You are on page 1of 134

‫نحتُُحديدالباطلُوبُزدُه ُ‬

‫بأدلُتُالحقُ ُ‬
‫الذابُتُعنُصاحبُالبُزدة‬

‫سىاك عٌذ حلىه الحادث العون‬ ‫ٌا أمرم الخلق هالً هي ألىر به‬
‫وهي علىهل علن اللىح والقلن ُ‬ ‫فإى هي جىدك الذًٍا وضرتها‬

‫للعالمتُالشيخ ُ‬
‫داود بي سلٍواى الٌقشبٌذي الخالذي الشافعً‬
‫المتوفىُسنتُ‪19::‬ىـُرحموُهللاُتعالى ُ‬

‫ٖتقيق‬
‫السيد الفاضل‬
‫عبد الرازؽ النقشبندم ا‪٠‬تالدم‬
‫‪-2-‬‬

‫دار جىاهع النلن‬


‫شهر اهلل احملرـ – عاـ ‪ 1596‬ىػ‬
‫‪-3-‬‬

‫بسن هللا الرحوي الرحٍن‬


‫هقذهة الٌاشر‬
‫كصلى اهلل تبارؾ كتعاىل على سيدنا ‪٤‬تمد كآلو دائمان أبدان سرمدان‬
‫احتك ًم‬
‫شئت مدحان فيو ك ٍ‬
‫احكم ٔتا ى‬
‫ك ٍ‬ ‫نبيهم‬
‫دع ما ٌادعتوي النصارل ُب ي‬
‫ٍ‬

‫ا‪ٟ‬تمد هلل رب العا‪١‬تُت القائل ُب كتابو الكرًن { ككذلك جعلناكم أمةن كسطان لتكونوا شهداءى على‬
‫الناس } " البقرة ‪ " 154 :‬كالقائل أيضان ُب كتابو العزيز { يا أىل الكتاب ال تغلوا ُب دينكم غَت‬
‫ا‪ٟ‬تق } " ا‪١‬تائدة ‪. " 88 :‬‬
‫كصػػلى اهلل تبػػارؾ كتعػػاىل علػػى سػػيدنا ‪٤‬تمػػد كآلػػو كسػػلم القائػػل ُب حدي ػػو الش ػري ‪{ :‬مػػا بػػاؿ أ ػواـ‬
‫يطعنوف ُب علمي ؟ فوالذم نفسي بيده ‪ ،‬ال تسألوين ُب مقامي ىػذا عػش شػيء إال أكػ تكم بػو }‪،‬‬
‫كالقائل أيضان ُب حدي و الشري ‪ {:‬ما مش شيء مل أكش أيريتو إال رأيتو ُب مقامي ىذا ‪ ،‬حىت ا‪ٞ‬تنػة‬
‫كالنار} ‪.‬‬
‫مش ا‪١‬تعلوـ بل مش ا‪١‬تسلٌم بو أف رسوؿ اهلل سػيدنا ‪٤‬تمػد صػلى اهلل عليػو كسػلم ػد ميػزه كالقػو كسػيده‬
‫ٓتصػػائن مػػش مػػش ال علػػم عنػػده مػػش أصػػناب العقائػػد الفاسػػدة أف فيهػػا ٗتليط ػان بػػُت مقػػاـ ا‪٠‬تػػالق‬
‫سبنانو كتعاىل كمقاـ ا‪١‬تخلوؽ كرفعان ‪١‬تقاـ نبينا إىل مقاـ األلوىية !!‪.‬‬
‫سبناف اهلل ىذا إٍب كهبتاف عظيم‪ ،‬ألنو سبنانو كتعاىل يعطػي مػش يشػاء تفضػيبلن منػو ‪١‬تػش أراد إمهػار‬
‫فضلو كرفع مقامو ‪.‬‬
‫كلقػػد ػػي اهلل سػػبنانو كتعػػاىل ‪٢‬تػػذا الػػديش رجػػاالن تندلػػي هبػػم كػػل فتنػػة سػػوداء ‪ ،‬كصػػهم سػػبنانو‬
‫كتعاىل بالعلم كا‪١‬تعرفة كنور البصَتة ‪ ،‬اؿ تعػاىل { كلػو ردكه إىل الرسػوؿ كإىل أكأل األمػر مػنهم لعلمػو‬
‫الذيش يستنبطونو منهم كلوال فضل اهلل عليكم كر‪ٛ‬تتو التبعتم الشيطاف إال ليبلن } ‪.‬‬
‫مػػنهم العػػامل الكامػػل الفاضػػل سػػيدم داكد سػػليماف النقشػػبندم فقػػد أجػػاد كأفػػاد ‪ .‬كجػػاؿ كصػاؿ ُب‬
‫رده علػػى ذلػػك الندػػدم الػػذم اعػػًتض علػػى بعػ أبيػػات نػَتات كردت ُب بػػردة اإلمػػاـ البوصػػَتم ‪.‬‬ ‫ٌ‬
‫كضاؽ صدره هبا ك ٌل علمو ُب فهم مراد النامم ‪ .‬كىكذا أىل اهلل تعاىل آتاىم ا‪ٟ‬تق بسػطة ُب العلػم‬
‫ك رجاحػػة ُب العقػػل ‪ ،‬فػػنذا نظػػركا نظػػركا بنػػور اهلل كإذا تكلم ػوا نطق ػوا بعلػػم اهلل ‪ ،‬ػاؿ تعػػاىل { آتينػػاه‬
‫ر‪ٛ‬تة مش عندنا كعلمناه مش لدنا علمان } فسبناف ا‪١‬تعطي الوىاب ‪.‬‬
‫‪-4-‬‬
‫فهل مش مش ال علم عنده أف ىناؾ تعارضا بُت ولو عز كجػل ‪ { :‬ػل هلل الشػفاعة } كبػُت ولػو‬
‫صلى اهلل عليو كآلو كسلم ‪ " :‬أنا أكؿ شافع كمشفع " ؟!‬
‫كى ػػل م ػػش م ػػش ال عق ػػل عن ػػده أف ىن ػػاؾ تعارضػ ػا ب ػػُت ول ػػو تع ػػاىل { ػػل ال يعل ػػم م ػػش ُب الس ػػموات‬
‫كاألرض الغيػػإ إال اهلل } كبػػُت ولػػو تعػػاىل أيضػان ‪ { :‬عػػامل الغيػػإ فػػبل ييظهػػر علػػى غيبػػو أحػػدان إال‬
‫رسوؿ } ؟!‪.‬‬ ‫مش ارتضى مش و‬

‫كىػل مػش مػش ال فهػػم عنػده أف ىنػاؾ تعارضػا بػػُت ولػو تعػاىل ‪ { :‬إنػك ال نػػدم مػش أحببػت كلكػػش‬
‫اهلل يهدم مش يشاء } كبُت ولو تعاىل أيضان ‪ { :‬كإنك لتهدم إىل صر و‬
‫اط مستقي وم } ؟!‬
‫فشفاعة رسوؿ اهلل ىي مش عند اهلل سبنانو كتعاىل ‪.‬‬
‫كعلم غيإ رسوؿ اهلل ىو مش عند اهلل سبنانو كتعاىل ‪.‬‬
‫كىداية رسوؿ اهلل ىي مش عند اهلل سبنانو كتعاىل ‪.‬‬
‫كمػػاذا يقػػوؿ ىػػذا ا‪١‬تعػػًتض علػػى ػػوؿ الرجػػل الصػػا الػػذم عنػػده علػػم مػػش الكتػػاب كال ػوارد صػػتو ُب‬
‫سورة النمل‪:‬‬
‫{ أنا آتيك بو }؟ أمل يلنظ كلمة { أنػا } الػواردة ُب ىػذه ا يػة ك مػا فيهػا مػش ا‪١‬تعػاين كالػدالالت‬
‫؟‪.‬‬
‫نسأؿ اهلل أف يفتح مسامع لوبنا لبديع معاين كبلمو سبنانو ك تعاىل ‪.‬‬
‫كصلى اهلل تبارؾ كتعاىل على سيدنا ‪٤‬تمد { سبناف ريب ىل كنت إال بشران رسوالن } ‪.‬‬

‫دار جىاهع النلن‬


‫شهر اهلل احملرـ – عاـ ‪ 1596‬ىػ‬
‫‪-5-‬‬
‫بسن هللا الرحوي الرحٍن‬
‫هقذهة الوحقق‬

‫ا‪ٟ‬تمد هلل رب العا‪١‬تُت ‪ ،‬كالصبلة كالسبلـ األ٘تٌاف على كَت ا‪٠‬تلق أ‪ٚ‬تعُت سيدنا كشفيعنا كمبلذنا يوـ‬
‫يقوـ الناس لرب العا‪١‬تُت ‪.‬‬
‫أما بعد ‪..‬‬
‫فهػػذا كتػػاب ينطػػق بػػا‪ٟ‬تق ‪ ،‬فيػػو البيػػاف الشػػاُب ‪ ،‬كالػػرد الػواُب علػػى مػػش عػػش ُب بعػ أبيػػات صػػيدة‬
‫مػػؤلت الػػدنيا فرح ػان كسػػركران ُب راءنػػا ك‪ٝ‬تاعهػػا منػػذ كرجػػت مػػش فػػم ناممهػػا عليػػو ر‪ٛ‬تػػة اهلل تعػػاىل‬
‫كرضػوانو ‪ ،‬فكػػل مػػش ‪ٝ‬تعهػػا كتػػدبر أبيانػػا كعػػرؼ معانيهػػا ‪ ،‬تا ػػت نفسػػو ‪ٟ‬تفظهػػا ‪ ،‬كتكػرار ‪ٝ‬تاعهػػا ‪،‬‬
‫كلكش مل ٭تصل ذلك كما السبإ فيو؟!‬
‫كحشػػيت بػػذكر ا‪ٟ‬تبيػػإ احملبػػوب نػػش الر‪ٛ‬تػػة الشػػافع ا‪١‬تشػػفع ‪ ،‬الػػذم ذكػ يػره‬
‫إهنػػا صػػيدة يملئػػت أبيانيػا ي‬
‫ي٭تيي القلوب كينع األركاح ‪ ،‬صلى اهلل عليو كعلى آلو كصنبو كسلم ‪.‬‬
‫فبل أعظم مش أف يسمع ا‪١‬ترء – بعد كتاب اهلل تعاىل – سَتة كحياة كأكصاؼ نبيو احملبوب صػلى اهلل‬
‫عليو كعلى آلو كسلم ‪.‬‬
‫لكػػش ذلػػك النسػػيم اللطيػ ‪ ،‬كتلػػك اللنظػػات كإف الػػت ُب االسػػتماع أك القػراءة ُب السػػَتة العطػػرة‬
‫بشىت صورىا ‪ ،‬مل تكش لًتكؽ لبعضهم ‪ ،‬فأ‪ٝ‬تاعهم تشمئز مش ذكر بعػ ا‪١‬توا ػ كالصػفات العطػرة‬
‫‪ٞ‬تناب ىذا النش العظيم صلى اهلل عليػو كعلػى آلػو كسػلم ‪ ،‬فػالتعليق كاالعػًتاض يطػوالف حػىت يوصػبل‬
‫صاحبهما إىل إ بلؽ الكفر كالشرؾ كىدـ أركاف اإلسبلـ كحل عقده !! ‪-‬كغَته مش األلفاظ‪ -‬علػى‬
‫مش يقوؿ أك يؤيد ما تنفر منو أ‪ٝ‬تاعهم كتبغضو لوهبم ‪.‬‬
‫ىذا الفعػل حصػل ك٭تصػل دائمػان علػى بعػ ركايػات السػَتة النبويػة ‪ ،‬كبعػ الكتػإ ا‪١‬تصػنفة فيهػا ‪،‬‬
‫كيلنػػق هبػػا صػػيدة " ال ػ دة " لئلمػػاـ شػػرؼ الػػديش البوصػػَتم‪ ،‬فػػننش نسػػمع علػػى ا‪١‬تنػػابر ‪ ،‬كعلػػى‬
‫كراسي الوعظ كالدرس ما تشمئز منو النفوس مش وؿ بشرؾ صػاحإ القصػيدة ‪ ،‬أك أنػو إذا ػاؿ ُب‬
‫صيدتو ‪:‬‬
‫علم اللوح كالقلم ‪..‬‬
‫كمش علومك ي‬
‫‪-6-‬‬
‫أنو ماذا بقي مش علم اهلل إف كاف للنش صلى اهلل عليو ك على آلو ك سلم علم اللوح كالقلم؟! ‪،‬‬
‫كمش يقوؿ ٔتشاهبة ا‪١‬تصن للمشركُت ُب و‪٢‬تم ُب أصنامهم عند ولو ُب صيدتو ‪:‬‬
‫يا أكرـ ا‪٠‬تلق ماأل مش ألوذ بو ‪..‬‬
‫فننا هلل كإنا إليو راجعوف ‪ ،‬كال حوؿ كال وة إال باهلل العلي العظيم ‪..‬‬
‫ك ػػد رأينػػا أف ا‪١‬تؤلػ العبلمػػة الشػػي داكد ابػػش سػػليماف ػػد كفػػى ك كَب ُب الػػرد كبيػػاف ا‪ٟ‬تػػق ُب كتابػػو‬
‫روْوا هػ‬
‫ىػذا ‪ ،‬كلكػػش أحببنػا أف تكػػوف مقػدمتنا ‪٢‬تػػذا الكتػاب بيانػان ى وترجمػ ً مةمػ انػػلذي انػ ذي َ‬
‫انقصيلة وأثبتوها في كتبهم ‪ ،‬وسػمووها عػس سػما هم نب تػع انوبميػ ‪ ،‬واجتهػلوا فػي فظههػا‬
‫فظهَهم نمتوف انظنوف انوبمي ‪.‬‬
‫فممي رواها ي انمصنف انبوصيري رفمه اهلل ‪:‬‬
‫ّ‬
‫‪ -1‬اإلمػػاـ ا‪١‬تفسػػر لكتػػاب اهلل العزيػػز أب ػو حيػػاف األندلسػػي ‪٤ :‬تمػػد بػػش يوس ػ بػػش علػػي الغرنػػا ي‪،‬‬
‫صاحإ تفسَت " البنر احمليط" كغَته‪.‬‬
‫‪ -9‬اإلماـ ا‪ٟ‬تافظ ‪٤‬تمد بش سيد الناس اليعمرم ‪ ،‬صاحإ السَتة الشهَتة " عيوف األثر " ‪.‬‬
‫‪ -4‬اإلمػاـ الفقيػو سػلطاف العلمػاء عػز الػديش بػػش عبػد السػبلـ السػلمي ‪ ،‬صػاحإ " القواعػد الكػ ل‬
‫"ك غَته ‪.‬‬
‫‪ -5‬اإلماـ احمل ٌدث ‪٤‬تمد بش جابر الوادم آشي ‪.‬‬
‫أعا عي رواها عي انوبماء وانمح ّلثيي و انحظاظ فمنهم ‪:‬‬
‫‪ -1‬اإلماـ ا‪ٟ‬تافظ زيش الديش العرا ي ‪.‬‬
‫‪ -9‬اإلماـ الفقيو احملدث عمر بش علي ا‪١‬تعركؼ بابش ا‪١‬تلقش ‪.‬‬
‫‪ -4‬اإلماـ اجملتهد شي اإلسبلـ عمر بش رسبلف البلقيٍت ‪.‬‬
‫‪ -5‬اإلماـ ا‪ٟ‬تافظ ا‪ٟ‬تدة أ‪ٛ‬تد بش علي بش حدر العسقبلين شارح البخارم ‪.‬‬
‫‪ – 6‬اإلماـ ا‪ٟ‬تافظ السخاكم تلميذ ا‪ٟ‬تافظ ابش حدر‪.‬‬
‫‪ -7‬اإلماـ احملدث الفقيو شي اإلسبلـ زكريا األنصارم ‪.‬‬
‫‪ -8‬اإلماـ ا‪ٟ‬تافظ جبلؿ الديش السيو ي ‪.‬‬
‫ص ٍوف ك رنة ‪،‬كما أشار العبلمة الشي داكد ُب مؤلفو ىذا ‪.‬‬
‫كغَتىم ‪٦‬تش ال ي٭ت ى‬
‫‪-7-‬‬
‫بقي أف نذكر على سبيل ا‪١‬ت اؿ ال ا‪ٟ‬تصر‪َ :‬عي سمس " انبردة " أو فظهها عي امةم ام الـ‪:‬‬
‫‪ -1‬اإلماـ إبراىيم بش علي الق ٍلقشٍندم = حفظها ( الضوء البلمع ج ‪. ) 88 : 1‬‬
‫‪ -9‬اإلماـ إبراىيم بش علي بش مهَتة = ‪ٝ‬تعها على أ‪ٛ‬تد بػش إبػراىيم الرشػيدم ( الضػوء البلمػع ج ‪1‬‬
‫‪. ) 99 :‬‬
‫‪ -4‬اإلماـ أ‪ٛ‬تد بش ‪٤‬تمد بش ‪٤‬تمد ا‪ٞ‬تخندم = ‪ٝ‬تعها على اإلمػاـ العػز بػش ‪ٚ‬تاعػة ( الضػوء البلمػع ج‬
‫‪.) 1:: : 9‬‬
‫‪ – 5‬اإلماـ عبد الر‪ٛ‬تش بش أ‪ٛ‬تد بش فهد = حفظها ك " ا‪٢‬تمزية " ‪.‬‬
‫‪ -6‬اإلم ػػاـ أ‪ٛ‬ت ػػد ب ػػش كلي ػػل ب ػػش كيكل ػػدم = ‪ٝ‬تعه ػػا عل ػػى يوسػ ػ ا‪١‬تش ػػهدم ( ا‪١‬تعد ػػم ا‪١‬تؤسػ ػ ‪: 1‬‬
‫‪.)474‬‬
‫‪ -7‬ا‪ٟ‬ت ػػافظ اب ػػش حد ػػر العس ػػقبلين = ‪ٝ‬تعه ػػا عل ػػى ‪٤‬تم ػػد ب ػػش ‪٤‬تم ػػد الغم ػػارم ( ا‪١‬تعد ػػم ا‪١‬تؤس ػ ‪: 4‬‬
‫‪.)957‬‬
‫‪ – 8‬اإلماـ ‪٣‬تد الديش الفَتكزأبادم صػاحإ "القػاموس احملػيط" = ‪ٝ‬تعهػا علػى العػز بػش ‪ٚ‬تاعػة ( العقػد‬
‫ال مُت ‪. ) 4:4 : 9‬‬
‫‪ -9‬اإلماـ ‪٤‬تمد بش أ‪ٛ‬تد الفاسي صاحإ " العقد ال مُت " = ‪ٝ‬تعها على الفَتكزأبادم ‪.‬‬

‫و قػ ذكػر انحػػافس انيػفاوي فػي "انالػػوء انالعػس" كليػرا عػػي انوبمػاء انػ ذي فظهوهػػا‪،‬‬
‫عنهم‪:‬‬
‫‪٤ { +‬تمد بش أ‪ٛ‬تد بش ‪٤‬تمد بش إبراىيم أبو عبد اهلل بش الشهاب العباسي بش السكماؿ األنصارم‬
‫احمللي‪ ،‬ك ييعرؼ بانجالؿ انمحبّي‪ .‬رأ القرآف ككتبان كاشتغل ُب فنوف فأكذ الفقو كأصولو كالعربية عش‬
‫الشم ال ماكم ككاف مقيمان معو بالبَتسية فك ر انتفاعو بو لذلك‪ ،‬كالفقو أيضان عش البيدورم كا‪ٞ‬تبلؿ‬
‫البلقيٍت كالوأل العرا ي كاألصوؿ أيضان عش العز بش ‪ٚ‬تاعة كالننو أيضان عش الشهاب العديمي سبط ابش‬
‫ىشاـ كالشم الشطنوُب كالفرائ كا‪ٟ‬تساب عش ناصر الديش بش أن ا‪١‬تصرم ا‪ٟ‬تنفي كا‪١‬تنطق كا‪ٞ‬تدؿ‬
‫كا‪١‬تعاين كالبياف كالعركض ككذا أصوؿ الفقو عش البدر األ صرائي كالزـ البسا ي ُب التفسَت كأصوؿ الديش‬
‫كغَت‪٫‬تا كانتفع بو ك َتان‪ .‬كأكذ علوـ ا‪ٟ‬تديث عش الوأل العرا ي كشيخنا[ابش حدر] كبو انتفع فننو رأ عليو‬
‫‪ٚ‬تيع شرح ألفية العرا ي بعد أف كتبو ٓتطو ُب سنة تسع عشرة كأذف لو ُب إ رائو ككاف أحد لبة ا‪١‬تؤيدية‬
‫‪-8-‬‬
‫عنده بل كاف كل ما يشكل عليو ُب ا‪ٟ‬تديث كغَته يراجعو فيو ‪٦‬تا أثبت ما اجتمع أل منو ُب‬
‫موضع آكر‪ .‬وعهر وتقلـ بى غانع أقرانه وتظني في انوبوـ انوقبي واننقبي ‪.‬وتص ّلى هو نبتصنيف‬
‫وانتلرذس واإلقراء فشرح كال عي جمس انجواعس وانورقات وانمنهاج انظر ي و"انبردة" وأتقنها عا‬
‫شاء عس االختصار واال تناء بان ي نها‪ ،‬ككذا عمل منسكان كتفسَتان مل يكمل كغَت‪٫‬تا ‪٦‬تامل ينتشر‬
‫كا‪١‬تتداكؿ باأليدم ‪٦‬تا أنتفع بو ما أثبتو‪ ،‬ورغع انألةم في تحصيل تصانيظه وقراءتها واقراةها حىت أف‬
‫الشم البامي كاف يقرأ على الونائي ُب أك‪٢‬تا بل ‪ٛ‬تلو معو إىل الشاـ فكاف أكؿ مش أدكلو إليها كنوه بو‬
‫كأمر الطلبة بكتابتو فكتبوه ك رءكه‪ ،‬ككذا بلغٍت عش القاياٌب أنو أ رأ فيو؛ كأما أنا فنضرت دركسان منو عند‬
‫شيخنا ابش كضر بقراءة غَتم ككاف يك ر كصفو با‪١‬تتانة كالتنقيق‪ .‬وقرأ بيه عي ال ذُحصى كلرة؛‬
‫وارتحل انظالالء نألخ نه وتفرج به جما درسوا في فياته‪ .‬وكاف إعاعاً الع عحققاً نهاراً‬
‫عظرط ان كاء صحيح ان هي بحيث كاف ذقوؿ بوض انموتبرذي إف ذهنه ذلقع انماس ‪،‬ككاف ىو‬
‫يقوؿ عش نفسو إف فهمي ال يقبل ا‪٠‬تطأ؛ حاد القر٭تة وم ا‪١‬تباح ة حىت حكى أل إماـ الكاملية أنو رأل‬
‫الونائي معو ُب البنث كالطفل مع ا‪١‬تعلم! عوهّماً بيي انفاص وانواع عهاباً وقوراً بيه سيما انفير؛‬
‫اشتهر ذكر و بوُل صيته و قُصل بانظتاوى عي امعاكي انناةي ‪ ،‬وهرع إنيه غير وافل عي ام ياف‬
‫بقصل انزذارة وانتبرؾ ‪ .‬وامعر وراء ه ا ونم أكي أقصر به ي درج انوالذ ؛ كتر‪ٚ‬تتو ٖتتمل كراري‬
‫مع أين د أ لتها ُب معدمي‪ ،‬ك د حج مراران؛ كمات سنة أربع كستُت كصلى عليو ٔتصلى باب النصر ُب‬
‫عشهل فافل جلاً ٍب دفش عش آبائو بًتبتو اليت أنشأىا ٕتاه جوشش‪ٌ .‬‬
‫كتأس الناس عليو ك َتان كأثنوا عليو‬
‫‪ٚ‬تيبلن كمل ٮتلٌ بعده ُب ‪٣‬تموعة م لو‪ ،‬كرثاه بع الطلبة بل مدحو ُب حياتو ‪ٚ‬تاعة مش األعياف‪ }.‬اىػ‬
‫‪ { +‬أ‪ٛ‬تد بش أسد بش عبد الواحد‪ ،‬األميو ي األصل‪ ،‬السكندرم ا‪١‬تولد‪ ،‬القاىرم الشافعي‪ ..‬كتفقو بابش‬
‫كضر كبالعلم البلقيٍت كالعبلء القلقشندم كا‪١‬تناكم ك رأ عليو ُب ا‪١‬تنهاج ‪ ،‬و[تظ ّقه] بانبوتيجي و[انوالع‬
‫جالؿ انلذي]انمحبّي وسمس بيه شروفه نبمنهاج و انورقات و جمس انجواعس و انبردة كغَتىا‪،‬‬
‫ك رأ على شيخنا[ابش حدر] العدالة‪ ،‬كأذف لو[ا‪ٟ‬تافظ ابش حدر] ‪ -‬مع ‪ٚ‬تاعة ‪٦‬تش تقدـ كابش البلقيٍت‪-‬‬
‫ُب اإلفتاء كالتدري ‪.}..‬اىػ‬
‫‪ { +‬أ‪ٛ‬تػػد بػػش عبػػد الوىػػاب بػػش داكد القوصػػي ٍب ا‪١‬تصػػرم الشافعي‪..،‬اشػػتغل ك بػػرع ُب الفقػػو كغػػَته‪ ،‬ذكػػره‬
‫شػػيخنا[ابش حدػػر] ُب أنبائػػو‪ ،‬زاد غػػَته‪ :‬وكػػاف ذػػروي عصػػنظات اننػػووي ػػي وانػػل وك ػ ا "انبػػردة" نػػه‬
‫سما اً برواذ أبيه ي اننووي وانبوصيري‪.}..‬اىػ‬
‫‪ { +‬أ‪ٛ‬تد بش علي بش إ‪ٝ‬تاعيل البهنسي األصل‪ ،‬ا‪١‬تصرم ا‪١‬تػالكي‪ .‬كيعػرؼ بػابش الظريػ ‪ٝ ،‬تػع مػش ناصػر‬
‫الػػديش التونسػػي الس ػػنش أليب داكد‪ ،‬وع ػػي انو ػػز ب ػػي جما ػ ػ ‪ :‬انميبي ػػل و"انب ػػردة"‪ .‬ل ػػإ العلػػم ف ػػأتقش‬
‫‪-9-‬‬
‫الشركط كمهر ُب الفرائ كا‪ٟ‬تساب كالفقو كانتهى إليو التميز ُب فنو مع حظ كبَت مػش األدب‪ .‬ػاؿ‬
‫يودين ك َتان ككتإ عٍت مش نظمي‪.}..‬اىػ‬‫شيخنا[ابش حدر] ُب إنبائو‪ :‬ككاف ٌ‬
‫‪ { +‬حسُت بش حسش ا‪ٞ‬تماؿ أبو ‪٤‬تمد‪ ،‬ككنٌاه شيخنا أبو عبد اهلل بش الشرؼ الشَتازم ا‪١‬تقرلء الشافعي‬
‫نزيل ا‪ٟ‬ترمُت ‪ .‬كفيها ٔتكة أيضان قرأ بى انتقي بي فهل سني ابي عاجه وقصيلة كوع بي زهير عس‬
‫قصتها عي انييرة و "انبردة"‪ ،‬ككاف شيخنا ٯتيل إليو ك َتان }‪.‬‬
‫‪ { +‬كالن أبو الصفا الركمي ا‪٢‬تندم الكافورم ‪ ،‬أحد كداـ ا‪١‬تسدد النبوم‪٦ .‬تش حضر عندم ُب‬
‫بي في أربوي اننووي و"انبردة" ‪،‬ك‪ٝ‬تع مٍت جل القوؿ البديع كأشياء ككتبت لو‬
‫إ اميت هبا‪ ،‬بل قرأ ّ‬
‫إجازة أثبت بعضها ُب تاري ا‪١‬تدينة‪}.‬اىػ‬
‫‪ { +‬عبد الر‪ٛ‬تش بش أيب بكر بش فهد كجيو الديش‪ ،‬فظس انقرآف وانشاطبي وامربويي وانمنهاج ‪-‬‬
‫كالهما نبنووي‪ -‬وأنظي ابي عانك و "انبردة" كبانت سعاد كاستمر على حفظها كغَتىا كعرض على‬
‫‪ٚ‬تاعة‪ .‬كأجاز لو ‪ٚ‬تاعة منهم‪ :‬الزركشي كابش الطناف كابش بردس كشيخنا ا‪١‬تقريزم كا‪ٞ‬تماؿ الكازركين‬
‫كاحملإ ا‪١‬تطَتم‪ .‬ككاف هبا على ريقة ‪ٚ‬تيلة مش السكوف كالتعف كالعقل ك اال‪٧‬تماع ْتيث ما رأيت أحدان‬
‫‪٦‬تش كالطو إال ك٭تمد صنبتو‪ }..‬اىػ‬
‫‪ { +‬عبد العزيز بش ‪٤‬تمد بش ‪٤‬تمد العز أبو الفضل كأبو الفوائد القاىرم الشافعي‪ .‬حفظ القرآف كالعمدة‬
‫كالتنبيو‪ ،‬كعرض على البيدورم ك الوأل العرا ي ك الزيش القمٍت وانجماؿ ذوسف انبياطي شارح "انبردة"‬
‫ك"بانت سعاد" كآكريش ‪٦‬تش أجاز لو‪ }.‬اىػ‬
‫‪ { +‬عبد الغفار بش أيب بكر النطوبسي ٍب القاىرم األزىرم الشافعي الضرير‪ ..‬دـ القاىرة فقطش األزىر‬
‫كحفظ كتبان ُب فنوف كىي‪ :‬الشا بية كالرائية كألفية ا‪ٟ‬تديث كالننو كا‪١‬تنهاج ك‪ٚ‬تع ا‪ٞ‬توامع كالتلخين‬
‫كا‪٠‬تزرجية كا‪١‬تقنع ُب ا‪ٞ‬ت كا‪١‬تقابلة؛ كأكذ عش السراج العبادم آكر سنيو كالشم البامي‪ ،‬كالزـ ا‪ٞ‬توجرم‬
‫ُب عدة تقاسيم كأكذ عش الكماؿ بش أيب شري غالإ شرح ابش ا‪١‬تصن ك طعة ‪٦‬تا كتبو على شرح‬
‫احمللٌي ‪ٞ‬تمع ا‪ٞ‬توامع مع األصل‪ ،‬كشيئان مش تفسَت البيضاكم كدركسان مش شرحو لئلرشاد‪ ،‬كغَت ذلك‬
‫كالك َت مش منت ألفية العرا ي‪ ،‬ك‪ٝ‬تع عليو السنش البش ماجو ككذا أكذ عش زكريا ‪ٚ‬تلة مش منت ‪ٚ‬تع‬
‫إأل ُب ألفية ا‪ٟ‬تديث كغَتىا كالبخارم ك‪ٝ‬تع معظمو كالك َت مش ا‪١‬تو أ كأيب داكد كالًتغيإ‬
‫كتردد ٌ‬
‫ا‪ٞ‬توامع‪ٌ .‬‬
‫كاألذكار ككذا ‪ٝ‬تع على الدٯتي ُب مسلم كغَته كعلى السنبا ي صنيح مسلم ك طعة مش أكؿ الًتمذم‬
‫كأيب السعود الغرا ي ُب النسائي الكبَت كمسلم كالشاكم ُب الصنينُت ْتضرة ا‪٠‬تيضرم‪ .‬كرٔتا حضر‬
‫ا‪١‬تشهدم‪ .‬وسمس بى سبط شيفنا في "انبردة"وغيرها؛ ك٘تيٌز بل برع كشارؾ‪ٍ ،‬ب ‪١‬تا دـ التقي بش‬
‫اضي عدلوف الزمو كاغتبط بفقهو كسافر معو إىل دمشق فقطنها مدٯتان لبلشتغاؿ‪}.‬اىػ‬
‫‪- 01 -‬‬
‫‪ { +‬عبد اللطي بش ‪٤‬تمد بش عبد اهلل ا‪١‬تغريب الدمَتم األصل ا‪ٞ‬توجرم الشافعي‪ .‬ككاف مش‬
‫األكلياء لو كرامات شهَتة ُب تلك الببلد منها‪ :‬إنو كاف ك َت الكتابة للمصاح كال يوجد ُب شيء منها‬
‫شيء مش الغلط كذكر أنو كاف إذا كضع القلم ليكتإ الغلط ج ٌ ح ه كمل يؤثٌر ُب الورؽ فَتجع إىل‬
‫نفسو فيتذكر كيكتإ الصنيح‪ .‬كحفظ التنبيو كا‪١‬تنهاج ‪-‬أمنو األصلي‪ -‬كألفية ابش مالك كا‪١‬تفصل‬
‫للز‪٥‬تشرم كا‪١‬تلنة كا‪ٞ‬تمل للزجاجي كا‪١‬تقامات ا‪ٟ‬تريرية و "انبردة" وشرفها ألبش ا‪٠‬تشاب‪ .‬ككاف متمكنان‬
‫ُب العلم معظمان جدان عند السراج البلقيٍت كعش الزيش عبد اللطي بش ‪٤‬تمد الكرميٍت اضي احمللة كاجملد‬
‫ال ماكم كعنو أكذ األصوؿ‪ }.‬اىػ‬
‫‪ { +‬عبد اجمليد بش علي بش أيب بكر حافظ الديش أبو السعادات ابش القاضي موفق الديش الناشرم‬
‫اليماين‪ .‬حفظ القرآف ك اـ بو ُب رمضاف ٔتسدد كالده بزبيد غَت مرة وك ا فظس "انبردة" ٍب ا‪١‬تلنة‬
‫كالشا بية كمعظم ا‪١‬تنهاج كأكذ عش كالده الفقو كا‪ٟ‬تديث كانتفع بو ُب ا‪ٟ‬تياة كالعمل كتفقو بابش عمو‬
‫الطيإ ككاف جل معولو ُب الفقو عليو‪ .‬كأجازه ‪ٚ‬تاعة ككتإ ٓتطو الك َت ككأل كطابة مسدد معاذ‬
‫با‪ٞ‬تند‪ .‬ككاف شدي الصوت جدان مع ا‪١‬تداكمة على التبلكة كالصياـ كضبط اللساف كلو نظم على ريقة‬
‫الفقهاء‪ ،‬كناب عش أكيو الشهاب ُب األحكاـ كترؾ كطابة مسدد معاذ كنيابتو كما كاف استنقو مش‬
‫ا‪١‬تعلوـ فيو زىدان‪ .‬ككاف تقيان نقيان ناكسان ك َت التبلكة متواضعان‪ .‬مات ىو كابنو عبد ا‪ٞ‬تبار ُب يوـ كاحد مش‬
‫سنة سبع ك‪ٜ‬تسُت كصلي عليهما معان دفعة ُب مشهد عظيم ر‪ٛ‬تهما اهلل‪}.‬اىػ‬
‫‪ { +‬عبد ا‪١‬تغيث بش عبد الرحيم بش أ‪ٛ‬تد أبو الغوث بش الزيش أيب ‪٤‬تسش القاىرم السنقرم الشافعي‪.‬‬
‫حفظ عند أبيو القرآف كالعمدة كألفية ا‪ٟ‬تديث كالنخبة كالشا بية كا‪١‬تنهاج الفرعي ك‪ٚ‬تع ا‪ٞ‬توامع كألفية‬
‫الننو كتوضينها كا‪ٞ‬تركمية كإىل الصرؼ مش التسهيل كالتلخين كالشمسية كا‪ٟ‬تاجبية حىت العركض‪،‬‬
‫كعرض على شيخنا كباكَت كأيب الفتح بش كفا كآكريش وأخ في انظقه بى انوبم انببقيني وانجالؿ‬
‫نه شروفه نبورقات و نببردة ك‪ٞ‬تمع ا‪ٞ‬توامع كلغالإ شرح ا‪١‬تناىج كأجازه‬ ‫انمحبّي وعما أخ‬
‫هبا‪}..‬اىػ‬
‫‪ { +‬علي بش أ‪ٛ‬تد بش ع ماف بش ‪٤‬تمدبش التاج السلمي ا‪١‬تناكم األصل القاىرم الشافعي‪ .‬فظس انقرآف‬
‫وانوملة وانمنهاج انظر ي وامصبي وأنظي ابي عانك و"انبردة" و "بانت سواد" وغيرها‪ ،‬كعرض على‬
‫الوأل العرا ي ك‪ٚ‬تاعة‪ .‬كعرؼ بفرط الذكاء ْتيث أنو كاف ٭تفظ ُب كل يوـ مائة سطر وأعا "انبردة" و‬
‫"بانت سواد" فحظههما في ثالث أذاـ وأ طا وانل ن نك بنلقتيي ذهبا ن ‪ .‬كأذف لو الشم ال ماكم‬
‫كالسبكي ُب اإلفتاء كالتدري ‪ .‬كاستقر ىو كأكوه ُب كمائ كالد‪٫‬تا بعد موتو ُب سنة ‪ٜ‬ت كعشريش‬
‫كىي التدري با‪ٞ‬تاكلية كالسعدية كالسكرية كالقطبية كالعتيقة كاجملدية كا‪١‬تشهد ا‪ٟ‬تسيٍت كإفتاء دار العدؿ‬
‫‪- 00 -‬‬
‫كغَتىا‪ .‬كتص ٌدل للتدري فأكذ عنو الفضبلء كرٔتا أفىت‪ ،‬ككاف كافر الذكاء كفي ا‪ٟ‬تركة ك َت‬
‫اجتمعت بو ك َتان ك‪ٝ‬تعت مش فوائده كمباح و‪ ،‬ككتبت عنو مش نظمو أشياء‪}.‬‬
‫ي‬ ‫التواضع ارح التكل ‪.‬‬
‫اىػ‬
‫{علي بش ‪٤‬تمد بش أ‪ٛ‬تد مش الديش أبو ا‪ٟ‬تسش السرحي‪ .‬حفظ هبا[ببلد بٍت سرح] القرآف كٖتوؿ منها‬
‫إىل ىج ىب فنفظ هبا الشا بتُت كتبل البقرة كآؿ عمراف للسبع على ا‪١‬تقرئ الرضي أيب بكر بش إبراىيم‬
‫ا‪ٟ‬ترازم نزيل جب‪ٍ .‬ب أكمل القراءات عليو هبا مع التفهم ُب الشا بيتُت‪ ،‬كحفظ فيها أرجوزة ابش ا‪ٞ‬تزرم‬
‫ُب التدويد وك ا "انبردة" وتفمييها نناصر انلذي انظيوعي وقرأ ذنك بى شيفه انم كور‪ٍ .‬ب ارٖتل‬
‫علي الشفا[للقاضي عياض]‬
‫فنج ُب سنة ست كتسعُت كداـ ٔتكة لليت تليها‪ .‬كلقيٍت هبا فقرأ ٌ‬ ‫للنج ٌ‬
‫كمؤلفي ُب كتمو كالصنينُت كرياض الصا‪ٟ‬تُت كأربعي النوكم ك‪ٝ‬تع عل ٌي سَتة ابش ىشاـ كجل سَتة ابش‬
‫سيد الناس كغَت‪٫‬تا‪ ،‬كاشتغل ُب أصوؿ الديش عند السيد عبيد اهلل كُب الفقو على الشهاب ا‪٠‬توالين كابش‬
‫أيب السعود‪ ،‬كىو مأنوس كيٌػهر‪ ،‬كاف اهلل لو‪ }.‬اىػ‬
‫‪٤ { +‬تمد بش أ‪ٛ‬تد بش علي بش عمر الكبلعي ا‪ٟ‬تمَتم الشوائطي ‪ -‬نسبة لشوائط بلد بقرب تعز ‪-‬‬
‫اليماين ا‪١‬تكي الشافعي‪ .‬حفظ القرآف كتبل بو بالسبع كالعشر على كالده كأربعي النوكم كا‪١‬تلنة كمساعد‬
‫الطبلب ُب الكش عش واعد اإلعراب للندم ا‪١‬ترجاين و "انبردة" كالشا بيتُت كألفية الننو كا‪ٟ‬تديث‬
‫كتلخين ا‪١‬تفتاح ك إيساغوجي كالنخبة لشيخنا كا‪١‬تنهاج األصلي كالبهدة الوردية كعركض ابش ا‪ٟ‬تاجإ‬
‫كتتمة الشا بية ُب القراءات ال بلث للواسطي كثبلثة أرباع ٖتبَت التنبيو للزنكلوين‪ ،‬ك‪ٝ‬تع ٔتكة مش كبا‪١‬تدينة‬
‫مش ا‪ٞ‬تماؿ الكازركين كتفقو فيها بو كُب مكة بأبيو ك ْتث عليو التنبيو كالوجيز للغزاأل‪ .‬أس عليو كل‬
‫مش عرفو ‪١‬تا انطول عليو مش ا‪٠‬تَت كالعبادة ك بل ة الوجو كحبلكة اللساف ك لة الفضوؿ كك رة االحتماؿ‬
‫كاإل باؿ على االشتغاؿ ْتيث أنو ال يتفرغ لتناكؿ ما يسد رمقو‪ .‬مات بالقاىرة ُب رمضاف سنة بضع‬
‫كأربعُت كدفش بالزيادة مش حوش سعيد السعداء كفدع بو كالده‪ ،‬عوضهما هلل ا‪ٞ‬تنة‪ }.‬اىػ‬
‫‪٤ { +‬تمد بش إ‪ٝ‬تاعيل بش يوس بش ع ماف الشم ا‪ٟ‬تلش ا‪١‬تقرم الناس ‪ .‬كتإ ٓتطو أنو ‪١‬تا بلغ سبع‬
‫عشرة سنة حبٌبو اهلل ُب كتابو القرآف ككفٌقو لو كأنو حفظ كتبان كعرضها ك اشتغل بعلوـ كبكتابة ا‪١‬تنسوب‬
‫على غَت كاحد ككذا بالقراءات السبع ْتلإ كغَتىا فكاف مش شيوكو ُب القراءات الشم األربلي ُب‬
‫بلده كىو ٌأك‪٢‬تم كالعسقبلين كعنو أكذ الشا بية‪ ..‬كتع عا ذزذل بى خميماة نيف بانبردة غانبها‬
‫عفمس‪ ،‬ك د جاكر با‪ٟ‬ترمُت مدة سنُت كأ اـ ٔتكة ‪٨‬تو ‪ٜ‬ت عشرة سنة كسافر منها إىل اليمش ُب سنة‬
‫ّ‬
‫‪ٜ‬ت ك‪ٙ‬تا‪٪‬تائة ٍب عاد ‪١‬تكة فلم يزؿ هبا حىت مات‪ .‬ذكره الفاسي ُب مكة‪ .‬وقاؿ شيفنا[ابي فجر] في‬
‫إنباةه‪ ":‬كاف دذّناً خيّراً ذتوانى نيخ انمصافف عس انمورف بانقراءات‪ .‬أكذ عش أمُت الديش بش‬
‫السبلر كغَته كأ رأ الناس كانتفعوا بو كجاكر با‪ٟ‬ترمُت ‪٨‬تو عشر سنُت كدكل اليمش فأكرمو ملكها‪ ،‬ككاف‬
‫‪- 02 -‬‬
‫د بلغ الغاية ُب حفظ القرآف ْتيث أنو يتلو ما شاء منو كيسمع ُب موضع آكر كيكتإ ُب آكر‬
‫مش غَت غلط شوىد ذلك منو مراران‪ }.‬اىػ‬
‫‪٤ { +‬تمد بش عبد القادر بش عمر الندم السندارم الشَتازم األصل الواسطي ا‪١‬تولد الشافعي ا‪١‬تقرئ‬
‫نزيل ا‪ٟ‬ترمُت كرٔتا كتإ لو ا‪١‬تدين كيعرؼ بالسكاكيٍت‪ .‬كاشتغل ُب بغداد على ‪ٚ‬تاعة منهم فريد الديش‬
‫عبد ا‪٠‬تالق بش الصدر ‪٤‬تمد بش ‪٤‬تمد بش زنكي اإلسفرايٍت الشعيش رأ عليو احملرر للرافعي كا‪ٟ‬تاكم الصغَت‬
‫كالغاية القصول للبيضاكم كينابيع األحكاـ ُب ا‪١‬تذاىإ األربعة لوالده‪ ،‬ككذا رأ ُب بغداد "انبردة" على‬
‫اضي ضاة العراؽ على اإل بلؽ الشهاب أ‪ٛ‬تد بش يون بش إ‪ٝ‬تاعيل بش عبد ا‪١‬تلك ا‪١‬تسعودم التونسي‬
‫ا‪١‬تالكي‪ .‬وكاف إعاعاً انماً صانحاً عتواضواً فرذصاً بى نظس انطبب عشهوراً بفبرة كتاب انحاوي‬
‫وفيي تقرذر ؛ درس بانحرعيي وأفتى بهما وانتظس به كلير عي انطبب فيهما وفي غيرهما‪ ،‬ك‪٦‬تش أكذ‬
‫عنو أبو الفرج ا‪١‬تراغي كاحملإ الط م إماـ ا‪١‬تقاـ ٔتكة كالك َت مش نظمو الشم بش الشي علي بواب‬
‫سعيد السعداء‪ ،‬كعرض عليو ابش أيب اليمش كغَته ك رأ عليو التقي بش فهد ك‪ٚ‬تاعة‪ .‬كلو مؤلفات منها‪:‬‬
‫شرح ا‪١‬تنهاج األصلي وتفميس انبردة كبانت سعاد ك‪ٝ‬تاه تنفي الشدة كبلوغ ا‪١‬تراد ُب ٗتمي بانت‬
‫سعاد كلو صيدة دكف أربعُت بيتان فيما ك ع مش النهإ با‪١‬تدينة النبوية كغَت ذلك كنظم التتمة ُب القراآت‬
‫العشر كجعلها ُب كزف الشا بية ك افيتها‪ .‬ك د ذكره شيخنا[ابش حدر] ُب إنبائو باكتصار ك اؿ‪ :‬يقاؿ إنو‬
‫رأ على العا وأل كمهر ُب القراآت كالنظم كالفقو ْتيث يل إنو أ رأ ا‪ٟ‬تاكم ثبلثُت مرة كلو شرح على‬
‫ا‪١‬تنهاج األصلي كنظم لبقية القراآتو العشر تكملة للشا ش على ريقتو حىت يغلإ على الظش أنو نظم‬
‫الشا ش ك‪ٜ‬ت ال دة كبانت سعاد‪ .‬مات ٔتكة ُب سادس عشرم ربيع ا كر ر‪ٛ‬تو اهلل‪ }.‬اىػ‬
‫‪٤ { +‬تمد بش عبد اهلل بش ٭تِت بش ع ماف بي رف أبو عبد اهلل ا‪ٟ‬تساين األربسي ‪ -‬نسبة لبلد مش‬
‫تون ‪ -‬انتونيي انمغربي انمان ي قاضي انركع‪ .‬كلد تقريبان سنة سبع كعشريش ك‪ٙ‬تا‪٪‬تائة بأرب كنشأ‬
‫كتردد لتون لبلشتغاؿ عند إبراىيم األكضرم ك‪٤‬تمد‬ ‫فنفظ القرآف كأشياء كػ‪":‬بانت سعاد" ك "انبردة" ‪ٌ ،‬‬
‫الرصاع كأ‪ٛ‬تد النخلي كأ‪ٛ‬تد السبلكم ُب آكريش ُب الفقو كأصولو كالعربية كغَتىا ك٘تيز ُب الفضيلة‪ ،‬كحج‬
‫ني بقراءته انييير عي‬ ‫مراران كىو اضي ركإ ا‪١‬تغاربة سنُت‪ ،‬وقصلني في انمحرـ سن تيويي فأخ‬
‫انصحيحيي وانموطأ وانشماةل وغيرها عس "بانت سواد" و "انبردة" عي فظهه‪ ،‬وسمس عني غير‬
‫ذنك وشاركه في جبه ونل عحمل امكبر‪ ،‬وكتبت نهما ذنك في إجازة فافب ‪ ،‬ككذا استكتبٍت ُب‬
‫كتردد إىل غَت مرة مغتبطان؛ ك‪ٝ‬تع بالقاىرة أيضان على أيب ا‪ٟ‬تسش على حفيد يوس‬
‫بع االستدعاآت ٌ‬
‫متنر‬
‫العدمي كٔتكة على ‪٤‬تمد بش أيب الفرج ا‪١‬تراغي ا‪١‬تدين كحسُت الفتني؛ كىو إنساف ٌنَت عا ل فاضل ٌ‬
‫استفدت منو ‪ٚ‬تاعة مش ا‪١‬تغاربة‪}..‬اىػ‬
‫ي‬ ‫ُب نقلو ككبلمو‪،‬‬
‫‪- 03 -‬‬

‫وهناؾ عي انوانمات عي سموتها أو قرأتها ‪ ،‬فمنهي ‪:‬‬

‫‪ " { +‬فا مة " ابنة الشم ‪٤‬تمد بش يوس بش أ‪ٛ‬تد بش ‪٤‬تمد الديرك ي ا‪١‬تاضي أبوىا كيعرؼ بابش‬
‫الصائغ‪ .‬حفظت القرآف كعقيدة الغزاأل كأربعي النوكم كانبردة كالشا بيتُت كنونية السخاكم ك‪٥‬تتصر أيب‬
‫شداع ‪،‬كتدربت بوالدىا ُب القراآت إفرادان ٍب ‪ٚ‬تعان‪ .‬ك دـ هبا القاىرة فقرأت على الشهاب السكندرم ك‬
‫الزيش جعفر‪ ،‬كبرعت ُب القراآت مع استنضار الشا بية كفهم جيد ْتيث تبدم مباحث كفوائد حسنة‬
‫ك د انتفع هبا ُب ذلك ‪ٚ‬تاعة مش الرجاؿ كالنساء كىي ا ف مقيمة بديركط‪ }.‬اىػ‬
‫‪ " { +‬عائشة " ابنة أيب بكر بش ا‪ٟ‬تسُت بش عمر‪ ،‬أـ الطيإ ابنة الزيش القرشي الع ماين ا‪١‬تراغي‪ٝ .‬تعت‬
‫ُب سنة سبع كستُت كسبعمائة مش العز بش ‪ٚ‬تاعة جزءه الكبَت كٗتر‪٬‬تو لنفسو كالشقرا سية ك"انبردة"‬
‫ككتم الشفا‪ ،‬كأجاز ‪٢‬تا الصبلح بش أيب عمرك بش أميلة كابش ا‪٢‬تبل كالبهاء بش كليل كا‪ٟ‬تراكم كغَتىم‪،‬‬
‫كح ٌدثت فسمع منها الفضبلء ك‪٦‬تش أكذ عنها التقي بش فهد كذكرىا ُب معدمو؛ ماتت ر‪ٛ‬تها اهلل‬
‫تعاىل‪ }.‬اىػ‬
‫‪ " { +‬أـ رًن " كيقاؿ ‪٢‬تا ست األىل‪ ،‬ابنة التقي ‪٤‬تمد بش الندم ‪٤‬تمد بش أيب ا‪٠‬تَت ‪٤‬تمد بش فهد‬
‫ا‪٢‬تامشية ا‪١‬تكية شقيقة الندم بش فهد كأكوتو‪ ،‬كلدت ُب سنر يوـ ا‪ٞ‬تمعة ثامش ‪ٚ‬تادل األكىل سنة ثبلثُت‬
‫ك‪ٙ‬تا‪٪‬تائة ٔتكة‪ .‬ك‪ٝ‬تعت مش أبويها كالشهاب أ‪ٛ‬تد بش إبراىيم ا‪١‬ترشدم كغَتىم؛ ك‪٦‬تا ‪ٝ‬تعتو على الشهاب‪:‬‬
‫جزء ابش الطبلية ك "انبردة"‪ ،‬كأجاز ‪٢‬تا الزيش الزركشي كالبدر حسُت البوصَتم كابش نامر الصاحبة كابش‬
‫الطناف كالعبلء بش بردس كال ىاف ا‪ٟ‬تلش كالقبايب كالتدمرم كالتقي الفاسي كالنور احمللى كابش ا‪ٞ‬تزرم‬
‫كعائشة ابنة العبلء ا‪ٟ‬تنبلي كعائشة ابنة الشرائني كالفا وسي كغَتىم‪ ،‬كتزكجها عمر الرضى فولدت لو‬
‫‪٤‬تمدان كغَته كمات معها فتزكجت كمات أيضان معها كتأٯتت بعده حىت ماتت ُب مهر يوـ ا‪٠‬تمي‬
‫عشرم ذم القعدة سنة إحدل كتسعُت ٔتكة كدفنت عند أسبلفها با‪١‬تعبلة}اىػ‬

‫ك انظر الًتاجم ر م‪:‬‬


‫‪119:/1//4/:9/11/9:696/:961898//98/9988:94/4954596/69818‬‬
‫فارجع –إف شئت‪ -‬إىل "الضوء البلٌمع" لئلماـ ا‪ٟ‬تافظ السخاكم ر‪ٛ‬تو اهلل تعاىل‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫ك غَتىا ك َت أيضا‪،‬‬
‫‪- 04 -‬‬
‫رضػوا بانشػرؾ وان ظػر بػػى ز ْ ػم هػ ا انجاهػل ؟!! سػػبحانك‬
‫فهػل كػل هػػمالء عشػركوف ‪ ،‬أو ُ‬
‫ه ا بهتاف هيم!!‪.‬‬

‫أ‪٢‬تمنا رشدنا ‪ ،‬كاحشػرنا ُب زمػرة عبػادؾ الصػا‪ٟ‬تُت غػَت كزايػا كال مفتػونُت‬
‫اللهم ٌنوٍر بصائرنا كعقولنا ‪ ،‬ك ٍ‬
‫‪ ،‬كصلى اهلل كسلم كبارؾ على النعمة ا‪١‬تعطاة ‪ ،‬كالر‪ٛ‬تة ا‪١‬تهداة ‪ ،‬آمُت يا رب العا‪١‬تُت ‪..‬‬
‫‪- 05 -‬‬
‫"ُترجوة الوصٌفُ"‪ُ 1‬‬
‫ىو العبلمة اإلماـ داكد بش سليماف البغدادم النقشػبندم ا‪٠‬تالػدم الشػافعي ‪ ،‬كلػد ر‪ٛ‬تػو اهلل تعػاىل سػنة‬
‫حدػر كالػػده كحفػػظ القػػرآف الكػػرًن ‪ٍ ،‬ب صػػر نفسػػو علػػى العلػػم‬
‫‪ 0230‬ى ػ ُب مدينػػة بغػػداد ‪ ،‬كنشػػأ ُب ٍ‬
‫ك لبو حىت صار ييقرئ الدركس كىو ابش ‪ٙ‬تاين عشر سنة ‪.‬‬
‫العبارات مش درسو كىو ابش ‪ٜ‬ت عشر سنة! ‪.‬‬ ‫ك د كاف مش ذكائو أنو كاف ٭تشي بع‬
‫ػدرس‬
‫ٍب سافر بعد كفاة كالده إىل مكة ا‪١‬تكرمة كبقي فيهػا ‪٨‬تػو عشػر سػنوات ٍب رجػع إىل بغػداد كصػار ي ٌ‬
‫العلوـ كيرشد العباد ‪ٍ ،‬ب سافر إىل الشاـ كبقي فيها سنتُت ‪ ،‬كسافر منهػا إىل ا‪ٟ‬تدػاز كمػش ىٍبٌ إىل مصػر‬
‫‪ٍ ،‬ب ا‪١‬توصل كرجع إىل بغداد كبقي هبا حىت توُب ر‪ٛ‬تو اهلل تعاىل ‪.‬‬
‫لو مش ا‪١‬تؤلفات ‪:‬‬
‫‪ -1‬أش ٌد ا‪ٞ‬تهاد ُب إبطاؿ االجتهاد ( بع ) ‪.‬‬
‫‪ -9‬صلح اإلكواف مش أىل اإلٯتاف كبياف الديش القيم ُب ت ئة ابش تيمية كابش القيم ( بع ) ‪.‬‬
‫الرد على الوىابية ( بع ) ‪.‬‬
‫‪ -4‬ا‪١‬تننة الوىبية ُب ٌ‬
‫‪ -5‬منا إ ا‪١‬تذاىإ األربعة ‪.‬‬
‫‪ -6‬دكحة التوحيد ُب علم الكبلـ ‪.‬‬
‫منا إ كالد ا‪١‬تصطفى (ص) ‪.‬‬ ‫‪ -7‬ركضة الصفا ُب بع‬
‫‪ -8‬رسالة ُب الرد على ‪٤‬تمود األلوسي ‪.‬‬
‫‪ -9‬مسلى الواجد ‪.‬‬
‫‪ -:‬تشطَت ال دة ‪.‬‬
‫‪" – 1/‬نحت فلذػل انباطػل وبػرد فػي أدنػ انحػب ان ابػ ػي صػافع انبػردة"؛ كلػو نسػخة فريػدة‬
‫ًب الع ػػور عليهػػا ْتمػػد اهلل ‪ ،‬كىػػي مػػش ‪٤‬تفومػػات جامعػػة كمػ دج ‪ ،‬كهبػػا تصػػني كٖتريػ ك ػػَت عملنػػا‬
‫على تصويبو مش كبلؿ ا‪١‬تصادر ا‪١‬تنقوؿ منها ‪.‬‬
‫توُب ر‪ٛ‬تو اهلل تعاىل ببغداد بيل ا‪١‬تغرب ليلة عيد الفطر سنة ‪ 19::‬ىػ ‪.‬‬

‫‪ _1‬مصادر الًت‪ٚ‬تة ‪ :‬حلية البشر للبيطار ‪ ، 71/ : 1‬ىدية العارفُت ‪ ، 474 : 1‬معدم ا‪١‬تطبوعات ‪ ، 915 : 1‬األعبلـ للزركلي‬
‫‪. 449 : 9‬‬
- 06 -
‫‪- 07 -‬‬
‫بسن هللا الرحوي الرحٍن‬
‫هقذهة الوؤلف‬
‫ا‪ٟ‬تمد هلل الذم أعطانا مش يكلع اإلٯتاف بػيرده ‪ ،‬كأذاؽ أذكا نػا مػش رائػق شػرابو بىػرده ‪ ،‬ك م ٌػش علينػا بعقػد‬
‫عقائػػد لوبنػػا علػػى التمػػاس شػػفاعة حبيبػػو ُب الػػدنيا كا كػػرة ‪ ،‬كأعػػاد منكرىػػا العػػادم فيهمػػا مػػش ا‪٠‬تيبػػة‬
‫العظمى بصفقة كاسرة ‪.‬‬
‫ك ينكر الفم عم ا‪١‬تاء مش ىس ىقم‬ ‫د تنكر العُت ضوء الشم مش و‬
‫رمد‬
‫كالصبلة كالسبلـ على صاحبهما الشافع ا‪١‬تشفع ذم ا‪١‬تقاـ احملمػود‪ ،‬ا‪١‬تخفػوض لػو كػل مقػاـ باإلضػافة‬
‫إىل منصبو األرفع الذم توسل بو آدـ فمش دكنػو فتػاب عليػو ‪ ،‬كال نػرع ا‪٠‬تبلئػق حػىت الرسػل ُب ا‪١‬تو ػ‬
‫ا‪١‬تهػػوؿ إال إليػػو ‪ ،‬فتسػػتغيث بػػو الطوائػ كلهػػا يومئػ وػذ كيتضػػرعوف لػػو ك ‪٢‬تػػا فأنا‪٢‬تػػا بعػػد امتنػػاع أكأل العػػزـ‬
‫فيقوؿ‪ :‬أنا ‪٢‬تا ‪.‬‬
‫أعمػو (صػلى اهلل عليػو ك سػلم)‬
‫فيالو ك ‪٢‬تا –كاهلل‪ -‬مش نعمة ‪ ،‬فما أمشػل جػود ىػذا السػيد ا‪١‬ترجػى كمػا ٌ‬
‫للمار ُت بسهم سػهمهم منػو ‪ ،‬كبغضػإ غضػبهم لػو ‪ ،‬أىػاب ا‪١‬تػار ُت كالطػاعنُت بأسػنة دالئلهػم السػنية‬
‫الطاعنُت ‪.‬‬
‫أعا بول ‪..‬‬
‫فيقػػوؿ الفقػػَت إىل سػػيده ك مػػواله ‪ ،‬ك الراجػػي شػػفاعة نبيػػو ُب دنيػػاه كأك ػراه ‪ ،‬داكد بػػش سػػليماف أفنػػدم‬
‫عاد مش األعادم ‪:‬‬ ‫البغدادم أمهره اهلل با‪ٟ‬تدة البالغة على كل و‬

‫أتاين سنة تسعة كستُت كمئتُت كأل و (‪)0269‬ىػ مش مكة ا‪١‬تشرفة ‪ ،‬كتاب كرًن فيو نبأ عظػيم‪ ،‬كىػو أف‬
‫بعػ مػػش أكػػذ العلػػم علينػػا مػػش أىػػل ‪٧‬تػػد ‪ ،‬معػػو بػػردة ا‪١‬تػديح الػػيت ىػػي مػػرىم ‪٣‬تػػرب لكػػل جػريح ‪ ،‬مػػع‬
‫تشطَتم ‪٢‬تا الذم امتزج هبا كزادىػا ركنقػان كهبػاء ‪ .‬فػرآه بعػ ضػغاـ ُب ‪٧‬تػد فػأنكر بعػ مػا كجػد فيهػا‬
‫مػش التشػفع ك جػ ٌد ‪ ،‬كأنػػو كتػإ بعضػهم رسػالة ينػػتقن فيهػا مػش مقػاـ صػػاحإ الرسػالة ‪ ،‬كأمهػر فسػػاد‬
‫كبلـ ي ٌدعي فيو البسالة مش اعًتاضات على بع أبيانا كاىية كما أدراؾ ماىية ‪ ،‬سفاس كترىػات ‪،‬‬
‫كعلى ا‪ٞ‬تهل ا‪١‬تركإ داالت ‪،‬كي ٌدعي أف صاحإ ال دة‪ُ 1‬ب ولو ‪:‬‬
‫سواؾ عند حلوؿ ا‪ٟ‬تادث العمم "‪..‬‬ ‫"يا أكرـ ا‪٠‬تلق ما أل مش ألوذ بو‬

‫‪ _ 1‬اؿ عنو الصفدم ُب "الواُب بالوفيات"(‪( :)5949:‬نقلت مش كط ‪٤‬تيي الديش بش عبد الظاىر‪ ،‬اؿ انشيخ انظقيه انوانم‬
‫انظاضل شرؼ انلذي انبوصيري‪.)...:‬اىػ‬
‫‪- 08 -‬‬
‫‪1‬‬
‫ػردة !! ‪ ،‬كأف مػػش رأىػػا أك ‪ٝ‬تعهػػا ‪ ،‬أك كانػػت عنػػده أك رضػػي هب ػا ‪،‬‬
‫ػػد كفػػر !! ‪ ،‬كحصػػلت لػػو الػ ٌ‬
‫فقد كفر كٕتاكز ح ٌده ‪ ،‬كأكجإ بالقتل ح ٌده !!‪ .‬فصار ذلك ا‪١‬تخ ي أل بكتابو كا‪١‬تبدم ما ُب أك ابو ‪،‬‬
‫لرد ىذه ا‪٠‬ترافات ‪.‬‬
‫يستنه ‪٫‬تٌيت ٌ‬
‫فقلت ‪ :‬عدبان ‪٢‬تؤالء األرجاس ما شبعوا مش كل ا‪٠‬ترافات حىت مهر مػنهم ىػذه األيػاـ مػاىر ‪ ،‬ي ػابر‬
‫معوج بدعتهم كيظاىر ‪.‬‬
‫على تقوًن ٌ‬

‫‪ _ 1‬انهر ت ظير انوهابي نإلعاـ انبوصيري ك مش كافقو على بردتو‪ُ ،‬ب "فتح اجمليد" لعبد الر‪ٛ‬تاف بش ا‪ٟ‬تسش حفيد ‪٤‬تمد بش عبد‬
‫الوىاب‪ ،‬ك ُب غَته مش كتبهم كػ"تيسَت العزيز ا‪ٟ‬تميد" لسليماف بش عبد اهلل آؿ الشي ك "القوؿ ا‪١‬تفيد على كتاب التوحيد" للع يمُت‪،‬‬
‫ك غَتىم مش ا‪٠‬توارج ا‪١‬تك ٌفريش‪ .‬يقوؿ م بل ُب "فتح اجمليد"(ص‪ ..{ :)166‬فكي ‪٬‬توز أف يستغاث بو بعد كفاتو كيطلإ منو أمور ال‬
‫يقدر عليها إال اهلل عز كجل؟ كما جرل على ألسنة ك َت مش الشعراء كالبوصَتم كال عي كغَتىم‪ ]...[،‬فأعرض ىؤالء عش القرآف‬
‫انفبب ان لير وانجم انغظير‪ ،‬فا تقلوا انشرؾ‬
‫ُ‬ ‫ما دلت عليو ىذه ا يات احملكمات‪ ،‬وتبوهم بى ذنك انالالؿ‬ ‫كاعتقدكا نقي‬
‫باهلل دذنا‪ ،‬وانهلى ضالال‪}..،‬اىػ ‪.‬‬
‫ك يقوؿ أيضا ( ص‪)+194‬منو‪ {:‬ك د اشتهر ُب نظم البوصَتم ولو‪:‬‬
‫"يا أكرـ ا‪٠‬تلق ما أل مش ألوذ بو ‪ ...‬سواؾ عند حدكث ا‪ٟ‬تادث العمم"‪ ،‬كذلك أف الشيطاف أمهر ‪٢‬تم ه ا انشرؾ انوهيم ُب الإ‬
‫‪٤‬تبة النش صلي اهلل عليو كسلم كتعظيمو‪ ،‬كأمهر ‪٢‬تم التوحيد كاإلكبلص الذم بع و اهلل بو ُب الإ تنقيصو‪ ،‬وهمالء انمشركوف هم‬
‫انمتن ّقصوف انناقصوف‪ ،‬أفر وا ُب تعظيمو هبا هناىم عنو أشد النهي‪ ،‬كفر وا ُب متابعتو‪ ،‬فلم يعبئوا بأ والو كأفعالو‪}..‬اىػ ‪.‬‬
‫انفارجي انم ّظر مع عحمل صبى اهلل بيه و سبم أذالا (ص‪ ..{:)+364‬فكي بالشرؾ األك ا‪١‬توجإ للخلود‬ ‫ّ‬ ‫و ذقوؿ ه ا‬
‫ُب النار؟ كدعوة غَت اهلل كاالستغاثة بو‪ ،‬كالرغبة إليو‪ ،‬كإنزاؿ حوائدو بو; كما هو فاؿ امكلر عي ه امع في ه امزعاف وعا‬
‫قببها‪ ]..[،‬وقل همت انببوى به ا انشرؾ امكبر ان ي ال ذغظر اهلل‪ ،‬كتركوا ما ٌ‬
‫دؿ عليو القرآف العظيم مش النهي عش ىذا الشرؾ‬
‫يوا امعر فخالفوا ما بلٌغ بو األمة كأك بو عش نفسو صلى اهلل عليو كسلم‪ ،‬فعاملوه ٔتا‬ ‫كما يوصل إليو[‪ ]..‬وهمالء انمشركوف‬
‫هناىم عنو مش انشرؾ باهلل كالتعلق على غَت اهلل حىت اؿ ائلهم‪:‬‬
‫يا أكرـ ا‪٠‬تلق ما أل مش ألوذ بو ‪ ...‬سواؾ عند حلوؿ ا‪ٟ‬تادث العمم‬
‫إف مل تكش ُب معادم آكذا بيدم ‪ ...‬فضبل كإال فقل يا زلة القدـ‬
‫احملادة هلل كرسولو‪ .‬وه ا ان ي ذقونه ه ا انشا ر هو ان ي في نظوس كلير‬
‫فانظر إىل ىذه ا‪١‬تعارضة العظيمة للكتاب كالسنة ك ٌ‬
‫ٍ‬
‫خصوصا عمي ذ ّل وف انوبم وانمورف كرأكا راءة ىذه ا‪١‬تنظومة ك‪٨‬توىا لذلك كتعظيمها مش القربات‪ ،‬فننا هلل كإنا إليو راجعوف‪}.‬اىػ‬
‫كبلـ ىذا الضاؿ ا‪ٞ‬تهوؿ ‪.‬‬
‫و أنت‪-‬أخي‪ -‬قل بمت و ستوبم إف شاء اهلل توانى‪َ :‬عي هم "انمشركوف" ان ذي ذوهّموف اإلعاـ انبوصيري و ذحظهوف و‬
‫ذرووف قصاةل عي انوبماء ام الـ و امةم انوهاـ !! نتيتيقي ِ هَم انالالؿ ان ي ذغرؽ فيه خوارج صرنا و ذرذلوف أف تغرؽ‬
‫ُ‬
‫امع عوهم فيه‪ ،‬بيبع جهبهم وسوء فهمهم و إساءة ظنهم بانميبميي ‪ ،‬فال فوؿ وال قوة إال باهلل انوهيم ‪ ،‬و فيبنا اهلل و‬
‫نوم انوكيل‪.‬‬
‫‪- 09 -‬‬
‫رده ي ػرد إليػػو كإىل حزبػػو كجنػػده‪ ،‬لتقػػر بػػذلك عينػا ‪٤‬تػػش ا‪١‬تصػػطفى‬
‫فاسػػتعنت اهلل تعػػاىل علػػى بيػػاف ٌ‬
‫صلى اهلل عليو ك على آلو ك سلم ‪٦‬تا راؽ مش األدلة القويػة كصػفان ‪ ،‬فهػي لعمػر اهلل ال ٖتتػاج لظهػور‬
‫فسادىا لرد ‪ ،‬كال يٖتسإ شيئان كال تيعد ‪.‬‬
‫ا‪٠‬تارجي ٔتػا تق ٌػوؿ مػش‬
‫ٌ‬ ‫يتقولو ىذا‬
‫كلكش ٖتاشيان عش دكوؿ سفاسفهم على بع العقوؿ ‪ ،‬ليدفع ما ٌ‬
‫أكضح النقوؿ ‪ ،‬ك‪ٝ‬تيتها ‪٨ " :‬تت ا‪ٟ‬تديد البا ل كبرده بأدلة ا‪ٟ‬تق الذابة عش صاحإ ال دة " ‪.‬‬
‫كلنق ٌدـ بل ا‪١‬تقصود تر‪ٚ‬تةى ناممها كبياف فضلو الشاىد بكمالو ا‪١‬تشهود ‪:‬‬
‫ػػاؿ انوالع ػ سػػيل انشػػافوي اإلعػػاـ ابػػي فجػػر انم ػػي‪ 1‬رفمػػه اهلل توػػانى فػػي‬
‫"شرح انهمزذ " [ ‪: ] 1/6 : 1‬‬

‫‪ _ 1‬قاؿ انشيخ انويلروس(‪ 879‬ىػ‪1839/‬ىػ) في "اننور انيافر ي أخبار انقرف انواشر " ‪ {:‬كفيها‪ُ :‬ب رجإ توُب انشيخ‬
‫اإلعاـ شيخ اإلسالـ‪ ،‬خاتم أهل انظتيا وانتلرذس‪ ،‬ناشر بوـ اإلعاـ عحمل بي إدرذس‪ ،‬انحافس شهاب الديش أك العباس أ‪ٛ‬تد بش‬
‫‪٤‬تمد بش علي بش حدر ا‪٢‬تيتمي السعدم األنصارم ٔتكة‪ ،‬كدفش با‪١‬تعبله ُب تربة الط يُت‪ ،‬وكاف بحراً في بم انظقه وتحقيقه ال‬
‫ت ّلر انلالء‪ ،‬وإعاـ انحرعيي كما أجمس بى ذنك انوارفوف وانوقلت بيه خناصر انمالء‪ ،‬إعاـ اقتلت به امةم ‪ ،‬وهماـ صار‬
‫في إقبيم انحجاز أع ‪ .‬عصنظاته في انوصر آذ ذوجز ي اإلتياف بملبها انمواصروف فهم نها قاصروف‪ ،‬كأْتاثو ُب ا‪١‬تذىإ‬
‫كالطراز ا‪١‬تذىإ اؿ ما اب للوارديش مش منهل تدريسو صفاء ا‪١‬تشرب ك اؿ ما اؼ حوؿ كعبة مناسكو مش الوافديش مش يريد‬
‫كفاء ا‪١‬تأرب‪ ،‬فو ع لو لم البارم ُب إرشاد ا‪١‬تقرم كالقارلء‪ ،‬كواكإ سيارة مش منهاج ‪ٝ‬تاء السارم يهتدم هبا ا‪١‬تهتدكف ٖتقيقان لقولو‬
‫تعاىل " كبالندم ىم يهتدكف " وأفل انوصر‪ ،‬وثاني انقطر‪ ،‬وثانث انشمس وانبلر‪ .‬مش أ سمت ا‪١‬تشكبلت أف ال تتضح إال لديو‬
‫كأكدت ا‪١‬تعضبلت آليتها أف ال تتدلى إال عليو ال سيما كُب ا‪ٟ‬تداز عليها د حدر‪ .‬كال عدإ فننو ا‪١‬تسمى بابش حدر‪ .‬كلد ُب‬
‫رجإ سنة تسع كتسعمائة‪ ،‬كمات أبوه كىو صغَت فكفلو اإلماماف الكامبلف علمان كعمبلن العارؼ باهلل مش الديش بش أيب ا‪ٟ‬تمائل‪،‬‬
‫كمش الديش الشناكم‪.‬‬
‫كمش مشاٮتو الذيش أكذ عنهم شي اإلسبلـ القاضي زكريا األنصارم الشافعي‪ ،‬كالشي اإلماـ ا‪١‬تعمر الزيٍت عبد ا‪ٟ‬تق السنبا ي‪،‬‬
‫كالشي اإلماـ فقيو ‪٣‬تلي النف الشافعي‪ ،‬كالشم ابش أيب ا‪ٟ‬تمائل‪ ،‬كالشم الشهدم‪ ،‬كالشم السمهودم‪ ،‬كابش العز الباسطي‪،‬‬
‫كاألمُت الغمرم‪ ،‬كالشهاب الرملي الشافعي‪ ،‬كالطببلكم الشافعي‪ ،‬كالشي اإلماـ أيب ا‪ٟ‬تسش البكرم الشافعي‪ ،‬كالشم اللقاين‬
‫الضَتك ي‪ ،‬كالشم الطهرام‪ ،‬كالشم العبادم‪ ،‬كالشم البدكم‪ ،‬كالشم بش عبد القادر الفرضي‪ ،‬كالشم الد‪ٞ‬تي‪ ،‬كالشهاب‬
‫النطوم‪ ،‬كالشهاب الركسي‪ ،‬كالشهاب ابش عبد ا‪ٟ‬تق السنبا ي‪ ،‬كالشهاب البلقيٍت‪ ،‬كالشهاب ابش الطناف‪ ،‬كالشهاب ابش الندار‬
‫ا‪ٟ‬تنبلي‪ ،‬كالشهاب ابش الصائغ رئي األ باء‪ ،‬وأذف نه بوالهم باإلفتاء وانتلرذس و مر دوف انوشرذي‪ ،‬وبرع في بوـ كليرة عي‬
‫انتظيير وانحلذث و بم ان الـ وأصوؿ انظقه وفرو ه وانظراةض وانحياب واننحو وانصرؼ وانمواني وانبياف وانمنطب‬
‫وانتصوؼ‪ .‬كمش ‪٤‬تفوماتو ُب الفقو‪ :‬ا‪١‬تنهاج للنوكم كمقركآتو ك َتة ال ٯتكش تعدادىا‪ .‬وأعا إجازات انمشاذخ نه ف ليرة جلاً‪ ،‬ك د‬
‫استوعبها ر‪ٛ‬تو اهلل ُب معدم مشاٮتو‪ ،‬ك دـ إىل مكة ُب كر سنة ثبلث كثبلثُت فنج كجاكر هبا ُب السنة اليت تليها‪ٍ ،‬ب عاد إىل‬
‫مصر‪ٍ ،‬ب حج بعيالو ُب آكر سنة سبع كثبلثُت ٍب حج سنة أربعُت‪ ،‬كجاكر مش لك الو ت ٔتكة ا‪١‬تشرفة كأ اـ هبا يؤل كيفيت‪ ،‬كيدرس‬
‫إىل أف توُب‪ .‬فكانت مدة إ امتو هبا ثبلث كثبلثوف سنة‪.‬‬
‫كذكر ر‪ٛ‬تو اهلل ُب معدم مشاٮتو اؿ‪ :‬كنت ْتمد اهلل ‪٦‬تش ك فت برىة مش الزماف ُب أكائل العمر بنشارة مشاي أرباب األحواؿ كأعياف‬
‫األعياف لسماع ا‪ٟ‬تديث مش ا‪١‬تسنديش‪ ،‬ك راءة ما تيسر مش كتإ ىذا الفش على ا‪١‬تفسريش‪ ،‬ك لإ اإلجازة بأنواعها ا‪١‬تقررة ُب ىذا العلم‬
‫‪- 21 -‬‬
‫{ وإف أببػػم عػػا ُعػلح بػػه اننبػػي صػػبى اهلل بيػػه و بػػى آنػػه وسػػبم عػػي انػػنهم انراةػػب انبػػلذس ‪،‬‬
‫وأفيػػي عػػا كشػػف ػػي شػػماةبه عػػي انػػوزف انظػػاةب انمنيػػس ‪ ،‬وأجمػػس عػػا فوتػػه قصػػيلةٌ عػػي ع ػ ثر‬
‫وخصاةصه وعوجزاته ‪ ،‬وأفصح عا أشارت إنيه عنهوع عي بلاةس كماالته ‪ ،‬عا صاغه صوغ انتبر‬
‫ػيخ اإلعػاـ انوػارؼ انهمػاـ ان اعػل انمظػني انمحقػب ‪،‬‬
‫امفمر ونهمػه نهػم انػلر وانجػوهر ‪ ،‬انش ُ‬
‫وانببيػػم امدذػػع انمػػلقب ‪ ،‬إعػػاـ انشػػوراء وأشػػهر انوبمػػاء ‪ ،‬وببيػػم انظصػػحاء ‪ ،‬وأفصػػح انببغػػاء‬
‫انح ماء ‪ ،‬انشيخ شرؼ انلذي أبو بل اهلل عحمل بي سويل بي فماد بي عحيػي بػي بػل اهلل‬
‫بي صنهاج بي هالؿ انصنهاجي انلالصػيري ‪ ،‬ثػم اشػتهر بانبوصػيري ‪ ،‬قيػل ‪ :‬ونوبػه ببػل أبيػه ‪،‬‬
‫فغبع بيه ‪.‬‬
‫نه‪:‬‬ ‫ونل سن ثماف وست عاة (‪618‬هػ) ‪ ،‬وأخ‬
‫اإلعاـ أثير انلذي أبو فياف انغرناطي‪،1‬‬

‫الواسعة أرجاؤه الشاسعة أ‪٨‬تاكه مع الناس‪ ،‬كا‪١‬تبلزمة ُب ٖتصيل العلوـ ا لية كالعلوـ العقلية كالقوانُت الشرعية ال سيما علم الفقو كأصلو‬
‫تفريعان كتأصيبلن إىل أف فتح الكرًن مش تلك األبواب ما فتح ككىإ ما كىإ كمنح كتفضل ٔتا مل يكش ُب ا‪ٟ‬تساب كمراعاة نتيدة‬
‫االكتساب حىت أجازين أكابر أساتذٌب بن راء تلك العلوـ كإفادنا‪ ،‬كبالتصدم لتنرير ا‪١‬تشكلة منها بالتقرير كالكتابة كإشارنا ٍب باإلفتاء‬
‫كالتدري على مذىإ اإلماـ ا‪١‬تطلش الشافعي ابش ادري رضي عنو كأرضاه كجعل جنات ا‪١‬تعارؼ منقلبو كم واه‪ٍ ،‬ب بالتصني كالتألي‬
‫وكتبت عي انمتوف وانشروح عا ذغني رؤذته ي اإلطناب في علفه واإل الـ بشرفه‪ ،‬كل ذنك وسنّي دوف انوشرذي بحبوؿ نهر‬
‫جردت‬
‫بي عي انوارفيي أ ُْوني انتصرؼ وانشهود وانتم يي وأرباب اإلعلاد انوافر وكنوز اإلسواؼ واإلسواد انباهر‪ ،‬ثم ّ‬
‫ّ‬ ‫جما‬
‫صارؼ زعي وأرهظت فل فهمي في خلع انين انمطهرة بإقراء بوعها وإفادة رسوعها انميت تم ‪ ،‬السيما بعد اإلتياف إىل‬
‫حرـ اهلل تعاىل كاستيطاف بلده كالتفرع إل‪ٝ‬تاع ا‪١‬تقيمُت كالوارديش حيازة لنشر العلم كالفوز بعبله كمدىو صادعان فوؽ رؤؤس األشهاد ليعلم‬
‫ا‪ٟ‬تاضر كالباد أف مش يبيع نفسو ‪١‬توالىا يقطعها عش سائر األغراض إىل حيازة العلوـ كأكالىا الىت آؿ التغفل عنها إىل اندراسها كالتشاغل‬
‫با‪ٟ‬تظوظ الفانية إىل تزلزؿ واعدىا كأساسها مناديان ُب كل ‪٣‬تمع كناد ك‪ٝ‬تر كعداد‪ :‬عباد اهلل ىلموا إىل شرؼ الدنيا كا كرة فننو ال‬
‫ري أ رب ُب الوصوؿ إىل اهلل مش العلوـ الشرعية النزىة مش أف يشوهبا أدىن شوب مش ا‪١‬تطامع الدنيوية‪ ،‬كمش ٍب اؿ أئمة الفقو‬
‫كالعرفاف كاالماـ العظم أيب حنيفة النعماف‪ :‬إف مل تكش العلماء أكلياء فلي هلل كأل ُب زمش مش الزماف‪ .‬لكنهم مل يريدكا صور العلم بل‬
‫حقائق تطهَت القلوب ٍب مؤلىا مش معارؼ القوـ دكف شقاشق أىل الرسوـ‪ ..،‬لكش ْتمد اهلل تعاىل د بقى مش آثارىم بقايا كُب زكايا‬
‫الزماف ‪٦‬تش ٖتمل عنهم كبايا‪ .‬وأنا أرجو أف أكوف إف شاء اهلل عي عتبويهم بحب‪ ،‬ووارثيهم بصلؽ‪ ،‬مني أخ ته رواذ وأتقنته دراذ‬
‫ي امةم انمينلذي عمي ذاليب انمقاـ ي استيوابهم‪ ،‬وذحجع االقتصار بى عيانيل أشهر عشاهيرهم‪ ،‬شيفنا شيخ اإلسالـ‬
‫زكرذا امنصاري انشافوي‪ٍ ،‬ب شيخنا الزيٍت عبد ا‪ٟ‬تق السنبا ي‪ٍ ،‬ب شي مشاٮتنا باالجازة ا‪٠‬تاصة كشيخنا باالجازة العامة ألنو أجاز‬
‫‪١‬تش أدرؾ حياتو كأين كلدت بل كفاتو بننو ثبلث سنُت ف نت عمي شمبته إجازته واشتمبته ناذته فافس صر باتظاؽ أهل‬
‫عصر ‪ :‬انجالؿ انييوطي‪ .}.‬انتهى‪.‬‬
‫‪ _1‬قاؿ انصظلي في ترجمته عي "انوافي بانوفيات" ‪٤ {:‬تمد بش يوس بش علي بش يوس بش حياف انشيخ اإلعاـ انحافس‬
‫انوالع فرذل انوصر وشيخ انزعاف وإعاـ اننحاة أثَت الديش أبو حياف الغرنا ي‪ ،‬رأ القرآف بالركايات ك‪ٝ‬تع ا‪ٟ‬تديث ّتزيرة األندل‬
‫وفصل وكتع‬
‫كحصل اإلجازات مش الشاـ كالعراؽ كغَت ذلك واجتهل وطبع ّ‬
‫كببلد إفريقية كثغر االسكندرية كديار مصر كا‪ٟ‬تداز‪ٌ ،‬‬
‫‪- 20 -‬‬
‫واإلعاـ انيومري أبو انظتح ابي سيل انناس‪، 1‬‬
‫وعح ّقب صر انوز بي جما ‪ ، 2‬وغيرهم ‪.‬‬

‫وقيل ونم أر في أشياخي أكلر اشتغاالً عنه مني نم أر إال ذيمس أو ذشتغل أو ذ تع ونم أر بى غير ذنك‪ ،‬كلو إ باؿ على‬
‫الطلبة األذكياء كعنده تعظيم ‪٢‬تم‪ ،‬ك نظم كن ر كلو ا‪١‬توشنات البديعة‪ .‬كىو ثبت فيما ينقلو ‪٤‬ترر ‪١‬تا يقولو عارؼ باللغة ضابط‬
‫أللفامها‪ ،‬كأما الننو كالتصري فهو إماـ الدنيا فيهما مل يذكر معو ُب أ طار األرض غَته ُب العربية‪ ،‬كلو اليد الطوىل ُب التفسَت‬
‫كا‪ٟ‬تديث كالشركط كالفركع كتراجم الناس ك بقانم كتوارٮتهم كحوادثهم كصوصان ا‪١‬تغاربة كتقييد أ‪ٝ‬تائهم على ما يتلفظوف بو مش إمالة‬
‫جوده ك يده كحرره‪ ،‬كالشي مش الديش‬ ‫كتركيم كتر يق كتفخيم ألهنم ‪٣‬تاكرك ببلد الفرنج كأ‪ٝ‬تاؤىم ريبة كألقاهبم كذلك‪ ،‬كل ذلك د ٌ‬
‫الذىش لو سؤاالت سألو عنها فيما يتعلق با‪١‬تغاربة كأجابو عنها‪ ،‬ونه انتصانيف انتي سارت وطارت وانتشرت وعا انتلرت وقرةت‬
‫ودرذت ونيفت وعا فيفت‪ ،‬أخمبت كتع امقلعيي وأنهت انمقيميي بمصر وانقادعيي‪ ،‬وقرأ انناس بيه وصاروا أةم‬
‫وأشياخاً في فياته‪ ،‬كىو الذم جسر الناس على مصنفات الشي ‪ٚ‬تاؿ الديش ابش مالك ر‪ٛ‬تو اهلل كرغبهم ُب راءنا كشرح ‪٢‬تم‬
‫غامضها ككاض هبم ‪ٞ‬تدها كفتح ‪٢‬تم مقفلها‪ ،‬ككاف يقوؿ عش مقدمة ابش ا‪ٟ‬تاجإ ر‪ٛ‬تو اهلل تعاىل‪ :‬ىذه ‪٨‬تو الفقهاء‪ ،‬كالتزـ أف ال يقرئ‬
‫أحدان إال إف كاف ُب سيبويو أك ُب التسهيل البش مالك أك ُب تصانيفو‪ ،‬ك‪١‬تا دـ الببلد الزـ الشي هباء الديش ابش النناس ر‪ٛ‬تو اهلل‬
‫ك َتان كأكذ عنو كتإ األدب‪ ،‬كىو شي حسش العمة مليح الوجو ماىر اللوف مشربان ‪ٛ‬ترة منور الشيبة كبَت اللنية مسًتسل الشعر‬
‫فيها مل تكش ك ة‪ ،‬عبارتو فصينة لغة األندل يعقد القاؼ ريبان مش الكاؼ على أنو ينطق هبا ُب القرآف فصينة ك‪ٝ‬تعتو يقوؿ‪ :‬ما ُب‬
‫ىذه الببلد مش يعقد حرؼ القاؼ‪. }]...[ ،‬اهػ ك انظر( الدرر الكامنة ‪. ) 4/9 : 5‬ك "الوفيات" البش رافع السلمي‪.‬‬
‫‪ _1‬قاؿ انحافس ابي فجر في ترجمته( الدرر الكامنة ‪٤ {:) 9/9 : 5‬تمد بش ‪٤‬تمد بش ‪٤‬تمد بش أ‪ٛ‬تد بش عبد اهلل بش سيد الناس‬
‫أبو الفتح فتح الديش اليعمرم الشافعي انحافس انوالع امدذع انمشهور‪ .‬كلد ُب ذم القعدة سنة ‪ 781‬ككاف مش بيت رياسة ُب‬
‫ببلده‪ .‬ك اؿ ال زاأل‪ :‬كاف أفل ام ياف عورف وإتقاناً وفظهاً نبحلذث وتظهماً في ببه وأسانيل انماً بصحيحه وسقيمه‬
‫عيتحالراً نبييرة نه فس عي انوربي فيي انتصنيف صحيح انوقيلة سرذس انقراءة جميل انهيئ كلير انتواضس طيع انمجاني‬
‫خظيف انروح ظرذظاً كيياً نه انشور انراةب واننلر انظاةب وكاف عحباً نطبب انحلذث ونم ذفبف في عجمو ه علبه ‪.‬‬
‫ك اؿ القطإ‪ :‬إعاـ عحلث فافس أدذع شا ر بارع جمس وأنف وخرج وأتقي وصارت نه ذل طونى في انحلذث وامدب عس‬
‫اإلتقاف ثبت فيما ذنقل وذالبط عي أفيي انناس عحاضرة ‪.‬ك اؿ ابش فضل اهلل‪ :‬كاف أفل أ الـ انحظاظ وإعاـ أهل انبالغ‬
‫انواقظيي بو اظ بحر ع لار وفبر في نقل اآلثار ونه أدب أسبس قياداً عي انغماـ بأذلي انرذاح وأسببه عراداً عي انشمس في‬
‫خيم انصباح ‪.‬فانظر كبلـ مش يشهد الصفدم لو مع أنو كاف مننرفان عنو فالفضل ما شهدت بو األعداء ك اؿ الصبلح الصفدم‪:‬‬
‫كاف فافهاً بار اً عتظنناً في انبالغ ناظماً ناثراً عترسالً فيي انفط جلاً فيي انمحاورة نطيف انوبارة‪ .}..‬اهػ‬
‫_ قاؿ نه ابي فجر في "انلرر ان اعن في أ ياف انماة انلاعن "‪{ :‬عبد العزيز بش ‪٤‬تمد بش إبراىيم بش سعد اهلل بش ‪ٚ‬تاعة بش‬
‫‪2‬‬

‫صخر الكناين الشافعي عز الديش قاضي انميبميي كلد ُب تاسع عشر احملرـ سنة ‪ 7:5‬كأحضر على عمر بش القواس كأيب الفضل بش‬
‫عساكر كالعز الفراء بدمشق كأجاز لو أ‪ٛ‬تد بش أيب عصركف كزينإ بنت مكي كعبد ا‪٠‬تالق مش بعلبك ك‪ٝ‬تع ٔتصر مش األبر وىي‬
‫كالدميا ي كالفوم وأجاز نه اننجم ابي فملاف وغازي انمشطوبي وانبوصيري امدذع }اىػ‬
‫و قاؿ ابي قاضي شهب في ترجمته عي "طبقات انشافوي "‪{:‬عبد العزيز بش ‪٤‬تمد بش إبراىيم بش سعد اهلل بش ‪ٚ‬تاعة بش علي بش‬
‫‪ٚ‬تاعة‪ ،‬قاضي انقالاة‪ ،‬شيخ انمحلثيي برك انميبميي عز الديش ‪ -‬أبو عمر بش اضي القضاة بدر الديش أيب عبد اهلل‪ ،‬الكناين‪،‬‬
‫كدرس مش سنة أربع عشرة‪ ،‬ككأل ضاء الديار ا‪١‬تصرية مدة ويلة‪ .‬كجعل الناصر إليو تعيُت‬
‫ا‪ٟ‬تموم األصل‪ ،‬الدمشقي ا‪١‬تولد‪ ،‬ا‪١‬تصرم‪ٌ ..‬‬
‫ضاة الشاـ‪ ،‬كح ٌدث‪ ،‬كأفىت‪ ،‬كصنٌ ‪ ،‬ذكره الذىش ُب ا‪١‬تعدم ا‪١‬تختن ‪ -‬ك د مات بلو بننو عشريش سنة ‪ -‬وقاؿ فيه‪ :‬اإلعاـ‬
‫‪- 22 -‬‬
‫تػػوفي سػػن سػػت أو سػػبس وسػػتيي وسػػت عئ ػ بػػى عػػا قانػػه انمقرذػػزي ‪ ،‬ن ػػي صػ ّػوب شػػيخ‬
‫اإلسالـ ابي فجر انويقالني أف وفاته سن أربس وتيويي وست عاة (‪694‬هػ) ‪.‬‬
‫وكػػاف عػػي جاةػػع انػػلهر فػػي انػػنهم واننلػػر ‪ ،‬ونػػو نػػم ت ػػي إال قصػػيلته انمشػػهورة بػ ػ "‬
‫انبردة " انتي ازدادت شهرتها إنى أف صار اننػاس ذتلارسػونها فػي انبيػوت وانميػاجل ‪ ،‬ن ظػا‬
‫شرفاً وتقلعاً‪. 1‬‬
‫وأعا عي روى ه انقصػيلة[انبردة] ‪ ،‬و" انهمزذػ " عػي انوبمػاء ام ػالـ ‪ ،‬وعصػابيح انهػالـ ‪،‬‬
‫حصوف ‪ ،‬عنهم عا ذكر ابي عرزوؽ‪ ، 2‬شارح " انبردة " بمجبلذي كبيرذي‪. 3‬‬
‫ففبب ال ذُ ْ‬
‫قػػاؿ‪-‬ابػػي فجػػر‪ : -‬وقػػل فصػػبت نػػي رواذ ػ ه ػ انقصػػيلة ‪ ،‬عػػي ذنػػك ‪ :‬أنػػي سػػموتها‬
‫بقراءة انشيخ [ انوالع ] انمحلث انم لر انحافس شهاب انلذي أبي انوباس أفمل انرشيلي‬
‫انم ي سن اثنتيي وتيويي وسبس عاة ‪ ،‬بى اإلعػاـ انوالعػ انشػهير انم لػر انرفػاؿ انمحػلث‬
‫انراوذ ػ ذي انظنػػوف انغرذب ػ وانت ػ نيف انوجيب ػ عجػػل انػػلذي انظيػػروز أبػػادي انوراقػػي صػػافع "‬
‫انقػػاعوس " نزذػػل ع ػ انمشػػرف ‪ ،‬وأخبرنيهػػا ػػي اإلعػػاـ انوالعػ قاضػػي انقالػػاة ػػز انػػلذي أبػػي‬
‫مرو بل انوزذز بي اإلعػاـ انوالعػ قاضػي انقالػاة بػلر انػلذي أبػي بػل اهلل عحمػل بػي جما ػ‬
‫ان ناني انمصري انشافوي ‪ ،‬ي انناظم ‪.‬‬

‫انمظتي‪ ،‬انظقيه‪ ،‬انملرس انمحلث‪ ،‬قلـ بينا بونل طانع فلذث في سن خمس و شرذي فقرأ ان لير‪ ،‬وسمس‪ ،‬وكتع انطباؽ‪،‬‬
‫و ني به ا انشأف‪ ،‬وكاف خيراً صانحاً‪ ،‬فيي امخالؽ‪ ،‬كلير انظالاةل‪ ،‬سموت عنه وسمس عني‪} .‬اىػ‬
‫و قاؿ نه انصظلي في "انوافي بانوفيات"‪{ :‬قاضي انقالاة ابي جما عبد العزيز بش ‪٤‬تمد بش إبراىيم بش سعد اهلل بش ‪ٚ‬تاعة‪،‬‬
‫اإلعاـ انمظتي انظقيه انملرس انمح ّلث انفطيع قاضي انقالاة عز الديش أبو عمر بش ‪ٚ‬تاعة الكناين ا‪ٟ‬تموم ٍب ا‪١‬تصرم الشافعي‪،‬‬
‫اضي القضاة بالديار ا‪١‬تصرية كابش اضي ضانا‪ .‬تقدـ ذكر كالده ُب احملمديش كجده ُب األباره كلد سنة أربع كتسعُت كست مائة‪،‬‬
‫كحضر عمر بش القواس كأبا الفضل ابش عسار‪ ،‬ك‪ٝ‬تع ٔتصر مش أيب عبد اهلل الغوم كاألبر وىي ك ائفة‪.‬كارٖتل بولده إىل دمشق سنة‬
‫‪ٜ‬ت كعشريش كسبع مائة‪ ،‬ك رأ الك َت ك‪ٝ‬تع ككتإ الطباؽ كعٍت هبذا الشأف‪ ،‬ك‪ٝ‬تع بقراءٌب ا‪١‬تقامات ا‪ٟ‬تريرية كىو ككلده عمر على‬
‫العبلمة أثَت الديش أيب حياف با‪ٞ‬تامع األ مر كغَت ذلك‪ ،‬كأجزت لو كلولده‪ .‬كعنده سكوف كعليو ك ار‪ }.‬اىػ ك انظر ( الطبقات الك ل‬
‫للشافعية ) ‪. 8: : 1/‬‬
‫‪ _1‬العبارة مش ‪ … " :‬اليت ازدادت شهرنا … " إىل آكره ‪،‬ليست ُب مطبوعة الشرح ا‪١‬تذكور ‪.‬‬
‫‪ _2‬العبلمة أبو عبد اهلل ‪٤‬تمد بش أ‪ٛ‬تد بش ‪٤‬تمد بش مرزكؽ التلمساين ‪ ،‬كيعرؼ ْتفيد ابش مرزكؽ كلد سنة ‪ 877‬ىػ ‪ .‬لو ك َت مش‬
‫ا‪١‬تصنفات أشهرىا شرحاه على " ال دة " ‪ ( .‬الضوء البلمع ‪. ) 6/ : 8‬‬
‫‪ٝ _3‬تاه ‪ " :‬إمهار صدؽ ا‪١‬تودة ُب شرح ال دة " كيقع ( ‪ ) 9:8‬لوحة ‪ ،‬كلو شرح آكر ‪٥‬تتصر مش ىذا الشرح ‪ٝ‬تاه ‪ " :‬االستيعاب ‪١‬تا‬
‫ُب ال دة مش ا‪١‬تعاين كالبياف كالبديع كاإلعراب " ‪.‬‬
‫‪- 23 -‬‬
‫غير وافل عي أشياخي ام الـ ‪ ،‬عنهم‬
‫(ح) وفلثني بها إجازة ي ابي جما انم كور ُ‬
‫‪ :‬امةم انلالث انمصرذوف ُفجج اإلسالـ وفاعبو راذ سن اننبي بيه وآنه انصالة وانيالـ ‪:‬‬
‫أبو فظص مر بي رسالف بي نصػر بػي صػانح انببقينػي ‪ ،‬و مػر بػي بػى بػي أفمػل بػي عحمػل‬
‫امنصاري – انشهير بابي انمبقي ‪ ، -‬ووفيل دهر وفرذل صر زذي انلذي بي انوراقي ‪.‬‬
‫(ح) وفلثني بهػا إجػازةً انوالعػ ُ اننحػوي ‪ ،‬أفػل اننحػاة بانػلذار انمصػرذ ‪ ،‬شػمس انػلذي أبػو‬
‫انغماري ‪ ،‬ي أبي فياف ‪ ،‬ي انناظم ‪.‬‬
‫بل اهلل عحمل ّ‬
‫(ح) وف ػ ّلثني بهػػا إجػػازة انشػػيخ انظقيػػه اإلعػػاـ اننحػػوي انبغػػوي ام ػػرؼ ‪ ،‬انحػػافس انمػػتقي‬
‫بانقصػار – ونػه بػى‬
‫ّ‬ ‫انرواذ انصانح انوارؼ ‪ ،‬أبو انوباس أفمل بػي عحمػل امزدي – انشػهير‬
‫انقصيلة شرح ذكر فيه نب اً عي انبغ واإل راب ‪ ،‬ي انشيخ انمحلث انشهير انرفاؿ عحمل‬
‫بي جابر انقييي انواد آشي ‪ ،‬بحب سما ه عي ناظمها ‪،‬وانحمل هلل فب فمل ‪.‬‬
‫ك اؿ أيضػا ر‪ٛ‬تػو اهلل تعػاىل‪" :1‬وقػل فصػبت رواذػ هػ انقصػيلة وغيرهػا عػي شػور اننػاظم‬
‫عي طػرؽ عتوػلدة ‪ ،‬عنهػا – بػل أ الهػا ‪ [ : -‬أنػي ] أروذهػا ػي شػيفنا شػيخ اإلسػالـ وخاتمػ‬
‫انحظػػاظ ‪ ،‬أبػػي ذحيػػى زكرذػػا امنصػػاري انشػػافوي ‪ ،‬ػي انوػػز [ أبػػي عحمػػل ] بػػي انظػرات ‪ ،‬ػػي‬
‫انوز بي بلر بي جما ‪ ،‬ي ناظمها‪.‬‬
‫و ي فافس انوصر ابي فجر انويقالني – ذوني شػارح "انبفػاري" – ػي اإلعػاـ انمجتهػل‬
‫انيراج انببقيني ‪ ،‬وانيراج ابي انمبقي ‪ ،‬وانحافس زذي انلذي انوراقي ي انوز بػي جما ػ ػي‬
‫ناظمها‪.‬‬
‫وأروذها أذالاً ػي عشػاذفنا ‪ ،‬ػي انحػافس انيػيوطي ػي جما ػ عػنهم ‪ :‬انشػمني انحنظػي ‪،‬‬
‫بوالهم قراءة ‪ ،‬وبوالهم إجازة ‪ ،‬ي بل اهلل بي بي انحنببي ‪ .‬ك نك ي انوز بي جما ػ ‪،‬‬
‫ي انناظم ‪ .}.‬انتهى كبلـ ابش حدر ر‪ٛ‬تو اهلل‪.‬‬

‫ت ىػػذه األسػػانيد علػػى ‪ٚ‬تلػػة مػػش أسػػا ُت العلمػػاء األعػػبلـ ا‪١‬تقتػػدل هبػػم ُب‬
‫لػػت‪ :‬ك ػػد اشػػتمل ٍ‬
‫الديش ‪.‬‬

‫‪ " _1‬ا‪١‬تنح ا‪١‬تكية ُب شرح ا‪٢‬تمزية " البش حدر ا‪٢‬تيتمي ‪. 1/: : 1‬‬
‫‪- 24 -‬‬
‫ؼ‬
‫كأمػػا غػػَت ىػػؤالء ‪ ،‬فممػػا ال ي٭تصػػى ك ػػرة ‪ ،‬ألهنػػا مػػش زمػػاف مؤلفهػػا إىل ىػػذا ا ف ‪ ،‬ىمػش ركاىػػا ألػػو ه‬
‫مؤلٌفة ال يدكلوف ٖتت ا‪ٟ‬تصر مش أكابر العلماء كغَتىم ‪.‬‬
‫فاةلة ‪ :‬فقل شرح ه انبردة جمب ٌ عي أكابر انوبماء ‪،‬منهم ‪ :‬الشي ابش مرزكؽ التلمساين‬
‫ا‪١‬تػالكي ‪ ،‬اإلمػاـ احملقػق احملػدث شػرحُت‪ :‬كبػَته كصػغَت‪ ، ، 1‬ذكػر ُب الكبػَت أنواعػان مػش العلػوـ ‪ ،‬كشػػرحها‬
‫أيضػان العبلمػػة ا‪١‬تػػد ق احملقػػق جػػبلؿ الػػديش احمللٌػي ا‪١‬تفسػػر للقػػرآف كشػػارح " ‪ٚ‬تػػع ا‪ٞ‬توامػػع " " كا‪١‬تنهػػاج" ُب‬
‫الفقػػو ‪ ، 2‬كشػػرحها ا‪ٟ‬تػػافظ ا‪ٟ‬تدػػة الشػػي زكريػػا األنصػػارم‪ 3‬شػػي اإلسػػبلـ ‪ ،‬كشػػرحها اإلمػػاـ احملػػدث‬
‫شهاب الديش القسطبلين‪ 4‬شارح "البخارم" ‪ ،‬كاستعملها ُب كتابو ( ا‪١‬تواىإ اللدنية ) ك ٌرز كتابو ىػذا‬
‫هبا ‪ ،‬كاسػتعملها ُب " سػَتتو " العبلمػةي ا‪ٟ‬تلػش مػع " ا‪٢‬تمزيػة " ‪ ،‬كشػرحها العبلمػةي ال ػاين السػعد التفتػازاين‬
‫يػ ػ ٌدس س ػػره الن ػػوراين ص ػػاحإ الت ػ ػ لي الس ػػائرة ُب ا ف ػػاؽ ‪ ،‬كش ػػرحها العبلم ػػة النن ػػوم الش ػػي كال ػػد‬
‫األزى ػػرم‪ 5‬ص ػػاحإ "األزىري ػػة " كش ػػرح "القواع ػػد" ك "التص ػريح " ‪ ،‬كش ػػرحها العبلم ػةي احملق ػػق ش ػػي زاده‬
‫الركمي ا‪ٟ‬تنفي صاحإ " حاشية البيضاكم " ُب عدة ‪٣‬تلدات ‪ ،‬كشرحها السيد الغ يٍت ا‪١‬تقرئ – ذكره‬
‫الشػػهاب ا‪٠‬تفػػاجي ُب " ر٭تانتػػو " – كشػػرحها عبلمػػة الػػركـ ا‪٠‬تػػادمي‪ ، 6‬كشػػرحها العبلمػػة عبػػد السػػبلـ‬
‫اص أبيانا ‪ ،‬كشػرحها العبلمػة القبػاين البصػرم ‪ ،‬كرأيػت ‪٢‬تػا ثبلثػة شػركح ُب‬ ‫ٌ‬ ‫و‬ ‫ك‬ ‫كذكر‬ ‫‪7‬‬
‫ا‪١‬تراكشي ا‪١‬تالكي‬
‫الفارسية ‪.‬‬
‫يسمها ‪.‬‬
‫كُب شرح العبلمة ابش مرزكؽ ما يدؿ أف ‪٢‬تا شركحان ك َتة ينقل عنها كمل ٌ‬
‫كأما مش ‪ٜ‬تٌسها فك َتكف جدان ‪ ،‬كسبٌعها ‪-‬على ما يشهر‪ -‬العبلمةي اإلماـ البيضاكم صاحإ التفسػَت‬
‫ا‪١‬تشهور‪.8‬‬
‫فهل ترى أف كل همالء امكابر عي انوبماء نم ذوبموا أف فيها شركاً وكظراً أو خطأ ‪ ،‬وأنت أذهػا‬
‫شوا انناس ‪..‬‬
‫ونبهت بيه ‪ ،‬و هم غظبوا نه وعا نبهوا ؟!! أـ بموا ذنك وغ ّ‬
‫َ‬ ‫انجاهل بمته‬

‫‪ _1‬تقدـ ذكر‪٫‬تا ‪.‬‬


‫‪ٝ _2‬تاه ‪ " :‬تعليق لطي على بردة ا‪١‬تديح " كُب بع ا‪١‬تصادر بعنواف ‪ " :‬األنوار ا‪١‬تضية ُب مدح كَت ال ية "‪.‬‬
‫‪ٝ _3‬تاه ‪ " :‬الزبدة الرائقة ُب شرح ال دة الفائقة " ‪.‬‬
‫‪ٝ _4‬تاه ‪ " :‬مشارؽ األنوار ا‪١‬تضيئة ُب شرح الكواكإ الدرية " ‪.‬‬
‫‪ٝ_5‬تاه ‪ " :‬الزبدة ُب شرح صيدة ال دة " ‪ ( .‬مطبوع ) ‪.‬‬
‫‪ٝ _6‬تاه ‪ " :‬نشر الكواكإ الدرية " ‪.‬‬
‫‪ _7‬يعت ىذا الشرح مش أبسطها كأكصرىا ‪ ،‬يقع ُب أربع لوحات ‪ .‬ك د ضمش الشي كالد األزىرم ىذا الشرح كما ذكره ا‪١‬تصن مش‬
‫كواص ‪ ،‬شرحو لل دة ا‪١‬تسمى ‪ " :‬الزبدة ُب شرح صيدة ال دة "‪.‬‬
‫‪ _8‬بع بعنواف ‪ " :‬الكواكإ الدرية تسبيع ال دة البوصَتية ُب مدح كَت ال ية " ‪.‬‬
‫‪- 25 -‬‬
‫!! ‪ ،‬فمػػا ىػػذا‪ -‬كرب النػػاس‪ -‬إال كنػػاس يوسػػوس ُب صػػدكر ىػػؤالء األرجػػاس ‪ .‬كسػػيأتيك مػػش‬
‫ا‪ٟ‬تدج القا عة العًتاض ىؤالء األ‪٧‬تاس ما يكش عش لبك لباس االلتباس ‪.‬‬
‫كمش بعده ًمش أتباعو ‪ ،‬ككانت ىػذه القصػيدة‬ ‫كال ٮتفى أف عصر مؤلفها متق ٌدـ على عصر ابش تيمية ى‬
‫هبػػذه الشػػهرة العظيمػػة ُب تلػػك القػػركف العديػػدة ‪ ،‬فلػػم يينقػػل عػػش أحػػد مػػش ىػػؤالء كغػػَتىم أهنػػم أنكػػركا‬
‫عليها ُب شيء ‪.‬إذ لو كاف فيهػا مػش ‪٥‬تػال الشػرع أدىن شػيء ‪ ،‬لوجػإ التنبيػو عليػو فكيػ إذا كػاف‬
‫فيها الشرؾ ا‪١‬تخرج عش ا‪١‬تلة كما يزعم ا‪٠‬توارج األذلة؟!! ‪ ،‬كلكش ُب ىذا الزماف كما اؿ القائل ‪:‬‬
‫كبلىا كحىت سامها كل مفل‬ ‫لقد ىزلت حىت بدا مش ىزا‪٢‬تا‬
‫آكر ىذه األمة ٌأكى‪٢‬تػا " ‪ ، 1‬بعكػ مػا أمػر‬
‫ك د كرد ُب ا‪ٟ‬تديث‪ :‬أف مش عبلمات الساعة " أف يلعش ي‬
‫اهلل كذكػػر عػػش ا‪١‬تػػؤمنُت ‪ ،‬ػػاؿ تعػػاىل ‪ { :‬كالػػذيش جػػاءكا مػػش بعػػدىم يقولػػوف ربنػػا اغفػػر لنػػا كإلكواننػػا‬
‫الػػذيش سػػبقونا باإلٯتػػاف كال ٕتعػػل ُب لوبنػػا غ ػبلن للػػذيش آمنػوا } " ا‪ٟ‬تشػػر ‪ ، " 1/‬ك ا تػػداء بالرافضػػة‬
‫كا‪٠‬ت ػوارج ال ػػذيش ك ٌف ػركا الص ػػنابة الك ػراـ كجعل ػػوىم مرت ػػديش كمش ػػركُت بش ػػبهة ى ػػي أكى ػػى م ػػش بي ػػوت‬
‫العنكبوت ‪ ،‬فلخيار ىذه األمة احملمدية أسوة حسنة بأصناب نبيهم صلى اهلل عليو ك سلم ‪.‬‬
‫ففي "البخػارم " بػاب " تػل ا‪٠‬تػوارج كا‪١‬تلنػديش " ‪ {:‬ككػاف ابػش عمػر رضػي اهلل تعػاىل عنهمػا يػراىم‬
‫شرار ا‪٠‬تلق ‪ ،‬اؿ ‪ ":‬كىم أناس عمدكا إىل آيات نزلت ُب الكفار فدعلوىا على ا‪١‬تؤمنُت " }‪.‬اىػ‬
‫ك اؿ الشي ابش تيمية ُب " الفتاكل"(باب حكم ا‪١‬ترتد) ‪:‬‬
‫{‪ ..‬إ‪٪‬تا أصل التكفَت للمسلمُت‪ ،‬مش ا‪٠‬توارج ك الركاف الذيش يك ٌفركف أئمة ا‪١‬تسلمُت ‪١ ،‬تا‬
‫يعتقدكف أهنم أكطأكا فيو مش الديش ‪ ،‬ك د اتفق أىل السنة كا‪ٞ‬تماعة على أف علماء ا‪١‬تسلمُت ال‬
‫‪٬‬توز تكفَتىم ٔتدرد ا‪٠‬تطأ احمل ‪ ،‬بل كل أحد يؤكذ مش ولو كييًتؾ ‪ ،‬إال رسوؿ اهلل (صلى اهلل‬
‫ؤٍب ‪ .‬فنف اهلل تعاىل‬
‫فسق كال يي ٌ‬
‫عليو ك سلم) ‪ ،‬كلي كل مش ييًتؾ وليو ‪٠‬تطأ أكطأه ‪ ،‬ييك ٌفر كال يي ٌ‬
‫اؿ ُب دعاء ا‪١‬تؤمنُت ‪ { :‬ربنا ال تؤاكذنا إف نسينا أك أكطأنا } " البقرة ‪ . " 997‬كُب "‬
‫الصنيح" عش النش (صلى اهلل عليو ك سلم) اؿ ‪ ":‬د فعلت "‪.‬‬
‫إىل أف اؿ‪-‬ابش تيمية‪ { : -‬كمش ا‪١‬تعلػوـ أف ا‪١‬تنػع عػش تكفػَت ا‪١‬تسػلمُت الػذيش تكلمػوا ُب ىػذا البػاب‬
‫‪ ،‬بػػل دفػػع التكفػػَت عػػش علمػػاء ا‪١‬تسػػلمُت ك إف أكطػػأكا ‪ ،‬ىػػو مػػش أحػػق األغػراض الشػػرعية ‪ ،‬حػػىت لػػو‬

‫‪ _ 1‬اؿ ا‪ٟ‬تافظ ا‪٢‬تي مي ُب "‪٣‬تمع الزكائد"‪{ :‬كعش عائشة الت‪ :‬أيمرًب باالستغفار لسلفكم فشتمتموىم‪ ،‬أما إين ‪ٝ‬تعت رسوؿ اهلل‬
‫آكرىا ٌأك‪٢‬تا}‪ .‬ركاه الط اين ُب األكسط كفيو إ‪ٝ‬تاعيل بش إبراىيم بش مهاجر‬
‫صلى اهلل عليو كسلم يقوؿ‪ :‬ال تفٌت ىذه األمة حىت يلعش ي‬
‫كىو ضعي ‪.‬اىػ‬
‫‪- 26 -‬‬
‫فيرض أف القائل دفع التكفَت عمش يعتقد أنو لي بكافر ‪ٛ‬تاية ألكيو ا‪١‬تسلم ‪ ،‬لكاف ىػذا غرضػان‬
‫شػرعيان حسػنان ‪ ،‬كىػو إذا اجتهػد ُب ذلػك فأصػاب فلػو أجػراف ‪ ،‬كإف اجتهػد كأكطػأ فلػو أجػر كاحػد ‪.‬‬
‫فبكل حاؿ ‪ ،‬ىذا القائل ‪٤‬تمػود علػى مػا فعػل ‪ ،‬مػأجور علػى ذلػك م ػاب إذا كانػت لػو نيػة حسػنة ‪،‬‬
‫كا‪١‬تنكر لو أحق بالتعزيز }‪ .‬انتهى منو ‪.‬‬
‫ك اؿ ابش رجإ ا‪ٟ‬تنبلي ُب " شرح األربعُت النوكية " ‪ { :‬ركل ابش مهدم ‪ ،‬عش مالك اؿ ‪ :‬مل‬
‫يكش شيء مش األىواء ُب عهد رسوؿ اهلل (صلى اهلل عليو ك سلم) كأىب بكر كعمر كع ماف رضي‬
‫اهلل تعاىل عنهم ‪ ،‬ككاف مالك ر‪ٛ‬تو اهلل يشَت باألىواء إىل ما حدث مش التفرؽ ُب أصوؿ الديانات‬
‫مش أمر ا‪٠‬توارج ك الركاف كا‪١‬ترجئة ‪ ،‬ك‪٨‬توىم ‪٦‬تش تكلم ُب تكفَت ا‪١‬تسلمُت ‪ ،‬كاستباحة دمائهم‬
‫اص ىذه األمة ‪ ،‬أك عك ذلك ‪٦‬تش زعم أف‬ ‫كأموا‪٢‬تم ‪ ،‬أك ُب ٗتليدىم النار ‪ ،‬أك ُب تفسيق كو ٌ‬
‫ا‪١‬تعاصي ال تضر كأنو ال يدكل النار مش أىل التوحيد أحد}اىػ‬
‫ك اؿ أيضان ُب شرح ا‪ٟ‬تديث ال اين ‪ { :‬كىذه ا‪١‬تسألة – أعٍت مسائل اإلسبلـ كاإلٯتاف كالنفاؽ –‬
‫أكؿ اكتبلؼ حدث ُب ىذه األمة ‪ ،‬كىو كبلؼ‬ ‫مسائل عظيمة جدان ‪ ،‬كاالكتبلؼ ُب مسميانا ي‬
‫ا‪٠‬توارج للصنابة ‪ ،‬حيث أكرجوا عصاة ا‪١‬توحديش مش اإلسبلـ بالكلية ‪ ،‬كأدكلوىم ُب دائرة الكفر‬
‫‪ ،‬كعاملوىم معاملة الكفار ‪،‬كاستنلٌوا بذلك دماءىم كأموا‪٢‬تم}‪.‬انتهى ‪.‬‬
‫فهذا ُب حاؿ تكفَت ا‪٠‬توارج با‪١‬تعاصي ‪ ،‬فكي ٔتش يك ٌفر علماء ا‪١‬تسلمُت بالسنش ا‪١‬تستنبة ‪ ،‬أك‬
‫األمور ا‪١‬تباحة؟! فكأهنم زادكا على ا‪٠‬توارج بدرجات ‪ ،‬بل نزلوا عنهم بدركات ‪ ،‬نسأؿ اهلل تعاىل‬
‫العافية ‪.1‬‬
‫شق ‪.‬‬
‫‪٤‬تل اعًتاض ىذا ا‪١‬تعرض عش ا‪ٟ‬تق ‪ ،‬كىو بشق كبلفو لعصا ا‪١‬تسلمُت ٌ‬
‫ف ٍلنذكر ٌ‬
‫قاؿ انجاهل انوهابي عوترضا‪:‬‬
‫} اؿ ُب األصل ك التشطَت ‪:‬‬
‫إف مل يكش ُب معادم آكذان بيدم‬

‫‪ _ 1‬ك لتعرؼ حاؿ ىؤالء الوىابية ا‪٠‬توارج ك تكفَت زعيمهم ‪٤‬تمد بش عبد الوىاب لعلماء عصره ك عامة ا‪١‬تسلمُت ُب ا‪ٞ‬تزيرة العربية ك‬
‫غَتىا ك استنبللو لدمائهم ك احتبللو لببلدىم ٔتساعدة أمراء آؿ سعود ‪ ،‬ف ٍلًتاجع كتإ الذيش ٌأركوا لتلك الفًتة ك ما بعدىا م ل سيد‬
‫انظر لزاما كتاب الشي‬
‫الشافعية ُب عصره الشي أ‪ٛ‬تد دحبلف ك السيد العبلمة العلوم ا‪ٟ‬تداد ك غَت‪٫‬تا ر‪ٛ‬تهم اهلل تعاىل‪ .‬ك كذلك ٍ‬
‫حسش بش فرحاف ا‪١‬تالكي " داعية ك لي نبيا"(دار الرازم)‪ ،‬لتعلم حقيقة أكلئك ا‪٠‬توارج ا‪١‬تك ٌفريش لؤلمة ا‪٠‬تارجُت عليها بالسي بغيا‬
‫كعدكانا ‪ ،‬فبل يغرنٌك ادعاؤىم احملافظة على التوحيد‪ ،‬فنف ا‪٠‬توارج القدامى د ك ٌفركا أصناب النش صلى اهلل عليو ك سلم ك اتلوىم‬
‫بزعم أهنم ٭تافظوف على التوحيد أيضا !!‬
‫‪- 27 -‬‬
‫ك منقذم مش عذاب اهلل كاألمل‬
‫أك شافعان أل ‪٦‬تا د جنيت غدان‬
‫فضبلن ك إال فقل ‪ :‬يا زلة القدـ‬
‫ا‪١‬تطلوب‪-‬إذف‪ -‬مش الرسوؿ (صلى اهلل عليو ك سلم) ىو اإلنقاذ مػش عػذاب اهلل ‪ ،‬أم بالفعػل ‪ ،‬فػنف‬
‫مل ٭تصل بالفعل ‪ ،‬فبالشفاعة‪.‬‬
‫فػواز ٍف بػػُت ذلػػك ك بػػُت ولػػو سػػبنانو كتعػػاىل لنبيػو (صػػلى اهلل عليػػو ك سػػلم) ‪ { :‬أفأنػػت تنقػػذ مػػش ُب‬
‫النار } " الزمر ‪ ،" 1:‬استفهاـ إنكار ‪ ،‬ك اؿ عػش صػاحإ يػ ‪ { :‬إف يػردف الػر‪ٛ‬تش بضػ ور ال تغػش‬
‫عٍت شفاعتهم شيئان كال ينقذكف } " ي ‪. " 94‬‬
‫فهذا نن على أف مش أراده اهلل بضر ‪ ،‬فبل منقذ لو كال شفيع ‪.‬‬
‫ك ػػاؿ تعػػاىل ‪ { :‬يػػوـ ال ٘تلػػك نف ػ لػػنف شػػيئان } ا يػػة " اإلنفطػػار ‪ ، " 1:‬ك ػػاؿ لنبيػػو صػػلى اهلل‬
‫عليو كعلى آلو كسلم ‪ { :‬لي لك مش األمر شيء } " آؿ عمراف ‪. " 199‬‬
‫ك ػػاؿ النػػش (صػػلى اهلل عليػػو ك سػػلم) لقرابتػػو ‪ " :‬أنقػػذكا أنفسػػكم مػػش النػػار ‪ ،‬ال أغػػٍت عػػنكم مػػش اهلل‬
‫شػػيئان " ‪ .‬حػػىت ػػاؿ صػػلى اهلل عليػػو كآلػػو كسػػلم لفا مػػة بضػػعتو ‪ ،‬سػػيدة نسػػاء العػػا‪١‬تُت ‪ " :‬أنقػػذم‬
‫نفسك مش النار ‪ ،‬ال أغٍت عنك مش اهلل شيئان " ‪.‬‬
‫كىل ‪٬‬تتمع ُب لإ عبد‪ :‬اإلٯتا يف ٔتا ذكرنا مش ا يات كاألحاديث مع اإلٯتاف بقوؿ القائل ‪:‬‬
‫"إف مل يكش ُب معادم آكذان بيدم …" ؟؟!‬
‫ك ولو ‪" :‬فنف مش جودؾ الدنيا كضرنا …"‬
‫ك ا‪ٞ‬تود ىو ‪ :‬العطاء ك اإلفضاؿ ‪ ،‬كاهلل تعاىل يقوؿ ‪ { :‬كإف لنا لآلكرة كاألكىل } " الليل ‪. " 14‬‬
‫ك ولو ‪" :‬كمش علومك علم اللوح كالقلم ‪".. .‬‬
‫ك‪٦‬تا جرل بو القلم ُب اللوح‪ :‬فواتح الغيػإ الػيت ال يعلمهػا إال اهلل ‪ ،‬كغػَت ذلػك مػش أمػور الغيػإ الػيت‬
‫اكتن سػبنانو بعلمهػا ‪ ،‬ػاؿ تعػاىل ‪ { :‬ػل ال يعلػم مػش ُب السػموات كاألرض الغيػإ إال اهلل } "‬
‫النمل ‪. " 76‬‬
‫فيدػػوز علػػى ولػػو ‪" :‬كمػػش علومػػك علػ يػم اللػػوح كالقلػػم …"‪،‬أف يقػػاؿ ‪ :‬ال يعلػػم مػػش ُب السػػموات‬
‫كاألرض الغيإ ‪،‬إال اهلل ك‪٤‬تمد}‪ .‬انتهى كبلـ الوىايب ‪.‬‬
‫‪- 28 -‬‬

‫فنقوؿ كباهلل التوفيق ‪:‬‬


‫ه ا اال تراض باطل عي وجو ‪:‬‬
‫انوجه اموؿ ‪:‬‬
‫أف ىذا الرجل يزعم أف وؿ النامم ‪:‬‬
‫"إف مل يكش ُب معادم آكذا بيدم …"‬
‫ك وؿ ا‪١‬تشطٌر ‪:‬‬
‫"كمنقذم مش عذاب اهلل كاألمل …"‬
‫أف ىذا اإلنقاذ بالفعل ‪ ،‬كأنػو بغػَت شػفاعة ‪ ،‬كأنػو إف مل ٭تصػل بالفعػل ‪ ،‬فبالشػفاعة ‪ ،‬لقػوؿ التشػطَت‬
‫‪:‬‬
‫جنيت غدان …"‪.‬‬
‫"أك شافعان أل ‪٦‬تا د ي‬
‫كلي كما زعم‪ ،‬ألف اإلنقاذ كاألكذ باليد ‪ ،‬ىو أيضان بالشفاعة ‪ .‬ألف غَت الشفاعة يكوف اسػتقبلالن‬
‫مػػش دكف اهلل تعػػاىل ‪ ،‬ك ال ييتصػػور اعتقػػاد ىػػذا مػػش مػػؤمش ‪ ،‬كلػػو كػػاف بػػدكيان جػػاىبلن ‪ ،‬ف ػا‪١‬تراد تنػػوع‬
‫الشفاعة ‪.‬‬
‫فالنوع األكؿ منها ىو ‪ :‬األكذ باليد كاإلنقاذ ‪ .‬ك د يركم ىذا ُب األحاديث الصنينة اليت اتفق‬
‫عليها " البخارم " ك " مسلم " ‪.‬‬
‫ػأخرج مػش ُب لبػو م قػاؿ‬
‫ففي حديث الشفاعة ‪ " :‬فػأ وؿ ‪ :‬يػا رب ‪ ،‬أمػيت أمػيت ‪ .‬فيقػاؿ ‪ :‬انطلػق ف ْ‬
‫ذرة مش كَت ‪ .‬فأنطلق فأفعل ‪ ،‬فأ وؿ ‪ :‬يا رب أمػيت أمػيت ‪ .‬فيقػاؿ ‪ :‬انطلػق فػأكرج مػش ُب لبػو أدىن‬
‫حبة مش كردؿ مش إٯتاف ‪ .‬فأنطلق فأكرجو مش النار " ‪.‬‬ ‫أدىن م قاؿ و‬

‫ككػػذلك كرد ُب حػػديث " الصػػنينُت " ‪ :‬أف ا‪١‬تػػؤمنُت يناشػػدكف اهلل ُب إك ػواهنم ‪ ،‬فيقػػاؿ ‪ :‬أكرج ػوا‬
‫مش عرفتم‪ ،‬فيخرجوف كلقان ك َتان ‪ٍ .‬ب يقاؿ ‪ :‬ارجعوا ‪ ،‬فمش كجدًب ُب لبو م قاؿ ذرة مش كَت ‪ ،‬أك‬
‫أدىن م قاؿ ذرة "‪.‬‬
‫‪- 29 -‬‬
‫ف بت ذلك ُب ىذه األحاديث الصنينة ‪ ،‬فما ا‪١‬تانع مش إ بلؽ اللفظ ؟ كىل ىذا اإلكراج إال‬
‫اإلنقاذ مش العذاب ؟؟‬
‫انوجه انلاني ‪ :‬أف النش صلى اهلل عليو كعلى آلو كسػلم ُب ا‪١‬تعػاد – كىػو يػوـ القيامػة – حػي كنالػو‬
‫ُب الدنيا‪ ،‬ىو ك‪ٚ‬تيع ا‪٠‬تبلئق ‪ ،‬فبل مانع ُب ذلك اليوـ أف يتسبٌإ ك يٮتػرج ك ينقػذ مػش الشػدة ‪ ،‬ألنػو‬
‫حي حاضر ‪.‬‬
‫كعنػد ىػذا الرجػػل ك أشػياعو‪ ، 1‬أف ا‪ٟ‬تػي ا‪ٟ‬تاضػػر لػو ػػدرة بنفسػو ‪.‬فقػد ػػاؿ ُب " كشػ الشػػبهات "‬
‫ُب جواب ا‪ٟ‬تديث الصػنيح ‪" :‬إف النػاس يػوـ القيامػة يسػتعينوف بػ دـ ‪ٍ ،‬ب بػنبراىيم ‪ٍ ،‬ب ٔتوسػى ‪ٍ ،‬ب‬
‫بعيسى حىت ينتهوف إىل رسوؿ اهلل (صلى اهلل عليو ك سلم) فيقوؿ‪ " :‬أنا ‪٢‬تا ‪،‬أنا ‪٢‬تا " ‪.‬‬
‫فأجاب عش ىذا ‪ ( :‬بأف االستعانة با‪١‬تخلوؽ فيما يقدر عليو ‪ ،‬ال ننكرىا ‪ ،‬كما ػاؿ تعػاىل ُب صػة‬
‫موسػػى عليػػو السػػبلـ ‪{ :‬فاسػػتغاثو الػػذم مػػش شػػيعتو علػػى الػػذم مػػش عػػدكه } "القصػػن ‪ " 16‬كمػػا‬
‫يستغيث اإلنساف بأصنابو ُب ا‪ٟ‬ترب ‪ ،‬أك غَته ُب أشياء يقدر عليها ا‪١‬تخلوؽ ) ‪ .‬انتهى ‪.‬‬
‫فػػنذا كػػاف ا‪ٟ‬تػػي ا‪ٟ‬تاضػػر عنػػد ىػػؤالء النػػاس ينسػػبوف لػػو الفعػػل ألنػػو يقػػدر عليػػو عنػػدىم ‪ ،‬كصػػاحإ "‬
‫ال ػ دة" ٮت ػ أنػػو إف مل يكػػش النػػش (صػػلى اهلل عليػػو ك سػػلم) (ُب معػػادم ) كىػػو يػػوـ القيامػػة ( آكػػذان‬
‫بيػػدم فضػبلن ك إال فقػػل يػػا زلػػة القػػدـ ) كالنػػش (صػػلى اهلل عليػػو ك سػػلم) ك ‪ٚ‬تيػػع ا‪٠‬تبلئػػق ذلػػك اليػػوـ‬
‫أحيػػاء حاضػػركف ‪٢‬تػػم ػػدرة فيمػػا يقػػدركف عليػػو ُب األمػػور العاديػػة ا‪ٟ‬تسػػية ‪ ،‬كنسػػبة األفعػػاؿ إىل فاعلهػػا‬
‫كأسباهبا ‪ ،‬جائزة شرعان كعرفان ‪ ،‬فما ا‪١‬تانع مش ذلك؟؟‬
‫كذك ػػر ى ػػذا الرج ػػل أيضػ ػان ُب تس ػػويده ال ػػذم ك ٌفػ ػر ب ػػو ا‪١‬تس ػػلمُت ا‪١‬تتوس ػػلُت باألنبي ػػاء كالص ػػا‪ٟ‬تُت‪ُ -‬ب‬
‫"كش ػ الش ػػبهات" كغػػَته‪ -‬فق ػػاؿ ‪ { :‬كاالس ػػتغاثة ٕتػػوز ُب األس ػػباب الظ ػػاىرة العاديػػة م ػػش األم ػػور‬
‫ا‪ٟ‬تسػية ُب ‪ :‬تػػاؿ ‪ ،‬كإدراؾ عػػدك ‪ ،‬أك سػػبع ك‪٨‬تػػوه ‪.‬كقػػو‪٢‬تم ‪ :‬يػا لزيػػد ‪ ،‬يػػا لقػػومي ‪ ،‬يػػا للمسػػلمُت ‪.‬‬
‫كما ذكركا ذلك ُب كتإ الننو ‪ْ ،‬تسإ األسباب الظاىرة بالفعل } انتهى ‪.‬‬
‫فكي ينكر إنقاذ الرسوؿ صػلى اهلل عليػو كآلػو كسػلم ألمتػو مػش العػذاب بالفعػل؟؟ ‪ ،‬ك‪٬‬تعلػو ‪٦‬تتنعػان ‪،‬‬
‫يومئذ حي ‪ ،‬حاضػر ‪ ،‬لػو ػدرة فيمػا‬ ‫كأنو كبلؼ الشفاعة؟؟ ‪ ،‬مع أف النش (صلى اهلل عليو ك سلم) و‬
‫يقدر عليو ذلك اليوـ ‪ ،‬كيقدر على ذلك كما ىو ُب حاؿ حياة الدنيا ‪.‬‬
‫كمػػا كػػاف‪ -‬صػػلى اهلل عليػػو ك سػػلم‪ -‬يرمػػي العػػدك ‪-‬كىػم ألػػوؼ‪ -‬بكػ تػراب ‪ ،‬فيعمػػيهم ‪ .‬كيػػركم‬
‫األلوؼ العطاش كيشبعهم بقليل مش ا‪١‬تاء ك الطعاـ‪ ،‬بطريق التسبإ‪.1‬‬

‫‪ _ 1‬يعٍت ‪٣‬ت ٌدد ضبلالت ا‪٠‬توارج‪٤ :‬تمد بش عبد الوىاب‪ ،‬ك أتباعو‪.‬‬
‫‪- 31 -‬‬
‫ػػاؿ الصػػنابة الك ػراـ رض ػواف اهلل تعػػاىل علػػيهم ‪ ( :‬كنػػا ُب ا‪ٟ‬تػػركب نتػػًتس برسػػوؿ اهلل صػػلى اهلل‬
‫عليو كعلى آلو كسلم )‪ .‬يعٍت ‪ :‬أهنم ‪٬‬تعلونو صلى اهلل عليو كعلى آلو كسلم كالًتس ‪ ،‬كىي ‪ :‬الدر ة‬
‫‪ ،‬يتو وف بو العدك ‪.‬‬
‫كُب ا‪ٟ‬تديث الصنيح ‪ " :‬إنكم تتهافتوف على النار نافت الفراش وأنا آخ ْتدزكم لئبل تقعوا فيها‬
‫" ‪.2‬‬
‫كأعظم مش ىذا ‪ ،‬أف اهلل نسإ إكراج الكفار مش النور إىل الظلمػات إىل الطػاغوت ‪ ،‬كىػي األصػناـ‬
‫‪ ،3‬مع أهنا ال درة ‪٢‬تا بوجو ‪ ،‬لكش ‪١‬تا كانت سببان لئلكراج ‪ ،‬نسإ اإلكراج إليها ‪.‬‬
‫ككذلك ىنا ‪١ ،‬تا كاف النػش صػلى اهلل عليػو كعلػى آلػو كسػلم سػبإ اإلنقػاذ مػش العػذاب ‪ ،‬نسػإ إليػو‬
‫ٌ‬
‫اإلنقاذ ‪.‬‬
‫كُب ‪ " :‬الصنينُت " كغَت‪٫‬تا ُب حديث االستسقاء مش دعائػو صػلى اهلل عليػو كعلػى آلػو كسػلم ‪" :‬‬
‫اللهم اسقنا غيلاً ُعغيلاً "‪ ،‬اؿ يشٌراح ا‪ٟ‬تديث كالفقهاء مش كل مذىإ ‪ ،‬كما ُب "شػرح اإل نػاع " ‪،‬‬
‫ك " ا‪١‬تنتهى " ‪ ،‬ك" الزاد " كغَتىا ‪:‬‬
‫{ إف معٌت "مغي ان" ‪" :‬عنق اً عي انشلة "}‪.‬اىػػ‪ .‬مػع أف الغيػث ‪ٚ‬تػاد ال ػدرة لػو ‪ .‬كلكنػو ‪١‬تػا كػاف‬
‫سبإ اإلنقاذ ك اإلغاثة ‪ ،‬نسإ اإلغاثة كاإلنقاذ إليو ‪ .‬كا‪١‬تنقذ ك ا‪١‬تغيث حقا ىو اهلل تعاىل‪.‬‬
‫تقلإ الشم ‪.‬‬
‫بيع البقل ‪ ،‬ك منع البقاءى ي‬
‫وؿ العرب ‪ :‬أنبت الر ي‬ ‫ك د اشتهر عند العلماء ي‬
‫مع أف ا‪١‬تنبت ُب ا‪ٟ‬تقيقة ‪ ،‬ىو اهلل ‪ .‬ك ا‪١‬تانع للبقاء ىو اهلل ‪.‬‬
‫يسمونو ‪ :‬انمجػاز انوقبػي ‪ ،‬كأم الػو ُب الكتػاب كالسػنة ك ػَت ‪ :‬كقػوؿ اهلل تعػاىل ُب سػورة مػرًن‬
‫كىذا ٌ‬
‫عش ج يل عليو السبلـ حُت جاء إليها فقاؿ‪ « :‬إ‪٪‬تا أنػا رسػوؿ ربػك مهػع لػك غبلمػا زكيػا» ك اهلل‬
‫تعاىل يقوؿ ‪ « :‬يهإ ‪١‬تش يشاء إناثا ك ذهع ‪١‬تش يشاء الذكور »‪.‬‬

‫‪ _ 1‬أم ىو صلى اهلل عليو ك سلم سبإ ُب ذلك ك اهلل ىو الفاعل حقيقة‪.‬ك تلك األمور ثابتة مشهورة ُب سَتتو الشريفة صلى اهلل‬
‫عليو ك سلم‪.‬‬
‫‪ _ 2‬اؿ ا‪ٟ‬تافظ العرا ي ُب "مغٍت األسفار"‪ { :‬حديث « إنكم تتهافتوف على النار نافت الفراش كأنا آكذ ْتدزكم »‪ :‬عتظب بيه‬
‫مش حديث أيب ىريرة بلفظ " م لي كم ل الناس "‪ .‬ك اؿ مسلم‪ « :‬كم ل أميت كم ل رجل استو د نارا فدعلت الدكاب كالفراش يقعش‬
‫فيو فأنا آكذ ْتدزكم كأنتم تقتنموف فيو »‪ ،‬ك‪١‬تسلم مش حديث جابر‪ « :‬كأنا آكذ ْتدزكم عش النار كأنتم تفلتوف مش يدم »} اىػ‬
‫‪ _ 3‬ذلك ُب ولو تعاىل ُب "البقرة"‪ { :‬ك الذيش كفركا أكلياؤىم الطاغوت ٮترجوهنم مش النور إىل الظلمات}‪.‬فاهلل ىو ‪٥‬ترجهم –‬
‫ا‪١‬تضل ‪ ،‬ك لكش نسإ اإلكراج إىل الطواغيت‪-‬األصناـ‪ -‬ألهنا سبإ ُب الضبلؿ‪،‬‬
‫حقيقة‪ -‬مش النور إىل الظلمات ‪ ،‬فهو ا‪٢‬تادم ك ىو ٌ‬
‫ا‪١‬تضل على ا‪ٟ‬تقيقة ىو اهلل تعاىل‪.‬‬
‫ك ٌ‬
‫‪- 30 -‬‬
‫فالذم يهإ حقيقةن ىو اهلل ‪ ،‬ك لكش نسإ ذلك لغَته ألنو سبإ فيو ‪.1‬‬
‫ػوَب األنف ػ حػػُت‬
‫ػك ا‪١‬تػػوت الػػذم يكٌكػػل بكػػم»‪ ،‬ك ػػاؿ‪« :‬اهلل يتػ ٌ‬
‫ك ػػاؿ سػػبنانو‪ « :‬ػػل يتوفػػاكم ملػ ي‬
‫التوُب إىل ملك ا‪١‬تػوت ألنػو السػبإ ك ىػو‬
‫ا‪١‬تتوُب على ا‪ٟ‬تقيقة‪ ،‬ك لكنو نسإ ٌ‬ ‫مونا»‪ .‬فاهلل تعاىل ىو ٌ‬
‫الذم يباشر ذلك‪ ،‬مع أف اهلل ىو احمليي ا‪١‬تميت سبنانو‪.‬‬
‫ك د اؿ تعاىل ‪ { :‬فوكزه موسى فقضػى عليػو } " القصػن ‪ ، " 16‬مػع أف القضػاء عليػو مػش اهلل ‪.‬‬
‫ك ػػاؿ اهلل ُب حقػػو صػػلى اهلل عليػػو كعلػػى آلػػو كسػػلم ‪ { :‬كيضػػع عػػنهم إصػػرىم كاألغػػبلؿ الػػيت كانػػت‬
‫عليهم } " األعراؼ ‪ ، " 168‬عس أف انواضس هو اهلل توانى ‪ ،‬ن ي اننبي صػبى اهلل بيػه و بػى‬
‫نما كاف سبباً ‪ ،‬نيع انظول إنيه ‪.‬‬
‫آنه وسبم ّ‬
‫بل جميس امفواؿ تُنيع إنى عي فوبها ؛ فيقاؿ ‪ :‬فبلف أعطػاين ‪ ،‬كفػبلف نفعػٍت ‪ ،‬ضػربٍت فػبلف ‪،‬‬
‫أنقذين كأغاثٍت ‪ .‬كىذه اإل بل ات جائزة باالتفاؽ لؤلحياء ا‪ٟ‬تاضريش ا‪١‬تباشريش ‪.‬‬
‫فيلزـ على وؿ ىذا الرجل ‪ ،‬أف ال تينسإ ىػذه األفعػاؿ كغَتىػا إىل أحػد ‪٦‬تػش باشػرىا ‪ ،‬كال ائػل بػو‬
‫‪ .‬ألنو و‬
‫حينئذ ينس ٌد باب نسبة األفعاؿ إىل فاعلها ‪ ،‬كال يقوؿ بذلك عا ل ‪.‬‬
‫بل كرد نسبة اإلنقاذ مش النار إىل ا‪١‬تعاين مش األعماؿ ‪ ،‬ألهنا أسباب ‪ ،‬كا‪١‬تنقػذ ُب ا‪ٟ‬تقيقػة ‪ ،‬ىػو اهلل‬
‫تعاىل ‪.‬‬
‫فقػػد كرد ُب ح ػديث صػػنيح ‪ :‬أف النػػش صػػلى اهلل عليػػو كعلػػى آلػػو كسػػلم ػػاؿ ‪{ :‬رأيػػت رج ػبلن ػػد‬
‫عيذب ُب ه فجاءت صالته فأنق ته عي انو اب‪ .} ..‬كا كر ‪ ،‬حدو أنقذه ‪ .‬كا كر ‪ ،‬صػيامو‬
‫‪.‬‬
‫فنذا جاز نسبة اإلنقاذ إىل ا‪١‬تعاين[ك ىي األعماؿ] لكوهنا أسبابان ‪ ،‬فنسبتها إىل الذكات مش باب‬
‫ٍأكىل ‪ ،‬كصوصان أشرؼ الذكات مش ا‪١‬تخلو ات صلى اهلل عليو ك سلم ‪.‬‬
‫أعا قونه ‪:‬‬
‫جنيت غدان …"‪.‬‬
‫"أك شافعان أل ‪٦‬تا د ي‬

‫_ يقػػوؿ انوالعػ اإلعػػاـ عحمػػل انطػػاهر بػػي اشػػور ُب " التنريػػر ك التنػػوير"‪ «:‬ك ػرأ ا‪ٞ‬تمهػػور { أل ىىىػ ى‬
‫ػإ } هبمػػزة ا‪١‬تػػتكلم بعػػد الـ‬ ‫‪1‬‬

‫إ‬
‫العلٌة ‪ .‬كمعٌت إسناد ا‪٢‬تبة إىل نفسو‪٣ :‬تاز عقلي‪ ،‬ألنو سبإ ىذه ا‪٢‬تبة‪»..‬اىػ ‪ .‬ك يقوؿ الشوكاين ُب "فتح القدير" ‪ { ..«:‬أل ىىى ى‬
‫ك غبلما ىزكًيٌان }‪ :‬جعل ا‪٢‬تبة مش ًبىلو لكونو سببان فيها مش جهة كػوف اإلعػبلـ ‪٢‬تػا مػش جهتػو ‪ ،‬أك مػش جهػة كػوف الػنف ػاـ بػو ُب‬ ‫لى ً‬
‫الظاىر ‪ ».‬اىػ‬
‫‪- 32 -‬‬
‫فمػػراد ‪ :‬إكبػػار عػػش نػػوع آكػػر مػػش الشػػفاعة ‪ ،‬كىػػو كونػػو شػػافعان أل باسػػتغفاره ‪ ،‬أك بدعائػػو ال‬
‫بفعلػػو ‪ ،‬فيشػػفع أل شػػفاعة ثانيػػة ‪٦‬تػػا جنيػػت مػػش الػػذنوب ‪ ،‬فػػبل يؤاكػػذين اهلل تعػػاىل هبػػا ‪ ،‬فػػبل أرل‬
‫العذاب بالكلية ‪ ،‬أك يزيد ُب درجاٌب‪.‬‬
‫فقد ذكر اإلماـ النوكم ُب ‪ " :‬شرح مسلم " عش شرح القاضي عياض ‪ :‬أف الشفاعة ‪ٜ‬تسة أ ساـ ‪:‬‬
‫{أك‪٢‬تػػا ‪٥ :‬تتصػػة بنبينػػا صػػلى اهلل عليػػو كعلػػى آلػػو كسػػلم ‪ ،‬كىػػي اإلراحػػة مػػش ىػػذا ا‪١‬تو ػ ‪ ،‬كتعديػػل‬
‫ا‪ٟ‬تساب ‪.‬‬
‫ال انية ‪ُ :‬ب إدكاؿ وـ ا‪ٞ‬تنة بغَت حساب ‪ ،‬كىي أيضان – كردت لنبينا ( صلى اهلل عليو ك سلم) ‪.‬‬
‫ال ال ة ‪ :‬الشفاعة لقوـ استوجبوا النار ‪ ،‬فيشفع نبينا ( صلى اهلل عليو ك سلم ) ‪ ،‬كمش شاء اهلل تعاىل‬
‫‪.‬‬
‫الرابعػة ‪ :‬الشػػفاعة فػيمش دكػػل النػػار مػش ا‪١‬تػػذنبُت ‪ .‬ك ػد جػػاءت ىػػذه األحاديػث – يعػػٍت الػػيت ُب ‪" :‬‬
‫ص ػػنيح مس ػػلم " – ب ػػنكراجهم م ػػش الن ػػار ‪ ،‬بش ػػفاعة نبين ػػا (ص ػػلى اهلل علي ػػو ك س ػػلم) ‪ ،‬كا‪١‬تبلئك ػػة ‪،‬‬
‫كإكواهنم مش ا‪١‬تؤمنُت ‪.‬‬
‫ا‪٠‬تامسة ‪ :‬الشفاعة ُب زيادة الدرجات ُب ا‪ٞ‬تنة ألىلها}‪ .‬انتهى ‪.‬‬
‫انوجه انلانث ‪٬ :‬توز أف يكوف ا‪١‬تراد بقولو ‪:‬‬
‫إف مل يكش ُب معادم آكذان بيدم‬
‫كمنقذم مش عذاب اهلل كاألمل‬
‫اإلنقاذ مش ىػوؿ ا‪١‬تو ػ ‪ ،‬ألنػو أشػد مػا يكػوف مػش العػذاب ‪ ،‬حػىت إف النػاس يسػتغي وف باألنبيػاء إىل‬
‫أف ينتهػوا إىل نبينػػا صػػلى اهلل عليػػو كعلػػى آلػػو كسػػلم ‪ ،‬فيخلٌصػػهم مػػش ىػػذه الشػػدة الػػيت يتمػػٌت النػػاس‬
‫ا‪٠‬تبلص منها كلو يؤمر هبم إىل النار ‪١ ،‬تا يركف مش األىواؿ ‪ ،‬كما كرد ُب األحاديث ‪.‬‬
‫كال شك أف ىذا إنقاذ مش عذاب اهلل ك األمل ‪ ،‬كال ٮتتن عذاب اهلل بالنار ‪.‬‬
‫بأمتػو ‪ :‬إمػا بغفػراف ذنػوهبم ‪ ،‬أك برفػع‬
‫ٍب يشفع صلى اهلل عليو كعلى آلػو كسػلم شػفاعة أكػرل كاصػة ٌ‬
‫درجانم ُب ا‪ٞ‬تنة ‪ ،‬أك إدكا‪٢‬تم فيها بغَت حساب ‪.‬‬

‫انوجه انرابس ‪ :‬أف ا‪١‬تؤمش إذا تكلم بكبلـ ‪ ،‬فنٯتانو رينة على أنو مل ييرد ا‪١‬تعٌت ٌ‬
‫الضار ُب اعتقػاده ‪ ،‬ك‬
‫أنو ال يعتقد ذلك ‪ ،‬السيما رائش كبلمو ‪.‬‬
‫‪- 33 -‬‬
‫كىذا العامل النامم‪-‬اإلماـ البوصَتم‪ -‬يقوؿ ُب صيدتو – بعد كم بيت ‪: -‬‬
‫جاىك يب‬
‫رسوؿ اهلل ي‬
‫كلش يضيق ى‬
‫إذا الكرًن ٕتلٌى باسم منتقم‬
‫فمش ىذا يعلم ‪ :‬أف صاحإ " ال دة " ُب ولو ‪:‬‬
‫إف مل يكش ُب معادم آكذان بيدم …‪..‬‬
‫م ػراده‪ :‬مػػش حيػػث الشػػفاعة ‪ ،‬ال اسػػتقبلال عػػش اهلل ‪،‬ألف كػػل مػػؤمش ال يعتقػػد ىػػذا ‪ ،‬كإف أ لقػػو كمل‬
‫يقيٌده بالشفاعة ‪ ،‬ألف ا‪١‬تراد هبا ‪.‬‬
‫انوجه انفاعس ‪ :‬أف ىذا الرجل‪-‬الوىايب‪ -‬ينكر نسبة اإلنقاذ مش النار بالفعل لرسػوؿ اهلل صػلى اهلل‬
‫عليو كعلى آلو كسلم ‪ ،‬ألنػو غػَت اهلل ‪ .‬ك يقػوؿ ‪ « :‬إف اهلل نفػى اإلنقػاذ عنػو بقولػو ‪ { :‬أفأنػت تنقػذ‬
‫مش ُب النار } " الزمر ‪ .»1:‬اىػ‪.‬‬
‫كلكنو‪ٞ -‬تهلو‪ -‬يذكر األحاديث الصنينة الػيت فيهػا نسػبة اإلنقػاذ مػش النػار إىل النػاس مػش ػري ‪،‬‬
‫كال يدرم أهنا ر ٌادة عليو م ٌدعاه الذم يدعيو !!‪.‬‬
‫إذ يقاؿ ‪ :‬كي نفى اهلل اإلنقاذ عش نبيو صلى اهلل عليو كسلم ‪ ،‬كأثبتػو أل اربػو مػش ػري ُب ولػو‬
‫صلى اهلل عليو كعلى آلو كسلم ‪ " :‬أنق وا أنظي م مش النار ‪ ،‬يا فا مة ‪ :‬أنق ي نفسك مػش النػار‬
‫…" ؟!! فننو صلى اهلل عليو كعلى آلو كسلم نسإ اإلنقاذ مش النار ‪٢‬تم ؟!! ‪.‬‬
‫فنف لت ‪ :‬إف النش صلى اهلل عليو ك آلو كسلم أراد ‪ُ :‬كونوا سببا –يا رابيت ك يا فا مة‪ُ -‬ب إنقػاذ‬
‫أنفسكم مش النار بأف تيسلموا ‪.‬‬
‫قبنا ‪ :‬ككذلك إ بلؽ كبلمنا ‪ ،‬كن بلؽ كبلمك ‪ ،‬فمرادنا بقولنا ‪:‬‬
‫ك منقذم مش عذاب اهلل كاألمل …‬
‫أم‪ :‬متسببان ُب إنقاذم ‪ ،‬أك منقذم بفعلو بأمر اهلل تعاىل ك إكرامو لو ‪ ،‬كما تقدـ ُب األحاديث ‪.‬‬
‫ك ولو ثانيان ‪:‬‬
‫أك شافعان أل ‪٦‬تا د جنيت …‬
‫فهذه شفاعة أكرل غَت شفاعة اإلنقاذ ‪ ،‬بل استغفار للذنإ ‪.‬‬
‫‪- 34 -‬‬
‫ػػاؿ تعػػاىل ‪ { :‬كاسػػتغفر لػػذنبك كللمػػؤمنُت } " ‪٤‬تمػػد ‪ ، " 1:‬ك ػػاؿ تعػػاىل ‪ { :‬كلػػو أهنػػم إذ‬
‫ملموا أنفسهم جاءكؾ فاسػتغفركا اهلل كاسػتغفر ‪٢‬تػم الرسػوؿ لوجػدكا اهلل توابػان رحيمػان } " النسػاء ‪75‬‬
‫"‪.‬‬
‫فاألكىل شفاعة فعلية ‪ ،‬بأف ٮترجو مش العذاب بعػد ك وعػو فيػو ‪ ،‬كال انيػة شػفاعة وليػة بػأف ٭تػوؿ بػُت‬
‫ا‪١‬تذنإ كبُت ا‪١‬تؤاكذة ‪ .‬كىذا ماىر ‪.‬‬
‫انوجه انيادس ‪ :‬مش كجوه بطبلف اعًتاض ىذا الرجل ‪ : -‬أنو استدؿ ب يات القرآف على ما ا ٌدعػاه‬
‫أف اإلنقػاذ ال يينسػػإ إىل النػش صػػلى اهلل عليػػو كعلػى آلػػو كسػلم لقولػػو تعػػاىل ‪ { :‬أفأنػت تنقػػذ مػػش ُب‬
‫النار } " الزمر ‪ ، " 1:‬كأف ىذا استفهاـ إنكار ‪ ،‬يعٍت ‪ :‬أنت ال تنقذ مش ُب النار ‪.‬‬
‫فانظركا يا أمة اإلسبلـ إىل ىذا الذم ي ٌدعي االجتهاد!! ‪ ،‬ك أنو على مذىإ يأكذ مش الكتػاب‬
‫كالسنة!!‪ ،‬كىو ال يعرؼ معٌت الكتاب كال السنة ؟!! ‪.‬‬

‫فهمت؟! ك أنو ال ينقذ مطلقان‬


‫ى‬ ‫فنقوؿ نه ‪ :‬ىل فهم النش (صلى اهلل عليو ك سلم) اإل بلؽ كما‬
‫حىت أنو ال يينسإ اإلنقاذ إليو؟! ‪ ..‬فنف اؿ ‪ :‬فهم النش (صلى اهلل عليو ك سلم) اإل بلؽ ‪.‬‬
‫نقوؿ نه ‪ :‬فكي يٮت ُب أحاديث الشفاعة أنو ينطلق فييخػرج مػش النػار مػش ُب لبػو م قػاؿ حبػة‬
‫مش كردؿ مش كَت ؟!!! ‪ .‬ككي ‪٬‬توز أف يقوؿ لربػو ‪ " :‬أمػيت ‪ ،‬أمػيت " ‪ ،‬كىػو أنػزؿ عليػو ‪" :‬أفأنػت‬
‫تنق ػػذ م ػػش ُب الن ػػار" ؟!! ككي ػ ج ػػاز ل ػػو ص ػػلى اهلل علي ػػو ك آل ػػو كس ػػلم أف يق ػػوؿ أل ارب ػػو ‪ " :‬أنق ػػذكا‬
‫أنفسكم مش النار " ؟!! ك ىو يعتقد أف اإلنقاذ مش النار ال يكوف إال مش اهلل؟!!‬
‫لو رب مش اهلل كقربو كال كسيلة‬ ‫يكوف غَته منقذان كىو كافر لي‬ ‫فنذا كاف ىو ال ينقذ‪ ،‬فكي‬
‫كوسيلتو؟؟!!‬
‫بل النش (صلى اهلل عليو ك سلم) ما فهم اإل بلؽ ‪ ،‬بل فهػم التخصػين بقػوـ معيٌنػُت‪ -‬ال ينقػذىم‬
‫مش النار‪ -‬ألجل حكم اهلل بعلمو األزأل ببقائهم على الكفر كأهنم ال يؤمنوف ‪ ،‬كما اؿ اهلل تعػاىل ‪:‬‬
‫{ أأنذرنم أـ مل تنذرىم ال يؤمنػوف } " البقػرة ‪ ، " 7‬ككمػا ػاؿ تعػاىل ‪ { :‬إف الػذيش حقػت علػيهم‬
‫كلمت ربك ال يؤمنوف كلو جاءنم كل آية حىت يركا العذاب األليم } " يون ‪. " :7‬‬
‫اب } اؿ ابش عباس رضي اهلل عنهما‪:‬‬ ‫اؿ البغوم ر‪ٛ‬تو اهلل ُب تفسَته‪ { « :‬أىفىمش حق ىعلىٍي ًو ىكلًمةي الٍع ىذ ً‬
‫ى ى‬ ‫ىٍ ى‬
‫مش سبق ُب علم اهلل أنو مش أىل النار‪ .‬ك يل‪ :‬كلمة العذاب ولو‪" :‬ألمؤلف جهنم"‪ ،‬ك يل‪ :‬ولو‪" :‬ىؤالء‬
‫ت تيػٍن ًق يذ ىم ٍش ًُب النا ًر } أم‪ :‬ال تقدر عليو‪ .‬اؿ ابش عباس‪ :‬يريد أبا ‪٢‬تإ‬‫ُب النار كال أباأل" ‪ { .‬أىفىأىنٍ ى‬
‫ككلده‪ .».‬اىػ‬
‫‪- 35 -‬‬
‫فمعػػٌت { أفأنػػت تنقػػذ مػػش ُب النػػار } ‪ :‬أفأنػػت نػػديهم إىل اإلسػػبلـ كىػػم ‪٦‬تػػش كتػػإ اهلل علػػيهم‬
‫الشقاكة كالكفر األبدم ؟!!‬
‫حق عليو كلمة العذاب) دا ٌؿ على ذلك ‪.‬‬
‫كأكؿ ا ية(أفمش ٌ‬
‫فػػنذا كانػػت ا يػػة نازلػػة ُب ‪٥‬تصوصػػُت مػػش الكفػػار ‪ ،‬كيػ ‪٬‬تػػوز أف ييسػػتدؿ هبػػا علػػى عػػدـ إنقػػاذ‬
‫النػػش (صػػلى اهلل عليػػو ك سػػلم) ألمتػػو ا‪١‬تػػؤمنُت مػػش النػػار ؟!! كىػػو (صػػلى اهلل عليػػو ك سػػلم) ػػد أثبػػت‬
‫لنفسو كللمؤمنُت إكراج عصاة أمتو مش النار !!!‬
‫فمػش ىػذا يتبػُت‪ :‬أف كػػل عػي هػػلا اننبػي (صػػبى اهلل بيػه و سػػبم) إنػى اإلسػػالـ ‪ ،‬أو اهتػلى بػػه‬
‫إنى ذوـ انقياع ‪ ،‬فقل أنق عي اننار ‪ ،‬وهو ان ي نم تح ّب بيه كبم انو اب ‪.‬‬
‫ك الدليل عليو ‪ :‬ولو صلى اهلل عليػو ك علػى آلػو كسػلم لقرابتػو ‪ " :‬أنقػذكا أنفسػكم مػش النػار " أم ‪:‬‬
‫أسلموا كآمنوا يب‪.‬‬
‫ك ػػد أ بػػق ا‪١‬تفسػػركف علػػى أف آيػػة ‪ { :‬أفأنػػت تنقػػذ مػػش ُب النػػار } نازلػػة ُب ىدايػػة النػػش صػػلى اهلل‬
‫عليو ك آلو كسلم لبع مش حكم اهلل عليهم بعدـ إٯتاهنم ‪ ،‬ك إال فالنش صػلى اهلل عليػو كسػلم حػُت‬
‫نزلػػت ا يػػة عليػػو ىػػو حػػي حاضػػر ػػادر علػػى إيقػػاع الفعػػل – كمػػا ىػػو ػػوؿ ىػػذا الرجػػل كأشػػياعو –‬
‫كلي مراد اهلل با ية أف النش (صلى اهلل عليو ك سلم) ينقذ بع مػش ُب النػار ُب ا كػرة‪ ،‬بػل مػراده‬
‫إنقاذه ُب الدنيا مش جهة ا‪٢‬تداية ‪.‬‬
‫كُب " السػػَتة النبويػػة " عػػش ابػػش إسػػناؽ‪ 1‬بسػػنده إىل حسػػاف بػػش ثابػػت رضػػي اهلل تعػػاىل شػػاعر النػػش‬
‫صلى اهلل عليو كعلى آلو ك سلم مش صيدة يرثيو هبا بعد موتو ‪:‬‬
‫و ذُنق عي هوؿ انفزاذا وذُرش ُل‬ ‫ذلؿ بى انرفمي عي ذقتلي به‬ ‫ّ‬
‫تييير عا ذتش ّل ُد‬ ‫فمي نل‬ ‫ِ‬ ‫بحمبه‬
‫ُ‬ ‫أعر نم ذقوعوا ْ‬ ‫و إف ناب ٌ‬
‫ػش صػػلى اهلل عليػػو كعلػػى آلػػو‬
‫فقػػد كص ػ حسػػاف رضػػي اهلل تعػػاىل عنػػو ‪ -‬كىػػو صػػنايب جليػػل‪ -‬النػ ى‬
‫كسلم بأنو يينقذ مش ىوؿ ا‪٠‬تزايا ‪ ،‬كأف ذلك بسبإ داللتو كىدايتو مش يقتدم بو كيتٌبعو ‪.‬‬
‫ػردف الػػر‪ٛ‬تش بضػػر ال تغ ػ ًش عػػٍت‬
‫وأعػػا اسػػتلالؿ اننجػػلي بقولػػو تعػػاىل عػػش صػػاحإ ي ػ ‪ { :‬إف يػ ٍ‬
‫شفاعتهم شيئان كال ينقذكف } ‪.‬‬

‫‪ _ 1‬سَتة ابش ىشاـ (‪ ،)99777‬ك السَتة النبوية البش ك َت (‪.)59668‬‬


‫‪- 36 -‬‬
‫فػانهروا هػػل ذصػػلر هػ ا عػػي عجنػػوف ؟! فػنف ىػػذه ا يػة نازلػػة ُب األصػناـ الػػيت اٗتػذىا الكفػػار‬
‫آ‪٢‬تة كأربابان مش دكف اهلل تعاىل ‪ .‬اؿ تعاىل ‪ { :‬أأٗتذ مش دكنو آ‪٢‬تة إف يردف الر‪ٛ‬تش بض ور } ا ية ‪.‬‬
‫اؿ ا‪١‬تفسركف ‪-‬كمنهم البغوم ر‪ٛ‬تو اهلل تعاىل‪ : -‬أم ال شفاعة ‪٢‬تا فتيغٍت ‪.‬‬
‫فاألصػػناـ ال تيع ػ ٌد مػػش أىػػل الشػػفاعة ‪ ،‬حػػىت تيقػػاس بصػػاحإ الشػػفاعة العظمػػى (صػػلى اهلل عليػػو ك‬
‫سلم) ‪.‬‬
‫فمػػا ىػػذه البشػػاعة كالشػػناعة يػػا عظػػيم الصػػقاعة ؟!!! ‪ ،‬فهػػل يسػػتدؿ مػػش لػػو أدىن ٘تييػػز ‪ -‬علػػى عػػدـ‬
‫شفاعة النش (صلى اهلل عليو ك سلم) كإنقاذه ألمتو‪ٔ -‬ت ػل ىػذا الػدليل البا ػل العا ػل الػذم يسػاكم‬
‫فيو األصناـ بسيد األناـ عليػو أفضػل الصػبلة كالسػبلـ ؟! بعػد مػا أكػ تعػاىل نبيػو (صػلى اهلل عليػو ك‬
‫سػػلم) بقولػػو ‪ { :‬كلسػػوؼ يعطيػػك ربػػك فًتضػػى } " الضػػنى ‪ ، " 6‬كبقولػػو ‪ { :‬عسػػى أف يبع ػػك‬
‫ربك مقامان ‪٤‬تمودان } " اإلسراء ‪ " 8:‬كىي مقاـ الشفاعة ؟!! ‪.‬‬
‫كأك النػش (صػلى اهلل عليػو ك سػلم) ُب األحاديػث الصػنينة الػيت بلغػت مبلػغ التػواتر ‪ ،‬أنػو الشػافع‬
‫ا‪١‬تش ٌفع ُب أمتو ‪ ،‬كُب غػَتىم ‪ ،‬كمػا ُب الشػفاعة العظمػى كعمػوـ الشػفاعة ُب ا يػات القرآنيػة ‪ ،‬حػىت‬
‫أ‪ٚ‬تع عليها أىل السنة كا‪ٞ‬تماعة ‪ ،‬كال ينكر الشفاعة إال ا‪٠‬توارج كا‪١‬تعتزلة ‪.‬‬
‫نن ُب أف مش أراده اهلل بضر فبل‬
‫إنكار الشفاعة بالكلية ‪ ،‬لقولو ‪{:‬كىذا ه‬
‫كماىر كبلـ ىذا الرجل ‪ ،‬ي‬
‫منقذ لو كال شفيع}‪.‬اىػ‬
‫كمعلػػوـ أف مػػش اسػػتوجإ العػػذاب مػػش ا‪١‬تسػػلمُت ‪ ،‬أك دكػػل فيػػو ‪ ،‬كشػػفع فيػػو األنبيػػاء كا‪١‬تبلئكػػة أك‬
‫ا‪١‬تؤمنوف ‪ ،‬ال شك أف اهلل أراده بض ور ألنو ع ٌذبو‪ ،‬ك[مع ذلك] نفعتو شفاعة الشافعُت ‪.‬‬
‫اؿ البغوم ر‪ٛ‬تػو اهلل تعػاىل ُب ولػو تعػاىل ‪ { :‬ػالوا مل نػك مػش ا‪١‬تصػلُت كمل نػك نطعػم ا‪١‬تسػكُت‬
‫ككنػػا ‪٩‬تػػوض مػػع ا‪٠‬تائضػػُت ككن ػػا نك ػ ٌذب بيػػوـ الػػديش حػػىت أتان ػػا اليقػػُت فمػػا تػػنفعهم ش ػػفاعة‬
‫الشافعُت } " ا‪١‬تدثر ‪:" 59 – 54‬‬
‫« اؿ ابػش مسػعود رضػي اهلل تعػاىل عنػو ‪ " :‬يشػفع ا‪١‬تبلئكػة كالنبيػوف كالشػهداء كالصػا‪ٟ‬توف ‪ ،‬ك‪ٚ‬تيػع‬
‫ا‪١‬تؤمنُت ‪ ،‬فبل يبقى ُب النار إال أربعة " ‪ٍ ،‬ب تبل ولو تعاىل ‪ { :‬الوا مل نك مػش ا‪١‬تصػلُت } إىل ولػو‬
‫{ ككنا نكذب بيوـ الديش } ‪.‬ك اؿ عمراف بش حصػُت رضػي اهلل تعػاىل عنػو ‪ " :‬الشػفاعة لكػل أحػد‬
‫دكف ىؤالء الذيش تسمعوف " ‪.‬‬
‫كساؽ البغوم ر‪ٛ‬تو اهلل تعاىل بسنده إىل أن رضي اهلل تعاىل عنو اؿ ‪ " :‬اؿ رسوؿ اهلل (صلى اهلل‬
‫عليو ك سلم) يص أىل النار ‪ " :‬فيعذبوف ‪ ،‬اؿ ‪ :‬فيمر الرجػل مػش أىػل ا‪ٞ‬تنػة فيقػوؿ الرجػل مػنهم‬
‫‪- 37 -‬‬
‫‪ :‬يػػا فػػبلف ‪ ،‬فيقػػوؿ ‪ :‬مػػاذا تريػػد ؟ فيقػػوؿ ‪ :‬أمػا تػػذكر رجػبلن سػػقاؾ يػػوـ كػػذا ككػػذا ؟ ػػاؿ ‪ :‬كإنػػك‬
‫ألنت ىو ؟ فيقوؿ ‪ :‬نعم ‪ ،‬فيشفع لو " ‪ .‬ا‪ٟ‬تديث " »‪ .‬انتهى كبلـ البغوم ‪.‬‬
‫فكيػ ‪٬‬تػػوز ‪١‬تسػػلم إنكػػار الشػػفاعة ‪ ،‬كىػػو ي ػ ٌدعي أنػػو مػػش أىػػل السػػنة كا‪ٞ‬تماعػػة كيسػػتدؿ عليػػو ب يػػة‬
‫األصناـ ا‪١‬تتخذة أربابان ؟!‬
‫اؿ النوكم ر‪ٛ‬تو اهلل تعاىل ُب " شرح صنيح مسلم " ‪:‬‬
‫{ اؿ القاضي عياض ر‪ٛ‬تو اهلل تعاىل ‪ :‬مذىإ أىػل السػنة ‪ ،‬جػواز الشػفاعة عقػبلن ‪ ،‬ككجوهبػا ‪ٝ‬تعػان‬
‫بصريح ا يات كا ثار اليت بلغت ‪٣‬تموعها حػد التػواتر ‪،‬بصػنة الشػفاعة ُب ا كػرة ‪١‬تػذنش ا‪١‬تػؤمنُت ‪.‬‬
‫كأ‪ٚ‬تػػع السػػل الصػػا كمػػش بعػػدىم مػػش أىػػل السػػنة عليهػػا ‪ ،‬كمنعػػت ا‪٠‬تػوارج كبعػ ا‪١‬تعتزلػػة منهػػا ‪،‬‬
‫كتعلٌقوا ٔتذاىبهم ُب ٗتليد ا‪١‬تؤمنُت ُب النار ‪ ،‬كاحتدوا بقولو تعاىل ‪ { :‬فما تنفعهم شفاعة الشػافعُت‬
‫} ‪ ،‬كبقوؿ اهلل تعاىل ‪ { :‬ما للظا‪١‬تُت مش ‪ٛ‬تيم كال شفيع يطاع } " غافر ‪ ، " 19‬كىذه ا يات ُب‬
‫الكف ػػار ‪ .‬كأم ػػا ت ػػأكيلهم األحادي ػػث بكوهنػ ػا ُب زي ػػادة ال ػػدرجات ‪ ،‬فبا ػػل ‪ ،‬كألف ػػاظ األحادي ػػث ُب‬
‫الكتاب كغَته صر٭تة ُب بطبلف مذاىبهم ‪ ،‬كإكراج مش استوجإ النار }‪ .‬انتهى ‪.‬‬
‫أقوؿ ‪ :‬كمل ٮتتل أحد مش أىل السنة عش ىذا ‪ ،‬كما ُب ‪ٚ‬تيع كتبهم ‪ ،‬كاهلل تعاىل أعلم ‪.‬‬
‫وأعا استلالنه بقولو تعاىل ‪ { :‬يوـ ال ٘تلك نف لػنف شػيئان } ا يػة " االنفطػار ‪ ، " 1:‬فهػي ُب‬
‫الػػنف الكػػافرة ‪ ،‬فنهنػػا ال شػػفاعة ‪٢‬تػػا ‪ .‬ػػاؿ البغػػوم‪-‬ك غػػَته ‪ -1‬ر‪ٛ‬تػػو اهلل تعػػاىل ُب تفسػػَته ‪ " :‬ػػاؿ‬
‫مقاتل‪:‬أم ال ٘تلك نف لنف كافرة شيئان"‪.‬اىػ ‪.‬‬
‫كلػػي كبلمنػػا ُب الكػػافر ‪ ،‬بػػل كبلمنػػا ُب شػػفاعة النػػش ( صػػلى اهلل عليػػو ك سػػلم ) ُب أمتػػو ‪ .‬كي ػ‬
‫ك د اؿ اهلل تعاىل ُب حقو ‪ { :‬كمػا أرسػلناؾ إال ر‪ٛ‬تػة للعػا‪١‬تُت } " األنبيػاء ‪ ،" 1/8‬فلعمػوـ النػاس‬
‫الر‪ٛ‬تػػة ُب الػػدنيا برفػػع العػػذاب كا‪١‬تسػ كا‪٠‬تس ػ ‪ ،‬كُب ا كػػرة الشػػفاعة العظمػػى مػػش ىػػوؿ ا‪١‬تو ػ ‪،‬‬
‫ك‪٠‬تصوص أمتو ُب الدنيا هبدايتهم بو ‪ ،‬كُب ا كرة بشفاعتو بأنواعها ا‪٠‬تمسة ا‪١‬تتقدمة ‪.‬‬
‫وأعا استلالنه بقولو تعاىل ‪ { :‬لي لك مش األمر شيء } " آؿ عمراف ‪. " 199‬‬
‫فيقاؿ ‪ :‬ىذه ا ية نازلة ُب أناس مش الكفار ‪ ،‬كانوا آذكا النش (صلى اهلل عليو ك سػلم) فػدعا علػيهم‬
‫با‪٢‬تبلؾ ‪ ،‬ككاف علم اهلل أف فيهم مش يؤمش فقاؿ ‪ { :‬لي لػك مػش األمػر شػيء أك يتػوب علػيهم أك‬
‫يعػػذهبم } ‪ ،‬فهػػذه ا يػػة ُب نػػاس ‪٥‬تصوصػػُت ‪ ،‬ك‪٨‬تػػش كبلمنػػا ُب نفػػع النػػش (صػػلى اهلل عليػػو ك سػػلم)‬
‫ألمتو بالشفاعة ‪ ،‬فقد أك ه اهلل تعاىل بقولو ‪ { :‬كلسوؼ يعطيك ربك فًتضى } ‪ .‬كأنزؿ لو ج يػل‬

‫‪ _ 1‬اؿ ا‪٠‬تازف ُب تفسَته‪ { { :‬يوـ ال ٘تلك نف لنف شيئان } أم ال ٘تلك نف كافرة شيئان مش ا‪١‬تنفعة } اىػ‬
‫‪- 38 -‬‬
‫‪1‬‬
‫عليو السبلـ ‪ ،‬ٮت ه عش ربػو ‪ " :‬إنػا سنرضػيك ُب أمتػك كال نسػوؤؾ " ‪ ،‬كمل يقػل اهلل تعػاىل ىنػا‬
‫‪ :‬لي لك مش األمر شيء ‪.‬‬
‫وأعػػا اسػػتلالنه بقولػػو صػػلى اهلل عليػػو كعلػػى آلػػو كسػػلم لقرابتػػو ك بضػػعتو ‪ " :‬ال أغػػٍت عػػنكم مػػش اهلل‬
‫شيئان " ‪.‬‬
‫فمعناه ‪ :‬إذا مل تؤمنوا باهلل كبرسولو ال أغػٍت عػنكم مػش اهلل تعػاىل ‪ .‬بػدليل ولػو صػلى اهلل عليػو كعلػى‬
‫آلو كسلم ‪ " :‬أنقذكا أنفسكم مش النار " يعٍت ‪ :‬باإلسبلـ ك اإلٯتاف يب ‪.‬‬
‫ػذر عشػَتتك األ ػربُت } " الشػػعراء‬ ‫كىػػذا الػػو صػػلى اهلل عليػػو كعلػػى آلػػو كسػػلم ‪١‬تػٌا نػػزؿ عليػػو ‪ { :‬كأنػ ٍ‬
‫‪ ،" 915‬كمػػا ُب البخػػارم ك " تفسػػَت البغػػوم "ك غػػَته ‪ .‬ك النػػذارة لؤل ػربُت ‪ ،‬إ‪٪‬تػػا ىػػي دعػػاؤىم إىل‬
‫اإلسػػبلـ ‪ ،‬ب ػػدليل آكػػر ا ي ػػة كىػػي ول ػػو تعػػاىل ‪ { :‬ف ػػنف عصػ ٍػوؾ فق ػػل إين بػػرمء ‪٦‬ت ػػا تعمل ػػوف } "‬
‫الشعراء ‪ . " 917‬اؿ البغوم ‪" :‬برمء مش الكفر كعبادة غَت اهلل" ‪.‬اىػ‬
‫كبػػدليل مػػا ُب " البخػػارم " أنػػو صػػلى اهلل عليػػو كعلػػى آلػػو كسػػلم صػػعد علػػى الصػػفا ‪ ،‬فهتػ بقبائػػل‬
‫ػري بيلػػة بيلػػة ‪ ،‬ك ػػاؿ ‪٢‬تػػم ‪ " :‬إين نػػذير لكػػم بػػُت يػػدم عػػذاب شػػديد "‪ ،‬فنفػػركا كضػػنكوا منػػو ‪،‬‬
‫ك اؿ أبو ‪٢‬تإ ‪ :‬تبان لك ‪ ،‬أ‪٢‬تذا ‪ٚ‬تعتنا ؟ ‪ ،‬فلم يقبلوا منو النذارة ‪ ،‬كأنزؿ اهلل تعاىل فيو ‪ { :‬تبٌت يػدا‬
‫أيب ‪٢‬تإ كتإ } إىل آكر السورة‪.‬‬
‫كُب " السَتة ا‪ٟ‬تلبية " ُب ذكر ‪ { :‬كأنذر عشَتتك األ ربُت } ػاؿ ‪ { :‬كُب ركايػة الصػنينُت " أنػو‬
‫ككن ‪ ،‬ك اؿ ‪ " :‬يا بػٍت كعػإ ‪ ،‬أنقػذكا‬ ‫ٌ‬ ‫فعم‬
‫صلى اهلل عليو كعلى آلو كسلم دعا ريشان فاجتمعوا ‪ٌ ،‬‬
‫أنفسكم مش النػار ‪ .‬يػا بػٍت م ٌػرة ‪ ،‬أنقػذكا أنفسػكم مػش النػار " إىل آكػر القبائػل ‪ٍ ،‬ب ػاؿ ‪ " :‬فػنين ال‬
‫أملػػك مػػش الػػدنيا منفعػػة ‪ ،‬كال مػػش ا كػػرة نصػػيبان إال أف تقول ػوا ‪ :‬ال إلػػو إال اهلل ‪ ،‬غػػَت أف لكػػم ر‪ٛ‬ت ػان‬
‫سأبلٌها بببل‪٢‬تا "‪ .‬أم ‪ :‬أصلها بالدعاء }‪ .‬انتهى‬
‫ػدؿ علػػى أف مقصػػوده بقولػػو ‪ " :‬ال أغػػٍت عػػنكم مػػش اهلل شػػيئان " ‪ ،‬أم إف مل تقولػوا ‪ :‬ال إلػػو إال اهلل‬
‫فػ ٌ‬
‫كتؤمنػوا يب‪ .‬كمعلػوـ أنػو صػلى اهلل عليػو كآلػو كسػلم ال يغػٍت عػش الكفػار شػيئان ‪ ،‬كأمػا بعػد اإلٯتػاف فهػو‬

‫اص ؛‬ ‫ص ًرم ‪ ،‬ىع ٍش ىعٍب ًد اهللً بٍ ًش ىع ٍم ًرك بٍ ًش الٍ ىع ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫_ ىع ٍش ىعٍبد الر ٍ‪ٛ‬تىاف بٍ ًش يجبىػ ٍوَت الٍم ٍ‬
‫‪1‬‬

‫اس فى ىم ٍش تىبً ىع ًٍت فىنًنوي ًمٍت ) ا ية‪،‬‬ ‫ىضلىلٍ ىش ىكً نَتا ًم ىش الن ً‬ ‫ً ً ً‬ ‫ً‬
‫يم ‪ ( :‬ىرب إًنػ يهش أ ٍ‬ ‫{أىف النًش صلى اهلل عليو كسلم تىبلى ىػ ٍو ىؿ اهلل ‪ ،‬ىعز ىك ىجل ‪ُ ،‬ب إبٍػىراى ى‬
‫اؿ ‪ :‬انبَّ ُه َّم أ َُّعتِي‬
‫يم )‪ ،‬فىػىرفى ىع يى ىديٍ ًو ‪َ ،‬وقَ َ‬ ‫ك أىنٍت الٍع ًزيز ٍ ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ا‪ٟ‬تىك ي‬ ‫اد ىؾ ىكإً ٍف تىػغٍف ٍر ى‪٢‬تي ٍم فىًنن ى ى ى ي‬ ‫يسى ىعلىٍيو السبلى يـ‪ ( :‬إً ٍف تيػ ىعذبٍػ يه ٍم فىًننػ يه ٍم عبى ي‬ ‫ىكىوؿ ع ى‬
‫يل ‪ ،‬ىعلىٍي ًو الصبلىةي‬ ‫ًً‬ ‫ك أ ٍىعلى يم ‪ ،‬فى ىس ٍلوي ىما يػيٍبكً ى‬
‫و‬
‫إ إً ىىل ي‪٤‬تىمد ‪ ،‬ىكىرب ى‬ ‫ًً‬ ‫أ َُّعتِي ‪ ،‬ىكبى ىكى ‪ ،‬فىػ ىق ى‬
‫يك ؟ فىأىتىاهي ج ٍ ي‬ ‫يل ‪ ،‬ا ٍذ ىى ٍ‬‫اؿ اهللي ىعز ىك ىجل ‪ :‬يىا ج ٍ ي‬
‫إ إً ىىل ي‪٤‬تىم ود فىػ يق ٍل ‪ :‬إِنَّا‬
‫يل ‪ ،‬ا ٍذ ىى ٍ‬ ‫ًً‬
‫اؿ اهللي ‪ :‬يىا ج ٍ ي‬ ‫أعلى نم ‪ ،‬فىػ ىق ى‬
‫اؿ ‪ ،‬ىكيى ىو ٍ‬ ‫وؿ اهللً صلى اهلل عليو كسلم ًٔتىا ى ى‬ ‫ىكبىػىرهي ىر يس ي‬
‫ىكالسبلى يـ ‪ ،‬فى ىسألىوي ‪ ،‬فىأ ٍ‬
‫يوُؤ َؾ‪}.‬اىػ أكرجو مسلم ‪.)51:(149/1‬‬ ‫ك ‪َ ،‬والَنَ ُ‬ ‫يك فِي أ َُّعتِ َ‬
‫ض َ‬ ‫سنُػر ِ‬
‫َْ‬
‫‪- 39 -‬‬
‫ييغٍت بالشفاعة ال ابتة لو صلى اهلل عليو كآلو كسلم كما تقػدـ مػش ا يػات كاألحاديػث كاإل‪ٚ‬تػاع ‪،‬‬
‫ككي ال يغػٍت النػش صػلى اهلل عليػو كآلػو كسػلم عػش رابتػو ك بضػعتو‪1‬مػش اهلل شػيئان ‪ ،‬ك ػد أنػزؿ اهلل ُب‬
‫حػػق أىلػػو كبضػػعتو كآلػػو ‪ { :‬إ‪٪‬تػػا يريػػد اهلل ليػػذىإ عػػنكم الػػرج أىػ ىػل البيػػت كيطهػػركم تطه ػَتان } "‬
‫ػن اهلل‬
‫األحػزاب ‪ ، " 44‬فهػػل ىػػذا إال ألجلػػو صػػلى اهلل عليػػو كآلػػو كسػػلم ككرامتػػو علػػى ربػػو ؟! ‪ ،‬كػ ٌ‬
‫ٮتن بو أحدا مش أمتػو ‪،‬أك كيػ يقػاؿ ‪ :‬ال يغػٍت عػنهم شػيئان ؟ كىػو‬ ‫آؿ بيتو ‪-‬بعد اإلٯتاف‪ٔ -‬تا مل ٌ‬

‫صبَّى انبَّهُ َبَْي ِه‬ ‫ع وِعنْهُ ا ِالنْتِماء إنَى َشجرةِ رس ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وؿ انبَّه َ‬ ‫َّي ِ َ‬‫_ اؿ ا‪ٟ‬تافظ ابش حدر ُب "التلخين ا‪ٟ‬تبَت"‪ { :‬ىػ ٍوليوي ‪ :‬في َش َرؼ انن َ‬
‫‪1‬‬
‫ََ َ ُ‬ ‫َُ‬
‫ع ُع ْنػ َق ِط ٌس َّإال َسبَبِي‬
‫ع َو َسبَ ٍ‬‫يٍ‬
‫يث ‪ُ { :‬كل نَ َ‬
‫ً‬
‫يم ًة ‪ ،‬ىك ىسبى ىق ىحد ي‬‫ً ً ً ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫َّ‬
‫َو َسب َم ‪ ،‬ىك ىعلىٍيو بػى ىٌت يع ىمىر د ىيوا ىف الٍ يم ٍرتى ًزىة ‪ .‬ىكى ٍد تىػ ىقد ىـ ُب ى ٍسم الٍ ىف ٍيء ىكالٍغىن ى‬
‫يبِي }اىػ‬ ‫َونَ َ‬
‫ابش لصفية عمة رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم فبكت عليو‬ ‫ك اؿ ا‪ٟ‬تافظ ا‪٢‬تي مي ُب "‪٣‬تمع الزكائد"‪ {:‬كعش ابش عباس اؿ‪ « :‬توَب ه‬
‫كصاحت فأتاىا النش صلى اهلل عليو كسلم فقاؿ ‪٢‬تا‪:‬؟ يا عمة ما يبكيك الت‪ :‬توَب ابٍت اؿ‪ :‬يا عمة مش توَب لو كلد ُب اإلسبلـ‬
‫فص بٌت اهلل لو بيتان ُب ا‪ٞ‬تنة‪ .‬فسكتت ٍب كرجت مش عند رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم‪ ،‬فاستقبلها عمر بش ا‪٠‬تطاب فقاؿ‪ :‬يا صفية‬
‫د ‪ٝ‬تعت صراكك‪ ،‬إف رابتك مش رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم لش تغٍت عنك مش اهلل شيئان ‪ ،‬فبكت فسمعها النش صلى اهلل عليو‬
‫كسلم ككاف يكرمها ك٭تبها فقاؿ‪ :‬يا عمة أتبكُت ك د لت لك ما لت؟! الت‪ :‬لي ذاؾ ما أبكاين يا رسوؿ اهلل استقبلٍت عمر بش‬
‫ا‪٠‬تطاب فقاؿ‪ :‬إف رابتك مش رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم لش تغٍت عنك مش اهلل شيئان‪ .‬اؿ‪ :‬فغضإ النش صلى اهلل عليو كسلم‬
‫باؿ أقواـ‬
‫فهدر ببلؿ بالصبلة ‪ ،‬فصعد ا‪١‬تن النش صلى اهلل عليو كسلم فنمد اهلل كأثٌت عليو ٍب اؿ‪ :‬عا ُ‬
‫ىدر بالصبلة‪ٌ ،‬‬
‫ك اؿ‪ :‬يا ببلؿ ٌ‬
‫ذز موف أف قرابتي ال تنظس؟! كل سبع ونيع عنقطس ذوـ انقياع إال سببي ونيبي فإنها عوصون في انلنيا واآلخرة! فقاؿ عمر‪:‬‬
‫أحببت أف يكوف أل منو سبإ‬‫ي‬ ‫فتزكجت أـ كل وـ بنت علي رضي اهلل عنهما ‪١‬تا ‪ٝ‬تعت مش رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم يومئذ‪،‬‬
‫ي‬
‫تقويو‪ ،‬منها ما ذكره ا‪٢‬تي مي ُب‬
‫كنسإ‪ .»..‬ركاه البزار كفيو ا‪ٝ‬تعيل بش ٭تِت بش سلمة بش كهيل كىو مًتكؾ‪ }.‬اىػ لكش لو شواىد ك َتة ٌ‬
‫علي ‪ :‬أال ننئوين؟! سموت رسوؿ اهلل صبى‬
‫"اجملمع" أيضا فقاؿ‪ {:‬عش جابر أنو ‪ٝ‬تع عمر بش ا‪٠‬تطاب يقوؿ للناس حُت تزكج بنت ٌ‬
‫اهلل بيه وسبم ذقوؿ‪ :‬ذنقطس ذوـ انقياع كل سبع ونيع إال سببي ونيبي‪ .‬ركاه الط اين ُب األكسط كالكبَت باكتصار ك رجا‪٢‬تما‬
‫رجاؿ الصنيح غَت ا‪ٟ‬تسش بش سهل كىو ثقة‪ .‬كعش ابش عباس أف رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم اؿ‪ :‬كل سبع ونيع عنقطس ذوـ‬
‫انقياع إال سببي ونيبي‪ .‬ركاه الط اين كرجالو ثقات‪}.‬اىػ‬
‫القدير شرح ا‪ٞ‬تامع الصغَت(ج‪/6‬ص‪( {: )57‬كل نسإ كصهر ينقطع يوـ القيامة إال نسش كصهرم)‬ ‫ك اؿ اإلعاـ انمناوي ُب في‬
‫اؿ ا‪١‬تصن [أم ا‪ٟ‬تافظ السيو ي]‪ :‬يل معناه أف أمتو ينسبوف إليو كأمم سائر األنبياء ال ينسبوف إليهم ك يل‪ :‬ذنتظس ذوعئ باننيب‬
‫إنيه وال ذنتظس بياةر امنياب و رجح بما ذكر في سبع انحلذث اآلتي بيانه؛ اؿ الطيش ‪ :‬كالنسإ ما رجع إىل كالدة ريبة مش‬
‫جهة ا باء كالصهر ما كاف مش كلطة تشبو القرابة ٭تدثها ا‪١‬تتزكج‪ .‬و بم به ا انحلذث ونحو هيم نظس االنتياب إنيه بيه‬
‫انيالـ وال ذوارضه عا في أخبار آخر عي فله مهل بيته بى خشي اهلل واتقاةه وطا ته وأنه ال ذغني نهم عي اهلل شيئا منه ال‬
‫ذمبك مفل نظوا وال ضرا ن ي اهلل ذمب ه نظس أقاربه فقونه ال أغني ن م شيئا أي بمجرد نظيي عي غير عا ذ رعني اهلل به عي‬
‫نحو شظا وعوظرة ففاطبهم ب نك ر اذ نمقاـ انتفوذف‪}.‬اىػ‬
‫‪- 41 -‬‬
‫‪1‬‬
‫صلى اهلل عليو كآلو كسلم ‪١‬تا نزلػت عليػو ىػذه ا يػة ‪ٚ ،‬تعهػم كجلٌلهػم بكسػائو ك ػاؿ ‪ " :‬اللهػم‬
‫أذىإ عنهم الرج ك ٌهرىم تطهَتا "‪.‬؟!‬
‫ىؤالء أىل بييت ‪ٍ ،‬‬
‫كل مش آمش بو صػلى اهلل عليػو ك سػلم فقػد ػاؿ‬ ‫فهل ىذا إغناء ك فائدة ‪٢‬تم أـ ال ؟! ‪ .‬بل ىو يغٍت ٌ‬
‫تع ػػاىل ‪ { :‬الن ػػش أىٍكىل ب ػػا‪١‬تؤمنُت م ػػش أنفس ػػهم } األح ػزاب ‪ . " 7‬ك ُب " البخ ػػارم " ع ػػش أيب ىري ػػرة‬
‫رضي اهلل تعاىل عنو أف النش صلى اهلل عليو كآلو كسلم اؿ ‪ " :‬ما مش مؤمش إال أنا ٍأكىل بو ُب الدنيا‬
‫كا ك ػػرة ‪ ،‬ا ػ ػرأكا إف ش ػػئتم ‪ { :‬الن ػػش ٍأكىل ب ػػا‪١‬تؤمنُت م ػػش أنفس ػػهم } " ‪ ،‬ا‪ٟ‬ت ػػديث ذك ػػره البغ ػػوم ُب‬
‫تفسَته‪.‬‬

‫أعا ا تراض ىذا ا‪١‬تعًتض على ولو ‪" :‬فن ٌف مش جودؾ الدنيا كضرنا …‪.".‬‬
‫فنن ػػو ى ػػذياف ‪٤‬تم ػػوـ ‪ ،‬أك ‪٫‬تهم ػػة ملد ػػوـ ‪ ،‬ك ال س ػػيما اس ػػتداللو بقول ػػو تع ػػاىل ‪ { :‬كإف لن ػػا لآلك ػػرة‬
‫كاألكىل } ‪.‬‬
‫فيقاؿ لو ‪ :‬ك مش اؿ لك إف ا كرة كاألكىل لغَت اهلل ؟! ‪ ،‬أفبل ‪٬‬توز أف ييعطي اهلل الدنيا ألحػد كىػو‬
‫‪٬‬تػػود هبػػا أك منهػػا ؟ ‪ ،‬أىىكلػػي كػػل الوجػػود[أم األرض كلهػػا] هلل ك ػػد ملٌكػػو اهلل لعبػػاده؟! ‪ ،‬كىػػل إذا‬
‫جادكا بو ٮترج عش كونو ماؿ اهلل ؟ ! ‪.‬‬
‫فما ىذا االعًتاض الفاسد ‪ ،‬كالعقل الكاسد ؟! ك ػد كرد أف الػدنيا كا كػرة يكلقػت ألجلػو صػلى اهلل‬
‫عليػػو كآلػػو كسػػلم ‪ ،2‬ك كرد ُب " البخػػارم " ‪ :‬أنػػو صػػلى اهلل عليػػو ك علػػى آلػػو كسػػلم أجػػود مػش الػريح‬

‫‪ _ 1‬اؿ ابش ك َت ُب تفسَتىا‪ ..{ :‬اؿ ابش جرير‪ :‬حدثنا ابش ‪ٛ‬تيد‪ ،‬حدثنا عبد اهلل بش عبد القدكس‪ ،‬عش األعم ‪ ،‬عش حكيم بش‬
‫يد اللو لًي ٍذ ًىإ عٍن يكم الرج أىىل الٍبػي ً‬
‫ت ىكييطىهىريك ٍم‬ ‫سعد اؿ‪ :‬ذكرنا علي بش أيب الإ عند أـ سلمة‪ ،‬فقالت‪ُ :‬ب بييت نزلت‪ { :‬إً‪٪‬تىا ييًر ي ي ي ى ى ي ٍ ى ٍ ى ى ٍ‬
‫تىطٍ ًه نَتا } ‪ .‬الت أـ سلمة‪ :‬جاء رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم إىل بييت فقاؿ‪" :‬ال تأذين ألحد"‪ .‬فداءت فا مة فلم أستطع أف‬
‫علي فلم‬‫أحدبها عش أبيها‪ٍ .‬ب جاء ا‪ٟ‬تسش فلم أستطع أف أحدبو عش أمو كجده‪ٍ ،‬ب جاء ا‪ٟ‬تسُت فلم أستطع أف أحدبو‪ٍ ،‬ب جاء ٌ‬
‫فأذىإ عنهم‬
‫ٍ‬ ‫أستطع أف أحدبو‪ ،‬فاجتمعوا فى ىدلٌلهم رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم بكساء كاف عليو‪ٍ ،‬ب اؿ‪" :‬ىؤالء أىل بييت‪،‬‬
‫الرج ك ٌهرىم تطهَتا"‪ .‬فنزلت ىذه ا ية حُت اجتمعوا على البساط‪ .‬الت‪ :‬فقلت‪ :‬يا رسوؿ اهلل‪ ،‬كأنا؟ الت‪ :‬فواهلل ما أنعم‪ ،‬ك اؿ‪:‬‬
‫"إنك إىل كَت"‪}.‬اىػ‬

‫_ قاؿ ابي تيمي في انظتاوى (‪ { :) :7 : 11‬ك د مهر ي‬


‫فضل نبينا على ا‪١‬تبلئكة ليلة ا‪١‬تعراج ‪١‬تا صار ٔتستول يسمع فيو صري‬ ‫‪2‬‬

‫األ بلـ ‪ ،‬كعبل على مقامات ا‪١‬تبلئكة ‪ ،‬كاهلل تعاىل أمهر مش عظيم درتو كعديإ حكمتو مش صا‪ٟ‬تي ا دميُت مش األنبياء كاألكلياء‬
‫مامل يظهر م لو مش ا‪١‬تبلئكة ‪ ،‬حيث ‪ٚ‬تع فيهم ما تفرؽ ُب ا‪١‬تخلو ات ‪ ،‬فخلق بدنو مش األرض كركحو مش ا‪١‬تؤل األعلى ‪ ،‬ك‪٢‬تذا يقاؿ ‪:‬‬
‫ىو العامل الصغَت ‪ ،‬كىو نسخة العامل الكبَت ‪ .‬وعحمل سيل ونل آدـ ‪ ،‬وأفالل انفبب ‪ ،‬وأكرعهم بيه ‪ ،‬وعي هنا قاؿ عي قاؿ ‪:‬‬
‫قمرا‪ .‬لكش لي ىذا‬
‫شميا وال ً‬
‫أرضا وال ً‬
‫إف اهلل خبب عي أجبه انوانم ‪ ،‬أو أنه نوال هو نما خبب ر ًشا‪ ،‬وال كرسيًا‪ ،‬وال سماء وال ً‬
‫‪- 40 -‬‬

‫صنينا كال ضعي نفا‪ ،‬كمل ينقلو أحد مش أىل العلم با‪ٟ‬تديث عش النش صلى اهلل عليو كسلم‪ ،‬بل‬ ‫ن‬ ‫حدي نا عش النش صلى اهلل عليو كسلم ال‬
‫ذظير بوجه صحيح ؛كقولو‪ { :‬ىك ىسخىر لى يكم ما ًُب‬ ‫كال يعرؼ عش الصنابة‪ ،‬بل ىو كبلـ ال ييدرل ائلو‪ .‬و[ن ي] ذم ي أف ّ‬
‫م ًُب الٍبى ٍن ًر بًأ ٍىم ًرًه ىك ىسخىر لى يك يم األىنٍػ ىه ىار ىك ىسخر لى يك يم‬ ‫ض} [ا‪ٞ‬تاثية ‪ ،]13:‬ك ولو‪ { :‬ىك ىسخر لى يكم الٍ يف ٍل ى ً ً‬ ‫ات ىكىما ًُب ٍاأل ٍىر ً‬ ‫السماك ً‬
‫ك لتى ٍدر ى‬ ‫ى ي‬ ‫ىى‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫وـ‬
‫نسا ىف لىظىلي ه‬
‫وىا إف اإل ى‬ ‫صى‬ ‫ت اللٌو الى يٍٖت ي‬ ‫ُت ىك ىسخىر لى يك يم اللٍي ىل ىكالنػ ىه ىار ىكآتىا يكم مش يكل ىما ىسأىلٍتي يموهي ىكإف تىػ يعدكاٍ ن ٍع ىم ى‬
‫الش ٍم ى ىكالٍ ىق ىمىر ىدآئبى ى‬
‫حكما عظيمة‬ ‫ىكف هار} [إبراىيم‪ 33 :‬ػ ‪ ] 33‬كأم اؿ ذلك مش ا يات اليت يبُت فيها أنو كلق ا‪١‬تخلو ات لبٍت آدـ‪ .‬كمعلوـ أف هلل فيها ن‬
‫غَت ذلك‪ ،‬كأعظم مش ذلك‪ .‬كلكش يبُت لبٌت آدـ ما فيها مش ا‪١‬تنفعة‪ ،‬كما أسبغ عليهم مش النعمة ‪.‬‬
‫فنذا يل‪ :‬فعل كذا لكذا‪ ،‬مل يقت أال يكوف فيو حكمة أكرل‪ .‬ككذلك وؿ القائل‪ :‬لوال كذا ما كلق كذا‪ ،‬ال يقتضى أال يكوف فيو‬
‫حكم أكرل عظيمة‪ ،‬بل ذقتالي‪ :‬إذا كاف أفالل صانحي بنى آدـ هو عحمل‪ ،‬وكانت خبقته غاذ عطبوب ‪ ،‬وف م بانغ‬
‫عقصودة أ هم عي غير ‪ ،‬صار تماـ انفبب‪ ،‬ونهاذ ان ماؿ‪ ،‬فصل بمحمل صبى اهلل توانى بيه وسبم ‪ .‬كاهلل كلق السموات‬
‫كاألرض كما بينهما ُب ستة أياـ‪ ،‬ككاف آكر ا‪٠‬تلق يوـ ا‪ٞ‬تمعة‪ ،‬كفيو كلق آدـ كىو آكر ما كلق‪ ،‬كلق يوـ ا‪ٞ‬تمعة بعد العصر ُب آكر‬
‫يوـ ا‪ٞ‬تمعة‪ .‬كسيد كلد آدـ ىو ‪٤‬تمد صلى اهلل تعاىل عليو كسلم ‪ -‬آدـ فمش دكنو ٖتت لوائو‪ -‬اؿ صلى اهلل تعاىل عليو كسػلم‪( :‬إين‬
‫عند اهلل ‪١‬تكتوب كاتػم النبيُت كإف آدـ ‪١‬تنددؿ [منددؿ‪ :‬أل ملقى على ا‪ٞ‬تى ىدالة كىى األرض‪ .‬انظر غريإ ا‪ٟ‬تديث كاألثر البش األثَت‬
‫‪ُ ]1332‬ب ينتو) أم يكتبت نبوٌب كأيمهرت ‪١‬تا كلق آدـ بل نف الركح فيو‪ ،‬كما يكتإ اهلل رزؽ العبد كأجلو كعملو كشقى أك سعيد‬
‫إذا كلق ا‪ٞ‬تنُت بل نف الركح فيو‪ .‬فإذا كاف اإلنياف هو خاتم انمفبوقات وآخرها وهو انجاعس نما فيها‪ ،‬وفاضبُه هو فاضل‬
‫انمفبوقات عطب ًقا‪ ،‬وعحم ٌل إنياف ه ا انويي‪ ،‬وقطع ه انرفى[أي أ هم انمفبوقات]‪ ،‬كاف‪-‬إذف‪ -‬كأنه هو غاذ انغاذات‬
‫ير ه ا ان الـ ونحو بما ذلؿ‬
‫في انمفبوقات‪ ،‬فما ذُن ر أف ذُقاؿ‪ :‬إنه مجبه ُخبقت جميوها‪ ،‬وأنه نوال نما ُخبقت‪ .‬فإذا فُ ّ‬
‫بيه ان تاب وانين قُبل ذنك ‪ }...‬انتهى ‪.‬‬

‫مردكد عليو ‪،‬فقد ثبتت أحاديث ُب ذلك ‪ ،‬بل اؿ ىو نفسو ُب‬


‫لكش ٌادعاؤه أف ا‪١‬تسألة لي فيها حديث صنيح ك ال ضعي ‪ ،‬ه‬
‫"‪٣‬تموع الفتاكل" (ج ‪ {: )161/9‬ركل أبو نعيم ا‪ٟ‬تافظ ُب كتابو دالئل النبوة ‪ ،‬كمش ريق الشي أيب الفرج بسنده إىل عمر بش‬
‫ا‪٠‬تطاب اؿ ‪ :‬اؿ رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم‪١ «:‬تا أصاب آدـ ا‪٠‬تطيئة رفع رأسو فقاؿ ذا رب ‪ ،‬بحب عحمل إال غظرت ني‪،‬‬
‫فأكحى إليو‪ :‬كما ‪٤‬تمد ؟ ك مش ‪٤‬تمد ؟ فقاؿ ‪ :‬يا رب ‪ ،‬إنك ‪١‬تا أ٘تمت كلقي رفعت رأسي إىل عرشك ‪ ،‬فنذا عليو مكتوب‪ :‬ال إلو إال‬
‫اهلل ‪٤‬تمد رسوؿ اهلل ‪ ،‬فعلمت أنو أكرـ كلقك عليك ‪ ،‬إذ رنت ا‪ٝ‬تو مع ا‪ٝ‬تك ‪ .‬فقاؿ ‪ :‬نعم ‪ ،‬د غفرت لك ‪ ،‬كىو آكر األنبياء مش‬
‫ذريتك ‪ ،‬و نوال عا خبقتك »[ اؿ ابش تيمية بعده] ‪ :‬فهذا ا‪ٟ‬تديث يؤيد الذم بلو‪ ،‬ك‪٫‬تا كالتفسَت لؤلحاديث الصنينة ‪}..‬اىػ‪.‬‬
‫ك ىذا ا‪ٟ‬تديث أكرجو ا‪ٟ‬تاكم ك البيهقي كالط اين ُب الصغَت كأبو نعيم كابش عساكر عش عمر بش ا‪٠‬تطاب رضي اهلل عنو‪ .‬كأكرج‬
‫كصننو –كأ ٌره ا‪ٟ‬تافظاف السبكي ك البلقيٍت‪ -‬عش ابش عباس رضي اهلل عنهما اؿ رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو ك‬ ‫ا‪ٟ‬تاكم ُب ا‪١‬تستدرؾ ٌ‬
‫خبقت آدـ وال انجن وال اننار‬ ‫و‬
‫ٔتنمد‪ ،‬ك يم ٍر ىمش أدركو مش أمتك أف يؤمنوا بو ‪ ،‬فبوال عحمل عا‬ ‫مش‬
‫ُ‬ ‫سلم‪ «:‬أكحى اهلل إىل عيسى ‪ :‬آ ٍ‬
‫‪ ،‬كلقد كلقت العرش على ا‪١‬تاء فاضطرب فكتبت عليو "ال الو إال اهلل ‪٤‬تمد رسوؿ اهلل" فسكش‪. ».‬‬

‫يتورعوف عش تكفَت مش يعتقد أف مش‬ ‫ك رغم ىذا كلٌو فنف ا‪٠‬توارج الوىابيُت‪ -‬الذيش ‪٬‬ترم التكفَت ك التضليل ُب عرك هم ‪ -‬ال ٌ‬
‫كصائن النش صلى اهلل عليو ك سلم أف العامل يكلق ألجل ذاتو الشريفة ‪ ،‬فيقوؿ أحدىم ُب "حوار مع ا‪١‬تالكي" –ك ىو الشي ابش‬
‫منيع‪ -‬ك د كافقو على ذلك ك أثٌت عليو‪ -‬كما ُب ا‪١‬تقدمة‪ -‬شيوخ إدارة البنوث العلمية ك اإلفتاء ُب السعودية ك رأسها عبد العزيز‬
‫كنت ُب شهرم ‪ٚ‬تادل كشهر رجإ مش عاـ ‪1202‬ىػ ُب إجازة ‪ ،‬كُب إحدل زياراٌب لسماحة الشي عبداهلل بش‬ ‫بش باز ‪ { : -‬لقد ي‬
‫٘تعػره مش ىذا‬
‫أرد عليها بعد أف أبدل استياءه كاستنكاره كغضبو ك ٌ‬ ‫‪ٛ‬تيد ر‪ٛ‬تو اهلل ناكلٍت الرسالة ‪ ،‬ك لإ مٍت أثناء ٘تتعي باإلجازة أف ٌ‬
‫الرجل[ك ىو الشي الفاضل ‪٤‬تمد العلوم ا‪١‬تالكي] كمكابرتو كسوء معتقده وخروجه ي ربق اإلسالـ بما ذنشر عي ِش ْركيات‬
‫ا‪٠‬تم ى اليت اكتن اهلل‬ ‫وضالالت وعن رات‪ ،‬يتضح ذلك عنو ٔتا الو عش رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم مش علمو الركحى ك ى‬
‫الغيإ ك ٍ‬
‫‪- 42 -‬‬
‫ا‪١‬ترسلة ‪ ،‬فما يضر لو جاد ٔتاؿ ربو كىو حبيبو األعظم ؟!‪ ،‬مػع أف البيػت مقػوؿ علػى الفػرض ك‬
‫التقدير ‪.‬‬
‫فا‪١‬تعٌت ‪٣‬تازم‪ ،‬إذ ا‪١‬تقصود أف الكوف ‪١‬تا يكلق مش أجل النش صلى اهلل عليػو كسػلم‪ ،‬كػاف النػش كأنمػا‬
‫ٌ‬
‫جاد ىو بو علينا‪ ،‬إذ لوال كجوده ما يكجدنا ‪ ،‬فوجودنا تابع لوجوده ف أنه أكجدنا ‪ ،‬ك لي ا‪١‬تقصود‬
‫أف رسوؿ اهلل ىو كالق العامل ك موجده على ا‪ٟ‬تقيقة بل علػى اجملػاز (فهػو سػبإ كجػوده ال كالقػو)‪،‬‬
‫فتأم ٍل ك تدبػٌٍر لتعلم مدل جهل القوـ ك ‪ٛ‬تقهم ك تندو مش ضبل‪٢‬تم‪.‬‬
‫ٌ‬
‫علم اللوح كالقلم …"‬
‫كأما اعًتاضو على ولو ‪" :‬كمش علومك ي‬
‫الشراح ‪{ :‬ا‪١‬تراد باللوح ‪ :‬ما يكتإ الناس عليو ‪ ،‬ك بالقلم ‪ :‬ما يكتبػوف بػو ‪ .‬فكأنػو ػاؿ ‪:‬‬ ‫فقد اؿ ي‬
‫كم ػػش علومػ ػػك علػ ػ يػم الن ػػاس ال ػػذم يكتبونػ ػػو ب ػػأ بلمهم ُب أل ػ ػواحهم }اى ػ ػ‪ .‬كعل ػػى ى ػػذا ‪ ،‬فػ ػػبل كركد‬
‫لبلعًتاض أصبل ‪.‬‬
‫اض الػذم الػو ىػذا‬ ‫الوا ‪{ :‬ك ي٭تتمل أف ا‪١‬تراد بو ‪ :‬اللوح احملفوظ }اىػ‪ ،‬كال يلزـ ‪-‬على ىذا‪ -‬االعًت ي‬
‫الرجػػل ‪ ،‬ألف م ػراده ‪ :‬علػػم اللػػوح غػػَت الف ػواتح ا‪٠‬تم ػ كمػػا اسػػتأثر اهلل بعلمػػو ‪ ،‬ألف ىػػذا معلػػوـ مػػش‬
‫القرائش ‪.‬‬
‫علػ وم ُب اللػػوح ‪ .‬كا‪ٞ‬تػػن يصػػدؽ علػػى‬ ‫علػػى أف ولػػو ‪" :‬علػػم اللػػوح" ‪ ،‬اإلضػػافة جنسػػية ‪ ،‬أم بعػ‬
‫بع األفراد‪.‬‬
‫كال شك أف شريعتو صلى اهلل عليو ك على آلو كسلم ال سيما القرآف ا‪١‬تنزؿ عليو كما فيو مش العلوـ ‪،‬‬
‫كما آتاه اهلل مش الوحي ‪ ،‬اؿ تعاىل ‪ { :‬كما ينطق عػش ا‪٢‬تػول إف ىػو إال كحػي يػوحى } " الػندم‬
‫‪ ، " 5 – 4‬كما أ لعو اهلل عليو مش ا‪١‬تغيبػات ‪ ،‬كػل ىػذا مػش علػم اللػوح ‪ .‬بػل كلػو مل ن يقػل هبػذا ‪ ،‬ال‬

‫ِ‬
‫بعلمها ‪ ،‬كأنو يقطع أرض ا‪ٞ‬تنة ‪ ،‬و أف آدـ و بنيه ُخػبقوا مجبه‪ ،‬إىل غَت ذلك ‪٦‬تا ال نعلم صدكر م لو مش أ طاب التصوؼ ي‬
‫كدعاة‬
‫الضبلؿ ‪.}..‬اىػ ‪.‬‬

‫فهؤالء ا‪ٞ‬تهلة ا‪٠‬توارج – ا‪١‬تتنافسوف على تكفَت ا‪١‬تسلمُت‪ -‬ال يعلموف‪ -‬حىت‪ -‬ما يقولو شي ي إسبلمهم ابش تيمية الذم يعتقدكف‬
‫عصمتو !! فيقعوف –بسبإ جهلهم العظيم‪ُ -‬ب تكفَت أئمتهم ك ىمش ٌفر وا األمة مش أجل آرائهم الشاذة ا‪١‬تستنكرة!!‬

‫فنعوذ باهلل مش حاؿ ىؤالء القوـ ‪ ،‬ك نسأؿ ربنا ال بات على ا‪ٟ‬تق ك على ما عليو ‪ٚ‬تهور األمة ا‪١‬تعصومة ك ‪ٚ‬تاعة األئمة ك سوادىم‬
‫األعظم‪ٔ ،‬تنٌو ك كرمو ‪..‬ك ّتاه نبيو ك حبيبو ‪٤‬تمد ك آلو ك أصنابو ك تابعيهم بنحساف ‪..‬آمُت آمُت آمُت ‪.‬‬
‫‪- 43 -‬‬
‫يلػػزـ ىػػذا االع ػًتاض ‪ ،‬ألف ف ػواتح الغيػػإ ا‪٠‬تم ػ ال يلػػزـ أهنػػا ُب اللػػوح احملفػػوظ ‪ ،‬بػػل ىػػي ُب أـ‬
‫الكتاب ‪ ،‬كىي غَت اللوح ‪.‬‬
‫ػػاؿ البغػػوم ر‪ٛ‬تػػو اهلل تعػػاىل ‪{:‬ك ػػاؿ عكرمػػة عػػش ابػػش عبػػاس رضػػي اهلل تعػػاىل عنهمػػا ‪ " :‬ك‪٫‬تػػا كتابػػاف‬
‫سػػول أـ الكتػػاب ٯتنػػو اهلل مػػا يشػػاء كي بػػت فيهمػػا ‪ ،‬أـ الكتػػاب الػػذم ال يغػػَت منػػو شػػيء " ‪ .‬كعػػش‬
‫عطاء عش ابش عباس رضي اهلل تعاىل عنهما ػاؿ ‪ " :‬إف هلل لوحػان ‪٤‬تفومػان مسػَتة ‪ٜ‬تػ مائػة عػاـ مػش‬
‫درة بيضػاء ‪ ،‬ك‪٢‬تػػا دفتػػاف مػش يػػا وت ‪ ،‬هلل فيػػو كػػل يػوـ ثػػبلث مئػػة كسػػتوف ‪ٟ‬تظػة ‪ ،‬ٯتنػػو اهلل مػػا يشػػاء‬
‫كي بت كعنده أـ الكتاب "}‪.‬اىػ‬
‫فتبُت مش ىذا ‪ :‬أف أـ الكتػاب غػَت اللػوح ‪ ،‬بػل ىػي أصػل اللػوح ‪ ،‬ك ػد يكػوف ا‪٠‬تمػ ‪٦‬تػا مل ييكتػإ‬
‫ُب لوح ‪ ،‬بل ُب غام علمو ‪٦‬تا استأثر اهلل تعاىل بعلمو ‪ ،‬فلم يكتبها ُب لوح ‪.‬‬
‫كأما وؿ ىذا الرجل ‪{ :‬فيلزـ أف يقاؿ ‪ :‬ل ال يعلم مش ُب السموات كاألرض الغيإ إال اهلل ك‪٤‬تمد‬
‫}اىػ‪ .‬فلي ىذا االستدالؿ ُب ‪٤‬تلو ‪ ،‬ألف صاحإ ال دة مل ي ٌدع كمل يقػل ‪ :‬إف النػش صػلى اهلل عليػو‬
‫ك علػػى آلػػو كسػػلم يعلػػم ‪ٚ‬تيػػع مػػا يعلػػم اهلل ‪ ،‬إذ ىػػذا ‪٤‬تػػاؿ ‪ ،‬ألف هلل علومػان اسػػتأثر هبػػا كاكػػتن ‪ ،‬ال‬
‫يشاركو فيها غَته ‪ ،‬بل ٌررنا أف علم اللػوح كالقلػم ىػو بعػ ي مواضػع علػم اهلل تعػاىل ‪ ،‬غػَت مػا ىػو ُب‬
‫مكنوف غيبو ‪.‬‬
‫ك النامم أثبت للنش صلى اهلل عليو ك على آلو كسػلم علػم اللػوح كالقلػم‪ ،‬كمػراده أف ذلػك بتعلػيم اهلل‬
‫لو ‪ ،‬كا‪١‬تنفي عش غَته تعاىل ُب ا ية إ‪٪‬تا ىو االستقبلؿ ك اإلحا ة بكل شيء ‪ ،‬بناءن على أف ا‪١‬تراد (‬
‫بالػ ) ُب الغيإ ‪ ،‬ىو االستغراؽ ‪ ،‬كال يلزـ مش إثبات بع علم الغيإ للنش صػلى اهلل عليػو ك علػى‬
‫آلػػو كسػػلم بتعلػػيم اهلل لػػو أف يقػػاؿ ‪ " :‬ػػل ال يعلػػم مػػش ُب السػػموات كاألرض الغيػػإ إال اهلل ك‪٤‬تمػػد"‬
‫صػػلى اهلل عليػػو ك علػػى آلػػو كسػػلم ‪ ،‬بنػػاءن علػػى مػػا ٌررنػػا مػػش أف ا‪١‬ت ػراد بعلػػم الغيػػإ ُب ا يػػة إ‪٪‬تػػا ىػػو‬
‫كاص باهلل تعاىل ‪.‬‬ ‫االستقبلؿ ك اإلحا ة بكل شيء ‪ ،‬فهذا ٌ‬
‫أما الغيإ الذم ال يكوف هباتُت الصفتُت ‪ ،‬فيدوز أف يكوف لغَته تعاىل ‪ ،‬ألف اهلل تعاىل أثبت ذلػك‬
‫لرس ػػلو ‪ ،‬كبعػ ػ غ ػػَتىم م ػػش يكلٌػ ػن عب ػػاده ال اس ػػتقبلالن ‪ ،‬ف ػػنف ى ػػذا كف ػػر[أم عل ػػم الغي ػػإ بال ػػذات‬
‫استقبلال عش اهلل تعاىل] ‪ ،‬بل بطريق إ ٍبلعو تعاىل ‪٢‬تم كتعليمو إياىم ‪.‬‬
‫اؿ تعاىل ‪ { :‬كال ٭تيطوف بشيء مش علمو إال ٔتا شاء } " البقرة ‪. " 966 :‬‬
‫ك اؿ تعاىل ‪ { :‬فبل يظهر على غيبو أحدان إال مش ارتضى مش و‬
‫رسوؿ } " ا‪ٞ‬تش ‪. " 98 – 97‬‬ ‫ي‬
‫‪- 44 -‬‬
‫ك ػػاؿ تعػػاىل ‪ {:‬كمػػا كػػاف اهلل لػػييطلعكم علػػى الغيػػإ كلكػػش اهلل ‪٬‬تتػػش مػػش رسػػلو مػػش يشػػاء }"آؿ‬
‫عمراف ‪. "18:‬‬
‫ػػاؿ ابػػش عبػػاس رضػػي اهلل تعػػاىل عنهمػػا ‪ " :‬فييطلػػع رسػػلو علػػى غيبػػو ‪ ،‬كإف ‪٤‬تمػػدان صػػلى اهلل عليػػو ك‬
‫على آلو كسلم أفضلهم " ‪.‬‬
‫ك اؿ تعاىل ُب حق ا‪٠‬تضر عليو السبلـ ‪ { :‬كعلٌمناه مش لدنٌا علمان } " الكه ‪ . " 76‬اؿ اإلماـ‬
‫البيض ػػاكم ر‪ٛ‬ت ػػو اهلل تع ػػاىل ‪ " :‬أم عل ػػم الغي ػػإ ‪ ،‬ب ػػدليل ا‪١‬تس ػػائل ال ػػيت فعله ػػا ا‪٠‬تض ػػر ‪ ،‬م ػػش ‪ :‬كر ػػو‬
‫السفينة ‪ ،‬ك تلو النف الزكية ‪ ،‬كإ امة ا‪ٞ‬تدار ‪ ،‬ككل ىذه األمور مغيبات"اىػ ‪.‬‬
‫فما ا‪١‬تانع أف يكوف مػش علػوـ رسػوؿ اهلل صػلى اهلل عليػو كسػلم عل يػم اللػوح كالقلػم ‪ ،‬بػن ٍبلع اهلل لػو‬
‫عليو ؟!!‬
‫ك د كرد ُب أحاديث " الصنينُت " إكبار النش صلى اهلل عليو ك على آلو كسلم عش ا‪١‬تغيبات ‪.‬‬
‫كُب األحاديػػث الصػػنينة ‪ ،1‬كنػػديث البخػػارم كغػػَته مػػش حػػديث حذيفػػة رضػػي اهلل تعػػاىل عنػػو ‪«:‬‬
‫إف النػش صػػلى اهلل عليػو ك علػػى آلػو كسػػلم أك نػا عػػش كػل مػػا يقػع إىل يػػوـ القيامػة‪ ،‬حػػىت أدكػل أىػػل‬
‫ا‪ٞ‬تنة ا‪ٞ‬تنة ‪ ،‬كأىل النار النار ‪ ،‬حىت إنا لنرل الطائر يقلإ جناحيو ‪ ،‬فنذكر منو علمان »‪.‬‬
‫كاألحاديث ُب ىذا ك َتة ‪ ،‬ذكرىا القاضي عياض ُب " الشفاء " ‪.‬‬
‫فظهر أف مش عش ُب علمو صلى اهلل عليو ك على آلو كسلم با‪١‬تغيبات ‪ ،‬فهو منافق ‪.‬‬
‫ك ػػاؿ صػػاحإ " اإل نػػاع " [ُب الفقػػو ا‪ٟ‬تنبلػػي] ُب ا‪١‬تػػنت ُب ( بػػاب النكػػاح ) ُب عػ ٌد كصائصػػو صػػلى‬
‫اهلل عليو ك على آلو كسلم ككراماتو ‪ ،‬ما نصو ‪ { :‬كعرض عليو ا‪٠‬تلػق كلهػم مػش آدـ إىل مػش بعػده ‪،‬‬
‫كما علٌم آدـ أ‪ٝ‬تاء كل شيء}اىػ ‪.‬‬

‫‪ _ 1‬حديث البخارم عش أمَت ا‪١‬تؤمنُت عمر الفاركؽ رضي اهلل عنو اؿ ‪ ( :‬اـ فينا النش صلى اهلل تعاىل عليو كسلم مقامان فأك نا عش‬
‫بدء ا‪٠‬تلق حىت دكل أىل ا‪ٞ‬تنة مناز‪٢‬تم كأىل النار مناز‪٢‬تم ) كحديث مسلم عش عمرك بش أكطإ األنصارم رضي اهلل عنو ُب كطبتو‬
‫فأعلمنا أحفظينػا ) ‪ .‬كعش حذيفة رضي اهلل تعاىل‬
‫صلى اهلل عليو كسلم مش الفدر إىل الغركب كفيو ‪ ( :‬فأك نا ٔتا كاف كٔتا ىو كائش ‪ ،‬ي‬
‫عنو أنو اؿ ‪ ( :‬اـ فينا رسوؿ اهلل صلى اهلل تعاىل عليو كسلم مقامان فما ترؾ شيئان يكوف ُب مقامو ذلك إىل ياـ الساعة إال ح ٌدثو‪،‬‬
‫حفظو ىمش حفظو كنسيو مش نسيو‪ ،‬د علمو أصنايب ىؤالء ‪ ،‬كإنو ليكوف منو الشيء د نسيتو فأعرفو كأذكره كما يذكر الرجل كجو‬
‫الرجل إذا غاب عنو ٍب إذارآه عرفو ‪ٍ .‬ب اؿ حذيفة‪ :‬ما أدرم أنسي أصنايب أـ تناسوا ؟ كاهلل ما ترؾ رسوؿ اهلل صلى اهلل تعاىل عليو‬
‫كسلم مش ائد فتنة إىل أف تنقضي الدنيا يبلغ مش معو ثبل‪ٙ‬تائة فصاعدا إال د ‪ٝ‬تٌاه لنا با‪ٝ‬تو كاسم أبيو ك بيلتو )‪ .‬ركاه‬
‫الشيخاف[البخارم ك مسلم] ‪.‬ك غَتىا ك َت‪.‬‬
‫‪- 45 -‬‬
‫ػػاؿ شػػارحو البهػػوٌب ر‪ٛ‬تػػو اهلل تعػػاىل ‪ٟ..{ :‬تػػديث الػػديلمي ‪ " :‬م لػػت أل الػػدنيا با‪١‬تػػاء كالطػػُت ‪،‬‬
‫كعلمػػت األشػػياء كلهػػا ‪ ،‬كمػػا علػػم آدـ األ‪ٝ‬تػػاء كلهػػا " ‪ .‬كعػػرض عليػػو أمتػػو بأسػػرىا حػػىت رآىػػم ‪،‬‬
‫ص ٌوركا أل با‪١‬تػاء‬
‫‪ٟ‬تديث الط اين ‪ " :‬إين عيرض عل ٌي أميت البارحة لدل ىذه ا‪ٟ‬تدرة ‪ ،‬أك‪٢‬تا كآكرىا ‪ ،‬ي‬
‫كالطُت حىت إين ألعرؼ باإلنساف منهم مش أحػدكم بصػاحبو " ‪ .‬كعػرض عليػو مػا ىػو كػائش ُب أمتػو‬
‫ػت مػػا تلقػػى أمػػيت بعػػدم ‪ ،‬كسػػفك بعضػػهم دمػػاء‬ ‫حػػىت تقػػوـ السػػاعة ‪ٟ ،‬تػػديث أ‪ٛ‬تػػد كغػػَته ‪ " :‬رأيػ ي‬
‫بع "}‪ .‬انتهى‪.‬‬
‫جهل صرؼ ‪ ،‬كصرؼ لؤلشياء عش حقائقها بغَت عرؼ ‪.‬‬
‫فنذا ٖتقق ىذا ‪ ،‬تبُت أف وؿ ىذا الرجل ه‬
‫‪1‬‬
‫ا‪٠‬تمػ‬
‫أتباعهم علػى الغيػإ ‪ ،‬غػَت ٍ‬ ‫كىذا الذم ررناه ‪ ،‬بناءن على أف اهلل تعاىل ييطلع أنبياءه كبع‬
‫‪.‬‬
‫كالذم نقلو ‪ٚ‬تاعة مش أىل العلم ‪ :‬أنو ال مانع أف اهلل يػي ٍعلم كييطلػع نبينػا صػلى اهلل عليػو ك علػى آلػو‬
‫ا‪٠‬تم ‪.‬‬‫ا‪١‬تقربُت ‪ ،‬حىت على ٍ‬
‫كسلم كغَته مش ٌ‬
‫فهاؾ نُػ ُقوؿ عا اطّبونا بى نقبه عي امةم في فاؿ انوجب ‪:‬‬
‫اؿ اإلماـ النوكم ر‪ٛ‬تو اهلل تعاىل ُب " فتاكيو " ‪:‬‬

‫_ قاؿ ابي انقيم في "علارج انيػان يي " (‪ ..{: )61/ : 9‬كلقػد ش ي‬


‫ػاىدت مػش فراسػة[أم إ‪٢‬تػاـ ك ك ٍشػ ] الشػي ابػش تيميػة‬ ‫‪1‬‬

‫الشاـ سػنة‬ ‫ً‬


‫أموران عديبة ‪ ،‬كما مل أشاىده منها أعظم كأعظم! ك ك ائع فراستو تستدعي س ٍفران ضخمان ‪ .‬أك أصنابو بدكوؿ التتار ى‬
‫سش عاـ ‪ ،‬كأف ىكلىإ ا‪ٞ‬تي ك ًح ٌدتو‬ ‫تل عاـ ك ٍ ه‬
‫تسع كتسعُت كست مئة ‪ ،‬ك أف جيوش ا‪١‬تسلمُت تي ٍكسر ‪ ،‬كأف دمشق ال يكوف هبا ه‬
‫يهم التتار با‪ٟ‬تركة ‪ٍ .‬ب أك الناس كاألمراء سنة اثنتُت كسبع مائة ‪١ -‬تا ٖترؾ التتار ك صػدكا الشػاـ‪ -‬أف‬
‫ُب األمواؿ ‪ .‬كىذا بل أف ٌ‬
‫الدائرة كا‪٢‬تزٯتة عليهم كأف الظفر كالنصر للمسلمُت ‪ ،‬كأ سم على ذلك أك ر مش سبعُت ٯتينان ‪ ،‬فيقاؿ لو ‪ :‬يل إف شػاء اهلل ‪ .‬فيقػوؿ‬
‫ػت ‪ :‬ال تيك ػػركا ‪َ ،‬كتػػع اهلل‬
‫فلمػا أك ػػركا علػػي لػ ي‬
‫‪ :‬إف شػػاء اهلل ٖتقيقػان ال تعليقػان ‪ .‬ك‪ٝ‬تعتيػو يقػػوؿ ذلػػك ؛ ػػاؿ‪-‬أم ابػػش تيميػػة‪ٌ « : -‬‬
‫توانى في انبوح انمحظوظ أنهم عنهزعوف ه ان َ ّرة ‪ ،‬وأف اننصر نجيوش اإلسالـ‪.}»..‬انتهى مش " ا‪١‬تدارج"‪.‬‬
‫فماذا ذقوؿ أتباع ابي تيمي فيه و هو ذقيم باهلل انوهيم أف اهلل كتع في انبوح انمحظوظ أف اننصر نبميبميي؟؟! أَقرأَ هو‬
‫انبوح انمحظوظ و اطّبس بى غيبه ؟! أـ ذنك جاةز البي تيمي ‪ ،‬غير جاةز نرسوؿ اهلل صبى اهلل بيه و سبم ؟؟!! سبحانك‬
‫َ‬
‫ه ا بهتاف هيم !!‬
‫انظر إىل وؿ أحد يج ٌها‪٢‬تم‪-‬ك ىو سليماف بش عبد اهلل آؿ الشي ‪ُ -‬ب "تيسَت العزيز ا‪ٟ‬تميد بشرح كتاب التوحيد"(ص‪:)974‬‬
‫ك ٍ‬
‫لت‪ :‬ك اؿ البوصَتم‪:‬‬‫{ ي‬
‫علم الركح كالقلم ‪ .‬فدعل الدنيا كا كرة مش جوده‪ ،‬وجزـ بأنه ذوبم عا في انبوح‬
‫فنف مش جودؾ الدنيا كضرنا ‪ ...‬كمش علومك ي‬
‫كظر صرذح‪}.‬اىػ‬
‫كل ذنك ٌ‬ ‫ا‪١‬تدرس‪ ،‬و ّ‬
‫انمحظوظ‪ ،‬كىذا ىو الذم حكاه شي اإلسبلـ عش ذلك ٌ‬
‫فهذا األ‪ٛ‬تق يك ٌفر شي إسبلمو ابش تيمية ك تلميذه ابش القيم ك ىو ال يشعر!!!‬
‫‪- 46 -‬‬
‫{مسػػألة ‪ :‬مػػا معػػٌت ولػػو تعػػاىل ‪ { :‬ػػل ال يعلػػم مػػش ُب السػػموات كاألرض الغيػػإ إال اهلل } ‪،‬‬
‫ك وؿ النش صلى اهلل عليو ك على آلػو كسػلم ‪ " :‬ال يعلػم مػا ُب غ وػد إال اهلل " كأشػباه ىػذا مػش القػرآف‬
‫كا‪ٟ‬ت ػػديث ‪ ،‬م ػػع أن ػػو ػػد ك ػػع عل ػػم م ػػا ُب غ ػ وػد ُب معدػ ػزات األنبي ػػاء ص ػػلوات اهلل كس ػػبلمو عل ػػيهم ‪،‬‬
‫ككرامات األكلياء رضي اهلل تعاىل عنهم ؟‬
‫ا‪ٞ‬تواب ‪ :‬معناه ‪ :‬ال يعلم ذلك استقبلالن [إال اهلل]}‪ .‬انتهى ‪ .‬يعٍت ‪ :‬بتعليم اهلل لغَته جائز ‪ ،‬ألنو‬
‫ال يكوف استقبلالن حينئذ ‪.‬‬
‫ك ػػاؿ الشػػي علػػي القػػارم ا‪ٟ‬تنفػػي ر‪ٛ‬تػػو اهلل تعػػاىل ُب شػػرح ا‪١‬تشػػكاة ‪ { :‬فػػنف لػػت ‪ :‬مػػا التوفيػػق بػػُت‬
‫ا ية – يعٍت ولو تعاىل ‪ { :‬إف اهلل عنده علم الساعة كينزؿ الغيث كيعلم ما ُب األرحػاـ } ا يػة –‬
‫كبُت ما اشتهر عش العرفاء[أم األكلياء] مش األكبار الغيبية ‪ ،‬كما اؿ الشي الكبػَت أبػو عبػد اهلل ُب‬
‫" معتقػػده" ‪ " :‬كنعتقػػد أف العبػػد يينقػػل ُب األحػواؿ حػػىت يصػػَت إىل نعػػت الركحانيػػة ‪ ،‬فػػيعلم الغيػػإ ‪،‬‬
‫كتطول لو األرض ‪ ،‬كٯتشي على ا‪١‬تاء ‪ ،‬كيغيإ عش األبصار " ؟‬
‫ك مقػٌػرب ‪ ،‬كال نػػش مرسػػل ‪ ،‬أمػػا‬ ‫فػػا‪ٞ‬تواب ‪ :‬أف للغيػػإ مبػػادئ كلواحػػق ‪ ،‬فمبادئػػو ال يطٌلػػع عليهػا ىملىػ ه‬
‫اللواحق فهو ما أمهر اهلل عليو بع أحبٌائو لوحػة علمػو ‪ ،‬ككػرج بػذلك عػش الغيػإ ا‪١‬تطلػق ‪ ،‬كصػار‬
‫تنور الركح القدسية ‪ ،‬كازداد نوريتها كإشرا ها ‪ ،‬كا‪١‬توامبة على العلم كالعمل ‪،‬‬ ‫غيبان إضافيان‪ .‬كذلك إذا ٌ‬
‫كفيضاف األنوار اإل‪٢‬تية ‪ ،‬حىت يقول النور كينبسط ُب فضاء لبو ‪ ،‬فتػنعك فيػو النقػوش ا‪١‬ترتسػمة ُب‬
‫الل ػػوح احملف ػػوظ ‪،‬كيطٌل ػػع عل ػػى ا‪١‬تغيب ػػات ‪ ،‬كيتص ػػرؼ ُب أجس ػػاـ الع ػػامل الس ػػفل ٌي ب ػػل يتدل ػػى الفي ػػاض‬
‫األ دس با‪١‬تعرفة اليت ىي مش أشرؼ العطايا ‪ ،‬فكي بغَتىا} ‪ .‬انتهى ‪.‬‬
‫ك اؿ ر‪ٛ‬تو اهلل ُب الشرح ا‪١‬تذكور ُب ولو صلى اهلل عليو ك على آلو كسلم ‪ " :‬مفاتح الغيإ ‪ٜ‬ت ال‬
‫يعلمها إال اهلل "‪ {:‬أم ال يعلم تفصيلو إال ىو ‪ ،‬كال ييعلم ‪٣‬تمليو ْتسإ كرؽ العادة ‪ ،‬إال ًمش ًبىػل‬
‫اهلل تعاىل }‪.‬اىػ‬
‫ك اؿ ر‪ٛ‬تو اهلل تعاىل ُب شرح ولو صػلى اهلل عليػو ك علػى آلػو كسػلم ‪ُ " :‬ب ‪ٜ‬تػ ال يعلمهػش إال اهلل‬
‫ػت ‪ :‬ػػد أك ػ األنبيػػاءي كاألكليػػاء بك ػػَت مػػش ذلػػك ‪ ،‬فكي ػ ا‪ٟ‬تصػػر ؟ لػػت ‪ :‬ا‪ٟ‬تصػػر‬
‫" ‪ {:‬فػػنف لػ ى‬
‫باعتبار كليانا دكف جزئيانا؛ اؿ تعاىل ‪ { :‬فبل ييظهر على غيبو أحػدا إال مػش ارتضػى مػش رسػوؿ‬
‫} " ‪.‬اىػ إىل آكر كبلمو ر‪ٛ‬تو اهلل تعاىل ‪.‬‬
‫ك اؿ ا‪ٟ‬تافظ ا‪١‬تناكم ر‪ٛ‬تو اهلل تعاىل ُب " شرح ا‪ٞ‬تامع الصغَت " ُب تفسَت ولو صلى اهلل عليو ك على‬
‫آلو كسلم ‪ " :‬مفاتيح الغيإ ‪ٜ‬ت " ‪ { :‬كأمػا ولػو تعػاىل ‪ « :‬ال يعلمهػا إال ىػو » ‪ ،‬ف يف ٌسػر بأنػو ال‬
‫‪- 47 -‬‬
‫يعلمها أح هد بذاتو كمش ذاتو ‪ ،‬إال ىو سبنانو ‪ .‬ك د تيعلم[لبع ا‪٠‬تلق] بنعبلـ اهلل تعػاىل ‪ ،‬فػن ٌف‬
‫‪ٙ‬تٌة ىمػش يعلمهػا ‪ ،‬ك ػد كجػدنا ذلػك لغػَت كاحػد ‪ ،‬كمػا رأينػا ‪ٚ‬تاعػةن علمػوا مػىت ٯتوتػوف ‪ ،‬كعلمػوا مػا ُب‬
‫حاؿ ‪ٛ‬تل ا‪١‬ترأة ‪ ،‬بل ك بلو ‪}.‬اىػ‬
‫األرحاـ ى‬
‫ك ػاؿ القاضػي عيػاض ر‪ٛ‬تػػو اهلل تعػاىل ُب " الشػفا " ‪{ :‬كمػش ذلػػك – أم مػش كصائصػو صػلى اهلل‬
‫عليو ك على آلو كسلم ككراماتو الباىرة – ما ا ٌلع عليو مش ا‪١‬تغيبات ‪٦ ،‬تا كاف كيكوف ‪ .‬كاألحاديػث‬
‫ُب ىذا الباب ال ييدرؾ عره ‪ ،‬كال ينزؼ غمره ‪ ،‬كىذه ا‪١‬تعدزة مش ‪ٚ‬تلة معدزاتو ا‪١‬تعلومة علػى القطػع‬
‫الواصل إلينا ك يىا علػى التػواتر ‪ ،‬لك ػرة ركانػا ‪ ،‬كاتفػاؽ معانيهػا علػى اإل ػبلع علػى الغيإ}‪.‬اى ػ ‪.‬‬
‫ٍب ذكر ‪ٚ‬تلة مش األحاديث الصنينة ‪.‬‬
‫ك اؿ الشهاب ا‪٠‬تفػاجي ُب " شػرحو علػى الشػفا" ‪ {:‬كىػذا ال ينػاُب ا يػات الدالػة علػى أنػو ال يعلػم‬
‫علم ػو مػػش غػػَت كاسػػطة ‪ ،‬كأمػػا إ ٌبلعػػو عليػػو بػػنعبلـ اهلل لػػو‪ ،‬فػػأمر‬
‫الغيػػإ إال اهلل ‪ .‬فػػنف ا‪١‬تنفػ ٌػي ىػػو ي‬
‫متنقق لقولو تعاىل ‪ { :‬فبل يظهر على غيبو أحدا إال مش ارتضى مش رسوؿ }‪ .}.‬انتهى ‪.‬‬
‫ك ػاؿ ا‪ٟ‬تػافظ ا‪ٟ‬تدػة ابػش أيب ‪ٚ‬تػرة ر‪ٛ‬تػو اهلل تعػاىل ُب " شػرح ‪٥‬تتصػر البخػارم "‪ُ :‬ب ولػو صػلى اهلل‬
‫عليو ك على آلو كسلم ‪ " :‬مػا مػش شػيء مل أكػش أيريتػو إال رأيتػو ُب مقػامي ىػذا ‪ ،‬حػىت ا‪ٞ‬تنػة كالنػار ‪.‬‬
‫فػػأكحى إأل ‪ :‬إنكػػم تفتنػػوف ُب بػػوركم " ‪ .‬ػػاؿ ر‪ٛ‬تػػو اهلل تعػػاىل ‪ {:‬الوجػػو ال الػػث ‪ :‬ولػػو عليػػو كآلػػو‬
‫الصبلة كالسبلـ ‪ " :‬ما مػش شػيء مل أكػش أريتػو إال رأيتػو ُب مقػامي ىػذا "‪ ،‬فيػو دليػل علػى أنػو صػلى‬
‫اهلل عليػو ك علػى آلػو كسػلم مل يكػش يػرل مػش الغيػإ ‪ٚ‬تيعػو ُب الزمػاف ا‪١‬تتقػدـ علػى ىػذا ا‪١‬تػو ش ‪ ،‬إال‬
‫البع ‪ ،‬كأنو ُب ىذا ا‪١‬تو ش ‪ ،‬كملت لو الرؤية لتلك األشياء كلها ‪.‬‬
‫ٍب اؿ ‪ :‬كىل ا‪١‬تراد ‪ٚ‬تيع الغيوب ‪ ،‬أك ا‪١‬تراد بو ما ٭تتاج بو اإلكبػار إىل أمتػو ‪ ،‬كمػا ٮتصػو صػلى اهلل‬
‫علي ػػو ك عل ػػى آل ػػو كس ػػلم ُب ذات ػػو ا‪١‬تكرم ػػة ؟ ‪ .‬كا‪ٞ‬تػ ػواب ‪ :‬إف ى ػػذا ا‪ٟ‬ت ػػديث ‪٤‬تتم ػػل لل ػػوجهُت معػ ػان ‪،‬‬
‫كالظاىر منهما الوجو األكَت}‪.‬اىػ‬
‫ك اؿ العبلمة األجهورم ر‪ٛ‬تو اهلل تعاىل ُب " شرح ‪٥‬تتصػر البخػارم "‪ {:‬ولػو صػلى اهلل عليػو ك علػى‬
‫آلو كسلم ‪ " :‬ما مش شيء مل أكش أريتو " إىل آكره ‪ ،‬يفيػد أنػو ىعلػم ا‪٠‬تمػ ى الػيت اسػتأثر اهلل بعلمهػا‬
‫كإف فيسرت الرؤية ُب ا‪ٟ‬تػديث بالع ٍلميػة ‪ .‬كانظ ٍػر ىػل علػم نػزكؿ الغيػث كمػا بعػده ‪٥‬تػتن بزمانػو صػلى‬
‫اهلل عليو ك على آلو كسلم ‪ ،‬أك بو كٔتا بعده إىل يوـ القيامة؟ } ‪ .‬انتهى ‪.‬‬
‫‪- 48 -‬‬
‫ك ػاؿ بعػ ا‪١‬تفسػريش ُب ولػػو تعػػاىل ‪ { :‬إف اهلل عنػده علػػم السػاعة } إل ‪ { :‬كأمػػا البا يػػات –‬
‫يعٍت غػَت السػاعة – فيعلمهػا غػَته كا‪١‬تبلئكػة‪ { :‬فا‪١‬تػدبرات أمػران}‪ :‬ملػك األمطػار ‪ ،‬كملػك األركاح ‪،‬‬
‫كملك ا‪١‬توت ‪.‬‬
‫فنف لت ‪ :‬جاء ُب ا‪ٟ‬تديث " ُب ‪ٜ‬ت ال يعلمهش إال اهلل " ‪ ،‬كفسرىا ٔتا ُب ا ية !‬
‫لػػت ‪ :‬انقصػػر إضػػافي ال فقيقػػي ‪ ،‬كا‪١‬ت ػراد ‪ :‬نفػػي علػػم مػػش ي ٌدعيػػو مػػش ا‪١‬تندمػػُت ‪ ،‬كاأل بػػاء }‪.1‬‬
‫انتهى ‪.‬‬
‫رب ‪٥ ،‬تلٌقػة‬
‫أم ٌ‬ ‫كذكر ابش رجإ ُب " شػرح األربعػُت النوكيػة " ‪ { :‬إف ا‪١‬تلػك ا‪١‬توٌكػل بػالرحم يقػوؿ ‪ٍ :‬‬
‫أك غػػَت ‪٥‬تلقػػة ؟ فػػنف كانػػت ‪٥‬تلٌقػػة ػػاؿ ‪ :‬ذكػػر أـ أن ػػى ؟ شػػقي أـ سػػعيد ؟ مػػا األجػػل ؟ مػػا األثػػر ؟‬
‫كبأم أرض ٘توت ؟ فيقاؿ ‪ :‬اذىإ إىل الكتاب ‪ ،‬فننك ستدد فيو صة ىذه النطفة } ‪ .‬انتهى ‪.‬‬
‫فهػذا يػدؿ علػى أف اهلل ييطٍلػع بعػ كلقػو علػى شػيء مػش ا‪٠‬تمػ ‪ ،‬كىػو ا‪١‬تلىػك ‪ ،‬كالنػش صػلى اهلل‬
‫عليو ك على آلو كسلم أىٍكىل ‪ ،‬ألنو منصوص عليو ُب ولو تعاىل ‪ { :‬فبل ييظهر على غيبو أحدان إال‬
‫مش ارتضى مش رسوؿ } ‪ ،‬ك د اؿ تعاىل ُب حق عيسى عليو السبلـ ‪ { :‬كأينبٌئكم ٔتػا تػأكلوف كمػا‬
‫ت ٌدكركف ُب بيوتكم } " آؿ عمراف ‪ ، " 5:‬ك اؿ تعاىل ُب حق يوس عليو السبلـ ‪ { :‬ال يأتيكم‬
‫عػػاـ ترز انػػو إال نبٌػأتكم بتأكيلػػو بػػل أف يػػأتيكم ذلكمػػا ‪٦‬تػػا علٌمػػٍت ريب } " يوس ػ ‪ . " 48‬كغػػَت‬
‫ذلك مش ا يات ك األحاديث ‪.‬‬
‫وكػػاف انواجػػع بػػى عػػي نػػم ذطّبػػس أف ذيػػأؿ أهػػل انػ كر ‪ ،‬وال ذوتػػرض بػػى أهػػل انوبػػم ‪ ،‬واهلل‬
‫توانى أ بم ‪.‬‬
‫ك اؿ العبلمة ا‪١‬تدابغي ر‪ٛ‬تو اهلل تعاىل ُب " حاشيتو " على " شرح األربعُت " البش حدر ‪ { :‬كا‪ٟ‬تق‬
‫‪ٚ‬تع ‪ :‬إف اهلل مل يقب نبينا عليو كآلو الصبلة كالسبلـ حػىت أ لعػو علػى كػل مػا أهبمػو عنػو‬
‫كما اؿ ه‬
‫‪ ،‬إال أنو أمره بكتم بع ك إعبلـ ببع } ‪ .‬انتهى ‪.‬‬
‫ك اؿ التاج السبكي ر‪ٛ‬تو اهلل تعاىل ُب " معيد النعم ك مبيد النقم" ‪{:‬كمش حقهم – يعٍت األكلياء –‬
‫كٮتص ػهم بػػو مػػش الكرامػػات‪ ،‬علػػى اإلذف ‪،‬‬
‫الو ػػوؼ ُب إمهػػار مػػا ييطلعهػػم اهلل عليػػو مػػش ا‪١‬تغيبػػات ‪ٌ ،‬‬

‫‪ _ 1‬اؿ ابش ك َت ُب تفسَتىا‪ { :‬ىذه مفاتيح الغيإ اليت استأثر اهلل تعاىل بعلمها‪ ،‬فال ذوبمها أفل إال بول إ العه توانى بها؛ فعلم‬
‫ك ت الساعة ال يعلمو نش مرسل كال ملك مقرب‪ { ،‬ال ي‪٬‬تىل ىيها لًىوٍتً ىها إًال يى ىو } [األعراؼ‪ ،]198 :‬ككذلك إنزاؿ الغيث ال يعلمو إال‬
‫كم ٍش شاء اهلل مش كلقو‪ .‬ككذلك ال يعلم ما ُب األرحاـ ‪٦‬تا يريد أف ٮتلقو‬ ‫لمتو ا‪١‬تبلئكة ا‪١‬توٌكلوف بذلك ى‬
‫اهلل‪ ،‬كلكش إذا أمر[اهلل] بو ع ٍ‬
‫كم ٍش شاء اهلل مش كلقو‪}..‬اىػ‬‫[اهلل] تعاىل سواه‪ ،‬كلكش إذا أمر بكونو ذكرا أك أن ى‪ ،‬أك شقيا أك سعيدا ‪ ،‬علم ا‪١‬تبلئكة ا‪١‬توكلوف بذلك‪ ،‬ى‬
‫‪- 49 -‬‬
‫كىم ال ‪٬‬تيػزكف إمهارىػا بػبل فائػدة ‪ ،‬كال يظهركهنػا إال عػش إذف لفائػدة دينيػة ‪ .‬كمػا ػاؿ أبػو بكػر‬
‫الصديق لعائشة رضي اهلل عنهما ‪" :‬إ‪٪‬تا أكػواؾ كأكتػاؾ فا تسػموه علػى كتػاب اهلل" ‪ .‬الػت عائشػة‬
‫رضػػي اهلل عنهػػا ‪ :‬إ‪٪‬تػػا ىػػي أ‪ٝ‬تػػاء ‪ ،‬فمػػش األكػػرل ؟ فقػػاؿ أبػػو بكػػر رضػػي اهلل عنػػو ‪ :‬ذك بطػػش بنػػت‬
‫كارجة ‪ ،‬أراىا[ُب بطش أمها] جارية ‪}.1‬اىػ‬
‫فقػػد أكػ رضػػي اهلل عنػػو أف مػػا ُب بطػػش زكجتػػو أن ػػى ‪ ،‬كذلػػك مػػش ‪ٚ‬تلػػة مػػا ُب األرحػػاـ الػػيت مل يطٌلػػع‬
‫عليه ػا إال اهلل تعػػاىل[أم ا‪٠‬تم ػ الػػيت اسػػتأثر اهلل بعلمهػػا ] ‪ ،‬كلكػػش اهلل تعػػاىل أ ٍلعػػو عليػػو إذ ذاؾ ‪،‬‬
‫فعلمو مش علم اهلل تعاىل ‪.‬‬
‫ي‬
‫كذكػػر ابػػش تيميػػة ُب " الفر ػػاف " معػػٌت ػػوؿ سػػيدنا عمػػر رضػػي اهلل تعػػاىل عنػػو ‪ " :‬ا ًتب ػوا مػػش أف ػواه‬
‫ا‪١‬تطيعُت ‪ ،‬فنهنم تندلي ‪٢‬تم أمور صاد ة " ‪ ،‬ػاؿ‪ –:‬يعػٍت ‪ :‬علػم ا‪١‬تكاشػفة ‪ . -‬ك ػاؿ ُب مكػاف آكػر‬
‫مش " الفر اف " ‪ { :‬كذلك أف ا‪٠‬توارؽ منها ما ىػو مػش جػن العلػم ‪ ،‬كا‪١‬تكاشػفات ‪ ،‬كمنهػا مػا ىػو‬
‫مػش جػػن القػػدرة كا‪١‬تلػػك ‪ ،‬كالتصػرفات ا‪٠‬تار ػػة للعػػادة ‪ ،‬ك‪ٚ‬تيػع مػػا يعطيػو اهلل لعبػػده مػػش ىػػذه األمػػور‬
‫كغَتىا ‪ ،‬إف استعاف هبا على ما ٭تبو اهلل كيرضػاه ‪ ،‬كيقربػو إليػو ‪ ،‬كيػأمر اهلل بػو كرسػولو ‪ ،‬ازداد بػذلك‬
‫رفعةن كتقربان إىل اهلل تعاىل كعلت درجتو ‪ .‬كإف استعاف بو على ما هنى اهلل كرسولو كالشرؾ ك الظلم ك‬
‫الفواح ‪ ،‬استنق بذلك الذـ كالعقاب ‪ ،‬فنف مل يتداركو اهلل بتوبة حسنة ‪ ،‬أك حسنات ماحية ‪ ،‬ك‬
‫إال كاف كأم الو مش ا‪١‬تذنبُت}‪ .‬انتهى ‪.‬‬
‫كذكػػر ابػػش القػػيم ُب كتابػػو " الػػركح " أحاديػػث صػػنينة ك آثػػاران علػػى علػػم أىػػل القبػػور ‪-‬ك األحيػػاء‪-‬‬
‫بأحواؿ الدنيا مش األمور اليت ال يعلمها إال اهلل ‪ ،‬مش أمور كا عػة ‪ ،‬كأمػور سػتقع ‪ .‬ك ػد ك ػع ىػذا مػش‬
‫ك َت مش الصنابة ‪ ،‬كمش بعدىم ‪ ،‬كتكلٌم ابش القيم على تأييد ىذه ا‪١‬تسألة ‪.2‬‬

‫‪ _ 1‬اؿ ا‪ٟ‬تافظ ابش حدر ُب "اإلصابة ُب ٘تييز الصنابة"‪ { :‬حبيبة بنت كارجة بش زيد أك بنت زيد بش كارجة ا‪٠‬تزرجية‪ ،‬زكج أيب‬
‫بكر الصديق ككالدة أـ كل وـ ابنتو اليت مات أبو بكر كىي حامل هبا فقاؿ‪ :‬ذو بطي بنت خارج عا أظنها إال أنلى‪ ،‬ف اف‬
‫ك نك‪ }.‬اىػ‪ .‬ك اؿ ا‪ٟ‬تافظ ابش عبد ال ُب "اإلستيعاب ُب معرفة األصناب"‪ {:‬حبيبة بنت كارجة‪ ،‬زكجة أيب بكر الصديق‪ ،‬ىي‬
‫بنت كارجة اليت اؿ فيها أبو بكر ُب مرضو الذم مات منو‪ :‬إف ذا بطي بنت خارج قل أنقي في خبلي أنها جارذ ف انت ك نك‬
‫جارذ ونلت بول عوته فسمتها عائشة‪ :‬أـ كل وـ‪.}.‬اىػ‬

‫‪ _2‬انظر " مدارج السالكُت " (‪ ، )6/6 : 9‬كما بعدىا ‪.‬ك كتاب "الركح" البش القيم أيضا حيث يقوؿ م بل (ص‪ {:)98‬وه ا‬
‫فتأع ْل عي رأى صافبا نه أو قرذبا أو‬
‫وقبت ه عناعات وهي غير عوصوع ‪ّ .‬‬ ‫نظيك بتصلذقه َ‬ ‫باب طوذل جلا‪ ،‬فإف نم تيمح ُ‬
‫شر بأعر ذوجل فوقس كما قاؿ‪ ،‬أو‬ ‫غير فأخبر بأعر ال ذوبمه إال صافع انرؤذا أو أخبر بماؿ دفنه أو ف ّ ر عي أعر ذقس أو ب ّ‬
‫لو أو نازن أو عرض أو‬
‫أخبر بأنه ذموت هو أو بوض أهبه إنى ك ا وك ا فيقس كما أخبر‪ ،‬أو أخبر بفصع أو جلب أو ّ‬
‫بغرض نه فوقس كما أخبر ‪ ،‬وانواقس عي ذنك ال ذحصيه إال اهلل‪ ،‬وانناس عشتركوف فيه وقل رأذنا نحي وغيرنا عي ذاؾ جاةع‬
‫‪- 51 -‬‬
‫ك ػػد ثب ػػت ُب " البخ ػػارم " كغ ػػَته ‪ ،‬أن ػػو ص ػػلى اهلل علي ػػو ك عل ػػى آل ػػو كس ػػلم أش ػػار إىل مص ػػارع‬
‫صػرع كػػل مػػنهم ُب ذلػػك ا‪١‬تكػػاف مػػا تعػػداه ‪ .‬فقػػل بػػم صػػبى اهلل بيػػه و سػػبم أف‬
‫صػػناديد ػري ف ي‬
‫انفمس ‪.‬‬
‫بأي أرض تموت ‪ ،‬وهي عي ْ‬
‫ه امنظس ّ‬

‫‪}..‬اىػ ك يقوؿ ُب فصل"ُب الفرؽ بُت الفراسة ك الظش"منو(ص‪..{ :)917-915‬فالفراسة الصاد ة لقلإ د ٌ‬
‫تطهر كتص ٌفى كتنزه مش‬
‫األدناس ك يرب مش اهلل فهو ينظر بنور اهلل الذم جعلو ُب لبو‪ .‬كُب الًتمذم كغَته مش حديث أيب سعيد اؿ اؿ رسوؿ اهلل‪ :‬اتقوا‬
‫فراس انممعي فإنه ذنهر بنور اهلل‪ .‬كىذه الفراسة نشأت لو مش ربو مش اهلل ‪،‬فنف القلإ إذا رب مش اهلل انقطعت عنو معارضات‬
‫السوء ا‪١‬تانعة مش معرفة ا‪ٟ‬تق كإدراكو ككاف تل ٌقيو مش مشكاة ريبة مش اهلل ْتسإ ربو منو ‪،‬كأضاء لو النور بق ٍدر ربو‪ ،‬فرأل ُب ذلك‬
‫تقرب‬
‫النور ما مل يره البعيد كاحملدوب كما ثبت ُب الصنيح مش حديث أيب ىريرة عش النش فيما يركل عش ربو عز كجل أنو اؿ‪ «:‬ما ٌ‬
‫كنت ‪ٝ‬تعو الذم يسمع بو كبصره الذم‬ ‫إأل بالنوافل حىت أحبو فنذا أحببتيو ي‬
‫افًتضت عليو كال يزاؿ عبدم يتقرب ٌ‬
‫ي‬ ‫إأل عبدم ٔت ل ما‬
‫يبصر بو كيده اليت يبط هبا كرجلو اليت ٯتشي هبا‪ ،‬فش يسمع كيب يبصر كيب يبط كيب ٯتشي»‪ ،‬فأك سبنانو أف تقرب عبده منو‬
‫يفيده ‪٤‬تبتو لو فنذا أحبو رب مش ‪ٝ‬تعو كبصره كيده كرجلو فسمع بو كأبصر بو كبط بو كمشى بو فصار لبو كا‪١‬ترآة الصافية تبدك فيها‬
‫صور ا‪ٟ‬تقائق على ما ىي عليو فبل تكاد ٗتطىء لو فراسة ‪،‬فنف العبد إذا أبصر باهلل أبصر امعر بى عا هو بيه‪ ،‬فإذا سمس باهلل‬
‫سموه بى عا هو بيه‪ ،‬ونيس ه ا عي بم انغيع[أم لي صاحبو مستقبل بعلمو عش اهلل] بل الّـ انغيوب ق ؼ انحب في‬
‫قبع قرذع عيتبشر بنور غير عشغوؿ بنقوش امباطيل وانفياالت وانوساوس انتي تمنوه عي فصوؿ صورا انحقاةب فيه‪ ،‬كإذا‬
‫غلإ على القلإ النور فاض على األركاف كبادر مش القلإ إىل العُت فكش بعُت بصره ْتسإ ذلك النور[‪ ..‬فمش ذلك أف‪]:‬‬
‫عمر[ك ىو على ا‪١‬تن ُب ا‪١‬تدينة] رأل ساريةى[ ائد ا‪ٞ‬تي ] بنهاكند مش أرض فارس ىو كعساكر ا‪١‬تسلمُت كىم يقاتلوف عدكىم فناداه‪:‬‬
‫يا سارية ا‪ٞ‬تبل![فسمع سارية نداء عمر مش مسافة بعيدة جدا ك ا‪٨‬تاز با‪ٞ‬تنود إىل ا‪ٞ‬تبل فانتصر]‪ ،‬ك يل أف الشافعي ك‪٤‬تمد بش‬
‫أتفرس أنو ‪٧‬تار فقاؿ الشافعي‪ :‬أتفرس أنو حداد‪ ،‬فسأاله‬ ‫ا‪ٟ‬تسش[صاحإ أيب حنيفة] جلسا ُب ا‪١‬تسدد ا‪ٟ‬تراـ فدكل رجل فقاؿ ‪٤‬تمد‪ٌ :‬‬
‫فقاؿ‪ :‬كنت ح ٌدادا كأنا اليوـ أ‪٧‬تر‪ ،‬ككاف بُت زكريا النخشي كبُت امرأة سبإ[أم عبل ة] بل توبتو فكاف يوما كا فا على رأس أيب‬
‫ع ماف ا‪٠‬تَتم فتف ٌكر ُب شأهنا فرفع أبو ع ماف إليو رأسو ك اؿ‪ :‬أال تستني؟!‪ ،‬ككاف شاب يصنإ ا‪ٞ‬تنيد[سيد الصوفية ر‪ٛ‬تو اهلل]‬
‫يتكلم على ا‪٠‬توا ر ف يذكر للدنيد فقاؿ‪ :‬إي ىذا الذم ذكر أل عنك؟ فقاؿ لو‪ :‬اعتق ٍد شيئا[أم ف ٌكر ُب مسألة ُب نفسك] فقاؿ لو‬
‫اعتقدت فقاؿ الشاب‪:‬‬
‫ي‬ ‫اعتقدت كذا ككذا فقاؿ ا‪ٞ‬تنيد‪ :‬ال فقاؿ فاعتق ٍد ثانيا اؿ‪:‬‬
‫ى‬ ‫ا‪ٞ‬تنيد‪ :‬اعتقدت[أم فكرت] فقاؿ الشاب‪:‬‬
‫اعتقدت اؿ الشاب‪ :‬ىو كذا ككذا اؿ‪ :‬ال‪ ،‬فقاؿ الشاب‪ :‬ىذا عدإ‬ ‫ي‬ ‫اعتقدت كذا ككذا فقاؿ ا‪ٞ‬تنيد‪ :‬ال اؿ‪ :‬فاعتق ٍد ثال ا اؿ‪:‬‬
‫ى‬
‫ت ُب األكىل كال انية كال ال ة لكش أردت أف أمتننك ىل يتغَت لبك‪ .‬ك اؿ أبو‬ ‫كأنت صدكؽ كأنا أعرؼ لش!‪ ،‬فقاؿ ا‪ٞ‬تنيد‪ :‬صد ى‬
‫سعيد ا‪٠‬تراز[أحد أكلياء الصوفية الكبار]‪ :‬دكلت ا‪١‬تسدد ا‪ٟ‬تراـ فدكل فقَت عليو كر تاف يسأؿ شيئا‪ ،‬فقلت ُب نفسي‪ :‬م ل ىذا‬
‫سرم‪ ،‬فناداين ك اؿ‪" :‬‬ ‫فاستغفرت ُب ٌ‬
‫ي‬ ‫إأل ك اؿ‪ ":‬اعلموا أف اهلل يعلم ما ُب أنفسكم فاحذركه"‪ ،‬اؿ‪:‬‬ ‫كل[أم عالة] على الناس‪ ،‬فنظر ٌ‬ ‫ٌ‬
‫كنت ُب ا‪ٞ‬تامع فأ بل شاب يٌإ الرائنة حسش الوجو‬ ‫ي‬ ‫الصوفية]‪:‬‬ ‫كبار‬ ‫[مش‬ ‫اص‬ ‫ا‪٠‬تو‬
‫ٌ‬ ‫اىيم‬‫ر‬ ‫إب‬ ‫اؿ‬ ‫ك‬ ‫"‪.‬‬ ‫عباده‬ ‫عش‬ ‫التوبة‬ ‫يقبل‬ ‫الذم‬ ‫كىو‬
‫فخرجت ككرج الشاب ٍب رجع إليهم فقاؿ‪ :‬إي [ماذا] اؿ‬ ‫ي‬ ‫حسش ا‪ٟ‬ترمة فقلت ألصنابنا‪ :‬يقع أل أنو يهودم‪ ،‬فكلهم كره ذلك‪،‬‬
‫يدم فأسلم‪ ،‬فقلت ما السبإ؟ فقاؿ‪٧ :‬تد ُب كتابنا أف‬ ‫فأكإ على ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫الشي ؟ فاحتشموه فأ ٌ عليهم فقالوا‪ :‬اؿ إنك يهودم‪ ،‬فداء‬
‫الص ٌديق ال ٗتطىء فراستو فقلت‪ :‬أمتنش ا‪١‬تسلمُت فتأملتهم فقلت‪ :‬إف كاف فيهم ص ٌديق ففي ىذه الطائفة[أم الصوفية] فلبٌست‬
‫رجل مش الصنابة‬ ‫علمت أنو ص ٌديق ‪.‬كىذا ع ماف بش عفاف رضي اهلل عنو دكل عليو ه‬ ‫ي‬ ‫تفرسٍت‬
‫فلما ا ٌلع ىذا الشي عل ٌي ك ٌ‬ ‫عليكم ٌ‬
‫كح هي بعد رسوؿ‬ ‫فتأمل ‪٤‬تاسنها فقاؿ لو ع ماف‪ :‬يدكل علي أح يدكم ك أثر الزنا ماىر على عينيو! فقلت ‪:‬أى ٍ‬ ‫ك د رأل امرأة ُب الطريق ٌ‬
‫اهلل؟! فقاؿ ع ماف‪ :‬ال‪ ،‬كلكش تبصرة كبرىاف كفراسة صاد ة ‪ .‬فهذا شأف الفراسة كىي نور يقذفو اهلل ُب القلإ فيخطر لو الشيء‬
‫فيكوف كما كطر لو كينفذ إىل العُت فَتل ماال يراه غَته‪.}.‬اىػ‬
‫‪- 50 -‬‬
‫كأك صلى اهلل عليو ك على آلو كسلم عش أشياء تقػع بعػده إىل يػوـ القيامػة ‪ ،‬فو عػت كمػا أكػ‬
‫‪ ،‬وه ا عما ال تلري نظس عاذا ت يع غلاً ‪ .‬و هي عي انفمس‪.‬‬
‫كأك صلى اهلل عليو ك على آلو كسلم بعد موتو بنزكؿ الغيث ‪ ،‬كما ُب ا‪ٟ‬تػديث الػذم ذكػره الشػي‬
‫ابش تيمية ُب "ا تضاء الصراط ا‪١‬تستقيم " حُت شكى الصنايب ‪ ،‬فػأتى إىل ػ رسػوؿ اهلل صػلى اهلل‬
‫عليو ك على آلو كسلم ‪ ،‬فقاؿ لو ‪ " :‬إيت عمر كأك ه أهنم يمس ىق ٍوف " ‪ .‬فكاف كما أك ‪.‬‬
‫كرفٍ يع ىذا اإلشكاؿ كالتوفيق بُت ا يات كاألحاديث الصنينة هبذا التقرير أمػر متع ٌػُت[الزـ] ‪ ،‬ك إال‬
‫يلزـ منو التنا كا‪٠‬تيٍل ُب األكبار الصاد ة ‪ ،‬كباهلل تعاىل التوفيق ‪.‬‬
‫وأعا ا تراض ه ا انموترض على ولو ‪:‬‬
‫يا أكرـ ا‪٠‬تلق ماأل مش ألوذ بو‬
‫سواؾ عند حلوؿ ا‪ٟ‬تادث العمم‬
‫فهو سوء فهم كعدـ علم ‪ ،‬كذلك أنو يقرأ البيت ‪:‬‬
‫"ماأل مش ألوذ بو سواؾ" …‬
‫فنذا ‪ٝ‬تع العامي ‪-‬الػذم ىػو معػو ُب الفهػم سػواء‪-‬ذلػك ‪ ،‬ػاؿ ‪ :‬كيػ ىػذا ا‪ٟ‬تصػر ؟ فػيفهم منػو أف‬
‫ائلو الو على اإل بلؽ‪.‬‬
‫كلي ذلك مػرادان ‪ ،‬ك ال ىػو معػٌت البيػت ‪ .‬بػل معنػاه مػاىر ‪١‬تػش عػرؼ ك أنصػ ‪ ،‬فػنف معػٌت البيػت‬
‫على ما يعطيو اللفظ ‪ ،‬مع طع النظر عش مراد النامم ‪ ،‬ك عش رائش األحواؿ كاأل واؿ‪ ،‬أنو يقوؿ ‪:‬‬
‫ذوم‬
‫غيرؾ وقت فبوؿ انحادث انواـ ان ي ّ‬
‫ذا أكرـ انفبب بى ربه ‪ :‬عاني عي أنوذ به ُ‬
‫انفالةب كبها ‪ ،‬وهو ذوـ انقياع في انموقف ‪.‬‬
‫كما كرد ُب األحاديث الصنينة أف الناس ذلك اليوـ تدنو الشم منهم مقدار ميل ‪ ،‬ك يزد‪ٛ‬توف‬
‫كتسعر جهنم ‪ ،‬كيغضإ ا‪ٞ‬تبار جػل‬
‫حىت يصَت على كل دـ سبعوف أل دـ ‪ ،‬كيلدمهم العرؽ ‪ٌ ،‬‬
‫الناس مش يشفع ‪٢‬تم‬‫جبللو‪ ،‬ككل األنبياء كالرسل يقوؿ كل كاحد ‪" :‬نفسي نفسي …" ‪ٍ ،‬ب يطلإ ي‬
‫كمػػا ُب " البخػػارم " فيسػػتغي وف بػ دـ ‪ٍ ،‬ب بػػنبراىيم ‪ٍ ،‬ب ٔتوسػػى ‪ٍ ،‬ب بعيسػػى ‪ .‬فيػػأتوف نبينػػا صػػلى‬
‫اهلل عليػػو ك علػػى آلػػو كسػػلم فيقػػوؿ ‪ " :‬أنػػا ‪٢‬تػػا‪ ،‬أنػػا ‪٢‬تػػا "! فيشػػفع ‪ٞ‬تميػػع ا‪٠‬تبلئػػق مػػش ذلػػك ا‪١‬تو ػ‬
‫ا‪١‬تهوؿ الشديد الذم يشتهي الناس أف ٮتلصػوا مػش شػ ٌدتو كلػو يػيؤمر هبػم إىل النػار !!كمػا ُب صػنيح‬
‫األكبار ‪.‬‬
‫‪- 52 -‬‬
‫فهل ترل أف أحدان مش الرسل ييبلذ بو ‪ ،‬أك كاحدان مش ا‪١‬تخلو ات ييبلذ بو‪ ،‬إال ىو صلى اهلل عليو‬
‫ك على آلو كسلم ُب ىذا ا‪ٟ‬تادث العاـ ‪- ،‬ال ُب سائر األحواؿ‪ ، -‬بل ُب ىذه ا‪ٟ‬تاؿ ؟!!‬
‫كحفل ‪ ،‬كلي مراده ‪ :‬ماأل مش ألوذ بو سػواؾ مطلقػان ‪ ،‬بػل مقيٌػد‬ ‫حذر ً‬‫ك "الع ًم ًم" ‪ ،‬اسم فاعل كػ ‪ً :‬‬
‫ى‬
‫هبذا الو ت الذم كردت األحاديث الصنينة أنو ما يكوف غَته لو ‪ ،‬بػل أيٍكليػوا العػزـ يعتػذركف للنػاس‬
‫ذلك اليوـ ‪.‬‬
‫اللوذ بو مش رؼ الشفاعة ‪ ،‬بدليل ولو ُب البيت الذم بعده ‪:‬‬
‫فمقصوده ‪ٍ :‬‬
‫جاىك يب‬
‫رسوؿ اهلل ي‬
‫كلش يضيق ى‬
‫إذا الكرًن ٕتلٌى باسم منتقم‬
‫إذ ا‪ٞ‬تاه راجع للشفاعة ‪ ،‬كىكذا ٌرر ‪ٚ‬تيع مش شرح ىذه القصيدة مش العلماء األكابر ‪.‬‬
‫ػػاؿ الشػػي كالػػد األزىػػرم ُب " شػػرحو " علػػى ىػػذه القصػػيدة ‪{ :‬ألػػوذ ‪ :‬ألتدػػس ‪ ،‬سػواؾ ‪ :‬غػػَتؾ ‪،‬‬
‫كحلػػوؿ ا‪ٟ‬تػػادث العمػػم ‪ :‬ىػػوؿ يػػوـ القيامػػة الشػػامل ‪ٞ‬تميػػع ا‪٠‬تلػػق ‪ .‬كا‪١‬تعػػٌت ‪ :‬يػػا أكػػرـ كػػل ‪٥‬تلػػوؽ ‪،‬‬
‫ماأل أحد غَتؾ – يعٍت مػش ا‪١‬تخلػو ُت – ألتدػس إليػو يػوـ القيامػة مػش ىولػو العمػيم كالنػاس يتطػاكلوف‬
‫إىل جاىك الرفيػع ‪ ،‬كلػش يضػيق يب جاىػك إذا اشػتد األمػر ك عيػل الصػ ‪ ،‬فننػك أعظػم ا‪٠‬تلػق علػى‬
‫ا‪١‬تعوؿ ُب الشفاعة عليو }‪ .‬انتهى ‪.‬‬ ‫اهلل ‪ٌ ،‬‬
‫الشراح ‪.‬‬
‫ككذلك اؿ غَته مش ي‬
‫بقي أف ذوترضوا‪-‬أم الوىابيػة‪ -‬علػى ولػو ‪" :‬يػا أكػرـ ا‪٠‬تلػق …" ‪ ،‬فػنف ىػذا عنػدىم دعػاء‪-‬ك‬
‫دعاء غَت اهلل شرؾ‪[ . -‬لكش ا‪ٟ‬تق أف ]ىذا نداء ‪ ،‬فػبل كجػو للتكفػَت بػو ‪ ،‬ألف النػداء إذا كػاف ضػاران‬
‫ػادل أح ػ هد حػػي كال ميػػت ‪ ،‬ألف كػػوف الشػػيء الواحػػد بالنسػػبة‬
‫ك عبػػادة كمػػا يزعمػػوف ‪ ،‬للػػزـ أنػػو ال يينػ ى‬
‫للني يكوف اعةن ‪ ،‬كللميت كالغائإ يكوف عباد نة ‪ ،‬مل ييعهد ىذا شرعان ك عرفان ‪ .‬إ‪٪‬تا الػدعاء الػذم‬
‫ىػػو عبػػادة ‪ ،‬فهػػو اٗت ػاذ غػػَت اهلل رب ػان ك إ‪٢‬ت ػان ‪ ،1‬كىػػذا ال يقصػػده أجهػػل ا‪١‬تسػػلمُت ‪ ،‬فض ػبلن عػػش أكػػابر‬
‫العلماء العاملُت ‪.‬‬

‫رب مش جهة أنو ا‪٠‬تالق الرازؽ ا‪١‬تعطي‬‫_ ك الرب ك اإللو كاحد عند ‪ٚ‬تهور العلماء ‪ ،‬لكش ٮتتلفاف مش حيث ا‪ٞ‬تهة ‪ ،‬فاهلل تعاىل ه‬
‫‪1‬‬

‫النافع ا‪١‬تدبر لؤلمر ك ا‪١‬تصلح للخبلئق‪ ،‬إذ الرب ُب اللغة ىو ا‪١‬تريب أم ا‪١‬تصلح القائم على األمر بالتدبَت‪ .‬ك اهلل تعاىل أيضا إلوه مش جهة‬
‫أنو يؤلو لو أم ييعبد ك يٮتضع لو ك يينقاد لو بسائر الطاعات ك العبادات‪ .‬ك لي ىناؾ شيء ىو رب ك لي بنلو أك إلو لي ربا إال ُب‬
‫يق ‪٤‬تدث مبتدع مل ينطق بو كتاب كال سنة ك ال صنايب ك ال تابعي ‪،‬‬ ‫عقوؿ اجملانُت‪ .‬ك التفريق بُت توحيد الربوبية ك توحيد األلوىية تفر ه‬
‫بل الكتاب ك السنة تنا ضو ٘تاـ ا‪١‬تنا ضة‪ .‬ك ابش تيمية الذم ابتدع ىذا التفريق يزعم أف األنبياء جاؤكا للدعوة إىل توحيد األلوىية ألف‬
‫‪- 53 -‬‬

‫يقركف بتوحيد الربوبية أم أهنم كانوا يعتقدكف أف الرب كاحد ك ىو اهلل كحده ك لكش ا‪١‬تعبوديش يك ير فيعبدكف اهلل‬
‫ا‪١‬تشركُت‪-‬عنده‪ -‬كانوا ٌ‬
‫ك يشركوف معو غَته‪ .‬ىذا كبلمو ‪ .‬فنقوؿ للرد عليو باكتصار‪:‬‬
‫اؿ اهلل تعاىل ُب "األنعاـ ‪ " :"175‬ل أغير اهلل أبغي ربا ك ىو رب كل شيء"‪ .‬ك ىذا استفهاـ إنكارم ييفهم منو أف ا‪١‬تشركُت‬
‫كانوا يبغوف ربا بل أربابا أكرل غَت اهلل تعاىل فأمر اهلل نبيو أف ينكر عليهم ذلك ‪ ،‬ك مل يقل‪ " :‬ل أغَت اهلل أبغي إلو"‪ ،‬مع أف الواجإ‬
‫على ريقة ابش تيمية أف يقوؿ ذلك‪ ،‬ألهنم يشركوف مع اهلل آ‪٢‬تة أكرل يعبدكهنا ال أربابا مع رهبم الواحد‪ ،‬على زعمو‪ .‬فك ٌذبو اهلل تعاىل‪.‬‬
‫النَا بَػ ْوالاً‬ ‫اب تىػعالىواٍ إً ىىل ىكلىم وة سواء بػيػنىػنىا كبػيػنى يكم أىال نػىعب ىد إًال اللٌو كالى ني ٍش ًرىؾ بًًو ىشيئا والَ ذػت ِ‬
‫َّف َ بَػ ْو ُ‬ ‫ً ً‬
‫ٍن َ َ‬ ‫ىى‬ ‫ٍي‬ ‫ى ى ى ىٍ ى ىٍ ٍ‬ ‫ك اؿ سبنانو ‪ " :‬ي ٍل يىا أ ٍىى ىل الٍكتى ى ٍ‬
‫وف انب ِّه فىنًف تىػ ىول ٍواٍ فىػ يقوليواٍ ا ٍش ىه يدكاٍ بًأىنا يم ٍسلً يمو ىف"‪ .‬ك عدـ اٗتاذ بعضنا بعضا أربابا معناه‪-‬كما يقوؿ ا‪١‬تفسركف‪ -‬أ ال يطيع‬ ‫أَربابا ِّعي ُد ِ‬
‫َْ ً‬
‫بعضنا بعضا ُب التنرًن كالتنليل كما يطيع اهلل أم أال يعبد بعضنا بعضا ‪ ،‬فدعل اهلل تلك العبادة اٗتاذا لرب آكر ‪ ،‬ك كاف البلزـ –‬
‫على مذىإ ابش تيمية‪ -‬أف يقوؿ‪" :‬ك ال يتخذ بعضنا بعضا آنه مش دكف اهلل" ألف العبادة عنده تعٍت أنك اٗتذت ا‪١‬تعبود إلو ال ربا‪ .‬ك‬
‫القرآف يك ٌذب ذلك كما ىو ماىر‪.‬‬
‫كف اللٌ ًو كالٍم ًسيح ابش مرًن كما أ ًيمركاٍ إِالَّ نِيػوب ُلواْ إِنَػها و ِ‬
‫اف ًلا ال إًلىػوى إًال يى ىو‬ ‫ك اؿ تعاىل ‪ " :‬اٗتى يذكاٍ أىحبارىم كرىبانػىهم أَربابا مش د ً‬
‫ً َ‬ ‫َ ُْ‬ ‫ى ى ى ٍ ى ى ٍ ىى ى ى ي‬ ‫ٍ ى ى ي ٍ ى ي ٍ ى ي ٍ َْ ً ي‬
‫يسٍب ىنانىوي ىعما يي ٍش ًريكو ىف"‪ .‬ك ىذه مش أعظم ا يات ردا عليو‪ ،‬إذ أف اهلل تعاىل صرح أف اليهود كالنصارل اٗتذكا أحبارىم ك رىباهنم أربابا ‪،‬‬
‫مع أهنم مأموركف أالٌ يعبدكا إال إلون كاحدا ‪ ،‬فمعٌت أهنم اٗتذكىم أربابا ىو أهنم عبدكىم ك اٗتذكىم آ‪٢‬تة ‪ ،‬فظهر أف اٗتاذ الشيء ربٌا‬
‫يعٍت اٗتاذه إلو ك العك صنيح ‪.‬ك سبإ نزكؿ ا ية يزيد األمر كضوحا على كضوح ك ا‪ٟ‬تمد هلل تعاىل‪ .‬فمش يقوؿ‪-‬م ل ابش تيمية‪-‬‬
‫أف عبادة شيء ال تعٍت اٗتاذه ربا‪ ،‬فهو مصادـ لنن ا ية الكرٯتة مصادمة كاملة صر٭تة‪.‬‬
‫ً‬ ‫اس ُكونُواْ ِ ب ً ً ً ً ً‬ ‫وؿ لًلن ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ادا نِّي مش يدكف اللٌو ىكلىػكش يكونيواٍ ىرباني ى‬
‫ُت‬ ‫َ‬ ‫ٍم ىكالنبيػوةى يٍب يػى يق ى‬
‫ا‪ٟ‬تيك ى‬
‫اب ىك ٍ‬ ‫ك اؿ اهلل تعاىل ‪ " :‬ىما ىكا ىف لبى ىش ور أىف يػي ٍؤتيىوي اللٌوي الٍكتى ى‬
‫ًٔتىا يكنتم تيػعلمو ىف الٍ ًكتاب كًٔتىا يكنتم تى ٍدرسو ىف كالى يأٍمريكم أىف تَػت ِ‬
‫َّف ُ واْ ان َْمالَةِ َ َ َواننِّبِيِّػ ْي َي أ َْربَابًا أىيىأٍ يميريكم بًالٍ يك ٍف ًر بػى ٍع ىد إً ٍذ أىنتيم م ٍسلً يمو ىف"‪.‬‬ ‫ى ى ى ي ٍ ي ي ى ى يى ٍ‬ ‫يٍ ى ي‬
‫اؿ ابش ك َت ك غَته‪{ " :‬كال يأمركم أف تتخذكا ا‪١‬تبلئكة كالنبيُت أربابان} أم كال يأمركم بعبادة أحد غَت اللٌو‪ ،‬ال نش مرسل كال ملك‬
‫مقرب"‪.‬اىػ ‪ .‬فالنهي عش اٗتاذ ا‪١‬تبلئكة كالنبيُت أربابا يعٍت النهي عش عبادنم أم عش اٗتاذىم آ‪٢‬تة ك كذلك العك ‪ .‬فكل رب ىو إلو‬
‫معبود ك كل إلو معبود ىو رب عند عابده ‪ ،‬إذ يستنيل أف تعبد شيئا ك تتخذه إلو ك أنت ال تعتقد أنو رب مدبر نافع ضار يستنق‬
‫العبادة ‪ ،‬ك يستنيل أف تعتقد ُب شيء أنو رب مدبر نافع ضار ٍب ال تعتقد أنو إلو ييعبد ‪ ،‬فالتفريق بينهما ‪٥‬تال للنقل كالعقل ‪ ،‬ال‬
‫ينطلي إال على غافل ال يعي ما يقوؿ‪.‬‬
‫وىا أىنتي ٍم ك‬
‫ى‪ٝ‬تىاء ى‪ٝ‬تٍيتي يم ى‬‫اح يد الٍ ىقه يار ىما تَػ ْوبُ ُلو َف ًمش يدكنًًو إًال أ ٍ‬ ‫اح ًش السد ًش أَأَرباب متػ ىفريو ىف كيػر أًىـ اللٌو الٍو ً‬
‫ي ى‬ ‫ىٍه‬ ‫ٍ َْ ٌ ى‬ ‫ص ى‬
‫ك يقوؿ اهلل تعاىل‪ " :‬يا ً‬
‫ى ى‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ىنزىؿ اللٌوي ًهبىا ًمش يس ٍلطىاف إًف ٍ‬
‫ً‬ ‫و‬
‫يش الٍ ىقي يم ىكلىػكش أى ٍك ىػىر الن ً‬
‫اس الى يػى ٍعلى يمو ىف"‪.‬‬ ‫ك الد ي‬ ‫ٍم إًال للٌو أ ََع َر أَالَّ تَػ ْوبُ ُلواْ إِالَّ إِذَّا ُ ذىل ى‬
‫ا‪ٟ‬تيك ي‬ ‫ى آبى يؤيكم ما أ ى‬
‫يفرؽ بُت اٗتاذ الرب ك اٗتاذ‬ ‫فا ية تدؿ على أف سيدنا يوس عليو السبلـ ‪ٝ‬تٌى ا ‪٢‬تة اليت يعبدىا ومو‪ :‬أربابا‪ ،‬ك ذلك يعٍت أنو ال ٌ‬
‫اإللو‪ ،‬فهو يعت ومو مشركُت ألهنم عبدكا غَت اهلل ك بالتاأل فقد جعلوىم آ‪٢‬تة أم أربابا متفر ة‪ .‬إذف فعبادة غَت اهلل تعاىل تعٍت ‪ -‬عند‬
‫يوس عليو السبلـ‪ -‬أنك اٗتذت ذلك ا‪١‬تعبود ربا ك إ‪٢‬تا ُب نف الو ت ‪ .‬ك ىذا كبلؼ ما يزعم ابش تيمية مش أف عبادة غَت اهلل تعٍت‬
‫اٗتاذه إ‪٢‬تا معبودا ال ربا‪.‬‬
‫ً‬
‫صىرفيو ىف"‪.‬‬ ‫ا‪ٟ‬تىق إًال الضبلى يؿ فىأىىن تي ٍ‬ ‫ْحب فى ىماذىا بػى ٍع ىد ٍ‬ ‫ك اؿ اهلل تعاىل‪ " :‬فى ىذل يك يم اللٌوي َرب ُ ُم ان َ‬
‫اؿ اإلماـ القر ش ُب التفسَت‪ " :‬ولو تعاىل‪" :‬فذلكم اهلل ربكم ا‪ٟ‬تق"‪ :‬أم ىذا الذم يفعل ىذه األشياء ىو ربكم ا‪ٟ‬تق‪ ،‬ال ما أشركتم‬
‫شك‬ ‫فادعاؤكم غَته إنها و َربّا ىو الضبلؿ كالذىاب عش ٌ‬
‫ا‪ٟ‬تق ال ٌ‬ ‫ا‪ٟ‬تق ىو ذا‪ٌ ,‬‬
‫معو‪.".‬اىػ ك اؿ اإلماـ الط م‪ ":‬يقوؿ‪ :‬فنذا كاف ٌ‬
‫فيو"‪.‬اىػ‬
‫فا‪١‬تعٌت إذف أف اهلل ىو ربكم ا‪ٟ‬تق ك أف ما سواه أرباب با لة‪ ،‬فكي تعتقدكف ربوبية ك ألوىية غَته معو ؟؟! ك ىذه إشارة إىل أف‬
‫فرد اهلل تعاىل عليهم بأف الرب ا‪ٟ‬تق ىو اهلل كحده أما غَته فأرباب با لة ‪.‬‬
‫ا‪١‬تشركُت يعت كف آ‪٢‬تتهم أربابا ‪ٌ ،‬‬
‫‪- 54 -‬‬

‫ت بَِربِّ ُ ْم ىاليواٍ بػىلىى ىش ًه ٍدنىا أىف تىػ يقوليواٍ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ك ًمش ب ًٍت ً‬
‫َي َ‬ ‫آد ىـ مش مي يهوًرى ٍم ذيريػتىػ يه ٍم ىكأى ٍش ىه ىد يى ٍم ىعلىى أىن يفس ًه ٍم أَن ْ‬ ‫ىك ىذ ىرب ى ى ى‬ ‫ك اؿ اهلل تعاىل ‪ " :‬ىكإً ٍذ أ ى‬
‫ُت أ ٍىك تػى يقوليواٍ إً‪٪‬تىا أى ٍشىرىؾ آبى ياؤنىا ًمش ىػٍب يل ىكيكنا ذيريةن مش بػى ٍع ًد ًى ٍم أىفىػتيػ ٍهلً يكنىا ًٔتىا فىػ ىع ىل الٍ يمٍب ًطليو ىف"‪.‬‬‫ًً‬ ‫ً ً‬
‫يػى ٍوىـ الٍقيى ىامة إًنا يكنا ىع ٍش ىى ىذا ىغافل ى‬
‫فقد أكذ اهلل ا‪١‬تي اؽ على الناس بتوحيد الربوبية (ألست بربكم الوا بلى) ‪ ،‬ك لو كاف الرسل إ‪٪‬تا ي ٍدعيوف أ و ىامهم لتوحيد األلوىية دكف‬
‫األكىل أف يأكذ اهلل العهد على الناس بتوحيد األلوىية الذم سيقع اإلشراؾ فيو كما يزعم‪ .‬و ن ي انحب أف امنوهي‬
‫الربوبية لكاف ٍ‬
‫أقروا بانربوبي فقل أقروا بامنوهي ضمنا و فتما و انو س صحيح بال رذع ‪.‬‬
‫وانربوبي عتالزعتاف ال تظترقاف ‪ ،‬فإذا ّ‬
‫ك ٌأكؿ ما ييسأؿ عنو اإلنساف ُب ه ‪ :‬مش ربك؟ ‪ ،‬ك كاف األصح على ريقة ابش تيمية أف ييسأؿ‪ :‬مش إ‪٢‬تك؟ ‪ ،‬ألف توحيد األلوىية‬
‫ضل فيو الناس ‪-‬دكف الربوبية‪ -‬على زعمو‪ .‬ك لكش ا‪ٟ‬تق أف السؤاؿ عش الرب يستلزـ السؤاؿ عش اإللو ألهنما‬ ‫كالعبادة ىو الذم ٌ‬
‫ع‬ ‫ً ً و ً َّ‬ ‫ً و‬
‫متبلزماف كما مر ‪.‬ك الدليل على تبلزمهما – غَت ا يات السابقة‪ -‬ولو تعاىل‪ " :‬ىما اٗتى ىذ اللوي مش ىكلىد ىكىما ىكا ىف ىم ىعوي م ٍش إلىو إ نذا ن َ َه َ‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ٍ‬
‫ضا‪ -‬أف كل إلو‬ ‫ُكل إِنَه بِ َما َخبَ َب ىكلى ىع ىبل بػى ٍع ي‬
‫ض يه ٍم ىعلىى بػى ٍع و يسٍب ىنا ىف اللو ىعما يىص يفو ىف"‪ .‬فقد جعل اهلل مش نتائج تعدد ا ‪٢‬تة –فىػىر ن‬
‫سيذىإ ٔتخلو اتو ك سيناكؿ كل منهم هر ا كر ك العلو عليو ‪ .‬ك ىذه الصفات ك األفعاؿ[أم ا‪٠‬تلق ك الذىاب ك القهر] إ‪٪‬تا ىي‬
‫مش صفات األرباب إذ الرب ىو ا‪٠‬تالق ا‪١‬تدبر القاىر ا‪١‬تتك النافع الضار ‪ ،‬ك اإلاله ىو ا‪١‬تعبود ك ا‪١‬تخضوع لو ‪ ،‬فتبُت مش ذلك أف اهلل‬
‫األكىل أف يقوؿ‪ " :‬ك‬ ‫تعاىل جعل اإللو ك الرب شيئا كاحدا ‪ ،‬إذ لو كانا ‪٥‬تتلفُت غَت متبلزمُت –كما يتوىم الوىابية ا‪ٞ‬تاىلوف – لكاف ٍ‬
‫ما كاف معو مش رب إذنا لذىإ كل رب بما خبب ك لعبل بعضهم على بع "‪ .‬ك لكش ‪١‬تا كانا ال ينفصبلف ك ال يفًت اف ‪ٚ‬تع اهلل‬
‫تعاىل بينهما ُب ا ية ‪.‬فمعٌت ا ية‪ :‬لو فرضنا أف مع اهلل آ‪٢‬تة أكرل لكانت موصوفة بصفات الربوبية[ كا‪٠‬تلق ك القهر ك غَتىا‪ ،‬أم‬
‫أربابا] فتذىإ ٔتخلو انا ك تتنازع فيما بينها ك يقهر بعضها بعضا‪ .‬ك ا‪ٟ‬تمد هلل الذم بنعمتو تتم الصا‪ٟ‬تات‪.‬‬
‫يفرؽ بُت توحيد الربوبية ك األلوىية‪ ،‬ك يوحي إىل ا‪ٞ‬تهلة أف ا‪١‬تشركُت عابدم األصناـ كانوا‬ ‫هبذا تسقط ‪-‬بفضل اهلل تعاىل‪ -‬أكىاـ مش ٌ‬
‫يوحدكف توحيد الربوبية دكف توحيد األلوىية‪ ،‬ك ىذا مش أسخ األ واؿ ك أكىنها ‪ ،‬ك ما ذلك إال ألهنم ال ‪٬‬تمعوف بُت آيات القرآف‬ ‫ٌ‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫و‬
‫وت يكل ىش ٍيء ىكيى ىو ي‪٬‬ت يَت ىكىال ي‪٬‬تى يار ىعلىٍيو إف‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫‪ٚ‬تيعها بل ينظركف إىل بعضها دكف األكرل فيقرؤكف م بل وؿ اهلل تعاىل‪ " :‬ي ٍل ىمش بيىده ىملى يك ي‬
‫موحديش ال يعتقدكف‬ ‫ًً‬
‫يكنتي ٍم تىػ ٍعلى يمو ىف ىسيىػ يقوليو ىف للو ي ٍل فىأىىن تي ٍس ىنيرك ىف"‪ .‬ك أم ا‪٢‬تا مش ا يات فينملوهنا على ماىرىا‪ ،‬فيدعلوف ا‪١‬تشركُت ٌ‬
‫ينسوف عشرات ا يات اليت ذكرنا شيئا منها ك كقولو تعاىل‪" :‬ك اٗتذكا مش دكف اهلل آ‪٢‬تة‬ ‫ربا نافعا ضارا مدبٌرا ألمرىم غَت اهلل تعاىل!!‪ ،‬ك ٍ‬
‫لعلهم يينصركف"‪ .‬اؿ ابش ك َت ُب تفسَتىا‪ ":‬يقوؿ تعاىل منكران على ا‪١‬تشركُت ُب اٗتاذىم األنداد آ‪٢‬تة مع اللٌو‪ ،‬يبتغوف بذلك أف‬
‫تنصرىم تلك ا ‪٢‬تة‪ ،‬كترز هم‪"..‬اىػ‪ .‬فهم يعتقدكف أف آ‪٢‬تتهم ٕتَتىم ك تنصرىم ك أف بيدىا نصرىم ك كذالهنم ‪ ،‬فهم إذف يعتقدكف‬
‫وؿ إًال ٍاعتىػىر ىاؾ بػى ٍع ي ًآ‪٢‬تىتًنىا بً يس ىووء ى ى‬
‫اؿ إًين أي ٍش ًه يد اللٌ ًو ىكا ٍش ىه يدكاٍ أىين بىًرمءه ‪٦‬تا‬ ‫ربوبيتها‪ .‬ك اؿ تعاىل حكاية عش عاد وـ ىود ‪ " :‬إًف نػ يق ي‬
‫صرحوا بأف آ‪٢‬تتهم بيدىا الضر ك السوء استقبلال ‪ ،‬ك ىذا مش كصائن الربوبية‪.‬‬ ‫ً‬
‫تي ٍشريكو ىف"‪ .‬فقد ٌ‬
‫فكي يقاؿ‪-‬بعد ذلك‪ -‬إف ا‪١‬تشركُت مل يكونوا يعتقدكف أف آ‪٢‬تتهم تضر كتنفع ك تنصر ك ٗتذؿ بذانا؟؟‪ ،‬ك أهنم ال يعتقدكف فيها‬
‫صفات الربوبية ؟؟!!‬
‫كلمة أكَتة‪ :‬لتقريإ العبل ة بُت الربوبية كاأللوىية نقوؿ‪٫ :‬تا متبلزماف كما أف السطح ك السق متبلزماف ‪ ،‬فنف الرب ك اإللو كاحد‬
‫كما أف السطح ك السق كاحد؛ إذ السق ىو ا‪ٞ‬تدار األعلى للبيت مش جهة أنو فوؽ ساكنيو‪ ،‬ك السطح ىو نف ذلك ا‪ٞ‬تدار‬
‫يسمى با‪ٝ‬تُت مش جهتُت ‪٥‬تتلفتُت‪ .‬كذلك الرب ىو ا‪١‬توجود مش‬ ‫األعلى لكش مش جهة الوا عليو مش فوؽ‪ .‬فا‪ٞ‬تدار كاحد ك لكنو ٌ‬
‫يسمى إ‪٢‬تا مش جهة أنو ييؤلٌو لو أم يعبده ‪٥‬تلو اتو ك ٮتضع لو‬ ‫جهة أنو مدبر كالق رازؽ مهيمش ‪ ،‬ك اإللو ىو نف ذلك ا‪١‬توجود لكش ٌ‬
‫عباده‪ .‬فمش حيث أنو مدبر نافع ضار ىو يسمى ربا‪ ،‬ك مش حيث أنو معبود يسمى إلو‪ .‬ك لكش ىذيش ا‪١‬تعنيُت (األلوىية ك الربوبية)‬
‫متبلزماف ‪ ،‬فبل يكوف شيء ربا مش غَت أف يكوف إ‪٢‬تا ‪ ،‬ك ال يكوف إ‪٢‬تا مش غَت أف يكوف ربا‪٘ .‬تاما كما أف ا‪ٞ‬تدار ال ٯتكش أف يكوف‬
‫سقفا مش غَت أف يكوف سطنا‪ ،‬ك ال ٯتكش أف يكوف سطنا مش غَت أف سقفا‪ ،‬فهما متبلزماف ال ييعقل أف يفًت ا إال عند عقل‬
‫معطوب ك رأم كاسد منكوب‪.‬‬
‫‪- 55 -‬‬
‫كالػػدليل علػػى أف النػػداء كالطلػػإ مػػش األم ػوات كالغػػائبُت لػػي بعبػػادة بػػل ىػػو مػػأمور بػػو شػػرعان ‪:‬‬
‫آيات كأحاديث كآثار ‪ ،‬كأ واؿ العلماء الكبار مش أصناب األئمػة األربعػة األكيػار كمػا سػتنيط بػو‬ ‫ه‬
‫كتبص ٍر ‪ ،‬كاستوعإ األدلة اليت تقػرأ ‪ ،‬كتقػرر ‪ ،‬كأنصػ ٍ ‪,‬ال تتبػع‬ ‫تعدل ‪ ،‬بل تصبٌػ ٍر ٌ‬
‫علمان ‪ ،‬كلكش ال ٍ‬
‫ا‪٢‬تول فيضلك عش سبيل اهلل ‪:‬‬
‫انػػلنيل اموؿ ‪ :‬ولػػو تعػػاىل ‪ { :‬يػػا أيهػػا الػػذيش آمن ػوا اتق ػوا اهلل كابتغ ػوا إليػػو الوسػػيلة } " ا‪١‬تائػػدة‬
‫‪ ، " 46‬ػػاؿ البغػػوم ُب تفسػػَت ولػػو تعػػاىل ُب ا يػػة األكػػرل { يبتغػػوف إىل رهبػػم الوسػػيلة أيهػػم أ ػػرب‬
‫كيرجوف ر‪ٛ‬تتو كٮتافوف عذابو } " اإلسراء ‪: " 68‬‬
‫{ عػػش ابػػش عبػػاس رضػػي اهلل تعػػاىل عنهمػػا ‪ :‬الوسػػيلة كػػل مػػا ييتقػػرب بػػو إىل اهلل ‪ ،‬أم ينظػػركف أيهػػم‬
‫أ رب إىل اهلل ‪ ،‬فيتوسلوف بو} اىػ‬
‫كٗتصيصها باألفعاؿ ٖت ٌكم ال دليػل عليػو ‪ ،‬مػع أف‬
‫ي‬ ‫فالوسيلة عامةه شاملة للذكات كاألفعاؿ كاأل واؿ ‪،‬‬
‫الذكات الفاضلة أفضل مش األفعاؿ الصادرة عنها ‪ ،‬ال سيما نبينا صلى اهلل عليو ك على آلو كسلم ‪.‬‬
‫انػػلنيل انلػػاني ‪ :‬ولػػو تعػػاىل ‪ { :‬ال ٯتلكػػوف الشػػفاعة إال مػػش اٗتػػذ عنػػد الػػر‪ٛ‬تش عهػػدان } " مػػرًن‬
‫‪ ، "98‬ػػاؿ ا‪١‬تفسػػركف ‪ :‬العهػػد ىػػو ػػوؿ ‪ :‬ال إلػػو إال اهلل ‪٤‬تمػػد رسػػوؿ اهلل ‪.‬ك يػػل معنػػاه ‪ :‬ال يشػػفع‬
‫الشػافعوف إال ‪١‬تػش اٗتػػذ عنػد – أم – مػػع الػر‪ٛ‬تش عهػدا ‪ ،‬يعػػٍت ا‪١‬تػؤمنُت أىػػل ال إلػو إال اهلل ‪.‬ك يػػل ‪:‬‬
‫ملٌك اهلل ا‪١‬تؤمنُت الشفاعة ‪ ،‬فبل يشفع إال مش شهد ال إلو إال اهلل ‪ .‬أم ال يشفع إال مؤمش ‪.‬‬
‫كعلػػى كػػل حػػاؿ ‪ ،‬فقػػد أكػ اهلل تعػػاىل أنػو ملٌػك ا‪١‬تػػؤمنُت الشػػفاعة ‪ ،‬فطلبيهػػا ‪٦‬تٌػش ٯتلكهػػا ‪-‬بتمليػك‬
‫اهلل‪ -‬ال مانع منو ‪ ،‬كمش لإ ا‪١‬تاؿ كغَته ‪٦‬تش ملٌكو اهلل لو ‪.‬‬
‫ك مراد ا‪١‬تنادم لو كا‪١‬تتوسل بو صلى اهلل عليو ك على آلػو كسػلم ‪ ،‬إ‪٪‬تػا ىػو الشػفاعة ‪ ،‬كشػفاعتو صػلى‬
‫[للمتوسل]‪ ،‬كىو حاصل لو كلسائر ا‪١‬توتى مش ا‪١‬تؤمنُت ‪ ،‬كمػا‬
‫ٌ‬ ‫اهلل عليو ك على آلو كسلم ىي الدعاء‬
‫كرد ُب األحاديث الصنينة ‪.‬‬
‫‪- 56 -‬‬
‫ض األعماؿ كلها على رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو ك على‬ ‫عر ي‬
‫صح ٍ‬ ‫اؿ ابش رجإ ا‪ٟ‬تنبلي ‪{ :‬ك د ٌ‬
‫آلو كسلم ألنو ‪٢‬تم ٔتنزلة الوالػد ‪ ،‬ك ٌػرج البػزار ُب " مسػنده " ‪ ،‬ػاؿ رسػوؿ اهلل صػلى اهلل عليػو ك علػى‬
‫آلو كسلم ‪ " :‬حياٌب كَت لكم يٖتدثوف ك٭تدث لكم ‪ ،‬ك كفاٌب كػَت لكػم ‪ ،‬تيعػرض عل ٌػي أعمػالكم ‪،‬‬
‫استغفرت اهلل لكم‪. }" 1‬‬
‫ي‬ ‫فما رأيت مش كَت ‪ٛ‬تدت اهلل عليو ‪ ،‬كما رأيت مش شر‬
‫كالدعاء مش ا‪ٟ‬تػي ك ا‪١‬تيػت ىػو شػفاعةه ‪،‬كمػا كرد ُب صػبلة ا‪ٞ‬تنػازة أف الػداعي يقػوؿ ‪ " :‬ك ػد جئنػاؾ‬
‫راغبُت إليك شفعاء لو بُت يديك " ‪ .‬كاستغفارىم شفاعة ك دعاء ‪ ،‬كما ىو ماىر ‪.‬‬
‫كأما األحاديث الصنينة ُب لإ الصنابة الكراـ منو صلى اهلل عليو ك على آلو كسػلم كمل ينكرىػا‬
‫علػػيهم ‪ ،‬فك ػػَتة شػػهَتة كمل يقػػل ‪٢‬تػػم ‪ :‬حػػىت يػػأذف اهلل أل ‪ ،‬كأنػػتم لبػػتم مػٍت بػػل اإلذف فقػػد أشػػركتم‬
‫!!‪.‬‬
‫فدؿ على أف ذلك جائز مطلقان ُب حاؿ حياتو كموتو صلى اهلل عليو ك علػى آلػو كسػلم ‪ ،‬ألنػو صػلى‬
‫ٌ‬
‫حي ‪ُ 2‬ب ه باالتفاؽ ‪.‬‬
‫اهلل عليو ك على آلو كسلم بعد موتو ٌ‬

‫صننو ا‪ٟ‬تافظ ا‪٢‬تي مي ُب "‪٣‬تمع الزكائد" ك اإلماـ‬


‫حسنو ا‪ٟ‬تافظ العرا ي ُب " رح الت ريإ" ك ٌ‬
‫كرجو البزار ُب مسنده ك ٌ‬
‫_ ا‪ٟ‬تديث ٌ‬
‫‪1‬‬

‫صننو ا‪ٟ‬تافظ السيو ي ُب "ا‪٠‬تصائن" ك اإلماـ يمبلٌ علي ارم ك‬ ‫القسطبلين ُب "إرشاد السارم شرح صنيح البخارم"‪ ،‬ك كذلك ٌ‬
‫الشهاب ا‪٠‬تفاجي ُب شرحيهما على "الشفا" ‪ ،‬ك غَتىم مش ا‪ٟ‬تفاظ ‪.‬‬

‫‪ _2‬األحاديث ُب حياة األنبياء عامة‪ ،‬ك حياة نبينا صلى اهلل عليو ك سلم ُب ه كاصة‪ ،‬ك َتة ك ىػي صػنينة كمػا ص ٌػرح بػو األئمػة‬
‫ا‪ٟ‬تفاظ‪:‬كالبيهقي ك ابش حدر العسقبلين( انظر شرح ا‪ٟ‬تديث ‪ُ 4196‬ب "فتح البػارم") ك السػيو ي ك غػَتىم ‪ .‬ػاؿ الشػي العبلمػة‬
‫الغمارم ُب "الرد احملكم ا‪١‬تتُت"‪ {:‬كأنا أذكر ىنا كبلصة كجيزة جامعػة كتبهػا شػقيقنا ا‪ٟ‬تػافظ اجملتهػد‬
‫احمل ٌدث السيد عبد اهلل بش الص ٌديق ٌ‬
‫الغمارم‪ ،‬اؿ حفظو اهلل‪ :‬األنبيػاء أحيػاء ُب بػورىم‪ ،‬كأجسػادىم ال تبلػى‪ ،‬اإلجمػاع عنوقػل بػى هػ ا كمػا‬
‫السيد أ‪ٛ‬تد ‪٤‬تمد الص ٌديق ٌ‬
‫ف ا غير وافل عنهم ابي فزـ وانيػفاوي فػي "انمقاصػل انحيػن " وغيرهمػا‪ ،‬نبنصػوص انصػحيح انصػرذح وانػلالةل ان ليػرة‬
‫انقاطو ‪ ،‬فمػش أفػىت بفنػاء أجسػادىم فقػد كػرؽ اإل‪ٚ‬تػاع‪ ،‬ككػ ٌذب ٔتػا صػح عػش اهلل كرسػولو‪ .‬فقػد ذكػر اهلل تعػاىل ُب غػَت آيػة أف الشػهداء‬
‫ػح عػػش النػػش ‪-‬بطريػػق التػواتر‪ -‬أف األنبيػػاء أحيػػاء ُب‬ ‫أحيػػاء ُب بػورىم‪ ،‬كأ‪ٚ‬تػػع ا‪١‬تسػػلموف علػػى أف األنبيػػاء أرفػػع درجػػة مػػش الشػػهداء‪ .‬كصػ ٌ‬
‫ػن اإلمػػاـ القػػر ش‬
‫ػن علػػى التػواتر‪ :‬الكتػػاين كالسػػيو ي ُب "إٖتػاؼ األذكيػػاء ْتيػػاة األنبيػػاء"‪ .‬ك ػػد نػ ٌ‬‫بػورىم كأف أجسػػادىم ال تبلػػى‪ ،‬ك نػ ٌ‬
‫علػى أف ا‪١‬تػوت لػي بعػػدـ ‪٤‬تػ كإ‪٪‬تػا ىػػو انتقػاؿ مػش حػػاؿ إىل حػاؿ‪ ،‬فمػػوت امنبيػاء إنمػا هػػو راجػس إنػػى أنهػم غُيّبػػوا نػا بحيػػث ال‬
‫نلركهم وإف كانوا عوجودذي أفيػاء *‪ ،‬كذلػك كا‪ٟ‬تػاؿ ُب ا‪١‬تبلئكػة فػنهنم أحيػاء موجػودكف كال نػراىم‪ .‬ك٭تقػق مػا ذكػره ىػؤالء األئمػة مػش‬
‫تواتر األحاديث الدالة على حياة األنبياء‪ ،‬أف حديث عػرض األعمػاؿ عليػو صػلى اهلل عليػو كآلػو كسػلم كاسػتغفاره ألمتػو ىكىرد مػش عشػريش‬
‫حرـ على األرض أف تأكل أجساد األنبياء" كرد مش ػرؽ ك ػَتة ‪ٚ‬تعهػا ا‪ٟ‬تػافظ ا‪١‬تنػذرم ُب جػزء ‪٥‬تصػوص ذكػره‬ ‫ريقان‪ ،‬كحديث "إف اهلل ٌ‬
‫ُب اكتصاره لسنش أيب داكد‪ ،‬كحديث اإلسراء كإكباره صلى اهلل عليو كسلم فيو أنػو رأل األنبيػاء يصػلٌوف‪ ،‬كغػَت ذلػك ‪٦‬تػا ىػو صػريح ُب‬
‫ػررت علػى موسػى كىػو ػائم يصػلي ُب ػ ه » أكرجػو مسػلم‪.‬‬ ‫حيانم كرد مش رؽ أربعُت صنابيان‪ ،‬ذكرىم الكتػاين‪ .‬كمنهػا حػديث « م ي‬
‫كحديث صبلتو صلى اهلل عليو كسلم باألنبياء كاجتماعو هبم [ُب اإلسراء] كما تقدـ كأهنػا متػواترة ككرد مػش ثبلثػة ػرؽ عنػد عبػد الػرزاؽ‬
‫‪- 57 -‬‬
‫انلنيل انلانث ‪:‬‬
‫ا‪ٟ‬تديث األكؿ ‪ :‬أكرج الًتمػذم‪1‬عػش أنػ رضػي اهلل تعػاىل عنػو ػاؿ ‪ { :‬لػت ‪ :‬ا ٍشػ ىف ٍع أل يػا رسػوؿ‬
‫اهلل يوـ القيامة‪ .‬فقاؿ صلى اهلل عليو ك على آلو كسلم ‪ " :‬أنا فاعل " ‪ ،‬لت ‪ :‬فػأيش أ لبػك ؟ ػاؿ‬
‫صلى اهلل عليو ك على آلو كسلم ‪ " :‬أكؿ مػا تطلبػٍت علػى الصػراط " ‪ ،‬لػت ‪ :‬فػنف مل ألقػك ىنػاؾ ؟‬
‫اؿ صلى اهلل عليػو ك علػى آلػو كسػلم ‪ " :‬فػا ٍليبٍت عنػد ا‪١‬تيػزاف " ‪ ،‬لػت ‪ :‬فػنف مل ألقػك ىنالػك ؟ ‪،‬‬
‫اؿ صلى اهلل عليو ك على آلو كسلم ‪ " :‬فا ٍلبٍت عند ا‪ٟ‬توض ‪ ،‬فػنين ال أكطػس ىػذه ا‪١‬تػوا ش ال بلثػة‬
‫"}‪.‬اىػ‬
‫فنف اؿ ائل ‪ :‬إف ىذا الطلإ للشفاعة ُب حاؿ حياتو ‪ ،‬كىو جائز ‪.‬‬
‫لنا ‪ :‬ال ‪ ،‬بل لإ منو ما لي ُب حياتو ‪ ،‬كىو الشفاعة يوـ القيامة ‪ ،‬كما جػاز أف ييطلػإ منػو ُب‬
‫ا‪ٟ‬تيػاة ‪ ،‬جػاز أف ييطلػإ بعػد ا‪١‬تمػات ‪ ،‬كمػش ينفػي فعليػو الػدليل أف النػش صػلى اهلل عليػو ك علػى آلػو‬
‫كسلم هنى عش ذلك ُب حديث‪.‬‬
‫بػػل علػػى ػولكم (إف الطلػػإ نفسػػو عبػػادة )‪ ،‬يقتضػػي أف ال فػػرؽ بػػُت ا‪ٟ‬تيػػاة كا‪١‬تمػػات‪ ،‬ألف العبػػادة‬
‫‪٦‬تنوعة ُب ا‪ٟ‬تالتُت !!‬
‫كما تقولوف ُب ولو صلى اهلل عليو ك على آلو كسػلم ‪١‬تػا ػاؿ الصػ ٌديق رضػي اهلل تعػاىل عنػو ‪ " :‬ومػوا‬
‫ٌ‬
‫نستغيث برسوؿ اهلل مش ىذا ا‪١‬تنافق ‪ ،‬فقاؿ صلى اهلل عليو ك على آلػو كسػلم ‪ " :‬إنػو ال ييسػتغاث يب‬
‫‪ ،‬إ‪٪‬تػػا يسػػتغاث بػػاهلل "‪.‬اىػ ػ كىػػو حػ ٌػي ػػادر ‪ -‬علػػى ػولكم‪ ، -‬ك ػػد أك ػ اهلل عػػش موسػػى عليػػو‬
‫السبلـ ‪ { :‬فاستغاثو الذم مش شيعتو على الذم مش عدكه } ؟! ‪.‬‬
‫ا‪ٟ‬تديث ال اين‪:‬‬
‫كىػػو انػػلنيل انرابػػس ‪ :‬ػػاؿ اإلمػػاـ أ‪ٛ‬تػػد ُب " مسػػنده " عػػش أنػ رضػػي اهلل تتعػػاىل عنػػو ػػاؿ ‪ ":‬مػػا‬
‫ط كال مسكان ط ‪،‬كال شيئان ط أ يػإ مػش ريػح رسػوؿ اهلل صػلى اهلل عليػو ك علػى آلػو‬ ‫مشمت عبَتا ٌ‬
‫ي‬
‫كسػػلم " ‪ .‬ػػاؿ ثابػػت رضػػي اهلل تعػػاىل عنػػو فقلػػت ‪ :‬يػػا أبػػا ‪ٛ‬تػػزة ألسػػت كأنػػك تنظػػر إىل رسػػوؿ اهلل‬
‫صػػلى اهلل عليػػو ك علػػى آلػػو كسػػلم ‪ ،‬ككأنػػك تسػػمع إىل نغمتػػو ؟ ‪ .‬فقػػاؿ رضػػي اهلل تعػػاىل عنػػو ‪ :‬بلػػى‬
‫كاهلل ‪ ،‬إين أرجو أف ألقاه يوـ القيامة فأ وؿ ‪ :‬يا رسوؿ اهلل ‪ ،‬كويدمك أن ‪ ."..‬ا‪ٟ‬تديث ‪.‬‬

‫_ ك دذكر ابش القيم كبلـ اإلماـ القر ش عش حياة األنبياء ُب كتابو "الركح" ص‪ (33‬بعة دار ا‪ٞ‬تيل) مستشهدا‬ ‫كالط اين‪ }..‬اىػ‬
‫بو موافقا عليو‪.‬‬

‫_ اؿ الًتمذم‪ ":‬ىى ىذا ىح ًد ه‬


‫يث ىح ىس هش ىغ ًر ه‬
‫يإ"‪.‬اىػ ك أكرجو اإلماـ أ‪ٛ‬تد ُب مسنده ‪.)19967(189/4‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪- 58 -‬‬
‫صلى اللوي ىعلىٍي ًو ىك ىسل ىم ‪ -‬ىر يج ول أ ٍىك‬ ‫ًو ً‬
‫كُب " ا‪ٞ‬تامع الصغَت " لئلماـ السيو ي ‪ :‬ىع ٍش ىكادـ للنًش ى‬
‫ات يىػ ٍووـ‬ ‫امرأىةو‪ -‬ى ىاؿ‪ :‬ىكا ىف النًش صلى اللو علىي ًو كسلم ً‪٦‬تا يػ يق ي ً ً‬
‫اجةه ؟ ‪ ،‬ى ىاؿ‪ :‬ىحىت ىكا ىف ذى ى‬ ‫ك ىح ى‬ ‫وؿ ل ٍل ىخادًـ‪ :‬أىلى ى‬ ‫ي ىٍ ىى ى ى‬ ‫ى‬ ‫ٍى‬
‫اج ًيت أى ٍف تى ٍش ىف ىع ًأل يىػ ٍوىـ الٍ ًقيى ىام ًة‪ ،‬ى ىاؿ‪ :‬ىكىم ٍش‬
‫ك ؟ ى ىاؿ‪ :‬ىح ى‬ ‫اج ًيت! ى ىاؿ‪ :‬ىكىما ىح ى‬
‫اجتي ى‬ ‫فىػ ىق ىاؿ‪ :‬يا رس ى ً‬
‫وؿ اللو ىح ى‬ ‫ى ىي‬
‫ً ‪1‬‬ ‫ك علىى ى ىذا ؟ ى ىاؿ‪ :‬ريب‪ ،‬ى ىاؿ‪ :‬إًما ىال فىأ ً‬
‫ىعٍت بً ىك ٍػىرًة الس يدود" ‪.‬اىػ‬ ‫ى‬ ‫ىدل ى ى ى‬
‫كصننو‪ ،‬كا‪ٟ‬تاكم ك اؿ ‪( :‬على شرط‬ ‫ٌ‬ ‫انلنيل انفاعس ‪ :‬ركل الًتمذم ‪ ،‬كالنسائي ‪ ،‬ك البيهقي‬
‫البخارم كمسلم) كأ ٌره ا‪ٟ‬تافظ الذىش ‪ ،‬عش لماف بي فنيف ‪ ،‬قاؿ ‪ {:‬سموت رسوؿ اهلل صػبى‬
‫اهلل بيه وسبم وجاء رجل ضرذر فش ا إنيه ذهاب بصر ‪ ،‬فقاؿ ‪ :‬ذا رسوؿ اهلل نيس ني قاةل‬
‫وقػػل ش ػ ّب بػ ّػي ‪ ،‬فقػػاؿ رسػػوؿ اهلل صػػبى اهلل بيػػه وسػػبم ‪ « :‬اةػػت انميالػػأة فتوضػأْ ‪ ،‬ثػػم صػ ّ‬
‫ػل‬
‫ركوتػػيي ‪ ،‬ثػػم قُػ ْل ‪ :‬انبهػػم إنػػي أسػػأنك وأتوجػػه إنيػػك بنبيػػك عحمػػل صػػبى اهلل بيػػه وسػػبم نبػػي‬
‫انرفم ‪ ،‬ذا عحمل إني أتوجه بك إنى ربي فيجبّػي نػي بصػري ‪ ،‬انبّهػم شػ ّظ ْوه ف َّػي وشػ ّظ ْوني فػي‬
‫تظرقنا وال طاؿ انحلذث فتى دخل انرجل وكأنػه نػم ذ ػي بػه‬
‫نظيي » ‪ ،‬قاؿ لماف ‪ :‬فواهلل عا ّ‬
‫ضر قط‪.}.‬اهػ‪. 2‬‬
‫ّ‬
‫أ وؿ ‪ :‬كال ٮتفى أف ىذا ا‪ٟ‬تديث مش دالئػل نبوتػو صػلى اهلل عليػو ك علػى آلػو كسػلم كمعدزاتػو‬
‫‪ ،‬حيث أف رجبل أعمى أبصر ب كتو صلى اهلل عليو ك على آلو كسلم كما كاف عيسى بش مرًن يػ ئ‬
‫األكمو كاألبرص ‪ ،‬ك٭تيي ا‪١‬توتى بنذف اهلل ‪.‬‬
‫كترجم لو احمل ٌدثوف بػقو‪٢‬تم‪ " :‬باب مش لو إىل اهلل حاجة ‪ ،‬أك إىل أحد مش كلقو " ‪.‬‬

‫حسنو ا‪ٟ‬تافظ السيو ي ُب "ا‪ٞ‬تامع"‪.‬‬


‫_ اؿ الًتمذم ‪{ :‬رجالو رجاؿ الصنيح} اىػ ‪.‬ك ٌ‬
‫‪1‬‬

‫ك اؿ ا‪ٟ‬تافظ ا‪٢‬تي مي ُب "‪٣‬تمع الزكائد"‪{:‬ركاه أ‪ٛ‬تد ك رجالو رجاؿ الصنيح }‪ .‬ذكره ا‪١‬تناكم ُب شرحو " الكبَت"للدامع الصغَت ‪.‬ك‬
‫انظر بعد ذلك إىل أحد يج ٌهاؿ ا‪٠‬توارج ا‪١‬تعاصريش كي يك ٌفر‪-‬ضمنا‪ -‬أصناب رسوؿ اهلل الذيش لبوا الشفاعة منو صلى اهلل عليو ك‬
‫فتأم ٍل ما ُب ىذه األبيات مش الشرؾ‪[ :‬فذكر‬ ‫سلم حيث يقوؿ ُب "تيسَت العزيز ا‪ٟ‬تميد بشرح كتاب التوحيد"(ص‪ٌ ..{:)199‬‬
‫مظهر الشرؾ األكؿ كال اين ٍب اؿ]‪:‬‬
‫ال الث‪ :‬سمانه عنه [أي طببه عي رسوؿ اهلل] أف ذشظس نه‪ُ ،‬ب ولو‪" :‬كلش يضيق رسوؿ اللٌو جاىك يب" البيت‪ .‬وه ا هو ان ي‬
‫الا فإف انشظا ال ت وف إال بول إذف انبّه‬
‫نل انبّه‪ ،‬وذنك هو انشرؾ‪ ،‬وأذ ً‬ ‫أراد انمشركوف عمي بلو ‪ ،‬وهو انجا وانشظا‬
‫فال عونى نطببها عي غير ‪ ،‬فإف انبّه توانى هو ان ي ذأذف نبشافس أف ذشظس مف انشافس ال ذشظس ابتلاء‪.}..‬اىػ‬

‫ضعفها هبواه ُب‪" :‬رفع ا‪١‬تنارة بأدلة التوسل ك الزيارة" للعبلمة احملدث الشي ‪٤‬تمود‬
‫_ انظر تصنيح أحاديث التوسل ك الرد على مش ٌ‬
‫‪2‬‬

‫سعيد‪.‬‬
‫‪- 59 -‬‬
‫كذكػػره ا‪ٟ‬تػػافظ ا‪ٞ‬تػػزرم ُب " ا‪ٟ‬تصػػش ا‪ٟ‬تصػػُت " ‪ ، 1‬كا‪ٟ‬تػػافظ السػػيو ي ُب " ا‪ٞ‬تػػامع الصػػغَت " ‪،‬‬
‫كشرحو للمناكم ‪ ،‬ك اؿ العبلمة علي القارم ا‪ٟ‬تنفي‪ " {:2‬ولو ( " يػا ‪٤‬تمػد " ) ‪ :‬إلتفػات كتضػرع‬
‫ٍ‬
‫لديػػو ‪ ،‬ليتوجػػو النػػش صػػلى اهلل عليػػو ك سػػلم بركحػػو إىل اهلل تعػػاىل ‪ ،‬كييغػػٍت السػػائل عمػػا سػواه ‪ ،‬كعػػش‬
‫التوس ػ ػػل إىل غ ػ ػػَت م ػ ػػواله‪ ،‬ػ ػػائبلن ‪ " :‬إين أتوج ػ ػػو ب ػ ػػك " أم ب ػ ػػذريعتك ‪ ،‬الذريع ػ ػػة ‪:‬الوس ػ ػػيلة ‪ ،‬كالب ػ ػػاء‬
‫لبلسػػتعانة ‪،‬ك " إىل ريب ُب حػػاجيت ىػػذه " ‪ ،‬كىػػي ا‪١‬تقصػػودة ا‪١‬تعهػػودة " لتيقضػػى أل " ‪ .‬كٯتكػػش أف‬
‫يكوف التقدير ‪ :‬ليقضي اهلل ا‪ٟ‬تاجة ألجلك ‪ ،‬بل ىذا ىو الظاىر ‪ .‬كُب نسخة ‪ " :‬لتىقضي " بصيغة‬
‫الفاعػػل ‪ ،‬أم ‪ :‬لتقضػػي أنػػت يػػا رسػػوؿ اهلل ا‪ٟ‬تاجػػة أل ‪ .‬كا‪١‬تعػػٌت ‪ :‬لتكػػوف سػػببان ‪ٟ‬تصػػوؿ حػػاجيت ك‬
‫كصوؿ مرادم ‪ ،‬فاإلسناد ‪٣‬تازم ‪.}.‬انتهى ‪.‬‬
‫اجملوزكف[ ك ىم ‪ٚ‬تهػور العلمػاء] ‪ :‬فقولػو ُب ا‪ٟ‬تػديث ‪ " :‬يػا ‪٤‬تمػد ‪ ،‬إين أتوجػو بػك ُب حػاجيت‬
‫اؿ ٌ‬
‫لتقضى ‪ : " ..‬نداء ك لإ منو صلى اهلل عليو ك على آلو كسلم ‪،‬كاستغاثة بو كتوسل ‪ ،‬كالنػش صػلى‬
‫اهلل عليو ك على آلػو كسػلم كػاف غائبػان ك ػاؿ لػو ‪ " :‬كإف كانػت لػك حاجػة ‪ ،‬فم ػل ذلػك " ‪ ،‬كحاشػا‬
‫رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو ك على آلو كسلم أف يعلٌم ٌأمتو الشرؾ ك د بيعث ‪٢‬تدمو !!‪.‬‬
‫فدؿ أف النداء لو كالطلإ منو صلى اهلل عليو ك سلم لي بشرؾ ‪ ،‬كما يعنيو ا‪٠‬توارج ‪.‬‬
‫ٌ‬
‫كأجػاب ابػش تيميػة عػش ىػػذا ا‪ٟ‬تػديث‪ {:‬بػأف األعمػى صػ ٌػور صػورة النػش صػلى اهلل عليػو ك علػى آلػػو‬
‫كس ػػلم[ُب ذىن ػػو] ككا ىبه ػػا كم ػػا ٮتا ػػإ اإلنس ػػاف م ػػش يتص ػػوره ‪٦‬ت ػػش ٭تب ػػو أك يبغض ػػو ‪ ،‬كإف مل يك ػػش‬
‫حاضران }‪ .‬انتهى ‪.‬‬
‫كىو عديإ !! فنف نداء الصورة كالطلإ منها مع كوهنا ك‪٫‬تية كيالية ‪ ،‬أ ول ُب ا‪ٟ‬تدة على ا‪١‬تانع ‪.‬‬

‫شر ىحو‪ٖ" :‬تفة الذاكريش" للشوكاين حيث ‪٬‬تيز التوسل بالنش ك بالصا‪ٟ‬تُت ُب الدعاء‪.‬‬
‫_ ك انظر ٍ‬
‫‪1‬‬

‫احملش ُب تر‪ٚ‬تتو ُب "كبلصة األثر ُب أعياف القرف ا‪ٟ‬تادم عشر" ‪{ :‬علي بش ‪٤‬تمد سلطاف ا‪٢‬تركم ا‪١‬تعركؼ بالقارم ا‪ٟ‬تنفي‬‫_ اؿ ٌ‬
‫‪2‬‬

‫فرد صر ‪ ،‬انباهر انيمت في انتحقيب وتنقيح انوبارات‪ ،‬وشهرتُه كافي ي اإلطراء في وصظه‪..‬‬ ‫نزيل مكة‪ .‬وأفل صلور انوبم‪ْ ،‬‬
‫كلد هبراة كرحل إىل مكة كتديرىا كأكذ هبا عش األستاذ أيب ا‪ٟ‬تسش البكرم كالسيد زكريا ا‪ٟ‬تسيٍت كالشهاب أ‪ٛ‬تد بش حدر ا‪٢‬تيتمي‬
‫كالشي أ‪ٛ‬تد ا‪١‬تصرم تلميذ القاضي زكريا كالشي عبد اهلل السندم كالعبلمة طإ الديش ا‪١‬تكي كغَتىم‪ .‬واشتهر ذكر وطار صيته‬
‫وأنف انت نيف ان ليرة انبطيظ انتأدذ ‪ ،‬انمحتوذ بى انظواةل انجبيب منها‪ :‬شرحو على ا‪١‬تشكاة ُب ‪٣‬تلدات كىو أك ىا كأجلها‬
‫كشرح الشفاء كشرح الشمايل كشرح النخبة كشرح الشا بية كشرح ا‪ٞ‬تزرية ك‪٠‬تن مش القاموس مواد ك‪ٝ‬تاه الناموس كلو األ‪ٙ‬تاء ا‪ٞ‬تنية ُب‬
‫أ‪ٝ‬تاء ا‪ٟ‬تنفية كشرح ثبلثيات البخارم كنزىة ا‪٠‬تا ر الفاتر ُب تر‪ٚ‬تة الشي عبد القادر لكنو امتنش باالعًتاض على األئمة ال سيما‬
‫الشافعي كأصنابو ر‪ٛ‬تهم اهلل تعاىل كاعًتض على اإلماـ مالك ُب إرساؿ اليد ُب الصبلة كأل ُب ذلك رسالة فانتدب ‪ٞ‬توابو الشي‬
‫‪٤‬تمد مكُت كأل رسالة جوابان لو ُب ‪ٚ‬تيع ما الو كرد عليو اعًتاضان‪ ]...[.‬ككانت كفاتو ٔتكة ُب شواؿ سنة أربع عشرة كأل كدفش‬
‫با‪١‬تعبلة ك‪١‬تا بلغ ك كفاتو علماء مصر صلٌوا عليو ّتامع األزىر صبلة الغيبة ُب ‪٣‬تمع حافل ‪٬‬تمع أربعة آالؼ نسمة فأك ر‪ }.‬اىػ‬
‫‪- 61 -‬‬
‫فهػذا ا‪ٟ‬تػديث الصػنيح [اجملمػع علػى صػنتو]ىو الػدليل ‪١‬تػش ‪٬‬ت ٌػوز نػداء النػش صػلى اهلل عليػو ك‬
‫على آلو كسلم ُب غيبتو كبعد موتو ‪ ،‬كالنامم ‪٦‬تٌش يرل ذلك ‪.‬‬
‫ػاـ [للنيػاة ك بعػدىا] ‪ :‬مػا ركاه البيهقػي ‪ ،‬كالطػ اين‪ 1‬بسػند صػنيح‬
‫كالدليل على أف ىػذا ا‪ٟ‬تػديث ع ٌ‬
‫عش ع ماف بش حنيػ راكم ا‪ٟ‬تػديث األكؿ ‪ :‬أف رجػبل كػاف ٮتتلػ إىل ع مػاف بػش عفػاف ُب حاجػة‬
‫لو فكاف ع ماف ال يلتفت إليو كال ينظر ُب حاجتو فلقي ع ماف بش حني فشكا ذلك إليو فقاؿ لػو‬
‫ع ماف بش حني ‪ :‬ائت ا‪١‬تيضأة فتوضأٍ ٍب ائت ا‪١‬تسدد ٌ‬
‫فصل فيو ركعتػُت ٍب ٍػل‪ :‬انبهػم إنػي أسػأنك‬
‫وأتوجه إنيك بنبينا عحمل صبى اهلل بيه وسبم نبػي انرفمػ ذػا عحمػل إنػي أتوجػه بػك إنػى ربػي‬
‫فيقالي ني فاجتي ‪،‬كتذكر حاجتك‪ ،‬ك ير ٍح ٌ‬
‫إأل حىت أركح معك‪ ،‬فانطلق الرجل فصػنع مػا ػاؿ لػو‪،‬‬
‫البواب حىت أكذ بيػده فأدكلػو علػى ع مػاف بػش عفػاف فأجلسػو معػو علػى‬ ‫ٍب أتى باب ع ماف‪ ،‬فداء ٌ‬
‫الطنفسػة ك ػاؿ‪ :‬حاجتػك؟ فػذكر حاجتػو فقضػاىا لػو؛ ٍب إف الرجػل كػرج مػش عنػده فلقػي ع مػاف بػػش‬
‫ُب‪ ،‬فقػػاؿ‬
‫إأل حػػىت كلمتىػو ٌ‬
‫حني ػ فقػػاؿ لػػو‪ :‬جػػزاؾ اهلل ك ػَتان‪ ،‬مػػا كػػاف ينظػػر ُب حػػاجيت كال يلتفػػت ٌ‬
‫ػهدت رسػوؿ اهلل صػلى اهلل عليػو كسػلم كأتػاه رجػل ضػرير‬ ‫ع ماف بش حني ‪ :‬كاهلل ما كلمتيػو كلكػش ش ي‬
‫فشكا إليو ذىاب بصػره فقػاؿ لػو النػش صػلى اهلل عليػو كسػلم‪ :‬ائػت ا‪١‬تيضػأة فتوضػأ ٍب ص ٌػل ركعتػُت ٍب‬
‫ٍادعي هبػػذه الكلمػػات‪ .‬فقػػاؿ ع مػػاف بػػش حنيػ ‪ :‬فػواهلل مػػا تفر نػػا ك ػػاؿ بنػػا ا‪ٟ‬تػػديث حػػىت دكػػل علينػػا‬
‫الرجل كأنو مل يكش بو ضرر ط‪.}.‬اىػ‬
‫كسيأٌب ُب كبلـ ابش تيمية أف للنػاس ُب ا‪ٟ‬تػديث ػولُت ‪ :‬ػوالن ّتػواز التوسػل بػو ‪ٔ ،‬تعػٌت لػإ دعائػو‬
‫ُب حياتو ‪ .‬ك والن ّتواز ذلك ُب حياتو ك ‪٦‬تاتو ‪ ،‬كحضوره كمغيبو ‪.‬‬
‫كعلػى كػبل القػولُت ال مػانع مػش لػإ صػاحإ " الػ دة " للشػفاعة منػو صػلى اهلل عليػو ك علػى آلػو‬
‫حي ُب ه ‪ ،‬كعلى ال اين فظاىر ‪.‬‬ ‫كسلم؛ ألنو ‪-‬على الرأم األكؿ‪ -‬يكوف البان لدعائو كىو ٌ‬
‫كسيأٌب أ واؿ السل كا‪٠‬تل ‪ ،‬كتوا ئهم على جوازه ‪.‬‬
‫ان ػػلنيل اني ػػادس ‪ :‬ركل ا‪ٟ‬ت ػػاكم ُب " ا‪١‬تس ػػتدرؾ " ‪ ،‬كأب ػػو عوان ػػة ُب " ص ػػنينو " ‪ ،‬كالبػ ػزار بس ػػند‬
‫صنيح عش النش صلى اهلل عليو ك على آلو كسلم أنو اؿ ‪ { :‬إذا انفلتت دابػة أحػدكم بػأرض فػبلة‬
‫احبًسوا ‪ ،‬فنف هلل حاضران سيديبو } ‪.‬اىػ‬
‫‪ ،‬ف ٍليناد ‪ :‬يا عباد اهلل ٍ‬

‫صننو ىو ك البيهقي ُب "دالئل النبوة" ك ا‪٢‬تي مي ُب‬


‫_ ركاه الط اين ُب "ا‪١‬تعدم الكبَت" ك "ا‪١‬تعدم الصغَت" ك ُب "الدعاء" ك ٌ‬
‫‪1‬‬

‫كضع‬
‫الرد ا‪١‬تفنم على مش اتٌبع ىواه ٌ‬‫انظر ٌ‬
‫"‪٣‬تمع الزكائد" ك ا‪١‬تنذرم ُب "الًتغيإ ك الًتىيإ" ك السيو ي ُب "ا‪٠‬تصائن الك ل" ‪.‬ك ٍ‬
‫ا‪ٟ‬تديث‪ -‬ألنو يهدـ عليهم شذكذانم‪ُ -‬ب "رفع ا‪١‬تنارة بأدلة التوسل كالزيارة" للشي العبلمة احملدث ‪٤‬تمود سعيد‪.‬‬
‫‪- 60 -‬‬
‫بش تيمية ُب كتاب " الكلم الطيإ "( فصل‪ُ :‬ب الدابة تنفلػت) عػش أيب‬ ‫ك د ذكر ىذا ا‪ٟ‬تديث‪ :‬ا ي‬
‫عوان ػة ‪ ،‬ك ابػػش القػػيم ُب " الكلػػم الطيػػإ " لػػو أيضػػا ‪ ،‬ك اإلمػػاـ النػػوكم ُب " األذكػػار " ‪ ،‬كا‪ٟ‬تػػافظ‬
‫ا‪ٞ‬تػػزرم ُب " ا‪ٟ‬تصػػش ا‪ٟ‬تصػػُت " كغػػَتىم ‪٦‬تػش ال ي٭تصػػى مػػش احملػ ٌدثُت ‪ ،‬كىػػذا اللفػػظ ركايػػة ابػػش مسػػعود‬
‫رضي اهلل تعاىل عنو مرفوعان ‪.‬‬
‫كأما وؿ ىذا النددم ‪" :‬إف ىذا نداء ‪ٟ‬تاضر" ‪ .‬فكذب ماىر ‪ ،‬فنف عبػاد اهلل ا‪١‬تػدعي ٌويش ‪ -‬ك إف‬
‫كػػانوا حاض ػريش بالنسػػبة لعلػػم اهلل الػػذم ال يغيػػإ عنػػو شػػيء‪ ، -‬فهػػم غػػائبوف بالنسػػبة ‪١‬تػػش ينػػاديهم‬
‫‪.‬ككػػذلك األنبيػػاء كالصػػا‪ٟ‬توف كأىػػل القبػػور ‪ ،‬فػػنهنم أحيػػاء ُب بػػورىم‪ ،‬كأركاحهػػم موجػػودة [ك لكػػش‬
‫غػػائبوف بالنسػػبة ‪١‬تػػش ينػػاديهم] ‪.‬ك‪٢‬تػػذا أمػػر النػػش صػػلى اهلل عليػػو ك علػػى آلػػو كسػػلم أمتػػو أف ينػػادكىم‬
‫رد السػػبلـ ك ػراءة‬‫كٮتػػا بوىم ‪٥‬تا بػػة ا‪ٟ‬تاض ػريش مػػع أهنػػم غػػائبوف عػػش العػػُت ‪ ،‬بػػل رٔتػػا ييسػػمع مػػنهم ٌ‬
‫القرآف كاألذاف مش داكل بورىم ‪ ،‬كما ذكر ابش تيمية ُب " ا تضاء الصراط ا‪١‬تستقيم "‪. 1‬‬
‫فلي نداء النش صلى اهلل عليو ك على آلو كسلم ككطابيو أ ل مش عباد اهلل الذيش أىمر نبينا صلى اهلل‬
‫رد الدابػة ‪ ،‬كلكػش مقصػوده صػلى اهلل عليػو ك‬ ‫عليػو ك علػى آلػو كسػلم أف ننػاديهم كنسػتعُت هبػم ُب ٌ‬
‫علػى آلػو كسػلم ىػو التسػبٌإ ‪ ،‬فػنف اهلل ربػط األمػور باألسػباب ‪ ،‬كالنػش صػلى اهلل عليػو ك علػى آلػػو‬
‫كسلم أفضل الوسائل كاألسباب ‪ ،‬كصوصان يوـ القيامة ‪.‬‬
‫كلكوف النش صلى اهلل عليو كسلم حاضران مع موتو‪ ،‬يشرع لنا كطابيو كالتسليم عليو ُب الصػبلة ‪ ،‬كىػو‬
‫ولنا ‪" :‬السبلـ عليك أيها النش كر‪ٛ‬تة اهلل كبركاتػو" ‪ .‬كلػوال ذلػك لكػاف ىػذا ا‪٠‬تطػاب عب ػان ‪ ،‬كحاشػا‬
‫ىذه الشريعة الغراء العبث فيها ‪.‬‬
‫فهو علػى ػولُت ‪ :‬إمػا أنػو يسػمع سػبلـ ا‪١‬تسػلٌمُت عليػو كيعػرفهم حيػث مػا كػانوا ‪ ،‬أك أنػو موكػل بقػ ه‬
‫صلى اهلل عليو ك على آلو كسلم ىملىك يبلٌغو عش أمتو السبلـ ‪.‬‬
‫انلنيل انيابس ‪ :‬اؿ ا‪٢‬تي مي ُب "‪٣‬تمع الزكائد"‪( { :‬باب ما يقوؿ إذا انفلتت دابتو أك أراد غوثا أك‬
‫أضل شيئا) عش عتبة بش غزكاف عش نش اهلل صلى اهلل عليو كسلم اؿ‪ :‬إذا أضل أحدكم شيئا أك أراد عونا‬
‫كىو بأرض لي هبا أني ف ٍليقل‪ :‬يا عباد اهلل أعينوين [ك ُب نسخة‪:‬أغي وين]‪ ،‬فنف هلل عبادا ال نراىم "‪.‬‬
‫ك د يجٌرب ذلك‪.‬‬

‫النش صلى اهلل‬ ‫رد السبلـ مش‬


‫_ اؿ ابش تيمية ُب (‪ )99998‬منو‪ { :‬كال يدكل ُب ىذا الباب ‪ :‬ما ييركل مش أف وما ‪ٝ‬تعوا ٌ‬
‫‪1‬‬

‫عليو كسلم ‪ ،‬أك بور غَته مش الصا‪ٟ‬تُت ‪ .‬كأف سعيد بش ا‪١‬تسيإ كاف يسمع األذاف مش الق لياأل ا‪ٟ‬ترة ك‪٨‬تو ذلك ‪ .‬فه ا كبه فب‬
‫أجل مش ذلك كأعظم‪.}..‬‬
‫لي ‪٦‬تا ‪٨‬تش فيو ‪ ،‬كاألمر ٌ‬
‫‪- 62 -‬‬
‫ركاه الط اين ك رجالو يكثٌقوا على ضع ُب بعضهم إال أف يزيد بش علي مل يدرؾ عتبة‪.‬‬
‫كعش ابش عباس أف رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم اؿ‪" :‬إف هلل مبلئكة ُب األرض سول ا‪ٟ‬تفظة يكتبوف‬
‫عباد اهلل" ‪.‬ركاه الط اين‬
‫ما يسقط مش كرؽ الشدر فنذا أصاب أحدكم عرجة بأرض فبلة ف ٍليناد‪ :‬أعينوا ى‬
‫كرجالو ثقات‪.}.‬اىػ‬
‫فهإ أف عباد اهلل ا‪١‬تدعي ٌويش حاضركف –كما اؿ‪ ، -‬كلكش ‪١‬تػاٌ مل يػرىم الػداعي ‪٢‬تػم ‪ ،‬كيػ يهتػدم‬
‫ٍ‬
‫إىل الطريق؟ ‪ ،‬أك كي ٭تصل لو مقصوده ُب م ل ا‪٢‬تداية إىل الطريق كىو مل يرىم ؟ ككي حصلت لػو‬
‫ا‪٢‬تداية ٔتدرد ىذا الكبلـ لوال أهنم كسيلة ك سبإ ‪ ،‬ك اهلل ىو الفعاؿ ؟!‬
‫فكػػذلك كطػػاب النػػش صػػلى اهلل عليػػو ك علػػى آلػػو كسػػلم ‪ ،‬أ ػػل مراتبػػو أف يكػػوف كػػا‪ٞ‬تش أك رجػػاؿ‬
‫الغيإ[ا‪١‬تبلئكة] ‪ ،‬مع أنو صلى اهلل عليو ك على آلو كسلم أفضلهم كأ رهبم كسيلة عند ربو تعاىل ‪.‬‬
‫انلنيل انلاعي ‪ :‬ركل البيهقي ك ابش أىب شيبة عش مالك الدار رضي اهلل تعاىل عنو ‪ -‬ككػاف كػازف‬
‫عمر رضي اهلل تعػاىل عنػو‪ -‬ػاؿ ‪{ :‬أصػاب ا‪١‬تدينػة نػط ُب زمػش عمػر بػش ا‪٠‬تطػاب رضػي اهلل تعػاىل‬
‫عنو ‪ ،‬فداء رجل إىل رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو ك على آلو كسػلم فشػكا لػو فقػاؿ ‪ :‬يػا رسػوؿ اهلل‬
‫إ ٍستسق ألمتك فنهنم د ىلكوا ‪.‬‬
‫فأتػػاه رسػػوؿ اهلل صػػلى اهلل عليػػو كسػػلم ُب ا‪١‬تنػػاـ فق ػاؿ ‪ " :‬ائػػت عمػػر كأ ٍرئػػو السػػبلـ كأك ػ ه أهنػػم‬
‫يم ٍس ىق ٍوف" ا‪ٟ‬تديث ‪}.‬اىػ‬
‫ك ػػد ذكػػر ابػػش تيميػػة ىػػذا ا‪ٟ‬تػػديث ُب " ا تضػػاء الصػراط ا‪١‬تسػػتقيم " كنقلػػو الندػػدم ُب رسػػالتو عنػػو ‪،‬‬
‫كأ ٌره كمل ينكره ‪.‬‬
‫ك ىاؾ نصو ُب " ا تضاء الصراط ا‪١‬تستقيم" (‪ { : )99999‬ككذلك أيضا ما ييركل ‪ " :‬أف رجبل جاء‬
‫إىل النش صلى اهلل عليو كسلم ‪ ،‬فشكا إليو ا‪ٞ‬تدب عاـ الرمادة ‪ ،‬فرآه كىو يأمره أف يأٌب عمر ‪ ،‬فيأمره‬
‫أف ٮترج يستسقي بالناس"‪1‬؛ فنف ىذا لي مش ىذا الباب ‪ .‬كم ل ىذا يقع ك َتا ‪١‬تش ىو دكف النش صلى‬
‫اهلل عليو ك سلم ‪ ،‬ك أع ًرؼ مش ىذا ك ائع‪.‬‬
‫وك نك سماؿ بوالهم نبنبي صبى اهلل بيه وسبم [ يعٍت ُب ه] ‪ -‬أو نغير عي أعته‪ -‬فاج ً‬
‫فتُقالى نه ‪ ،‬فإف ه ا قل وقس كليرا ‪ ،‬كلي ىو ‪٦‬تا ‪٨‬تش فيو ‪ .‬كعليك أف تعلم ‪ :‬أف إجابة النش صلى‬
‫اهلل عليو كسلم أك غَته ‪٢‬تؤالء السائلُت ‪ ،‬لي ‪٦‬تا يدؿ على استنباب السؤاؿ ‪ ،‬فننو ىو القائل صلى اهلل‬

‫‪ _ 1‬أكرد ا‪ٟ‬تافظ ابش ك َت القصة ُب" البداية كالنهاية" ( ‪ ، ) 92 ، 91 / 7‬عش ا‪ٟ‬تافظ أيب بكر البيهقي بنسناده إىل أيب صا عش‬
‫مالك ‪ .‬وقاؿ ابي كلير ‪ « :‬وه ا إسناد صحيح » ( ‪.) 92 / 7‬‬
‫‪- 63 -‬‬
‫عليو كسلم ‪ « :‬إف أحدىم ليسألٍت ا‪١‬تسألة فأعطيو إياىا ‪ ،‬فيخرج هبا يتأبطها نارا " ‪ ،‬فقالوا ‪ :‬يا‬
‫رسوؿ اهلل ‪ ،‬فلم تعطيهم؟ اؿ ‪ " :‬يأبوف إال أف يسألوين ‪ ،‬كيأىب اهلل أل البخل »‪.‬‬
‫ا‪١‬تلنُت [عند ه]‪-‬لًماى ىم فيو مش ا‪ٟ‬تاؿ‪ -‬نو نم ذُجابوا الضطرب إذمانهم ‪،‬‬ ‫كأك ر ىؤالء السائلُت ٌ‬
‫كما أف السائلُت بو ُب ا‪ٟ‬تياة كانوا كذلك ‪ ،‬كفيهم مش أيجيإ كأيمر با‪٠‬تركج مش ا‪١‬تدينة ‪ .}..‬اىػ كبلمو‪.‬‬
‫كال ٮتفػى أف ىػذه ا‪١‬تسػػألة كالسػؤاؿ كالشػػكول للنػش صػلى اهلل عليػػو ك علػى آلػو كسػػلم ك عػت ُب زمػػش‬
‫الصػػنابة ككػػَت القػػركف ‪ ،‬فلػػو كػػاف ذلػػك ‪٦‬تنوع ػان مل يفعلػػو الصػػنايب الػػذم ىػػو أعلػػم بالػػديش مػػش سػػائر‬
‫علمػػاء ا‪١‬تسػػلمُت ‪ ،‬كمل يين ىكػر عليػػو مػػع كجػػود الصػػنابة الكػراـ ‪ ،‬فعيلػػم أف ىػػذا أمػػر معلػػوـ عنػػدىم جػو يازه‬
‫كاستنبابو ‪ ،‬ك إال لنيقل عش كاحد منهم إنكاره‪.‬‬
‫انلنيل انتاسس ‪ :‬ذكر ا‪ٟ‬تافظ ابش عساكر ُب " تارٮتو " ‪ ،‬ك ابش ا‪ٞ‬توزم ُب " م ػَت الغػراـ السػاكش "‬
‫‪ ،‬كاإلمػػاـ ىبػػة اهلل ُب " توثيػػق عػػرل اإلٯتػػاف " عػػش العيتػػش التػػابعي ا‪ٞ‬تليػػل ‪ :‬أف أعرابيػان جػػاء إىل ػ النػػش‬
‫صػلى اهلل عليػو ك علػى آلػو كسػلم فقػاؿ ‪ :‬السػبلـ عليػك يػا رسػوؿ اهلل ‪ [ ،‬كُب ركايػة ذكرىػا الطػ م أنػو‬
‫‪ٝ‬تعت اهلل يقوؿ ‪ { :‬كلو أهنم إذ ملمػوا أنفسػهم جػاءكؾ فاسػتغفركا اهلل كاسػتغفر‬ ‫اؿ ‪ :‬كيا كَت الرسل ي‬
‫‪٢‬تػػم الرسػػوؿ لوجػػدكا اهلل توابػان رحيمػػا } ك ػػد جئتيػك مسػػتغفران مػػش ذنػػش مستشػػفعان[أم متوسػػبل] بػػك إىل‬
‫ريب ‪.‬‬
‫ٍب أنشد ‪:‬‬
‫فطاب مش يبهش القاع ك األكم‬ ‫يا كَت مش يدفنت ُب القاع أعظمو‬
‫فيو العفاؼ كفيو ا‪ٞ‬تود ك الكرـ‬ ‫نفسي الفداء لق أنت ساكنو‬
‫ػاؿ العيتػش ‪ :‬فنملتػٍت عينػام ‪ ،‬فرأيػت النػش صػلى اهلل عليػو ك علػى آلػو كسػلم ُب النػوـ ك ػاؿ ‪ " :‬يػا‬
‫فبش ٍره بأف اهلل غفر لو " ‪. 1‬اىػ‬
‫تش ‪ ،‬إ ٍ‪ٟ‬تق األعرايب ٌ‬
‫عي ٌ‬
‫‪ _ 1‬ه ا امثر ضويف انينل و ن ي انوبماء ذكرو استئناسا به ال افتجاجا‪ ،‬إذ األحاديث ك ا ثار الصنينة ال ابتة كافية ك‬
‫ا‪ٟ‬تمد هلل‪.‬‬
‫ك ‪٦‬تش ذكره انحافس ابي كلير ُب تفسَت ا ية ‪ 75‬مش سورة النساء { ‪ ..‬ك لو أهنم إذ ملموا أنفسهم جاؤكؾ فاستغفركا اهلل ك‬
‫استغفر ‪٢‬تم الرسوؿ لوجدكا اهلل توابا رحيما } فقاؿ‪ { :‬يرشد تعاىل العصاة ك ا‪١‬تذنبُت إذا ك ع منهم ا‪٠‬تطأ كالعصياف أف يأتوا إىل الرسوؿ‬
‫صلى اهلل عليو كسلم فيستغفركا اهلل عنده‪ ،‬كيسألوه أف يستغفر ‪٢‬تم‪ ،‬فنهنم إذا فعلوا ذلك تاب اهلل عليهم كر‪ٛ‬تهم كغفر ‪٢‬تم‪ ،‬ك‪٢‬تذا اؿ‪:‬‬
‫العٍتش‪ ،‬اؿ‪:‬‬ ‫ً‬
‫يما }‪.‬ك د ذكر ‪ٚ‬تاعة منهم‪ :‬الشي أبو نصر بش الصباغ ُب كتابو "الشامل" ا‪ٟ‬تكاية ا‪١‬تشهورة عش ي‬ ‫{ لىىو ىج يدكا اللوى تىػوابنا ىرح ن‬
‫كنت جالسا عند النش صلى اهلل عليو كسلم‪ ،‬فداء أعرايب فقاؿ‪ :‬السبلـ عليك يا رسوؿ اهلل‪ٝ ،‬تعت اهلل يقوؿ‪ { :‬ىكلى ٍو أىنػ يه ٍم إً ٍذ‬
‫يما } ك د جئتك مستغفرا لذنش مستشفعا بك إىل ريب‬ ‫ً‬
‫وؿ لىىو ىج يدكا اللوى تىػوابنا ىرح ن‬
‫استىػ ٍغ ىفىر ى‪٢‬تي يم الر يس ي‬
‫استىػغٍ ىفيركا اللوى ىك ٍ‬
‫كؾ فى ٍ‬
‫مىلى يموا أىنٍػ يف ىس يه ٍم ىجاءي ى‬
‫ٍب أنشأ يقوؿ‪:‬‬
‫‪- 64 -‬‬
‫ك دتلقى علماء األمة كلها ىػذا األثػر بػالقبوؿ [مػع أنػو ضػعي السػند] ‪ ،‬كذكػره أئمػة ا‪١‬تػذاىإ‬
‫األربع ػػة ُب ا‪١‬تناس ػػك مستنس ػػنُت ل ػػو ‪ .‬كفي ػػو ن ػػداء الن ػػش ص ػػلى اهلل علي ػػو كعل ػػى آل ػػو كس ػػلم ك ل ػػإ‬
‫الشفاعة منو ُب الدنيا ‪.‬‬
‫كسيأٌب نقل نصوص العلماء سيما مش ا‪ٟ‬تنابلة ‪٢‬تذا األثر‪.‬‬
‫ك اؿ ابش تيمية ُب " ا تضاء الصراط ا‪١‬تستقيم "(‪ .. {: )99989‬ك‪٢‬تذا استنإ ائفة مش متأكرم‬
‫الفقهاء مش أصناب الشافعي ك أ‪ٛ‬تد ‪ ،‬م ىل ذلك ‪ ،‬كاحتدوا هبذه ا‪ٟ‬تكاية[ حكاية العتش] اليت ال ي بت‬
‫حكم شرعي ‪ ،‬ال سيما ُب م ل ىذا األمر الذم لو كاف مشركعا مندكبا لكاف الصنابة كالتابعوف‬ ‫هبا ه‬
‫أعلم بو كأعمل بو مش غَتىم ‪ ،‬بل ضاء حاجة م ل ىذا األعرايب كأم الو ‪٢‬تا أسباب د بيسطت ُب غَت‬
‫منهي عنو ‪،‬‬
‫العمل الذم يعتقده صا‪ٟ‬تنا ‪ ،‬كال يكوف عا‪١‬تنا أنو ٌ‬ ‫ىذا ا‪١‬توضع ‪ ..]...[.‬ك د يفعل الرجل ى‬
‫متأكال‬
‫فيي اب على حسش صده ‪ ،‬كييعفى عنو لعدـ علمو‪ ،‬كىذا باب كاسع ‪ٍ ..]...[.‬ب الفاعل د يكوف ٌ‬
‫أك ‪٥‬تطئا ‪٣‬تتهدا أك مقلٌدا ‪ ،‬فييغفر لو كطؤه كيي اب على ما فعلو مش ا‪٠‬تَت ا‪١‬تشركع ا‪١‬تقركف بغَت ا‪١‬تشركع ‪،‬‬
‫كاجملتهد ا‪١‬تخطس ‪ ،‬ك د بيسط ىذا ُب غَت ىذا ا‪١‬توضع‪ .} .‬اىػ كبلمو‪.‬‬
‫الفتاكل ‪ ،‬كذكره ابش عبد ا‪٢‬تادم‪ -‬تلمي يذه‪ -‬عنو ُب "الصارـ ا‪١‬تنكي"‪.‬‬ ‫ك ذكر م ل ذلك ُب بع‬
‫فلػو فرضػػنا أف صػػاحإ الػ دة ر‪ٛ‬تػػو اهلل تعػػاىل مل يتٌبػع تلػػك األحاديػػث الصػػنينة كا ثػػار الصػػر٭تة ُب‬
‫لبو منو صلى اهلل عليو كعلى آلو كسلم ُب الدنيا كا كػرة ‪ ،‬ك لنػا بقػوؿ الشػي ابػش تيميػة أنػو منه ٌػي‬
‫ػأكؿ كا‪١‬تخطػس‬ ‫عنو أىٍك لي مستنبان كما اؿ ُب " ا تضاء الصراط"‪ ،‬لكش ألػي ابػش تيميػة أعػذر ا‪١‬تت ٌ‬
‫كاجملتهد كا‪١‬تقلٌد ك اؿ إنو ييغفر لو كي اب على فعلو ؟! فمالكم تك ٌفركف ‪٥‬تالفيكم؟!!‬
‫ف ٍلندع ػػل ى ػػذا الرجل[اإلم ػػاـ البوص ػػَتم] م ػػش ى ػػذا القبي ػػل[أم مت ػػأكال ‪٣‬تته ػػدا ‪٥‬تطئ ػػا] ف ػػبل نك ٌف ػػره ‪،‬‬
‫٭تل ‪١‬تش يؤمش باهلل كاليوـ ا كر أف يك ٌفر رجبلن أ دـ مش ابش تيمية ‪ ،‬بػل تبلميػذه[أم تبلميػذ‬ ‫ٌ‬ ‫فكي‬

‫يبهش القاعي كاأل ىك يم ‪...‬‬


‫ٌ‬ ‫مش‬
‫كَت مش يدفنىت بالقاع أعظي يمو ‪ ...‬فطاب ٍ‬
‫يا ى‬
‫الكرـ ‪...‬‬
‫ا‪ٞ‬تود ك ي‬ ‫العفاؼ كفيو ي‬
‫ي‬ ‫نػى ٍفسي الفداءي لق و أنت ساكنيو ‪ ...‬فيو‬
‫فبشره أف اهلل د غفر لو‪} .‬‬
‫ايب ٌ‬‫‪ٟ‬تق األعر ٌ‬
‫ٍب انصرؼ األعرايب فغلبتٍت عيٍت‪ ،‬فرأيت النش صلى اهلل عليو كسلم ُب النوـ فقاؿ‪ :‬يا يعٍتش‪ ،‬إ ٍ‬
‫‪.‬اىػ‬
‫ك ىذا دليل على أف ا‪ٟ‬تافظ ابش ك َت فهم أف ا ية عامة ك أف اجمليء إىل النش صلى اهلل عليو ك سلم لي ‪٥‬تصوصا ْتياتو بل يشمل‬
‫دكل القصة ُب ا ية لو كاف ابش ك َت مل ييرد أف ييفهمنا أف استغفار الرسوؿ‬ ‫القدكـ إىل ه لطلإ الدعاء ك الشفاعة منو‪ ،‬ك إال فما ٍ‬
‫لنا يكوف ُب حياتو ك بعد موتو صلى اهلل عليو ك سلم؟؟!!‬
‫ك كذلك فهم ‪ٚ‬تهور ا‪١‬تفسريش العموـ مش ا ية ك أهنا شاملة ‪ٟ‬تياتو ك موتو (أك حياتو ال زكية) صلى اهلل عليو ك سلم‪.‬‬
‫‪- 65 -‬‬
‫البوصَتم] مش شيوكو كمعاصريو كاإلماـ أىب حياف الننوم ا‪١‬تفسر ‪ ،‬ك اإلمػاـ العػز بػش ‪ٚ‬تاعػة ك‬
‫غَت‪٫‬تا ؟؟!! ‪.‬‬
‫فقبٌح اهلل تعاىل ا‪ٞ‬تهل ك ا‪ٞ‬ترأة أيش تصل بصاحبها !! ‪.‬‬
‫انػػلنيل انواشػػر ‪ :‬ذكػػر اإلمػػاـ القسػػطبلين‪ُ 1‬ب " ا‪١‬تواىػػإ اللدنيػػة " ‪ ،‬ك السػػمهودم ُب " الوفػػا" ػػاال‬
‫‪ {:‬ركل أبو سعد السمعاين عش علي كرـ اهلل كجهو أف أعرابيان ػدـ علينػا بعػد دفػش رسػوؿ اهلل صػلى‬
‫اهلل عليػػو كعلػػى آلػػو كسػػلم ب بلثػػة أيػػاـ فرمػػى بنفسػػو علػػى ػ ه ‪ ،‬كح ػػا مػػش ترابػػو علػػى رأسػػو ك ػػاؿ ‪ :‬يػػا‬
‫لت فسػمعنا ولػك ‪ ،‬ك كعيػت عػش اهلل فوعينػا عنػك ‪ .‬ككػاف فيمػا أنػزؿ إليػك ‪ { :‬كلػو‬ ‫رسوؿ اهلل ‪ ،‬ى‬
‫أهنم إذ ملموا أنفسهم جاءكؾ فاستغفركا اهلل كاسػتغفر ‪٢‬تػم الرسػوؿ لوجػدكا اهلل توابػان رحيمػان } ‪ ،‬ك ػد‬
‫ملمت نفسي كجئتك تستغفر أل ‪ .‬فنودم مش الق ‪ " :‬غيفر لك " }‪.‬اىػ‬
‫األثر ا‪١‬تتقدـ الذم تلقاه األئمة بالقبوؿ‪.‬‬
‫األثر ‪ ،‬ي‬
‫أ وؿ ‪ :‬ك يعضد ىذا ى‬
‫انػػلنيل انحػػادي شػػر ‪ :‬ذكػػر القاضػػي عيػػاض‪ُ 2‬ب " الشػػفا " بسػػند حسػػش‪ 3‬أف اإلمػػاـ مالػػك بػػش‬
‫أن تنامر مع أيب جعفر ا‪١‬تنصور ‪ ،‬فقاؿ اإلماـ مالػك ‪ :‬يػا أمػَت ا‪١‬تػؤمنُت ‪ ،‬إف اهلل ٌأدب أ وامػان فقػاؿ‬

‫‪ _ 1‬اؿ الشي العيدركس ُب" النور السافر عش أكبار القرف العاشر" ‪ُ {:‬ب ليلة ا‪ٞ‬تمعة سابع احملرـ توفي انوالع انحافس أ‪ٛ‬تد بش‬
‫‪٤‬تمد ابش أيب بكر ابش عبد ا‪١‬تلك بش أ‪ٛ‬تد بش حسُت بش علي انقيطالني ا‪١‬تصرم الشافعي بالقاىرة‪،‬ك ي‬
‫صلٌي عليو بعد صبلة ا‪ٞ‬تمعة‬
‫ّتامع األزىر‪ ،‬كدفش با‪١‬تدرسة العينية جوار منزلو‪ .‬ذكره السخاكم ُب ضوئو‪ ،‬ك أف مولده ثاين عشر ذم القعدة سنة إحدل ك‪ٜ‬تسُت‬
‫ٔتصر[‪]...‬وارتظس شأنه بول ذنك فأُ طي انيول في قبمه وكبمه وصنّف انتصانيف انمقبون انتي سارت بها انركباف في حياتو‬
‫كمش أجلٌها شرحو على صنيح البخارم‪-‬إرشاد السارم‪ -‬مزجان ُب عشرة أسفار كبار لعلٌو أحسش شركحو كأ‪ٚ‬تعها ك أ‪٠‬تصها‪ .‬كمنها‬
‫"ا‪١‬تواىإ اللدنية با‪١‬تنح احملمدية" كىو كتاب جليل ا‪١‬تقدار عظيم الو ع ك َت النفع لي لو نظَت ُب بابو‪ ...‬كبا‪ٞ‬تملة فننو كاف إعاعاً‬
‫يي انجمس وانتأنيف نطيف انترتيع وانترصيف‪.‬‬ ‫يي انتقرذر وانتحرذر نطيف اإلشارة ببيم انوبارة َف َ‬
‫فافهاً عتقناً جبيل انقلر َف َ‬
‫كاف زذن أهل صر ونقاوة ذوي دهر ‪.}.‬اهػ‬

‫‪ _ 2‬ترجم لو ا‪ٟ‬تافظ السيو ي ُب " بقات ا‪ٟ‬تفاظ" اؿ ‪ {:‬ىو القاضي عياض بش موسى بش عياض بش عمر بش موسى بش عياض‪.‬‬
‫انوالع انم انمغرب أبو الفضل الينصش السبيت ا‪ٟ‬تافظ‪.‬كلد سنة ست كسبعُت كأربعمائة‪ .‬أجاز لو أبو علي الغساين‪.‬‬
‫وتظقه وصنّف انتصانيف انتي سارت بها انركباف كػ"الشفا" ك " بقات ا‪١‬تالكية" ك "شرح مسلم" ك "ا‪١‬تشارؽ ُب الغريإ" ك "شرح‬
‫حديث أـ زرع" ك"التاري " كغَت ذلك‪.‬‬
‫و بوُل صيته وكاف إعاـ أهل انحلذث في وقته وأ بم انناس بوبوعه كبالننو كاللغة ككبلـ العرب كأيامهم كأنساهبم‪.‬‬
‫ككأل ضاء سبتة ٍب غرنا ة‪ .‬مات ليلة ا‪ٞ‬تمعة سنة أربع كأربعُت ك‪ٜ‬تسمائة ٔتراك ‪.".‬اىػ‬

‫‪ _ 3‬اؿ العبلمة الزر اين ُب (شرح ا‪١‬تواىإ اللدنية) عش ىذه القصة‪» :‬ا‪ٟ‬تكاية ا‪١‬تذكورة ركاىا أبو ا‪ٟ‬تسش على بش فهر ُب كتابو فضائل‬
‫مالك بنسناد ال بأس بو بل يل إنو صنيح « اىػ مش (نصرة اإلماـ السبكي) ص ‪ . 71‬ك اؿ العبلمة ابش حدر ُب (ا‪ٞ‬توىر ا‪١‬تنظم)‬
‫عش ىذه القصة أيضان‪» :‬ك د جاءت بالسند الصنيح الذم ال مطعش فيو « ا‪.‬ىػ انظر (نصرة اإلماـ السبكي) ص ‪ .1:6‬كذكر شي‬
‫‪- 66 -‬‬
‫‪ { :‬ال ترفع ػوا أصػ ػواتكم ف ػػوؽ ص ػػوت الن ػػش ‪ ، } ..‬كم ػػدح ومػ ػان فق ػػاؿ ‪ { :‬إف ال ػػذيش يغض ػػوف‬
‫أبصارىم عند رسوؿ اهلل …} ‪.‬كإف يحرمتو ميتان كنرمتػو حيػان ‪ .‬فاسػتكاف ‪٢‬تػا أبػو جعفػر ك ػاؿ ‪ :‬يػا‬
‫رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كعلى آلػو كسػلم ؟ ‪ ،‬فقػاؿ‬ ‫أستقبل القبلة فأدعو ‪ ،‬أـ أستقبل ى‬ ‫ي‬ ‫أبا عبد اهلل ‪،‬‬
‫مالػػك ر‪ٛ‬تػػو اهلل تعػػاىل ‪ :‬ك ًمل تصػػرؼ كجهػػك عنػػو كىػػو كسػػيلتك ككسػػيلة أبيػػك آدـ ؟! بػػل اسػػت ٍقبًٍلو‬
‫كتشػ ػ ٌف ٍع ب ػػو فيشػ ػ ٌف ٍعو اهلل ‪ ،‬ػػاؿ اهلل تع ػػاىل ‪ { :‬كل ػػو أهن ػػم إذ ملمػ ػوا أنفس ػػهم ج ػػاءكؾ فاس ػػتغفركا اهلل‬
‫كاستغفر ‪٢‬تم الرسوؿ لوجدكا اهلل توابان رحيمان } ا ية ‪.}.‬اىػ‬
‫األثر شي ي اإلسبلـ السبكي‪ُ 1‬ب " شفاء السػقاـ " ‪ ،‬ك القسػطبلين ُب " ا‪١‬تواىػإ اللدنيػة "‬
‫نقل ىذا ى‬
‫‪ ،‬كالسمهودم ُب "الوفا" ك " كبلصة الوفا " ‪ ،‬ك ابش حدر ا‪١‬تكي ُب " ا‪ٞ‬توىر ا‪١‬تنظٌم " كغَتىم ‪.‬‬
‫انػػلنيل انلػػاني شػػر ‪ :‬ذكػػر ابػػش ا‪ٞ‬تػػوزم ُب كتابػػو " الوفػػا ُب فضػػائل ا‪١‬تصػػطفى" صػػلى اهلل عليػػو‬
‫كسلم‪ ،‬بسنده إىل أيب بكر ا‪١‬تقرئ كالط اين كأيب الشي الوا ‪:‬‬

‫اإلسبلـ تقي الديش السبكي ىذه القصة ُب (شفاء السقاـ) نقبل عش القاضي عياض ٍب اؿ‪» :‬ك د ذكر القاضي عياض إسنادىا كىو‬
‫التقوؿ ُب مسألة التوسل)‪:‬‬
‫(‪٤‬تق ٌ‬‫إسناد جيد « ا‪.‬ىػ ص ‪ . 19:‬كيقوؿ اإلماـ احملدث ‪٤‬تمد زاىد الكوثرم عش ىذه القصة ُب رسالتو ىٍ‬
‫» كأما وؿ مالك أليب جعفر ا‪١‬تذكور فهو ما أكرجو القاضي عياض ُب (الشفا بتعري حقوؽ ا‪١‬تصطفى) بسند جيد « اىػ (انظر‬
‫مقاالت الكوثرم ص ‪ .) 4:9‬كذىإ ا‪ٟ‬تافظ السيد عبد اهلل الغمارم إىل أف ُب إسناد ىذه القصة ضعفا لكنو ال يسقطها عش درجة‬
‫االحتداج فقاؿ ُب كتابو (الرد احملكم ا‪١‬تتُت)‪» :‬فهذه ا‪ٟ‬تكاية عش اإلماـ مالك صر٭تة ُب جواز التوسل بل استنبابو‪ ،‬كىي كإف كانت‬
‫ضعيفة اإلسناد‪ -‬كادعاء ابش تيمية كذهبا مردكد عليو كال كرامة – فقد تلقاىا أىل ا‪١‬تذىإ بالقبوؿ ك عملوا ٔتقتضاىا‪ ،‬كناىيك‬
‫وؿ ٔتنع التوسل بالنش ‪ ‬أك كراىتو بل‬
‫بالقاضي عياض حيث استدؿ هبا كمل يعقبها ٔتا ٮتالفها‪ .‬ك‪٢‬تذا ال ي٭تفظ عش أحد مش ا‪١‬تالكية ه‬
‫كلهم متفقوف على جوازه كاستنبابو « ا‪.‬ىػ ص ‪.:6‬‬
‫‪ _ 1‬ترجم لو ا‪ٟ‬تافظ السيو ي ُب " بقات ا‪ٟ‬تفاظ" اؿ ‪ " :‬انيب ي‪..‬اإلعاـ انظقيه انمح ّلث انحافس انمظير امصوني اننحوي‬
‫انبغوي امدذع انمجتهل‪ ،‬تقي الديش أبو ا‪ٟ‬تسش علي بش عبد الكاُب بش علي بش ٘تاـ بش يوس بش موسى بش ٘تاـ بش حامد بش ٭تِت‬
‫بش عمر بش ع ماف بش علي بش سوار بش سليم‪.‬‬
‫شيخ اإلسالـ إعاـ انوصر ‪ .‬كلد ُب صفر سنة ثبلث ك‪ٙ‬تانُت كستمائة‪.‬‬
‫كأكذ الفقو عش ابش الرفعة كا‪ٟ‬تديث عش الشرؼ الدميا ي كالقراءات عش التقي الصائغ كاألصلُت كا‪١‬تعقوؿ عش العبلء الباجي كا‪٠‬تبلؼ‬
‫كا‪١‬تنطق عش السي البغدادم كالننو عش أيب حياف كالتصوؼ عش التاج بش عطاء‪.‬ك‪ٝ‬تع مش ابش الصواؼ كعدة‪.‬‬
‫كأ بل على التصني ك الفتيا كصنٌ أك ر مش مائة ك‪ٜ‬تسُت مصنفان‪ ،‬وتصانيظه تلؿ بى تبحر في انحلذث وغير وسو با ه في‬
‫وتفرج به فالالء انوصر و وني قالاء انشاـ بوفاة ا‪ٞ‬تبلؿ القزكيٍت ٌ‬
‫ككرج لو ا‪ٟ‬تافظ شهاب الديش أبو العباس أ‪ٛ‬تد بش أيبك‬ ‫انوبوـ‪ّ ،‬‬
‫الدميا ي‪.‬‬
‫ا‪١‬تزم يعيٌنت مشيخة دار ا‪ٟ‬تديث األشرفية للذىش فقيل‪ :‬إف شرط كا فها أف يكوف الشي أشعرم العقيدة‪ ،‬كالذىش متكل ى ـ‬‫ك‪١‬تا توُب ٌ‬
‫فيو‪ ،‬فوليها السبكي‪.‬‬
‫ا‪١‬تزم كال أكرع مش النوكم كابش الصبلح‪ ،‬اؿ‪:‬‬
‫اؿ كلده [اإلماـ التاج السبكي]‪ :‬كالذم نراه أنو ما دكلها أعلم منو كال أحفظ مش ٌ‬
‫كلي بعد الذىش كا‪١‬تزم أحفظ منو‪ .‬توُب ٔتصر سنة ست ك‪ٜ‬تسُت كسبعمائة‪.".‬اىػ‬
‫‪- 67 -‬‬
‫" كنػػا ُب حػػرـ رسػػوؿ اهلل صػػلى اهلل عليػػو كعلػػى آلػػو كسػػلم ككنػػا ُب حالػػة ػػد أثٌػر فينػػا ا‪ٞ‬تػػوع ‪،‬‬
‫فواصلنا ذلك اليوـ ‪.‬‬
‫ػرت ػ النػػش صػػلى اهلل عليػػو كعلػػى آلػػو كسػػلم ك لػػت ‪ :‬يػػا رسػػوؿ اهلل‬ ‫فلمػػا كػػاف ك ػػت العشػػاء ‪ ،‬حضػ ي‬
‫ا‪ٞ‬توع ا‪ٞ‬توع ‪ ،‬كانصرفت ‪ .‬اؿ أبو بكر ‪ :‬فنمت كأبػو الشػي ‪ ،‬كالطػ اين جػال ينظػر ُب شػيء ‪،‬‬
‫فدؽ الباب ‪ ،‬ففتننا لو ‪ ،‬فنذا معو غبلماف مع كل غبلـ زنبيل فيو شػيء ك ػَت‬ ‫علوم ٌ‬‫فنضر بالباب ٌ‬
‫‪ ،‬فدلسنا فأكلنا ‪ ،‬فوىل كترؾ البا ي عندنا ‪ .‬فلما فرغنا مش الطعاـ ‪ ،‬اؿ العلوم ‪ :‬يا وـ ‪ ،‬شكوًب‬
‫ػيء إلػػيكم ‪.}.‬‬ ‫إىل رسػػوؿ اهلل صػػلى اهلل عليػػو كعلػػى آلػػو كسػػلم ؟ فػػنين رأيتػػو ُب ا‪١‬تنػػاـ فػػأمرين ْتمػػل شػ و‬
‫انتهى ‪.‬‬
‫كذكر ىذا األثر ‪ٚ‬تاعةه مػش احملػ ٌدثُت ‪ ،‬كذكػر م لػو ابػش تيميػة ُب " ا تضػاء الصػراط ا‪١‬تسػتقيم " فقػاؿ ‪:‬‬
‫{ ككػػذلك يحكػػي لن ػػا أف بع ػ اجملػػاكريش با‪١‬تدين ػػة ‪ ،‬جػػاء إىل عن ػػد ػ النػػش ص ػػلى اهلل عليػػو كس ػػلم‬
‫فاشتهى عليو نوعا مش األ عمة ‪ ،‬فداء بع ا‪٢‬تامشيُت إليو ‪ ،‬فقاؿ ‪ :‬إف النش صػلى اهلل عليػو كسػلم‬
‫بعث لك ذلك ك اؿ لك ‪ :‬اكر ٍج مش عندنا ‪ ،‬فػنف مػش يكػوف عنػدنا ال يشػتهي م ػل ىػذا ‪ .‬كآكػركف‬
‫يضػػيت ح ػوائدهم كمل يقػػل ‪٢‬تػػم م ػػل ىػػذا ‪ ،‬الجتهػػادىم أك تقليػػدىم ‪ ،‬أك صػػورىم ُب العلػػم ‪ ،‬فننػػو‬
‫ييغفر للداىل ما ال يغفر لغَته ‪ .}..‬انتهى ‪.‬‬
‫انلنيل انلانث شر ‪ :‬ذكر ابش ا‪ٞ‬توزم ُب كتابو " صفة الصػفوة " بسػنده إىل أىب ا‪٠‬تػَت التينػاٌب ػاؿ‬
‫‪{ :‬دكلػػت مدينػػة رسػػوؿ اهلل صػػلى اهلل عليػػو كعلػػى آلػػو كسػػلم كأنػػا بفا ػػة[ أم بفقػػر] فأ مػػت ‪ٜ‬تسػػة‬
‫أياـ ما ذ ت ذكا ان ‪ ،‬فتق ٌدمت إىل الق الشري كسلٌمت على النش صػلى اهلل عليػو كعلػى آلػو كسػلم‬
‫كتننيػػت فنمػػت‬
‫كأيب بكػػر كعمػػر رضػػي اهلل تعػػاىل عنهمػػا ك لػػت ‪ :‬أنػػا ضػػيفك الليلػػة يػػا رسػػوؿ اهلل ‪ٌ .‬‬
‫كلػ ا‪١‬تن ػ ‪ ،‬فرأيػػت ُب ا‪١‬تنػػاـ النػػش صػػلى اهلل عليػػو كعلػػى آلػػو كسػػلم كأبػػا بكػػر عػػش ٯتينػػو كعمػػر عػػش‬
‫مشالػػو ‪ ،‬كعلػػي بػػش أيب الػػإ بػػُت يديػػو ‪ .‬فنػ ٌػركٍت علػػي رضػػي اهلل تعػػاىل عنػػو ك ػػاؿ ‪ :‬يػم ‪ ،‬لقػػد جػػاء‬
‫إأل رغيف ػان فأكلػػت‬
‫رسػػوؿ اهلل صػػلى اهلل عليػػو كعلػػى آلػػو كسػػلم ‪ .‬فقمػػت فقبٌلػػت بػػُت عينيػػو ‪ ،‬فػػدفع ٌ‬
‫بعضو ‪ ،‬فانتبهت فنذا النص ا كر بيدم‪ . 1 } .‬انتهى ‪.‬‬

‫‪ _1‬للو وؼ على ‪ٚ‬تلة مش ىذه األكبار ‪ ،‬ينظر " مصباح الظبلـ " البش النعماف ا‪١‬تراكشي ر‪ٛ‬تو اهلل تعاىل ‪.‬‬
‫‪- 68 -‬‬
‫انػػلنيل انرابػػس شػػر ‪ :‬ذكػػر ابػػش تيميػػة ُب " الكلػػم الطيػػإ " كا‪ٟ‬تػػافظ ابػػش أيب ‪ٚ‬تػػرة ُب " شػػرح‬
‫‪٥‬تتصػػر البخػػارم " [ك غَت‪٫‬تػػا] أف ابػػش عمػػر رضػػي اهلل تعػػاىل عنػػو كػػدرت رجلػػو ‪ ،‬فقيػػل لػػو ‪ :‬اذٍ يك ػر‬
‫أحإ الناس إليك‪ .‬فقاؿ ‪ :‬يا ‪٤‬تمد ‪ ،‬فذىإ ا‪٠‬تى ىدر عش رجلو‪.1‬‬
‫فلو كاف نداء الغائإ ك ا‪١‬تيت ‪٦‬تنوعان ‪ ،‬لكاف ىذا الصنايب ا‪ٞ‬تليل أحق با‪١‬تنع مش ذلك ! ك‪٢‬تذا ذكر‬
‫ابش القيم ك غَت‪٫‬تا ‪ُ 3‬ب األذكار اليت ييسش استعما‪٢‬تا ‪.‬‬ ‫‪2‬‬
‫ابش تيمية ك ي‬
‫م ل ىذا األثر ي‬
‫كذكػػر ابػش األثػػَت ُب " تارٮتػػو "[الكامػػل ُب التػػاري ]‪- 4‬الػػذم ذكػػر أنػػو اكتصػػره مػػش تػػاري ابػػش جريػػر‬
‫السٍت[الط م]‪ : -‬أف الصنابة الكراـ رضػي اهلل تعػاىل عػنهم كػاف شػعارىم ُب ا‪ٟ‬تػرب ‪ " :‬يػا ‪٤‬تمػد‬
‫"‪.‬‬

‫‪ _ 1‬اؿ اإلعاـ اننووي في "امذكار" (ص‪( { : )4/6‬باب ما يقولو إذا كدرت رجلو)‪ -‬ركينا ُب كتاب ابش السٍت عش ا‪٢‬تي م بش‬
‫حن اؿ ‪ " :‬كنا عند عبد اهلل بش عمر رضي اهلل عنهما فخدرت رجلو ‪ ،‬فقاؿ لو رجل ‪ :‬اذكر أحإ الناس إليك ‪ ،‬فقاؿ ‪ :‬يا ‪٤‬تمد‬
‫(صلى اهلل عليو كسلم) ‪ ،‬فكأ‪٪‬تا نشط مش عقاؿ "‪.‬‬
‫كركينا فيو عش ‪٣‬تاىد اؿ ‪ " :‬كدرت ًر ٍجل ىر يجل عند ابش عباس ‪ ،‬فقاؿ ابش عباس رضي اهلل عنهما ‪ :‬اذكر أحإ الناس إليك ‪ ،‬فقاؿ ‪:‬‬
‫‪٤‬تمد (صلى اهلل عليو كسلم) فذىإ كدره ‪.}.‬اىػ‬
‫‪ _ 2‬اؿ ابي تيمي في كتابه "ان بم انطيع" (بتنقيق األلباين) ص ‪ { : 184‬فصل‪ُ ( :‬ب الر ٍجل إذا كدرت )‪ :‬عش ا‪٢‬تي م بش‬
‫اؿ ‪:‬‬ ‫حن‬
‫كنا عند عبد اهلل بش عمر رضي اهلل عنهما فخدرت رجلو فقاؿ لو رجل ‪ :‬اذكر أحإ الناس إليك فقاؿ ‪ :‬ذا عحمل؛ فكأ‪٪‬تا نشط مش‬
‫عقاؿ‪.}.‬اىػ‬
‫‪ _3‬اؿ اإلعاـ انبفاري في "امدب انمظرد"‪ { :‬باب ( ما يقوؿ الرجل إذا كدرت رجلو ) ؛ حدثنا أبو نعيم اؿ ‪ :‬حدثنا سفياف ‪،‬‬
‫عش أيب إسناؽ ‪ ،‬عش عبد الر‪ٛ‬تش بش سعد اؿ ‪ :‬كدرت ًر ٍجل [عبد اهلل] ابش عمر ‪ ،‬فقاؿ لو رجل ‪ :‬اذٍ يكر أحإ الناس إليك ‪ ،‬فقاؿ‬
‫‪ :‬ذا عحمل }‪.‬اىػ‬
‫و بى افتراض أف امثر ضويف‪ ،‬فقل نقبه اإلعاـ انبفاري –و هو عي أةم انيبف‪ -‬في كتابه ه ا –و هو كتاب أذكار و‬
‫د وات‪ -‬دا يا انناس إنى انومل به‪ ،‬و نم ذ ُقل أف ه ا شرؾ و ال بل ؛ فهل كاف ذجهل انشرؾ ؟!! أـ كاف ذل و إنى انشرؾ‬
‫؟!! ‪ ..‬نووذ باهلل عي انف الف!!‬
‫‪ _4‬اؿ ابي امثير في "ان اعل في انتارذخ" ُب باب (ذكر مسيلمة ك أىل اليمامة)‪ ..{ :‬كثبت مسيلمة فدارت رحاىم عليو‪ ،‬فعرؼ‬
‫كال هد[بش الوليد] أهنا ال تركد إال بقتل مسيلمة‪ ،‬كمل ٖتفل بنو حنيفة ٔتش تل منهم‪ .‬ثم برز خانل ود ا إنى انبراز‪ ،‬ونادى بشوارهم‪،‬‬
‫وكاف شوارهم‪ :‬ذا عحملا ! فلم ي ز إليو أح هد إال تلو‪ .‬كدارت رحا ا‪١‬تسلمُت‪ ،‬كدعا كالد مسيلمة فأجابو‪.}..‬اى ك اؿ ابي كلير في‬
‫"انبلاذ واننهاذ " (‪{ :)6/357‬ك‪ٛ‬تل كالد بش الوليد حىت جاكزىم‪ ،‬كسار ‪ٞ‬تباؿ مسيلمة كجعل يًت إ أف يصل إليو فيقتلو‪ٍ ،‬ب رجع‬
‫بُت الصفُت كدعا ال از‪ ،‬ك اؿ‪ :‬أنا ابش الوليد العود‪ ،‬أنا ابش عامر كزيد‪ٍ ،‬ب نادى بشوار انميبميي ‪ -‬وكاف شوارهم ذوعئ ‪:‬‬ ‫ٍب ك‬
‫ذا عحملا !‪ -‬كجعل ال ي ز ‪٢‬تم أحد إال تلو‪ ،‬كال يدنو منو شس إال أكلو‪.}..‬اىػ‬
‫و قاؿ ابي امثير ُب باب (ذكر غزك الًتؾ) مش "الكامل"‪{ :‬فأصبح كسار ك د ازداد القصر ٖتصينان با‪١‬تاء الذم أجراه الًتؾ‪ ،‬فلما صار‬
‫بينو كبُت الًتؾ نص فرس نزؿ ك د أ‪ٚ‬تع على بياهنم‪ ،‬فلما أتى أىىمىر أصنابو بالص كح هم عليو ك اؿ‪ :‬ني ي شواركم ذا عحمل‪ ،‬كال‬
‫تتبعوا موليان‪ ،‬كعليكم بالدكاب فاعقركىا‪ ،‬فنهنا إذا عقرت كانت أشد عليهم منكم‪ ،‬كليست بكم لة‪ ،‬فنف سبعمائة سي ال يضرب‬
‫‪- 69 -‬‬
‫كذكر م لو الوا دم ُب كتابو " فتوح الشاـ " ‪.1‬‬
‫التػػابعُت ‪ :‬أهنػػم ‪١‬تػػا أمػػرىم‬
‫كذكػػر السػػيو ي ُب " شػػرح الصػػدكر " عػػش ابػػش ا‪ٞ‬تػػوزم بسػػنده إىل بع ػ‬
‫‪2‬‬
‫فنادكا ‪ " :‬يا ‪٤‬تمداه "‬ ‫ً‬
‫الكفار ك راكدىم على الكفر كامتنعوا ‪ ،‬غلوا ‪٢‬تم زيتان ُب ٍدر فألقوىم فيو ‪ٍ ،‬‬
‫‪.‬‬

‫هبا ُب عسكر إال أكىنوه كإف ك ر أىلو‪ .‬كجعل على ميممنتو ك َتان الدبوسي‪ ،‬كعلى ميسرتو ثابت طنة‪ ،‬كىو مش األزد‪ ،‬فلما دنوا منهم‬
‫كترجل ا‪١‬تسيإ ُب رجاؿ معو فقاتلوا تاالن شديدان‪ ،‬كانقطعت‬
‫ك ٌ كا‪ ،‬كذلك ُب الس ىنر‪ ،‬كثار الًتؾ ككالطهم ا‪١‬تسلموف فعقركا الدكاب‪ٌ ،‬‬
‫ٯتُت البخًتم ا‪١‬ترائي‪ ،‬فأكذ السي بشمالو فقطعت‪ ،‬فدعل يذب بيديو حىت استشهد‪ .‬كضرب ثابت طنة عظيمان مش عظماء الًتؾ‬
‫فقتلو‪ ،‬كاهنزمت الًتؾ‪}.‬اىػ‬

‫‪ _ 1‬اؿ انواقلي في "فتوح انشاـ" في أخبار غزوة انيرعوؾ ‪ {:‬اؿ عبد الر‪ٛ‬تش بش ا‪ٟ‬تميدم ا‪ٞ‬تمني‪ :‬كنت ‪٦‬تش ‪ٛ‬تل مع‬
‫كالد[بش الوليد] فواهلل لقد انكشفت الركـ بُت أيدينا ككلٌت كما توأل الغنم بُت يدم األسد‪ ،‬كتبعهم ا‪١‬تسلموف ككانت ا‪ٟ‬تملة على‬
‫ميمنة الركـ فانكشفوا انكشافان بينان‪ ،‬كأما ا‪١‬تسلسلة فما برحوا مش مواضعهم ككانوا يرموف بالسهاـ كىم ‪ٛ‬تاة القوـ‪ .‬اؿ عبد الر‪ٛ‬تش‪:‬‬
‫ككاف كالد أمامنا ُب ‪ٛ‬تلتو ك‪٨‬تش مش كرائو‪ ،‬وكاف شوارنا‪ :‬ذا عحمل ذا عنصور أعتك أعتك! ‪ ،‬فلم يزؿ كالد ُب ‪ٛ‬تلتو ك‪٨‬تش مش كرائو‬
‫حىت كصل إىل الديرجاف‪.}..‬اىػ‬
‫در كندة يومئذ لقد اتلوا تاالن شديدان كأبلوا‬
‫ك اؿ ُب "فتوح الشاـ" أيضا ُب باب (فتح مدينة حلإ)‪ { :‬اؿ مسعود بش عوف‪ :‬فللٌو ٌ‬
‫ببلء حسنان ك كىبوا أنفسهم هلل تعاىل حىت تل منهم ذلك اليوـ مائة رجل ُب مقاـ كاحد‪ ،‬كعمل أىل الكمُت عمبلن عظيمان ككعإ بش‬
‫ضمرة لق على ا‪١‬تسلمُت فداىد عنهم وهو ذجوؿ بانراذ وذنادي‪ :‬ذا عحمل ذا عحمل! ذا نصر اهلل انزؿ!‪ ،‬معاشر ا‪١‬تسلمُت اثبتوا‬
‫إ‪٪‬تا ىي ساعة كيأٌب النصر كأنتم األعلوف‪ ،‬فاجتمع ا‪١‬تسلموف عليو كا‪ٞ‬تراح فيهم فاشية‪ ،‬ك تل مش ا‪١‬تسلمُت مائة كسبعوف رجبلن مش‬
‫األعياف‪ :‬منهم عباد بش عاصم النخعي كزفر بش أـ راضي كحازـ بش شهاب ا‪١‬تقرم كسهل بش أشيم كرفاعة بش ‪٤‬تصش كغامن بش برد‪،‬‬
‫وسهيل بي عظبج وكاف عمي شهل ذوـ انيالسل وتبوؾ بيي ذلي رسوؿ اهلل صبى اهلل بيه وسبم وشهل قتاؿ انيماع عس خانل‬
‫بي انونيل‪.}.‬اهػ‬

‫‪ _ 2‬قاؿ ابي انجوزي في "انمنتهم" ُب باب (ذكر كبلفة الرشيد)‪{ :‬أك نا ‪٤‬تمد بش ناصر ا‪ٟ‬تافظ اؿ‪ :‬أك نا ا‪١‬تبارؾ بش عبد ا‪ٞ‬تبار‬
‫اؿ‪ :‬أك نا إبراىيم بش عمر ال مكي اؿ‪ :‬أنبأنا أبو ا‪ٟ‬تسُت بش عبد اهلل بش إبراىيم الزينش اؿ‪ :‬حدثنا ‪٤‬تمد بش كل بش ا‪١‬ترزباف اؿ‪:‬‬
‫حدثٍت أ‪ٛ‬تد بش زىَت اؿ‪ :‬حدثٍت علي بش ال برم اؿ‪ :‬حدثٍت أيب ككاف أكؿ مش سكش رسوس حُت بناىا أبو سليم‪ ،‬ككاف شيخان‬
‫دٯتان اؿ‪ :‬كاف يغازينا مش الشاـ ثبلثة أكوة فرساف شدعاف‪ ،‬ككانوا ال ٮتالطوف العسكر‪ ،‬ككانوا يسَتكف كحدىم‪ ،‬كينزلوف كذلك‪ ،‬فنذا‬
‫رأكا العدك مل يقاتلوا ما كفوا‪ ،‬فغزكا مرة‪ ،‬فلقيهم الطاغية ُب ‪ٚ‬تع ك َت‪ ،‬فقاتلوا ا‪١‬تسلمُت فقتلوا كأسركا‪ ،‬فقاؿ بعضهم لبع ‪ :‬د تركف ما‬
‫نزؿ با‪١‬تسلمُت‪ ،‬ك د كجإ علينا أف نبذؿ أنفسنا كنقاتل فتقدموا‪ ،‬ك الوا ‪١‬تش بقي مش ا‪١‬تسلمُت‪ :‬كونوا كراء مهورنا ككلوا بيننا كبُت‬
‫القتاؿ نكفيكم إف شاء اهلل تعاىل‪ .‬فقاتلوا فقهركا الركـ‪ ،‬فقاؿ ملك الركـ ‪١‬تش معو مش البطار ة‪ :‬مش جاءين برجل مش ىؤالء دمتو‬
‫كبطر تو‪ .‬فألقت الركـ أنفسها عليهم فأكذكىم أسرل‪ ،‬مل يصإ رجل منهم كلم‪ ،‬فقاؿ ملك الركـ‪ :‬ال غنيمة كال فتح أعظم مش أكذ‬
‫فأبوا بيه ونادوا‪:‬‬
‫ىؤالء‪ .‬فرحل هبم حىت نزؿ هبم القسطنطينية‪ ،‬فعرض عليهم النصرانية ك اؿ‪ :‬إين أجعل فيكم ا‪١‬تيلك كأزكاجكم بناٌب‪ْ .‬‬
‫ذا عحملا ‪ ،‬فقاؿ ا‪١‬تلك‪ :‬ما يقولوف؟ الوا‪ :‬ينادكف نبيهم‪ ،‬فقاؿ ‪٢‬تم‪ :‬إف أنتم أجبتموين ك إال أغليت دكران ثبلثة فيها الزيت‪ ،‬حىت إذا‬
‫بلغت أناىا ألقيت كل كاحد منهم ُب در‪ .‬فأبوا‪ ،‬فأمر ب بلث دكر فنصبت‪ٍ ،‬ب صإ فيها الزيت‪ٍ ،‬ب أمر أف يو د ٖتتها ثبلثة أياـ‬
‫يعرضوف ُب كل يوـ على تلك القدكر‪ ،‬كيدعوىم إىل النصرانية‪ ،‬كعلى أف يزكجهم بناتو‪ ،‬ك‪٬‬تعل ا‪١‬تلك فيهم‪ ،‬فيأبوف أف ‪٬‬تيبوه‪ ،‬كأ اموا‬
‫‪- 71 -‬‬
‫كال شك أف ىذا النداء ُب ىذه ا‪١‬تواضع ا‪١‬تهلكة ‪ ،‬ما ىو إال توسل بػو صػلى اهلل عليػو كعلػى آلػو‬
‫كسلم ‪ ،‬ك لإ لشفاعتو صلى اهلل عليو كعلى آلو كسلم ‪ ،‬ك إال فبل معٌت لندائو ‪.‬‬
‫كُب تر‪ٚ‬تػػة سػػعيد بػػش عػػامر بػػش حػػذًن الصػػنايب رضػػي اهلل تعػػاىل عنػػو ػػاؿ ‪ {:‬شػػهدت مصػػرع كبيػػإ‬
‫ك ػػد بضػػعت ػري ‪ٟ‬تمػػو ‪ٍ ،‬ب ‪ٛ‬تلػػوه علػػى جذعػػو ‪ٍ ،‬ب نػػادل ‪ " :‬يػػا ‪٤‬تمػػد " ‪ .‬فمػػا ذكػػرت ذلػػك ك‬
‫تركػػي نص ػرتىو كأنػػا مشػػرؾ إال مننػػت أف اهلل ال يغفػػر أل بػػذلك الػػذنإ أبػػدان ‪ ،‬فتصػػيبٍت تلػػك الغنطػػة‬
‫‪ }..1‬إىل آكر األثر ‪.‬‬
‫فهػػذا يػػدؿ علػػى أف نػػداء النػػش صػػلى اهلل عليػػو كعلػػى آلػػو كسػػلم ُب الشػػدائد أمػػر معهػػود ‪ ،‬ألف كبيبػان‬
‫رضي اهلل تعاىل عنو فعل ذلك ُب مكة كالنش صلى اهلل عليو كعلى آلو كسلم ُب ا‪١‬تدينة حينئػذ ‪ ،‬كاهلل‬
‫تعاىل أعلم ‪.‬‬
‫كأما األلفاظ اليت صدرت ُب زمانو صلى اهلل عليو كعلى آلو كسلم ‪٦‬تا فيها حصر الشفاعة بػو كأم ػاؿ‬
‫ذلك ‪٦‬تا ىو م ل وؿ البوصَتم ‪:‬‬

‫على اإلسبلـ‪ ،‬فنادل األك ‪ ،‬كدعاه إىل دينو فأىب‪ ،‬فناشده ك اؿ‪ :‬إين ملقيك ُب ىذه ً‬
‫الق ٍدر‪ .‬فأبى فأنقا في قلر عنها‪ ،‬فما هو إال‬
‫أف سقط فيها‪ ،‬فارتظوت هاعه تبوح‪ ،‬ثم فول بانلاني علل ذنك‪ ،‬فلما رأل ص ىم على ما فعل هبم‪ ،‬كحفظهم لدينهم‪ ،‬ندـ ا‪١‬تلك‬
‫ك اؿ‪ :‬فعلت ىذا بقوـ مل أر أشدع منهم‪ ،‬فأمر بالصغَت فأدين منو فدعل يفتنو عش دينو بكل أمر فيأىب‪.}"...‬اىػ‬

‫‪ _ 1‬قاؿ ابي عنهور في "عفتصر تارذخ دعشب نبحافس ابي ياكر" ُب باب (سعيد بش عبد اهلل بش دينار)‪ { :‬اؿ كالد بش‬
‫معداف‪:‬‬
‫استعمل علينا عمر بش ا‪٠‬تطاب ْتمن سعيد بش عامر‪ ،‬فلما دـ عمر بش ا‪٠‬تطاب ‪ٛ‬تن اؿ‪ :‬يا أىل ‪ٛ‬تن‪ ،‬كي كجدًب عاملكم؟‬
‫فشكوه إليو ككاف يقاؿ ألىل ‪ٛ‬تن‪ :‬الكويفة الصغرل لشكايتهم العماؿ الوا‪ :‬نشكو أربعان‪ :‬ال ٮترج إلينا حىت يتعاىل النهار‪ ،‬اؿ‪:‬‬
‫أعظم هبا! اؿ‪ :‬كماذا؟ اؿ‪ :‬ال ‪٬‬تيإ أحدان بليل‪ .‬اؿ‪ :‬كعظيمة! اؿ‪ :‬كماذا؟ الوا‪ :‬كلو يوـ ُب الشهر ال ٮترج فيو إلينا‪ .‬اؿ‪:‬‬
‫كعظيمة! كماذا؟ الوا‪ :‬يغبط الغبطة بُت األياـ‪ .‬يعٍت‪ :‬تأكذه موتو‪.‬‬
‫اؿ‪ :‬فدمع عمر بينهم كبينو ك اؿ‪ :‬اللهم‪ ،‬ال تفيل رأيي فيو اليوـ‪ ،‬ما تشكوف منو؟ الوا‪ :‬ال ٮترج إلينا حىت يتعاىل النهار‪ .‬اؿ‪ :‬كاهلل‬
‫إف كنت ألكره ذكره‪ ،‬لي ألىلي كادـ‪ ،‬فأعدش عديٍت‪ٍ ،‬ب أجل حىت ٮتتمر‪ٍ ،‬ب أكبز كبزم‪ٍ ،‬ب أتوضأ‪ٍ ،‬ب أكرج إليهم‪ .‬فقاؿ‪ :‬ما‬
‫تشكو منو؟ الوا‪ :‬ال ‪٬‬تيإ أحدان بالليل‪ .‬اؿ‪ :‬ما تقوؿ؟ اؿ‪ :‬إف كنت ألكره ذكره‪ ،‬إين جعلت النهار ‪٢‬تم‪ ،‬كجعلت الليل هلل عز‬
‫كجل‪ .‬اؿ‪ :‬كما تشكوف منو؟ الوا‪ :‬إف لو يومان ُب الشهر ال ٮترج إلينا فيو‪ .‬اؿ‪ :‬ما تقوؿ؟ اؿ‪ :‬لي أل كادـ يغسل ثيايب‪ ،‬كال أل‬
‫ثياب أبد‪٢‬تا‪ ،‬فأجل حىت ‪٬‬ت ‪ٍ ،‬ب أدلكها‪ٍ ،‬ب أكرج إليهم مش آكر النهار‪ .‬اؿ‪ :‬ما تشكوف منو؟ الوا‪ :‬يغبط الغبطة بُت األياـ‪ .‬اؿ‪:‬‬
‫ما تقوؿ؟ اؿ‪ :‬شهدت مصرع كبيإ األنصارم ٔتكة‪ ،‬ك د بضعت ري ‪ٟ‬تمو‪ٍ ،‬ب ‪ٛ‬تلوه على جذعة فقالوا‪ :‬أٖتإ أف ‪٤‬تمدان مكانك؟‬
‫فقاؿ‪ :‬كاهلل ما أحإ أين ُب أىلي كأف ‪٤‬تمدان يشيك بشوكة‪ ،‬ثم نادى‪ :‬ذا عحمل‪ .‬فما ذكرت ذلك اليوـ كتركي نصرتو ُب تلك ا‪ٟ‬تاؿ‪،‬‬
‫كأنا مشرؾ ال أكمش باهلل العظيم‪ ،‬إال مننت أف اهلل تعاىل ال يغفر أل بذلك الذنإ أبدان‪ .‬اؿ‪ :‬فتصيبٍت تلك الغنطة‪ .‬فقاؿ عمر‪ :‬ا‪ٟ‬تمد‬
‫هلل الذم مل يفيل فراسيت‪ ،‬فبعث إليو بأل دينار‪ ،‬فقاؿ‪ :‬استعش هبا على أمرؾ‪.}.‬اىػ ‪ .‬كىو ضعي السند ألف فيو ا‪٢‬تي م بش عدم‪:‬‬
‫ضعي جدا‪.‬ك لكش تؤيده ا ثار اليت نقلناىا ك فيها أف شعار الصنابة ُب ا‪ٞ‬تهاد كاف ‪" :‬يا ‪٤‬تمداه"‪.‬‬
‫‪- 70 -‬‬
‫يا أكرـ ا‪٠‬تلق ماأل مش ألوذ بو‬
‫سواؾ عند حلوؿ ا‪ٟ‬تادث العمم‬
‫فك َتة جدان ‪ ،‬منها ما ذكره القسطبلين ُب " ا‪١‬تواىإ اللدنية " ُب ( باب االستسقاء ) عش أنػ بػش‬
‫مالك رضي اهلل عنو اؿ ‪{ :‬جاء أعػرايب إىل النػش صػلى اهلل عليػو كعلػى آلػو كسػلم فقػاؿ ‪ :‬يػا رسػوؿ‬
‫ط ‪ ،‬كأنشد ‪:‬‬ ‫ط ‪ ،‬كبعَت يئ ٌ‬
‫اهلل ‪ ،‬أتيناؾ كما لنا صش يغ ٌ‬
‫أتيناؾ كالعذراء يدمي لباهنا‬
‫ك د شغلت أـ الصش عش الطفل‬
‫ونيس ننا إال إنيك فرارنا‬
‫انر ْسل‬
‫و أذي فرار انناس إال ُ‬
‫فقاـ رسوؿ اهلل صػلى اهلل عليػو كعلػى آلػو كسػلم ‪٬‬ت ٌػر رداءه ك رفػع يديػو إىل السػماء ٍب ػاؿ ‪ " :‬اللهػم‬
‫اسػػقنا غي ػان عغيل ػاً مريع ػان غػػد ان بق ػان نافع ػان غػػَت ضػػار عػػاجبلن " ‪ .‬ػػاؿ رضػػي اهلل تعػػاىل عنػػو ‪ :‬فمػػا ٌ‬
‫رد‬
‫صػػلى اهلل عليػػو كعلػػى آلػػو كسػػلم يديػػو إىل ‪٨‬تػػره ‪ ،‬حػػىت ألقػػت السػػماء بأبرا هػػا ‪ ،‬كجػػاء أىػػل البطانػػة‬
‫يضدوف ‪ :‬الغرؽ الغرؽ!! ‪.‬فقاؿ رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كعلػى آلػو كسػلم ‪ " :‬حوالينػا كال علينػا "‪،‬‬ ‫ٌ‬
‫فا‪٧‬تاب السناب عش ا‪١‬تدينػة حػىت أحػدؽ هبػا كاإلكليػل ‪ ،‬كضػنك رسػوؿ اهلل صػلى اهلل عليػو كعلػى‬
‫لقرت عيناه‪ ،‬مػش ينشػدنا‬
‫در أيب الإ ‪ ،‬لو كاف حيان ٌ‬ ‫آلو كسلم حىت بدت نواجذه ‪ٍ ،‬ب اؿ ‪ " :‬هلل ٌ‬
‫ولو ؟ ‪.‬فقاؿ علي رضي اهلل تعاىل عنو ‪ :‬يا رسوؿ اهلل ‪ ،‬كأنك تعٍت ولو ‪:‬‬
‫ييستسقى الغماـ بوجهو‬ ‫كأبي‬
‫ً‪ٙ‬تاؿ اليتامى عصمةه لؤلرامل‬
‫يلوذ بو ا‪٢‬تيبلٌؾ مش آؿ ىاشم‬
‫فهم عنده ُب نعمة ك فواضل‬
‫فقاؿ صلى اهلل عليو كعلى آلو كسلم ‪ " :‬أجل "‪ ،‬اؿ‪ :‬ك اـ رجل مش كنانة ‪ ،‬فقاؿ ‪:‬‬
‫يسقينا بوجو النش ا‪١‬تطر‬ ‫لك ا‪ٟ‬تمد كا‪ٟ‬تمد ‪٦‬تش شكر‬
‫كأشخن منو البصر‬ ‫دعا اهلل كالقو دعوة إليو‬
‫أغاث بو اهلل عينا مضر‬ ‫ر اؽ العواأل جم البعاؽ‬
‫‪- 72 -‬‬
‫كىذا العياف لذاؾ ا‪٠‬ت‬ ‫بو اهلل يسقي الغماـ‬
‫فق ػػاؿ رس ػػوؿ اهلل ص ػػلى اهلل علي ػػو كس ػػلم ‪ « :‬إف ي ػػك ش ػػاعر ٭تس ػػش فق ػػد أحس ػػنت » }‪.‬اىػ ػػ‪ .‬ركاه‬
‫البيهقي ُب "دالئل النبوة" ‪. 1‬‬
‫ػ ػػاؿ القس ػػطبلين ر‪ٛ‬ت ػػو اهلل تعػ ػػاىل ‪{ :‬كال مػ ػػاؿ ‪ -‬بكسػ ػػر ال ػ ػػاء ‪ : -‬اللدػ ػػاء كالغيػ ػػاث ُب الشػ ػػدة ‪.‬‬
‫كعصمة لؤلرامل ‪ :‬ٯتنعهم عش الضياع كا‪ٟ‬تاجة ‪ ،‬كاألرامل ‪ :‬ا‪١‬تساكُت ‪.}.‬‬
‫كركل ابش عبد ال ُب " اإلستيعاب " ُب تر‪ٚ‬تة سػواد بػش ػارب الصػنايب رضػي اهلل تعػاىل عنػو ك ولػو‬
‫ُب رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كعلى آلو كسلم ‪:‬‬
‫ك يكش أل شفيعان يوـ ال ذك شفاعة‬
‫ًٔتيغ وش فتيبلن عش سواد بش ارب‬
‫كنقػػل ذلػػك ‪ٚ‬تيػػع أىػػل السػػَت ُب معدزاتػػو صػػلى اهلل عليػػو كعلػػى آلػػو كسػػلم ‪ ،‬ألف ا‪ٞ‬تػػش أمػػركا س ػوادان‬
‫باإلٯتػػاف بػػو صػػلى اهلل عليػػو كعلػػى آلػػو كسػػلم ‪ ،‬فأتػػاه كأسػػلم كأنشػػد النػػش صػػلى اهلل عليػػو كعلػػى آلػػو‬
‫كسلم أبياتان ‪ ،‬ىذا البيت منها ‪ ..‬كمنها ‪:‬‬
‫كأشهد أف اهلل ال رب غَته‬
‫كأنك مأموف على كل غائإ‬
‫كأنك أدىن ا‪١‬ترسلُت وسيب‬
‫إنى اهلل يا ابش األكرمُت األ ايإ‬
‫‪2‬‬
‫كجعلىو كسيلة ‪ ،‬كأنػو‬
‫إ الشفاعة منو ُب القيامة ‪ٍ ،‬‬
‫فلم ينكر النش صلى اهلل عليو كعلى آلو كسلم لى ى‬
‫مأموف على كل غائإ ‪.‬‬

‫‪ _ 1‬ك اؿ عنو ا‪ٟ‬تافظ ابش حدر العسقبلين ُب "فتح البارم"(‪{ :)995:6‬ك إسناد حديث أن ‪ -‬ك إف كاف فيو ضع ‪ -‬لكنو يصلح‬
‫للمتابعة‪.}.‬اىػ‬
‫ك ركاه ابش ىشاـ ُب السَتة(‪ )281/1‬اؿ‪{:‬ك ح ٌدثٍت مش أثق بو‪ }..‬فذكره‪.‬‬
‫‪ _ 2‬انظر "االستيعاب ُب معرفة األصناب" البش عبد ال ك "اإلصابة ُب ٘تييز الصنابة" البش حدر العسقبلين عند تر‪ٚ‬تتو رضي اهلل‬
‫عنو‪.‬‬
‫ك اؿ ابي كلير في "انييرة اننبوذ " ‪ ..{:‬اؿ ا‪ٟ‬تافظ أبو يعلى ا‪١‬توصلي‪ :‬حدثنا ٭تِت بش حدر بش النعماف الشامي‪ ،‬حدثنا على ابش‬
‫منصور االنبارم‪ ،‬عش ‪٤‬تمد بش عبد الر‪ٛ‬تش الو اصى‪ ،‬عش ‪٤‬تمد بش كعإ القرمى‪ ،‬اؿ‪ :‬بينما عمر بش ا‪٠‬تطاب رضى اهلل عنو ذات يوـ‬
‫جال إذ مر بو رجل‪ ،‬فقيل‪ ،‬يا أمَت ا‪١‬تؤمنُت أتعرؼ ىذا ا‪١‬تار ؟ اؿ‪ :‬كمش ىذا ؟ الوا‪ :‬ه ا سواد بي قارب‪ ،‬الذل أتاه رئيٌو[أم‬
‫جنيٌو] بظهور رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم‪.‬‬
‫‪- 73 -‬‬
‫كعػػش ابػػش عسػػاكر مػػش ريػػق أيب ال ػزبَت ‪ ،‬عػػش جػػابر رضػػي اهلل تع ػاىل عنػػو ‪ ،‬أف ام ػرأة مػػش ػري‬
‫عارضت سعد بش عبادة ‪ ،‬فأنشدت النش صلى اهلل عليو كعلى آلو كسلم ‪:‬‬
‫يا نش ا‪٢‬تدل إليك ‪ٞ‬تائي‬
‫لقري ك الت حُت ‪ٞ‬تاء‬
‫اؿ‪ :‬فأرسل إليو عمر فقاؿ لو‪ :‬أنت سواد بش ارب ؟ اؿ‪ :‬نعم‪ .‬اؿ‪ :‬فأنت على ما كنت عليو مش كهانتك ؟ اؿ‪ :‬فغضإ ك اؿ‪:‬‬
‫ما استقبلٍت هبذا أحد منذ أسلمت يا أمَت ا‪١‬تؤمنُت‪.‬فقاؿ عمر‪ :‬يا سبناف اهلل ! ما كنا عليو مش الشرؾ أعظم ‪٦‬تا كنت عليو مش‬
‫كهانتك‪ ،‬فأك ين ما أنبأؾ رئيٌك بظهور رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم‪ .‬اؿ‪ :‬نعم يا أمَت ا‪١‬تؤمنُت؛ بينما أنا ذات ليلة بُت النائم‬
‫ا‪ٝ‬تع مقاليت كاعقل إف كنت تعقل‪ ،‬إنو د بيعث رسوؿ مش لؤم بش‬ ‫كاليقظاف إذ أتاىن رئيٌي فضربٍت برجلو ك اؿ‪ :‬يم يا سواد بش ارب‪ ،‬ك ٍ‬
‫غالإ يدعو إىل اهلل كإىل عبادتو‪.‬‬
‫عدبت للدش ك تطبلهبا ك شدىا العي بأ تاهبا‬ ‫ٍب أنشأ يقوؿ‪:‬‬
‫نول إىل مكة تبغي ا‪٢‬تدل ما صادؽ ا‪ٞ‬تش ككذاهبا‬
‫فارحل إىل الصفوة مش ىاشم لي دامها كأذناهبا‬
‫دعٍت أناـ فنين أمسيت ناعسا‪.‬‬ ‫اؿ‪ :‬لت ٍ‬
‫اؿ‪ :‬فلما كانت الليلة ال انية [ك ال ال ة م لها]‪..‬‬
‫فرحلت نا يت‪ٍ ،‬ب أتيت ا‪١‬تدينة ‪ -‬يعٌت مكة ‪ -‬فنذا رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم ُب‬ ‫اؿ‪ :‬فقمت ك لت‪ :‬د امتنش اهلل لش‪ٌ ،‬‬
‫ا‪ٝ‬تع مقاليت يا رسوؿ اهلل‪ .‬اؿ‪ :‬ىات‪ .‬فأنشأت أ وؿ‪:‬‬ ‫أصنابو‪ ،‬فدنوت فقلت‪ٍ :‬‬
‫ك مل يك فيما د بلوت بكاذب‬ ‫أتاين ‪٧‬تيٌي بعد ى ٍدء كر دة‬
‫أتاؾ رسوؿ مش لؤم بش غالإ‬ ‫ثبلث لياؿ ولو كل ليلة‬
‫كأنك مأموف على كل غائإ‬ ‫فأشهد أف اهلل ال شس غَته‬
‫* إنى اهلل ذا ابي امكرعيي امطاذع‬ ‫وأنك أدنى انمرسبيي وسيب ًً‬
‫كي ني شظيوا ذوـ ال ذو شظا * سواؾ بِ ُمغ ٍي ي سواد بي قارب‬
‫و ْ‬
‫اؿ‪ :‬فظرح رسوؿ اهلل صبى اهلل بيه وسبم وأصحابه بمقانتي فرفا شلذلا‪ ،‬فتى ُرةي انظرح في وجوههم‪.‬‬
‫اؿ‪ :‬فوثإ إليو عمر بش ا‪٠‬تطاب فالتزمو ك اؿ‪ :‬د كنت أشتهى أف أ‪ٝ‬تع ىذا ا‪ٟ‬تديث منك‪ ،‬فهل يأتيك رئيك اليوـ‪.‬‬
‫اؿ‪ :‬أما منذ رأت القرآف فبل‪ ،‬كنعم العوض كتاب اهلل مش ا‪ٞ‬تش‪ ]...[.‬اؿ ابش ك َت‪:‬كىذا منقطع مش ىذا الوجو كيشهد لو ركاية‬
‫البخارم‪ ]..[.‬كركاه ا‪ٟ‬تافظ ابش عساكر مش ريق سليماف بش عبد الر‪ٛ‬تش‪ ،‬عش ا‪ٟ‬تكم بش يعلى بش عطاء احملاريب‪ ،‬عش عباد بش عبد‬
‫الصمد‪ ،‬عش سعيد بش جبَت بو‪ .‬ك ركاه أيضا مش ريق ‪٤‬تمد بش ال اء‪ ،‬عش أىب بكر بش عياش‪ ،‬عش أىب إسناؽ‪ ،‬عش ال اء‪..[.‬ك‬
‫كذلك ركاه] ا‪ٟ‬تافظ أبو بكر ‪٤‬تمد بش جعفر بش سهل ا‪٠‬ترائطي ُب كتابو الذم ‪ٚ‬تعو ُب ىوات ا‪ٞ‬تاف‪}..‬اىػ‪..‬ك ابش سيد الناس ُب‬
‫"عيوف األثر" (‪.)100/1‬ك صاحإ "الركض األن "(‪،)364/1‬ك ا‪ٟ‬تافظ البيهقي ُب "دالئل النبوة"(‪)131/1‬ك األصبهاين ُب‬
‫"دالئل النبوة"‪.‬ك غَتىم‪.‬‬
‫‪- 74 -‬‬
‫حُت ضا ت عليهم سعة األرض‬
‫كعاداىم إلو السماء‬
‫إف سعدان يريد اصمة الظهر‬
‫بأىل ا‪ٟ‬تدوف كالبطناء‬
‫فلما ‪ٝ‬تع ىذا الشعر صلى اهلل عليو كعلى آلو كسلم ‪ ،‬دكلتو رأفة ‪٢‬تػم كر‪ٛ‬تػة ‪ ،‬فػأمر بالرايػة فأكػذت‬
‫مش سعد كدفعت إىل ابش ي ‪.‬‬
‫عمتو صفية رضي اهلل تعاىل عنها رثتو ٔتراثي ‪ ،‬منها و‪٢‬تا ‪:‬‬
‫كذكر القسطبلين ُب " ا‪١‬تواىإ " أف ٌ‬
‫كنت رجاءنا‬
‫أال يا رسوؿ اهلل ى‬
‫ككنت بنا ٌبران ك مل تك جافيان‬
‫ككنت رحيمان ىاديان كمعلمان‬
‫ليبك عليك اليوـ مش كاف باكيان‬
‫إىل آكر كبلمها رضي اهلل تعاىل عنها ‪..‬‬
‫كذكػػر ابػػش القػػيم ُب " كتػػاب الكبػػائر" ك ُب "السػػنة كالبدعػػة " ُب بيػػاف بدعػػة الػػرف ‪ { :‬ػػاؿ الشػػي‬
‫ا‪ٟ‬تافظ الس ٍلفي نزيل اإلسكندرية بسنده إىل ٭تِت بش عطاؼ ا‪١‬تعػدؿ ‪ ،‬حكػى عػش شػي دمشػقي جػاكر‬
‫با‪ٟ‬تدػػاز سػػنُت ػػاؿ ‪:‬كنػػت با‪١‬تدينػػة ا‪١‬تنػػورة ُب سػػنة ‪٣‬تدبػػة ‪ ،‬فخرجػػت يوم ػان إىل السػػوؽ ألشػػًتم د يق ػان‬
‫بربػػاعي ‪ ،‬فأك ػػذ ال ػػد ٌاؽ الرب ػػاعي ك ػػاؿ أل ‪ :‬إلٍع ػػش الش ػػيخُت[أبا بك ػػر ك عم ػػر] ح ػػىت أبيع ػػك ال ػػد يق ‪.‬‬
‫فامتنعت مش ذلك ؛ فراجعٍت مرات كىو يضنك ‪ .‬فضدرت منو ك لت ‪ :‬لعش اهلل مػش يلعنهمػا ‪ .‬ػاؿ‬
‫‪ :‬فلطػػم عيػػٍت فسػػالت علػػى كػػدم ؛ فػػذىبت إىل صػػاحإ أل فأك تػػو ‪ ،‬فرجعػػت إىل ا‪١‬تسػػدد فدئػػت‬
‫ففػ ْ بلأرنػا" ‪ٍ .‬ب‬
‫ا‪ٟ‬تدرة[أم حدرة النش] فقلت ‪" :‬السبلـ عليك يا رسػوؿ اهلل قػل جئنػاؾ عهبػوعيي ُ‬
‫رجعنػػا ‪ .‬فلمػػا جػ ٌػش الليػػل ‪٪‬تػػت ‪ ،‬فلمػػا اسػػتيقظت كجػػدت عيػػٍت صػػنينة أحسػػش مػػا كانػػت ‪ .}...‬إىل‬
‫آكر ما اؿ ‪.‬‬
‫كذكر ابش القيم ُب ىذيش الكتابُت عش كماؿ الديش بش العدًن ُب ‪ " :‬تاري حلإ " ػاؿ ‪{ :‬أكػ ين‬
‫أبػػو العبػػاس أ‪ٛ‬تػػد بػػش عبػػد الواحػػد ‪ ،‬عػػش شػػي مػػش الصػػا‪ٟ‬تُت ييعػػرؼ ب ػػعمر بػػش الػػرعيٍت ػػاؿ ‪ :‬كنػػت‬
‫مقيمان ٔتدينة رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كعلى آلو كسلم فخرجت بع السنُت ُب يوـ عاشوراء الذم‬
‫‪- 75 -‬‬
‫ٕتتمع فيو اإلمامية‪ 1‬لقراءة ا‪١‬تصرع ُب بة العباس ‪ ،‬فو فت على باب القبة فقلت ‪ :‬أريد شػيئان ُب‬
‫‪٤‬تبة أىب بكر [أم مش أجل يحبكم لو]‪.‬‬
‫إأل كاحد منهم ك ػاؿ ‪ :‬إجلػ ٍ حػىت أفػرغ ‪ .‬ػاؿ ‪ :‬فلمػا كػرج ‪ ،‬أكػذ بيػدم كمضػى يب‬ ‫اؿ ‪ :‬فخرج ٌ‬
‫إىل داره كأنػػا أمػػش أنػػو يريػد أف يعطيػػٍت شػػيئان فقػػاؿ ‪ :‬ادكػػل ‪ .‬فػػدكلت فسػلٌط علػػي عبػػديش فكتٌفػػاين‬
‫ػَتد علي ػػك‬
‫كأكجع ػػاين ضػ ػربان ‪ٍ ،‬ب أمر‪٫‬ت ػػا فقطع ػػا لس ػػاين ‪ٍ ،‬ب ػػاؿ ‪ :‬اك ػػرج إىل ال ػػذم لب ػػت ألجل ػػو ل ػ ٌ‬
‫لسانك ‪.‬‬
‫ػاؿ ‪ :‬فخػرج مػػش عنػده مقطػػوع اللسػاف ‪ ،‬فدػػاء كىػو يسػتغيث مػػش الوجػع إىل حدػػرة النػش صػػلى اهلل‬
‫عليػػو كعلػػى آلػػو كسػلم كجعػػل يقػػوؿ ‪ :‬ذػػا رسػػوؿ اهلل قُطػػس نيػػاني فػػي عحبػ صػػافبك ‪ .‬فػػإف كػػاف‬
‫بي نياني ‪ .‬وبات ذيتغيث بقببه ‪.‬‬
‫صافبك فقاً فأفع أف تُرجس ّ‬
‫اؿ ‪ :‬فأكذتٍت سنة مش النوـ ‪ ،‬فاستيقظ فوجد لسػانو ُب فيػو صػنينان كمػا كػاف ‪ ،‬كأف الػذم طػع‬
‫لسػػانو مػػش الرافضػػة انقلػػإ ػػردان ‪ .‬كُب السػػنة ال انيػة ذىػػإ إىل ذلػػك ا‪١‬تكػػاف فوجػػد ابنػػو ‪ ،‬فأسػػلم ىػػو‬
‫كأىلو ككلده كتابوا مش الرف ‪}.‬اىػ‪. .‬‬
‫فهػػذاف الػػنقبلف البػػش القػػيم عػػش أكػػابر احمل ػ ٌدثُت ك إ رار‪٫‬تػػا ك رضػػاه هبمػػا كمل يتعػ ٌػرض ‪٢‬تمػػا بػػاعًتاض‪،‬‬
‫معلوـ تشديده ُب م ل ىذه األمور‪،‬مع أف ُب ىػذيش النقلػُت‪ :‬النػداء لػو صػلى اهلل عليػو‬ ‫ككفى بنقلو ك ه‬
‫‪2‬‬
‫كعلى آلو كسلم كالسؤاؿ منو ما ىو عظيم كارؽ للعادة‪.‬‬

‫‪ _ 1‬ىم شيعة اليوـ‪.‬‬


‫‪ _2‬ك ‪٨‬توه ما ركاه اإلماـ ابش دحية األندلسي بسنده ُب كتابو ‪ " :‬ا يات البينات ُب ذكػر مػا ُب أعضػاء رسػوؿ اهلل صػلى اهلل عليػو‬
‫كعلى آلو كسلم مش ا‪١‬تعدزات " ص ‪ 495‬إىل مسػنًد ىػراة الشػي أبػو عمػر عبػد الواحػد ا‪١‬تلينػي ػاؿ ‪ {:‬دكلػت علػى ا‪ٟ‬تػاكم أىب‬
‫ن حدي ك على ىذا –‬ ‫ص ٍ‬
‫عمرك حفيد ا‪ٟ‬تسش بش سفياف النسوم بنيسابور ككاف معو شي يقاؿ لو ‪ :‬عبلف ‪ .‬فقاؿ لو ا‪ٟ‬تاكم ‪ :‬ا ي‬
‫عناين – ‪ ،‬فقاؿ ‪ :‬كنت ُب بلد الرم ‪ ،‬ككنت أذكر فضائل الشيخُت أيب بكر كعمر رضي اهلل عنهما ‪ ،‬فأهنى ذلك إىل الصاحإ ‪،‬‬
‫فنملػػت إىل الػػرم ‪ .‬فلمػػا‬
‫فػػأمر بأكػػذم ففػػررت منػػو إىل جرجػػاف ‪ ،‬ككنػػت يوم ػان ُب سػػو ها إذا أنػػا بقػػوـ جػػاؤكين كش ػ ٌدكين إىل ‪ٛ‬تػػارة ي‬
‫أدكلت ىٍب ‪ ،‬أمر الصاحإ بقطع لساين ‪ ،‬فقطع ذاؾ ‪ ،‬ككنت على حالة مش األمل كضيق الصدر ‪.‬فلما أف دكل الليل ‪ ،‬رأيت فيما‬
‫رسوؿ صلى اهلل عليو كعلى آلو كسلم كمعو أبو بكر كعمر ك‪ٚ‬تاعة مش أصنابو رضي اهلل تعاىل عنهم ‪ ،‬فقاال ‪ :‬يا رسوؿ‬ ‫يرل النائم ى‬
‫اهلل ‪ ،‬ىذا أصيإ فينا ‪ .‬فدعاين رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كعلى آلو كسلم كنفث ُب فمي ‪ ،‬فانتبهت كلػي يب شػيء مػش الوجػع ‪،‬‬
‫ك رد علي الكبلـ ‪ ،‬ككرجت مش كاليتو إىل ‪٫‬تذاف ككانوا أىل يسنة ‪ ،‬فقصصت عليهم صيت كمهر أل ىنػاؾ بػوؿ ‪ ،‬ككنػت ىٍب مػدة‬
‫أنشر مش فضائل الشيخُت ‪ .‬ػاؿ عبػد الواحػد ‪ :‬ففػتح لنػا عػبلف فػاه فمػا رأينػا فيػو لسػانان ‪ ،‬شػاىدناه علػى ذلػك ككػاف يكلمنػا بكػبلـ‬
‫فصيح كما يتكلم ذك اللساف }‪ .‬انتهى منو ‪.‬‬
‫وأورد اإلعاـ ابي اننوماف انمراكشي انمتوفي سن ‪ 683‬هػ كليراً عي ه انقصص‪-‬بأسانيلها‪ -‬في كتابه " عصباح انهالـ " وك ا‬
‫اإلعاـ ابي أبى انلنيا في كتابه " عجابي انل وة " و غيرهما ‪.‬‬
‫‪- 76 -‬‬
‫ك عش حاؿ األموات عامةن‪ ،‬كحاؿ النش صلى اهلل عليو ك سلم ك أصنابو بعد مونم كاصةن‪ ،‬ك‬
‫كي أهنم يفعلوف –ك ىم أركاح – ما ال يفعلونو ُب حيانم‪ ،‬يقوؿ ابش القيم ُب كتاب "الركح"‬
‫(ص‪ ..{:):9‬ففي ىذا ا‪ٟ‬تديث بياف سرعة انتقاؿ أركاحهم مش العرش إىل ال رل ٍب انتقا‪٢‬تا مش‬
‫ال رل إىل مكاهنا ‪،‬ك‪٢‬تذا اؿ مالك كغَته مش األئمة‪ :‬أف الركح مرسلة تذىإ حيث شاءت‪ .‬وعا‬
‫أعر ذوبمه اع انناس وال‬ ‫ذرا انناس عي أرواح انموتى وعجيئهم إنيهم عي انم اف انبويل‪ٌ ،‬‬
‫ذش ّ وف فيه‪ .‬كاهلل أعلم }‪.‬اىػ ‪.‬ك اؿ( ص‪ {:):4‬فصل ك‪٦‬تا ينبغي أف ييعلم أف ما ذكرنا مش‬
‫شأف الركح ٮتتل ْتسإ حاؿ األركاح مش القوة كالضع كالك كالصغر؛ فللركح العظيمة الكبَتة‬
‫مش ذلك ما لي ‪١‬تش ىو دكهنا‪ .‬كأنت ترل أحكاـ األركاح ُب الدنيا كي تتفاكت أعظم تفاكت‬
‫ْتسإ تفارؽ األركاح ُب كيفيانا ك واىا كإبطائها كإسراعها كا‪١‬تعاكنة ‪٢‬تا‪ ،‬فللركح ‪-‬ا‪١‬تطلقة مش أسر‬
‫ا‪٢‬تمة كسرعة الصعود إىل السماء كالتعلق باهلل‬
‫البدف كعبلئقو كعوائقو ‪ -‬مش التصرؼ كالقوة كالنفاذ ك ٌ‬
‫ما لي للركح ا‪١‬تهينة احملبوسة ُب عبلئق البدف كعوائقو‪ ،‬فإذا كاف ه ا وهي عحبوس في بلنها[أي‬
‫تجردت وفارقته واجتموت فيها قواها وكانت في أصل شأنها روفا‬
‫في انحياة] ف يف إذا ّ‬
‫وفول‬
‫ٌ‬ ‫هم اني ؟! فه نها بول عظارق انبلف[بانموت] شأ ٌف آخر‬‫بي زكي كبيرة ذات ّ‬
‫آخر ؛ وقل تواترت انرؤذا في أصناؼ بني آدـ بى فول امرواح بول عوتها عا ال تقلر بى‬
‫علبه ‪ -‬فاؿ اتصانها بانبلف ‪ -‬عي هزذم انجيوش ان ليرة بانوافل واالثنيي وانولد انقبيل‬
‫أروافهم‬
‫اننبي و عوه أبو ب ر و مر‪ ،‬قل هزعت ُ‬
‫ةي‪ -‬في اننوـ‪ّ -‬‬
‫كم قل ُر َ‬
‫ونحو ذنك‪ ،‬و ْ‬
‫ياكر ان ظر وانهبم‪ ،‬فإذا بجيوشهم عغبوب ع يورة عس كلرة َلدهم و ُلدهم وضوف‬
‫انممعنيي وقبّتهم ‪.}.‬اىػ‬
‫ا‪١‬تائة‪ :‬عا قل اشترؾ في انوبم به اع ُ أهل امرض عي نقاء‬ ‫ك اؿ (ص‪ {:)+18/‬فصل‬
‫أرواح انموتى وسمانهم نهم وإخبارهم إذاهم بأعور خظيت بيهم فرأوها يانا وه ا أكلر عي‬
‫أف ذت بف إذراد ‪ .‬كأعدإ مش ىذا الوجو ا‪ٟ‬تادم كا‪١‬تائة ‪:‬أف روح انناةم ذحصل نها في انمناـ‬
‫آثار فتصبح ذراها بى انبلف يانا وهي عي تأثير نبروح في انروح ‪،‬كما ذكر القَتاكين ُب كتاب‬
‫فلما كاف ذات يوـ أك ر مش‬
‫"البستاف"؛ اؿ‪ :‬كاف أل جار يشتم أبا بكر كعمر رضي اهلل عنهما ٌ‬
‫العشاء فرأيت‬
‫شتمهما‪ ،‬فتناكلتو كتناكأل ‪،‬فانصرفت إىل منزأل كأنا مغموـ حزيش‪ ،‬فنمت كتركت ى‬
‫يسإ أصنابك! اؿ‪ :‬مش أصنايب؟ لت ‪:‬أبو بكر‬ ‫رسوؿ اهلل ُب ا‪١‬تناـ فقلت‪ :‬يا رسوؿ اهلل فبلف ٌ‬
‫فأضدعتو كذْتتو كرأيت كأف يدم أصاهبا مش‬‫كعمر‪ ،‬فقاؿ‪ :‬ك ٍذ ىذه ا‪١‬ت ٍدية فا ٍذْتو هبا‪ .‬فأكذ ينا ٍ‬
‫فانتبهت كأنا أ‪ٝ‬تع الصراخ مش ‪٨‬تو داره‬
‫ي‬ ‫دمو فألقيت ا‪١‬تدية كأىويت بيدم إىل األرض ألمسنها‪.‬‬
‫‪- 77 -‬‬
‫جئت فنظرت إليو فنذا‬
‫فلما أصبننا ي‬
‫؛فقلت‪ :‬ما ىذا الصراخ؟ الوا‪ :‬فبلف[جاره] مات فدأة‪ٌ .‬‬
‫‪1‬‬
‫شم مش فيو رائنة ا‪١‬تسك! فقيل لو‪ :‬كلٌما‬ ‫كط موضع الذبح‪ ]..[.‬ككاف نافع القارلء إذا تكلم يي ٌ‬
‫النش ُب ا‪١‬تناـ كىو يقرأ ُب فمي‪ ،‬فمش‬
‫عدت تتطيإ؟ فقاؿ‪ :‬ما أم ٌ يبا كال أ ربو ‪،‬كلكش رأيت ٌ‬
‫يشم مش ُب ىذه الرائنة‪ ]..[.‬ك اؿ ‪٤‬تمد بش عبد اهلل ا‪١‬تهلش‪ :‬رأيت ُب ا‪١‬تناـ كأين ُب‬ ‫ذلك الو ت ٌ‬
‫رحبة بٍت فبلف‪ ،‬كإذا النش صلى اهلل عليو ك سلم جال على أكمة كمعو أبو بكر‪ ،‬ك عمر بش‬
‫يء بو‬
‫ا‪٠‬تطاب كا دامو‪ ،‬فقاؿ لو عمر‪ :‬يا رسوؿ اهلل إف ىذا يشتمٍت كيشتم أبا بكر‪ .‬فقاؿ‪ :‬ج ٍ‬
‫دعو!‪.‬‬
‫أض ٍ‬
‫يا أبا حفن‪ .‬فأتى برجل فنذا ىو العماين‪ -‬ككاف مشهورا بسبهما‪ ،-‬فقاؿ لو النش‪ٍ :‬‬
‫فأضد ىعو عمر‪ٍ ،‬ب اؿ‪ :‬ا ٍذ ٍْتو!‬
‫ى‬
‫فذْتو‪ .‬اؿ ا‪١‬تهلٌش‪ :‬فما نبٌهٍت إال صياحو‪ .‬فقلت‪ :‬ماأل ال أك ه عسى أف يتوب؟ فلما تقربت مش‬
‫منزلو ‪ٝ‬تعت بكاء شديدا‪ ،‬فقلت‪ :‬ما ىذا البكاء؟ فقالوا‪ :‬العماين ذيبح البارحة على سريره! اؿ‪:‬‬
‫فدنوت مش عنقو فنذا مش أذنو إىل أذنو ريقة ‪ٛ‬تراء كالدـ احملصور‪ .‬ك اؿ القَتكاين‪ :‬أك ين شي‬
‫لنا مش أىل الفضل اؿ‪ :‬أك ين أبو ا‪ٟ‬تسش ا‪١‬تطٌلش إماـ مسدد النش صلى اهلل عليو ك سلم اؿ‪:‬‬
‫يسإ أبا بكر كعمر رضي اهلل عنهما‪ ،‬فبينا ‪٨‬تش يوما مش األياـ بعد‬
‫رأيت با‪١‬تدينة عدبا! كاف رجل ٌ‬
‫صبلة الصبح إذ أ بل الرجل ك د كرجت عيناه كسالتا على كديو! فسألناه ما صتك؟ فقاؿ‪ :‬رأيت‬
‫رسوؿ اهلل ك علي بُت يديو كمعو أبو بكر كعمر ‪،‬فقاال‪ :‬يا رسوؿ اهلل ىذا الذم يؤذينا‬
‫البارحة ى‬
‫أشرت إليو‬
‫كيسبٌنا‪ .‬فقاؿ أل رسوؿ اهلل‪ :‬ىمش ىأمىرؾ هبذا يا أبا ي ؟ فقلت لو ‪:‬عل ٌي بش أيب الإ‪ ،‬ك ي‬
‫عيٍت ك أدكل‬
‫ضم أصابعو كبسط السبابة كالوسطى ك صد هبا إىل ٌ‬ ‫‪.‬فأ بل علي بوجهو ك يده ك د ٌ‬
‫بهت مش نومي كأنا على ىذه ا‪ٟ‬تاؿ‪ .‬فكاف يبكي ك ٮت الناس‪ ،‬كأعلش‬ ‫إصبعيو ُب عيٍت‪ .‬فانت ي‬
‫بالتوبة‪ ]..[.‬وأ جع عي ه ا‪:‬أف انرجل ذَرى في انمناـ ‪-‬وهو شلذل انوطش وانجوع وامنم‪-‬‬
‫أف غير قل سقا وأطومه أو داوا بلواء‪ ،‬فييتيقس وقل زاؿ نه ذنك كبه‪ .‬وقل رأى انناس‬
‫عي ه ا جاةع ‪.‬‬
‫[ك بعد أذ ذكر صصا أكرل اؿ ابش القيم]‪ :‬وانوقاةس في ه ا انباب أكلر عي أف تُ كر ‪.}.‬اىػ‬
‫اجعو ‪.‬‬
‫مش "الركح" فر ٍ‬
‫فهذه النصوص دالٌة طعا على أف النػش صػلى اهلل عليػو ك سػلم –ك األكليػاء مػش أمتػو‪ -‬ػادركف علػى‬
‫إغاثػػة ك إعانػػة مػػش ينػػاديهم ك يطلػػإ مػػنهم ‪ ،‬ك لػػي ذلػػك شػػركا أبػػدا ألف ا‪١‬تغيػػث حقػػا إ‪٪‬تػػا ىػػو اهلل‬
‫تعػػاىل كحػػده ال رب غػػَته ‪ ،‬ك ا‪١‬تخلو ػػوف يغي ػػوف بالتسػػبٌإ ال اسػػتقبلال عػػش اهلل تعػػاىل‪ .‬كمػػا ػػاؿ ابػػش‬

‫‪ _ 1‬اإلماـ نافع ا‪١‬تدين الذم تينسإ إليو راءة نافع ‪ ،‬كالذم يركم عنو الوف ك كرش‪.‬ر‪ٛ‬تهم اهلل تعاىل‪.‬‬
‫‪- 78 -‬‬
‫تيميػ ػػة‪ -‬ك سػ ػػيأٌب ريب ػ ػػا بتمامػ ػػو‪ُ -‬ب "‪٣‬تمػ ػػوع الفتاكل"(فص ػ ػػل ‪ ..{:)15‬ك‪٢‬تػ ػػذا ػ ػػاؿ العلم ػ ػػاء‬
‫ا‪١‬تصػػنٌفوف ُب أ‪ٝ‬تػػاء اهلل تعػػاىل ‪ :‬ذجػػع بػػى كػػل ع بّ ػف أف ذوبػػم أف ال غيػػاث وال عغيػػث بػػى‬
‫ث فمي نل ‪ ،‬وإف كاف جول ذنك بػى ذػل غيػر فانحقيقػ نػه‬ ‫اإلطالؽ إال اهلل ‪ .‬وأف كل غو ٍ‬
‫ْ‬
‫سبحانه وتوانى ‪ ،‬ونغير عجازاً ‪. }...‬اىػ‪ .‬فبل ٍ‬
‫تغفل عش ىذا فتهلك مع ا‪٠‬توارج ا‪٢‬تالكُت ‪.‬‬
‫‪- 79 -‬‬
‫أقىاه العلواء فً هشروعٍة ًذائه وطلب الشفاعة هٌه‬
‫صلى هللا علٍه وسلن‬

‫كأمػا ػػوؿ العلمػػاء ُب ندائػػو صػػلى اهلل عليػػو كسػػلم كعلػػى آلػػو كسػػلم ك لػػإ الشػػفاعة منػػو ‪ ،‬فك ػػَت ال‬
‫يدكل ٖتت ا‪ٟ‬تصر ‪ ،‬كلكش نذكر منو نبػذةن يسػَتة مػش أ ػواؿ أئمػة ا‪١‬تػذاىإ األربعػة ‪ ،‬ك كػذلك كػبلـ‬
‫ابش تيمية كابش القيم كبقية فقهاء ا‪ٟ‬تنابلة ‪.‬‬
‫نصوص انيادة انحنابب ‪:‬‬
‫كلٍنق ػ ٌد ٍـ عبػػارة ابػػش تيميػػة ألنػػو ‪ -‬عنػػد ىػػؤالء‪ -‬تطمػػئش لػػوهبم بأ والػػو أك ػػر مػػش ا مئناهن ػا با يػػات‬
‫القرآنية كاألحاديث الصنينة النبوية ك كبلـ ‪ٚ‬تيع أئمة السل ك ا‪٠‬تل !! ‪.‬‬
‫فنقوؿ ‪:‬‬
‫اؿ ابش تيمية ُب " فتاكاه" ‪: 1‬‬
‫{ سػئل فػيمش يقػػوؿ ‪ " :‬ال ييسػتغاث برسػوؿ اهلل صػػلى اهلل عليػو كسػػلم كعلػى آلػو كسػػلم" ‪،‬فهػل ٭تػػرـ‬
‫ىػػذا القػػوؿ أـ ال ؟ كىػػل ىػػو كفػػر ك يكفػػر بػػو ائلػػو أـ ال ؟ كإذا اسػػتدؿ القائػػل بػػو ب يػػات مػػش كتػػاب‬
‫اهلل كأحاديث رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم كعلى آلو كسلم ‪ ،‬فمػا ‪٬‬تػإ علػى مػش كالفػو ُب ذلػك‬
‫كا‪ٟ‬تالة ىذه ؟ ‪.‬‬
‫ا‪ٞ‬ت ػواب ‪ :‬ا‪ٟ‬تمػػد هلل رب العػػا‪١‬تُت ‪ ،‬ػػد ثبػػت بالسػػنة ا‪١‬تستفيضػػة بػػل ا‪١‬تت ػواترة كاتفػػاؽ األمػػة ؛ أف نبينػػا‬
‫سيدنا ‪٤‬تمد صلى اهلل عليو كسلم كعلى آلو كسلم ىو الشافع كا‪١‬تش ٌفع ‪ ،‬كأنو يشفع ُب ا‪٠‬تبلئق يػوـ‬
‫القيامػػة ‪ ،‬كأف النػػاس يسػػتغي وف بػػو كيطلبػػوف منػػو أف يشػػفع ‪٢‬تػػم إىل رهبػػم ‪ ،‬كأنػػو يشػػفع ‪٢‬تػػم ‪ٍ .‬ب اتفػػق‬
‫أىل السنة كا‪ٞ‬تماعة أنو يشفع ُب أىل الكبائر ‪ ،‬فننو ال ٮتلد ُب النار مش أىل التوحيد أحد ‪.‬‬
‫ضػ ػبلٌؿ ‪ ،‬كَب تكف ػػَتىم نػ ػزاع‬
‫كأم ػػا ا‪٠‬ت ػػوارج ك ا‪١‬تعتزل ػػة ف ػػأنكركا ش ػػفاعتو للم ػػؤمنُت ‪ ،‬كى ػػؤالء مبتدع ػػة ي‬
‫كتفصيل ‪ ،‬كأما مش أنكػر مػا ثبػت بػالتواتر كاإل‪ٚ‬تػاع ‪ ،‬فهػو كػافر بعػد يػاـ ا‪ٟ‬تدػة عليػو ‪ ،‬كسػواء ‪ٝ‬تٌػى‬
‫ىػػذا ا‪١‬تعػػٌت اسػػتغاثةن أك مل يسػ ٌػمو ‪ .‬ك ٌأم ػا مػػش أ ػػر بشػػفاعتو ك أنكػػر مػػا كػػاف الصػػنابة يفعلونػػو مػػش‬
‫التوسل ك االستشفاع بو كما ركل البخارم ُب "صنينو" عش أن بػش مالػك أف عمػر بػش ا‪٠‬تطػاب‬
‫رضي اهلل تعاىل عنو كاف إذا نطوا استسقى بالعباس بش عبد ا‪١‬تطلإ ك اؿ ‪" :‬اللهم إنا كنا نتوسل‬

‫‪٣ _ 1‬تموع الفتاكل‪( :‬جزء العقيدة ‪ /‬الفصل ‪.)15‬‬


‫‪- 81 -‬‬
‫إليػػك بنبينػػا صػػلى اهلل عليػػو كعلػػى آلػػو كسػػلم فتسػػقينا ‪ ،‬كإنػػا نتوسػػل إليػػك بعػػم نبينػػا فاسػػقنا " ‪،‬‬
‫فييس ىق ٍوف ‪.‬‬
‫كَب "سػنش أىب داكد" أف أعرابيػا ػاؿ للنػػش صػلى اهلل عليػو كعلػى آلػػو كسػلم ‪ :‬جهػدت األنفػ كجػػاع‬
‫العيػػاؿ كىلػػك ا‪١‬تػػاؿ ‪ ،‬فننػػا نتشػػفع بػػك علػػى اهلل ‪ ،‬كنتشػػفع بػػاهلل عليػػك ‪.‬فسػػبٌح رسػػوؿ اهلل صػػلى اهلل‬
‫عليو كعلى آلو كسلم حىت عيػرؼ ذلػك ُب كجػوه أصػنابو ‪ ،‬ك ػاؿ ‪" :‬ك٭تػك ‪ ،‬إف اهلل ال ييستشػفع بػو‬
‫علػػى أحػػد مػػش كلقػػو ‪ ،‬شػػأف اهلل أعظػػم مػػش ذلػػك " …[كذكػػر ٘تػػاـ ا‪ٟ‬تػػديث] فػػأنكر صػػلوات اهلل‬
‫كسبلمو عليو ولو ‪" :‬نستشفع باهلل عليك " ‪ ،‬ك مل ينكر ولو ‪ " :‬نستشفع بك على اهلل " بل أ ٌره‬
‫عليو ‪ .‬فعيلم جوازه ؛ فمش أنكر ذلك فهو ‪٥‬تطىء مبتدع ‪ ،‬ك ُب كفره نزاع كتفصيل ‪.‬‬
‫كأما مش أ ٌر ٔتا ثبت بالكتاب كالسنة كاإل‪ٚ‬تاع مش شفاعتو صػلى اهلل عليػو كعلػى آلػو كسػلم كالتوسػل‬
‫بو ك‪٨‬تو ذلك كلكش اؿ ‪ :‬ال ييدعى إال اهلل‪ ،‬كأف األمور اليت ال يقػدر عليهػا إال اهلل ‪ ،‬فػبل تيطلػإ إال‬
‫مػػش اهلل م ػػل ‪ :‬غفػراف الػػذنوب ‪ ،‬كىدايػػة القلػػوب ‪ ،‬كإنػزاؿ ا‪١‬تطػػر ‪ ،‬كإنبػػات النبػػات ؛ فهػػو مصػػيإ ُب‬
‫ذلػػك ؛ بػػل ىػػذا ‪٦‬تػػا ال ن ػزاع فيػػو بػػُت ا‪١‬تسػػلمُت [‪ ]...‬إىل أف ػػاؿ ‪ :‬كمػػا ركل الط ػ اين ُب معدمػػو‬
‫"الكبػػَت" أنػػو ُب زمػػاف النػػش صػػلى اهلل عليػػو كعلػػى آلػػو كسػػلم منػػافق يػػؤذم ا‪١‬تػػؤمنُت ‪ ،‬فقػػاؿ أبػػو بكػػر‬
‫رضػي اهلل تعػاىل عنػػو ‪ :‬ومػوا نسػتغيث برسػػوؿ اهلل صػلى اهلل عليػو كعلػػى آلػو كسػلم مػػش ىػذا ا‪١‬تنػػافق ‪.‬‬
‫فقػػاؿ رسػػوؿ اهلل صػػلى اهلل عليػػو كعلػػى آلػػو كسػػلم ‪" :‬إنػػو ال ييسػػتغاث يب ‪ ،‬ك إ‪٪‬تػػا يسػػتغاث بػػاهلل" ‪.1‬‬
‫كإ‪٪‬تا أراد بو النش صلى اهلل عليو كعلى آلو كسلم ا‪١‬تعٌت ال اين ‪ ،‬كىػو أف ييطلػإ منػو مػا ال يقػدر عليػو‬
‫إال اهلل ‪ ،‬ك إال فالصػػنابة كػػانوا يطلبػػوف منػػو الػػدعاء ‪ ،‬كيستسػػقوف بػػو كمػػا ُب " صػػنيح البخػػارم "‬
‫عػػش ابػػش عمػػر رضػػي اهلل تعػػاىل عنهمػػا ػػاؿ ‪ :‬رٔتػػا ذكػػرت ػػوؿ الشػػاعر كأنػػا أنظػػر إىل كجػػو رسػػوؿ اهلل‬
‫صلى اهلل عليو كعلى آلو كسلم يستسقي ‪ ،‬فما ينزؿ حىت ‪٬‬تي لو ا‪١‬تيازيإ ‪( .‬كىو وؿ أيب الإ)‬
‫‪:‬‬
‫ييستسقى الغماـ بوجهو‬ ‫كأبي‬
‫‪ٙ‬تاؿ اليتامى عصمة لؤلرامل‬
‫ك‪٢‬تذا اؿ العلماء ا‪١‬تصنٌفوف ُب أ‪ٝ‬تاء اهلل تعػاىل ‪ :‬ذجع بى كل ع بّف أف ذوبػم أف ال غيػاث وال‬
‫عغيث بى اإلطالؽ إال اهلل ‪ .‬وأف كػل غ ٍ‬
‫ػوث فمػي نػل ‪ ،‬وإف كػاف جوػل ذنػك بػى ذػل غيػر‬
‫فانحقيق نه سبحانه وتوانى ‪ ،‬ونغير عجازاً ‪...‬‬

‫‪ _1‬ا‪ٟ‬تديث ضعي اإلسناد ‪ ،‬فيو ابش ‪٢‬تيعة ‪.‬‬


‫‪- 80 -‬‬
‫إىل أف ػػاؿ ‪ :‬ك االسػػتغاثة ٔتعػػٌت أف ييطلػػإ مػػش الرسػػوؿ صػػلى اهلل عليػػو كعلػػى آلػػو كسػػلم مػػا ىػػو‬
‫البلئق بو ‪ ،‬ال يينازع فيها مسلم ‪ .‬كمش نازع ُب ىذا ا‪١‬تعٌت فهو إما كافر إف أنكر ما يكفر بو ‪ ،‬ك إما‬
‫‪٥‬تطػػس ضػػاؿ ‪ .‬كمػػش أثبػػت لغػػَت اهلل مػػا ال يكػػوف إال هلل فهػػو أيضػان كػػافر إذا امػػت عليػػو ا‪ٟ‬تدػػة الػػيت‬
‫يكفر تاركها [‪]...‬‬
‫ػاؾ نىػ ٍعبيػ يػد كإًيػ ى‬
‫ػاؾ‬ ‫ككػػذلك االسػػتغاثة أيضػػا فيهػػا مػػا ال يصػػلح إال هلل‪ ،‬كىػػى ا‪١‬تشػػار إليهػػا بقولػػو‪{ :‬إًيػ ى‬
‫ُت} [الفاٖتػػة ‪ ]5:‬فننػػو ال يعػػُت علػػى العبػػادة اإلعانػػة ا‪١‬تطلقػػة إال اللٌػػو‪ .‬ك ػػد ييسػػتعاف بػػا‪١‬تخلوؽ‬ ‫ً‬
‫نى ٍسػػتىع ي‬
‫فيما يقدر عليو‪ ،‬ككػذلك االستنصػار‪ ،‬ػاؿ اللٌػو تعػاىل‪ً :‬‬
‫نص يػركيك ٍم ًُب الػدي ًش فىػ ىعلى ٍػي يك يم الن ٍ‬
‫ص يػر}‬ ‫{كإًف ٍ‬
‫استى ى‬ ‫ى‬
‫[األنفاؿ‪.]23 :‬‬
‫واننصػر انمطبػػب هػػو خبػػب عػػا بػه ذُغبػػع انوػػلو‪ ،‬وال ذقػػلر بيػػه إال اهلل‪ ]...[ ،‬ك مػش كػػال مػػا‬
‫ثبت بالكتاب كالسنة ‪ ،‬فننو يكوف إما كافران كإما عاصيان ‪ ،‬إال أف يكوف مؤمنان ‪٣‬تتهدان ‪٥‬تطئان ‪ ،‬فيي اب‬
‫على اجتهاده ‪ ،‬ك ييغفر لو كطؤه ‪ .‬ككذلك إف كاف مل يبلغو العلػم الػذم تقػوـ عليػو بػو ا‪ٟ‬تدػة ال ابتػة‬
‫بالكتاب كالسنة‪ .} ..‬انتهى كبلمو ‪.‬‬
‫فػػانظر إىل ىػػذه الفتيػػا ‪ ،‬فنهنػػا فائػػدة عظيمػػة ‪ ،‬كمننػػة جسػػيمة ‪ ،‬كػػم فيهػػا مػػش زجػػر ك هنػػي ‪٢‬تػػؤالء‬
‫الضبلٌؿ ‪:‬‬
‫ي‬
‫األكؿ ‪ :‬ولو ‪ (( :‬ثبت بالسنة ا‪١‬تتواترة أف نبينا صلى اهلل عليو كعلى آلو كسػلم الشػافع ا‪١‬تشػ ٌفع ‪ ،‬كأف‬
‫النػػاس يسػػتغي وف بػػو كيطلبػػوف منػػو أف يشػػفع ‪٢‬تػػم إىل رهبػػم ‪ ،‬كأف الػػذم ينكػػر شػػفاعتو صػػلى اهلل عليػػو‬
‫كعلى آلو كسلم ا‪٠‬توارج كالرافضة )) اىػ ‪ .‬كىذا ىو وؿ صاحإ " ال دة " ‪:‬‬
‫يا أكرـ ا‪٠‬تلق ماأل ألوذ بو‬
‫سواؾ عند حلوؿ ا‪ٟ‬تادث العمم‬
‫فنف مراده اإلكبار أنو ال يشفع ذلك اليوـ ك ال يلوذ الناس بو للشفاعة إال ىو صلى اهلل عليػو كعلػى‬
‫آلو كسلم ‪ ،‬بدليل ولو ‪:‬‬
‫جاىك يب‬
‫رسوؿ اهلل ي‬
‫كلش يضيق ى‬
‫إذا الكرًن ٕتلى باسم منتقم‬
‫‪- 82 -‬‬
‫لإ كسؤاؿ ‪ ،‬فقد اؿ ابش تيمية ر‪ٛ‬تو اهلل تعاىل ‪ (( :‬كاالسػتغاثة ٔتعػٌت‬ ‫ال اين ‪ :‬كلئش سلٌمنا أنو ه‬
‫أف ييطلػإ مػش النػش صػلى اهلل عليػو كعلػى آلػو كسػلم مػا ىػو البلئػق بػو ‪ ،‬ال ينػازع فيهػا مسػلم ‪ ،‬كمػش‬
‫نازع ُب ىذا ا‪١‬تعٌت ‪ ،‬فهو إما كافر أك ‪٥‬تطس ضاؿ)) اىػ ‪.‬‬
‫كال ش ػػك أف ص ػػاحإ " الػ ػ دة " ك غ ػػَته ‪ ،‬ل ػػبهم من ػػو ص ػػلى اهلل علي ػػو كعل ػػى آل ػػو كس ػػلم إ‪٪‬ت ػػا ى ػػو‬
‫الش ػػفاعة ‪ ،‬كى ػػذا ى ػػو البلئ ػػق ب ػػو كم ػػا ػػاؿ أن ػػو ص ػػلى اهلل علي ػػو كعل ػػى آل ػػو كس ػػلم الش ػػافع ا‪١‬تشػ ػ ٌفع‬
‫باألحاديػث ا‪١‬تتػواترة ‪ .‬ك لػػي مقصػود البوصػَتم ك ال غػػَته‪ :‬غفػراف الػذنوب منػػو مػ بلن [إال أف يكػػوف‬
‫دعاؤه صلى‬ ‫كاص باهلل تعاىل ‪ ،‬بل مراده بالتش ٌفع بو ىو ي‬ ‫سببا ُب الغفراف ال أف يغفر ىو]‪ ،‬فنف ىذا ٌ‬
‫اهلل عليػػو كسػػلم ك شػػفاعتو عنػػد اهلل حػػىت يغفػػر اهلل ذنػػوب الطالػػإ منػػو الشػػفاعة ‪ ،‬بػػل ال يقصػػد بػػو‬
‫عواـ ا‪١‬تسلمُت غَت ىذا ‪ ،‬فضبلن عش العلماء ‪.‬‬
‫ال الث ‪ :‬ولو ‪ (( :‬ك‪٢‬تذا اؿ العلماء ا‪١‬تصنٌفوف ُب أ‪ٝ‬تاء اهلل تعاىل ‪٬ :‬تإ على ا‪١‬تكل أف يعتقد أف‬
‫ال مغيػػث كال غيػػاث علػػى اإل ػػبلؽ إال اهلل ‪ ،‬كأف كػػل غػػوث فمػػش عنػػده ‪ ،‬كإف جعػػل ذلػػك علػػى يػػد‬
‫غَته ‪ ،‬فا‪ٟ‬تقيقة لو سبنانو كتعاىل ‪ ،‬كلغَته ‪٣‬تازان)) اىػ ‪.‬‬
‫ا‪١‬توحػد كا‪١‬تشػػرؾ ُب كػػل شػػيء ‪ ،‬ك مػػع كػػل أحػػد حػػي أك ميػػت ‪ .1‬كمػػا تػػرل‬
‫كىػػذا ىػػو الفػػارؽ بػػُت ٌ‬
‫ػإ مػػا ال يقػػدر عليػػو إال اهلل كىػػو ‪ :‬غف ػراف‬
‫كػػبلـ الشػػي ابػػش تيميػػة فننػػو يقػػوؿ ‪ (( :‬إف ا‪١‬تمنػػوع لػ ي‬

‫_ ٌ‬
‫فا‪١‬توحد –إذا نى ىسإ اإلغاثة إىل ا‪ٟ‬تي أك ا‪١‬تيت مش ا‪١‬تخلو ُت‪ -‬فن‪٪‬تا مراده أف اهلل تعاىل ىو ا‪١‬تغيث حقيقةن ك استقبلال ‪ ،‬ك ا‪١‬تخلوؽ‬ ‫‪1‬‬

‫فأجراىا على يده ال غَت‪ .‬فبل معٌت لتكفَت ا‪١‬تسلمُت‪-‬علماء ك عواـ‪ -‬حُت يقولوف‬
‫مغيث ‪٣‬تازا حيث جعلو اهلل تعاىل سببا ُب اإلغاثة ٍ‬
‫إف النش صلى اهلل عليو ك سلم ييغيث ا‪١‬تستغي ُت بو‪ ،‬إذ مقصودىم نف ي ما الو ابش تيمية ىنا بنصو‪ " :‬ال عغيث و ال غياث بى‬
‫فمي نل ‪ ،‬وإف جول ذنك بى ذل غير ‪ ،‬فانحقيق نه سبحانه وتوانى ‪ ،‬ونغير عجازاً "‪.‬‬ ‫اإلطالؽ إال اهلل ‪ ،‬وأف كل غَوث ِ‬
‫ْ‬
‫ا‪١‬توحديش ك ال تك ٌفر األئمة ك العلماء اجملتهديش ‪ ،‬فيح ّب بيك قوؿ اننبي صبى اهلل‬
‫هم ذلك حىت ال تسقط ُب أعراض ا‪١‬تسلمُت ٌ‬
‫فافٍ ٍ‬
‫بيه و سبم فيما أخرجه انحافس انهيلمي في "عجمس انزواةل"‪ {:‬عش ابش مسعود اؿ اؿ رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم‪ «:‬عا عي‬
‫عيبميي إال و بينهما ستر عي اهلل‪ ،‬فإذا قاؿ أفلهما نصافبه ُهجراً[أي كالعا سيئا] هتك ستر ‪ ،‬وإذا قاؿ‪ :‬ذا كافر‪ ،‬فقل كظر‬
‫ْ‬
‫أف ُلهما»‪ .‬ركاه الط اين ك البزار باكتصار كفيو يزيد بش أيب زياد كحدي و حسش كفيو كبلؼ‪ ،‬كبقية رجاؿ البزار ثقات‪ .‬كعش أيب ذر أنو‬
‫‪ٝ‬تع رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم يقوؿ‪ «:‬ال ذرعي رجل رجالً بانظيوؽ وال ذرعيه بان ظر إال ارت ّلت بيه إف نم ذ ي صافبه‬
‫ك نك»‪ .‬ركاه أ‪ٛ‬تد ك البزار كرجالو رجاؿ الصنيح‪ .‬كعش عمراف بش حصُت اؿ اؿ رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم‪ «:‬إذا قاؿ‬
‫انرجل مخيه‪ :‬ذا كافر‪ ،‬فهو كقتبه»‪ ،‬ركاه البزار كرجالو ثقات‪}.‬اىػ ك اؿ العدلوين ُب "كش ا‪٠‬تفاء"‪ {:‬اؿ رسوؿ اهلل صلى اهلل‬
‫عليو كسلم‪ «:‬إذا قاؿ انرجل مخيه‪ :‬ذا كافر‪ ،‬فقل باء بها أفلهما»‪.‬ركاه البخارم عش ابش عمر كأيب ىريرة‪.}.‬اىػ ك اؿ ا‪١‬تتقي‬
‫ا‪٢‬تندم ُب "كنز العماؿ"‪ {:‬اؿ رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم‪ « :‬أذما رجل عيبم ك ّظر رجال عيبما ‪ ،‬فإف كاف كافرا‪ ،‬و إال‬
‫كاف هو ان افر‪(.».‬أبو داكد عش ابش عمر)‪ .‬اؿ رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم‪ «:‬ك ّظوا ي أهل ال إنه إال اهلل ‪ ،‬ال ت ّظروهم‬
‫ب نع ‪ ،‬فمي أكظر أهل ال إنه إال اهلل فهو إنى ان ظر أقرب‪(.».‬الط اين عش ابش عمر)‪،‬ك اؿ صلى اهلل عليو ك سلم‪ «:‬أذما اعرئ‬
‫قاؿ مخيه ‪ :‬كافر فقل باء بها أفلهما ‪ ،‬إف كاف كما قاؿ ‪ ،‬و إال رجوت بيه»‪(.‬ركاه مسلم ك الًتمذم عش ابش عمر)‪،‬‬
‫‪- 83 -‬‬
‫الذنوب كىداية القلوب ‪ ،‬كإنبات النبات الذم يكوف على اإل بلؽ)) ‪ .‬ك ى‪ٛ‬تىل عليو ولىو صػلى‬
‫اهلل عليػػو كعلػػى آلػػو كسػػلم أليب بكػػر رضػػي اهلل تعػػاىل عنػػو ‪ " :‬إنػػو ال ييسػػتغاث يب ‪ ،‬كإ‪٪‬تػػا ييس ػتغاث‬
‫باهلل"؛ أم ال ييستغاث يب ُب ما ال يقدر عليو إال اهلل ‪ ،‬كىو الذم تق ٌدـ‪ ،‬ال الشفاعة فنهنا ىي الػيت‬
‫كاصػػة بػاهلل تعػػاىل كمػػا‬
‫يقػػدر عليهػػا النػػش صػػلى اهلل عليػػو كعلػػى آلػػو كسػػلم كغػػَته ‪ ،‬كليسػػت الشػػفاعة ٌ‬
‫أجل مش أف ييستشفع بو إىل أحد " ‪.‬‬ ‫اؿ صلى اهلل عليو كعلى آلو كسلم ‪ " :‬إف اهلل ٌ‬
‫الرابع ‪ :‬ولو ُب آكر الفتيا ‪ (( :‬كمش كال ما ثبت بالكتاب كالسػنة ‪ ،‬فننػو يكػوف إمػا كػافران ‪ ،‬كإمػا‬
‫عاصػػيان ‪ ،‬إال أف يكػػوف مؤمنػان ‪٣‬تتهػػدان ‪٥‬تطئػان ‪ ،‬في ػػاب علػػى اجتهػػاده ‪ ،‬كييغفػػر لػػو كطػػأه ‪ ،‬ككػػذلك إف‬
‫كاف مل يبلغو العلم الذم تقوـ بو ا‪ٟ‬تدة عليو)) اىػ‪.‬‬
‫فهػػذه العبػػارة ر ٌادة علػػى مػػش يك ٌف ػر ا‪١‬تسػػلمُت مطلق ػان كهػػؤالء ا‪٠‬ت ػوارج [الوىابيػػة] ‪،‬كال يعػػذركف اجملتهػػد‬
‫ا‪١‬تخطػػس ‪ ،‬كال ا‪ٞ‬تاىػػل الػػذم ال يعلػػم ‪ ،‬فقػػد صػ ٌػرح الشػػي ابػػش تيميػػة بػػأف ىػػذا يي ػػاب علػػى اجتهػػاده‬
‫كييغفر لو كطأه ‪.‬‬
‫ػارجع إليػػو إف أردتػػو ُب‬
‫كللشػػي فتيػػا أكػػرل كجػواب ىػو أبسػػط مػػش ىػػذا ‪ ،‬كمعنػػاه يػ يػؤكؿ إىل ذلػػك ‪ ،‬فػ ٍ‬
‫أماكنو ‪.‬‬
‫ك اؿ الشي ُب "ا تضػاء الصػراط ا‪١‬تسػتقيم" ‪{ :‬كمػا يركم أف رجػبل جػاء إىل ػ النػش صػلى اهلل عليػو‬
‫كعلى آلو كسلم فشكا إليو ا‪ٞ‬تدب عاـ الرمادة ‪ ،‬فرآه[ُب ا‪١‬تناـ] كىو يػأمره صػلى اهلل عليػو كعلػى آلػو‬
‫كسلم أف يأٌب عمر رضي اهلل تعاىل عنو فيأمره يستسقي بالناس ‪.‬‬
‫اؿ [ابش تيمية] ‪ :‬فم يل ىذا يقع ك َتا ‪١‬تش ىػو دكف النػش صػلى اهلل عليػو كعلػى آلػو كسػلم ‪ ،‬كأعػ ًرؼ‬
‫ائع ‪ .‬ككذلك سؤاؿ بعضػهم للنػش صػلى اهلل عليػو كعلػى آلػو كسػلم حاجػةن ‪ -‬أك غػَته مػش‬ ‫مش ىذا ك ى‬
‫أمتو‪ -‬فتيقضى ‪ ،‬فن ٌف ىذا ك ع ك َتا ‪ ،‬كلكش عليك أف تعلم أف إجابة النش صػلى اهلل عليػو كعلػى آلػو‬
‫كسػػلم أك غػػَته مػػش أمتػػو ‪٢‬تػػؤالء السػػائلُت ال يػػدؿ علػػى اسػػتنباب الس ػؤاؿ ‪ ،‬كأك ػ يػر ىػػؤالء السػػائلُت‬

‫ك اؿ صلى اهلل عليو ك سلم‪ «:‬عا شهل رجل بى رجل ب ظر إال باء بها أفلهما ‪ ،‬إف كاف كافرا فهو كما قاؿ ‪ ،‬و إف نم ذ ي‬
‫كافرا ‪ ،‬فقل كظر بت ظير إذا »‪.‬‬
‫(ا‪٠‬ترائطي ُب مكارـ األكبلؽ ك الديلمي كابش الندار عش أيب سعيد)‪}.‬اىػ‬
‫ٍب انظر إىل أكلئك ا‪٠‬توارج كي يستسهلوف تكفَت ا‪١‬تسلمُت بأئمتهم كعلمائهم ك عو ٌامهم ‪ ،‬فقد لبٌ عليهم الشيطاف ك زيٌش ‪٢‬تم‬
‫أعما‪٢‬تم فأمهر ‪٢‬تم تكفَت ا‪١‬تسلمُت ك استنبلؿ دمائهم ُب مظهر األمر با‪١‬تعركؼ ك النهي عش ا‪١‬تنكر ك احملافظة على التوحيد!!‬
‫‪- 84 -‬‬
‫ا‪١‬تلنُت ‪ -‬لًما ىم عليو مش ضيق ا‪ٟ‬تاؿ‪ -‬لو مل ي‪٬‬تابوا الضطرب إٯتاهنم كما كاف السائلوف لو ُب‬
‫ٌ‬
‫حياتو صلى اهلل عليو كعلى آلو كسلم كانوا كذلك}‪ .‬انتهى‪.1‬‬
‫ػدؿ كبلمػػو ىػػذا علػػى أف السػػائلُت للناجػػات مػػش النػػش صػػلى اهلل عليػػو كعلػػى آلػػو كسػػلم أكغػػَته‪ :‬ال‬
‫فػ ٌ‬
‫ييستنإ ‪٢‬تم ذلك عنػده ‪ - ،‬ك لكػش عنػد غػَته مػش العلمػاء ييسػتنإ ذلػك‪ ، -‬كمل يقػل أحػ هد ‪-‬بنػاء‬
‫علػى ػػوؿ الشػػي ‪ -‬أف فاعػػل غػػَت ا‪١‬تسػػتنإ يكػػوف كػافرا كال آ‪ٙ‬تػػا ‪ ،‬كيػػدؿ عليػػو وليػو ‪(( :‬لػػو مل ‪٬‬تػػابوا‬
‫الضػػطرب إٯتػػاهنم)) ‪ ،‬فأثبػػت ‪٢‬تػػم اإلٯتػػاف ك مل ينفػػو عػػنهم ‪ .‬كللشػػي نصػػوص هبػػذا ا‪١‬تعػػٌت ك ػػَتة ُب "‬
‫ا تضاء الصراط ا‪١‬تستقيم " ‪.‬‬
‫حرؼ ىذه النصوص كلبٌسها ُب كبلمو ‪ ،‬فػارج ٍع إىل ىػذا الكتػاب كانظػر ن ٍقلىنػا مػش‬‫النددم د ٌ‬
‫ٌ‬ ‫كىذا‬
‫نقلو ‪ ،‬ليظهر لك ع ٍل يمو مش جهلو ‪.‬‬
‫ك ػػاؿ ا‪١‬توفٌػػق بػػش دامػػة ‪ 2‬ا‪ٟ‬تنبلػػي ر‪ٛ‬تػػو اهلل تعػػاىل ُب كتابػػو " ا‪١‬تغػػٍت " شػػرح " ا‪٠‬تر ػػي " ‪-‬كىػػو شػػي‬
‫[شيوخ] ابش تيمية‪ .. { : 3 -‬ك ييركل عش العتش ر‪ٛ‬تو اهلل تعاىل اؿ ‪ :‬كنت جالسان عنػد ػ النػش‬
‫صػػلى اهلل عليػػو كعلػػى آلػػو كسػػلم ‪ ،‬فدػػاء أعػرايب فقػػاؿ ‪ " :‬السػػبلـ عليػػك يػػا رسػػوؿ اهلل ‪ٝ ،‬تعػػت اهلل‬
‫يقػػوؿ ‪ { :‬كلػػو أهنػػم إذ ملمػوا أنفسػػهم جػػاءكؾ فاسػػتغفركا اهلل كاسػػتغفر ‪٢‬تػػم الرسػػوؿ لوجػػدكا اهلل توابػان‬
‫رحيمان } ك د جئتك مستغفران مش ذنش ‪ ،‬مستشفعان بك إىل ريب ‪.‬‬
‫ٍب أنشد يقوؿ ‪:‬‬
‫يا كَت مش يدفنت ُب األرض أعظيمو‬
‫ك اب مش يبهش القاع ك األكم‬

‫‪ _1‬تق ٌدـ ذكر ىذه العبارة ‪ ،‬ك يفعل ىؤالء ا‪٠‬توارج مش ترديد عبارات توافق ىواىم مش كبلـ ابش تيمية كال يذكركف عنو العبارات اليت‬
‫توافق ‪ٚ‬تاىَت األئمة أك اليت فيها صد عش التكفَت ك التبديع‪.‬‬
‫‪ _ 2‬ترجم لو ابش رجإ ُب "ذيل بقات ا‪ٟ‬تنابلة" فقاؿ‪ {:‬ىو " عبد اهلل بش أ‪ٛ‬تد بش ‪٤‬تمد بش دامة بش مقداـ بش نصر بش عبد اهلل‬
‫ا‪١‬تقدسي‪ٍ ،‬ب الدمشقي‪ ،‬الصا‪ٟ‬تي انظقيه‪ ،‬انزاهل ِاإلعاـ‪ ،‬شيخ اإلسالـ‪ ،‬وأفل ام الـ‪ ...‬ك اؿ عمرك بش ا‪ٟ‬تاجإ ا‪ٟ‬تافظ ُب‬
‫معدمو‪ :‬ىو إعاـ امةم ‪ ،‬و عظتي امع ‪ ...‬ك اؿ أبو شامة‪ :‬كاف شي ا‪ٟ‬تنابلة موفق الديش إمامان مش أئمة ا‪١‬تسلمُت‪ ،‬ى‬
‫كعلىمان مش أعبلـ‬
‫الديش ُب العلم كالعمل‪ ...‬اؿ الضياء‪ :‬كاف ر‪ٛ‬تو اهلل إمامان ُب القرآف كتفسَته‪ ،‬إمامان ُب علم ا‪ٟ‬تديث كمشكبلتو‪ ،‬إمامان ُب الفقو بل‬
‫أكحد زمانو فيو‪.}..‬اىػ‬
‫‪ _ 3‬قاؿ ابي تيمي ي انموفب بي قلاع ‪-‬كما نقلػو ابػش رجػإ كابػش العمػاد ا‪ٟ‬تنبلػي ُب "الشػذرات"‪ ((: -‬عػا دخػل انشػاـ بوػل‬
‫اموزا ػي أفقػػه عػػي انشػيخ انموفّػب))‪ .‬ك ػػاؿ ا‪ٟ‬تػافظ الضػػياء ا‪١‬تقدسػي ر‪ٛ‬تػػو اهلل تعػاىل ‪ :‬رأيػػت اإلمػاـ أ‪ٛ‬تػػد ر‪ٛ‬تػو اهلل تعػػاىل ُب النػػوـ‬
‫صر صاحبك ا‪١‬توفٌق ُب شرح " ا‪٠‬تر ي") ‪ .‬ك اؿ اإلماـ عػز الػديش بػش عبػد السػبلـ ر‪ٛ‬تػو اهلل ‪ (( :‬مػا رأيػت ُب اإلسػبلـ‬ ‫فقاؿ ‪( :‬ما ٌ‬
‫م ل " ا‪١‬تغٍت " للموفٌق ُب جودتو كٖتقيق ما فيو)) ‪.‬‬
‫‪- 85 -‬‬
‫ركحي فداءه لق أنت ساكنو‬
‫فيو العفاؼ كفيو ا‪ٞ‬تود كالكرـ‬
‫ػش ‪،‬‬
‫فانصرؼ األعرايب فنملتٍت عيٍت ‪ ،‬فرأيػت النػش صػلى اهلل عليػو كعلػى آلػو كسػلم فقػاؿ ‪ " :‬يػا عيت ٌ‬
‫‪1‬‬
‫ػوأل مهػػرؾ القبلػػة‬
‫إ ٍ‪ٟ‬ت ػق األع ػرايب فبش ػره أف اهلل ػػد غفػػر لػػو " [‪ ]...‬إىل أف ػػاؿ ‪ٍ :‬ب تػػأٌب الق ػ فتػ ٌ‬
‫كتستقبل كسطو كتقوؿ‪ :‬السبلـ عليك أيها النش كر‪ٛ‬تػة اهلل كبركاتػو‪ ،‬السػبلـ عليػك يػا نػش اهلل ككَتتػو‬
‫مػػش كلقػػو كعبػػاده‪ ،‬أشػػهد أف ال إلػػو إال اهلل كحػػده ال ش ػريك لػػو‪ ،‬كأشػػهد أف ‪٤‬تمػػدا عبػػده كرس ػولو‪،‬‬
‫أشهد أنك د بلٌغت رساالت ربػك‪ ،‬كنصػنت ألمتػك‪ ،‬كدعػوت إىل سػبيل ربػك با‪ٟ‬تكمػة كا‪١‬توعظػة‬
‫ا‪ٟ‬تسػنة‪ ،‬كعبػػدت اهلل حػػىت أتػاؾ اليقػػُت‪ ،‬فصػلٌى اهلل عليػػك ك ػَتا كمػػا ٭تػػإ ربنػا كيرضػػى‪ ،‬اللهػػم اجػػز‬
‫عنٌا نبينا أفضل ما جزيت أحدا مش النبيُت كا‪١‬ترسلُت كابع و ا‪١‬تقاـ احملمود الذم كعدتػو يغبطػو األكلػوف‬
‫صل على ‪٤‬تمػد كعلػى آؿ ‪٤‬تمػد كمػا صػليت علػى إبػراىيم كآؿ إبػراىيم انػك ‪ٛ‬تيػد‬ ‫كا كركف‪ ،‬اللهم ٌ‬
‫‪٣‬تيػػد‪ ،‬كبػػارؾ علػػى ‪٤‬تمػػد كعلػػى آؿ ‪٤‬تمػػد كمػػا باركػػت علػػى اب ػراىيم ك آؿ ابػراىيم انػػك ‪ٛ‬تيػػد ‪٣‬تيػػد‪،‬‬
‫لت ك ولك ا‪ٟ‬تق‪( :‬ونو أنهم إذ ظبموا أنظيػهم جػاؤوؾ فاسػتغ َظروا اهلل واسػتغظر نهػم‬
‫اللهم إنك ى‬
‫انرسوؿ نوجلوا اهلل توابا رفيما) وقػل أتيتُك[ذػا رسػوؿ اهلل] عيػتغظرا عػي ذنػوبي عيتشػظوا بػك‬
‫إنػػى ربػػي‪ ،‬فأسػػألك يػػا رب أف توجػػإ أل ا‪١‬تغفػػرة كمػػا أكجبتهػػا ‪١‬تػػش أتػػاه ُب حياتػػو‪ ،‬اللهػػم اجع ٍلػو ٌأكؿ‬
‫الشافعُت كأ‪٧‬تح السائلُت كأكرـ األكلُت كا كريش بر‪ٛ‬تتك يا أرحم الرا‪ٛ‬تُت‪.‬‬
‫ٍب يدعو لوالديو ك إلكوانو كللمسلمُت أ‪ٚ‬تعُت‪ٍ ،‬ب يتقدـ ليبل كيقوؿ‪ :‬السبلـ عليك يا أبا بكر الصدؽ‪،‬‬
‫السبلـ عليك يا عمر الفاركؽ‪ ،‬السبلـ عليكما يا صاحش رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم ك ضديعيو ك‬
‫كزيريو كر‪ٛ‬تة اهلل كبركاتو‪ ،‬اللهم اجز‪٫‬تا عش نبيهما كعش اإلسبلـ كَتا (سبلـ عليكم ٔتا ص ًب فنعم عقىب‬
‫الدار)‪ .‬اللهم ال ٕتعلو آكر العهد مش نبيك صلى اهلل عليو كسلم كمش حرـ مسددؾ يا أرحم‬
‫الرا‪ٛ‬تُت"‪.}.‬اىػ‬
‫فقولػػو ‪ " :‬مستشػػفعان بػػك " ‪ :‬أم الب ػان من ػك الشػػفاعة ‪ ،‬ألف ( السػػُت ) للطلػػإ ‪ ،‬فخطابػػو لرسػػوؿ‬
‫اهلل صلى اهلل عليو كعلى آلو كسلم ك لإ الشفاعة منو ‪ ،‬دليل على أف ذلػك مسػتنإ عنػد السػادة‬
‫ا‪ٟ‬تنابلة ‪.‬‬

‫‪(_ 1‬ا‪١‬تغٍت البش دامة‪ :‬ج‪ 3‬ص‪. )556‬‬


‫‪- 86 -‬‬
‫‪1‬‬
‫كذكر مش الديش بش دامة ا‪ٟ‬تنبلي ُب " الشرح الكبَت " (كىو شرح " ا‪١‬تقنػع ") ُب آكػر ا‪ٟ‬تػج‬
‫ُب " بػػاب زيػػارة النػػش صػػلى اهلل عليػػو كعلػػى آلػػو كسػػلم " ىػػذه الركايػػة عػػش العتػػش ‪ ،‬كذكػػر للزائػػر أف‬
‫ٮتا إ النش صلى اهلل عليو كعلى آلو كسلم كيطلإ منو الشفاعةى‪.‬‬
‫ك اؿ ابش مفلح ا‪ٟ‬تنبلي‪ُ 2‬ب " شرح ا‪١‬تقنع " ‪ { :‬اؿ ُب ا‪١‬تػ ٍذىإ ‪٬ :‬تػوز أف ييستشػفع إىل اهلل تعػاىل‬
‫برجل صا ‪ ،‬ك يل ‪ :‬يستنإ ‪ .‬اؿ أ‪ٛ‬تدبش حنبل ُب " منسكو " الذم كتبو للمركذم ‪ " :‬يتوسل‬ ‫و‬
‫بالنش صلى اهلل عليو كعلى آلو كسلم ُب دعائو"‪ ،‬كجزـ بو ُب " ا‪١‬تستوعإ " كغَته}‪ .‬انتهى ‪.‬‬
‫كذكر ُب " ا‪١‬تستوعإ " ‪ 3‬ركاية العتش ‪ ،‬كذكر ا ية ‪ ،‬ك اؿ كما ُب " ا‪١‬تغٍت " ك " الشرح الكبَت " ك‬
‫زاد عليهما‪ { :‬اللهم إين أتوجو إليك بنبيك صػلى اهلل عليػو كعلػى آلػو كسػلم نػش الر‪ٛ‬تػة ‪ ،‬يػا رسػوؿ‬
‫اهلل إين أتوجو بك إىل ريب ليغفر أل ذنويب ‪ .‬اللهم إين أسألك ْتقو أف تغفر أل ذنويب }‪ .‬انتهى ‪.‬‬

‫‪( _ 1‬الشرح الكبَت ج‪ 3‬ص‪ )495‬ك فيو نف الكبلـ السابق الذم نقلناه مش "ا‪١‬تغٍت"‪ .‬كىذا " الشرح الكبػَت " ‪٨‬تػو ‪ٜ‬تسػة عشػر‬
‫‪٣‬تلدان ‪ ،‬نقل منو ابػش عبػد الوىػاب ُب " ‪٥‬تتصػره " الػذم ُب الفقػو ‪ ،‬كىػو أيضػان مػش مشػاي شػيوخ ابػش تيميػة ‪.‬ك ىػذا غػَت ا‪١‬توفػق بػش‬
‫دامة صاحإ "ا‪١‬تغٍت"‪ .‬قاؿ انحافس ان هبي ‪( :‬رأذت بفط ابػي تيميػ [ يقػوؿ عػش صػاحإ الشػرح الكبػَت] مػا نصػو ‪ " :‬تػوفي‬
‫سيل أهل اإلسالـ في زعانه ‪ ،‬و قطع فبك امذاـ في أوانه ‪ ،‬وفيل انزعاف فقاً فقاً ‪ ،‬و فرذػل انوصػر صػلقاً صػلقا ‪ ،‬ا‪ٞ‬تػامع‬
‫ألنواع احملاسش كا‪١‬تعاأل ‪ ،‬الػ مء عػش ‪ٚ‬تيػع النقػائن كا‪١‬تسػاكم ‪ ،‬حػىت إف كػاف ا‪١‬تتعنػت ليطلػإ لػو عيبػان فيعػوزه ‪) "...‬اى ػ‪ ،‬ذكػره ابػش‬
‫العماد ُب " الشذرات " ‪.‬‬
‫‪ _ 2‬قاؿ نه انحافس ابي فجر انويقالني ُب "الدرر الكامنة ُب أعياف ا‪١‬تائة ال امنة"‪٤ { :‬تمد بش مفلح بش ‪٤‬تمد بش مفرج القا وين‬
‫الفقيو ا‪ٟ‬تنبلي مش الديش كلد ُب حدكد سنة عشر ‪.‬ك اؿ الذىش‪ :‬سنة بضع كسبعمائة ك يل سنة ‪ .712‬ك‪ٝ‬تع مش عيسى ا‪١‬تطعم‬
‫ك‪ٚ‬تاعة‪ .‬ك اشتغل في انظقه وبرع فيه إنى انغاذ ‪ .‬كصاىر القاضي ‪ٚ‬تاؿ الديش ا‪١‬ترداكم كناب عنو ُب ا‪ٟ‬تكم‪ .‬ك صنّف "انظروع" في‬
‫عجبلذي أجاد فيه إنى انغاذ و أورد فيه عي انظروع انغرذب عا بهر انوبماء‪ .‬اؿ ابش ك َت‪ :‬كاف بارعان فاضبلن متقنان ُب علوـ ك َتة كال‬
‫سيما ُب الفركع‪ .‬كلو على كتاب "ا‪١‬تقنع" شرح ُب ‪٨‬تو ثبلثُت ‪٣‬تلدة‪ .‬كعلٌق على "ا‪١‬تنتقى" للمدد ابش تيمية‪.‬ك اؿ ابش سند‪:‬كاف ذا‬
‫درس ُب أماكش‪ .‬ذكره الذىش ُب معدمو‪ ،‬كمات ُب رجإ سنة‬ ‫حظ مش زىد كتعف كصيانة مشكور السَتة ُب األحكاـ‪ .‬ك د ٌ‬
‫‪ }.763‬اىػ‬
‫ك جاء ُب "موسوعة األعبلـ"‪٤ { :‬تمد بش مفلح بش ‪٤‬تمد بش مفرج أبو عبد اهلل‪ .‬أ بم أهل صر بم هع اإلعاـ أفمل بي فنبل‪.‬‬
‫كلد كنشأ ُب ييت ا‪١‬تقدس كتوَب بصا‪ٟ‬تية دمشق مش مؤلفاتو كتاب "الفركع" كالنكت ك الفوائد السنية على مشكل احملرر البش تيمية‬
‫كغَتىا‪ }.‬اىػ‬
‫‪" _ 3‬ا‪١‬تستوعإ"‪ :‬كتاب مشهور ُب الفقو ا‪ٟ‬تنبلي أليب عبد اهلل ‪٤‬تمد بش عبد اهلل بش ا‪ٟ‬تسُت السامرم؛ اؿ عنو ابش رجإ ُب "ذيل‬
‫بقات ا‪ٟ‬تنابلة"‪( :‬الفقيو الفرضي‪ ،‬أبو عبد اهلل كيلقإ نصَت الديش‪ ..،‬كلد سنة ‪ٜ‬ت كثبلثُت ك‪ٜ‬تسمائة بسامرا‪ ..‬وبرع في انظقه‬
‫وانظراةض‪ .‬وصنّف فيها تصانيف عشهورة‪ ،‬عنها‪ :‬كتاب " انميتو ع في انظقه " ككتاب " الفركؽ " ككتاب " البستاف " ُب‬
‫الفرائ ‪ .‬ككأل القضاء بسامرا‪ ،‬كأعما‪٢‬تا مدة‪ٍ .‬ب كأل القضاء كا‪ٟ‬تسبة ببغداد‪ ..‬اؿ ابش الندار‪ :‬كاف شيخان جليبلن‪ ،‬فاضبلن نبيبلن‪ ،‬حسش‬
‫ا‪١‬تعرفة با‪١‬تذىإ كا‪٠‬تبلؼ‪ ،‬لو مصنفات فيهما حسنة‪ ..،‬ك ُب كتابيو " ا‪١‬تستوعإ " ك " الفركؽ " فوائد جليلة‪ ،‬كمسائل غريبة‪.))..‬اىػ‬
‫‪- 87 -‬‬
‫كىػػذا الػػذم ذكػػره اإلمػػاـ أ‪ٛ‬تػد ُب " منسػػكو " للمػػركذم ‪ ،‬كمػػا ػػاؿ ُب " ا‪١‬تبػػدع " كجػػزـ بػػو ُب "‬
‫ا‪١‬تستوعإ "‪ ،‬كىذه العبارة اليت تقدمت ىي عبارة " ا‪١‬تستوعإ " ‪.‬‬
‫ك ُب " منسك " الشي سليماف بش علي ‪ ،‬م ٍ يل مػا ُب " ا‪١‬تغػٍت " ك "الشػرح الكبػَت" مػش‬
‫لإ الشفاعة مش النػش صػلى اهلل عليػو كعلػى آلػو كسػلم‪ ،‬ك ُب "حاشػية الػزاد" للعتيلػي ا‪ٟ‬تنبلػي ‪(( :‬‬
‫التوسل باألنبياء كاألكلياء كالصا‪ٟ‬تُت جائز))‪.‬اىػ‬
‫كُب " مغػػٍت ذكم األفهػػاـ " البػػش عبػػد ا‪٢‬تػػادم ا‪ٟ‬تنبلػػي‪ 1‬ر‪ٛ‬تػػو اهلل – كىػػو مػػش تبلميػػذ ابػػش‬
‫تيمية‪ { : -‬ك‪٬‬تػوز التوسػل بالصػا‪ٟ‬تُت أحيػاءن كأمواتػان } اىػػ‪.‬كجعل عليػو عبلمػة ا‪١‬تػذاىإ األربعػة [أم‬
‫أنو ‪٣‬تمع عليو ]‪.‬‬
‫كُب " الرعاية الك ل " البش ‪ٛ‬تداف ا‪ٟ‬تنبلي‪ُ 2‬ب " باب االستسقاء " ‪ { :‬ك يباح التوسل‬
‫ػت ‪ :‬كإف بعي ػدكا أك يرب ػوا كمل ٮترج ػوا مػػع‬
‫ٔتػػش ييرجػػى اإلجابػػة بػػو مػػش الصػػلناء كالعلمػػاء كغػػَتىم‪ .‬لػ ي‬
‫الناس[لبلستسقاء]‪ }.‬اىػ‬

‫‪_ 1‬قاؿ نه اإلعاـ انييوطي ُب " بقات ا‪ٟ‬تفاظ"‪ {:‬ابش عبد ا‪٢‬تادم‪ .‬اإلعاـ اموفل انمح ّلث انحافس انحاذؽ انظقيه انبارع‬
‫ا‪١‬تقرئ الننوم اللغوم ذك الفنوف مش الديش ‪٤‬تمد بش أ‪ٛ‬تد بش عبد ا‪٢‬تادم بش يوس بش ‪٤‬تمد بش دامة ا‪١‬تقدسي ا‪ٟ‬تنبلي‪.‬‬
‫فصل عي انوبوـ عا ال ذببغه انشيوخ وال ان بار‪ ،‬كبرع ُب الفنوف ككاف جببل ُب العلل‬
‫ك اؿ ابش ك َت‪ :‬كاف فافهاً الّع ناقلاً‪ّ ،‬‬
‫ا‪١‬تزم‪ :‬ما لقيتو إال كاستفدت منو‪ ،‬ككذا اؿ الذىش أيضان‪.}...‬اىػ‬
‫كالطرؽ كالرجاؿ‪ ،‬حسش الفهم جدان‪،‬صنيح الذىش‪ .‬اؿ ٌ‬
‫ك ترجم نه ابي رجع ُب "ذيل الطبقات" فقاؿ‪٤{ :‬تمد بش أ‪ٛ‬تد بش عبد ا‪٢‬تادم بش عبد ا‪ٟ‬تميد بش عبد ا‪٢‬تادم بش يوس بش ‪٤‬تمد‬
‫بش دامة ا‪١‬تقدسي‪ ،‬ا‪ٞ‬تماعيلي األصل‪ٍ ،‬ب الصا‪ٟ‬تي‪ٍ ،‬ب ا‪١‬تقرئ؛ الفقيو احمل ٌدث‪ ،‬ا‪ٟ‬تافظ النا د‪ ،‬الننوم ا‪١‬تتفنش‪ ،‬مش الديش أبو عبد اهلل‬
‫بش العماد أيب العباس‪ :‬كلد ُب رجإ سنة أربع كسبعمائة‪ ...‬كعيٍت با‪ٟ‬تديث كفنونو‪ ،‬كمعرفة الرجاؿ كالعلل كبرع ُب ذلك‪ .‬كتفقو ُب‬
‫ا‪١‬تذىإ كأفىت‪ .‬ك رأ األصلُت كالعربية‪ ،‬كبرع فيها‪ .‬كالزـ الشي تقي الديش ابش تيمية مدة‪ .‬ك رأ عليو طعة مش "األربعُت ُب أصوؿ الديش"‬
‫للرازم‪ .‬ك رأ الفقو على الشي ‪٣‬تد الديش ا‪ٟ‬تراين‪ ،‬كالزـ أبا ا‪ٟ‬تداج ا‪١‬تزم ا‪ٟ‬تافظ‪ ،‬حىت برع عليو ُب الرجاؿ‪ ،‬كأكذ عش الذىش كغَته‪.‬‬
‫ك د ذكره الذىش ُب " بقات ا‪ٟ‬تفاظ"فقاؿ‪ ( :‬كلد سنة ‪ٜ‬ت ‪ -‬أك ست – كسبعمائة كاعتٌت بالرجاؿ كالعلل‪ ،‬كبرع ك‪ٚ‬تع‪ ،‬كتصدل‬
‫لئلفادة كاالشتغاؿ ُب القراءة كا‪ٟ‬تديث‪ ،‬كالفقو كاألصلُت‪ ،‬كالننو‪ .‬كلو توسع ُب العلوـ كذىش سياؿ)‪.‬اىػ‬
‫‪ _2‬ترجم لو ابش رجإ ُب "ذيل الطبقات" فقاؿ‪ { :‬أ‪ٛ‬تد بش ‪ٛ‬تداف بش شبيإ بش ‪ٛ‬تداف بش شبيإ بش ‪ٛ‬تداف بش ‪٤‬تمود بش شبيإ‬
‫بش غياث بش سابق بش‬
‫كثاب النمرم ا‪ٟ‬تراين‪ ،‬انظقيه امصوني‪ ،‬انقاضي نجم انلذي‪ ،‬أبو بل اهلل بي أبي انلناء‪ ،‬نزذل انقاهرة‪ ،‬وصافع انتصانيف‪ .‬كلد‬
‫سنة ثبلث كستمائة ْتراف‬
‫كتفقو على الناصنُت ا‪ٟ‬ترانيُت‪ :‬ابش ً‬
‫أىب الفهم‪ ،‬كابش ‪ٚ‬تيع‪ .‬كأكذ عش ا‪٠‬تطيإ فخر الديش‪ ،‬كجال ابش عمو الشي ‪٣‬تد الديش‪ ،‬كْتث‬
‫معو ك َتان‪ .‬و برع في انظقه‪ ،‬وانتهت إنيه عورف انم هع‪ ،‬و دقاةقه وغواعاله‪ .‬ككاف عارفان باألصلُت كا‪٠‬تبلؼ كاألدب‪ .‬كصنٌ‬
‫تصاني ك َتة‪ .‬منها " الرعاية الصغرل " ُب الفقو‪ ،‬ك " الرعاية الك ل " ‪ }..‬اىػ‬
‫‪- 88 -‬‬
‫صػ هػل ) (‬ ‫ك ػػاؿ ُب "مطالػػإ أ ٍيكأل النهػػى شػػرح غايػػة ا‪١‬تنتهػػى" ُب بػػاب ا‪ٟ‬تػػج ‪ ( {:‬فى ٍ‬
‫ػاحبً ًيو ) أًىيب بى ٍك ػ ور ىكعي ىمػ ىػر ( ىر ًضػ ىػي اللػػوي تىػ ىعػ ى‬
‫ػاىل‬ ‫كسػػش ًزيػػارةي ىػ ػ ً النػ ًػش صػػلى اللػػو علىيػ ًػو كسػػلم كىػب ػػرم صػ ً‬
‫ي ىٍ ى ى ى ى ٍى ٍ ى‬ ‫ى‬ ‫ىي ىى ٍ‬
‫ىعٍنػ يه ىما )‪..‬‬
‫صلى اللوي ىعلىٍي ًو ىك ىسل ىم يم ٍستى ٍدبًىر الٍ ًقٍبػلىةى ) ىكيى ٍستىػ ٍقبً يل‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫إىل أف اؿ‪ ( :‬يٍب يىأًٌٍب الٍ ىقٍبػىر الش ًري ى فىػيىق ى يػبىالىةى ىك ٍج ًهو ى‬
‫إ الدرم ‪ ،‬ىكيى يكو يف ( يمطٍ ًرنا‬ ‫ا‪ٟ‬تدرةً كالٍ ًمسما ًر الٍ ًفضي ًُب الركام ًة ٍ ً‬ ‫ً‬
‫ا‪ٟ‬تى ٍمىراء ‪ ،‬ىكيي ىسمى اٍ ىف الٍ ىك ٍوىك ى‬ ‫ىى‬ ‫ج ىد ىار ٍي ٍ ى ى ٍ ى‬
‫صلى اللوي ىعلىٍي ًو ىك ىسل ىم ) فىًننوي البلئً يق‬ ‫إ ىىٍيبىةن ‪ ،‬ىكأىنوي يىػىرل النًش ى‬ ‫ى‬
‫اضعا ك ً‬
‫اش نعا ‪٦‬تىٍليوء الٍ ىق ٍل ً‬ ‫ً‬
‫ص ًر ىك ن ى‬ ‫ىغاض الٍبى ى‬
‫وؿ الل ًو ‪ ،‬ىكا ىف ) ىعٍب يد الل ًو (‬ ‫وؿ ‪ :‬الس ىبل يـ ىعلىٍيك يىا ىر يس ى‬ ‫صلى اللوي ىعلىٍي ًو ىك ىسل ىم ( فىػيىػ يق ي‬ ‫ً‬ ‫بً ٍ ً‬
‫ا‪ٟ‬تىاؿ ( فىػيي ىسل يم ىعلىٍيو ) ى‬
‫ك ‪ ،‬كإً ٍف ىز ىاد ) ىعلىٍي ًو ( فى ىنس هش ىكالنطٍ ًق بًالش ىه ىادتىػ ٍ ً‬ ‫ً‬
‫ُت )‪.‬‬ ‫ى‬ ‫يد ىعلىى ىذل ى ى‬ ‫ابٍ يش عي ىمىر ىال يىًز ي‬
‫وؿ ‪ :‬الس ىبل يـ ىعلىٍيك أىيػ ىها النًش ىكىر ٍ‪ٛ‬تىةي الل ًو ىكبػىىرىكاتيوي الس ىبل يـ ىعلىٍيك‬ ‫ى ىاؿ ًُب " الش ٍرًح " ىك ىش ٍرًح الٍ يمٍنتىػ ىهى " ‪ :‬ىكيىػ يق ي‬
‫ًً ً ًً‬ ‫ً ً ً‬
‫ا‪ٟ‬تىق ‪ { :‬ىكلى ٍو أىنػ يه ٍم‬ ‫ت ىكىػ ٍوليك ٍ‬ ‫يىا نىًش اللو ‪ ،‬ىكك ىَتتىوي م ٍش ىك ٍلقو ىكعبىاده ‪ ]..[ ،‬إىل أف اؿ‪ :‬الل يهم إنك يػ ٍل ى‬
‫يما} َوقَ ْل أَتَػ ْيتُك‬ ‫ً‬ ‫كؾ فى ً‬
‫وؿ لىىو ىج يدكا اللوى تىػوابنا ىرح ن‬ ‫استىػ ٍغ ىفىر ى‪٢‬تي ٍم الر يس ي‬
‫استىػ ٍغف يركا اللوى ىك ٍ‬ ‫إ ٍذ مىلى يموا أىنٍػ يف ىس يه ٍم ىجاءي ى ٍ‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫إ ًأل الٍ ىم ٍغفىرىة ىك ىما أ ٍىك ىجٍب ىتها ل ىم ٍش أىتىاهي‬ ‫ىسأىليك يىا ىرب أى ٍف تيوج ى‬ ‫ُع ْيتَػ ْغظ ًرا ع ْي ذُنُوبِي ُع ْيتَ ْشظ ًوا بِك إنَى َربِّي فىأ ٍ‬
‫يش بًىر ٍ‪ٛ‬تىتًك يىا أ ٍىر ىح ىم‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ًً‬ ‫ًً‬ ‫ًً‬
‫ُت ىكاٍ ك ًر ى‬ ‫ُت ‪ ،‬ىكأى ٍكىرىـ ٍاألىكل ى‬
‫ُت ‪ ،‬ىكأ ٍى‪٧‬تى ىح السائل ى‬ ‫اج ىع ٍلوي أىكىؿ الشافع ى‬ ‫ًُب ىحيىاتو ‪ ،‬الل يهم ٍ‬
‫ُت ‪.‬‬ ‫ًً‬
‫الرا‪ٛ‬ت ى‬
‫صلى اللوي ىعلىٍي ًو‬ ‫ًً‬ ‫ً‬ ‫يٍب ي ٍدعو لًوالً ىدي ًو كإًكوانًًو كلًٍلمسلً ًمُت أ ٍ ً‬
‫ُت [‪ ]..‬الل يهم ىال ىٍٕت ىع ٍلوي آكىر الٍ ىع ٍهد م ٍش ىػ ًٍ نىبًيك ى‬ ‫ى‪ٚ‬تىع ى‬ ‫ى ي ى ٍ ى ٍى ى ي ٍ ى‬
‫ُت ‪.}.‬اىػ‬ ‫ًً‬ ‫ً ً ًً‬
‫ىك ىسل ىم ىكم ٍش ىحىرـ ىم ٍسددؾ يىا أ ٍىر ىح ىم الرا‪ٛ‬ت ى‬
‫ك اؿ الشي البهوٌب‪-‬شي ا‪ٟ‬تنابلة ٔتصر‪(-‬ت‪1051‬ىػ) ُب "كش القناع عش منت‬
‫احبىػٍي ًو )‬ ‫ا‪ٟ‬تج ايستي ًنإ لىو ًزيارةي النًش صلى اللو علىي ًو كسلم كىػبػرم ص ً‬
‫ي ى ٍ ى ى ى ى ٍى ٍ ى‬ ‫ى‬ ‫ي ىى‬ ‫غ م ٍش ٍى ٍ‬
‫اإل ناع"‪ ( { :‬فىصل ‪:‬كإًذىا فىػر ى ً‬
‫ٍه ى ى‬
‫صلى‬ ‫يث الداريطًٍٍت عش اب ًش عمر ى ىاؿ ‪ :‬ى ىاؿ رس ي ً‬ ‫أًىيب ب ٍك ور كعمر ( ر ًضي اللو تىػع ىاىل عٍنػهما ) ً‪ٟ‬ت ًد ً‬
‫وؿ اللو ى‬ ‫ىي‬ ‫ى ٌ ى ٍ ٍ ي ىى‬ ‫ى ى ي ىى ى ى ي ى ى ي ى ى‬
‫اللوي ىعلىٍي ًو ىك ىسل ىم { ىم ٍش ىحج فىػىز ىار ىػ ًٍم بىػ ٍع ىد ىكفى ًاٌب فى ىكأى‪٪‬تىا ىز ىارًين ًُب ىحيى ًاٌب } ‪ .‬ىكًُب ًرىكايىوة { ىم ٍش ىز ىار ىػ ًٍم‬
‫اع ًيت } ىرىكاهي بًالل ٍف ًظ ٍاألىكًؿ ىسعًي هد ‪.‬‬ ‫ت لىوي ىش ىف ى‬ ‫ىك ىجبى ٍ‬
‫اب ىشد الر ىح ًاؿ‬ ‫اب ًزيارةً ىػ ًهً صلى اللو علىي ًو كسلم ً‬ ‫ص ًر الل ًو ‪ :‬ال ًزـ ٍ ً ً‬
‫است ٍنبى ي‬ ‫ي ىٍ ىى ى ٍ‬ ‫است ٍنبى ى ى ٍ ى‬ ‫ي‬ ‫" تىػٍنبًيوه " ؛ ى ىاؿ ابٍ يش نى ٍ‬
‫استً ٍنب ً‬ ‫ص ًر ً ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫اب ىشد الر ٍح ًل‬ ‫يح ب ٍ ى‬ ‫إلىٍيػ ىها ؛ ألىف ًزيى ىارتىوي ل ٍل ىناج بىػ ٍع ىد ىحدو ىال ٘تيٍك يش بً يدكف ىشد الر ٍح ًل فىػ ىه ىذا ىكالت ٍ‬
‫صلى اللوي ىعلىٍي ًو ىك ىسل ىم ‪.}.‬اىػ‬ ‫ً ًً‬
‫ل ًزيى ىارتو ى‬
‫مر ُب "ا‪١‬تغٍت" ك غَته‪.‬‬ ‫ٍب ذكر التوسل ك اإلستشفاع بالنش صلى اهلل عليو ك سلم عند زيارة ه كما ٌ‬
‫‪- 89 -‬‬
‫ك ػاؿ ابػش مفلػح‪ُ 1‬ب "الفػركع " أيضػا‪ { :‬ك‪٬‬تػوز التوسػل بػالنش صػلى اهلل عليػو كعلػى آلػػو‬
‫كسػػلم ُب دعائػػو‪ .‬ػاؿ أ‪ٛ‬تػػد ُب " منسػػكو " الػػذم كتبػػو للمػػركذم ‪ ( :‬ك يتوسػػل بػػالنش صػػلى اهلل عليػػو‬
‫كعلػػى آلػػو كسػػلم ُب دعائػػو) ‪ ،‬كجػػزـ بػػو ُب " ا‪١‬تسػػتوعإ " كغػػَته‪ .‬كجعلهػػا شػػيخنا[ابش تيميػػة] كمسػػألة‬
‫اليمُت بو صلى اهلل عليو كعلػى آلػو كسػلم؛فقاؿ ‪ :‬كالتوسػل باإلٯتػاف بػو صػلى اهلل عليػو كعلػى آلػو كسػلم‬
‫ك اعتو ك‪٤‬تبتو ك بدعائو ك شفاعتو ك‪٨‬توه ‪٦‬تا ىو مش فعلو أك أفعاؿ العباد ا‪١‬تػأمور هبػا ُب حقػو ‪ ،‬مشػركع‬
‫كىو مش الوسيلة ا‪١‬تأمور هبا ُب ولو تعاىل ‪ « :‬اتقوا اهلل كابتغوا إليو الوسيلة » }‪ .‬انتهى ‪.‬‬
‫متوسل بشفاعتو صلى اهلل عليو كعلى آلو كسلم ُب ولو ‪:‬‬
‫شك أف صاحإ " ال دة " ٌ‬
‫كال ٌ‬
‫يا أكرـ ا‪٠‬تلق ما أل ألوذ بو‬
‫سواؾ عند حلوؿ ا‪ٟ‬تادث العمم‬
‫كىو[أم ا‪ٟ‬تادث العمم] الشفاعة يوـ القيامة ‪ ،‬ك‪٢‬تذا اؿ بعده ‪:‬‬
‫كلش يضيق رسوؿ اهلل جاىك يب‬
‫إذ الكرًن ٕتلى باسم منتقم‬
‫كأما صفة التوسل الذم كتبو اإلماـ أ‪ٛ‬تد للمركذم ر‪ٛ‬تهما اهلل تعاىل ك جزـ بو ُب " ا‪١‬تسػتوعإ " ‪،‬‬
‫فهو ما ذكرناه عنو سابقان ‪ ،‬كلي ُب " ا‪١‬تستوعإ " غػَته؛ كىػو ولػو ‪ (( :‬يػا رسػوؿ اهلل ‪ ،‬إين أتوجػو‬
‫بك إىل ريب ليغفر أل ‪.))...‬‬
‫كُب " الغنية " لسيدنا الشي عبد القادر ا‪ٞ‬تيبلين‪ 2‬ا‪ٟ‬تنبلي ُب " باب الزيارة " ‪:‬‬

‫‪ _ 1‬انظر تر‪ٚ‬تتو السابقة‪ ،‬ك نزيد قوؿ انحافس ان هبي نه ُب "الع ُب أكبار مش غ "‪ { :‬كفيو مات بالصا‪ٟ‬تية‪ :‬انقاضي اإلعاـ‬
‫انوانم انوالع مش الديش أبو عبد اهلل ‪٤‬تمد بش مفلح ا‪١‬تقدسي ٍب الصا‪ٟ‬تي ا‪ٟ‬تنبلي عش إحدل ك‪ٜ‬تسُت سنة‪ .‬أفىت‪ٌ ،‬‬
‫كدرس‪ ،‬كنامر‪،‬‬
‫كصنٌ ‪ ،‬كأفاد‪ ،‬كناب ُب ا‪ٟ‬تكم عش ‪ٛ‬توه اضي القضاة ‪ٚ‬تاؿ الديش ا‪١‬ترداكم‪ ،‬فشكرت سَتتو كأحكامو‪ .‬ككاف ذا و‬
‫حظ مش زىد‪،‬‬
‫كتعف ‪ ،‬كصيانة‪ ،‬ك كرع ثخُت‪ ،‬كديش متُت‪ .‬حدث عش عيسى ا‪١‬تطعم كغَته‪ }.‬اىػ‬
‫‪ _ 2‬ترجم لو ابش رجإ ُب "ذيل بقات ا‪ٟ‬تنابلة" فقاؿ‪ { :‬عبد القادر بش أيب صا بش عبد اهلل بش جنكي دكست بش أيب عبد اهلل‬
‫بش عبد اهلل ا‪ٞ‬تيلي‬
‫ٍب البغدادم‪ ،‬الزاىد‪ :‬شيخ انوصر‪ ،‬و قلوة انوارفيي‪ ،‬وسبطاف انمشاذخ‪ ،‬وسيل أهل انطرذق في وقته‪ ،‬عحيي انلذي أبو عحمل‪،‬‬
‫صافع انمقاعات وان راعات‪ ،‬وانوبوـ وانموارؼ‪ ،‬وامفواؿ انمشهورة‪ .‬كلد سنة تسعُت كأربعمائة ‪ -‬أك سنة إحدل كتسعُت ‪-‬‬
‫بكيبلف‪.‬‬
‫اؿ ابش ا‪ٞ‬توزم‪ :‬كانت ىذه ا‪١‬تدرسة لطيفة‪ ،‬ف يفوضت إىل عبد القادر‪ ،‬فتكلم على الناس بلساف الوعظ‪ ،‬كمهر لو صيت بالزىد‪ .‬ككاف‬
‫لو ‪ٝ‬تت كصمت‪ ،‬كضا ت ا‪١‬تدرسة بالناس‪ .‬كذكره ابش السمعاين فقاؿ‪ :‬إعاـ انحنابب و شيفهم في صر ‪ ،‬فقيه صانح‪ ،‬ديٌش‬
‫كَت‪ ،‬ك َت الذكر‪ ،‬دائم الفكر‪ .‬سريع الدمعة‪ ،‬كتبت عنو ‪ .‬لت‪ :‬مهر الشي عبد القادر للناس‪ ،‬كجل للوعظ بعد العشريش ك‪ٜ‬تسمائة‬
‫ٌ‬
‫‪- 91 -‬‬
‫{[يقوؿ الوا أمػاـ القػ ]‪ :‬اللهػم إين أتوجػو إليػك بنبيػك نػش الر‪ٛ‬تػة ‪ ،‬يػا رسػوؿ اهلل إين أتوجػو‬
‫بك إىل ريب ليغفر أل ذنويب ‪ ،‬اللهم إين أسألك ْتقو أف تغفر أل ‪ }.‬اىػ‬
‫كذكػػر اإلمػػاـ ٭تػػِت الصرصػػرم ا‪ٟ‬تنبلػػي ‪ُ-‬ب شػػعره‪ -‬االسػػتغاثةى برسػػوؿ اهلل صػػلى اهلل عليػػو كعلػػى آلػػو‬
‫كسلم‪ ،‬كىو مش أ راف ‪٣‬تد الديش جػ ٌد الشػي تقػي الػديش بػش تيميػة‪ ،‬كأثػٌت عليػو اب يػش تيميػة ُب كتابػو "‬
‫االنتصار" فقاؿ ‪ ( :‬الفقيو الصا صاحإ الشعر ا‪١‬تشهور) ‪ ،‬كذكر شيئان ُب مػدح اإلمػاـ أ‪ٛ‬تػد ر‪ٛ‬تػو‬
‫اهلل تعاىل ‪ ،‬كىي القصيدة البلمية اليت فيها العقيدة ك ُب آكرىا ‪:‬‬
‫ا‪١‬تلم ٓتائ‬
‫لست مش ا‪٠‬تطٍإ ٌ‬
‫ك ي‬
‫كأل‬
‫كأنت لدل كل ا‪ٟ‬توادث أل ٌ‬
‫بعدما كا بو بقولو ‪:‬‬
‫ألنت إىل الر‪ٛ‬تش أ ول كسيلة‬

‫كحصل لو القبوؿ التاـ مش الناس‪ ،‬كاعتقدكا ديانتو كصبلحو‪ ،‬كانتفعوا بو كبكبلمو ككعظو‪ ،‬كانتصر أىل السنة بظهوره‪ ،‬كاشتهرت أحوالو‪،‬‬
‫كأ والو ككراماتو كمكاشفاتو ك ىابو ا‪١‬تلوؾ فمش دكهنم‪.‬‬
‫قاؿ انشيخ عوفب انلذي بي قلاع صافع "انمغني"‪( :‬نم أسمس ي أفل ذُح ى نه عي ان راعات أكلر عما ذح ى ي انشيخ‬
‫بل انقادر‪ ،‬وال رأذت أف ًلا ذُوهَّم عي أجل انلذي أكلر عنه)‪ .‬كذكر الشي عز الديش بش عبد السبلـ‪ -‬شي الشافعية‪ -‬أنو مل تتواتر‬
‫كرامات أحد مش ا‪١‬تشاي إال الشي عبد القادر‪ ،‬فنف كراماتو نقلت بالتواتر‪ ]..[.‬كمش أحسش ما ُب ىذا الكتاب[كتاب الشطنوُب ُب‬
‫منا إ الشي عبد القادر] ما ذكره ا‪١‬تصن عش اضي القضاة أيب عبد اهلل ‪٤‬تمد بش الشي العماد إبراىيم بش عبد الواحد ا‪١‬تقدسي‪،‬‬
‫اؿ‪ٝ :‬تعت شيخنا الشي موفق الديش بش دامة يقوؿ‪( :‬دكلنا بغداد سنة إحدل كستُت ك‪ٜ‬تسمائة‪ ،‬فإذا انشيخ بل انقادر عمي‬
‫بما و مالً وعاالً واستظتاء‪ .‬وكاف ذ ظي طانع انوبم ي قصل غير عي كلرة عا اجتمس فيه عي انوبوـ‪،‬‬ ‫انتهت إنيه انرةاس بها ً‬
‫ملء العُت‪ ،‬ك‪ٚ‬تع اهلل فيو أكصافنا ‪ٚ‬تيلة‪ ،‬كأحواالن عزيزة‪ ،‬كما رأيت بعده م لو‪.}..‬اىػ‬
‫كالص على ا‪١‬تشتغلُت‪ ،‬كسعة الصدر‪ .‬ككاف ٍ‬
‫ك ذكر ابي تيمي في فصل‪ :‬ى( يسئً ىل عمش يػى يقوؿ‪ :‬الطرؽ إىل اهلل عدد أنفاس ا‪٠‬تبلئق) مش كتاب التصوؼ مش "عجموع انظتاوى"‬
‫فقاؿ‪ ..{ :‬ككبلـ الشي عبد القادر‪ -‬قلس انبّه روفه‪ -‬ك نَتا ما يقع ُب ىذا ا‪١‬تقاـ؛ فننو يأمر بالزىد ُب إرادة النف كىواىا‪ ،‬حىت ال‬
‫يتصرؼ ْتكم اإلرادة كالنف ‪ ،‬كىذا رفع لو عش حاؿ األبرار أىل اليمُت كعش ريق ا‪١‬تلوؾ مطل نقا ‪ ،‬كمش حصل ىذا كتصرؼ باألمر‬
‫الشرعي احملمدم القرآين فهو أكمل ا‪٠‬تلق‪}..‬اىػ‬
‫فأعر انشيخ بل انقادر و شيفه‬ ‫ص ػػل ُب شرح ريق الشي عبد القادر كشيخو الدباس) مش "‪٣‬تموع الفناكل" أيضا اؿ‪ْ { :‬‬ ‫ك ُب (فى ٍ‬
‫فماد انلباس وغيرهما عي انمشاةخ أهل االستقاع ػ رضي انبّه نهم ػ‪ :‬بأنو ال يريد السالك مر نادا ط‪ ،‬كأنو ال يريد مع إرادة اللٌو ػ‬
‫عز كجل ػ سواىا‪ ،‬بل ‪٬‬ترل فعلو فيو‪ ،‬فيكوف ىو مراد ا‪ٟ‬تق‪ }..‬اىػ‬
‫‪- 90 -‬‬
‫توسلي‬
‫إليها هبا ُب ا‪ٟ‬تادثاف ٌ‬
‫كسل أل رب العا‪١‬تُت يٯتيتٍت‬
‫ٍ‬
‫السنة البيضاء غَت مب ٌدؿ‬
‫على ي‬
‫ك اؿ ُب صيدة أكرل ‪:‬‬
‫أال يا رسوؿ اهلل أنت كسيليت‬
‫إىل اهلل إف ضا ت ٔتا رمت حيليت‬
‫إىل أف اؿ ‪:‬‬
‫كأنت نصَتم ُب كطوب تتابعت‬
‫علي ك ذكرم عند فقرم ك ىعٍيليت‬
‫ٌ‬
‫ك اؿ ُب أكرل ‪:‬‬
‫يا سيدم يا رسوؿ اهلل يا سندم‬
‫ُب كل ىكطٍإ ثقيل موجع األمل‬
‫يا مش إذا ٌفر مطلوب أكو رىإ‬
‫إليو مش فا رات الدىر مل يضم‬
‫فاست ٍغفر اهلل أل يا مش إذا نزلت‬
‫يب شدة فبو أ‪٧‬تو مش النقم‬
‫ى‬
‫بل تضرع عبد كاثق بك ُب‬
‫كا ٍ‬
‫دفع ا‪٠‬تطوب العوادم عنو معتصم‬
‫ك اؿ ُب أكرل ‪:‬‬
‫فعد ٍل‬
‫أتوكى هبا رضاؾ ٌ‬
‫ٌ‬
‫ج ٭تِت بش يوس ا‪ٟ‬تنبلي‬
‫ك اؿ ‪:‬‬
‫بك أستدَت كأستغيث كأرٕتي‬
‫‪- 92 -‬‬
‫إين ّتاىك ُب ا‪١‬تعاد أفوز‬
‫ككػػل ديوانػػو ىكػػذا ‪ ،‬كديوانػػو مشػػهور ُب أ طػػار الػػدنيا مػػش بػػل زمػػاف ابػػش تيميػػة إىل يومنػػا ىػػذا ‪ ،‬فلػػم‬
‫ػًتض علي ػػو أح ػػد ‪ ،‬ب ػػل مدح ػػو تق ػػي ال ػػديش ب ػػش تيمي ػػة بقول ػػو ‪( :‬الفقي ػػو الص ػػا ص ػػاحإ الش ػػعر‬
‫يع ػ ٍ‬
‫‪1‬‬
‫ا‪١‬تشهور) ‪ .‬فلو كاف نػداء النػش صػلى اهلل عليػو كعلػى آلػو كسػلم كالسػؤاؿ منػو ك لػإ شػفاعتو شػركان‬
‫كذموه كح ٌذركا الناس مش شعره كالتكلٌم بو كالنظر فيو‪.‬‬
‫ككفران ‪ ،‬لتكلٌم األئمة األعبلـ عليو ٌ‬
‫دؿ على أف ىذه األمور ليست‬ ‫فلما مل يتكلم عليو أحد مش ‪ٚ‬تيع العلماء مش زمانو إىل يومنا ىذا ‪ٌ ،‬‬ ‫ٌ‬
‫مػػش الشػػرؾ األك ػ ‪ ،‬بػػل كال مػػش الشػػرؾ األصػػغر ‪ ،‬ألف الشػػرؾ األصػػغر ‪ -‬كإف مل يكػػش ‪٥‬ترج ػان عػػش‬
‫ط للعدالة ‪.‬‬‫مسق ه‬
‫‪٤‬ترـ أك مكركه ٍ‬ ‫ا‪١‬تلة‪ -‬فهو ٌ‬
‫بل د أثٌت العلماء األعبلـ على الصرصرم‪ 2‬ر‪ٛ‬تو اهلل تعاىل كمدحوه علػى الشػعر ‪ ،‬مػنهم ابػش رجػإ‬
‫ا‪ٟ‬تنبلػػي ُب " ذيػػل الطبقػػات " ‪ ،‬كمػػنهم ابػػش العمػػاد الشػػامي ا‪ٟ‬تنبلػػي ُب كتابػػو " شػػذرات الػػذىإ "‬
‫كغَتىم مش العلماء ك األئمة ا‪ٟ‬تفاظ ك ا‪١‬تؤركُت‪.‬‬

‫"الرد على البكرم" (‪ .. {: ) 324 /3‬ىذا[أم‬ ‫_ لكنو رجع ٌ‬


‫فذمو حُت استشهد العلماء بشعره!! فقد اؿ ابش تيمية ُب ٌ‬
‫‪1‬‬

‫االستغاثة بالنش] ما علمتيو يينقل عش أحد مش العلماء‪ ،‬لكنو موجود ُب كبلـ بع الناس م ل الشي ٭تي الصرصرم ففي شعره طعةه‬
‫منو‪ ،‬كالشي ‪٤‬تمد بش النعماف ُب كتابو "مصباح الظبلـ ُب ا‪١‬تستغي ُت بالنش صلى اهلل عليو كسلم ُب اليقظة كا‪١‬تناـ"‪ ،‬وهمالء نهم‬
‫صالح و دذي‪ ،‬ن ي نييو عي أهل انوبم انوانميي بملارؾ امف اـ‪ ،‬ان ذي ذمخ بقونهم في شراةس اإلسالـ‪ ،‬وعورف انحالؿ‬
‫جركا عليها كما جرت عادة ك َت مش الناس بأنو يستغيث شيخو‬ ‫مرضي‪ ،‬بل عادة ٍ‬‫ٌ‬ ‫وانحراـ‪ .‬كلي ‪٢‬تم دليل شرعي‪ ،‬كال نقل عش عامل‬
‫ُب الشدائد‪ }.‬اىػ ‪.‬‬
‫كبلمهما على أحد ا‪٠‬توارج الوىابيُت ‪ٟ‬تكم عليهما‬ ‫انظيٍر – ٌأكال‪ -‬كي أنو مل يك ٌف ٍر‪٫‬تا‪ ،‬بل كصفهما بالصبلح كالديش‪ ،‬ك لو يعرض ي‬
‫احملادة هلل ك رسولو!! ك بكل أكصاؼ الزيغ ك الضبلؿ ‪ ،‬ك لرأيتهم يتنافسوف ُب ذلك؛ أ يٌهم ٯتؤل كفة‬ ‫بالردة ك الكفر ك الشرؾ ك ٌ‬
‫ٌ‬
‫سيئاتو بأك ر األلفاظ بشاعة ك فظامة ك بنا!! نعوذ باهلل مش حاؿ أىل الضبلؿ ‪=== .‬‬
‫== ك انظر إليو – ثانيا‪ -‬يزعم أف االستغاثة بالنش صلى اهلل عليو ك سلم ُب شعر اإلماـ الصرصرم ٘ت ٌل " طعة منو" أم ليبل منو‪ ،‬مع‬
‫أف أغلإ شعره بل كلو استغاثات ك توسبلت!! ( انظر كبلـ ا‪ٟ‬ت ٌفاظ ك ديوانو ُب "ذيل مرآة الزماف" لليونيٍت)‪ ،‬ك ا رأٍ كبلـ العلماء ُب‬
‫كل همالء ُج ّهاؿ‬
‫نصوصهم‪ ،‬فهل ّ‬ ‫اإلماـ الصرصرم‪-‬كاصة‪ -‬ك علمو ك فقهو‪ ،‬ك إ‪ٚ‬تاعهم على استنساف شعره‪ ،‬فيما نقلنا مش بع‬
‫أذالا "نييو عي أهل انوبم انوانميي بملارؾ امف اـ" ؟؟!!‬
‫‪ _ 2‬قاؿ نه انحافس ابي كلير ُب "البداية كالنهاية" ُب تر‪ٚ‬تتو ُب(‪ { :)13/244‬الصرصرم ا‪١‬تادح ر‪ٛ‬تو اهلل‪ ،‬٭تِت بش يوس بش ٭تِت‬
‫بش منصور بش ا‪١‬تعمر عبد السبلـ انشيخ اإلعاـ انوالّع انبارع انظاضل في أنواع عي انوبوـ‪ٚ ،‬تاؿ الديش أبو زكريا الصرصرم ‪،‬‬
‫الفاضل ا‪١‬تادح ا‪ٟ‬تنبلي الضرير البغدادم‪ ،‬معظم شعره ُب مدح رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم‪ ،‬ودذوانه في ذنك عشهور عوروؼ غير‬
‫عن ر‪ ،‬كيقاؿ إنو كاف ٭تفظ صناح ا‪ٞ‬توىرم بتمامو ُب اللغة‪.‬‬
‫كصنإ الشي علي بش إدري تلميذ الشي عبد القادر [ا‪ٞ‬تيبلين]‪ ،‬ككاف ذكيا يتو د نورا‪ ،‬ككاف ينظم على البديهة سريعا أشياء‬
‫حسنة فصينة بليغة‪ ،‬ك د نظم "الكاُب" الذم ألفو موفق الديش بش دامة‪ ،‬ك"‪٥‬تتصر ا‪٠‬تر ي"‪ ،‬كأما مدائنو ُب رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو‬
‫كسلم فيقاؿ إهنا تبلغ عشريش ‪٣‬تلدا‪ ،‬كما اشتهر عنو أنو مدح أحدا مش ا‪١‬تخلو ُت مش بٍت آدـ إال األنبياء‪ ،‬ك‪١‬تا دكل التتار إىل بغداد‬
‫‪- 93 -‬‬

‫يدعي إىل ذارئها كرموف بش ىبلكو فأىب أف ‪٬‬تيإ إليو‪ ،‬ك أعد ُب داره حدارة فنُت دكل عليو التتار رماىم بتلك األحدار فهشم‬
‫منهم ‪ٚ‬تاعة‪ ،‬فلما كلصوا إليو تل بعكازه أحدىم ‪ٍ ،‬ب تلوه شهيدا ر‪ٛ‬تو اهلل تعاىل‪ ،‬كلو مش العمر ‪ٙ‬تاف كستوف سنة‪.}..‬اىػ‬
‫ك اؿ عنو ُب موضع آكر (‪ { : )6/331‬الشي ‪ٚ‬تاؿ الديش أبو زكريا‪ ،‬٭تِت بش يوس بش منصور بش عمر األنصارم الصرصرم ‪،‬‬
‫بحياف بي‬
‫انماهر انحافس نألفادذث وانبغ ‪ ،‬ذو انمحب انصادق نرسوؿ اهلل صبى اهلل بيه وسبم‪ ،‬فب نك ذُشبّه في صر ّ‬
‫ثابت رضي اهلل نه‪ ،‬وفي دذوانه انم توب نه في علذح رسوؿ اهلل صبى اهلل بيه وسبم‪ ،‬وقل كاف ضرذر انبصر‪ ،‬بصير‬
‫انبصيرة‪ ،‬ككانت كفاتو ببغداد ُب سنة ست ك‪ٜ‬تسُت كستمائة‪ ،‬تلو التتار ُب كل بنة بغداد كما سيأٌب ذلك ُب موضعو‪ .‬ك د أكرد لو‬
‫طإ الديش اليونيٍت مش ديوانو طعة صا‪ٟ‬تة ُب تر‪ٚ‬تتو ُب الذيل‪ ،‬استوعإ حركؼ ا‪١‬تعدم‪ ،‬كذكر غَت ذلك قصاةل طواال كليرة‬
‫فين ‪.}.‬اىػ‬
‫ك ذكره انحافس ان هبي في "ت كرة انحظاظ"(‪ )1439/4‬فقاؿ‪..{ :‬وانوالع امدذع انزاهل ‪ٚ‬تاؿ الديش ٭تِت بش يوس بش ٭تِت‬
‫بش منصور الصرصرل ا‪ٟ‬تنبلى الضرير سيل انشوراء‪.}..‬اىػ‬
‫ما أشار إليو ا‪ٟ‬تافظ ابش ك َت مش كبلـ اليونيٍت ك ما استنسنو مش شعر اإلماـ الصرصرم‪:‬‬ ‫ك ىا ‪٨‬تش نذكر بع‬
‫قاؿ اإلعاـ انيونيني في "ذذل عرآة انزعاف" في ترجمته ‪{ :‬٭تِت بش يوس بش ٭تِت بش منصور بش ا‪١‬تعمر بش عبد السبلـ أبو زكريا‬
‫انوبّاد‪ ،‬كلو اليد الطوىل ُب نظم الشعر‪ ،‬ك ي‬
‫شعره ُب‬ ‫‪ٚ‬تاؿ الديش الصرصرم الشي الصا ا‪ٟ‬تنبلي كاف عي انوبماء انظالالء انزهاد ُ‬
‫غاية ا‪ٞ‬تودة ر‪ٛ‬تة اهلل عليو‪.‬‬
‫مدح رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم بأشعار ك َتة‪ ،‬يل أف مدائنو فيو صلوات اهلل عليو كسبلمو تقارب عشريش ‪٣‬تلدان‪ .‬ك أضر[صار‬
‫ضريرا] ُب آكر عمره كاستشهد ببغداد ُب كا عة التتار هبا ُب أكائل ىذه السنة أعٍت سنة ست ك‪ٜ‬تسُت ك كستمائة(‪ )656‬ك أمنو د‬
‫نيٌ على السبعُت مش العمر كاهلل أعلم‪ .‬كسأذكر مش مد٭تو لرسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم على سبيل الت ؾ كتشري ىذا الكتاب‬
‫ما يتيسر إف شاء اهلل تعاىل فمش ذلك ولو‪:‬‬
‫ُب مقاـ كبل مش الر باء‬ ‫كىنا ك‪٨‬تش بالزكراء ‪...‬‬
‫زار ٍ‬
‫يا لباب ا‪١‬تعٌت كنور ا‪١‬تعاين ‪ ...‬ذا شظاء انصلور عي كل داء‬
‫أ‪ٛ‬تد ا‪١‬تصطفى السراج ا‪١‬تنَت الػ ‪ ...‬فاتح ا‪٠‬تَت كاًب األنبياء‬
‫يا نش ا‪٢‬تدل عليك سبلـ ‪ ...‬يبقى غضان على األناء‬
‫أنت جاري و ُ ّلتي ونصيري ‪ ...‬و مادي في ش ّلتي ورخاةي‬
‫وا ْسأؿ اهلل فيي تُورض أ ما ‪ ...‬ني بيك انغظرا َف ني ذا رجاةي‬
‫فعرض بذكره كبذكر حذيفة رضي‬
‫ك اؿ ٯتدحو صلى اهلل عليو كسلم‪ ،‬ككاف يومئذ متوجهان إىل زيارة[ ] سلماف الفارسي رضي اهلل عنو ٌ‬
‫اهلل عنو‪:‬‬
‫كذ للنداز إذا مررت بركبو ‪ ...‬مٍت ٖتيٌة ‪٥‬تلن ُب حبٌو‬
‫اسألو ىل حيٌا مرابعو ا‪ٟ‬تيا ‪ ...‬ككسا الربيع شعابو مش عشبو‬
‫ك ٍ‬
‫حل بصلبو‬
‫منها نبوتو كآدـ ينةه ‪ ...‬فازداد نوران حُت ٌ‬
‫ورأى بوينيه بى انورش اسمه‬
‫استقل ب نبه‬
‫ّ‬ ‫‪ ...‬فل ا به فيي‬
‫مر ذكره)‪.‬‬
‫(إشارة إىل توسل آدـ بنبينا ‪٤‬تمد ُب دعاء توبتو‪ ،‬ك د ٌ‬
‫انمحرؽ عي بواةب كيبه‬
‫ّ‬ ‫ونه انمقاـ انمرتالى و شظا ‪ ...‬تُنجي‬
‫ذا سيل انبشر ان ي هو غوثنا ‪ ...‬في فانتي جلب انزعاف وخصبه‬
‫خصصته ُم به‬
‫ُ‬ ‫تورضا ‪ ...‬ننناؿ عي فالل‬
‫زرنا صحابتك ان راـ ّ‬
‫‪- 94 -‬‬

‫عوافى آعناً في سربه‬


‫ً‬ ‫فأفض بينا نوم ً َعي ذاقها ‪ ...‬أضحى‬
‫ْ‬
‫امعي في ذوـ ذصوؿ بر به‬
‫أتم قباها بفاتم انرضا ‪ ...‬و َ‬ ‫و ّ‬
‫ك اؿ ٯتدحو صلى اهلل عليو كسلم‪:‬‬
‫ما باؿ أنفاس النسيم إذا سرت ‪ ...‬سنران على و‬
‫ميت الصبابة أنشرت‬
‫‪ ...‬على رند ا‪ٟ‬تداز ك بانو فتعطرت‬ ‫ما ذاؾ إال أهنا مرت‬
‫إما حللت بذلك ا‪١‬تغٌت الذم ‪ ...‬فيو عيوف ا‪١‬تكرمات تفدرت‬
‫فقل‪ :‬السبلـ عليك يا حرـ ا‪٢‬تدل ‪ ...‬مش مهدة بك أفلنت كتبصرت‬
‫ىل أل ْتضرتك العزيزة ك فةن ‪ٖ ...‬تيي الذم بالبعد مٍت أ ت‬
‫توجهت واستنصرت‬
‫طظاً بى نظس إنى خالّقها ‪ ...‬بك في انفطوب ّ‬
‫ن نها نوهيم جاهك ترتجي ‪ ...‬في فانتيها أقببت أو أدبرت‬
‫ف ُ ي انشظيس نها نتنجيها ‪ ...‬إذا بمت غلاة عوادها عا أفالرت‬
‫ك اؿ ر‪ٛ‬تو اهلل ٯتدحو صلى اهلل عليو كسلم كآلو كأصنابو كأزكاجو‪:‬‬
‫لل دكف الربا كالتنائث ‪ ...‬ييعفى بأيدم العاصفات العوائث‬
‫‪١‬تش ه‬
‫نصنت لو نصنان بريئان مش القذل ‪ ...‬إذا شاب وـ نصنهم بالعبائث‬
‫فقلت لو‪ :‬إف ُرعت أعناً و زةً ‪ ...‬فوُ ْ عي وادي انناةبات ان وارث‬
‫بأفالل عبووث إنى خير أع ٍ ‪ ...‬بفير كتاب جاء عي خير با ث‬
‫و أكرـ عأعوؿ نرفل توجهت ‪ ...‬إنيه نجيبات انمطاذا انحلاةث‬
‫أبي انقاسم انهادي انبشير عحمل ‪ ...‬سبيل ان راـ امطيبيي انمالوث‬
‫ك اؿ ر‪ٛ‬تة اهلل عليو يسبح اهلل تعاىل ك ٯتدح رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم كي ٍت على الصنابة رضي اهلل عنهم أ‪ٚ‬تعُت‪:‬‬
‫سبٌح لربك ُب الظبلـ الداجي ‪ ...‬كاذكره ذكر موامإ ‪٢‬تٌاج‬
‫إىل أف اؿ‪:‬‬
‫صر اإلنهُ به انقرآ َف فبم ذ ي ‪ ...‬في نصر بانواجز انبجاج‬
‫نَ َ‬
‫هو في انحياة وسيبتي وذخيرتي ‪ ...‬نهجوـ عوت نألناـ ُعظاجي‬
‫ك اؿ ٯتدحو صلى اهلل عليو كسلم‪:‬‬
‫ربع ا‪١‬تٌت ٔتٌت نعمت صباحان ‪ ...‬كتبلدت فيك الوجوه صباحان‬
‫إىل أف اؿ ر‪ٛ‬تو اهلل ك رضي عنو ك أرضى عنو حبيبو‪:‬‬
‫يا كَت مش ك ا‪١‬تط ٌي بو ك لو ‪ ...‬جعل الوجى أجسامها أشباحا‬
‫كأحق مش بذؿ الورل ُب حبو ‪ ...‬ك مزاره األمواؿ ك األركاحا‬
‫أكد لو أين ْتضرتك اليت ‪ ...‬شرفت فأمننك السبلـ كفاحا‬ ‫ك ٌ‬
‫أعددت مدحك ُب ا‪ٟ‬توادث يجنٌة ‪ ...‬كعلى الذنوب ا‪١‬توبقات سبلحا‬ ‫ي‬
‫بي بنهرة ذحيى بها ‪ ...‬قببي وذصبح راضياً عرتافا‬
‫فاعنُ ْي َّ‬
‫ْ‬
‫فتى إال وناؿ نجافا‬
‫فألنت عبجمنا ان ي عا ّأعه ‪ ...‬عنا ً‬
‫ني انرفمي ثم نوترتي ‪ ...‬صوناً و جاهاً شاعالً وفالفا‬ ‫وا ْ‬
‫سأؿ َ‬
‫وسالع ً طوؿ انحياة وراف ‪ ...‬بول انممات و في انمواد ر بافا‬
‫واسأؿ معتك انحيا غلقا فق ْل ‪ ...‬فَػ َقل انمزارع عاءها انيحافا‬
‫ْ‬
‫‪- 95 -‬‬

‫واسأؿ إنهك أف ذ وف بقهر ‪ ...‬نولوهم عيتأصال عجتافا‬ ‫ْ‬


‫صلى عليك اهلل ما سرت الصبا ‪ ...‬كشدا ‪ٛ‬تاـ ُب الغصوف كناحا‬
‫ك اؿ ٯتدحو صلوات اهلل عليو كسلم‪:‬‬
‫‪١‬تش ا‪١‬تطايا ُب رباىا تنف ‪ ...‬كالفلك تعلو ُب السراب كترس‬
‫إىل أف اؿ‪:‬‬
‫ربع ‪٬‬تود على العفاة برفده ‪ ...‬وبه ذُغاث انواة انميتصرخ‬
‫ا‪١‬تخوؼ يفرخ‬
‫كلعزه التيدا يف ٗتضع ذلةن ‪ ...‬كبعطفو ركع ٌ‬
‫يا سيد البشر الكرًن ‪٧‬تاره ‪ ...‬يا مش بنسبتو ‪ٝ‬تا متوشل‬
‫كّتاىك ا‪ٞ‬تاه ا‪١‬تديد على ا‪١‬تدل ‪ ...‬كلك ا‪١‬تقامات اليت ال تبذخ‬
‫عروع قبب نه ‪ ...‬بأدناس انهموـ عبطّخ‬
‫ذش و إنيك ّ‬
‫طف بينا واسئل انرفمي في ‪ ...‬ظ ٍو به نا ان نوب تيبخ‬ ‫فا ْ‬
‫فأجز مد٭تي بالرضا ككفاية ‪٢ ...‬تم ك أل ُب كل عاـ يرض‬
‫ٍ‬
‫ال تبقني عي بول صوني واقظاً ‪ ...‬بجنابه بادي انقطوب عوبخ‬
‫أؿ ني اهلل انوهيم سالع ً ‪ ...‬ونهم و ني ستراً شاعالً ال ذيبخ‬‫واس ْ‬
‫ْ‬
‫ك اؿ ٯتدحو صلى اهلل عليو كسلم‪:‬‬
‫ما ذا أثار بقلش السائق الغرد ‪١ ...‬تا غدت عيسو ‪٨‬تو ا‪ٟ‬تمى ٗتد‬
‫كددت لو أنٍت أصبنت متبعان ‪ ...‬آثارىا أرد ا‪١‬تاء الذم ترد‬
‫أىول ا‪ٟ‬تداز كلوال حإ ساكنو ‪١ ...‬تا حبل أل بو التهدَت كاللند‬
‫إىل أف اؿ‪:‬‬
‫ك ل فقد أمكش التبليغ ُب ك ش ‪ ...‬ما كاب عبد إليو اصدان يفد‬
‫رسوؿ اهلل عا أجل ‪ ...‬عي انفطوب انتي أ يا بها انجبل‬
‫أش و إنيك َ‬
‫كنت كَت نش عند كالقنا ‪ ...‬كركح آدـ مل ينه هبا ا‪ٞ‬تسد‬‫ك ى‬
‫فأبصر ا‪ٝ‬تك فوؽ العرش مكتتبان ‪ ...‬كتلك منزلة مل يعطها أحد‬
‫فحيي تاب د ا رب انوباد به ‪ ...‬فتاب فقاً بيه انوافل امفل‬
‫فبان ي أجزؿ اننوما بيك إنى ‪ ...‬ذوـ انمواد فال نقص وال بلد‬
‫بي برؤذا عنك تنوشني ‪ ...‬وتنق انقبع عني فهو عالطهل‬ ‫أنوم َّ‬
‫ْ‬
‫واشظس إنى اهلل في إفياف خاتمتي ‪ ...‬فإنني بك بول اهلل أ تالل‬
‫ْ‬
‫ك اؿ ٯتدحو صلى اهلل عليو كسلم‪:‬‬
‫فا ْتمى سلع فساكنو الذم ‪ ...‬مش ا‪ٟ‬تادث ا‪١‬ترىوب أصبح يمنقذم‬
‫نومت برؤذا وطاؿ تب ذي‬
‫فبيع إذا عا جاد عنه بنهرة ‪ُ ...‬‬
‫ٌ‬
‫رضيت بأف ذرضى بأني بل ‪ ...‬ونيس بى ذي انصلؽ ه ا بمأخ‬‫ُ‬
‫اؼ وعحت ي‬‫وعا ففر بل ال ذ وف والؤ ‪ ...‬مكرـ خبب اهلل ف ٍ‬
‫أيب القاسم ا‪١‬تختار أفضل مرسل ‪ ...‬كأزكى أمُت لؤلكامر منفذ‬
‫وذُفرج عي نار انجحيم بجاهه ‪ ...‬عي انوصع انواصيي كل عحن‬
‫به سولوا بول انشقاء وكم نه ‪ ...‬عي اننار عي عيتفبص عتنق‬
‫‪- 96 -‬‬

‫عت انغلاة سالع ً ‪ ...‬عي انظتي انصم انصالب به ُ ِ‬ ‫قبع إف ُر َ‬


‫فيا ُ‬
‫رعت زاً شاعالً وصيان ‪ ...‬و وناً بى انلنيا بجانبه نُ ِ‬
‫وإف َ‬
‫شئت أف تحيى سويلاً عه باً ‪ ...‬بينته انزهراء ذات انهلى ُخ ِ‬
‫وإف َ‬
‫ك اؿ ٯتدحو صلى اهلل عليو كسلم‪:‬‬
‫حيتك السنة ا‪ٟ‬تيا مش دار ‪ ...‬ككستك حلتها يد األزىار‬
‫إىل أف اؿ ‪:‬‬
‫يا ىاديان ش ٌد اإللو بدينو ‪ ...‬أزرم ك ش ٌد على العفاؼ إزارم‬
‫ت‪ -‬عي سن فمى ‪ ...‬أو زار في سن عحا أوزاري‬ ‫ذا عي به‪ -‬إف ُ ُ‬
‫انحبا ‪ ...‬نيناء سا ٍر أو ّ‬
‫نظك إساري‬ ‫ذا عي فباء ذلذه عحبوؿ ُ‬
‫عأل انمهيمي ع قصلتُك عادفاً ‪...‬بيرا ذمناي ثم ذياري‬
‫ونظى بجاهك ذا أ ز وساةبي ‪ ...‬قتر انهوى ني عس اإلقتار‬
‫كغدكت ‪٤‬تركس ا‪ٟ‬تمى مش صفقة الػ ‪ ...‬إعسار عند تواتر األشعار‬
‫ي‬
‫حسش رجاءن أنٍت مش أمة ‪ ...‬بك أصبنت موضوعة ا صار‬
‫نقبع واجف ام شار‬ ‫أؿ إنهك ني بوشر عحرـ ‪ ...‬جبراً ٍ‬ ‫فاس ْ‬
‫ْ‬
‫ك اؿ ٯتدحو صلى اهلل عليو كسلم‪:‬‬
‫سلواف م لك للمنإ عزيز ‪ ...‬كعليك لوـ الصإ لي ‪٬‬توز‬
‫لش ذلوؿ ُب ىواؾ كمسمعي ‪ ...‬فلو عش العذاؿ فيك نشوز‬
‫أنا بلؾ انراضي برقّي فا ْرضني ‪ ...‬بلاً فبي في ذنك انتمييز‬
‫ال أبتغي عونى سواؾ عي انورى ‪ ...‬إني وجانع عي عب ت فرذز‬
‫ا‪١‬تخصن بالشفاعة للورل ‪ ...‬ران كأنت على الصراط ي‪٣‬تيز‬
‫ٌ‬ ‫أنت‬
‫أش و إنيك جماح نظس ترتمي ‪ ...‬في انغي وهي ي انرشاد ضموز‬
‫فأ ْي ضويظاً ذتّقي بك كيلها ‪ ...‬فبنببها وسط انقبوب فزوز‬
‫بك أستجير وأستغيث وأرتجي ‪ ...‬إني بجاهك في انمواد أفوز‬
‫ك اؿ ٯتدحو صلى اهلل عليو كسلم‪:‬‬
‫م فبادر بيل رفع النعوش ‪ ...‬حلبة السبق ذا إزار كمي‬
‫إىل أف اؿ‪:‬‬
‫وهو انشافس انمنجي ذوي انوصػ ‪ ...‬ذاف عي قور جافم عفشوش‬
‫أفمل انهاشمي أفالل خبب انبػ ‪ ...‬ػه بل صظا عي انتغشيش‬
‫ك اؿ ٯتدحو صلى اهلل عليو كسلم‪:‬‬
‫إالـ على ا ثاـ أنت حرين ‪ ...‬كعش اعة الر‪ٛ‬تش فيك نكوص‬
‫إىل أف اؿ‪:‬‬
‫أال يا رسوؿ اهلل يا مش زكت لو ‪ ...‬منا إ ُب العصر القدًن كعين‬
‫وذكرؾ ذا عوالي ذنظس غُبّتي ‪ ...‬ونبقبع عي رجس انش وؾ ذموص‬
‫وذمنيني في وفلتي وتظردي ‪ ...‬إذا ضمني نحل بّي نحيص‬
‫أغلني فإني في زعاف خطوبه ‪ ...‬نها بيي أفناء انرجاؿ كصيص‬
‫‪- 97 -‬‬
‫اؿ اإلماـ ابش رجإ ُب " ذيل بقات ا‪ٟ‬تنابلة " ُب تر‪ٚ‬تتو‪ { : 1‬٭تِت بش يوس بش‬
‫٭تِت بش منصور بش ا‪١‬تعمر بش عبد السبلـ األنصارم الصرصرم‪ ،‬الزريراين الضرير انظقيه امدذع انبغوي‬

‫ك اؿ ٯتدحو صلى اهلل عليو كسلم‪:‬‬


‫إالـ على ا ثاـ أنت حرين ‪ ...‬كعش اعة الر‪ٛ‬تش فيك نكوص‬
‫إىل أف اؿ‪:‬‬
‫كي ني عجيراً عي خطوب ن ي انحجى ‪ ...‬ان رذم إنى انومر انبئيم تموص‬
‫و ْ‬
‫ك اؿ ٯتدحو صلى اهلل عليو كسلم‪:‬‬
‫مفرط‬
‫إف باف مش نول كأنت م بط ‪ ...‬كص ت ال تبكي فأنت ٌ‬
‫فاحلل عقود الدمع ُب دار ا‪٢‬تول ‪ ...‬فلها البكاء عليك حقان ييشرط‬
‫إىل أف اؿ‪:‬‬
‫ذا صظوة انرفمي عي كل انورى ‪ ...‬ذا عي به في انفطع جاشي ذُربط‬
‫إني إنى رب انوبى عتوجه ‪ ...‬بك نل كل عبم تتمغط‬
‫وعي ذبوذ عي انورى ‪ ...‬بوهيم جاهك قلر ال ذُغمط‬
‫بك أستجير َ‬
‫فا ْس ْ‬
‫أؿ معتك انالويظ نصرة ‪ ...‬و رخاء يش ثم أعناً ذبيط‬
‫ك اؿ ٯتدحو صلى اهلل عليو كسلم‪:‬‬
‫و نار سوداء ذات شواظ‬ ‫ُ ّلتي نبحياة وانموت وانحشر‬
‫أفمل انشافس انوجيه أبو انقا ‪ ...‬سم ذو انحس فوؽ كل امفاظي‬
‫إىل أف اؿ‪:‬‬
‫ذا شظيس امناـ ذا عنق انوا ‪ ...‬صيي عي بطشه انشلاد انغالظ‬
‫صلى وكهاظ‬
‫ً‬ ‫ذا عغيث انوطاش في انهمأ ‪ ...‬وانناس في‬
‫أغث عيتجيراً ‪ ...‬بك في انفطع داةم امنهاظ‬ ‫ذا نبي انهلى ْ‬
‫فلَتجع إىل "ذيل مرآة الزماف" لقطإ الديش اليونيٍت عند‬
‫ٍ‬ ‫‪ ..‬ىذا ما أردنا نقلو ك مش رغإ ُب اإل بلع على مزيد مش ذلك‬
‫تر‪ٚ‬تتو لئلماـ ٭تِت الصرصرم ا‪ٟ‬تنبلي ر‪ٛ‬تو اهلل تعاىل‪.‬‬

‫_ قاؿ اإلعاـ ان هبي في "تارذخ اإلسالـ" ‪{ :‬٭تِت بش يوس بش ٭تِت بش منصور بش ا‪١‬تيعمر بش عبد ٌ‬
‫السبلـ ‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫الشاعر ‪،‬‬
‫غوم ‪ ،‬األديإ ‪ٌ ،‬‬ ‫الضرير ‪ ،‬الل ٌ‬
‫ا‪ٟ‬تنبلي ‪ٌ ،‬‬
‫ٌ‬ ‫البغدادم ‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫شيخ انوالّع ‪ ،‬انزاهل ‪ٚ ،‬تاؿ ال ٌديش ‪ ،‬أبو زكريٌا الص ٍر ٌ‬
‫صرم ‪ٍ ،‬بٌ‬ ‫ان ّ‬
‫الشي عبد‬
‫علي بش إدري صاحإ ٌ‬ ‫الشي‬ ‫‪ٙ‬تاف ك‪ٙ‬تانُت ك‪ٜ‬تسمائة ‪ً .‬‬
‫كصنإ ٌ‬ ‫صافع انملاةح اننّبوذ انياةرة في اآلفاؽ ‪.‬كليد سنة و‬
‫ٌ‬ ‫ّ‬
‫القادر ‪ .‬ك‪ٝ‬تع مش ‪ٚ‬تاعة ‪.‬كركل ا‪ٟ‬تديث ‪.‬‬
‫باىي ‪ ،‬ككاف كاؿ أ ٌيمو ‪.‬‬
‫حكى لنا عنو شيخنا ابش ال ٌد ٌ‬
‫بيت منها حركؼ ا‪١‬ت ٍعدم ‪:‬‬‫كمش شعره ىذه القصيدة العدٯتة النٌظَت اليت ‪ٚ‬تع كل و‬
‫ي‬ ‫ٌ‬
‫الضٌت األك اف ُب مشخن الظٌع ًش‬‫كسٍتو ٌ‬
‫أبت غَت شج ال ٌدمع يم ٍقلة ذم ىحىزف ى‬
‫مل ثا وك ُ ْ بقصلؾ ترب غدا ٕت ٌشم األكطار ُب ٌ‬
‫السهل كا‪ٟ‬تزف‬ ‫ك فيها‪ :‬صفا ٌ‬
‫بيت اهلل ذو انحجر وانركي‬
‫انيادات ذا عي بظالبه ني ْشه ُل ُ‬ ‫فيا سيّل ّ‬
‫رب انورش نحوؾ ودةً أُج ّلد هلاً ال ذفيع به ظنّي‪.} .‬اىػ كبلـ الذىش‪.‬‬ ‫في ْل ني َّ‬ ‫َ‬
‫‪- 98 -‬‬
‫انشا ر انزاهل‪ٚ ،‬تاؿ الديش‪ ،‬أبو زكريا‪ ،‬شا ر انوصر‪ ،‬وصافع انلذواف انياةر في انناس في‬
‫فياف وقته‪ .‬كلد ُب سنة ‪ٙ‬تاف ك‪ٙ‬تاين ك‪ٜ‬تسمائة‪.‬‬
‫علح اننبي صبى اهلل بيه وسبم‪ ،‬كاف ّ‬
‫ك رأ القرآف بالركايات على أصناب ابش عساكر البطا٭تي‪ ،‬ك‪ٝ‬تع ا‪ٟ‬تديث مش الشي علي بش إدري‬
‫اليعقويب الزاىد صاحإ الشي عبد القادر [ا‪ٞ‬تيبلين]‪ ،‬كصنبو كسلك بو‪ ،‬كلب منو ا‪٠‬تر ة‪ .‬كأجاز لو‬
‫الشي عبد ا‪١‬تغيث ا‪ٟ‬تريب كغَته‪ ،‬كحفظ الفقو كاللغة‪ .‬كيقاؿ‪ :‬إنو كاف ٭تفظ "صناح" ا‪ٞ‬توىرم بكمالو‪.‬‬
‫ككاف يتو د ذكاء‪ ،‬كنظٍ يمو ُب الغاية[مش ا‪ٟ‬تسش]‪ ،‬كيقاؿ‪ :‬إف علاةحه في اننبي صبى اهلل بيه وسبم‬
‫تببم شرذي عجبلاً‪ .‬ك د نظم ُب الفقو " ‪٥‬تتصر ا‪٠‬تر ي" كنظم " زكائد الكاُب " على ا‪٠‬تر ي‪ ،‬كنظم ُب‬
‫العربية‪ ،‬كُب فنوف شىت‪.‬‬
‫وكاف صانحاً قلو ًة‪ ،‬هيم االجتهاد‪ ،‬كلير انتالوة‪ ،‬ظيظاً صبوراً قنو اً‪ ،‬عحباً نطرذق انظقراء[أي‬
‫السنٌة‪ ،‬مننرفان‬
‫كيركن ُب ذلك‪ .‬ككاف شديدان ُب ي‬ ‫انصوفي ] وعفانطتهم‪ .‬ككاف ٭تضر معهم السماع‪ٌ ،‬‬
‫السنٌة‪ ،‬كمدح أىلها‪ ،‬كذ ٌـ ‪٥‬تالفيها‪ .‬كلو صيدة ويلة المية‬
‫على ا‪١‬تخالفُت ‪٢‬تا‪ .‬كشعره ‪٦‬تلوء بذكر أصوؿ ي‬
‫مفر ان ُب تراجم بع األصناب الذيش ذكرىم فيها‪.‬‬ ‫ُب مدح ا ًإلماـ أ‪ٛ‬تد كأصنابو‪ .‬ك د ذكرنا بعضها ٌ‬
‫السنٌة‪ ،‬كنظم ُب ذلك صيدة‬‫بشره با‪١‬توت على ي‬‫ككاف د رأل النش صلى اهلل عليو كسلم ُب منامو ك ٌ‬
‫ويلة معركفة‪ .‬ك د حدث‪ .‬ك ‪ٝ‬تع منو ا‪ٟ‬تافظ الدميا ي‪ ،‬كذكره ُب معدمو‪ ،‬كعلي بش حصُت الفخرم‪.‬‬
‫كأجاز للقاضي سليماف بش ‪ٛ‬تزة‪ ،‬كأ‪ٛ‬تد بش علي ا‪ٞ‬تزرم‪ ،‬كزينإ بنت الكماؿ‪.‬‬
‫ك‪١‬تا دكل ىوالكو كجنده الكفار إىل بغداد كاف الشي ٭تمى هبا‪ .‬فلما دكلوا عليو اتلهم‪ .‬كيقاؿ‪ :‬إنو‬
‫تل منهم بعكازه‪ٍ .‬ب تلوه شهيدان رضي اهلل عنو سنة ست ك‪ٜ‬تسُت كستمائة برباط الشي علي ا‪٠‬تباز‬
‫توجهنا إىل ا‪ٟ‬تداز سنة تسع كأربعُت‬
‫زرت ه هبا حُت ٌ‬ ‫بالعقبة‪ ،‬ك‪ٛ‬تل إىل صرصر فدفش هبا‪ .‬ك ي‬
‫كسبعمائة‪.}.‬اىػ‬

‫و قاؿ اإلعاـ انوالع انبلر انويني ا‪ٟ‬تنفي–صاحإ "عمدة القارم شرح صنيح البخارم"‪ُ -‬ب "عقد ا‪ٞ‬تماف ُب تاري أىل الزماف" ‪:‬‬
‫{الصرصرم ا‪١‬تادح‪ ،‬٭تِت بش يوس بش ٭تِت بش منصور بش ا‪١‬تعمر بش عبد السبلـ‪ ،‬انشيخ اإلعاـ‪ ،‬انوانم انوالع ‪ ،‬انبارع‪ٚ ،‬تاؿ الديش‬
‫أبو زكريا الصرصرل‪ ،‬الشاعر ا‪١‬تادح‪ ،‬ا‪ٟ‬تنبلى‪ ،‬الضرير‪ ،‬البغدادم‪ .‬وشور في علذح رسوؿ اهلل صبى اهلل بيه وسبم عشهور‪ ،‬ودذوانه‬
‫في ذنك عوروؼ غير عن ور‪ .‬كلد سنة ‪ٙ‬تاف ك‪ٙ‬تانُت ك‪ٜ‬تسمائة‪ ،‬ك‪ٝ‬تع ا‪ٟ‬تديث‪ ،‬كحفظ الفقو كاللغة‪.}..‬اىػ‬
‫فه بوض نصوص انوبماء في اإلعاـ انصرصري‪ ،‬و نم نر أفلا اب بيه أو أن ر عا في شور عي انتوسل و‬
‫االستغاث باننبي صبى اهلل بيه و سبم‪ ،‬بل علفوا شور و استحينو غاذ اإلستحياف‪ ،‬فهل جهل همالء امةم كبهم –‬
‫وغيرهم‪ -‬أف ذنك شرؾ عفرج عي انمب ؟!! أـ استحينوا انشرؾ و علفو و أهبه؟؟ أـ همالء جميواو غيرهم‬
‫هم أذالاكانصرصري و ابي اننوماف " نييو عي أهل انوبم انوانميي بملارؾ امف اـ‪ ،‬ان ذي ذمخ بقونهم في شراةس اإلسالـ"‬
‫– كما ذز م ابي تيمي ؟؟!! سبحاف اهلل انوهيم !!‬
‫‪- 99 -‬‬
‫ك اؿ الشي شبيإ بش ‪ٛ‬تداف أكو صػاحإ " الرعػايتُت" ا‪ٟ‬تنبلػي ا‪ٟ‬تػراين‪ -‬كىػو ابػش عػم‬
‫‪1‬‬
‫ػاـ الصرصػػرم صػػيدةى " بانػػت سػػعاد " [لكعػػإ بػػش مالػػك]‬
‫‪٣‬تػػد الػػديش بػػش تيميػػة‪{ : -‬عػػارض اإلمػ ي‬
‫بقصيدة عظيمة‪ ،‬منها ولو ٮتا إ النش صلى اهلل عليو كعلى آلو كسلم ‪:‬‬
‫فاشفع لقائلها يا مش شفاعتيو‬
‫ٍ‬
‫تفك مش ىو مكبوت ك مكبوؿ‬
‫ٌ‬
‫ك بقتو سنة ‪ٜ‬ت كتسعُت كست مئة(‪776‬ىػ) ‪.}..‬اىػ‬
‫ػت ك ػَتان منهػا كػوؼ‬
‫ػإ عنػدم مػع صػر بػاعي ك لػة ا ٌبلعػي ‪ ،‬ك ػد ترك ي‬ ‫كىذه النصػوص ُب كت و‬
‫الس مة كا‪١‬تبلمة ‪ ،‬كمش مل ينفعو اهلل تعاىل ‪ ،‬مل ينفع نصح ا‪١‬تؤل لو ‪.‬‬
‫فهػػذه نصػػوص ابػػش تيميػػة كعلمػػاء ا‪ٟ‬تنابلػػة ‪ ،‬بػػل نػػن اإلمػػاـ أ‪ٛ‬تػػد ر‪ٛ‬تػػو اهلل تعػػاىل ُب " منسػػكو "‬
‫للمركذم ‪.‬‬
‫متأكركىم على ندائو ككطابو ك لإ الشفاعة منو صلى اهلل عليو كعلى آلو‬
‫فقد أ بق متق ٌدموىم ك ٌ‬
‫كسلم ‪.‬‬
‫يصح أف يقاؿ ‪ :‬ىػذا كفػر ك شػرؾ ؟؟!! ‪ ،‬فهػل ىػذا إال جهػل ك إفػك علػى العلمػاء األعػبلـ‬
‫ٌ‬ ‫فكي‬
‫؟!!‬
‫نصوص انيادة انحنظي ‪:‬‬
‫أما نصوص األئمة ا‪ٟ‬تنفية ‪ ،‬فقد ذكركا ذلك ُب بػاب الزيػارة كغَتىػا كال أعلػم كبلفػان عػنهم ُب ىػذه‬
‫ا‪١‬تسألة ‪.‬‬
‫اؿ اجملد ا‪١‬توصلي‪ 2‬صاحإ "ا‪١‬تختار للفتول" كشرحو ‪-‬كىو مش متقػ ٌدمي ا‪ٟ‬تنفيػة‪ُ -‬ب‬
‫آكػػر ا‪ٟ‬تػػج ُب "بػػاب الزيػػارة" ‪ {:‬فيقػػوؿ ‪ :‬يػػا رسػػوؿ اهلل ‪٨ ،‬تػػش كفػػدؾ ك يزٌكار ػ ؾ‪ ،‬جئنػػا مػػش بػػبلد‬

‫‪ _ 1‬ا‪١‬تعارضة‪ :‬أف يأٌب شاعر إىل صيدة مشهورة فينظم صيدة ُب ذات موضوعها ك على نف ْترىا ك افيتها ‪ ،‬ك لي معناىا أنو‬
‫يعارضها ك ينقدىا ك ٮتال ما فيها بل على العك ‪.‬‬
‫‪ _ 2‬اؿ إبش طلوبغا ُب "تاج الًتاجم ُب بقات ا‪ٟ‬تنفية " ‪ { :‬عبد اهلل بش ‪٤‬تمود بش مودكد بش ‪٣‬تد الديش أبو الفضل ا‪١‬توصلي كلد‬
‫با‪١‬توصل يوـ ا‪ٞ‬تمعة سل شواؿ سنة تسع كتسعُت ك‪ٜ‬تسمائة‪ .‬كحدث عش ابش زد‪ .‬وكاف فقيها ارفا بانم هع‪ .‬كأل القضاء‬
‫بالكوفة ٍب عزؿ كرجع إىل بغداد كدرس ٔتشهد اإلماـ أيب حنيفة كأفىت حىت مات يوـ السبت تاسع عشر احملرـ سنة ثلث ك‪ٙ‬تانُت‬
‫كستمائة‪ .‬كلو كتاب "ا‪١‬تختار للفتول" ك كتاب االكتيار لتعليل ا‪١‬تختار كغَته‪ .‬انتهى‪ .‬لت‪ :‬كلو كتاب ا‪١‬تشتمل على مسائل ا‪١‬تختصر‬
‫ك‪٦‬تش يسمى هبذا االسم منهم‪ }.‬اىػ‬
‫‪- 011 -‬‬
‫ػيمش بزيارت ػػك ‪ ،‬ك‬
‫شاس ػػعة كنػ ػواحي بعي ػػدة‪ ،‬اص ػػديش ض ػػاء حق ػػك ‪ ،‬كالنظ ػػر إىل مػ ػ ثرؾ ك الت ػ ٌ‬
‫االستشػفاع بػك إىل ربنػا ‪ ،‬فػنف ا‪٠‬تطايػا ػد أثقلػت مهورنػا ‪ ،‬كأنػت الشػافع ا‪١‬تشػ ٌفع ا‪١‬توعػود بالشػػفاعة‬
‫كا‪١‬تقػػاـ احملمػػود ‪ ،‬ك ػػد ػػاؿ تعػػاىل ‪ { :‬كلػػو أهنػػم إذ ملم ػوا أنفسػػهم جػػاؤكؾ‪} ...‬ا يػػة‪ ،‬ك ػػد جئنػػاؾ‬
‫اسألو أف ٯتيتنػا علػى يسػنٌتك ‪ .‬الشػفاعةى يػا‬ ‫فاشفع لنا عند ربنا ‪ ،‬ك ٍ‬
‫ٍ‬ ‫ما‪١‬تُت ألنفسنا مستغفريش لذنوبنا ‪،‬‬
‫رسوؿ اهلل ‪ ،‬الشفاعةى يا رسوؿ اهلل ‪ ،‬الشفاعةى يا رسوؿ اهلل‪ .} ..‬انتهى ‪.‬‬
‫ك د أ بق علماء ا‪ٟ‬تنفية على م ل ىذه العبارة ‪.‬‬
‫اؿ العبلٌمة علي القارم‪ 1‬ر‪ٛ‬تو اهلل تعاىل ُب كتابو ُب زيارة النش صلى اهلل عليو كعلى آلو‬
‫كسلم ‪:‬‬
‫{ كيتوس ػػل ب ػػو ص ػػلى اهلل علي ػػو كعل ػػى آل ػػو كسػ ػلم ُب ح ػػق نفس ػػو كيتش ػػفع ب ػػو إىل رب ػػو ‪ .‬ق ػػاؿ أه ػػل‬
‫انمناسػػك عػػي جميػػس انم ػ اهع ‪ :‬كمػػش أحسػػش مػػا يقػػوؿ ‪ ،‬مػػا جػػاء عػػش العتػػش – أم أثػػر األعػرايب‬
‫الػػذم جػػاء إىل ػ ه صػػلى اهلل عليػػو كعلػػى آلػػو كسػػلم ‪ ،‬فقػػد تقػػدـ ‪ .. -‬ػػاؿ ‪ :‬كينبغػػي أف يك ػػر‬
‫االستغفار وذيػتل ي عنػه صػبى اهلل بيػه و بػى آنػه وسػبم أف ذيػتغظر نػه فيقػوؿ ‪٨ :‬تػش كفػدؾ ك‬
‫زكار ػ ؾ يػػا رسػػوؿ اهلل ‪ ،‬جئنػػا لقضػػاء حقػػك كالت ػ ؾ بزيارتػػك ك اإلستشػػفاع بػػك ‪٦‬تػػا أثقػػل مهورنػػا‬
‫نؤملػػو ‪ ،‬كال رجػػاء غػػَت بابػػك نطلبػػو ‪ ،‬فاسػػت ٍغ ٍفر كاشػػفع لنػػا إىل‬
‫كأملػػم لوبنػػا ‪ ،‬فلػػي لنػػا شػػفيع غػػَتؾ ٌ‬
‫اسػألو أف ‪٬‬تعلنػا مػش عبػاده الصػا‪ٟ‬تُت} ‪ .‬انتهػى ‪ .‬ك زاد ُب "ا‪١‬تناسػك"‪{ :‬‬ ‫ربك يا شفيع ا‪١‬تذنبُت ‪ ،‬ك ٍ‬
‫الشفاعةى ‪ ،‬الشفاعةى‪ ،‬الشفاعةى يا رسوؿ اهلل } اىػ‪.‬‬
‫ك اؿ الشي زاده ا‪ٟ‬تنفي ُب " ىٍ‪٣‬ت ىم ًع ٍاألىنٍػ يه ًر ًُب ىش ٍرًح يم ٍلتىػ ىقى ٍاأل ٍىْتي ًر" ‪:‬‬
‫ا‪٠‬تًىبل ى ً‬ ‫ؼ بًىق ًاع ٍاأل ٍىر ً‬ ‫صلى اللوي تىػ ىع ىاىل ىعلىٍي ًو ىك ىسل ىم أى ٍشىر ي‬ ‫ً ً‬
‫يما‬
‫ؼفى‬ ‫ض ىكأىف ٍ‬ ‫اإل ٍ‪ٚ‬تىاعي ىعلىى أىف ىم ٍوض ىع ىػ ًٍه ى‬ ‫{ ىكى ىع ًٍ‬
‫و‬ ‫ً‬ ‫ً ً ً‬ ‫ات بل يػ ٍقر ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫صلى اللوي‬ ‫ب م ٍش ىد ىر ىجة الٍ ىواجبىات ًزيى ىارةي ىػ ًٍ نىبًيػنىا ىك ىسيدنىا ي‪٤‬تىمد ى‬ ‫ىح ىس ًش الٍ ىمٍن يدكبى ى ٍ ى ي ي‬ ‫س ىو ىاىا‪ .‬ىكم ٍش أ ٍ‬
‫ب إلىٍيػ ىها ٔتًًٍ ًل ىػ ٍولًًو ىعلىٍي ًو الص ىبلةي‬‫ض ىعلىٍي ًو الس ىبلـ ىعلىى ًزيارتًًو كبالى ىغ ًُب الن ٍد ً‬
‫ى ى ىى‬ ‫ي‬
‫ً‬
‫تىػ ىع ىاىل ىعلىٍيو ىك ىسل ىم ىكى ٍد ىحر ى‬
‫اع ًيت }‪..‬إىل أف اؿ‪:‬‬ ‫ت لىوي ىش ىف ى‬ ‫ىكالس ىبل يـ { ىم ٍش ىز ىار ىػ ًٍم ىك ىجبى ٍ‬
‫ك أىيػ ىها النًش ىكىر ٍ‪ٛ‬تىةي الل ًو ىكبػىىرىكاتيوي‪..]..[ ،‬إىل أف اؿ‪:‬‬ ‫وؿ‪ :‬الس ىبل يـ ىعلىٍي ى‬ ‫‪ ..‬ىكيىًق ي ىك ىما يىًق ي ًُب الص ىبلةً ىكيىػ يق ي‬
‫إ الٍ ىم ٍغ ًفىرًة؛ ىكيىػ يق ي‬ ‫ات‪ :‬سؤ ياؿ حس ًش ٍ ً ً‬ ‫ا‪ٟ‬تاج ً‬
‫وؿ‪:‬‬ ‫ا‪٠‬تىا٘تىة ىك ىلى ي‬ ‫يى ي ٍ‬ ‫اجتَهُ ‪ ،‬ىكأ ٍىعظى يم ٍى ى‬ ‫َؿ انبَّهَ تَػ َوانَى َف َ‬‫ثُ َّم ذَ ْيأ ُ‬
‫ك إنَى انبَّ ِه تَػ َوانَى فِي أَ ْف أ َُع َ‬
‫وت‬ ‫انش َظا َ َ انْ ُ ْبػ َرى َوأَتَػ َو َّس ُل بِ َ‬
‫ك َّ‬ ‫َسأَنُ َ‬ ‫ك ذا رس َ ِ‬
‫وؿ انبَّه أ ْ‬ ‫اني َال ُـ َبَْي َ َ َ ُ‬ ‫َّ‬
‫اد انبَّ ِه َّ ِ ِ‬ ‫شر فِي ُزعرةِ ِ ب ِ‬ ‫ُع ْيبِ ًما َبَى ِعبَّتِ َ‬
‫ك َو ُسنَّتِ َ‬
‫يي ‪]...[ ،‬‬ ‫انصانح َ‬ ‫َْ َ‬ ‫ُف َ َ‬‫ك َوأَ ْف أ ْ‬

‫_ انظر تر‪ٚ‬تتو ٌ‬
‫ا‪١‬تارة صفنة ‪.64‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪- 010 -‬‬
‫اني َال ُـ فَػيَ ْح َم ُل انبَّهَ تَػ َوانَى َوذُػلْنِي َبَْي ِه‬ ‫اؿ‪ :‬ثُ َّم ذَػ ْرِج ُس إنَى ِفيَانِ ِه َو ْجهَ اننَّبِ ِّي َبَْي ِه َّ‬
‫انص َالةُ َو َّ‬
‫اإلذم ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِ‬ ‫صبِّي َبَى نَبِيِّ ِه بِأَفْ َ‬
‫اف ‪.‬‬ ‫ال ِل َعا ذُ ْم ُي َوذَ ْل ُو ننَػ ْظيه َوذَ ْيتَ ْشظ ُس نَهُ َون َوان َلذْه َون َجمي ِس أ َْه ِل ِْ َ‬ ‫َوذُ َ‬
‫ىحإ ىكأى ٍف‬ ‫ً‬ ‫إىل أف اؿ‪ .. :‬فىًنذىا عزـ ىإىل الس ىف ًر يستنإ لىو أى ٍف يػودع ًُب الٍمس ًد ًد بً و‬
‫ص ىبلة‪ ،‬ىكيى ٍدعيو بىػ ٍع ىدهي ٔتىا أ ى‬ ‫ى‬ ‫ي ٍ ى ى ي يى ى ى ٍ‬ ‫ىى ى‬
‫ُت ىكأ ٍىكىال ًدهً ىكأ ٍىىلً ًو ىكىمالًًو ىكيى ٍسأ يىؿ اللوى تىػ ىع ىاىل‬ ‫ًً‬ ‫ًً‬ ‫ًً ً‬ ‫ً‬
‫ىحإ لىوي ىكل ىوال ىديٍو ىكًًإل ٍك ىوانو الصا‪ٟ‬ت ى‬ ‫يىأًٌٍبى الٍ ىقٍبػىر الش ًري ى ىكيى ٍدعي ىو ٔتىا أ ى‬
‫صد ىؽ ًٔتىا ٯتيٍ ًك يش‬ ‫ًو ً‬ ‫ًو‬ ‫ًً ً ً ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫أى ٍف يي ٍدكلىوي ىد ىار النعي ًم ىكيػي ىوصلىوي ىإىل أ ٍىىلو ىسال نما ىغا‪٪‬تنا ٓتىًٍَت ىعا بىة ىك يح ٍس ًش ىعافيىة ىكيػىٍنبىغي أى ٍف يىػتى ى‬
‫ال َرةِ اننَّبَ ِوذَِّ‪.}..‬اىػ‬ ‫ْح ْ‬ ‫ِ ِ‬
‫ؼ بَاكيًا َف ِزذنًا َبَى ف َراؽ ان َ‬
‫ا‪ٞ‬تًَت ًاف ثُ َّم ذػ ْنص ِر ُ ِ‬
‫َ َ‬
‫ًً‬
‫ىعلىى الٍ يف ىقىراء م ٍش ٍ ى‬
‫ك اؿ العبلمة ابش عابديش ا‪ٟ‬تنفي‪ُ 1‬ب "رد احملتار على الدر ا‪١‬تختار" ‪:‬‬
‫ا‪ٟ‬تىافً ًظ ابٍ ًش‬‫إ ىإىل ٍ‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ُت ىك ىما ُب "اللبىاب" ‪ ،‬ىكىما نيس ى‬
‫ً‬ ‫ًً‬
‫ىم بًًن ٍ‪ٚ‬تى ًاع الٍ يم ٍسلم ى‬
‫ً‬
‫{ ىػ ٍوليو‪ (( :‬ىكًزيى ىارةي ىػ ًٍه ىمٍن يدكبىةه )) أ ٍ‬
‫ً‬ ‫ا‪ٟ‬تىٍنبىلًي ًم ٍش أىنوي يىػ يق ي‬
‫تىػٍي ًميةى ٍ‬
‫ىص ىل لىوي ‪ ،‬ىكإً‪٪‬تىا [ىو] يىػ يق ي‬
‫وؿ‬ ‫وؿ بًالنػ ٍه ًي ىعٍنػ ىها فىػ ىق ٍد ى ىاؿ بىػ ٍع ي الٍعيلى ىماء‪ :‬إنوي ال أ ٍ‬
‫ث ‪،‬أىما نىػ ٍف ي الزيى ىارةً فى ىبل يٮتىالً ي فً ىيها ىك ًزيى ىارةً ىسائًًر الٍ يقبيوًر ‪.‬‬ ‫اج ًد ال ىبل ً‬ ‫بًالنػه ًي عش شد الرح ًاؿ ىإىل ىغ ًَت الٍمس ً‬
‫ٍ ىى‬ ‫ٍ ىٍ ى ى‬
‫السقاـ بزيارة‬ ‫"شفاء‬ ‫ىو‬ ‫[ك‬ ‫ه‬ ‫ي‬‫كمع ى ىذا فىػ ىق ٍد رد ىك ىبلمو ىكًَت ًمش الٍعلىم ًاء كلً ًٍئلم ًاـ السب ًكي فً ًيو تىأٍلًي ه منً‬
‫ٌ‬ ‫ى‬ ‫ٍ ٌ‬ ‫ىي ه ٍ ي ى ى ى‬ ‫ى‬ ‫ىى ى ى‬
‫كَت األناـ"]‪..‬‬
‫ضيئى ًة ًُب الزيىارةً‬ ‫اب كى ىاؿ ىكما بػيػٍنتيو ًُب "الدرةً الٍم ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫‪ ..‬ىػوليو (( بل ً ً‬
‫ى‬ ‫ي‬ ‫ى ى ي‬ ‫يل ىكاجبىةه ))‪ :‬ذى ىكىرهي ُب ىش ٍرًح اللبى ى‬ ‫ٍ ي ىٍ ى‬
‫صىر لىوي ‪ .‬نىػ ىع ٍم ًعبى ىارةي‬ ‫ًً ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ا‪٠‬تىٍيػ ير الرٍملي ًُب ىحاشيىة الٍمنى ًح ىع ٍش ابٍ ًش ىح ىد ور ىكى ىاؿ ‪ :‬ىكانٍػتى ى‬ ‫ضا ٍ‬ ‫صطىىف ًوية"‪ ،‬ىكذى ىكىرهي أىيٍ ن‬ ‫الٍ يم ٍ‬
‫وب لً ىم ٍش لىوي ىس ىعةه ‪ .‬ىكى ٍد ذى ىكىر ًُب الٍ ىفٍت ًح[أم‬ ‫اب" ك "الٍ ىفٍت ًح" ك " ىشرًح الٍم ٍختىا ًر" أىنػها ى ًريبةه ًمش الٍوج ً‬
‫ى ى ٍ يي‬ ‫ى ٍ ي‬
‫ً‬
‫"اللبى ى‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ك ‪ ،‬ىكىك ىذا ًُب ىش ٍرًح‬ ‫آدابىػ ىها ىكأى ى ىاؿ ًُب ىذل ى‬ ‫ض ًل الزيى ىارًة ىكذى ىكىر ىكٍيفيتىػ ىها ىك ى‬
‫"فتح القدير" البش ا‪٢‬تماـ] ىما ىكىرىد ًُب فى ٍ‬
‫ك ىم ٍش أ ىىر ىادهي‪}.‬اىػ‬ ‫ً ً‬ ‫الٍم ٍختىا ًر كاللب ً‬
‫اب فىػ ٍلييػىراج ٍع ىذل ى‬ ‫ى ى‬ ‫ي‬

‫نن ما ذكره العبلمة اإلماـ الكماؿ بش ا‪٢‬تماـ‪ 2‬ا‪ٟ‬تنفي ُب "فتح القدير بشرح‬
‫ك ىذا ٌ‬
‫ا‪٢‬تداية"‪:‬‬

‫‪ _ 1‬جاء ُب "موسوعة األعبلـ" ‪ {:‬ابش عابديش ‪٤‬تمد أمُت بش عمر بش عبد العزيز عابديش الدمشقى؛ فقيه انلذار انشاعي و إعاـ‬
‫انحنظي في صر ‪ .‬مولده ككفاتو َب دمشق‪ ،‬كلو ان تاب انمشهور "رد انمحتار بى انلر انمفتار" ‪ٜ‬تسة ‪٣‬تلدات َب الفقو ا‪ٟ‬تنفي‬
‫ييعرؼ ْتاشية ابش عابديش كغَت ذلك ك َت‪.}.‬اىػ‬
‫ك اؿ ُب "ىدية العارفُت"‪ { :‬ابش عابديش‪ :‬السيد ‪٤‬تمد أمُت عابديش بش السيد عمر عابديش بش عبد العزيز بش أ‪ٛ‬تد بش عبد الرحيم‬
‫الدمشقي ا‪ٟ‬تنفي؛ انمظتي انوالع انشهير بابي ابلذي ‪ .‬كلد سنة ‪1198‬ىػ كتوُب سنة ‪ 1252‬اثنتُت ك‪ٜ‬تسُت كمائتُت كأل ‪}..‬اىػ‬
‫‪ _ 2‬اؿ عنو ابش العماد ا‪ٟ‬تنبلي ُب "شذرات الذىإ" (‪ { :)899:9‬كفيها[توُب] كماؿ الديش ‪٤‬تمد بش عبػد الواحػد بػش عبػد ا‪ٟ‬تميػد‬
‫بش مسعود السيواسي ٍب األسكندرم ا‪١‬تعركؼ بابش ا‪٢‬تماـ ا‪ٟ‬تنفي اإلعػاـ انوالعػ ‪ .‬ػاؿ اإلعػاـ انحػافس انيػيوطي فػي "بغيػ انو ػاة"‪:‬‬
‫كلد سنة تسعُت كسبعمائة كتفقو بالسراج ارئ ا‪٢‬تداية كالزمو ُب األصوؿ كغَتىا كانتفع بو كبالقاضػي ‪٤‬تػإ الػديش بػش الشػننة ‪١‬تػا دكػل‬
‫القاىرة سنة ثبلث عشرة كالزمو كرجع معػو إىل حلػإ كأ ػاـ عنػده إىل أف مػات كأكػذ العربيػة عػش ا‪ٞ‬تمػاؿ ا‪ٟ‬تميػدم كاألصػوؿ كغػَته عػش‬
‫‪- 012 -‬‬
‫صلى اللوي ىعلىٍي ًو ىك ىسل ىم ] ى ىاؿ ىم ىش ًاٮتينىا ىرً‪ٛ‬تى يه ٍم اللوي تىػ ىع ىاىل ‪:‬‬ ‫ث ‪ًُ :‬ب ًزيى ىارةً ىػ ًٍ النًش ى‬
‫{[ الٍم ٍق ً ً‬
‫ص يد ال ال ي‬ ‫ى‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ك الٍ ىفا ًرسي ك ىشرًح الٍم ٍختىا ًر أىنػها ى ًريبةه مش الٍوج ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ض ًل الٍمٍن يدكبات؛ كًُب منىاس ً‬ ‫ً‬
‫وب ل ىم ٍش لىوي س ىعةه ‪.‬‬ ‫ى ى ٍ يي‬ ‫ى ٍ ي‬ ‫م ٍش أىفٍ ى ى ى ى ى‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً ً‬
‫ً‬
‫صلى اللوي ىعلىٍيو ىك ىسل ىم يمد ىة الط ًريق ‪ ،‬ىك ٍاأل ٍىكىىل ف ى‬
‫يما‬ ‫ىكإً ىذا تىػ ىوجوى ىإىل الزيى ىارةً يي ٍك ير م ٍش الص ىبلة ىكالس ىبلـ ىعلىى النًش ى‬
‫ً‬ ‫يػ ىقع ًعٍن ىد الٍعب ًد الضعًي ً ىٕت ًر ي ً ً‬
‫ص ىل لىوي إ ىذا ىد ىـ ًزيى ىارىة‬ ‫صلى اللوي ىعلىٍيو ىك ىسل ىم يٍب إ ىذا ىح ى‬ ‫يد النػية ل ًزيى ىارةً ىػ ًٍ النًش ى‬ ‫ٍ‬ ‫ىٍ‬ ‫ى ي‬
‫ً ًً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫صلى اللوي‬ ‫ك ًزيى ىادةى تىػ ٍعظيمو ى‬ ‫يكىرل يػىٍن ًوي ًه ىما ف ىيها ًألىف ًُب ذىل ى‬ ‫الٍمسدد أىك يستىػ ٍفتًح فى ٍ ً‬
‫ض ىل اللو يسٍب ىنانىوي ًُب ىمرةو أ ٍ‬ ‫ى ٍ ٍ ىٍ ي‬
‫ىعلىٍي ًو ىك ىسل ىم ىكإً ٍج ىبللًًو ‪]...[،‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ىك ىعلىى ىما ذى ىك ٍرنىا يى يكو يف الٍ ىوا ي يم ٍستىػ ٍقبً نبل ىك ٍج ىهوي ىعلىٍيو الص ىبلةي ىكالس ىبل يـ ىكبى ى‬
‫صىرهي فىػيى يكو يف أ ٍىكىىل ‪.‬‬
‫وؿ ًُب ىم ٍوً ًف ًو ‪:‬‬‫يٍب يىػ يق ي‬
‫وؿ الل ًو ‪ ،‬الس ىبل يـ ىعلىٍيك يىا ىكٍيػىر ىك ٍل ًق الل ًو [‪ ..]..‬إىل أف اؿ‪:‬‬ ‫الس ىبل يـ ىعلىٍيك يىا ىر يس ى‬
‫اني َال ُـ ‪ .‬ىكأ ٍىعظى يم الٍ ىم ىسائً ًل ىكأ ىى‪٫‬ت ىها‬
‫انص َالةُ َو َّ‬ ‫ال َرةِ نَبِيِّ ِه َبَْي ِه َّ‬
‫اجتَهُ ُعتَػ َو ِّس ًال إنَى انبَّ ِه بِ َح ْ‬ ‫َؿ انبَّهَ تَػ َوانَى َف َ‬ ‫َوذَ ْيأ ُ‬
‫صبَّى انبَّهُ َبَْي ِه َو َسبَّ َم َّ‬ ‫ض ىو ًاف ىكالٍ ىم ٍغ ًفىرةً ‪ .‬ثُ َّم ذَ ْيأ ُ‬ ‫سؤ ياؿ حس ًش ٍ ً‬
‫وؿ ‪ :‬ذَا‬ ‫انش َظا َ َ فَػيَػ ُق ُ‬ ‫َؿ اننَّبِ َّي َ‬ ‫ا‪٠‬تىا٘تىًة ىكالر ٍ‬ ‫يى ي ٍ‬
‫انش َظا َ َ َوأَتَػ َو َّس ُل بِك إنَى انبَّ ِه فِي أَ ْف أ َُع َ‬
‫وت‬ ‫َسأَنُك َّ‬ ‫انش َظا َ َ ‪ ،‬ذا رس َ ِ‬
‫وؿ انبَّه أ ْ‬ ‫َ َُ‬ ‫َسأَنُك َّ‬ ‫رس َ ِ‬
‫وؿ انبَّه أ ْ‬ ‫َُ‬
‫ً‬ ‫ً ً ً ً ً ً ًً‬ ‫ِ‬ ‫ِ َِّ‬ ‫ِ‬
‫إ ٍاألىلٍ ىفا ىظ‬ ‫ُع ْيب ًما َبَى عبتك َو ُسنَّتك ‪ ،‬ىكيى ٍذ يك ير يكل ىما ىكا ىف م ٍش ىب ًيل اال ٍست ٍعطىاؼ ىكالرفٍق بو ‪ ،‬ىكىٍ‪٬‬تتىن ي‬
‫ب‪.‬‬ ‫اإل ٍدىال ًؿ كالٍ يقر ًب ًمش الٍم ىخا ىإ فىًننوي سوء أ ىىد و‬ ‫الدالةى ىعلىى ًٍ‬
‫ي ي‬ ‫ى ٍ ٍ ي‬

‫البسا ي كا‪ٟ‬تديث عش أيب زرعة ابػش العرا ػي كالتصػوؼ عػش ا‪٠‬تػواُب كالقػراآت عػش الػزراتييت ك‪ٝ‬تػع ا‪ٟ‬تػديث عػش ا‪ٞ‬تمػاؿ ا‪ٟ‬تنبلػي كالشػم‬
‫الشامي كأجاز لو ا‪١‬تراغي كابش مهَتة‪.‬‬
‫وتق ّل ـ بػى أقرانػه وبػرع فػي انوبػوـ وتصػلى ننشػر انوبػم فػانتظس بػه خبػب‪ ،‬وكػاف الّعػ فػي انظقػه وامصػوؿ واننحػو وانتصػرذف‬
‫وانمواني وانبياف وانتصوؼ وانموسيقى وغيرها‪ ،‬عحققا جلال نهارا ‪،‬ككاف يقوؿ‪ :‬ال أ لد ُب ا‪١‬تعقوالت أحدا‪ .‬ك اؿ ال ىاف األبناسي‬
‫مش أ رانو‪ :‬لبت حدج الديش فما كاف ُب بلدنا مش يقوـ هبا غَته ‪ .‬وكاف نبشيخ نصػيع وافػر عمػا مربػاب امفػواؿ عػي ان شػف‬
‫ارجس فإف نبناس فاج بوبمك‪ .‬وكػاف ذأتيػه انػوارد كمػا ذػأتي انصػوفي‬ ‫تجرد ّأوال بان بي فقاؿ نه أهل انطرذب‪ْ :‬‬ ‫وان راعات‪ ،‬وكاف ّ‬
‫ن نه ذقبس نه بير مجػل عفانطتػه نبنػاس‪ .‬ككػاف ٮت ٌفػ ا‪ٟ‬تضػور جػدا كٮتفػ صػبلتو كمػا ىػو شػأف األبػداؿ فقػد نقلػوا أف صػبلة‬
‫األبداؿ كفيفة‪ .‬ككاف الشي أفىت برىة مش عمره ٍب ترؾ اإلفتاء ‪ٚ‬تلة ككأل مش الومائ تدري الفقو با‪١‬تنصورية كبقبة الصا كباألشرفية‬
‫كالشيخونية فباشرىا مدة أحسش مباشرة غَت ملتفت إىل أحد مش األكابر كأرباب الدكلة ‪ٍ ،‬ب رغإ عنها ‪١‬تا جاكر با‪ٟ‬ترمُت كاستقر بعده‬
‫شيخنا العبلمة ‪٤‬تي الديش الكافيدي‪.‬‬
‫علي‪ .‬كلػو‬
‫ككاف حسش اللقاء كالسمت كالبشر كالبزة يإ النغمة مع الو ار كا‪٢‬تيبة كالتواضع ا‪١‬تفرط كاحملاسش ا‪ٞ‬تمة ككاف أحد األكصياء ٌ‬
‫تصػػاني منهػػا شػػرح ا‪٢‬تدايػػة ‪ٝ‬تػػاه "فػػتح القػػدير للعػػاجز الفقػػَت" كصػػل فيػػو إىل أثنػػاء الوكالػػة كالتنريػػر ُب أصػػوؿ الفقػػو كا‪١‬تسػػايرة ُب أصػػوؿ‬
‫الػػديش ككراسػػة ُب إعػراب سػػبناف اهلل كْتمػػده سػػبناف اهلل العظػػيم كلػػو ‪٥‬تتصػػر ُب الفقػػو ‪ٝ‬تػػاه زاد الفقػػَت كلػػو نظػػم نػػازؿ مػػات يػػوـ ا‪ٞ‬تمعػػة‬
‫سابع رمضاف‪ }.‬انتهى‬
‫‪- 013 -‬‬
‫وؿ ‪ :‬بىػلىغىنىا أىنوي ىم ٍش ىكى ى ًعٍن ىد ىػ ًٍ النًش‬ ‫ك ى ىاؿ ‪ :‬ىً‪ٝ‬ت ٍعت بىػ ٍع ى ىم ٍش أ ٍىد ىرٍكت يىػ يق ي‬ ‫ك ىعش اب ًش أًىيب في ىدي و‬
‫ٍ‬ ‫ى ٍ ٍ‬
‫ً‬ ‫ًً‬ ‫ً‬
‫صلى اللوي‬ ‫صلو ىف ىعلىى النًش } اٍ يىةى ‪ ،‬يٍب ى ىاؿ ‪ :‬ى‬ ‫صلى اللوي ىعلىٍيو ىك ىسل ىم فىػتى ىبل ىىذه اٍ يىةى { إف اللوى ىكىم ىبلئ ىكتىوي يي ى‬ ‫ى‬
‫اجةه ‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫صلى اللوي ىعلىٍيو ىك ىسل ىم ىك ىعلىٍيك يىا فيىبل يف ىكىملٍ تى ٍس يق ٍط لىوي ىح ى‬ ‫ك‪ :‬ى‬ ‫ُت ىمرنة ‪ ،‬نى ىاداهي ىملى ه‬ ‫ىعلىٍيو ىك ىسل ىم يىا ي‪٤‬تىم يد ىسٍبع ى‬
‫وؿ الل ًو ًم ٍش فيىبل ًف بٍ ًش فيىبل وف أ ٍىك‬
‫وؿ ‪ :‬الس ىبل يـ ىعلىٍيك يىا ىر يس ى‬ ‫صاهي بًتىٍبلًي ًغ ىس ىبل ًم ًو فىػيىػ يق ي‬‫ىى ىذا ىكلٍييبىػل ٍغ ىس ىبل ىـ ىم ٍش أ ٍىك ى‬
‫صبَّى انبَّهُ َبَْي ِه‬ ‫وؿ الل ًو ‪ ]...[.‬ثُ َّم ذػرِجس إنَى ِفي ِ ِ‬ ‫فيىبل يف بٍ يش فيىبل وف يي ىسل يم ىعلىٍيك يىا ىر يس ى‬
‫اؿ َو ْجه اننَّبِ ِّي َ‬ ‫َ‬ ‫َْ ُ‬
‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َو َسبَّم فَػيَ ْح َم ُل انبَّهَ َوذُػلْنِي َبَْي ِه َوذُ َ ِّ‬
‫ع‪،‬‬ ‫َف َّ‬ ‫يبِّ ُم َبَى نَبِيِّه َوذَ ْل ُو َوذَ ْيتَ ْشظ ُس نَهُ َون َوان َلذْه َون َم ْي أ َ‬ ‫صبي َوذُ َ‬ ‫َ‬
‫يم ‪.‬‬ ‫َّيبِ ِ‬ ‫وذ ْفتِم ُد َاء ُ بِ ِعيي و َّ ِ‬
‫انص َالة َوانت ْ‬ ‫ََ‬ ‫ََ ُ َ‬
‫ت تيكىٍرهي فً ًيو الص ىبلةي ‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً ً ً‬ ‫كإً ىذا فىػر ى ً‬
‫ضةى فىػيي ٍك ير ف ىيها م ٍش الص ىبلة ىكالد ىعاء إ ٍف ىملٍ يى يك ٍش ىكٍ ه‬ ‫غ م ٍش الزيى ىارةً يىأًٌٍب الرٍك ى‬ ‫ى ى‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫و‬ ‫اض ٍ ً‬ ‫ضةه ًم ٍش ًريى ً‬ ‫ً‬ ‫ين ٍ ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ا‪ٞ‬تىنة } ىكًُب ًرىكايىة { ىػ ًٍم ىكمٍن ىًم } ىكيىق ي‬ ‫ُت بىػٍي ًيت ىكمٍن ىًم ىرٍك ى‬ ‫ُت { ىما بىػ ٍ ى‬ ‫فىفي الصن ى‬
‫ا‪ٞ‬تىن ًة } ىك ىعٍنوي ىعلىٍي ًو الص ىبلةي ىكالس ىبل يـ { ًمٍن ىًم‬ ‫إ ًُب ٍ‬ ‫ً ً ً ً‬ ‫ًعٍن ىد الٍ ًمٍن ً كي ٍدعو ‪ ،‬فىًفي ٍ ً ً‬
‫ا‪ٟ‬تىديث { ىػ ىواع يد مٍن ى م ىرىكات ي‬ ‫ى ىى ي‬
‫ىح يد يى ٍم يى ىدهي ىعلىى يرمانىًة الٍ ًمٍن ىً النبى ًوم ال ًيت‬
‫ض ىع أ ى‬
‫ً‬
‫ا‪ٞ‬تىنة } ىكىكا ىف السلى ي يى ٍستىنبو ىف أى ٍف يى ى‬
‫علىى تيػرع وة ًمش تيػرًع ٍ ً‬
‫ى ٍى ٍ ى‬
‫اس أىيٍ ًديىػ يه ٍم ًم ٍش‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫اؾ اٍ ىف طٍ ىعةه تي ٍدك يل الن ي‬ ‫ا‪٠‬تيطٍبى ًة ‪ ،‬ىكيىنى ى‬
‫ض يع يى ىدهي ىعلىٍيػ ىها ًعٍن ىد ٍ‬ ‫ً‬
‫ىكا ىف ىعلىٍيو الص ىبلةي ىكالس ىبل يـ يى ى‬
‫اؿ إنػ ىها ًم ٍش بىػ ىقايىا ًمٍن ىًهً ىعلىٍي ًو الص ىبلةي ىكالس ىبل يـ ‪}.‬اىػ‬ ‫ىا ىوة ًُب الٍ ًمٍن ىً إلىٍيػ ىها يىػتىبىػريكو ىف ًهبىا يػي ىق ي‬
‫ك كػػذا ذكػػر الطرابلسػػي ر‪ٛ‬تػػو اهلل تعػػاىل ُب " مناسػػكو "‪ ،‬كنقػػل صػاحإ " الػػدر ا‪١‬تختػػار" ُب‬
‫ا‪ٟ‬تج عنو ‪ ،‬فذكر م ل عبارة شرح " ا‪١‬تختار " ا‪١‬تتقدمة ‪ ،‬ككذا ُب " مناسك " الكرماين ا‪ٟ‬تنفػي ‪ ،‬كُب "‬
‫مناسك " الفارسي عش أيب الليث السمر ندم ‪.‬‬
‫ك اؿ اإلماـ العبلمة شي اإلسبلـ كَت الديش الرملي‪ 1‬ر‪ٛ‬تو اهلل تعاىل ُب " الفتاكل ا‪٠‬تَتية "‪:‬‬
‫{ كأما و‪٢‬تم ‪( :‬شيء هلل يا عبد القادر)؛ فهو نداء ‪ ،‬ك إذا أضي شػيء هلل ‪ ،‬فمػا ا‪١‬توجػإ ‪ٟ‬ترمتػو ؟‬
‫الرد ‪.‬‬
‫رد على ا‪١‬تنكر ‪٢‬تذه الكلمة بأبلغ ٌ‬
‫!‪}..‬اىػ ك ٌ‬
‫ك ػػاؿ السػػيد أ‪ٛ‬تػػد ا‪ٟ‬تمػػوم ا‪ٟ‬تنفػػي ‪٤‬تشػػي " األبػػاه " ُب رسػػالتو "نفنػػات القػػرب كاالتصػػاؿ"‬
‫اؿ ‪ {:‬كأما بعد ‪٦‬تانم[يعٍت األكلياء] ‪ ،‬فتصرفهم إ‪٪‬تا ىػو بػنذف اهلل تعػاىل كإرادتػو ‪ ،‬ال شػريك لػو كلقػان‬
‫كإ‪٬‬تػػادان ‪ ،‬أكػػرمهم اهلل بػػو كأجػراه علػػى أيػػديهم كبسػػببهم كر ػان للعػػادة ‪ ،‬تػػارةن بن‪٢‬تػػاـ ‪ ،‬كتػػارة بػػدعائهم ‪،‬‬

‫‪ _ 1‬اؿ عنو ابش عبد البا ي ا‪ٟ‬تنبلي ُب "مشيخة أيب ا‪١‬تواىإ ا‪ٟ‬تنبلي"‪ {:‬انوالع انهماـ واننحرذر اإلعاـ شيخ اإلسالـ وبرك امناـ‪،‬‬
‫الع عصر وانشاـ‪ ،‬عرجس انفاص وانواـ‪ ،‬انمظير انمحلث انظقيه انبغوي انصرفي اننحوي انبياني‪ ،‬العركضي ا‪١‬تعمر الشي كَت‬
‫الديش بش الشي أ‪ٛ‬تد بش الشي نور الديش علي بش زيش الديش بش بش عبد الوىاب األيويب العليمي الفارك ي الرملي‪ }..‬اىػ ك اؿ عنو‬
‫احملش ُب "كبلصة األثر ُب أعياف القرف ال اين عشر"‪..{ :‬كحكى أل صاحبنا األديإ إبراىيم بش سليماف ا‪ٞ‬تنيٍت نزيل دمشق أف شيخ‬
‫السنُت‪}..‬اىػ‬ ‫اإلسالـ خير انلذي انرعبي كاف توجو إىل غزة ُب بع‬
‫‪- 014 -‬‬
‫كتارة بفعلهم ك اكتيػارىم ‪ ،‬كتػارة بغػَت اكتيػارىم ‪ ،‬كتػارة بالتوسػل هبػم إىل اهلل تعػاىل ُب حيػانم‬
‫كبعد ‪٦‬تانم ‪٦ ،‬تا ٯتكش ُب القدرة اإل‪٢‬تية ‪.‬‬
‫ػبت ى ىم إىل ا‪٠‬تلػ ػػق كاإل‪٬‬تػ ػػاد‬
‫كال يقصػ ػػد النػ ػػاس ‪-‬بس ػ ػؤا‪٢‬تم ذلػ ػػك مػ ػػنهم بػ ػػل ا‪١‬تػ ػػوت ك بعػ ػػده‪ -‬نسػ ػ ى‬
‫كاالسػػتقبلؿ باألفعػػاؿ ‪ ،‬فػػنف ىػػذا ال يقصػػده مسػػلم ‪ ،‬كال ٮتطػػر ببػػاؿ أحػػد مػػش الع ػواـ ‪ ،‬فض ػبلن عػػش‬
‫ؼ الكبلـ إليو ك مٍنػعيػو ‪ ،‬مػش بػاب التلبػي ُب الػديش ‪ ،‬كتشػوي علػى عػواـ موحػديش ‪.‬‬ ‫‪.‬فصر ي‬‫غَتىم ٍ‬
‫ككي ي٭تكم بالكفر على مش اعتقد ثبوت التصرؼ‪٢ 1‬تم ُب حيانم كبعد ‪٦‬تانم ‪ ،‬حيث كاف مرجػع‬

‫‪ _ 1‬ي تصرؼ امونياء في ان وف بان راعات ذقوؿ ابي تيمي في "عجموع انظتاوى"‪ { :‬ككوارؽ العادات‪ :‬إما مكاشفة كىي مش‬
‫تصرؼ وهي عي جنس انقلرة انفارق ‪ ،‬كأصناهبا ال ٮترجوف عش األ ساـ ال بلثة‪[.‬يعٍت الذيش ُب ولو‬ ‫جن العلم ا‪٠‬تارؽ‪ ،‬و إعا ّ‬
‫ً‬ ‫ص هد كًمٍنػهم سابًق بً ٍ ً‬
‫ا‪٠‬تىٍيػىرات بًًن ٍذ ًف الل ًو ذىل ى‬ ‫ً‬ ‫ً ً ًً ً‬ ‫ً ً ً ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ك يى ىو‬ ‫اصطىىفٍيػنىا م ٍش عبىادنىا فىمٍنػ يه ٍم مىامله لنىػ ٍفسو ىكمٍنػ يه ٍم يم ٍقتى ى ي ٍ ى ه‬
‫يش ٍ‬ ‫تعاىل‪ { :‬يٍب أ ٍىكىرثٍػنىا الٍكتى ى‬
‫اب الذ ى‬
‫ض يل الٍ ىكبًَتي}] } ‪.‬اىػ (انظر الفصل‪ُ":‬ب ضركرة ‪٥‬تالفة ا‪٢‬تول ُب حاؿ الوالية" مش كتاب "ا داب ك التصوؼ" مش ‪٣‬تموع الفتاكل)‪.‬‬ ‫الٍ ىف ٍ‬
‫ك اؿ أيصا ُب "الفتاكل"‪.. { :‬كما زاؿ ُب عساكر ا‪١‬تسلمُت ا‪١‬تنصورة كجنود اهلل ا‪١‬تؤيدة منكم ىمش يؤيد اهلل بو الديش ‪ ،‬كيعز بو‬
‫ا‪١‬تؤمنُت‪ .‬ك ُب أىل الزىادة كالعبادة منكم ىمش لو األحواؿ الزكية كالطريقة ا‪١‬ترضية‪ ،‬ونه انم اشظات وانتصرفات‪ .‬كفيكم مش أكلياء اهلل‬
‫ا‪١‬تتقُت مش لو لساف صدؽ ُب العا‪١‬تُت‪ }..‬اهػ‬
‫معصوما ال يغلط كال ٮتطس ) عي "عجموع انظتاوى"‪:‬‬
‫ن‬ ‫و قاؿ أذالا في (فصل‪ :‬لي مش شرط كأل اهلل أف يكوف‬
‫{‪ ...‬كلو كاف الرجل مش أك أكلياء اهلل كأكابر الصنابة كالتابعُت ‪٢‬تم بنحساف مل ييقبل منو ما كال الكتاب كالسنة‪ ،‬فكي إذا مل‬
‫عمدنم ‪ُ-‬ب اعتقاد كونو كلينا هلل‪ -‬أنو د صدر عنو ع اشظ ٌ في بوض امعور أو بوض‬
‫يكش كذلك ؟! كٕتد ك نَتا مش ىؤالء ي‬
‫انتصرفات انفارق نبوادة ‪ :‬م ل أف يشَت إىل شخن فيموت‪ ،‬أك يطَت ُب ا‪٢‬تواء إىل مكة أك غَتىا أك ٯتشي على ا‪١‬تاء أحيا نا‪ ،‬أك ٯتؤل‬
‫األك ات مش الغيإ أك أف ٮتتفي أحيانا عش أعُت الناس‪ ،‬أو أف بوض انناس استغاث به وهو غاةع‬ ‫إبري نقا مش ا‪٢‬تواء‪ ،‬أك ينفق بع‬
‫أك ‪٨‬تو ذلك مش األمور‪ .‬كلي ُب‬ ‫أو عيت فرآ قل جاء فقالى فاجته‪ ،‬أك ٮت الناس ٔتا سرؽ ‪٢‬تم أك ْتاؿ غائإ ‪٢‬تم أك مري‬
‫شيء مش ىذه األمور[كحدىا] ما يدؿ على أف صاحبها كأل هلل‪ ،‬بل د اتفق أكلياء اهلل على أف الرجل لو ار ُب ا‪٢‬تواء أك مشى على‬
‫ا‪١‬تاء مل ييغًتٌ بو حىت يينظر متابعتو لرسوؿ اهلل صلى اهلل علية كسلم كموافقتو ألمره كهنيو ‪.‬‬
‫ك كرامات أكلياء اهلل تعاىل أعظم مش ىذه األمور‪ ،‬وه امعور انفارق نبوادة وإف كاف قل ذ وف صافبها ونيًا هلل ‪ ،‬فقد يكوف‬
‫عدكا هلل‪ ،‬فنف ىذه ا‪٠‬توارؽ تكوف لك َت مش الكفار كا‪١‬تشركُت كأىل الكتاب كا‪١‬تنافقُت‪ ،‬كتكوف ألىل البدع‪ ،‬كتكوف مش الشيا ُت‪ ،‬فبل‬ ‫ن‬
‫‪٬‬توز أف يظش أف كل مش كاف لو شيء مش ىذه األمور أنو كأل هلل‪ ،‬بل ييعت أكلياء اهلل بصفانم كأفعا‪٢‬تم كأحوا‪٢‬تم اليت دؿ عليها الكتاب‬
‫كالسنة كييعرفوف بنور اإلٯتاف كالقرآف كْتقائق اإلٯتاف البا نة كشرائع اإلسبلـ الظاىرة ‪ .}...‬اىػ‬
‫ك اؿ ُب موضع آكر‪ ..{ :‬فنف األحواؿ تنقسم إىل‪ :‬حاؿ ر‪ٛ‬تاين‪ ،‬كحاؿ شيطاين‪ ،‬كما يكوف ‪٢‬تؤالء مش خرؽ ادة بم اشظ‬
‫وتصرؼ جيع‪ ،‬فتارة يكوف مش جن ما يكوف للسنرة كالكهاف‪ ،‬كتارة يكوف مش الر‪ٛ‬تش مش جن ما يكوف مش أىل التقول‬ ‫ّ‬
‫كاإلٯتاف؛ فنف كاف ىؤالء ُب حاؿ عقو‪٢‬تم كانت ‪٢‬تم مواىإ إٯتانية‪ ،‬ككانوا مش ا‪١‬تؤمنُت ا‪١‬تتقُت‪ }..‬اىػ ك اؿ أيضا ُب موضع آكر‪:‬‬
‫{‪ ..‬ك سم ثاف‪ :‬يشهدكف ربوبية ا‪ٟ‬تق كافتقارىم إليو كيستعينوف بو‪ ،‬لكش على أىوائهم كأذكا هم‪ ،‬غَت نامريش إىل حقيقة أمره كهنيو‬
‫كرضاه كغضبو ك‪٤‬تبتو‪ ،‬كىذا حاؿ ك َت مش ا‪١‬تفتقرة كا‪١‬تتصوفة ؛ ك‪٢‬تذا ك نَتا عا ذومبوف بى امفواؿ انتي ذتصرفوف بها في انوجود‪،‬‬
‫كال يقصدكف ما يرضي الرب ك٭تبو‪ ،‬كك نَتا ما يغلطوف‪ ،‬فيظنوف أف معصيتو ىي مرضاتو‪ ...‬كىؤالء ك نَتا ما ييسلبوف أحوا‪٢‬تم‪ }..‬اىػ‬
‫‪- 015 -‬‬
‫ذلك إىل درة اهلل تعاىل كلقان كإ‪٬‬تادان ‪ 1‬؟! كي كيكتإ ‪ٚ‬تهور ا‪١‬تسلمُت افنة بو ‪ ،‬كأنو جائز‬
‫ك كا ع ال مرية فيو البتػة ‪ ،‬حػىت يكػاد أف يلنػق بالضػركريات ‪ ،‬بػل بالبػديهيات ؟! كذلػك ألف ‪ٚ‬تيػع‬
‫كرامات ىػذه األمػة ُب حيػانم كبعػد ‪٦‬تػانم تصػرفان أك غػَته ‪ ،‬ىػي مػش ‪ٚ‬تلػة معدػزات النػش صػلى اهلل‬
‫عليػػو كعلػػى آلػػو كسػػلم الدالٌػة علػػى نبوتػػو كعمػػوـ رسػػالتو البا يػػة بعػػد موتػػو صػػلى اهلل عليػػو كعلػػى آلػػو‬
‫كسػ ػػلم ‪ ،‬ال ينقطػ ػػع دكامهػ ػػا كال ٕت ػ ػ ٌددىا‪ ،‬بتد ػ ػ ٌدد الكرامػ ػػات ُب كػ ػػل عصػ ػػر مػ ػػش األعصػ ػػار إىل يػ ػػوـ‬
‫القيامة}‪.‬اىػ‬
‫كنقػل ال مػػاكم ر‪ٛ‬تػػو اهلل تعػاىل ُب " الػػدالئل الواضػػنات ُب إثبػات الكرامػػات ُب ا‪ٟ‬تيػػاة كبعػػد‬
‫ا‪١‬تمات " ‪٦‬تٌش نن على ثبونا بعد ا‪١‬تمات‪ :‬شي ي اإلسبلـ ابش الشننة ا‪ٟ‬تنفػي ‪ ،‬كالشػي عبػد البػا ي‬
‫ا‪١‬تقدس ػػي ُب " الس ػػيوؼ الص ػػقاؿ " كالش ػػي أ‪ٛ‬ت ػػد [ ؟ ] ا‪ٟ‬تنف ػػي ‪ ،‬كعب ػػارنم كعب ػػارة الش ػػي أ‪ٛ‬ت ػػد‬
‫ا‪ٟ‬تموم ‪ .‬ك زادكا ‪ ( :‬كال يينكرىا إال ‪٥‬تذكؿ فاسد اإلعتقاد ُب أكلياء اهلل تعاىل‪).‬اىػ ‪.‬‬
‫فه ػػذا كم ػػا ت ػػرل ُب األكلي ػػاء ‪ ،‬فم ػػا باليػ ػك بس ػػيد األنبي ػػاء ص ػػلى اهلل علي ػػو كعل ػػى آل ػػو كس ػػلم كإم ػػاـ‬
‫األكلياء؟!! ‪ .‬فطلإ الشفاعة منو كالتوسل بو صلى اهلل عليو كعلى آلو كسػلم جػائز عنػدىم بػبل مريػة‬
‫ك ال ريإ ‪.‬‬
‫ك ذكر الشي حسش الشرنببلأل ا‪ٟ‬تنفػي ُب " إمػداد الفتػاح " شػرح كتابػو " نػور اإليضػاح " مػش ْتػث‬
‫الزيارة ‪ ،‬ما ذكره الشػي صػاحإ " االكتيػار " كالشػي علػي القػارم‪٦ ،‬تػا تقػ ٌدـ نقلػو مػش الطلػإ منػو‬
‫صلى اهلل عليو كعلى آلو كسلم كالتوسل بو ك لإ الشفاعة ‪ .‬فبل حاجة إىل إعادة العبارة‪ ،‬فػنف ا‪ٟ‬ت ٌػر‬
‫تكفيو اإلشارة ‪.‬‬
‫نصوص انيادة انشافوي ‪:‬‬

‫ك اؿ ُب فصل آكر‪ ..{ :‬كىهنا [أصل آكر] كىو‪ :‬أنو لي كل عمل ٍأكرث كشوفًا أو تصرفًا في ان وف ‪ ،‬يكوف أفضل مش‬
‫العمل الذم ال يورث كش نفا كتصرفنا‪ ،‬فإف ان شف وانتصرؼ إف نم ذ ي عما ذُيتواف به بى دذي اهلل ‪،‬و إالّ كاف عي عتاع انحياة‬
‫انلنيا‪ }.‬اىػ‬

‫‪ _ 1‬قاؿ ابي تيمي في فصل ( ُسئل ي كتاب "فصوص انح م") عي "عجموع انظتاوى" ‪:‬‬
‫{ ‪ ..‬فالكلمات اليت هبا كوف اهلل الكائنات ال ٮترج عنها بر كال فاجر‪ ،‬فما مش يملك كال سلطاف‪ ،‬كال ماؿ كال ‪ٚ‬تاؿ‪ ،‬كال علم كال‬
‫حاؿ‪ ،‬وال كشف وال تصرؼ إال وهو بمشيئته وقلرته‪ ،‬ككلماتو التامات‪ ،‬كلكش مش ذلك ما ىو ‪٤‬تبوب هلل مأمور بو‪ ،‬كمنو ما ىو‬
‫مكركه هلل منهي عنو بل مباح أك عفو‪ .‬كإذا كاف كا نعا ٔتشيئة اهلل ك درتو ككلمتو‪ ،‬وال ذقلر بى ذنك غير وهو عالاؼ إنى اهلل عي‬
‫جه ربوبيته وعب ه‪ }..‬اىػ‬
‫‪- 016 -‬‬
‫‪1‬‬
‫كأما األئمة الشافعية ‪ ،‬فقاؿ اإلماـ النوكم ر‪ٛ‬تو اهلل تعاىل ُب " األذكار " ك " ا‪١‬تناسك " ك‬
‫رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم‬ ‫"اجملموع شرح ا‪١‬تهذب " ُب ْتث الزيارة النبوية ‪ { :‬فصل‪ُ( :‬ب زيارة‬

‫‪ _ 1‬قاؿ انحافس انيفاوي‪ -‬ك ىو تلميذ كا٘تة ا‪ٟ‬تفاظ ابش حدر العسقبلين‪ُ -‬ب "ا‪١‬تنهل العذب الركم ُب تر‪ٚ‬تة طإ األكلياء‬
‫النوكم"‪ .. { :‬فهذا جزء استوفيت فيو أحواؿ شيخ اإلسالـ‪ ،‬وإعاـ امةم ام الـ‪ ،‬قطع امونياء ان راـ‪ ،‬ونادرة انزهاد انوافر في‬
‫رو انيهاـ‪ ،‬انمجتهل في انصياـ وانقياـ‪ ،‬وانقاةم بفلع انمبك انوالـ‪٤ :‬تيي الديش النوكم رضي اهلل عنو ورضي نا به‪ ،‬كبلغ‬
‫كبلمنا ُب ا‪٠‬تَت منتهى أربو‪ }..‬اىػ‬
‫ك قاؿ انحافس انييوطي ُب "ذيل بقات ا‪ٟ‬تفاظ"‪{:‬اننووي اإلعاـ انظقيه انحافس اموفل انقلوة شيخ اإلسالـ بم امونياء ‪٤‬تِت‬
‫الديش أبو زكريا ٭تِت بش شرؼ بش مرم ا‪ٟ‬تزامي ا‪ٟ‬توراين الشافعي‪.‬كلد ُب احملرـ سنة إحدل كثبلثُت كستمائة ك دـ دمشق سنة تسع‬
‫كأربعُت‪ .‬كحج مرتُت ك‪ٝ‬تع مش الرضي بش ال ىاف كالنعماف بش أيب اليسر كالطبقة‪ .‬كصنٌ التصاني النافعة ُب ا‪ٟ‬تديث كالفقو كغَتىا‬
‫كشرح مسلم كالركضة كشرح ا‪١‬تهذب كا‪١‬تنهاج كالتنقيق كاألذكار كرياض الصا‪ٟ‬تُت كاإلرشاد كالتقريإ كبل‪٫‬تا ُب علوـ ا‪ٟ‬تديث كنذيإ‬
‫األ‪ٝ‬تاء كاللغات ك‪٥‬تتصر أسد الغابة ُب الصنابة كا‪١‬تبهمات كغَت ذلك‪.‬‬
‫وكاف إعاعاً بار اً فافهاً عتقناً أتقي بوعاً شتى وبارؾ اهلل في بمه وتصانيظه نحيي قصل ‪ ،‬وكاف شلذل انورع وانزهل ّأعاراً‬
‫بانموروؼ ناهياً ي انمن ر‪ ،‬تهابه انمبوؾ‪ ،‬تاركاً نجميس عالذ انلنيا‪ ،‬كمل يتزكج ك كأل مشيخة دار ا‪ٟ‬تديث األشرفية بعد أيب شامة‬
‫فلم يتناكؿ منها در‪٫‬تا‪ .‬مات ُب رابع عشرم رجإ سنة ست كسبعُت كستمائة‪ .‬لت‪ :‬أكرت تر‪ٚ‬تتو بالتألي ‪ .‬اؿ الذىش‪ :‬وهو سيل‬
‫انطبق اآلتي وإنما ذكر هنا نتقلـ عوته‪ }.‬اىػ‬
‫ك قاؿ انحافس ان هبي ُب "تذكرة ا‪ٟ‬تفاظ"‪ { :‬النواكل اإلعاـ انحافس اموفل انقلوة شيخ اإلسالـ بم امونياء ‪٤‬تي الديش أبو‬
‫زكريا ٭تِت بش شرؼ بش مرل ا‪ٟ‬تزامى ا‪ٟ‬توراىن الشافعي صاحإ التصاني النافعة‪ .‬اؿ ابش العطار‪ :‬ذكر أل شيخنا[النوكم] ر‪ٛ‬تو اهلل‬
‫تعاىل أنو كاف ال يضيع لو ك تا ال ُب ليل كال ُب هنار [ إال ُب اشتغاؿ] حىت ُب الطرؽ كأنو داـ [ على ىذا] ست سنُت ٍب أكذ ُب‬
‫التصني ك اإلفادة كالنصينة ك وؿ ا‪ٟ‬تق‪.‬‬
‫لت‪ :‬عس عا هو بيه عي انمجاهلة بنظيه وانومل بلقاةب انورع وانمراقب وتصظي اننظس عي انشواةع وعحقها عي أغراضها‪،‬‬
‫كاف فافها نبحلذث وفنونه ورجانه وصحيحه و بيبه‪ ،‬رأسا في عورف انم هع[انشافوي]‪.‬‬
‫ككوفتو مش‬
‫اؿ شيخنا الرشيد ابش ا‪١‬تعلم‪ :‬عذلت الشي ‪٤‬تي الديش ُب عدـ دكولو ا‪ٟ‬تماـ كتضييق العي ُب مأكلو كملبسو كأحوالو‪ٌ ،‬‬
‫مرض يعطٌلو عش‬
‫اكضر جلده ككاف ٯتنع مش أكل الفواكو كا‪٠‬تيار كيقوؿ‪ :‬أكاؼ أف ير إ جسمي ك‪٬‬تلإ‬ ‫ٌ‬ ‫االشتغاؿ فقاؿ‪ :‬إف فبلنا صاـ كعبد اهلل حىت‬
‫النوـ‪ ،‬ككاف يأكل ُب اليوـ كالليلة أكلة كيشرب شربة كاحدة عند السنر‪ .‬ككاف ال يقبل مش أحد شيئا إال ُب النادر ‪٦‬تش ال يشتغل عليو‪.‬‬
‫أىدل لو فقَت إبريقا فقبلو‪ ،‬كعزـ عليو الشي برىاف الديش االسكندراىن أف يفطر عنده فقاؿ‪ :‬أحضر الطعاـ إىل ىنا كنفطر ‪ٚ‬تلة فأكل‬
‫وذفوفهم‬
‫األك ات بُت إدامُت‪ ،‬وكاف ذواجه انمبوؾ وانهبم باالن ار وذ تع إنيهم ّ‬ ‫مش ذلك ككاف لونُت‪ .‬كرٔتا ‪ٚ‬تع الشي بع‬
‫باهلل توانى‪ٌ .‬أركو الشي طإ الديش اليونيٌت ك اؿ‪ :‬كاف أوفل زعانه في انوبم وانورع وانوبادة وانتقبل وخشون انويش‪ .‬كا ى‬
‫فنكي عش ا‪١‬تلك الظاىر أنو اؿ‪ :‬أنا أفزع منو!‪.‬‬
‫ا‪١‬تلك الظاىر بدار العدؿ غَت مرة؛ ي‬
‫ى‬
‫كأل مشيخة دار ا‪ٟ‬تديث؛ لت‪ :‬كليها سنة ‪ٜ‬ت كستُت بعد أىب شامة إىل أف مات‪.‬‬
‫ك اؿ الشي مش الديش ابش الفخر ا‪ٟ‬تنبلى‪ :‬كاف إعاعا بار ا فافها عتقنا أتقي بوعا جم ‪ ،‬وصنّف انتصانيف انجم وكاف شلذل‬
‫انورع وانزهل تاركا ‪ٞ‬تيمع الرغائإ مش ا‪١‬تأكوؿ إال ما يأتيو بو أبو ق مش كعك كتُت‪ ،‬ككاف يلب ال ياب الرثة ا‪١‬تر عة كال يدكل ا‪ٟ‬تماـ‬
‫كترؾ الفواكو ‪ٚ‬تيعا كمل يتناكؿ مش ا‪ٞ‬تهات در‪٫‬تا ر‪ٛ‬تو اهلل تعاىل‪}.‬اىػ‬
‫‪- 017 -‬‬
‫كأذكارىا) ‪ :‬إعلم أنو ينبغي لكل مش حج أف يتوجو إىل زيارة رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم ‪،‬‬
‫سواء كاف ذلك ريقو أك مل يكش ‪ ،‬فإف زذارته صبى اهلل بيه وسبم عي أهم انقربات وأربح انميا ي‬
‫وأفالل انطببات‪ .‬فنذا انصرؼ ا‪ٟ‬تي ٌداج كا‪١‬تعتمركف مش مكة استينإ ‪٢‬تم استنبابا متأكدا أف يتوجهوا‬
‫ب ك ش ٌد الرحل إليو كالصبلة فيو‬
‫التقر ى‬
‫إىل ا‪١‬تدينة لزيارتو صلى اهلل عليو كسلم‪ .‬كينوم الزائر ‪-‬مع الزيارة‪ٌ -‬‬
‫كإذا توجو فليك ر مش الصبلة كالتسليم عليو صلى اهلل عليو ك سلم‪ ]...[ ..‬فنذا صلى ٖتية ا‪١‬تسدد أتى‬
‫الق الكرًن فاستقبلو كاستدبر القبلة على ‪٨‬تو أربع أذرع مش جدار الق ‪ ،‬كسلٌم مقتصدا ال يرفع صوتو ‪،‬‬
‫فيقوؿ ‪ :‬السبلـ عليك يا رسوؿ اهلل ‪ ،‬السبلـ عليك يا كَتة اهلل مش كلقو ‪ ،‬السبلـ عليك يا حبيإ اهلل‬
‫‪ ،‬السبلـ عليك يا سيد ا‪١‬ترسلُت ككاًب النبيُت ‪ ،‬السبلـ عليك كعلى آلك كأصنابك كأىل بيتك كعلى‬
‫النبيُت كسائر الصا‪ٟ‬تُت ; أشهد أنك بلغت الرسالة ‪ ،‬كأديت األمانة ‪ ،‬كنصنت األمة ‪ ،‬فدزاؾ اهلل عنا‬
‫أفضل ما جزل رسوال عش أمتو‪ ..]...[.‬ثم ذرجس إنى قبان وجه اننبي صبى اهلل بيه و بى آنه وسبم‬
‫وذتوجه به في فب نظيه وذيتشظس به صبى اهلل بيه و بى آنه وسبم إنى ربه سبحانه وتوانى ‪.‬‬
‫وذل و ننظيه ونوانلذه وأصحابه وأفبابه وعي أفيي إنيه وساةر انميبميي ‪ ،‬وأف ذجتهل في إكلار‬
‫انل اء ‪ ،‬وذغتنم ه ا انموقف انشرذف ك٭تمد اهلل تعاىل كيسبٌنو كيك ٌ ه كيهلٌلو ‪ ،‬كيصلٌي على رسوؿ‬
‫اهلل صلى اهلل عليو كسلم كيك ر مش كل ذلك ‪ٍ ،‬ب يأٌب الركضة بُت الق كا‪١‬تن فيك ر مش الدعاء‬
‫فيها‪ ..]...[..‬ك ًمش أحسش ما يقوؿ ‪ ،‬ما ذكره أصنابنا عش العتش ‪ -‬مستنسنُت لو‪ -‬اؿ ‪ :‬كنت‬
‫جالسان عند رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كعلى آلو كسلم ‪ ،‬فداء أعرايب فقاؿ ‪ :‬السبلـ عليك يا رسوؿ‬
‫‪ٝ‬تعت اهلل يقوؿ ‪ { :‬كلو أهنم إذ ملموا أنفسهم جاءكؾ ‪ } ..‬ا ية ‪ ،‬ك د جئتك مستغفرا مش ذنش‬
‫اهلل ‪ ،‬ي‬
‫‪ ،‬مستشفعان بك إىل ريب‪ .} ..‬انتهى ‪.‬‬
‫ك ػػاؿ اإلم ػػاـ البيهق ػػي‪ 1‬ر‪ٛ‬ت ػػو اهلل تع ػػاىل ُب " يشػ ػ ىعإ اإلٯت ػػاف " ‪ {:‬كال ييق ػ ٌػرب‬
‫ا‪١‬تقربػػوف‬ ‫ً‬
‫ك[يعٍت اهلل تعػػاىل] مػػش حض ػرتو إال مػػش يػػرل أنػػو يصػػلح داب حض ػرتو ‪ ،‬كىػػم عبػػاده ٌ‬‫ا‪١‬تل ػ ي‬

‫‪ _ 1‬قاؿ اإلعاـ تاج انلذي انيب ي في "طبقات انشافوي " ان برى‪ { :‬أ‪ٛ‬تد بش ا‪ٟ‬تسُت بش علي بش موسى اإلعاـ انحافس ان بير‬
‫وفصل وصنّف‪ .‬مولده ُب شعباف سنة أربع ك‪ٙ‬تانُت كثبل‪ٙ‬تائة(‪495‬ىػ)‪.‬‬
‫أبو بكر البيهقي ا‪٠‬تسركجردم‪ .‬سمس ان لير ورفل وجمس ّ‬
‫تفقو على ناصر العمرم كأكذ علم ا‪ٟ‬تديث عش أيب عبد اهلل ا‪ٟ‬تاكم وكاف كلير انتحقيب واإلنصاؼ فيي انتصنيف‪ .‬اؿ عبد الغفار‬
‫ُب الذيل‪ :‬كاف بى سيرة انوبماء قانواً عي انلنياً بانييير عتجمالً في زهل وور ه ‪.‬كذكر غَته أنو سرد الصوـ ثبلثُت سنة‪ .‬ك اؿ‬
‫إماـ ا‪ٟ‬ترمُت‪:‬عا عي شافوي إال ونبشافوي بيه عنّ إال انبيهقي فإف نه بى انشافوي عنّ نتصانيظه في نصرة ع هبه‪ .‬كمش تصانيفو‪:‬‬
‫السنش الكبَت كالسنش الصغَت كمعرفة السنش كا ثار كا‪١‬تبسوط ُب ‪ٚ‬تع نصوص الشافعي ككتاب ا‪٠‬تبلؼ ككتاب دالئل النبوة ككتاب‬
‫األ‪ٝ‬تاء كالصفات ككتاب البعث كالنشور كمنا إ الشافعي كمنا إ أ‪ٛ‬تد ككتاب ا‪١‬تدكل ككتاب االعتقاد ‪٣‬تلد ككتاب الزىد ‪٣‬تلد ككتاب‬
‫الًتغيإ كالًتىيإ كغَت ذلك مش ا‪١‬تصنفات ا‪ٞ‬تامعة ا‪١‬تفيدة ك يل‪ :‬إف تصانيفو أل جزء‪.‬توُب بنيسابور ُب ‪ٚ‬تادل األكىل سنة ‪ٙ‬تاف‬
‫‪- 018 -‬‬
‫الصاد وف الطاىركف الزاىدكف ا‪١‬تؤثركف ا‪١‬تكرموف ا‪١‬تطهركف ‪ ،‬ك‪٨‬تش الفقراء ا‪١‬تساكُت النامركف إىل‬
‫ٖتػػت أ ػػدامهم بعػػُت الفقػػر كا‪١‬تسػػكنة ‪ ،‬ا‪١‬تتعلقػػوف بػػأ راؼ أذيػػا‪٢‬تم ‪ ،‬راغبػػُت بالضػراعة ُب شػػفاعتهم ‪،‬‬
‫لعػػل لػػوهبم الرحيمػػة تنظػػر إلينػػا لػرأفتهم كر‪ٛ‬تػػتهم ‪ ،‬فَتانػػا موالنػػا ُب لػػوهبم ‪ ،‬ألهنػػم مواضػػع نظػػره مػػش‬
‫ا‪٠‬تلق ‪ ،‬فَت‪ٛ‬تنا بنفنة مش نفنانم ‪ ،‬كينفعنا ٔتنبتهم ‪ }..‬إىل آكر كبلمو ر‪ٛ‬تو اهلل ‪.‬‬
‫كىػػذا كمػػا تػػرل ُب سػػائر عبػػاد اهلل الصػػا‪ٟ‬تُت ‪ ،‬فكي ػ بشػػفاعة ا‪١‬ترسػػلُت ؟! ال سػػيما سػػيدىم علػػى‬
‫اإل بلؽ ‪ ،‬كفخر األنبياء باالتفاؽ ‪.‬‬
‫ك اؿ العبلمة اجملتهد شي اإلسبلـ سراج الديش البلقيٍت‪ُ 1‬ب جواب سؤاؿ يرفػع إليػو فػيمش‬
‫اؿ ُب مدح النش صلى اهلل عليو كعلى آلو كسلم‪:‬‬

‫ك‪ٜ‬تسُت كأربعمائة(‪569‬ىػ) ك‪ٛ‬تل إىل بلده فدفش هبا‪ .‬نقل عنو الرافعي ُب مواضع‪ :‬منها اكتيار كجوب الكفارة ُب نذر ا‪١‬تعصية كنقل‬
‫عنو ُب الركضة ُب مواضع منها أف ك ت ا‪١‬تغرب موسع كُب صفة األئمة ُب الكبلـ على اال تداء بأىل البدع[ُب الصبلة] } اىػ‬
‫وقاؿ انييوطي في "ذذل طبقات انحظاظ"‪{ :‬البيهقي اإلعاـ انحافس انوالع شي كراساف أبو بكر أ‪ٛ‬تد بش ا‪ٟ‬تسُت بش علي بش‬
‫موسى ا‪٠‬تسركجردم‪.‬‬
‫صاحإ التصاني ‪ .‬كلد سنة أربع ك‪ٙ‬تانُت ثبل‪ٙ‬تائة ُب شعباف كلزـ ا‪ٟ‬تاكم كٗترج بو كأك ر عنو جدان كىو مش كبار أصنابو بل زاد عليو‬
‫بأنواع مش العلوـ‪.‬‬
‫كتع انحلذث وفظهه عي صبا وبرع وأخ في امصوؿ وانظرد باإلتقاف وانالبط وانحظس‪ ،‬كرحل كمل يكش عنده سنش النسائي كال‬
‫جامع الًتمذم كال سنش ابش ماجو‪ .‬كعمل كتبا مل يسبق إليها كالسنش الك ل كالصغرل كشعإ اإلٯتاف كاأل‪ٝ‬تاء كالصفات كدالئل‬
‫النبوة كالبعث كا داب كالدعوات كا‪١‬تدكل كا‪١‬تعرفة كالًتغيإ كالًتىيإ كا‪٠‬تبلفيات كالزىد كا‪١‬تعتقد كغَت ذلك ‪٦‬تا يقارب أل جزء‪.‬‬
‫وبورؾ نه في بمه نحيي قصل وقوة وفهمه وفظهه وكاف بى سيرة انوبماء قانواً بانييير مات ُب عاشر ‪ٚ‬تادل األكىل سنة‬
‫‪ٙ‬تاف ك‪ٜ‬تسُت كأربعمائة بنيسابور كنقل ُب تابوت إىل بيهق مسَتة يومُت‪ }.‬اهػ‬

‫‪ _ 1‬قاؿ انحافس ابي فجر في ترجمته عي "إنباء انغمر بأبناء انومر" ‪ {:‬عمر بش رسبلف بش نصَت بش صا السراج البلقيٍت شيخ‬
‫اإلسالـ ابش شهاب الديش ابش عبد ا‪٠‬تالق بش عبد ا‪ٟ‬تق الكناين البلقيٍت نزيل القاىرة‪ ،‬كلد سنة أرب وع كعشريش ُب شعباف‪ ،‬كحفظ القرآف‬
‫كلو سبع سنُت ببلده‪ ،‬كحفظ احملرر كالكافية البش مالك ك‪٥‬تتصر ابش ا‪ٟ‬تاجإ األصلي كالشا بية‪ ،‬ك دـ مع أبيو القاىرة ُب لإ العلم‬
‫سنة ست كثبلثُت‪ ،‬كعرض على القزكيٍت كالسبكي بع ‪٤‬تفوماتو ٍب دمها سنة ‪ٙ‬تاف كثبلثُت فاستو نها كأكذ عش ‪٧‬تم الديش األسواين‬
‫ودرس وهو شاب‪ ،‬وناظر امكابر وظهرت فالاةبه وبهرت فواةل وطار في اآلفاؽ‬
‫كمش الديش بش عدالف كمشاي العصر‪ ،‬كأفتى ّ‬
‫صيته مش بل الطاعوف‪ ،‬ك‪ٝ‬تع ا‪ٟ‬تديث مش ‪ٚ‬تاعة مش مشاي عصره كمنمد بش غاأل كأ‪ٛ‬تد بش كشتغدم كإ‪ٝ‬تاعيل التفليسي كمش‬
‫الديش بش القماح كابش عبد ا‪٢‬تادم كا‪١‬تيدكمي كغَتىم‪ ،‬وأجاز نه ان هبي وانمزي وانجزري وابي نبات وآخروف‪ ،‬كأكذ الننو عش أيب‬
‫حياف‪ ،‬كأذف لو ُب إ رائو كأ راه فيما كتبو لو‪ ،‬كأكذ األصوؿ عش األصبهاين‪ ،‬كالزـ ابش عقيل كتزكج بنتو سنة اثنتُت ك‪ٜ‬تسُت‪ ،‬وانتهت‬
‫إنيه انرذاس في انظقه وانمشارك في غير فتى كاف ال ذجتمس به أفل عي انوبماء إال وذوترؼ بظالبه ووفور بمه وفلة ذهنه‪،‬‬
‫اؿ القاضي جبلؿ الديش ُب تر‪ٚ‬تتو‪ :‬كاف يلقي "ا‪ٟ‬تاكم" ُب األياـ اليسَتة كبلغ مش أمره ُب ذلك أف أ رأه ُب ‪ٙ‬تانية أياـ با‪ٞ‬تامع األزىر‪،‬‬
‫وكاف عوهّماً نل امكابر هيم انيمو نل انوواـ‪ ،‬إذا ذُكر انببقيني خالوت انرقاب حىت كاف الشي ‪ٚ‬تاؿ الديش األسنوم‬
‫يتوٌى اإلفتاء مهابة لو لك رة ما كاف ينقإ عليو ُب ذلك‪ ،‬ك د كأل ضاء الشاـ بعد صرؼ تاج الديش السبكي ُب سنة تسع كستُت‪،‬‬
‫‪- 019 -‬‬
‫فع لقائلها يا مش شفاعتيو‬
‫فا ٍش ٍ‬
‫تفك ىمش ىو مكبوت كمكبوؿ‬
‫ٌ‬
‫فاعًتض معًتض بأف السؤاؿ للنش صلى اهلل عليو كعلى آلو كسلم مل يىًرد ‪.1‬‬
‫فقاؿ البلقيٍت ر‪ٛ‬تو اهلل تعاىل ُب ا‪ٞ‬تواب ‪ { :‬اهلل اهلل ‪ ،‬ال حوؿ كال وة إال باهلل العلي العظػيم ‪ ،‬نعػوذ‬
‫باهلل مش الفنت ‪ ،‬ما مهر منها كما بطش‪ .‬لقد ارتكإ ىذا ا‪١‬تعًتض بائح أتى هبا علػى أهنػا نصػائح ‪،‬‬
‫فداءت عليو فضائح ‪.‬لقد أكطأ كمػا أصػاب ‪ ،‬كك ػر بػو كبأم الػو ا‪١‬تصػاب ‪[...‬إىل أف ػاؿ] ‪ :‬كلقػد‬
‫ي‬
‫جهل جهبلن بينان بقولو ‪ ،‬فأما سؤاؿ النش صلى اهلل عليو كعلى آلو كسلم نفسػو ‪ ،‬فكيػ ال نسػألو‬

‫مرات‬
‫عُت ٌ‬
‫كجرت لو معو أمور مشهورة كمل يقم ُب ذلك إال دكف السنة كعاد إىل القاىرة متوفران على االشتغاؿ كاإلفتاء كالتصني ‪ ،‬ك د ٌ‬
‫لقضاء الشافعية فلم يتفق ذلك إالٌ بعد دىر ويل لولده‪ ،‬ونم ذ مل عي عصنظاته إال انقبيل منه كاف ذشرع في انشيء فبيو‬
‫بمه ذطوؿ بيه امعر‪ ،‬حىت كتإ مش شرح البخارم على ‪٨‬تو مش عشريش حدي ان ‪٣‬تلٌديش‪ ،‬ككتإ على الركضة عدة ‪٣‬تلدات تعقبات‬
‫‪،‬كعلق بع لبتو مش كطو مش حواشي نسختو بالركضة كاصة ‪٣‬تلديش‪ ،‬ك د عمل لو كلده جبلؿ الديش تر‪ٚ‬تة ‪ٚ‬تع فيها أسامي‬
‫ككرجت أنا لو أربعُت حدي ان عش أربعُت شيخان‪ ،‬ح ٌدثت هبا مراران‪ ،‬ك رأت عليو‬
‫تصانيفو كأشياء مش اكتياراتو أجادىا‪ٝ ،‬تعتها كلها منو‪ٌ ،‬‬
‫النبوة" للبيهقي فشهد أل با‪ٟ‬تفظ ُب اجملل العاـ‪ ،‬ك رأت عليو دركسان مش الركضة‪ ،‬كأذف أل ٓتطو ككتإ أل ٓتطو على جزء مش‬ ‫"دالئل ٌ‬
‫تعليق التعليق الذم كصلت فيو تعاليق البخارم‪ ،‬ككنت رأيت[ُب ا‪١‬تناـ] ُب ىذه السنة أنٍت دكلت مدرسة كىو يصلي الظهر فأح‬
‫بداكل فتمادل ُب الركوع فأدركت معو صبلة الظهر‪ ،‬فع نا عليو فقاؿ أل‪ :‬٭تصل لك مهور ك َت‪ ،‬لت‪ :‬كبقية ا‪١‬تناـ أنك تأكرت أل‬
‫أدركتك فأكذت عنك كأذنت أل‪ ،‬فأ ر ذلك ككاف األمر كذلك‪ ،‬وكانت آن االجتهاد في انشيخ كاعب إال أف غَته ُب معرفة‬
‫ا‪١‬تودة ك َت االحتماؿ مهيبان مع ك رة ا‪١‬تباسطة ألصنابو كالشفقة عليهم‬
‫ا‪ٟ‬تديث أشهر كُب ٖترير األدلة أمهر‪ ،‬ككاف عظيم ا‪١‬تركءة ‪ٚ‬تيل ٌ‬
‫كالتنويو بذكرىم‪ ،‬كلو نظم ك َت شائع نازؿ الطبقة جدان‪ ،‬كأ بل على عمل ا‪١‬تواعيد بأكرة فكاف ٭تصل لو فيها كشوع ككضوع‪ ،‬اؿ ابش‬
‫حدي‪ :‬كاف أفظس انناس نم هع انشافوي واشتهر ب نك‪ ،‬وطبق شيوخه عوجودوف‪ ،‬قلـ بينا دعشب قاضياً وهو كهل فبهر‬
‫ٌ‬
‫انناس بحظهه وفيي بارته وجودة عورفته‪ ،‬وخالس نه انشيوخ في ذنك انوقت وا ترفوا بظالبه‪ ،‬ثم رجس وتص ّلى نبظتيا ف اف‬
‫في‪ .‬اؿ‪ :‬كلو اكتيارات ُب بعضها‬
‫ودرسوا وصاروا شيوخ بالدهم وهو ّ‬
‫عووؿ انناس بيه في ذنك وكلرت طببته فنظووا وأفتوا ّ‬ ‫ّ‬
‫نظر‪ ،‬كلو نظم كسط كتصاني ك َتة مل تتم‪،‬يبتدئ كتابان فيصن منو طعة ٍب يًتكو ك لمو ال يشبو لسانو‪ ،‬عات في اشر ذي انقولة‬
‫فعملت فيو مرثية تزيد على مائة بيت كىي مشهورة‪ ،‬كعاش إحدل ك‪ٙ‬تانُت‬
‫ي‬ ‫وكلر أسف انناس بيه‪ ،‬كبلغٍت كفاتو كأنا مع ا‪ٟ‬تديج بعرفة‬
‫سنة كربع سنة‪ ،‬ر‪ٛ‬تو اهلل تعاىل‪ }.‬اىػ‬
‫وقاؿ نه انييوطي في "ذذل طبقات انحظاظ"‪{ :‬البلقيٍت‪.‬ىو اإلعاـ انوالع شيخ اإلسالـ انحافس انظقيه ذو انظنوف انمجتهل‬
‫سراج الديش أبو حفن عمر بش رسبلف بش نصَت بش صا بش شهاب بش عبد ا‪٠‬تالق بش ‪٤‬تمد بش مسافر الكناين الشافعي‪ .‬ك‪ٝ‬تع مش‬
‫ابش القمناح كابش عبد ا‪٢‬تادم كابش شاىد ا‪ٞ‬تي كآكريش كأجاز لو ا‪١‬تزم كالذىش ككلق ال ي٭تصوف‪.‬كأكذ الفقو عش ابش عدالف كالتقي‬
‫السبكي كالننو عش أيب حياف‪ .‬وانتهت إنيه رذاس انم هع واإلفتاء ككأل ضاء الشاـ سنة تسع كستُت عوضان عش تاج الديش‬
‫السبكي‪.}..‬اىػ‬

‫‪ _1‬تقدـ ذكر البيت منسوبان إىل الشي شبيإ بش ‪ٛ‬تداف ا‪ٟ‬تنبلي ‪ ،‬كىو ابش عم تقي الديش ابش تيمية ‪.‬‬
‫‪- 001 -‬‬
‫كىو كسيلتنا ككسيلة أبينا آدـ مش بلنػا إىل ربنػا ‪ ،‬ك ػد سػألو عكاشػة كغػَته مػش الصػنابة رضػي‬
‫اهلل تعاىل عنهم كما ثبت ُب " الصنيح " ‪ .}..‬إىل آكر كبلمو ر‪ٛ‬تو اهلل ‪.‬‬

‫ك اؿ اإلماـ اجملتهػد شػي اإلسػبلـ تقػي الػديش السػبكي كمػا ذكػره ُب " شػفاء السػقاـ " كنقلػو‬
‫ا‪١‬تناكم كغَته ُب " شرح ا‪ٞ‬تامع الصغَت " ما نصو ‪:‬‬
‫ك٭تسش التوسل كاالستغاثة كالتشفع بالنش صلى اهلل عليو كعلى آلو كسلم إىل ربو ‪ ،‬كمل يينكػر أحػ هد‬ ‫{ ي‬
‫مش السػل كا‪٠‬تلػ ذلػك حػىت جػاء ابػش تيميػة فػأنكر ذلػك ك عػدؿ عػش الصػراط ا‪١‬تسػتقيم ‪ ،‬كابتػدع‬
‫مامل ي يق ٍلو عامل بلو ‪ ،‬كصار بُت األناـ يم ٍػلىو }اىػ‬

‫ك اؿ شي اإلسبلـ زكريا األنصارم‪ُ 1‬ب "فػتح الوىػاب شػرح مػنهج الطػبلب" ُب بػاب‬
‫الزيارة‪:‬‬
‫{‪ ..‬ك يس ٌش ‪١‬تش صد ا‪١‬تدينة الشريفة لزيارتو أف ييك ر ُب ريقو مش الصبلة كالسبلـ عليو (صلى اهلل عليو‬
‫كسلم)‪ ،‬فنذا رأل حرـ ا‪١‬تدينة كأشدارىا زاد ُب ذلك كسأؿ اهلل أف ينفعو هبذه الزيارة‪ ،‬كيتقبلها منو‪.‬‬
‫كيغتسل بل دكولو كيلب أنظ ثيابو‪ ،‬فنذا دكل ا‪١‬تسدد صد الركضة كىي بُت ه كمن ه كما مر‪،‬‬
‫كصلى ٖتية ا‪١‬تسدد ّتانإ ا‪١‬تن كشكر اهلل تعاىل بعد فراغها على ىذه النعمة‪ ،‬ثم وقف عيتلبر انقبب‬
‫عيتقبل رأس انقبر انشرذف كيبعد منو ‪٨‬تو أربعة أذرع نامرا ألسفل ما يستقبلو‪ ،‬فارغ القلإ مش علق‬

‫‪ _ 1‬قاؿ انحافس انييوطي في ترجمته عي "نهم انوقياف في أ ياف ام ياف "‪{ :‬زكريا األنصارم‪ ،‬شيخ اإلسالـ ‪ ،‬زكريا بش ‪٤‬تمد‬
‫بش أ‪ٛ‬تد بش زكريا السنيكي الشافعي‪٤ ،‬تيي الديش أبو ٭تِت ‪ .‬كلد سنة أربع كعشريش تقريبان‪ .‬كأكذ أنواع العلوـ عش شيوخ عصره‬
‫كالقاياٌب كابش حدر‪ ،‬كا‪ٞ‬تبلؿ احمللي ‪ ،‬كالشرؼ ا‪١‬تناكم كغَتىم‪ .‬وبرع وتظني‪ ،‬وسبك طرذب انتصوؼ‪ .‬ونزـ انجل واالجتهاد في‬
‫انقبم وانوبم وانومل‪ .‬كأ بل على نفع الناس إ راء ك إفتاء كتصنيفان مع الديش ا‪١‬تتُت‪ ،‬كترؾ ما ال يعنيو‪ ،‬كشدة التواضع‪ ،‬كلُت ا‪ٞ‬تانإ‪،‬‬
‫كضبط اللساف كالسكوت‪ .‬ك كأل مشيخة الصبلحية كغَتىا‪ ،‬ك ضاء القضاة‪ .‬كمش تصانيفو ‪ " :‬شرح الركض " ‪ ،‬ك " شرح البهدة " ‪،‬‬
‫ك ‪٥‬تتصره‪ ،‬ك " كشرح الفية العرا ي‪ .}.‬اىػ‪ .‬ك قاؿ انشيخ انويلروس ُب تر‪ٚ‬تة أحد العلماء مش "النور السافر عش أكبار القرف العاشر"‬
‫‪{ :‬كُب سنة ‪ٙ‬تاف كأربعُت توُب‪ :‬أ‪ٛ‬تد بش الطيإ ابش مش الديش الطبنداكم البكرم الصديقي الشافعي شهاب الديش شي اإلسبلـ‬
‫ا‪ٟ‬ت اإلماـ العارؼ باهلل القانت األكاه كاضح احملدة كالسنش‪ .‬بلغ غاية مش العلم ما ارتقى إليها أىل ذلك الزمش‪ .‬كاف مع أىل عصره‬
‫ٔتنزلة الشم مع الندوـ ك٘تيز عليهم ُب معرفة ا‪١‬تنطوؽ كا‪١‬تفهوـ شديد التصلإ ُب الديش كالصدع با‪ٟ‬تق ال ٮتاؼ ُب اهلل لومة‬
‫ا‪١‬تالكية‪.}..‬‬ ‫الئم‪ ...‬اؿ‪ :‬وقل سموت شيخ اإلسالـ ‪ -‬انمجمس بى تجلذل نبقرف انتاسس‪ -‬زكرذا امنصاري أنو كتإ إليو بع‬
‫اىػ‬
‫‪- 000 -‬‬
‫الدنيا‪ ،‬كيسلٌم ببل رفع صوت كأ لٌو‪ :‬السبلـ عليك يا رسوؿ اهلل (صلى اهلل عليو كسلم)‪ٍ ،‬ب يتأكر‬
‫صوب ٯتينو در ذراع فيسلٌم على أيب بكر ٍب يتأكر در ذراع فيسلٌم على عمر رضي اهلل عنهما‪ ،‬ثم‬
‫ذرجس إنى عوقظه اموؿ قبان وجه اننبي (صبى اهلل بيه وسبم) وذتوسل به في فب نظيه وذيتشظس‬
‫به إنى ربه ثم ذيتقبل انقبب وذل و بما شاء ننظيه ونبميبميي‪.‬‬
‫كدع ا‪١‬تسدد بركعتُت كأتى الق الشري كأعاد ‪٨‬تو السبلـ األكؿ‪}.‬اىػ‬
‫كإذا أراد السفر ٌ‬

‫ك اؿ العبلٌمة القسطبلين ر‪ٛ‬تو اهلل تعاىل شارح البخارم ُب كتابو " ا‪١‬تواىإ اللدنٌية " ‪:‬‬
‫{ ك‪٬‬توز االستغاثة كالتشفع كالتوسل بو صلى اهلل عليو كعلى آلو كسلم ‪ ،‬فددير ‪١‬تش استشفع بػو أف‬
‫يش ٌفعو اهلل ‪ ،‬فبل فرؽ بُت أف يع ٌ بلفظ االسػتغاثة أك التوسػل أك التشػفع أك التوجػو ‪ ،‬فكػل مػش ىػذه‬
‫األشػػياء كا عػػة منػػو صػػلى اهلل عليػػو كعلػػى آلػػو كسػػلم كمػػا ذكػػره ُب " ٖتقيػػق النصػػرة "‪، 1‬ك " مصػػباح‬
‫الظػػبلـ "‪ 2‬بػػل كلقػػو كبعػػده ‪ُ ،‬ب حياتػػو كبعػػد ‪٦‬تاتػػو ُب مػػدة الػ زخ ‪ ،‬كبعػػد البعػػث ‪ ،‬ك ُب عرصػػات‬
‫يوـ القيامة‪ }.‬اىػ‪ٍ .‬ب ذكر األدلة على ذلك‪.‬‬
‫ك اؿ أيضا ُب ىذا الكتاب ُب ْتث معدزاتو صلى اهلل عليو كعلى آلو كسلم ‪:‬‬
‫{ كأما القسم ال اين كىو ما ك ع بعد كفاتو صلى اهلل عليو ك سلم ‪ ،‬فك َت جدان إذ ُب كػل حػُت يقػع‬
‫اص أمتػػو مػػش ك ػوارؽ العػػادات بسػػببو‪٦ -‬تػػا يػػدؿ علػػى تعظػػيم ىػ ٍدره الش ػري ‪ -‬مػػا ال ي٭تصػػى مػػش‬‫‪٠‬ت ػو ٌ‬
‫االسػتغاثة بػػو ‪ ،‬كغػَت ذلػػك ‪٦‬تػا يػػأٌب ُب ا‪١‬تقصػد األكػػَت ُب أثنػاء الكػػبلـ علػى زيػػارة ػ ه الشػري ا‪١‬تنػػَت‬
‫صلى اهلل عليو كعلى آلو كسلم}‪ .‬انتهى‪.‬‬
‫ك اؿ أيضان ُب ْتث الزيارة بعد ذكر األدلة على حسش التوسػل بػو صػلى اهلل عليػو كعلػى‬
‫ا‪١‬تؤم ػل ‪ٟ‬تسػػش ا‪ٟ‬تػػاؿ ُب عػػامل الغيػػإ‬
‫آلػػو كسػػلم كالتشػػفع ‪{ :‬فعليػػك أيهػػا الطالػػإ إدر ىاؾ السػػعادة ك ٌ‬
‫كالشػػهادة ‪ ،‬بػػالتعلق بأذيػػاؿ عطفػػو ككرمػػو ‪ ،‬كالتط ٌف ػل علػػى موائػػد نعمػػو ‪ ،‬كالتوسػػل ّتاىػػو الش ػري ‪،‬‬
‫كالتش ٌفع بقػ ٍدره ا‪١‬تنيػ ‪ ،‬فهػو الوسػيلة إىل نيػل ا‪١‬تعػاأل ‪ ،‬كا تنػاص ا‪١‬تػراـ ‪ ،‬كا‪١‬تفػزع يػوـ ا‪ٞ‬تػزع ‪ ،‬ك ا ٌل ٍػع‬
‫اج ىع ىل ٍ يق أمامك فيما نزؿ بك مش النوازؿ ‪ ،‬كإمامػك فيمػا ٖتػاكؿ مػش ال يقػىرب‬ ‫لكافة الرسل الكراـ ‪ ،‬ك ٍ‬
‫كا‪١‬تنازؿ ‪ ،‬فننك تظفر مش ا‪١‬تراد بأ صاه ‪ ،‬كتدرؾ رضا مش أحاط بكل شيء علما كأحصاه }‪.‬اىػ‬

‫‪ٖ " _1‬تقيق النصرة بتلخين معامل دار ا‪٢‬تدرة " لئلماـ أيب بكر ا‪١‬تراغي ( ت ‪ 917‬ىػ ) ‪.‬‬
‫‪ " _2‬مصباح الظبلـ ُب ا‪١‬تستغي ُت ٓتَت األناـ ُب اليقظة كا‪١‬تناـ " لئلماـ ‪٤‬تمد بش موسى النعماين ا‪١‬تزاأل ا‪١‬تراكشي ا‪١‬تتوُب سنة ‪794‬ىػ‪.‬‬
‫‪- 002 -‬‬
‫ك ػػاؿ بػػل ىػػذه العبػػارة بقليػػل ‪ {:‬كأمػػا التوسػػل بػػو صػػلى اهلل عليػػو كعلػػى آلػػو كسػػلم ُب عرصػػات‬
‫يوـ القيامة ‪ ،‬فمما اـ عليو اإل‪ٚ‬تاع كتواترت بو األكبار ُب حديث الشفاعة} ‪ .‬انتهى ‪.‬‬
‫ك ػػاؿ اإلمػػاـ ا‪ٟ‬تػػافظ جػػبلؿ الػػديش السػػيو ي ُب كتابػػو " ا‪١‬تستقصػػى ُب فضػػائل ا‪١‬تسػػدد‬
‫األ صى " ُب ْتث زيارة ا‪٠‬تليل عليو السبلـ ما نصو ‪:‬‬
‫{ كيقوؿ الزائر ‪ :‬يا نش اهلل ‪ ،‬إين متوجو بك إىل ريب ُب حوائدي لتيقضى أل ‪...‬‬
‫إىل أف ػاؿ ‪ٍ :‬ب يتوجػو إىل اهلل تعػػاىل ّتميػع أنبيائػػو ‪ ،‬كصوصػان بسػػيد األكلػُت كا كػريش سػيدنا ‪٤‬تمػػد‬
‫صلى اهلل عليو كعلى آلو كسلم} ‪ .‬انتهى‪.‬‬
‫ك اؿ العبلمة السمهودم‪ُ 1‬ب " كبلصة الوفاء " ‪:‬‬
‫صح ُب حديث الغار ‪ ،‬كىي ‪٥‬تلو ة ‪ ،‬فالسؤاؿ بو صلى اهلل عليو‬ ‫{ كإذا جاء التوسل باألعماؿ كما ٌ‬
‫كعل ػػى آل ػػو كس ػػلم أىٍكىل [ألن ػػو أفض ػػل ا‪١‬تخلو ػػات] ‪ ،‬كال ف ػػرؽ ب ػػُت التعب ػػَت بالتوس ػػل أك االس ػػتغاثة أك‬
‫التشػػفع أك التوجػػو بػػو صػػلى اهلل عليػػو كعلػػى آلػػو كسػػلم ُب ا‪ٟ‬تاجػػة ‪ ،‬ك ػػد يكػػوف ذلػػك ٔتعػػٌت لػػإ أف‬
‫يدعو اهلل ُب ه‪ -‬كما كاف ُب حاؿ الدنيا‪ ، -‬إذ ىو غَت ‪٦‬تتنػع مػع علمػو صػلى اهلل عليػو كعلػى آلػو‬
‫كسلم بسؤاؿ مش سألو ‪}...‬اىػ ‪ٍ.‬ب ذكر حديث عاـ الرمادة كغَته ‪ ،‬إىل آكر كبلمو ‪.‬‬
‫ك اؿ ُب الزيارة مش ىذا الكتاب ‪:‬‬
‫{ ٍب يقػػوؿ ‪ :‬يػػا رسػػوؿ اهلل ‪ ،‬إف اهلل ػػاؿ فيمػػا أنػػزؿ عليػػك ‪ { :‬كلػػو أهنػػم إذ ملمػوا أنفسػػهم جػػاءكؾ‬
‫ػدت عليػػك زائ ػران ‪ ،‬كبػػك مسػػتدَتان سػػائبلن منػػك أف تشػػفع أل إىل ريب ‪ ،‬فأنػػت‬
‫‪ } ..‬ا يػػة ‪ ،‬ك ػػد كفػ ي‬
‫شػػفيع ا‪١‬تػػذنبُت ‪ ،‬الوجيػػو ا‪١‬تقبػػوؿ عنػػد رب العػػا‪١‬تُت ‪ ،‬كىػػا أنػػا معػػًتؼ بػػذنش ‪ ،‬متوسػػل بػػك إىل ريب ‪،‬‬
‫أتش ٌفع بك إليو لعلو يرحم عبده كإف أساء ‪ ،‬كيعفػو عمػا جػٌت ‪ ،‬كيعصػمو مػا بقػي ُب الػدنيا ب كاتػك‬
‫كشفاعتك ‪ ،‬يا كاًب النبيُت كشفيع ا‪١‬تذنبُت ‪.‬‬

‫‪ _1‬اؿ انشيخ أبو ب ر انويلروس ُب تر‪ٚ‬تتو مش "النور السافر عش أكبار القرف العاشر "‪{ :‬فيها‪ُ :‬ب يوـ ا‪٠‬تمي ثامش عشر ذم‬
‫القعدة‪ .‬توُب انم انملذن اإلعاـ انقلوة وانمتظني‪ ،‬انحج انشرذف ذو انتصانيف انشهيرة‪ ،‬نور الديش أبو ا‪ٟ‬تسش علي ابش القاضي‬
‫وعلرسها وعمرخها‪ .‬تر‪ٚ‬تو ا‪ٟ‬تافظاف ا‪١‬تعز ابش فهد‬
‫عفي الديش عبد اهلل‪ .‬وذورؼ بانيمهودي نزذل انملذن انشرذظ و انمها وعظتيها ّ‬
‫كالشم السخاكم‪ ]..[.‬اؿ السخاكم‪ :‬ك‪ٝ‬تع مٍت مصنفي االبتهاج كغَته‪ .‬وكاف بى خير كلير‪ .‬ك طش با‪١‬تدينة مش سنة ثبلث‬
‫قل أف ذ وف أفل عي أهبها نم ذقرأ بيه‪ ]..[ .‬وبانجمب فهو فاضل عتظني عتميز في امصبيي وانظقه‪.‬‬
‫كسبعُت‪ .‬قاؿ انيفاوي‪ّ :‬‬
‫علذم انوبم وانجمس وانتأنيف‪ .‬عتوجه نبوبادة بانمبافل وانمناظرة قوي انجالدة‪ .‬طبب انوبارة عس قوة تظني‪ .‬وربما أدا انبحث‬
‫إنى عحاسن عس انمبحوث عوه‪ .‬و بى كل فاؿ فهو فرذل في عجمو ه‪ .}.‬اىػ ‪.‬‬
‫‪- 003 -‬‬
‫أنت الشفيع كآماأل معلٌقة‬
‫ك د رجوتك يا ذا الفضل تشفع أل‬
‫ىذا نزيلك أضنى ال مبلذ لو‬
‫إال جنابك يا يس ٍؤأل كيا أملي }‪.‬انتهى‬
‫ك اؿ العبلمة ابش حدر ا‪٢‬تيتمي ُب كتابو " ا‪ٞ‬توىر ا‪١‬تنظٌم ُب زيارة الق ا‪١‬تعظٌم " ‪:‬‬
‫{ك مػػش كرافػػات ابػػش تيميػػة الػػيت مل يقلهػػا عػػامل بلػػو ك صػػار هبػػا بػػُت أىػػل االسػػبلـ م لػػة‪ :‬أنػػو أنكػػر‬
‫االستغاثة كالتوسل بو صلى اهلل عليو ك سػلم‪[..‬إىل أف ػاؿ‪ ..]:‬ك االسػتغاثة بػالنش صػلى اهلل عليػو ك‬
‫سلم‪[ ،‬ك لكش] ا‪١‬تستغاث بو ُب ا‪ٟ‬تقيقة ىو اهلل تعاىل ‪ ،‬كالنش صػلى اهلل عليػو ك سػلم كاسػطة بينػو ك‬
‫بُت ا‪١‬تستغيث ‪ ،‬فهو سبحانه عيتغاث به و انغوث و اإلغاث عنه خبقا و إذجادا‬
‫‪1‬‬
‫‪.‬فالتوجػو‬
‫ٌ‬ ‫ػتغاث بػه عجػازا‬
‫انغوث عنه سػببا و كيػبا فهػو عي ٌ‬ ‫ُ‬ ‫عيتغاث و‬
‫ٌ‬ ‫أي فقيق ً‪، -‬و اننبي‬
‫ك االسػػتغاثة بػػو صػػلى اهلل عليػػو ك سػػلم ك بغػػَته لػػي ‪٢‬تمػػا معػػٌت ُب لػػوب ا‪١‬تسػػلمُت غػػَت ذلػػك‪ ،‬كال‬
‫ػك علػى نفسػو! نسػأؿ اهلل العافيػة! ‪.‬‬ ‫يقصد هبما أح هد مػنهم سػواه‪ ،‬فمػش مل ينشػرح صػدره لػذلك ف ٍليب ً‬
‫ٍ‬ ‫ي‬
‫غوث‪ -‬كلو نبيػانأك كليػان كسػبان‪ -‬أمػهر معلػوـ ال شػك‬
‫كبا‪ٞ‬تملة ‪ ،‬إ بلؽ لفظ "استغاثة" ‪١‬تش ٭تصل منو ه‬
‫لت‪:‬يا اهلل أغ ٍت‪ ،‬فا‪١‬تقصود بو اإلسناد ا‪ٟ‬تقيقي باعتبػار ا‪٠‬تلػق ك اال‪٬‬تػاد‪ ،‬ك إذا‬ ‫فيو لغة كشرعان ‪،‬فنذا ى‬
‫ػت‪ :‬أغ ػػٍت ي ػػا رس ػػوؿ اهلل‪ ،‬فا‪١‬تقص ػػود ب ػػو االس ػػناد اجمل ػػازم باعتب ػػار الكس ػػإ ك التوس ػػط كالتس ػػبإ‬
‫لػ ى‬
‫بالشفاعة ك الدعاء ‪ .}.. 2‬إىل آكر كبلمو ر‪ٛ‬تو اهلل تعاىل‪.‬‬
‫ك ُب "ٖتفة احملتاج بشرح ا‪١‬تنهاج" البش حدر ا‪٢‬تي مي ك حاشيتو للشي الطببلكم ا‪١‬تصرم‬
‫‪:‬‬

‫‪ _ 1‬ار ٍف بُت كبلـ اإلماـ ابش حدر ىنا ‪ ،‬ك كبلـ ابش تيمية الذم نقلناه سابقا ك ىو ولو‪ ..{:‬ك‪٢‬تذا اؿ العلماء ا‪١‬تصنٌفوف ُب أ‪ٝ‬تاء‬
‫ث فمي نل ‪ ،‬وإف كاف‬ ‫اهلل تعاىل ‪ :‬ذجع بى كل ع بّف أف ذوبم أف ال غياث وال عغيث بى اإلطالؽ إال اهلل ‪ ،‬وأف كل غَو ٍ‬
‫ْ‬
‫جول ذنك بى ذل غير فانحقيق نه سبحانه وتوانى ‪ ،‬ونغير عجازاً ‪ }..‬اىػ ‪ .‬فبل معٌت –بعد ىذا‪ -‬لتكفَت ا‪١‬تستغي ُت ا‪١‬تتوسلُت‬
‫تأم ٍل ر‪ٛ‬تك اهلل‪.‬‬
‫بالنش صلى اهلل عليو ك سلم‪ ،‬ألهنم ال يعتقدكف أنو مغيث على ا‪ٟ‬تقيقة كلقا ك إ‪٬‬تادا‪ ،‬بل تسبٌبا ك كسبا ك ‪٣‬تازا‪ .‬ف ٌ‬
‫حديث عرض األعماؿ ‪ :‬اؿ ابش رجإ ا‪ٟ‬تنبلي ُب "شرح‬ ‫_ك ٌ‬
‫يدؿ على استغفار النش صلى اهلل عليو ك سلم ألمتو ُب ه‪،‬‬ ‫‪2‬‬
‫ي‬
‫كرج البزار ُب "‬
‫ض األعماؿ كلها على رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو ك على آلو كسلم ألنو ‪٢‬تم ٔتنزلة الوالد ‪ٌ ،‬‬
‫عر ي‬
‫صح ٍ‬
‫األربعُت" ‪{ :‬ك د ٌ‬
‫مسنده " ‪ ،‬اؿ رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو ك على آلو كسلم ‪ " :‬حياٌب كَت لكم يٖتدثوف ك٭تدث لكم ‪ ،‬ك كفاٌب كَت لكم ‪ ،‬تيعرض‬
‫استغظرت اهلل ن م‪.}.‬اىػ ك د سبق الكبلـ عليو‪.‬‬
‫ُ‬ ‫علي أعمالكم ‪ ،‬فما رأيت مش كَت ‪ٛ‬تدت اهلل عليو ‪ ،‬وعا رأذت عي شر‬
‫ٌ‬
‫‪- 004 -‬‬
‫ضاؿ م ً‬ ‫{ ( ك ) يسش بل ً ً‬
‫ضل [كىو السفر مش أجل] (‬ ‫صىر لىوي‪ ،‬ىكالٍ يمنىا ًزعي ًُب ىلىبً ىها ى ي‬ ‫إ ىكانٍػتى ى‬ ‫يل ى‪٬‬ت ي‬ ‫ى يى ىٍ ى‬
‫‪ٚ‬تي ًع ىما يىػتىػ ىعل يق‬ ‫ك مع أ ًىدلتًها كآد ًاهبا ك ىً‬ ‫وؿ الل ًو صلى اللو علىي ًو كسلم ) لً يكل أىح ود ىكما بػيػٍن ً‬ ‫ًزيارةي ىػ ًٍ رس ً‬
‫ت ذىل ى ى ى ى ى ى ى ى‬ ‫ى ى ى ي‬ ‫ي ىٍ ىى ى‬ ‫ى‬ ‫ىى ىي‬
‫ا‪ٞ‬تى ٍوىىىر الٍ يمنىظ ىم ًُب ًزيى ىارةً الٍ ىق ًٍ الٍ يم ىكرًـ" }‪ ..‬اؿ ُب ا‪ٟ‬تاشية‬ ‫يسبى ٍق ىإىل ًم ٍلً ًو ى‪ٝ‬تٍيتو " ٍ‬ ‫ًهبا ًُب كًت و ً‬
‫اب ىحاف ول ىملٍ أ ٍ‬ ‫ى‬ ‫ى‬
‫شارحا ‪٢‬تذا‪:‬‬
‫{ ىػوليو ‪ ( :‬كالٍمنىا ًزع ‪ ، ) ...‬و ُهو ابي تَػي ِميَّ َ وعي تَبِوهُ ِعي ان ِْظرقَ ِ انالَّانَِّ انْم ْشهورةِ فِي َزعنِنَا بِانْوهَّابِيَّ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ َ‬ ‫َ َ ْ ُ ْ ََ ْ َ ْ ْ‬ ‫ٍي ى ي ي‬
‫ا‪ٟ‬تىاج ًُب تىأىك ًد ىىا لىوي [أم الزيارة]‪،‬‬ ‫ٍم الٍ يم ٍعتى ًم ًر ىك ٍ‬
‫ي‬ ‫ك‬ ‫ح‬‫ي‬ ‫ك‬
‫ى‬ ‫)‬ ‫د‬
‫ي‬ ‫ك‬
‫ى‬ ‫آ‬ ‫يج‬‫ً‬ ‫د‬ ‫َخ َ نَهم انبَّه تَػوانَى ‪ ( .‬ىػوليو ‪ :‬أىنػها لًٍلن ً‬
‫ٍي ى ى‬ ‫ُْ ُ َ‬
‫صلى اللوي ىعلىٍي ًو ىك ىسل ىم‪.‬‬ ‫ت الٍم ٍق ًد ًس كًزيارةي ٍ ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ا‪٠‬تىل ًيل ى‬ ‫ى ىى‬ ‫ىكتي ىسش زيى ىارةي بىػٍي ى‬
‫صلى اللوي ىعلىٍي ًو ىك ىسل ىم أى ٍف يي ٍكًىر ًُب ى ًر ًيق ًو ًم ٍش الص ىبلةً ىكالس ىبلًـ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ص ىد الٍ ىمدينىةى الش ًري ىفةى ل ًزيى ىارةً ىػ ًٍه ى‬
‫ً‬
‫ىكيي ىسش ل ىم ٍش ى ى‬
‫صر أى ٍش ىدارىىا ىمى نبل كيىسأ يىؿ اللوى تىػ ىع ىاىل أى ٍف يىػٍنػ ىف ىعوي ًهبى ًذهً الزيىارةً‬ ‫صلى اللوي ىعلىٍي ًو ك ىسلم كيىًز ى ً ً‬ ‫ً‬
‫ى‬ ‫ى ٍ‬ ‫ى‬ ‫يد فيه ىما إ ىذا أىبٍ ى ى‬ ‫ى ىى‬ ‫ىعلىٍيو ى‬
‫ىكيىػتىػ ىقبػلى ىها ًمٍنوي[‪ ]...‬يٍب يىأًٌٍب الٍ ىقٍبػىر الش ًري ى فىػيى ٍستىػ ٍقبً يل ىرأٍ ىسوي ىكيى ٍستى ٍدبًير الٍ ًقٍبػلىةى‪ ]...[ ،‬إىل أف اؿ‪ :‬ثُ َّم‬
‫صبَّى انبَّهُ َبَْي ِه َو َسبَّ َم َوذَػتَػ َو َّس ُل بِ ِه فِي َف ِّب نَػ ْظ ِي ِه َونِيَ ْيتَ ْش ِظ َس بِ ِه‬ ‫ِ‬ ‫ِِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ذَػ ْرج ُس إنَى َع ْوقظه ْام ََّوِؿ قُػبَانَ َ َو ْج ِهه َ‬
‫يي‪. }.‬اىػ‬ ‫ِِ‬ ‫إنَى ربِِّه ثُ َّم ذيتػ ْقبِل ان ِْقبػبَ َ وذ ْل و نِنػ ْظ ِي ِه ونِمي َش ِ‬
‫اء ع ْي ان ُْم ْيبم َ‬ ‫َ َْ َ‬ ‫َ ْ َ ُ ْ ََ ُ َ‬ ‫َ‬
‫كم لو ُب " حاشية اإليضاح " البش حدر أيضا ‪ ،‬ك ُب " مناسكو " ‪.‬‬
‫ك اؿ اإلماـ العبلمة الشهاب الرملي ما نصو ‪ {:‬االستغاثة باألنبياء كا‪١‬ترسػلُت كاألكليػاء‬
‫كالصػػا‪ٟ‬تُت جػػائزة‪ ،‬كلؤلنبيػػاء كا‪١‬ترسػػلُت كالعلمػػاء كالصػػا‪ٟ‬تُت إغاث ػةه بعػػد مػػونم ‪ ،‬ألف معدػػزة األنبيػػاء‬
‫ككرامة األكلياء ال تنقطع ٔتونم}‪.‬اىػ‬
‫ك اؿ العبلمة ا‪٠‬تطيإ الشربيٍت ُب "مغٍت احملتاج" ‪:‬‬
‫{ ‪ ..‬يٍب يىأًٌٍب الٍ ىقٍبػىر الش ًري ى فىػيى ٍستىػ ٍقبً يل ىرأٍ ىسوي ‪ ،‬ىكيى ٍستى ٍدبًير الٍ ًقٍبػلىةى‪ ]..[ ،‬إىل أف اؿ‪ ..{:‬ثُ َّم ذَػ ْرِج ُس إنَى‬
‫صبَّى انبَّهُ َبَْي ِه َو َسبَّ َم َوذَػتَػ َو َّس ُل بِ ِه فِي َف ِّب نَػ ْظ ِي ِه ‪َ ،‬وذَ ْيتَ ْش ِظ َس بِ ِه إنَى َربِِّه لً ىما‬ ‫ِ‬ ‫ِِ ِ‬
‫َع ْوقظه ْام ََّوِؿ قُػبَانَ َ َو ْج ِهه َ‬
‫ؼ آدـ ٍ ً‬ ‫ً‬ ‫ركل ٍ ً‬
‫ىسأىليك‬ ‫ا‪٠‬تىطيئىةى ى ىاؿ ‪ :‬يىا ىرب أ ٍ‬ ‫صلى اللوي ىعلىٍيو ىك ىسل ىم { أىنوي ى ىاؿ ‪ :‬لىما ا ٍػتىػىر ى ى‬ ‫ا‪ٟ‬تىاك يم ىع ٍش النًش ى‬ ‫ىى‬
‫ً‬ ‫و‬ ‫ً‬
‫ىكلي ٍقوي؟ ى ىاؿ‬ ‫ت ًأل ‪ ،‬فىػ ىق ىاؿ اللوي تىػ ىع ىاىل ‪ :‬ىكىكٍي ى ىعىرفٍت ي‪٤‬تىم ندا ىكىملٍ أ ٍ‬ ‫صلى اللوي ىعلىٍيو ىك ىسل ىم إال ىما ىغ ىف ٍر ى‬ ‫ْتىق ي‪٤‬تىمد ى‬
‫ً‬ ‫كحك رفىػع ً‬ ‫‪ :‬يا رب ًألىنك لىما كلى ٍقتىًٍت كنىػ ىفخت ًُب ًمش ر ً‬
‫ت ًُب ىػ ىوائ ًم الٍ ىع ٍر ًش ىمكٍتيوبنا ‪ :‬ىال إلىوى‬ ‫ت ىرأٍسي ‪ ،‬فىػىرأىيٍ ي‬ ‫ىٍ ي‬ ‫ٍي‬ ‫ى ٍ‬ ‫ى‬ ‫ى ى‬
‫ا‪٠‬تىٍل ًق إلىٍيك ‪ ،‬فىػ ىق ىاؿ اللوي تىػ ىع ىاىل‪:‬‬
‫ىحإ ٍ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫إال اللو ي‪٤‬تم هد رس ي ً‬
‫وؿ اللو ‪ ،‬فىػ ىعىرفٍت أىنك ىملٍ تيض ٍ ىإىل نػى ٍفسك إال أ ى‬ ‫ي ى ىي‬
‫ا‪٠‬تىٍل ًق ىإأل ‪ ،‬إ ٍذ ىسأىلٍتىًٍت بًًو فىػ ىق ٍد ىغ ىف ٍرت لىك ‪ ،‬ىكلى ٍوىال ي‪٤‬تىم هد ىما ىكلى ٍقتيك } ى ىاؿ‬ ‫آدـ إنوي ىألى ىحإ ٍ‬ ‫ص ىد ٍت يىا ى‬ ‫ى‬
‫ً‬ ‫ا‪ٟ‬تاكًم ‪:‬ى ىذا ص ًنيح ًٍ ً‬
‫ىح ىس ًش ىما يىػ يقوليوي الزائًير بىػ ٍع ىد ىذل ى‬ ‫ً‬ ‫‪1‬‬
‫ك‪:‬‬ ‫اإل ٍسنىاد ‪ .‬ىكم ٍش أ ٍ‬ ‫ٍى ي ى ى ي‬
‫‪ _ 1‬اؿ العبلمة احملدث السيد عبد اهلل بش الص ٌديق الغمارم ر‪ٛ‬تو اهلل ُب "الرد احملكم ا‪١‬تتُت"(ص‪ُ ) 14: – 149‬ب ٗتريج ىذا‬
‫ا‪ٟ‬تديث‪..{ :‬كا‪١‬تقصود أف حديث عبد الر‪ٛ‬تش بش زيد بش أسلم ُب صة توسل آدـ عليو السبلـ لي ٔتوضوع‪ ،‬كال تسمح القواعد‬
‫‪- 005 -‬‬
‫اب ًم ٍش ً يبً ًهش الٍ ىقاعي ىك ٍاألى ىك يم‬ ‫ً‬
‫فىطى ى‬ ‫ت بًالٍ ىق ًاع أ ٍىعظي يموي‬
‫يىا ىكٍيػىر ىم ٍش يدفنى ٍ‬
‫ود ىكالٍ ىكىريـ‬ ‫اؼ ىكفً ًيو ٍ‬
‫ا‪ٞ‬تي ي‬ ‫فً ًيو الٍ ىع ىف ي‬ ‫ً‬
‫ت ىساكنيوي‬
‫ً ً ً‬
‫يركحي الٍف ىداءي ل ىق ٍو أىنٍ ى‬
‫ا‪ٟ‬تًس ً‬ ‫ً‬ ‫ت ًٍ‬
‫ت الٍ ىق ىد يـ‬ ‫اب إ ىذا ىما ىزل ٍ‬ ‫اعتيوي يىػ ٍوىـ ٍ ى‬ ‫يإ الذم تيػ ٍر ىجى ىش ىف ى‬ ‫ا‪ٟ‬تىب ي‬ ‫أىنٍ ى‬
‫ًً‬ ‫ً‬ ‫ً ًً ً‬ ‫ً‬
‫ُت ‪ }.‬اىػ‬ ‫يٍب يى ٍستىػ ٍقبً يل الٍقٍبػلىةى ىكيى ٍدعيو لنىػ ٍفسو ىكل ىم ٍش ىشاءى م ٍش الٍ يم ٍسلم ى‬
‫ك كػػذلك ذكػػر الرملػػي الصػػغَت ُب " ا‪١‬تناسػػك " مػػا ذكػػر النػػوكم ر‪ٛ‬تهمػػا اهلل تعػػاىل‬
‫فيما تقدـ مش لإ الشفاعة منو صلى اهلل عليو كعلى آلو كسلم كالتوسل بو ‪ ،‬كأنػو مػش ا‪١‬تسػتنبات‬
‫‪.‬‬
‫ك ػػاؿ الشػػوبرم ‪٤‬تشػػي[أم صػػاحإ ا‪ٟ‬تاشػػية علػػى] " شػػرح ا‪١‬تنهػػاج " ُب ج ػواب‬
‫سؤاؿ يرفع لو ‪:‬‬
‫{ك‪٬‬تػػوز التوسػػل إىل اهلل تعػػاىل كاالسػػتغاثة باألنبيػػاء كا‪١‬ترسػػلُت كالعلمػػاء كالصػػا‪ٟ‬تُت بعػػد مػػونم ‪ ،‬كأمػػا‬
‫األنبياء فؤلهنم أحيػاء ُب بػورىم يصػلٌوف ‪ ،‬كمػا كردت األكبػار‪ ،‬ك األكليػاء ال تنقطػع كرامػانم ٔتػونم‬
‫ك د كردت ُب ذلك آثار ك ك ائع } ‪ .‬انتهى‪.‬‬
‫ك اؿ اإلماـ ا‪١‬تناكم‪ 1‬ر‪ٛ‬تو اهلل ُب " مناسكو " اليت على ا‪١‬تذاىإ األربعة ‪:‬‬

‫ا‪ٟ‬تدي ية أف يكوف موضوعان للوجوه اليت ذكرناىا‪ ،‬كبلفان للذىش ر‪ٛ‬تو اهلل تعاىل‪ ،‬فننو تش ٌدد ك َتان كما أف ا‪ٟ‬تاكم تساىل فيو ك َتان‪،‬‬
‫وم كما سبق آنفان‪ ،‬كبأثر البا ر كغَته رضي اهلل عنهم‪،‬‬ ‫كالصواب أف ا‪ٟ‬تديث ضعي مند ْتديث ميسرة الفدر‪ ،‬كىو حديث ٌ‬
‫وب نك ذ وف فلذث" توسل آدـ" فيناً نغير ‪ ،‬فيُحتج به بال نػزاع }‪.‬اهػ‬
‫ك انظر ٖتقيق ذلك ُب "رفع ا‪١‬تنارة بتخريج أحاديث التوسل ك الزيارة" للشي احملدث ‪٤‬تمود سعيد ‪.‬‬
‫‪ _ 1‬قاؿ انمحبي في ترجمته عي "خالص امثر في أ ياف انقرف انحادي شر" ‪ {:‬عبد الرؤؼ بش تاج العارفُت بش علي بش زيش‬
‫العابديش ا‪١‬تلقإ زيش الديش ا‪ٟ‬تدادم ٍب ا‪١‬تناكل القاىرم الشافعي ك د تقدـ ذكر تتمة نسبو ُب تر‪ٚ‬تة ابنو زيش العابديش‪ .‬اإلعاـ ان بير‬
‫وأجل أهل صر عي غير ارتياب‪ ،‬وكاف إعاعا فاضال زاهلا ابلا قانتا هلل‬
‫انحج انلبت انقلوة‪ ،‬صافع انتصانيف انياةرة‪ّ ،‬‬
‫خاشوا نه كلير اننظس‪ ،‬وكاف عتقربا بحيي انومل علابرا بى انتيبيح وامذكار صابرا صادقا وكاف ذقتصر ذوعه ونيبته بى أكب‬
‫وافلة عي انطواـ ‪.‬وقل جمس عي انوبوـ وانموارؼ بى اختالؼ أنوا ها وتباذي أقياعها عا نم ذجتمس في أفل عمي اصر ‪.‬‬
‫نشأ ُب حدر كالده كحفظ القرآف بل بلوغو ٍب حفظ البهدة كغَتىا مش متوف الشافعية كألفية ابش مالك كألفية سَتة العرا ي كألفية‬
‫ا‪ٟ‬تديث لو أيضا كعرض ذلك على مشاي عصره ُب حياة كالده ٍب أ بل على االشتغاؿ فقرأ على كالده علوـ العربية كتفقو بالشم‬
‫الرملي كأكذ التفسَت كا‪ٟ‬تديث كاألدب عش النور علي بش غامن ا‪١‬تقدسي كحضر دركس األستاذ ‪٤‬تمد البكرم ُب التفسَت كالتصوؼ‬
‫كأكذ ا‪ٟ‬تديث عش الندم الغيطي كالشي اسم كالشي ‪ٛ‬تداف الفقيو كالشي الطببلكم لكش كاف أك ر اكتصاصو بالشم الرملي كبو‬
‫برع كأكذ التصوؼ عش ‪ٚ‬تع كتلقش مش طإ زمانو الشي عبد الوىاب الشعراين ٍب أكذ ريق ا‪٠‬تلويتة عش الشي ‪٤‬تمد ا‪١‬تناكلي أكي‬
‫عبد اهلل كأكبله مرارا ٍب عش الشي ‪٤‬ترـ الركمي حُت دـ مصر بقصد ا‪ٟ‬تج ك ريق البَتامية عش الشي حسُت الركمي ا‪١‬تنتشوم ك ريق‬
‫الشاذلية عش الشي منصور الغيطي ك ريق النقشبندية عش السيد ا‪ٟ‬تسيإ النسيإ مسعود الطاشكندم كغَتىم مش مشاي عصره‪.‬‬
‫‪- 006 -‬‬

‫اجملال فسلك فيها الطريقة ا‪ٟ‬تميدة ككاف ال يتناكؿ منها شيئا ٍب رفع نفسو عنها كانقطع عش ‪٥‬تالطة‬ ‫كتقلد النيابة الشافعية ببع‬
‫الناس كانعزؿ ُب منزلو كأ بل على التألي فصنّف في غانع انوبوـ ٍب كىل تدري ا‪١‬تدرسة الصا‪ٟ‬تية فنسده أىل عصره ككانوا ال‬
‫يعرفوف مزية علمو النزكائو عنهم ونما فالر انلرس فيها ورد بيه عي كل ع هع فالالؤ عنتقلذي بيه‪ ،‬وشرع في إقراء عفتصر‬
‫انمزني ونصع انجلؿ في انم اهع وأتى في تقرذر بما نم ذيمس عي غير فأذ نوا نظالبه وصار أجالء انوبماء ذبادروف‬
‫نه عنهم خبب كلير منهم الشي البابلي كالسيد إبراىيم الطاشكندم كالشي علي االجهورم كالوأل ا‪١‬تعتقد أ‪ٛ‬تد‬ ‫نحالور وأخ‬
‫الكلش ككلده الشي ‪٤‬تمد كغَتىم ككاف مع ذلك مل ٮتل مش اعش كحاسد حىت دس عليو السم فتواىل عليو بسبإ ذلك نقن ُب‬
‫أ رافو كبدنو مش ك رة التداكم ك‪١‬تا عدز صار كلده تاج الديش يستملي منو الت لي كيسطرىا‪.‬‬
‫كت ليفو ك َتة منها‪ :‬تفسَته على سورة الفاٖتة كبع سورة البقرة كشرح على العقائد للسعد التفتازاين ‪ٝ‬تاه غاية األماين مل يكمل كشرح‬
‫على نظم العقائد البش أيب شري كشرح على الفش األكؿ مش كتاب النقاية للدبلؿ السيو ي ككتاب ‪ٝ‬تاه أعبلـ األعبلـ بأصوؿ فٍت‬
‫ا‪١‬تنطق كالكبلـ كشرح على منت النخبة كبَت ‪ٝ‬تاه نتيدة الفكر كآكر صغَت كشرح على شرح النخبة ‪ٝ‬تاه اليوا يت كالدرر كشرح على‬
‫ا‪ٞ‬تامع الصغَت ٍب اكتصره ُب أ ل مش ثلث حدمو ك‪ٝ‬تاه التيسَت كشرح طعة مش زكائد ا‪ٞ‬تامع الصغَت ك‪ٝ‬تاه مفتاح السعادة بشرح الزيادة‬
‫كلو كتاب ‪ٚ‬تع فيو ثبلثُت أل حديث كبُت ما فيو مش الزيادة على ا‪ٞ‬تامع الكبَت كعقإ كل حديث ببياف رتبتو ك‪ٝ‬تاه ا‪ٞ‬تامع األزىر‬
‫مش حديث النش األنور ككتاب آكر ُب األحاديث القصار عقإ كل حديث ببياف رتبتو ‪ٝ‬تاه اجملموع الفائق مش حديث كا٘تة رسل‬
‫ا‪٠‬تبلئق ككتاب انتقاه مش لساف ا‪١‬تيزاف كبُت فيو ا‪١‬توضوع كا‪١‬تنكر كا‪١‬تًتكؾ كالضعي كرتبو كا‪ٞ‬تامع الصغَت ككتاب ُب األحاديث القصار‬
‫‪ٚ‬تع فيو عشرة آالؼ حديث ُب عشر كراري كل كراسة أل حديث كل حديث ُب نص سطر يقرا ردا كعكسا ‪ٝ‬تاه كنز‬
‫ا‪ٟ‬تقائق ُب حديث كَت ا‪٠‬تبلئق كشرح على نبذة شي اإلسبلـ البكرم ُب فضل ليلة النص مش شعباف ككتاب ُب فضل ليلة القدر‬
‫‪ٝ‬تاه أسفار البدر عش ليلة القدر كشرح على األربعُت النوكية كرتإ كتاب الشهاب القضاعي كشرحو ك‪ٝ‬تاه إمعاف الطبلب بشرح ترتيإ‬
‫الشهاب كلو كتاب ُب األحاديث القدسية كشرح الكتاب ا‪١‬تذكور كشرح الباب األكؿ مش الشفا كشرح الشمايل للًتمذم شرحُت‬
‫أحد‪٫‬تا مزج كا كر والت لكنو مل يكمل كشرح ألفية السَتة ‪ٞ‬تده العرا ي شرحُت أحد‪٫‬تا والت كا كر مزج ‪ٝ‬تاه الفتوحات‬
‫السبنانية ُب شرح نظم الدرر السنية ُب السَتة الزكية كشرح ا‪٠‬تصائن الصغرل للدبلؿ السيو ي شرحُت صغَت ‪ٝ‬تاه فتح الرؤؼ‬
‫اجمليإ بشرح كصائن ا‪ٟ‬تبيإ كشرح كبَت ‪ٝ‬تاه توضيح فتح الرؤؼ اجمليإ كاكتصر مشائل الًتمذم كزاد عليو أك ر مش النص ك‪ٝ‬تاه‬
‫الركض الباسم ُب مشايل ا‪١‬تصطفى أيب القاسم ككرج أحاديث القاضي البيضاكم ككتاب األدعية ا‪١‬تأثورة باألحاديث ا‪١‬تأثورة ككتاب آكر‬
‫‪ٝ‬تاه با‪١‬تطالإ العليو ُب األدعية الزىيو ككتاب ُب اصطبلح ا‪ٟ‬تديث ‪ٝ‬تاه بغية الطالبُت ‪١‬تعرفة اصطبلح احملدثُت كشرح على كر ات إماـ‬
‫ا‪ٟ‬ترمُت كآكر على كر ات شي اإلسبلـ أيب شري كاكتصر التمهيد لبلسنوم لكنو مل يكملو كلو كتاب ُب األك اؼ ‪ٝ‬تاه تيسَت‬
‫الو وؼ على غوام أحكاـ الو وؼ كىو كتاب مل يسبق إىل م لو كشرح زبد ابش أرسبلف اليت نظم فيها أربعة علوـ أصوؿ الديش‬
‫كأصوؿ الفقو كالفقو كالتصوؼ ك‪ٝ‬تاه فتح الرؤكؼ الصمد بشرح صفوة الزبد كشرح التنرير لشي اإلسبلـ زكريا ‪ٝ‬تاه إحساف التقرير‬
‫بشرح التنرير ٍب شرح نظمو للعمريطي بالتماس بع األكلياء ك‪ٝ‬تاه فتح الرؤؼ ا‪٠‬تبَت بشرح كتاب التيسَت نظم التنرير كصل فيو إىل‬
‫كتاب الفرائ ككملو ابنو تاج الديش ‪٤‬تمد كشرح على عماد الرضي ُب آداب القضاء ‪ٝ‬تاه فتح الرؤؼ القادر لعبده ىذا العاجز القاصر‬
‫كشرح على العباب ‪ٝ‬تاه إٖتاؼ الطبلب بشرح كتاب العباب انتهى فيو إىل كتاب النكاح كحاشية عليو لكنو مل يكملها كشرح على‬
‫ا‪١‬تنهج انتهى فيو إىل الضماف كحاشية على شرح ا‪١‬تنهج مل تكمل ككتاب ُب أحكاـ ا‪١‬تساجد ‪ٝ‬تاه نذيإ التسهيل وكتاب في عناسك‬
‫انحج بى انم اهع امربو سما إتحاؼ انناس بأف اـ انمناسك كشرح على البهدة الوردية ‪ٝ‬تاه الفتح السماكم بشرح هبدة‬
‫الطناكم ٍب اكتصره ُب ‪٨‬تو ثلث حدمو ككبل‪٫‬تا مل يكمل ككتاب ُب أحكاـ ا‪ٟ‬تماـ الشرعية كالطبية ‪ٝ‬تاه النزىة الزىية ُب أحكاـ‬
‫ا‪ٟ‬تماـ الشرعية كالطبية كشرح على ىدية الناصح للشي أ‪ٛ‬تد الزاىد لكنو مل يكمل كشرح على تصنيح ا‪١‬تنهاج ‪ٝ‬تاه الدر ا‪١‬تصوف ُب‬
‫تصنيح القاضي ابش عدلوف لكنو مل يكمل كشرح على ‪٥‬تتصر ا‪١‬تزىن مل يكمل كاكتصر العباب ك‪ٝ‬تاه ‪ٚ‬تع ا‪ٞ‬توامع كمل يكمل ككتاب ُب‬
‫األلغاز كا‪ٟ‬تيل ‪ٝ‬تاه بلوغ األمل ٔتعرفة األلغاز كا‪ٟ‬تيل ككتاب ُب الفرائ كشرح على الشمعة ا‪١‬تضية ُب علم العربية للسيو ي ‪ٝ‬تاه‬
‫‪- 007 -‬‬
‫{كيتوسل با‪١‬تصطفى صلى اهلل عليو كعلى آلو كسلم لنفسو كليستشفع بو إىل ربو } ‪ .‬انتهى ‪.‬‬
‫ك ػاؿ شػي اإلسػبلـ كا٘تػػة ا‪ٟ‬تيٌفػاظ ابػش حدػػر العسػقبلين الشػافعي ُب صػػائده‬
‫ا‪١‬تسماة "النَتات السبع"‪:‬‬
‫ٌ‬
‫حا وك ى‬
‫كماؿ الفضل ك التهذيإ‬ ‫منهاجو‬
‫ي‬ ‫الر ٍسل الذم‬
‫يا سيد ي‬
‫إىل أف اؿ‪:‬‬
‫أهواؿ ذوـ انلذي و انتو ِ‬
‫ذع‬ ‫َ‬ ‫فاشظس نمادفك ان ي بك ذتّقي‬
‫ْ‬
‫انيقاـ و أنت خير ِ‬
‫طبيع‬ ‫أصل ّ‬ ‫زاد و ذنبَه‬
‫صح أ ّف ضنا َ‬
‫قل ّ‬
‫ُ‬
‫ك اؿ ُب أكرل‪:‬‬

‫احملاضر الوضيو ُب الشمعة ا‪١‬تضية ككتاب ‪ٚ‬تع فيو عشرة علوـ أصوؿ الديش كأصوؿ الفقو كالفرائ كالننو كالتشريح كالطإ كا‪٢‬تيئة‬
‫كأحكاـ الندوـ كالتصوؼ ككتاب ُب فضل العلم كأىلو ككتاب اكتصر فيو ا‪ٞ‬تزء األكؿ مش ا‪١‬تباح ُب علم ا‪١‬تنهاج للدلدكي كشرح على‬
‫القاموس انتهى فيو إىل حرؼ الذاؿ كاكتصر األساس كرتبو كالقاموس ك‪ٝ‬تاه أحكاـ األساس ككتاب األم اؿ ككتاب ‪ٝ‬تاه عماد الببلغة‬
‫ككتاب ُب أ‪ٝ‬تاء البلداف ككتاب ُب التعاري ‪ٝ‬تاه التو ي على مهمات التعاري ككتاب ُب أ‪ٝ‬تاء ا‪ٟ‬تيواف ‪ٝ‬تاه اإلحساف ببياف أحكاـ‬
‫ا‪ٟ‬تيواف ككتاب ُب األشدار ‪ٝ‬تاه غاية اإلرشاد إىل معرفة أحكاـ ا‪ٟ‬تيواف كالنبات كا‪ٞ‬تماد ككتاب ُب التفصيل بُت ا‪١‬تلك كاإلنساف ككتاب‬
‫األنبياء ‪ٝ‬تاه فردكس ا‪ٞ‬تناف ُب منا إ األنبياء ا‪١‬تذكوريش ُب القرآف ككتاب الطبقات الك ل ‪ٝ‬تاه الكواكإ الدرية ُب تراجم السادة‬
‫الصوفية ككتاب الصفوة ٔتنا إ بيت آؿ النبوة كأفرد السيدة فا مة بًت‪ٚ‬تة كاإلماـ الشافعي بًت‪ٚ‬تة ككذا الشي على ا‪٠‬تواص شي الشي‬
‫عبد الوىاب الشعراين كلو شرح على منازؿ السائريش كحكم ابش عطاء اهلل كترتيإ ا‪ٟ‬تكم للشي علي التقي ‪ٝ‬تاه فتح ا‪ٟ‬تكم بشرح‬
‫ترتيإ ا‪ٟ‬تكم لكنو مل يكمل كشرح على رسالة ابش سينا ُب التصوؼ ‪ٝ‬تاه إرساؿ أىل التعري كشرح صيدتو العينية كلو شرح على‬
‫ا‪١‬توا التقوية مل يكمل كشرح على رسالة الشي ابش علواف ُب التصوؼ ككتاب مننة الطالبُت ‪١‬تعرفة أسرار الطواعُت ككتاب ُب‬
‫التشريح كالركح كما بو صبلح اإلنساف كفساده ككتاب ُب دالئل كلق اإلنساف كشرح على ألفية ابش الوردم ُب ا‪١‬تنامات كشرح على‬
‫منظومة ابش العماد ُب آداب األكل ‪ٝ‬تاه فتح الرؤؼ ا‪ٞ‬تواد كىو أكؿ كتاب شرحو ُب ا داب ككتاب ُب آداب ا‪١‬تلوؾ ‪ٝ‬تاه ا‪ٞ‬تواىر‬
‫ا‪١‬تضية ُب بياف ا داب السلطانية ككتاب ُب الطإ ‪ٝ‬تاه بغية احملتاج إىل معرفة أصوؿ الطإ كالعبلج ككتاب ‪ٝ‬تاه الدر ا‪١‬تنضود ُب ذـ‬
‫البخل كمدح ا‪ٞ‬تود ككتاب ُب تاري ا‪٠‬تلفاء كتذكرة فيها رسائل عظيمة النفع ينبغي أف يفرد كل منها بالتألي ‪ .‬كلو مؤلفات أكر غَت‬
‫ىذه‪.‬‬
‫وبانجمب فهو أ هم بماء ه ا انتارذخ آثارا‪ ،‬وعمنظاته غانبها عتلاون كليرة اننظس‪ ،‬ونبناس بيها تهافت زاةل و ذتغانوف في‬
‫أثمانها‪ ،‬وأشهرها شرفا بى انجاعس انصغير وشرح انييرة انمنهوع نبوراقي ‪.‬‬
‫ككانت كالدتو ُب سنة اثنتُت ك‪ٜ‬تسُت كتسعمائة(‪:69‬ىػ) كتوَب صبينة يوـ ا‪٠‬تمي ال الث كالعشريش مش صفر سنة إحدل كثبلثُت‬
‫كأل (‪1/41‬ىػ) كصلى عليو ّتامع األزىر يوـ ا‪ٞ‬تمعة كدفش ّتانإ زاكيتو اليت أنشأىا ٓتط ا‪١‬تقسم ا‪١‬تبارؾ فيما بُت زاكييت سيدم‬
‫الشي أ‪ٛ‬تد الزاىد كالشي مديش الشموين‪.‬‬
‫ك يل ُب تاري موتو‪ :‬عات شافوي انزعاف رفمه اهلل توانى ‪.}.‬اهػ‬
‫‪- 008 -‬‬
‫ٔتديح فيك د ير ًصفا‬
‫صائدم و‬ ‫شرفت‬
‫يا سيدم يا رسوؿ اهلل د ي‬
‫وجها ُعشرقا َو قظا‬
‫أفيي انناس ْ‬
‫َ‬ ‫ذا‬ ‫بباب ُجودؾ ب ٌل ع نع َكبِ ٌ‬
‫ف‬ ‫ِ‬

‫ًمش ىك ٍوفو ىج ٍفنيو ا‪٢‬تامي لقد ىذ ىرفا‬ ‫العفو عش زلل‬


‫توسل يرجو ى‬
‫بكم ٌ‬
‫ك اؿ ُب أكرل‪:‬‬
‫لإ ا‪ٟ‬تسود ك ال ٗت ٍ تفنيدا‬
‫ى‬ ‫اص ىد ٍع بو‬
‫اصدح ٔتدح ا‪١‬تصطفى ك ٍ‬
‫ٍ‬
‫عهما ْشت فيه سويلا‬
‫تويش ْ‬
‫و ُ‬ ‫انمنى‬
‫ط ُ‬ ‫اس ْ‬
‫أؿ به تُػ ْو َ‬ ‫و اقْص ْل نه و ْ‬
‫ع أف أضحى به عيوودا‬‫ال بِ ْل َ‬ ‫خير امناـ َعيْ نجا نِ َجنابِه‬
‫ك اؿ ُب أكرل‪:‬‬
‫فص َل انقالاء‬
‫بجاهك أتّقي ْ‬ ‫نبي اهلل ذا خير انبراذا‬
‫َّ‬
‫انوظو ّما جنتهُ ذلاي ذا رب انحباء‬
‫كرذم َ‬‫و أرجو ذا ُ‬
‫إنى دار اننويم بال شقاء‬ ‫اذهع‬
‫ْ‬ ‫بي‬
‫فقل‪ :‬ذا أفم َل بي ٍّ‬
‫ْ‬
‫صالة في انصبح و في انمياء‬ ‫بيك سالـ رب انناس ذتبو‬
‫ك اؿ ُب أكرل‪:‬‬
‫كل انوجود وجودا‬‫ْسا َس َما َّ‬
‫ذا سيّل انر ْسل ان ي فاؽ انورى بأ ً‬
‫نع عتميك بوالة م عي ِ‬
‫ذوـ كاف ونيلا‬ ‫َهػ ِ ي ضرا ُ ع ٍ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫بول انممات إنى اننويم شهيلا‬ ‫انم ْحيا انيوي َل و ْبوله‬
‫ذرجو بك َ‬
‫أفيا بك اإلذماف و انتوفيلا‬ ‫صبّى بيك و سبّم اهللُ ان ي‬
‫ك ذكر تلميذه اإلماـ ا‪ٟ‬تافظ السخاكم ُب "كجيز الكبلـ ُب الذيل على دكؿ االسبلـ" صيدة رأىػا‬
‫أماـ سيد األكلُت ك ا كريش صلى اهلل عليو ك سلم ك منها‪:‬‬
‫شظاءٌ نِقبْبي ِعي أنيم فِراقِ ِه‬ ‫أكرُر تيبيمي على انلهر إنه‬
‫ّ‬
‫بى قَ ْلر فاني في هيم اشتياقِ ِه‬ ‫و أ ُْهلي إنى انقبر انشرذف تحي ً‬
‫بظوٍز أُالقِ ِه‬ ‫اآلعاؿ عنه بنهرةٍ‬
‫ذظول ْ‬
‫إني فإف ْ‬
‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫يى تبب ُم‬
‫‪- 009 -‬‬
‫ك لئلماـ العبلمة اجملدد للقرف السابع تقي الديش بش د يق العيد ُب شعره طعةه مش ىذا أيضا ‪،‬‬
‫ك لئلماـ ا‪ٟ‬تافظ السيو ي شيء منو ُب شعره ‪ ،‬ك ك َته غَتىم مش األئمة يذكركف التوسل كاالستغاثة‬
‫بالنش صلى اهلل عليو ك سلم ُب ن رىم ك شعرىم‪.1‬‬
‫نصوص انيادة انمان ي ‪:‬‬
‫كأمػػا الفقهػػاء ا‪١‬تالكيػػة ‪ ،‬فقػػد نقػػل القاضػػي عيػػاض ُب " الشػػفا بتعريػ حقػػوؽ ا‪١‬تصػػطفى " عػػش إمػػاـ‬
‫دار ا‪٢‬تدػػرة مالػػك ر‪ٛ‬تػػو اهلل تعػػاىل أنػػو ػػاؿ أليب جعفػػر ا‪١‬تنصػػور ‪١‬تػػا سػػألو عػػش اسػػتقباؿ النػػش صػػلى اهلل‬
‫عليو ك سلم حُت الدعاء ‪ ،‬فقاؿ اإلماـ مالػك لػو ‪ :‬ك ًملى تصػرؼ كجهػك عنػو كىػو كسػيلتك ككسػيلة‬
‫ػفع بػو فيشػ ٌف ٍعك اهلل ‪ }.‬انتهػى ‪ .‬ك ػد م ٌػر الكػبلـ عليػو‪.‬‬ ‫أبيك آدـ مش بلك ؟ ‪ ،‬بل اسػتقبًٍلو كاستش ٍ‬
‫إ منو الشفاعة‪.‬‬ ‫استشفع بو " أم ‪ :‬ا ٍلي ٍ‬
‫ٍ‬ ‫كمعٌت "‬
‫ك اؿ اإلماـ ابش ا‪ٟ‬تاج ا‪١‬تالكي‪ُ 2‬ب كتابو " ا‪١‬تدكل " ‪:‬‬
‫{ كأما عظيم جناب األنبياء كالرسل صلوات اهلل كسبلمو عليهم أ‪ٚ‬تعُت ‪ ،‬فيأٌب إليهم الزائػر فيتوسػل‬
‫إىل اهلل تع ػػاىل ُب ض ػػاء م رب ػػو ‪ ،‬كمغف ػػرة ذنوب ػػو ‪ ،‬كيس ػػتغيث هب ػػم كيطل ػػإ حوائد ػػو م ػػنهم‪ ، 3‬ك‪٬‬ت ػػزـ‬
‫كجٌرب ػت سػػنٌة اهلل بقضػػاء‬
‫باإلجابػػة ب كػػتهم ‪ ،‬كيقػ ٌػوم حسػػش منػػو ُب ذلػػك كأهنػػم بػػاب اهلل ا‪١‬تفتػػوح ‪ .‬ي‬
‫َتسل بالسبلـ عليهم ‪ ،‬كيػذكر مػا‬‫كمش عدز عش الوصوؿ إليهم ‪ ،‬ف ٍل ٍ‬ ‫ا‪ٟ‬توائج على أيديهم كبسببهم ‪ ،‬ى‬
‫كس ًٍت عيوبو ‪ ،‬إىل غَت ذلػك ‪ ،‬فػنهنم السػادة الكػراـ ‪ ،‬كالكػراـ ال‬ ‫٭تتاجو إليو مش حوائدو ك ىغ ٍفر ذنوبو ى‬
‫يردكف مش سأ‪٢‬تم كال مش توسل هبم ‪ ،‬كال مش ‪ٞ‬تأ إليهم ‪ .‬ىذا ُب زيارة سائر األنبياء كا‪١‬ترسلُت ‪.‬‬
‫ٌ‬

‫‪ _ 1‬انظر ‪":‬اجملموعة النبهانية" ك "شواىد ا‪ٟ‬تق ُب االستغاثة بسيد ا‪٠‬تلق" ك غَتىا مش يدرر ك جواىر العبلمة الشي الرباين يوس‬
‫النبهاين ر‪ٛ‬تو اهلل تعاىل ك رضي عنو‪.‬‬
‫‪ _ 2‬قاؿ انحافس ابي فجر انويقالني في "انلرر ان اعن في أ ياف انماة انلاعن " في ترجمته‪٤ { :‬تمد بش ‪٤‬تمد بش ‪٤‬تمد ابش‬
‫ا‪ٟ‬تاج أبو عبد اهلل العبدرم الفارسي‪ ،‬نزيل مصر‪ٝ ،‬تع بببلده ٍب دـ الديار ا‪١‬تصرية كحج ك‪ٝ‬تع ا‪١‬تو أ مش ا‪ٟ‬تافظ تقي الديش عبيد‬
‫األسعردم كح ٌدث بو‪ ،‬كلزـ الشي أبا ‪٤‬تمد بش أيب ‪ٚ‬ترة فعادت عليو بركاتو‪ .‬وصار عبحوظاً بانمشيف و انجالن بمصر ‪ ،‬و جمس‬
‫كلير انظواةل كشف فيه ي عواذع و بلع ذظوبها انناس وذتياهبوف فيها ‪،‬ك أك رىا ‪٦‬تا يينكر ك بعضها ‪٦‬تا‬
‫سما "انملخل"؛ ُ‬ ‫كتاباً ّ‬
‫ي٭تتمل‪ .‬كمات ُب ‪ٚ‬تادل األكىل سنة ‪ 848‬ك د بلغ ال مانُت أك جاكزىا كأضر ُب آكر عمره كأ عد‪ .‬كلشيخنا مش الديش ‪٤‬تمد بش‬
‫علي بش ضرغاـ ابش سكر منو إجازة‪}..‬اىػ‬
‫‪ _ 3‬ىذا كلو ُب إ ار الكبلـ الذم نقلناه سابقا عش ابش تيمية‪ { :‬ك‪٢‬تذا اؿ العلماء ا‪١‬تصنٌفوف ُب أ‪ٝ‬تاء اهلل تعاىل ‪٬ :‬تإ على كػل‬
‫مكلٌػ أف يعلػػم أف ال غيػػاث كال مغيػػث علػػى اإل ػػبلؽ إال اهلل ‪ ،‬كأف كػػل ىغػو و‬
‫ث فمػػش عنػػده ‪ ،‬كإف كػػاف جعػػل ذلػػك علػػى يػػد غػػَته‬ ‫ٍ‬
‫تغفل عش ذلك ك ال تسار ٍع إىل تكفَت علماء ا‪١‬تسلمُت ك سوء الظش بأئمػة‬ ‫فا‪ٟ‬تقيقة لو سبنانو كتعاىل ‪ ،‬كلغَته ‪٣‬تازان ‪ }...‬اىػ فبل ٍ‬
‫الديش فنف عا بة ذلك ككيمة‪ ،‬إذ "‪ٟ‬توـ العلماء مسمومة‪ ،‬ك عادة اهلل ُب ىتك أستار منتقصيهم معلومة"‪ ،‬ك العياذ باهلل‪.‬‬
‫‪- 021 -‬‬
‫كأما ُب زيارة نبينا صلى اهلل عليػو كعلػى آلػو كسػلم سػيد األكلػُت كا كػريش ‪ ،‬فيزيػد علػى ذلػك‬
‫ػرد شػػفاعتو ‪ ،‬كال ٮتيػػإ ىم ػش صػػده كال ىم ػش نػػزؿ‬
‫أضػػعافان مضػػاعفة ‪ ،‬ألنػػو الشػػافع ا‪١‬تش ػ ٌفع الػػذم ال تػ ٌ‬
‫بساحتو ‪ ،‬كال مش استعانو أك استغاث بو ‪١ ،‬تا شهدت بو ا‪١‬تعاينة كا ثار‪ ،‬ك حديث "الصنينُت "‬
‫كمىػل الف ػراش تقعػػوف ُب النػػار كأنػػا آكػػذ ْتي يد ػزكم} دليػػل علػػى اسػػتنباب‬
‫كم ػىلكم ‪ ،‬ى‬ ‫‪ { :‬إ‪٪‬تػػا ىمىلػػي ى‬
‫ػاـ كال ٮتػتن بزمػاف دكف زمػاف ‪ ،‬كمػا ال ٮتػتن بشػخن دكف‬ ‫التوسل كاالستغاثة بو ‪ ،‬فػنف الػدليل ع ٌ‬
‫شخن}‪.‬اىػ‬
‫ك ػػاؿ العبلمػػة أبػػو عبػػد اهلل ابػػش النعمػػاف‪ 1‬ا‪١‬تػػالكي ر‪ٛ‬تػػو اهلل تعػػاىل ُب كتابػػو " مصػػباح‬
‫الظبلـ ُب ا‪١‬تستغي ُت ٓتَت األناـ " ‪:‬‬

‫‪ _ 1‬قاؿ نه انحافس ابي فجر في "انلرر ان اعن " نل ترجم ابنته ‪..( :‬فا مة بنت انشيخ انقلوة أبي بل اهلل عحمل بي‬
‫عوسى بي اننوماف‪)..‬اىػ‬
‫و قاؿ انصالح انصظلي‪-‬و هو عي تالعي ابي تيمي ‪ -‬في "انوافي بانوفيات" ‪٤{:‬تمد بش موسى بش النعماف الشي أبو عبد اهلل‬
‫ا‪١‬تزاأل التلمساين ك يل الفاسي ا‪١‬تغريب‪ ،‬كلد سنة ست أك سبع كست مائة بتلمساف ك دـ اإلسكندرية ك‪ٝ‬تع هبا أبا عبد اهلل ا‪ٟ‬تراين كأبا‬
‫القاسم الصفراكم كأبا الفضل جعفران ا‪٢‬تمذاين كٔتصر أبا ا‪ٟ‬تسش ابش الصابوين كأبا القاسم ابش الطفيل كابش ا‪١‬تقَت ك‪ٚ‬تاعة‪ .‬وكاف فقيهاً‬
‫عان ياً زاهلاً ابلاً ارفاً‪ ،‬إال أنو كاف متغاليان ُب أشعريتو‪ .‬توُب ٔتصر كدفش بالقرافة‪ ،‬و شيّوه انفالةب وكاف ذوعاً عشهوداً‪ .‬توُب سنة‬
‫ُت ‪ ...‬ك د نظرت إىل حسش سواىا‬ ‫ثبلث ك‪ٙ‬تانُت كست مائة‪ ،‬كمش شعره‪ :‬أتطمع أف ترل ليلى بع و‬
‫كلو تصاني منها كتاب "مصباح الظبلـ ُب ا‪١‬تستغي ُت ٓتَت األناـ ُب اليقظة كا‪١‬تناـ"‪ }.‬اىػ‬
‫و قاؿ نه انوصاعي (ت‪1111‬ىػ) في " سمط اننجوـ انوواني في أنباء امواةل وانتواني" ‪ ( :‬اؿ انوارؼ باهلل توانى ‪٤‬تمد بش‬
‫موسى بش النعماف ُب كتابو ا‪١‬تسمى‪" :‬مصباح الظبلـ ُب ا‪١‬تستغي ُت بسيد األناـ ُب اليقظة كا‪١‬تناـ"‪.)..:‬اىػ ك اؿ أيضا‪ ( :‬لت‪ :‬ىاىنا‬
‫كا عة عديبة‪ ،‬كآية باىرة‪ ،‬ككائنة غريبة‪ ،‬ككرامة ماىرة؛ ذكرىا انشيخ امستاذ اإلعاـ انوارؼ‪ ،‬قلوة انمحققيي أبو عبد اهلل ‪٤‬تمد بش‬
‫موسى بش النعماف األنصارم‪ُ ،‬ب كتابو ا‪١‬تسمى "مصباح الظبلـ ُب ا‪١‬تستغيث بسيد األناـ ُب اليقظة كا‪١‬تناـ" اؿ‪ :‬أك نا الشيخاف‬
‫اإلماماف‪)..:‬اىػ‬
‫و قاؿ نه جماؿ انلذي بي امتاب ي انموروؼ بابي تغري بردي(ت ‪ 478‬هػ ) في " انمنهل انصافي وانميتوفى بول انوافي"‬
‫عند تر‪ٚ‬تة الشي عبد السبلـ القليش‪ {:‬عبد السبلـ بش سلطاف‪ ،‬الشي اإلماـ العارؼ باهلل القدكة الفقيو الفاضل الزاىد صاحإ‬
‫الكرامات تقي الديش أبو ‪٤‬تمد‪ ،‬ا‪١‬تغريب األصل كا‪١‬تولد‪ ،‬القليش الدار كالوفاة‪ ،‬ا‪١‬تالكي‪ ]...[ ،‬ككاف فقيهان عا‪١‬تان‪ ،‬عارفان باهلل‪ ،‬كلو كرامات‬
‫مشهورة عنو ‪ .‬قرأت في كتاب "عصباح انهالـ في انميتغيليي بفير امناـ في انيقه وانمناـ" تصنيف انشيخ اإلعاـ انقلوة‬
‫شمس انلذي أبي بل اهلل عحمل بي عوسى بي اننوماف انمراكشي انهنتاني رفمه اهلل اؿ‪ٝ :‬تعت الشي الفقيو اإلماـ العامل العامل‬
‫العارؼ باهلل تقي الديش أبا ‪٤‬تمد عبد السبلـ القليش يقوؿ معٌت ال لفظان‪ :‬كاف أكي بو كنازير ُب حلقو‪ ،‬فرأل النش صلى اهلل عليو‬
‫فشفي منها ب كة‬‫كسلم ُب ا‪١‬تناـ‪ ،‬فقاؿ‪ :‬يا رسوؿ اهلل ما ترل ما حل يب؟ فقاؿ لو رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم‪ :‬د أجبت سؤالك‪ .‬ي‬
‫النش صلى اهلل عليو كسلم ‪.‬‬
‫ككانت كفاة الشي عبد السبلـ بقليإ ُب ثامش ذم ا‪ٟ‬تدة سنة ‪ٙ‬تاف ك‪ٜ‬تسُت كستمائة‪ ،‬وقبر ذزار بقبيع رفمه اهلل توانى‪ }.‬اىػ‪ .‬و‬
‫قاؿ ابي انوماد انحنببي في "ش رات ان هع"(‪ {:)5/385‬كفيها[توُب] ابش النعماف انقلوة انزاهل‪ ،‬أبو عبد اهلل ‪٤‬تمد بش موسى‬
‫‪- 020 -‬‬
‫{ إف اإلستغاثة كالتوسػل كالتشػفع كالتوجػو بػالنش صػلى اهلل عليػو كعلػى آلػو كسػلم‪ ،‬كا هػع ُب كػل‬
‫حاؿ بل كلقو كبعد كلقو ‪ُ ،‬ب مدة حياتو كبعد موتو ‪ُ ،‬ب ال زخ ‪ ،‬كُب عرصات القيامة }اىػ ‪.‬‬
‫كذك ػػر ‪ٚ‬تل ػػة ص ػػا‪ٟ‬تة م ػػش ص ػػن ا‪١‬تس ػػتغي ُت ب ػػالنش ص ػػلى اهلل علي ػػو ك س ػػلم ‪ ،‬كى ػػو كت ػػاب نف ػػي ‪،‬‬
‫عشركف كراسان فيما رأيتو ‪.‬‬
‫كذك ػػر أب ػػو داكد ا‪١‬تػ ػالكي ُب كتاب ػػو " البي ػػاف كاالنتص ػػار " ش ػػيئان ك ػ ػَتان ‪٦‬ت ػػا ك ػػع للعلم ػػاء‬
‫كالصلناء مش الشدائد فالتدأكا إىل النش صلى اهلل عليو كعلى آلو كسلم فنصل ‪٢‬تم الفػرج بػنذف اهلل‬
‫تعاىل ‪.‬‬
‫ػارحو ‪١ { :-‬تػػا‬ ‫ً‬ ‫‪1‬‬
‫ك ػػاؿ الشػػي احمل ػ ٌدث ابػػش أيب ‪ٚ‬تػػرة ا‪١‬تػػالكي ‪٥ -‬تتص ػر البخػػارم كشػ ي‬
‫دكلت مسدد ا‪١‬تدينة ‪ ،‬ما جلست إال ا‪ٞ‬تلوس للصبلة ‪ ،‬كمػا زلػت كا فػان ىنػاؾ حػىت رحػل الرٍكػإ ‪،‬‬ ‫ي‬
‫كمل أكرج للبقيع كال غَته ‪ ،‬كمل أر غَته صلى اهلل عليو كعلى آلػو كسػلم ‪ .‬ك ػد كطػر أل أف أكػرج إىل‬
‫فقلت‪ :‬إىل أيش أذىإ ! ىػذا بػاب اهلل ا‪١‬تفتػوح للسػائلُت كالطػالبُت ‪ ،‬كا‪١‬تنكسػريش كا‪١‬تضػطريش‬
‫البقيع ‪ ،‬ي‬
‫‪ ،‬كالفقراء كا‪١‬تساكُت ‪ ،‬كلي ىٍبٌ مػش ييقصػد م لػو!} ‪.‬اى ػ ‪.‬ك ىػو يعػٍت النػش صػلى اهلل عليػو كعلػى آلػو‬
‫كسلم ‪.‬‬
‫ك ػػاؿ اإلمػػاـ الكبػػَت ‪ -‬صػػاحإ ا‪١‬تػػنت الشػػهَت‪ -‬عبػػد الواحػػد بػػش عاشػػر‪ 2‬ر‪ٛ‬تػػو اهلل ُب‬
‫"ا‪١‬ترشد ا‪١‬تعُت على الضركرم مش علوـ الديش" ‪:‬‬
‫ِ‬
‫عطبع‬ ‫عن ل‬ ‫ٍ‬ ‫و ِس ْر نقبر انمصطظى ِ‬
‫و نيّ تُ َج ْ‬ ‫بأدب‬
‫ِ‬
‫بانتوفيب‬ ‫ثم إنى مر تظوز‬ ‫سبِّ ْم بيه ِس ْر إنى انص ّل ِذب‬

‫بش النعماف التلمساين‪ .‬دـ اإلسكندرية شابا فسمع هبا مش ‪٤‬تمد بش عماد كالصفراكم‪ .‬وكاف ارفا بم هع عانك راسخ انقلـ في‬
‫انوبادة واننيك ‪.‬أشعريا مننرفا على ا‪ٟ‬تنابلة‪ .‬توُب ُب رمضاف و ُدفي بانقراف و شيّوه أعم‪ .‬الو [الذىش] ُب الع ‪.}.‬اىػ‬

‫‪ _ 1‬قاؿ نه انحافس ابي فجر في " تبصير انمنتبه بتحرذر انمشتبه" ‪ {:‬كالشي أبو ‪٤‬تمد عبد اهلل بش أيب ى‪ٚ‬ترة ا‪١‬تغريب‪ ،‬نزيل‬
‫مصر‪ ،‬وكاف انماً ابلاً خيّراً شهير ان كر‪ ،‬شحر عنتفباً نه عي انبفاري‪ ،‬نظس اهلل ببركته‪ ،‬وهو عي بيت كبير بانمغرب‪ ،‬شهير‬
‫ان كر‪}.‬اىػ‬
‫ك اؿ عنو ُب "الدرر الكامنة"أيضا‪ ..{ :‬فأما عبد اهلل بش أيب ‪ٚ‬ترة اإلعاـ انقلوة الذم شرح ‪٥‬تتصره للبخارم فمات بل القرف‪}..‬اىػ‬
‫‪ _ 2‬قاؿ انوالع "عيار " في أوؿ شرفه ‪١‬تنت ابش عاشر ر‪ٛ‬تو اهلل ‪ {:‬نامم ىذه القصيدة ىو شيخنا اإلعاـ انوانم انوالع انمتظني‬
‫انحاج امبر انمجاهل‪ ،‬سيدم أبو ‪٤‬تمد عبد الواحد بش ا‪ٛ‬تد بش علي بش عاشر‪ ،‬األنصارم نسبا‪ ،‬األندلسي أصبل‪ ،‬الفاسي منشأ ك‬
‫دارا‪ .‬كاف رفمه اهلل توانى انما اعال ‪ ،‬ور ا ابلا عظتيا في بوـ شتى ‪.. ،‬ك ال شك أنو فاؽ أشياكو ُب التفنش ُب التوجيهات ك‬
‫التعليبلت رحم اهلل ‪ٚ‬تيعهم‪ }..‬اىػ ك لًتاجع بقية ترجتو ىناؾ إف شئت‪.‬‬
‫‪- 022 -‬‬
‫الب‬ ‫تمل ِ‬
‫عي ط ْ‬
‫فيه انل ا فال َّ ْ‬ ‫يتجاب‬
‫ْ‬ ‫انمقاـ ذُ‬
‫َ‬ ‫بم بأ ّف ذا‬
‫وا ْ‬
‫نبت انمنا‬
‫و ّج ْل اموب َ إذ َ‬ ‫ينَا‬
‫و َس ْل شظا ً و خ ْت ًما َف َ‬
‫اؿ شارحو العبلمة الشي ‪٤‬تمد بش أ‪ٛ‬تد الفاسي ا‪١‬تالكي (ا‪١‬تعركؼ بػ"مياره") ُب‬
‫"الدر ال مُت ك ا‪١‬تورد ا‪١‬تعُت"‪:‬‬
‫{ إذا كرج ا‪ٟ‬تاج مش مكة ييستنإ لو ا‪٠‬تركج مش "كدا"‪ ،‬و نْت ي نيته و زذمته و كبيته‪ :‬زذارته‬
‫صبى اهلل بيه و سبم و زذارة عيجل و عا ذتوبب ب نك ‪ ،‬ال ذشرؾ عوه غير منه صبى اهلل‬
‫بيه و سبم عتبوع ال تابس فهو رأس امعر انمطبوب و انمقصود ام هم‪ ،‬فإف زذارته صبى اهلل‬
‫بيه و سبم سنّ عجمس بيها و فاليب عرغّع فيها ‪[..‬إىل أف اؿ]‪ٍ :‬ب يتق ٌدـ إىل الق‬
‫الشري ك ال يلتصق بو‪ ،‬و ذيتقببه و هو عتّصف ب لرة ان ؿ و انمي ن و االن يار و انظقر‬
‫و االضطرار‪ ،‬و ذشور نظيه أنه بيي ذلذه صبى اهلل بيه و سبم إذ ال فرؽ بيي عوته و فياته‬
‫صبى اهلل بيه و سبم‪ ،‬فيبدأ بالسبلـ عليو ‪[..‬إىل أف اؿ]‪ :‬ك لٍ ٍ‬
‫ينذر الزائر مش الطواؼ بالق‬
‫الشري على ساكنو أفضل الصبلة كالسبلـ ك التمسح بالبناء ك إلقاء ا‪١‬تناديل ك ال ياب عليو‪ً ،‬‬
‫كمش‬
‫تقرب العامة بأكل التمر ُب الركضة ك إلقاء شعورىم ُب القناديل ‪ ،‬ك ىذا كلو مش ا‪١‬تنكرات‪ .1‬ك‬
‫ٌ‬

‫‪ _ 1‬ىذه األمور اليت ح ٌذر منها الشي ميٌاره ر‪ٛ‬تو اهلل ىي منكرات –عنده‪ -‬أم ‪٤‬ترمات ك ليست شركا أك يٮترج مش ا‪١‬تلة كما يزعم‬
‫كالتمسح بالق الشري ‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫ا‪٠‬توارج الوىابيوف ‪ٍ .‬ب مش تلك األمور ما ىو ‪٣‬تمع على حرمتو كالطواؼ بالق ك منها ما ىو ‪٥‬تتل فيو‬
‫‪٤‬ترـ أك مكركه ألف فيو‪-‬عندىم‪ -‬سوء أدب مع النش صلى اهلل عليو ك سلم‪ ،‬ك أجاز بع العلماء ذلك إف كاف‬ ‫فا‪ٞ‬تمهور على أنو ٌ‬
‫تيمنا بالنش صلى اهلل عليو ك سلم؛‬
‫ت كا ك ٌ‬
‫قاؿ اإلعاـ ان هبي رفمه اهلل‪-‬و هو عي تالعي ابي تيمي ‪ -‬في "سير أ الـ اننبالء" (‪ {:)919/11‬كمش آدابو [أم آداب اإلماـ‬
‫أذت أبي ذأخ شورة عي شور اننبي صبى اهلل بيه وسبم‪ ،‬فيالوها بى فيه ذقبّبها‪.‬‬
‫أ‪ٛ‬تد بش حنبل]‪ :‬اؿ عبد اهلل بش أ‪ٛ‬تد‪ « :‬ر ُ‬
‫وأفيع أني رأذته ذالوها بى ينه‪ ،‬و ذغميها في انماء وذشربه ذيتشظي به‪.‬‬
‫ُ‬
‫ورأذته أخ قصو اننبي صبى اهلل بيه وسبم فغيبها في فع انماء‪ ،‬ثم شرب فيها كرأيتو يشرب مش ماء زمزـ يستشفي بو‪،‬‬
‫كٯتسح بو يديو ككجهو»‪.‬‬
‫قبت [أم الذىش]‪ :‬أذي انمتنطّس انمن ر بى أفمل؟! وقل ثبت أف بل اهلل [بي أفمل] سأؿ أبا [أفمل بي فنبل] ّمي‬
‫ُ‬
‫ذمس انحجرة اننبوذ ؟ فقاؿ [أفمل] ‪ :‬ال أرى ب نك بأسا‪.‬‬ ‫رعان عنبر اننبي صبى اهلل بيه وسبم و ّ‬ ‫ذبمس ّ‬
‫أ اذنا اهلل و إذاكم عي رأي انفوارج وعي انبلع‪ .} .‬اىػ كبلـ الذىش ر‪ٛ‬تو اهلل تعاىل‪.‬‬
‫و ذقوؿ اإلعاـ انحافس ان هبي أذالا في "عوجم انشيوخ" (‪ ) 23-23/1‬ما نصو ‪:‬‬
‫{ عش عبيد اهلل عش نافع عش ابش عمر ‪ (( :‬أنو كاف يكره م ٌ النش صلى اهلل عليو ك آلو ك سلم ))‪.‬‬
‫لت[أم الذىش] ‪ :‬كره ذلك ألنو رآه إساءة أدب ‪.‬‬ ‫ي‬
‫وقل ُسئل أفمل بي فنبل ي عس انقبر اننبوي وتقبيبه فبم ذر ب نك بأساً‪.‬روا نه ونل بل اهلل بي أفمل‪(==.‬انهر‬
‫بقي اننص في انصظح انتاني )‬
‫‪- 023 -‬‬
‫يستنإ أف يزكر البقيع ك القبور ا‪١‬تشهورة فيو ك مسدد باء ك يتوضأ مش بئر أري ك يشرب‬
‫فانمقاـ نل صبى اهلل بيه و سبم أفيي‬ ‫منها ‪ ،‬ك ىذا ُب حق مش ك رت إ امتو ‪ ،‬ك إال ُ‬
‫نيغتنم عشاهلته صبى اهلل بيه و سبم‪ ،‬و قل قاؿ ابي أبي جمرة‪[:‬ك نقل الكبلـ السابق الذم‬
‫نقلناه عش اإلماـ ]‪ٍ.‬ب اؿ‪ :‬انبهم إنا نتوسل إنيك بق ْلر نلؾ و جاهه نلذك أف تغظر ننا ‪}...‬‬
‫‪.‬اىػ‬

‫فنف يل‪ :‬فهبل فعل ذلك أح هد مش الصنابة؟ لنا ‪[ :‬مل يفعلوا] ألهنم عاينوه حيٌان ‪ ،‬ك ٘تلٌ ٍوا بو ‪ ،‬ك بٌلوا يده ‪ ،‬ككادكا يقتتلوف‬
‫ػنخم ال تكػاد ‪٩‬تامتػو تقػع إال ُب يػد رجػل فيػدلك هبػا كجهػو الشػري‬ ‫ا‪١‬تطهػر يػوـ ا‪ٟ‬تػج األكػ ‪ ،‬ككػاف إذا ت ٌ‬
‫على كضوئو‪ ،‬كا تسموا شعره ٌ‬
‫تراعينػػا بػػى قبػػر بػػاالنتزاـ وانتبجيػػل واإلسػػتالـ‬
‫ػل ه ػ ا اننصػػيع اموفػػر‪ْ -‬‬
‫ػح ننػػا علػ ُ‬
‫نم ػا ن ػم ذصػ ّ‬
‫صػػلى اهلل عليػػو ك سػػلم‪ .‬ونحػػي ‪ّ -‬‬
‫وانتقبيل ‪.‬‬
‫مست يد رسوؿ اهلل صلى‬ ‫أال ترل كي فعل ثابت البناين ؟‪ ،‬كاف يقبٌل يد أن بش مالك كيضعها على كجهو كيقوؿ ‪" :‬ي هد ٌ‬
‫اهلل عليو ك آلو ك سلم" ‪.‬‬
‫ػإ اهلل كرسػولو أشػد‬ ‫٭تركها مش ا‪١‬تسلم إال فرط حبٌو للنش صلى اهلل عليو ك آلو ك سػلم‪ ،‬إذ ىػو مػأمور بػأف ٭ت ٌ‬ ‫كىذه األمور ال ٌ‬
‫مش حبو لنفسو ‪ ،‬ككلده ‪ ،‬كالناس أ‪ٚ‬تعُت ‪ ،‬كمش أموالو كمش ا‪ٞ‬تنة كحورىا ‪ .‬بل كل هػق مػش ا‪١‬تػؤمنُت ٭تبٌػوف أبػا بكػر كعمػر أك ػر مػش حػإ‬
‫أنفسػػهم ؛حكػػى لنػػا جنػػدار أنػػو كػػاف ‪٬‬تػوؿ البقػػاع فسػػمع رجػبلن سػػإ أبػػا بكػػر‪ ،‬فسػ ٌػل سػػيفو كضػػرب عنقػػو ‪ .‬كلػػو كػػاف ‪ٝ‬تعػػو يسػػبٌو ىػػو أك‬
‫يسإ أباه ‪١‬تا استباح دمو ‪.‬‬
‫ٌ‬
‫أال ترل الصنابة ُب فرط حبهم للنش صلى اهلل عليو ك آلو ك سلم الوا ‪ :‬أال نسدد لك ؟ فقاؿ ‪ :‬ال ‪ .‬فبو أذف نهم نيجلوا‬
‫سجود إجالؿ وتوقير ال سجود بادة ‪،‬كما سدد إكوة يوس ‪ -‬عليهم السبلـ ‪ -‬ليوس ‪ .‬وك نك انقوؿ في سجود انميبم‬
‫نقبر اننبي صبى اهلل بيه و آنه و سبم بى سبيل انتوهيم وانتبجيل ال ذ ْ ظر به أصالً‪ ،‬بل ذ وف اصياً‪ ،‬ف ْبيورؼ أف ه ا عنه ّي‬
‫نه ‪ ،‬وك نك انصالة إنى انقبر ‪ . )).‬انتهى كبلـ الذىش ر‪ٛ‬تو اهلل تعاىل ‪ٍ .‬ب انظر إىل تكفَت ا‪٠‬توارج الوىابيُت ‪١‬تش ٌ‬
‫٘تسح ك ت ٌؾ‬
‫بق أك أثر للنش صلى اهلل عليو ك سلم أك لغَته ‪:‬‬
‫اؿ حفيد ابش عبد الوىاب ُب "فتح اجمليد"(ص‪ { :)133/133‬ولو‪" :‬باب مش ت ؾ بشدر أك حدر ك‪٨‬تو‪٫‬تا"؛ كبقعة ك ك‪٨‬تو‬
‫ذلك‪ ،‬أم فهو عشرؾ‪[..‬إىل أف اؿ]‪ :‬فانتبرؾ بقبور انصانحيي كانالت‪ ،‬وبامشجار كانوزى وعناة عي ضمي فول أونئك‬
‫انمشركيي عس تبك اموثاف‪ ،‬فمي فول علل ذنك وا تقل في قبر أو فجر أو شجر فقل ضاهى ُباد ه اموثاف فيما كانوا‬
‫ذظوبونه عوها عي ه ا انشرؾ‪ ،‬بى أف انواقس عي همالء انمشركيي عس عوبودذهم أ هم عما وقس عي أونئك‪.} .‬اىػ‬
‫ك اؿ أيضا( ص‪ ..{ :)142‬فبيي نهم أف عا طببوا عي انتبرؾ – و نو نم ذ ي صالة وال صياعا وال صلق ‪ -‬هو انشرؾ بوينه‪.‬‬
‫وفيه إبطاؿ نشبه عشركي ه ا انزعاف وز ْ مهم أف عا ذظوبونه تبرؾ وتوهيم ال بأس به‪ }.‬اهػ‪ .‬ك ىو يقصد بػ"مشركي ىذا‬
‫الزماف"‪ٚ:‬تهور العلماء الذيش أجازكا الت ؾ ك التمسح ب ثار األنبياء ك الصا‪ٟ‬تُت ُب زمانو!!‬
‫فنقوؿ كما اؿ اإلماـ الذىش ر‪ٛ‬تو اهلل تعاىل‪ { :‬أ اذنا اهلل و إذاكم عي رأي انفوارج وعي انبلع!! }‪.‬‬
‫‪- 024 -‬‬
‫ك انظر إىل أمر العبلمة ابش عاشر للزائر بطلإ ك سؤاؿ الشفاعة ك ا‪٠‬تا٘تة ا‪ٟ‬تسنة مش النش‬
‫صلى اهلل عليو ك سلم تعلم أف ذلك الطلإ ‪٦‬تا أ‪ٚ‬تع على استنبابو السادة ا‪١‬تالكية إذ أف منت ابش‬
‫عاشر ىو عمدة ا‪١‬تالكية ا‪١‬تتأكريش باتفاؽ بينهم ‪.‬‬
‫ك اؿ العبلمة الفيشي ا‪١‬تالكي ر‪ٛ‬تو اهلل تعاىل ُب " شرح العزية " نقبلن عش الشي‬
‫كليل صاحإ "ا‪١‬تختصر " ا‪١‬تشهور ُب مذىإ مالك ر‪ٛ‬تو اهلل تعاىل ُب " منسكو " عش القابسي ‪،‬‬
‫كأيب بكر بش عبد الر‪ٛ‬تش كغَت‪٫‬تا‪ .‬اؿ ‪ { :‬تأٌب الق كأنت متٌص بك رة الذؿ كالسكينة‬
‫كاالنكسار كالفقر كالفا ة كاالضطرار كا‪٠‬تضوع ‪ ،‬كتيشعر نفسك أنك كا بُت يديو عليو كآلو‬
‫الصبلة كالسبلـ ‪ ،‬إذ ال فرؽ بُت حياتو ك‪٦‬تاتو ‪ ،‬ك د كرد أف أعماؿ ٌأمتو تيعرض عليو غدكة كعشية ‪،‬‬
‫فيعرفهم بسيماىم كأعما‪٢‬تم ‪ .‬كلٍيتوسل بو صلى اهلل عليو كعلى آلو كسلم كيسأؿ اهلل ّتاىو ‪ ،‬إذ ىو‬
‫ط جباؿ األكزار كأثقاؿ الذنوب ‪ ،‬ألف بركة شفاعتو كعظمها عند ربو ال يتعاممها ذنإ ‪ .‬كمش‬ ‫‪٤‬ت ٌ‬
‫اعتقد كبلؼ ذلك ‪ ،‬فهو احملركـ الذم أ م اهلل بصَتتو ‪ ،‬كأضل سريرتو ‪ .‬أمل ير ولو تعاىل ‪{ :‬‬
‫كلو أهنم إذ ملموا أنفسهم جاءكؾ فاستغفركا اهلل كاستغفر ‪٢‬تم الرسوؿ لوجدكا اهلل توابان رحيمان }‬
‫؟!‪ .}.‬انتهى ‪.‬‬

‫فهؤالء الذيش نقلنا عنهم مش أئمة ا‪١‬تذاىإ األربعة ىم عمدة أىل كل مذىإ كغػَتىم‬
‫م لهم‪ ،‬كلكنػا لػو أردنػا أف ننقػل كػل مػش ذكػر ‪ ،‬لضػاؽ النطػاؽ كنفػدت األكراؽ ‪ .‬كىػؤالء ىػم فقهػاء‬
‫ا‪١‬تذاىإ ك نىػ ىقلة الديش ‪ ،‬كالناس عنهم أكذكا أ واؿ أئمتهم مش ا‪١‬تذاىإ جيبل بعد جيل‪.‬‬
‫ك د نقل الذىش عش ابش تيمية ُب " ‪٥‬تتصر منهاج االعتداؿ " ‪:‬‬
‫{ إف ‪ٚ‬تيع أرباب الفنوف ‪٬‬توز عليهم ا‪٠‬تطأ إال الفقهاء ك احملػ ٌدثوف؛ فػبل ىػؤالء ‪٬‬تػوز علػيهم االتفػاؽ‬
‫على مسألة با لة ‪ ،‬كال ‪٬‬توز على ىؤالء التصديق بكذب كال التكذيإ بصدؽ }انتهى ‪.‬‬
‫أس مػػا‪٢‬تم الطعػ يػش ُب نىػ ىقلػػة الػػديش ‪،‬كسػػوء الظػػش هبػػم كعػػدـ الرضػػا ب ػػأ وا‪٢‬تم‬
‫كىػػؤالء ا‪٠‬ت ػوارج جعل ػوا ر ى‬
‫كنع ىمت ‪ ،‬ك إال فأنت م ٌد وع لػك رتبػةن‬ ‫ا‪١‬تخالفة ‪٢‬تواىم ‪ .‬فنف كانوا عندؾ مرضيٌُت أيها ا‪١‬تعًتض ‪ ،‬فبها ٍ‬
‫ال تيسلٌم لػك‪ ،‬أك ٘تػوت فيقػاؿ لػك ‪ :‬مػش أيػش أكػذت علمػك ىػذا ؟ فػنف كػاف عػش اهلل كرسػولو فمػا‬
‫علمتػو ‪ ،‬فقػد ػ ٌدمنا لػك مػش ا يػات‬ ‫ػت ٍ‬ ‫ػت بػو ك جهلػوه كأن ى‬ ‫أمش ىؤالء ‪ٚ‬تيعا عدلوا عنػو ‪ ،‬كإف حظي ى‬
‫رد عليك ‪ ،‬إذ يكفي كركد ذلك حدة عليك كداللة ماىرة لؤلمة احملمدية‬ ‫كاألحاديث كا ثار ما ىو ٌ‬
‫‪.‬‬
‫‪- 025 -‬‬
‫علمٍتػػو شػرذمةه مػػش ا‪٠‬تػػوارج ؟! ك‬
‫بػل كيػ يكػوف ىػػؤالء ‪ٚ‬تيعػػا مل يعلمػوا الشػػرؾ مػش التوحيػػد‪ ،‬ك ى‬
‫النش صلى اهلل عليو ك سلم يقوؿ‪:‬‬
‫(إف اهلل ال ذجمس أعتي بى ضالن ‪ ،‬فإذا رأذتم اختالفا فوبي م بانيواد ام هم)‪ 1‬؟؟!!‬
‫كعػػش أيب أمامػػة ػػاؿ ‪ٝ‬تعػػت رسػػوؿ اهلل ص ػػلى اهلل عليػػو كس ػػلم يقػػوؿ‪ ( :‬تفر ػػت بن ػػو إس ػرائيل عل ػػى‬
‫إحدل كسػبعُت فر ػة كتفر ػت النصػارل علػى اثنتػُت كسػبعُت فر ػة‪ ،‬وأعتػي تزذػل بػيهم فرقػ ‪ ،‬كبهػم‬
‫في اننار إال انيواد ام هم) ‪.2‬‬
‫يبزـ انجما فإف انشػيطاف عػس‬
‫ك يقوؿ صلى اهلل عليو ك سلم‪( :‬عي أراد عن م بحبوف انجن ف ْب ْ‬
‫انوافل وهو عي االثنيي أبول )‪ .‬أكرجو الًتمذم ك اؿ‪ :‬حديث حسش صنيح‪.‬‬
‫ك ركل ا‪ٟ‬تافظ ابػش ا‪ٞ‬تػوزم ا‪ٟ‬تنبلػي ُب "تلبػي إبلػي " عػش أسػامة بػش شػريك ػاؿ ‪ٝ‬تعػت رسػوؿ اهلل‬
‫صػػلى اهلل عليػػو كسػػلم يقػػوؿ‪ ( :‬ذػػل اهلل بػػى انجما ػ فػػإذا شػ ّ انشػػاذ عػػنهم اختطظتػػه انشػػياطيي‬
‫كما ذفتطف ان ةع انشػاة عػي انغػنم)‪ .‬ػاؿ‪ :‬كباإلسػناد ػاؿ اإلمػاـ أ‪ٛ‬تػد‪ :‬ثنػا ركح ثنػا سػعيد عػش‬
‫تػػادة ػػاؿ ثنػػا العػػبلء بػػش زيػػاد عػػش معػػاذ بػػش جبػػل رضػػي اهلل عنػػو أف رسػػوؿ اهلل صػػلى اهلل عليػػو كسػػلم‬
‫ػػاؿ‪( :‬إف انشػ ػػيطاف ذةػ ػػع اإلنيػ ػػاف ك ػ ػ ةع انغػػػنم ذأخ ػ ػ انشػ ػػاة انقاصػػػي واننافي ػ ػ ‪ ،‬فإذػ ػػاكم‬
‫شواب‪ ،‬و بي م بانجما وانواع وانميجل)‪.3‬‬
‫وان ّ‬

‫تفرد بو معاذ بش رفاعة عش أيب كل ‪ ،‬كمعاذ صدكؽ فيو لُت‪ ،‬كشيخو ضعي ‪ }.‬اىػ‬ ‫_ اؿ ابش حدر ر‪ٛ‬تو اهلل تعاىل‪{ :‬حديث ٌ‬
‫‪1‬‬

‫تقويو ك تعضده‪ ،‬تأٌب إف شاء اهلل تعاىل‪.‬‬ ‫حكاه ا‪١‬تناكم ُب "الفي "‪.‬ك لكش لو شواىد عديدة ٌ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ً‬
‫اقهم أَقػ َْرب إِنَى ِْ‬
‫اإل ْج َماع‪.‬‬ ‫َي بِان َ‬
‫ْج َما َ انْ َ ل َيرة‪ ،‬فَِإ َّف اتِّػ َظ ْ‬ ‫السندم على سنش ابش ماجة‪ {:‬ىػ ٍولو‪ ( :‬بًالس ىواد ٍاأل ٍىعظىم ) أ ْ‬ ‫ك ُب حاشية ٌ‬
‫ذي ذَ ْجتَ ِموُو َف َبَى ُسبُوؾ ان َْم ْنػ َهج ان ُْم ْيتَ ِقيم‪.‬‬ ‫َّ ِ‬ ‫وطي فِي تَػ ْظ ِيير َّ‬ ‫اؿ انيي ِ‬
‫مهم ان َ‬‫َي َج َما َ اننَّاس َوُع ْوهَ ْ‬ ‫اني َواد ْامَ ْ هَم‪ :‬أ ْ‬ ‫قَ َ ُ‬
‫ِ‬ ‫وان ِ‬
‫ْحلذث ذَ ُل ّؿ َبَى أَنَّهُ ذَػ ْنبَغي ان َْو َمل بَِق ْو ِؿ ان ُ‬
‫ْج ْم ُهور‪}..‬اىػ‬ ‫َ َ‬
‫ك اؿ اإلماـ ا‪١‬تناكم ُب "في القدير بشرح ا‪ٞ‬تامع الصغَت"‪( { :‬إف اهلل توانى ال ذجمس أعتي) أي بماء أعتي‪ .‬كلفظ ركاية الًتمذم‪:‬‬
‫تردد مش الراكم (على ضبللة) ألف العامة عنها[أم عش العلماء] تأكذ دينها كإليها تفزع ُب‬
‫(ال ‪٬‬تمع أميت أك اؿ أمة ‪٤‬تمد) كىو ٌ‬
‫النوازؿ‪ ،‬فا تضت ا‪ٟ‬تكمة حفظها[أم حفظ العلماء]‪}..‬اىػ‬
‫‪ _ 2‬اؿ ا‪ٟ‬تافظ ا‪٢‬تي مي ُب "‪٣‬تمع الزكائد"‪( :‬ركاه الط اين ُب األكسط كالكبَت بننوه‪ ،‬كفيو أبو غالإ كثٌقو ابش معُت كغَته‪ ،‬كبقية‬
‫رجاؿ األكسط ثقات ككذلك أحد إسنادم الكبَت‪).‬اىػ‬
‫‪ _ 3‬اؿ ا‪٢‬تي مي ُب "‪٣‬تمع الزكائد"‪ ( :‬ركاه أ‪ٛ‬تد كالط اين كرجاؿ أ‪ٛ‬تد ثقات إال أف العبلء بش زياد يل إنو مل يسمع مش معاذ)‪ .‬اىػ‬
‫‪- 026 -‬‬
‫ػػاؿ‪ :‬كعػػش أيب ذر عػػش النػػش صػػلى اهلل عليػػو كسػػلم أنػػو ػػاؿ‪ ( :‬اثنػػاف خيػػر عػػي وافػػل‪ ،‬وثالثػ‬
‫خير عي اثنيي‪ ،‬وأربو خير عػي ثالثػ ؛ فوبػي م بانجما ػ فػإف اهلل ػز وجػل نػم ذجمػس أعتػي إال‬
‫بى انهلى)‪.1‬‬
‫كعش عرفدة اؿ‪ٝ :‬تعت رسوؿ اهلل صلى اهلل عليػو كسػلم يقػوؿ‪ ( :‬ذػل اهلل عػس انجما ػ وانشػيطاف‬
‫عس عي خانف ذركض )‪.2‬‬

‫_ اؿ ا‪٢‬تي مي ُب "‪٣‬تمع الزكائد"‪( :‬ركاه أ‪ٛ‬تد كفيو البخًتم بش عبيد بش سليماف كىو ضعي ‪).‬اىػ لكش لو شواىد عديدة ٌ‬
‫تقويو ك‬ ‫‪1‬‬

‫ٖتسنو منها ما اؿ عنو ا‪ٟ‬تافظ ا‪٢‬تي مي‪{ :‬عش ابش عمر رضي اهلل عنهما عش النش صلى اهلل عليو كسلم‪( :‬ني تجتمس أعتي بى ضالن‬
‫ٌ‬
‫فوبي م بانجما فإف ذل اهلل بى انجما )‪ .‬ركاه الط اين بنسناديش‪ :‬ي‬
‫رجاؿ أحد‪٫‬تا ثقات رجاؿ الصنيح كبل مرزكؽ موىل آؿ‬
‫لنة كىو ثقة}‪.‬اىػ‬
‫‪ _ 2‬اؿ ا‪٢‬تي مي ُب "اجملمع"‪{ :‬ركاه الط اين كرجالو ثقات‪}.‬اىػ‬
‫و قاؿ انحافس انيفاوي‪ -‬تبمي انحافس ابي فجر انويقالني‪ -‬في "انمقاصل انحين " ‪ .. ( :‬ك أكرد الديلمي أيضان‪ ،‬مش‬
‫حديث ‪ٛ‬تاد بش سعيد بش معركؼ األنصارم اؿ‪ :‬حدثنا ليث ابش أيب سليم عش أيب الزبَت‪ ،‬عش جابر رفعو‪" :‬مش مل يشكر القليل‪ ،‬مل‬
‫يشكر الك َت كمش مل يشكر الناس مل يشكر اهلل‪ ،‬كما تكرىوف ُب ا‪ٞ‬تماعة‪ ،‬كَت ‪٦‬تا ٖتبوف ُب الفر ة‪ ،‬كُب ا‪ٞ‬تماعة ر‪ٛ‬تة كُب الفر ة‬
‫عذاب"‪ .‬كسند‪٫‬تا ضعي ‪ ،‬لكش لو شواىد‪ ،‬منها ُب الًتمذم عش ابش عباس رفعو‪" :‬ذل اهلل بى انجما ‪ ،‬اتبووا انيواد ام هم‪،‬‬
‫فإنه َعي ش ّ ش ّ في اننار"‪ .‬كمنها ُب الط اين عش أسامة بش شريك رفعو‪" :‬ذل اهلل بى انجما ‪ ،‬فإذا ش انشاذ عنهم اختطظته‬
‫انشياطيي"‪ .‬ا‪ٟ‬تديث‪ ،‬كمنها فيو أيضان عش عرفدة رفعو‪" :‬يد اهلل مع ا‪ٞ‬تماعة‪ ،‬كالشيطاف مع مش فارؽ ا‪ٞ‬تماعة يرك "‪ ،‬كمنها ُب‬
‫الديلمي عش أيب ىريرة مرفوعان‪" :‬الشيطاف يهم بالواحد كاالثنُت‪ ،‬فنذا كانوا ثبلثة مل يهم هبم"‪).‬اىػ‬
‫ك قاؿ أذالا في "انمقاصل انحين " و بملبه انوجبوني في "كشف انفظاء"(‪ { :)0/3/0‬حديث‪" :‬ال تجتمس أعتي‬
‫بى ضالن "‪ ،‬أكرجو أ‪ٛ‬تد ُب مسنده كالط اين ُب الكبَت كابش أيب كي مة ُب تارٮتو عش أيب بصرة الغفارم مرفوعان ُب حديث "سأنت‬
‫ربي أف ال تجتمس أعتي بى ضالن فأ طانيها"‪ ،‬كالط اين كحده كابش أيب عاصم ُب السنة لو عش أيب مالك األشعرم رفعو‪" :‬إف اهلل‬
‫أجاركم عي ثالث" وذكر عنها "وأف ال تجتمووا بى ضالن "‪ ،‬كأبو نعيم ُب ا‪ٟ‬تلية كا‪ٟ‬تاكم ُب مستدركو كأعلٌو كالبللكائي ُب السنة‬
‫كابش منده كمش ريقو الضياء ُب ا‪١‬تختارة عش ابش عمر رفعو اىل النش صلى اهلل عليو ك سلم‪" :‬إف اهلل ال ذجمس ه امع بى ضالن‬
‫أبلاً و إف ذل اهلل عس انجما فاتّبووا انيواد ام هم فإنه عي ش ّ ‪ ،‬ش ّ في اننار"‪ ،‬كىكذا ىو عند الًتمذم لكش بلفظ‪" :‬ىذه‬
‫األمة"‪ ،‬أك اؿ‪ ":‬أميت"‪ ،‬كابش ماجو كعبد بش ‪ٛ‬تيد ُب مسنده عش أن مرفوعان‪" :‬إف أعتي ال تجتمس بى ضالن فإذا رأذتم‬
‫االختالؼ فوبي م بانيواد ام هم"‪ ،‬كا‪ٟ‬تاكم ُب مستدركو عش ابش عباس رفعو بلفظ‪" :‬ال ذجمس اهلل ه امع بى ضالن وذل‬
‫اهلل عس انجما "‪ ،‬كا‪ٞ‬تملة ال انية منو عند الًتمذم كابش أيب عاصم كغَته عش أيب مسعود عقبة بش عمرك األنصارم مو وفان ُب حديث‪:‬‬
‫"و بي م بانجما فإف اهلل ال ذجمس ه امع بى ضالن "‪ ،‬زاد غَته‪" :‬فنياكم كالتلوف ُب ديش اهلل"‪ ،‬كالط م ُب تفسَته عش‬
‫ا‪ٟ‬تسش البصرم مرسبلن بلفظ أيب بصرة‪.‬‬
‫وبانجمب فهو فلذث عشهور انمتي‪ ،‬ذو أسانيل كليرة‪ ،‬وشواهل عتولدة في انمرفوع وغير ‪ ،‬فمش األكؿ‪" :‬أنتم شهداء اهلل ُب‬
‫األرض"‪ ،‬كمش ال اين‪ :‬وؿ ابش مسعود‪" :‬إذا سئل أحدكم فلينظر ُب كتاب اهلل فنف مل ‪٬‬تده ففي سنة رسوؿ اهلل فنف مل ‪٬‬تده فيها‬
‫فلينظر فيما اجتمع عليو ا‪١‬تسلموف كإال فليدتهد"‪}.‬اىػ‬
‫‪- 027 -‬‬
‫ػػاؿ‪ :‬كركل أ‪ٛ‬تػػد ك الطػ اين ك ا‪ٟ‬تػػاكم ُب ا‪١‬تسػػتدرؾ مػػش حػػديث معاكيػػة بػػش أيب سػػفياف أنػػو ػػاـ‬
‫فقػاؿ‪ :‬أال إف رسػوؿ اهلل صػلى اهلل عليػػو كسػلم ػاـ فينػػا فقػاؿ‪ ( :‬أال إف مػش ػػبلكم مػش أىػل الكتػػاب‬
‫افًت ػوا علػػى ثنتػػُت كسػػبعُت ملػػة كإف ىػػذه ا‪١‬تلػػة سػػتفًتؽ علػػى ثػػبلث كسػػبعُت‪ :‬ثنتػػاف كسػػبعوف ُب النػػار‬
‫ككاحػػدة ُب ا‪ٞ‬تنػػة كىػػي ا‪ٞ‬تماعػػة كإنػػو سػػيخرج مػػش أمػػيت أ ػواـ ٕتػارل هبػػم تلػػك األىػواء كمػػا يتدػػارل‬
‫الكلإ بصاحبيو)‪.‬اىػ‬
‫ك اؿ اإلماـ ا‪ٟ‬تافظ ا‪١‬تناكم ر‪ٛ‬تو اهلل ُب "في القدير بشرح ا‪ٞ‬تامع الصغَت"‪( {:‬إف أميت) أم‬
‫أمة اإلجابة (لش) كُب لفظ‪ :‬ال (ٕتتمع على ضبللة) كمش ىٍب[كاف] إ‪ٚ‬تاعهم حدة (فنذا رأيتم اكتبلفا) ُب‬
‫أمر الديش كالعقائد‪ ،‬كالدنيا كالتنازع ُب شأف اإلمامة العظمى أك ‪٨‬تو ذلك‪( ،‬فعليكم بالسواد األعظم)‬
‫مش أىل اإلسبلـ أم‪ :‬انْزعوا عتابو جماهير انميبميي فهو انحب انواجع وانظرض انلابت ان ي ال‬
‫ذجوز خالفه‪ ،‬فمي خانف عات عيت جاهبي (ركاه ابش ماجة عش أن ) بش مالك كركاه عنو أيضا‬
‫تفرد بو معاذ بش‬
‫الدار طٍت ُب األفراد كابش أيب عاصم ك البللكائي‪ .‬اؿ ابش حدر ر‪ٛ‬تو اهلل تعاىل‪ :‬حديث ٌ‬
‫رفاعة عش أيب كل كمعاذ صدكؽ فيو لُت كشيخو ضعي ‪. }.‬اىػ لكش يشهد لو األحاديث الك َتة اليت‬
‫نقلناىا بل‪.‬‬
‫ػت أف اإل‪ٚ‬تػاع [ معػػك ] ‪ ،‬فأٍتنػػا بػػدليل كاحػػد‬
‫لػػت‪ :‬ىػػذا مػػع طػػع النظػػر عػػش إ‪ٚ‬تػػاعهم ‪ ،‬فػػنف ٌادعيػ ى‬
‫ك وؿ كاحد ‪٦‬تش كال ما ذكرتيو مش ىؤالء األمة ك أكلئك األئمة ‪.‬‬
‫فنف كنت تقوؿ ‪ ( :‬إف ابش تيمية كال اإل‪ٚ‬تاع) ‪.‬‬
‫فيقػاؿ لػك ‪ :‬ػػد تقػ ٌدـ أف الشػي ابػػش تيميػة مل ٮتػال ُب لػػإ الشػفاعة منػو صػػلى اهلل عليػو كعلػػى‬
‫آلػػو كسػػلم ‪ ،‬بػػل ػػاؿ ُب فتيػػاه ‪ ( :‬كأمػػا أف يطلػػإ مػػش النػػش صػػلى اهلل عليػػو كعلػػى آلػػو كسػػلم مػػا ىػػو‬
‫البلئق ٔتنصبو ‪ ،‬فا‪١‬تنكر ‪٢‬تذا إما كافر أك ضاؿ) اىػ ‪ .‬ك د ٌرر ىو أف الشفاعة ىي مش منصبو البلئػق‬
‫بو ‪ .‬فطلبيها ك لإ غَتىػا‪٦ -‬تػا يقػدر عليهػا ا‪١‬تخلػوؽ‪ -‬جػائز ‪ ،‬كإ‪٪‬تػا ح ٌػرـ مػا ال يقػدر عليػو إال اهلل ‪،‬‬
‫كغفراف الذنوب كإنزاؿ الغيث ‪ ،‬كإنبات النبات ‪ ،‬كىذا مع كونو ال يقصده مسلم ‪ ،‬فقد اؿ الشػي‬
‫أف الذم يقصده ييعذر إذا كاف ‪٣‬تتهدان أك مقلٌدان أك جاىبلن أك لو شبهة أك غػَت ذلػك ‪٦‬تػا يٌػده الشػي‬
‫ُب ‪ٚ‬تيع كتبو ‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫ػاس األكػ يذ بقولػو‬
‫ى‬ ‫ن‬ ‫ال‬ ‫زـ‬‫ػ‬ ‫ل‬‫ي‬ ‫بل‬ ‫ػ‬ ‫ف‬ ‫‪،‬‬ ‫كلو فرضنا أف ابش تيمية اؿ كمػا تقػوؿ مػش أنػو شػرؾ ‪٥‬تػرج عػش ا‪١‬تلػة‬
‫كترؾ أ واؿ ‪ٚ‬تيع العلماء مش األمة ‪ ،‬كترؾ ا يات كاألحاديث الصنينة الصر٭تة كأ واؿ السل ‪.‬‬
‫ي‬

‫‪ _ 1‬ك د اؿ ذلك ُب كتإ ك فتاكل ك َتة مشهورة ‪٥ ،‬تالفا بذلك إ‪ٚ‬تاع علماء أىل السنة بلو ‪ ،‬فلم ي يقل ‪ -‬بأف ذلك شرؾ أك ك‬
‫ال أصغر‪ -‬أح هد مش أئمة ا‪١‬تسلمُت حىت جاء ىو ُب القرف ال امش ا‪٢‬تدرم‪ ،‬فبل ع ة ٔتخالفتو ك د انعقد اإل‪ٚ‬تاع بلو بقركف‪.‬‬
‫‪- 028 -‬‬
‫فقد اؿ ىو كتلميذه ابش القيم ‪:‬‬
‫ػاس ٔتػػذىإ معػػُت أك بقػػوؿ عػػامل كاحػػد ك تػ ٍػرؾ غػػَته ‪ :‬ييسػػتتاب ‪،‬فػػنف تػػاب ك إالٌ يتػػل‬
‫{ ىمػش ألػػزـ النػ ى‬
‫‪.}1‬اىػ‪.‬‬
‫ك ػػاؿ اب ػػش تيمي ػػة ُب " الفر ػػاف " ‪{ :‬كالن ػػاس ُب ى ػػذا الب ػػاب ثبلث ػػة أص ػػناؼ ‪ :‬م ػػنهم ىمػ ػش إذا اعتق ػػد‬
‫بشخن أنو كأل هلل ‪ ،‬كافقو ُب كل ما يظش أنػو حػ ٌدث بػو لبػو عػش ربػو ‪ ،‬كسػلٌم لػو ‪ٚ‬تيػع مػا يفعلػو ‪،‬‬
‫كمػػنهم مػػش إذا رآه ػػد ػػاؿ أك فعػػل مػػا لػػي ٔتوافػػق للشػػرع ‪ ،‬أكرجػػو عػػش كاليػػة اهلل بالكليػػة كإف كػػاف‬
‫‪٣‬تتهدان ‪٥‬تطئان ‪ .‬ككَتي األمور أكسطيها‪ :‬كىو أف ال ‪٬‬تعلو معصومان ك ال مأثومان إذا كاف ‪٣‬تتهدا ‪٥‬تطئػان ‪.‬‬
‫ػوؿ‬
‫ػوؿ آخػرذي ‪ ،‬نػم ذ ػي مفػل أف ذُبزعػه ق َ‬
‫ػوؿ بوػض انظقهػاء و وافػب ق َ‬
‫انشفص ق َ‬
‫ُ‬ ‫وإذا خانف‬
‫انمفانف أوذقوؿ ‪ :‬هو خانف انشرع ‪ . }2‬انتهى ‪.‬‬

‫‪_ 1‬ك انظر (الفتاكل الك ل‪/‬ـ‪ .)17‬ك معٌت كبلمو أف الذم ييلزمهم مذىبا أك عا‪١‬تا ك ي٭تٌرـ اتٌباع غَته‪ ،‬فهذا ييستتاب‪ .‬أما التزاـ‬
‫ا‪١‬تذاىإ األربعة ‪ٔ-‬تعٌت اتٌباع أم مش علمائها ا‪١‬توثو ُت‪ -‬فهذا كاجإ على العواـ بن‪ٚ‬تاع العلماء ‪.‬‬
‫‪ _ 2‬ىذا صنيح إذا كاف األمر ‪٦‬تا اكتل فيو العلماء ‪ ،‬أما إذا كاف اإل‪ٚ‬تاع منعقدا على ا‪١‬تسألة فبل ‪٬‬توز ألحد ‪٥‬تالفة اإل‪ٚ‬تاع ‪ ،‬كما‬
‫ىي ا‪ٟ‬تاؿ ُب مسألتنا ىذه ك غَتىا مش ا‪١‬تسائل الك َتة ُب العقيدة ك ُب الفقو اليت ش ٌذ فيها ابش تيمية عش األئمة العلماء‪ .‬انظر ُب ذلك‬
‫م بل مقدمة "الدرة ا‪١‬تضيٌة ُب الرد على ابش تيمية" نشيخ اإلسالـ تقي انلذي انيب ي حيث يقوؿ ر‪ٛ‬تو اهلل تعاىل‪ { :‬أما بعد‪ ..‬فننو‬
‫‪١‬تا أحدث ابش تيمية ما أحدث ُب أصوؿ العقائد ك نق مش دعائم اإلسبلـ األركا ىف ك ا‪١‬تعا د‪ ،‬بعد أف كاف مستًتا بتبعية الكتاب‬
‫كالسنة‪ ،‬مظهرا أنو داع إىل ا‪ٟ‬تق ىاد إىل ا‪ٞ‬تنة‪ ،‬فخرج عش اإلتباع إىل االبتداع‪ ،‬كش ٌذ عش ‪ٚ‬تاعة ا‪١‬تسلمُت ٔتخالفة اإل‪ٚ‬تاع؛ ك اؿ ٔتا‬
‫يقتضي ا‪ٞ‬تسمية ك الًتكيإ ُب ذات اهلل تعاىل ك أف اإلفتقار إىل ا‪ٞ‬تزء لي ٔتناؿ‪ ،‬ك اؿ ْتلوؿ ا‪ٟ‬توادث[أم التغَتات] ُب ذات اهلل‬
‫تعاىل ‪،‬ك أف القرآف ‪٤‬تدث تكلم اهلل بو بعد أف مل يكش ك أنو يتكلم كيسكت ك ي٭تدث ُب ذاتو اإلرادات ْتسإ ا‪١‬تخلو ات‪ ،‬كتع ٌدل ُب‬
‫ذلك إىل استلزاـ دـ العامل كالتزامو بالقوؿ بأنو ال أكؿ للمخلو ات‪ ،‬فقاؿ ْتوادث ال أكؿ ‪٢‬تا‪ ،‬فأثبت الصفة القدٯتة حادثةن‪ ،‬كا‪١‬تخلوؽ‬
‫ا‪ٟ‬تادث دٯتا‪ ،‬كمل ‪٬‬تمع أح هد ىذيش القولُت ُب ملٌة مش ا‪١‬تلل كال ‪٨‬تلة مش الننل‪ ،‬فلم يدكل ُب فر ة مش الفرؽ ال بلثة كالسبعُت اليت‬
‫تقل ‪ٚ‬تلتو بالنسبة ‪١‬تا أىحدث ُب‬
‫كل ذلك ‪-‬كإف كاف كفرا شنيعا‪ -‬فهو ‪٦‬تا ٌ‬ ‫افًت ت عليها األمة‪ ،‬كال ك فت بو مع أمة مش األمم ‪٫‬تة‪ .‬ك ٌ‬
‫الفركع ‪ .}..‬اىػ‬
‫و قاؿ انحافس وني انلذي انوراقي ر‪ٛ‬تو اهلل ُب "األجوبة ا‪١‬ترضية عش األسئلة ا‪١‬تكية"‪ {:‬كأما الشي تقي الديش ابش تيمية ‪ . . .‬ن نه‬
‫بمه أكبر عي قبه"؛ ٌ‬
‫فأداه اجتهاده إىل كرؽ اإل‪ٚ‬تاع ُب مسائل ك َتة ‪ -‬يل إهنا تبلغ ستُت مسألة ‪ -‬فأكذتو‬ ‫كما قيل فيه‪ُ ":‬‬
‫الرد عليو كٗتطئتو ك تبديعو ك مات مسدونا‬ ‫األلسنة بسبإ ذلك‪ ،‬كتطرؽ إليو اللوـ كامتنش هبذا السبإ‪ ،‬كأسرع علماء عصره ُب ٌ‬
‫بسبإ ذلك‪.‬‬
‫تضره ا‪١‬تخالفة ُب مسائل الفركع إذا كاف ذلك عش اجتهاد‪ .‬لكش ا‪١‬تخال لو يقوؿ‪ :‬ليست‬ ‫كا‪١‬تنتصر لو ‪٬‬تعلو كغَته مش األئمة‪ ،‬بأنو ال ٌ‬
‫سوغ لو ا‪١‬تخالفة فيها بعد انعقاد اإل‪ٚ‬تاع عليها ‪ .‬ك‬
‫مسائلو كلها ُب الفركع بل ك َت منها ُب األصوؿ كما كاف منها مش الفركع فما كاف ٌ‬
‫مل يقع لؤلئمة ا‪١‬تتبوعُت ‪٥‬تالفة ُب مسائل انعقد اإل‪ٚ‬تاع عليها بلهم بل ما يقع ألحد منهم إال كىو مسبوؽ بو عش بع السل كما‬
‫رد عليو فيهما معا الشي اإلماـ تقي الديش‬ ‫صرح بو غَت كاحد مش األئمة‪ .‬ك ما أبشع مسأليت ابش تيمية ُب الطبلؽ كالزيارة! ك د ٌ‬
‫ٌ‬
‫السبكي كأفرد ذلك بالتصني فأجاد كأحسش‪.}.‬اىػ‬
‫‪- 029 -‬‬

‫و قاؿ انحافس انوالةي شي ا‪ٟ‬تافظ زيش الديش العرا ي كغَته مش حفاظ ا‪ٟ‬تديث ( منقوؿ مش ‪٥‬تطو ة كتاب" ذكائر القصر ُب تراجم‬
‫نببلء العصر" البش ولوف مش صنيفة ‪ 49‬ك ‪ {:) 44‬ذكر ا‪١‬تسائل اليت كال فيها ابش تيمية الناس ُب األصوؿ كالفركع‪:‬‬

‫أما الفركع؛ فمنها ما كال فيها اإل‪ٚ‬تاع‪ ،‬كمنها ما كال فيها الراجح مش ا‪١‬تذاىإ؛ فمش ذلك‪ + :‬ٯتُت الطبلؽ‪ ،‬اؿ بأنو ال يقع‬
‫عند ك وع احمللوؼ عليو بل عليو فيها كفارة ٯتُت‪ .‬ك مل يقل بلو بالكفارة أح هد مش ا‪١‬تسلمُت البتة‪ .‬كداـ إفتاؤه بذلك زمانا ويبل كعظم‬
‫كعم الببلء ‪ +.‬ك أف بلؽ ا‪ٟ‬تائ ال يقع‪ ،‬ككذلك الطبلؽ ُب يهر جامع فيو زكجتو‪+.‬‬ ‫جم غفَت مش العواـ ٌ‬ ‫ا‪٠‬تطإ كك ع ُب تقليده ه‬
‫ك أف الطبلؽ ال بلث يي ٌرد إىل كاحدة‪ ،‬ككاف ىو ‪ -‬بل ذلك‪ -‬د نقل إ‪ٚ‬تاع ا‪١‬تسلمُت ُب ىذه ا‪١‬تسألة على كبلؼ ذلك كأف مش كالفو‬
‫فقد كفر‪ٍ .‬ب إنو أفىت ٓتبلفو كأك ع كلقا ك َتا مش الناس فيو ‪ +.‬كأف ا‪ٟ‬تائ تطوؼ ُب البيت مش غَت كفارة كىو مباح ‪٢‬تا ‪ +.‬كأف‬
‫ا‪١‬تكوس حبلؿ ‪١‬تش أ طعها كإذا أيكذت مش التدار أجزأنم عش الزكاة ك إف مل تكش باسم الزكاة كال على ر‪ٝ‬تها ‪ +.‬ك أف ا‪١‬تائعات ال‬
‫تند ٔتوت الفأرة ك‪٨‬توىا فيها‪ +.‬ك أف ا‪ٞ‬تنإ يصلي تطوعو بالليل بالتيمم كال يؤكره إىل أف يغتسل عند الفدر كإف كاف بالبلد؛ ك د‬
‫رأيت مش يفعل ذلك ‪٦‬تش لٌده فمنعتيو منو ‪ +.‬ك سئل عش رجل ٌدـ فراشا ألمَت فتدنإ بالليل ُب السفر كٮتاؼ إف اغتسل عند‬
‫الفدر أف يتهمو أستاذه بغلمانو‪ ،‬فأفتاه بصبلة الصبح بالتيمم كىو ادر على الغسل ‪ +.‬كسئل عش شرط الوا فقاؿ ىو غَت معت‬
‫بالكلية بل الو على الشافعية ييصرؼ إىل ا‪ٟ‬تنفية كعلى الفقهاء ييصرؼ إىل الصوفية كبالعك ‪ ،‬ككاف يفعل ذلك ُب مدرستو فييعطي‬
‫منها ا‪ٞ‬تند كالعواـ‪ ،‬كال ٭تضر درسا على اصطبلح الفقهاء كشرط الوا بل ٭تضر فيها ميعادا يوـ ال بلثاء ك٭تضره العواـ كيستغٍت‬
‫فرجنو كأفىت بو‪ .‬و ‪ +‬أف نبينا بيه و بيهم انصالة وانيالـ نيس نه‬
‫بذلك عش الدرس ‪ +.‬ك يسئل عش جواز بيع أمهات األكالد ٌ‬
‫جا [بول عوته] وال ذتوسل به أف ٌل إال وذ وف اصيا‪ ،‬وصنّف في ذنك لة أوراؽ ‪ .‬و‪ +‬أف إنشاء انيظر نزذارة نبينا صبى اهلل‬
‫بيه وسبم عوصي ال ذُقصر فيها انصالة‪ ،‬وبانم في ذنك‪ .‬ونم ذقل به أف ٌل عي انميبميي قببه ‪.‬‬

‫يعوؿ هبا ا‪١‬تعتزلة‪ ،‬فقاؿ هبا كنصرىا كصنٌ فيها كجعلها‬ ‫كمش ا‪١‬تسائل ا‪١‬تنفرد هبا ُب األصوؿ[أم العقيدة]‪ +:‬مسألة ا‪ٟ‬تسش كالقبح اليت ٌ‬
‫‪٤‬تل ا‪ٟ‬توادث[أم التغَتات]‪ ،‬تعاىل اهلل عما‬ ‫ديش اهلل بل التزـ كل ما ييبٌت عليو كا‪١‬توازنة ُب األعماؿ ‪ .‬ك منها‪ +‬ولو إف اهلل سبنانو ٌ‬
‫يقوؿ علوا كبَتا ‪ .‬ك‪ +‬أف اهلل مرٌكإ مفتقر إىل ذاتو افتقار الكل إىل ا‪ٞ‬تزء ‪ .‬ك‪ +‬أف القرآف ‪٤‬تدث ُب ذاتو تعاىل‪ .‬ك ‪ +‬أف العامل دًن‬
‫موجبا بالذات ال فاعبل باالكتيار! سبنانو ما أحلمو ‪ .‬ك منها‪ +‬ولو با‪ٞ‬تسمية [هلل‬
‫بالنوع ‪،‬ك مل يزؿ مع اهلل ‪٥‬تلوؽ دائما‪ ،‬فدعلو ى‬
‫كصرح ُب بع تصانيفو بأف اهلل تعاىل بق ٍدر العرش ال أك منو كال أصغر‪ .‬تعاىل اهلل عش ذلك!‪.‬‬ ‫تعاىل]كا‪ٞ‬تهة كاالنتقاؿ‪ .‬كىو مردكد ‪ٌ .‬‬
‫ك‪ +‬صنٌ جزءن ُب أف علم اهلل ال يتعلق ٔتا ال يتناىى كنعيم أىل ا‪ٞ‬تنة ‪.‬كمنها‪ +‬أف األنبياء غَت معصومُت‪ .‬كأف عذاب أىل النار[مش‬
‫الكفار] ينقطع كال يتأبد[بل يدكلوف ا‪ٞ‬تنة]‪ .‬حكاه بع الفقهاء عش تصانيفو‪ .‬ك ‪ +‬مش أفراده أيضا أف التوراة ك اإل‪٧‬تيل مل تب ٌدؿ‬
‫ألفاميهما بل ىي با ية على ما أنزلت كإ‪٪‬تا ك ع التنري ُب تأكيلها‪ .‬كلو فيو مصن ‪.‬ك ىذا آكر ما رأيت ‪ ،‬وأستغظر اهلل عي كتاب‬
‫الال ي ا تقاد ‪ .}.‬إ ىػ ‪.‬‬
‫علل ه ا ف ْ‬

‫و اقرأ –إف شئت‪ -‬كتاب "ان اشف انصغير ي قاةل ابي تيمي " نبوالع انمحقب انشيخ سويل فودة ‪ ،‬نتلرؾ فقيق عا‬
‫ذوتقل ابي تيمي ‪-‬عي انتجييم انصرذح هلل تبارؾ و توانى‪ -‬عي خالؿ نصوصه ان ليرة عي كتبه‪.‬‬

‫أساس التقدي " – فهو ككر التدسيم كاجملسمة حقا كصد ا‬ ‫و إنيك أخي شيئا عي نصوص ابي تيمي ‪ ،‬ك ذلك مش "التأسي لنق‬
‫يرد ابش تيمية على "أساس التقدي " لئلماـ الرازم ‪-‬ر‪ٛ‬تو اهلل‪ -‬الذم‬
‫ال يرتاب ُب ذلك مش كىبو اهلل شعرة مش عقل ك فهم ‪ ،‬حيث ٌ‬
‫رد على اإلماـ بالتأسي الذم ىو ُب ا‪ٟ‬تقيقة نوي ك تلبي إبلي ال‬ ‫مع فيو اجملسمةى مش الكرامية ك غَتىم‪ ،‬فغار ابش تيمية ‪٢‬تم ك ٌ‬
‫أك ر‪ ،‬ك د التزـ فيو أك ر الذم ألزـ اإلماـ بو اجملسمة كذ‪٢‬تم اهلل تعاىل‪.‬‬
‫‪- 031 -‬‬

‫ذقوؿ ابي قيم انجوزذ – تبمي ابي تيمي اموؿ‪ -‬في قصيلته اننوني (ان افي انشافي ) ي كتاب "انتأسيس" ه ا و هو ذو ّلد‬
‫أهم كتع شيفه ‪:‬‬
‫أردت ترل مصارع مش كبل مش أمة التعطيل كالكفراف‬ ‫ك إذا ى‬
‫أيديهم غلت إىل األذ اف‬
‫ي‬ ‫حقَت شأهنم‬
‫اىم أسرل ه‬‫كتر ي‬
‫فاقرأْ تصانيف اإلعاـ فقيق ً*** شيخ انوجود انوانم انرباني‬
‫أعٍت أبا العباس أ‪ٛ‬تد ذلػ ػك البنر احمليط بسائر ا‪٠‬تلداف‬
‫ك ا رأٍ كتاب العقل كالنقل الذم ما ُب الوجود لو نظَت ثاف‬
‫رده وؿ الركاف شيعة الشيطاف‬ ‫ككذاؾ منهاج لو ُب ٌ‬
‫ككذلك انتأسيس أصبح ي‬
‫نقضو أعدوبة للعامل الرباين‪.‬‬
‫ولو ( أعٍت أبا العباس)‪ :‬أم أ‪ٛ‬تد بش تيمية شيخو‪ ،‬ك كنيتو أبو العباس‪.‬‬
‫ك ولو(ك كذلك التأسي )‪ :‬أم "التأسي بنق أساس التقدي " ‪ ،‬أك "بياف تلبي ا‪ٞ‬تهمية" أيضا‪.‬‬
‫ك اؿ الصفدم – تلميذ ابش تيمية‪ُ -‬ب "الواُب بالوفيات" عند تر‪ٚ‬تتو ك ذكر مصنفاتو‪:‬‬
‫سما ‪" :‬‬
‫{‪...‬ك منها‪ " :‬االعًتاضات ا‪١‬تصرية على الفتيا ا‪ٟ‬تموية " أربع ‪٣‬تلدات أمبله ُب ا‪ٞ‬تإ‪ .‬و عنها‪ :‬ردٌّ بى "أساس انتقلذس" ّ‬
‫بياف تببيس انجهمي في تأسيس بل هم ان العي "‪ ،‬و ربما سما ‪" :‬تفبيص انتببيس عي تأسيس انتقلذس"‪ .‬كمنها‪ " :‬شرح أكؿ‬
‫احملصل لئلماـ فخر الديش " بلغ ثبلثة ‪٣‬تلدات‪ " .‬شرح بضع عشرة مسألة مش األربعُت لئلماـ فخر الديش " ‪.‬ك منها " تعارض العقل‬
‫كالنقل " أربع ‪٣‬تلدات‪}...‬اىػ‬
‫ك ذكره البزار ُب تر‪ٚ‬تة شيخو ابش تيمية ُب "األعبلـ العلية" ك ع ٌده مش أىم كتبو‪ ،‬ك كذلك ابش عبد ا‪٢‬تادم‪-‬تلميذه‪ُ -‬ب "العقود الدرية"‬
‫ك كصفو بالكتاب ا‪ٞ‬تليل الذم لو رحل أحدىم إىل الصُت لطلبو ما ضاعت رحلتو !!! ( أ وؿ‪ :‬بل لضاعت ك كسرت صفقتو ك بارت‬
‫دنياه ك آكرتو !!)‪ ،‬ك ذكره ابش رجإ ُب "ذيل بقات ا‪ٟ‬تنابلة" أيضا عند تر‪ٚ‬تة ابش تيمية‪ ،‬ك غَتىم كذلك‪ .‬ك ا‪ٟ‬تاصل أف‬
‫الكتاب البش تيمية ببل ريإ ك ىو مش أىم مصنفاتو ك د أحاؿ ىو عليو ُب "‪٣‬تموع الفتاكل" ك غَته عدة مرات‪ .‬ك د ذكركا لو‬
‫عدة عناكيش‪:‬‬
‫‪ /1‬بياف تلبي ا‪ٞ‬تهمية ُب تأسي بدعهم الكبلمية‪.‬‬
‫‪ /2‬التأسي بنق أساس التقدي ‪.‬‬
‫‪ٗ/3‬تلين التلبي مش أساس التقدي ‪.‬‬

‫انطاعات انتي قانها في ان تاب‪:‬‬


‫و ه بوض ّ‬

‫اؿ ابش تيمية ُب [‪ ]19:4‬منو‪:‬‬


‫" كمعلوـ أف كوف البارم لي جسما‪ ،‬لي ىو ‪٦‬تا تعرفو الفطرة بالبديهة‪ ،‬كال ٔتقدمات ريبة مش الفطرة ‪،‬ك ال ٔتقدمات بينة ُب الفطرة‪،‬‬
‫بل ٔتقدمات فيها كفاء ك وؿ‪،‬ك ليست مقدمات بينة كال متفقا على بو‪٢‬تا بُت العقبلء‪ ،‬بل كل ائفة مش العقبلء تبُت أف مش‬
‫ا‪١‬تقدمات اليت نفت هبا كصومها ذلك[أم ا‪ٞ‬تسمية] ما ىو فاسد معلوـ الفساد بالضركرة عند التأمل ك ترؾ التقليد ‪ .‬ك وائ ك َتكف‬
‫ىذا ا‪١‬تطلوب‪ ،‬و أف انموجود انقاةم بنظيه ال‬ ‫مش أىل الكبلـ يقدحوف ُب ذلك كلو كيقولوف‪ :‬بل امت القوا ع العقلية على نقي‬
‫ذ وف إال جيما و عا ال ذ وف جيما ال ذ وف [إال] عولوعا ‪ .‬و عي انموبوـ أف ه ا أقرب إنى انظطرة و انوقوؿ عي اموؿ"‪.‬‬
‫اىػ !!‬
‫ك اؿ ُب [‪: ]19:‬‬
‫‪- 030 -‬‬

‫'' ك وائ مش النظار الوا‪ :‬عا ثَ َّم عوجود إال جيم أو قاةم بجيم‪- ،‬إذا في ٌسر ا‪ٞ‬تسم با‪١‬تعٌت االصطبلحي ال اللغوم كما ىو‬
‫مستقر ُب فطر العامة‪ .-‬كىذا وؿ ك َت مش الفبلسفة أك أك رىم ‪ ،‬ككذلك أيضا امةم ان بار كاإلعاـ أفمل ُب ٌ‬
‫رده على ا‪ٞ‬تهمية‬
‫ك عبد العزيز ا‪١‬تكي ُب رده على ا‪ٞ‬تهمية ك غَت‪٫‬تا ؛بينوا أف ما ادعاه النفاة مش إثبات سم ثالث‪ -‬لي ٔتبايش ك ال ‪٤‬تايث‪ -‬معلوـ‬
‫الفساد بصريح العقل‪ ،‬ك أف ىذه مش القضايا البينة اليت يعلمها العقبلء بعقو‪٢‬تم''‪.‬اىػ !!‬
‫ك اؿ ُب التأسي [‪:]1944‬‬
‫'' اؿ الرازم‪( :‬ك أما ا‪ٟ‬تنابلة الذيش التزموا األجزاء كاألبعاض‪.)...‬‬
‫أردت هبذا الكبلـ أهنم كصفوه بلفظ األجزاء ك األبعاض ك أ لقوا ذلك عليو مش غَت نفي للمعٌت البا ل‪ ،‬ك الوا إنو يتدزأ أك‬ ‫فيقاؿ‪ :‬إف ى‬
‫يتبع ك ينفصل بعضو عش بع فهذا ما يعلم أحد مش ا‪ٟ‬تنابلة يقولو‪.‬‬ ‫ٌ‬
‫ك إف أردت إ بلؽ لفظ البع على صفاتو ُب ا‪ٞ‬تملة فهذا لي مشهورا عنهم‪ ،‬السيما كا‪ٟ‬تنابلة أك ر إتباعا أللفاظ القرآف كا‪ٟ‬تديث‬
‫مش الكرامية ك مش األشعرية بنثبات لفظ ا‪ٞ‬تسم‪ ،‬فهذا مأثور عش الصنابة ك التابعُت‪ .‬ك ا‪ٟ‬تنبلية كغَتىم متنازعوف ُب إ بلؽ ىذا اللفظ‬
‫كما سنذكره إف شاء اهلل‪.‬‬
‫أردت أنهم وصظو [أي اهلل ] بانصظات انفبرذ علل انوجه وانيل و ذنك ذقتالي انتجزة و انتبويض‪ ،‬أو أنهم وصظو بما‬
‫و إف َ‬
‫عتبوض و عتجزئ ‪-‬و إف نم ذقونوا هو جيم‪ ،-‬فيقاؿ نه ‪ :‬ال اختصاص نبحنابب ب نك‪ ،‬بل‬
‫ذقتالي أف ذ وف جيما و انجيم ّ‬
‫ه ا ع هع جماهير أهل اإلسالـ ‪ ،‬بل وساةر أهل انمبل و سبف امع و أةمتها''‪.‬اىػ!!!‬
‫ك اؿ ُب التأسي [‪:]19118‬‬
‫''فكي ك ا‪١‬ت بت للدهة يقوؿ ما يقاؿ ُب الوجو ال امش كىو أف يقوؿ‪ :‬غاية ما ألزمتٍت بو مش حدة الدىرية أف يقاؿ بقدـ بع‬
‫األجساـ‪ ،‬إذ القوؿ بقدـ األجساـ ‪ٚ‬تيعها مل يقل بو عا ل‪ ،‬ك القوؿ ٓتلق السماكات كاألرض مل تدؿ ىذه ا‪ٟ‬تدة على نفيو‪ ،‬ك إ‪٪‬تا‬
‫دلت –إف دلت‪ -‬على دـ ما ىو جسم أك مستلزـ ‪ٞ‬تسم‪ ،‬كىذا ‪٦‬تا ٯتكنٍت التزامو‪.‬‬
‫فننو معلوـ أف وائ ك َتة مش ا‪١‬تسلمُت ك سائر أىل ا‪١‬تلل ال يقولوف ْتدكث كل جسم‪ ،‬إذ ا‪ٞ‬تسم عندىم ىو القائم بنفسو أك‬
‫ا‪١‬توجود أك ا‪١‬توصوؼ‪ .‬فالقوؿ ْتدكث ذلك يستلزـ القوؿ ْتدكث كل موجود ك موصوؼ ك ائم بنفسو‪ ،‬كذلك يستلزـ بأف اهلل تعاىل‬
‫تسمونو جسما يستلزـ حدكث البارم‬ ‫‪٤‬تدث‪ .‬ك ىؤالء يقولوف ‪١‬تنامريهم‪٨ :‬تش نبُت أف القوؿ ْتدكث كل ما يدكل ُب ا‪١‬تعٌت الذم ٌ‬
‫تعاىل‪ ،‬ك نبُت أف ولكم أف اهلل لي ّتسم‪ ،‬يستلزـ حدكث البارم أك ر ‪٦‬تا تبينوف أف القوؿ ب بوتو يستلزـ حدكث البارم‪.‬‬
‫فنذا كاف كذلك‪ ،‬فتقوؿ ‪٢‬تم ا‪١‬ت بتة[أم م بتو الصفات عنده]‪ :‬إذا كاف تصحيح هاتيي انمقلعتيي انظطرذتيي ذيتبزـ‪-‬عس كوف انباري‬
‫توانى فوؽ انوانم عباذنا نه‪ -‬أف ذ وف عي امجياـ عا هو قلذم‪ ،‬أع نني انتػزاـ ذنك[أم ا‪١‬توافقة على أف مش األجساـ ما ىو‬
‫دًن] بى قوؿ طواةف عي أهل ان الـ بل بى قوؿ كلير عنهم‪ .‬كمل أكش بذلك موافقا للدىرية الذيش يقولوف إف األفبلؾ دٯتة أزلية‬
‫حىت يقاؿ‪ :‬ىذا ‪٥‬تال للكتاب كالسنة أك ىذا كفر‪ .‬بل الذم نطق بو الكتاب كالسنة ك اتفق عليو ا‪١‬تسلموف مش كلق ا‪١‬تخلو ات ك‬
‫حدكث احملدثات أ وؿ بو‪ .‬ك أما كوف البارم جسما أك لي ّتسم حىت يقاؿ األجساـ كلها ‪٤‬تدثة‪ ،‬فمي انموبوـ أف ان تاب و‬
‫انين و اإلجماع نم تنطب بأف امجياـ كبها عحلث و أف اهلل نيس بجيم‪ ،‬و ال قاؿ ذنك إعاـ عي أةم انميبميي‪ ،‬فبيس في‬
‫تركي نه ا انقوؿ خروج ي انظطرة و ال ي انشرذو ‪.'' .‬اىػ!!!!!‬
‫ك يقوؿ بعده مباشرة ُب جرأة‪-‬نعوذ باهلل منها‪:]19119[-‬‬
‫احتددت على أف اهلل مبايش‬
‫ي‬ ‫''انوجه انتاسس‪ :‬ىذه ا‪١‬تعارضة تؤكد مذىش ك ٌ‬
‫تقويو‪ ،‬ك تكوف حدة ثانية أل على صنة وأل ‪ .‬فنف‬
‫للعامل‪ ،‬بأف ا‪١‬توجوديش إما أف يكوف أحد‪٫‬تا مباينا لآلكر أك ‪٤‬تاي ا لو‪ ،‬فقلتم ىذا معارض بقوؿ الفيلسوؼ إف ا‪١‬توجوديش إما أف يكوف‬
‫احد‪٫‬تا متقدما على العامل أك مقارنا لو‪ ،‬كذلك يستلزـ القوؿ بقدـ الزماف ا‪١‬تستلزـ للقوؿ بقدـ بع األجساـ ؛‬
‫فأقوؿ‪ :‬إذا كانت ه انحج انتي ارضتموني بها عيتبزع [أم مقتضية ك منتدة] ن وف بوض امجياـ قلذم‬
‫عي غير أف تويّي جيما‪ ،‬أع ي أف ذ وف ذنك ‪-‬ان ي ذونونه بأنه انجيم انقلذم‪ -‬هو اهلل سبحانه‪ ،‬كما ذقوؿ‬
‫‪- 032 -‬‬

‫انملبتوف‪ ،‬و أف ذنك عالزـ نقوننا انه عوصوؼ و قاةم بنظيه ونحو ذنك‪ ،‬فت وف ه انحج انتي ارضتم بها‬
‫دنيال بى أف اهلل جيم بانمونى ان ي ذكرتمو ‪ ،‬الذم نقوؿ أنو مبلزـ لكونو موصوفا ك ائما بنفسو ك إف نازعتم ُب‬
‫ا‪١‬تبلزمة''‪.‬اىػ !!!! ك العياذ باهلل تعاىل مش كتابة ىذا فضبل عش اعتقاده !!‬
‫ك يقوؿ بعده ُب التأسي أيضا [‪:]1911:‬‬
‫ك‬ ‫''ك نقوؿ في انوجه انواشر‪ :‬إذا كانت إحدل ىاتُت ا‪١‬تقدمتُت الضركريتُت تستلزـ[أم تقتضي ك تنتج] أف اهلل مبايش للعامل ‪،‬‬
‫األكرل تستلزـ أنو جسم‪ ،‬فقل ثبت بموجع هاتيي انمقلعتيي صح ُ قوؿ انقاةبيي بانجه ‪ ،‬و قوؿ انقاةبيي بأنه‬
‫جيم ‪ .‬ك كونو جسما يستلزـ القوؿ با‪ٞ‬تهة كما توافقوف عليو‪ ،‬ك وؿ القائلُت با‪ٞ‬تهة يستلزـ القوؿ با‪ٞ‬تسم كما تقولوف أنتم''اىػ‬
‫ك اؿ ُب التأسي [‪:]191//‬‬
‫'' ٍب ا‪١‬تتكلموف مش أىل اإلثبات[أم إثبات الصفات ك ىو مع ىؤالء بعا] ‪١‬تا نامركا ا‪١‬تعتزلة‪ ،‬تنازعوا ُب األلفاظ االصطبلحية؛‬
‫فقاؿ وـ‪ :‬العلم ك القدرة ك ‪٨‬تو‪٫‬تا ال تكوف إال أعراضا ك صفة حيث كاف‪ ،‬فعلم اهلل ك درتو عرض‪ .‬ك الوا أيضا‪ :‬إف انيل و انوجه‬
‫ال ت وف إال جيما‪ ،‬فيل اهلل و وجهه ك نك[أم جسم]‪ ،‬وانموصوؼ به انصظات ال ذ وف إال جيما ‪ ،‬فاهلل‬
‫توانى جيم ال كامجياـ‪.‬‬
‫الوا‪ :‬ك ىذا ‪٦‬تا ال ٯتكش النزاع فيو إذا فهم ا‪١‬تعٌت ا‪١‬تراد بذلك‪ ،‬ن ي أي عح ور في ذنك و نيس في كتاب اهلل وال سن رسونه وال‬
‫قوؿ أفل عي سبف امع و أةمتها أنه نيس بجيم وأف صظاته نييت أجياعا و أ راضا‪ ،‬فنظي انمواني انلابت بانشرع ‪ -‬بنظي‬
‫أنظاظ نم ذنف عوناها شرع وال قل‪ -‬جهل وضالؿ‪''.‬اىػ!!!‬
‫ك اؿ فيو ُب [‪:]196/‬‬
‫بل ىو أحد صمد‪.‬‬ ‫يتفرؽ ك ينفصل بعضو مش بع‬
‫'' كمل يقل أحد مش ا‪١‬تسلمُت أف ا‪٠‬تالق سبنانو ٯتكش أف ٌ‬
‫ك الذيش الوا إنو جسم نوعاف‪:‬‬
‫أحد‪٫‬تا‪- :‬وهو قوؿ بماةهم‪ -‬أنه جيم ال كامجياـ‪ ،‬كما يقاؿ ذات ال كالذكات ك موصوؼ ال كا‪١‬توصوفات ك ائم بنفسو ال‬
‫كالقائمات كشيء ال كاألشياء‪ .‬فهؤالء يقولوف ىو ُب حقيقتو لي ‪٦‬تاثبل لغَته بوجو مش الوجوه‪ ،‬كلكش ىذا إثبات أف لو ٍدرا‬
‫يتميز بو‪ ،‬كما إذا لنا موصوؼ فهو إثبات حقيقة يتميز هبا‪ ،‬كىذا مش لوازـ كل موجود‪ ،‬ك ‪٢‬تذا يقولوف‪ :‬نوني بأنه جيم أنه قاةم‬
‫بنظيه و نحو ذنك عس قونهم انه ذو امبواد انلالث منهم ذقونوف‪ :‬ال ذُوقل عوجود إال ه ا‪ .‬ك يقولوف إف ا‪١‬تشركُت ك أىل‬
‫الكتاب ‪١‬تا سألوا النش صلى اهلل عليو كسلٌم فقالوا‪ :‬ربك الذم تعبد ىو مش ذىإ ىو مش فضة ىو مش كذا؟ فأنزؿ اهلل ىذه‬
‫السورة[اإلكبلص] تنزيها انو لي مش جن شيء مش األجساـ ك ال مش جن شيء مش الذكات ك ال مش جن شيء مش‬
‫ا‪١‬توصوفات‪ .‬ك األجساـ ىي الذكات ك ىي ا‪١‬توصوفات‪ ،‬كىؤالء يقولوف إف حقيقتو ‪٥‬تالفة لسائر ا‪ٟ‬تقائق فيمتنع عليو أف ‪٬‬توز عليو ما‬
‫‪٬‬توز عليها مش عدـ أك فناء أك تفرؽ أك تبعي ك ‪٨‬تو ذلك‪.‬‬
‫األكلوف فليسو غبلة!!] الذيش ي٭تكى عنهم أهنم الوا‪ :‬ىو ‪ٟ‬تم كعظم ك‪٨‬تو ذلك‪.‬‬ ‫ك أما النوع ال اين‪- :‬ك ىم الغالية‪[-‬أم الغبلة‪ ،‬أما ٌ‬
‫فهؤالء ‪-‬ك إف كاف و‪٢‬تم فاسدا ماىر الفساد‪ -‬إذ لو كاف ‪ٟ‬تما كعظما كما ييعقل ‪ٞ‬تاز عليو ما ‪٬‬توز على اللنوـ ك العظاـ ‪ ،‬كىذا مش‬
‫ٖتصيل التم يل الذم نفاه اهلل عش نفسو‪''..‬اىػ!!!‬
‫يرد على األكلُت الذيش يقولوف ىو‬
‫رد على ىؤالء الذيش يقولوف أف اهلل جسم كاألجساـ مش ‪ٟ‬تم ك عظم ‪ ،‬ك مل ٌ‬ ‫الح ٍظ‪-‬أكي‪ -‬أنو ٌ‬
‫جيم ن ي نيس كامجياـ (ال ‪ٟ‬تم كال عظم)‪ ،‬ألنو يعتقد ذلك حقا !!! فتشبيو اهلل ٓتلقو‪-‬عنده‪ -‬ىو أف تقوؿ أنو جسم كاألجساـ‬
‫مش ‪ٟ‬تم كعظم ك لو أجزاء تنفصل بعضها عش بع ‪ ،‬أما الذم يقوؿ أف اهلل جسم لكش ال كاألجساـ –لي مش ‪ٟ‬تم كال عظم بل مش‬
‫منزه عامل بقولو تعاىل‪:‬لي‬
‫أشياء أكرل ال نعرفها!‪ -‬ك أف لو أجزاء لكنها ال تنفصل كال تتفرؽ ‪ ،‬فهذا عنده لي مشبٌها هلل تعاىل بل ٌ‬
‫كم لو شيء‪!!! ‬‬
‫‪- 033 -‬‬
‫ػوؿ م ػل ىػذا األعػرايب الػذم‬‫ىذا ‪ ،‬ك ا‪١‬تشتكى إىل اهلل تعاىل مش زمػاف صػار أىليػو يػركج علػيهم ي‬
‫ال يعرؼ البناء مش اإلعراب ‪ ،‬كال ٯتيز بُت القشر كاللباب ‪،‬ك أعظم مش ذلػك أنػو يػ ٌدعي االجتهػاد ‪،‬‬
‫كىو مل يتقش ألفػاظ كتػاب اهلل فضػبلن عػش معانيػو ‪ ،‬كال يفهػم عبػارة الفقهػاء األكػابر ‪ ،‬كمل يطٌلػع علػى‬
‫ػوده علػى كلمػات لػبع أسػبلفو كػاف ‪٥‬تمػوران ْتدػى جهلػو‬ ‫أ واؿ األئمة األفاكر‪ ،‬بل صارل أمره ‪ٚ‬ت ي‬
‫كسػبلفو ‪ ،‬فكبلمػػو عنػػده كػػوحي الكتػػاب ‪ ،‬كحدي ػػو ىػػو ا‪ٟ‬تػػديث ا‪١‬تسػػتطاب ‪ ،‬فػػاتفق لػػو أتبػػاع رعػػاع‬ ‫ي‬
‫يتٌبعػػوف م ػػل ىػػذا النػػاعق ‪ ،‬فكػػل مػػا يقولػػو يعتقػػدكف أنػػو للنػػق مطػػابق ‪ ،‬مػػع أف كبلمػػو لػػو حققتى ػو‬
‫كهذياف ذم ‪ٛ‬تى مطبقة ‪ ،‬كأتباعو م لو فوافق شش بقة‪.‬‬
‫كح ىك ػم علػػيهم‬
‫كلػػي بعدػػإ تكفػػَتي ىػػذا ا‪ٞ‬تاىػػل لصػػاحإ " ال ػ دة " ‪ ،‬فننػػو ك ٌف ػر الصػػنابة الك ػراـ ى‬
‫ػالردة ‪ ، 1‬فعي ػػاذان ب ػػك الله ػػم م ػػش ى ػػذا ال ػػداء العض ػػاؿ ‪ ،‬كضػ ػراعة إلي ػػك م ػػش س ػػبيل ى ػػؤالء الطغ ػػاـ‬
‫بػ ٌ‬
‫ا‪ٞ‬تهاؿ!!‪.‬‬
‫ٌ‬
‫اللهم ارز نا حبك كحإ مش ٭تبك ‪ ،‬كحإ عمل يقربنا إىل حبك ‪ ،‬كال تك ٍلنا إىل أنفسنا رفػة عػُت‬
‫ا‪١‬تفخػم صػػلى اهلل عليػػو‬ ‫كال أ ػػل مػػش ذلػػك يػػا نعػػم اجمليػػإ ‪ ،‬كار‪ٛ‬تنػػا بوسػػيلة حبيبػػك األعظػػم كرسػولك ٌ‬
‫كعل ػ ػػى آل ػ ػػو كس ػ ػػلم‪ ،‬كاجعلن ػ ػػا م ػ ػػش ا‪١‬تتبع ػ ػػُت لس ػ ػػنتو الع ػ ػػاملُت بس ػ ػػننو ‪ ،‬كأكس ػ ػ ٍس ا‪ٟ‬ت ػ ػػا ٌُت م ػ ػػش ى ػ ػ ٍدره‬
‫بسفاسػػفهم‪ ،‬ا‪ٟ‬تػػابطُت أعمػػا‪٢‬تم بػػالغ ٌ مػػش مقامػػو الش ػري بوساكسػػهم ‪ ،‬فػػبل تيظهػػر –اللهػػم‪٢ -‬تػػم‬
‫ماىرة ‪ ،‬ككيٌبهم إف مل يرجعوا عش ذلك ُب الدنيا كا كرة ‪.‬‬

‫فاعدإ مش ىذا ا‪٢‬تراء السخي الذم ال يستني مش أف ينسبو إىل أئمة السل بل إىل األنبياء ‪ٚ‬تيعا !!!‬
‫ىذه بع نصوصو مش كتاب كاحد مش كتبو ‪ ،‬ك لو أردنا اإلستقراء العاـ ك اإلستقصاء التاـ الستوجإ ذلك ‪٣‬تلدات ك َتة ‪ ،‬فارجع‬
‫عماف) لتعرؼ ا‪ٟ‬تق كاضنا بكل موضوعية ك نزاىة الإ ا‪ٟ‬تق ‪ .‬ك‬ ‫إىل "الكاش الصغَت" للشي سعيد فودة (نشر دار اإلماـ الرازم‪ٌ -‬‬
‫ا‪ٟ‬تمد هلل الذم عافانا ك عصمنا ك جعلنا على عقيدة السواد األعظم مش األئمة‪ ،‬عقيدة النش صلى اهلل عليو ك سلم ك أصنابو‬
‫مصابيح الظبلـ ك مفاتيح األناـ رضي اهلل عنهم ‪.‬‬

‫ٖتققت أف بوض انصحاب ان ذي غزوا انروـ عس‬


‫ى‬ ‫‪ - 1‬انظر "كش الشبهات" البش عبد الوىاب حيث يقوؿ (ص‪..( :)17/‬فنذا‬
‫انرسوؿ ‪ -‬صبى اهلل بيه وسبم ‪ -‬كظروا بيبع كبم قانوها على كجو ا‪١‬تزح كاللعإ‪ ،‬تبُت لك أف الذم يتكلم بالكفر أك يعمل بو‬
‫مش أف الذيش اؿ اهلل تعاىل عنهم ُب‬
‫كوفا مش نقن ماؿ أك جاه أك مداراة ألحد أعظم ‪٦‬تش يتكلم بكلمة ٯتزح هبا)اىػ‪ .‬فهذا ا‪ٞ‬تاىل ٌ‬
‫أصغر الإ علم يعلم أف‬‫مش أهنم مش الصنابة ك د ارت ٌدكا بكبلمهم ىذا !! ك ي‬
‫سورة التوبة‪{:‬ال تعتذركا د كفرًب بعد إٯتانكم} ‪ٌ ،‬‬
‫ا‪١‬تقصوديش مش ا ية ىم بوض انمنافقيي ال بوض انصحاب ‪ ،‬ك ٌ‬
‫ا‪١‬تفسركف ‪٣‬تمعوف على ذلك ‪ .‬ك مع كل ىذا ا‪ٞ‬تهل ك الضبلؿ فنف‬
‫أتباعو ال يستنييوف مش تلقيبو بػ"شي اإلسبلـ" ك "‪٣‬ت ٌدد القرف" !!! فبل حوؿ كال وة إال باهلل !! ك صدؽ رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو ك‬
‫ذقبض انوبم بقبض انوبماء‪،‬‬
‫سلم إذ يقوؿ ُب حديث البخارم ‪ ( :‬إف اهلل ال ذنزع انوبم انتزا ا ذنتز ُه عي صلور انوبماء‪ ،‬و ن ي ُ‬
‫فأفتوا بغير بم فالبّوا و أضبّوا )‪.‬‬
‫انناس رؤوسا ُج ّهاال فاستُظتوا ْ‬
‫ُ‬ ‫فإذا نم ذبُب انما اتف‬
‫ك صلى اهلل ك سلم على سيدنا ‪٤‬تمد ك آلو ك أصنابو ك التابعُت‪.‬‬
‫‪- 034 -‬‬
‫ف يقط ػػع داب ػ يػر الق ػػوـ ال ػػذيش ملم ػ ػوا ‪ ،‬كا‪ٟ‬تم ػػد هلل رب الع ػػا‪١‬تُت ‪ ،‬كص ػػلى اهلل عل ػػى س ػػيدنا ‪٤‬تم ػػد‬
‫الصادؽ الوعد األمُت ‪ ،‬كعلى آلو كصنبو الغر ا‪١‬تيامُت ‪ ،‬كاكتم لنا ْتسش ا‪٠‬تتػاـ ‪ ،‬آمػُت آمػُت آمػُت‬
‫‪..‬‬

‫تن بحوذ هللا‬

You might also like