You are on page 1of 10

‫ن‬

‫ن‬
‫مشروع مصرف بيت مال املسلمي لالستثمار‬

‫(املصرفية اإلسالمية)‬

‫نن‬
‫بقلم‪:‬‬

‫كلمة حق‬

‫‪ 1437‬هـ | ‪ 2016‬م‬
‫ن‬
‫مشروع مصرف بيت مال املسلمي لالستثمار‬
‫ن‬
‫(املصرفية اإلسالمية)‬

‫﷽‬

‫نبذةٌ تاريخيَّةٌ عن بيت مال المسلمين‪:‬‬

‫بيت مال املسلمني هو املبىن واملكان الذي حتفظ فيه األموال العامة للدولة اإلسالمية من املنقوالت‪،‬‬
‫كالفيء واخلمس والغنائم وحنوها‪ ،‬إىل أن تصرف يف وجوهها‪ ،‬استخدم هذان اللفظان منذ صدر اإلسالم مث‬
‫اكتفي بكلمة "بيت املال" للداللة على ذلك‪ ،‬حىت أصبح عند اإلطالق ينصرف إليه‪.‬‬

‫خزينةُ بيت المال في مسجد بني أميَّة الكبير بدمشق‪:‬‬

‫يف صدر اإلسالم كان بيت املال يبىن مالصقا جلدار املسجد اجلامع‪ ،‬السبب يكمن يف أن املسجد مل‬
‫يكن يغلق يف أي ساعة من ليل أو هنار يف حينها‪ ،‬ومل يكن خيلو من املصلني والقائمني والدارسني‪ ،‬فكان‬
‫من يف املسجد يشعر بأي حركة يف بيت املال املالصق له فيحمى من السرقة‪ ،‬وفيما بعد‪ ،‬بعد أن تطورت‬
‫املدن وأساليب احلياة؛ أصبح بيت املال يقام عليه احلرس للحماية‪.‬‬

‫بيت المال بمدينة السلط األردنية‬

‫‪1‬‬
‫ن‬
‫مشروع مصرف بيت مال املسلمي لالستثمار‬
‫ن‬
‫(املصرفية اإلسالمية)‬

‫موارد بيت المال‪:‬‬

‫‪ ‬اخلراج‪.‬‬
‫‪ ‬الزكاة‪.‬‬
‫‪ ‬اجلزية‪.‬‬
‫‪ ‬الفيء‪.‬‬
‫‪ ‬الغنيمة‪.‬‬
‫‪ ‬الركاز‪.‬‬

‫تطور لفظ "بيت املال" يف العصور اإلسالمية الالحقة إىل أن أصبح يطلق على اجلهة اليت متلك املال‬
‫العام للمسلمني‪ ،‬من النقود والعروض واألراضي اإلسالمية وغريها‪.‬‬

‫واملال العام هنا‪ :‬هو كل مال ثبتت عليه اليد يف بالد املسلمني‪ ،‬ومل يتعني مالكه‪ ،‬بل هو هلم مجيعا‪.‬‬

‫قال القاضي املاوردي والقاضي أبو يعلى‪" :‬كل مال استحقه املسلمون‪ ،‬ومل يتعني مالكه منهم‪ ،‬فهو من‬
‫حقوق بيت املال‪ .‬مث قال‪ :‬وبيت املال عبارة عن اجلهة ال عن املكان"(‪.)1‬‬

‫أما خزائن األموال اخلاصة للخليفة أو غريه فكانت تسمى "بيت مال اخلاصة"‪.‬‬

‫وبيت مال املسلمني كان داعما لالقتصاد اإلسالمي عرب التاريخ‪ ،‬ومر مبراحل تارخيية عديدة ازدهرت يف‬
‫عهد الدولة األموية‪.‬‬

‫اقتصاد الدَّولة األمويَّة‪:‬‬

‫ازدهر االقتصاد يف عهد الدولة األموية ازدهارا كبريا نتيجة للفتوحات اإلسالمية الكبرية اليت أدت إىل‬
‫توسيع رقعة الدولة ووفرت هلا موارد هائلة أغنتها ووفرت هلا كل حاجاهتا‪.‬‬

‫(‪ )1‬األحكام السلطانية أليب يعلى الفراء (ص‪ ،)251 :‬األحكام السلطانية للماوردي (ص‪.)315 :‬‬

‫‪2‬‬
‫ن‬
‫مشروع مصرف بيت مال املسلمي لالستثمار‬
‫ن‬
‫(املصرفية اإلسالمية)‬

‫حمدود من املصادر التارخيية اليت تتناول موضوع االقتصاد األموي‪ ،‬غري أن مثل هذه الكتب‬ ‫يوجد عدد ٌ‬
‫تركز على االقتصاد من الناحية الفقهية‪ ،‬وأما املصادر اليت تبحث ميزانية الدولة وأحواهلا املالية يف العصر‬
‫األموي فهي معدومة متاما‪ ،‬ولذلك فإن الوسيلة األساسية ملعرفة األحوال االقتصادية يف عصر الدولة األموية‬
‫هي يف دراسة املستوى املعيشي العام لألفراد مما نقلته كتب التاريخ‪.‬‬

‫وعموما فقد كان االقتصاد األموي كبريا ومزدهرا‪ ،‬حيث غذته كثريا الفتوحات اإلسالمية الواسعة‪،‬‬
‫فأصبحت الدولة األموية مسيطرة على أغلب الطرق التجارية األساسية يف العامل القدمي‪ ،‬وسيطرت من مث‬
‫على احلركة التجارية فيها‪ ،‬فضال على أن ربوعها مشلت الكثري من املراكز الزراعية والصناعية اهلامة اليت‬
‫أغنت وأثرت اقتصادها‪ ،‬كما أن توسعها أتاح منو حركة جتارية ضخمة بني والياهتا بدون عوائق‪ ،‬جعلت نقل‬
‫البضائع واملتاجرة هبا سهال ويسريا‪ ،‬فازدهرت احلركة التجارية يف الدولة(‪.)2‬‬

‫الدولة األموية في أقصى اتساعها خالل عهد هشام بن عبد الملك (باللون األخضر الفاتح)‪ ،‬ويوضح‬
‫موقعها في الخريطة وقوع أغلب الطرق التجارية األساسية في العالم القديم ضمن أراضيها‪.‬‬

‫اإلسالمي‪ ،‬اجلزء الثاين "العصر األموي"‪ ،‬ص ‪ .88 - 82‬دار سفري‪ ،‬سنة ‪ 1996‬م‪.‬‬
‫ّ‬ ‫(‪ )2‬موسوعة سفري للتاريخ‬

‫‪3‬‬
‫ن‬
‫مشروع مصرف بيت مال املسلمي لالستثمار‬
‫ن‬
‫(املصرفية اإلسالمية)‬

‫الموارد االقتصاديَّة لبيت مال المسلمين‪:‬‬

‫األموي األساسية "اخلراج" الذي فرضته الدولة األموية على األراضي املفتوحة‪،‬‬
‫ّ‬ ‫كان من موارد االقتصاد‬
‫فبدال من توزيعها على اجلنود أصبحت ملكا للدولة‪ ،‬وترك مزارعوها يعملون هبا مقابل اخلراج الذي يؤدونه‬
‫للحكومة‪ .‬كما كان من موارد الدولة البارزة األخرى الغنائم‪ ،‬حيث تقضي أحكام اإلسالم بوضع مخسها‬
‫يف بيت مال املسلمني وتقسيم الباقي على اجلنود‪ ،‬باإلضافة إىل اجلزية اليت فرضتها الدولة األموية على أهايل‬
‫املناطق املفتوحة غري املسلمني‪ ،‬حيث تلزمهم بدفع قدر من املال قدره الفقهاء بـ‪ 48‬درها لألغنياء و‪24‬‬
‫للمتوسطني و‪ 12‬للفقراء القادرين على الكسب‪ ،‬فيما عفي منها الشيوخ واألطفال والنساء والفقراء‬ ‫ّ‬
‫صص هلم عطاء من بيت املال(‪.‬‬ ‫العاجزون عن الكسب (الذين خ ّ‬
‫وأما من موارد األرض فقد كان هناك "الركاز"‪ ،‬وهو كل ما يستخرج من باطن األرض مثل الذهب‬
‫والفضة والنحاس‪ ،‬ويف حال استخرج من أرض خاصة فإن للدولة مخس قيمة املواد‪ ،‬وأما إن كانت أرضا‬
‫للدولة فإن كل ريعها يكون لبيت املال‪.‬‬

‫وأيضا نظرا إىل وقوع الدولة األموية على معظم الطرقات التجارية األساسية يف العامل القدمي وسيطرهتا‬
‫عليها فقد كان من مواردها املالية األساسية الضرائب اليت فرضتها على القوافل التجارية اليت تدخل حدودها‬
‫أو خترج منها‪ .‬بلغت قيمة هذه الضرائب ربع عشر قيمة البضائع للتجار املسلمني (ما يعادل ‪ 1‬من ‪40‬‬
‫منها)‪ ،‬ونصف العشر للتجار من أهل الذمة الذين يعدون رعايا للدولة (‪ 1‬من ‪ ،)20‬والعشر للكفار الذين‬
‫من أهل احلرب(‪.)3‬‬

‫األوضاع االقتصاديَّة في داخل الدولة األموية‪:‬‬

‫األموي‪ ،‬وذلك بتصدير‬


‫ّ‬ ‫ازدهرت التجارة بني مصر وجنوب شرقي الدولة اإلسالمية كثريا خالل العهد‬
‫وتوسعها يف منطقة الشرق األدىن عادت‬
‫مواد عديدة من أبرزها القمح املصري‪ .‬وبعد ظهور الدولة األموية ّ‬

‫اإلسالمي‪ ،‬اجلزء الثاين "العصر األموي"‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.84 - 82‬‬
‫ّ‬ ‫(‪ )3‬موسوعة سفري للتاريخ‬

‫‪4‬‬
‫ن‬
‫مشروع مصرف بيت مال املسلمي لالستثمار‬
‫ن‬
‫(املصرفية اإلسالمية)‬

‫احلركة التجارية مع املناطق اجملاورة إىل االنتعاش‪ ،‬إذ كانت التعامالت التجارية حمدودة جدا بينها وبني مناطق‬
‫نفوذ الدولة البيزنطية قبل ذلك خالل عهد اإلمرباطورية الساسانية وحرهبا مع البيزنطيني يف القرن السادس‬
‫للميالد‪ ،‬وأما بعد أن أصبحت أغلب مناطق اإلمرباطوريتني كالها جزءا من أراضي الدولة األموية الشاسعة‬
‫فقد أصبح من املمكن للحركة التجارية أن تأخذ طريقها حبرية عرب أصقاع الدولة‪ .‬وقد كان النفتاح األبواب‬
‫االقتصادي الكبري يف هذا العصر‪،‬‬
‫ّ‬ ‫دور كبريٌ يف إثراء مصر وازدهارها‬
‫هذا أمام التجارة يف أحناء الدولة األموية ٌ‬
‫والذي دام طوال القرنني السابع والثامن امليالديني‪ ،‬وأصبحت خالله اإلسكندرية كما وصفها املؤرخون‬
‫االقتصادي أيضا بالد‬
‫ّ‬ ‫مدينة عامرة وواسعة فيها بضائع ومستوردات من كل البالد‪ ،‬كما مشل هذا االزدهار‬
‫الشام‪ ،‬فضال عن املغرب العريب الذي كثر فيه الذهب وربيت فيه الكثري من اخليول واإلبل وازدهرت جتارة‬
‫احلبوب اليت تشتهر املنطقة هبا‪.‬‬

‫ومن بني كافة مناطق الدولة األموية الواسعة مل تشهد سوى منطقة واحدة ركودا وضعفا اقتصاديني يف‬
‫هذا العصر‪ ،‬وهي شبه اجلزيرة األسيبريية وجنوب غالة (إسبانيا والربتغال وجنوب فرنسا حاليا)‪ ،‬وذلك بعد‬
‫أن ركدت احلركة التجارية اليت كانت موجودة سابقا بني املوانئ الفرنسية والشامية‪ ،‬باإلضافة إىل افخفاض‬
‫الطلب على الرقيق الساليف الذي كان من أهم موارد التجارة يف فرنسا‪ ،‬وبعد أن استبدل بالرقيق الرتكي‬
‫واإلفريقي(‪.)4‬‬

‫بلغ االقتصاد األموي ذروة ازدهاره يف عهد اخلليفة عمر بن عبد العزيز‪ ،‬حىت أنه ُيكى عن عهده أن‬
‫عمال الصدقات كانوا يبحثون عن فقراء ليعطوهم املال فال َيدون‪ .‬وقد وفرت الدولة يف عهده لألفراد‬
‫خدمات كثرية وساعدت على توفري العالج وإعالة احملتاجني‪ ،‬كما ساعدت الشباب على الزواج وأعانت من‬
‫يريد تأدية احلج‪ ،‬وغري ذلك من احلاجات(‪.)5‬‬

‫من هذه النبذة املقتضبة حول مكانة بيت مال املسلمني يف االقتصاد اإلسالمي وبداية ازدهاره يف الدولة‬
‫األموية نتعلم أهية ودور هذا الصرح االقتصادي اإلسالمي العظيم يف حياة املسلمني‪ ،‬يف تاريخ الدول‬

‫(‪ )4‬حوض البحر املتوسط‪ :‬صراع جتاري بني بيزنطية والعرب‪ .‬موقع احلكوا‪.‬ي‪ .‬تاريخ الولوج ‪ 2012-05-05‬م‪.‬‬
‫اإلسالمي‪ ،‬اجلزء الثاين "العصر األموي"‪ ،‬ص ‪ .82‬دار سفري‪ ،‬سنة ‪ 1996‬م‪.‬‬
‫ّ‬ ‫(‪ )5‬موسوعة سفري للتاريخ‬

‫‪5‬‬
‫ن‬
‫مشروع مصرف بيت مال املسلمي لالستثمار‬
‫ن‬
‫(املصرفية اإلسالمية)‬

‫اإلسالمية على مر التاريخ‪ ،‬ومن هذا املنطلق ألهية بيت مال املسلمني تعود الدولة اإلسالمية ‪-‬أعزها اهلل‪-‬‬
‫اليوم يف عصرنا لرتسيخ هذا املفهوم االقتصادي يف حياة املسلمني يف مناطق نفوذها‪ ،‬وألن العامل والزمن قد‬
‫تقدم وعلوم االقتصاد تقدمت جدا؛ لزم أن نواكب هذا التقدم بعرض أفكار وأساليب جديدة لدعم هذا‬
‫الصرح العظيم‪ ،‬والركيزة العصبية اهلامة يف بناء اجملتمع املسلم‪ ،‬والدولة اإلسالمية وحياة الفرد املسلم؛ لذا‬
‫وجب علينا أن نضع بعض احملاور االقتصادية اهلامة‪ ،‬واليت تنمي هذا الصرح االقتصادي وتعود بالفائدة على‬
‫الفرد املسلم يف نطاق سيطرة الدولة اإلسالمية‪.‬‬

‫ومن هذه األفكار االقتصادية نقترح التالي‪:‬‬

‫إنشاء المصرفية االسالمية‪ :‬املصرف أو "البنك" هو مؤسسة مالية‪ ،‬هدفها املعلن هو تسهيل املعامالت‬
‫املالية للعمالء وحفظ األموال وتشغيلها‪.‬‬

‫نشأت وتطورت املصارف يف أوروبا على امتداد ‪ 400‬عام‪ ،‬ولكن عند انتقاهلا إىل اجملتمعات اإلسالمية‬
‫واجهت رفضا من املسلمني؛ ألن طبيعة عملها خمالفة لقواعد التعامل اإلسالمي من عدة نواح‪ ،‬أهها‬
‫التعامل بالربا (الفوائد)‪ ،‬إضافة إىل نواحي تفصيلية أخرى كثرية‪.‬‬

‫قدم املسلمون خدمات جليلة يف تطوير العمل املصريف فاقت أعمال اإلغريق‪ ،‬كما تفوق ما اعتربه‬
‫األوروبيون بداية العمل املصريف احلديث‪ ،‬فقد كانت مكة املكرمة مركزا جتاريا آمنا تسري القوافل منها وإليها‬
‫مشاال وجنوبا يف رحليت الشتاء والصيف‪ ،‬وهي تتمتع باألمان والثقة والضمان واالستقرار‪ ،‬وهذا هو األساس‬
‫صور من التعامل يف جمال‬‫الذي يقوم عليه العمل املصريف‪ ،‬فكان من الطبيعي أن يظهر يف مكة املكرمة ٌ‬
‫إيداع األموال واستثمارها‪.‬‬

‫وكان أول من ابتكر طريقة اإليداع مبنع االكتناز احملرم يف اإلسالم ويتيح للمودع لديه حرية التصرف‬
‫باألموال املودعة‪ ،‬وهي األساس املرتكز عليه عمل املصارف‪ ،‬هو الزبري بن العوام ‪-‬رضي اهلل عنه وأرضاه‪-‬‬
‫فكان ال يقبل أن يودع لديه ماال إال على سبيل القرض‪ ،‬وعند انتشار استعمال "الفوائد" يف مجيع‬
‫املصارف‪ ،‬كان من الطبيعي البحث عن بديل للمصرف التجاري‪ ،‬إلَياد مصرف يقوم على مبادئ الشريعة‬

‫‪6‬‬
‫ن‬
‫مشروع مصرف بيت مال املسلمي لالستثمار‬
‫ن‬
‫(املصرفية اإلسالمية)‬

‫اإلسالمية‪ .‬ولقد كانت التجربة يف وقتنا املعاصر للمصارف اإلسالمية يف ماليزيا سنة ‪ 1940‬م وباكستان‬
‫يف ‪ 1950‬م حيث مت إنشاء أول صناديق ادخار ال تعمل بالفائدة‪.‬‬

‫ومن منطلق املصرفية اإلسالمية كإدارة مالية واستثمارية خاضعة لرقابة بيت مال املسلمني كمرجع وخزينة‬
‫عامة مالية نستطيع التفرع خلدمة اجملتمع ودعم االقتصاد اإلسالمي على نواح عديدة ومتنوعة‪ ،‬تالمس‬
‫فائدهتا اجملتمع والفرد املسلم‪.‬‬

‫ومن اخلدمات األساسية للمصرفية اإلسالمية هي القروض املالية املتنوعة (اخلدمات االئتمانية)‪ ،‬اليت‬
‫تساعد على إنشاء املشاريع الصناعية والتجارية واخلدمية يف اجملتمع وتليب احتياجات الفرد‪.‬‬

‫ومن أفكار اإلقراض اإلسالمي املباح هو الدخول مع الفرد املسلم كشريك داعم ماليا ومراقبيا يف إنشاء‬
‫املشاريع اليت تعود فائدهتا املباشرة على الفرد واجملتمع‪ ،‬وتنمي حركة االقتصاد اجملتمعي وترفع من مستويات‬
‫املعيشية للفرد والعائلة اإلسالمية‪ ،‬مما ُيول اجملتمع إىل جمتمع إنتاجي حركي تنموي‪ ،‬وُيول الفرد الفقري من‬
‫مستحق للزكاة والصدقة إىل منتج هلا وعامل إضافة عليها‪.‬‬

‫ومن الخدمات المصرفية في المصارف اإلسالمية الحديثة‪:‬‬

‫يقدم املصرف اإلسالمي نفس اخلدمات اليت يقدمها "البنك" العادي باستثناء اخلدمات اليت حتتوي على‬
‫"الفائدة" اليت تعترب ربا حمرم يف الشريعة اإلسالمية‪.‬‬

‫وميكن تقسيم اخلدمات اليت تقدمها املصارف اإلسالمية إىل قسمني رئيسني‪:‬‬

‫‪ -1‬خدمات مصرفية لعمليات ائتمانية‪.‬‬


‫‪ -2‬خدمات مصرفية ال تشمل عمليات ائتمانية‪.‬‬

‫ومن الخدمات االئتمانية يهمنا عدة أنواع منها في بحثنا هذا وهي كتالي‪:‬‬

‫االستصناع‪:‬‬

‫‪7‬‬
‫ن‬
‫مشروع مصرف بيت مال املسلمي لالستثمار‬
‫ن‬
‫(املصرفية اإلسالمية)‬

‫عقد االستصناع هو عقد يربم مع جهة مصنعة حبيث تتعهد مبوجبه بصنع سلعة ما وفقا لشروط معينة‬
‫يفرضها املصرف "البنك اإلسالمي" وعند حلول األجل يقدم الصانع منتوجه "يقبلها املصرف يف حالة‬
‫وافت الشروط املطلوبة" بعد ذلك يبيعها املصرف على أهنا سلعة خاصة "مصنعة حمليا"‪ ،‬وفائدة املصرف هو‬
‫املبلغ الزائد عن التكلفة الكلية للسلعة واليت ُيددها املصرف ذاته‪ .‬والسلعة "املصنوع" تعد حسب الطلب‪:‬‬
‫مبان أو آالت أو أجهزة أو سلعا استهالكية وإنتاجية‪ ...‬وهكذا‪.‬‬

‫المضاربة‪:‬‬

‫أن يقدم املال طرف‪ ،‬ويكون العمل واالستثمار واإلدارة له من طرف آخر‪ ،‬ويكون الربح بينهما حسب‬
‫النسبة اليت يتفقان عليها وتقع نسبة املخاطرة يف اخلسارة على الطرفني حبيث خياطر مقدم املال خبسارة رأس‬
‫املال فقط وأي خماطر إضافية (من ديون وخالفه) تقع على املستثمر‪.‬‬

‫المشاركة‪:‬‬

‫أن يقدم الطرفان املال بينما اإلدارة قد تكون من الطرفني أو أحدها على شرط أخذ مبلغ إضايف من‬
‫صايف الربح مقابل اجملهود ومسي باملشاركة ألن شرطه مشاركة الطرفني للربح واخلسارة كما ُيق ألي من‬
‫األطراف أن يبيع مساهته لطرف ثالث خالل مدة العقد‪.‬‬

‫القرض الحسن‪:‬‬

‫هو قرض يدفعه املصرف وفق شروط معينة متفق عليها وال يقاضى املصرف أي زيادة عند سداد املبلغ‬
‫من قبل املقرتض‪.‬‬

‫الخدمات المصرفية التي ال تشمل عمليات ائتمانية‪:‬‬

‫هذا النوع من التعامالت املصرفية تتعدد تصنيفاته وتتعدد الفتاوى الشرعية فيه‪ ،‬وجنتنب حنن اخلوض فيه؛‬
‫ألنه ال يهم أصل البحث لدينا ملا فيه من تفريعات ال يسمح املقال فيها وال التفصيل يف جوانبها‪ ،‬وحتتاج‬

‫‪8‬‬
‫ن‬
‫مشروع مصرف بيت مال املسلمي لالستثمار‬
‫ن‬
‫(املصرفية اإلسالمية)‬

‫إىل اختصاصات شرعية حبته تقوم على املراقبة الدائمة لسري العمل املصريف فيها‪ ،‬ومنها على سبيل املثال‬
‫(احلسابات اجلارية ‪ -‬االعتمادات املستندية ‪ -‬خطابات الضمان النقدية ‪ -‬األوراق املالية لألصول ‪-‬‬
‫احلواالت املالية(‪.‬‬

‫من هذا البحث ندرك أهية املصرفية اإلسالمية (البنك اإلسالمي) ومن دور بيت مال املسلمني باملشاركة‬
‫والدعم يف مثل هذا الصرح الفعال يف اقتصاد الدولة اإلسالمية والفرد املسلم‪ ..‬وامللموس فوائده بشكل‬
‫مباشر على الفرد والعائلة املسلمة‪ ،‬والعمل على قيام مثل هذه املشاريع ينوع مصادر الدخل لبيت مال‬
‫املسلمني‪ ،‬ويثري خزينتة مما يتيح له تنويع وتعدد املصارف اخلدمية على عامة املسلمني ويطور من البىن‬
‫التحتية للبالد اإلسالمية على أعلى مستوى خدمي ووظيفي‪ ،‬مما خيفف الضغط على الدولة اإلسالمية يف‬
‫توفري السيولة الستيفاء مصارف النفقة العامة للمسلمني‪.‬‬

‫وكتب‪:‬‬

‫كلمة حق‬
‫األحد ‪ 12‬مجادى األول ‪ 1437‬هـ ‪ 21 -‬فرباير ‪ 2016‬م‬

‫‪9‬‬

You might also like