You are on page 1of 146

‫الطريق السوم في معرفة‬

‫خصائص النبي‬
‫‪ -‬صلى اهلل عليو كسلم ‪-‬‬

‫إعداد األخ المجاىد‬

‫محمد محمد الحاج أحمد‬


‫"تقبلو اهلل في الشهداء"‬

‫قيدِّـ ىذا البحث استكماال لمتطلبات الحصوؿ على درجة البكالوريوس‬


‫ُّْْىػ – َُِّـ‬

‫الناشر‪:‬‬
‫مركز ابن تيمية لإلعالـ‬
‫جمادل اآلخرة ُّْٕ‬
‫تقديم الناشر‬

‫الحمد هلل رب العالمين كالصالة كالسالـ على خاتم النبيين كآلو كصحبو أجمعين أما بعد؛‬

‫إف العاملين لنصرة دين اهلل تعالى في كل زماف كمكاف جػديركف بػ ف يكواػوا محػل تقػدير كاحتػراـ كاعتػزاز أمػتهم بهػم‬
‫كفي زماانا ىذا لم يكن من أبناء األمة اإلسالمية ىمن يىم أكفى كأبر بها إال المجاىدكف في سػبيل اهلل أكلكػا الػذين حملػوا‬
‫أركاحهم على أكفهم كخاضوا غمار حرب ضػركس جمػل لهػا الكفػر خيلػو كرجلػو مػن أجػل امػال اػور اإلسػالـ ككأد دعوتػو‬
‫المباركة فاصطفى اهلل منهم الشهداء ليكواوا ابراسان للمجاىدين كمحرضان للقاعدين‪.‬‬

‫كاحن اليوـ فػ ي كقفػة مػل أحػد ىػاالء األبطػاؿ كمػا احسػبو كاهلل حسػيبو؛ المجاىػد أبػو عمػر المقدسػي"محمػد الحػاج‬
‫أحمد"من سكاف بلدة بيت الىيا شماؿ قطاع غزة ذلا األسد الػذم صػدع بالتوحيػد فػي أرجػاء قطػاع غػزة كاابػرل يجاىػد‬
‫في سبيل اهلل بما استطاع ثم ما لبث أف لبى النػداء كاسػتجاب لػداعي النفيػر صػوب بػالد الشػاـ ليكػوف كاحػدان مػن فرسػاف‬
‫الدكلة اإلسالمية فكاف اًعم المهاجر‪ ...‬خصاؿ ايبة كخلق ابيل كشجاعة كإقداـ منقطعة النظيػر تيوجػت كتزينػت خاتمتهػا‬
‫بالشهادة في سبيل اهلل مقبال غير مدبر كما احسبو رفحمو اهلل كتقبلو في عليين‪.‬‬

‫ككفاء من"مركز ابن تيمية لإلعالـ"ألخينا أبي عمر كحرصان على أف اكوف سببان في تحصػيلو ألجػور عظيمػة ترتفػل بهػا‬
‫ن‬
‫درجتو كتعلو منزلتو بإذف اهلل؛ مصداقان لما جاء في صحيح مسلم من حديث أبي ىريرة أف رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسػلم‬
‫قاؿ‪":‬إذا مات اإلاساف ااقطل عنو عملو إال من ثالثة؛ إال من صدقة جارية أك علم ينتفل بو أك كلد صػالح يػدعو لػو" فإانػا‬
‫انشر اليوـ ىذا المبحث الشرعي الطيب الموسوـ بػ"الطريق السوم في معرفة خصائص النبي"صلى اهلل عليو كسػلم كىػو‬
‫عبارة عن بحث علمي قاـ أخواا أبو عمر رحمو اهلل بكتابتو أثناء دراستو الجامعية في كلية الدعوة اإلسالمية كقد كاف ىذا‬
‫يسيرا من مجهوده الدعوم الذم تضمن العديد من المباحث الشرعية كالدركس الدعوية التي كاف يجوب بها‬
‫البحث جزءان ن‬
‫كقليل ىم‪.‬‬
‫ه‬ ‫مساجد قطاع غزة فكاف ممن جمل اهلل لو بذلا شرؼ العالم كمنزلة المجاىد‬

‫اس ؿ اهلل تعالى أف يتقبل أخااا أبا عمر في الشهداء كيحشره في جملة العلماء كأف يرفل درجتو كييكرـ ايزلو كيجمعنا‬
‫بو على خير إاو كلي ذلا كالقادر عليو‪.‬‬

‫مركز ابن تيمية لإلعالـ‬


‫جمادل اآلخرة ُّْٕ‬
‫المقدمة‬

‫إف الحمد هلل احمده كاستعينو كاستغفره كاعوذ باهلل من شركر أافسنا كمن سيكات أعمالنا من يهده اهلل فال مضل‬
‫لو كمن يضلل فال ىادم لو كأشهد أف ال إلو إال اهلل كحده ال شريا لو كأشهد أف محمد عبده كرسولو‪.‬‬
‫" يا أيها الذين آمنوا اتقوا اهلل حق تقاتو كال تموتن إال كأاتم مسلموف"‬
‫[آؿ عمراف‪.]َُِ :‬‬
‫" يا أيها الناس اتقوا ربكم الذم خلقكم من افال كاحدة كخلق منها زكجها كبث منهما رجاال كثيػرا كاسػاءا كاتقػوا اهلل‬
‫الذم تس لوف بو كاألرحاـ إف اهلل كاف عليكم رقيبا"[النساء‪.]ُ :‬‬
‫"يا أيها الذين آمنوا اتقوا اهلل كقولوا قوال سديدا (َٕ) يصلح لكم أعمالكم كيغفر لكم ذاوبكم كمن يطل اهلل كرسولو‬
‫فقد فاز فوزا عظيما (ُٕ)"[األحزاب‪.]ُٕ-َٕ :‬‬
‫أما بعد‪:‬‬
‫فإف أحسن الحديث كتاب اهلل كخير الهدم ىدم محمد (صلى اهلل عليو كسلم) كشر األمور محدثاتها ككػل محدثػة‬
‫بدعة ككل بدعة ضاللة ككل ضاللة في النار ثم أما بعد‪:‬‬
‫فػػإف اهلل سػػبحااو تعػػالى قػػد حبػػا سػػيداا محمػػد (صػػلى اهلل عليػػو كسػػلم) بخصػػائص عديػػدة كمناقػػب مديػػدة ككمػػاالت‬
‫أثيرة كمواىب كثيرة كفضلو بذلا على سائر األابياء ككافة البشر كإليا أيها القارئ الكريم بحثا خطيرا بعنواف‪":‬الطٌريػق‬
‫السوم في معرفة خصائص النٌبػي (صػلى اهلل عليػو كسػلم)"إحتػول علػى درر فػاخرة كركضػات زاىػرة قلمػا تجػدىا فػي بحػث‬
‫ٌ‬
‫غيػػره يىقػػر بهػػا النػػاير كينشػػرح لهػػا الخػػاار يشػػتمل علػػى الخصػػائص المػ ثورة كالمناقػػب المبػػركرة فهػػو عػػذب العبػػارة حسػػن‬
‫اإلشارة فيو اقوالت لطيفػة كفوائػد افيسػة مبنػي علػى مػا قػرره أئمتنػا – رضػي اهلل عػنهم – فػي الكتػب الفقهيػة مػل مػا يتعلػق‬
‫بذلا من األحاديث النبوية فليال ىناؾ كقت عنػدؾ كػاف اهلل فػي عواػا للتنقيػب فػي المطػوالت كمراجعػة األمهػات لػذلا‬
‫ػيمم بػػالتراب ماشػػيا بػػذلا علػػى منػػواؿ‬
‫إعتنػػى الطالػػب بهػػذا البػػاب مػػن غيػػر إحسػػاف منػػو كال إعجػػاب كألف مػػن يعػػدـ المػػاء تػ ٌ‬
‫علمائنا تغمدىم اهلل برحمتو فهم أكثركا من الكالـ في تقريرىا‪ -‬أم الخصائص النبوية ‪ -‬كأمعنوا النظر في مباحث تحريرىا‬
‫ككػل مػػنهم قػػد بػذؿ جهػػده كلػم يػدخر شػػيكان عنػػده كأخيػػرا أرجػػوا مػػن اهلل تعػالى أف يكػػوف ىػػذا العمػػل المفتػػاح للبػػاب كأف‬
‫يرزقني فيو اإلخالص كالتوفيق للصواب إاو كلي ذلا كالقادر عليو عليو اتكالي كإليو مآب‪.‬‬
‫أكال‪ :‬أىمية الموضوع‪:‬‬
‫إف معرفة ما اافرد بو النبي (صلى اهلل عليو كيلم) عن غيره من األابياء كسائر الناس لو أىمية بالغة منها‪:‬‬
‫ُ‪ -‬إف معرفة خصائصو العديدة كمناقبو المديدة تتضمن معرفة يحسنو كإحسااو(صلى اهلل عليػو كسػلم) كذلػا كسػيلة‬
‫إلى محبتو‪.‬‬
‫ِ‪ -‬إف معرفة خصائصو السنيٌة ككماالتو البهية (صلى اهلل عليو كسلم) كسيلة إلى إمتالء القلب بتوقيره‪.‬‬
‫ّ‪ -‬إف معرفة خصائصو المنيفة كفضائلو الشريفة كسيلة كذلا لتعظيم شريعتو كإتباعها كالوقوؼ عند حدكدىا‪.‬‬
‫ْ‪ -‬إف معرفة خصائصو (صلى اهلل عليو كسلم) كذكرىا تعرض لنفحات الرحمة اإللىهية فإذا كاات رحمتو تعالى تتنزؿ‬
‫عند ذكر الصالحين فما بالا بذكر سيدىم كقدكتهم‪.‬‬
‫ٓ‪ -‬إف ذكر خصائصو كمحاسنو (صلى اهلل عليو كسلم) ىو ضػرب مػن الوصػاؿ بػو ككجػو مػن كجػوه القػرب منػو حتػى‬
‫إذا فات النظر إليو بالبصر لم يفت التمتل ب كصافو ككماالتو بلذيذ الخبر‪.‬‬

‫ثاايا‪ :‬أسباب إختيار الموضوع‪:‬‬


‫تيعد األسباب التالية من أىم األسباب التي دفعت الطالب إلختيار ىذا الموضوع كىي‪:‬‬
‫ُ‪ -‬إبتغاء مرضاة اهلل سبحااو كتعالى‪.‬‬
‫ِ‪ -‬اإلعتقاد بوجوب توقير النبي (صلى اهلل عليو كسلم) كبياف خصائصو كإبراز فضائلو‪.‬‬
‫ّ‪ -‬تطػػاكؿ بعػػج الجرائػػد الغربيػػة الرسػػمية علػػى سػػيد الخلػػق كخػػاتم األابيػػاء كالمرسػػلين (صػػلى اهلل عليػػو كسػػلم) مػػن‬
‫خالؿ رسمو في صور كاريكاتيرية ساخرة‪.‬‬
‫ْ‪ -‬صياغة خصائصو (صلى اهلل عليو كسلم) علػى كفػق التوسػا كاإلعتػداؿ كمػا جػاءت فػي القػرآف الكػريم كصػحيح‬
‫السنة‪.‬‬
‫ٓ‪ -‬كألاو ال توجد دراسة شافية كافية تحدثت عن خصائصو (صلى اهلل عليو كسلم) بهذه الصورة كبهذا الشكل‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬أىداؼ الدراسة كالغاية منها‪:‬‬


‫إف لهذه الدراسة أىداؼ كثيرة كغايات عديدة كمتنوعة منها على سبيل المثاؿ ال الحصر‪:‬‬
‫ُ‪ -‬حتى ال يرل جاىل بعج الخصائص ثابتة في الحديث الصحيح فيعمل بها أخػذا ب صػل الت سػي بالرسػوؿ (صػلى‬
‫اهلل عليو كسلم)‪.‬‬
‫ِ‪ -‬تصػػحيح اإلعتقػػاد فػػي النبػػي (صػػلى اهلل عليػػو كسػػلم) حيػػث غػػالى فيػػو قػػوـ فػ عطوه صػػفات األلوىيػػة كجفػػى عنػػو‬
‫آخركف فقدموا أئمتهم عليو‪.‬‬
‫ّ‪ -‬محبتو (صلى اهلل عليو كسلم) كتقديمها على النفال كسائر الخلػق كااعتػو فػإف ىػذا مػن حقوقػو التػي أكجبهػا اهلل‬
‫في كتابو لنبيو (صلى اهلل عليو كسلم)‪.‬‬
‫ْ – الصالة كالتسليم عليو (صلوات ربي كتسليماتو عليو) كاإلكثػار مػن ذلػا فػإف البخيػل مػن ذكػر عنػده كلػم يصػل‬
‫عليو‪.‬‬
‫ٓ‪ -‬إثراء المكتبة اإلسالمية بدراسة علمية تتناكؿ موضوعا جديدا في ىذا المجاؿ‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬الدراسات السابقة‪:‬‬


‫ييعد ىذا البحث دراسة اوعية جديدة في ىػذا المجػاؿ كذلػا ألف الطالػب لػم يعثػر ‪ -‬حسػب إاالعػو ‪ -‬علػى بحػث‬
‫علمي قد كتب في ىذا الموضوع بهذا الترتيب كىذا الشكل كلكن كجدت رسػالة علميػة قيػدمت اسػتكماال للحصػوؿ علػى‬
‫درجة الماجستير بعنػواف‪":‬خصػائص المصػطفى (صػلى اهلل عليػو كسػلم) بػين الغلػو كالجفػاء"للصػادؽ بػن محمػد بػن إبػراىيم‬
‫بإشػػراؼ الػػدكتور علػػي بػػن عبػػد الػػرحمن الحػػذيفي تناكلػػت جاابػػا كاحػػدا مػػن أقسػػاـ الخصػػائص النبويػػة كىػػي الخصػػائص‬
‫التفضيلية كلم يهتم مالفها بذكر الخصائص التشريعية‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬منهج البحث كابيعة العمل فيو‪:‬‬


‫فػػي إاػػار التنػػوع الحاصػػل فػػي منػػاىج البحػػث العلمػػي رأل الطالػػب أف أاسػػب المنػػاىج لهػػذا الموضػػوع ىػػو المػػنهج‬
‫الوصفي التحليلي الذم يقوـ على جمل المعلومات كدراستها كتحليلها‪.‬‬

‫سادسا‪ :‬اريقة البحث‪:‬‬


‫تمثلت اريقة البحث في ىذا الموضوع في النقاط التالية كىي‪:‬‬
‫ُ‪ -‬كتابة اآليات القرآاية يمشكلة بركاية حفص عن عاصم الكوفي مل بياف مواقعها فػي المصػحو كذلػا بػذكر اسػم‬
‫السورة كرقم اآلية كتمييزىا بوضل ىذا الشكل []‪.‬‬
‫ِ‪ -‬تخريج األ حاديث النبوية كذلا بعزكىا إلى مظااها في كتب السنة المعتمدة حسب ضوابا التخريج كأصولو مل‬
‫اقل حكم العلماء على األحاديث التي في غير الصحيحين إف كجد‪.‬‬
‫ّ‪ -‬عدـ اإللتزاـ بتخريج النصوص كال الترجمة لألعالـ الذين كردكا في كالـ الغير‪.‬‬
‫ْ‪ -‬أخذ النصوص من مظااها كعزكىا إلى أصحابها يمراعاة لألمااة العلمية في النقل كالتوثيق كالتعليق‪.‬‬
‫المحافظػػة عليػػو فػػي جميػػل‬
‫المتعػػارؼ عليػػو فػػي كتابػػة البحػػوث العلميػػة كالعمػػل علػػى ي‬
‫ٓ‪ -‬اإللتػػزاـ بػػالمنهج العلمػػي ي‬
‫مفردات البحث مل تتويجو بالفهارس العامة في آخره‪.‬‬
‫سابعا‪ :‬خطة البحث‪:‬‬
‫كضل الطالب خطة لهذا ا لبحث فجعلو في مقدمة كتمهيد كفصلين كخاتمة على النحو التالي‪:‬‬
‫المقدمػػة كتش ػتمل علػػى‪ :‬أىميػػة البحػػث كأسػػباب إختيػػاره كأىػػداؼ الدراسػػة كالغايػػة منهػػا كالدراسػػات السػػابقة كمػػنهج‬
‫البحث كابيعة العمل فيو كاريقة البحث كخطة البحث‪.‬‬
‫التمهيد‪ :‬حقيقة الخصائص النبوية‪.‬‬
‫كفيو عشرة مباحث‪:‬‬
‫المبحث األكؿ‪ :‬مفهوـ الخصائص النبوية‪.‬‬
‫المبحث الثااي‪ :‬اريقة الكتب في عرض الخصائص النبوية‪.‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬أقساـ الخصائص النبوية‪.‬‬
‫المبحث الرابل‪ :‬موقو العلماء من بحث الخصائص النبوية‪.‬‬
‫المبحث الخامال‪ :‬ضوابا إاتقاء الخصائص النبوية‪.‬‬
‫المبحث السادس‪ :‬مظاف الخصائص النبوية‪.‬‬
‫المبحث السابل‪ :‬العالقة بين الخصائص كالدالئل كالشمائل كالفضائل‪.‬‬
‫المبحث الثامن‪ :‬الت ليو في الخصائص النبوية‪.‬‬
‫المبحث التاسل‪ :‬أسباب التضخم في كتب الخصائص النبوية‪.‬‬
‫المبحث العاشر‪ :‬عدد الخصائص النبوية‪.‬‬
‫الفصل األكؿ‪ :‬الخصائص التشريعية‪.‬‬
‫كفيو خمسة مباحث‪:‬‬
‫المبحث األكؿ‪ :‬في الخصائص التي اافرد بها (صلى اهلل عليو كسلم) دكف األابياء‪.‬‬
‫المبحث الثااي‪ :‬في الخصائص اشترؾ فيها (صلى اهلل عليو كسلم) مل األابياء‪.‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬في خصائص مختلو فيها‪.‬‬
‫المبحث الرابل‪ :‬في خصائص اظرية متخيلة‪.‬‬
‫المبحث الخامال‪ :‬خصائص مزعومة‪.‬‬
‫الفصل الثااي‪ :‬الخصائص التفضيلية‪.‬‬
‫كفيو أربعة مباحث‪:‬‬
‫المبحث األكؿ‪ :‬فيما اختص بو (صلى اهلل عليو كسلم) دكف جميل األابياء في الحياة الدايا‪.‬‬
‫المبحث الثااي‪ :‬فيما اختص بو (صلى اهلل عليو كسلم) دكف جميل األابياء في الحياة اآلخرة‪.‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬فيما اختص بو (صلى اهلل عليو كسلم) دكف أمتو كقد ييشاركو فيها أابياء آخركف‬
‫المبحث الرابل‪ :‬خصائص ال دليل عليها‪.‬‬

‫الخاتمة‪ :‬كفيها أبرز النتائج التي توصل إليها الطالب خالؿ ىذا البحث‪.‬‬
‫قائمة المصادر كالمراجل‪.‬‬
‫الفهارس العامة‪.‬‬

‫ىػ ػػذا كال يفػ ػػوتني أف أتقػ ػػدـ بخػ ػػالص الشػ ػػكر كعظػ ػػيم التقػ ػػدير إلػ ػػى أسػ ػػتاذم الكػ ػػريم محمػ ػػد الػ ػػدِّبور الػ ػػذم بػ ػػذؿ‬
‫م ػػن الوق ػػت الثم ػػين كال ػػرأم الص ػػائب م ػػا ك ػػاف ل ػػو أث ػػره الب ػػال ف ػػي إاج ػػاز ى ػػذا البح ػػث كتقويم ػػو‪ .‬كم ػػا كأخ ػػص بالش ػػكر‬
‫كل من قدـ لي خدمة أك أسدل إلي توجيهات من األساتذة النبالء أك األخوة األعزاء‪.‬‬
‫كيبق ػػى ى ػػذا الجه ػػد المب ػػذكؿ ف ػػي ى ػػذا البح ػػث جه ػػدا بش ػػريا قاص ػ نػرا ع ػػن الكم ػػاؿ ألف الكم ػػاؿ المطل ػػق هلل كح ػػده‬
‫عزكجل كأستغفر اهلل على كل حاؿ‪.‬‬

‫ككتب‬
‫محمد محمد الحاج أحمد‬
‫التمهيد‬
‫حقيقة الخصائص النبوية‬

‫كفيو عشرة مباحث‪:‬‬


‫المبحث األكؿ‪ :‬مفهوـ الخصائص النبوية‪.‬‬
‫المبحث الثااي‪ :‬اريقة الكتب في عرض الخصائص النبوية‪.‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬أقساـ الخصائص النبوية‪.‬‬
‫المبحث الرابل‪ :‬موقو العلماء من بحث الخصائص النبوية‪.‬‬
‫المبحث الخامال‪ :‬ضوابا ااتقاء الخصائص النبوية‪.‬‬
‫المبحث السادس‪ :‬مظاف الخصائص النبوية‪.‬‬
‫المبحث السابل‪ :‬العالقة بين الخصائص كالدالئل كالشمائل كالفضائل‪.‬‬
‫المبحث الثامن‪ :‬الت ليو في الخصائص النبوية‪.‬‬
‫المبحث التاسل‪ :‬أسباب التضخم في كتب الخصائص النبوية‪.‬‬
‫المبحث العاشر‪ :‬عدد الخصائص النبوية‪.‬‬
‫المبحث األكؿ‬
‫مفهوـ الخصائص النبوية‬

‫الخصائص لغة‪:‬‬
‫ُ‬
‫خصو بالشيء ي يخصو خصاى نً كاختصو‪ :‬أم أفرده دكف غيره"‬
‫قاؿ صاحب لساف العرب‪ٌ ":‬‬
‫ِ‬
‫ضلو"‬
‫خصو بالشيء خصا‪ :‬ف ٌ‬
‫كعند الفيركز آبادم‪ٌ ":‬‬
‫كف ػػي المعج ػػم الوس ػػيا‪":‬خصوص ػػيٌة الش ػػيء خاص ػػيٌتو كال ىخصيص ػػة‪ :‬الص ػػفة الت ػػي تمي ػػز الش ػػيء كتح ػػدده كالجم ػػل‬
‫ّ‬
‫خصائص"‬
‫فمن التعريفات اللغوية السابقة ييستنتج أف معنى ال ىخصيصة يدكر على اآلتي‪:‬‬
‫ُ‪ -‬اإلافراد‪ -ِ .‬الفضل‪ -ّ .‬التميز‪.‬‬
‫كعلى ذلا فالخصائص لغة‪ :‬ىي جمل خصوصية‪ .‬كىي ما اافرد بو صاحبو دكف غيره‪.‬‬

‫الخصائص إصطالحا‪:‬‬
‫السيرة تطلق على ثالثة أمور كىي‪:‬‬
‫الخصائص في إصطالح الفقهاء كيكتٌاب ٌ‬
‫األكؿ‪ :‬المسػػائل التػػي اافػػرد بهػػا (صػػلى اهلل عليػػو كسػػلم) فػػي الحكػػم عمػػن سػػبقو مػػن األابيػػاء‪ .‬مثػػل‪":‬إباحػػة الغنػػائم لػو‬
‫كألمتو كلم تحل لنبي قبلو"‪.‬‬
‫الثااي‪ :‬المسائل التي اافرد بها (صلى اهلل عليو كسلم) فػي الحكػم عػن عامػة المسػلمين‪ .‬مثػل‪":‬إباحػة تعػدد الزكجػات‬
‫إلى أكثر من أربل"‪.‬‬
‫ػص بػػو (صػػلى اهلل عليػػو كسػػلم) تشػػريفا كتفضػػيال منػػو سػػبحااو كتعػػالى‪ .‬مثػػل‪":‬عمػػوـ رسػػالتو فػػي الػػدايا‬
‫الثالػػث‪ :‬مػػا يخػ ٌ‬
‫كالشفاعة في اآلخرة"‪.‬‬
‫صػت بػو أمتػو (صػلى اهلل عليػو كسػلم) إكرامػا لػو كبإاتسػابها‬
‫كأضاؼ الشيخ صالح أحمد الشامي أمر رابل كىػو‪ :‬مػا يخ ٌ‬
‫إليو‪ .‬مثل‪":‬كواها شاىدة على األمم يوـ القيامة"ْ‪.‬‬
‫كبنػػاءا علػػى مػػا سػػبق فقػػد عػ ٌػرؼ الشػػيخ صػػادؽ بػػن محمػػد بػػن إبػػراىيم الخصػػائص النبويػػة إصػػطالحا ب اهػػا‪":‬الفضػػائل‬
‫كإما عن سائر البشر"ٓ‪.‬‬
‫كاألمور التي إافرد بها النبي (صلى اهلل عليو كسلم) كامتاز بها ٌإما عن إخوااو األابياء ٌ‬

‫ُ [لساف العرب‪ :‬البن منظور‪.]ُْٖ / ِ :‬‬


‫ِ [القاموس المحيا‪ :‬للفيركز آبادم‪.]ٕٗٔ :‬‬
‫ّ [المعجم الوسيا لمجمل اللغة العربية بالقاىرة‪.]ِّٕ / ُ :‬‬
‫ْ [من معين الخصائص النبوية‪.]ُِ-ُُ :‬‬
‫إال أف الطالب يرل أف ىذا التعريو غير دقيق ألف من ش ف التعريو أف يكوف جامعا مااعا كىنا أغفػل الشػيخ صػادؽ‬
‫في تعريفػو ذكػر مػا اخػتص بػو النبػي (صػلى اهلل عليػو كسػلم) مػن األحكػاـ كاقتصػر علػى ذكػر مػا اخػتص بػو (صػلى اهلل عليػو‬
‫كسلم) من التكريمات كالفضائل‪.‬‬

‫التعريو المختار‪:‬‬
‫ب ف الخصائص النبوية ىي‪":‬األحكاـ كالفضائل التي إافرد بها النبي (صلى اهلل عليو كسلم) كامتاز بهػا ٌإمػا عػن إخوااػو‬
‫كإما عن سائر البشر"‪.‬‬
‫األابياء (عليهم السالـ) ٌ‬

‫المبحث الثااي‪ :‬اريقة الكتب في عرض الخصائص النبوية‬


‫اختلفت اريقة األئمة قديما كحديثا في عرضهم للخصائص النبوية في كتبهم كىذا اإلختالؼ ال أثر لو ألاو إختالؼ‬
‫في الصياغة كاألسلوب ال في المضموف كالمقصد كعلى ذلا‪:‬‬

‫قسم الخصائص بحسب أحكامها إلى أربل فكات كىي‪:‬‬


‫فمن العلماء من ٌ‬
‫‪ -‬خصائص الواجبات‪.‬‬
‫‪ -‬خصائص المحظورات‪.‬‬
‫‪ -‬خصائص المباحات‪.‬‬
‫‪ -‬خصائص الكرامات ٔ‪.‬‬

‫كىنا البد للطالب أف يينبو على أف الفكة الرابعة"خصائص الكرامات"ترجل إلى خصائص الفضائل التي مجاؿ البحث‬
‫فيها عقدم ال إلى خصائص األحكاـ التي مجاؿ الدراسة فيها فقهي‪.‬‬

‫قسم كل فكة إلى اوعين‪:‬‬


‫كمن العلماء من ٌ‬
‫‪ -‬ما يتعلق بالنكاح‪.‬‬
‫‪ -‬كما ال عالقة لو بو‪.‬‬
‫كذلا لكثرة الخصائص التي ذكرت في باب النكاح‪.‬‬

‫ٓ [خصائص المصطفى (صلى اهلل عليو كسلم) بين الغلو كالجفاء‪.]ِْ :‬‬
‫‪[ 6‬من معٌن اخلصائص النبوية‪ :‬صاحل أمحد الشامي‪.]26:‬‬
‫كمن العلماء ؾ"صاحب المواىب اللداية"من ألحق بالفكة الرابعة‪ :‬فضائل أمتو (صلى اهلل عليو كسلم)‪.‬‬
‫كمن العلماء ؾ"ابن اولوف"من أضاؼ إلى الفكات األربعة السابقة أربعة أقساـ أخرل كىي‪:‬‬
‫‪ -‬فيما إختص بو (صلى اهلل عليو كسلم) في ذاتو في الدايا‪.‬‬
‫‪ -‬فيما إختص بو (صلى اهلل عليو كسلم) في أمتو في الدايا‪.‬‬
‫‪ -‬فيما إختص بو (صلى اهلل عليو كسلم) في ذاتو في اآلخرة‪.‬‬
‫‪ -‬فيما إختص بو (صلى اهلل عليو كسلم) في أمتو في اآلخرة‪.‬‬

‫كالحقيقػػة أف ىػػذه األقسػػاـ األربعػػة التػػي أضػػافها"ابػػن اولػػوف"إامػػا ىػػي تفريعػػات عػػن الفكػػة الرابع ػة كىػػي‪":‬خصػػائص‬
‫الكرامات"‪.‬‬

‫كينبغػي أف الفػت النظػر إلػى أف كػل قسػم مػن ىػذه األقسػاـ يشػتمل علػى الصػحيح كالضػعيو فػال تمييػز بػين النػػوعين‬
‫غالبا كأف كثير ما تيعرض الخصائص النبوية كخاصة في كتب الفقو على أاها مسلٌمات ٕ‪.‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬أقساـ الخصائص النبوية‬

‫للخصائص النبوية قسماف رئيسيٌاف كىما‪ -ُ :‬الخصائص التشريعية ِ‪ -‬الخصائص التفضيلية‪.‬‬


‫القسم األكؿ‪ :‬الخصائص التشريعية كتسمى"خصائص األحكاـ"‪ :‬كىي ما اختص بو النبي (صلى اهلل عليو كسلم) مػن‬
‫التشريعات اإللهية دكف غيره‪.‬‬
‫كىي على ضربين‪:‬‬
‫أحل لػو‬
‫الضرب األكؿ‪ :‬تشريعات اختص بها النبي (صلى اهلل عليو كسلم) دكف األابياء السابقين‪ .‬فمن ذلا‪ :‬أف اهلل ٌ‬
‫الغنائم‪.‬‬
‫فعن جابر بن عبد اهلل (رضي اهلل عنو) أف النبي (صلى اهلل عليو كسلم) قاؿ‪":‬أيعطيت خمسا لم ييعطهػن أحػد قبلػي –‬
‫كذكر منها – كأيحلٌت لي الغنائم كلم تحل ألحد قبلي"ٖ‪.‬‬
‫الضرب الثااي‪ :‬ما اختص بو النبي (صلى اهلل عليو كسلم) دكف أمتو كقد ييشاركو فيها أابياء آخركف‪.‬‬

‫‪[ 7‬من معٌن اخلصائص النبوية‪ :‬صاحل أمحد الشامي‪.]27-26 :‬‬


‫‪[ 8‬خ‪ :‬ك‪ .‬التيمم ‪.]436/1‬‬
‫فمن ذلا‪ :‬أف اهلل أحل لو الزكاج ب كثر من أربل اسوة‪.‬‬
‫فعن قىتادة أف أاال بن مالا ح ٌدثهم‪":‬أف النبي (صلى اهلل عليو كسلم) كاف يطوؼ على اسائو في الليلػة الواحػدة كلػو‬
‫يومكذ تسل اسوة"ٗ‪.‬‬

‫القسم الثااي‪:‬الخصائص التفضيلية كتسمى"خصائص التكريمات"‪ :‬كىي الفضػائل كالتشػريفات التػي ك ٌػرـ اهلل بهػا ابيٌنػا‬
‫(صلى اهلل عليو كسلم) دكف غيره‪.‬‬
‫كىي أيضا على ضربين‪:‬‬
‫الضرب األكؿ‪ :‬ما اختص بو (صلى اهلل عليو كسلم) دكف غيره من األابياء‪ .‬كينقسم ىذا الضرب إلى قسمين‪:‬‬
‫أحدىما‪:‬ما اختص بو (صلى اهلل عليو كسلم) دكف غيره من األابياء (عليهم السالـ) في الحياة الدايا‪.‬‬
‫فمن ذلا‪ :‬اختصاص النبي (صلى اهلل عليو كسلم) ب ف اهلل تعالى أقسم بحياتو‪.‬‬
‫قاؿ تعالى‪":‬لعمرؾ إاٌهم لفي سكرتهم يعمهوف (ِٕ)"[الحجر‪.]ِٕ :‬‬
‫اآلخر‪:‬ما اختص بو (صلى اهلل عليو كسلم) دكف غيره من األابياء (عليهم السالـ) في الحياة اآلخرة‪.‬‬
‫فمن ذلا‪ :‬اختصاص النبي (صلى اهلل عليو كسلم) ب او أكؿ من تنشق عنو األرض يوـ القيامة‪.‬‬
‫ركل اإلماـ أحمد من حديث أاال (رضي اهلل عنو) قاؿ‪ :‬سمعت رسوؿ اهلل (صػلى اهلل عليػو كسػلم) يقػوؿ‪":‬إاٌػي ألكؿ‬
‫من تنشق األرض عن جمجمتي يوـ القيامة كال فخر"َُ‪.‬‬
‫قاؿ الشيخ األلبااي – رحمو اهلل ‪":-‬سنده جيٌد كرجالو رجاؿ الشيخين"ُُ‪.‬‬

‫الضرب الثااي‪ :‬ما اختص بو (صلى اهلل عليو كسلم) دكف أمتو كقد ييشاركو فيو أابياء آخركف‪.‬‬
‫فمن ذلا‪ :‬اختصاص النبي (صلى اهلل عليو كسلم) دكف أمتو بإسالـ قرينو‪.‬‬
‫أخرج مسلم من حديث عبد اهلل بن مسعود قاؿ‪ :‬قاؿ رسوؿ اهلل (صلى اهلل عليو كسلم)‪":‬مػا مػنكم مػن أحػد إال كقػد‬
‫ككل بو قرينو من الجن"قالوا‪ :‬كإيٌاؾ يا رسوؿ اهلل ؟ قاؿ‪":‬كإيٌام إال أف اهلل أعااني عليو ف سلم فال ي مراي إال بخير"ُِ‪.‬‬
‫يقوؿ الطالب‪ :‬كبناء على ىذا التفصيل فإف الخصائص في جملتها ترجل إلى اوعين‪:‬‬
‫‪ -‬خصائص األحكاـ‪.‬‬

‫‪[ 9‬خ‪:‬ك‪.‬النكاح‪,‬من طاف على نسائو يف غسل واحد ‪ 316 /9‬مع الفتح]‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫السول‪[ , ]34 :‬ادلواىب اللدنية‪.]701-700/2 :‬‬ ‫[حم‪[ , ]144/ 3 :‬بداية ّ‬
‫‪[ 11‬السلسلة الصحيحة‪.]100/4 :‬‬
‫‪[ 12‬ك‪ .‬القيامة واجلنة والنار ‪ ,‬ب‪ .‬حتريش الشيطان وبعثو سراياه لفتنة الناس ‪ 158/ 17‬مع النووي]‪.‬‬
‫[خصائص ادلصطفى (صلى اهلل عليو وسلم) بٌن الغلو واجلفاء‪ :‬صادق بن زلمد بن إبراىيم‪.]18 -17 :‬‬
‫‪ -‬خصائص الفضائل‪.‬‬
‫كقد يجتمل في الخصوصية الواحدة األمراف معا‪.‬‬

‫المبحث الرابل‪ :‬موقو العلماء من بحث الخصائص النبوية‬

‫الرسوؿ (صلى اهلل عليو كسلم) على قولين كىما‪:‬‬


‫اختلو الفقهاء في جواز البحث في خصائص ٌ‬
‫القوؿ األكؿ‪ :‬المنل كذىب إلى ىذا القوؿ اإلماـ أبو علي بن خيراف كما ذكر ذلا الصيمرم عنو حيػث اقػل النػوكم‬
‫الركضة"عن الصيمرم أاو قاؿ‪":‬منل أبو علػي بػن خيػراف الكػالـ فػي الخصػائص ألاػو أمػر ااقضػى‬
‫– رحمو اهلل ‪ -‬في زيادة" ٌ‬
‫كال معنى للكالـ فيو"ااتهى‪.‬‬

‫كع ٌقب الشيخ محمد الخيضرم – رحمو اهلل – على ذلا بقولو‪ :‬كىذا الذم اقلو عن ابن خيراف من المنل مطلقا تبل‬
‫فيو صاحب"البياف"كىو غلا عليو‪.‬‬
‫فػػإف ابػػن الصػػالح قػػاؿ فػػي"مشػػكل الوسػػيا"‪ :‬يحكػػي عػػن الصػػيمرم عػػن أبػػي علػػي بػػن خيػػراف أاػػو منػػل مػػن الكػػالـ فػػي‬
‫خصائص رسوؿ اهلل (صلى اهلل عليو كسلم) في أحكاـ النكاح ككذا في اإلمامة ككجهو أف ذلا قد ااقضى فال عمل يتعلق‬
‫بو كليال فيو من دقيق العلم ما يقل بو التدريب فال كجو لتضييل الزماف برجم الظنوف فيو‪ .‬قاؿ‪ :‬كىذا غريب مليح"ااتهى‪.‬‬

‫يقوؿ الطالب‪ :‬أف ياىره أف ابن خيراف منل الكالـ في الخصائص بالنسبة إلى مسائل النكاح كمسػائل اإلمامػة مطلقػا‬
‫كما عدا ذلا فمقتضاه الجواز‪.‬‬
‫إال إف ىذا النقل أيضا يمتعقب ألف الذم اقلو الماكردم في"الحاكم"كالركيااي في"البحر"عن ابن خيراف‪ :‬منل الكالـ‬
‫في مسائل النكاح كاإلمامة باإلجتهاد حيث قػاال‪":‬اختلػو أصػحابنا فػي جػواز اإلجتهػاد فيمػا يجػوز أف يكػوف مخصوصػا بػو‬
‫مناكحػػو مػػن اريػػق اإلجتهػػاد دكف الػػنص فكػػاف أبػػو علػػي بػػن خيػػراف [يمنػػل مػػن جػػواز اإلجته ػاد فيػػو لتقصػػيو ككػػذلا فػػي‬
‫اإلمامة] ألف اإلجتهاد إاما يجوز عند الضركرة في النػوازؿ الحادثػة كذىػب سػائر أصػحابنا إلػى [جػواز اإلجتهػاد فػي ذلػا‬
‫ليتوصل بو إلى معرفة األحكاـ كإف لم تدع إليها ضركرة] كما اجتهدكا فيما لم يحدث من النوازؿ"ااتهى‪.‬‬
‫فظهر بهذا أف اقلي"النوكم"ك"ابن الصالح"ليسا على إاالقو ُّ‪.‬‬

‫كرجحو النوكم فإاٌو قاؿ في زيادة"الركضة"عقػب مػا اقلػو‬


‫القوؿ الثااي‪ :‬الجواز كذىب إلى ىذا القوؿ جمهور العلماء ٌ‬
‫عن ابن خيراف‪ :‬كقاؿ سائر أصحابنا‪ :‬الب س بو يعني جواز الكالـ في الخصػائص مطلقػا‪ .‬قػاؿ‪ :‬كىػو الصػحيح ممػا فيػو مػن‬

‫‪[ 13‬اللفظ ادلكرم‪ :‬زلمد اخليضري‪.]59 – 57 :‬‬


‫زيادة العلم ىذا كالـ األصحاب‪ .‬كالصواب‪ :‬الجزـ بجواز ذلا بػل بإسػتحبابو‪ .‬كلػو قيػل بوجوبػو لػم يكػن بعيػدا ألاػو ربمػا‬
‫رأل جاىل بعج الخصائص ثابتة في الحديث الصحيح فعمل بو أخذا ب صل الت سي فوجب بيااها لتعرؼ فػال ييعمػل بهػا‪.‬‬
‫ممػا ال فائػدة فيػو اليػوـ فقليػل ال يخلػو أبػواب الفقػو عػن مثلػو‬
‫كأمػا مػا يقػل فػي ضػمن الخصػائص ٌ‬
‫ف م فائدة أىم من ىػذه ٌ‬
‫للتدرب كمعرفة األدلة كتحقيق الشيء على ما ىو عليو"ااتهى ُْ‪.‬‬

‫الرأم المختار‪:‬‬
‫المعارضة‪.‬‬
‫ىو القوؿ الثااي لقوة أدلتهم كلسالمتها من ي‬

‫المبحث الخامال‪ :‬ضوابا إاتقاء الخصائص النبوية‬

‫يعتقد الطالب أف الغاية من دراسة الخصائص النبوية ىي إيضاح كبياف األحكاـ كالفضائل التي إختص بهػا (صػلى اهلل‬
‫عليو كسلم) كالتي ليست محال للت سي بو فيها‪.‬‬
‫كالذم يجب اإلشارة لو أف األصل ىو عدـ الخصوصيٌة ألف ما عمل بو النبي (صلى اهلل عليو كسلم) تعمل بو أمتو إذ‬
‫األصػػل العػػاـ أاػػو علػػى المسػػلمين اإلقتػػداء بػػالنبي (صػػلى اهلل عليػػو كسػػلم) فػػي كػػل مػػا يفعلػػو كمػػا قػػرر القػػرآف الكػػريم ذلػػا‬
‫كاضػ ػػحا فػ ػػي قولػ ػػو تعػ ػػالى‪":‬لقػ ػػد ك ػ ػاف لكػ ػػم فػ ػػي رسػ ػػوؿ اهلل أسػ ػػوة حسػ ػػنة لمػ ػػن كػ ػػاف يرجػ ػػوا اهلل كاليػ ػػوـ اآلخػ ػػر كذكػ ػػر اهلل‬
‫كثيرا"[األحزاب‪.]ُِ :‬‬

‫حيػث قػاؿ الحػافب ابػن حجػر – رحمػو اهلل – عنػد ذكػػره لفوائػد حػديث"اهػى رسػوؿ اهلل (صػلى اهلل عليػو كسػلم) عػػن‬
‫الوصاؿ"قالوا‪":‬إاا تواصل‪"...‬قاؿ‪":‬فيو ثبوت خصائصو (صلى اهلل عليو كسلم) كأ ٌف عمػوـ قولػو تعػالى‪":‬لقػد كػاف لكػم فػي‬
‫رسوؿ اهلل أسوة حسنة"مخصوصُٓ‪.‬‬

‫فكل أفعالو (صلى اهلل عليو كسلم) محل للت سي بها إال ما قا ـ الدليل على إستثنائو من ىذه القاعدة العامة‬
‫كدليل اإلستثناء كالتخصيص البد أيضا أف يكوف دليال صحيحا كما اص العلماء على ذلا ُٔ‪.‬‬
‫قاؿ صاحب"المواىب اللداية"اقال عن"شرح تقريب األساايد"‪":‬كالخصائص ال تثبت إال بدليل صحيح"ُٕ‪.‬‬
‫اخلص من ذلا إلى إثبات ضابطين عند القوؿ بالتخصيص كفقا لما قرره العلماء كما عملوا بو‪:‬‬

‫‪[ 14‬اللفظ ادلكرم‪ :‬زلمد اخليضري‪.]60 :‬‬


‫‪[ 15‬نضرة النعيم ‪.]448.1‬‬
‫‪[ 16‬من معٌن اخلصائص النبوية‪.]19 :‬‬
‫‪[ 17‬ادلواىب‪.]2.600 :‬‬
‫األكؿ‪ :‬كجود الدليل الصحيح كىو ٌإما آية كريمة أك حديث مقبوؿ كال مجاؿ لقبوؿ األحاديث الضعيفة‪.‬‬
‫قػػاؿ اإلمػػاـ ابػػن الملقػػن – رحمػػو اهلل – تعقيبػػا عػػل إسػػتدالؿ بعضػػهم بحػػديث ضػػعيو لخاصػػية مػػن الخصػػائص‪":‬فػػإف‬
‫الذم ينبغي كال ييعدؿ إلى غيره أف ال تثبت خصوصيٌة إال بدليل صحيح"ُٖ‪.‬‬
‫الثااي‪ :‬رفج القياس في ذلا‬
‫قاؿ اإلماـ ابن الملقن – رحمو اهلل – أيضا في رفج األقيسة في الخصائص‪":‬فإف األقيسة ال مجاؿ لها في ذلا –‬
‫أم التخصيص – كإاٌما المتٌبل فيو النصوص كما ال اص فيو فاإلختيار في ذلا ىجوـ على غيب بال فائدة ُٗ‪.‬‬

‫كبذلا تعلم أف المنهج في إاتقاء الخصائص يكوف على النحو التالي‪:‬‬


‫الخصيصة كقولو تعالى‪":‬ما كاف محمد أبا أحد مػن رجػالكم كلكػن رسػوؿ‬
‫ٌ‬ ‫ُ‪ -‬أف ي تي النص صريحا في الداللة على‬
‫اهلل كخاتم النٌبيين"[]‪.‬‬
‫ِ‪ -‬أف تظهر الخصوصيٌة للنبي (صلى اهلل عليو كسلم) بمقاراة ما جاء في ش او كش ف األابياء من قبلو‪.‬‬
‫ّ‪ -‬أف ي تي النص عليها من أىل العلم َِ‪.‬‬

‫المبحث السادس‪ :‬مظاف الخصائص النبوية‬

‫استطيل الرجوع في البحث عن الخصائص النبوية إلى أربعة أاواع من الكتب كىي‪:‬‬
‫كالصحيحين صحيح البخارم كصحيح يمسلم كالسنن األربعػة سػنن الترمػذم كسػنن‬
‫النوع األكؿ‪ :‬كتب السنة النبوية‪ٌ :‬‬
‫أبو داكد كسنن النٌسائي كسنن ابن ماجة كغيرىما‪.‬‬

‫السػػيرة النبويػػة عمومػػا كفػػي كتػػب دالئػػل النبػػوة‬


‫السػػيرة النبويػػة‪ :‬حيػػث توجػػد الخصػػائص فػػي كتػػب ٌ‬
‫النػػوع الثػػااي‪ :‬كتػػب ٌ‬
‫شمائل كالفضائل خصوصا‪.‬‬
‫كأعالمها كال ٌ‬

‫النوع الثالث‪ :‬كتب الفقو‪:‬‬

‫‪[ 18‬غاية السول‪.]79 :‬‬


‫‪[ 19‬غاية السول‪]69 :‬‬
‫‪[ 20‬خصائص ادلصطفى‪.]11 :‬‬
‫تحدثت كتب الفقو الكبيرة عن الخصائص كأفردت لها فصال عند حديثها عن"كتاب النكاح"كسبب ذلػا أف عػددا‬
‫ال بػ س بػو مػن الخصػائص يرجػل إلػى مسػائل النكػاح كالمثػاؿ علػى ذلػا‪ :‬كتػاب"ركضػة الطػالبين"لإلمػاـ النػوكم حيػث أفػػرد‬
‫فصال في كتاب النكاح لذلاُِ‪.‬‬

‫النوع الرابل‪ :‬كتب أفردت الخصائص النبوية بالحديث كىي كثيرة منها‪:‬‬
‫ُ‪ -‬بداية السوؿ في تفضيل الرسوؿ (صلى اهلل عليو كسلم) للعز بن عبد السالـ كىو كتػاب صػغير الحجػم ركػز فيػو‬
‫مالو على ذكر الخصائص التفضيلية‪ .‬كىو مطبوع بتحقيق الشيخ محمد ااصر الدين األلبااي – ابعة المكتب اإلسالمي‪.‬‬
‫ِ‪ -‬غاية السوؿ في خصائص الرسوؿ (صلى اهلل عليو كسلم) البن الملقن كىو كتاب متوسا الحجم ركز فيو مالو‬
‫علػػى ذكػػر الخصػػائص التشػػريعية مػػل ذكػػر بعػػج الفضػػائل‪ .‬كىػػو مطبػػوع بتحقيػػق الشػػيخ عبػػد اهلل بحػػر الػػدين – ابعػػة دار‬
‫البشائر اإلسالمية بيركت ِِ‪.‬‬

‫المبحث السابل‪ :‬العالقة بين الخصائص كالدالئل كالشمائل كالفضائل‬

‫السبب في ذكر ىػذه الخصػائص ضػمن ىػذه الكتػب ىػو كجػود عالقػة كثيقػة بينهػا كبػين تلػا الكتػب كالمصػطلحات‬
‫كإليا بياف ىذه العالقة‪:‬‬
‫ُ‪ -‬كتػب السػػيرة‪ :‬ىػػي التػػي تيعنػػى بدراسػة كػػل تلػػا المصػػطلحات كلكنهػػا تركػز اإلىتمػػاـ بغزكاتػػو كسػػراياه (صػػلى اهلل‬
‫عليو كسلم) كتستقصي كل صغيرة ككبيرة في حياتو مراعية الترتيب الزمني‪ .‬كالخصائص تعتبر من متممات السيرة النبوية‪.‬‬
‫ِ‪ -‬كتب دالئل النبوة كأعالمها‪ :‬ىي الكتب التي تيعنى بإبراز ما يدؿ على صدؽ ابوتو (صلى اهلل عليو كسلم) بذكر‬
‫الحسػػية كػػالمعجزات كاألدلػػة المعنويٌػػة كفضػػائل النبػػي (صػػلى اهلل عليػػو كسػػلم) كخصائصػػو‪ .‬كمػػا أف مػػن المعج ػزات‬
‫األدلػػة ٌ‬
‫الحسية ما يكوف من الخصائص كنبل الماء من بين أصابعو (صلى اهلل عليو كسلم)‪.‬‬
‫ٌ‬
‫ّ‪ -‬كتب الشمائل‪ :‬ىي الكتب التي تيعنى بذكر صفاتو (صلى اهلل عليو كسػلم) ال يخلقيٌػة كال ىخلقيٌػة‪ .‬كمػن الشػمائل مػا‬
‫ييعتبر من الخصائص كطيب عرقو كلين ملمسو (صلى اهلل عليو كسلم)‪.‬‬
‫ْ‪ -‬كتب الفضائل‪ :‬ىي الكتب التي تيعنى بذكر فضائلو (صلى اهلل عليو كسلم) كمقاراتها مل بقيػة األابيػاء اآلخػرين‪.‬‬
‫كجػػل خصائصػػو (صػػلى اهلل عليػػو كسػػلم) التفضػػيلية توجػػد فػػي ىػػذه الكتػػب إال أف مصػػطلح الخصػػائص أعػػم مػػن مصػػطلح‬
‫الفضائل ألاو يشمل الخصائص التشريعية كالتفضيلية معا‪.‬‬

‫‪[ 21‬من معين الخصائص‪.]13 :‬‬


‫‪[ 22‬خصائص المصطفى‪.]27-25 :‬‬
‫اتيجة‪:‬‬

‫فمن التقسيمات السػابقة لكتػب الػدالئل كالشػمائل كالفضػائل يتضػح لنػا أف بينهػا كبػين الخصػائص عمػوـ كخصػوص‬
‫كتوضيح ذلا على النحو التالي‪:‬‬
‫بالنظر إلى مصػطلح الخصػائص مقاراػا بجميػل تلػا المصػطلحات اجػد أف الخصػائص تػدخل فػي الػدالئل كالشػمائل‬
‫كالفضائل فمن ىذا الوجو الخصائص أعم‪.‬‬
‫كبالنظر إلى مصطلح الخصائص مقاراا بكل كاحد من المصطلحات السابقة على حده اجػد أف الخصػائص جػزء مػن‬
‫ذلا المصطلح فمن ىذا الوجو الخصائص أخص ِّ‪.‬‬

‫المبحث الثامن‪ :‬الت ليو في الخصائص النبوية‬

‫كاف الحافب أبو سعيد عبد الملا بن محمد الخركوشي أكؿ من إستعمل لفظة"خصائص"في كتابو‪":‬شرؼ المصطفى‬
‫(صلى اهلل عليو كسلم)"‪.‬‬
‫ككاف أكؿ من تكلم في الخصػائص النبويػة‪ :‬اإلمػاـ الشػافعي – رحمػو اهلل – ثػم اقتفػى أثػره فػي ذلػا‪ :‬أبػو العبػاس بػن‬
‫القاص ك مشعل أركاف مذىبو‪ :‬أبو بكر البيهقي إال أف ذلا لم يكن في تصنيو خاص‪.‬‬
‫ككاف أكؿ من أفرد الخصائص بالتصنيو‪:‬‬
‫‪ -‬الشيخ عبد الرحمن بن علي ابن الجوزم (ت ٕٗٓ ق) في كتابو"ال ٌدر الثمين في خصائص النٌبي األمين"‪.‬‬
‫‪ -‬ثم الشيخ ابن دحية الكلبي (ت ّّٔ ق) في كتابو"اهاية السوؿ في خصائص الرسوؿ (صلى اهلل عليو كسلم)"‪.‬‬
‫ثم توالت بعد ذلا التصاايو في الخصائص فكاف مما صنو فيها‪:‬‬
‫‪ -‬ذكر ما أعطي ابينا محمد (صلى اهلل عليو كسلم) دكف األابياء للضياء المقدسي المتوفى ّْٔ ق‪.‬‬
‫‪ -‬يمنية السوؿ في تفضيل الرسوؿ (صلى اهلل عليو كسلم) للعز بن عبد السالـ المتوفى َٔٔ ق‪.‬‬
‫‪ -‬خصائص النبي (صلى اهلل عليو كسلم) ليوسو بن موسى المسدم المتوفى ّٔٔ ق‪.‬‬
‫‪ -‬خصائص النبي (صلى اهلل عليو كسلم) للحافب عالء الدين مغلطام المتوفى ِٕٔ ق‪.‬‬
‫السبكي المتوفى ُٕٕ ق‪.‬‬
‫‪ -‬أرجوزة في الخصائص لتاج الدين ُّ‬
‫‪ -‬خصائص سيد العالمين ليوسو بن محمد بن العبادم المتوفى ٕٕٔ ق‪.‬‬
‫‪ -‬غاية السوؿ في خصائص الرسوؿ لسراج الدين بن الملقن المتوفى َْٖ ق‪.‬‬

‫‪[ 23‬خصائص ادلصطفى‪.]26-25:‬‬


‫‪ -‬تعاليق على الخصائص النبوية البن الهائم الشافعي المتوفى ُٖٓ ق‪.‬‬
‫‪ -‬اإلبريز الخالص عن الفضة في إبراز خصائص المصطفى التي في الركضة لعبد الػرحمن بػن عمػر البلقينػي المتػوفى‬
‫ِْٖ ق‪.‬‬
‫‪ -‬اإلعالـ بخصائص النبي عليو السالـ لجالؿ الدين بن البلقيني المتوفى ِْٖ ق‪.‬‬
‫‪ -‬األاوار بخصائص النبي المختار البن حجر العسقالاي المتوفى ِٖٓ ق‪.‬‬
‫‪ -‬اللفب المكرـ بخصائص النبي األكرـ للقطب الخيضرم المتوفى ْٖٗ ق‪.‬‬
‫‪ -‬الخصائص الكبرل للحافب السيواي المتوفى ُُٗ ق‪.‬‬
‫كىػػذا الكتػػاب مػػن أجػػل الكتػػب التػػي ألفػػت فػػي ىػػذا البػػاب كأشػػهرىا علػػى اإلاػػالؽ إال أف السػػيواي قػػاـ بإختصػػاره‬
‫خص ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػائص الحبي ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػب"‪.‬‬ ‫باس ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػم"أام ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػوذج اللبي ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػب ف ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػي‬
‫كقاـ بشرح األاموذج المذكور‪ :‬الشيخ عبد الرؤكؼ المناكم بشرحين‪:‬‬
‫سماه"توضيح فتح الرؤكؼ المجيب"ككذا شرحو‬
‫سماه"فتح الرؤكؼ المجيب بشرح خصائص الحبيب"ككبير ٌ‬
‫صغير ٌ‬
‫الشيخ محمد األىدؿ الحسيني كسماه"فتح القريب المجيب"‪.‬‬
‫كما اختصره أيضا‪ :‬الشيخ عبد الوىاب الشعرااي كمحمد الخطيب الدمشقي‪.‬‬
‫كسماه"تهذيب الخصائص النبوية الكبػرل"‪.‬‬
‫كخرج أحاديثو كاقتصر على الصحيح منو عبد اهلل التليدم ٌ‬
‫ككما اختصره ٌ‬
‫ككذا اظم الخصائص الكبرل‪ :‬األديب محمد البواي‪.‬‬
‫‪ -‬ا للفب المكرـ في خصائص النبي المعظم لشهاب الدين أحمد بن عبد السالـ المتوفى ُّٗ ق‪.‬‬
‫‪ -‬مرشد المحتار إلى خصائص المختار البن اولوف المتوفى ّٓٗ ق ِْ‪.‬‬
‫‪ -‬الدرر البهية في شرح الخصائص النبوية لمحمد بن عمر الجاكم المتوفى ُُّٔ ق ِٓ‪.‬‬
‫‪ -‬من معين الخصائص النبوية لصالح أحمد الشامي‪.‬‬
‫‪ -‬خصائص المصطفى (صلى اهلل عليو كسلم) بين الغلو كالجفاء‪ :‬للصادؽ بن محمد بن إبراىيم‪.‬‬
‫‪ -‬خصائص الرسوؿ (صلى اهلل عليو كسلم) علي بن اايو الشحود‪.‬‬
‫السوم في معرفة خصائص النبي (صلى اهلل عليو كسلم) لمحمد محمد الحاج أحمد كىو بحثنا ىذا‪.‬‬
‫‪ -‬الطٌريق ٌ‬

‫المبحث التاسل‪ :‬أسباب التضخم في كتب الخصائص النبوية‬

‫الحب سمة التضخم على بعج كتب الخصائص كذلا راجل إلى عدد من األسباب منها‪:‬‬
‫تي ى‬

‫‪[ 24‬مرشد المحتار‪.]6 -4 :‬‬


‫‪[ 25‬معجم ما ألف عن النيب (صلى اهلل عليو وسلم)‪.]189 :‬‬
‫ُ‪ -‬التساىل في قبوؿ النصوص‪:‬‬
‫السيرة في قبػوؿ األحاديػث الضػعيفة بػل كالضػعيفة جػدا حتػى أعلنػوا ذلػا صػراحة كبػات‬
‫حيث تساىل معظم يكتٌاب ٌ‬
‫عندىم األمر مقبوال في ىذا الباب‪.‬‬
‫كالمثاؿ على ذلا‪ :‬ما جاء في فتح البارم ٖ‪":ّٕٔ /‬كأخرج العقيلي كابن منده كغيرىما كذكره أبو عمػر بغيػر سػند‬
‫من اريق لهب بن مالا الليثي قاؿ‪ :‬ذىكرت عند النبي (صلى اهلل عليو كسلم) الكهااة فقلت‪ :‬احن أكؿ من عرؼ حراسة‬
‫السماء كرجم الشيااين كمنع هم من استراؽ السمل عنػد قػذؼ النجػوـ كذلػا أاػا اجتمعنػا عنػد كػاىن لنػا يقػاؿ لػو خطػر بػن‬
‫مالا ككاف شيخا كبيرا قد أتت عليو مائتاف كست كثمااوف سنة فقلنا‪ :‬يا خطر ىل عنػدؾ علػم مػن ىػذه النجػوـ التػي يرمػى‬
‫بها فإاا فزعنا منها كخفنا سوء عاقبتها ؟‪ ..‬الحديث بطولو‪..‬‬
‫قاؿ أبو عمر‪":‬سنده ضعيو جدا كلوال فيو ًحكم لما ذكرتو لكواو علما من أعالـ النبوة كاألصوؿ"ااتهى‪.‬‬
‫يقوؿ الطالب‪ :‬إاظر إلى قوؿ أبي عمر"لكواو علما من أعالـ النبوة كاألصوؿ"‬
‫فهذا ىو المبرر لقبوؿ حديث سنده ضعيو جدا‪ .‬كأم أصوؿ ىذه التي تثبت باألحاديث الضعيفة جدا ؟!‪.‬‬

‫ِ‪ -‬القوؿ بالخصوصية ألداى إحتماؿ‪:‬‬


‫كالمثاؿ على ذلا‪":‬الخالؼ في الصالة على الميت الغائب"‪.‬‬
‫‪ -‬فقد قاؿ الشافعي كأحمد كجمهور السلو‪ :‬بالصالة على الغائب استدالال بصالة الرسوؿ (صلى اهلل عليػو كسػلم)‬
‫على النجاشي‪.‬‬
‫‪ -‬كقاؿ الحنفية كالمالكية‪ :‬ال يشرع ذلا كإعتذركا عػن قصػة النجاشػي أمػور‪ ...‬منهػا‪ :‬كمػن ذلػا قػوؿ المهلػب‪ :‬أف‬
‫ذلا خاص بالنجاشي ألاو لم يثبت أاو (صلى اهلل عليو كسلم) صلى على ميت غائب غيره‪.‬‬
‫كقد رد النوكم على ذلا بقولو‪":‬لو فتح ىذا الباب – أم القػوؿ بالخصػوص – ال اسػد كثيػر مػن يػواىر الشػرع مػل‬
‫أاو لو كاف شيء مما ذكركه لتوفرت الدكاعي على اقلو‪.‬‬
‫كقاؿ ابن العربي‪ :‬قاؿ المالكية‪ :‬ليال ذلا إال لمحمد (صلى اهلل عليو كسلم)‪.‬‬
‫قلنا‪ :‬كما عمل بو محمد (صلى اهلل عليو كسلم) تعمل بو أمتو يعني ألف األصل عدـ الخصوص‪.‬‬
‫قالوا‪ :‬اويت لو األرض كأحضرت الجنازة بين يديو‪.‬‬
‫قلنا‪ :‬إف ربنا لقادر كإف ابينا ألىل لذلا كلكن ال تقولوا إال ما يركيتم كال تخترعوا حديثا من عند أافسكم كال تحدثوا‬
‫إال بالثابتات كدعوا الضعاؼ فإاها سبيل إلى إتالؼ ما ليال لو تالؼ‪.‬‬
‫يقوؿ الطالب‪ :‬ىكذا تي ٌدعى الخصوصية ألداى األغراض كإلثبات قوؿ تالو ال دليػل عليػو كفػي قضػية كاضػحة كردت‬
‫ب حاديث صحيحة‪.‬‬
‫ّ‪ -‬كثرة التفريعات‪:‬‬
‫كالمثاؿ على ذلا‪ :‬عند الحديث على أاو كجب عليو تخيير زكجاتو (صلى اهلل عليو كسلم)‪ ..‬كبعد إشػباع القػوؿ فػي‬
‫قضية ليست محال للمناقشة‪ ..‬قالوا في جملة ما قالوا‪:‬‬
‫‪ -‬ىػػل حػػرـ علػػى النبػػي (صػػلى اهلل عليػػو كسػػلم) اػػالؽ زكجاتػػو بعػػد إختيػػارىن لػػو ؟ فيػػو كجهػػاف‪ ..‬كتػػم ذكػػر الػػوجهين‬
‫كأدلتهما كالتعقيب عليهما‪..‬‬
‫ثم قالوا‪:‬‬
‫‪ -‬لو قدر أف كاحدة منهن إختارت الدايا ىل كاف يحصل الفػراؽ بػنفال اإلختيػار ؟ فيػو كجهػاف‪ ..‬كتػم ذكػر الػوجهين‬
‫مل أدلتهما‪..‬‬
‫ثم قالوا‪:‬‬
‫‪ -‬ىل يعتبر جوابهن على الفور ؟ فيو كجهاف‪ ..‬كتم ذكر الوجهين مل أدلتهما‪..‬‬
‫ثم قالوا‪:‬‬
‫‪ -‬إذا قلنا ب ف الجواب على الفور فهل يمتد إمتداد المجلال ؟ أك يكتفى بما يعد جوابا ؟ على كجهين‪..‬‬
‫يقوؿ الطالب‪ :‬كىكػذا فػي مسػ لة ااتهػت بإاتهػاء حياتػو (صػلى اهلل عليػو كسػلم) فػي الػدايا علمػا ب اػو (صػلى اهلل عليػو‬
‫كسلم) لم يطلق كلم تختر كاحدة منهن الدايا‪ ..‬فما فائدة ىذه التفريعات العبثية ؟!‪.‬‬

‫ْ‪-‬التسابق إلى استدراؾ بعج الخصائص‪:‬‬


‫فقد أصبح لدل بعػج المػالفين ىػدؼ اإلسػتدراؾ علػى مػن سػبقو كإضػافة خصػائص لػم يسػبق إليهػا‪ ..‬كالمثػاؿ علػى‬
‫ذلا‪ :‬ما جاء في الخصائص الكبرل‪ :‬قاؿ السيواي‪":‬باب اختصاصو (صػلى اهلل عليػو كسػلم) بمػا يسػمي بػو مػن أسػماء اهلل‬
‫تعالى"‪.‬‬
‫قاؿ القاضي عياض‪ :‬قد خص اهلل ابيو (صلى اهلل عليو كسلم) ب ف سماه من أسػمائو بنحػو مػن ثالثػين إسػما كىػي‪...:‬‬
‫ثم ذكرىا‪.‬‬
‫قلت – أم السيواي ‪ :-‬قد كقل لنا ع ٌدة أسماء أيخر زيادة على ذلا‪ ..‬كذكر ثالثة كأربعين إسما‪.‬‬
‫يقوؿ الطالب‪ :‬ىذه األسباب كغيرىا أتاحت"البن سبل"أف يكتب في أعالـ النبوة كالخصائص خمسة عشر مجلدا‬
‫كأتاحت كذلا"البن فطيال"أف يكتب فيها عشرة أجػزاء كللدمشػقي أف يكتػب أربػل مجلػدات ففػي ىػذه الكثػرة مػا يغنػي‬
‫ِٔ‬
‫عن التعليق‪.‬‬

‫‪[ 26‬من معٌن اخلصائص النبوية‪.]18 – 13 :‬‬


‫ِٕ‬
‫المبحث العاشر‪ :‬عدد الخصائص النبوية‬
‫كقػد اجتهػد العلمػاء ‪ -‬رضػي اهلل عػنهم ‪ -‬فػي ع ِّػد خصائصػو (صػلى اهلل عليػو كسػلم) المنيفػة كرصػد فضػائلو الشػريفة‬
‫فقاؿ بعضهم ىي خمسة خصائص كاستدلوا‪:‬‬
‫بما ركاه جابر عنو (صػلى اهلل عليػو كسػلم) أاػو قػاؿ‪":‬أعطيػت خمسػا لػم يعطهػن أحػد قبلػي كػاف كػل ابػي يبعػث إلػى‬
‫قومو خاصة كبعثت إلى كل أحمر كأسود كأحلػت لػي الغنػائم كلػم تحػل ألحػد قبلػي كجعلػت لػي األرض مسػجدا كاهػورا‬
‫ف يما رجل من أمتي أدركتو الصالة فليصل حيث كاف كاصرت بالرعب مسيرة شهر كأعطيت الشفاعة"ركاه البخػارم‪ .‬كفػي‬
‫ركاية‪":‬كبعثت إلى الناس كافة"‪[ .‬ىي في البخارم في كتاب الصالة]‬
‫كزاد البخػػارم فػػي ركايتػػو – فػػي الصػػالة – عػػن محمػػد بػػن سػػناف"مػػن األابيػػاء"‪[ .‬ىػػي عنػػد قولػػو‪ :‬لػػم يعطهػػن أحػػد"مػػن‬
‫األابياء"قبلي]‬
‫كعند اإلماـ أحمػد‪":‬أعطيػت خمسػا لػم يعطهػن ابػي قبلػي كال أقولػو فخػرا"كفيػو‪":‬كأعطيػت الشػفاعة فاخترتهػا ألمتػي‬
‫فهي لمن ال يشرؾ باهلل شيكا"‪ .‬كإسناده كما قاؿ ابن كثير جيد‪.‬‬
‫يقوؿ الطالب‪ :‬كليال المراد حصر خصائصو (صلى اهلل عليو كسلم) في ىذه الخمال المذكورة‪ .‬فقد ركل مسلم مػن‬
‫حديث أبي ىريرة مرفوعا‪":‬فضلت على األابياء بست أعطيت جوامل الكلم كاصرت بالرعػب كجعلػت لػي األرض اهػورا‬
‫كمسجدا كأرسلت إلى الخلق كافة كختم بي النبيوف"فذكر الخمسة المذكورة في حديث جابر إال الشفاعة كزاد خصلتين‬
‫كىما‪:‬‬
‫‪-‬أعطيت جوامل الكلم‪.‬‬
‫‪-‬كختم بي النبيوف‪.‬‬
‫فتحصل منو كمن حديث جابر سبل خصاؿ‪.‬‬
‫كلمسلم أيضا ـ ف حديث حذيفة‪":‬فضلنا على الناس بثالث‪":‬جعلت صفوفنا كصفوؼ المالئكة"كذكر خصلة األرض‬
‫كما تقدـ قاؿ‪ :‬كذكر خصلة أخرل‪ .‬كىذه الخصلة المبهمة قػد بينهػا ابػن خزيمػة كالنسػائي كىػي‪ :‬كأعطيػت ىػذه اآليػات‬
‫من آخر سورة البقرة من كنز تحت العرش يشير إلى ما حطو تعالى عن أمتو من اإلصر كتحميل ما ال ااقػة لهػم بػو كرفػل‬
‫الخط كالنسياف‪ .‬فصارت الخصاؿ تسعا‪.‬‬
‫كألحمػد مػػن حػػديث علػي أعطيػػت أربعػػا لػم يعطهػػن أحػػد مػن أابيػػاء اهلل تعػػالى قبلػي أعطيػػت مفػػاتيح األرض كسػػميت‬
‫أحمد كجعلت أمتي خير األمم كذكر خصلة التراب‪ .‬فصارت الخصاؿ ثنتي عشرة خصلة‪.‬‬

‫‪ :597 – 595 /2[ 27‬ادلواىب اللدنية‪ :‬للقسطالين]‬


‫كعند البزار من كجو آخر عن أبي ىريرة رفعػو‪ :‬فضػلت علػى األابيػاء غفػر لػي مػا تقػدـ مػن ذابػي كمػا تػ خر كجعلػت‬
‫أمتي خير األمم كأعطيت الكوثر كإف صاحبكم لصاحب لواء الحمد يوـ القيامػة تحتػو أدـ فمػن دكاػو‪ .‬كذكػر ثنتػين ممػا‬
‫تقدـ‪.‬‬
‫كلو من حديث ابن عباس رفعػو‪ :‬فضػلت علػى األابيػاء بخصػلتين‪ :‬كػاف شػيطااي كػافرا ف عػااني اهلل عليػو ف سػلم‪ .‬قػاؿ‪:‬‬
‫كاسيت األخرل‪.‬‬
‫فينتظم بهذا سبل عشرة خصلة كيمكن أف يوجد أكثر من ذلا لمن أمعن التتبل‪.‬‬
‫كقاؿ بعضهم كىو أبو سعيد النيسػابورم فػي كتابػو"شػرؼ المصػطفى"أف عػدد الػذم خػص بػو (صػلى اهلل عليػو كسػلم)‬
‫ستوف خصلة‪.‬‬

‫****‬
‫الفصل األكؿ‬
‫الخصائص التشريعية‬

‫كفيو خمسة مباحث‪:‬‬


‫المبحث األكؿ‪ :‬في الخصائص التي اافرد بها (صلى اهلل عليو كسلم) دكف األابياء‪.‬‬
‫المبحث الثااي‪ :‬في خصائص اشترؾ فيها (صلى اهلل عليو كسلم) مل األابياء‪.‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬في خصائص مختلو فيها‪.‬‬
‫المبحث الرابل‪ :‬في خصائص اظرية متخيلة‪.‬‬
‫المبحث الخامال‪ :‬خصائص مزعومة‪.‬‬
‫المبحث األكؿ‬
‫في الخصائص التي اافرد بها (صلى اهلل عليو كسلم) دكف األابياء‬

‫اػػذكر فػػي ىػػذا المبحػػث إف شػػاء اهلل تعػػالى الخصػػائص التػػي إافػػرد بهػػا النبػػي (صػػلى اهلل عليػػو كسػػلم) كالتػػي يعضػػدىا‬
‫محرمةن أك مباحةن‪ ِٖ .‬كقاؿ‬
‫الدليل المقبوؿ كالتي لم يشاركو األابياء فيها‪ .‬ىذه االختصاصات ال تخرج عن كواها كاجبةن أك ٌ‬
‫العلماء في حكمة‪:‬‬
‫إعالء‬
‫ن‬ ‫‪ -‬االختصاصات الواجبة‪ :‬فرض اللٌو على رسولو صلى اهلل عليو كسلم بعج ما ىو مباح أك مندكب على ٌأمتو‬
‫إلي‬
‫أحب ٌ‬
‫إلي عبدم بشيء ٌ‬ ‫تقرب ٌ‬‫لمقامو عنده كإجزاالن لثوابو ؛ أل ٌف ثواب الفرض أكبر من ثواب النٌفل كفي الحديث‪":‬ما ٌ‬
‫مما افترضتو عليو"‬
‫ٌ‬
‫ألمتػو تنزيهػان لػو عليػو‬
‫حرـ اللٌو تعالى على رسولو صلى اهلل عليو كسلم بعج مػا أحلٌػو ٌ‬ ‫المحرمة‪ :‬قد ٌ‬
‫ٌ‬ ‫‪ -‬االختصاصات‬
‫ػالء لشػ او كأل ٌف أجػػر تػػرؾ المحػػرـ أكبػػر مػن أجػػر تػػرؾ المكػػركه كبػػذلا يػػزداد‬
‫الصػالة كالسػػالـ عػػن سفاسػػو األمػػور كإع ن‬
‫علوان عند اللٌو يوـ القيامة‪.‬‬
‫رسوؿ اللٌو صلى اهلل عليو كسلم ٌ‬
‫‪ -‬كقالوا كذلا أف معظم المباحات لم يفعلها (صلى اهلل عليو كسلم) كإف جازت لو ِٗ‪.‬‬

‫ُ‪ -‬إختصاص النبي (صلى اهلل عليو كسلم) بتحريم الصدقات عليو‬

‫إختلو علماء السلو في أاو (صلى اهلل عليو كسلم) ىل شاركو في ذلا األابياء أـ إختص بو دكاهم ؟ فقاؿ باألكؿ‪:‬‬
‫الحسن البصرم كقاؿ بالثااي‪ :‬سفياف بن عيينة كالراجح القوؿ الثااي القائل‪ :‬أف من خصائصو (صلى اهلل عليو كسػلم) أاػو‬
‫تحرـ عليو الصدقات‪.‬‬
‫ٌ‬
‫كالمراد بالصدقات‪ ":‬الزكاة الواجبة كالصدقة المتطوع بها كصدقة الفطر كيلحق بذلا النذكر كالكفارات"‪.‬‬
‫كييشاركو في ىذا التحريم‪":‬آلو من بني ىاشم كبني المطلب ككذا زكجاتو ككذا مواليو"‪.‬‬
‫كذلا بداللة النصوص اآلتية‪:‬‬
‫‪ -‬عن أبي ىريرة – رضي اهلل عنو – قاؿ‪ :‬أخذ الحسن بن علي – رضي اهلل عنهما – تمرة من تمر الصػدقة فجعلهػا‬
‫في فيو فقاؿ النبي (صلى اهلل عليو كسلم)"كخ كخ"ليطرحها ثم قاؿ‪":‬أما شعرت أاٌا ال ا كل الصدقة"كفي ركاية"أما علمت‬
‫َّ‬
‫أف آؿ محمد (صلى اهلل عليو كسلم) ال ي كلوف الصدقة"‪.‬‬

‫‪ )57 – 35([ 28‬من معٌن اخلصائص النبوية‪ :‬صاحل امحد الشامي]‪.‬‬


‫‪[ 29‬المواهب اللدنية ‪]613 /2‬‬
‫‪ -‬عػػن أاػػال – رضػػي اهلل عنػػو – قػػاؿ‪ :‬مػ ٌػر النبػػي (صػػلى اهلل عليػػو كسػػلم) بتمػػرة فػػي الطريػػق قػػاؿ‪":‬لػػوال أاػػي أخػػاؼ أف‬
‫ُّ‬
‫تكوف من الصدقة ألكلتها"‪.‬‬
‫‪ -‬عن أبي ىريرة – رضي اهلل عنو – قاؿ‪ :‬كاف رسوؿ اهلل (صلى اهلل عليو كسػلم) إذا أتيػي بطعػاـ سػ ؿ عنػو‪":‬أىديػة أـ‬
‫ِّ‬
‫صدقة"فإف قيل صدقة قاؿ ألصحابو‪":‬كلوا"كلم ي كل كإف قيل ىدية ضرب بيده (صلى اهلل عليو كسلم)ف كل معهم‪.‬‬
‫يقوؿ الطالب‪ :‬كيدخل في ىذا التحريم"العمل على الصدقات"‪ :‬فعن عبد المطلب بن ربيعة بن الحارث قاؿ‪ :‬إجتمل‬
‫ربيعة بن الحارث كالعباس بن عبد المطلب فقاال‪ :‬كاهلل لو بعثنا ىذين الغالمين – قاال لي كللفضل بن عباس – إلى رسػوؿ‬
‫اهلل (صلى اهلل عليو كسلم) فكلماه ف ٌمرىما على ىذه الصدقات ف ديا ما يادم الناس كأصابا مما يصيب الناس‪.‬‬
‫قاؿ‪ :‬فبينما ىما في ذلا جاء علي بن أبي االػب فوقػو عليهمػا فػذكرا لػو ذلػا فقػاؿ علػي‪ :‬ال تفعػال فػو اهلل مػا ىػو‬
‫بفاعل فااتحاه ربيعة بن الحارث فقاؿ‪ :‬كاهلل ما تصنل ىذا إال افاسة منا علينا فو اهلل لقد الت صهر رسوؿ اهلل (صلى اهلل‬
‫عليو كسلم) افسناه عليا قاؿ علي‪ :‬أرسلوىما‪.‬‬
‫فااطلقا كاضطجل علػي فلمػا صػلى رسػوؿ اهلل (صػلى اهلل عليػو كسػلم) الظهػر سػبقناه إلػى الحجػرة فقمنػا عنػدىا حتػى‬
‫جػػاء ف خػػذ بآذاانػػا ثػػم قػػاؿ‪":‬أخرجػػا مػػا تصػ ِّػرىراف"ثػػم دخػػل كدخلنػػا عليػػو كىػػو يومكػ ًػذ عنػػد زينػػب بنػػت جحػ ‪ .‬قػػاؿ‪ :‬فتواكلنػػا‬
‫لتامراػػا علػػى بعػػج ىػػذه‬
‫الكػػالـ ثػػم تكلػػم أحػػداا فقػػاؿ‪ :‬يػػا رسػػوؿ اهلل أب ػ ُّر النػػاس كأكصػػل النػػاس كقػػد بلغنػػا النكػػاح فجكنػػا ِّ‬
‫الصدقات فنادم إليا كما يػادم النػاس كاصػيب كمػا يصػيبوف‪ .‬قػاؿ‪ :‬فسػكت اػويال حتػى أرداػا أف اكلمػو‪ ..‬ثػم قػاؿ‪":‬إف‬
‫الصدقة ال تنبغي آلؿ محمد إاٌما ىي أكساخ الناس"ّّ‪.‬‬
‫كعػػن أبػػي رافػػل أف رسػػوؿ اهلل (صػػلى اهلل عليػػو كسػػلم) بعػػث رجػػال مػػن بنػػي مخػػزكـ علػػى الصػػدقة فقػػاؿ ألبػػي رافػػل‪:‬‬
‫إصحبني كيما تصيب منها فقاؿ‪ :‬ال حتى آتي رسوؿ اهلل (صلى اهلل عليو كسلم) ف سػ لو كااطلػق إلػى النبػي (صػلى اهلل عليػو‬
‫كسلم) فس لو فقاؿ‪":‬إف الصدقة ال تحل لنا كإف موالي القوـ من أافسهم"ّْ‪.‬‬

‫كقد قاؿ العلماء في تعليل ىذا الحكم‪:‬‬

‫مر معنا في الحديث السابق كمنصبو (صلى اهلل عليو كسلم) منزه عن ذلا‪.‬‬
‫‪ -‬إف الصدقة ىي أكساخ الناس كما ٌ‬
‫‪ -‬حديث"اليد العليا خير من اليد السفلى"ّٓ‪.‬‬

‫‪[ 30‬متفق عليو‪ :‬خ ‪ , 1491 , 1485‬م ‪.]1069‬‬


‫‪[ 31‬متفق عليو‪ :‬خ ‪ , 2431‬م ‪.]1071‬‬
‫‪[ 32‬متفق عليو‪ :‬خ ‪ , 2576‬م ‪.]1077‬‬
‫‪[ 33‬أخرجو مسلم‪.]1072 :‬‬
‫‪[ 34‬أخرجو أمحد ‪ , 8/6‬أبو داود ‪ , 1650‬والرتمذي ‪ , 581‬والنسائي ‪.]2611‬‬
‫كيد الرسوؿ (صلى اهلل عليو كسلم) ىي العليا في كل كماؿ‪.‬‬
‫‪ -‬إف الصػدقة تنشػ عػن رحمػػة الػػدافل لمػن يتصػػدؽ عليػػو فلػم يػػرد اهلل أف يكػوف ابيػػو (صػػلى اهلل عليػو كسػػلم) مرحػػوـ‬
‫غيره‪.‬‬

‫كىنا مس لة كىي‪ :‬ىل يحرـ عليهم اإلستفادة من الصدقات العامة كالمساجد كمياه اآلبار ؟‬

‫الجواب‪ :‬أف مثل ذلا ال يدخل تحت عنواف الصدقة ألاو بمجرد التبرع بو أصبح ملكا عاما للمسلمين كالدليل على‬
‫ذلا‪ :‬أكل الرسوؿ (صلى اهلل عليو كسلم) من لحم تي ً‬
‫صدؽ بو على بريرة كقاؿ‪":‬ىو لها صدقة كىو لنا ىدية"‪.‬‬

‫ِ‪ -‬إختصاص النبي (صلى اهلل عليو كسلم) بوجوب تخيير اسائو (رضي اهلل عنهن)‬

‫كبػين أف يفػارقهن‪ .‬جػاء‬ ‫من خصائص النبي (صلى اهلل عليو كسلم) أاو أمر بتخيير اسائو بين الصبر على ضيق العػي‬
‫ذلػػا فػػي قولػػو تعػػالى‪":‬يػػا أيهػػا النبػػي قػػل ألزكاجػػا إف كنػػتن تيػػردف الحيػػاة الػػدايا كزينتهػػا فتعػػالين أيمػػتعكن كأيسػ ِّػرحكن سػػراحا‬
‫جميال (ِٖ) كإف كنتن تيردف اهلل كرسولو كالدار اآلخرة فإف اهلل أعد للمحسنات منكن أجرا عظيما"ّٔ‪.‬‬

‫قاؿ ابن كثير في تفسير ىذه اآلية‪":‬ىذا أمر من اهلل تبارؾ كتعالى لرسولو (صلى اهلل عليو كسلم) ب ف يخير اساءه بين‬
‫أف يفارقهن فيذىبن إلى غيره ممن يحصل لهن عنده الحياة الدايا كزينتها كبين الصبر على ما عنده مػن ضػيق الحػاؿ كلهػن‬
‫عند اهلل تعالى في ذلا الثواب الجزيل فاخترف – رضي اهلل عنهن – اهلل كرسػولو كالػدار اآلخػرة فجمػل اهلل تعػالى لهػن بعػد‬
‫ذلا بين خير الدايا كسعادة اآلخرة"‪.‬‬
‫يقػوؿ الطالػب‪ :‬فالخصوصػػية فػي أف األمػر فػػي حقػو (صػػلى اهلل عليػو كسػلم) للوجػػوب كال يجػب ذلػا علػػى غيػره مػػن‬
‫أمتو خالفا لما حكاه الحنااي‪ :‬أف التخيير لم يكن كاجبا عليو إاما كاف مندكبا‪.‬‬
‫كسبب ذلا‪:‬‬
‫ما أخرجػو مسػلم عػن جػابر بػن عبػد اهلل – رضػي اهلل عنػو – قػاؿ‪ :‬دخػل أبػو بكػر يسػت ذف علػى رسػوؿ اهلل (صػلى اهلل‬
‫عليو كسلم) فوجد الناس جلوسا ببابو لم ياذف ألحد مػنهم قػاؿ‪ :‬فػ ذف ألبػي بكػر فػدخل ثػم أقبػل عمػر فاسػت ذف فػ ذف لػو‪.‬‬
‫فوجػد النبػػي (صػلى اهلل عليػػو كسػلم) جالسػػا حولػػو اسػاؤه كاجمػػا سػاكتا فقػػاؿ‪ :‬ألقػػولن شػيكا أضػػحا النبػي (صػػلى اهلل عليػػو‬

‫‪[ 35‬متفق عليو‪ :‬خ ‪ , 1429‬م ‪.]1033‬‬


‫‪[ 36‬األحزاب‪.]29 -28 :‬‬
‫كسلم) فقاؿ يا رسػوؿ اهلل لػو رأيػت بنػت خارجػة سػ لتني النفقػة فقمػت إليهػا فوجػ ت عنقهػا فضػحا رسػوؿ اهلل (صػلى اهلل‬
‫ىن حولي كما ترل يس لنني النفقة"‪.‬‬
‫عليو كسلم) كقاؿ‪ٌ ":‬‬
‫فقاـ أبو بكر إلى عائشة يج عنقها فقاـ عمر إلى حفصة يج عنقها كالىما يقوؿ‪ :‬تس لن رسوؿ اهلل (صػلى اهلل عليػو‬
‫كسلم) شيكا أبدا ليال عنده‪ .‬ثم إعتزلهن شهرا أك تسعا كعشرين ثم ازلت عليو ىذه اآلية‪":‬يا أيها النبي قيل ألزكاجا"حتػى‬
‫بل "للمحسنات منكن أجرا عظيما"‪.‬‬
‫ق ػػاؿ‪ :‬فب ػػدأ بعائش ػػة فق ػػاؿ‪":‬ي ػػا عائش ػػة إا ػػي أري ػػد أف أع ػػرض علي ػػا أم ػػرا أح ػػب أف ال تعجل ػػي في ػػو حت ػػى تستش ػػيرم‬
‫أبويا"قالت‪ :‬كما ىو يا رسوؿ اهلل ؟ فتال عليها اآلية‪ .‬قالت‪ :‬أفيا – يا رسوؿ اهلل – أستشير أبوم ؟ بل أختار اهلل كرسولو‬
‫كالدار اآلخرة كأس لا أف ال تخبر إمرأة من اسائا بالذم قلت‪ .‬قاؿ‪":‬ال تس لني إمرأة منهن إال أخبرتهػا إف اهلل لػم يبعثنػي‬
‫معنِّتا كلكن بعثني معلما ميسرا"ّٕ‪.‬‬

‫ثم خيٌر اسائو كلهن فقلن مثل ما قالت عائشة ّٖ‪.‬‬

‫يقوؿ الطالب‪ :‬كقد أاالت كتب الخصائص في ذكر أسباب أخرل كالذم يناسب سياؽ اآلية الكريمة ما ذكرتو‪.‬‬

‫ّ‪ -‬إختصاص النبي (صلى اهلل عليو كسلم) بإباحة النكاح لو بالهبة‬

‫كالمراد أف تهب إمرأة افسها للنبي (صلى اهلل عليو كسلم)‪.‬‬


‫كقػػد اػػص القػػرآف الكػػريم علػػى ىػػذه الخصوصػػية بقولػػو تعػػالى‪":‬كامػػرأة مامنػػة إف كىبػػت افسػػها للنبػػي إف أراد النبػػي أف‬
‫يستنكحها خالصة لا من دكف المامنين"‪[ .‬األحزاب‪]َٓ :‬‬
‫قالت عائشة – رضي اهلل عنها ‪ :-‬كنت أغار على الالتي كىػبن أافسػهن لرسػوؿ اهلل (صػلى اهلل عليػو كسػلم) كأقػوؿ‪:‬‬
‫أتهب المرأة افسها ؟ ّٗ‪.‬‬
‫كجاء في ركاية للبخارم‪ :‬كاات خولة بنت حكيم من الالتي كىبن أافسهن للنبي (صلى اهلل عليو كسلم) َْ‪.‬‬

‫‪[ 37‬مسلم‪.]1478 :‬‬


‫‪[ 38‬خباري‪.]5191 :‬‬
‫‪[ 39‬متفق عليو‪ :‬خ ‪ .4788‬م‪]1464 :‬‬
‫‪[ 40‬خ‪.]5113 :‬‬
‫كىاتاف الركايتاف في الصحيح تاكداف أف الهبة كقعت كأكثر من مرة كمػن أكثػر مػن امػرأة‪ .‬كلكػن الرسػوؿ (صػلى اهلل‬
‫عليو كسلم) لم يقبل ذلا‪.‬‬
‫قاؿ ابن حجر – رحمو اهلل ‪ :-‬أخرج الطبرم عن سماؾ عن عكرمة عػن ابػن عبػاس‪ :‬لػم يكػن عنػد رسػوؿ اهلل (صػلى‬
‫اهلل عليو كسلم) امرأة كىبت افسها لو‪ .‬قاؿ‪ :‬إسناده حسن‪.‬‬
‫قاؿ كالمراد أاو لم ي دخل بواحدة كىبت افسها لو كإف كاف مباح لػو ألاػو رجػل إلػى إرادتػو لقولػو تعػالى‪":‬إف أراد النبػي‬
‫أف يستنكحها"ُْ‪.‬‬
‫كقد أااؿ الفقهاء ككتػاب الخصػائص الوقػوؼ ىنػا للبحػث عػن اللػواتي كىػبن أافسػهن كبيػاف أسػمائهن كللبحػث فػي‬
‫صحة عقد النكاح بلفب الهبة كىل ىمزة (إف) في قولو تعالى‪":‬إف كىبت افسها"ىل ىػي مفتوحػة أـ مكسػورة ممػا ال اائػل‬
‫تحتو بعد أف اص القرآف الكريم على خصوصية الموضوع كبعد أف عرفنا أف األمر لم يحدث‪.‬‬

‫ْ‪ -‬حل المرأة بتزكيج اهلل لو‪:‬‬


‫– رضػي اهلل عنهػا – كقػد اػص القػرآف الكػريم عليهػا‬ ‫كىذه حالػة خاصػة كقعػت مػرة كاحػدة بشػ ف زينػب بنػت جحػ‬
‫فلمػا قضػى زيػد منهػا كاػرا زكجناكهػا لكػي ال يكػوف علػى المػامنين حػرج فػي أزكاج أدعيػائهم إذا قضػوا مػنهن‬
‫بقولو تعػالى‪ٌ ":‬‬
‫كارا"‪.‬‬
‫[األحزاب‪ .]ّٕ :‬الوار معناه‪ :‬الحاجة‪.‬‬
‫لمػػا ااقضػػت عػػدة زينػػب قػػاؿ رسػػوؿ اهلل(صػػلى اهلل عليػػو‬
‫جػػاء فػػي صػػحيح مسػػلم عػػن أاػػال – رضػػي اهلل عنػػو – قػػاؿ‪ٌ :‬‬
‫فلمػا رأيتهػا عظمػت فػي صػدرم حتػى مػا‬
‫كسلم) لزيد (فاذكرىا علي) قاؿ‪ :‬فنطلق زيد حتى أتاىا كىي تخمر عجينهػا قػاؿ‪ٌ :‬‬
‫اسػػتطيل أف أاظػػر إليهػػا أف رسػػوؿ اهلل (صػػلى اهلل عليػػو كسػػلم) ذكرىػػا فوليتهػػا يهػػرم كاكصػػت علػػى عقبػػي فقلػػت‪ :‬يػػا زينػػب‬
‫أرسػل رسػوؿ اهلل يػذكرؾ قالػت‪ :‬مػا أاػا بصػااعة شػيء حتػى أؤامػر ربػي‪ .‬فقامػت إلػى مسػجدىا كاػزؿ القػرآف كجػاء رسػوؿ اهلل‬
‫(صلى اهلل عليو كسلم) فدخل عليها بغير إذف ِْ‪.‬‬
‫قاؿ ابن كثير في تفسير قولو تعالى‪":‬زكجناكها"ككاف الذم كلي تزكيجها منو ىو اهلل – عزكجل – بمعنى أاػو أكحػى أف‬
‫يدخل عليها بال كلي كال عقد كال مهر كال شهود من البشر‪.‬‬
‫أخرج البخارم عن أاال – رضي اهلل عنو – قاؿ‪ :‬فكاات زينب تفخر على أزكاج النبي (صلى اهلل عليو كسلم) تقوؿ‪:‬‬
‫زكجكن أىاليكن كزكجني اهلل تعالى من فوؽ سبل سموات ّْ‪.‬‬

‫‪[ 41‬فتح الباري‪]526 /8 :‬‬


‫‪[ 42‬م‪.]1428 :‬‬
‫‪[ 43‬خ‪]7420 :‬‬
‫ٓ‪ -‬إباحة النكاح بغير كلي كال شهود‪:‬‬
‫كمن خصائصو (صلى اهلل عليو كسلم) ااعقاد اكاحو بغيػر كلػي كال شػهود كىػي مسػ لة أخػرل غيػر مسػ لة زينػب‪ .‬كىػو‬
‫اسػػتثناء مػػن القاعػػدة العامػػة التػػي كردت فػػي قولػػو (صػػلى اهلل عليػػو كسػػلم)‪":‬ال اكػػاح إال بػػولي كشػػاىدم عػػدؿ"ْْ‪ .‬كاعتبػػار‬
‫الشهود إاما كاف ضمااا ألمن الجحود كىو أمر غير متصور منو (صلى اهلل عليو كسلم) كمن تطبيقات ىػذه المسػ لة زكاجػو‬
‫(صلى اهلل عليو كسلم) بصػفية‪ .‬فقػد أخػرج البخػارم عػن أاػال – رضػي اهلل عنػو – أقػاـ النبػي (صػلى اهلل عليػو كسػلم) بػين‬
‫خيبر كالمدينة ثالثا يبنى عليو بصفية بنت حيي فدعوت المسلمين إلى كليمتو فما كاف فيها من خبز كال لحم أمر باألاطػاع‬
‫ف لقي فيها من التمر كاألقا كالسمن فكاات كليمتو فقاؿ المسلمين إحدل أمهػات المػامنين أك ممػا ملكػت يمينػو فقػالوا‪:‬‬
‫إف حجبها فهي من أمهات المامنين كإف لم يحجبها فهي مما ملكت يمينو فلما ارتحل كاى لها خلفو كمد الحجاب بينها‬
‫كبين الناس ْٓ‪.‬‬
‫فالصحابة – رضي اهلل عنهم – لػم يعرفػوا أاهػا مػن أمهػات المػامنين إال بعػد أف مػد عليهػا الحجػاب كىػذا يػدؿ علػى‬
‫عدـ كجود الولي كالشهود‪.‬‬
‫كمن أمثلة ذلا‪:‬‬
‫ما أخرجو أبو داكد عن عائشة – رضي اهلل عنها – قالت‪ :‬كقعت جويرية بنت الحارث بن المصػطلق فػي سػهم ثابػت‬
‫بن قيال بن شماس أك ابن عم لو فكاتبت على افسها ككاات امرأة مالحة ت خذىا العين قالت عائشة – رضي اهلل عنها ‪-‬‬
‫فجاءت تس ؿ رسوؿ اهلل (صلى اهلل عليو كسلم) في كتابتها فلما قامت على الباب فرأيتها كرىت مكااها كعرفت أف رسوؿ‬
‫اهلل (صلى اهلل عليو كسلم) سيرل منها الذم رأيت‪ .‬فقالت يا رسوؿ اهلل أاا جويرية بنت الحارث كإاما كاف من أمػرم مػا ال‬
‫يخفى عليا كإاي كقعػت فػي سػهم ثابػت بػن قػيال بػن شػماس كإاػي كاتبػت علػى افسػي فجكتػا أسػ لا فػي كتػابتي‪ .‬فقػاؿ‬
‫رسوؿ اهلل (صلى اهلل عليو كسلم)‪":‬فهل لا إلى ما ىو خير منو ؟ قالت‪ :‬كما ىو يا رسوؿ اهلل ؟ قػاؿ‪":‬أؤدم عنػا كتابتػا‬
‫كأتزكجػػا"قالػػت‪ :‬قػػد فعلػػت‪ .‬قالػػت‪ :‬فتسػػامل – يعنػػي النػػاس – أف رسػػوؿ اهلل (صػػلى اهلل عليػػو كسػػلم) قػػد تػػزكج جويريػػة‬
‫ف رسلوا ما في أيدىم من السبي ف عتقوىم كقالوا أصػهار رسػوؿ اهلل (صػلى اهلل عليػو كسػلم) فمػا رأينػا امػرأة أعػم بركػة علػى‬
‫قومها منها أعتق في سببها مائة أىل بيت من بني المصطلق ْٔ‪.‬‬
‫فليال في الحديث ذكر كجود كلي كال شهود‪.‬‬
‫كقد يقاؿ إف حدكث ذلا أماـ الناس يقوـ مقاـ الشهود‪ .‬ككذلا في قضية صفية‪.‬‬

‫‪[ 44‬أبو داود ‪ ,‬والرتمذي وابن ماجة ‪ ,‬والدار قطين ‪ ,‬وابن حبان وغًنىم]‪.‬‬
‫‪[ 45‬خ‪]5085 :‬‬
‫‪[ 46‬أبو داود‪.]3931 :‬‬
‫ٔ‪ -‬إباحة القتل في الحرـ ساعة من اهار‪:‬‬
‫ىذه كاحدة من خصائصو (صػلى اهلل عليػو كسػلم) كىػي إباحػة القتػل فػي الحػرـ ففػي الحػديث المتفػق عليػو عػن ابػن‬
‫عبػػاس – رضػػي اهلل عنهمػػا – قػػاؿ‪ :‬قػػاؿ النبػػي (صػػلى اهلل عليػػو كسػػلم) يػػوـ افتػػتح مكػػة‪":‬ال ىجػػرة كلكػػن جهػػاد كايػػة كإذا‬
‫استنفرتم فاافركا فػإف ىػذا بلػد حرمػو اهلل يػوـ خلػق السػموات كاألرض كىػو حػراـ بحرمػة اهلل إلػى يػوـ القيامػة كإاػو لػم يحػل‬
‫القتاؿ فيو ألحد قبلي كلم يحل لي إال ساعة من اهار فهو حراـ بحرمة اهلل إلى يػوـ القيامػة ال يعضػد شػوكو كال ينفػر صػيده‬
‫عرفهػػا كال يختلػػى خالىػػا ْٕ‪ .‬كالخلػػى ىػػو الراػػب مػػن الكػػأل‪.‬أم ال يقطػػل‪.‬فالحػػديث فيػػو الػػنص‬
‫كال يلػػتقا لقطتػػو إال مػػن ٌ‬
‫الواضػػح علػػى ىػػذه الخصوصػػية كلوقػػت محػػدكد كىػػو سػػاعة مػػن اهػػار كالتػػى كػػاف فيهػػا قتػػل ابػػن خطػػل ككػػاف متعلقػػا ب سػػتار‬
‫الكعبة‪.‬‬

‫كقد اختلو العلماء في اقامة حد القتل في الحرـ‪:‬‬


‫قاؿ ابن حجر‪ :‬كاستدؿ بو على تحريم القتل كالقتػاؿ بػالحرـ ف مػا القتػل فنقػل بعضػهم اإلتفػاؽ علػى جػواز إقامػة حػد‬
‫القتل فيها على من أكقعو فيها‪.‬‬
‫كخص الخالؼ بمن قتل في الحل ثم لج إلى الحرـ كممن اقل اإلجماع على ذلا ابن الجوزم‪.‬‬
‫كاحػتج بعضػػهم بقتػػل ابػػن خطػػل بهػػاكال حجػة فيػػو ألف ذلػػا كػػاف فػػي الوقػػت الػذم أحلػػت فيػػو للنبػػي (صػػلى اهلل عليػػو‬
‫كسلم)‪.‬‬
‫كزعم ابن حزـ أف مقتضى قوؿ ابن عمر كابن عباس كغيرىما أاو ال يجوز القتل فيها مطلقا كاقل التفصيل عن مجاىد‬
‫كعطاء‪.‬‬
‫كقػػاؿ أبػػو حنيفػػة‪ :‬ال يقتػػل فػػي الحػػرـ حتػػى يخػػرج إلػػى الحػػل باختيػػاره لكػػن ال يجػػالال كال يكلػػم كيػػوعب كيػػذكر حتػػى‬
‫يخرج‪.‬‬
‫كقاؿ أبو يوسو‪ :‬يخرج مضطرا إلى الحل‪.‬‬
‫كفعلو ابن الزبير‪.‬‬
‫كركل ابن أبي شيبة من اريق ااككس عن ابن عباس‪ :‬من أصاب حدا ثم دخل الحرـ لم يجالال كلم يبايل‪.‬‬
‫كعن مالا كالشافعي‪ :‬يجوز إقامة الحػد مطلقػا فيػو ألف العاصػي ىتػا حرمػة افسػو ف بطػل مػا جعػل اهلل لػو مػن األمػن‬
‫ْٖ‪.‬‬

‫‪[ 47‬متفق عليو‪ :‬خ‪ , 1834 :‬م‪]1353 :‬‬


‫‪[ 48‬فتح الباري‪.]49/4 :‬‬
‫كقد كاف العرب قبل اإلسالـ يخرجوف من أرادكا قتلو من الحرـ إلى الحل كىو ما فعلوه عندما أرادكا قتل خبيػب بػن‬
‫عدم – رضي اهلل عنو ‪.-‬‬
‫فقد أخرج البخارم عن أبي ىريرة قصة أصحاب يوـ الرجيل كفيها‪ :‬فلما خرجوا من الحرـ ليقتلوه في الحل قاؿ لهم‬
‫خبيب‪ :‬ذركاي أركل ركعتين ْٗ‪.‬‬
‫كقد بينت سيرة ابن ىشاـ أاهم خرجوا بو إلى التنعيم َٓ‪.‬‬
‫كىو الموضل الذم أقيم فيو مسجد التنعيم كما قاؿ موسى ابن عقبة ُٓ‪.‬‬
‫تنبيو‪:‬‬
‫ِٓ‬
‫قاؿ ابن الملقن في صدد حديثو عن ىذه الخصوصية‪ :‬المس لة الخاصة‪ :‬القتل في الحرـ ف ف قتل ابن خطل‬
‫كىو متعلق ب ستار الكعبة كذا رأيت في التلخيص البن القاص كتبعو القضاعي كقاؿ‪ :‬إاو خص من بين سائر األابياء‪.‬‬
‫كفي الخصوصية اظر‪ :‬ألف ابن خطل صػاحب جػرـ كالحػرـ ال يعيػد عاصػيا كال فػارا بػدـ كال فػارا بخربػة كمػا ثبػت فػي‬
‫الصحيح‪ .‬ااتهى‬
‫كالكالـ فيو إيهاـ من كجهين‪:‬‬
‫األكؿ‪ :‬التشكيا فػي ال خصوصػية كقػد تبػين إثبػات ذلػا كمػا كرد بػنص الحػديث الشػريو مػن قػوؿ النبػي (صػلى اهلل‬
‫عليو كسلم)‪.‬‬
‫الثااي‪ :‬في قولو‪ :‬كالحرـ ال يعيد عاصيا كال فارا بدـ كال فارا بخربة كما ثبت في الصحيح‪.‬‬
‫فكالـ يشعر أف ىذا من كالـ رسوؿ اهلل (صلى اهلل عليو كسلم) كخاصة عنػدما أكرده كػدليل علػى أف قتػل ابػن خطػل‬
‫كاف حدا كقصاصا‪.‬‬
‫كليال األمر كذلا فهذا من كالـ عمرك بن سعيد كال حجػة فيػو كيحسػن بنػا أف اػورد الػنص بكاملػو لبيػاف ىػذا األمػر‬
‫الذم كقل فيو ابن الملقن‪.‬‬
‫ّٓ‬
‫أخرج البخارم كمسلم عن أبي شريح العدكم‪ :‬أاو قاؿ لعمرك بن سعيد‬

‫‪[ 49‬خ‪.]3045 :‬‬


‫‪[ 50‬سًنة ابن ىشام ‪.]172/2‬‬
‫‪[ 51‬فتح الباري‪.]383/7 :‬‬
‫‪[ 52‬ىو عبد اهلل رجل من بين متيم إمنا أمر بقتلو أنو كان مسلما فبعثو رسول اهلل (صلى اهلل عليو وسلم) مصداقا –‬
‫أي جامعا للصدقات – وبعث معو رجال من األنصار وكان معو موىل خيدمو وكان مسلما فنزل منزال وأمر ادلوىل‬
‫أن يذبح تيسا فيصنع لو طعاما فنام فاستيقظ ومل يصنع لو شيئا فعدى عليو فقتلو مث ارتد مشركا وكانت لو قنينتان‬
‫تغنيان هبجاء رسول اهلل (صلى اهلل عليو وسلم) (سًنة ابن ىشام‪.])410 – 409/2 :‬‬
‫كىو يبعث البعوث إلى مكة‪ :‬ائذف لي أيها األمير أحدثا قوال قاـ بو رسوؿ اهلل (صلى اهلل عليو كسلم) للغد من يػوـ‬
‫الفتح فسمعتو أذاام ككعاه قلبي كأبصرتو عينام حػين تكلػم بػو إاػو حمػد اهلل كأثنػى عليػو ثػم قػاؿ‪":‬إف مكػة حرمهػا اهلل كلػم‬
‫يحرمهػػا النػػاس فػػال يحػػل المػػرئ يػػامن بػػاهلل كاليػػوـ اآلخػػر أف يسػػفا بهػػا دمػػا كال يعضػػد بهػػا شػػجرة فػػإف أحػػد تػػرخص لقتػاؿ‬
‫رسوؿ (صلى اهلل عليو كسلم) فقولوا لو‪ :‬إف اهلل أذف لرسوؿ اهلل (صلى اهلل عليو كسلم) كلم ي ذف لكم كإاما أذف لػي سػاعة‬
‫من اهار كقد عادت حرمتها اليوـ كحرمتها باألمال كليبل الشاىد الغائب"‪.‬‬
‫فقيل ألبي شريح‪ :‬ما قاؿ لا عمرك ؟‪.‬‬
‫قاؿ‪ :‬أاا أعلم بذلا منا يا أبا شريح إف الحرـ ال يعيذ عاصيا كال فارا بدـ كال فارا بخربة – أم بلية ‪.ْٓ -‬‬
‫كعلق ابن القيم – رحمو اهلل – على قوؿ عمرك بن سعيد بقولو‪":‬عػارض عمػرك بػن سػعيد الفاسػق كشػيعتو اػص رسػوؿ‬
‫اهلل (صلى اهلل عليو كسلم) برأيو كىواه‪.ٓٓ"..‬‬
‫يقوؿ الطالب‪ :‬فاستشهاد ابن الملقن بقوؿ عمرك كعزكه إلى الصحيح دكف بياف أمر موىم كاف ال بد من بيااو‪.‬‬

‫ٕ‪ -‬إباحة كصاؿ الصوـ‪:‬‬


‫الوصاؿ في الصوـ من خصائصو (صلى اهلل عليو كسلم)‬
‫كالوصاؿ‪ :‬ىو ترؾ تناكؿ المفطرات في ليالي الصياـ قصدا كاألدلة على ذلا كثيرة منها‪:‬‬
‫‪ -‬عن أاال – رضي اهلل عنو – قاؿ‪ :‬قاؿ رسوؿ اهلل (صلى اهلل عليو كسػلم)‪":‬ال تواصػلوا قػالوا‪ :‬إاػا تواصػل ؟ قػاؿ‪:‬‬
‫لست ك حد منكم إاي أاعم كأسقى أك إاي أبيت أاعم كأسقى"ٔٓ‪.‬‬
‫كفي ركاية قاؿ‪ :‬كاصل النبي (صلى اهلل عليو كسلم) آخػر الشػهر ككاصػل أاػاس مػن النػاس فبلػ النبػي(صػلى اهلل عليػو‬
‫كسػػلم) فق ػاؿ‪ :‬ل ػػو مػػد بػػي الش ػػهر لواصػػلت كصػػاؿ ي ػػدع المتعمقػػوف تعمقهػػم إا ػػي لسػػت مػػثلكم إا ػػي أيػػل يطعمنػػي رب ػػي‬
‫كيسقين"ٕٓ‪.‬‬
‫كفي ركاية‪ :‬فقاؿ النبي (صلى اهلل عليو كسلم)‪ :‬ما باؿ رجاؿ يواصلوف إاكػم لسػتم مثلػي أمػا كاهلل لػو تمػاد لػي الشػهر‬
‫لوصلت كصاال يدع المتعمقوف تعمقهم ٖٓ‪.‬‬

‫‪[ 53‬بن العاصي يعرف باألشدق ليست لو صحبة وال كان من التابعٌن بإحسان وىو وايل يزيد على ادلدينة فكان‬
‫يرسل اجليوش لقتال ابن الزبًن (فتح الباري‪])176 /1 :‬‬
‫‪[ 54‬متفق عليو‪ :‬خ‪ , 1832 :‬م‪]1354 :‬‬
‫‪[ 55‬زاد ادلعاد ‪]443 /3‬‬
‫‪[ 56‬خ‪.]1961 :‬‬
‫‪[ 57‬متفق عليو‪ :‬خ‪ , 7241 :‬م‪]1104 :‬‬
‫‪ -‬كعن عبد اهلل بن عمر – رضي اهلل عنهما –‪ :‬أف النبي (صػلى اهلل عليػو كسػلم) كاصػل فواصػل النػاس فشػق علػيهم‬
‫فنهاىم قالوا‪ :‬إاا تواصل قاؿ‪ :‬لست كهيكتكم‬
‫إاي أيل أاعم كأسقى ٗٓ‪.‬‬
‫‪ -‬كعن عائشة – رضي اهلل عنها – قالت‪ :‬اهى رسوؿ اهلل (صلى اهلل عليو كسلم) عن الوصاؿ رحمة لهم فقالوا‪ :‬إاا‬
‫تواصل قاؿ‪ :‬إاي لست كهيكتكم إاي يطعمني ربي كيسقين َٔ‪.‬‬
‫‪ -‬كعن أبي ىريرة – رضي اهلل عنو – قاؿ‪ :‬اهى رسػوؿ اهلل (صػلى اهلل عليػو كسػلم) عػن الوصػاؿ فػي الصػوـ فقػاؿ لػو‬
‫رجل من المسلمين إاا تواصل يا رسوؿ اهلل ؟ قاؿ‪ :‬كأيكم مثلي إاي أبيت يطعمني ربػي كيسػقين‪ .‬فلمػا أبػوا أف ينتهػوا عػن‬
‫الوصاؿ كاصل بهم يوما ثم يوما ثم رأكا الهالؿ فقاؿ‪":‬لو ت خر لزدتكم"كالتنكيل لهم حين أبوا أف ينتهوا ُٔ‪.‬‬
‫‪ -‬عػن أبػػي سػعيد – رضػػي اهلل عنػو –‪ :‬أاػػو سػمل النبػػي (صػلى اهلل عليػػو كسػلم) يقػػوؿ‪ :‬ال تواصػلوا فػ يكم إذا أراد أف‬
‫يواصل فليواصل حتى السحر ِٔ‪.‬‬
‫‪ -‬كقد أخرج أحمد كا لطبرااي كسػعيد بػن منصػور كعبػد بػن حميػد كابػن ابػي حػاتم فػي تفسػيرىما بإسػناد صػحيح إلػى‬
‫ليلي امرأة بشير بن الخصاصية قالت‪ :‬أردت أف أصوـ يومين مواصلة فمنعني بشير كقاؿ‪ :‬إف النبي (صلى اهلل عليو كسلم)‬
‫اهى عن ىذا كقاؿ‪ :‬يفعل ذلا النصارل كلكن صوموا كما أمركم اهلل تعالى أتموا الصياـ إلى الليل فػإذا كػاف الليػل فػ فطركا‬
‫ّٔ‪.‬‬

‫ىذه النصوص كغيرىا تثبت خصوصيتو (صلى اهلل عليو كسلم) بذلا‪.‬‬
‫قاؿ القضاعي‪ :‬دكف غيره من األابياء ْٔ‪.‬‬
‫قاؿ اإلماـ ابن حجر‪ :‬كاستدؿ بمجموع ىذه األحاديث على أف الوصاؿ من خصائصو (صلى اهلل عليو كسلم) كعلػى‬
‫أف غيره ممنوع منو إال ما كقل فيو الترخيص من اإلذف إلى السحر ٓٔ‪.‬‬

‫‪[ 58‬م‪]1104 :‬‬


‫‪[ 59‬متفق عليو‪ :‬خ‪ , 1922 :‬م‪]1102 :‬‬
‫‪[ 60‬متفق عليو‪ :‬خ‪ , 1964 :‬م‪]1105 :‬‬
‫‪[ 61‬متفق عليو‪ :‬خ‪ , 1965 :‬م‪]1103 :‬‬
‫‪[ 62‬خ‪]1963 :‬‬
‫‪[ 63‬فتح الباري‪]202 /4 :‬‬
‫‪[ 64‬بداية السول‪]156 :‬‬
‫‪[ 65‬فتح الباري‪]204 /4 :‬‬
‫كاألدلػػة علػػى مػػا قالػػو ابػػن حجػػر كاضػػحة كػػل الوضػػوح فػػي األحاديػػث السػػابقة مػػن قولػػو (صػػلى اهلل عليػػو كسػػلم)‪ :‬ال‬
‫تواصلوا‬
‫لست ك حد منكم‬
‫إاي أيل يطعمني ربي كيسقين‬
‫ما باؿ رجاؿ يواصلوف‬
‫إياكم كالوصاؿ‪.‬‬
‫ثم بعد كل ذلا رخص لمن أراد ذلا بالوصاؿ إلى السحر فكاف السحر ىو آخر كقت يسمح بالمواصلة إليو‪.‬‬
‫"كذىب األكثركف إلى تحريم الوصاؿ‪ .‬كاص الشافعي في"األـ"على أاو محظور كصرح ابن حجر بتحريمو"ٔٔ‪.‬‬
‫كقد اقل عن بعج السلو أاهم كااوا يواصػلوف كيبػدكا أاهػم لػم تصػلهم ىػذه األحاديػث الصػحيحة أك أاهػم اجتهػدكا‬
‫ف خط كا‪.‬‬
‫كأما إلحاح الصحابة على المواصلة فمرجل ذلا إلى حبهم العظيم للنبي (صلى اهلل عليو كسػلم) كالرغبػة فػي الت سػي‬
‫بو في كل كبيرة كصغيرة كربما لم يعلموا خصوصيتو في ذلا في بدء األمر مما اضطره (صلى اهلل عليو كسلم) إلػى إيضػاح‬
‫ذلا بعبارات ال لبال فيها‪.‬‬
‫كربما كاف ترخيصو لهم إلى السحر إاما كاف ليتػيح لهػم بعػج المشػاركة فػي ىػذه المسػ لة مػن الوصػاؿ الجزئػي األمػر‬
‫الػذم يشػعرىم بكمػاؿ الت سػي بػو (صػلى اهلل عليػو كسػلم) األمػر الػذم يػدخل الفػرح كالطم اينػة علػى افوسػهم – رضػػي اهلل‬
‫عنهم كأرضاىم‪.‬‬

‫ٖ‪ -‬صالة ركعتين بعد العصر‪:‬‬

‫جاءت األحاديث الصحيحة الكثيرة في النهي عن الصالة بعد صػالة الفجػر حتػى تطلػل الشػمال كبعػد صػالة العصػر‬
‫حتى تغرب الشمال‪.‬‬
‫كاذكر حديثا كاحدا من ىذه األحاديث‪:‬‬
‫أخرج الشيخاف عن أبي سعيد الخدرم – رضي اهلل عنو – قاؿ‪ :‬سمعت رسوؿ اهلل (صلى اهلل عليو كسلم) يقوؿ‪":‬ال‬
‫صالة بعد الصبح حتى ترتفل الشمال كال صالة بعد العصر حتى تغيب الشمال"ٕٔ‪.‬‬
‫كثبت في الصحيح أف رسوؿ اهلل (صلى اهلل عليو كسلم) صلى ركعتين بعد العصر‪:‬‬

‫‪[ 66‬فتح الباري‪]204 /4 :‬‬


‫‪[ 67‬متفق عليو‪ :‬خ‪ , 586 :‬م‪]827 :‬‬
‫فقػػد أخػػرج الشػػيخاف عػػن عائشػػة – رضػػي اهلل عنهػػا – قالػػت‪ :‬ركعتػػاف لػػم يكػػن رسػػوؿ اهلل (صػػلى اهلل عليػػو كسػػلم)‬
‫يدعهما سرا كال عالاية ركعتاف قبل صالة الصبح كركعتاف بعد العصر ٖٔ‪.‬‬
‫كفي ركاية لهما قالت‪ :‬ما ترؾ النبي (صلى اهلل عليو كسلم) السجدتين بعد العصر عندم قا ٗٔ‪.‬‬
‫كجاءت أحاديث أخر تبين سبب صالتو (صلى اهلل عليو كسلم) لهاتين الركعتين‪.‬‬
‫فقد أخرج مسلم عن أبي سلمة أاو س ؿ عائشة – رضي اهلل عنها – عن السجدتين اللتين كاف رسوؿ اهلل (صلى اهلل‬
‫عليو كسلم) يصليهما بعد العصر ؟ فقالت‪ :‬كاف يصليهما قبل العصر ثم إاو شغل عنهما أك اسيهما فصػالىما بعػد العصػر‬
‫ثم أثبتهما ككاف إذا صلى صالة أثبتها َٕ‪.‬‬
‫كأخرج الشيخاف عن أـ سلمة – رضي اهلل عنها – أاها سكلت عن الركعتين بعد العصر ف خبرت أاها سػ لت رسػوؿ‬
‫اهلل عنهما فقالت‪ :‬يا رسوؿ اهلل سمعتا تنهى عن ىاتين كأراؾ تصليهما ؟ فقاؿ‪":‬يا بنت أبي أمية س لت عن الركعتين بعد‬
‫العصر كإاو أتااي ااس مػن عبػد القػيال فشػغلواي عػن الػركعتين اللتػين بعػد الظهػر فهمػا ىاتػاف"ُٕ‪ .‬قػاؿ ابػن عبػاس‪ :‬كنػت‬
‫أضرب الناس مل عمر بن الخطاب عنها ِٕ‪.‬‬

‫كأخرج أبو داكد من حديث عائشة‪ :‬أف رسوؿ اهلل (صلى اهلل عليو كسلم) كاف يصلي بعد العصر كينهى عنها كيواصل‬
‫كينهى عن الوصاؿ ّٕ‪.‬‬

‫كبناء على ىذه األحاديث قاؿ العلماء ب او (صلى اهلل عليو كسلم) اختص بإباحة الصالة بعد العصر‪.‬‬
‫قاؿ اإلماـ ابن حجر العسقالاي‪ :‬كأما موايبتو (صػلى اهلل عليػو كسػلم) علػى ذلػا فهػو مػن خصائصػو كقػاؿ البيهقػي‪:‬‬
‫الذم اختص بو (صلى اهلل عليو كسلم) المداكمة على ذلا ال أصل القضاء ْٕ‪.‬‬

‫‪[ 68‬متفق عليو‪ :‬خ‪ , 592 :‬م‪]835 :‬‬

‫‪[ 69‬متفق عليو‪ :‬خ‪ , 591 :‬م‪]835 :‬‬


‫‪[ 70‬م‪]835 :‬‬
‫‪[ 71‬متفق عليو‪ :‬خ‪ , 1233 :‬م‪]834 :‬‬
‫‪[ 72‬متفق عليو‪ :‬خ‪ , 1233 :‬م‪]834 :‬‬
‫‪[ 73‬أبو داود‪]1280 :‬‬
‫‪[ 74‬فتح الباري‪]64 /2 :‬‬
‫كقد أخرج الدارمي عن سعيد بن المسيب‪ :‬أاػو رأل رجػال يصػلي بعػد العصػر الػركعتين فقػاؿ الرجػل‪ :‬يػا أبػا محمػد ؛‬
‫أيعذبني اهلل على الصالة ؟ قاؿ‪ :‬ال كلكن يعذبا اهلل بخالؼ السنة ٕٓ‪.‬‬

‫ٗ‪ -‬إباحة ترؾ القسم بين زكجاتو‪:‬‬


‫ذىب اائفة من العلمػاء مػنهم المػاكردم كالغزالػي‪ :‬إلػى أف القسػم لػم يكػن كاجبػا عليػو لقولػو تعػالى‪":‬تيرجػى مػن تشػاء‬
‫منهن كتيال إليا من تشاء"‪[ .‬األحزاب‪]ٓٔ :‬‬
‫أم تبعد من تشاء فال تقسم لها كتقرب من تشاء فتقسم لها‪.‬‬
‫كاقل ابن الجوزم عن أكثر العلمػاء أف اآليػة ازلػت مبيحػة تػرؾ ذلػا‪ .‬كأف النبػي (صػلى اهلل عليػو كسػلم) كػاف يطػوؼ‬
‫على اسائو في الساعة الواحدة كما أخرجو البخارم من حديث أاال ٕٔ‪ .‬كذلا ينافي كجوبو عليو ٕٕ‪.‬‬
‫كذىب فريق آخر‪ :‬إلى أاو كاجب ألاو (صلى اهلل عليو كسلم) كاف يطاؼ بو في مرضو على اسػائو حتػى حللنػو‪ .‬كفػي‬
‫صحيح البخارم عن عائشة – رضػي اهلل عنهػا – قالػت‪ :‬لمػا ثقػل رسػوؿ اهلل (صػلى اهلل عليػو كسػلم) كاشػتد كجعػو اسػت ذف‬
‫أزكاجو في أف يمرض في بيتي ف ذف لو ٖٕ‪.‬‬

‫كالواقل‪ :‬أف في ىذه المس لة رأياف كمحور الموضوع يدكر على تفسير اآلية الكريمة‪:‬‬
‫قاؿ ابن كثير في تفسيره عند ىذه اآلية‪:‬‬
‫ركل اإلماـ أحمد بسنده عن عائشة – رضي اهلل عنها – أاها كاات تغير من النساء الالتي كىبن أافسهن لرسػوؿ اهلل‬
‫(صلى اهلل عليو كسلم) قالت‪ :‬أال تستحي المرأة أف تعرض افسها بغير صداؽ ؟ ف ازؿ اهلل عز كجل‪":‬تيرجى من تشاء منهن‬
‫كتال إليا من تشاء"اآلية قالت إاي أرل ربا يسارع لا في ىواؾ‪.‬‬
‫ٕٗ‬
‫كأخرجو البخارم عن ىشاـ بن عركة‪..‬‬
‫فػػدؿ علػػى أف المػػراد بقولػػو‪":‬تيرجػػى"أم تػػاخر"مػػن تشػػاء مػػنهن"أم مػػن الواىبػػات"كتيػػال إليػػا مػػن تشػػاء"أم مػػن شػػكت‬
‫قبلتها كمن شكت رددتها كمن رددتها أات فيها أيضا بالخيار بعد ذلا‪.‬‬
‫كقاؿ آخركف‪ :‬بل المراد باآلية بقولو‪":‬تيرجػى مػن تشػاء مػنهن"أم مػن أزكاجػا ال حػرج عليػا أف تتػرؾ القسػم لهػن‬
‫فتقدـ من شكت كتاخر من شكت‪.‬‬

‫‪[ 75‬سنن الدارمي‪.]436 :‬‬


‫‪[ 76‬البخاري‪]5215 :‬‬
‫‪[ 77‬غاية السول‪.]207 :‬‬
‫‪[ 78‬البخاري‪]5217 :‬‬
‫‪[ 79‬متفق عليو‪ :‬خ‪ , 4788 :‬م‪]1464 :‬‬
‫ذىب إلى ىذا ابن عباس كمجاىد كالحسن كقتادة كأبو رزين كغيرىم‪.‬‬
‫كمل ىذا كاف النبي (صلى اهلل عليو كسلم) يقسم لهن‪.‬‬
‫كلهػػذا ذىػػب اائفػػة مػػن الفقهػػاء مػػن الشػػافعية كغيػػرىم إلػػى أاػػو لػػم يكػػن القسػػم كاجبػػا عليػػو (صػػلى اهلل عليػػو كسػػلم)‬
‫كاحتجوا بهذه اآلية الكريمة‪.‬‬
‫كأخرج البخارم عن معاذة عن عائشة – رضػي اهلل عنهػا ‪ :-‬أف رسػوؿ اهلل (صػلى اهلل عليػو كسػلم) كػاف يسػت ذف فػي‬
‫يوـ المرأة منا بعد أف أازلت ىذه اآلية‪":‬تيرجػى مػن تشػاء مػنهن كتػال إليػا مػن تشػاء كمػن ابتغيػت ممػن عزلػت فػال جنػاح‬
‫عليا"فقلت لها‪ :‬ما كنت تقولين ؟ قالت‪ :‬كنت أقوؿ لو‪ :‬إف كاف ذاؾ إلي‪ .‬فإاي ال أريد يا رسوؿ اهلل أف أكثر عليا أحدا‬
‫َٖ‪.‬‬
‫ىذا الحديث يدؿ على أف المراد من ذلا عدـ كجود القسم كحديثها األكؿ يقتضي أف اآلية ازلت في الواىبات‪.‬‬
‫كمن ىا ىنا اختار ابن جرير‪ :‬أف اآلية عامة في الواىبات كفي النساء الالتي عنده أاو مخير فيهن إف شاء قسم كإف‬
‫شاء لم يقسم‪.‬‬
‫كىذا الذم اختاره حسن جيد قوم كفيو جمل بين األحاديث كلهذا قاؿ تعالى‪":‬ذلا أداى أف تقر أعينهن كال يحزف‬
‫كيرضين بما ءاتيتهن"أم إذا علمن أف اهلل قد كضل عنا الحرج في القسم‪ ..‬اه ابن كثير‪.‬‬
‫اخلص من ىذا إلى أف القوؿ ب ف القسم لم يكن كاجبا عليو بعد ازكؿ اآلية المذكورة ىو القوؿ المقدـ كال يعارض‬
‫ذلا التزامو (صلى اهلل عليو كسلم) بالقسم حتى آخر حياتو‪ .‬فقد كاف ذلا مباحا لو كلكنو لم يعمل بو‪.‬‬
‫كبغير القوؿ بخصوصية اإلباحة ال يمكن الجمل بين النصوص‪.‬‬

‫َُ‪ -‬للنبي (صلى اهلل عليو كسلم) أف ي مر بالقتل‪:‬‬

‫كمن خصوصياتو (صلى اهلل عليو كسلم) ما أخرجو أبو داكد كالنسائي عن أبي برزة حيث قاؿ‪:‬‬
‫كنت عند أبي بكر – رضي اهلل عنو – فتغيب على رجل فاشتد عليو فقلت‪ :‬ت ذف لي يا خليفة رسوؿ اهلل (صلى اهلل‬
‫عليو كسلم) أضرب عنقو ؟ قاؿ‪ :‬ف ذىبت كلمتي غضبو فقاـ فدخل ف رسل إلي فقاؿ‪ :‬ما الذم قلت آافا ؟‬
‫قلت‪ :‬ائذف لي أضرب عنقو‪.‬‬
‫قاؿ‪ :‬أكنت فاعال لو أمرتا ؟‬
‫قلت‪ :‬اعم‪.‬‬
‫قاؿ‪ :‬ال كاهلل ما كاات لبشر بعد محمد (صلى اهلل عليو كسلم)‪.‬‬

‫‪[ 80‬متفق عليو‪ :‬خ‪ , 4789 :‬م‪]1476 :‬‬


‫زاد أبو داكد في ركايتو‪:‬‬
‫قػػاؿ أبػػو داكد‪ :‬قػػاؿ أحمػػد بػػن حنبػػل‪:‬أم لػػم يكػػن ألبػػي بكػػر أف يقتػػل رجػػال إال بإحػػدل الػػثالث التػػي قالهػػا رسػػوؿ اهلل‬
‫(صلى اهلل عليو كسلم)‪( :‬كفر بعد إيماف أك زاا بعد إحصاف أك قتل افال بغير افال) ككاف النبي (صػلى اهلل عليػو كسػلم)‬
‫أف يقتل ُٖ‪.‬‬
‫كىكػذا اػػص ىػذا الحػػديث علػى أف مػػن خصوصػياتو (صػػلى اهلل عليػو كسػػلم) أف يػ مر بقتػػل إاسػاف لػػم يرتكػب إحػػدل‬
‫الجنايات الثالث التي اص عليها الحديث كالتي ىي موجبات القتل‪ .‬كأف غيره ليال لو ذلا مهما كاف ش او حتى كلو كػاف‬
‫الخليفة األكؿ لرسوؿ اهلل (صلى اهلل عليو كسلم)‪.‬‬
‫إف الحديث ينص علػى أف ىػذه المسػ لة مػن خصوصػياتو (صػلى اهلل عليػو كسػلم) كلكنػو (صػلى اهلل عليػو كسػلم) لػم‬
‫يفعل ذلا اوؿ حياتو كلو مرة كاحدة‪.‬‬
‫ككثيرا ما قاؿ لو عمر كغيره من الصحابة – رضي اهلل عنهم ‪ :-‬دعني أضرب عنقو كلكنو لم يوافق أيٌا منهم في يػوـ‬
‫من األياـ‪.‬‬
‫ككل الذين أمر رسوؿ اهلل (صلى اهلل عليو كسلم) بقتلهم كاات قد صدرت منهم جرائم استحقوا القتل بسببها‪.‬‬
‫كذكر ىذه الخاصية أمر مهم مػن حيػث األحكػاـ إذ لػيال لخليفػة كال ل ً‬
‫ػواؿ أك أميػر أف يػ مر بقتػل إاسػاف لػم يرتكػب‬
‫إحدل الجنايات الثالث السابق ذكرىا في الحديث‪.‬‬
‫ككل الخلفاء كالوالة كاألمراء الذين فعلوا ذلا ىم مخالفوف ألمر الشرع كيدخلوف في قائمة القتلة الذين يحاسػبوف‬
‫على جرائمهم يوـ القيامة كالذين سيكواوف أحقر كأذؿ من الذر يوـ الحساب كما يقوؿ اإلماـ الغزالي‪.‬‬
‫كمن الغريب أف يذكر يكتٌاب الخصائص تلا الخصوصية الباالة كىي‪":‬أف للنبي (صلى اهلل عليو كسلم) أف يقتل بعػد‬
‫األماف" كيغفلوا على ىذه الخصوصية الصحيحة التي يايدىا الحديث الصحيح السابق الذكر‪.‬‬

‫****‬

‫‪[ 81‬أبو داود‪ , 4363 :‬والنسائي‪]4088 :‬‬


‫المبحث الثااي‬
‫ِٖ‬
‫في خصائص اشترؾ فيها (صلى اهلل عليو كسلم) مل األابياء‬

‫اػػذكر فػػي ىػػذا الفصػػل الخصػػائص التػػي شػػارؾ فيهػػا (صػػلى اهلل عليػػو كسػػلم) بقيػػة األابيػػاء‪ .‬ممػػا يايػػده الػػدليل كيثبػػت‬
‫صحتو‪.‬‬
‫ُ‪ -‬إباحة ما زاد على أربل زكجات‪:‬‬
‫من خصائصو (صلى اهلل عليو كسلم) أاو أبيح لو الجمل بين أكثر مػن أربػل زكجػات كىػو أمػر مجمػل عليػو كقػد تػوفى‬
‫كعنده تسل‪ .‬كىذه الخصوصية يشاركو فيها غيره من األابياء (عليهم الصالة كالسالـ)‪ .‬كقد ذكر مالفو الخصائص كغيرىم‬
‫حكما كثيرة لهذا التعدد‪ .‬كقد أفرد بعضهم ذلا بالت ليو كىو أمػر يخػرج عػن موضػوع الكتػاب كلػذا فيكتفػى بػالرجوع فػي‬
‫ذلا إلى مراجعو لمن رغب‬
‫كاشػػتراكو (صػػلى اهلل عليػػو كسػػلم) مػػل غيػػره مػػن األابيػػاء فػػي ىػػذه الخصوصػػية يخػػرس كػػل األفػػواه التػػي تكلمػػت بػ مر‬
‫شهواايتو (صلى اهلل عليو كسلم) من أعداء اإلسالـ من مستشرقين كغيرىم كإذا قيال ابينا (صلى اهلل عليو كسلم) بغيره من‬
‫األابياء فهو أقلهم من حيث عدد الزكجػات ممػن تعػددت أزكاجهػم فقػد أخػرج البخػارم كمسػلم عػن أبػي ىريػرة قػاؿ‪":‬قػاؿ‬
‫سليماف بن داكد عليهما السالـ ألاوفن الليلة بمائة امرأة تلد كل امرأة غالما يقاتل في سبيل اهلل فقػاؿ لػو الملػا‪ :‬قػل إف‬
‫شاء اهلل فلم يقل كاسي ف ااؼ بهن كلم تلد مػنهن إال امػرأة اصػو إاسػاف قػاؿ النبػي (صػلى اهلل عليػو كسػلم)‪":‬لػو قػاؿ إف‬
‫شاء اهلل لم يحنث ككاف أرجى لحاجتو"ّٖ‪.‬‬
‫ككذلا ذكرت كتب التفسير أاو كاف لداكد – عليو السالـ – تسل كتسعوف زكجة ْٖ‪.‬‬

‫كالػػذم يبػػدك – كاهلل أعلػػم – أف األابيػػاء (علػػيهم الصػػالة ك السػػالـ) يمثلػػوف الكمػػاؿ اإلاسػػااي فمػػا مػػن شػػا أف‬
‫سموىم الركحي كالذم يتمثل بقػوة اإليمػاف يبلػ الػذركة كال يصػل إلػى ذلػا أحػد مػن النػاس‪ .‬كإذا كااػت اػاقتهم الركحيػة‬
‫بهذا المستول الرفيل كاف ال بد أف يقابلها ااقة جسمية تتناسب مل ذلا ليتػوازف الجااػب الركحػي مػل الجااػب المػادم‪.‬‬
‫كمن ىنا كاات قدرتهم في ميداف تعدد الزكجات ال تصل إليها قدرات الناس‪.‬‬

‫ِ‪ -‬أاو (صلى اهلل عليو كسلم) ال يورث‪:‬‬

‫‪ )66 – 58([ 82‬من معٌن اخلصائص النبوية‪ :‬صاحل أمحد الشامي]‬


‫‪[ 83‬متفق عليو‪ :‬خ‪ , 5242 :‬م‪]1654 :‬‬
‫‪[ 84‬غاية السول‪ , 189 :‬وتفسًن القرطيب‪]176 /15 :‬‬
‫كردت أحاديث كثيرة في تقرير ىذه الخصوصية منها‪:‬‬
‫عن عائشة – رضي اهلل عنها ‪ :-‬أف أزكاج النبي (صلى اهلل عليو كسلم) حين توفي رسوؿ اهلل (صلى اهلل عليو كسػلم)‬
‫أردف أف يبعثن عثماف إلى أبي بكر يس لنو ميراثهن فقالت عائشة‪ :‬أليال قاؿ رسوؿ اهلل (صلى اهلل عليػو كسػلم)‪":‬ال اػورث‬
‫ما تركنا صدقة"ٖٓ‪.‬‬
‫كفي ركاية للبخارم‪":‬ال اورث ما تركنا صدقة – يريد بذلا افسو – إاما ي كل آؿ محمد (صلى اهلل عليو كسلم) من‬
‫ىذا الماؿ"ٖٔ‪.‬‬
‫كعن أبي ىريرة – رضي اهلل عنو ‪ :-‬عن النبي (صلى اهلل عليو كسلم) قاؿ‪":‬ال اورث ما تركنا صدقة"ٕٖ‪.‬‬
‫كعن أبي بكر – رضي اهلل عنو – قاؿ‪ :‬قاؿ رسوؿ اهلل (صلى اهلل عليػو كسػلم)‪":‬ال اػورث مػا تركنػا صػدقة إامػا ي كػل‬
‫آؿ محمد (صلى اهلل عليو كسلم) من ىذا الماؿ"ٖٖ‪.‬‬
‫كقػػد كرد ىػػذا المعنػػى مشػػتركا مػػل بقيػػة األابيػػاء‪ .‬ففػػي مس ػػند اإلمػػاـ أحمػػد‪":‬إاػػا معاشػػر األابيػػاء ال اػػورث مػػا تركن ػػا‬
‫صدقة"ٖٗ‪ .‬كعند النسائي‪":‬إاا معاشر األابياء ال اورث"َٗ‪.‬‬
‫كمن ىذه األحاديث كغيرىا يتبين تقرير ىذه الخصوصية في حق األابياء (عليهم الصالة ك السالـ)‪.‬‬
‫كلعل الحكمة في ذلا – كاهلل أعلػم – أف يعلػم أتبػاعهم أف شػ ف األابيػاء أسػما مػن أف يتعلػق بالػدايا فهػم يخرجػوف‬
‫منها بكل ما تعنيو ىذه الكلمة من معنى عند الموت‪ .‬فتنقطل عالقتهم بها كب موالهما كما ااقطعت آجالهم كأافاسهم منها‪.‬‬
‫كلعل فيما ركاه أبو الدرداء بيااا لػبعج الحكمػة قػاؿ‪ :‬سػمعت رسػوؿ اهلل (صػلى اهلل عليػو كسػلم) يقػوؿ‪":‬إف العلمػاء‬
‫كرثة األابياء كإف األابياء لم يورثوا دينارا كال درىما كإاما كرثوا العلم‪ .‬فمن أخذه أخذ بحب كافر"ُٗ‪.‬‬
‫ّ‪ -‬خائنة األعين ال تكوف لألابياء‪:‬‬

‫من الخصائص المشتركة بين األابياء‪ :‬أاو ال ينبغي أف تكوف لهم خائنة األعين‪.‬‬
‫كدليل ذلا‪:‬‬

‫‪[ 85‬متفق عليو‪ :‬خ‪ , 6730 :‬م‪]1758 :‬‬


‫‪[ 86‬البخاري‪]4034 :‬‬
‫‪[ 87‬مسلم‪]1761 :‬‬
‫‪[ 88‬متفق عليو‪ :‬خ‪ , 4240 :‬م‪]1756 :‬‬
‫‪[ 89‬ادلسند‪]463 /2 :‬‬
‫‪[ 90‬فتح الباري‪]8 /12 :‬‬
‫‪[ 91‬أخرجو أمحد‪ , 96 /5 :‬أبو داود‪ ,"3642 , 3641":‬والرتمذي‪ , 2491 :‬وابن ماجة‪ 223 :‬وغًنىم]‪.‬‬
‫‪ -‬عن سعد بن أبي كقاص قاؿ‪ :‬لما كاف يوـ فتح مكة أم ىػن رسػوؿ اهلل (صػلى اهلل عليػو كسػلم) النػاس إال أربعػة افػر‬
‫كامرأتين كسماىم كذكر منهم ابن أبي السرح قاؿ سعد‪ :‬كأما ابن أبي سرح ِٗ فإاو اختب عند عثماف بن عفاف فلمػا دعػا‬
‫رسوؿ اهلل (صلى اهلل عليو كسلم) الناس إلى البيعة جاء بو حتى أكقفو على رسوؿ اهلل (صلى اهلل عليو كسلم) فقاؿ‪ :‬يا ابي‬
‫اهلل بايل عبد اهلل فرفل رأسو فنظر إليو ثالثا كل ذلا ي بى فبايعو بعد ثالث ثم أقبل على أصحابو فقاؿ‪:‬‬
‫"أما كاف فيكم رجل رشيد يقوـ إلى ىذا حيث رآاي كففت يدم عن بيعتو فيقتلو ؟"‪.‬‬
‫فقالوا‪ :‬ما ادرم يا رسوؿ اهلل ما في افسا أال أكم ت إلينا بعينا ؟‪.‬‬
‫قاؿ‪":‬إاو ال ينبغي لنبي أف تكوف لو خائنة األعين"ّٗ‪.‬‬
‫‪ -‬عن أاال رضي اهلل عنو قاؿ‪ :‬غزكت مل رسوؿ اهلل (صلى اهلل عليو كسلم) حنينا فخرج المشركوف فحملوا علينا‬
‫حتى رأينا خيلنا كراء يهوراا كفي القوـ رجل يحمل علينا فيدقنا كيحطمنا فهػزمهم اهلل كجعػل يجػاء بهػم فيبايعواػو علػى‬
‫اإلسالـ‪.‬‬
‫فقاؿ رجل من أصحاب النبي (صلى اهلل عليو كسلم) إف علي اػذرا إف جػاء اهلل بالرجػل الػذم كػاف منػذ اليػوـ يحطمنػا‬
‫ألضربن عنقو فسكت رسوؿ اهلل (صلى اهلل عليو كسلم) كجيء بالرجل فلما رأل رسوؿ اهلل (صلى اهلل عليو كسلم) قػاؿ‪:‬‬
‫يا رسوؿ اهلل تبت إلى اهلل ف مسا رسوؿ اهلل (صلى اهلل عليو كسلم) ال يبايعو ليفي اآلخر بنذره‪.‬‬
‫ػوؿ اهلل (صػلى اهلل عليػو‬
‫قاؿ‪ :‬فجعل الرجل يتصدل لرسوؿ اهلل (صلى اهلل عليو كسلم) ليػ مره بقتلػو كجعػل يهػاب رس ى‬
‫كسلم) أف يقتلو‪ .‬فلما رأل رسوؿ اهلل (صلى اهلل عليو كسلم) أاو ال يصنل شيكا بايعو‪.‬‬
‫فقاؿ الرجل‪ :‬يا رسوؿ اهلل اذرم ؟‪.‬‬
‫فقاؿ‪":‬إاي لم أمسا عنو منذ اليوـ إال لتوفي بنذرؾ"‪.‬‬
‫فقاؿ‪ :‬يا رسوؿ اهلل أال أكمضت إلي ؟!‪.‬‬
‫فقاؿ النبي (صلى اهلل عليو كسلم)‪":‬إاو ليال لنبي أف يومج"ْٗ‪.‬‬
‫كمعنى خائنة األعين‪ :‬اإليماء بالعين‪ .‬كإاما قيل لها خائنة األعين تشبيها بالخيااة من حيث إاو خالؼ ما يظهر‪.‬‬
‫كمعنى يومج‪ :‬من اإليماض كىو الرمز بالعين كاإليماء بها كمنو‪ :‬كميج البرؽ كىو لمعااو‪.‬‬
‫كالحكمة كاضحة بش ف ىذه الخصوصية في حق األابياء فهم يمثلوف الذرا األخالقية في أقوامهم كأجيالهم كأممهم‬
‫كىم معلمو الناس الخير فما كاف لهم أف يتصفوا بمثل ىذه الصفة التي تنقص من مكااتهم‪.‬‬

‫‪[ 92‬عبد اهلل بن أيب سرح أسلم قبل الفتح ‪ ,‬وكتب لرسول اهلل (صلى اهلل عليو وسلم) مث ارتد ثانية وقيل‪ :‬أنو كان‬
‫أخا لعثمان بن عفان من الرضاع]‬
‫‪[ 93‬أخرجو أبو داود‪"4359 , 2683":‬والنسائي‪ , 4078 :‬وصححو األلباين]‪.‬‬
‫‪[ 94‬أبو داود‪ , 3194 :‬والرتمذي‪ , 1034 :‬وابن ماجة‪ 1494 :‬وىو سلتصر عندمها]‬
‫ْ‪ -‬تناـ عينو (صلى اهلل عليو كسلم) كال يناـ قلبو‪:‬‬

‫من خصائص النبي (صلى اهلل عليو كسلم) – ككذلا األابياء – أاو تناـ عينو كال يناـ قلبو كينبني على ىػذه الخاصػية‬
‫خاصية أخرل كىي‪:‬‬
‫أاو (صلى اهلل عليو كسلم) ال ينتقج كضوؤه بالنوـ‪.‬‬
‫كقد جاءت األحاديث الصحيحة بهذين األمرين كاذكر منها كدليل على ذلا‪:‬‬
‫‪ -‬عن أبي سلمة بن عبد الرحمن أاو س ؿ عائشة – رضي اهلل عنها ‪ :-‬كيو كاات صالة رسوؿ اهلل (صلى اهلل عليو‬
‫كسلم) في رمضاف ؟‪.‬‬
‫فقالت‪ :‬ما كاف رسوؿ اهلل (صلى اهلل عليو كسلم) يزيد في رمضاف كال في غيره على إحدل عشػرة ركعػة‪ :‬يصػلي أربعػا‬
‫فال تس ؿ عن حسنهن كاولهن ثم يصلي أربعا فال تس ؿ عن حسنهن كاولهن ثم يصلي ثالثا ؛ قالت عائشة‪ :‬فقلت‪ :‬يا‬
‫رسوؿ اهلل أتناـ قبل أف توتر ؟‪.‬‬
‫فقاؿ‪":‬يا عائشة إف عيني تناماف كال يناـ قلبي"ٓٗ‪.‬‬
‫كالحديث صريح في األمر األكؿ كىو اوـ عينو كعدـ اوـ قلبو‪.‬‬
‫كفيو إشارة كاضحة إلى أاو إذا ااـ ال يحتاج إلى كضوء كذلا في جوابو على مضموف سااؿ عائشة‪.‬‬
‫‪ -‬حدث أاال بن مالا عن ليلة أسرم بالنبي (صلى اهلل عليو كسلم) من مسػجد الكعبػة قػاؿ‪ :‬جػاءه ثالثػة افػر قبػل‬
‫أف يوحى إليػو كىػو اػائم فػي المسػجد الحػراـ فقػاؿ أكلهػم‪ :‬أيهػم ىػو ؟ فقػاؿ أكسػطهم‪ :‬ىػو خيػرىم كقػاؿ آخػرىم‪ :‬خػذكا‬
‫خيرىم فكاات تلا‪ .‬فلم يرىم حتى جاؤكا ليلة أخرل فيما يرل قلبو كالنبي (صػلى اهلل عليػو كسػلم) اائمػة عينػاه كال ينػاـ‬
‫قلبو ككذلا األابياء تناـ أعينهم كال تناـ قلوبهم‪ .‬فتواله جبريل ثم عرج بو إلى السماء ٔٗ‪.‬‬
‫كالحديث صريح في اشتراؾ األابياء في ىذه الخصوصية‪.‬‬
‫‪ -‬عن ابن عباس رضي اهلل عنهمػا قػاؿ‪ :‬ب ُّ‬
‫ػت عنػد خػالتي ميمواػة ليلػة فقػاـ النبػي (صػلى اهلل عليػو كسػلم) مػن الليػل‬
‫فلما كاف في بعج الليل قاـ النبي (صلى اهلل عليو كسلم) فتوض من شن معلق كضوأ خفيفا كقاـ يصلي‪.‬‬
‫فتوض ت احوا مما توض ثم جكت فقمت عن يساره فحولني فجعلني عن يمينو ثم صلى ما شاء اهلل ثم اضطجل‬
‫فناـ حتى افخ ثم أتاه المنادم فآذاو بالصالة فقاـ معو إلى الصالة فصلى كلم يتوض ‪.‬‬

‫‪[ 95‬متفق عليو‪ :‬خ‪ , 1147 :‬م‪]738 :‬‬


‫‪[ 96‬البخاري‪]3570 :‬‬
‫قاؿ سفياف الثورم‪ :‬قلنا لعمرك‪ :‬إف ااسا يقولػوف‪ :‬إف رسػوؿ اهلل (صػلى اهلل عليػو كسػلم) تنػاـ عينػو كال ينػاـ قلبػو قػاؿ‬
‫عمرك‪ :‬سمعت عبيد بن عمير يقوؿ‪ :‬رؤيا األابياء كحي ثم قرأ‪":‬إاي أرل في المناـ أاي أذبحا"‪[ .‬الصافات‪.ٕٗ ]َُِ :‬‬
‫كالحػػديث يػػدؿ داللػػة صػػريحة علػػى أف النبػػي (صػػلى اهلل عليػػو كسػػلم) قػػاـ إلػػى صػػالة الفجػػر كلػػم يتوض ػ ممػػا يثبػػت‬
‫خصوصية أف اومو ال ينقج الوضوء بخالؼ الناس‪.‬‬
‫كقد أيد تعليق عبيد بن عمير أف ىذه الخصوصية ااتجة عن الخصوصية األكلى كىي أاو تناـ عينو كال يناـ قلبو كقػد‬
‫استشهد باآلية الكريمة األمر الذم يزيل أم إشكاؿ في ىذه المس لة‪.‬‬

‫ٓ‪ -‬ال ينزع ألمتو حتى يحارب‪:‬‬

‫كمن خصائصو (صلى اهلل عليو كسلم) أاو يحرـ عليو إذا لبال ألمتو أف ينزعها حتى يلقى العدك كيقاتل‪.‬‬
‫أخ ػػرج اإلم ػػاـ أحم ػػد كغي ػػره ‪ -‬بس ػػند ص ػػحيح – ع ػػن ج ػػابر رض ػػي اهلل عن ػػو‪ :‬أف رس ػػوؿ اهلل (ص ػػلى اهلل علي ػػو كس ػػلم)‬
‫قاؿ‪":‬رأيت ك اي في درع حصينة كرأيت بقرا تنحر ف كلت أف الدرع الحصينة المدينة كأف البقر ىو كاهلل خير"‪.‬‬
‫قاؿ‪ :‬فقاؿ ألصحابو‪":‬لو أاا أقمنا بالمدينة فإف دخلوا علينا فيها قاتلناىم"‪.‬‬
‫فقالوا‪ :‬يا رسوؿ اهلل ما دخل علينػا فيهػا فػي الجاىليػة فكيػو يػدخل علينػا فيهػا فػي اإلسػالـ ؟!‪ ٖٗ .‬فقػاؿ‪":‬شػ اكم‬
‫إذا"‪.‬‬
‫قاؿ‪ :‬فلػبال ألمتػو‪ .‬فقالػت األاصػار‪ :‬ردداػا علػى رسػوؿ اهلل (صػلى اهلل عليػو كسػلم) رأيػو فجػاؤكا فقػالوا‪ :‬يػا ابػي اهلل‬
‫ش اا إذا‪.‬‬
‫فقاؿ‪":‬إاو ليال لنبي إذا لبال ألمتو ٗٗ أف يضعها حتى يقاتل"ََُ‪.‬‬
‫كقد جاء الحديث من اريق أخرل عن ابن عباس رضي اهلل عنهما‪.‬‬
‫كالحديث كاضح في أاو ليال للنبي (صلى اهلل عليو كسلم) أف يخلل لباس القتاؿ حتى يقاتل ككذلا األابياء علػيهم‬
‫السالـ‪.‬‬
‫كفي ىذه المس لة معنى عظيم كىو افي التردد بعد العزـ على األمر فإف ذلا يادم إلى الفشل‪.‬‬

‫‪[ 97‬البخاري‪ :‬برقم ‪]138‬‬


‫‪[ 98‬ىذه ادلناقشة كانت بشأن غزوة أحد]‬
‫‪[ 99‬الألمة‪ :‬ىي الدرع ‪ ,‬وقيل إهنا لباس احلرب]‬
‫‪[ 100‬أخرجو أمحد‪ , 351 /3 :‬والدارمي‪ 2159 :‬وغًنمها]‬
****
‫المبحث الثالث‬
‫َُُ‬
‫في خصائص مختلو فيها‬

‫اػ ػػذكر فػ ػػي ىػ ػػذا المبحػ ػػث الخصػ ػػائص التػ ػػي ذكرىػ ػػا بعػ ػػج العلمػ ػػاء كلكػ ػػن لػ ػػم يقػ ػػم دليػ ػػل علػ ػػى إثباتهػ ػػا كيلػ ػػت‬
‫ضػ ػػمن المسػ ػػائل المختلػ ػػو عليهػ ػػا‪ .‬كالخصوصػػػية ليسػػػت محػػػل خػ ػػالؼ كل ػػذا مػ ػػا ذكػ ػػر فػ ػػي ى ػػذا المبحػ ػػث ال يعػػػد مػ ػػن‬
‫الخصائص‪ .‬كمن ذلا‪:‬‬

‫ُ‪ -‬كجوب صالة الضحى‪:‬‬


‫ِ‪ -‬كجوب األضحية‪:‬‬
‫ّ‪ -‬كجوب الوتر‪:‬‬

‫من المقرر لدل العلماء أف ىذه المسائل في حكم السنة كالمندكب إليو في حػق األمػة كلكنهػا فػي حقػو (صػلى اهلل‬
‫عليو كسلم) كاجبات كما قاؿ بعج العلماء‪.‬‬
‫كقد استدؿ لذلا بحديث ابن عباس – رضي اهلل عنو – أف رسوؿ اهلل (صلى اهلل عليو كسلم) قاؿ‪":‬ثالث ىػن علػي‬
‫فرائج كلكم تطوع‪ :‬النحر كالوتر كركعتا الضحى"َُِ‪.‬‬
‫كقد قاؿ ابن الملقن بعد أف أكرد جميل ارؽ الحديث كااقشها‪:‬‬
‫"فتلخص ضعو الحديث من جميل ارقو كحينكذ ففي ثبوت خصوصية ىذه الثالث بو اظر"َُّ‪.‬‬
‫كمن المعلوـ – كبالرجوع إلى األحاديث الواردة بش ف صالة الضحى – أف الرسوؿ (صلى اهلل عليو كسلم) لػم يػداكـ‬
‫على فعلها‪.‬‬
‫ففػػي صػػحيح البخػػارم‪ :‬عػػن مػػورؽ قػػاؿ‪ :‬قلػػت البػػن عمػػر – رضػػي اهلل عنهمػػا ‪ :-‬أتصػػلي الضػػحى ؟ قػػاؿ‪ :‬ال قلػػت‪:‬‬
‫فعمر ؟ قاؿ‪ :‬ال قلت ف بو بكر ؟ قاؿ‪ :‬ال قلت‪ :‬فالنبي ؟ قاؿ‪ :‬ال إخالو َُْ‪.‬‬
‫كفي صحيح مسلم‪ :‬عن عبد اهلل بن شػقيق قػاؿ‪ :‬قلػت لعائشػة أكػاف النبػي (صػلى اهلل عليػو كسػلم) يصػلي الضػحى ؟‬
‫قالت‪ :‬ال إال أف يجيء من مغيبو َُٓ‪.‬‬

‫‪ )122 – 67([ 101‬من معٌن اخلصائص النبوية‪ :‬صاحل أمحد الشامي]‬


‫‪[ 102‬قال ابن ادللقن‪ :‬رواه أمحد يف مسنده ‪ ,‬والبيهقي يف سننو ‪ ,‬وابن عدي‪".‬غاية السول ص‪]76‬‬
‫‪[ 103‬غاية السول‪]79 :‬‬
‫‪[ 104‬أخرجو البخاري برقم ‪]1175‬‬
‫كأما بالنسبة لألضحية فقد استدؿ القائلوف بالوجوب بقولو تعالى‪":‬فصل لربا كااحر"َُٔ‪.‬‬
‫كقد رد على ذلا ابن اولوف بعد أف سرد اختالؼ المفسرين في تفسير اآلية الكريمة بقولو‪:‬‬
‫"فعلػػى ىػػذا لػػيال فػػي اآليػػة داللػػة مػػن كجهػػين‪ :‬أحػػدىما‪ :‬أف غالػػب أئمػػة التفسػػير ذىبػػوا إلػػى أاػػو لػػيال المػػراد احػػر‬
‫األضحية‪.‬‬
‫كثاايهما‪ :‬على تقدير صحة القوؿ ب ف الصالة‪ :‬صالة يوـ العيد كالنحر‪ :‬األضحية فلفب األمر ينصػرؼ مػن الوجػوب‬
‫إلى الندب بالقرينة كمن القرينة‪ :‬ذكر األضحية مل الصالة كلم يقل أحد بوجوب صالة العيد على النبػي (صػلى اهلل عليػو‬
‫كسلم) فكذلا األضحية"َُٕ‪.‬‬

‫كأما بالنسبة إلى كجوب الوتر عليو (صلى اهلل عليو كسلم) فقد رد العلمػاء بحػديث ابػن عمػر المتفػق عليػو‪ :‬أف النبػي‬
‫(صلى اهلل عليو كسلم) كاف يوتر على البعير َُٖ‪.‬‬
‫فلو كاف كاجبا عليو لما صاله على البعير‪.‬‬
‫اخلص مما سبق‪ :‬إلى أاو ال خصوصية في ىذه المسائل‪.‬‬

‫ْ‪-‬كجوب التهجد‪:‬‬

‫قاؿ بعج العلماء‪ :‬من الواجبات التي يخص بها رسػوؿ اهلل (صػلى اهلل عليػو كسػلم)‪ :‬التهجػد كىػو قيػاـ الليػل لقولػو‬
‫تعالى‪":‬كمن الليل فتهجد بو اافلة لا"[اإلسراء‪ ]ٕٗ :‬أم زيادة على الفرائج‪.‬‬
‫قاؿ الحسن البصرم‪ :‬ليال ألحد اافلة إال النبي (صلى اهلل عليو كسلم) ألف فرائضو كاملة كأما غيره فػال يخلػو مػن‬
‫اقص فنوافلو تكمل فرائضو َُٗ‪.‬‬
‫كمما ينفي القوؿ بالوجوب حديث عائشة – رضػي اهلل عنهػا – عنػد مسػلم‪ .‬إذ قػاؿ لهػا سػعد بػن ىشػاـ‪":‬أابكينػي عػن‬
‫عزكجػل افتػرض‬
‫قياـ رسوؿ اهلل (صلى اهلل عليو كسلم) فقالػت‪ :‬ألسػت تقػرأ‪ :‬يػا أيهػا المزمػل ؟ قلػت‪ :‬بلػى قالػت‪ :‬فػإف اهلل ٌ‬

‫‪[ 105‬أخرجو مسلم برقم ‪]717‬‬


‫‪[ 106‬الكوثر‪]2 :‬‬
‫‪[ 107‬مرشد احملتار‪ :‬ص‪]72‬‬
‫‪[ 108‬متفق عليو‪ :‬خ‪ , 999 :‬م‪]700 :‬‬
‫‪[ 109‬غاية السول ص‪]87‬‬
‫قياـ الليل في أكؿ ىذه السورة فقاـ ابي اهلل (صلى اهلل عليو كسلم) كأصحابو حوال كأمسا اهلل خاتمتها إثنى عشر شهرا‬
‫في السماء حتى أازؿ اهلل في آخر ىذه السورة التخفيو فصار قياـ الليل تطوعا بعد فريضة"َُُ‪.‬‬
‫كىذا يبين بوضوح أف قياـ الليل لم يكن كاجبا على النبي (صلى اهلل عليو كسلم)‬
‫كال خصوصية في ىذه المس لة‪.‬‬

‫ٓ‪ -‬كجوب السواؾ‪:‬‬


‫قالوا‪ :‬كػاف السػواؾ كاجبػا عليػو (صػلى اهلل عليػو كسػلم) كاسػتدلوا بحػديث عائشػة – رضػي اهلل عنهػا – أف رسػوؿ اهلل‬
‫علي فرائج كىن لكم سنٌة‪ :‬الوتر كالسواؾ كقياـ الليل"‪.‬‬
‫(صلى اهلل عليو كسلم) قاؿ‪":‬ثالث ىن ٌ‬
‫كاستدلوا بو أيضا للمس لة السابقة‪.‬‬
‫قػػاؿ ابػػن الملقػػن‪ :‬كىػػو حػػديث ضػػعيو أخرجػػو البيهقػػي فػػي سػػننو كخالفياتػػو كفػػي سػػنده موسػػى بػػن عبػػد الػػرحمن‬
‫الصنعااي قاؿ ابن عدم‪ :‬منكر الحديث كقاؿ البيهقي‪ :‬موسى ىذا ؛ ضعيو جدا ُُُ‪.‬‬
‫كليال في أحاديث السواؾ ما يدؿ على ىذه الخصوصية فكيو دخلت في قائمة الخصائص ؟!‪.‬‬

‫ٔ‪ -‬كجوب مشاكرة ذكم األحالـ‪:‬‬

‫كدليل ذلا قولو تعالى‪":‬فبما رحمػة مػن اهلل لنػت لهػم كلػو كنػت فظػا غلػيب القلػب الافضػوا مػن حولػا فػاعو عػنهم‬
‫كاستغفر لهم كشاكرىم في األمر فإذا عزمت فتوكل على اهلل إف اهلل يحب المتوكلين"ُُِ‪.‬‬
‫قاؿ ابن كثير في تفسير اآلية الكريمة‪:‬‬
‫"كاف رسوؿ اهلل (صلى اهلل عليو كسػلم) يشػاكر أصػحابو فػي األمػر إذا حػدث تطييبػا لقلػوبهم ليكػوف أاشػا لهػم فيمػا‬
‫يفعلواو‪ :‬كما شاكرىم يوـ بدر في الذىاب إلى العير‪ ..‬كشػاكرىم أيػن يكػوف المنػزؿ ؟ حتػى أشػار المنػذر بػن عمػرك بالتقػدـ‬
‫أماـ القوـ‪.‬‬
‫كشاكرىم يوـ أحد في أف يقعد في المدينة أك يخرج إلى العدك ف شار جمهورىم بالخركج إليهم فخرج إليهم‪.‬‬
‫ً‬
‫عامكذ ف بى عليو السعداف‪ :‬سعد بن معاذ كسعد بػن‬ ‫كشاكرىم يوـ الخندؽ في مصالحة األحزاب بثلث ثمار المدينة‬
‫عبادة فترؾ ذلا‪.‬‬

‫‪[ 110‬أخرجو مسلم برقم ‪]746‬‬


‫‪[ 111‬غاية السول ص‪]88‬‬
‫‪[ 112‬آل عمران‪]159 :‬‬
‫كشػػاكرىم يػػوـ الحديبيػػة فػػي أف يميػػل علػػى ذرارم المشػػركين ؟ فقػػاؿ لػػو الصػػديق‪ :‬إاػػا لػػم اج ػ لقتػػاؿ كإامػػا جكنػػا‬
‫معتمرين ف جابو إلى ما قاؿ‪.‬‬
‫كقاؿ (صلى اهلل عليو كسلم) في قصة اإلفػا‪ :‬أشػيركا علػي معشػر المسػلمين فػي قػوـ أبنػوا أىلػي ُُّ كرمػوىم كأيػم‬
‫اهلل ما علمت على أىلي من سوء كاهلل ما علمت إال خيرا‪..‬‬
‫ككاف (صلى اهلل عليو كسلم) يشاكرىم في الحركب كاحوىا"ُُْ‪.‬‬
‫كسواء أقلنا بوجوب الشػورل عليػو (صػلى اهلل عليػو كسػلم) أـ قلنػا بغيػر ذلػا فالػذم فهمػو الصػحابة كفػي مقػدمتهم‬
‫الخلفاء الراشدكف كجوب الت سي بو (صلى اهلل عليو كسلم) في ىذا األمر لمن قلد أمر ىذه األمة‪ .‬كلقد شاكر أبػو بكػر –‬
‫رضي اهلل عنو – الصحابة في مدة كاليتو كشاكرىم عمر – رضي اهلل عنو ‪ -‬بل إاو منل كبار الصحابة من مغادرة المدينػة‬
‫حرصا على قربهم منو لالستفادة من آرائهم كشاكر عثماف كشاكر علي – رضي اهلل عنهما ‪.-‬‬
‫ككػػذلا فعػػل الػػوالة الصػػالحوف كمػػنهم عمػػر بػػن عبػػد العزيػػز الػػذم جمػػل فقهػػاء المدينػػة السػػبعة عنػػدما تػػولى إمرتهػػا‬
‫كجعلهم أىل مشورتو‪.‬‬
‫كىكذا فقد فهم قادة المسلمين أف الشورل أمر مما يت سى بو بفعل النبي (صلى اهلل عليو كسلم)‪.‬‬
‫ال يسػػتوقفنا أمػػر حكمهػػا فسػػواء أكااػػت كاجبػػة أـ غيػػر كاجبػػة فهػػي ليسػػت مػػن الخصػػائص كإامػػا مثلهػػا مثػػل بقيػػة‬
‫األحكاـ في االلتزاـ كالعمل بها ممن يتطلب منصبهم ذلا‪.‬‬
‫كقد قاؿ الحسن البصرم عند قولو تعالى‪":‬كشاكرىم في األمر"علم اهلل أاو ما بو إليهم من حاجة كلكن أراد أف يستن‬
‫بو من بعده"ُُٓ‪.‬‬
‫ف ين الخصوصية إذف ؟!‪.‬‬

‫ٕ‪ -‬كجوب مصابرة العدك‪:‬‬


‫قاؿ ابن الملقن‪ :‬كاف يجب عليو (صلى اهلل عليو كسلم) مصابرة العدك كإف كثر عػددىم كاألمػة إامػا يلػزمهم الثبػات‬
‫إذا لم يزد عدد الكفار على الضعو‪ .‬كلم يبوب البيهقي ُُٔعلى ىذه الخصوصية في سننو ُُٕ‪.‬‬
‫كقاؿ ابن اولوف كلم يذكركا لهذه الخصوصية دليال يعتمد عليو ُُٖ‪.‬‬

‫‪[ 113‬أبنوا أىلي‪ :‬أي رموىم خبلة سوء]‬


‫‪[ 114‬تفسًن ابن كثًن عند تفسًن اآلية ادلذكورة]‬
‫‪[ 115‬غاية السول‪]100 :‬‬
‫‪[ 116‬أي مل جيعل ذلا بابا يف سننو ‪ ,‬أي مل يذكرىا]‬
‫‪[ 117‬غاية السول‪]102 – 101 :‬‬
‫يرد كوف ىذه المس لة من الخصائص فقد جاء في سورة آؿ عمراف قولػو‬
‫يقوؿ الطالب‪ :‬بل كرد في القرآف الكريم ما ٌ‬
‫تعالى‪ ":‬يا أيها الذين آمنوا اصبركا كصابركا كرابطوا كاتقوا اهلل لعلكم تفلحوف"[آؿ عمراف‪]ََِ :‬‬
‫فإذا كاف الخطاب موجها للذين آمنوا ف ين خصوصية الرسوؿ (صلى اهلل عليو كسلم) في ىذا األمر دكاهم ؟!‪.‬‬

‫ٖ‪ -‬كجوب تغيير المنكر‪:‬‬

‫قاؿ الرافعي ُُٗ‪ :‬من الواجبات التي خػص بهػا رسػوؿ اهلل (صػلى اهلل عليػو كسػلم) أاػو إذا رأل منكػرا كجػب عليػو أف‬
‫ينكره بخالؼ غيره فإاو يلزمو ذلا عند اإلمكاف‪.‬‬
‫كاستدؿ على ذلا ب ف اهلل تعالى كعده العصمة بقولو‪":‬كاهلل يعصما من الناس"[المائدة‪]ٕٔ :‬‬
‫كالمراد أاو بموجب ىذه اآلية الكريمة ينبغي أف ال يخيفو شيء في سبيل تغيير المنكر‪.‬‬
‫كقد اازعو في ىذا االستدالؿ باآلية الجالؿ بػن البلقينػيَُِ فقػاؿ‪ :‬إف مقتضػى كالمػو‪ :‬أف ذلػا كػاف كاجبػا عليػو مػن‬
‫مبدأ دعوتو إلى مماتو كىذه الدعول عامة كالدليل خاص أخص من ذلا فإف ىذه اآلية ازلت في األكاخر بالمدينة كلػم‬
‫يكػػن الوجػػوب إال بسػػببها علػػى مػػا زعمػػو فكيػػو يصػػح الداللػػة بػػاألخص كىػػو مػػا بعػػد اػػزكؿ اآليػػة علػػى األعػػم كىػػو الزمػػاف‬
‫المتقدـ كالمستقبل ؟‪.‬‬
‫قاؿ ابن اولوف‪ :‬كىو بحث جيد كيعضده أف ىذه األية ازلت بالمدينة مػا أخرجػو الشػيخافُُِ عػن عائشػة – رضػي‬
‫اهلل عنها – قالت‪ :‬أرؽ النبي (صػلى اهلل عليػو كسػلم) ذات ليلػة فقػاؿ‪":‬ليػت رجػال صػالحا مػن أصػحابي يحرسػني الليلػة"إذ‬
‫سمعنا صوت السالح فقاؿ‪":‬من ىذا ؟"قاؿ‪ :‬سعد يا رسوؿ اهلل جكت أحرسا فناـ النبػي (صػلى اهلل عليػو كسػلم) حتػى‬
‫سمعنا غطيطو ُِِ‪.‬‬
‫كأكرد النوكم في"الركضة"سااال فقاؿ‪ :‬قد يقاؿ ىذا ليال من الخصائص بل كل مكلو تمكن من إزالة المنكر لزمو‬
‫تغييره‪.‬‬

‫‪[ 118‬مرشد احملتار‪]90 :‬‬


‫‪[ 119‬ىو ‪ ,‬عبد الكرمي بن زلمد بن عبد الكرمي ‪ ,‬أبو القاسم الرافعي القزويين ‪ ,‬فقيو من كبار الشافعية تويف سنة‬
‫ثالث وعشرين وستمائة ىجرية]‬
‫‪[ 120‬ىو عبد الرمحن بن عمر بن رسالن الكناين العسقالين يف األصل ‪ ,‬مث البلقيين ادلصري ‪ ,‬أبو الفضل جالل‬
‫الدين ‪ ,‬من علماء احلديث دبصر ‪ ,‬انتهت إليو رئاسة الفتوى بعد وفاة أبيو بالقاىرة ‪ ,‬تويف سنة أربع وعشرين‬
‫ومثامنائة]‬
‫‪[ 121‬متفق عليو‪ :‬خ‪ , 7231 :‬م ‪]2410‬‬
‫‪[ 122‬مرشد احملتار ص‪]86‬‬
‫ثم أجاب‪ :‬ب ف المراد‪ :‬ال يسقا عنو للخوؼ فإاو معصوـ بخالؼ غيره ُِّ‪.‬‬
‫يقػػوؿ الطالػػب‪ :‬إف ىػػذه المسػ لة ليسػػت مػػن الخصػػائص ككػػل مكلػػو بإزالػػة المنكػػر بحسػػب قدرتػػو ككػػوف الرسػػوؿ‬
‫(صلى اهلل عليو كسلم) معصوما فإف ذلا ال يخرجو عن القاعدة التي ذكرىا النوكم فقدرتو (صلى اهلل عليو كسلم) أعلى‬
‫القدرات في ىذا الميداف كىو لن يدخرىا عند رؤية المنكر‪.‬‬
‫كال تكوف الخصوصية إال بنص كال اص في المس لة‪.‬‬

‫ٗ‪ -‬كجوب قضاء دين من مات معسرا‪:‬‬

‫اقل ابن اولوف عن جمهور الشافعية‪ :‬أف من الواجبات التي خص بها رسػوؿ اهلل (صػلى اهلل عليػو كسػلم) قضػاء ديػن‬
‫من مات من المسلمين معسرا عند اتساع الماؿ عليو (صلى اهلل عليو كسلم) كقاؿ‪ :‬ىذا ىو الصحيح عند الجمهور ُِْ‪.‬‬
‫كاستدلوا بالحديث المتفق عليو عن أبي ىريرة – رضي اهلل عنو ‪ :-‬أف رسوؿ اهلل (صلى اهلل عليو كسلم) كاف يػاتى‬
‫بالرج ػػل المت ػػوفى علي ػػو ال ػػدين فيسػ ػ ؿ‪":‬ى ػػل ت ػػرؾ لدين ػػو فض ػػال ؟"ف ػػإف ح ػػدث أا ػػو ت ػػرؾ لدين ػػو كف ػػاء ص ػػلى كإال ق ػػاؿ‬
‫للمسلمين‪":‬صلوا على صاحبكم"فلما فتح اهلل عليو الفتوح قاؿ‪":‬أاا أكلى بالمامنين مػن أافسػهم فمػن تػوفي مػن المػامنين‬
‫فترؾ دينا فعلي قضاؤه كمن ترؾ ماال فلورثتو"ُِٓ‪.‬‬
‫كالواقل أف االتفاؽ على خصوصية ىذه المس لة غير قائم‪.‬‬
‫فقد حكى إماـ الحرمين قوال لبعضهم في"النهاية"؛ أف ذلا غير كاجب عليو ُِٔ ثم قاؿ‪ :‬كىو غير سديد‪.‬‬
‫كجزـ الماكردم ُِٕ‪ :‬ب ف ذلا لم يكن كاجبا عليو بل كاف يفعلو تكرما ُِٖ‪.‬‬
‫كقاؿ صاحب"المواىب"‪ :‬كالخالؼ كجهاف ألصحابنا كغيرىم ُِٗ‪.‬‬

‫‪[ 123‬غاية السول‪]103 :‬‬


‫‪[ 124‬مرشد احملتار ص‪]92‬‬
‫‪[ 125‬متفق عليو‪ :‬خ‪ , 2298 :‬م‪]1619 :‬‬
‫‪[ 126‬مرشد احملتار ص‪]93‬‬
‫‪[ 127‬ىو علي بن زلمد بن حبيب أبو احلسن ادلاوردي ‪ ,‬أقضى قضاة عصره ‪ ,‬من العلماء الباحثٌن ‪ ,‬أصحاب‬
‫التصانيف الكثًنة ‪ ,‬تويف يف بغداد سنة (‪ )450‬ه]‬
‫‪[ 128‬غاية السول ص‪]103‬‬
‫‪[ 129‬ادلواىب اللدنية للقسطالين ‪ 602/2‬ومراده أن األمر سلتلف فيو عند الشافعية وعند غًنىم]‬
‫كقػػاؿ فػػي"فػػتح البػػارم"‪ :‬قػػاؿ العلمػػاء‪ :‬كػ ف الػػذم فعلػػو (صػػلى اهلل عليػػو كسػػلم) مػػن تػػرؾ الصػػالة علػػى مػػن عليػػو ديػػن‬
‫ليحػرض النػاس علػى قضػاء الػديوف فػي حيػاتهم كالوصػل إلػى البػراءة منهػا لػكال تفػوتهم صػالة النبػي (صػلى اهلل عليػو كسػلم)‬
‫َُّ‪.‬‬
‫كما جاء في"فتح البارم"ىو الصواب في ىذه المس لة‪.‬‬
‫كقد كاف توصل إلى ىذا الرأم كذلا الشيخ صالح أحمد الشامي أثناء دراستو للوضل االقتصادم في المدينػة إبػاف‬
‫حياتو (صػلى اهلل عليػو كسػلم) كبيػاف الخطػوات التربويػة التػي اتخػذىا فػي ىػذا الميػداف كالتػي غايتهػا الوصػوؿ إلػى االكتفػاء‬
‫الذاتي لكل فرد كذلا في األزمة االقتصادية التي كاات في السنوات األكلى بعد الهجرة‪.‬‬
‫ككاف مما قالو بعد ذكر ىذا الحديث‪:‬‬
‫"كإذا علمنػػا كػػم ىػػو حػػرص كػػل صػػحابي إذا مػػات أف يصػػلي عليػػو رسػػوؿ اهلل (صػػلى اهلل عليػػو كسػػلم) بػػل حػػرص‬
‫المسلمين كلهم تبين لنا أف ىناؾ إرشادا ابويا كريما غير مباشر باالبتعاد عػن الػدين كىػذه قضػية كمػا كضػحنا تحتػاج إلػى‬
‫اتخاذ العدة لها من صبر أحيااا كتنازؿ عن بعج الحاجيات أك الضركريات أحيااا أخرل"ُُّ‪.‬‬
‫كػػاف ذلػػا لمػػدة معينػػة فلمػػا مضػػى كقػػت الشػػدة كفتحػػت خيبػػر ككمػػا جػػاء فػػي الحػػديث‪":‬فلمػػا فػػتح اهلل عليػػو‬
‫الفتوح"أعلن ااتهاء ذلا التدبير الماقت‪.‬‬
‫كمهما يكن من أمر فلػيال للخصوصػية كجػو فػي ىػذه المسػ لة كلػيال ىنػاؾ اػص يخصػو بػالوجوب دكف غيػره ممػن‬
‫يقوموف بشاكف المسلمين‪.‬‬

‫اآلخرة‪:‬‬ ‫عي‬ ‫َُ‪ -‬يجب عليو إذا رأل ما يعجبو أف يقوؿ‪ :‬لبيا إف العي‬
‫جزـ بذلا ابن القاصُِّ كجماعة كذلا منهم البيهقي في"سننو"ُّّ‪.‬‬
‫اآلخػرة"ثػم قػاؿ‪ :‬ىػذه‬ ‫عػي‬ ‫قاؿ ابن القاص‪ :‬كاف (صلى اهلل عليو كسلم) إذا رأل شػيكا يعجبػو قػاؿ‪":‬لبيػا إف العػي‬
‫كلمة صدرت من رسوؿ اهلل (صلى اهلل عليو كسلم) في أاعم حالو يوـ حجو بعرفة ثػم سػاقو بإسػناده كفػي أشػد حالػو يػوـ‬
‫الخندؽ ثم ساقو بإسناده ُّْ‪.‬‬
‫قاؿ البيهقي عن حديث التلبية مرسل ُّٓ‪.‬‬

‫‪[ 130‬فتح الباري ‪]478/4‬‬


‫‪[ 131‬السًنة النبوية تربية أمة وبناء دولة ص‪]251‬‬
‫‪[ 132‬ىو الفقيو أمحد بن أيب أمحد ‪ ,‬أبو العباس ادلطًني ‪ ,‬صاحب"التلخيص"و"ادلفتاح"و"أدب‬
‫القاضي"و"ادلواقيت"وغًنىا تويف سنة (‪ 335‬ه)]‬
‫‪[ 133‬مرشد احملتار ص‪]96‬‬
‫‪[ 134‬غاية السول ص‪]106‬‬
‫كبغج النظر عن السند فليال ىناؾ ما يدؿ علػى الوجػوب أك يػدؿ علػى الخصػوص‪ .‬كلػذا ذكػره فػي"الركضػة"بلفػب‪:‬‬
‫قيل‪.‬‬

‫ُُ‪ -‬كجوب أداء فرض الصالة كاملة‪:‬‬


‫قػػاؿ المػػاكردم‪ :‬مػػن الواجبػػات التػػي خػػص بهػػا رسػػوؿ اهلل (صػػلى اهلل عليػػو كسػػلم)‪ :‬أداء فػػرض الصػػالة كاملػػة ال خلػػل‬
‫فيها ألاو (صلى اهلل عليو كسلم) معصوـ عن تطرؽ الخلل من تالعب الشيطاف إلى مفركضاتو بخالؼ غيره ُّٔ‪.‬‬
‫كاألسكلة التي يمكن ارحها حوؿ ىذه المس لة‪:‬‬
‫‪ -‬أين الخصوصية في ىذه المس لة ؟‪.‬‬
‫‪ -‬كلماذا الصالة كحدىا كليال جميل الفرائج ؟‪.‬‬
‫ُّٕ‬
‫‪ -‬كمن أين استدؿ على الوجوب كىل بقية المسلمين ال يطلب منهم أداء فرائضهم كاملة ؟‪.‬‬

‫ُِ‪ -‬كجوب الوفاء بالوعد‪:‬‬


‫قاؿ ابن اولوف‪ :‬كمن الواجبات التي خػص بهػا رسػوؿ اهلل (صػلى اهلل عليػو كسػلم)‪ :‬الوفػاء بالوعػد بخػالؼ غيػره مػن‬
‫األمة كىو فرع حسن ذكره ابن الجوزم ُّٖ‪.‬‬
‫كصرح بو المهلب في شرح البخارم عند قوؿ أبي بكر الصديق – رضي اهلل عنو – لما جاءه ماؿ من البحرين‪":‬من‬
‫كاف لو عند النبي ًع ىدة أك دين لي تنا"ُّٗ‪.‬‬
‫قاؿ‪ :‬إاما عمل الصديق ذلا ألف الوعد منو عليو الصالة كالسالـ يلزـ فيو اإلاجاز ألاو من مكارـ األخالؽ كجعلوا‬
‫فرقا بينو كبين غيره من األمة ممن يجوز أف يفي أك ال يفي َُْ‪.‬‬
‫كالنص الذم بين أيدينا ليال فيو داللة على الخصوصية أك أف الحكم في الوفاء بالوعد بش ف عامة المسلمين غيػره‬
‫بش ف النبي (صلى اهلل عليو كسلم)‪.‬‬

‫‪[ 135‬مرشد احملتار ص‪]96‬‬


‫‪[ 136‬ادلرجع قبلو ص‪]98 - 97‬‬
‫‪[ 137‬والغريب أن ىذه ادلسألة وأمثاذلا شلا ال دليل عليو ‪ ,‬مذكور يف معظم كتب اخلصائص‪ .‬انظر إن شئت‪ :‬غاية‬
‫السول ص‪ , 107‬ومرشد احملتار ص‪ , 97‬واللفظ ادلكرم ‪]140/1‬‬
‫‪[ 138‬ىو أبو الفرج ‪ ,‬عبد الرمحن بن علي بن زلمد اجلوزي ‪ ,‬عالمة عصره يف التاريخ واحلديث ‪ ,‬تويف سنة (‪597‬‬
‫ه)]‬
‫‪[ 139‬متفق عليو (خ‪ , 2296 :‬م ‪]2314‬‬
‫‪[ 140‬مرشد احملتار ص‪]95‬‬
‫قاؿ الحافب ابن حجر في شرح الحديث‪:‬‬
‫"لما قاـ أبو بكر مقاـ النبي (صلى اهلل عليو كسلم) تكفل بما كاف عليو مػن كاجػب أك تطػوع فلمػا التػزـ ذلػا لزمػو‬
‫أف يوفي جميل ما عليو من دين أك عدة ككاف (صلى اهلل عليو كسلم) يحب الوفاء بالوعد فنفذ أبو بكر ذلا‪.‬‬
‫كقد عد بعج الشافعية من خصائصو (صلى اهلل عليو كسلم) كجوب الوفاء بالوعد أخذا من ىذا الحديث‪ .‬كال داللة‬
‫في سياقو على الخصوصية كال على الوجوب"ُُْ‪.‬‬
‫كاألمر الخطير فػي المسػ لة أف اجعػل فرقػا بػين مػا ينبغػي أف يلتػزـ بػو النبػي (صػلى اهلل عليػو كسػلم) كبػين مػا يلتػزـ بػو‬
‫الفرد المسلم علما ب ف الخطاب كاحد‪:‬‬
‫ففػػي حػػديث أبػػي ىريػػرة – رضػػي اهلل عنػػو – أف النبػػي (صػػلى اهلل عليػػو كسػػلم) قػػاؿ‪":‬آيػػة المنػػافق ثػػالث‪ :‬إذا حػػدث‬
‫كذب كإذا كعد أخلو كإذا اؤتمن خاف"ُِْ‪.‬‬
‫كعن عبد اهلل بػن عمػرك‪ :‬أف النبػي (صػلى اهلل عليػو كسػلم) قػاؿ‪":‬أربػل مػن كػن فيػو كػاف منافقػا خالصػا كمػن كااػت فيػو‬
‫خصلة منهن كاات فيو خصلة من النفػاؽ حتػى يػدعها‪ :‬إذا حػدث كػذب كإذا كعػد أخلػو كإذا عاىػد غػدر كإذا خاصػم‬
‫فجر"ُّْ‪.‬‬
‫ففي ىذين الحديثين النص على أف إخالؼ الوعد من صفات المنافقين كالرسوؿ (صلى اهلل عليو كسلم) ىػو األسػوة‬
‫كىو المبين لألحكاـ فكيو يكوف لو حكم مغاير لحكم بقية المسلمين كال دليل على التخصيص ؟!‪.‬‬

‫ُّ‪ -‬تحريم أكل ما لو رائحة كريهة‪:‬‬


‫قػػاؿ المػػاكردم‪ :‬اخػػتص رسػػوؿ اهلل (صػػلى اهلل عليػػو كسػػلم) بتحػػريم أكػػل مػػا تػػاذم رائحتػػو مػػن البقػػوؿ كػػالثوـ كالبصػػل‬
‫كالكراث ُْْ‪.‬‬
‫كاستدؿ بعضهم لذلا بالحديث المتفق عليو عن جابر بن عبد اهلل‪ :‬أف النبي (صلى اهلل عليو كسػلم) قػاؿ‪":‬مػن أكػل‬
‫ثومػػا أك بصػػال فليعتزلنػػا – أك قػػاؿ‪ :‬فليعتػػزؿ مسػػجداا – كليقعػػد فػػي بيتػػو"كأف النبػػي (صػػلى اهلل عليػػو كسػػلم) أتػػي بقػػدر فيػػو‬
‫ىخ ً‬
‫ضرات من بقوؿ فوجد لها ريحا فس ؿ ف خبر بما فيها من البقوؿ فقاؿ‪":‬قربوىا"إلى بعج أصحابو كاف معو فلما رآه‬
‫كره أكلها قاؿ‪":‬كل فإاي أااجي من ال تناجي"ُْٓ‪.‬‬
‫كليال في الحديث أصال ما يشير إلى الخصوصية من قريب أك بعيد‪.‬‬

‫‪[ 141‬فتح الباري ‪]475/4‬‬


‫‪[ 142‬متفق عليو (خ ‪ , 33‬م ‪])59‬‬
‫‪[ 143‬متفق عليو (خ ‪ , 2459‬م ‪]58‬‬
‫‪[ 144‬مرشد احملتار ص‪ , 141‬واللفظ ادلكرم ‪]205/1‬‬
‫‪[ 145‬متفق عليو (خ‪ , 855‬م ‪])564‬‬
‫كيي ًبعد القوؿ بالتحريم ما كرد في األحاديث األخرل من افي ذلا‪:‬‬
‫ػحاب رسػػوؿ اهلل (صػػلى اهلل عليػو كسػػلم) فػي تلػػا البقلػػة‬
‫فعػن أبػػي سػعيد قػػاؿ‪ :‬لػم اعػ يد أف فتحػػت خيبػر فوقعنػػا أص ى‬
‫الثػػوـ كالنػػاس جيػػاع ف كلنػػا منهػػا أكػػال شػػديدا ثػػم رحنػػا إلػػى المسػػجد فوجػػد رسػػوؿ اهلل (صػػلى اهلل عليػػو كسػػلم) الػػريح‬
‫فقاؿ‪":‬من أكل من ىذه الشجرة الخبيثة شيكا فال يقربنا في المسجد"فقاؿ الناس‪ :‬حرمت حرمت فبل ذلا النبي (صػلى‬
‫اهلل عليو كسلم) فقاؿ‪":‬أيها الناس إاو ليال بي تحريم ما أحل اهلل لي كلكنها شجرة أكره ريحها"ُْٔ‪.‬‬
‫فهذا اص بنفي التحريم بالنسبة لو كلغيره كذلا كاضػح فػي قولػو‪":‬إاػو لػيال بػي تحػريم مػا أحػل اهلل لػي"فقولػو‪( :‬لػي)‬
‫ينفي أف يكوف لو حكم خاص بو في ىذه المس لة يختلو عن حكم غيره من الناس‪.‬‬
‫كإاما كاف امتناعو (صلى اهلل عليو كسلم) من تناكلها لألسباب التي سبق ذكرىا‪.‬‬

‫ُْ‪ -‬تحريم األكل متككا‪:‬‬


‫قالوا‪ :‬اختص رسوؿ اهلل (صلى اهلل عليو كسػلم) بتحػريم األكػل متككػا كجػزـ بػذلا أبػو العبػاس بػن القػاص "صػاحب‬
‫التلخيص"‪ .‬كاقلو عنو البيهقي في"الشعب"ُْٕ‪.‬‬
‫كاستدؿ عليو بما أخرجو البخارم عن أبي جحيفة قاؿ‪ :‬كنت عند النبي (صلى اهلل عليو كسلم) فقاؿ رجل عنده‪":‬ال‬
‫آكل كأاا متك "ُْٖ‪.‬‬
‫كالجمهور على كراىة ذلا لما ثبت من قولو كفعلو (صلى اهلل عليو كسلم)‪.‬‬
‫كإاما قالوا بالكراىة لعدـ ما يثبػت التحػريم فػالحكم الت سػي بػو (صػلى اهلل عليػو كسػلم) كأف يحػرص المسػلم أف ال‬
‫ي كل متككا‪.‬‬
‫أما القوؿ بالتحريم فقوؿ غريب إذ التحريم ال يكوف إال بنص‪.‬‬
‫كأما القوؿ بالخصوص فهو في الغرابة أكثػر مػن القػوؿ بػالتحريم ألاػو لػو ثبػت التحػريم بالنسػبة إليػو (صػلى اهلل عليػو‬
‫كسلم) لكاف حراما في حق أمتو‪ .‬ما لم يثبت اص بالخصوصية‪.‬‬

‫ُٓ‪ -‬تحريم المن ليستكثر‪:‬‬


‫قػػالوا‪ :‬ك ػػاف يحػػرـ علي ػػو (صػػلى اهلل علي ػػو كسػػلم) أف يم ػ ٌػن ليسػػتكثر كمعن ػػاه أف يعطػػي ش ػػيكا لي خػػذ أكث ػػر منػػو ق ػػاؿ‬
‫تعالى‪":‬كال تمنن تستكثر"[المدثر‪]ٗ :‬‬

‫‪[ 146‬أخرجو مسلم برقم (‪])565‬‬


‫‪[ 147‬مرشد احملتار ص‪]145‬‬
‫‪[ 148‬أخرجو البخاري برقم (‪])5399‬‬
‫قاؿ المفسركف‪ :‬ذلا خاص بو عليو الصالة كالسالـ كما اقلو الرافعي ُْٗ‪.‬‬
‫كالحقيقة‪ :‬أف المفسرين لم يتفقوا على ذلا‪.‬‬
‫قاؿ الزمخشرم في"الكشاؼ"كما اقلو ابن اولوف ‪ :-‬في النهي في قولو تعالى‪":‬كال تمنن تستكثر"كجهاف‪ :‬أحدىما‪:‬‬
‫أف يكػػوف اهيػػا خاصػػا برسػػوؿ اهلل (صػػلى اهلل عليػػو كسػػلم) فيحػػرـ عليػػو المػ ٌػن كالثػػااي‪ :‬أف يكػػوف اهػػي تنزيػػو ال تحػػريم لػػو‬
‫كألمتو‪.‬‬
‫قاؿ ابن كثير في تفسيره عند اآلية الكريمة‪:‬‬
‫قاؿ الحسن البصرم‪ :‬ال تمنن بعملا على ربا تستكثره ككذا قاؿ الربيل بن أاال كاختاره ابن جرير‪.‬‬
‫كقاؿ مجاىد‪ :‬ال تضعو أف تستكثر من الخير قاؿ‪ :‬تمنن في كالـ العرب‪ :‬تضعو‪.‬‬
‫كقاؿ ابن زيد‪ :‬ال تمنن بالنبوة على الناس تستكثرىم بها ت خذ عليو عوضا من الدايا‪.‬‬
‫كقاؿ ابن عباس‪ :‬ال تعا العطية تلتمال أكثر منها‪ .‬كرجح ابن كثير ىذا القوؿ‪.‬‬
‫ىذا ما ذكره ابن كثير‪.‬‬
‫كإذف فالمفسركف ليسوا على اتفاؽ على ما ذىب إليو الرافعي ف ين الخصوصية إذف‪.‬‬
‫ثم لماذا تقطل ىذه اآلية من سياؽ اآليات لتعطى ىذا الحكم الخاص‪.‬‬
‫فالسورة تبدأ بالشكل اآلتي‪:‬‬
‫"يا أيها المػدثر (ُ) قػم ف اػذر (ِ) كربػا فكبػر (ّ) كثيابػا فطهػر (ْ) كالرجػز فػاىجر (ٓ) كال تمػنن تسػتكثر (ٔ)‬
‫كلربا فاصبر"‪[ .‬المدثر‪]ٕ – ُ :‬‬
‫إاها أكامر عطو بعضها على بعج فلماذا خصت ىذه اآلية بالخصوصية دكف سواىا ؟‪.‬‬
‫كما ذىب إليو الزمخشرم في قولو الثااي ىو الصواب فالخطاب لو (صلى اهلل عليو كسلم) كعلى أمتو أف تت سى بو‪.‬‬
‫كليست المس لة من الخصائص كاهلل أعلم‪.‬‬

‫كرىت اكاحو‪:‬‬
‫ُٔ‪ -‬تحريم إمساؾ من ى‬
‫كاستدؿ لذلا بما ركاه البخارم من حديث عائشة – رضي اهلل عنها ‪ :-‬أف ابنة الجوف لما أيدخلت على رسوؿ اهلل‬
‫(صلى اهلل عليو كسلم) كداا منها قالت‪ :‬أعوذ باهلل منا فقاؿ لها‪":‬لقد عذت بعظيم الحقي ب ىلا"َُٓ‪.‬‬
‫قاؿ ابن الملقن – بعد أف ساؽ الحديث ‪ :-‬كفهم مما ذكرااه أاو حلرـ عليو اكاح كل امرأة كرىت صػحبتو كجػدير‬
‫أف يكوف األمر كذلا لما فيو من اإليذاء كيشهد لذلا إيجاب التخيير‪.‬‬

‫‪[ 149‬بداية السول ص‪]145‬‬


‫‪[ 150‬أخرجو البخاري برقم (‪])5254‬‬
‫كمن أصحابنا – أم الشافعية – من قاؿ‪ :‬إاما كاف يفارقها تكرما‪ .‬كىو غريب كما في الرافعي ُُٓ‪.‬‬
‫كإذا أمعنػػا النظػػر فػػي ىػػذا الحػػديث كاألحاديػػث األخػػرل التػػي سػػجلت ىػػذه الواقعػػة فلػػن يكػػوف فػػي األمػػر أكثػػر مػػن‬
‫تصرؼ صدر عن من كصفو القرآف بصاحب الخلق العظيم‪.‬‬
‫فهو (صلى اهلل عليو كسلم) بفعلو ىذا تصرؼ تصرؼ الرجل الكريم كسجل كاقعة ليت سى بها الناس‪.‬‬
‫فمن أين أتى حكم التحريم كمن الذم حكم بو كالنبي (صلى اهلل عليو كسلم) لم يقل أكثر من‪":‬لقد عذت بعظيم‬
‫الحقي ب ىلا"؟‪.‬‬
‫كما ذىب إليو بعج الشافعية – كاستغربو الرافعي – من أاػو فارقهػا تكرمػا ىػو الصػواب كالغريػب حقػا ىػو اسػتغراب‬
‫الرافعي لذلا‪.‬‬
‫كخالصة القوؿ‪ :‬ليست المس لة من أمر الخصائص في شيء كإاما ىػي مسػ لة تػدخل فػي ميػداف السػلوؾ األخالقػي‬
‫الكريم الذم بعث (صلى اهلل عليو كسلم) ليكملو كقد فعل‪.‬‬
‫ُٕ‪ -‬دخوؿ مكة بغير إحراـ‪:‬‬
‫قالوا من خصائصو (صلى اهلل عليو كسلم) إباحة دخوؿ مكة بغير إحراـ كفي جوازه لغيره من غير عذر خالؼ‪.‬‬
‫كذكر القضاعي ُِٓ أف ذلا مما خص بو دكف من قبلو من األابياء ُّٓ‪.‬‬
‫كدليل ذلا ما أخرجو مسلم عن جػابر بػن عبػد اهلل األاصػارم‪ :‬أف رسػوؿ اهلل (صػلى اهلل عليػو كسػلم) دخػل مكػة يػوـ‬
‫فتح مكة كعليو عمامة سوداء بغير إحراـ ُْٓ‪.‬‬
‫كليال في ىذا الحديث كال في غيره ما يشعر بالخصوصية سواء أكاف ذلا بالنسبة للناس أـ بالنسبة لألابياء‪.‬‬
‫قاؿ سيد سابق في كتابو"فقو السنٌة"‪:‬‬
‫"يجوز دخوؿ مكة بغير إحراـ لمػن لػم ييػ ًرد حجػا كال عمػرة سػواء أكػاف دخولػو لحاجػة تتكػرر كالحطػاب كالحشػاش‬
‫كالسقاء كالصياد كغيرىم أـ لم تتكرر كالتاجر كالزائر كغيرىما كسواء أكاف آمنا أـ خائفا‪.‬‬
‫كىذا أصح القولين للشافعي كبو يفتي أصحابو‪.‬‬
‫كعن ابن عمر – رضي اهلل عنهما ‪ :-‬أاو رجل من بعج الطريق فدخل مكة غير محرـ‪.‬‬
‫كعن ابن شهاب قاؿ‪ :‬ال ب س بدخوؿ مكة بغير إحراـ‪.‬‬
‫كقاؿ ابن حزـ‪ :‬دخوؿ مكة بال إحراـ جائز‪.‬‬

‫‪[ 151‬بداية السول ص‪]147‬‬


‫‪[ 152‬ىو زلمد بن سالمة بن جعفر ‪ ,‬أبو عبد اهلل القضاعي ‪ ,‬مؤرخ مفسر من علماء الشافعية ‪ ,‬تويف سنة (‪454‬‬
‫ه)]‬
‫‪[ 153‬مرشد احملتار ص‪]208‬‬
‫‪[ 154‬أخرجو مسلم برقم (‪])1358‬‬
‫ألف النبي (صػلى اهلل عليػو كسػلم) إامػا جعػل المواقيػت لمػن مػر بهػن يريػد حجػا أك عمػرة كلػم يجعلهػا لمػن لػم يػرد‬
‫حجا كال عمرة‪.‬‬
‫فلم يػ مر اهلل تعػالى قػا كال رسػولو عليػو الصػالة كالسػالـ بػ ف ال يػدخل مكػة إال بػإحراـ‪ .‬فهػذا إلػزاـ مػا لػم يػ ت فػي‬
‫الشرع إلزامو"ُٓٓ‪.‬‬
‫ف ين الخصوصية إذف ؟!‪.‬‬

‫ُٖ‪ -‬الحكم بغير دعول كال بينة‪:‬‬


‫قاؿ ابن دحية ُٔٓ في الخصائص‪ :‬اختص (صلى اهلل عليو كسػلم) بإباحػة الحكػم بغيػر دعػول كال بينػة حتػى كػاف لػو‬
‫قتل من اتهم بالزاا‪ .‬كال يجوز ذلا لغيره ُٕٓ‪.‬‬
‫احتج لذلا بما في صحيح مسلم عن أاػال‪ :‬أف رجػال كػاف يػتهم بػ ـ كلػد رسػوؿ اهلل (صػلى اهلل عليػو كسػلم) فقػاؿ‬
‫رسوؿ اهلل (صلى اهلل عليػو كسػلم) لعلػي‪":‬اذىػب فاضػرب عنقػو"ف تػاه علػي فػإذا ىػو فػي ركػيُٖٓ يتبػرد فيهػا فقػاؿ لػو علػي‬
‫اخرج فناكلو يده ف خرجو فإذا ىو مجبوب ليال لو ذكر فكو علي عنو ثم أتى النبي (صلى اهلل عليو كسػلم) فقػاؿ‪ :‬يػا‬
‫رسوؿ اهلل إاو مجبوب ما لو ذكر ُٗٓ‪.‬‬
‫كالحقيقة‪ :‬أف ىذا الحديث ليال دليال على الحكم بغير دعول كال بينة كبالتالي ليال من الخصوصيات في شيء‪.‬‬
‫فالحػػديث يػػدؿ علػػى أف عليػػا – رضػػي اهلل عنػػو – كػػاف عالمػػا بسػػبب األمػػر بالقتػػل ممػػا يػػدؿ علػػى أف الشػػائعة قػػد‬
‫ااتشػػرت بػػين النػػاس فلػػم يحػػتج النبػػي (صػػلى اهلل عليػػو كسػػلم) أف يبػػين لعلػػي سػػبب األمػػر بالقتػػل‪ .‬فلمػػا ذىػػب علػػي كرآه‬
‫مجبوبا امتنل عن قتلو‪.‬‬
‫ثم إف عقوبة الزاا ليست القتل بالسيو‪ .‬ثم كاف ينبغي أف ي مر برجم أـ الولد‪.‬‬
‫كل ىذه األمػور تبػين أف الرسػوؿ (صػلى اهلل عليػو كسػلم) أراد أف يقضػي علػى الشػائعة المنتشػرة ببيػاف علنػي كاضػح‬
‫فعلم كجود الرجل يتبرد في البكػر فعنػدىا أمػر عليػا بقتلػو‪ ..‬فلمػا ذىػب كاسػتخرجو منهػا كجػده مجبوبػا كىكػذا قضػي علػى‬
‫الفرية التي ركج لها المنافقوف كما فعلوا في حادثة اإلفا‪.‬‬
‫كبهذا تبين حكمتو (صلى اهلل عليو كسلم) في معالجة األمور‪.‬‬

‫‪[ 155‬فقو السنة‪ :‬حبث احلج ‪ ,‬فقرة‪ :‬دخول مكة بغًن إحرام]‬
‫‪[ 156‬ىو عمر بن احلسن بن علي ‪ ,‬أبو اخلطاب ابن دحية الكليب ‪ ,‬أديب مؤرخ حافظ للحديث من أىل بلنسية‬
‫باألندلس ‪ ,‬تويف بالقاىرة سنة (‪ 633‬ه)]‬
‫‪[ 157‬مرشد احملتار ص‪]221‬‬
‫‪[ 158‬الركي‪ :‬البئر]‬
‫‪[ 159‬أخرجو مسلم برقم (‪])2771‬‬
‫قاؿ اإلماـ ابن حزـ في كتابو"االاتصار" كما اقلو ابن اولوف‪:‬‬
‫"من ين أاو (صلى اهلل عليو كسلم) أمر بقتلو حقيقة بغير إقرار كال بينػة فقػد جهػل كإامػا كػاف النبػي (صػلى اهلل عليػو‬
‫كسلم) يعلم أاو يرل ما اسب إليو كرمي بو كإف الذم اسب إليػو كػذب فػ راد (صػلى اهلل عليػو كسػلم) إيهػار النػاس علػى‬
‫براءتو كأف يوقفو على ذلا مشاىدة فبعث عليا ىو كمن معو فشاىدكه مجبوبا"َُٔ‪.‬‬

‫ُٗ‪ -‬أاو (صلى اهلل عليو كسلم) ال يشهد على جور‪:‬‬


‫قاؿ القضاعي‪ :‬اختص (صلى اهلل عليو كسلم) ب او ال يشهد على جور بخالؼ غيره ُُٔ‪.‬‬
‫كاستدؿ لذلا بما في الصحيحين عن النعماف بن بشير قاؿ‪ :‬س لت أمي أبي بعػج الموىبػة لػي مػن مالػو ثػم بػدا لػو‬
‫فوىبها لي فقالت‪ :‬ال أرضى حتى تشهد النبي (صلى اهلل عليو كسػلم) ف خػذ بيػدم كأاػا غػالـ فػ تى بػي النبػي (صػلى اهلل‬
‫عليو كسلم) فقاؿ‪ :‬إف أمو بنت ركاحػة سػ لتني بعػج الموىبػة لهػذا قػاؿ‪":‬ألػا كلػد سػواه ؟"قػاؿ‪ :‬اعػم قػاؿ‪ :‬فػ راه قػاؿ‪ :‬ال‬
‫تشهداي على جور"كفي ركاية للبخارم‪":‬ال أشهد على جور"ُِٔ‪.‬‬
‫كفي ركاية لمسلم‪":‬ف شهد على ىذا غيرم"ُّٔ‪.‬‬
‫فقاؿ بعضهم‪ :‬ىذا دليل على أاو ليال بحراـ على غيره أف يشهد ؟‪.‬‬
‫كمن الغريب أف يجعل ىذا األمر من خصوصياتو (صلى اهلل عليو كسلم) كإاما بعث فيما بعث إلقامة العػدؿ كإحقػاؽ‬
‫الحق بين الناس فكيو يقوـ ىذا الحق إذا كاف لغيره أف يساىم بشهادتو على إقامة الجور ؟‪.‬‬
‫إف الجمل بين ركايات الحديث المتعددة تبين أف ما ذىب إليو القضاعي أمر يجااب الصواب‪.‬‬
‫ففي ركاية للحديث‪":‬أكل كلدؾ احلت مثلو ؟"قاؿ‪ :‬ال قاؿ‪":‬ف رجعو"ُْٔ‪.‬‬
‫كفي ركاية قاؿ‪":‬أعطيت سائر كلدؾ مثل ىذا ؟"قاؿ‪ :‬ال قاؿ‪":‬فاتقوا اهلل كاعدلوا بين أكالدكم"فرجل فرد عطيتو ُٓٔ‪.‬‬
‫كفي ركاية‪":‬أيسرؾ أف يكواوا إليا في البر سواء ؟"قاؿ‪ :‬بلى قاؿ‪":‬فال إذا"‪.‬‬
‫كفي ركاية‪":‬أليال تريد منهم البر مثل ما تريد من ذا ؟"قاؿ‪ :‬بلى قاؿ‪":‬فإاي ال أشهد"ُٔٔ‪.‬‬

‫‪[ 160‬مرشد احملتار ص‪]223‬‬


‫‪[ 161‬ادلرجع قبلو ص‪ , 228‬واللفظ ادلكرم ‪]245/1‬‬
‫‪[ 162‬متفق عليو (خ ‪ , 2650‬م ‪])1623‬‬
‫‪[ 163‬أخرجو مسلم‪]1623 :‬‬
‫‪[ 164‬متفق عليو (خ ‪ , 2586‬م ‪])1623‬‬
‫‪[ 165‬متفق عليو (خ ‪ , 2587‬م ‪])1623‬‬
‫‪[ 166‬ىذه الرواية واليت قبلها عند مسلم برقم (‪])1623‬‬
‫كفػي ركايػػة‪":‬فلػػيال يصػلح ىػػذا كإاػػي ال أشػهد إال علػػى حػػق"ُٕٔ‪ .‬كالنػاير فػػي ىػػذه الركايػات يػػدرؾ بوضػػوح أف قولػػو‬
‫(صلى اهلل عليو كسلم)‪":‬ال أشهد على جور"كقولو‪":‬ف شهد على ىذا غيرم"ليال المراد منو أبدا أف يشهد غيره أك أف غيره‬
‫(صلى اهلل عليو كسلم) يحق لو أف يشهد على جور كإاما ىي صيغة اسػتعملت لتنفيػره مػن ىػذا العمػل كأاػو ال أحػد يقبػل‬
‫أف يشهد عليو ككيو يشهد مسلم على أمر امتنل رسوؿ اهلل (صلى اهلل عليو كسلم) من الشهادة عليو ؟!‪.‬‬
‫قاؿ اإلماـ ابن حجر‪":‬أشهد على ىذا غيرم"أما قولو – أم القائل – إف قولو"أشهد"صيغة إذف فليال كذلا بل ىو‬
‫للتوبيخ يدؿ عليو بقية ألفاظ الحديث كبذلا صرح الجمهور في ىذا الموضل‪.‬‬
‫كقاؿ ابن حباف‪ :‬قولو‪":‬أشهد"صيغة أمر كالمراد بو افي الجواز"ُٖٔ‪.‬‬
‫كالخالصة‪ :‬ليال في الحديث أم داللة على الخصوصية بل فيو لفت اظر السائل على ًعظىم ما أقدـ عليو كأاو لن‬
‫يجد من يشهد على فعلو‪.‬‬

‫َِ‪ -‬أاو (صلى اهلل عليو كسلم) يقضي بعلمو‪:‬‬


‫قاؿ ابن الملقن‪ :‬كاف لو (صلى اهلل عليو كسلم) أف يقضي بعلمو كفػي غيػره خػالؼ كاسػتدؿ لػو البيهقػي بقصػة ىنػد‬
‫في الصحيحين ُٗٔ‪.‬‬
‫كحػػديث الصػػحيحين عػػن عائشػػة – رضػػي اهلل عنهػػا – قالػػت‪ :‬جػػاءت ىنػػد بنػػت عتبػػة قالػػت‪ :‬يػػا رسػػوؿ اهلل إف أبػػا‬
‫سفياف رجػل شػحيح كلػيال يعطينػي مػا يكفينػي ككلػدم إال مػا أخػذت منػو كىػو ال يعلػم فقػاؿ‪":‬خػذم مػا يكفيػا ككلػدؾ‬
‫بالمعركؼ"َُٕ‪.‬‬
‫قالوا‪ :‬فقد قضى (صلى اهلل عليو كسلم) في الواقعة بغير بينة كال إشهاد اعتمادا على علمو كىذا أمر خاص بو كال‬
‫يصح من غيره كىو دليل على القضاء على الغائب‪.‬‬
‫كقد رد العلماء ىذا القوؿ كقالوا‪ :‬إاو إفتاء ال قضاء‪.‬‬
‫قاؿ النوكم‪ :‬كال يصح االستدالؿ – ب ف الواقعة قضاء على غائب – ألف ىذه القصة كااػت بمكػة ككػاف أبػو سػفياف‬
‫حاضرا بها كشرط القضاء على الغائب أف يكوف غائبا عن البلد أك مستترا ال يقػدر عليػو كلػم يكػن ىػذا الشػرط فػي أبػي‬
‫سفياف موجودا فال يكوف قضاء على الغائب بل ىو إفتاء‪.‬‬
‫كقد كقل في كالـ الرافعي في عدة مواضل أاو كاف إفتاء"ُُٕ‪.‬‬

‫‪[ 167‬أخرجو مسلم برقم (‪])1624‬‬

‫‪[ 168‬فتح الباري ‪]215/5‬‬


‫‪[ 169‬بداية السول ص‪]172‬‬
‫‪[ 170‬متفق عليو (خ ‪ , 5364‬م ‪])1714‬‬
‫قاؿ ابن حجر‪ :‬كحجة من منل – أف تكوف الواقعة قضاء – قولو في حديث أـ سلمة‪":‬إاما أقضي لو بما أسمل"ُِٕ‪.‬‬
‫ُْٕ‬
‫كلم يقل بما أعلم كقاؿ للحضرمي‪":‬شاىداؾ أك يمينو"كفيو‪":‬كليال لا إال ذاؾ ُّٕ‪...‬‬
‫مػػن ىػػذا يتبػػين‪ :‬أف الواقعػػة لػػم تكػػن قضػػاء كأاػػو (صػػلى اهلل عليػػو كسػػلم) لػػم يقػػج بعلمػػو كإامػػا ىػػي فتػػول فػػي بيػػاف‬
‫الحالؿ كالحراـ‪.‬‬
‫كبهذا ينتفي القوؿ بالخصوصية‪.‬‬

‫ُِ‪ -‬إباحة الشهادة لنفسو كلولده‪:‬‬


‫قالوا‪ :‬اختص (صلى اهلل عليو كسلم) بإباحة الشهادة لنفسو كلولده كيقبل شػهادة مػن شػهد لػو كإذا جػاز ذلػا جػاز‬
‫أف يحكم لولده ككلد كلده‪ .‬كقد ذكر البيهقي ذلا في سننو ُٕٓ‪.‬‬
‫كاستدؿ بحديث عمارة بن خزيمة‪ :‬أف عمو حدثػو كىػو مػن أصػحاب النبػي (صػلى اهلل عليػو كسػلم) أف النبػي (صػلى‬
‫اهلل عليو كسلم) ابتاع فرسا من أعرابي فاستتبعو النبي (صلى اهلل عليو كسلم) ليقضيو ثمن فرسو ف سرع رسوؿ اهلل (صػلى‬
‫اهلل عليو كسلم) المشي كأبط األعرابي فطفق رجاؿ يعترضوف األعرابي فيسػاكمواو بػالفرس كال يشػعركف أف النبػي (صػلى‬
‫اهلل عليو كسلم) ابتاعو فنادل األعرابي رسوؿ اهلل (صلى اهلل عليو كسلم) فقاؿ‪ :‬إف كنت مبتاعا ىذا الفرس كإال بعتو فقاـ‬
‫النبي (صلى اهلل عليو كسلم) حين سمل اداء األعرابي فقاؿ‪":‬أك ليال قد ابتعتيو منا !"فقاؿ األعرابي‪ :‬ال كاهلل مػا بعتكػو‬
‫فقاؿ النبي (صلى اهلل عليو كسلم)‪":‬بلى قد ابتعتيو منا"فطفق األعرابي يقوؿ‪ :‬ىلم شهيدا‪ .‬فقاؿ خزيمة بن ثابت‪ :‬أاا أشهد‬
‫أاا قد بايعتو ف قبل النبي (صلى اهلل عليو كسلم) على خزيمة فقاؿ‪":‬ب ىػم تشػهد ؟"فقػاؿ‪ :‬بتصػديقا يػا رسػوؿ اهلل فجعػل‬
‫رسوؿ اهلل (صلى اهلل عليو كسلم) شهادة خزيمػة بشػهادة رجلػين ُٕٔ‪ .‬كياكػد صػحة حػديث أبػي داكد مػا جػاء فػي البخػارم‬
‫عن زيد بن ثابت – رضي اهلل عنو – قاؿ‪ :‬اسخت الصحو في المصاحو ففقدت آية من سورة األحػزاب كنػت أسػمل‬
‫رسوؿ اهلل (صلى اهلل عليو كسلم) يقرأ بها فلم أجدىا إال مل خزيمة بن ثابت األاصارم الذم جعل رسوؿ اهلل (صلى اهلل‬
‫عليو كسلم) شهادتو شهادة رجلين‪ .‬كىو قولو‪":‬من المامنين رجاؿ صدقوا ما عاىدكا اهلل عليو [األحزاب‪.ُٕٕ ]ِّ :‬‬

‫‪[ 171‬فتح الباري ‪]510/9‬‬


‫‪[ 172‬متفق عليو (خ ‪ , 6967‬م ‪])1713‬‬
‫‪[ 173‬أخرجو مسلم برقم (‪])139‬‬
‫‪[ 174‬فتح الباري ‪]139/13‬‬
‫‪[ 175‬مرشد احملتار ص‪ , 224‬واللفظ ادلكرم ‪]340/1‬‬
‫‪[ 176‬أخرجو أبو داود برقم (‪])3607‬‬
‫‪[ 177‬أخرجو البخاري برقم (‪])2807‬‬
‫يقوؿ الطالب‪ :‬أين موضوع شهادة النبي (صلى اهلل عليو كسلم) لنفسو ككلده كأين الحكػم لنفسػو ككلػده كالحػديث‬
‫لم يبين ماذا حدث بعد شهادة خزيمة ىل أمضى رسوؿ اهلل (صلى اهلل عليو كسلم) البيل أـ تركو ؟‪.‬‬
‫ككل ما في الواقعة ىو إثبات ىذه المزية لخزيمة كما ثبتت صفة"أمين األمة"ألبي عبيدة كىذه المزية ليست قاصػرة‬
‫على شهادتو لرسوؿ اهلل (صلى اهلل عليو كسلم) بل ىي في حقػو كحػق غيػره كلهػذا قبػل زيػد بػن ثابػت آيػة األحػزاب التػي‬
‫معو لهذا المعنى كاعتبر شهادتو بشهادة رجلػين ككػاف زيػد ال يقبػل اآليػة إال بعػد شػهادة رجلػين كقبػل ىػذه اآليػة بشػهادة‬
‫خزيمة كحده‪.‬‬
‫كإذف فليال في ىذه المس لة خصوصية‪ .‬كياكد ىػذا أف أبػا داكد عن ىػو ىف لهػذا الحػديث بقولػو‪":‬بػاب إذا علػم الحػاكم‬
‫صدؽ الشاىد الواحد يجوز لو أف يحكم بو"مما يدؿ على أاو لم ينظر لها على أاها خصوصية‪.‬‬
‫كخزيمة – رضي اهلل عنو – لم يشهد ىنا على الواقعة كإاما شهد على أصل عػاـ كىػو صػدؽ النبػي (صػلى اهلل عليػو‬
‫كسلم) كأاو ال يقوؿ إال حقا‪ .‬فشهادتو تدخل ضمن ىذا األصل العاـ‪.‬‬
‫قاؿ ابن حجر‪ :‬كفيو فضيلة الفطنة في األمور كأاها ترفل منزلة صاحبها ألف السبب الػذم أبػداه خزيمػة حاصػل فػي‬
‫افال األمر يعرفو غيره مػن الصػحابة إامػا ىػو لمػا اخػتص بتفطنػو لمػا غفػل عنػو غيػره مػل كضػوحو جػوزم علػى ذلػا بػ ف‬
‫خص بفضيلة من شهد لو خزيمة أك عليو فحسبو ُٖٕ‪.‬‬

‫ِِ‪ -‬عقد النكاح في اإلحراـ‪:‬‬


‫قالوا‪ :‬كمن خصائصو إباحة عقد النكاح في حالة اإلحراـ خالفا للحكم العاـ الذم ثبت بحديث عثماف بػن عفػاف –‬
‫المحرـ كال يين ىكح كال يىخطيب"ُٕٗ‪.‬‬ ‫نكح‬‫رضي اهلل عنو – قاؿ‪ :‬قاؿ رسوؿ اهلل (صلى اهلل عليو كسلم)‪":‬ال ي ً‬
‫ي‬ ‫ى‬
‫كاستدلوا لذلا بحديث ابن عباس – رضي اهلل عنهما ‪ :-‬أف النبي (صػلى اهلل عليػو كسػلم) تػزكج ميمواػة كىػو محػرـ‬
‫َُٖ‪.‬‬
‫كقد اختلػو العلمػاء فػي التوفيػق بػين األمػرين علمػا بػ ف اإلمػاـ مسػلما قػد أخػرج عػن يزيػد بػن األصػم‪ :‬أف رسػوؿ اهلل‬
‫(صلى اهلل عليو كسلم) تزكجها كىو حالؿ‪ .‬قاؿ‪ :‬ككاات خالتي كخالة ابن عباس ُُٖ‪.‬‬
‫معارض بحديث عثماف كحديث يزيد‪.‬‬
‫كىكذا فحديث ابن عباس ى‬

‫‪[ 178‬فتح الباري ‪]519/8‬‬


‫‪[ 179‬أخرجو مسلم برقم (‪])1409‬‬
‫‪[ 180‬متفق عليو (خ ‪ , 1837‬م ‪])1410‬‬
‫‪[ 181‬أخرجو مسلم برقم (‪]1411‬‬
‫كذىب بعضهم للتخلص من التعارض بادعاء أف حديث ابن عباس من خصائص النبي (صلى اهلل عليو كسلم)‪ .‬كلكن‬
‫ادعاء الخصوصية غير مسلم‪.‬‬
‫فقد قاؿ ابن حجر – رحمو اهلل ‪ :-‬قاؿ األثرـ‪ :‬قلت ألحمد‪ :‬إف أبا ثور يقوؿ‪ :‬ب م شيء يدفل حديث ابن عباس –‬
‫أم مل صحتو ‪ -‬؟ قاؿ‪ :‬فقاؿ‪ :‬اهلل المستعاف ابن المسيب يقوؿ‪ :‬ىك ًى ىم ابن عباس كميمواة تقوؿ‪ :‬تزكجني كىو حالؿ‪.‬‬
‫كقػػاؿ ابػػن عبػػد البػػر‪ :‬اختلفػػت اآلثػػار فػػي ىػػذا الحكػػم لكػػن الركايػػة‪ :‬أاػػو تزكجهػػا كىػػو حػػالؿ جػػاءت مػػن اػػرؽ شػػتى‬
‫كحػػديث ابػػن عبػػاس صػػحيح اإلسػػناد لكػػن الػػوىم إلػػى الواحػػد أقػػرب إلػػى الػػوىم مػػن الجماعػػة ف قػػل أحػػواؿ الخبػػرين أف‬
‫يتعارضا فتطلب الحجة في غيرىما كحديث عثماف صحيح في منل اكاح المحرـ فهو المعتمد‪.‬‬
‫كقػد أخػرج الترمػػذم كابػن خزيمػػة كابػن حبػاف فػػي صػحيحيهما عػػن أبػي رافػل‪ :‬أف النبػػي (صػلى اهلل عليػػو كسػلم) تػػزكج‬
‫ميمواة كىو حالؿ كبنى بها كىو حالؿ ككنت أاػا الرسػوؿ بينهمػا"ُِٖ‪ .‬كقػد فسػر بعضػهم قػوؿ ابػن عبػاس‪ :‬تػزكج ميمواػة‬
‫كىو محرـ‪ :‬أم داخل الحراـ أك في الشهر الحراـ قاؿ األعشى‪:‬‬
‫قتلوا كسرل بليل محرما‬
‫أم في الشهر الحراـ‪.‬‬
‫كقاؿ آخر‪:‬‬
‫قتلوا ابن عفاف الخليفة محرما‬
‫أم في البلد الحراـ‪.‬‬
‫كإلى ىذا جنح ابن حباف فجزـ بو في صحيحو ُّٖ‪.‬‬
‫يقوؿ الطالب‪ :‬كإزاء ىذه األقواؿ القوية بحجتها ال تقبل دعول الخصوصية التي ال دليل عليها‪.‬‬

‫ِّ‪ -‬يباح لو أف يزكج المرأة ممن شاء‪:‬‬


‫قاؿ ابن اولػوف‪ :‬كاخػتص (صػلى اهلل عليػو كسػلم) ب اػو كػاف يبػاح لػو أف يػزكج المػرأة بمػن شػاء مػن الرجػاؿ بغيػر إذاهػا‬
‫كإذف كليها‪.‬‬
‫قاؿ‪ :‬كلم يذكركا لذلا دليال كيمكن أف يستدؿ بحديث سهل بن سعد في الواىبة افسها ُْٖ‪.‬‬
‫كخالصة حديث سهل‪ :‬أف امرأة أتت النبي (صػلى اهلل عليػو كسػلم) فقالػت‪ :‬يػا رسػوؿ اهلل جكػت ألىػب لػا افسػي‪..‬‬
‫فقاؿ‪":‬ما لي بالنساء حاجة"فقاؿ رجل‪ :‬يا رسوؿ اهلل زكجنيها فقاؿ‪":‬زكجتكها بما معا من القرآف"ُٖٓ‪.‬‬

‫‪[ 182‬فتح الباري ‪]166 – 165 /9‬‬


‫‪[ 183‬فتح الباري ‪]166/9‬‬
‫‪[ 184‬مرشد احملتار ص‪]311‬‬
‫كلم ينقل أاو است ذاها أك است ذف أحدا من أكليائها‪.‬‬
‫كقيل في الجواب على ذلا‪ :‬إاها لما قالت كىبت افسي لا فقد فوضت أمرىا إليو كقد كاات حاضرة حينما قاؿ‬
‫الرجل‪ :‬زكجنيها فلم تنكر كاستمرت على الرضى فكاف ىذا دليال على موافقتها‪.‬‬
‫على أف ركاية النسائي عن أبي ىريرة في ىذا الموضوع تحل اإلشكاؿ‪:‬‬
‫قاؿ ابن حجر‪ :‬ككقل في حديث أبي ىريرة عند النسائي بعد قولو‪":‬ال حاجة لي""كلكن تملكيني أمرؾ ؟"قالت‪ :‬اعم‬
‫رضيت ُٖٔ‪.‬‬
‫ي‬ ‫رضيت لي فقد‬
‫ى‬ ‫ً‬
‫رضيت"قالت‪ :‬ما‬ ‫ً‬
‫أزكجا ىذا إف‬ ‫فنظر في كجوه القوـ فدعا رجال فقاؿ‪":‬إاي أريد أف‬
‫كسواء أكاات الحادثة افسها أـ كاات قصة أخرل فالمالحب أف الرسوؿ (صلى اهلل عليو كسلم) الب موافقة المرأة‬
‫صراحة كىذا متوافق مل منهجو العاـ في ىذا األمػر مػن اسػتكمار الثيػب كاسػتكذاف البكػر األمػر الػذم ينفػي أف يكػوف فػي‬
‫قصة الواىبة افسها دليل على أصل المس لة‪.‬‬
‫كبغج النظر عن إذف الػولي فػ ين فػي المسػ لة أف الػزكاج فػي الحػديثين‪ :‬حػديث سػهل كحػديث أبػي ىريػرة‪ .‬تػم بغيػر‬
‫رضى المرأة كما تقوؿ المس لة ؟‪.‬‬
‫كال شا ب ف المس لة محل البحث متخيلة ال تطبيق لها في الواقل ف ين الخصوصية إذف ؟!‪.‬‬

‫ِْ‪ -‬إباحة المكث في المسجد جنبا‪:‬‬


‫قاؿ ابن القاص في"التلخيص"‪ :‬كاف يجوز لو (صلى اهلل عليو كسلم) أف يدخل المسجد جنبا ُٕٖ‪.‬‬
‫كاستشهد لذلا بحديث أخرجو الترمذم عن أبي سعيد قاؿ‪ :‬قاؿ رسوؿ اهلل (صلى اهلل عليػو كسػلم) لعلػي‪":‬يػا علػي‬
‫ال يحل ألحد يجنب في ىذا المسجد غيرم كغيرؾ"‪.‬‬
‫قاؿ الترمذم‪ :‬ىذا حديث حسن غريب ال اعرفو إال من ىذا الوجو كسمل منػي محمػد بػن إسػماعيل – أم البخػارم‬
‫– ىذا الحديث فاستغربو ُٖٖ‪.‬‬
‫قػػاؿ ابػػن الملقػػن‪ :‬قلػػت كفػػي حسػػنو اظػػر ففيػػو سػػالم بػػن أبػػي حفصػػة كعطيػػة العػػوفي كىمػػا ضػػعيفاف جػػدا شػػيعياف‬
‫متهماف‪ .‬كمقتضى الحديث اشتراؾ علي – رضي اهلل عنو – معو في ذلا كلم يقل بو أحد من العلماء‪.‬‬
‫كقػػاؿ إمػػاـ الحػػرمين‪ :‬ىػػذا الػػذم قالػػو صػػاحب"التلخػػيص"ىػػوس ال اػػدرم مػػن أيػػن قالػػو ؟ كال إلػػى أم أصػػل أسػػنده‬
‫فالوجو القوؿ بتخطكتو ُٖٗ‪.‬‬

‫‪[ 185‬أخرجو الشيخان والرتمذي والنسائي وغًنىم بألفاظ متقاربة]‬


‫‪[ 186‬فتح الباري ‪]207/9‬‬
‫‪[ 187‬غاية السول ص‪]181‬‬
‫‪[ 188‬أخرجو الرتمذي برقم (‪])3727‬‬
‫ِٓ‪ -‬تحريم مد العين إلى ما متل بو الناس‪:‬‬
‫قالوا‪ :‬كاف يحرـ عليو مد العين إلى ما متل بو الناس‪.‬‬
‫بدليل قولو تعالى‪:‬‬
‫"كال تمدف عينيا إلى ما متعنا بو أزكاجا منهم زىرة الحياة الدايا لنفتنهم فيو كرزؽ ربا خير كأبقى"[او‪]ُُّ :‬‬
‫كقولو تعالى‪":‬كلقد ءاتيناؾ سبعا من المثااي كالقرآف العظيم (ٕٖ) ال تمػدف عينيػا إلػى مػا متعنػا بػو أزكاجػا مػنهم كال‬
‫تحزف عليهم كاخفج جناحا للمامنين"‪[ .‬الحجر‪]ٖٖ - ٖٕ :‬‬
‫قاؿ ابن الملقن‪":‬اقلو الرافعي عن صاحب"اإلفصاح"َُٗكجزـ بو ابن القاص في"التلخيص" كلذا جزـ بو النوكم فػي‬
‫أصل"الركضة"ُُٗ‪.‬‬
‫كمعنى"ال تمدف عينيا"– كما جاء في التفاسير ‪ :-‬أم ال تمدف اظر عينيا كمد النظر‪ :‬تطويلو كأاػو ال يكػاد يػرده‬
‫استحسااا للمنظور إليو كإعجابا بو كتمنيا أف يكوف لو كما فعل اظارة قاركف حين قالوا‪":‬ياليت لنا مثل ما أكتي قاركف إاو‬
‫لذك حب عظيم"‪.‬‬
‫كلما كاف النظر إلى الزخارؼ كالمركوز في الطباع كأف من أبصر شيكا أحب أف يمد اظره إليو كيمأل منو عينيو قاؿ‪:‬‬
‫كال تمدف عينيا"‬
‫كمعنى"أزكاجا منهم"أم أصنافا من أصحاب النعيم كالغنى‪.‬‬
‫كالذين قالوا بالخصوصية لم ي توا بدليل على ما ذىبوا إليو‪ .‬كمن المقرر أف التخصيص ال يثبت إال بنص‪.‬‬
‫كما من شا ب ف ىذا النص القرآاي الكريم موجو إلى النبي كأمتو ش او شػ ف كػل النصػوص القرآايػة‪ .‬كسػواء أقلنػا إف‬
‫موجب النهي ىنا التحريم أـ قلنا بالكراىة فهو خطاب لهذه األمة عن اريق رسولها (صلى اهلل عليو كسلم)‪.‬‬
‫كياكد عدـ الخصوصية عشرات األحاديث الصحيحة التي قالها (صلى اهلل عليو كسلم) موضحا حقيقة الدايا كداعيا‬
‫فيهػا إلػى صػػرؼ الهمػم إلػى اآلخػػرة كمػا ىػػذه األحاديػث إال الشػرح كالبيػػاف لهػاتين اآليتػػين كغيرىمػا ممػا ىػػو فػي معناىمػػا‬
‫ككذلا ىي بياف لعلة صرؼ النظر عن زىرة الحياة الدايا‪.‬‬
‫كلو كاف النهي خاصا بالنبي (صلى اهلل عليو كسلم) لما كاف بحاجة إلى ىذا البياف العريج المتكرر‪.‬‬

‫ِٔ‪ -‬كجوب إتماـ كل تطوع شرع بو‪:‬‬

‫‪[ 189‬غاية السول ص‪]181‬‬


‫‪[ 190‬ىو اإلمام احلسٌن بن القاسم الطربي ‪ ,‬واإلفصاح كتاب لو يف فروع الشافعية]‬
‫‪[ 191‬غاية السول ص‪]141-140‬‬
‫قالوا‪ :‬يلزمو (صلى اهلل عليو كسلم) كل تطوع يبتدئ بو‪ .‬كليال كذلا أمتو‪.‬‬
‫حكى ىذا القوؿ اإلماـ البغوم عن بعضهم كذكره ابن الملقن اقال عن ابن القاص ُِٗ‪ .‬كمػا مػن شػا بػ ف عػد ىػذه‬
‫المس لة في قائمة الخصائص فيو اظر لعدـ الدليل المايد بل قد قاـ الدليل على عكال ذلا‪.‬‬
‫فقد أخرج مسلم من حديث عائشة – رضي اهلل عنها – قالت‪:‬‬
‫"قاؿ لي رسوؿ اهلل (صلى اهلل عليو كسلم) ذات يوـ‪":‬يا عائشة ىل عندكم شيء ؟"‪.‬‬
‫قالت‪ :‬فقلت‪ :‬يا رسوؿ اهلل ما عنداا شيء‪.‬‬
‫قاؿ‪":‬فإاي صائم"‪.‬‬
‫قالػػت‪ :‬فخػػرج رسػػوؿ اهلل (صػػلى اهلل عليػػو كسػػلم) ف ىػػديت لنػػا ىديػػة قالػػت‪ :‬فلمػػا رجػػل رسػػوؿ اهلل (صػػلى اهلل عليػػو‬
‫كسلم) قلت‪ :‬يا رسوؿ اهلل أىديت لنا ىدية كقد خب ت لا شيكا‪.‬‬
‫قاؿ‪":‬كما ىو ؟"‪.‬‬
‫قلت‪ :‬حيال‪.‬‬
‫قاؿ‪":‬ىاتيو"‪.‬‬
‫فجكت بو ف كل ثم قاؿ‪":‬قد كنت أصبحت صائما"‪.‬‬
‫قاؿ الحة بػن يحيػى‪ :‬فحػدثت مجاىػدا بهػذا الحػديث فقػاؿ‪ :‬ذاؾ بمنزلػة الرجػل يخػرج الصػدقة مػن مالػو فػإف شػاء‬
‫أمضاىا كإف شاء أمسكها"ُّٗ‪.‬‬
‫فهذا الحديث الشريو ينفي أصل المسالة ف ين الخصوصية ؟!‪.‬‬

‫ِٕ‪ -‬كجوب الدفل بالتي ىي أحسن‪:‬‬


‫قاؿ ابن القاص‪ :‬من الواجبات التي خص بها رسوؿ اهلل (صلى اهلل عليو كسلم)‪ :‬أف يدفل بالتي ىي أحسن ُْٗ‪.‬‬
‫كاستدؿ بقولو تعالى‪":‬ادفل بالتي ىي أحسن فإذا الذم بينا كبينو عداكة ك او كلي حميم"‪[ .‬فصلت‪]ّْ :‬‬
‫ُّ‬
‫كعد ىذه المس لة من الخصائص أمر غريب حقا فليال في اآلية ما يدؿ على أف الخطػاب فيهػا للرسػوؿ (صػلى اهلل‬
‫عليو كسلم) كحده‪ .‬بل سياؽ اآليات دليل على أف الخطاب لجميل المسلمين‪.‬‬
‫كاآليات كاردة في ميداف الحج على الفضائل كالدعوة إليها كلنستمل إلى بعج ىذه اآليات الكريمة‪.‬‬

‫‪[ 192‬مرشد احملتار ص‪]98‬‬


‫‪[ 193‬أخرجو مسلم برقم (‪])1154‬‬
‫‪[ 194‬مرشد احملتار ص‪]99‬‬
‫قاؿ تعالى‪":‬كمن أحسن قوال ممن دعا إلى اهلل كعمل صالحا كقاؿ إاني من المسلمين (ّّ) كال تستوم الحسنة كال‬
‫السيكة ادفل بالتي ىي أحسن فإذا الذم بينا كبينو عداكة ك او كلي حميم (ّْ) كما ييلقاىا إال الذين صبركا كما ييلقاىا إال‬
‫ذك حب عظيم"إلى آخر اآليات‪[ .‬فصلت‪]ّٓ - ّّ :‬‬
‫ف ين خصوصية الخطاب للرسوؿ (صلى اهلل عليو كسلم) حتى يقاؿ بخصوصية الحكم ؟!‪.‬‬

‫ِٖ‪ -‬افقة زكجاتو (صلى اهلل عليو كسلم)‪:‬‬


‫قاؿ بعج الفقهاء‪ :‬إف افقػة زكجاتػو (صػلى اهلل عليػو كسػلم) لػم تكػن كاجبػة عليػو كىػذه خصوصػية لػو دكف غيػره مػن‬
‫الناس ُٓٗ‪.‬‬
‫قاؿ النوكم‪ :‬كىل كاف يلزمو افقة زكجاتو فيو كجهاف بناء على المهر‪ .‬قلت‪ :‬الصحيح الوجوب ُٔٗ‪.‬‬
‫كلم يذكر أصحاب القوؿ بالخصوصية دليال كإاما بنوا ذلا على مس لة أخػرل كىػي‪ :‬ىػل كػاف يجػب عليػو للواىبػة‬
‫افسها مهرا ؟‪.‬‬
‫كمن المعلوـ أاو لم يكن عنده امرأة من الواىبات أافسهن‪.‬‬
‫كإذف فاألصل أف حكمو (صلى اهلل عليو كسلم) حكم غيره من الناس كىو الوجوب يايػد ىػذا حػديث أبػي ىريػرة –‬
‫رضي اهلل عنو ‪ :-‬أف رسوؿ اهلل (صلى اهلل عليو كسلم) قاؿ‪":‬ال تقتسم كرثتي دينارا ما تركت بعد افقة اسائي كمااة عاملي‬
‫فهو صدقة"ُٕٗ‪.‬‬
‫فإذا كاف يجب أف ينفق مما تركو على زكجاتو بعد كفاتو كيو ال تجب النفقة لهن في حاؿ حياتو ُٖٗ‪.‬‬
‫أخرج الترمذم عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن عائشة – رضي اهلل عنها ‪ -‬أف رسوؿ اهلل (صلى اهلل عليو كسلم)‬
‫كػػاف يقػػوؿ‪":‬إف أمػػركن ممػػا يهمنػػي بعػػدم كلػػن يصػػبر علػػيكن إال الصػػابركف"قػػاؿ‪ :‬ثػػم تقػػوؿ عائشػػة‪ :‬فسػػقى اهلل أبػػاؾ مػػن‬
‫سلسبيل الجنة تريد عبد الرحمن بن عوؼ‪ .‬ككػاف قػد كصػل أزكاج النبػي (صػلى اهلل عليػو كسػلم) بمػاؿ ُٗٗ بيعػت بػ ربعين‬
‫ألفا ََِ‪.‬‬

‫ِٗ‪ -‬تحريم الكتابة عليو‪:‬‬

‫‪[ 195‬مرشد احملتار ص‪]313‬‬


‫‪[ 196‬روضة الطالبٌن ‪]10/7‬‬
‫‪[ 197‬أخرجو البخاري برقم (‪])6729‬‬
‫‪[ 198‬مرشد احملتار ص‪]313‬‬
‫‪[ 199‬ادلقصود بادلال‪ :‬حديقة ‪ ,‬كما جاء يف احلديث اآلخر]‬
‫‪[ 200‬أخرجو الرتمذي برقم (‪ )3749‬وحسنو]‬
‫قالوا‪ :‬كاختص (صلى اهلل عليو كسلم) بتحريم الكتابة عليو‪.‬‬
‫ثم قالوا‪ :‬إاما يكوف التحريم على من يحسنها كىو ال يحسنها‪.‬‬
‫قاؿ اإلماـ النوكم‪ :‬المراد تحريم التوصل إليها َُِ‪.‬‬
‫كالحقيقػػة أف ىػػذه المس ػ لة ال عالقػػة لهػػا بالخصػػائص كقػػد كػػاف معظػػم النػػاس عنػػدما بعػػث الرسػػوؿ (صػػلى اهلل عليػػو‬
‫كسلم) ال يحسنوف الكتابة كالذين يقرؤكف قلة قليلة ف ين الخصوصية‪.‬‬
‫ثم لنرجل إلى اآليات الكريمة المتعلقة بالموضوع‪:‬‬
‫قاؿ تعالى‪":‬ككذلا أازلنا إليا الكتاب فالذين آتيناىم الكتاب يامنوف بو كمن ىػاالء مػن يػامن بػو كمػا يجحػد بآياتنػا‬
‫إال الكافركف (ْٕ) كما كنت تتلوا من قبلو من كتاب كال تخطو بيمينا إذا الرتاب المبطلوف"‪[ .‬العنكبوت‪]ْٖ – ْٕ :‬‬
‫فاآلية الكريمة إاما تصو الواقل القائم كىو أاو (صلى اهلل عليو كسلم) ما كاف يحسن القرءة كالكتابة‪.‬‬
‫قاؿ ابن كثير‪:‬‬
‫"فالذين ءاتيناىم الكتاب يامنػوف بػو"كعبػد اهلل بػن سػالـ كسػلماف الفارسػي كأشػباىهما"كمػن ىػاالء مػن يػامن بػو"يعنػي‬
‫كغيرىم‪.‬‬ ‫العرب من قري‬
‫"كما كنت تتلوا"أم قد لبثت في قوما يا محمد من قبل أف ت تي بهذا القرآف ال تقرأ كتابا كال تحسن الكتابة بل كل‬
‫أحد من قوما كغيرىم يعرؼ أاا رجل أمي ال تقرأ كال تكتب‪ .‬كىكذا صفتو في الكتب المتقدمة‪ .‬كما قاؿ تعالى‪":‬الذين‬
‫يتبعوف الرسوؿ النبي األمي الذم يجدكاو مكتوبا عندىم في التوراة كاإلاجيل ي مرىم بالمعركؼ كينهاىم عن المنكر كيحػل‬
‫لهم الطيبات كيحػرـ علػيهم الخبائػث كيضػل عػنهم إصػرىم كاألغػالؿ التػي كااػت علػيهم فالػذين ءامنػوا بػو كعػزركه كاصػركه‬
‫كاتبعوا النور الذم أازؿ معو أكلكا ىم المفلحوف"‪[.‬األعراؼ‪]ُٕٓ :‬‬
‫كىكذا كاف رسوؿ اهلل (صلى اهلل عليو كسلم) دائما إلى يوـ القيامة ال يحسن الكتابة كال يخا سطرا كال حرفا بيده‬
‫بل كاف لو كتاب يكتبوف بين يديو لوحي كالرسائل إلى األقاليم‪ .‬اه ابن كثير‪.‬‬
‫فاآلية الكريمة تبين كصو الرسوؿ (صلى اهلل عليو كسلم) في كاقل الحاؿ كىو عدـ معرفتو القػراءة كالكتابػة كأىػل‬
‫مكة يعرفوف ذلا تماما‪.‬‬
‫ثم إف ىذا الوصو ىو الموافق لما جاء في صفة النبي (صلى اهلل عليو كسلم) في الكتب السابقة كالتوراة كاإلاجيل‬
‫كلذلا سارع علماؤىم كعبد اهلل بن سالـ كسلماف الفارسي إلى اإليماف بو‪.‬‬
‫فق ػػد ج ػػاءت آي ػػة س ػػورة األع ػػراؼ باألكص ػػاؼ الم ػػذكورة للرس ػػوؿ (ص ػػلى اهلل علي ػػو كسػ ػلم) ف ػػي الت ػػوراة كاإلاجي ػػل‬
‫كمنها‪":‬النبي األمي"أم الذم ال يحسن القراءة كالكتابة‪.‬‬

‫‪[ 201‬روضة الطالبٌن ‪]5/7‬‬


‫كخالصة القوؿ‪ :‬فإف أمر عدـ معرفتو الكتابة (صلى اهلل عليو كسلم) ليال من بحث الخصائص كما ىو كاضح‪ .‬كىذه‬
‫الصفة ىي من تقدير اهلل لبياف اإلعجاز في ىذا القرآف كأاو من عند اهلل تعالى ذلا أف النبي الذم أازؿ عليو ىذا القػرآف‬
‫ال يعرؼ القراءة كال الكتابة‪.‬‬

‫َّ‪ -‬تحريم الشعر عليو‪:‬‬


‫كقالوا في الشعر ما قالوا في الكتابة‪.‬‬
‫قالوا‪ :‬اختص (صلى اهلل عليو كسلم) ب او يحرـ عليو الشعر‪.‬‬
‫كمن المتفق عليو‪ :‬أاو (صلى اهلل عليو كسلم) كاف ال يحسن اظم الشعر‪.‬‬
‫كلذا قالوا‪ :‬المراد‪ :‬تحريم التوصل إليو َِِ‪.‬‬
‫قاؿ تعالى‪":‬كما علمناه الشعر كما ينبغي لو إف ىو إال ذكر كقرآف مبين"‪[ .‬يال‪]ٔٗ :‬‬
‫كىكذا فاآلية الكريمة تسجل الواقل القائم‪.‬‬
‫قاؿ ابن كثير‪":‬كما ينبغي لو"أم ما ىو في ابعو فال يحسنو كال يحبو كال تقتضيو جبلتػو كلهػذا كرد أاػو (صػلى اهلل‬
‫عليو كسلم) كاف ال يحفب بيتا على كزف منتظم‪.‬‬
‫كقاؿ‪ :‬ركل ابن أبي حاتم عن الحسن البصرم قاؿ‪ :‬إف رسوؿ اهلل (صلى اهلل عليو كسلم) كاف يتمثل بهذا البيت‪:‬‬
‫كفى باإلسالـ كالشيب للمرء ااىيا‬
‫فقاؿ أبو بكر – رضي اهلل عنو –‪ :‬يا رسوؿ اهلل‪.‬‬
‫كفى الشيب كاإلسالـ للمرء ااىيا‬
‫قاؿ أبو بكر أك عمر – رضي اهلل عنهما ‪ :-‬أشهد أاا رسوؿ اهلل يقوؿ اهلل تعالى‪":‬كما علمناه الشعر كما ينبغي لو"‬
‫كىكذا ركل البيهقي في الدالئل‪ :‬أف رسوؿ اهلل (صلى اهلل عليو كسلم) قاؿ للعباس بػن مػرداس السػلمي – رضػي اهلل‬
‫عنو ‪ :-‬أات القائل‪:‬‬
‫أتجعل اهبي كاهب العبيد بين األقرع كعيينة‬
‫فقاؿ‪ :‬إاما ىو بين عيينة كاألقرع‪.‬‬
‫فقاؿ (صلى اهلل عليو كسلم)‪":‬الكل سواء"يعني في المعنى‪.‬‬
‫إف الشعر بما يشتمل عليو من خياالت كأكاذيب كأباايل يتنافى مل النبوة كقد قاؿ تعالى عن الشعراء‪":‬ألم تر أاهم‬
‫في كل كاد يهيموف (ِِٓ) كأاهم يقولوف ما ال يفعلوف"‪[ .‬الشعراء‪]ِِٔ – ِِٓ :‬‬

‫‪[ 202‬روضة الطالبٌن ‪]5/7‬‬


‫فالواقل أاو (صلى اهلل عليو كسلم) ما كاف يحسن الشعر كمعظم الناس ال يحسنوف الشعر فليست المس لة من باب‬
‫الخصوصيات‪.‬‬

‫ُّ‪ -‬جعل العتق صداقا‪:‬‬


‫قالوا‪ :‬كاختص (صلى اهلل عليو كسلم) بإباحة عتقو لألمة كتزكجها كجعل عتقها صداقها‪.‬‬
‫كاستدلوا‪ :‬بما أخرجو الشيخاف من حديث أاال – رضػي اهلل عنػو – قػاؿ‪ :‬أعتػق النبػي (صػلى اهلل عليػو كسػلم) صػفية‬
‫كتزكجها كجعل عتقها صداقهاَِّ‪ .‬كقالوا‪ :‬ىذا خاص بالنبي (صلى اهلل عليو كسلم) كىو مما خصو اهلل بو في النكػاح دكف‬
‫األمة‪ .‬كىذا قوؿ األئمة الثالثة كمن كافقهم َِْ‪.‬‬
‫كذىب ابن حزـ إلى عدـ االختصاص بو (صلى اهلل عليو كسلم) بل ما كقل في الحديث سنة صحيحة لكل من أراد‬
‫أف يفعل ذلا إلى يوـ القيامة َِٓ‪ .‬كأيد ابن القيم قوؿ ابن حزـ كقاؿ‪ :‬ألف األصل عدـ االختصاص حتى يقوـ عليو دليل‪.‬‬
‫كىذا القوؿ ىو ياىر مذىب أحمد ككثير من أىل الحديث َِٔ‪.‬‬
‫كمػػا ذىػػب إليػػو ابػػن القػػيم كابػػن حػػزـ – كالػػذم ىػػو يػػاىر مػػذىب أحمػػد – ىػػو الصػػواب لعػػدـ كجػػود دليػػل علػػى‬
‫التخصيص كاألصل أف تت سى األمة بو (صلى اهلل عليو كسلم)‪.‬‬
‫كدليل من قاؿ بالخصوصية القياس كالقياس ليال دليال في أمر التخصيص َِٕ‪.‬‬

‫ِّ‪ -‬تحريم اإلغارة إذا سمل التكبير‪:‬‬


‫اقل السيواي كصاحب"المواىب"عن ابن سبل‪ :‬أف من خصائصو تحريم اإلغارة إذا سمل التكبير َِٖ‪.‬‬
‫قاؿ السيواي‪ :‬كاستدؿ لو بما أخرجو الشيخاف من حديث أاال – رضي اهلل عنو – أف النبي (صلى اهلل عليو كسػلم)‬
‫كاف إذا غزا بنا قوما لم يكن يغػزك بنػا حتػى يصػبح كينظػر فػإف سػمل أذااػا كػو عػنهم كإف لػم يسػمل أذااػا أغػار علػيهم‬
‫َِٗ‪.‬‬
‫كالواقل أاو ال يدرل ىل كاف السيواي – رحمو اهلل – يستدؿ بالحديث للحكم أـ للخصوصية ؟‪.‬‬

‫‪[ 203‬متفق عليو (خ ‪ , 5168 , 5086‬م‪]1365 :‬‬


‫‪[ 204‬زاد ادلعاد البن القيم ‪]112/1‬‬
‫‪[ 205‬مرشد احملتار ص‪]316‬‬
‫‪[ 206‬زاد ادلعاد ‪]112/1‬‬
‫‪[ 207‬انظر يف تفصيل ذلك مرشد احملتار ص‪]316‬‬
‫‪[ 208‬اخلصائص الكربى ‪ , 415/2‬وادلواىب اللدنية ‪]612/2‬‬
‫‪[ 209‬متفق عليو (‪ , 610‬م ‪])382‬‬
‫فإف كاف يستدؿ للخصوصية – كىػو مػا يقتضػيو سػياؽ كالمػو – فػال دليػل فيػو‪ .‬كأاػى يكػوف الػدليل ؟ كإامػا الحػديث‬
‫اقل لسلوؾ الرسوؿ (صلى اهلل عليو كسلم) كفعلو في كاقعة معينة ينبغػي علػى المسػلمين اتباعػو فيهػا كالت سػي بػو فػي فعػل‬
‫مثل ما يفعل‪.‬‬
‫كلهذا فقد اص الفقهاء على ىذا الحكم في كتبهم كعدكا التقيد كااللتزاـ بو كاجبا من كاجبات المجاىدين‪.‬‬
‫كقد بوب البخارم – رحمو اهلل – لهذا الحديث بقولو‪":‬باب ما يحقن باألذاف من الدماء"َُِ‪.‬‬
‫ف ين الخصوصية إذف ؟!‪.‬‬

‫ّّ‪ -‬تحريم االستعااة بالمشركين‪:‬‬


‫قاؿ السيواي‪ :‬كمن خصائصو – فيما ذكر القضاعي – أاػو (صػلى اهلل عليػو كسػلم) كػاف يحػرـ عليػو قبػوؿ االسػتعااة‬
‫بالمشركين‪.‬‬
‫قاؿ‪ :‬أخرج البخارم في تاريخو عن حبيب بن يساؼ قاؿ‪ :‬خرج النبي (صلى اهلل عليو كسلم) كجها ف تيتػو أاػا كرجػل‬
‫مػػن قػػومي قلنػػا‪ :‬إاػػا اكػػره أف يشػػهد قومنػػا مشػػهدا ال اشػػهده معهػػم فقػػاؿ‪":‬أسػػلمتما ؟"قلنػػا‪ :‬ال قػػاؿ‪":‬ال فإاػػا ال اسػػتعين‬
‫بالمشػػركين علػػى المشػػركين"ُُِ‪ .‬ىػػذا مػػا ذكػػره السػػيواي فػػي ىػػذه المس ػ لة كلػػيال فيهػػا أم دليػػل أك شػػبهة دليػػل علػػى‬
‫الخصوصية‪ .‬بل ىو حكم عاـ في ىػذه المسػ لة دكاػو الفقهػاء – رحمهػم اهلل – فػي كتػبهم كلػو فهمػوا منػو الخصوصػية لمػا‬
‫فعلوا ذلا‪.‬‬
‫كأخرج مسلم عن عائشة – رضي اهلل عنها – قالت‪ :‬خرج رسوؿ اهلل (صلى اهلل عليو كسلم) قًبى ىل بدر فلما كاف بحرة‬
‫الوبرة أدركو رجل قد كاف يذكر منو جرأة كاجدة ففرح أصحاب رسوؿ اهلل (صلى اهلل عليو كسلم) حين رأكه فلما أدركو‬
‫قاؿ لرسوؿ اهلل (صلى اهلل عليو كسلم)‪":‬تامن باهلل كرسولو ؟"قاؿ‪ :‬ال قاؿ‪":‬فارجل فلن أستعين بمشرؾ"ُِِ‪.‬‬
‫قاؿ ابن قدامة في بحث الجهاد‪":‬كال ي ذف – أم اإلماـ – لمشرؾ لما ركت عائشة‪ ."..‬كذكر الحديث ُِّ‪.‬‬
‫إاو ال دليل على الخصوصية‪.‬‬

‫ّْ‪ -‬القبلة للصائم‪:‬‬

‫‪[ 210‬فتح الباري ‪]19/2‬‬


‫‪[ 211‬اخلصائص الكربى ‪]416/2‬‬

‫‪[ 212‬أخرجو مسلم برقم (‪])1817‬‬


‫‪[ 213‬الكايف البن قدامة ‪ , 263/4‬طبعة ادلكتب اإلسالمي]‬
‫قاؿ السيواي‪ :‬باب اختصاصو (صلى اهلل عليو كسلم) بجواز القبلة كىو صائم مل قوة شهوتو كذلا حراـ على غيره‬
‫ُِْ‪ .‬كقد كردت في فعلو (صلى اهلل عليو كسلم) أحاديث منها‪:‬‬
‫أخرج الشيخاف عن عائشة – رضي اهلل عنها – قالت‪ :‬إف كاف رسوؿ اهلل (صلى اهلل عليو كسلم) ليقبل بعج أزكاجػو‬
‫كىو صائم ثم ضحكت‪.‬‬
‫كفي ركاية لهما قالت‪ :‬ككاف أملككم إلربو ُِٓ‪.‬‬
‫كأخرج مسلم عن حفصة – رضي اهلل عنها – قالت‪ :‬كاف رسوؿ اهلل (صلى اهلل عليو كسلم) يقبل كىو صائم ُِٔ‪.‬‬
‫كعن عمر بن أبي سلمة أاػو سػ ؿ رسػوؿ اهلل (صػلى اهلل عليػو كسػلم)‪ :‬أيقبػل الصػائم ؟ فقػاؿ لػو رسػوؿ اهلل (صػلى اهلل‬
‫عليو كسلم)‪":‬سل ىذه"– ألـ سلمة – ف خبرتو أف رسوؿ اهلل (صلى اهلل عليو كسلم) يصنل ذلا‪ .‬فقاؿ‪ :‬يا رسػوؿ اهلل قػد‬
‫غفر اهلل لا ما تقدـ من ذابا كما ت خر‪ .‬فقػاؿ لػو رسػوؿ اهلل (صػلى اهلل عليػو كسػلم)‪":‬أمػا كاهلل إاػي ألتقػاكم هلل كأخشػاكم‬
‫لو"ُِٕ‪ .‬كىذه األحاديث تنفي القوؿ بالخصوصية كبخاصة حديث عمر بن أبي سلمة‪ .‬فلو كاف األمر خاصا بػو (صػلى اهلل‬
‫عليو كسلم) لم يقل لو‪":‬سل ىذه"ثم إاو لما قاؿ لو عمر‪ :‬قد غفر اهلل لا ما تقدـ من ذابا كمػا تػ خر – كإامػا يريػد عمػر‬
‫بهذا القوؿ خصوصية الرسوؿ بذلا – قاؿ لو‪":‬أما كاهلل إاي ألتقاكم هلل"كىذا ينفي تماما القوؿ بالخصوصية‪.‬‬
‫كينفي ذلا أيضا ما ركاه مالا فػي"المواػ "‪ :‬أف عائشػة بنػت الحػة كااػت عنػد عائشػة – رضػي اهلل عنهػا ‪ -‬فػدخل‬
‫عليها زكجها كىو عبد اهلل بن عبد الرحمن بن أبي بكر فقالت لو عائشة‪ :‬ما يمنعا أف تداو من أىلػا فتالعبهػا كتقبلهػا‬
‫؟ قاؿ‪ :‬أقبلها كأاا صائم ؟ قالػت‪ :‬اعػم ُِٖ‪ .‬كقػاؿ الفقهػاء فػي ىػذه المسػ لة باإلباحػة لمػن يكػوف مالكػا لنفسػو دكف مػن ال‬
‫ي من الوقوع فيها على تفصيل في ذلا‪ .‬كلم يقل أحد منهم بالخصوصية ُِٗ‪.‬‬

‫ّٓ‪ -‬تحريم التكني بكنية النبي (صلى اهلل عليو كسلم)‪:‬‬


‫قالوا‪ :‬ليال ألحد أف يتكنى ب بي القاسم سواء كاف اسمو محمدا أـ ال‪.‬‬

‫‪[ 214‬اخلصائص الكربى ‪]423/2‬‬


‫‪[ 215‬متفق عليو (خ ‪ , 1928 , 1927‬م ‪]1106‬‬
‫‪[ 216‬أخرجو مسلم برقم (‪])1107‬‬
‫‪[ 217‬أخرجو مسلم برقم (‪]1108‬‬

‫‪[ 218‬ادلواىب اللدنية ‪]614/2‬‬


‫‪[ 219‬فتح الباري ‪]152/4‬‬
‫كاستدلوا‪ :‬بما ركاه الشػيخاف عػن أاػال – رضػي اهلل عنػو ‪ -‬أف رجػال دعػا بػالبقيل‪ :‬يػا أبػا القاسػم فالتفػت إليػو النبػي‬
‫(صلى اهلل عليو كسلم) فقاؿ‪ :‬لم أعنا قاؿ‪":‬سموا باسمي كال تكنوا بكنيتي"َِِ‪ .‬كعن جابر بن عبد اهلل قاؿ‪ :‬كلد لرجػل‬
‫منا غالـ فسماه القاسم فقالت األاصار‪ :‬ال اكنيا أبا القاسم كال انعما عينا ف تى النبي (صلى اهلل عليو كسلم) فقاؿ‪ :‬يا‬
‫رسوؿ اهلل كلد لي غػالـ فسػميتو القاسػم فقالػت األاصػار‪ :‬ال اكنيػا أبػا القاسػم كال انعمػا عينػا فقػاؿ النبػي (صػلى اهلل‬
‫عليو كسلم)‪":‬أحسنت األاصار سموا باسمي كال تكنو بكنيتي"ُِِ‪.‬‬
‫كللعلماء في ىذه المس لة ثالثة أقواؿ‪:‬‬
‫القوؿ األكؿ‪ :‬كقاؿ مالا – رحمو اهلل ‪ :-‬يجػوز التكنػي بػ بي القاسػم مطلقػا لمػن اسػمو محمػد كلغيػره كقػاؿ‪ :‬النهػي‬
‫مختص بحياتو (صلى اهلل عليو كسلم) ألف سبب النهي أف اليهود تكنوا بو ككااوا ينادكف‪ :‬يا أبا القاسم فإذا التفت النبي‬
‫(صلى اهلل عليو كسلم) قالوا‪ :‬لم اعنًا إيهارا لإليذاء كقد زاؿ ذلا المعنى‪.‬‬
‫القػػوؿ الثػػااي‪ :‬قػػاؿ الشػػافعي – رحمػػو اهلل ‪ :-‬لػػيال ألحػػد أف يكتنػػي ب ػ بي القاسػػم سػػواء كػػاف اسػػمو محمػػدا أـ ال‪.‬‬
‫استدالال ب حاديث الباب‪.‬‬
‫القوؿ الثالث‪ :‬قاؿ الرافعي‪ :‬كمنهم من حملو علػى كراىيػة الجمػل بػين االسػم كالكنيػة كجػوز اإلفػراد‪ .‬فيجػوز التكنػي‬
‫ب بي القاسم لمن ليال اسمو محمدا ِِِ‪.‬‬
‫كإذا كاات المس لة مختلفا فيها فال ينبغي أف تعد من مسائل الخصائص‪ .‬لفقداف النص القاال بخصوصيتها‪.‬‬

‫ّٔ‪ -‬اختصاصو (صلى اهلل عليو كسلم) بخمال الخمال‪:‬‬


‫قالوا‪ :‬كاختص (صلى اهلل عليو كسلم) بخمال الخمال من الغنيمة‪.‬‬
‫قاؿ تعالى‪":‬كاعلما أاما غنمػتم مػن شػيء فػ ف هلل خمسػو كللرسػوؿ كلػذم القربػى كاليتػامى كالمسػاكين كابػن السػبيل"‪.‬‬
‫[األافاؿ‪]ُْ :‬‬
‫فالغنيمػة تقسػم إلػى خمسػػة أقسػاـ‪ :‬أربعػة منهػا للمجاىػػدين الػذين شػهدكا المعركػة كالخمػػال البػاقي يقسػم أيضػا إلػػى‬
‫خمسة أقساـ كاحد منها للرسوؿ (صلى اهلل عليو كسلم)‪.‬‬
‫كالذين قالوا بالخصوصية قالوا‪ :‬إاو بعد موتو (صلى اهلل عليو كسلم) يقسم الخمال إلى أربعة أقساـ ال إلػى خمسػة‪.‬‬
‫كىو قوؿ اإلماـ أبي حنيفة‪.‬‬

‫‪[ 220‬متفق عليو (خ ‪ , 2121‬م ‪])2131‬‬


‫‪[ 221‬متفق عليو (خ ‪ , 3115‬م ‪])2123‬‬
‫‪[ 222‬روضة الطالبٌن ‪ , 15/7‬وغاية السول ص‪]282 – 281‬‬
‫كقاؿ اإلماـ الشافعي كغيره‪ :‬إف سهم النبي (صلى اهلل عليو كسلم) يخلفو فيو اإلماـ كيصرفو إلى مصالح المسلمين‬
‫ِِّ‪.‬‬
‫كيايد ىذا القوؿ ما جاء في البخارم مػن قػوؿ عمػر – رضػي اهلل عنػو ‪":-‬ثػم تػوفى اهلل ابيػو (صػلى اهلل عليػو كسػلم)‬
‫فقاؿ أبو بكر‪ :‬أاا كلي رسوؿ اهلل (صلى اهلل عليو كسلم) فقبضها أبو بكر فعمل فيها بما عمل رسوؿ اهلل (صػلى اهلل عليػو‬
‫كسلم)"ثم عمل فيها عمر بعمل رسوؿ اهلل (صلى اهلل عليو كسلم) ِِْ‪.‬‬
‫كإذا كاف األمر كذلا فال استطيل أف اعد ىذه المس لة من خصائصو (صلى اهلل عليو كسلم)‪ .‬بػل ىػي مػن المسػائل‬
‫التي يت سى بها بفعلو كما فعل أبو بكر كعمر – رضي اهلل عنهما ‪.-‬‬

‫ّٕ‪ -‬كضل الجريدة على القبر‪:‬‬


‫أخرج الشيخاف عن ابن عباس – رضي اهلل عنهما – قاؿ‪ :‬مر النبي (صلى اهلل عليػو كسػلم) علػى قبػرين فقػاؿ‪":‬إاهمػا‬
‫ليعذباف كما يعذباف في كبير"ثم قاؿ‪":‬بلى أما أحدىما فكاف يسعى بالنميمة كأما اآلخر فكاف ال يستتر من بولو"قاؿ‪ :‬ثم‬
‫أخذ عودا رابا فكسره باثنتين ثم غرز كل كاحد منهما على قبر ثم قاؿ‪ :‬لعلو يخفو عنهما ما لم ييبسا"ِِٓ‪.‬‬
‫كأخرج مسلم عن جابر – رضي اهلل عنو – أف رسوؿ اهلل (صلى اهلل عليو كسلم)‬
‫أمره أف يقطل من شجرتين من كل منهما غصنا ثم يضعو حيث أمره (صلى اهلل عليو كسلم)‬
‫ثم قاؿ‪ :‬قد فعلت يا رسوؿ اهلل فىػ ىعم ذاؾ ؟ قاؿ‪":‬إاي مررت بقبرين يعذباف ف حببت بشفاعتي أف يرفػو عنهمػا مػا‬
‫داـ الغصناف رابين"ِِٔ‪.‬‬
‫كركل ابن حباف في صحيحو مػن حػديث أبػي ىريػرة‪ :‬أاػو (صػلى اهلل عليػو كسػلم) مػر بقبػر فوقػو عليػو فقػاؿ "ائتػواي‬
‫بجريدتين فجعل أحدىما عند رأسو كاألخرل عند رجليو"ِِٕ‪ .‬كأخرج أحمد كالطبرااي بإسناد صػحيح عػن أبػي بكػرة أاػو‬
‫(صلى اهلل عليو كسلم) مر بقبرين‪ ..‬الحديث ككذلا أخرجا عن يعلى بن شبابة أاو (صلى اهلل عليو كسلم) مر علػى قبػر‪..‬‬
‫الحديث قاؿ ابن حجر‪ :‬كركاتو موثقوف ِِٖ‪.‬‬
‫كقد اختلو العلماء‪ :‬ىل ىي حادثة كاحدة أـ تكررت القصة ؟‬
‫كيبدك أف سياؽ األحاديث يايد تكرار القصة‪.‬‬

‫‪[ 223‬مرشد احملتار ص‪]204‬‬


‫‪[ 224‬أخرجو البخاري برقم (‪])3094‬‬
‫‪[ 225‬متفق عليو (خ ‪ , 1378‬م ‪])292‬‬
‫‪[ 226‬أخرجو مسلم برقم (‪])3012‬‬
‫‪[ 227‬فتح الباري ‪]319/1‬‬
‫‪[ 228‬فتح الباري ‪]471 – 470/10‬‬
‫كما اختلو العلماء‪ :‬ىل كاف فعلو (صلى اهلل عليو كسلم)‬
‫ذاؾ مما يت سى بو فيو‪ .‬أـ ىو خصوصية من خصوصياتو ؟!‪.‬‬
‫كممػػن قػػاؿ بالخصوصػػية اإلمػػاـ الخطػػابي كمػػن تبعػػو كقػػد اسػػتنكر كضػػل النػػاس الجريػػد كاحػػوه فػػي القبػػر عمػػال بهػػذه‬
‫األحاديث‪.‬‬
‫قاؿ الطراوشي‪ :‬ألف ذلا خاص ببركة يده (صلى اهلل عليو كسلم)‪.‬‬
‫كقاؿ القاضي عياض‪ :‬ألاو علل غرزىما على القبر ب مر مغيب كىو قولو‪":‬ليعذباف"‪.‬‬
‫قاؿ ابن حجر – رحمو اهلل – في مناقشة ىذه األقواؿ‪:‬‬
‫قلت‪ :‬ال يلزـ من كوانا ال اعلم أيعذب أـ ال أف ال اتسبب لو في أمر يخفو عنو العذاب أف لو عذب‪.‬‬
‫أرحم أـ ال أف ال ادعو لو بالرحمة‪.‬‬
‫كما ال يمنل كوانا ال ادرم ى‬
‫كليال في السياؽ ما يقطل على أاو (صلى اهلل عليو كسػلم) باشػر الوضػل بيػده الكريمػة‪ .‬بػل يحتمػل أف يكػوف أمػر بػو‬
‫ِِٗ‪.‬‬
‫كقػد ت سػى بريػدة بػػن الحصػيب الصػحابي بػػذلا ف كصػى أف يوضػل علػػى قبػره جريػدتاف‪ .‬كىػػو أكؿ أف يتبػل مػن غيػػره‬
‫َِّ‪ .‬كقد أيد القائلوف بالخصوصية قولهم ب ف صاحبي القبرين كااا كافرين‪.‬‬
‫فرد على ذلا ابن العطار كجزـ فػي شػرح"العمػدة"ب اهمػا كااػا مسػلمين كقػاؿ‪ :‬ال يجػوز أف يقػاؿ إاهمػا كااػا كػافرين‬
‫يدع لهما بتخفيو العذاب كال ترجاه لهما‪ .‬كلو كاف ذلا من خصائصو لبينو ُِّ‪ .‬ىذه خالصة‬
‫ألاهما لو كااا كافرين لم ي‬
‫ألقواؿ كثيرة كردت في ىذا الموضوع‪.‬‬
‫كالذم اخلص إليو من ذلػا‪ :‬ىػو كجػود الخػالؼ فػي ىػذه المسػ لة‪ .‬كمػا كػاف مػن المسػائل محػل خػالؼ فػال يصػلح‬
‫للقوؿ بخصوصيتو‪ .‬ألف األصل كالقاعدة العامة‪ :‬الت سي بو (صلى اهلل عليو كسلم) فيما يفعل كيقوؿ كال يقاؿ بالخركج عن‬
‫ىذه القاعدة إال عند كجود اص بالتخصيص كال اص في ذلا‪.‬‬

‫ّٖ‪ -‬إباحة النظر إلى األجنبيات‪:‬‬


‫قالوا‪ :‬كمن خصائصو (صلى اهلل عليو كسلم) إباحة النظر إلى األجنبيات كالخلوة بهن ِِّ‪.‬‬
‫كاستدلوا لذلا‪:‬‬

‫‪[ 229‬وىذا ما صرح بو حديث جابر عند مسلم]‬


‫‪[ 230‬فتح الباري ‪]320/1‬‬
‫‪[ 231‬فتح الباري ‪]321/1‬‬
‫‪[ 232‬ادلواىب اللدنية ‪ , 615/2‬واخلصائص الكربى ‪]431/1‬‬
‫‪ -‬بما أخرجو الشػيخاف عػن أاػال بػن مالػا – رضػي اهلل عنػو – قػاؿ‪ :‬كػاف رسػوؿ اهلل (صػلى اهلل عليػو كسػلم) يػدخل‬
‫علػػى أـ حػػراـ بنػػت ملحػػاف فتطعمػػو ككااػػت أـ حػػراـ تحػػت عبػػادة بػػن الصػػامت‪ .‬فػػدخل عليهػػا رسػػوؿ اهلل (صػػلى اهلل عليػػو‬
‫كسلم) ف اعمتو‬
‫كجعلت تفلي رأسو فناـ ِّّ‪.‬‬
‫‪ -‬كبمػػا أخرجػػو الشػػيخاف أيضػػا عػػن أاػػال – رضػػي اهلل عنػػو ‪ :-‬أف النبػػي (صػػلى اهلل عليػػو كسػػلم) لػػم يكػػن يػػدخل بيتػػا‬
‫بالمدينة غير بيت أـ سليم إال على أزكاجو فقيل لو فقاؿ‪":‬إاي أرحمها قتل أخوىا معي"ِّْ‪.‬‬
‫كمحل الشاىد‪ :‬أاو (صلى اهلل عليو كسلم) كاف يدخل عليهما كينظر إليهما‪ .‬كىو دليل على خصوصيتو في ذلا‪.‬‬
‫كقد توقو العلماء أماـ ىذين الحديثين‪.‬‬
‫فقاؿ ابن عبد البر‪ :‬أين أف أـ حراـ أرضعت رسوؿ اهلل (صلى اهلل عليو كسلم) أك أختها أـ سليم فصارت كل منهمػا‬
‫أمو أك خالتو من الرضاعة فلذلا كاف يناـ عندىا كتناؿ منو ما يجوز للمحرـ أف ينالو من محارمو‪.‬‬
‫ثم ساؽ بسنده إلى يحيى بن إبراىيم بن مزين قاؿ‪ :‬إاما استجاز رسوؿ اهلل (صلى اهلل عليو كسػلم) أف تفلػي أـ حػراـ‬
‫رأسو ألاها كاات منو ذات محرـ من قبل خاالتو ألـ أـ عبد المطلب جده كاات من بني النجار‪.‬‬
‫كذىب إلى ذلا أبو القاسم بن الجوىرم كالداكدم كالمهلب‪.‬‬
‫كقاؿ آخركف‪ :‬كاف النبي معصوما يملا إربو فيكوف ذلا من خصائصو‪.‬‬
‫كرد عياض ذلا‪ :‬ب ف الخصائص ال تثبت باالحتماؿ كثبوت العصمة مسلم لكن األصل عدـ الخصوصية‪.‬‬
‫كافى الدميااي المحرمية كقاؿ أيضا‪ :‬ليال في الحديث ما دؿ على الخلوة ب ـ حراـ ِّٓ‪.‬‬
‫كلعلو مما يايد المحرمية ما جاء في ركاية أبي داكد كفيها‪:‬‬
‫"اػػاـ النبػػي (صػػلى اهلل عليػػو كسػػلم) فاسػػتيقب ككااػػت تغسػػل رأسػػها فاسػػتيقب كىػػو يضػػحا فقالػػت‪ :‬يػػا رسػوؿ اهلل‬
‫أتضحا من رأسي ؟ قاؿ‪( :‬ال) كساؽ الحديث ِّٔ‪.‬‬
‫كإذا كاف ابن حجر يجزـ ب ف الحادثة بعد الحجاب ِّٕ فكيو تكشو رأسها إف لم تكن ىناؾ محرمية ما‪.‬‬
‫كأمر آخر يرجح جااب المحرمية كينفي الخصوصية كىو‪ :‬أاو (صػلى اهلل عليػو كسػلم) لػم يفعػل ذلػا فيػدخل علػى‬
‫أحد من النساء غيػر ىػاتين األختػين فلػو كػاف األمػر خصوصػية لػو لػدخل كثيػرا مػن بيػوت أصػحابو كلكػاف األمػر مباحػا لػو‬
‫يدخل على أم امرأة من اساء الصحابة كلكن ىذا لم يحدث فكيو تكوف خصوصية‪.‬‬

‫‪[ 233‬متفق عليو (خ ‪ , 2788‬م ‪])1912‬‬


‫‪[ 234‬متفق عليو (خ ‪ , 2844‬م ‪]2455‬‬
‫‪[ 235‬ىذه األقوال ملخصة من فتح الباري ‪]78/11‬‬
‫‪[236‬أخرجو أبو داود برقم (‪])2492‬‬
‫‪[ 237‬فتح الباري ‪]78/11‬‬
‫كتظػل المسػ لة مػػن المسػائل المختلػػو فيهػػا كىػي مسػ لة اظريػػة بعػد كفاتػػو (صػػلى اهلل عليػو كسػػلم) كال يترتػػب عليهػػا‬
‫حكم شرعي سواء أقلنا بالخصوصية أـ قلنا بالمحرمية‪.‬‬
‫ّٗ‪ -‬زكاجو (صلى اهلل عليو كسلم) بعائشة‪:‬‬
‫قاؿ ابن الملقن‪ :‬صح أاو (صلى اهلل عليو كسلم) تزكج عائشة – رضػي اهلل عنهػا – لسػت سػنين أك سػبل فػذىب ابػن‬
‫يش يبرمة ِّٖ– فيما حكػاه ابػن حػزـ – إلػى أف ذلػا خػاص بػالنبي (صػلى اهلل عليػو كسػلم) كأاػو ال يجػوز لػألب إاكػاح ابنتػو‬
‫حتى تبل ‪.‬‬
‫قاؿ‪ :‬كقد خالو الجمهور فإاهم قالوا‪ :‬إف ذلػا يجػوز لكػل كاحػد كإاػو لػيال مػن الخصػائص بػل اقػل ابػن المنػذر‬
‫اإلجماع عليو ِّٗ‪.‬‬
‫كقاؿ اإلماـ ابن حجر‪ :‬أجمعوا أاو يجوز لألب تزكيج ابنتو الصغيرة البكر كلو كاات ال يوا مثلها إال أف الطحاكم‬
‫حكى عن ابػن شػبرمة منعػو فػيمن ال تواػ ‪ .‬كحكػى ابػن حػزـ عػن ابػن شػبرمة مطلقػا‪ :‬أف األب ال يػزكج بنتػو البكػر الصػغيرة‬
‫حتػػى تبلػ كتػ ذف كزعػػم أف تػػزكيج النبػػي (صػػلى اهلل عليػػو كسػػلم) عائشػػة كىػػي بنػػت سػػت سػػنين كػػاف مػػن خصائصػػو َِْ‪.‬‬
‫كيتبين من النصين أ ف ابن شبرمة يرل عدـ صحة عقد النكاح إذا كاف سن المعقػود عليهػا أقػل مػن سػن البلػوغ‪ .‬كذلػا ألف‬
‫غاية عقد النكاح إقامة الحياة الزكجية بين الزكجين كىذا األمر ال يمكن تحقيقو بالنسبة للصغيرة كلذلا رأل عدـ صحة‬
‫العقد لعدـ تحقق ثمرتو‪.‬‬
‫كبناء على ذلا عد زكاج النبي (صلى اهلل عليو كسلم) من عائشة – رضي اهلل عنها – من الخصوصيات التي اختص‬
‫بها‪.‬‬
‫كلعل الذم ساعده على ىذا الػرأم مػا أخرجػو الشػيخاف عػن عائشػة – رضػي اهلل عنهػا – قالػت‪ :‬قػاؿ لػي رسػوؿ اهلل‬
‫(صلى اهلل عليو كسلم)‪":‬رأيتا في المناـ يجػيء بػا الملػا فػي ىس ىػرقى ًة مػن حريػر فقػاؿ لػي‪ :‬ىػذه امرأتػا فكشػفت عػن‬
‫كجها الثوب فإذا ىي أات فقلت‪ :‬إف يا ىذا من عند اهلل يمضو"‪.‬‬
‫كفي ركاية للبخارم‪":‬أريتا في المناـ مرتين"‪.‬‬
‫كفي ركاية لمسلم‪":‬رأيتا في المناـ ثالث لياؿ‪.ُِْ"..‬‬
‫كرؤيا األابياء اوع من الوحي‪ .‬فكاف عقد ىذا الزكاج تنفيدا لما جاء بو الوحي كلعل ىذا يفسر لنا العقد المبكر على‬
‫عائشة قبل سنتين أك أكثر من الدخوؿ عندما جاء الوحي‪.‬‬

‫‪[ 238‬ىو عبد اهلل بن شربمة الضيب القاضي ‪ ,‬روى عن أنس والتابعٌن‪ .‬قال أمحد العجلي‪ :‬كان عفيفا صارما عاقال‬
‫يشبو النساك ‪ ,‬شاعرا جوادا‪ .‬وىو فقيو الكوفة ‪ ,‬تويف سنة أربع وأربعٌن ومائة للهجرة (شذرات الذىب)]‬
‫‪[ 239‬غاية السول ص‪]222‬‬
‫‪[ 240‬فتح الباري ‪]190/9‬‬
‫‪[ 241‬متفق عليو (خ ‪ , 5125 , 3895‬م ‪]2438‬‬
‫كيايد ىذا ما جاء في بعج الركايات في كصو زفاؼ عائشة – رضي اهلل عنها ‪.-‬‬
‫فقد أخرج مسػلم عنهػا‪ :‬أف النبػي (صػلى اهلل عليػو كسػلم) تزكجهػا كىػي بنػت سػبل سػنين كزفػت إليػو كىػي بنػت تسػل‬
‫سنين كلعبها معها ِِْ‪ .‬ككاف للعبها ىذه دكر في حياتها األكلػى بعػد زكاجهػا كاألحاديػث الصػحيحة فػي ىػذا الشػ ف متػوفرة‬
‫ككثيرة‪.‬‬
‫ربما كاات ىذه األمور كغيرىا ىي التي دفعت ابن شبرمة إلى القوؿ بالخصوصية‪.‬‬
‫كذىب الجمهور إلى عدـ الخصوصية كاستدلوا بفعل الرسوؿ (صلى اهلل عليو كسػلم) فػي زكاجػو مػن عائشػة – رضػي‬
‫اهلل عنها ‪ -‬كبقولو تعالى‪:‬‬
‫"كالالئي يكسن من المحيج من اسائكم إف ارتبتم فعدتهن ثالثػة أشػهر كالالئػي لػم يحضػن كأكالت األحمػاؿ أجلهػن‬
‫أف يضعن حملهن"‪[ .‬الطالؽ‪]ْ :‬‬
‫فقد قاؿ المفسركف عند قولو تعالى‪":‬كالالئي لم يحضن"الصغار الالئي لم يبلغن سن الحيج‪.‬‬
‫فاآلية تتحدث عن عدة النساء في حاؿ الطالؽ‪ .‬فذكرت أكال الالئي يكسن من المحيج ثم ذكػرت اوعػا آخػر كىػو‬
‫الالتي لم يحج – الصغيرات – كقالت ب ف عدتهن ثالثة أشهر‪.‬‬
‫فتفسير الالئي لم يحضن بالصغيرات يثبت حدكث الزكاج لهن إذ ال يكوف الطالؽ إال بعد زكاج‪.‬‬
‫كبهذا يتقرر أف الزكاج مػن الصػغيرات أمػر مبػاح لكػل كاحػد‪ .‬كلػيال أمػرا خاصػا بالرسػوؿ (صػلى اهلل عليػو كسػلم) كمػا‬
‫ذىب إليو ابن شبرمة‪.‬‬
‫كقد اسػتقر ىػذا التفسػير كأخػذ أبعػاده لػدل المحػدثين أيضػا حيػث بػوب إمػاـ األئمػة البخػارم لحػديث زكاج عائشػة‬
‫كىػػي بنػػت سػػت بقولػػو‪":‬بػػاب إاكػػاح الرجػػل كلػػده الصػػغار لقولػػو تعػػالى‪":‬كالالئػػي لػػم يحضػػن"فجعػػل عػػدتها ثالثػػة أشػػهر قبػػل‬
‫البلوغ"ِّْ‪.‬‬
‫ىذا مجمل ما جاء في ىذه المس لة‪.‬‬
‫كأخيرا البد من اإلشارة إلى أف حديث زكاج عائشة كىي بنت ست كالذم اصو‪":‬عن عائشة – رضي اهلل عنها ‪ :-‬أف‬
‫النبي (صلى اهلل عليو كسلم) تزكجها كىي بنت ست سنين كأدخلت عليو كىي بنت تسل"ِْْ‪.‬‬
‫دليل قوم بيد الجمهور‪.‬‬

‫‪[ 242‬أخرجو مسلم برقم (‪])1422‬‬


‫‪[ 243‬ىذا التبويب وقع عند احلديث (‪])5133‬‬
‫‪[ 244‬متفق عليو (خ ‪ , 5133‬م ‪])1422‬‬
‫كلكن إذا اظراا إلى المالبسات التي تحيا بو مػن مجػيء الملػا بصػورتها كمػن اللعػب التػي حملػت معهػا كبقيػت‬
‫في بيتها إلى مدة غير قصيرة كمن تسريب النبي (صػلى اهلل عليػو كسػلم) لصػديقاتها البنػات يلعػبن معهػا‪ ..‬كػل ىػذه عنػدما‬
‫يجمل بعضها إلى بعج تجعل الجتهاد ابن شبرمة قوة ال تقل عن قوة الجمهور فيما ذىب إليو‪.‬‬
‫أما ما جاء في اآلية الكريمة من قولػو تعػالى‪":‬كالالئػي لػم يحضػن"فهػي كإف فسػرت بالصػغيرات فهنػاؾ احتمػاؿ آخػر‬
‫قائم في تفسيرىا‪:‬‬
‫أال كىو أف كثيرا من الفقهاء ذكركا في أبواب الحيج من كتبهم‪ :‬أاو كجد من النساء من ال تحيج أصال‪.‬‬
‫كعليو فلم يعد تفسير اآليات قاصرا على الصغيرات بل ال بد كأف يشمل الكبيرات اللواتي لم ي تهن الحيجِْٓ‪.‬‬

‫َْ‪ -‬ما ذكره السيواي‪:‬‬


‫يختم الطالب ىذا المبحث بذكر بعج الخصائص فػي األحكػاـ ممػا لػم يػذكر فيمػا سػبق ممػا ال دليػل عليػو أك قػاـ‬
‫الدليل ضده دكف مناقشتها ذلا أاها من الوضوح بحيث ال تحتاج إلى مناقشة‪...‬‬
‫كقبل البدء في تعداد ما ينوه خصائص ال بد من التنبيو إلى‪:‬‬
‫ُ‪-‬إف بعج األحاديث جاءت مرغبة ببعج األعماؿ – كحاثة على عملها – بذكر فضل تلا األعماؿ كبعػج ىػذه‬
‫األحاديث في الصحيح كأكثرىا في الضعيو مما عني بو أصحاب كتب"الترغيب كالترىيب"كمن كاف على اريقتهم‪ .‬كجاء‬
‫المهتموف بجمل الغرائب فعدكا كل ذلا من الخصائص‪.‬‬
‫كالفضػػيلة شػػيء كالخصيصػػة شػػيء آخػػر كال شػػا بػ ف ىنػػاؾ خصػػائص فػػي الفضػػائل كلكنهػػا أمػػور قػػاـ الػػدليل علػػى‬
‫خصوصيتها‪.‬‬
‫ِ‪-‬إف بعػػج العلمػػاء أالقػػوا ألفكػػارىم العنػػاف فػػي تخيػػل الفضػػائل كالخصػػائص دكف أم دليػػل يسػػتندكف إليػػو‪ .‬كىػػذا‬
‫كثير‪.‬‬
‫ّ‪-‬كجاء السيواي – رحمو اهلل – لينقل كل شيء حتى كلو كاف بااال معارضا للصحيح كىو يصرح بذلا‪.‬‬
‫قػػاؿ‪":‬كاعلػػم أاػػي أذكػػر كػػل مػػا قػػاؿ فيػػو عػػالم إاػػو مػػن خصائصػػو‪ .‬سػػواء كػػاف عليػػو أصػػحابنا – أم الشػػافعية – أـ ال‪.‬‬
‫مصححا أـ ال ؟!‪.‬‬

‫‪[ 245‬قال الشيخ صاحل أمحد الشَّامي‪ :‬لقد تأكدت من قول الفقهاء بنفسي فقد سألت عددا كبًنا من األطباء عن‬
‫ىذا األمر – وىو وجود من ال حتيض – وقد أخربين أحدىم وىو شلن أثق بو‪ :‬أنو يعرف عن طريق زوجتو وجود‬
‫فتاتٌن مل حيضن ‪ ,‬بلغت إحداىن اخلامسة والعشرين ‪ ,‬والثانية بلغت اخلامسة والثالثٌن ‪ ,‬وأن أخا إلحداىن تزوج‬
‫ومل ينجب ‪ ,‬وأهنما مل تتزوجا لسبب واحد ‪ ,‬وىو أن األىل كانوا يبينون ىذا األمر للخاطب عندما حيضر ‪,‬‬
‫فًنغب عن الزواج خوفا من عدم اإلصلاب‪ .‬وقد قال يل ىذا الطبيب‪ :‬إنو على استعداد للذىاب معي إىل أىل‬
‫الفتاتٌن ‪ ,‬ألكون على يقٌن من األمر]‬
‫فإف ذلا دأب المتتبعين المستوعبين كإف كاف الجهلة القاصػركف إذا رأكا مثػل ذلػا بػادركا إلػى اإلاكػار علػى مػورده‬
‫!!"ِْٔ‪.‬‬
‫لذلا سندكر اائفة من المسائل مكتفين باإلشارة إليها علما ب ف السيواي يذكرىا كال يذكر دليال لها أصال‪.‬‬
‫منها‪ :‬أاو كاف مطالبا برؤية مشاىدة الحق مل معاشرة الناس بالنفال كالكالـ‪.‬‬
‫كمنها‪ :‬أاو كلو من العلم كحده ما كلفو الناس ب جمعهم‪.‬‬
‫كمنها‪ :‬أاو كاف يغاف على قلبو فيستغفر اهلل كل يوـ سبعين مرة ِْٕ‪.‬‬
‫كمنها‪ :‬كجوب ركعتي الفجر‪.‬‬
‫كمنها‪ :‬غسل الجمعة‪.‬‬
‫كمنها‪ :‬أاو خص بصالة خمسين صالة في كل يوـ كليلة – غير الخمال – فبلغت مائة ركعة‪.‬‬
‫كمنها‪ :‬أاو كاف إذا مر بنائم في كقت الصالة أيقظو‪.‬‬
‫كمنها‪ :‬خص بوجوب العقيقة‪.‬‬
‫كمنها‪ :‬اإلثابة على الهدية‪.‬‬
‫كمنها‪ :‬اإلغالظ على الكفار‪.‬‬
‫كمنها‪ :‬تحريج المامنين على القتاؿ‪.‬‬
‫كمنها‪ :‬أاو يجب عليو التوكل كيحرـ عليو االدخار‪.‬‬
‫كمنها‪ :‬الصبر على ما يكره‪.‬‬
‫كمنها‪ :‬صبر افسو مل الذين يدعوف ربهم بالغداة كالعشي‪.‬‬
‫كمنها‪ :‬الرفق كترؾ الغلظة‪.‬‬
‫كمنها‪ :‬إبالغ كل ما أازؿ اهلل عليو‪.‬‬
‫كمنها‪ :‬خطاب الناس بما يعقلوف‪.‬‬
‫كمنها‪:‬الدعاء لمن أدل صدقة مالو‪.‬‬
‫كمنها‪ :‬أف ال يعد كعدا كال يعلق أمرا على غد بغير استثناء‪.‬‬
‫كمنها‪ :‬كاف يجب عليو حفب أمواؿ المسلمين‪.‬‬
‫كمنها‪ :‬أاو ال يقر على السهو كالغلا ِْٖ‪.‬‬

‫‪[ 246‬اخلصائص الكربى ‪]396/2‬‬


‫‪[ 247‬اخلصائص الكربى ‪]404/2‬‬
‫‪[ 248‬مرشد احملتار ص‪]135 – 132‬‬
‫كمنها‪ :‬اختص بتحريم أكل ثمن أحد من كلد إسماعيل‪.‬‬
‫كمنها‪ :‬كره الضب يعني كراىة تحريم‪.‬‬
‫كمنها‪ :‬أاو ال يقبل ىدية مشرؾ‪.‬‬
‫كمنها‪ :‬كحرـ عليو الخمر من أكؿ ما بعث قبل أف تحرـ على الناس بنحو عشرين سنة فلم يبح لو قا‪.‬‬
‫كمنها‪ :‬كاهي عن التعرم ككشو العورة قبل أف يبعث‪.‬‬
‫كمنها‪ :‬ككاف ال يصلي على من غل كال من قتل افسو ِْٗ‪.‬‬
‫كمنها‪ :‬خص بإباحة استقباؿ القبلة كاستدبارىا في حاؿ قضاء الحاجة‪.‬‬
‫كمنها‪ :‬الصالة على القبر‪.‬‬
‫كمنها‪ :‬جواز استخالفو في اإلمامة‪.‬‬
‫كمنها‪ :‬ب او يصلي الركعة الواحدة بعضها من قياـ كبعضها من قعود‪.‬‬
‫كمنها‪ :‬الصوـ جنبا‪.‬‬
‫كمنها‪ :‬استمرار الطيب بعد اإلحراـ‪.‬‬
‫كمنها‪ :‬كاف لو أف يستثني في كالمو بعد حين منفصال‪.‬‬
‫كمنها‪ :‬أاو لم يكن يملا األمواؿ إاما كاف لو التصرؼ كاألخذ بقدر كفايتو‪.‬‬
‫كمنها‪ :‬قبوؿ الهدية بخالؼ غيره من الحكاـ‪.‬‬
‫كمنها‪ :‬ال يكره لو الفتول كالقضاء في حاؿ الغضب‪.‬‬
‫كمنها‪ :‬كضحى عن أمتو كليال ألحد أف يضحي عن الغير إال بإذاو ؟!‪.‬‬
‫كمنها‪ :‬لو قتل من سبو أك ىجاه !! عد ىذه ابن سبل َِٓ‪.‬‬
‫كخص‪ ..‬كخص ُِٓ‪.‬‬
‫كلػو ذىبنػػا إلػػى تسػػجيل كػػل مػػا جػػاء عنػػد السػػيواي ممػػا اافػػرد بػػو عػػن غيػػره لػػم اجػػد بابػػا مػػن أبػػواب الفقػػو إال كىنػػاؾ‬
‫خصوصية األمر الذم يذكراا بقوؿ النوكم – رحمو اهلل ‪":-‬لو فتح ىذا الباب الاسد كثير من يواىر الشرع"ِِٓ‪.‬‬
‫كلكنها أمثلة تبين أسباب التضخم الذم أصاب كتب الخصائص‪.‬‬

‫‪[ 249‬مرشد احملتار ص‪]191 – 190‬‬


‫‪[ 250‬مرشد احملتار ص‪]322 – 319‬‬
‫‪[ 251‬مرشد احملتار ص‪ 385- 352‬حيث ذكر ابن طولون ما جاء عند السيوطي زيادة على ما ذكره غًنه يف‬
‫خصائص الفضائل والكرامات‪ ..‬وفيو أمور عجيبة غريبة]‬
‫‪[ 252‬ادلواىب اللدنية ‪]308/4‬‬
****
‫المبحث الرابل‬
‫ِّٓ‬
‫في خصائص اظرية متخيلة‬

‫اذكر في ىذا المبحث أمثلة لخصائص تخيلها بعج العلماء اتيجة تفريعػاتهم الفقهيػة‪ .‬كىػي مسػائل لػم تالمػال كاقػل‬
‫الحيػػاة كلكػػن سػػودت بهػػا صػػفحات كثيػػرة أحببػػت االقتصػػار علػػى ىػػذه األمثلػػة دكف اإلكثػػار منهػػا كمػػن رجػػل إلػػى كتػػب‬
‫الخصائص كجد اماذج أخرل كثيرة‪.‬‬

‫ُ‪ -‬أاو (صلى اهلل عليو كسلم) يقضي لنفسو‪:‬‬

‫قاؿ ابن الملقن‪ :‬كاف لو (صلى اهلل عليو كسلم) أف يحكم لنفسو كلولده على األصح ألاو معصوـ‪ .‬حكاه الماكردم‪.‬‬
‫كجعل القضاعي ىذه الخصوصية‪ .‬مما يخصو (صلى اهلل عليو كسلم) دكف سائر األابياء ِْٓ‪ .‬ىذا ما اقلو ابن الملقن‬
‫كبنى عليو بعج التفريعات‪.‬‬
‫أما القوؿ بعصمتو (صلى اهلل عليو كسلم) – الذم ىو علة المس لة – فال خالؼ عليو كلكن األمر الغريب ىو ارح‬
‫أصل المس لة‪.‬‬
‫فالخصائص إاما تدرس باعتبارىا كقػائل مسػتثناة مػن القواعػد العامػة كال بػد فيهػا مػن دليػل صػحيح قػادر علػى إثبػات‬
‫الخصوصية‪.‬‬
‫كالواقعة ىنا منعدمة ال كجود لها إال في عالم التصور كالخياؿ فكيو أمكن إدراجها في قائمة الخصائص‪.‬‬
‫إاو األمر الغريب حقا !!‪.‬‬
‫كلػػو كػػاف األمػػر كػػذلا ألراح النبػػي (صػػلى اهلل عليػػو كسػػلم) افسػػو مػػن قبػػوؿ شػػهادة خزيمػػة الػػذم كااػػت شػػهادتو‬
‫بشهادتين كقضى لنفسو ب مر الفرس كسبق ذكر ىذه الواقعة ِٓٓ‪.‬‬

‫ِ‪ -‬يباح لو (صلى اهلل عليو كسلم) أف يزكج المرأة لنفسو‪:‬‬


‫ذكر ذلا ابن الملقن دكف دليل أك شرح ِٔٓ‪.‬‬

‫‪ )130 – 123([ 253‬من معٌن اخلصائص النبوية‪ :‬صاحل أمحد الشامي]‬


‫‪[ 254‬بداية السول‪]172 :‬‬
‫‪[ 255‬انظر تفصيل يف ادلسألة (‪ )21‬من ادلبحث الثالث]‬
‫كقاؿ ابن اولوف‪ :‬كاختص (صلى اهلل عليو كسلم) بإباحة تزكيج المرأة لنفسو كبتولي الطرفين بغير إذاها كإذف كليها‬
‫لقولو تعالى‪":‬النبي أكلى بالمامنين من أافسهم"[األحزاب‪]ٔ :‬‬
‫كقاؿ الحنااي‪ :‬يحتمل أف يقاؿ‪ :‬كاف ال يجوز إال بإذاها كاحتمالو مردكد بهذه اآلية ِٕٓ‪.‬‬

‫كىذا األمر لم يحدث بل إف الوقائل تنفيو فجويرية بنت الحارث حينما جاءتو تستشػيره بػ مر افسػها إثػر غػزكة بنػي‬
‫المص ػػطلق ق ػػاؿ له ػػا‪":‬فه ػػل ل ػػا إل ػػى م ػػا ى ػػو خي ػػر من ػػو ؟"قال ػػت‪ :‬كم ػػا ى ػػو ي ػػا رس ػػوؿ اهلل ؟ ق ػػاؿ‪":‬أؤدم عن ػػا كتابت ػػا‬
‫كأتزكجا"قالت‪ :‬قد فعلت ِٖٓ‪ .‬فاستكذااو لجويرية صريح كما اظن – بل إانا على يقين – من أاها لو رفضت ذلا لمػا‬
‫تم ىذا الزكاج فكرـ أخالقو (صلى اهلل عليو كسلم) ي بى أف يكرىها على أمر ال رغبة لها فيو‪.‬‬

‫ّ‪ -‬إباحة اكاح المعتدة‪:‬‬

‫قالوا‪ :‬كاف يحل لو (صلى اهلل عليو كسلم) اكاح المعتدة من غيره على كجو حكاه البغوم كالرافعي‪:‬‬
‫قاؿ ابن الملقن‪ :‬كىو غلا لم يذكره الجمهور كغلطوا من ذكره‪.‬‬
‫كالصواب – كما قاؿ النوكم في الركضة – القطل بالمنل ِٗٓ‪.‬‬
‫قاؿ النوكم‪ :‬بل الصواب القطل بامتناع المعتدة من غيره َِٔ‪.‬‬
‫قاؿ ابن الصالح‪ :‬قاؿ الغزالي في الخالصة‪ :‬كىو غلا منكر كددت محوه منو‪ .‬كتبعو فيو صاحب مختصر الجويني‬
‫صاحب ىذا القوؿ العلماء في الرد عليو في مسػ لة غيػر قابلػة لالجتهػاد كذلػا لمنػل ذلػا بقولػو‬
‫ي‬ ‫ُِٔ‪ .‬كيالحب كم أتعب‬
‫تعالى‪":‬كال تعزموا عقدة النكاح حتى يبل الكتاب أجلو"‪[ .‬البقرة‪]ِّٓ :‬‬
‫كلم يثبت ما يدؿ على خصوصية الرسػوؿ (صػلى اهلل عليػو كسػلم) فػي ىػذا األمػر كلػذا فهػو (صػلى اهلل عليػو كسػلم)‬
‫داخل في الخطاب الذم كرد في اآلية الكريمة دخوال أكيدا ألاو (صػلى اهلل عليػو كسػلم) ىػو المبػين بعملػو كقولػو الكتػاب‬
‫الكريم‪.‬‬

‫‪[ 256‬بداية السول‪]211 :‬‬


‫‪[ 257‬مرشد احملتار‪]312 :‬‬
‫‪[ 258‬انظر تفصيل ذلك يف ادلسألة اخلامسة من ادلبحث األول]‬
‫‪[ 259‬بداية السول‪]214 :‬‬
‫‪[ 260‬روضة الطالبٌن‪]10/7 :‬‬
‫‪[ 261‬بداية السول‪]214 :‬‬
‫ْ‪ -‬إباحة الطالؽ فوؽ ثالث‪:‬‬
‫قالوا‪ :‬كاختص (صلى اهلل عليو كسلم) ب او يباح لو في االقو الزيادة على الثالث ِِٔ‪ .‬قاؿ ابن البلقيني ِّٔ ؛ كالذم‬
‫يهر لي في مدرؾ ذلا‪ :‬أف الطالؽ في صدر اإلسالـ كاف غير منحصر في الثالث ثم حصر في الثالث لما قصػد بعػج‬
‫الناس المضارة بذلا‪ .‬فإف اظراا إلى عموـ اللفب في قولو تعالى‪":‬الطالؽ مرتاف"[البقرة‪]ِِٗ :‬‬
‫كقولو‪":‬فإف القها فال تحل لو من بعد"[البقرة‪ ]َِّ :‬حصراا كإف اظراا إلى خصوص السبب‪ :‬كىو قصد المضارة‬
‫فال حصر ألف األابياء – عليهم الصالة كالسالـ – مبرؤكف من قصد المضارة ِْٔ‪.‬‬
‫تلػػا ىػػي القضػػية‪ :‬كىػػي إامػػا حصػػر الطػػالؽ بػػالثالث حتػػى ال يكػػوف حيػػو علػػى المػػرأة كبمػػا أف الحيػػو ال يقػػل مػػن‬
‫الرسوؿ (صلى اهلل عليو كسلم) فال حاجة لحصر الطالؽ بالثالث‪.‬‬
‫عػن الػدليل‬ ‫كإذا علمنا أف ىذا الطالؽ لم يقل من الرسوؿ (صلى اهلل عليو كسلم) أصال تبين أاو ال حاجة للتفتػي‬
‫إذ ال دليل على الخصوص كاألصل أف الرسوؿ (صلى اهلل عليو كسػلم) محكػوـ باألحكػاـ العامػة مثلػو فػي ذلػا مثػل بقيػة‬
‫المسلمين مالم يوجد دليل التخصيص‪.‬‬
‫كمعظم الفقهاء لم يقولوا بالخصوصية في ىذه المس لة‪.‬‬
‫كبناء على ذلا قاؿ الماكردمِٓٔ‪ :‬كإذا قلنػا ينحصػر االقػو فلػو الػق القػة كاحػدة ثالثػا ىػل تحػل لػو مػن غيػر أف‬
‫تػػنكح غيػػره ؟ فيػػو كجهػػاف‪ :‬أحػػدىما اعػػم لمػػا خػػص بػػو مػػن تحػػريم اسػػائو علػػى غيػػره كالثػػااي ال تحػػل لػػو أبػػدا لمػػا فيػػو مػػن‬
‫التغليب في أسباب التحريم ِٔٔ‪.‬‬
‫فااظر إلى ىذا التفريل على مس لة أصلها غير موجود‪.‬‬
‫أال يع ٌد ذلا من عبث القوؿ كضياع الوقت في بحث مسائل يستحيل كقوعهػا ؟ بلػى‪ .‬كالحقيقػة أف النصػوص العامػة‬
‫في الشريعة يدخل فيها الرسوؿ (صلى اهلل عليو كسلم) فهو القدكة للمسلمين كىو أكؿ من يطبق أحكاـ اهلل تعالى‪.‬‬

‫ٓ‪ -‬ىل كاف يحل لو الجمل بين المرأة كعمتها‪:‬‬


‫ٔ‪ -‬لم يكن لو الجمل بين األختين كاألـ كالبنت‪:‬‬

‫‪[ 262‬قال بذلك أبو ثور وادلزين وأبو بكر الدقاق من فقهاء الشافعية (مرشد احملتار‪])278 :‬‬
‫‪[ 263‬ىو عبد الرمحن بن عمر ‪ ,‬من علماء احلديث دبصر ‪ ,‬انتهت إليو الفتوى ‪ ,‬تويف بالقاىرة سنة (‪])824‬‬
‫‪[ 264‬مرشد احملتار‪]278 – 277 :‬‬
‫‪[ 265‬ىو علي بن زلمد ‪ ,‬أبو احلسن ادلاوردي ‪ ,‬أقضى قضاة عصره ‪ ,‬لو تصانيف نافعة ‪ ,‬تويف ببغداد سنة‬
‫(‪])450‬‬
‫‪[ 266‬مرشد احملتار‪]278 :‬‬
‫ذكرت كتب الخصائص ىاتين المس لتين بهذا األسلوب في العنواف‪.‬‬
‫كىذه المسائل ليست محل خالؼ عند الجمهور في أاو ال مجاؿ للخصوصية فيها‪.‬‬
‫ً‬
‫المخااب ىل يدخل فػي الخطػاب ؟ ألاػو قػاؿ (صػلى اهلل عليػو‬ ‫كلكن قاؿ بالمس لة األكلى ابن القطاف‪ :‬بناء على أف‬
‫كسلم)‪":‬ال تنكح المرأة على عمتها كال على خالتها"ِٕٔ‪.‬‬

‫كقاؿ بالمس لة الثااية‪ :‬الحنااي ِٖٔ‪.‬‬


‫كىو قوؿ باال‪ :‬فعن أـ حبيبة قالت‪ :‬قلت‪ :‬يا رسوؿ اهلل ااكح أختي بنت أبػي سػفياف‪ .‬قػاؿ‪":‬كتحبػين ؟"قلػت‪ :‬اعػم‬
‫لست لا بمخلية كأحب من شاركني في خير أختي فقاؿ النبي (صػلى اهلل عليػو كسػلم)‪":‬إف ذلػا ال يحػل لػي"قلػت‪ :‬يػا‬
‫رسوؿ اهلل فواهلل إاا لنتحدث أاا تريد أف تنكح درة بنت أبي سلمة‪ .‬قاؿ‪":‬بنت أـ سلمة ؟"فقلت‪ :‬اعم قاؿ‪":‬فواهلل لو لم‬
‫تكػػن فػػي حجػػرم مػػا حلػػت لػػي إاهػػا البنػػة أخػػي مػػن الرضػػاعة أرضػػعتني كأبػػا سػػلمة ثويبػػة‪ .‬فػػال تعرضػػن علػػي بنػػاتكن كال‬
‫أخواتكن"ِٗٔ‪.‬‬

‫كالحقيقة أف ىاتين المس لتين ليستا محل خالؼ كإامػا كػاف ذكرىمػا فػي الخصػائص لبيػاف البااػل فػي قػوؿ مػن قػاؿ‬
‫بهما‪.‬‬
‫كالمالحب‪:‬‬
‫‪ -‬أف ىذه القضايا لم تقل‪ - .‬أاو ال دليل على الخصوصية فيها‪.‬‬
‫كإاما جاء القوؿ بها اتيجة ألقيسة فاسدة‪.‬‬
‫كلػػذلا قػػاؿ اإلمػػاـ فخػػر الػػدين الػػرازم فػػي التعليػػق علػػى المس ػ لة األكلػػى‪":‬ىػػذه المس ػ لة مػػن الكػػالـ فػػي الخصػػائص‬
‫باالجتهاد كىو باال كلم يقل مثل ذلا مػن النبػي (صػلى اهلل عليػو كسػلم) كلػم يػذكره الجمهػور كإامػا اسػب ذلػا إلػى‬
‫خا بعج المفتين اقال عن ابن القطاف كمثل ذلا ال تثبت بو الوجوه فالصواب القطل بإبطاؿ ىذا"َِٕ‪.‬‬

‫كىكذا اجد أف الكالـ فيهما لبياف الباال كتنبيها عليو‪.‬‬

‫‪[ 267‬جاء يف ىذا ادلعىن عدة أحاديث عند البخاري منها‪":‬هنى رسول اهلل (صلى اهلل عليو وسلم) أن تنكح ادلرأة‬
‫على عمتها أو خالتها"رقم ‪ , 5108‬و"ال جيمع بٌن ادلرأة وعمتها ‪ ,‬وال بٌن ادلرأة وخالتها"رقم ‪]5109‬‬
‫‪[ 268‬انظر يف ادلسألتٌن غاية السول‪ , 215-214 :‬واللفظ ادلكرم ‪]516 – 515/1‬‬
‫‪[ 269‬البخاري‪]5107 :‬‬
‫‪[ 270‬مرشد احملتار‪]317 :‬‬
‫ٕ‪ -‬تحريم اكاح األمة المسلمة‪:‬‬

‫قالوا‪ :‬كاختص (صلى اهلل عليو كسلم) بتحريم اكاح األمة المسلمة‪ .‬ألف جػوازه مشػركط بخػوؼ العنىػت كىػو (صػلى‬
‫اهلل عليو كسلم) معصوـ كألف من اكح أمة كاف كلده منها رقيقا كمنصبو منزه عن ذلا ُِٕ‪.‬‬
‫كمن المعلوـ فقها‪ :‬أف المسلم ال يحق لو الزكاج من األمة إال بتحقق شراين‪:‬‬
‫‪ -‬خوؼ العنىت على افسو كىو ىنا الزاا‪.‬‬
‫‪ -‬عدـ الطوؿ كىو عدـ كجود مهر الحرة‪.‬‬
‫كىذا المنل إاما كاف لما يترتب على ىذا الزكاج من رؽ األبناء ككواهم في المستقبل أرقاء لمن يملا األمة المزكجة‪.‬‬
‫كىذا الزكاج لم يحدث من الرسوؿ (صلى اهلل عليو كسلم) فلماذا البحث فيو ؟‬
‫كإذا كاف النبي (صلى اهلل عليو كسلم) لن يخشى العنىت ففي ىذه الحالة حكمػو حكػم أمتػو فلمػاذا افػرد لػو حكمػا‬
‫خاصا كاجعل المس لة من مسائل الخصائص ؟!‪.‬‬
‫كىكذا تنضم ىذه المسالة إلى ما سبقها من المسائل التي ال اائل في البحث فيها‪.‬‬

‫ٖ‪ -‬تحريم اكاح الحرة الكتابية‪:‬‬

‫قالوا‪ :‬يحرـ عليو اكاح الحرة الكتابية‪.‬‬


‫كذلا لقولو تعالى‪":‬كأزكاجو أمهاتهم"[األحزاب‪ ]ٔ :‬ف زكاجو أمهات المامنين‪ .‬كىن زكجاتو في الجنة‪ .‬كالجنة حراـ‬
‫على الكافرين فكيو يتزكج امرأة كتابية ؟!‪.‬‬

‫كذىب إلى حل ذلا اإلماـ أبو إسحاؽ الشيرازم مالو"المهذب" فقاؿ‪ :‬ال يحرـ عليو اكاحها كما في حق األمػة‬
‫كحكمو عليو الصالة كالسالـ في النكاح أكسل من حكم أمتو كىي حالؿ لهم فلو أكلى ِِٕ‪.‬‬
‫كمعرفة الحكم في ىذه المس لة كالجهل بو سواء ألاو ال اائل كراءه كليال لو أثر في مجاؿ التطبيق العلمي‪.‬‬
‫كالنبي (صلى اهلل عليو كسلم) لم ينكح امػرأة كتابيػة كلػم يػرد اػص يخصصػو فػي ىػذه المسػ لة كلػذا فاألصػل تطبيػق‬
‫القواعد العامة الواردة في الشريعة في حقو‪ .‬كلو حدث ىذا منو لكاف لو في التشريل حكم !‬

‫****‬
‫‪ )411([ 271‬هتذيب اخلصائص الكربى‪ :‬لعبد اهلل التليدي]‬
‫‪[ 272‬غاية السول‪]149 :‬‬
‫المبحث الخامال‬
‫ِّٕ‬
‫خصائص مزعومة ال دليل عليها‬

‫اذكر في ىذا المبحث اموذجا من المسائل الغريبة كالتي ىي من اوعية ما ذكر فػي المبحػث السػابق كلكنهػا تحمػل‬
‫عناصػر اإلسػػاءة للنبػي الكػػريم (صػػلى اهلل عليػو كسػػلم) كتصػوره بمػػا ال ينبغػػي كبمػا يتعػػارض مػل مػػا كصػػفو بػو اهلل تعػػالى مػػن‬
‫الخلق العظيم‪.‬‬
‫كالحق أاها اقائص ينبغي أف ينػزه عنهػا بحػث مثػل بحثنػا ىػذا كلكنػو كػاف ال بػد مػن ذكرىػا لبيػاف الخطػ الفػادح التػي‬
‫تحملو كللتنبيو على خطرىا كبخاصة أف معظم كتب الخصائص قد ذكرتها‪.‬‬

‫ُ‪ -‬أخذ الطعاـ كالشراب من مالكهما‪:‬‬


‫قاؿ اإلماـ النوكم‪:‬‬
‫"ك – للنبي (صلى اهلل عليو كسلم) – أف ي خذ الطعاـ كالشراب من مالكهما المحتاج إليهما إذا احتاج إليهما كعلى‬
‫صػػاحبهما البػػذؿ كيفػػدم بمهجتػػو مهجػػة رسػػوؿ اهلل (صػػلى اهلل عليػػو كسػػلم) قػػاؿ اهلل تعػػالى‪":‬النبػػي أكلػػى بػػالمامنين مػػن‬
‫أافسهم"‪[ .‬األحزاب‪]ٔ :‬‬
‫قلت – أم اإلماـ النوكم ‪ :-‬كمثلو ما ذكره الفورااي كإبراىيم المركذم كغيرىما‪ :‬أاو لو قصده يالم كجب علػى مػن‬
‫حضره أف يبذؿ افسو دكاو (صلى اهلل عليو كسلم) ِْٕ‪.‬‬
‫كقد تناقلت ىذا النص كتب الخصائص ِٕٓ‪.‬‬

‫كجاء في كتاب"مطالب أكلي النهى"‪:‬‬


‫"كجعل (صلى اهلل عليو كسلم) أكلى بالمامنين من أافسهم لقولو تعالى‪":‬النبي أكلى بالمامنين من أافسهم"‪.‬‬
‫كيلزـ كل أحد أحد أف يقيو بنفسو كمالو كلو الب ذلا حتى من المحتاج كيفدم بمهجتػو مهجتػو (صػلى اهلل عليػو‬
‫كسلم) فإاو أكلى بالمامنين من أافسهم‪.‬‬
‫كمثلو لو قصده يالم‪ :‬فعلى من حضره أف يبذؿ افسو دكاو"ِٕٔ‪.‬‬

‫‪ )147 – 131([ 273‬من معٌن اخلصائص النبوية‪ :‬صاحل أمحد الشامي]‬


‫‪[ 274‬روضة الطالبٌن‪ :‬لإلمام النووي‪]8/7 .‬‬
‫‪[ 275‬غاية السول‪ , 175 :‬ومرشد احملتار‪]234 :‬‬
‫‪[ 276‬مطالب أويل النهى يف شرح غاية ادلنتهى ‪]38/ 5‬‬
‫كاإلماـ النوكم إاما يقرر المذىب بقولو‪.‬‬
‫كقد عزا الخيضرم النص افسو إلى الرافعي ِٕٕ‪.‬‬

‫يقوؿ الطالب‪:‬‬
‫ما من شا أف من كاجب المسلمين أف يبذلوا أافسهم كأمػوالهم ككػل مػا يملكػوف‪ ..‬دكف رسػوؿ اهلل (صػلى اهلل عليػو‬
‫كسلم) كال يرغبوا ب افسهم عن افسو‪...‬‬
‫الرسػوؿ (صػلى اهلل عليػو كسػلم) كػل ذلػا ككتػب السػيرة مليكػة بالشػواىد علػى‬ ‫كقد فعل جيل الصحابة الذم عػاي‬
‫ذلا مما يشهد لهذا الجيل الفريد بالخيرية المطلقة على بقية األجياؿ‪.‬‬
‫كالمسلموف كلهم على اختالؼ أزمااهم على قدـ الصحابة في ىذا األمر من احتراـ الرسوؿ (صلى اهلل عليػو كسػلم)‬
‫كفدائو ب افسهم كأموالهم كالشواىد على ذلا كثيرة أيضا‪.‬‬
‫كلكن عرض المس لة بهذا األسلوب يتنافى مل المنهج األخالقي الذم جاء بو الرسوؿ (صلى اهلل عليو كسلم)‪.‬‬
‫كلو قيل ىذا الكالـ بحق غيره لكاف منقصة كمذمة‪.‬‬
‫تصور معي إاسااا معو اعاـ كشراب كىو محتاج إليو بحيث لو أخذ منو ألدل ذلا إلى موتو فجاء إاسػاف آخػر فػي‬
‫مثل حالة األكؿ كليال معو اعاـ كال شراب فلم يجد بدا من أخذ ما مل األكؿ من اعاـ كشراب لإلبقاء على حياة افسو‬
‫كترؾ األكؿ يموت جوعا كعطشا‪.‬‬
‫فما حكم فعل الرجل الثااي في اظر األخالؽ كاظر الفقو‪.‬‬
‫ىذه ىي الخصوصية التي اتحدث عنها في ىذه المس لة‪.‬‬
‫ال شػػا بػ ف فعػػل الرجػػل الثػػااي غيػػر مقبػػوؿ فػػي لغػػة الفقهػػاء كال فػػي لغػػة األخػػالؽ فكيػػو يكػػوف خصوصػػية للرسػػوؿ‬
‫(صلى اهلل عليو كسلم) ؟!‪.‬‬
‫ال شا ب ف الرجل األكؿ لو بذؿ للثااي ما معو لكاف ذلا فضيلة أخالقية رفيعة لهذا الرجل تعبر عن اإليثار في أعلى‬
‫درجاتو كما جاء ذلا في كصو الصحابة في قولو تعالى‪":‬كياثركف على أافسهم كلو كاف بهم ىخصاصة"[الحشر‪]ٗ :‬‬
‫أما األمر المعترض عليو في ىذه المس لة فهو أف يكوف الرسوؿ (صػلى اهلل عليػو كسػلم) فػي مقػاـ الرجػل الثػااي فػي‬
‫المثاؿ المذكور‪.‬‬
‫إف ىذا األمر غير متخيل منو حدكثو (صلى اهلل عليو كسلم) لتعارضو مل ما عرؼ عنو من األخالؽ الرفيعة التػي اػص‬
‫عليها القرآف الكريم بقولو‪":‬كإاا لعلى خلق عظيم"[القلم‪]ْ :‬‬

‫‪[ 277‬اللفظ ادلكرم ‪]359 /1‬‬


‫فهو الذم يحمل الكل كيكسب المعدكـ كيعين على اوائب الحق‪ ..‬كما قالت السيدة خديجة – رضي اهلل عنها ‪-‬‬
‫‪.‬‬
‫كىو الذم كاف يسير في الرجوع من الغزكات كالسفر في آخر القوـ يعين الضعيو كيساعد أصحاب الحاجات‪..‬‬
‫فهو (صلى اهلل عليو كسلم) دائما كفي كقت األزمات في موقو العطاء ال في موقو األخذ‪ .‬كدائما يده العليا‪.‬‬
‫تحل في كقت الحاجة فكيو اتج لخيالنا أف اقبل للرسوؿ (صػلى اهلل‬
‫كإذا كاات الصدقات عليو محرمة كىي إاما ُّ‬
‫عليو كسلم) صورة الغاصب ؟! في كقت الحاجة‪.‬‬
‫إف ىػػذه الخاصػػية المتخيلػػة بعيػػدة كػػل البعػػد عػػن ذات الرسػػوؿ الكريمػػة (صػػلى اهلل عليػػو كسػػلم) كيتمنػػى اإلاسػػاف‬
‫المسلم لو استطاع محوىا من ىذه الكتب لما فيها من إساءة للرسوؿ (صلى اهلل عليو كسلم) كتشويو لصورتو‪..‬‬
‫أما ما استدؿ بو أصحاب ىذا الرأم من قولو تعالى‪":‬النبي أكلى بالمامنين من أافسػهم"فهػو اسػتدالؿ فػي عكػال مػا‬
‫جاءت بو اآلية الكريمة‪ .‬فهم استدلوا بها على أف الرسوؿ (صلى اهلل عليو كسلم) لو بهػذه اآليػة أف يقػدـ افسػو علػيهم فػي‬
‫حرمااهم مما يحتاجوف إليو ليلبي بو حاجة افسو‪.‬‬
‫كلم يفهم أحد من المفسرين ىذا الفهم‪.‬‬
‫قاؿ ابن كثير – رحمو اهلل – في تفسير اآلية المذكورة‪":‬قد علم اهلل تعالى شفقة رسػولو (صػلى اهلل عليػو كسػلم) علػى‬
‫أمتو كاصحو لهم فجعلو أكلى بهم من أافسهم‪.‬‬
‫قاؿ البخارم عند ىذه اآلية‪ ..‬عن أبي ىريرة – رضي اهلل عنو ‪ -‬عن النبي (صلى اهلل عليو كسلم) قاؿ‪":‬ما من مامن‬
‫إال كأاا أكلى الناس بو في الدايا كاآلخرة كاقرؤكا إف شػكتم"النبػي أكلػى بػالمامنين مػن أافسػهم"ف يمػا مػامن تػرؾ مػاال فليرثػو‬
‫ِٖٕ ِٕٗ‬
‫‪..‬‬ ‫عصبتو من كااوا كإف ترؾ دينا أك ضياعا فلي تني ف اا مواله‬
‫ىذا ما قالو ابػن كثيػر‪ .‬ككاضػح مػن كالمػو كمػن الحػديث الػذم استشػهد بػو أف الرسػوؿ (صػلى اهلل عليػو كسػلم) أكلػى‬
‫بػػالمامنين مػػن أافسػػهم فػػي تحمػػل الغػػرـ عػػنهم كمسػػاعدتهم فػػي كقػػت الشػػدة‪ .‬أمػػا فػػي أكقػػات رفػػاىهم كاسػػتغنائهم كعػػدـ‬
‫حاجتهم‪ ..‬فإف ذلا يعود إلى ذكم قراباتهم‪.‬‬
‫إذف ليال في اآلية ما يدؿ على ما ذىبوا إليو‪.‬‬
‫كاتساءؿ‪ :‬كيو قبل الفقهاء مثل ىذا التصور ثم جعلوه من الخصوصيات ؟‪.‬‬
‫كالجواب‪ :‬إف الفقهاء – رحمهم اهلل ‪ -‬فػي المسػائل الفرعيػة كثيػرا مػا تسػيطر علػيهم القواعػد الفقهيػة القائمػة علػى‬
‫القياس كالنظير في الحكم بعيدا عن النظاـ األخالقي العاـ كىذا االتجاه جعلهم يقسموف األحكاـ في كثير من األحياف‬
‫فيقولوف‪ :‬قضاء كديااة‪.‬‬

‫‪[ 278‬البخاري‪]2399 :‬‬


‫‪[ 279‬تفسًن ابن كثًن عند اآلية ادلذكورة]‬
‫فالحكم القضائي‪ :‬ىو الذم كقو عند النص دكف مراعاة للجااب الباان في المس لة‪..‬‬
‫كفي مس لتنا ىذه‪ :‬رأكا أف حياتو (صلى اهلل عليو كسلم) مقدمػة علػى حيػاة بقيػة النػاس كلػذا كػاف لػو (صػلى اهلل عليػو‬
‫كسلم) أف يتخذ من الوسائل ما يحافب عليها حتى كلو كاف في ذلا تلو بعػج األافػال‪ .‬فالمصػلحة العامػة مقدمػة علػى‬
‫المصػػلحة الخاصػػة‪ .‬فبقػػاؤه (صػػلى اهلل عليػػو كسػػلم) مصػػلحة عامػػة للمسػػلمين كبقػػاء فػػرد مػػن المسػػلمين‪ .‬مصػػلحة خاصػػة‬
‫لذلا الفرد كمن يلوذ بو‪.‬‬
‫كىو منطق مقبوؿ بشكل عاـ كلكنو في ىذه المس لة يعارض ما كاف عليو (صلى اهلل عليو كسلم) من أخػالؽ‪ .‬ككػاف‬
‫على الذين بحثوا في ىذه المس لة أف يراعوا ىذا الجااب كىو جااب أصيل في حياتو (صلى اهلل عليو كسلم)‪.‬‬
‫أمر آخر أدل إلى الخط في ىذه المس لة‪ .‬كىو أسلوب عرضها‪.‬‬
‫كاف عليهم أف يعرضوىا من جااب التزاـ المامنين‪.‬‬
‫فلو قالوا‪ :‬على المسلمين أف يبذلوا للرسوؿ (صػلى اهلل عليػو كسػلم) مػا ىػو بحاجػة إليػو حتػى كلػو كػااوا ىػم بحاجػة‬
‫إليو فذلا من لوازـ الحب للرسوؿ (صلى اهلل عليو كسلم)‪.‬‬
‫كلو فعلوا ذلا‪ .‬لكاف ىو الصواب الذم ال خالؼ عليو فما من مسلم يمارم في ىذه القضية‪.‬‬
‫كأخيػرا فػإف ىػذه المسػ لة مسػ لة متخيلػة ال صػلة لهػا بػالواقل كاألصػل فػي الخصػائص أف تكػوف كقػائل قائمػة‪ .‬كأف‬
‫يكوف لها من النصوص ما يثبتها‪.‬‬
‫كليست المس لة التي بين أيدينا مما يتوفر فيو ىذاف الشرااف‪.‬‬
‫قاؿ ابن اولوف بعد أف ذكر المس لة كاألقواؿ فيها كقد شعر بفداحة الخطب‪:‬‬
‫"كالصػواب عنػدم تػرؾ التوسػل فػي مثػل ذلػا إذ ال اائػل تحتػو كلػم أجػد فػي األحاديػث النبويػة مػا يػدؿ علػى ىػذه‬
‫الخصوصية‪ .‬كقد استدلوا لهػا بقولػو تعػالى‪":‬النبػي أكلػى بػالمامنين مػن أافسػهم"كاإلسػتدالؿ بػذلا لػيال صػريحا لكنػو علػى‬
‫كجو اللزكـ‪ ...‬قاؿ ابن عطية‪ :‬ىو أكلى بهم من أافسهم ألف أافسهم تدعوىم إلى الهالؾ كىو يدعوىم إلى النجاة"َِٖ‪.‬‬

‫ِ‪ -‬إذا رغب (صلى اهلل عليو كسلم) في اكاح امرأة‪:‬‬


‫جاء في كتاب"ركضة الطالبين"‪:‬‬
‫كمػػن الخص ػائص‪":‬أاػػو (صػػلى اهلل عليػػو كسػػلم) لػػو رغػػب فػػي اكػػاح امػػرأة فػػإف كااػػت خليػػة ُِٖ لزمهػػا اإلجابػػة علػػى‬
‫الصحيح كيحرـ على غيره خطبتها‪ .‬كإف كاات متزكجة كجب على زكجها االقها لينكحها على الصحيح"ِِٖ‪.‬‬

‫‪[ 280‬مرشد احملتار‪]236 – 235 :‬‬


‫‪[ 281‬اخللية‪ :‬اليت ال زوج ذلا ‪ ,‬سواء سبق ذلا زواج أم ال]‬
‫‪[ 282‬روضة الطالبٌن‪]9/7 :‬‬
‫ككذا جاء في كتب الخصائص ِّٖ‪.‬‬
‫كاكتفى صاحب"مطالب أكلي النهى"بذكر المس لة األكلى كلم يذكر المس لة الثااية ِْٖ‪.‬‬
‫ىذه الخصوصية تشتمل على مس لتين‪:‬‬
‫‪ -‬رغبة النبي (صلى اهلل عليو كسلم) في امرأة غير متزكجة‪.‬‬
‫‪ -‬رغبتو في امرأة متزكجة‪.‬‬

‫كقد استدلوا للمس لة األكلى‪ :‬ب ف على المرأة الخلية اإلجابة ألاها إذا خالفت أمره كاات عاصية كإف خالفت رغبتو‬
‫كاات غير راضية بقولو كفعلو كذلا عصياف عظيم يادم إلى الكفر فتلزمها اإلجابة كتخير‪.‬‬
‫كاسػ ػػتدؿ لػ ػػذلا المػ ػػاكردم بعمػ ػػوـ قولػ ػػو تعػ ػػالى‪":‬يػ ػػا أيهػ ػػا الػ ػػذين ءامنػ ػػوا اسػ ػػتجيبوا هلل كللرسػ ػػوؿ إذا دعػ ػػاكم لمػ ػػا‬
‫يحييكم"[األافاؿ‪.ِٖٓ ]ِْ :‬‬
‫كقبل المضي في سياؽ أدلة المس لة الثااية فإاي أتوقو للنظر في أدلة المس لة األكلى‪.‬‬
‫إف سيرتو (صلى اهلل عليو كسلم) في أمر زكاجو تخالو ىذا االستدالؿ‪.‬‬

‫فإف أـ سلمة – رضي اهلل عنها – اعتذرت حين خطبها ثم رضيت بعد ذلا‪.‬‬
‫كقد استشار جويرية بنت الحارث حينما جاءت تطلب مساعدتو‪.‬‬
‫فقاؿ‪":‬فهل لا في خير من ذلا"‪..‬فاستشارىا في زكاجو منها ِٖٔ‪.‬‬
‫كخطب النبي (صلى اهلل عليو كسلم) ابنة عمو أـ ىاا بنت أبي االب فاعتذرت ب اها ذات أكالد كلم تقبل ِٕٖ‪.‬‬
‫ثػػم إف اهلل سػػبحااو كتعػػالى أمػػر الرسػػوؿ (صػػلى اهلل عليػػو كسػػلم) أف يخيػػر اسػػاءه ليكػػوف اسػػتمرارىن معػػو عػػن رضػػى‬
‫منهن فرضى من رغب بها ابتداء أكلى‪.‬‬

‫ثػػم إف أحاديثػػو الكثيػػرة التػػي تبػػين للنػػاس شػػرعهم المطهػػر تػ مرىم ب خػػذ موافقػػة الزكجػػات قبػػل العقػػد‪ .‬ففػػي الحػػديث‬
‫المتفػػق عليػػو عػػن أبػػي ىريػػرة‪ :‬أف النبػػي (صػػلى اهلل عليػػو كسػػلم) قػػاؿ‪":‬ال تػػنكح األيػػم حتػػى تسػػت مر كال تػػنكح البكػػر حتػػى‬
‫تست ذف"ِٖٖ‪.‬‬

‫‪[ 283‬انظر‪ :‬غاية السول ص‪ , 196‬ومرشد احملتار ص‪ , 282‬واللفظ ادلكرم‪]468 /1 :‬‬


‫‪[ 284‬مطالب أويل النهى‪]35 /5 :‬‬
‫‪[ 285‬مرشد احملتار‪]282 :‬‬
‫‪[ 286‬أخرجو أبو داود‪]3931 :‬‬
‫‪[ 287‬اإلصابة‪ :‬البن حجر‪]287/4 :‬‬
‫ثم إف الذين كضعوا ىذه المس لة المفترضة المتخيلة كالتي ألزموا فيها المرأة بالموافقة رجعوا فقالوا‪ :‬تلزمها اإلجابة‬
‫كتخير‪.‬‬
‫يقوؿ الطالب‪ :‬لو خيرت فاختػارت عػدـ الػزكاج لعػذر مػا ىػل تكػوف عاصػية ؟ كإذا كااػت باختيارىػا سػتكوف عاصػية‬
‫فما فائدة التخيير إذا كاات برفضها على كلتا الحالتين ستكوف عاصية‪ .‬إاو منطق عجيب في عالم االحتماالت‪.‬‬
‫كأما اآلية الكريمة فهػي اػص عػاـ جػاء بشػ ف القتػاؿ قػاؿ المفسػركف‪":‬يػا أيػو الػذين آمنػوا اسػتجيبوا هلل كللرسػوؿ إذا‬
‫دعاكم لما يحييكم"أم الجهاد كالقتاؿ‪.‬‬
‫ثم إف المس لة قائمة على دعول الخصوصية‪ .‬ف م الدليل على ذلا‪.‬‬

‫كاتقل إلى المس لة الثااية‪.‬‬


‫قاؿ الغزالي‪ :‬قالوا‪ :‬إذا كقل بصره (صلى اهلل عليو كسلم) علػى امػرأة فوقعػت منػو موقعػا كجػب علػى الػزكج تطليقهػا‪.‬‬
‫لقصة زيد‪.‬‬
‫قاؿ‪ :‬كلعل السر فيػو مػن جااػب الػزكج امتحػاف إيمااػو بتكليػو النػزكؿ عػن أىلػو كمػن جااػب النبػي (صػلى اهلل عليػو‬
‫كسلم) ابتالؤه بالبلية البشػرية كمنعػو مػن خائنػة األعػين كعػن اإلضػمار الػذم يخػالو اإليهػار كال شػيء أدعػى إلػى غػج‬
‫البصر من ىذا التكليو ِٖٗ‪.‬‬
‫كإف المسػلم ليقػو أمػاـ ىػذه المسػ لة التػي دكاهػا الفقهػاء فػي كتػبهم كأصػلوىا كفتشػوا لهػا عػن األدلػة فػ تعبوا بهػػا‬
‫أافسهم كأساؤكا‪.‬‬
‫تخيػل معػػي أف امػرأة ذات زكج كأكالد مػػرت مػن أمػػاـ النبػي (صػػلى اهلل عليػو كسػػلم) ف عجبتػو ككقعػػت مػن قلبػػو فػػإف‬
‫على الزكج المسكين كبكامل الرضى أف يطلق زكجتو كيهدـ أسرتو ليتزكج الرسوؿ (صلى اهلل عليو كسلم) ىذه المرأة‪ .‬كذا‬
‫قالوا في ىذه المس لة ؟!‪.‬‬
‫كلو حػذؼ شػخص الرسػوؿ (صػلى اهلل عليػو كسػلم) مػن ىػذه المسػ لة ثػم ركيػت عػن أم شػخص كػاف لوصػو ىػذا‬
‫الشخص ب شنل األكصاؼ‪.‬‬
‫كما ادرم كيو أسو فكر ىػاالء الفقهػاء الكبػار – رحمهػم اهلل – فػي ىػذه المسػ لة فجػاؤكا فيهػا بػ مر عجػاب بػل‬
‫كجعل بعضهم يايدىا ب دلة باالة في جدؿ فقهي عقيم كاسي بعضهم أاها مس لة تتعلق بالرسوؿ (صلى اهلل عليو كسلم)‪.‬‬
‫اقل اإلماـ الغزالي عن فقهاء الشافعية أاهم استشهدكا لهذه المس لة بقصة زيد !!‪.‬‬
‫كما ادرم ما عالقة قصة زيد بهذه المس لة ؟‪.‬‬

‫‪[ 288‬متفق عليو‪ :‬خ‪ , 5136 :‬م‪]1419 :‬‬


‫‪[ 289‬غاية السول‪ , 197 :‬ومرشد احملتار‪]284 :‬‬
‫اللهم إال إذا كاف مرادىم القصة المكذكبة الملفقة الباالة التي تركيها بعج كتب السيرة كبعج كتب التفسير‪ .‬كالتي‬
‫ملخصها‪:‬‬
‫زكجػػة زيػػد بػػن حارثػػة ف حبهػػا ككقعػػت فػػي قلبػػو فقػػاؿ‪:‬‬ ‫أف الرسػػوؿ (صػػلى اهلل عليػػو كسػػلم) رأل زينػػب بنػػت جحػ‬
‫سػ ػػبحاف مقلػ ػػب القلػ ػػوب فسػ ػػمعتها زينػ ػػب ف ػ ػ خبرت بهػ ػػا زيػ ػػدا ف ػ ػ راد أف يطلقهػ ػػا فقػ ػػاؿ لػ ػػو الرسػ ػػوؿ (صػ ػػلى اهلل عليػ ػػو‬
‫كسلم)‪":‬أمسا عليا زكجا" حتى ازؿ القرآف يعاتبو على إخفائو‪.‬‬
‫ربما كاف استدالؿ الفقهاء الذين أشار إليهم الغزالي بهذه القصة‪.‬‬
‫كىي قصة باالة‪.‬‬
‫كال بد أف ابين قصة زيد التي أشار إليها الغزالي باختصار شديد حتى يظهر زيو ما استدلوا بو‪:‬‬
‫كاف ذلا في العاـ الخػامال مػن الهجػرة كقبػل أف يفػرض الحجػاب حػين خطػب رسػوؿ اهلل (صػلى اهلل عليػو كسػلم)‬
‫زينب ابنة عمتو أميمة بنت عبد المطلب لفتاه زيد بن حارثة فترفعػت عليػو لشػرؼ اسػبها كجمالهػا فػ ازؿ اهلل تعػالى‪":‬كمػا‬
‫كاف لمامن كال مامنة إذا قضى اهلل كرسولو أمرا أف يكوف لهم الخيرة من أمرىم"‪[ .‬األحزاب‪ ]ّٔ :‬فقالت‪ :‬إذف ال أعصي‬
‫اهلل كرسولو كتم الزكاج‪.‬‬
‫كاسػػتمرت الزكجيػػة أكثػػر مػػن عػػاـ ككااػػت زينػػب فيهػػا حػػدة فكػػاف زيػػد يشػػكو ذلػػا إلػػى رسػػوؿ اهلل (صػػلى اهلل عليػػو‬
‫كسلم) رغبة في الطالؽ فيقوؿ لو (صلى اهلل عليو كسلم)‪":‬أمسا عليا زكجا"‪.‬‬
‫كحدث أف أعلم اهلل ابيو (صلى اهلل عليػو كسػلم) بػ ف زينػب سػتكوف مػن أزكاجػو ككػاف ذلػا قبػل استشػارة زيػد النبػي‬
‫(صلى اهلل عليو كسلم) بالطالؽ‪.‬‬
‫ككقل الطالؽ كااتهت مدة العدة كالب النبي (صلى اهلل عليػو كسػلم) مػن زيػد أف يػذىب إلػى زينػب كيخطبهػا لػو‪..‬‬
‫عزكجل ثم قامت إلى مسػجدىا كاػزؿ القػرآف كجػاء رسػوؿ اهلل (صػلى اهلل عليػو‬
‫فقالت‪ :‬ما أاا بصااعة شيكا حتى أؤامر ربي ٌ‬
‫كسلم) فدخل عليها بغير إذف‪.‬‬

‫أما القرآف الذم ازؿ فهو قولو تعالى‪:‬‬


‫"كإذ تقوؿ للذم أاعم اهلل عليو كأاعمت عليو أمسا عليا زكجا كاتق اهلل كتخفي في افسا ما اهلل مبديو كتخشػى‬
‫الناس كاهلل أحق أف تخشاه فلما قضى زيد منها كارا زكجناكها لكي ال يكػوف علػى المػامنين حػرج فػي أزكاج أدعيػائهم إذا‬
‫قضوا منهن كارا ككاف أمر اهلل مفعوال"[األحزاب‪]ّٕ :‬‬

‫كمعنى‪":‬كتخفى في افسا ما اهلل مبديو"ىو ما أعلمو اهلل أاها ستكوف زكجتو‪.‬‬


‫كمعنى‪":‬كتخشى الناس"تخشى أف يقوؿ الناس تزكج محمد حليلة ابنو‪.‬‬
‫كالتعليػػل القرآاػػي لهػػذا الحػػدث كاضػػح كػػل الوضػػوح فػػي قولػػو تعػػالى‪":‬لكػػي ال يكػػوف علػػى المػػامنين حػػرج فػػي أزكاج‬
‫أدعياىم إذا قضوا منهن كارا"‪.‬‬
‫تلا ىي قصة زيد باختصار شديد َِٗ‪.‬‬
‫ف ين الدليل فيها على المس لة محل البحث إاو ال دليػل فزيػد لػم يطلػق زينػب ألجػل رؤيػة الرسػوؿ (صػلى اهلل عليػو‬
‫بينهما لتعالي زينب على زيد‪.‬‬ ‫كسلم) لها كإاما لعدـ إمكاف استمرار العي‬
‫أما قولهم إاو (صلى اهلل عليو كسلم) رآىا فوقعت في قلبو فهو كالـ باال ألف الرسوؿ (صلى اهلل عليو كسلم) كاف‬
‫يراىػا قبػػل أف يزكجهػػا لزيػػد فلػػم يكػػن الحجػػاب مفركضػػا يومكػػذ كإامػػا فػػرض الحجػػاب ليلػػة زكاج الرسػػوؿ (صػػلى اهلل عليػػو‬
‫كسلم) من زينب‪ .‬كىذا يبطل القصة المزعومة من أصلها‪.‬‬
‫كالقصة – محل البحث – مما اختلو فيو فقهاء الشافعية كلكػن معظمهػم علػى إقرارىػا كلػذا أكردىػا اإلمػاـ النػوكم‬
‫مقررا إياىا دكف أم تعقيب عليها‪ .‬كما ذكرت في أكؿ المس لة‪.‬‬
‫كقد أبطل بعج الفقهاء ىذه المسػ لة – مسػ لة أاػو إذا رأل رسػوؿ اهلل امػرأة كأعجبتػو كػاف علػى زكجهػا أف يطلقهػا –‬
‫كافوىا افيا شديدا‪.‬‬
‫قاؿ اإلماـ السبكي‪":‬كلم يكن (صلى اهلل عليو كسلم) تعجبو امرأة أحد من الناس كقصة زينب إاما جعلها اهلل تعػالى‬
‫– كمػػا فػػي سػػورة األحػزاب – قطعػػا لقػػوؿ النػػاس‪ :‬إف زيػػدا ابػػن محمػػد كإبطػػاال للتبنػػي قػػاؿ‪ :‬كبالجملػػة فهػػذا الموضػػل مػػن‬
‫منك ػرات كالمهػػم فػػي الخصػػائص كقػػد بػػالغوا فػػي ىػػذا البػػاب فػػي مواضػػل كاقتحمػػوا فيهػػا عظػػائم لقػػد كػػااوا فػػي غنيػػة‬
‫عنها"ُِٗ‪.‬‬
‫كالرسوؿ (صلى اهلل عليو كسلم) أعظم من أف تخطر ىػذه المسػ لة علػى بالػو فضػال عػن أف ينفػذىا فػي الواقػل فهػو‬
‫صاحب الخلق العظيم‪.‬‬

‫ّ‪ -‬جواز لعن من شاء بغير سبب‪:‬‬


‫قاؿ ابن القاص‪ :‬كاختص (صلى اهلل عليو كسلم) ب او يباح لو لعن من شاء من غير سبب يقتضيو ِِٗ‪.‬‬
‫يقوؿ الطالب‪ :‬تصور معي ىذه المس لة قبل الحديث عن الدليل كعن التعليل‪.‬‬
‫إاساف يلعن إاساف أك شيكا لغير سبب يقتضي ذلا‪ .‬إف ىذه الصورة لو اقلت عن أم إاساف لعده الناس أسوأ الناس‬
‫!‬

‫‪ 311 – 303[ 290‬من معٌن السًنة‪ :‬صاحل أمحد الشامي]‬

‫‪[ 291‬شرح الزرقاين على ادلواىب اللدنية‪]235/5 :‬‬


‫‪[ 292‬غاية السول‪ , 183 :‬وهتذيب اخلصائص الكربى‪ , 417 :‬ومرشد احملتار‪]248 :‬‬
‫فكيو تلصق ىذه بالرسوؿ الكريم (صلى اهلل عليو كسلم) كىو الذم جاء كصفو في الصحيح عن أاػال – رضػي اهلل‬
‫عنو – قاؿ‪ :‬لم يكن النبي (صلى اهلل عليو كسلم) سبابا كال فاحشا كال لعااا ِّٗ‪.‬‬
‫كأاال أقرب الناس إليو !!‪.‬‬
‫كىو الذم جاءت أحاديثو (صلى اهلل عليو كسلم) الكثيرة في النهي عن اللعن كالشتم كمنها‪:‬‬
‫"إف اللعااين ال يكواوف شهداء كال شفعاء يوـ القيامة"ِْٗ‪.‬‬
‫"ال ينبغي لصديق أف يكوف لعااا"ِٓٗ‪.‬‬
‫كعن أبي ىريرة – رضي اهلل عنو – قاؿ‪ :‬قيل يا رسوؿ اهلل ادع على المشركين فقاؿ‪":‬إاي لم أبعث لعااا كإاما بعثت‬
‫رحمة"ِٔٗ‪ .‬ىذه الصورة المنقولة لنا فػي الصػحيح عػن رسػوؿ اهلل (صػلى اهلل عليػو كسػلم) فكيػو أمكػن جعػل اللعػن كلغيػر‬
‫سبب من خصوصياتو ؟‪.‬‬
‫إاو األمر العجيب‪ .‬كلذا استبعده العلماء‪.‬‬
‫عن الدليل كالتعليل لهذا القوؿ فال اجد إال استدالال كاحدا قاؿ‪ :‬ألف لعنتو رحمة‪.‬‬ ‫كاعود لنفت‬
‫كاحن بحاجة في ىذه المس لة إلى إيضاح أمرين‪:‬‬

‫األمػػر األكؿ‪ :‬إف الرسػػوؿ (صػػلى اهلل عليػػو كسػػلم) بشػػر يغضػػب كيرضػػى كقػػد يصػػدر السػػب كالشػػتم منػػو فػػي حالػػة‬
‫الغضب كما يحدث لكل الناس‪.‬‬
‫كقد جاء ذلا صريحا عنو (صػلى اهلل عليػو كسػلم) فيمػا أخرجػو مسػلم عػن أبػي ىريػرة – رضػي اهلل عنػو – قػاؿ‪ :‬قػاؿ‬
‫رسوؿ اهلل (صلى اهلل عليو كسلم)‪":‬اللهم ! إاما محمد بشر يغضب كما يغضب البشر كإاي قد اتخذت عندؾ عهػدا لػن‬
‫تخلفنيو ف يما مامن آذيتو أك سببتو أك جلدتو فاجعلها لو كفارة كقربة تقربو بها إليا يوـ القيامة"ِٕٗ‪.‬‬
‫فالحػػديث الشػػريو يبػػين بصػػراحة ككضػػوح أف السػػب يمكػػن أف يحػػدث كلكػػن ذلػػا إامػػا يكػػوف فػػي حالػػة الغضػػب‪.‬‬
‫كالغضب اافعاؿ افسي ال يحدث بغير سبب‪ .‬كإاما يكوف بعد أسباب تستدعي كجوده‪.‬‬
‫كلكن المس لة ىنا تجعل اللعن مباحا لو لمن شاء كمن غير سبب يقتضيو !‪.‬‬
‫الفارؽ كبير بين الصورة التي جاءت بها المس لة كبين الصورة المعركضة في الحديث‪.‬‬
‫كلذا ال يمكن أف يكوف ما جاء في الحديث دليال لما جاء في المس لة‪.‬‬

‫‪[ 293‬البخاري‪]6031 :‬‬


‫‪[ 294‬مسلم‪]2598 :‬‬
‫‪[ 295‬مسلم‪]2597 :‬‬
‫‪[ 296‬مسلم‪]2599 :‬‬
‫‪[ 297‬مسلم‪]2601 :‬‬
‫األمر الثااي‪ :‬أف الحديث السػابق يحػدد أف سػبو يكػوف رحمػة للمػامنين كإال فإاػو (صػلى اهلل عليػو كسػلم) دعػا علػى‬
‫الكفار كالمنافقين كلم يكن دعاؤه رحمة لهم‪.‬‬
‫فقد جاء في الحديث عن أبي ىريرة – رضي اهلل عنو ‪ :-‬أاو كاف يقنت في الركعة األخرل من صػالة الظهػر كصػالة‬
‫العشاء كصالة الصبح بعدما يقوؿ‪ :‬سمل اهلل لمن حمده فيدعو للمامنين كيلعن الكفار ِٖٗ‪.‬‬
‫بهذا يتضح األمر ب ف المس لة محل البحػث ال صػلة لهػا برسػوؿ اهلل (صػلى اهلل عليػو كسػلم) كفيهػا تشػويو ألخالقػو‬
‫الكريمة بل إاها غير مقبولة ألم إاساف ألاها تصوير إلاساف غير سوم في فطرتو منحرؼ في سلوكو كأخالقو‪.‬‬
‫كأخيرا‪ :‬ف ين دليل الخصوصية لهذه المس لة ؟!‪.‬‬

‫ْ‪ -‬جواز القتل بعد األماف‪:‬‬

‫قاؿ ابن القاص في التلخيص‪ :‬كاختص (صلى اهلل عليو كسلم) بإباحة القتل لو بعد األماف ِٗٗ‪.‬‬
‫كقد خط ه العلماء في ذلا‪.‬‬
‫كاستدؿ بعضهم لهػذا القػوؿ بقتػل ابػن خطػل متعلقػا ب سػتار الكعبػة بعػد إعالاػو (صػلى اهلل عليػو كسػلم) أاػو مػن دخػل‬
‫المسجد فهو آمن‪.‬‬
‫كىذا اإلستدالؿ غير صحيح فإف النبي (صلى اهلل عليو كسلم) عندما أعلن األماف استثنى افػرا مػن الرجػاؿ كامػرأتين‬
‫كقاؿ‪":‬اقتلوىم"‪ .‬كأىدر دمهم منهم‪ :‬عبد اهلل بن خطل الذم قتل متعلقا ب ستار الكعبة ََّ‪.‬‬
‫كقاؿ جمهور العلماء في الرد على ابن القاص‪ :‬من يحرـ عليو خائنة األعين كيو يجوز لو قتل من أمنو ؟‪.‬‬
‫كالحقيقة أف األمر أكبر من قضية رد قوؿ ابن القاص‪ .‬كىو ىذه الجرأة على القوؿ ب مور تعارض منهج اإلسالـ العاـ‬
‫من جااب كتخدش في أخالؽ الرسوؿ الكريم (صلى اهلل عليو كسلم) من جااب آخر‪.‬‬
‫كمثل ىذه األمور ينبغي التثبت منها كالتركم قبل القوؿ بها كالنظر في آثارىا‪.‬‬
‫إف ىذه المس لة تحمل في اياتها اسبة أسوأ خلق إلػى الرسػوؿ (صػلى اهلل عليػو كسػلم) أال كىػو الغػدر فكيػو يتجػرأ‬
‫فقيو على اإلقداـ على مثل ىذا األمر ؟!‪.‬‬

‫‪[ 298‬متفق عليو‪ :‬خ‪ , 797 :‬م‪]676 :‬‬


‫‪[ 299‬غاية السول‪ , 187 :‬ومرشد احملتار‪]248 :‬‬
‫‪[ 300‬انظر تفصيل ذلك يف"فتح الباري"‪]61-59/4‬‬
‫كالذم يبدك للطالب – كاهلل أعلم – أف بعضهم كػاف حريصػا علػى زيػادة عػدد الخصػائص كيعػ ٌد ذلػا مػن الفضػائل‬
‫فكلما زاد عدد الخصائص زادت فضائل الرسوؿ (صلى اهلل عليو كسلم) كلذا كػااوا يسػارعوف بػالقوؿ بالخصوصػية ألداػى‬
‫شبهة دكف التريث للوقوؼ على دليل صحيح‪.‬‬

‫****‬
‫الفصل الثااي‬
‫الخصائص التفضيلة‬

‫كفيو أربعة مباحث‪:‬‬


‫المبحث األكؿ‪ :‬فيما اختص بو (صلى اهلل عليو كسلم) دكف جميل األابياء في الحياة الدايا‪.‬‬
‫المبحث الثااي‪ :‬فيما اختص بو (صلى اهلل عليو كسلم) دكف جميل األابياء في الحياة اآلخرة‪.‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬فيما اختص بو (صلى اهلل عليو كسلم) دكف أمتو كقد ييشاركو فيها أابياء آخركف‪.‬‬
‫المبحث الرابل‪ :‬خصائص ال دليل عليها‪.‬‬
‫المبحث األكؿ‬
‫َُّ‬
‫فيما اختص بو (صلى اهلل عليو كسلم) دكف جميل األابياء في الحياة الدايا‬

‫ُ‪ -‬اختصاص النبي صلى اهلل عليو كسلم ب ف آيتو العظمى في كتابو‪:‬‬

‫الم ٌنزؿ على رسولو األمين؛ ليكوف اذيران للعػالمين كىػو الػذم س ٌػماه اهلل تعػالى اػوران مبينػان ((يىػا‬ ‫القرآف كالـ اهلل تعالى ي‬
‫ورا يمبًيننػا)) [النسػاء‪ ]ُْٕ:‬كىػو الػوحي الػذم أكحػاه اهلل إلػى رسػولو‬ ‫ً‬
‫ىازلٍنىا إًل ٍىي يك ٍم اي ن‬
‫اء يك ٍم بيػ ٍرىىا هف م ٍن ىربِّ يك ٍم ىكأ ى‬
‫اس قى ٍد ىج ى‬
‫أىيُّػ ىها الن ي‬
‫صػػلى اهلل عليػػو كسػػلم فعػػن أبػػي ىريػػرة(َِّ) رضػػي اهلل عنػػو قػػاؿ‪ :‬قػاؿ النبػػي صػػلى اهلل عليػػو كسػػلم‪ :‬مػػا مػػن األابيػػاء ابػػي إال‬
‫أعطي من اآليات ما مثلو آمن عليو البشر كإاما كاف الػذم أكتيتػو كحيػان أكحػاه اهلل إلػي؛ فػ رجو أف أكػوف أكثػرىم تابعػان يػوـ‬
‫(َّّ)‬
‫أخص معجزات المصطفى صلى اهلل عليو كسلم‪.‬‬
‫لذا فالقرآف الكريم ُّ‬ ‫القيامة} متفق عليو كاللفب للبخارم‬

‫كفػػي ىػػذا يقػػوؿ المػػاكردم(َّْ) رحمػػو اهلل‪( :‬كالقػػرآف ٌأكؿ معجػػز دعػػا بػػو محمػػد صػػلى اهلل عليػػو كسػػلم إلػػى ابوتػػو‬
‫(َّٓ)‬
‫ص بإعجازه من جميل رسلو كإف كاف كالمػان ملفويػان كقػوالن محفويػان لثالثػة أسػباب صػار بهػن‬
‫كخ ٌ‬
‫فيو برسالتو ي‬ ‫فصدع‬
‫أخص إعجازه كأيهر آياتو‪:‬‬
‫من ِّ‬

‫أحػػدىا‪ :‬أ ٌف معجػػز كػػل رسػػوؿ موافػػق لألغلػػب مػػن أحػػواؿ عصػػره كالشػػائل المنتشػػر مػػن اػػاس دىػػره؛ ألف موسػػى عليػػو‬
‫السالـ حين بيعث في عصر السحرة يخص من فلق البحر(َّٔ) يبسان كقلب العصا حية ما بهر كل ساح ور كأذؿ كل كاف ور‬
‫ػب كأذىػل كػل‬‫كبيعث عيسى عليو السالـ في عصر الطٌب ف يخص من إبراء الزمنى(َّٕ) كإحياء الموتى ما أدى كػل ابي و‬
‫محمد صلى اهلل عليو كسلم في عصر الفصاحة كالبالغة يخػص بػالقرآف فػي إيجػازه كإعجػازه بمػا عجػز‬
‫كلما بيعث ٌ‬ ‫و‬
‫لبيب ٌ‬
‫عنو الفصحاء كأذعن لو البلغاء كتبلٌد فيو الشعراء؛ ليكوف العجز فيو أقهر كالتقصير فيو أيهر‪.‬‬

‫)‪ )58 -35([ (301‬خصائص ادلصطفى‪ :‬للصادق بن إلبراىيم]‬


‫َِّ صحابي اختلو في اسمو إلى عشرة أقواؿ قاؿ ابن حجر‪ :‬مرجعها من جهة صحة النقل إلى ثالثة عيمير كعبد اهلل كعبد الرحمن األكالف محتمالف في الجاىلية كاإلسالـ‬
‫( )‬
‫لدكسي توفي رضي اهلل عنو سنة سب ول كخمسين ااظر اإلصابة في تمييز الصحابة البن حجر ج (ُِ)‬
‫ِّ‬ ‫كعبد الرحمن في اإلسالـ خاصة كأما اسم أبيو فعامر بن عبد ذم الشِّرم بن اريو ا‬

‫رقم الترجمة (َُُٖ)‪.‬‬

‫َّّ خ‪ :‬ؾ‪ .‬فضائل القرآف ب‪ :‬كيو ازؿ الوحي (ٗ‪ )ّ/‬مل الفتح؛ ـ‪ :‬ؾ‪ .‬اإليماف ب‪ :‬كجوب اإليماف برسالة ابينا محمد صلى اهلل عليو كسلم (ِ‪ )ُٖٔ/‬مل النوكم‪.‬‬
‫)‬ ‫(‬
‫َّْ أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب البصرم الماكردم شيخ الشافعية صاحب الحاكم الكبير كالتصاايو الكثيرة في األصوؿ كالفركع كالتفسير كاألحكاـ السلطااية كأدب الدايا‬
‫)‬ ‫(‬
‫كالدين ت‪ .‬سنة ْٓٓىػ‪ .‬ااظر ابقات الشافعية للسبكي (ٓ‪ )ِٕٔ/‬كالبداية كالنهاية البن كثير (ُُ‪.)ٖٓ/‬‬

‫َّٓ الصاع‪ :‬الشق أم شق جماعتهم بكلمة التوحيد ااظر القاموس المحيا للفيركزآبادم ص (ُٓٗ)‪.‬‬
‫)‬ ‫(‬
‫َّٔ أم شقو ااظر القاموس المحيا ص (ُُٖٔ)‪.‬‬
‫)‬ ‫(‬
‫َّٕ أصحاب العاىات المستديمة‪ .‬ااظر‪ :‬القاموس المحيا ص (ُّٓٓ)‪.‬‬
‫)‬ ‫(‬
‫الثااي‪ :‬أ ٌف المعجز في كل قوـ بحسب أفهامهم كعلى قدر عقولهم كأذىااهم ككاف من قػوـ موسػى كعيسػى عليهمػا‬
‫السالـ بالدةه كغباكةه؛ ألاٌو لم ينقل عنهم ما يدركف بو من كالـ مستحس ون أك يستفاد من معنى مبتكػ ور كقػالوا لنبػيهم حػين‬
‫صػوا مػن اإلعجػاز بمػا يصػلوف‬ ‫اج ىعل لىنىا إًل نىها ىك ىما ل يىه ٍم آلً ىهةه)) [األعػراؼ‪ ]ُّٖ:‬ف يخ ُّ‬ ‫مركا بقوـ يعكفوف على و‬
‫أصناـ لهم‪ٍ (( :‬‬ ‫ٌ‬
‫إليو ببداية حواسهم كالعرب أصح النػاس أفهامػان كأحػدىم أذىااػان؛ قػد ابتكػركا مػن الفصػاحة أبلغهػا كمػن المعػااي أغربهػا‬
‫صػػوا مػػن معجػػزة القػػرآف بمػػا تجػػوؿ فيػػو أفهػػامهم كتصػػل إليػػو أذىػػااهم؛ فيػػدركوه بالفطنػػة دكف‬
‫كمػػن اآلداب أحسػػنها؛ ف يخ ُّ‬
‫كبالركية دكف المبادرة؛ لتكوف كل أمة مخصوصة بما يشاكل ابعها كيوافق فهمها‪.‬‬
‫البديهة ٌ‬
‫الثالػػث‪ :‬أ ٌف معجػػزة القػػرآف أبقػػى علػػى األعصػػار كأاشػػر فػػي األقطػػار مػػن معجػػزة يخػػتص بحاضػػره كينػػدرس بػػااقراض‬
‫عصره كما داـ إعجازه أحج؛ فهو باالختصاص أحق)(َّٖ)‪.‬‬

‫لكن معجزة القرآف أكسل اطاقان من الفصاحة كالبالغة؛ ألف‬


‫يقوؿ الطالب‪ :‬فما ذكره الماكردم رحمو اهلل كالـ سديد ٌ‬
‫رسالتو صلى اهلل عليو كسلم عامة للثقلين إلى قياـ الساعة‪.‬‬

‫ِ‪ -‬اختصاص النبي صلى اهلل عليو كسلم بتعهد اهلل تعالى بحفب الكتاب المنزؿ عليو‪:‬‬

‫الذ ٍك ىر ىكإًاا لىوي‬‫خص اهلل تعالى القرآف الكريم دكف سائر الكتب السماكية األخرل بالحفب‪ .‬قاؿ تعالى‪(( :‬إًاا اى ٍح ين اىػزلٍنىا ِّ‬
‫اا يل ًم ٍن بىػ ٍي ًن يى ىديٍ ًو ىكال ًم ٍن ىخل ًٍف ًو)) [فصلت‪-ُْ :‬‬ ‫ىكتاب ع ًزيز * ال ي ٍتً ًيو الٍب ً‬
‫ى ى‬
‫ً‬
‫ىحافظيو ىف)) [الحجر‪ ]ٗ:‬كقاؿ تعالى‪ (( :‬ىكإًاوي ل ى ه ى ه‬
‫ل ً‬
‫ى‬
‫ض يػه ٍم‬‫آف ال يىٍتيو ىف بً ًمثٍلً ًو ىكلى ٍػو ىكػا ىف بىػ ٍع ي‬
‫ٍج ُّن ىعلىى أى ٍف ي ٍتيوا بً ًمثٍ ًل ىى ىذا الٍ يقر ً‬
‫ٍ‬ ‫ى‬
‫ت ا ًإلاال كال ً‬
‫ي ى‬
‫اجتىمع ً‬ ‫ً‬
‫ِْ] اآلية كقاؿ تعالى‪(( :‬قي ٍل لىك ًن ٍ ى ى‬
‫كأمػػا الكتػب األخػػرل فقػد ككػػل اهلل تعػالى أمػػر حفظهػا إلػػى أىلهػا قػػاؿ تعػالى‪(( :‬إًاػػا أ ى‬
‫ىازلٍنىػػا‬ ‫ج يى ًهيػ نػرا)) [اإلسػراء‪ٌ .]ٖٖ:‬‬ ‫لًػبىػ ٍع و‬
‫اب الل ًو ىكىكاايوا‬ ‫استي ٍح ًفظيوا ًم ٍن كًتى ً‬ ‫ار بً ىما ٍ‬
‫ىحبى ي‬
‫ً‬
‫ادكا ىكالرباايُّو ىف ىكاأل ٍ‬ ‫ين ىى ي‬ ‫ًً‬
‫ىسلى يموا للذ ى‬
‫ين أ ٍ‬
‫ً‬ ‫ً ً‬
‫ور يى ٍح يك يم ب ىها النبيُّو ىف الذ ى‬
‫ً‬
‫التػ ٍوىراةى ف ىيها يى ندل ىكاي ه‬
‫اء)) [المائدة‪.]ْْ:‬‬ ‫ً‬
‫ىعلىٍيو يش ىه ىد ى‬
‫يقوؿ اآللوسي(َّٗ) رحمو اهلل‪( :‬بما استحفظوا) أم بالذم استحفظوه من جهة النبيين كىػو التػوراة حيػث سػ لوىم أف‬
‫يحفظوىا من التغيير كالتبديل على اإلاالؽ كقولو‪( :‬ككااوا عليو شهداء) عطػو علػى (اسػتحفظوا) كمعنػى (شػهداء) رقبػاء‬
‫يحمواو من أف يحوـ حوؿ حماه التغيير كالتبديل بوجو من الوجوه)(َُّ)‪.‬‬

‫ّ‪ -‬اختصاص النبي صلى اهلل عليو كسلم ب ف كتابو مشتمل على ما اشتملت عليو الكتب السابقة كفيضِّل بالمفصل‪:‬‬

‫َّٖ الماكردم‪ :‬أعالـ النبوة ص (ٕٓ‪ )ٖٓ-‬كااظر بداية السوؿ في تفضيل الرسوؿ صلى اهلل عليو كسلم للعز بن عبد السالـ ص (ّٗ) كااظر عالمات النبوة ألحمد بن أبي بكر البوصيرم ص (ُٖٓ)‪.‬‬
‫)‬ ‫(‬
‫َّٗ ىو‪ :‬محمود بن عبد اهلل الحسيني اآللوسي أبو الثناء مفسر كمحدث كأديب من كتبو‪ :‬ركح المعااي في تفسير القرآف‪ .‬ااظر‪ :‬األعالـ للزركلي (ٕ‪ )ُٕٔ/‬كمعجم المالفين‬
‫)‬ ‫(‬
‫لكحالة (ُِ‪.)ُٕٓ/‬‬

‫َُّ ركح المعااي لأللوسي (ٔ‪.)ُْْ/‬‬


‫)‬ ‫(‬
‫(ُِّ)‬
‫لحديث كاثلة بن األسقل(ُُّ) رضي اهلل عنو أف النبي صلى اهلل عليو كسلم قاؿ‪ :‬أيعطيت مكاف التوراة السػبل‬
‫كفيضِّلت بالمفصل(ُّٓ)}(ُّٔ)‪.‬‬ ‫(ُّْ)‬
‫كأيعطيت مكاف اإلاجيل المثااي‬ ‫(ُّّ)‬
‫الزبور المكين‬
‫كأيعطيت مكاف ٌ‬
‫قػػاؿ الهيثمػػي(ُّٕ)‪( :‬كفيػػو ليػػث بػػن أبػػي سػػليم كقػػد ضػ ٌػعفو جماعػػة كيعتبػػر بحديثػػو كبقيػػة رجالػػو رجػػاؿ الصػػحيح)(ُّٖ)‪.‬‬
‫كقاؿ األلبااي‪( :‬صحيح بمجموع ارقو)(ُّٗ)‪.‬‬

‫ْ‪ -‬اختصاص النبي صلى اهلل عليو كسلم بخواتيم سورة البقرة‪:‬‬

‫ركل اإلماـ أحمد من حديث أبي ذر(َِّ) رضي اهلل عنو قاؿ‪ :‬قاؿ رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم‪ :‬إاي أكتيتهما من‬
‫كنز من بيت تحت العرش كلم ياتهما ابي قبلي}‪ .‬يعني اآليتين من سورة البقرة‪.)ُِّ(.‬‬

‫قاؿ الشيخ األلبااي‪( :‬صحيح على شرط مسلم)(ِِّ)‪.‬‬

‫آم ىن بًالل ًو ىكىمالئً ىكتً ًو ىكيكتيبً ًو ىكير يسلً ًو ال ايػ ىف ِّر يؽ‬ ‫ً‬ ‫ًً ً‬
‫وؿ بً ىما أيا ًز ىؿ إًل ٍىيو م ٍن ىربِّو ىكال يٍم ٍامنيو ىف يكلٌّ ى‬‫آم ىن الر يس ي‬ ‫كاآليتاف ىما قولو تعالى‪ (( :‬ى‬
‫ت ىك ىعلىٍيػ ىهػا‬‫سبى ٍ‬ ‫سا إال يك ٍس ىع ىها ل ىىها ىما ىك ى‬
‫و اللوي اىػ ٍف ً‬
‫ن‬ ‫ص يير * ال يي ىكلِّ ي‬ ‫ا الٍم ً‬
‫ا ىربػنىا ىكإًل ٍىي ى ى‬ ‫ىح ود ًم ٍن ير يسلً ًو ىكقىاليوا ىس ًم ٍعنىا ىكأىاى ٍعنىا غي ٍف ىرااى ى‬
‫بىػ ٍي ىن أ ى‬
‫ين ًم ٍن قىػ ٍبلًنىا ىربػنىػا ىكال تي ىح ِّملٍنىػا‬ ‫ً‬
‫ص نرا ىك ىما ىح ىم ٍلتىوي ىعلىى الذ ى‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ت ىربػنىا ال تيػ ىااخ ٍذاىا إً ٍف اىسينىا أ ٍىك أى ٍخطىٍاىا ىربػنىا ىكال تى ٍح ًم ٍل ىعلىٍيػنىا إً ٍ‬ ‫سبى ٍ‬‫ىما ا ٍكتى ى‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ين)) [البقرة‪.]ِٖٔ-ِٖٓ :‬‬ ‫ااص ٍراىا ىعلىى الٍ ىق ٍوـ الٍ ىكاف ًر ى‬
‫ت ىم ٍوالاىا فى ي‬ ‫و ىعنا ىكا ٍغ ًف ٍر لىنىا ىك ٍار ىح ٍمنىا أىاٍ ى‬ ‫ىما ال اىاقىةى لىنىا بً ًو ىكا ٍع ي‬

‫ٓ‪ -‬اختصاص النبي صلى اهلل عليو كسلم ب ف في كتابو الناسخ كالمنسوخ‪:‬‬

‫ُُّ ابن كعب بن عامر من بني ليث بن عبد مناة صحابي ت‪ .‬سنة ثالث كثمااين كقيل خمال كثمااين كىو آخر من مات بدمشق من الصحابة‪ .‬ااظر اإلصابة (جَُ رقم َٖٖٗ)‪.‬‬
‫)‬ ‫(‬
‫ُِّ السبل الطواؿ ىي من البقرة إلى التوبة‪.‬‬
‫)‬ ‫(‬
‫ُّّ ىي السور التي بل عدد آياتها المائة أك قاربها‪.‬‬
‫)‬ ‫(‬
‫ُّْ ىي السور التي بعد المكين إلى المفصل‪.‬‬
‫)‬ ‫(‬
‫ُّٓ كيبدأ المفصل على األرجح من سورة (ؽ) إلى آخر السور القرآىاية‪ .‬ااظر في ذلا اإلتقاف في علوـ القرآىف للسيواي ص (ُٕٗ‪.)َُٖ-‬‬
‫)‬ ‫(‬
‫ُّٔ حم‪.)َُٕ/ْ( :‬‬
‫)‬ ‫(‬
‫ُّٕ ىو‪ :‬اور الدين أبو الحسن علي بن أبي بكر الهيثمي الحافب من تصاايفو مجمل الزكائد كمنبل الفوائد ت‪ .‬سنة َٕٖ ىػ‪ .‬ااظر شذرات الذىب البن العماد (ٗ‪.)َُٓ/‬‬
‫)‬ ‫(‬
‫ُّٖ الهيثمي‪ :‬مجمل الزكائد (ٕ‪.)ٖٓ/‬‬
‫)‬ ‫(‬
‫ُّٗ السلسلة الصحيحة لمحمد ااصر الدين األلبااي (ّ‪.)ْٔٗ/‬‬
‫)‬ ‫(‬
‫َِّ الغفارم صحابي اختلو في اسمو كالمشهور أاو جندب بن جنادة ت‪ :‬بالربذة سنة إحدل كثالثين ااظر اإلصابة ج (ُُ رقم ّْٖ)‪.‬‬
‫)‬ ‫(‬
‫ُِّ حم‪.)ُٓ/ٓ( :‬‬
‫)‬ ‫(‬
‫ِِّ السلسلة الصحيحة (ّ‪.)ُْٕ/‬‬
‫)‬ ‫(‬
‫ػل ىش ػ ٍػي وء قىػ ًػد هير))‬
‫ٍت بً ىخ ٍيػ ػ ور ًم ٍنػ ىه ػػا أ ٍىك ًمثٍلً ىه ػػا أىلىػ ٍػم تىػ ٍعلىػ ٍػم أىف الل ػػوى ىعلىػػى يك ػ ِّ‬ ‫ً‬
‫نس ػػها اىػ ػ ً‬ ‫و‬ ‫ً‬
‫نسػ ػ ٍخ م ػ ٍػن آيىػػة أ ٍىك اي ى‬
‫ق ػػاؿ تع ػػالى‪ (( :‬ىم ػػا اى ى‬
‫[البقرة‪ ]َُٔ:‬اآلية‪.‬‬

‫قاؿ ابن جرير(ِّّ)‪( :‬ما اغير من حكم آية فنبدلو أك اتركو فال ابدلو ا ت بخيػر لكػم أيهػا المامنػوف حكمػان منهػا أك‬
‫مثل حكمها في الخفة كالثقل كالثواب كاألجر)(ِّْ)‪.‬‬

‫كقػػاؿ السػػيواي‪( :‬كلػػيال فػػي سػػائر الكتػػب مثػػل ذلػػا؛ كلػػذا كػػاف اليهػػود ينكػػركف النسػػخ كالسػػر فػػي ذلػػا أ ٌف سػػائر‬
‫الكتب ازلت دفعة كاحدة فال يتصور فيها الناسخ كالمنسوخ أل ٌف شرط الناسخ أف يت خر ازكلو عن المنسوخ)(ِّٓ)‪.‬‬

‫ٔ‪ -‬اختصاص النبي صلى اهلل عليو كسلم بكواو خاتم النبيين‪:‬‬

‫يمػػا))‬ ‫ػوؿ اللػ ًػو ك ىخػػاتىم النبًيِّػػين كىكػػا ىف اللػػو بً يكػ ِّ و ً‬ ‫قػػاؿ تعػػالى‪(( :‬مػػا ىكػػا ىف محم ػ هد أىبػػا أىحػ وػد ًمػػن ًرجػػالً يكم كل ً‬
‫ػل ىش ػ ٍيء ىعل ن‬ ‫ي‬ ‫ىى‬ ‫ى ى‬ ‫ىكػ ٍػن ىر يسػ ى‬ ‫يى ى ى ٍ ى ٍى‬ ‫ى‬
‫[األحزاب‪.]َْ:‬‬

‫قاؿ ابن كثير(ِّٔ)‪( :‬فهذه اآلية اص في أاو ال ابي بعده كإذا كاف ال ابي بعده فال رسوؿ بطريق األكلى كاألحرل؛ ألف‬
‫مقاـ الرسالة أخص من مقاـ النبوة فإف كل رسوؿ ابي كال ينعكال)(ِّٕ)‪.‬‬

‫بل قد اص النبي صلى اهلل عليو كسلم على خػتم النبػوة بػو كذلػا فػي المتفػق عليػو مػن حػديث أبػي ىريػرة رضػي اهلل‬
‫عنو أف رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم قاؿ‪ :‬مثلي كمثل األابياء من قبلي كمثل رجل بنى بيتان ف حسنو كأجملو إال موضل‬
‫لبنػػة مػػن زاكيػػة فجعػػل النػػاس يطوفػػوف بػػو كيعجبػػوف لػػو كيقولػػوف‪ :‬ى ػالٌ كضػػعت ىػػذه اللبنػػة؟! قػػاؿ‪ :‬ف اػػا اللبنػػة كأاػػا خػػاتم‬
‫النبيين}(ِّٖ) كاللفب للبخارم‪.‬‬

‫ٕ‪ -‬اختصاص النبي صلى اهلل عليو كسلم بإرسالو إلى الثقلين‪:‬‬

‫ِّّ محمد بن جرير بن يزيد اإلماـ أبو جعفر الطبرم يكلد سنة أربل كعشرين كمائتين ككاف عارفان بالقراءات كلها بصيران بالمعااي فقيهان في األحكاـ عالمان بالسنن كارقها كصحيحها‬
‫)‬ ‫(‬
‫كسقيمها كااسخها كمنسوخها عارفان ب قواؿ الصحابة كالتابعين كمن بعدىم عارفان ب ياـ الناس كأخبارىم‪ .‬كلو الكتاب المشهور في تاريخ األمم كالملوؾ ككتاب في التفسير لم ييصنو أحد‬

‫مثلو كلو غير ذلا من الكتب ت‪ .‬سنة عشر كثالثمائة ااظر‪ :‬سير أعالـ النبالء للذىبي (ُْ‪ )ِٕٔ/‬كالبداية كالنهاية البن كثير (ُُ‪.)ُٓٔ/‬‬

‫ِّْ ابن جرير‪ :‬جامل البياف في ت كيل القرآف (ُ‪.)ِٕٓ/‬‬


‫)‬ ‫(‬
‫ِّٓ السيواي‪ :‬الخصائص الكبرل (ِ‪.)ُّٗ/‬‬
‫)‬ ‫(‬
‫ِّٔ إسماعيل بن عمر بن كثير الدمشقي اشتغل بالحديث على اريقة الفقهاء مطالعة في متواو كرجالو كجمل التفسير كالتاريخ الذم سماه البداية كالنهاية كغير ذلا من التصاايو‪ .‬ت‪.‬‬
‫)‬ ‫(‬
‫سنة ْٕٕىػ‪ .‬ااظر‪ :‬الدرر الكامنة البن حجر (ُ‪.)ّّٕ/‬‬

‫ِّٕ ابن كثير‪ :‬تفسير القرآف العظيم (ّ‪.)َُٓ/‬‬


‫)‬ ‫(‬
‫ِّٖ خ‪ :‬ؾ‪ .‬المناقب ب‪ .‬خاتم النبيين صلى اهلل عليو كسلم (ٔ‪ )ٖٓٓ/‬مل الفتح؛ ـ‪ :‬ؾ‪ .‬الفضائل ب‪ :‬ذكر كواو صلى اهلل عليو كسلم خاتم النبيين (ُٓ‪ )ُٓ/‬مل النوكم‪.‬‬
‫)‬ ‫(‬
‫(كىمػاى (( ىكىمػا‬
‫كىذه من خصائصو الكبرل صلى اهلل عليػو كسػلم حيػث كػاف النبػي يرسػل إلػى قومػو خاصػة قػاؿ تعػالى‪ :‬ى‬
‫اف قىػ ٍوًم ًو لًييبىػيِّ ىن ل يىه ٍم)) [إبراىيم‪ ]ْ:‬كقاؿ تعالى‪ (( :‬ىكإً ٍف ًم ٍن أيم وة إًال خال فً ىيهػا اى ًػذ هير)) [فػاار‪]ِْ:‬‬ ‫أ ٍىر ىسلٍنىا ًم ٍن ر يس و‬
‫وؿ إًال بًلًس ً‬
‫ى‬ ‫ى‬
‫ػوؿ اللػ ػ ًػو إًلىػ ػ ٍػي يك ٍم ىج ًم نيعػ ػػا))‬
‫ػاس إًاِّػ ػػي ىر يسػ ػ ي‬
‫كأمػ ػػا ابينػ ػػا محمػ ػػد صػ ػػلى اهلل عليػ ػػو كسػ ػػلم فقػ ػػد قػ ػػاؿ اهلل لػ ػػو‪(( :‬قيػ ػ ٍػل يىػ ػػا أىيُّػ ىهػ ػػا النػ ػ ي‬
‫ٌ‬
‫ىسلى يموا فىػ ىق ًد ٍاىتى ىدكا ىكإً ٍف تىػ ىول ٍوا فىًإا ىما‬ ‫ً‬ ‫ًً‬
‫ىسلى ٍمتي ٍم فىًإ ٍف أ ٍ‬‫ين أىأ ٍ‬ ‫اب ىكاأل ِّيميِّ ى‬ ‫ين أيكتيوا الٍكتى ى‬ ‫[األعراؼ‪ ]ُٖٓ:‬اآلية كقاؿ تعالى‪ (( :‬ىكقي ٍل للذ ى‬
‫اد)) [آؿ عمراف‪.]َِ:‬‬ ‫صير بًال ًٍعب ً‬
‫ً‬
‫ا الٍبىالغي ىكاللوي بى ه ى‬ ‫ىعلىٍي ى‬
‫فنبينا صلى اهلل عليو كسلم مبعوث إلى الناس عامة قاؿ صلى اهلل عليو كسلم‪ :‬أيعطيػت خمسػان لػم ييعطهػن أحػد مػن‬
‫الناس ‪-‬كذكر منها‪ -‬ككاف النبي يرسل إلى قومو خاصة كبيعثت إلى الناس عامة} متفق عليو(ِّٗ)‪.‬‬

‫ػار ىؾ الػ ًػذم اىػػز ىؿ‬


‫ككمػػا أاػػو صػػلى اهلل عليػػو كسػػلم مرسػػل إلػػى النػػاس عامػػة فهػػو أيضػان مرسػػل إلػػى الجػػن قػػاؿ تعػػالى‪(( :‬تىػبىػ ى‬
‫ين اى ًذ نيرا)) [الفرقاف‪ ]ُ:‬حيث يدخل في العالمين عالم الجن مل اإلاال‪.‬‬ ‫ً ً‬ ‫ًً ً‬
‫الٍ يف ٍرقىا ىف ىعلىى ىع ٍبده ليى يكو ىف لل ىٍعالىم ى‬
‫(َّّ)‬
‫قاؿ القرابػي ‪( :‬كالمػراد بالعػالمين ىنػا اإلاػال كالجػن؛ ألف النبػي صػلى اهلل عليػو كسػلم كػاف رسػوالن إليهمػا كاػذيران‬
‫آمنا بً ًو‬ ‫يكحي إًلىي أىاوي استىمل اىػ ىفر ًمن ال ً‬
‫ٍج ِّن فىػ ىقاليوا إًاا س ًمعنىا قيػرآانا ىعجبا * يػ ٍه ًدم إًلىى ُّ ً‬ ‫ً‬ ‫(ُّّ)‬
‫الر ٍشد فى ى‬ ‫ىن ى‬ ‫ى ٍ ٍ‬ ‫ٍ ىى ه ى‬ ‫لهما) ‪ .‬كقاؿ تعالى‪(( :‬قي ٍل أ ى‬
‫ىح ندا)) [الجن‪.]ِ-ُ :‬‬ ‫ىن اي ٍش ًر ىؾ بًىربِّػنىا أ ى‬
‫ىكل ٍ‬

‫ٖ‪ -‬اختصاص النبي صلى اهلل عليو كسلم بالنصر بالرعب مسيرة شهر كجعلت لو األرض مسجدان كاهوران كأحلت لػو‬
‫الغنائم‪:‬‬

‫عن جابر بػن عبػد اهلل رضػي اهلل عنهمػا أف النبػي صػلى اهلل عليػو كسػلم قػاؿ‪ :‬أيعطيػت خمسػان لػم ييعطهػن أحػد قبلػي‪:‬‬
‫ػل كأيحلػت لػي‬
‫كجعلت لي األرض مسجدان كاهوران ف يما رجػل مػن أمتػي أدركتػو الصػالة فليص ِّ‬
‫ايصرت بالرعب مسيرة شهر ي‬
‫خاصة كبيعثت إلى الناس عامة}(ِّّ)‪.‬‬ ‫و‬
‫الغنائم كلم تحل ألحد قبلي كأيعطيت الشفاعة ككاف النبي ييبعث إلى قومو ٌ‬
‫كركل اإلماـ أحمد بسػنده عػن عمػرك بػن شػعيب عػن أبيػو عػن جػده‪ :‬أ ٌف رسػوؿ اهلل صػلى اهلل عليػو كسػلم عػاـ غػزكة‬
‫تبػػوؾ قػػاـ مػػن الليػػل يصػػلي فػػاجتمل كراءه رجػػاؿ مػػن أصػػحابو يحرسػػواو حتػػى إذا صػػلى كااصػػرؼ إلػػيهم فقػػاؿ لهػػم‪ :‬لقػػد‬
‫أعطيت الليلة خمسان ما أعطيهن أحد قبلي‪- ...‬كذكر منها‪ -:‬كأحلت لي الغنائم آكلها ككػاف مػن قبلػي يعظمػوف أكلهػا‬
‫كػػااوا يحرقواهػػا كجعلػػت لػػي األرض مسػػاجد كاهػػوران أينمػػا أدركتنػػي الصػػالة تمسػػحت كصػػليت ككػػاف ىمػػن قبلػػي يعظمػػوف‬

‫ِّٗ خ‪ :‬ؾ‪ .‬التيمم (ُ‪ )ّْٔ/‬مل الفتح؛ ـ‪ :‬ؾ‪ .‬المساجد كمواقيت الصالة (ٓ‪ )ْ/‬مل النوكم‪.‬‬
‫)‬ ‫(‬
‫َّّ محمد بن أحمد بن أبي بكر األاصارم القرابي المالكي المفسر صاحب جامل أحكاـ القرآف ت‪ .‬سنة ُٕٔىػ‪ .‬ااظر‪ :‬الديباج المذىب البن فرحوف المالكي (ِ‪.)َّٖ/‬‬
‫)‬ ‫(‬
‫ُّّ القرابي‪ :‬الجامل ألحكاـ القرآف (ُّ‪.)ْ/‬‬
‫)‬ ‫(‬
‫ِّّ خ‪ :‬ؾ‪ .‬التيمم (ُ‪ )ّْٔ/‬كااظر‪ :‬بداية السوؿ ص (ٕٓ) كابن الملقن‪ :‬خصائص أفضل المخلوقين ص (ُُْ‪ )ُِْ-‬كالبوصيرم‪ :‬عالمات النبوة ص (ُٓٗ‪)ُٗٔ-‬‬
‫)‬ ‫(‬
‫القسطالاي‪ :‬المواىب اللداية (ِ‪.)ّْٔ-ِْٔ/‬‬
‫ذلا إاما كااوا يصلوف في كنائسهم كبيعهم‪ }...‬الحديث(ّّّ)‪ .‬قاؿ الهيثمي‪ :‬ركاه أحمد كرجالو ثقات(ّّْ)‪.‬‬

‫كقاؿ العالمة أحمد شاكر‪ :‬صحيح اإلسناد(ّّٓ)‪.‬‬

‫ٗ‪ -‬اختصاص النبي صلى اهلل عليو كسلم بيوـ الجمعة‪:‬‬

‫أخػػرج الشػػيخاف مػػن حػػديث أبػػي ىريػػرة رضػػي اهلل عنػػو قػػاؿ‪ :‬قػػاؿ رسػػوؿ اهلل صػػلى اهلل عليػػو كسػػلم‪ :‬احػػن اآلخػػركف‬
‫األكلوف يوـ القيامة كاحن أكؿ من يدخل الجنة بيد أاهم أكتوا الكتاب من قبلنا كأيكتيناه من بعدىم فاختلفوا فهدااا اهلل لما‬
‫اختلفػػوا فيػػو مػػن الحػػق فهػػذا يػػومهم الػػذم اختلفػػوا فيػػو ىػػدااا اهلل لػػو قػػاؿ‪ :‬يػػوـ الجمعػػة فػػاليوـ لنػػا كغػػدان لليهػػود كبعػػد غػػد‬
‫للنصارل}(ّّٔ) كىذا لفب مسلم‪.‬‬

‫ٍح ػ ِّػق بًًإ ٍذاًػ ًػو))‬ ‫ً ًً‬ ‫ً‬ ‫ً‬


‫آمنيػػوا ل ىم ػػا ا ٍختىػلى يف ػػوا في ػػو م ػ ىػن ال ى‬
‫ين ى‬
‫ق ػػاؿ اب ػػن جري ػػر الطب ػػرم ف ػػي تفس ػػير قول ػػو تع ػػالى‪(( :‬فىػ ىهػ ػ ىدل الل ػػوي ال ػػذ ى‬
‫[البقرة‪ ] ُِّ:‬اآلية‪( :‬كاف اختالفهم الذم خذلهم اهلل فيو كىدل الذين آمنوا بمحمػد إلصػابة يػوـ الجمعػة ضػلوا عنهػا‬
‫كقد فرضت عليهم كالذم فرض علينا فجعلوىا السبت)(ّّٕ)‪.‬‬

‫كيعلق ابن حجر(ّّٖ) على ىذا االختالؼ من اليهود بقولو‪ :‬كليال ذلا بعجيب من مخالفتهم كما كقل لهم في قولو‬
‫ص ػ ٍيػنىا))‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ػاب يسػػج ندا ىكقيوليػػوا حط ػةه)) [البقػػرة‪ ]ٖٓ :‬كغيػػر ذلػػا كيػػو ال كىػػم القػػائلوف‪ (( :‬ىسػػم ٍعنىا ىك ىع ى‬
‫تعػػالى‪ (( :‬ىكا ٍد يخليػػوا الٍبىػ ى‬
‫[البقرة‪.]ّٗ :‬‬

‫عز أكصافو‪:‬‬
‫َُ‪ -‬اختصاص النبي صلى اهلل عليو كسلم بنداء اهلل تعالى لو ب ٌ‬
‫فنػػاداه ربػػو ب حػػب أكصػػافو كأسػػنى كماالتػػو قػػاؿ تعػػالى‪(( :‬يىػػا أىيػُّ ىهػػا النبًػ ُّػي)) [األافػػاؿ‪ ]ْٔ :‬ك((يىػػا أىيػُّ ىهػػا الر يسػ ي‬
‫ػوؿ))‬
‫[المائدة‪.]ُْ :‬‬

‫آد يـ‬ ‫قاؿ العز بن عبد السالـ‪( :‬كىذه ال ىخ ً‬


‫صيصة لم تثبت لغيره بل إف كالن منهم اودم باسمو فقاؿ تعالى‪ (( :‬ىكقيػلٍنىػا يىػا ى‬

‫ّّّ حم‪ )ِٔ/ُِ( :‬مل شرح أحمد شاكر‪.‬‬


‫)‬ ‫(‬
‫ّّْ مجمل الزكائد (َُ‪.)ِٓ/‬‬
‫)‬ ‫(‬
‫ّّٓ مسند اإلماـ أحمد شرح أحمد شاكر (ُِ‪.)ِٓ/‬‬
‫)‬ ‫(‬
‫ّّٔ ـ‪ :‬ؾ‪ .‬الجمعة (ٔ‪ )ُْْ-ُّْ/‬مل النوكم؛ خ‪ :‬ؾ‪ .‬الجمعة ب‪ .‬فرض الجمعة (ِ‪ )ّْٓ/‬مل الفتح‪.‬‬
‫)‬ ‫(‬
‫ّّٕ ااظر تفسير الطبرم (ِ‪.)ُّٓ/‬‬
‫)‬ ‫(‬
‫‪ 338‬حافظ عصره أمحد بن علي بن حج ر انتهى إليو معرفة الرجال وعلل احلديث‪ ,‬من مصنفاتو‪ :‬فتح الباري شرح صحيح البخاري وتغليق التعليق وصل بو تعليقات البخاري واإلصابة يف متييز‬
‫( )‬
‫الصحابة وهتذيب هتذيب الكمال وتقريب التهذيب وغًن ذلك من ادلصنفات‪ ,‬ت‪ .‬سنة ‪852‬ىـ‪ .‬شذرات الذىب (‪.)395/9‬‬
‫يسػى ابٍ ىػن ىم ٍػريى ىم اذٍ يك ٍػر اً ٍع ىمتًػي ىعلىٍي ى‬
‫ػا)) [المائػػدة‪]َُُ :‬‬ ‫ً‬
‫ٍجنػةى)) [البقػرة‪ ]ّٓ:‬كقػاؿ تعػالى‪(( :‬يىػػا ع ى‬‫ػا ال ى‬
‫ػت ىكىزٍك يج ى‬‫اسػ يك ٍن أىاٍ ى‬
‫ٍ‬
‫ػالـ ًمنػا)) [ىػػود‪ ]ْٖ :‬كقػػاؿ‬
‫ػوح ٍاىػبً ٍا بًسػ و‬
‫ى‬ ‫وسػػى إًاِّػػي أىاىػػا اللػػوي)) [القصػػص‪ ]َّ:‬كقػػاؿ تعػػالى‪(( :‬يىػػا ايػ ي‬
‫كقػػاؿ تعػػالى‪(( :‬يىػػا يم ى‬
‫الرٍؤيىا)) [الصافات‪.]َُٓ-َُْ :‬‬ ‫ٍت ُّ‬
‫ص دق ى‬ ‫ً ً‬
‫يم * قى ٍد ى‬ ‫تعالى‪(( :‬يىا إبٍػ ىراى ي‬
‫كال يخفى على أحد أف السيد إذا دعى أحد عبيده ب فضل مػا كجػد فيػو مػن األكصػاؼ العليػة كاألخػالؽ السػنية كدعػا‬
‫اآلخػػرين ب سػػمائهم األعػػالـ ال يشػػعر بوصػػو مػػن األكصػػاؼ كال بخلػػق مػػن األخػػالؽ إف منزلػػة مػػن دعػػاه ب فضػػل األسػػماء‬
‫كاألكصاؼ أعز عليو كأقرب إليو ممن دعاه باسمو العلم)(ّّٗ)‪ .‬كأما اآليات التي كرد فيها ذكر اسمو صلى اهلل عليو كسػلم‬
‫ىحػ وػد ًمػ ٍػن ًر ىجػالً يك ٍم)) [األحػزاب‪ ]َْ :‬ككقولػػو تعػػالى‪:‬‬
‫إامػا كػػاف ذلػػا مػن بػػاب اإلخبػػار كقولػػو تعػالى‪ (( :‬ىمػػا ىكػػا ىف يم ىحمػ هد أىبىػػا أ ى‬
‫ين ىم ىعوي)) [الفتح‪ ]ِٗ:‬اآلية‪.‬‬ ‫((محم هد رس ي ً ً‬
‫وؿ اللو ىكالذ ى‬ ‫ي ى ىي‬

‫ُُ‪ -‬اختصاص النبي صلى اهلل عليو كسلم ب ف اهلل تعالى اهى الناس أف ينادكه باسمو العلم‪:‬‬

‫ضا)) [النور‪.]ّٔ :‬‬ ‫وؿ بػيػنى يكم ىك يد ىع ًاء بػ ٍع ً‬


‫ض يك ٍم بىػ ٍع ن‬ ‫ً‬
‫ى‬ ‫اء الر يس ى ٍ ٍ‬
‫قاؿ تعالى‪(( :‬ال تى ٍج ىعليوا يد ىع ى‬
‫فندبهم سبحااو كتعالى إلى تكنيتو بالنبوة كالرسالة تشريفان كرفعان لمنزلتو‪.‬‬

‫قاؿ أبو اعيم األصبهااي(َّْ) ‪( :‬فخصو اهلل تعالى بهذه الفضيلة من بين رسلو كأابيائػو كأخبػر سػبحااو عػن سػائر األمػم‬
‫اج ىع ػػل لىنىػػا إًل نىه ػػا ىك ىم ػػا ل يىه ػ ٍػم آلً ىهػ ػةه))‬
‫وس ػػى ٍ‬
‫أاه ػػم ك ػػااوا يخ ػػاابوف رس ػػلهم كأابي ػػاءىم ب س ػػمائهم كق ػػوؿ ق ػػوـ موس ػػى ل ػػو‪(( :‬يىػػا يم ى‬
‫ا)) [المائػدة‪ ]ُُِ :‬كقػوؿ قػوـ ىػود لػو‪:‬‬ ‫يل ىربُّ ى‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫يسى ابٍ ىن ىم ٍريى ىم ىى ٍل يى ٍستىط ي‬
‫[األعراؼ‪ ]ُّٖ:‬كقوؿ قوـ عيسى لو‪(( :‬يىا ع ى‬
‫ود ىما ًج ٍكتىػنىا بًبىػيِّػنى وة)) [ىود‪.)ُّْ()]ّٓ :‬‬
‫((يىا يى ي‬

‫ُِ‪ -‬اختصاص النبي صلى اهلل عليو كسلم ب ف السماء يحرست بمبعثو‪:‬‬
‫ت حرسا ىش ًػدي ندا ك يشػهبا * كأىاػا يكنػا اىػ ٍقعػ يد ًم ٍنػهػا م ىق ً‬
‫اعػ ىد‬ ‫قاؿ تعالى حكاية عن الجن‪(( :‬كأىاا لىمسنا السماء فىػوج ٍداى ً‬
‫ي ى ى‬ ‫ى ين ى‬ ‫اىا يملكى ٍ ى ى ن‬
‫ى ى ٍى ى ى ى ى ى‬
‫ص ندا)) [الجن‪.]ٗ-ٖ :‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫للس ٍم ًل فى ىم ٍن يى ٍستىم ًل اآل ىف يىج ٍد لىوي ش ىهابنا ىر ى‬
‫(ملكػت حرسػان شػديدان) أم حفظػة يعنػي المالئكػة‪.‬‬
‫قاؿ القرابي‪( :‬أم البنا خبرىا كما جرت العادة‪( :‬فوجدااىا) قد ي‬

‫‪ 339‬بداية السول ص (‪.)38‬‬


‫( )‬
‫َّْ الحافب الكبير أحمد بن عبد اهلل األصبهااي‪ .‬لو تصاايو مشهورة مثل‪ :‬معرفة الصحابة كتاريخ أصبهاف كدالئل النبوة‪ .‬ت‪ .‬سنة ّْٔىػ‪ .‬ااظر‪ :‬تذكرة الحفاظ للذىبي‬
‫)‬ ‫(‬
‫(ّ‪.)َُٕٗ-َُِٗ/‬‬

‫ُّْ دالئل النبوة ص (ُِ)‪.‬‬


‫)‬ ‫(‬
‫(كشهبان) جمل شهاب كىو ااقضاض الكواكب المحرقة لهم عن استراؽ السمل)(ِّْ)‪.‬‬

‫فحفب اهلل كتابو كرحم عباده حتى ال يلتبال الحق عليهم بمبعثو صلى اهلل عليو كسلم‪.‬‬

‫ُّ‪ -‬اختصاص النبي صلى اهلل عليو كسلم ب ف اهلل تعالى أقسم بحياتو‪:‬‬

‫قاؿ تعالى‪(( :‬ل ىىع ٍم ير ىؾ إًاػ يه ٍم ل ًىفي ىس ٍك ىرتً ًه ٍم يىػ ٍع ىم يهو ىف)) [الحجر‪.]ِٕ:‬‬

‫قػػاؿ ابػػن كثيػػر‪( :‬أقسػػم تعػػالى بحيػػاة ابيػػو صػػلوات اهلل كسػػالمو عليػػو كفػػي ىػػذا تشػػريو عظػػيم كمقػػاـ رفيػػل كجػػاه‬
‫عريج)(ّّْ)‪.‬‬

‫الم ٍق ًسػم بهػا كلػم‬


‫سػم بحياتػو يػدؿ علػى شػرؼ حياتػو كعزتهػا عنػد ي‬
‫الم ٍق ى‬
‫كقاؿ العػز بػن عبػد السػالـ‪( :‬كاإلقسػاـ بحيػاة ي‬
‫يثبت ىذا لغيره صلى اهلل عليو كسلم)(ّْْ)‪.‬‬

‫ُْ‪ -‬اختصاص النبي صلى اهلل عليو كسلم ب ف أدلٌو تعالى تولى الدفاع عنو مما رماه بو قومو‪:‬‬

‫كػػاف األابيػػاء ال سػػابقوف علػػيهم السػػالـ يتولػػوف الػػدفاع عػػن أافسػػهم ممػػا رمػػاىم بػػو المكػػذبوف مػػن أقػػوامهم مػػن السػػفو‬
‫ػالؿ يمبًػي ون)) [األعػراؼ‪]َٔ:‬‬ ‫ض و‬‫اؾ فًػي ى‬ ‫كالضالؿ‪ .‬قاؿ تعالى فيما أخبر عن قوـ اوح عليو السػالـ أاهػم قػالوا لػو‪(( :‬إًاػا لىنىػ ىػر ى‬
‫ً‬
‫ضػاللىةه)) [األعػراؼ‪ ]ُٔ :‬كقػوؿ قػوـ ىػود عليػو السػالـ لػو‪(( :‬إًاػا‬ ‫ال بًػي ى‬ ‫فقاؿ عليو السالـ دفاعان عن افسو‪(( :‬يىا قىػ ٍػوـ لى ٍػي ى‬
‫ً‬ ‫اؾ فًي س ىف و‬
‫اىةه)) [األعػراؼ‪]ٕٔ :‬‬ ‫ال بًػي ىسػ ىف ى‬‫اىة)) [األعراؼ‪ ]ٔٔ:‬فقاؿ اافيػان عػن افسػو مػا اسػبوه إليػو‪(( :‬يىػا قىػ ٍػوـ لى ٍػي ى‬ ‫ى ى‬ ‫لىنىػ ىر ى‬
‫كأما ابينا محمد صػلى اهلل عليػو كسػلم فقػد تػولى ربػو الػرد عنػو حػين رمػاه المشػركوف بػالجنوف كالضػالؿ كقػوؿ الشػعر قػاؿ‬
‫ً‬ ‫اعر اىػتػرب ً ً‬ ‫ً‬ ‫و‬ ‫ت بًنًعم ًة ربِّ ى ً‬
‫صوا فىًإاِّي ىم ىع يك ٍم‬
‫ب ال ىٍمنيوف * قي ٍل تىػ ىرب ي‬ ‫ص بو ىريٍ ى‬ ‫ا بً ىكاى ون ىكال ىم ٍجنيوف * أ ٍىـ يىػ يقوليو ىف ىش ه ى ى ي‬ ‫تعالى‪(( :‬فى ىذ ِّك ٍر فى ىما أىاٍ ى ٍ ى ى‬
‫يث ًمثٍلً ًػو إً ٍف‬
‫ىحالم يهم بً ىه ىذا أ ٍىـ يىم قىػوهـ اىػاغيو ىف * أ ٍىـ يػ يقوليػو ىف تىػ ىقولىػوي بػل ال يػ ٍاًمنيػو ىف * فىػلٍيػ ٍتيوا بًح ًػد و‬
‫ى‬ ‫ى‬ ‫ي‬ ‫ى‬ ‫ى‬ ‫ٍ ٍ‬ ‫ين * أ ٍىـ تىٍ يم يريى ٍم أ ٍ ي ٍ‬
‫ً‬
‫م ىن ال يٍمتىػ ىربِّص ى‬
‫ً‬

‫ين)) [الطور‪.]ّْ-ِٗ :‬‬ ‫ىكاايوا ً ً‬


‫صادق ى‬ ‫ى‬
‫كفي ىذا من التشريو لنبينا محمد صلى اهلل عليو كسلم ما تحار فيو العقوؿ كتزداد بو محبة الرسػوؿ صػلى اهلل عليػو‬
‫كسلم‪.‬‬

‫ُٓ‪ -‬اختصاص النبي صلى اهلل عليو كسلم ب ف اهلل تعالى ق ٌدمو على جميل أابيائو في الذكر في أغلب آيات القرآف‪:‬‬

‫ِّْ تفسير القرابي (َُ‪ )ٗ/‬باختصار‪.‬‬


‫)‬ ‫(‬
‫ّّْ تفسير ابن كثير (ِ‪.)ٕٓٓ/‬‬
‫)‬ ‫(‬
‫ّْْ بداية السوؿ ص (ّٕ)‪.‬‬
‫)‬ ‫(‬
‫وح كالنبًيِّين ًمن بػع ًدهً كأىكحيػنا إًلىى إًبػر ًاى ً ً‬
‫يل ىكإً ٍس ىحا ىؽ ىكيىػ ٍع يق ى‬
‫وب‬ ‫يم ىكإ ٍس ىماع ى‬
‫ٍى ى‬ ‫ا ىك ىما أ ٍىك ىح ٍيػنىا إًلىى اي و ى ى ٍ ى ٍ ى ٍ ى ٍ ى‬ ‫قاؿ تعالى‪(( :‬إًاا أ ٍىك ىح ٍيػنىا إًل ٍىي ى‬
‫ػل ىكير يسػ نػال لىػ ٍػم‬ ‫اط ك ًعيسػػى كأىيػُّػوب كيػػوايال كىػػارك ىف كسػلىيما ىف كآتىػيػنػػا داكد زبػػورا * كرسػ نػال قىػ ٍد قىصصػػناىم علىيػ ى ً‬ ‫كاأل ً‬
‫ػا مػ ٍػن قىػ ٍبػ ي‬ ‫ى ٍى ي ٍ ى ٍ‬ ‫ىسػػبى ى ى ى ى ى ي ى ى ى ي ى ي ٍ ى ى ٍ ى ى ي ى ىي ن ى ي ي‬ ‫ى ٍ‬
‫يما)) [النساء‪.]ُْٔ-ُّٔ :‬‬ ‫ً‬
‫وسى تى ٍكل ن‬ ‫ا ىكىكل ىم اللوي يم ى‬ ‫ص يه ٍم ىعلىٍي ى‬
‫ص ٍ‬‫اىػ ٍق ي‬
‫ىخػ ٍذاىا ًمػ ٍنػ يه ٍم ًميثىاقنػا‬
‫يسى ابٍ ًن ىم ٍػريى ىم ىكأ ى‬ ‫ً‬
‫وسى ىكع ى‬
‫يم ىكيم ى‬
‫ا كًمن اي و ً ً‬
‫وح ىكإبٍػ ىراى ى‬
‫ً‬ ‫ىخ ٍذاىا ًمن النبًيِّ ً‬
‫ين ميثىاقىػ يه ٍم ىكم ٍن ى ى ٍ‬
‫ى‬ ‫ى‬ ‫كقاؿ تعالى‪ (( :‬ىكإً ٍذ أ ى‬
‫غىلًيظنا)) [األحزاب‪.]ٕ :‬‬

‫قاؿ ابن كثير‪( :‬فبدأ بالخاتم لشرفو صلوات اهلل عليو ثم رتبهم بحسب كجودىم صلوات اهلل عليهم)(ّْٓ)‪.‬‬

‫ُٔ‪ -‬اختصاص النبي صلى اهلل عليو كسلم بإمامة األابياء في بيت المقدس‪:‬‬

‫لم تقتصر فضائل ابينا محمد صلى اهلل عليو كسلم بالنسبة إلخوااو األابياء على تىػ ىقدُّمو عليهم في الذكر بل قد جمل‬
‫اهلل تعالى لو جماعة منهم فصلى بهم إمامان؛ ت كيدان لفضلو كشرفو عليهم أخرج مسلم من حديث أبي ىريرة رضي اهلل عنػو‬
‫تسػ لني عػن مسػرام فسػ لتني عػن أشػياء مػن‬ ‫قاؿ‪ :‬قاؿ رسوؿ اهلل صػلى اهلل عليػو كسػلم‪ :‬لقػد رأيتنػي فػي الحجػر كقػري‬
‫بيت المقدس لم أثبتها فكربت كربة ما كربت مثلها ق ا قاؿ‪ :‬فرفعو اهلل لي أاظر إليو ما يس لواي عن شيء إال أابػ تهم بػو‬
‫كقد رأيتني في جماعة مػن األابيػاء فػإذا موسػى قػائم يصػلي فػإذا رجػل ضػرب جعػد ك اػو مػن رجػاؿ شػنوءة كإذا عيسػى ابػن‬
‫(ّْٔ)‬
‫كإذا إبػراىيم عليػو السػالـ قػائم يصػلي‬ ‫مريم عليو السالـ قػائم يصػلي أقػرب النػاس بػو شػبهان عػركة بػن مسػعود الثقفػي‬
‫أشبو الناس بو صاحبكم يعني افسػو فحااػت الصػالة فػ ممتهم فلمػا فرغػت مػن الصػالة قػاؿ قائػل‪ :‬يػا محمػد! ىػذا مالػا‬
‫صاحب النار فسلم عليو فالتفت إليو فبدأاي بالسالـ}(ّْٕ)‪.‬‬

‫ُٕ‪ -‬اختصاص النبي صلى اهلل عليو كسلم بااشقاؽ القمر آية لو‪:‬‬

‫شق الٍ ىق ىم ير)) [القمر‪ .]ُ:‬أخرج الشيخاف من حديث ابن مسعود(ّْٖ) رضي اهلل عنو‬
‫اعةي ىكااٍ ى‬ ‫قاؿ تعالى‪(( :‬اقٍػتىػرب ً‬
‫ت الس ى‬ ‫ىى‬
‫قاؿ‪ :‬ااشق القمر على عهد رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم فرقتين فرقة فوؽ الجبل كفرقة دكاو فقاؿ رسوؿ اهلل صلى‬
‫اهلل عليو كسلم‪ :‬اشهدكا} كاللفب للبخارم(ّْٗ)‪.‬‬

‫ّْٓ تفسير ابن كثير (ّ‪.)ْٕٖ/‬‬


‫)‬ ‫(‬
‫ّْٔ ابن يمعتِّب الثقفي صحابي من أىل الطائو توفي في زمن النبي صلى اهلل عليو كسلم كىو يدعو قومو لإلسالـ ااظر اإلصابة (ٔ‪ )ُْٔ/‬رقم (ُٖٓٓ)‪.‬‬
‫)‬ ‫(‬
‫ّْٕ ـ‪ :‬ؾ‪ .‬اإليماف ذكر المسيح عيسى ابن مريم كذكر الدجاؿ (ِ‪ )ِّٖ-ِّٕ/‬مل النوكم‪.‬‬
‫)‬ ‫(‬
‫الهذلي أبو عبد الرحمن صحابي مات بالمدينة سنة اثنين كثالثين‪ .‬اإلصابة (ٔ‪ )ُِْ/‬رقم (ْْٓٗ)‪.‬‬
‫ّْٖ عبد اهلل بن مسعود بن غافل بن حبيب ي‬ ‫)‬ ‫(‬
‫ّْٗ خ‪ :‬ؾ‪ .‬التفسير ب‪ .‬قولو تعالى‪( :‬كااشق القمر كإف يركا آية يعرضوا) (ٖ‪ )ُٕٔ/‬مل الفتح؛ ـ‪ :‬ؾ‪ :‬صفة القيامة كالجنة كالنار ب‪ .‬ااشقاؽ القمر (ُٕ‪ )ُْْ/‬مل النوكم‪.‬‬
‫)‬ ‫(‬
‫ُٖ‪ -‬اخ تصاص النبي صلى اهلل عليو كسلم ب ف من معجزاتة ما ىو أيهر في اإلعجاز من معجزات غيره‪:‬‬

‫كتفجير الماء من بػين أصػابعو صػلى اهلل عليػو كسػلم فإاػو أبلػ فػي خػرؽ العػادة مػن تفجيػره مػن الحجػر؛ ألف جػنال‬
‫ت ًم ٍنػوي اثٍػنىتىػا‬‫ٍح ىج ىػر فىػاا ىف ىج ىر ٍ‬
‫ػاؾ ال ى‬ ‫ص ى‬ ‫ب بً ىع ى‬‫ضػ ًر ٍ‬‫وسػى لً ىق ٍوًمػ ًو فىػ يقلٍنىػا ا ٍ‬
‫استى ٍسػ ىقى يم ى‬
‫ً‬
‫الحجر مما يتفجػر منػو األاهػار قػاؿ تعػالى‪ (( :‬ىكإًذ ٍ‬
‫ػارةً أ ٍىك‬ ‫ً‬
‫ػا فى ًه ىػي ىكالٍح ىج ى‬ ‫ت قيػليوبي يك ٍم ًم ٍػن بىػ ٍع ًػد ىذلً ى‬
‫س ٍ‬ ‫ىع ٍش ىرىة ىع ٍيػننا)) [البقرة‪ ]َٔ:‬اآلية‪ .‬كقاؿ تعالى في ش ف بني إسرائيل‪(( :‬ثيم قى ى‬
‫ج ًم ٍنػوي ال ىٍمػاءي)) [البقػرة‪ ]ْٕ :‬اآليػة‪ .‬كأمػا مػا‬ ‫ً‬
‫ار ىكإًف م ٍنػ ىها ل ىىما يىشق يق فىػيى ٍخ ير ي‬
‫ً‬ ‫ً ً ً‬
‫أى ىش ُّد قى ٍس ىو نة ىكإًف م ىن الٍح ىج ىارة لى ىما يىػتىػ ىفج ير م ٍنوي األىاٍػ ىه ي‬
‫جاء في شػ ف ابينػا محمػد صػلى اهلل عليػو كسػلم كمػا فػي الصػحيحين مػن حػديث أاػال بػن مالػا(َّٓ) رضػي اهلل عنػو قػاؿ‪:‬‬
‫ضوء فلم يجػدكه فػ تً ىي رسػوؿ اهلل صػلى اهلل‬
‫الو ي‬
‫رأيت رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم كحاات صالة العصر فالتمال الناس ى‬
‫ضوء فوضل رسوؿ اهلل صلى اهلل عليػو كسػلم فػي ذلػا اإلاػاء يػده كأمػر النػاس أف يتوضػاكا منػو‪ .‬قػاؿ‪ :‬فرأيػت‬
‫عليو كسلم ىبو ي‬
‫(ُّٓ)‬
‫كاللفػػب للبخػػارم‪ .‬كفػػي ركايػػة لمسػػلم‪ :‬كػػااوا زىػػاء‬ ‫المػػاء ينبػػل مػػن تحػػت أصػػابعو حتػػى توضػػاكا مػػن عنػػد آخػػرىم}‬
‫(ِّٓ)‬
‫فكاف اافجار الماء من بين أصابعو صلى اهلل عليو كسلم أبلػ ى فػي اإلعجػاز مػن اافجػار المػاء مػن الحجػر‬ ‫الثالثمائة}‬
‫لموسى عليو السالـ(ّّٓ)‪.‬‬

‫ُٗ‪ -‬اختصاص النبي صلى اهلل عليو كسلم بحنين الجذع إليو‪:‬‬

‫أخرج البخارم من حديث ابن عمر(ّْٓ) رضي اهلل عنهما‪ :‬كاف النبي صلى اهلل عليو كسلم يخطب إلى جذع فلمػا‬
‫اتخذ المنبر تحوؿ إليو فحن(ّٓٓ) الجذع ف تاه فمسح يده عليو}(ّٔٓ)‪.‬‬

‫قاؿ العز بن عبد السالـ‪( :‬كلم يثبت لواحد من األابياء مثل ذلا)(ّٕٓ)‪.‬‬

‫األاصارم الخزرجي أبو حمزة خادـ رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم مات سنة تسعين‪ .‬اإلصابة (ُ‪ )ُُّ-ُُِ/‬رقم (ِٕٓ)‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫َّٓ ابن النضر‬
‫)‬ ‫(‬
‫ُّٓ خ‪ :‬ؾ‪ .‬الوضوء ب‪ .‬التماس الوضوء إذا حاات الصالة (ُ‪ )ُِٕ/‬مل الفتح؛ ـ‪ :‬ؾ‪ .‬الفضائل ب‪ .‬معجزات النبي صلى اهلل عليو كسلم (ُٓ‪ )ّٗ/‬مل النوكم‪.‬‬
‫)‬ ‫(‬
‫ِّٓ المصدر السابق (ُٓ‪.)ّٗ/‬‬
‫)‬ ‫(‬
‫ّّٓ ااظر‪ :‬بداية السوؿ ص (َْ‪( .)ُْ-‬بتصرؼ)‪.‬‬
‫)‬ ‫(‬
‫العدكم صحابي مات سنة ثالث كسبعين‪ .‬اإلصابة (ٔ‪ )ُّٕ-ُٕٔ/‬رقم (ِْٖٓ)‪.‬‬ ‫ّْٓ عبد اهلل بن عمر بن الخطاب بن ايػ ىفيل ال يقرشي‬
‫ٌ‬ ‫( )‬
‫ّٓٓ الحنين‪ :‬الشوؽ كشدة البكاء‪ .‬الطاىر الزاكم‪ :‬ترتيب القاموس المحيا (ُ‪.)ِٕٗ/‬‬
‫)‬ ‫(‬
‫ّٔٓ ؾ‪ .‬المناقب ح (ّّٖٓ) (ٔ‪ )َُٔ/‬مل الفتح‪.‬‬
‫)‬ ‫(‬
‫ّٕٓ بداية السوؿ ص (ّٗ‪.)ْٓ-‬‬
‫)‬ ‫(‬
‫َِ‪ -‬اختصاص النبي صلى اهلل عليو كسلم بتسليم الحجر عليو قبل البعثة‪:‬‬

‫أخرج مسلم من حديث جابر بن سػمرة(ّٖٓ) قػاؿ‪ :‬قػاؿ رسػوؿ اهلل صػلى اهلل عليػو كسػلم‪ :‬إاػي ألعػرؼ حجػران بمكػة‬
‫كاف يسلم علي قبل أف أيبعث إاي ألعرفو اآلف}(ّٗٓ)‪.‬‬

‫قاؿ العز بن عبد السالـ‪( :‬كلم يثبت لواحد من األابياء مثل ذلا)(َّٔ)‪.‬‬

‫ُِ‪ -‬اختصاص النبي صلى اهلل عليو كسلم ب او بعث رحمة للعالمين‪:‬‬
‫ً ً‬
‫اؾ إًال ىر ٍح ىمةن لل ىٍعالىم ى‬
‫ين)) [األابياء‪ ]َُٕ:‬كأخرج مسلم مػن حػديث أبػي ىريػرة رضػي اهلل‬ ‫قاؿ اهلل تعالى‪ (( :‬ىكىما أ ٍىر ىسلٍنى ى‬
‫كركل الطبػػرم بسػػنده عػػن ابػػن‬ ‫عنػػو قػػاؿ‪ :‬قيػػل‪ :‬ادع علػػى المشػػركين قػػاؿ‪ :‬إاػػي لػػم أبعػػث لعااػان كإامػػا بيًعثػػت رحمػػة}‬
‫(ُّٔ)‬

‫ً ً‬
‫اؾ إًال ىر ٍح ىمػةن لل ىٍعػالىم ى‬
‫(ِّٔ)‬
‫ين)) [األابيػاء‪ ]َُٕ:‬قػاؿ‪[[ :‬مػن آمػن‬ ‫رضي اهلل عنو في تفسػير قولػو تعػالى‪ (( :‬ىكىمػا أ ٍىر ىسػلٍنى ى‬ ‫عباس‬
‫بػػاهلل كاليػػوـ اآلخػػر كتػػب لػػو الرحمػػة فػػي الػػدايا كاآلخػػرة كمػػن لػػم يػػامن بػػاهلل كرسػػولو عػػوفي ممػػا أصػػاب األمػػم مػػن الخسػػو‬
‫كالقذؼ]](ّّٔ)‪ .‬كفي بياف ىذه الرحمة يقوؿ القاضي عياض(ّْٔ)‪( :‬للمامن رحمة بالهداية كرحمػة للمنػافقين باألمػاف مػن‬
‫القتل كرحمة للكافرين بت خير العذاب)(ّٓٔ) ‪ .‬قاؿ أبو اعيم األصبهااي‪( :‬ف من أعداؤه من العذاب مدة حياتو عليو السػالـ‬
‫فيهم كذلا قولو تعالى‪ (( :‬ىكىما ىكا ىف اللوي لًييػ ىع ِّذبىػ يه ٍم ىكأىاٍ ى‬
‫ت فًي ًه ٍم)) [األافاؿ‪ ]ّّ :‬فلم يعذبهم مل استعجالهم إياه تحقيقان لما‬
‫اعتو بو)(ّٔٔ)‪.‬‬

‫كأمػػا األمػػم الماضػػية فقػػد أخبراػػا اهلل تعػػالى بمػػا حػػل بهػػم مػػن العػػذاب قػػاؿ تعػػالى فػػي شػ ف اػػوح عليػػو السػػالـ كقومػػو‪:‬‬
‫ً‬ ‫ً ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ين)) [األعراؼ‪ ]ْٔ:‬كقاؿ تعالى‬ ‫ين ىكذبيوا بآيىاتنىا إًاػ يه ٍم ىكاايوا قىػ ٍونما ىعم ى‬
‫ين ىم ىعوي في الٍ يفلٍا ىكأى ٍغ ىرقػٍنىا الذ ى‬
‫ىاج ٍيػنىاهي ىكالذ ى‬
‫((فى ىكذبيوهي فى ى‬

‫ّٖٓ ابن يجنادة العامرم كأمو خالدة بنت أبي كقاص أخت سعد بن أبي كقىاص صحابي توفي سنة أربل كسبعين اإلصابة (ِ‪ )ِْ/‬رقم (َُُّ)‪.‬‬
‫)‬ ‫(‬
‫ّٗٓ ؾ‪ .‬الفضائل ب‪ .‬اسب النبي صلى اهلل عليو كسلم كتسليم الحجر عليو (ُٓ‪ )ّٔ/‬مل النوكم‪.‬‬
‫)‬ ‫(‬
‫َّٔ بداية السوؿ ص (ّٗ‪.)َْ-‬‬
‫)‬ ‫(‬
‫ُّٔ ؾ‪ .‬البر كالصلة ب‪ .‬من لعنو النبي صلى اهلل عليو كسلم أك سبو (ُٔ‪ )َُٓ/‬مل النوكم‪.‬‬
‫)‬ ‫(‬
‫ِّٔ عبد اهلل بن عباس بن عبد المطلب القرشي الهاشمي ابن عم رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم توفي بالطائو سنة ثماف كستين اإلصابة (ٔ‪ )َُْ-َُّ/‬رقم (ِْٕٕ)‪.‬‬
‫)‬ ‫(‬
‫ّّٔ جامل البياف (ٗ‪.)ّٖ/‬‬
‫)‬ ‫(‬
‫ّْٔ عياض بن موسى اليحصبي البيستي المالكي أبو الفضل العالٌمة الحافب‪ .‬لو كتاب الشفاء في التعريو بحقوؽ المصطفى كترتيب المدارؾ كتقريب المسالا في ذكر فقهاء‬
‫)‬ ‫(‬
‫مذىب مالا كغير ذلا ت‪ .‬سنة ِْٓىػ‪ .‬ااظر الديباج المذىب البن فرحوف المالكي (ِ‪)ْٔ/‬؛ سير أعالـ النبالء (َِ‪.)ُِِ/‬‬

‫ّٓٔ الشفاء (ُ‪.)ُٗ/‬‬


‫)‬ ‫(‬
‫ّٔٔ دالئل النبوة ص (ٗ)‪.‬‬
‫)‬ ‫(‬
‫ين))‬ ‫ًً‬ ‫ً ً‬ ‫ً ً‬ ‫ً وً‬ ‫ً‬
‫ين ىكػذبيوا بآيىاتنىػا ىكىمػا ىكػاايوا يم ٍػامن ى‬
‫ين ىم ىعػوي ب ىر ٍح ىمػة منػا ىكقىطى ٍعنىػا ىداب ىػر الػذ ى‬
‫ىاج ٍيػنىػاهي ىكالػذ ى‬
‫في ش ف ىود عليػو السػالـ كقومػو‪(( :‬فى ى‬
‫ً ًً‬ ‫ً‬
‫ىصبى يحوا في ىدا ًرى ٍم ىجاثم ى‬
‫ين * فىػتىػ ىولى‬ ‫ىخ ىذتٍػ يه يم الر ٍج ىفةي فى ٍ‬
‫[األعراؼ‪ ]ِٕ:‬كقاؿ تعالى في ش ف صالح عليو السالـ كقومو‪(( :‬فى ى‬
‫ًً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ين)) [األعراؼ‪.]ٕٗ-ٕٖ :‬‬ ‫ت لى يك ٍم ىكلىك ٍن ال تيحبُّو ىف الناصح ى‬ ‫ص ٍح ي‬‫اؿ يىا قىػ ٍوـ لى ىق ٍد أىبٍػلى ٍغتي يك ٍم ًر ىسالىةى ىربِّي ىكاى ى‬
‫ىع ٍنػ يه ٍم ىكقى ى‬

‫ين * ىكأ ٍىمطىٍراىػا ىعلى ٍػي ًه ٍم ىمطى نػرا‬ ‫ً‬ ‫كقاؿ تعالى في ش ف لوط عليو السالـ كقومو‪(( :‬فىىاجيػناه كأ ٍىىلىو إًال امرأىتىو ىكااى ٍ ً‬
‫ت م ىػن الٍغىػاب ًر ى‬ ‫ىٍى ي ى ي ٍى ي‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ين)) [األعراؼ‪.]ْٖ-ّٖ :‬‬ ‫و ىكا ىف ىعاقبىةي ال يٍم ٍج ًرم ى‬
‫فىااظيٍر ىك ٍي ى‬

‫فكاف بذا صلى اهلل عليو كسلم ىو الرحمة المهداة كالنعمة المسداة للعالمين‪.‬‬

‫ِِ‪ -‬اختصاص النبي صلى اهلل عليو كسلم ب ف اهلل تعالى جمل لو من مراتب الوحي مراتب عديدة‪:‬‬

‫األكلػػى‪ :‬الرؤيػػا الصػػالحة ككااػػت مبػػدأ كحيػػو صػػلى اهلل عليػػو كسػػلم ككػػاف ال يػػرل الرؤيػػا إال جػػاءت مثػػل فلػػق الصػػبح‬
‫أخرج البخارم من حديث عائشة(ّٕٔ) رضي اهلل عنها أاها قالت‪ :‬كاف أكؿ ما بيدلء بػو رسػوؿ اهلل صػلى اهلل عليػو كسػلم‬
‫الرؤيا الصادقة في النوـ فكاف ال يرل رؤيا إال جاءت مثل فلق الصبح} الحديث(ّٖٔ)‪.‬‬

‫الثااية‪ :‬ما كاف يلقيو الملا في ركعو كقلبو من غير أف يراه أخرج أبو اعيم في الحلية عػن أبػي أمامػة(ّٗٔ) رضػي اهلل‬
‫عنو قاؿ‪ :‬قاؿ رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم‪ :‬إف ركح القدس افث فػي ركعػي أف افسػان لػن تمػوت حتػى تسػتكمل أجلهػا‬
‫كتستوعب رزقها ف جملوا في الطلب كال يحملن أح ىدكم استبطاءي الرزؽ أف يطلبو بمعصية اهلل فإف اهلل ال ييناؿ ما عنده إال‬
‫بطاعتو}(َّٕ)‪.‬‬

‫قاؿ الهيثمي‪( :‬فيو عيفير بن معداف كىو ضعيو)(ُّٕ)‪.‬‬

‫كقاؿ شعيب األرااكط‪( :‬صحيح بشواىده)(ِّٕ)‪.‬‬

‫الثالثػة‪ :‬أاػو صػلى اهلل عليػو كسػػلم كػاف يتمثػل لػو الملػػا رجػالن فيخاابػو كفػي ىػذه المرتبػػة كػاف يػراه الصػحابة أحيااػان‬
‫أخرج مسلم من حديث عمر رضي اهلل عنو الطويل كفيو‪ :‬يا عمر أتػدرم مػن السػائل؟ قػاؿ‪ :‬اهلل كرسػولو أعلػم قػاؿ‪ :‬فإاػو‬

‫ّٕٔ بنت أبي بكر الصديق أـ المامنين تزكجها النبي صلى اهلل عليو كسلم بعد المبعث بخمال سنين ماتت سنة ثماف كخمسين كدفنت بالبقيل اإلصابة (ُّ‪ )ِْ-ّٖ( /‬رقم‬
‫)‬ ‫(‬
‫(ٕٓ)‪.‬‬

‫ّٖٔ خ‪ :‬ؾ‪ .‬التفسير سورة (اقرأ) (ٖ‪ )ُٕٓ/‬مل الفتح‪.‬‬


‫)‬ ‫(‬
‫صدم بن عجالف بن الحارث الباىلي مشهور بكنيتو مات سنة ٖٔىػ‪ .‬اإلصابة (ٓ‪ )ُّّ/‬رقم (َْْٓ)‪.‬‬
‫ّٗٔ ي‬ ‫)‬ ‫(‬
‫َّٕ (َُ‪.)ِٕ-ِٔ/‬‬
‫)‬ ‫(‬
‫ُّٕ مجمل الزكائد (ْ‪.)ِٕ/‬‬
‫)‬ ‫(‬
‫ِّٕ ااظر حاشية زاد المعاد البن القيم (ُ‪.)ٕٗ/‬‬
‫)‬ ‫(‬
‫جبريل أتاكم يعلمكم دينكم}(ّّٕ)‪.‬‬

‫الرابعػػة‪ :‬أاػػو كػػاف ي تيػػو مثػػل صلصػػلة الجػػرس أخػػرج البخػػارم مػػن حػػديث عائشػػة رضػػي اهلل عنهػػا أف الحػػارث بػػن‬
‫ىشػاـ(ّْٕ) رضػػي اهلل عنػػو سػ ؿ النبػي صػػلى اهلل عليػػو كسػػلم فقػاؿ‪ :‬كيػػو ي تيػػا الػػوحي؟ فقػاؿ رسػػوؿ اهلل صػػلى اهلل عليػػو‬
‫كسلم‪ :‬أحيااان ي تيني مثل صلصلة الجرس كىو أش ٌد علي فيفصم عني كقد كعيت عنو ما قاؿ‪ }...‬الحديث(ّٕٓ)‪.‬‬

‫الخامسة‪ :‬أاو كاف يرل الملا في صورتو التي يخلق عليها أخرج الشيخاف من حديث ابن مسعود رضي اهلل عنو لما‬
‫اب قىػ ٍو ىس ٍي ًن أ ٍىك أى ٍداىى * فى ٍىك ىحى إًلىى ىع ٍب ًدهً ىما أ ٍىك ىحى)) [النجم‪ ]َُ-ٗ :‬قاؿ رضي اهلل‬
‫يسكل عن تفسير قولو تعالى‪(( :‬فى ىكا ىف قى ى‬
‫عنو‪ :‬إاو رأل جبريل لو ستمائة جناح}(ّٕٔ) كأخرج البخارم من حديث أـ المامنين عائشػة رضػي اهلل عنهػا قالػت‪ :‬مػن‬
‫كخلقو سادان ما بين األفق}(ّٕٕ)‪.‬‬
‫زعم أف محمدان رأل ربو فقد أعظم كلكن رأل جبريل في صورتو ى‬
‫السادسة‪ :‬ما أكحاه اهلل إليو كىو فوؽ السموات ليلة المعراج‪.‬‬

‫السػػابعة‪ :‬كػػالـ اهلل منػػو إليػػو بػػال كاسػػطة ملػػا كلمػػا كلػػم اهلل تعػػالى موسػػى بػػن عمػػراف عليػػو السػػالـ أخػػرج مسػػلم مػػن‬
‫حديث أاال بن مالا الطويػل كفيػو‪... :‬ثػم ذىػب بػي إلػى السػدرة المنتهػى كإذا كرقهػا كػآذاف الفيلػة كإذا ثمرىػا كػالقالؿ‬
‫فلما غشيها من أمر اهلل ما غشيها تغيرت ما أحد من خلق اهلل يستطيل أف ينعتها من حسػنها فػ كحى اهلل إلػي مػا أكحػى‪}...‬‬
‫الحديث(ّٖٕ)‪.‬‬

‫ِّ‪ -‬اختصاص النبي صلى اهلل عليو كسلم ب خذ الميثاؽ لو من جميل األابياء باإليماف بو كاصرتو‪:‬‬

‫ص ِّد هؽ لً ىما ىم ىع يك ٍم لىتيػ ٍاًمنين بً ًو‬ ‫اء يك ٍم ىر يس ه‬


‫وؿ يم ى‬
‫ً ً و ً و‬
‫ين ل ىىما آتىػ ٍيتي يك ٍم م ٍن كتىاب ىكح ٍك ىمة ثيم ىج ى‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ىخ ىذ اللوي ميثىا ىؽ النبيِّ ى‬‫قاؿ تعالى‪ (( :‬ىكإً ٍذ أ ى‬
‫ًً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ين)) [آؿ عمراف‪.]ُٖ:‬‬ ‫اؿ فىا ٍش ىه يدكا ىكأىاىا ىم ىع يك ٍم م ىن الشاىد ى‬ ‫ىخ ٍذتي ٍم ىعلىى ذىل يك ٍم إً ٍ‬
‫ص ًرم قىاليوا أىقػ ىٍرٍراىا قى ى‬ ‫اؿ أىأىقػ ىٍرٍرتي ٍم ىكأ ى‬
‫ص يراوي قى ى‬
‫ىكلىتىػ ٍن ي‬
‫قػػاؿ ابػػن كثيػػر‪( :‬يقػػوؿ تعػػالى مهمػػا آتيػػتكم مػػن كتػػاب كحكمػػة ثػػم جػػاءكم رسػػوؿ بعػػد ىػػذا كلػػو فعلػػيكم اإليمػػاف بػػو‬
‫كاصرتو كإذا كاف ىذا الميثاؽ شامالن لكل منهم تضمن أخذه لمحمد صلى اهلل عليو كسلم من جميعهم كىػذه خصوصػية‬

‫ّّٕ ـ‪ :‬ؾ‪ .‬اإليماف (ُ‪ )َُٔ-ُٓٗ/‬مل النوكم‪.‬‬


‫)‬ ‫(‬
‫ّْٕ أبو عبد الرحمن القرشي المخزكمي أخو أبي جهل كابن عم خالد بن الوليد أسلم يوـ الفتح كحسن إسالمو قيل مات في ااعوف عمواس كقيل في يوـ اليرموؾ‪ .‬ااظر‪ :‬اإلصابة‬
‫)‬ ‫(‬
‫(ِ‪ )ْٓ/‬رقم (َُِِ)‪.‬‬

‫ّٕٓ خ‪ :‬ؾ‪ .‬بدء الوحي (ُ‪ )ُٖ/‬مل الفتح‪.‬‬


‫)‬ ‫(‬
‫ّٕٔ خ‪ :‬ؾ‪ .‬بدء الخلق (ٔ‪ )ُّّ/‬مل الفتح؛ ـ‪ :‬ؾ‪ .‬اإليماف‪ .‬ب‪ .‬اإلسراء (ِ‪ )ُِْ/‬مل النوكم‪.‬‬
‫)‬ ‫(‬
‫ّٕٕ خ‪ :‬ؾ‪ .‬بدء الخلق (ٔ‪.)ُّّ/‬‬
‫)‬ ‫(‬
‫ّٖٕ ـ‪ :‬ؾ‪ .‬اإليماف ب‪ .‬اإلسراء برسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم (ِ‪ )ُِْ/‬مل النوكم؛ كااظر زاد المعاد البن القيم (ُ‪.)ٕٗ/‬‬
‫)‬ ‫(‬
‫ليست و‬
‫ألحد منهم سواه)(ّٕٗ)‪.‬‬

‫ِْ‪ -‬اختصاص النبي صلى اهلل عليو كسلم ب ف أىل الكتاب لهم علم بو‪:‬‬
‫ػوؿ النبًػػي األ ِّيمػػي الػ ًػذم ي ًج يدكاىػػوي م ٍكتيوبػػا ًع ٍنػ ىد يىم فًػػي الت ػػوراةً كا ًإل ً‬
‫اجيػ ًػل)) [األعػػراؼ‪:‬‬ ‫ين يىػتبً يعػػو ىف الر يسػ ى‬ ‫ً‬
‫ٍى ى‬ ‫ٍ‬ ‫ى ن‬ ‫ى‬ ‫قػػاؿ تعػػالى‪(( :‬الػػذ ى‬
‫وؿ الل ًو إًلىي يكم مص ِّدقنا لًما بػين ي ىدم ًمن التػوراةً‬ ‫يل إًاِّي ىر يس ي‬ ‫ً ً ً‬ ‫ُٕٓ]اآلية كقاؿ تعالى‪(( :‬كإً ٍذ قى ى ً‬
‫ى ٍى‬ ‫ٍ ٍ ي ى ى ىٍ ى ى‬ ‫يسى ابٍ ين ىم ٍريى ىم يىا بىني إ ٍس ىرائ ى‬
‫اؿ ع ى‬ ‫ى‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫كمبشِّرا بًرس و ً ً ً‬
‫ين)) [الصو‪.]ٔ:‬‬ ‫اء يى ٍم بًالٍبىػيِّػنىات قىاليوا ىى ىذا س ٍح هر يمبً ه‬
‫ىح ىم يد فىػلىما ىج ى‬‫اس يموي أ ٍ‬
‫وؿ يىٍتي م ٍن بىػ ٍعدم ٍ‬ ‫ى يى ن ى ي‬

‫ِٓ‪ -‬اختصاص النبي صلى اهلل عليو كسلم بكواو أميان ال يقرأ كال يكتب‪:‬‬

‫ػت تىػ ٍتػليػوا ًم ٍػن قىػ ٍبلً ًػو‬


‫وؿ النبًي األ ِّيمي)) [األعراؼ‪ ]ُٕٓ :‬اآلية‪ .‬كقاؿ تعػالى‪ (( :‬ىكىمػا يك ٍن ى‬ ‫ين يىػتبً يعو ىف الر يس ى‬ ‫ً‬
‫قاؿ تعالى‪(( :‬الذ ى‬
‫اب ال يٍم ٍب ًطليو ىف)) [العنكبوت‪.]ْٖ:‬‬ ‫ا إًذنا ٍ‬
‫الرتى ى‬ ‫ًم ٍن كًتى و‬
‫اب ىكال تى يخطُّوي بًيى ًمينً ى‬
‫كأخرج الشيخاف من حديث ابػن عمػر رضػي اهلل عنهمػا أاػو قػاؿ‪ :‬إاػا أمػة ًأميػة ال اكتػب كال احسػب الشػهر ىكػذا‬
‫يعني مرة تسعة كعشرين كمرة ثالثين}(َّٖ)‪.‬‬

‫قاؿ ابن حجر‪( :‬المراد بقولو صلى اهلل عليو كسلم‪( :‬إاا) أم العػرب كقيػل أراد افسػو كقيػل أميػة بلفػب النسػب إلػى‬
‫األـ أراد أمػػة العػػرب؛ ألاهػػا ال تكتػػب أك منسػػوب إلػػى األمهػػات أم أاهػػم إلػػى أصػػل كالدة أمهػػم قولػػو‪( :‬ال اكتػػب كال‬
‫احسػب) المػػراد أىػػل اإلسػػالـ الػػذين بحضػػرتو عنػػد تلػػا المقالػة كىػػو محمػػوؿ علػػى أكثػػرىم أك المػػراد افسػػو كقيػػل للعػػرب‬
‫ين ىر يسوالن ًم ٍنػ يه ٍم)) [الجمعة‪.)ُّٖ()]ُ :‬‬ ‫أميوف؛ ألف الكتابة كاات فيهم عزيزة قاؿ تعالى‪(( :‬ىو ال ًذم بػع ى ً‬
‫ث في األ ِّيميِّ ى‬ ‫ىى‬ ‫يى‬

‫ِٔ‪ -‬اختصاص النبي صلى اهلل عليو كسلم ب او أكتي مفاتيح خزائن األرض‪:‬‬

‫أخرج مسلم من حديث أبي ىريرة رضي اهلل عنو قاؿ‪ :‬قاؿ رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسػلم‪ :‬بيعثػت بجوامػل الكلػم‬
‫كايصرت بالرعب كبينا أاا اائم أتيت بمفاتيح خزائن األرض فوضعت في يدم‪ .‬قاؿ أبو ىريرة‪ :‬فذىب رسوؿ اهلل صلى اهلل‬
‫عليو كسلم كأاتم تنتثلواها}(ِّٖ)‪.‬‬

‫ّٕٗ الفصوؿ في سيرة الرسوؿ صلى اهلل عليو كسلم ص (ِٖٔ)‪.‬‬


‫)‬ ‫(‬
‫َّٖ خ‪ :‬ؾ‪ .‬الصوـ ب‪ .‬قولو صلى اهلل عليو كسلم‪( :‬ال اكتب كال احسب) (ْ‪ )ُِٔ/‬مل الفتح؛ ـ‪ :‬ؾ‪ .‬الصياـ ب‪ .‬كجوب صياـ رمضاف برؤية الهالؿ (ٕ‪ )ُِٗ/‬مل النوكم‪.‬‬
‫)‬ ‫(‬
‫ُّٖ فتح البارم (ْ‪.)ُِٕ/‬‬
‫)‬ ‫(‬
‫ِّٖ ؾ‪ .‬المساجد (ٓ‪ )ٓ/‬مل النوكم‪.‬‬
‫)‬ ‫(‬
‫قاؿ النوكم(ّّٖ)‪( :‬قولػو (تنتثلواهػا) يعنػي تسػتخرجوف مػا فيهػا يعنػي خػزائن األرض كمػا فػتح اهلل علػى المسػلمين مػن‬
‫الدايا)(ّْٖ)‪.‬‬

‫ِٕ‪ -‬اختصاص النبي صلى اهلل عليو كسلم ب ف اهلل تعالى جمل لو بين القبلتين‪:‬‬

‫ب يىػ ٍه ًػدم ىم ٍػن‬ ‫ًً‬ ‫ً ً ً‬ ‫الس ىف ىهاءي ًم ىن الن ً‬


‫اس ىما ىكال يى ٍم ىع ٍن ق ٍبػلىت ًه يم التي ىكاايوا ىعلىٍيػ ىها قي ٍل للػو ال ىٍم ٍشػ ًر يؽ ىكال ىٍمغٍػ ًر ي‬ ‫وؿ ُّ‬ ‫((سيىػ يق ي‬
‫قاؿ تعالى‪ :‬ى‬
‫وؿ ىعلىٍي يك ٍم ىش ًهي ندا ىكىما ىج ىعلٍنىا‬ ‫اس ىكيى يكو ىف الر يس ي‬ ‫اء ىعلىى الن ً‬ ‫ً‬ ‫يم * ىكىك ىذلً ى‬ ‫اط يم ٍستى ًق و‬‫صر و‬‫يى ً ً‬
‫ا ىج ىعلٍنىا يك ٍم أيمةن ىك ىسطنا لتى يكوايوا يش ىه ىد ى‬ ‫شاءي إلىى ى‬ ‫ى‬
‫ً‬ ‫وؿ ًمم ٍن يىن ىقلًب ىعلىى ىع ًقبىػ ٍي ًو كإً ٍف ىكااى ٍ ً‬ ‫نت ىعلىٍيػ ىها إًال لًنىػ ٍعلى ىم ىم ٍن يىػتبً يل الر يس ى‬
‫ال ًٍق ٍبػلىةى التًي يك ى‬
‫ين ىىػ ىدل اللػوي ىكىمػا‬ ‫ت لى ىكب ىيرةن إًال ىعلىػى الػذ ى‬ ‫ى‬ ‫ي‬
‫اس لىرء ه ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً ً‬
‫يم)) [البقرة‪.]ُّْ:‬‬ ‫كؼ ىرح ه‬ ‫يمااى يك ٍم إف اللوى بالن ً ى ي‬ ‫يل إً ى‬
‫ىكا ىف اللوي لييض ى‬
‫ا ىشط ىٍر ال ىٍم ٍس ًج ًد)) [البقرة‪.]ُْْ-ُِْ:‬‬ ‫ً‬
‫اىا فىػ ىو ِّؿ ىك ٍج ىه ى‬
‫ضى‬ ‫ا قً ٍبػلىةن تىػ ٍر ى‬
‫ا فًي الس ىماء فىػلىنيػ ىولِّيىػن ى‬
‫ب ىك ٍج ًه ى‬ ‫ُّ‬
‫((قى ٍد اىػ ىرل تىػ ىقل ى‬
‫قاؿ ابن كثير‪( :‬كقد جاء في ىذا الباب أحاديث كثيرة كحاصل األمر أاو قد كاف رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم أمر‬
‫باسػتق باؿ الصػػخرة مػػن بيػػت المقػػدس فكػػاف بمكػة يصػػلي بػػين الػػركنين كىػػو مسػػتقبل صػخرة بيػػت المقػػدس فلمػػا ىػػاجر إلػػى‬
‫المدينة تعذر الجمل بينهما ف مره اهلل بالتوجو إلى بيت المقدس قالػو ابػن عبػاس كالجمهػور‪ ...‬قػاؿ‪ :‬كالمقصػود أف التوجػو‬
‫إلػى بيػػت المقػػدس كػػاف بعػػد مقدمػػو صػػلى اهلل عليػػو كسػػلم إلػػى المدينػػة كاسػػتمر علػػى ذلػػا بضػػعة أشػػهر ككػػاف يكثػػر الػػدعاء‬
‫كاالبتهاؿ أف يوجو إلى الكعبة التي ىي قبلة إبراىيم ف جيب إلى ذلا)(ّٖٓ)‪.‬‬

‫أحل لو مكة ساعة من اهار‪:‬‬


‫ِٖ‪ -‬اختصاص النبي صلى اهلل عليو كسلم ب ف اهلل تعالى ٌ‬
‫أخرج مسلم من حديث ابن عباس رضي اهلل عنهما قاؿ‪ :‬قاؿ رسوؿ اهلل صػلى اهلل عليػو كسػلم يػوـ الفػتح فػتح مكػة‪:‬‬
‫ال ىجػػرة كلكػػن جهػػاد كايػػة كإذا اسػػتنفرتم فػػاافركا} كقػػاؿ يػػوـ الفػػتح فػػتح مكػػة‪ :‬إف ىػػذا البلػػد حرمػػو اهلل يػػوـ خلػػق‬
‫السػموات كاألرض فهػو حػراـ بحرمػة اهلل إلػى يػوـ القيامػة كإاػو لػم يحػل القتػاؿ فيػو ألحػد قبلػي كلػم يحػل لػي إال سػاعة مػن‬
‫اهار} الحديث(ّٖٔ)‪.‬‬

‫ِٗ‪ -‬اختصاص النبي صلى اهلل عليو كسلم ب ف الدجاؿ ال يدخل بلدتيو‪:‬‬

‫ّّٖ يحيى بن شرؼ الحزامي النوكم الشافعي محيي الدين أبو زكريا محرر المذىب الشافعي ككبير الفقهاء في زمااو‪ .‬من مصنفاتو‪ :‬شرح مسلم كشرح المهذب كالركضة كالمنهاج‬
‫)‬ ‫(‬
‫كتهذيب األسماء كاللغات كرياض الصالحين كاألذكار‪ .‬ت‪ .‬سنة ٕٔٔىػ‪ .‬ااظر‪ :‬ابقات الشافعية لألسنوم (ِ‪ )ْٕٔ/‬كالبداية كالنهاية (ُّ‪.)ِْٗ/‬‬

‫ّْٖ شرح النوكم على مسلم (ٓ‪.)ٓ/‬‬


‫)‬ ‫(‬
‫ّٖٓ تفسير القرآف العظيم (ُ‪.)ُٗٓ/‬‬
‫)‬ ‫(‬
‫ّٖٔ ؾ‪ .‬الحج ب‪ .‬تحريم مكة (ٗ‪ )ُِٔ-ُِّ/‬مل النوكم‪.‬‬
‫)‬ ‫(‬
‫أخرج مسلم من حديث أاال بن مالا رضي اهلل عنو قاؿ‪ :‬قػاؿ رسػوؿ اهلل صػلى اهلل عليػو كسػلم‪ :‬لػيال مػن بلػد إال‬
‫سيطاه الدجاؿ إال مكة كالمدينة كليال اقب(ّٕٖ) مػن أاقابهػا إال عليػو المالئكػة صػافين تحرسػها فينػزؿ بالسػبخة فترجػو‬
‫المدينة ثالث رجفات يخرج إليو كل كافر كمنافق}(ّٖٖ)‪.‬‬

‫َّ‪ -‬اختصاص النبي صلى اهلل عليو كسلم ب ف الطاعوف ال يدخل مدينتو‪:‬‬

‫أخرج البخارم من حديث أبي ىريرة رضي اهلل عنو قاؿ‪ :‬قاؿ رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم‪ :‬على المدينة مالئكػة‬
‫ال يدخلها الطاعوف كال الدجاؿ}(ّٖٗ)‪.‬‬

‫ُّ‪ -‬اختصاص النبي صلى اهلل عليو كسلم ب ف الصالة في مسجده أفضل من ألو صالة‪:‬‬

‫عن ابن عباس رضي اهلل عنهما أاو قاؿ‪ :‬إف امرأة اشتكت شكول فقالت إ ٍف شفااي اهلل ألخرجن فألصلين فػي بيػت‬
‫المقػدس فبػرأت ثػػم تجهػػزت تريػػد الخػػركج فجػػاءت ميمواػػة زكج النبػػي صػػلى اهلل عليػػو كسػػلم تسػػلم عليهػػا ف خبرتهػػا ذلػػا‬
‫فقالت‪ :‬اجلسي فكلي ما صنعت كصل في مسجد الرسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم فإاي سمعت رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو‬
‫كسلم يقوؿ‪ :‬صالة فيو أفضل من ألو صالة فيما سواه من المساجد إال مسجد الكعبة}(َّٗ)‪.‬‬

‫ِّ‪ -‬اختصاص النبي صلى اهلل عليو كسلم ب ف ما بين بيتو كمنبره ركضة من رياض الجنة كأف منبره على حوضو‪:‬‬

‫أخرج الشيخاف من حديث عبد اهلل بن زيد المازاي رضي اهلل عنو أف رسػوؿ اهلل صػلى اهلل عليػو كسػلم قػاؿ‪ :‬مػا بػين‬
‫بيتي كمنبرم ركضة من رياض الجنة}(ُّٗ)‪ .‬كفي ركاية للبخارم‪ :‬كمنبرم على حوضي}(ِّٗ)‪.‬‬

‫قػػاؿ ابػػن حجػػر فػػي قولػػو صػػلى اهلل عليػػو كسػػلم‪( :‬ركضػػة مػػن ريػػاض الجنػػة)‪( :‬أم كركضػػة مػػن ريػػاض الجنػػة فػػي اػػزكؿ‬
‫الرحمة كالسعادة بما يحصل من مالزمة حلق الذكر ال سيما فػي عهػده صػلى اهلل عليػو كسػلم فيكػوف تشػبيهان بغيػر أداة أك‬

‫ّٕٖ الطريق في الجبل ااظر ترتيب القاموس (ْ‪.)ُِْ/‬‬


‫)‬ ‫(‬
‫ّٖٖ ؾ‪ .‬الفتن كأشراط الساعة (ُٖ‪ )ٖٓ/‬مل النوكم‪.‬‬
‫)‬ ‫(‬
‫ّٖٗ ؾ‪ .‬الفتن ب‪ .‬ال يدخل المدينة الدجاؿ (ُّ‪ )َُُ/‬مل الفتح‪.‬‬
‫)‬ ‫(‬
‫َّٗ ـ‪ :‬ؾ‪ .‬الحج ب‪ .‬فضل الصالة بمسجد مكة كالمدينة (ٗ‪ )ُٕٔ-ُٔٔ/‬مل النوكم‪.‬‬
‫)‬ ‫(‬
‫ُّٗ خ‪ :‬ؾ‪ .‬فضل الصالة في مسجد مكة كالمدينة ب‪ .‬فضل ما بين القبر كالمنبر (ّ‪ )َٕ/‬مل الفتح؛ ـ‪ :‬ؾ‪ .‬الحج ب‪ .‬فضل ما بين قبره كمنبره (ٗ‪ )ُُٔ/‬مل النوكم‪.‬‬
‫)‬ ‫(‬
‫ِّٗ المصدر السابق‪.‬‬
‫)‬ ‫(‬
‫أف المعنى أف العبادة فيها تادم إلى الجنة فيكوف مجازان أك ىػو علػى يػاىره كأف المػراد أاػو ركضػة حقيقػة بػ ف يينقػل ذلػا‬
‫الموضل في اآلخرة إلى الجنة)‪ .‬ىذه محصلة ما ٌأكلو أىل العلم في ىذا الحديث كىػي علػى ترتيبهػا فػي القػوة‪ .‬كأمػا قولػو‬
‫صلى اهلل عليو كسلم‪( :‬كمنبرم علػى حوضػي) أم يينقػل يػوـ القيامػة فينصػب علػى الحػوض قػاؿ األكثػر المػراد منبػره بعينػو‬
‫الذم قاؿ فيو ىذه المقالة كىو فوقو كقيل المراد المنبر الذم يوضل لو يوـ القيامة)(ّّٗ)‪.‬‬

‫****‬

‫ّّٗ فتح البارم (ٗ‪.)ُُٔ/‬‬


‫)‬ ‫(‬
‫المبحث الثااي‬
‫ّْٗ‬
‫فيما اختص بو (صلى اهلل عليو كسلم) دكف جميل األابياء في الحياة اآلخرة‬

‫ُ‪ -‬اختصاص النبي صلى اهلل عليو كسلم ب او أكؿ من تنشق عنو األرض كبإعطائو لواء الحمد كأكؿ من يدخل الجنة‬
‫يوـ القيامة‪:‬‬

‫ركل اإلماـ أحمد من حديث أاال رضي اهلل عنو قاؿ‪ :‬سمعت رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم يقوؿ‪ :‬إاي ألكؿ من‬
‫تنشق األرض عن جمجمتي يوـ القيامة كال فخر كأعطى لواء الحمد كال فخر كأاا سيد النػاس يػوـ القيامػة كال فخػر كأاػا‬
‫أكؿ من يدخل الجنة كال فخر كإاي آتي باب الجنة فآخذ بحلقها فيقولوف من ىذا ف قوؿ أاا محمػد فيفتحػوف لػي ف دخػل‬
‫فإذا الجبار مستقبلي ف سجد لو فيقوؿ‪ :‬ارفل رأسا يا محمد كتكلم ييسمل منا‪ }...‬الحديث(ّٓٗ)‪.‬‬

‫قاؿ الشيخ األلبااي‪( :‬سنده جيد كرجالو رجاؿ الشيخين)(ّٔٗ)‪.‬‬

‫ِ‪ -‬اختصاص النبي صلى اهلل عليو كسلم ب ف اهلل تعالى يبعثو يوـ القيامة مقامان محمودان‪:‬‬

‫ػا‬
‫ػا ىربُّ ى‬
‫سػى أى ٍف يىػ ٍبػ ىعثى ى‬ ‫محمد صلى اهلل عليو كسلم‪ (( :‬ىكًم ىػن الل ٍي ًػل فىػتىػ ىهجػ ٍد بً ًػو اىافًلىػةن لى ى‬
‫ػا ىع ى‬ ‫قاؿ اهلل تعالى لصفيو كخليلو ٌ‬
‫ودا)) [اإلسراء‪ .] ٕٗ:‬أخرج البخارم رحمو اهلل في تفسير ىذه اآلية من حػديث ابػن عمػر رضػي اهلل عنهمػا أاػو‬
‫ىم ىق ناما ىم ٍح يم ن‬
‫يقوؿ‪ :‬إف الناس يصيركف يوـ القيامة جثا(ّٕٗ) كل أمة تتبل ابيها يقولوف‪ :‬يا فػالف اشػفل حتػى تنتهػي الشػفاعة إلػى النبػي‬
‫صلى اهلل عليو كسلم فذلا يوـ يبعثو اهلل المقاـ المحمود}(ّٖٗ)‪ .‬كأخرج أيضان مػن حػديث ابػن عمػر‪ :‬إف الشػمال تػداو‬
‫يوـ القيامة حتى يبل العرؽ اصو األذف فبينا ىم كذلا استغاثوا بآدـ ثم بموسى ثم بمحمد صلى اهلل عليو كسػلم}(ّٗٗ)‪.‬‬
‫ثم ذكر البخارم رحمو اهلل اريقان آخر فيو زيادة‪ :‬فيشفل ليقضى بين الخلق فيمشي حتى ي خذ بحلقة الباب فيومكذ يبعثػو‬
‫اهلل مقامان محمودان يحمده أىل الجمل كلهم}(ََْ)‪.‬‬

‫)‪ )66 -59([ (394‬خصائص ادلصطفى‪ :‬للصادق بن إبراىيم]‬


‫ّٓٗ حم‪ )ُْْ/ّ( :‬كااظر بداية السوؿ ص (ّْ) كالمواىب اللداية بالمنح المحمدية (ِ‪.)َُٕ-ََٕ/‬‬
‫)‬ ‫(‬
‫ّٔٗ السلسلة الصحيحة (ْ‪.)ََُ/‬‬
‫)‬ ‫(‬
‫ّٕٗ جمل و‬
‫جاث ىو الذم يجلال على ركبتيو‪ .‬فتح البارم (ٖ‪.)َْٓ/‬‬
‫)‬ ‫(‬
‫ّٖٗ خ‪ :‬ؾ‪ .‬التفسير ب‪( .‬عسى أف يبعثا ربا مقامان محمودان) (ٖ‪ )ّٗٗ/‬مل الفتح‪.‬‬
‫)‬ ‫(‬
‫ّٗٗ المصدر السابق ؾ الزكاة ب من س ؿ الناس تكثران (ّ‪.)ّّٖ/‬‬
‫)‬ ‫(‬
‫ََْ المصدر السابق افسو‪.‬‬
‫)‬ ‫(‬
‫ّ‪ -‬اختصاص النبػي صػلى اهلل عليػو كسػلم ب اػو سػيد كلػد آدـ يػوـ القيامػة كيفػتح اهلل عليػو مػن المحامػد مػا ال يفتحػو‬
‫على غيره كأف اهلل تعالى قد غفر لو ما تقدـ من ذابو كما ت خر‪:‬‬

‫أخػػرج الشػػيخاف مػػن حػػديث أبػػي ىريػػرة رضػػي اهلل عنػػو قػػاؿ‪ :‬أيتػػي رسػػوؿ اهلل صػػلى اهلل عليػػو كسػػلم بلحػػم فرفػػل إليػػو‬
‫الػذراع ‪-‬ككااػت تعجبػو‪ -‬فػػنهال منهػا اهسػة ثػم قػػاؿ‪ :‬أاػا سػيد النػاس يػػوـ القيامػة كىػل تػدركف مػػم ذلػا؟ يجمػل النػػاس ‪-‬‬
‫األكلين كاآلخرين‪ -‬في صعيد كاحد يسمعهم الداعي كينفذىم البصر كتداو الشمال فيبل الناس مػن الغػم كالكػرب مػا ال‬
‫يطيقػوف كال يحتملػػوف فيقػػوؿ النػػاس‪ :‬أال تػػركف مػػا قػػد بلغكػػم؟ أال تنظػركف مػػن يشػػفل لكػػم إلػػى ربكػػم؟ فيقػػوؿ بعػػج النػػاس‬
‫لبعج‪ :‬عليكم بآىدـ في توف آدـ عليو السالـ فيقولػوف لػو‪ :‬أاػت أبػو البشػر خلقػا اهلل بيػده كافػخ فيػا مػن ركحػو كأمػر‬
‫المالئكة فسجدكا لا اشفل لنا إلى ربا أال ترل ما احن فيو؟ أال ترل ما قد بلغنا؟ فيقوؿ آدـ‪ :‬إف ربي قد غضب اليوـ‬
‫غضبان لم يغضب قبلو مثلو كلن يغضب بعده مثلو كأاو اهااي عن الشجرة فعصيتو افسي افسي افسي اذىبػوا إلػى غيػرم‬
‫سماؾ اهلل عبدان شكوران ا ٍشفل لنا‬
‫اذىبوا إلى اوح‪ .‬في توف اوحان فيقولوف‪ :‬يا اوح إاا أات أكؿ الرسل إلى أىل األرض كقد ٌ‬
‫إلى ربا أال ترل ما احن فيو؟ فيقوؿ‪ :‬إف ربي قد غضب اليوـ غضبان لم يغضب قبلو مثلو كلن يغضب بعده مثلو كأاو قد‬
‫كااػػت لػػي دعػػوة دعوتهػػا علػػى قػػومي افسػػي افسػػي اذىبػػوا إلػػى غيػػرم اذىبػػوا إلػػى إبػػراىيم‪ .‬فيػ توف إبػػراىيم فيقولػػوف‪ :‬يػػا‬
‫إبراىيم أات ابي اهلل كخليلو من أىل األرض اشفل لنا إلى ربا أال ترل إلى ما احن فيو؟ فيقوؿ لهم‪ :‬إف ربي قد غضػب‬
‫اليػوـ غضػػبان لػػم يغضػػب قبلػػو مثلػػو كلػن يغضػػب بعػػده مثلػػو كإاػػي قػػد كنػػت كػذبت ثػػالث كػػذبات ‪-‬فػػذكرىن أبػػو حيػػاف فػػي‬
‫الحديث‪ -‬افسي افسي افسي اذىبوا إلى غيرم اذىبوا إلى موسى‪ .‬في توف موسى فيقولوف‪ :‬أاػت رسػوؿ اهلل فضػلا اهلل‬
‫برسالتو كبكالمو على الناس اشفل إلى ربا أال ترل ما احن فيو؟ فيقوؿ‪ :‬إف ربي قد غضب اليوـ غضبان لػم يغضػب قبلػو‬
‫مثلػو كلػن يغضػب بعػػده مثلػو كإاػي قػػد قتلػت افسػان لػػم أكمػر بقتلهػا افسػي افسػػي افسػي اذىبػوا إلػػى غيػرم اذىبػوا إلػػى‬
‫عيسى‪ .‬في توف عيسى فيقولوف‪ :‬يا عيسػى أاػت رسػوؿ اهلل ككلمتػو ألقاىػا إلػى مػريم كركح منػو ككلمػت النػاس فػي المهػد‬
‫اشفل لنا أال ترل ما احن فيو؟ فيقوؿ عيسى‪ :‬إف ربي قد غضب اليوـ غضبان لم يغضب قبلو مثلو كلن يغضػب بعػده مثلػو‬
‫‪-‬كلػػم يػػذكر ذاب ػان‪ -‬اذىبػػوا إلػػى غيػػرم اذىبػػوا إلػػى محمػػد صػػلى اهلل عليػػو كسػػلم‪ .‬في ػ توف محمػػدان صػػلى اهلل عليػػو كسػػلم‬
‫فيقولوف‪ :‬يا محمد أات رسوؿ اهلل كخاتم األابياء كقد غفر اهلل ما تقدـ من ذابا كما ت خر اشفل لنا إلػى ربػا أال تػرل‬
‫كجل ثم يفتح اهلل علي من محامػده كحسػن الثنػاء عليػو شػيكان‬‫عز ٌ‬ ‫إلى ما احن فيو؟ ف اطلق فآتي العرش ف قل ساجدان لربي ٌ‬
‫رب‬
‫شػفل فػ رفل رأسػي فػ قوؿ‪ :‬أمتػي يػا ِّ‬
‫لم يفتحو على أحد قبلي‪ .‬ثم يقاؿ‪ :‬يا محمد ارفػل رأسػا س ٍػل تيعطػو كاشػفل تي ى‬
‫رب‪ .‬فيقاؿ‪ :‬يا محمد أدخل من أمتا من ال حساب عليهم من الباب األيمن من أبواب الجنة كىم شركاء للناس‬
‫أمتي يا ِّ‬
‫فيما سول ذلا من األبواب ثيم قاؿ‪ :‬كالذم افسي بيده إف ما بين المصراعين من مصاريل الجنة كما بين مكة كحميػر أك‬
‫صرل(َُْ)}(َِْ)‪.‬‬
‫كما بين مكة كبي ٍ‬

‫ْ‪ -‬اختصاص النبي صلى اهلل عليو كسلم ب او أكؿ شفيل في الجنة كأكؿ من يقرع بابها‪:‬‬

‫ركل مسلم من حديث أاال بن مالا رضي اهلل عنو قاؿ‪ :‬قاؿ رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم‪ :‬أاا أكؿ الناس يشفل‬
‫ف ػػي الجن ػػة كأا ػػا أكث ػػر األابي ػػاء تابعػ ػان}(َّْ)‪ .‬كف ػػي لف ػػب آخ ػػر‪ :‬أا ػػا أكث ػػر األابي ػػاء تابعػ ػان ي ػػوـ القيام ػػة كأكؿ م ػػن يق ػػرع ب ػػاب‬
‫الجنة}(َْْ)‪ .‬كلنفال الصحابي رضي اهلل عنو أخرج مسلم قاؿ‪ :‬قاؿ رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم‪ :‬آتي باب الجنة يوـ‬
‫القيامة ف ستفتح فيقوؿ الخازف‪ :‬من أات؟ ف قوؿ‪ :‬محمد فيقوؿ‪ :‬با أمرت ال أفتح ألحد قبلا}(َْٓ)‪.‬‬

‫ٓ‪ -‬اختصاص النبي صلى اهلل عليو كسلم ب او أكثر األابياء تابعان يوـ القيامة كيدخل مػن أمتػو الجنػة سػبعوف ألفػان بغيػر‬
‫حساب‪:‬‬

‫أخرج ال بخارم من حديث أبػي ىريػرة رضػي اهلل عنػو قػاؿ‪ :‬قػاؿ النبػي صػلى اهلل عليػو كسػلم‪ :‬مػا مػن األابيػاء ابػي إال‬
‫أ ً‬
‫يعطػ ىػي مػػن اآليػػات مػػا مثلػػو آمػػن عليػػو البشػػر كأمػػا الػػذم أكتيتػػو كحي ػان أكحػػاه اهلل إلػػي ف ػ رجو أف أكػػوف أكثػػرىم تابع ػان يػػوـ‬
‫القيامة}(َْٔ)‪ .‬كأخرج أيضان من حديث عمراف بن حصين(َْٕ) كفيػو قػاؿ رسػوؿ اهلل صػلى اهلل عليػو كسػلم‪ :‬يع ًرضػت علػي‬
‫األمم فجعل النبي كالنبياف يمركف معهم الرىا كالنبي ليال معو أحد حتى يرفً ىل لي سواد عظيم قلت‪ :‬ما ىذا؟! أمتي ىذه؟‬
‫قيل ىذا موسى كقومو قيل ااظر إلى األفق فإذا سواد عظيم قػد مػأل األفػق ثيػم قيػل ااظػر ىاىنػا كىاىنػا فػي آفػاؽ السػماء‬
‫فإذا سواد قد مأل األفق قيل ىذه أمتا كيدخل الجنة من ىاالء سبعوف ألفان بغير حساب‪ }..‬الحديث(َْٖ)‪.‬‬

‫كفي مسلم من حديث أبي ىريرة رضي اهلل عنو أيضان قاؿ‪ :‬سمعت رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم يقوؿ‪ :‬يدخل من‬
‫يجػر‬
‫أمتي زمرة ىم سبعوف ألفان تضيء كجوىهم إضاءة القمر ليلة البدر‪ .‬قاؿ أبو ىريرة‪ :‬فقػاـ يعكاشػة بػن محصػن األسػدم ي‬

‫صرل داخل‬
‫عماف كدمشق كىي اليوـ آثار قرب مدينة"درعة"لما التي احتلت مكااها حتى ين بعج الناس أاها ىي كبي ٍ‬
‫صرل مدينة حوراف كىي في منتصو المسافة بين ٌ‬
‫َُْ كاات بي ٍ‬ ‫)‬ ‫(‬
‫الحدكد السورية على مقربة من الحدكد األرداية‪ .‬ااظر‪ :‬معجم المعالم الجغرافية في السيرة النبوية لعاتق البالدم ص (ّْ‪.)ْْ-‬‬

‫َِْ خ‪ :‬ؾ‪ .‬التفسير ب‪( .‬ذرية من حملنا مل اوح إاو كاف عبدأ شكوران) (ٖ‪ )ّٗٔ-ّٗٓ/‬مل الفتح؛ ـ‪ :‬ؾ‪ .‬اإليماف ب‪ .‬الشفاعة (ّ‪ )ٔٗ-ٔٓ/‬مل النوكم‪.‬‬
‫)‬ ‫(‬
‫َّْ مسلم بشرح النوكم ؾ اإليماف ب الشفاعة (ّ‪.)ّٕ/‬‬
‫)‬ ‫(‬
‫َْْ المصدر السابق (ّ‪.)ّٕ/‬‬
‫)‬ ‫(‬
‫َْٓ المصدر السابق (ّ‪.)ّٕ/‬‬
‫)‬ ‫(‬
‫َْٔ تقدـ تخريجو ص (ّٓ)‪.‬‬
‫)‬ ‫(‬
‫َْٕ ىو‪ :‬عمراف بن حصين بن عبيد بن خلو الخزاعي صحابي ت‪ .‬سنة ِٓ ىػ‪ .‬اإلصابة (ٕ‪ )ُٓٔ-ُٓٓ/‬رقم (ََّٔ)‪.‬‬
‫)‬ ‫(‬
‫َْٖ خ‪ :‬ؾ‪ .‬الطب ب‪ .‬من اكتول أك كول افسو (َُ‪ )ُٓٓ/‬مل الفتح‪.‬‬
‫)‬ ‫(‬
‫امرة عليو فقاؿ‪ :‬يا رسوؿ اهلل ادع اهلل أف يجعلني منهم‪ .‬فقاؿ رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم‪ :‬اللهم اجعلو مػنهم‪ .‬ثػم قػاـ‬
‫رجػل آخػر مػن األاصػار فقػاؿ‪ :‬يػا رسػوؿ اهلل ادع اهلل أف يجعلنػي مػنهم فقػاؿ رسػوؿ اهلل صػلى اهلل عليػو كسػلم‪ :‬سػبقا بهػا‬
‫يعكاشة}(َْٗ)‪.‬‬

‫قاؿ العز بن عبد السالـ‪( :‬من خصائصو صلى اهلل عليو كسلم أاو يدخل إلى الجنة من أمتو سبعوف ألفان بغيػر حسػاب‬
‫كلم يثبت ذلا لغيره صلى اهلل عليو كسلم}(َُْ)‪.‬‬

‫ٔ‪ -‬اختصاص النبي صلى اهلل عليو كسلم بشهادة أمتو على األمم يوـ القيامة‪:‬‬

‫عن أبي سعيد الخدرم رضي اهلل عنو قاؿ‪ :‬قاؿ رسوؿ اهلل صػلى اهلل عليػو كسػلم‪ :‬ييجػاء بنػوح يػوـ القيامػة فيقػاؿ لػو‪:‬‬
‫ىل بلٌغت الرسالة؟ فيقوؿ اعم‪ .‬فتيس ؿ أمتو‪ :‬ىل بلٌغكم؟ فيقولوف‪ :‬ما جاءاا من اذير‪ .‬فيقوؿ‪ :‬من شهودؾ؟ فيقوؿ‪ :‬محمػد‬
‫ا ىج ىعلٍنىا يك ٍم أيمةن ىك ىسطنا)) قاؿ عدالن‪(( :‬لًتى يكوايوا‬
‫((كىك ىذلً ى‬
‫كأمتو فيجاء بكم فتشهدكف ثم قرأ رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم‪ :‬ى‬
‫وؿ ىعلىٍي يك ٍم ىش ًهي ندا)) [البقرة‪.)ُُْ(}]ُّْ :‬‬ ‫اء ىعلىى الن ً‬
‫اس ىكيى يكو ىف الر يس ي‬ ‫يش ىه ىد ى‬
‫(ازؿ اهلل تعالى أمتو منزؿ العدكؿ من الحكاـ فإف اهلل تعالى إذا حكم بين العباد فجحدت‬
‫قاؿ العز بن عبد السالـ‪ٌ :‬‬
‫األمم بتبلي الرسالة أحضر أمة محمد صلى اهلل عليو كسلم فيشهدكف على الناس ب ف رسلهم أبلغتهم كىذه الخصيصة لم‬
‫تثبت ألحد من األابياء)(ُِْ)‪.‬‬

‫ٕ‪ -‬اختصاص النبي صلى اهلل عليو كسلم بالشهادة على أمتو بإبالغ الرسالة‪:‬‬

‫اجا يمنً نيرا)) [األحزاب‪.]ْٔ:‬‬ ‫ً ًً ً‬ ‫ً‬ ‫اى ندا كمبش ً‬ ‫قاؿ تعالى‪(( :‬يا أىيػُّها النبً ُّي إًاا أىرسلٍن ى ً‬
‫ِّرا ىكاىذ نيرا * ىك ىداعينا إًلىى اللو بًًإ ٍذاو ىكس ىر ن‬
‫اؾ ىش ى ي ى ن‬‫ٍى ى‬ ‫ى ى‬
‫قاؿ القاضي عياض‪( :‬كىي ‪-‬أم الشهادة لنفسو‪ -‬من خصائصو صلى اهلل عليو كسلم ىذا باإلضافة إلى مػا تضػمنتو‬
‫اآلية من ضركب المدح كالثناء حيث جعلو اهلل مبشران ألىل ااعتو كاذيران ألىل معصيتو كداعيان إلى توحيده كعبادتو كسراجان‬
‫منيران ييهتدل بو إلى الحق)(ُّْ)‪.‬‬

‫َْٗ ؾ‪ .‬اإليماف ب‪ .‬دخوؿ اوائو من المسلمين الجنة بغير حساب (ّ‪ )ٖٗ-ٖٖ/‬مل النوكم‪.‬‬
‫)‬ ‫(‬
‫َُْ بداية السوؿ ص (ِٓ)‪.‬‬
‫)‬ ‫(‬
‫ُُْ كااظر‪ :‬خ‪ :‬ؾ‪ .‬االعتصاـ بالكتاب كالسنة ب‪( .‬ككذلا جعلناكم أمة كسطان) (ُّ‪ )ُّٔ/‬مل الفتح‪.‬‬
‫)‬ ‫(‬
‫ُِْ بداية السوؿ ص (ٗٔ) كااظر‪ :‬خصائص أفضل المخلوقين ص (َّْ)‪.‬‬
‫)‬ ‫(‬
‫ُّْ الشفاء (ُ‪.)َّ-ِٗ/‬‬
‫)‬ ‫(‬
‫ٖ‪ -‬اختصاص النبي صلى اهلل عليو كسلم ب او أكؿ من يجوز الصراط من الرسل ب متو‪:‬‬

‫أخرج البخارم من حديث أبي ىريرة الطويل كفيو‪ ... :‬ييحشر الناس يوـ القيامة فيقوؿ‪ :‬من كػاف يعبػد شػيكان فليتبػل‪:‬‬
‫فمنهم من يتبػل الشػمال كمػنهم مػن يتبػل القمػر كمػنهم مػن يتبػل الطواغيػت كتبقػى ىػذه األمػة فيهػا منافقوىػا فيػ تيهم اهلل‬
‫فيقوؿ‪ :‬أاا ربكم فيقولوف‪ :‬ىذا مكاانا حتى ي تينا ربنا فإذا جاء ربنا عرفناه في تيهم اهلل فيقػوؿ‪ :‬أاػا ربكػم فيقولػوف‪ :‬أاػت‬
‫ربنا فيدعوىم فيضرب الصراط بين يهرااي جهنم ف كوف أكؿ من يجوز من الرسل ب متو‪.)ُْْ(}...‬‬

‫ٗ‪ -‬اختصاص النبي صلى اهلل عليو كسلم بمنزلة الوسيلة‪:‬‬

‫أخرج مسلم من حديث عبد اهلل بن عمرك بن العاص أاو سمل النبي صلى اهلل عليو كسلم يقوؿ‪ :‬إذا سمعتم الماذف‬
‫فقولوا مثل ما يقوؿ ثم صلوا علي فإاو من صلى علي صالة صلى اهلل عليو بها عشران ثم سلوا اهلل لػي الوسػيلة فإاهػا منزلػة‬
‫في الجنة ال تنبغي إال لعبد من عباد اهلل كأرجو أف أكوف أاا ىو فمن س ؿ لي الوسيلة حلٌت لو الشفاعة}(ُْٓ)‪.‬‬

‫َُ‪ -‬اختصاص النبي صلى اهلل عليو كسلم بإعطائو الكوثر‪:‬‬

‫اؾ الٍ ىك ٍوثىػ ىر)) [الكوثر‪ .]ُ:‬ركل اإلماـ البخارم رحمو اهلل في تفسير ىػذه اآليػة‪( :‬أ ٌف‬ ‫قاؿ سبحااو كتعالى‪(( :‬إًاا أى ٍعطىٍيػنى ى‬
‫عن قولػو تعػالى‪(( :‬إًاػا أى ٍعطىٍيػنى ى‬
‫(ُْٔ)‬
‫ػاؾ الٍ ىكػ ٍوثىػ ىر)) [الكػوثر‪ ]ُ:‬قالػت‪ :‬ىػو اهػر‬ ‫عائشة رضي اهلل تعالى عنها س لها أبو عبيدة‬
‫أعطيو ابيكم صلى اهلل عليو كسلم شااكاه عليو در مجوؼ آايتو كعدد النجوـ}(ُْٕ)‪.‬‬

‫قاؿ ابن حجر‪( :‬الكوثر فوعل من الكثرة سمي بها النهر لكثرة مائو كآايتو كعظم قدره كخيره كىذا ىو أحد األقواؿ‬
‫فػػي معنػػى الكػػوثر أاػػو اهػػر فػػي الجنػػة يايػػده حػػديث أاػػال رضػػي اهلل عنػػو قػػاؿ‪ :‬لمػػا عػػرج بػػالنبي صػػلى اهلل عليػػو كسػػلم إلػػى‬
‫السماء قاؿ‪ :‬أتيت على اهر حافتاه قباب اللالا مجوؼ فقلت‪ :‬ما ىذا يا جبريػل؟ قػاؿ‪ :‬ىػذا الكػوثر}‪ .‬كىػو قػوؿ عائشػة‬
‫رضي اهلل عنها كغيرىا من الصحابة‪.‬‬

‫كالقوؿ الثااي في معنى الكوثر أاو الخير الكثير ركل اإلماـ البخارم في صحيحو تفسير ابن عباس رضي اهلل عنهمػا‬
‫أاو قاؿ في الكوثر‪[[ :‬ىو الخير الكثيػر الػذم أعطػاه اهلل إيػاه]]‪ .‬كىػو قػوؿ ابػن عبػاس رضػي اهلل عنهمػا كسػعيد بػن جبيػر‪.‬‬
‫كالقوؿ الثالث‪ :‬أف المراد بالكوثر الحوض كذلا لحديث المختار بن فلفػل عػن أاػال بػن مالػا كفيػو قولػو صػلى اهلل عليػو‬

‫ُْْ خ‪ :‬ؾ‪ .‬األذاف ب‪ .‬فضل السجود (ِ‪ )ِّٗ-ِِٗ/‬مل الفتح‪.‬‬


‫)‬ ‫(‬
‫ُْٓ ؾ الصالة ب‪ .‬استحباب القوؿ مثل قوؿ الماذف لمن سمعو (ْ‪.)ٖٓ/‬‬
‫)‬ ‫(‬
‫ُْٔ ابن عبد اهلل بن مسعود رضي اهلل عنو فتح البارم (ٖ‪.)ِّٕ/‬‬
‫)‬ ‫(‬
‫ُْٕ خ‪ :‬ؾ‪ .‬التفسير ب‪ .‬سورة‪( :‬إاا أعطيناؾ الكوئر) (ٖ‪.)ُّٕ/‬‬
‫)‬ ‫(‬
‫كسلم‪ :‬أتدركف ما الكوثر؟ فقلنا‪ :‬اهلل كرسػولو أعلػم‪ .‬قػاؿ‪ :‬فإاػو اهػر كعدايػو ربػي ع ٌػز كجػل عليػو خيػر كثيػر ىػو حػوض تػرد‬
‫عليو أمتي يوـ القيامة‪ }...‬الحديث‪ .‬ىذه أشهر األقواؿ في معنى الكوثر‪ .‬ف كالىا بالصواب القوؿ األكؿ؛ كذلا ألف األدلة‬
‫اص في معناه بخالؼ قػوؿ ابػن عبػاس رضػي اهلل عنهمػا فإاػو كإف كػاف ال يخػالو المعنػى األكؿ إالٌ أاػو عػاـ كاألحاديػث‬
‫أثبتػػت التخصػػيص بػػالنهر‪ .‬كأمػػا القػػوؿ الثالػػث فػػإف أصػػحابو أخػػذكا عجػػز الحػػديث كتركػػوا صػػدره الػػذم فيػػو‪ :‬أتػػدركف مػػا‬
‫الكػوثر؟‪ ...‬قػػاؿ‪ :‬فإاػػو اهػػر كعدايػػو ربػػي ع ٌػز كجػػل} كلً ىمػػا جػػاء فػػي صػػحيح مسػلم فػػي الحػػوض‪ :‬يشػػخب فيػػو ميزابػػاف مػػن‬
‫الجنة}(ُْٖ)‪ .‬كغاية ما يقاؿ على الحوض كوثر لكواو يمد منو)(ُْٗ)‪.‬‬

‫****‬

‫ُْٖ ؾ‪ .‬الفضائل ب‪ .‬حوض ابينا صلى اهلل عليو كسلم كصفتو (ُٓ‪.)ِٔ/‬‬
‫)‬ ‫(‬
‫ُْٗ ااظر فتح البارم (ٖ‪.)ِّٕ-ُّٕ/‬‬
‫)‬ ‫(‬
‫المبحث الثالث‬
‫َِْ‬
‫فيما اختص بو (صلى اهلل عليو كسلم) دكف أمتو كقد ييشاركو فيها أابياء آخركف‬

‫ُ‪ -‬اختصاص النبي صلى اهلل عليو كسلم دكف أمتو بوجوب محبتو‪:‬‬
‫اؿ اقٍػتىػرفٍػتيم ى ً‬ ‫ً‬
‫شػ ٍػو ىف‬
‫ػارةه تى ٍخ ى‬
‫وىػػا ىكت ىجػ ى‬ ‫ػيرتي يك ٍم ىكأ ٍىمػ ىػو ه ى ي‬ ‫قػػاؿ تعػػالى‪(( :‬قيػ ٍػل إً ٍف ىكػػا ىف آبىػػا يؤيك ٍم ىكأىبٍػنىػػا يؤيك ٍم ىكإً ٍخػ ىػوااي يك ٍم ىكأى ٍزىك ي‬
‫اج يكػ ٍػم ىك ىعشػ ى‬
‫صػوا ىحتػى يىػ ٍتً ىي اللػوي بًػ ٍىم ًرهً ىكاللػوي ال يىػ ٍه ًػدم‬ ‫ًً‬ ‫ًً ً و ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫سػاكً ين تىػ ٍر ى‬
‫ىحػب إًلى ٍػي يك ٍم م ىػن اللػو ىكىر يسػولو ىكج ىهػاد فػي ىسػبًيلو فىػتىػ ىرب ي‬ ‫ض ٍػواىػ ىها أ ى‬ ‫اد ىىا ىكىم ى‬
‫سى‬ ‫ىك ى‬
‫ين)) [التوبة‪..]ِْ:‬‬ ‫ًً‬
‫الٍ ىق ٍو ىـ الٍ ىفاسق ى‬
‫قػػاؿ القرابػػي‪( :‬كفػػي اآليػػة دليػػل علػػى كجػػوب حػػب اهلل كرسػػولو)(ُِْ)‪ .‬كأخػػرج الشػػيخاف مػػن حػػديث أاػػال بػػن مالػػا‬
‫رضي اهلل عنو قاؿ‪ :‬قاؿ رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم‪ :‬ال يامن أحػدكم حتػى أكػوف أحػب إليػو مػن كالػده ككلػده}‪ .‬كزاد‬
‫مسلم‪ :‬كالناس أجمعين}(ِِْ)‪.‬‬

‫قاؿ ابن حجر في تعليقو على ترجمة الباب‪( :‬باب حب الرسوؿ صلى اهلل عليو كسلم من اإليماف)‪ .‬قػاؿ‪( :‬الػالـ فيػو‬
‫للعهد كالمراد سيداا رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم بقرينة قولو‪( :‬حتى أكوف أحب) كإف كااػت محبػة جميػل الرسػل مػن‬
‫اإليماف لكن األحبية مختصة بسيداا رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم)(ِّْ)‪.‬‬

‫ِ‪ -‬اختصاص النبي صلى اهلل عليو كسلم دكف أمتو ب ف اهلل تعالى عصمو من الناس‪:‬‬

‫ا ًمػ ىػن‬ ‫ػت ًرسػػالىتىوي كاللػػوي يػ ٍع ً‬


‫صػ يػم ى‬ ‫ػا ًمػ ٍن ىربِّػ ى‬
‫ػا ىكإً ٍف لىػ ٍػم تىػ ٍف ىعػ ٍػل فى ىمػػا بىػل ٍغػ ى ى ى ى‬ ‫ػوؿ بىػلِّػ ٍ ىمػػا أياػ ًز ىؿ إًل ٍىيػ ى‬
‫قػػاؿ اهلل تعػػالى‪(( :‬يىػػا أىيػُّ ىهػػا الر يسػ ي‬
‫اس)) [المائدة‪.]ٕٔ:‬‬ ‫الن ً‬
‫(ِْْ)‬
‫ثػم أمػر بإيهػاره‬ ‫قاؿ القرابي‪( :‬قيل معناه أيهر التبلي ؛ ألاو كاف في أكؿ اإلسالـ يخفيػو خوفػان مػن المشػركين)‬
‫في ىذه اآلية كأعلمو اهلل أاو يعصمو من الناس)(ِْٓ)‪.‬‬

‫)‪ )79 – 69([ )420‬خصائص ادلصطفى‪ :‬للصادق بن إبراىيم]‬


‫ُِْ الجامل ألحكاـ القرآف (ٖ‪.)ِٔ/‬‬
‫)‬ ‫(‬
‫ِِْ خ‪ :‬ؾ‪ .‬اإليماف ب‪ .‬حب الرسوؿ صلى اهلل عليو كسلم من اإليماف (ُ‪ )ٖٓ/‬مل الفتح‪ .‬ـ‪ .‬ؾ‪ .‬اإليماف ب‪ .‬كجوب محبة الرسوؿ صلى اهلل عليو كسلم (ِ‪ )ُٓ/‬مل النوكم‪.‬‬
‫)‬ ‫(‬
‫ِّْ فتح البارم (ُ‪.)ٖٓ/‬‬
‫)‬ ‫(‬
‫‪ 424‬أي على أصحابو‪.‬‬
‫( )‬
‫‪ 425‬اجلامع ألحكام القرآن (‪.)157/16‬‬
‫( )‬
‫كأخرج الشيخاف من حديث جابر بن عبد اهلل(ِْٔ) رضي اهلل عنهما قاؿ‪ :‬غزكاا مل رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسػلم‬
‫غػػزكة(ِْٕ) قًبػػل اجػػد ف ٍدركنػػا رسػػوؿ اهلل صػػلى اهلل عليػػو كسػػلم فػػي و‬
‫كاد فػػي ً‬
‫العضػػاة(ِْٖ) فنػػزؿ رسػػوؿ اهلل صػػلى اهلل عليػػو‬ ‫ى‬
‫كسػلم تحػت شػػجرة فعلػق سػػيفو بغصػن مػن أغصػػااها كتفػرؽ النػػاس فػي الػوادم يسػػتظلوف بالشػجر قػػاؿ‪ :‬فقػاؿ رسػػوؿ اهلل‬
‫صلى اهلل عليو كسلم‪ :‬إ ٌف رجالن(ِْٗ) أتااي كأاا اائم ف خذ السيو فاستيقظت كىو قائم على رأسي فلم أشعر إال كالسيو‬
‫صلٍتان(َّْ) في يده فقاؿ لي‪ :‬من يمنعا مني؟ قاؿ‪ :‬قلت اهلل ثم قاؿ في الثااية‪ :‬من يمنعا مني؟ قلت‪ :‬اهلل‪ .‬قاؿ‪ :‬فشاـ‬
‫ى‬
‫السيو(ُّْ)‪ )ِّْ(}...‬الحديث كاللفب لمسلم‪.‬‬

‫قاؿ ابن حجر‪( :‬كياخذ من مراجعة األعرابي لو في الكالـ أف اهلل سبحااو كتعالى يمنل ابيو صلى اهلل عليو كسلم منو‬
‫كإال فما أحوجػو إلػى مراجعتػو مػل احتياجػو إلػى الحظػوة عنػد قومػو بقتلػو كفػي قػوؿ النبػي صػلى اهلل عليػو كسػلم فػي جوابػو‬
‫(اهلل) أم يمنعني منا إشارة إلى ذلا)(ّّْ)‪.‬‬

‫ّ‪ -‬اختصاص النبي صلى اهلل عليو كسلم دكف أمتو بإسالـ قرينو‪:‬‬

‫أخرج مسلم من حديث عبد اهلل بن مسعود قاؿ‪ :‬قاؿ رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم‪ :‬ما منكم مػن أحػد إال كقػد‬
‫ككل بو قرينو من الجن قالوا‪ :‬كإياؾ يا رسوؿ اهلل؟ قاؿ‪ :‬كإيام إال أ ٌف اهلل أعااني عليو ف سلم فال ي مراي إال بخير}(ّْْ)‪.‬‬

‫قاؿ النوكم‪( :‬ف سلم برفل المػيم كفتحهػا كىمػا ركايتػاف مشػهورتاف فمػن رفػل قػاؿ‪ :‬معنػاه أسػلم أاػا مػن شػره كفتنتػو‪.‬‬
‫كمن فتح قاؿ‪ :‬إف القرين أسلم من اإلسالـ كصار مامنان ال ي مراي إال بخير‪ .‬كاختلفوا في األرجح منهمػا فقػاؿ الخطػابي‪:‬‬
‫الصحيح المختار الرفل كرجح القاضي عياض الفػتح كىػو المختػار؛ لقولػو صػلى اهلل عليػو كسػلم‪( :‬فػال يػ مراي إال بخيػر)‬
‫كاختلفوا في ركاية الفتح فقيل أسلم بمعنى استسلم كااقاد كقد جاء ىكذا في غير صحيح مسلم (فاستسلم) كقيل‪ :‬معناه‬

‫‪ 426‬ىو جابر بن عبد اهلل بن عمرو بن حرام األنصاري‪ ,‬صحايب ت‪ .‬سنة ‪74‬ىـ‪ .‬اإلصابة (‪ )45/2‬رقم (‪.)1022‬‬
‫( )‬
‫‪ 427‬ذات الرقاع‪ ,‬انظر خ‪ :‬ك‪ .‬ادلغازي‪ ,‬ب‪ .‬غزوة ذات الرقاع (‪ )426/7‬مع الفتح‪.‬‬
‫( )‬
‫‪ 428‬كل شجرة ذات شوك‪ .‬شرح النووي على مسلم (‪.)44/15‬‬
‫( )‬
‫‪ 429‬ىو غورث بن احلارث‪ ,‬انظر البخاري ادلصدر السابق‪.‬‬
‫( )‬
‫‪ 430‬مسلوالً‪ ,‬النووي ادلصدر السابق (‪.)45/15‬‬
‫( )‬
‫‪ 431‬شام السيف‪ :‬إذا سلَّو وإذا أغمده وادلراد ىنا أغمده‪ ,‬النووي ادلصدر السابق ص‪ .‬ن‪.‬‬
‫( )‬
‫‪ 432‬خ‪ :‬ك‪ .‬ادلغازي‪ ,‬ب‪ .‬غزوة ذات الرقاع (‪ )426/7‬مع الفتح؛ م‪ .‬ك‪ .‬الفضائل‪ ,‬ب‪ .‬توكلو على اهلل وعصمة اهلل تعاىل لو من الناس (‪ )45-44/15‬مع النووي‪.‬‬
‫( )‬
‫‪ 433‬فتح الباري (‪.)427/7‬‬
‫( )‬
‫الشيطاف كبعثو سراياه لفتنة الناس (ُٕ‪ )ُٖٓ/‬مل النوكم‪.‬‬ ‫ّْْ ؾ‪ .‬القيامة كالجنة كالنار ب‪ .‬تحري‬
‫)‬ ‫(‬
‫صار مسلمان مامنان كىذا ىو الظاىر)(ّْٓ)‪.‬‬

‫اختصاص النبي صلى اهلل عليو كسلم دكف أمتو ب ف من رآه في المناـ فقد رآه حقان(ّْٔ) كال يتمثل الشيطاف بو‪:‬‬

‫أخرج البخارم من حديث أاال بػن مالػا رضػي اهلل عنػو قػاؿ‪ :‬قػاؿ رسػوؿ اهلل صػلى اهلل عليػو كسػلم‪ :‬مػن رآاػي فػي‬
‫المناـ فقد رآاي فإف الشيطاف ال يتمثل بي كرؤيا المامن جزء من سػتة كأربعػين جػزءان مػن النبػوة}(ّْٕ)‪ .‬كلمسػلم مػن ركايػة‬
‫أبي ىريػرة رضػي اهلل عنػو قػاؿ‪ :‬قػاؿ رسػوؿ اهلل صػلى اهلل عليػو كسػلم‪ :‬مػن رآاػي فػي المنػاـ فقػد رآاػي كال يتمثػل الشػيطاف‬
‫بي}(ّْٖ)‪ .‬كزاد البخارم من ركاية أبي ىريرة أيضان‪ :‬كال يتمثل الشيطاف صورتي كمن كذب علي متعمدان فليتبوأ مقعده من‬
‫النػار}(ّْٗ)‪ .‬اصػػت ىػػذه األحاديػػث المتفػػق عليهػا علػػى أف الرؤيػػا تكػػوف فػػي المنػػاـ ال كمػا يػػزعم الصػػوفية مػػن دعػػول رؤيتػػو‬
‫صلى اهلل عليو كسلم يقظة ال منامان كالتلقي منو(َْْ)‪.‬‬

‫ْ‪ -‬اختصاص النبي صلى اهلل عليو كسلم دكف أمتو ب ف من كذب عليو متعمدان مختلو في كفره‪:‬‬

‫أخرج الشيخاف من حديث أاال رضي اهلل عنػو قػاؿ‪ :‬إاػو ليمنعنػي أف أحػدثكم حػديثان كثيػران أ ٌف النبػي صػلى اهلل عليػو‬
‫كسلم قاؿ‪ :‬من تعمد علي كذبان فليتبوأ مقعده من النار}(ُْْ)‪ .‬كركل البخارم من حديث عبد اهلل بػن الزبيػر عػن أبيػو قػاؿ‪:‬‬
‫قلت للزبير‪ :‬إاي ال أسمعا تحدث عن رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم كما يحدث فالف كفالف؟ قاؿ‪ :‬أما إاي لم أفارقو‬
‫كلكن سمعتو يقوؿ‪ :‬من كذب علي فليتبوأ مقعده من النار}(ِْْ)‪.‬‬
‫قاؿ ابن كثير‪( :‬ركم ىذا الحديث من اريق و‬
‫ايو كثمااين صحابيان‪ .‬كصرح بتواتره ابن الصالح كالنوكم كغيرىما من‬ ‫ي‬
‫حفاظ الحديث كىو الحق؛ فلهذا أجمل العلماء على كفر من كذب متعمدان مستجيزان لذلا‪ .‬كاختلفوا في المتعمػد فقػاؿ‬
‫الشيخ أبو محمد(ّْْ)‪ :‬يكفر أيضان كخالفػو الجمهػور‪ .‬ثػم لػو تػاب فهػل تقبػل ركايتػو؟ علػى قػولين‪ :‬ف حمػد بػن حنبػل كابػن‬

‫ّْٓ شرح النوكم على مسلم (ُٕ‪.)ُٖٓ/‬‬


‫)‬ ‫(‬
‫ّْٔ ال بي ٌد ىنا من تنبيو مهم جدان كىو أ ٌف من رأل النبي صلى اهلل عليو كسلم في المناـ (على صفتو المعركفة) فقد رآه حقان كأف الشيا ف ال يتمثل بو كلكن قد يتمثل الشيطاف بصورة‬
‫ا‬ ‫)‬ ‫(‬
‫رجل ما كيدعي أاو النبي صلى اهلل عليو كسلم فمتى رؤل بغير صفاتو فهو شيطاف كىذا أمر يغفل عنو كثير من الناس‪.‬‬

‫ّْٕ ؾ‪ .‬العبير ب‪ .‬من رأل النبي صلى اهلل عليو كسلم في المناـ (ُِ‪ )ّّٖ/‬مل الفتح‪.‬‬
‫)‬ ‫(‬
‫ّْٖ ؾ‪ .‬الرؤيا (ُٓ‪ )ِْ/‬مل النوكم‪.‬‬
‫)‬ ‫(‬
‫ّْٗ ؾ‪ .‬األدب ب‪ .‬من سمي ب سماء األابياء (َُ‪ )ٕٖٓ-ٕٕٓ/‬مل الفتح‪.‬‬
‫)‬ ‫(‬
‫َْْ ااظر تفاصيل ىذه الدعول كالرد عليها ص (َِٕ)‪.‬‬
‫)‬ ‫(‬
‫ُْْ خ‪ :‬ؾ‪ .‬العلم (ُ‪ )ُِٓ/‬مل الفتح؛ ـ‪ .‬المقدمة‪ ٔٔ/‬مل النوكم‪.‬‬
‫)‬ ‫(‬
‫ِْْ المصدر السابق (ُ‪.)َِٓ/‬‬
‫)‬ ‫(‬
‫ّْْ الجويني كالد إماـ الحرمين‪.‬‬
‫)‬ ‫(‬
‫معين كأبو بكر الحميدم قالوا‪ :‬ال تقبػل؟ لقولػو صػلى اهلل عليػو كسػلم‪ :‬إف كػذبا علػي لػيال ككػذب علػى أحػد مػن كػذب‬
‫(ْْْ)‬
‫كقالوا‪ :‬كمعلوـ أف من كذب على غيره فقد أثم كفسق ككذلا الكذب عليو لكن من‬ ‫علي فليتبوأ مقعده من النار}‬
‫تاب من الكذب على غيره يقبل باإلجماع فينبغي أف ال تقبل ركاية من كذب عليو؛ فرقان بػين الكػذب عليػو كالكػذب علػى‬
‫غيره كأما الجمهػور فقػالوا‪ :‬تقبػل ركايتػو؛ ألف قصػارل ذلػا أاػو كفػر كمػن تػاب مػن الكفػر قيبلػت توبتػو كركايتػو كىػذا ىػو‬
‫الصحيح)(ْْٓ)‪.‬‬

‫ٓ‪ -‬اختصػػاص النبػػي صػػلى اهلل عليػػو كسػػلم دكف أمتػػو ب اػػو ال يحػػل ألحػػد أف يرفػػل صػػوتو فػػوؽ صػػوتو صػػلى اهلل عليػػو‬
‫كسلم‪:‬‬

‫ضػ يك ٍم لًػبىػ ٍع و‬
‫ج‬ ‫ت النبً ِّي كال تىجهػركا لىػوي بًػالٍ ىقو ًؿ ىكج ٍهػ ًر بػ ٍع ً‬
‫ٍ ى ى‬ ‫ى ٍىي‬
‫ىصواتى يكم فىػو ىؽ صو ً‬
‫آمنيوا ال تىػ ٍرفىػ يعوا أ ٍ ى ٍ ٍ ى ٍ‬ ‫ين ى‬
‫ً‬
‫قاؿ تعالى‪(( :‬يىا أىيػُّ ىها الذ ى‬
‫ين ٍامتى ىح ىن اللوي قيػليوبىػ يه ٍم لًلتػ ٍق ىول‬ ‫ىصواتىػ يهم ًع ٍن ىد ر يس ً‬
‫وؿ الل ًو أيكلىكً ى ً‬ ‫ً‬
‫ا الذ ى‬ ‫ٍ‬ ‫ى‬ ‫ا أى ٍع ىمالي يك ٍم ىكأىاٍػتي ٍم ال تى ٍش يع يرك ىف * إًف الذ ى‬
‫ين يىػغيضُّو ىف أ ٍ ى ٍ‬ ‫أى ٍف تى ٍحبى ى‬
‫ات أى ٍكثىػ يريى ٍم ال يىػ ٍع ًقليو ىف)) [الحجرات‪.]ْ-ِ :‬‬ ‫ا ًمن كر ًاء الٍحجر ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ادكاى ى ٍ ى ى ي ي ى‬ ‫يم * إًف الذ ى‬
‫ين ييػنى ي‬ ‫ىج هر ىعظ ه‬ ‫ل يىه ٍم ىم ٍغف ىرةه ىكأ ٍ‬
‫قاؿ الق رابي‪( :‬معنى اآليات األمر بتعظيم رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسػلم كتػوقيره كخفػج الصػوت بحضػرتو كعنػد‬
‫مخاابتػو أم إذا اطػػق كاطقػتم فعلػػيكم أال تبلغػوا ب صػػواتكم كراء الحػد الػػذم يبلغػو صػػوتو كأف تغضػوا منهػػا بحيػث يكػػوف‬
‫كالمو غالبان لكالمكم كجهره باىران لجهركم؛ حتى تكوف مزيتو عليكم الئحة كسابقتو كاضحة)(ْْٔ)‪.‬‬

‫ٔ‪ -‬اختصاص النبي صلى اهلل عليو كسلم دكف أمتو ب او تناـ عينو كال يناـ قلبو‪:‬‬

‫ركل البخارم من حديث أبي سلمة بن عبد الرحمن أاو س ؿ عائشػة رضػي اهلل عنهػا‪ :‬كيػو كااػت صػالة رسػوؿ اهلل‬
‫صلى اهلل عليو كسلم في رمضاف؟ قالت‪ :‬ما كاف يزيد في رمضاف كال غيره على إحدل عشرة ركعة يصلي أربل ركعات فػال‬
‫تس ؿ عن يحسنهن كاولهن ثم أربعػان فػال تسػ ؿ عػن يحسػنهن كاػولهن ثػم يصػلي ثالثػان‪ .‬فقلػت‪ :‬يػا رسػوؿ اهلل تنػاـ قبػل أف‬
‫توتر؟ قاؿ‪ :‬تناـ عيني كال يناـ قلبي}(ْْٕ)‪.‬‬

‫ْْْ خ‪ :‬ؾ‪ .‬الجنائز ب‪ .‬ما يكره من النياحة على الميت (ّ‪ )َُٔ/‬مل الفتح‪.‬‬
‫)‬ ‫(‬
‫ْْٓ الفصوؿ في سيرة الرسوؿ صلى اهلل عليو كسلم (باختصار) (ِٔٗ‪.)ِٖٗ-‬‬
‫)‬ ‫(‬
‫ْْٔ الجامل ألحكاـ القرآف (ُٔ‪.)َِِ/‬‬
‫)‬ ‫(‬
‫ْْٕ خ‪ :‬ؾ‪ .‬المناقب ب‪ .‬كاف النبي صلى اهلل عليو كسلم تناـ عينو كال يناـ قلبو (ٔ‪ )ٕٓٗ/‬مل الفتح‪.‬‬
‫)‬ ‫(‬
‫كفي ركاية أاال بن مالا‪ :‬كالنبي اائمة عيناه كال يناـ قلبو ككذلا األابياء تناـ أعينهم كال تناـ قلوبهم}(ْْٖ)‪.‬‬

‫ٕ‪ -‬اختصاص النبي صلى اهلل عليو كسلم دكف أمتو ب او يرل من كراء يهره كما يرل أمامو‪:‬‬

‫أخػػرج الشػػيخاف م ػػن حػػديث أا ػػال بػػن مال ػػا رضػػي اهلل عنػػو أف النب ػػي صػػلى اهلل علي ػػو كسػػلم ق ػػاؿ‪ :‬أتمػػوا الرك ػػوع‬
‫كالسجود فواهلل إاي أراكم من بعد يهرم إذا ما ركعتم كإذا ما سجدتم}(ْْٗ) كاللفب لمسلم‪.‬‬

‫كلمسلم من حديث أبي ىريرة رضي اهلل عنو قاؿ‪ :‬صلى بنا رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم يومان ثم ااصرؼ فقاؿ‪:‬‬
‫يا فالف أال تحسن صالتا؟ أال ينظر المصلي إذا صلى كيو يصػلي فإامػا يصػلي لنفسػو إاػي كاهلل ألبصػر مػن كرائػي كمػا‬
‫أبصر من بين يدم}(َْٓ)‪.‬‬

‫قاؿ النوكم‪( :‬قاؿ العلماء‪ :‬معناه أف اهلل تعالى خلق لو صلى اهلل عليو كسلم إدراكان في قفاه يبصػر بػو مػن كرائػو كقػد‬
‫ااخرقت العادة لو صلى اهلل عليو كسلم ب كثر من ىذا كليال يمنل من ىػذا عقػل كال شػرع بػل كرد الشػرع بظػاىره فوجػب‬
‫القوؿ بو)(ُْٓ)‪.‬‬

‫ٖ‪ -‬اختصاص النبي صلى اهلل عليو كسلم دكف أمتو ب او يسمل ما ال يسمعو الناس‪:‬‬

‫عن أبي ذر رضي اهلل عنو قاؿ‪ :‬قاؿ رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم‪ :‬إاي أرل ما ال تركف كأسمل ما ال تسمعوف إف‬
‫السماء أات كحق لهػا أف تػكا مػا فيهػا موضػل أربػل أصػابل إال كملػا كاضػل جبهتػو سػاجدان هلل‪ .‬كاهلل لػو تعلمػوف مػا أعلػم‬
‫الص ػ يػعدات تجػ ػ ركف إل ػػى اهلل} ركاه‬
‫لض ػػحكتم قل ػػيالن كلبكي ػػتم كثي ػػران كم ػػا تل ػػذ ٍذتم بالنس ػػاء عل ػػى الفرش ػػات كلخ ػػرجتم إل ػػى ُّ‬
‫كابن ماجة(ْْٓ) كاللفب لو‪.‬‬ ‫(ّْٓ)‬
‫كالترمذم‬ ‫(ِْٓ)‬
‫أحمد‬

‫قاؿ الشيخ األلبااي‪( :‬حديث حسن)(ْٓٓ)‪.‬‬

‫ْْٖ المصدر السابق ص‪ .‬ف‪.‬‬


‫)‬ ‫(‬
‫ْْٗ خ‪ :‬ؾ‪ .‬األذاف ب‪ .‬إقباؿ اإلماـ على الناس عند تسوية الصفوؼ (ِ‪ )ِٖٓ/‬مل الفتح؛ ـ‪ :‬ؾ‪ .‬المساجد ب‪ .‬تحريم سبق اإلماـ بركوع أك سجود (ْ‪ )َُٓ/‬مل النوكم‪.‬‬
‫)‬ ‫(‬
‫َْٓ المصدر السابق (ْ‪.)ُْٗ/‬‬
‫)‬ ‫(‬
‫ُْٓ شرح النوكم على مسلم (ْ‪.)ُْٗ/‬‬
‫)‬ ‫(‬
‫ِْٓ حم‪.)ُِٖ-ُِٕ/ٓ( :‬‬
‫)‬ ‫(‬
‫ّْٓ في جامعو (ْ‪ )ٓٓٔ/‬ح (ُِّ)‪.‬‬
‫)‬ ‫(‬
‫ْْٓ في سننو (ِ‪ )َُِْ/‬ح (ُْٓٗ) كقاؿ األلبااي‪ :‬حديث حسن ااظر صحيح ابن ماجة لأللبااي (ِ‪ )َْٖ-َْٕ/‬ح (ّّٕٖ)‪.‬‬
‫)‬ ‫(‬
‫ْٓٓ المصدر السابق (ِ‪.)َْٖ/‬‬
‫)‬ ‫(‬
‫ٗ‪ -‬اختصاص النبي صلى اهلل عليو كسلم دكف أمتو بطيب عرقو كريحو كلين مسو‪:‬‬

‫ركل مسلم من حديث أاال بن مالا رضي اهلل عنو قاؿ‪ :‬دخل علينا النبي صلى اهلل عليػو كسػلم فقػاؿ(ْٔٓ) عنػداا‬
‫فىػ ىع ًرؽ كجاءت أمي بقاركرة فجعلت تسلت العرؽ(ْٕٓ) فيها فاستيقب النبي صلى اهلل عليو كسلم فقاؿ‪ :‬يا أـ سليم ما ىذا‬
‫الذم تصنعين؟! قالت‪ :‬ىذا عرقا اجعلو في ايبنا كىو من أايب الطيب}(ْٖٓ)‪.‬‬

‫كركل لو أيضان قولو‪ :‬كاف رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم أزىر اللوف(ْٗٓ) ك ف ىع ىرقىوي اللاليػا(َْٔ) إذا مشػى تكفػ كال‬
‫ػممت مسػػكة كال عنبػػرة أايػػب مػػن رائحػػة‬ ‫ػت ديباجػػة كال حريػػرة ألػػين مػػن كػ ِّ‬
‫ػو رسػػوؿ اهلل صػػلى اهلل عليػػو كسػػلم كال شػ ي‬ ‫مسسػ ي‬
‫رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم}(ُْٔ)‪.‬‬

‫َُ‪ -‬اختصاص النبي صلى اهلل عليو كسلم دكف أمتو بتفضيل اسائو على سائر النساء‪:‬‬

‫ػيرا *‬ ‫ً ً‬ ‫ض ٍع ىف ٍي ًن ىكىكػا ىف ذىلً ى‬


‫و لىها الٍع ىذاب ً‬ ‫ش وة يمبىػيِّػنى وة يي ى‬ ‫ٍت ًم ٍن يكن بًىف ً‬ ‫قاؿ تعالى‪(( :‬يا اًساء النبً ِّي من ي ً‬
‫ػا ىعلىػى اللػو يىس ن‬ ‫اع ٍ ى ى ي‬ ‫ضى‬ ‫اح ى‬ ‫ىٍ ى‬ ‫ى ىى‬
‫ً‬ ‫ت ًم ٍن يكن لًل ًو كرسولً ًو كتىػعمل ً‬
‫يما)) [األحزاب‪.]ُّ-َّ:‬‬ ‫ىج ىرىىا ىمرتىػ ٍي ًن ىكأى ٍعتى ٍداىا ل ىىها ًرٍزقنا ىك ًر ن‬
‫صال نحا اػي ٍات ىها أ ٍ‬
‫ىى ي ى ٍ ى ٍ ى‬ ‫ىكىم ٍن يىػ ٍقني ٍ‬

‫يقوؿ ابن كثير‪( :‬يقوؿ تعالى كاعظان اساء النبي صلى اهلل عليو كسلم الالتي اخترف اهلل كرسولو كالدار اآلخرة كاسػتقر‬
‫أمرىن تحت رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم‪ .‬فناسػب أف يخبػرىن بحكمهػن كتخصيصػهن دكف سػائر النسػاء بػ ف مػن يػ ت‬
‫منهن بفاحشة مبينة‪ .‬قاؿ ابن عباس رضػي اهلل عنهمػا‪[[ :‬النشػوز كسػوء الخلػق]] كعلػى كػل تقػدير فهػو شػرط كالشػرط ال‬
‫ا)) [الزمر‪.]ٔٓ:‬‬ ‫ت لىيى ٍحبىطىن ىع ىملي ى‬ ‫ين ًم ٍن قىػ ٍبلً ى‬
‫ا لىكً ٍن أى ٍش ىرٍك ى‬ ‫ً‬
‫ا ىكإًلىى الذ ى‬
‫يقتضي الوقوع كقولو تعالى‪(( :‬كلى ىق ٍد أ ً‬
‫يكح ىي إًل ٍىي ى‬ ‫ى‬
‫فلما كاات محلتهن رفيعة ااسب أف يجعل الذاب لو كقل منهن مغلظان صػيااة لجنػابهن كحجػابهن الرفيػل؛ كلهػذا قػاؿ‬
‫ض ٍع ىف ٍي ًن)) [األحزاب‪ .]َّ :‬قاؿ مالا عن زيد بن أسلم‪ :‬أم‬ ‫و لىها الٍع ىذاب ً‬ ‫ش وة يمبىػيِّػنى وة يي ى‬ ‫ٍت ًم ٍن يكن بًىف ً‬
‫تعالى‪(( :‬من ي ً‬
‫اع ٍ ى ى ي‬ ‫ضى‬ ‫اح ى‬ ‫ىٍ ى‬
‫ػت ًمػ ٍن يكن)) [األحػزاب‪ ]ُّ :‬أم تطػل اهلل‬
‫في الدايا كاآلخػرة‪ .‬ثػم ذكػر سػبحااو كتعػالى عدلػو كفضػلو فػي قولػو‪ (( :‬ىكىم ٍػن يىػ ٍقني ٍ‬
‫ً‬
‫ىج ىرىىا ىمرتىػ ٍي ًن ىكأى ٍعتى ٍداىا ل ىىها ًرٍزقنا ىك ًر ن‬
‫يما)) [األحزاب‪ ]ُّ:‬أم في الجنػة‬ ‫كرسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم‪ .‬كتستجب ((ايػ ٍات ىها أ ٍ‬
‫فإاهن في منازؿ رسوؿ اهلل صلى اهلل عليػو كسػلم فػي أعلػى عليػين فػوؽ منػازؿ جميػل الخالئػق فػي الوسػيلة التػي ىػي أقػرب‬

‫ْٔٓ أم ااـ القيلولة شرح النوكم (ُٓ‪.)ٖٔ/‬‬


‫)‬ ‫(‬
‫ْٕٓ أم تتمسحو كتتبعو بالمسح المصدر السابق‪.‬‬
‫)‬ ‫(‬
‫ْٖٓ ؾ‪ .‬الفضائل ب‪ .‬ايب عرقو صلى اهلل عليو كسلم (ُٓ‪ )ٖٕ-ٖٔ/‬مل النوكم‪.‬‬
‫)‬ ‫(‬
‫ْٗٓ ىو األبيج المستنير كىو أحسن األلواف شرح النوكم (ُٓ‪.)ٖٔ/‬‬
‫)‬ ‫(‬
‫َْٔ أم في الصفاء كالبياض المصدر السابق‪.‬‬
‫)‬ ‫(‬
‫ُْٔ ـ‪ :‬ؾ‪ .‬الفضائل ب‪ .‬ايب ريحو صلى اهلل عليو كسلم (ُٓ‪ )ٖٔ/‬مل النوكم‪.‬‬
‫)‬ ‫(‬
‫منازؿ الجنة إلى العرش)(ِْٔ)‪.‬‬

‫عنهن محرمات على غيره أبدان ‪:‬‬


‫ُُ‪ -‬اختصاص النبي صلى اهلل عليو كسلم دكف أمتو ب ف أزكاجو الالتي توفي ٌ‬
‫اجوي ًم ٍن بىػ ٍع ًدهً)) [األحزاب‪ ]ّٓ :‬اآلية‪.‬‬ ‫ً‬ ‫قاؿ تعالى‪(( :‬كما ىكا ىف لى يكم أى ٍف تيػ ٍاذيكا رس ى ً‬
‫وؿ اللو ىكال أى ٍف تىػ ٍنك يحوا أى ٍزىك ى‬ ‫ىي‬ ‫ٍ‬ ‫ىى‬
‫ً‬ ‫كألاهن أمهات المامنين لقولو تعالى‪(( :‬النبًي أىكلىى بًالٍم ٍاًمنً ً‬
‫ين م ٍػن أىاٍػ يفسػ ًه ٍم ىكأى ٍزىك ي‬
‫اجػوي أيم ىهػاتيػ يه ٍم‪[ ))..‬األحػزاب‪ ]ٔ:‬اآليػة‬ ‫ي ى‬ ‫ُّ ٍ‬
‫قاؿ ابػن الملقػن‪( :‬أم مثػل أمهػاتهم فػي كجػوب احتػرامهن كاػاعتهن كتحػريم اكػاحهن لمػا فػي إحاللهػن لغيػره مػن الػنقص‬
‫لمنصبو)(ّْٔ)صلى اهلل عليو كسلم‪.‬‬

‫ُِ‪ -‬اختصاص النبي صلى اهلل عليو كسلم دكف أمتو ب او يوعا في مرضو كما يوعا الرجالف من أمتو‪:‬‬

‫أخرج الشيخاف مػن حػديث عبػد اهلل بػن مسػعود رضػي اهلل عنػو قػاؿ‪ :‬دخلػت علػى رسػوؿ اهلل صػلى اهلل عليػو كسػلم‬
‫كىو يوعا(ْْٔ) فقلت‪ :‬يا رسوؿ اهلل إاا توعا كعكان شديدان! قاؿ‪ :‬أجػل إاػي أكعػا كمػا يوعػا رجػالف مػنكم‪ .‬قلػت‪:‬‬
‫ذلا ب ف لا أجرين‪ .‬قاؿ‪ :‬أجل ذلا كذلا ما من مسلم يصيبو أذل ‪-‬شػوكة فمػا فوقهػا‪ -‬إال كفػر اهلل بهػا سػيكاتو كمػا‬
‫ا الشجرة كرقها}(ْٓٔ)‪ .‬كاللفب للبخارم‪.‬‬
‫تح ي‬

‫كأخرج أيضان من حديث عائشة رضي اهلل عنها قالت‪ :‬ما رأيت أحدان أشد عليو الوجل من رسوؿ اهلل صػلى اهلل عليػو‬
‫كسلم}(ْٔٔ)‪.‬‬

‫ُّ‪ -‬اختصاص النبي صلى اهلل عليو كسلم دكف أمتو بتخييره قبل قبضو بين الدايا كاآلخرة‪:‬‬

‫أخرج الشيخاف من حديث أـ المامنين عائشة رضي اهلل عنها قالت‪ :‬سمعت رسوؿ اهلل صلى اهلل عليػو كسػلم يقػوؿ‪:‬‬
‫ما من ابي يمرض إال خيِّر بين الدايا كاآلخرة‪ .‬ككاف في شكواه الذم قبج فيػو أخذتػو بحػة(ْٕٔ) شػديدة فسػمعتو يقػوؿ‪:‬‬

‫ِْٔ تفسير القرآف العظيم (ّ‪.)َْٗ/‬‬


‫)‬ ‫(‬
‫ّْٔ خصائص أفضل المخلوقين ص (ّّْ‪.)ّْْ-‬‬
‫)‬ ‫(‬
‫ْْٔ الوعا‪ :‬الحمى كقيل تعبها كقيل إرعادىا الموعوؾ كتحريكها إياه فتح البارم (َُ‪.)ُُُ/‬‬
‫)‬ ‫(‬
‫بالء األابياء (َُ‪ )ُُُ/‬من الفتح؛ ـ‪ :‬ؾ‪ .‬البر كالصلة ب‪ .‬ثواب المامن فيما يصيبو (ُٔ‪ )ُِٕ/‬مل النوكم‪.‬‬
‫ْٓٔ خ‪ :‬ؾ‪ .‬المرضى ب‪ .‬أشد الناس ن‬
‫)‬ ‫(‬
‫ْٔٔ خ‪ :‬ؾ‪ .‬المرضى ب‪ .‬شدة المرض (َُ‪ )َُُ/‬مل الفتح‪.‬‬
‫)‬ ‫(‬
‫ْٕٔ غلب في الصوت شرح النوكم على مسلم (ُٓ‪.)َِٖ/‬‬
‫)‬ ‫(‬
‫مل الذين أاعم اهلل عليهم من النبيين كالصديقين كالشهداء كالصالحين فعلمت أاو خيِّر}(ْٖٔ) كاللفب للبخارم‪.‬‬

‫ُْ‪ -‬اختصاص النبي صلى اهلل عليو كسلم دكف أمتو بدفنو في المكاف الذم قبج فيو‪:‬‬

‫أخرج الترمذم من حديث عائشة رضي اهلل عنها قالت‪ :‬لما قبج رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم اختلفوا في دفنػو‬
‫فقػاؿ أبػو بكػػر‪ :‬سػمعت مػػن رسػوؿ اهلل صػلى اهلل عليػػو كسػلم شػػيكان مػا اسػػيتو قػاؿ‪ :‬مػا قػػبج اهلل ابيػان إال فػػي الموضػل الػػذم‬
‫يحب أف يدفن فيو‪ .‬فدفنوه في موضل فراشو}(ْٗٔ)‪.‬‬

‫قاؿ الشيخ األلبااي‪( :‬صحيح)(َْٕ)‪.‬‬

‫ُٓ‪ -‬اختصاص النبي صلى اهلل عليو كسلم دكف أمتو ب ف األرض ال ت كل جسده كعرض صالة أمتو عليو في قبره‪:‬‬

‫أخرج النسائي من حديث أكس بن أكس(ُْٕ) عن النبي صلى اهلل عليو كسػلم قػاؿ‪ :‬إف أفضػل أيػامكم يػوـ الجمعػة‬
‫فيو خلق آدـ عليو السالـ كفيو قبج كفيو النفخة كفيو الصعقة‪ .‬ف كثركا علي مػن الصػالة فػإف صػالتكم معركضػة علػي‪.‬‬
‫قػػالوا‪ :‬يػػا رسػػوؿ اهلل ككيػػو تيػ ٍعػػرض صػػالتينا عليػػا كقػػد أرمػػت؟ أم يقولػػوف قػػد بليػػت‪ .‬قػػاؿ‪ :‬إف اهلل عػػز كجػػل قػػد حػػرـ علػػى‬
‫األرض أف ت كل أجساد األابياء عليهم السالـ}(ِْٕ)‪ .‬قاؿ ابن كثير‪( :‬كقد صححو بعج األئمة)(ّْٕ)‪.‬‬

‫****‬
‫ْٖٔ خ‪ :‬ؾ‪ .‬التفسير ب‪( .‬ف كلكا مل الذين أاعم اهلل عليهم من النبيين) (ٖ‪ )ِٓٓ/‬مل الفتح؛ ـ‪ :‬ؾ‪ .‬فضائل الصحابة ب‪ .‬فضل عائشة رضي اهلل عنها (ُٓ‪ )َِٗ-َِٖ/‬مل‬
‫)‬ ‫(‬
‫النوكم‪.‬‬

‫ْٗٔ ت‪ :‬أبواب الجنائز باب آخر (ِ‪ )ُّٗ/‬كااظر صحيح الترمذم لأللبااي (ُ‪.)ِٖٗ/‬‬
‫)‬ ‫(‬
‫َْٕ المصدر السابق كااظر أحكاـ الجنائز لأللبااي ص (ُّٕ‪.)ُّٖ-‬‬
‫)‬ ‫(‬
‫ُْٕ الثقفي ركل لو أصحاب السنن األربعة من ركاية الشاميين عنو‪ .‬لم ييذكر لو تاريخ كفاة ااظر اإلصابة (ُ‪ )ُِٕ/‬رقم (ُّّ)؛ االستيعاب البن عبد البر (ُ‪ )ِِّ/‬بهام‬
‫)‬ ‫(‬
‫اإلصابة‪.‬‬

‫ِْٕ ف‪ :‬ب‪ .‬إكثار الصالة على الرسوؿ صلى اهلل عليو كسلم يوـ الجمعة (ّ‪.)ٕٓ/‬‬
‫)‬ ‫(‬
‫ّْٕ الفصوؿ في سيرة الرسوؿ صلى اهلل عليو كسلم ص (ُّٓ)‪.‬‬
‫)‬ ‫(‬
‫المبحث الرابل‬
‫ْْٕ‬
‫خصائص مزعومة ال دليل عليها‬

‫ُ‪ -‬أكؿ النبيين في ال ىخلق‪:‬‬


‫قالوا‪ :‬كمن خصائصو (صلى اهلل عليو كسلم)‪ :‬أاو أكؿ النبيين في الخلػق كآخػرىم فػي البعػث كاسػتدلوا بحػديث أبػي‬
‫ىريرة‪":‬كنت أكؿ النبيين في الخلق كآخرىم في البعث فبدأ بي قبلهم"‪.‬‬
‫كذىب بعضهم يقيم األدلة على أاو يخلق قبل آدـ في كالـ اويل‪...‬‬
‫كمن جملة ما قالوا‪":‬فهذا يدؿ على أاو حين صور آدـ اينا استخرج منو محمدا (صلى اهلل عليو كسلم) كايب كأخذ‬
‫منو الميثاؽ ثم أعيد إلى يهر آدـ حتى يخرج كقت خركجو الذم قدر اهلل خركجو فيو فهو أكلهم خلقا‪.‬‬
‫ال يقػػاؿ‪ :‬يلػػزـ خلػػق آدـ قبلػػو ألف آدـ كػػاف حينكػػذ مواتػػا ال ركح فيػػو كمحمػػد (صػػلى اهلل عليػػو كسػػلم) كػػاف حيػػا حػػين‬
‫استخرج كاب كأخذ منو الميثاؽ فهو أكؿ النبيين خلقا كآخرىم بعثا"‪.‬‬
‫كذىب بعضهم يفسر ىذا الوجود‪ :‬ب او كجود في علم اهلل تعالى‪.‬‬
‫كرد بعضهم على ذلا فقالوا‪":‬كقد علم من ىذا أف من فسره بعلم اهلل ب او سيصير ابيا لم يصل إلى ىذا المعنى ألف‬
‫علم اهلل تعالى محيا بجميل األشياء‪..‬ألف جميل األابياء يعلم اهلل تعالى ابوتهم في ذلا الوقت كقبلو فال بد من خصوصية‬
‫للنبي (صلى اهلل عليو كسلم) ألجلها أخبر بهذا الخبر إعالما ألمتو ليعرفوا قدره عند اهلل تعالى"‪.‬‬
‫يقوؿ الطالب‪ :‬تلا بعج الجدليات التي ال اائل كراءىا ألاها ال تستند إلى دليل‪.‬‬
‫كألف الحديث الذم استدلوا بو‪ :‬ضعفو الشيخ األلبااي في"السلسلة الضعيفة برقم ُٔٔ"‬
‫ككاف قد استدؿ بعضهم بحديث‪":‬كنت ابيا كآدـ بين الماء كالطين" كحديث"كنت ابيا كال آدـ كال ماء كال اين"‪.‬‬
‫قاؿ ابن تيمية ‪ -‬رحمو اهلل – في الفتاكل [ُٖ‪ ]َّٖ-ّٕٗ /‬عنهما‪ :‬ىذا اللفب كذب باال‪.‬‬
‫كقاؿ أيضا‪":‬ال أصل لو ال من اقل كال من عقل فإف أحد من المحدثين لم يذكره كمعناه باال فإف آدـ (عليو السالـ)‬
‫لم يكن بين الماء كالطين قا فإف الطين ماء كتراب كإاما كاف بين الركح كالجسد"‪.‬‬
‫ثػػم ىػػاالء الضػػالؿ يتوىمػػوف أف النبػػي (صػػلى اهلل عليػػو كسػػلم) كػػاف حينكػػذ موجػػودا كأف ذاتػػو خلقػػت قبػػل الػػذكات‬
‫كيستشهدكف على ذلا ب حاديث مفتراة مثل حديث‪ :‬أاو كاف اورا حوؿ العرش فقاؿ يا جبريل أاا كنت ذلػا النػور كيػدعي‬
‫أحدىم أف النبي كاف يحفب القرآف قبل أف ي تيو بو جبريل‪.‬‬
‫يقوؿ الطالب‪ :‬فهذه األحاديث كأمثالها ال يقوـ بها دليل فكبو تكوف دليال على الخصوصية‪.‬‬
‫اعم قد كردت أحاديث في موضوع النبوة منها‪:‬‬

‫‪ )222 – 198([ 474‬من معٌن اخلصائص النبوية‪ :‬صاحل أمحد الشامي]‬


‫ما أخرجو الترمذم عن أبي ىريرة (رضي اهلل عنو) قاؿ‪ :‬قػالوا‪ :‬يػا رسػوؿ اهلل متػى كجبػت لػا النبػوة ؟ قػاؿ‪":‬كآدـ بػين‬
‫الركح كالجسد"ْٕٓ‪.‬‬
‫كمنهػا‪ :‬مػا أخرجػو أحمػد عػن ميسػػرة الفجػر قػاؿ‪ :‬قلػت‪ :‬يػا رسػوؿ اهلل متػػى يكتبػت ابيػا ؟ قػاؿ‪":‬كآدـ عليػو السػالـ بػػين‬
‫الركح كالجسد"ْٕٔ‪.‬‬
‫كمنهػػا‪ :‬مػػا أخرجػػو أحمػػد كغيػػره عػػن العربػػاض بػػن سػػارية عػػن النبػػي (صػػلى اهلل عليػػو كسػػلم) قػػاؿ‪":‬إاػػي عنػػد اهلل لخػػاتم‬
‫النبيين كإف آدـ لمنجدؿ في اينتو"ْٕٕ‪.‬‬
‫كىذه األحاديث كلها ليال فيها أاو أكؿ النبيين في الخلق كركاية ميسرة"متى كتبت"من الكتابة تاكد ذلا كأف المػراد‬
‫كجوب ابوتو كثبوتها‪.‬‬
‫كلػػيال مػػن الضػػركرم أف يكػػوف للنبػػي محمػػد (صػػلى اهلل عليػػو كسػػلم) خصوصػػية فػػي كػػل أمػػر فقػػد شػػارؾ بقيػػة األابيػػاء‬
‫(عليهم السالـ) في كثير ككثير من األمور‪.‬‬

‫ِ‪ -‬القوؿ ب او (صلى اهلل عليو كسلم) اور‪:‬‬


‫قاؿ ابن الملقن‪:‬‬
‫"جعل ابن سبل من خصائصو‪ :‬أاو كاف اورا ككاف إذا مشى في الشمال أك القمر ال يظهر لو يل‪ .‬كيشهد لو أاو عليو‬
‫الصالة كالسالـ س ؿ اهلل أف يجعل في جميل أعقابو اورا كختم ذلا بقولو‪":‬كاجعلني اورا"ْٖٕ‪.‬‬
‫يقوؿ الطالب‪:‬‬
‫أما مس لة كواو (صلى اهلل عليو كسلم) ال يظهر لو يل فقد ذكرتها كتب الخصائص كلم تذكر دليال عليها‪.‬‬
‫كىػو ادعػػاء بااػل‪ .‬إذ لػػو كػاف األمػػر كػذلا لنقلػػو لنػػا الصػحابة – رضػػي اهلل عػنهم ‪ -‬فقػػد اقلػوا لنػػا كػل صػػغير ككبيػػر‬
‫يتعلق بحياتو (صلى اهلل عليو كسلم) فكيو أغفلوا ذكر كصو دائم يظهر كل يوـ ككل ساعة كغفلوا جميعا عن ذلا‪.‬‬
‫كالذم يبدك أف ىذه المس لة إاما ىي اتيجة للقوؿ ب او (صلى اهلل عليو كسلم) اور كالنور ال يل لو‪.‬‬
‫كأما مس لة كواو (صلى اهلل عليو كسلم) اورا كاالستدالؿ لو بالحديث فهو فهم في غاية الغرابة لم يقل بو أحد‪.‬‬

‫‪[ 475‬الرتمذي‪]3609 :‬‬


‫‪[ 476‬ادلسند‪]59 /5 :‬‬
‫‪[ 477‬ادلسند ‪]127/4‬‬
‫‪[ 478‬غاية السول‪ , 297 :‬واللفظ ادلكرم ‪]235/2‬‬
‫أما الحديث المستى ىدؿ بو فقد أخرجػو الشػيخاف مػن حػديث ابػن عبػاس قػاؿ‪ :‬ككػاف (صػلى اهلل عليػو كسػلم) يقػوؿ فػي‬
‫دعائو‪":‬اللهم اجعػل فػي قلبػي اػورا كفػي بصػرم اػورا كفػي سػمعي اػورا كعػن يمينػي اػورا كعػن يسػارم اػورا كفػوقي اػورا‬
‫كتحتي اورا كأمامي اورا كخلفي اورا كاجعل لي اورا"كفي راكية لمسلم‪":‬أك قاؿ‪ :‬كاجعلني اورا"ْٕٗ‪.‬‬
‫قاؿ ابن حجر‪ :‬قاؿ القرابي‪ :‬ىذه األاوار التي دعا بها رسوؿ اهلل (صلى اهلل عليو كسلم) يمكن حملها على ياىرىا‬
‫فيكوف س ؿ اهلل تعالى أف يجعل لو في كل عضو من أعضائو اورا يستضيء بو يوـ القيامة في تلا الظلم ىو كمن تبعػو أك‬
‫من شاء اهلل منهم‪ .‬قاؿ‪ :‬كاألكلى أف يقاؿ ىي مستعارة للعلم كالهداية كما قاؿ تعالى‪":‬فهو على اور من ربو"[الزمر‪]ِِ :‬‬
‫كقولو تعالى‪":‬كجعلنا لو اورا يمشي بو في الناس"[األاعاـ‪]ُِِ:‬‬
‫ثم قاؿ‪ :‬كالتحقيق في معناه‪ :‬أف النور مظهر ما اسػب إليػو كىػو يختلػو بحسػبو‪ :‬فنػور السػمل مظهػر المسػموعات‬
‫كاور البصر كاشو للمبصرات كاور القلب كشاؼ عن المعلومات كاور الجوارح ما يبدك عليها من أعماؿ الطاعات‪.‬‬
‫قاؿ الطيبي‪ :‬معنى الب النور لألعضاء عضوا عضوا أف يتجلى ب اوار المعرفة كالطاعات كيتعرل عمػا عػداىما فػإف‬
‫الشيااين تحيا بالجهات الست بالوساكس فكاف التخلص منهػا بػاألاوار السػادة لتلػا الجهػات‪ .‬قػاؿ‪ :‬ككػل ىػذه األمػور‬
‫راجعة إلى الهداية كالبياف كضياء الحق"َْٖ‪.‬‬
‫كىكذا لم يفهم ىاالء العلماء – كمنهم ابن حجر – أف المقصود بالحديث أف يتحوؿ الجسم أك األعضاء إلى اور‬
‫بحيث يفقد الجسم مادتو التي ىي اللحم كالعظم‪.‬‬
‫كىم متفقوف على أف المقصود بالنور ىو العلم كالهداية إلى الحق‪.‬‬
‫كحتػى لػػو ذىبنػػا إلػػى حمػل الػػنص علػػى يػاىره كفقػا للقػػوؿ األكؿ للقرابػػي فػػإف كجػود النػػور فػػي العضػػو ال يسػػتدعي‬
‫ذىابو‪ .‬ككذا كجود النور في المادة ال يستدعي ذىابها‪.‬‬
‫أخرج البخارم من حديث أاال – رضي اهلل عنو ‪ :-‬أف رجلين من أصحاب النبي (صلى اهلل عليػو كسػلم) خرجػا مػن‬
‫عند النبي (صلى اهلل عليو كسلم) في ليلة مظلمػة كمعهمػا مثػل المصػباحين يضػيكاف بػين أيػديهما فلمػا افترقػا صػار مػل كػل‬
‫كاحد منهما كاحد حتى أتى أىلو ُْٖ‪.‬‬
‫كقد أكضحت الركايات األخرل كما في فتح البارم كفيها‪ :‬أاهما لما خرجا أضاءت أحدىما فمشيا في ضػوئها فلمػا‬
‫افترقت بهما الطريق أضاءت عصا اآلخر ِْٖ‪.‬‬
‫كمحل الشاىد من الحديث‪ :‬أف كجود النور في العصا لم يذىب بمادتها بل بقيت عصا كاابعث منها النور‪.‬‬

‫‪[ 479‬متفق عليو‪ :‬خ‪ , 6316 :‬م‪]763 :‬‬


‫‪[ 480‬فتح الباري‪]148/11 :‬‬
‫‪[ 481‬البخاري‪]465 :‬‬
‫‪[ 482‬فتح الباري‪]125/7 :‬‬
‫ّ‪ -‬خلق جميل المخلوقات ألجلو (صلى اهلل عليو كسلم)‪:‬‬

‫قالوا‪ :‬كمن خصائصو تكريمو (صلى اهلل عليو كسلم)‪ :‬أف اهلل تعالى خلق آدـ كجميل المخلوقات ألجلو ّْٖ‪.‬‬
‫كاستدلوا على ذلا بحديث‪":‬لوالؾ لما خلقت األفالؾ"‪.‬‬
‫قاؿ الصغااي‪ :‬إاو موضوع ْْٖ‪.‬‬
‫كاستدلوا بحديث ابن عباس مرفوعا‪:‬‬
‫"أتااي جبريل فقاؿ‪ :‬يا محمد لوالؾ لما خلقت الجنة كلوالؾ ما خلقت النار"‬
‫كفي ركاية ابن عساكر‪":‬لوالؾ ما خلقت الدايا"‬
‫قاؿ في"سلسلة األحاديث الضعيفة"‪ :‬ضعيو بل كاهً‪.‬‬
‫كأمػػا ركايػػة ابػػن عسػػاكر فقػػد أخرجهػػا ابػػن الجػػوزم فػػي"الموضػػوعات"عػػن سػػلماف مرفوعػػا كقػػاؿ‪ :‬إاػػو موضػػوع كأقػػره‬
‫السيواي ْٖٓ‪.‬‬
‫كقد سكل اإلماـ ابن تيمية عن الحديث الذم يذكره الناس‪:‬‬
‫"لوالؾ ما خلق اهلل عرشا كال كرسيا كال أرضا كال سماء كال شمسا كال قمرا كال غير ذلا"صحيح ىو أـ ال ؟‪.‬‬
‫ف جاب‪:‬‬
‫"محمد (صلى اهلل عليو كسلم) سيد كلد آدـ كأفضل الخلق كأكرمهم عليو كمن ىنا قاؿ من قاؿ‪ :‬إف اهلل خلق من‬
‫أجلو العالم أك أاو لواله لما خلق عرشا كال كرسيا كال سماء كال أرضا كال شمسا كال قمرا‪ .‬لكن ليال ىذا حديثا عن‬
‫النبي (صلى اهلل عليو كسلم) ال صػحيحا كال ضػعيفا‪ .‬كلػم ينقلػو أحػد مػن أىػل العلػم بالحػديث عػن النبػي (صػلى اهلل عليػو‬
‫كسلم)‪ .‬بل كال يعرؼ عن الصحابة بل ىو كالـ ال يدرل قائلو"ْٖٔ‪.‬‬

‫ىذه ىي األقواؿ في أدلة ىذه الخصوصية‪ .‬كحيث ال دليل فال خصوصية إذا كال يقاؿ مثل ذلا إال بدليل صحيح‪.‬‬

‫ْ‪ -‬استشفاع آدـ بو (صلى اهلل عليو كسلم)‪:‬‬

‫‪[ 483‬مرشد احملتار‪]385 :‬‬


‫‪[ 484‬األسرار ادلرفوعة يف األخبار ادلوضوعة للقاري برقم (‪ )385‬ص‪]288‬‬
‫‪[ 485‬سلسلة األحاديث الضعيفة‪]282 :‬‬
‫‪[ 486‬فتاوى ابن تيمية ‪]96 , 86/11‬‬
‫قالوا‪ :‬كمن خصائص تكريمو (صلى اهلل عليو كسلم)‪ :‬أف آدـ ‪ -‬عليو السالـ – استشفل بو كاستدلوا على ذلا بما‬
‫أخرجو الحاكم في"المستدرؾ"عن عمر بن الخطاب – رضي اهلل عنو – أاو قاؿ‪:‬‬
‫"لما اقترؼ آدـ الخطيكة قاؿ‪ :‬يا رب أس لا بحق محمد لمػا غفػرت لػي‪ .‬قػاؿ‪ :‬ككيػو عرفػت محمػدا ؟ قػاؿ‪ :‬ألاػا‬
‫لما خلقتني بيدؾ كافخت في من ركحا رفعت رأسي فرأيت‪ :‬على قوائم العرش مكتوبا‪ :‬ال إلو إال اهلل محمد رسػوؿ اهلل‬
‫فعلمت أاا لم تضو إلى اسما إال أحب الخلق إليا‪ .‬قاؿ‪ :‬صدقت يا آدـ كلوال محمد ما خلقتا"ْٕٖ‪.‬‬
‫كىذا الحديث الذم ىو الدليل في ىذه القضية ليال بصحيح‪.‬‬
‫فقد قاؿ ابن تيمية‪":‬قلت‪ :‬كركاية الحاكم لهذا الحديث مما أاكر عليو"كقاؿ أيضػا‪":‬كأمػا تصػحيح الحػاكم لمثػل ىػذا‬
‫الحديث كأمثالو فهذا مما أاكره عليو أئمة العلم بالحديث كقالوا‪ :‬إف الحاكم يصحح أحاديث كىي موضوعة مكذكبة عند‬
‫أىل المعرفة بالحديث"ْٖٖ‪.‬‬
‫كقاؿ في"سلسلة األحاديث الضعيفة"‪ :‬موضوع‪ ..‬كبعد كالـ مطوؿ قاؿ‪ :‬كجملة القػوؿ‪ :‬إف الحػديث ال أصػل لػو عنػو‬
‫(صلى اهلل عليو كسلم) فال جرـ أف حكم عليو بالبطالف الحافظاف الجليالف‪ :‬الذىبي كالعسقالاي ْٖٗ‪.‬‬
‫اخلص من ىذا أف ىذه الخصوصية ال دليل عليها‪.‬‬

‫ٓ‪ -‬أاو (صلى اهلل عليو كسلم) رأل ربو مرتين‪:‬‬

‫قاؿ ابن اولوف – كىو يعدد الخصائص ‪ :-‬كرؤيتو (صلى اهلل عليو كسلم) للبارم تعالى مرتين َْٗ‪.‬‬
‫كىذه مس لة كثر االختالؼ فيها‪.‬‬
‫قاؿ ابن حجر – رحمو اهلل ‪:-‬‬
‫"كقد اختلو السلو في رؤية النبي (صلى اهلل عليو كسلم) ربو‪:‬‬
‫فذىبت عائشة كابن مسعود إلى إاكارىا‪.‬‬
‫كاختلو عن أبي ذر‪.‬‬

‫‪[ 487‬ادلواىب اللدنية‪ , 82/1 :‬واحلديث يف ادلستدرك‪]615 /2 :‬‬


‫‪[ 488‬فتاوي ابن تيمية‪]255 – 254/1 :‬‬
‫‪[ 489‬سلسلة األحاديث الضعيفة برقم ‪]25‬‬
‫‪[ 490‬مرشد احملتار‪]387 :‬‬
‫كذىب جماعة إلى إثباتها‪ .‬كحكى عبد الػرزاؽ عػن معمػر عػن الحسػن‪ :‬أاػو حلػو أف محمػدا (صػلى اهلل عليػو كسػلم)‬
‫رأل ربو‪.‬‬
‫كأخرج ابن خزيمة عن عركة بن الزبير إثباتها ككاف يشتد عليو إذا ذكر إاكار عائشة‪.‬‬
‫كبو قاؿ سائر أصحاب ابن عباس‪.‬‬
‫ثم اختلو ىػاالء‪ :‬ىػل رآه بعينػو أك بقلبػو"ُْٗ‪ .‬كىكػذا اجػد االخػتالؼ شػديدا ككػل يػدلي برأيػو كمػن العلمػاء مػن‬
‫حاكؿ الجمل بين القولين كلكنو لم يفلح في ذلا‪.‬‬
‫المفهم"قوؿ الوقػو فػي ىػذه المسػ لة كعػزاه لجماعػة مػن المحققػين كقػواه ب اػو لػيال فػي‬
‫كلهذا‪ :‬رجح القرابي في" ي‬
‫الباب دليل قاال كغاية ما استدؿ بو للطائفتين يواىر متعارضة قابلة للت كيل‪.‬‬
‫قػػاؿ‪ :‬كليسػػت المس ػ لة مػػن العمليػػات فيكتفػػى فيهػػا باألدلػػة الظنيػػة كإامػػا ىػػي مػػن المعتقػػدات فػػال يكتفػػى فيهػػا إال‬
‫بالدليل القطعي ِْٗ‪.‬‬
‫كيغلب على الظن أف قوؿ القرابي ىو الصواب في ىذه المس لة‪.‬‬
‫كإذا كاات ىذه المس لة على ىذا النحػو مػن اخػتالؼ اآلراء فيهػا فكيػو تكػوف مػن مسػائل الخصػائص التػي تحتػاج‬
‫إلى دليل قطعي‪.‬‬
‫إاو من الخط إدخاؿ ىذه المس لة كما شابهها في ىذا الموضوع‪.‬‬

‫ٔ‪ -‬أاو (صلى اهلل عليو كسلم) كلد مختواا‪:‬‬

‫قالوا‪ :‬كمن خصائص تكريمو أاو (صلى اهلل عليو كسلم) كلد مختواا مسركرا ّْٗ‪.‬‬
‫كاستدلوا بحديث أاال – رضي اهلل عنو ‪ :-‬أف النبي (صػلى اهلل عليػو كسػلم) قػاؿ‪":‬مػن كرامتػي علػى ربػي أاػي كلػدت‬
‫مختواا كلم ير أحد سوأتي"ْْٗ‪.‬‬
‫كعن ابن عمر – رضي اهلل عنو – قاؿ‪ :‬كلد النبي (صلى اهلل عليو كسلم) مسركرا مختواا ْٓٗ‪.‬‬
‫كقد رد ذلا العلماء‪ .‬كقد حكى الحافب زين الدين العراقي أف الكماؿ بن العديم ضعو أحاديث كواو كلد مختواا‬
‫كقاؿ‪ :‬إاو ال يثبت في ىذا شيء من ذلا‪ .‬كأقره عليو ْٔٗ‪ .‬كقاؿ في"العلل المتناىيػة"بعػد أف سػاؽ حػديث أاػال‪ :‬تفػرد بػو‬

‫‪[ 491‬فتح الباري‪]608/8 :‬‬


‫‪[ 492‬فتح الباري‪]608/8 :‬‬
‫‪[ 493‬مسرورا‪ :‬أي مقطوع السرة]‬
‫‪[ 494‬رواه الطرباين يف األوسط ‪ ,‬وأبو نعيم ‪ ,‬واخلطيب ‪ ,‬وابن عساكر‪ .‬كما يف ادلواىب اللدنية‪]133 /1 :‬‬
‫‪[ 495‬رواه ابن عساكر ‪ ,‬كما يف ادلواىب اللدنية‪]133/1 :‬‬
‫سفياف – ابن محمد المصيصي – قاؿ ابن عدم‪ :‬كػاف يسػرؽ األحاديػث كيسػوم األسػاايد كفػي حديثػو موضػوعات‪ .‬كقػاؿ‬
‫ابن حباف‪ :‬ال يجوز االحتجاج بو ْٕٗ‪.‬‬
‫قاؿ ابن القيم في فصل ختااو (صلى اهلل عليو كسلم)‪:‬‬
‫"كقد اختلو فيو على ثالثة أقواؿ‪ :‬أحدىا‪ :‬أاو كلد مختواا مسركرا‪ .‬كركم في ذلا حديث ال يصح ذكره أبو الفرج‬
‫ابن الجوزم في"الموضوعات"كليال فيو حديث ثابت‪ .‬كليال ىذا من خواصو فإف كثيرا من الناس يولد مختواا"‪.‬‬
‫كقاؿ ابػن القػيم‪":‬كبىػػي ىن كمػاؿ الػدين بػن العػديم أاػو (صػلى اهلل عليػو كسػلم) خػتن علػى عػادة العػرب ككػاف عمػوـ ىػذه‬
‫السنة للعرب قاابة مغنيا عن اقل معين فيها"ْٖٗ‪.‬‬

‫ٕ‪ -‬االستشفاء بدمو (صلى اهلل عليو كسلم)‪:‬‬

‫قالوا‪ :‬كمن خصائص التكريم أاو (صلى اهلل عليو كسلم) كاف يتبرؾ بدمو ْٗٗ‪.‬‬
‫كاستدلوا لذلا‪:‬‬
‫‪ -‬بحديث إبراىيم بن عمر بن سفينة عن أبيو عن جده قاؿ‪ :‬احتجم رسوؿ اهلل (صلى اهلل عليو كسلم) ف عطااي دمو‬
‫فقاؿ‪":‬اذىب فواره"فذىبت فشربتو فرجعت فقاؿ‪":‬ما صنعت بو"قلت‪ :‬كاريتو أك قلت‪ :‬شربتو قاؿ‪":‬احترزت من النار"‪.‬‬
‫فلمػا فػرغ مػن‬ ‫ػوؿ اهلل غػالـ لػبعج قػري‬
‫‪ -‬ما أخرجو ابن حباف عن اافل عن عطاء عن ابن عبػاس قػاؿ‪ :‬حجػم رس ى‬
‫حجامتو أخذ الدـ فذىب بو كراء الحائا فنظر يمينا كشماال فلم ير أحدا تحسى دمو حتى فرغ ثػم أقبػل فنظػر رسػوؿ‬
‫اهلل (صلى اهلل عليو كسلم) في كجهو فقاؿ‪":‬كيحا ما صنعت بالدـ ؟"قاؿ‪ :‬غيبتو كراء الحائا‪ .‬قاؿ‪":‬أين غيبتو ؟"فقاؿ‪ :‬يا‬
‫رسوؿ اهلل إاي افست على دما أف أىريقو في األرض فهو في بطني‪ .‬قاؿ‪":‬اذىب فقد أحرزت افسا من النار"‪.‬‬
‫قاؿ ابن الجوزم‪ :‬ىذاف حديثاف ال يصحاف‪:‬‬
‫أما األكؿ فقاؿ ابن حباف‪ :‬ال يحل االحتجاج بإبراىيم بن عمر‪.‬‬
‫كأما الثااي‪ :‬فقاؿ يحيى‪ :‬اافل كذاب‪ .‬كقاؿ الدارقطني‪ :‬متركؾ ََٓ‪.‬‬
‫كقد أكرد"صاحب المواىب"أدلة أخرل‪:‬‬

‫‪[ 496‬ادلواىب اللدنية‪]134/1 :‬‬


‫‪[ 497‬العلل ادلتناىية‪]172 -171/1 :‬‬
‫‪[ 498‬زاد ادلعاد البن القيم‪]82-81/1 :‬‬

‫‪[ 499‬ادلواىب اللدنية‪ , 316/2 :‬والشفا للقاضي عياض‪]89/1 :‬‬


‫‪[ 500‬العلل ادلتناىية ‪ ,‬البن اجلوزي‪]185/1 :‬‬
‫منها‪ :‬قصة شرب عبد اهلل بن الزبير لدـ النبي (صلى اهلل عليو كسلم) بعد حجامتو‪.‬‬
‫كمنها‪ :‬قصة ازدراد مالا بن سناف – كالد أبي سعيد الخدرم – دـ جػرح الرسػوؿ (صػلى اهلل عليػو كسػلم) يػوـ أيحػد‬
‫كقد قاؿ الزرقااي"شارح المواىب" كال يخلو كل منها من مقاؿ َُٓ‪.‬‬
‫كمهما يكن من أمر‪ .‬فليال في كل ىذه الوقػائل مػا كػاف منهػا ضػعيفا كمػا كػاف منهػا غيػر صػحيح أاػو (صػلى اهلل عليػو‬
‫كسلم) أمر بذلا أك است ذاو الفاعل بما أقدـ عليو كأذف لو‪.‬‬

‫ٖ‪ -‬ابتالع األرض بولو كغائطو‪:‬‬

‫كمما جاء في كتب الخصائص‪ :‬أف األرض تبتلل بولو كغائطو َِٓ‪.‬‬
‫كليال من دليل على ذلا كما جاء فيو ال يرتقي إلى درجة الصحة‪.‬‬
‫أخرج البيهقي من اريق حسين بن علواف عن ىشاـ بن عركة عن أبيو عن عائشة قالت‪ :‬كػاف النبػي (صػلى اهلل عليػو‬
‫كسلم) إذا دخل الغائا دخلت في إثره فال أرل شيكا إال كنت أشم رائحة الطيب فذكرت ذلا لػو فقػاؿ‪":‬أمػا علمػت أف‬
‫أجساداا تنبت على أركاح أىل الجنة فما خرج منها من شيء ابتلعتو األرض"‪.‬‬
‫قاؿ البيهقي‪ :‬ىذا الحديث من موضوعات ابن علواف‪.‬‬
‫كقاؿ ابن الجوزم‪ :‬ىذا الحديث كرد من اريقين كال يصح كاحد منهما َّٓ‪.‬‬

‫ٗ‪ -‬شرب بولو (صلى اهلل عليو كسلم)‪:‬‬

‫قالوا‪ :‬ككاف يستشفى ببولو كدمو (صلى اهلل عليو كسلم) َْٓ‪.‬‬
‫كاستدلوا لذلا‪:‬‬
‫‪ -‬أخػػرج الحسػػن بػػن سػػفياف فػػي مسػػنده كأبػػو يعلػػى كالحػػاكم كالػػدارقطني كأبػػو اعػػيم عػػن أـ أيمػػن قالػػت‪ :‬قػػاـ النبػػي‬
‫(صلى اهلل عليو كسلم) من الليل إلى فخارة في جااب البيت فباؿ فيها فقمت من الليل كأاا عطشااة فشربت ما فيها كأاا‬
‫ال أشعر فلما أصػبح النبػي (صػلى اهلل عليػو كسػلم) قػاؿ‪":‬يػا أـ أيمػن قػومي فػ ىريقي مػا فػي تلػا الفخػارة"فقلػت‪ :‬قػد كاهلل‬

‫‪[ 501‬ادلواىب اللدنية‪ 316/2 :‬وانظر حاشيتها]‬


‫‪[ 502‬اخلصائص الكربى ‪ , 120/1‬وغاية السول ص‪ 299‬وغًنمها]‬
‫‪[ 503‬العلل ادلتناىية‪]188/1 :‬‬
‫‪[ 504‬غاية السول‪]277 :‬‬
‫َٓٓ‬
‫شػػربت مػػا فيهػػا‪ .‬قالػػت‪ :‬فضػػحا رسػػوؿ اهلل (صػػلى اهلل عليػػو كسػػلم) حتػػى بػػدت اواجػػده ثػػم قػػاؿ‪":‬أمػػا كاهلل ال يػػبجعن‬
‫بطنا أبدا"َٔٓ‪.‬‬
‫كقد ضعو صاحب"مطالب أكلػي النهػى"ىػذا الحػديثَٕٓ‪ .‬كقػاؿ فػي مجمػل الزكائػد‪ :‬ركاه الطبرااػي كفيػو أبػو مالػا‬
‫النخعي كىو ضعيو َٖٓ‪.‬‬
‫كقاؿ ابن حجر في التلخيص الحبير‪ :‬أبو مالا ضعيو كابيح لم يلق أـ أيمن َٗٓ‪.‬‬
‫كبهذا فالحديث ال يصلح إلثبات الواقعة فكيو يصلح إلثبات خصوصية ؟!‪.‬‬
‫ثم إف الحافب ابن حجر أكرد القصة في ترجمة أـ أيمن مػوالة النبػي (صػلى اهلل عليػو كسػلم) كحاضػنتو كاسػمها بركػة‬
‫كمػػا أكردىػػا فػػي ترجمػػة أـ أيمػػن الحبشػػية خػػادـ أـ حبيبػػة كاسػػمها بركػػة أيضػػا‪ .‬قػػاؿ‪ :‬كىػػذا يحتمػػل أف تكػػوف قصػػة أخػػرل‪.‬‬
‫فجعلهما قصتين َُٓ‪.‬‬
‫كذكر عبد الرزاؽ مثل قصة أـ أيمن عن امرأة يقػاؿ لهػا بركػة كااػت تخػدـ أـ حبيبػة جػاءت معهػا مػن أرض الحبشػة‪..‬‬
‫فقاؿ لها النبي (صلى اهلل عليو كسلم)‪":‬صحة يا أـ يوسو"ُُٓ‪.‬‬
‫كقد ضػعو الشػيخ األلبػااي الزيػادة فػي ىػذه الركايػة كىػي"صػحة"ُِٓ‪ .‬كىػذا يػدؿ علػى اضػطراب القصػة‪ .‬كإذا كااػت‬
‫القصة متكررة – كما ذىب إليو بعضهم – فكيو كقعن جميعا في الخط افسو ؟!‪.‬‬
‫كا لصواب في ىذه القصة ىو ما أخرجو أبو داكد عن حكيمة بنت أميمة بنت رقيقة عن أمها‪ :‬أاها قالت‪ :‬كػاف النبػي‬
‫(صلى اهلل عليو كسلم) قدح عن عيداف تحت سريره يبوؿ فيو بالليلُّٓ‪ .‬كليال في الحديث تلا الزيادت‪.‬‬

‫َُ‪ -‬أكالد بناتو (صلى اهلل عليو كسلم) ينسبوف إليو‪:‬‬

‫‪[ 505‬أي ال يصيب بطنك وجع]‬


‫‪[ 506‬ادلواىب اللدنية‪]317/2 :‬‬
‫‪[ 507‬مطالب أويل النهى‪]40/5 :‬‬
‫‪[ 508‬رلمع الزوائد‪ :‬برقم ‪]14015‬‬
‫‪[ 509‬عن حاشية غاية السول ص‪]277‬‬
‫‪[ 510‬اإلصابة‪]213/8 :‬‬
‫‪[ 511‬اخلصائص الكربى‪]122/1 :‬‬
‫‪[ 512‬سلسلة األحاديث الضعيفة برقم ‪]1182‬‬
‫‪[ 513‬أخرجو أبو داود برقم ‪]24‬‬
‫قػػالوا‪ :‬كمػػن خصائصػػو (صػػلى اهلل عليػػو كسػػلم) أف أكالد بناتػػو ينسػػبوف إليػػو كأكالد بنػػات غيػػره ال ينسػػبوف إليػػو ال فػػي‬
‫الكفاءة كال في غيرىا ُْٓ‪ .‬كاستدلوا لذلا‪ :‬بقولو (صلى اهلل عليو كسلم)‪":‬كل سبب كاسػب ينقطػل يػوـ القيامػة إال سػببي‬
‫كاسبي"ُٓٓ‪.‬‬
‫كفػػي البخػػارم قولػػو (صػػلى اهلل عليػػو كسػػلم)‪":‬إف ابنػػي ىػػذا سػػيد كلعػػل اهلل أف يصػػلح بػػو بػػين فكتػػين عظيمتػػين مػػن‬
‫المسلمين"ُٔٓ‪.‬‬
‫كاسب القوؿ بهذه الخصوصية إلى صاحب"التلخيص"كتبعو الرافعي ُٕٓ‪.‬‬

‫قاؿ في الركضة‪ :‬كأاكره القفاؿ كقاؿ‪ :‬ال اختصاص في أكالد البنات ُٖٓ‪.‬‬
‫كقيل في معنى الحديث‪ :‬أف أمتو ينسبوف إليو يوـ القيامة كأمم سائر األابياء ال ينسبوف إليهم‪.‬‬
‫كقيل‪ :‬ينتفل يومكذ بالنسبة إليو كال ينتفل بسائر األاساب ُٗٓ‪.‬‬
‫كأما حديث البخارم"إف ابني ىذا سيد"فقد قاؿ ابن حجر – كىو يعػدد فوائػد الحػديث ‪ :-‬كفيػو إاػالؽ االبػن علػى‬
‫ابن البنت َِٓ‪.‬‬
‫كىذه االستفادة من ابن حجر تنفي القوؿ بالخصوصية كتجعل الحكم عامػا فػي حقػو (صػلى اهلل عليػو كسػلم) كفػي‬
‫حق غيره‪.‬‬
‫كبهذا ينتفي القوؿ بالخصوصية لعدـ كجود الدليل كما استدؿ بو فهو محتمل ال يصلح لتقرير الخصوصية‪.‬‬

‫ُُ‪ -‬عدـ التثاؤب كالتمطي‪:‬‬


‫ذكرت كتب الخصائص‪ :‬أف من خصائصو (صلى اهلل عليو كسلم) أاو ما تثاءب أبدا‪..‬‬
‫كحجتهم في ذلا‪ :‬أف التثاؤب من الشيطاف‪.‬‬

‫‪[ 514‬غاية السول ص‪ , 279‬واخلصائص الكربى‪]447/2 :‬‬


‫‪[ 515‬قال ابن ادللقن‪ :‬رواه احلاكم عن عمر وقال‪ :‬صحيح اإلسناد (غاية السول ص‪ , )279‬وأخرجو يف رلمع‬
‫الزوائد برقم ‪ 7430‬وقال‪ :‬رواه الطرباين ورجالو رجال الصحيح]‬
‫‪[ 516‬أخرجو البخاري برقم ‪]2704‬‬
‫‪[ 517‬غاية السول ص‪ , 281‬وروضة الطالبٌن ‪]15/7‬‬
‫‪[ 518‬روضة الطالبٌن ‪]15/7‬‬
‫‪[ 519‬روضة الطالبٌن ‪ , 15/7‬وغاية السول ص‪]281‬‬
‫‪[ 520‬فتح الباري‪]67/13 :‬‬
‫فقد أخرج الشيخاف عن أبي ىريرة – رضي اهلل عنو ‪ -‬عن النبي (صلى اهلل عليو كسلم) قاؿ‪":‬التثاؤب من الشيطاف‬
‫فإذا تثاءب أحدكم فليرده ما استطاع فإف أحدكم إذا قاؿ‪ :‬ىا ضحا الشيطاف"ُِٓ‪.‬‬
‫قاؿ ابن بطاؿ‪ :‬إضافة التثاؤب إلى الشػيطاف بمعنػى إضػافة الرضػا كاإلرادة أم أف الشػيطاف يحػب أف يػرل اإلاسػاف‬
‫متثائبا ألاها حالة تتغير فيها صورتو فيضحا منو ال أف المراد أف الشيطاف فعل التثاؤب‪.‬‬
‫كقاؿ ابن العربي‪ :‬قد بينا أف كل فعل مكركه اسبو الشرع إلى الشيطاف ألاو كاستطو ِِٓ‪.‬‬
‫قاؿ ابن حجر‪":‬كمن الخصائص النبوية ما أخرجو ابن أبي شيبة كالبخارم في"التاريخ"من مرسل يزيػد األصػم قػاؿ‪":‬مػا‬
‫تثاءب النبي (صلى اهلل عليو كسلم) قا"كأخرج الخطابي من اريق مسلمة بن عبػد الملػا بػن مػركاف قػاؿ‪":‬مػا تثػاءب ابػي‬
‫قا"كمسلمة أدرؾ بعج الصحابة كىو صدكؽ‪ .‬كيايد ذلا ما ثبت أف التثاؤب من الشيطاف"ِّٓ‪.‬‬
‫تلا ىي حجج من قاؿ بهذه الخصوصية‪.‬‬
‫كلكنها في الحقيقة ال تصلح إلثبات ىذه الخصوصية‪ .‬كذلا‪:‬‬
‫‪ -‬ألف المراسيل ال تقوـ بها حجة كقد سبق كذكرت أقواؿ األئمة في أف الخصوصية ال بد لها من دليل صحيح‪.‬‬
‫‪ -‬كػػوف التثػػاؤب مػػن الشػػيطاف ال يعنػػي أف الرسػػوؿ مػػا كػػاف يتثػػاءب فػػإف الرسػػوؿ (صػػلى اهلل عليػػو كسػػلم) بػػين فػػي‬
‫أحاديثو أف الشيطاف يضحا عندما يترؾ اإلاساف العناف لنفسو عند التثاؤب فيفتح فمو مل مػا يصػاحب ذلػا مػن صػوت‬
‫منكر‪.‬‬
‫كقد علمنا (صلى اهلل عليو كسلم) كيو افوت الفرصة على الشيطاف برد التثاؤب ما اسػتطعنا كذلػا بػ ف ال اسػمح‬
‫ألافسنا ب ف افتح أفواىنا قدر ااقتها بل أف ابادر إلى دفل ذلا فإف لم يمكن فليمسا أحداا بيده علػى فيػو أك بثوبػو‬
‫كما كرد ذلا في التعليم النبوم الكريم كبهذا ال يكوف للشيطاف حب فيما يرغب فيو كينتهي دكره في ىذا الفعل بإبطاؿ‬
‫ما سعى إليو‪.‬‬
‫كالرسوؿ (صلى اهلل عليو كسلم) أقدر الناس على ذلا‪ .‬ف ين دكر الشيطاف عندئذ بالنسبة إليو‪.‬‬
‫‪ -‬قد اقل لنا الصحابة رضي اهلل عنهم عن حياتو كأفعالو كل صغيرة ككبيرة فكيو فاتتهم ىذه المس لة كلػم يػذكرىا‬
‫أحد منهم حتى جاءت عن التابعين مرسلة بغير إسناد‪.‬‬
‫كالخالصػػة‪ :‬إف مػػا ذكػػر فػػي ىػػذه المس ػ لة مػػن األدلػػة علػػى الخصوصػػية ال يصػػلح إلثباتهػػا‪ .‬كلػػذا فليسػػت ىػػي مػػن‬
‫خصائصو (صلى اهلل عليو كسلم)‪.‬‬

‫‪[ 521‬متفق عليو‪ :‬خ‪ , 3289 :‬م‪]2994 :‬‬


‫‪[ 522‬فتح الباري‪]612/10 :‬‬
‫‪[ 523‬فتح الباري‪]613 /10 :‬‬
‫كقد ألحق المهتموف بكثرة الخصائص‪ :‬عدـ التمطي‪.‬‬

‫كجميعهم ذكر ذلا دكف إسناد أك دليل‪ .‬ككل ما قالوه ؛ كما جاء في"فتح البارم"‪":‬ككقل في"الشفاء"البػن سػبل‪ :‬أاػو‬
‫(صلى اهلل عليو كسلم) كاف ال يتمطى ألاو من الشيطاف كاهلل أعلم"ِْٓ‪.‬‬
‫كمثل ىذا الكالـ ال يكوف حجة كال دليال كلكنو التهاكف ب مر الخصائص كعدـ الوقوؼ بها عند األدلة كالنصوص‪.‬‬

‫ُِ‪ -‬أاو (صلى اهلل عليو كسلم) ال ياذيو الذباب‪:‬‬


‫ذكر القاضي عياض‪ :‬من خصائصو (صلى اهلل عليو كسلم) أف الذباب كاف ال يقل على جسده كال ثيابو ِٓٓ‪.‬‬
‫كقاؿ السيواي في الخصائص الكبرل‪:‬‬
‫"ذكػػر القاضػػي عيػػاض فػػي"الشػػفا"كالعػػز فػػي"مولػػده"أف مػػن خصائصػػو (صػػلى اهلل عليػػو كسػػلم) أاػػو كػػاف ال ينػػزؿ عليػػو‬
‫الذباب‪.‬‬
‫كذكػػر ابػػن سػػبل فػػي الخصػػائص بلفػػب‪ :‬أاػػو لػػم يقػػل علػػى ثيابػػو ذبػػاب قػػا كزاد أف مػػن خصائصػػو أف القمػػل لػػم يكػػن‬
‫ياذيو"ِٔٓ‪.‬‬
‫كقاؿ صاحب"المواىب اللداية"‪:‬‬
‫"ككاف (صلى اهلل عليػو كسػلم) ال يقػل علػى ثيابػو ذبػاب قػا اقلػو الفخػر الػرازم كال يمػتص دمػو البعػوض كػذا اقلػو‬
‫الحجازم كغيره كما آذاه القمل قالو ابن سبل في"الشفا"كالسبتي في أعذب الموارد"ِٕٓ‪.‬‬
‫كقاؿ ابن اولوف‪:‬‬
‫"كلػم يقػػل علػػى ثيابػو ذبػػاب قػػا كال علػى خػػده ذكػػره صػاحب شػػفاء الصػػدكر كتػاريخ ابػػن النجػػار كفيهمػػا‪ :‬كال آذاه‬
‫القمل"ِٖٓ‪.‬‬
‫كقاؿ المناكم‪:‬‬
‫"ىذا التعبير يفهم أاو كاف في بداو كثوبو القمل لكنو ال ياذيو‪ .‬لكن ما ذكره بعضهم لما جاء في عدة أحاديػث‪ :‬أاػو‬
‫كاف يدخل على أـ سليم بيتها تفلي رأسو‪ .‬كفي حديث الطبرااي كالترمذم عن عائشة‪ :‬كاف يفلى ثوبو كيحلػب شػاتو‪ .‬كمػن‬
‫الزـ التفلي كجود قمل ياذيو‪ .‬لكن ذكر ابن سػبل كتبعػو بعػج شػراح"الشػفا"‪ :‬أاػو لػم يكػن فيػو قمػل ألاػو اػور كألف أصػل‬

‫‪[ 524‬فتح الباري‪]613/10 :‬‬


‫‪[ 525‬الشفا للقاضي عياض ‪]522/1‬‬
‫‪[ 526‬اخلصائص الكربى‪]117/1 :‬‬
‫‪[ 527‬ادلواىب اللدنية‪]633/2 :‬‬
‫‪[ 528‬مرشد احملتار ص‪]363‬‬
‫القمل من العفواة كال عفواة فيو كألاو لما كاف ال يبدك فيو إال ايبا كاف عالمة ذلا أاو ال يتسخ لو ثػوب كأيضػا فػ كثر‬
‫القمل من العرؽ الخبيث كعرقو كاف ايبا‪ .‬كمن قاؿ‪ :‬إف فيو قمال فهو كمن اقصو كال يلزـ من كجود التفلية كجود القمل‬
‫ما فيو من احو خرؽ ليرقعو"ِٗٓ‪.‬‬ ‫فقد يكوف للتعليم أك لتفتي‬
‫ىكذا أكردت ىذه الكتب ىذه الخصائص دكف ذكر الدليل بغج النظر عن كوف ىذا الدليل صحيحا أك ضعيفا أك‬
‫موضوعا‪.‬‬
‫كياكد كالـ ابن سبل األخير‪ :‬أاو اعتمد القياس العقلي فػي إثبػات ىػذه الخصوصػية حتػى كصػل إلػى القػوؿ‪ :‬بػ ف مػن‬
‫قاؿ‪ :‬إف القمل كاف ياذم رسوؿ اهلل (صلى اهلل عليو كسلم) فقد ااتقصو ؟!‪.‬‬
‫كىل تثبت الخصوصيات بهذه الطريقة من التقرير بعيدا عن األدلة كاعتمادا على اقوؿ ال دليل عليها ؟!‪.‬‬
‫كالمالحب أف المس لة بدأت بذكر الذباب ثم أضيو إليو القمل ثم أضيو إليو البعوض‪.‬‬
‫كقد كردت أحاديث كثيرة بش ف تفلية رأس النبي (صلى اهلل عليو كسلم) كثيابو‪.‬‬
‫فقد أخرج الشيخاف عن أاال – رضي اهلل عنو ‪ :-‬أف أـ حػراـ أاعمػت النبػي (صػلى اهلل عليػو كسػلم) كجعلػت تفلػي‬
‫رأسو َّٓ‪.‬‬
‫كقد سبق في قوؿ المناكم ذكر حديث عائشة عند الترمذم‪ :‬كاف يفلي ثوبو‪.‬‬
‫كعند اإلماـ أحمد‪ :‬كاف (صلى اهلل عليو كسلم) بشرا من البشر يفلي ثوبو ُّٓ‪.‬‬
‫كعنده أيضا‪ :‬كاات زينب تفلي رسوؿ اهلل (صلى اهلل عليو كسلم) ِّٓ‪.‬‬
‫كىناؾ أحاديث أخرل‪.‬‬
‫فهل كاات ىذه التفلية منو (صلى اهلل عليو كسلم) كمن غيره عبثا ؟‪.‬‬
‫اعم ليال من الضركرم أف يوجد عند التفلية القمل كقد تكوف اامكنااا على عدـ كجوده‪.‬‬
‫كلكن مباشرتها أال يعني توقل كجود القمل ؟ كإال كاات عبثا‪.‬‬
‫إذف فهذه األحاديث إذا كاات ال تقرر كجود القمل فإاها تقرر توقل كجوده‪.‬‬
‫كالقمل أسوأ كأشد ضررا من الذباب‪.‬‬
‫كالمرجل في ىذا ىو كجود الدليل كال دليل‪.‬‬

‫‪[ 529‬مرشد احملتار ‪ ,‬يف احلاشية ص ‪]363‬‬


‫‪[ 530‬متفق عليو‪ :‬خ‪ , 2788 :‬م‪]1912 :‬‬
‫‪[ 531‬ادلسند ‪]256/6‬‬
‫‪[ 532‬ادلسند ‪]363/6‬‬
‫كعن علي – رضي اهلل عنو – قاؿ‪ :‬لدغت النبي (صلى اهلل عليو كسلم) عقرب كىو يصلي فلما فرغ قػاؿ‪":‬لعػن اهلل‬
‫العقرب‪ .‬ال تدع مصليا كال غيره ثم دعا بماء كملح فجعل يمسح عليها كيقرأ‪":‬قل يا أيها الكافركف (ُ)"ك"قل أعوذ برب‬
‫الفلق (ُ)"ك"قل أعوذ برب الناس"ّّٓ‪.‬‬
‫فإذا كاات العقرب لدغت النبي (صلى اهلل عليو كسلم) كأجرل اهلل عليو منهػا مػا يجريػو علػى النػاس كفقػا لسػنة اهلل‬
‫في الخلق ف مر الذباب كالبعوض أىوف من ذلا‪.‬‬
‫كىذا ما كاف يجرم على األابياء عليهم الصالة كالسالـ أيضا‪.‬‬
‫فقد أخرج الشيخاف من حديث أبي ىريرة – رضي اهلل عنو ‪ -‬أف رسوؿ اهلل (صػلى اهلل عليػو كسػلم) قػاؿ‪":‬اػزؿ ابػي‬
‫من األابياء تحت شجرة فلدغتو املة ف مر بجهازه ف خرج من تحتها ثم أمر ببيتها ف حرؽ بالنػار فػ كحى اهلل إليػو‪ :‬فهػال‬
‫املة كاحدة ؟"ّْٓ‪.‬‬
‫كمحل الشاىد أف النملة قرصت ىذا النبي كما تفعل بغيره من بني اإلاساف فكواػو ابيػا ال يخرجػو عػن كواػو بشػرا مػن‬
‫البشر‪.‬‬

‫ُّ‪ -‬أثر موا قدميو (صلى اهلل عليو كسلم) في الصخر‪:‬‬

‫قاؿ صاحب"المواىب اللداية"‪:‬‬


‫"كمنها – أم من خصائصو ‪ :-‬أاػو (صػلى اهلل عليػو كسػلم) كػاف إذا مشػى علػى الصػخر غاصػت قػدماه فيػو كمػا ىػو‬
‫مشهور قديما كحديثا كاطق بو الشعراء في منظومهم كالبلغاء في منثورىم‪ .‬مل اعتضاده بوجود أثػر قػدمي الخليػل إبػراىيم‬
‫عليو السالـ في حجر المقاـ"ّٓٓ‪.‬‬
‫ىكذا أصبحت الخصائص تقرر بال دليل‪.‬‬
‫ىذه الخصوصية عبارة عن إخبار ف ين األحاديث التي تايػد ذلػا كىػل آثػار قػدمي الخليػل عليػو السػالـ تعػد دلػيال‬
‫لهذه الخصوصية المتعلقة بالرسوؿ محمد (صلى اهلل عليو كسلم)‪.‬‬
‫كاقل الزرقااي في حاشية على"المواىب"‪ :‬إاكار الحافب السيواي لذلا كقولو‪ :‬لم أقو لو على أصل كال سػند كال‬
‫رأيت من خرجو في شيء من كتب الحديث‪.‬‬
‫قاؿ الزرقااي‪ :‬ككذا أاكره غيره‪.‬‬

‫‪[ 533‬رلمع الزوائد برقم ‪ 8445‬وقال اذليثمي‪ :‬رواه الطرباين يف الصغًن ‪ ,‬وإسناده حسن]‬
‫‪[ 534‬متفق عليو‪ :‬خ‪ , 3149 :‬م‪]2241 :‬‬
‫‪[ 535‬ادلواىب اللدنية ‪]630/2‬‬
‫قاؿ ابن تيمية في تعليقو على ىذه المس لة‪:‬‬
‫"ىذا لم ينقلو أىل العلم ب حوالو كال كاحد منهم‪ .‬بل ىو كذب عليو"ّٔٓ‪.‬‬
‫يتبين من ىذا أف ىذه المس لة ال أصل لها كال دليل عليها‪.‬‬
‫كما يتبين مدل توسل بعج العلماء في قبوؿ كل شيء في باب الفضػائل دكف إخضػاعها إلػى المػوازين التػي كضػعها‬
‫سلو ىذه األمة لتكوف معيارا في القبوؿ أك الرد‪.‬‬

‫ُْ‪ -‬أسماءه (صلى اهلل عليو كسلم)‪:‬‬

‫جاء في"الخصائص الكبرل"للسيواي‪:‬‬


‫"باب اختصاصو (صلى اهلل عليو كسلم) بما سمي بو من أسماء اهلل تعالى‪.‬‬
‫قاؿ القاضي عياض‪ :‬قد خػص اهلل ابيػو (صػلى اهلل عليػو كسػلم) بػ ف سػماه مػن أسػمائو بنحػو مػن ثالثػين اسػما كىػي‪:‬‬
‫األك ػػرـ كاألم ػػين كاألكؿ كاآلخ ػػر كالبش ػػير كالجب ػػار كالح ػػق كالخبي ػػر كذك الق ػػوة كال ػػرؤكؼ كال ػػرحيم كالش ػػهيد‬
‫كالشػػكور كالصػػادؽ كالعظػػيم كالعفػػو كالعػػالم كالعزيػػز كالفػػاتح كالكػػريم كالمبػػين كالمػػامن كالمهػػيمن كالمقػػدس‬
‫كالمولى كالولي كالنور كالهادم كاو كيال‪.‬‬
‫قلػػت – أم السػػيواي ‪ :-‬قػػد كقػػل لنػػا عػػدة أسػػماء أخػػر زيػػادة علػػى ذلػػا كىػػي‪ :‬األحػػد كاألصػػدؽ كاألحسػػن‬
‫كاألجػػود كاألعلػػى كاآلمػػر كالنػػاىي كالبػػاان كالبػػر كالبرىػػاف كالحاشػػر كالحػػافب كالحفػػيب كالحسػػيب كالحكػػيم‬
‫كالحل ػػيم كالح ػػي كالخليف ػػة كال ػػداعي كالراف ػػل كالواض ػػل كرفي ػػل ال ػػدرجات كالس ػػالـ كالس ػػيد كالش ػػاكر كالص ػػابر‬
‫كالصاحب كالطيب كالطاىر كالعدؿ كالعلػي كالغالػب كالغفػور كالغنػي كالقػائم كالقريػب كالماجػد كالمعطػي كالناسػخ كالناشػر‬
‫كالوفي كحم كاوف"ااتهى ّٕٓ‪.‬‬
‫ىذا ما جاء في ىذا الباب دكف ذكر أم دليل لهذه الخصوصية المدعاة‪.‬‬
‫كالناير في ىذه األسماء يرل أف بعضها ممػا ال يصػح أف يكػوف اسػما لػو (صػلى اهلل عليػو كسػلم) ألاػو مػن األكصػاؼ‬
‫التي ال تليق إال باهلل تعالى مثل‪ :‬الجبار كاألحد كالباان‪..‬‬
‫كفي كصو الرسوؿ (صلى اهلل عليو كسػلم) بهػا أك تسػميتو بهػا جػرأة كبيػرة كمخالفػة لقواعػد ىػذا الػدين الػذم جػاء‬
‫بالواحداية هلل سبحااو كتعالى كىي أكلى قواعده‪.‬‬

‫‪[ 536‬اجلواب الصحيح ‪]234/4‬‬


‫‪[ 537‬اخلصائص الكربى ‪]134-133 /1‬‬
‫قاؿ الزرقااي في شرحو على"المواىب"‪":‬اقل الغزالي – كأقره في الفتح – على أاو ال يجوز لنا أف اسػميو (صػلى اهلل‬
‫عليو كسلم) باسم لم يسمو بو أبػوه كال سػمى بػو افسػو ا ق‪ .‬أم ال يجػوز أف اختػرع لػو علمػا كإف دؿ علػى صػفة كمػاؿ‬
‫فلو جوزاا مالم يرد بو سماع لربما كصو ب كصاؼ تليق باهلل دكاو على سبيل الغفلة فيقػل الواصػو فػي محظػور كىػو ال‬
‫يشعر"ّٖٓ‪.‬‬
‫ىذا ىو الصواب فينبغي الوقوؼ عند ما كرد بو النص‪.‬‬
‫ثم إف خصوصية من ىذا النوع ال تقبل بغير دليل ف ين الدليل ف ين الدليل أك شبهة الدليل ؟!‪.‬‬
‫ُٓ‪ -‬أاو (صلى اهلل عليو كسلم) يرل في الظلمة‪:‬‬
‫قالوا‪ :‬كمن خصائصو‪ :‬أاو (صلى اهلل عليو كسلم) يرل في الظلمة كما يرل في النهار في الضوء ّٗٓ‪.‬‬
‫كاستدلوا‪:‬‬
‫بحػػديث عائشػػة – رضػػي اهلل عنػػو – قالػت‪ :‬كػػاف رسػػوؿ اهلل (صػػلى اهلل عليػػو كسػػلم) يػػرل فػػي الظلمػػاء كمػػا يػػرل فػػي‬
‫الضوء‪ .‬ركاه البيهقي‪.‬‬
‫كعن ابن عباس – رضي اهلل عنهما – قاؿ‪ :‬كاف رسوؿ اهلل (صلى اهلل عليو كسلم) يرل بالليل في الظلمة كما يرل في‬
‫النهار في الضوء َْٓ‪.‬‬
‫أما حديث عائشة – رضي اهلل عنها – فقد قاؿ عنو ابن الجوزم في العلل‪ :‬ىذا حديث ال يصح ُْٓ‪.‬‬
‫كقاؿ الشيخ األلبااي‪ :‬موضوع ِْٓ‪.‬‬
‫كأما قوؿ ابن عباس – رضي اهلل عنهما ‪ -‬فقد قاؿ الزرقااي شارح المواىب‪ :‬قاؿ السهيلي ليال بقوم كضعفو ابػن‬
‫دحية ّْٓ‪.‬‬
‫كىذه األقواؿ الواىية ال تصلح دليال لهذه الخصوصية التي لو كاات لتواتر بها النقل عن الصحابة الذين سافركا مل‬
‫الرسوؿ (صلى اهلل عليو كسلم) في جهاده كحجو كعمرتو ككااوا معو في ليلو كاهاره‪ .‬فكيو يغيب ىذا األمر عػنهم علمػا‬
‫ب او أمر ملفت للنظر أم لو كجد لكاف محال للتحدث بو‪.‬‬

‫***‬
‫‪[ 538‬شرح الزرقاين على ادلواىب ‪]119/3‬‬
‫‪[ 539‬ادلواىب اللدنية ‪ , 226/2‬والشفا ‪ , 93/1‬واللفظ ادلكرم ‪]236/2‬‬
‫‪[ 540‬ادلواىب اللدنية ‪]226/2‬‬
‫‪[ 541‬العلل ادلتناىية ‪ 174/1‬برقم ‪]266‬‬
‫‪[ 542‬سلسلة األحاديث الضعيفة برقم ‪]341‬‬
‫‪[ 543‬حاشية ادلواىب ‪]226/2‬‬

You might also like