You are on page 1of 23

‫جملة الدراسات االسالمية‪ ،‬جامعة عمار الثليجي‪ ،‬األغواط‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬العدد ‪ ،10‬ديسمرب‪2017 ،‬‬

‫الكلمة القرآنيّة‬
‫أعماقها‪ ،‬أبعادها‪ ،‬أدوارها‪ ،‬ارتباطاهتا‪ ،‬أشكاهلا‪ ،‬إعجازها‬

‫الدكتور املهندس خالد بكرو‬


‫‪Dr.khaled.Bakro@gmail.com‬‬
‫عميد كلية العلوم وتكنولوجيا المعلومات ‪ -‬أكاديمية توليب للعلوم والتكنولوجيا‬
‫اسطنبول – تركيا‬

‫اخلالصة‬

‫القرآن الكرمي كلمة ‪  ‬الصامتة‪ ،‬وكلمات القرآن هي اللؤلؤ املكنون وصدف درر اهلداية‬
‫ومنبع حقائق اإلميان‪ ،‬ومعدن أسس اإلسالم‪ ،‬واليت تتنزل من عرش الرمحن وتتوجه من فوق الكون ومن‬
‫خارجه اىل اإلنسان‪ ،‬كلمة ‪  ‬الناطقة لتخرجه من غياهب الظلمات إىل اهلدى والنور‪.‬‬
‫الكلمات القرآنية هي وحي السماء‪ ،‬وهي قول ‪  ‬وهي كالمه‪ ،‬وهي حصرا دون بقي‬
‫كلمات اللغة العربية فطرية موحاة من ‪ ، ‬تنتمي إىل عامل األمر‪ ،‬لذلك تُقدس وتعُظم ومتُجد ويُتقرب‬
‫هبا وبقراءهتا إىل قائلها‪ ،‬فكل كل كلمة قرآنية‪ :‬ههلها م ْن نه ْفس هها طههرب‪ ،‬هوم ْن هذاهتها هع هجب‪ ،‬هوم ْن طهْل هعت هها غَُّرة‪،‬‬
‫هوم ْن ههبْ هجت هها ُد َّرة‪.‬‬
‫وملا هلذه الكلمات من مزااي تنفرد هبا‪ ،‬نسعى يف هذا املبحث عرض بعضها‪ ،‬حماولني ملس ما‬
‫أحاطت به الكلمة القرآنية من أشكال وحدود وأدوار وأبعاد وما هلا من خصائص حرفية وعددية‪ ،‬وما هبا‬
‫من إعجاز بياين وعددي‪ ،‬لنصل أبرواحنا إىل ملس ارتباطاهتا‪ ،‬كيف ال وهي كالم ‪  ‬وقوله‪ ،‬وهي‬
‫روح من أمره‪.‬‬

‫الكلمات املفتاحية‪ :‬الكلمة القرآنية‪ ،‬أبعاد الكلمة القرآنية‪ ،‬أعماق الكلمة القرآنية‪ ،‬أدوار الكلمة القرآنية‪ ،‬ارتباطات‬
‫الكلمة القرآنية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫جملة الدراسات االسالمية‪ ،‬جامعة عمار الثليجي‪ ،‬األغواط‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬العدد ‪ ،10‬ديسمرب‪2017 ،‬‬

‫‪ -1‬مقدمة‬
‫كل ما يف الوجود خملوق من واجب الوجود ‪ ‬بكلمة‪ ،‬فالكون كلمة‪ ،‬اإلنسان كلمة‪ ،‬اخللق‬
‫كلمة‪ ،‬التوحيد كلمة‪ ،‬الكفر كلمة‪ .‬خالق كل شيء ‪ ‬بكلمة‪ ،‬فعلمه كلمة‪ ،‬وقوله كلمة‪ ،‬وإرادته كلمة‪،‬‬
‫وقضاؤه وابتالؤه وعذابه كلمة‪ ،‬والكلمة على االفراد مبعىن الكلمات‪ ،‬لكن ملا تفرقت الكلمة الواحدة يف‬
‫األمور يف األوقات صارت كلمات‪ ،‬والكلمة هي أول من ظهر من احلضرة اإلهلية للعامل‪ ،‬والعامل كله كلمات‬
‫‪ ، ‬كلمات اتمة صادقة عادلة حسىن ال تفىن وال تتبدل‪.‬‬
‫لقد تكرر ذكر كلمات اإلميان ومشتقاته يف كتاب ‪  ‬بعدد ذكر كلمات العلم ومشتقاته‬
‫واملعرفة ومشتاقتها‪ ،‬وهي إشارة ربنية إىل أننا ال نصل إىل اإلميان الكامل إال بلعلم‪ .‬وهدفنا أن منلك بلعلم‬
‫مفتاحا من املفاتيح اهلامة للدخول إىل أعماق الكلمة القرآنية‪ .‬فلها مبا حتمله من معان ودالالت أبعادا‪،‬‬
‫وأعماقا‪ ،‬وأدوارا‪ ،‬وارتباطات ال يعلمها إال ذو اجلالل واإلكرام والعلم الذي ال ينفد ‪ ،‬قمنا جبمعها يف‬
‫أربع لكل منها‪ ،‬وهلا إضافة لكل ذلك إعجازا بيانيا وعددايًّ يذهل العقول ويبهر القلوب‪.‬‬
‫حظيت الكلمة القرآنية جبهد العلماء وعنايتهم قدميا وحديثا فوقفوا أمامها ليوضحوا مدلوالهتا‬
‫ويكتشفوا مكنوانهتا‪ ،‬ويسربوا أغوارها‪ ،‬ويستنبطوا علومها‪ ،‬بحثني عما ترشد إليه من معىن‪ ،‬وليبينوا صيغتها‬
‫واشتقاقاهتا وانتمائها اللغوي‪ ،‬وليظهروا مجال موقعها وأصالتها يف موضعها‪ ،‬وما هلا من حالوة جرس‪ ،‬وما‬
‫حتدثه من إرهاف يف احلس‪ .‬وبلرغم من كل ما بذلوه من جهد وما أولوها من عناية فستظل الكلمة‬
‫القرآنية مشس هداية يشع منها النور ليبهر العقول عرب العصور‪.‬‬
‫حناول يف هذا املبحث وضع تلخيص خمتصر ألهم ما مييز هذه الكلمة‪ ،‬إذ سنبدأ بتقدمي تعريف‬
‫الكلمة القرآنية مث الكلمة‪ ،‬مث ننتقل لنعرض بعض املواضيع املتعلقة هبا ونلخص أدوارها وأبعادها وأعماقها‬
‫وارتباطاهتا بشكل خمتصر بسيط دون الدخول يف التفسري‪ ،‬لنختم مبا خلص إليه املبحث‪.‬‬
‫‪ -2‬الكلمة القرآنيّة‬
‫الكلمات القرآنية هي قول ‪  ‬وكالمه وكلمات يف كتابه‪ ،‬ههبهرت بالغتها العقول وظهرت‬
‫فصاحتها على كل مقول‪ ،‬وتظافر إجيازها وإعجازها وتظاهرت حقيقتها وجمازها‪ ،‬وحوت كل البيان جوامعه‬
‫وبدائعه‪ ،‬قد أحكم احلكيم ‪ ‬صياغتها‪ ،‬وأبدع البديع ‪ ‬ترتيبها ونظامها ونظامها‪ ،‬فكانت أبواب‬
‫ومفاتيح خزائن املعاين والعلوم‪ ،‬وكانت يف السمو والعلو جنمة من النجوم‪.‬‬
‫قال ‪:‬‬
‫ُّجوم هو إنَّهُ له هق هسم لَّ ْو ته ْعله ُمو هن هعظيم إنَّهُ له ُق ْرءهان هكرمي ف ك َٰتهب َّم ْكنُون َّال هميه ُّسهُ إَّال‬ ‫﴿ فه هال أُقْس ُم مبهَٰهوقع الن ُ‬
‫ني ﴾[الواقعة‪.]80-75/56 :‬‬ ‫الْ ُمطه َّه ُرو هن تهنزيل من َّرب الْ َٰهعلهم ه‬

‫‪2‬‬
‫جملة الدراسات االسالمية‪ ،‬جامعة عمار الثليجي‪ ،‬األغواط‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬العدد ‪ ،10‬ديسمرب‪2017 ،‬‬

‫ومن دالالت اآلية أن وضع الكلمة يف اآلية والتئامها مع جارهتا واختيار املوقع والوضع املناسب‬
‫ودقة وضعها وترتيب حروفها متناهية‪ ،‬وبديع صفها وعظيم نظمها يفوق تصور العقول ويوازي دقة رصف‬
‫النجوم‪.‬‬
‫الكلمة القرآنية علم العليم ذي احلكمة وإرادة القيوم ذي القدرة‪ ،‬جتملت من الكرمي ذي العزة‪،‬‬
‫فالحت عليها هبجة العظمة‪ ،‬فنزلت ممن له األمر فكان هلا على كل الكلمات سلطان وإمرة‪ ،‬هي قول‬
‫‪  ‬وهي كالمه وهي أمره‪ ،‬وهي علمه‪ ،‬وهي حصرا دون بقي كلمات اللغة العربية فطرية موحاة من‬
‫‪ ، ‬تنتمي إىل عامل األمر‪ ،‬لذلك تُقدس وتعُظم ومتُجد ويُتقرب هبا وبقراءهتا إىل قائلها‪.‬‬
‫فكل كل كملة قرآنية‪:‬‬
‫‪ ‬ههلها م ْن نه ْفس هها طههرب‪.‬‬
‫‪ ‬هوم ْن ذهاهتها هع هجب‪.‬‬
‫‪ ‬هوم ْن طهلْ هعت هها غَُّرة‪.‬‬
‫‪ ‬هوم ْن ههبْ هجت هها ُد َّرة‪.‬‬
‫جتمع الكلمة القرآنية أربع‪:‬‬
‫‪ ‬كماال علميا‪.‬‬
‫‪ ‬وذوقا روحيا‪.‬‬
‫‪ ‬وغاية إنسانية‪.‬‬
‫‪ ‬وفائدة دينية‪.‬‬
‫قال ‪  ‬يف سورة الواقعة مستخدما التشبيه‪ ﴿ :‬هكأ ْهمثهال اللُّ ْؤلُؤ الْ هم ْكنُون ﴾[الواقعة‪]23/56 :‬‬
‫مث قال عن كتابه يف نفس السورة‪ ﴿ :‬إنَّهُ له ُق ْرآن هكرمي‪ ،‬يف كتهاب هم ْكنُون ﴾[الواقعة‪]78-77/56 :‬‬
‫وإين أقول إن الكلمات الكرمية هلذا الكتاب الكرمي املكنون‪ ،‬هي اللؤلؤ املكنون‪ ،‬فما رصفها‬
‫ونظمها وترتيلها وصياغتها إال صياغة لؤلؤ أو تزيد‪.‬‬
‫صدف هذا اللؤلؤ املكنون وكسوته اللغة العربية‪ ،‬وهي اليت كرمها ‪  ‬بلقرآن الكرمي‪ ،‬وأول‬
‫أجزاء معانيها هو احلرف‪ ،‬الذي يعترب اللبنة األوىل للمعىن يف القرآن الكرمي‪ ،‬حيث صاغ ‪  ‬كلمات‬
‫كتابه من هذه اللبنات‪ ،‬صياغة أعجز يف نظمها وما حتمله من معان ودالالت اإلنس واجلن ومجيع‬
‫شهدائهم وكل ما صنعوا‪ .‬لتشكل وحدة معنوية كاملة بنفسها‪ ،‬وواحدة من وحدات يتكون منها املعىن يف‬
‫النص القرآين‪.‬‬
‫واحدة الوصف واملعىن للنص القرآين هو الكلمة‪ ،‬ولكل واحدة معىن هوية خاصة هبا‪ ،‬ولكل منها‬
‫دالالته اليت متيزه عن غريه‪ ،‬حيث تنتظم هذه الواحدات ضمن قوانني ونظم دقيقة ويف صياغة وإحكام‬

‫‪3‬‬
‫جملة الدراسات االسالمية‪ ،‬جامعة عمار الثليجي‪ ،‬األغواط‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬العدد ‪ ،10‬ديسمرب‪2017 ،‬‬

‫مطلق‪ ،‬حيث يتم من خالهلا الوصف املطلق لألمور واألشياء‪ ،‬وصفا حيمل مفاتيح كل شيء يف هذا‬
‫الكون‪ ،‬وذلك من منظار حقيقتها وماهيتها‪ ،‬ال من منظار ما نراه من ظاهرها‪ ،‬وال ميكن حذف حرف أو‬
‫زايدة حرف‪ ،‬أو تبديل حرف حبرف حيث تعهد ‪  ‬حبفظ كتابه‪.‬‬
‫الكلمات القرآنية لب كالم العرب‪ ،‬وواسطته‪ ،‬زبدته وكرائمه‪ ،‬وعليها اعتمد احلكماء والفقهاء يف‬
‫أحكامهم وفقههم‪ ،‬وإليها مفزع الشعراء والبلغاء يف نثرهم ونظمهم‪.‬‬
‫‪ -3‬تعريف الكلمة‬
‫الكالم‪ :‬كلمة‪ ،‬ومجلة‪ ،‬ونص‪ ،‬والكلمة‪ :‬حرف واسم وفعل‪.‬‬
‫الكلمة لفظة مفردة تدل على املعىن وعلى زمانه‪ ،‬فإن دلت على معىن يف نفسها ومل تقرتن بزمان‬
‫فهي اسم‪ ،‬أو اقرتنت ففعل‪ ،‬أو احتاجت يف إفادة معناها إىل اسم أو فعل أو مجلة فيه حرف‪ .‬والكلمة‬
‫نهظْم من احلروف املركبة على التوايل والتعاقب‪ .‬ومجع الكلمة‪ :‬كلمات وهكلم‪ .‬قال أكثر النحويون‪ :‬الْ هكل همةُ‬
‫هغ ْريُ الْ هك هالم‪ ،‬فهالْ هكل همةُ ه هي اللَّ ْفظهةُ الْ ُم ْفهرهدةُ‪ ،‬هوالْ هك هال ُم ُه هو ا ْجلُ ْملهةُ الْ ُمف هيدةُ (‪.)1‬‬
‫الكاف والالم وامليم يف اللغة‪ :‬تدل على نطق مفهم‪ ،‬أي الكالم‪ ،‬تقول‪ :‬كلمته أكلمه تكليما‪ ،‬مث‬
‫فسمت اللفظة الواحدة املفهمة كلمة‪ ،‬والقصة كلمة‪ ،‬والقصيدة بطوهلا كلمة‪،‬‬ ‫إن العرب توسعت يف هذا‪َّ ،‬‬
‫والكلمة على االفراد مبعىن الكلمات أيضا‪ ،‬لكن ملا تفرقت الكلمة الواحدة يف األمور يف األوقات صارت‬
‫كلمات ومرجعهن إىل كلمة واحدة‪ .‬وقد يراد بلكلمة الكلمات الكثرية إذا كانت مضبوطة بضابط واحد‪،‬‬
‫ومنها يقال‪« :‬كلمة الشهادة»‪ ،‬ويقال‪« :‬الكلمة الطيبة صدقة»‪.‬‬
‫عند مجع احلروف تصري كلمة‪ ،‬مث عند تعني بعض احلروف اجملتمعة يصري لغة عربية‪ ،‬مث بكيفية‬
‫تقطيع احلروف يصري معرب‪ ،‬مث إذا صار كلمة عربية صحيحة معربة صارت دالة على معىن من املعاين‪،‬‬
‫والكلمة يف اللغة العربية هلا مكونني لفظي وداليل‪ ،‬وصرفيا هلا صفنني‪ :‬جذر وجذع‪ ،‬واملعىن الكلي للكلمة‬
‫ال يتضح إال مبجموع معنييها املعجمي والصريف‪.‬‬
‫ضعيَّة هال هذاتيَّة‪ ،‬وعرف الْ هكل همةُ‬ ‫هن هدهالهالت ْاألهلْ هفاظ هو ْ‬ ‫يقول اإلمام الرازي‪" :‬ه هسنُق ُيم الدهَّالله هة هعلهى أ َّ‬
‫يف ُمهرَّكب م ْن قُيُود أ ْهربه هعة (‪:)2‬‬
‫َّعر ُ‬ ‫صط هالح هعلهى هم ْعىن‪ ،‬هوهه هذا الت ْ‬ ‫على أهنا‪ :‬اللَّ ْفظهةُ الْ ُم ْفهرهدةُ الدَّالَّةُ بال ْ‬
‫‪ ‬فهالْ هقْي ُد ْاأل َّهو ُل هك ْونُهُ له ْفظا‪.‬‬
‫‪ ‬هوالثَّاين هك ْونُهُ ُم ْفهردا‪.‬‬
‫ث هك ْونُهُ هد ًّاال هو ُه هو ْ‬
‫اح هرتاز هعن الْ ُم ْه هم هالت‪.‬‬ ‫‪ ‬هوالثَّال ُ‬

‫‪ .1‬تفسري الرازي = مفاتيح الغيب أو التفسري الكبري‪ ،‬حممد بن عمر الرازي‪ ،‬بب‪ ،7 :‬ج‪ ،1 :‬ص‪ ،14 :‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ .2‬نفس املرجع السابق‪ ،‬بب‪ ،1 :‬ج‪ ،1 :‬ص‪ ،36 :‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫جملة الدراسات االسالمية‪ ،‬جامعة عمار الثليجي‪ ،‬األغواط‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬العدد ‪ ،10‬ديسمرب‪2017 ،‬‬

‫صط هالح‪.‬‬‫الراب ُع هك ْونُهُ هد ًّاال بال ْ‬


‫‪ ‬هو َّ‬
‫الكلمة أصل‪ :‬الدقة يف التعبري‪ ،‬والوضوح يف املعىن‪ ،‬والصدق يف الداللة‪ ،‬والصراحة يف اللفظ‪،‬‬
‫فلكل كلمة‪:‬‬
‫‪ ‬بنية وهيئة وشكل ورسم‪.‬‬
‫‪ ‬بنية (حرفية أو رقمية)‪ ،‬معىن (تدل عليه)‪ ،‬زمن (قيلت فيه أو تدل عليه)‪ ،‬مكان (قيلت فيه)‪.‬‬
‫‪ ‬حقيقة وجماز هوهر ْسم هو ْاعتبه ُار (‪.)3‬‬
‫‪ ‬وقال النورسي‪ " :‬لكل كلمة حروفا وهيئة وكيفية وموقعا (‪.)4‬‬
‫‪ ‬وقال أيضا الكلمة هي‪ :‬املعىن احلريف‪ ،‬واملعىن اإلمسي‪ ،‬والنية‪ ،‬النظر" (‪.)5‬‬
‫‪ ‬وقال أيضا‪ " :‬قد يُدرج يف كلمة واحدة براهني كثرية لدعوى‪ :‬صراحة وإشارة ورمزا وامياء " " (‪.)6‬‬
‫‪ ‬وقال ابن عريب‪ :‬األلفاظ عند العرب أربعة‪ :‬متباينة ومتواطئة ومشرتكة ومرتادفة (‪.)7‬‬
‫‪ ‬وهلا أيضا معىن‪ :‬ذهين‪ ،‬وعيين‪ ،‬ولفظي‪ ،‬وخطي‪.‬‬
‫‪ -4‬بنية الكلمة القرآنيّة‬
‫‪ 2-4‬البنية احلرفيّة‬
‫قال ابن عيينة‪ " :‬مسي القرآن قرآان ألن احلروف مجعت فصارت كلمات‪ ،‬والكلمات مجعت‬
‫فصارت آايت‪ ،‬واآلايت مجعت فصارت سورا‪ ،‬والسور مجعت فصارت قرآان‪ ،‬مث مجع فيه علوم األولني‬
‫واآلخرين" (‪.)8‬‬
‫إن احلرف الُقرآين املرسوم لبنة بناء الكلمة القرآنية‪ ،‬وبلتايل فهو اللب نة األوىل للمعىن‪ ،‬وقد ذكر‬
‫‪  ‬يف كتابه احلروف جمتمعة‪ ،‬وقد ذكرها مفردة‪ ،‬حيث ختتلف القيمة املعنوية للصورة الفردية والرتكيبية‬
‫للحروف من خالل عملية تركيبها ومجعها‪ ،‬أو التعامل معها بشكل مفرد‪ ،‬وأتيت الكلمة القرآنية وصفا‬
‫مطلقا ملاهية املوصوف‪ ،‬ممن خالل اجتماع معاين احلروف املكونة هلذه الكلمة برتتيب معني‪.‬‬
‫لن ندخل يف أمور اللغة إمنا من بب التذكري فإن القرآن الكرمي‪ ،‬ذكر كل أقسام وأشكال وصيغ‬
‫وحاالت الكلمة‪ ،‬فقد ذكر الكلمة بصيغها املفرد واملثىن واجلمع‪ ،‬وأبقسامها اسم وفعل وحرف‪ ،‬وحاالت‬

‫الربهان يف علوم الْ ُق ْرآن‪ ،‬حممد الزركشي‪.1/252 .‬‬ ‫‪.3‬‬


‫كليات رسائل النور‪ ،‬املكتوبت‪ ،‬سعيد النورسي‪ ،‬ص‪.560 ،127 ،116 :‬‬ ‫‪.4‬‬
‫نفس املرجع السابق‪ ،‬ص‪ ،166 :‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫‪.5‬‬
‫نفس املرجع السابق‪ ،‬املكتوبت‪ ،‬ص‪ ،505 :‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫‪.6‬‬
‫‪ .7‬الفتوحات املكية حممد بن علي بن عريب‪ .‬ص‪.5 :‬‬
‫‪ .8‬تفسري الرازي = مفاتيح الغيب أو التفسري الكبري‪ ،‬حممد بن عمر الرازي‪ ،‬بب‪ ،2 :‬ج‪ ،1 :‬ص‪.280 :‬‬

‫‪5‬‬
‫جملة الدراسات االسالمية‪ ،‬جامعة عمار الثليجي‪ ،‬األغواط‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬العدد ‪ ،10‬ديسمرب‪2017 ،‬‬

‫االسم أبنواعها‪ ،‬والفعل أبنواعه‪ ،‬وذكر الكلمة حسب عالمة إعراهبا منصوبة ومرفوعة وجمرورة‪ ،‬إىل ما هناك‬
‫من تقسيمات وتفصيالت وصيغ أخرى‪.‬‬
‫وقد جاءت الكلمة يف القرآن الكرمي مؤلفة من حرف واحد إىل عشرة حروف‪ ،‬كمثال على‬
‫الرتتيب { ن } { طه } { ملك } { هللا } { احلمد{ الرمحن } { املثاين } {املستقيم } { املتوكلون‬
‫} { املستغفرين }‪.‬‬
‫حسب الرسم القرآين لكلمة { كلمه } فقد ذكر القرآن الكرمي هلا أربعة أشكال { كلمة‪ ،‬كلمت‪،‬‬
‫كلم‪ ،‬الكلم }‪.‬‬
‫‪ 3-4‬البنية الرقمية للكلمة القرآنيّة‬
‫مبا للكلمة بنية وهيئة وشكال ورمسا‪ ،‬وكما أن هلا معىن لغوايًّ وبيانياًّ وعلمياًّ وغيبياًّ‪ ،‬ولرتتيبها ونهظْمها‬
‫وتكرارها نظاما متكامال حمكما‪ ،‬فأيضا هناك نظام وبناء حمكم لعدد حروفها أو بنائها الرقمي وتركيبها‬
‫العددي‪ ،‬هذا البناء أمسيناه البنية الرقمية للكلمة القرآنية‪ ،‬وهو رقم عشري حمدد حمدد بني ‪( 10~1‬حيث‬
‫يرتاوح عدد حروف الكلمة القرآنية بني ‪ 10~1‬حروف)‪ .‬هذا العدد العشري ميثل الكلمة رقمياًّ يف اآلية‪،‬‬
‫فعدد احلروف هو أحد خصائص الكلمة القرآنية‪ ،‬وال ميكن فصله عن الكلمة‪.‬‬
‫عندما نقوم بصف البىن الرقمية لكلمات اآلية‪ ،‬جبانب بعضها البعض‪ ،‬حنصل على عدد عشري‬
‫ندعوه‪ ،‬البنية الرقمية لآلية يف القرآن الكرمي‪ ،‬هذا العدد هو الذي ميثل اآلية رقميا يف السورة‪ ،‬ويف القرآن‬
‫الكرمي (‪.)9‬‬
‫إن كل كلمة قرآنية معجزة وتنتمي إىل عامل األمر‪ ،‬ورمسها توقيفي‪ ،‬ومن صاغ هذه احلروف ‪ ،‬مل‬
‫يكن ليضع عددها يف الكلمة عبثا‪ ،‬إمنا احلكمة والعلم والقدرة واإلرادة هي اليت اقتضت ذلك‪ ،‬وبلتايل فإن‬
‫البنية الرقمية للكلمة القرآنية معاين كثرية وحقائق كبرية‪ ،‬فهي لغة تفصح عن الكثري من احلقائق واألسرار‬
‫واإلعجاز يف كتاب ‪ ، ‬وهي ليست أرقام صماء تتساوى أو ختتلف‪ ،‬بل هي األخرى وجه من وجوه‬
‫إعجاز الكلمة القرآنية البياين البالغي‪.‬‬
‫‪ -5‬الكلمة القرآنية الوحدة األساسيّة للوصف والتّصوير واملعىن يف القرآن الكرمي‬
‫الكلمة هي الوحدة األساسية للوصف والتصوير واملعىن يف القرآن الكرمي وختتلف معاين الكلمة‬
‫بختالف ترتيب احلروف املكونة هلا‪ ،‬حيث يؤد تغيري ترتيب احلروف املرسومة يف الكلمة ذاهتا إىل تغيري يف‬
‫املعىن والدالالت اليت حتملُها هذه الكلمة‪ ،‬ولو أتملنا كلمات القرآن الكرمي وجدان أن كل كلمة قد رتبها‬

‫‪ .9‬البنية الرقمية للكلمة القرآنية‪ ،‬د‪ .‬خالد بكرو‪ ،‬اجمللة الدولية احملكمة للعلوم اهلندسية‪ ،JEIT ،‬جامعة مصراته‪ ،‬ليبيا‪ ،‬العدد ‪،1‬‬
‫اجمللد ‪ ،4‬ديسمرب ‪.2017‬‬

‫‪6‬‬
‫جملة الدراسات االسالمية‪ ،‬جامعة عمار الثليجي‪ ،‬األغواط‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬العدد ‪ ،10‬ديسمرب‪2017 ،‬‬

‫‪  ‬بطريقة يعجز البشر عن اإلتيان مبثلها ومبا يشهد على إعجاز هذا الكتاب العظيم‪ ،‬كما أن وضع‬
‫الكلمة يف اآلية والتئامها مع جارهتا واختيار املوقع والوضع املناسب له األثر الكبري على املعىن وإبرازه‪.‬‬
‫‪ -6‬رسم الكلمة القرآنيّة توقيفي‬
‫الكلمات القرآنية هي وحي السماء‪ ،‬وهي قول ‪  ‬وهي كالمه وهي أمره‪ ،‬وهي حصرا دون‬
‫بقي كلمات اللغة العربية فطرية موحاة من ‪ ، ‬والقرآن الكرمي ينتمي إىل عامل األمر‪ ،‬ورسم الكلمة‬
‫القرآنية هو توقيفي أبمر ‪ ، ‬وهذا ما جيمع عليه مجهور العلماء وأن اخلروج عن هذا الرسم غري جائز‪،‬‬
‫إذ للكلمات املرسومة يف النص القرآين رمسها اخلاص وهويتها‪ ،‬ولكل منها دالالته اليت متيزه عن غريه‪،‬‬
‫وتعهد ‪  ‬حبفظ كتابه من التحريف أو التبديل‪ ،‬فال ميكن حذف حرف أو زايدة حرف‪ ،‬أو تبديل‬
‫حرف حبرف‪.‬‬
‫‪ -7‬الكلمة القرآنيّة واحلقيقة اليت حتملها‬
‫القرآن الكرمي منبع احلقائق والعلوم‪ ،‬وهو احمليط هبا وهو مرجعها وهو مشسها‪ ،‬أدرج ‪  ‬يف يف‬
‫كتاب اهلدى املنري هذا‪ ،‬معاين عدة لتالئم مجيع طبقات البشرية املصطفة‪ ،‬وتناسب تفاوت أفهامهم‪،‬‬
‫يدعوهم هبا إىل اهلدى ودين احلق‪ ،‬واضعا أمارات على إرادته هذه‪ .‬والكلمة القرآنية مع تقدم الزمان‬
‫وحسب طبيعة املكان تعطي كل جيل يف كل زمان ومكان ما يناسب علمه وحضارته عن حقيقة املسمى‬
‫هبذه الكلمة‪ ،‬ومن إعجاز هذا الكتاب وإحكامه أن النصوص القرآنية حتمل إشارات ملاهيات النواميس اليت‬
‫تنتظم وفقها املسائل احملمولة هبذه النصوص‪ ،‬إذ توجد عالقة وترابط بني الكلمة القرآنية وبني ما تشري إليه‬
‫أو تدل عليه‪ ،‬فتصف الكلمة القرآنية وتسمي مسألة حمددة ومعلومة يف ظاهرها‪ ،‬لكنها حتمل حقائق كبرية‬
‫وختتزل يف بطنها قوانني ونواميس هائلة ال يعلم حدودها إال ‪. ‬‬
‫‪ -8‬معىن الكلمة القرآنيّة يرتبط برمسها‬
‫بعد البحث والتدبر والدراسة وجد الباحث حممد مشلول يف كتابه إعجاز رسم القرآن الكرمي‪ ،‬أن‬
‫هناك إعجازا رائعا يف طريقة كتابة ورسم الكلمة القرآنية‪ ،‬يتمثل يف أن حروف الكلمة القرآنية ترسم صورة‬
‫صادقة للمعىن املراد‪ ،‬سواء حبذف بعض احلروف أو زايدهتا أو إبداهلا أو وصلها أو فصلها‪ ،‬فالكلمة القرآنية‬
‫حينما ُحتذف بعض حروفها تتالصق وتقرتب أكثر من بعضها‪ ،‬فيوحي ذلك بصورة املعىن متالصقة وقريبة‪،‬‬
‫كما يوحي ذلك بصورة سريعة نظرا لقلة زمن حدث الكتابة الناتج عن حذف بعض حروف الكلمة‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫جملة الدراسات االسالمية‪ ،‬جامعة عمار الثليجي‪ ،‬األغواط‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬العدد ‪ ،10‬ديسمرب‪2017 ،‬‬

‫إن الكلمة القرآنية حينما تزيد بعض حروفها عن احلروف املعتادة سواء نُطقت هذه احلروف أو مل‬
‫تنُطق‪ ،‬فإن هذا يوحي بصورة للمعىن كبرية أو صورة متمهلة حتتاج إىل التدبر والتفقه‪ ،‬ويوحي ذلك بطلب‬
‫التدبر والتفكر والتمهل (‪.)10‬‬
‫‪ -9‬خصائص ومزااي الكلمة القرآنية‬
‫إن من أعظم ما وصفت به الكلمات القرآنية عرب العصور هي قول الوليد بن املغرية‪ " :‬إن له‬
‫حلالوة وإن عليه لطالوة وإن أعاله ملثمر وإن أسفله ملغدق وأنه يعلو وما يعلى عليه" (‪.)11‬‬
‫تسمو الكلمة القرآنية مبزاايها عن كل الكلمات مهما علت هذه الكلمات يف مدارج البالغة‬
‫والبيان‪ .‬وبنسبتها إىل قائلها ‪ ‬جيعل من الصعب حصر ما تتمتع به من املزااي واخلصائص‪ ،‬حناول بشكل‬
‫متواضع عرض أمهها‪:‬‬
‫‪ ‬هتتم بملعىن ظاهرا وبطنا سطحه وأعماقه وسائر صوره وخصائصه‪.‬‬
‫‪ ‬املعاين احملمولة هبا صاحلة لكل األزمان واألجيال‪.‬‬
‫‪ ‬متتاز عن سائر مرادفاهتا اللغوية بتطابق أمت مع املعىن املراد‪ ،‬فمهما استبدلت هبا غريها‪ ،‬مل يه ُس َّد‬
‫هم هسدَّها ومل يُغْن هغناءها‪ ،‬ومل يؤد للصورة اليت تؤديها‪.‬‬
‫‪ ‬تتسم أبن هلا من جرس ووزن وإيقاع خاص‪.‬‬
‫‪ ‬فيها جتنيس أنيس وتطبيق لبيق‪ ،‬وتشبيه نبيه وتقسيم وسيم وتفصيل أصيل وتبليغ بليغ وتصدير‬
‫بحلسن جدير‪.‬‬
‫‪ ‬هلا حسن ارتباط مع أول وآخر ما جاءت معه يف اجلملة‪.‬‬
‫‪ -10‬كل كلمة من كلمات الْ ُقر ِ‬
‫آن الكرمي معجزة‬‫ْ‬
‫يقول النورسي‪ " :‬إن الْ ُق ْرآن العظيم جبميع معجزاته معجزة للرسول ‪ ،‬ومجيع معجزاته ‪ ‬أيضا‬
‫هي معجزة قرآنية‪ ،‬إذ أهنا تشري إىل نسبة الْ ُق ْرآن إىل ‪ ، ‬أي أنه كالم ‪ ، ‬وبظهور هذه النسبة‬
‫تكون كل كلمة من كلمات الْ ُق ْرآن الكرمي معجزة‪ .‬ألن الكلمة الواحدة آنذاك ميكن أن تتضمن مبعناها‬
‫شجرة من احلقائق فهي مبثابة النواة‪ ،‬أو مبثابة مركز القلب ذات عالقة مع مجيع أعضاء احلقيقة العظمى‪،‬‬
‫وميكن أن تنظر وتتوجه حبروفها وهيئتها وكيفيتها وموقعها إىل ماال حيد من األمور وذلك استنادها اىل علم‬
‫حميط وارادة غري متناهية " (‪.)12‬‬

‫‪ 10‬إعجاز رسم القرآن‪ ،‬حممد مشلول‪ .‬وإعجاز التالوة‪ ،‬بتصرف‪.‬‬


‫‪ .11‬تفسري الرازي‪ ،‬بب‪ ،25 :‬ج‪ ،16 :‬ص‪ ،152 :‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ .12‬كليات رسائل النور‪ ،‬املكتوبت‪ ،‬ص‪ ،560 :‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫جملة الدراسات االسالمية‪ ،‬جامعة عمار الثليجي‪ ،‬األغواط‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬العدد ‪ ،10‬ديسمرب‪2017 ،‬‬

‫إن إعجاز القرآن الكرمي ال متناهي‪ ،‬ومن أنواع معجزاته أن للكلمة الواحدة وجوها كثرية من‬
‫ين هو ْجها أ ْهو‬
‫ف إ هىل ع ْشر ه‬
‫صر ُ‬
‫املعاين‪ ،‬وأهم ما ذكره يف ذلك الزركشي يف الربهان‪ " :‬أن الْ هكل همةُ الْ هواح هدةُ تهنْ ه‬
‫ك يف كالم البشر" (‪.)13‬‬
‫وج ُد ذهل ه‬
‫أه ْكثههر أ ْهو أهقه َّل هوهال يُ ه‬
‫ميتاز القرآن الكرمي بدقة اختيار كلماته‪ ،‬واصطفاء ألفاظه اصطفاء يتجلى فيه وجه اإلعجاز‪،‬‬
‫وميكن مجع اعجاز الكلمة القرآنية يف أربع‪:‬‬
‫‪ ‬اتمة الفصاحة والبيان‪.‬‬
‫‪ ‬بليغة املعىن مطابقة له‪.‬‬
‫‪ ‬بديعة النظم والتأليف‪.‬‬
‫‪ ‬لرمسها خصوصية وأسرار‪.‬‬
‫‪ -11‬القرآن كأنّه كلمة واحدة‬
‫إن ألسلوب القرآن اجمليد جامعية عجيبة‪ ،‬حىت أن سورة واحدة تتضمن حبر القرآن العظيم الذي‬
‫ضم الكون بني جواحنه‪ ،‬وقد أدرج احلكيم الرحيم أكثر املقاصد القرآنية يف أكثر سوره وإن آية واحدة تضم‬
‫خزينة تلك السورة‪ ،‬وإن أكثر اآلايت‪-‬كل منها‪-‬كسورة صغرية‪ ،‬وأكثر السور‪-‬كل منها‪-‬كقرآن صغري‬
‫(‪.)14‬‬
‫ترتبط كلمات الْ ُق ْرآن العظيم وآايته بعضها ب ْبعض ارتباطا حمكما‪ ،‬بل عند التأمل يظهر أن القرآن‬
‫كله َكالْ َكلِم ِة الْو ِ‬
‫اح َد ِة‪ُ ،‬متَّس هقةه الْ هم هعاين ُمنتهظ همةه الْ همبهاين(‪.)15‬‬ ‫َ َ‬
‫ط ْبين ُه هما هعام أ ْهو هخاص هع ْقلي أ ْهو‬ ‫يقول الزركشي يف الربهان " و‪  ‬أعلم إىل معىن هما هرابه ه‬
‫(‪)16‬‬

‫السبهب هوالْ ُم هسبَّب هوالْعلَّة هوالْ هم ْعلُول‬


‫ك م ْن أنواع العالقات أو التالزم الذهي هك َّ‬ ‫حسي أ ْهو هخيهايل هو هغريُ ذهل ه‬
‫اخلههرب‪ ،‬وفائدته‬ ‫اخلهارجي هكالْ ُمهرتَّب هعلهى ت ْرتيب الْ ُو ُجود الْ هواقع يف هبب ْ‬ ‫هوالنَّظ هرييْن هوالضدَّيْن هوهْحنوه أهو الت هَّال ُزم ْ‬
‫يف حاله حال الْبنهاء‬ ‫ط هويهصريُ التَّأْل ُ‬ ‫ك اال ْرتبها ُ‬
‫جعل أجزاء الكالم بعضها آخذا أب ْهعنهاق ْبعض في ْق هوى ب هذل ه‬
‫هجهزاء‪.‬‬
‫الْ ُم ْح هكم الْ ُمته هالئم ْاأل ْ‬
‫وتسميها‬
‫‪ -12‬تعلّق عدد حروف الكلمة القرآنيّة جبوهر املسألة اليت تصفها ّ‬
‫إن عدد حروف كل كلمة حمسوب بدقة‪ ،‬ومضبوط إبحكام وبتناسق اتم وتكامل مع االسم الذي‬
‫حتمله هذه الكلمة‪ ،‬إذ يرتبط عدد حروف الكلمة جبوهر املسألة وماهيتها اليت تصفها وتسميها هذه‬

‫‪ .13‬الربهان يف علوم القرآن (‪)1/102‬‬


‫‪ .14‬نفس املرجع السابق‪ ،‬ص‪ ،504 :‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ .15‬الربهان يف علوم القرآن‪ ،‬ص‪ ،39-35 :‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ .16‬الربهان يف علوم القرآن‪ ،‬ص‪ ،39-35 :‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫جملة الدراسات االسالمية‪ ،‬جامعة عمار الثليجي‪ ،‬األغواط‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬العدد ‪ ،10‬ديسمرب‪2017 ،‬‬

‫الكلمة‪ ،‬ويتجلَّى هذا االرتباط من خالل حقائق كثرية بينها املهندس عدانن الرفاعي يف كتابه املعجزة‪ ،‬إذ‬
‫تتحد لغة األرقام وتتناسب مع املعىن اللغوي للنصوص القرآنية لتشكل معىن لغوايًّ بالغيا كامال (‪.)17‬‬
‫للحرف القرآين أبعاد وارتباطات إعجازية عددية مبحيطه من النص القرآين برتباطات ال يعلم‬
‫حدودها وأبع ادها إال ‪ ، ‬مت إمجاهلا أبربعة أبعاد وارتباطات أساسية‪ ،‬وهي كما يلي (‪:)18‬‬
‫‪ )1‬يرتبط ارتباطا وثيقا مع جنسه من احلروف‪ ،‬حبيث يستحيل تبديله أو حذفه أو زايدة حرف آخر‬
‫من ‪ -‬جنسه‪.‬‬
‫أن هذه الكلمة هي األُخرى معدودة وحمسوبة‪،‬‬ ‫‪ )2‬يرتبط ارتباطا وثيقا مع الكلمة اليت هو جزء منها إذ َّ‬
‫ومع رسم الكلمة اليت هو جزء منها‪.‬‬
‫‪ )3‬يرتبط ارتباطا وثيقا مع جمموع كلمات النص‪ ،‬واليت ترتبط ارتباطا وثيقا مع حقيقة املسألة اليت‬
‫يصفها هذا النص‪.‬‬
‫‪ )4‬يرتبط ارتباطا وثيقا مع البنية الرقمية للكلمة اليت هو جزء منها (جمموع حروف الكلمة)‪.‬‬
‫‪ -13‬النَظْم القرآين وأدوار الكلمة القرآنيّة‬
‫اهتم النظم القرآين يف اختيار الكلمة املناسبة ألداء وظيفتها وأدوارها‪ ،‬حيث يؤتى بلكلمة وتوضع‬
‫َّ‬
‫الختل ذاك اللفظ‪ ،‬وذاك الوزن‬
‫َّ‬ ‫يف مكان معني من النص حبيث لو تغري وضعها تقدميا أو أتخريا أو حذفا‬
‫اخلاص‪ ،‬وذاك املعىن‪ ،‬وال ميكن تثنيتها أو مجعها‪ ،‬وال ميكن حذف حرف أو إضافة حرف أو تبديل حرف‬
‫حبرف‪ .‬وإعجاز النظم هو أحد أهم أوجه اإلعجازية للقرآن الكرمي‪ ،‬ودقة اختيار الكلمة يف التعبري واحليطة‬
‫يف استعماهلا هو مطلب قرآين حرص عليه ونبه إليه‪ ،‬حىت ال تضل املعاين يف األفهام‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫َٰ‬
‫اب ءه هامنَّا قُل َّملْ تُ ْؤمنُوا هو لهكن قُولُوا أ ْ‬
‫هسله ْمنها هو له َّما يه ْد ُخل ْاإلميَٰه ُن ف قُلُوب ُك ْم ﴾‬ ‫هعهر ُ‬
‫﴿ قهالهت ْاأل ْ‬
‫[احلجرات‪]14/49 :‬‬
‫الكلمة القرآنية هي اللبنة اليت تقام عليها وهبا التكوينات الكالمية املبهرة يف نسجها وحلنها‬
‫وموسيقاها الداخلية النابعة منها‪ ،‬فضال عن معانيها اهلادية إىل الرشد‪ ،‬الراشدة إىل نهظم احلياة وانتظام‬
‫العيش‪ .‬ومنه للكلمات القرآنية أدوار أمهها جمموعة يف أربعة يعرضها الشكل (‪:)1‬‬
‫‪ )1‬دور وضرورة يف السياق للداللة على املعىن وإيضاح الصورة‪ ،‬وإبراز اجلانب اللغوي البياين املعجز‪.‬‬
‫‪ )2‬دور يف تناسب اإليقاع فتتالئم مع حميطها من الكلمات‪.‬‬
‫‪ )3‬دور علمي يف الداللة على حقائق وظواهر وأحداث‪.‬‬

‫‪ .17‬النظرية األوىل‪ ،‬املعجزة‪ ،‬نظرية قرآنية يف اإلعجاز العددي‪ ،‬املهندس عدانن الرفاعي‪.‬‬
‫‪ .18‬أبعاد اإلعجاز العددي للنص القرآين‪ ،‬د‪ .‬خالد بكرو‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫جملة الدراسات االسالمية‪ ،‬جامعة عمار الثليجي‪ ،‬األغواط‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬العدد ‪ ،10‬ديسمرب‪2017 ،‬‬

‫‪ )4‬دور عددي يالئم املعىن ويرتبط به‪ ،‬وله دالالت إعجازية خمتلفة‪.‬‬

‫دور علمي يدل على حقائق وظواهر‬

‫دور في تناسب اإليقاع‬


‫أدوار‬
‫دور في السياق والمعنى‬
‫الكلمة القرآنية‬

‫دور عددي له إعجاز ويالئم المعنى‬

‫الشكل(‪ )1‬أدوار الكلمة القرآنية‬

‫‪ - 13‬أعماق الكلمة القرآنيّة‬


‫للواحدة األساسية للمعىن يف القرآن الكرمي أعماق وأبعاد كثرية‪ ،‬أمهها عمق التأويل الذي ال يعلمه‬
‫إال ‪ ، ‬قمنا جبمع أمهها أبربعة أعماق أساسية للكلمة القرآنية‪ ،‬يعرضها الشكل (‪:)2‬‬
‫‪ )1‬عمق معنوي‪ :‬يتعلق بملعىن الذي تصفه وتسميه هذه الكلمة‪.‬‬
‫‪ )2‬عمق لغوي‪ :‬يتعلق بلصياغة اللغوية للمعىن احملمول هبذه الكلمة‪.‬‬
‫‪ )3‬عمق لفظي‪ :‬يتعلق إبظهار معىن الكلمة وإخراجه نطقا‪.‬‬
‫‪ )4‬عمق بنيوي‪ :‬يتعلق هبيئة وعدد احلروف اليت ترسم الكلمة‪.‬‬

‫عمق الكالم‬

‫أعماق الكلمة‬
‫عمق اللفظ‬ ‫عمق القول‬
‫القرآنية‬

‫عمق بنيوي‬

‫الشكل(‪ )2‬أعماق الكلمة القرآنية‬

‫‪11‬‬
‫جملة الدراسات االسالمية‪ ،‬جامعة عمار الثليجي‪ ،‬األغواط‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬العدد ‪ ،10‬ديسمرب‪2017 ،‬‬

‫‪ -14‬أبعاد الكلمة القرآنيّة‬


‫إن الكلمة ليست مطلوبة لنفسها إمنا ملا حتمله من دالالت وما تتضمنه من معان‪ ،‬فكما أن لكل‬
‫شيء أربعة حدود‪ :‬اسم‪ ،‬شكل ومعىن (هدف)‪ ،‬مكان‪ ،‬زمان‪ ،‬فإن للكلمات القرآنية حدود وأبعاد ال‬
‫يعلمها إال ‪ ، ‬قمنا بتحديد أربعة أبعاد أساسية منها يعرضها الشكل (‪:)3‬‬
‫‪ )1‬بعد زمين‪ :‬يتعلق بلزمان الذي قيلت فيه هذه الكلمة‪.‬‬
‫‪ )2‬بعد علمي‪ :‬يتعلق بلداللة واملعىن واإلشارة الدينية واإلميانية واليقينية والعلمية الظاهرة والباطنة‬
‫احملمولة هبذه الكلمة‪.‬‬
‫‪ )3‬بعد بالغي‪ :‬يتعلق بلقيمة األدبية والنحوية والصرفية والبيانية هلذه الكلمة‪.‬‬
‫‪ )4‬بعد عددي‪ :‬يتعلق بداللة الرقم أو العدد الناتج عن مجع احلروف املكونة هلا‪.‬‬

‫بعد بالغي‬

‫أبعاد‬
‫بعد زمني‬ ‫الكلمة‬ ‫بعد إيماني‬
‫القرآنية‬

‫بعد عددي‬

‫الشكل (‪ )3‬أبعاد الكلمة يف القرآن الكرمي‬


‫‪ -15‬اإلعجاز العددي للكلمة كجزء من النص القرآين‬
‫النّص القرآين هو‪ :‬كلمة‪ ،‬أو مجلة‪ ،‬أو آية‪ ،‬أو جمموعة آايت (ميكن أن تشمل جمموعة اآلايت‬
‫القرآن سورة أو الكرمي كامالً)‪.‬‬
‫مت إمجال األبعاد العددية للنص القرآين أبربعة أبعاد إعجازية وهي كما يلي (‪:)19‬‬
‫‪ )1‬إعجاز يتعلق بعدد الكلمات يف هذا النص‪ ،‬وأعداد تكرار كل كلمة فيه‪.‬‬
‫‪ )2‬إعجاز يتعلق بعدد احلروف يف هذا النص‪ ،‬وأعداد تكرار كل حرف فيه‪ ،‬وأعداد تكرار حروف معينة‬
‫ضمنه‪.‬‬

‫‪ . 19‬أبعاد االعجاز العددي للنص القرآين‪ ،‬د‪ .‬خالد بكرو‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫جملة الدراسات االسالمية‪ ،‬جامعة عمار الثليجي‪ ،‬األغواط‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬العدد ‪ ،10‬ديسمرب‪2017 ،‬‬

‫‪ )3‬إعجاز يتعلق بعدد مرات ورود هذا النص أو أجزاء منه يف القرآن الكرمي ككل‪.‬‬
‫‪ )4‬إعجاز يتعلق بلعدد الناتج عن أجبدايت أو شفرات أو ترميزات عددية مستنبطة من الكلمات‬
‫القرآنية‪.‬‬
‫‪ -16‬اإلعجاز العددي يف تكرار الكلمة القرآنيّة‬
‫تتكرر كل كلمة يف القرآن الكرمي بنظام دقيق موزون حمسوب‪ ،‬وحلكمة يريدها احلكيم ‪ ،‬وال‬
‫تكرار يف كتاب ‪  ‬بل إعجاز وتناسق وتكامل وإحكام‪ ،‬قال النورسي‪ " :‬لكل آية ظهرا وبطنا وحدا‬
‫ومطلعا‪ ،‬ولكل قصة وجوها واحكاما وفوائد ومقاصد‪ ،‬فتذكر يف موضع لوجه‪ ،‬ويف آخر ألخرى‪ ،‬ويف سورة‬
‫ملقصد ويف أخرى آلخر وهكذا‪ ،‬فعلى هذا ال تكرار إال يف الصورة " (‪.)20‬‬
‫لتكرار الكلمة القرآنية إعجاز عددي خاص هبا يتعلق بتكرارها بإلضافة ملا سبق من إعجاز‬
‫للنص القرآين‪ ،‬فتكرار أي كلمة يف القرآن الكرمي (‪:)21‬‬
‫‪ )1‬هو سر يتعلق حبقيقة املسألة اليت تصفها وتسميها هذه الكلمة‪.‬‬
‫‪ )2‬يتم وفق نظام معنوي علمي عددي إحصائي دقيق وموزون‪.‬‬
‫‪ )3‬يتوازن مع تكرار الكلمات املتقابلة واملتشاهبة واملتماثلة واملتعاكسة يف املعىن وذلك يف نصوص‬
‫قرآنية‪ ،‬ويف القرآن الكرمي كامال‪.‬‬
‫‪ )4‬تكرار كلمة برتكيبة حمددة يتناسب مع النص القرآين احمليط‪.‬‬
‫الرقميّة للكلمة القرآنيّة‬
‫‪ -17‬األبعاد اإلعجازيّة للبنية ّ‬
‫يرتبط البناء الرقمي للنص القرآين بلبناء اللغوي‪ ،‬وببناء املعىن والدالالت الذي حيمله هذا النص‪،‬‬
‫وملا كان احلرف هو اللبنة األوىل يف هذا البناء‪ ،‬فهو اللبنة األوىل يف البناء الرقمي للكلمة اليت تشكل‬
‫واحدة الوصف للنص القرآين‪.‬‬
‫أن البنية الربعية للكلمة القرآنية هي األكثر ورودا بني الكلمات القرآنية‪ ،‬لذلك مت صياغة قيم‬
‫إعجازية ربعية األبعاد للبنية الرقمية للكلمة القرآنية هي األهم مت استخالصها من قيم كثرية‪ ،‬يعرضها‬
‫الشكل (‪ ،)5‬وهذ األبعاد كما يلي (‪:)22‬‬

‫‪ .20‬كليات رسائل النور‪ ،‬املثنوي العريب النوري‪ ،‬سعيد النورسي‪ ،‬ط ‪ ،2‬الرسالة الثانية‪ ،‬رشحات من حبر معرفة النيب ‪ ،‬الرشحة الرابعة‬
‫عشر‪ ،‬القطرة الثالثة‪ ،‬ص ‪.86‬‬
‫‪ .21‬أبعاد اإلعجاز العددي للنص القرآين‪ ،‬د‪ .‬خالد بكرو‪.‬‬
‫‪ .22‬البنية الرقمية للكلمة القرآنية‪ ،‬د‪ .‬خالد بكرو‪ ،‬اجمللة الدولية احملكمة للعلوم اهلندسية‪ ،JEIT ،‬جامعة مصراته‪ ،‬ليبيا‪ ،‬العدد ‪،1‬‬
‫اجمللد ‪ ،4‬ديسمرب ‪.2017‬‬

‫‪13‬‬
‫جملة الدراسات االسالمية‪ ،‬جامعة عمار الثليجي‪ ،‬األغواط‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬العدد ‪ ،10‬ديسمرب‪2017 ،‬‬

‫‪ ‬قيمة بالغيّة‪:‬‬
‫تتمثل يف ارتباطها مع احلقائق اإلعجازية للقرآن الكرمي‪ ،‬ومع حقائق وظواهر وأحداث كونية واترخيية‪.‬‬
‫‪ ‬قيمة معنويّة‪:‬‬
‫تتعلق جبوهر املسألة اليت تصفها وتسميها الكلمة‪.‬‬
‫‪ ‬قيمة زمانيّة‪:‬‬
‫تتمثل يف الدالالت الزمنية هلا منفردة أو عند مجعها أو صفها مع البىن األخرى للنص القرآين‪.‬‬
‫‪ ‬قيمة عدديّة‪:‬‬
‫تتمثل يف الدالالت العددية هلا منفردة أو عند مجعها أو صفها مع البىن األخرى للنص القرآين‪.‬‬

‫قيمة بالغية‬

‫قمية‬
‫الر ّ‬
‫البنية ّ‬
‫قيمة معنوية‬ ‫قيمة عددية‬
‫للكلمة القرآنّية‬
‫~‬

‫قيمة زمانية‬

‫الشكل (‪ )5‬األبعاد اإلعجازية للبنية الرقمية للكلمة القرآنية‬


‫‪ -18‬ارتباطات الكلمة القرآنيّة‬
‫للكلمة القرآنية ارتباطات خمتلفة حناول عرض بعضها‪:‬‬
‫‪ ‬ترتبط الكلمة القرآنية بلقائل ‪ ، ‬وبصفاته وبعلمه حول الشيء بوصفها روحا من أمره‪.‬‬
‫ك ُروحا م ْن أ ْهمرهان ﴾ [الشورى‪]52/42 :‬‬ ‫ك أ ْهو هحْي نها إلهْي ه‬‫قال ‪ ﴿ :‬هو هك َٰهذل ه‬
‫هنزلههُ بع ْلمه هو الْ هم َٰلهئ هكةُ يه ْش هه ُدو هن هو هك هف َٰى ب َّّلل هشهيدا ﴾[النساء‪]166/4 :‬‬ ‫كأه‬ ‫هنزهل إلهْي ه‬ ‫﴿ َٰلَّكن َّ‬
‫اّللُ يه ْش هه ُد مبها أ ه‬
‫ك من لَّ ُد َّان ذ ْكرا ﴾ [طه‪]9/20 :‬‬ ‫﴿ هو قه ْد ءهاته ْي َٰنه ه‬
‫‪ ‬ترتبط بلروح اإلنسانية اليت تلفظ أو تسمع هذه الكلمة‪.‬‬
‫َٰ‬ ‫قال ‪ ﴿:‬هو هك َٰهذل ه‬
‫ب هو هال ْاإلميَٰه ُن هو لهكن هج هع ْل َٰنههُ‬
‫نت ته ْدرى هما الْك َٰته ُ‬ ‫ك ُروحا م ْن أ ْهمرهان هما ُك ه‬ ‫ك أ ْهو هحْي نها إلهْي ه‬
‫َّك لهته ْهدى إ ه َٰىل ص َٰهرط ُّم ْستهقيم ﴾ [الشورى‪]52/42 :‬‬ ‫َّشاءُ م ْن عبهاد هان هو إن ه‬ ‫نُورا َّهنْدى به همن ن ه‬
‫﴿ هح َّ َٰىت يه ْس هم هع هك َٰله هم َّ‬
‫اّلل ُمثَّ أهبْل ْغهُ همأْ همنههُ ﴾ [التوبة‪]6/9 :‬‬
‫ب ﴾ [الرعد‪]28/13 :‬‬ ‫اّلل تهطْ همئ ُّن الْ ُقلُو ُ‬
‫اّلل أههال بذ ْكر َّ‬
‫وهبُم بذ ْكر َّ‬ ‫ين ءه هامنُوا هو تهطْ همئ ُّن قُلُ ُ‬ ‫َّ‬
‫﴿ الذ ه‬

‫‪14‬‬
‫جملة الدراسات االسالمية‪ ،‬جامعة عمار الثليجي‪ ،‬األغواط‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬العدد ‪ ،10‬ديسمرب‪2017 ،‬‬

‫َّ‬
‫ين هال يُ ْؤمنُو هن يف‬ ‫‪ ‬ترتبط بجلسد اإلنسانية‪ :‬قال ‪ ﴿ :‬قُ ْل ُه هو للَّذ ه‬
‫ين ءه هامنُوا ُهدى هو ش هفاء هو الذ ه‬
‫ءهاذهاهن ْم هوقْ ر هو ُه هو هعلهْيه ْم هعمى ﴾ [فصلت‪]44/14 :‬‬
‫ني ﴾‬‫الص ُدور هو ُهدى هو هر ْمحهة للْ ُم ْؤمن ه‬
‫َّاس قه ْد هجاءهتْ ُكم َّم ْوعظهة من َّرب ُك ْم هو ش هفاء ل هما ف ُّ‬
‫﴿ هَيَٰهيُّ هها الن ُ‬
‫[يونس‪]57/10 :‬‬
‫‪ ‬ترتبط بلكون‪ :‬فكل ما يف الكون خاضغ خاشع هلل ‪ ‬وكلماته قال ‪:‬‬
‫اّلل ﴾ [احلشر‪]21/59 :‬‬ ‫هنزلْنها َٰهه هذا الْ ُق ْرءها هن هعله َٰى هجبهل لَّهرأهيْتههُ َٰهخشعا ُّمته ه‬
‫صدعا م ْن هخ ْشيهة َّ‬ ‫﴿ له ْو أ ه‬
‫‪ -19‬أقسام وأنواع وأشكال الكلمة يف القرآن الكرمي‬
‫‪ ‬لن ندخل يف أمور اللغة إمنا من بب التذكري فإن القرآن الكرمي‪ ،‬ذكر كل أقسام وأشكال وصيغ‬
‫وحاالت الكلمة‪ ،‬فقد ذكر الكلمة بصيغها املفرد واملثىن واجلمع‪ ،‬وأبقسامها اسم وفعل وحرف‪،‬‬
‫وحاالت االسم أبنواعها‪ ،‬والفعل أبنواعه‪ ،‬وذكر الكلمة حسب عالمة إعراهبا منصوبة ومرفوعة‬
‫وجمرورة‪ ،‬إىل ما هناك من تقسيمات وتفصيالت وصيغ أخرى‪.‬‬
‫‪ ‬وحسب الرسم القرآين لكلمة { كلمه } فقد ذكر القرآن الكرمي هلا أربعة أشكال { كلمة‪،‬‬
‫كلمت‪ ،‬كلم‪ ،‬الكلم }‪.‬‬
‫‪ -20‬اضافة الكلمة إىل اسم ‪ ‬‬
‫إن معظم النصوص القرآنية اليت حتوي كلمة { كلمه } أبشكاهلا وحاالهتا جاءت يف القرآن الكرمي‬
‫منسوبة إىل ‪  ‬بصورة مباشرة أو غري مباشرة‪ ،‬وما هي إال إشارة إال أن كل ما يف الكون هو خلق‬
‫‪ ، ‬وأن ‪  ‬خالق كل شيء‪ ،‬وكل شيء أوجد بكلمة ‪  ‬ويتبع ل هكل َٰهمت ‪  ‬وخيضع‬
‫هلا‪.‬‬
‫‪ ‬أشكال كلمة { كلمه }‪ { ،‬كلمه‪ ،‬كلمت‪ ،‬كلم } يف معظم حاالهتا مل أتيت معرفة (بل ) التعريف أبدا‬
‫يف كتاب ‪ ، ‬وكانت يف معظم أشكاهلا معرفة بإلضافة إىل اسم ‪  ‬وتنسب إليه بصورة‬
‫مباشرة أو غري مباشرة‪.‬‬
‫‪ ‬من أشكال الكلمة يعترب شكل كلمة { الكلم } الوحيد املعرف (بل ) التعريف‪ ،‬ويف هذا الشكل مل‬
‫ترتبط بسم ‪  ‬أبدا أو صفاته‪ ،‬ومل يقصد هبا كالم ‪. ‬‬
‫‪ ‬أشكال كلمة { كلمه }‪ { ،‬كلمه‪ ،‬كلمت‪ ،‬كلم } نسبت وأضيفت إىل االسم األعظم ﴿ هللا ﴾ يف‬
‫القرآن الكرمي سبع مرات وهي يف النصوص التالية‪:‬‬
‫اّلل ه هى الْعُلْيها ﴾ [التوبة‪]40/90 :‬‬
‫﴿ هكل همةُ َّ‬
‫اّلل ﴾ [األنعام‪]34/6 :‬‬
‫﴿ هال ُمبهد هل ل هكل َٰهمت َّ‬

‫‪15‬‬
‫جملة الدراسات االسالمية‪ ،‬جامعة عمار الثليجي‪ ،‬األغواط‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬العدد ‪ ،10‬ديسمرب‪2017 ،‬‬

‫اّلل ﴾ [يونس‪]64/10 :‬‬ ‫يل ل هكل َٰهمت َّ‬ ‫﴿ هال ته ْبد ه‬


‫اّلل ﴾ [لقمان‪]27/31 :‬‬ ‫ت َّ‬ ‫ت هكل َٰهم ُ‬‫﴿ َّما نهف هد ْ‬
‫اّلل ُمثَّ ُحيهرفُونههُ ﴾ [البقرة‪.]75/2 :‬‬ ‫﴿ يه ْس همعُو هن هك َٰله هم َّ‬
‫اّلل ُمثَّ أهبْلغْهُ همأْ همنههُ ﴾ [التوبة‪.]6/9 :‬‬ ‫﴿ فهأهج ْرهُ هح َّ َٰىت يه ْس هم هع هك َٰله هم َّ‬
‫اّلل ﴾ [الفتح‪.]15/48 :‬‬ ‫يدو هن أهن يبهدلُوا هك َٰله هم َّ‬ ‫﴿ يُر ُ‬
‫‪ -21‬البحر والسبعة وكلمات ‪ ‬‬
‫قال ‪ ﴿ : ‬قُل لَّ ْو هكا هن الْبه ْح ُر م هدادا ل هكل َٰهمت هرب لهنهف هد الْبه ْح ُر قه ْب هل أهن ته هنف هد هكل َٰهم ُ‬
‫ت هرب هوله ْو‬
‫جئْ نها مبثْله هم هددا ﴾ [الكهف‪ ﴿ .]109/18 :‬هوله ْو أَّهمنها ف ْاأل ْهرض من هش هجهرة أهق َٰلهم هوالْبه ْح ُر هميُدُّهُ من ب ْعده‬
‫اّلله هعزيز هحكيم ﴾ [لقمان‪.]27/31 :‬‬ ‫اّلل إ َّن َّ‬‫ت َّ‬ ‫ت هكل َٰهم ُ‬
‫هسب هعةُ أ ْهحبُر َّما نهف هد ْ‬
‫إن الكالم األزيل صفة إهلية‪ ،‬كالعلم والقدرة‪ ،‬لذا فهو غري حمدود وغري متناه‪ ،‬والذي ال هناية له ال‬ ‫َّ‬
‫ينفد ولو كان البحر مدادا له‪ ،‬ومل يربط العليم احلكيم ‪ ‬عظيم علمه وحكمته إال بلبحر‪ ،‬وللكثرة الرقم‬
‫سبعة‪ ،‬فيا ملكانتهم عند اخلالق ‪.‬‬
‫ال يستطيع املرء مهما أويت من خيال وعلم وفصاحة وبيان أن يتصور عظم هذا التشبيه إال عندما‬
‫يقف أمام البحر‪ ،‬فعندها لن ينتابه إال اخلشوع لذي اجلالل‪ ،‬واخلضوع لذي اجلمال ‪.‬‬
‫" تبني اآلية رمزا مدى أمهية احلروف القرآنية ومدى قيمتها ومزاايها وكوهنا انبضة بحلياة فتقول‬
‫مبعناها اإلشاري أن القرآن الكرمي الذي هو كالم ‪ ، ‬حي يتدفق بحليوية رفيع سام اىل حد ال ينفد‬
‫عدد األمساع اليت تنصت اليه وال عدد الكلمات املقدسة اليت تدخل تلك األمساع‪ ،‬وال تنفد تلك األعداد‬
‫حىت لو كانت البحار مدادا واملالئكة ومعهم ذوو الشعور كتاب‪ ،‬والنبااتت أقالما بل حىت الذرات لو كانت‬
‫ألن كل ما يذكر من أمور هي‬ ‫رؤوس أقالم‪ ،‬وقامت كلُّها بعد كلمات الكالم اإلهلي األزيل‪ ،‬ما نفدت‪َّ ،‬‬
‫متناهية‪ ،‬وكلمات ‪  ‬غري متناهية‪ ،‬وهي منبع القرآن الكرمي املتوجه إىل عامل الشهادة من عامل الغيب‬
‫خماطبا اجلن واإلنس واملالئكة والروحانيني‪ ،‬فرين يف أمساع كل فرد منهم‪ ،‬وال غرور فهو النازل من خزينة‬
‫الكالم اإلهلي الذي ال ينفد‪ .‬ويف إضافة الكلمات إىل اسم الرب يف اآلية األوىل‪ ،‬املضاف إىل ضمريه ‪‬‬
‫يف املوضعني من تفخيم املضاف وتشريف املضاف إليه ما ال خيفى‪ ،‬وإظهار البحر والكلمات يف موضع‬
‫اإلضمار لزايدة التقرير هلا " (‪.)23‬‬

‫‪ .23‬كليات رسائل النور‪ ،‬اللمعات‪ ،‬ط ‪ ،6‬اللمعة الثامنة والعشرون‪ ،‬الكلمات اإلهلية‪ ،‬ص‪.387 :‬‬

‫‪16‬‬
‫جملة الدراسات االسالمية‪ ،‬جامعة عمار الثليجي‪ ،‬األغواط‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬العدد ‪ ،10‬ديسمرب‪2017 ،‬‬

‫‪ -22‬الكلمة ومعجزة العقل البشري‬


‫كشفت األحباث أن العقل ال يقرأ كل حرف يف الكلمة بل يقرأ الكلمة مجلة حسب ما حفظها‬
‫دون االهتمام بتوزيع أو تشكيل األحرف‪ ،‬حيث اكتشف العلماء ان عقل االنسان يستطيع قراءة الكلمات‬
‫حىت وان كانت غري مرتبة‪ ،‬بشرط أن يكون أول حرف وآخر حرف مبكاهنم الصحيح‪.‬‬
‫قد يكون هلذا االكتشاف العلمي دور يف بيان سبب أن ‪  ‬مل يذكر أن كتابه هو حروف أو‬
‫مجل‪ ،‬إمنا دائما كان تركيزه على الكلمات‪ ،‬ألن عقل اإلنسان يقرأ الكلمات‪ ،‬وقلبه هو الذي يفكر ويعقل‬
‫ويفهم ويدرك وخيشع ويتفقه هذه الكلمات قال ‪:‬‬
‫﴿ ههلُْم قُلُوب يه ْعقلُو هن هبا ﴾ [احلج‪]46/22 :‬‬
‫﴿ ههلُْم قُلُوب هال يه ْف هق ُهو هن هبها ﴾ [األنعام‪]179/6 :‬‬
‫وهو مركز اإلميان ومركز العلم‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫وهبُْم﴾ [املائدة‪]41/5 :‬‬
‫ين قهالُوا آه همنَّا أبهفْ هواهه ْم هوهملْ تُ ْؤم ْن قُلُ ُ‬ ‫َّ‬
‫﴿م هن الذ ه‬
‫اّللُ هعلهى قُلُوهب ْم فه ُه ْم هال يه ْعله ُمو هن ﴾ [التوبة‪]93/9 :‬‬ ‫﴿ هوطهبه هع َّ‬
‫وهو الذي ال يطمئن وال يلني إال بذكر كلمات ‪ ، ‬قال ‪:‬‬
‫اّلل ﴾ [الزمر‪]23/39 :‬‬ ‫وهبُْم إ هىل ذ ْكر َّ‬
‫ود ُه ْم هوقُلُ ُ‬
‫ني ُجلُ ُ‬
‫﴿ ُمثَّ تهل ُ‬
‫وب ﴾ [الرعد‪]28/13 :‬‬
‫اّلل تهطْ همئ ُّن الْ ُقلُ ُ‬
‫اّلل أههال بذ ْكر َّ‬
‫وهبُم بذ ْكر َّ‬ ‫ين ءه هامنُوا هو تهطْ همئ ُّن قُلُ ُ‬ ‫َّ‬
‫﴿ الذ ه‬
‫طمئن الروح واجلسد إال بذكر ‪  ‬مقلب القلوب‪ ،‬وهي اليت بني‬ ‫إذا ال يطمئن القلب‪ ،‬ويُ ه‬
‫إصبعيه‪ .‬نسأل ‪  ‬أن ال يزيغ قلوبنا عن كلماته‪ ،‬وأن يهدينا إليه بكلماته‪.‬‬
‫مالحظة‬
‫‪ -1‬عند إحصاء حروف وكلمات القرآن الكرمي‪ ،‬نلتزم طريقة العد واإلحصاء اعتمادا على الرسم وليس‬
‫اللفظ وذلك وفقا للرسم األول أو الرسم العثماين برواية حفص عن عاصم‪ ،‬وبعتبار حرف الواو‬
‫كلمة‪ ،‬بستخدام برانمج الشفرة املثاين للقرآن الكرمي (‪ ،)24‬الذي يعتمد املصحف اإللكرتوين‬
‫جملمع امللك فهد لطباعة املصحف الشريف بملدينة املنورة‪،www.qurancomplex.org ،‬‬
‫والذي يستخدم نفس معطيات برانمج إحصاء القرآن الكرمي (‪.)25‬‬
‫‪ -2‬إن من عظمة القرآن الكرمي‪ ،‬أنه متعدد وجوه اإلعجاز مع كل رواية وكل رسم من رسوم من رسوم‬
‫املصحف الشريف‪ ،‬ويستوعبها مجيعها من دون استثناء وعلى مستوى واحد من الدقة واإلتقان‪،‬‬

‫‪ .24‬د‪ .‬خالد بكرو‪ .‬برانمج الشفرة املثاين للقرآن الكرمي‪.‬‬


‫‪ .25‬املهندس عبد الدائم كحيل‪ .‬برانمج إحصاء القرآن الكرمي حسب الرسم األول‪ ،‬اإلصدار ‪.3.0‬‬

‫‪17‬‬
‫جملة الدراسات االسالمية‪ ،‬جامعة عمار الثليجي‪ ،‬األغواط‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬العدد ‪ ،10‬ديسمرب‪2017 ،‬‬

‫واعجازه هو مع مثاين رمسيه‪ ،‬ومها الرسم األول (العثماين) وهو رسم توقيفي كتب على هيئته‬
‫ألسرار خص ‪  ‬هبا كتابه العزيز دون سائر الكتب السماوية‪ ،‬والرسم اإلمالئي احلديث‪.‬‬
‫لكن يؤكد العلماء على عدم اخلروج على الرسم العثماين‪ ،‬إذ نقل السيوطي يف االتقان عن‬
‫اإلمام أمحد ‪ ‬أنه قال‪ :‬حيرم خمالفة مصحف اإلمام يف واو أو ايء أو ألف أو غري ذلك (‪.)26‬‬
‫‪ -23‬اخلالصة‬
‫الكلمات القرآنية هي وحي السماء‪ ،‬وهي قول ‪  ‬وهي كالمه‪ ،‬وهي حصرا دون بقي‬
‫كلمات اللغة العربية فطرية موحاة من ‪ ، ‬تنتمي إىل عامل األمر‪ ،‬لذلك تُقدس وتعُظم ومتُجد ويُتقرب‬
‫هبا وبقراءهتا إىل قائلها‪ ،‬فكل كل كلمة قرآنية متلك من املزااي واخلصائص والعلوم واملعاين قد تتألف فيه‬
‫اجمللدات‪ ،‬ولن نستطيع مهما ملكنا من الدراية أن حنيط بشعاع واحد من مشس اهلداية‪ ،‬اليت يشع منها‬
‫النور ليبهر العقول عرب العصور‪ ،‬ولن نصل مهما كتبنا إىل اإلحاطة بكلمة من كلمات ‪ ، ‬وال بعلم‬
‫من علومها‪.‬‬
‫لقد وجدان من خالل املبحث أهنا كانت توجهنا وأتخذان لكي نشرح بعضا من مزاايها‬
‫وخصائصها‪ ،‬أبعادها وأعماقها‪ ،‬ارتباطاهتا وأدوارها‪ ،‬ولقد بذلنا اجلهد‪ ،‬عسى أن نكون وفقنا يف أن نلخص‬
‫أمهها يعرضها الشكل (‪ ،)6‬ميكن أن نلخص نتائج املبحث أبن للكلمة القرآنية‪:‬‬
‫‪ ‬أربعة أشكال { كلمه‪ ،‬كلمت‪ ،‬كلم‪ ،‬الكلم }‪.‬‬
‫‪ ‬أربعة أبعاد { بعد زمين‪ ،‬بعد بالغي‪ ،‬بعد علمي‪ ،‬بعد عددي }‪.‬‬
‫‪ ‬أربعة أعماق { عمق معنوي‪ ،‬عمق لفظي‪ ،‬عمق بنيوي }‪.‬‬
‫‪ ‬أربع أدوار { دور وضرورة يف السياق للداللة على املعىن وإيضاح الصورة‪ ،‬وإبراز اجلانب اللغوي‬
‫البياين املعجز‪ ،‬دور يف تناسب اإليقاع‪ ،‬دور علمي يف الداللة على حقائق وظواهر وأحداث‪،‬‬
‫دور عددي يالئم املعىن ويرتبط به }‪.‬‬
‫‪ ‬أربعة ارتباطات { ترتبط بلقائل ‪ ،‬بلروح اإلنسانية اليت تلفظها أو تسمعها‪ ،‬بجلسد‬
‫اإلنسانية‪ ،‬بلكون إذ كل ما يف الكون خاضع هلل وكلماته }‪.‬‬
‫‪ ‬إن إعجاز القرآن الكرمي ال متناهي‪ ،‬فله من جهة كلماته وألفاظه إعجاز مت مجعه يف أربع‪:‬‬
‫‪ ‬اتمة الفصاحة والبيان‪.‬‬
‫‪ ‬بليغة املعىن مطابقة له‪.‬‬
‫‪ ‬بديعة النظم والتأليف‪.‬‬

‫‪ .26‬اإلتقان يف علوم القرآن‪.)443/2( ،‬‬

‫‪18‬‬
‫جملة الدراسات االسالمية‪ ،‬جامعة عمار الثليجي‪ ،‬األغواط‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬العدد ‪ ،10‬ديسمرب‪2017 ،‬‬

‫‪ ‬لرمسها خصوصية وأسرار‪.‬‬


‫‪ ‬إن دقة اختيار الكلمة يف التعبري واحليطة يف استعماهلا هو مطلب قرآين حرص عليه ونبه إليه‪.‬‬
‫بالكون فكل ما فيه‬ ‫بالروح التي‬ ‫بالقائل ‪،‬‬
‫خاضغ خاشع هلل‬ ‫بالجسد‬ ‫تلفظها أو‬
‫اإلنسانية‬ ‫وبصفاته‬
‫وكلماته‬ ‫تسمعها‬
‫وبعلمه‬

‫ارتباطات‬
‫الكلمة القرآنية‬
‫بليغة المعنى مطابقة له‬ ‫تامة الفصاحة والبيان‬
‫ني‬ ‫كلمه‬
‫معنوي‬ ‫زمني‬

‫لغوي‬ ‫علمي‬
‫كلم‬ ‫أبعاد‬
‫أعماق‬ ‫كلمت‬
‫لفظي‬ ‫بالغي‬

‫بنيوي‬ ‫عددي‬
‫الكلم‬
‫لرسمها خصوصية وأسرار‬ ‫بديعة النظم والتأليف‬

‫أدوار‬
‫دور عددي‬ ‫دور علمي‬ ‫دور في‬ ‫دور في السياق‬
‫يالئم المعنى‬ ‫للدّاللة على‬ ‫تناسب‬ ‫للداللة على‬
‫ويرتبط به‬ ‫حقائق‪،‬ظواهر‬ ‫اإليقاع‬ ‫المعنى وإيضاح‬
‫وأحداث‬ ‫الصورة‬

‫الشكل (‪ )6‬أشكال وأبعاد وأدوار وأعماق وارتباطات الكلمة القرآنية‬


‫‪ -22‬اخلامتة‬
‫يقول الزركشي يف مقدمة كتابه الربهان‪ " :‬ومجلة األمر أنه ال يرى النقص يدخل على صاحبه يف‬
‫ذلك إال من جهة نقصه يف علم اللغة‪ ،‬وال يعلم أن ها هنا دقائق وأسرارا‪ ،‬طريق العلم هبا الروية والفكر‪،‬‬
‫ولطائف متقاها العقل‪ ،‬وخصائص معان ينفرد هبا قوم قد هدوا إليها‪ ،‬ودلوا عليها‪ ،‬وكشف هلم عنها‪،‬‬
‫ورفعت احلجب بينهم وبينها‪ ،‬وأهنا السبب يف أن عرضت املزية يف الكالم ووجب أن يفضل بعضه بعضا‪،‬‬
‫وأن يبعد الشأؤ يف ذلك‪ ،‬ومتتد الغاية‪ ،‬ويعلو مرتقى‪ ،‬ويعز املطلب‪ .‬حىت ينتهي األمر إىل اإلعجاز‪ .‬وهذا‬
‫هو حالنا‪ ،‬وحنن منلك النقص يف كل شيء‪ ،‬فلن نستطيع أن نويف كلمات ‪  ‬حقها‪ ،‬نسأل العليم‬
‫احلكيم ‪ ‬بكلمته العليا‪ ،‬ونتوسل إليه بكلماته التامات أن يقبل هذه الكلمات شرحا متواضعا عن تلك‬
‫الكلمات‪ ،‬ويتقبلها عملنا خالصا لوجه ‪ ‬عساها تنفعنا عند ال قول إال كلماته‪ ،‬وال حكم إال بكلماته‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪19‬‬
‫جملة الدراسات االسالمية‪ ،‬جامعة عمار الثليجي‪ ،‬األغواط‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬العدد ‪ ،10‬ديسمرب‪2017 ،‬‬

‫‪ -23‬املراجع‬
‫‪ .1‬القرآن الكرمي‪ ،‬مصحف املدينة النبوية‪ ،‬حسب الرسم العثماين‪.‬‬
‫‪ .2‬برانمج ال ِّ‬
‫شفرة املثاين للقرآن الكرمي‪ .‬املؤمتر الدويل اخلامس للتطبيقات اإلسالمية يف علوم احلاسوب‬
‫والتقنية‪ ،‬إميان‪ ،‬اندونيسيا‪ ،‬ديسمرب ‪ ،2017‬الربانمج متوفر على موقع الشفرة املثاين للقرآن الكرمي‪،‬‬
‫الدكتور املهندس خالد بكرو‪/http://www.BinaryQuranCode.blogspot.com.tr .‬‬

‫‪ .3‬برانمج إحصاء القرآن الكرمي حسب الرسم األول‪ ،‬اإلصدار ‪ ،3.0‬موقع أسرار اإلعجاز العلمي‪،‬‬
‫‪/http://www.kaheel7.com/ar‬‬ ‫املهندس عبد الدائم الكحيل‪.‬‬
‫‪ .4‬ابن عريب‪ .‬حممد بن علي بن حممد بن عريب احلامتي الطائي األندلسي (‪638‬ه )‪ ،‬الفتوحات املكية‪،‬‬
‫حتقيق‪ :‬د‪ .‬عثمان حيىي‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،‬اهليئة املصرية العامة للكتاب‪1985 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .5‬ابن كثري‪ .‬إمساعيل بن عمر الدمشقي أبو الفداء (‪774‬ه )‪ ،‬تفسري القرآن العظيم‪ ،‬بريوت‪ ،‬دار‬
‫الفكر‪1401،‬ه ‪.‬‬
‫‪ .6‬الرازي‪ .‬حممد بن عمر بن احلسن بن احلسني التيمي الرازي امللقب بفخر الدين الرازي خطيب الري‬
‫الرازي = مفاتيح الغيب أو التفسري الكبري‪ ،‬ط‪ ،3‬بريوت‪ ،‬لبنان‪ ،‬دار إحياء‬
‫(‪606‬ه )‪ ،‬تفسري ّ‬
‫الرتاث العريب‪1420 ،‬ه ‪2000 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .7‬الزركشي‪ .‬حممد بن عبد هللا بن هبادر الزركشي (‪794‬ه )‪ ،‬الربهان يف علوم القرآن‪ ،‬تعليق مصطفى‬
‫عبد القادر عطا‪ ،‬ار الكتب العلمية بريوت‪ ،‬لبنان‪1988 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .8‬السيوطي‪ ،‬عبد الرمحن بن أيب بكر السيوطي (‪911‬ه )‪ ،‬اإلتقان يف علوم القرآن‪ ،‬دار الفكر‪،‬‬
‫بريوت‪ ،‬لبنان‪1416 ،‬ه ‪1996 -‬م‪.‬‬
‫‪ .9‬النورسي‪ .‬سعيد‪ ،‬إشارات اإلعجاز يف مظان اإلجياز‪ ،‬حتقيق إحسان قاسم الصاحلي‪ ،‬مطبعة اخللود‪،‬‬
‫بغداد‪ ،‬العراق‪1409 ،‬ه ‪1989‬م‪.‬‬
‫‪ .10‬النورسي‪ .‬سعيد‪ ،‬كليات‪ ،‬رسائل النور‪ ،‬املكتوابت‪ ،‬ترمجة‪ :‬إحسان قاسم الصاحلي‪ ،‬دار سوزلر‪،‬‬
‫القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،‬ط ‪1960 ،2‬م‪.‬‬
‫‪ .11‬النورسي‪ .‬سعيد‪ .‬كليّات رسائل النور‪ ،‬اللّمعات‪ ،‬ترمجة‪ :‬إحسان قاسم الصاحلي‪ ،‬دار سوزلر‪،‬‬
‫القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،‬ط ‪2011 ،6‬م‪.‬‬
‫‪ .12‬النورسي‪ .‬سعيد‪ ،‬كليّات رسائل النور‪ ،‬املثنوي العريب النّوري‪ ،‬حتقيق‪ :‬إحسان قاسم الصاحلي‪،‬‬
‫ط ‪ ،2‬إستانبول‪ ،‬تركيا‪ ،‬دار سوزلر للنشر‪1414 ،‬ه ‪1994 ،‬م‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫جملة الدراسات االسالمية‪ ،‬جامعة عمار الثليجي‪ ،‬األغواط‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬العدد ‪ ،10‬ديسمرب‪2017 ،‬‬

‫‪ .13‬الرفاعي‪ .‬املهندس عدانن‪ ،‬النّظريّة األوىل‪ ،‬املعجزة‪ ،‬نظريّة قرآنيّة يف اإلعجاز العددي‪ ،‬ط ‪،3‬‬
‫دار الفكر‪ ،‬دمشق‪1421 ،‬ه ‪2000 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .14‬بكرو‪ .‬خالد‪ ،‬أبعاد اإلعجاز العددي للنص القرآين‪ ،‬قيد النشر‪.‬‬
‫‪ .15‬بكرو‪ ،‬خالد‪ ،‬البنية ا ّلرقميّة للكلمة القرآنيّة‪ ،‬اجمللة الدولية احملكمة للعلوم اهلندسية‪ ،JEIT ،‬جامعة‬
‫مصراته‪ ،‬ليبيا‪ ،‬العدد ‪ ،1‬اجمللد ‪ ،4‬ديسمرب ‪.2017‬‬
‫‪ .16‬مشلول‪ .‬حممد‪ ،‬إعجاز رسم القرآن الكرمي وإعجاز التّالوة‪ ،‬دار السالم للطباعة والنشر‪،‬‬
‫‪1427‬ه ‪2006-‬م‪.‬‬

‫‪21‬‬
2017 ،‫ ديسمرب‬،10 ‫ العدد‬،‫ اجلزائر‬،‫ األغواط‬،‫ جامعة عمار الثليجي‬،‫جملة الدراسات االسالمية‬

Quranic Word
Its depths, Dimensions, Roles, associations, their forms,
and their miracles
Dr. Khaled Bakro
Dr.khaled.Bakro@gmail.com
Dean of the Faculty of Science and Information Technology
Tulip Academy for Science & Technology
Istanbul, Turkey

ABSTRACT

Qur'an ‘s words are the source of the truth and the foundation of Islam, which
descends from God to human, to bring it out of the depths of darkness to guidance and
light.
Quranic words are God ‘s words, and exclusively without the rest of the words
of the Arabic language innate, belong to the world of matter, so they have a particular
importance. As these words have unique advantages, this research presents some of it,
trying to touch what the Qur'anic has of forms, boundaries, roles, dimensions, their
literal and numerical characteristics, and their miracles.

Key words: Qur'an ‘s word, Sciences Miracles of Holy Quran, Qur'an ‘s word roles,
Qur'an ‘s word boundaries.

22
‫جملة الدراسات االسالمية‪ ،‬جامعة عمار الثليجي‪ ،‬األغواط‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬العدد ‪ ،10‬ديسمرب‪2017 ،‬‬

‫‪23‬‬

You might also like