You are on page 1of 128

‫إملء مامن به الرحمن‬

‫من وجوه العراب والقراء‌ات في جميع القرآن‬


‫تأليف‬

‫أبي البقاء عبدال بن الحسين بن عبدال العكبري‬

‫(‪ 616 - 538‬ه‌)‬

‫[ ‪]3‬‬

‫بسم اللّه الرحمن الرحيم‬

‫قال الشيمخ المام العالم محمب الديمن أبمو البقاء عبدال بمن الحسمين بمن عبدال العكمبري رحممه ال تعالى‪،‬‬
‫ورحم أسلفه بمح مد وآله وأ صحابه وأنصاره‪ :‬الح مد ل الذى وفقنا لحفظ كتابه‪ ،‬وأوقفنا على الجليل من‬
‫حكممه وأحكاممه وآدابمه‪ ،‬وألهمنما تدبر معانيمه ووجوه إعرابمه‪ ،‬وعرفنما تفنمن أسماليبه ممن حقيقتمه ومجازه‬
‫وإيجازه وإ سهابه‪ ،‬أحمده على العت صام بأم تن أ سبابه‪ ،‬وأش هد أن ل إله إل ال وحده ل شر يك له‪ ،‬شهادة‬
‫مؤمن بيوم حسابه‪ ،‬وأشهد أن محمدا عبده ورسوله المبرز في لسنه وفصل خطابه‪ ،‬ناظم حبل الحق بعد‬
‫انقضا به‪ ،‬وجا مع ش مل الد ين ب عد انشعا به‪ ،‬صلى ال عل يه وآله وأ صحابه‪ ،‬ما ا ستطار برق في أرجاء‬
‫سحابه‪ ،‬واضطرب بحر بآذيه وعبابه‪.‬‬

‫أما بعد‪ :‬فإن أولى ما عنى باغى العلم بمراعاته‪ ،‬وأحق ما صرف العناية إلى معاناته‪ .‬ما كان من العلوم‬
‫أصل لغيره منها‪ ،‬وحاكما عليها ولها فيما ينشأ من الختلف عنها‪ ،‬وذلك هو القرآن المجيد‪ ،‬الذى ل يأتيه‬
‫الباطل من بين يديه ول من خلفه‪ ،‬تنزيل من حكيم حميد‪ ،‬وهو المعجز الباقي على البد‪ ،‬والمودع أسرار‬
‫المعاني التى ل تنفد‪ ،‬وحبل ال المتين‪ ،‬وحجته على الخلق أجمعين‪.‬‬

‫فأول مبدوء به من ذلك تل قف ألفا ظه عن حفا ظه‪ ،‬ثم تل قى معان يه م من يعان يه‪ ،‬وأقوم طر يق ي سلك في‬
‫الوقوف على معناه‪ ،‬ويتو صل به إلى تبيين أغرا ضه ومغزاه‪ ،‬معر فة إعرا به واشتقاق مقا صده من أنحاء‬
‫خطابه‪ ،‬والنظر في وجوه القرآن المنقولة عن الئمة الثبات‪.‬‬
‫والكتب المؤلفة في هذا العلم كثيرة جدا‪ ،‬مختلفة ترتيبا وحدا‪ ،‬فمنها المختصر حجما وعلما‪ ،‬ومنها المطول‬
‫بكثرة إعراب الظواهر‪ ،‬وخلط العراب بالمعانى‪ ،‬وقلما تجد فيها مختصر الحجم كثير العلم‪ ،‬فلما وجدتها‬
‫على ما و صفت‪ ،‬أحب بت أن أملى كتا با ي صغر حج مه يك ثر عل مه‪ ،‬أقت صر ف يه على ذ كر العراب ووجوه‬
‫القراء‌ات‪ ،‬فأتيت به على ذلك‪ ،‬وال أسأل أن يوفقنى فيه لصابة لصواب‪ ،‬وحسن القصد به بمنه وكرمه‪.‬‬
‫إعراب الستعاذة‬
‫(أعوذ) أ صله أعوذ ب سكون الع ين و ضم الواو م ثل أق تل‪ ،‬فا ستثقلت الض مة على الواو فنقلت إلى الع ين‬
‫وبقيت ساكنة‪ ،‬ومصدره عوذ وعياذ ومعاذ‪ ،‬وهذا تعليم‪ ،‬والتقدير فيه‪ :‬قل أعوذ‪.‬‬

‫(والشيطان) فيعال من شطن يشطن إذا بعد‪ ،‬ويقال فيه شاطن وتشطين‪ ،‬وسمى بذلك كل متمرد لبعد غوره‬
‫فمي الشمر‪ ،‬وقيمل همو فعلن ممن شاط يشيمط إذا هلك فالتمرد هالك بتمرده‪ ،‬ويجوز ان يكون سممى بفعلن‬
‫لمبالغتمه فمي إهلك غيره‪ ،‬و (الرجيمم) فعيمل بمعنمى مفعول‪ :‬أى مرجوم بالطرد واللعمن‪ ،‬وقيمل همو فعيمل‬
‫بمعنى فاعل‪ :‬أى يرجم غيره بالغواء‪.‬‬

‫إعراب التسمية‬
‫الباء في (بسم) متعلقة بمحذوف‪ ،‬فعند البصريين المحذوف مبتدأ والجار والمجرور خبره‪ ،‬والتقدير ابتدائى‬
‫ب سم ال‪ ،‬أى كائن با سم ال فالباء متعل قة بالكون وال ستقرار‪ ،‬وقال الكوفيون‪ :‬المحذوف ف عل تقديره ابتدأت‬
‫أو أبدأ فالجار والمجرور في موضع نصب بالمحذوف وحذفت اللف من الخط لكثرة الستعمال‪ ،‬فلو قلت‬
‫لسم ال بركة أو باسم ربك أثبت اللف في الخط‪ ،‬وقيل حذفوا اللف لنهم حملوه على سم وهى لغة في‬
‫اسم‪ ،‬ولغاته خمس‪ :‬سم بكسر السين وضمها‪ ،‬واسم بكسر الهمزة وضمها‪ ،‬وسمى مثل ضحى‪ ،‬والصل في‬
‫اسم سمو‪ ،‬فالمحذوف منه لمه‪ ،‬يدل على ذلك قولهم في جمعه أسماء وأسامى‪ ،‬وفى تصغيره سمى‪ ،‬وبنوا‬
‫منمه فعيل فقالوا‪ :‬فلن سمميك أى اسممه كاسممك‪ ،‬والفعمل منمه سمميت وأسمميت‪ ،‬فقمد رأيمت كيمف رجمع‬
‫المحذوف إلى آخره‪.‬‬

‫وقال الكوفيون‪ :‬أصله وسم لنه من الوسم وهو العلمة‪ ،‬وهذا صحيح في المعنى فاسد اشتقاقا‪.‬‬

‫فإن ق يل‪ :‬ك يف أض يف ال سم إلى ال‪ ،‬وال هو ال سم؟ ق يل‪ :‬في ذلك ثل ثة أو جه‪ :‬أحده ما أن ال سم ه نا‬
‫بمعنى التسمية‪ ،‬والتسمية غير السم‪ ،‬لن السم هو اللزم للمسمى‪ ،‬والتسمية هو التلفظ بالسم‪ ،‬والثانى أن‬
‫في الكلم حذف مضاف تقديره با سم م سمى ال‪ ،‬والثالث أن ا سم زيادة‪ ،‬و من ذلك قوله‪ * :‬إلى الحول ثم‬
‫اسم السلم عليكما * وقول الخر‪ * :‬داع يناديه باسم الماء * أى السلم عليكما ونناديه بالماء‬

‫[ ‪]5‬‬
‫وال صل في ال الله‪ ،‬فألق يت حر كة الهمزة على لم المعر فة‪ ،‬ثم سكنت وأدغ مت في اللم الثان ية ثم‬
‫فخمت إذا لم يكن قبلها كسرة‪ ،‬ورققت إذا كانت قبلها كسرة‪ ،‬ومنهم من يرققها في كل حال‪ ،‬والتفخيم في‬
‫هذا السم من خواصه‪.‬‬

‫وقال أبوعلي‪ :‬همزة إله حذ فت حذ فا من غ ير إلقاء‪ ،‬وهمزة إله أ صل و هو من أله يأله إذا ع بد‪ ،‬فالله‬
‫مصدر في موضع المفعول أى المألوه وهو المعبود‪ ،‬وقيل أصل الهمزة واو لنه من الوله فالله تتوله إليه‬
‫القلوب‪ :‬أى تتحيمر‪ ،‬وقيمل أصمله له على فعمل‪ ،‬وأصمل اللف ياء لنهمم قالوا فمي مقلوبمه لهمى أبوك‪ ،‬ثمم‬
‫أدخلت عليه اللف واللم (الرحمن الرحيم) صفتان مشتقتان من الرحمة والرحمن من أبنية المبالغة‪ ،‬وفى‬
‫الرحيم مبالغة أيضا إل أن فعلنا أبلغ من فعيل‪ ،‬وجرهما على الصفة‪ ،‬والعامل في الصفة هو العامل في‬
‫الموصموف‪ ،‬وقال الخفمش‪ :‬العاممل فيهما معنوى وهمو كونهما تبعما‪ ،‬ويجوز نصمبهما على إضمار أعنمى‬
‫ورفعهما على تقدير هو‪.‬‬

‫سورة الفاتحة‬
‫بسم اللّه الرحمن الرحيم‬

‫الجمهور على رفع (الحمد) بالبتداء و (ل) الخبر واللم متعلقة بمحذوف أى واجب أو ثابت‪ ،‬ويقرأ الحمد‬
‫بالنصب على أنه م صدر ف عل محذوف‪ ،‬أى أح مد الحمد‪ ،‬والر فع أجود لن فيه عموما في المع نى‪ ،‬ويقرأ‬
‫بك سر الدال إتبا عا لك سرة اللم ك ما قالوا المعيرة ورغ يف و هو ضع يف في ال ية لن ف يه إتباع العراب‬
‫البناء‪ ،‬و فى ذلك إبطال للعراب‪ ،‬ويقرأ ب ضم الدال واللم على إتباع اللم الدال‪ ،‬و هو ضع يف أي ضا لن‬
‫لم ال جر متصل بما بعده منف صل عن الدال‪ ،‬ول نظير له في حروف ال جر المفردة إل أن من قرأ به فر‬
‫من الخروج من ال ضم إلى الك سر وأجراه مجرى المت صل‪ ،‬ل نه ل يكاد ي ستعمل الح مد منفردا ع ما بعده‪،‬‬
‫والرب م صدر رب يرب‪ ،‬ثم ج عل صفة كعدل وخ صم‪ ،‬وأ صله راب وجره على ال صفة أو البدل‪ ،‬وقرئ‬
‫بالن صب على إضمار أع نى‪ ،‬وق يل على النداء‪ ،‬وقرئ بالر فع على إضمار هو (العالم ين) ج مع ت صحيح‬
‫واحده عالم‪ ،‬والعالم ا سم موضوع للج مع ول وا حد له في الل فظ‪ ،‬واشتقا قه من العلم ع ند من خص العالم‬
‫بمن يعقل‪ ،‬أو من العلمة عند من جعله لجميع المخلوقات‪ ،‬وفى (الرحمن الرحيم) الجر والنصب والرفع‪،‬‬
‫وب كل قرئ على ماذكرناه في رب قوله تعالى (ملك يوم الد ين) يقرأ بك سر اللم من غ ير ألف‪ ،‬و هو من‬
‫عمر ملكه‪ ،‬يقال ملك بين الملك بالضم‪ ،‬وقرئ بإسكان اللم وهو من تخفيف‬

‫[ ‪]6‬‬
‫المك سور م ثل ف خذ وك تف‪ ،‬وإضاف ته على هذا مح ضة و هو معر فة‪ ،‬فيكون جره على ال صفة أو البدل من‬
‫ال‪ ،‬ولحذف ف يه على هذا‪ ،‬ويقرأ باللف وال جر‪ ،‬و هو على هذا نكرة‪ ،‬لن ا سم الفا عل إذا أر يد به الحال‬
‫أو ال ستقبال ل يتعرف بالضا فة‪ ،‬فعلى هذا يكون جره على البدل ل على ال صفة‪ ،‬لن المعر فة لتو صف‬
‫بالنكرة‪ ،‬و فى الكلم حذف مفعول تقديره‪ :‬مالك أ مر يوم الد ين‪ ،‬أو مالك يوم الد ين ال مر‪ ،‬وبالضا فة لى‬
‫يوم خرج عن الظرفية‪ ،‬لنه ليصح فيه تقدير في‪ ،‬لنها تفصل بين المضاف والمضاف إليه‪ ،‬ويقرأ مالك‬
‫بالنصب على أن يكون بإضمار أعنى أو حال‪ ،‬وأجاز قوم أن يكون نداء‪ ،‬ويقرأ بالرفع على إضمار هو أو‬
‫يكون خبرا للرحمن الرحيم على قراء‌ة من رفع الرحمن‪ ،‬ويقرأ مليك يوم الدين رفعا ونصبا وجرا‪ ،‬ويقرأ‬
‫ملك يوم الدين على أنه فعل ويوم مفعول أو ظرف‪ ،‬والدين مصدر دان يدين‪.‬‬

‫قوله تعالى (إياك) الجمهور على كسمرة الهمزة وتشديمد الياء‪ ،‬وقرئ شاذا بفتمح الهمزة‪ ،‬والشبمه أن يكون‬
‫لغة مسموعة‪ ،‬وقرئ بكسر الهمزة وتخفيف الياء‪ ،‬والوجه فيه أنه حذف إحدى الياء‌ين لستثقال التكرير في‬
‫حرف العلة‪ ،‬وقد جاء ذلك في الشعر‪ ،‬قال الفرزدق‪:‬‬

‫تنظرت نصرا والسماكين أيهما * علي مع الغيث استهلت مواطره‬

‫وقالوا في أما‪ :‬أيما‪ ،‬فقلبوا الميم ياء كراهية التضعيف‪ ،‬وإيا عند الخليل وسيبويه اسم مضمر‪ ،‬فأما الكاف‬
‫فحرف خطاب عنمد سميبويه لموضمع لهما‪ ،‬ولتكون اسمما لنهما لو كانمت اسمما لكانمت إيما مضافمة إليهما‬
‫والمضمرات لتضاف‪ ،‬وعند الخليل هى اسم مضمر أضيفت إيا إليه‪ ،‬لن إيا تشبه المظهر لتقدمها على‬
‫الفعل والفاعل ولطولها بكثرة حروفها‪ ،‬وحكى عن العرب‪ :‬إذا بلغ الرجل الستين فإياه وإيا الشواب‪.‬‬

‫مب اختلف المتكلم‬


‫مم يختلف آخره بحسم‬
‫مد‪ ،‬لن هذا السم‬
‫مم وهذا بعيم‬
‫ما اسم‬
‫وقال الكوفيون‪ :‬إياك بكمالهم‬
‫والمخاطب والغائب فيقال‪ :‬إياى وإياك وإياه‪.‬‬

‫وقال قوم‪ :‬الكاف اسم وإيا عماد له وهو حرف‪ ،‬وموضع إياك نصب بنعبد‪.‬‬

‫فإن قيل‪ :‬إياك خطاب والحمد ل على لفظ الغيبة‪ ،‬فكان الشبه أن يكون إياه‪.‬‬

‫قيل‪ :‬عادة العرب الرجوع من الغيبة إلى الخطاب‪ ،‬ومن الخطاب إلى الغيبة‪.‬‬

‫وسيمر بك من ذلك مقدار صالح من القرآن‪.‬‬

‫[ ‪]7‬‬

‫قوله تعالى (ن ستعين) الجمهور على ف تح النون‪ ،‬وقرئ بك سرها و هى ل غة‪ ،‬وأ صله ن ستعون ن ستفعل من‬
‫العون فاستقلت الكسرة على الواو فنقلت إلى العين ثم قلبت ياء لسكونها وإنكسار ماقبلها‪.‬‬
‫قوله تعالى (اهد نا) لف ظه أ مر وال مر مب نى على ال سكون ع ند الب صريين‪ ،‬ومعرب ع ند الكوفي ين‪ ،‬فحذف‬
‫الياء ع ند الب صريين عل مة ال سكون الذى هو بناء‪ ،‬وع ند الكوفي ين‪ ،‬هو عل مة الجزم‪ ،‬وهدى يتعدى إلى‬
‫مفعول بنفسه فأما تعديه إلى مفعول آخر فقد جاء متعديا إليه بنفسه ومنه هذه الية‪ ،‬وقد جاء متعديا بإلى‬
‫كقوله تعالى‪ " :‬هدا نى ر بي إلى صراط م ستقيم "‪ ،‬وجاء متعد يا باللم‪ ،‬وم نه قوله تعالى‪ " :‬الذى هدا نا لهذا‬
‫"‪.‬‬

‫و (ال سراط) بال سين هو ال صل ل نه من سرط ال شئ إذا بل عه‪ ،‬و سمى الطر يق سراطا لجريان الناس ف يه‬
‫كجريان الشئ المبتلع‪ ،‬فمن قرأه بالسين جاء به على الصل‪ ،‬ومن قرأه بالصاد قلب السين صادا لتجانس‬
‫الطاء في الطباق‪ ،‬والسين تشارك الصاد في الصفير والهمس‪ ،‬فلما شاركت الصاد في ذلك قربت منها‪،‬‬
‫فكا نت مقاربت ها ل ها مجوزة قلب ها إلي ها لتجا نس الطاء في الطباق‪ ،‬و من قرأ بالزاى قلب ال سين زا يا‪ ،‬لن‬
‫الزاى والسين من حروف الصفير‪ ،‬والزاى أشبه بالطاء لنهما مجهورتان‪ ،‬ومن أشم الصاد زايا قصد أن‬
‫يجعل ها ب ين الج هر والطباق‪ ،‬وأ صل (الم ستقيم) م ستقوم ثم ع مل ف يه ماذكر نا في ن ستعين‪ ،‬وم ستفعل ه نا‬
‫بمعنى فعيل‪ :‬أى السراط القويم‪ ،‬ويجوز أن يكون بمعنى القائم‪ ،‬أى الثابت‪ ،‬وسراط الثانى بدل من الول‪،‬‬
‫وهو بدل الشئ وهما بمعنى واحد وكلهما معرفة‪ ،‬والذين اسم موصول وصلته أنعمت‪ ،‬والعائد عليه الهاء‬
‫والم يم‪ ،‬والغرض من و ضع الذى و صف المعارف بالج مل‪ ،‬لن الج مل تف سر بالنكرات والنكرة لتو صف‬
‫ب ها المعر فة‪ ،‬واللف واللم في الذى زائدتان وتعريف ها بال صلة‪ ،‬أل ترى أن " من " و " ما " معرفتان ول‬
‫لم فيهما فدل أن تعرفهما بالصلة‪.‬‬

‫والصمل فمي الذيمن اللذيون‪ ،‬لن واحده الذى‪ ،‬إل أن ياء الجممع حذفمت ياء الصمل لئل يجتممع سماكنان‪،‬‬
‫والذ ين بالياء في كل حال ل نه ا سم مب نى‪ ،‬و من العرب من يجعله في الر فع بالواو‪ ،‬و فى ال جر والن صب‬
‫بالياء كما جعلوا تثنيته باللف في الرفع وبالياء في الجر والنصب‪.‬‬

‫وفى الذى خمس لغات‪ :‬إحداها الذى بلم مفتوحة من غير لم التعريف‪ ،‬وقد قرئ به شاذا‪ ،‬والثانية الذى‬
‫بسكون الياء‪ ،‬والثالثة بحذفها وإبقاء كسرة الذال‪ ،‬والرابعة حذف الياء وإسكان الذال‪ ،‬والخامسة بياء مشددة‪.‬‬

‫[ ‪]8‬‬

‫قوله تعالى (غير المغضوب) يقرأ بالجر‪ ،‬وفيه ثلثة أوجه‪ :‬أحدها أنه بدل من الذين‪.‬‬

‫والثانى أنه بدل من الهاء والميم في عليهم‪.‬‬

‫والثالث أنه صفة للذين‪.‬‬

‫فإن قلت‪ :‬الذين معرفة وغير ل يتعرف بالضافة فل يصح أن يكون صفة له‪.‬‬
‫ففيه جوابان‪ :‬أحدهما أن غير إذا وقعت بين متضادين وكانا معرفتين تعرفت بالضافة كقولك‪ :‬عجبت من‬
‫الحركة غير السكون‪ ،‬وكذلك المر هنا لن المنعم عليه والمغضوب عليه متضادان‪.‬‬

‫والجواب الثانى أن الذين قريب من النكرة لنه لم يقصد به قصد قوم بأعيانهم وغير المغضوب قريبة من‬
‫المعرفة بالتخصيص الحاصل لها بالضافة فكل واحد منهما فيه إبهام من وجه واختصاص من وجه‪.‬‬

‫ويقرأ غير بالنصب‪ ،‬وفيه ثلثة أوجه‪:‬‬

‫أحدهما أنه حال من الهاء والميم والعامل فيها أنعمت‪ ،‬ويضعف أن يكون حال من الذين لنه مضاف إليه‪،‬‬
‫والصراط ل يصح أن يعمل بنفسه في الحال‪ ،‬وقد قيل إنه ينتصب على الحال من الذين ويعمل فيها معنى‬
‫الضافة‪.‬‬

‫والوجه الثاني أنه ينتصب على الستثناء من الذين أو من الهاء والميم‪.‬‬

‫والثالث أ نه ينت صب بإضمار أع نى والمغضوب مفعول من غ ضب عل يه‪ ،‬و هو لزم والقائم مقام الفا عل‬
‫عليهمم‪ ،‬والتقديمر غيمر الفريمق المغضوب‪ ،‬ول ضميمر فمي المغضوب لقيام الجار والمجرور مقام الفاعمل‪،‬‬
‫ولذلك لم يجمع فيقال الفريق المغضوبين عليهم‪ ،‬لن اسم الفاعل والمفعول إذا عمل فيما بعده لم يجمع جمع‬
‫ال سلمة (ول الضال ين) " ل " زائدة ع ند الب صريين للتوك يد‪ ،‬وع ند الكوفي ين هى بمع نى غ ير‪ ،‬ك ما قالوا‪:‬‬
‫جئت بل شئ فأدخلوا عليها حرف الجر فيكون لها حكم غير‪.‬‬

‫وأجاب الب صريون عن هذا بأن " ل " دخلت للمع نى فتخطا ها العا مل ك ما يتخ طى اللف واللم والجمهور‬
‫على ترك الهمز في الضالين‪ :‬وقرأ أيوب السختيانى بهمزة مفتوحة وهى لغة فاشية في العرب في كل ألف‬
‫و قع بعد ها حرف مشدد ن حو‪ :‬ضال ودا بة وجان‪ ،‬والعلة في ذلك أنه قلب اللف همزة لت صح حركت ها لئل‬
‫يجمع بين ساكنين‪.‬‬

‫فصل‪:‬‬

‫وأما آمين فاسم للفعل ومعناها اللهم استجب‪ ،‬وهو مبنى لوقوعه موقع المبنى‪ ،‬وحرك بالفتح لجل الياء قبل‬
‫آخره ك ما فت حت أ ين‪ ،‬والف تح في ها أقوى لن ق بل الياء ك سرة‪ ،‬فلو ك سرت النون على ال صل لوق عت الياء‬
‫بين كسرتين‪.‬‬

‫وقيمل (آميمن)‪ :‬اسمم ممن أسمماء ال تعالى‪ ،‬وتقديره‪ :‬ياآميمن‪ ،‬وهذا خطمأ لوجهيمن‪ :‬أحدهمما أن أسمماء ال‬
‫لتعرف إل تلقيما ولم يرد بذلك سممع‪ .‬والثانمى أنمه لو كان كذلك لبنمى على الضمم لنمه منادى معرفمة أو‬
‫مقصود‪ ،‬وفيه لغتان‪ :‬القصر وهو الصل‪ ،‬والمد وليس من البنية‬
‫[ ‪]9‬‬

‫العربية‪ ،‬بل هو من البنية العجمية كهابيل وقابيل والوجه فيه أن يكون أشبع فتحة الهمزة فنشأت اللف‪،‬‬
‫فعلى هذا لتخرج عن البنية العربية‪.‬‬

‫فصل‬

‫‪ :‬في هاء الضمير نحو‪ :‬عليهم وعليه وفيه وفيهم وإنما أفردناه لتكرره في القرآن‪.‬‬

‫الصل في هذه الهاء الضم لنها تضم بعد الفتحة والضمة والسكون نحو‪ :‬إنه وله وغلمه ويسمعه ومنه‪،‬‬
‫وإنما يجوز ك سرها ب عد الياء ن حو‪ :‬علي هم وأيديهم‪ ،‬وبعد الك سر نحو‪ :‬به وبداره‪ ،‬وضمها في الموضعين‬
‫جائز لنه الصل‪ ،‬وإنما كسرت لتجانس ماقبلها من الياء والكسرة‪ ،‬وبكل قد قرئ‪.‬‬

‫فأما عليهم ففيها عشر لغات‪ ،‬وكلها قد قرئ به‪ :‬خمس مع ضم الهاء‪ ،‬وخمس مع كسرها‪ ،‬فالتى مع الضم‪:‬‬
‫إسكان الميم وضمها من غير إشباع‪ ،‬وضمها مع واو‪ ،‬وكسر الميم من غير ياء‪ ،‬وكسرها مع الياء‪ ،‬وأما‬
‫التي مع كسر الهاء‪ :‬فإسكان الميم وكسرها من غير ياء وكسرها مع الياء‪ ،‬وضمها من غير واو‪ ،‬وضمها‬
‫مع الواو‪ ،‬والصل في ميم الجمع أن يكون بعدها واو كما قرأ ابن كثير‪ ،‬فالميم لمجاوزة الواحد‪ ،‬واللف‬
‫دليل التثنية نحو‪ :‬عليهما‪ ،‬والواو للجمع نظير اللف‪ ،‬ويدل على ذلك أن علمة الجماعة في المؤنث نون‬
‫مشددة ن حو‪ :‬عليهن‪ ،‬فكذلك يجب أن يكون علمة الجمع للمذكر حرفين‪ ،‬إل أن هم حذفوا الواو تخفيفا‪ ،‬ول‬
‫ل بس في ذلك لن الوا حد لم يم ف يه‪ ،‬والتثن ية ب عد ميم ها ألف‪ ،‬وإذا حذ فت الواو سكنت الم يم لئل تتوالى‬
‫الحركات في أكثر المواضع نحو‪ :‬ضربهم ويضربهم‪ ،‬فمن أثبت الواو أو حذفها وسكن الميم فلما ذكرنا‪،‬‬
‫ومن ضم الميم دل بذلك على أن أصلها الضم وجعل الضمة دليل الواو المحذوفة‪ ،‬ومن كسر الميم وأتبعها‬
‫ياء فإ نه حرك الم يم بحر كة الهاء المك سورة قبل ها ثم قلب الواو ياء ل سكونها وانك سار ماقبل ها‪ ،‬و من حذف‬
‫الياء ج عل الك سرة دليل علي ها‪ ،‬و من ك سر الم يم ب عد ض مة الهاء فإ نه أراد أن يجا نس ب ها الياء ال تى ق بل‬
‫الهاء‪ ،‬ومن ضم الهاء قال‪ :‬إن الياء في عليه حقها أن تكون ألفا كما ثبتت اللف مع المظهر وليست الياء‬
‫أ صل اللف‪ ،‬فك ما أن الهاء ت ضم ب عد اللف فكذلك ت ضم ب عد الياء المبدلة من ها‪ ،‬و من ك سر الهاء اع تبر‬
‫اللفظ‪ ،‬فأما كسر الهاء وإتباعها بياء ساكنة فجائز على ضعف‪ ،‬أما جوازه فلخفاء الهاء بينت بالشباع‪ ،‬وأما‬
‫ضعفه فلن الهاء خفية والخفى قريب من الساكن والساكن غير حصين‪ ،‬فكأن الياء وليت الياء‪ ،‬وإذا لقى‬
‫الم يم ساكن بعد ها جاز ضم ها ن حو‪ :‬علي هم الذلة‪ ،‬لن أ صلها ال ضم‪ ،‬وإن ما أ سكنت تخفي فا‪ ،‬فإذا احت يج إلى‬
‫حركتها كان الضم الذى هو حقها في الصل أولى ويجوز كسرها إتباعا لما قبلها‪.‬‬

‫[‪]10‬‬
‫وأ ما‪ :‬ف يه ويل يه‪ ،‬فف يه الك سر من غ ير إشباع‪ ،‬وبالشباع‪ ،‬وف يه ال ضم من غ ير إشباع وبالشباع‪ ،‬وأ ما إذا‬
‫سكن ماقبل الهاء نحو‪ :‬منه وعنه وتجدوه‪ ،‬فمن ضم من غير أشباع فعلى الصل‪ ،‬ومن أشبع أراد تبيين‬
‫الهاء لخفائها‪.‬‬

‫سورة البقرة‬
‫بسم اللّه الرحمن الرحيم‬

‫قوله تعالى (الم) هذه الحروف المقطعة كل واحد منها ا سم‪ ،‬فألف اسم يعبر به عن مثل الحرف الذى في‬
‫قال‪ ،‬ولم يعبر بها عن الحرف الخير من قال‪ ،‬وكذلك ماأشبهها‪ ،‬والدليل على أنها أسماء أن كل منها يدل‬
‫على مع نى في نف سه‪ ،‬و هى مبن ية ل نك لتر يد أن ت خبر عن ها ب شئ‪ ،‬وإن ما يح كى ب ها ألفاظ الحروف ال تى‬
‫جعلت أسماء لها فهى كالصوات نحو‪ :‬غاق‪ ،‬في حكاية صوت الغراب‪.‬‬

‫وفى موضع الم ثل ثة أو جه‪ :‬أحد ها ال جر على القسم‪ ،‬وحرف الق سم محذوف وبقى عمله ب عد الحذف لنه‬
‫مراد‪ ،‬ف هو كالملفوظ به ك ما قالوا ال ليفعلن في ل غة من جر‪ ،‬والثا نى‪ :‬موضع ها ن صب‪ ،‬وف يه وجهان‪:‬‬
‫أحده ما هو على تقد ير حذف الق سم ك ما تقول ال لفعلن والنا صب ف عل محذوف تقديره‪ :‬التز مت ال‪ ،‬أى‬
‫اليمين به‪ ،‬والثانى هى مفعول بها تقديره اتل الم‪ .‬والوجه الثالث‪ :‬موضع رفع بأنها مبتدأ وما بعدها الخبر‪.‬‬

‫قوله عزوجل (ذلك) ذا اسم إشارة واللف من جملة السم‪.‬‬

‫وقال الكوفيون الذال وحدها هى السم‪ ،‬واللف زيدت لتكثير الكلمة‪ ،‬واستدلوا على ذلك بقولهم ذه أمة ال‪،‬‬
‫وليس ذلك بشئ لن هذا السم اسم ظاهر‪ ،‬وليس في الكلم اسم ظاهر على حرف واحد حتى يحمل هذا‬
‫عليه‪ ،‬ويدل على ذلك قولهم في التصغير‪ :‬ذيا فردوه إلى الثلثى والهاء في ذه بدل من الياء في ذى‪.‬‬

‫وأ ما اللم فحرف ز يد ليدل على ب عد المشار إل يه‪ ،‬وق يل هى بدل من ها‪ ،‬أل تراك تقول‪ :‬هذا وهذاك ول‬
‫يجوز هذلك‪ ،‬وحر كت اللم لئل يجت مع ساكنان وك سرت على أ صل التقاء ال ساكنين‪ ،‬وق يل ك سرت للفرق‬
‫بيمن هذه اللم ولم الجمر‪ ،‬إذ لو فتحتهما فقلت ذلك للتبمس بمعنمى الملك‪ ،‬وقيمل ذلك هاهنما بمعنمى هذا‪،‬‬
‫وموض عه ر فع إ ما على أ نه خبر الم والكتاب ع طف بيان ولر يب في مو ضع ن صب على الحال أى هذا‬
‫الكتاب حقا أو غير ذى شك وإما أن يكون ذلك مبتدأ والكتاب خبره ولريب حال‪ ،‬ويجوز أن يكون الكتاب‬
‫عطف بيان ولريب فيه الخبر‪ ،‬وريب مبنى على الكثرين لنه ركب مع ل وصير‬
‫[‪]11‬‬

‫بمنزلة خمسة عشر‪ ،‬وعلة بنائه تضمنه معنى من‪ ،‬إذ التقدير ل من ريب‪ ،‬واحتيج إلى تقدير من لتدل ل‬
‫على نفى الجنس‪ ،‬أل ترى أنك تقول‪ :‬ل رجل في الدار‪ ،‬فتنفى الواحد ومازاد عليه‪ ،‬فإن قلت ل رجل في‬
‫الدار فرفعت ونونت نفيت الواحد ولم تنف ما زاد عليه‪ ،‬إذ يجوز أن يكون فيها اثنان أو أكثر‪ .‬وقوله (فيه)‬
‫فيه وجهان‪:‬‬

‫أحدهما هو في موضع خبر ل ويتعلق بمحذوف تقديره‪ ،‬ل ريب كائن فيه‪ ،‬فيقف حينئذ على فيه‪.‬‬

‫والو جه الثا نى‪ :‬أن يكون لر يب آ خر الكلم و خبره محذوف للعلم به‪ ،‬ثم ت ستأنف فتقول ف يه هدى فيكون‬
‫هدى مبتدأ وفيمه الخمبر‪ ،‬وإن شئت كان هدى فاعل مرفوعما بفيمه ويتعلق " فمي " على الوجهيمن بفعمل‬
‫محذوف‪ ،‬وأما هدى فألفه منقلبة عن ياء لقولك هديت والهدى‪ ،‬وفى موضعه وجهان‪ :‬أحدهما رفع إما مبتدأ‬
‫أو فاعمل على ماذكرنما‪ ،‬وإمما أن يكون خمبر مبتدإ محذوف‪ ،‬أى همو هدى‪ ،‬وإمما أن يكون خبرا لذلك بعمد‬
‫خبر‪ .‬والو جه الثا نى‪ :‬أن يكون فمي مو ضع نصمب على الحال من الهاء في ف يه‪ :‬أى لر يب ف يه هاديما‬
‫فالم صدر في مع نى ا سم الفا عل‪ ،‬والعا مل في الحال مع نى الجملة تقديره‪ :‬أحق قه هاد يا‪ ،‬ويجوز أن يكون‬
‫العامل فيه معنى التنبيه والشارة الحاصل من قوله ذلك‪.‬‬

‫قوله تعالى (للمتقيمن) اللم متعلقمة بمحذوف تقديره كائن أو كائنما على ماذكرناه ممن الوجهيمن فمي الهدى‪،‬‬
‫ويجوز أن يتعلق اللم بنفس الهدى لنه مصدر والمصدر يعمل عمل الفعل‪ ،‬وواحد المتقين متقى‪ ،‬وأصل‬
‫الكل مة من و قى فعل‪ ،‬ففاؤ ها واو ولم ها ياء‪ ،‬فإذا بن يت من ذلك افت عل قل بت الواو تاء وأدغمت ها في التاء‬
‫الخرى فقلت ات قى‪ ،‬وكذلك في ا سم الفا عل وما تصرف منه نحو متقى ومتقى ومتقى ا سم ناقص‪ ،‬وياؤه‬
‫ال تى هى لم محذو فة في الجمع ل سكونها و سكون حرف الج مع بعد ها كقولك‪ :‬متقون ومتق ين‪ ،‬ووز نه في‬
‫ال صل مفتعلون‪ ،‬لن أ صله موتقيون فحذ فت اللم ل ما ذكر نا فوز نه الن مفتعون ومفتع ين‪ ،‬وإن ما حذ فت‬
‫اللم دون عل مة الج مع لن عل مة الج مع دالة على مع نى إذا حذ فت ليب قى على ذلك المع نى دل يل‪ ،‬فكان‬
‫إبقاؤها أولى‪.‬‬

‫قوله تعالى (الذين يؤمنون) هو في موضع جر صفة المتقين‪ ،‬ويجوز أن يكون في موضع نصب إما على‬
‫موضع للمتقين أو بإضمار أعنى‪ ،‬ويجوز أن يكون في موضع رفع على إضمارهم أو مبتدأ وخبره أولئك‬
‫على هدى وأ صل يؤمنون يؤمنون‪ ،‬ل نه من ال من والما ضى م نه آ من فاللف بدل من همزة ساكنة قل بت‬
‫ألفما كراهيمة اجتماع همزتيمن‪ ،‬ولم يحققوا الثانيمة فمي موضمع مما لسمكونها وانفتاح مما قبلهما‪ ،‬ونظيره فمي‬
‫السماء‬

‫[‪]12‬‬
‫آدم آخر‪ ،‬فأما في المستقبل فل تجمع بين الهمزتين اللتين هما الصل‪ ،‬لن ذلك يفضى بك في المتكلم إلى‬
‫ثلث همزات‪ :‬الولى همزة المضار عة‪ ،‬والثان ية همزة أف عل ال تى في آ من‪ ،‬والثال ثة الهمزة ال تى هى فاء‬
‫الكل مة‪ ،‬فحذفوا الو سطى ك ما حذفو ها في أكرم لئل تجت مع الهمزات‪ ،‬وكان حذف الو سطى أولى من حذف‬
‫الولى لن ها حرف مع نى‪ ،‬و من حذف الثال ثة لن الثال ثة فاء الكل مة والو سطى زائدة‪ ،‬وإذا أردت تبين ذلك‬
‫فقل‪ :‬إن آمن أربعة أحرف فهو مثل دحرج‪ ،‬فلو قلت أدحرج لتيت بجميع ماكان في الماضى وزدت عليه‬
‫همزة المتكلم‪ ،‬فمثله ي جب أن يكون في أو من‪ ،‬فالبا قى من الهمزات الولى والواو ال تى بعد ها مبدلة من‬
‫الهمزة الساكنة التى هى فاء الكلمة والهمزة الوسطى هى المحذوفة وإنما قلبت الهمزة الساكنة واوا لسكونها‬
‫وانضمام ماقبلها‪ ،‬فإذا قلت نؤمن وتؤمن ويؤمن جاز لك فيه وجهان‪ :‬أحدهما الهمز على الصل‪ ،‬والثانى‬
‫قلب الهمزة واوا تخفي فا‪ ،‬وحذ فت الهمزة الو سطى حمل على أو من وال صل يؤ من‪ ،‬فأ ما أؤ من فل يجوز‬
‫ه مز الثان ية بحال ل ما ذكرناه‪ ،‬والغ يب ه نا م صدر بمع نى الفا عل‪ :‬أى يؤمنون بالغائب عن هم‪ ،‬ويجوز أن‬
‫يكون بمعنى المفعول‪ :‬أى المغيب كقوله‪ :‬هذا خلق ال‪ :‬أى مخلوقه‪ ،‬ودرهم ضرب المير‪ :‬أى مضروبه‪.‬‬

‫قوله عزو جل (ويقيمون) أ صله يؤقومون‪ :‬وماض يه أقام‪ ،‬وعي نه واو لقولك ف يه يقوم‪ ،‬فحذ فت الهمزة ك ما‬
‫حذفت في أقيم لجتماع الهمزتين‪ ،‬وكذلك جميع مافيه حرف مضارعة لئل يختلف باب أفعال المضارعة‪،‬‬
‫وأ ما الواو فع مل في ها ماع مل في ن ستعين‪ ،‬و قد ذكرناه‪ ،‬وألف ال صلة منقل بة عن واو لقولك‪ :‬صلوات‪،‬‬
‫وال صلة م صدر صلى ويراد ب ها هاه نا الفعال والقوال المخ صوصة فلذلك جرت مجرى ال سماء غ ير‬
‫المصادر‪.‬‬

‫قوله تعالى (ومما رزقناهم) من متعلقة بينفقون‪ ،‬والتقدير‪ :‬وينفقون مما رزقناهم‪ ،‬فيكون الفعل قبل المفعول‬
‫كمما كان قوله يؤمنون ويقيمون كذلك‪ ،‬وإنمما أخمر الفعمل عمن المفعول لتتوافمق رء‌وس الى‪ ،‬ومما بمعنمى‬
‫الذى‪ ،‬ورزق نا يتعدى إلى مفعول ين‪ ،‬و قد حذف الثا نى منه ما ه نا و هو العائد على " ما " تقديره‪ :‬رزقناهموه‬
‫أو رزقناهم إياه‪ ،‬ويجوز أن تكون مانكرة موصولة بمعنى شئ‪ ،‬أى ومن مال رزقناهم فيكون رزقناهم في‬
‫موضع جر صفة لما‪.‬‬

‫وعلى القول الول ل يكون له موضمع‪ ،‬لن الصملة ل موضمع لهما‪ ،‬ول يجوز أن تكون مما مصمدرية لن‬
‫الفعل ل ينفق‪ ،‬ومن‬

‫[‪]13‬‬

‫للتبعيمض‪ ،‬ويجوز أن تكون لبتداء غايمة النفاق‪ ،‬وأصمل ينفقون‪ :‬يؤنفقون لن ماضيمه أنفمق‪ ،‬وقمد تقدم‬
‫نظيره‪.‬‬
‫قوله تعالى (بمما أنزل إليمك) " مما " هاهنما بمعنمى الذى‪ ،‬وليجوز أن تكون نكرة موصموفة أى بشمئ أنزل‬
‫إل يك‪ ،‬ل نه ل عموم ف يه على هذا‪ ،‬ول يك مل اليمان إل أن يكون بجم يع ماأنزل إلى ال نبى صلى ال عل يه‬
‫وسلم‪ ،‬وما للعموم‪ ،‬وبذلك يتحقق اليمان‪ ،‬والقراء‌ة الجيدة بأنزل إليك‪ ،‬بتحقيق الهمزة‪ ،‬وقد قرئ في الشاذ‬
‫أنزل إل يك بتشد يد اللم والو جه ف يه أ نه سكن لم أنزل وأل قى علي ها حر كة الهمزة فانك سرت اللم وحذ فت‬
‫الهمزة فلقيت ها لم إلى ف صار الل فظ ب ما أنزل إل يك ف سكنت اللم الولى وأدغ مت في اللم الثان ية‪ ،‬والكاف‬
‫هنا ضمير المخاطب وهو النبى صلى ال عليه وسلم‪ ،‬ويجوز أن يكون ضمير الجنس المخاطب ويكون في‬
‫معنى الجمع‪ ،‬وقد صرح به في آى أخر كقوله " لقد أنزلنا إليك كتابا فيه ذكركم "‪.‬‬

‫قوله تعالى (وبالخرة) الباء متعلقة بيوقنون‪ ،‬ول يمتنع أن يعمل الخبر فيما قبل المبتدإ‪ ،‬وهذا يدل على أن‬
‫تقديم الخبر على المبتدإ جائز إذ المعمول ل يقع في موضع ل يقع فيه العامل‪ ،‬والخر صفة والموصوف‬
‫محذوف تقديره‪ :‬وبالساعة الخرة أو بالدار الخرة كما قال " وللدار الخرة خير " وقال " واليوم الخر "‪.‬‬

‫قوله تعالى (همم يوقنون) همم مبتدأ ذكمر على جهمة التوكيمد‪ ،‬ولو قال‪ :‬وبالخرة يوقنون لصمح المعنمى‬
‫والعراب‪ ،‬وو جه التوك يد في هم تحق يق عود الضم ير إلى المذكور ين ل إلى غير هم‪ ،‬ويوقنون ال خبر‪،‬‬
‫وأصله يؤيقنون‪ ،‬لن ماضيه أيقن‪ ،‬والصل أن يؤتى في المضارع بحروف الماضى‪ ،‬إل أن الهمزة حذفت‬
‫لما ذكرنا في يؤمنون وأبدلت الياء واوا لسكونها وانضمام ما قبلها‪.‬‬

‫قوله تعالى (أولئك) هذه صميغة جممع على غيمر لفمظ واحده‪ ،‬وواحده ذا‪ ،‬ويكون أولئك للمؤنمث والمذكمر‪،‬‬
‫والكاف ف يه حرف للخطاب وليست اسما إذ لو كانت اسما لكانت إما مرفو عة أو منصوبة‪ ،‬وليصح شئ‬
‫منه ما إذ ل را فع ه نا ول نا صب‪ ،‬وإ ما أن تكون مجرورة بالضا فة‪ ،‬وأولء ل ت صح إضاف ته ل نه مب هم‪،‬‬
‫والمبهمات ل تضاف‪ ،‬فبقمى أن تكون حرفما مجردا للخطاب‪ ،‬ويجوز ممد أولء وقصمره فمي غيمر القرآن‪،‬‬
‫وموض عه ه نا ر فع بالبتداء‪ ،‬و (على هدى) ال خبر‪ ،‬وحرف ال جر متعلق بمحذوف‪ :‬أى أولئك ثابتون على‬
‫هدى‪ ،‬ويجوز أن يكون أولئك خبر الذين يؤمنون بالغيب‪ ،‬وقد ذكر‪.‬‬

‫[‪]14‬‬

‫فإن قيل‪ :‬أصل " على " الستعلء "‪ ،‬والهدى ل يستعلى عليه فكيف يصح معناها هاهنا؟‪.‬‬

‫ق يل‪ :‬مع نى ال ستعلء حا صل‪ ،‬لن منزلت هم علت باتباع الهدى‪ ،‬ويجوز أن يكون ل ما كا نت أفعال هم كل ها‬
‫على مقتضى الهدى كان تصرفهم بالهدى كتصرف الراكب بما يركبه‪.‬‬

‫قوله تعالى ( من رب هم) في مو ضع جر صفة لهدى‪ ،‬ويتعلق الجار بمحذوف تقديره هدى كائن و فى الجار‬
‫والمجرور ضمير يعود على الهدى‪ ،‬ويجوز كسر الهاء وضمها على ماذكرنا في عليهم في الفاتحة‪.‬‬
‫قوله تعالى (وأولئك) مبتدأ و ( هم) مبتدأ ثان و (المفلحون) خبر المبتدأ الثا نى‪ ،‬والثا نى خبره خبر الول‪،‬‬
‫ويجوز أن يكون هم ف صل ل مو ضع له من العراب‪ ،‬والمفلحون خبر أولئك‪ ،‬وال صل في مفلح مؤفلح‪،‬‬
‫ثم عمل فيه ماذكرناه في يؤمنون‪.‬‬

‫قوله تعالى (سواء عليهم) رفع بالبتداء‪ ،‬وأأنذرتهم أم لم تنذرهم جملة في موضع الفاعل وسدت هذه الجملة‬
‫مسد الخبر‪ ،‬والتقدير يستوى عندهم النذار وتركه‪ ،‬وهو كلم محمول على المعنى‪ ،‬ويجوز أن تكون هذه‬
‫الجملة في مو ضع مبتدإ و سواء خبر مقدم‪ ،‬والجملة على القول ين خبر أن‪ ،‬وليؤمنون ل مو ضع له على‬
‫هذا ويجوز أن يكون سواء خبر أن ومابعده معمول له‪ ،‬ويجوز أن يكون ليؤمنون خبر أن‪ ،‬وسواء عليهم‬
‫ومابعده معترض بينهما‪ ،‬ويجوز أن يكون خبرا بعد خبر وسواء مصدر واقع موقع اسم الفاعل وهو مستو‪،‬‬
‫وم ستو يع مل ع مل ي ستوى‪ ،‬و من أ جل أ نه م صدر ليث نى وليج مع‪ ،‬والهمزة في سواء مبدلة من ياء لن‬
‫باب طويت وشويت أكثر من باب قوة وحوة فحمل على الكثر‪.‬‬

‫قوله تعالى (أأنذرتهم) قرأ بن محيصن بهمزة واحدة على لفظ الخبر‪ ،‬وهمزة الستفهام مرادة ولكن حذفوها‬
‫تخفيفا‪ ،‬وفى الكلم مايدل عليها وهو قوله‪ :‬أم لم‪ ،‬لن أم تعادل الهمزة‪ ،‬وقرأ الكثرون على لفظ الستفهام‬
‫ثم اختلفوا في كيفية النطق به‪ ،‬فحقق قوم الهمزتين ولم يفصلوا بينهما وهذا هو الصل‪ ،‬إل أن الجمع بين‬
‫الهمزتين مستثقل لن الهمزة نبرة تخرج من الصدر بكلفة فالنطق بها يشبه التهوع‪ ،‬فإذا اجتمعت همزتان‬
‫كان أثقل على المتكلم‪ ،‬فمن هنا ليحققهما أكثر العرب‪ ،‬ومنهم من يحقق الولى ويجعل الثانية بين بين‪ :‬أى‬
‫بين الهمزة واللف‪ ،‬وهذه في الحقيقة همزة‬

‫[‪]15‬‬

‫ملينة وليست ألفا‪ ،‬ومنهم من يجعل الثانية ألفا صحيحا كما فعل ذلك في آدم وآمن‪ ،‬ومنهم من يلين الثانية‬
‫ويفصل بينها وبين الولى باللف‪ ،‬ومنهم من يحقق الهمزتين ويفصل بينهما بألف‪ ،‬ومن العرب من يبدل‬
‫الولى هاء ويح قق الثان ية‪ ،‬ومن هم من يل ين الثان ية مع ذلك‪ ،‬وليجوز أن يح قق الولى ويج عل الثان ية ألف‬
‫صحيحا ويف صل بينه ما بألف‪ ،‬لن ذلك ج مع ب ين ألف ين‪ ،‬ودخلت همزة ال ستفهام ه نا للت سوية‪ ،‬وذلك شبيه‬
‫بال ستفهام لن الم ستفهم ي ستوى عنده الوجود والعدم‪ ،‬فكذلك يف عل من ير يد الت سوية‪ ،‬وي قع ذلك ب عد سواء‬
‫كهذه اليمة‪ ،‬وبعمد ليمت شعرى كقولك‪ :‬ليمت شعرى أقام أم قعمد‪ ،‬وبعمد‪ :‬لأبالى‪ ،‬ولأدرى‪ ،‬وأم هذه همى‬
‫المعادلة لهمزة الستفهام‪ ،‬ولم ترد المستقبل إلى معنى المضى حتى يحسن معه أمس‪ ،‬فإن دخلت عليها إن‬
‫الشرطية عاد الفعل إلى أصله من الستقبال‪.‬‬

‫قوله تعالى (وعلى سمعهم) ال سمع في ال صل م صدر سمع‪ ،‬و فى تقديره ه نا وجهان‪ :‬أحدهما أ نه استعمل‬
‫م صدرا على أ صله‪ ،‬و فى الكلم حذف تقديره على موا ضع سمعهم لن ن فس ال سمع ليخ تم عليه‪ ،‬والثا نى‬
‫أن ال سمع هناا ستعمل بمع نى ال سامعة و هى الذن‪ ،‬ك ما قالوا الغ يب بمع نى الغائب‪ ،‬والن جم بمع نى النا جم‪،‬‬
‫واكتفى بالواحد هنا عن الجمع كما قال الشاعر‪:‬‬

‫بها جيف الحسرى فأما عظامها * فبيض وأما جلدها فصليب‬

‫يريد جلودها‪.‬‬

‫قوله تعالى (وعلى أب صارهم غشاوة) يقرأ بالر فع على أ نه مبتدأ‪ ،‬وعلى أب صارهم خبره‪ ،‬و فى الجار على‬
‫هذا ضم ير‪ ،‬وعلى قول الخ فش غشاوة مرفوع بالجار كارتفاع الفا عل بالف عل‪ ،‬ولضم ير في الجار على‬
‫هذا لرتفاع الظاهريمة‪ ،‬والوقمف على هذه القراء‌ة على " وعلى سممعهم "‪ ،‬ويقرأ بالنصمب بفعمل مضممر‬
‫تقديره وج عل على أب صارهم غشاوة‪ ،‬وليجوز أن ينت صب بخ تم ل نه ليتعدى بنف سه‪ ،‬ويجوز ك سر الغ ين‬
‫وفتحها وفيها ثلث لغات أخر‪ ،‬غشوة بغير ألف بفتح الغين وضمها وكسرها‪.‬‬

‫قوله تعالى (ول هم عذاب) مبتدأ و خبر أو فا عل ع مل ف يه الجار على ماذكر نا ق بل‪ ،‬و فى (عظ يم) ضم ير‬
‫يرجع على العذاب لنه صفته‪.‬‬

‫قوله تعالى (ومن الناس) الواو دخلت هنا للعطف على قوله " الذين يؤمنون‬

‫[‪]16‬‬

‫بالغيب " وذلك أن هذه اليات استوعبت أقسام الناس‪ ،‬فاليات الول تضمنت ذكر المخلصين في اليمان‪،‬‬
‫وقوله (إن الذين كفروا) تضمن ذكر من أظهر الكفر وأبطنه‪ ،‬وهذه الية تضمنت ذكر من أظهر اليمان‬
‫وأبطن الكفر‪ ،‬فمن هنا دخلت الواو لتبين أن المذكورين من تتمة الكلم الول‪ ،‬ومن هنا للتبعيض‪ ،‬وفتحت‬
‫نون ها ولم تك سر لئل تتوالى الك سرتان‪ ،‬وأ صل الناس ع ند سيبويه أناس حذ فت همز ته و هى فاء الكل مة‪،‬‬
‫متعمل أناس‬
‫متعمل الناس إل باللف واللم‪ ،‬وليكاد يسم‬
‫ما‪ ،‬فل يكاد يسم‬
‫وجعلت اللف واللم كالعوض منهم‬
‫باللف واللم‪ ،‬فاللف في الناس على هذا زائدة واشتقا قه من ال نس‪ ،‬وقال غيره ل يس في الكل مة حذف‪،‬‬
‫واللف منقل بة عن واو و هى ع ين الكل مة‪ ،‬واشتقا قه من ناس ينوس نو سا إذا تحرك‪ ،‬وقالوا في ت صغيره‪:‬‬
‫نويس‪.‬‬

‫قوله (من يقول) من‪ :‬في موضع رفع بالبتداء وماقبله الخبر‪ ،‬أو هو مرتفع بالجار قبله على ماتقدم‪ ،‬ومن‬
‫ه نا نكرة مو صوفة‪ ،‬ويقول‪ :‬صفة ل ها‪ ،‬ويض عف أن تكون بمع نى الذى‪ ،‬لن الذى يتناول قو ما بأعيان هم‪،‬‬
‫والمعنمى هاهنما على البهام والتقديمر‪ :‬وممن الناس فريمق يقول‪ ،‬وممن موحدة للفمظ‪ ،‬وتسمتعمل فمي التثنيمة‬
‫والج مع والتأن يث بل فظ وا حد‪ ،‬والضم ير الرا جع إلي ها يجوز أن يفرد حمل على لفظ ها‪ ،‬وأن يث نى ويج مع‬
‫ويؤنث حمل على معناها‪ ،‬وقد جاء في هذه الية على الوجهين‪ ،‬فالضمير في يقول مفرد‪ ،‬وفى آمنا وماهم‬
‫ج مع‪ ،‬وال صل في يقول‪ :‬يقول ب سكون القاف و ضم الواو ل نه نظ ير يق عد ويق تل‪ ،‬ولم يأت إل على ذلك‪،‬‬
‫فنقلت ض مة الواو إلى القاف لي خف الل فظ بالواو‪ ،‬و من هاه نا إذا أمرت لم تح تج إلى الهمزة بل تقول قل‪،‬‬
‫لن فاء الكلمة قد تحركت فلم تحتج إلى همزة الوصل‪.‬‬

‫قوله تعالى (آمنا) أصل اللف همزة ساكنة‪ ،‬فقلبت ألفا لئل تجتمع همزتان‪ ،‬وكان قلبها ألفا من أجل الفتحة‬
‫قبلها‪ ،‬ووزن آمن أفعل من المن‪ ،‬و (الخر) فاعل فاللف فيه غير مبدلة من شئ‪.‬‬

‫قوله (وماهم) " هم " ضمير منفصل مرفوع بما عند أهل الحجاز‪ ،‬ومبتدأ عند تميم والباء في الخبر زائدة‬
‫للتوك يد غ ير متعل قة ب شئ‪ ،‬وهكذا كل حرف جر ز يد في المبتدإ أو ال خبر أو الفا عل‪ ،‬وماتن فى " ما " في‬
‫الحال‪ ،‬وقد تستعمل لنفى المستقبل‪.‬‬

‫قوله تعالى (يخادعون ال) في الجملة وجهان‪ :‬أحدهما لموضع لها‪ ،‬والثانى موضعها نصب على الحال‪،‬‬
‫وفى صاحب الحال والعامل فيها وجهان‪ :‬أحدهما هى من‬

‫[‪]17‬‬

‫الضمير في يقول‪ ،‬فيكون العامل فيها يقول‪ ،‬والتقدير‪ :‬يقول آمنا مخادعين‪ :‬والثانى هى حال من الضمير‬
‫في قوله بمؤمنين‪ ،‬والعامل فيها اسم الفاعل‪ ،‬والتقدير‪ :‬وماهم بمؤمنين في حال خداعهم‪ ،‬وليجوز أن يكون‬
‫في موضع جر على الصفة لمؤمنين‪ ،‬لن ذلك يوجب نفى خداعهم‪ ،‬والمعنى على إثبات الخداع‪ :‬وليجوز‬
‫أن تكون الجملة حال ممن الضميمر فمي آمنما‪ ،‬لن آمنما محكمى عنهمم بيقول‪ ،‬فلو كان يخادعون حال ممن‬
‫الضمير في آمنا لكانت محكية أيضا‪ ،‬وهذا محال لوجهين‪ :‬أحدهما أنهم ماقالوا آمنا وخادعنا‪ .‬والثانى أنه‬
‫أخمبر عنهمم بقوله يخادعون‪ ،‬ولو كان منهمم لكان نخادع بالنون‪ ،‬وفمى الكلم حذف تقديره‪ :‬يخادعون نمبى‬
‫ال‪ ،‬وقيل هو على ظاهره من غير حذف‪.‬‬

‫قوله عزو جل (و ما يخادعون) وأك ثر القراء‌ة باللف‪ ،‬وأ صل المفاعلة أن تكون من اثن ين‪ ،‬و هى على ذلك‬
‫هنما لنهمم فمي خداعهمم ينزلون أنفسمهم منزلة أجنمبى يدور الخداع بينهمما‪ ،‬فهمم يخدعون أنفسمهم وأنفسمهم‬
‫تخدعهم‪ ،‬وقيل المفاعلة هنا من واحد كقولك‪ :‬سافر الرجل‪ ،‬وعاقبت اللص‪ ،‬ويقرأ‪ ،‬يخدعون بغير ألف مع‬
‫فتح الياء‪ ،‬ويقرأ بضمها على أن يكون الفاعل للخدع الشيطان فكأنه قال‪ :‬ومايخدعهم الشيطان (إل أنفسهم)‬
‫أى عن أنفسهم‪ ،‬وأنفسهم نصب بأنه مفعول وليس نصبه على الستثناء‪ ،‬لن الفعل لم يستوف مفعوله قبل‬
‫إل‪.‬‬
‫قوله تعالى (فزاد هم ال) زاد ي ستعمل لز ما كقولك‪ :‬زاد الماء‪ ،‬وي ستعمل متعد يا إلى مفعول ين كقولك زد ته‬
‫دره ما‪ ،‬وعلى هذا جاء في ال ية‪ ،‬ويجوز إمالة الزاى لن ها تك سر في قولك زد ته‪ ،‬وهذا يجوز في ما عي نه‬
‫واو مثل خاف‪ ،‬إل أنه أحسن فيما عينه ياء‪.‬‬

‫قوله تعالى (أليمم) همو فعيمل بمعنمى مفعمل لنمه ممن قولك آلم فهمو مؤلم وجمعمه ألماء وألم مثمل شريمف‬
‫وشرفاء وشراف‪.‬‬

‫قوله تعالى (ب ما كانوا يكذبون) هو فمي موضمع ر فع صمفة لل يم‪ ،‬وتتعلق الباء بمحذوف تقديره أل يم كائن‬
‫بتكذيبهم أو مستحق وماهنا مصدرية‪ ،‬وصلتها يكذبون‪ ،‬وليست كان صلتها لنها الناقصة‪ ،‬ولتستعمل منها‬
‫مصدر‪ ،‬ويكذبون في موضع نصب خبر كان‪ ،‬وما المصدرية حرف عند سيبويه واسم عند الخفش‪ :‬وعلى‬
‫كل القولين ليعود عليها من صلتها شئ‪.‬‬

‫[‪]18‬‬

‫قوله عزو جل (وإذا ق يل ل هم) إذا في مو ضع ن صب على الظرف‪ ،‬والعا مل في ها جواب ها و هو قوله قالوا‪،‬‬
‫وقال قوم‪ :‬العا مل في ها ق يل‪ ،‬و هو خ طأ ل نه في مو ضع جر بإضا فة إذا إل يه‪ ،‬والمضاف إل يه ليع مل في‬
‫المضاف وأ صل ق يل قول‪ ،‬فا ستثقلت الك سرة على الواو فحذ فت وك سرت القاف لتنقلب الواو ياء ك ما فعلوا‬
‫في أدل وأحق‪ ،‬ومنهم من يقول‪ :‬نقلوا كسرة الواو إلى القاف وهذا ضعيف‪ ،‬لنك ل تنقل إليها الحركة إل‬
‫بعد تقدير سكونها فيحتاج في هذا إلى حذف ضمة القاف وهذا عمل كثير‪ ،‬ويجوز إشمام القاف بالضمة مع‬
‫بقاء الياء ساكنة تنبي ها على ال صل‪ ،‬و من العرب من يقول في م ثل ق يل وب يع‪ :‬قول وبوع‪ ،‬وي سوى ب ين‬
‫ذوات الواو والياء‪ ،‬قالوا‪ :‬وتخرج على أ صلها وماهمو ممن الياء تقلب الياء ف يه واوا لسمكونها وانضمام مما‬
‫قبلهما‪ ،‬ول يقرأ بذلك مما لم تثبمت بمه روايمة والمفعول القائم مقام الفاعمل مصمدر وهمو القول وأضممر لن‬
‫الجملة بعده تفسره‪ ،‬والتقدير‪ :‬وإذا قيل لهم قول هو ل تفسدوا ونظيره ‪ -‬ثم بدا لهم من بعد ما رأوا اليات‬
‫ليسجننه ‪ -‬أى بدا لهم بداء ورأى‪ ،‬وقيل لهم هو القائم مقام الفاعل وهو بعيد‪ ،‬لن الكلم ليتم به‪ ،‬وماهو‬
‫م ما تف سره الجملة بعده‪ ،‬ول يجوز أن يكون قوله‪ :‬ل تف سدوا قائ ما مقام الفا عل‪ ،‬لن الجملة لتكون فاعل‬
‫فل تقوم مقام الفاعل‪ ،‬ولهم في موضع نصب مفعول قيل‪.‬‬

‫قوله (في الرض) الهمزة في الرض أصل‪ ،‬وأ صل الكل مة من الت ساع ومنه قول هم‪ :‬أرضت القر حة إذا‬
‫اتسعت‪ ،‬وقول من قال‪ :‬سميت أرضا لن القدام ترضها ليس بشئ‪ ،‬لن الهمزة فيها أصل والرض ليس‬
‫من هذا‪ ،‬ول يجوز أن يكون في الرض حال من الضم ير في تف سدوا‪ ،‬لن ذلك ل يف يد شيئا وإن ما هو‬
‫ظرف متعلق بتفسدوا‪.‬‬
‫قوله (إنما نحن) " ما " ههنا كافة لن عن العمل لنها هيأتها للدخول على السم تارة وعلى الفعل أخرى‪،‬‬
‫وهى إنما عملت لختصاصها بالسم‪ ،‬وتفيد " إنما " حصر الخبر فيما أسند إليه الخبر كقوله‪ :‬إنما ال إله‬
‫واحد‪ ،‬وتفيد في بعض المواضع اختصاص المذكور بالوصف المذكور دون غيره‪ ،‬كقولك‪ :‬إنما زيد كريم‪،‬‬
‫أى ليس فيه من الوصاف التى تنسب إليه سوى الكرم‪ ،‬ومنه قوله تعالى (إنما أنا بشر مثلكم) لنهم طلبوا‬
‫منه ما ل يقدر عليه البشر‪ ،‬فأثبت لنفسه صفة البشر ونفى عنه ما عداها‪.‬‬

‫قوله‪ :‬ن حن‪ :‬هو ا سم مض مر منف صل مب نى على ال ضم‪ ،‬وإن ما بن يت الضمائر لفتقار ها إلى الظوا هر ال تى‬
‫تر جع إلي ها‪ ،‬ف هى كالحروف في افتقار ها إلى ال سماء‪ ،‬وحرك آخر ها لئل يجت مع ساكنان‪ ،‬وض مت النون‬
‫لن الكلمة ضمير مرفوع للمتكلم فأشبهت التاء‬

‫[‪]19‬‬

‫في قمت‪ ،‬وقيل ضمت لن موضعها رفع‪ ،‬وقيل النون تشبه الواو فحركت بما يجانس الواو‪ ،‬ونحن ضمير‬
‫المتكلم وممن معمه‪ ،‬وتكون للثنيمن والجماعمة‪ ،‬ويسمتعمله المتكلم الواحمد العظيمم‪ ،‬وهمو فمي موضمع رفمع‬
‫بالبتداء و (مصلحون) خبره‪.‬‬

‫قوله تعالى (أل) هى حرف يفت تح به الكلم لت نبيه المخا طب‪ ،‬وق يل معنا ها ح قا‪ ،‬وجوز هذا القائل أن تف تح‬
‫أن بعدها كما تفتح بعد حقا‪ ،‬وهذا في غاية البعد‪.‬‬

‫قوله ( هم المف سدون) هم مبتدأ والمف سدون خبره والجملة خبر إن‪ ،‬ويجوز أن تكون هم في مو ضع ن صب‬
‫توك يد ل سم إن‪ ،‬ويجوز أن يكون ف صل ل مو ضع ل ها‪ ،‬لن ال خبر ه نا معر فة‪ ،‬وم ثل هذا الضم ير يف صل‬
‫بين الخبر والصفة‪ ،‬فيعين ما بعده للخبر‪.‬‬

‫قوله تعالى (وإذا قيل لهم آمنوا) القائم مقام المفعول هو القول‪ ،‬ويفسره آمنوا لن المر والنهى قول‪.‬‬

‫قوله (كما آمن الناس) الكاف في موضع نصب صفة لمصدر محذوف‪ :‬أى إيمانا مثل إيمان الناس‪ ،‬ومثله‬
‫‪ -‬كما آمن السفهاء ‪.-‬‬

‫قوله (ال سفهاء أل إن هم) في هات ين الهمزت ين أرب عة أو جه‪ :‬أحد ها تحقيقه ما و هو ال صل‪ ،‬والثا نى تحق يق‬
‫الولى وقلب الثان ية واوا خال صة فرارا من توالى الهمزت ين وجعلت الثان ية واوا لنضمام الولى‪ ،‬والثالث‬
‫تلييمن الولى‪ ،‬وهمو جعلهما بيمن الهمزة وبيمن الواو وتحقيمق الثانيمة‪ ،‬والرابمع كذلك إل أن الثان ية واو‪ ،‬ول‬
‫يجوز جعمل الثانيمة بيمن الهمزة والواو لن ذلك تقريمب ممن اللف‪ ،‬واللف ل يقمع بعمد الضممة والكسمرة‪،‬‬
‫وأجازه قوم‪.‬‬
‫قوله تعالى (لقوا الذين آمنوا) أصله لقيوا فأسكنت الياء لثقل الضمة عليها ثم حذفت لسكونها وسكون الواو‬
‫بعدها‪ ،‬وحركت القاف بالضم تبعا للواو‪ ،‬وقيل نقلت ضمة الياء إلى القاف بعد تسكينها ثم حذفت‪ ،‬وقرأ ابن‬
‫السميقع‪ :‬لقوا بألف وفتح القاف وضم الواو‪ ،‬وإنما فتحت القاف وضمت الواو لما نذكره في قوله " اشتروا‬
‫الضللة "‪.‬‬

‫قوله (خلوا إلى) يقرأ بتحقيمق الهمزة وهمو الصمل‪ ،‬ويقرأ بإلقاء حركمة الهمزة على الواو وحذف الهمزة‬
‫فتصير الواو مكسورة بكسرة الهمزة‪ ،‬وأصل خلوا خلووا فقلبت الواو الولى ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها‪،‬‬
‫ثم حذفت اللف لئل يلتقى ساكنان‪ ،‬وبقيت الفتحة تدل على اللف المحذوفة‪.‬‬

‫[‪]20‬‬

‫قوله (إ نا مع كم) ال صل‪ :‬إن نا‪ ،‬فحذ فت النون الو سطى على القول ال صحيح‪ ،‬ك ما حذ فت في إن إذا خف فت‪،‬‬
‫كقوله تعالى " وإن كل لما جميع " ومعكم ظرف قائم مقام الخبر‪ ،‬أى كائنون معكم‪.‬‬

‫قوله تعالى (مستهزء‌ون) يقرأ بتحقيق الهمزة وهو الصل‪ ،‬وبقلبها ياء مضمومة لنكسار ما قبلها‪ ،‬ومنهم‬
‫ممن يحذف الياء لشبههما بالياء الصملية فمي مثمل قولك‪ :‬يرمون‪ ،‬ويضمم الزاى‪ ،‬وكذلك الخلف فمي تلييمن‬
‫همزة " يستهزئ بهم "‪.‬‬

‫قوله تعالى (يعمهون) هو حال من الهاء والم يم في يمد هم و فى طغيان هم متعلق بيمد هم أي ضا‪ ،‬وإن شئت‬
‫بيعمهون‪ ،‬ول يجوز أن تجعلهما حالين من يمدهم لن العامل الواحد ل يعمل في حالين‪.‬‬

‫قوله تعالى (اشتروا الضللة) الصمل اشتريوا فقلبمت الياء ألفما ثمم حذفمت اللف لئل يلتقمى سماكنان اللف‬
‫والواو‪.‬‬

‫فإن قلت‪ :‬فالواو هنا متحركة‪.‬‬

‫قيل‪ :‬حركتها عارضة فلم يعتد بها وفتحة الراء دليل على اللف المحذوفة‪ ،‬وقيل سكنت الياء لثقل الضمة‬
‫علي ها ثم حذ فت لئل يلت قى ساكنان‪ ،‬وإن ما حر كت الواو بال ضم دون غيره ليفرق ب ين واو الج مع والواو‬
‫الصلية في نحو قوله‪ :‬لو استطعنا‪ ،‬وقيل ضمت لن الضمة هنا أخف من الكسرة لنها من جنس الواو‪،‬‬
‫وقيل حركت بحركة الياء المحذوفة‪ ،‬وقيل ضمت لنها ضمير فاعل‪ ،‬فهى مثل التاء في قمت‪ ،‬وقيل هى‬
‫للجمع فهى مثل نحن‪ ،‬وقد همزها قوم شبهوها بالواو المضمومة ضما لزما نحو‪ :‬أثؤب‪ ،‬ومنهم من يفتحها‬
‫للتخفيف‪ ،‬ومنهم من يكسرها على الصل في التقاء الساكنين‪ ،‬ومنهم من يختلسها فيحذفها للتقاء الساكنين‪،‬‬
‫وهو ضعيف لن قبلها فتحة‪ ،‬والفتحة ل تدل عليها‪.‬‬
‫قوله تعالى (مثلهمم كمثمل) ابتداء وخمبر‪ ،‬والكاف يجوز أن يكون حرف جمر فيتعلق بمحذوف‪ ،‬ويجوز أن‬
‫يكون اسما بمعنى مثل فل يتعلق بشئ‪.‬‬

‫قوله (الذى ا ستوقد) الذى هاهنا مفرد في اللفظ‪ ،‬والمع نى على الجمع بدليل قوله " ذهب ال بنوركم " وما‬
‫بعده‪ ،‬وفى وقوع المفرد هنا موقع الجمع وجهان‪ :‬أحدهما هو جنس مثل‪ :‬من وما‪ :‬فيعود الضمير إليه تارة‬
‫بلفظ المفرد‪ ،‬وتارة بلفظ الجمع‪ ،‬والثانى أنه أراد الذين‪ ،‬فحذفت النون لطول الكلم بالصلة‪ ،‬ومثله‪:‬‬

‫[‪]21‬‬

‫" والذى جاء بالصدق وصدق به " ثم قال‪ :‬أولئك هم المتقون‪ ،‬واستوقد بمعنى أوقد‪ ،‬مثل استقر بمعنى قر‪،‬‬
‫وقيل استوقد استدعى اليقاد‪.‬‬

‫قوله تعالى (فلما أضاء‌ت) لما هنا اسم‪ ،‬وهى ظرف زمان‪ ،‬وكذا في كل موضع وقع بعدها الماضى‪ ،‬وكان‬
‫ل ها جواب والعا مل في ها جواب ها م ثل‪ :‬إذا‪ ،‬وأضاء‌ت مت عد فيكون " ما " على هذا مفعول به‪ ،‬وق يل أضاء‬
‫لزم‪ ،‬يقال‪ :‬ضاء‌ت النار وأضاء‌ت بمع نى‪ ،‬فعلى هذا يكون " ما " ظر فا‪ ،‬و فى " ما " ثل ثة أو جه‪ :‬أحد ها‬
‫هى بمعنى الذى‪ ،‬والثانى هى نكرة موصوفة‪ ،‬أى مكانا حوله‪ ،‬والثالث هى زائدة‪.‬‬

‫قوله (ذ هب ال بنور هم) الباء ه نا معد ية للف عل كتعد ية الهمزة له‪ ،‬والتقد ير أذ هب ال نور هم‪ ،‬ومثله في‬
‫القرآن كثير‪ ،‬وقد تأتى الباء في مثل هذا للحال كقولك ذهبت بزيد‪ ،‬أى ذهبت ومعى زيد‪.‬‬

‫قوله تعالى (وترك هم في ظلمات) ترك هم هاه نا يتعدى إلى مفعول ين لن المع نى صيرهم‪ ،‬ول يس المراد به‬
‫الترك هو الهمال‪ ،‬فعلى هذا يجوز أن يكون المفعول الثانى في ظلمات‪ ،‬فل يتعلق الجار بمحذوف ويكون‬
‫ليب صرون حال‪ ،‬ويجوز أن يكون ل يب صرون هو المفعول الثا نى‪ ،‬و فى ظلمات ظرف يتعلق بترك هم أو‬
‫بيبصرون‪ ،‬ويجوز أن يكون حال من الضمير في يبصرون‪ ،‬أو من المفعول الول‪.‬‬

‫قوله تعالى (صم بكم) الجمهور على الرفع على أنه خبر ابتداء محذوف‪ :‬أى هم صم‪ ،‬وقرئ شاذا بالنصب‬
‫على الحال من الضمير في يبصرون‪.‬‬

‫قوله تعالى (فهمم ل يرجعون) جملة مسمتأنفة‪ ،‬وقيمل موضعهما حال وهمو خطمأ‪ ،‬لن مما بعمد الفاء ل يكون‬
‫حال‪ ،‬لن الفاء ترتمب‪ ،‬والحوال ل ترتيمب فيهما‪ ،‬ويرجعون فعمل لزم‪ ،‬أى ل ينتهون عمن باطلهمم‪ ،‬أو‬
‫ليرجعون إلى ال حق‪ ،‬وق يل هو مت عد ومفعوله محذوف تقديره‪ :‬ف هم ليردون جوا با‪ ،‬م ثل قوله‪ " :‬إ نه على‬
‫رجعه لقادر "‪.‬‬
‫قوله تعالى (أو كصميب) فمي " أو " أربعمة أوجمه‪ :‬أحدهما أنهما للشمك‪ ،‬وهمو راجمع إلى الناظمر فمي حال‬
‫المنافقين‪ ،‬فل يدرى أيشبههم بالمستوقد أو بأصحاب الصيب‪ ،‬كقوله‪ " :‬إلى مائة ألف أو يزيدون "‪ :‬أى يشك‬
‫الرائى لهم في مقدار عددهم‪ ،‬والثانى أنها للتخي ير‪ :‬أى شبهو هم بأى ال قبيلتين شئتم‪ ،‬والثالث أنها للباحة‪،‬‬
‫والرا بع أن ها للبهام‪ ،‬أى ب عض الناس يشبه هم بالم ستوقد‪ ،‬وبعض هم بأ صحاب ال صيب‪ ،‬ومثله قوله تعالى "‬
‫كونوا هودا‬

‫[‪]22‬‬

‫أو نصارى " أى قالت اليهود كونوا هودا‪ ،‬وقالت النصارى كونوا نصارى‪ ،‬وليجوز ع ند أك ثر البصريين‬
‫أن تح مل " أو " على الواو‪ ،‬ولعلى بل ماوجدن ذلك مندو حة والكاف في مو ضع ر فع عط فا على الكاف‬
‫في قوله " كم ثل الذى " ويجوز أن يكون خبر ابتداء محذوف تقديره‪ :‬أو مثل هم كم ثل صيب‪ ،‬و فى الكلم‬
‫حذف تقديره‪ :‬أو كأصمحاب صميب‪ ،‬وإلى هذا المحذوف يرجمع الضميمر ممن قوله يجعلون‪ ،‬والمعنمى على‬
‫ذلك‪ ،‬لن تشبيه المنافقين بقوم أصابهم مطر فيه ظلمة ورعد وبرق لبنفس المطر‪ ،‬وأصل صيب‪ :‬صيوب‬
‫على فيعل‪ ،‬فأبدلت الواو ياء وأدغمت الولى فيها‪ ،‬ومثله‪ :‬مين وهين‪ ،‬وقال الكوفيون‪ :‬أصله صويب على‬
‫فعيل‪ ،‬وهو خطأ‪ ،‬لنه لو كان كذلك لصحت الواو كما صحت في طويل وعويل (من السماء) في موضع‬
‫ن صب " و من " متعل قة ب صيب‪ ،‬لن التقد ير‪ :‬كم طر صيب من ال سماء‪ ،‬وهذا الو صف يع مل ع مل الف عل‪،‬‬
‫ومن لبتداء الغاية‪ ،‬ويجوز أن يكون في موضع جر على الصفة لصيب فيتعلق من بمحذوف‪ :‬أى كصيب‬
‫كائن من ال سماء‪ ،‬والهمزة في ال سماء بدل من واو قل بت همزة لوقوع ها طر فا ب عد ألف زائدة‪ ،‬ونظائره‬
‫تقاس عليه (فيه ظلمات) الهاء تعود على صيب‪ ،‬وظلمات رفع بالجار والمجرور لنه قد قوى بكونه صفة‬
‫ل صيب‪ ،‬ويجوز أن يكون ظلمات مبتدأ وف يه خبر مقدم‪ ،‬وف يه على هذا ضم ير‪ ،‬والجملة في مو ضع جر‬
‫صفة ل صيب‪ ،‬والجمهور على ضم اللم‪ ،‬و قد قرئ بإ سكانها تخفي فا‪ ،‬وف يه ل غة أخرى بف تح اللم‪ ،‬والر عد‬
‫م صدر ر عد ير عد‪ ،‬والبرق م صدر أي ضا‪ ،‬وه ما على ذلك موحدتان ه نا‪ ،‬ويجوز أن يكون الر عد والبرق‬
‫بمعنمى الراعمد والبارق كقولهمم‪ :‬رجمل عدل وصموم (يجعلون) يجوز أن يكون فمي موضمع جمر صمفة‬
‫لصمحاب صميب‪ ،‬وأن يكون مسمتأنفا‪ ،‬وقيمل يجوز أن يكون حال ممن الهاء فمي فيمه‪ ،‬والراجمع على الهاء‬
‫محذوف تقديره ممن صمواعقه وهمو بعيمد‪ ،‬لن حذف الراجمع على ذى الحال كحذفهما ممن خمبر المبتدأ‪،‬‬
‫وسيبويه يعده من الشذوذ (من الصواعق) أى من صوت الصواعق (حذر الموت) مفعول له‪ ،‬وقيل مصدر‪:‬‬
‫أى يحذرون حذرا مثل حذر الموت‪ ،‬والمصدر هنا مضاف إلى المفعول به (محيط) إصله محوط لنه من‬
‫حاط يحوط فنقلت كسرة الواو إلى الحاء فانقلبت ياء‪.‬‬

‫قوله تعالى (يكاد) فعل يدل على مقاربة وقوع الف عل بعد ها‪ ،‬ولذلك لم تد خل عل يه أن لن أن تخلص الف عل‬
‫لل ستقبال وعين ها واو‪ ،‬والصمل‪ :‬يكود‪ ،‬م ثل خاف يخاف‪ ،‬و قد سمع ف يه‪ ،‬كدت ب ضم الكاف‪ ،‬وإذا د خل‬
‫علي ها حرف ن فى دل على أن الف عل الذى بعد ها و قع‪ ،‬وإذا لم ي كن حرف ن فى لم ي كن الف عل بعد ها واق عا‪،‬‬
‫ولكنه‬

‫[‪]23‬‬

‫قارب الوقوع‪ ،‬وموضع (يخطف) نصب لنه خبر كاد‪ ،‬والمعنى‪ :‬قارب البرق خطف البصار‪ ،‬والجمهور‬
‫على ف تح الياء والطاء و سكون الخاء وماض يه خ طف كقوله تعالى (إل من خ طف الخط فة) وف يه قراء‌ات‬
‫شاذة‪ :‬إحداهما كسمر الطاء على أن ماضيمه خطمف بفتمح الطاء‪ ،‬والثانيمة بفتمح الياء والخاء والطاء وتشديمد‬
‫الطاء‪ ،‬وال صل‪ :‬يخت طف‪ ،‬فأبدل من التاء طاء وحر كت بحر كة التاء‪ ،‬والثال ثة كذلك‪ ،‬إل أن ها بك سر الطاء‬
‫على ماي ستحقه في ال صل‪ ،‬والراب عة كذلك إل أن ها بك سر الخاء أي ضا على التباع‪ ،‬والخام سة بك سر الياء‬
‫أيضا إتباعا أيضا‪ ،‬والسادسة بفتح الياء وسكون الخاء وتشديد الطاء‪ ،‬وهو ضعيف لما فيه من الجمع بين‬
‫ال ساكنين (كلما) هى ه نا ظرف‪ ،‬وكذلك كل مو ضع كان لها جواب‪ ،‬و " ما " مصدرية‪ ،‬والزمان محذوف‬
‫أى كل وقت إضاء‌ة‪ ،‬وقيل " ما" هنا نكرة موصوفة ومعناها الوقت‪ ،‬والعائد محذوف‪ :‬أى كل وقت أضاء‬
‫ل هم ف يه‪ ،‬والعا مل في كل جواب ها‪ ،‬و (ف يه) أى في ضوئه والمع نى بضوئه‪ ،‬ويجوز أن يكون ظر فا على‬
‫أصلها‪ ،‬والمعنى‪ :‬إنهم يحيط بهم الضوء (شاء) ألفا منقلبة عن ياء لقولهم في مصدره‪ :‬شئت شيئا‪ ،‬وقالوا‪:‬‬
‫أشأتمه أى حملتمه على أن يشاء (لذهمب بسممعهم) أى أعدم المعنمى الذى يسممعون بمه‪ ،‬وعلى كمل متعلق ب‌‬
‫(قدير) في موضع نصب‪.‬‬

‫قوله تعالى (ياأيها الناس) أى اسم مبهم لوقوعه على كل شئ أتى به في النداء توصل إلى نداء مافيه اللف‬
‫واللم إذا كانت " يا " لتباشر اللف واللم‪ ،‬وبنيت لنها اسم مفرد مقصود وها مقحمة للتنبيه‪ ،‬لن الصل‬
‫أن تبا شر " يا " الناس‪ ،‬فل ما ح يل بينه ما بأى عوض من ذلك " ها " والناس و صف لى ل بد م نه‪ ،‬ل نه‬
‫المنادى في المع نى‪ ،‬و من هاه نا ر فع‪ ،‬ورف عه أن يج عل بدل من ض مة البناء‪ ،‬وأجاز الماز نى ن صبه ك ما‬
‫يجيز‪ :‬يازيد الظريف‪ ،‬وهو ضعيف لما قدمنا من لزوم ذكره‪ ،‬والصفة ليلزم ذكرها (من قبلكم) من هنا‬
‫لبتداء الغاية في الزمان‪ ،‬والتقدير‪ :‬والذين خلقهم من قبل خلقكم‪ ،‬فحذف الخلق وأقام الضمير مقامه (لعلكم)‬
‫متعلق فمي المعنمى باعبدوا‪ ،‬أى اعبدوه ليصمح منكمم رجاء التقوى‪ ،‬والصمل توتقيون‪ ،‬فأبدل ممن الواو تاء‬
‫وأدغمت في التاء الخرى وسكنت الياء ثم حذفت‪ ،‬وقد تقدمت نظائره‪ ،‬فوزنه الن تفتعون‪.‬‬

‫قوله تعالى (الذى جعمل) همو فمي موضمع نصمب بتتقون أو بدل ممن ربكمم‪ ،‬أو صمفة مكررة‪ ،‬أو بإضمار‬
‫أعنى‪ ،‬ويجوز أن يكون في موضع رفع على إضمار هو‬

‫[‪]24‬‬
‫الذى‪ ،‬وجعل هنا متعد إلى مفعول واحد وهو الرض‪ ،‬وفراشا حال‪ ،‬ومثله‪ :‬والسماء بناء‪ ،‬ويجوز أن يكون‬
‫جعل بمعنى صير فيتعدى إلى مفعولين وهما الرض وفراشا ومثله‪ :‬والسماء بناء‪ ،‬ولكم متعلق بجعل‪ ،‬أى‬
‫لجل كم ( من ال سماء) متعلق بأنزل‪ ،‬و هى لبتداء غا ية المكان‪ ،‬ويجوز أن يكون حال‪ ،‬والتقد ير‪ :‬ماء كائ نا‬
‫من السماء‪ ،‬فلما قدم الجار صار حال وتعلق بمحذوف‪ ،‬والصل في ماء موه لقولهم‪ :‬ماهت الركية تموه‪،‬‬
‫وفى الجمع أمواه‪ ،‬فلما تحركت الواو وانفتح ماقبلها قلبت ألفا ثم أبدلوا من الهاء همزة وليس بقياس (من‬
‫الثمرات) متعلق بأخرج فيكون من لبتداء الغاية ويجوز أن يكون في موضع الحال تقديره رزقا كائنا من‬
‫الثمرات و (لكم) أى من أجلكم والرزق هنا بمعنى المرزوق وليس بمصدر (فل تجعلوا) أى لتصيروا أو‬
‫لتسمعوا فيكون متعديا إلى مفعولين‪ ،‬والنداد جمع ند ونديد (وأنتم تعلمون) مبتدأ وخبر في موضع الحال‪،‬‬
‫ومفعول تعلمون محذوف‪ ،‬أى تعلمون بطلن ذلك والسم من أنتم أن‪ ،‬والتاء للخطاب‪ ،‬والميم للجمع‪ ،‬وهما‬
‫حرفا معنى‪.‬‬

‫قوله تعالى (وإن كن تم) جواب للشرط " فأتوا ب سورة " و " إن كن تم صادقين " شرط أي ضا جوا به محذوف‬
‫أغ نى ع نه جواب الشرط الول‪ :‬أى إن كن تم صادقين فافعلوا ذلك‪ ،‬ولتد خل إن الشرط ية على ف عل ماض‬
‫في المعنى‪ ،‬إل على كان لكثرة استعمالها‪ ،‬وأنها لتدل على حدث (مما نزلنا) في موضع جر صفة لريب‪:‬‬
‫أى ر يب كائن م ما نزل نا‪ ،‬والعائد على " ما " محذوف‪ :‬أى نزلناه و " ما " بمع نى الذى أو نكرة مو صوفة‪،‬‬
‫ويجوز أن يتعلق " من " بر يب‪ :‬أى إن ارتب تم من أ جل مانزل نا (فأتوا) أ صله‪ :‬ائتيوا‪ ،‬وماض يه أ تى‪ ،‬ففاء‬
‫الكلممة همزة‪ ،‬فإذا أمرت زدت عليهما همزة الوصمل مكسمورة فاجتمعمت همزتان والثانيمة سماكنة‪ ،‬فأبدلت‬
‫الثان ية ياء لئل يج مع ب ين همزت ين‪ ،‬وكا نت الياء الولى للك سرة قبل ها‪ ،‬فإذا ات صل ب ها شئ حذ فت همزة‬
‫الوصمل اسمتغناء عنهما ثمم همزة الياء لنمك أعدتهما إلى أصملها لزوال الموجمب لقلبهما ! ويجوز قلب هذه‬
‫الهمزة أل فا إذا انف تح ماقبل ها م ثل هذه ال ية‪ ،‬وياء إذا انك سر ماقبل ها كقوله‪ :‬الذى ايت من‪ ،‬فت صيرها ياء في‬
‫الل فظ‪ ،‬وواوا إذا ان ضم ماقبل ها كقوله‪ :‬يا صالح أوت نا‪ ،‬ومن هم من يقول‪ :‬ذن لى ( من مثله) الهاء تعود على‬
‫النبى صلى ال عليه وسلم‪ ،‬فيكون من للبتداء‪ ،‬ويجوز أن تعود على القرآن فتكون من زائدة‪ ،‬ويجوز أن‬
‫تعود على النداد بل فظ المفرد كقوله تعالى " وان ل كم في النعام ل عبرة ن سقيكم م ما في بطو نه " (وادعوا)‬
‫لم الكلمة محذوف‪ ،‬لنه حذف في الواحد دليل‬

‫[‪]25‬‬

‫على السكون الذى هو جزم في المعرب‪ ،‬وهذه الواو ضمير الجماعة (من دون ال) في موضع الحال من‬
‫الشهداء والعامل فيه محذوف تقديره شهداء‌كم منفردين عن ال أو عن أنصار ال‪.‬‬

‫قوله تعالى (فإن لم تفعلوا) الجزم بلم ل بإن لن لم عاممل شديمد التصمال بمعموله ولم يقمع إل ممع الفعمل‬
‫الم ستقبل في الل فظ‪ ،‬وإن قد دخلت على الما ضى في الل فظ و قد ولي ها ال سم كقوله تعالى " وان أ حد من‬
‫المشرك ين " (وقود ها الناس) الجمهور على ف تح الواو و هو الح طب‪ ،‬وقرئ بال ضم و هو ل غة في الح طب‪،‬‬
‫والج يد أن يكون م صدرا بمع نى التو قد ويكون في الكلم حذف مضاف تقديره توقد ها واحتراق للناس‪ ،‬أو‬
‫تلهب الناس أوذو وقودها الناس (أعدت) جملة في موضع الحال من النار‪ ،‬والعامل فيها فاتقوا وليجوز أن‬
‫يكون حال من الضمير في وقود ها لثل ثة أشياء‪ :‬أحدها أنها مضاف إليها والثانى أن الحطب ليع مل في‬
‫الحال‪ ،‬والثالث أنك تفصل بين المصدر أو ماعمل عمله وبين مايعمل فيه بالخبر وهو الناس‪.‬‬

‫قوله تعالى (أن ل هم جنات) فت حت أن هاه نا لن التقد ير ل هم‪ ،‬ومو ضع أن وماعملت ف يه ن صب بب شر‪ ،‬لن‬
‫حرف الجر إذا حذف وصل الفعل بنفسه هذا مذهب سيبويه‪ ،‬وأجاز الخليل أن يكون في موضع جر بالباء‬
‫المحذوفة ل نه موضع تزاد ف يه‪ ،‬فكأن ها ملفوظ ب ها‪ ،‬وليجوز ذلك مع غ ير أن لو قلت بشره بأ نه مخلد في‬
‫الجنمة جاز حذف الباء لطول الكلم‪ ،‬ولو قلت بشره الخلود لم يجمز وهذا أصمل يتكرر فمي القرآن كثيرا‬
‫فتأمله واطلبه هاهنا (تجرى من تحتها النهار) الجملة في موضع نصب صفة للجنات‪ ،‬والنهار مرفوعة‬
‫بتجرى لبالبتداء وأن‪ ،‬من تحتها الخبر ولبتحتها لن تجرى لضمير فيه إذا كانت الجنات لتجرى وإنما‬
‫تجرى أنهار ها‪ ،‬والتقد ير من ت حت شجر ها ل من ت حت أرض ها فحذف المضاف‪ ،‬ولو ق يل إن الج نة هى‬
‫الشجر فل يكون في الكلم حذف لكان وجها (كلما رزقوا منها) إلى قوله من قبل في موضع نصب على‬
‫الحال من الذين آمنوا تقديره مرزوقين على الدوام‪ ،‬ويجوز أن يكون حال من الجنات لنها قد وصفت وفى‬
‫الجملة ضمير يعود إليها وهو قوله منها (رزقنا من قبل) أى رزقناه فحذف العائد‪ ،‬وبنيت قبل لقطعها عن‬
‫الضافة لن التقدير من قبل هذا (وأتوا به) يجوز أن يكون حال وقد معه مرادة تقديره قالوا ذلك وقد أتوا‬
‫به ويجوز أن يكون مستأنفا و (متشابها) حال من الهاء في به (ولهم فيها أزواج) أزواج مبتدأ ولهم الخبر‪،‬‬
‫وفيها ظرف للستقرار‪ ،‬وليكون فيها الخبر لن الفائدة تقل إذ الفائدة في جعل الزواج لهم‬

‫[‪]26‬‬

‫و (فيها) الثانية تتعلق ب‌ (خالدون) وهاتان الجملتان مستأنفتان ويجوز أن تكون الثانية حال من الهاء والميم‬
‫في لهم والعامل فيها معنى الستقرار‪.‬‬

‫قوله تعالى (لي ستحيى) وز نه ي ستفعل ولم ي ستعمل م نه ف عل بغ ير ال سين‪ ،‬ول يس معناه ال ستدعاء وعي نه‬
‫ول مه ياء‌ان‪ ،‬وأ صله الحياء وهمزة الحياء بدل من الياء‪ ،‬وقرئ في الشاذ ي ستحى بياء واحدة والمحذو فة‬
‫هى اللم كما تحذف في الجزم‪ ،‬ووزنه على هذا يستفع‪ ،‬إل أن الياء نقلت حركتها إلى العين وسكنت‪ ،‬وقيل‬
‫المحذوف هى الع ين و هو بع يد (أن يضرب) أى من أن يضرب‪ ،‬فموض عه ن صب ع ند سيبويه و جر ع ند‬
‫الخليل (ما) حرف زائد للتوكيد و (بعوضة) بدل من مثل‪ ،‬وقيل مانكرة موصوفة‪ ،‬وبعوضة بدل من " ما "‬
‫ويقرأ شاذا بعوضة بالرفع على أن تجعل مابمعنى الذى‪ ،‬ويحذف المبتدأ‪ ،‬أى الذى هو بعوضة‪ ،‬ويجوز أن‬
‫يكون ماحر فا ويض مر المبتدأ تقديره‪ :‬مثل هو بعو ضة (ف ما فوق ها) الفاء للع طف‪ ،‬ومانكرة مو صوفة‪ ،‬أو‬
‫بمنزلة الذى‪ ،‬والعا مل في فوق على الوجه ين ال ستقرار‪ ،‬والمعطوف عل يه بعو ضة (أ ما) حرف ناب عن‬
‫حرف الشرط وف عل الشرط‪ ،‬ويذ كر لتف صيل ماأج مل‪ ،‬وي قع ال سم بعده مبتدأ وتلزم الفاء خبره‪ ،‬وال صل‬
‫مهمما يكمن ممن شمئ فالذيمن آمنوا يعلمون‪ ،‬لكمن لمما نابمت أمما عمن حرف الشرط كرهوا أن يولوهما الفاء‬
‫فأخروها إلى الخبر‪ ،‬وصار ذكر المبتدإ بعدها عوضا من اللفظ بفعل الشرط (من ربهم) في موضع نصب‬
‫على الحال‪ :‬والتقدير‪ :‬أنه ثابت أو مستقر من ربهم‪ ،‬والعامل معنى الحق‪ ،‬وصاحب الحال الضمير المستتر‬
‫ف يه (ماذا) ف يه قولن‪ :‬أحده ما أن " ما " ا سم لل ستفهام موضع ها ر فع بالبتداء وذا بمع نى الذى و (أراد)‬
‫صلة له‪ ،‬والعائد محذوف‪ ،‬والذى وصلته خبر المبتدإ‪ ،‬والثانى أن " ما وذا " اسم واحد للستفهام‪ ،‬وموضعه‬
‫نصب بأراد‪ ،‬ولضمير في الفعل‪ ،‬والتقدير أى شئ أراد ال (مثل) تمييز‪ :‬أى من مثل‪ ،‬ويجوز أن يكون‬
‫حال من هذا‪ :‬أى متمثل أو متمثل به‪ ،‬فيكون حال من اسم ال (يضل) يجوز أن يكون في موضع نصب‬
‫صفة للمثل‪ ،‬ويجوز أن يكون حال من اسم ال‪ ،‬ويجوز أن يكون مستأنفا (إل الفاسقين) مفعول يضل وليس‬
‫بمنصوب على الستثناء لن يضل لم يستوف مفعوله قبل إل‪.‬‬

‫قوله تعالى (الذين ينقضون) في موضع نصب صفة للفاسقين‪ ،‬ويجوز أن يكون نصبا بإضمار أعنى‪ ،‬وان‬
‫يكون رفعا على الخبر‪ ،‬أى هم الذين‪ ،‬ويجوز أن‬

‫[‪]27‬‬

‫يكون مبتدأ وال خبر قوله " أولئك هم الخا سرون " ( من ب عد) من لبتداء غا ية الزمان على رأى من أجاز‬
‫ذلك‪ ،‬وزائدة على رأى من لم يجزه‪ ،‬وهو مشكل على أصله‪ ،‬ل نه ليج يز زيادة من في الوا جب (ميثاقه)‬
‫مصمدر بمعنمى اليثاق‪ ،‬والهاء تعود على اسمم ال أو على العهمد‪ ،‬فإن أعدتهما إلى اسمم ال كان المصمدر‬
‫مضافا إلى الفاعل‪ ،‬وإن أعدتها إلى العهد كان مضافا إلى المفعول (ماأمر) مابمعنى الذى‪ ،‬ويجوز أن يكون‬
‫نكرة موصوفة‪ ،‬و (أن يوصل) في موضع جر بدل من الهاء‪ ،‬أى يوصله‪ ،‬ويجوز أن يكون بدل من مابدل‬
‫الشتمال تقديره‪ :‬ويقطعون وصمل ماأممر ال بمه‪ ،‬ويجوز أن يكون فمي موضمع رفمع‪ :‬أى همو أن يوصمل‬
‫(أولئك) مبتدأ و (هم) مبتدأ ثان أو فصل‪ ،‬و (الخاسرون) الخبر‪.‬‬

‫قوله تعالى (كيف تكفرون بال) كيف في موضع نصب على الحال‪ ،‬والعامل فيه تكفرون‪ ،‬وصاحب الحال‬
‫الضم ير في تكفرون‪ ،‬والتقد ير‪ :‬أمعاند ين تكفرون‪ ،‬ون حو ذلك‪ ،‬وتكفرون يتعدى بحرف ال جر‪ ،‬و قد عدى‬
‫بنفسمه فمي قوله " أل إن عادا كفروا ربهمم " وذلك حممل على المعنمى إذ المعنمى جحدوا (وكنتمم) قمد معمه‬
‫مضمرة والجملة حال (ثم إليه) الهاء ضمير اسم ال‪ ،‬ويجوز أن يكون ضمير الحياء المدلول عليه بقوله "‬
‫فأحياكم "‪.‬‬

‫قوله تعالى (جمي عا) حال في مع نى مجتم عا (ف سواهن) إن ما ج مع الضم ير لن ال سماء ج مع سماوة أبدلت‬
‫الواو فيها همزة لوقوعها طرفا بعد ألف زائدة (سبع سموات) سبع منصوب على البدل من الضمير‪ ،‬وقيل‬
‫التقد ير‪ :‬ف سوى من هن سبع سموات‪ ،‬كقوله‪ :‬واختار مو سى قو مه ‪ -‬فيكون مفعول به‪ ،‬وق يل سوى بمع نى‬
‫صير فيكون مفعول ثان يا (و هو) يقرأ بإ سكان الهاء وأ صلها ال ضم‪ ،‬وإن ما أ سكنت لن ها صارت كع ضد‬
‫فخففت‪ ،‬وكذلك حالها مع الفاء واللم نحو فهو لهو‪ ،‬ويقرأ بالضم على الصل‪.‬‬

‫قوله تعالى (وإذ قال) همو مفعول بمه تقديره‪ :‬واذكمر إذ قال‪ :‬وقيمل همو خمبر مبتدإ محذوف تقديره وابتداء‬
‫خلقى إذ قال ربك‪ ،‬وقيل إذ زائدة و (للملئكة) مختلف في واحدها وأصلها‪.‬‬

‫فقال قوم أحدهم في الصل مألك على مفعل‪ ،‬لنه مشتق من اللوكة وهى الرسالة ومنه قول الشاعر‪:‬‬

‫وغلم أرسلته أمه * بألوك فبذلنا ماسأل‬

‫فالهمزة فاء الكلمة‪ ،‬ثم أخرت فجعلت بعد اللم فقالوا‪ :‬ملك‪.‬‬

‫[‪]28‬‬

‫قال الشاعر‪:‬‬

‫فلست لنسى ولكن لملك * تنزل من جو السماء يصوب‬

‫فوزنه الن معفل والجمع ملئكة على معافلة‪.‬‬

‫وقال آخرون أ صل الكل مة لك فع ين الكل مة همزة‪ ،‬وأ صل ملك‪ :‬ملك من غ ير ن قل‪ ،‬وعلى كل القول ين‬
‫ألق يت حر كة الهمزة على اللم وحذ فت فل ما جم عت ردت‪ ،‬فوز نه الن مفاعلة‪ ،‬وقال آخرون ع ين الكل مة‬
‫واو‪ ،‬و هو من لك يلوك إذا أدار ال شئ في ف يه‪ ،‬فكأن صاحب الر سالة يدير ها في ف يه فيكون أ صل ملك‪:‬‬
‫ملك مثل معاذ‪ ،‬ثم حذفت عينه تخفيفا‪ ،‬فيكون أصل ملئكة‪ :‬ملوكة‪ ،‬مثل مقاولة‪ ،‬فأبدلت الواو همزة‪ ،‬كما‬
‫أبدلت واو مصائب‪.‬‬

‫وقال آخرون‪ :‬ملك ف عل من الملك‪ ،‬وهمى القوة‪ ،‬فالم يم أ صل‪ ،‬ولحذف ف يه‪ ،‬لك نه ج مع على فعائلة شاذا‬
‫(جاعل) يراد به الستقبال فلذلك عمل‪ ،‬ويجوز أن يكون بمعنى خالق‪ ،‬فيتعدى إلى مفعول واحد‪ ،‬وأن يكون‬
‫بمعنى مصير فيتعدى إلى مفعولين ويكون (في الرض) هو الثانى (خليفة) فعيلة بمعنى فاعل‪ ،‬أى يخلف‬
‫غيره‪ ،‬وزيدت الهاء للمبالغة (أتجعل) الهمزة للسترشاد‪ ،‬أى تجعل فيها من يفسد كمن كان فيها من قبل‪،‬‬
‫وق يل ا ستفهموا عن أحوال أنف سهم‪ ،‬أى أتج عل في ها مف سدا ون حن على طاع تك أو نتغ ير (ي سفك) الجمهور‬
‫على التخف يف وك سر الفاء‪ ،‬و قد قرئ بضم ها و هى لغتان‪ ،‬ويقرأ بالتشد يد للتكث ير‪ ،‬وهمزة (الدماء) منقل بة‬
‫عن ياء لن الصل دمى‪ ،‬لنهم قالوا دميان (بحمدك) في موضع الحال تقديره‪ :‬نسبح مشتملين بحمدك أو‬
‫متعبد ين بحمدك (ونقدس لك) أى لجلك‪ ،‬ويجوز أن تكون اللم زائدة‪ :‬أى نقد سك‪ ،‬ويجوز أن تكون معد ية‬
‫للفعل كتعدية الباء مثل سجدت ل (إني أعلم) الصل إننى‪ ،‬فحذفت النون الوسطى ل نون الوقاية‪ ،‬هذا هو‬
‫الصمحيح‪ ،‬وأعلم‪ :‬يجوز أن يكون فعل ويكون " مما " مفعول‪ ،‬إمما بمعنمى الذى أو نكرة موصموفة‪ ،‬والعائد‬
‫محذوف‪ ،‬ويجوز أن يكون اسما مثل أفضل‪ ،‬فيكون " ما " في موضع جر بالضافة‪ ،‬ويجوز أن يكون في‬
‫موضمع نصمب بأعلم كقولهمم‪ :‬هؤلء حواج بيمت ال‪ ،‬بالنصمب والجمر‪ ،‬وسمقط التنويمن لن هذا السمم‬
‫لينصرف‪ ،‬فإن قلت‪ :‬أفعل لينصب مفعول‪.‬‬

‫قيل‪ :‬إن كانت من معه مرادة لم ينصب‪ ،‬وأعلم هنا بمعنى عالم‪ ،‬ويجوز أن يريد بأعلم‪ :‬أعلم منكم‪ ،‬فيكون‬
‫" ما " في موضع نصب بفعل محذوف دل عليه السم‪ ،‬ومثله قوله " هو أعلم من يضل عن سبيله "‪.‬‬

‫قوله تعالى (وعلم) يجوز أن يكون م ستأنفا‪ ،‬وأن يكون معطو فا على " قال ر بك " وموض عه جر كمو ضع‬
‫قال‪ ،‬وقوى ذلك إضمار الفاعل‪ ،‬وقرئ " وعلم آدم " على‬

‫[‪]29‬‬

‫مالم يسم فاعله‪ ،‬وآدم أفعل‪ ،‬واللف فيه مبدلة من همزة هى فاء الفعل‪ ،‬لنه مشتق من أديم الرض أو من‬
‫الدممة‪ ،‬وليجوز أن يكون وزنمه فاعل‪ ،‬إذ لو كان كذلك لنصمرف مثمل عالم وخاتمم‪ ،‬والتعريمف وحده‬
‫ليم نع ول يس بأعج مى ( ثم عرض هم) بع نى أ صحاب ال سماء فلذلك ذ كر الضم ير (هؤلء إن كن تم) يقرأ‬
‫بتحق يق الهمزت ين على ال صل‪ ،‬ويقرأ بهمزة واحدة‪ ،‬ق يل المحذو فة هى الولى‪ ،‬لن ها لم الكل مة والخرى‬
‫أول الكل مة الخرى وحذف ال خر أولى‪ ،‬وق يل المحذو فة الثان ية لن الث قل ب ها حصل‪ ،‬ويقرأ بتلي ين الهمزة‬
‫الولى وتحق يق الثان ية وبالع كس‪ ،‬ومن هم من يبدل الثان ية ياء ساكنة كأ نه قدره ما في كل مة واحدة طل با‬
‫للتخفيف‪.‬‬

‫قوله تعالى (سبحانك) سبحان اسم واقع موقع المصدر‪ ،‬وقد اشتق منه سبحت والتسبيح‪ ،‬وليكاد يستعمل إل‬
‫مضافا‪ ،‬لن الضافة تبين من المعظم‪ ،‬فإن أفرد عن الضافة كان اسما علما للتسبيح لينصرف للتعريف‪،‬‬
‫واللف والنون في آخره م ثل عثمان‪ ،‬و قد جاء في الش عر منو نا على ن حو تنو ين العلم إذا ن كر ومايضاف‬
‫إل يه مفعول به ل نه الم سبح‪ ،‬ويجوز أن يكون فاعل‪ ،‬لن المع نى تنز هت‪ ،‬وانت صابه على الم صدر بف عل‬
‫محذوف تقديره‪ :‬سمبحت ال تسمبيحا (إل ماعلمتنما) مامصمدرية أى إل علمما علمتناه‪ ،‬وموضعمه رفمع على‬
‫البدل ممن موضمع ل علم‪ ،‬كقولك لإله إل ال‪ ،‬ويجوز أن تكون " مما " بمعنمى الذى‪ ،‬ويكون علم بمعنمى‬
‫معلوم‪ :‬أى لمعلوم لنا إل الذى علمتناه‪ ،‬وليجوز أن تكون " ما " في موضع نصب بالعلم‪ ،‬لن اسم " ل "‬
‫إذا عمل فيما بعده ليبنى (إنك أنت العليم) أنت مبتدأ والعليم خبره‪ ،‬والجملة خبر إن‪ ،‬ويجوز أن يكون أنت‬
‫توكيد للمنصوب‪ ،‬ووقع بلفظ المرفوع لنه هو الكاف في المعنى وليقع هاهنا إياك للتوكيد‪ ،‬لنها لو وقعت‬
‫لكانت بدل‪ ،‬وإياك لم يؤكد بها‪ ،‬ويجوز أن يكون فصل لموضع لها من العراب‪ ،‬و (الحكيم) خبر ثان أو‬
‫صفة للعل يم على قول من أجاز صفة ال صفة‪ ،‬و هو صحيح لن هذه ال صفة هى المو صوف في المع نى‪،‬‬
‫والعليم بمعنى العالم‪ ،‬وأما الحكيم فيجوز أن يكون بمعنى الحاكم‪ ،‬وأن يكون بمعنى المحكم‪.‬‬

‫قوله تعالى (أنبئهم) يقرأ بتحقيق الهمزة على الصل‪ ،‬وبالياء على تليين الهمزة‪ ،‬ولم نقلبها قلبا قياسيا‪ ،‬لنه‬
‫لو كان كذلك لحذ فت الياء ك ما تحذف من قولك أبق هم ك ما بق يت‪ ،‬و قد قرئ " آنب هم " بك سر الباء من غ ير‬
‫همزة ولياء‪ ،‬على أن يكون إبدال الهمزة ياء إبدال قياسميا‪ ،‬وأنبمأ يتعدى بنفسمه إلى مفعول واحمد‪ ،‬وإلى‬
‫الثانى‬

‫[‪]30‬‬

‫بحرف الجر‪ ،‬وهو قوله (بأسمائهم) وقد يتعدى بعن كقولك‪ :‬أنبأته عن حال زيد وأما قوله تعالى " قد نبأنا‬
‫ال من أخبار كم " فيذ كر في موض عه (وأعلم ماتبدون) م ستأنف ول يس بمح كى بقوله (ألم أ قل ل كم) ويجوز‬
‫أن يكون محك يا أي ضا‪ ،‬فيكون في مو ضع ن صب‪ ،‬وتبدون وز نه تفعون‪ ،‬والمحذوف م نه ل مه و هى واو‪،‬‬
‫لنه من بدا يبدو‪ ،‬والصل في الياء التى في (إنى) أن تحرك بالفتح لنها اسم مضمر على حرف واحد‪،‬‬
‫فتحرك مثل الكاف في إنك‪ ،‬فمن حركها أخرجها على الصل‪ ،‬ومن سكنها استثقل حركة الياء بعد الكسرة‪.‬‬

‫قوله تعالى (للملئ كة ا سجدوا) الجمهور على ك سر التاء‪ ،‬وقرئ بضم ها و هى قراء‌ة ضعي فة جدا‪ ،‬وأح سن‬
‫ماتحمل عليه أن يكون الراوى لم يضبط على القارئ وذلك أن يكون القارئ أشار إلى الضم تنبيها على أن‬
‫الهمزة المحذو فة مضمو مة في البتداء‪ ،‬ولم يدرك الراوى هذه الشارة‪ ،‬وق يل إ نه نوى الو قف على التاء‬
‫ال ساكنة ثم حركها بال ضم إتباعا لض مة الج يم‪ ،‬وهذا من إجراء الو صل مجرى الو قف‪ ،‬ومثله ماحكى عن‬
‫امرأة رأت ن ساء مع هن ر جل فقالت‪ :‬أ فى سوأة أنت نه‪ ،‬بف تح التاء‪ ،‬وكأن ها نوت الو قف على التاء‪ ،‬ثم أل قت‬
‫علي ها حر كة الهمزة ف صارت مفتو حة (إل إبل يس) ا ستثناء منق طع‪ ،‬ل نه لم ي كن من الملئ كة‪ ،‬وق يل هو‬
‫متصمل‪ ،‬ل نه كان فمي البتداء مل كا وهمو اسمم أعج مى لين صرف للعج مة والتعريمف‪ ،‬وقيمل همو عربمى‬
‫واشتقاقه من البلس ولم ينصرف للتعريف‪ ،‬وأنه لنظير له في السماء‪ ،‬وهذا بعيد‪ ،‬على أن في السماء‬
‫مثله ن حو‪ :‬إخر يط وإجف يل وإ صليت ونحوه‪ ،‬وأ بى في مو ضع ن صب على الحال من إبل يس تقديره‪ :‬ترك‬
‫السجود كارها له ومستكبرا (وكان من الكافرين) مستأنف‪ ،‬ويجوز أن يكون في موضع حال أيضا‪.‬‬

‫قوله (ا سكن أنت وزو جك) أ نت توكيد للضمير في الفعل أتى به لي صح الع طف عليه وال صل في (كل)‬
‫أأكل مثل أقتل إل أن العرب حذفت الهمزة الثانية تخفيفا‪ ،‬ومثله خذ‪ ،‬وليقاس عليه‪ ،‬فل تقول في المر من‬
‫أجر يأجر جر‪ ،‬وحكى سيبويه أو كل شاذا (منها) أى من ثمرتها‪ ،‬فحذف المضاف‪ ،‬وموضعه نصب بالفعل‬
‫قبله‪ ،‬و من لبتداء الغا ية و (رغدا) صفة م صدر محذوف‪ :‬أى أكل رغدا أى طي با هنيئا‪ ،‬ويجوز أن يكون‬
‫مصدرا في موضع الحال تقديره‪ :‬كل مستطيبين متهنئين (حيث) ظرف مكان‪ ،‬والعامل فيه كل‪ ،‬ويجوز أن‬
‫يكون بدل من الجنة فيكون حيث مفعول به‪ ،‬لن الجنة مفعول وليس بظرف‪ ،‬لنك تقول سكنت‬
‫[‪]31‬‬

‫الب صرة و سكنت الدار‪ ،‬بمع نى نزلت‪ ،‬ف هو كقولك انزل من الدار ح يث شئت (هذه الشجرة) الهاء بدل من‬
‫الياء في هذى‪ ،‬لنك تقول في المؤنث هذى وهاتا وهاتى‪ ،‬والياء للمؤنث مع الذال لغير‪ ،‬والهاء بدل منها‬
‫لنها تشبهها في الخفاء والشجرة نعت لهذه‪ ،‬وقرئ في الشاذ " هذه الشيرة " وهى لغة أبدلت الجيم فيها ياء‬
‫لقربهما منهما فمي المخرج (فتكونما) جواب النهمى‪ ،‬لن التقديمر‪ :‬إن تقربما تكونما‪ ،‬وحذف النون هنما علممة‬
‫النصب لن جواب النهى إذا كان بالفاء فهو منصوب‪ ،‬ويجوز أن يكون مجزوما بالعطف‪.‬‬

‫قوله تعالى (فأزلهما) يقرأ بتشديد اللم من غير ألف‪ :‬أى حملها على الزلة‪ ،‬ويقرأ " فأزلهما " أى نحاهما‪،‬‬
‫و هو من قولك‪ :‬زال ال شئ يزول إذا فارق موض عه وأزل ته نحي ته‪ ،‬وأل فه منقل بة عن واو (م ما كا نا ف يه)‬
‫مابمع نى الذى‪ ،‬ويجوز أن تكون نكرة مو صوفة‪ :‬أى من نع يم أو ع يش (اهبطوا) الجمهور على ك سر الباء‬
‫وهى اللغة الفصيحة‪ ،‬وقرئ بضمها‪ ،‬وهى لغة (بعضكم لبعض عدو) جملة في موضع الحال من الواو في‬
‫اهبطوا أى اهبطوا متعادين‪ ،‬واللم متعلقة بعدو‪ ،‬لن التقدير بعضكم عدو لبعض‪ ،‬ويعمل عدو عمل الفعل‬
‫لكمن بحذف الجمر‪ ،‬ويجوز أن يكون صمفة لعدو‪ ،‬فلمما تقدم عليمه صمار حال‪ ،‬ويجوز أن تكون الجملة‬
‫م ستأنفة‪ ،‬وأ ما إفراد عدو فيحت مل أن يكون ل ما كان بعض كم مفردا في الل فظ أفرد عدو‪ ،‬ويحت مل أن يكون‬
‫وضع الواحد موضع الجمع كما قال‪ " :‬فإنهم عدو لى " (ولكم في الرض مستقر) يجوز أن يكون مستأنفا‪،‬‬
‫ويجوز أن يكون حال أيضما‪ ،‬وتقديره‪ :‬اهبطوا متعاديمن مسمتحقين السمتقرار‪ ،‬ومسمتقر يجوز أن يكون‬
‫مصدرا بمعنى الستقرار‪ ،‬ويجوز أن يكون مكان الستقرار‪ ،‬و (إلى حين) يجوز أن يكون في موضع رفع‬
‫صفة لمتاع فيتعلق بمحذوف ويجوز أن يكون في موضع نصب بمتاع لنه في حكم المصدر والتقدير وأن‬
‫تمتعوا إلى حين‪.‬‬

‫قوله تعالى (فتل قى آدم) يقرأ بر فع آدم ون صب كلمات‪ ،‬وبالع كس لن كل ماتلقاك ف قد تلقي ته‪ ،‬و ( من ر به)‬
‫يجوز أن يكون في موضع نصب بتلقى‪ ،‬ويكون لبتداء الغاية‪ ،‬ويجوز أن يكون في الصل صفة لكلمات‬
‫تقديره‪ :‬كلمات كائنة من ربه‪ ،‬فلما قدمها انتصبت على الحال (إنه هو التواب) هو هاهنا مثل أنت في " إنك‬
‫أنت العليم الحكيم "وقد ذكر قوله (منها جميعا) حال‪ :‬أى مجتمعين إما في زمن واحد أو في أزمنة‪ ،‬بحيث‬
‫يشتركون في الهبوط (فإما) إن حرف شرط‪،‬‬

‫[‪]32‬‬

‫وما حرف مؤكد له‪ ،‬و (يأتينكم) فعل الشرط مؤكد بالنون الثقلية‪ ،‬والفعل يصير بها مبنيا أبدا‪ ،‬وماجاء في‬
‫القرآن ممن أفعال الشرط عقيمب إمما كله مؤكمد بالنون وهمو القياس‪ ،‬لن زيادة " مما " تؤذن بإرادة شدة‬
‫التوكيد‪ ،‬وقد جاء في الشعر غير مؤكد بالنون‪ ،‬وجواب الشرط (فمن تبع) وجوابه‪ ،‬ومن في موضع رفع‬
‫بالبتداء‪ ،‬والخبر تبع‪ ،‬وفيه ضمير فاعل يرجع على من‪ ،‬وموضع تبع جزم بمن‪.‬‬
‫والجواب (فل خوف علي هم) وكذلك كل ا سم شر طت به وكان مبتدأ ف خبره ف عل الشرط لجواب الشرط‪،‬‬
‫ولهذا يجب أن يكون فيه ضمير يعود على المبتدإ‪ ،‬وليلزم ذلك الضمير في الجواب حتى لو قلت‪ :‬من يقم‬
‫أكرم زيدا جاز‪ ،‬ولو قلت‪ :‬من يقم زيدا أكرمه‪ ،‬وأنت تعيد الهاء إلى من لم يجز‪.‬‬

‫وذ هب قوم إلى أن ال خبر هو ف عل الشرط والجواب‪ ،‬وق يل ال خبر منه ما ماكان ف يه ضم ير يعود على من‪،‬‬
‫وخوف مبتدأ وعليهمم الخمبر‪ ،‬وجاز البتداء بالنكرة لمما فيمه ممن معنمى العموم بالنفمى الذى فيمه‪ ،‬والرفمع‬
‫والتنوين هنا أوجه‬

‫من البناء على الف تح لوجه ين‪ :‬أحده ما أ نه ع طف عل يه ماليجوز ف يه إل الر فع‪ ،‬و هو قوله (ول هم) ل نه‬
‫معرفة‪ ،‬ول لتعمل في المعارف‪ ،‬فالولى أن يجعل المعطوف عليه كذلك ليتشاكل الجملتان‪ ،‬كما قالوا في‬
‫الف عل المشغول بضم ير الفا عل ن حو‪ :‬قام ز يد وعمرا كلم ته‪ ،‬فإن الن صب في عمرو أولى ليكون من صوبا‬
‫بفعل‪ ،‬كما أن المعطوف عليه عمل فيه الفعل‪ .‬والو جه الثانى من جهة المع نى‪ ،‬وذلك بأن البناء يدل على‬
‫نفى الخوف عنهم بالكلية‪ .‬وليس المراد ذلك‪ ،‬بل المراد نفيه عنهم في الخرة‪.‬‬

‫فإن ق يل‪ :‬لم ليكون و جه الر فع أن هذا الكلم مذكور في جزاء من ات بع الهدى‪ .‬وليل يق أن ين فى عن هم‬
‫الخوف اليسير‪ ،‬ويتوهم ثبوت الخوف الكثير‪.‬‬

‫قيل‪ :‬الرفع يجوز أن يضمر معه نفى الكثير تقديره‪ :‬لخوف كثير عليهم‪ .‬فيتوهم ثبوت الياء القليل‪ ،‬وهو‬
‫عكس ماقدر في السؤال‪.‬‬

‫فبان أن الو جه في الر فع ماذكر نا (هداى) المشهور إثبات اللف ق بل على ل فظ المفرد ق بل الضا فة‪ ،‬ويقرأ‬
‫هدى بياء مشددة‪ ،‬ووجهها أن ياء المتكلم يكسر ماقبلها في السم الصحيح واللف ليمكن كسرها فقلبت ياء‬
‫من جنس الكسرة ثم أدغمت‪.‬‬

‫قوله (بآياتنا) الصل في آ ية‪ :‬أية‪ ،‬لن فاء ‌ها همزة وعينها ولم ها ياء ان لنها من تأيا القوم إذا اجتمعوا‬
‫وقالوا فمي الجممع آياء‪ ،‬فظهرت الياء الولى والهمزة الخيرة يدل ممن ياء ووزنمه أفعال‪ ،‬واللف الثانيمة‬
‫مبدلة من همزة هى فاء الكلمة‪ ،‬ولو كانت عينها واوا لقالوا‪ :‬آواء‪ ،‬ثم إنهم أبدلوا الياء الساكنة في أية ألفا‬
‫على خلف القياس‪.‬‬

‫سورة آل عمران‬
‫بسم اللّه الرحمن الرحيم‬
‫(الم) قد تقدم الكلم عليها في أول البقرة والميم من ميم حركت للتقاء الساكنين وهو الميم‪ ،‬ولم التعريف‬
‫في ا سم ال‪ ،‬ولم تحرك ل سكونها و سكون الياء قبل ها‪ ،‬لن جم يع هذه الحروف ال تى على هذا المثال ت سكن‬
‫إذا لم يلقها ساكن بعدها كقوله لم ميم ذلك الكتاب‪ ،‬وحم‪ ،‬وطس‪ ،‬وق وك‪.‬‬

‫وفت حت لوجه ين‪ :‬أحده ما كثرة ا ستعمال ا سم ال بعد ها‪ ،‬والثا نى ث قل الك سرة ب عد الياء والك سرة‪ ،‬وأجاز‬
‫الخ فش ك سرها‪ ،‬وف يه من الق بح ماذكر نا‪ ،‬وق يل فت حت لن حر كة همزة ال ألق يت علي ها‪ ،‬وهذا بع يد لن‬
‫همزة الوصل لحظ لها في الثبوت في الوصل حتى تلقى حركتها على غيرها‪ ،‬وقيل الهمزة في ال همزة‬
‫قطع‪ ،‬وإنما حذفت لكثرة الستعمال‪ ،‬فلذلك ألقيت حركتها على الميم لنها تستحق الثبوت‪ ،‬وهذا يصح على‬
‫قول من جعل أداة التعريف أل (ال ل إله إل هو الحى القيوم) قد ذكر إعرابه في آية الكرسى (نزل عليك)‬
‫هو خبر آخر‪ ،‬وماذكرناه في قوله " ل تأخذه " فمثله هاهنا‪ ،‬وقرئ نزل عليك بالتخفيف و (الكتاب) بالرفع‪،‬‬
‫و فى الجملة وجهان‪ :‬أحده ما هى منقط عة‪ ،‬والثا نى هى مت صلة ب ما قبل ها‪ ،‬والضم ير محذوف تقديره‪ :‬من‬
‫عنده‪ ،‬و (بالحق) حال من الكتاب‪ ،‬و (مصدقا) إن شئت جعلته حال ثانيا‪ ،‬وإن شئت جعلته بدل من موضع‬
‫قوله بالحق‪ ،‬وإن شئت جعلته حال من الضمير في المجرور (التوراة) فوعلة من ورى الزنديرى‬

‫[‪]123‬‬

‫إذا ظهر منه النار‪ ،‬فكان التوراة ضياء من الضلل‪ ،‬فأصلها وورية فأبدلت الواو الولى تاء كما قالوا تولج‬
‫وأصله وولج وأبدلت الياء ألفا لتحركها وانفتاح ماقبلها‪.‬‬

‫وقال الفراء‪ :‬أصلها تورية على تفعلة كتوصية‪ ،‬ثم أبدل من الكسرة الفتحة فانقلبت الياء ألفا‪ ،‬كما قالوا في‬
‫ناصية ناصاة‪ ،‬ويجوز إمالتها لن أصل ألفها ياء (والنجيل) إفعيل من النجل وهو الصل الذى يتفرع عنه‬
‫غيره‪ ،‬ومنه سمى الولد نجل‪ ،‬واستنجل الوادى إذا نز ماؤه‪ ،‬وقيل هو من السعة من قولهم‪ :‬نجلت الهاب‬
‫إذا شققته‪ ،‬ومنه عين نجلء واسعة الشق‪ ،‬فالنجيل الذى هو كتاب عيسى تضمن سعة لم تكن لليهود‪ ،‬وقرأ‬
‫الحسن " النجيل " بفتح الهمزة‪ ،‬وليعرف له نظير‪ ،‬إذ ليس في الكلم أفعيل‪ ،‬إل أن الحسن ثقة‪ ،‬فيجوز أن‬
‫يكون سمعها‪ ،‬و (من قبل) يتعلق بأنزل‪ ،‬وبنيت قبل لقطعها عن الضافة‪ ،‬والصل من قبل ذلك‪ ،‬فقبل في‬
‫حكم بعض السم وبعض السم ل يستحق إعرابا (هدى) حال من النجيل والتوراة‪ ،‬ولم يئن لنه مصدر‪،‬‬
‫ويجوز أن يكون حال ممن النجيمل‪ ،‬ودل على حال للتوراة محذوفمة كمما يدل أحمد الخمبرين على الخمر‬
‫(للناس) يجوز أن يكون صفة لهدى‪ ،‬وأن يكون متعلقا به‪ ،‬و (الفرقان) فعلل من الفرق‪ ،‬وهو مصدر في‬
‫الصل‪ ،‬فيجوز أن يكون بمعنى الفارق أو المفروق ويجوز أن يكون التقدير ذا الفرقان‪.‬‬

‫قوله تعالى (لهم عذاب) ابتداء وخبر في موضع خبر إن‪ ،‬ويجوز أن يرتفع العذاب بالظرف‪.‬‬
‫قوله تعالى (في الرض) يجوز أن يكون صفة لشئ‪ ،‬وأن يكون متعلقا بيخفى قوله تعالى (في الرحام) في‬
‫متعلقمة بيصمور‪ ،‬ويجوز أن يكون حال ممن الكاف والميمم‪ :‬أى يصموركم وأنتمم فمي الرحام مضمغ (كيمف‬
‫يشاء) ك يف في مو ضع ن صب بيشاء و هو حال‪ ،‬والمفعول‪ :‬محذوف تقديره‪ :‬يشاء ت صويركم‪ ،‬وق يل ك يف‬
‫ظرف ليشاء‪ ،‬وموضمع الجملة حال تقديره‪ :‬يصموركم على مشيئتمه أى مريدا‪ ،‬فعلى هذا يكون حال ممن‬
‫ضم ير ا سم ال‪ ،‬ويجوز أن تكون حال من الكاف والم يم‪ :‬أى ي صوركم متقلب ين على مشيئ ته (لإله إل هو‬
‫العزيز الحكيم) هو مثل قوله ل إله إل هو الرحمن الرحيم‪.‬‬

‫قوله تعالى (منه آيات) الجملة في موضع نصب على الحال من الكتاب‪ ،‬ولك أن ترفع آيات بالظرف لنه‬
‫قد اعتمد‪ ،‬ولك أن ترفعه بالبتداء والظرف خبره (هن أم الكتاب) في موضع رفع صفة ليات وإنما أفرد‬
‫أم وهو خبر عن جمع‪،‬‬

‫[‪]124‬‬

‫لن المعنى أن جميع اليات بمنزلة آية واحدة فأفرد على المعنى‪ ،‬ويجوز أن يكون أفرد في موضع الجمع‬
‫على ماذكرنا في قوله " وعلى سمعهم " ويجوز أن يكون المعنى كل منهن أم الكتاب‪ ،‬كما قال ال تعالى "‬
‫فاجلدوهم ثمانين " أى فاجلدوا كل واحد منهم (وأخر) معطوف على آيات‪ ،‬و (متشابهات) نعت لخر‪.‬‬

‫فإن قيل‪ :‬واحدة متشابهات متشاب هة‪ ،‬وواحدة أ خر أخرى‪ ،‬والوا حد ه نا ليصح أن يو صف بهذا الوا حد فل‬
‫يقال أخرى متشابهة إل أن يكون بعض الواحدة يشبه بعضا‪ ،‬وليس المعنى على ذلك‪ ،‬وإنما المعنى أن كل‬
‫آية تشبه آية أخرى فكيف صح وصف هذا الجمع بهذا الجمع‪ ،‬ولم يوصف مفرده بمفرده‪.‬‬

‫قيل‪ :‬التشابه ليكون إل بين اثنين فصاعدا‪ ،‬فإذا اجتمعت الشياء المتشابهة كان كل منهما مشابها للخر‪،‬‬
‫فلما لم يصح التشابه إل في حالة الجتماع وصف الجمع بالجمع‪ ،‬لن كل واحد من مفرداته يشابه باقيها‪،‬‬
‫فأما الواحد فل يصح فيه هذا المعنى‪ ،‬ونظيره قوله تعالى " فوجد فيها رجلين يقتتلن " فثنى الضمير وإن‬
‫كان ليقال في الواحد يقتتل (ماتشابه منه) ما بمعنى الذى‪ ،‬ومنه حال من ضمير الفاعل‪ :‬والهاء تعود على‬
‫الكتاب (ابتغاء) مفعول له‪ ،‬والتأويمل مصمدر أول يؤول‪ ،‬وأصمله ممن آل يئول إذا انتهمى نهايتمه‪ ،‬و‬
‫(الراسخون) معطوف على اسم ال‪ ،‬والمعنى أنهم يعلمون تأويله أيضا‪ ،‬و (يقولون) في موضع نصب على‬
‫الحال وقيل الراسخون مبتدأ‪ ،‬ويقولون الخبر‪ ،‬والمعنى‪ :‬أن الراسخين ل يعلمون تأويله بل يؤمنون به (كل)‬
‫مبتدأ‪ :‬أى كله أو كل منه‪ ،‬و (من عند) الخبر وموضع آمنا وكل من عند ربنا نصب بيقولون‪.‬‬

‫قوله تعالى (لتزغ قلوبنما) الجمهور على ضمم التاء ونصمب القلوب‪ ،‬يقال‪ :‬زاغ القلب وأزاغمه ال‪ ،‬وقرئ‬
‫بفتح التاء ورفع القلوب على نسبة الفعل إليها‪ ،‬و (إذ هديتنا) ليس بظرف لنه أضيف إليه بعد (من لدنك)‬
‫لدن مبنية على السكون‪ ،‬وهى مضافة لن علة بنائها موجودة بعد الضافة‪ ،‬والحكم يتبع العلة‪ ،‬وتلك العلة‬
‫أن لدن بمعنى عند الملصقة للشئ‪ ،‬فعند إذا ذكرت لم تختص بالمقارنة‪ ،‬ولدن عند مخصوص فقد صار‬
‫فيها معنى ليدل عليه الظرف بل هو من قبيل مايفيده الحرف‪ ،‬فصارت كأنها متضمنة للحرف الذى كان‬
‫ينبغى أن يوضع دليل على القرب ومثله ثم وهنا لنهما بنيا لما تضمنا حرف الشارة‪.‬‬

‫وفيها لغات هذه إحداها‪ ،‬وهى فتح اللم وضم الدال وسكون النون‪ .‬والثانية كذلك إل أن الدال ساكنة‪ ،‬وذلك‬

‫[‪]125‬‬

‫تخفيف كما خفف عضد‪ ،‬والثالثة بضم اللم وسكون الدال‪ ،‬والرابعة لدى(‪ )1‬والخامسة لد بفتح اللم وضم‬
‫الدال من غير نون‪ ،‬والسادسة بفتح اللم وإسكان الدال ولشئ بعد الدال‪.‬‬

‫قوله تعالى (جامع الناس) الضافة غير محضة لنه مستقبل‪ ،‬والتقدير‪ :‬جامع الناس (ليوم) تقديره‪ :‬لعرض‬
‫يوم أو ح ساب يوم‪ ،‬وق يل اللم بمع نى في‪ :‬أى في يوم‪ ،‬والهاء في (ف يه) تعود على اليوم‪ ،‬وإن شئت على‬
‫الج مع‪ ،‬وإن شئت على الح ساب أو العرض‪ ،‬ولر يب في مو ضع جر صفة ليوم (إن ال ل يخلف) أعاد‬
‫ذ كر ال مظهرا تفخي ما‪ ،‬ولو قال إ نك ل تخلف كان م ستقيما‪ ،‬ويجوز أن يكون م ستأنفا ول يس محك يا ع من‬
‫تقدم‪ ،‬و (الميعاد) مفعال من الوعد قلبت واوه ياء لسكونها وانكسار ماقبلها‪.‬‬

‫قوله تعالى (لن تغ نى) الجمهور على التاء لتأن يث الفا عل‪ ،‬ويقرأ بالياء لن تأن يث الفا عل غ ير حقي قى‪ ،‬و قد‬
‫فصل بينهما أيضا (من ال) في موضع نصب لن التقدير‪ :‬من عذاب ال‪ ،‬والمعنى‪ :‬لن تدفع الموال عنهم‬
‫عذاب ال‪ ،‬و (شيئا) على هذا فمي موضمع المصمدر تقديره‪ :‬غنمى ويجوز أن يكون شيئا مفعول بمه على‬
‫المع نى‪ ،‬لن مع نى تغ نى عن هم تد فع‪ ،‬ويكون من ال صفة ل شئ في ال صل قدم ف صار حال‪ ،‬والتقد ير لن‬
‫تدفع عنهم الموال شيئا من عذاب ال‪ .‬والوقود بالفتح الحطب وبالضم التوقد‪ ،‬وقيل هما لغتان بمعنى‪.‬‬

‫قوله تعالى (كدأب) الكاف فمي موضمع نصمب نعتما لمصمدر محذوف‪ ،‬وفمى ذلك المحذوف أقوال‪ :‬أحدهما‬
‫تقديره‪ :‬كفروا كفرا كعادة آل فرعون‪ ،‬ول يس الف عل المقدر هاه نا هو الذى في صلة الذ ين‪ ،‬لن الف عل قد‬
‫انقطع تعلقه بالكاف لجل استيفاء الذين خبره‪ ،‬ولكن بفعل دل عليه " كفروا " التى هى صلة‪.‬‬

‫والثانى تقديره عذبوا عذابا كدأب آل فرعون‪ ،‬ودل عليه أولئك هم وقود النار‪.‬‬

‫والثالث تقديره بطل انتفاعهم بالموال والولد كعادة آل فرعون‪.‬‬

‫والرا بع تقديره‪ :‬كذبوا تكذي با كدأب آل فرعون‪ ،‬فعلى هذا يكون الضم ير في كذبوا ل هم‪ ،‬و في ذلك تخو يف‬
‫لهم لعلمهم بما حل بآل فرعون‪ ،‬وفى أخذه لل فرعون (والذين من قبلهم) على هذا في موضع جر عطفا‬
‫على آل فرعون‪ ،‬وقيمل الكاف فمي موضمع رفمع خمبر ابتداء محذوف تقديره‪ :‬دأبهمم فمي ذلك مثمل دأب آل‬
‫فرعون‪ ،‬فعلى هذا يجوز في والذين من قبلهم وجهان‪ :‬أحدهما هو جر بالعطف أيضا‪ ،‬وكذبوا في موضع‬
‫الحال‬

‫___________________________________‬

‫() (قوله والرابعة لدى) يقرأ بالتنوين كقفا كما في القاموس اه‌ مصححة‪)*( .‬‬

‫[‪]126‬‬

‫وقد معه مرادة‪ ،‬ويجوز أن يكون مستأنفا لموضع له ذكر لشرح حالهم‪ ،‬والوجه‪.‬‬

‫ال خر أن يكون الكلم تم على فرعون والذ ين من قبل هم مبتدأ‪ ،‬و (كذبوا) خبره‪ ،‬و (شد يد العقاب) تقديره‪:‬‬
‫شديد عقابه فالضافة غير محضة‪ ،‬وقيل شديد هنا بمعنى مشدد‪ ،‬فيكون على هذا من إضافة اسم الفاعل‬
‫إلى المفعول‪ ،‬وقد جاء فعيل بمعنى مفعل ومفعل‪.‬‬

‫قوله تعالى (سمتغلبون وتحشرون) يقرآن بالتاء على الخطاب‪ :‬أى واجههمم بذلك وبالياء تقديره‪ :‬أخمبرهم‬
‫بأحوالهم فإنهم سيغلبون ويحشرون (وبئس المهاد) أى جهنم فحذف المخصوص بالذم‪.‬‬

‫قوله تعالى ( قد كان ل كم آ ية) آ ية ا سم كان‪ ،‬ولم يؤ نث لن التأن يث غ ير حقي قى‪ ،‬ول نه ف صل‪ ،‬ولن ال ية‬
‫والدليل بمعنى‪ ،‬وفى الخبر وجهان‪ :‬أحدهما لكم و (في فئتين) نعت لية‪.‬‬

‫والثانى أن الخبر في فئتين‪ ،‬ولكم متعلق بكان‪ ،‬ويجوز أن يكون لكم في موضع نصب على الحال على أن‬
‫يكون صفة ل ية‪ :‬أى آ ية كائ نة ل كم فيتعلق بمحذوف‪ ،‬و (التق تا) في مو ضع جر نع تا لفئت ين‪ ،‬و (فئة) خبر‬
‫مبتدأ محذوف‪ :‬أى إحداهمما فئة (وأخرى) نعمت لمبتدأ محذوف تقديره‪ :‬وفئة أخرى (كافرة) فإن قيمل‪ :‬إذا‬
‫قررت في الولى إحداه ما مبتدأ كان القياس أن يكون والخرى‪ :‬أى والخرى فئة كافرة‪ ،‬قيل‪ ،‬ل ما علم أن‬
‫التفر يق ه نا لن فس المث نى المقدم ذكره كان التعر يف والتنك ير واحدا‪ ،‬ويقرأ في الشاذ " فئة تقا تل وأخرى‬
‫كافرة " بالجر فيهما على أنه بدل من فئتين‪ ،‬ويقرأ أيضا بالنصب فيهما على أن يكون حال من الضمير في‬
‫التقتا تقديره‪ :‬التقتا مؤمنة وكافرة‪ ،‬وفئة أخرى على هذا للحال‪ ،‬وقيل فئة‪ ،‬وماعطف عليها على قراء‌ة من‬
‫ر فع بدل من الضم ير في التق تا (ترون هم) يقرأ بالتاء مفتو حة‪ ،‬و هو من رؤ ية الع ين‪ ،‬و (مثلي هم) حال‪ ،‬و‬
‫(رأى العين) مصدر مؤكد‪ ،‬ويقرأ في الشاذ " ترونهم " بضم التاء على مالم يسم فاعله‪ ،‬وهو من أورى إذا‬
‫دله غيره عليمه كقولك‪ ،‬أريتمك هذا الثوب‪ ،‬ويقرأ فمي المشهور بالياء على الغيبمة‪ ،‬فأمما القراء‌ة بالتاء فلن‬
‫أول اليمة خطاب‪ ،‬وموضمع الجملة على هذا يجوز أن يكون نعتما صمفة لفئتيمن‪ ،‬لن فيهما ضميرا يرجمع‬
‫عليه ما‪ ،‬ويجوز أن يكون حال من الكاف في ل كم‪ ،‬وأ ما القراء‌ة بالياء فيجوز أن يكون في مع نى التاء‪ ،‬إل‬
‫أ نه ر جع من الخطاب إلى الغي بة‪ ،‬والمع نى وا حد و قد ذ كر نحوه‪ ،‬ويجوز أن يكون م ستأنفا‪ ،‬ول يجوز أن‬
‫يكون من رؤ ية القلب على كل القوال لوجه ين‪ :‬أحده ما قوله رأى الع ين‪ ،‬والثا نى أن رؤ ية القلب علم‪،‬‬
‫ومحال أن يعلم الشئ شيئين‪.‬‬

‫[‪]127‬‬

‫(يؤيد) يقرأ بالهمز على الصل وبالتخفيف‪ ،‬وتخفيف الهمزة هنا جعلها واوا خالصة لجل الضمة قبلها‪،‬‬
‫ولي صح أن تج عل ب ين ب ين لقرب ها من اللف‪ ،‬وليكون ماق بل اللف إل مفتو حا‪ ،‬ولذلك لم تج عل الهمزة‬
‫المبدوء بها بين بين لستحالة البتداء باللف‪.‬‬

‫قوله تعالى (ز ين) الجمهور على ضم الزاى‪ ،‬ور فع ( حب) ويقرأ بالف تح ون صب حب تقديره‪ :‬ز ين للناس‬
‫الشيطان على ماجاء صريحا في الية الخرى‪ ،‬وحركت الهاء بفى (الشهوات) لنها اسم غير صفة (من‬
‫الن ساء) في مو ضع الحال من الشهوات‪ ،‬والنون في القنطار أ صل‪ ،‬ووز نه فعلل م ثل حملق‪ ،‬وق يل هى‬
‫زائدة واشتقاقه من قطر يقطر إذا جرى‪ ،‬والذهب والفضة يشبهان بالماء في الكثرة وسرعة التقلب‪ ،‬و (من‬
‫الذهمب) فمي موضمع الحال ممن المقنطرة (والخيمل) معطوف على النسماء ل على الذهمب والفضمة لنهما‬
‫لتسمى قنطارا‪ ،‬وواحد الخيل خائل‪ ،‬وهو مشتق من الخيلء مثل طير وطائر‪ ،‬وقال قوم‪ :‬ل واحد له من‬
‫لف ظه بل هو ا سم للجمع والوا حد فرس‪ ،‬ولف ظه لفظ الم صدر‪ ،‬ويجوز أن يكون مخففا من خ يل ولم يج مع‬
‫(الحرث) لنه مصدر بمعنى المفعول‪ ،‬وأكثر الناس على أنه ليجوز إدغام الثاء في الذال هنا لئل يجمع‬
‫بيمن سماكنين لن الراء سماكنة‪ ،‬فأمما الدغام فمي قوله يلهمث ذلك فجائز‪ ،‬و (المآب) مفعمل ممن آب يئوب‪،‬‬
‫والصل مأوب‪ ،‬فلما تحركت الواو وانفتح ماقبلها في الصل وهو آب قلبت ألفا‪.‬‬

‫قوله تعالى (قل أؤنبئكم) يقرأ بتحقيق الهمزتين على الصل‪ ،‬وتقلب الثانية واوا خالصة لنضمامها وتليينها‬
‫وهو جعلها بين الواو والهمزة‪ ،‬وسوغ ذلك انفتاح ماقبلها (بخير من ذلكم) " من " في موضع نصب بخير‬
‫تقديره‪ :‬بما يفضل ذلك‪ ،‬وليجوز أن يكون صفة لخير‪ ،‬لن ذلك يوجب أن تكون الجنة ومافيها مما رغبوا‬
‫فيه بعضا لما زهدوا فيه من الموال ونحوها (للذين اتقوا) خبر المبتدأ الذى هو (جنات) و (تجرى) صفة‬
‫لها‪.‬‬

‫وعند ربهم يحتمل وجهين‪ :‬أحدهما أن يكون ظرفا للستقرار‪ .‬والثانى أن يكون صفة للجنات في الصل‬
‫قدم فانتصمب على الحال ويجوز أن يكون العاممل تجرى‪ ،‬و (ممن تحتهما) متعلق بتجرى‪ ،‬ويجوز أن يكون‬
‫حال من (النهار) أى تجرى النهار كائنة تحتها‪.‬‬

‫ويقرأ جنات بكسر التاء وفيه وجهان‪ :‬أحدهما هو مجرور بدل من خير‪ ،‬فيكون للذين اتقوا على هذا صفة‬
‫لخير‪ ،‬والثانى أن يكون منصوبا على إضمار أعنى‪ ،‬أو بدل من موضع بخير‪ ،‬ويجوز أن يكون‬
‫[‪]128‬‬

‫الرفع على خبر مبتدأ محذوف‪ :‬أى هو جنات‪ ،‬ومثله " بشر من ذلكم النار " ويذكر في موضعه إن شاء ال‬
‫تعالى‪ ،‬و (خالديمن فيهما) حال إن شئت ممن الهاء فمي تحتهما‪ ،‬وإن شئت ممن الضميمر فمي اتقوا‪ ،‬والعاممل‬
‫الستقرار‪ ،‬وهى حال مقدرة (وأزواج) معطوف على جنات بالرفع‪ ،‬فأما على القراء‌ة الخرى فيكون مبتدأ‬
‫وخبره محذوف تقديره‪ :‬ولهم أزواج (ورضوان) يقرأ بكسر الراء وضمها وهما لغتان‪ ،‬وهو مصدر ونظير‬
‫الكسر التيان والقربات‪ ،‬ونظير الضم الشكران والكفران‪.‬‬

‫قوله تعالى (الذين يقولون) يجوز أن يكون في موضع جر صفة للذين اتقوا أو بدل منه‪ ،‬ويضعف أن يكون‬
‫صفة للعباد‪ ،‬لن فيه تخصيصا لعلم ال وهو جائز على ضعفه‪ ،‬ويكون الوجه فيه إعلمهم بأنه عالم بمقدار‬
‫مشقت هم في العبادة ف هو يجازي هم علي ها‪ ،‬ك ما قال‪ :‬وال أعلم بإيمان كم‪ ،‬ويجوز أن يكون في مو ضع ن صب‬
‫على تقدير أعنى‪ ،‬وأن يكون في موضع رفع على إضمارهم‪.‬‬

‫قوله تعالى (الصمابرين) ومابعده يجوز أن يكون مجرورا‪ ،‬وأن يكون منصموبا صمفة للذيمن إذا جعلتمه فمي‬
‫موضع جر أو نصب‪ ،‬وإن جعلت الذين رفعا نصبت الصابرين بأعنى‪.‬‬

‫فإن قيل‪ :‬لم دخلت الواو في هذه وكلها لقبيل واحد؟‬

‫ففيمه جوابان‪ :‬أحدهمما أن الصمفات إذا تكررت جاز أن يعطمف بعضهما على بعمض بالواو‪ ،‬وإن كان‬
‫الموصوف بها واحدا‪ ،‬ودخول الواو في مثل هذا الضرب تفخيم‪ ،‬لنه يؤذن لن كل صفة مستقلة بالمدح‪،‬‬
‫والجواب الثانى أن هذه الصفات متفرقة فيهم‪ ،‬فبعضهم صابر وبعضهم صادق‪ ،‬فالموصوف بها متعدد‪.‬‬

‫قوله تعالى (شهد ال) الجمهور على أنه فعل وفاعل‪ ،‬ويقرأ " شهداء ل " جمع شهيدا أو شاهد بفتح الهمزة‬
‫وزيادة لم مع اسم ال‪ ،‬وهو حال من يستغفرون‪ ،‬ويقرأ كذلك إل أنه مرفوع على تقدير‪ :‬هم شهداء‪ ،‬ويقرأ‬
‫" شهداء ال " بالرفع والضافة‪ ،‬و (أنه) أى بأنه في موضع نصب أو جر على ماذكرنا من الخلف في‬
‫غير موضع (قائما) حال من هو‪ ،‬والعامل فيه معنى الجملة‪ :‬أى يفرد قائما‪ ،‬وقيل هو حال من اسم ال‪ :‬أى‬
‫شهد لنفسه بالوحدانية‪ ،‬وهى حال مؤكدة على الوجهين‪ ،‬وقرأ ابن مسعود القائم على أنه بدل أو خبر مبتدأ‬
‫محذوف (العزيز الحكيم) مثل الرحمن الرحيم في قوله " وإلهكم إله واحد " وقد ذكر‪.‬‬

‫[‪]129‬‬

‫قوله تعالى (إن الذيمن) الجمهور على كسمر الهمزة على السمتئناف‪ ،‬ويقرأ بالفتمح على أن الجملة مصمدر‪،‬‬
‫وموضعه جر بدل من أنه لإله إل هو‪ :‬أى شهد ال بوحدانيته بأن الدين‪ ،‬وقيل هو بدل من القسط‪ ،‬وقيل‬
‫هو في مو ضع ن صب بدل من المو ضع‪ ،‬والبدل على الوجوه كل ها بدل ال شئ من ال شئ و هو هو‪ ،‬ويجوز‬
‫بدل الشتمال (عند ال) ظرف العامل فيه الدين‪ ،‬وليس بحال منه لنه أن تعمل في الحال (بغيا) مفعول من‬
‫أجله‪ ،‬والتقدير‪ :‬اختلفوا بعد ماجاء‌هم العلم للبغى‪ ،‬ويجوز أن يكون مصدرا في موضع الحال (ومن يكفر) "‬
‫من " مبتدأ‪ ،‬والخبر يكفر‪ ،‬وقيل الجملة من الشرط والجزاء هى الخبر‪ ،‬وقيل الخبر هو الجواب‪ ،‬والتقدير‪:‬‬
‫سريع الحساب له‪.‬‬

‫قوله تعالى (وممن اتبع نى) " من " فمي موضمع ر فع عط فا على التاء في أسملمت‪ :‬أى وأ سلم من اتبعنمى‬
‫وجوههم ل‪ ،‬وقيل هو مبتدأ والخبر محذوف‪ :‬أى كذلك‪ ،‬ويجوز إثبات الياء على الصل وحذفها تشبيها له‬
‫برؤوس الى والقوافى‪ ،‬كقول العشى‪ :‬فهل يمنعنى ارتيادى البل * دمن حذر الموت أن يأتين وهو كثير‬
‫في كلمهم (أأسلمتم) هو في معنى المر‪ :‬أى أسلموا كقوله " فهل أنتم منتهون " أى انتهوا‪.‬‬

‫قوله تعالى (فبشر هم) هو خبر إن‪ ،‬ودخلت الفاء ف يه ح يث كا نت صلة الذى فعل‪ ،‬وذلك مؤذن با ستحقاق‬
‫البشارة بالعذاب جزاء على الكفر‪ ،‬ول تم نع إن من دخول الفاء في ال خبر لن ها لم تغ ير معنى البتداء بل‬
‫أكدته‪ ،‬فلو دخلت على الذى كان أو ليت لم يجز دخول الفاء في الخبر‪.‬‬

‫ويقرأ " ويقاتلون النبيين " ويقتلون هو المشهور‪ ،‬ومعناهما متقارب‪.‬‬

‫قوله تعالى (يدعون) في موضع حال من الذين (وهم معرضون) في موضع رفع صفة لفريق‪ ،‬أو حال من‬
‫الضمير في الجار‪ ،‬وقد ذكرنا ذلك في قوله " أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم "‪.‬‬

‫قوله تعالى (ذلك) همو خمبر مبتدإ محذوف‪ .‬أى ذلك الممر ذلك‪ ،‬فعلى هذا يكون قوله (بأنهمم قالوا) فمي‬
‫موضمع نصمب على الحال ممما فمي ذا ممن معنمى الشارة‪ :‬أى ذلك الممر مسمتحقا بقولهمم وهذا ضعيمف‪،‬‬
‫والجيد أن يكون ذلك مبتدأ وبأنهم خبره‪ :‬أى ذلك العذاب مستحق بقولهم‪.‬‬

‫[‪]130‬‬

‫قوله تعالى (فك يف إذا جمعنا هم) ك يف في مو ضع ن صب على الحال‪ ،‬والعا مل ف يه محذوف تقديره‪ :‬ك يف‬
‫يصنعون أو كيف يكونون‪ ،‬وقيل كيف ظرف لهذا المحذوف وإذا ظرف للمحذوف أيضا‪.‬‬

‫قوله تعالى ( قل الل هم) الم يم المشددة عوض من ياء‪ ،‬وقال الفراء‪ :‬ال صل ياأل أم نا بخ ير‪ ،‬و هو مذ هب‬
‫ضعيف‪ ،‬وموضع بيان ضعفه غير هذا الموضع (مالك الملك) هو نداء ثان‪ :‬أى يامالك الملك‪ ،‬وليجوز أن‬
‫يكون صمفة عنمد سميبويه على الموضمع‪ ،‬لن الميمم فمي آخمر المنادى تمنمع ممن ذلك عنده‪ ،‬وأجاز الممبرد‬
‫والزجاج أن يكون صفة (تؤتى الملك) هو ومابعده من المعطوفات خبر مبتدإ محذوف‪ :‬أى أنت‪ ،‬وقيل هو‬
‫مستأنف‪ ،‬وقيل الجملة في موضع الحال من المنادى‪ ،‬وانتصاب الحال على المنادى مختلف فيه‪ ،‬والتقدير‪:‬‬
‫من يشاء إتيانه إياه‪ ،‬ومن يشاء انتزاعه منه (بيدك الخير) مستأنف‪ ،‬وقيل حكمه حكم ماقبله من الجمل‪.‬‬
‫قوله تعالى (الميت من الحى) يقرأ بالتخفيف والتشديد‪ ،‬وقد ذكرناه في قوله " إنما حرم عليكم الميتة " (بغير‬
‫ح ساب) يجوز أن يكون حال من المفعول المحذوف‪ :‬أى ترزق من تشاؤه غ ير محا سب‪ ،‬ويجوز أن يكون‬
‫حال ممن ضميمر الفاعمل‪ :‬أى تشاء غيمر محاسمب له أو غيمر مضيمق له‪ ،‬ويجوز أن يكون نعتما لمصمدر‬
‫محذوف أو مفعول محذوف‪ :‬أى رزقا غير قليل‪.‬‬

‫قوله تعالى (ليتخذ المؤمنون) هو نهى‪ ،‬وأجاز الكسائى فيه الرفع على الخبر‪ ،‬والمعنى ليبتغى (من دون)‬
‫في مو ضع ن صب صفة لولياء (فل يس من ال في شئ) التقد ير فل يس في شئ من د ين ال‪ ،‬ف من ال في‬
‫موضع نصب على الحال ل نه صفة للنكرة قدمت عليه (إل أن تتقوا) هذا رجوع من الغيبة إلى الخطاب‪،‬‬
‫وموضع أن تتقوا نصب لنه مفعول من أجله‪ ،‬وأصل (تقاة) وقية‪ ،‬فأبدلت الواو تاء لنضمامها ضما لزما‬
‫مثل نحاة‪ ،‬وأبدلت الياء ألفا لتحركها وانفتاح ماقبلها وانتصابها على الحال‪ ،‬ويقرأ تقية ووزنها فعيلة‪ ،‬والياء‬
‫بدل من الواو أيضا (ويحذركم ال نفسه) أى عقاب نفسه‪ ،‬كذا قال الزجاج‪ ،‬وقال غيره‪ :‬لحذف هنا‪.‬‬

‫قوله تعالى (ويعلم مافى السموات) هو مستأنف‪ ،‬وليس من جواب الشرط لنه يعلم مافيها على الطلق‪.‬‬

‫قوله تعالى (يوم تجد) يوم هنامفعول به‪ :‬أى اذكر‪ ،‬وقيل هو ظرف والعامل فيه " قدير " وقيل العامل فيه "‬
‫وإلى ال المصير " وقيل العامل فيه‪ :‬ويحذركم‬

‫[‪]131‬‬

‫ال عقابمه يوم تجمد فالعاممل فيمه العقاب ل التحذيمر‪( ،‬ومما عملت) مافيمه بمعنمى الذى‪ ،‬والعائد محذوف‬
‫وموضعمه نصمب مفعول أول‪ ،‬و (محضرا) المفعول الثانمى هكذا ذكروا‪ ،‬والشبمه أن يكون محضرا حال‪،‬‬
‫وتجد المتعدية إلى مفعول واحد (وماعملت من سوء) فيه وجهان‪ :‬أحدهما هى بمعنى الذى أيضا معطوفة‬
‫على الولى‪ ،‬والتقديمر‪ :‬وماعملت ممن سموء محضرا أيضما‪ ،‬و (تود) على هذا فمي موضمع نصمب على‬
‫الحالوالعامل تجد‪.‬‬

‫والثانى‪ :‬أنها شرط وارتفع تود على أنه أراد ألفاه أى فهى تود‪ ،‬ويجوز أن يرتفع من غير تقدير حذف لن‬
‫الشرط هنا ماض‪ .‬وإذا لم يظهر في الشرط لفظ الجزم جاز في الجزاء الجزم والرفع‪.‬‬

‫قوله تعالى (فإن تولوا) يجوز أن يكون خطابا فتكون التاء محذوفة‪ :‬أى فإن تتولوا وهو خطاب كالذى قبله‪،‬‬
‫ويجوز أن يكون للغيبة فيكون لفظه لفظ الماضى‪.‬‬

‫قوله تعالى (ذرية) قد ذكرنا وزنها ومافيها من القراء‌ات‪ ،‬فأما نصبها فعلى البدل من نوح وماعطف عليه‬
‫من ال سماء‪ ،‬وليجوز أن يكون بدل من آدم ل نه ل يس بذر ية‪ ،‬ويجوز أن يكون حال من هم أي ضا والعا مل‬
‫فيها اصطفى (بعضها من بعض) مبتدأ وخبر في موضع نصب صفة لذرية‪.‬‬
‫قوله تعالى (إذ قالت) ق يل تقديره اذ كر‪ ،‬وق يل هو ظرف لعل يم‪ ،‬وق يل العا مل ف يه ا صطفى المقدرة مع آل‬
‫عمران (محررا) حال من ما و هى بمع نى الذى ل نه لم ي صر م من يع قل ب عد‪ ،‬وق يل هو صفة لمو صوف‬
‫محذوف‪ ،‬أى غلما محررا‪ ،‬وإنما قدروا غلما لنهم كانوا ليجعلون لبيت المقدس إل الرجال‪.‬‬

‫قوله تعالى (وضعت ها أن ثى) أن ثى حال من الهاء أو بدل من ها (ب ما وض عت) يقرأ بف تح الع ين و سكون التاء‬
‫على أنه ليس من كلمها بل معترض وجاز ذلك لما فيه من تعظيم الرب تعالى‪ ،‬ويقرأ بسكون العين وضم‬
‫التاء على أ نه من كلم ها والولى أقوى‪ ،‬لن الو جه في م ثل هذا أن يقال وأ نت أعلم ب ما وض عت‪ .‬وو جه‬
‫جوازه أنها وضعت الظاهر موضع المضمر تفخيما‪ ،‬ويقرأ بسكون العين وكسر التاء كأن قائل قال لها ذلك‬
‫(سميتها مريم) هذا الفعل مما يتعدى إلى المفعول الثانى تارة بنفسه وتارة بحرف الجر تقول العرب سميتك‬
‫زيدا وبزيد‪.‬‬

‫قوله تعالى (وأنبتها نباتا حسنا) هو هنا مصدر على غير لفظ الفعل المذكور‬

‫[‪]132‬‬

‫وهو نائب عن إنبات‪ ،‬وقيل التقدير فنبتت نباتا‪ ،‬والنبت والنبات بمعنى‪ ،‬وقد يعبر بهما عن النابت‪ ،‬وتقبلها‪:‬‬
‫أى قبلها‪ ،‬ويقرأ على لفظ الدعاء في تقبلها وأنبتها وكفلها وربها بالنصب‪ :‬أى ياربها‪ ،‬و (زكريا) المفعول‬
‫الثانى‪ ،‬ويقرأ في المشهور كفلها بفتح الفاء‪ ،‬وقرئ أيضا بكسرها وهى لغة‪ ،‬يقال كفل يكفل مثل علم يعلم‪،‬‬
‫ويقرأ بتشديد الفاء والفاعل ال وزكريا المفعول‪ ،‬وهمزة زكريا للتأنيث إذ ليست منقلبة ولزائدة للتكثير ول‬
‫لللحاق‪ ،‬وفيه أربع لغات‪ :‬هذه إحداها‪ ،‬والثانية القصر‪ ،‬والثالثة زكرى بياء مشدد من غير ألف‪ ،‬والرابعة‬
‫ز كر بغ ير ياء (كل ما) قد ذكر نا إعرا به أول البقرة‪ ،‬و (المحراب) مفعول د خل‪ ،‬و حق " د خل " أى يتعدى‬
‫بفى أو بإلى لكنه ات سع فيه فأوصل بنف سه إلى المفعول‪ ،‬و (عندها) يجوز أن يكون ظرفا لو جد وأن يكون‬
‫حال ممن الرزق وهوصمفة له فمي الصمل‪ :‬أى رزقما كائنما عندهما ووجمد المتعدى إلى مفعول واحمد وهمو‬
‫جواب كلما‪.‬‬

‫وأ ما (قال يامر يم أ نى لك) ف هو م ستأنف فلذلك لم يعط فه بالفاء ولذلك (قالت هو من ع ند ال) وليجوز أن‬
‫يكون قال بدل من و جد‪ ،‬ل نه ل يس في معناه‪ ،‬ويجوز أن يكون التقد ير فقال فحذف الفاء ك ما حذ فت في‬
‫جواب الشرط كقوله " وإن أطعتموهم إنكم " وكذلك قول الشاعر‪ * :‬من يفعل الحسنات ال يشكرها * وهذا‬
‫الموضع يشبه جواب الشرط‪ ،‬لن كلما تشبه الشرط في اقتضائها الجواب (هذا) مبتدأ وأنى خبره‪ ،‬والتقدير‬
‫من أين ولك تبيين؟ ويجوز أن يرتفع هذا بلك وأنى ظرف للستقرار‪.‬‬

‫قوله تعالى (هنا لك) أكثر مايقع هنا ظرف مكان وهو أصلها‪ ،‬وقد وقعت هنا زمانا فهى في ذلك كعند فإنك‬
‫تجعل ها زما نا وأ صلها المكان كقولك أتي تك ع ند طلوع الش مس‪ ،‬وق يل ه نا مكان‪ :‬أى في ذلك المكان د عا‬
‫زكريا والكاف حرف للخطاب وبها تصير هنا للمكان البعيد عنك‪ ،‬ودخلت اللم لزيادة البعد وكسرت على‬
‫أ صل التقاء ال ساكنين هى واللف قبل ها‪ ،‬وق يل ك سرت لئل تلت بس بلم الملك‪ ،‬وإذا حذ فت الكاف فقلت ه نا‬
‫للمكان والحاضر في هنا دعا (قال) مثل قال أنى لك (من لدنك) يجوز أن يتعلق بهب لى فيكون من لبتداء‬
‫غا ية اله بة‪ ،‬ويجوز أن يكون في ال صل صفة ل‌ (ذر ية) قد مت فانت صبت على الحال‪ ،‬و ( سميع) بمع نى‬
‫سامع‪.‬‬

‫[‪]133‬‬

‫قوله تعالى (فنادتمه) الجمهور على إثبات تاء التأنيمث‪ ،‬لن الملئكمة جماعمة‪ ،‬وكره(‪ )1‬قوم التاء لنهما‬
‫للتأن يث‪ ،‬و قد زع مت الجاهل ية أن الملئ كة إناث فلذلك قرأ من قرأ فناداه بغ ير تاء والقراء‌ة به جيدة‪ ،‬لن‬
‫الملئ كة ج مع ومااعتلوا به ل يس ب شئ‪ ،‬لن الجماع على إثبات التاء في قوله " وإذ قالت الملئ كة يامر يم‬
‫" (وهو قائم) حال من الهاء في نادته (يصلى) حال من الضمير في قائم‪ ،‬ويجوز أن يكون في موضع رفع‬
‫صمفة لقائم (إن ال) يقرأ بفتمح الهمزة‪ :‬أى بأن ال‪ ،‬وبكسمرها‪ :‬أى قالت إن ال لن النداء قول (يبشرك)‬
‫الجمهور على التشد يد‪ ،‬ويقرأ بف تح الياء و ضم الش ين مخف فا‪ ،‬وب ضم الياء وك سر الش ين مخف فا أي ضا‪ ،‬يقال‬
‫بشرته وبشرته وأبشرته‪.‬‬

‫ومنه قوله " وأبشروا بالجنة " (يحيى) اسم أعجمى‪ ،‬وقيل سمى بالفعل الذى ماضيه حيى (مصدقا) حال منه‬
‫(وسيدا وحصورا ونبيا) كذلك‪.‬‬

‫قوله تعالى (غلما) اسم يكون ولى خبره‪ ،‬ويجوز أن يكون فاعل يكون على أنها تامة فيكون لى متعلقا بها‬
‫أو حال من غلم أى أنى يحدث غلم لى؟ وأنى بمعنى كيف أو من أين (بلغنى الكبر) وفى موضع آخر "‬
‫بل غت من ال كبر " والمع نى وا حد لن مابل غك ف قد بلغ ته (عا قر) أى ذات ع قر ف هو على الن سب و هو في‬
‫المعنمى مفعول أى معقورة ولذلك لم يلحمق تاء التأنيمث (كذلك) فمي موضمع نصمب‪ :‬أى يفعمل مايشاء فعل‬
‫كذلك‪.‬‬

‫قوله تعالى (اجعمل لى آيمة) أى صمير لى‪ ،‬فآيمة مفعول أول ولى مفعول ثان (آيتمك) مبتدأ‪ ،‬و (أل تكلم)‬
‫خبره‪ ،‬وإن كان قد قرئ تكلم بالر فع ف هو جائز على تقد ير‪ :‬إ نك لتكلم كقوله " أل ير جع إلي هم قول " (إل‬
‫رمزا) ا ستثناء من غ ير الج نس‪ ،‬لن الشارة لي ست كل ما‪ ،‬والجمهور على ف تح الراء وإ سكان الم يم و هو‬
‫مصدر رمز ويقرأ بضمها وهو جمع رمزة بضمتين وأقر ذلك في الجمع‪ ،‬ويجوز أن يكون مسكن الميم في‬
‫الصل‪ ،‬وإنما أتبع الضم الضم‪ ،‬ويجوز أن يكون مصدرا غير جمع‪ ،‬وضم إتباعا كاليسر واليسر (كثيرا)‬
‫أى ذكرا كثيرا‪ ،‬و (العشى) مفرد وقيل جمع عشية (والبكار) مصدر‪ ،‬والتقدير‪ :‬ووقت البكار‪ ،‬يقال أبكر‬
‫إذا دخل في البكرة‪.‬‬
‫قوله تعالى (وإذ قالت) تقديره‪ ،‬واذكممر إذ قالت‪ :‬وإن شئت كان معطوفمما على " إذ قالت امرأة عمران "‬
‫والصل في اصطفى اصتفى ثم أبدلت التاء طاء لتوافق الصاد في الطباق‪ ،‬وكرر اصطفى إما توكيدا وإما‬
‫ليبين من اصطفاها عليهم‪.‬‬

‫___________________________________‬

‫() القراء‌تان جيدتان صحيحتان فل عبرة بكراهة قوم لحوق تاء التأنيث في قوله (فنادته) اه‌ مصحح‪)*( .‬‬

‫[‪]134‬‬

‫قوله تعالى (ذلك من أنباء الغيب) يجوز أن يكون التقدير المر ذلك فعلى هذا من أنباء الغيب حال من ذا‪،‬‬
‫ويجوز أن يكون ذلك مبتدأ ومن أنباء خبره‪ ،‬ويجوز أن يكون (نوحيه) خبر ذلك‪ ،‬ومن أنباء حال من الهاء‬
‫في نوحيه‪ ،‬ويجوز أن يكون متعلقا بنوحيه أى اليحاء مبدوء به من أنباء الغيب (إذ يلقون) ظرف لكان‪.‬‬

‫ويجوز أن يكون ظرفما للسمتقرار الذى تعلق بمه لديهمم‪ ،‬والقلم جممع قلم‪ ،‬والقلم بمعنمى المقلوم‪ ،‬أى‬
‫المقطوع كالن قض بمع نى المنقوض والق بض بمع نى المقبوض (أي هم يك فل مر يم) مبتدأ و خبر في مو ضع‬
‫نصب‪ :‬أى يقترعون أيهم‪ ،‬فالعامل فيه مادل عليه يلقون‪ ،‬و (إذ يختصمون) مثل " إذ يلقون " ويختصمون‬
‫بمعنى اختصموا وكذلك يلقون‪ :‬أى ألقوا‪ ،‬ويجوز أن يكون حكى الحال‪.‬‬

‫قوله تعالى (إذ قالت الملئكمة) إذ بدل ممن إذا التمى قبلهما‪ ،‬ويجوز أن يكون ظرفما ليختصممون‪ ،‬ويجوز أن‬
‫يكون التقدير اذكر (منه) في موضع جر صفة للكلمة‪ ،‬ومن هنا لبتداء الغاية (اسمه) مبتدأ‪ ،‬و (المسيح)‬
‫خبره‪ ،‬و (عي سى) بدل م نه أو ع طف بيان‪ ،‬وليجوز أن يكون خبرا آ خر‪ ،‬لن تعدد الخبار يو جب تعدد‬
‫المبتدإ‪ ،‬والمبتدأ هنا مفرد وهو قوله اسمه‪ ،‬ولو كان عيسى خبرا آخر لكان أسماؤه أو أسماؤها على تأنيث‬
‫الكل مة‪ ،‬والجملة صفة لكل مة‪ ،‬و (ا بن مر يم) خبر مبتدأ محذوف‪ ،‬أى هو ا بن‪ ،‬وليجوز أن يكون بدل م ما‬
‫قبله ولصفة لن ابن مريم ليس باسم‪ ،‬أل ترى أنك لتقول اسم هذا الرجل ابن عمرو إل إذا كان قد علق‬
‫علما عليه‪ ،‬وإنما ذكر الضمير في اسمه على معنى الكلمة‪ ،‬لن المراد بيبشرك بمكون أو مخلوق (وجيها‬
‫‪ -‬ومن المقربين‪ .‬ويكلم) أحوال مقدرة‪ ،‬وصاحبها معنى الكلمة‪ ،‬وهو مكون أو مخلوق‪ ،‬وجاز أن ينتصب‬
‫الحال ع نه و هو نكرة ل نه قد و صف‪ ،‬وليجوز أن تكون أحوال من الم سيح‪ ،‬ول من عي سى‪ ،‬ول من ا بن‬
‫مر يم لن ها أخبار‪ ،‬والعا مل في ها البتداء أو المبتدأ أو ه ما‪ ،‬ول يس شئ من ذلك يع مل في الحال‪ ،‬وليجوز‬
‫أن تكون أحوال من الهاء في اسمه للفصل الواقع بينهما ولعدم العامل في الحال‪.‬‬
‫قوله تعالى ( في الم هد) يجوز أن يكون حال من الضم ير في يكلم‪ :‬أى يكلم هم صغيرا‪ ،‬ويجوز أن يكون‬
‫ظرفما (وكهل) يجوز أن يكون حال معطوفمة على وجيهما‪ ،‬وأن يكون معطوفما على موضمع فمي المهمد إذا‬
‫جعلته حال (ومن الصالحين) حال معطوفة على وجيها‪.‬‬

‫[‪]135‬‬

‫قوله تعالى (كذلك ال يخلق) قد ذ كر في قوله " كذلك ال يف عل مايشاء " ق صة زكر يا‪ ،‬و (إذا ق ضى أمرا)‬
‫مشروح في البقرة‪.‬‬

‫قوله تعالى (ونعلممه) يقرأ بالنون حمل على قوله " ذلك ممن أنباء الغيمب نوحيمه إليمك " ويقرأ بالياء حمل‬
‫على يبشرك‪ ،‬وموض عه حال معطو فة على وجي ها (ور سول) ف يه وجهان‪ :‬أحده ما هو صفة م ثل صبور‬
‫وشكور‪ ،‬فيكون حال أيضما‪ ،‬أو مفعول بمه على تقديمر‪ :‬ويجعله رسمول‪ ،‬وفعول هنما بمعنمى مفعمل‪ :‬أى‬
‫مرسل‪ ،‬والثانى أن يكون مصدرا كما قال الشاعر‪ * :‬أبلغ أبا سلمى رسول تروعه * فعلى هذا يجوز أن‬
‫يكون مصمدرا فمي موضمع الحال‪ ،‬وأن يكون مفعول معطوفما على الكتاب‪ :‬أى ونعلممه رسمالة‪ ،‬فإلى على‬
‫الوجهيمن تتعلق برسمول لنهمما يعملن عممل الفعمل‪ ،‬ويجوز أن يكون إلى نعتما لرسمول فيتعلق بمحذوف‬
‫(أنى) في موضع الجملة ثلثة أوجه‪ :‬أحدها جر‪ :‬أى بأنى وذلك مذهب الخليل‪ ،‬ولو ظهرت الباء لتعلقت‬
‫برسول أو بمحذوف يكون صفة لرسول‪ :‬أى ناطقا بأنى أو مخبرا‪ ،‬والثانى موضعها نصب على الموضع‪،‬‬
‫وهو مذهب سيبويه‪ ،‬أو على تقدير‪ :‬يذكر أنى‪ ،‬ويجوز أن يكون بدل من رسول إذا جعلته مصدرا تقديره‬
‫ونعلمه أنى قد جئتكم‪ ،‬والثالث موضعها رفع‪ :‬أى هو أنى قد جئتكم إذا جعلت رسول مصدرا أيضا (بآية)‬
‫في مو ضع الحال‪ :‬أى محت جا بآ ية ( من رب كم) يجوز أن يكون صفة ل ية‪ ،‬وأن يكون متعل قا بجئت (أ نى‬
‫أخلق) يقرأ بف تح الهمزة‪ ،‬و فى موض عه ثل ثة أو جه‪ :‬أحد ها جر بدل من آ ية‪ ،‬والثا نى ر فع‪ :‬أى هى أ نى‪،‬‬
‫والثالث أن يكون بدل من أ نى الولى‪ ،‬ويقرأ بك سر الهمزة على ال ستئناف أو على إضمار القول (كهيئة)‬
‫الكاف في مو ضع ن صب نع تا لمفعول محذوف‪ :‬أى هيئة كهيئة الط ير‪ ،‬والهيئة م صدر في مع نى المه يإ‬
‫كالحلق بمع نى المخلوق‪ ،‬وق يل الهيئة ا سم لحال ال شئ ولي ست م صدرا‪ ،‬والم صدر الته يؤ والته يؤ والتهيئة‪،‬‬
‫ويقرأ كهية الطير على إلقاء حركة الهمزة على الياء وحذفها‪ ،‬وقد ذكر في البقرة اشتقاق الطير وأحكامه‪،‬‬
‫والهاء في (ف يه) تعود على مع نى الهيئة لن ها مع نى المه يإ‪ ،‬ويجوز أن تعود على الكاف لن ها ا سم بمع نى‬
‫م ثل‪ ،‬وأن تعود على الطيمر‪ ،‬وأن تعود على المفعول المحذوف (فيكون) أى فيصمير‪ ،‬فيجوز أن تكون كان‬
‫هنا التامة‪ ،‬لن معناها صار‪ ،‬وصار بمعنى انتقل‪ ،‬ويجوز أن تكون الناقصة‪ ،‬و (طائرا) على الول حال‪،‬‬
‫وعلى الثانمى خمبر‪ ،‬و (بإذن ال) يتعلق بيكون (بمما تأكلون) يجوز أن تكون بمعنمى الذى ونكرة موصموفة‬
‫ومصدرية‪ ،‬وكذلك‬

‫[‪]136‬‬
‫ماالخرى‪ ،‬والصل في (تدخرون) تذتخرون إل أن الذال مجهورة والتاء مهموسة فلم يجتمعا‪ ،‬فأبدلت التاء‬
‫دال لن ها من مخرج ها لتقرب من الذال ثم أبدلت الذال دال وأدغ مت‪ ،‬و من العرب من يقلب التاء ذال‪،‬‬
‫ويدغم ويقرأ بتخفيف الذال وفتح الخاء وماضيه ذخر‪.‬‬

‫قوله تعالى (وم صدقا) حال معطو فة على قوله بآ ية‪ :‬أى جئت كم بآ ية وم صدقا (ل ما ب ين يدى) وليجوز أن‬
‫يكون معطو فا على وجي ها‪ ،‬لن ذلك يو جب أن يكون وم صدقا ل ما ب ين يد يه على ل فظ الغي بة ( من التوراة)‬
‫في موضع نصب على الحال من الضمير المستتر في الظرف وهو بين‪ ،‬والعامل فيها الستقرار أن نفس‬
‫الظرف‪ ،‬ويجوز أن يكون حال من " ما " فيكون العا مل في ها م صدقا (ول حل) هو معطوف على محذوف‬
‫تقديره‪ :‬لخفف عنكم أو نحو ذلك (وجئتكم بآية) هذا تكرير للتوكيد‪ ،‬لنه قد سبق هذا المعنى في الية التى‬
‫قبلها‪.‬‬

‫قوله تعالى (من هم الك فر) يجوز أن يتعلق " من " بأ حس‪ ،‬وأن يكون حال من الك فر (أن صارى) هو ج مع‬
‫نصير كشريف وأشراف‪ ،‬وقال قوم‪ :‬هو جمع نصر وهو ضعيف‪ ،‬إل أن تقدر فيه حذف مضاف‪ :‬أى من‬
‫صاحب ن صرى‪ ،‬أو تجعله م صدرا و صف به‪ ،‬و (إلى) في مو ضع الحال متعل قة بمحذوف وتقديره‪ :‬من‬
‫أن صارى مضا فا إلى ال أو إلى أن صار ال‪ ،‬وق يل هى بمع نى مع ول يس ب شئ‪ ،‬فإن إلى لت صلح أن تكون‬
‫بمع نى مع‪ ،‬ولقياس يعضده (الحواريون) الجمهور على تشد يد الياء و هو ال صل‪ ،‬لن ها ياء الن سبة‪ ،‬ويقرأ‬
‫بتخفيفها لنه فر من تضعيف الياء وجعل ضمة الياء الباقية دليل على أصل‪ ،‬كما قرء‌وا " يستهزئون " مع‬
‫أن ض مة الياء ب عد الك سرة م ستثقل‪ ،‬واشتقاق الكل مة من الحور و هو البياض‪ ،‬وكان الحواريون يق صرون‬
‫الثياب‪ ،‬وق يل اشتقا قه من حار يحور إذا ر جع فكأن هم الراجعون إلى ال وق يل هو مش تق من نقاء القلب‬
‫وخلوصه وصدقه‪.‬‬

‫قوله تعالى (فاكتبنا مع الشاهدين) في الكلم حذف تقديره‪ :‬مع الشاهدين لك بالوحدانية‪.‬‬

‫قوله تعالى (وال خير الماكرين) وضع الظاهر موضع المضمر تفخيما‪ ،‬والصل وهو خير الماكرين‪.‬‬

‫قوله تعالى (متوفيك ورافعك إلي) كلهما للمستقبل وليتعرفان‬

‫[‪]137‬‬

‫بالضا فة والتقد ير‪ ،‬راف عك إلي ومتوف يك‪ ،‬ل نه ر فع إلى ال سماء ثم يتو فى ب عد ذلك‪ ،‬وق يل الواو للج مع فل‬
‫فرق ب ين التقد يم والتأخ ير‪ ،‬وق يل متوف يك من بين هم وراف عك إلى ال سماء فل تقد يم ف يه ول تأخ ير (وجا عل‬
‫الذين اتبعوك) قيل هو خطاب لنبينا عليه الصلة والسلم فيكون الكلم تاما على ماقبله‪ ،‬وقيل هو لعيسى‪.‬‬
‫والمعنى‪ :‬أن الذين اتبعوه ظاهرون على اليهود وغيرهم من الكفار إلى قبل يوم القيامة بالملك والغلبة‪ ،‬فأما‬
‫يوم القيامة فيحكم بينهم فيجازى كل على عمله‪.‬‬

‫قوله تعالى (فأمما الذيمن كفروا) يجوز أن يكون الذيمن مبتدأ (فأعذبهمم) خمبره ويجوز أن يكون الذيمن فمي‬
‫موضمع نصمب بفعمل محذوف يفسمره فأعذبهمم تقديره فأعذب بغيمر ضميمر مفعول لعمله فمي الظاهمر قبله‬
‫فحذف‪ ،‬وجعل الفعل المشغول بضمير الفاعل مفسرا له‪ ،‬وموضع الفعل المحذوف بعد الصلة‪ ،‬وليجوز أن‬
‫يقدر الفعل قبل الذين لن أما ليليها الفعل‪ ،‬ومله (وأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فيوفيهم) " وأما ثمود‬
‫فهديناهم " فيمن نصب‪.‬‬

‫قوله تعالى (ذلك نتلوه) فيه ثلثة أوجه‪ :‬أحدها ذلك مبتدأ ونتلوه خبره‪.‬‬

‫والثانى المبتدأ محذوف وذلك خبره‪ :‬أى المر ذلك‪ ،‬ونتلوه في موضع الحال‪ :‬أى المر المشار إليه متلوا‪،‬‬
‫و (ممن اليات) حال ممن الهاء‪ ،‬والثالث ذلك مبتدأ‪ ،‬وممن اليات خمبره‪ ،‬ونتلوه حال‪ ،‬والعاممل فيمه معنمى‬
‫الشارة‪ ،‬ويجور أن يكون ذلك في مو ضع نصب بف عل دل عل يه نتلوه‪ ،‬تقديره‪ :‬نتلو ذلك فيكون من اليات‬
‫حال من الهاء أيضا‪ ،‬و (الحكيم) هنا بمعنى المحكم‪.‬‬

‫قوله تعالى (خلقه من تراب) هذه الجملة تفسير للمثل فل موضع لها‪ ،‬وقيل موضعها حال من آدم‪ ،‬وقد معه‬
‫مقدرة‪ ،‬والعا مل في ها مع نى الت شبيه‪ ،‬والهاء لدم و من متعل قة بخلق‪ ،‬ويض عف أن يكون حال ل نه ي صير‬
‫تقديره‪ :‬خلقه كائنا من تراب‪ ،‬وليس المعنى عليه (ثم قال له) ثم هاهنا لترتيب الخبر للترتيب المخبر عنه‬
‫لن قوله ( كن) لم يتأ خر عن خل قه‪ ،‬وإن ما هو في المع نى تف سير لمع نى الخلق‪ ،‬و قد جاء‌ت ثم غ ير مقيدة‬
‫بترتيب المخبر عنه كقوله " فإلينا مرجعهم ثم ال شهيد " وتقول‪ :‬زيد عالم ثم هو كريم‪ ،‬ويجوز أن تكون‬
‫لترتيب المخبر عنه على أن يكون المعنى صوره طينا‪ ،‬ثم قال له كن لحما ودما‪.‬‬

‫قوله تعالى (فمن حاجك فيه) الهاء ضمير عيسى‪ ،‬ومن شرطية‪ ،‬والماضى بمعنى المستقبل و (ما) بمعنى‬
‫الذى‪ ،‬و (من العلم) حال من ضمير الفاعل‪.‬‬

‫[‪]138‬‬

‫ول يجوز أن تكون مام صدرية على قول سيبويه والجمهور‪ ،‬لن ما الم صدرية ليعود إلي ها ضم ير‪ ،‬و فى‬
‫حا جك ضم ير فا عل‪ ،‬إذ ل يس بعده ماي صح أن يكون فاعل‪ ،‬والعلم لي صح أن يكون فاعل‪ ،‬لن من لتزاد‬
‫في الواجب‪ ،‬ويخرج على قول الخفش أن تكون مصدرية ومن زائدة‪ ،‬والتقدير‪ :‬من بعد مجئ العلم إياك‬
‫والصل في (تعالوا) تعاليوا‪ ،‬لن الصل في الماضى تعالى‪ ،‬والياء منقلبة عن واو لنه من العلو فأبدلت‬
‫الواو ياء لوقوعها رابعة‪ ،‬ثم أبدلت الياء ألفا‪ ،‬فإذا جاء‌ت واو الجمع حذفت للتقاء الساكنين وبق يت الفتحة‬
‫تدل عليهما‪ ،‬و (ندع) جواب لشرط محذوف‪ ،‬و (نبتهمل) و (نجعمل) معطوفان عليمه‪ ،‬ونجعمل المتعديمة إلى‬
‫مفعولين أى نصير‪ ،‬والمفعول الثانى (على الكاذبين)‪.‬‬

‫قوله تعالى (لهو القصص) مبتدأ وخبر في موضع خبر إن (إل ال) خبر من إله تقديره‪ :‬وماإله إل ال‪.‬‬

‫قوله تعالى (فإن تولوا) يجوز أن يكون اللفممظ ماضيمما‪ ،‬ويجوز أن يكون مسممتقبل تقديره‪ :‬يتولوا‪ ،‬ذكره‬
‫النحاس وهو ضعيف‪ ،‬لن حرف المضارعة ليحذف‪.‬‬

‫قوله تعالى (سواء) الجمهور على الجر وهو صفة لكلمة‪ ،‬ويقرأ " سواء " بالنصب على المصدر‪ ،‬ويقرأ "‬
‫كل مة " بك سر الكاف وإ سكان اللم على التخف يف والن قل م ثل ف خذ وك بد (بين نا وبين كم) ظرف ل سواء‪ :‬أى‬
‫لتستوى الكلمة بيننا ولم تؤنث سواء‪ ،‬وهو صفة مؤنث‪ ،‬لنه مصدر وصف به‪ ،‬فأما قوله (أل نعبد) ففى‬
‫موضعه وجهان‪ :‬أحدهما جر بدل من سواء أو من كلمة‪ ،‬تقديره‪ :‬تعالوا إلى ترك عبادة غير ال‪ ،‬والثانى‬
‫هو رفع تقديره‪ :‬هى أن لنعبد إل ال‪ ،‬وأن هى المصدرية‪ ،‬وقيل تم الكلم على سواء ثم استأنف فقال بيننا‬
‫وبينكمم أن لنعبمد‪ :‬أى بيننما وبينكمم التوحيمد‪ ،‬فعلى هذا يجوز أن يكون أن لنعبمد مبتدأ والظرف خمبره‪،‬‬
‫والجملة صفة لكلمة‪ ،‬ويجوز أن يرتفع أل نعبد بالظرف (فإن تولوا) هو ماض‪ ،‬وليجوز أن يكون التقدير‪:‬‬
‫يتولوا لفساد المعنى‪ ،‬لن قوله (فقولوا اشهدوا) خطاب للمؤمنين‪ ،‬ويتولوا للمشركين‪ ،‬وعند ذلك ليبقى في‬
‫الكلم جواب الشرط‪ ،‬والتقدير‪ :‬فقولوا لهم‪.‬‬

‫قوله تعالى (لم تحاجون) الصمل لمما‪ ،‬فحذفمت اللف لمما ذكرنما فمي قوله " فلم تقتلون " واللم متعلقمة‬
‫بتحاجون (إل من بعده) من يتعلق بأنزلت‪ ،‬والتقدير من بعد موته‪.‬‬

‫[‪]139‬‬

‫قوله تعالى (هاأن تم) ها للت نبيه‪ ،‬وق يل هى بدل من همزة ال ستفهام‪ ،‬ويقرأ بتحق يق الهمزة وال مد‪ ،‬وبتلي ين‬
‫الهمزة والمد‪ ،‬وبالقصر والهمز‪ ،‬وقد ذكرنا إعراب هذا الكلم في قوله " ثم أنتم هؤلء تقتلون " (فيما) هى‬
‫بمع نى الذى أو نكرة مو صوفة‪ ،‬و (علم) مبتدأ ول كم خبره‪ ،‬و به في مو ضع ن صب على الحال ل نه صفة‬
‫لعلم في الصل قدمت عل يه‪ ،‬وليجوز أن تتعلق الباء بعلم إذ فيه تقديم الصلة على الموصول‪ ،‬فإن علقتها‬
‫بمحذوف يفسره المصدر جاز‪ ،‬وهو الذى يسمى تبيينا‪.‬‬

‫قوله تعالى (بإبراه يم) الباء تتعلق بأولى‪ ،‬و خبر إن (للذ ين اتبعوه) وأولى أف عل من ولى يلى‪ ،‬وأل فه منقل بة‬
‫عن ياء لن فاء‌ه واو‪ ،‬فل تكون لمه واو‪ ،‬إذ ليس في الكلم مافاؤه ولمه واوان إل واو(‪( )1‬وهذا النبى)‬
‫معطوف على خبر إن‪ ،‬ويقرأ النبى بالنصب‪ :‬أى واتبعوا هذا النبى‪.‬‬

‫قوله تعالى (وجهه النهار) وجه ظرف لمنوا بدليل قوله (واكفروا آخره) ويجوز أن يكون ظرفا لنزل‪.‬‬
‫قوله تعالى (إل لمن تبع) فيه وجهان‪ :‬أحدهما أنه استثناء مما قبله‪ ،‬والتقدير‪ :‬ولتقروا إل لمن تبع‪ ،‬فعلى‬
‫هذا اللم غيمر زائدة‪ ،‬ويجوز أن تكون زائدة‪ ،‬ويكون محمول على المعنمى‪ :‬أى اجحدوا كمل أحمد إل ممن‬
‫تبع‪ ،‬والثانى أن النية التأخير‪ ،‬والتقدير ولتصدقوا أن يؤتى أحد مثل ماأوتيتم إل من تبع دينكم‪ ،‬فاللم على‬
‫هذا زائدة‪ ،‬ومن في موضع نصب على الستثناء من أحد‪ ،‬فأما قوله (قل إن الهدى) فمعترض بين الكلمين‬
‫ل نه مشدد‪ ،‬وهذا الو جه بع يد لن ف يه تقد يم الم ستثنى على الم ستثنى م نه‪ ،‬وعلى العا مل ف يه وتقد يم ما فى‬
‫صلة أن عليها‪.‬‬

‫فعلى هذا في موضع أن يؤتى ثلثة أوجه‪ :‬أحدها جر تقديره‪ :‬ولتؤمنوا بأن يؤتى أحد‪.‬‬

‫والثانى أن يكون نصبا على تقدير حذف حرف الجر‪.‬‬

‫والثالث أن يكون مفعول من أجله تقديره‪ :‬ولتؤمنوا إل لمن تبع دينكم مخافة أن يؤتى أحد‪ ،‬وقيل أن يؤتى‬
‫مت صل بقوله " قل إن الهدى هدى ال " والتقد ير‪ :‬أن يؤ تى‪ :‬أى هو أن ليؤ تى‪ ،‬ف هو في مو ضع ر فع (أو‬
‫يحاجو كم) معطوف على يؤ تى‪ ،‬وج مع الضم ير ل حد ل نه في مذ هب الج مع‪ ،‬ك ما قالوا " لنفرق ب ين أ حد‬
‫منهم " ويقرأ‪ :‬أن يؤتى على الستئناف‪ ،‬وموضعه رفع على أنه مبتدأ تقديره‪ :‬إتيان أحد مثل ماأوتيتم يمكن‬
‫أو يصمدق‪ ،‬ويجوز أن يكون فمي موضمع نصمب بفعمل محذوف تقديره‪ :‬أتصمدقون أن يؤتمى أو أتشيعون‪،‬‬
‫ويقرأ شاذا أن يؤ تى على ت سمية الفا عل وأ حد فاعله والمفعول محذوف‪ :‬أى أن يؤ تى أ حد أحدا (يؤت يه من‬
‫يشاء)‬

‫___________________________________‬

‫() إل واو التهجى قاله السمين‪)*( .‬‬

‫[‪]140‬‬

‫يجوز أن يكون مستأنفا‪ ،‬وأن يكون خبر مبتدإ محذوف‪ :‬أى هو يؤتيه‪ ،‬وأن يكون خبرا ثانيا‪.‬‬

‫قوله تعالى (من إن تأمنه) من مبتدأ‪ ،‬ومن أهل الكتاب خبره‪ ،‬والشرط وجوابه صفة لمن لنها نكرة‪ ،‬وكما‬
‫ي قع الشرط خبرا ي قع صلة و صفة وحال‪ ،‬وقرأ أبوالش هب العقيلى " تأم نه " بك سر حرف المضار عة‪ ،‬و‬
‫(بقنطار) الباء بمعنى في أى في حفظ قنطار‪ ،‬وقيل الباء بمعنى على (يؤده) فيه خمس قراء‌ات‪ :‬إحداها‬
‫كسر الهاء وصلتها بياء في اللفظ وقد ذكرنا علة هذا في أول الكتاب‪.‬‬

‫والثانية كسر الهاء من غير ياء اكتفى بالكسرة عن الياء لدللتها عليها‪ ،‬ولن الصل أن ليزاد على الهاء‬
‫شئ كبقية الضمائر‪.‬‬
‫والثال ثة إ سكان الهاء‪ ،‬وذلك أ نه أجرى الو صل مجرى الو قف و هو ضع يف‪ ،‬و حق هاء الضم ير الحر كة‪،‬‬
‫وإنما تسكن هاء السكت‪.‬‬

‫والرابعة ضم الهاء وصلتها بواو في اللفظ على تبيين الهاء المضمومة بالواو‪ ،‬لنها من جنس الضمة كما‬
‫بينت المكسورة بالياء‪.‬‬

‫والخامسة ضم الهاء من غير واو لدللة الضمة عليها‪ ،‬ولنه الصل‪ ،‬ويجوز تحقيق الهمزة وإبدالها واوا‬
‫للضمة قبلها (إل مادمت) " ما " في موضع نصب على الظرف‪ :‬أى إل مدة دوامك‪ ،‬ويجوز أن يكون حال‬
‫لن مامصمدرية‪ ،‬والمصمدر قمد يقمع حال‪ ،‬والتقديمر‪ :‬إل فمي حال ملزمتمك‪ ،‬والجمهور على ضمم الدال‪،‬‬
‫وماض يه دام يدوم م ثل قال يقول‪ :‬ويقرأ بك سر الدال وماض يه د مت تدام م ثل خ فت تخاف و هى ل غة (ذلك‬
‫بأن هم) أى ذلك م ستحق بأن هم ( في المي ين) صفة ل‌ ( سبيل) قد مت عل يه ف صارت حال‪ ،‬ويجوز أن يكون‬
‫ظرفا للستقرار في علينا‪.‬‬

‫وذهب قوم إلى عمل ليس في الحال‪ ،‬فيجوز على هذا أن يتعلق بها‪ ،‬وسبيل اسم ليس وعلينا الخبر‪ ،‬ويجوز‬
‫أن يرت فع سبيل بعلي نا فيكون في ل يس ضميرالشأن (ويقولون على ال) يجوز أن يتعلق على بيقولون ل نه‬
‫بمعنى يفترون ويجوز أن يكون حال من الكذب مقدما عليه‪ ،‬وليجوز أن يتعلق بالكذب لن الصلة لتتقدم‬
‫على الموصول‪ ،‬ويجوز ذلك على التبيين (وهم يعلمون) جملة في موضع الحال‪.‬‬

‫قوله تعالى (بلى) في الكلم حذف تقديره‪ :‬بلى عليهم سبيل‪ ،‬ثم ابتدأ فقال (من أوفى) وهى شرط (فإن ال)‬
‫جوابه‪ ،‬والمعنى‪ :‬فإن ال يحبهم‪ ،‬فوضع الظاهر موضع المضمر‪.‬‬

‫قوله تعالى (يلوون) هو في موضع نصب صفة لفريق وجمع على المعنى‪ ،‬ولو‬

‫[‪]141‬‬

‫أفرد جاز على اللفمظ‪ ،‬والجمهور على إسمكان اللم وإثبات واويمن بعدهما‪ ،‬ويقرأ بفتمح اللم وتشديمد الواو‬
‫وضم الياء على التكثير‪ ،‬ويقرأ بضم اللم وواو واحدة ساكنة والصل يلوون كقراء‌ة الجمهور إل أنه همز‬
‫الواو لنضمامها‪ ،‬ثم ألقى حركتها على اللم‪ .‬واللسنة جمع لسان‪ ،‬وهو على لغة من ذكر اللسان‪ ،‬وأما من‬
‫أنثمه فإنمه يجمعمه على ألسمن‪ ،‬و (بالكتاب) فمي موضمع الحال ممن اللسمنة‪ :‬أى ملتبسمة بالكتاب أو ناطقمة‬
‫بالكتاب‪ ،‬و (من الكتاب) هو المفعول الثانى لحسب‪.‬‬

‫قوله تعالى (ثم يقول) هو معطوف على يؤتيه‪ ،‬ويقرأ بالرفع على الستئناف (بما كنتم) في موضع الصفة‬
‫لربانييمن‪ ،‬ويجوز أن تكون الباء بمعنمى السمبب فتتعلق بكان ومامصمدرية‪ :‬أى يعلمكمم الكتاب‪ ،‬ويجوز أن‬
‫تكون الباء متعلقة بربانيين (تعلمون) يقرأ بالتخفيف‪ :‬أى تعرفون‪ ،‬وبالتشديد‪ :‬أى تعلمونه غيركم (تدرسون)‬
‫يقرأ بالتخفيمف‪ :‬أى تدرسمون الكتاب فالمفعول محذوف‪ ،‬ويقرأ بالتشديمد وضمم التاء‪ :‬أى تدرسمون الناس‬
‫الكتاب‪.‬‬

‫قوله تعالى (ول يأمر كم) يقرأ بالر فع‪ :‬أى وليأمر كم ال أو ال نبى ف هو م ستأنف ويقرأ بالن صب عط فا على‬
‫يقول فيكون الفا عل ضم ير ال نبى أو الب شر‪ ،‬ويقرأ بإ سكان الراء فرارا من توالى الحركات‪ ،‬و قد ذ كر في‬
‫البقرة (إذ) في موضع جر بإضافة بعد إليها (وأنتم مسلمون) في موضع جر بإضافة إذا إليها‪.‬‬

‫قوله تعالى (لما آتيتكم) يقرأ بكسر اللم‪ ،‬وفيما يتعلق به وجهان‪ :‬أحدهما أخذ‪ :‬أى لهذا المعنى‪ ،‬وفيه حذف‬
‫مضاف تقديره‪ :‬لرعاية ماآتيتكم‪ ،‬والثانى أن يتعلق بالميثاق لنه مصدر‪ :‬أى توثقنا عليهم لذلك‪ ،‬ومابمعنى‬
‫الذى‪ ،‬أو نكرة موصموفة‪ ،‬والعائد محذوف و (ممن كتاب) حال ممن المحذوف أو ممن الذى‪ .‬ويقرأ بالفتمح‬
‫وتخفيف " ما " وفيها وجهان‪ :‬أحدهما أن مابمعنى الذى‪ ،‬وموضعها رفع بالبتداء‪ ،‬واللم لم البتداء دخلت‬
‫لتوكيد معنى القسم‪.‬‬

‫وفمى الخمبر وجهان‪ :‬أحدهمما ممن كتاب وحكممة‪ :‬أى الذى أوتيتموه ممن الكتاب‪ ،‬والنكرة هنما كالمعرفمة‪،‬‬
‫والثا نى ال خبر لتؤم نن به والهاء عائدة على المبتدإ واللم جواب الق سم‪ ،‬لن أ خذ الميثاق ق سم في المع نى‪،‬‬
‫فأمما قوله (ثمم جاء‌مكم) فهمو معطوف على ماآتيتكمم‪ ،‬والعائد على " مما " ممن هذا المعطوف فيمه وجهان‪:‬‬
‫أحده ما تقديره‪ :‬ثم جاء ‌كم به‪ ،‬وا ستغنى عن إظهاره بقوله به في ما ب عد‪ ،‬والثا نى أن قوله (ل ما مع كم) في‬
‫موضمع الضميمر تقديره‪ :‬مصمدق له‪ ،‬لن الذى معهمم همو الذى آتاهمم‪ ،‬ويجوز أن يكون العائد ضميمر‬
‫الستقرار العامل‬

‫[‪]142‬‬

‫في مع‪ ،‬ويجوز أن تكون الهاء في (به) تعود على الرسول‪ ،‬والعائد على المبتدإ محذوف وسوغ ذلك طول‬
‫الكلم‪ ،‬وأن تصديق الرسول تصديق للذى أوتيه‪.‬‬

‫والقول الثانى أن " ما " شرط واللم قبله لتلقى القسم كالتى في قوله " لئن لم ينته المنافقون " وليست لزمة‬
‫بدليل قوله " وإن لم ينتهوا عما يقولون " فعلى هذا تكون " ما " في موضع نصب بآتيت‪ ،‬والمفعول الثانى‬
‫ضمير المخاطب‪ ،‬ومن كتاب مثل من آية في قوله " ماننسخ من آية " وباقى الكلم على هذا الوجه ظاهر‪.‬‬

‫ويقرأ " ل ما " بف تح اللم وتشد يد الم يم‪ .‬وفي ها وجهان‪ :‬أحده ما أن ها الزمان ية‪ :‬أى أخذ نا ميثاق هم ل ما آتينا هم‬
‫شيئا من كتاب وحكمة‪ ،‬ورجع من الغيبة إلى الخطاب على المألوف من طريقتهم‪.‬‬

‫والثانى أنه أراد لمن ما ثم أبدل من النون ميما لمشابهتها إياها فتوالت ثلث ميمات فحذف الثانية لضعفها‬
‫بكونها بدل وحصول التكرير بها‪ ،‬ذكر هذا المعنى ابن جنى في المحتسب‪ ،‬ويقرأ آتيتكم على لفظ واحد‪،‬‬
‫وهو موا فق لقوله " وإذ أ خذ ال " ولقوله " إ صرى " ويقرأ آتينا كم على لفظ الج مع للتعظ يم (أء‌قرر تم) فيه‬
‫حذف أى بذلك و (إصرى) بالكسر والضم لغتان قرئ بهما‪.‬‬

‫قوله تعالى (فمن تولى) من مبتدأ يجوز أن تكون بمعنى الذى‪ ،‬وأن تكون شرطا (فأولئك) مبتدأ ثان‪ ،‬و (هم‬
‫الفاسقون) مبتدأ وخبره‪ ،‬ويجوز أن يكون هم فصل‪.‬‬

‫قوله تعالى (أفغير) منصوب ب‌ (يبغون) ويقرأ بالياء على الغيبة كالذى قبله وبالتاء على الخطاب‪ ،‬والتقدير‪:‬‬
‫قل ل هم (طو عا وكر ها) م صدران في مو ضع الحال‪ ،‬ويجوز أن يكو نا م صدرين على غ ير ال صدر‪ ،‬لن‬
‫أسلم بمعنى انقاد وأطاع (ترجعون) بالتاء على الخطاب‪ ،‬وبالياء على الغيبة‪.‬‬

‫قوله تعالى ( قل آم نا) تقديره‪ :‬قل يامح مد آم نا‪ :‬أى أ نا و من م عى‪ ،‬أو أ نا وال نبياء‪ ،‬وق يل التقد ير‪ :‬قل ل هم‬
‫قولوا آمنا‪.‬‬

‫قوله تعالى (و من يب تغ) الجمهور على إظهار الغين ين‪ ،‬وروى عن أ بى عمرو الدغام و هو ضع يف‪ ،‬لن‬
‫كسرة الغين الولى تدل على الياء المحذوفة‪ ،‬و (دينا) تمييز‪ ،‬ويجوز أن يكون مفعول يبتغ‪ ،‬و (غير) صفة‬
‫قد مت عل يه ف صارت حال (وهو في الخرة من الخا سرين) هو في العراب مثل قوله " وإ نه في الخرة‬
‫لمن الصالحين " وقد ذكر‪.‬‬

‫[‪]143‬‬

‫قوله تعالى (كيمف يهدى ال) حال أو ظرف‪ ،‬والعاممل فيهما يهدى‪ ،‬وقمد تقدم نظيره (وشهدوا) فيمه ثلثمة‬
‫أوجه‪ :‬أحدها هو حال من الضمير في كفروا وقد معه مقدرة‪ ،‬وليجوز أن يكون العامل يهدى‪ ،‬لن يهدى‬
‫من " شهد أن الرسول حق " والثانى أن يكون معطوفا على كفروا‪ :‬أى كيف يهديهم بعد اجتماع المرين‪.‬‬

‫والثالث أن يكون التقدير‪ :‬وأن شهدوا‪ :‬أى بعد أن آمنوا‪ ،‬وأن شهدوا فيكون في موضع جر‪.‬‬

‫قوله تعالى (أولئك) مبتدأ‪ ،‬و (جزاؤ هم) مبتدأ ثان و (أن علي هم لع نة ال) أن وا سمها وخبر ها خبر جزاء‪:‬‬
‫أى جزاؤهم اللعنة‪ ،‬ويجوز أن يكون جزاؤهم بدل من أولئك بدل الشتمال‪.‬‬

‫قوله تعالى (خالدين فيها) حال من الهاء والميم في عليهم‪ ،‬والعامل فيها الجار أو مايتعلق به‪ ،‬وفيها يعنى‬
‫اللعنة‪.‬‬

‫قوله تعالى (ذهبا) تمييزه والهاء في به تعود على المل‌ء أو على ذهب‪.‬‬
‫قوله تعالى (م ما تحبون) " ما " بمع نى الذى أو نكرة مو صوفة‪ ،‬وليجوز أن تكون م صدرية‪ ،‬لن المح بة‬
‫لتت فق‪ ،‬فإن جعلت الم صدر بمع نى المفعول ف هو جائز على رأى أ بي علي (وماتنفقوا من شئ) قد ذ كر‬
‫نظيره في البقرة‪ ،‬والهاء في (به) تعود على ما أو على شئ‪.‬‬

‫قوله تعالى (حل) أى حلل‪ ،‬والمع نى كان كله حل (إل ماحرم) في مو ضع ن صب ل نه ا ستثناء من ا سم‬
‫كان‪ ،‬والعامل فيه كان‪ ،‬ويجوز أن يعمل فيه حل ويكون فيه ضمير يكون الستثناء منه‪ ،‬لنه حل وحلل‬
‫في موضع اسم الفاعل بمعنى الجائز والمباح (من قبل) متعلق بحرم‪.‬‬

‫قوله تعالى (من بعد ذلك) يجوز أن يتعلق بافترى وأن يتعلق بالكذب‪.‬‬

‫قوله تعالى (قل صدق ال) الجمهور على إظهار اللم وهو الصل‪ ،‬ويقرأ بالدغام لن الصاد فيها انبساط‪،‬‬
‫وفى اللم انبساط بحيث يتلقى طرفاهما فصارا متقاربين‪ ،‬والتقدير‪ :‬قل لهم صدق ال‪( ،‬حنيفا) يجوز أن‬
‫يكون حال من إبراهيم ومن الملة‪ ،‬وذكر لن الملة والدين واحد‪.‬‬

‫قوله تعالى (وضمع للناس) الجملة فمي موضمع جمر صمفة لبيمت‪ ،‬والخمبر (للذى ببكمة)‪ ،‬و (مباركما وهدى)‬
‫حالن من الضمير في موضع‪ ،‬وإن شئت في الجار والعامل فيهما الستقرار‪.‬‬
‫سورة النساء‬
‫بسم اللّه الرحمن الرحيم‬

‫قد مضى القول في قوله تعالى (ياأيها الناس) في أوائل البقرة (من نفس واحدة) في موضع نصب بخلقكم‬
‫و من لبتداء الغا ية‪ ،‬وكذلك (من ها زوج ها) و (منه ما رجال كثيرا) ن عت لرجال‪ ،‬ولم يؤن ثه ل نه حمله على‬
‫المع نى لن رجال بمع نى عدد أو ج نس أو ج مع ك ما ذ كر الف عل الم سند إلى جما عة المؤ نث كقوله‪ :‬وقال‬
‫نسوة‪ ،‬وقيل كثيرا نعت لمصدر محذوف‪ :‬أى بثا كثيرا (تساء‌لون) يقرأ بتشديد السين‪ ،‬والصل تتساء‌لون‬
‫فأبدلت التاء الثانية سينا فرارا من تكرير المثل‪ ،‬والتاء تشبه السين في الهمس‪ ،‬ويقرأ بالتخفيف على حذف‬
‫التاء الثانية لن الباقية تدل عليها ودخل حرف الجر في المفعول لن المعنى تتحالفون به (والرحام) يقرأ‬
‫بالنصب‪ ،‬وفيه وجهان‪ :‬أحدهما معطوف على اسم ال‪ :‬أى واتقوا الرحام أن تقطعوها‪ ،‬والثانى هو محمول‬
‫على موضمع الجار والمجرور كمما تقول مررت بزيمد وعمرا‪ ،‬والتقديمر الذى تعظمونمه والرحام‪ ،‬لن‬
‫الحلف به تعظيم له‪ .‬ويقرأ بالجر قيل هو معطوف على المجرور‪ ،‬وهذا ليجوز عند البصريين‪ ،‬وإنما جاء‬
‫فمي الشعمر على قبحمه‪ ،‬وأجازه الكوفيون على ضعمف‪ ،‬وقيمل الجمر على القسمم‪ ،‬وهمو ضعيمف أيضما لن‬
‫الخبار وردت بالن هى عن الحلف بالباء‪ ،‬ولن التقد ير في الق سم‪ :‬وبرب الرحام‪ ،‬هذا قد أغ نى ع نه ما‬
‫قبله‪ ،‬وقد قرئ شاذا بالرفع وهو مبتدأ‪ ،‬والخبر محذوف تقديره‪ :‬والرحام محترمة أو واجب حرمتها‪.‬‬

‫قوله تعالى (بالطيب) هو المفعول الثانى لتتبدلوا (إلى أموالكم) إلى متعلقة بمحذوف وهو في موضع الحال‪:‬‬
‫أى مضا فة إلى أموال كم‪ ،‬وق يل هو مفعول به على المع نى‪ ،‬لن مع نى ل تأكلوا أموال هم‪ :‬لتضيعو ها (إ نه)‬
‫الهاء ضم ير الم صدر الذى دل عل يه تأكلوا‪ :‬أى أن ال كل وال خذ‪ .‬والجمهور على ضم الحاء من (حو با)‬
‫وهو اسم للمصدر‪ ،‬وقيل مصدر‪ ،‬ويقرأ بفتحها وهو مصدر حاب يحوب‪ :‬إذا أثم‪.‬‬

‫[‪]166‬‬

‫قوله تعالى (وإن خف تم) في جواب هذا الشرط وجهان‪ :‬أحده ما هو قوله فانكحوا ماطاب ل كم " وإن ما ج عل‬
‫جوابا لنهم كانوا يتحرجون من الولية في أموال اليتامى‪ ،‬ول يتحرجون من الستكثار من النساء‪ ،‬مع أن‬
‫الجور يقع بينهن إذا كثرن‪ ،‬فكأنه قال‪ :‬إذا تحرجتم من هذا فتحرجوا من ذاك‪.‬‬

‫والوجمه الثانمى أن جواب الشرط قوله " فواحدة " لن المعنمى إن خفتمم أن ل تقسمطوا فمي نكاح اليتاممى‬
‫فانكحوا من هن واحدة‪ ،‬ثم أعاد هذا المع نى في قوله " فإن خف تم أن ل تعدلوا " ل ما طال الف صل ب ين الول‬
‫وجوابه‪ ،‬ذكر هذا الوجه أبوعلي (أن ل تقسطوا) الجمهور على ضم التاء وهو من أقسط إذا عدل‪ ،‬وقرئ‬
‫شاذا بفتحها وهو من قسط إذا جار‪ ،‬وتكون ل زائدة (ماطاب) " ما " هنا بمعنى من‪ ،‬ولها نظائر في القرآن‬
‫ستمر بك إن شاء ال تعالى‪ ،‬وق يل " ما " تكون ل صفات من يع قل‪ ،‬و هى ه نا كذلك‪ ،‬لن ماطاب يدل على‬
‫الط يب من هن‪ ،‬وق يل هى نكرة مو صوفة تقديره‪ :‬فانكحوا جن سا طي با ل كم‪ ،‬أو عددا يط يب ل كم‪ ،‬وق يل هى‬
‫مصدرية والمصدر المقدر بها وبالفعل مقدر باسم الفاعل‪ :‬أى انكحوا الطيب (من النساء) حال من ضمير‬
‫الفا عل في طاب (مث نى وثلث ورباع) نكرات ل تن صرف للعدل والو صف‪ ،‬و هى بدل من ما‪ ،‬وق يل هى‬
‫حال من الن ساء‪ ،‬ويقرأ شاذا " ور بع " بغ ير ألف‪ ،‬ووجه ها أ نه حذف اللف ك ما حذ فت في خ يم وال صل‬
‫خيام‪ ،‬وكما حذفت في قولهم أم وال‪ ،‬والواو في " وثلث ورباع " ليست للعطف الموجب للجمع في زمن‬
‫وا حد‪ ،‬ل نه لو كان كذلك لكان عب ثا‪ ،‬إذ من أدرك الكلم يف صل الت سعة هذا التف صيل‪ ،‬ولن المع نى غ ير‬
‫صحيح أيضا لن مثنى ليس عبارة عن ثنتين فقط‪ ،‬بل عن ثنتين ثنتين وثلث عن ثلث ثلث وهذا المعنى‬
‫يدل على أن المراد التخييمر ل الجممع (فواحدة) أن فانكحوا واحدة‪ ،‬ويقرأ بالرفمع على أنمه خمبر مبتدأ‬
‫محذوف‪ :‬أى فالمنكوحة واحدة ويجوز أن يكون التقدير‪ :‬فواحدة تكفى (أو ما ملكت) أو للتخيير على بابها‪،‬‬
‫ويجوز أن تكون للباحمة‪ ،‬و " مما " هنما بمنزلة مما فمي قوله‪ :‬ماطاب (أن ل تعولوا) أى إلى أن ل تعولوا‪،‬‬
‫وقد ذكرنا مثله في آية الدين‪.‬‬

‫قوله تعالى (نحلة) لن معنمى آتوهمن أنحلوهمن‪ ،‬وقيمل همو مصمدر فمي موضمع الحال‪ ،‬فعلى هذا يجوز أن‬
‫يكون حال من الفاعلين‪ :‬أى ناحلين‪ ،‬وأن يكون من الصدقات‪ ،‬وأن يكون من النساء‪ :‬أى منحولت (نفسا)‬
‫تمييز‪ ،‬والعامل فيه طبن‪ ،‬والمفرد هنا في موضع الجمع لن المعنى مفهوم‪ ،‬وحسن ذلك أن‬

‫[‪]167‬‬

‫نفسا هنا في معنى الجنس‪ ،‬فصار كدرهما في قولك‪ :‬عندى عشرون درهما (فكلوه) الهاء تعود على شئ‪،‬‬
‫والهاء منه تعود على المال لن الصدقات مال (هنيئا) مصدر جاء على فعيل‪ ،‬وهو نعت لمصدر محذوف‪:‬‬
‫أى أكل هنيئا‪ ،‬وقيل هو مصدر في موضع الحال من الهاء‪ ،‬والتقدير‪ :‬مهنأ أو طيبا و (مريئا) مثله والمرئ‬
‫فع يل بمع نى مف عل‪ ،‬ل نك تقول‪ :‬أمرأ نى ال شئ إذا لم ت ستعمله مع هنا نى فإن قلت هنا نى ومرا نى لم تأت‬
‫بالهمزة في مرانى لتكون تابعة لهنانى‪.‬‬

‫قوله تعالى (أموال كم ال تى) الجمهور على إفراد ال تى لن الوا حد من الموال مذ كر‪ ،‬فلو قال اللوا تى لكان‬
‫جمعما كمما أن الموال جممع‪ ،‬والصمفة إذا جمعمت ممن أجمل أن الموصموف جممع كان واحدهما كواحمد‬
‫الموصوف في التذكير والتأنيث‪ ،‬وقرئ في الشاذ اللواتى جمعا اعتبارا بلفظ الموال (جعل ال) أى صيرها‬
‫فهو متعد إلى مفعولين والول محذوف وهو العائد‪ ،‬ويجوز أن يكون بمعنى خلق فيكون قياما حال (قياما)‬
‫يقرأ بالياء واللف و هو م صدر قام والياء بدل من الواو‪ ،‬وأبدلت من ها ل ما أعلت في الف عل وكا نت قبل ها‬
‫ك سرة‪ ،‬والتقد ير‪ :‬ال تى ج عل ال ل كم سبب قيام أبدان كم‪ :‬أى بقائ ها ويقرأ قي ما بغ ير ألف وف يه ثل ثة أو جه‪:‬‬
‫أحد ها أ نه م صدر م ثل الحول والعوض‪ ،‬وكان القياس أن تث بت الواو لتح صنها بتو سطها ك ما صحت في‬
‫الحول والعوض‪ ،‬ولكن أبدلوها ياء حمل على قيام على اعتللها في الفعل‪.‬‬

‫والثانى أنها جمع قيمة كديمة وديم‪ .‬والمعنى‪ :‬أن الموال كالقيم للنفوس إذ كان بقاؤها بها‪.‬‬

‫وقال أبوعلى‪ :‬هذا ليصح لنه قد قرئ في قوله " دينا قيما ملة إبراهيم " وفى قوله " الكعبة البيت الحرام‬
‫قيما " ول يصح معنى القيمة فيهما‪.‬‬

‫والوجه الثالث أن يكون الصل قياما‪ ،‬فحذفت اللف كما حذفت في خيم‪.‬‬

‫ويقرأ " قواما " بكسر القاف وبواو وألف‪ ،‬وفيه وجهان‪ :‬أحدهما هو مصدر قاومت قواما مثل لوذت لواذا‪،‬‬
‫فصحت في المصدر لما صحت في الفعل‪ ،‬والثانى أنها اسم لما يقوم به المر وليس بمصدر ويقرأ كذلك‬
‫إل أنه بغير ألف‪ ،‬وهو مصدر صحت عينه وجاء‌ت على الصل كالعوض ويقرأ بفتح القاف وواو وألف‪.‬‬

‫وف يه وجهان‪ :‬أحده ما هو ا سم للم صدر م ثل ال سلم والكلم والدوام‪ ،‬والثا نى هو ل غة في القوم الذى هو‬
‫بمع نى القا مة‪ ،‬يقال‪ :‬جار ية ح سنة القوام والقوام‪ ،‬والتقد ير ال تى جعل ها ال سبب بقاء قامات كم (وارزقو هم‬
‫فيها) فيه وجهان‪ :‬أحدهما أن " في " على أصلها‪ ،‬والمعنى اجعلوا لهم فيها رزقا‪ ،‬والثانى أنها بمعنى من‪.‬‬
‫[‪]168‬‬

‫قوله تعالى (حتى إذا بلغوا) حتى هاهنا غير عاملة‪ ،‬وإنما دخلت على الكلم لمعنى الغاية كما تدخل على‬
‫المبتدإ‪ ،‬وجواب إذا (فإن آنسمتم) وجواب إن (فادفعوا) فالعاممل فمي " إذا " مايتلخمص ممن معنمى جوابهما‪،‬‬
‫فالتقدير‪ :‬إذا بلغوا راشدين فادفعوا (إسرافا وبدارا) مصدران مفعول لهما‪ ،‬وقيل هما مصدران في موضع‬
‫الحال‪ :‬أى م سرفين ومبادر ين‪ ،‬والبدار م صدر بادرت و هو من باب المفاعلة ال تى تكون ب ين اثن ين‪ ،‬لن‬
‫اليت يم مار إلى ال كبر والولى مار إلى أ خذ ماله‪ ،‬فكأنه ما ي ستبقان‪ ،‬ويجوز أن يكون من وا حد (أن ي كبروا)‬
‫مفعول بدارا‪ :‬أى بدارا كبرهم (وكفى بال) في فاعل كفى وجهان‪ :‬أحدهما هو اسم ال‪ ،‬والباء زائدة دخلت‬
‫لتدل على معنى المر‪ ،‬إذ التقدير‪ :‬اكتف بال‪ ،‬والثانى أن الفاعل مضمر‪ ،‬والتقدير‪ :‬كفى الكتفاء بال‪ ،‬فبال‬
‫على هذا في موضع نصب مفعول به‪ ،‬و (شهيدا) حال‪ ،‬وقيل تمييز‪ ،‬وكفى يتعدى إلى مفعولين وقد حذفا‬
‫هنا‪ :‬والتقدير‪ :‬كفاك ال شرهم‪ ،‬ونحو ذلك‪ ،‬والدليل على ذلك قوله " فسيكفيكهم ال "‪.‬‬

‫قوله تعالى (قمل منمه) يجوز أن يكون بدل " ممما ترك " ويجوز أن يكون حال ممن الضميمر المحذوف فمي‬
‫ترك‪ :‬أى م ما تر كه قليل أو كثيرا أو م ستقرا م ما قل (ن صيبا) ق يل هو وا قع مو قع الم صدر‪ ،‬والعا مل ف يه‬
‫معنى ما تقدم‪ ،‬إذ التقدير‪ :‬عطاء أو استحقاقا‪ ،‬وقيل هو حال مؤكدة‪ ،‬والعامل فيها معنى الستقرار في قوله‬
‫" للرجال نصيب " ولهذا حسنت الحال عنها‪ ،‬وقيل هو حال من الفاعل في قل أو كثر‪ ،‬وقيل هو مفعول‬
‫لفعل محذوف تقديره‪ :‬أوجب لهم نصيبا‪ ،‬وقيل هو منصوب على إضمار أعنى‪.‬‬

‫قوله تعالى (فارزقوهم منه) الضمير يرجع إلى المقسوم‪ ،‬لن ذكر القسمة يدل عليه‪.‬‬

‫قوله تعالى (من خلفهم) يجوز أن يكون ظرفا لتركوا‪ ،‬وأن يكون حال (من ذرية ضعافا) يقرأ بالتفخيم على‬
‫ال صل‪ ،‬وبالمالة ل جل الك سرة‪ ،‬وجاز ذلك مع حرف ال ستعلء ل نه مك سور مقدم فف يه انحدار (خافوا)‬
‫يقرأ بالتفخيمم على الصمل‪ ،‬وبالمالة لن الخاء تنكسمر فمي بعمض الحوال وهمو خفمت‪ ،‬وهمو جواب لو‬
‫ومعناها إن‪.‬‬

‫قوله تعالى (ظلما) مفعول له‪ ،‬أو مصدر في موضع الحال (في بطونهم نارا) قد ذكر في البقرة فيه شئ‪،‬‬
‫والذى يخص هذا الموضع أن في بطونهم حال من نارا‪:‬‬

‫[‪]169‬‬

‫أى نارا كائ نة في بطونهم وليس بظرف ليأكلون‪ ،‬ذكره في التذكرة (وسيصلون) يقرأ بفتح الياء‪ ،‬وماضيه‬
‫صلى النار يصلها‪ ،‬ومنه قوله " ليصلها إل الشقى " ويقرأ بضمها على مالم يسم فاعله‪ ،‬ويقرأ بتشديد‬
‫اللم على التكثير‪.‬‬
‫قوله تعالى (للذكر مثل حظ النثيين) الجملة في موضع نصب بيوصى‪ :‬لن المعنى‪ :‬يقرض لكم أو يشرع‬
‫في أولدكم‪ ،‬والتقدير‪ :‬في أمر أولدكم (فإن كن) الضمير للمتروكات‪ :‬أى فإن كانت المتروكات‪ ،‬ودل ذكر‬
‫الولد عليه (فوق اثنتين) صفة النساء‪ :‬أى أكثر من اثنتين (وإن كانت واحدة) بالنصب‪ :‬أى كانت الوارثة‬
‫واحدة‪ ،‬وبالرفع على أن كان تامة‪ ،‬و (النصف) بالضم والكسر‪ ،‬لغتان وقد قرئ بهما (فلمه) بضم الهمزة‪،‬‬
‫وهو الصل‪ ،‬وبك سرها إتبا عا لك سرة اللم قبلها وك سر الم يم بعد ها (وإن كانوا إخوة) الج مع ه نا للثن ين‪،‬‬
‫لن الثنيمن يحجبان عنمد الجمهور‪ ،‬وعنمد ابمن عباس همو على بابمه والثنان ل يحجبان والسمدس والثلث‬
‫والر بع والث من ب ضم أو ساطها و هى الل غة الجيدة‪ ،‬وإ سكانها ل غة و قد قرئ ب ها ( من ب عد و صية) يجوز أن‬
‫يكون حال ممن السمدس‪ ،‬تقديره‪ :‬مسمتحقا ممن بعمد وصمية‪ ،‬والعاممل الظرف‪ ،‬ويجوز أن يكون ظرفما‪ :‬أى‬
‫ي ستقر ل هم ذلك ب عد إخراج الوصية‪ ،‬ول بد من تقد ير حذف المضاف لن الو صية ه نا المال المو صى به‪،‬‬
‫وقيل تكون الوصية مصدرا مثل الفريضة (أو دين) أو لحد الشيئين ولتدل على الترتيب‪ ،‬إذ لفرق بين‬
‫قولك‪ :‬جاء ‌نى زيد أو عمرو‪ ،‬وبين قولك جاء عمرو أو زيد‪ ،‬لن أو لحد الشيئين‪ ،‬والواحد ل ترتيب فيه‪،‬‬
‫وبهذا يفسر قول من قال التقدير‪ :‬من بعد دين أو وصية‪ ،‬وإنما يقع الترتيب فيما إذا اجتمعا فيقدم الدين على‬
‫الو صية (آباؤ كم وأبناؤ كم) مبتدأ (لتدرون أي هم أقرب ل كم نف عا) الجملة خبر المبتدإ‪ ،‬وأي هم مبتدأ‪ ،‬وأقرب‬
‫خبره‪ ،‬والجملة في مو ضع ن صب بتدرون‪ ،‬و هى معل قة عن الع مل لف ظا لن ها من أفعال القلوب‪ ،‬ونف عا‬
‫تمييز‪ ،‬و (فريضة) مصدر لفعل محذوف‪ :‬أى فرض ذلك فريضة‪.‬‬

‫قوله تعالى (وإن كان رجمل) فمي كان وجهان‪ :‬أحدهمما همى تاممة ورجمل فاعلهما و (يورث) صمفة له‪ ،‬و‬
‫(كللة) حال من الضمير في يورث‪ ،‬والكللة على هذا اسم للميت الذى لم يترك ولدا ول والدا‪ ،‬ولو قرئ‬
‫كللة بالر فع على أ نه صفة أو بدل من الضم ير في يورث لجاز‪ ،‬غ ير أ نى لم أعرف أحدا قرئ به‪ ،‬فل‬
‫يقرآن إل بما نقل‪.‬‬

‫[‪]170‬‬

‫والوجه الثانى أن كان هى الناقصة‪ ،‬ورجل اسمها‪ ،‬ويورث خبر ها‪ ،‬وكللة حال أيضا‪ ،‬وق يل الكللة ا سم‬
‫للمال الموروث‪ ،‬فعلى هذا ينتصمب كللة على المفعول الثانمى ليورث‪ ،‬كمما تقول‪ :‬ورث زيمد مال‪ ،‬وقيمل‬
‫الكللة اسم للورثة الذين ليس فيهم ولد ول والد‪ ،‬فعلى هذا ل وجه لهذا الكلم على القراء‌ة المشهورة لنه‬
‫ل ناصب له‪ ،‬أل ترى أنك لو قلت زيد يورث إخوة لم يستقم‪ ،‬وإنما يصح على قراء‌ة من قرأ بكسر الراء‬
‫مخف فة ومثقلة‪ ،‬و قد قرئ به ما‪ ،‬وق يل ي صح هذا المذ هب على تقد ير حذف مضاف تقديره‪ :‬وإن كان ر جل‬
‫يورث ذا كللة‪ ،‬فذا حال أو خبر كان‪ ،‬ومن كسر الراء جعل كللة مفعول به إما الورثة وإما المال‪ ،‬وعلى‬
‫كل المريمن أحمد المفعوليمن محذوف‪ ،‬والتقديمر يورث أهله مال (وله أخ أو أخمت) إن قيمل قمد تقدم ذكمر‬
‫الرجل والمرأة فلم أفرد الضمير وذكره؟ قيل أما إفراده فلن " أو " لحد الشيئين‪ ،‬وقد قال أو امرأة فأفرد‬
‫الضم ير لذلك‪ ،‬وأ ما تذكيره فف يه ثل ثة أو جه‪ :‬أحد ها ير جع إلى الر جل ل نه مذ كر مبدوء به‪ ،‬والثا نى أ نه‬
‫يرجع إلى أحدهما ولفظ أحد مذكر‪.‬‬

‫والثالث أنمه راجمع إلى الميمت أو الموروث لتقدم مما يدل عليمه (فإن كانوا) الواو ضميمر الخوة ممن الم‬
‫المدلول علي هم بقوله أخ أو أ خت‪ ،‬و (ذلك) كنا ية عن الوا حد (يو صى ب ها) يقرأ بك سر ال صاد‪ :‬أى يو صى‬
‫ب ها المحت ضر‪ ،‬وبفتح ها على مالم ي سم فاعله‪ ،‬و هو في مع نى القراء‌ة الولى‪ ،‬ويقرأ بالتشد يد على التكث ير‬
‫(غ ير مضار) حال من ضم ير الفا عل في يو صى‪ ،‬والجمهور على تنو ين مضار‪ ،‬والتقد ير غ ير مضار‬
‫بورثته‪ ،‬و (وصية) مصدر لفعل محذوف‪ :‬أى وصى ال بذلك ودل على المحذوف قوله غير مضار‪.‬‬

‫وقرأ الح سن غ ير مضار و صية بالضا فة‪ .‬وف يه وجهان‪ :‬أحده ما تقديره‪ :‬غ ير مضار أ هل و صية أو ذى‬
‫وصمية فحذف المضاف‪ .‬والثانمى تقديره‪ :‬غيمر مضار وقمت وصمية فحذف‪ ،‬وهمو ممن إضافمة الصمفة إلى‬
‫الزمان ويقرب من ذلك قول هم هو فارس حرب‪ :‬أى فارس في الحرب‪ ،‬ويقال‪ :‬هو فارس زما نه‪ :‬أى في‬
‫زمانه كذلك التقدير للقراء‌ة غير مضار في وقت الوصية‪.‬‬

‫قوله تعالى (يدخله) فمي اليتيمن بالياء والنون ومعناهمما واحمد (نارا خالدا فيهما) نارا مفعول ثان ليدخمل‪،‬‬
‫وخالدا حال ممن المفعول الول‪ ،‬ويجوز أن يكون صمفة لنار‪ ،‬لنمه لو كان كذلك لبرز ضميمر الفاعمل‬
‫لجريانمه على غيمر ممن هوله‪ ،‬ويخرج على قول الكوفييمن جواز جعله صمفة لنهمم ل يشترطون إبراز‬
‫الضمير في هذا النحو‪.‬‬

‫قوله تعالى (واللتى) هو جمع التى على غير قياس‪ ،‬وقيل هى صيغة موضوعة للجمع وموضوعها رفع‬
‫بالبتداء‪ ،‬والخبر (فاستشهدوا عليهن) وجاز ذلك وإن‬

‫[‪]171‬‬

‫كان أمرا‪ ،‬ل نه صار في ح كم الشرط ح يث و صلت ال تى بالف عل‪ ،‬وإذا كان كذلك لم يح سن الن صب‪ ،‬لن‬
‫تقد ير الف عل ق بل أداة الشرط ليجوز‪ ،‬وتقديره ب عد ال صلة يحتاج إلى إضمار ف عل غ ير قوله " فا ستشهدوا "‬
‫لن ا ستشهدوا لي صح أن يع مل الن صب في الل تى‪ ،‬وذلك ل يحتاج إل يه مع صحة البتداء‪ ،‬وأجاز قوم‬
‫الن صب بف عل محذوف تقديره‪ :‬اق صدوا الل تى أو تعمدوا‪ ،‬وق يل ال خبر محذوف‪ :‬تقديره وفي ما يتلى علي كم‬
‫ح كم الل تى ففي ما يتلى هو ال خبر‪ ،‬وح كم هو المبتدأ‪ ،‬فحذ فا لدللة قوله " فا ستشهدوا " ل نه الح كم المتلو‬
‫عليهم (أو يجعل ال) أو عاطفة‪ ،‬والتقدير‪ :‬أو إلى أن يجعل ال‪ ،‬وقيل هى بمعنى إل أن‪ ،‬وكلهما مستقيم‬
‫(لهن) يجوز أن يتعلق بيجعل‪ ،‬وأن يكون حال من (سبيل)‪.‬‬
‫قوله تعالى (واللذان يأتيان ها) الكلم في اللذان كالكلم في الل تى‪ ،‬إل أن من أجاز الن صب ي صح أن يقدر‬
‫فعل من جنس المذكور تقديره‪ :‬آذوا اللذين‪ ،‬ول يجوز أن يعمل ما بعد الفاء فيما قبلها هاهنا ولو عرا من‬
‫ضم ير المفعول‪ ،‬لن الفاء ه نا في ح كم الفاء الواق عة في جواب الشرط‪ ،‬وتلك تق طع مابعد ها ع ما قبل ها‪،‬‬
‫ويقرأ اللذان بتخفيف النون على أصل التثنية‪ ،‬وبتشديدها على أن إحدى النونين عوض من اللم المحذوفة‪،‬‬
‫لن الصمل اللذيان مثمل العميان والشجيان‪ ،‬فحذفمت الياء لن السمم مبهمم‪ ،‬والمبهمات لتثنمى التثنيمة‬
‫الصمناعية‪ ،‬والحذف مؤذن بأن التثنيمة هنما مخالفمة للقياس‪ ،‬وقيمل حذفمت لطول الكلم بالصملة‪ ،‬فأمما هذان‬
‫وهاتين‪ ،‬وفذانك فنذكرها في مواضعها‪.‬‬

‫قوله تعالى (إنمما التوبمة) مبتدأ‪ ،‬وفمى الخمبر وجهان‪ :‬أحدهمما همو (على ال) أى ثابتمة على ال‪ ،‬فعلى هذا‬
‫يكون (للذين يعملون السوء) حال من الضمير في الظرف‪ ،‬وهو قوله " على ال " والعامل فيها الظرف أو‬
‫الستقرار‪ :‬أى كائنة للذين‪ ،‬وليجوز أن يكون العامل في الحال التوبة لنه قد فصل بينهما بالجار‪.‬‬

‫والو جه الثا نى أن يكون ال خبر " للذ ين يعملون "‪ ،‬وأ ما " على ال " فيكون حال من شئ محذوف تقديره‪:‬‬
‫إن ما التو بة إذ كا نت على ال أو إذا كا نت على ال‪ ،‬فإذ أو إذا ظرفان العا مل فيه ما الذ ين يعملون ال سوء‪،‬‬
‫لن الظرف يعمل فيه المعنى وإن تقدم عليه‪ ،‬وكان التامة وصاحب الحال ضمير الفاعل في كان‪ ،‬وليجوز‬
‫أن يكون على ال حال يعممل فيهما الذيمن لنمه عاممل معنوى‪ ،‬والحال ل يتقدم على المعنوى‪ ،‬ونظيره هذه‬
‫المسألة قولهم هذا بسرا أطيب منه رطبا‪.‬‬

‫[‪]172‬‬

‫قوله تعالى (ول الذين يموتون) في موضعه وجهان‪ :‬أحدهما هو جر عطفا على الذين يعملون السيئات‪ :‬أى‬
‫ول الذ ين يموتون‪ .‬والو جه الثا نى أن يكون مبتدأ‪ ،‬و خبره (أولئك أعتد نا ل هم) واللم لم البتداء ولي ست ل‬
‫النافية‪.‬‬

‫قوله تعالى (أن ترثوا) في مو ضع ر فع فا عل ي حل‪ ،‬و (الن ساء) ف يه وجهان‪ :‬أحده ما هو المفعول الول‪،‬‬
‫والنساء على هذا هن الموروثات‪ ،‬وكانت الجاهلية ترث نساء آبائها وتقول‪ :‬نحن أحق بنكاحهن‪.‬‬

‫والثانى أنه المفعول الثانى‪ :‬والتقدير‪ :‬أن يرثوا من النساء المال‪ ،‬و (كرها) مصدر في موضع الحال من‬
‫المفعول‪ ،‬وفيه الضم والفتح‪ ،‬وقد ذكر في البقرة (ول تعضلوهن) فيه وجهان‪ :‬أحدهما هو منصوب عطفا‬
‫على ترثوا‪ :‬أى ول أن تعضلو هن‪ ،‬والثا نى هو جزم بالن هى ف هو م ستأنف (لتذهبوا) اللم متعل قة بتعضلوا‪،‬‬
‫وفى الكلم حذف تقديره‪ :‬ول تعضلوهن من النكاح أو من الطلق على اختلفهم في المخاطب به هل هم‬
‫الولياء أو الزواج ( ما آتيتمو هن) العائد على ما محذوف تقديره‪ :‬ما آتيتمو هن إياه‪ ،‬و هو المفعول الثا نى‬
‫(إل أن يأتين بفاحشة) فيه وجهان‪ :‬أحدهما هو في موضع نصب على الستثناء المنقطع‪.‬‬
‫والثانمى همو فمي موضمع الحال تقديره‪ :‬إل فمي حال إتيانهمن الفاحشمة‪ ،‬وقيمل همو اسمتثناء متصمل تقديره‪:‬‬
‫ولتعضلوهن في حال إل في حال إتيان الفاحشة (مبينة) يقرأ بفتح الياء على مالم يسم فاعله‪ :‬أى أظهرها‬
‫صاحبها‪ ،‬وبكسر الياء والتشديد‪.‬‬

‫وفيه وجهان‪ :‬أحدهما أنها هى الفاعلة أى تبين حال مرتكبها‪ .‬والثانى أنه من اللزم‪ ،‬يقال‪ :‬بان الشئ وأبان‬
‫وتمبين واسمتبان وبيمن بمعنمى واحمد‪ ،‬ويقرأ بكسمر الباء وسمكون الياء‪ ،‬وهمو على الوجهيمن فمي المشددة‬
‫المكسورة (بالمعروف) مفعول أو حال (أن تكرهوا) فاعل عسى‪ ،‬ول خبر لها هاهنا‪ ،‬لن المصدر إذا تقدم‬
‫صارت عسى بمعنى أقرب‪ ،‬فاستغنت عن تقدير المفعول المسمى خبرا‪.‬‬

‫قوله تعالى (وإن أردتمم اسمتبدال زوج مكان زوج) ظرف للسمتبدال‪ .‬وفمى قوله (وآتيتمم إحداهمن قنطارا)‬
‫إشكالن‪ :‬أحدهما أنه جمع الضمير والمتقدم زوجان‪ .‬والثانى أن التى يريد أن يستبدل بها هى التى تكون قد‬
‫أعطاها مال فينهاه عن أخذه‪ ،‬فأما التى يريد أن يستحدثها فلم يكن أعطاها شيئا حتى ينهى عن أخذه‪ ،‬ويتأيد‬
‫ذلك بقوله " وكيف تأخذونه وقد أفضى بعضكم إلى بعض " والجواب عن الول أن المراد بالزوج الجمع‪،‬‬
‫لن الخطاب لجماعمة الرجال وكمل منهمم قمد يريمد السمتبدال‪ ،‬ويجوزأن يكون جمعما‪ ،‬لن التمى يريمد أن‬
‫يستحدثها‪ ،‬يفضى حالها إلى أن‬

‫[‪]173‬‬

‫تكون زوجا‪ ،‬وأن يريد أن يستبدل بها كما استبدل بالولى‪ ،‬فجمع على هذا المعنى‪.‬‬

‫وأما الشكال الثانى ففيه جوابان‪ :‬أحدهما أنه وضع الظاهر موضع المضمر‪ ،‬والصل آتيتموهن‪ ،‬والثانى‬
‫أن المستبدل بها مبهمة فقال " إحداهن " إذ لم تتعين حتى يرجع الضمير إليها‪ ،‬وقد ذكرنا نحوا من هذا في‬
‫قوله " فتذكر إحداهما الخرى " (بهتانا) فعلن من البهت‪ ،‬وهو مصدر في موضع الحال‪ ،‬ويجوز أن يكون‬
‫مفعول له‪.‬‬

‫قوله تعالى (وكيف تأخذونه؟) كيف في موضع نصب على الحال‪ ،‬والتقدير‪ :‬أتأخذونه جائرين؟ وهذا يتبين‬
‫لك بجواب كيمف‪ .‬أل ترى أنمك إذا قلت كيمف أخذت مال زيمد؟ كان الجواب حال تقديره‪ :‬أخذتمه ظالمما أو‬
‫عادل ونحمو ذلك‪ ،‬وأبدا يكون مو ضع كيمف مثمل موضمع جواب ها (وقمد أف ضى) في مو ضع الحال أي ضا‬
‫(وأخذن) أى وقد أخذن لنها حال معطوفة والفعل ماض فتقدر معه قد ليصبح حال‪ ،‬وأغنى عن ذكرها‬
‫تقدم ذكرها (منكم) متعلق بأخذن‪ ،‬ويجوز أن يكون حال من ميثاق‪.‬‬

‫قوله تعالى (مانكمح) مثمل قوله " فانكحوا ماطاب لكمم " وكذلك " إل مما ملكمت أيمانكمم " وهمو يتكرر فمي‬
‫القرآن (من النساء) في موضع الحال من " ما " أو من العائد إليها (إل ما قد سلف)‪.‬‬
‫في " ما " وجهان‪ :‬أحدهما هى بمعنى من وقد ذكر‪ .‬والثانى هى مصدرية والستثناء منقطع‪ ،‬لن النهى‬
‫للمستقبل‪ ،‬وماسلف ماض فل يكون من جنسه وهو في موضع نصب‪ ،‬ومعنى المنقطع أنه ل يكون داخل‬
‫في الول بل يكون في حكم المستأنف وتقدر إل فيه بلكن‪ ،‬والتقدير هنا‪ :‬ول تتزوجوا من تزوجه آباؤكم‪،‬‬
‫ول تطئوا من وطئه اباؤكم لكن ما سلف من ذلك فمعفو عنه‪ ،‬كما تقول‪ :‬ما مررت برجل إل بامرأة‪ :‬أي‬
‫ل كن مررت بامرأة‪ ،‬والغرض م نه بيان مع نى زائد‪ ،‬أل ترى أن قولك ما مررت بر جل صريح في ن فى‬
‫المرور برجمل مما غيمر متعرض بإثبات المرور بامرأة أو نفيمه‪ ،‬فإذا قلت إل بامرأة كان إثباتما لمعنمى‬
‫مسمكوت عنمه غيمر معلوم بالكلم الول نفيمه ول إثباتمه (إنمه) الهاء ضميمر النكاح (ومقتما) تمام الكلم ثمم‬
‫يستأنف (وساء سبيل) أى و ساء هذا السبيل من نكاح من نكحهن الباء‪ ،‬وسبيل تمييزه‪ ،‬ويجوز أن يكون‬
‫قوله " وساء سبيل " معطوفا على خبر كان‪ ،‬ويكون التقدير‪ :‬مقول فيه ساء سبيل‪.‬‬

‫قوله تعالى (أمهات كم) الهاء زائدة‪ ،‬وإن ما جاء ذلك في من يع قل‪ ،‬فأ ما ما ل يع قل فيقال‪ :‬أمهات البهائم‪ ،‬و قد‬
‫جاء في كل واحد منهما ما جاء في الخر قليل‪ ،‬فيقال‪:‬‬

‫[‪]174‬‬

‫أمات الرجال‪ ،‬وأمهات البهائم (وبنات كم) لم الكل مة محذو فة‪ ،‬ووزنمه فعات كم‪ ،‬والمحذوف واو أو ياء‪ ،‬وقمد‬
‫ذكرناه‪ ،‬فأما بنت فالتاء فيها بدل من اللم المحذوفة وليست تاء التأنيث لن تاء التأنيث ل يسكن ما قبلها‪،‬‬
‫وتقلب هاء في الوقف‪ ،‬فبنات ليس بجمع بنت بل بنه‪ ،‬وكسرت الباء تنبيها على المحذوف هذا عند الفراء‪.‬‬

‫وقال غيره‪ :‬أصلها الفتح‪ ،‬وعلى ذلك جاء جمعها ومذكرها وهو بنون‪.‬‬

‫وهو مذهب البصريين‪ ،‬وأما أخت فالتاء فيها بدل من الواو لنها من الخوة‪ ،‬فأما جمعها فأخوات‪.‬‬

‫فإن ق يل‪ :‬لم رد المحذوف في أخوات ولم يرد في بنات؟ ق يل‪ :‬ح مل كل وا حد من الجمع ين على مذكره‬
‫فمذكر بنات لم يرد فيه المحذوف بل جاء ناقصا في الجمع فقالوا بنون‪ ،‬وقالوا في جمع أخ إخوة وإخوان‬
‫فرد المحذوف‪.‬‬

‫والعمة تأنيث العم والخالة تأنيث الخال‪ ،‬وألفه منقلبة عن واو لقولك في الجمع أخوال (من الرضاعة) في‬
‫مو ضع الحال من أخوات كم‪ :‬أى وحر مت علي كم أخوات كم كائنات من الرضا عة (الل تى دخل تم ب هن) ن عت‬
‫لن سائكم ال تى تلي ها‪ ،‬ولي ست صفة لن سائكم ال تى في قوله " وأمهات ن سائكم " لوجه ين‪ :‬أحده ما أن ن ساء‌كم‬
‫الولى مجرورة بالضا فة‪ ،‬ون ساء‌كم الثان ية مجرورة ب من فالجران مختلفان‪ ،‬و ما هذا سبيله لتجرى عل يه‬
‫الصمفة كمما إذا اختلف العممل‪ ،‬والثانمى أن أم المرأة تحرم بنفمس العقمد عنمد الجمهور‪ ،‬وبنتهما ل تحرم إل‬
‫بالدخول‪ ،‬فالمع نى مختلف‪ ،‬و من ن سائكم في مو ضع الحال من ربائب كم‪ ،‬وإن شئت من الضم ير في الجار‬
‫الذى هو صلة تقديره‪ :‬الل تى ا ستقررن في حجور كم كائنات من ن سائكم (وأن تجمعوا) في مو ضع ر فع‬
‫عطفا على أمهاتكم‪ ،‬و (إل ما قد سلف) استثناء منقطع في موضع نصب‪.‬‬

‫قوله تعالى (والمحصنات) هو معطوف على أمهاتكم‪ ،‬و (من النساء) حال منه‪ ،‬والجمهور على فتح الصاد‬
‫هنما لن المراد بهمن ذوات الزواج‪ ،‬وذات الزوج محصمنة بالفتمح لن زوجهما أحصمنها‪ :‬أى أعفهما‪ ،‬فأمما‬
‫المح صنات في غ ير هذا المو ضع فيقرأ بالف تح والك سر وكله ما مشهور‪ ،‬فالك سر على أن الن ساء أح صن‬
‫فروجهن أو أزواجهن‪ ،‬والفتح على أنهن أحصن بالزواج أو بالسلم‪ ،‬واشتقاق الكلمة من التحصين وهو‬
‫المنع (إل ما ملكت) استثناء متصل في موضع نصب‪ ،‬والمعنى‪ :‬حرمت عليكم ذوات الزواج إل السبايا‬
‫فإن هن حلل وإن كمن ذوات أزواج (كتاب ال) همو من صوب على الم صدر بكتمب محذوفمة دل عليمه قوله‬
‫حرمت‪ :‬لن‬

‫[‪]175‬‬

‫التحريم كتب‪ ،‬وقيل انتصابه بفعل محذوف تقديره‪ :‬الزموا كتاب ال‪ ،‬و (عليكم) إغراء‪.‬‬

‫وقال الكوفيون هو إغراء والمفعول مقدم‪ ،‬وهذا عندنا غير جائز لن عليكم وبابه عامل ضعيف‪ ،‬فليس له‬
‫في التقديم تصرف‪ ،‬وقرئ " كتب عليكم " أى كتب ال ذلك عليكم‪ ،‬وعليكم على القول الول متعلق بالفعل‬
‫الناصب للمصدر ل بالمصدر لن المصدر هنا فضلة‪ ،‬وقيل هو متعلق بنفس المصدر لنه ناب عن الفعل‬
‫ح يث لم يذ كر م عه‪ ،‬ف هو كقولك مرورا بز يد أى أ مر‪( ،‬وأ حل ل كم) يقرأ بالف تح على ت سمية الفا عل‪ ،‬و هو‬
‫معطوف على الفعل الناصب لكتاب وبالضم عطفا على حرمت (ماوراء ذلكم) في ما وجهان‪ :‬أحدهما هى‬
‫بمعنمى ممن‪ ،‬فعلى هذا يكون قوله (أن تبتغوا) فمي موضمع جمر أو نصمب على تقديمر‪ :‬بأن تبتغوا أو لن‬
‫تبتغوا‪ :‬أى أبيح لكم غير ماذكرنا من النساء بالمهور‪.‬‬

‫والثانى أن ما بمعنى الذى‪ ،‬والذى كناية عن الفعل‪ :‬أى وأحل لكم تحصيل ما وراء ذلك الفعل المحرم‪ ،‬وأن‬
‫تبتغوا بدل م نه ويجوز أن يكون أن تبتغوا فمي هذا الو جه مثله فمي الو جه الول‪ ،‬و (مح صنين) حال من‬
‫الفا عل في تبتغوا (ف ما ا ستمتعتم) في " ما " وجهان‪ :‬أحده ما هى بمع نى من والهاء في ( به) تعود على‬
‫لفظها‪ ،‬والثانى هى بمعنى الذى‪ ،‬والخبر (فآتوهن) والعائد منه محذوف‪ ،‬أى لجله فعلى الوجه الول يجوز‬
‫أن تكون شرطما‪ ،‬وجوابهما فآتوهمن والخمبر فعمل الشرط وجوابمه أو جوابمه فقمط على ماذكرناه فمي غيمر‬
‫مو ضع‪ ،‬ويجوز على الو جه الول أن تكون بم نى الذى‪ ،‬ول تكون شر طا بل في مو ضع ر فع بالبتداء‪،‬‬
‫واستمتعتم صلة لها‪ ،‬والخبر فآتوهن‪ ،‬ول يجوز أن تكون مصدرية لفساد المعنى‪ ،‬ولن الهاء في به تعود‬
‫على ما‪ ،‬والمصدرية ل يعود عليها ضمير (منهن) حال من الهاء في به (فريضة) مصدر لفعل محذوف‪،‬‬
‫أو في موضع الحال على ماذكرنا في آية الوصية‪.‬‬
‫قوله تعالى (و من لم ي ستطع) شرط وجوا به " ف ما مل كت " و (من كم) حال من الضم ير في ي ستطع (طول)‬
‫مفعول يسمتطع‪ ،‬وقيمل همو مفعول له وفيمه حذف مضاف‪ :‬أى لعدم الطول‪ ،‬وأمما (أن ينكمح) ففيمه وجهان‪:‬‬
‫أحده ما هو بدل من طول و هو بدل ال شئ من ال شئ وه ما ل شئ وا حد لن الطول هو القدرة أو الف ضل‪،‬‬
‫والنكاح قوة وفضل‪.‬‬

‫والثا نى أن ل يكون بدل بل هو معمول طول‪ ،‬وفيمه على هذا وجهان‪ :‬أحدهمما هو منصموب بطول‪ ،‬لن‬
‫التقدير‪ :‬ومن لم يستطع أن ينال‬

‫[‪]176‬‬

‫نكاح المحصنات‪ ،‬وهو من قولك طلته‪ :‬أى نلته‪ ،‬ومنه قول الفرزدق‪:‬‬

‫إن الفرزدق صخرة عادية * طالت فليس ينالها الوعال‬

‫أى طالت الوعال‪.‬‬

‫والثا نى أن يكون على تقد ير حذف حرف ال جر‪ :‬أى إلى أن ين كح‪ ،‬والتقد ير‪ :‬و من لم ي ستطع و صلة إلى‬
‫نكاح المحصنات‪ ،‬وقيل المحذوف اللم‪ ،‬فعلى هذا يكون في موضع صفة طول‪ ،‬والطول المهر‪ :‬أى مهرا‬
‫كائنا لن ينكح‪ ،‬وقيل هو مع تقدير اللم مفعول الطول‪ :‬أى طول لجل نكاحهن (فمن ما) في من وجهان‪:‬‬
‫أحدهما هى زائدة‪ ،‬والتقدير‪ :‬فلينكح ما ملكت‪.‬‬

‫والثانمى ليسمت زائدة‪ ،‬والفعمل المقدر محذوف تقديره‪ :‬فلينكمح امرأة ممما ملكمت‪ ،‬وممن على هذا صمفة‬
‫للمحذوف‪ ،‬وقيل مفعول الفعل المحذوف (فتياتكم) ومن الثانية زائدة‪ ،‬و (والمؤمنات) على هذه الوجه صفة‬
‫الفتيات‪ ،‬وقيمل مفعول الفعمل المحذوف المؤمنات‪ ،‬والتقديمر‪ :‬ممن فتياتكمم الفتيات المؤمنات‪ ،‬وموضمع ممن‬
‫فتيات كم إذا لم ت كن من زائدة حال من الهاء المحذو فة في مل كت‪ ،‬وق يل في الكلم تقد يم وتأخ ير تقديره‪:‬‬
‫فلينكح بعضكم من بعض الفتيات‪ ،‬فعلى هذا يكون قوله (وال أعلم بإيمانكم) معترضا بين الفعل والفاعل‪ ،‬و‬
‫(بعضكم) فاعل الفعل المحذوف‪ ،‬والجيد أن يكون بعضكم مبتدأ‪ ،‬و (من بعض) خبره أى بعضكم من جنس‬
‫بعض في النسب والدين‪ ،‬فل يترفع الحر عن المة عند الحاجة‪ ،‬وقيل " فمما ملكت " خبر مبتدأ محذوف‪:‬‬
‫أى فالمنكوحمة ممما ملكمت (محصمنات) حال ممن المفعول فمي " وآتوهمن " (ول متخذات) معطوف على‬
‫محصنات والضافة غير محضة‪.‬‬

‫والخدان جمع خدن مثل عدل وأعدال (فإذا أحصن) يقرأ بضم الهمزة‪ :‬أى بالزواج وبفتحها أى فروجهن‬
‫(فإن أت ين) الفاء جواب إذا (فعلي هن) جواب إن ( من العذاب) في مو ضع الحال من الضم ير في الجار‪،‬‬
‫والعا مل في ها العا مل في صاحبها‪ ،‬ول يجوز أن تكون حال من ما لن ها مجرورة بالضا فة فل يكون ل ها‬
‫عاممل (ذلك) مبتدأ (لممن خشمى) الخمبر‪ :‬أى جائز للخائف ممن الزنما (وأن تصمبروا) مبتدأ‪ ،‬و (خيمر لكمم)‬
‫خبره‪.‬‬

‫قوله تعالى (يريد ال ليبين لكم) مفعول يريد محذوف تقديره‪ :‬يريد ال ذلك‪ :‬أى تحريم ما حرم وتحليل ما‬
‫حلل ليبين‪ ،‬واللم في ليبين متعلقة بيريد‪ ،‬وقيل اللم زائدة والتقدير‪ :‬يريد ال أن يبين فالنصب بأن‪.‬‬

‫قوله تعالى (ويريد الذين يتبعون الشهوات) معطوف على قوله " وال‬

‫[‪]177‬‬

‫ير يد أن يتوب علي كم " إل أ نه صدر الجملة الولى بال سم " الثان ية " بالف عل‪ ،‬ول يجوز أن يقرأ بالن صب‪،‬‬
‫لن المعنى يصير‪ :‬وال يريد أن يتوب عليكم‪ ،‬ويريد أن يريد الذين يتبعون الشهوات‪ ،‬وليس المعنى على‬
‫ذلك‪.‬‬

‫قوله تعالى (وخلق الن سان ضعي فا) ضعي فا حال‪ ،‬وق يل تمي يز ل نه يجوز أن يقدر ب من ول يس ب شئ‪ ،‬وق يل‬
‫التقد ير‪ :‬وخلق الن سان من شئ ضع يف‪ :‬أى من ط ين أو من نط فة وعل قة ومض غة‪ ،‬ك ما قال " ال الذى‬
‫خلقكم من ضعف " فلما حذف الجار والموصوف انتصبت الصفة بالفعل نفسه‪.‬‬

‫قوله تعالى (إل أن تكون تجارة) السمتثناء منقطمع ليمس ممن جنمس الول‪ ،‬وقيمل همو متصمل والتقديمر‪ :‬ل‬
‫تأكلوها بسبب إل أن تكون تجارة وهذا ضعيف‪ ،‬لنه قال بالباطل والتجارة ليست من جنس الباطل‪ ،‬وفى‬
‫الكلم حذف مضاف‪ :‬أى إل في حال كونها تجارة‪ ،‬أو في وقت كونها تجارة‪ ،‬وتجارة بالرفع على أن كان‬
‫تاممة‪ ،‬وبالنصمب على أنهما الناقصمة‪ ،‬التقديمر إل أن تكون المعاملة أو التجارة تجارة‪ ،‬وقيمل تقديره‪ :‬إل أن‬
‫تكون الموال تجارة (عن تراض) في موضع صفة تجارة (ومنكم) صفة تراض‪.‬‬

‫قوله تعالى (ومن يفعل) من في موضع رفع بالبتداء‪ ،‬والخبر (فسوف نصليه) وعدوانا وظلما مصدران‬
‫في مو ضع الحال‪ ،‬أو مفعول من أجله‪ ،‬والجمهور على ضم النون من ن صليه‪ ،‬ويقرأ بفتح ها وه ما لغتان‬
‫يقال أصليته النار وصليته‪.‬‬

‫قوله تعالى (مدخل) يقرأ بفتح الميم وهو مصدر دخل‪ ،‬والتقدير‪ :‬وندخله فيدخل مدخل‪ :‬أى دخول‪ ،‬ومفعل‬
‫إذا وقع مصدرا كان مصدر فعل‪ ،‬فأما أفعل فمصدره مفعل بضم الميم كما ضمت الهمزة‪ ،‬وقيل مدخل هنا‬
‫المفتوح الميم مكان فيكون مفعول به مثل أدخلته بيتا‪.‬‬

‫قوله تعالى (ما فضل ال) " ما " بمعنى الذى أو نكرة موصوفة‪ ،‬والعائد الهاء في (به) والمفعول (بعضكم‬
‫‪ -‬واسئلوا ال) يقرأ سلوا بغير همز واسئلوا بالهمز وقد ذكر في قوله " سل بنى إسرائيل " ومفعول اسئلوا‬
‫محذوف‪ :‬أى شيئا (ممن فضله) قوله تعالى (ولكمل جعلنما) المضاف إليمه محذوف وفيمه وجهان‪ :‬أحدهمما‬
‫تقديره‪ :‬ول كل أ حد جعل نا موالى يرثو نه‪ ،‬والثا نى ول كل مال‪ ،‬والمفعول الول لج عل (موالى) والثا نى ل كل‪،‬‬
‫والتقدير‪ :‬وجعلنا وراثا لكل ميت أو لكل مال (مما ترك) فيه‬

‫[‪]178‬‬

‫وجهان‪ :‬هو صفة مال المحذوف‪ :‬أى من مال تر كه (الوالدان) والثا نى هو يتعلق بف عل محذوف دل عل يه‬
‫الموالى تقديره‪ :‬يرثون ماترك‪ ،‬وقيل " ما " بمعنى من‪ :‬أى لكل أحد ممن ترك الولدان (والذين عقدت) في‬
‫موضعها ثلثة أوجه‪ :‬أحدها هو معطوف على موالى‪ :‬أى وجعلنا الذ ين عاقدت وارثا‪ ،‬وكان ذلك ون سخ‪،‬‬
‫فيكون قوله (فآتوهم نصيبهم) توكيدا‪.‬‬

‫والثانى موضعه نصب بفعل محذوف فسره المذكور‪ :‬أى وآتوا الذين عاقدت‪.‬‬

‫والثالث هو رفع بالبتداء وفآتوهم الخبر‪ ،‬ويقرأ عاقدت باللف والمفعول محذوف‪ :‬أى عاقدتهم‪ ،‬ويقرأ بغير‬
‫ألف والمفعول محذوف أيضما همو‪ ،‬والعائد تقديره‪ :‬عقدت حلفهمم أيمانكمم‪ ،‬وقيمل التقديمر‪ :‬عقدت حلفهمم ذو‬
‫أيمانكم‪ ،‬فحذف المضاف لن العاقد لليمين الحالفون ل اليمان نفسها‪.‬‬

‫قوله تعالى (قوامون على النسماء) على متعلقمة بقوامون‪ ،‬و (بمما) متعلقمة بمه أيضما‪ ،‬ولمما كان الحرفان‬
‫بمعني ين جاز تعلقهمما ب شئ وا حد‪ ،‬فعلى على هذا ل ها معنمى غيمر مع نى الباء‪ ،‬ويجوز أن تكون الباء في‬
‫مو ضع الحال فتتعلق بمحذوف تقديره‪ :‬م ستحقين بتفض يل ال إيا هم‪ ،‬و صاحب الحال الضم ير في قوامون‬
‫ومامصدرية‪ ،‬فأما " ما " في قوله (وبما أنفقوا) فيجوز أن تكون مصدرية‪ ،‬فتتعلق من بأنفقوا‪ ،‬ول حذف في‬
‫الكلم‪ ،‬ويجوز أن تكون بمعنمى الذى والعائد محذوف‪ :‬أى وبالذى أنفقوه‪ ،‬فعلى هذا يكون (ممن أموالهمم)‬
‫حال (فالصمالحات) مبتدأ (قانتات حافظات) خمبران عنمه‪ ،‬وقرئ " فالصموالح قوانمت حوافمظ " وهمو جممع‬
‫تكثير دال على الكثرة‪ ،‬وجمع التصحيح ل يدل على الكثرة بوضعه‪ ،‬وقد استعمل فيها كقوله تعالى " وهم‬
‫في الغرفات آمنون " (ب ما ح فظ ال) في " ما " ثل ثة أو جه بمع نى الذى ونكرة مو صوفة‪ ،‬والعائد محذوف‬
‫على الوجهيمن ومصمدرية‪ ،‬وقرئ " بمما حفمظ ال " بنصمب اسمم ال ومما على هذه القراء‌ة بمعنمى الذى أو‬
‫نكرة‪ ،‬والمضاف محذوف والتقدير‪ :‬بما حفظ أمر ال أو دين ال‪.‬‬

‫وقال قوم‪ :‬همى مصمدرية‪ ،‬والتقديمر‪ :‬حفظهمن ال‪ ،‬وهذا خطمأ لنمه إذا كان كذلك خل الفعمل عمن ضميمر‬
‫الفاعمل‪ ،‬لن الفاعمل هنما جممع المؤنمث وذلك يظهمر ضميره‪ ،‬فكان يجمب أن يكون بمما حفظهمن ال‪ ،‬وقمد‬
‫صوب هذا القول وجعل الفاعل فيه للجنس‪ ،‬وهو مفرد مذكر فل يظهر له ضمير " واللتى تخافون) مثل‬
‫قوله " واللتى يأتين الفاحشة " ومثل " واللذان يأتيانها " وقد ذكرا (واهجروهن في المضاجع) في " في "‬
‫وجهان‪ :‬أحده ما هى ظرف للهجران‪ :‬أى اهجرو هن في موا ضع الضطجاع‪ :‬أى اتركوا مضاجع هن دون‬
‫ترك مكالمتهن‪:‬‬

‫[‪]179‬‬

‫والثا نى هى بمع نى ال سبب‪ :‬أى واهجرو هن ب سبب المضا جع ك ما تقول في هذه الجنا ية عقو بة (فل تبغوا‬
‫عليهن) في تبغوا وجهان‪ :‬أحدهما هو من البغى الذى هو الظلم‪ ،‬فعلى هذا هو غير متعد‪ ،‬و (سبيل) على‬
‫هذا من صوب على تقد ير حذف حرف ال جر‪ :‬أى ب سبيل ما والثا نى هو من قولك‪ :‬بغ يت ال مر أى طلب ته‪،‬‬
‫فعلى هذا يكون متعديا‪ ،‬وسبيل مفعوله‪ ،‬وعليهن من نعت السبيل فيكون حال لتقدمه عليه‪.‬‬

‫قوله تعالى (شقاق بينهمما) الشقاق الخلف‪ ،‬فلذلك حسمن إضافتمه إلى بيمن‪ ،‬وبيمن هنما الوصمل الكائن بيمن‬
‫الزوج ين (حك ما من أهله) يجوز أن يتعلق من بابعثوا فيكون البتداء غا ية الب عث‪ ،‬ويجوز أن يكون صفة‬
‫للحكمم فيتعلق بمحذوف (إن يريدا) ضميمر الثنيمن يعود على الحكميمن‪ ،‬وقيمل على الزوجيمن‪ ،‬فعلى الول‬
‫والثانى يكون قوله (يوفق ال بينهما) للزوجين‪.‬‬

‫قوله تعالى (وبالوالدين إحسانا) في نصب إحسانا أوجه قد ذكرناها في البقرة عند قوله " وإذ أخذنا ميثاق‬
‫ب نى إ سرائيل " و (الج نب) يقرأ بضمت ين‪ ،‬و هو و صف م ثل نا قة أ جد و يد سجح(‪ ،)1‬ويقرأ بف تح الج يم‬
‫وسكون النون‪ ،‬وهو وصف أيضا‪ ،‬وهو المجانب‪ ،‬وهو مثل قولك‪ :‬رجل عدل (والصاحب بالجنب) يجوز‬
‫أن تكون الباء بمعنى في‪ ،‬وأن تكون على بابها‪ ،‬وعلى كل الوجهين هو حال من الصاحب‪ ،‬والعامل فيها‬
‫المحذوف‪.‬‬

‫قوله تعالى (الذ ين يبخلون) ف يه وجهان أحده ما هو من صوب بدل من " من " في قوله " من كان مختال‬
‫فخورا " وجمع على معنى من‪ ،‬ويجوز أن يكون محمول على قوله مختال فخورا‪ ،‬وهو خبر كان‪ ،‬وجمع‬
‫على المعنمى أيضما أو على إضمار أذم‪ .‬والثانمى أن يكون مبتدأ‪ ،‬والخمبر محذوف تقديره‪ :‬مبغضون‪ ،‬ودل‬
‫عليه ماتقدم من قوله ليحب‪ ،‬ويجوز أن يكون الخبر معذبون لقوله " وأعتدنا للكافرين عذابا مهينا " ويجوز‬
‫أن يكون التقدير‪ ،‬هم الذ ين‪ ،‬ويجوز أن يكون مبتدأ‪ ،‬والذين ينفقون معطوف عليه‪ ،‬وال خبر‪ :‬إن ال ليظلم‪:‬‬
‫أى يظلمهم‪ ،‬والبخل والبخل لغتان وقد قرئ بهما‪ ،‬وفيه لغتان أخريان البخل بضم الخاء والباء والبخل بفتح‬
‫الباء وسكون الخاء‪ ،‬و (من فضله) حال من " ما " أو من العائد المحذوف‪.‬‬

‫قوله تعالى (والذين ينفقون أموالهم رئاء الناس) رئاء مفعول من أجله والمصدر مضاف إلى المفعول‪ ،‬فعلى‬
‫هذا يكون قوله (وليؤمنون بال) معطوفا‬
‫___________________________________‬

‫() قوله أجد‪ ،‬في القاموس وناقة أجد بضمتين قوية‪ ،‬وقوله وسجح‪ :‬بضمتين أيضا أى لينة سهلة اه‌‪)*( .‬‬

‫[‪]180‬‬

‫على ينفقون داخل في ال صلة‪ ،‬ويجوز أن يكون م ستأنفا‪ ،‬ويجوز أن يكون رئاء الناس م صدرا في مو ضع‬
‫الحال‪ :‬أى ينفقون مرائ ين (ف ساء قري نا) أى ف ساء هو والضم ير عائد على من أو على الشيطان‪ ،‬وقري نا‬
‫تمييمز‪ ،‬وسماء هنما منقولة إلى باب نعمم وبئس‪ ،‬ففاعلهما والمخصموص بعدهما بالذم مثمل فاعمل بئس‬
‫ومخ صوصها‪ ،‬والتقد ير‪ :‬ف ساء الشيطان والقر ين‪ ،‬فأ ما قوله " والذ ين ينفقون " ف فى موض عه ثل ثة أو جه‪:‬‬
‫أحدها هو جر عطفا على الكافرين في قوله " وأعتدنا للكافرين " والثانى نصب على ماانتصب عليه الذين‬
‫يبخلون‪ ،‬والثالث رفع على ماارتفع عليه الذين يبخلون‪ ،‬وقد ذكرا‪ .‬فأما رئاى الناس فقد ذكرنا أنه مفعول له‬
‫أو حال من فا عل ينفقون‪ ،‬ويجوز أن يكون حال من الذ ين ينفقون‪ :‬أى المو صول‪ ،‬فعلى هذا يكون قوله "‬
‫وليؤمنون " مستأنفا لئل يفرق بين بعض الصلة وبعض بحال الموصول‪.‬‬

‫قوله تعالى (وماذا علي هم) ف يه وجهان‪ :‬أحده ما " ما " مبتدأ و " ذا " بمع نى الذى‪ ،‬وعلي هم صلتها‪ ،‬والذى‬
‫وصملتها خمبر مما‪ ،‬وأجاز قوم أن تكون الذى وصملتها مبتدأ‪ ،‬وماخمبرا مقدمما‪ ،‬وقدم الخمبر لنمه أسمتفهام‪.‬‬
‫والثا نى أن ما وذا ا سم وا حد مبتدأ‪ ،‬وعلي هم ال خبر‪ ،‬و قد ذكر نا هذا في البقرة بأب سط من هذا‪ ،‬و (لو) في ها‬
‫وجهان‪ :‬أحدهما هى على بابها‪ ،‬والكلم محمول على المعنى‪ :‬أى لو آمنوا لم يضرهم والثانى أنها بمعنى‬
‫أن النا صبة للف عل ك ما ذكر نا في قوله " لو يع مر ألف سنة " وغيره‪ .‬ويجوز أن تكون بمع نى إن الشرط ية‬
‫كمما جاء فمي قوله " ولو أعجبتكمم " أى وأى شمئ عليهمم إن آمنوا‪ ،‬وتقديره‪ :‬على الوجمه الخمر‪ :‬أى شمئ‬
‫عليهم في اليمان‪.‬‬

‫قوله تعالى (مثقال ذرة) ف يه وجهان‪ :‬أحدهما هو مفعول ليظلم‪ ،‬والتقد ير‪ :‬ليظلمهم‪ ،‬أو ليظلم أحدا‪ ،‬ويظلم‬
‫بمع نى ينت قص‪ :‬أى ين قص و هو مت عد إلى مفعول ين والثا نى هو صفة م صدر محذوف تقديره‪ :‬ظل ما قدر‬
‫مثقال ذرة‪ ،‬فحذف الم صدر و صفته وأقام المضاف إل يه مقامه ما (وإن تك ح سنة) حذ فت نون ت كن لكثرة‬
‫استعمال هذه الكلمة‪ ،‬وشبه النون لغنتها وسكونها بالواو‪ ،‬فإن تحركت لم تحذف نحو " ومن يكن الشيطان‬
‫ولم يكن الذين " وحسنة بالرفع على أن كان التامة‪ ،‬وبالنصب على أنها الناقصة‪ ،‬و (من لدنه) متعلق بيؤت‬
‫أو حال من الجر‪.‬‬
‫قوله تعالى (فكيف إذا) الناصب لها محذوف‪ :‬أى كيف تصنعون أو تكونون وإذاظرف لذلك المحذوف (من‬
‫كل أمة) متعلق بجئنا أو حال من شهيد على قول من أجاز تقديم حال المجرور عليه (وجئنا بك) معطوف‬
‫على جئنا الولى‪،‬‬

‫[‪]181‬‬

‫ويجوز أن يكون حال وتكون قمد مرادة‪ ،‬ويجوز أن يكون مسمتأنفا‪ ،‬ويكون الماضمى بمعنمى المسمتقبل‪ ،‬و‬
‫(شهيدا) حال وعلى يتعلق به‪ ،‬ويجوز أن يكون حال منه‪.‬‬

‫قوله تعالى (يومئذ) فيه وجهان‪ :‬أحدهما هو ظرف ل‌ (يود) فيعمل فيه‪ .‬والثانى يعمل فيه شهيدا‪ ،‬فعلى هذا‬
‫يكون يود صفة ليوم‪ ،‬والعائد محذوف‪ :‬أى فيه وقد ذكر ذلك في قوله " واتقوا يوما لتجزى " والصل في‬
‫" إذا " إذ‪ ،‬وهى ظرف زمان ماض‪ ،‬فقد استعملت هنا للمستقبل وهو كثير في القرآن‪ ،‬فزادوا عليها التنوين‬
‫عوضا من الجملة المحذوفة تقديره‪ :‬يوم إذ تأتى بالشهداء‪ ،‬وحركت الذال بالكسر لسكونها وسكون التنوين‬
‫بعد ها (وع صوا الر سول) في مو ضع الحال‪ ،‬و قد مرادة و هى معتر ضة ب ين يود وب ين مفعول ها‪ ،‬و هو (لو‬
‫تسوى) ولو بمعنى أن المصدرية وتسوى على مالم يسم فاعله‪.‬‬

‫ويقرأ تسوى بالفتح والتشديد‪ :‬أى تتسوى فقلبت الثانية سينا وأدغم‪.‬‬

‫ويقرأ بالتخف يف أي ضا على حذف الثان ية (وليكتمون) ف يه وجهان‪ :‬أحده ما هو حال‪ ،‬والتقد ير‪ :‬يودون أن‬
‫يعذبوا في الدنيا دون الخرة‪ ،‬أو يكونوا كالرض (وليكتمون ال) في ذلك اليوم (حديثا)‪.‬‬

‫قوله تعالى (لتقربوا الصملة) قيمل المراد مواضمع الصملة‪ ،‬فحذف المضاف وقيمل لحذف فيمه (وأنتمم‬
‫سكارى) حال من ضمير الفاعل في تقربوا‪ ،‬وسكارى جمع سكران‪ ،‬ويجوز ضم السين وفتحها‪ ،‬وقد قرئ‬
‫به ما‪ ،‬وقرئ أي ضا " سكرى " ب ضم ال سين من غ ير ألف‪ ،‬وبفتح ها كذلك‪ ،‬و هى صفة مفردة في مو ضع‬
‫الج مع‪ ،‬ف سكرى م ثل حبلى و سكرى م ثل عط شى (ح تى تعلموا) أى إلى أن‪ ،‬و هى متعل قة بتقربوا‪ ،‬و ( ما)‬
‫بمعنمى الذى أو نكرة موصموفة‪ ،‬والعائد محذوف‪ ،‬ويجوز أن تكون مصمدرية ولحذف (ولجنبما) حال‪،‬‬
‫والتقدير‪.‬‬

‫لتصلوا جنبا‪ ،‬أو لتقربوا مواضع الصلة جنبا‪ ،‬والجنب يفرد مع التثنية والجمع في اللغة الفصحى يذهب‬
‫به مذهب الوصف بالمصادر‪ ،‬ومن العرب من يثنيه ويجمعه فيقول جنبان وأجناب‪ ،‬واشتقاقه من المجانية‬
‫وهى المباعدة (إل عابرى سبيل) هو حال أيضا والتقدير‪ :‬لتقربوها في حال الجنابة إلى في حال السفر أو‬
‫عبور الم سجد على اختلف الناس في المراد بذلك (ح تى تغت سلوا) متعلق بالعا مل في ج نب (من كم) صفة‬
‫لحد‪ ،‬و (من الغائط) مفعول جاء‪ ،‬والجمهور يقرء‌ون الغائط على فاعل‪ ،‬والفعل منه غاط المكان يغوط إذا‬
‫اطمأن‪ ،‬وقرأ ا بن م سعود بياء ساكنة من غ ير ألف وف يه وجهان‪ :‬أحده ما هو م صدر يغوط‪ ،‬وكان القياس‬
‫غوطا فقلب الواو ياء وأسكنت‬
‫[‪]182‬‬

‫وانفتح ماقبلها لخفتها‪ ،‬والثانى أنه أراد الغيط فخففت مثل سيد وميت‪( ،‬أو لمستم) يقرأ بغير ألف وبألف‪،‬‬
‫وه ما بمع نى‪ ،‬وق يل لم ستم مادون الجماع‪ ،‬أو لم ستم الجماع (فلم تجدوا) الفاء عط فت مابعد ها على جاء‪،‬‬
‫وجواب الشرط (فتيمموا) وجاء معطوف على كن تم‪ :‬أى وإن جاء أ حد ( صعيدا) مفعول تيمموا أى اق صدوا‬
‫صعيدا‪ ،‬وق يل هو على تقد ير حذف الباء‪ :‬أى ب صعيد (بوجوه كم) الباء زائدة أى ام سحوا وجوه كم‪ ،‬و فى‬
‫الكلم حذف أى فامسحوا وجوهكم به أو منه‪ ،‬وقد ظهر ذلك في آية المائدة‪.‬‬

‫قوله تعالى (ممن الكتاب) صمفة لنصميب (يشترون) حال ممن الفاعمل فمي أوتوا (ويريدون) مثله وإن شئت‬
‫جعلتهما حالين من الموصول‪ ،‬وهو قوله " من الذين أوتوا " وهى حال مقدرة‪ ،‬ويقال ضللت (السبيل) وعن‬
‫السمبيل‪ ،‬وهمو مفعول بمه وليمس بظرف‪ ،‬وهمو كقولك أخطمأ الطريمق (وليما) و (نصميرا) منصموبان على‬
‫التمييز‪ ،‬وقيل على الحال‪.‬‬

‫قوله تعالى ( من الذ ين هادوا) ف يه ثل ثة أو جه‪ :‬أحد ها أ نه خبر مبتدإ محذوف‪ ،‬و فى ذلك تقديران‪ :‬أحده ما‬
‫تقديره‪ ،‬هم من الذ ين ف‌ (يحرفون) على هذا حال من الفا عل في هادوا‪ ،‬والثا نى تقديره‪ :‬من الذ ين هادوا‬
‫قوم‪ ،‬فقوم هو المبتدأ وماقبله الخبر‪ ،‬ويحرفون نعت لقوم‪ ،‬وقيل التقدير‪ :‬من الذين هادوا من يحرفون‪ ،‬كما‬
‫قال‪ " :‬ومامنما إل له "‪ :‬أى ممن له‪ ،‬وممن هذه عندنما نكرة موصموفة مثمل قوم‪ ،‬وليسمت بمعنمى الذى لن‬
‫الموصول ليحذف دون صلته‪.‬‬

‫والوجه الثانى أن من الذين متعلق بنصير‪ ،‬فهو في موضع نصب به كما قال " فمن ينصرنا من بأس ال "‬
‫أى يمنعنا‪.‬‬

‫والثالث أ نه حال من الفا عل في يريدون‪ ،‬وليجوز أن يكون حال من الضم ير في أوتوا لن شيئا واحدا‬
‫ليكون له أك ثر من حال واحدة‪ ،‬إل أن يع طف ب عض الحوال على ب عض‪ ،‬وليكون حال من الذ ين لهذا‬
‫المع نى‪ ،‬وق يل هو حال من أعدائ كم‪ :‬أى وال أعلم بأعدائ كم كائن ين من الذ ين‪ ،‬والف صل المعترض بينه ما‬
‫مسدد فلم يمنع من الحال‪ ،‬وفى كل موضع جعلت فيه من الذين هادوا حال‪ ،‬فيحرفون فيه حال من الفاعل‬
‫في هادوا و (الكلم) جمع كلمة‪ ،‬ويقرأ " الكلم " والمعنى متقارب و (عن مواضعه) متعلق بيحرفون‪ ،‬وذكر‬
‫الضمير المضاف إليه حمل على معنى الكلم لنها جنس (ويقولون) عطف على يحرفون‪ ،‬و (غير مسمع)‬
‫حال والمفعول الثانى محذوف‪ ،‬أى لأسمعت مكروها هذا ظاهر قولهم‪ ،‬فأما ماأرادوا‬

‫[‪]183‬‬
‫فهو لأسمعت خيرا‪ ،‬وقيل أرادوا غير مسموع منك (وراعنا) قد ذكر في البقرة و (ليا‪ .‬وطعنا) مفعول له‪،‬‬
‫وقيل مصدر في موضع الحال‪ ،‬والصل في لى لوى فقلبت الواو ياء وأدغمت‪ ،‬و (في الدين) متعلق بطعن‬
‫(خيرا لهم) يجوز أن يكون بمعنى أفعل كما قال (وأقوم) ومن محذوفة‪ ،‬أى من غيره‪ ،‬ويجوز أن يكون‬
‫بمعنى فاضل وجيد فل يفتقر إلى من (إل قليل) صفة مصدر محذوف‪ :‬أى إيمانا قليل‪.‬‬

‫قوله تعالى (من قبل) متعلق بآمنوا و (على أدبارها) حال من ضمير الوجوه وهى مقدرة‪.‬‬

‫قوله تعالى (ويغ فر مادون ذلك) هو م ستأنف غ ير معطوف على يغ فر الولى ل نه لو ع طف عل يه ل صار‬
‫منفيا‪.‬‬

‫قوله تعالى ( بل ال يز كى من يشاء) تقديره‪ :‬أخطئوا بل ال يز كى (وليظلمون) ضم ير الج مع ير جع إلى‬


‫معنمى ممن‪ ،‬ويجوز أن يكون مسمتأنفا أى ممن زكمى نفسمه وممن زكاه ال‪ ،‬و (فتيل) مثمل مثقال ذرة فمي‬
‫العراب وقد ذكر‪.‬‬

‫قوله تعالى (كيمف يفترون) كيمف منصموب بيفترون وموضمع الكلم نصمب بانظروا‪ ،‬و (على ال) متعلق‬
‫بيفترون‪ ،‬ويجوز أن يكون حال من (الكذب) وليجوز أن يتعلق بالكذب‪ ،‬لن معمول الم صدر ليتقدم عليه‬
‫فإن جعل على التبيين جاز‪.‬‬

‫قوله تعالى (هؤلء أهدى) مبتدأ و خبر في مو ضع ن صب بيقولون‪ .‬وللذ ين كفروا تخ صيص و تبيين متعلق‬
‫بيقولون أيضا‪ .‬ويؤمنون بالجبت ويقولون مثل يشترون الضللة ويريدون وقد ذكر‪.‬‬

‫قوله تعالى (أم لهم نصيب) أم منقطعة أى بل ألهم وكذلك أم يحسدون (فإذن) حرف ينصب الفعل إذا اعتمد‬
‫عليه وله مواضع يلغى فيها وهو مشبه في عوامل الفعال بظننت في عوامل السماء‪ ،‬والنون أصل فيه‬
‫ول يس بتنو ين‪ ،‬فلهذا يك تب بالنون وأجاز الفراء أن يك تب باللف‪ ،‬ولم يع مل ه نا من أ جل حرف الع طف‬
‫وهى الفاء‪ ،‬ويجوز في غير القرآن أن يعمل مع الفاء وليس المبطل لعمله ل لن ليتخطاها العامل‪.‬‬

‫قوله تعالى ( من آ من به) الهاء تعود على الكتاب‪ ،‬وق يل على إبراه يم‪ ،‬وق يل على مح مد صلى ال عل يه‬
‫وسلم‪ ،‬و (سعيرا) بمعنى مستعر (نضجت جلودهم)‬

‫[‪]184‬‬

‫يقرأ بالدغام لنهما من حروف وسط الفم‪ ،‬والظهار هو الصل (بدلنا هم جلودا) أى بجلود‪ ،‬وقيل يتعدى‬
‫إلى الثانى بنفسه‪.‬‬
‫قوله تعالى (والذين آمنوا) يجوز أن يكون في موضع نصب عطفا على الذين كفروا‪ ،‬وأن يكون رفعا على‬
‫الموضع أو على الستئناف والخبر (سندخلهم‪ .‬خالدين فيها) حال من المفعول في ندخلهم أو من جنات لن‬
‫فيهما ضمير الكل واحد منهما‪ ،‬ويجوز أن يكون صفة لجنات على رأى الكوفيين و (لهم فيها أزواج) حال‬
‫أو صفة‪.‬‬

‫قوله تعالى (وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل) العامل في إذا وجهان‪ :‬أحدهما فعل محذوف تقديره‪:‬‬
‫يأمر كم أن تحكموا إذا حكم تم‪ ،‬وج عل أن تحكموا المذكورة مف سرة للمحذوف فل مو ضع لن تحكموا ل نه‬
‫مفسمر للمحذوف‪ ،‬والمحذوف مفعول يأمركمم وليجوز أن يعممل فمي إذا أن تحكموا لن معمول المصمدر‬
‫ليتقدم عليه‪.‬‬

‫والوجمه الثانمى أن تنصمب إذا بيأمركمم وأن تحكموا بمه أيضما‪ ،‬والتقديمر‪ :‬أن يكون حرف العطمف ممع أن‬
‫تحكموا لكمن فصمل بينهمما بالظرف كقول العشمى‪ :‬يوم يراهما كشبمه أرديمة الغضمب ويومما أديمهما ثفل‬
‫وبالعدل يجوز أن يكون مفعولبمه‪ ،‬ويجوز أن يكون حال (نعمما يعظكمم بمه) الجملة خمبر إن‪ ،‬وفمى " مما "‬
‫ثلثة أوجه‪ :‬أحدها أنها بمعنى الشئ معرفة تامة‪ ،‬ويعظكم صفة موصوف محذوف هو المخصوص بالمدح‬
‫تقديره نعم الشئ شئ يعظكم به‪ ،‬ويجوز أن يكون يعظكم صفة لمنصوب محذوف‪ :‬أى نعم الشئ الشئ شيئا‬
‫يعظكم به كقولك‪ :‬نعم الرجل رجل صالحا زيد‪ ،‬وهذا جائز عند بعض النحويين‪ ،‬والمخصوص بالمدح هنا‬
‫محذوف‪ .‬والثانمى أن " مما " بمعنمى الذى‪ ،‬ومابعدهما صملتها وموضعهما رفمع فاعمل نعمم والمخصموص‬
‫محذوف‪ :‬أى ن عم الذى يعظ كم به بتأد ية الما نة والح كم بالعدل‪ .‬والثالث أن تكون " ما " نكرة مو صوفة‪،‬‬
‫والفاعل مضمر‪ ،‬والمخصوص محذوف كقوله تعالى " بئس للظالمين بدل "‪.‬‬

‫قوله تعالى (وأولى المر منكم) حال من أولى‪ ،‬و (تأويل) تمييز‪.‬‬

‫قوله تعالى (يريدون) حال من الذ ين يزعمون أو من الضم ير في يزعمون‪ ،‬ويزعمون من أخوات ظن نت‬
‫في اقتضائ ها مفعول ين‪ ،‬وإن و ما عملت في ت سد م سدهما (و قد أمروا) في مو ضع الحال من الفا عل في‬
‫يريدون‪ ،‬والطاغوت يؤنث ويذكر‪،‬‬

‫[‪]185‬‬

‫وقد ذكر ضميره هنا‪ ،‬وقد تكلمنا عليه في البقرة (أن يضلهم ضلل) أى فيضلوا ضلل‪ ،‬ويجوز أن يكون‬
‫ضلل بمعنى إضلل‪ ،‬فوضع أحد المصدرين موضع الخر‪.‬‬
‫قوله تعالى (تعالوا) الصمل تعاليوا‪ ،‬وقمد ذكرنما ذلك فمي آل عمران‪ ،‬ويقرأ شاذا بضمم اللم‪ ،‬ووجهمه أنمه‬
‫حذف اللف من تعالى اعتباطا ثم ضم اللم من أجل واو الضمير (يصدون) في موضع الحال و (صدودا)‬
‫اسم للمصدر والمصدر صد‪ ،‬وقيل هو مصدر‪.‬‬

‫قوله تعالى (فكيف إذا أصابتهم مصيبة) أى كيف يصنعون؟ (ويحلفون) حال‪.‬‬

‫قوله تعالى (في أنفسهم) يتعلق بقل لهم‪ ،‬وقيل يتعلق ب‌ (بليغا) أى يبلغ في نفوسهم وهو ضعيف‪ ،‬لن الصفة‬
‫لتعمل فيما قبلها‪.‬‬

‫قوله تعالى (إل ليطاع) ليطاع فمي موضمع نصمب مفعول له‪ ،‬واللم تتعلق بأرسملنا‪ ،‬و (بإذن ال) حال ممن‬
‫الضم ير في يطاع‪ ،‬وق يل هو مفعول به‪ :‬أى ب سبب أ مر ال و (ظلموا) ظرف والعا مل ف يه خبر إن‪ ،‬و هو‬
‫(جاء‌وك)‪( .‬واستغفر لهم الرسول) ولم يقل فاستغفرت لهم‪ ،‬لنه رجع من الخطاب إلى الغيبة لما في السم‬
‫الظاهمر ممن الدللة على أنمه الرسمول و (وجدوا) يتعدى إلى مفعوليمن‪ ،‬وقيمل همى المتعديمة إلى واحمد‪ ،‬و‬
‫(توابا) حال‪ ،‬و (رحيما) بدل أو حال من الضمير في تواب‪.‬‬

‫قوله تعالى (فل وربك) فيه وجهان‪ :‬أحدهما أن " ل " الولى زائدة‪.‬‬

‫والتقدير‪ :‬فوربك (ل يؤمنون) وقيل الثانية‪ :‬زائدة‪ ،‬والقسم معترض بين النفى والمنفى‪.‬‬

‫والو جه ال خر أن ل ن فى ل شئ محذوف تقديره‪ :‬فل يفعلون‪ ،‬ثم قال‪ :‬ور بك ل يؤمنون‪ ،‬و (بين هم) ظرف‬
‫لش جر أو حال من " ما " أو من فا عل ش جر‪ ،‬و ( ثم ل يجدوا) معطوف على يحكموك‪ ،‬و ( في أنف سهم)‬
‫يتعلق بيجدوا تعلق‬

‫الظرف بالف عل‪ ،‬و (حر جا) مفعول يجدوا‪ ،‬ويجوز أن يكون في أنف سهم حال من حرج‪ ،‬وكله ما على أن‬
‫يجدوا المتعديمة إلى مفعول واحمد‪ ،‬ويجوز أن تكون المتعديمة إلى اثنيمن‪ ،‬وفمى أنفسمهم أحدهمما‪ ،‬و (ممما‬
‫قضيت) صفة لحرج فيتعلق بمحذوف‪ ،‬ويجوز أن يتعلق بحرج‪ ،‬لنك تقول‪ :‬حرجت من هذا المر‪ ،‬و " ما‬
‫" يجوز أن تكون بمعنى الذى ونكرة موصوفة ومصدرية‪.‬‬
‫سورة المائدة‬
‫بسم اللّه الرحمن الرحيم‬

‫قوله تعالى (إل مايتلى عليكمم) فمي موضمع نصمب على السمتثناء ممن بهيممة النعام‪ ،‬والسمتثناء متصمل‪،‬‬
‫والتقدير‪ :‬أحلت لكم بهيمة النعام إل الميتة وماأهل لغير ال به وغيره مما ذكر في الية الثالثة من السورة‬
‫(غير) حال من الضمير المجرور عليكم أو لكم‪ ،‬وقيل هو حال من ضمير الفاعل في أوفوا‪ ،‬و (محلى)‬
‫اسم فاعل مضاف إلى المفعول‪ ،‬وحذفت النون للضافة‪ ،‬و (الصيد) مصدر بمعنى المفعول‪ :‬أى المصدر‪،‬‬
‫ويجوز أن يكون على بابه هاهنا‪ :‬أى غير محلين الصطياد في حال الحرام‬

‫[‪]206‬‬

‫قوله تعالى (ول القلئد) أى ول ذوات القلئد لنها جمع قلدة‪ ،‬والمراد تحريم المقلدة ل القلدة (ول آمين)‬
‫أى ول قتال آم ين أو أذى آم ين‪ .‬وقرئ في الشاذ " ول آ مى الب يت " بحذف النون والضا فة (يبتغون) في‬
‫موضع الحال من الضمير في آمين‪ ،‬وليجوز أن يكون صفة لمين لن اسم الفاعل إذا وصف لم يعمل في‬
‫الختيار (فا صطادوا) قرئ في الشاذ بك سر الفاء‪ ،‬و هى بعيدة من ال صواب‪ ،‬وكأ نه حرك ها بحر كة همزة‬
‫الوصل (ول يجرمنكم) الجمهور على فتح الياء‪ ،‬وقرئ بضمها وهما لغتان‪ :‬يقال‪ ،‬جرم وأجرم‪ ،‬وقيل جرم‬
‫مت عد إلى مفعول وا حد وأجرم مت عد إلى اثن ين‪ ،‬والهمزة للن قل‪ ،‬فأ ما فا عل هذا الف عل ف هو (شنآن) ومفعوله‬
‫الول الكاف والميمم‪ ،‬و (أن تعتدوا) همو المفعول الثانمى على قول ممن عداه إلى مفعوليمن‪ ،‬وممن عداه إلى‬
‫واحد كأنه قدر حرف الجر مرادا مع أن تعتدوا‪ ،‬والمعنى‪ :‬ل يحملنكم بغض قوم على العتداء‪ ،‬والجمهور‬
‫على فتح النون الولى من شنآن‪ ،‬وهو مصدر كالغليان والنزوان‪.‬‬

‫ويقرأ ب سكونها و هو صفة م ثل عطشان و سكران‪ ،‬والتقد ير‪ :‬على هذا ل يحملن كم بغ يض قوم‪ :‬أى عداوة‬
‫بغيض قوم‪ ،‬وقيل من سكن أراد المصدر أيضا‪ ،‬لكنه خفف لكثرة الحركات وإذا حركت النون كان مصدرا‬
‫مضافا إلى المفعول‪ :‬أى ل يحملنكم بغضكم لقوم‪ ،‬ويجوز أن يكون مضافا إلى الفاعل‪ :‬أى بغض قوم إياكم‬
‫(أن صدوكم) يقرأ بف تح الهمزة و هى م صدرية‪ ،‬والتقد ير‪ :‬لن صدوكم‪ ،‬وموض عه ن صب أو جر على‬
‫الختلف في نظائره‪.‬‬

‫ويقرأ بكسرها على أنها شرط‪ ،‬والمعنى‪ :‬أن يصدوكم مثل ذلك الصد الذى وقع منهم‪ ،‬أو يستديموا الصد‪،‬‬
‫وإن ما قدر بذلك لن ال صد كان قد و قع من الكفار للم سلمين (ول تعاونوا) يقرأ بتخف يف التاء ‌ين على أ نه‬
‫حذف التاء الثانية تخفيفا‪ ،‬أو بتشديدها إذا وصلتها بل على إدغام إحدى التاء ‌ين في الخرى‪ ،‬وساغ الجمع‬
‫بين ساكنين لن الول منهما حرف مد‪.‬‬
‫قوله تعالى (المي تة) أ صلها المي تة (والدم) أ صله د مى (وماأ هل لغ ير ال به) قد ذ كر ذلك كله في البقرة‬
‫(والنطيحة) بمعنى المنطوحة‪ ،‬ودخلت فيها الهاء لنها لم تذكر الموصوفة معها فصارت كالسم‪ ،‬فإن قلت‬
‫شاة نطيح لم تدخل الهاء (وماأكل السبع) " ما " بمعنى الذى وموضعه رفع عطفا على الميتة‪ ،‬والكثر ضم‬
‫الباء من ال سبع وت سكينها ل غة‪ ،‬و قد قرئ به (إل ما ذكي تم) في مو ضع ن صب ا ستثناء من المو جب قبله‪،‬‬
‫والستثناء راجع إلى المتردية والنطيحة وأكيلة السبع‬

‫[‪]207‬‬

‫(و ما ذ بح) م ثل " و ما أ كل ال سبع " (على الن صب) ف يه وجهان‪ :‬أحده ما هو متعلق بذ بح تعلق المفعول‬
‫بالفعل‪ :‬أى ذبح على الحجارة التى تسمى نصبا‪ ،‬أى ذبحت في ذلك الموضع‪.‬‬

‫والثانى أن النصب ال صنام‪ ،‬فعلى هذا في " على " وجهان‪ :‬أحدهما هى بمع نى اللم‪ :‬أى ل جل ال صنام‪،‬‬
‫فتكون مفعول له‪ ،‬والثانى أنها على أصلها وموضعه حال‪ :‬أى وما ذبح مسمى على الصنام‪ ،‬وقيل نصب‬
‫بضمت ين‪ ،‬ون صب ب ضم النون وإ سكان ال صاد‪ ،‬ون صب بف تح النون وإ سكان ال صاد‪ ،‬و هو م صدر بمع نى‬
‫المفعول‪ ،‬وقيمل يجوز فتمح النون والصماد أيضما‪ ،‬وهمو اسمم بمعنمى المنصموب كالقبمض والنقمض بمعنمى‬
‫المقبوض والمنقوض (وأن تستقسموا) في موضع رفع عطفا على الميتة‪ ،‬و (الزلم) جمع زلم‪ :‬وهو القدح‬
‫الذى كانوا يضربون به على أيسار الجزور (ذلكم فسق) مبتدأ وخبر‪ ،‬ولكم إشارة إلى جميع المحرمات في‬
‫الية‪ ،‬ويجوز أن يرجع إلى الستقسام (اليوم) ظرف ‌ل (يئس) و (اليوم) الثانى ظرف ل‌ (أكملت) و (عليكم)‬
‫يتعلق بأتم مت ول يتعلق ب‌ (نعم تى) فإن شئت جعل ته على ال تبيين‪ :‬أى أتم مت أع نى علي كم‪ ،‬و (رض يت)‬
‫يتعدى إلى مفعول وا حد‪ ،‬و هو ه نا (ال سلم) و (دي نا) حال‪ ،‬وق يل يتعدى إلى مفعول ين لن مع نى رض يت‬
‫هنا جعلت وصيرت‪.‬‬

‫ولكم يتعلق برضيت وهى للتخصيص‪ ،‬ويجوز أن يكون حال من ال سلم‪ :‬أى رضيت ال سلم لكم (فمن‬
‫اضطمر) شرط فمي موضمع رفمع بالبتداء‪ ،‬و (غيمر) حال‪ ،‬والجمهور على (متجانمف) باللف والتخفيمف‪،‬‬
‫وقرئ " متج نف " بالتشد يد من غ ير ألف يقال تجا نف وتج نف (ل ثم) متعلق بمتجا نف‪ ،‬وق يل اللم بمع نى‬
‫إلى‪ ،‬أى ماثل إلى إثم (فإن ال غفور رحيم) أى له‪ ،‬فحذف العائد على المبتدأ‪.‬‬

‫قوله تعالى (ماذا أحل لهم) قد ذكر في البقرة (وما علمتم) " ما " بمعنى الذى‪ ،‬والتقدير‪ :‬صيد ما علمتم‪ ،‬أو‬
‫تعل يم ما علم تم‪ ،‬و ( من الجوارح) حال من الهاء المحذو فة أو من " ما " والجوارح ج مع جار حة‪ ،‬والهاء‬
‫فيها للمبالغة وهى صفة غالبة‪ ،‬إذا ل يكاد يذكر معها الموصوف (مكلبين) يقرأ بالتشديد والتخفيف‪ ،‬يقال‪:‬‬
‫كل بت الكلب وأكلب ته فكلب‪ :‬أى أغري ته على ال صيد وأ سدته فا ستأسد‪ ،‬و هو حال من الضم ير في علم تم‬
‫(تعلمونهن) فيه وجهان‪ :‬أحدهما هو مستأنف ل موضع له‪ ،‬والثانى هو حال من الضمير في مكليين‪ ،‬ول‬
‫يجوز أن يكون حال ثانية لن‬
‫[‪]208‬‬

‫العامل الواحد ل يعمل في حالين‪ ،‬ول يحسن أن يجعل حال من الجوارح لنك قد فصلت بينهما بحال لغير‬
‫الجوارح (مما) أى شيئا مما (علمكم ال)‪.‬‬

‫قوله تعالى (وطعام الذين) مبتدأ‪( ،‬وحل لكم) خبره‪ ،‬ويجوز أن يكون معطوفا على الطبيات‪ ،‬وحل لكم خبر‬
‫مبتدأ محذوف (وطعامكمم حمل لهمم) مبتدأ وخمبر (والمحصمنات) معطوف على الطيبات‪ ،‬ويجوز أن يكون‬
‫مبتدأ والخبر محذوف‪ :‬أى والمحصنات من المؤمنات حل لكم أيضا‪ ،‬وحل مصدر بمعنى الحلل فل يثنى‬
‫ول يجمع‪ ،‬و (من المؤمنات) حال من الضمير في المحصنات‪ ،‬أو من ن فس المحصنات إذا عطفت ها على‬
‫الطيبات (إذا آتيتموهمن) ظرف لحمل أو لحمل المحذوفمة (محصمنين) حال ممن الضميمر المرفوع فمي‬
‫آتيتمو هن‪ ،‬فيكون العا مل آتي تم‪ ،‬ويجوز أن يكون العا مل أ حل أو حل المحذو فة (غ ير) صفة لمح صنين أو‬
‫حال ممن الضميمر الذى فيهما (ول متخذى) معطوف على غيمر فيكون منصموبا‪ ،‬ويجوز أن يعطمف على‬
‫م سافحين وتكون ل لتأك يد الن فى (و من يك فر باليمان) أى بالمؤ من به ف هو م صدر في مو ضع المفعول‬
‫كالخلق بمع نى المخلوق‪ ،‬وق يل التقد ير بمو جب اليمان و هو ال (و هو في الخرة من الخا سرين) إعرا به‬
‫مثل إعراب " وإنه في الخرة لمن الصالحين " وقد ذكر في البقرة‪.‬‬

‫قوله تعالى (إلى المرافمق) قيمل إلى بمعنمى ممع كقوله " ويزدكمم قوة إلى قوتكمم " وليمس هذا المختار‪،‬‬
‫والصحيح أنها على بابها وأنها لنتهاء الغاية‪ ،‬وإنما وجب غسل المرافق بالسنة وليس بينهما تناقض‪ ،‬لن‬
‫إلى تدل على انتهاء الف عل‪ ،‬ول يتعرض بن فى المحدود إل يه ول بإثبا ته‪ ،‬أل ترى أ نك إذا قلت‪ :‬سرت إلى‬
‫الكو فة‪ ،‬فغ ير ممت نع أن تكون بل غت أول حدود ها ولم تدخل ها وأن تكون دخلت ها‪ ،‬فلو قام الدل يل على أ نك‬
‫دخلتها لم يكن مناقضا لقولك‪ :‬سرت إلى الكوفة‪ ،‬فعلى هذا تكون إلى متعلقة باغسلوا‪ ،‬ويجوز أن تكون في‬
‫موضع الحال وتتعلق بمحذوف‪ ،‬والتقدير‪ :‬وأيديكم مضافة إلى المرافق (برء‌وسكم) الباء زائدة‪ ،‬وقال من ل‬
‫خبرة له بالعربية‪ :‬الباء في مثل هذا للتبعيض‪ ،‬وليس بشئ يعرفه أهل النحو‪ ،‬ووجه دخولها أنها تدل على‬
‫إل صاق الم سح بالرأس (وأرجل كم) يقرأ بالن صب وف يه وجهان‪ :‬أحده ما هو معطوف على الوجوه واليدى‪:‬‬
‫أى فاغسملوا وجوهكمم وأيديكمم وأرجلكمم‪ ،‬وذلك جائز فمي العربيمة بل خلف‪ ،‬والسمنة الدللة على وجوب‬
‫غسل الرجلين تقوى ذلك‪.‬‬

‫والثا نى أ نه معطوف على مو ضع برء‌و سكم‪ ،‬والول أقوى لن الع طف على الل فظ أقوى من الع طف على‬
‫الموضع‪.‬‬

‫[‪]209‬‬

‫ويقرأ في الشذوذ بالرفع على البتداء‪ :‬أى وأرجلكم مغسولة أو كذلك‪.‬‬


‫ويقرأ بال جر و هو مشهور أي ضا كشهرة الن صب‪ .‬وفي ها وجهان‪ :‬أحده ما أن ها معطو فة على الرء‌وس في‬
‫العراب والحكم مختلف‪ ،‬فالرء‌وس ممسوحة والرجل مغسولة‪ ،‬وهو العراب الذى يقال هو على الجوار‪،‬‬
‫وليس بممتنع أن يقع في القرآن لكثرته‪ ،‬فقد جاء في القرآن والشعر‪ ،‬فمن القرآن قوله تعالى " وحور عين‬
‫" على قراء‌ة من جر‪ ،‬و هو معطوف على قوله " بأكواب وأبار يق " والمع نى مختلف‪ ،‬إذ ل يس المع نى‬
‫يطوف عليهم ولدان مخلدون بحور عين‪ ،‬قال الشاعر وهو النابغة‪:‬‬

‫لم يبق إل أسير غير منفلت * أو موثق في حبال القد مجنوب‬

‫والقول فمي مجرورة والجوار مشهور عندهمم فمي العراب‪ ،‬وقلب الحروف ببعضهما إلى بعمض والتأنيمث‬
‫وغير ذلك‪.‬‬

‫ف من العراب ما ذكر نا في الع طف‪ ،‬و من ال صفات قوله " عذاب يوم مح يط " واليوم ل يس بمح يط‪ ،‬وإن ما‬
‫المح يط العذاب‪ ،‬وكذلك قوله " في يوم عا صف " واليوم ل يس بعا صف وإن ما العا صف الر يح‪ ،‬و من قلب‬
‫الحروف قوله على ال صلة وال سلم " ارج عن مأزورات غ ير مأجورات " وال صل موزورات ول كن أر يد‬
‫التآخى‪ ،‬وكذلك قولهم‪ :‬إنه ل يأتينا بالغدايا والعشايا‪.‬‬

‫ومن التأنيث قوله " فله عشر أمثالها " فحذفت التاء من عشر وهى مضافة إلى المثال وهى مذكرة‪ ،‬ولكن‬
‫لما جاورت المثال الضمير المؤنث أجرى عليها حكمه‪ ،‬وكذلك قول الشاعر‪:‬‬

‫لما أتى خبر الزبير تضعضعت * سور المدينة والجبال الخشع‬

‫وقولهم‪ :‬ذهبت بعض أصابعه‪.‬‬

‫ومما راعت العرب فيه الجوار قولهم‪ :‬قامت هند‪ ،‬فلم يجيزوا حذف التاء إذا لم يفصل بينهما‪ ،‬فإن فصلوا‬
‫بينهما أجازوا حذفها‪ ،‬ول فرق بينهما إل المجاورة وعدم المجاورة‪ ،‬ومن ذلك قولهم‪ :‬قام زيد وعمرا كلمته‬
‫استحسنوا النصب بفعل محذوف لمجاورة الجملة اسما قد عمل فيه الفعل‪ ،‬ومن ذلك قلبهم الواو المجاورة‬
‫للطرف همزة في قولهم أوائل‪ ،‬كما لو وقعت طرفا‪ ،‬وكذلك إذا بعدت عن الطرف ل تقلب طواويس‪ ،‬وهذا‬
‫موضع يحتمل أن يكتب فيه أوراق من الشواهد‪ ،‬وقد جعل النحويون له بابا ورتبوا عليه مسائل ثم أصلوه‬
‫بقول هم‪ :‬ج حر ضب خرب‪ ،‬ح تى اختلفوا في جواز جر التثن ية والج مع‪ ،‬فأجاز التباع فيه ما جما عة من‬
‫حذاقهم قياسا على المفرد المسموع‪ ،‬ولو كان ل وجه في القياس بحال لقتصروا فيه على المسموع فقط‪،‬‬
‫ويؤيد ماذكرناه أن الجر في الية قد أجيز غيره‪ ،‬وهو‬

‫[‪]210‬‬
‫الن صب والر فع‪ ،‬والر فع والن صب غ ير قاطع ين ولظاهر ين على أن ح كم الرجل ين الم سح‪ ،‬وكذلك ال جر‬
‫يجب أن يكون كالنصب والرفع في الحكم دون العراب‪.‬‬

‫والوجمه الثانمى أن يكون جمر الرجمل بجار محذوف تقديره‪ :‬وافعلوا بأرجلكمم غسمل وحذف الجار وإبقاء‬
‫الجر جائز‪ ،‬قال الشاعر‪:‬‬

‫مشائيم ليسوا مصلحين عشيرة * ول ناعب إل ببين غرابها‬

‫وقال زهير‪:‬‬

‫بدا لى أنى لست مدرك ما مضى * ول سابق شيئا إذا كان جائيا‬

‫فجر بتقدير الباء وليس بموضع ضرورة‪ ،‬وقد أفردت لهذه المسألة كتابا (إلى الكعبين) مثل إلى المرافق‪.‬‬

‫وفيه دليل على وجوب غسل الرجلين لن الممسوح ليس بمحدود‪ ،‬والتحديد في المغسول الذى أريد بعضه‬
‫وهو قوله " وأيديكم إلى المرافق " ولم يحدد الوجه لن المراد جميعه (وأيديكم منه) منه في موضع نصب‬
‫بام سحوا (ليجعل) اللم غير زائدة‪ ،‬ومفعول ير يد محذوف تقديره‪ :‬ما يريد ال الرخصة في التي مم ليجعل‬
‫علي كم حر جا‪ ،‬وق يل اللم زائدة وهذا ضع يف لن أن غ ير ملفوظ ب ها‪ ،‬وإن ما ي صح أن يكون الف عل مفعول‬
‫ليريمد بأن‪ ،‬ومثله (ولكمن يريمد ليطهركمم) أى يريمد ذلك ليطهركمم (عليكمم) يتعلق بيتمم‪ ،‬ويجوز أن يتعلق‬
‫بالنعمة‪ ،‬ويجوز أن يكون حال من النعمة‪.‬‬

‫قوله تعالى (إذ) ظرف لواثقكم‪ ،‬ويجوز أن يكون حال من الهاء المجرورة‪ ،‬وأن يكون حال من الميثاق‪.‬‬

‫قوله تعالى (شهداء بالق سط) م ثل قوله تعالى " شهداء ل " و قد ذكرناه في الن ساء ( هو أقرب) هو ضم ير‬
‫العدل‪ ،‬وقد دل عليه اعدلوا‪ ،‬وأقرب للتقوى قد ذكر في البقرة‪.‬‬

‫قوله تعالى (و عد ال) و عد يتعدى إلى مفعول ين يجوز القت صار على أحده ما والمفعول الول ه نا " الذ ين‬
‫آمنوا " والثانى محذوف استغنى عنه بالجملة التى هى قوله (لهم مغفرة) ول موضع لها من العراب‪ ،‬لن‬
‫وعد ل يعلق عن العمل كما تعلق ظننت وأخواتها‪.‬‬

‫[‪]211‬‬

‫قوله تعالى (نعممت ال عليكمم) يتعلق بنعممة‪ .‬ويجوز أن يكون حال منهما فيتعلق بمحذوف‪ ،‬و (إذ) ظرف‬
‫للنعمة أيضا‪ ،‬وإذا جعلت عليكم حال جاز أن يعمل في إذ (أن يبسطوا) أى بأن يبسطوا‪ ،‬وقد ذكرنا الخلف‬
‫في موضعه‪.‬‬
‫قوله تعالى (من هم اث نى ع شر) يجوز أن يتعلق من هم ببعث نا‪ ،‬وأن يكون صفة لث نى ع شر تقد مت ف صارت‬
‫حال (وعزرتموهمم) يقرأ بالتشديمد والتخفيمف والمعنمى واحمد (قرضما) يجوز أن يكون مصمدرا محذوف‬
‫الزوائد‪ ،‬والعاممل فيمه أقرضتمم‪ :‬أى إقراضما‪ .‬ويجوز أن يكون القرض بمعنمى المقرض فيكون مفعول بمه‬
‫(لكفرن) جواب الشرط (فمن كفر بعد ذلك منكم) في موضع الحال من الضمير في لكفرن‪ ،‬و ( سواء‬
‫السبيل) قد ذكر في البقرة‪.‬‬

‫قوله تعالى (فيمما نقضهمم) الباء تتعلق ب‌ (لعناهمم) ولو تقدم الفعمل لدخلت الفاء عليمه‪ ،‬ومما زائدة أو بمعنمى‬
‫شئ‪ ،‬وقد ذكر في النساء (وجعلنا) يتعدى إلى مفعولين بمعنى صيرنا و (قاسية) المفعول الثانى وياؤه واو‬
‫في الصل‪ ،‬لنه من القسوة‪ ،‬ويقرأ " قسية " على فعيلة‪ ،‬قلبت الواو ياء وأدغمت فيها ياء فعيل وفعيلة في‬
‫لعنا هم‪ ،‬وأن يكون حال من الضم ير في قا سية‪ ،‬ول يجوز أن يكون حال من ه نا للمبال غة بمع نى فاعلة‬
‫(يحرفون) مستأنف‪ ،‬ويجوز أن يكون حال من المفعول في لعناهم‪ ،‬وأن يكون حال من الضمير في قاسية‬
‫ول يجوز أن يكون حال من القلوب‪ ،‬لن الضم ير في يحرفون ل ير جع إلى القلوب‪ ،‬ويض عف أن يج عل‬
‫حال من الهاء والم يم في قلوب هم ( عن مواض عه) قد ذ كر في الن ساء (على خائ نة) أى على طائ فة خائ نة‪،‬‬
‫ويجوز أن تكون فاعلة هنا مصدرا كالعاقبة والعافية‪ ،‬و (منهم) صفة لخائنة‪ ،‬ويقرأ " خيانة " وهى مصدر‬
‫والياء منقلبة عن واو لقولهم يخون‪ ،‬وفلن أخون من فلن‪ ،‬وهو خوان (إل قليل منهم) استثناء من خائنة‪،‬‬
‫ولو قرئ بالجر على البدل لكان مستقيما‪.‬‬

‫قوله تعالى (ومن الذين قالوا) من تتعلق بأخذنا تقديره‪ :‬وأخدنا من الذين قالوا إنا نصارى ميثاقهم‪ ،‬والكلم‬
‫معطوف على قوله " ولقمد أخمذ ال ميثاف بنمى إسمرائيل " والتقديمر‪ :‬وأخذنما ممن الذيمن قالوا إنما نصمارى‬
‫ميثاقهم‪ ،‬ول يجوز أن يكون التقدير‪ :‬وأخذنا ميثاقهم‪ ،‬من الذين قالوا إنا نصارى لن فيه إضمار قبل الذكر‬
‫لفظا وتقديرا‪ ،‬والياء في (وأغرينا) من واو‪ ،‬واشتقاقه من الغراء‪ :‬وهو الذى يلصق به‪ ،‬ويقال سهم مغرو‪،‬‬
‫و (بينهمم) ظرف لغرينما أو حال ممن (العداوة) ول يكون ظرفما للعداوة‪ ،‬لن المصمدر ل يعممل فيمما قبله‬
‫(إلى يوم القيامة) يتعلق بأغرينا أو بالبغضاء أو بالعداوة‪ :‬أى تباغضوا إلى يوم القيامة‪.‬‬

‫[‪]212‬‬

‫قوله تعالى ( يبين ل كم) حال من ر سولنا‪ ،‬و ( من الكتاب) حال من الهاء محذو فة في يخفون ( قد جاء ‌كم)‬
‫لموضع له (من ال) يتعلق بجاء‌كم أو حال من نور‪.‬‬

‫قوله تعالى (يهدى به ال) يجوز أن يكون حال من رسولنا بدل من يبين‪ ،‬وأن يكون حال من الضمير في‬
‫يبين‪ ،‬ويجوز أن يكون صفة لنور أو لكتاب‪ ،‬والهاء في به تعود على من جعل يهدى حال منه أو صفة له‬
‫فلذلك أفرد‪ ،‬و (ممن) بمعنمى الذى أو نكرة موصموفة‪ ،‬و (سمبل السملم) المفعول الثانمى ليهدى‪ ،‬ويجوز أن‬
‫يكون بدل ممن رضوانمه‪ ،‬والرضوان بكسمر الراء وضمهما لغتان‪ ،‬وقمد قرئ بهمما‪ ،‬وسمبلى بضمم الباء‬
‫والتسكين لغة وقد قرئ به (بإذنه) أى بسبب أمره المنزل على رسوله‪.‬‬

‫قوله تعالى (ف من يملك) أى قل ل هم‪ ،‬و من ا ستفهام تقر ير‪ ،‬و ( من ال) يجوز أن يكون حال متعل قا بيملك‪،‬‬
‫وأن يكون حال من و (شيئا) و (جميعا) حال من المسيح وأمه ومن في الرض‪ ،‬ويجوز أن يكون حال من‬
‫من وحدها‪ ،‬ومن هاهنا عام سبقه خاص من جنسه‪ ،‬وهو المسيح وأمه (يخلق) مستأنف‪.‬‬

‫قوله تعالى (قل فلم يعذبكم) أى قل لهم (بل أنتم) رد لقولهم " نحن أبناء ال " وهو محكى بقل‪.‬‬

‫قوله تعالى (على فترة) فمي موضمع الحال ممن الضميمر فمي يمبين‪ ،‬ويجوز أن يكون حال ممن الضميمر‬
‫المجرور في ل كم‪ ،‬و ( من الر سل) ن عت لفترة (أن تقولوا) أى مخا فة أن تقولوا (ول نذ ير) معطوف على‬
‫لفظ بشير‪ ،‬ويجوز في الكلم الرفع على موضع من بشير‪.‬‬

‫قوله تعالى (نعمت ال عليكم إذ جعل) هو مثل قوله " نعمة ال عليكم إذ هم قوم " وقد ذكر‪.‬‬

‫قوله تعالى (على أدباركمم) حال ممن الفاعمل فمي ترتدوا (فتنقلبوا) يجوز أن يكون مجزومما عطفما على‬
‫ترتدوا‪ ،‬وأن يكون منصوبا على جواب النهى‪.‬‬

‫قوله تعالى (فإنا داخلون) أى داخلوها‪ ،‬فحذف المفعول لدللة الكلم عليه‪.‬‬

‫قوله تعالى (من الذين يخافون) في موضع رفع صفة لرجلين‪ ،‬ويخافون صلة الذين والواو العائد‪.‬‬

‫ويقرأ بضم الياء على مالم يسم فاعله‪ .‬وله معنيان‪ :‬أحدهما‬

‫[‪]213‬‬

‫هو من قولك‪ ،‬خيف الرجل‪ :‬أى خوف‪ ،‬والثانى أن يكون المعنى يخافهم غيرهم كقولك‪ :‬فلن مخوف‪ :‬أى‬
‫يخافمه الناس (أنعمم ال) صمفة أخرى لرجليمن‪ ،‬ويجوز أن يكون حال‪ ،‬وقمد معمه مقدرة‪ ،‬وصماحب الحال‬
‫رجلن أو الضمير في الذين‪.‬‬

‫قوله تعالى ( ما داموا) هو بدل من أبدا‪ ،‬لن ما م صدرية تنوب عن الزمان‪ ،‬و هو بدل ب عض‪ ،‬و (هاه نا)‬
‫ظرف ل‌ (قاعدون) والسم هنا وها للتنبيه مثل التى في قولك هذا وهؤلء‪.‬‬

‫قوله تعالى (وأ خى) في موض عه وجهان‪ :‬أحده ما ن صب عط فا على نف سى أو على ا سم إن‪ ،‬والثا نى ر فع‬
‫عطفما على الضميمر فمي أملك‪ :‬أى ول يملك أخمى إل نفسمه‪ ،‬ويجوز أن يكون مبتدأ والخمبر محذوف‪ ،‬أى‬
‫وأخى كذلك (وبين القوم الفاسقين) الصل أن ل تكرر بين‪ ،‬وقد تكرر توكيدا كقولك‪ :‬المال بين زيد وبين‬
‫عمرو‪ ،‬وكررت هنا لئل يعطف على الضمير من غير إعادة الجار‪.‬‬

‫قوله تعالى (أربعيمن سمنة) ظرف لمحرممة‪ ،‬فالتحريمم على هذا مقدر‪ ،‬و (يتيهون) حال ممن الضميمر‬
‫المجرور‪ ،‬وقيل هى ظرف ليتيهون‪ ،‬فالتحريم على هذا غير مؤقت (فل تأس) ألف تأسا بدل من واو‪ ،‬لنه‬
‫من السى الذى هو الحزن‪ ،‬وتثنيته أسوان‪ ،‬ول حجة في أسيت عليه لنكسار السين‪ ،‬ويقال‪ :‬رجل أسوان‬
‫بالواو‪ ،‬وقيل هى من الياء يقال‪ :‬رجل أسيان أيضا‪.‬‬

‫قوله تعالى (ن بأ اب نى آدم) الهمزة في اب نى همزة و صل ك ما هى في الوا حد‪ ،‬فأ ما همزة أبناء في الج مع‬
‫فهمزة ق طع لن ها حاد ثة للج مع (إذ قر با) ظرف لن بأ أو حال م نه‪ ،‬ول يكون ظر فا ل تل‪ .‬وبال حق حال من‬
‫الضم ير في ا تل‪ :‬أى مح قا أو صادقا (قربا نا) هو في ال صل م صدر‪ ،‬و قد و قع ه نا مو ضع المفعول به‪،‬‬
‫والصل إذ قربا قربانين‪ ،‬لكنه لم يثن لن المصدر ل يثنى‪.‬‬

‫وقال أبوعلى‪ :‬تقديره إذ قرب كل وا حد منه ما قربا نا كقوله " فاجلدو هم ثمان ين جلدة " أى كل وا حد من هم‬
‫(قال لقتلنك) أى قال المردود عليه للمقبول منه ومفعول (يتقبل) محذوف‪ :‬أى يتقبل من المتقين قرابينهم‬
‫وأعمالهم‪.‬‬

‫قوله تعالى (بإثمى وإثمك) في موضع الحال‪ :‬أى ترجع حامل للثمين‪.‬‬

‫[‪]214‬‬

‫قوله تعالى (فطوعمت) الجمهور على تشديمد الواو‪ ،‬ويقرأ " طاوعمت " باللف والتخفيمف وهمما لغتان‪،‬‬
‫والمعنمى‪ :‬زينمت وقال قوم‪ :‬طاوعمت تتعدى بغيمر لم‪ ،‬وهذا خطمأ لن التمى تتعدى بغيمر اللم تتعدى إلى‬
‫مفعول واحد وقد عداه هاهنا إلى (قتل أخيه) وقيل التقدير طاوعته نفسه على قتل أخيه فزاد اللم وحذف‬
‫على‪.‬‬

‫قوله تعالى (ك يف يوارى) ك يف في مو ضع الحال من الضم ير في يوارى‪ ،‬والجملة في مو ضع ن صب‬


‫بيرى‪ ،‬والسموأة يجوز تخفيمف همزتهما بإلقاء حركتهما على الواو فتبقمى سموأة أخيمه‪ ،‬ولتقلب الواو ألفما‬
‫لتحرك ها وانفتاح ما قبل ها لن حركت ها عار ضة واللف في (ويل تى) بدل من ياء المتكلم‪ ،‬والمع نى‪ :‬ياويله‬
‫احضرى فهذا وقتمك (فأوارى) معطوف على أكون‪ ،‬وذكمر بعضهمم أنمه يجوز أن ينتصمب على جواب‬
‫ال ستفهام ول يس ب شئ‪ ،‬إذ ل يس المع نى أيكون م نى ع جز فمواراة‪ ،‬أل ترى أن قولك أ ين بي تك فأزورك‪،‬‬
‫معناه‪ :‬لو عرفت لزرت‪ ،‬وليس المعنى هنا لو عجزت لواريت‪.‬‬
‫قوله تعالى ( من أ جل) من تتعلق ‌ب (كتب نا) ولتتعلق بالنادم ين‪ ،‬ل نه يح سن البتداء بكتب نا ه نا‪ ،‬والهاء في‬
‫(إ نه) للشان‪ ،‬و ( من) شرط ية‪ ،‬و (بغ ير) حال من الضم ير في ق تل‪ :‬أى من ق تل نف سا ظال ما (أو ف ساد)‬
‫معطوف على نفس‪ ،‬وقرئ في الشاذ بالنصب‪ :‬أى أو عمل فسادا‪ ،‬أو أفسد فسادا‪ :‬أى إفساد فوضعه موضع‬
‫المصدر مثل العطاء‪ ،‬و (بعد ذلك) ظرف ل‌ (مسرفون) ول تمنع لم التوكيد ذلك‪.‬‬

‫قوله تعالى (يحاربون ال) أى أولياء ال فحذف المضاف‪ ،‬و (أن يقتلوا) خمممبر جزاء‪ ،‬وكذلك المعطوف‬
‫عليمه‪ ،‬وقمد ترئ فيهمن بالتخفيمف‪ ،‬و (ممن خلف) حال ممن اليدى والرجمل‪ :‬أى مختلفمة (أو ينفوا ممن‬
‫الرض) أى من الرض التى يريدون القامة بها فحذف الصفة‪ ،‬و (ذلك) مبتدأ‪ ،‬و (لهم خزى) مبتدأ وخبر‬
‫في مو ضع خبر ذلك‪ ،‬و ( في الدن يا) صفة خزى‪ ،‬ويجوز أن يكون ظر فا له ويجوز أن يكون خزى خبر‬
‫ذلك ولهم صفة مقدمة فتكون حال‪ ،‬ويجوز أن يكون في الدنيا ظرفا للستقرار‪.‬‬

‫قوله تعالى (إل الذين) استثناء من الذين يحاربون في موضع نصب‪ ،‬وقيل يجوز أن يكون في موضع رفع‬
‫بالبتداء‪ ،‬والعائد عليه من الخبر محذوف‪ :‬أى (فإن ال غفور) لهم أو (رحيم) بهم‪.‬‬

‫قوله تعالى (إليه الوسيلة) يجوز أن يتعلق إلى بابتغوا‪ ،‬وأن يتعلق بالوسيلة لن الوسيلة بمعنى المتوسل به‬
‫فيعمل فيما قبله‪ ،‬ويجوز أن يكون حال‪ ،‬أى الوسيلة كائنة إليه‪.‬‬

‫[‪]215‬‬

‫قوله تعالى (من عذاب يوم القيامة) العذاب اسم للتعذيب‪ ،‬وله حكمه في العمل‪ ،‬وأخرجت إضافته إلى يوم‬
‫يوما عن الظرفية‪.‬‬

‫قوله تعالى (والسارق والسارقة) مبتدأ‪ .‬وفى الخبر وجهان‪ :‬أحدهما هو محذوف تقديره عند سيبويه‪ :‬وفيما‬
‫يتلى علي كم‪ ،‬ول يجوز أن يكون عنده (فاقطعوا) هو ال خبر من أ جل الفاء‪ ،‬وإن ما يجوز ذلك في ما إذا كان‬
‫المبتدأ الذى وصلته بالفعل أو الظرف لنه يشبه الشرط والسارق ليس كذلك‪.‬‬

‫والثانمى الخمبر فاقطعوا أيديهمما لن اللف واللم فمي السمارق بمنزلة الذى إذ ليراد بمه سمارق بعينمه‬
‫(وأيديهما) بمعنى يديهما لن المقطوع من السارق والسارقة يميناهما فوضع الجمع موضع الثنين‪ ،‬لنه‬
‫ليس في النسان سوى يمين واحدة‪ ،‬وما هذا سبيله يجعل الجمع فيه مكان الثنين‪ ،‬ويجوز أن يخرج على‬
‫ال صل‪ ،‬و قد جاء في ب يت وا حد‪ ،‬قال الشا عر‪ :‬ومهمه ين فدفد ين مرت ين * ظهراه ما م ثل ظهور التر سين‬
‫(جزاء) مفعول من أجله أو مصدر لفعل محذوف‪ :‬أى جازاهما جزاء‪ ،‬وكذلك (نكال)‪.‬‬

‫قوله تعالى (ل يحز نك) ن هى‪ ،‬والج يد ف تح الياء و ضم الزاى‪ ،‬ويقرأ ب ضم الياء وك سر الزاى من أحزن نى‬
‫وهمى لغمة (ممن الذيمن قالوا) فمي موضمع نصمب على الحال ممن الضميمر فمي يسمارعون‪ ،‬أو ممن الذيمن‬
‫يسمارعون (بأفواههمم) يتعلق بقالوا‪ :‬أى قالوا بأفواههمم آمنما (ولم تؤممن قلوبهمم) الجملة حال (وممن الذيمن‬
‫هادوا) معطوف على قوله " من الذين قالوا آمنا " و (سماعون) خبر مبتدإ محذوف‪ :‬أى هم سماعون‪ ،‬وقيل‬
‫سماعون مبتدأ‪ ،‬ومن الذين هادوا خبره (للكذب) فيه وجهان‪ :‬أحدهما اللم زائدة تقديره سماعون الكذب‪.‬‬

‫والثانمى ليسمت زائدة‪ ،‬والمفعول محذوف‪ ،‬والتقديمر سمماعون أخباركمم للكذب‪ .‬أى ليكذبوا عليكمم فيهما‪ ،‬و‬
‫( سماعون) الثان ية تكريرا للولى‪ ،‬و (لقوم) متعلق به‪ :‬أى ل جل قوم‪ ،‬ويجوز أن تتعلق اللم في لقوم‬
‫بالكذب‪ ،‬لن سماعون الثان ية مكررة‪ ،‬والتقد ير‪ :‬ليكذبوا لقوم آخر ين‪ ،‬و (لم يأتوك) في مو ضع جر صفة‬
‫أخرى لقوم (يحرفون) فيمه وجهان‪ :‬أحدهمما همو مسمتأنف ل موضمع له‪ ،‬أو فمي موضمع رفمع خمبر لمبتدإ‬
‫محذوف‪ :‬أى هم يحرفون‪.‬‬

‫[‪]216‬‬

‫والثانى ليست بمستأنف بل هو صفة لسماعون‪ :‬أى سماعون محرفون‪ ،‬ويجوز أن يكون حال من الضمير‬
‫في سماعون‪ ،‬ويجوز أن يكون صفة أخرى لقوم‪ :‬أى محرف ين و ( من ب عد مواض عه) مذكور في الن ساء‬
‫(يقولون) مثل يحرفون‪ ،‬ويجوز أن يكون حال من الضمير في يحرفون (من ال شيئا) في موضع الحال‬
‫التقدير‪ :‬شيئا كائنا من أمر ال‪.‬‬

‫قوله تعالى (سماعون للكذب) أى هم سماعون‪ ،‬ومثله (أكالون للسحت) والسحت والسحت لغتان و قد قرئ‬
‫بهما (فلن يضروك شيئا) في موضع المصدر‪ :‬أى ضررا‪.‬‬

‫قوله تعالى (وكيمف يحكمونمك) كيمف فمي موضمع نصمب عمل الحال ممن الضميمر الفاعمل فمي يحكمونمك‬
‫(وعندهم التوراة) جملة في موضع الحال‪ ،‬والتوراة مبتدأ‪ ،‬وعندهم الخبر‪ ،‬ويجوز أن ترفع التوراة بالظرف‬
‫(في ها ح كم ال) في مو ضع الحال‪ ،‬والعا مل في ها ما فى ع ند من مع نى الف عل‪ ،‬وح كم ال مبتدأ أو معمول‬
‫الظرف‪.‬‬

‫قوله تعالى (فيها هدى ونور) في موضع الحال من التوراة (يحكم بها النبيون) جملة في الحال من الضمير‬
‫المجرور فيها (للذين هادوا) اللم تتعلق بيحكم (والربانيون والحبار) عطف على النبيون (بما استحفظوا)‬
‫يجوز أن يكون بدل من قوله بها في قوله " يحكم بها " وقد أعاد الجار لطول الكلم وهو جائز أيضا وإن‬
‫لم يطل‪ ،‬وقيل الربانيون مرفوع بفعل محذوف‪ ،‬والتقدير‪ :‬ويح كم الربانيون والحبار بما استحفظوا‪ ،‬وقيل‬
‫هو مفعول به‪ :‬أى يحكمون بالتوراة بسبب استحفاظهم ذلك‪ ،‬و " ما " بمعنى الذى‪ :‬أى بما استحفظوه (من‬
‫كتاب ال) حال من المحذوف أو من " ما "‪ ،‬و (عليه) يتعلق ب‌ (شهداء)‪.‬‬
‫قوله تعالى (النفس بالنفس) بالنفس في موضع رفع خبر أن‪ ،‬وفيه ضمير وأما (العين) إلى قوله (والسن)‬
‫فيقرأ بالنصب عطفا على ما عملت فيه أن‪ ،‬وبالرفع وف يه ثل ثة أو جه‪ :‬أحدها هو مبتدأ والمجرور خبره‪،‬‬
‫وقد عطف جمل على جملة‪ .‬والثانى أن المرفوع منها معطوف على الضمير في قوله بالنفس‪ ،‬والمجررات‬
‫على هذا أحوال مبينمة للمعنمى‪ ،‬لن المرفوع على هذا فاعمل للجار‪ ،‬وجاز العطمف ممن غيمر توكيمد كقوله‬
‫تعالى " ما أشرك نا ول آباؤنا "‪ .‬والثالث أنها معطو فة على المعنى‪ ،‬لن مع نى كتب نا علي هم قلنا ل هم النفس‬
‫بالنفس ول يجوز أن يكون معطوفا على أن وما عملت فيه لنها وما عملت فيه في موضع نصب‪.‬‬

‫وأمما قوله (والجروح) فيقرأ بالنصمب حمل على النفمس‪ ،‬وبالرفمع وفيمه الوجمه الثلثمة‪ ،‬ويجوز أن يكون‬
‫مستأنفا‪ :‬أى والجروح قصاص في شريعة محمد‪ ،‬والهاء في (به) للقصاص‪ ،‬و (فهو) كناية عن التصدق‬
‫والهاء في (له) للمتصدق‪.‬‬
‫[‪]217‬‬

‫قوله تعالى (مصدقا) الول حال من عيسى‪ ،‬و (من التوراة) حال من " ما " أو من الضمير في الظرف‪ ،‬و‬
‫(فيه هدى) جملة في موضع الحال من النجيل و (مصدقا) الثانى حال أخرى من النجيل‪ ،‬وقيل من عيسى‬
‫أيضا (وهدى وموعظة) حال من النجيل أيضا‪ ،‬ويجوز أن يكون من عيسى‪ :‬أى هاديا وواعظا أو ذا هدى‬
‫وذا موعظة‪ ،‬ويجوز أن يكون مفعول من أجله‪ :‬أى قفينا للهدى‪ ،‬أو وآتيناه النجيل للهدى‪.‬‬

‫وقد قرئ في الشاذ بالرفع‪ :‬أى وفى النجيل هدى وموعظة وكرر الهدى توكيدا‪.‬‬

‫قوله تعالى (وليحكم) يقرأ بسكون اللم والميم على المر‪ ،‬ويقرأ بكسر اللم وفتح الميم على أنها لم كى‪:‬‬
‫أى وقفينا ليؤمنوا وليحكم‪.‬‬

‫قوله تعالى (بالحق) حال من الكتاب (مصدقا) حال من الضمير في قوله بالحق‪ ،‬وليكون حال من الكتاب‬
‫إذ ليكون حالن لعاممل واحمد (ومهيمنما) حال أيضما‪ ،‬وممن الكتاب حال ممن " مما " أو ممن الضميمر فمي‬
‫الظرف‪ ،‬والكتاب الثانى جنس‪ ،‬وأصل مهيمن ميمن لنه مشتق من المانة لن المهيمن الشاهد‪ ،‬وليس في‬
‫الكلم ه من ح تى تكون الهاء أ صل (ع ما جاء‌ك) في مو ضع الحال‪ :‬أى عادل ع ما جاء‌ك‪ ،‬و ( من ال حق)‬
‫حال من الضمير في " جاء‌ك " أو من " ما " (لكل جعلنا منكم) ل يجوز أن يكون منكم صفة لكل لن ذلك‬
‫يو جب الف صل ب ين ال صفة والمو صوف بالج نبى الذى ل تشد يد ف يه للكلم‪ ،‬ويو جب أي ضا أن يف صل ب ين‬
‫جعل نا وب ين معمول ها‪ ،‬و هو (شر عة) وإن ما يتعلق بمحذوف تقديره‪ :‬أع نى‪ ،‬وجعل نا هاه نا إن شئت جعلت ها‬
‫المتعد ية إلى مفعول وا حد‪ ،‬وإن شئت جعلت ها بمع نى صيرنا (ول كن ليبلو كم) اللم تتعلق بمحذوف تقديره‪:‬‬
‫ولكن فرقكم ليبلوكم (مرجعكم جميعا) حال من الضمير المجرور‪.‬‬

‫و فى العا مل وجهان‪ :‬أحده ما الم صدر المضاف ل نه في تقد ير‪ :‬إل يه ترجعون جمي عا‪ ،‬والضم ير المجرور‬
‫فاعل في المعنى أو قائم مقام الفاعل‪ .‬والثانى أن يعمل فيه الستقرار الذى ارتفع به مرجعكم أو الضمير‬
‫الذى في الجار‪.‬‬

‫[‪]218‬‬

‫قوله تعالى (وأن احكم بينهم) في أن وجهان‪ :‬أحدهما هى مصدرية‪ ،‬والمر صلة لها‪ .‬وفى موضعها ثلثة‬
‫أوجه‪ :‬أحدها نصب عطفا على الكتاب في قوله " وأنزلنا إليك الكتاب " أى وأنزلنا إليك الحكم‪.‬‬

‫والثانى جر عطفا على ال حق‪ :‬أى أنزلنا إليك بال حق وبالحكم‪ ،‬ويجوز على هذا الوجه أن يكون نصبا لما‬
‫حذف الجار‪.‬‬
‫والثالث أن يكون في موضع رفع تقديره‪ :‬وأن احكم بينهم بما نزل ال أمرنا أو قولنا‪ ،‬وقيل أن بمعنى‪ :‬أى‪،‬‬
‫وهو بعيد لن الواو تم نع من ذلك والمع نى يف سد ذلك‪ ،‬لن أن التف سيرية ينب غى أن يسبقها قول يف سر بها‪،‬‬
‫ويمكمن تصمحيح هذا القول على أن يكون التقديمر‪ :‬وأمرناك‪ ،‬ثمم فسمر هذا الممر باحكمم (أن يفتنوك) فيمه‬
‫وجهان‪ :‬أحده ما هو بدل من ضم ير المفعول بدل الشتمال‪ :‬أى احذر هم فتنت هم‪ .‬والثا نى أن يكون مفعول‬
‫من أجله‪ :‬أى مخافة أن يفتنوك‪.‬‬

‫قوله تعالى (أفح كم الجاهل ية) يقرأ ب ضم الحاء و سكون الكاف وف تح الم يم والنا صب له يبغون‪ ،‬ويقرأ بف تح‬
‫الجم يع‪ ،‬و هو أي ضا من صوب بيبغون‪ :‬أى اح كم ح كم الجاهل ية‪ ،‬ويقرأ تبغون بالتاء على الخطاب لن قبله‬
‫خطا با‪ ،‬ويقرأ ب ضم الحاء و سكون الكاف و ضم الم يم على أ نه مبتدأ‪ ،‬وال خبر يبغون‪ ،‬والعائد محذوف‪ :‬أى‬
‫يبغونه وهو ضعيف‪ ،‬وإنما جاء في الشعر إل أنه ليس بضرورة في الشعر‪ ،‬والمستشهد به على ذلك قول‬
‫أ بى الن جم‪ :‬قد أ صبحت أم الخيار تد عى * على ذن با كله لم أ صنع فر فع كله‪ ،‬ولو ن صب لم يف سد الوزن‬
‫(ومن أحسن) مبتدأ وخبر‪ ،‬وهو استفهام في معنى النفى‪ ،‬و (حكما) تمييز‪ ،‬و (لقوم) هو في المعنى عند‬
‫قوم (يوقنون) وليس المعنى أن الحكم لهم‪ ،‬وإنما المعنى أن الموقن يتدبر حكم ال فيحسن عنده‪ ،‬ومثله " إن‬
‫في ذلك لية للمؤمنين ‪ -‬ولقوم يوقنون " ونحو ذلك‪ ،‬وقيل هى على أصلها‪ ،‬والمعنى‪ :‬إن حكم ال للمؤمنين‬
‫على الكافرين‪ ،‬وكذلك الية لهم‪ :‬أى الحجة لهم‪.‬‬

‫قوله تعالى (بعضهم أولياء بعض) مبتدأ وخبر لموضع له‪.‬‬

‫قوله تعالى (فترى الذين) يجوز أن يكون من رؤية العين فيكون (يسارعون) في موضع الحال‪ ،‬ويجوز أن‬
‫يكون بمع نى تعرف فيكون ي سارعون حال أي ضا‪ ،‬ويجوز أن يكون من رؤ ية القلب المتعد ية إلى مفعول ين‬
‫فيكون ي سارعون المفعول الثا نى‪ ،‬وقرئ في الشاذ بالياء والفا عل ال تعالى‪ ،‬و (يقولون) حال من ضم ير‬
‫الفاعل في يسارعون‪ ،‬و (دائرة) صفة غالبة ل يذكر معها الموصوف (أن يأتى) في موضع نصب خبر‬
‫عسى‪ ،‬وقيل هو في موضع رفع بدل من اسم ال (فيصبحوا) معطوف على يأتى‪.‬‬

‫سورة النعام‬
‫بسم اللّه الرحمن الرحيم‬

‫قوله تعالى (بربهمم) الباء تتعلق ب‌ (يعدلون) أى الذيمن كفروا يعدلون بربهمم غيره‪ ،‬والذيمن كفروا مبتدأ‪،‬‬
‫ويعدلون الخمبر‪ ،‬والمفعول محذوف‪ .‬ويجوز على هذا أن تكون الباء بمعنمى عمن‪ ،‬فل يكون فمي الكلم‬
‫مفعول محذوف‪ ،‬بل يكون يعدلون لز ما‪ :‬أى يعدلون ع نه إلى غيره‪ ،‬ويجوز أن تتعلق الباء بكفروا فيكون‬
‫المعنى‪ :‬الذين جحدوا ربهم مائلون عن الهدى‪.‬‬

‫قوله تعالى (خلقكم من طين) في الكلم حذف مضاف‪ :‬أى خلق أصلكم ومن طين متعلق بخلق‪ ،‬ومن هنا‬
‫لبتداء الغا ية‪ ،‬ويجوز أن تكون حال‪ :‬أى خلق أ صلكم كائ نا من ط ين (وأ جل م سمى) مبتدأ مو صوف‪ ،‬و‬
‫(عنده) الخبر‪.‬‬

‫[‪]235‬‬

‫قوله تعالى (وهو ال) وهو مبتدأ وال الخبر‪ .‬و (في السموات) فيه وجهان‪ :‬أحدهما يتعلق ب‌ (يعلم) أى يعلم‬
‫سركم وجهر كم في ال سموات والرض‪ ،‬فه ما ظرفان للعلم فيعلم على هذا خبر ثان‪ ،‬ويجوز أن يكون ال‬
‫بدل من همو ويعلم ال خبر‪ .‬والثانمى أن يتعلق " فمي " با سم ال ل نه بمعنمى المعبود‪ :‬أى و هو المعبود في‬
‫السموات والرض‪.‬‬

‫ويعلم على هذا خبر ثان أو حال من الضمير في المعبود أو مستأنف‪.‬‬

‫وقال أبوعلي‪ :‬ليجوز أن تتعلق " في " باسم ال لنه صار بدخول اللف واللم والتغيير الذى دخله كالعلم‬
‫ولهذا قال تعالى " همل تعلم له سمميا " وقيمل قمد تمم الكلم على قوله " فمي السمموات وفمى الرض " يتعلق‬
‫بيعلم‪ ،‬وهذا ضعيمف لنمه سمبحانه معبود فمي السمموات وفمى الرض ويعلم مافمى السمماء والرض فل‬
‫اخت صاص لحدى ال صفتين بأ حد الظرف ين‪ ،‬و ( سركم وجهر كم) م صدران بمع نى المفعول ين‪ :‬أى م سركم‬
‫ومجهوركم‪ ،‬ودل على ذلك قوله " يعلم ماتسرون وماتعلنون " أى الذى‪ ،‬ويجوز أن يكونا على بابهما‪.‬‬

‫قوله تعالى (من آية) موضعه رفع بتأتى‪ ،‬ومن زائدة‪ ،‬و (من آيات) في موضع جر صفة لية‪ ،‬ويجوز أن‬
‫تكون في موضع رفع على موضع آية‪.‬‬

‫قوله تعالى (لمما جاء‌مهم) لمما ظرف لكذبوا‪ ،‬وهذا قمد عممل فيهما وهمو قبلهما‪ ،‬ومثله إذا‪ ،‬و (بمه) متعلق ب‌‬
‫(يستهزئون)‪.‬‬

‫قوله تعالى (كم أهلكنا) كم استفهام بمعنى التعظيم‪ .‬فلذلك ليعمل فيها يروا وهى في موضع نصب بأهلكنا‪،‬‬
‫فيجوز أن تكون كمم مفعول بمه‪ ،‬ويكون (ممن قرن) تبيينما لكمم‪ ،‬ويجوز أن يكون ظرفما‪ ،‬وممن قرن مفعول‬
‫أهلكنا‪ ،‬ومن زائدة أى كم أزمنة أهلكنا فيها من قبلهم قرونا‪ ،‬ويجوز أن يكون كم مصدرا‪ :‬أى كم مرة وكم‬
‫إهلكا وهذا يتكرر في القرآن كثيرا (مكناهم) في موضع جر صفة القرن‪ ،‬وجمع على المعنى (مالم نمكن‬
‫ل كم) ر جع من الغي بة في قوله " ألم يروا " إلى الخطاب في ل كم‪ ،‬ولو قال ل هم لكان جائزا و " ما " نكرة‬
‫مو صوفة‪ ،‬والعائد محذوف‪ :‬أى شيئا لم نمك نه ل كم‪ ،‬ويجوز أن تكون " ما " م صدرية والزمان محذوف أى‬
‫مدة مالم نم كن ل كم‪ :‬أى مدة تمكن هم أطول من مدت كم‪ ،‬ويجوز أن تكون " ما " مفعول نم كن على المع نى‪،‬‬
‫لن المعنى أعطيناهم مالم نعطكم‪ ،‬و (مدرارا) حال من السماء‪ ،‬و (تجرى) المفعول الثانى لجعلنا أو حال‬
‫ممن النهار إذا جعلت جعمل متعديمة إلى واحمد‪ ،‬و (ممن تحتهمم) يتعلق بتجرى‪ ،‬ويجوز أن يكون حال ممن‬
‫الضميمر فمي تجرى‪ :‬أى وهمى ممن تحتهمم‪ ،‬ويجوز أن يكون ممن تحتهمم مفعول ثانيما لجعمل أو حال ممن‬
‫النهار‪.‬‬

‫[‪]236‬‬

‫وتجرى فمي موضمع الحال ممن الضميمر فمي الجار‪ :‬أى وجعلنما النهار ممن تحتهمم جاريمة‪ :‬أى اسمتقرت‬
‫جارية‪ ،‬و (من بعدهم) يتعلق بأنشأنا‪ ،‬وليجوز أن يكون حال من قرن لنه ظرف زمان‪.‬‬

‫قوله تعالى (فمي قرطاس) نعمت لكتاب‪ ،‬ويجوز أن يتعلق بكتاب على أنمه ظرف له‪ ،‬والكتاب هنما المكتوب‬
‫في ال صحيفة لن فس ال صحيفة‪ ،‬والقرطاس بك سر القاف وفتح ها لغتان و قد قرئ به ما‪ ،‬والهاء في (لم سوه)‬
‫يجوز أن ترجع على قرطاس‪ ،‬وأن ترجع على كتاب‪.‬‬

‫قوله تعالى (مايلبسون) " ما " بمعنى الذى وهو مفعول " لبسنا "‪.‬‬

‫قوله تعالى (ول قد ا ستهزئ) يقرأ بك سر الدال على أ صل التقاء ال ساكنين‪ ،‬وبضم ها على أ نه أت بع حركت ها‬
‫حر كة التاء لض عف الحا جز بينه ما‪ ،‬و ( ما) بمع نى الذى‪ ،‬و هو فا عل حاق‪ ،‬و ( به) يتعلق ب‌ (ي ستهزء‌ون)‬
‫ومنهم الضمير للرسل فيكون منهم متعلقا بسخروا لقوله " فيسخرون منهم " ويجوز في الكلم سخرت به‪،‬‬
‫ويجوز أن يكون الضمير راجعا إلى المستهزئين فيكون منهم حال من ضمير الفاعل في سخروا‪.‬‬

‫قوله تعالى (ك يف كان) ك يف خبر كان‪ ،‬و (عاق بة) ا سمها‪ ،‬ولم يؤ نث الف عل لن العاق بة بمع نى المعاد ف هو‬
‫في معنى المذكر‪ ،‬ولن التأنيث غير حقيقى‪.‬‬

‫قوله تعالى (ل من) من ا ستفهام‪ ،‬و ( ما) بمع نى الذى في مو ضع مبتدإ‪ ،‬ول من خبره ( قل ل) أى قل هو ل‬
‫(ليجمعنكم) قيل موضعه نصب بدل من للرحمة وقيل لموضع له بل هو مستأنف واللم فيه جواب قسم‬
‫محذوف و قع ك تب موق عه (لر يب ف يه) قد ذ كر في آل عمران والن ساء (الذ ين خ سروا) مبتدأ (ف هم) مبتدأ‬
‫ثان‪ ،‬و (ليؤمنون) خبره‪ ،‬والثانى وخبره خبر الول‪ ،‬ودخلت الفاء لما في الذين من معنى الشرط‪.‬‬

‫وقال الخفش‪ :‬للذين خ سروا‪ :‬بدل من المنصوب في ليجمعنكم‪ ،‬وهو بعيد لن ضمير المتكلم والمخا طب‬
‫ليبدل منهما لوضوحهما غاية الوضوح‪ ،‬وغيرهما دونهما في ذلك‪.‬‬
‫قوله تعالى (أغ ير ال) مفعول أول (أت خذ) و (ول يا) الثا نى‪ ،‬ويجوز أن يكون أت خذ متعد يا إلى وا حد و هو‬
‫ولى‪ ،‬وغ ير ال صفة له قد مت عل يه ف صارت حال وليجوز أن تكون غ ير ه نا ا ستثناء (فا طر ال سموات)‬
‫يقرأ بالجر وهو المشهور‪ ،‬وجره على البدل من اسم ال‪ ،‬وقرئ شاذا بالنصب وهو بدل من ولى‪ ،‬والمعنى‬

‫[‪]237‬‬

‫على هذا‪ :‬أجعل فاطر السموات والرض غير ال‪ ،‬ويجوز أن يكون صفة لولى‪ ،‬والتنوين مراد‪ ،‬وهو على‬
‫الحكاية‪ :‬أى فاطر السموات (وهو يطعم) بضم الياء وكسر العين (وليطعم) بضم الياء وفتح العين وهو‬
‫المشهور‪ ،‬ويقرأ " وليط عم " بف تح الياء والع ين‪ ،‬والمع نى على القراء‌ت ين ير جع إلى ال‪ ،‬وقرئ في الشاذ "‬
‫وهو يطعم " يفتح الياء والعين‪ ،‬وليطعم بضم الياء وكسر العين‪ ،‬وهذا يرجع إلى الولى الذى هو غير ال‬
‫(من أسلم) أى أول فريق أسلم (ولتكونن) أى وقيل لى لتكونن‪ ،‬ولو كان معطوفا على ماقبله لقال وأن‬
‫لأوكون‪.‬‬

‫قوله تعالى ( من ي صرف ع نه) يقرأ ب ضم الياء وفتمح الراء على مالم ي سم فاعله‪ ،‬وفمى القائم مقام الفاعمل‬
‫وجهان‪ :‬أحدهمما (يومئذ) أى ممن يصمرف عنمه عذاب يومئذ فحذف المضاف‪ ،‬ويومئذ مبنمى على الفتمح‪.‬‬
‫والثانى أن يكون مضمرا في يصرف يرجع إلى العذاب فيكون يومئذ ظرفا ليصرف أو للعذاب أو حال من‬
‫الضمير‪ ،‬ويقرأ بفتح الياء وكسر الراء على تسمية الفاعل‪ :‬أى من يصرف ال عنه العذاب‪ ،‬فمن على هذا‬
‫مبتدأ‪ ،‬والعائد عليه الهاء في عنه‪ ،‬وفى (رحمه) والمفعول محذوف وهو العذاب‪ ،‬ويجوز أن يكون المفعول‬
‫يومئذ‪ :‬أى عذاب يومئذ‪ ،‬ويجوز أن تجعمل " ممن " فمي موضمع نصمب بفعمل محذوف تقديره‪ :‬ممن يكرم‬
‫يصمرف ال عنمه العذاب‪ ،‬فجعلت يصمرف تفسميرا للمحذوف‪ ،‬ومثله " فإياى فارهبون " ويجوز أن ينصمب‬
‫من يصرف‪ ،‬وتجعل الهاء في عنه للعذاب‪ :‬أى أى إنسان يصرف ال عنه العذاب فقد رحمه‪ ،‬فأما " من "‬
‫على القراء‌ة الولى فل يس في ها إل الر فع على البتداء‪ ،‬والهاء في ع نه يجوز أن تر جع على " من " وأن‬
‫ترجع على العذاب‪.‬‬

‫قوله تعالى (فل كاشف له) له خبر كاشف (إل هو) بدل من موضع لكاشف‪ ،‬أو من الضمير في الظرف‪،‬‬
‫وليجوز أن يكون مرفو عا بكا شف‪ ،‬ولبدل من الضم ير ف يه ل نك في الحالت ين ا سم " ل " وم تى أعمل ته‬
‫ظاهرا نونته‪.‬‬

‫قوله تعالى (وهمو القاهمر فوق عباده) همو مبتدأ‪ ،‬والقاهمر خمبره‪ ،‬وفمى فوق وجهان‪ :‬أحدهمما همو أنمه فمي‬
‫موضع نصب على الحال من الضمير في القاهر‪ :‬أى وهو القاهر مستعليا أو غالبا‪ .‬والثانى هو في موضع‬
‫رفع على أنه بدل من القاهر أو خبر ثان‪ ،‬قوله تعالى (أى شئ) مبتدأ و (أكبر) خبره‪( ،‬شهادة) تمييز‪ ،‬وأى‬
‫بعض ماتضاف إليه‪ ،‬فإذا كانت استفهاما اقتضى الظاهر أن يكون جوابها مسمى باسم ماأضيف إليه‪ :‬أى‬
‫وهذا يوجب أن يسمى ال شيئا‪ ،‬فعلى هذا يكون قوله (قل ال)‬
‫[‪]238‬‬

‫جوابا وال مبتدأ والخبر محذوف‪ :‬أى أكبر شهادة‪ ،‬وقوله (شهيد) خبر مبتدإ محذوف‪ ،‬ويجوز أن يكون ال‬
‫مبتدأ وشهيد خبره‪ ،‬ودلت هذه الجملة على جواب أى من طريق المعنى‪ ،‬و (بينكم) تكرير للتأكيد‪ ،‬والصل‬
‫شهيد بيننا‪ ،‬ولك أن تجعل بين ظرفا يعمل فيه شهيد‪ ،‬وأن تجعله صفة لشهيد فيتعلق بمحذوف (ومن بلغ)‬
‫في مو ضع ن صب عط فا على المفعول في أنذر كم و هو بمع نى الذى‪ ،‬والعائد محذوف‪ ،‬والفا عل ضم ير‬
‫القرآن‪ :‬أى وأنذر من بلغه القرآن (قل إنما هو إله واحد) في ماوجهان‪ :‬أحدهما هى كافة لن عن العمل‬
‫فعلى هذا هو مبتدأ وإله خبره‪ ،‬وواحد صفة مبينة‪ .‬وقد ذكر مشروحا في البقرة‪ .‬والثانى أنها بمعنى الذى‬
‫في موضع نصب بأن وهو مبتدأ وإله خبره‪ ،‬والجملة صلة الذى‪ ،‬وواحد خبر إن وهذا أليق بما قبله‪.‬‬

‫قوله تعالى (الذ ين آتينا هم الكتاب) في مو ضع ر فع بالبتداء‪ ،‬و (يعرفو نه) ال خبر والهاء ضم ير الكتاب‪،‬‬
‫وقيل ضمير النبى صلى ال عليه وسلم (الذين خسروا أنفسهم) مثل الولى‪.‬‬

‫قوله تعالى (ويوم نحشرهمم) همو مفعول بمه‪ ،‬والتقديمر‪ :‬واذكمر يوم نحشرهمم و (جميعما) حال ممن ضميمر‬
‫المفعول ومفعول (تزعمون) محذوفان‪ :‬أى تزعمونهم شركاء‌كم‪ ،‬ودل على المحذوف ماتقدم‪.‬‬

‫قوله تعالى (ثم لم تكن) يقرأ بالتاء‪ ،‬ورفع الفتنة على أنها اسم كان‪ ،‬و (أن قالوا) الخبر‪ ،‬ويقرأ كذلك إل أنه‬
‫بالياء لن تأنيث الفتنة غير حقيقى‪ ،‬ولن الفتنة هنا بمعنى القول‪ ،‬ويقرأ بالياء‪ ،‬ونصب الفتنة على أن اسم‬
‫كان أن قالوا وفتنتهمم الخمبر‪ ،‬ويقرأ كذلك إل أنمه بالتاء على معنمى أن قالوا‪ ،‬لن أن قالوا بمعنمى القول‬
‫والمقالة والفتنمة (ربنما) يقرأ بالجمر صمفة لسمم ال‪ ،‬وبالنصمب على النداء أو على إضمار أعنمى وهمو‬
‫معترض بين القسم والمقسم عليه‪ ،‬والجواب (ماكنا)‪.‬‬

‫قوله تعالى (من يستمع) وحد الضمير في الفعل حمل على لفظ " من " وماجاء منه على لفظ الجمع‪ ،‬فعلى‬
‫مع نى " من " ن حو‪ " :‬من ي ستمعون " و " من يغو صون له " (أن يفقهوه) مفعول من أجله‪ :‬أى كرا هة أن‬
‫يفقهوه‪ ،‬و (وقرا) معطوف على أك نة‪ ،‬ولي عد الف صل ب ين حرف الع طف والمعطوف بالظرف ف صل لن‬
‫الظرف أ حد المفاع يل‪ ،‬فيجوز تقدي مه وتأخيره‪ ،‬وو حد الو قر ه نا ل نه م صدر‪ ،‬و قد ا ستوفى القول ف يه في‬
‫أول البقرة (حتى إذا) إذا في موضع نصب بجوابها‪ ،‬وهو يقول‪:‬‬

‫[‪]239‬‬

‫ول يس لح تى ه نا ع مل وإن ما أفادت مع نى الغا ية ك ما لتع مل في الج مل‪ ،‬و (يجادلو نك) حال من ضم ير‬
‫الفاعمل فمي جاء‌وك‪ .‬والسماطير جممع‪ .‬واختلف فمي واحده‪ ،‬فقيمل همو أسمطورة‪ ،‬وقيمل واحدهما إسمطار‪،‬‬
‫والسطار جمع سطر بتحريك الطاء‪ ،‬فيكون أساطير جمع الجمع‪ ،‬فأما سطر بسكون الطاء فجمعه سطور‬
‫وأسطر‪.‬‬
‫قوله تعالى (وينأون) يقرأ ب سكون النون‪ ،‬وتحق يق الهمزة وبإلقاء حر كة الهمزة على النون وحذف ها في صير‬
‫اللفظ بها ينون بفتح النون وواو ساكنة بعدها‪ ،‬و (أنفسهم) مفعول يهلكون‪.‬‬

‫قوله تعالى (ولو ترى) جواب " لو " محذوف تقديره‪ :‬لشاهدت أمرا عظيمما ووقمف متعمد‪ ،‬وأوقمف لغمة‬
‫ضعي فة‪ ،‬والقرآن جاء بحذف اللف‪ ،‬وم نه وقفوا فبناؤه ل ما لم ي سم فاعله وم نه وقفو هم (ولنكذب‪ ،‬ونكون)‬
‫يقرآن بالرفع‪.‬‬

‫وفيمه وجهان‪ :‬أحدهمما همو معطوف على نرد‪ ،‬فيكون عدم التكذيمب والكون ممن المؤمنيمن متمنيمن أيضما‬
‫كالرد‪ ،‬والثا نى أن يكون خبر مبتدإ محذوف‪ :‬أى ون حن لنكذب‪ ،‬و فى المع نى وجهان‪ :‬أحده ما أ نه متم نى‬
‫أيضا‪ ،‬فيكون في موضع نصب على الحال من الضمير في نرد‪ .‬والثانى أن يكون المعنى أنهم ضمنوا أن‬
‫ليكذبوا ب عد الرد‪ ،‬فل يكون للجملة مو ضع‪ .‬ويقرآن بالن صب على أ نه جواب التم نى‪ ،‬فل يكون داخل في‬
‫التم نى‪ ،‬والواو في هذا كالفاء‪ .‬و من القراء من ر فع الول ون صب الثا نى‪ ،‬ومن هم من ع كس‪ ،‬وو جه كل‬
‫واحدة منهما على ماتقدم‪.‬‬

‫قوله تعالى (إن هى إل) هى كناية عن الحياة‪ ،‬ويجوز أن يكون ضمير القصة‪.‬‬

‫قوله تعالى (وقفوا على ربهم) أى على سؤال ربهم‪ ،‬أو على ملك ربهم‪.‬‬

‫قوله تعالى (بغ تة) م صدر في مو ضع الحال‪ :‬أى باغ تة‪ ،‬وق يل هو م صدر لف عل محذوف‪ ،‬أى تبغت هم بغ تة‬
‫وقيل هو مصدر بجاء‌تهم من غير لفظه (ياح سرتنا) نداء الحسرة والو يل على المجاز‪ ،‬والتقدير‪ :‬ياحسرة‬
‫احضرى فهذا أوانك‪ ،‬والمعنى تنبيه أنفسهم لتذكر أسباب الحسرة‪ ،‬و (على) متعلقة بالحسرة‪ ،‬والضمير في‬
‫(فيها) يعود على الساعة‪ ،‬والتقدير‪ :‬في عمل الساعة‪ ،‬وقيل يعود على العمال‪ ،‬ولم يجر لها صريح ذكر‪،‬‬
‫ولكن في الكلم دليل عليها (أل ساء مايزرون) ساء بمعنى بئس‪ ،‬وقد تقدم إعرابه في مواضع‪ .‬ويجوز أن‬
‫تكون ساء على بابها ويكون المفعول محذوفا‪ ،‬ومامصدرية أو بمعنى الذى أو نكرة موصوفة‪ ،‬وهى في كل‬
‫ذلك فاعل ساء‪ ،‬والتقدير‪ :‬أل ساء‌هم وزرهم‪.‬‬

‫[‪]240‬‬

‫قوله تعالى (وللدار الخرة) يقرأ باللف واللم‪ ،‬ورفمع الخرة على الصمفة والخمبر (خيمر) ويقرأ " ولدار‬
‫الخرة " على الضافمة‪ :‬إى دار السماعة الخرة‪ ،‬وليسمت الدار مضافمة إلى صمفتها لن الصمفة همى‬
‫الموصوف في المعنى‪ ،‬والشئ ليضاف إلى نفسه‪ ،‬وقد أجازه الكوفيون‪.‬‬

‫قوله تعالى (قمد نعلم) أى قمد علمنما‪ ،‬فالمسمتقبل بمعنمى الماضمى (ليكذبونمك) يقرأ بالتشديمد على معنمى‬
‫لين سبونك إلى الكذب‪ ،‬أى ق بل دعواك النبوة‪ ،‬بل كانوا يعرفو نه بالما نة وال صدق‪ ،‬ويقرأ بالتخف يف وف يه‬
‫وجهان‪ :‬أحده ما هو في مع نى المشدد‪ ،‬يقال أكذب ته وكذب ته إذا ن سبته إلى الكذب‪ .‬والثا نى ليجدو نك كذ با‬
‫يقال‪ :‬أكذبته إذا أصبته‪ ،‬كذلك كقولك‪ :‬أحمدته إذا أصبته محمودا (بآيات ال) الباء تتعلق ب‌ (يجحدون) وقيل‬
‫تتعلق بالظالمين كقوله تعالى " وآيتنا ثمود الناقة مبصرة فظلموا بها "‪.‬‬

‫قوله تعالى (من قبلك) ليجوز أن يكون صفة لرسل لنه زمان‪ ،‬والجثة لتوصف بالزمان وإنما هى متعلقة‬
‫بكذبمت (وأوذوا) يجوز أن يكون معطوفما على كذبوا‪ ،‬فتكون (حتمى) متعلقمة بصمبروا‪ ،‬ويجوز أن يكون‬
‫الو قف تم على كذبوا‪ ،‬ثم أ ستأنف فقال‪ :‬وأوذوا‪ ،‬فتتعلق ح تى به‪ ،‬والول أقوى (ول قد جاء‌ك) فا عل جاء‌ك‬
‫مض مر ف يه‪ ،‬ق يل المض مر الم جئ‪ ،‬وق يل المض مر النبأء‪ ،‬ودل عل يه ذ كر الر سل لن من ضرورة الر سل‬
‫الر سالة و هى نبأء‪ ،‬وعلى كل الوجه ين يكون ( من ن بإ المر سلين) حال من ضم ير الفا عل‪ ،‬والتقد ير‪ :‬من‬
‫جنس نبأ المرسلين‪ ،‬وأجاز الخفش أن تكون من زائدة والفاعل نبأ المرسلين وسيبويه ليجيز زيادتها في‬
‫الوا جب وليجوز ع ند الجم يع أن تكون من صفة لمحذوف لن الفا عل ليحذف‪ ،‬وحرف ال جر إذا لم ي كن‬
‫زائدا لم يصح أن يكون فاعل لن حرف الجر يعدى‪ ،‬وكل فعل يعمل في الفاعل بغير معد‪ ،‬ونبأ المرسلين‬
‫بمعنى إنبائهم‪ ،‬ويدل على ذلك قوله تعالى " نقص عليك من أنباء الرسل "‪.‬‬

‫قوله تعالى (وإن كان كبر عليك) جواب إن هذه (فإن استطعت) فالشرط الثانى جواب الول‪.‬‬

‫وجواب الشرط الثانى محذوف تقديره‪ :‬فافعل‪ ،‬وحذف لظهور معناه وطول الكلم (في الرض) صفة لنفق‪،‬‬
‫ويجوز أن يتعلق بتبتغمى‪ ،‬ويجوز أن يكون حال ممن ضميمر الفاعمل‪ :‬أى وأنمت فمي الرض‪ ،‬ومثله (فمي‬
‫السماء)‪.‬‬

‫[‪]241‬‬

‫قوله تعالى (والمو تى يبعث هم ال) في المو تى وجهان‪ :‬أحده ما هو في؟؟ مو ضع ن صب بف عل محذوف‪ :‬أى‬
‫ويبعث ال الموتى‪ ،‬وهذا أقوى لنه اسم قد عطف على اسم عمل فيه الفعل‪ .‬والثانى أن يكون مبتدأ ومابعده‬
‫الخبر‪ .‬ويستجيب بمعنى يجيب‪.‬‬

‫قوله تعالى (من ربه) يجوز أن يكون صفة لية‪ ،‬وأن يتعلق بنزل‪.‬‬

‫قوله تعالى (في الرض) يجوز أن يكون في موضع جر صفة لدابة‪ ،‬وفى موضع رفع صفة لها أيضا على‬
‫الموضع‪ ،‬لن من زائدة (ولطائر) معطوف على لفظ دابة وقرئ بالرفع على الموضع (بجناحيه) يجور أن‬
‫تتعلق الباء بيطيمر‪ ،‬وأن تكون حال وهمو توكيمد‪ ،‬وفيمه رفمع مجاز‪ ،‬لن غيمر الطائر قمد يقال فيمه طار إذا‬
‫أسرع (من شئ) " من " زائدة " وشئ " هنا واقع موقع المصدر‪ :‬أى تفريطا‪ ،‬وعلى هذا التأويل ليبقى في‬
‫الية حجة لمن ظن أن الكتاب يحتوى على ذكر كل شئ صريحا‪ .‬ونظير ذلك " ليضركم كيدهم شيئا "‪:‬‬
‫أى ضررا‪ ،‬وقد ذكرنا له نظائر‪ ،‬وليجوز أن يكون شيئا مفعول به‪ ،‬لن فرطنا لتتعدى بنفسها بل بحرف‬
‫الجر‪ ،‬وقد عديت بفى إلى الكتاب فل تتعدى بحرف اخر‪ ،‬وليصح أن يكون المعنى ماتركنا في الكتاب من‬
‫شئ‪ ،‬لن المعنى على خلفه‪ ،‬فبان أن التأويل ماذكرنا‪.‬‬

‫قوله تعالى (والذين كذبوا) مبتدأ‪ ،‬و (صم بكم) الخبر مثل حلو حامض والواو لتمنع ذلك‪ ،‬ويجوز أن يكون‬
‫صم خبر مبتدأ‪ :‬محذوف تقديره‪ :‬بعضهم صم وبعضهم بكم (في الظلمات) يجوز أن يكون خبرا ثانيا‪ ،‬وأن‬
‫يكون حال من الضم ير المقدر في ال خبر‪ ،‬والتقد ير‪ :‬أى هم في الظلمات‪ ،‬ويجوز أن يكون في الظلمات‬
‫خبر مبتدإ محذوف‪ :‬أى هم في الظلمات‪ ،‬ويجوز أن يكون صفة لبكم‪ :‬أى كائنون في الظلمات‪ ،‬ويجوز أن‬
‫يكون ظرفا لصم أو بكم أو لما ينوب عنهما من الفعل (من يشإ ال) من في موضع مبتدإ‪ ،‬والجواب الخبر‪،‬‬
‫ويجوز أن يكون في موضع نصب بفعل محذوف‪ ،‬لن التقدير‪ :‬من يشإ ال إضلله أو عذابه‪ ،‬فالمنصوب‬
‫بيشأ من سبب " من " فيكون التقدير‪ :‬من يعذب أو من يضلل‪ .‬ومثله مابعده‪.‬‬

‫قوله تعالى (قل أرأيتكم) يقرأ بإلقاء حركة الهمزة على اللم فتنفتح اللم وتحذف الهمزة‪ ،‬وهو قياس مطرد‬
‫في القرآن وغيره‪ ،‬والغرض منه التخفيف‪ .‬ويقرأ بالتحقيق وهو الصل‪ ،‬وأما الهمزة التى بعد الراء فتحقق‬
‫على الصل‪ ،‬وتلين للتخفيف وتحذف‪ ،‬وطريق ذلك أن تقلب ياء وتسكن ثم تحذف للتقاء الساكنين‬

‫[‪]242‬‬

‫قرب ذلك فيها حذفها في مستقبل هذا الفعل‪ ،‬فأما التاء فضمير الفاعل فإذا اتصلت بها الكاف التى للخطاب‬
‫كانت بلفظ واحد في التثنية والجمع والتأنيث‪ ،‬وتختلف هذه المعانى على الكاف فتقول في الواحد أرأيتك‪،‬‬
‫ومنه قوله تعالى " أرأيتك هذا الذى كرمت على " وفى التثنية أرأيتكما‪ ،‬وفى الجمع المذكر أرأيتكم‪ ،‬وفى‬
‫المؤنث أرأيتكن والتاء في جميع ذلك مفتوحة‪ ،‬والكاف حرف للخطاب وليست اسما‪ ،‬والدليل على ذلك أنها‬
‫لو كانت اسما لكانت إما مجرورة وهو باطل إذ لجار هنا‪ ،‬أو مرفوعة‪ ،‬وهو باطل أيضا لمرين‪ :‬أحدهما‬
‫أن الكاف ليست من ضمائر المرفوع‪.‬‬

‫والثانمى أنمه لرافمع لهما‪ ،‬إذ ليسمت فاعل لن التاء فاعمل‪ ،‬وليكون لفعمل واحمد فاعلن‪ ،‬وإمما أن تكون‬
‫منصوبة‪ ،‬وذلك باطل لثلثة أوجه‪ :‬أحدها أن هذا الفعل يتعدى إلى مفعولين كقولك‪ :‬أرأيت زيدا مافعل‪ ،‬فلو‬
‫جعلت الكاف مفعول لكان ثالثا‪ ،‬والثانى أنه لو كان مفعول لكان هو الفاعل في المعنى‪ ،‬وليس المعنى على‬
‫ذلك إذ ليس الغرض أرأيت نفسك بل أرأيت غيرك‪ ،‬ولذلك قلت أرأيتك زيدا‪ ،‬وزيد غير المخاطب‪ ،‬ولهو‬
‫بدل م نه‪ ،‬والثالث أ نه لو كان من صوبا على أ نه مفعول لظهرت عل مة التثن ية والج مع والتأن يث في التاء‪،‬‬
‫فكنت تقول‪ :‬أرأيتما كما وأرأيتموكم وأرأيتكن‪.‬‬

‫وقد ذهب الفراء إلى أن الكاف اسم مضمر منصوب في معنى المرفوع‪ ،‬وفيما ذكرناه إبطال لمذهبه‪.‬‬
‫فأ ما مفعول أرأيت كم في هذه ال ية‪ ،‬فقال قوم هو محذوف دل الكلم عل يه تقديره‪ :‬أرأيت كم عبادت كم ال صنام‬
‫هل تنفع كم ع ند م جئ ال ساعة‪ ،‬ودل عل يه قوله " أغ ير ال تدعون " وقال آخرون‪ :‬ليحتاج هذا إلى مفعول‬
‫لن الشرط وجوا به قد ح صل مع نى المفعول‪ ،‬وأ ما جواب الشرط الذى هو قوله (إن أتا كم عذاب ال) ف ما‬
‫دل عليه الستفهام في قوله (أغير ال) تقديره‪ :‬إن أتتكم الساعة دعوتم ال‪ ،‬وغير منصوب ب‌ (تدعون)‪.‬‬

‫قوله تعالى (بمل إياه) همو مفعول (تدعون) الذى بعده (إليمه) يجوز أن يتعلق بتدعون‪ ،‬وأن يتعلق بيكشمف‪:‬‬
‫أى يرف عه إل يه‪ ،‬و " ما " بمع نى الذى‪ ،‬أو نكرة مو صوفة‪ ،‬ولي ست م صدرية إل أن تجعل ها م صدرا بمع نى‬
‫المفعول‪.‬‬

‫قوله تعالى (بالبأسماء والضراء) فعلء فيهمما مؤنمث لم يسمتعمل منمه مذكمر لم يقولوا بأس وبأسماء وضمر‬
‫وضراء كما قالوا أحمر وحمراء‪.‬‬

‫قوله تعالى (فلول إذ) " إذ " في مو ضع ن صب ظرف ل‌ (تضرعوا) أى فلول تضرعوا إذ (ول كن) ا ستدراك‬
‫على المعنى‪ :‬أى ماتضرعوا ولكن‪.‬‬
‫[‪]243‬‬

‫قوله تعالى (بغ تة) م صدرية في مو ضع الحال من الفا عل‪ :‬أى مباغت ين أو من المفعول ين‪ :‬أى مبغوت ين‪،‬‬
‫ويجوز أن يكون مصدرا على المعنى لن أخذنا هم بمعنى بغتنا هم (فإذا هم) إذا ه نا للمفاجأة‪ ،‬وهى ظرف‬
‫مكان وهم مبتدأ‪ ،‬و (مبلسون) خبره‪ ،‬وهو العامل في إذا‪.‬‬

‫قوله تعالى (إن أخذ ال سمعكم) قد ذكرنا الوجه في إفراد السمع مع جمع البصار والقلوب في أول البقرة‬
‫(من) ا ستفهام في موضع رفع بالبتداء‪ ،‬و (إله) خبره و (غير ال) صفة ال خبر‪ ،‬و (يأتيكم) في موضع‬
‫ال صفة أي ضا‪ ،‬وال ستفهام ه نا بمع نى النكار‪ ،‬والهاء في ( به) تعود على ال سمع ل نه المذكور أول‪ ،‬وق يل‬
‫تعود على معنى المأخوذ والمحتوم عليه‪ ،‬فلذلك أفرد (كيف) حال‪ ،‬والعامل فيها (نصرف)‪.‬‬

‫قوله تعالى (هل يهلك) الستفهام هنا بمعنى التقرير‪ ،‬فلذلك ناب عن جواب الشرط‪ :‬أى إن أتاكم هلكتم‪.‬‬

‫قوله تعالى (مبشر ين ومنذر ين) حالن من المر سلين (ف من آ من) يجوز أن يكون شر طا وأن يكون بمع نى‬
‫الذى وهى مبتدأ في الحالين‪ ،‬وقد سبق القول على نظائره‪.‬‬

‫قوله تعالى (بمما كانوا يفسمقون) مامصمدرية‪ :‬أى بفسمقهم‪ ،‬وقمد ذكمر فمي أوائل البقرة‪ ،‬ويقرأ بضمم السمين‬
‫وكسرهاوهما لغتان‪.‬‬

‫قوله تعالى (بالغداة) أ صلها غدوة‪ ،‬فقل بت أل فا لتحرك ها وانفتاح ماقبل ها و هى نكرة‪ .‬ويقرأ " بالغدوة " ب ضم‬
‫الغين وسكون الدال وواو بعدها‪ ،‬وقد عرفها باللف واللم وأكثر ماتستعمل معرفة علما‪ ،‬وقد عرفها هنا‬
‫باللف واللم‪.‬‬

‫وأ ما (الع شى) فق يل هو مفرد‪ ،‬وق يل هو ج مع عش ية و (يريدون) حال ( من شئ) " من " زائدة وموضع ها‬
‫رفع بالبتداء‪ ،‬وعليك الخبر‪ .‬ومن حسابهم صفة لشئ قدم عليه فصار حال‪ ،‬وكذلك الذى بعده إل أنه قدم‬
‫من ح سابك على علي هم‪ ،‬ويجوز أن يكون ال خبر من ح سابهم‪ ،‬وعل يك صفة ل شئ مقد مة عل يه (فتطرد هم)‬
‫جواب لما النافية فلذلك نصب (فتكون) جواب النهى وهو " لتطرد "‪.‬‬

‫قوله تعالى (ليقولوا) اللم متعلقة بفتنا‪ :‬أى اختبرناهم ليقولوا فنعاقبهم بقولهم‪ ،‬ويجوز أن تكون لم العاقبة‪،‬‬
‫و (هؤلء) مبتدأ‪ ،‬و (من ال عليهم) الخبر‪ ،‬والجملة في موضع نصب بالقول‪ ،‬ويجوز أن يكون هؤلء في‬
‫موضع نصب بفعل محذوف فسره مابعده تقديره‪ :‬أخص هؤلء أو فضل‪ ،‬و (من) متعلقة بمن‪:‬‬

‫[‪]244‬‬
‫أى ميزهمم علينما‪ ،‬ويجوز أن تكون حال‪ :‬أى ممن عليهمم منفرديمن‪( ،‬بالشاكريمن) يتعلق بأعلم لنمه ظرف‪،‬‬
‫والظرف يعمل فيه معنى الفعل بخلف المفعول‪ ،‬فإن أفعل ليعمل فيه‪.‬‬

‫قوله تعالى (وإذا جاء‌ك) العاممل فمي إذا معنمى الجواب‪ :‬أى إذا جاء‌ك سملم عليهمم‪ ،‬و (سملم) مبتدأ‪ ،‬وجاز‬
‫ذلك وإن كان نكرة لما فيه من معنى الفعل (كتب ربكم) الجملة محكية بعد القول أيضا (أنه من عمل) يقرأ‬
‫بكسر إن وفتحها‪ ،‬ففى الكسر وجهان‪ :‬أحدهما هى مستأنفة والكلم تام قبلها‪.‬‬

‫والثانى أنه حمل " كتب " على قال فكسرت إن بعده‪ ،‬وأما الفتح ففيه وجهان‪ :‬أحدهما هو بدل من الرحمة‪:‬‬
‫أى ك تب أ نه من ع مل‪ .‬والثا نى أ نه مبتدأ و خبره محذوف‪ :‬أى عل يه أ نه من ع مل‪ ،‬ودل على ذلك ماقبله‪،‬‬
‫والهاء ضمير الشأن‪ ،‬ومن بمعنى الذى أو شرط‪ ،‬وموضعها مبتدأ‪ ،‬و (منكم) في موضع الحال من ضمير‬
‫الفاعل و (بجهالة) حال أيضا‪ :‬أى جاهل ويجوز أن يكون مفعول به‪ :‬أى بسبب الجهل‪ ،‬والهاء في (بعده)‬
‫تعود على الع مل أوعلى ال سوء (فإ نه) يقرأ بالك سر و هو معطوف على أن الولى‪ ،‬أو تكر ير للولى ع ند‬
‫قوم‪ ،‬وعلى هذا خبر من محذوف دل عليه الكلم‪ ،‬ويجوز أن يكون العائد محذوفا‪ :‬أى فإنه غفور له‪ ،‬وإذا‬
‫جعلت " من " شرطا فالمر كذلك‪ ،‬ويقرأ بالفتح وهو تكرير للولى على قراء‌ة من فتح الولى أو بدل منها‬
‫عند قوم‪ ،‬وكلهما ضعيف لوجهين‪ :‬أحدهما أن البدل ليصحبه حرف معنى إل أن تجعل الفاء زائدة وهو‬
‫ضع يف‪ .‬والثا نى أن ذلك يؤدى إلى أن ليب قى ل من خبر ولجواب إن جعلت ها شر طا‪ .‬والو جه أن تكون أن‬
‫خبر مبتدأ محذوف‪ :‬أى فشأ نه أ نه غفور له‪ ،‬أو يكون المحذوف ظر فا‪ :‬أى فعل يه أ نه فتكون أأن إ ما مبتدأ‬
‫وإما فاعل‪.‬‬

‫قوله تعالى (وكذلك) الكاف و صف لم صدر محذوف‪ :‬أى نف صل اليات تف صيل م ثل الذى (ولي ستبين) يقرأ‬
‫بالياء‪ ،‬و ( سبيل) فا عل‪ :‬أى ي تبين‪ ،‬وذ كر ال سبيل و هو ل غة ف يه‪ ،‬وم نه قوله تعالى " وإن يروا سبيل ال غى‬
‫يتخذوه سمبيل " ويجوز أن تكون القراء‌ة بالياء على أن تأنيمث السمبيل غيمر حقيقمى‪ ،‬ويقرأ بالتاء والسمبيل‬
‫فاعل مؤنث وهو لغة فيه‪ ،‬ومنه " قل هذه سبيلى " ويقرأ بنصب السبيل‪ ،‬والفاعل المخاطب‪ ،‬واللم تتعلق‬
‫بمحذوف‪ :‬أى لتستبين فصلنا‪.‬‬

‫قوله تعالى (وكذب تم) يجوز أن يكون م ستأنفا وأن يكون حال‪ ،‬و قد م عه مزادة‪ ،‬والهاء في ( به) يعود على‬
‫ربى‪ ،‬ويجوز أن تعود على معنى البينة لنها في معنى‬

‫[‪]245‬‬

‫البرهان والدليل (يقضى الحق) يقرأ بالضاد من القضاء‪ ،‬وبالصاد من القصص‪ ،‬والول أشبه بخاتمة الية‪.‬‬
‫قوله تعالى (مفا تح) هو ج مع مف تح‪ ،‬والمف تح الخزا نة‪ ،‬فأ ما مايف تح به ف هو مفتاح وجم عه مفات يح‪ ،‬و قد ق يل‬
‫مف تح أي ضا (ليعلم ها) حال من مفا تح‪ ،‬والعا مل في ها ماتعلق به الظرف‪ ،‬أو ن فس الظرف إن رف عت به‬
‫مفا تح‪ ،‬و ( من ور قة) فا عل (ولح بة) معطوف على ل فظ ور قة‪ ،‬ولو ر فع على المو ضع جاز (ولر طب‬
‫وليابمس) مثله‪ ،‬وقمد قرئ بالر فع على الموضمع (إل فمي كتاب) أى إل همو في كتاب‪ ،‬وليجوز أن يكون‬
‫استثناء يعمل فيه (يعلمها) لن المعنى يصير‪ :‬وماتسقط من ورقة إل يعلمها إل في كتاب فينقلب معناه(‪)1‬‬
‫إلى الثبات‪ :‬أى ليعلمهما فمي كتاب‪ ،‬وإذا لم يكمن إل فمي كتاب وجمب أن يعلمهما فمي الكتاب‪ ،‬فإذا يكون‬
‫الستثناء الثانى بدل من الول‪ :‬أى وماتسقط من ورقة إل هى في كتاب ومايعلمها‪.‬‬

‫قوله تعالى (بالليل) الباء هنا بمعنى في‪ ،‬وجاز ذلك لن الباء لللصاق‪ ،‬والملصق للزمان والمكان حاصل‬
‫فيهما (ليقضى أجل) على مالم يسم فاعله‪ ،‬ويقرأ على تسمية الفاعل‪ ،‬وأجل نصب‪.‬‬

‫قوله تعالى (وير سل علي كم) يحت مل أرب عة أو جه‪ :‬أحد ها أن يكون م ستأنفا‪ ،‬والثا نى أن يكون معطو فا على‬
‫قوله يتوفاكم‪ ،‬ومابعده من الفعال المضارعة‪ .‬والثالث أن يكون معطوفا على القاهر‪ ،‬لن اسم الفاعل في‬
‫مع نى يفعل‪ ،‬و هو نظ ير قول هم الطائر فيغ ضب ز يد الذباب‪ .‬والرا بع أن يكون التقد ير و هو ير سل‪ ،‬وتكون‬
‫الجملة حال إما من الضمير في القاهر‪ ،‬أو من الضمير في الظرف‪.‬‬

‫وعليكم فيه وجهان‪ :‬أحدهما هو متعلق بيرسل‪ ،‬والثانى أن يكون في نية التأخير‪ .‬وفيه وجهان‪ :‬أحدهما أن‬
‫يتعلق بنفس (حفظة) والمفعول محذوف‪ :‬أى يرسل من يحفظ عليكم أعمالكم‪ .‬والثانى أن يكون صفة لحفظة‬
‫قد مت ف صار حال (توف ته) يقرأ بالتاء على تأن يث الجما عة‪ ،‬وبألف ممالة على إرادة الج مع‪ ،‬ويقرأ شاذا "‬
‫تتوفاه " على السمتقبال (يفرطون) بالتشديمد‪ :‬أى ينقصمون ممما أمروا‪ ،‬ويقرأ شاذا بالتخفيمف‪ :‬أى يزيدون‬
‫على ماأمروا‪ ،‬قوله تعالى (ثم ردوا) الجمهور على ضم الراء وكسرة الدال الولى محذوفة ليصلح الدغام‪،‬‬
‫ويقرأ بك سر الراء على ن قل ك سرة الدال الولى إلى الراء (مول هم ال حق) صفتان‪ ،‬وقرئ ال حق بالن صب‬
‫على أنه صفة مصدر محذوف‪ :‬أى الرد الحق أو على إضمار أعنى‪.‬‬

‫___________________________________‬

‫() قوله فينقلب معناه إلخ) كذا في جميع النسخ التى بأيدينا‪ ،‬وليخفى مافيه‪ ،‬فليتأمل اه‌‪)*( .‬‬

‫[‪]246‬‬

‫قوله تعالى (ينجيكم) يقرأ بالتشديد والتخفيف‪ ،‬والماضى أنجا ونجى‪ ،‬والهمزة والتشديد للتعدية (تدعونه) في‬
‫مو ضع الحال من ضم ير المفعول في ينجي كم (تضر عا) م صدر والعا مل ف يه تدعون من غ ير لف ظه بل‬
‫معناه‪ ،‬ويجوز أن يكون مصدرا في موضع الحال‪ ،‬وكذلك (خفية) ويقرأ بضم الخاء وكسرها وهما لغتان‪،‬‬
‫وقرئ " وخيفة " من الخوف وهو مثل قوله تعالى " واذكر ربك في نفسك تضرعا وخفية " (لئن أنجيتنا)‬
‫على الخطاب‪ :‬أى يقولون لئن أنجيتنا ويقرأ لئن أنجانا على الغيبة وهو موافق لقوله يدعونه (من هذه) أى‬
‫من هذه الظلمة والكربة‪.‬‬

‫قوله تعالى ( من فوق كم) يجوز أن يكون و صفا للعذاب وأن يتعلق بيب عث وكذلك ( من ت حت)‪( ،‬أو يلب سكم)‬
‫الجمهور على فتح الياء‪ :‬أى يلبس عليكم أموركم‪ .‬فحذف حرف الجر والمفعول‪ .‬والجيد أن يكون التقدير‪.‬‬

‫يلبمس أموركمم‪ ،‬فحذف المضاف وأقام المضاف إليمه مقاممه‪ ،‬ويقرأ بضمم الياء‪ :‬أى يعمكمم بالختلف‪ ،‬و‬
‫(شيعا) جمع شيعة وهو حال‪ ،‬وقيل هو مصدر والعامل فيه يلبسكم من غير لفظه‪ ،‬ويجوز على هذا أن‬
‫يكون حال أيضا‪ :‬أى مختلفين‪.‬‬

‫قوله تعالى (لسمت عليكمم) على متعلق ب‌ (وكيمل) ويجوز على هذا أن يكون حال ممن وكيمل على قول ممن‬
‫أجاز تقديم الحال على حرف الجر‪.‬‬

‫قوله تعالى (مسمتقر) مبتدأ والخمبر الظرف قبله أو فاعمل‪ ،‬والعاممل فيمه الظرف وهمو مصمدر بمعنمى‬
‫الستقرار‪ ،‬ويجوز أن يكون بمعنى المكان‪.‬‬

‫قوله تعالى (غيره) إنمما ذكمر الهاء لنمه أعادهما على معنمى اليات لنهما حديمث وقرآن (ينسمينك) يقرأ‬
‫بالتخفيف والتشديد وماضيه نسى وأنسى والهمزة والتشديد لتعدية الفعل إلى المفعول الثانى وهو محذوف‪:‬‬
‫أى ينسينك الذكر أو الحق‪.‬‬

‫قوله تعالى ( من شئ) من زائدة‪ ،‬و من ح سابهم حال‪ ،‬والتقد ير‪ :‬شئ من ح سابهم (ول كن ذكرى) أى ول كن‬
‫نذكرهمم ذكرى فيكون فمي موضمع نصمب‪ ،‬ويجوز أن يكون فمي موضمع رفمع‪ :‬أى هذا ذكرى‪ ،‬أو عليهمم‬
‫ذكرى‪.‬‬

‫قوله تعالى (أن تب سل) مفعول له‪ :‬أى مخا فة أن تب سل (ل يس ل ها) يجوز أن تكون الجملة في مو ضع ر فع‬
‫صفة لن فس‪ ،‬وأن تكون في مو ضع حال من الضم ير في ك سبت‪ ،‬وأن تكون م ستأنفة ( من دون ال) في‬
‫موضع الحال‪ :‬أى ليس لها ولى من دون ال‪ ،‬ويجوز أن يكون من دون ال خبر ليس ولها تبيين‪.‬‬

‫[‪]247‬‬

‫و قد ذكر نا مثاله ( كل عدل) انت صاب كل على الم صدر‪ ،‬لن ها في ح كم ماتضاف إل يه (أولئك الذ ين) ج مع‬
‫على المعنى‪ ،‬وأولئك مبتدأ‪.‬‬
‫وفى الخبر وجهان‪ :‬أحدهما الذين أبسلوا‪ ،‬فعلى هذا يكون قوله (لهم شراب) فيه وجهان‪ :‬أحدهما هو حال‬
‫من الضمير في أبسلوا‪ ،‬والثانى هو مستأنف‪ .‬والوجه الخر أن يكون الخبر لهم شراب‪ ،‬والذين أبسلوا بدل‬
‫من أولئك أو نعت‪ ،‬أو يكون خبرا أيضا‪ ،‬ولهم شراب خبرا ثانيا‪.‬‬

‫قوله تعالى (أندعوا) السمتفهام بمعنمى التوبيمخ‪ " ،‬ومما " بمعنمى الذى أو نكرة موصموفة‪ ،‬و (ممن دون ال)‬
‫متعلق بندعو‪ ،‬وليجوز أن يكون حال من الضمير في (ينفعنا) ولمفعول لينفعنا لتقدمه على " ما " والصلة‬
‫وال صفة لتع مل في ما ق بل المو صول والمو صوف (ونرد) معطوف على ند عو‪ ،‬ويجوز أن يكون جملة في‬
‫مو ضع الحال‪ :‬أى ون حن نرد‪ ،‬و (على أعقاب نا) حال من الضم ير في نرد‪ :‬أى ترد منقلب ين أو متأخر ين‬
‫(كالذى) في الكاف وجهان‪ :‬أحدهما هى حال من الضمير في نرد‪ ،‬أو بدل من على أعقابنا‪ :‬أى مشبهين‬
‫للذى (اسمتهوته) والثانمى أن تكون صمفة لمصمدر محذوف‪ :‬أى ردا مثمل رد الذى اسمتهوته‪ ،‬يقرأ اسمتهوته‬
‫واستهواه مثل توفته وتوفاه وقد ذكر‪ ،‬والذى يجوز أن يكون هنا مفردا‪ :‬أى كالرجل الذى أو كالفريق الذى‪،‬‬
‫ويجوز أن يكون جن سا‪ ،‬والمراد الذ ين ( في الرض) يجوز أن يكون متعل قا با ستهوته‪ ،‬وأن يكون حال من‬
‫(حيران) أى حيران كائنا في الرض ويجوز أن يكون حال من الضمير في حيران‪ ،‬وأن يكون حال من‬
‫الهاء فمي اسمتهوته وحيران حال ممن الهاء أو الضميمر فمي الظرف‪ ،‬ولم ينصمرف لن مؤنثمه حيرى (له‬
‫أ صحاب) يجوز أن تكون الجملة م ستأنفة‪ ،‬وأن تكون حال ممن الضم ير في حيران‪ ،‬أو من الضميمر في‬
‫الظرف‪ ،‬أو بدل ممن الحال التمى قبلهما (ائتنما) أى يقولون ائتنما (لنسملم) أى أمرنما بذلك لنسملم‪ ،‬وقيمل اللم‬
‫بمعنى الباء‪ ،‬وقيل هى زائدة‪ :‬أى أن نسلم‪.‬‬

‫قوله تعالى (وأن أقيموا الصلة) أن مصدرية‪ ،‬وهى معطوفة على لنسلم‪ ،‬وقيل هو معطوف على قوله " إن‬
‫الهدى هدى ال " والتقدير‪ :‬وقل أن أقيموا‪ ،‬وقيل هو محمول على المعنى‪ :‬أى قيل لنا أسلموا‪ ،‬وأن أقيموا‪.‬‬

‫قوله تعالى (ويوم يقول) فيمه جملة أوجمه‪ :‬أحدهما همو معطوف على الهاء فمي اتقوه‪ :‬أى واتقوا عذاب يوم‬
‫يقول‪.‬‬

‫والثانى هو معطوف على السموات‪ :‬أى خلق يوم يقول‪.‬‬

‫والثالث همو خمبر (قوله الحمق) أى وقوله الحمق يوم يقول‪ ،‬والواو داخلة على الجملة المقدم فيهما الخمبر‪،‬‬
‫والحق صفة لقوله‪.‬‬

‫[‪]248‬‬

‫والرابع هو ظرف لمعنى الجملة التى هى قوله الحق‪ :‬أى يحق قوله في يوم يقول كن‪.‬‬

‫والخامس هو منصوب على تقدير واذكر‪.‬‬


‫وأما فاعل " فيكون " ففيه أوجه‪ :‬أحدها هو جميع ما يخلقه ال في يوم القيامة‪ .‬والثانى هو ضمير المنفوخ‬
‫فيه من الصور دل عليه قوله " يوم ينفخ في الصور " والثالث هو ضم ير اليوم‪ :‬والرابع هو قوله الحق‪:‬‬
‫أى فيو جد قوله ال حق‪ ،‬وعلى هذا يكون قوله بمع نى مقوله‪ :‬أى فيو جد ما قال له كن‪ ،‬فخرج مما ذكر نا أن‬
‫قوله يجوز أن يكون فاعل‪ ،‬وال حق صفته أو مبتدأ‪ ،‬واليوم خبره وال حق صفته‪ ،‬وأن يكون مبتدأ‪ ،‬وال حق‬
‫صفته‪ ،‬ويوم ينفخ خبره أو مبتدأ‪ ،‬والحق خبره‪.‬‬

‫قوله تعالى (يوم ينفمخ) يجوز أن يكون خمبر قوله على ماذكرنما‪ ،‬وأن يكون ظرفما للملك أو حال منمه‪،‬‬
‫والعا مل له أو ظر فا لتحشرون أو ليقول‪ ،‬أو لقوله ال حق أو لقوله عالم الغ يب (عالم الغ يب) الجمهور على‬
‫الرفمع‪ ،‬ويجوز أن يكون خمبر مبتدأ محذوف‪ ،‬وأن يكون فاعمل يقول كمن‪ ،‬وأن يكون صمفة للذى‪ ،‬وقرئ‬
‫بالجر بدل من رب العالمين‪ ،‬أو من الهاء في له‪.‬‬

‫قوله تعالى (وإذ قال إبراهيمم) إذ فمي موضمع نصمب على فعمل محذوف‪ :‬أى واذكروا وهمو معطوف على‬
‫أقيموا‪ ،‬و (آزر) يقرأ بالمد ووزنه أفعل‪ ،‬ولم ينصرف للعجمة والتعريف على قول من لم يشتقه من الزر‬
‫أو الوزر‪ ،‬ومن اشتقه من واحد منهما قال هو عربى ولم يصرفه للتعريف ووزن الفعل‪ ،‬ويقرأ بفتح الراء‬
‫على أنه بدل من أبيه‪ ،‬وبالضم على النداء‪.‬‬

‫وقرئ في الشاذ بهمزت ين مفتوحت ين وتنو ين الراء و سكون الزاى‪ ،‬والزر الخلق م ثل ال سر‪ ،‬ويقرأ بف تح‬
‫الولى وكسمر الثانيمة‪ ،‬وفيمه وجهان‪ :‬أحدهمما أن الهمزة الثانيمة فاء الكلممة وليسمت بدل‪ ،‬ومعناهما النقمل‪،‬‬
‫والثانى هى بدل من الواو‪ ،‬وأصلها وزر كما قالوا وعاء وإعاء ووسادة وإسادة والهمزة الولى على هاتين‬
‫القراء‌تين للستفهام بمعنى النكار‪ ،‬ول همزة في تتخذ‪.‬‬

‫وفى انتصابه على هذا وجهان‪ :‬أحدهما هو مفعول من أجله‪ :‬أى لتحيرك واعوجاج دينك تتخذ‪.‬‬

‫والثا نى هو صفة ل صنام قد مت علي ها وعلى العا مل في ها ف صارت حال‪ :‬أى أتت خذ أ صناما ملعو نة أو‬
‫معو جة‪ ،‬و (أ صناما) مفعول أول‪ ،‬و (آل هة) ثان‪ ،‬وجاز أن يج عل المفعول الول نكرة لح صول الفائدة من‬
‫الجملة‪ ،‬وذلك يسهل في المفاعيل مال يسهل من المبتدإ‪.‬‬

‫قوله تعالى (وكذلك) في موضعه وجهان‪ :‬أحدهما هو نصب على إضمار وأريناه‪.‬‬

‫[‪]249‬‬

‫تقديره‪ :‬وك ما رأى أباه وقو مه في ضلل مبين أريناه ذلك‪ :‬أى ما رآه صوابا باطلع نا إياه عل يه‪ ،‬ويجوز‬
‫أن يكون منصموبا ب‌ (نرى) التمى بعده على أنمه صمفة لمصمدر محذوف تقديره‪ :‬نريمه ملكوت السمموات‬
‫والرض رؤ ية كرؤي ته ضلل أب يه‪ ،‬وق يل الكاف بمع نى اللم‪ :‬أى ولذلك نر يه‪ .‬والو جه الثا نى أن تكون‬
‫الكاف في موضع رفع خبر مبتدأ محذوف‪ :‬أى والمر كذلك‪ :‬أى كما رآه من ضللتهم‪.‬‬

‫قوله تعالى (وليكون) أى وليكون (من الموقنين) أريناه‪ .‬وقيل التقدير‪ :‬ليستدل وليكون‪.‬‬

‫قوله تعالى (رأى كوكبا) يقرأ بفتح الراء والهمزة والتفخيم على الصل‪ ،‬وبالمالة لن اللف منقلبة عن ياء‬
‫كقولك‪ :‬رأيت رؤية‪ ،‬ويقرأ بجعل الهمزتين بين بين‪ ،‬وهو نوع من المالة‪ ،‬ويقرأ بجعل الراء كذلك إتباعا‬
‫للهمزة‪ ،‬ويقرأ بكسرهما‪.‬‬

‫وفيه وجهان‪ :‬أحدهما أنه كسر الهمزة للمالة ثم أتبعها الراء‪ .‬والثانى أن أصل الهمزة الكسر بدليل قولك‬
‫في المستقبل يرى‪ ،‬أى يرأى‪ ،‬وإنما فتحت من أجل حرف الحلق كما تقول وسع يسع‪ ،‬ثم كسرت الحرف‬
‫الول في الما ضى إتبا عا لك سرة الهمزة‪ ،‬فإن ل قى اللف ساكن م ثل رأى الش مس ف قد قرئ بفتحه ما على‬
‫الصمل وبكسمرهما على ماتقدم‪ ،‬وبكسمر الراء وفتمح الهمزة‪ ،‬لن اللف سمقطت ممن اللفمظ لجمل السماكن‬
‫بعدها‪ ،‬والمحذوف هنا في تقدير الثابت‪ ،‬وكان كسر الراء تنبيها على أن الصل كسر الهمزة‪ ،‬وأن فتحها‬
‫دليل على اللف المحذوفة (هذا ر بى) مبتدأ و خبر‪ ،‬تقديره‪ :‬أهذا ربى‪ ،‬وقيل هو على الخبر‪ :‬أى هو غير‬
‫استفهام‪.‬‬

‫قوله تعالى (باز غة) هو حال من الش مس‪ ،‬وإن ما قال للش مس هذا على التذك ير‪ ،‬ل نه أراد هذا الكو كب أو‬
‫الطالع أو الشخص أو الضوء أو الشئ أو لن التأنيث غير حقيقى‪.‬‬

‫قوله تعالى (للذى فطر السموات) أو لعبادته أو لرضاه‪.‬‬

‫قوله تعالى (أتحاجونى) يقرأ بتشديد النون على إدغام نون الرفع في نون الوقاية والصل تحاجوننى‪ ،‬ويقرأ‬
‫بالتخف يف على حذف إحدى النون ين‪ .‬و في المحذو فة وجهان‪ :‬أحده ما هى نون الوقا ية لن ها الزائدة ال تى‬
‫ح صل ب ها ال ستثقال‪ ،‬و قد جاء ذلك في الش عر‪ .‬والثا نى المحذو فة نون الر فع‪ ،‬لن الحا جة د عت إلى نون‬
‫مك سورة من أ جل الياء ونون الر فع ل تك سر‪ ،‬و قد جاء ذلك في الش عر كثيرا قال الشا عر‪ :‬كل له ن ية في‬
‫بغض صاحبه * بنعمة ال نقليكم وتقلونا‬

‫[‪]250‬‬

‫أى تقلون نا‪ ،‬والنون الثان ية ه نا لي ست وقا ية بل هى من الضم ير‪ ،‬وحذف ب عض الضم ير ل يجوز و هو‬
‫ضع يف أي ضا‪ ،‬لن عل مة الر فع ل تحذف إل بعا مل (ماتشركون به) " ما " بمع نى الذى‪ :‬أى ول أخاف‬
‫ال صنم الذى تشركو نه به‪ :‬أى بال‪ ،‬فالهاء في به ضم ير ا سم ال تعالى‪ ،‬ويجوز أن تكون الهاء عائدة على‬
‫مما‪ :‬أى ول أخاف الذى تشركون بسمببه ول تعود على ال‪ ،‬ويجوز أن تكون " مما " نكرة موصموفة‪ ،‬وأن‬
‫تكون مصدرية (إل أن يشاء) يجوز أن يكون استثناء من جنس الول تقديره‪ :‬إل في حال مشيئة ربى‪ :‬أى‬
‫ل أخاف ها في كل حال إل في هذه الحال‪ ،‬ويجوز أن يكون من غ ير الول‪ :‬أى ل كن أخاف أن يشاء ر بى‬
‫خو فى ما أشرك تم‪ ،‬و (شيئا) نائب عن الم صدر‪ :‬أى مشيئة‪ ،‬ويجوز أن يكون مفعول به‪ :‬أى إل أن يشاء‬
‫ربى أمرا غير ما قلت‪ ،‬و (علما) تمييز‪.‬‬

‫وكل شئ مفعول وسع‪ :‬أى علم كل شئ‪ ،‬ويجوز أن يكون علما على هذا التقدير مصدرا لمعنى وسع‪ ،‬لن‬
‫ما ي سع ال شئ ف قد أحاط به‪ ،‬والعا مل بال شئ مح يط بعل مه‪ :‬قوله تعالى (وك يف أخاف) ك يف حال‪ ،‬والعا مل‬
‫فيها أخاف وقد ذكر‪ ،‬و (ماأشركتم) يجوز أن تكون " ما " بمعنى الذى أو نكرة موصوفة‪ ،‬والعائد محذوف‪،‬‬
‫وأن تكون م صدرية ( ما لم) " ما " بمع نى الذى أو نكرة مو صوفة‪ ،‬و هى في مو ضع ن صب بأشرك تم‪ ،‬و‬
‫(عليكم) متعلق بينزل‪ ،‬ويجوز أن يكون حال من (سلطان) أى ما لم ينزل به حجة عليكم‪ ،‬والسلطان مثل‬
‫الرضوان والكفران‪ ،‬وقد قرئ بضم اللم وهى لغة أتبع فيها الضم‪.‬‬

‫قوله تعالى (الذ ين آمنوا) ف يه وجهان‪ :‬أحده ما هو خبر مبتدإ محذوف‪ :‬أى هم الذ ين‪ .‬والثا نى هومبتدأ‪ ،‬و‬
‫(أولئك) بدل م نه أو مبتدأ ثان‪( ،‬ل هم ال من) مبتدأ و خبر الجملة خبر ل ما قبل ها‪ ،‬ويجوز أن يكون ال من‬
‫مرفوعا بالجار لنه معتمد على ما قبله‪.‬‬

‫قوله تعالى (وتلك) همو مبتدأ‪ ،‬وفمى (حجتنما) وجهان‪ :‬أحدهمما همو بدل ممن تلك‪ ،‬وفمي (آتيناهما) وجهان‪:‬‬
‫أحدهما هو خبر عن المبتدإ‪ ،‬و (على قومه) متعلق بمحذوف‪ :‬أى آتيناها إبراهيم حجة على قومه أو دليل‪.‬‬
‫والثانى أن تكون حجتنا خبر تلك‪ ،‬وآتيناها في موضع الحال من الحجة‪ ،‬والعامل معنى الشارة‪ ،‬ول يجوز‬
‫أن يتعلق على بحجتنا لنها مصدر وآتيناها خبر أو حال‪ ،‬وكلهما ل يفصل بين الموصول والصلة (نرفع)‬
‫يجوز أن يكون في موضع الحال من آتيناها‪،‬‬
‫[‪]251‬‬

‫ويجوز أن يكون م ستأنفا‪ ،‬ويقرأ بالنون والياء‪ ،‬وكذلك في نشاء والمع نى ظا هر‪( ،‬درجات) يقرأ بالضا فة‬
‫وهو مفعول نرفع‪ ،‬ورفع درجة النسان رفع له‪ ،‬ويقرأ بالتنوين‪ ،‬و (من) على هذا مفعول نرفع‪ ،‬ودرجات‬
‫ظرف أو حرف الجر محذوف منها‪ :‬أى إلى درجات‪.‬‬

‫قوله تعالى (كل هدينا) كل منصوب بهدينا‪ ،‬والتقدير‪ :‬كل منهما (ونوحا هدينا) أى وهدينا نوحا‪ ،‬والهاء في‬
‫(ذريته) تعود على نوح والمذكورون بعده من النبياء ذرية نوح‪ ،‬والتقدير‪ :‬وهدينا من ذريته هؤلء‪ ،‬وقيل‬
‫تعود على إبراهيم‪ :‬وهذا ضعيف لن من جملتهم لوطا وليس من ذرية إبراهيم (وكذلك نجزى) الكاف في‬
‫موضع نصب نعتا لمصدر محذوف‪ :‬أى ونجزى المحسنين جزاء مثل ذلك‪ ،‬وأما (عيسى) فقيل هو أعجمى‬
‫ل يعرف له اشتقاق‪ ،‬وقيل هو مشتق من التعيش وهو البياض‪ ،‬وقيل من العيس وهو ماء الفحل‪ ،‬وقيل هو‬
‫من عاس يعوس إذا صلح‪ ،‬فعلى هذا تكون الياء منقلبة عن واو‪ ،‬وأما (اليسع) فيقرأ بلم ساكنة خفيفة وياء‬
‫مفتوحة‪.‬‬

‫وفيه وجهان‪ :‬أحدهما هو اسم أعجمى علم‪ ،‬واللف واللم فيه زائدة كما زيدت في النسر وهو الصنم لنه‬
‫صنم بعينه‪ ،‬وكذلك قالوا في عمر والعمر‪ ،‬وكذلك اللت والعزى‪.‬‬

‫والثا نى أ نه عر بى‪ ،‬و هو ف عل مضارع سمى به ول ضم ير فيه‪ ،‬فأعرب ثم ن كر ثم عرف باللف واللم‪،‬‬
‫وقيل اللم على هذا زائدة أيضا‪ ،‬ويسع أصله يوسع بكسر السين ثم حذفت الواو لوقوعها بين ياء وكسرة‬
‫ثم فت حت ال سين من أ جل حرف الحلق ولم ترد الواو لن الفت حة عار ضة‪ ،‬ومثله ي طأ وي قع ويدع (وكل)‬
‫منصوب بفضلنا‪.‬‬

‫قوله تعالى (ومن آبائهم) هو معطوف على وكل‪ :‬أى وفضلنا كل من آبائهم‪ ،‬أو وهدينا كل من آبائهم‪.‬‬

‫قوله تعالى (ذلك) مبتدأ‪ ،‬و (هدى ال) خبره‪ ،‬و (يهدى به) حال من الهدى‪ ،‬والعا مل ف يه الشارة‪ ،‬ويجوز‬
‫أن يكون حال من اسم ال تعالى‪ ،‬ويجوز أن يكون هدى ال بدل من ذلك‪ ،‬ويهدى به الخبر‪ ،‬و (من عباده)‬
‫حال ممن " ممن " أو ممن العائد المحذوف‪ ،‬والباء فمي (بهما) الخيرة تتعلق ‌ب (كافريمن) والباء فمي بكافريمن‬
‫زائدة‪ :‬أى ليسوا كافرين بها‪.‬‬

‫قوله تعالى (اقتده) يقرأ ب سكون الهاء وإثبات ها في الو قف دون الو صل‪ ،‬و هى على هذا هاء ال سكت‪ ،‬ومن هم‬
‫من يثبتها في الوصل أيضا لشبهها بهاء الضمار‪ ،‬ومنهم من يكسرها‪.‬‬

‫[‪]252‬‬
‫وف يه وجهان‪ :‬أحده ما هى هاء ال سكت أي ضا شب هت بهاء الضم ير ول يس ب شئ‪ ،‬والثا نى هى هاء الضم ير‬
‫والمض مر الم صدر‪ :‬أى اق تد القتداء ومثله‪ :‬هذا سراقة للقرآن يدر سه * والمرء ع ند الر شا إن يلق ها ذ يب‬
‫فالهاء ضمير الدرس ل مفعول‪ ،‬لن يدرس قد تعدى إلى القرآن‪ ،‬وقيل من سكن الهاء جعلها هاء الضمير‬
‫وأجرى الوصل مجرى الوقف‪ ،‬والهاء في (عليه) ضمير القرآن والتبليغ‪.‬‬

‫قوله تعالى ( حق قدره) حق من صوب ن صب الم صدر و هو في ال صل و صف‪ :‬أى قدره ال حق‪ ،‬وو صف‬
‫المصمدر إذا أضيمف إليمه ينتصمب نصمب المصمدر‪ ،‬ويقرأ " قدره " بسمكون الدال وفتحهما‪ ،‬و (إذ) ظرف‬
‫لقدروا‪ ،‬و ( من شئ) مفعول أنزل‪ ،‬و من زائدة (نورا) حال من الهاء في به أو من الكتاب‪ .‬و به يجوز أن‬
‫تكون مفعول به‪ ،‬وأن تكون حال‪ ،‬و (تجعلو نه) م ستأنف لمو ضع له‪ ،‬وقراط يس) أى في قراط يس‪ ،‬وق يل‬
‫ذا قراط يس‪ ،‬وق يل ل يس ف يه تقد ير محذوف‪ ،‬والمع نى‪ :‬أنزلوه منزلة القراط يس ال تى ل شئ في ها في ترك‬
‫العممل بمه‪ ،‬و (تبدونهما) وصمف للقراطيمس (وتخفون) كذلك‪ ،‬والتقديمر‪ :‬وتخفون كثيرا منهما‪ ،‬ويقرأ فمي‬
‫الموا ضع الثل ثة بالياء على الغي بة حمل على ما قبل ها في أول ال ية‪ ،‬وبالتاء على الخطاب و هو منا سب‬
‫لقوله (وعلمتم) أى وقد علمتم‪ ،‬والجملة في موضع الحال من ضمير الفاعل في تجعلونه على قراء‌ة التاء‪،‬‬
‫وعلى قراء‌ة الياء يجوز أن يكون وعلمتمم مسمتأنفا‪ ،‬وأن يكون رجمع ممن الغيبمة إلى الخطاب‪ ،‬و (قمل ال)‬
‫جواب " قل من أنزل الكتاب وارتفا عه بف عل محذوف‪ :‬أى أنزله ال‪ ،‬ويجوز أن يكون التقد ير‪ :‬هو ال‪ ،‬أو‬
‫المنزل ال‪ ،‬أو ال أنزله (فمي خوضهمم) يجوز أن يتعلق بذرهمم على أنمه ظرف له " وأن يكون حال ممن‬
‫ضميمر المفعول‪ :‬أى ذرهمم خائضيمن‪ ،‬وأن يكون متعلقما (يلعبون) ويلعبون فمي موضمع الحال‪ ،‬وصماحب‬
‫الحال ضمير المفعول في ذرهم إذا لم يجعل في خوضهم حال منه‪ ،‬وإن جعلته حال منه كان الحال الثانية‬
‫من ضمير الستقرار في الحال الولى‪ ،‬ويجوز أن يكون حال من الضمير المجرور في خوضهم‪ ،‬ويكون‬
‫العامل المصدر‪ ،‬والمجرور فاعل في المعنى‪.‬‬

‫قوله تعالى (أنزلناه) في موضع رفع صفة لكتاب‪ ،‬و (مبارك) صفة أخرى‪ ،‬وقد قدم الوصف بالجملة على‬
‫الوصف بالمفرد‪ ،‬ويجوز النصب في غير القرآن على الحال من ضمير المفعول أو على الحال من النكرة‬
‫الموصوفة‪ ،‬و (مصدق الذى) التنوين‬

‫[‪]253‬‬

‫في تقدير الثبوت لن الضافة غير محضة (ولتنذر) بالتاء على خطاب النبى صلى ال عليه وسلم‪ ،‬وبالياء‬
‫على أن الفاعل الكتاب‪ ،‬وفى الكلم حذف تقديره‪ :‬ليؤمنوا ولتنذر أو نحو ذلك‪ ،‬أو ولتنذر (أم القرى) أنزلناه‬
‫(ومن) في موضع نصب عطفا على أم‪ ،‬والتقدير ولتنذر أهل أم (والذين يؤمنون) مبتدأ‪ ،‬و (يؤمنون به)‬
‫ال خبر‪ ،‬ويجوز أن يكون الذ ين في مو ضع ن صب عط فا على أم القرى‪ ،‬فيكون يؤمنون به حال‪ .‬و (على)‬
‫متعلقة ب‌ (يحافظون)‪.‬‬
‫قوله تعالى (ومن أظلم م من افترى على ال كذ با) ويجوز أن يكون كذبا مفعول افترى‪ ،‬وأن يكون مصدرا‬
‫على المعنى‪ :‬أى افتراء‪ ،‬وأن يكون مفعول من أجله‪ ،‬وأن يكون مصدرا في موضع الحال (أو قال) عطف‬
‫على افترى و (إلى) فمي موضمع رفمع على أنمه قام مقام الفاعمل‪ ،‬ويجوز أن يكون فمي موضمع نصمب‪،‬‬
‫والتقدير‪ :‬أوحى الوحى أواليحاء (ولم يوح إليه شئ) في موضع الحال من ضمير الفاعل في قال أو الياء‬
‫في إلى (و من قال) في مو ضع جر عط فا على من افترى‪ :‬أى وم من قال‪ ،‬و (م ثل ما) يجوز أن يكون‬
‫مفعول سأنزل‪ ،‬و " ما " بمعنى الذى أو نكرة موصوفة‪ ،‬ويجوز أن يكون صفة لمصدر محذوف‪ ،‬وتكون "‬
‫مو ذلك و (الظالمون)‬
‫مدرية و (إذ) ظرف لترى والمفعول محذوف‪ :‬أى ولو ترى الكفار أو نحم‬
‫ما " مصم‬
‫مم‬
‫مبتدأ‪ ،‬والظرف بعده خبر عنه (والملئكة) مبتدأ ومابعده الخبر‪ ،‬والجملة حال من الضمير في الخبر قبله‪،‬‬
‫و (با سطوا أيدي هم) في تقد ير التنو ين‪ :‬أى با سطون أيدي هم (أخرجوا) أى يقولون أخرجوا‪ ،‬والمحذوف حال‬
‫من الضم ير في با سطوا‪ .‬و (اليوم) ظرف لخرجوا في تم الو قف عل يه‪ ،‬ويجوز أن يكون ظر فا ‌ل (تجزون)‬
‫في تم الو قف على أنف سكم (غ ير ال حق) مفعول تقولون‪ :‬ويجوز أن يكون و صفا لم صدر محذوف‪ :‬أى قول‬
‫غير الحق (وكنتم) يجوز أن يكون معطوفا على كنتم الولى‪ :‬أى وبما كنتم‪ ،‬وأن يكون مستأنفا‪.‬‬

‫قوله تعالى (فرادى) هو ج مع مفرد‪ ،‬واللف للتأن يث م ثل ك سالى‪ ،‬وقرئ في الشاذ بالتنو ين على أ نه ا سم‬
‫صحيح‪ ،‬ويقال في الرفع فراد مثل نوام ورجال وهو جمع قليل‪ ،‬ومنهم من ل يصرفه يجعله معدول مثل‬
‫ثلث ورباع‪ ،‬وهو حال من ضمير الفاعل (ك ما خلقناكم) الكاف في موضع الحال‪ ،‬وهو بدل من فرادى‪،‬‬
‫وق يل هى صفة م صدر محذوف‪ :‬أى مجيئا كمجيئ كم يوم خلقنا كم‪ ،‬ويجوز أن يكون حال من الضم ير في‬
‫فرادى‪ :‬أى مشبهين ابتداء خلقكم‪ ،‬و (أول) ظرف لخلقناكم‪.‬‬
‫[‪]254‬‬

‫والمرة فمي الصمل مصمدر ممر يممر‪ ،‬ثمم اسمتعمل ظرفما اتسماعا‪ ،‬وهذا يدل على قوة شبمه الزمان بالفعمل‬
‫(وتركتم) يجوز أن يكون حال‪ ،‬أى وقد تركتم‪ ،‬وأن يكون مستأنفا (وما نرى) لفظه لفظ المستقبل‪ ،‬وهى‬
‫حكاية حال‪ ،‬و (معكم) معمول نرى‪ ،‬وهى من رؤية العين‪ ،‬ول يجوز أن يكون حال من الشفعاء إذ المعنى‬
‫يصير أن شفعاء‌هم معهم ول نراهم‪ :‬وإن جعلتها بمعنى نعلم المتعدية إلى اثنين جاز أن يكون معكم مفعول‬
‫ثان يا‪ ،‬و هو ضع يف في المع نى (بين كم) يقرأ بالن صب وف يه ثل ثة أو جه‪ :‬أحد ها هو ظرف لتق طع والفا عل‬
‫مضمر‪ :‬أى تقطع الوصل بينكم‪ ،‬ودل عليه شركاء‪ ،‬والثانى هو وصف محذوف‪ :‬أى لقد تقطع شئ بينكم‬
‫أو وصمل‪ ،‬والثالث أن هذا المنصموب فمي موضمع رفمع وهمو معرب‪ ،‬وجاز ذلك حمل على أكثمر أحوال‬
‫الظرف‪ ،‬و هو قول الخ فش‪ ،‬ومثله‪ :‬م نا ال صالحون وم نا دون ذلك‪ ،‬ويقرأ بالر فع على أ نه فا عل‪ ،‬والب ين‬
‫هنا‪ :‬الوصل وهو من الضداد‪.‬‬

‫قوله تعالى (فالق ال حب) يجوز أن يكون معر فة ل نه ماض‪ ،‬وأن يكون نكرة على أ نه حكا ية حال‪ ،‬وقرئ‬
‫فمي الشاذ " فلق " و (الصمباح) مصمدر أصمبح‪ ،‬ويقرأ بفتمح الهمزة على أنمه جممع صمبح كقفمل وأقفال و‬
‫(جا عل الل يل) م ثل فالق ال صباح في الوجه ين و ( سكنا) مفعول جا عل إذا لم تعر فه‪ ،‬وإن عرف ته كان‬
‫منصوبا بفعل محذوف‪ :‬أى جعله سكنا‪ ،‬والسكن ماسكنت إليه من أهل ونحوهم‪ ،‬فجعل الليل بمنزلة الهل‪،‬‬
‫وقيل التقدير‪ :‬مسكونا فيه‪ ،‬أو ذا سكن‪ ،‬و (الشمس) منصوب بفعل محذوف أو بجاعل إذا لم تعرفه‪ ،‬وقرئ‬
‫في الشاذ بال جر عط فا على ال صباح أو على الل يل‪ ،‬و (ح سبانا) ف يه وجهان‪ :‬أحده ما هو ج مع ح سبانة‪،‬‬
‫والثانى هو مصدر مثل الحسب والحساب‪ ،‬وانتصابه كانتصاب سكنا‪.‬‬

‫قوله تعالى (فمسمتقر) يقرأ بفتمح القاف‪ .‬وفيمه وجهان‪ :‬أحدهمما همو مصمدر ورفعمه باللبتداء‪ :‬أى فلكمم‬
‫استقرار‪.‬‬

‫والثا نى أ نه ا سم مفعول ويراد به المكان‪ :‬أى فل كم مكان ت ستقرون ف يه إ ما في البطون‪ ،‬وإ ما في القبور‪،‬‬
‫ويقرأ بكسر القاف فيكون مكانا يستقر لكم‪ ،‬وقيل تقديره‪ ،‬فمنكم مستقر‪ ،‬وأما (مستودع) فبفتح الدال ل غير‪،‬‬
‫ويجوز أن يكون مكانا يودعون فيه‪ ،‬وهو إما الصلب أو القبر‪ ،‬ويجوز أن يكون مصدرا بمعنى الستيداع‪.‬‬

‫قوله تعالى (فأخرج نا م نه خضرا) أى ب سببه‪ ،‬والخ ضر بمع نى الخ ضر‪ ،‬ويجوز أن تكون الهاء في م نه‬
‫راجعة على النبات وهو الشبه‪ ،‬وعلى الول يكون‬

‫[‪]255‬‬
‫فأخرجنا بدل من أخرجنا الولى (نخرج) في موضع نصب لخضرا‪ ،‬ويجوز أن يكون مستأنفا‪ ،‬والهاء في‬
‫(م نه) تعود على الخضر‪ ،‬و (قنوان) بكسر القاف وضمها وهما لغتان‪ ،‬و قد قرئ بهما والواحد قنو مثل‬
‫صنو وصنوان‪.‬‬

‫وفى رفعه وجهان‪ :‬أحدهما هو مبتدأ‪ .‬وفى خبره وجهان‪ :‬أحدهما هو‪ ،‬ومن النخل ومن طلعها بدل بإعادة‬
‫الخافض‪ .‬والثانى أن الخير من طلعها‪ ،‬وفي من النخل ضمير تقديره‪ :‬ونبت من النخل شئ أو ثمر فيكون‬
‫من طلعها بدل منه‪ ،‬والوجه الخر أن يرتفع قنوان على أنه فاعل من طلعها‪ ،‬فيكون في من النخل ضمير‬
‫تفسيره قنوان‪ ،‬وإن رفعت قنوان بقوله " ومن النخل " على قول من أعمل أول الفعلين جاز‪ ،‬وكان في من‬
‫طلعها ضمير مرفوع‪ ،‬وقرئ في الشاذ " قنوان " بفتح القاف‪ ،‬ول يس بجمع قنو لن فعلنا ل يكون جمعا‪،‬‬
‫وإنما هو اسم للجمع كالباقر (وجنات) بالنصب عطفا على قوله " نبات كل شئ "‪ :‬أى وأخرجنا به جنات‪،‬‬
‫ومثله (والزيتون والرمان) ويقرأ بضم التاء على أنه مبتدأ وخبره محذوف‪ ،‬والتقدير‪ :‬من الكرم جنات‪ ،‬ول‬
‫يجوز أن يكون معطوفا على قنوان لن العنب ل يخرج من النخل‪.‬‬

‫و من أعناب صفة لجنات و (مشتب ها) حال من الرمان‪ ،‬أو من الجم يع‪ ،‬و (إذا) ظرف لنظروا‪ ،‬و (ثمره)‬
‫يقرأ بفتح الثاء والميم جمع ثمرة مثل تمرة وتمر‪ ،‬وهو جنس التحقيق ل جمع‪ ،‬ويقرأ بضم الثاء والميم وهو‬
‫جمع ثمرة مثل خشبة وخشب‪ ،‬وقيل هوجمع ثمار مثل كتاب وكتب فهو جمع جمع‪ ،‬فأما الثمار فواحدها‬
‫ثمرة م ثل خي مة وخيام‪ ،‬وق يل هو ج مع ث مر‪ ،‬ويقرأ ب ضم الثاء و سكون الم يم و هو مخ فف من المضموم‬
‫(وينعه) يقرأ بفتح الياء وضمها وهما لغتان‪ ،‬وكلهما مصدر ينعت الثمرة‪ ،‬وقيل هو اسم للمصدر والفعل‬
‫أينعت إيناعا‪ ،‬ويقرأ في الشاذ " يانعه " على أنه أسم فاعل‪.‬‬

‫قوله تعالى (وجعلوا) همى بمعنمى صمبروا ومفعولهما الول (الجمن) والثانمى شركاء‪ .‬ول يتعلق بشركاء‪،‬‬
‫ويجوز أن يكون نعتما لشركاء قدم عليمه فصمار حال‪ ،‬ويجوز أن يكون المفعول الول شركاء‪ ،‬والجمن بدل‬
‫منه‪ ،‬ول المفعول الثانى (وخلقهم) أى وقد خلقهم‪ ،‬فتكون الجملة حال‪ ،‬وقيل هو مستأنف‪ ،‬وقرئ في الشاذ‬
‫و " خلق هم " بإ سكان اللم وف تح القاف‪ ،‬والتقد ير‪ :‬وجعلوا ل وخلق هم شركاء (وخرقوا) بالتخف يف والتشد يد‬
‫للتكث ير (بغ ير علم) في مو ضع الحال من الفا عل في خرقوا‪ ،‬ويجوز أن يكون نع تا لم صدر محذوف‪ :‬أى‬
‫خرقا بغير علم‪.‬‬

‫سورة العراف‬
‫بسم اللّه الرحمن الرحيم‬
‫(المص) قد ذكرنا في أول البقرة مايصلح أن يكون هاهنا ويجوز أن تكون هذه الحروف في موضع مبتدأ‪،‬‬
‫و (كتاب) خبره‪ ،‬وأن تكون خبر مبتدإ محذوف‪ :‬أى المدعو به المص‪ .‬وكتاب خبر مبتدإ محذوف‪ :‬أى هذا‬
‫أو هو‪ ،‬و (أنزل) صفة له (فل ي كن) الن هى في الل فظ للحرج‪ ،‬وفي المعنى المخاطب‪ :‬أى ل تحرج به‪ ،‬و‬
‫(منه) نعت للحرج‪ ،‬وهى لبتداء الغاية‪ ،‬أى ل تحرج من أجله و (لتنذر) يجوز أن يتعلق اللم بأنزل‪ ،‬وأن‬
‫يتعلق بقوله " فل يكن " أى ل تحرج به لتتمكن من‬

‫[‪]268‬‬

‫النزال‪ ،‬فالهاء فمي منمه للكتاب أو للنزال‪ ،‬والهاء فمي (بمه) للكتاب (وذكرى) فيمه ثلثمة أوجمه‪ :‬أحدهما‬
‫من صوب‪ ،‬وف يه وجهان‪ :‬أحده ما هو حال من الضم ير في أنزل و ما بينه ما معترض‪ ،‬والثا نى أن يكون‬
‫معطوفا على موضع لتنذر‪ :‬أى لتنذر وتذكر‪ :‬أى ولذكرى‪.‬‬

‫والثانمى أن يكون فمي موضمع رفمع‪ ،‬وفيمه وجهان‪ :‬أحدهمما همو معطوف على كتاب‪ ،‬والثانمى خمبر ابتداء‬
‫محذوف‪ :‬أى وهو ذكرى‪.‬‬

‫والو جه الثالث أن يكون فمي موضمع جر عطفما على موضمع تنذر‪ .‬وأجاز قوم أن يعطمف على الهاء بمه‪،‬‬
‫وهذا ضعيف لن الجار لم يعد‪.‬‬

‫قوله تعالى (ممن ربكمم) بجوز أن يتعلق بأنزل‪ ،‬ويكون لبتداء الغايمة‪ ،‬وأن يتعلق بمحذوف‪ ،‬ويكون حال‪:‬‬
‫أى أنزل إليكم كائنا من ربكم‪ ،‬و (من دونه) حال من أولياء‪ ،‬و (قليل ما تذكرون) مثل " فقليل ما يؤمنون‬
‫" وقد ذكر في البقرة‪ ،‬وتذكرون بالتخفيف على حذف إحدى التاء‌ين‪ ،‬وبالتشديد على الدغام‪.‬‬

‫قوله تعالى (وكمم ممن قر ية) فمي كم وجهان‪ :‬أحده ما همى مبتدأ‪ ،‬وممن قر ية تمبيين‪ ،‬و من زائدة‪ ،‬وال خبر‬
‫(أهلكنا ها) وجاز تأن يث الضم ير العائد على " كم " لن كم في المع نى قرى‪ ،‬وذ كر بعض هم أن أهلكنا ها‬
‫صفة لقرية‪ ،‬والخبر (فجاء ‌ها بأسنا) وهو سهو‪ ،‬لن الفاء تمنع ذلك‪ ،‬والثانى أن " كم " في موضع نصب‬
‫بف عل محذوف دل عل يه أهلكنا ها‪ ،‬والتقد ير‪ :‬كثيرا من القرى أهلك نا‪ ،‬ول يجوز تقد يم الف عل على " كم " إن‬
‫كا نت خبرا‪ ،‬لن ل ها صدر الكلم إذ أشب هت رب‪ ،‬والمع نى‪ :‬و كم من قر ية أرد نا إهلك ها‪ ،‬كقوله " فإذا‬
‫قرأت القرآن " أى أردت قراء‌مته‪ ،‬وقال قوم‪ :‬همو على القلب‪ :‬أى وكمم ممن قريمة جاء‌مها بأسمنا فأهلكناهما‪،‬‬
‫والقلب ه نا ل حا جة إل يه فيب قى م حض ضرورة‪ ،‬والتقد ير‪ :‬أهلك نا أهل ها فجاء أهل ها " بيا تا " البيات ا سم‬
‫للمصمدر وهمو فمي موضمع الحال‪ ،‬ويجوز أن يكون مفعول له ويجوز أن يكون فمي حكمم الظرف (أو همم‬
‫قائلون) الجملة حال‪ ،‬وأو لتف صيل الج مل‪ :‬أى جاء بعض هم بأ سنا ليل وبعض هم نهارا‪ ،‬والواو ه نا واو أو‪،‬‬
‫وليست حرف العطف سكنت تخفيفا‪ .‬وقد ذكرنا ذلك في قوله " أو كلما عاهدوا عهدا "‪.‬‬
‫قوله تعالى (دعواهم) يجوز أن يكون اسم كان‪ ،‬و (إل أن قالوا) الخبر‪ ،‬ويجوز العكس‪.‬‬

‫قوله تعالى (بعلم) هو في موضع الحال‪ :‬أى عالمين‪.‬‬

‫[‪]269‬‬

‫قوله تعالى (والوزن) ف يه وجهان‪ :‬أحده ما هو مبتدأ‪ ،‬و (يومئذ) خبره‪ .‬والعا مل في الظرف محذوف‪ :‬أى‬
‫والوزن كائن يومئذ‪ ،‬و (الحمق) صمفة للوزن أو خمبر مبتدإ محذوف‪ ،‬والثانمى أن يكون الوزن خمبر مبتدإ‬
‫من‬
‫مفة لئل يفصممل بيم‬
‫مق صم‬
‫محذوف‪ :‬أى هذا الوزن‪ ،‬ويومئذ ظرف‪ ،‬ول يجوز على هذا أن يكون الحم‬
‫الموصول وصلته(‪.)1‬‬

‫قوله تعالى (بما كانوا) " ما " مصدرية‪ :‬أى بظلمهم‪ ،‬والباء متعلقة بخسروا‪.‬‬

‫قوله تعالى (معايمش) الصمحيح أن الياء ل تهممز هنما لنهما أصملية‪ ،‬وحركمت لنهما فمي الصمل محركمة‪،‬‬
‫ووزن ها معي شة كمحب سة‪ ،‬وأجاز قوم أن يكون أ صلها الف تح‪ ،‬وأعلت بالت سكين في الوا حد ك ما أعلت في‬
‫يعيش‪ ،‬وهمزها قوم وهو بعيد جدا‪ .‬ووجهه أنه شبه الصلية بالزائدة نحو سفينة وسفائن (قليل ماتشكرون)‬
‫مثل الذى تقدم‪.‬‬

‫قوله تعالى (ولقد خلقناكم) أى إياكم‪ ،‬وقيل الكاف للجنس المخاطب‪ .‬وهنا مواضع كثيرة قد تقدمت (لم يكن)‬
‫في موضع الحال‪.‬‬

‫قوله تعالى (أن ل) في موضع الحال‪ ،‬و (إذ) ظرف لتسجد‪.‬‬

‫قوله تعالى (خلقت نى من نار) الجار في مو ضع الحال‪ :‬أى خلقت نى كائ نا من نار‪ ،‬ويجوز أن يكون لبتداء‬
‫الغاية فيتعلق بخلقتنى‪ ،‬ولزائدة‪ .‬أى ومامنعك أن تسجد‪.‬‬

‫قوله تعالى (فيها) يجوزأن يكون حال‪ ،‬ويجوز أن يكون ظرفا‪.‬‬

‫قوله تعالى (فبمما) الباء تتعلق ب‌ (لقعدن) وقيمل الباء بمعنمى اللم (صمراطك) ظرف‪ ،‬وقيمل التقديمر‪ :‬على‬
‫صراطك‪.‬‬

‫قوله تعالى (وعن شمائلهم) هو جمع شمال‪ ،‬ولو جمع أشملة وشملء جاز‪.‬‬
‫قوله تعالى (مذء‌و ما) يقرأ باله مز‪ ،‬و هو من ذأم ته إذا عب ته‪ .‬ويقرأ " مذو ما " بالواو من غ ير ه مز ف يه‬
‫وجهان‪ :‬أحده ما أ نه أل قى حر كة الهمزة على الذال وحذف ها‪ .‬والثا نى أن يكون أ صله مذي ما لن الف عل م نه‬
‫ذامه يذيمه ذيما‪ ،‬فأبدلت الياء واوا كما قالوا في مكيل مكول وفى مشيب مشوب‪ ،‬وهو ومابعده حالن‪.‬‬

‫ويجوز أن يكون (مدحورا) حال من الضم ير في مذء‌و ما (ل من) في مو ضع ر فع بالبتداء‪ ،‬و سد الق سم‬
‫المقدر وجوابه مسد الخبر‪ ،‬وهو قوله (لملن)‪ ،‬و (منكم) خطاب‬

‫___________________________________‬

‫() قوله (لئل يفصل بين الموصول وصلته) قال السفاقسى‪ :‬قلت‪ :‬ول أدرى أين الصلة والموصول هنا‪ ،‬لعله بين الصفة والموصوف وصحفه‬
‫الناسخ‪ ،‬وهو على هذا غير مستقيم اه‌‪)*( .‬‬

‫[‪]270‬‬

‫لجماعة‪ ،‬ولم يتقدم إل خطاب واحد‪ ،‬ولكن نزلة منزلة الجماعة لنه رئيسهم‪ ،‬أو لنه رجع من الغيبة إلى‬
‫الخطاب‪ ،‬والمعنى واحد‪.‬‬

‫قوله تعالى (هذه الشجرة) يقرأ هذى بغير هاء‪ ،‬والصل في " ذا " أذيى لقولهم في التصغير " ذيا " فحذفت‬
‫الياء الثان ية تخفي فا وقل بت الياء الولى أل فا لئل تب قى م ثل كى‪ ،‬فإذا خاط بت المؤ نث رددت الياء وك سرت‬
‫الذال لئل يجت مع عل يه التأن يث والتغييمر‪ ،‬وأمما الهاء فجعلت عوضما ممن المحذوف ح ين رد إلى ال صل‪،‬‬
‫ووصلت بياء لنها مثل هاء الضمير في اللفظ‪.‬‬

‫قوله تعالى (ممن سموآتهما) الجمهور على تحقيمق الهمزة‪ ،‬ويقرأ بواو مفتوحمة وحذف الهمزة‪ ،‬ووجهمه أنمه‬
‫أل قى حر كة الهمزة على الواو‪ ،‬ويقرأ بتشد يد الواو من غ ير ه مز‪ ،‬وذلك على إبدال الهمزة واوا‪ ،‬ويقرأ "‬
‫سوأتهما " على التوحيد وهو جنس (إل أن تكونا) أى إل مخافة أن تكونا فهو مفعول من أجله (ملكين) بفتح‬
‫اللم وكسرها‪ ،‬والمعنى مفهوم‪.‬‬

‫قوله تعالى (لك ما ل من النا صحين) هو م ثل قوله " وإ نه في الخرة ل من ال صالحين " و قد ذ كر في البقرة‬
‫(فدلهما بغرور) اللف بدل من ياء مبدلة من لم‪ ،‬والصل دللهما من الدللة ل من الدلل‪ ،‬وجاز إبدال‬
‫اللم لمما صمار فمي الكلممة ثلث لمات‪ .‬بغرور يجوز أن تتعلق الباء بهذا الفعمل‪ ،‬ويجوز أن تكون فمي‬
‫موضع الحال من الضمير المنصوب‪ :‬أى وهما مغترين‪.‬‬
‫قوله تعالى (وطفقا) في حكم كاد‪ ،‬ومعناها الخذ في الفعل‪ ،‬و (يخصفان) ماضيه خصف‪ ،‬وهو متعد إلى‬
‫مفعول وا حد‪ ،‬والتقد ير‪ :‬شيئا ( من ورق الج نة) وقرئ ب ضم الياء وك سر ال صاد مخف فا‪ ،‬وماض يه أخ صف‪،‬‬
‫وبالهمزة يتعدى إلى اثن ين‪ ،‬والتقد ير‪ :‬يخ صفان أنف سهما‪ ،‬ويقرأ بف تح الياء وتشد يد ال صاد وك سرها مع ف تح‬
‫الخاء وكسرها مع فتح الياء وكسرها‪ ،‬وقد ذكر تعليل ذلك في قوله " يخطف أبصارهم " (عن تلكما) وقد‬
‫ذكرنا أصل تلك‪ ،‬والشارة إلى الشجرة‪ ،‬وهى واحدة والمخاطب اثنان‪ ،‬فلذلك ثنى حرف الخطاب‪.‬‬

‫قوله تعالى (ومنها تخرجون) الواو في الصل تعطف هذه الفعال بعضها على بعض‪ ،‬ولكن فصل بينهما‬
‫بالظرف لنه عطف جملة على جملة‪ ،‬وتخرجون بضم التاء وفتحها‪ ،‬والمعنى فيها مفهوم‪.‬‬

‫[‪]271‬‬

‫قوله تعالى (وريشا) هو جمع ريشة‪ ،‬ويقرأ " رياشا " وفيه وجهان‪ :‬أحدهما هو جمع واحده ريش مثل ريح‬
‫ورياح‪ ،‬والثانى أنه اسم للجمع مثل اللباس (ولباس التقوى) يقرأ بالنصب عطفا على ريشا‪.‬‬

‫فإن قيل‪ :‬كيف ينزل اللباس والريش؟ قيل‪ :‬لما كان الريش واللباس ينبتان بالمطر والمطر ينزل‪ ،‬جعل ما‬
‫هو المسبب بمنزلة السبب‪ ،‬ويقرأ بالرفع على البتداء‪ ،‬و (ذلك) مبتدأ‪ ،‬و (خير) خبره‪ ،‬والجملة خبر لباس‪،‬‬
‫ويجوز أن يكون ذلك نعتما للباس‪ :‬أى المذكور والمشار إليمه‪ ،‬وأن يكون بدل منمه أو عطمف بيان‪ ،‬وخيمر‬
‫ال خبر‪ ،‬وق يل لباس التقوى خبر مبتدإ محذوف تقديره‪ :‬و ساتر عورات كم لباس التقوى‪ ،‬أو على الع كس‪ :‬أى‬
‫ولباس التقوى سماتر عوراتكمم‪ ،‬وفمي الكلم حذف مضاف‪ :‬أى ولباس أهمل التقوى‪ ،‬وقيمل المعنمى‪ :‬ولباس‬
‫التقاء الذى يتقى به النظر‪ ،‬فل حذف إذا‪.‬‬

‫قوله تعالى (ل يفتننكم) النهى في اللفظ للشيطان‪ ،‬والمعنى‪ :‬ل تتبعوا الشيطان فيفتنكم (كما أخرج) أى فتنة‬
‫كفتنة أبويكم بالخراج (ينزع عنهما) الجملة في موضع الحال إن شئت من ضمير الفاعل في أخرج‪ ،‬وإن‬
‫شئت من البو ين لن ف يه ضمير ين له ما‪ ،‬وينزع حكا ية أ مر قد و قع‪ ،‬لن نزع اللباس عنه ما كان ق بل‬
‫الخراج‪.‬‬

‫فإن ق يل الشيطان لم ينزع عنه ما اللباس‪ .‬ق يل‪ :‬لك نه ت سبب فن سب الخراج والنزع إل يه ( هو و قبيله) هو‬
‫توكيد لضمير الفاعل ليحسن العطف عليه‪.‬‬

‫قوله تعالى (وأقيموا) في تقد ير الكلم وجهان‪ :‬أحده ما هو معطوف على مو ضع الق سط على المع نى‪ :‬أى‬
‫أممر ربمى فقال اقسمطوا وأقيموا‪ ،‬والثانمى فمي الكلم حذف تقديره‪ :‬فأقبلوا وأقيموا‪ ،‬و (الديمن) منصموب‬
‫بمخلصين‪ ،‬وليجوز هنا فتح اللم في مخلصين لن ذكر المفعول يمنع من أن ليسمى الفاعل (كما) الكاف‬
‫ن عت لم صدر محذوف‪ :‬أى (تعودون) عودا كبدئ كم (فري قا هدى) ف يه وجهان‪ :‬أحده ما هو من صوب بهدى‬
‫(وفريقا) الثانى منصوب بفعل محذوف تقديره‪ :‬وأضل فريقا‪ ،‬ومابعده تفسير للمحذوف‪ ،‬والكلم كله حال‬
‫من الضمير في تعودون‪ ،‬وقد مع الفعل مرادة تقديره‪ :‬تعودون قد هدى فريقا وأضل فريقا‪ .‬والوجه الثانى‬
‫أن فريقما فمي الموضعيمن حال وهدى وصمف للول‪ ،‬و (حمق عليهمم) وصمف للثانمى‪ ،‬والتقديمر‪ :‬تعودون‬
‫فريقين‪ ،‬وقرأ به أبى‪ ،‬ولم تلحق تاء التأنيث لحق للفصل‪ ،‬أو لن التأنيث غير حقيقى‪.‬‬

‫[‪]272‬‬

‫قوله تعالى (عند كل مسجد) ظرف لخذوا‪ ،‬وليس بحال للزينة لن أحدها يكون قبل ذلك‪ ،‬وفى الكلم حذف‬
‫تقديره‪ :‬عند قصد كل مسجد‪.‬‬

‫قوله تعالى ( قل هى) هى مبتدأ‪ ،‬و فى ال خبر ستة أو جه‪ :‬أحد ها (خال صة) على قراء‌ة من ر فع‪ ،‬فعلى هذا‬
‫تكون اللم متعلقة بخالصة‪ :‬أى هى خالصة لمن آمن في الدنيا‪ ،‬و (يوم القيامة) ظرف لخالصة‪ ،‬ولم يمتنع‬
‫تعلق الظرف ين ب ها لن اللم لل تبيين‪ ،‬والثا نى ظرف م حض‪ ،‬و فى متعل قة بآمنوا‪ ،‬والثا نى أن يكون ال خبر‬
‫للذ ين‪ ،‬وخال صة خبر ثان‪ ،‬و فى متعل قة بآمنوا‪ ،‬والثالث أن يكون ال خبر للذ ين‪ ،‬و فى الحياة الدن يا معمول‬
‫الظرف الذى هو اللم‪ :‬أى يستقر للذين آمنوا في الحياة الدنيا وخالصة خبر ثان‪ ،‬والرابع أن يكون الخبر‬
‫في الحياة الدن يا‪ ،‬وللذ ين متعل قة بخال صة‪ ،‬والخا مس أن تكون اللم حال من الظرف الذى بعد ها على قول‬
‫الخ فش‪ ،‬وال سادس أن تكون خال صة ن صبا على الحال على قراء‌ة من نصب‪ ،‬والعا مل في ها للذ ين‪ ،‬أو في‬
‫الحياة الدنيا إذا جعلته خبرا‪ ،‬أو حال‪ ،‬والتقدير‪ :‬هى للذين آمنوا في الحياة الدنيا في حال خلوصها له يوم‬
‫القيامة‪ :‬أى إن الزينة يشاركون فيها في الدنيا وتخلص لهم في الخرة‪ ،‬وليجوز أن تعمل في خالصة زينة‬
‫ال لنه قد وصفها بقوله التى‪ ،‬والمصدر إذا وصف ليعمل‪ ،‬ولقوله أخرج لجل الفصل الذى بينهما وهو‬
‫قوله قل‪ ،‬وأجاز أبوعلي أن يعمل فيها حرم وهو بعيد لجل الفصل أيضا (كذلك نفصل) قد ذكرنا إعراب‬
‫نظيره في البقرة والنعام‪.‬‬

‫قوله تعالى (ماظهر منها ومابطن) بدلن من الفواحش و (بغير الحق) متعلق بالبغى‪ ،‬وقيل هو من الضمير‬
‫الذى في المصدر إذ التقدير‪ :‬وإن تبغوا بغير الحق‪ ،‬وعند هؤلء يكون في المصدر ضمير‪.‬‬

‫قوله تعالى (جاء أجلهم) هو مفرد في موضع الجمع‪ ،‬وقرأ ابن سيرين آجالهم على الصل لن لكل واحد‬
‫منهم أجل‪.‬‬

‫قوله تعالى (يقصون عليكم) يجوز أن يكون في موضع رفع صفة لرسل‪ ،‬وأن يكون حال من رسل أو من‬
‫الضمير في الظرف‪.‬‬

‫قوله تعالى (من الكتاب) حال من نصيبهم‪.‬‬


‫قوله تعالى (من قبلكم) يجوز أن يكون ظرفا لخلت‪ ،‬وأن يكون صفة لمم‪ ،‬و (من الجن) حال من الضمير‬
‫فمي خلت‪ ،‬أو صمفة أخرى لممم (فمي النار) متعلق بادخلوا‪ ،‬ويجوز أن يكون صمفة لممم أو ظرفما لخلت‬
‫(اداركوا) يقرأ بتشديد الدال وألف بعدها‪ ،‬وأصلها تداركوا فأبدلت التاء دال وأسكنت ليصح إدغامها‪.‬‬

‫[‪]273‬‬

‫ثم أجل بت ل ها همزة الو صل لي صح الن طق بال ساكن‪ ،‬ويقرأ كذلك إل أ نه بغ ير ألف ب عد الدال‪ ،‬ووز نه على‬
‫هذا افتعلوا‪ ،‬فالتاء ه نا ب عد الدال م ثل اقتتلوا‪ ،‬وقرئ في الشاذ " تداركوا " على ال صل‪ :‬أى أدرك بعض هم‬
‫بع ضا‪ ،‬وقرئ " إذا إداركوا " بق طع الهمزة ع ما قبل ها وك سرها على ن ية الو قف على ماقبل ها والبتداء ب ها‪،‬‬
‫وقرئ " إذا داركوا " بألف واحدة ساكنة والدال بعد ها مشددة‪ ،‬و هو ج مع ب ين ساكنين‪ ،‬وجاز ذلك ل ما كان‬
‫الثانى مدغما كما قالوا دابة وشابة‪ ،‬وجاز في المنفصل كما جاز في المتصل‪ ،‬وقد قال بعضهم اثنا عشر‬
‫بإثبات اللف وسكون العين‪ ،‬وسترى في موضعه إن شاء ال تعالى‪ ،‬و (جميعا) حال (ضعفا) صفة لعذاب‪،‬‬
‫وهو بمعنى مضعف أو مضاعف‪ ،‬و (من النار) صفة أخرى‪ ،‬ويجوز أن يكون حال‪.‬‬

‫قوله تعالى (لكمل ضعمف) أى لكمل عذاب ضعمف ممن النار‪ ،‬فحذف لدللة الول عليمه‪( ،‬ولكمن لتعلمون)‬
‫بالتاء على الخطاب‪ ،‬وبالياء على الغيبة‪.‬‬

‫قوله تعالى (لتف تح) يقرأ بالتاء‪ ،‬ويجوز في التاء الثان ية التخف يف والتشد يد التكث ير‪ ،‬ويقرأ بالياء لن تأن يث‬
‫البواب غيمر حقيقمى‪ ،‬وللفصمل أيضما (الجممل) يقرأ بفتمح الجيمم وهمو الجممل المعروف‪ ،‬ويقرأ فمي الشاذ‬
‫بسكون الميم‪ ،‬والحسن أن يكون لغة لن تخفيف المفتوح ضعيف‪ ،‬ويقرأ بضم الجيم وفتح الميم وتشديدها‪،‬‬
‫وهو الحبل الغليظ‪ ،‬وهو جمع مثل صوم وقوم‪ ،‬ويقرأ بضم الجيم والميم مع التخفيف وهو جمع مثل أسد‬
‫وأسد‪ ،‬ويقرأ كذلك إل أن الميم ساكنة وذلك على تخفيف المضموم (سم الخياط) بفتح السين وضمها لغتان‬
‫(وكذلك) في موضع نصب (نجزى) على أنه وصف لمصدر محذوف‪.‬‬

‫قوله تعالى (غواش) هو جمع غاشية‪ ،‬وفى التنوين هنا ثلثة أوجه‪ :‬أحدها أنه تنوين الصرف‪ ،‬وذلك أنهم‬
‫حذفوا الياء من غوا شى فن قص بناؤ ها عن بناء م ساجد و صارت م ثل سلم‪ ،‬فلذلك صرفت‪ .‬والثا نى أ نه‬
‫عوض من الياء المحذوفة‪ .‬والثالث أنه عوض من حركة الياء المستحقة‪ ،‬ولما حذفت الحركة وعوض عنها‬
‫التنوين حذفت الياء للتقاء الساكنين‪ .‬وفى هذه المسألة كلم طويل يضيق هذا الكتاب عنه‪.‬‬

‫قوله تعالى (والذ ين آمنوا) مبتدأ‪ ،‬و فى ال خبر وجهان‪ :‬أحده ما (لنكلف نف سا إل و سعها) والتقد ير‪ :‬من هم‪،‬‬
‫فحذف العائد كما حذف في قوله " ولمن صبر‬

‫[‪]274‬‬
‫وغفر إن ذلك لمن عزم المور " والثانى أن الخبر (أولئك أصحاب الجنة) ول مكلف معترض بينهما‪.‬‬

‫قوله تعالى (ممن غمل) همو حال ممن " مما " (تجرى ممن تحتهمم) الجملة فمي موضمع الحال ممن الضميمر‬
‫المجرور بالضافة‪ ،‬والعامل فيها معنى الضافة‪.‬‬

‫قوله تعالى (هدانا لهذا) قد ذكرناه في الفاتحة (وماكنا) الواو للحال‪ ،‬ويجوز أن تكون مستأنفة‪ ،‬ويقرأ بحذف‬
‫الواو على ال ستئناف‪ ،‬و (لنهتدى) قد ذكر نا إعراب مثله في قوله تعالى " ماكان ال ليذر المؤمن ين " (أن‬
‫هدانا) هما في تأويل المصدر‪ ،‬وموضعه رفع بالبتداء لن السم الواقع بعد " لول " هذه كذلك وجواب "‬
‫لول " محذوف دل عل يه ما قبله تقديره‪ :‬لول أن هدا نا ال ماك نا لنهتدى‪ .‬وبهذا ح سنت القراء‌ة بحذف الواو‬
‫(أن تلكم) في أن وجهان‪ :‬أحدهما هى بمعنى أى ول موضع لها‪ ،‬وهى تفسير للنداء‪.‬‬

‫والثا نى أن ها مخف فة من الثقيلة وا سمها محذوف والجملة بعد ها خبر ها‪ :‬أى ونودوا أ نه تل كم الج نة‪ ،‬والهاء‬
‫ضم ير الشأن‪ ،‬ومو ضع الكلم كله ن صب بنودوا‪ ،‬و جر على تقديره بأ نه (أورثتمو ها) يقرأ بالظهار على‬
‫ال صل‪ ،‬وبالدغام لمشار كة التاء في اله مس وقرب ها من ها في المخرج ومو ضع الجملة ن صب على الحال‬
‫من الجنة‪ ،‬والعامل فيها ما في تلك من معنى الشارة‪ ،‬ول يجوز أن يكون حال من تلك لوجهين‪ :‬أحدهما‬
‫أنه فصل بينهما بالخبر‪ .‬والثانى أن تلك مبتدأ والبتداء ليعمل في الحال‪ ،‬ويجوز أن تكون الجنة نعتا لتلكم‬
‫أو بدل‪ ،‬وأورثتمو ها ال خبر‪ ،‬وليجوز أن تكون الجملة حال من الكاف والم يم‪ ،‬لن الكاف حرف للخطاب‪،‬‬
‫وصاحب الحال ل يكون حرفا‪ ،‬ولن الحال تكون بعد تمام الكلم‪ ،‬والكلم ل يتم بتلكم‪.‬‬

‫قوله تعالى (أن قمد وجدنما) أن يجوز أن تكون بمعنمى أى‪ ،‬وأن تكون مخففمة (حقما) يجوز أن تكون حال‪،‬‬
‫وأن تكون مفعول ثانيا‪ ،‬ويكون وجدنا بمعنى علمنا (ماو عد رب كم) حذف المفعول من وعد الثانية‪ ،‬فيجوز‬
‫أن يكون التقدير‪ :‬وعدكم‪ ،‬وحذفه لدللة الول عليه‪ ،‬ويجوز أن يكون التقدير‪ :‬ماوعد الفريقين‪ ،‬يعنى نعيمنا‬
‫وعذاب كم‪ ،‬ويجوز أن يكون التقد ير‪ :‬ماوعد نا‪ ،‬ويقوى ذلك أن ماعل يه أ صحاب النار شر‪ ،‬والم ستعمل ف يه‬
‫أوعد‪ ،‬ووعد يستعمل في الخير أكثر (نعم) حرف يجاب به عن الستفهام في إثبات المستفهم عنه‪ ،‬ونونها‬
‫وعينها مفتوحتان‪ ،‬ويقرأ بكسر العين وهى لغة‪ ،‬ويجوز كسرهما جميعا على التباع (بينهم) يجوز‬

‫[‪]275‬‬

‫أن يكون ظر فا لذن‪ ،‬وأن يكون صفة لمؤذن (أن لع نة ال) يقرأ بف تح الهمزة وتخف يف النون و هى مخف فة‪:‬‬
‫أى بأنمه لعنمة ال‪ ،‬ويجوز أن تكون بمعنمى أى‪ ،‬لن الذان قول‪ ،‬ويقرأ بتشديمد النون ونصمب اللعنمة وهمو‬
‫ظاهر‪ ،‬وقرئ في الشاذ بكسر الهمزة‪ :‬أى فقال أن لعنة ال‪.‬‬

‫قوله تعالى (الذين يصدون) يجوز أن يكون جرا ونصبا ورفعا‪.‬‬


‫قوله تعالى (ونادوا) الضميمر يعود على رجال (أن سملم) أى أنمه سملم‪ ،‬ويجوز أن تكون بمعنمى أى (لم‬
‫يدخلوها) أى لم يدخل أصحاب الجنة الجنة بعد (وهم يطمعون) في دخولها‪ :‬أى نادوهم في هذه الحال‪ ،‬ول‬
‫مو ضع لقوله‪ :‬و هم يطمعون على هذا‪ ،‬وق يل المع نى‪ :‬إن هم نادو هم ب عد أن دخلوا‪ ،‬ولكن هم دخلو ها و هم ل‬
‫يطمعون فيها‪ ،‬فتكون الجملة على هذا حال‪.‬‬

‫قوله تعالى (تلقاء) هو في ال صل م صدر‪ ،‬ول يس في الم صادر تفعال بك سر التاء إل تلقاء و تبيان‪ ،‬وإن ما‬
‫ي جئ ذلك في ال سماء ن حو التمثال والتم ساح والتق صار‪ ،‬وانت صاب تلقاء هاه نا على الظرف‪ :‬أى ناح ية‬
‫أصحاب النار‪.‬‬

‫قوله تعالى (ماأغنى) ويجوز أن تكون " ما " نافية‪ ،‬وأن تكون استفهاما‪.‬‬

‫قوله تعالى (ل ينالهمم) تقديره‪ :‬أقسممتم عليمه بأن ل ينالهمم‪ ،‬فل ينالهمم همو المحلوف عيمه (ادخلوا) تقديره‪:‬‬
‫فالتفتوا إلى أصمحاب الجنمة فقالوا ادخلوا‪ ،‬ويقرأ فمي الشاذ " وادخلوا " على السمتيئناف‪ ،‬وذلك يقال بعمد‬
‫دخولهمم (لخوف عليكمم) إذا قرئ " ادخلوا " على الممر كانمت الجملة حال‪ :‬أى ادخلوا آمنيمن‪ ،‬وإذا قرئ‬
‫على الخبر كان رجوعا من الغيبة إلى الخطاب‪.‬‬

‫قوله تعالى (أن أفيضوا) يجوز أن تكون أن مصمدرية وتفسميرية‪ ،‬و (ممن الماء) تقديره شيئا ممن الماء (أو‬
‫مما) قيل أو بمعنى الواو‪ ،‬واحتج لذلك بقوله (حرمهما) وقيل هى على بابها‪ ،‬وحرمهما على المعنى فيكون‬
‫فيه حذف‪ :‬أى كل منهما أو كليهما‪.‬‬

‫قوله تعالى (الذ ين اتخذوا دين هم) يجوز أن يكون جرا ون صبا‪ ،‬ورف عا و (لهوا) مفعول ثان‪ ،‬والتف سير ملهوا‬
‫به وملعوبا به‪ ،‬ويجوز أن يكون صيروا عادتهم‪ ،‬لن الدين قد جاء بمعنى العادة‪.‬‬

‫[‪]276‬‬

‫قوله تعالى (على علم) يجوز أن يكون فصملناه مشتمل على علم‪ ،‬فيكون حال ممن الهاء‪ ،‬ويجوز أن يكون‬
‫حال ممن الفاعمل‪ :‬أى فصملناه عالميمن‪ :‬أى على علم منما (هدى ورحممة) حالن‪ :‬أى ذا هدى وذا رحممة‪،‬‬
‫وقرئ بالرفع على أنه خبر مبتدإ محذوف‪.‬‬

‫قوله تعالى (يوم يأتمى) همو ظرف ل‌ (يقول)‪( ،‬فيشفعوا لنما) همو منصموب على جواب السمتفهام (أو نرد)‬
‫المشهور الر فع‪ ،‬و هو معطوف على مو ضع من شفعاء تقديره‪ :‬أو هل نرد (فنع مل) على جواب ال ستفهام‬
‫أيضا‪ ،‬ويقرأ برفعهما‪ :‬أى فهل نعمل‪ ،‬وهو داخل في الستفهام‪ ،‬ويقرآن بالنصب على جواب الستفهام‪.‬‬
‫قوله تعالى (يغشى الليل) في موضعه وجهان‪ :‬أحدهما هو حال من الضمير في خلق‪ ،‬وخبر إن على هذا "‬
‫ال الذى خلق "‪ .‬والثانى أنه مستأنف ويغشى بالتخفيف وضم الياء‪ ،‬وهو من أغشى ويتعدى إلى مفعولين‪:‬‬
‫أى يغشى ال الليل النهار‪ ،‬ويقرأ " يغشى " بالتشديد‪ ،‬والمعنى واحد‪ ،‬ويقرأ " يغشى " بفتح الياء والتخفيف‪،‬‬
‫والليل فاعله (يطلبه) حال من الليل أو من النهار‪ ،‬و (حثيثا) حال من الليل لنه الفاعل‪ ،‬ويجوز أن يكون‬
‫من النهار فيكون التقد ير‪ :‬يطلب الل يل النهار محثو ثا‪ ،‬وأن يكون صفة لم صدر محذوف‪ :‬أى طل با حثي ثا‬
‫(والشمس) يقرأ بالنصب‪ ،‬والتقدير وخلق الشمس‪ ،‬ومن رفع استأنف‪.‬‬

‫قوله تعالى (وخفيمة) يقرأ بضمم الخاء وكسمرها وهمما لغتان‪ ،‬والمصمدران حالن‪ ،‬ويجوز أن يكون مفعول‬
‫له‪ ،‬ومثله خوفا وطمعا‪.‬‬

‫قوله تعالى (قريب) إنما لم تؤنث لنه أراد المطر‪ ،‬وقيل إن الرحمة والترحم بمعنى‪ ،‬وقيل هو على النسب‪:‬‬
‫أى ذات قرب ك ما يقال امرأة طالق‪ ،‬وق يل هو فع يل بمع نى مفعول ك ما قالوا لح ية ده ين و كف خض يب‪،‬‬
‫وقيل أرادوا المكان‪ :‬أى أن مكان رحمة ال قريب‪ ،‬وقيل فرق بالحذف بين القريب من النسب وبين القريب‬
‫من غيره‪.‬‬

‫قوله تعالى (نشرا) يقرأ بالنون والشيمن مضمومتيمن وهمو جممع‪ .‬وفمي واحده وجهان‪ :‬أحدهمما نشور مثمل‬
‫صبور و صبر‪ ،‬فعلى هذا يجوز أن يكون فعول بمع نى فا عل‪ :‬أى ين شر الرض‪ ،‬ويجوز أن يكون بمع نى‬
‫مفعول كركوب بمعنمى مركوب أى منشورة بعمد الطمى‪ ،‬أو منشرة‪ :‬أى محياة ممن قولك‪ :‬أنشمر ال الميمت‬
‫فهو منشر ويجوزأن يكون جمع ناشر مثل نازل ونزل‪ ،‬ويقرأ بضم النون وإسكان الشين على‬

‫[‪]277‬‬

‫تخف يف المضموم‪ ،‬ويقرأ " نشرا " بف تح النون وإ سكان الش ين‪ ،‬و هو م صدر ن شر ب عد ال طى‪ ،‬أو من قولك‪:‬‬
‫أن شر ال الم يت فن شر‪ :‬أى عاش‪ ،‬ون صبه على الحال‪ :‬أى ناشرة أو ذات ن شر‪ ،‬ك ما تقول جاء رك ضا‪ :‬أى‬
‫راكضا‪ ،‬ويقرأ " بشرا " بالباء وضمتين وهو جمع بشير مثل قليب وقلب‪ ،‬ويقرأ كذلك إل أنه بسكون الشين‬
‫على التخفيمف‪ ،‬ومثله فمي المعنمى " أرسمل الرياح مبشرات " ويقرأ " بشرى " مثمل حبلى أى ذات بشارة‪،‬‬
‫ويقرأ " بشرا " بفتمح الباء وسمكون الشيمن وهمو مصمدر بشرتمه إذا بشرتمه (سمحابا) جممع سمحابة‪ ،‬وكذلك‬
‫وصمفها بالجممع (لبلد) أى لحياء بلد (بمه الماء) الهاء ضميمر الباء أو ضميمر السمحاب أو ضميمر الريمح‪،‬‬
‫وكذلك الهاء في (به) الثانية‪.‬‬

‫قوله تعالى (يخرج نباته) يقرأ بفتح الياء وضم الراء ورفع النبات‪ ،‬ويقرأ كذلك إل أنه يضم الياء على مالم‬
‫يسم فاعله‪ ،‬ويقرأ بضم الياء وكسر الراء ونصب النبات‪ :‬أى فيخرج ال أو الماء (بإذن ربه) متعلق بيخرج‬
‫(إل نكدا) بفتح النون وكسر الكاف وهو حال‪ ،‬ويقرأ بفتحهما على أنه مصدر‪ :‬أى ذا نكد‪ ،‬ويقرأ بفتح النون‬
‫وسكون الكاف‪ ،‬وهو مصدر أيضا وهو لغة‪ ،‬ويقرأ " يخرج " بضم الياء وكسر الراء‪ ،‬ونكدا مفعوله‪.‬‬

‫قوله تعالى (من إله غيره) من زائدة‪ ،‬وإله مبتدأ‪ ،‬ول كم ال خبر‪ ،‬وق يل ال خبر محذوف‪ :‬أى مال كم من إله في‬
‫الوجود‪ ،‬ولكمم تخصميص‪ ،‬وتمبيين‪ .‬وغيره بالرفمع فيمه وجهان‪ :‬أحدهمما همو صمفة " لله " على الموضمع‪،‬‬
‫والثانى هو بدل من المو ضع م ثل‪ :‬ل إله إل ال‪ ،‬ويقرأ بالنصب على ال ستثناء‪ ،‬وبال جر صفة على الل فظ‬
‫(عذاب يوم عظيم) وصف اليوم بالعظم‪ ،‬والمراد عظم ما فيه‪.‬‬

‫قوله تعالى ( من قو مه) حال من المل‪ ،‬و (نراك) من رؤ ية الع ين‪ ،‬فيكون ( في ضلل) حال‪ ،‬ويجوز أن‬
‫تكون من رؤية القلب فيكون مفعول ثانيا‪.‬‬

‫قوله تعالى (أبلغكمم) يجوز أن يكون مسمتأنفا‪ ،‬وأن يكون صمفة لرسمول على المعنمى‪ ،‬لن الرسمول همو‬
‫الضمير في " لكنى " ولو كان يبلغكم لجاز لنه يعود على لفظ رسول‪ ،‬ويجوز أن يكون حال‪ ،‬والعامل فيه‬
‫الجار من قوله من رب (وأعلم من ال) بمعنى أعرف‪ ،‬فيتعدى إلى مفعول واحد‪ ،‬وهو " ما " وهى بمعنى‬
‫الذى أو نكرة موصوفة‪.‬‬

‫ومن ال فيه وجهان‪ :‬أحدهما هو متعلق بأعلم‪ :‬أى ابتداء علمى من عند ال‪ .‬والثانى أن يكون حال من " ما‬
‫" أو من العائد المحذوف‪.‬‬

‫ذذ‬
‫[‪]278‬‬

‫قوله تعالى ( من رب كم) يجوز أن يكون صفة لذ كر‪ ،‬وأن تتعلق بجاء ‌كم (على ر جل) يجوز أن يكون حال‬
‫من‪ :‬أى نازل على ر جل‪ ،‬وأن يكون متعل قا بجاء ‌كم على المع نى ل نه في مع نى نزل إلي كم‪ ،‬و فى الكلم‬
‫حذف مضاف‪ :‬أى على قلب رجل أو لسان رجل‪.‬‬

‫قوله تعالى (في الفلك) هو حال من " من " أو من الضمير المرفوع في معه‪ ،‬والصل في (عمين) عميين‬
‫فسكنت الولى وحذفت‪.‬‬

‫قوله تعالى (هودا) بدل ممن أخاهمم‪ ،‬وأخاهمم منصموب بفعمل محذوف‪ :‬أى وأرسملنا إلى عاد‪ ،‬وكذلك أوائل‬
‫القصص التى بعدها‪.‬‬

‫قوله تعالى (ناصح أمين) هو فعيل بمعنى مفعول‪.‬‬

‫قوله تعالى (فمي الخلق) يجوز أن يكون حال ممن (بسمطة) وأن يكون متعلقما بزادكمم‪ .‬واللء جممع‪ ،‬وفمى‬
‫واحد ها ثلث لغات‪ :‬إلى بك سر الهمزة وألف وا حد ب عد اللم‪ ،‬وبف تح الهمزة كذلك‪ ،‬وبك سر الهمزة و سكون‬
‫اللم وياء بعدها‪.‬‬

‫قوله تعالى (وحده) هو م صدر محذوف الزوائد‪ .‬و فى موض عه وجهان‪ :‬أحده ما هو م صدر في مو ضع‬
‫الحال من ال‪ :‬أى لنع بد ال مفردا وموحدا‪ ،‬وقال بعض هم‪ :‬هو حال من الفاعلين‪ :‬أى موحد ين له‪ .‬والثا نى‬
‫أ نه ظرف‪ :‬أى لنعبمد ال على حياله قاله يونمس‪ ،‬وأصمل هذا المصمدر اليجاد ممن قولك أوحدتمه‪ ،‬فحذفمت‬
‫الهمزة واللف وهما الزائدان‪.‬‬

‫قوله تعالى ( من رب كم) يجوز أن يكون حال من (ر جس) وأن يتعلق بو قع ( في أ سماء) أى ذوى أ سماء أو‬
‫مسميات‪.‬‬

‫قوله تعالى (آية) حال من الناقة‪ ،‬والعامل فيها معنى ما في هذه من التنبيه والشارة‪ ،‬ويجوز أن يعمل في‬
‫آ ية ل كم‪ ،‬ويجوز أن يكون ل كم حال من آ ية‪ ،‬ويجوز أن يكون نا قة ال بدل من هذه أو ع طف بيان ول كم‬
‫ال خبر‪ ،‬وجاز أن يكون آ ية حال لن ها بمع نى عل مة ودليل (تأ كل) جواب ال مر (فيأخذ كم) جواب الن هى‪،‬‬
‫وقرئ بالرفع وموضعه حال‪.‬‬

‫قوله تعالى (من سهولها) يجوز أن يكون حال من (قصورا) ومفعول ثانيا لتتخذون‪ ،‬وأن تتعلق بتتخذون ل‬
‫على أن تتخذون يتعدى إلى مفعول ين بل إلى وا حد‪ ،‬و " من " لبتداء غا ية التخاذ (وتنحتون الجبال) ف يه‬
‫وجهان‪ :‬أحدهما أنه بمعنى تتخذون فيكون (بيوتا) مفعول ثانيا‪.‬‬
‫[‪]279‬‬

‫والثانى أن يكون التقدير من الجبال على ماجاء في الية الخرى‪ ،‬فيكون بيوتا المفعول‪ ،‬ومن الجبال على‬
‫ماذكرنا في قوله من سهولها‪.‬‬

‫قوله تعالى (لمن آمن) هو بدل من قوله " للذين استضعفوا " بإعادة الجار كقولك‪ :‬مررت بزيد بأخيك‪.‬‬

‫قوله تعالى (فأصبحوا) يجوز أن تكون التامة‪ ،‬ويكون (جاثمين) حال‪ ،‬وأن تكون الناقصة‪ ،‬وجاثمين الخبر‪،‬‬
‫وفي دارهم متعلق بجاثمين‪.‬‬

‫قوله تعالى (ولو طا) أى وأر سلنا لو طا‪ ،‬أو واذ كر لو طا‪ ،‬و (إذ) على التقد ير الول ظرف‪ ،‬وعلى الثا نى‬
‫يكون ظر فا لمحذوف تقديره‪ :‬واذ كر ر سالة لوط إذ (ما سبقكم ب ها) في مو ضع الحال من الفاح شة أو من‬
‫الفاعل في أتأتون تقديره مبتدئين (أئنكم) يقرأ بهمزتين على الستفهام‪ ،‬ويجوز تخفيف الثانية وتليينها‪ ،‬وهو‬
‫جعل ها ب ين الياء واللف‪ ،‬ويقرأ بهمزة واحدة على ال خبر (شهوة) مفعول من أجله‪ ،‬أو م صدر في مو ضع‬
‫الحال ( من دون الن ساء) صفة لرجال‪ :‬أى منفرد ين عن الن ساء ( بل أن تم) بل ه نا للخروج من ق صة إلى‬
‫قصة‪ ،‬وقيل هو إضراب عن محذوف تقديره‪ :‬ماعدلتم بل أنتم مسرفون‪.‬‬

‫قوله تعالى (وماكان جواب قومه) يقرأ بالنصب والرفع‪ ،‬وقد ذكر في آل عمران وفي النعام‪.‬‬

‫قوله تعالى (مطرا) هو مفعول أمطرنا‪ ،‬والمطر هنا الحجارة كما جاء في الية الخرى " وأمطرنا عليهم‬
‫حجارة"‪.‬‬

‫قوله تعالى (ول تبخسوا) هو متعد إلى مفعولين وه ما (الناس) و (أشياء ‌هم) وتقول‪ :‬بخست زيدا حقه‪ :‬أى‬
‫نقصته إياه‪.‬‬

‫قوله تعالى (توعدون) حال ممن الضميمر فمي تقعدوا (ممن آممن) مفعول تصمدون ل مفعول توعدون‪ ،‬إذ لو‬
‫كان مفعول الول لكان تصدونهم (وتبغونها) حال‪ ،‬وقد ذكرناها في قوله تعالى " يا أهل الكتاب لم تصدون‬
‫عن سبيل ال " في آل عمران‪.‬‬

‫قوله تعالى (أو لو ك نا كاره ين) أى ولو كره نا تعيدون نا " ولو " ه نا بمع نى إن ل نه الم ستقبل‪ ،‬ويجوز أن‬
‫تكون على أصلها‪ ،‬ويكون المعنى إن كنا كارهين في هذه الحال‪.‬‬

‫[‪]280‬‬
‫قوله تعالى (قد افترينا) هو بمعنى المستقبل لنه لم يقع‪ ،‬وإنما سد مسد جواب (إن عدنا) وساغ دخول قد‬
‫هاه نا لن هم قد نزلوا الفتراء ع ند العود منزلة الوا قع فقرنوه ب قد‪ ،‬وكأن المع نى قد افتري نا الن إن همم نا‬
‫بالعود (إل أن يشاء) المصدر في موضع نصب على الستثناء‪ ،‬والتقدير‪ :‬إل وقت أن يشاء ال‪ ،‬وقيل هو‬
‫استثناء منقطع‪ ،‬وقيل إل في حال مشيئة ال‪ ،‬و (علما) قد ذكر في النعام‪.‬‬

‫قوله تعالى (إذا لخا سرون) إذا ه نا متو سطة ب ين ا سم إن وخبر ها‪ ،‬و هى حرف معناه الجواب‪ ،‬ويع مل في‬
‫الفعل بشروط مخصوصة وليس " ذا " موضعها‪.‬‬

‫قوله تعالى (الذين كذبوا شعيبا) لك فيه ثلثة أوجه‪ :‬أحدها هو مبتدأ‪ .‬وفى الخبر وجهان‪ :‬أحدهما (كأن لم‬
‫يغنوا فيها) ومابعده جملة أخرى‪ ،‬أو بدل من الضمير في يغنوا‪ ،‬أو نصب بإضمار أعنى‪ .‬والثانى أن الخبر‬
‫(الذين كذبوا شعيبا كانوا) و " كأن لم يغنوا " على هذا حال من الضمير في كذبوا‪ ،‬والوجه الثانى أن يكون‬
‫صفة لقوله " الذين كفروا من قومه " والثالث أن يكون بدل منه‪ ،‬وعلى الوجهين يكون كأن لم حال‪.‬‬

‫قوله تعالى (حتى عفوا) أى إلى أن عفوا‪ :‬أى كثروا (فأخذناهم) هو معطوف على عفوا‪.‬‬

‫قوله تعالى (أو أ من أ هل القرى) يقرأ بف تح الواو على أن ها واو الع طف دخلت عل يه همزة ال ستفهام‪ ،‬ويقرأ‬
‫بسكونها وهى ل حد الشيئين‪ ،‬والمعنى‪ :‬أفأمنوا إتيان العذاب ضحى‪ ،‬أو أمنوا بأن يأتيهم ليل؟ وبياتا الحال‬
‫من بأسنا‪ ،‬أى مستخفيا باغتيالهم ليل‪.‬‬

‫قوله تعالى (فل يأمن مكر ال) الفاء هنا للتنبيه على تعقيب العذاب أمن مكر ال‪.‬‬

‫قوله تعالى (أو لم ي هد للذ ين) يقرأ بالياء‪ ،‬وفاعله (أن لو نشاء) وأن مخف فة من الثقيلة‪ :‬أى أو لم يبين ل هم‬
‫علمهم بمشيئتنا‪ ،‬ويقرأ بالنون وأن لو نشاء مفعوله وقيل فاعل يهدى ضمير اسم ال تعالى (فهم ليسمعون)‬
‫الفاء لتعقيب عدم السمع بعد الطبع على القلب من غير فصل‪.‬‬

‫قوله تعالى (نقص عليك من أنبائها) هو مثل قوله " ذلك من أنباء الغيب نوحيه " وقد ذكر في آل عمران‪،‬‬
‫ومثل قوله تعالى " تلك آيات ال نتلوها " وقد ذكر في البقرة‪.‬‬

‫[‪]281‬‬

‫قوله تعالى (لكثرهم) هو حال من (عهد) ومن زائدة‪ :‬أى ماوجدنا عهدا لكثرهم (وإن وجدنا) مخففة من‬
‫الثقيلة‪ ،‬وا سمها محذوف‪ :‬أى وإ نا وجد نا واللم في (لفا سقين) لز مة ل ها لتف صل ب ين أن المخف فة وب ين إن‬
‫بمع نى " ما " وقال الكوفيون‪ :‬من الثقيلة " إن " بمع نى " ما " و قد ذ كر في البقرة ع ند قوله " وإن كا نت‬
‫لكبيرة "‪.‬‬
‫قوله تعالى (كيف كان) كيف في موضع نصب خبر كان‪( ،‬عاقبة) اسمها‪ ،‬والجملة في موضع نصب بفا‬
‫نظر‪.‬‬

‫قوله تعالى (حق يق) و خبره (أن ل أقول) على قراء‌ة من شدد الياء‪ ،‬في على‪ ،‬وعلى متعلق بحق يق‪ ،‬والج يد‬
‫أن يكون " أن ل " فاعمل حقيمق لنمه ناب عمن بحمق على‪ ،‬ويقرأ على أل‪ ،‬والمعنمى واجمب بأن ل أقول‪،‬‬
‫وحقيق هاهنا على الصحيح صفة لرسول‪ ،‬أو خبر ثان‪ ،‬كما تقول‪ :‬أنا حقيق بكذا‪ :‬أى أحق‪ ،‬وقيل المعنى‬
‫على قراء‌ة من شدد الياء أن يكون حقيق صفة لرسول‪ ،‬وما بعده مبتدأ وخبر‪ :‬أى على قول الحق‪.‬‬

‫قوله تعالى (فإذا همى) " إذا " للمفاجأة‪ ،‬وهمى مكان‪ ،‬ومما بعدهما مبتدأ‪ .‬و (ثعبان) خمبره‪ ،‬وقيمل همى ظرف‬
‫زمان‪ ،‬وقد أشبعنا القول فيها فيما تقدم‪.‬‬

‫قوله تعالى (فماذا تأمرون) هو مثل قوله " ماذا ينفقون " وقد ذكر في البقرة‪ .‬وفي المعنى وجهان‪ :‬أحدهما‬
‫أنه من تمام الحكاية عن قول المل‪ .‬والثانى أنه مستأنف من قول فرعون‪ ،‬تقديره‪ :‬فقال ماذا تأمرون‪ ،‬ويدل‬
‫على مابعده‪ ،‬و هو قوله (قالوا أر جه وأخاه) وأرجئه يقرأ بالهمزة و ضم الهاء من غ ير إشباع و هو الج يد‪،‬‬
‫وبالشباع و هو ضع يف لن الهاء خف ية‪ ،‬فكأن الواو ال تى بعد ها تتلو الهمزة‪ ،‬و هو قر يب من الج مع ب ين‬
‫ساكنين‪ ،‬ومن هنا ضعف قولهم عليه مال بالشباع‪ ،‬ويقرأ بكسر الهاء مع الهمز وهو ضعيف‪ ،‬لن الهمز‬
‫حرف صحيح ساكن‪ ،‬فليس قبل الهاء ما يقتضى الكسر‪ .‬ووجهه أنه أتبع الهاء كسرة الجيم‪ ،‬والحاجز غير‬
‫حصين‪ ،‬ويقرأ من غير همز من أرجيت بالياء‪ ،‬ثم منهم من يكسر الهاء ويشبعها‪ ،‬ومنهم من ل يشبعها‪،‬‬
‫ومنهم من يسكنها‪ ،‬وقد بينا ذلك في " يؤده إليك "‪.‬‬

‫قوله تعالى (بكل ساحر) يقرأ بألف بعد السين وألف بعد الحاء مع التشديد وهو الكثير‪.‬‬

‫[‪]282‬‬

‫قوله تعالى (أئن لنا) يقرأ بهمزتين على الستفهام والتحقيق والتليين على ماتقدم وبهمزة واحدة على الخبر‪.‬‬

‫قوله تعالى (إما أن تلقى) في موضع أن والفعل وجهان‪ :‬أحدهما رفع‪ :‬أى أمرنا إما اللقاء‪ ،‬والثانى نصب‪:‬‬
‫أى إما أن تفعل اللقاء‪.‬‬

‫قوله تعالى (واسترهبوهم) أى طلبوا إرهابهم‪ ،‬وقيل هو بمعنى أرهبوهم مثل قر واستقر‪.‬‬

‫قوله تعالى (أن ألق) يجوز أن تكون أن الم صدرية‪ ،‬وأن تكون بمع نى‪ :‬أى (فإذا هى تلقف) يقرأ بف تح اللم‬
‫وتشد يد القاف مع تخفيمف التاء مثمل تكلم‪ ،‬ويقرأ " أتلقمف " بتشد يد التاء أي ضا‪ ،‬والصمل تتلقمف فأدغ مت‬
‫الولى في الثانية وو صلت ب ما قبل ها فأغ نى عن همزة الو صل‪ ،‬ويقرأ ب سكون اللم وف تح القاف‪ ،‬وماض يه‬
‫لقف مثل علم‪.‬‬

‫قوله تعالى (قالوا آمنا) يجوز أن يكون حال‪ :‬أى فانقلبوا صاغرين قد قالوا‪ ،‬ويجوز أن يكون مستأنفا (رب‬
‫موسى) بدل مما قبله‪.‬‬

‫قوله تعالى (قال فرعون آمنتم) يقرأ بهمزتين على الستفهام‪ ،‬ومن هم من يحقق الثانية‪ ،‬ومنهم من يخففها‪،‬‬
‫والفصل بينهما بألف بعيد لنه يصير في التقدير كأربع ألفات‪ ،‬ويقرأ بهمزة واحدة على لفظ الخبر‪ ،‬فيجوز‬
‫أن يكون خبرا في المعنى وأن يكون حذف همزة الستفهام‪ ،‬وقرئ " فرعون وآمنتم " بجعل الهمزة الولى‬
‫واوا لنضمام ما قبلها‪.‬‬

‫قوله تعالى (وما تنقم) يقرأ بكسر القاف وفتحها‪ ،‬وقد ذكر في المائدة‪.‬‬

‫قوله تعالى (ويذرك) الجمهور على فتح الراء عطفا على ليفسدوا‪ ،‬وسكنها بعضهم على التخفيف‪ ،‬وضمها‬
‫بعضهم‪ :‬أى وهو يذرك‪ ،‬ويقرأ (وآلهتك) مثل العبادة والزيادة‪ ،‬وهى العبادة‪.‬‬

‫قوله تعالى (يورثها) يجوز أن يكون مستأنفا‪ ،‬وأن يكون حال من ال‪.‬‬

‫قوله تعالى (بال سنين) ال صل في سنة سنهة‪ ،‬فلم ها هاء لقول هم‪ :‬عامل ته م سانهة وق يل لم ها واو لقول هم‬
‫سنوات‪ ،‬وأك ثر العرب تجعل ها كالزيدون‪ ،‬ومن هم من يج عل النون حرف العراب‪ ،‬وك سرت سنيها إيذا نا‬
‫بأنها جمعت على غير القياس (من لثمرات) متعلق بنقص‪ ،‬والمعنى وبتنقص الثمرات‪.‬‬

‫[‪]283‬‬

‫قوله تعالى (يطيروا) أى يتطيروا‪ ،‬وقرئ شاذا " تطيروا " على ل فظ الما ضى (طائر هم) على ل فظ الوا حد‪،‬‬
‫ويقرأ طيرهم‪ ،‬وقد ذكر مثله في آل عمران‪.‬‬

‫قوله تعالى (مهما) فيها ثلثة أقوال‪ :‬أحد ها أن " مه " بمعنى اك فف‪ ،‬و " ما " ا سم للشرط كقوله " ما يفتح‬
‫ال للناس من رحمة " والثانى أن أصل " مه " ما الشرطية زيدت عليها ما كما زيدت في قوله " إما يأتينكم‬
‫" ثم أبدلت اللف الولى هاء لئل تتوالى كلمتان بلفظ واحد‪ .‬والثالث أنها بأسرها كلمة واحدة غير مركبة‪،‬‬
‫وموضع السم على القوال كلها نصب ب‌ (تأتنا) والهاء في " به " تعود على ذلك السم‪.‬‬

‫قوله تعالى (الطوفان) قيل هو مصدر‪ ،‬وق يل هو ج مع طوفا نة‪ ،‬وهو الماء المغرق الكث ير (والجراد) ج مع‬
‫جرادة الذكر والنثى‪ .‬سواء (والقمل) يقرأ بالتشديد والتخفيف مع فتح القاف وسكون الميم‪ ،‬قيل هما لغتان‪،‬‬
‫وقيل هما القمل المعروف في الثياب ونحوها‪ ،‬والمشدد يكون في الطعام (آيات) حال من الشياء المذكورة‪.‬‬
‫قوله تعالى (ب ما ع هد عندك) يجوز أن تتعلق الباء بادع‪ :‬أى بال شئ الذى عل مك ال الدعاء به‪ .‬ويجوز أن‬
‫تكون الباء للقسم (إذا هم ينكثون) هم مبتدأ وينكثون الخبر‪ ،‬وإذا للمفاجأة وقد تقدم ذكرها‪.‬‬

‫قوله تعالى (وأورثنا) يتعدى إلى مفعولين‪ ،‬فالول (القوم)‪ .‬و (الذين كانوا) نعت‪ .‬وفى المفعول الثانى ثلثة‬
‫أو جه‪ :‬أحدهما (مشارق الرض ومغاربهما) والمراد أرض الشام أو مصمر‪ ،‬و (التمى باركنما) على هذا فيمه‬
‫وجهان‪ :‬أحده ما هو صفة المشارق والمغارب‪ .‬والثا نى صفة الرض‪ ،‬وف يه ض عف لن ف يه الع طف على‬
‫الموصوف قبل الصفة‪.‬‬

‫والقول الثانمى أن المفعول الثانمى لورثنما التمى باركنما‪ :‬أى الرض التمى باركنما‪ ،‬فعلى هذا فمي المشارق‬
‫والمغارب وجهان‪ :‬أحدهمما همو ظرف ليسمتضعفون‪ .‬والثانمى أن تقديره‪ :‬يسمتضعفون فمي مشارق الرض‬
‫ومغاربها‪ ،‬فلما حذف الحرف وصل الفعل بنفسه فنصب‪.‬‬

‫والقول الثالث أن ال تى بارك نا صفة على ما تقدم‪ ،‬والمفعول الثا نى محذوف تقديره‪ :‬الرض أو الملك ( ما‬
‫كان يصنع) " ما " بمعنى الذى‪.‬‬

‫و فى ا سم كان وجهان‪ :‬أحده ما هو ضم ير " ما " وخبر ها ي صنع فرعون‪ ،‬والعائد محذوف‪ ،‬أى ي صنعه‪.‬‬
‫والثا نى أن ا سم كان فرعون‪ .‬وفمى يصمنع ضم ير فا عل‪ ،‬وهذا ضعيمف لن يصمنع ي صلح أن يع مل في‬
‫فرعون فل يقدر تأخيره ك ما ل يقدر تأخ ير الف عل في قولك‪ :‬قام ز يد‪ ،‬وق يل " ما " م صدرية وكان زائدة‪،‬‬
‫وقيل ليست زائدة‪ ،‬ولكن كان الناقصة ل تفصل بين " ما " وبين صلتها‪.‬‬

‫[‪]284‬‬

‫وقمد ذكرنما ذلك فمي قوله " بمما كانوا يكذبون " وعلى هذا القول تحتاج كان إلى اسمم‪ ،‬ويضعمف أن يكون‬
‫اسمها ضمير الشأن لن الجملة التى بعد ها صلة " ما " فل تصلح للتفسير فل يصلح بها اليضاح‪ ،‬وتمام‬
‫السم لن المفسر يجب أن يكون مستقبل فتدعو الحاجة إلى أن نجعل فرعون اسم كان وفي يصنع ضمير‬
‫يعود عليه‪ ،‬و (يعرشون) بضم الراء وكسرها لغتان‪ ،‬وكذلك يعكفون‪ ،‬وقد قرئ بهما فيهما‪.‬‬

‫قوله تعالى (وجاوز نا بب نى إ سرائيل الب حر) الباء ه نا معد ية كالهمزة والتشد يد‪ ،‬أى أجز نا بب نى إ سرائيل‬
‫البحر وجوزنا‪.‬‬

‫قوله تعالى (كما ل هم آلهة) في " ما " ثلثة أوجه‪ :‬أحد ها هى مصدرية‪ ،‬والجملة بعد ها صلة لها‪ ،‬وح سن‬
‫ذلك أن الظرف مقدر بالفعمل‪ .‬والثانمى أن " مما " بمعنمى الذى‪ ،‬والعائد محذوف‪ ،‬وآلهمة بدل منمه تقديره‪:‬‬
‫كالذى هو لهم‪ ،‬والكاف وما عملت فيه صفة لله‪ :‬أى إلها مماثل للذى لهم‪ .‬والوجه الثالث أن تكون " ما "‬
‫كافة للكاف‪ ،‬إذ من حكم الكاف أن تدخل على المفرد‪ ،‬فلما أريد دخولها على الجملة كفت بما‪.‬‬
‫قوله تعالى (ما هم ف يه) يجوز أن تكون " ما " مرفو عة بم تبر‪ ،‬ل نه قوى بوقو عه خبرا‪ ،‬وأن تكون " ما "‬
‫مبتدأ ومتبر خبر مقدم‪.‬‬

‫قوله تعالى (أغ ير ال) ف يه وجهان‪ :‬أحده ما هو مفعول أبغي كم‪ ،‬والتقد ير‪ :‬أب غى ل كم فحذف اللم‪ ،‬و (إل ها)‬
‫تمييز‪.‬‬

‫والثا نى أن إل ها مفعول أبغي كم غ ير ال صفة له قد مت عل يه ف صارت حال (و هو فضل كم) يجوز أن يكون‬
‫حال‪ ،‬وأن يكون مستأنفا‪.‬‬

‫قوله تعالى (ثلثين ليلة) هو مفعول ثان لواعدنا‪ ،‬وفيه حذف مضاف تقديره‪ :‬إتيان ثلثين أو تمام ثلثين‪ ،‬و‬
‫(أربعين ليلة) حال تقديرها‪ :‬فتم ميقات ربه كامل‪ ،‬وقيل هو مفعول تم‪ ،‬لن معناه بلغ‪ ،‬فهو كقولهم‪ :‬بلغت‬
‫أرضك جريبين‪ ،‬و (هارون) بدل أو عطف بيان‪ ،‬ولو قرئ بالرفع لكان نداء أو خبر مبتدإ محذوف‪.‬‬

‫قوله تعالى (جعله د كا) أى صيره‪ ،‬ف هو مت عد إلى اثن ين‪ ،‬ف من قرأ " د كا " جعله م صدرا بمع نى المدكوك‪:‬‬
‫وقيل تقديره‪ :‬ذا دك‪ ،‬ومن قرأ بالمد جعله مثل أرض دكاء أو ناقة دكاء‪ ،‬وهى التى ل سنام لها‪ ،‬و (صعقا)‬
‫حال مقارنة‪.‬‬

‫[‪]285‬‬

‫قوله تعالى (سأريكم) قرئ في الشاذ بواو بعد الهمزة‪ ،‬وهى ناشئة عن الشباع وفيها بعد‪.‬‬

‫قوله تعالى (سبيل الرشد) يقرأ بضم الراء وسكون الشين وبفتحهما‪ :‬وسبيل الرشاد باللف والمعنى واحد‪.‬‬

‫قوله تعالى (والذ ين كذبوا) مبتدأ و خبره (حب طت) ويجوز أن يكون ال خبر ( هل يجزون) وحب طت حال من‬
‫ضمير الفاعل في كذبوا‪ ،‬وقد مرادة‪.‬‬

‫قوله تعالى ( من حلي هم) يقرأ بف تح الحاء و سكون اللم وتخف يف الياء و هو وا حد‪ ،‬ويقرأ ب ضم الحاء وك سر‬
‫اللم وتشد يد الياء و هو جممع أصمله حلوى‪ ،‬فقلبمت الواو ياء وأدغممت في الياء الخرى ثم ك سرت اللم‬
‫إتباعما لهما ويقرأ بكسمر الحاء واللم والتشديمد على أن يكون أتبمع الكسمر الكسمر (عجل) مفعول اتخذه و‬
‫(جسدا) نعت أو بدل أن بيان من حليهم‪ ،‬ويجوز أن يكون صفة لعجل قدم فصار حال‪ ،‬وأن يكون متعلقا‬
‫باتخذ‪ ،‬والمفعول الثانى محذوف أى إلها‪.‬‬

‫قوله تعالى (سقط في أيديهم) الجار والمجرور قائم مقام الفاعل‪ ،‬والتقدير‪ :‬سقط الندم في أيديهم‪.‬‬
‫قوله تعالى (غضبان) حال من مو سى‪ ،‬و (أ سفا) حال آ خر بدل من ال تى قبل ها‪ ،‬ويجوز أن يكون حال من‬
‫الضمير الذى في غضبان‪.‬‬

‫قوله تعالى (يجره إليمه) يجوز أن يكون حال ممن موسمى‪ ،‬وأن يكون حال ممن الرأس‪ ،‬ويضعمف أن يكون‬
‫حال من أخيه (قال ابن أم) يقرأ بكسر الميم‪ ،‬والكسرة تدل على الياء المحذوفة‪ ،‬وبفتحها‪.‬‬

‫وفيه وجهان‪ :‬أحدهما أن اللف محذوفة‪ ،‬وأصل اللف الياء‪ ،‬وفتحت الميم قبلها فانقلبت ألفا وبقيت الفتحة‬
‫تدل علي ها‪ ،‬ك ما قالوا‪ :‬يا ب نت ع ما‪ .‬والو جه الثا نى أن يكون ج عل ا بن والم بمنزلة خم سة ع شر‪ ،‬وبناه ما‬
‫على الفتح (فل تشمت) الجمهور على ضم التاء وكسر الميم‪ ،‬و (العداء) مفعوله‪ ،‬وقرئ بفتح التاء والميم‪،‬‬
‫والعداء فاعله‪ ،‬والن هى في الل فظ للعداء و في المع نى لغير هم و هو مو سى‪ ،‬ك ما تقول‪ :‬ل أري نك هاه نا‪،‬‬
‫وقرئ بفتح التاء والميم ونصب العداء والتقدير‪ :‬ل تشمت أنت بى فتشمت بى العداء‪ ،‬فحذف الفعل‪.‬‬

‫قوله تعالى (والذ ين عملوا ال سيئات) مبتدأ وال خبر (إن ر بك من بعد ها لغفور رح يم) والعائد محذوف‪ :‬أى‬
‫غفور لهم أو رحيم بهم‪.‬‬

‫[‪]286‬‬

‫قوله تعالى (وفى نسختها) الجملة حال من اللواح (لربهم يرهبون) في اللم ثلثة أوجه‪ :‬أحدها هى بمعنى‬
‫من أجل ربهم‪ ،‬فمفعول يرهبون على هذا محذوف‪ :‬أى يرهبون عقابه‪.‬‬

‫والثانى هى متعلقة بفعل محذوف تقديره‪ :‬والذين هم(‪ )1‬يخشعون لربهم‪.‬‬

‫والثالث هى زائدة‪ ،‬وحسن ذلك لما تأخر الفعل‪.‬‬

‫قوله تعالى (واختار موسمى قوممه) اختار يتعدى إلى مفعوليمن‪ :‬أحدهمما بحرف الجمر وقمد حذف هاهنما‪،‬‬
‫والتقديمر‪ :‬ممن قوممه‪ ،‬ول يجوز أن يكون (سمبعين) بدل عنمد الكثريمن‪ ،‬لن المبدل منمه فمي نيمة الطرح‪،‬‬
‫والختيار ل بد له من مختار ومختار م نه‪ ،‬والبدل ي سقط المختار م نه‪ ،‬وأرى أن البدل جائز على ض عف‪،‬‬
‫ويكون التقدير سبعين رجل منهم (أتهلكنا) قيل هو استفهام‪ :‬أى أتعمنا بالهلك‪ ،‬وقيل معناه النفى‪ :‬أى ما‬
‫نهلك من لم يذنب‪ ،‬و (منا) حال من السفهاء (تضل بها) يجوز أن يكون مستأنفا‪ ،‬ويجوز أن يكون حال من‬
‫الكاف في فتنتك إذ ليس هنا ماتصلح أن يعمل في الحال‪.‬‬

‫قوله تعالى (هدنا) المشهور ضم الهاء‪ ،‬وهو من هاد يهود إذا تاب‪ ،‬وقرئ بكسرها‪ ،‬وهو من هاد يهيد إذا‬
‫تحرك أو حرك‪ :‬أى حركنا إليك نفوسنا (من أشاء) المشهور في القراء‌ة الشين‪ ،‬وقرئ بالسين والفتح‪ ،‬وهو‬
‫فعل ماض‪ :‬أى أعاقب المسئ‪.‬‬
‫قوله تعالى (الذين يتبعون) في الذين ثلثة أوجه‪ :‬أحدها هو جر على أنه صفة للذين يتقون أو بدل منه‪.‬‬

‫والثانى نصب على إضمار أعنى‪.‬‬

‫والثالث رفمع‪ :‬أى همم الذيمن يتبعون‪ ،‬ويجوز أن يكون مبتدأ والخمبر " يأمرهمم‪ ،‬وأولئك همم المفلحون‬
‫" (المى) المشهور ضم الهمزة‪ ،‬وهو منسوب إلى الم‪ ،‬وقد ذكر في البقرة‪ ،‬وقرئ بفتحها‪.‬‬

‫وفيه وجهان‪ :‬أحدهما أنه من تغيير النسبة كما قالوا أموى‪ .‬والثانى هو منسوب إلى الم وهو القصد‪ :‬أى‬
‫الذى هو على الق صد وال سداد (يجدو نه) أى يجدون ا سمه و (مكتو با) حال و (عند هم) ظرف لمكتوب أو‬
‫ليجدون (يأمر هم) يجوز أن يكون خبرا للذ ين‪ .‬و قد ذ كر‪ ،‬ويجوز أن يكون م ستأنفا‪ ،‬أو أن يكون حال من‬
‫النبى أو من الضمير في مكتوب (إصرهم) الجمهور على الفراد وهو جنس‪ ،‬ويقرأ‬

‫___________________________________‬

‫() (قوله تقديره والذين هم) كذا بالنسخ التى بأيدينا‪ ،‬والمناسب أن يقول للذين هم ليوافق نظم لتلوة كما ل يخفى اه‌‪)*( .‬‬

‫[‪]287‬‬

‫آصمارهم على الجممع لختلف أنواع الثقمل الذى كان عليهمم‪ ،‬ولذلك جممع الغلل‪( .‬وعزروه) بالتشديمد‬
‫والتخفيف وقد ذكر في المائدة‪.‬‬

‫قوله تعالى (الذى له ملك ال سموات) مو ضع ن صب بإضمار أع نى‪ ،‬أى في مو ضع ر فع على إضمار هو‪،‬‬
‫ويبعد أن يكون صفة ل أو بدل منه لما فيه من الفصل بينهما بإليكم وحاله وهو متعلق برسول‪.‬‬

‫قوله تعالى (وقطعناهم اثنتى) فيه وجهان‪ :‬أحدهما أن قطعنا بمعنى صيرنا فيكون اثنتى عشرة مفعول ثانيا‪.‬‬
‫والثانى أن يكون حال‪ :‬أى فرقناهم فرقا‪ ،‬و (عشرة) بسكون الشين وكسرها وفتحها لغات قد قرئ بها‪ ،‬و‬
‫(أسباطا) بدل من اثنتى عشرة ل تمييز لنه جمع‪ ،‬و (أمما) نعت لسباط‪ ،‬أو بدل بعد بدل‪ ،‬وأنث اثنتى‬
‫عشرة‪ ،‬لن التقدير‪ :‬اثنتى عشرة أمة (أن اضرب) يجوز أن تكون مصدرية‪ ،‬وأن تكون بمعنى أى‪.‬‬

‫قوله تعالى (حطة) هو مثل الذى في البقرة‪ ،‬و (نغفر لكم) قد ذكر في البقرة مايدل على ما هاهنا‪.‬‬

‫قوله تعالى (عمن القريمة) أى عمن خمبر القريمة‪ ،‬وهذا المحذوف همو الناصمب للظرف الذى همو قوله (إذ‬
‫يعدون) وقيمل همو ظرف لحاضرة‪ ،‬وجوز ذلك أنهما كانمت موجودة فمي ذلك الوقمت ثمم خربمت‪ ،‬ويعدون‪،‬‬
‫خفيف‪ ،‬ويقرأ بالتشديد والفتح والصل يعتدون‪ ،‬وقد ذكر نظيره في يخطف (إذ تأتيهم) ظرف ليصعدون و‬
‫(حيتان هم) ج مع حوت أبدلت الواو ياء ل سكونها وانك سار ما قبل ها‪( ،‬شر عا) حال من الحيتان (ويوم ل‬
‫يسبتون) ظرف لقوله (ل تأتيهم)‪.‬‬

‫قوله تعالى (معذرة) يقرأ بالرفمع‪ :‬أى موعظتنما معذرة‪ ،‬وبالنصمب على المفعول له‪ :‬أى وعظنما للمعذرة‪،‬‬
‫وقيل هو مصدر‪ :‬أى نعتذر معذرة‪.‬‬

‫قوله تعالى (بعذاب بئيس) يقرأ بفتح الباء وكسر الهمزة وياء ساكنة بعدها‪.‬‬

‫وف يه وجهان‪ :‬أحده ما هو ن عت للعذاب م ثل شد يد‪ .‬والثا نى هو م صدر م ثل النذ ير‪ ،‬والتقد ير‪ :‬بعذاب ذى‬
‫بأس‪ :‬أى ذى شدة‪ ،‬ويقرأ كذلك إل أنه بتخفيف الهمزة وتقريبها من الياء‪ ،‬ويقرأ بفتح الباء وهمزة مكسورة‬
‫ل ياء بعدها‪.‬‬

‫وفيه وجهان‪ :‬أحدهما هو صفة مثل قلق وحنق‪ .‬والثانى هو منقول من بئس الموضوعة للذم إلى الوصف‪،‬‬
‫ويقرأ كذلك إل أنه بكسر الباء إتباعا‪ ،‬ويقرأ بكسر الباء وسكون الهمزة‪ ،‬وأصلها‬

‫[‪]288‬‬

‫فتمح الباء وكسمر الهمزة‪ ،‬فتكسمر الباء إتباعما‪ ،‬وسمكن الهمزة تخفيفما‪ ،‬ويقرأ كذلك إل أن مكان الهمزة ياء‬
‫ساكنة‪ ،‬وذلك تخف يف ك ما تقول في ذئب ذ يب‪ ،‬ويقرأ بف تح الباء وك سر الياء وأ صلها همزة مك سورة أبدلت‬
‫ياء‪ ،‬ويقرأ بياء‌مين على فيعال‪ ،‬ويقرأ " بيمس " بفتمح الباء والياء ممن غيمر هممز وأصمله باء سماكنة وهمزة‬
‫مفتوحمة‪ ،‬إل أن حركمة الهمزة ألقيمت على الياء ولم تقلب الياء ألفما لن حركتهما عارضمة‪ ،‬ويقرأ " بيأس "‬
‫مثل ضيغم‪ ،‬ويقرأ بفتح الباء وكسر الياء وتشديدها مثل سيد وميت وهو ضعيف‪ ،‬إذ ليس في الكلم مثله‬
‫من الهمز‪ ،‬ويقرأ " بأيس " بفتح الباء وسكون الهمزة وفتح الياء‪ ،‬وهو بعيد إذ ليس في الكلم فعيل‪ ،‬ويقرأ‬
‫كذلك إل أنه بكسر الباء مثل عثير وحديم‪.‬‬

‫قوله تعالى (تأذن) همو بمعنمى أذن‪ :‬أى أعلم (إلى يوم القياممة) يتعلق بتأذن أو بيبعمث وهمو الوجمه‪ ،‬ول‬
‫يتعلق ب‌ (يسومهم) لن الصلة أو الصفة ل تعمل فيما قبلها‪.‬‬

‫قوله تعالى (وقطعنا هم في الرض أم ما) مفعول ثان أو حال (من هم ال صالحون) صفة ل مم أو بدل م نه‪ ،‬و‬
‫(دون ذلك) ظرف أو خبر على ماذكرنا في قوله " لقد تقطع بينكم "‪.‬‬

‫قوله تعالى (ورثوا الكتاب) نعمت لخلف (يأخذون) حال ممن الضميمر فمي ورثوا (ودرسموا) معطوف على‬
‫ورثوا‪ ،‬وقوله " ألم يؤخذ " معترض بينهما‪ ،‬ويقرأ ادارسوا وهو مثل اداركوا فيها وقد ذكر‪.‬‬
‫قوله تعالى (والذين يمسكون) مبتدأ‪ ،‬وال خبر (إنا ل نضيع أجر المصلحين) والتقدير منهم‪ ،‬وإن شئت قلت‬
‫إنه وضع الظاهر موضع المضمر‪ :‬أى ل نضيع أجرهم‪ ،‬وإن شئت قلت لما كان الصالحون جنسا والمبتدأ‬
‫واحدا م نه ا ستغنيت عن ضم ير‪ ،‬ويم سكون بالتشد يد والما ضى م نه م سك‪ ،‬ويقرأ بالتخف يف من أم سك‪،‬‬
‫ومعنى القراء‌تين تمسك بالكتاب‪ :‬أى عمل به‪ ،‬والكتاب جنس‪.‬‬

‫قوله تعالى (وإذ نتقنا) أى اذكر إذ‪ ،‬و (فوقهم) ظرف لنتقنا أو حال من الجبل غير مؤكدة‪ ،‬لن رفع الجبل‬
‫فوق هم تخ صيص له بب عض جهات العلو (كأ نه) الجملة حال من الج بل أي ضا (وظنوا) م ستأنف‪ ،‬ويجوز أن‬
‫يكون معطوفا على نتقنا فيكون موضعه جرا‪ ،‬ويجوز أن يكون حال‪ ،‬وقد معه مرادة (خذوا ما آتيناكم) قد‬
‫ذكر في البقرة‪.‬‬

‫[‪]289‬‬

‫قوله تعالى (وإذ أ خذ) أى واذ كر ( من ظهور هم) بدل من ب نى آدم‪ :‬أى من ظهور ب نى آدم‪ ،‬وأعاد حرف‬
‫الجمر ممع البدل وهمو بدل الشتمال (أن تقولوا) بالياء والتاء وهمو مفعول له‪ :‬أى مخافمة أن تقولوا‪ ،‬وكذلك‬
‫(أو تقولوا)‪.‬‬

‫قوله تعالى (إن تح مل عل يه يل هث أو تتر كه يل هث) الكلم كله حال من الكلب تقديره يش به الكلب له ثا في‬
‫كل حال‪.‬‬

‫قوله تعالى (ساء) هو بمعنى بئس‪ ،‬وفاعله مضمر‪ :‬أى ساء المثل‪ ،‬و (مثل) مف سر (القوم) أى مثل القوم‪،‬‬
‫ل بد من هذا التقد ير لن المخ صوص بالذم من ج نس فا عل بئس‪ ،‬والفا عل الم ثل‪ ،‬والقوم ل يس من ج نس‬
‫المثل‪ ،‬فلزم أن يكون التقدير مثل القوم فحذفه وأقام القوم مقامه‪.‬‬

‫قوله تعالى (لجه نم) يجوز أن يتعلق بذرأ نا‪ ،‬وأن يتعلق بمحذوف على أن يكون حال من (كثيرا) أى كثيرا‬
‫لجهنم‪ ،‬و (من الجن) نعت لكثير (لهم قلوب) نعت لكثير أيضا‪.‬‬

‫قوله تعالى (السماء الحسنى) الحسنى صفة مفردة لموصوف مجموع‪ ،‬وأنث لتأنيث الجمع (يلحدون) يقرأ‬
‫بضم الياء وكسر الحاء‪ ،‬وماضيه ألحد‪ ،‬وبفتح الياء والحاء وماضيه لحد‪ ،‬وهما لغتان‪.‬‬

‫قوله تعالى (وممن خلقنا) نكرة موصوفة أو بمعنى الذى‪.‬‬

‫قوله تعالى (والذين كذبوا) مبتدأ‪ ،‬و (سنستدرجهم) الخبر‪ ،‬ويجوز أن يكون في موضع نصب بفعل محذوف‬
‫فسره المذكور‪ :‬أى سنستدرج الذين‪.‬‬
‫قوله تعالى (وأملى) خبر مبتدإ محذوف‪ :‬أى وأ نا أملى‪ ،‬ويجوز أن يكون معطو فا على ن ستدرج وأن يكون‬
‫مستأنفا‪.‬‬

‫قوله تعالى (مابصماحبهم) فمي " مما " وجهان‪ :‬أحدهمما نافيمة‪ ،‬وفمي الكلم حذف تقديره‪ :‬أو لم يتفكروا فمي‬
‫قول هم به ج نة‪ .‬والثا نى أن ها ا ستفهام‪ :‬أى أو لم يتفكروا أى شئ ب صاحبهم من الجنون مع انتظام أقواله‬
‫وأفعاله‪ ،‬وقيل هى بمعنى الذى‪ ،‬وعلى هذا يكون الكلم خرج عن زعمهم‪.‬‬

‫قوله تعالى (وأن ع سى) يجوز أن تكون المخف فة من الثقيلة‪ ،‬وأن تكون م صدرية وعلى كل الوجه ين هى‬
‫في موضع جر عطفا على ملكوت‪ ،‬و (أن يكون) فاعل عسى‬

‫[‪]290‬‬

‫وأما اسم يكون فمضمر فيها وهو ضمير الشان‪ ،‬و (قد اقترب أجلهم) في موضع نصب خبر كان‪ ،‬والهاء‬
‫في (بعده) ضمير القرآن‪.‬‬

‫قوله تعالى (فل هادى) فمي موضمع جزم على جواب الشرط (ويذرهمم) بالرفمع على السمتئناف‪ ،‬وبالجزم‬
‫عطفا على موضع " فل هادى " وقيل سكنت لتوالى الحركات‪.‬‬

‫قوله تعالى (أيان) اسمم مبنمى لتضمنمه حرف السمتفهام بمعنمى متمى‪ ،‬وهمو خمبر ‌ل (مرسماها) والجملة فمي‬
‫مو ضع جر بدل من ال ساعة تقديره‪ :‬ي سألونك عن زمان حلول ال ساعة‪ ،‬ومر ساها مف عل من أر سى‪ ،‬و هو‬
‫م صدر م ثل المد خل والمخرج بمع نى الدخال والخراج‪ :‬أى م تى أر ساها (إن ما علم ها) الم صدر مضاف‬
‫إلى المفعول و هو مبتدأ‪ ،‬و (ع ند) ال خبر (ثقلت في ال سموات) أى ثقلت على أ هل ال سموات والرض‪ :‬أى‬
‫تثقل عند وجودها‪ ،‬وقيل التقدير‪ :‬ثقل علمها على أهل السموات (حفى عنها) فيه وجهان‪ ،‬أحدهما تقديره‪:‬‬
‫يسألونك عنها كأنك حفى أى معنى بطلبها فقدم وأخر‪ .‬والثانى أن عن بمعنى الباء‪ :‬أى حفى بها‪ ،‬وكأنك‬
‫حال من المفعول‪ ،‬وحفى بمعنى محفو‪ ،‬ويجوز أن يكون فعيل بمعنى فاعل‪.‬‬

‫قوله تعالى (لنف سى) يتعلق بأملك‪ ،‬أو حال من ن فع (إل ماشاء ال) ا ستثناء من الج نس (لقوم) يتعلق ببش ير‬
‫عند البصريين‪ ،‬وبنذير عند الكوفيين‪.‬‬

‫قوله تعالى (فمرت بمه) يقرأ بتشديمد الراء ممن المرور‪ ،‬ومارت باللف وتخفيمف الراء ممن المور‪ ،‬وهمو‬
‫الذهاب والمجئ‪.‬‬
‫قوله تعالى (جعل له شركاء) يقرأ بال مد على الج مع‪ ،‬وشر كا بك سر الش ين و سكون الراء والتنو ين‪ ،‬وف يه‬
‫وجهان‪ :‬أحدهمما تقديره‪ :‬جعل لغيره شركما أى نصميبا‪ .‬والثانمى جعل له ذا شرك‪ ،‬فحذف فمي الموضعيمن‬
‫المضاف‪.‬‬

‫قوله تعالى (أدعوتموهم) قد ذكر في قوله " سواء عليهم أأنذرتهم "‪ ،‬و (أم أنتم صامتون) جملة اسمية في‬
‫موضع الفعلية‪ ،‬والتقدير‪ :‬أدعوتموهم أم صمتم‪.‬‬

‫قوله تعالى (إن الذ ين تدعون) الجمهور على تشد يد النون‪ ،‬و (عباد) خبر إن‪ ،‬و (أمثال كم) ن عت له والعائد‬
‫محذوف‪ :‬أى تد عو ب هم‪ ،‬ويقرأ عبادا‪ ،‬و هو حال من العائد المحذوف‪ ،‬وأمثال كم ال خبر‪ ،‬ويقرأ إن بالتخف يف‬
‫وهى بمعنى " ما "‬

‫[‪]291‬‬

‫وعبادا خبر ها‪ ،‬وأمثال كم يقرأ يالن صب نع تا لعبادا‪ ،‬و قد قرئ أي ضا " أمثال كم " بالر فع على أن يكون عبادا‬
‫حال من العائد المحذوف‪ ،‬وأمثالكم الخبر‪ ،‬وإن بمعنى " ما " ل تعمل عند سيبويه وتعمل عند المبرد‪.‬‬

‫قوله تعالى (قل ادعوا) يقرأ بضم اللم وكسرها‪ ،‬وقد ذكرنا ذلك في قوله " فمن اضطر "‪.‬‬

‫قوله تعالى (إن ولى ال) الجمهور على تشد يد الياء الولى وف تح الثان ية و هو ال صل‪ ،‬ويقرأ بحذف الثان ية‬
‫في اللفظ لسكونها وسكون ما بعدها‪ ،‬ويقرأ بفتح الياء الولى ول ياء بعدها‪ ،‬وحذف الثانية من اللفظ تخفيفا‪.‬‬

‫قوله تعالى (ط يف) يقرأ بتخف يف الياء‪ .‬وف يه وجهان‪ :‬أحده ما أ صله ط يف م ثل م يت فخ فف‪ .‬والثا نى أ نه‬
‫مصدر طاف يطيف إذا أحاط بالشئ‪ ،‬وقيل هو مصدر يطوف قلبت الواو ياء وإن كانت ساكنة كما قلبت‬
‫في أيد وهو بعيد‪ ،‬ويقرأ طائف على فاعل‪.‬‬

‫قوله تعالى (يمدونهم) بفتح الياء وضم الميم من مد يمد مثل قوله " ويمدهم في طغيانهم " ويقرأ بضم الياء‬
‫وك سر الميم من أمده إمدادا (في الغى) يجوز أن يتعلق بالف عل المذكور‪ ،‬ويجوز أن يكون حال من ضمير‬
‫المفعول أو من ضمير الفاعل‪.‬‬

‫قوله تعالى (فاسمممتمعوا له) يجوز أن تكون اللم بمعنمممى ل‪ ،‬أى لجله‪ ،‬ويجوز أن تكون زائدة‪ :‬أى‬
‫فاستمعوه‪ ،‬ويجوز أن تكون بمعنى إلى‪.‬‬

‫قوله تعالى (تضرعا وخفية) مصدران في موضع الحال‪ ،‬وقيل هو مصدر لفعل من غير المذكور بل من‬
‫معناه (ودون الج هر) معطوف على تضرع‪ ،‬والتقد ير‪ :‬مقت صدين (بالغدو) متعلق بادعوا (وال صال) ج مع‬
‫الج مع‪ ،‬لن الوا حد أ صيل‪ ،‬وفع يل ل يج مع على أفعال بل على ف عل ثم ف عل على أفعال‪ ،‬وال صل أ صيل‬
‫وأصمل ثمم آصمال‪ ،‬ويقرأ شاذا‪ ،‬واليصمال بكسمر الهمزة وياء بعدهما‪ ،‬وهمو مصمدر أصملنا إذا دخلنما فمي‬
‫الصيل‪.‬‬

‫تم الجزء الول‪ ،‬ويليه الجزء الثانى وأوله‪ :‬سورة النفال وبتمامه يتم الكتاب‪.‬‬

You might also like