأ كذلك إل أنه يضم الياء على مالم
يسم فاعله ،ويقرأ بضم الياء وكسر الراء ونصب النبات :أى فيخرج ال أو الماء (بإذن ربه) متعلق بيخرج
(إل نكدا) بفتح النون وكسر الكاف وهو حال ،ويقرأ بفتحهما على أنه مصدر :أى ذا نكد ،ويقرأ بفتح النون
وسكون الكاف ،وهو مصدر أيضا وهو لغة ،ويقرأ " يخرج " بضم الياء وكسر الراء ،ونكدا مفعوله.
قوله تعالى (من إله غيره) من زائدة ،وإله مبتدأ ،ول كم ال خبر ،وق يل ال خبر محذوف :أى مال كم من إله في
الوجود ،ولكمم تخصميص ،وتمبيين .وغيره بالرفمع فيمه وجهان :أحدهمما همو صمفة " لله " على الموضمع،
والثانى هو بدل من المو ضع م ثل :ل إله إل ال ،ويقرأ بالنصب على ال ستثناء ،وبال جر صفة على الل فظ
(عذاب يوم عظيم) وصف اليوم بالعظم ،والمراد عظم ما فيه.
قوله تعالى ( من قو مه) حال من المل ،و (نراك) من رؤ ية الع ين ،فيكون ( في ضلل) حال ،ويجوز أن
تكون من رؤية القلب فيكون مفعول ثانيا.
قوله تعالى (أبلغكمم) يجوز أن يكون مسمتأنفا ،وأن يكون صمفة لرسمول على المعنمى ،لن الرسمول همو
الضمير في " لكنى " ولو كان يبلغكم لجاز لنه يعود على لفظ رسول ،ويجوز أن يكون حال ،والعامل فيه
الجار من قوله من رب (وأعلم من ال) بمعنى أعرف ،فيتعدى إلى مفعول واحد ،وهو " ما " وهى بمعنى
الذى أو نكرة موصوفة.
ومن ال فيه وجهان :أحدهما هو متعلق بأعلم :أى ابتداء علمى من عند ال .والثانى أن يكون حال من " ما
" أو من العائد المحذوف.
ذذ
[]278
قوله تعالى ( من رب كم) يجوز أن يكون صفة لذ كر ،وأن تتعلق بجاء كم (على ر جل) يجوز أن يكون حال
من :أى نازل على ر جل ،وأن يكون متعل قا بجاء كم على المع نى ل نه في مع نى نزل إلي كم ،و فى الكلم
حذف مضاف :أى على قلب رجل أو لسان رجل.
قوله تعالى (في الفلك) هو حال من " من " أو من الضمير المرفوع في معه ،والصل في (عمين) عميين
فسكنت الولى وحذفت.
قوله تعالى (هودا) بدل ممن أخاهمم ،وأخاهمم منصموب بفعمل محذوف :أى وأرسملنا إلى عاد ،وكذلك أوائل
القصص التى بعدها.
قوله تعالى (فمي الخلق) يجوز أن يكون حال ممن (بسمطة) وأن يكون متعلقما بزادكمم .واللء جممع ،وفمى
واحد ها ثلث لغات :إلى بك سر الهمزة وألف وا حد ب عد اللم ،وبف تح الهمزة كذلك ،وبك سر الهمزة و سكون
اللم وياء بعدها.
قوله تعالى (وحده) هو م صدر محذوف الزوائد .و فى موض عه وجهان :أحده ما هو م صدر في مو ضع
الحال من ال :أى لنع بد ال مفردا وموحدا ،وقال بعض هم :هو حال من الفاعلين :أى موحد ين له .والثا نى
أ نه ظرف :أى لنعبمد ال على حياله قاله يونمس ،وأصمل هذا المصمدر اليجاد ممن قولك أوحدتمه ،فحذفمت
الهمزة واللف وهما الزائدان.
قوله تعالى ( من رب كم) يجوز أن يكون حال من (ر جس) وأن يتعلق بو قع ( في أ سماء) أى ذوى أ سماء أو
مسميات.
قوله تعالى (آية) حال من الناقة ،والعامل فيها معنى ما في هذه من التنبيه والشارة ،ويجوز أن يعمل في
آ ية ل كم ،ويجوز أن يكون ل كم حال من آ ية ،ويجوز أن يكون نا قة ال بدل من هذه أو ع طف بيان ول كم
ال خبر ،وجاز أن يكون آ ية حال لن ها بمع نى عل مة ودليل (تأ كل) جواب ال مر (فيأخذ كم) جواب الن هى،
وقرئ بالرفع وموضعه حال.
قوله تعالى (من سهولها) يجوز أن يكون حال من (قصورا) ومفعول ثانيا لتتخذون ،وأن تتعلق بتتخذون ل
على أن تتخذون يتعدى إلى مفعول ين بل إلى وا حد ،و " من " لبتداء غا ية التخاذ (وتنحتون الجبال) ف يه
وجهان :أحدهما أنه بمعنى تتخذون فيكون (بيوتا) مفعول ثانيا.
[]279
والثانى أن يكون التقدير من الجبال على ماجاء في الية الخرى ،فيكون بيوتا المفعول ،ومن الجبال على
ماذكرنا في قوله من سهولها.
قوله تعالى (لمن آمن) هو بدل من قوله " للذين استضعفوا " بإعادة الجار كقولك :مررت بزيد بأخيك.
قوله تعالى (فأصبحوا) يجوز أن تكون التامة ،ويكون (جاثمين) حال ،وأن تكون الناقصة ،وجاثمين الخبر،
وفي دارهم متعلق بجاثمين.
قوله تعالى (ولو طا) أى وأر سلنا لو طا ،أو واذ كر لو طا ،و (إذ) على التقد ير الول ظرف ،وعلى الثا نى
يكون ظر فا لمحذوف تقديره :واذ كر ر سالة لوط إذ (ما سبقكم ب ها) في مو ضع الحال من الفاح شة أو من
الفاعل في أتأتون تقديره مبتدئين (أئنكم) يقرأ بهمزتين على الستفهام ،ويجوز تخفيف الثانية وتليينها ،وهو
جعل ها ب ين الياء واللف ،ويقرأ بهمزة واحدة على ال خبر (شهوة) مفعول من أجله ،أو م صدر في مو ضع
الحال ( من دون الن ساء) صفة لرجال :أى منفرد ين عن الن ساء ( بل أن تم) بل ه نا للخروج من ق صة إلى
قصة ،وقيل هو إضراب عن محذوف تقديره :ماعدلتم بل أنتم مسرفون.
قوله تعالى (وماكان جواب قومه) يقرأ بالنصب والرفع ،وقد ذكر في آل عمران وفي النعام.
قوله تعالى (مطرا) هو مفعول أمطرنا ،والمطر هنا الحجارة كما جاء في الية الخرى " وأمطرنا عليهم
حجارة".
قوله تعالى (ول تبخسوا) هو متعد إلى مفعولين وه ما (الناس) و (أشياء هم) وتقول :بخست زيدا حقه :أى
نقصته إياه.
قوله تعالى (توعدون) حال ممن الضميمر فمي تقعدوا (ممن آممن) مفعول تصمدون ل مفعول توعدون ،إذ لو
كان مفعول الول لكان تصدونهم (وتبغونها) حال ،وقد ذكرناها في قوله تعالى " يا أهل الكتاب لم تصدون
عن سبيل ال " في آل عمران.
قوله تعالى (أو لو ك نا كاره ين) أى ولو كره نا تعيدون نا " ولو " ه نا بمع نى إن ل نه الم ستقبل ،ويجوز أن
تكون على أصلها ،ويكون المعنى إن كنا كارهين في هذه الحال.
[]280
قوله تعالى (قد افترينا) هو بمعنى المستقبل لنه لم يقع ،وإنما سد مسد جواب (إن عدنا) وساغ دخول قد
هاه نا لن هم قد نزلوا الفتراء ع ند العود منزلة الوا قع فقرنوه ب قد ،وكأن المع نى قد افتري نا الن إن همم نا
بالعود (إل أن يشاء) المصدر في موضع نصب على الستثناء ،والتقدير :إل وقت أن يشاء ال ،وقيل هو
استثناء منقطع ،وقيل إل في حال مشيئة ال ،و (علما) قد ذكر في النعام.
قوله تعالى (إذا لخا سرون) إذا ه نا متو سطة ب ين ا سم إن وخبر ها ،و هى حرف معناه الجواب ،ويع مل في
الفعل بشروط مخصوصة وليس " ذا " موضعها.
قوله تعالى (الذين كذبوا شعيبا) لك فيه ثلثة أوجه :أحدها هو مبتدأ .وفى الخبر وجهان :أحدهما (كأن لم
يغنوا فيها) ومابعده جملة أخرى ،أو بدل من الضمير في يغنوا ،أو نصب بإضمار أعنى .والثانى أن الخبر
(الذين كذبوا شعيبا كانوا) و " كأن لم يغنوا " على هذا حال من الضمير في كذبوا ،والوجه الثانى أن يكون
صفة لقوله " الذين كفروا من قومه " والثالث أن يكون بدل منه ،وعلى الوجهين يكون كأن لم حال.
قوله تعالى (حتى عفوا) أى إلى أن عفوا :أى كثروا (فأخذناهم) هو معطوف على عفوا.
قوله تعالى (أو أ من أ هل القرى) يقرأ بف تح الواو على أن ها واو الع طف دخلت عل يه همزة ال ستفهام ،ويقرأ
بسكونها وهى ل حد الشيئين ،والمعنى :أفأمنوا إتيان العذاب ضحى ،أو أمنوا بأن يأتيهم ليل؟ وبياتا الحال
من بأسنا ،أى مستخفيا باغتيالهم ليل.
قوله تعالى (فل يأمن مكر ال) الفاء هنا للتنبيه على تعقيب العذاب أمن مكر ال.
قوله تعالى (أو لم ي هد للذ ين) يقرأ بالياء ،وفاعله (أن لو نشاء) وأن مخف فة من الثقيلة :أى أو لم يبين ل هم
علمهم بمشيئتنا ،ويقرأ بالنون وأن لو نشاء مفعوله وقيل فاعل يهدى ضمير اسم ال تعالى (فهم ليسمعون)
الفاء لتعقيب عدم السمع بعد الطبع على القلب من غير فصل.
قوله تعالى (نقص عليك من أنبائها) هو مثل قوله " ذلك من أنباء الغيب نوحيه " وقد ذكر في آل عمران،
ومثل قوله تعالى " تلك آيات ال نتلوها " وقد ذكر في البقرة.
[]281
قوله تعالى (لكثرهم) هو حال من (عهد) ومن زائدة :أى ماوجدنا عهدا لكثرهم (وإن وجدنا) مخففة من
الثقيلة ،وا سمها محذوف :أى وإ نا وجد نا واللم في (لفا سقين) لز مة ل ها لتف صل ب ين أن المخف فة وب ين إن
بمع نى " ما " وقال الكوفيون :من الثقيلة " إن " بمع نى " ما " و قد ذ كر في البقرة ع ند قوله " وإن كا نت
لكبيرة ".
قوله تعالى (كيف كان) كيف في موضع نصب خبر كان( ،عاقبة) اسمها ،والجملة في موضع نصب بفا
نظر.
قوله تعالى (حق يق) و خبره (أن ل أقول) على قراءة من شدد الياء ،في على ،وعلى متعلق بحق يق ،والج يد
أن يكون " أن ل " فاعمل حقيمق لنمه ناب عمن بحمق على ،ويقرأ على أل ،والمعنمى واجمب بأن ل أقول،
وحقيق هاهنا على الصحيح صفة لرسول ،أو خبر ثان ،كما تقول :أنا حقيق بكذا :أى أحق ،وقيل المعنى
على قراءة من شدد الياء أن يكون حقيق صفة لرسول ،وما بعده مبتدأ وخبر :أى على قول الحق.
قوله تعالى (فإذا همى) " إذا " للمفاجأة ،وهمى مكان ،ومما بعدهما مبتدأ .و (ثعبان) خمبره ،وقيمل همى ظرف
زمان ،وقد أشبعنا القول فيها فيما تقدم.
قوله تعالى (فماذا تأمرون) هو مثل قوله " ماذا ينفقون " وقد ذكر في البقرة .وفي المعنى وجهان :أحدهما
أنه من تمام الحكاية عن قول المل .والثانى أنه مستأنف من قول فرعون ،تقديره :فقال ماذا تأمرون ،ويدل
على مابعده ،و هو قوله (قالوا أر جه وأخاه) وأرجئه يقرأ بالهمزة و ضم الهاء من غ ير إشباع و هو الج يد،
وبالشباع و هو ضع يف لن الهاء خف ية ،فكأن الواو ال تى بعد ها تتلو الهمزة ،و هو قر يب من الج مع ب ين
ساكنين ،ومن هنا ضعف قولهم عليه مال بالشباع ،ويقرأ بكسر الهاء مع الهمز وهو ضعيف ،لن الهمز
حرف صحيح ساكن ،فليس قبل الهاء ما يقتضى الكسر .ووجهه أنه أتبع الهاء كسرة الجيم ،والحاجز غير
حصين ،ويقرأ من غير همز من أرجيت بالياء ،ثم منهم من يكسر الهاء ويشبعها ،ومنهم من ل يشبعها،
ومنهم من يسكنها ،وقد بينا ذلك في " يؤده إليك ".
قوله تعالى (بكل ساحر) يقرأ بألف بعد السين وألف بعد الحاء مع التشديد وهو الكثير.
[]282
قوله تعالى (أئن لنا) يقرأ بهمزتين على الستفهام والتحقيق والتليين على ماتقدم وبهمزة واحدة على الخبر.
قوله تعالى (إما أن تلقى) في موضع أن والفعل وجهان :أحدهما رفع :أى أمرنا إما اللقاء ،والثانى نصب:
أى إما أن تفعل اللقاء.
قوله تعالى (واسترهبوهم) أى طلبوا إرهابهم ،وقيل هو بمعنى أرهبوهم مثل قر واستقر.
قوله تعالى (أن ألق) يجوز أن تكون أن الم صدرية ،وأن تكون بمع نى :أى (فإذا هى تلقف) يقرأ بف تح اللم
وتشد يد القاف مع تخفيمف التاء مثمل تكلم ،ويقرأ " أتلقمف " بتشد يد التاء أي ضا ،والصمل تتلقمف فأدغ مت
الولى في الثانية وو صلت ب ما قبل ها فأغ نى عن همزة الو صل ،ويقرأ ب سكون اللم وف تح القاف ،وماض يه
لقف مثل علم.
قوله تعالى (قالوا آمنا) يجوز أن يكون حال :أى فانقلبوا صاغرين قد قالوا ،ويجوز أن يكون مستأنفا (رب
موسى) بدل مما قبله.
قوله تعالى (قال فرعون آمنتم) يقرأ بهمزتين على الستفهام ،ومن هم من يحقق الثانية ،ومنهم من يخففها،
والفصل بينهما بألف بعيد لنه يصير في التقدير كأربع ألفات ،ويقرأ بهمزة واحدة على لفظ الخبر ،فيجوز
أن يكون خبرا في المعنى وأن يكون حذف همزة الستفهام ،وقرئ " فرعون وآمنتم " بجعل الهمزة الولى
واوا لنضمام ما قبلها.
قوله تعالى (وما تنقم) يقرأ بكسر القاف وفتحها ،وقد ذكر في المائدة.
قوله تعالى (ويذرك) الجمهور على فتح الراء عطفا على ليفسدوا ،وسكنها بعضهم على التخفيف ،وضمها
بعضهم :أى وهو يذرك ،ويقرأ (وآلهتك) مثل العبادة والزيادة ،وهى العبادة.
قوله تعالى (يورثها) يجوز أن يكون مستأنفا ،وأن يكون حال من ال.
قوله تعالى (بال سنين) ال صل في سنة سنهة ،فلم ها هاء لقول هم :عامل ته م سانهة وق يل لم ها واو لقول هم
سنوات ،وأك ثر العرب تجعل ها كالزيدون ،ومن هم من يج عل النون حرف العراب ،وك سرت سنيها إيذا نا
بأنها جمعت على غير القياس (من لثمرات) متعلق بنقص ،والمعنى وبتنقص الثمرات.
[]283
قوله تعالى (يطيروا) أى يتطيروا ،وقرئ شاذا " تطيروا " على ل فظ الما ضى (طائر هم) على ل فظ الوا حد،
ويقرأ طيرهم ،وقد ذكر مثله في آل عمران.
قوله تعالى (مهما) فيها ثلثة أقوال :أحد ها أن " مه " بمعنى اك فف ،و " ما " ا سم للشرط كقوله " ما يفتح
ال للناس من رحمة " والثانى أن أصل " مه " ما الشرطية زيدت عليها ما كما زيدت في قوله " إما يأتينكم
" ثم أبدلت اللف الولى هاء لئل تتوالى كلمتان بلفظ واحد .والثالث أنها بأسرها كلمة واحدة غير مركبة،
وموضع السم على القوال كلها نصب ب (تأتنا) والهاء في " به " تعود على ذلك السم.
قوله تعالى (الطوفان) قيل هو مصدر ،وق يل هو ج مع طوفا نة ،وهو الماء المغرق الكث ير (والجراد) ج مع
جرادة الذكر والنثى .سواء (والقمل) يقرأ بالتشديد والتخفيف مع فتح القاف وسكون الميم ،قيل هما لغتان،
وقيل هما القمل المعروف في الثياب ونحوها ،والمشدد يكون في الطعام (آيات) حال من الشياء المذكورة.
قوله تعالى (ب ما ع هد عندك) يجوز أن تتعلق الباء بادع :أى بال شئ الذى عل مك ال الدعاء به .ويجوز أن
تكون الباء للقسم (إذا هم ينكثون) هم مبتدأ وينكثون الخبر ،وإذا للمفاجأة وقد تقدم ذكرها.
قوله تعالى (وأورثنا) يتعدى إلى مفعولين ،فالول (القوم) .و (الذين كانوا) نعت .وفى المفعول الثانى ثلثة
أو جه :أحدهما (مشارق الرض ومغاربهما) والمراد أرض الشام أو مصمر ،و (التمى باركنما) على هذا فيمه
وجهان :أحده ما هو صفة المشارق والمغارب .والثا نى صفة الرض ،وف يه ض عف لن ف يه الع طف على
الموصوف قبل الصفة.
والقول الثانمى أن المفعول الثانمى لورثنما التمى باركنما :أى الرض التمى باركنما ،فعلى هذا فمي المشارق
والمغارب وجهان :أحدهمما همو ظرف ليسمتضعفون .والثانمى أن تقديره :يسمتضعفون فمي مشارق الرض
ومغاربها ،فلما حذف الحرف وصل الفعل بنفسه فنصب.
والقول الثالث أن ال تى بارك نا صفة على ما تقدم ،والمفعول الثا نى محذوف تقديره :الرض أو الملك ( ما
كان يصنع) " ما " بمعنى الذى.
و فى ا سم كان وجهان :أحده ما هو ضم ير " ما " وخبر ها ي صنع فرعون ،والعائد محذوف ،أى ي صنعه.
والثا نى أن ا سم كان فرعون .وفمى يصمنع ضم ير فا عل ،وهذا ضعيمف لن يصمنع ي صلح أن يع مل في
فرعون فل يقدر تأخيره ك ما ل يقدر تأخ ير الف عل في قولك :قام ز يد ،وق يل " ما " م صدرية وكان زائدة،
وقيل ليست زائدة ،ولكن كان الناقصة ل تفصل بين " ما " وبين صلتها.
[]284
وقمد ذكرنما ذلك فمي قوله " بمما كانوا يكذبون " وعلى هذا القول تحتاج كان إلى اسمم ،ويضعمف أن يكون
اسمها ضمير الشأن لن الجملة التى بعد ها صلة " ما " فل تصلح للتفسير فل يصلح بها اليضاح ،وتمام
السم لن المفسر يجب أن يكون مستقبل فتدعو الحاجة إلى أن نجعل فرعون اسم كان وفي يصنع ضمير
يعود عليه ،و (يعرشون) بضم الراء وكسرها لغتان ،وكذلك يعكفون ،وقد قرئ بهما فيهما.
قوله تعالى (وجاوز نا بب نى إ سرائيل الب حر) الباء ه نا معد ية كالهمزة والتشد يد ،أى أجز نا بب نى إ سرائيل
البحر وجوزنا.
قوله تعالى (كما ل هم آلهة) في " ما " ثلثة أوجه :أحد ها هى مصدرية ،والجملة بعد ها صلة لها ،وح سن
ذلك أن الظرف مقدر بالفعمل .والثانمى أن " مما " بمعنمى الذى ،والعائد محذوف ،وآلهمة بدل منمه تقديره:
كالذى هو لهم ،والكاف وما عملت فيه صفة لله :أى إلها مماثل للذى لهم .والوجه الثالث أن تكون " ما "
كافة للكاف ،إذ من حكم الكاف أن تدخل على المفرد ،فلما أريد دخولها على الجملة كفت بما.
قوله تعالى (ما هم ف يه) يجوز أن تكون " ما " مرفو عة بم تبر ،ل نه قوى بوقو عه خبرا ،وأن تكون " ما "
مبتدأ ومتبر خبر مقدم.
قوله تعالى (أغ ير ال) ف يه وجهان :أحده ما هو مفعول أبغي كم ،والتقد ير :أب غى ل كم فحذف اللم ،و (إل ها)
تمييز.
والثا نى أن إل ها مفعول أبغي كم غ ير ال صفة له قد مت عل يه ف صارت حال (و هو فضل كم) يجوز أن يكون
حال ،وأن يكون مستأنفا.
قوله تعالى (ثلثين ليلة) هو مفعول ثان لواعدنا ،وفيه حذف مضاف تقديره :إتيان ثلثين أو تمام ثلثين ،و
(أربعين ليلة) حال تقديرها :فتم ميقات ربه كامل ،وقيل هو مفعول تم ،لن معناه بلغ ،فهو كقولهم :بلغت
أرضك جريبين ،و (هارون) بدل أو عطف بيان ،ولو قرئ بالرفع لكان نداء أو خبر مبتدإ محذوف.
قوله تعالى (جعله د كا) أى صيره ،ف هو مت عد إلى اثن ين ،ف من قرأ " د كا " جعله م صدرا بمع نى المدكوك:
وقيل تقديره :ذا دك ،ومن قرأ بالمد جعله مثل أرض دكاء أو ناقة دكاء ،وهى التى ل سنام لها ،و (صعقا)
حال مقارنة.
[]285
قوله تعالى (سأريكم) قرئ في الشاذ بواو بعد الهمزة ،وهى ناشئة عن الشباع وفيها بعد.
قوله تعالى (سبيل الرشد) يقرأ بضم الراء وسكون الشين وبفتحهما :وسبيل الرشاد باللف والمعنى واحد.
قوله تعالى (والذ ين كذبوا) مبتدأ و خبره (حب طت) ويجوز أن يكون ال خبر ( هل يجزون) وحب طت حال من
ضمير الفاعل في كذبوا ،وقد مرادة.
قوله تعالى ( من حلي هم) يقرأ بف تح الحاء و سكون اللم وتخف يف الياء و هو وا حد ،ويقرأ ب ضم الحاء وك سر
اللم وتشد يد الياء و هو جممع أصمله حلوى ،فقلبمت الواو ياء وأدغممت في الياء الخرى ثم ك سرت اللم
إتباعما لهما ويقرأ بكسمر الحاء واللم والتشديمد على أن يكون أتبمع الكسمر الكسمر (عجل) مفعول اتخذه و
(جسدا) نعت أو بدل أن بيان من حليهم ،ويجوز أن يكون صفة لعجل قدم فصار حال ،وأن يكون متعلقا
باتخذ ،والمفعول الثانى محذوف أى إلها.
قوله تعالى (سقط في أيديهم) الجار والمجرور قائم مقام الفاعل ،والتقدير :سقط الندم في أيديهم.
قوله تعالى (غضبان) حال من مو سى ،و (أ سفا) حال آ خر بدل من ال تى قبل ها ،ويجوز أن يكون حال من
الضمير الذى في غضبان.
قوله تعالى (يجره إليمه) يجوز أن يكون حال ممن موسمى ،وأن يكون حال ممن الرأس ،ويضعمف أن يكون
حال من أخيه (قال ابن أم) يقرأ بكسر الميم ،والكسرة تدل على الياء المحذوفة ،وبفتحها.
وفيه وجهان :أحدهما أن اللف محذوفة ،وأصل اللف الياء ،وفتحت الميم قبلها فانقلبت ألفا وبقيت الفتحة
تدل علي ها ،ك ما قالوا :يا ب نت ع ما .والو جه الثا نى أن يكون ج عل ا بن والم بمنزلة خم سة ع شر ،وبناه ما
على الفتح (فل تشمت) الجمهور على ضم التاء وكسر الميم ،و (العداء) مفعوله ،وقرئ بفتح التاء والميم،
والعداء فاعله ،والن هى في الل فظ للعداء و في المع نى لغير هم و هو مو سى ،ك ما تقول :ل أري نك هاه نا،
وقرئ بفتح التاء والميم ونصب العداء والتقدير :ل تشمت أنت بى فتشمت بى العداء ،فحذف الفعل.
قوله تعالى (والذ ين عملوا ال سيئات) مبتدأ وال خبر (إن ر بك من بعد ها لغفور رح يم) والعائد محذوف :أى
غفور لهم أو رحيم بهم.
[]286
قوله تعالى (وفى نسختها) الجملة حال من اللواح (لربهم يرهبون) في اللم ثلثة أوجه :أحدها هى بمعنى
من أجل ربهم ،فمفعول يرهبون على هذا محذوف :أى يرهبون عقابه.
قوله تعالى (واختار موسمى قوممه) اختار يتعدى إلى مفعوليمن :أحدهمما بحرف الجمر وقمد حذف هاهنما،
والتقديمر :ممن قوممه ،ول يجوز أن يكون (سمبعين) بدل عنمد الكثريمن ،لن المبدل منمه فمي نيمة الطرح،
والختيار ل بد له من مختار ومختار م نه ،والبدل ي سقط المختار م نه ،وأرى أن البدل جائز على ض عف،
ويكون التقدير سبعين رجل منهم (أتهلكنا) قيل هو استفهام :أى أتعمنا بالهلك ،وقيل معناه النفى :أى ما
نهلك من لم يذنب ،و (منا) حال من السفهاء (تضل بها) يجوز أن يكون مستأنفا ،ويجوز أن يكون حال من
الكاف في فتنتك إذ ليس هنا ماتصلح أن يعمل في الحال.
قوله تعالى (هدنا) المشهور ضم الهاء ،وهو من هاد يهود إذا تاب ،وقرئ بكسرها ،وهو من هاد يهيد إذا
تحرك أو حرك :أى حركنا إليك نفوسنا (من أشاء) المشهور في القراءة الشين ،وقرئ بالسين والفتح ،وهو
فعل ماض :أى أعاقب المسئ.
قوله تعالى (الذين يتبعون) في الذين ثلثة أوجه :أحدها هو جر على أنه صفة للذين يتقون أو بدل منه.
والثالث رفمع :أى همم الذيمن يتبعون ،ويجوز أن يكون مبتدأ والخمبر " يأمرهمم ،وأولئك همم المفلحون
" (المى) المشهور ضم الهمزة ،وهو منسوب إلى الم ،وقد ذكر في البقرة ،وقرئ بفتحها.
وفيه وجهان :أحدهما أنه من تغيير النسبة كما قالوا أموى .والثانى هو منسوب إلى الم وهو القصد :أى
الذى هو على الق صد وال سداد (يجدو نه) أى يجدون ا سمه و (مكتو با) حال و (عند هم) ظرف لمكتوب أو
ليجدون (يأمر هم) يجوز أن يكون خبرا للذ ين .و قد ذ كر ،ويجوز أن يكون م ستأنفا ،أو أن يكون حال من
النبى أو من الضمير في مكتوب (إصرهم) الجمهور على الفراد وهو جنس ،ويقرأ
___________________________________
() (قوله تقديره والذين هم) كذا بالنسخ التى بأيدينا ،والمناسب أن يقول للذين هم ليوافق نظم لتلوة كما ل يخفى اه)*( .
[]287
آصمارهم على الجممع لختلف أنواع الثقمل الذى كان عليهمم ،ولذلك جممع الغلل( .وعزروه) بالتشديمد
والتخفيف وقد ذكر في المائدة.
قوله تعالى (الذى له ملك ال سموات) مو ضع ن صب بإضمار أع نى ،أى في مو ضع ر فع على إضمار هو،
ويبعد أن يكون صفة ل أو بدل منه لما فيه من الفصل بينهما بإليكم وحاله وهو متعلق برسول.
قوله تعالى (وقطعناهم اثنتى) فيه وجهان :أحدهما أن قطعنا بمعنى صيرنا فيكون اثنتى عشرة مفعول ثانيا.
والثانى أن يكون حال :أى فرقناهم فرقا ،و (عشرة) بسكون الشين وكسرها وفتحها لغات قد قرئ بها ،و
(أسباطا) بدل من اثنتى عشرة ل تمييز لنه جمع ،و (أمما) نعت لسباط ،أو بدل بعد بدل ،وأنث اثنتى
عشرة ،لن التقدير :اثنتى عشرة أمة (أن اضرب) يجوز أن تكون مصدرية ،وأن تكون بمعنى أى.
قوله تعالى (حطة) هو مثل الذى في البقرة ،و (نغفر لكم) قد ذكر في البقرة مايدل على ما هاهنا.
قوله تعالى (عمن القريمة) أى عمن خمبر القريمة ،وهذا المحذوف همو الناصمب للظرف الذى همو قوله (إذ
يعدون) وقيمل همو ظرف لحاضرة ،وجوز ذلك أنهما كانمت موجودة فمي ذلك الوقمت ثمم خربمت ،ويعدون،
خفيف ،ويقرأ بالتشديد والفتح والصل يعتدون ،وقد ذكر نظيره في يخطف (إذ تأتيهم) ظرف ليصعدون و
(حيتان هم) ج مع حوت أبدلت الواو ياء ل سكونها وانك سار ما قبل ها( ،شر عا) حال من الحيتان (ويوم ل
يسبتون) ظرف لقوله (ل تأتيهم).
قوله تعالى (معذرة) يقرأ بالرفمع :أى موعظتنما معذرة ،وبالنصمب على المفعول له :أى وعظنما للمعذرة،
وقيل هو مصدر :أى نعتذر معذرة.
قوله تعالى (بعذاب بئيس) يقرأ بفتح الباء وكسر الهمزة وياء ساكنة بعدها.
وف يه وجهان :أحده ما هو ن عت للعذاب م ثل شد يد .والثا نى هو م صدر م ثل النذ ير ،والتقد ير :بعذاب ذى
بأس :أى ذى شدة ،ويقرأ كذلك إل أنه بتخفيف الهمزة وتقريبها من الياء ،ويقرأ بفتح الباء وهمزة مكسورة
ل ياء بعدها.
وفيه وجهان :أحدهما هو صفة مثل قلق وحنق .والثانى هو منقول من بئس الموضوعة للذم إلى الوصف،
ويقرأ كذلك إل أنه بكسر الباء إتباعا ،ويقرأ بكسر الباء وسكون الهمزة ،وأصلها
[]288
فتمح الباء وكسمر الهمزة ،فتكسمر الباء إتباعما ،وسمكن الهمزة تخفيفما ،ويقرأ كذلك إل أن مكان الهمزة ياء
ساكنة ،وذلك تخف يف ك ما تقول في ذئب ذ يب ،ويقرأ بف تح الباء وك سر الياء وأ صلها همزة مك سورة أبدلت
ياء ،ويقرأ بياءمين على فيعال ،ويقرأ " بيمس " بفتمح الباء والياء ممن غيمر هممز وأصمله باء سماكنة وهمزة
مفتوحمة ،إل أن حركمة الهمزة ألقيمت على الياء ولم تقلب الياء ألفما لن حركتهما عارضمة ،ويقرأ " بيأس "
مثل ضيغم ،ويقرأ بفتح الباء وكسر الياء وتشديدها مثل سيد وميت وهو ضعيف ،إذ ليس في الكلم مثله
من الهمز ،ويقرأ " بأيس " بفتح الباء وسكون الهمزة وفتح الياء ،وهو بعيد إذ ليس في الكلم فعيل ،ويقرأ
كذلك إل أنه بكسر الباء مثل عثير وحديم.
قوله تعالى (تأذن) همو بمعنمى أذن :أى أعلم (إلى يوم القياممة) يتعلق بتأذن أو بيبعمث وهمو الوجمه ،ول
يتعلق ب (يسومهم) لن الصلة أو الصفة ل تعمل فيما قبلها.
قوله تعالى (وقطعنا هم في الرض أم ما) مفعول ثان أو حال (من هم ال صالحون) صفة ل مم أو بدل م نه ،و
(دون ذلك) ظرف أو خبر على ماذكرنا في قوله " لقد تقطع بينكم ".
قوله تعالى (ورثوا الكتاب) نعمت لخلف (يأخذون) حال ممن الضميمر فمي ورثوا (ودرسموا) معطوف على
ورثوا ،وقوله " ألم يؤخذ " معترض بينهما ،ويقرأ ادارسوا وهو مثل اداركوا فيها وقد ذكر.
قوله تعالى (والذين يمسكون) مبتدأ ،وال خبر (إنا ل نضيع أجر المصلحين) والتقدير منهم ،وإن شئت قلت
إنه وضع الظاهر موضع المضمر :أى ل نضيع أجرهم ،وإن شئت قلت لما كان الصالحون جنسا والمبتدأ
واحدا م نه ا ستغنيت عن ضم ير ،ويم سكون بالتشد يد والما ضى م نه م سك ،ويقرأ بالتخف يف من أم سك،
ومعنى القراءتين تمسك بالكتاب :أى عمل به ،والكتاب جنس.
قوله تعالى (وإذ نتقنا) أى اذكر إذ ،و (فوقهم) ظرف لنتقنا أو حال من الجبل غير مؤكدة ،لن رفع الجبل
فوق هم تخ صيص له بب عض جهات العلو (كأ نه) الجملة حال من الج بل أي ضا (وظنوا) م ستأنف ،ويجوز أن
يكون معطوفا على نتقنا فيكون موضعه جرا ،ويجوز أن يكون حال ،وقد معه مرادة (خذوا ما آتيناكم) قد
ذكر في البقرة.
[]289
قوله تعالى (وإذ أ خذ) أى واذ كر ( من ظهور هم) بدل من ب نى آدم :أى من ظهور ب نى آدم ،وأعاد حرف
الجمر ممع البدل وهمو بدل الشتمال (أن تقولوا) بالياء والتاء وهمو مفعول له :أى مخافمة أن تقولوا ،وكذلك
(أو تقولوا).
قوله تعالى (إن تح مل عل يه يل هث أو تتر كه يل هث) الكلم كله حال من الكلب تقديره يش به الكلب له ثا في
كل حال.
قوله تعالى (ساء) هو بمعنى بئس ،وفاعله مضمر :أى ساء المثل ،و (مثل) مف سر (القوم) أى مثل القوم،
ل بد من هذا التقد ير لن المخ صوص بالذم من ج نس فا عل بئس ،والفا عل الم ثل ،والقوم ل يس من ج نس
المثل ،فلزم أن يكون التقدير مثل القوم فحذفه وأقام القوم مقامه.
قوله تعالى (لجه نم) يجوز أن يتعلق بذرأ نا ،وأن يتعلق بمحذوف على أن يكون حال من (كثيرا) أى كثيرا
لجهنم ،و (من الجن) نعت لكثير (لهم قلوب) نعت لكثير أيضا.
قوله تعالى (السماء الحسنى) الحسنى صفة مفردة لموصوف مجموع ،وأنث لتأنيث الجمع (يلحدون) يقرأ
بضم الياء وكسر الحاء ،وماضيه ألحد ،وبفتح الياء والحاء وماضيه لحد ،وهما لغتان.
قوله تعالى (والذين كذبوا) مبتدأ ،و (سنستدرجهم) الخبر ،ويجوز أن يكون في موضع نصب بفعل محذوف
فسره المذكور :أى سنستدرج الذين.
قوله تعالى (وأملى) خبر مبتدإ محذوف :أى وأ نا أملى ،ويجوز أن يكون معطو فا على ن ستدرج وأن يكون
مستأنفا.
قوله تعالى (مابصماحبهم) فمي " مما " وجهان :أحدهمما نافيمة ،وفمي الكلم حذف تقديره :أو لم يتفكروا فمي
قول هم به ج نة .والثا نى أن ها ا ستفهام :أى أو لم يتفكروا أى شئ ب صاحبهم من الجنون مع انتظام أقواله
وأفعاله ،وقيل هى بمعنى الذى ،وعلى هذا يكون الكلم خرج عن زعمهم.
قوله تعالى (وأن ع سى) يجوز أن تكون المخف فة من الثقيلة ،وأن تكون م صدرية وعلى كل الوجه ين هى
في موضع جر عطفا على ملكوت ،و (أن يكون) فاعل عسى
[]290
وأما اسم يكون فمضمر فيها وهو ضمير الشان ،و (قد اقترب أجلهم) في موضع نصب خبر كان ،والهاء
في (بعده) ضمير القرآن.
قوله تعالى (فل هادى) فمي موضمع جزم على جواب الشرط (ويذرهمم) بالرفمع على السمتئناف ،وبالجزم
عطفا على موضع " فل هادى " وقيل سكنت لتوالى الحركات.
قوله تعالى (أيان) اسمم مبنمى لتضمنمه حرف السمتفهام بمعنمى متمى ،وهمو خمبر ل (مرسماها) والجملة فمي
مو ضع جر بدل من ال ساعة تقديره :ي سألونك عن زمان حلول ال ساعة ،ومر ساها مف عل من أر سى ،و هو
م صدر م ثل المد خل والمخرج بمع نى الدخال والخراج :أى م تى أر ساها (إن ما علم ها) الم صدر مضاف
إلى المفعول و هو مبتدأ ،و (ع ند) ال خبر (ثقلت في ال سموات) أى ثقلت على أ هل ال سموات والرض :أى
تثقل عند وجودها ،وقيل التقدير :ثقل علمها على أهل السموات (حفى عنها) فيه وجهان ،أحدهما تقديره:
يسألونك عنها كأنك حفى أى معنى بطلبها فقدم وأخر .والثانى أن عن بمعنى الباء :أى حفى بها ،وكأنك
حال من المفعول ،وحفى بمعنى محفو ،ويجوز أن يكون فعيل بمعنى فاعل.
قوله تعالى (لنف سى) يتعلق بأملك ،أو حال من ن فع (إل ماشاء ال) ا ستثناء من الج نس (لقوم) يتعلق ببش ير
عند البصريين ،وبنذير عند الكوفيين.
قوله تعالى (فمرت بمه) يقرأ بتشديمد الراء ممن المرور ،ومارت باللف وتخفيمف الراء ممن المور ،وهمو
الذهاب والمجئ.
قوله تعالى (جعل له شركاء) يقرأ بال مد على الج مع ،وشر كا بك سر الش ين و سكون الراء والتنو ين ،وف يه
وجهان :أحدهمما تقديره :جعل لغيره شركما أى نصميبا .والثانمى جعل له ذا شرك ،فحذف فمي الموضعيمن
المضاف.
قوله تعالى (أدعوتموهم) قد ذكر في قوله " سواء عليهم أأنذرتهم " ،و (أم أنتم صامتون) جملة اسمية في
موضع الفعلية ،والتقدير :أدعوتموهم أم صمتم.
قوله تعالى (إن الذ ين تدعون) الجمهور على تشد يد النون ،و (عباد) خبر إن ،و (أمثال كم) ن عت له والعائد
محذوف :أى تد عو ب هم ،ويقرأ عبادا ،و هو حال من العائد المحذوف ،وأمثال كم ال خبر ،ويقرأ إن بالتخف يف
وهى بمعنى " ما "
[]291
وعبادا خبر ها ،وأمثال كم يقرأ يالن صب نع تا لعبادا ،و قد قرئ أي ضا " أمثال كم " بالر فع على أن يكون عبادا
حال من العائد المحذوف ،وأمثالكم الخبر ،وإن بمعنى " ما " ل تعمل عند سيبويه وتعمل عند المبرد.
قوله تعالى (قل ادعوا) يقرأ بضم اللم وكسرها ،وقد ذكرنا ذلك في قوله " فمن اضطر ".
قوله تعالى (إن ولى ال) الجمهور على تشد يد الياء الولى وف تح الثان ية و هو ال صل ،ويقرأ بحذف الثان ية
في اللفظ لسكونها وسكون ما بعدها ،ويقرأ بفتح الياء الولى ول ياء بعدها ،وحذف الثانية من اللفظ تخفيفا.
قوله تعالى (ط يف) يقرأ بتخف يف الياء .وف يه وجهان :أحده ما أ صله ط يف م ثل م يت فخ فف .والثا نى أ نه
مصدر طاف يطيف إذا أحاط بالشئ ،وقيل هو مصدر يطوف قلبت الواو ياء وإن كانت ساكنة كما قلبت
في أيد وهو بعيد ،ويقرأ طائف على فاعل.
قوله تعالى (يمدونهم) بفتح الياء وضم الميم من مد يمد مثل قوله " ويمدهم في طغيانهم " ويقرأ بضم الياء
وك سر الميم من أمده إمدادا (في الغى) يجوز أن يتعلق بالف عل المذكور ،ويجوز أن يكون حال من ضمير
المفعول أو من ضمير الفاعل.
قوله تعالى (فاسمممتمعوا له) يجوز أن تكون اللم بمعنمممى ل ،أى لجله ،ويجوز أن تكون زائدة :أى
فاستمعوه ،ويجوز أن تكون بمعنى إلى.
قوله تعالى (تضرعا وخفية) مصدران في موضع الحال ،وقيل هو مصدر لفعل من غير المذكور بل من
معناه (ودون الج هر) معطوف على تضرع ،والتقد ير :مقت صدين (بالغدو) متعلق بادعوا (وال صال) ج مع
الج مع ،لن الوا حد أ صيل ،وفع يل ل يج مع على أفعال بل على ف عل ثم ف عل على أفعال ،وال صل أ صيل
وأصمل ثمم آصمال ،ويقرأ شاذا ،واليصمال بكسمر الهمزة وياء بعدهما ،وهمو مصمدر أصملنا إذا دخلنما فمي
الصيل.
تم الجزء الول ،ويليه الجزء الثانى وأوله :سورة النفال وبتمامه يتم الكتاب.