You are on page 1of 461

‫ان فِي العم ِل بِالح ِد ِ‬

‫يث َوالقُ ْر ِ‬
‫آن»‬ ‫ََ َ‬ ‫«إِيقَاظُ َ‬
‫الو ْسنَ ِ‬
‫للشيخ محمّد بن علي السنوسي(ت‪1221 :‬ه)‬
‫‪ -‬دراسةً وتحقيق اً ‪-‬‬
‫رسالة مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه يف العلوـ اإلسالمية‬
‫زبصص‪ :‬الفقو كأصولو‬
‫إشراؼ‪:‬‬ ‫إعداد الطالب‪:‬‬
‫أ‪.‬د‪٥ /‬تتار ‪ٛ‬تحامي‬ ‫عابد بن سآب‬

‫ا‪ٞ‬تامعة‬ ‫الصفة‬ ‫الدرجة العلمية‬ ‫األعضاء‬

‫جامعة كىراف ‪0‬‬ ‫رئ ػػيسان‬ ‫أستاذ التعليم العإب‬ ‫أ‪.‬د‪ .‬يوسي ا‪٢‬توارم‬

‫جامعة كىراف ‪0‬‬ ‫مقرران‬


‫مشرفان ك ٌ‬ ‫أستاذ التعليم العإب‬ ‫أ‪.‬د‪ٛ .‬تحامي ‪٥‬تتار‬

‫جامعة كىراف ‪0‬‬ ‫مناقشان‬ ‫أستاذ ‪٤‬تاضر أ‬ ‫د‪ .‬بساـ علي‬

‫ا‪١‬تركز ا‪ٞ‬تامعي النعامة‬ ‫مناقشان‬ ‫أستاذ التعليم العإب‬ ‫أ‪.‬د‪.‬خلواٌب صحركام‬

‫جامعة تلمساف‬ ‫مناقشان‬ ‫أستاذ ‪٤‬تاضر أ‬ ‫د‪.‬بلخَت عثماف‬

‫جامعة معسكر‬ ‫مناقشان‬ ‫أستاذ ‪٤‬تاضر أ‬ ‫د‪ .‬موسى رصاع‬

‫السنةا‪ٞ‬تامعية‪0331:‬ق‪0330-‬ق‪1107/‬ـ‪1108-‬ـ‬
‫‪020202‬م‬
‫أىدم ىذه الثمرة إلػى‪:‬‬

‫من قرف هللا تعأب طاعتهما بعبادتو‪ ،‬كأمر ابإلحساف إليهما كخفض ا‪ٞ‬تناح ‪٢‬تما‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫إٔب ذى ىك ٍم القدر األسٌت‪ ،‬كالفضائل اليت ال ي٘تٌت؛ كالدم خمتار بن سامل –رمحو‬
‫هللا‪ ،-‬ككالديت ‪-‬أطاؿ هللا عمرىا يف اخلَت‪-‬؛ استمطاران لرضا‪٫‬تا‪ ،‬كخفضان ‪ٞ‬تناح‬
‫الذؿ بُت يديهما‪.‬‬
‫ٌ‬
‫الشماء أستاذم الكر‪ٙ‬ب الدكتور خمتار‬
‫األبيٌة ٌ‬ ‫الكر‪ٙ‬ب ذم األايدم البيضاء‪ ،‬كالنٌف‬ ‫‪‬‬
‫مححامي؛ عرفاانن بفضلو‪ ،‬كتعظيمان لعطائو كرفده‪.‬‬
‫املريب العارؼ ابهلل سيدم‬
‫السعيد ابلنٌظرة النٌبوية الشيخ ٌ‬
‫صاحب الركضة البهيٌة‪ ،‬ك ٌ‬ ‫‪‬‬

‫الصويف ق ٌدس هللا ٌ‬


‫سره‪.‬‬ ‫دمحم ٌ‬
‫كالنٌفي ‪ ،‬كأانركا ٕب ال ٌدرب‬ ‫‪ٚ‬تيع أساتذٌب الذين ربٌو٘ب كعلٌمو٘ب‪ ،‬كبذلوا النٌف‬ ‫‪‬‬
‫لطلب العلوـ الشريفة‪.‬‬
‫ٖتملت األتعاب‪ ،‬كجادت‬
‫اليت سهرت ككقفت ّتاب ي ُب إ‪٧‬تاز ىذا العمل‪ ،‬ك ٌ‬ ‫‪‬‬
‫بوقتها ٕب زكجيت ٌأـ آسيا‪.‬‬
‫‪‬‬

‫أ‬
‫شك ر وعرف ان‬

‫قاؿ رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص‪ (( :‬من ا َّ َ ٍش يُ ًر الن َّاس اى َ ٍش يُ ًر ً‬
‫هللا ))‬ ‫ى ى‬ ‫ى‬ ‫ى‬
‫السنن)‬
‫(ركاه الًتمذم يف ٌ‬

‫لكل من‬ ‫ً‬


‫كل الشكر ٌ‬ ‫من ٘تاـ النٌعمة كدكامها‪ ،‬شكر أصحاهبا كذكيها؛ فالشكر ٌ‬
‫ككٕب بعميت‬
‫ا‪ٞ‬تم؛ بدءان من شيخي ٌ‬
‫الثر‪ ،‬كأانلٍت من فيض خلقو ٌ‬
‫علي من معُت علمو ٌ‬‫أفاض ٌ‬
‫صاحب الفضيلة الشيخ عبد ا‪١‬تالك بن يوسف‪ ،‬كأق ٌدـ عظيم الشكر كالتقدير كالعرفاف‬
‫لؤلستاذ الدكتور‪٥ :‬تتار ‪ٛ‬تحامي ا‪١‬تشرؼ على ىذه الدراسة كالتحقيق‪.‬‬

‫أتوجو ٓتالص الشكر كالعرفاف للشيخ ا‪ٞ‬تيبلٕب ا‪١‬تغوفل الذم ق ٌدـ ٕب بسخةن اثبيةن‬‫كما ٌ‬
‫ا‪١‬تدكانت اليت ‪٢‬تا صلة يكثقى اب‪١‬توضوع‪ ،‬كالشيخ علي شيخي‬ ‫من ىذا ا‪١‬تخطوط‪ ،‬مع بعض ٌ‬
‫الذم بذؿ ٕب الكثَت من النٌصح كالتوجيو كاإلرشاد‪ ،‬فجزاىم هللا خَت ا‪ٞ‬تزاء‪.‬‬
‫كال أبسى أف أتق ٌدـ ابلشكر لئلخوة الدكاترة كاألساتيذ‪ :‬د‪ /‬الصادؽ غريش ‪ ،‬أ‪ /‬سفياف‬
‫بنايش‪ ،‬أ‪ /‬دمحم بن ا‪ٟ‬تاج جلوؿ‪ ،‬أ‪ /‬عبد الكر‪ٙ‬ب بوكفوسة‪ ،‬أ‪ /‬عبد القادر موؿ السويقة‪ ،‬سائبلن‬
‫كيصب عليهم من شآبيب الر‪ٛ‬تة كالرضاء‪ ،‬كأف يبارؾ‬
‫ٌ‬ ‫العلي أف ‪٬‬تزؿ ‪٢‬تم العطاء‪،‬‬
‫ا‪١‬تؤب العظيم ٌ‬
‫ُب علمهم كعمرىم كأىليهم‪ .‬ءامػُت‪.‬‬
‫‪‬‬

‫ب‬
   

‫ﭽ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾﯿ ﰀ ﰁ ﰂ‬
‫ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﰊ ﰋ ﰌ ﰍﰎ‬

.]59 :‫ﰏ ﰐ ﰑ ﰒﰓ ﭼ [ النساء‬



‫ت‬
‫مقدمة‬

‫ا‪ٟ‬تمد هلل الذم أبزؿ الفرقاف على عبده ليكوف للعا‪١‬تُت بشَتان بذيران‪ ،‬فأذعنت لو العقوؿ‬
‫خص بعض عباده‬‫أتمبلن كتدبٌران كتفكَتان‪ ،‬كأشهد أف ال إلو إالٌ هللا كحده ال شريك لو ٌ‬
‫كاأل‪ٝ‬تاع ٌ‬
‫ٔتزيد الطَّوًؿ كاإلبعاـ‪ ،‬كد ٌ‪٢‬تم على طريق إدراؾ ً‬
‫االستنباط لقواعد األحكاـ؛ ‪١‬تعرفة ا‪ٟ‬تبلؿ من‬ ‫ٍ‬
‫‪٤‬تمدان عبده كرسولو‪ ،‬صادؽ الوعد األمُت‪ ،‬صلى هللا عليو كعلى آلو‬
‫ا‪ٟ‬تراـ‪ ،‬كأشهد أ ٌف سيٌدان ٌ‬
‫السادة ا‪١‬توقعُت عن‬
‫كترسم خطاىم من األعبلـ ٌ‬
‫كل من اقتفى آاثرىم ٌ‬
‫الغر ا‪١‬تيامُت‪ ،‬ك ٌ‬
‫كصحبو ٌ‬
‫رب العا‪١‬تُت‪ ،‬مهنع هللا يضر أ‪ٚ‬تعُت‪.‬‬
‫ٌ‬
‫ٌأما بعد‪:‬‬
‫كل‬
‫األمة اإلسبلمية‪ ،‬كىيٌأ ‪٢‬تا ُب ٌ‬
‫البارم سبحابو كتعأب أكرـ ٌ‬
‫ى‬ ‫شك فيو أ ٌف‬‫مما ال ٌ‬ ‫ف ٌ‬
‫عص ور كمص ور علماء مصلحُت طواؿ مراحل التاريخ اإلسبلمي‪ ،‬رفعوا راية ٌ‬
‫ا‪ٟ‬تق‪ ،‬كبلٌغوا‬
‫خاصةن‬
‫الشريعة‪ ،‬كج ٌددكف معآب ال ٌدين‪ ،‬كأصلحوا الفرد كاجملتمع؛ سياسيان كاجتماعيان كثقافيان‪ٌ ،‬‬
‫ٌ‬
‫الصراعات اليت عصفت‬ ‫ُب أكاخر القرف الثامن عشر ا‪١‬تيبلدم‪ ،‬حيث ىكثيرت فيو األدكاء ك ٌ‬
‫ابألمة؛ كالتقليد كالتعصب‪ ،...‬كقوبل العآب اإلسبلمي آبذاؾ بتح ٌود من الغرب العسكرم‬ ‫ٌ‬
‫الصبلح كاإلصبلح ُب بلداف ‪٥‬تتلفة من‬ ‫و‬
‫كا‪ٟ‬تضارم‪ ،‬األمر الذم ٌأدل إٔب ظهور عدد من أىل ٌ‬
‫األمة اإلسبلمية‪ ،‬فنبذكا التقليد كحثوا على‬
‫مهم ُب تنوير حياة ٌ‬ ‫و و‬
‫العآب اإلسبلمي‪ ،‬فقاموا بدكر ٌ‬
‫الوحي ا‪١‬تتلو كغَت ا‪١‬تتلو‪ ،‬كدعوا إٔب إحياء ركح ا‪ٞ‬تهاد‬
‫ي‬ ‫التبصر ُب ما جاء بو‬
‫إعماؿ العقل ك ٌ‬
‫كاالجتهاد ُب النٌفوس‪.‬‬
‫السنوسي‬
‫‪١‬تؤسسها دمحم بن علي ٌ‬‫السنوسيةي ٌ‬
‫أىم ىذه ا‪ٟ‬تركات اإلصبلحية ا‪ٟ‬تركةي ٌ‬
‫كمن ٌ‬
‫ا‪٠‬تطٌايب ا‪ٞ‬تغبويب اإلدريسي ا‪ٟ‬تسٍت (ت‪0165 :‬ق) –ر‪ٛ‬تو هللا تعأب‪ ،-‬الشهَت اببن‬
‫السنوسي‪ ،‬رائ هد من ركاد مدرسة اإلصبلح ُب الشماؿ اإلفريقي؛ بفكره كدعوتو كتصابيفو اليت‬
‫أىم‬
‫بعد؛ كمن ٌ‬
‫اختصاران‪ ،‬شرحان كتعليقان‪ ،‬إالٌ أ ٌف أغلبها ٓب ىير النٌور ي‬
‫عمت اآلفاؽ‪ ،‬بى ٍسطان ك ى‬
‫ٌ‬

‫ث‬
‫ا‪١‬تسماة ب ػ ػ ػ‬
‫السمع‪ ،‬كاصطحب فيو الرأم كالشرع‪ ،‬د ٌرتو ا‪١‬تنيفة ٌ‬ ‫تصابيفو اليت ازدكج فيو العقل ك ٌ‬
‫ً ً‬
‫َث كال يقر ً‬ ‫ً‬ ‫"إًَ ىقا ي‬
‫آف"‪.‬‬ ‫الع ىم ًل ًابلىد ى ٍ‬
‫الو ٍسنىاف ًيف ى‬
‫ظ ى‬
‫مثل ىذا الًتاث إحياءه لكتب قلٌت ُب القرف الثالث عشر من ا‪٢‬تجرة على‬ ‫إ ٌف إحياءى ً‬
‫مهم ُب أصوؿ الفقو أىالى‬ ‫و و‬
‫ٔتوضوع ٌ‬ ‫السنوسي‪ ،‬كحفظان ‪١‬تا ابدرس منها ‪٦‬تٌا لو عبلقةه‬
‫أقراف ابن ٌ‬
‫ىتماـ بو ٖتقيقان كدراسةن مطلبان بفيسان‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫كىو التقليد كاالجتهاد‪ ،‬كهبذا االعتبار كاف اال ي‬
‫اإلشُالية‪:‬‬
‫تتح ٌد يد إشكالية الرسالة ُب ما أيٌب‪:‬‬
‫ٌأكان‪ :‬اإلشُالية الرئيسة‪ :‬كىي ا‪١‬تتعلٌقة ابلقسم التحقيقي‪ ،‬كا‪١‬تتمثٌلةي أساسان ُب‪:‬‬
‫كتاب "إَقاظ الوسناف يف العمل ابلدَث كالقرآف" كما أراد مؤلٌفو‬‫ىل ٯتكن إخراج ً‬
‫ي‬
‫يستٌت لنا معرفة خلفيات‬
‫أك قريبان من ىذا ا‪١‬تقصد بعد ا‪١‬تقابلة بُت النسخ ا‪١‬توجودة؟ كمن ىٍبَّ ٌ‬
‫ابن السنوسي األصولية كالفقهية كالسلوكية‪.‬‬
‫اثنيان‪ :‬اإلشُالية الفرعية‪ :‬اليت ‪٢‬تا صلةه كثقى ابلقسم الدراسي‪ ،‬كمن بُت تلك‬
‫اإلشكاالت الفرعية‪:‬‬
‫السنوسي سياسيان كاجتماعيان كثقافيان ؟ ككيف أثٌرت ىذه ا‪ٞ‬توابب ُب‬
‫مب ٘تيٌز عصر ابن ٌ‬
‫أم ح ٌود استطاع أف يؤثٌر ٔتنهجو الذم ابتخبو ُب اجملتمع الذم عاصره ح ٌكامان‬
‫حياتو ؟ كإٔب ٌ‬
‫ك‪٤‬تكومُت؟ كىل ابن السنوسي يع ٌد امتدادان ‪ٟ‬تركة دمحم بن عبد الوىاب أـ أ ٌف ىناؾ أكجو‬
‫االجتهاد ؟ كىل خرج بكتابو ىذا‬ ‫تشابو كاختبلؼ بينهما ؟ كما ىي كجهة بظره ُب حقيقة ً‬
‫عن أصوؿ ا‪١‬تالكية أـ ال ؟‪.‬‬

‫ج‬
‫أسباب اختيار املوضوع‪:‬‬
‫إ ٌف حضارتنا اإلسبلمية ي‪٦‬تثىػلٌةن ُب تراثها العلمي الذم تركو علماء األمة ‪ٞ‬تدير ً‬
‫ابالحًتاـ‬ ‫ٌ‬
‫كالتقدير‪ ،‬كالكشف عنو يساىم ُب إرساء قواعد النٌهضة كالتق ٌدـ‪ ،‬لذا كجب على األجياؿ‬
‫كتعتٍت بو‪.‬‬
‫ى‬ ‫القادمة أف تقوـ هبذا الًتاث‬
‫و و‬
‫مهم ُب توجيو‬
‫ككلية العلوـ اإلبسابية كالعلوـ اإلسبلمية ّتامعة كىراف ‪ -1-‬يقوـ بدكر ٌ‬
‫الباحثُت كطلبة العلم ‪٨‬تو ٖتقيق ىذا الًتاث‪ ،‬على غرار ا‪ٞ‬تامعات األخرل ُب العآب‬
‫اإلسبلمي‪.‬‬
‫كجل للمشاركة ُب ىذه ا‪ٟ‬تركة العلمية‪ ،‬فبدأت ُب البحث كطرؽ‬
‫عز ٌ‬‫ىذا كقد كفقٍت هللا ٌ‬
‫كجهٍت هللا سبحابو كتعأب إٔب التحقيق فوجدت‬
‫أبواب ا‪١‬تخطوطات ككذا ا‪١‬توضوعات‪ ،‬حىت ٌ‬
‫لذلك أسباابن ع ٌدة منها‪:‬‬
‫هت عنايةي بعض الباحثُت كالعلماء إٔب ٖتقيق الًتاث الديٍت كالثقاُب الدفُت‬
‫توج ٍ‬
‫‪َّ -‬‬
‫الذم ىكًرثيوه عن أسبلفهم األماجد‪ ،‬الذين ‪-‬كما ال ٮتفى علينا‪ -‬بذلوا من ا‪ٞ‬تهود كعابوا‬
‫ا‪١‬تدكانت‪ ،‬إالٌ أ ٌف معظم ىذه الكنوز العلمية ال يزاؿ حبي‬
‫ا‪١‬تشاؽ ُب خدمة العلم كتصنيف ٌ‬
‫ٌ‬
‫فحرم ابلطلبة كالباحثُت أبناء كأحفاد ىؤالء األعبلـ أف ييز٭توا‬
‫ٌّ‬ ‫ا‪٠‬تاصة‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫ا‪١‬تكتبات كالرفوؼ‬
‫االبتفاع هبا‪ ،‬فإحياء الًتاث كإحياء األرض‬ ‫عنها غبار النٌسياف؛ لتخرج إٔب الوجود قصد ً‬
‫ا‪١‬توات‪.‬‬
‫عامةن كعلماء ا‪ٞ‬تزائر‬
‫‪ -‬حرصي البالغ على إبراز جهود علماء ا‪١‬تغرب اإلسبلمي ٌ‬
‫خاصةن‪ ،‬قصد إظهار الدكر الكبَت الذم قاـ بو ىؤالء الرجاؿ ُب إرساء الثقافة اإلسبلمية ُب‬
‫ٌ‬
‫ربوع ىذا العآب اإلسبلمي‪.‬‬
‫علمية كبَتةو ٓب تلق اىتمامان يليق هبا‪ ،‬كىي شخصية‬
‫شخصية و‬
‫و‬ ‫‪ -‬رغبيت ُب التعرؼ على‬
‫دمحم بن علي السنوسي‪ ،‬كإظهار ع ٌدة جوابب من حياتو اليت أغفلت أك تغوفل عنها‪.‬‬

‫ح‬
‫الضوء عن بعض صفحات ا‪ٟ‬تركة السنوسية اجملهولة؛ فلم تكن‬ ‫‪ -‬رفع اللٌثاـ كتسليط ٌ‬
‫حركةن صوفيةن فحسب‪ ،‬بل تعترب حركةن إصبلحيةن علميةن جهاديةن‪.‬‬
‫لغوم‬
‫شىت‪ ،‬فهو فقيوه كأصوٕبٌّ ك ٌّ‬
‫‪ٍ -‬بٌ إ ٌف دمحم بن علي السنوسي قد شارؾ ُب علوـ ٌ‬
‫كقوة الفهم كغَت ذلك من‬ ‫كمصلح ك‪٣‬تاى هد ابلقلم‪ ،‬ابإلضافة إٔب الثٌقة كا‪ٟ‬تظوة كالعقل ٌ‬
‫ه‬
‫األكصاؼ اليت تشهد لو اب‪١‬تكابة اليت ان‪٢‬تا؛ األمر الذم ‪٬‬تعل ً‬
‫االستفادة منو أكثر‪.‬‬
‫خاصةن إٔب مثل ىذا الًتاث ا‪١‬تفيد‪.‬‬
‫عامةن كا‪١‬تكتبة ا‪ٞ‬تزائرية ٌ‬
‫‪ -‬حاجة ا‪١‬تكتبة اإلسبلمية ٌ‬
‫األمة اإلسبلمية‪ ،‬كىذا ما‬
‫‪ -‬يعترب التحقيق بوعان من أبواع التواصل الثقاُب بُت أجياؿ ٌ‬
‫أحسست بو كأان بصدد ىذا التحقيق‪ ،‬فقد كجدت بفسي طالبان بُت يدم ىذا العآب من‬
‫األمة اإلسبلمية أتل ٌقى عليو‪.‬‬
‫أعبلـ ٌ‬
‫أذنٌية املوضوع‪:‬‬
‫تظهر أ‪٫‬تٌية كتاب "إَقاظ الوسناف يف العمل ابلدَث كالقرآف" من خبلؿ اعتبارين‬
‫اثنُت‪:‬‬
‫ً‬
‫‪ٌ -‬أكان‪ :‬املؤلٌف‪ :‬إ ٌف دمحم بن علي السنوسي قد ٌ‬
‫احتل مكابةن مرموقةن عند الفضبلء؛ فقد‬
‫‪١‬تع ا‪ٝ‬تيو ُب اتريخ ا‪ٞ‬تزائر ا‪ٟ‬تديث‪ ،‬كاتريخ ا‪١‬تغرب العريب‪ ،‬بل كُب اتريخ العآب‬
‫عامةن؛ فقد ارتبطت حركتو ْتركات البعث ُب حقل العلم كالعمل‪،‬‬ ‫اإلسبلمي ٌ‬
‫كاإلصبلح السياسي ك ً‬
‫االجتماعي كالثقاُب‪.‬‬
‫‪ -‬اثنيان‪ :‬املؤل َّف‪ :‬تظهر منزلة كتاب "إَقاظ الوسناف يف العمل ابلدَث كالقرآف" من‬
‫خبلؿ ما أيٌب‪:‬‬
‫ال ٌدعوة إٔب فتح ابب ً‬
‫االجتهاد لؤلى ٍك ىفاء‪.‬‬ ‫‪-0‬‬
‫الرجاؿ اليت ال دليل عليها‪.‬‬ ‫التعصب ألقواؿ ٌ‬
‫ذـ التقليد ك ٌ‬ ‫‪-1‬‬
‫ضركرة ً‬
‫االمتزاج بُت علم التزكية كالعلم الشرعي‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫السلوؾ‪.‬‬
‫بياف ‪٣‬تموعة من القواعد اليت يرتكن عليها علم ٌ‬ ‫‪-3‬‬

‫خ‬
‫دؿ على قيمتو العلمية؛ من ذلك‪ :‬كتاب‬
‫ابإلضافة إٔب إحالة بعض الفضبلء عليو‪ ،‬كىذا ما ي ٌ‬
‫‪٤‬تمد بن أيب مدين‪.1‬‬
‫السنٌة" للمح ٌدث ٌ‬
‫"الصوارـ كاألسنٌة يف ال ٌذب عن ٌ‬
‫األىداؼ‪:‬‬
‫غايتنا من دراسة كٖتقيق ‪٥‬تطوط "إَقاظ الوسناف" تكمن ُب‪:‬‬
‫‪ -‬معرفة ا‪١‬تنهج كا‪٠‬تلفية األصولية كالفقهية للمؤلًٌف‪ ،‬كالوقوؼ على أدكاتو اليت اتٌبعها‬
‫ُب ً‬
‫االستنباط‪.‬‬
‫‪ -‬إدراؾ كجهة بظر ابن السنوسي كآرائو االجتهادية‪.‬‬
‫شرؼ الغاية مع و‬
‫ٕتديد ُب‬ ‫‪ -‬إظهار الصورة ا‪ٟ‬تقيقة للحركة السنوسية اليت ‪ٚ‬تعت بُت ً‬
‫الوسيلة ً‬
‫كببل ا‪١‬تقصد‪.‬‬
‫‪ -‬التعريف ابلطريقة السنوسية‪ ،‬كذلك من خبلؿ بياف منهجها ُب التصوؼ القائم على‬
‫العلم كالعمل‪.‬‬
‫خاصةن ُب خدمة الفقو‬
‫عامةن كعلماء ا‪ٞ‬تزائر ٌ‬
‫‪ -‬إظهار جهود علماء ا‪١‬تغرب العريب ٌ‬
‫ا‪١‬تذى ي كإثرائو‪.‬‬
‫‪ -‬إخراج الكتاب ُب حلٌ وة جيٌدةو‪ٕ ،‬تمع بُت طريقة تصنيف ا‪١‬تؤلٌف لكتابو‪ ،‬كا‪١‬تنهج‬
‫فن ٖتقيق ا‪١‬تخطوطات؛ لتسهل القراءة كاالستفادة منو‪.‬‬
‫ا‪١‬تعاصر ا‪١‬تعركؼ ُب ٌ‬
‫‪ -‬إف الوقوؼ على مثل ىذه ا‪١‬تصادر يساعدان على ً‬
‫رصد صورةو ك و‬
‫اضحة ‪ٟ‬تقيقة اجملتمع‬
‫الذم كاف ُب عصر ا‪١‬تؤلًٌف مع رسم األبعاد ا‪ٟ‬تضارية كالثقافية لو‪.‬‬

‫السنٌة‪( ،‬د ت ط)‪ ،‬مط‪ :‬دار الكتب العلمية‪،‬‬


‫ب عن ٌ‬
‫لصوارـ كاألسنٌة يف ال ٌذ ٌ‬
‫‪٤‬تمد بن أيب مدين‪ ،‬ا ٌ‬
‫‪ - 1‬ينظر‪ٌ :‬‬
‫بَتكت‪ ،‬لبناف‪ ،‬ص‪.182 :‬‬

‫د‬
‫ال ٌد راسات السابقة‪:‬‬
‫إ ٌف الكتب كالدراسات حوؿ ا‪ٟ‬تركة السنوسية ُب ا‪ٞ‬تملة قليلةه بًسبيان‪ ،‬كإ ٌف بعضها قد‬
‫أيلٌف ُب النٌصف الثا٘ب من القرف التاسع عشر؛ كتلك اليت كتبها ٌ‬
‫الرحالة األكركبيوف الذين زاركا‬
‫كتب لوم رين كدك فرييو الفربسيُت‪ ،‬ككاف حديثيهم منصبٌان‬ ‫كغَته‪ ،‬كأشهرىا ي‬
‫الشماؿ اإلفريقي ى‬
‫ابتداءن حوؿ أغراض الدكؿ األكركبية التوسعية‪ ،‬ابإلضافة إٔب ما كتبو بعض العلماء الذين‬
‫اىتموا ابلرحبلت؛ كػ ػ "رحلة الشائشي التونسي"‪ ،‬ك ٌ‬
‫البحاثة ا‪١‬تؤرخ لوثركب ستوٌدارد‬ ‫ٌ‬
‫األمريكي ُب كتابو "حاضر العامل اإلسالمي"‪ ،‬إٔب أف بدأت الكتاابت تتوأب كالدراسات تًتا‬
‫ٔتؤسسها؛ كالرسالة اليت ق ٌدمها فؤاد شكرم‬
‫حوؿ إبراز حقيقة اتريخ ىذه ا‪ٟ‬تركة كما يتعلٌق ٌ‬
‫بعنواف "السنوسية دَن كدكلة"‪ ،‬ككتاب بقوال زايده بعنواف "حماضرات يف اترَخ ليبيا من‬
‫ااستعمار اإلَطايل إىل ااستقالؿ"‪.‬‬
‫كتاب ٖت ٌدث عن بشأت ا‪ٟ‬تركة‬ ‫أما ُب بداية القرف الواحد العشرين للميبلد فأىم و‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫السنوسية كمبادئها كمقاصدىا ىو "اترَخ الركة السنوسية يف إفرَقيا" ل ػ ػ علي دمحم ٌ‬
‫الصبليب‪،‬‬
‫مؤس ا‪ٟ‬تركة؛ كتحديد بعض التواريخ ا‪١‬تتعلٌقة‬
‫إالٌ أبٌو قد أغفل بعض ا‪ٞ‬توابب ا‪١‬تتعلٌقة ْتياة ٌ‬
‫حصلو من أسابيد‪...‬؛ كذلك لعدـ اعتماده‬ ‫ْتياتو‪ ،‬كما يتعلٌق ببعض شيوخو كتبلميذه‪ ،‬كما ٌ‬
‫السافرة يف عوايل األسانيد الفاخرة (خمطوط)"‬
‫ا‪١‬تهمة؛ ككتاب "البدكر ٌ‬
‫على بعض ا‪١‬تصادر ٌ‬
‫الذم اختصر فيو مؤلٌيفو كتاب "الشموس الشارقة فيما لنا من أسانيد املغاربة كاملشارقة‬
‫اجع إٔب ٌأّنما ال يزاالف ‪٥‬تطوطُت‪ ،‬كقد كفقٍت هللا تعأب للحصوؿ‬
‫(‪٥‬تطوط)"؛ كرٔتا ذلك ر ه‬
‫األكؿ‪.‬‬
‫على ٌ‬
‫ٌأما ابلنسبة للرسائل األكادمية فأ‪٫‬تٌها رسالةي ماجستَت ُب التاريخ ا‪١‬تعاصر (أكركاب ‪-‬‬
‫ا‪١‬تغرب) موسومة ب ػ ػ ػ "البعد اجلهادم املغاريب للطرَقة السنوسية (‪1842‬ـ‪1931-‬ـ)"‬
‫للطالب سعود دحدم‪ ،‬بوقشت سنة‪2019( :‬ـ‪2010-‬ـ) ّتامعة ابن يوسف بن خ ٌدة ‪-‬‬
‫ا‪ٞ‬تزائر‪ ،-‬قسم التاريخ‪ .‬كقد رٌكز الباحث فيها على ا‪ٞ‬تابب السياسي للحركة السنوسية ُب‬

‫ذ‬
‫التاريخ ا‪١‬تذكور‪ ،‬بينما جاءت ال ٌدراسة اليت ‪٨‬تن بصددىا لتشَت لفًتة ا‪ٟ‬تكم العثما٘ب مع بياف‬
‫ا‪١‬تهمة اليت ٓب يرجع إليها‬
‫تنوع ا‪١‬تصادر كا‪١‬تراجع ٌ‬‫موقف ابن السنوسي منو‪ ،‬ابإلضافة إٔب ٌ‬
‫الباحث‪.‬‬
‫ابب من سَتة دمحم بن علي السنوسي منها على‬
‫كما أ ٌف ىناؾ ع ٌدة مقاالت عا‪ٞ‬تت جو ى‬
‫مقاؿ بعنواف "الركة السنوسية كامتدادىا عرب الصحراء الُربل ‪-‬دراسة‬
‫سبيل التمثيل‪ :‬ه‬
‫اترخيية‪ "-‬وٌ‬
‫لكل من األستاذين‪ :‬صاّب بوسليم كميلود ميسوـ‪ ،‬كذلك ضمن ‪٣‬تلٌة "الواحات‬
‫أىم‬
‫للبحوث كالدراسات" العدد ‪ .)2011( 15‬جامعة غرداية‪ .‬كقد تتبٌع فيها الباحثاف ٌ‬
‫األكؿ من القرف العشرين‪.‬‬
‫األعماؿ اليت قامت هبا ا‪ٟ‬تركة منذ أتسيسها إٔب غاية الثلث ٌ‬
‫السنوسي‬
‫الج ‪-‬زكااي ٌ‬
‫السنوسية كدكرىا يف طرَق ٌ‬
‫كمقاؿ آخر بعنواف‪":‬زكااي الركة ٌ‬
‫ه‬
‫دمحم بن علي دنوذجان‪ "-‬لؤلستاذ األخضر شريط‪ ،‬كىو ه‬
‫مقاؿ بشر ضمن "أعماؿ مؤ٘تر طرؽ‬
‫ا‪ٟ‬تج ُب إفريقيا – ا‪٠‬ترطوـ – السوداف"‪ 29-28 ،‬بوفمرب ‪2016‬ـ‪ٌ .‬بُت فيو صاحبيو ال ٌدكر‬
‫ٌ‬
‫ا‪ٟ‬تج‪.‬‬
‫العلمي كالثقاُب الذم قامت بو الزكااي السنوسية عرب طرؽ ٌ‬
‫ٌأما فيما يتعلٌق بتحقيق ا‪١‬تخطوط "إَقاظ الوسناف" الذم بُت أيدينا فلم أجد ُب حدكد‬
‫مؤخران‬
‫علمي من ح ٌققو ٖتقيقان علميان مع ال ٌدراسة‪ ،‬إالٌ ما أشرؼ عليو الدكتور ‪٧‬تيب بن خَتة ٌ‬
‫السنوسي ُب سلسلة بعنواف "اجملموعة املختارة من أعماؿ‬
‫من إعادة طبع بعض كتب ابن ٌ‬
‫كضمنها "إَقاظ الوسناف"‪ ،‬ك‪٢‬تذا ا‪ٞ‬تهد ا‪١‬تبذكؿ بعض‬
‫اإلماـ دمحم بن علي السنوسي"‪ٌ ،‬‬
‫ا‪١‬تبلحظات‪:‬‬
‫السقطات‬ ‫و‬ ‫و‬
‫أم بسخة ‪٥‬تطوطة ُب معا‪ٞ‬تة ا‪١‬تنت؛ لذا كجدان بعض ٌ‬ ‫‪ٓ -‬ب يعتمد على ٌ‬
‫ص كما أراد مؤلٌيفو‪ ،‬أك قريبان منو‪.‬‬
‫كبعض التصحيفات عليو‪ ،‬كمن ٍبٌ ٓب يٮترج النٌ ٌ‬
‫‪ -‬ابعداـ ا‪٢‬توامش البلٌزمة ُب التحقيق؛ كتخريج األحاديث النبوية‪ ،‬أك شرح بعض‬
‫ا‪١‬تصطلحات أك التعليق على األفكار‪ ،‬أك تر‪ٚ‬تة لؤلعبلـ‪...‬‬

‫ر‬
‫‪ٓ -‬ب يراع الباحث عبلمات التنصيص‪ ،‬كاستعماؿ الفواصل؛ أل ٌف إ‪٫‬تا‪٢‬تا قد يوقع ُب‬
‫اللٌب ‪.‬‬
‫كما أبٌو قد كجدت رسالة ماجستَت موسومة بػ ػػ‪":‬ا‪١‬تستدرؾ على الشيخ السنوسي ُب‬
‫كتابو‪ :‬بغية ا‪١‬تقاصد ُب خبلصة ا‪١‬تراصد" من إعداد الباحث يوسي ا‪٢‬توارم‪ ،‬إبشراؼ‪ :‬د‪.‬‬
‫بوزيد الدين‪ ،‬كٔتساعدة د‪ .‬لشهب أبو بكر‪ٔ .‬تعهد العلوـ اإلبسابية كالعلوـ اإلسبلمية‬
‫‪-‬كىراف‪ -‬سنة‪0885( :‬ـ‪0886/‬ـ)‪.‬‬

‫تناكؿ الباحث ُب ىذه الرسالة جاببان ‪٥‬تتصران من سَتة الشيخ دمحم بن علي السنوسي‪،‬‬
‫كاقتصر ُب دراستو ىذه على القسم األصوٕب من ىذا الكتاب؛ كذلك من خبلؿ ً‬
‫االستدارؾ‬
‫إف ابلشرح كالتحليل اترةن‪ ،‬كإف بذكر مسائل الزمة عن ما ذكره ابن السنوسي أخرل‪.‬‬
‫الصعوابت‪ :‬كاجهت يف ربقيقي هلذا املؤل َّف مجل ةن من املصاعب منها‪:‬‬
‫أصوٕب‪ ،‬كىذه ا‪١‬تنزلة العلمية تيوجب على‬
‫ه‬ ‫ابحث فقيوه‬
‫ه‬ ‫أ ٌف مؤلٌف ىذا الكتاب‬ ‫‪-0‬‬
‫و‬
‫مضاعف؛ لتتبٌع أقوالو‪.‬‬ ‫احمل ٌق ًق بذؿ و‬
‫جهد‬
‫السنوسي‪ ،‬كتع ٌدد ا‪١‬تصادر اليت اعتمد عليها‪ ،‬كإيراده أل‪ٝ‬تاء‬ ‫كثرة بقوالت ابن ٌ‬ ‫‪-1‬‬
‫كث وَت من العلماء‪ ،‬يتطلٌب منٌا توثيق تلك النٌصوص‪ ،‬كالتٌح ٌقق منها‪ ،‬مع‬
‫التعريف أبصحاهبا‪٦ ،‬تٌا يستغرؽ كقتان طويبلن‪ ،‬كجهدانكبَتان‪.‬‬
‫التصرؼ ُب العبارة؛‬
‫ا‪١‬ترات على النقل اب‪١‬تعٌت‪ ،‬ك ٌ‬ ‫اعتماد ابن السنوسي ُب بعض ٌ‬ ‫‪-2‬‬
‫‪٦‬تٌا يتوجب علينا فهم ا‪١‬تعٌت كعزكه إٔب مصدره األصلي‪.‬‬
‫األئمة فيدرج أثناء ذلك عبارات لعلماء‬ ‫ف على بعض بصوص ٌ‬ ‫قد يعلٌق ا‪١‬تؤلٌ ي‬ ‫‪-3‬‬
‫ا‪١‬ترات ىدركو‪.‬‬
‫أيخر دكف ذكر أ‪ٝ‬تائهم؛ األمر الذم يصعب ُب بعض ٌ‬
‫اعتماد ا‪١‬تؤلًٌف على بعض ا‪١‬تصادر ا‪١‬تخطوطة‪ ،‬جعل األمر صعبان ُب ا‪ٟ‬تصوؿ‬ ‫‪-4‬‬
‫عليها كتوثيق ما بقلو ا‪١‬تصنٌف منها‪.‬‬

‫ز‬
‫و‬
‫كإمعاف ُب العبارة الواحدة‪ ،‬أك ُب‬ ‫ابإلضافة إٔب ما يقتضية التحقيق من و‬
‫تدقيق‬
‫و‬
‫الكلمة الواحدة‪ ،‬مع التعليق على ما أكرده ا‪١‬تؤلٌف من غَت اختصار وٌ‬
‫‪٥‬تل أك‬
‫إطناب وٌ‬
‫‪٦‬تل‪.‬‬
‫املنهح املتٌبع‪:‬‬
‫أم رسالة ىي اليت ٖت ٌدد ا‪١‬تنهج ا‪١‬تتٌبع‪ ،‬كالعمل الذم بُت أيدينا ىو‬
‫إ ٌف طبيعة موضوع ٌ‬
‫كٖتقيق ‪١‬تخطوط "إَقاظ الوسناف"؛ لذلك كاف لزامان علينا ٌ‬
‫السَتي ُب طريق ىذا البحث‬ ‫ه‬ ‫دراسةه‬
‫كفق منهج التوصيف ك ً‬
‫االستقراء كالتحليل كالتوثيق‪.‬‬
‫األكؿ من القسم ال ٌدراسي كىو ا‪١‬تنهج‬
‫خاصة ُب الفصل ٌ‬ ‫ٔتنهج رابع ٌ‬
‫كما أبٌنا قد استعنٌا و‬
‫عرفت لنا حياة ابن السنوسي كما‬ ‫التارٮتي؛ حيث إبٌنا رجعنا إٔب كتب التاريخ كالًتاجم اليت َّ‬
‫يتعلٌق بعصره‪ ،‬ابإلضافة إٔب تراجم بعض األعبلـ ُب ثنااي الرسالة‪ ،‬فكاف الب ٌد من تتبٌع كٖتليل‬
‫ا‪١‬تنهج قائمان على‪:‬‬
‫ما كتبوه فيها‪ ،‬كمن ‪ٙ‬تٌة كاف ي‬
‫‪ -0‬التوصيف‪ :‬كذلك من خبلؿ كصف عصر ابن السنوسي‪ ،‬مع إعطاء بظرةو‬
‫تفصيلية حوؿ بسخ ا‪١‬تخطوط ا‪١‬تعتمدة ُب التحقيق‪.‬‬ ‫و‬
‫ااستقراء‪ :‬ا‪١‬تتمثٌل ُب تتبٌع كمناقشة ‪ُ-‬ب الغالب‪ -‬ما جاء ُب ا‪١‬تنت؛‬ ‫‪ً -1‬‬
‫كمسألة رؤية النٌ ي ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬يقظةن ُب الدبيا‪.‬‬
‫‪ -2‬التٌحليل‪ :‬بعد القياـ ّتمع ٌ‬
‫ا‪١‬تادة كترتيبها كتنظيمها‪ ،‬سار العمل على‬
‫و‬
‫خبلصة‬ ‫ات و‬
‫معينة كإعطاء‬ ‫ٖتليل بعض ا‪ٞ‬تزئيات كتصنيفها كفق اعتبار و‬
‫عامة إف أمكن‪ ،‬مع التمهيد لذلك‪.‬‬
‫ٌ‬
‫ص الًتاثي‬‫‪ -3‬التوثيق‪ :‬كيقصد بو‪ :‬بذؿ غاية الوسع كا‪ٞ‬تهد إلخراج النٌ ٌ‬
‫مطابقان ‪ٟ‬تقيقة أصلو بسبةن كمتنان مع حل مشكلتو ككشف مبهماتو‪.‬‬
‫ٌ‬

‫س‬
‫منهج الدراسة كالتحقيق‪ :‬قي ٌسم العمل إٔب قسمُت‪ :‬دارسة كٖتقيق‪ ،‬كأتبعا ٔتبلحق‬
‫كفهارس‪.‬‬
‫‪ -‬ق سم الدراسة ‪ :‬كجاء فيو ما أيٌب‪:‬‬
‫تتضمن عصر دمحم بن‬ ‫و‬
‫شاملة‬ ‫تر‪ٚ‬تة ا‪١‬تصنٌف؛ كذلك من خبلؿ تقد‪ٙ‬ب در و‬
‫اسة‬ ‫‪-0‬‬
‫ٌ‬
‫علي السنوسي‪ ،‬كاسم ا‪١‬تؤلٌف‪ ،‬كبسبو‪ ،‬كمولده‪ ،‬كبشأتو‪ ،‬العلمية كالعملية‪،‬‬
‫كشيوخو‪ ،‬كتبلميذه‪ ،‬كصفاتو‪ ،‬كأخبلقو‪ ،‬ككفاتو‪...‬‬
‫ص كإثبات بسبتو إٔب للمصنٌف‪.‬‬ ‫توثيق النٌ ٌ‬ ‫‪-1‬‬
‫دراسة حوؿ الكتاب؛ بيٌنت فيها موضوعاتو كمنهجيتو‪ ،‬كمقاصد ا‪١‬تؤلٌف من‬ ‫‪-2‬‬
‫أىم ا‪١‬تصادر ا‪١‬تراجع اليت اتٌ ىكأى عليها‬‫التأليف‪ ،‬كميزاتو كبعض ا‪١‬تبلحظات‪ ،‬ك ٌ‬
‫ا‪١‬تؤلًٌف ابعتبار تكرارىا‪.‬‬
‫ص‪.‬‬ ‫ً‬
‫كصف النٌسخ ا‪١‬تخطوطة اليت ٍاعتيمدت ُب ٖتقيق النٌ ٌ‬ ‫‪-3‬‬
‫‪ -‬قسم التحقيق‪ :‬مشيت فيو كفق ا‪٠‬تطوات اآلتية‪:‬‬
‫و‬
‫مقابلة بُت النٌسخ‪،‬‬ ‫ص إخراجان سليمان؛ كذلك من خبلؿ إجراء‬ ‫‪ -0‬إخراج النٌ ٌ‬
‫كاختيار العبارة اليت تظهر صحيحةن‪ ،‬كإذا اتٌفقت النٌسخ كلٌها على عبارة غَت‬
‫صحيحة فإبٌنا بثبت ما براه صحيحان ُب ا‪١‬تنت مع الدليل‪ ،‬كبشَت إٔب ا‪٠‬تطأ ُب‬ ‫و‬
‫ا‪٢‬تامش‪.‬‬
‫ا‪١‬تهمة ا‪١‬توجودة بُت النٌسخ ا‪١‬تعتمدة‪ ،‬كأ‪٫‬تاؿ الفركؽ اليت ال أثر‬
‫‪ -1‬إثبات الفركؽ ٌ‬
‫االختبلؼ ُب‬ ‫‪٢‬تا؛ كاألخطاء اإلمبلئية الواضحة‪ ،‬من ذلك رسم ا‪٢‬تمزات‪ ،‬ك ً‬
‫ا‪ٞ‬تر‪ ،‬كغَت ذلك ‪٦‬تا يثقل ا‪٢‬توامش دكف كبَت فائدة‪.‬‬ ‫حركؼ ٌ‬
‫ص منقوالن حرفيان أشرت إليو بعبلميت تنصيص " "‪ ،‬كإالٌ استغنيت‬ ‫‪ -2‬إذا كاف النٌ ٌ‬
‫عنهما بذكر اإلحالة ُب ا‪٢‬تامش‪.‬‬
‫‪ -3‬عزك اآلايت القرآبية إٔب سورىا‪ ،‬كاعتمدت ُب ذلك على قراءة انفع من ركاية‬
‫كرش عن طريق األزرؽ‪ ،‬مستعينان ُب ذلك ٔتصحف كرش ً‬
‫االلكًتك٘ب‪.‬‬ ‫ي‬

‫ش‬
‫‪ٗ -4‬تريج األحاديث كاآلاثر من مصادرىا األصليٌة؛ فإف كابت موجودةن ُب‬
‫الصحيحُت أك ُب أحد‪٫‬تا اكتفينا هبما‪ ،‬مع ذكر الكتاب كالباب كرقم ا‪ٟ‬تديث‪،‬‬ ‫ٌ‬
‫السنن كا‪١‬تسابيد ما أمكن مع بياف درجتها‬ ‫كإف كابت ُب غَت‪٫‬تا ْتثنا ُب كتب ٌ‬
‫ت‬‫صحةن أك ضعفان‪ٌ ،‬أما ما يتعلٌق بتهميش ا‪١‬تصادر ا‪ٟ‬تديثية فقد ذيكر ٍ‬‫عند ا‪ٟ‬تاجة ٌ‬
‫ضمن قائمة ا‪١‬تصادر كا‪١‬تراجع‪.‬‬
‫‪ -5‬توثيق النٌصوص اليت بقلها ابن السنوسي‪ ،‬كذلك بنسبة األقواؿ إٔب أصحاهبا‪،‬‬
‫مع ذكر ا‪١‬تؤلًٌف ٍب ذكر ا‪١‬تؤلَّف ٍب احمل ٌقق كسنٌة الطٌبع كا‪١‬تطبعة إف كجدت‪ ،‬كا‪ٞ‬تزء‬
‫كالصفحة عند ٌأكؿ كركد ًالسم الكتاب‪ ،‬كأكتفي بذكر ا‪١‬تؤلَّف ٍبٌ ا‪١‬تؤلًٌف ٍب ا‪ٞ‬تزء‬
‫تكرر‪ ،‬كإف ٓب أجد األقواؿ ُب مؤلٌفات أصحاهبا اكتفيت بذكر‬ ‫كالصفحة إف ٌ‬
‫مؤلٌف ابفرد إبيراد ا‪١‬تسألة‪.‬‬
‫‪ -6‬التعليق على بعض ا‪١‬تسائل ابلزايدة كالتوضيح إذا اقتضى األمر؛ حىت ال تتقل‬
‫ا‪٢‬توامش‪.‬‬
‫‪ -7‬شرح بعض ا‪١‬تصطلحات الفقهية كاألصولية كالكلمات الغريبة‪ ،‬كذلك‬
‫ابالعتماد على كتب ا‪١‬تصطلحات كا‪١‬تعاجم ككتب غريب ا‪ٟ‬تديث‪.‬‬ ‫ً‬
‫مرة‪ ،‬مع‬ ‫ألكؿ ٌ‬
‫‪ -8‬تر‪ٚ‬تة األعبلـ ا‪١‬تذكورين ُب الغالب‪ ،‬كذلك عند كركدىم ٌ‬
‫أىم ما يتعلٌق هبم‪.‬‬ ‫ً‬
‫االختصار على ٌ‬
‫االقتصار ُب تعريف البلداف اليت ‪٢‬تا صلةه كثقى اب‪١‬تؤلٌف ابن السنوسي‬ ‫‪ً -01‬‬
‫‪-‬ر‪ٛ‬تو هللا‪.-‬‬
‫‪ -00‬عزك األبيات الشعرية إٔب قائليها مع ذكر اسم الديواف إف كاف للشاعر ديوا هف‬
‫عرؼ قائليها فقد ببٌهت عليها ُب‬
‫مطبوعه‪ ،‬كإالٌ فمن كتب األدب‪ٌ ،‬أما اليت ال يي ي‬
‫ا‪٢‬تامش‪.‬‬
‫‪ -01‬عمل الفهارس البلٌزمة‪ ،‬كترتيبها ترتيبان على كفق الًتتيب األلف ابئي‪.‬‬
‫‪ -02‬أ‪ٟ‬تقت اب‪١‬تق ٌدمة ‪٪‬تاذج من صور ا‪١‬تخطوط‪ :‬اللوحة األكٔب كالوسطى كاألخَتة‪.‬‬

‫ص‬
‫خ طٌة البحث‪:‬‬
‫األكؿ‪ :‬قسم ال ٌد راسة ‪:‬‬
‫القسم ٌ‬
‫كالعلمية‪.‬‬ ‫األكؿ ‪ :‬عصر دمحم بن علي السنوسي كتر‪ٚ‬تتو الذاتية‬
‫الفصل ٌ‬
‫األكؿ‪ :‬عصر دمحم بن علي السنوسي‪.‬‬
‫املبحث ٌ‬
‫األكؿ‪ :‬ا‪ٟ‬تالة السياسية‪.‬‬
‫ا‪١‬تطلب ٌ‬
‫ا‪١‬تطلب الثا٘ب‪ :‬ا‪ٟ‬تالة االجتماعية‪.‬‬
‫ا‪١‬تطلب الثالث‪ :‬ا‪ٟ‬تالة الثقافية‪.‬‬
‫املبحث الثاين‪ :‬حياة دمحم بن علي السنوسي الذاتية‪.‬‬
‫ا‪١‬تطلب األكؿ‪ :‬ا‪ٝ‬تو كبسبو‪.‬‬
‫ا‪١‬تطلب الثا٘ب‪ :‬مولده ككفاتو‬
‫ا‪١‬تطلب الثالث‪ :‬صفاتو‬
‫املبحث الثالث ‪ :‬حياة دمحم بن علي السنوسي العلمية‪.‬‬
‫ا‪١‬تطلب األكؿ‪ :‬بشأتو العلمية كعوامل ببوغو ا‪١‬تبكر‪.‬‬
‫ا‪١‬تطلب الثا٘ب‪ :‬شيوخو‪ ،‬تبلميذه‪.‬‬
‫ا‪١‬تطلب الثالث‪ :‬مؤلفاتو كآاثره العلمية‪.‬‬
‫الفصل الثاين ‪ :‬حياة دمحم بن علي السنوسي العملية‪.‬‬
‫املبحث األكؿ‪ :‬األبعاد العملية‪.‬‬
‫ا‪١‬تطلب األكؿ‪ :‬البعد التنظيمي عند ابن السنوسي‪.‬‬
‫ا‪١‬تطلب الثا٘ب‪ :‬البعد السياسي عند ابن السنوسي‪.‬‬

‫ض‬
‫ا‪١‬تطلب الثالث‪ :‬البعد الدعوم عند ابن السنوسي‪.‬‬
‫املبحث الثا ين ‪ :‬التعريف اب‪١‬تخطوط‪.‬‬
‫ا‪١‬تطلب األكؿ‪ :‬عنواف الكتاب‪ ،‬سبب أتليفو‪ ،‬توثيق بسبتو‪.‬‬
‫ا‪١‬تطلب الثا٘ب‪ :‬منهجو‪ ،‬مقصود ا‪١‬تؤلٌف من التأليف‪ ،‬مصادره‪.‬‬
‫ا‪١‬تطلب الثالث‪ :‬ميزاتو‪ ،‬ا‪١‬تآخذ ا‪١‬تلحوظو عليو‪.‬‬
‫ا‪١‬تطلب الرابع‪ :‬كصف النسخ ا‪٠‬تطية‪.‬‬
‫القسم الثاين‪ :‬قسم التحقيق ‪:‬‬
‫ص‪ ،‬كخدمتو ابلتعليق عليو إذا اقتضى األمر‪ ،‬كابلفهارس الفنية‬
‫كيتعلٌق بتحقيق النٌ ٌ‬
‫ا‪١‬تختلفة‪.‬‬
‫أىم‬ ‫خاسبة‪ :‬كفيها ٌ‬
‫أىم النتائج ا‪١‬تتعلٌقة ابلقسم الدراسي كالتحقيقي‪ ،‬مع ذكر ٌ‬
‫التوصيات‪.‬‬
‫ككجدت ال ٌدراسةي كالتحقيق خَت معُت ُب تقو‪ٙ‬ب ً‬
‫االعوجاج‪ ،‬كتعميق الطرح كا‪١‬تناقشة‬ ‫ي ى‬
‫كً‬
‫االستقراء على أس منهجية‪ ،‬فكاف الغناء كالثراء من األستاذ الدكتور ‪٥‬تتار ‪ٛ‬تحامي‪،‬‬
‫كموجهان‪ ،‬كانصحان كمساعدان‪ ،‬فأحيا األمل بعد الكلل‪ ،‬كأجاد كأفاد‪.‬‬
‫مشرفان ٌ‬
‫كشكرىا كاحًت ىامها للجنة العلمية ا‪١‬تناقشة‪ ،‬راجيةن منها جرب‬
‫ى‬ ‫تقديرىا‬
‫الرسالةي ى‬
‫كترفع ىذه ٌ‬
‫خطأ‪.‬‬ ‫فيو‬ ‫ما‬ ‫كتصويب‬ ‫بقص‪،‬‬ ‫فيو‬ ‫ما‬

‫ط‬
‫األول‬
‫القسم ّ‬
‫قسم الدّراسة‪.‬‬

‫‪0‬‬
‫األول‪:‬‬
‫الفصل ّ‬
‫عصر دمحم بن علي السنوسي‬

‫وترجمتو الذاتية والعلمية‪.‬‬


‫كيشتمل على‪:‬‬
‫سبهيد‪:‬‬

‫األكؿ‪ :‬عصر دمحم بن علي السنوسي‪.‬‬


‫ٌ‬ ‫املبحث‬

‫املبحث الثاين‪ :‬حياة دمحم بن علي السنوسي الذاتية‪.‬‬

‫املبحث الثالث ‪ :‬حياة دمحم بن علي السنوسي العلمية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫األكؿ‪:‬‬
‫املبحث ٌ‬
‫عصر دمحم بن علي السنوسي‪.‬‬

‫كيشتمل على‪:‬‬
‫األكؿ‪ :‬ا‪ٟ‬تالة السياسية‪.‬‬
‫املطلب ٌ‬
‫املطلب الثاين‪ :‬ا‪ٟ‬تالة ً‬
‫االجتماعية‪.‬‬

‫املطلب الثالث‪ :‬ا‪ٟ‬تالة الثقافية‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫سبهيد‪:‬‬

‫بعرج شيئان عن ا‪ٟ‬تالة السياسية‪،‬‬


‫السنوسي أف ٌ‬
‫شك ك‪٨‬تن بدرس حياة دمحم بن علي ٌ‬ ‫ال ٌ‬
‫ا‪١‬تهمة كأثرىا ُب حياتو الذاتية‬ ‫ً‬
‫كاالجتماعية‪ ،‬كالثقافية ُب عصره‪ ،‬رامُت توصيف ىذه ا‪ٞ‬توابب ٌ‬
‫عبلقة مًت و‬
‫ابطة فيما بينها‪ ،‬كأثرىا على‬ ‫ابحث ما ‪٢‬تذه األحداث من و‬
‫كالعلمية؛ إذ ال ينكر أم و‬
‫ي‬
‫الفرد كاجملتمع‪.‬‬
‫ا‪ٟ‬تديث عن ىذه ا‪ٞ‬توابب خبلؿ أكاخر التواجد العثما٘ب ُب‬
‫ى‬ ‫كقد ح ٌددت ال ٌدراسةي‬
‫ا‪ٞ‬تزائر‪ ،‬مع الًتكيز على الفًتة الزمنية اليت استغرقت حياة ابن السنوسي؛ ابتداءن من النٌصف‬
‫األكؿ من القرف الثالث عشر ا‪٢‬تجرم إٔب أكاخر القرف بفسو‪.‬‬‫ٌ‬
‫أىم ما ٘تيٌز بو العآب اإلسبلمي ُب ىذه ا‪١‬ترحلة‬
‫كما ارأتيت أف ينحصر ا‪ٟ‬تديث عن ٌ‬
‫خاصةن ُب مشاؿ إفريقيا‪.‬‬
‫ٌ‬

‫‪‬‬

‫‪3‬‬
‫املبحث األكؿ‪ :‬عصر دمحم بن علي السنوسي‪.‬‬
‫األكؿ‪ :‬الالة السياسية‪.‬‬
‫املط ػػلب ٌ‬
‫ظلٌت الدكلة العثمابية سيٌدة العآب إٔب ّناية القرف السابع عشر للميبلد إٔب درجة ال‬
‫يستهاف هبا‪ ،‬كىي الدكلة الوحيدة اليت ٘ت ٌكنت من فتح القسطنطينية عاصمة الدكلة البيزبطية‬
‫السلطاف دمحم الفاتح‪ 1‬عاـ (‪746‬ق‪0342/‬ـ)‪ ،‬كا‪٢‬تمينة على أجزاء كاسعة من أكركاب‬ ‫على يد ٌ‬
‫دب الضعف كبدأ اضمحبلؿ الدكلة العليٌة‬ ‫و‬
‫كآسيا كإفريقيا ُب كقت كاحد‪ ،‬كلكن سرعاف ما ٌ‬
‫السلطاف سليماف القابو٘ب‪ 2‬عاـ (‪863‬ق‪0455/‬ـ)‪ ،‬كاتٌضحت بوادر ضعف الدكلة أكثر‬ ‫بوفاة ٌ‬
‫السلطاف سليماف‪.3‬‬‫ُب عهد ٌ‬
‫كابلرغم من ٌأّنا عرفت فًتات من ً‬
‫االبتعاش كاإلصبلح بعده إالٌ ٌأّنا ٓب تكن كافيةن من‬ ‫ٌ‬
‫األكؿ‪ ،‬كزادت معاانة دكلة ا‪٠‬تبلفة أكثر على يد خصومها األكركبيُت‬
‫إعادهتا إٔب كضعها ٌ‬

‫السلطاف دمحم الفاتح‪ :‬دمحم بن مراد بن دمحم بن ابيزيد بن عثماف‪ ،‬السلطاف ‪٤‬تيي الدين ملك الركـ كصاحب‬
‫‪ٌ -1‬‬
‫السلطنة بعد موت أبيو‪ ،‬توُب سنة‪886 :‬ق‪ .‬ينظر‪ :‬عبد الر‪ٛ‬تن بن‬
‫القسطنطينية كفاٖتها‪ ،‬كلد بعد سنة‪840 :‬ق‪ ،‬كٕب ٌ‬
‫أيب بكر‪ ،‬جبلؿ الدين السيوطي (ت‪911 :‬ىػ)‪ ،‬نظم العقياف يف أعياف األعياف‪ ،‬تح‪ :‬فيليب حيت‪( ،‬د ت ط)‪ ،‬مط‪:‬‬
‫ا‪١‬تكتبة العلمية‪ ،‬بَتكت‪ ،‬لبناف‪ ،‬ص‪٤ .173 :‬تمود شيت خطاب (ت‪1419 :‬ىػ)‪ ،‬قادة فتح األندلس‪ ،‬ط‪:‬‬
‫‪1424(1‬ىػ‪2003/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬مؤسسة علوـ القرآف‪ ،‬منار للنشر كالتوزيع‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪.198 :‬‬

‫‪ -2‬سليماف القانوين‪ :‬سليماف القابوف بن سليم‪ ،‬كلد سنة‪926 :‬ق‪ ،‬بلغت ُب عهده الدكلة العثمابية ٌ‬
‫أكج اتٌساعها‪،‬‬
‫كسن القوابُت العثمابية؛ لذلك ‪ٝ‬تٌي ابلقابو٘ب‪ ،‬توُب سنة‪974 :‬ىػ‪ .‬ينظر‪ :‬دمحم فريد بك احملامي‪ ،‬اترَخ الدكلة العليٌة‬
‫ٌ‬
‫العثمانية‪ ،‬تح‪ :‬إحساف ح ٌقي‪ ،‬ط‪1401(1:‬ق‪1981/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار النفائ ‪ ،‬بَتكت‪ ،‬ص‪ .701 :‬جهاد ي‬
‫الًتاب٘ب‪،‬‬
‫غَتكا رجرل التارَخ‪ ،‬تقد‪ٙ‬ب‪ :‬الشيخ دمحم بن عبد ا‪١‬تلك الزغ ي‪ ،‬ط‪:‬‬ ‫مائة من عظماء ٌأمة اإلسالـ ٌ‬
‫‪1431(1‬ىػ‪2010/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار التقول‪ ،‬القاىرة‪ٚ ،‬تهورية مصر العربية‪ ،‬ص‪.60 :‬‬
‫‪ -3‬ينظر‪ :‬أ‪ٛ‬تد عبد الرحيم مصطفى‪ ،‬يف أصوؿ التارَخ العثماين‪ ،‬ط‪1406(2 :‬ىػ‪1986/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار الشركؽ‪،‬‬
‫ص‪ .102 :‬إ‪ٝ‬تاعيل أ‪ٛ‬تد‪ ،‬الدكلة العثمانية يف التارَخ اإلسالمي الدَث‪ ،‬ط‪1416(1:‬ق‪1996/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬مكتبة‬
‫العبيكاف‪ ،‬ص‪.94 :‬‬

‫‪4‬‬
‫كالركس خبلؿ فًتة أكاخر القرف الثامن عشر ا‪١‬تيبلدم كأكائل القرف التاسع عشر‪ ،1‬اليت تعد‬
‫ْت وٌق بقطة ٖتٌوؿ ُب اترٮتها‪.‬‬
‫ظ األتراؾ‪ -‬أخذ الًتؾ ُب‬ ‫ظ ا‪١‬تسلمُت ‪-‬فضبلن عن سوء ح ٌ‬ ‫"كلكن من سوء ح ٌ‬
‫كدب إليهم داء األمم من قبلهم‪ :‬ا‪ٟ‬تسد كالبغضاء‪ ،‬كاستبداد ا‪١‬تلوؾ‬ ‫ً‬
‫اال‪٨‬تطاط كالتدٕب‪ٌ ،‬‬
‫لؤلمة‪ ،‬كإخبلد الشعب إٔب‬
‫كغشهم ٌ‬ ‫كجورىم‪ ،‬كسوء تربيتهم‪ ،‬كفساد أخبلقهم‪ ،‬كخيابة األمراء ٌ‬
‫شر ما أصيبوا بو ا‪ٞ‬تمود ُب العلم كا‪ٞ‬تمود ُب صناعة ا‪ٟ‬ترب‪ ،‬كتنظيم‬
‫الراحة‪ ،...‬ككاف ٌ‬
‫ال ٌدعة ك ٌ‬
‫ا‪ٞ‬تيوش"‪.2‬‬
‫كُب خضم ىذا الضعف الذم يعيشو العآب اإلسبلمي؛ بتيجةى اّنيار ا‪١‬تركز الرئيسي‬
‫للسلطة اإلسبلمية كا‪١‬تتمثٌل ُب ا‪٠‬تبلفة العثمابية عن مقاكمة الضعف الداخلي ككذا ً‬
‫االعتداء‬
‫ا‪٠‬تارجي‪ ،‬كاليت أىطلقت عليو الدكؿ األكركبية اسم "الرجل املرَض"؛ على معٌت أ ٌف كضع‬
‫الدكلة قد آؿ إٔب الضعف‪ ،‬كابلتإب فثركتو إبمكاف األقوايء كضع أيديهم عليها‪- 3‬ظهرت‬
‫بعض ا‪ٟ‬تركات اإلصبلحية ُب مناطق ‪٥‬تتلفة من العآب اإلسبلمي؛ كإفريقيا مثبلن‪ ،‬كسعت إٔب‬
‫صدل داخلي‬‫عبلج ىذا ا‪ٟ‬تاؿ بوسائل ‪٥‬تتلفة تسلكها؛ كمن ىذه ا‪ٟ‬تركات اليت كاف ‪٢‬تا ن‬
‫كْت و‬
‫كمة مهادبةى‬ ‫كخارجي ا‪ٟ‬تركةي السنوسيةي ‪١‬تؤسسها دمحم بن علي السنوسي‪ ،‬الذم آثر ابتداء ًً‬
‫ن‬ ‫ٌ‬
‫يفتح‬
‫يثَت حفيظتها ض ٌده‪ ،‬كال ى‬
‫الدكلة العليٌة‪ ،‬كاستخداـ أسلوب ا‪ٟ‬توار كاإلقناع كالتٌؤدة حىت ال ى‬
‫عامة‪.4‬‬
‫خاصةن كعلى ا‪١‬تسلمُت ٌ‬
‫جبهةن قد تعود ابلضرر على السنوسية ٌ‬
‫كاف ابن السنوسي يرل من ا‪١‬تصلحة الوقوؼ ّتابب دكلة ا‪٠‬تبلفة‪ ،‬كاحملافظة على‬
‫ً‬
‫االستقرار ‪ُ-‬ب الوقت الذم زاد فيو الضغط على الدكلة العثمابية‪-‬؛ لس ٌد األبواب ُب كجو‬

‫‪ -1‬ينظر‪ :‬إ‪ٝ‬تاعيل ايغي‪ ،‬العامل العريب يف التارَخ الدَث‪ ،‬ط‪1418( :‬ق‪1997/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬مكتبة العبيكاف‪ ،‬ص‪:‬‬
‫‪.211‬‬
‫‪ -2‬أبو ا‪ٟ‬تسن الندكم (ت‪1420 :‬ىػ)‪ ،‬ماذا خسر العامل ابحنطاط املسلمُت‪( ،‬د ت ط)‪ ،‬مط‪ :‬مكتبة اإلٯتاف‪،‬‬
‫ا‪١‬تنصورة‪ ،‬مصر‪ ،‬ص‪.134 :‬‬
‫‪ -3‬أ‪ٛ‬تد صدقي الدجا٘ب‪ ،‬الركة السنوسية‪ ،‬ط‪1967(1 :‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار لبناف‪.‬ص‪.14 :‬‬
‫‪ -4‬دمحم البهي‪ ،‬الفُر اإلسالمي يف تطوره‪ ،‬ط‪1981(2 :‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار التضامن للطباعة‪ ،‬القاىرة‪ ،‬ص‪.91 :‬‬

‫‪5‬‬
‫االستعماريٌة األكربيٌة‪ ،‬رغم بعض ٖتفظاتو كمآخذه على الدكلة العثمابيٌة؛ فقد كاف‬ ‫ا‪١‬تطامع ً‬
‫يعتقد أ ٌف ا‪٠‬تبلفة ينبغي أف تكوف بًيى ًد القرشي‪ ،1‬كهبذا ا‪١‬توقف ىخ ىفت ريبة الوالة العثمابيُت‪،‬‬
‫كح يسنىت السَتة بُت اإلخواف السنوسيُت كا‪٠‬تبلفة العثمابية؛ إٔب درجة أف منح السلطاف عبد‬ ‫ى‬
‫اجمليد عهدان سنة ‪0745‬ـ‪ ،‬يعفي الزكااي التابعة البن السنوسي من دفع الضرائب‪ ،‬ك‪ٝ‬تح‬
‫يبة و‬
‫دينية من أتباعها‪.2‬‬ ‫لسنوسيُت ّتمع ضر و‬

‫احتبلؿ فربسا للجزائر عاـ ‪0721‬ـ‪،‬‬


‫ي‬ ‫أىم آاثر ضعف الدكلة العثمابية كتراجعها‬
‫كمن ٌ‬
‫ككابت كقتها ٖتت حكم األمَت حسُت الدام‪ ،3‬كىنا كاف موقف ا‪ٟ‬تركة السنوسية من‬
‫االستعمار ا‪١‬تسيحي كاضحان‪ ،‬فوقفت كجدا ور مني وع ُب كجهو‪ ،‬عندىا أصدرت اإلدارة الفربسية‬
‫أمران إٔب ٌقواهتا ابحتجاز ابن السنوسي أكمنعو من دخوؿ أرض ا‪ٞ‬تزائر؛ خوفان من ‪٥‬تاطر حركتو‬
‫اليت قد ذاع صيتها بُت األتباع كا‪١‬تريدين الذم ش ٌكلوا بدكرىم حركة مقاكمة ض ٌد ً‬
‫االحتبلؿ‪،‬‬
‫السبلح لدعم حركة‬ ‫فذىب اإلماـ ابن السنوسي إٔب طرابل ‪ ،‬كأخذ ُب ‪ٚ‬تع األمواؿ ك ٌ‬
‫ا‪١‬تقاكمة الوطنية ُب ا‪ٞ‬تزائر "فكاف يعمل جهد ا‪١‬تستطاع على تقوية الثورة ىناؾ‪ ،‬كم ٌدىا‬
‫ابألمواؿ كالرجاؿ ما استطاع إٔب ذلك سبيبلن‪ ،‬كقد أكفد على فًتات متفاكتة عددان من تبلميذه‬
‫من أمثاؿ؛ الشيخ دمحم بن صادؽ الطائفي‪ ،‬كعيمر الفضيل‪ ،‬كالفضيل بوخريص الكزة"‪.4‬‬
‫الصدد‪":‬إ ٌف السنوسية‪ :‬ىي ا‪١‬تسئولة عن ‪ٚ‬تيع أعماؿ‬
‫ا‪١‬تؤرخ الفربسي دكفرييو هبذا ٌ‬
‫يقوؿ ٌ‬
‫أبّنا اليد ا‪١‬تدبٌرة ‪ٞ‬تميع بكبات‬
‫ا‪١‬تقاكمة اليت قامت ض ٌد فربسا ُب ا‪ٞ‬تزائر‪ ،‬كيتٌهم السنوسية ٌ‬

‫الساللة اإلدرَسية‪ ،‬إشراؼ‪٧ :‬تيب بن خَتة‪ ،‬ط‪2011( :‬ـ)‪،‬‬


‫السنية يف أخبار ٌ‬
‫‪ -1‬دمحم بن علي السنوسي‪ ،‬ال ٌدرر َّ‬
‫مط‪ :‬دار زمورة‪ ،‬ا‪ٞ‬تزائر‪ ،‬ص‪ .8 :‬دمحم الطيب بن إدري األشهب‪ ،‬السنوسي الُبَت‪( ،‬د ت ط)‪ ،‬مط‪ :‬دمحم عاطف‪،‬‬
‫ميداف ا‪٠‬تازبدار‪ ،‬مصر‪ ،‬ص‪.107 :‬‬
‫‪ -2‬بقوال زايده‪ ،‬حماضرات يف اترَخ ليبيا من ااستعمار اإلَطايل إىل ااستقالؿ‪ ،‬ط‪1958( :‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬ا‪١‬تطبعة‬
‫الكمالية‪ ،‬مصر‪ ،‬ص‪.76 :‬‬
‫‪ -3‬ينظر‪ :‬دمحم فريد بك احملامي‪ ،‬اترَخ الدكلة العليٌة العثمانية‪ ،‬ص‪ .447 :‬أ‪ٛ‬تد صدقي الدجا٘ب‪ ،‬الركة السنوسية‪،‬‬
‫ص‪.21 :‬‬
‫الج يف إفرَقيا اخلرطوـ‪ -‬السوداف‪ 29 -27 ،‬بوفمرب ‪2016‬ـ‪ ،‬الكتاب السابع‪:‬‬
‫‪ -4‬األخضر شريط‪ ،‬مؤسبر طرؽ ٌ‬
‫ا‪ٟ‬تج‪ ،‬زكااي السنوسي ‪-‬دمحم بن علي ‪٪‬توذجان‪ ،-‬ص‪.222 :‬‬
‫زكااي ا‪ٟ‬تركة السنوسية كدكرىا ُب طريق ٌ‬

‫‪6‬‬
‫السبب ُب الثورات ا‪١‬تختلفة اليت قامت ض ٌد‬
‫كإّنا ٌ‬
‫فربسا ُب الشماؿ اإلفريقي كُب السنغاؿ‪ٌ ،‬‬
‫فربسا؛ كثورة دمحم بن عبد هللا ُب تلمساف كصحراء ا‪ٞ‬تزائر سنة (‪0737‬ـ ك ‪0750‬ـ)‪،‬‬
‫كعصياف دمحم بن تكوؾ سنة ‪0740‬ـ"‪.1‬‬
‫ٍبٌ استطرد قائبلن‪":‬إ ٌف ا‪ٟ‬تقيقة اليت ‪٬‬تب أالٌ بغفل عنها أك بتغافلها ىي‪ :‬أ ٌف الطريقة‬
‫السنغاؿ‪ ،‬ك ٌأّنا العقبة الكأداء ُب سبيل‬
‫السنوسية أخطر أعداء بفوذان ُب مشإب إفريقيا كُب ٌ‬ ‫ٌ‬
‫‪2‬‬
‫االقتصادم داخل إفريقيا‪. "...‬‬ ‫توسعنا السياسي ك ً‬
‫ٌ‬
‫كهبذا االعًتاؼ من ا‪١‬تستشرؽ األكركريب يىظهر دكر ا‪ٟ‬تركة السنوسية ا‪١‬تنسي ُب الوقوؼ‬
‫ض ٌد التغلغل االحتبلؿ ا‪١‬تسيحي‪ ،‬سواء أكاف الفربسي اب‪ٞ‬تزائر أك اإليطإب بليبيا‪.‬‬
‫بوضوح على أ ٌف ابن السنوسي كاف يتفاعل مع األحداث‬
‫و‬ ‫كىذه األحداث تدلٌنا‬
‫السياسية كيرقب دقائقها‪ ،‬كلي ٔتعزؿ عنها‪.‬‬

‫‪ -1‬ينظر‪ :‬دمحم الطيب بن إدري األشهب‪ ،‬السنوسي الُبَت‪ ،‬ص‪ .80 :‬دحدم سعود‪ ،‬مقاؿ بعنواف‪ :‬ثورة الشريف‬
‫دمحم بن عبد هللا ُب الصحراء ا‪ٞ‬تزائرية التحدم االستعمارم الفربسي (‪1842‬ـ – ‪1895‬ـ)‪ ،‬رجلٌة الباحث يف العلوـ‬
‫اإلنسانية كااجتماعية‪ ،‬ا‪١‬تركز ا‪ٞ‬تامعي ابلوادم‪ ،‬العدد‪ ،(1) :‬جواف ‪2010‬ـ‪ ،‬ص‪.131 :‬‬
‫‪ -2‬دمحم الطيب بن إدري األشهب‪ ،‬السنوسي الُبَت‪ ،‬ص‪.80 :‬‬

‫‪7‬‬
‫املطػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػلب الثاين‪ :‬الالة ااجتماعية‪.‬‬
‫تتلوف ا‪ٟ‬تياة ً‬
‫االجتماعية أبلواف ا‪ٟ‬تياة السياسية؛ لذلك فقد عرؼ العآب اإلسبلمي بعض‬ ‫ٌ‬
‫السيئة اليت عاشتها ا‪ٞ‬تزائر ُب‬
‫ظل تلك األكضاع ٌ‬ ‫مظاىر القلق كاالضطراب كقلٌة األمن ُب ٌ‬
‫أكاخر الوجود العثما٘ب فيها‪ ،‬كلدراسة أكضاع ‪٣‬تتم وع ما ال ب ٌد من دراسة أحواؿ الس ٌكاف‪،‬‬
‫كعاداهتم كتقاليدىم‪ ،‬كىذا ما يتناكؿ أساسان الطوائف كاألقلٌيات اليت كاف يتألٌف منها سكاف‬
‫‪1‬‬
‫توزعت على النحو اآلٌب‪:‬‬
‫ا‪١‬تدف كعبلقتها ابلدكلة ‪ .‬كقد ٌ‬

‫‪ -‬الفئة الاكمة‪ :‬كتشمل األتراؾ من ٌقوات اإلبكشارية كموظفُت كقادة‪ٌ ،‬‬


‫تكوبت‬
‫ىذه الفئة من أصوؿ كأجناس ‪٥‬تتلفة اللٌساف كالعرؼ كا‪ٞ‬تغرافية‪ ،‬ككابت ٕتمعهم‬
‫ركابط الوالء لئلسبلـ كالدكلة العثمابية‪ ،‬كأغلبهم ينحدركف من إقليم األانضوؿ‬
‫كالركميلي‪ ،‬كعلى الرغم من قلٌة ىذه الفئة اليت ٓب يتجاكز عددىا سنة ‪0721‬ـ أكثر‬
‫اسع ْتكم‬
‫من ‪ 11‬ألف بسمة‪ ،‬إالٌ ٌأّنا كابت تسيطر على س ٌدة ا‪ٟ‬تكم‪ ،‬ك‪٢‬تا بفوذه ك ه‬
‫ا‪١‬تهمة ُب الدكلة‪.2‬‬
‫تسلٌمها ا‪١‬تناصب ا‪ٟ‬تكومية ٌ‬
‫االجتماعي خبلؿ‬ ‫‪ -‬فئة الُراغلة‪ :‬ىي ‪٣‬تموعة سكابية ٖتتل ا‪١‬ترتبة الثابية ُب السلٌم ً‬
‫ٌ‬
‫تكوبت ىذه الشر٭تة بتيجة زكاج أفراد من ا‪ٞ‬تيش اإلبكشارم‬ ‫فًتة العهد العثما٘ب‪ٌ ،‬‬
‫للمرة األكٔب ُب ا‪١‬تدف اليت ٘تركزت هبا‬
‫ابلنساء ا‪ٞ‬تزائرايت‪ ،‬كظهرت تلك الطبقة ٌ‬
‫ٗتوؼ منو‬
‫ا‪ٟ‬تاميات العثمابية‪ ،‬كُب أكاخر العهد العثما٘ب ازدادت ٌقوهتم‪ ،‬األمر الذم ٌ‬
‫ا‪١‬تهمة ُب ا‪ٞ‬تيش كاإلدارة‪ ،‬كما عملت‬ ‫األتراؾ فأيبعدكا عن ا‪١‬تناصب ا‪ٟ‬تكومية ٌ‬

‫‪ -1‬أبو راس الناصرم ا‪ٞ‬تزائرم‪ ،‬عجائب األسفار كلطائف األخبار‪ ،‬تح‪ :‬دمحم بوركبة‪ ،‬ط‪2011(1 :‬ـ)‪ ،‬مط‪:‬‬
‫ا‪١‬تؤسسة الوطنية للفنوف ا‪١‬تطبعية‪ ،‬كحدة الرغاية‪ ،‬ا‪ٞ‬تزائر‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪.35 :‬‬
‫ٌ‬
‫‪ -2‬أبو القاسم سعد هللا‪ ،‬اترَخ اجلزائر الثقايف‪ ،‬ط‪2011( :‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬عآب ا‪١‬تعرفة‪ ،‬ا‪ٞ‬تزائر‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪.139 :‬‬
‫‪٥‬تتار حسا٘ب‪ ،‬موسوعة كاترَخ كثقافة املدف اجلزائرَة مدف الوسط‪ ،‬ط‪2007( :‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار ا‪ٟ‬تكمة‪ ،‬ا‪ٞ‬تزائر‪ ،‬ج‪:‬‬
‫‪ ،1‬ص‪ .19 :‬عمار بوحوش‪ ،‬التارَخ السياسي للجزائر من البداَة كلغاَة ‪1962‬ـ‪ ،‬ط‪1997(1 :‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار‬
‫الغرب اإلسبلمي‪ ،‬بَتكت‪ ،‬ص‪.73 :‬‬

‫‪8‬‬
‫السلطات على منعهم من دخوؿ الديواف أك ُب األكجاؽ‪ ،1‬فأصبح اجملاؿ الوحيد‬ ‫ٌ‬
‫‪2‬‬
‫الذين يعملوف فيو ىو النشاط البحرم ‪.‬‬
‫ٍد َة‪ :‬اليت تشمل سكاف ا‪١‬تدف‪ ،‬ك٘تيٌزت ىذه الطبقة ٔتكابتها‬ ‫‪ -‬فئة ال ضى ر‪ 3‬أك البػ ل ً‬
‫ى‬ ‫ى‬
‫االجتماعية ا‪١‬ترموقة‪ ،‬فأغلب أفرادىا يشتغلوف ُب التجارة‪ ،‬ك‪٢‬تم حرؼ كصنائع‪ ،‬كما‬ ‫ً‬
‫السلك القضائي كالتعليم‪ ،‬إٔب جابب ٘تكنٌهم من بعض‬ ‫تولٌت ىذه الفئة كظائف ٌ‬
‫العلوـ كالفقو كتفوقهم فيو؛ كالشيخ دمحم بن العنٌايب‪ ،4‬ابإلضافة إٔب السلطة الركحية‬
‫‪5‬‬
‫هتتم اب‪١‬تناصب السياسية‪ ،‬بل آثرت‬
‫ٌ‬ ‫ٓب‬ ‫ا‬‫ّن‬
‫ٌ‬ ‫أ‬ ‫الطبقة‬ ‫ىذه‬ ‫على‬ ‫ا‪١‬تبلحظ‬ ‫ك‬ ‫‪.‬‬ ‫لدل األىإب‬
‫هتتم اب‪١‬تناصب الدينية كالعلمية إضافة إٔب النشاط االقتصادم‪.‬‬ ‫أف ٌ‬
‫‪ -‬فئة املهاجرَن األندلسيُت‪ :‬كىم الذين كفدكا إٔب ا‪ٞ‬تزائر ُب عهد خَت الدين‬
‫بشكل كب وَت ُب تنمية‬
‫و‬ ‫مهمةن فيها‪ ،‬حيث سا‪٫‬توا‬
‫كخلفائو‪ ،‬ككابوا يش ٌكلوف ٌقونة ٕتاريةن ٌ‬

‫ا‪٠‬تاص‬
‫ٌ‬ ‫‪ -1‬األكجاؽ‪ :‬تعٍت موقد النار ابللغة الًتكية؛ كىي منظمةه عسكريةه مكوبةه من األتراؾ‪ ،‬كقد تطلق على ا‪١‬تكاف‬
‫اب‪٠‬تضركات ُب البستاف‪ .‬ينظر‪ :‬شوكت ابموؾ‪ ،‬التارَخ املايل للدكلة العثمانية‪ ،‬تعريب‪ :‬عبد اللطيف ا‪ٟ‬تارس‪ ،‬ط‪:‬‬
‫(‪2005‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار ا‪١‬تدار اإلسبلمي‪ ،‬بَتكت‪ ،‬ص‪٤ .91 :‬تمود عامر‪ ،‬ا‪١‬تصطلحات ا‪١‬تتداكلة ُب الدكلة العثمابية‪،‬‬
‫‪٣‬تلة دراسات اترٮتية‪ ،‬العدداف‪ ،118 -117 :‬كابوف الثا٘ب (جابفي)‪ ،‬سنة‪2012 :‬ـ‪ ،‬ص‪.364 :‬‬
‫‪ -2‬أبو القاسم سعد هللا‪ ،‬اترَخ اجلزائر الثقايف‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪ .155 - 145 :‬عمار بوحوش‪ ،‬التارَخ السياسي‬
‫للجزائر من البداَة كلغاَة ‪1962‬ـ‪ ،‬ص‪.74 :‬‬
‫ضر‪ :‬خبلؼ البى ٍدك؛ كيقصد بو ا‪١‬تقيم اب‪١‬تدف كالقرل‪ .‬كالبادم‪ :‬ىو ا‪١‬تقيم ُب البادية‪ .‬ينظر‪ :‬أبو إبراىيم إسحاؽ‬
‫‪ -3‬الى ى‬
‫بن إبراىيم بن ا‪ٟ‬تسُت الفارايب (ت‪350 :‬ىػ)‪ ،‬معجم دَواف األدب‪ ،‬تح‪ :‬دكتور أ‪ٛ‬تد ‪٥‬تتار عمر‪ ،‬ط‪:‬‬
‫(‪1424‬ق‪2003/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬مؤسسة دار الشعب للصحافة‪ ،‬القاىرة‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪ .349 :‬ابن منظور‪ ،‬لساف العرب‪،‬‬
‫ط‪1414(3 :‬ىػ)‪ ،‬مط‪ :‬دار صادر‪ ،‬بَتكت‪ ،‬ج‪ ، 4 :‬ص‪.197 :‬‬
‫‪ -4‬ابن العنايب‪ :‬دمحم بن ‪٤‬تمود بن دمحم بن حسُت ا‪ٞ‬تزائرم‪ ،‬مفيت ا‪ٟ‬تنفية‪ ،‬عآب اب‪ٟ‬تديث‪ ،‬كىو من حضر مدينة ا‪ٞ‬تزائر‪،‬‬
‫السعي احملمود ُب ترتيب العساكر كا‪ٞ‬تنود كلو رسالة ُب التوحيد‪ ،‬توُب‪1267 :‬ىػ‪ .‬ينظر‪ :‬الزركلي‪،‬‬
‫من تصابيفو‪ٌ :‬‬
‫األعالـ‪ ،‬ط‪2006(15 :‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار العلم ا‪١‬تبليُت‪ ،‬بَتكت‪ ،‬لبناف‪ ،‬ج‪ ،7 :‬ص‪ .89 :‬أبو القاسم سعد هللا‪،‬‬
‫حماضرات يف اترَخ اجلزائر الدَث‪ ،‬ط‪1410(3 :‬ىػ‪1990/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬الشركة الوطنية للنشر‪ ،‬ا‪ٞ‬تزائر‪ ،‬ص‪.74 :‬‬
‫‪ -5‬أبو القاسم سعد هللا‪ ،‬اترَخ اجلزائر الثقايف‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪ .155 :‬عمار بوحوش‪ ،‬التارَخ السياسي للجزائر من‬
‫البداَة كلغاَة ‪1962‬ـ‪ ،‬ص‪.74 :‬‬

‫‪01‬‬
‫االقتصادية ك ً‬
‫االجتماعية كالعمرابية من خبلؿ توسيع كبناء ا‪١‬تدف ُب ا‪ٞ‬تزائر؛‬ ‫ا‪ٞ‬توابب ً‬
‫االلتحاؽ اب‪ٞ‬تيش أك ابلوظائف العليا‪ ،‬فأظهركا كفاءاهتم ُب ميادين‬‫إذ ٓب يتسن ‪٢‬تم ً‬
‫ٌ‬
‫‪1‬‬
‫الصناعة كالباركد كالنٌجارة كا‪٠‬تياطة كصناعة ا‪٠‬تزؼ ‪.‬‬
‫‪ -‬فئة اليهود‪ :‬تعترب فئة اليهود فئةن بشيطةن اليت ارتفع شأ يّنا ُب ا‪ٞ‬تزائر؛ لتعاملها مع‬
‫الدام كقادة ا‪ٞ‬تيش‪ ،‬كتقوـ بشراء كبيع البضائع أك الغنائم اليت ٭تصل عليها رجاؿ‬
‫االتٌصاؼ بكامل ا‪٠‬تيبث الذم كابوا‬ ‫ا‪ٞ‬تيش‪ ،‬ككذا السمسرة كالوساطة التجارية‪ ،‬مع ً‬
‫ٌ‬
‫كل من قسنطينة ككىراف كا‪١‬تدية كبوسعادة كتلمساف‪،‬‬ ‫ٯتارسوّنا مع األىإب‪٘ ،‬تركزكا ُب وٌ‬
‫كمع ّناية القرف الثامن عشر كمطلع القرف التاسع عشر بدأ بفوذىم السياسي‬
‫يضعف‪ ،‬كلكن بقيت التجارة ُب أيديهم‪.2‬‬
‫ٌأما عن مًت‪ٚ‬تنا ابن السنوسي فقد أدرؾ من خبلؿ رحبلتو اليت دامت م ٌدة من الزمن‬
‫أ ٌف ببلد العآب اإلسبلمي قد ابت مرتعان للجهل كالبدع‪ ،‬كالعقائد الفاسدة اليت تتناَب‬
‫كالعقيدة الصحيحة‪٦ ،‬تٌا ٌأدل إٔب تدىور ابلدرجة األكٔب حاؿ اجملتمع؛ سبب ذلك‬
‫ً‬
‫االبتعاد عن كتاب رٌهبا كسنٌة ببيها ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ ،-‬فسعى إٔب إصبلح الفرد كاجملتمع ركحيان‬
‫منحى‬ ‫متكامل‪٘ ،‬تثٌل أساسان ُب تشييد الزاكاي اليت اٗتذت‬ ‫و‬ ‫بظاـ و‬
‫شامل‬ ‫كماداين من خبلؿ و‬
‫ن‬
‫عامةن‪ ،‬كالشماؿ اإلفريقي على كجو‬
‫آخر خبلؼ ما كابت معركفةن بو ُب العآب اإلسبلمي ٌ‬ ‫ى‬
‫العثما٘ب دمحم‬ ‫ا‪٠‬تصوص؛ حيث يقوؿ ابن السنوسي ُب إحدل رسائلو إٔب كإب طرابل‬

‫‪ -1‬عمار بوحوش‪ ،‬التارَخ السياسي للجزائر من البداَة كلغاَة ‪1962‬ـ‪ ،‬ص‪ .74 :‬أبو القاسم سعد هللا‪ ،‬اترَخ‬
‫اجلزائر الثقايف‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪.178 :‬‬
‫‪ -2‬أبو القاسم سعد هللا‪ ،‬اترَخ اجلزائر الثقايف‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪ .151 :‬كماؿ صحركام‪ ،‬الدكر الدبلوماسي ليهود‬
‫اجلزائر يف أكاخر عهد الداايت‪ ،‬رسالة ماجستَت غَت مطبوعة‪ ،‬من إشراؼ‪ :‬دحو فغركر‪ ،‬جامعة معسكر‪2008 :‬ـ‪،‬‬
‫ص‪ .13 :‬مؤيد ‪٤‬تمود ‪ٛ‬تد ا‪١‬تشهدا٘ب‪ ،‬رجلة الدراسات التارخيية كالضارَة‪ ،‬مقاؿ بعنواف‪ :‬أكضاع ا‪ٞ‬تزائر خبلؿ ا‪ٟ‬تكم‬
‫العثما٘ب (‪1518‬ـ‪1830/‬ـ)‪ ،‬جامعة تكريت‪ ،‬العدد‪ ،)16( :‬أبريل ‪2013‬ـ‪ ،‬ج‪ ،5 :‬ص‪.427 :‬‬

‫‪00‬‬
‫بفوسنا‪ ،‬فنريد أف تكوف تلك‬ ‫بو‬ ‫كرضيت‬ ‫اعتدانه‬ ‫ما‬ ‫فنا‬ ‫أمُت ابشا‪":1‬كأما ‪٨‬تن فقد أىلً‬
‫ي‬ ‫ٌ‬
‫مستقرةن؛ ليحصل ا‪١‬تقصود منها كيدكـ ًمن تىػ ىعل ًم العل ًم‬ ‫ً‬
‫سكاّنا‬ ‫كبفوس‬ ‫مستمرةن‪،‬‬ ‫العمارةي‬
‫ٌ‬ ‫ي‬ ‫ٌ‬
‫كتفهيم ًو‪ً ،‬‬
‫كإقامة شعائ ًر الدي ًن للوافدين عليها كا‪١‬تقيمُت هبا"‪.2‬‬ ‫ً‬ ‫كتعليم ًو‪ ،‬كإقر ًاء ً‬
‫القرآف‬ ‫ً‬

‫من خبلؿ ىذه الرسالة القصَتة ُب ا‪١‬تبٍت الكبَتة ُب ا‪١‬تعٌت أنخذ فكرةن جليٌةن عن مقاصد‬
‫و‬
‫ٖتم ول كأداء ٌ‬
‫للرسالة إٔب األمة اإلسبلمية‬ ‫تشييد ىذه الزاكاي اإلصبلحية‪ ،‬كما كابت تقوـ بو من ٌ‬
‫الكربل‪.‬‬

‫سنة‪1842 :‬ـ‪ ،‬قاـ ببعض اإلصبلحات كأبشأ‬ ‫‪ -1‬دمحم أمُت ابشا‪ :‬يع ٌُت دمحم أمُت من اآلستابة كاليان على طرابل‬
‫بعض ا‪١‬ترافق‪ ،‬يعزؿ عن الوالية سنة‪1847 :‬ـ‪ ،‬كرجع إٔب اآلستابة‪ .‬ينظر‪ :‬الطاىر أ‪ٛ‬تد الزاكم‪ ،‬كاة طرابلس من بداَة‬
‫الفتح العريب إىل هناَة العهد الًتكي‪ ،‬ط‪1390(1 :‬ق‪1970/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار الفتح للطباعة كالنشر‪ ،‬بَتكت‪ ،‬لبناف‪،‬‬
‫ص‪.247 :‬‬
‫‪ -2‬دمحم الطيب بن إدري األشهب‪ ،‬السنوسي الُبَت‪ ،‬ص‪.24 :‬‬

‫‪01‬‬
‫امل ػ ػ ػػطلب الثالث‪ :‬ال ػ ػ ػ ػ ػػالة الثقافية‪.‬‬
‫االستمرار‪ ،‬كما‬‫االستقرار ك ً‬
‫يعترب العلم العماد الذم تنهض بو الدكؿ‪ ،‬كيساعدىا على ً‬
‫اىتمت الدكلة العثمابية‬ ‫ً‬
‫ًتدم الدكؿ كسقوطها؛ لذاؾ ٌ‬ ‫سبب رئيسي ل ٌ‬ ‫أ ٌف عدـ االىتماـ بو ه‬
‫االجتماعي‪١ ،‬تا ‪٢‬تذا األمر‬‫اب‪ٞ‬تابب الثقاُب‪ ،‬كما حرصت ُب ا‪١‬تقابل على ا‪ٞ‬تابب السياسي ك ً‬
‫من أتث وَت ابل وغ ُب تشييد ‪٣‬تتم وع ك واع يقدر على التطور كالتٌقدـ‪ ،‬فلم تكن دكلة ا‪٠‬تبلفة بعيدةن‬
‫كمؤسساهتا العلمية كالفكرية‪.‬‬
‫كل البعد عن كضع بصمتها ُب ا‪ٟ‬تضارة اإلسبلمية ٌ‬ ‫ٌ‬
‫كابت النهضة العلمية ا‪ٟ‬تقيقية للدكلة العلية مع فًتة حكم السلطاف دمحم الفاتح‪ ،‬فقد‬
‫تبوؤا‬ ‫و‬
‫كاف سلطاانن ‪٤‬تبٌان للعلم كالعلماء‪ ،‬يطلب منهم عقد مناظرات ُب ببلطو كيستمع إليها‪ٌ ،‬‬
‫عامةن‪ ،‬كٯتثٌلوف القسم الثا٘ب من بيظم الدكلة بعد النيظم‬
‫مهمةن ُب الدكلة كشؤكف ا‪ٟ‬تياة ٌ‬‫منزلةن ٌ‬
‫شيخ اإلسبلـ ُب استاببوؿ‬
‫فيت أك ى‬‫السياسية‪ ،‬ككصلت أ‪٫‬تٌية العآب ُب الدكلة إٔب درجة أ ٌف ا‪١‬ت ى‬
‫السلم‪ ،‬كبف األمر‬ ‫األكؿ‪ ،‬ككابت كلمتيو مسموعةن إلعبلف ا‪ٟ‬ترب كعقد ٌ‬ ‫مق ٌدمان على الوزير ٌ‬
‫ُب ا‪ٞ‬تزائر خبلؿ ىذا العهد‪.1‬‬
‫قسم ا‪١‬تؤرخوف فئة العلماء خبلؿ العهد العثما٘ب إٔب أصناؼ ثبلثة‪:‬‬
‫كقد ٌ‬
‫‪ -0‬كتاب اإلنشاء كاخلوجات‪ :‬الذين كابوا ٌ‬
‫يسجلوف للباشوات كالباايت‪،‬‬
‫كيسجلوف ‪٤‬تاضر جلسات الديواف كا‪١‬تفاكضات كا‪١‬تعاىدات مع الدكؿ‬
‫ٌ‬
‫ابلسلطة‪.‬‬
‫األخرل‪ ،‬ككابت ‪٢‬تم صلةه كثقى ٌ‬
‫‪ -1‬املث قٌ فوف األحرار‪ :‬الذين كابوا يندرجوف ضمن فئة العلماء‪ ،‬لكن غَت‬
‫السلطة‪ ،‬بل كابوا انقمُت على زمبلئهم ا‪١‬توظفُت‪ ،‬كيعتربكف خدمة‬
‫موظفُت عند ٌ‬
‫ا‪ٟ‬تكاـ بيعان للضمَت‪.2‬‬

‫‪ -1‬أبو القاسم سعد هللا‪ ،‬اترَخ اجلزائر الثقايف‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪.387 :‬‬
‫‪ -2‬ا‪١‬ترجع بفسو‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪.397 :‬‬

‫‪02‬‬
‫املرابطوف كالطرؽ الصوفية‪ٌ :‬‬
‫رحب العثمابيوف برجاالت التصوؼ؛ كذلك‬ ‫‪-2‬‬
‫التربؾ هبم‪ ،‬كإطبلعهم على خططهم ك‪٨‬تو ذلك‪.1‬‬
‫من خبلؿ التجائهم إليهم ك ٌ‬
‫خاصةن ُب الشماؿ اإلفريقي ال‬‫اب‪١‬تؤسسات الثقافية خبلؿ العهد العثما٘ب ٌ‬
‫ٌأما ما يتعلٌق ٌ‬
‫تكاد ٗترج عن إبشاء يدكر العلم؛ كا‪١‬تسجد كا‪١‬تدرسة كالكتاتيب‪ ،‬كابلدرجة األكٔب الزاكاي اليت‬
‫كابت ٘تثٌل القاعدة األكٔب لتكوين علماء من ا‪١‬تسلمُت ُب شىت التخصصات‪ ،‬كىنا يربز دكر‬
‫ابن السنوسي كعقليتو التنظيمية ُب زايدة تطوير ا‪١‬تفهوـ ا‪ٟ‬تقيقي للزاكاي‪ ،‬اليت أصبحت ُب كقتو‬
‫٘تثٌل النواة الرئيسة لنشر التعليم كإصبلح اجملتمع‪ ،‬كقاـ بتعميم ذلك ُب بلداف كثَتة؛ كا‪٢‬تند‬
‫كتركيا كغَتىا‪.‬‬
‫ا‪١‬تموؿ الرئيسي لتلك الدكر كلٌها‪ ،2‬ما عدا الزاكاي السنوسية اليت حثٌت‬
‫تعترب األكقاؼ ٌ‬
‫االتٌكاؿ ُب توفَت ا‪ٟ‬تاجيات كاكتساب الرزؽ‪ ،‬كضركرة التوٌكل على هللا‬ ‫مريديها على عدـ ً‬
‫تعأب مع تعاطي األسباب‪ ،‬فلم تقتصر الزاكية على التعليم فحسب‪ ،‬بل دعت إٔب تكوين‬
‫الزراعة كالتجارة كالصناعة‪ ،‬بل إ ٌف‬ ‫منتج‪ ،‬يعيش من كً ٌده ً ً ً‬
‫مسل وم متعلٌوم و‬
‫كعمل يده‪ ،‬فدعت إٔب ٌ‬
‫ركح النشاط يبدأ منذ كضع حجر أساس الزاكية‪.3‬‬
‫كحاصل األمر أ ٌف ا‪ٟ‬تركة السنوسية ابتخبت طريقان ‪٥‬تتلفان ُب برانمج عملها عن بقية‬
‫الطرؽ الصوفية األخرل‪.‬‬
‫السيادة كالرايدة للكتب الدينية؛ ككتب‬
‫ٌأما ا‪١‬تكتبات ُب العهد العثما٘ب فقد كابت ٌ‬
‫‪4‬‬
‫أىم مكتبة ُب‬
‫العقيدة كالتفسَت كا‪ٟ‬تديث كالفقو كاألصوؿ‪ ،‬ابإلضافة إٔب العلوـ اللغوية ‪ ،‬ك ٌ‬

‫‪ -1‬أبو القاسم سعد هللا‪ ،‬اترَخ اجلزائر الثقايف‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪.464 -397 :‬‬
‫‪ -2‬ا‪١‬ترجع بفسو‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪ .227 :‬مؤيد ‪٤‬تمود ‪ٛ‬تد ا‪١‬تشهدا٘ب‪ ،‬رجلة الدراسات التارخيية كالضارَة‪ ،‬مقاؿ‬
‫بعنواف‪ :‬أكضاع ا‪ٞ‬تزائر خبلؿ ا‪ٟ‬تكم العثما٘ب (‪1518‬ـ‪1830/‬ـ)‪ ،‬ص‪.435 :‬‬
‫‪ -3‬بقوال زايده‪ ،‬حماضرات يف اترَخ ليبيا من ااستعمار اإلَطايل إىل ااستقالؿ‪ ،‬ص‪.70 :‬‬
‫‪ -4‬أبو القاسم سعد هللا‪ ،‬حماضرات يف اترَخ اجلزائر الدَث (بداَة ااحتالؿ)‪ ،‬ص‪.168 :‬‬

‫‪03‬‬
‫كتب قي و‬
‫القرف الثامن عشر للميبلد مكتبة جغبوب ‪ ،‬اليت توفٌرت على و ٌ‬
‫‪1‬‬
‫مة ُب الشماؿ اإلفريقي‬
‫بساخان كمن يقوـ بشؤكّنا‪ ،‬كأرسل‬ ‫اىتم هبا ابن السنوسي أٌٯتا اىتماـ؛ فجعل ‪٢‬تا ٌ‬
‫كلٌو‪ ،‬حيث ٌ‬
‫كتاب ُب العآب ابللٌغة العربية إالٌ‬
‫إٔب ‪ٚ‬تيع األقطار كاألمصار من أيٌب لو ابلكتب‪ ،‬كال ييطبع ه‬
‫االستدمار الطليا٘ب أراضي ليبيا سنة‬ ‫كيبحثوف عنو كيظفركف بو إٔب أف احتل ً‬
‫ٌ‬
‫(‪0235‬ق‪0815/‬ـ)‪ ،‬كعبثوا هبذه ا‪ٞ‬توىرة الفريدة‪ ،‬كما تزاؿ منها بقيٌة إٔب اآلف ُب جامعة دمحم‬
‫ابن علي السنوسي‪.2‬‬

‫‪ -1‬جغبوب‪ :‬كاحة صغَتة بليبيا؛ تقع إٔب ا‪ٞ‬تنوب من طربؽ‪ٖ ،‬تيط هبا صحراء قاحلة من الشماؿ كالغرب كا‪ٞ‬تنوب‬
‫على مسافة ‪ 285‬كم من الشماؿ‪ ،‬ك‪700‬كم من الغرب‪ ،‬كمن ىاتو البلد ابتشرت الطريقة السنوسية‪ .‬ينظر‪ :‬دمحم بن‬
‫عثماف ا‪ٟ‬تشائشي التوب ‪ ،‬رحلة الشائشي إىل ليبيا سنة ‪1895‬ـ‪ ،‬تح‪ :‬علي مصطفى ا‪١‬تصراٌب‪ ،‬ط‪1965(1 :‬ـ)‪،‬‬
‫مط‪ :‬دار لبناف للطباعة كالنشر‪ ،‬بَتكت‪ ،‬ص‪ .152 :‬الطاىر أ‪ٛ‬تد الزاكم‪ ،‬معجم البلداف الليبية‪ ،‬ط‪:‬‬
‫‪1388(1‬ق‪1968/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬مكتبة النور‪ ،‬طرابل ‪ ،‬ليبيا‪ ،‬ص‪.102 :‬‬
‫‪ -2‬دمحم بن عثماف ا‪ٟ‬تشائشي التوب ‪ ،‬رحلة الشائشي إىل ليبيا سنة ‪1895‬ـ‪ ،‬ص‪ .151 :‬دمحم البهي‪ ،‬الفُر‬
‫اإلسالمي يف تطوره‪ ،‬ص‪.95 :‬‬

‫‪04‬‬
‫املبحث الثاين‪:‬‬

‫حياة ابن السنوسي الذاتية‪.‬‬


‫كيشتمل على‪:‬‬
‫املطلب األكؿ‪ :‬ا‪ٝ‬تو كبسبو‪.‬‬

‫املطلب الثاين‪ :‬مولده ككفاتو‪.‬‬

‫املطلب الثالث‪ :‬صفاتو‪.‬‬

‫‪05‬‬
‫ا‪١‬تبحث الثا٘ب‪ :‬حياة ابن السنوسي الذاتية‪.‬‬

‫املطلب األكؿ‪ :‬امسو كنسبو‪.‬‬


‫السيد دمحم ابن‬
‫السيد العريب األطرش ابن ٌ‬
‫السنوسي ابن ٌ‬
‫السيد ٌ‬
‫‪٤‬تمد بن علي ابن ٌ‬‫ىو ٌ‬
‫السيد يوسف‬‫السيد دمحم شائب الذراع ابن ٌ‬
‫السيد أ‪ٛ‬تد شهيده ابن ٌ‬
‫السيد عبد القادر ابن ٌ‬
‫ٌ‬
‫السيد ٭تي ابن‬
‫السيد علي أبو العسل ابن ٌ‬
‫السيد خطٌاب ابن ٌ‬
‫السيد عبد هللا ابن ٌ‬
‫أبوذىبية ابن ٌ‬
‫السيد عبد‬
‫السيد عبد القوم ابن ٌ‬
‫السيد منداس ابن ٌ‬
‫السيد أ‪ٛ‬تد ا‪١‬ترابط ابن ٌ‬
‫السيد راشد ابن ٌ‬
‫ٌ‬
‫السيد يوسف ابن‬ ‫السيد زين العابدين ابن ٌ‬
‫السيد زايف ابن ٌ‬
‫السيد يوسف ابن ٌ‬ ‫الر‪ٛ‬تن ابن ٌ‬
‫السيد‬
‫السيد دمحم ابن ٌ‬ ‫السيد أ‪ٛ‬تد ابن ٌ‬‫السيد عبد هللا ابن ٌ‬ ‫السيد إدري ابن ٌ‬‫السيد ا‪ٟ‬تسن ابن ٌ‬ ‫ٌ‬
‫السيد ‪ٛ‬تزة‬ ‫السيد داككد ابن ٌ‬
‫السيد يعقوب ابن ٌ‬ ‫السيد سعيد ابن ٌ‬ ‫السيد ‪ٛ‬تزة ابن ٌ‬‫عبد هللا ابن ٌ‬
‫السيد األزىر (األصغر) أمَت ا‪١‬تسلمُت كاب٘ب مدينة فاس‬ ‫السيد عمراف بن موالان ٌ‬ ‫ابن علي ابن ٌ‬
‫السيد عبد هللا الكامل‬ ‫السادة األدارسة اب‪١‬تغرب ابن ٌ‬‫السيد إدري األكرب ٌأكؿ ملوؾ ٌ‬ ‫اإلماـ ٌ‬
‫السيد ا‪ٟ‬تسن ا‪١‬تثٌت ابن اإلماـ ا‪ٟ‬تسن السبط ابن أمَت ا‪١‬تؤمنُت سيٌدان علي ‪-‬هنع هللا يضر‪-‬‬ ‫ابن ٌ‬
‫الزىراء بنت رسوؿ هللا ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪.1-‬‬
‫كالسيٌدة فاطمة ٌ‬
‫الساللة اإلدرَسيٌة" ٌ‬
‫يتضمن اتريخ‬ ‫السنيٌة يف أخبار ُّ‬ ‫كللمؤلٌف كتاب بعنواف " ُّ‬
‫الدرر َّ‬
‫السنوسيوف حفدة األدارسة؛ ‪٦‬تٌا يعٍت أبٌو شريف‬
‫األئمة ٌ‬
‫السبللة الطٌاىرة اليت ينحدر منها ٌ‬
‫ٌ‬
‫النسب؛ كقد كاف كثَته من القادة كالعلماء كالصلحاء ييعلنوف عن ابتساهبم لو‪.‬‬

‫‪ -1‬ينظر‪ :‬عبد القادر بن علي‪ ،‬الفوائد اجللية يف اترَخ العائلة السنوسية‪ ،‬ط‪1386( :‬ىػ‪1966/‬ـ)‪ ،‬مط‪:‬دار‬
‫ا‪ٞ‬تزائر‪ ،‬دمشق‪ ،‬ص‪ .8 :‬دمحم بن دمحم ‪٥‬تلوؼ‪ ،‬شجرة النور الزكية يف طبقات املالُية‪ ،‬علٌق عليو‪ :‬عبد اجمليد خيإب‪،‬‬
‫ط‪1424(1 :‬ىػ‪2003/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بَتكت‪ ،‬لبناف‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪ .570 :‬الزركلي‪ ،‬األعالـ‪ ،‬ج‪:‬‬
‫‪ ،6‬ص‪.299 :‬‬

‫‪06‬‬
‫‪1‬‬
‫مقر أجداده آؿ‬‫ٌ‬ ‫‪،‬‬ ‫‪٤‬تمد بن علي السنوسي ُب بلدة مستغاٖب‬ ‫كابت كالدة الشيخ ٌ‬
‫خطٌاب ا‪١‬تنسوبوف إٔب سيدم عبد هللا بن ا‪٠‬تطٌاب ‪-‬ر‪ٛ‬تو هللا‪ ،-‬ككاف من قدر هللا كقضائو أف‬
‫السيد‬
‫السيدة فاطمة الزىراء بنت ٌ‬ ‫عماتو ٌ‬ ‫السنتُت‪ ،‬ف ىك ىف ٍلتو إحدل ٌ‬
‫توُب أبوه بعد أف أًبٌ ٌ‬
‫السيد علي‪.2‬‬
‫السنوسي ابن العريب‪ ،‬بوصيٌة من كالده؛ أخيها ٌ‬
‫ابلسنوسي يعود إٔب ج ٌده دمحم‬
‫السنوسي‪ ،‬كاشتهاره ٌ‬‫السنوسي ىو السيٌد علي ٌ‬ ‫كالد ابن ٌ‬
‫ابن عبد القادر‪ ،‬الذم اشتهر آبذاؾ إبماـ احمل ٌدثُت‪ ،‬كيع ٌد أحد حفاظ ا‪١‬تغرب اإلسبلمي‪،‬ل ٌقب‬
‫نوسي‪( 3‬ت‪784 :‬ق) ‪-‬ر‪ٛ‬تو هللا تعأب‪.4-‬‬
‫الس ٌ‬‫‪٤‬تمد بن يوسف ٌ‬ ‫تربكان ابإلماـ ٌ‬
‫بفسو بذلك؛ ٌ‬

‫تسميتها إٔب ع ٌدة أصوؿ؛ منها‪ :‬مشىت غاٖب أك‬‫‪ -1‬مستغاًل‪ :‬أك مستغابيم كما ينطقها أىل الغرب ا‪ٞ‬تزائرم‪ ،‬مرجع ٌ‬
‫مرسى غاٖب أك مسك الغنائم‪ ،‬كُب القد‪ٙ‬ب تسمى كارتينا‪ ،‬كىي مدينة ساحلية على الضفة البحر ا‪١‬تتوسط‪ ،‬تقع غرب‬
‫ا‪ٞ‬تزائر العاصمة‪ ،‬كتبعد عنها ْتوإب ‪ 300‬كيلو مًتا‪ ،‬كشرؽ مدينة كىراف‪ ،‬كتبعد عنها ‪ 80‬كيلومًتان‪ .‬ينظر‪ :‬عبد هللا بن‬
‫دمحم بن الشارؼ ابن سيدم علي حشبلؼ‪ ،‬سلسة األصوؿ يف شجرة أبناء الرسوؿ‪ ،‬ط‪2006(1 :‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار‬
‫بشر الذاكر ا‪١‬تذكور‪ ،‬البليدة‪ ،‬ص‪.115 :‬‬
‫السافرة يف عوايل األسانيد الفاخرة‪٥( ،‬تطوط)‪ ،‬اللٌوحة‪ .04 :‬عبد ا‪١‬تالك بن عبد‬
‫السنوسي‪ ،‬البدكر ٌ‬
‫‪-2‬دمحم بن علي ٌ‬
‫القادر بن علي‪ ،‬الفوائد اجللية‪ ،‬ص‪ .9 :‬دمحم الطيب بن إدري األشهب‪ ،‬السنوسي الُبَت‪ ،‬ص‪ .8 :‬عبد هللا بن دمحم‬
‫ابن الشارؼ بن سيدم علي حشبلؼ‪ ،‬سلسة األصوؿ يف شجرة أبناء الرسوؿ‪ ،‬ص‪.115 :‬‬
‫نوسي‪ :‬أبو عبد هللا دمحم بن يوسف بن عمر بن شعيب السنوسي العيسي الشريف ا‪ٟ‬تسٍت‬ ‫الس ٌ‬ ‫حممد بن َوسف ٌ‬ ‫‪ٌ -3‬‬
‫وسة؛ أحد قبائل الرببرية ُب ا‪١‬تغرب‪ ،‬كإليهم بيسب مًت‪ٚ‬تنا؛ ألبٌو بزؿ عندىم‪ ،‬كقيل‪ :‬بل ىو‬
‫القرشي‪ ،‬الذم بزؿ قبيلة ىسني ي‬
‫لؤلمة أمر دينها على رأس ا‪١‬تائة التاسعة‪ ،‬صاحب العقائد الىت ٓب أيت أح هد ٔتثلها‬
‫منهم‪ ،‬يع ٌد أحد األعبلـ الذين ج ٌددكا ٌ‬
‫ا‪١‬تسمى بػ‪ :‬عمدة أىل التوفيق كالتسديد ُب شرح عقيدة أىل التوحيد‪،‬‬ ‫من ا‪١‬تتأخرين‪ ،‬من آتليفو‪ :‬شرح العقيدة الكربل ٌ‬
‫‪٤‬تمد‬
‫ا‪١‬تقرب ا‪١‬تستوُب ُب شرح فرائض ا‪ٟ‬توُب‪ ،‬توُب سنة‪895 :‬ق‪ .‬ينظر‪ :‬أبو العبٌاس أ‪ٛ‬تد بن ٌ‬ ‫شرح صحيح البخارم‪ً .‬‬
‫ٌ‬
‫الرجاؿ‪ ،‬تح‪ :‬دمحم األ‪ٛ‬تدل أبو النور‪ ،‬ط‪:‬‬
‫درة الجاؿ يف أمساء ٌ‬
‫ا‪١‬تكناسى‪ ،‬الشهَت اببن القاضى (ت‪1025 :‬ىػ)‪ٌ ،‬‬
‫‪1391(1‬ىػ‪1971/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار الًتاث‪ ،‬القاىرة‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪ .141 :‬أ‪ٛ‬تد اباب بن أ‪ٛ‬تد التنبكيت السودا٘ب‬
‫(ت‪1036:‬ىػ)‪ ،‬نيل اابتهاج بتطرَز الدَباج‪ ،‬بعناية‪ :‬عبد ا‪ٟ‬تميد عبد هللا ا‪٢‬ترامة‪ :،‬ط‪2000(2 :‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار‬
‫الكاتب‪ ،‬طرابل ‪ ،‬ليبيا‪ ،‬ص‪ .563 :‬مرتضى الزبيدم‪ ،‬اتج العركس‪ ،‬تح‪٤ :‬تمود دمحم الطناحي‪ ،‬ط‪:‬‬
‫‪.‬مادة (سن )‪.‬‬
‫(‪1396‬ىػ‪1976/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار الًتاث العريب‪ ،‬الكويت‪ ،‬ج‪ ،16 :‬ص‪ٌ 154 :‬‬
‫‪ -4‬دمحم بن عثماف ا‪ٟ‬تشائشي التوب ‪ ،‬رحلة الشائشي إىل ليبيا سنة ‪1895‬ـ‪ ،‬ص‪ .144 :‬صبلح مؤيٌد العق ي‪،‬‬
‫الصوفية كالزكااي ابجلزائر اترخيها كنشاطها‪ ،‬ط‪2009( :‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار البصائر‪ ،‬ا‪ٞ‬تزائر‪ ،‬ص‪.120 :‬‬
‫الطٌرؽ ٌ‬

‫‪07‬‬
‫ابلسنوسي‪ ،‬كقد كقع ا‪٠‬تلط بينو‬ ‫السنوسي ٌأكؿ من عيرؼ ٌ‬ ‫يع ٌد اإلماـ دمحم بن يوسف ٌ‬
‫كبُت اإلماـ ابن السنوسي ا‪١‬تًتجم لو؛ بسبب ً‬
‫االشًتاؾ ُب النٌسبة‪ ،‬كا‪١‬تقصود أصالةن هبذه النٌسبة‬ ‫ى‬ ‫ٌ‬
‫البُت قد كقع لبعض‬ ‫لسهو ٌ‬ ‫ىو صاحب الطٌريقة الشيخ دمحم بن علي السنوسي‪ ،‬كىذا ا ٌ‬
‫الباحثُت؛ جاء ُب كتاب "مذكرات األمَت عبد القادر"‪ ،1‬تسميةي األمَت ‪-‬ر‪ٛ‬تو هللا‪ -‬لبعض‬
‫السنوسي‪ ،‬كا‪ٟ‬تافظ بن‬
‫ا‪١‬توحدين العارؼ ابهلل سيدم دمحم ٌ‬‫علماء تلمساف‪ ،‬فقاؿ‪...":‬كإماـ ٌ‬
‫كل من اقتدل هبديهم"‪.2‬‬ ‫مرزكؽ ا‪ٟ‬تفيد‪...،‬كمن ماثلهم من التلمسابيُت‪ ،‬بفع هللا هبم ٌ‬
‫ابلرغم من تصريح األمَت أببٌو يتح ٌدث على علماء تلمساف إالٌ أبٌو قد جاء ُب التعليق‬
‫(‪0111‬ىػ‪0165/‬ق)‪،‬‬ ‫السنوسي ا‪٠‬تطٌايب‬
‫‪٤‬تمد بن علي ٌ‬ ‫السنوسي‪ٌ :‬‬‫حممد ٌ‬
‫بصو‪ٌ ":‬‬
‫على النٌص ما ٌ‬
‫السنوسية‪ ،‬رحل إٔب برقة‪.4"...3‬‬
‫مؤس الطريقة ٌ‬
‫كلد ُب مستغاٖب ٌ‬
‫السهو ىو أ ٌف أاب القاسم سعد هللا‪-‬ر‪ٛ‬تو هللا‪ -‬قد ذكر أ ٌف األمَت‬
‫يدؿ على ىذا ٌ‬ ‫كما ٌ‬
‫و‬
‫تعليقات عليها‪.6‬‬ ‫للسنوسي"‪ ،5‬كأ ٌف لو‬
‫كاف مولعان بتدري " ٌأـ الرباىُت ٌ‬

‫‪ -1‬مذكرات األمَت عبد القادر‪ :‬سَتة ذاتية لؤلمَت عبد القادر ‪-‬ر‪ٛ‬تو هللا‪ -‬كتبها ُب ٌ‬
‫السجن سنة‪1849 :‬ـ‪ ،‬بشرت‬
‫ألكؿ ٌمرة ‪٤‬ت ٌققة من طرؼ ثبلثة ابحثُت‪ :‬دمحم الصغَت‪٤ ،‬تفوظ ‪ٝ‬تاٌب‪ ،‬دمحم الصاّب أ‪ٞ‬توف‪.‬‬
‫ٌ‬
‫‪ -2‬األمَت عبد القادر‪ ،‬مذكرات األمَت عبد القادر‪ ،‬تح‪ :‬دمحم الصغَت‪ ،‬ط‪2010(7 :‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار ٌ‬
‫األمة‪ ،‬ا‪ٞ‬تزائر‪،‬‬
‫ص‪.59 :‬‬
‫‪ -3‬بىػ ٍرقة‪ :‬تطلق على ا‪١‬تنطقة الواقعة بُت عقبة السلوـ شرقان‪ ،‬كحدكد طرابل غرابن‪ ،‬فتحها عمرك بن العاص‪ ،‬كذلك ُب‬
‫أكاخر سنة ‪21‬ق‪ ،‬ككابت اتبعة ‪١‬تصر من أايـ االحتبلؿ الركما٘ب‪ ،‬ينظر‪ :‬طو عبد ا‪١‬تقصود عبد ا‪ٟ‬تميد أبو يعبيَّة‪ ،‬موجز‬
‫عن الفتوحات اإلسالمية‪( ،‬د ت ط)‪ ،‬مط‪ :‬دار النشر للجامعات‪ ،‬القاىرة‪ ،‬ص‪ .48 :‬الطاىر أ‪ٛ‬تد الزاكم‪ ،‬معجم‬
‫البلداف الليبية‪ ،‬ص‪.56 :‬‬
‫‪ -4‬األمَت عبد القادر‪ ،‬مذكرات األمَت عبد القادر‪ ،‬ص‪.59 :‬‬
‫‪٥‬تتصر مفي هد‪٤ ،‬تت وو على ‪ٚ‬تيع عقائد‬
‫ه‬ ‫‪ٌ -5‬أـ الرباىُت‪ :‬لئلماـ دمحم بن يوسف بن ا‪ٟ‬تسُت السنوسي(ت‪895 :‬ق)‪ ،‬كىو‬
‫التوحيد‪ ،‬كتعرؼ ابلسنوسية الصغرل‪ .‬ينظر‪ :‬حاجي خليفة (ت‪1067 :‬ىػ)‪ ،‬كشف الظنوف عن أسامي الُتب‬
‫كالفنوف‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪ .170 :‬ادكارد كربيليوس فابديك (ت‪1313 :‬ىػ)‪ ،‬اكتفاء القنوع دبا ىو مطبوع‪ ،‬ص ٌححو كزاد‬
‫عليو‪ :‬دمحم علي البببلكم‪ ،‬مط‪ :‬مطبعة التأليف (ا‪٢‬تبلؿ) ‪ ،‬مصر‪ ،‬ط‪1313( :‬ىػ‪1896/‬ـ)‪ ،‬ص‪.169 :‬‬
‫‪ -6‬أبو القاسم سعد هللا‪ ،‬اترَخ اجلزائر الثقايف‪ ،‬ج‪ ،7 :‬ص‪.150 :‬‬

‫‪08‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬مولده ككفاتو‪.‬‬
‫األكؿ‪ :‬مولده‬
‫الفرع ٌ‬
‫األكؿ‪ ،‬من سنة‬
‫السنوسي اتريخ كالدتو أب ٌّنا كابت‪ :‬ليلة اثٍت عشر من ربيع ٌ‬
‫يذكر ابن ٌ‬
‫"غرب" على حسب قاعدة حركؼ األّتدية‪1‬؛ أم سنة‪0111 :‬ىػ ا‪١‬توافق ل ػ ‪ 11‬ديسمرب‬
‫‪0676‬ـ‪ ،‬كبسبب ىذا التأريخ يً‪ٝ‬ت ٌي ي‪٤‬ت ٌمدان؛ إذ طابق مو ي‬
‫لده ا‪١‬تو ىلد الشريف‪ .2‬كهبذا التٌصريح‬
‫كفاان مؤبة البحث ُب كتب الًتاجم عن اتريخ مولده‪ ،‬إالٌ أبٌو يكجد عند بعض الباحثُت أ ٌف‬
‫مولده ابلتأريخ ا‪١‬تيبلدم كاف حوإب سنة‪0677 :‬ـ‪ ،3‬كقيل سنة‪0687 :‬ـ‪ .4‬كىذا خبلؼ‬
‫الصواب‪.‬‬
‫ٌ‬

‫العرب قبل ا‪١‬تيبلد بقركف؛ فعندما كضعوا األّتدية جعلوا ترتيب حركفها‬‫ض ًع ى‬‫اجلمل‪ :‬كىو حساب من ىك ٍ‬ ‫‪ -1‬حساب ٌ‬
‫على الصورة اآلتية‪( :‬أ‪ ،‬ب‪ ،‬ج‪ ،‬د‪ ،‬ىػ‪ ،‬ك‪ ،‬ز‪ ،‬ح‪ ،‬ط‪ ،‬م‪ ،‬ؾ‪ ،‬ؿ‪ ،‬ـ‪ ،‬ف‪ ،‬س‪ ،‬ع‪ ،‬ؼ‪ ،‬ص‪ ،‬ؽ‪ ،‬ر‪ ،‬ش‪ ،‬ت‪ ،‬ث‪،‬‬
‫حرؼ من ىذه ا‪ٟ‬تركؼ قيمةن عدديةن كفق اآلٌب‪ :‬أ=‪ 1‬ب=‪ 2‬ج=‪ 3‬د=‪ 4‬ىػ=‪5‬‬ ‫خ‪ ،‬ذ‪ ،‬ض‪ ،‬ظ‪ ،‬غ)‪ٍ .‬ب جعلوا لكل و‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫ك=‪ 6‬ز=‪ 7‬ح=‪ 8‬ط=‪ 9‬م=‪ 10‬ؾ=‪ 20‬ؿ=‪ 30‬ـ=‪ 40‬ف=‪ 50‬س=‪ 60‬ع=‪ 70‬ؼ=‪ 80‬ص=‪ 90‬ؽ=‪100‬‬
‫ر=‪ 200‬ش=‪ 300‬ت=‪ 400‬ث=‪ 500‬خ=‪ 600‬ذ=‪ 700‬ض=‪ 800‬ظ=‪ 900‬غ=‪.1000‬‬
‫ألّنا ترسم‬
‫ألّنا ترسم ىاءن كتلفظ عند الوقف ىاءن أيضان‪ ،‬كاأللف ا‪١‬تقصورة يٖت ىسب ايءن؛ ٌ‬
‫كالتاء ا‪١‬تربوطة (ػة) يٖت ىسب ىاءن؛ ٌ‬
‫اجلمل‪ ،‬ط‪1429( :‬ق‪2008/‬ـ)‪،‬‬
‫على صورة الياء (ل)‪ .‬ينظر‪ :‬طارؽ بن سعيد القحطا٘ب‪ ،‬أسرار الركؼ كحساب ٌ‬
‫ص‪.24:‬‬
‫‪ -2‬دمحم بن علي السنوسي‪ ،‬البدكر السافرة يف عوايل األسانيد الفاخرة‪٥( ،‬تطوط)‪ ،‬اللوحة‪.04 :‬‬
‫‪ -3‬يوسي ىوارم‪ ،‬ا‪١‬تستدرؾ على الشيخ السنوسي ُب كتابو‪ ":‬بغية ا‪١‬تقاصد ُب خبلصة ا‪١‬تراصد"‪ْ ،‬تث لنيل شهادة‬
‫ا‪١‬تاجستَت‪ ،‬إبشراؼ‪ :‬د‪ .‬بوزيد الدين‪ ،‬كٔتساعدة د‪ .‬لشهب أبو بكر‪ٔ ،‬تعهد العلوـ اإلبسابية كالعلوـ اإلسبلمية‬
‫‪-‬كىراف‪ -‬سنة‪1996( :‬ـ‪1997/‬ـ)‪ ،‬ص‪.3 :‬‬
‫‪ -4‬دمحم الطيب بن إدري األشهب‪ ،‬السنوسي الُبَت‪ ،‬ص‪.8 :‬‬

‫‪11‬‬
‫الفرع ال ثاين ‪ :‬كفاتو‬
‫السنوسي طيلة م ٌدة جهاده فىػ ًٍتةن كال ملبلن‪ ،‬فكاف يدعو ْت وٌق إٔب ضركرة‬‫ٓب يعرؼ ابن ٌ‬
‫إصبلح الفرد كا‪ٞ‬تماعة‪ ،‬إٔب أف اشت ٌد بو ا‪١‬ترض ُب أيخرايت حياتو‪ ،‬سنة‪0164 :‬قػ‪ ،‬فصار‬
‫ات‪ ،‬ككاف يقوؿ‪":‬أىل هللا ‪ٛ‬تٌلوان شيئان كثَتان‪ ،‬لو بزؿ على ا‪ٞ‬تباؿ‬ ‫يغيب عن إحساسو مر و‬
‫ٌ‬
‫‪1‬‬
‫‪٤‬ترـ‬
‫بعضو ُب منتصف ٌ‬ ‫الراسيات ‪١‬تا أطاقتو" ‪ ،‬إالٌ أبٌو سرعاف ما يشفي من ىذا ا‪١‬ترض‪ ،‬كارتفع ي‬ ‫ٌ‬
‫‪2‬‬
‫عاـ‪0165 :‬ق ‪ٍ ،‬بٌ تزايد عنو ا‪١‬ترض فصار ييفيق أحياانن كيىغيب أخرل‪ ،‬إٔب أف دعاه مواله‬
‫ركحو الطٌاىرة راضيةن مرضيةن إٔب ا‪ٟ‬تضرة العليٌة‪ .‬تغشاىا هللا بواسع الر‪ٛ‬تة‬
‫كعز‪ ،‬كصعدت ي‬‫جل ٌ‬ ‫ٌ‬
‫‪3‬‬
‫كا‪١‬تغفرة ػ‬
‫جهاد ك و‬
‫اجتهاد يوـ‪ :‬األربعاء اتسع‬ ‫صعدت تلك الركح آمنةن مطمئنٌةن إٔب ابرئها بعد و‬
‫ٌ‬
‫ست كسبعُت كمائتُت كألف من ا‪٢‬تجرة‪ ،‬ا‪١‬توافق لػػ‪ٌ :‬سابع سبتمرب سنة‪:‬‬ ‫صفر ا‪٠‬تَت من سنة‪ٌ :‬‬
‫‪4‬‬
‫السبعُت‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫ك‬ ‫بع‬
‫ر‬ ‫األ‬ ‫يناىز‬ ‫عمر‬ ‫عن‬ ‫‪،‬‬ ‫تسع ك‪ٜ‬تسُت ك‪ٙ‬تا‪٪‬تائة كألف للميبلد ٔتدينة ا‪ٞ‬تغبوب بليبيا‬
‫قضاىا كلٌها ُب التٌعلم كالتٌعليم كال ٌدعوة‪ ،‬اتركان كارءىه ىك ىلديٍو الصغَتين‪ ،‬الذين كاف يشَت إليهما‬
‫الصبح كطفئ ا‪١‬تصباح"؛ كا‪١‬تراد‬‫كيبشر هبما؛ دمحم ا‪١‬تهدم الذم قاؿ فيو يوـ كالدتو‪":‬اآلف ظهر ٌ‬ ‫ٌ‬
‫ابلصبح‪ :‬دمحم ا‪١‬تهدم‪ ،‬كاب‪١‬تصباح‪ :‬بفسو‪ .‬ككلده الثا٘ب دمحم الشريف‪.5‬‬
‫بعد كفاة ابن السنوسي ىخلى ىفوي ابنو دمحم ا‪١‬تهدم الذم ييعد الزعيم الثا٘ب للحركة‬
‫السادسة عشر‪ 6‬من عمره‪ ،‬ىو اآلخر كابت سَتتيو عامرةن ابلعرب‬ ‫السنوسية‪ ،‬كسنو ال يتجاكز ٌ‬
‫ٌ‬

‫‪ -1‬أ‪ٛ‬تد صدقي الدجا٘ب‪ ،‬الركة السنوسية‪ ،‬ص‪.124 :‬‬


‫‪ -2‬ا‪١‬ترجع بفسو‪ ،‬ص‪.124 :‬‬
‫‪ -3‬عبد ا‪١‬تالك بن عبد القادر بن علي‪ ،‬الفوائد اجللية‪ ،‬ص‪.87 :‬‬
‫‪ -4‬ينظر‪ :‬عبد ا‪١‬تالك بن عبد القادر بن علي‪ ،‬الفوائد اجللية‪ ،‬ص‪ .87 :‬أ‪ٛ‬تد صدقي الدجا٘ب‪ ،‬الركة السنوسية‪،‬‬
‫ص‪ .124 :‬عادؿ بويهض‪ ،‬معجم أعالـ اجلزائر‪ ،‬ص‪ .166 :‬أ‪ٛ‬تد الطاىر الزاكم‪ ،‬معجم البلداف الليبية‪ ،‬ص‪:‬‬
‫‪.104‬‬
‫‪ -5‬عبد ا‪١‬تالك بن عبد القادر بن علي‪ ،‬الفوائد اجللية‪ ،‬ص‪.87 :‬‬
‫‪ -6‬ا‪١‬ترجع بفسو‪ ،‬ص‪.91 :‬‬

‫‪10‬‬
‫كتوسعت ا‪ٟ‬تركة ُب عهده أربعة أضعاؼ ما كابت عليو‪ ،‬كح ٌقق ابتصارات عظيمة‬ ‫كال ٌدركس‪ٌ ،‬‬
‫‪1‬‬
‫عم ا‪١‬تهدم‪ -‬العابد ا‪٠‬تاشع‪،‬‬‫لئلسبلـ ُب إفريقيا‪ٌ ،‬أما الزعيم الثالث فهو أ‪ٛ‬تد الشريف ‪-‬ابن ٌ‬
‫اجملاىد الشجاع‪ ،‬الذم جاىد ابستماتة ُب سبيل ٖتقيق مقاصد ا‪ٟ‬تركة السنوسية‪ ،‬حىت عقد‬
‫‪2‬‬
‫السلف كخا٘تة اجملاىدين‪ :‬سيدم أ‪ٛ‬تد الشريف‬ ‫ٌ ٌ‬ ‫ة‬ ‫بقي‬ ‫"‬ ‫اف‬
‫و‬ ‫بعن‬ ‫ال‬
‫ن‬ ‫مقا‬ ‫لو شكيب أرسبلف‬
‫الشريف السنوسي‪ :‬ىو خا٘تة ‪٣‬تاىدم‬ ‫فالسيد أ‪ٛ‬تد ٌ‬
‫السنوسي ‪-‬هنع هللا يضر‪ "-‬قاؿ فيو‪ٌ ...":‬‬
‫اإلسبلـ إٔب ىذا الوقت‪ ،‬كقد سبقو الشيخ شامل الداغستا٘ب الذم قاكـ الركسية أربعُت سنة‪،‬‬
‫كاألمَت عبد القادر ا‪ٞ‬تزائرم الذم انىض فربسا ‪ 06‬سنة‪ ،‬كتبعو ُب ا‪ٞ‬تهاد كاقتدل بسَتتو دمحم‬
‫السيد أ‪ٛ‬تد‬
‫عبد الكر‪ٙ‬ب ا‪٠‬تطايب الريفي الذم كابت مقاكمتو قصَتة كلكنٌها عريضة‪ ،...‬كلوال ٌ‬
‫األكؿ من‬
‫كبرقة من الشهر ٌ‬ ‫الشريف ‪-‬ر‪ٛ‬تو هللا‪ -‬لكابت إيطاليا استصفت قطرم طرابل‬
‫غارهتا الغادرة عليهما"‪.3‬‬

‫‪ -1‬أمحد الشرَف‪ :‬أ‪ٛ‬تد بن الشريف بن دمحم بن علي السنوسي‪ ،‬اجملاىد الكبَت‪ ،‬أخذ العلم بزاكية ا‪ٞ‬تغبوب عن‬
‫أساتذهتا‪ ،‬كٓب تكن لو رحلةي‪ ،‬حارب الطلياف سنة‪1911 :‬ـ‪ ،‬توُب اب‪١‬تدينة ا‪١‬تنورة سنة‪1932 :‬ـ كدفن ابلبقيع‪ .‬ينظر‪:‬‬
‫الزاكم‪ ،‬أعالـ ليبيا‪ ،‬ط‪2004(3 :‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار ا‪١‬تدار اإلسبلمي‪ ،‬بَتكت‪ ،‬لبناف‪ ،‬ص‪.80 :‬‬
‫الطاىر أ‪ٛ‬تد ٌ‬
‫أرسبلف‪ ،‬من سبللة التنوخيُت ملوؾ ا‪ٟ‬تَتة‪ ،‬من أعضاء‬ ‫‪ - 2‬شُيب أرسالف‪ :‬شكيب بن ‪ٛ‬تود بن حسن بن يوب‬
‫اجملمع العلمي العريب‪ ،‬من مؤلٌفاتو‪ :‬حاضر العآب اإلسبلمي‪١ ،‬تاذا أتخر ا‪١‬تسلموف‪ .‬توُب سنة‪1366 :‬ق‪ .‬ينظر‪ :‬عمر بن‬
‫رضا كحالة الدمشقي‪ ،‬معجم املؤلفُت‪ ،‬مط‪ :‬دار إحياء الًتاث العريب‪ ،‬بَتكت‪ ،‬ج‪ ،4 :‬ص‪ .304 :‬الزركلي‪ ،‬األعالـ‪،‬‬
‫ج‪ ،3 :‬ص‪.173 :‬‬
‫‪ -3‬شكيب أرسبلف‪ ،‬حاضر العامل اإلسالمي‪ ،‬ط‪2011(1 :‬ـ‪1432/‬ىػ)‪ ،‬مط‪ :‬ا‪١‬تكتبة العصرية‪ ،‬بَتكت‪ ،‬ج‪،4 :‬‬
‫ص‪.552 :‬‬

‫‪11‬‬
‫املطلب الثالث‪ :‬صفاتو‪.‬‬
‫ا‪ٟ‬تق‪ ،‬ال ٮتاؼ ُب هللا لومة الئم‪ ،‬جامعان بُت‬
‫كاف ابن السنوسي متميٌزان ُب قوؿ كلمة ٌ‬
‫األقواؿ كاألفعاؿ كاألحواؿ‪ ،‬ابعك ذلك على أخبلقو‪ ،‬األمر الذم ساعده على أف يسكن‬
‫القلوب كيًتبٌع عليها‪ ،‬كلٍنورد بعض ما يكصف بو‪.‬‬
‫أكان‪ :‬العفو عند املقدرة‪:‬‬
‫ٌ‬
‫ا‪١‬تهمة اليت ظهرت ُب شخصية ابن السنوسي العفو كالصفح؛ كدليل ذلك‬ ‫الصفات ٌ‬ ‫من ٌ‬
‫عمو ُب "مستغاٖب"‪ ،‬حوؿ األمبلؾ اليت قد كضعوا أيديىهم‬ ‫النزاع الذم كاف بينو كبُت بٍت ٌ‬
‫ابلريع كتسليم ا‪١‬تلك لو‪،‬‬‫عمو ٌ‬ ‫عليها‪ ،‬كٓب يستفد منها شيئان طيلةى م ٌدة غيابو ف ػػ"طىالب أكالد ٌ‬
‫فامتنعوا عن ذلك‪ ،‬فرفع ض ٌدىم قضيةن ىكرْتها‪ ،‬فسلٌمت لو ا‪ٟ‬تكومةي أمبل ىكو‪ٌ ،‬أما الريع فلم‬
‫عمو فتنازؿ اإلماـ عن طلبو‪،‬‬ ‫‪٬‬تدكا منو شيئان يدفع لو؛ لذا قامت ا‪ٟ‬تكومة بسجن أكالد ٌ‬
‫كطلب إخبلء سبيلهم فكاف لو ذلك"‪.1‬‬
‫تعرض لبعض ا‪١‬تضايقات من بعض علماء‬ ‫العداء إٔب ىذا ا‪ٟ‬ت ٌد فحسب بل ٌ‬
‫كٓب يقف ى‬
‫مصر؛ كالشيخ دمحم عليش ا‪١‬تالكي‪ 2‬الذم كصل بو ا‪ٟ‬تاؿ إبذاعة فتول بُت النٌاس بتكفَت ابن‬
‫ماران ابلقاىرة سنة ‪0731‬ـ؛ ‪١‬تا‬
‫السنوسي كأتباعو‪ ،‬كذلك بعد عودتو من ا‪ٟ‬تجاز إٔب ا‪١‬تغرب ٌ‬
‫كاف يدعو إليو من ضركرة ً‬
‫االجتهاد كببذ التقليد‪ ،‬كإعادة النظر ُب كث وَت من ا‪١‬تسائل الفقهية‪،‬‬
‫الصدر ًبى ٍرم املسائل العشر"‪ ،‬الذم خالف فيو مشهور‬
‫خاصةن بعد ما عيرؼ بكتابو "شفاء ٌ‬
‫ٌ‬
‫بصو‪":‬كأمر‬ ‫اضح ‪٦‬تٌن ي ٌدعي ىذه ال ٌدعول‪ ،‬يقوؿ ما ٌ‬
‫موقف ك ه‬
‫مذىب مالك‪ ،‬كالشيخ عليش لو ه‬
‫ترؾ ا‪١‬تذاىب ا‪١‬تتٌػبىعة‪،‬‬
‫حق أريد هبا ابطل‪ ،‬إذ مراده ي‬ ‫السنٌة كلمةي وٌ‬
‫عو ٌاـ النٌاس ابتٌباع الكتاب ك ٌ‬

‫‪ - 1‬أ‪ٛ‬تد صدقي الدجا٘ب‪ ،‬الركة السنوسية‪ ،‬ص‪.158 :‬‬


‫‪ -2‬عليش‪ :‬أبو عبد هللا دمحم بن أ‪ٛ‬تد بن دمحم عليش ا‪١‬تالكي األشعرم الشاذٕب األزىرم‪ ،‬كلد‪1217 :‬ق‪ ،‬من‬
‫تصابيفو‪ :‬فتح العلي ا‪١‬تالك ُب الفتول على مذىب اإلماـ مالك‪ ،‬كىو ‪٣‬تموع فتاكيو‪ ،‬كمنح ا‪ٞ‬تليل على ‪٥‬تتصر خليل‪.‬‬
‫توُب‪1299 :‬ق‪ .‬ينظر‪ :‬الزركلي‪ ،‬األعالـ‪ ،‬ج‪ ،6 :‬ص‪ .19 :‬عمر بن رضا كحالة‪ ،‬معجم املؤلفُت‪ ،‬ج‪ ،9 :‬ص‪:‬‬
‫‪ .12‬دمحم ‪٥‬تلوؼ‪ ،‬شجرة النور الزكية يف طبقات املالُية‪ ،‬ص‪ ،1 :‬ص‪.551 :‬‬

‫‪12‬‬
‫أدؿ دليل على ا‪ٞ‬تهل؛‬ ‫اسطة كىذا ضبل هؿ‪ ،‬كاألمر بو ٌ‬ ‫كأخذ األحكاـ من الكتاب كالسنٌة ببل ك و‬
‫ٌ‬
‫لكل و‬
‫أحد أ ٌف النٌصوص منها ا‪١‬تنسوخ كمنها ا‪١‬تردكد؛ لطعن ُب ٌركاتو‪ ،‬كمنها ما‬ ‫إذ من ا‪١‬تعلوـ ًٌ‬
‫آخىر‪ ،‬كمنها ا‪١‬تصركؼ عن‬ ‫‪٤‬تل ى‬‫‪٤‬تل كقد قيٌد ُب ٌ‬ ‫عارضو أقول منو فًتؾ‪ ،‬كمنها ا‪١‬تطلق ُب وٌ‬
‫األئمة اجملتهدكف‪ ،‬كأعظم ما يحٌرر‬
‫ظاىره ألمر اقتضى ذلك‪ ،‬كمنها كمنها‪ ،‬كال ٭ت ٌقق ذلك إالٌ ٌ‬
‫االطٌبلع‬ ‫من مذاىب اجملتهدين مذاىب األئمة األربعة ا‪١‬تتٌبعُت؛ لكثرة احمل ٌققُت فيها مع سعة ً‬
‫ٌ‬
‫تقليد ىح ٍورب‬
‫اجب ي‬ ‫ضبلؿ‪ ،‬كاألمر بو جهل كعصياف‪ ،‬كك ه‬ ‫ه‬ ‫كطوؿ الباع‪ ،‬فا‪٠‬تركج عن تقليدىم‬
‫‪1‬‬
‫ابلصفح كالعفو كا‪١‬تسا‪٤‬تة إضافة‬
‫ٌ‬ ‫ا‪١‬توقف‬ ‫ىذا‬ ‫وسي‬ ‫السن‬ ‫ابن‬ ‫قابل‬ ‫و‬‫ٌ‬‫ل‬ ‫ك‬ ‫ىذا‬ ‫من‬ ‫غم‬‫كابلر‬
‫ٌ‬ ‫‪،‬‬ ‫منهم"‬
‫إٔب العلم ‪.2‬‬
‫اثنيا‪ :‬اللم ‪:‬‬
‫خاصةن ُب‬ ‫ً‬
‫كل أقوالو كأفعالو كأحوالو‪ٌ ،‬‬
‫كثَت االقتداء ابلنٌ ي ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ُ -‬ب ٌ‬
‫كاف ابن السنوسي ى‬
‫ابب األخبلؽ‪ ،‬كمن ىذه األخبلؽ الكرٯتة اليت ظهرت جليٌان ُب ابن السنوسي يخلق ا‪ٟ‬تلم؛‬
‫الرجل الذم ٓب ٭تسن األدب معو أثناء بزكلو بػ ػ ػ "سيوه"‪ ،3‬كقاؿ البن‬ ‫كدليل ىذا ذلك ٌ‬
‫ٌ‬
‫الرجاؿ‪ ،‬فقاؿ لو األستاذ‪ :‬أبتم تكسركف ال ٌدالع (البطيخ)‪.‬‬ ‫بكسر رؤكس ٌ‬
‫السنوسي‪٨ :‬تن ٌ‬ ‫ٌ‬

‫‪ -1‬دمحم عليش‪ ،‬فتح العلي املالك يف الفتول على مذىب اإلماـ مالك‪( ،‬د ت ط)‪ ،‬مط‪ :‬دار ا‪١‬تعرفة‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ج‪:‬‬
‫‪.109‬‬
‫‪٤ -2‬تمود كامل احملامي‪ ،‬الدكؿ العربية الُربل‪ ،‬ط‪1966(2 :‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار ا‪١‬تعارؼ‪ ،‬القاىرة‪ ،‬ص‪ .363 :‬علي‬
‫اا ٌذباىات الفُرَة عند العرب‪ ،‬ص‪ .55 :‬شكيب أرسبلف‪ ،‬حاضر العامل اإلسالمي‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪.321 :‬‬ ‫‪٤‬تافظة‪ً ،‬‬
‫‪ -3‬سيوه‪ :‬أقدـ كاحة مشهورة ُب مشاؿ الصحراء الغربية من مصر‪ ،‬كتتبع إداراين ‪٤‬تافظة مرسى‪ ،‬تبعد عن القاىرة بنحو‬
‫‪ 820‬كيلومًتان‪ ،‬كما تقع على مسافة ‪ 65‬كيلومًتان من ا‪ٟ‬تدكد الدكلية بُت مصر كليبيا‪ .‬ينظر‪ :‬عبد العزيز طريح شرؼ‪،‬‬
‫اجلغرافيا املناخية كالنباتية‪ ،‬ط‪( 11 :‬د ت ط)‪ ،‬مط‪ :‬دار ا‪١‬تعرفة ا‪ٞ‬تامعية‪ ،‬ص‪ .452 :‬ريهاـ كامل ا‪٠‬تضراكم‪،‬‬
‫الفاظ على الًتاث العمراين لتحقيق التنمية السياحية –دراسة حوؿ كاحة سيوه‪ ،-‬رسالة ماجستَت من جامعة‬
‫القاىرة‪2003( ،‬ـ)‪ ،‬ص‪.134 :‬‬

‫‪13‬‬
‫الضرر ابلرجل‪ ،‬فقاؿ ‪٢‬تم‪ :‬اتركوه عنكم‪،‬‬
‫فسمع بذلك أتباع ابن السنوسي‪ ،‬كأرادكا إ‪ٟ‬تاؽ ٌ‬
‫كاختفى الرجل خوفان من اإلخواف‪.1‬‬
‫اثلثا‪ :‬حليتو‪:‬‬
‫مدكر الوجو‪ ،‬أقٌت األبف‪،‬‬ ‫ً‬
‫أزىر اللٌوف‪ ،‬ى‬
‫من أكصاؼ ابن السنوسي ا‪٠‬تلقية أبو كاف ى‬
‫اسع الثغر‪،‬‬
‫أزجهما‪ ،‬ك ى‬‫رقيق ا‪ٟ‬تاجبُت ى‬
‫معتدؿ القامة‪ ،‬ى‬
‫ى‬ ‫أشقر الشعر‪،‬‬
‫خفيف العارضُت كاللٌحية‪ ،‬ى‬
‫ى‬
‫اسع العينُت‪ ،‬كُب إحدا‪٫‬تا ابكسار ال يكاد‬ ‫و‬
‫الصوت مع رقٌة فيو‪ ،‬ك ى‬
‫جهورم ٌ‬
‫ى‬ ‫فصيح اللٌساف‬
‫ى‬
‫مرة ىابو‪ ،‬كإذا خالطو ككلٌمو أىلًىفو‬
‫الصدر كا‪١‬تنكبُت‪ ،‬كمن رآه ٌ‬
‫يض ٌ‬‫طويل العنق‪ ،‬عر ى‬
‫يظهر‪ ،‬ى‬
‫كأحبٌو‪.2‬‬

‫‪ -1‬أ‪ٛ‬تد صدقي الدجا٘ب‪ ،‬الركة السنوسية‪ ،‬ص‪.155 :‬‬


‫‪ -2‬عبد ا‪١‬تالك بن عبد القادر بن علي‪ ،‬الفوائد اجللية‪ ،‬ص‪.89 :‬‬

‫‪14‬‬
‫املبحث الثالث‪:‬‬

‫حياة ابن السنوسي العلمية‪.‬‬

‫كيشتمل على‪:‬‬
‫املطلب األكؿ‪ :‬عوامل ببوغو‪ ،‬كبشأتو العلمية‪.‬‬

‫املطلب الثاين‪ :‬شيوخو‪ ،‬كتبلميذه‪.‬‬

‫املطلب الثالث‪ :‬مؤلٌفاتو كآاثره العلمية‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫املبحث الثالث‪ :‬حياة ابن السنوسي العلمية‪.‬‬

‫األكؿ‪ :‬عوامل نبوغو‪ ،‬كنشأتو العلمية‪.‬‬


‫املطلب ٌ‬
‫األكؿ‪ :‬عوامل نبوغو ‪.‬‬
‫الفرع ٌ‬
‫السنوسي‬
‫أثر ُب تكوين شخصية ابن ٌ‬
‫اجتمعت عوامل كظركؼ متع ٌددة كاف ‪٢‬تا ه‬
‫كببوغو‪ ،‬كٯتكن أف ‪٧‬تملها فيما أيٌب‪:‬‬
‫‪ -0‬األسرة اليت نشأ فيها‪ :‬كىي أسرةه عريقةه‪ ،‬ىكًرثىت العلم أابن عن ج ٌود‪ ،‬ككابران عن‬
‫السيدات ُب عصرىا ًعلمان كأدابن‬ ‫السيدة فاطمة تعترب من أشهر ٌ‬ ‫عمتو ٌ‬ ‫كاب ور؛ ف ٌ‬
‫قى‪ ،‬ككوّنا قًبلةى طبلب العلم الشريف من ع ٌدة بلداف خَتي دليل‪.1‬‬ ‫كزىدان كتي ن‬
‫مقران لبعض العلماء‬ ‫‪ -1‬البلدة الذم كلد هبا‪ :‬كىي مستغاٖب‪ ،‬فقد كابت ٌ‬
‫الفطاحل‪ ،‬عيرفوا ابلعلم كال ٌدين‪.2‬‬
‫‪ -2‬قيمة املشائخ الذَن أخذ عنهم‪ :‬كسنذكر بعضان منهم أثناء حديثنا عن سلسة‬
‫شيوخو‪.‬‬
‫‪ -3‬استعداده الفطرم كاملواىب اليت يرزقها منذ حداثة سنٌة‪ :‬فكاف ٯتيل إٔب‬
‫التأمل ُب الوضع الذم كصلت إليو‬ ‫ً‬
‫االبزكاء‪ ،‬كٯتضي كقتان طويبلن ُب التف ٌكر ك ٌ‬
‫األمة من الضعف‪ ،‬ككاف كثَتان ما يبحث عن عوامل النٌهوض ابل ٌدين ّنضةن‬ ‫ٌ‬
‫مرةو أف ىك ىج ىده ي‬
‫بعض‬ ‫ذات ٌ‬
‫الصحيح‪ ،‬ك‪٦‬تٌا حدث لو ى‬ ‫الرصُت ٌ‬ ‫مبنيةن على العلم ٌ‬
‫الرماؿ تظهر على صفحات كجهو ا‪١‬تشرؽ‬ ‫ًً‬
‫مشاٮتو جالسان فوؽ كثيب من ٌ‬
‫فلما سئل عن سبب ذلك أجاب‪ :‬أببٌو يف ٌكر ُب‬ ‫عبلمات التٌفكَت العميق‪ٌ ،‬‬
‫ي‬
‫عدكا عن كوبًًو قطيعان من الغنم ال راعي لو‬
‫حاؿ العآب اإلسبلمي‪ ،‬الذم ال يى ي‬
‫كل مكاف‪ ،‬إالٌ أبٌو ال يزاؿ‬ ‫ً و‬
‫ابلرغم من كجود عدد من العلماء كا‪١‬ترشدين ُب ٌ‬

‫‪ -1‬عبد القادر بن علي‪ ،‬الفوائد اجللية‪ ،‬ص‪.9 :‬‬


‫‪ -2‬فؤاد شكرم‪ ،‬السنوسية دَن كدكلة‪ ،‬ط‪1948( :‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار الفكر العريب‪ ،‬بَتكت‪ ،‬لبناف‪ ،‬ص‪.11 :‬‬

‫‪16‬‬
‫‪ٚ‬تع العآب اإلسبلمي‬ ‫ب عينيو ى‬ ‫صى‬
‫وجو ا‪ٟ‬تقيقي الذم ‪٬‬تعل بى ٍ‬ ‫مفتقران إٔب ا‪١‬ت ٌ‬
‫و‬
‫مشًتؾ؛ كأرجع سبب ذلك إٔب ابعداـ الغَتة ال ٌدينية‬ ‫ىدؼ ك و‬
‫احد‬ ‫كتوجيهو ‪٨‬تو و‬
‫ى‬
‫لدل بعض العلماء‪ ،‬كابصرافهم إٔب ا‪٠‬تبلفات اليت قد تزيد من تفرقهم ‪ً ،‬زٍد‬
‫‪1‬‬

‫حق ا‪١‬تلٌ ًة‬


‫عظيم على ىؤالء العلماء ُب ًٌ‬
‫اجب ه‬ ‫ثقيل كالو ى‬
‫مل ه‬
‫ً‬
‫على ذلك أ ٌف ا‪ٟ‬ت ى‬
‫الصحراء الغربية ال تزاؿ‬ ‫ً‬
‫كالسوداف ك ٌ‬
‫اإلسبلمية‪ ،‬فشعوب ا‪١‬تناطق اليت ٕتاكران؛ ٌ‬
‫تعبد األكاثف‪.2‬‬
‫السنوسي من القوافل الواصلة إٔب بلده األصلي‬
‫بن ٌ‬‫اإلماـ ا ى‬
‫كل ىذا األمر فقد بلغ ى‬‫كمع ٌ‬
‫مغلوب على أمره‪ ،‬ابإلضافة إٔب ا‪١‬تقاطعات كاألمبلؾ تذىب من‬
‫ه‬ ‫‪-‬مستغاٖب‪ -‬أ ٌف اإلسبلـ‬
‫أيدم ا‪١‬تسلمُت ُب كل و‬
‫كقت كبسرعة الربؽ‪ ،‬فاإلسبلـ ُب حالة التدىور ا‪١‬تخيف‪...‬ىذا ما‬ ‫ٌ‬
‫فلما يسئل عن ما ‪٬‬تب على ا‪١‬تسلمُت عمليو لتبلُب ما ذكر‪ ،‬أجاب‪ :‬سأجتهد‪،‬‬ ‫أفكر فيو‪ٌ ،‬‬
‫سأجتهد‪.3‬‬
‫سن مب ٌكر‪ ،‬كا‪١‬تفعلة إليقاظ الفكر‬
‫فابن السنوسي ٔتثابة اللٌمعة ا‪ٟ‬تضارية الواعية ُب ٌ‬
‫كالعقل السليم ُب العآب اإلسبلمي‪٤ ،‬ت ٌذران من مغبة ً‬
‫االّنزاـ كاألفوؿ ا‪ٟ‬تضارم الذم آؿ إليو‪،‬‬ ‫ٌ‬
‫ك‪٤‬تاكالن أف يكوف سببان ل ًبلبطبلؽ كالتٌحرر‪.‬‬
‫‪ – 4‬اجتهاده كحرصو كتفانيو يف طلب العلم‪ :‬فقد كاف عاشقان للعلم‪ ،‬متتبٌعان جملال‬
‫العلماء حيثما كابوا؛ دليل ذاؾ كثرةي رحاالتو‪.‬‬
‫٭تصل‬‫كمع توفٌر ىذه الظركؼ كلٌها خاض ْتار ا‪١‬تعا٘ب ي‪ٞ‬تجان‪ ،‬كغاص فيها كراح ٌ‬
‫ذخائرىا‪ ،‬كيقتٍت مكنوانهتا‪ ،‬حىت كصل إٔب ما كصل إليو من ا‪١‬ترتبة ا‪١‬تعنوية كا‪ٟ‬تسيٌة‪ٌ ،‬أما‬
‫ا‪ٟ‬تسيٌة تتمثٌل ُب العدد الكبَت من الزكااي اليت أبشأىا داخل الوطن كخارجو؛ كما يقوؿ‬

‫‪ -1‬فؤاد شكرم‪ ،‬السنوسية دَن كدكلة‪ ،‬ص‪.12 :‬‬


‫‪ - 2‬ا‪١‬ترجع بفسو‪ ،‬ص‪.12 :‬‬
‫‪ - 3‬ا‪١‬ترجع بفسو‪ ،‬ص‪.13 :‬‬

‫‪17‬‬
‫‪Bernard‬‬ ‫ا‪١‬تؤرخاف الفربسياف موري كاىل ( ‪ ،)Maurice Wahil‬كأكقستاف برانر (‬ ‫ٌ‬
‫‪1‬‬
‫‪ٌ ، )Augustin‬أما ا‪١‬ترتبة ا‪١‬تعنوية فتتمثٌل أساسان ُب العلم كا‪ٞ‬تاه كالشرؼ الذم كصل إليو‪.‬‬
‫الفرع الثاين‪ :‬ن شأتو العلمية ‪.‬‬

‫تنوعي‬
‫تل ٌقى ابن السنوسي كثَتان من العلوـ النقلية كالعقلية كببغ فيها‪ ،‬كساعده على ذلك ٌ‬
‫الرحلة" مناط الثٌقة ابلعآب‪ ،‬فقالوا‪":‬من ٓب‬
‫رحبلتو بُت ا‪١‬تغرب كا‪١‬تشرؽ؛ أل ٌف العلماء جعلوا " ٌ‬
‫يىػ ٍر ىحل فبل ثقةن بعلمو"‪ ،‬كقالوا كذلك‪":‬أربعة ال تؤب منهم رشدان؛ أم ال تبصر منهم خَتان كال‬
‫قاؿ‪":‬كرجل يكتب ُب بلده كال يرحل ُب طلب ا‪ٟ‬تديث"‪.2‬‬
‫ه‬ ‫بفعان‪ ،‬كذكر الثبلثة‪ٍ ،‬ب‬
‫السنوسي إٔب فاس‪ 3‬اب‪١‬تغرب األقصى‪ ،‬اليت كابت‬
‫كابت الرحلة العلمية األكٔب البن ٌ‬
‫‪٤‬تط أبظار العلماء كمقصد طلبة العلم‪ ،‬فمكث فيها سبع سنوات تقريبان من (‪0711‬ـ) إٔب‬‫َّ‬
‫(‪0718‬ـ)‪ ،‬فأخذ العلم ركايةن عن بعض الفضبلء؛ من أشهرىم‪ٛ :‬تدكف عبد الر‪ٛ‬تن بن‬
‫ا‪ٟ‬تاج‪ ،4‬كالوقت إذ ذاؾ كقت كالعلماء كالعلماء‪.‬‬

‫‪ -1‬بقبلن عن‪ :‬الشيخ ا‪١‬تهدم البوعبدٕب‪ ،‬الياة الثقافيٌة ابجلزائر‪ ،‬ط‪2013(1 :‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬عآب ا‪١‬تعرفة‪ ،‬ا‪ٞ‬تزائر‪ ،‬ص‪:‬‬
‫‪.126‬‬
‫أم و‬
‫قائل‪ٌ .‬أما كلمة‪":‬أربعة ال تؤب ‪ "...‬فهي تنسب إٔب اإلماـ ٭تِت بن‬ ‫‪ -2‬كلمة‪":‬من ٓب يرحل‪ٓ "...‬ب تنسب إٔب ٌ‬
‫معُت (ت‪233 :‬ق)‪ .‬ينظر‪ :‬عبد الفتاح أبوغدة‪ ،‬صفحات من صرب العلماء‪ ،‬ط‪1394(3 :‬ىػ‪1974/‬ـ)‪ ،‬مط‪:‬‬
‫مكتب ا‪١‬تطبوعات اإلسبلمية‪ ،‬حلب‪ ،‬ص‪.20 :‬‬
‫‪ -3‬فاس‪ :‬حاضرة ا‪١‬تغرب‪ ،‬كموضع العلم منو‪ ،‬بناىا إدري بن عبد هللا بن ا‪ٟ‬تسن ا‪١‬تثٌت سنة‪172 :‬ىػ أكؿ ملوؾ‬
‫األدارسة‪ ،‬كأًبٌ بناءىا ابنو إدري الثا٘ب سنة‪ 193 :‬ق‪ .‬ينظر‪ :‬شهاب الدين أبو عبد هللا ايقوت بن عبد هللا الركمي‬
‫ا‪ٟ‬تموم (ت‪626 :‬ىػ)‪ ،‬معجم البلداف‪ ،‬ط‪1995(2 :‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار صادر‪ ،‬بَتكت‪ ،‬ج‪ ،4 :‬ص‪ .230 :‬أبو عبد‬
‫هللا دمحم بن عبد هللا بن عبد ا‪١‬تنعم ا‪ٟ‬تًمَتل (ت‪900 :‬ىػ)‪ ،‬الركض املعطار يف خرب األقطار‪ ،‬تح‪ :‬إحساف عباس‪ ،‬ط‪:‬‬
‫‪1980(2‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬مؤسسة انصر للثقافة‪ ،‬بَتكت‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪.434 :‬‬
‫‪ -4‬محدكف بن عبد الرمحن‪ :‬أبو الفيض ‪ٛ‬تدكف بن عبد الر‪ٛ‬تن بن ‪ٛ‬تدكف بن عبد الر‪ٛ‬تن الشهَت اببن ا‪ٟ‬تاج‪،‬‬
‫السلمي أصبلن كحسبان‪ ،‬كا‪١‬ت ًرداسي بسبان‪ ،‬الفاسي داران كمنشأ‪ ،‬يكلد بفاس سنة‪1174 :‬ق‪ ،‬اشتغل ابلتدري كالتأليف‪ :‬لو‬
‫السعد‪ ،‬كأرجوزة ُب ا‪١‬تنطق‪ ،‬كتوُب سنة‪1273 :‬ىػ‪ ،‬ينظر‪ :‬عبد السبلـ بن عبد القادر بن دمحم بن‬
‫حاشية على ‪٥‬تتصر ٌ‬

‫‪18‬‬
‫أقر لو‬ ‫ً‬
‫حىت فاؽ بعض أشياخو‪ ،‬ك ٌ‬‫رس كي ٌدرس ٌ‬ ‫السبع يى ٍد ي‬
‫السنوات ٌ‬
‫ككاف خبلؿ ىذه ٌ‬
‫ا‪ٞ‬تميع ابلتٌضلع‪ ،‬ك٘تيزه ابلنىػ ىف الطويل ُب ا‪١‬تناقشات ك ً‬
‫االستدالالت‪ ،‬كيكصف أببٌو مفخرةي‬ ‫ٌ‬
‫احملمدية إٔب درجة أف يرًٌشح ‪١‬تشيخة القركيُت رغم صغر سنٌو الذم كاف ال يتجاكز‬ ‫األمة ٌ‬
‫ٌ‬
‫ابلرفض كٓب يقبل التقيٌد‪.‬‬
‫الثبلثُت سنة فقط‪ ،‬إالٌ أبٌو قابل ذلك ٌ‬
‫شىت العلوـ‬
‫كبعد أف أخذ عن أكثر مشايخ عصره ُب ال ٌداير ا‪١‬تغربية مع إجزاهتم لو ُب ٌ‬
‫ًً‬
‫اىتم بدراسة حقيقة التٌصوؼ كالتزكية‪ ،‬كطرقو ا‪١‬تنتشرةً ٌ‬
‫خاصةن ُب ا‪١‬تغرب من‬ ‫النقلية كالعقلية‪ٌ ،‬‬
‫قادرية كشاذلية كانصرية كحبيبية‪.1‬‬
‫الثر‪ ،‬كيتعلٌموف من ‪ٝ‬تتً ًو كأدبًًو‪ ،‬خشيت‬
‫‪١‬تا أقبل النٌاس على اإلماـ ينهلوف من علمو ٌ‬
‫السلطاف موالم سليماف‪ 2‬من بفوذه إذا ذاع‪ ،‬كىنا تبدأ العراقيل‪ ،‬فلم ‪٬‬تد فائدةن من‬ ‫حكومة ٌ‬
‫السيء الذم‬‫خاصة بعد أف أخذ فكرةن عن أحواؿ النٌاس ُب ا‪١‬تغرب‪ ،‬كالوضع ٌ‬ ‫بقائو بفاس‪ٌ ،‬‬
‫يعيشو بعضهم‪ ،‬كا‪١‬تتمثٌل ُب تلك األابطيل كاألكىاـ اليت أبعدهتم عن حقيقة اإلسبلـ‪ ،‬ككيف‬
‫بدأ الغزك األكركيب يقوـ بدكره ُب ‪٤‬تاكلة طم ا‪٢‬توية من ا‪١‬تدف ا‪١‬تغربية‪ ،‬قرر ً‬
‫االرٖتاؿ عنها‬ ‫ٌ‬ ‫ي‬
‫ابٕتاه م ٌكة ا‪١‬تكرمة ألداء فريضة ا‪ٟ‬تج‪ ،‬ك‪١‬تا علم بنزكؿ القوات الفربسية ً‬
‫االستدمارية ُب ا‪ٞ‬تزائر‬ ‫ٌ‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫مر ابلطريق الداخلي ‪٨‬تو توب فطرابل فمصر‪ ،‬كٓب تطل إقامتو ابلقاىرة سول ً‬
‫بضعة أشهر؛‬ ‫ٌ‬
‫خاصةن ما يتعلٌق بنبذ التعصب ا‪١‬تذى ي‪-‬‬
‫بفسو ‪ٌ -‬‬‫ألبٌو أاثر أبفكاره كمبادئو اليت اطمأبٌت إليها ي‬
‫علماءى األزىر‪ ،‬كعلى رأسهم الشيخ دمحم عليش‪ ،‬الذم أذاع بُت النٌاس فتول بتكفَته مع‬

‫عبد القادر بن الطالب بن دمحم ابن سودة (ت‪1400 :‬ىػ)‪ ،‬إرباؼ املطالع بوفيات أعالـ القرف الثالث عشر كالرابع‪،‬‬
‫ط‪1417(1 :‬ىػ‪1997/‬ـ)‪ ،‬تح‪ :‬دمحم حجي‪ ،‬مط‪ :‬دار الغرب اإلسبلمي‪ ،‬بَتكت‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪.120 :‬‬
‫‪ -1‬فؤاد شكرم‪ ،‬السنوسية دَن كدكلة‪ ،‬ص‪ .14 :‬عبد القادر بن علي‪ ،‬الفوائد اجللية‪ ،‬ص‪ .12 -11 :‬علي‬
‫احملافظة‪ً ،‬‬
‫اا ٌذباىات الفُرَة عند العرب‪( ،‬د ت ط)‪ ،‬مط‪ :‬األىلية للنشر كالتوزيع‪ ،‬بَتكت‪ ،‬ص‪٤ .55 :‬تفوظ دمحم‬
‫بسيب‪ ،‬الزكااي يف اجلزائر‪ ،‬ط‪1994(1 :‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار الفكر‪ ،‬ا‪ٞ‬تزائر‪ ،‬ص‪.44 :‬‬
‫‪ -2‬موام سليماف‪ :‬أبو الربيع موالم سليماف‪ ،‬سلطاف ا‪١‬تغرب األقصى‪ ،‬كلد سنة‪1180 :‬ىػ‪ ،‬كاف فقيهان ببيبلن عبلٌمة‬
‫جليبلن‪ ،‬لو تصابيف منيفة منها‪ :‬حاشية على شرح ا‪٠‬ترشي على ا‪١‬تختصر‪ ،‬كحاشية على الزرقا٘ب على ا‪١‬تواىب‪ .‬كتوُب‬
‫سنة‪1238 :‬ىػ‪ .‬ينظر‪ :‬دمحم ‪٥‬تلوؼ‪ ،‬شجرة النور الزكية يف طبقات املالُية‪ ،‬ص‪ ،1 :‬ص‪.546 :‬‬

‫‪21‬‬
‫أتباعو‪ ،‬كذاؾ إبيعاز من كإب مصر أبذاؾ دمحم ابشا‪ ،1‬فغادرىا إٔب ا‪ٟ‬تجاز‪ ،2‬كبقي فيها سبع‬
‫يتحس أكضاع‬
‫ٌ‬ ‫سنُت (‪0726-0721‬ـ)‪ ،‬أيخذ العلم من علمائها‪ ،‬كُب الوقت بفسو‬
‫ا‪ٟ‬تج‪ ،‬كخبلؿ ىذه الفًتة اتٌصل بعلماء ا‪ٟ‬تجاز‪ٔ ،‬تا ُب ذلك أصحاب‬ ‫ا‪١‬تسلمُت ُب مواسم ٌ‬
‫الطٌرؽ‪.3‬‬
‫‪١‬تػٌػا كثر األتباع كا‪١‬تريدكف خشيت الدكلةي العثمابيةي أف يتكٌرر ‪٢‬تا بف حركة الشيخ دمحم‬
‫‪4‬‬
‫السنوسي‬
‫ٌ‬ ‫ابن‬ ‫على‬ ‫ا‪٠‬تناؽ‬ ‫ق‬‫ي‬
‫ٌ‬ ‫فض‬
‫ي‬ ‫أمره‪،‬‬ ‫ُب‬ ‫لينظر‬ ‫ا‪ٟ‬تجاز‬ ‫إب‬‫و‬ ‫ب‬ ‫صلت‬‫ٌ‬‫ت‬ ‫فا‬ ‫‪،‬‬ ‫ابن عبد الوىاب‬
‫االبسحاب من ا‪ٟ‬تجاز حفاظان‬ ‫فضل ً‬‫الصراعات ٌ‬ ‫السلم كٕتنٌب ٌ‬ ‫كأتباعو‪ ،‬ك‪١‬تا كاف من مبادئو ٌ‬
‫على منظومة الوحدة اإلسبلمية من الفتنة اليت قد تصل إٔب القتل‪ ،‬فغادرىا قاصدان مصر ُب‬
‫الغرب‪ ،6‬لكن خشيتيو من الفربسيُت‬ ‫فعرج على طرابل‬
‫ٌ‬ ‫"‬ ‫‪،‬‬‫‪5‬‬
‫طريقو إٔب ا‪ٞ‬تزائر سنة ‪0731‬ـ‬

‫‪ -1‬دمحم علي ابشا‪ :‬ابن إبراىيم آغا بن علي‪ ،‬ا‪١‬تعركؼ ٔتحمد علي الكبَت‪ ،‬كلد ألسرة ألبابية ُب مدينة (قولة) التابعة‬
‫األسرة العلوية كحاكم مصر‪ ،‬كذلك ما بُت عامي‬ ‫مؤس‬
‫حملافظة مقدكبيا مشاؿ اليوانف ككاف ذلك عاـ‪1184 :‬ق‪ٌ ،‬‬
‫‪ 1805‬ك ‪ ،1848‬توُب سنة‪1265 :‬ق‪ .‬ينظر‪ :‬عبد الرزاؽ بن حسن بن إبراىيم البيطار (ت‪1335 :‬ىػ)‪ ،‬حلية‬
‫البشر يف اترَخ القرف الثالث عشر‪ ،‬تح‪ :‬دمحم هبجة البيطار‪ ،‬ط‪1413(2 :‬ىػ‪1993/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار صادر‪ ،‬بَتكت‪،‬‬
‫ص‪ .1242 :‬الزركلي‪ ،‬األعالـ‪ ،‬ج‪ ،6 :‬ص‪.299 :‬‬
‫‪ -2‬دمحم البهي‪ ،‬الفُر اإلسالمي يف تطوره‪ ،‬ص‪ .87 :‬علي احملافظة‪ ،‬ااذباىات الفُرَة‪ ،‬ص‪.55:‬‬
‫‪ -3‬دمحم البهي‪ ،‬الفُر اإلسالمي يف تطوره‪ ،‬ص‪.86 :‬‬
‫‪ -4‬ابن عبد الوىاب‪ :‬دمحم بن عبد الوىاب بن سليماف التٌميمي النٌجدم‪ ،‬زعيم النهضة الدينية اإلصبلحية ا‪ٟ‬تديثة ُب‬
‫جزيرة العرب‪ ،‬كلد سنة‪1115 :‬ىػ‪ ،‬لو مصنٌفات أكثرىا رسائل مطبوعة‪ ،‬منها‪ :‬كتاب التوحيد‪ ،‬كشف الشبهات‪،‬‬
‫أصوؿ اإلٯتاف‪ ،‬كتوُب سنة‪1206 :‬ىػ‪ .‬ينظر‪ :‬الزركلي‪ ،‬األعالـ‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪ .189 :‬إ‪ٝ‬تاعيل بن دمحم بن ماحي‬
‫السعدم األبصارم (ت‪1417 :‬ىػ)‪ ،‬حياة الشيخ دمحم بن عبد الوىاب كآاثره العلمية‪ ،‬ط‪:‬‬
‫‪1420(2‬ىػ‪1990/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬عمادة البحث العلمي ّتامعة اإلماـ دمحم بن سعود اإلسبلمية‪ ،‬الرايض‪ ،‬ا‪١‬تملكة العربية‬
‫السعودية‪ ،‬ص‪.119 :‬‬
‫‪ -5‬علي احملافظة‪ ،‬ااذباىات الفُرَة‪ ،‬ص‪.55 :‬‬
‫‪ -6‬طىىرابيػليس الغرب‪ٝ :‬تٌيت ُب العهد الًتكي بطرابل الغرب‪ ،‬كقد قربت ابلغرب‪ ،‬ن‬
‫٘تييزا ‪٢‬تا عن مدينة طرابل الشاـ‪،‬‬
‫كتعترب عاصمة ا‪ٞ‬تماىَتية الليبية ا‪١‬تعاصرة‪ ،‬فتحت سنة‪22 :‬ق‪ ،‬كتبلغ مساحتها ‪٨‬تو ‪ 248640‬كم‪ .2‬كتقع غرب‬
‫ليبيا‪ ،‬كٖت ٌدىا ا‪ٟ‬تدكد ا‪١‬تصرية شرقان‪ ،‬كتوب كا‪ٞ‬تزائر من الغرب‪ ،‬كالصحراء الكربل من ا‪ٞ‬تنوب‪ ،‬كمشاالن البحر األبيض‬
‫ا‪١‬تتوسط‪ .‬ينظر‪ :‬أبو بكر بن عبد هللا ابن أيبك الدكادارم‪ ،‬كنز الدرر كجامع الغرر‪ ،‬تح‪ :‬دمحم السعيد ‪ٚ‬تاؿ الدين‪ ،‬ط‪:‬‬

‫‪20‬‬
‫الذين احتلٌوا ا‪ٞ‬تزائر بعد مغادرهتا ‪٢‬تا‪ ،‬جعلتو يعود من توب إٔب ليبيا حيث كصل إٔب‬
‫أس عاـ ‪0732‬ـ الزاكية البيضاء‪ُ 2‬ب‬ ‫كقرر اإلقامة ّنائيان ُب ليبيا‪ ،‬ك ٌ‬
‫‪1‬‬
‫بنغازم عاـ ‪0730‬ـ‪ٌ ،‬‬
‫ا‪ٞ‬تبل األخضر‪ ،3‬فكابت ٌأكؿ زاكية سنوسية ُب مشاؿ إفريقيا"‪.4‬‬
‫أس ٌأكؿ زاكية سنوسية‪،‬‬ ‫استتب لو األمر اب‪ٞ‬تبل األخضر منذ ‪0732‬ـ ك ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫كبعد أف‬
‫العدك ا‪١‬تشًتؾ‪ ،‬كبشر ال ٌدعوة اإلسبلمية ُب‬‫اجتهد مع أتباعو ‪ٞ‬تمع كلمة ا‪١‬تسلمُت على ٌ‬
‫‪5‬‬
‫خاصةن‬
‫ابٕتاه السوداف األكسط كالشرقي ‪ ،‬فكثر عدد ا‪١‬تريدين ٌ‬ ‫ا‪١‬تناطق القريبة للجنوب اللٌي ي‪ٌ ،‬‬
‫عدد مريدم الطريقة أبربعة مبليُت‪،‬‬‫قوـ ي‬ ‫ُب أكاسط إفريقيا؛ مثل النيجر كا‪١‬تإب كالتشاد‪ ،‬كيي َّ‬
‫خاصةه ُب بشر اإلسبلـ‪ ،‬تتمثٌل ُب شراء األرقٌاء صغاران من‬ ‫السنوسية ميزةه ٌ‬ ‫ككاف للطريقة ٌ‬
‫ً ‪6‬‬
‫الرشد كأكملوا ٖتصيل العلم‬‫ٌ‬ ‫ا‬
‫و‬ ‫بلغ‬ ‫إذا‬ ‫ٍب‬
‫ٌ‬ ‫كغَت‪٫‬تا‪،‬‬ ‫السوداف‪ ،‬كييربوىم ُب جغبوب كغيذام‬

‫(‪1402‬ىػ‪1981/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬عيسى البايب ا‪ٟ‬تل ي‪ ،‬ج‪ ،3 :‬ص‪ .235 :‬أ‪ٛ‬تد بك‪ ،‬املنهل العذب يف اترَخ طرابلس‬
‫الغرب‪ ،‬ليبيا‪ ،‬ص‪ .7 :‬الطاىر أ‪ٛ‬تد الزاكم‪ ،‬معجم البلداف‬ ‫الغرب‪( ،‬د ت ط)‪ ،‬مط‪ :‬مكتبة الفرجا٘ب‪ ،‬طرابل‬
‫الليبية‪ ،‬ص‪.23 :‬‬
‫‪ -1‬بٍت غازم‪ :‬مدينة عربية بليبيا‪ ،‬عاصمة برقة‪ ،‬أبشئت ُب ا‪١‬تائة األكٔب بعد األلف تقريبان‪ٝ ،‬تيت هبذا االسم ُب العهد‬
‫اإلسبلمي‪ ،‬تقع شرؽ مدينة طرابل بنحو ‪ 1050‬كيلو مًت‪ ،‬الطاىر أ‪ٛ‬تد الزاكم‪ ،‬معجم البلداف الليبية‪ ،‬ص‪.63 :‬‬
‫‪ -2‬البيضاء‪ :‬تقع شرؽ مدينة بٍت غازم بنحو ‪ 207‬كيلومًتان‪ ،‬كىي مدينة حديثة النشأة‪ٓ ،‬ب تكن من مدف ليبيا حىت‬
‫ألّنا كابت البناء الوحيد ُب منطقة شاسعة من اإلقليم‪ .‬ينظر‪ :‬الطاىر‬
‫جاء دمحم بن علي السنوسي‪ ،‬ك‪ٝ‬تٌيت ابلبيضاء ٌ‬
‫أ‪ٛ‬تد الزاكم‪ ،‬معجم البلداف الليبية‪ ،‬ص‪.73 :‬‬
‫الساحلية من الغرب إٔب الشرؽ‪ ،‬على مسافة ‪ 400‬كيلومًتان‬ ‫‪ -3‬اجلبل األخضر‪ :‬جبل ٯتت ٌد ُب سهوؿ برقة الشمالية ٌ‬
‫تقريبان‪ ،‬تنحدر من علو ‪٨‬تو ‪300‬ـ‪ ،‬يتميز اب‪١‬تياه ا‪ٞ‬تارية‪ ،‬كالعيوف الصافية‪ ،‬كالغاابت ا‪١‬تلتفة‪ ،‬كا‪١‬تركج ا‪٠‬تصبة‪ ،‬أبشأ هبا‬
‫املفصل يف اترَخ العرب قبل اإلسالـ‪ ،‬ط‪:‬‬‫ٌ‬ ‫ابن السنوسي أكثر من ‪ 300‬زاكية سنوسية‪ .‬ينظر‪ :‬جواد علي‪،‬‬
‫‪1413(2‬ىػ‪1993/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬جامعة بغداد‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪ .173 :‬الطاىر أ‪ٛ‬تد الزاكم‪ ،‬معجم البلداف الليبية‪ ،‬ص‪:‬‬
‫‪.95‬‬
‫‪ -4‬علي احملافظة‪ ،‬ااذباىات الفُرَة‪ ،‬ص‪.56 :‬‬
‫‪ -5‬ا‪١‬ترجع بفسو‪ ،‬ص‪ .56 :‬أ‪ٛ‬تد عيساكم‪ ،‬أعالـ اإلصالح اإلسالمي يف اجلزائر‪ ،‬ط‪2013( :‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬مؤسسة‬
‫الببلغ‪ ،‬ا‪ٞ‬تزائر‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪.1 :‬‬
‫مدينة جليلة عامرة‪ ،‬افتتحها عقبة بن انفع ‪-‬هنع هللا يضر‪ -‬سنة‪42 :‬ق‪ ،‬ينظر‪ :‬عبد الر‪ٛ‬تن بن‬ ‫‪ -6‬غذامس‪ :‬مدينة غذام‬
‫دمحم بن دمحم‪ ،‬ابن خلدكف أبو زيد‪ ،‬كٕب الدين ا‪ٟ‬تضرمي اإلشبيلي (ت‪808 :‬ىػ)‪ ،‬دَواف املبتدأ كاخلرب يف اترَخ العرب‬

‫‪21‬‬
‫يتوجهوف إٔب أطراؼ السوداف ييهدكف أبناء جلدهتم‪ ،‬كىكذا يرحل ُب ال ٌسنة‬
‫أعتوقهم‪ ،‬كتركوىم ٌ‬
‫لبث دعاية اإلسبلـ ُب ‪ٚ‬تيع إفريقيا الداخلية من سواحل‬ ‫السنوسية ٌ‬ ‫مئات مبشرم الطريقة ٌ‬‫ي‬
‫‪1‬‬
‫الصومإب شرقان إٔب سواحل السينغامبية غراب ‪.‬‬
‫ا‪ٟ‬تج‪ ،‬كذلك سنة‬‫استقر لو األمر ٌإتو إٔب البقاع ا‪١‬تق ٌدسة لتأدية فريضة ٌ‬
‫ٌ‬ ‫كبعد أف‬
‫السنوسية‪ ،‬كبقي ىناؾ إٔب سنة ‪0742‬ـ‪ ،‬كبعد عودتو‬ ‫‪0735‬ـ‪ ،‬كُب الوقت ذاتو انشران طريقتو ٌ‬
‫مقر زاكيتو من برقة اب‪ٞ‬تبل األخضر ابلقرب من بٍت غازم إٔب ا‪ٟ‬تافٌة‬ ‫من ا‪ٟ‬تجاز ٌقرر بقل ًٌ‬
‫ا‪ٞ‬تنوبية للجبل األخضر ُب كاحة جغبوب‪ ،‬بعيدان عن أبظار العثمابيُت كاإل‪٧‬تليز كالفربسيُت‪،‬‬
‫السنوسية ُب كاحة جغبوب‪.2‬‬ ‫السنوسي الزاكية ٌ‬
‫كُب سنة ‪0745‬ـ أبشأ ابن ٌ‬

‫كالرببر كمن عاصرىم من ذكم الشأف األكرب‪ ،‬ط‪1408(2 :‬ىػ‪1988/‬ـ)‪ ،‬تح‪ :‬خليل شحادة‪ ،‬مط‪ :‬دار الفكر‪،‬‬
‫بَتكت‪ ،‬ج‪ ،3 :‬ص‪ .12 :‬مبارؾ بن دمحم ا‪١‬تيلي ا‪ٞ‬تزائرم (ت‪1364 :‬ىػ)‪ ،‬اترَخ اجلزائر يف القدمي كالدَث‪ ،‬ط‪:‬‬
‫(‪1406‬ىػ‪1986/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬ا‪١‬تؤسسة الوطنيٌة للكتاب اب‪ٞ‬تزائر‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪.28 :‬‬
‫‪ -1‬شكيب أرسبلف‪ ،‬حاضر العامل اإلسالمي‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪.322 :‬‬
‫‪ -2‬أ‪ٛ‬تد عيساكم‪ ،‬أعالـ اإلصالح اإلسالمي يف اجلزائر‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪.358 :‬‬

‫‪22‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬شيوخو‪ ،‬كتالميذه‪.‬‬
‫األكؿ‪ :‬شيوخو‪.‬‬
‫الفرع ٌ‬
‫كجل‪ -‬على ابن السنوسي أف ىيٌأ لو علماءى فضبلءى عصره‪ ،‬ابتهل‬
‫عز ٌ‬ ‫من فضل هللا ‪ٌ -‬‬
‫منهم ع ٌدة علوـ؛ كالتفسَت كالقراءات كا‪ٟ‬تديث كالفقو كاألصوؿ كالعربية كعلومها كغَتىا‪،‬‬
‫لعل من أسباب ذلك أمرين‪:‬‬
‫ك ٌ‬
‫‪ -‬أسرتو العلمية‪.‬‬
‫‪ -‬كثرة رحبلتو‪.‬‬
‫كسنعرج على و‬
‫‪ٚ‬تلة من أساتذتو ا‪١‬تشهورين‪ ،‬مبيٌنُت مدل أتثَتىم على شخصيتو‪،‬‬ ‫ٌ‬
‫كتكوينو العلمي‪ ،‬كسلوكو ا‪٠‬تلقي على سبيل التمثيل ال ا‪ٟ‬تصر‪:‬‬

‫‪ -0‬السيٌدة فاطمة الزىراء‪ :‬لقد ٘تيٌزت عائلة ابن ٌ‬


‫السنوسي ابلعلم؛ كوالده كأعمامو‬
‫الزىراء اليت كابت من‬ ‫السيدة فاطمة ٌ‬
‫عمتو ٌ‬‫كأبناء أعمامو‪ ،‬ككثَته من بساء ىذا البيت؛ ك ٌ‬
‫صاحب ال ٌدعوة ٭تضر ‪٣‬تالسها‬
‫ي‬ ‫فضليات أىل زماّنا‪ ،‬فارسة ا‪١‬تعقوؿ كا‪١‬تنقوؿ‪ ،‬اليت كاف‬
‫عمتيو بوصيٌوة من كالده‪،‬‬‫ا‪١‬تًتجم لو توُب كعمر اإلماـ سنتاف‪ ،‬فكفلتو ٌ‬‫كمواعظها‪ ،‬فوالد ى‬
‫فأحسنت تربيتو كى ٌذبتو ٔتا أمكنها من أبواع التأديب‪ ،‬إٔب درجة أبٌو كعى كحفظ حقائق‬
‫احملمدية ‪٦‬تٌا ٓب يظفر بو‬
‫السَت ٌ‬ ‫الرسل‪ ،‬كغريب ٌ‬
‫التٌوحيد كأحواؿ ا‪١‬تبدإ كا‪١‬تعاد‪ ،‬كما يتعلٌق ببعثة ٌ‬
‫األمة كفضبلئها‪.1‬‬
‫أصحها‪ ،‬كعند أكابر علماء ٌ‬
‫بعد قراءتو للعلوـ إالٌ ُب أغرب الكتب ك ٌ‬
‫السيٌدة‬
‫سن ابن السنوسي آبذاؾ إالٌ أبٌو كاف يىعي كيتأثٌر ٔتا تقولو لو ٌ‬
‫ابلرغم من صغر ٌ‬ ‫ٌ‬
‫سٍت‬
‫فكنت إذ ذلك على صغر ٌ‬ ‫بصو‪ ":‬ي‬ ‫السنوسي ‪٥‬تربان عن ذلك ما ٌ‬‫فاطمة الزىراء‪ ،‬يقوؿ ابن ٌ‬
‫أبايـ هللا ترىيبان كترغيبان‬
‫كأبٌٍت أشاىد القيامة كأحوا‪٢‬تا كبعيمها كأىوا‪٢‬تا‪ ،‬كل ذلك من تذكَتىا ٌ‬
‫أخذت ذلك عن كالدىا ككالدهتا‪ ،‬كذلك عن كالدىا كزكجها‬ ‫ٍ‬ ‫ُب ما عند هللا حسب ما‬

‫‪ -1‬دمحم بن علي السنوسي‪ ،‬البدكر السافرة يف عوايل األسانيد الفاخرة‪ ،‬اللوحة‪ .05 :‬عبد القادر بن علي‪ ،‬الفوائد‬
‫اجللية‪ ،‬ص‪.9 :‬‬

‫‪23‬‬
‫ألمو‬
‫السنوسي‪ ،‬كج ٌد كالدم ٌ‬ ‫‪٤‬تمد ٌ‬
‫اإلمامُت ا‪٢‬تمامُت العارفُت ابهلل ال ٌدالُت عليو‪ :‬ج ٌدان سيٌدم ٌ‬
‫‪1‬‬
‫سهل هللا لو تعأب فهم ما‬
‫كل ىذا ٌ‬
‫ٌ‬ ‫كبسبب‬ ‫‪،‬‬ ‫سيٌدم دمحم العريب ا‪١‬تعركؼ اببن فقل ‪-‬اهنع هللا يضر‪"-‬‬
‫كتاب فهمو من ٌأكلو إٔب آخره من غَت احتياج ‪١‬تراجعة الشيخ‬ ‫أم و‬ ‫شاء من العلوـ‪ ،‬فإذا طالع َّ‬
‫السند‪.2‬‬
‫إالٌ ُب اليسَت‪ ،‬أك لطلب حصوؿ اإلذف ككصل ٌ‬
‫الشيء‬
‫بعم ا‪١‬تعُت‪ ،‬فقد استفاد منها كأخذ عنها ٌ‬ ‫السيٌدة فاطمة الزىراء ى‬
‫عمتو ٌ‬
‫فكابت ٌ‬
‫الكثَت‪ ،‬بعد أف حفظ القرآف الكر‪ٙ‬ب على يد زكجها سيٌدم دمحم بن قعمش الصغَت الظهركام‬
‫الشريف‪ ،‬كعن كلدىا سيٌدم عبد القادر بن دمحم‪ ،‬كعن كٕب هللا دمحم بن خلفة‪ٍ ،3‬بٌ توفٌيت‬
‫السيٌد دمحم بن ا‪٠‬تلفة ُب طاعوف عاـ ‪0118‬ىػ‪ ،‬كعمره إذ ذاؾ ُب حدكد‬‫عمتو كزكجها كبنوىا ك ٌ‬
‫ٌ‬
‫‪4‬‬
‫السنوسي‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫دمحم‬ ‫د‬‫ي‬
‫ٌٌ‬‫الس‬ ‫مة‬‫بل‬
‫ٌ‬ ‫الع‬ ‫فكفلو‬ ‫‪،‬‬ ‫سبع سنُت‬
‫السنوسي ا‪٠‬تطٌايب‪ ،‬الذم‬
‫السيٌد عبد القادر بن ٌ‬
‫عم ٌ‬‫السنوسي‪ :‬ابن ٌ‬
‫السيٌد دمحم ٌ‬
‫‪ٌ -1‬‬
‫ط ا‪١‬تصحفي‬ ‫أًبٌ عليو بعض ما بقي لو من إتقاف حفظ القرآف مع ما يلزمو من رسم ا‪٠‬ت ٌ‬
‫الضبط‪ ،‬فقرأ ع ٌدة متوف بشركحها؛ من ذلك مورد الظمئاف كا‪١‬تصباح كالنٌدل كا‪ٞ‬تزرية كا‪٢‬تدية‬
‫ك ٌ‬
‫ا‪١‬ترضية ُب القراءة كحرز اآلمإب للشاط ي كغَتىا ‪٦‬تٌن ىو من كظائف قارئ القرآف‪.5‬‬
‫بعد إتقاف ىذه ا‪١‬تتوف كشرحها شرع لو ُب العلوـ العربية‪ ،‬مراعيان ُب ذلك التٌدرج ُب‬
‫حىت انؿ منو قسطان كافران ٓب ينل‬ ‫و‬ ‫و‬
‫التعلٌم‪ ،‬مع حثٌو على العمل ٔتا تعلٌمو دكف تفريط أك مغاالت‪ٌ ،‬‬
‫مثلىو غَتيه‪ ،‬كىذا كلٌو ُب مسقط رأسو "مستغاٖب"‪ ،‬إٔب أف اختار ا‪١‬تؤب‪-‬تبارؾ كتعأب‪ -‬دمحم‬
‫السنوسي هتيئةن صا‪ٟ‬تةن مرضيةن‪ ،‬ككاف عمره إذ‬‫السنوسي إٔب جواره بعد أف ىيٌأ دمحم بن علي ٌ‬
‫السابعة عشر سنة ‪0108‬ق‪ ،‬فمنٌتو عليو ظاىرةه كما ٭تكي ذلك عن بفسو‬ ‫ذاؾ ٌ‬

‫‪ -1‬دمحم بن علي السنوسي‪ ،‬البدكر السافرة يف عوايل األسانيد الفاخرة‪ ،‬اللوحة‪.05 :‬‬
‫‪ -2‬ا‪١‬تصدر بفسو‪ ،‬اللوحة‪.05 :‬‬
‫‪ -3‬ا‪١‬تصدر بفسو‪ ،‬اللوحة‪.05 :‬‬
‫‪ -4‬عبد القادر بن علي‪ ،‬الفوائد اجللية‪ ،‬ص‪.09 :‬‬
‫‪ -5‬ينظر‪ :‬دمحم بن علي السنوسي‪ ،‬البدكر السافرة‪ ،‬اللوحة‪ .06 :‬عبد القادر بن علي‪ ،‬الفوائد اجللية‪ ،‬ص‪.09 :‬‬

‫‪24‬‬
‫قائبلن‪...":‬ككاف ‪-‬هنع هللا يضر‪٬ -‬ترب٘ب على امتطاء ذيرل ا‪١‬تناقب العوإب [‪ُ 1]...‬ب التٌحلٌي ْتلل‬
‫كشجعٍت على اقتحاـ ‪٣‬تال عركات الكتائب‪ ،‬كارتقاء قمم سرل‬ ‫كرائم ا‪١‬تفاخر الغوا٘ب‪ٌ ،‬‬
‫ابال‪٩‬تراط ُب سلك األكابر الكراـ‪ ،‬كالتقاع عن سلوؾ سبل البطلة اللٌئاـ‪،‬‬ ‫شوامخ ا‪١‬تراتب‪ً ،‬‬
‫علي من العلوـ‪ ،‬كإانرة‬
‫من هللا بو َّ‬
‫التنسكات الصيامية كالتعبٌدات القيامية‪ ،‬كإقراء ما ٌ‬
‫من التزاـ ٌ‬
‫القر٭تة ٔتا ُب سجيٌتها من سبك جيٌد ا‪١‬تنثور كا‪١‬تنظوـ‪ ،‬بل ذاؾ دأبو معي من أكاف حصوؿ‬
‫التمييز‪.2"...‬‬
‫عمو أماـ مشايخ كبار‬
‫ابن السنوسي بعد كفاة ابن ٌ‬ ‫حممد بن القندكز‪ :‬جل‬ ‫‪ٌ -2‬‬
‫‪٤‬تمد بن القندكز الذم كصفو ابن السنوسي ‪ُ-‬ب معرض ذكره‬ ‫"مستغاٖب"‪ ،‬منهم الشيخ ٌ‬
‫كشيخ ا‪ٞ‬تماعة هبا‬
‫شيخنا ي‬ ‫للعلماء الذين أخذ عنهم‪ -‬بقولو‪...":‬كمن أجلٌهم كأسنٌهم كأفضلهم ي‬
‫اإلماـ أبو عبد هللا‬
‫ي‬ ‫ا‪١‬تعم ير الربكةي‬
‫ا‪٢‬تماـ الفاض يل ٌ‬
‫كأحوازىا كضواحيها كغالب قطرىا العبلٌمةي ي‬
‫مرتُت قراء ىة ٖتقيق‬
‫سيدم دمحم بن قندكز ‪-‬ر‪ٛ‬تو هللا‪ -‬أخذت عنو ‪٥‬تتصر الشيخ خليل ٌ‬
‫كتدقيق‪ ،‬معلٌقان بذىنو غالب الشركح ا‪١‬تعهودة"‪ ،3‬كيعترب الشيخ دمحم بن القندكز ٌأكؿ من أدخل‬
‫شرح ا‪١‬تختصر للشيخ الدردير إٔب ا‪١‬تغرب‪.4‬‬

‫‪ -3‬عبد هللا دمحم بن عبد القادر بن أيب زكَنة‪ :‬الشيخ الذم الزمو ابن السنوسي ‪٨‬توان‬
‫مرتُت‪ ،‬كألفية ابن مالك بشرح ا‪١‬تكودم‪ ،‬كاآلجركمية‪،‬‬
‫من ثبلث سنُت‪ ،‬قرأ عليو ‪٥‬تتصر خليل ٌ‬
‫للسمرقندم‪ ،‬ك‪ٝ‬تع عليو ختمة صحيح‬ ‫كالمية األفعاؿ‪ ،‬كالورقات األصولية‪ ،‬كاالستعارات ٌ‬
‫البخارم‪.5‬‬

‫السافرة‪ ،‬اللوحة‪.09 :‬‬


‫‪٤ -1‬تذكؼ من ‪٥‬تطوط‪ :‬البدكر ٌ‬
‫‪ - 2‬ا‪١‬تصدر بفسو‪ :‬اللوحة‪.09 :‬‬
‫السافرة‪ ،‬اللوحة‪23 :‬‬
‫‪٤ - 3‬تذكؼ من ‪٥‬تطوط‪ :‬دمحم بن علي السنوسي‪ ،‬البدكر ٌ‬
‫‪ - 4‬ا‪١‬تصدر بفسو‪ :‬اللوحة‪.26 :‬‬
‫‪ - 5‬عبد القادر بن علي‪ ،‬الفوائد اجللية‪ ،‬ص‪.10 :‬‬

‫‪25‬‬
‫كما أخذ العلم كذلك عن‪ :‬الشيخ ‪٤‬تي ال ٌدين بن شهبة‪ ،‬كالشيخ عبد القادر بن‬
‫عمور ا‪١‬تستغا‪٪‬تي‪ ،‬كدمحم بن عبد هللا ا‪١‬تستغا‪٪‬تي‪ ،‬كالشيخ أ‪ٛ‬تد الطبوٕب الطرابلسي كغَتىم‪،‬‬
‫ككلٌهم بلغوا الشأك كا‪١‬تنزلة ُب العلم كا‪ٞ‬تاه‪.‬‬
‫ٓب يكتف دمحم بن علي السنوسي ٔتا ّنلو من مشايخ حاضرة مستغاٖب‪ ،‬بل جاؿ كصاؿ‬
‫داخل الوطن كخارجو‪ ،‬ففي ٌأكؿ عاـ‪0110 :‬ق خرج من مستغاٖب إٔب بلدة مازكبة كمكث هبا‬
‫‪٤‬تمد بن علي‬
‫سنةن كاحد نة‪ ،‬كأخذ عن كبار مشائخ ذلك الوقت؛ من أبرزىم العبلٌمة الشيخ ٌ‬
‫ابن أيب طالب ا‪١‬تعركؼ اببن الشارؼ ا‪١‬تازك٘ب‪ ،‬كالشيخ أبو راس الناصرم ا‪١‬تعسكرم كغَت‪٫‬تا‪،‬‬
‫توجو إٔب مدينة تلمساف كمكث هبا ما يقارب سنةن أيخذ عن علماء ا‪١‬تنطقة‪.1‬‬
‫ٍبٌ ٌ‬
‫توجهو إٔب فاس حيث التقى ىناؾ بعلماء؛ منهم‬ ‫ككابت ا‪١‬ترحلة الثابية ُب الطلب ٌ‬
‫السيد الطيب الكَتا٘ب‪ ،‬كالعريب بن أ‪ٛ‬تد الدرقاكم الذم كاف من‬
‫السيد ‪ٛ‬تدكف بن ا‪ٟ‬تاج‪ ،‬ك ٌ‬‫ٌ‬
‫كتعرؼ على‬
‫كٖتصل على ع ٌدة إ‪٬‬تازات‪ ،‬كدرس الطرؽ الصوفية ٌ‬ ‫شيوخ الطريق الشاذلية‪ٌ ،‬‬
‫قواعدىم كمقاصدىم‪ ،‬كىذا خبلؿ سبع سنوات حىت فاؽ من كجده من ا‪١‬تشايخ إٔب درجة‬
‫أف ير ٌشح ‪١‬تشيخة جامع القركيُت رغم صغر سنٌو الذم كابت ال يتجاكز ثبلثُت سنة‪.2‬‬
‫ٓب يكتف ابن السنوسي هبذا ا‪١‬تستول‪ ،‬بل اتقت ‪٫‬تٌتيو العالية إٔب استزادة العلوـ ٔتصر‬
‫ا‪ٟ‬تج‪ ،‬فخرج من فاس مع موكب من ا‪ٟ‬تجاج كذاؾ عاـ‪:‬‬ ‫كا‪ٟ‬ترمُت‪ ،‬كما اشتاؽ أداء فريضة ٌ‬
‫‪0121‬ىػ‪ ،‬كمكث ٔت ٌكة عامان يتل ٌقى العلوـ عن أكابر مشايخ كقتو‪ ،‬جاعبلن بصب عينيو‬
‫ا‪١‬تستمر صعب‪ ،‬فإذا أردت أف تستزيد من العلم فما عليك‬ ‫بصيحة أحد شيوخو إب ٌف ً‬
‫االرٖتاؿ‬
‫ٌ‬
‫السفر إٔب م ٌكة‪ ،‬حيث يلتقي ‪ٚ‬تيع علماء ا‪١‬تسلمُت‪.3‬‬
‫إالٌ ٌ‬

‫‪ - 1‬عبد القادر بن علي‪ ،‬الفوائد اجللية‪ ،‬ص‪.11 :‬‬


‫‪ -2‬ينظر‪ :‬دمحم بن علي السنوسي‪ ،‬البدكر السافرة‪ ،‬اللوحة‪ .27 :‬عبد القادر بن علي‪ ،‬الفوائد اجللية‪ ،‬ص‪ .11 :‬دمحم‬
‫فؤاد شكرم‪ ،‬السنوسية دَن كدكلة‪ ،‬ص‪.10 :‬‬
‫‪ -3‬ينظر‪ :‬أ‪ٛ‬تد الدجا٘ب‪ ،‬الركة السنوسية‪ ،‬ص‪ .59 :‬عبد القادر بن علي‪ ،‬الفوائد اجللية‪ ،‬ص‪.14 :‬‬

‫‪26‬‬
‫كقبل أف يسافر ابن السنوسي إٔب م ٌكة رجع إٔب بلده مستغاٖب‪ ،‬كذلك سنة‪0123 :‬ىػ‪،‬‬
‫أبكؿ زكاج لو؛ إذ بٌت إبحدل‬
‫كمكث هبا قريبان من سنة كبصف بُت أىلو‪ ،‬كُب ىذه ا‪١‬ت ٌدة قاـ ٌ‬
‫بنات عمومتو‪ ،‬كعرض عليها أف تسافر معو إٔب م ٌكة فلم توافقو على ذلك‪ ،‬فرأل من‬
‫ا‪١‬تصلحة أف يطلقها لعلمو بطوؿ ا‪١‬ت ٌدة اليت يرغب فيها ً‬
‫ابالبقطاع عن بلده‪ ،‬ىكيكلد لو من‬
‫طفل توُب صغَتان‪ٍ ،‬بٌ ماتت ٌأمو بعد ذلك‪.1‬‬
‫زكاجو ىذا ه‬
‫السنوسي ُب م ٌكة على علماء يكثير؛ منهم‪:‬‬
‫أقبل ابن ٌ‬
‫الرسوؿ العطٌار ا‪١‬تكي‪ ،‬كالشيخ أبو سليماف‬
‫أبو حفص عمر بن عبد الكر‪ٙ‬ب بن عبد ٌ‬
‫السندم‪ ...‬كغَتىم‪.2‬‬
‫عبد ا‪ٟ‬تفيظ العجيمي مفيت م ٌكة كقاضيها‪ ،‬كالشيخ دمحم عابد ٌ‬
‫بُت‬ ‫السبلـ‪ -‬الذين جل‬
‫الصبلة ك ٌ‬
‫ٌأما مشايخ ا‪١‬تدينة ا‪١‬تنورة بنور ساكنها ‪-‬عليو ٌ‬
‫أيديهم؛ فمنهم‪:‬‬
‫الشيخ صاّب البدرم‪ ،‬كالشيخ عبد الر‪ٛ‬تن األبصارم‪ ،‬كالشيخ دمحم بن عبد الر‪ٛ‬تن‬
‫اجملدكب‪.‬‬
‫السيد‬
‫كمن أىل اليمن الشيخ يوسف األمَت الصنعا٘ب‪ ،‬كالشيخ دمحم العمرا٘ب‪ ،‬ك ٌ‬
‫ا‪ٟ‬تازمي‪.3‬‬
‫كمن ا‪١‬تشايخ الوافدين إٔب ببلد ا‪ٟ‬ترمُت الشيخ أ‪ٛ‬تد بن عبد الر‪ٛ‬تن الشريف ا‪ٟ‬تسٍت‪،‬‬
‫كالشيخ دمحم البشَت البجاكم التلمسا٘ب‪ ،‬كالشيخ أ‪ٛ‬تد بن عبد هللا الشريف ا‪ٞ‬تزيرم‪ٌ ،4‬أما‬
‫مؤس الطريقة اإلدريسية‪ ،‬كالرئي الرابع‬ ‫الشيخ سيدم أبو العباس أ‪ٛ‬تد بن عبد هللا الفاسي ٌ‬
‫للطريقة القادرية ا‪١‬تراكشية‪ ،‬يعترب األب الركحي البن السنوسي‪ ،‬فقد أتثٌر كالزمو م ٌد نة إٔب أف‬

‫‪ -1‬أ‪ٛ‬تد الدجا٘ب‪ ،‬الركة السنوسية‪ ،‬ص‪.58 :‬‬


‫‪ -2‬عبد القادر بن علي‪ ،‬الفوائد اجللية‪ ،‬ص‪ .12 :‬علي الصبليب‪ ،‬اترَخ الركة السنوسية‪ ،‬ط‪1 :‬‬
‫(‪1432‬ىػ‪2011/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار ا‪١‬تعرفة‪ ،‬بَتكت‪ ،‬لبناف‪ ،‬ص‪.36 :‬‬
‫‪ - 3‬عبد القادر بن علي‪ ،‬الفوائد اجللية‪ ،‬ص‪.13 :‬‬
‫‪ - 4‬ا‪١‬تصدر بفسو‪ ،‬ص‪.13 :‬‬

‫‪27‬‬
‫فاضطر للهجرة إٔب منطقة"عسَت"‪،1‬‬
‫ٌ‬ ‫ضاؽ علماء م ٌكة بسيدم أ‪ٛ‬تد اإلدريسي فاضطهدكه‪،‬‬
‫برفقة ابن السنوسي‪ ،‬كبقي معو إٔب أف توُب سنة‪0724 :‬ـ‪.‬‬

‫ابضم أتباعيو إٔب ابن السنوسي فعاد هبم فوران إٔب م ٌكة‪ ،‬كأبشأ‬
‫بعد كفاة أ‪ٛ‬تد اإلدريسي ٌ‬
‫السنوسية ُب التاريخ‪.3‬‬ ‫‪2‬‬
‫هبا الزاكية البيضاء ُب جبل أيب قيػبىػٍي اليت تعترب ٌأكؿ زاكية للطريقة ٌ‬
‫كمن مشاٮتو ا‪١‬تصريُت علي ا‪١‬تيلي التوبسي‪ ،‬كالشيخ الصاكم ا‪١‬تالكي‪ ،‬كالقويسٍت‪.‬‬
‫الفرع الثاين‪ :‬تالميذه ‪.‬‬
‫وجهت إليو‬
‫برع ابن السنوسي ُب العلم‪ ،‬كأتقنو غاية اإلتقاف حىت بىػَّز علماء عصره‪ ،‬فت ٌ‬
‫كل مكاف؛ للتل ٌقي؛ بذكر منهم‪:‬‬ ‫األبظار‪ ،‬كقصده طبلٌب العلم من ٌ‬
‫السنوسي ‪-‬هنع هللا يضر‪ :-‬كسنتح ٌدث عنو كفق العناصر اآلتية‪:‬‬
‫حممد املهدم ٌ‬
‫ٌ‬ ‫‪-0‬‬
‫أ ‪ -‬امسو‪ :‬ىو دمحم ا‪١‬تهدم بن دمحم بن علي السنوسي‪ ،‬يكلد ُب منطقة ا‪ٞ‬تبل األخضر‬
‫سنة‪0151 :‬ىػ‬ ‫يسمى "ماسة"‪ ،‬قرب الزاكية البيضاء‪ ،‬كذلك ُب شهر ذم القعدة من‬
‫‪٤‬تل ٌ‬‫ُب ٌ‬
‫ا‪١‬توافق بوفمرب ‪0733‬ـ‪.‬‬
‫كيذكر أ‪ٛ‬تد الشريف أ ٌف ابن السنوسي كاف ُب " ىد ٍربة"‪ 1‬عند كالدة ابنو ا‪١‬تهدم‪ ،‬فكتب‬
‫ا‪١‬تبشر عليو حكى ‪٢‬تم ا‪ٟ‬تكاية‪ ،‬قاؿ‪:‬‬
‫فلما قدـ ٌ‬ ‫ً‬
‫لو عمراف بن بركة يهنٌئو كيسألو عن االسم‪ٌ ،‬‬

‫‪ً -1‬‬
‫َت‪ :‬ىي ا‪١‬تنطقة ا‪ٞ‬تبلية ا‪١‬تمتدة ما بُت منطقة م ٌكة ا‪١‬تكرمة كا‪ٞ‬تمهورية اليمنية‪ٌ ،‬‬
‫كمقرىا "أهبا"‪ ،‬مساحتها ‪ٙ‬تابوف‬ ‫العس ي‬
‫ى‬
‫كيلومًت مربع‪ .‬ينظر‪ :‬عاتق بن ىغٍيث البىبلدم‪ ،‬معجم معامل الجاز‪ ،‬ط‪1431(2 :‬ق‪2010/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬مؤسسة الرايف‬
‫للطباعة كالنشر‪ ،‬بَتكت‪ ،‬لبناف‪ ،‬ج‪ ،6 :‬ص‪ .1154 :‬دمحم بن أ‪ٛ‬تد الراشد‪ ،‬اململُة العربية السعودَة ‪ -‬حقائق‬
‫كأرقاـ ‪ ،-‬ط‪1433(1 :‬ق‪2012/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬ىيئة ا‪١‬تساحة ا‪ٞ‬تيولوجية‪ ،‬ا‪١‬تملكة العربية السعودية‪ ،‬ص‪.19 -14 :‬‬
‫‪ -2‬جبل أيب قيػبىػ ٍيس‪ :‬تشتهر منطقة م ٌكة ٔتجموعة من ا‪ٞ‬تباؿ‪ ،‬أشهرىا جبل "أيب قبي " الذم يقع جنوب مكة‪،‬‬
‫رجل من مذحج يقاؿ لو أبو قبي ‪ ،‬فلما صعد ابلبناء فيو ‪ٝ‬تي أاب قبي ‪ ،‬ينظر‪ :‬أبو‬
‫ي‪ٝ‬تي بذلك؛ أل ٌف أكؿ من بٌت فيو ه‬
‫الطيب ا‪١‬تكي ا‪ٟ‬تسٍت الفاسي (ت‪832 :‬ىػ)‪ ،‬شفاء الغراـ بخبار البلد الراـ‪ ،‬ط‪1421(1 :‬ىػ‪2000/‬ـ)‪ ،‬مط‪:‬‬
‫دار الكتب العلمية‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪.30 :‬‬
‫‪ - 3‬أ‪ٛ‬تد الدجا٘ب‪ ،‬الركة السنوسية‪ ،‬ص‪.68 :‬‬

‫‪28‬‬
‫رجل ٮترز طببلن فمٌر بو ‪ٚ‬تاعةه كىو ٮترز‪ ،‬قالوا‪ :‬ماذا تفعل؟ قاؿ‪ :‬إذا يب تسمعوف‬ ‫كاف ه‬
‫صوتو‪ٍ ،‬بٌ قاؿ ‪ٟ‬تميو أ‪ٛ‬تد بن فرج هللا‪ :‬ىذا ا‪١‬تولود الذم ازداد على ابنتك يقف موقفان ‪٬‬ترم‬
‫فيو ال ٌدـ ‪٣‬ترل ا‪١‬تاء ُب الوادم‪ ،‬ككتب لعمراف بتسميتو دمحم ا‪١‬تهدم‪ ،‬كقاؿ‪ :‬أ‪ٝ‬تيناه ا‪١‬تهدم‬
‫ليحوز ‪-‬إف شاء هللا‪ -‬أبواع ا‪٢‬تداية‪ ،‬كبرجو هللا أف ‪٬‬تعلو مهداي‪ ،2‬فكاف ابن السنوسي يرل أ ٌف‬
‫ابنو ىذا سيخلفو ابل ٌدعوة‪.‬‬
‫السنة ا‪٠‬تامسة من عمره‪ ،‬أرسلو ابن السنوسي لئلخواف الكافلُت‬‫‪٤‬تمد ا‪١‬تهدم ٌ‬ ‫ك‪١‬تا أًبٌ ٌ‬
‫الصبلة‪ ،‬ففعلوه كما أمر"‪.3‬‬
‫لو قائبلن ‪٢‬تم‪":‬أدخلوه ال يكتٌاب‪ ،‬كعلٌموه الوضوء ك ٌ‬
‫السادسة من عمره أدخلو ابن السنوسي ا‪١‬تدرسة القرآبية ٖتت‬ ‫‪٤‬تمد ا‪١‬تهدم ٌ‬ ‫‪١‬تا بلغ ٌ‬
‫السابعة حفظ القرآف الكر‪ٙ‬ب كلٌو‪،4‬‬
‫إشراؼ العبلٌمة عمر بن بركة الفيتورم‪ ،‬كُب منتصف السنة ٌ‬
‫كيشجعوّنم على إ٘تامو‪ ،‬قاؿ‬
‫ٌ‬ ‫كا‪١‬تعلوـ أ ٌف أبناء ا‪ٟ‬تركة السنوسية كابوا يعلٌموف أبنائهم كتاب هللا‬
‫العبلٌمة ا‪١‬تؤرخ عبد الر‪ٛ‬تن بن خلدكف‪( 5‬ت‪717 :‬ىػ) ُب الفصل الذم عقده بعنواف‪ُ":‬ب تعليم‬
‫الولداف كاختبلؼ مذاىب األمصار اإلسبلمية ُب طرقو"‪":‬اعلم‪ :‬أ ٌف تعليم الولداف للقرآف‬

‫‪ -1‬ىد ٍرنىةي‪ :‬موضع يقع على ٌ‬


‫الساحل اللي ي‪ ،‬كىي من مدف برقة‪ ،‬كتقع شرؽ مدينة بٍت غازم إٔب الشماؿ بنحو ‪280‬‬
‫البلوم ك‪ٚ‬تاعة من ا‪١‬تسلمُت كقبورىم ىناؾ معركفة‪ ،‬ينظر‪ :‬ايقوت ا‪ٟ‬تموم‬ ‫كيلومًتان‪ ،‬قتل فيو زىَت بن قي‬
‫(ت‪626:‬ىػ)‪ ،‬معجم البلداف‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪ .452 :‬عبد ا‪١‬تؤمن بن عبد ا‪ٟ‬تق‪ ،‬ا‪ٟ‬تنبلي‪ٌ ،‬‬
‫صفي الدين (ت‪739 :‬ىػ)‪،‬‬
‫مراصد ااطالع على أمساء األمُنة كالبقاع‪ ،‬ط‪1412(1 :‬ىػ)‪ ،‬مط‪ :‬دار ا‪ٞ‬تيل‪ ،‬بَتكت‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪.524 :‬‬
‫الطاىر أ‪ٛ‬تد الزاكم‪ ،‬معجم البلداف الليبية‪ ،‬ص‪.130 :‬‬
‫‪ - 2‬أ‪ٛ‬تد الدجا٘ب‪ ،‬الركة السنوسية‪ ،‬ص‪.169 :‬‬
‫‪ - 3‬بف ا‪١‬ترجع‪ ،‬ص‪.170 :‬‬
‫‪ - 4‬دمحم علي الصبليب‪ ،‬اترَخ الركة السنوسية‪ ،‬ص‪.170 :‬‬
‫‪ - 5‬ابن خلدكف‪ :‬عبد الر‪ٛ‬تن بن دمحم بن دمحم بن ا‪ٟ‬تسن بن جابر بن خلدكف ا‪ٟ‬تضرمي‪ ،‬اإلشبيلي السلف‪ ،‬التوبسي‪،‬‬
‫ا‪١‬تؤرخ‪ ،‬الفيلسوؼ‪ ،‬كعآب االجتماع كرجل السياسة‪ ،‬كلد سنة‪732 :‬ق‪ ،‬لو تصابيف ع ٌدة منها‪ :‬العرب ُب ديواف ا‪١‬تبتدأ‬
‫األكؿ منو ىو "ا‪١‬تقدمة" ا‪١‬تشهورة‪،‬‬‫كا‪٠‬ترب ُب أايـ العرب كالعجم كالرببر كمن عاصرىم من ذكم السلطاف األكرب‪ ،‬كا‪ٞ‬تزء ٌ‬
‫توُب سنة‪ 808 :‬ىػ‪.‬ينظر‪ :‬دمحم ‪٤‬تفوظ (ت‪1408 :‬ىػ)‪ ،‬تراجم املؤلفُت التونسيُت‪ ،‬ط‪1994(2 :‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار‬
‫الغرب اإلسبلمي‪ ،‬بَتكت‪ ،‬لبناف‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪.219 :‬‬

‫‪31‬‬
‫شعار من شعائر ال ٌدين أخذ بو أىل ا‪١‬تلٌة كدرجوا عليو ُب ‪ٚ‬تيع أمصارىم؛ ‪١‬تا يسبق فيو إٔب‬
‫ه‬
‫القلوب من رسوخ اإلٯتاف كعقائده من آايت القرآف‪ ،‬كبعض متوف األحاديث كصار القرآ يف‬
‫أصل التعليم الذم ييبٌت عليو ما ٭تصل بعده من ا‪١‬تلىكات"‪.1‬‬
‫ى‬
‫كبعد أف ‪ٝ‬تع ابن السنوسي أ ٌف ابنو ىذا قد أًبٌ حفظ القرآف الكر‪ٙ‬ب‪ ،‬استقدمو إٔب‬
‫ا‪ٟ‬تجاز بصحبة دمحم بن إبراىيم الغمارم الكبَت‪ ،‬كاجتمع مع كالده ُب ا‪١‬تدينة ُب سنة‬
‫كحجوا ‪ٚ‬تيعان مع كالدىم‬
‫‪0156‬ىػ‪ ،‬كُب سنة ‪0157‬ىػ قدمت كالدتو كشقيقو إٔب ا‪ٟ‬تجاز ٌ‬
‫ككالدهتم‪ ،‬كعهد اب‪١‬تهدم إٔب ‪٩‬تبة من العلماء لًتبيتو كتلقينو العلوـ ا‪١‬تختلفة‪ ،‬كُب عاـ‬
‫مًتددة بُت م ٌكة كا‪١‬تدينة‪ ،‬كُب سنة ‪0163‬ىػ طلبو‬
‫الده إٔب برقة‪ ،‬كبقيت أسرتو ٌ‬
‫‪0158‬ىػ رجع ك ي‬
‫كالده إٔب جغبوب صحبة الشيخ عبد الرحيم احملبوب‪.2‬‬
‫كاصل دمحم ا‪١‬تهدم تعليمو العإب ُب معهد جغبوب‪ ،‬كأشرؼ على تعليمو كالده ابن‬
‫عما‬
‫السنوسي ككبار اإلخواف‪ ،‬ككاف كالده كثَتان ما يسأؿ اإلخواف الذين يشرفوف على تربيتة ٌ‬
‫‪3‬‬
‫يهتم بتوطيد مركز ابنو دمحم ا‪١‬تهدم‬
‫ٌ‬ ‫بفسو‬ ‫الوقت‬ ‫كُب‬ ‫‪،‬‬ ‫كصل إليو‪ ،‬فكابوا يبدكف إعجاهبم بو‬
‫الضوء عليو‪ ،‬كيعلي من شأبو مىت ما سنحت الفرصة‪ ،‬حىت قاؿ ُب‬ ‫بُت اإلخواف‪ ،‬كيلقي ٌ‬
‫السيف كقاؿ لو‪ :‬تق ٌدـ‬
‫كتاب‪ٍ ،‬بٌ ألبسو ٌ‬
‫سيف‪ ،‬كالشريف لو ه‬ ‫إحدل ا‪١‬تناسبات‪":‬ا‪١‬تهدم لو ه‬
‫ظل ا‪١‬تهدم"‪ ،5‬ككاف يقف‬ ‫ٌ‬ ‫ُب‬ ‫عائش‬ ‫أان‬
‫ك‬ ‫ات‬‫و‬ ‫سن‬ ‫ثبلث‬
‫ي‬ ‫ٕب‬‫أيضا‪":‬‬ ‫كقاؿ‬ ‫‪.‬‬‫‪4‬‬
‫لتصلي بنا"‬
‫احًتامان للمهدم عندما يستأذبو للخركج‪.6‬‬

‫‪ -1‬ابن خلدكف‪ ،‬العرب كدَواف املبتدأ كاخلرب‪ ،‬اعتٌت بو أبو صهيب الكرمي‪( ،‬د ت ط)‪ ،‬مط‪ :‬بيت األفكار الدكلية‪،‬‬
‫السعودية‪ ،‬ص‪.292 :‬‬
‫ٌ‬
‫‪ - 2‬عبد القادر بن علي‪ ،‬الفوائد اجللية‪ ،‬ص‪ .94 :‬الصبليب‪ ،‬اترَخ الركة السنوسية‪ ،‬ص‪.170 :‬‬
‫‪ - 3‬أ‪ٛ‬تد صدقي الدجا٘ب‪ ،‬الركة السنوسية‪ ،‬ص‪.172 :‬‬
‫‪ - 4‬ا‪١‬ترجع بفسو‪ ،‬ص‪.171 :‬‬
‫‪ - 5‬ا‪١‬ترجع بفسو‪ ،‬ص‪.171 :‬‬
‫‪ - 6‬ا‪١‬ترجع بفسو‪ ،‬ص‪.171 :‬‬

‫‪30‬‬
‫ب ‪ -‬مباَعتو‪:‬‬
‫ُب سنة (‪0175‬ىػ‪0748/‬ـ) توُب دمحم بن علي السنوسي‪ ،‬ككاف عيمر دمحم ا‪١‬تهدم‬
‫ساعتئذ ستة عشرة سنة‪ ،‬فبايعو كبار علماء ا‪ٟ‬تركة السنوسية؛ منهم عمراف بن بركة كأ‪ٛ‬تد‬
‫الريفي كعلي بن عبد ا‪١‬تؤب كدمحم ا‪١‬تد٘ب التلمسا٘ب كدمحم بن حسن البسكرم كعبد ا‪١‬تتعإب‬
‫اإلدريسي‪ ،...‬كغَتىم من فضبلء اإلخواف‪ ،‬كق ٌدموا حملمد ا‪١‬تهدم كاجب التعزية مع شقيقو‬
‫دمحم الشريف‪ ،1‬كقبل أف ييو ىارل ابن السنوسي مثواه سارع اإلخواف السنوسيُت إٔب مبايعة دمحم‬
‫ا‪١‬تهدم‪ ،‬قاطعُت على أبفسهم عهد هللا كميثاقو أف ٭تافظوا على األمابة اليت تركها ابن‬
‫السنوسي ‪٢‬تم‪ ،‬كقد ٌبُت عمراف بن بركة ُب خطبة أتبُت ابن السنوسي ىذه البيعة قائبلن ما‬
‫بصو‪...":‬كأف ٕتعل أتييد ال ٌدين ك٘تامو على لساف كيد ‪٧‬تلو الطاىر‪ ،‬كفرعو الزاىر‪ ،‬ككارثو‬
‫ٌ‬
‫ا‪١‬تاىر‪ ،‬سيدم كموالم السيد دمحم ا‪١‬تهدم‪ ،‬كصنوه ا‪١‬تنيف‪ ،‬كشقيقو سيدم كموالم دمحم‬
‫كيلم هبما أفئدة األتباع كا‪١‬تريدين‪ ،‬إبٌو كٕب ذلك كالقادر‬
‫الشريف‪ ،‬ك‪٬‬ترب هبما صدع الدين‪ٌ ،‬‬
‫عليو"‪.2‬‬
‫كُب عهد دمحم ا‪١‬تهدم تضاعف عدد الزكااي السنوسية إٔب أف بلغت (‪ )035‬زاكية؛ منها‬
‫(‪ )34‬زاكية ُب منطقة برقة‪ ،‬ك(‪ُ )7‬ب منطقة طرابل ‪ ،‬ك(‪ُ )04‬ب منطقة فىػَّزاف‪ ،3‬ك(‪ )5‬زكااي ُب‬

‫‪ -1‬أ‪ٛ‬تد صدقي الدجا٘ب‪ ،‬الركة السنوسية‪ ،‬ص‪.173 :‬‬


‫‪ -2‬ا‪١‬ترجع بفسو‪ ،‬ص‪.173 :‬‬
‫‪ -3‬فىػ َّزاف‪ :‬ع ٌدة كاحات كاقعة جنويب مدينة طرابل بنحو ‪ 970‬كيلومًتان‪ ،‬غزاىا العرب ا‪١‬تسلموف ٌ‬
‫للمرة األكٔب بقيادة‬
‫عقبة بن انفع‪ ،‬كفتحوىا عنوة سنة ‪49‬ق‪ ،‬ينظر‪ :‬أ‪ٛ‬تد بن إسحاؽ بن جعفر بن كىب بن كاضح اليعقويب (ت‪ :‬بعد‬
‫‪292‬ىػ)‪ ،‬البلداف‪ ،‬ط‪1422(1 :‬ىػ)‪ ،‬مط‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بَتكت‪ ،‬ص‪ .184 :‬الطاىر أ‪ٛ‬تد الزاكم‪ ،‬معجم‬
‫البلداف الليبية‪ ،‬ص‪ .249 :‬طو عبد ا‪١‬تقصود عبد ا‪ٟ‬تميد أبو عيبيَّة‪ ،‬موجز عن الفتوحات اإلسالمية‪ ،‬ص‪.50 :‬‬

‫‪31‬‬
‫زاكية ُب ببلد‬ ‫ك(‪)06‬‬ ‫زاكية ُب صحراء مصر‪،‬‬ ‫ك(‪)10‬‬ ‫ُب السوداف‪،‬‬ ‫ك(‪)03‬‬ ‫كاحة كفرة‪،1‬‬
‫ا‪١‬تغرب األقصى‪. 2‬‬
‫كقد سار دمحم ا‪١‬تهدم السنوسي على منهج أبيو ُب ال ٌدعوة كاإلصبلح إٔب أف بلغت‬
‫الطريقة السنوسية أكجها ُب عهده‪ ،‬فبلغت ليبيا كمصر كا‪ٞ‬تزائر كا‪١‬تغرب حىت كصلت إٔب‬
‫صحراء إفريقيا‪ ،‬كمن ٍبٌ أصبح دمحم ا‪١‬تهدم ٔتثابة ا‪ٟ‬تاكم الركحي للمنطقة‪ ،‬حىت كصفت‬
‫ا‪١‬تصادر التارٮتية األكربية الطريقة السنوسية ابإلمرباطورية السنوسية‪.3‬‬
‫جػ ‪ -‬دنو الركة السنوسية يف عهد دمحم املهدم‪:‬‬
‫‪٪‬توان‪ ،‬كتضاعفان ُب عدد الزكااي‪ ،‬كمن‬
‫تطوران ك ٌ‬
‫عرفت ا‪ٟ‬تركة السنوسية ُب عهد دمحم ا‪١‬تهدم ٌ‬
‫بُت األسباب اليت ٌأدت إٔب ىذا النمو‪:‬‬
‫‪ - 0‬طبيعة ا‪ٟ‬تركة السنوسية اليت كابت مسايرة للعصر‪.‬‬
‫‪ - 1‬طوؿ ا‪١‬ت ٌدة اليت قضاىا رئيسان للنٌظاـ؛ إذ ٕتاكزت أربعُت سنة‪ ،‬فتم ٌكن من خبل‪٢‬تا‬
‫تركيز العمل كمواصلة ا‪١‬تنهج الذم سار عليو أبوه ُب الدعوة اإلصبلحية‪.‬‬
‫‪ - 2‬سياستو ا‪ٟ‬تكيمة اليت منعتو من ً‬
‫االحتكاؾ ابلدكلة العثمابية أك الدكؿ األكركبية‪.‬‬
‫احتل مكابة‬
‫‪ - 3‬أخبلؽ دمحم ا‪١‬تهدم العالية م ٌكنتو من غزك قلوب النٌاس‪ ،‬كمن ٍبٌ ٌ‬
‫ىامة عند اإلخواف‪.4‬‬
‫ٌ‬

‫‪ -1‬كاحة الُفرة‪ :‬ال ىُ ىف ىرة‪ٚ :‬تع كافر؛ أل ٌف سكاّنا كابوا كفاران‪ ،‬كقد تس ٌكن الفاء‪ ،‬كقد ٌ‬
‫تضم الكاؼ كىو الدارج اآلف‪،‬‬
‫كىي ‪٣‬تموعة كاحات ُب صحراء ليبيا‪ ،‬تقع ُب ا‪ٞ‬تنوب من مدينة بٍت غازم بنحو ‪ 995‬كيلومًتان‪ .‬ينظر‪ :‬الطاىر أ‪ٛ‬تد‬
‫الزاكم‪ ،‬معجم البلداف الليبية‪ ،‬ص‪.292 :‬‬
‫‪ -2‬دمحم فؤاد شكرم‪ ،‬السنوسية دَن كدكلة‪ ،‬ص‪٤ .58 :‬تمود كامل احملامي‪ ،‬الدكلة العربية الُربل‪ ،‬ص‪.363 :‬‬
‫‪ -3‬دمحم عزة دركزة‪ ،‬نشأت الركة العربية الدَثة‪ ،‬ط‪1971(2 :‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬ا‪١‬تكتبة ا‪١‬تصرية‪ ،‬بَتكت‪ ،‬ص‪.76 :‬‬
‫‪ -4‬أ‪ٛ‬تد صدقي الدجا٘ب‪ ،‬الركة السنوسية‪ ،‬ص‪ .180 :‬الطاىر أ‪ٛ‬تد الزاكم‪ ،‬معجم البلداف الليبية‪ ،‬ص‪.293 :‬‬

‫‪32‬‬
‫حرص ا‪١‬تهدم على العمل كفق منهج ابن السنوسي الًتبوم التعليمي‪ ،‬جاعبلن بصب‬
‫عينيو ٌأكالن العمل أبحكاـ القرآف كالسنٌة؛ ‪٤‬تارابن بذلك ا‪ٞ‬تهل‪ ،‬كٓب يكتف هبذا بل حارب‬
‫الصحراء‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫بكل ما أكٌب من حنكة كحكمة‪ ،‬فكاف ييرسل البعثات االستكشافية إٔب ٌ‬ ‫االستعمار ٌ‬
‫السوداف الغريب بكتماف شديد‪ ،‬كبعد أربع‬ ‫ك٭تفر اآلابر‪ ،‬كيتف ٌقد الطرؽ ا‪١‬توصلة إٔب كسط ٌ‬
‫ليتوجو إٔب زاكية قىػ ٍرك ُب "برقو" ُب السوداف الغريب ال لشيء‬ ‫ً‬
‫سنوات من االبتظار ش ٌد رحالو ٌ‬
‫القوات الفربسية الزاحفة ‪٨‬تو ْتَتة تشاد‪.1‬‬
‫إالٌ ليشرؼ بنفسو على تنظيم ا‪١‬تقاكمة ‪١‬تواجهة ٌ‬
‫السنوسية كصل خرب‬ ‫ً‬
‫كبعد عمل كجهاد كاجتهاد كأثناء معركة بُت االستعمار كا‪ٟ‬تركة ٌ‬
‫كفاة دمحم ا‪١‬تهدم بعد مرض اشت ٌد بو‪ ،‬ككاف ذلك ُب يوـ األحد ‪ 13‬صفر ‪0211‬ىػ ا‪١‬توافق لػ‬
‫فتم‬
‫‪ 11‬يوبيو ‪0811‬ـ ُب زاكية "قرك"‪ ،‬كاقًتح أ‪ٛ‬تد الريفي بقل جثماف ا‪١‬تهدم إٔب يك ٍفرة ٌ‬
‫ذلك‪ ،‬كدفن ُب زاكية‪ 2‬التاج‪.3‬‬
‫‪ -2‬أمحد الرَفي‪ :‬أ‪ٛ‬تد بن عبد القادر الريفي‪ ،‬تلميذ ابن السنوسي‪ ،‬كشيخ أبنائو‪،‬‬
‫‪4‬‬
‫ا‪١‬تتوَب ابلتاج سنة ‪0218‬ق‪ ،‬أجازه ابن السنوسي ُب‬
‫يقاؿ‪ :‬إبٌو ٭تفظ عشرين ألف حديث ‪ٌ ،‬‬
‫الركم‬
‫السافرة" ك "املنهل َّ‬ ‫و‬
‫ع ٌدة من كتبو؛ كػ ػ ػ "الشموس الشارقة" ك‪٥‬تتصرىا "البدكر ٌ‬
‫الرائق"‪.‬‬

‫‪ -1‬أ‪ٛ‬تد صدقي الدجا٘ب‪ ،‬الركة السنوسية‪ ،‬ص‪.228 :‬‬


‫‪ -2‬زاكَة التاج‪ :‬التاج قرية أبشأىا دمحم ا‪١‬تهدم ‪١‬تا ابتقل من ا‪ٞ‬تغبوب إٔب الكفرة سنة‪1895 :‬ـ‪ٌ ،‬‬
‫بث هبا الدعوة‬
‫اإلسبلمية كالطريقة السنوسية‪ ،‬كبٌت فيها زاكية ‪ٝ‬تاىا التاج‪ .‬ينظر‪ :‬الطاىر أ‪ٛ‬تد الزاكم‪ ،‬معجم البلداف الليبية‪ ،‬ص‪:‬‬
‫‪.292‬‬
‫‪ -3‬أ‪ٛ‬تد صدقي الدجا٘ب‪ ،‬الركة السنوسية‪ ،‬ص‪.231 :‬‬
‫‪ -4‬دمحم بن عثماف ا‪ٟ‬تشائشي التوب ‪ ،‬رحلة الشائشي إىل ليبيا سنة ‪1895‬ـ‪ ،‬ص‪ .152 :‬عبد ا‪ٟ‬تي الكتا٘ب‬
‫فهرس الفهارس‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪.927 :‬‬

‫‪33‬‬
‫صبلح كالفضل‪ ،‬كلد سنة‬ ‫‪ -3‬عمراف بن بركة الزليطٍت‪ :‬العبلٌمة الذم اشتهر ابل ٌ‬
‫‪0100‬ق‪ ،‬اجتمع اببن السنوسي كتتلمذ على يديو سنة ‪0146‬ق ابلزاكية البيضاء‪ ،‬ككاف‬
‫يرسلو ُب البعثات لثقتو بو‪ ،‬توُب سنة ‪0201‬ق‪.1‬‬

‫‪ -1‬الطاىر أ‪ٛ‬تد الزاكم‪ ،‬أعالـ ليبيا‪ ،‬ص‪.293 :‬‬

‫‪34‬‬
‫املطلب الثالث‪ :‬مؤلٌفاتو كآاثره العلمية‪.‬‬
‫شىت‪ ،‬كقد أحصى العلماءي مؤلٌفاتًو فوجدكىا تربوا األربعُت‬
‫ألٌف ابن السنوسي ُب علوـ ٌ‬
‫مؤلٌفان‪ ،‬كىذا الًتاث العلمي يساعدان على فهم حقيقة مقاصد ا‪ٟ‬تركة السنوسية‪ ،‬كمؤلٌفاتو قد‬
‫ابتفع النٌاس هبا؛ ‪١‬تا فيها من كثرة النقل مع صغر ا‪ٟ‬تجم‪ ،‬كاعتٌت هبا بعض الباحثُت إبعادة‬
‫بعد‪.1‬‬
‫الطبع كالتحقيق كالدراسة كاالستدراؾ‪ ،‬على أبٌو ال يزاؿ بعضها ‪٥‬تطوطان ٓب ينشر ي‬
‫علو كعبو‪،‬‬
‫تدؿ على ٌ‬ ‫فات؛ منها ا‪١‬تخطوط كا‪١‬تطبوع‪ ،‬عدٯتةي النٌظَت ٌ‬
‫نوسي مؤلٌ ه‬
‫الس ٌ‬ ‫فبلبن ٌ‬
‫كاتٌساع عريضتو‪ ،‬كطوؿ ابعو ُب األصوؿ كالفقو كا‪ٟ‬تديث كالتزكية‪ ،‬كلو ٓب يصلنا إالٌ ىذا‬
‫العمل ابل ىد ً‬
‫َث‬ ‫ى‬ ‫الو ٍسناف يف ى ى‬
‫ظ ى‬ ‫الصدؼ الذم ‪٨‬تن بصدد ٖتقيقو لكفى‪ ،‬أال كىو "إَقا ي‬ ‫ٌ‬
‫كال يقر ً‬
‫آف"‪ ،‬فكيف إذا أضفنا إليو ما أيٌب‪:‬‬ ‫ٍ‬
‫أكان‪ :‬املطبوع ‪:‬‬ ‫ٌ‬
‫اص ًد‪.‬‬
‫اص ًد ًُب خبلىص ًة ا‪١‬تر ً‬
‫ي ى ىى‬
‫ػ بػ ٍغيةي ا‪١‬ت ىق ً‬
‫يى ى‬
‫ًً‬ ‫ػ شفاء ٌ ً‬
‫الصدر أبىٍر ًم ا‪١‬تسائل العشر‪ ،‬كىو ‪٥‬تتصر "بػي ٍغيىةي ا‪١‬تىىقاصد" ٌ‬
‫السابق ذكره‪.‬‬

‫عُت‪.‬‬ ‫ُت ُب الطَّر ً‬ ‫ً‬


‫األربى ى‬
‫ائق ٍ‬ ‫الس ٍل ىسبيل ال يػمع ي‬
‫ػ َّ‬
‫وؿ الطَّىرائً ًق‪.‬‬ ‫الرائً ًق ُب أسابًيد ً‬
‫العلوـ كأص ً‬
‫ي‬ ‫ى‬ ‫م َّ‬ ‫الرًك ًٌ‬
‫ػ ا‪١‬تٍنػ ىهل َّ‬
‫ػ مق ًٌدمةي موطَّأ ً‬
‫اإلماـ مالك ‪-‬هنع هللا يضر‪.-‬‬ ‫يى‬ ‫ي‬
‫يسيَّ ًة‪.‬‬ ‫أخبا ًر السبللىًة ٍ‬
‫اإلد ىر ى‬
‫ػ الدرر َّ ً ً‬
‫السنيَّة ُب ٍ‬ ‫ىي‬
‫الصبلةً كأًب التَّسلي ًم‪.‬‬ ‫ػ ا‪١‬تسلسبلت العشرة ُب األح ً‬
‫اديث النػَّبىويَّة علىى صاحبًها أفض يل َّ‬ ‫ى‬ ‫ى‬
‫ػ بزىة ا‪ٞ‬تناف ُب أكصاؼ تفسَت القرآف‪.‬‬
‫ػ لوامح ا‪٠‬تذالف على من ال يعمل ابلقرآف‪.‬‬

‫‪ -1‬أ‪ٛ‬تد صدقي الدجا٘ب‪ ،‬الركة السنوسية‪ ،‬ص‪.41 :‬‬

‫‪35‬‬
‫الدرية ُب أكائل الكتب األثرية‪.‬‬
‫ػ الكواكب ٌ‬
‫ػ التٌحفة ُب أكائل الكتب الشريفة‪.‬‬
‫ػ سوابغ األيدم ٔتركايت أيب زيد‪.‬‬
‫اثني ان‪ :‬املخطوط‪:‬‬
‫الرسوؿ‪.‬‬ ‫ً‬
‫السوؿ ُب االجتهاد كالعمل ْتديث ٌ‬
‫ػ بغية ٌ‬
‫ػ اإلرشاد‪.‬‬
‫ػ إزاحة األكنٌة ُب العمل ابلكتاب كالسنٌة‪.‬‬
‫ػ فىحم األكباد ًُب مواد ًاالجتهاد‪.‬‬
‫الشارقة ُب أسابيد بعض ا‪١‬تغاربة كا‪١‬تشارقة‪.‬‬
‫ػ الكواكب ٌ‬
‫الشارقة"‬
‫السافرة ُب عوإب األسابيد الفاخرة‪ .‬كىو ‪٥‬تتصر لػ ػ ػ "الشموس ٌ‬
‫ػ البدكر ٌ‬
‫السابق ذكره‪.‬‬
‫ٌ‬
‫السلوؾ إٔب ملك ا‪١‬تلوؾ‪.‬‬
‫ػ منظومة ٌ‬
‫ػ شرح على ‪٥‬تتصر الشيخ خليل‪ ،1‬كمن خبلؿ ىذا الشرح يظهر لنا أ ٌف ابن السنوسي‬
‫أحب شيء‬
‫مالكي ا‪١‬تذىب ال كما فهمو بعض الباحثُت أببٌو ال مذىب لو؛ فقد كاف يقوؿ‪ٌ ":‬‬
‫الراشدين اإلماـ مالك بن أب "‪.1‬‬ ‫ً‬
‫ٕب بعد هللا كرسولو كخلفائو ٌ‬
‫إٌ‬

‫‪ -1‬ينظر‪ :‬دمحم فؤاد شكرم‪ ،‬السنوسية دَن كدكلة‪ ،‬ص‪ .41 :‬دمحم بن عثماف ا‪ٟ‬تشائشي التوب ‪ ،‬رحلة الشائشي‬
‫إىل ليبيا سنة ‪1895‬ـ‪ ،‬ص‪ .155 :‬إ‪ٝ‬تاعيل بن دمحم أمُت بن مَت سليم البااب٘ب البغدادم (ت‪1399 :‬ىػ)‪ ،‬ىدَة‬
‫العارفُت أمساء املؤلفُت كآاثر املصنفُت‪ ،‬ط‪1951( :‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬طبع بعناية ككالة ا‪١‬تعارؼ ا‪ٞ‬تليلة‪ ،‬استاببوؿ‪ ،‬ج‪،2 :‬‬
‫ص‪ .401 :‬عادؿ بويهض‪ ،‬معجم أعالـ اجلزائر من صدر اإلسالـ حىت العصر الاضر‪ ،‬ط‪:‬‬
‫‪1400(2‬ىػ‪1980/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬مؤسسة بويهض الثقافية للتأليف كالًت‪ٚ‬تة كالنشر‪ ،‬بَتكت‪ ،‬لبناف‪ ،‬ص‪ .167 :‬دمحم‬
‫بسكر‪ ،‬أعالـ الفُر اجلزائرم من خالؿ آاثرىم املخطوطة كاملطبوعة‪ ،‬ط‪2013( :‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار كردادة‪ ،‬بوسعادة‬
‫الصوفية‪ ،‬ص‪.124 :‬‬
‫ا‪ٞ‬تزائر‪ ،‬ص‪ .216 :‬صبلح مؤيد العق ي‪ ،‬الطٌرؽ ٌ‬

‫‪36‬‬
‫نوسي يتٌضح للناظر أبٌو ٓب‬
‫الس ٌ‬‫‪٤‬تمد بن علي ٌ‬ ‫كمن خبلؿ ذكر بعض مؤلٌفات الشيخ ٌ‬
‫شىت؛ كعلم أصوؿ الفقو‬ ‫يكن عابدان مربٌيان ‪٣‬تاىدان فحسب‪ ،‬بل كاف متم ٌكنان كابرعان ُب علوـ ٌ‬
‫السيف كالقلم‪.‬‬
‫ْتق من رجاؿ ٌ‬ ‫كالفقو ا‪١‬تقارف كا‪ٟ‬تديث‪...‬اْب‪ .‬فكاف وٌ‬

‫‪-1‬ينظر‪ :‬دمحم فؤاد شكرم‪ ،‬السنوسية دَن كدكلة‪ ،‬ص‪ .41 :‬دمحم بن عثماف ا‪ٟ‬تشائشي التوب ‪ ،‬رحلة الشائشي‬
‫إىل ليبيا سنة ‪1895‬ـ‪ ،‬ص‪.155 :‬‬

‫‪37‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫حياة الشيخ دمحم بن علي السنوسي‬

‫العملية‪.‬‬
‫كيشتمل على‪:‬‬
‫سبهيد‪:‬‬

‫املبحث األكؿ‪ :‬األبعاد العملية للشيخ ابن السنوسي‬

‫املبحث الثاين‪ :‬التعريف اب‪١‬تخطوط‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫املبحث األكؿ‪:‬‬
‫األبعاد العملية للشيخ ابن السنوسي‪.‬‬
‫كيشتمل على‪:‬‬
‫املطلب األكؿ‪ :‬البعد التنظيمي عند ابن السنوسي‪.‬‬

‫املطلب الثاين‪ :‬البعد السياسي عند ابن السنوسي‪.‬‬

‫املطلب الثالث‪ :‬البعد الدعوم عند ابن السنوسي‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫سبهيد‪:‬‬
‫إ ٌف ا‪ٟ‬تركة السنوسية كىي تقوـ بعملها إلصبلح اجملتمع كإقامة بنيابو‪ ،‬كابت هتدؼ إٔب‬
‫ظل‬
‫ٖتقيق ا‪١‬تقاصد الكربل اليت راـ ابن السنوسي إدراكها‪ ،‬كىذا األمر ال يتح ٌقق إالٌ ُب ٌ‬
‫السنوسية ٓب تستنكف أف أتخذ ابلوسائل اليت أتيحت ‪٢‬تا‪،‬‬ ‫و‬
‫متكامل‪ ،‬كعليو فإ ٌف ا‪ٟ‬تركة ٌ‬ ‫منه وج‬
‫منهج‬
‫األمر الذم جعلها ٗتتلف عن ا‪ٟ‬تركات األخرل ُب الوسائل كا‪١‬تقاصد‪ ،‬كأصبح ‪٢‬تا ه‬
‫يضاىي بشاط الدكلة أبجهزتو ا‪١‬تختلفة‪ ،‬كذلك من خبلؿ ‪ٚ‬تعها بُت ا‪ٞ‬تابب التنظيمي‬
‫كالسياسي كالدعوم‪ ،‬كىذا ما يظهر من خبلؿ ما أيٌب‪:‬‬

‫‪‬‬

‫‪40‬‬
‫املبحث األكؿ‪ :‬األبعاد العملية‪.‬‬
‫املطلب األكؿ‪ :‬البعد التنظيمي عند ابن السنوسي‪.‬‬
‫ئ ساميةه قامت بتحقيقها بواسطة بظاـ الزكااي اليت‬ ‫لقد كاف للحركة السنوسية مباد ه‬
‫كبناؤىا‪ ،‬كمن حيث‬‫تش ٌكلت كفق سلٌوم ىيكل وي منظٌوم‪ ،‬ك٘تيٌزت عن غَتىا من حيث مواقعيها ي‬
‫يطور مفهومعا‪ ،‬فأصبحت‬ ‫تنظيمها كرسالتيها؛ كىذا راجع إٔب ابن السنوسي الذم استطاع أف ٌ‬ ‫ي‬
‫تضم ‪ٚ‬تيع مرافق ا‪ٟ‬تياة ال ٌدينية كال ٌدبيوية‪ ،‬األمر الذم ‪ٝ‬تع بو طبلٌب‬
‫مؤسسةن متكاملةن ٌ‬ ‫٘تثٌل ٌ‬
‫مؤسسها عن‬ ‫خاصةن عندما أفصح ٌ‬ ‫العلم كمريدك الطريقة ك‪٤‬تبٌو ا‪٠‬تَت فقصدكه ابآلالؼ‪ٌ ،‬‬
‫مقاصد الزكااي كأسرارىا قائبلن‪":‬كالزاكية ُب ا‪ٟ‬تقيقة إٌ‪٪‬تا ىي‪ :‬بيت من بيوت هللا كمسجد من‬
‫الببلد‪ ،‬ك٭تصل هبا النٌفع ألىل‬
‫الر‪ٛ‬تةي كتىع يمر هبا ي‬ ‫مساجده‪ ،‬كالزكاية إذا حلٌت وٌ‬
‫ٔتحل بزلت فيو ٌ‬
‫أسست إالٌ لقراءة القرآف‪ ،‬كلنشر شريعة أفضل كلد عدانف"‪.1‬‬ ‫ا‪ٟ‬تاضرة كالبادية؛ أل ٌّنا ما ٌ‬
‫فالزاكاي تعترب ا‪ٞ‬تابب الرئيسي الثا٘ب ُب ا‪ٟ‬تركة السنوسية‪ ،‬كىي التطبيق العملي للفكرة‬
‫اإلصبلحية اليت اندت بو‪ ،2‬كا‪١‬تيداف الفسيح لتطبيق ا‪١‬تبادئ اليت سعى إٔب ٖتقيقها‪ ،‬كذلك‬
‫منس وق كفق العناصر اآلتية‪:‬‬
‫ىرمي ٌ‬
‫و‬
‫من خبلؿ تنظيم وٌ‬
‫‪ 0‬ػ الزاكَة‪ :‬ا‪٢‬تيكل ك ٌ‬
‫ا‪١‬تؤسسة‪.‬‬
‫‪ 1‬ػ الزاكَة‪ :‬التنظيم كاإلدراة‪.‬‬

‫‪ 2‬ػ الزاكَة‪ٌ :‬‬


‫ا‪١‬تؤسسة الدينية الطرقية‪.‬‬
‫االختصار بعض ا‪ٞ‬توابب التنظيمية للحركة السنوسية‪ ،‬كذلك من‬ ‫كلنذكر على جهة ً‬
‫خبلؿ عرض ا‪١‬ترافق األساسية للزاكية‪.‬‬

‫‪ - 1‬دمحم الطيب بن إدري األشهب‪ ،‬السنوسي الُبَت‪ ،‬ص‪.143 :‬‬


‫‪ - 2‬دمحم البهي‪ ،‬الفُر اإلسالمي يف تطوره‪ ،‬ص‪.95 :‬‬

‫‪41‬‬
‫‪ - 1‬الزاكَة ‪ :‬اهليُل كاملؤسسة‪:‬‬
‫‪ -‬املسجد‪( :‬مصلى‪ ،‬مسجد جامع)‪ ،‬كيكوف على حسب عدد سكاف الزاكية‪،‬‬
‫كتوفٌر بصاب ‪ٞ‬تواز إقامة ا‪ٞ‬تمعة‪.‬‬

‫‪ -‬املدرسة القرآنية‪ :‬كالقصد ٌ‬


‫األكؿ منها ٖتفيظ القرآف الكر‪ٙ‬ب‪.‬‬
‫‪ -‬املعهد للًتبية كالتعليم‪ :‬كال يلتحق بو الطالب إالٌ بعد إ٘تاـ حفظ القرآف الكر‪ٙ‬ب‪،‬‬
‫كبعد ً‬
‫االلتحاؽ اب‪ٞ‬تامع األزىر ُب ا‪١‬ترحلة العا‪١‬تية‪.‬‬
‫كل قسم‬ ‫‪ -‬اخللوة‪ :‬كتطلق على مساكن الطبلب الغرابء‪ٌ ،‬‬
‫مقسمة حسب مواطينهم‪ ،‬ك ٌ‬
‫يسمى رابطان‪.‬‬
‫منها ٌ‬
‫و‬
‫موجود ابلزاكية‪ ،‬كقد كاف بزاكية كاحة جغبوب مكتبة ىٍٖت ًوم على‬ ‫‪ -‬املُتبة‪ :‬كىي ٌ‬
‫أىم‬
‫احتل الطلياف‬ ‫و‬
‫‪ٙ‬تابية آالؼ ‪٣‬تلد ُب ‪٥‬تتلف العلوـ‪ُ ،‬ب كقت قلٌت فيو كسائل الكتابة‪ ،‬إٔب أف ٌ‬
‫كاحة جغبوب سنة ‪0815‬ـ‪ ،‬إثر تنازؿ ا‪ٟ‬تكومة ا‪١‬تصرية عنها لصاّب اإليطاليُت ٖتت ضغط‬
‫ً‬
‫اال‪٧‬تليز ُب عهد حكومة أ‪ٛ‬تد‪ 1‬زيور ابشا‪.2‬‬
‫الصحة‪.3‬‬
‫إضافة إٔب دار الضيافة كاحملبلٌت الصناعية كدار ٌ‬
‫مهمان‪ ،‬كمركزان حيواين مهيٌأن بكافٌة ا‪١‬ترافق‪ ،‬ابإلضافة إٔب‬
‫فالزاكية تع ٌد ابلنسبة للحركة شيئان ٌ‬
‫ٖتصينها كأمنها‪ ،‬كاحتوائها على ‪ٚ‬تيع مقومات ا‪١‬تدينة اإلسبلمية‪ ،‬ابلرغم من تغلغل القول‬
‫الصليبية‪ ،‬كسيطرهتا على ا‪ٟ‬تضارة اإلسبلمية‪.‬‬ ‫ً‬
‫االستكبارية ٌ‬

‫‪ -1‬أمحد زَور ابشا‪ :‬أ‪ٛ‬تد زيور ر‪ٛ‬تي‪ ،‬قوقاسي األصل‪ ،‬من رؤساء الوزارات ٔتصر‪ٌ ،‬‬
‫تؤب أعماالن قضائيةن كإداريةن ٔتصر‬
‫إٔب أف يع ٌُت رئيسان جملل الوزراء‪ ،‬ىكيكصفت كزارتيو آبذاؾ ابلتعسف‪ ،‬كابت كفاتو ابإلسكندرية سنة‪1945 :‬ـ‪ .‬ينظر‪:‬‬
‫الزركلي‪ ،‬األعالـ‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪ .130 :‬دمحم كامل الفقي‪ ،‬األزىر كأثره يف النهضة األدبية الدَثة‪( ،‬د ت ط)‪ ،‬مط‪:‬‬
‫ا‪١‬تطبعة ا‪١‬تنَتية ابألزىر الشريف‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪.74 :‬‬
‫‪ -2‬ينظر‪ :‬دمحم بن عثماف ا‪ٟ‬تشائشي التوب ‪ ،‬رحلة الشائشي إىل ليبيا سنة ‪1895‬ـ‪ ،‬ص‪ .156 :‬دمحم البهي‪،‬‬
‫الفُر اإلسالمي يف تطوره‪ ،‬ص‪.94 :‬‬
‫‪ -3‬دمحم البهي‪ ،‬الفُر اإلسالمي يف تطوره‪ ،‬ص‪.94 :‬‬

‫‪42‬‬
‫‪ - 2‬الزاكَة ‪ :‬التنظيم كاإلدراة‪:‬‬
‫و‬
‫مؤس ا‪ٟ‬تركة‬‫السنوسية على تنظي وم منفرد‪ ،‬أمكنها من ٖتصيل ما رامو ٌ‬
‫قامت الزاكاي ٌ‬
‫كيتلخص ىذا التنظيم فيما أيٌب‪:‬‬
‫ا‪١‬تؤسسات الًتبوية‪ٌ ،‬‬
‫من خبلؿ تشييده لتلك ا‪١‬تعاقل العلمية ك ٌ‬
‫األعلى ‪٢‬تا‪،‬‬ ‫‪ -0‬شيخ الطرَقة‪ :‬كىو ا‪١‬تسئوؿ ٌ‬
‫األكؿ على شؤكف الزاكية‪ ،‬كالرئي‬
‫كيطلق عليو اسم "مقدـ"‪.‬‬
‫كمهمتو‬ ‫‪ -1‬رجلس اخلواص‪ :‬ا‪١‬تتألٌف من أشخاص ال ينتموف إٔب األسرة ٌ‬
‫السنوسية‪ٌ ،‬‬
‫مساعدة شيخ الزاكية‪.‬‬
‫‪ -2‬شيوخ الزاكَة ا‪١‬تنتشرة ُب أمبلؾ الطريقة السنوسية‪.‬‬
‫عامة النٌاس إٔب االبضماـ للحركة‪.1‬‬ ‫‪ -3‬اإلخواف ال ٌدعاة‪ :‬كتنحصر ٌ‬
‫مهمتهم ُب دعوة ٌ‬
‫عا‪١‬تي من خبلؿ ‪٣‬تل اإلخواف‪ ،‬فقد كاف‬
‫إسبلمي ه‬
‫ه‬ ‫ايدم‬
‫ككاف للحركة السنوسية بع هد ر ه‬
‫يضم بعض العلماء الكبار ُب األقطار اإلسبلمية اإلفريقية منهم‪:‬‬
‫ٌ‬
‫ػ السيد أ‪ٛ‬تد الريفي من ا‪ٞ‬تزائر‪.‬‬
‫ػ السيد دمحم مصطفى ا‪١‬تد٘ب من تلمساف اب‪ٞ‬تزائر‪.‬‬
‫ػ السيد دمحم البكرم من بسكرة اب‪ٞ‬تزائر‪.‬‬
‫ػ السيد علي عبد ا‪١‬تؤب من مدينة صفاق بتوب ‪.‬‬
‫ػ السيد عمراف بن بركة الفيتورم من ليبيا الغربية‪.2‬‬
‫السنوسية‬
‫الرائد الذم كابت عليو ا‪ٟ‬تركة ٌ‬
‫من خبلؿ ىذا التنظيم يظهر لنا ا‪١‬تستول ٌ‬
‫ا‪١‬تتمثٌل ُب التسيَت احملكم على مستول اإلدارة كالقيادة‪ ،‬كمدل كفاءة األعبلـ ُب توزيع‬

‫‪ -1‬ينظر‪ :‬دمحم البهي‪ ،‬الفُر اإلسالمي يف تطوره‪ ،‬ص‪ .97 :‬علي احملافظة‪ٌ ،‬‬
‫ااذباىات الفُرَة عند العرب يف عصر‬
‫النهضة‪ ،‬ص‪.59 :‬‬
‫‪ - 2‬دمحم البهي‪ ،‬الفُر اإلسالمي يف تطوره‪ ،‬ص‪.97 :‬‬

‫‪43‬‬
‫تستمر‬
‫ٌ‬ ‫تستقر كال‬
‫ألّنم يدركوف ٘تاـ اإلدراؾ أ ٌف ا‪ٟ‬تركة السنوسية ال ٌ‬
‫ا‪١‬تناصب على أصحاهبا؛ ٌ‬
‫كل أفراد ا‪ٞ‬تماعة‬
‫بوضوح حىت يستطيع ٌ‬
‫و‬ ‫إالٌ هبذا‪ ،‬كما أ ٌف ىذا التخطيط ٭ت ٌدد األىداؼ‬
‫العمل على ٖتقيقها‪.‬‬
‫املؤس سة الدَنية الًتبوَة‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫‪ - 3‬الزاكَة‬
‫ا‪١‬تهمة اليت تولٌتها ‪-‬كقد تكلٌمنا‬
‫٘تيٌزت الزكااي السنوسية ٔتوقعها االسًتاتيجي كالوظائف ٌ‬
‫على و‬
‫بعض منهما‪ ،-‬كأسلوهبا الذم اٗتبتو كىو موضوع حديثنا‪.‬‬
‫السنٌة‬‫ابتهج ابن السنوسي أسلوابن راقيان ُب تربية أفراد ا‪ٟ‬تركة يقوـ أساسان على الكتاب ك ٌ‬
‫خاصةن ما يتعلٌق ابلطرؽ‬ ‫كما يعود إليهما‪ ،‬مستصحبان ُب ذلك خربتو العلمية كالًتبوية‪ٌ ،‬‬
‫الصوفية اليت ىخًرب أسر ىارىا كمعابيىها‪ ،‬كاستفاد من إ‪٬‬تابياهتا كابتقد أخطاءىا؛ ككتابو ا‪١‬توسوـ بػ ػ ػ‬
‫دليل على ذلك‪.‬‬ ‫السلسبيل املعُت يف الطرائق األربعُت" خَتي و‬ ‫" ٌ‬
‫كاف ابن السنوسي يؤمن ٔتنهج الًتبية كالسلوؾ؛ فسعى إٔب تدريج ا‪١‬تريد ُب سلٌم‬
‫الوصوؿ؛ ليناؿ أعلى مراتب الصفاء‪ ،‬مراعيان ُب ذلك‪:‬‬
‫ٌأكا‪ :‬تصحيح العقيدة‪ٌ :‬أكؿ ما بدأ بو ابن السنوسي تصحيح عقيدة ا‪١‬تريد من‬
‫السبلـ‪-‬‬ ‫ً‬
‫الصبلة كأزكى ٌ‬
‫األدراف‪ ،‬كذلك ابالحتكاـ إٔب قواعد سنٌة كلد عدانف ‪-‬عليو أفضل ٌ‬
‫السلوؾ فنقوؿ‬
‫يدؿ على ىذا ا‪١‬تعٌت قولو‪":‬كلنذكر كجهان ‪٥‬تتصران ُب تدريج ا‪١‬تريد ُب مراتب ٌ‬
‫كما ٌ‬
‫يتعُت عليو بعد تصحيح عقيدتو ٔتيزاف أىل السنٌة كا‪ٞ‬تماعة ‪-‬كثٌر هللا‬ ‫بعوف هللا كتوفيقو‪ٌ :‬‬
‫قدـ على فعل و‬
‫شيء حىت يعلم حكم هللا فيو‪.1"...‬‬ ‫سوادىم كأداـ إمدادىم‪ -‬أف ال ي ً‬
‫ه‬
‫اثنيا‪ :‬التف ٌقو يف دَن البارم سبحانو كتعاىل‪ :‬كاف ابن السنوسي دائمان أيمر أتباعو‬
‫أىم متوف‬
‫حىت ييعبد ٔتا شرع‪ ،‬مستندان ُب ذلك على ٌ‬‫كمريديو على التف ٌقو ُب دين هللا تعأب ٌ‬
‫الفقو ا‪١‬تالكي؛ كمختصر الشيخ خليل كرسالة ابن أيب زيد القَتكا٘ب‪ ،‬كٓب يكتف بذلك‬

‫السلسبيل الػ ىمعُت يف الطرائق األربعُت‪ ،‬ط‪2011( :‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار زمورة‪ ،‬ا‪ٞ‬تزائر‪ ،‬ص‪:‬‬
‫‪ - 1‬دمحم بن علي السنوسي‪َّ ،‬‬
‫‪.11‬‬

‫‪44‬‬
‫ا‪١‬تهمة اليت تساعد ا‪١‬تريد على إدراؾ الفقو أبدلٌتو‪ ،‬من تلك‬
‫فحسب‪ ،‬بل أضاؼ بعض الكتب ٌ‬
‫الكتب موطأ اإلماـ مالك‪ ،‬كصحيح البخارم‪ ،‬كبلوغ ا‪١‬تراـ للصنعا٘ب‪ ،1‬كتدري ابن‬
‫وم‪ ،‬كىا ىو يتح ٌدث‬‫اضح على اقتفاء ا‪١‬تنهج ال ٌس ٌ‬
‫يل ك ه‬ ‫السنوسي ىذه األسفار العلمية لدل ه‬
‫بوجو ا‪٠‬تصوص على كتاب ا‪١‬توطٌأ قائبلن‪":‬فاعلم أ ٌف كتاب ا‪١‬توطأ إلماـ دار ا‪٢‬تجرة اجملمع على‬
‫أجل ا‪١‬تصنٌفات‪ ،‬كأبف ا‪١‬تؤلٌفات"‪.2‬‬
‫جبللتو من ٌ‬
‫كقد ذكر عنو بعض ما رآه من البشائر فقاؿ‪":‬عن مصعب بن عبد هللا الزبَتم‪ ،‬قاؿ‪:‬‬
‫‪ٝ‬تعت أيب يقوؿ‪ :‬كنت جالسان مع مالك بن أب ‪ُ 3‬ب مسجد رسوؿ هللا‪ -‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬إذ أاته‬
‫رجل‪ ،‬فقاؿ‪ :‬أيٌكم أبو عبد هللا مالك؟ فقالوا‪ :‬ىذا‪ ،‬فجاء فسلٌم عليو‪ ،‬كاعتنقو‪ ،‬كقبٌل بُت‬ ‫ه‬
‫كضمو إٔب صدره‪ ،‬كقاؿ‪ :‬كهللا لقد رأيت البارحة رسوؿ هللا ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬جالسان ُب ىذا‬
‫عينيو‪ٌ ،‬‬
‫أبس اي أاب عبد‬‫ا‪١‬توضع‪ ،‬فقاؿ‪ :‬ىاتوا مالكان‪ ،‬فأٌب بك ترتعد فرائصك‪ ،‬فقاؿ‪ :‬لي بك ه‬
‫هللا‪ ،‬ككنٌاؾ‪ ،‬كقاؿ‪ :‬اجل ‪ .‬فجلست‪ .‬فقاؿ‪ :‬افتح ًح ٍجرؾ‪ ،‬ففتحت‪ ،‬فمؤله ًمسكان ىمنثوران‪،‬‬

‫‪ - 1‬علي احملافظة‪ ،‬االٕتاىات الفُرَة عند العرب يف عصر النهضة‪ ،‬ص‪.60 :‬‬
‫‪ - 2‬دمحم بن علي السنوسي‪ ،‬مقدمة موطأ اإلماـ مالك‪ ،‬ط‪2011( :‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار زمورة‪ ،‬ا‪ٞ‬تزائر‪ ،‬ص‪.13 :‬‬
‫مالك ب ًن ًأيب عام ور األصبحي ‪-‬من ذم أصبح بطن من ً‪ٛ‬تٍىَت‪ ،-‬إماـ دار‬ ‫‪ -3‬مالك‪ :‬أبو عبد هللا مالك بن أب بن ً‬
‫رسوؿ هللاً ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ ،-‬فأخذ عن‪ :‬انف وع‪،‬‬
‫خادـ ً‬
‫كتسعُت‪ ،‬عاـ موت أب و ً‬
‫ى‬ ‫سنة ثبلث‬‫مالك على األصح ُب ً‬
‫ٌ‬
‫ا‪٢‬تجرة‪ ،‬مولد و‬
‫ً‬ ‫و ً‬
‫عبد الر‪ٛ‬تن بن مهدم‪،‬‬ ‫عبد هللا بن ا‪١‬تبارؾ‪ ،‬ي‬ ‫ك‪ :‬ي‬ ‫كالزىرم‪ ،‬كسعيد ا‪١‬ت ٍق يرب ًٌ‬
‫م‪ ،‬كغَتىم من كبار التابعُت‪ ،‬ك‪٦‬تَّن ركل عنو مال ه‬
‫فمالك النَّج يم‪.‬‬
‫ه‬ ‫كمعن بن عيسى القعن ي‪ ،‬كأخذ القراءة عرضان على انفع بن أيب بعيم‪ ،‬كقاؿ الشَّافعي‪ :‬إذا ذيكر العلماءي‬ ‫ي‬
‫كتوُب ‪-‬ر‪ٛ‬تو هللا تعأب‪ -‬اب‪١‬تدينة سنة‪179 :‬ق‪ ،‬كدفن ابلبقيع‪ .‬من كتبو‪ :‬ا‪١‬توطٌأ‪ .‬ينظر‪ :‬أبو عمر يوسف بن عبد هللا بن‬ ‫ٌ‬
‫األئمة الفقهاء مالك كالشافعي‬ ‫دمحم بن عبد الرب بن عاصم النمرم القرط ي (ت‪463 :‬ىػ)‪ ،‬اانتقاء يف فضائل الثالثة ٌ‬
‫كأيب حنيفة ‪-‬مهنع هللا يضر‪( ،-‬د ت ط)‪ ،‬مط‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بَتكت‪ ،‬لبناف‪ ،‬ص‪ .31 :‬ال ٌذى ي (ت‪748 :‬ق)‪ ،‬سَت‬
‫أعالـ النٌبالء‪ ،‬ج‪ ،7 :‬ص‪ .167 :‬أبو دمحم الطيب بن عبد هللا بن أ‪ٛ‬تد بن علي اب‪٥‬ترمة‪ ،‬ا‪٢‬تًجرا٘ب ا‪ٟ‬تضرمي الشافعي‬
‫(ت‪947 :‬ىػ)‪ ،‬قالدة النحر يف كفيات أعياف الدىر‪ ،‬تح‪ :‬بو ‪ٚ‬تعة مكرم‪ ،‬ط‪1428(1 :‬ىػ‪2008/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار‬
‫ا‪١‬تنهاج‪ ،‬ج ٌدة‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪ .250 :‬عبد الغٍت الدقر‪ ،‬اإلماـ مالك بن أنس إماـ دار اهلجرة (ت‪179 :‬ق)‪ ،‬ط‪:‬‬
‫‪1419(3‬ق‪1998/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار القلم‪ ،‬دمشق‪ ،‬ص‪.21 :‬‬

‫‪45‬‬
‫تغر‪ ،‬كإف‬
‫تسر كال ٌ‬
‫ضمو إليك كبثٌو ُب ٌأميت‪ ،‬قاؿ‪ :‬فبكى مالك طويبلن‪ .‬كقاؿ‪ :‬الرؤاي ٌ‬
‫كقاؿ‪ٌ :‬‬
‫صدقت رؤايؾ‪ ،‬فهو العلم الذم أكدعٍت هللا"‪.1‬‬
‫كقد عقد ابن السنوسي ُب كتابو "مقدمة موطأ اإلماـ مالك ‪-‬هنع هللا يضر‪ "-‬ابابن للتٌعريف‬
‫ٔتوطأ اإلماـ مالك‪ ،‬كثناء النٌاس عليو‪ ،‬كبقل ُب ذلك أقواالن‪.‬‬

‫اثلثا‪ :‬تربية النفس‪ :‬بعد أف يتعلٌم ا‪١‬تريد أحكاـ هللا تعأب " ٌ‬
‫يتوجو إٔب تزكية النف‬
‫مهمات ا‪١‬تطلوبة شرعان"‪ ،2‬كقد‬
‫السر؛ أل ٌف ذلك من ٌ‬
‫كهتذيب األخبلؽ‪ ،‬كتصفية القلب كتنقية ٌ‬
‫فصل ُب بياف حقيقة النٌف كأبواعها كأدكائها كدكائها تفصيل ا‪ٟ‬تكيم؛ ففي خا٘تة كتابو "بغية‬
‫ٌ‬
‫بوع‪ ،‬كذكر‬
‫بكل و‬
‫حصر أبواعها ُب سب وع‪ ،‬مع التعريف ٌ‬ ‫املقاصد" بعد أف ٌ‬
‫عرؼ ْتقيقة النف‬
‫األمارة‪:‬‬
‫ٌ‬ ‫األكؿ‪ُ :‬ب النف‬
‫بصو‪":‬الفصل ٌ‬ ‫مكمن ال ٌداء مع التنبيو على ال ٌدكاء؛ من ذلك ما ٌ‬
‫كىي صاحبة ا‪ٞ‬تهل كا‪ٟ‬ترص كالكرب كالغضب ك ًٌ‬
‫الشرة كالشهوة‪ ،...‬فكن أيٌها األخ منها على‬
‫حذر‪ ،‬كال تنتصر ‪٢‬تا إف أحد أذاىا بل كن معينان لو عليها‪ ،‬كٗتلٌص من ىذه اآلفات اليت‬
‫منعت القلوب عن مطالعة الغيوب ابلذكر الكثَت القوم‪ ،...‬كعليك ابلتٌذلل كا‪٠‬تضوع‬
‫كالتضرع لو تعأب‪ ،‬كاطلب ا‪٠‬تبلص بلطفو كإحسابو من األكصاؼ الذميمة‪ ،‬كالتحلٌي‬
‫ابلصفات ا‪ٟ‬تميدة؛ كالصدؽ"‪.3‬‬
‫بلمح من خبلؿ ما سبق أ ٌف ابن السنوسي قد أكٔب النٌف عنايةن ابلغةن؛ ألبٌو كاف يعلم‬
‫اجع إليها ابلدرجة األكٔب؛ لذلك سعى جاىدان لعبلجها‪،‬‬ ‫ً‬
‫أ ٌف مكمن التقهقر كاالبتكاسة ر ه‬
‫مستشهدان بنصوص من القرآف كالسنٌة النبوية الشريفة‪ ،‬كا‪ٟ‬تاصل‪ :‬أ ٌف ىذه الطريقة مبناىا على‬
‫السنة ُب األقواؿ كاألفعاؿ كاألحواؿ‪.4‬‬
‫متابعة ٌ‬

‫‪ - 1‬دمحم بن علي السنوسي‪ ،‬مقدمة موطأ اإلماـ مالك‪ ،‬ص‪.20 :‬‬


‫‪ - 2‬ا‪١‬ترجع بفسو‪ ،‬ص‪.20 :‬‬
‫‪ -3‬دمحم بن علي السنوسي‪ ،‬بغية املقاصد يف خالصة املراصد‪ ،‬ط‪2011( :‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار زمورة‪ ،‬ا‪ٞ‬تزائر‪،‬‬
‫ص‪.387:‬‬
‫السلسبيل املعُت يف الطرائق األربعُت‪ ،‬ص‪.10 :‬‬
‫‪ -4‬دمحم بن علي السنوسي‪ٌ ،‬‬

‫‪46‬‬
‫أىم أسباب القرب إٔب هللا‬ ‫رابعا‪ :‬الطعاـ الالؿ‪ :‬األكل ا‪ٟ‬تبلؿ كاجتناب ا‪ٟ‬تراـ من ٌ‬
‫تعأب؛ فقد كاف ابن السنوسي كثَتان ما يدعو أتباعو على أف ٭ترصوا على ٖتصيل طيب‬
‫الطعاـ كاالبتعاد عن ا‪ٟ‬تراـ؛ ‪١‬تا جاء ُب حديث أيب ىريرة ‪-‬هنع هللا يضر‪ -‬قاؿ‪ :‬قاؿ رسوؿ هللا ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪-‬‬
‫‪":‬إ ٌف هللا طيٌب ال يقبل إالٌ طيٌبان‪ ،‬كإ ٌف هللا تعأب أمر ا‪١‬تؤمنُت ٔتا أمر بو ا‪١‬ترسلُت‪ ،‬فقاؿ تعأب‪:‬‬
‫ﭽﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬﭼ [ا‪١‬تؤمنوف‪ ،]51:‬كقاؿ‬

‫تعأب‪:‬ﭽ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﭼ [البقرة‪ٍ ،]172 :‬بٌ ذكر ٌ‬


‫الرجل‬
‫رب‪ ،‬كمطعمو حراـ‪ ،‬كمشربو‬
‫رب‪ ،‬اي ٌ‬ ‫السماء‪ :‬اي ٌ‬
‫السفر أشعث أغرب‪ ،‬ٯت ٌد يديو إٔب ٌ‬
‫يطيل ٌ‬
‫فأٗب ييستجاب لذلك ؟"‪.1‬‬
‫حراـ‪ ،‬كملبسو حراـ‪ ،‬كغ ٌذم اب‪ٟ‬تراـ‪ٌ ،‬‬
‫يظهر من خبلؿ ما سبق أ ٌف دمحم بن علي قد سلك بظامان دقيقان ُب بناء صركح الزاكاي‬
‫و‬
‫متكامل‬ ‫كترتيبها كتنميتها‪ ،‬حىت غدت كل كاحدةو منها مركزان علميان عمليان‪ ،‬يسَت كفق و‬
‫منهج‬
‫كاضح ا‪١‬تعآب‪ ،‬األمر الذم م ٌكن لئلمارة السنوسية ككطٌد أقدامها‪ ،‬كضمن ‪٢‬تا ً‬
‫االبتشار ُب‬ ‫ٌ‬
‫شىت‪.‬‬
‫أقطار ع ٌدة كأقاليم ٌ‬

‫‪ -1‬أخرجو‪ :‬مسلم‪ ،‬كتاب‪ :‬الزكاة‪ ،‬ابب‪ :‬قبوؿ ٌ‬


‫الصدقة من الكسب الطٌيب كتربيتها‪ ،‬ص‪ ،391 :‬رقم‪.1015 :‬‬

‫‪47‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬البعد السياسي عند اإلماـ ابن السنوسي‪.‬‬
‫بعرؼ مصطلح‬‫السياسي لئلماـ السنوسي ال أبس أف ٌ‬ ‫قبل أف بتكلٌم على الوضع ٌ‬
‫كبعرج على بعض ا‪ٟ‬تركات االصبلحية كمدل أ‪٫‬تٌيتها ُب التٌحرر بكل أشكالو‪.‬‬
‫اإلصبلح‪ٌ ،‬‬
‫فاإلصبلح ييقصد بو التنظيم كالًتتيب ُب مقابل اإلفساد الذم يعٍت البلٌتنظيم‬
‫كالبلٌترتيب‪ ،‬كىناؾ عدي هد من النصوص القرآبية اليت كرد فيها مفهوـ اإلصبلح‪ ،‬الذم قد‬
‫يكوف بُت األفراد؛ كإصبلح ذات البُت‪ ،‬أك ُب احمليط ً‬
‫االجتماعي‪ ،‬كىو دكر األببياء ‪-‬عليهم‬
‫السبلـ‪-‬‬
‫السبلـ‪ -‬كاألئمة األعبلـ‪ .‬فالقرآف الكر‪ٙ‬ب ٭تكي عن شعيب ‪-‬عليو ٌ‬ ‫الصبلة ك ٌ‬
‫ٌ‬
‫قولو‪:‬ﭽﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ‬
‫ﯭ ﯮ ﯯ ﯰﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼﯽ ﯾ ﯿ ﰀ‬
‫ﰁﭼ[ىود‪ ،]88 :‬من ىنا ظهر مصلحوف ُب العآب اإلسبلمي تنادكا بضركرة اإلصبلح على‬
‫مستول العقوؿ‪ ،‬كذلك من خبلؿ بذؿ جهود ُب التدري كالتأليف‪ ،‬كٓب يكتفوا هبذا فحسب‬
‫بل عملوا على هتيئة النٌفوس ‪١‬تواجهة التٌحدايت اليت قد تعًتضهم‪ ،‬كقد ٘تيٌز العآب اإلسبلمي‬
‫كات كبَتةه ‪٢‬تا مبادئها كأساليبها كأىدافها تريد ٖتقيقها؛‬
‫ٔتجموعة من ا‪١‬تف ٌكرين‪ ،‬فظهرت حر ه‬
‫االختصار ما أيٌب‪:‬‬‫كمن أىم تلك ا‪ٟ‬تركات على سبيل ً‬
‫ٌ‬
‫أكا‪ :‬حركة دمحم بن عبد الوىاب ‪:‬‬
‫ٌ‬
‫لرد مفاسد اجملتمع العريب ال ٌدعوةي الوىابيةي اليت‬
‫من ا‪ٟ‬تركات اإلصبلحية اليت قامت ٌ‬
‫تنسب حملمد بن عبد الوىاب من بٍت ٘تيم (‪0004‬ىػ‪0115 -‬ىػ‪0612/‬ـ‪0680 -‬ـ)‪ ،‬كقد‬
‫أىم مقاصدىا الرجوع ابإلسبلـ إٔب صفائو‬ ‫ابتشرت ىذه ا‪ٟ‬تركة ُب شبو ا‪ٞ‬تزيرة العربية‪ ،‬كمن ٌ‬
‫األكؿ‪.1‬‬
‫ٌ‬

‫‪ -1‬علي احملافظة‪ً ،‬‬


‫اا ٌذباىات الفُرَة عند العرب يف عصر النهضة‪ ،‬ص‪.40 :‬‬

‫‪48‬‬
‫اثنيا‪ :‬الركة املهدَة ابلسوداف‪:‬‬
‫قاد ا‪ٟ‬تركة ا‪١‬تهدية دمحم أ‪ٛ‬تد ا‪١‬تهدم (‪0051‬ىػ‪0111 -‬ىػ‪0733/‬ـ‪0774 -‬ـ)‪ ،‬كأساس‬
‫عتقاد و‬
‫إبماـ من أىل البيت ٭تمل اسم ا‪١‬تهدم‪ ،‬غايتو أتييد الدين كرفع الظلم‬ ‫ً‬
‫ىذه ا‪ٟ‬تركة اال ي‬
‫‪1‬‬
‫كات سياسيةه‬
‫عن النٌاس‪ ،‬كبشر العدؿ بينهم ‪ ،‬كمعظم ا‪ٟ‬تركات اليت برزت إٔب الوجود ىي حر ه‬
‫اٗتذت من ا‪١‬تهدم ستاران ٗتتفى كراءه للوصوؿ إٔب مقصودىا ككسب الشعوب‪.‬‬
‫اثلثا‪ :‬الركة السنوسية‪:‬‬
‫(‪0111‬ىػ‪-‬‬ ‫‪٤‬تمد بن علي السنوسي‬ ‫يؤمها ٌ‬
‫حركةه تنظيميةه ‪٤‬تكمةه ّتميع مستوايهتا ٌ‬
‫الصعيد‬
‫‪0676‬ـ‪0165/‬ىػ‪0748 -‬ـ)‪ ،‬بدءان من ا‪ٞ‬تابب الًتبوم كالتنظيمي‪ ،‬ككذا على ٌ‬
‫ٯتر هبا العآب‬
‫السياسي الذم ٓب يغفل‪ ،‬فسعى جاىدان إٔب تتٌبع ‪٣‬ترايت األحداث اليت ٌ‬
‫عامةن كا‪١‬تنطقة ا‪١‬تغربية على كجو ا‪٠‬تصوص‪ ،‬كيىربز ا‪ٞ‬تابب السياسي للحركة‬ ‫اإلسبلمي ٌ‬
‫السنوسية أكثر من خبلؿ التعامل ا‪ٟ‬تكيم بينها كبُت الدكلة العثمابية كما سبق ذلك ُب ‪٤‬تلٌو‪،‬‬
‫‪٤‬تمد بن علي السنوسي من صراع بُت ا‪ٟ‬تركة الوىابيٌة كالدكلة العثمابيٌة‬‫كيبدك أ ٌف ما عاصره ٌ‬
‫لؤلمة اجتناب القتاؿ بُت أبناءىا‪ ،‬كيعينها على اختيار‬‫جعلو يف ٌكر ُب ابتهاج أسلوب يى ٍك يفل ٌ‬
‫أخف الضررين حينما يصبح الضرر كاقعان ال ‪٤‬تالة؛ لذاؾ اختار السنوسي لدعوتو طريقان ال‬ ‫ٌ‬
‫يفتح بو على ا‪١‬تسلمُت أبواب ا‪٠‬تبلفات كالنزاعات اليت ال تعود إالٌ ابلضرر كخسائر األركاح‪.‬‬
‫من الواجب الوقوؼ ّتابب دكلة ا‪٠‬تبلفة لس ٌد األبواب ُب كجو ا‪١‬تطامع‬ ‫كرأل‬
‫األمة كالدفاع عن كياّنا رغم بعض ٖتفظاتو كمآخذه‬ ‫ً‬
‫األكربيٌة‪ ،‬كلضماف كحدة ٌ‬ ‫االستعماريٌة‬
‫العثمابيٌة‪ .‬فعمل السنوسي على تطمُت الوالٌة العثمابيُت‪ ،‬كعلى توثيق عبلقتو‬ ‫على الدكلة‬

‫‪ -1‬علي احملافظة‪ً ،‬‬


‫اا ٌذباىات الفُرَة عند العرب يف عصر النهضة‪ ،‬ص‪.65 :‬‬

‫‪51‬‬
‫كفزاف كبنغازم‪ ،‬فتولدت عبلقةه كثيقةه بُت الوالٌة العثمابيُت‬
‫ٌ‬ ‫ْتكاـ األقاليم الليبيٌة ُب طرابل‬
‫كابن السنوسي بينيت على التقدير كاالحًتاـ ا‪١‬تتبادؿ‪.1‬‬
‫يتلخص ُب‬
‫السنوسية‪ٌ ،‬‬ ‫كىنا يظهر فرؽ من الفركؽ ا‪١‬توجودة بُت ا‪ٟ‬تركة الوىابية كا‪ٟ‬تركة ٌ‬
‫ابلع ىداء‪ ،‬كىو ا‪١‬تنهج ذاتو الذم ابتهجو ابن‬
‫أ ٌف دمحم ابن عبد الوىاب قد جاىر ال ٌدكلة العثمابية ى‬
‫السلطة اليت كابت موجود نة ُب عصره‪ٌ ،‬أما ابن السنوسي فقد كاف مسا‪١‬تان للدكلة‬ ‫تيمية مع ٌ‬
‫حىت تؤٌبى أيكلها‪ ،‬فا‪ٟ‬تركة‬
‫العثمابية؛ ‪١‬تا رآل ُب ذلك من مصلحة إرساء قواعد ال ٌدعوة ٌ‬
‫االزدكاج الذم صحب ا‪ٟ‬تركة الوىابية‪ ،‬كأزالت الثنائية بُت رجاؿ‬ ‫السنوسية قد "تفادت ً‬
‫السلطة ا‪١‬تشرفة على تنفيذ مبادئ الدعوة"‪ ،2‬ابإلضافة إٔب كجود ٘تايز بُت‬ ‫الدعوة كرجاؿ ٌ‬
‫ا‪١‬تؤسسُت الثبلث‪ ،‬فابن تيمية تش ٌدد ُب طلب ٖتقيق آراءه‪ ،‬كأراد أف ٭ت ٌققها‬
‫أساليب القادة ٌ‬
‫حق اب‪٠‬تركج عن ا‪ٞ‬تماعة اإلسبلمية على ‪٨‬تو ما ىرىمى‬‫ْتق أك بغَت وٌ‬
‫دفعةن كاحد نة‪ ،‬لذلك رمي وٌ‬
‫خصومو‪ٌ ،‬أما دمحم بن عبد الوىاب فقد اتٌبع بف األسلوب ك‪ٟ‬تقت بو بف النتائج‬ ‫ى‬ ‫بو ىو‬
‫السلطة اإلسبلمية‬ ‫اليت ‪ٟ‬تقت أستاذه من قبل‪ٓ ،‬تبلؼ ابن السنوسي الذم آثر مهادبة ٌ‬
‫ا‪١‬تركزية‪.3‬‬
‫كخَت شاىد على ذلك رسالةه بعث هبا ابن السنوسي إٔب كإب طرابل دمحم أمُت ابشا‬
‫بعد أتسي الزاكية البيضاء اليت جاء فيها‪ٍ":‬بٌ إبٌنا ‪٨-‬تن كعصابة ا‪١‬تهاجرين‪ْ -‬تمد هللا ُب‬
‫الود أبش ٌد كاثؽ‪ ،‬فهذا‬
‫عافية‪ ،‬كما ذكرًب من كوبكم إٔب لقائنا ابألشواؽ‪ ،‬كأخذكم من عهود ٌ‬
‫‪٤‬ت ٌقق لدينا‪ ،‬ككاجب ا‪١‬تكافأة علينا‪ ،‬كيؤٌكده دكاـ اعتنائكم بنا كأبصحابنا‪ ،...‬كتوصيتكم‬
‫أتباعكم على ما يتعلق ٔتحلٌنا من خدمة كعمارة‪ ،‬كغَت ذلك ‪٦‬تٌا ال يقدر على مكافأتكم عليو‬

‫‪ -1‬ينظر‪ :‬علي احملافظة‪ً ،‬‬


‫اا ٌذباىات الفُرَة عند العرب يف عصر النهضة‪ ،‬ص‪ .56 :‬إبراىيم فنحي عميش‪ ،‬التارَخ‬
‫السياسي كمستقبل اجملتمع املدين يف ليبيا‪ ،‬ط‪2008(1 :‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬بربيق للطباعة كالًت‪ٚ‬تة‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪.83 :‬‬
‫‪ - 2‬دمحم البهي‪ ،‬الفُر اإلسالمي يف تطوره‪ ،‬ص‪.92 :‬‬
‫‪ - 3‬ا‪١‬ترجع بفسو‪ ،‬ص‪.92 :‬‬

‫‪50‬‬
‫إالٌ هللا سبحابو‪ ،‬ىذا مع بعد ا‪١‬تسافة كاشتغالكم ٔتصاّب ال ٌدكلة العلية‪ ،‬كقيامكم أبعباء سياسة‬
‫الرعيٌة‪.1"...‬‬
‫الرسالة يلحظ القارئ أ ٌف العبلقة بُت ا‪ٟ‬تركة السنوسية كالدكلة العثمابية‬
‫من خبلؿ ىذه ٌ‬
‫التاـ بُت كإب طرابل دمحم أمُت ابشا كابن‬‫الرضا ٌ‬ ‫الود كالنٌصرة‪ ،‬كيستنتج كجود ٌ‬
‫قائمةه على ٌ‬
‫السنوسي‪.‬‬

‫الصبليب‪ ،‬اترَخ الركة السنوسية‪ ،‬ص‪.113 :‬‬


‫‪٤‬تمد ٌ‬
‫‪ - 1‬بقبلن من ‪ :‬علي ٌ‬

‫‪51‬‬
‫املطلب الثالث‪ :‬البعد الدعوم عند اإلماـ ابن السنوسي‪.‬‬
‫استتب لو األمن ُب كاحة جغبوب اليت أبشأ هبا‬ ‫استقر ابن السنوسي سياسيان‪ ،‬ك ٌ‬‫‪١‬تا ٌ‬
‫زاكيتو البيضاء‪ ،‬كجد الفرصة سا‪٨‬تةن لدعوة النٌاس كافٌة إٔب مبادئ ا‪ٟ‬تركة‪ ،‬مستصحبان ُب ذلك‬
‫الرجوع إٔب الكتاب كالسنٌة ابتداءن كابتهاءن‪ ،‬كيظهر ا‪ٞ‬تابب‬
‫منهجو القائم على أساس ضركرة ٌ‬
‫ال ٌدعوم للحركة أكثر من خبلؿ تعاملو مع الطٌرؽ الصوفية اليت ىخًربىا‪ ،‬كتعامل معها ْتكمة‬
‫االصطداـ معها ىذا من جهة‪ ،‬كمن جهة أخرل كاف ىدفو األ‪ٝ‬تى أف تكوف زكااي‬ ‫ليتجنٌب ً‬
‫الطريقة السنوسية ركحيةن علميةن جهاديةن ابتاجيةن؛ ‪٦‬تا جعل عدد األتباع يكثر يومان بعد و‬
‫يوـ‪،‬‬
‫عديد من البلداف‪ ،‬كأكسبها شهرةن‪ ،‬كغدت مراكز‬ ‫األمر الذم ساعد على ابتشار الطريقة ُب و‬
‫ألتباع منقطعُت عن ا‪ٟ‬تياة‪ ،‬بل كاف كلٌّ منها ٔتثابة مرك وز و‬
‫حريب دفاع وي‬ ‫حياة كليست مبلجئ و‬
‫االستغبلؿ من انحية‪ ،‬كمدرسة يتعلٌم فيها الطٌبلب‪،‬‬ ‫كٕتار وم من انحية‪ ،‬كحقبلن للزراعة ك ً‬
‫متبحهر ُب العلم‪،‬‬
‫شيخ ٌ‬‫كل منها ه‬ ‫الوعاظ كال ٌدعاة من انحية أخرل‪ ،‬كيقوـ على وٌ‬ ‫كيتخرج منها ٌ‬
‫ٌ‬
‫‪1‬‬
‫اسخ ُب الطريقة كال ٌدعوة ‪.‬‬
‫ر ه‬
‫اىتم بدعوة القبائل الوثنية‪ ،‬كذلك‬
‫ٓب تنحصر دعوة ابن السنوسي ٔتا ذكر فحسب بل ٌ‬
‫بواسطة ال ٌدعاة الذين يتخرجوف كل و‬
‫عاـ‪ ،‬كينتشركف ُب ال ٌقارة اإلفريقية كُب ببلد العرب؛‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫حىت ْتَتة تشاد‪ ،‬كمن سواحل‬ ‫ليبشركا ابإلسبلـ ابطبلقان من مشاؿ إفريقيا إٔب أكاسطها ٌ‬
‫ٌ‬
‫رؽ‬
‫السينيغاؿ غرابن‪ ،‬حيث استطاع أكلئك ال ٌدعاة ٗتليص العبيد من ٌ‬ ‫الصوماؿ شرقان إٔب ٌ‬
‫السهر على تربيتهم كتعليمهم‪ٍ ،‬بٌ يرسلهم إٔب قبائلهم لدعوة أىليهم إٔب اإلسبلـ‪،2‬‬
‫العبودية‪ ،‬ك ٌ‬
‫كهبذا األسلوب ا‪١‬تتميٌز ُب ال ٌدعوة غدت ع ٌدة قبائل كابت تدين ابلوثنية إٔب قبائل ‪٫‬تٌهما‬
‫بكل إخبلص ك‪ٛ‬تاس‪ ،‬بل قد كجد ُب قبائل كادام ُب تشاد من يرسل‬ ‫الوحيد خدمة اإلسبلـ ٌ‬
‫أبناءه ٔتحض إرادتو لتعلٌم مبادئ اإلسبلـ ُب جغبوب كغَتىا من الزكااي السنوسية‪.3‬‬

‫‪ -1‬دمحم عوة دركزة‪ ،‬نشأة الركة العربية الدَثة‪ ،‬ط‪1971(2 :‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬ا‪١‬تكتبة ا‪١‬تصرية‪ ،‬بَتكت‪ ،‬ص‪.76 :‬‬
‫‪ -2‬ينظر‪ :‬دمحم فؤاد شكرم‪ ،‬السنوسية دَن كدكلة‪ ،‬ص‪ .39 :‬صبلح مؤيد العق ي‪ ،‬الطرؽ الصوفية‪ ،‬ص‪.128 :‬‬
‫‪ -3‬دمحم فؤاد شكرم‪ ،‬السنوسية دَن كدكلة‪ ،‬ص‪.39 :‬‬

‫‪52‬‬
‫كل انحية‪ ،‬كيعود‬ ‫ً‬
‫كىكذا صارت الزكااي السنوسية منربان تشع منو كفود ا‪٠‬تَتات من ٌ‬
‫كماؿ ك و‬
‫أكالد خدمةن لئلسبلـ‪،‬‬ ‫سخر ما ٯتلكو من عل وم و‬ ‫‪١‬تؤس الطريقة الذم ٌ‬
‫الفضل ابتداءن ٌ‬
‫عودىا كما قصدىا‪ ،‬ككاصل‬
‫فتوطٌدت بذلك أس الطريقة كما ر‪ٝ‬تها‪ ،‬كقويت أركا يّنا كاشت ٌد ي‬
‫األتباع بعد كفاتو على ا‪١‬تنهج بف ‪ ،‬حىت غدت ا‪ٟ‬تركة السنوسية بذلك مظهران من مظاىر‬
‫السيادة ُب كثَت من البلداف‪ ،‬كليبيا على كجو ا‪٠‬تصوص‪.‬‬
‫القوة ك ٌ‬
‫العلم ك ٌ‬
‫ك‪٦‬تٌا ٕتدر اإلشارة إليو ىنا طريقة أتثَت ابن السنوسي على مريديو إٔب درجة أف غادركا‬
‫داعية أسلوبىو ُب تبليغ‬ ‫شك فيو أ ٌف لكل و‬ ‫ا‪ٟ‬تق كأىلو‪ ،‬كما ال ٌ‬
‫ٌ‬ ‫األىل كالداير بغية بصرة تلك ٌ‬
‫أىم‬
‫دعوة هللا تعأب‪ ،‬كضركرم أف ٭تيط يخ ٍربان بذلك‪ ،‬كخَتي معلم لذلك الن ي ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ ،-‬كىذه ٌ‬
‫األساليب اليت استعملها ابن السنوسي ُب دعوتو‪:‬‬
‫القصة كسيلة من كسائل‬ ‫أكان‪ :‬استخداـ القصٌ ة الرمزَة‪ :‬فقد كاف يعترب استخداـ ٌ‬ ‫ٌ‬
‫قصة حكاىا ا‪١‬تهدم عن أبيو‬ ‫التعليم اليت تًتؾ األثر على ا‪١‬تريد‪ ،‬كىو أسلوب قرآ٘ب؛ من ذلك ٌ‬
‫الرأس‬
‫ألّنا تعترب ٔتنزلة ٌ‬
‫يريد من خبل‪٢‬تا بياف أ‪٫‬تيٌة القيادة ُب ا‪ٞ‬تماعة كضركرة احملافظة عليها؛ ٌ‬
‫‪1‬‬
‫الرحلة‬
‫ٌ‬ ‫ُب‬ ‫ن‬‫بل‬‫طوي‬ ‫معي‬ ‫م‬‫ل‬
‫ٌ‬ ‫كتك‬ ‫‪،‬‬‫‪-‬‬ ‫هنع هللا يضر‬‫‪-‬‬ ‫دم‬‫سي‬
‫ٌ‬ ‫مع‬ ‫ا‬
‫ن‬ ‫جالس‬ ‫كنت‬ ‫‪":‬‬ ‫فيها‬ ‫يقوؿ‬ ‫‪،‬‬ ‫من ا‪ٞ‬تسد‬
‫مقببلن ‪ٞ‬تهة ا‪ٞ‬تنوب‪ٍ ،‬بٌ حكى ٕب حكايةن أببٌو‪ :‬كاف كبَت قوـ ارٖتل ىو كقومو من مكاف إٔب‬
‫مكاف‪ ،‬فبينما ىم ُب أثناء الطريق كإذا ابلعدك قد ظهر عليهم فالت ٌفوا إٔب ‪ٚ‬تيع ا‪ٞ‬تهات‬
‫ينظركف ملجأن أيككف إليو‪ٌ ،‬‬
‫فلما ٓب يركا شيئان قالوا ٓب يبق إالٌ القتاؿ‪ ،‬ككبَت القوـ معو كلد‪ ،‬فصار‬
‫حوؿ أابه إٔب جهة أخرل‪ ،‬فقاؿ لو بعض القوـ‪ :‬أبت ما‬ ‫و‬
‫العدك آت من جهة ٌ‬ ‫الولد كلٌما رأل ٌ‬
‫كألف‪ ،‬كألف خفاؼ كاؼ‪ .‬فقاؿ‪ :‬صدؽ الولد‪ ،‬مىت‬ ‫شغلك إالٌ أبوؾ‪ .‬قاؿ ‪٢‬تم‪ :‬بعم‪ ،‬رجل و‬
‫كاف الرأس موجودان‪ ،‬فالذم يذىب أيت هللا ٔتن يكوف مثلو أك فوقو أك دكبو"‪.2‬‬

‫اث ني ان‪ :‬ضرب األمثاؿ‪ :‬استعملها ابن السنوسي لتبليغ دعوتو؛ أل ٌف لضرب ا‪١‬تثل شأانن‬
‫ال ٮتفى‪ ،‬كبوران ال ييطفى‪ ،‬يرفع األستار عن كجوه ا‪ٟ‬تقائق‪ ،‬كٯتيط اللٌثاـ عن ي‪٤‬تيا ال ٌدقائق‪،‬‬

‫‪ - 1‬أ‪ٛ‬تد صدقي الدجا٘ب‪ ،‬الركة السنوسية‪ ،‬ص‪.154 :‬‬


‫‪ - 2‬ا‪١‬ترجع بفسو‪ :‬ص‪154 :‬‬

‫‪53‬‬
‫كييربز ا‪١‬تتخيَّل ُب معرض اليقُت‪ ،‬ك‪٬‬تعل الغائب كأبٌو شاىد‪ ،1‬كىو أسلوب مستوحى من‬
‫القرآف الكر‪ٙ‬ب‪.‬‬
‫اثلث ان‪ :‬الرسائل الدعوَة ‪ :‬اعتمدىا لدعوة النٌاس كحثٌهم على ا‪ٞ‬ت ٌد ك ً‬
‫االجتهاد‪،‬‬
‫االستعداد لآلخرة‪ ،‬ففي رسالة بعث هبا‬ ‫االبتعاد عن التٌوا٘ب كالكسل‪ ،‬كالعمل ُب الدبيا ك ً‬ ‫كً‬
‫سنة‪0165 :‬ـ إٔب شيخ زاكية الطيلموف مصطفى احملجوب موصيان فيها اإلخواف ابلوقوؼ ُب‬
‫ابب هللا اب‪ٞ‬ت ٌد كاالجتهاد‪ ،‬كداللة ا‪٠‬تلق إٔب سبيل الرشاد ابلقوؿ كالعمل‪ ،‬كالتخلٌي عن التوا٘ب‬
‫كالكسل‪ ،‬كبذؿ الوسع ُب حصاد الزرع كال ٌدراس‪ ،‬كالتحفظ عليو من التشتيت أبيدم النٌاس‪،‬‬
‫كُب آخرىا قاؿ للشيخ‪ :‬كمثلكم ال يؤٌكد عليو‪ ،‬كال ٭تتاج إٔب توصية فيما ىو بُت يديو‪،‬‬
‫جعلك هللا دليبلن للسعادة‪.2‬‬
‫تبُت لنا شخصية ابن السنوسي ال ٌدعوية‪ ،‬القائمة على‬ ‫كىذه بعض الوقفات ا‪١‬تضيئة ٌ‬
‫ا‪ٞ‬تمع بُت العلم كالعمل‪ ،‬كا‪ٞ‬تهاد كالفكر‪ ،‬كاٗتذت تعليم النٌف كٖتليتها كٗتليتها كسيلةن‬
‫الشبهات‪ ،‬ك‪ٞ‬تهاد ً‬
‫االستعمار األكركيب كمقاكمتو ٔتا ىو متاح‪.‬‬ ‫لدحض ٌ‬

‫‪٤ - 1‬تمود األلوسي البغدادم‪ ،‬ركح املعاين يف تفسَت القرآف‪( ،‬د ت ط)‪ ،‬مط‪ :‬دار إحياء الًتاث العريب‪ ،‬بَتكت‪ ،‬ج‪:‬‬
‫‪ ،1‬ص‪.163 :‬‬
‫‪ - 2‬أ‪ٛ‬تد صدقي الدجا٘ب‪ ،‬الركة السنوسية‪ ،‬ص‪.158 :‬‬

‫‪54‬‬
‫املبحث الثالث‪:‬‬

‫التعرَف ابملخطوط‬

‫كيشتمل على‪:‬‬
‫املطلب األكؿ‪ :‬عنواف الكتاب‪ ،‬سبب أتليفو‪ ،‬توثيق بسبتو‪.‬‬

‫املطلب الثاين‪ :‬منهجو‪ ،‬مقصود ا‪١‬تؤلٌف من التأليف‪ ،‬مصادره‪.‬‬

‫املطلب الثالث‪ :‬ميزاتو‪ ،‬ا‪١‬تآخذ ا‪١‬تلحوظة عنو‪.‬‬

‫املطلب الرابع‪ :‬كصف النسخ ا‪٠‬تطية‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫املبحث الثاين‪ :‬التعرَف ابملخطوط‬

‫املطلب األكؿ‪ :‬عنواف الُتاب‪ ،‬سبب أتليفو‪ ،‬توثيق نسبتو‪.‬‬


‫األكؿ‪ :‬عن واف الكتاب‬ ‫الفرع ٌ‬
‫آف"‪ ،‬كىذه التسمية مأخوذة من ا‪١‬تصنًٌف‬ ‫ً ً‬
‫َث كال يقر ً‬ ‫ً‬ ‫"إًَ ىقا ي‬
‫الع ىم ًل ًابلىد ى ٍ‬‫الو ٍسنىاف ًيف ى‬
‫ظ ى‬
‫كدرةه ‪ٙ‬تينةه شريفةه‪ٝ ،‬تٌيتها "إًَ ىقاظ‬ ‫ً‬
‫بعد‪ :‬فهذه ٖتفةه منيفةه‪ٌ ،‬‬
‫بفسو؛ إذ قاؿ ُب مق ٌدمتو‪ٌ ...":‬أما ي‬
‫آف"‪ ،‬كفيها مق ٌدمةه كمقص هد كخا٘تةه"‪ ،1‬كهبذا ً‬ ‫ً ً‬
‫َث كال يقر ً‬ ‫ً‬
‫االسم اشتهر‬ ‫الع ىم ًل ًابلىد ى ٍ‬ ‫الو ٍسنىاف ًيف ى‬
‫ى‬
‫‪2‬‬
‫ىذا ا‪١‬تصنَّف بُت العلماء كا‪١‬تًت‪ٚ‬تُت ‪.‬‬
‫الفرع الثاين‪ :‬سبب أتليفو‬
‫يظهر من خبلؿ تتبٌعنا لكتاب "إَقاظ الوسناف يف العمل ابلدَث كالقرآف" أ ٌف‬
‫سبب التأليف ينحصر أصالةن ُب ال ٌدعوة إٔب كجوب العمل ابلقرآف الكر‪ٙ‬ب كالسنٌة النبوية‬
‫الشريفة ُب اجملاؿ الفقهي‪ ،‬كرفضو للتقليد الذم أكجبو بعض ا‪١‬تتأخرين فأغلقوا ابب االجتهاد‪،‬‬
‫استقر عليها عمل‬
‫األئمة األعبلـ ك ٌ‬
‫كىذا ال يعٍت أبدان رفض تلكم االجتهادات اليت اندل هبا ٌ‬
‫األمة قركانن‪ ،‬كإٌ‪٪‬تا دعوةه إٔب النظر ك ً‬
‫االستدالؿ كاالجتهاد ُب ما يقبل ذلك‪.‬‬ ‫ٌ‬
‫فابن السنوسي يرفض بتااتن إقفاؿ ابب االجتهاد‪ ،‬كال يستلزـ من ىذا أبٌو يفتحو ببل‬
‫ا‪٠‬تاص بباب االجتهاد عند ذكره‬ ‫شركط أك ضوابط كما ىو كاضح ُب القسم التحقيقي‬ ‫و‬
‫ٌ‬
‫للشركط الوصفية كاإليقاعية اليت ينبغي أف تتوفٌر لدل اجملتهد‪ ،‬كإٌ‪٪‬تا يدعو من خبلؿ مؤلَّفو‬
‫م اآلراء كييعمل الفكر‪ ،‬كال يقف على‬ ‫ىذا من استكملت لو آلةي االجتهاد كالنظر أف ييبد ى‬
‫السابقُت دكف غربلتها‪.‬‬
‫أقواؿ ٌ‬

‫‪ -1‬القسم التحقيقي‪ :‬ص‪.95 :‬‬


‫‪ -2‬ينظر‪ :‬عمر بن رضا كحالة‪ ،‬معجم املؤلفُت‪ ،‬ج‪ ،11 :‬ص‪ .14 :‬الزركلي‪ ،‬األعالـ‪ ،‬ج‪ ،4 :‬ص‪.298 :‬‬

‫‪56‬‬
‫يبُت أ ٌف ما خالف الكتاب كالسنٌة كاإل‪ٚ‬تاع من أقواؿ اجملتهدين‬
‫كما يريد كذلك أف ٌ‬
‫فيتعُت على أتباع مذاىبهم أف يعتنوا ابلوحيُت ليدركوا من خبلؿ‬
‫كآرائهم ليست مذىبان ‪٢‬تم‪ٌ ،‬‬
‫مذىب إلمامهم من غَته‪ٓ ،‬تبلؼ ما ‪٢‬تج بو بعض ا‪١‬تتأخرين من فقهاء ا‪١‬تذاىب‬ ‫ه‬ ‫ذلك ما ىو‬
‫األربعة من اقتصارىم على ا‪١‬تختصرات ا‪٠‬تالية من الدليل‪.1‬‬
‫كىذا النٌوع من الفكر لي جديدان؛ فإ ٌف من علماء ا‪١‬تغرب من كاف يدعو إٔب ىذا‬
‫ا‪١‬تنهج الفقهي كاإلماـ انصر الدين الدرعي‪ 2‬الذم يكصف أببٌو ‪٣‬ت ٌدد ا‪١‬تغرب‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬توثيق نسبتو إىل املؤلٌف‬
‫شك ُب بسبة كتاب "إَقاظ الوسناف يف العمل ابلدَث كالقرآف" إٔب دمحم بن‬
‫ال ٌ‬
‫علي السنوسي‪ ،‬كدليل ذلك‪:‬‬

‫‪ -0‬أ ٌف كثَتان من ٌ‬
‫ا‪١‬تؤرخُت ذكركا ُب كتبهم عند التعريف اببن السنوسي بسبة كتاب‬
‫"إَقاظ الوسناف" إليو؛ من ذلك على سبيل ً‬
‫االختصار‪ :‬عمر بن رضا كحالة‬
‫الزركلي‪ ،‬كعبد ا‪ٟ‬تي الكتا٘ب‪ ،‬كعادؿ بويهض‪ ،‬كعبد ا‪١‬تالك بن‬ ‫الدمشقي‪ ،‬ك ٌ‬
‫عبد القادر‪ 3‬كغَتىم‪.‬‬
‫‪ -0‬أ ٌف بعض الباحثُت ا‪١‬تعاصرين الذين اعتنوا بطبع يكتيب ابن السنوسي بسبوا إليو‬
‫الشارؼ الذم قاـ إبعادة طبع‬
‫ىذا الكتاب؛ بدءان من أحد أحفاده كىو أ‪ٛ‬تد ٌ‬

‫‪ -1‬القسم التحقيقي‪ :‬ص‪.135 :‬‬


‫‪ -2‬انصر الدَن الدرعي‪ :‬ىو دمحم بن دمحم بن أ‪ٛ‬تد‪ ،‬ابن انصر‪ ،‬أبو عبد هللا الدرعي‪ ،‬كلد عاـ‪1011 :‬ىػ‪ ،‬يعرؼ‬
‫بناصر السنٌة اب‪١‬تغرب‪ ،‬من تصابيفو‪ :‬فتاكل ُب الفقو‪ ،‬كفهرسة لشيوخو‪ ،‬ككتاب األجوبة الناصرية‪ ،‬توُب‪1085 :‬ىػ‪.‬‬
‫ينظر‪ :‬أ‪ٛ‬تد بن خالد الناصرم‪ ،‬طلعة املشًتم يف النسب اجلعفرم‪( ،‬د ت ط)‪ ،‬مط‪ :‬سَتار‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬ج‪،2 :‬‬
‫ص‪ .166 :‬دمحم احمل ي ا‪ٟ‬تموم‪ ،‬الدمشقي (ت‪1111 :‬ىػ)‪ ،‬خالصة األثر يف أعياف القرف الادم عشر‪( ،‬د ت‬
‫ط)‪ ،‬مط‪ :‬دار صادر‪ ،‬بَتكت‪ ،‬ج‪ ،4 :‬ص‪ .91 :‬عبد ا‪ٟ‬تي الكتا٘ب‪ ،‬فهرس الفهارس‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪.677 :‬‬
‫‪ -3‬ينظر‪ :‬عمر كحالة الدمشقي‪ ،‬معجم املؤلفُت‪ ،‬ج‪ ،11 :‬ص‪ .14 :‬الزركلي‪ ،‬األعالـ‪ ،‬ج‪ ،6 :‬ص‪ .299 :‬عبد‬
‫ا‪ٟ‬تي الكتا٘ب‪ ،‬فهرس الفهارس‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪ .1042 :‬عادؿ بويهض‪ ،‬معجم أعالـ اجلزائر‪ ،‬ص‪ .166 :‬عبد ا‪١‬تالك‬
‫ابن عبد القادر‪ ،‬الفوائد اجللية‪ ،‬ص‪.90 :‬‬

‫‪57‬‬
‫الكتاب طبعةن حجريةن اب‪ٞ‬تزائر سنة‪0803 :‬ىػ‪ ،‬كالدكتور ‪٧‬تيب ٓتَتة الذم‬
‫أشرؼ ىو اآلخر على إعادة طبع بعض يكتب ابن السنوسي ُب سلسلة‬
‫موسومة بػ ػ ػ ػ "اجملموعة املختارة من أعماؿ اإلماـ دمحم بن علي السنوسي"‪،‬‬
‫ككبل‪٫‬تا ٓب ٭ت ٌققا الكتاب ٖتقيقان علميان‪ ،‬كما أ ٌف األستاذ دمحم بسكر ُب كتابو‬
‫تعرض‬‫"أعالـ الفُر اجلزائرم من خالؿ آاثرىم املخطوطة كاملطبوعة" قد ٌ‬
‫عند ذكر تر‪ٚ‬تتو إٔب بسبو "إَقاظ الوسناف" إليو‪.‬‬
‫‪ -3‬اجتماع ‪ٚ‬تيع النسخ اليت اعتمدت عليها ُب التحقيق على كجود اسم ابن‬
‫النساخ‪ ،‬كتباين أماكن كجودىم‪ ،‬طبعان اليت كجد‬
‫السنوسي عليها‪ ،‬مع اختبلؼ ٌ‬
‫ُب آخرىا اسم الناسخ‪.‬‬
‫‪َّ -4‬‬
‫الشبىو ا‪١‬توجود ُب كثَت من العبارات كالنقوالت الطويلة اليت ذكرىا ابن السنوسي‬
‫ُب "اإلَقاظ" ككتبو األخرل‪ .‬بل إبٌو قد كجدت موافقة ُب ا‪١‬تنهج الذم اعتاده‪،‬‬
‫كدأب على طرحو ُب كتبو‪.‬‬
‫صحيح النٌسبة إٔب ابن السنوسي‪.‬‬
‫ي‬ ‫ا‪١‬تدك ىف‬
‫يؤدم بنا إٔب قناعة أب ٌف ىذا ٌ‬
‫كىذا كلٌو ٌ‬

‫‪58‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬منهجو‪ ،‬مقصده من التأليف‪ ،‬مصادره‪.‬‬
‫األكؿ‪ :‬منهجو يف التأليف‪:‬‬
‫الفرع ٌ‬
‫ٓب ٭ت ٌدد ابن السنوسي ا‪١‬تنهج الذم اتٌبعو ُب كتابو "إَقاظ الوسناف" تصر٭تان‪ ،‬كإٌ‪٪‬تا ذكره‬
‫مستهل ا‪١‬تق ٌدمة حُت قاؿ‪":‬ا‪ٟ‬تمد هلل‬
‫ٌ‬ ‫تلميحان؛ من خبلؿ عنواف الكتاب‪ ،‬أك ابإلشارة إليو ُب‬
‫‪٤‬تمد فاتح فواتح التنزيل‪ ،‬كعلى آلو الطٌيبُت‬
‫الصبلة على سيٌدان ٌ‬ ‫السبيل‪ ،‬ك ٌ‬‫ا‪٢‬تادم إٔب سواء ٌ‬
‫كردكا متنازعهم إٔب‬
‫الرسوؿ سبيبل‪ٌ ،‬‬ ‫الراشدين ا‪١‬تهديٌُت‪ ،‬الذين ٌاٗتذكا مع ٌ‬
‫الطٌاىرين‪ ،‬كأصحابو ٌ‬
‫الكتاب كسنٌة ببيٌو إ‪ٚ‬تاالن كتفصيبلن‪.1"...‬‬
‫االحتكاـ إٔب الكتاب كالسنٌة لبياف األحكاـ الشرعية‪ ،‬كىذا‬ ‫فهو هبذا يدعو إٔب ضركرة ً‬
‫األئمة من حيث كويّنم خلفاء لرسوؿ هللا‬
‫ما يظهر أكثر ُب ا‪١‬تق ٌدمة اليت ٌبُت فيها مقدار ٌ‬
‫‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ُ -‬ب ٌأمتو‪ ،‬ذادكا عن سنٌتو‪ ،‬كقاموا ابلكتاب أحسن قياـ‪ ،‬كهبم بطق‪ ،‬كأبسراره بطقوا‪،‬‬
‫التحرر؛‬‫ك‬ ‫جتهاد‬ ‫كلٌّ ْتسبو‪ ،2‬كما أبٌو قد دعا بقوة إٔب ببذ التٌقليد كالتٌعصب‪ ،‬كال ٌدعوة إٔب ً‬
‫اال‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫دليل ذلك ما ذكره ُب الباب الثالث ٖتت عنواف‪":‬التقليد"‪ 3‬الذم أبطل فيو ا‪١‬تذموـ منو‪،‬‬
‫كقبًل احملمود ا‪١‬تبٍت على ً‬
‫االجتهاد‪.‬‬ ‫ى ى‬
‫كبعد تتٌبع الكتاب ظهرت بعض ا‪١‬تبلمح من منهجو‪ ،‬كلنذكر منها ما أيٌب‪:‬‬
‫‪ -0‬بدأ اإلماـ السنوسي كتابو "إَقاظ الوسناف" ٔتق ٌد و‬
‫مة ٌبُت فيها جبللة مقادير‬ ‫ٌ‬
‫السابقُت‪ ،‬ككذا من بىعدىم من أىل العلم‪،‬‬ ‫السلف ٌ‬ ‫األئمة ‪-‬مهنع هللا يضر‪ -‬كعلماء ٌ‬
‫ٌ‬
‫و‬
‫ككاجب على من بىعدىم أالٌ يذكرىم إالٌ ٓت وَت كثناء حس ون‪ ،‬كاستشهد ٔتواقف‬
‫األئمة‪.‬‬
‫لعلماء على ذلك‪ٍ ،‬بٌ بعدىا ٌبُت أسباب ا‪٠‬تبلؼ بُت ٌ‬

‫‪ -1‬القسم التحقيقي‪ :‬ص‪. 95 :‬‬


‫‪ -2‬لقسم التحقيقي‪ :‬ص‪.98 :‬‬
‫‪ -3‬القسم التحقيقي‪ :‬ص‪.257 :‬‬

‫‪61‬‬
‫كحاصلو‪ :‬أ ٌف منها ما يعود إٔب ثبوت ا‪ٟ‬تديث‪ ،‬كمنها ما يعود إٔب داللتو‪ ،‬كمنها ما‬
‫صوىر حقيقةي ا‪٠‬تبلؼ بُت الفقهاء‪ ،‬كييلتم ‪٢‬تم العذر ُب‬ ‫يعود إٔب ما يعارضو؛ حىت تيػتى ٌ‬
‫ذلك‪ ،‬ابإلضافة إٔب فوائد كفرائد أي ىخر ‪٢‬تا صلةه كثقى اب‪١‬توضوع‪.‬‬
‫‪ -1‬تقيٌد ُب ترتيب مباحث الكتاب ٔتا ر‪ٝ‬تو ُب ا‪١‬تق ٌدمة عند بيابو للخطٌة اليت قاؿ‬
‫بصو‪ ...":‬كفيها مق ٌدمة‪ ،‬كمقصد‪ ،‬كخا٘تة"‪.1‬‬
‫فيها ما ٌ‬
‫ا‪١‬ترات؛ دليل ذلك ما بقلو من‬ ‫ابلسرد دكف شرح أك تعقيب ُب بعض ٌ‬ ‫‪ -2‬يبدأ ٌ‬
‫األئمة األعالـ" البن تيمية الذم اعتمده ابن‬ ‫كتاب "رفع املالـ عن ٌ‬
‫بشكل كب وَت‪ ،‬بل حرفيان ُب أكثر من موضع كُب ع ٌدة كتبو؛ كػ ػ ػ ػػ"بغية‬
‫و‬ ‫السنوسي‬
‫ٌ‬
‫خاصةن عند بياف أسباب ا‪٠‬تبلؼ بُت الفقهاء‬ ‫املقاصد" ك "إَقاظ الوسناف"‪ٌ ،‬‬
‫األعبلـ‪ ،‬كما أبٌنا ‪٧‬تده قد اعتمد على كتاب "إَقاظ اهلمم" للفبلٌ٘ب‪ٌ ،‬‬
‫خاصةن‬
‫ُب ابب "بياف الفرؽ بُت ً‬
‫ااتٌباع كالتقليد"‪.‬‬
‫االصطبلحية ُب بعض األحياف؛ من ذلك صنيعيو عند‬ ‫‪ -3‬يذكر التعريفات اللٌغوية ك ً‬
‫االجتهاد كالتقليد‪.2‬‬‫كل من ً‬
‫بياف حقيقة وٌ‬
‫ا‪٠‬تاصة اليت خالف فيها مشهور ما عند ا‪١‬تالكية‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫‪ -4‬ٯتيل كثَتان إٔب اجتهاداتو‬
‫ْتق قً ٍسمان تطبيقيان ‪١‬تا‬
‫كىذا ما يظهر أكثر ُب كتابو "بغية املراصد" الذم يع ٌد وٌ‬
‫بظٌره ُب "إَقاظ الوسناف"‪.‬‬
‫عتبار‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ظر كاال ى‬
‫‪ -5‬يقارف بُت األحاديث كاألقواؿ كاآلراء يمستصحبان ُب ذلك كلٌو النٌ ى‬
‫السنٌة‬
‫يتٌضح ذلك ُب النتيجة اليت خرج هبا‪ ،‬مفادىا‪ :‬أ ٌف ما ٮتالف الكتاب ك ٌ‬
‫ا‪١‬تتمسكُت‬
‫ٌ‬ ‫فيتعُت على‬
‫كاإل‪ٚ‬تاع من أقواؿ اجملتهدين كآرائهم لي مذىبان ‪٢‬تم‪ٌ ،‬‬
‫ٔتذاىبهم أف يعتنوا ٔتآخذ األحكاـ؛ ليدركوا بذلك ما ىو مذىب إلمامهم‪،‬‬
‫خبلؼ ما ‪٢‬تج بو بعض ا‪١‬تتأخرين من فقهاء ا‪١‬تذاىب األربعة من اقتصارىم‬

‫‪ -1‬القسم التحقيقي‪ :‬ص‪.95 :‬‬


‫‪ -2‬القسم التحقيقي‪ :‬ص‪.257 :‬‬

‫‪60‬‬
‫على ا‪١‬تختصرات ا‪٠‬تالية من ال ٌدليل‪ ،‬كإعراضهم عن كتب ا‪ٟ‬تديث‪ ،‬كأصوٕب‬
‫ا‪ٟ‬تديث كالفقو‪ ،‬كما يتعلٌق اب‪٠‬تبلؼ‪.1‬‬
‫‪ -6‬يفًتض خصمان أحياانن ك‪٬‬تيب عن سؤالو؛ من ذلك‪ ...":‬ك و‬
‫لقائل أف يقوؿ‪ :‬ما‬
‫ا‪١‬تقررة‪ ،‬فهي كإف كابت أموران‬
‫مستند منع ىذه القواعد ا‪١‬تبتكرة كاألصوؿ ٌ‬
‫اجتهاديةن فبل فرؽ بينها كبُت غَتىا‪.2"...‬‬
‫‪ -7‬يستعمل أسلوب "الفنقلة"؛ فكثَتان ما يعرض ا‪١‬تسائل بقولو‪":‬فإف ى‬
‫قلت‪،...:‬‬
‫‪...‬قلت‪" ،"..:‬فإف قيل‪ :‬كذا‪ ،...‬فجواب اإليراد فيو كذا‪" ،"...‬فإف قيل‪...:‬‬ ‫ي‬
‫قلنا‪" ،"...:‬فإف قلتم‪ ،...:‬فنقوؿ‪" ."...:‬فإف قيل‪ :‬ا‪١‬تذموـ‪ :‬تقليد غَت ا‪١‬تهتدم‬
‫ذمو هللا‪ ،‬فجواب اإليراد فيو؛ فإ ٌف‬ ‫ً‬
‫م مقلٌ يده فما ٌ‬
‫إلضبللو‪ ،‬ك ٌأما تقليد من يىد ى‬
‫حىت يتَّبع ما أبزؿ هللا على رسولو"‪.3‬‬
‫العبد ال يكوف يمهتداين ٌ‬
‫ٖترم بسبتها إٔب أصحاهبا‪،‬‬ ‫صرح ٔتذاىب األصوليُت ُب ا‪١‬تسائل ا‪٠‬تبلفية مع ٌ‬ ‫‪ -8‬ي ٌ‬
‫كذكر مصدرىا ُب غالب األحياف‪ ،‬كما أبٌو ييورد األدلٌة ُب بعض ا‪١‬تسائل على‬
‫ً‬
‫جهة االختصار؛ كإالٌ صار مؤلَّيفو ىذا ُب ‪٣‬تلدات‪ ،‬فهو ينقل مسائل ٌ‬
‫مهمة‬
‫بعض‬
‫سواء أكاف ذلك ُب الفقو أـ ُب األصوؿ أـ ُب التصوؼ‪ ،‬كقد ٭تتاج ه‬
‫منها إٔب دراسة مقاربة كٖتليل فيطوؿ بو ا‪١‬تقاـ‪.4‬‬
‫االجتهاد كببذ التقليد فغَت‬ ‫‪ -01‬إذا كاف ابن السنوسي يدعو من البداية إٔب ضركرة ً‬
‫ترجيحو أحياانن‪ ،‬كقد‬ ‫ستبعد أف يذكر ما يراه راجحان ُب بعض ا‪١‬تسائل معلٌبلن‬‫م و‬
‫ى‬ ‫ي‬
‫‪5‬‬
‫يقوؿ ُب بعض منها‪":‬هللا أعلم" ‪.‬‬

‫‪ -1‬القسم التحقيقي‪ :‬ص‪.135 :‬‬


‫‪ -2‬القسم التحقيقي‪ :‬ص‪.209 :‬‬
‫‪ -3‬القسم التحقيقي‪ :‬ص‪.284 :‬‬
‫‪ -4‬القسم التحقيقي‪ :‬ص‪.335 -214-298 :‬‬
‫‪ -5‬القسم التحقيقي‪ :‬ص‪.163 :‬‬

‫‪61‬‬
‫‪ -00‬يذكر القاعدة األصولية مع التمثيل ‪٢‬تا ابلفركع الفقهية‪ ،‬ك ً‬
‫االستدالؿ عليها‬
‫ابآلايت القرآبية كاألحاديث النٌبوية الشريفة الكثَتة‪ ،‬فقد ىراعى ابن السنوسي‬
‫يدؿ على ىذا‬
‫تكثَت األدلٌة ُب ا‪١‬تسألة الواحدة؛ ليؤٌكد على ما يريد تقريره‪ ،‬ك‪٦‬تٌا ٌ‬
‫ا‪١‬تنهج قوليو عن تكثَت اآلايت القرآبية‪":‬اآلايت ا‪١‬تكررةي ُب موض وع ك و‬
‫احد لتأكيد‬ ‫ي‬
‫بياف عظم ا‪١‬تفسدة ُب ا‪ٟ‬تكم بغَته"‪ .‬كقولو عن تكثَت األحاديث‬
‫النٌبوية‪":‬كاألحاديث ُب كجوب اتٌباعهما ال ي٭تاط هبا كثرةه"‪.1‬‬
‫الصحيح‪،‬‬
‫فعرؼ بطريق القوـ ٌ‬ ‫السلوؾ‪ ،‬كأعطاه مقداران معتربان‪ٌ ،‬‬
‫اىتم أخَتان بعلم ٌ‬
‫‪ٌ -01‬‬
‫كبُت ‪٣‬تموعةن من القواعد كاألصوؿ اليت ييبٌت عليها علم التصوؼ؛ فهو يعترب‬ ‫ٌ‬
‫كل ما من شأبو أف‬ ‫ىذا العلم كسيلةن لتطهَت األبف النزغ من األدراف‪ ،‬كمن ٌ‬
‫يك ٌدر صفوىا؛ كُب اختتاـ ابن السنوسي بباب التصوؼ قص هد‪ ،‬فهو يشَت إٔب‬
‫علمو‬
‫م بو ي‬ ‫يؤد ى‬ ‫أبٌو ال ب ٌد وٌ‬
‫لكل من الفقيو كاألصوٕب أف يدرس علم ال ٌسلوؾ‪ ،‬كأف ٌ‬
‫طوعية‪ ،‬أساسها معرفةه يقينيةه‪ ،‬تفضي إٔب سعادةو و‬
‫أبدية‪ ،‬كإالٌ‬ ‫و‬ ‫و‬
‫خالصة‬ ‫إٔب عبادةو‬
‫ي‬
‫علمو حسرةن عليو كبدامةن‪ ،‬أسوة ببعض الفقهاء كاألصوليُت الذين كابوا‬
‫كاف ي‬
‫مدكانهتم بعلم التٌزكية؛ من ذلك "مجع اجلوامع" لتاج الدين بن‬ ‫ٮتتموف ٌ‬
‫السبكي‪ ،‬ك"رسالة" ابن أيب زيد القَتكا٘ب‪.‬‬
‫لبلعتذار؛ خاصة ُب ابب ً‬
‫االجتهاد التقليد‪.‬‬ ‫االعتبار ا‪١‬تورث ً‬
‫‪ -02‬ذكر ً‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫يدؿ على اىتماـ ابن السنوسي بعلم اللٌغة كالفقو‬‫دؿ على شيء فإ‪٪‬تا ٌ‬ ‫كىذا كلٌو إف ٌ‬
‫السلوؾ‪ ،‬فضبلن عن أصوؿ الفقو‬
‫كعلم ٌ‬
‫الفرع الثاين‪ :‬مقصود املؤلٌف من التأليف‪.‬‬
‫يظهر مقصود مؤلٌف ىذا الكتاب من خبلؿ العنواف‪ ،‬كىو تنبيو النٌائم ألجل بذؿ‬
‫السمحة‪ ،‬اليت بعث هبا النٌ ي‬ ‫ًً‬
‫ا‪ٞ‬تهد علمان عمبلن؛ بغية إعادة األ ٌمة اإلسبلمية إٔب ا‪ٟ‬تىنيفية ٌ‬
‫احملج ًة‪.‬‬ ‫‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬بيضاء بقيةن‪ ،‬كاضحةى ً‬
‫ا‪ٟ‬تجة بيٌنةى ٌ‬
‫ٌ‬ ‫ى ٌ‬

‫‪ -1‬القسم التحقيقي‪ :‬ص‪.162 :‬‬

‫‪62‬‬
‫فيو ُب أبواب‬ ‫كفصلو أطاؿ النف‬
‫كقد أ‪ٚ‬تل ابن السنوسي غرضو ىذا ُب مق ٌدمتو ٌ‬
‫الكتاب كفصولو‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬مصادره‪.‬‬
‫ك٭تث على‬
‫األئمة األعبلـ ٌ‬‫يتعصب ‪١‬تذىبو‪ ،‬ي‪٬‬ت ٌل ٌ‬
‫مالكي صوُبٌّ‪ ،‬ال ٌ‬
‫ٌّ‬ ‫ابن السنوسي فقيوه‬
‫كل ما يىنقل ُب كتبهم من كبلمهم ٔتيزاف الكتاب السنٌة النبوية؛ لذلك تع ٌددت‬ ‫ً‬
‫إجبل‪٢‬تم‪ ،‬كيىز يف ٌ‬
‫مصادر ىذا الكتاب الذم ‪٨‬تن بصدد ٖتقيقو؛ كلنذكر بعضان منها ابعتبار كثرة تىكرارىا ُب‬
‫"اإليقاظ"‪:‬‬
‫يف رجاؿ الدَث كعلومو ‪:‬‬
‫(ت‪145 :‬ىػ)‬ ‫‪ -0‬اجلامع الصحيح‪ :‬أليب عبد هللا دمحم بن إ‪ٝ‬تاعيل البخارم‬
‫‪ -1‬اجلامع الصحيح‪ :‬أليب ا‪ٟ‬تسُت مسلم بن ا‪ٟ‬تجاج القشَتم النيسابورم‬
‫(ت‪150 :‬ىػ)‪.‬‬
‫‪ -2‬علوـ الدَث‪ :‬أليب عمرك عثماف بن عبد الر‪ٛ‬تن الشهرزكرم ا‪١‬تعركؼ اببن‬
‫(ت‪352 :‬ىػ)‪.‬‬ ‫الصبلح‬
‫يف رجاؿ أصوؿ الفقو ‪ :‬بذكر منها ما أيٌب‪:‬‬
‫(ت‪367 :‬ق)‪.‬‬ ‫‪ -0‬الربىاف‪ :‬لعبد ا‪١‬تالك بن عبد هللا ا‪ٞ‬تويٍت‬
‫(ت‪515 :‬ق)‪.‬‬ ‫‪ -0‬احملصوؿ يف أصوؿ الفقو‪ :‬لفخر دمحم بن عمر الرازم‬
‫‪ -3‬املنهاج‪ :‬أليب ا‪٠‬تَت عبد هللا بن عمر بن دمحم بن علي انصر الدين البيضاكم‬
‫الشَتازم(ت‪574 :‬ىػ)‪.‬‬
‫السوؿ يف شرح منهاج األصوؿ‪ٞ :‬تماؿ الدين عبد الرحيم األسنوم‬
‫‪ -4‬هناَة ٌ‬
‫(ت‪665 :‬ىػ)‪.‬‬

‫‪63‬‬
‫يف رجاؿ الفقو ‪:‬‬
‫ا‪ٟ‬تنفي(ت‪210 :‬ق)‪.‬‬ ‫‪ -0‬اختالؼ الفقهاء‪ :‬أليب جعفر أ‪ٛ‬تد بن دمحم الطحاكم‬
‫‪ -1‬التبصرة‪ :‬أليب ا‪ٟ‬تسن اللخمي(ت‪ 478 :‬ق)‪.‬‬
‫القراُب ا‪١‬تالكي‬ ‫‪ -2‬الذخَتة‪ :‬لئلماـ شهاب الدين أيب العباس أ‪ٛ‬تد بن إدري‬
‫(ت‪573 :‬ىػ)‪.‬‬

‫يف رجاؿ الًتا جم ‪:‬‬


‫الذى ي(ت‪637 :‬ىػ)‪.‬‬ ‫‪ -0‬التهذَب كامليزاف‪ :‬لشم الدين‬
‫(ت‪521:‬ق)‪.‬‬ ‫‪ -1‬أسد الغابة يف معرفة الصحابة‪ :‬ابن األثَت عز الدين أبو ا‪ٟ‬تسن‬
‫العسقبل٘ب(ت‪741 :‬ىػ)‪.‬‬ ‫‪ -2‬اإلصابة يف سبييز الصحابة‪ :‬البن حجر‬
‫يف رجاؿ ال لٌغة ‪:‬‬
‫الزبيدم(ت‪268 :‬ق)‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫‪ -0‬خمتصر العُت‪١ :‬ترتضى‬
‫ا‪ٞ‬توىرم(ت‪282 :‬ق)‪.‬‬ ‫‪ -1‬الصحاح‪ :‬إل‪ٝ‬تاعيل بن ‪ٛ‬تٌاد‬

‫‪64‬‬
‫املطلب الثالث‪ :‬ميزاتو‪ ،‬كاملآخذ امللحوظة عن املخطوط‪.‬‬

‫األكؿ‪ :‬ميزاتو‪ :‬يعترب ‪٥‬تطوط "إَقاظ الوسناف" من الكتب ٌ‬


‫ا‪١‬تهمة‬ ‫الفرع ٌ‬
‫ً‬
‫لبلطٌبلع على ا‪٠‬تبلؼ العإب‪ ،‬كا‪١‬تآخذ الكليٌة للخبلؼ‪ ،‬كبعد تتبٌع مواضيع الكتاب ىع َّن‬
‫للبحث ‪٣‬تموعةه من ا‪١‬تيزات؛ بذكر منها‪:‬‬
‫كل من ينادم‬ ‫ً‬
‫‪ -0‬دعوة ابن السنوسي إٔب فتح ابب االجتهاد‪ ،‬كالوقوؼ أماـ ٌ‬
‫بغلقو‪ ،‬أك يسلٌم تسليمان مطلقان ‪١‬تا ىو مبثوث ُب بطوف الًتاث اإلسبلمي‪.‬‬
‫‪ -1‬اشتمالو على بعض أبواب أصوؿ الفقو ا‪١‬تهمة؛ كباب ً‬
‫االجتهاد كالتقليد‪ ،‬كما‬ ‫ٌ‬
‫ذكره ُب ا‪١‬تسألة الواحدة أدلٌةى‬
‫األمر ٌقونة ي‬
‫يتعلٌق ٔتصطلح ا‪١‬تذىب كالفتول‪ ،‬كزاد ى‬
‫مظاّنا‪ ،‬كالتٌعقيب عليها ُب بعض األحياف‪ ،‬مع الغوص ُب‬ ‫كل فر ويق من ٌ‬ ‫ًٌ‬
‫تفصيل بعض ا‪١‬تسائل اليت لو فيها كجهة بظر‪.‬‬
‫كما أبٌو قد عقد خا٘تةن بعنواف " ىسنىن أىل هللا‪ ،‬كسبيل عملهم يف سَتىم إىل هللا"‬
‫السلوؾ‪ ،‬كما ينبغي أف يلتزمو‬
‫يذكر فيها ‪ٚ‬تلةن من القواعد ا‪١‬تتعلٌقة بعلم الًتبية ك ٌ‬
‫ا‪١‬تريد إذا ما أراد الوصوؿ إٔب رضى ربٌو سبحابو كتعأب‪ ،‬قاصدان من ذلك‬
‫عمل ُب ًرقٌة‬
‫‪٣‬ترد العلم اب‪ٟ‬تبلؿ كا‪ٟ‬تراـ لي لو كبَتي و‬ ‫إصبلح القلوب؛ "أل ٌف ٌ‬
‫الصا‪ٟ‬تُت"‪.1‬‬
‫السلف ٌ‬ ‫القلوب بذكر رقائق األحاديث‪ ،‬كأخبار ٌ‬
‫ي‬ ‫القلب‪ ،‬كإٌ‪٪‬تا ترؽ‬
‫مقرابن إٔب ذىن القارئ أبسلوبو ا‪١‬تتميٌز ما يريد‬
‫‪ -2‬سهولة العبارات ككضوح ا‪١‬تعا٘ب‪ٌ ،‬‬
‫بكل ييس ور‪.‬‬
‫بيابو‪ْ ،‬تيث ٯتكن حىت للمبتدئ أف يىنهل منو ًٌ‬
‫‪ -3‬اإلكثار من ذكر األقواؿ ُب ا‪١‬تسألة الواحدة‪.‬‬

‫‪ٚ - 1‬تاؿ الدين أبو الفرج عبد الر‪ٛ‬تن بن علي بن دمحم ا‪ٞ‬توزم (ت‪597 :‬ىػ)‪ ،‬صيد اخلاطر‪ ،‬بعناية‪ :‬حسن‬
‫ا‪١‬تساحي سويداف‪ ،‬ط‪1425(1 :‬ىػ‪2004/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار القلم‪ ،‬دمشق‪ ،‬ص‪.288 :‬‬

‫‪65‬‬
‫ً‬
‫االستشهاد ابآلايت القرآبية كاألحاديث النٌبوية الشريفة الكثَتة‪ ،‬ا‪١‬تستم ٌدة من‬ ‫‪-4‬‬
‫الستة كغَتىا؛ كالصحيحُت كسنن أيب داكد كالًتمذم كالنسائي كابن‬ ‫كتب ٌ‬
‫ماجو‪ ،‬كمسند اإلماـ أ‪ٛ‬تد‪.‬‬
‫‪ -5‬اعتٌت ابن السنوسي ابلتمثيل الفقهي‪ ،‬األمر الذم يزيد ا‪١‬تسألة بياانن‪ ،‬كيربط‬
‫يبُت ما ذكره بعض ا‪١‬تالكية من ترجيح‬ ‫الفرع أبصلو؛ من ذلك عندما أراد أف ٌ‬
‫الصحيحة‬ ‫السنٌة ٌ‬
‫ا‪١‬تدكبة"‪ ،‬كلو خالف ٌ‬ ‫ٔتجرد كجودىا ُب " ٌ‬ ‫الركاية ٌ‬‫القوؿ ك ٌ‬
‫الصبلة‪ ،‬كىذا األمر لي ُب‬ ‫الصر٭تة‪ٍ ،‬بٌ مثل ٔتسألة سدؿ اليدين ُب ٌ‬ ‫ٌ‬
‫ْتق قً ٍسمان‬
‫"اإلَقاظ" فحسب بل يظهر جليٌان ُب "بغية املقاصد" الذم يعترب وٌ‬
‫تطبيقيان ‪١‬تا ُب "اإلَقاظ"‪.‬‬
‫‪ -6‬اعتمد ا‪١‬تؤلٌف ُب بعض أبواب "اإلَقاظ" على بعض الشواىد الشعرية اللٌغوية‬
‫كالعلمية؛ كصنيعو عند ذكر الفرؽ بُت ً‬
‫االتٌباع كالتقليد‪.‬‬
‫‪ -7‬اإلكثار من التوثيق كالعزك‪ ،‬كذكر عناكين ا‪١‬تصادر كا‪١‬تراجع بدقٌوة؛ كىذا إف ٌ‬
‫دؿ‬
‫السنوسي‪ ،‬كعلى ٌقوة ذاكرتو؛ فقد‬ ‫ً‬ ‫على و‬
‫يدؿ على ىس ىعة اطٌبلع ابن ٌ‬
‫شيء إٌ‪٪‬تا ٌ‬
‫كل ىذه ا‪١‬تصادر كا‪١‬تراجع‬
‫يتسٌت لو العودة إٔب ٌ‬ ‫فأٗب ٌ‬
‫كاف معركفان بكثرة ترحالو‪ٌ ،‬‬
‫ا‪١‬توجودة ُب كتابو "اإلَقاظ"‪.‬‬
‫الفرع الثاين‪ :‬امل آخذ امللحوظة عن املخطوط‪.‬‬
‫يدعو ابن السنوسي ُب كتابو "اإلَقاظ" إٔب ً‬
‫االجتهاد كببذ التقليد‪ ،‬كُب‬ ‫‪-0‬‬
‫ٌ‬
‫الوقت بفسو ‪٧‬تده متأثران و و‬
‫بشكل كبَت ُب ما عدا خا٘تتو وٌ‬
‫بكل من ابن تيمية‬
‫ُب كتابو "رفع ا‪١‬تبلـ"‪ ،‬كالفبلٌ٘ب ُب كتابو "إيقاظ ‪٫‬تم أكٕب األبصار"‪،‬‬
‫ً‬
‫السندم من خبلؿ كتابو " يٖتفة األانـ ُب العمل اب‪ٟ‬تديث‬
‫كابحمل ٌقق دمحم ىحياة ٌ‬
‫السبلـ‪"-‬؛ دليل ذلك النقوالت ا‪ٟ‬ترفية‪ ،‬كعدـ‬ ‫الصبلة ك ٌ‬‫النٌ ي ‪-‬عليو ٌ‬
‫التعقيب عليها‪ٌ .‬أما ُب ا‪٠‬تا٘تة فإبٌنا ‪٧‬تده متأثران ٔتحيي الدين بن عريب‬
‫ا‪ٟ‬تا٘تي الطائي األبدلسي (ت‪638 :‬ق)‪ ،‬كينقل بصوصو ْتركفها‪.‬‬

‫‪66‬‬
‫السنوسي كتابو "اإلَقاظ" على طريقة بعض القدامى‪ ،‬ا‪١‬تبنية على‬
‫ألٌف ابن ٌ‬ ‫‪-1‬‬
‫لسرد‪ ،‬ككثرة النقل‪ ،‬كابلتٌإب قد ال توظٌف ا‪١‬تعلومة توظيفان منهجيان منطقيان‬ ‫ا ٌ‬
‫الئقان هبا‪.‬‬
‫اإلكثار من النقل ا‪ٟ‬ترُب ألقواؿ العلماء‪ ،‬دكف شرح أك تعقيب أك مناقشة‬ ‫‪-2‬‬
‫ُب بعض األحياف‪ ،‬كرٔتا ىذا ما يؤثٌر على إقناع خصومو كالتسليم لو‪.‬‬
‫و‬
‫كٖتقيق‪ ،‬كىذا‬ ‫إ ٌف كثَتان من ا‪١‬تسائل األصولية كالفقهية ٖتتاج إٔب إعادة بظ ور‬ ‫‪-3‬‬
‫ا‪٢‬توة ُب كث وَت منها‪ ،‬كمسألة تقسيم اجملتهد‪ ،‬كٕتزؤ االجتهاد‪.‬‬
‫ما يضيٌق ٌ‬
‫اضع من ىذا الكتاب أببٌو ينقل عبارة مؤلًٌف ما‬ ‫السنوسي ُب مو ى‬ ‫يذكر ابن ٌ‬ ‫‪-4‬‬
‫يتصرؼ‬
‫كإما ٌ‬ ‫بنصها‪ ،‬كلكن عند البحث كالتحقيق ‪٧‬تده ٌإما ينقلها اب‪١‬تعٌت ٌ‬ ‫ٌ‬
‫فيو إف اب‪ٟ‬تذؼ أك الزايدة أك ابلتقد‪ٙ‬ب كالتأخَت‪.‬‬
‫عدـ عزك بعض النٌصوص إٔب قائليها‪ ،‬كما فعل مع ابن القيم عندما بقل‬ ‫‪-5‬‬
‫االتٌباع" كذلك مستلٌّ من كتاب‬ ‫بصان بطولو يذكر فيو "الفرؽ بُت التقليد ك ً‬
‫ٌ‬
‫"أعبلـ ا‪١‬توقعُت"‪ ،‬كمع الفبلٌ٘ب ُب ع ٌدة مواضع من كتابة "إيقاظ ‪٫‬تم أكٔب‬
‫األبصار"‪ ،‬كالصنيع بفسو مع عبد الوىاب الشعرا٘ب ُب خا٘تة "اإليقاظ" من‬
‫الغمة"‪.‬‬
‫كتابو "كشف ٌ‬
‫أبلغ‬
‫االستدالؿ ابألحداث الضعيفة؛ كقولو عن سيٌدان عمر ‪-‬هنع هللا يضر‪...":-‬ك ي‬ ‫‪-6‬‬
‫الصداؽ على صداؽ األزكاج كالبنات‬ ‫كبلمو ُب ا‪٠‬تيطبة ُب زايدة ٌ‬ ‫من ىذا ي‬
‫الطٌاىرات‪ ،‬كمعارضة ا‪١‬ترأة لو ابآلية كرجوعو إليها مع حفظ اآلية"‪ ،‬كأصل‬
‫ضعيف‪ ،1‬بل حىت األحاديث ا‪١‬توضوعة؛ كذكره‬ ‫ه‬ ‫حديث‬
‫ه‬ ‫ىذا الكبلـ‬
‫ب هللاي ُب صدرم شيئان إالٌ صببت‬ ‫ص َّ‬
‫‪ٟ‬تديث النٌ ي ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬عندما قاؿ‪":‬ما ى‬
‫الص ٌديق"‪ ،2‬حديث‪":‬أصحايب كالنٌجوـ"‪ ،‬ابإلضافة‬ ‫منو ُب صدر أيب بكر ٌ‬

‫‪ - 1‬ينظر‪ :‬القسم التحقيقي‪ :‬ص‪.111 :‬‬


‫‪ - 2‬ينظر‪ :‬القسم التحقيقي‪ :‬ص‪.99 :‬‬

‫‪67‬‬
‫إٔب بسبة بعض األحاديث إٔب غَت من أخرجها؛ كقوؿ ابن السنوسي‪":‬ركل‬
‫اإلماـ أ‪ٛ‬تد‪":‬ىي ما أان عليو اليوـ كأصحايب"‪ ،1‬كا‪ٟ‬تديث ٓب يرد ُب مسند‬
‫اإلماـ أ‪ٛ‬تد‪ ،‬كإٌ‪٪‬تا كرد فيو بلفظ آخر‪.‬‬

‫‪ - 1‬ينظر‪ :‬القسم التحقيقي‪ :‬ص‪.144 :‬‬

‫‪68‬‬
‫املطلب الرابع‪ :‬كصف النٌسخ اخلطية‪.‬‬
‫لكل كاحدةو منها‬
‫اعتمدت ُب ٖتقيق ىذا الكتاب على ثبلث بسخ خطيٌة‪ ،‬كجعلت ٌ‬
‫خاصان هبا‪ ،‬كىي‪:‬‬
‫رمزان ٌ‬
‫النسخة األكىل‪ :‬رمزت ‪٢‬تا بػ ػػ‪( :‬األصل)‪.‬‬
‫مصدرىا‪ :‬مكتبة الشيخ البشَت احملمودم ‪-‬ر‪ٛ‬تو هللا‪ ،-‬بدائرة الربج‪ ،‬كالية‬
‫معسكر(ا‪ٞ‬تزائر)‪.‬‬
‫ظ‪ ،‬قليلة‬
‫السبلمة من النقص ‪ٟ‬تسن ا‪ٟ‬ت ٌ‬
‫ط‪ ،‬ك ٌ‬‫دميزاهتا‪٘ :‬تيٌزت ىذه النسخة ْتسن ا‪٠‬ت ٌ‬
‫األخطاء اللغوية‪ ،‬مثبت عليها اتريخ النسخ كاسم الناسخ؛ لذلك اخًتهتا‪ ،‬كُب آخرىا كرقةه‬
‫ابلرقية‪ ،‬عليها بعض التصحيحات ُب‬‫مغاير ٘تامان ‪١‬توضوع ا‪١‬تخطوط لو عبلقة ٌ‬
‫موضوعها ه‬
‫أبّنا بسخة مقركءة‪.‬‬
‫ا‪٢‬تامش؛ ‪٦‬تٌا يظهر ٌ‬
‫عدد اللوحات‪ 005 :‬لوحة‪.‬‬

‫عدد األسطر‪ُ 10 :‬ب اللوحة األكٔب‪ ،‬ك‪ 12‬سطران ُب ٌ‬


‫كل اللٌوحات األيخر‪.‬‬
‫عدد كلمات سطر‪ :‬يًتاكح بُت ‪ 8‬ك‪ 03‬كلمة‪.‬‬
‫مقاسها‪13 :‬سم × ‪07‬سم‪.‬‬
‫ط‪ :‬خ ٌ‬
‫ط مغريب كاضح‪.‬‬ ‫نوع اخل ٌ‬
‫اسم الناسخ‪ :‬عبد القادر بن عبد هللا بن الشارؼ ا‪٠‬تطايب من أسرة ا‪١‬تؤلٌف‪.‬‬
‫اترَخ النسخ‪ :‬االثنُت‪ 12 :‬رمضاف سنة‪0170 :‬ىػ‪.‬فهي بسخة قريبة من حياة ا‪١‬تؤلٌف‪.‬‬

‫‪71‬‬
‫النسخة الثانية‪ :‬رمزت ‪٢‬تا بػ ػ (ج) ‪.‬‬
‫مصدرىا‪ :‬مكتبة الشيخ ا‪ٞ‬تيبلٕب ا‪١‬تغوفل‪ ،‬بدائرة جديوية‪ ،‬الواقعة شرؽ كالية غليزاف‬
‫(ا‪ٞ‬تزائر)‪.‬‬

‫دميزاهتا‪ :‬كاضحة‪ٌ ،‬‬


‫اتمة ا‪١‬تنت ال سقط فيو‪ٌ ،‬أما األخطاء اللٌغوية فبل تكاد توجد‪ٓ ،‬ب يثبت‬
‫عليها اتريخ النسخ كاسم الناسخ‪ ،‬كعناكينها ‪٦‬تيٌزة ابللٌوف األ‪ٛ‬تر‪ ،‬بدأت األرضة أتكل بعض‬
‫أطرافها‪.‬‬
‫عدد اللوحات‪ 008 :‬لوحة‪.‬‬

‫عدد األسطر‪ُ :‬ب ٌ‬


‫كل لوحة يًتاكح بُت ‪ 10‬ك‪ 14‬سطران‪.‬‬
‫عدد كلمات السطر‪ :‬يًتاكح بُت ‪ 8‬ك‪ 03‬كلمة‪.‬‬
‫مقاسها‪13 :‬سم × ‪07‬سم‪.‬‬
‫ط‪ :‬خ ٌ‬
‫ط مغريب كاضح إٔب ح ٌد ما‪.‬‬ ‫نوع اخل ٌ‬
‫اسم الناسخ‪ :‬غَت مذكور‪.‬‬
‫اترَخ النسخ‪ :‬غَت مذكور‪.‬‬
‫ال نسخة الثالثة‪ :‬رمزت ‪٢‬تا بػ ػ (س)‪.‬‬
‫مصدرىا‪ :‬مكتبة ا‪ٞ‬تامعة اإلسبلمية اب‪١‬تدينة ا‪١‬تنورة‪ ،‬اب‪١‬تملكة العربية السعودية‪.‬‬
‫رقمها‪.1057/12 :‬‬

‫دميزاهتا‪ :‬كاضحة‪ٌ ،‬‬


‫اتمة ا‪١‬تنت ال سقط فيو‪ ،‬ال أخطاء فيها‪ٓ ،‬ب يثبت عليها اتريخ النسخ‬
‫كاسم الناسخ‪ ،‬ك٘تيٌزت ابستعماؿ األلواف إلبراز العناكين‪ .‬كعليها بعض التعليقات على‬
‫يدؿ على أ ٌّنا مقركءة‪.‬‬
‫ا‪٢‬تامش‪ ،‬األمر الذم ٌ‬

‫‪70‬‬
‫عدد اللوحات‪ 75 :‬لوحة‪.‬‬

‫عدد األسطر‪ُ :‬ب ٌ‬


‫كل لوحة يًتاكح بُت ‪ 14‬ك‪ 18‬سطران‪.‬‬
‫عدد كلمات السطر‪ :‬يًتاكح بُت ‪ 8‬ك‪ 03‬كلمة‪.‬‬
‫مقاسها‪ 17 :‬سم × ‪08‬سم‪.‬‬
‫ط‪ :‬ا‪١‬تخطوط ْتالة جيدة‪ ،‬كتب ٓت ٌ‬
‫ط بسخي معتاد‪،‬‬ ‫نوع اخل ٌ‬
‫اسم الناسخ‪ :‬غَت مذكور‪.‬‬
‫اترَخ النسخ‪ :‬غَت مذكور‪.‬‬

‫‪71‬‬
‫القسم الثاني‬
‫قسم التحقيق‪.‬‬

‫‪72‬‬
‫صور اللّوحات األولى والوسطى واألخيرة‬
‫لنسخ المخطوط‪:‬‬

‫‪73‬‬
‫النسخة األكىل‪ :‬من مكتبة الشيخ البشَت احملمودم ا‪١‬ترموز ‪٢‬تا بػ ػ ػػ‪":‬األصل"‪.‬‬

‫اللوحة األكىل‪:‬‬

‫‪74‬‬
‫اللوحة الوسطى‪:‬‬

‫‪75‬‬
‫اللوحة األخَتة‪:‬‬

‫‪76‬‬
‫النسخة الثانية‪ :‬من مكتبة الشيخ ا‪ٞ‬تيبلٕب ا‪١‬تغوفل‪ ،‬ا‪١‬ترموز ‪٢‬تا بػ ػ ػ ػ (ج)‪.‬‬
‫اللٌوحة األكىل‪:‬‬

‫‪77‬‬
‫اللوحة الوسطى‪:‬‬

‫‪78‬‬
‫اللٌوحة األخَتة‪:‬‬

‫‪81‬‬
‫النسخة الثالثة‪ :‬من مكتبة ا‪ٞ‬تامعة اإلسبلمية اب‪١‬تدينة ا‪١‬تنورة‪ ،‬السعودية‪ ،‬ا‪١‬ترموز ‪٢‬تا بػ ػ ػ ػ (س)‪.‬‬

‫اللوحة األكىل‪:‬‬

‫‪80‬‬
‫اللوحة الوسطى‪:‬‬

‫‪81‬‬
‫اللوحة األخَتة‪:‬‬

‫‪82‬‬
‫إيق اظ الوسنان في العمل‬
‫بالحديث والقرآن‬
‫تأليف‬
‫ابي‬
‫نوسي الخطّ ّ‬
‫اإلمام محمّد بن علي السّ ّ‬
‫اإلدريسي المعروف ب ‪:‬‬
‫ّ‬ ‫الحسني‬
‫ّ‬
‫"ابن السّنوسي"‪.‬‬
‫(‪1202‬ه‪1221/‬ى )‪.‬‬

‫‪83‬‬
‫‪٤‬تمد كآلو كصحبو كسلٌم‬
‫كصلٌى هللا كسلٌم على سيٌدان ٌ‬ ‫الر‪ٛ‬تن ا ٌلرحيم‬ ‫بسم هللا ٌ‬
‫ا‪١‬تتصرفُت‪ ،‬كخا٘تة العلماء احمل ٌققُت‪ ،‬كقطب دائرة‬
‫قاؿ الشيخ األستاذ العارؼ ابهلل عمدة ٌ‬
‫السنوسي ا‪٠‬تطٌايب‬
‫‪٤‬تمد بن علي بن ٌ‬ ‫السيد ٌ‬
‫ا‪ٟ‬تق أ‪ٚ‬تعُت‪ ،‬سيٌدان كأستاذان سيٌدم كموالم ٌ‬ ‫أىل ٌ‬
‫ا‪ٟ‬تسٍت‪ ،‬اإلدريسي ‪-‬هنع هللا يضر كأرضاه عنٌا‪ .-‬آمُت‪:‬‬
‫‪٤‬تم ود فاتح فواتح‬
‫الصبلة كال ٌسبلـ على سيٌدان ٌ‬
‫السبيل‪ ،‬ك ٌ‬ ‫ا‪ٟ‬تمد هلل ا‪٢‬تادم إٔب سواء ٌ‬
‫الرسوؿ سبيبلن‪،‬‬
‫الراشدين‪ ،‬الذين ٌاٗتذكا مع ٌ‬
‫التنزيل‪ ،‬كعلى آلو الطٌيبُت ا‪١‬تهديٌُت‪ ،‬كأصحابو ٌ‬
‫مشوس أدلٌة‪،‬‬
‫ي‬ ‫طعت ُب أيفيق ًٌ‬
‫ا‪ٟ‬تق‬ ‫متنازعهم إٔب كتاب هللا كسنٌتو إ‪ٚ‬تاالن كتفصيبلن‪ ،‬ما ىس ٍ‬
‫ى‬ ‫كردكا‬
‫ٌ‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫كد ىحر مريدك إطفاء بور هللا إب٘تامو بعد ىمشي ً‬
‫كىزت‬‫وس أذلٌة‪ ،‬كقيذفت بدعه بشهب أىسنَّة‪ٌ ،‬‬ ‫ى‬
‫ٯتنحنىا‬
‫السنٌة‪ ،‬بسألو سبحابو أف ى‬‫ا‪ٟ‬تق بقواضب بصوص الكتاب ك ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫جيوش الباطل من ‪ٜ‬تي‬
‫ا‪ٟ‬تق كقبيلو‪.‬‬
‫ك‪٬‬تعل لنا بوران ‪٪‬تشي بو ُب ىم ٍهيىع قبوؿ ٌ‬
‫متابعة رسولو‪ ،‬ى‬
‫ً‬
‫الع ىم ًل‬ ‫كد ٌرةه ى‪ٙ‬تينةه ىشريفةه‪ٝ ،‬تٌيتها‪":‬إًَ ىقاظ ى‬
‫الو ٍسنىاف ًيف ى‬ ‫بعد‪ ،‬فهذه يٖتفةه يمنيفةه‪ ،‬ي‬
‫ٌأما ي‬
‫ً ً‬
‫َث كال يقر ً‬
‫آف" كفيها مق ٌدمةه‪ ،‬كمقص هد‪ ،‬كخا٘تةه‪.‬‬ ‫ًابلىد ى ٍ‬
‫فاملق ٌد مة‪ُ :‬ب بياف جبللة مقدار ٌ‬
‫األئمة ‪-‬مهنع هللا يضر‪.-‬‬
‫كاملقصد ‪ :‬فيو ثبلثةي أبواب‪:‬‬
‫السنٌة‪ ،‬كفيو فصوؿ‪:‬‬ ‫األكؿ‪ُ :‬ب كجوب ٌ‬
‫التمسك ابلكتاب ك ٌ‬ ‫الباب ٌ‬

‫األكؿ‪ُ :‬ب أ ٌف داللةى الكتاب ك ٌ‬


‫السنٌة كاحدةه‪.‬‬ ‫ٌ‬
‫ً‬
‫كجوب اتٌباعهما‪.‬‬ ‫الثاين‪ُ :‬ب أدلًٌة‬

‫الثالث‪ُ :‬ب العمل اب‪ٟ‬تديث‪ :‬كفيو ثبلث طرؽ‪:‬‬


‫األكىل‪ :‬طريقة األصوليُت‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬طريقة احملدثُت‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬طريقة الفقهاء‪.‬‬

‫‪84‬‬
‫الباب الثاين‪ُ :‬ب ً‬
‫االجتهاد‪ :‬كفيو مق ٌدمةه‪ ،‬كثبلثةه فصوؿ‪.‬‬
‫املق ٌدمة‪ُ :‬ب بياف حقيقتو‪.‬‬

‫األكؿ‪ :‬فيما يشًتط ُب اجملتهد من الشركط‪.‬‬


‫الفصل ٌ‬
‫ً‬
‫الفصل الثاين‪ُ :‬ب ٖتر‪ٙ‬ب االجتهاد مع ٌ‬
‫النص‪.‬‬

‫الفصل الثالث ‪ُ :‬ب ٌ‬


‫رد زعم االبقطاع كدعول أبٌو إ‪ٚ‬تاع‪.‬‬
‫الباب الثالث ‪ُ :‬ب التقليد‪ :‬كفيو ثبلثةي فصوؿ‪:‬‬
‫األكؿ‪ :‬فيما كرد ُب إبطاؿ ا‪١‬تذموـ منو‪.‬‬
‫الفصل ٌ‬
‫الفصل الثاين‪ :‬فيما للعلماء ُب ا‪٨‬تصار التقليد ُب ٌ‬
‫األئمة األربعة‪.‬‬
‫الفصل الثالث‪ُ :‬ب الفرؽ بُت ً‬
‫االتٌباع كالتقليد‪.‬‬
‫كسبيل عملهم‪ ،‬كس ًَتىم إٔب هللا‪.‬‬
‫اخلاسبة‪ُ :‬ب ىسنى ًن أىل هللا‪ً ،‬‬

‫‪85‬‬
‫املق ٌدمة‬
‫كالسنٌة يف مجيع‬
‫األئمة ‪-‬مهنع هللا يضر‪ ،-‬كاعتصامهم ابلُتاب ٌ‬
‫يف بياف جاللة مقادَر ٌ‬
‫أحواهلم‪ ،‬ككجوه أعذارىم فيما َيوىم خالفىها من أقواهلم‪ ،‬كأمرىم أتباعىهم‬
‫ابلرجوع إليها فيما خالف من آرائهم‪.‬‬
‫ٌ‬
‫ففي‪":‬رفع املالـ عن األئمة األعالـ"‪ 1‬ما ملخص و‬
‫شيء منو‪:‬‬ ‫ٌ ي‬ ‫ٌ‬
‫اعلم أبٌو ‪٬‬تب على ا‪١‬تسلمُت ‪-‬بعد مواالة هللا كرسولو‪ -‬مواالةي ا‪١‬تؤمنُت‪ ،2‬كاب‪٠‬تصوص‬
‫كل فخ ور‪ ،‬كصاركا ‪٧‬توـ ىدل ُب ظلمات‬ ‫‪3‬‬
‫مواالةي العلماء العاملُت ‪ ،‬الذين حازكا بوراثة األببياء َّ‬

‫األئمة األعالـ‪ ،‬تح‪ :‬مصطفى أبو ا‪١‬تعطي‪ ،‬ط‪1436(1 :‬ق‪2015/‬ـ)‪ ،‬مط‪:‬‬


‫‪ -1‬ينظر‪ :‬ابن تيمية‪ ،‬رفع املالـ عن ٌ‬
‫دار الغد ا‪ٞ‬تديد‪ ،‬القاىرة‪ ،‬ص‪.15 :‬‬
‫‪ -2‬لقولو تعأب‪:‬ﭽﮑ ﮒﮓ ﮔ ﮕﭼ [التوبة‪.]71 :‬‬
‫‪ -3‬قاؿ البخارم‪":‬ابب‪ :‬العلم قبل القوؿ كالعمل؛ لقولو هللا تعأب ﭽﰊ ﰋ ﰌ ﰍ ﰎ ﰏ ﭼ [دمحم‪ ،]19 :‬فبدأ‬
‫ابلعلم‪ ،‬كأ ٌف العلماء كرثة األببياء‪ ،‬ىكَّرثوا العلم‪ ،‬من أخذه أخذ ْت وٌ‬
‫ظ كاف ور‪ ،‬كمن سلك طريقان يطلب بو علمان ٌ‬
‫سهل هللا لو‬
‫طريقان إٔب ا‪ٞ‬تنٌة"‪ .‬ينظر‪ :‬البخارم‪ :‬كتاب‪ :‬العلم‪ ،‬ابب‪ :‬العلم قبل القوؿ كالعمل‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪.41 :‬‬
‫قاؿ ا‪ٟ‬تافظ‪":‬كٓب يفصح ا‪١‬تصنٌف بكوبو حديثان‪ ،‬فلهذا ال يع ٌد ُب تعاليقو‪ ،‬لكن إيراده لو ُب الًت‪ٚ‬تة يشعر أب ٌف‬
‫لو أصبلن‪ ،‬كشاىده ُب القرآف قولو تعأب‪ :‬ﭽﭣﭤ ﭥﭦ ﭧ ﭨ ﭩﭪ ﭼ [فاطر‪.]32 :‬‬
‫ينظر‪ :‬ابن حجر العسقبل٘ب‪ ،‬فتح البارم شرح صحيح البخارم‪ ،‬رقٌم كتبو كأبوابو كأحاديثو‪ٌ :‬‬
‫‪٤‬تمد فؤاد عبد‬
‫‪٤‬تب الدين ا‪٠‬تطيب‪ ،‬ط‪1379( :‬ىػ)‪ ،‬مط‪ :‬دار ا‪١‬تعرفة‪ ،‬بَتكت‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪.160 :‬‬
‫الباقي‪ ،‬قاـ إبخراجو كصححو‪ٌ :‬‬
‫الدَث‪ :‬أخرجو أبوداكد‪ :‬كتاب‪ :‬كتاب العلم‪ ،‬ابب‪ُ :‬ب فضل العلم‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪ ،655 :‬رقم‪.3641 :‬‬
‫الًتمذم‪ :‬كتاب‪ :‬العلم عن رسوؿ هللا ‪ -‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ .-‬ابب‪ :‬ما جاء ُب فضل الفقو على العبادة‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪ ،596 :‬رقم‪:‬‬
‫ا‪ٟ‬تث على طلب العلم‪ ،‬ص‪ ،59 :‬رقم‪ .223 :‬ابن حباف‪ ،‬كتاب‪ :‬العلم‪،‬‬ ‫‪ .2682‬ابن ماجو‪ :‬ابب‪ :‬فضل العلماء ك ٌ‬
‫ابب‪ :‬ذكر كصف العلماء الذين ‪٢‬تم الفضل الذم ذكر قبل‪ ،‬ج‪ ،1:‬ص‪ ،289 :‬رقم‪ .88 :‬كاللفظ لو‪ :‬عن كثَت بن‬
‫الرسوؿ‬
‫إ٘ب أتيتك من مدينة ٌ‬‫قي قاؿ كنت جالسان مع أيب الدرداء ُب مسجد دمشق‪ ،‬فأاته رجل‪ ،‬فقاؿ‪ :‬اي أاب ال ٌدرداء‪ٌ ،‬‬
‫جئت إالٌ‬
‫جئت لتجارة‪ ،‬أما ى‬ ‫جئت ‪ٟ‬تاجة‪ ،‬أما ى‬ ‫ُب حديث بلغٍت أبٌك ٖت ٌدثو عن رسوؿ هللا ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬فقاؿ أبو ال ٌدرداء‪ :‬أما ى‬
‫فإ٘ب ‪ٝ‬تعت رسوؿ هللا‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬يقوؿ‪":‬من سلك طريقان يطلب فيو علمان سلك هللا بو طريقان‬ ‫‪٢‬تذا ا‪ٟ‬تديث؟ قاؿ‪ :‬بعم‪ ،‬قاؿ‪ٌ :‬‬
‫يورثوا ديناران كال در‪٫‬تان‪ ،‬كأكرثوا العلم‪ ،‬فمن أخذه أخذ‬
‫من طرؽ ا‪ٞ‬تنٌة‪ ،"...‬كفيو‪":‬إ ٌف العلماء كرثة األببياء‪ ،‬إ ٌف األببياء ٓب ٌ‬

‫‪86‬‬
‫‪٤‬تم ود‬
‫ٌ‬ ‫بعث‬ ‫‪2‬‬
‫بعد‬ ‫الرب كالبحر‪ ،1‬كأ‪ٚ‬تع العلماء على ىدايتهم كدرايتهم؛ إذ كل أم و‬
‫ة‬ ‫ٌ ٌ‬ ‫ٌ‬
‫الرسوؿ ُب ٌأمتو؛‬ ‫ي ً‬
‫فإّنم خلفاء ٌ‬ ‫يارىم؛ ٌ‬
‫فعلماؤىم خ ي‬ ‫علماؤىا شر يارىا إالٌ ا‪١‬تسلمُت‬
‫ي‬ ‫‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪-‬‬
‫كاحمليوف ‪١‬تا مات من سنٌتو‪ ،‬هبم قاـ الكتاب كقاموا بو‪ ،‬كهبم بطق كأبسراره بطقوا‪ ،‬كلٌّ ْتسبو‪،‬‬
‫يتعمد ‪٥‬تالفة‬ ‫و‬
‫عامان‪ٌ -‬‬ ‫األمة قىبوالن ٌ‬
‫األئمة ‪-‬ا‪١‬تقبولُت عند ٌ‬
‫فبل ‪٬‬توز ألحد أف يعتقد أ ٌف أحدان من ٌ‬
‫دؽ‪ ،‬كيف كىم ي‪٤‬تييوىا‪ ،‬كا‪١‬تتٌفقوف اتٌفاقان يقينيان‬‫جل أك َّ‬ ‫و‬
‫الرسوؿ ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ُ -‬ب شيء من سنٌتو‪َّ ،‬‬ ‫ٌ‬
‫‪3‬‬ ‫و‬ ‫ً‬
‫السبلـ‪، -‬‬ ‫الصبلة ك ٌ‬‫كل أحد كيًتؾ إالٌ قولو ‪-‬عليو ٌ‬ ‫على كجوب اتٌباعها‪ ،‬كأبٌو يؤخذ من قوؿ ًٌ‬
‫ا‪ٟ‬تديث ٓتبلفو فبل ب ٌد لو من عذر ُب تركو‪.‬‬ ‫صح‬ ‫إذا علًم ىذا فمىت كجد لو و‬
‫ي‬ ‫قوؿ ٌ‬ ‫احد منهم ه‬ ‫ي‬ ‫يى‬
‫ك‪ٚ‬تاع األعذار ثبلثة أصناؼ‪ ،‬ترجع إٔب عشرة أسباب‪ :‬عدـ بلوغ ا‪ٟ‬تديث‪ ،‬أك عدـ‬
‫‪4‬‬
‫فن ا‪١‬تصطلح أك اشًتاط ما ال يشًتط غَته‪ ،‬أك‬ ‫ٌ‬ ‫من‬ ‫ا‪١‬تعركفة‬ ‫ابألسباب‬ ‫ضعفو‬ ‫أك‬ ‫‪،‬‬ ‫ثبوتو‬
‫يدؿ على ٌأّنا غَت‬
‫بسيابو‪ ،‬أك عدـ معرفة ال ٌداللة منو‪ ،‬أك عدـ اعتبارىا‪ ،‬أك معارضتها ٔتا ٌ‬
‫يدؿ على ضعفو أك بسخو أك أتكيلو ٔتا يصلح كوبو معارضان‪،‬‬ ‫مرادةو‪ ،‬أك معارضة ا‪ٟ‬تديث ٔتا ٌ‬
‫أك ٔتا لي من جن ا‪١‬تعارض‪ ،‬فعدـ بلوغو ىو الغالب فيما جاء ‪٥‬تالفان كالعذر فيو كاضح؛‬
‫آية‬ ‫و‬
‫فحينئذ يقوؿ ُب القضية ٔتوجب ظاىر و‬ ‫العمل ٔتوجبو‪،‬‬ ‫إذ ٓب يكلٌ ً‬
‫حديث ى‬ ‫ه‬ ‫ف هللا من ٓب يبلغو‬

‫ظ كافر"‪ .‬كا‪ٟ‬تديث حسن‪ ،‬إسناده ضعيف؛ لضعف داكد بن ‪ٚ‬تيل ككثَت بن قي ‪ .‬ينظر‪ :‬دمحم بن حباف بن أ‪ٛ‬تد بن‬
‫ْت ٌ‬
‫بد‪ ،‬التميمي‪ ،‬أبو حاًب‪ ،‬الدارمي‪ ،‬البيسيت‪ ،‬صحيح ابن حباف بًتتيب ابن بلباف‪ ،‬تح‪ :‬شعيب‬
‫حباف بن معاذ بن ىم ٍع ى‬
‫األربؤكط ‪ ،‬مط‪ :‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬بَتكت‪ ،‬ط‪1414(2 :‬ق‪1993/‬ـ)‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪.290 :‬‬
‫‪ -1‬أخرج اإلماـ أ‪ٛ‬تد ُب ا‪١‬تسند‪ :‬مسند أب بن مالك ‪-‬هنع هللا يضر‪ ،-‬ج‪ ،20 :‬ص‪ .52 :‬عن أب بن مالك قاؿ‪ :‬قاؿ‬
‫الرب كالبحر‪ ،‬فإذا ابطمست‬
‫السماء‪ ،‬ييهتدم هبا ُب ظلمات ٌ‬
‫الن ي‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪":-‬إ ٌف مثل العلماء ُب األرض‪ ،‬كمثل النٌجوـ ُب ٌ‬
‫تضل ا‪٢‬تداة"‪ .‬ضعيف‪ .‬ينظر‪ :‬دمحم انصر الدين األلبا٘ب‪ ،‬سلسلة األحادَث الضعيفة كاملوضوعة‬
‫النٌجوـ أكشك أف ٌ‬
‫كأثرىا السيئ يف األمة‪ ،‬مط‪ :‬دار ا‪١‬تعارؼ‪ ،‬الرايض‪ ،‬ا‪١‬تمكلة العربية السعودية‪ ،‬ط‪1412(1 :‬ىػ‪1992/‬ـ)‪ ،‬ج‪،12 :‬‬
‫ص‪.795 :‬‬
‫الصواب ما ُب األصل‪.‬‬
‫‪ُ -2‬ب س‪ :‬قبل‪ .‬ك ٌ‬
‫‪ -3‬أبو بعيم األصبفها٘ب(ت‪430 :‬ىػ)‪ ،‬حلية األكلياء كطبقات األصفياء‪ ،‬ط‪1409(1 :‬ىػ‪1998/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار‬
‫الكتب العلمية‪ ،‬بَتكت‪ ،‬لبناف‪ ،‬ج‪ ،3 :‬ص‪ .300 :‬من حديث ‪٣‬تاىد بلفظ‪":‬لي أح هد إالٌ يؤخذ من قولو كيًتؾ إالٌ‬
‫النٌ ي ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪."-‬‬
‫الصواب ما ُب األصل‪.‬‬
‫‪ُ -4‬ب ج‪ :‬كعدـ‪ .‬ك ٌ‬

‫‪87‬‬
‫كٮتال يفو أخرل‪ ،‬كلي ُب إمكاف و‬
‫أحد اإلحاطةي‬ ‫ا‪ٟ‬تديث اترةن ي‬ ‫حديث أك غ ًَت‪٫‬تا‪ ،‬فييوافًق‬
‫و‬ ‫أك‬
‫ى‬
‫الشاىد من شاء‬
‫ي‬ ‫الشيء فيبلٌغو‬ ‫ابلسنٌة‪ ،‬فقد كاف ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬٭ت ٌدث أك ٭تكم أك يفيت أك يفعل ٌ‬‫ٌ‬
‫األكؿ كبلًّ أك بعضان كيبلٌغ كذلك كىكذا‪ ،‬فيكوف‬ ‫هللا‪ٍ ،‬بٌ يفعل مثلو كيشهده غَت من شهد ٌ‬
‫كل من العلم ما لي عند اآلخر‪ ،‬كإٌ‪٪‬تا يتفاضلوف كثرنة كجودةن‪1‬؛ كاعترب ذلك اب‪٠‬تلفاء‬ ‫عند وٌ‬
‫قل أف يفارقو حضران أك‬ ‫الص ٌديق الذم ٌ‬‫األمة ْتديثو ك‪ٚ‬تيع شؤكبو‪ ،‬كال سيٌما ٌ‬ ‫الراشدين أعلم ٌ‬ ‫ٌ‬
‫‪2‬‬
‫ب هللاي ُب صدرم شيئان إالٌ صببت‬ ‫ص َّ‬
‫سفران‪ ،‬كيسهر عنده ليبلن فيما يليق هبما من قبيل‪":‬ما ى‬
‫‪1‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬
‫حىت إبٌو ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬كثَتان ما كاف‬
‫ٌ‬ ‫‪-‬‬ ‫هنع هللا يضر‬‫‪-‬‬ ‫عمر‬ ‫كذلك‬ ‫ك‬ ‫‪،‬‬ ‫الص ٌديق"‬
‫منو ُب صدر أيب بكر ٌ‬
‫جئت‪ - ،3‬مثبلن ‪ -‬أان كأبو بكر كعمر"‪.4‬‬ ‫دخلت‪ ،‬ي‬ ‫ي‬ ‫خرجت‪،2‬‬
‫ي‬ ‫يقوؿ‪":‬‬

‫األـ‪،‬‬
‫‪ -1‬قاؿ الشافعي‪":‬كقد يعزب عن الطويل الصحبة السنة‪ ،‬كيعلمها بعيد ال ٌدار قليل الصحبة"‪.‬ينظر‪ :‬الشافعي‪ٌ ،‬‬
‫تح‪ :‬رفعت فوزم عبد ا‪١‬تطلب‪ ،‬ط‪1422(1 :‬ىػ‪2001/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار الوفاء للطباعة كالنشر‪ ،‬بَتكت‪ ،‬لبناف‪ ،‬ج‪،5 :‬‬
‫ص‪.337 :‬‬
‫السمر بعد‬
‫الرخصة ُب ٌ‬ ‫‪ -2‬أخرجو‪ :‬الًتمذم‪ :‬كتاب‪ :‬مواقيت الصبلة عن رسوؿ هللا ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ ،-‬ابب‪ :‬ما جاء من ٌ‬
‫العشاء‪ ،‬ص‪ ،52 :‬رقم‪ .169 :‬ابن حباف ُب صحيحو‪ ،‬ج‪ ، 5 :‬ص‪ .379 :‬كاللفظ للًتمذم من حديث عمر بن‬
‫يسمر مع أيب بكر ُب األمر من أمر ا‪١‬تسلمُت كأان معهما"‪.‬‬ ‫ا‪٠‬تطٌاب ‪-‬رضي هللا عنهما‪ -‬قاؿ‪":‬كاف رسوؿ هللا ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬ي‬
‫صحيح‪ .‬ينظر‪ :‬أبو عبد الر‪ٛ‬تن دمحم انصر الدين‪ ،‬بن ا‪ٟ‬تاج بوح بن ‪٧‬تاٌب بن آدـ‪ ،‬األشقودرم األلبا٘ب(ت‪1420 :‬ىػ)‪،‬‬
‫سلسلة األحاديث الصحيحة كشيء من فقهها كفوائدىا‪ ،‬مط‪ :‬مكتبة ا‪١‬تعارؼ للنشر كالتوزيع‪ ،‬الرايض‪ ،‬ط‪:‬‬
‫‪1416(1‬ىػ‪1996/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬مكتبة ا‪١‬تعارؼ ‪ ،‬ج‪ ،6 :‬ص‪.655 :‬‬
‫‪ -3‬موضوع‪ :‬قاؿ العجلو٘ب‪":‬كابب فضائل أيب بكر الصديق ‪-‬هنع هللا يضر‪ -‬أشهر ا‪١‬تشهورات من ا‪١‬توضوعات؛‪[...‬كذكر‬
‫ب هللاي ُب صدرم شيئان‪ ."...‬ينظر‪ :‬إ‪ٝ‬تاعيل بن دمحم بن عبد ا‪٢‬تادم ا‪ٞ‬تراحي العجلو٘ب الدمشقي‪،‬‬
‫ص َّ‬
‫منها]‪ :‬حديث‪ :‬ما ى‬
‫أبو الفداء (ت‪1162 :‬ىػ)‪ ،‬كشف اخلفاء كمزَل اإللباس‪ ،‬تح‪ :‬عبد ا‪ٟ‬تميد بن ىنداكم‪ ،‬ط‪:‬‬
‫‪1420(1‬ىػ‪2000/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬ا‪١‬تكتبة العصرية‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪ .516 :‬دمحم بن علي الشوكا٘ب (ت‪1250 :‬ىػ)‪ ،‬الفوائد‬
‫اجملموعة يف األحادَث املوضوعة‪ ،‬تح‪ :‬عبد الر‪ٛ‬تن بن ٭تي ا‪١‬تعلمي اليما٘ب‪( ،‬د ت ط)‪ ،‬مط‪ :‬دار الكتب العلمية‪،‬‬
‫بَتكت‪ ،‬لبناف‪ ،‬ص‪.335 :‬‬

‫‪ -4‬عمر بن اخلطٌاب‪ :‬ابن بفيل القرشي العدكم أبو حفص اث٘ب ا‪٠‬تلفاء ٌ‬
‫الراشدين‪ ،‬ك ٌأكؿ من ل ٌقب أبمَت ا‪١‬تؤمنُت‪،‬‬
‫صاحب الفتوحات‪ ،‬يضرب بعدلو ا‪١‬تثل‪ ،‬أسلم بعد ىجرة ا‪١‬تسلمُت إٔب ا‪ٟ‬تبشة‪ ،‬بويع اب‪٠‬تبلفة يوـ كفاة أيب بكر سنة‪:‬‬
‫الصبح‪ ،‬سنة‪:‬‬‫‪13‬ىػ‪ ،‬قتلو أبو لؤلؤة فَتكز الفارسي غبلـ ا‪١‬تغَتة بن شعبة غيلة ٓتنجر ُب خاصرتو‪ ،‬كىو ُب صبلة ٌ‬

‫‪88‬‬
‫علمت لك ُب سنٌة‬ ‫لك ُب كتاب هللا من شيءه‪ ،‬كما‬ ‫كمع ىذا قاؿ الص ٌديق للج ٌدة‪ :‬ما ً‬
‫ي‬ ‫ى‬ ‫ٌ‬
‫ك‪٤‬تمد بن‬ ‫و‬
‫حىت شهد ا‪١‬تغَتة بن شعبة ٌ‬ ‫أسأؿ النٌاس‪ٌ -‬‬
‫حىت ى‬ ‫رسوؿ هللا ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬من شيء‪ ،‬كلكن ٌ‬
‫صُت‪،6‬‬ ‫ح‬ ‫بن‬ ‫ف‬ ‫ا‬
‫ر‬ ‫عم‬ ‫‪-‬‬ ‫ا‬ ‫ض‬‫ي‬‫ى‬‫أ‬‫‪-‬‬ ‫ة‬ ‫ن‬ ‫الس‬ ‫ىذه‬ ‫غ‬ ‫َّ‬
‫ل‬ ‫كب‬ ‫‪،‬‬‫‪5‬‬
‫السدس‬
‫ي ى‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫ٍ‬ ‫ى‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫سلمة أ ٌف النٌ ي‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬أعطاىا ٌ‬
‫ىم ى‬
‫االستئذاف‪ ،‬كإخبار أيب موسى األشعرم لو كاستشهاده ابألبصار‪ 7‬مع‬ ‫ككذلك عمر ُب سنٌة ً‬

‫‪23‬ىػ‪ .‬ينظر‪ :‬عز الدين ابن األثَت (ت‪630 :‬ىػ)‪ ،‬الُامل يف التارَخ‪ ،‬تح‪ :‬عمر عبد السبلـ تدمرم‪ ،‬ط‪:‬‬
‫‪1417(1‬ىػ‪1997/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار الكتاب العريب‪ ،‬بَتكت‪ ،‬لبناف‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪ .679 :‬الزركلي‪ ،‬األعالـ‪ ،‬ج‪،5 :‬‬
‫ص‪.45 :‬‬
‫‪ٓ -1‬ب يرد ُب ج‪ :‬كثَتان ما كاف‪.‬‬
‫‪ُ -2‬ب ج‪ :‬خرجنا‪.‬‬
‫‪ُ -3‬ب ج‪ :‬جئنا‪.‬‬
‫‪ -4‬أخرجو البخارم‪ :‬كتاب‪ :‬فضائل الصحابة‪ ،‬ابب‪ :‬فضل أيب بكر بعد الن ي ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ ،-‬ج‪ ،2 :‬ص‪ ،13 :‬رقم‪:‬‬
‫‪ .3677‬أخرجو مسلم‪ ،‬كتاب‪ :‬فضائل الصحابة‪ ،‬ابب‪ :‬من فضائل عمر‪ ،‬ص‪ ،973 :‬رقم‪.2989 :‬‬
‫‪ -5‬أخرجو أبو داكد‪ :‬كتاب‪ :‬الفرائض‪ ،‬ابب‪ُ :‬ب ا‪ٞ‬ت ٌدة‪ ،‬ص‪ ،515 :‬رقم‪ .2894 :‬كالًتمذم‪ :‬كتاب‪ :‬الفرائض عن‬
‫رسوؿ هللا ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ ،-‬ابب‪ :‬ما جاء ُب مَتاث ا‪ٞ‬تدة‪ ،‬ص‪ .483 :‬كقاؿ‪":‬حديث حسن صحيح"‪ ،‬رقم‪،2100 :‬‬
‫‪ .2101‬ابن ماجو‪ :‬كتاب‪ :‬الفرائض‪ ،‬ابب‪ :‬مَتاث ا‪ٞ‬تدة‪ ،‬ص‪ .462 :‬رقم‪ ،2724 :‬من حديث قبيصة بن ذؤيب‬
‫‪-‬هنع هللا يضر‪.-‬‬
‫ً‬
‫الص ٌديق‪،‬‬
‫يصةى ىال يصح لو ى‪ٝ‬تىاع من ٌ‬ ‫يح لًثقة ًر ىجالًو‪َّ ،‬إال أ َّ‬
‫ىف صورتو مرسل‪ ،‬فىإً َّف قىبً ى‬
‫قاؿ ابن حجر‪":‬كإسناده ً‬
‫صح ه‬‫ى‬
‫وده‬
‫الصحيح أىبَّوي كلد عاـ الفتح‪ ،‬فيبعد يش يه ي‬ ‫للقصة‪ .‬قالو اب ين عبد الرب ٔتعناه‪ ،‬كقد ايختلف ًُب مولده‪ ،‬ك َّ‬ ‫وده َّ‬ ‫شه ي‬‫كىال ٯتكن ي‬
‫تبعا ًالبن ىح ٍزـ ًابًالبقط ًاع"‪ .‬ينظر‪ :‬ابن حجر العسقبل٘ب‪ ،‬تلخيص البَت‪ ،‬اعتٍت بو ا‪ٟ‬تسن‬ ‫و‬
‫القصةى‪ ،‬كقد أ ىىعلَّوي عبد ًٌ‬
‫ا‪ٟ‬تق ن‬ ‫َّ‬
‫بن عباس بن قطب‪ ،‬ط‪1416(1 :‬ىػ‪1995/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬مؤسسة قرطبة‪ ،‬ص‪ ،179 :‬ج‪.3 :‬‬
‫‪ -6‬أخرجو أبو داكد‪ :‬كتاب‪ :‬الفرائض‪ ،‬الباب‪ :‬ما جاء ُب مَتاث ا‪ٞ‬ت ٌد‪ ،‬ص‪ ،515 :‬رقم‪ .2896 :‬كالًتمذم‪ :‬كتاب‪:‬‬
‫الفرائض عن رسوؿ هللا ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ ،-‬ابب‪ :‬ما جاء ُب مَتاث ا‪ٞ‬ت ٌد‪ ،‬ص‪ ،471 :‬رقم‪ .2099 :‬من طريق ا‪ٟ‬تسن عن‬
‫فلما‬
‫السدس"‪ٌ ،‬‬‫عمراف بن حصُت‪ ،‬أ ٌف رجبلن أتى النٌ ي ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬فقاؿ‪ :‬إ ٌف ابن ابٍت مات‪ ،‬فما ٕب من مَتاثو؟ فقاؿ‪":‬لك ٌ‬
‫السدس اآلخر طعمة"‪ .‬قاؿ الًتمذم‪ ":‬ىذا حديث‬ ‫فلما أدبر دعاه‪ ،‬فقاؿ‪":‬إ ٌف ٌ‬ ‫أدبر دعاه‪ ،‬فقاؿ‪":‬لك سدس آخر"‪ٌ ،‬‬
‫حسن صحيح"‪ ،‬كقاؿ البيهقي بعد أف أخرج ا‪ٟ‬تديث‪ ":‬إالٌ أ ٌف أىل العلم اب‪ٟ‬تديث ال يثبتوف ‪ٝ‬تاع ا‪ٟ‬تسن من عمراف بن‬
‫حصُت"‪ .‬ينظر‪ :‬أبو بكر أ‪ٛ‬تد بن ا‪ٟ‬تسُت البيهقي‪ ،‬معرفة السنن كاآلاثر‪ ،‬تح‪ :‬عبد ا‪١‬تعطي أمُت قلعجي‪ ،‬ط‪:‬‬
‫‪1411(1‬ىػ‪1991/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار الوعى‪ ،‬حلب‪ ،‬القاىرة‪ ،‬ج‪ ،9 :‬ص‪.139:‬‬
‫‪ -7‬أخرجو البخارم‪ ،‬كتاب‪ :‬البيوع‪ ،‬ابب‪ :‬ا‪٠‬تركج إٔب التجارة‪ ،‬ج‪ ،3 :‬ص‪ .76 :‬رقم‪ .2062 :‬كمسلم‪ :‬كتاب‪:‬‬
‫اآلداب‪ ،‬ابب‪ :‬كراىة قوؿ ا‪١‬تستأذف أان‪ ،‬إذا قيل‪ ،‬ص‪ .889 :‬رقم‪.2153 :‬‬

‫‪011‬‬
‫الضحاؾ بن سفياف‬ ‫حىت كتب إليو ٌ‬ ‫اث ا‪١‬ترأة من دية زكجها‪ٌ ،‬‬
‫شهرة ا‪ٟ‬تديث‪ ،‬كٓب يعلم مَت ى‬
‫الضبىايب‪ 1‬من دية زكجها‪ ،‬فقاؿ‪ :‬لو ٓب بعلم ىذا لقضينا ٓتبلفو‪ ،2‬كال‬ ‫توريثو ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬امرأة أشيم ًٌ‬
‫‪":‬سنوا هبم سنٌة أىل‬ ‫حىت ‪ٝ‬تع من عبد الر‪ٛ‬تن بن عوؼ قولو ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬ي‬‫ٍم اجملوس ُب ا‪ٞ‬تزية ٌ‬ ‫يحك ى‬
‫‪3‬‬
‫الشاـ كىو مسافر إليها‪ ،‬كاستشار‬ ‫الكتاب" ‪ ،‬كما أخربه ‪١‬تا ٓب يعلم سنٌة الطاعوف إذ كقع ُب ٌ‬
‫األكلُت‪ٍ ،‬بٌ األبصار‪ٍ ،‬بٌ مسلمي الفتح‪ ،‬فما أخربه أح هد بسنٌة قولو ‪ -‬ملسو هيلع هللا ىلص‪":-‬إذا‬ ‫ا‪١‬تهاجرين ٌ‬

‫‪ -1‬أى ٍشيىم ال ًٌ‬


‫ضبىايب‪ :‬صحايب‪ ،‬قتل ُب حياة رسوؿ هللا ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ .-‬ينظر‪ :‬ينظر‪ :‬عز الدين ابن األثَت (ت‪630 :‬ىػ)‪ ،‬أسد‬
‫الغابة‪ ،‬ط‪1409( :‬ىػ‪1989/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار الفكر‪ ،‬بَتكت‪ ،‬ص‪ .119 :‬النوكم (ت‪676 :‬ق)‪ ،‬هتذَب األمساء‬
‫كاللغات‪( ،‬د ت ط)‪ ،‬مط‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بَتكت‪ ،‬لبناف‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪.123 :‬‬
‫‪ -2‬أخرجو أبو داكد‪ :‬كتاب‪ :‬الفرائض‪ ،‬ابب‪ُ :‬ب ا‪١‬ترأة ترث من دية زكجها‪ ،‬ص‪ .521 :‬رقم‪ .2927:‬الًتمذم‪:‬‬
‫كتاب‪ :‬الداايت عن رسوؿ هللا ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ ،-‬ابب‪ :‬ما جاء ُب ا‪١‬ترأة ىل ترث من دية زكجها؟‪ ،‬ص‪ .334 :‬رقم‪،1415 :‬‬
‫حسن صحي هح‪ ،‬كالعمل على ىذا عند أىل العلم"‪ .‬ابن ماجو‪ :‬كتاب‪ :‬الدايت‪ ،‬ابب‪:‬‬ ‫حديث ه‬ ‫ه‬ ‫‪ .2110‬كقاؿ‪":‬ىذا‬
‫ا‪١‬تَتاث من الدية‪ ،‬ص‪ ،450 :‬رقم‪ .2642 :‬النسائي ُب الكربل‪ :‬كتاب‪ :‬الفرائض‪ ،‬ابب‪ :‬توريث ا‪١‬ترأة من دية زكجها‪،‬‬
‫ج‪ ،6 :‬ص‪ .119 :‬رقم‪.6329 :‬‬
‫‪ -3‬أخرجو البخارم‪ :‬كتاب‪ :‬ا‪ٞ‬تزية كا‪١‬توادعة‪ ،‬ابب‪ :‬ا‪ٞ‬تزية كا‪١‬توادعة‪ ،‬مع أىل الذمة كا‪ٟ‬ترب‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪،406 :‬‬
‫عم األحنف‪ ،‬فأاتان كتاب عمر بن ا‪٠‬تطاب قبل‬ ‫رقم‪ .3156 :‬بلفظ من حديث ىّتىالة قاؿ‪ :‬كنت كاتبان ‪ٞ‬تىٍزء بن معاكية ٌ‬
‫كل ذم ‪٤‬ترـ من اجملوس‪ ،‬كٓب يكن عمر أخذ ا‪ٞ‬تزية من اجملوس حىت شهد عبد الر‪ٛ‬تن بن عوؼ أ ٌف‬ ‫موتو بسنة‪ :‬فرقوا بُت ٌ‬
‫رسوؿ هللا ‪ -‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬أخذىا من ‪٣‬توس ىجر‪ٌ .‬أما ما أكرده ابن السنوسي ‪-‬ر‪ٛ‬تو هللا‪ -‬فقد أخرجو اإلماـ مالك ُب ا‪١‬توطأ‪:‬‬
‫كتاب‪ :‬الزكاة‪ ،‬ابب‪ :‬جزية أىل الكتاب كاجملوس‪ ،‬ص‪ ،395 :‬رقم‪ .968 :‬من طريق جعفر بن ي‪٤‬تى َّمد بن علً وٌي‪ ،‬عن‬
‫الر ٍ‪ٛ‬ت ًن بن عو و‬ ‫ً‬ ‫َّ ً‬
‫ؼ‪ :‬أى ٍش ىه يد‬ ‫عبد َّ ى ي‬ ‫وس فقاؿ‪ :‬ىما أ ٍىد ًرم كيف ي‬
‫أصنع ُب أم ًرى ٍم؟ فقاؿ ي‬ ‫بن ا‪٠‬تطاب ذكر اجملي ى‬ ‫أبيو أ ٌف عمر ى‬
‫اَّللً ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪-‬يقوؿ‪ ":‬سنوا هبًًم سنَّةى أ ٍىى ًل الكًتى ً‬
‫اب "‪.‬‬ ‫ت ىر يسو ىؿ َّ‬ ‫ً‬
‫لى ىسم ٍع ي‬
‫ي ٍ ي‬
‫قاؿ ا‪ٟ‬تافظ ابن حجر‪ ":‬ىذا منقطع مع ثقة رجالو‪ ،‬كركاه بن ا‪١‬تنذر‪ ،‬كالدارقطٍت ُب الغرائب من طريق أيب‬
‫على ا‪ٟ‬تنفي عن مالك‪ ،‬فزاد فيو‪ :‬عن ج ٌده‪ ،‬كىو منقطع أيضان؛ أل ٌف ج ٌده علي بن ا‪ٟ‬تسُت ٓب يلحق عبد الر‪ٛ‬تن بن‬
‫‪٤‬تمد بن علي فيكوف متٌصبلن؛ أل ٌف ج ٌده ا‪ٟ‬تسُت بن علي‬ ‫عوؼ كال عمر‪ ،‬فإف كاف الضمَت ُب قولو عن ج ٌده يعود على ٌ‬
‫‪ٝ‬تع من عمر بن ا‪٠‬تطاب كمن عبد الر‪ٛ‬تن بن عوؼ؛ كلو شاىد من حديث مسلم بن العبلء بن ا‪ٟ‬تضرمي؛ أخرجو‬
‫الطربا٘ب ُب آخر حديث بلفظ‪ ":‬يسنوا ابجملوس سنٌة أىل الكتاب"‪ .‬ينظر‪ :‬ابن حجر‪ ،‬فتح البارم بشرح صحيح‬
‫البخارم‪ ،‬اعتٌت بو‪ :‬بظر دمحم الفاراييب‪ ،‬ط‪1426(1 :‬ىػ‪2005/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار طيبة‪ ،‬الرايض‪ ،‬ج‪ ،7 :‬ص‪.445 :‬‬

‫‪010‬‬
‫‪1‬‬
‫ك كيبٍت على ما استيقن‪١ ،‬تا تى ىذاكرا‬
‫الش ٌ‬
‫اؾ ُب صبلتو يطرح ٌ‬ ‫الش ٌ‬
‫كقع أبرض" ا‪ٟ‬تديث‪ .‬كأب ٌف ٌ‬
‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬
‫الريح‪ :-‬من ٭ت ٌدثنا‬‫السنٌة ‪ ،‬كقاؿ ُب سفر‪-‬كقد ىاجت ٌ‬ ‫ذلك ىو كابن عباس كٓب يعلما فيو ٌ‬
‫فحث راحلتو حىت أدركو‪ ،‬فح ٌدثو ٔتا أمر رسوؿ‬‫ايت النٌاس‪ٌ ،‬‬ ‫عن الريح‪ ،‬ككاف أبو ىريرة ُب أيخر ً‬
‫ٍ‬ ‫ٌ‬
‫ً‬ ‫‪4‬‬
‫الكل دكّنما علمان ٔتراحل‪ ،‬كمواضع أي ىخر ٓب تبلغو ٌ‬
‫السنٌة فيها‬ ‫هللا ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬أف يقاؿ عندىا ‪ ،‬ك ٌ‬
‫فقضى‪ 5‬كأفىت فيها بغَتىا؛ كما قضى ُب دية األصابع ابختبلفها ْتسب ا‪١‬تنافع‪ ،6‬ككاف عند‬

‫ب‪ ،‬ابب‪ :‬ما يذكر ُب الطاعوف‪ ،‬ج‪ ،4 :‬ص‪ ،41 :‬رقم‪ .5729 :‬مسلم‪ :‬كتاب‪:‬‬ ‫‪ -1‬أخرجو البخارم‪ :‬كتاب‪ :‬الطٌ ٌ‬
‫السبلـ‪ ،‬ابب‪ :‬ال عدكل كال طَتة‪ ،‬ص‪ ،912 :‬رقم‪ .2219 :‬من حديث ابن عباس ‪-‬رضي هللا عنهما‪ -‬كلفظو " إذا‬ ‫ٌ‬
‫‪ٝ‬تعتم بو أبرض فبل تقدموا عليو‪ ،‬كإذا كقع أبرض كأبتم هبا فبل ٗترجوا فراران منو"‪.‬‬
‫‪ -2‬أخرجو الًتمذم‪ :‬كتاب‪ :‬مواقيت الصبلة عن رسوؿ هللا ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ ،-‬ابب‪ :‬ما جاء ُب الرجل يصلي فيشك ُب الزايدة‬
‫كالنقصاف‪ ،‬ص‪ ،108 :‬رقم‪ .398 :‬قاؿ‪ " :‬ىذا حديث حسن غريب صحيح "‪ .‬ابن ماجو‪ :‬كتاب‪ :‬إقامة الصبلة‪،‬‬
‫ابب‪ :‬ما جاء فيمن شك ُب صبلتو فرجع إٔب اليقُت‪ ،‬ص‪ ،214 :‬رقم‪ .1209 :‬كقاؿ ا‪ٟ‬تافظ ابن حجر عنو‬
‫أبٌو‪":‬معلوؿ"‪ .‬ينظر‪ :‬ابن حجر‪ ،‬تلخيص البَت‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪.10 :‬‬
‫‪ُ -3‬ب ج‪ :‬من ٭ت ٌدث‪.‬‬
‫‪ -4‬أخرجو‪ :‬أبوداكد‪ :‬كتاب‪ :‬األدب‪ ،‬ابب‪ :‬ما يقوؿ إذا ىاجت الريح‪ ،‬ص‪ .222 :‬رقم‪ .5097 :‬ا‪ٟ‬تاكم‪ :‬كتاب‪:‬‬
‫صحيح اإلسناد على شرط الشيخُت كٓب ٮترجاه"‪.‬‬ ‫ي‬ ‫حديث‬
‫ه‬ ‫األدب‪ ،‬ج‪ ،4 :‬ص‪ .423 :‬رقم‪ .7850 :‬كقاؿ‪":‬ىذا‬
‫ابلر‪ٛ‬تة‬
‫الريح من ىرٍكح هللا تعأب‪ ،‬أتٌب ٌ‬ ‫كلفظ ا‪ٟ‬تديث عند أيب داكد‪ ،‬أ ٌف أاب ىريرة قاؿ‪ٝ :‬تعت رسوؿ هللا ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬يقوؿ‪ٌ ":‬‬
‫شرىا"‪.‬‬ ‫كأتٌب ابلعذاب‪ ،‬فإذا رأيتموىا فبل تسبٌوىا‪ ،‬كسلوا هللا خَتىا كاستعيذكا ابهلل من ً‬
‫ٌ‬
‫‪ُ -5‬ب س‪ :‬فقضى ابختبلفها‪.‬‬
‫‪ -6‬أخرجو البيهقي‪ :‬كتاب‪ :‬الدايت‪ ،‬ابب‪ :‬األصابع كلٌها سواء‪ ،‬ج‪ ،8 :‬ص‪ ،163 :‬رقم‪ .16286 :‬من طريق‬
‫ضى يع ىمير ‪-‬هنع هللا يضر‪ُ -‬ب األىصابع‪ُ :‬ب ا ًإلبٍػ ىه ًاـ بًثىبلىثىةى ىع ىشىر‪ ،‬ىكًُب الًَّىت تىلً ىيها ًابثٍػ ىٍت ىع ىشىر‪،‬‬
‫ب قاؿ‪ :‬قى ى‬
‫سعيد عن ً‬
‫سعيد ب ًن ا‪١‬تسيَّ ً‬
‫ى‬
‫و‬
‫عند ًآؿ ىع ٍم ًرك ب ًن ىح ٍزوـ‪ ،‬يى ٍذ يكيرك ىف أىبَّوي من‬‫اب ى‬ ‫ً ً‬
‫ت‪ ،‬ىح َّىت يكج ىد كتى ه‬
‫ً ً و‬ ‫ً ً‬
‫كُب الوسطى بً ىع ىشىرةو‪ ،‬كُب الًَّىت تىل ىيها بًت ٍس وع‪ ،‬كُب ا‪٠‬تنص ًر بًس ٌ‬
‫ىصابً يع إٔب ىع ٍش ور ىع ٍش ور‪.‬‬ ‫اَّللً ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ «:-‬كفًيما ىنىالًك ًمن األىصابً ًع ع ٍشر ع ٍشر »‪ .‬قاؿ سعي هد‪ :‬فى ً‬
‫ص ىارت األ ى‬ ‫ى‬ ‫ى ى ي ى ى ى ى ه ى ه‬ ‫رسوؿ َّ‬
‫حسن‪ .‬ينظر‪ :‬أبو الفضل أ‪ٛ‬تد بن علي بن دمحم بن أ‪ٛ‬تد بن حجر العسقبل٘ب ‪ ،‬موافقة اخلرب‬
‫حديث ه‬
‫ه‬ ‫ىذا‬
‫السامرائي‪ ،‬ط‪1414(2 :‬ىػ‪1993/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬مكتبة‬ ‫اخلرب يف زبرَج أحادَث املختصر‪ ،‬تح‪ :‬صبحي السيد جاسم ٌ‬
‫الرشد للنشر كالتوزيع‪ ،‬الرايض‪ ،‬ا‪١‬تملكة العربية السعودية‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪.451 :‬‬
‫قاؿ الشافعي‪١":‬تا كاف معركفان ‪-‬كهللا أعلم‪ -‬عند عمر أ ٌف النٌ ي قضى ُب اليد ٓتمسُت‪ ،‬ككابت اليد ‪ٜ‬تسة‬
‫الكف‪ ،‬فهذا قياس على‬ ‫احد من األطراؼ بقدره من دية‬ ‫أطراؼ ‪٥‬تتلفة ا‪ٞ‬تماؿ كا‪١‬تنافع‪ ،‬بز‪٢‬تا مناز‪٢‬تا‪ ،‬فحكم لكل ك و‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫عشر من اإلبل"‬
‫ه‬ ‫ىنالك‬ ‫‪٦‬تا‬ ‫إصبع‬ ‫كل‬
‫ٌ‬ ‫كُب‬‫"‬ ‫قاؿ‪:‬‬ ‫‪-‬‬ ‫ملسو هيلع هللا ىلص‬‫‪-‬‬ ‫هللا‬ ‫رسوؿ‬ ‫فلما كجدان كتاب آؿ ىع ٍمرك بن حزـ فيو‪ :‬أ ٌف‬
‫ا‪٠‬ترب"‪ٌ .‬‬

‫‪011‬‬
‫كى ًذهً ىس ىواءه"‪- ،‬يشَت‬ ‫ًً‬
‫علم بقولو ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ ":-‬ىىذه ى‬
‫أيب موسى كابن عباس ‪-‬ك‪٫‬تا دكبو ُب العلم‪ -‬ه‬
‫صر‪ ،-1‬فبلغت معاكية ‪-‬هنع هللا يضر‪ُ -‬ب خبلفتو فقضى بو‪ ،‬كٓب يكن ىذا ىعٍيبان فيو‬ ‫ً‬
‫إٔب اإلهباـ كا‪٠‬تٍن ى‬
‫‪-‬هنع هللا يضر‪ -‬حيث ٓب يبلغو ا‪ٟ‬تديث‪ ،‬ككاف ينهى ىو كابنو عبد هللا‪ 2‬كغَت‪٫‬تا من أىل العلم عن‬

‫الشافعي‪ ،‬الرسالة‪ ،‬تح‪ :‬أ‪ٛ‬تد دمحم شاكر‪( ،‬د ت ط)‪ ،‬مط‪ :‬دار الكتب العلمية‪،‬‬ ‫صاركا إليو‪ .‬ينظر‪ :‬دمحم بن إدري‬
‫بَتكت‪ ،‬لبناف‪ ،‬ص‪.422 :‬‬
‫كأخرج البيهقي‪ :‬كتاب‪ :‬الدايت‪ ،‬ابب‪ :‬األصابع كلٌها سواء‪ ،‬ج‪ ،8 :‬ص‪ ،163 :‬رقم‪ .16287 :‬عن أيب‬
‫ىصابً ًع ىع ٍشهر ىع ٍشهر‪ ،‬كقد‬
‫مركا يف إليو‪ ،‬فقاؿ‪ :‬أىتيػ ٍف ًيت ُب األ ى‬‫ىصاب ًع ىع ٍشهر ىع ٍشهر‪ .‬فأرسل ى‬
‫ىغطىىفا ىف أ ٌف ابن عباس كاف يقوؿ‪ُ :‬ب األ ً‬
‫ى‬ ‫ٌ‬
‫اَّلل ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬أحق أف يػيتػَّبى ىع من قوؿ‬
‫اَّللي يع ىمىر‪ ،‬قوؿ رسوؿ َّ‬ ‫ً‬
‫ابن عبٌاس‪ ":‬ىرح ىم َّ‬ ‫ك عن عمر ‪-‬هنع هللا يضر‪ُ -‬ب األ ً‬
‫ىصاب ًع‪ .‬فقاؿ ي‬
‫ى‬ ‫ى‬ ‫بػىلىغى ى‬
‫عمر ‪-‬هنع هللا يضر‪.-‬‬
‫‪ -1‬حديث ابن عبٌاس –هنع هللا يضر‪ -‬أخرجو البخارم‪ :‬كتاب‪ :‬الدايت‪ ،‬ابب‪ :‬دية األصابع‪ ،‬ج‪ ،4 :‬ص‪ ،282 :‬رقم‪:‬‬
‫‪ٌ .6895‬أما حديث أيب موسى األشعرم ‪-‬هنع هللا يضر‪ -‬فقد أخرجو‪ :‬أبو داكد‪ :‬كتاب‪ :‬الدايت‪ ،‬ابب‪ :‬دايت األعضاء‪ ،‬ص‪:‬‬
‫عشر؟ قاؿ‪":‬بعم"‪.‬‬ ‫عشر ه‬ ‫قلت‪ :‬ه‬ ‫"األصابع سواءه"‪ .‬ي‬
‫ي‬ ‫الن ي ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬قاؿ‪:‬‬
‫‪ ،823‬رقم‪ .4556 :‬بلفظ‪ :‬عن األشعرم‪ ،‬عن ٌ‬
‫‪ٌ -2‬أما ّني عمر ‪-‬هنع هللا يضر‪ -‬فقد أخرجو مالك ُب ا‪١‬توطأ‪ :‬كتاب‪ :‬ا‪ٟ‬تج‪ ،‬ابب‪ :‬ما جاء ُب الطٌيب ُب ا‪ٟ‬تج‪ ،‬ص‪.329 :‬‬
‫رقم‪ .922 :‬كىذا لفظو من طريق أسلم مؤب عمر بن ا‪٠‬تطاب‪ ،‬أ ٌف عمر بن ا‪٠‬تطٌاب كجد ريح طيب كىو ابلشجرة‪،‬‬
‫مٍت اي أمَت ا‪١‬تؤمنُت‪ ،‬قاؿ‪ :‬منك؟ لى ىعمر هللا‪ .‬فقاؿ معاكية‪ :‬إ ٌف‬ ‫فقاؿ‪٦ :‬تٌن ريح ىذا الطٌيب؟ فقاؿ معاكية بن أيب سفياف‪ٌ :‬‬
‫لًتجعن فلتغسلنَّو‪.‬‬
‫َّ‬ ‫ٌأـ حبيبةى طيٌبتٍت اي أمَت ا‪١‬تؤمنُت‪ .‬قاؿ عمر‪ :‬عزمت عليك‬
‫الركاية عن النٌ ي‪ ،‬فهي عن النٌ ي‬ ‫و‬
‫أم شيء ذىب من خالفنا ُب تطييب احملرـ‪ٌ ،‬اهتم ٌ‬ ‫قاؿ الشافعي‪":‬ما دريت إٔب ٌ‬
‫الركاية من حديث رجلُت عن ابن‬ ‫الركاية عن عمر‪ ،‬يركيها عطاء كعركة كالقاسم كغَتىم عن عائشة‪ ،‬كإ‪٪‬تا تلك ٌ‬ ‫أثبت من ٌ‬
‫الرجاؿ مع كثرهتم عن عائشة عن النٌ ي جاز ذلك ُب الركاية عن ابن‬ ‫عمر‪ ،‬عن عمر‪ ،‬كإف جاز أف تػيتَّهم ركاية ىؤالء ٌ‬
‫يشك عآبه ‪-‬إالٌ ‪٥‬تطىءه‪ -‬أ ٌف ما ركم عن النٌ ي أكٔب أف يؤخذ بو"‪ .‬ينظر‪ :‬دمحم بن إدري‬ ‫ٌ‬ ‫عمر عن عمر‪ ،‬كلي‬
‫مؤسسة الكتب الثقافية‪،‬‬ ‫الشافعي‪ ،‬اختالؼ الدَث‪ ،‬تح‪ :‬عامر أ‪ٛ‬تد حيدر‪ ،‬ط‪1405(1 :‬ىػ‪1985/‬ـ)‪ ،‬مط‪ٌ :‬‬
‫اَّلل عنها‪ ،-‬كلو بػىلىغىوي لرجع‬
‫ك٭تتى ىم يل أبَّوي ٓب يبلغو حديث عائشة ‪-‬رضى ٌ‬ ‫بَتكت‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪ .543 :‬كقاؿ البيهقي‪ ":‬يٍ‬
‫ب‬ ‫ً‬
‫وز للم ٍح ًرـ كما قاؿ لطلحةى ُب الثَّو ً‬ ‫ً‬ ‫فيتوَّى ىم َّ‬
‫أف ابتداءى الطٌيب ى‪٬‬تي ي ي‬ ‫اىل ى‬‫يكرهي ذلك كيبلى يػى ٍغتىػَّر بو ا‪ٞ‬ت ي‬
‫ك٭تتم يل أبٌو كاف ى‬
‫عنو‪ ،‬ى‬
‫اَّلل أعلم"‪ .‬ينظر‪ :‬أبو بكر أ‪ٛ‬تد بن ا‪ٟ‬تسُت بن علي البيهقي‪ ،‬السنن الُربل‪ ،‬تح‪ :‬عبلء الدين علي بن‬ ‫الٍممش ً‬
‫َّق‪ .‬ك ٌ‬ ‫يى‬
‫عثماف ا‪١‬تارديٍت‪ ،‬ط‪1344(1 :‬ىػ)‪ ،‬مط‪٣ :‬تل دائرة ا‪١‬تعارؼ النظامية‪ ،‬ا‪٢‬تند‪ ،‬ج‪ ،5 :‬ص‪.35:‬‬
‫ك ٌأما عن ابن عمر فأخرج البخارم‪ :‬كتاب‪ :‬الغسل‪ ،‬ابب‪ :‬من تطيٌب ٍبٌ اغتسل‪ ،‬كبقي أثر الطيب‪ ،‬ج‪،1 :‬‬
‫اىيم‬
‫ص‪ ،106 :‬رقم‪ .270 :‬كمسلم‪ :‬كتاب‪ :‬ا‪ٟ‬تج‪ ،‬ابب‪ٖ :‬تر‪ٙ‬ب الصيد للمحرـ‪ ،‬ص‪ ،466 :‬رقم‪ 1192 :‬عن إبر ى‬
‫ب يٍبٌ يصبح يٍ‪٤‬ت ًرمان؟‬‫الرجل يتطيٌ ي‬
‫اَّلل عنهما‪ -‬عن ٌ‬‫بن عمر ‪-‬رضي ٌ‬ ‫اَّلل ى‬
‫عبد ٌ‬
‫سألت ى‬‫ي‬ ‫ب ًن ي‪٤‬تى ٌم يد ب ًن الٍ يمٍنػتى ًش ًر‪ ،‬عن أبيو قاؿ‪:‬‬
‫ً ً ً و‬
‫ت عل َّي عائشة‬ ‫فدخ ٍل ي‬
‫إٕب من أف أىفٍػ ىع ىل ذلك‪ .‬ى‬
‫أحب ٌ‬ ‫أحب أف أصبً ىح يٍ‪٤‬ت ًرمان ي‬
‫أبضخ طيبان‪ ،‬ألىف أىطٌل ىي ب ىقطىراف ٌ‬ ‫فقاؿ‪ :‬ما ٌ‬

‫‪012‬‬
‫رسوؿ هللا‬
‫بت ى‬ ‫قوؿ عائشةى ‪-‬اهنع هللا يضر‪":-‬طيٌ ي‬
‫التٌطيٌب قبل اإلحراـ‪ ،‬كبُت ا‪ٞ‬تمرة كاإلفاضة‪ ،‬كٓب يبلغهم ي‬
‫ك‪ٟ‬تلًٌو قبل أف يطوؼ ابلبيت"‪ ،2‬ككاف ال يوقٌت مسح‬ ‫‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪-‬إلحرامو‪ 1‬قبل أف ي٭ترـ‪ً ،‬‬
‫ٍى‬
‫ا‪٠‬تفُت‪...........................................................................،3‬‬

‫ب إً ىَّ‬
‫ٕب من‬ ‫ً ً ً و‬ ‫ً‬
‫يصبً ىح يٍ‪٤‬ت ًرمان أىبٍ ى‬
‫ً‬
‫ض يخ طيبان‪ ،‬ألى ٍف أىطٌل ىي ب ىقطىراف أح ٌ‬ ‫ب أى ٍف أ ٍ‬
‫ىخبىػ ٍرتػي ىها أ ٌف ابن عمر قاؿ‪ :‬ىما أيح ٌ‬
‫اَّلل عنها‪ -‬فىأ ٍ‬
‫‪-‬رضي ٌ‬
‫ً ًً‬ ‫ًً‬ ‫وؿ ً‬
‫اَّلل ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬عند إً ٍحىرامو‪ .‬يٍبٌ طاؼ ُب ب ىسائو‪ .‬يٍبٌ أ ٍ‬
‫صبى ىح يٍ‪٤‬ت ًرمان‪.‬‬ ‫ت رس ى ٌ‬
‫أف أىفٍػ ىع ىل ذلك‪ .‬فقالت عائشةي‪ :‬أان طىيٌػٍب ي‬
‫‪ -1‬سقط من ج‪ :‬إلحرامو‪.‬‬
‫‪ -2‬أخرجو البخارم‪ :‬كتاب‪ :‬ا‪ٟ‬تج‪ ،‬ابب‪ :‬الطيب عند اإلحراـ‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪ ،475 :‬رقم‪ .1539 :‬كمسلم‪ :‬كتاب‪:‬‬
‫ا‪ٟ‬تج‪ ،‬ابب‪ :‬الطيب للمحرـ عند اإلحراـ‪ ،‬ص‪ ،465 :‬رقم‪.1189:‬‬
‫آاثر منها‪ :‬ما أخرجو ا‪ٟ‬تاكم‪ :‬ابب‪ :‬الطهارة‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪ ،289 :‬رقم‪.641 :‬‬ ‫‪ -3‬كقد كردت ُب ذلك عنو ‪-‬هنع هللا يضر‪ -‬ه‬
‫كالبيهقي ُب سننو الكربل‪ :‬كتاب‪ :‬الطهارة‪ ،‬ابب‪ :‬ما كرد ُب ترؾ التوقيت‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪ ،421 :‬رقم‪ .1332 :‬قاؿ‬
‫صحيح على شرط مسلم كٓب ٮترجاه"‪ .‬ينظر‪ :‬ا‪ٟ‬تاكم النيسابورم‪ ،‬املستدرؾ على‬
‫ه‬ ‫حديث‬
‫ه‬ ‫ا‪ٟ‬تاكم النيسابورم‪":‬ىذا‬
‫الصحيحُت‪ ،‬تح‪ :‬مصطفى عبد القادر عطا‪ ،‬ط‪1411(1 :‬ىػ‪1990/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بَتكت‪ ،‬ج‪،1 :‬‬
‫ص‪.276 :‬‬
‫كقوؿ قد‪ٙ‬به‬
‫قاؿ ابن كثَت‪":‬ىذا مذىب طائفة من العلماء‪ :‬عدـ توقيت ا‪١‬تسح‪ ،‬كىو ا‪١‬تشهور عن مالك‪ ،‬ه‬
‫ا‪ٞ‬تاد‪ ،‬كما فعل عقبة بن عامر‬
‫السَت ٌ‬‫بعضهم ُب عدـ التوقيت ُب ٌ‬‫كرخص ي‬ ‫كلكن ا‪ٞ‬تمهور على التوقيت‪ٌ ،‬‬ ‫للشافعي‪ٌ ،‬‬
‫صح قولو‪":‬أصبت السنٌة" كاف ُب حكم ا‪١‬ترفوع عند ‪ٚ‬تهور األصوليُت كغَتىم"‪.‬‬
‫كاستصوبو عمر‪-‬هنع هللا يضر‪ ،-‬كإف ٌ‬
‫ينظر‪ :‬أبو الفداء إ‪ٝ‬تاعيل بن عمر بن كثَت (ت‪774 :‬ىػ)‪ ،‬مسند الفاركؽ‪ ،‬تح‪ :‬إماـ بن علي بن إماـ‪ ،‬ط‪:‬‬
‫‪1430(1‬ىػ‪2009/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار الفبلح‪ ،‬الفيوـ‪ ،‬مصر‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪.128 :‬‬
‫فإما أف يكوف قد رجع إليو حُت جاءه‬ ‫كقاؿ البيهقي‪":‬كقد ركينا عن عمر بن ا‪٠‬تطاب‪-‬هنع هللا يضر‪ -‬التوقيت‪ٌ ،‬‬
‫السنٌة ا‪١‬تشهورة أكٔب"‪ .‬ينظر‪ :‬البيهقي‬
‫كإما أف يكوف قولو الذم يوافق ٌ‬ ‫التثبت عن النٌ ي ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ُ -‬ب التوقيت‪ٌ ،‬‬
‫(ت‪458‬ىػ)‪ ،‬السنن الُربل‪ ،‬تح‪ :‬دمحم عبد القادر عطا‪ ،‬ط‪2003(3 :‬ـ‪1424/‬ىػ) ‪ ،‬مط‪ :‬دار الكتب العلمية‪،‬‬
‫بَتكت‪ ،‬لبناف‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪.421 :‬‬

‫‪013‬‬
‫أحاديث التوقيت عديدةه صحيحةه‪ ،2‬ككذلك عثماف‬ ‫ي‬ ‫السلف‪ ،1‬ك‬
‫ككافقو ‪ٚ‬تاعةه من ٌ‬
‫ا‪١‬تتوَب عنها ُب منزؿ ا‪١‬تيٌت حىت ح ٌدثتو ال يفىريٍػ ىعةي بنت مالك‪ 3‬بقولو‬ ‫‪-‬هنع هللا يضر‪ٓ -‬ب يعلم ع ٌدة َّ‬
‫‪4‬‬
‫الكتاب أى ىجلىوي" فأخذ بو ٍ ى‬
‫دم إليو مرنة صي هد كاف قد‬ ‫يى‬ ‫أ‬‫ك‬ ‫‪،‬‬ ‫ي‬ ‫‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪":-‬امكثي ُب بيتك حىت يبلغ‬
‫ً‬
‫م لو‪،5‬‬‫رد ‪ٟ‬تمان أي ٍىد ى‬
‫ ي ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ٌ -‬‬
‫علي أب ٌف النٌ ى‬
‫أخربه ٌّ‬
‫فهم أبكلو‪ ،‬حىت ى‬ ‫ًص ى‬
‫يد ألجلو كىو يٍ‪٤‬ت ًرهـ‪َّ ،‬‬

‫‪ -1‬منهم عبد بن عمر ‪-‬رضي هللا عنهما‪ .-‬فقد أخرج البيهقي ُب الكربل‪ :‬كتاب‪ :‬الطهارة‪ ،‬ابب‪ :‬ماكرد ُب ترؾ‬
‫التوقيت‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪ ،421 :‬رقم‪ .1335 :‬عن انفع عن ابن عمر أبٌو كاف ال يوقٌت ُب ا‪١‬تسح على ا‪٠‬تفُت كقتان‪.‬‬
‫‪ -2‬من ىذه األحاديث ما ركاه مسلم ُب‪ :‬كتاب‪ :‬الطهارة‪ ،‬ابب‪ :‬التوقيت ُب ا‪١‬تسح على ا‪٠‬تفُت‪ ،‬ص‪ ،134 :‬رقم‪:‬‬
‫عليك اببن أيب طالب فى ىسلٍوي‪،‬‬
‫‪ .276‬عن شريح بن ىابئ قاؿ‪ :‬أتيت عائشة أسأ‪٢‬تا عن ا‪١‬تسح على ا‪٠‬تفُت؟ فقالت‪ :‬ى‬
‫كلياليهن للمسافر‪ ،‬كيومان كليلةن‬
‫ٌ‬ ‫فإبٌو كاف يسافر مع رسوؿ هللا ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ ،-‬فسألناه فقاؿ‪ :‬جعل رسوؿ هللا ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬ثبلثةى ٌأايوـ‬
‫للمقيم‪.‬‬
‫‪ -3‬فيػ ىرٍَػ ىعة بنت مالك‪ :‬ابن سناف بن عبيد بن ثعلبة بن األّتر‪ ،‬كىو خدرة بن عوؼ بن ا‪ٟ‬تارث بن ا‪٠‬تزرج أخت أيب‬
‫سعيد ا‪٠‬تدرم‪٢ ،‬تا صحبة‪ ،‬ىرىكل عنها سعد بن إسحاؽ بن كعب بن عي ٍجىرة‪ .‬ينظر‪ :‬دمحم بن حباف البيسيت (ت‪354:‬ىػ)‪،‬‬
‫الثقات‪ٖ ،‬تت مراقبة‪ :‬دمحم عبد ا‪١‬تعيد خاف‪ ،‬ط‪1393(1 :‬ى‪1973/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دائرة ا‪١‬تعارؼ العثمابية ْتيدر آابد‬
‫الدكن ا‪٢‬تند‪ ،‬ج‪ ،3 :‬ص‪.337 :‬‬
‫ا‪١‬تتوَب عنها تنتقل‪ ،‬ص‪ ، 402 :‬رقم‪ .2300 :‬الًتمذم‪ :‬كتاب‪ :‬الطٌبلؽ‬ ‫‪ -4‬ركاه أبوداكد‪ :‬كتاب‪ :‬الطبلؽ‪ ،‬ابب‪ُ :‬ب َّ‬
‫ا‪١‬تتوَب عنها زكجها‪ ،‬ص‪ ، 287 :‬رقم‪ .1204 :‬كقاؿ‬ ‫كاللٌعاف عن رسوؿ هللا ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ ،-‬ابب‪ :‬ما جاء أين تعت ٌد ٌ‬
‫ٖتل‪،‬‬
‫ا‪١‬تتوَب عنها زكجها ُب بيتها حىت ٌ‬ ‫قاـ َّ‬‫صحيح"‪ .‬النسائي‪ :‬كتاب‪ :‬الطبلؽ‪ ،‬ابب‪ :‬يم ي‬ ‫ه‬ ‫حسن‬
‫حديث ه‬ ‫ه‬ ‫الًتمذم‪":‬ىذا‬
‫ص‪ ، 548 :‬رقم‪.3528 :‬‬
‫‪ -5‬أخرجو اإلماـ أ‪ٛ‬تد‪ :‬ابب‪ :‬مسند علي بن أيب طالب‪ ،‬ج‪ ، 2 :‬ص‪ ،171 :‬رقم‪ .783 :‬مسند أيب يعلى‬
‫ا‪١‬توصلي‪ :‬مسند علي بن أيب طالب‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪ ، 294 :‬رقم‪ .356 :‬كلفظو عند اإلماـ أ‪ٛ‬تد عن عبد هللا بن‬
‫ا‪ٟ‬تارث بن بوفل ا‪٢‬تامشي قاؿ‪ :‬كاف أيب ا‪ٟ‬ترث على أمر من أمر م ٌكة ُب زمن عثماف‪ ،‬فأقبل عثماف ‪-‬هنع هللا يضر‪ -‬إٔب م ٌكة‪،‬‬
‫فقاؿ عبد هللا بن ا‪ٟ‬تارث‪ :‬فاستقبلت عثماف ابلنزؿ ب يق ىديد‪ ،‬فاصطاد أىل ا‪١‬تاء حجبلن‪ ،‬فطبخناه ٔتاء كملح‪ ،‬فجعلناه‬
‫حل‬
‫يعىراقان للثٌريد فق ٌدمناه إٔب عثماف كأصحابو‪ ،‬فأمسكوا‪ .‬فقاؿ عثماف‪ :‬صيد ٓب أصطده‪ ،‬كٓب أنمر بصيده‪ ،‬اصطاده قوـ ٌ‬
‫فأطعموانه فما أبس؟‪ .‬فقاؿ عثماف‪ :‬من يقوؿ ُب ىذا؟ فقالوا‪ :‬علي‪ ،‬فبعث إٔب علي‪-‬هنع هللا يضر‪ .-‬فجاء‪ .‬قاؿ عبد هللا بن‬
‫ط عن كفيو‪ ،‬فقاؿ لو عثماف‪ :‬صيد ٓب بصطده‪ ،‬كٓب أنمر بصيده‪،‬‬ ‫علي حُت جاء كىو ى٭تيت ا‪٠‬تىبى ى‬ ‫فكأ٘ب أبظر إٔب وٌ‬ ‫ا‪ٟ‬ترث‪ٌ :‬‬
‫أبش يد هللاى رجبلن شهد رسوؿ هللا ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬حُت أيٌب‬
‫حل فأطعموانه فما أبس؟‪ .‬قاؿ‪ :‬فغضب عل ٌّي‪ .‬كقاؿ‪ :‬ي‬ ‫اصطاده قوـ ٌ‬
‫ا‪ٟ‬تل‪ ،‬قاؿ‪ :‬فشهد اثنا عشر رجبلن من‬ ‫ًً‬
‫حرـ‪ ،‬فأطعموه أىل ٌ‬ ‫قوـ ه‬ ‫بقائمة ‪ٛ‬تار كحش‪ ،‬فقاؿ رسوؿ هللا ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬إ ٌان ه‬
‫أصحاب رسوؿ هللا‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ٍ.-‬بٌ قاؿ عل ٌّي‪ :‬أب يش يد هللاى رجبلن شهد رسوؿ هللا ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬حُت أيٌب ببيض النعاـ‪ ،‬فقاؿ رسوؿ هللا‬

‫‪014‬‬
‫كنت إذا ‪ٝ‬تعت من رسوؿ هللا ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬حديثان بفعٍت هللا ٔتا شاء‬ ‫علي ‪-‬هنع هللا يضر‪ -‬قاؿ‪ ":‬ي‬
‫ككذلك ٌّ‬
‫أف ينفعٍت منو‪ ،‬كإذا ح ٌدثٍت غَتيه استحلفتو‪ ،‬فإذا حلف ٕب ص ٌدقتو‪ ،‬كح ٌدثٍت أبو بكر‪،‬‬
‫كصدقٍت أبو بكر‪ .‬كذكر حديث صبلة التوبة ا‪١‬تشهور‪.1‬‬

‫ا‪ٟ‬تل‪ ،‬قاؿ‪ :‬فشهد دكّنم من الع ٌدةً من االثٍت عشر‪ .‬قاؿ‪ :‬فثٌت عثما يف ىكًرىكو عن‬
‫حرـ‪ ،‬أطعموه أىل ٌ‬
‫قوـ ه‬‫‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ :-‬إ ٌان ه‬
‫أىل ا‪١‬تاء‪.‬‬
‫الطعاـ فدخل ىرحلو‪ ،‬كأكل ذلك الطعاـ ي‬
‫بقل السيوطي عن الطحاكم تصحيحو‪ .‬ينظر‪ :‬السيوطي‪ ،‬جامع األحادَث‪ٚ ،‬تع كترتيب‪ :‬عباس أ‪ٛ‬تدج‬
‫صقر‪ ،‬ط‪1994( :‬ـ‪1414/‬ىػ)‪ ،‬مط‪ :‬دار الفكر‪ ،‬لبناف‪ ،‬بَتكت‪ ،‬ج‪ ،15:‬ص‪.226 :‬‬
‫الصبلة عن رسوؿ هللا ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ ،-‬ابب‪ :‬ما جاء ُب الصبلة عند التوبة‪،‬‬
‫‪ -1‬أخرجو الًتمذم‪ :‬كتاب‪ :‬مواقيت ٌ‬
‫حسن"‪ .‬أخرجو أبوداكد‪ :‬كتاب‪ :‬كتاب الصبلة‪ ،‬ابب‪ :‬ابب االستغفار‪ ،‬ص‪:‬‬ ‫"حديث ه‬ ‫ه‬ ‫ص‪ ،110 :‬رقم‪ .406 :‬كقاؿ‪:‬‬
‫‪ ،260‬رقم‪ .1521 :‬ابن ماجو‪ :‬كتاب‪ :‬إقامة الصلوات كالسنة فيها‪ ،‬ابب‪ :‬ما جاء ُب أ ٌف الصبلة كفارة‪ ،‬ص‪،248 :‬‬
‫رقم‪ .1395 :‬كغَتىم من طريق عن أ‪ٝ‬تاء بن ا‪ٟ‬تكم الفزارم قاؿ‪ٝ :‬تعت عليًّا يقوؿ إ٘ب كنت رجبلن إذا ‪ٝ‬تعت من‬
‫رجل من أصحابو استحلفتو‪ ،‬فإذا خلف ٕب‬‫رسوؿ هللا ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬حديثان بفعٍت هللا منو ٔتا شاء أف ينفعٍت بو‪ ،‬كإذاح ٌدثٍت ه‬
‫ص ٌدقتو‪ ،‬كإبٌو ح ٌدثٍت أبو بكر‪ ،‬كصدؽ أبو بكر‪ ،‬قاؿ ‪ٝ‬تعت رسوؿ هللا ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬يقوؿ‪":‬ما ًمن و‬
‫رجل يذبب ذببان‪ٍ ،‬ب يقوـ‬
‫فيتطهر‪ٍ ،‬ب يصلٌي‪ٍ ،‬ب يستغفر هللا‪ ،‬إالٌ غفر هللا لو‪ٍ .‬ب قرأ ىذه اآلية‪":‬كالذين إذا فعلوا فاحشة أك ظلموا أبفسهم ذكركا‬ ‫ٌ‬
‫يصركا على ما فعلوا كىم يعلموف"‪ [.‬آؿ عمراف‪.]135 :‬‬ ‫هللا فاستغفركا لذبوهبم كمن يغفر ال ٌذبوب إالٌ هللا كٓب ٌ‬
‫حسنو الذى ي‪ .‬ينظر‪ :‬الذى ي‪ ،‬تذكرة الفاظ‪ ،‬ط‪1419(1:‬ىػػ‪1998/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار الكتب‬ ‫كا‪ٟ‬تديث ٌ‬
‫العلمية‪ ،‬بَتكت‪ ،‬لبناف‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪ .11 -10 :‬كقاؿ ابن حجر‪":‬ك ٌأما صنيع علي ‪-‬هنع هللا يضر‪ُ -‬ب االستحبلؼ فقد أبكر‬
‫تفرد بو‪ ،‬كا‪ٟ‬تامل لو على ذلك ىو ا‪١‬تبالغة ُب االحتياط‪ ،‬كهللا أعلم"‪.‬‬‫صحتو كعلى تقدير ثبوتو‪ ،‬فهو مذىب ٌ‬
‫البخارم ٌ‬
‫ينظر‪ :‬ابن حجر العسقبل٘ب (ت‪852 :‬ىػ)‪ ،‬النُت على كتاب ابن الصالح‪ ،‬تح‪ :‬ربيع بن ىادم عمَت‪ ،‬ط‪:‬‬
‫‪1994(3‬ـ‪1415/‬ىػ)‪ ،‬مط‪ :‬دار الراية‪ ،‬الرايض‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪.246 :‬‬

‫‪015‬‬
‫ا‪ٟ‬تامل تعت ٌد أبقصى األجلُت‪ ،‬حىت بلغهم‬
‫ي‬ ‫كأفىت ىو كابن عباس كغَت‪٫‬تا أب ٌف َّ‬
‫ا‪١‬تتوَب عنها‬
‫كضع ‪ٛ‬تلها‪.2‬‬ ‫‪1‬‬
‫إفتاؤه ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬يسبىػٍيعة األسلمية ‪ ،‬أب ٌف ع ٌدهتا ي‬

‫‪ -1‬يسبىػ ٍيعة األسلمية‪ :‬سبيعة بنت ا‪ٟ‬تارث األسلمية‪ ،‬كابت امرأة سعد بن خولة‪- ،‬هنع هللا يضر‪ ،-‬فتوُب عنها ٔت ٌكة َب ٌ‬
‫حجة‬
‫الوداع كىى حامل‪ ،‬يركل ‪٢‬تا عن رسوؿ هللا ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬اثنا عشر حديثنا‪ .‬ينظر‪ :‬أبو زكراي ‪٤‬تيي الدين ٭تِت بن شرؼ النوكم‬
‫(ت‪676 :‬ىػ)‪ ،‬هتذَب األمساء كاللغات‪( ،‬د ت ط)‪ ،‬مط‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بَتكت‪ ،‬لبناف‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪.347 :‬‬
‫‪ٌ -2‬أما حديث علي ‪-‬هنع هللا يضر‪ -‬فقد أخرجو البيهقي ُب سننو‪ :‬كتاب‪ :‬العدد‪ ،‬ابب‪ :‬عدة ا‪ٟ‬تامل من الوفاة‪ ،‬ص‪،706 :‬‬
‫ج‪ ،7 :‬رقم‪ .15474 :‬من طريق‪ :‬عن أيب معاكية‪ ،‬عن األعمش‪ ،‬عن مسلم‪ ،‬عن أيب الضحى‪ ،‬قاؿ‪ :‬كاف علي‬
‫‪-‬هنع هللا يضر‪ -‬يقوؿ آخر األجلُت‪.‬‬
‫أجلهن‬
‫ٌ‬ ‫ك ٌأما أثر ابن عباس ‪-‬رضي هللا عنهما‪ -‬فقد أخرجو البخارم‪ :‬كتاب‪ :‬التفسَت‪ ،‬ابب‪ :‬كأكالت األ‪ٛ‬تاؿ‬
‫أف يضعن ‪ٛ‬تلهن‪ ،‬ج‪ ،3 :‬ص‪ ،312 :‬رقم‪ .4909 :‬كمسلم‪ :‬كتاب‪ :‬الطبلؽ‪ ،‬ابب‪ :‬كجوب اإلحداد ُب العدة‪ ،‬ص‪:‬‬
‫‪ ،601‬رقم‪ .1485 :‬كلفظ مسلم‪ :‬سليماف بن يسار أ ٌف أاب سلمة بن عبد الر‪ٛ‬تن كابن عباس اجتمعا عند أيب ىريرة‬
‫آخر األجلُت‪ .‬كقاؿ أبو سلمة‪ :‬قد حلٌت‪،‬‬ ‫و‬
‫ك‪٫‬تا يىذ يكراف ا‪١‬ترأة تنف بعد كفاة زكجها بلياؿ‪ ،‬فقاؿ ابن عباس‪ :‬ع ٌدهتا ي‬
‫فجعبل يتنازعاف ذلك‪ ،‬قاؿ‪ :‬فقاؿ أبو ىريرة‪ :‬أان مع ابن أخي ‪-‬يعٌت أاب سلمة‪ -‬فبعثوا يكىريبا مؤب ابن عباس إٔب أـٌ‬
‫سلمة يسأ‪٢‬تا عن ذلك‪ ،‬فجاءىم فأخربىم أ ٌف أـ سلمة قالت‪ :‬إ ٌف سبيعة األسلمية بيفست بعد كفاة زكجها و‬
‫بلياؿ‪ ،‬كأ ٌّنا‬ ‫ٌ‬
‫تتزكج‪.‬‬
‫ذكرت ذلك لرسوؿ هللا ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬فأمرىا أف ٌ‬

‫‪016‬‬
‫زكجها ال مهر ‪٢‬تا‪ 3‬حىت‬
‫ي‬ ‫عنها‬ ‫مات‬ ‫إذا‬ ‫‪2‬‬
‫ضة‬ ‫ا‪١‬تفو‬
‫َّ‬ ‫ف‬
‫ٌ‬ ‫أب‬ ‫عمر‬ ‫ابن‬
‫ك‬ ‫يد‬
‫ز‬ ‫ك‬ ‫‪1‬‬
‫كأفىت أيضان ىو‬
‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬
‫اسع يبلغ ا‪١‬تنقوؿ فيو عن الصحابة عددان‬
‫ابب ك ه‬‫السنٌة ُب بىػ ٍرىكع بنت ىكا ٍشق ‪ ،‬كىذا ه‬
‫بلغتهم ٌ‬

‫‪ٚ‬تع آخر من الصحابة؛ كابن عبٌاس كابن مسعود –مهنع هللا يضر‪ .-‬ينظر‪ :‬دمحم بن عيسى‬
‫‪ -1‬أم علي بن أيب طالب‪ ،‬كمعهم ه‬
‫بن ىس ٍورة بن موسى بن الضحاؾ‪ ،‬الًتمذم‪ ،‬أبو عيسى (ت‪279 :‬ىػ)‪ ،‬سنن الًتمذم‪ ،‬تح‪ :‬دمحم فؤاد عبد الباقي‪ ،‬ط‪:‬‬
‫‪1395(2‬ىػ‪1975/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬مطبعة مصطفى البايب ا‪ٟ‬تل ي‪ ،‬مصر‪ ،‬ج‪ ،3 :‬ص‪.442 :‬‬
‫َّم ًَتم ال ًٌدمي ً‬
‫ً‬
‫اط ٌي ا‪١‬تالكي (ت‪805 :‬ىػ)‪،‬‬‫‪ -2‬نُاح التفوَض‪ :‬ىو عقد دكف تسمية مهر‪ .‬ينظر‪ :‬هبراـ أبو البقاء‪ ،‬الد ٌ ٍ ى‬
‫الشامل يف فقو اإلماـ مالك‪ ،‬ضبطو‪ :‬أ‪ٛ‬تد بن عبد الكر‪ٙ‬ب ‪٧‬تيب‪ ،‬ط‪1429(1 :‬ىػ‪2008/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬مركز ‪٧‬تيبويو‬
‫للمخطوطات كخدمة الًتاث‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪.374 :‬‬
‫يتزكج ا‪١‬ترأة فيموت ٓب يفرض ‪٢‬تا صداقان‪ ،‬ج‪،1 :‬‬
‫‪ٌ -3‬أما أثر علي ‪-‬هنع هللا يضر‪ -‬فقد أخرجو سعيد بن منصور‪ :‬ابب‪ :‬الرجل ٌ‬
‫ص‪ ،230 :‬رقم‪ .923 ،922 :‬كعبد الرزاؽ‪ :‬كتاب‪ :‬النكاح‪ ،‬ابب‪ :‬الذم يتزكج فبل يدخل كال يفرض حىت ٯتوت‪،‬‬
‫ج‪ ،6 :‬ص‪ ،293 :‬رقم‪ .10893 :‬كالبيهقي‪ :‬كتاب‪ :‬الصداؽ‪ ،‬ابب‪ :‬أحد الزكجُت ٯتوت كقد فرض ‪٢‬تا صداقان‪،‬‬
‫ج‪ ،7:‬ص‪ ،403 :‬رقم‪.14422:‬‬
‫ك ٌأما أثر ابن عمر كزيد بن اثبت فقد أخرجو سعيد بن منصور‪ :‬ابب‪ :‬الرجل يتزكج ا‪١‬ترأة فيموت كٓب يفرض ‪٢‬تا‬
‫صداقا‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪ ،231 :‬رقم‪ .926 ،925 :‬عبد الرزاؽ‪ :‬كتاب‪ :‬النكاح‪ ،‬ابب‪ :‬الذم يتزكج فبل يدخل كال‬
‫يفرض حىت ٯتوت‪ ،‬ج‪ ،6 :‬ص‪ ،292 :‬رقم‪ .10889 :‬كالبيهقي‪ :‬كتاب‪ :‬الصداؽ‪ ،‬ابب‪ :‬من قاؿ ال صداؽ ‪٢‬تا‪ ،‬ج‪:‬‬
‫‪ ،7‬ص‪ ،402 :‬رقم‪.14418 :‬‬
‫ً‬
‫‪ٍ -4‬برىكع بنت ىكاشق‪ :‬قاؿ ا‪ٞ‬توىرل‪":‬أصحاب ا‪ٟ‬تديث يقولوبو بكسر الباء‪ ،‬ك ٌ‬
‫الصواب الفتح"‪ ،‬كىى كبلبية ركاسية‪،‬‬
‫مرة‪ .‬ينظر‪ :‬النوكم‪ ،‬هتذَب األمساء كاللغات‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪ .332 :‬ا‪ٞ‬توىرم‪،‬‬‫كقيل‪ :‬أشجعية‪ ،‬ككابت امرأة ىبلؿ بن ٌ‬
‫الصحاح اتج اللغة كصحاح العربية‪ ،‬تح‪ :‬أ‪ٛ‬تد عبد الغفور عطار‪ ،‬ط‪1399(2 :‬ىػ‪1979/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار ا‪١‬تبليُت‪،‬‬
‫بَتكت‪ ،‬لبناف‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪ ،527:‬ابب العُت‪ ،‬فصل الباء‪( ،‬بركع)‪.‬‬
‫يسم ‪٢‬تا صداقان حىت مات‪ ،‬ص‪ ،367 :‬رقم‪،2114 :‬‬ ‫‪ -5‬أخرجو أبوداكد‪ :‬كتاب‪ :‬النكاح‪ ،‬ابب‪ :‬فيمن تزكج كٓب ٌ‬
‫‪ . 2116‬الًتمذم‪ :‬كتاب‪ :‬النكاح‪ ،‬ابب‪ :‬ما جاء ُب الرجل يتزكج ا‪١‬ترأة فيموت عنها قبل أف يفرض ‪٢‬تا‪ ،‬ص‪،271 :‬‬
‫صحيح‪ ،‬كقد ركل عنو من غَت كجو‪ .‬كالعمل على ىذا عند‬
‫ه‬ ‫حسن‬
‫حديث ه‬ ‫ه‬ ‫يث ابن مسعود‬
‫رقم‪ .1145 :‬كقاؿ‪":‬حد ي‬
‫بعض أىل العلم من أصحاب الن ي ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬كغَتىم‪ .‬كبو يقوؿ الثورم كأ‪ٛ‬تد إسحاؽ‪ .‬كقاؿ بعض أىل العلم من‬
‫جل امرأةن كٓب يفرض ‪٢‬تا‬
‫الر ي‬
‫تزكج ٌ‬
‫أصحاب الن ي ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪- ،-‬منهم على بن أىب طالب كزيد بن اثبت كابن عمر‪ :-‬إذا ٌ‬
‫صداقان حىت مات‪ ،‬قالوا‪٢ :‬تا ا‪١‬تَتاث كال صداؽ ‪٢‬تا كعليها الع ٌدة‪ ،‬كىو قوؿ الشافعي‪ .‬كقاؿ‪ :‬كلو ثبت حديث ٍبركع بنت‬
‫ا‪ٟ‬تجة فيما ركل عن الن ي ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ .-‬كركم عن الشافعي أبٌو رجع ٔتصر عن ىذا القوؿ‪ ،‬كقاؿ ْتديث بركع‬
‫كاشق لكابت ٌ‬
‫بنت كاشق"‪.‬‬

‫‪017‬‬
‫األمة كأتقاىا كأف ىقهها‬
‫أعلم ٌ‬‫كثَتان‪ٌ ،‬أما ا‪١‬تنقوؿ عن غَتىم فبل ي٭تاط بو كثرة‪ ،‬كىؤالء كابوا ى‬
‫السنٌة عليو أكٔب‪ 1‬فبل ٭تتاج إٔب بياف‪.‬‬
‫عدىم أبقص منهم فىخفاءي ٌ‬
‫كأفضلىها‪ ،‬فى ىمن بى ى‬
‫األئمة أك إمامان يمعيٌنان فقد‬ ‫صحيح قد بلغ َّ و‬ ‫و‬
‫كل كاحد من ٌ‬ ‫و‬ ‫حديث‬ ‫كل‬
‫فمن اعتقد أ ٌف ٌ‬
‫أخطأ خطأن فاحشان بيٌنان‪.‬‬
‫تنبيهاف‪:‬‬
‫كد ٌكبت فخفاؤىا كا‪ٟ‬تالةي ىذه بعي هد؛‬
‫السنٌة قد ي‪ٚ‬تعت ي‬ ‫و‬
‫لقائل أف يقوؿ‪ :‬إ ٌف ٌ‬ ‫األكؿ‪ :‬لي‬
‫ٌ‬
‫األئمة ا‪١‬تتبوعُت‪ ،‬على أبٌو ال ‪٬‬توز‬
‫السنن إٌ‪٪‬تا ي‪ٚ‬تعت بعد ابقراض ٌ‬ ‫أل ٌف ال ٌدكاكين ا‪١‬تشهورة ُب ٌ‬
‫ا‪٨‬تصار حديث رسوؿ هللا ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ُ -‬ب دكاكين معيٌنة‪.‬‬
‫كلو فرض فلي كل ما ُب الكتب يعلمو العآب‪ ،‬كال يكاد ذلك ٭تصل و‬
‫ألحد‪ ،‬بل قد‬ ‫ٌ‬
‫اكين الكثَتةي كىو ال ٭تيط علمان ٔتا فيها‪ ،‬بل الذين كابوا قبل ‪ٚ‬تع ىذه‬ ‫الرجل ال ٌدك ي‬
‫يكوف عند ٌ‬
‫ابلسنٌة بكث وَت؛ أل ٌف كثَتان ‪٦‬تٌا بلغهم ٌ‬
‫كصح عندىم ٓب يبلغنا إالٌ‬ ‫ال ٌدكاكين كابوا أعلم من ا‪١‬تتأخرين ٌ‬
‫عن ‪٣‬تهوؿ‪ ،‬أك إبسناد منقطع‪ ،‬أك ال يبلغنا أصبلن‪ ،‬فكابت دكاكينهم صدكرىم اليت ٖتوم‬
‫‪2‬‬
‫يشك فيو من علم القضية‪.‬‬ ‫أضعاؼ ما ُب ال ٌدكاكين ‪ ،‬كىذا أمر ال ٌ‬

‫التزكج بغَت صداؽ‪ ،‬ص‪ ،519 :‬رقم‪ .3345 :‬ابن ماجو‪ :‬كتاب‪:‬‬ ‫النسائي‪ :‬كتاب‪ :‬النكاح‪ ،‬ابب‪ :‬إابحة ٌ‬
‫يتزكج كال يفرض ‪٢‬تا فيموت على ذلك‪ ،‬ص‪ ،329 :‬رقم‪ .1891 :‬ا‪ٟ‬تاكم‪ :‬كتاب‪ :‬النكاح‪ ،‬ج‪:‬‬ ‫الرجل ٌ‬
‫النكاح‪ ،‬ابب‪ٌ :‬‬
‫صحيح على شرط مسلم كٓب ٮترجاه"‪.‬‬ ‫ه‬ ‫حديث‬
‫ه‬ ‫‪ ،2‬ص‪ ،214 :‬رقم‪ ،2796 :‬كقاؿ‪" :‬ىذا‬
‫أحد إالٌ كتذىب عنو سنة لرسوؿ هللا ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬كتعزب عنو‪ ،‬فمهما قلت من قوؿ أك‬ ‫‪ -1‬قاؿ اإلماـ الشافعي‪":‬ما من و‬
‫قلت‪ ،‬فالقوؿ ما قاؿ رسوؿ هللا ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬كىو قوٕب‪ ،‬قاؿ‪ :‬كجعل‬
‫أصلت من أصل فيو عن رسوؿ هللا‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬خبلؼ ما ي‬
‫ٌ‬
‫يردد ىذا الكبلـ"‪ .‬ينظر‪ :‬ابن عساكر‪ ،‬اترَخ مدَنة دمشق‪ ،‬تح‪ :‬عمر بن غرامة العمركم‪ ،‬ط‪:‬‬ ‫ٌ‬
‫‪1418(1‬ىػ‪1997/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار الفكر‪ ،‬ج‪ ،51 :‬ص‪.389 :‬‬
‫‪ -2‬من ذلك قوؿ الشع ي‪":‬ما كتبت سوداء ُب بيضاء‪ ،‬كال استعدت حديثان من إبساف"‪ .‬ينظر‪ :‬أبو دمحم عبد هللا بن‬
‫الر‪ٛ‬تن بن الفضل بن هبراـ الدارمي (ت‪255 :‬ق)‪ ،‬سنن الدارمي‪ ،‬تح‪ :‬فواز أ‪ٛ‬تد زمرٕب‪ ،‬ط‪1407(1 :‬ىػ)‪ ،‬مط‪ :‬دار‬
‫الكتاب العريب‪ ،‬بَتكت‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪.135 :‬‬

‫‪018‬‬
‫األحاديث كلَّها ٓب يكن ‪٣‬تتهدان؛ ألبٌو إف يً‬
‫اشًتط ُب‬ ‫ى‬ ‫الثاين‪ :‬ال يقاؿ‪ :‬إ ٌف من ٓب يعرؼ‬
‫األمة ‪٣‬تته هد‪،‬‬
‫اجملتهد العلم ّتميع ما قاؿ النٌ ي ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬كفعل ‪٦‬تٌا يتعلٌق ابألحكاـ فلي ُب ٌ‬
‫علم ‪ٚ‬تهوًر ذلك‪ْ ،‬تيث ال ٮتفى عليو إالٌ القليل من التفصيل‪ٍ ،‬بٌ إبٌو قد‬ ‫قصارل اجملتهد ي‬
‫ٮتالف ذلك القليل الذم ٓب يبلغو فيكوف معذكران‪.‬‬
‫اب ُب اللٌفظ‪ ،‬كيكوف قد ثبت‬ ‫ابقطاع أك اضطر و‬
‫و‬ ‫ً‬
‫اإلسناد أك‬ ‫ك ٌأما عدـ الثبوت فىلًعًلَّ وة ُب‬
‫الشواىد ‪ ،‬كلذا أيف ًر ٍ‬
‫‪1‬‬
‫دت ابلتآليف‪،‬‬ ‫الصحة اب‪١‬تتابعات ك ٌ‬
‫عند الغَت ‪٦‬تا ٮتالف ىذا كلٌو‪ ،‬كتيعرؼ ٌ‬
‫كمن بىعدىم أكثر منهم‬ ‫األئمة ا‪١‬تشهورين ى‬
‫كىذا أيضان كثَته ج ٌدان‪ ،‬كىو ُب التٌابعُت كاتبعيهم إٔب ٌ‬
‫األكؿ؛ فإ ٌف األحاديث كابت قد ابتشرت‪ ،‬ككابت تبلغ‬ ‫األكؿ كأكثر من القسم ٌ‬ ‫ُب العصر ٌ‬
‫حجةن من ىذا الوجو‪،‬‬ ‫و‬ ‫و‬ ‫و‬ ‫و‬
‫غَتىم من طرؽ صحيحة‪ ،‬فتكوف ٌ‬ ‫العلماء من طرؽ ضعيفة‪ ،‬كقد بلغت ى‬
‫صحتو‪.2‬‬
‫وجب ا‪ٟ‬تديث على ٌ‬ ‫القوؿ ٔتي ى‬ ‫كلذا علٌق كثَته منهم ى‬
‫غَته‪ ،‬مع قطع النٌظر عن طريق آخر‪ٍ ،‬بٌ قد‬ ‫ً و‬
‫ك ٌأما اعتقاد الضعف فبلجتهاد خالف فيو ى‬
‫يكوف ا‪١‬تصيب ىو أك غَته‪ ،‬كلو أسباب تيعرؼ من الفن‪ ،‬ك ً‬
‫االشًتاط كأف ييشًت ىط ُب خ ًرب‬ ‫ٌ‬ ‫ه‬ ‫ى‬ ‫ي‬
‫ث بو فقيهان إف خالف قياس‬ ‫العدؿ العرض على الكتاب كالسنٌة‪ ،‬أك كوف احمل ًٌد ً‬
‫احد ً‬ ‫الو ً‬
‫ٌ‬ ‫ي‬

‫‪ - 1‬املتابعات كالشواىد‪:‬‬
‫‪ -1‬املتابعات‪ٚ :‬تع متابعة؛ كىي موافقة الراكم لغَته ُب ركاية ا‪ٟ‬تديث ا‪١‬تعُت‪ ،‬بشرط أف تقع لغَت الصحايب‬
‫الذم يركم ا‪ٟ‬تديث عن الن ي ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ ،-‬كأف تقع للراكم عنو أك من قبلو‪.‬‬
‫خاص ٔتن ىرىكل ا‪ٟ‬تديث عن النٌ ي ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ ،-‬كىو‬
‫ٌّ‬ ‫‪ -2‬الشواىد‪ٚ :‬تع شاىد؛ كىو ه‬
‫بوع من ا‪١‬تتابعة‪ ،‬لكنٌو‬
‫الصحايب‪.‬‬
‫مؤسسة الرايف للطباعة كالنشر كالتوزيع‪ ،‬ط‪:‬‬ ‫ينظر‪ :‬عبد هللا بن يوسف ا‪ٞ‬تديع‪ ،‬ربرَر علوـ الدَث‪ ،‬مط‪ٌ :‬‬
‫‪1424(1‬ىػ‪2003/‬ـ)‪ ،‬بَتكت‪ ،‬لبناف‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪.54 :‬‬
‫صحة ا‪ٟ‬تديث اإلماـ الشافعي ‪-‬ر‪ٛ‬تو هللا‪ُ -‬ب ع ٌدة مواضع؛ من ذلك ما أخرجو ابن أيب‬ ‫‪ -2‬ك‪٦‬تٌن علٌق العمل على ٌ‬
‫فحديث النٌ ي ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬أكٔب‪،‬‬
‫ي‬ ‫يصح‪-‬‬
‫خبلؼ قوٕب ‪٦‬تٌا ٌ‬
‫ي‬ ‫قلت ككاف عن النٌ ي ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪-‬‬
‫كل ما ي‬
‫حاًب عن الشافعي أبٌو قاؿ‪ٌ ":‬‬
‫كال تقلٌدك٘ب"‪ .‬ينظر‪ :‬ابن أيب حاًب‪ ،‬آداب الشافعي كمناقبو‪ ،‬تح‪ :‬عبد الغٍت عبد ا‪٠‬تالق‪ ،‬ط‪2003(1 :‬ـ‪1424/‬ىػ)‪،‬‬
‫مط‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بَتكت‪ ،‬لبناف‪ ،‬ص‪.51 :‬‬

‫‪001‬‬
‫‪1‬‬
‫السنٌة؛‬
‫ٌ‬ ‫ك‬ ‫الكتاب‬ ‫ُب‬ ‫ارد‬
‫ك‬ ‫سياف‬ ‫الن‬
‫ٌ‬ ‫ك‬ ‫البلول‪،‬‬ ‫بو‬ ‫تعم‬
‫ٌ‬ ‫فيما‬ ‫كاف‬ ‫إف‬ ‫ابتشاره‬ ‫أك‬ ‫‪،‬‬ ‫األصوؿ‬
‫السفر فبل ‪٬‬تد ا‪١‬تاء‪ :‬أببٌو‬ ‫ً‬
‫السائل عن الرجل ي‪٬‬تنب ُب ٌ‬ ‫كا‪ٟ‬تديث ا‪١‬تشهور عن عمر ‪١‬تا أجاب ٌ‬
‫تتمرغ ال ٌدابٌة‪،‬‬
‫عمار كما ٌ‬ ‫عمار أ ٌّنما أى ٍجنىبا ُب سفر‪ٌ ،‬‬
‫فتمرغ ٌ‬ ‫ال يصلٌي حىت ‪٬‬تد ا‪١‬تاء‪ .‬كذ ٌكره ٌ‬
‫عمار ذلك للنٌ ي ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬فقاؿ‪":2‬إٌ‪٪‬تا كاف يكفيك ىكذا"‪،‬‬‫يصل عمر‪ ،‬فذكر ٌ‬ ‫كصلى كٓب ٌ‬
‫عمار‪ ،‬فقاؿ‪ :‬إف شئت ٓب‬ ‫كضرب بيديو األرض فمسح هبما كجهو ككفيو‪ ،‬فقاؿ‪ :‬اتٌق هللا اي ٌ‬
‫أح ٌدث بو‪ .‬فقاؿ‪ :‬بل بولٌيك من ذلك ما تولٌيت‪.3‬‬
‫حىت أفىت ٓتبلفها‪ٍ ،‬ب ذي ٌكًر فلم يىذ يكر كٓب يك ًٌذب‪،‬‬ ‫ً‬
‫فهذه سنٌةه ىش ًه ىدىا عمر‪ٍ ،‬بٌ بىسيىها ٌ‬
‫الصداؽ على صداؽ األزكاج كالبنات الطٌاىرات‪،‬‬ ‫كبلمو ُب ا‪٠‬تيطبة ُب زايدة ٌ‬‫أبلغ من ىذا ي‬ ‫ك ي‬

‫‪ -1‬قاؿ الرازم‪":‬ال يشًتط كوف الراكم فقيهان ‪-‬سواء كابت ركايتو موافقةن للقياس أك ‪٥‬تالفةن لو‪ ،‬خبلفان أليب حنيفة‬
‫س‪ .‬ينظر‪ :‬فخر الدين الرازم‪ ،‬احملصوؿ يف علم أصوؿ الفقو‪ ،‬تح‪ :‬طو جابر فياض‬ ‫ٮتالف القيا ى‬
‫ي‬ ‫‪-‬ر‪ٛ‬تو هللا‪ --‬فيما‬
‫الرسالة‪ ،‬بَتكت‪ ،‬ج‪ ،4 :‬ص‪.422 :‬‬
‫العلوا٘ب‪ ،‬ط‪1412(2 :‬ىػ‪1992/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬مؤسسة ٌ‬
‫‪ُ -2‬ب ج‪ ،‬س‪ :‬لو‪.‬‬
‫‪ -3‬أخرجو البخارم‪ :‬كتاب‪ :‬التيمم‪ ،‬ابب‪ :‬التيمم ضربة‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪ ،131:‬رقم‪.347:‬مسلم‪ :‬كتاب‪ :‬ا‪ٟ‬تيض‪ ،‬ابب‪:‬‬
‫التيمم‪ ،‬ص‪ ،160 :‬رقم‪ .368 :‬من حديث عبد هللا بن مسعود كأيب موسى األشعرم ‪-‬رضي هللا عنهما‪.-‬‬

‫‪000‬‬
‫‪1‬‬
‫الزبَت يوـ ا‪ٞ‬تَّ ىمل‬
‫كمعارضة ا‪١‬ترأة لو ابآلية كرجوعو إليها مع حفظ اآلية ‪ ،‬كييركل أ ٌف عليٌان ذ ٌكر ٌ‬
‫شيئان ىع ًه ىده إليهما رسوؿ هللا‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ ،-‬فذكره حىت ابصرؼ عن القتاؿ‪.....................2‬‬

‫‪ -1‬أخرجو سعيد بن منصور‪ :‬كتاب‪ :‬الوصااي‪ ،‬ابب‪ :‬ما جاء ُب الصداؽ‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪ ،165 :‬رقم‪ .595 :‬البيهقي‪:‬‬
‫قل‪ ،‬ج‪ ،7 :‬ص‪ ،380 :‬رقم‪ .14335 :‬كقاؿ‪":‬ىذا منقطع"‪.‬‬ ‫الصداؽ كثر أك ٌ‬
‫الصداؽ‪ ،‬ابب‪ :‬ال كقت ُب ٌ‬ ‫كتاب‪ٌ :‬‬
‫كلفظو عند البيهقي من طريق ‪٣‬تالد عن الشع ي‪ :‬قاؿ‪ :‬خطب عمر النٌاس فحمد هللا‪ ،‬كأثٌت عليو فقاؿ‪ :‬أال ال تغالوا ُب‬
‫أحد ساؽ أكثر من و‬
‫شيء ساقو رسوؿ هللا ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬أك سيق إليو؛ إالٌ جعلت فضل‬ ‫صداؽ النٌساء؛ فإبٌو ال يبلغٍت عن و‬
‫ذلك ُب بيت ا‪١‬تاؿ‪ٍ .‬ب بزؿ فعرضت لو امرأة من قريش فقالت‪ :‬اي أمَت ا‪١‬تؤمنُت أكتاب هللا أحق أف يتٌبع أك قولك؟ قاؿ‪:‬‬
‫يت الرجاؿ آب نفا أف يػيغىاليوا ُب صداؽ النساء كهللا يقوؿ ُب كتابو ﭽﭗ‬ ‫بل كتاب هللا‪ ،‬فما ذاؾ؟ قالت‪ :‬بػى ىه ى‬
‫و‬
‫مرتُت أك ثبلاثن‪،‬‬ ‫ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝﭼ [النساء‪ .]19 :‬فقاؿ عمر‪ٌ :‬‬
‫كل أحد أفقو من عمر ‪ٌ -‬‬
‫ٍب رجع إٔب ا‪١‬تنرب فقاؿ للنٌاس‪ :‬إ٘ب كنت ّنيتكم أف تغالوا ُب صداؽ النساء أالٌ فليفعل رجل ُب مالو ما بدا لو"‪ .‬كقاؿ‬
‫األلبا٘ب‪":‬ضعيف منكر يركيو ‪٣‬تالد عن الشع ي عن عمر"‪ .‬ينظر‪ :‬دمحم انصر الدين األلبا٘ب‪ ،‬إركاء الغليل يف زبرَج‬
‫السبيل‪ ،‬ط‪1399(1 :‬ىػ‪1979/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬ا‪١‬تكتب اإلسبلمي‪ ،‬بَتكت‪ ،‬ج‪ ،6 :‬ص‪.348 :‬‬
‫أحادَث منار ٌ‬
‫‪ -2‬أخرجو عبد الرزاؽ‪ :‬ابب‪ :‬أصحاب الن ي ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ ،-‬ج‪ ،11 :‬ص‪ ،241 :‬رقم‪ .20430 :‬كالبيهقي ُب "دائل‬
‫النبوة"من طريق عبد الرزاؽ‪ :‬ابب‪ :‬ما جاء ُب إخباره عن قتاؿ الزبَت مع علي ‪-‬رضي هللا عنهما‪ -‬كترؾ الزبَت قتالو حُت‬
‫الزبَت بن العواـ ‪-‬هنع هللا يضر‪ ،-‬ج‪ ،3 :‬ص‪:‬‬
‫ذ ٌكره‪ ،‬ج‪ ،6 :‬ص‪ .415 -414 :‬ا‪ٟ‬تاكم‪ :‬كتاب‪ :‬معرفة الصحابة‪ ،‬ذكر مقتل ٌ‬
‫صحيح"‪.‬‬
‫ه‬ ‫حديث‬
‫ه‬ ‫‪ ،413‬رقم‪ .5574 :‬كقاؿ‪":‬ىذا‬
‫يصح‪...‬كقاؿ العقيلي‪ :‬فبل يركل ُب ىذا ا‪١‬تنت من كجو يثبت"‪ .‬ينظر‪ :‬ابن‬ ‫حديث ال ٌ‬
‫ه‬ ‫قاؿ ابن ا‪ٞ‬توزم‪" :‬ىذا‬
‫ا‪ٞ‬توزم‪ ،‬العلل املتناىية‪ ،‬تح‪ :‬إرشاد ا‪ٟ‬تق األثرم‪ ،‬ط‪1403(1 :‬ىػ‪1983/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بَتكت‪،‬‬
‫لبناف‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪.848 :‬‬

‫‪001‬‬
‫ا‪١‬تخابىرة‪ ،2‬ك‪٨‬تو‪٫‬تا من‬ ‫‪1‬‬
‫احملاقىلة ك ى‬
‫كعدـ معرفة داللة ا‪ٟ‬تديث؛ لغرابة ُب اللٌفظ؛ كلفظ ى‬
‫غَت معناه ُب لغة‬
‫الكلمات اليت قد ٮتتلف النٌاس ُب تفسَتىا‪ ،‬أك لكوف معناه ُب لغتو كعيرفو ى‬
‫النٌ ي‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬كعيرفو‪ ،‬فيحملو على لغتو كعيرفو بناءن على بقاء اللٌغة؛ كحمل من ‪ٝ‬تع اآلاثر ُب‬
‫ا‪١‬تس ًٌكر‪ ،‬كقد فى َّسىرتٍو األحاديث أببٌو ما ببذ لتحلية ا‪١‬تاء قبل‬
‫ترخيص النبيذ على بعض أبواع ى‬
‫ا‪٠‬تمر على خصوص عصَت العنب ا‪١‬تشت ٌد بناءن على أبٌو كذلك ُب اللغة‪ ،‬كقد‬ ‫أف يشت ٌد‪ ،‬يً‬
‫ك‪ٛ‬تل ي‬
‫اب مسك ور‪.3‬‬ ‫و‬
‫صحيحة أبٌو كل شر ً‬ ‫جاء ُب أحاديث كثَتةو‬

‫مفسنرا ُب ا‪ٟ‬تديث‪ ،‬كىو‬ ‫‪٥‬تتلف فيها‪ ،‬قيل‪ :‬ىي اكًتاء األرض اب‪ٟ‬تنطة‪ ،‬ىكذا جاء ٌ‬ ‫ه‬ ‫‪ -1‬قاؿ ابن األثَت‪ ":‬الٍ يم ىحاقىػلىةي‪:‬‬
‫الربع ك‪٨‬تو‪٫‬تا‪ ،‬كقيل‪ :‬ىي بيع الطعاـ ُب‬ ‫الزراعوف احملارثة‪ ،‬كقيل‪ :‬ىي ا‪١‬تزارعة على بصيب معلوـ؛ كالثلث ك ٌ‬ ‫يسميو ٌ‬
‫الذم ٌ‬
‫ألّنا من ا‪١‬تكيل‪ ،‬كال ‪٬‬توز فيو إذا كاان من جن كاحد إالٌ ًمثبلن‬ ‫ابلرب‪ ،‬كقيل‪ :‬بيع الزرع قبل إدراؾ‪ .‬كإ‪٪‬تا ّني عنها؛ ٌ‬ ‫سنبلو ٌ‬
‫‪٣‬تهوؿ ال يدرل أيٌهما أكثر‪ ،‬كفيو النٌسيئة"‪ .‬ينظر‪ :‬ابن األثَت‪ ،‬النهاَة يف غرَب الدَث كاألثر‪،‬‬ ‫بيد‪ ،‬كىذا ه‬ ‫ٔتًثل‪ ،‬كيدان و‬
‫تح‪ :‬طاىر أ‪ٛ‬تد الزاكم‪( ،‬د ت ط)‪ ،‬مط‪ :‬دار إحياء الًتاث العريب‪ ،‬بَتكت‪ ،‬لبناف‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪.416 :‬‬
‫َّصيب‪ ،‬كقيل‬
‫الربع كغَت‪٫‬تا‪ .‬كا ٍ‪٠‬تيٍبػىرةي الن ي‬
‫‪ -2‬قاؿ ابن األثَت عن ا‪١‬تخابرة‪":‬قيل ىي‪ :‬ا‪١‬تزارعة على بصيب مع َُّت؛ كالثٌلث ك ٌ‬
‫أقرىا ًُب أيدم أ ٍىىلً ىها على النٌصف من‬ ‫ً‬
‫َّ ي ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ٌ -‬‬
‫خيرب؛ أل ٌف الن ٌ‬
‫ً‬
‫ا‪٠‬تىبىا ًر‪ :‬األرض اللَّيًٌنىة‪ .‬كقيل أصل ا‪١‬تخابرة من ى‬ ‫ىو من ٍ‬
‫صوً‪٢‬تىا‪ ،‬فقيل ىخابػىىرىم؛ أم ىع ىاملى يه ٍم ُب ىخيرب"‪ .‬ينظر‪ :‬ابن األثَت‪ ،‬النهاَة يف غرَب الدَث كاألثر‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪.07 :‬‬ ‫ىٍ‪٤‬ت ي‬
‫‪ -3‬أخرجو البخارم‪ :‬كتاب‪ :‬األشربة‪ ،‬ابب‪ :‬قوؿ هللا تعأب‪":‬إٌ‪٪‬تا ا‪٠‬تمر كا‪١‬تيسر كاألبصاب كاألزالـ رج من عمل‬
‫كل‬
‫الشيطاف فاجتنبوه لعلٌكم تفلحوف"‪ ،‬ج‪ ،4 :‬ص‪ ،11 :‬رقم‪ .5575 :‬كمسلم‪ :‬كتاب‪ :‬األشربة‪ ،‬ابب‪ :‬بياف أ ٌف ٌ‬
‫مسكر ‪ٜ‬تر‪ ،‬ص‪ ،831 :‬رقم‪ .2003 :‬كلفظ البخارم‪ :‬عن انفع عن عبد هللا ابن عمر ‪-‬رضي هللا عنهما‪ -‬أ ٌف رسوؿ‬
‫يتب منها‪ ،‬يحرمها ُب اآلخرة"‪.‬‬ ‫شرب ا‪٠‬تمر ُب ال ٌدبيا‪ ،‬يٍبَّ ٓب ٍ‬ ‫هللا ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪":-‬من ى‬

‫‪002‬‬
‫مًتددان بُت حقيقة ك‪٣‬تاز‪ ،3‬فيحملو على‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬
‫أك لكوف اللٌفظ مشًتكان ‪ ،‬أك ‪٣‬تمبلن ‪ ،‬أك ٌ‬
‫الصحابة ُب ٌأكؿ األمر ا‪٠‬تيط األبيض‬
‫اآلخر؛ كحمل بعض ٌ‬ ‫األقرب عنده مع كوف ا‪١‬تراد ى‬
‫كا‪٠‬تيط األسود على ا‪ٟ‬تبلُت‪........................................................،4‬‬

‫‪ -1‬من يمثيل ذلك‪ :‬لفظ العُت اليت تعترب من أشهر األلفاظ ا‪١‬تشًتكة‪ ،‬كيصل معناىا إٔب ‪ٜ‬تسة كثبلثُت معٌت‪ ،‬فتطلق‬
‫العدك‪...‬إْب‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫ليتجس‬
‫ٌ‬ ‫كيراد هبا‪ :‬العُت اليت يبصر هبا‪ ،‬كينبوع ا‪١‬تاء‪ ،‬كتطلق على من يرسلو األمَت‬
‫الزبيدم‪ ،‬اتج العركس من جواىر القاموس‪ ،‬تح‪ :‬مصطفى ا‪ٟ‬تجازم‪ ،‬ط‪:‬‬ ‫ينظر‪ :‬مرتضى َّ‬
‫املخصص‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫‪1421(1‬ىػ‪2001/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬اجملل الوطٍت للثقافة كالفنوف‪ ،‬الكويت‪ ،‬ج‪ ،35 :‬ص‪ .440 :‬ابن سيده‪،‬‬
‫(د ت ط)‪ ،‬مط‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بَتكت‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪.98 :‬‬
‫‪ -2‬من أمثلتو معا٘ب ا‪ٟ‬تركؼ‪ .‬ينظر‪ :‬اآلمدم‪ ،‬اإلحُاـ يف أصوؿ األحُاـ‪ ،‬تح‪:‬عبد الرزاؽ عفيفي‪( ،‬د ت ط)‪ ،‬مط‪:‬‬
‫ا‪١‬تكتب اإلسبلمي‪ ،‬بَتكت لبناف‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪.68 :‬‬
‫ً‬
‫يل على حقيقتو ُب اللٌفظ؛ ٓب يي ٍستى ىد َّؿ بو على ا‪١‬ت ى‬
‫عٌت‬ ‫‪ -3‬قاؿ الشاط ي ‪-‬ر‪ٛ‬تو هللا‪ُ -‬ب ا‪١‬تسألة ا‪ٟ‬تادية عشر‪":‬إذا كاف الدَّل ي‬
‫مستعم نبل عند العرب ُب مثل ذلك اللٌفظ‪،‬‬ ‫ل إًَّال على القوؿ بتعميم اللَّفظ ا‪١‬تشًتؾ‪ ،‬بشرط أف يكوف ذلك ا‪١‬تعٌت‬ ‫ًً‬
‫ى‬ ‫اجملاز ٌ‬
‫كإًَّال‪ ،‬فبل"‪ .‬كمثٌل لذلك ٔتيثي ول كثَتةو؛ قائبلن‪":‬فمثاؿ ذلك مع كجود الشرط قولو تعأب‪ :‬ﭽ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ‬
‫اإلبٍس ً‬
‫اف‬ ‫ً‬ ‫ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﭼ [ييوبي ى ‪]31 :‬؛ فذىب ‪ٚ‬تاعة إٔب أ ٌف ا‪١‬تراد اب‪ٟ‬تياة كا‪١‬توت ما ىو‬
‫حقيقي كإخراج ٍ ى‬ ‫ٌّ‬
‫ا‪ٟ‬ت ٌي من النٌطفة ا‪١‬تيًٌتىة كابلعك ‪ ،‬كأشباه ذلك ً‪٦‬تَّا يرجع إٔب معناه‪ ،‬كذىب قوـ إٔب تفسَت اٍآلية اب‪١‬توت كا‪ٟ‬تياة اجملا ًزيٌُت‬
‫ا‪١‬تستعملُت ُب مثل قولو تعأب‪ :‬ﭽﮗ ﮘ ﮙ ﮚﭼ ٍ‬
‫[األىبٍػ ىع ًاـ‪ ،]122 :‬ىكيرَّٔتىا َّاد ىعى قوـ أ ٌف ا‪ٞ‬تميع يمىر هاد؛ بناء‬
‫فظ ًُب حقيقتو ك‪٣‬تازه‪ ،‬ىكً‪٢‬تىىذا األصل أمثلة كثَتة"‪.‬ينظر‪ :‬أبو إسحاؽ‬ ‫ا‪١‬تشًتؾ‪ ،‬كاستعماؿ اللٌ ً‬
‫ً‬ ‫على القوؿ بتعميم اللَّفظ‬
‫الشاط ي‪ ،‬املوافقات‪ ،‬تح‪ :‬أبو عبيدة مشهور بن حسن آؿ سلماف‪ ،‬ط‪1418(1 :‬ىػ‪1997/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دارعفاف‪،‬‬
‫السعودية‪ ،‬ج‪ ،3 :‬ص‪.249 :‬‬
‫يتبُت لكم ا‪٠‬تيط األبيض من ا‪٠‬تيط‬ ‫حىت ٌ‬
‫‪ -4‬أخرجو البخارم‪ :‬كتاب‪ :‬الصوـ‪ ،‬ابب‪ :‬قوؿ هللا تعأب‪":‬ككلوا كاشربوا ٌ‬
‫األسود من الفجر"‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪ ،35 :‬رقم‪ .1917 :‬مسلم‪ :‬كتاب‪ :‬الصياـ‪ ،‬ابب‪ :‬بياف أ ٌف ال ٌدخوؿ ُب الصوـ‪ ،‬ص‪:‬‬
‫‪ ،423‬رقم‪ .1091:‬كلفظ البخارم‪ :‬عن سهل ب ًن و‬
‫سعد‪ ،‬قاؿ‪ :‬كأبزلت‪ :‬ﭽ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ‬
‫الصوـ‬ ‫ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭼ [البقرة‪ ]187 :‬كٓب ينزؿ‪ :‬ﭽﭽ ﭾ ﭼ [البقرة‪"]187 :‬ككاف ه‬
‫رجاؿ إذا أرادكا َّ‬
‫اَّللي بعده‪ :‬ﭽﭽ‬ ‫ربط أحدىم ًُب ًرجليو ا‪٠‬تيط األبيض كا‪٠‬تيط األسود‪ ،‬كال يزاؿ أيكل َّ‬
‫حىت يتبىػ َُّت لو رؤيتهما‪ ،‬فأبزؿ َّ‬
‫ﭾ ﭼ [البقرة‪ ]187 :‬فعلموا أىٌ‪٪‬تا ً‬
‫يعٍت اللٌيل من النٌهار‪.‬‬
‫كقاؿ القاضي عياض‪":‬كفيو كجوب التوقف عند األلفاظ ا‪١‬تشًتكة كطلب البياف فيها‪ ،‬ك ٌأّنا ال ٖتمل على أظهر كجوىها‬
‫السبلـ‪ ."-‬ينظر‪:‬‬
‫الصبلة ك ٌ‬
‫كأكثر استعماالهتا إالٌ عند عدـ البياف فيها‪ ،‬كقد كاف البياف عتيدان بوجود النٌ ي ‪-‬عليو ٌ‬

‫‪003‬‬
‫ك‪ٛ‬تىٍل آخرين اليد ُب قولو‪ 1‬ﭽﯭ ﯮ ﯯﭼ [ا‪١‬تائدة‪ ]6 :‬على اليد إٔب‬
‫اإلبط‪ ،2‬أك لكوف ال ٌداللة من النٌص خفيةن فإ ٌف جهات دالالت األقواؿ متٌسعةه ج ٌدان‪ ،‬تتفاكت‬
‫العموـ‪ ،‬كال‬
‫ي‬ ‫حيث‬
‫ا‪ٟ‬تق من مواىبو‪ٍ ،‬بٌ قد تيعرؼ من ي‬ ‫النٌاس ُب إدراكها ْتسب ما منحهم ٌ‬
‫العاـ‪ ،‬أك ييتفطٌن ٍبٌ يينسى‪ ،‬كقد ييغلط فيفهم من الكبلـ ما أتابه‬
‫ا‪١‬تعُت ُب ٌ‬
‫ييتفطٌ ين لدخوؿ ىذا َّ‬
‫اللٌغة العربية‪.3‬‬

‫القاضي عياض‪ ،‬إكماؿ املعلم بشرح بفوائد مسلم‪ ،‬تح‪ :‬٭تِت إ‪ٝ‬تاعيل‪ ،‬ط‪1419(1 :‬ىػ‪1998/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار‬
‫الوفاء‪ ،‬مصر‪ ،‬ج‪ ،4 :‬ص‪.25 :‬‬
‫‪ٓ -1‬ب ترد ُب ج‪ ،‬س‪ :‬قولو‪.‬‬
‫‪ -2‬أخرجو أبو داكد‪ :‬كتاب‪ :‬الطٌهارة‪ ،‬ابب‪ :‬التيمم‪ ،‬ص‪ ،61 :‬رقم‪ .320 :‬النسائي‪ :‬كتاب‪ :‬الطٌهارة‪ ،‬ابب‪ :‬التيمم‬
‫السفر‪ ،‬ص‪ .56 :‬رقم‪ .314 :‬أ‪ٛ‬تد ُب ا‪١‬تسند‪ :‬حديث عمار بن ايسر‪-‬هنع هللا يضر‪ ،-‬ص‪ ،260 :‬رقم‪.18322 :‬‬ ‫ُب ٌ‬
‫اَّلل ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ ،-‬ىعَّرس أبكالت ا‪ٞ‬تيش كمعو‬ ‫عمار بن ايسر‪":‬أ ٌف رسوؿ َّ‬ ‫كلفظ اإلماـ أ‪ٛ‬تد‪ :‬عن ابن عبٌاس عن ٌ‬
‫حىت أضاء الفجر‪ ،‬كلي مع النٌاس ماءه‪،‬‬ ‫َّاس ابتغاءي عقدىا ذلك‪َّ ،‬‬ ‫ً‬
‫عائشة‪ ،‬فابقطع عقد ‪٢‬تا من ىج ٍذع ظىىفار‪ ،‬فحب الن ى‬
‫حبست النَّاس كلي معهم ماءه‪ ،‬فأبزؿ ا ََّّلل تعأب على رسولو ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬رخصة التطهر‬ ‫ً‬ ‫فتغيٌظ عليها أبو بكر‪ ،‬كقاؿ‪:‬‬
‫اَّلل ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ ،-‬فضربوا أبيديهم إٔب األرض‪ٍ ،‬ب رفعوا أيديهم‪ ،‬كٓب يقبضوا من‬ ‫ابلصعيد الطيب‪ ،‬فقاـ ا‪١‬تسلموف مع رسوؿ َّ‬
‫َّاس‪ .‬ىكبػىلىغىنىا أ َّ‬
‫ىف‬ ‫ً‬
‫كجوىهم كأيديىهم إٔب ا‪١‬تناكب‪ ،‬كمن بطوف أيديهم إٔب اآلابط‪ ،‬ىكىال يػىغٍتىػر هبى ىذا الن ي‬ ‫الًتاب شيئنا‪ ،‬فمسحوا هبا ى‬
‫اَّللً ما علًمت إًب ً‬
‫َّك لى يمبى ىارىكةه‪.‬‬ ‫أاب بك ور قاؿ لعائشة ‪-‬رضي َّ‬
‫اَّلل تعأب عنهما‪ :-‬ىك َّ ى ى ٍ ي‬
‫اس"‪ .‬ىو كبلـ ابن شهاب الزىرم كما جاء ُب ركاية أيب داكد‪ ،‬كجاء بلفظ‪":‬كال‬ ‫كأما قولو‪":‬كال يغًت هبذا النٌ ي‬
‫يعترب هبذا النٌاس"‪.‬‬
‫السبب ُب اختبلفهم‪ :‬اشًتاؾ اسم اليد ُب لساف العرب؛ كذلك أ ٌف اليد ُب كبلـ العرب يقاؿ‬ ‫كقاؿ ابن رشد‪":‬ك ٌ‬
‫الساعد‬‫الكف ك ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫الكف كال ٌذراع‪ ،‬كيقاؿ على‬ ‫ٌ‬ ‫الكف فقط كىو أظهرىا استعماالن‪ ،‬كيقاؿ على‬ ‫ٌ‬ ‫على ثبلثة معاف‪ :‬على‬
‫كالعضد"‪ .‬ينظر‪ :‬ابن رشد ا‪ٟ‬تفيد‪ ،‬بداَة اجملتهد‪ ،‬ط‪1402(6 :‬ىػ‪1982/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار ا‪١‬تعرفة‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪.69 :‬‬

‫فسر قولو تعأب‪:‬ﭽﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﭼ‪ ،‬حيث‬


‫‪ -3‬ك‪٢‬تذا أمثلة منها ما أكرده ابن جرير الطربم عندما ٌ‬
‫ابلثجاج‪ :‬الكثَت‪ .‬ذكر من قاؿ ذلك‪ :‬ح ٌدثٍت يوب ‪ ،‬قاؿ‪ :‬أخربان ابن كىب‪ :‬ﭽ ﮇ ﮈ ﭼ‬
‫قاؿ‪":‬قاؿ بعضهم‪ :‬عي ًٍت َّ‬
‫ب ا‪١‬تتتابع"‪ .‬ينظر‪ :‬أبو جعفر الطربم‪،‬‬
‫الص ٌ‬
‫الثج‪ٌ :‬‬
‫الثج‪ ،‬كإٌ‪٪‬تا ٌ‬
‫قاؿ‪ :‬كثَتان‪ ،‬كال ييعرؼ ُب كبلـ العرب من صفة الكثرة ٌ‬
‫جامع البياف يف أتكَل القرآف‪ ،‬تح‪ :‬عبد هللا بن عبد احملسن الًتكي‪ ،‬ط‪1422(1 :‬ىػ‪2001/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬ىجر للطباعة‪،‬‬
‫جيزة‪ ،‬ج‪ ،24 :‬ص‪.15 :‬‬

‫‪004‬‬
‫األكؿ ٓب يعرؼ كجو ال ٌداللة‪،‬‬
‫ك ٌأما اعتقاد أف ال داللة ُب ا‪ٟ‬تديث فغَتي ما قبلو؛ ألبٌو ُب ٌ‬
‫كُب ىذا ىعرفو إالٌ أبٌو عنده غَتي معت ورب‪ ،‬كاف ُب بف األمر يمصيبان أك ي‪٥‬تطئان‪ ،‬كاعتقاد أ ٌف‬
‫ْتج وة‪ ،‬أك قصر العموـ الوارد على سببو‪ ،‬أك أ ٌف األمر ا‪١‬تطلق‬
‫ٌ‬ ‫العاـ ا‪١‬تخصوص لي‬
‫ا‪١‬تفهوـ أك ٌ‬
‫ا‪١‬تعرؼ ابلبلٌـ أك ا‪١‬تقتضى ال عموـ لو إٔب غَت ىذا‪.‬‬
‫ال يقتضي الفور أك الوجوب‪ ،‬أك أ ٌف ٌ‬
‫العاـ‬
‫دؿ على أ ٌّنا ليست مراد نة؛ فكمعارضة ٌ‬ ‫معارضةه ٔتا ٌ‬
‫ك ٌأما اعتقاد أ ٌف تلك ال ٌداللة ى‬
‫يدؿ على اجملاز‪،‬‬
‫‪٣‬ترد األمر ٔتا ينفي الوجوب‪ ،‬أك ا‪ٟ‬تقيقة ٔتا ٌ‬
‫ٓتاص‪ ،‬أك ا‪١‬تطلق ٔتقيد‪ ،‬أك ٌ‬ ‫ٌ‬
‫ض ٌّم‪.‬‬ ‫ً‬
‫كترجح بعضها على بعض ىٍْتهر خ ى‬
‫كابب تعارض دالالت األلفاظ ٌ‬
‫يدؿ على ضعفو‪ ،‬أك بسخو‪ ،‬أك أتكيلو ‪-‬إف كاف قاببلن‪-‬‬ ‫كاعتقاد معارضة ا‪ٟ‬تديث ٔتا ٌ‬
‫اترةن يكوف ٔتا يصلح يمعارضان ابتفاؽ كآية أك حديث أك إ‪ٚ‬تاع‪ٍ ،‬ب يعتقد ا‪١‬تعارض راجحان ُب‬
‫عُت النسخ مثبلن ٍب قد ييغلط فيو ابعتقاد ا‪١‬تتق ٌدـ‬
‫فيتعُت أحد الثبلثة ال بعينو‪ ،‬كقد يي ٌ‬
‫ا‪ٞ‬تملة‪ٌ ،‬‬
‫متأخران‪ ،‬أك ُب التأكيل ْتمل ا‪ٟ‬تديث على ما ال ٭تملو لفظيو‪ ،‬أك ىناؾ ما يدفعو‪ ،‬كإذا عارضو‬ ‫ٌ‬
‫‪1‬‬
‫من حيث ا‪ٞ‬تملة قد ال يكوف ا‪١‬تعارض داالًّ ‪ ،‬أك لي ُب ٌقوة ٌ‬
‫األكؿ إسنادان أك متنان‪ ،‬إٔب غَت‬
‫األكؿ كغَتىا‪ ،‬أك ُب اإل‪ٚ‬تاع ا‪١‬ت ٌدعى‪ ،‬كلي ىو ُب‬ ‫ىذا من األسباب ا‪١‬تتق ٌدمة ُب ا‪ٟ‬تديث ٌ‬
‫الغالب إالٌ عدـ العلم اب‪١‬تخالف‪.‬‬
‫عدـ‬
‫متمس يكهم فيها إالٌ ي‬
‫َّ‬ ‫فقد صار ‪ٚ‬تاعةه من أعياف العلماء إٔب القوؿ أبشياءى لي‬
‫قوؿ ال يعلموف‬ ‫اب‪١‬تخالف‪ ،‬كظاىر األدلٌة عندىم يقتضي خبلؼ ىذا؛ حذران من ً‬
‫ابتداء و‬ ‫ً‬ ‫العل ًم‬
‫ى‬
‫قائبلن بو‪ ،2‬مع العلم بقوؿ النٌاس خبلفو‪ ،‬فلذا ٕتد منهم من يعلٌق القوؿ فيقوؿ‪ :‬إف كاف ُب‬

‫‪ٓ -1‬ب يرد ُب ج‪ :‬داالٌ‪.‬‬


‫أئمة اإلسبلـ يفتوف ٔتا يظهر ‪٢‬تم من‬
‫األئمة يفتوف أبشياء ٓب يسبقهم إليها أح هد‪ .‬قاؿ ابن القيم‪ٓ":‬ب يزؿ ٌ‬
‫‪ -2‬كاف بعض ٌ‬
‫األئمة اليت ال ٖتفظ عن‬ ‫و‬
‫الدليل كإف ٓب يتقدمهم إليو أح هد‪ ،‬كإذا شئت أف تقف على ذلك فابظر إٔب كثَت من فتاكم ٌ‬
‫أحد من أىل العلم قبلهم‪ ،‬كقاؿ إسحاؽ بن منصور الكوسج‪ :‬سألت إسحاؽ عن مسألة فذكر قولو فيها‪ ،‬فقلت‪ :‬إ ٌف‬ ‫و‬
‫أخاؾ أ‪ٛ‬تد بن حنبل أجاب فيها ٔتثل جوابك‪ .‬فقاؿ‪ :‬ما ظننت أ ٌف أحدان يوافقٍت عليها"‪ .‬ينظر‪ :‬ابن قيم ا‪ٞ‬توزية‪،‬‬
‫الصواعق املرسلة‪ ،‬تح‪ :‬علي بن دمحم الدخيل هللا‪ ،‬ط‪1418(1 :‬ىػ‪1998/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار العاصمة‪ ،‬الرايض‪ ،‬ج‪،2 :‬‬
‫ص‪.617 :‬‬

‫‪005‬‬
‫أحق ما اتٌبع‪ ،‬كإالٌ فالقوؿ عندم كذا‪ ،‬مثل‪ :‬ال أعلم أحدان أجاز شهادة‬
‫ا‪١‬تسألة إ‪ٚ‬تاع فهو ٌ‬
‫ا‪١‬تبعض ال يرث‪ ،4‬كتوريثو‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬
‫العبد ‪ .‬كقبو‪٢‬تا ‪٤‬تفوظ عن علي كأب كشريح ‪ ،‬كأ‪ٚ‬تعوا على أ ٌف ٌ‬
‫‪٤‬تفوظ عن علي كابن مسعود‪.5‬‬
‫قوؿ العلماء الذين أدركهم ُب ببلده‬ ‫السبب أ ٌف قيصارل عل ًم كث وَت من العلماء أف يىعلم ى‬
‫ك ٌ‬
‫قوؿ‬
‫قوؿ ا‪١‬تدبيُت أك الكوفيُت أك ى‬ ‫ك‪ٚ‬تاعة غَتىم‪ ،‬كما أ ٌف غايةى كث وَت من ا‪١‬تتأخرين أف يىعلم ى‬
‫‪٥‬تالف لئل‪ٚ‬تاع؛ ألبٌو ال يعلم‬
‫ه‬ ‫األئمة ا‪١‬تتبوعُت‪ ،‬فما خرج عن ىذا عنده‬ ‫اثنُت أك ثبلثة من ٌ‬
‫و‬
‫ْتديث ٮتالفو؛ خشيةى ‪٥‬تالفة اإل‪ٚ‬تاع‪،‬‬ ‫قائبلن بو‪ ،‬كما زاؿ يقرع ‪ٝ‬تعو خبلفو‪ ،‬فبل ٯتكنو األخذ‬
‫معذكر فيو‬
‫ه‬ ‫كىو أقول ا‪ٟ‬تجج‪ ،‬كىذا عذر كث وَت من النٌاس ُب كث وَت ‪٦‬تٌا يًتكوبو‪ ،‬إالٌ أ ٌف بعضهم‬
‫معذكر كغَت معذكور‪ ،‬ككذلك كثَته من األسباب قبلو كبعده‪.‬‬ ‫ه‬ ‫حقيقة‪ ،‬كالباقي‬

‫السعادة‪ ،‬مصر‪،‬‬‫‪ -1‬كىذا قوؿ مالك ‪-‬هنع هللا يضر‪ .-‬ينظر‪ :‬مالك بن أب ‪ ،‬املدكنة الُربل‪ ،‬ط‪1323(:‬ىػ)‪ ،‬مط‪ٌ :‬‬
‫ج‪ ،16 :‬ص‪ .285 :‬ك‪٧‬تد أ ٌف البخارم ‪-‬ر‪ٛ‬تو هللا‪ -‬قد عقد ابابن ُب صحيحو بعنواف "ابب شهادة اإلماء كالعبيد"‪.‬‬
‫أتى آباثر ُب جوازىا‪ .‬ينظر‪ :‬البخارم‪ ،‬اجلامع الصحيح‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪.253 :‬‬
‫‪ٓ -2‬ب يرد ُب ج قولو‪":‬كأب كشريح‪ ،‬كأ‪ٚ‬تعوا على أ ٌف ا‪١‬تبعٌض ال يرث‪ ،‬كتوريثو ‪٤‬تفوظ عن علي كابن مسعود"‪.‬‬
‫‪ -3‬أخرجو البخارم‪ :‬كتاب‪ :‬الشهادات‪ ،‬ابب‪ :‬شهادة اإلماء كالعبيد‪ ،‬ج‪ ، 2 :‬ص‪.253 :‬‬
‫معوض‪ ،‬ط‪:‬‬ ‫‪ -4‬كىو قوؿ اإلماـ الشافعي ‪-‬هنع هللا يضر‪ -‬ينظر‪ :‬ا‪١‬تاكردم‪ ،‬الاكم الُبَت‪،‬تح‪ :‬دمحم علي ٌ‬
‫‪1414(1‬ىػ‪1994/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بَتكت‪ ،‬لبناف‪ ،‬ج‪ ،8 :‬ص‪.83 :‬ابن عبد الرب‪ ،‬التمهيد ملا يف‬
‫املوطأ من املعاين كاألسانيد‪ ،‬تح‪ :‬سعيد أ‪ٛ‬تد أعراب‪ ،‬ط‪1404( :‬ىػ‪1984/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬كزارة األكقاؼ كالشؤكف‬
‫اإلسبلمية‪ ،‬ج‪ ،14 :‬ص‪.289 :‬‬
‫‪ -5‬أخرجو أبوداكد‪ :‬كتاب‪ :‬كتاب الدايت‪ ،‬ابب‪ :‬دية ا‪١‬تكاتب‪ ،‬ص‪ ،827 :‬رقم‪ .4582-4581 :‬الًتمذم‪:‬‬
‫يؤدم‪ ،‬ص‪ ،299 :‬رقم‪.1259 :‬‬ ‫كتاب‪ :‬البيوع عن رسوؿ هللا ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ ،-‬ابب‪ :‬ما جاء ُب ا‪١‬تكاتب إذا كاف عنده ما ٌ‬
‫أ‪ٛ‬تد ُب ا‪١‬تسند‪ :‬ج‪ ،2 :‬ص‪ ،474 :‬رقم‪ .1984 :‬كأخرج البيهقي ُب سننو‪ :‬عن منصور‪ ،‬عن إبراىيم قاؿ‪ :‬قاؿ عبد‬
‫ب ثػيليثنا أك يربػي نعا فهو ىغ ًر‪ٙ‬به"‪ .‬كتاب‪ :‬ا‪١‬تكاتب‪ ،‬ابب‪ :‬ما جاء ُب ا‪١‬تكاتب يصيب ح ٌدان‪ ،‬ج‪،10 :‬‬ ‫ًَّ‬
‫اَّلل‪":‬إذا أ َّىدل ا‪١‬ت ىكاتى ي‬
‫ص‪ ،326 :‬رقم‪.22183 :‬‬
‫كلفظ الًتمذم عن ابن عباس ‪-‬رضي هللا عنهما‪ -‬عن النٌ ي‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬قاؿ‪":‬إذا أصاب ا‪١‬ت ىكاتىب ىح ٌدان أك مَتااثن‪،‬‬
‫حر‪ ،‬كما بقي دية عبد"‪ .‬كركاه‬ ‫ً‬
‫ْتصة ما ٌأدل دية ٌ‬ ‫كرث ْتساب ما ىعتىق منو"‪ .‬كقاؿ النٌ ي ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪":-‬يؤدم ا‪١‬تكاتىب ٌ‬
‫اإلماـ أ‪ٛ‬تد ُب مسنده من حديث علي بن أيب طالب ‪-‬هنع هللا يضر‪.-‬‬

‫‪006‬‬
‫كاترنة ٔتا اليعتقد غَته أ ٌف جنسو معارض‪ ،‬أك ال يكوف ُب ا‪ٟ‬تقيقة معارضان راجحان؛‬
‫كمعارضة كث وَت من الكوفيُت ا‪ٟ‬تديث الصحيح بظاىر القرآف الكر‪ٙ‬ب‪ ،‬بناءن على أ ٌف ظاىره من‬
‫بص ا‪ٟ‬تديث‪ٍ ،‬بٌ قد يعتقدكف ما لي بظاىر ظاىران؛ لكثرة كجوه‬ ‫ك‪٨‬توه مق ٌد يـ على ٌ‬
‫العموـ ى‬
‫ردكا حديث الشاىد كاليمُت‪ ،‬كإف كاف غَتىم يعلم أف لي ُب القرآف ما‬ ‫داللة القوؿ‪ ،‬ك‪٢‬تذا ٌ‬
‫‪1‬‬
‫ا‪١‬تفسرة‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫ىي‬ ‫ة‬‫ٌ‬‫ن‬ ‫فالس‬
‫ٌ‬ ‫ذلك‬ ‫فيو‬ ‫كاف‬ ‫لو‬‫ك‬ ‫‪،‬‬ ‫ٯتنع ا‪ٟ‬تكم بشاىد كٯتُت‬
‫الرد على من‬
‫معركؼ‪ ،‬كأل‪ٛ‬تد فيها رسالتيو ا‪١‬تشهورةي ُب ٌ‬
‫ه‬ ‫كبلـ‬
‫كللشافعي ُب ىذه القاعدة ه‬
‫يزعم ً‬
‫االستغناء بظاىر القرآف عن تفسَت السنٌة‪.2‬‬

‫‪ -1‬أخرجو مسلم‪ :‬كتاب‪ :‬األقضية‪ ،‬ابب‪ :‬القضاء ابليمُت كالشاىد‪ ،‬ص‪ ،711 :‬رقم‪ .1711 :‬من حديث ابن‬
‫عباس‪-‬رضي هللا عنهما‪ -‬أ ٌف رسوؿ هللا ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬قضى بيمُت كشاىد‪.‬‬
‫اَّللً‬
‫رد أحاديث رسوؿ َّ‬ ‫فعي على من َّ‬ ‫الرسوؿ"‪ .‬قاؿ ابن القيم‪":‬كأبكر اإلماـ أ‪ٛ‬تد ك ٌ‬
‫الشا ٌ‬ ‫الرسالة "طاعة ٌ‬ ‫‪ -2‬عنواف ٌ‬
‫الرسوؿ ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪."-‬‬
‫‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬لزعمو ٌأّنا ٗتالف ظاىر القرآف‪ ،‬كلئلماـ أ‪ٛ‬تد ُب ذلك كتاب مفرد ‪ٝ‬تٌاه‪ :‬كتاب طاعة ٌ‬
‫ينظر‪ :‬ابن القيم‪ ،‬الطرؽ الُمية‪( ،‬د ت ط)‪ ،‬مط‪ :‬مكتبة دار البياف‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪ .65 :‬كيع ٌد ىذا الكتاب‬
‫من ا‪١‬تفقودات‪ .‬كقد ذكره ابن الند‪ٙ‬ب‪ ،‬ينظر‪ :‬ابن الند‪ٙ‬ب‪ ،‬الفهرست‪ ،‬ط‪1417(2 :‬ىػ‪1997/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار ا‪١‬تعرفة‬
‫بَتكت‪ ،‬لبناف‪ ،‬ص‪.281 :‬‬

‫‪007‬‬
‫ٗتصيص لعموـ الكتاب‪ ،‬أك تقييد ‪١‬تطلقو‪ ،‬أك زايدة‬ ‫ه‬ ‫كمن ذاؾ دفع ا‪٠‬ترب الذم فيو‬
‫بسخ‪ ،‬كمعارضة طائفة من ا‪١‬تدبيٌُت‬ ‫ص ‪-‬كتقييد ا‪١‬تطلق‪ -‬ه‬ ‫عليو‪ ،‬كاعتقاد أ ٌف الزايدة على النٌ ٌ‬
‫حجةه مق ٌد هـ‬
‫ا‪ٟ‬تديث الصحيح بعمل أىل ا‪١‬تدينة؛ بناءن على إ‪ٚ‬تاعهم على خبلفو‪ ،‬كإ‪ٚ‬تاعيهم ٌ‬
‫عليو‪1‬؛ كمخالفة أحاديث خيار اجملل ‪ ،2‬كإف كاف أكثر النٌاس قد يبيٌنوف اختبلؼ ا‪١‬تدبيٌُت‬
‫‪3‬‬
‫ا‪ٟ‬تجة ُب ا‪٠‬ترب‪ ،‬كمعارضة طائفة من‬ ‫ُب ا‪١‬تسألة ‪ ،‬كلو ٌأّنم أ‪ٚ‬تعوا كخالفهم غَتىم لكابت ٌ‬
‫الكوفيُت بعض األحاديث ابلقياس ا‪ٞ‬تلي‪ ،‬بناءن على أ ٌف القواعد الكلية ال تنقض ٔتثل ىذا‬
‫ا‪٠‬ترب‪ .‬إٔب غَت ذلك من أبواع ا‪١‬تعارضة‪ ،‬سواء كاف ا‪١‬تعارض ‪٥‬تطئان أك مصيبان‪.‬‬
‫فهذه األسباب ظاىرةه ُب كث وَت من األحاديث‪ ،‬فيجوز أف يكوف للعآب ُب ترؾ العمل‬
‫لس ىعة مدارؾ العلم كعدـ اطٌبلعنا على ‪ٚ‬تيع ما ُب بواطن‬
‫حجةه ٓب بطٌلع ‪٨‬تن عليها؛ ى‬
‫اب‪ٟ‬تديث ٌ‬

‫‪ُ -1‬ب ج‪ :‬عليهم‪.‬‬


‫اثبت ٔتا ركاه البخارم‪ :‬كتاب‪ :‬البيوع‪ ،‬ابب‪ :‬كم ‪٬‬توز ا‪٠‬تيار‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪ ،91 :‬رقم‪:‬‬ ‫ه‬ ‫‪ -2‬حديث خيار اجملل‬
‫‪ . 2107‬ا‪١‬تسلم‪ :‬كتاب‪ :‬البيوع‪ ،‬ابب‪ :‬ثبوت خيار اجملل للمتبايعُت‪ ،‬ص‪ ،620 :‬رقم‪ .1531 :‬كمالك‪ :‬كتاب‪:‬‬
‫البيوع‪ ،‬ابب‪ :‬ما جاء ُب بيع ا‪٠‬تيار ُب اختبلؼ البيعتُت‪ ،‬ج‪،4 :‬ص‪ ،968 :‬رقم‪.2664 :‬‬
‫اح ود‬
‫جبل ًف فكل ك ً‬ ‫جاء عند مسلم بلفظ‪ :‬عن انفع‪ ،‬عن اب ًن عمر‪ ،‬عن رسوؿ هللا‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬أبٌو قاؿ‪":‬إذا تبايع َّ‬
‫الر ى‬
‫اآلخر فتبايعا على ذلك‪ ،‬فقد كجب‬ ‫ً‬
‫خر‪ ،‬فإف خيَّػىر أحد‪٫‬تا ى‬ ‫منهما اب‪٠‬تيار ما ٓب يت ىفَّرقىا‪ ،‬ككاان ى‪ٚ‬تي نعا‪ ،‬أك يٮتىٌَت أحد‪٫‬تا اآل ى‬
‫ي‬
‫ب البيع»‪ .‬كقاؿ مالك ‪-‬ر‪ٛ‬تو هللا‪":-‬كلي ‪٢‬تذا‬ ‫تفرقا بعد أف تبايعا ىكىٓب يًتؾ كاح هد منهما البيع‪ ،‬فقد ىك ىج ى‬ ‫البيع‪ ،‬كإف َّ‬
‫معموؿ بو فيو"‪.‬‬
‫ه‬ ‫أمر‬
‫عركؼ‪ ،‬كال ه‬ ‫عندان ىح ٌّد ىم ه‬
‫‪٥‬تالف لعمل‬
‫ه‬ ‫معارض بعمل أىل ا‪١‬تدينة‪ ،‬كبقل ابن التٌُت عن أشهب أببٌو‬ ‫ه‬ ‫كقاؿ ابن حجر‪":‬كقالت طائفةه ىو‬
‫أىل م ٌكة أيضان‪ ،‬كتع ٌقب أببٌو قاؿ بو ابن عمر ٍبٌ سعيد بن ا‪١‬تسيٌب ٍبٌ الزىرم ٍب ابن أيب ذئب كما مضى‪ ،‬كىؤالء من‬
‫أحد من علماء ا‪١‬تدينة القوؿ ٓتبلفو سول عن ربيعة‪ .‬ك ٌأما أىل‬ ‫أكابر علماء أىل ا‪١‬تدينة ُب أعصارىم‪ ،‬كال ٭تفظ عن و‬
‫م ٌكة فبل ييعرؼ أح هد منهم القوؿ ٓتبلفو‪ ،‬فقد سبق عن عطاء كطاكس كغَت‪٫‬تا من أىل م ٌكة‪ ،‬كقد اشت ٌد إبكار‬
‫أىل ً‬
‫ا‪١‬تدينة على خبلفو‪ ،‬قاؿ ابن‬ ‫عمل ً‬‫ابن عبد الرب كابن العريب على من زعم من ا‪١‬تالكية أ ٌف مالكان ترؾ العمل بو لكوف ً‬
‫التفرؽ غَت معلوـ‪ ،‬فأشبو بيوع الغرر كا‪١‬تبلمسة‪ ،‬كتع ٌقب أببٌو يقوؿ ٓتيار الشرط‬ ‫العريب‪ :‬إٌ‪٪‬تا ٓب أيخذ بو مالك أل ٌف كقت ٌ‬
‫معدكـ؛ أل ٌف كبلن منهما متم ٌكن من‬ ‫موجود فيو‪ ،‬كأب ٌف الغرر ُب خيار اجملل‬ ‫ه‬ ‫معُت‪ ،‬كما ٌادعاه من الغرر‬ ‫بوقت ٌ و‬‫كال ٭ت ٌده و‬
‫ه‬
‫إمضاء البيع أك فسخو ابلقوؿ أك ابلفعل فبل غرر"‪ .‬ينظر‪ :‬ابن حجر‪ ،‬فتح البارم‪ ،‬ط‪1379( :‬ق)‪ ،‬مط‪ :‬دار ا‪١‬تعرفة‪،‬‬
‫‪٤‬تب الدين ا‪٠‬تطيب‪ ،‬ج‪ ، 4 :‬ص‪.330 :‬‬ ‫بَتكت‪ ،‬تح‪ٌ :‬‬
‫‪٦ -3‬تٌن قاؿ ٓتيار اجملل من أىل ا‪١‬تدينة كقد ذكرىم ابن حجر آبفان‪ :‬سعيد بن ا‪١‬تسيٌب‪ ،‬الزىرم‪ ،‬ابن أيب ذئب‪.‬‬

‫‪008‬‬
‫حجتو‪ ،‬كإذا أبداىا فقد ال تبلغنا‪ ،‬كإذا بلغت فقد ال بدرؾ‬
‫العلماء‪ ،‬كقد ال يبدم العآب ٌ‬
‫مواضع احتجاجو سواء كاف صواابن ُب بف األمر أـ ال‪.‬‬
‫و‬
‫ْتديث‬ ‫حجتيو‬ ‫و‬
‫جوزان ىذا فبل ‪٬‬توز لنا أف بعدؿ عن قوؿ ظهرت ٌ‬ ‫لكن ‪٨‬تن كإف ٌ‬
‫قوؿ قالو عآبه؛ ‪ٞ‬تواز أف يكوف معو ما يدفع بو ىذه‬‫صحيح كافقتو طائفةه من أىل العلم إٔب و‬
‫و‬
‫حجة هللا‬
‫تطرؽ ا‪٠‬تطأ إٔب آراء العلماء أكثر من تطرقو إٔب األدلٌة الشرعية؛ فإ ٌّنا ٌ‬
‫ا‪ٟ‬تجة؛ إذ ٌ‬
‫ٌ‬
‫على ‪ٚ‬تيع عباده دكف رأم العآب‪.‬‬

‫كالدليل الشرعي ٯتتنع أف يكوف خطأن إذا ٓب يعارضو ه‬


‫دليل آخر‪ ،‬كرأم العآب لي‬
‫جوزان ىذا ٓب يبق أبيدينا من األدلٌة اليت ‪٬‬توز فيها مثل ىذا شيء‪ ،‬إٌ‪٪‬تا ا‪١‬تراد أبٌو‬
‫كذلك‪ ،‬كلو ٌ‬
‫ُب بفسو قد يكوف معذكران ُب تركو‪ ،‬ك‪٨‬تن معذكركف ُب ترؾ ذلك الًتؾ‪ ،‬كقد قاؿ تبارؾ ا‪ٝ‬تو‪:‬‬
‫ﭽﯴ ﯵ ﯶ ﯷﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾﯿ ﭼ [البقرة ‪ ،]134‬كقاؿ‪ :‬ﭽ ‪  ‬‬

‫و‬
‫الرسوؿ‬‫‪     ‬ﭼ [النساء‪ ،]59 :‬كلي ألحد أف يعارض حديث ٌ‬
‫و‬
‫ْتديث فقاؿ لو‪:‬‬ ‫ابن عباس ‪-‬بعد أف أجاب سائبلن‬ ‫و‬
‫‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬برأم أحد من النٌاس‪ ،‬كما قاؿ ي‬
‫السماء؛ أقوؿ‪ :‬قاؿ رسوؿ هللا‬
‫"قاؿ‪ :‬أبو بكر كعمر"‪ :-‬يوشك أف تنزؿ عليكم حجارةه من ٌ‬
‫‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬كأبتم تقولوف‪ :‬قاؿ أبو بكر كعمر؟‪.1‬‬

‫تبُت أبٌو ال كجود ‪٢‬تذا األثر هبذ اللفظ‪ ،‬إالٌ أ ٌف ابن تيمية قد ذكره ُب ع ٌدةو من كتبو‪.‬‬
‫‪ -1‬بعد البحث ُب مصادر ا‪ٟ‬تديث ٌ‬
‫ينظر‪ :‬ابن تيمية ا‪ٟ‬ترا٘ب ا‪ٟ‬تنبلي الدمشقي (ت‪728 :‬ىػ)‪ ،‬الفتاكل الُربل‪ ،‬ط‪1408(1 :‬ىػ‪1987/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار‬
‫الكتب العلمية‪ ،‬بَتكت‪ ،‬لبناف‪ ،‬ج‪ ،5 :‬ص‪.126 :‬‬
‫كاللفظ الصحيح الوارد عن ابن عبٌاس ‪-‬هنع هللا يضر‪ -‬قد أخرجو اإلماـ أ‪ٛ‬تد ُب ا‪١‬تسند‪ :‬ج‪ ،3 :‬ص‪ ،352 :‬رقم‪:‬‬
‫اس‪:‬‬ ‫بن الزبَت‪ّ :‬نى أبو بىك ور ك يع ىمير عن ا‪١‬تتعة‪ ،‬فقاؿ اب ين ىعبَّ و‬ ‫َّع النًَّ ي ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬فقاؿ يع ٍرىكةي ي‬
‫‪ .3121‬عن ابن عبٌاس قاؿ‪٘ :‬تىىت ى‬
‫اس‪ :‬أ ىير ياى ٍم ىسيىػ ٍهلً يكو ىف‪ ،‬أقوؿ‪ :‬قاؿ النًَّ ي ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪،‬‬
‫ابن عبَّ و‬
‫كع ىمير عن ا‪١‬تتعة‪ ،‬فقاؿ ي‬ ‫وؿ يعىريَّةي ؟ قاؿ‪ :‬يقوؿ‪ :‬ىّنى أبو بك ور ي‬ ‫ما ي يق ي‬
‫كيقوؿ ّنى أبو بك ور ي‬
‫كع ىمر‪.‬‬
‫ْتجة فطاؼ ‪٢‬تا قبل أف يقف بعرفة‪ ،‬ج‪،2 :‬‬
‫كأخرجو الطحاكم ُب‪ :‬كتاب‪ :‬مناسك ا‪ٟ‬تج‪ ،‬ابب‪ :‬من أحرـ ٌ‬
‫ص‪ ،189 :‬الرقم‪ .3872 :‬من طريق ابن أيب مليكة أ ٌف عركة قاؿ البن عباس ‪-‬رضي هللا عنهما‪ :-‬أضللت النٌاس‬

‫‪011‬‬
‫إذا علمت ىذا اتٌضح لك أبٌو ال ‪٬‬توز ‪١‬تسلم أف يعتقد أف من ترؾ العمل اب‪ٟ‬تديث‬
‫حرـ ما‬
‫حكم ييوصف أببٌو ٌ‬ ‫ٖتليل أك ٖتر‪ٙ‬به أك ه‬
‫السابق كص يفهم كفيو ه‬‫‪٢‬تذه األسباب من العلماء ٌ‬
‫حرـ‪ ،‬أك حكم بغَت ما أبزؿ‪ ،‬أك يلحق بو كعيد من لعن ك‪٨‬توه ىكىرىد فيو‬ ‫أحل ما ٌ‬
‫أحل هللا‪ ،‬أك ٌ‬
‫داخل ُب الوعيد أك من قلٌده‬ ‫ً‬ ‫و‬
‫على فعل شيء‪ ،‬أبف يقاؿ‪ :‬إ ٌف ىذا العآب الذم أابح ىذا الفعل ه‬
‫األمة‪ ،‬إالٌ شيئان ي٭تكى فيو عن بعض معتزلة‬‫تقليدان جائزان‪ .‬كىذا ‪٦‬تٌا ال بعلم خبلفان فيو بُت ٌ‬
‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬
‫ا‪ٟ‬تجة إ ٌف ‪ٟ‬توؽ الوعيد‬ ‫بغداد‪ ،‬كا‪١‬تريسي كبظرائو‪ ،‬زعموا عقاب اجملتهد على خطئو ‪ ،‬ك ٌ‬
‫ط ابلعلم ابلتحر‪ٙ‬ب‪ ،‬كابتفاء موابع العقاب‪ ،‬أك التم ٌكن من العلم بو‪ ،‬فبل إٍب‬
‫احملرـ مشرك ه‬
‫بفاعل ٌ‬
‫ا‪ٟ‬تل إٔب و‬
‫دليل شرع وٌي‪.‬‬ ‫كال ح ٌد على الفاعل غَت عآب كمن بشأ ببادية‪ ،‬كلو ٓب يستند ُب ٌ‬
‫فمن ٓب يبلغو ا‪ٟ‬تديث كاستند‪ 3‬إٔب و‬
‫دليل أجدر ابلعذر‪ ،‬فلهذا كاف ‪٤‬تمودان مأجوران على‬
‫اجتهاده‪ ،‬كقد قاؿ جلٌت عظمتو‪ :‬ﭽ‪      ‬ﭼ‬
‫فاختص سليماف ابلفهم كأثٌت عليهما اب‪ٟ‬تيكم كالعلم‪ ،‬كُب‬ ‫ٌ‬ ‫[األببياء‪ ]78 :‬إٔب قولو ﭽ ىك ًع ٍلمانﭼ‪،‬‬
‫الصحيحُت عن عمرك بن العاص عن النٌ ي‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪":-‬إذا اجتهد العآب كأصاب‪ ،‬فلو أجراف‪،‬‬

‫ايبن عباس‪ .‬قاؿ‪ :‬كما ذاؾ اي يعريٌة؟ قاؿ‪ :‬تفيت النٌاس ٌأّنم إذا طافوا ابلبيت قد حلٌوا‪ ،‬ككاف أبو بكر كعمر‬
‫‪-‬رضي هللا عنهما‪ -‬قد ‪٬‬تيئاف ملبٌيُت اب‪ٟ‬ترـ‪ ،‬فبل يزاالف ي‪٤‬ترمُت إٔب يوـ النحر‪ .‬قاؿ ابن عبٌاس‪ :‬هبذا ضللتم؟ أح ٌدثكم‬
‫عن رسوؿ هللا‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬كٖت ٌدثو٘ب عن أيب بكر كعمر‪ -‬رضي هللا عنهما‪ ،-‬فقاؿ عركة‪ :‬إ ٌف أاب بكر كعمر ‪-‬رضي هللا‬
‫عنهما‪ -‬كاان أعلم برسوؿ هللا ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬منك‪.‬‬
‫‪ -1‬املرَسي‪ :‬أبو عبد الر‪ٛ‬تن‪ ،‬بشر بن غياث بن أيب كرٯتة ا‪١‬تريسي‪ ،‬من موإب زيد بن ا‪٠‬تطٌاب‪-‬هنع هللا يضر‪ -‬أخذ الفقو عن‬
‫القاضي أيب يوسف ا‪ٟ‬تنفي‪ ،‬إالٌ أبٌو اشتغل بعلم الكبلـ‪ ،‬ككاف داعيةن إٔب القوؿ ٓتلق القرآف فهجره أبو يوسف‪ .‬توُب‬
‫سنة‪218 :‬ق ببغداد‪ ،‬كٓب يشيعو أح هد من العلماء‪ .‬ينظر‪ :‬ا‪٠‬تطيب البغدادم‪ ،‬اترَخ بغداد‪ ،‬ج‪ ،7 :‬ص‪.531 :‬‬
‫الذى ي‪ ،‬سَت أعالـ النبالء‪ ،‬ج‪ ،10 :‬ص‪ .199 :‬شهاب الدين ا‪ٟ‬تنبلي الدمشقي‪ ،‬شذرات الذىب يف أخبار من‬
‫ذىب‪ ،‬تح‪ :‬عبد القادر األربؤكط‪ ،‬ط‪1408(1 :‬ىػ‪1988/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار ابن كثَت‪ ،‬دمشق‪ ،‬ج‪ ،3 :‬ص‪.90 :‬‬
‫‪ -2‬ينطر‪ :‬العبلء البخارم‪ ،‬كشف األسرار‪( ،‬د ت ط)‪ ،‬مط‪ :‬دار الكتاب العريب‪ ،‬بَتكت‪ ،‬لبناف‪ ،‬ج‪ ،4 :‬ص‪.26 :‬‬
‫السبكي‪ ،‬اإلهباج يف شرح املنهاج‪ ،‬ط‪1416( :‬ىػ‪1995/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بَتكت‪،‬‬
‫علي بن عبد الكاُب ٌ‬
‫لبناف‪ ،‬ج‪ ،3 :‬ص‪.258 :‬‬
‫‪ٓ -3‬ب يرد ُب ج‪ :‬استند‪.‬‬

‫‪010‬‬
‫كإذا اجتهد كأخطأ‪ ،‬فلو أجر‪2"1‬؛ أم‪ :‬كخطؤهي مغفوهر لو‪ ،‬فاإلصابو ُب أعياف ‪ٚ‬تيع األحكاـ‬
‫الرحيم يقوؿ‪ :‬ﭽ‪       ‬ﭼ‬
‫متعسرةه‪ ،‬ك ٌ‬
‫ٌإما متع ٌذرةه أك ٌ‬
‫ا‪ٟ‬تج‪ ،]78 :‬ﭽ ‪        ‬ﭼ [البقرة‪..]185 :‬‬
‫[ ٌ‬

‫العصر إالٌ ُب بٍت‬


‫ى‬ ‫كفيهما أيضان أبٌو ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪١ -‬تا قاؿ ألصحابو‪":‬ال ييصلًٌ َّ‬
‫ُت أح هد منكم‬
‫٘تسكان‪ 4‬بعموـ ا‪٠‬تطاب‪ ،‬يمدخلةن صورة الفوات‬ ‫تصل إالٌ فيها؛ ٌ‬
‫ٌ‬ ‫فلم‬ ‫ة‬
‫ه‬ ‫طائف‬ ‫اجتهدت‬
‫ٍ‬ ‫‪،‬‬ ‫‪3‬‬
‫قريظةى"‬
‫فيو‪ ،‬كصلٌت األخرل ‪٣‬تتهد نة أب ٌف ا‪١‬تراد ا‪١‬تبادرةي إٔب القوـ‪ ،‬فكاف معها من الدليل ما يٮترج ىذه‬
‫الصورة من العموـ‪ .‬كٓب يعب كاحدةه من الطٌائفتُت‪ ،‬كىذه مسألةي ٗتصيص العموـ ابلقياس‪،‬‬
‫ا‪٠‬تبلؼ فيها شهَته‪.‬‬
‫ك ي‬
‫‪5‬‬
‫الراب من اللٌعن‬
‫ٌ‬ ‫آكل‬ ‫حكم‬ ‫عليو‬ ‫ب‬‫ت‬
‫ٌ‬‫ر‬‫ي‬ ‫ٓب‬
‫ك‬ ‫‪،‬‬ ‫برده‬
‫ك‪١‬تا ابع ببلؿ الصاع ابلصاعُت‪ ،‬كأمره ٌ‬
‫كالتغليظ؛ لعدـ علمو اب‪ٟ‬ترمة‪.‬‬

‫الصواب ما ُب األصل‪.‬‬ ‫‪ُ -1‬ب ج‪ :‬أجراف‪ .‬كىو خطأ‪ ،‬ك ٌ‬


‫‪ -2‬أخرجو البخارم‪ :‬كتاب‪ :‬االعتصاـ ابلسنة‪ ،‬ابب‪ :‬أجر ا‪ٟ‬تاكم إذا اجتهد فأصاب أك أخطأ‪ ،‬ج‪ ،4 :‬ص‪،372 :‬‬
‫رقم‪ .7352 :‬مسلم‪ :‬كتاب‪ :‬األقضية‪ ،‬ابب‪ :‬أجر ا‪ٟ‬تاكم إذا اجتهد فأصاب أك أخطأ‪ ،‬ص‪ ،713 :‬رقم‪.1716 :‬‬
‫كلفظو عند مسلم‪ ":‬إذا حكم ا‪ٟ‬تاكم فاجتهد ٍب أصاب‪ ،‬فلو أجراف‪ ،‬كإذا حكم فاجتهد‪ٍ ،‬ب أخطأ فلو أجر"‬
‫‪ -3‬أخرجو البخارم‪ :‬كتاب‪ :‬ا‪١‬تغازم‪ ،‬ابب‪ :‬مرجع النٌ ي ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬من األحزاب ك‪٥‬ترجو إٔب بٍت قريظة‪ ،‬ج‪ ،3 :‬ص‪:‬‬
‫أىم األمرين ا‪١‬تتعارضُت‪ ،‬ص‪،735 :‬‬ ‫السَت‪ ،‬ابب‪ :‬ا‪١‬تبادرة ابلغزك كتقد‪ٙ‬ب ٌ‬ ‫‪ ،119‬رقم‪ .4119 :‬مسلم‪ :‬كتاب‪ :‬ا‪ٞ‬تهد ك ٌ‬
‫رقم‪ .1770 :‬من حديث عبد هللا بن عمرك ‪-‬رضي هللا عنهما‪.-‬‬
‫متمسكا‪.‬‬‫‪ُ -4‬ب س‪ٌ :‬‬
‫‪ -5‬أخرجو البخارم‪ :‬كتاب‪ :‬الوكالة‪ ،‬ابب‪ :‬إذا ابع الوكيل شيئان فاسدان فبيعو مردكد‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪ ،150 :‬رقم‪:‬‬
‫‪ .1312‬مسلم‪ :‬كتاب‪ :‬ا‪١‬تساقاة‪ ،‬ابب‪ :‬بيع الطعاـ مثبل ٔتثل‪ ،‬ص‪ ،650 :‬رقم‪ .1594 :‬عند البخارم من حديث‬
‫أيب سعيد ا‪٠‬تدرم ‪-‬هنع هللا يضر‪ -‬قاؿ‪ :‬جاء ببلؿ إٔب النٌ ي ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬بتمر بى ًو‬
‫ر٘بٌ‪ ،‬فقاؿ لو النٌ ي‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ :-‬من أين ىذا؟ قاؿ ببلؿ‪:‬‬
‫الراب‬
‫ردم‪ ،‬فبعت منو صاعُت بصاع لنطعم النٌ ي ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ ،-‬فقاؿ النٌ ي ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬عند ذلك‪ٌ :‬أكه‪ٌ ،‬أكه‪ ،‬عُت ٌ‬ ‫كاف عندان ٘تر ٌّ‬
‫الراب‪ ،‬ال تفعل‪ ،‬كلكن إذا أردت أف تشًتم فبع التمر ببيع آخر ٍبٌ اشًت بو"‪.‬‬ ‫عُت ٌ‬

‫‪011‬‬
‫كمن معو ا‪٠‬تيطُت كما سبق‪ ،‬كقاؿ لو‪":‬إ ٌف كسادؾ لعريض‪،‬‬ ‫ً‬
‫أتكؿ ىعدم بن حاًب ى‬ ‫ك‪١‬تا ٌ‬
‫إٌ‪٪‬تا ىو بياض النٌهار كسواد اللٌيل"‪ ،1‬ىكابًيان عن عدـ فقهو معٌت الكبلـ‪ ،‬ما رتٌب على فعلهم‬
‫لبلجتهاد‪ٓ ،‬تبلؼ الذين أفتوا ا‪١‬تشجوج‬ ‫ذـ من أفطر رمضاف‪ ،‬كالفطر فيو من أكرب الكبائر ً‬
‫ٌ‬
‫بوجوب الغسل ُب الربد‪ ،‬فاغتسل فمات؛ فإبٌو قاؿ‪":‬قتلوه قتلهم هللا‪ ،‬ىل الٌ سألوا إذا ٓب‬
‫السؤ ياؿ"‪٠ 2‬تطأ ىؤالء بغَت اجتهاد؛ إذ ٓب يكوبوا من أىل العلم‪.‬‬
‫يعلموا؟ إٌ‪٪‬تا شفاءي الع ًٌي ٌ‬
‫‪3‬‬
‫بناء‬
‫ن‬ ‫قتلو؛‬ ‫حل‬
‫ٌ‬ ‫العتقاد‬ ‫‪،‬‬ ‫كٓب يوجب على أسامة شيئان ُب قتل من قاؿ‪ :‬ال إلو إالٌ هللا‬
‫صحة إسبلمو مع أ ٌف قتلىو حراـ‪.‬‬
‫على عدـ ٌ‬
‫أىل البغي من دماء أىل العدؿ بتأكيل‬ ‫السلف ك‪ٚ‬تهور الفقهاء أ ٌف ما استباحو ي‬ ‫كعمل ٌ‬
‫سائ وغ ال ضماف فيو بًىق ىوود كال ًديىوة كال َّ‬
‫كفارةو‪ ،‬كإف كاف قتليهم كقتا ي‪٢‬تم ي‪٤‬تٌرمان‪ .‬كىذا الشرط ُب‬

‫‪ -1‬سبق ٗتر‪٬‬تو‪ :‬ص‪.114 :‬‬


‫يتيمم‪ ،‬ص‪ ،65 :‬رقم‪ .336:‬كابن ماجو‪ :‬ابب‪ُ :‬ب اجملركح‬ ‫‪ -2‬أخرجو أبو داكد‪ :‬كتاب‪ :‬الطهارة‪ ،‬ابب‪ :‬اجملدكر ٌ‬
‫تصيبو جنابة فيخاؼ على بفسو إف اغتسل‪ ،‬ص‪ ،112 :‬رقم‪ .572 :‬كأ‪ٛ‬تد ُب ا‪١‬تسند‪ :‬ج‪ ،3 :‬ص‪ ،328 :‬رقم‪:‬‬
‫‪ .3057‬كأبويعلى‪ :‬ج‪ ،4 :‬ص‪ ،309 :‬رقم‪ .2420 :‬من حديث ابن عباس ‪-‬رضي هللا عنهما‪ -‬بنحوه ما ذكر ُب‬
‫فشجو ُب رأسو‪ٍ ،‬بٌ احتلم‪،‬‬
‫حجر‪ٌ ،‬‬‫ا‪١‬تنت‪ .‬كلفظ أيب داكد‪ :‬عن جابر‪-‬هنع هللا يضر‪ -‬قاؿ‪ :‬خرجنا ُب سفر‪ ،‬فأصاب رجبلن منٌا ه‬
‫يمم؟ فقالوا‪ :‬ما ‪٧‬تد لك رخصةن‪ ،‬كأبت تقدر على ا‪١‬تاء‪ ،‬فاغتسل‬
‫فسأؿ أصحابو فقاؿ‪ :‬ىل ٕتدكف ٕب رخصةن ُب التٌ ٌ‬
‫يخرب بذلك فقاؿ‪...‬فذكره‪ .‬قاؿ ابن حجر عنو‪":‬ركاه أبو داكد و‬
‫بسند فيو ضعف"‪.‬‬ ‫ً‬
‫فلما قدمنا على النٌ ي‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬أ ى‬
‫فمات‪ٌ ،‬‬
‫كقاؿ األلبا٘ب‪ :‬ضعيف‪ .‬ينظر‪ :‬أبو الفضل أ‪ٛ‬تد بن علي بن دمحم بن أ‪ٛ‬تد بن حجر العسقبل٘ب (ت‪852:‬ىػ)‪ ،‬بلوغ‬
‫للنشر‬ ‫املراـ من أدلة األحُاـ‪ ،‬تح‪ :‬الدكتور ماىر ايسُت الفحل‪ ،‬ط‪1435(1 :‬ىػ‪2014/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار القب‬
‫كالتوزيع‪ ،‬الرايض‪ ،‬ا‪١‬تملكة العربية السعودية‪ ،‬ص‪ .92 :‬انصر ال ٌدين األلبا٘ب‪ ،‬إركاء الغليل يف زبرَج أحادَث منار‬
‫السبيل‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪.142 :‬‬
‫ٌ‬
‫‪ -3‬أخرجو البخارم‪ :‬كتاب‪ :‬ا‪١‬تغازم‪ ،‬ابب‪ :‬بعث الن ي ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬أسامة بن زيد إٔب ا‪ٟ‬تيرقات من يجهينة‪ ،‬ج‪ ،3 :‬ص‪:‬‬
‫‪ ،147‬رقم‪ .4269 :‬مسلم‪ :‬كتاب‪ :‬اإلٯتاف‪ ،‬ابب‪ٖ :‬تر‪ٙ‬ب قتل الكافر بعد أف قاؿ‪ :‬ال إلو إال هللا‪ ،‬ص‪ ،66 :‬رقم‪:‬‬
‫‪ .96‬من حديث أيب الظٌبياف قاؿ‪ٝ :‬تعت أسامة بن زيد ‪-‬رضي هللا عنهما‪ -‬يقوؿ‪ :‬بعثنا رسوؿ هللا ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬إٔب ا‪ٟ‬تيىرقة‪،‬‬
‫فكف األبصارم‬ ‫فلما غشيناه قاؿ‪ :‬ال إلو إالٌ هللا‪ٌ ،‬‬ ‫كرجل من األبصار رجبلن منهم‪ٌ ،‬‬ ‫فصبٌحنا القوـ فهزمناىم‪ ،‬ك‪ٟ‬تقت أان ه‬
‫بلغ النٌ ي ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ ،-‬فقاؿ‪ :‬اي أسامةي أقتلتىو بعد ما قاؿ‪ :‬ال إلو إالٌ هللا؟ قلت‪:‬‬
‫فلما قدمنا ى‬
‫حىت قتلتيو‪ٌ ،‬‬
‫عنو‪ ،‬فطعنتيو بر‪٤‬تي ٌ‬
‫أ٘ب ٓب أكن قد أسلمت قبل ذلك اليوـ‪.‬‬ ‫حىت ٘تنٌيت ٌ‬
‫يكررىا ٌ‬
‫متعوذان‪ ،‬فما زاؿ ٌ‬
‫كاف ٌ‬

‫‪012‬‬
‫خطاب؛ الستقرار علمو ُب النفوس‪ ،‬كما أ ٌف الوعد‬ ‫و‬ ‫كل‬
‫‪ٟ‬توؽ الوعيد ال يلزـ أف يذكر عند ٌ‬
‫كل ما فيو كعد‪ ،‬كموابع‬ ‫ُب‬ ‫يذكر‬ ‫كال‬ ‫ة‪،‬‬‫د‬‫ٌ‬‫ر‬‫ط إبخبلصو هلل‪ ،‬كعدـ إحباطو ب ً‬
‫ه‬ ‫مشرك‬ ‫‪1‬‬
‫على العمل‬
‫ٌ‬
‫للسيئات‪ ،‬كببلاي الدبيا كمصائبها‪ ،‬كشفاعة‬ ‫ً‬
‫الوعيد‪ :‬التوبة‪ ،‬كاالستغفار‪ ،‬كا‪ٟ‬تسنة ا‪١‬تذىبة ٌ‬
‫٘ترد كشرد على هللا‬
‫حق من ٌ‬‫الرا‪ٛ‬تُت‪ ،‬فإف عيدمت ‪-‬كال تيعدـ إالٌ ُب ٌ‬ ‫شفيع يطاع‪ ،‬كر‪ٛ‬تة أرحم ٌ‬
‫سبب ُب ىذا‬‫العمل ه‬
‫ى‬ ‫شراد البعَت على أىلو‪ٟ -‬تق الوعيد‪ ،‬فلي معٌت الوعيد إالٌ أ ٌف ىذا‬
‫السبب فباطل‬ ‫بكل من قاـ بو ٌ‬
‫قبحو كٖترٯتيو‪ٌ ،‬أما كجوب كقوع ا‪١‬تسبٌب ٌ‬ ‫العذاب‪ ،‬فيستفاد منو ي‬
‫قطعان؛ لتوقٌفو على حصوؿ شركط كابتفاء موابع‪.‬‬
‫ٍبٌ إ ٌف ترؾ العمل اب‪ٟ‬تديث ثبلثة أقساـ‪:‬‬
‫جائز ابتٌفاؽ املسلمُت‪ :‬كىو ه‬
‫ترؾ من ٓب يبلغو ا‪ٟ‬تديث‪ ،‬بل الًتؾ فيو ى‪٣‬تى هاز؛‬ ‫ترؾ ه‬‫ه‬ ‫‪-0‬‬
‫االحتياج إٔب الفتيا أك ا‪ٟ‬تكم‪،‬‬ ‫إذ ما بلغو‪ 2‬حىت تركو‪ ،‬كال قصر ُب الطلب مع ً‬
‫ٌ‬
‫مسلم أبٌو‬
‫يتوىم ه‬ ‫الراشدين كغَتىم‪ ،‬فهذا ال ٌ‬ ‫كما تق ٌدـ عن ا‪٠‬تلفاء األربعة ٌ‬
‫عرة الًتؾ شيءه‪.‬‬
‫يلحقو من ىم ٌ‬
‫كترؾ غَت جائز‪ :‬كىذا ال يكاد يصدر من ٌ‬
‫األئمة‪.‬‬ ‫ه‬ ‫‪-1‬‬
‫‪ -2‬لكن ٮتاؼ على بعض العلماء ُب درؾ حكم ا‪١‬تسألة‪ ،‬فيقوؿ مع عدـ أسباب‬
‫االستدالؿ فيقوؿ قبل أف‬ ‫اجتهاد‪ ،‬أك يقصر ُب ً‬
‫بظر ك ه‬
‫ٌ‬ ‫القوؿ‪ ،‬كإف كاف لو فيو ه‬
‫ْتجة‪ ،‬أك يغلب عليو عادة أك غرض ٯتنعو‬ ‫متمسكان ٌ‬
‫يبلغ النٌظر ّنايتو مع كوبو ٌ‬
‫من استفاء النٌظر فيما يعارض ما عنده‪ ،‬كإف كاف ٓب يقل إالٌ ابجتهاد‪ ،‬فإ ٌف‬
‫ينتهي إليو االجتهاد قد ال ينضبط للمجتهد‪ ،‬كلذا كاف‬
‫ا‪ٟ‬ت ٌد الذم ‪٬‬تب أف ى‬
‫العلماء ٮتافوف من مثل ىذا؛ خشيةى أف ال يكوف االجتهاد ا‪١‬تعترب قد كجد ُب‬
‫ا‪١‬تسألة ا‪١‬تخصوصة‪.‬‬

‫‪ -1‬سقط من ج‪ :‬أ ٌف الوعد على العمل‪.‬‬


‫‪ -2‬كرد ُب س‪ :‬إذ ما بلٌغو كىو ترؾ غَت جائز من ٓب يبلغو ا‪ٟ‬تديث بل الًتؾ فيو جار إذا ما بلغو‪ .‬كالصواب ما أثبت‪.‬‬

‫‪013‬‬
‫فهذه ذبوب لكن قد علمت آبفان أ ٌف عقوبة الذبب إٌ‪٪‬تا تناؿ من ٓب يتب‪ ،‬كقد ٘تحى‬
‫السابقة‪ ،‬كال يدخل ُب ذلك من ٓب يبلغو ا‪٢‬تول كيصرعو حىت ينصر ابطبلن‪ ،‬أك من‬ ‫ابألسباب ٌ‬
‫قوؿ أك خطئو من غَت معر وفة منو بدليل ذلك؛ فإ ٌف ىذين ُب النٌار‬ ‫‪٬‬تزـ بصواب و‬
‫ا‪ٟ‬تق‬ ‫ً‬
‫قاضياف ُب النٌار و‬
‫فرجل علم ٌ‬ ‫فأما الذم ُب ا‪ٞ‬تنٌة ه‬
‫كقاض ُب ا‪ٞ‬تنٌة‪ٌ ،‬‬ ‫‪ٟ‬تديث‪":‬القضاةي ثبلثةه‪:‬‬
‫ا‪ٟ‬تق كقضى‬‫علم َّ‬ ‫فرجل قضى للنٌاس على و‬ ‫ً‬ ‫َّ‬
‫كرجل ى‬
‫ه‬ ‫جهل‪،‬‬ ‫كقضى بو‪ ،‬ك ٌأما اللذاف ُب النٌار ه‬
‫ً‬
‫ٓتبلفو"‪ ،1‬كا‪١‬تفتوف كذلك‪.‬‬
‫األمة ‪ -‬مع أبٌو‬
‫فلو فيرض كقوع بعض ىذا من بعض أعياف العلماء احملمودين عند ‪ٚ‬تيع ٌ‬
‫قدح ُب إمامتهم على‬ ‫بعي هد أك غَت كاق وع ‪ٓ -‬ب ي ً‬
‫أحدىم إحدل ىذه األسباب ا‪١‬تاحية‪ ،‬كٓب يه ى‬
‫عدـ ي‬ ‫ى‬ ‫ي‬
‫‪٧‬توز عليهم الذبوب‪ ،‬كبرجو ‪٢‬تم مع ذلك أعلى‬ ‫اإلطبلؽ‪ ،‬فإ ٌان ال بعتقد عصمة القوـ‪ ،‬بل ٌ‬
‫السنيٌة‪ ،‬كليسوا أبعلى درجة من‬
‫الصا‪ٟ‬تة كاألحواؿ َّ‬‫اختصهم هللا بو من األعماؿ ٌ‬
‫ال ٌدرجات؛ ‪١‬تا ٌ‬
‫الصحابو‪ ،‬كالقوؿ فيما اجتهدكا فيو من الفتاكل كالقضااي كال ٌدماء اليت كابت بينهم كغَتىا‪.2‬‬
‫ٌ‬
‫األئمة األربعة‬
‫األمة من الصحابة كالتابعُت كاتبعيهم كال سيٌما ٌ‬ ‫كيؤيٌد ذلك ٖتذير سلف ٌ‬
‫كحضهم على كجوب العمل بو مع ‪٥‬تالفة رأم كائ ون من كاف؛‬ ‫‪-‬مهنع هللا يضر‪ً -‬من ‪٥‬تالفة ا‪ٟ‬تديث ٌ‬
‫فمن ذلك ما ركم عن سعيد بن جبَت عن ابن عبٌاس قاؿ‪٘":‬تتٌع رسوؿ هللا ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ ،-‬فقاؿ‬
‫عيركة‪ّ":‬نى أبوبكر كعمر عن ا‪١‬تتعة" فقاؿ ابن عبٌاس‪ :‬أيىراىم ىسيىػ ٍهلًكوف‪ ،‬أقوؿ‪ :‬قاؿ رسوؿ هللا‬
‫ا‪ٟ‬تج ُب العمرة‪ .‬كُب‬ ‫ا‪ٟ‬تج؛ أم فسخ ٌ‬ ‫‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ ،-‬كيقولوف‪ّ :‬نى أبو بكر‪ ،‬كعمر"؛ يعٍت متعة ٌ‬

‫‪ -1‬أخرجو أبوداكد‪ :‬كتاب‪ :‬القضاء‪ ،‬ابب‪ُ :‬ب القاضي ٮتطئ‪ ،‬ص‪ ،641 :‬رقم‪ .3573 :‬الًتمذم‪ :‬كتاب‪ :‬األحكاـ‬
‫عن رسوؿ هللا ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬ابب‪ :‬ما جاء عن رسوؿ هللا ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ُ -‬ب القاضي‪ ،‬ص‪ ،313 :‬رقم‪1322 :‬ـ‪ .‬ابن ماجو‪:‬‬
‫كتاب‪ :‬األحكاـ‪ ،‬ابب‪ :‬ا‪ٟ‬تاكم ‪٬‬تتهد فيصيب ا‪ٟ‬ت ٌق‪ ،‬ص‪ ،396 :‬رقم‪ .2315 :‬كا‪ٟ‬تاكم ُب ا‪١‬تستدرؾ‪ :‬كتاب‪:‬‬
‫حديث صحيح اإلسناد كٓب‬ ‫ه‬ ‫األحكاـ‪ .‬ج‪ ،4 :‬ص‪ ،101 :‬رقم‪ .7012 :‬من حديث بريدة ‪-‬هنع هللا يضر‪ -‬كقاؿ‪":‬ىذا‬
‫صحيح على شرط مسلم"‪ .‬كقاؿ األلبا٘ب‪ :‬صحيح‪ .‬ينظر‪ :‬انصر ال ٌدين األلبا٘ب‪ ،‬إركاء الغليل‬‫و‬ ‫و‬
‫إبسناد‬ ‫ٮترجاه‪ ،‬كلو شاى هد‬
‫ٌ‬
‫السبيل‪ ،‬ج‪ ،8:‬ص‪.235 :‬‬
‫يف زبرَج أحادَث منار ٌ‬
‫األئمة األعالـ‪ ،‬ص‪.72 :‬‬
‫‪ - 2‬ابتهى كبلـ ابن تيمية ٔتعناه‪ .‬ينظر‪ :‬ابن تيمية‪ ،‬رفع املالـ عن ٌ‬

‫‪014‬‬
‫السماء" كما سبق‪ ،1‬كقاؿ أبو ال ٌدرداء‪":‬من يىع يذ ير٘ب‬
‫ركاية‪":‬يوشك أف ينزؿ عليهم حجارةه من ٌ‬
‫ببلد أبت فيو"‪ ،‬كعن‬ ‫من معاكية‪ ،‬أيح ًٌدثيو عن رسوؿ هللا ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬كٮترب٘ب برأيو‪ ،‬ال أيساكنك و‬
‫ى‬
‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬
‫كل ىذا كصلو حافظ ا‪١‬تغرب ابن عبد الرب ُب مؤلٌفاتو‬ ‫ً‬
‫الصامت مثٍػليوي ٔتعناه‪ ،‬ك ٌ‬
‫عيبىادة بن ٌ‬
‫أبسابيد جيدة حذفناىا اختصاران‪.‬‬
‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬
‫قلت‬
‫ى‬ ‫إذا‬ ‫‪:‬‬‫‪-‬‬ ‫هنع هللا يضر‬‫‪-‬‬ ‫حنيفة‬ ‫أليب‬ ‫قيل‬ ‫ا‪ٟ‬تنفية‪،‬‬ ‫ب‬‫ي‬‫ت‬ ‫ك‬
‫ي‬ ‫من‬ ‫كُب ركضة العلوـ الزبدكسية‬
‫الرسوؿ ٮتالفو؟‬‫كتاب هللا ٮتالفو؟‪ ،‬قاؿ‪ :‬اتركوا قوٕب لكتاب هللا‪ ،‬فقيل‪ :‬إذا كاف خربي ٌ‬ ‫قوالن ك ي‬
‫الرسوؿ‪ ،‬فقيل‪ :‬إذا كاف قوؿ الصحايب ٮتالفو‪ ،‬قاؿ‪":‬اتركوا قوٕب بقوؿ‬ ‫فقاؿ‪ :‬اتركوا قوٕب ٓترب ٌ‬
‫الصحايب"‪.‬‬

‫‪ - 1‬سبق ٗتر‪٬‬تو‪ :‬ص‪.120 :‬‬


‫الرب ب ًن عاصم الن ىَّم ًرم األب ىدلي ًسي القرط ي ا‪١‬تالكي‪ ،‬كلد‬
‫ً‬
‫‪ -2‬ابن عبد الرب‪ :‬أبو يع ىمر يوسف بن عبد هللا بن ي‪٤‬تى َّمد بن عبد ٌ‬
‫سنة‪368 :‬ق‪ ،‬صاحب التصابيف الفائقة؛ منها‪ :‬الكاُب ُب مذىب مالك‪ ،‬كاالستذ ىكار ‪١‬تذىب علماء األمصار فيما‬
‫الرأم ىكاآل ىاثر‪ .‬توُب سنة‪458 :‬ىػ‪ .‬ينظر‪ :‬ال ٌذى ي‪ ،‬تذكرة الفاظ‪ ،‬ج‪ ،3 :‬ص‪ .217 :‬ابن‬ ‫ض َّمنىوي ا‪١‬توطَّأ من ً‬
‫معا٘ب َّ‬ ‫تى ى‬
‫خلكاف‪ ،‬كفيات األعياف‪ ،‬ج‪ ، 7 :‬ص‪.66 :‬‬

‫‪ -3‬ينظر‪ :‬ابن عبد الرب‪ ،‬جامع بياف العلم كفضلو‪ ،‬ابب‪ :‬فضل ٌ‬
‫السنٌة كمباينتها ألقواؿ العلماء‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪،1210 :‬‬
‫رقم‪.2378 ،2378 ،2378 :‬‬
‫‪ -4‬ركضة العلوـ الزندكسية‪ :‬كتاب الركضة أليب علي حسُت بن ٭تي بن علي بن عبد هللا البخارم الزبدكسي ا‪ٟ‬تنفي‬
‫(ت‪400 :‬ىػ)‪ .‬ينظر‪ :‬حاجي خليفة‪ ،‬كشف الظنوف‪( ،‬د ت ط)‪ ،‬مط‪ :‬دار إحياء الًتاث العريب‪ ،‬بَتكت‪ ،‬لبناف‪ ،‬ج‪:‬‬
‫‪ ،1‬ص‪.229 :‬‬
‫‪ -5‬أبو حنيفة‪ :‬النعماف بن اثبت بن يزٍكطى بن ماه التيمي موالىم الفارسي الكوُب‪ ،‬أحد ٌ‬
‫األئمة األعبلـ‪ ،‬كلد سنة‪:‬‬
‫‪80‬ىػ ُب حياة صغار الصحابة‪ ،‬كرأل أب بن مالك ‪١‬تا قدـ عليهم الكوفة‪ ،‬عٍت بطلب ا‪ٟ‬تديث‪ ،‬كارٖتل إٔب ذلك‪،‬‬
‫ك ٌأما الفقو كالرأم فإليو ا‪١‬تنتهى‪ ،‬كالنٌاس عليو عياؿ ُب ذلك‪ ،‬توُب‪150 :‬ق‪ .‬من تصابيفو‪ :‬الفقو األكرب‪ ،‬كرسالتو إٔب‬
‫البسيت‪ ،‬ككتاب العآب كا‪١‬تتعلم‪ .‬ينظر‪ :‬ابن بد‪ٙ‬ب‪ ،‬الفهرست‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪ .251 :‬الذى ي‪ ،‬سَت أعالـ النبالء‪ ،‬ج‪،6 :‬‬
‫ص‪ .390 :‬ابن حجر العسقبل٘ب‪ ،‬هتذَب التهذَب‪ ،‬ط‪1404(1 :‬ىػ‪1984/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار الفكر‪ ،‬بَتكت‪ ،‬لبناف‪،‬‬
‫ج‪ ، 4 :‬ص‪.129 :‬‬

‫‪015‬‬
‫فيت بقولنا ما ٓب يعلم من أين‬ ‫و‬
‫٭تل ألحد أف يي ى‬
‫كركل عنو إبراىيم بن يوسف أبٌو قاؿ‪":‬ال ٌ‬
‫علم ًو‬
‫قلناه"‪ ،1‬كركم ىذا عن يزفر بن ىذيل‪ 2‬كأيب يوسف‪ 3‬كعافية بن يزيد كآخرين؛ كمعٌت ً‬
‫السمرقندم‪ 4‬ك‪ٚ‬تاعة‪.‬‬ ‫من أين قالوه علم ً ً ً‬
‫حجتو كدليلو‪ ،‬ذكره أبو اللٌيث ٌ‬
‫ي ٌ‬

‫‪ -1‬ابن عبد الرب‪ً ،‬‬


‫اانتقاء يف فضائل األئمة الثالثة الفقهاء‪ ،‬ص‪.145 :‬‬
‫‪ -2‬أبو ىذَل زفر بن اهلذَل‪ :‬فقيوه ه‬
‫كبَت‪ ،‬من أصحاب أيب حنيفة‪ ،‬غلب عليو الرأم‪ ،‬كلد سنة‪110 :‬ق‪ ،‬كتوُب سنة‪:‬‬
‫‪158‬ىػ‪ .‬ينظر‪ :‬ابن الند‪ٙ‬ب‪ ،‬الفهرست‪ ،‬ص‪ .156 :‬الزركلي‪ ،‬األعالـ‪ ،‬ج‪ ،3 :‬ص‪.45 :‬‬
‫‪ -3‬أبو َوسف‪ :‬يعقوب بن إبراىيم بن حبيب بن حبيش‪ ،‬كلد ابلكوفة سنة‪113 :‬ق‪ ،‬كاف رأس أصحاب أيب حنيفة‪،‬‬
‫ٓب يتقدمو أح هد ُب زمابو كىو ٌأكؿ من كضع الكتب ُب أصوؿ الفقو على مذىب أيب حنيفة‪ ،‬كأملى ا‪١‬تسائل كبشرىا‪،‬‬
‫الرد على سَت األكزاعي‪ ،‬اختبلؼ أيب حنيفة كابن أيب ليلى‪ ،‬توُب‬
‫أتبع أصحابو للحديث‪ .‬من مؤلفاتو‪ :‬ا‪٠‬تراج‪ٌ ،‬‬
‫ككاف ى‬
‫سنة‪182 :‬ىػ‪ .‬ينظر‪ :‬النوكم‪ ،‬هتذَب األمساء كاللغات‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪ .273 :‬ابن خلكاف‪ ،‬كفيات األعياف كأنباء‬
‫أبناء الزماف‪ ،‬ج‪ ،6 :‬ص‪ .378 :‬الذى ي‪ ،‬اترَخ اإلسالـ ككفيات املشاىَت كاألعالـ‪ ،‬ج‪ ،4 :‬ص‪.1021 :‬‬
‫الذى ي‪ ،‬سَت أعالـ النبالء‪ ،‬ج‪ ،7 :‬ص‪.469 :‬‬
‫السمرقندم‪ :‬بصر بن دمحم بن أ‪ٛ‬تد بن إبراىيم ٌ‬
‫السمرقندم‪ ،‬أبو الليث‪ ،‬ا‪١‬تل ٌقب إبماـ ا‪٢‬تدل‪ ،‬عبلٌمة‪،‬‬ ‫‪ -4‬أبو اللٌيث ٌ‬
‫الزركلي أ ٌف‬
‫أئمة ا‪ٟ‬تنفية‪ ،‬من الزىاد ا‪١‬تتصوفُت‪ .‬لو تصابيف بفيسة منها‪ :‬تفسَت القرآف‪ ،‬تنبيو الغافلُت‪ ،‬الفتاكل‪ .‬ذكر ٌ‬
‫من ٌ‬
‫ط القاضي شهاب الدين أ‪ٛ‬تد بن علي بن عبد‬ ‫بقلت كفاتو من خ ٌ‬
‫كفاتو كابت سنة‪373 :‬ق‪ ،‬إالٌ أ ٌف الذى ي قد قاؿ‪ ":‬ي‬
‫كسبعُت كثبلث مائة"‪ .‬ينظر‪ :‬الذى ي‪ ،‬سَت أعالـ النبالء‪ ،‬ج‪،12 :‬‬ ‫ا‪ٟ‬تق ‪-‬أيٌده هللا‪ُ -‬ب ‪ٚ‬تادل اآلخرة سنة ‪ٜ‬ت‬
‫ٌ‬
‫الزركلي‪ ،‬األعالـ‪ ،‬ج‪ ،8 :‬ص‪.27 :‬‬
‫ص‪ٌ .333 :‬‬

‫‪016‬‬
‫كركل الشافعي‪- 1‬هنع هللا يضر‪ -‬عن أيب حنيفة بن‪ًٝ 2‬تٌاؾ بن‪ 3‬الفضل‪ 4‬قاؿ‪ :‬كحدثٍت ابن أيب‬
‫ذئب‪ 5‬عن ا‪١‬تقربم‪ 1‬عن أيب شريح الكع ي‪ :2‬أ ٌف رسوؿ هللا ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬قاؿ عاـ الفتح‪":‬من قيتل‬

‫بغزة سنة ‪150‬ىػ‪ ،‬ك‪ٛ‬تل إٔب م ٌكة كىو‬ ‫‪ -1‬الشافعي‪ :‬ىو أبو عبد هللا ٌ‬
‫‪٤‬تمد بن إدري الشافعي القرشي ا‪١‬تطٌل ي‪ ،‬كلد ٌ‬
‫ابن سنتُت‪ ،‬فنشأ هبا‪ ،‬كأخذ العلم عن أىلها‪ ،‬قاؿ عنو أ‪ٛ‬تد بن حنبل‪ :‬ما أحد م ٌ بيده ‪٤‬تربنة كال قلمان إالٌ كالشافعي ُب‬
‫رقبتو منٌة‪ ،‬كلوال الشافعي ما عرفنا فقو ا‪ٟ‬تديث‪ ،‬ككاف الفقو قفبلن على أىلو حىت فتحو هللا ابلشافعي"‪ .‬من تصابيفو‪ :‬األـٌ‬
‫الرسالة القدٯتة كتبو ُب العراؽ كا‪ٞ‬تديدة كتبو ُب مصر‪ .‬توُب سنة‪204 :‬ىػ‪ .‬ينظر‪ :‬أبو بكر أ‪ٛ‬تد بن ا‪ٟ‬تسُت‬ ‫ُب الفقو‪ ،‬ك ٌ‬
‫السيد أ‪ٛ‬تد صقر‪ ،‬ط‪1390(1 :‬ىػ‪1970/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬مكتبة دار الًتاث‪،‬‬ ‫البيهقي‪ ،‬مناقب اإلماـ الشافعي‪ ،‬تح‪ٌ :‬‬
‫القاىرة‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪ .86 :‬ابن عماد ا‪ٟ‬تنبلي‪ ،‬شذرات الذىب‪ ،‬ج‪ ،3 :‬ص‪ .19 :‬عبد الغٍت الدقر‪ ،‬اإلماـ الشافعي‬
‫السنٌة األكرب(‪150‬ق‪204/‬ق)‪ ،‬ط‪1417(6 :‬ق‪1996/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار القلم‪ ،‬دمشق‪ ،‬ص‪.27-5 :‬‬
‫فقيو ٌ‬
‫‪ -2‬سقطت من ‪ٚ‬تيع النسخ‪.‬‬
‫الصواب ما أثبت‪.‬‬
‫‪ -3‬كرد ُب ‪ٚ‬تيع النسخ‪ :‬بن أيب الفضل‪ .‬ك ٌ‬
‫لو‪ٝ":‬تاؾ بن الفضل ا‪ٞ‬تندم"‪ٌ ،‬أما ا‪١‬تؤلٌف دمحم بن علي‬ ‫‪ -4‬أبو حنيفة بن ًمساؾ بن الفضل‪ :‬ذكره ابن حجر بقو ً‬

‫السنوسي فقد ذكره بقولو‪":‬أبو حنيفة ً‪ٝ‬تاؾ بن الفضل" ككأ ٌف كنيتو "أبو حنيفة"‪ ،‬كا‪ٝ‬تو "‪ٝ‬تاؾ"‪ ،‬إالٌ أ ٌف كلمة "بن" اثبتة‬
‫األكؿ قد‪ٙ‬ب ٓب يدركو الشافعي‪ ،‬كذكره على الصحيح الدكاليب‬ ‫ً‬
‫الصحيح ىو أبو حنيفة بن ‪ٝ‬تاؾ بن الفضل؛ ك ٌ‬ ‫لو‪ ،‬ك ٌ‬
‫فقاؿ‪":‬أبو حنيفة بن ‪ٝ‬تاؾ بن الفضل ركل عنو الشافعي"‪ .‬كقد خطٌأ أ‪ٛ‬تد شاكر ُب ٖتقيقو "الرسالة" لئلماـ الشافعي‬
‫ابن حجر ُب عدـ تر‪ٚ‬تتو ُب "تعجيل املنفعة"‪ ،‬كقاؿ‪ :‬فى ًهم ا‪ٟ‬تافظ أبٌو ‪ٝ‬تاؾ بن الفضل الصنعا٘ب ا‪١‬تًتجم لو ُب‬
‫ظ ى‬ ‫ا‪ٟ‬تاف ى‬
‫"التهذَب"‪ ،‬كىذا خطأه غريب من مثلو‪ ،‬كشتاف بُت ىذا كذاؾ‪ً ،‬‬
‫ك‪ٝ‬تاؾ بن الفضل قد‪ٙ‬به ج ٌدان‪ ،‬ركل عنو ىم ٍع ىمر كشعبة‪،‬‬ ‫ه‬
‫الرسالة‪ ،‬ص‪ .452 :‬أبو بً ٍشر دمحم بن‬ ‫ك‪٤‬تاؿ أف يدرؾ الشافعي شيخان من شيوخهما‪ .‬ينظر‪ :‬دمحم بن إدري الشافعي‪ٌ ،‬‬
‫ه‬
‫أ‪ٛ‬تد بن ‪ٛ‬تاد بن سعيد بن مسلم األبصارم الدكاليب الرازم (ت‪310:‬ىػ)‪ ،‬الٌُت كاألمساء‪ ،‬تح‪ :‬أبو قتيبة بظر دمحم‬
‫الفاراييب‪ ،‬ط‪1421(1 :‬ىػ‪2000/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار ابن حزـ‪ ،‬بَتكت‪ ،‬لبناف‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪ .495 :‬ابن حجر العسقبل٘ب‪،‬‬

‫األئمة األربعة‪ ،‬تح‪ :‬إكراـ هللا إمداد ٌ‬


‫ا‪ٟ‬تق‪ ،‬ط‪1416(1 :‬ق‪1996/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار البشائر‬ ‫تعجيل املنفعة بزكائد ٌ‬
‫اإلسبلمية‪ ،‬بَتكت‪ ،‬لبناف‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪.445 :‬‬

‫‪ -5‬ابن أيب ذئب‪ :‬دمحم بن عبد الر‪ٛ‬تن بن أيب ذئب العامرم‪ ،‬أبو ا‪ٟ‬تارث ا‪١‬تد٘ب‪ ،‬أحد فقهاء األئمة‪ ،‬كاف ثقة صدكقان‬
‫السيوطي‪ ،‬طبقات الفاظ‪ ،‬تح‪ :‬علي دمحم عمر‪ ،‬ط‪:‬‬ ‫عمن ٭ت ٌدث‪ .‬توُب‪159 :‬ىػ‪ .‬ينظر‪ٌ :‬‬ ‫إال أبو ال يبإب ٌ‬
‫‪1393(1‬ىػ‪1973/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬مكتبة كىبة‪ ،‬القاىرة‪ ،‬ص‪.83 :‬‬

‫‪017‬‬
‫أحب فلو ال ىق ىويد"‪ .3‬قاؿ أبو حنيفة‪:‬‬ ‫أحب أخذ العقل‪ ،‬كإف ٌ‬ ‫قتيل فهو ٓتَت النٌظرين‪ :‬إف ٌ‬
‫لو ه‬
‫علي صياحان كثَتان‪،‬‬
‫فقلت البن أيب ذئب‪ :‬أأتخذ هبذا اي أاب ا‪ٟ‬تارث؟ فضرب صدرم‪ ،‬كصاح ٌ‬ ‫ي‬
‫وؿ‪ :‬أتخذ بو؟ بعم‪ ،‬آخ يذ بو‪ .‬كذلك‬ ‫مٍت‪ ،‬كقاؿ‪ :‬أيح ٌدثيك عن رسوؿ هللا ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص–كتق ي‬
‫كانؿ ٌ‬
‫‪٤‬تمدان‪ -‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬من النٌاس‪ ،‬فهداىم بو‪،‬‬
‫كجل اختار ٌ‬ ‫علي كعلى من ‪ٝ‬تعو‪ ،‬إ ٌف هللا عز ٌ‬ ‫الفرض َّ‬
‫كعلى يديو‪ ،‬كاختار ‪٢‬تم ما اختار لو‪ ،‬كعلى لسابو‪ ،‬فعلى ا‪٠‬تلق أف يتٌبعوه طائعُت أك داخرين‪،‬‬
‫يسكت‪.4‬‬
‫ى‬ ‫حىت ٘تنٌيت أف‬
‫عٍت ٌ‬ ‫سكت ٌ‬ ‫ى‬ ‫ال ‪٥‬تر ىج ‪١‬تسلم من ذلك‪ .‬قاؿ ‪ :‬كما‬
‫الرب بسنده إٔب معن بن عيسى‪ ،‬قاؿ‪ٝ :‬تعت مالك بن أب‬
‫كركل ا‪ٟ‬تافظ ابن عبد ٌ‬
‫السنٌة فخذكه‪،‬‬
‫فكل ما كافق الكتاب ك ٌ‬
‫بشر أخطئ كأصيب‪ ،‬فابظركا ُب رأيي‪ٌ ،‬‬
‫يقوؿ‪":‬إٌ‪٪‬تا أان ه‬
‫‪5‬‬
‫مطرؼ‪ ،‬قاؿ‪ٝ :‬تعت مالكان‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫إٔب‬ ‫ا‬
‫ن‬ ‫أيض‬ ‫كبسنده‬ ‫‪،‬‬ ‫السنٌة فاتركوه"‬
‫كل ما ٓب يوافق الكتاب ك ٌ‬
‫ك ٌ‬

‫‪ -1‬أبو سعيد املقربم ‪ :‬كيساف‪ ،‬كىو مؤب لبٍت جندع من بٍت ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنابة‪ ،‬ككاف منزلو عند‬
‫ا‪١‬تقابر البقيع‪ ،‬فقالوا ا‪١‬تقربم‪ ،‬من الطبقة الوسطى من التابعُت‪ ،‬توُب سنة‪125 :‬ق‪ ،‬كقيل غَت ذلك‪ .‬ينظر‪ :‬ابن سعد‪،‬‬
‫الطبقات الُربل‪ ،‬تح‪ :‬إحساف عباس‪ ،‬ط‪1968(1 :‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار صادر‪ ،‬بَتكت‪ ،‬ج‪ ، 5 :‬ص‪ .85 :‬الذى ي‪ ،‬سَت‬
‫أعالـ النبالء‪ ،‬ج‪ ،5 :‬ص‪.516 :‬‬
‫الكع ي‪ ،‬صحايب‪ ،‬أسلم قبل فتح مكة‪ ،‬مات أبو شريح‬
‫ٌ‬ ‫‪ -2‬أبو شرَح الُعيب‪ :‬خويلد بن عمرك بن صخر‪ ،‬ا‪٠‬تز ٌ‬
‫اعي‬
‫اب‪١‬تدينة سنة ‪ٙ‬تاف كستُت‪ .‬ينظر‪ :‬ابن سعد‪ ،‬الطبقات الُربل‪ ،‬ج‪ ،6 :‬ص‪.293 :‬‬
‫أىل مكة؟‪ ،‬ج‪ ، 2 :‬ص‪ ،186 :‬رقم‪.2434 :‬‬ ‫ؼ لقطةي ً‬‫عر ي‬
‫‪ -3‬أخرجو البخارم‪ :‬كتاب‪ :‬اللٌقطة‪ ،‬ابب‪ :‬كيف تي َّ‬
‫‪-‬‬ ‫ا‪ٟ‬تج‪ ،‬ابب‪ٖ :‬تر‪ٙ‬ب مكة كصيدىا كخبلىا‪ ،‬ص‪ ،535 :‬رقم‪ .1355 :‬من حديث أيب ىريرة‬
‫مسلم‪ :‬كتاب‪ٌ :‬‬
‫الرسالة‪ ،‬تح‪ :‬أ‪ٛ‬تد دمحم شاكر‪( ،‬د ت ط)‪ ،‬ص‪ .450 :‬خبَت النظرَن‪ٓ :‬تَت‬ ‫‪٤‬تمد بن إدري ‪ ،‬الشافعي‪ٌ ،‬‬ ‫هنع هللا يضر‪ٌ .-‬‬
‫األمرين‪ ،‬كالنظر يقع على األجساـ كا‪١‬تعا٘ب‪ ،‬فما كاف ابألبصار فهو لؤلجساـ‪ ،‬كما كاف ابلبصائر كاف للمعا٘ب‪ .‬العقل‪:‬‬
‫الدية‪ .‬القود‪ :‬القصاص‪ .‬ينظر‪ :‬ابن األثَت‪ ،‬النهاَة يف غرَب الدَث كاألثر‪ ،‬ج‪ ، 5 :‬ص‪.77 :‬‬
‫‪ -4‬ينظر‪ :‬ابن األثَت ا‪ٞ‬تزرم (ت‪606 :‬ق)‪ ،‬الشايف شرح مسند الشافعي‪ ،‬اعتٌت بو‪ :‬أ‪ٛ‬تد بن رايض األ‪ٛ‬تد‪( ،‬د ت‬
‫ط)‪ ،‬مط‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بَتكت‪ ،‬لبناف‪ ،‬ج‪ ،3 :‬ص‪ .331 :‬الذى ي‪ ،‬سَت أعالـ النبالء‪ ،‬ج‪ ،6 :‬ص‪.563 :‬‬
‫‪ -5‬أخرجو‪ :‬ابن عبد الرب‪ ،‬جامع بياف العلم كفضلو‪ ،‬تح‪ :‬أبواألشباؿ الزىَتم‪ ،‬ط‪1414(1 :‬ىػ‪1994/‬ـ)‪ ،‬مط‪:‬‬
‫دارابن ا‪ٞ‬توزم‪ ،‬الدماـ‪ ،‬ص‪ .775 :‬رقم‪ .1435 :‬إسناده حسن‪ .‬فيو إبراىيم بن ا‪١‬تنذر‪ :‬صدكؽ تكلٌم فيو أ‪ٛ‬تد ألجل‬
‫القرآف‪ ،‬من العاشرة‪ ،‬مات سنة ست كثبلثُت‪ .‬كبقيٌة رجالو ثقات‪ .‬ينظر‪ :‬ابن حجر العسقبل٘ب‪ ،‬تقرَب التهذَب‪ ،‬تح‪:‬‬
‫دمحم عوامة‪ ،‬مط‪ :‬دار الرشيد‪ ،‬سوراي‪ ،‬ط‪1406(1 :‬ق‪1986/‬ـ)‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪.64 :‬‬

‫‪018‬‬
‫مٍت من ىذا الرأم‪ ،‬فإٌ‪٪‬تا افتجرتو أان‬
‫علي شيئان ‪٦‬تٌا ‪ٝ‬تعتىو ٌ‬
‫سك َّ‬
‫يقوؿ‪ :‬قاؿ ٕب ابن ىرمز‪":‬ال ي٘ت ٍ‬
‫‪1‬‬
‫تتمسك بو"‬
‫كربيعة‪ ،‬فبل ٌ‬
‫كقد ذكر ابن يمىزيٍن‪ 2‬عن عيسى بن دينار‪ 3‬عن ابن القاسم‪ 4‬عن مالك‪ ،‬قاؿ‪":‬لي‬
‫كلٌما ما قاؿ رجل قوالن ‪-‬كإف كاف لو فضل‪ -‬يػيتَّبع عليو؛ يقوؿ هللا ﭽ ‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫ه‬ ‫ه‬
‫‪   ‬ﭼ [الزمر‪.]18:‬‬

‫كركل سحنوف‪ 5‬عن ابن كىب‪ ،‬قاؿ‪ :‬قاؿ ٕب مالك بن أب ‪-‬كىو ينكر كثرة‬
‫كد َّؿ عليو‪ ،‬كما ٓب تعلم فاسكت عنو‪ ،‬ك ٌإايؾ أف‬ ‫ً‬
‫فقل بو ي‬
‫ا‪١‬تسائل‪ :-‬اي أاب عبد هللا ما ىعلمتىو ٍ‬

‫‪ -1‬إسناده صحيح‪ .‬أخرجو ابن عبد الرب‪ ،‬جامع بياف العلم كفضلو‪ ،‬ص‪ .776 :‬رقم‪.1437 :‬‬
‫‪ -2‬ابن يم ىزٍَن‪ :‬ىو ٭تي بن زكراي بن إبراىيم بن مزين‪ ،‬أصلو من طليطلة‪ ،‬قاؿ عنو ابن لبابة‪":‬ابن مزين أفقو من رأيت ُب‬
‫علم مالك كأصحابو"‪ ،‬توُب سنة‪259 :‬ىػ‪ .‬من كتبو‪ :‬تسمية الرجاؿ ا‪١‬تذكورين اب‪١‬توطأ‪ ،‬كا‪١‬تستقصية ُب علل ا‪١‬توطأ‪،‬‬
‫كفضائل القرآف‪ .‬ينظر‪ :‬ابن فرحوف ا‪١‬تالكي‪ ،‬ال ٌدَباج املذىب يف معرفة أعياف املذىب‪ ،‬تح‪ :‬دمحم األ‪ٛ‬تدم أبو النور‪،‬‬
‫ط‪1922(:‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار الًتاث‪ ،‬القاىرة‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪ .361 :‬الزركلي‪ ،‬األعالـ‪ ،‬ج‪ ،8 :‬ص‪.134 :‬‬
‫‪ -3‬أابف‪ :‬أابف بن عيسى بن دينار ابن ك ً‬
‫اقد بن رجاء بن عامر بن مالك الغافقي‪ ،‬من أىل قرطبة‪ ،‬توُب سنة‪262 :‬ق‪.‬‬
‫ينظر‪ :‬ابن الفرضي‪ ،‬اترَخ علماء األندلس‪ ،‬تح‪ :‬عزت العطار ا‪ٟ‬تسيٍت‪ ،‬ط‪1408(2 :‬ىػ‪1988/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬ا‪٠‬تا‪٧‬تي‪،‬‬
‫القاىرة‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪.31 :‬‬
‫‪ -4‬ابن القاسم‪ :‬أبو عبد هللا عبد الر‪ٛ‬تن بن القاسم بن خالد بن جنادة العيتىقي الفقيو ا‪١‬تصرم‪ ،‬كلد سنة‪132 :‬ىػ‪،‬‬
‫صاحب مالك عشرين سنة‪ ،‬ثقة‪ ،‬قاؿ عنو مالك‪":‬ابن القاسم فقيو"‪ ،‬توُب ٔتصر سنة‪191 :‬ىػ‪ ،‬لو‪ :‬ا‪١‬تدكبة كىي من‬
‫أجل كتب ا‪١‬تالكية‪ ،‬ركاىا عن اإلماـ مالك‪ ،‬كلو ُب صحيح البخارم حديث كاحد‪ .‬ينظر‪ :‬أبو الفضل القاضي عياض‬ ‫ٌ‬
‫ابن موسى اليحص ي (ت‪544 :‬ىػ)‪ ،‬ترتيب املدارؾ كتقرَب املسالك‪ ،‬تح‪ :‬عبد القادر الصحراكم‪ ،‬ط‪1966( :‬ـ)‪،‬‬
‫مط‪ :‬مط‪ :‬احملمدية‪ ،‬ا‪١‬تغرب‪ ،‬ج‪ ،3 :‬ص‪ .244 :‬ابن فرحوف ا‪١‬تالكي (ت‪799 :‬ق)‪ ،‬ال ٌدَباج املذىب يف معرفة‬
‫أعياف املذىب‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪ 165 :‬كما بعدىا‪ .‬ابن حجر العسقبل٘ب (ت‪852 :‬ق)‪ ،‬هتذَب التهذَب‪ ،‬ج‪،6 :‬‬
‫ص‪ .253 :‬الزركلي (ت‪1396 :‬ق)‪ ،‬األعالـ‪ ،‬ج‪ ،3 :‬ص‪.323 :‬‬
‫‪ -5‬سحنوف‪ :‬ىو أبو سعيد عبد السبلـ سحنوف بن سعيد بن حبيب التنوخي‪ ،‬من أشهر فقهاء ا‪١‬تالكية اب‪١‬تغرب‬
‫العريب‪ ،‬كلد ٔتدينة القَتكاف سنة ‪ 160‬ىػ‪ ،‬توُب سنة‪ 240 :‬ىػ كدفن ابلقَتكاف‪ .‬من أشهر مؤلٌفاتو‪ :‬ا‪١‬تدكبة الكربل اليت‬
‫‪ٚ‬تع فيها مسائل الفقو على مذىب مالك بن أب ‪ .‬ينظر‪ :‬عبد الر‪ٛ‬تن بن أ‪ٛ‬تد بن يوب الصدُب‪ ،‬أبو سعيد‬
‫(ت‪347:‬ىػ)‪ ، ،‬اترَخ ابن َونس املصرم‪ ،‬ط‪1421(1 :‬ىػ)‪ ،‬مط‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بَتكت‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪.90 :‬‬

‫‪021‬‬
‫تقلٌد النٌاس قبلد ىة س و‬
‫وء"‪ ،1‬كجاء رجل فسألو‪ ،‬فقاؿ لو‪":‬قاؿ رسوؿ هللا ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬كذا ككذا‪،‬‬ ‫ي‬
‫فقاؿ الرجل‪ :‬أرأيت‪ .‬فقاؿ مالك‪ :‬ﭽ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ‬

‫ﮘﮙ ﭼ[النور‪ ،]63:‬كقاؿ‪ٓ :‬ب يكن من فتيا النٌاس أف يقاؿ ‪٢‬تم‪ :‬قلت ىذا‪ ،‬كابوا يكتفوف‬
‫ابلركاية كيرضوف هبا‪.‬‬
‫كركل عيسى بن دينار‪ ،‬عن ابن القاسم قاؿ‪ :‬يسئل مالك‪١ ،‬تن ٕتوز الفتول؟ قاؿ‪١":‬تن‬
‫دخلت على مالك‬ ‫لمة القعن ي قاؿ‪:‬‬ ‫‪2‬‬ ‫علً‬
‫ي‬ ‫اس فيو" ‪ ،‬كعن عبد هللا بن ىم ٍس ى‬ ‫ي‬ ‫الن‬
‫ٌ‬ ‫اختلف‬ ‫ما‬ ‫م‬
‫ىى‬
‫فقلت لو‪ :‬اي أاب عبد هللا ما‬
‫عٍت يبكي‪ ،‬ي‬ ‫علي‪ٍ ،‬بٌ سكت ٌ‬ ‫فرد َّ‬‫مت عليو‪َّ ،‬‬ ‫فوجدتو ابكيان‪ ،‬فسلٌ ي‬
‫الذم يبكيك؟‪ ،‬فقاؿ ٕب‪":‬اي ابن قعنب‪ ،‬إ ٌان هلل على ما فىػر ىط مٍت‪ ،‬ليتٍت جلدت بكل و‬
‫كلمة‬ ‫ٌ‬ ‫ي‬ ‫ى ٌ‬
‫و‬
‫الرأم كىذه ا‪١‬تسائل‪،‬‬ ‫مت هبا ُب ىذا األمر بً ىس ٍوط‪ ،‬كٓب يكن فىػىر ىط ٌ‬
‫مٍت ما فىػىر ىط من ىذا ٌ‬ ‫تكلٌ ي‬
‫اية أخرل‪ ،‬فقلنا لو‪ :‬ارجع عن ذلك‪ ،‬فقاؿ‪:‬‬ ‫كقد كاف ٕب سعةه فيما سبً ٍقت إليو"‪ ،3‬زاد ُب رك و‬
‫ي ي‬
‫الركباف‪ ،‬كأان على ما ترل‪ ،‬فلم ‪٩‬ترج من عنده حىت‬ ‫كيف ٕب بذلك كقد سارت بو ٌ‬
‫كمردكد إالٌ كبلـ صاحب‬
‫ه‬ ‫مقبوؿ‬
‫كبلـ منو ه‬ ‫الشريفة‪":‬كل و‬ ‫‪4‬‬
‫أغمضناه ‪ ،‬كقاؿ مشَتان إٔب ا‪ٟ‬تجرة ٌ‬
‫‪1‬‬ ‫‪5‬‬
‫ىذا القرب" ‪ ،‬كقاؿ ا‪٢‬تيثم بن ‪ٚ‬تيل ‪ :‬قلت‪١ :‬تالك بن أب ‪ :‬اي أاب عبد هللا إ ٌف عندان قومان‬

‫أبو اسحاؽ إبراىيم بن علي الشَتازم (ت‪476 :‬ىػ)‪ ،‬طبقات الفقهاء‪ ،‬ى ٌذبوي‪ :‬دمحم بن مكرـ بن منظور (ت‪711:‬ىػ)‪،‬‬
‫تح‪ :‬إحساف عباس‪ ،‬ط‪1970(1 :‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار الرائد العريب‪ ،‬بَتكت‪ ،‬لبناف‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪ .156 :‬أبو الفضل‬
‫القاضي عياض بن موسى اليحص ي (ت‪544 :‬ىػ)‪ ،‬ترتيب املدارؾ كتقرَب املسالك‪ ،‬ج‪ ،4 :‬ص‪.86 :‬‬
‫‪ -1‬إسناده صحيح‪ .‬ينظر‪ :‬ابن عبد الرب‪ ،‬جامع بياف العلم‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪ ،1071 :‬رقم‪.2080 :‬‬
‫‪ -2‬ينظر‪ :‬ابن عبد الرب‪ ،‬جامع بياف فضل العلم‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪.817 :‬‬
‫‪ -3‬إسناده ضعيف‪ .‬فيو ابن لبابة كاف غَت ضابط لركايتو ٭ت ٌدث اب‪١‬تعا٘ب‪ .‬بظر‪ :‬ابن عبد الرب‪ ،‬جامع بياف العلم‪ ،‬ج‪:‬‬
‫‪ ،2‬ص‪ .1072 :‬ابن الفرضي‪ ،‬اترَخ علماء األندلس‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪.36 :‬‬
‫‪ -4‬ينظر‪ :‬ابن فرحوف ا‪١‬تالكي‪ ،‬ال ٌدَباج املذىب‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪.133 :‬‬
‫‪ -5‬ينظر‪ :‬٭تِت بن إبراىيم األزدم السلماسي‪ ،‬منازؿ األئمة األربعة‪ ،‬تح‪٤ :‬تمود بن عبد الر‪ٛ‬تن قدح‪ ،‬ط‪:‬‬
‫‪1422(1‬ىػ‪2002/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬مكتبة ا‪١‬تلك فهد الوطنية‪ ،‬ج‪ ،1:‬ص‪.23 :‬‬

‫‪020‬‬
‫فبلف‪ ،‬عن عمر بن ا‪٠‬تطاب بكذا‪ .‬ككذا فبلف‬ ‫أحدىم‪ :‬ح ٌدثنا فبل هف عن و‬
‫كضعوا يكتيبان يقوؿ ي‬
‫قلت‪ :‬إٌ‪٪‬تا ىي‬‫كصح عندىم قوؿ عمر؟‪ ،‬ي‬ ‫عن إبراىيم بكذا‪ .‬كأنخذ بقوؿ إبراىيم‪ .‬قاؿ مالك‪ٌ :‬‬
‫صح عندىم قوؿ إبراىيم‪ .‬قاؿ مالك‪ :‬ىؤالء ييستتابوف‪ ،‬ذكره بعضهم قائبلن ىع ًقبو‪:‬‬
‫ركاية‪ ،‬كما ٌ‬
‫عمر ييستتاب فكيف من ترؾ قوؿ هللا كرسولو بقوؿ من ىو دكف إبراىيم‬ ‫فإذا كاف ي ً‬
‫اترؾ قوؿ ى‬
‫النخعي أك مثلو؟‪ 2‬ابتهى‪.‬‬
‫قاؿ صاحب "اإليقاظ" بعد بقلو‪ :‬يريد فيكوف عند مالك من أكفر الكافرين‪ْ ،‬تيث ال‬
‫يستتاب‪ ،‬بل ىو زبديق‪ .‬إٔب غَت ذلك‪.3‬‬
‫كبلـ مؤيٌ هد اب‪ٟ‬تجج‪ ،‬يػيٍل ًجم‬
‫ٌ ه‬ ‫ابألـ‬ ‫ا‪١‬تعركفة‬ ‫سحنوف‬ ‫"‬ ‫بة‬‫مدك‬
‫ٌ‬ ‫"‬ ‫ح‬‫شر‬ ‫ُب‬ ‫‪4‬‬
‫كلئلماـ سند‬
‫ا‪١‬تعارض ُب ىذا ا‪١‬تعٌت عن اللٌهج‪ ،‬سأذكر لك شيئان منو ُب التقليد‪.‬‬
‫الربيع بن سليماف قاؿ‪ٝ :‬تعت الشافعي ‪-‬كقد سألو رجل عن مسألة‪-‬‬ ‫كركم عن ٌ‬ ‫ي‬
‫السائل‪ :‬اي أاب عبد هللا أتقوؿ‬
‫فقاؿ‪ :‬ييركل عن النٌ ي ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬أبو قاؿ‪ :‬كذا ككذا‪ ،‬فقاؿ لو ٌ‬

‫اَّللً بن أ‪ٛ‬تد بن حنبل‪ :‬ا‪٢‬تيثم بن ‪ٚ‬تيل ثقة‪،‬‬


‫‪ -1‬اهليثم بن مجيل‪ :‬أبو سهل ا‪ٟ‬تافظ‪ ،‬البغدادم‪ ،‬بزيل أبطاكية‪ ،‬قاؿ عبد َّ‬
‫توُب سنة‪113 :‬ىػ‪ .‬ينظر‪ :‬يوسف بن عبد الر‪ٛ‬تن القضاعي ا‪١‬تزم‪ ،‬هتذَب الُماؿ يف أمساء الرجاؿ‪ ،‬تح‪ :‬بشار عواد‬
‫الرسالة‪ ،‬بَتكت‪ ،‬ج‪ ،30:‬ص‪.365 :‬‬
‫معركؼ‪ ،‬ط‪1400(1 :‬ىػ‪1980/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬مؤسسة ٌ‬
‫‪ -2‬ابن قيم ا‪ٞ‬توزية‪ ،‬إعالـ املوقعُت‪ ،‬تح‪ :‬دمحم عبد السبلـ إبراىيم‪ ،‬مط‪ :‬دار الكتب العلمية ‪ ،‬بَتكت‪ ،‬مط‪:‬‬
‫‪1411(1‬ىػ‪1991/‬ـ)‪ ،‬ج‪ ، 2 :‬ص‪.140 :‬‬
‫‪ -3‬صاّب بن دمحم العمرم الشهَت ابلفبلٌ٘ب‪ ،‬إَقاظ ذنم أكيل األبصار‪ ،‬تح‪ :‬أبو عماد ٌ‬
‫السخاكم‪ ،‬ط‪:‬‬
‫‪1418(1‬ىػ‪1997/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار الفتح‪ ،‬الشارقة‪ ،‬ص‪.253 :‬‬
‫‪ -4‬سند بن عناف‪ :‬ابن إبراىيم بن حريز بن ا‪ٟ‬تسُت بن خلف األزدم‪ ،‬كنيتو أبو علي ‪ٝ‬تع من شيخو أيب بكر‬
‫الطرطوشي‪ ،‬ككاف من زىاد العلماء ككبار الصا‪ٟ‬تُت‪ ،‬فقيهان‪ ،‬فاضبلن‪ ،‬تف ٌقو ابلشيخ أيب بكر الطرطوشي‪ ،‬كجل إللقاء‬
‫ا‪١‬تدكبة ُب‬
‫الدرس بعد الشيخ أيب بكر الطرطوشي‪ ،‬كابتفع النٌاس بو‪ ،‬كألٌف كتاابن حسنان ُب الفقو ‪ٝ‬تاه‪ :‬الطٌراز‪ ،‬شرح بو ٌ‬
‫‪٨‬تو ثبلثُت سفران كتوُب قبل إكمالو‪ .‬كلو آتليف ُب ا‪ٞ‬تدؿ كغَت ذلك‪ .‬مات ابإلسكندرية سنة‪541:‬ىػ‪.‬‬
‫ينظر‪ :‬ابن ماكوال (ت‪475 :‬ق)‪ ،‬اإلكماؿ يف رفع اارتياب عن املؤتلف كاملختلف يف األمساء كالٌُت كاألنساب‪،‬‬
‫ط‪1411( 1 :‬ىػ‪1990/‬ـ) مط‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بَتكت‪ ،‬لبناف‪ ،‬ج‪ ،4 :‬ص‪ .258 :‬ابن فرحوف‪ ،‬الدَباج‬
‫املذىب يف معرفة أعياف علماء املذىب‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪ .399 :‬السيوطي‪ ،‬حسن احملاضرة يف اترَخ مصر كالقاىرة‪،‬‬
‫ج‪ ،1 :‬ص‪.452 :‬‬

‫‪021‬‬
‫أم ‪ٝ‬تاء‬
‫أرض تقلٌٍت‪ ،‬ك ٌ‬ ‫هبذا؟‪ .‬فارتعد الشافعي كاصفَّر‪ ،‬كحاؿ لوبو‪ ،‬كقاؿ‪":‬ك٭تك‪ ،‬كأم و‬
‫الرأس كالعُت‪ ،‬بعم‪ .‬على الرأس‬ ‫تظلٌٍت‪ ،‬إذا ركيت عن رسوؿ هللا شيئان كٓب أقل بو؟ بعم‪ .‬على ٌ‬
‫أحد كإالٌ كتذىب عليو سنة لرسوؿ هللا ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬كتعزب‬ ‫كالعُت"‪ .1‬قاؿ‪ :‬ك‪ٝ‬تعتو يقوؿ‪":‬ما من و‬
‫قلت‪،‬‬ ‫لت من و‬ ‫و‬
‫خبلؼ ما ي‬‫ي‬ ‫أصل كفيو عن رسوؿ هللا ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪-‬‬ ‫أص ي‬
‫قلت من قوؿ أك ٌ‬ ‫عنو‪ ،‬فمهما ي‬
‫يردد ىذا الكبلـ‪.2‬‬ ‫فالقوؿ ما قالو رسوؿ هللا ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬كىو قوٕب"‪ ،‬كجعل ٌ‬
‫كجدًب ُب كتايب خبلؼ سنٌة رسوؿ هللا‬ ‫ٌ‬ ‫كقاؿ أيضان‪ٝ :‬تعتو يقوؿ‪":‬إذا‬
‫‪3‬‬
‫كجدًب‬
‫قلت" ‪ .‬كقاؿ أيضان‪ٝ :‬تعتو يقوؿ‪":‬إذا ٌ‬
‫‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬فقولوا بسنٌة رسوؿ هللا ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬كدعوا ما ي‬
‫سنٌة من رسوؿ هللا ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬خبلؼ قوٕب فأان أقوؿ هبا"‪.4‬‬
‫صح فيها ا‪٠‬ترب عن رسوؿ هللا‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬عند أىل النٌقل‬ ‫و‬
‫كل مسألة ٌ‬ ‫كعنو ‪ٝ‬تعتو يقوؿ‪ٌ ":‬‬
‫اجع عنها ُب حياٌب كبعد موٌب"‪ .5‬كقاؿ حرملة بن ٭تي‪ :‬قاؿ‬ ‫ٓتبلؼ ما قلت فأان ر ه‬
‫صح من حديث النٌ ي أكٔب‬ ‫قلت كقد كاف النٌ ي ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬قاؿ ٓتبلؼ قوٕب‪ ،‬فما ٌ‬
‫الشافعي‪":‬ما ي‬
‫‪6‬‬
‫ركيت عن رسوؿ هللا ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪-‬‬
‫كال تقلٌدك٘ب" ‪ .‬كقاؿ ‪١‬تن قاؿ ُب ا‪ٟ‬تديث أأتخذ هبذا‪":‬مىت ي‬
‫أف عقلي قد ذىب"‪ .‬كأشار بيديو على رؤكس ا‪ٞ‬تماعة‪ .7‬كقاؿ‬ ‫حديثان فلم آخذ بو‪ ،‬فأشهدكم َّ‬
‫كقاؿ آلخر قاؿ لو ذلك‪":‬أرأيت ُب كسطي يزٌانران ؟ أترا٘ب خرجت من الكنيسة؟" أقوؿ قاؿ‬

‫‪ -1‬أبو بكر ا‪٠‬تطيب البغدادم‪ ،‬الفقيو كاملتفقو‪ ،‬تح‪ :‬عادؿ بن يوسف الغرازم‪ ،‬ط‪1421(2 :‬ىػ) ‪ ،‬مط‪ :‬دار ابن‬
‫السعودية‪،‬ج‪ ،1:‬ص‪.389 :‬‬ ‫ا‪ٞ‬توزم‪ٌ ،‬‬
‫‪ -2‬ابن عساكر‪ ،‬اترَخ مدَنة دمشق‪ ،‬ج‪ ،51 :‬ص‪.389 :‬‬
‫‪ -3‬أبو بكر ا‪٠‬تطيب البغدادم‪ ،‬الفقيو كاملتفقو‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪.389:‬‬
‫‪ -4‬ابن القيم ا‪ٞ‬توزية‪ ،‬إعالـ املوقعُت‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪.203 :‬‬
‫‪ -5‬ا‪١‬تصدر بفسو‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪.203 :‬‬
‫‪ -6‬ا‪١‬تصدر بفسو‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪.203 :‬‬
‫‪ -7‬ا‪١‬تصدر بفسو‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪.203 :‬‬

‫‪022‬‬
‫النٌ ي ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬كتقوؿ ٕب‪ :‬أتقوؿ هبذا؟‪ ،‬أركم على النٌ ي ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬كال أقوؿ بو؟‪ ،1‬كقاؿ‪":‬ال‬
‫ألحد مع سنٌة رسوؿ هللا"‪.2‬‬ ‫أقوؿ و‬

‫رسوؿ هللا ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ٓ -‬ب يكن لو أف يدعها‬ ‫كقاؿ‪ :‬أ‪ٚ‬تع النٌاس على أ ٌف من استبابت لو سنٌةي ً‬
‫ي‬
‫لقوؿ أحد‪ .‬كقاؿ‪ٓ :‬ب أ‪ٝ‬تع أحدان بىسبو النٌاس‪ ،‬أك بسب بفسو إٔب عل وم يٮتالف ُب أى َّف فىػرض هللاً‬
‫ٍ ى‬ ‫ى ى‬ ‫ي‬ ‫ى‬
‫باعو‪ ،‬كإبٌو ال‬ ‫كمو‪ ،‬فإ ٌف هللا ٓب ‪٬‬تعل و‬ ‫رسوؿ هللا‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬كالتسليم ‪ٟ‬ت ً‬
‫باع أمر ً‬
‫بعده إالٌ اتٌ ى‬
‫ألحد ى‬ ‫ى ي‬ ‫اتٌ ى‬
‫ض هللا‬
‫قوؿ رجل قاؿ إالٌ بكتاب هللا أك سنٌة رسوؿ هللا‪ ،‬كأ ٌف ما سوا‪٫‬تا تىػبى هع ‪٢‬تما‪ ،‬كأ ٌف فىػ ٍر ى‬ ‫يلزـ ه‬
‫عدان كقبلنا ُب قى ً‬
‫بوؿ ا‪٠‬ترب عن رسوؿ هللا‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪.3-‬‬ ‫علينا كعلى ىمن بى ى‬
‫صح ا‪ٟ‬تديث‬‫صح ا‪ٟ‬تديث فاضربوا بقوٕب عرض ا‪ٟ‬تائط‪ ،‬إذا ٌ‬ ‫كقولو ا‪١‬تشهور عنو‪":‬إذا ٌ‬
‫‪4‬‬
‫دؿ عليو ا‪ٟ‬تديث‬ ‫يح ُب أ ٌف مذىبو ما ٌ‬
‫صح عن الثبلثة أيضان‪ ،‬فهذا صر ه‬
‫فهو مذى ي" ‪ ،‬كىذا ٌ‬
‫يفيت بو على أبٌو مذىبيو‪،‬‬
‫غَته‪ ،‬كال ‪٬‬توز أف يينسب إليو ما خالف ا‪ٟ‬تديث‪ ،‬كال أف ى‬‫ال يقوؿ ى‬
‫أئمة أتباعو‪ ،‬حىت كاف‬‫صرح بذلك ‪ٚ‬تاعةه من ٌ‬ ‫صح عنو ذلك‪ٌ ،‬‬ ‫ككل من ٌ‬‫بل ىو افًتاءه عليو ٌ‬
‫صح ا‪ٟ‬تديث ٓتبلفها‪ :‬اضربوا على‬ ‫منهم من يقوؿ للقارئ إذا قرأ عليو مسألةن من كبلمو قد ٌ‬
‫بصوا عليو‪،‬‬
‫ينصوا عليو فكيف كقد ٌ‬ ‫الصواب لو ٓب ٌ‬‫ىذه ا‪١‬تسألة‪ ،‬فليست مذىبو‪ ،‬كىذا ىو ٌ‬
‫غض من جبللتهم بل قد أعظم اإلساءة ُب ح ٌقهم‪.‬‬ ‫ظن هبم غَت ىذا فقد ٌ‬
‫كمن ٌ‬
‫السنهورم‪ 5‬أبٌو‪ :‬ثبت عن مالك ‪٨‬تو ما للشافعي‪ ،‬كذكر عن ابن‬
‫كذكر بور ال ٌدين ٌ‬
‫السابق‪.1‬‬
‫عيسى ٌ‬

‫‪ -1‬ا‪١‬تصدر بفسو‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪.204 :‬‬


‫‪ -2‬ا‪١‬تصدر بفسو‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪.201 :‬‬
‫‪ -3‬ابن القيم ا‪ٞ‬توزية‪ ،‬إعالـ املوقعُت‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪.204 :‬‬
‫‪ -4‬ا‪١‬تصدر بفسو‪ ،‬ج‪ ،4 :‬ص‪.179 :‬‬
‫مصرم‪ ،‬اشتهر‬
‫ه‬ ‫مالكي‬
‫ه‬ ‫‪ -5‬نور الدَن السنهورم‪ :‬علي بن عبد هللا بن علي األزىرم السنهورم‪ ،‬بور الدين‪ :‬فقيوه‬
‫ابلفقو كالعربية القراءآت‪ ،‬توُب سنة‪889 :‬ق‪ ،‬لو‪ :‬شرح على ‪٥‬تتصر خليل‪ُ ،‬ب الفقو‪ٓ ،‬ب يكمل‪ ،‬كشرحاف لآلجركمية ُب‬
‫النحو‪ ،‬ينظر‪ :‬الزركلي‪ ،‬األعالـ‪ ،‬ج‪ ،4 :‬ص‪.307 :‬‬

‫‪023‬‬
‫كقاؿ‪ :‬قاؿ ابن يمسدم ‪":‬فقد عيلًم أ ٌف َّ‬
‫‪2‬‬
‫كل ما خالف الكتاب كالسنٌة من آراء مالك‬
‫السنٌة كما ىو مذىب الشافعي"‪.‬‬ ‫و‬
‫فلي ٔتذىب لو‪ ،‬بل مذىبو ما كافق الكتاب ك ٌ‬
‫‪5‬‬ ‫ً ‪4‬‬ ‫‪3‬‬
‫أقراه‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫ك‬ ‫خليل‬ ‫"‬ ‫‪٥‬تتصر‬ ‫"‬ ‫على‬ ‫شرحيهما‬ ‫ُب‬ ‫الكبلـ‬ ‫ىذا‬ ‫ي‬ ‫ش‬‫ر‬
‫كقد بقل األى ٍج يهورم ى‬
‫ا‪٠‬ت‬
‫ى‬ ‫ك‬
‫تقرر أ ٌف ما خالف الكتاب كالسنٌة‬ ‫بصو‪":‬كإذا ٌ‬
‫كُب "اإليقاظ" بعد بقل ما سبق ما ٌ‬
‫ا‪١‬تتمسكُت ٔتذاىبهم أف‬
‫ٌ‬ ‫فيتعُت على‬
‫كاإل‪ٚ‬تاع من أقواؿ اجملتهدين كآرائهم لي مذىبان ‪٢‬تم‪ٌ ،‬‬
‫السنة كأقواؿ العلماء؛ ليعلموا بذلك ما ىو مذىب إلمامهم‪ ،‬خبلؼ ما ‪٢‬تج‬ ‫يعتنوا ابلكتاب ك ٌ‬
‫ا‪١‬تتأخركف من فقهاء ا‪١‬تذاىب األربعة من اقتصارىم على ا‪١‬تختصرات ا‪٠‬تالية من ال ٌدليل‪،‬‬
‫بو ٌ‬
‫كل اإلعراض عن كتب ا‪ٟ‬تديث كا‪٠‬تبلؼ كأصوٕب ا‪ٟ‬تديث كالفقو‪ ،‬فهم على ىذا‬ ‫كإعراضهم ٌ‬

‫كل ما كافق الكتاب كالسنة فخذكا بو كمآب يوافق‬


‫‪ -1‬قوؿ اإلماـ مالك‪":‬إ‪٪‬تا أان بشر أخطئ كأصيب فابظركا ُب رأيي‪ٌ ،‬‬
‫الكتاب كالسنة فاتركوه"‪.‬‬
‫‪ -2‬ابن يم ٍسدم‪ :‬دمحم بن أيب أ‪ٛ‬تد يوسف بن موسى بن يوسف بن مسدم‪ ،‬ا‪١‬تهلىب‪ ،‬األزدم‪ ،‬األبدلسي‪ ،‬ا‪ٟ‬تافظ‪ ،‬توُب‬
‫الزركلي‪ ،‬األعالـ‪ ،‬ج‪ ،7 :‬ص‪.150 :‬‬
‫قتيبل ٔت ٌكة سنة‪663 :‬ىػ‪ .‬ينظر‪ٌ :‬‬
‫‪ -3‬األىجهورم ‪ :‬علي بن دمحم بن عبد الر‪ٛ‬تن بن علي‪ ،‬فقيو مالكي‪ ،‬من العلماء اب‪ٟ‬تديث‪ .‬توُب سنة‪1066 :‬ق‪ .‬لو‬
‫شرح على ‪٥‬تتصر خليل بعنواف مواىب ا‪ٞ‬تليل ُب شرح ‪٥‬تتصر خليل‪ ،‬شرح رسالة أيب زيد‪ ،‬ا‪١‬تغارسة كأحكامها‪ .‬ينظر‪:‬‬
‫الزركلي‪ ،‬األعالـ‪ ،‬ج‪ ، 7:‬ص‪ .150 :‬عمر بن رضا‪،‬‬
‫دمحم بن سآب ‪٥‬تلوؼ‪ ،‬شجرة النور الزكية‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪ٌ .459 :‬‬
‫معجم املؤلفُت‪ ،‬ج‪ ،7 :‬ص‪.207 :‬‬
‫‪ -4‬اخلىىر ًشي‪ :‬أبو عبد هللا دمحم بن عبد هللا ا‪٠‬تىىرًشي (بفتحتُت كما ىو ٓتطٌو)‪ ،‬عرؼ اب‪٠‬تىىرًشي كاب‪٠‬تراشي‪ ،‬ابتهت إليو‬
‫ح كبَته على ‪٥‬تتصر خليل مطبوع كصغَته ‪٥‬تطو هط‪ ،‬كالفرائد السنية شرح‬ ‫الرائسة ٔتصر‪ ،‬توُب سنة‪1101 :‬ق‪ .‬كلو‪ :‬شر ه‬
‫الزركلي‪ ،‬األعالـ‪ ،‬ج‪،6 :‬‬
‫ا‪١‬تقدمة السنوسية‪ .‬ينظر‪ :‬دمحم بن سآب ‪٥‬تلوؼ‪ ،‬شجرة النور الزكية‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪ٌ .439 :‬‬
‫ص‪.241 :‬‬
‫‪ -5‬خليل‪ :‬خليل بن إسحاؽ بن موسى‪ ،‬ضياء الدين ا‪ٞ‬تندم‪ ،‬ا‪١‬تالكي‪ ،‬ا‪١‬تصرم‪ ،‬أخذ عن ٌ‬
‫أئمة منهم‪ :‬أبو عبد هللا ابن‬
‫أئمة منهم‪ :‬هبراـ كاألقفهسي‪ ،‬كاف صحيح النقل‪ ،‬مشاركان ُب فنوف‬
‫ا‪ٟ‬تاج صاحب ا‪١‬تدخل‪ ،‬كأبو عبد هللا ا‪١‬تنوُب‪ ،‬كعنو ٌ‬
‫شركح كثَتةه‪،‬‬
‫من العربية كا‪ٟ‬تديث كالفرائض‪ ،‬فاضبلن ُب مذىب مالك‪ .‬توُب سنة‪749 :‬ق‪ .‬لو‪ :‬ا‪١‬تختصر ُب الفقو كلو ه‬
‫كترجم إٔب اللغة الفربسية‪ ،‬ك‪٥‬ت ٌدرات الفهوـ ُب ما يتعلٌق ابلًتاجم كالعلوـ‪َ .‬نظر‪ :‬ابن فرحوف‪ ،‬الدَباج املذىب يف معرفة‬
‫أعياف علماء املذىب‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪ .357 :‬السيوطي‪ ،‬حسن احملاضرة يف اترَخ مصر كالقاىرة‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪:‬‬
‫الزركلي‪ ،‬األعالـ‪ ،‬ج‪ ، 2:‬ص‪:‬‬
‫‪ .460‬دمحم ‪٥‬تلوؼ‪ ،‬شجرة النور الزكية يف طبقات املالُية‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪ٌ .321 :‬‬
‫‪.315‬‬

‫‪024‬‬
‫أئمتهم بعضها‬
‫أئمتهم جهبلن مرٌكبان؛ أل ٌف اآلراء اليت يعتقدكّنا مذاىب ٌ‬
‫أجهل النٌاس ٔتذاىب ٌ‬
‫‪٥‬تالف للكتاب كالسنٌة كاإل‪ٚ‬تاع"‪.1‬‬
‫‪2‬‬
‫السبعُت ما حاصلو‪ :‬إ ٌف ا‪١‬تقلٌد إلماـ إذا‬ ‫ٌ‬ ‫ك‬ ‫الثامن‬ ‫الفرؽ‬ ‫ُب‬ ‫‪،‬‬‫"‬ ‫اعده‬
‫و‬ ‫ق‬ ‫"‬ ‫ُب‬ ‫كقاؿ القراُب‬
‫إ‪ٚ‬تاع مثبلن‪ ،‬ال ‪٬‬توز لو أف ينقلو‬ ‫كتاب كسنٌ وة أك و‬
‫شرعي من و‬
‫وٌ‬
‫‪٥‬تالف و‬
‫ألصل‬ ‫ه‬ ‫اطٌلع على و‬
‫قوؿ لو‬
‫فيت بو ُب دين هللا‪ ،‬فإ ٌف الفتول بغَت شروع حر هاـ‪ ،‬كإف ٓب يعص صاحب القوؿ بل‬ ‫للنٌاس‪ ،‬كال يي ى‬
‫كل عص ور تف ٌق يد مذاىبهم‪،‬‬ ‫يػي ٍؤ ىجر الجتهاده‪ٓ ،‬تبلؼ ا‪١‬تطٌلع عليو عمدان فيأٍب‪ ،‬قاؿ‪ :‬فعلى أىل ٌ‬
‫فكل ما كجدكه من ىذا النٌوع يح ًرـ عليهم الفتول بو‪ ،‬كال يعرل مذىب من ا‪١‬تذاىب عنو‪،3‬‬ ‫ٌ‬
‫‪4‬‬ ‫و‬
‫كقد سبق قوؿ الشافعي‪":‬ما من أحد إالٌ كتذىب عنو سنٌة رسوؿ هللا ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬كتعزب عنو" ‪.‬‬

‫‪ -1‬الفبل٘ب‪ ،‬إَقاظ ذنم أكيل اابصار‪ ،‬ص‪.252 :‬‬


‫‪ -2‬القرايف‪ :‬أ‪ٛ‬تد بن إدري بن عبد الر‪ٛ‬تن‪ ،‬أبو العباس‪ ،‬شهاب الدين الصنهاجي ا‪١‬تصرم‪ ،‬من علماء ا‪١‬تالكية‪ ،‬توُب‬
‫سنة‪ 684 :‬ىػ‪ .‬لو مصنفات جليلة ُب الفقو كاألصوؿ منها‪ :‬أبوار الربكؽ ُب أبواء الفركؽ‪ ،‬الذخَتة‪ ،‬التنقيح‪ .‬ينظر‪:‬‬
‫صبلح الدين الصفدم (ت‪764 :‬ق)‪ ،‬الوايف ابلوفيات‪ ،‬تح‪ :‬أ‪ٛ‬تد األرانؤكط‪ ،‬ط‪1420(1 :‬ىػ‪2000/‬ـ)‪ ،‬مط‪:‬‬
‫دار إحياء الًتاث‪ ،‬بَتكت‪ ،‬ج‪ ،6 :‬ص‪ .146 :‬السيوطي‪ ،‬حسن احملاضرة يف اترَخ مصر كالقاىرة‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪:‬‬
‫الزركلي‪ ،‬األعالـ‪ ،‬ج‪ ،1:‬ص‪.95 :‬‬
‫‪ٌ .316‬‬
‫الرسالة‪ ،‬بَتكت‪ ،‬لبناف‪ ،‬ج‪:‬‬ ‫‪ -3‬القراُب‪ ،‬الفركؽ‪ ،‬تح‪ :‬عمر حسن القياـ‪ ،‬ط‪1432(2 :‬ىػ‪2011/‬ـ)‪ ،‬مط‪ٌ :‬‬
‫مؤسسة ٌ‬
‫‪ ،2‬ص‪.205 :‬‬
‫‪ -4‬سبق ٗتر‪٬‬تو‪ :‬ص‪.133 :‬‬

‫‪025‬‬
‫األئمة األربعة فيها‬ ‫من‬ ‫كقد ‪ٚ‬تع ابن دقيق العيد‪ 1‬ا‪١‬تسائل اليت خالف كل ك و‬
‫احد‬
‫ٌ‬
‫حيح ابفرادان أك اجتماعان ُب ‪٣‬تلٌ ود ضخ وم‪ ،‬كذكر ُب ٌأكلو أ ٌف بسبة ىذه ا‪١‬تسائل إٔب‬
‫الص ى‬
‫ا‪ٟ‬تديث ٌ‬
‫ى‬
‫يعزكىا إليهم‬
‫األئمة اجملتهدين حر هاـ‪ ،‬كأبٌو ‪٬‬تب على الفقهاء ا‪١‬تقلٌدين ‪٢‬تم معرفتها؛ لئبل ى‬ ‫ٌ‬
‫‪2‬‬
‫فيكذبوا عليهم‪ .‬ىكذا بقلو عنو تلميذه األيدفوم ‪ ،‬ذكر ذلك عن األدفوم الشيخ عيسى‬
‫الثعال ي ا‪ٞ‬تعفرم ا‪ٞ‬تزائرم‪ 3‬مولدان كمنشأن‪ ،‬ا‪١‬ت ٌكي كفاةن ‪-‬ر‪ٛ‬تو هللا تعأب‪.4-‬‬
‫قاؿ‪ :5‬فعلم من كبلمهم ‪-‬هنع هللا يضر‪ :-‬أ ٌف من قلٌد كاحدان منهم ُب انز ولة بعد ظهور كوف رأيو‬
‫كاذب ُب دعواه‬
‫جلي عند القائل بو‪ ،‬فهو ه‬ ‫و‬
‫إ‪ٚ‬تاع أك قياس وٌ‬ ‫كتاب أك سنٌ وة أك و‬ ‫فيها ‪٥‬تالفان بص و‬
‫ٌ‬
‫بع ‪٢‬تواه كعصبيتو‪ ،‬كىو برمءه منو‪ ،‬فهو معو ٔتنزلة أحبار أىل الكتاب مع‬ ‫التقليد لو‪ ،‬متٌ ه‬

‫‪ -1‬ابن دقيق‪ :‬تقي ال ٌدين‪ ،‬أبو الفتح ٌ‬


‫‪٤‬تمد بن علي بن كىب بن مطيع القشَتل ا‪١‬تنفلوطي الصعيدم ا‪١‬تالكي‬
‫كالشافعي‪ ،‬الفقيو اجملتهد احمل ٌدث ا‪ٟ‬تافظ‪ ،‬من كتبو‪ :‬منتهى السؤؿ كاألمل‪ ،‬شرح ‪٥‬تتصر ابن ا‪ٟ‬تاجب‪ ،‬توُب سنة‪:‬‬
‫‪702‬ىػ‪ .‬ينظر‪ :‬ال ٌذى ي‪ ،‬تذكرة الفاظ‪ ،‬ج‪ ،4 :‬ص‪.1481 :‬‬

‫‪ -2‬األيدفوم‪ :‬كماؿ ال ٌدين ىج ٍع ىفر بن ثعلب بن ىج ٍع ىفر األدفوم‪ٌ ،‬‬


‫ا‪١‬تؤرخ األديب الفقيو الشافعي‪ٓ ،‬ب مصنٌفات كثَتة‬
‫فن علم الفرائض‪ .‬توُب سنة‪:‬‬
‫السعيد ا‪ٞ‬تامع أ‪ٝ‬تاء ‪٧‬تباء صعيد‪ ،‬فرائد الفوائد كمقاصد القواعد‪ ،‬كىذا ُب ٌ‬ ‫منها‪ :‬الطٌالع ٌ‬
‫‪748‬ق‪ .‬ينظر‪ :‬تقي الدين دمحم بن ىجرس بن رافع السبلمي (ت‪774 :‬ىػ)‪ ،‬الوفيات‪ ،‬تح‪ :‬صاّب مهدم عباس‪ ،‬ط‪:‬‬
‫مؤسسة الرسالة‪ ،‬بَتكت‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪ .43 :‬ابن حجر العسقبل٘ب‪ ،‬الدرر الُامنة يف أعياف املائة‬
‫‪1402(1‬ق)‪ ،‬مط‪ٌ :‬‬
‫الثامنة‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪.84 :‬‬
‫‪ -3‬عيسى الثعاليب‪ :‬جار هللا أبو مهدم عيسى الثعال ي ا‪ٞ‬تعفرم ا‪ٞ‬تزائرم‪ ،‬من أكابر فقهاء ا‪١‬تالكية‪ ،‬درس اب‪ٞ‬تزائر‬
‫األمة‪ .‬توُب‬
‫العاصمة على يد خَتة من أىلها‪ ،‬من كتبو‪ :‬كنز الركاية كىو ُب أ‪ٝ‬تاء شيوخو‪ ،‬رسالة ُب مضاعفة ثواب ىذه ٌ‬
‫الشيخ ٔت ٌكة سنة‪1080 :‬ق‪ .‬ينظر‪ :‬دمحم أمُت ا‪ٟ‬تموم الدمشقي‪ ،‬خالصة األثر يف أعياف القرف الادم عشر‪ ،‬ج‪:‬‬
‫‪ ،3‬ص‪ .337 :‬أبو بكر العياشي‪ ،‬تعداد املنازؿ الجازَة املعركؼ برحلة العياشي الصغرل (ت‪1068 :‬ق)‪،‬‬
‫(د ت ط)‪ ،‬تح‪ :‬عبد هللا ‪ٛ‬تادم اإلدريسي‪ ،‬مط‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بَتكت‪ ،‬لبناف‪ ،‬ص‪.99 :‬‬
‫‪ -4‬ينظر‪ :‬الفبلٌ٘ب‪ ،‬إَقاظ ذنم أكيل األبصار‪ ،‬ص‪.99 :‬‬
‫‪ -5‬أم الفبلٌ٘ب‪.‬‬

‫‪026‬‬
‫ٔتحمد ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ ،-‬كقد أمركىم ابتٌباعو كاإلٯتاف بو كبصرتو‪،‬‬
‫أببيائهم‪ ،‬يدعوف أتباعهم مع الكفر ٌ‬
‫كىم يك ٌذبوبو كيؤذكبو‪.1‬‬
‫كيلزـ من تكذيبهم ٌإايه تكذيب ‪ٚ‬تيع األببياء‪ ،‬فإ ٌف كبلًّ منهم آمن بو كأخذ عن ٌأمتو‬
‫العهد بتصديقو كبصرتو‪ ،‬كما أخذ هللا عليو العهد بذلك‪ ،‬فدعول اليهود كالنصارل اإلٯتاف‬
‫ٔتحمد ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص ‪ -‬كاذبةه‪.‬‬
‫ٔتوسى كعيسى مع الكفر ٌ‬
‫السنٌة اإلماـ أ‪ٛ‬تد بن حنبل‪ 2‬أليب داكد‪- 3‬كقد سألو‪ :‬أيػيتٌبع األكزاعي أـ‬ ‫كقاؿ انصر ٌ‬
‫مالك؟‪ :-‬ال تقلٌد دينك أحدان من ىؤالء‪ ،‬ما جاء عن النٌ ي ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬كأصحابو فخ ٍذ بو‪ ،‬كذكر‬
‫‪٥‬تَت ُب التٌابعُت‪ ،‬كقد ٌفرؽ ‪-‬هنع هللا يضر‪ -‬بُت التقليد كاالتباع‪ ،4‬فقاؿ أبو داكد‪ٝ :‬تعتو‬ ‫الرجل ٌ‬ ‫أ ٌف ٌ‬
‫الرجل ما جاء عن النٌ ي ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬كأصحابو‪ٍ ،‬بٌ ىو فيمن بعدىم من‬ ‫يقوؿ‪ :‬االتٌباع أف يتٌبع ٌ‬
‫التابعُت ‪٥‬تيٌػهر‪.5‬‬

‫‪ -1‬ينظر‪ :‬الفبلٌ٘ب‪ ،‬إَقاظ ذنم أكيل األبصار‪ ،‬ص‪.99 :‬‬


‫األئمة األعبلـ‪ٝ .‬تع‬
‫أحد ٌ‬ ‫دم‪ ،‬ي‬ ‫‪٤‬تمد ب ًن حنبل‪ً ٌ ،‬‬ ‫بن حنبل‪ :‬أبو عبد هللا ي‬ ‫‪ -2‬أمحد ي‬
‫الشيبا٘بٌ‪ ،‬ا‪١‬تركزم‪ٍ ،‬بٌ البغدا ٌ‬ ‫بن ٌ‬‫أ‪ٛ‬تد ي‬
‫عتمر ب ًن سليماف التَّيم ًي‪ ،‬كح ٌدث ىعنو‪ :‬علًي بن ً‬
‫ا‪١‬تديٍت‪ ،‬ك٭تِت بن معُت‪ ،‬توُب سنة‪:‬‬ ‫من‪ :‬عبَّاد بن عباد ا‪١‬تهلًٌ ي‪ ،‬كم ً‬
‫ٌ ي‬ ‫ٌ‬ ‫ى‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫السنٌة‬
‫‪241‬ىػ‪ .‬ينظر‪ :‬الذى ي‪ ،‬سَت أعالـ النٌبالء‪ ،‬ج‪ ،11 :‬ص‪ .177 :‬عبد الغٍت الدقر‪ ،‬أمحد بن حنبل إماـ أىل ٌ‬
‫(‪164‬ق‪241/‬ق)‪ ،‬ط‪1430(4 :‬ق‪1999/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار القلم‪ ،‬دمشق‪ ،‬ص‪.16 :‬‬
‫اؽ أبو بكر بن أًىيب ىد ياكد السجستا٘ب‪ ،‬من أكابر ا‪ٟ‬تفاظ بغداد‪،‬‬
‫إسح ى‬
‫اَّلل بن سليماف بن األشعث بن ى‬‫‪ -3‬أبوداكد‪ :‬عبد َّ‬
‫شارؾ أابه ُب شيوخو ٔتصر كالشاـ‪ ،‬من كبار العلماء من ا‪ٟ‬تادية عشرة‪ ،‬مات سنة ‪ٜ‬ت كسبعُت‪ .‬ينظر‪ :‬ابن حجر‬
‫العسقبل٘ب‪ ،‬تقريب التهذيب‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪ .250 :‬لو مصنٌفات كثَتة منها‪ :‬ا‪١‬تسند كا‪١‬تصابيح‪( ،‬ت‪275 :‬ق)‪ .‬ينظر‪:‬‬
‫أبو ا‪ٟ‬تسُت ابن أيب يعلى‪ ،‬طبقات النابلة‪ ،‬تح‪ :‬دمحم حامد الفقي‪( ،‬د ت ط)‪ ،‬مط‪ :‬دار ا‪١‬تعرفة‪ ،‬بَتكت‪ ،‬لبناف‪ ،‬ج‪:‬‬
‫‪ ،2‬ص‪.51 :‬‬
‫‪ -4‬ابن قيم ا‪ٞ‬توزية‪ ،‬إعالـ املوقعُت‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪.225 :‬‬
‫‪ -5‬ا‪١‬تصدر بفسو‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪.225 :‬‬

‫‪027‬‬
‫كقاؿ أليب داكد‪":‬ال تقلٌد٘ب كال تقلٌد مالكان كال الشافعي كال األكزاعي كال الثورم‪ ،‬كخذ‬
‫من حيث أخذكا"‪ ،1‬كقاؿ‪":‬من قلٌة فقو الرجل أف يقلٌد دينو الرجاؿ"‪ ،2‬قاؿ بعضهم‪ :‬ك‪٢‬تذا ٓب‬
‫دكف أصحابو مذىبو من أقوالو كأفعالو كأجوبتو كغَت‬ ‫يؤلٌف اإلماـ أ‪ٛ‬تد كتاابن ُب الفقو‪ ،‬كإٌ‪٪‬تا ٌ‬
‫ذلك‪.3‬‬
‫كمن أصولو تقد‪ٙ‬بي ا‪ٟ‬تديث الضعيف كا‪١‬ترسل على الرأم كما كاف مالك يق ٌدـ ا‪١‬ترسل‬
‫كالببلغات كقوؿ الصحايب على القياس؛ ألبٌو ال يصار إليو إالٌ عند الضركرة كما قاؿ الشافعي‬
‫ُب ركاية ا‪٠‬تبلؿ‪ 4‬عنو‪ ،‬كأصحاب أيب حنيفة ي‪٣‬تمعوف على أ ٌف مذىبو تقد‪ٙ‬ب ضعيف ا‪ٟ‬تديث‬
‫‪5‬‬
‫كل ما ٓب‬
‫على القياس كالرأم‪ ،‬كعلى ذلك بٌت مذىبو ‪ ،‬ككاف من مذىب النٌسائي ٗتريج ٌ‬
‫غَته‪،‬‬
‫ٮترج الضعيف إذا ٓب ‪٬‬تد ُب الباب ى‬ ‫ي‪٬‬تمع على تركو‪ ،‬كأخذ أبو داكد مأخذه‪ ،‬ككاف ٌ‬
‫أحد إالٌ كق ٌدـ ا‪ٟ‬تديث الضعيف على القياس كما‬‫كيرجحو على رأم الرجاؿ‪ ،6‬كما منهم من و‬
‫ٌ‬
‫‪7‬‬
‫لكل ٔتا يطوؿ شرحو‪ ،‬كركل ‪-‬هنع هللا يضر‪ -‬حديث‬
‫ٌ‬ ‫التقد‪ٙ‬ب‬ ‫اضع‬ ‫و‬ ‫م‬ ‫ا‬
‫ن‬ ‫ن‬‫ٌ‬‫مبي‬ ‫كما ذكره بعض احمل ٌققُت‬
‫اإلبزاؿ على ا‪ٟ‬تكم ُب مسنده فأمر ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬أمَته ابإلبزاؿ على حكمو‪ ،‬كّناه عن اإلبزاؿ على‬

‫‪ -1‬ا‪١‬تصدر بفسو‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪.226 :‬‬


‫‪ -2‬ا‪١‬تصدر بفسو‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪.226 :‬‬
‫‪ -3‬دمحم بن علي الشوكا٘ب (ت‪1250 :‬ىػ)‪ ،‬القوؿ املفيد يف أدلٌة ااجتهاد كالتقليد‪ ،‬تح‪ :‬عبد الر‪ٛ‬تن عبد ا‪٠‬تالق‪،‬‬
‫ط‪1396 (1 :‬ق)‪ ،‬مط‪ :‬دار القلم‪ ،‬الكويت‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪ .61 :‬ك‪٦‬تن قاؿ بذلك ابن القيم ‪-‬ر‪ٛ‬تو هللا‪.-‬‬

‫‪ -4‬اخلالٌؿ‪ :‬أىب بكر أ‪ٛ‬تد بن دمحم بن ىاركف بن يزيد ا‪٠‬تبلؿ البغدادم ا‪ٟ‬تنبلي‪ٌ ،‬‬
‫مفسر عآب اب‪ٟ‬تديث كاللغة‪ ،‬قاؿ عنو‬
‫مذىب مستقلٌّ‪ ،‬حىت تتبٌع ىو بصوص أ‪ٛ‬تد‪ ،‬كدكّنا‪ ،‬كبرىنها بعد الثبلث مائة"‪ ،‬من‬
‫ه‬ ‫الذى ي‪ٓ":‬ب يكن قبلو لئلماـ‬
‫مصنفاتو‪ :‬تفسَت الغريب‪ ،‬ا‪ٞ‬تامع لعلوـ اإلماـ أ‪ٛ‬تد‪ ،‬العلل‪ .‬توُب سنة‪311 :‬ق‪ .‬ينظر‪ :‬الذى ي‪ ،‬سَت أعالـ النبالء‪،‬‬
‫ا‪١‬تربد ا‪ٟ‬تنبلي (ت‪909 :‬ىػ)‪ ،‬اجلوىر املنضد يف طبقات متأخرم أصحاب أ‪ٛ‬تد‪ ،‬تح‪ :‬عبد‬
‫ج‪ ،14 :‬ص‪ .298 :‬ابن ى‬
‫الر‪ٛ‬تن بن سليماف العثيمُت‪ ،‬ط‪1421(1 :‬ىػ‪2000/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬مكتبة العبيكاف‪ ،‬الرايض‪ ،‬ا‪١‬تملكة العربية السعودية‪،‬‬
‫ص‪.48 :‬‬
‫‪ -5‬ابن قيم ا‪ٞ‬توزية‪ ،‬إعالـ املوقعُت‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪.85 :‬‬
‫‪ -6‬ابن حجر العسقبل٘ب‪ ،‬النُت على كتاب ابن الصالح‪ ،‬ص‪.435 :‬‬
‫‪ -7‬ينظر‪ :‬الفبلٌ٘ب‪ ،‬إَقاظ ذنم أكيل األبصار‪ ،‬ص‪.291 :‬‬

‫‪028‬‬
‫يسم ىي حكم‬
‫ٌ‬ ‫أف‬ ‫كّناه‬ ‫اجملتهد‪،‬‬ ‫األمَت‬ ‫ً‬
‫م‬ ‫كحك‬ ‫هللا‬ ‫ً‬
‫م‬ ‫حك‬ ‫بُت‬ ‫ؽ‬‫فر‬ ‫كيف‬ ‫ل‬ ‫فتأم‬
‫ٌ‬ ‫‪،‬‬‫‪1‬‬
‫حكم هللا‬
‫ٌ‬
‫لكاتب كتب بُت يديو‪ :‬ىذا ما أمران بو أمَت‬ ‫و‬ ‫اجملتهد حكم هللا‪ .‬كمن ىنا قاؿ عمر‬
‫ا‪١‬تؤمنُت‪":‬ال تقل ىكذا‪ .‬قل‪ :‬ىذا ما رأل أمَت ا‪١‬تؤمنُت"‪ .2‬كركل ابن أيب داكد عن ابنو‪ 3‬عبد‬
‫الرأم إالٌ كُب قلبو ىد ىغ هل"‪ ،4‬إٔب غَت ذلك ‪٦‬تٌا‬
‫هللا قاؿ‪ٝ :‬تعت أيب يقوؿ‪":‬ال برل أحدان بظر ُب ٌ‬
‫‪٦‬تٌا يطوؿ على من تتبعو‪ ،‬كبعضو و‬
‫كاؼ ‪١‬تن بقلبو ‪ٝ‬تعو‪.‬‬ ‫ي‬ ‫ٌ‬

‫السَت‪ ،‬ابب‪ :‬أتمَت اإلماـ األمراء على البعوث‪ ،‬ص‪ ،720 :‬رقم‪.1731 :‬‬
‫‪ -1‬أخرجو مسلم‪ :‬كتاب‪ :‬ا‪ٞ‬تهاد ك ٌ‬
‫‪ -2‬ابن قيم ا‪ٞ‬توزية‪ ،‬إعالـ املوقعُت‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪.32 :‬‬
‫‪ -3‬أم‪ :‬عبد هللا بن أ‪ٛ‬تد بن حنبل ‪-‬ر‪ٛ‬تهم هللا ‪ٚ‬تيعا‪.-‬‬
‫‪ -4‬ابن قيم ا‪ٞ‬توزية‪ ،‬إعالـ املوقعُت‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪ .61:‬الد َّغل‪ً ( :‬ابلتَّحريك) الفساد؛ مثل الدَّخل الذم ىو ٌ‬
‫الشجر‬
‫الكثَت ا‪١‬تلتف‪ .‬ينظر‪ :‬ابن منظور‪ ،‬لساف العرب‪ ،‬ج‪ ،11:‬ص‪ .244 :‬فصل ال ٌداؿ ا‪١‬تهملة‪.‬‬

‫‪031‬‬
‫الصحيحة اليت ٓب ييعلم‬
‫معذكر ال ٯتنعنا أف بتٌبع األحاديث ٌ‬
‫ه‬ ‫"ٍبٌ إبٌو مع العلم أب ٌف التارؾ‬
‫األمة كتبليغها‪ ،‬كىذا ‪٦‬تٌا ال ٮتتلف العلماء‬ ‫ً‬
‫كجوب اتٌباعها على ٌ‬
‫ى‬ ‫‪٢‬تا معارض يدفعها‪ ،‬كبعتقد‬
‫فيو"‪.1‬‬
‫كأما ترؾ و‬
‫‪٥‬تتلف فيو كىو ترؾ العمل اب‪ٟ‬تديث حىت يعلم عدـ الناسخ أك اإل‪ٚ‬تاع على‬ ‫ٌ‬
‫ٔتجرد الوصوؿ‪ ،‬قاؿ بعضهم‬‫خبلفو أك ا‪١‬تعارض فالذم ح ٌققو الثقات فيو ا‪١‬تبادرة ابألخذ بو ٌ‬
‫بصو‪":‬كمن ىنا عرفت أبٌو اليتوقٌف ُب العمل‬
‫كدليل كجوب األخذ ما ٌ‬ ‫بلؼ ى‬‫بعد أف ذكر ا‪٠‬ت ى‬
‫اب‪ٟ‬تديث الصحيح بعد كصولو على معرفة عدـ الناسخ أك عدـ اإل‪ٚ‬تاع على خبلفو أك عدـ‬
‫ا‪١‬تعارض‪ ،‬بل ينبغي العمل بو إٔب أف يظهر شيءه من ا‪١‬توابع فيينظر ُب ذلك‪ ،‬كيكفي ُب‬
‫ص العلماء على اعتبار األصل ُب ىذه‬ ‫عدـ ىذه ا‪١‬توابع‪ ،‬كقد ب ٌ‬
‫األصل ى‬‫ً‬ ‫كجوب العمل كو يف‬
‫األشياء أحكامان كثَتنة ُب ا‪١‬تاء ك‪٨‬توه ال ٗتفى على متتٌبع كبلمهم"‪2‬اىػ‪ .‬كسيأٌب ‪٢‬تذا زايدة بياف‬
‫ُب ابب االجتهاد‪.‬‬
‫"ٍب ىي منقسمةه إٔب‪ :‬ما داللتو قطعيةه؛ أبف يكوف قطعي الس ً‬
‫ند كا‪١‬ت ً‬
‫نت‪ ،‬كىو ما تيقنٌا أ ٌف‬ ‫ى ٌ‬ ‫ي‬ ‫ٌ‬
‫رسوؿ هللا ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬قالو‪ ،‬كأراد بو تلك الصورة‪ ،‬كإٔب ما داللتيو ظاىرةه غَت و‬
‫قطعية‪.‬‬ ‫ي‬ ‫ٌ‬
‫ً‬
‫فاألكؿ‪٬ :‬تب اعتقاد موجبو علمان ى‬
‫كعمبلن‪ ،‬كىذا ‪٦‬تٌا ال خبلؼ فيو بُت العلماء ُب‬ ‫ٌ‬
‫السند أك غَتي قطعيً ًو؟ كقطعي‬
‫قطعي ٌ‬
‫ي‬ ‫ا‪ٞ‬تملة‪ ،‬كإٌ‪٪‬تا قد ٮتتلفوف ُب بعض األخبار‪ :‬ىل ىو‬
‫فن ا‪ٟ‬تديث‪.‬‬
‫ط ُب ٌ‬‫كبلـ مبسو ه‬
‫ال ٌداللة أك غَتي قطعيها؟ ك‪٢‬تم ُب ذلك ه‬
‫كالثاين‪ :‬اتٌفقوا على كجوب العمل بو ُب األحكاـ الشرعية العملية‪ ،‬فإف كاف قد‬
‫تضمن يحكمان علميان كالوعيد ك‪٨‬توه فقد اختلفوا فيو‪:‬‬
‫ٌ‬
‫تضمن كعيدان على و‬
‫فعل فإبٌو‬ ‫فذىب طوائف من الفقهاء إٔب أ ٌف خرب الواحد العدؿ إذا ٌ‬
‫العمل بو ُب ٖتر‪ٙ‬ب ذلك الفعل‪ ،‬كال يعمل بو ُب الوعيد إالٌ أف يكوف قطعيان؛ قالوا‪ :‬أل ٌف‬
‫‪٬‬تب ي‬

‫‪ - 1‬ابن تيمية‪ ،‬رفع املالـ‪ ،‬ص‪.72 :‬‬


‫‪ -2‬الفبلٌ٘ب‪ ،‬إَقاظ ذنم أكيل األبصار‪ ،‬ص‪.181 :‬‬

‫‪030‬‬
‫كعامة‬
‫الوعيد من األمور العلمية‪ ،‬فبل تثبت إالٌ ٔتا يفيد العلم‪ ،‬كذىب األكثركف من الفقهاء ٌ‬
‫تضمنتو من الوعيد‪ ،‬فإ ٌف أصحاب رسوؿ‬ ‫حجةه ُب ‪ٚ‬تيع ما ٌ‬‫األحاديث ٌ‬
‫ى‬ ‫السلف إٔب أ ٌف ىذه‬ ‫ٌ‬
‫هللا ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬كالتٌابعُت بعدىم مازالوا ييثبتوف هبذه األحاديث الوعيد كما ييثبتوف هبا العمل‪،‬‬
‫منتشر عنهم ُب أحاديثهم‬
‫ه‬ ‫كيصرحوف بلحوؽ الوعيد الذم فيها للفاعل ُب ا‪ٞ‬تملة‪ ،‬كىذا‬ ‫ٌ‬
‫كفتاكيهم‪ ،‬كذلك أ ٌف الوعيد من ‪ٚ‬تلة األحكاـ الشرعية اليت تثبت ابألدلٌة القطعية اترةن‬
‫كابلظٌنية أخرل"‪.1‬‬
‫السنٌة‬
‫عضهم على ٌ‬ ‫ىذا قصارل إ‪ٚ‬تاؿ أعذارىم فيما ييرل ‪٥‬تالفان من يسنن آاثرىم مع ٌ‬
‫أتباعهم فمن بعدىم بذلٌك من كل و‬
‫مبتذؿ منها كآبد‪ ،‬ك ٌأما الوقيعة ُب‬ ‫ٌ‬ ‫ابلنٌواجذ‪ ،‬كأم ًرىم ى ى ى‬
‫الصواب‪ ،‬على أ ٌف‬ ‫و‬
‫ابلسنٌة كالكتاب فمحض مصادمة لسَتهتم كأنم عن ٌ‬ ‫التمسك ٌ‬
‫ٌ‬ ‫جابب‬
‫سب ا‪١‬تتمسك ابلكتاب كالسنٌة ىو لىعمرم ا‪١‬تدح اآلخذ من كل و‬
‫كماؿ بسائر األعنٌة‪ ،‬كمن‬ ‫ٌ‬ ‫ى‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫ىذا عيبو ما يكوف كمالو‪ ،‬إٌ‪٪‬تا عناية هللا بوليٌو تنطق شابيو أبعظم ا‪١‬تدح فيو‪ ،‬إ ٌف هللا قاؿ على‬
‫‪ٛ‬تده‪ ،‬ﭽ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷﭸ ﭼ [الربكج‪،]8 :‬‬ ‫لساف عبده ‪ٝ‬تع هللا ‪١‬تن‬
‫كيسمع ُب التمسك هبما ما ظهر ظهور انر ً‬
‫القرل‪ ،‬كما كاف حديثان ييفًتل‪.‬‬ ‫ٌ‬
‫ا‪ٟ‬تق كالشعور بو قولو‪:‬‬
‫بعض من أعمتو العصبية عن صحيح ٌ‬ ‫كمن أعظم ما ٕتازؼ بو ي‬
‫إ ٌف الكتاب كالسنٌة مشًتكاف بُت اثنُت كسبعُت فرقة‪ ،‬كلٌها ُب النٌار إالٌ كاحدة‪ ،‬كىي منحصرةه‬
‫ا‪١‬تتمسكُت‬
‫ٌ‬ ‫السائل فيو مسئوالن‪ ،‬أيوصف إبٯتاف من اعتقد أ ٌف‬ ‫ُب مقلٌدم األربعة‪ ،‬كقد رجع ٌ‬
‫بكتاب هللا كسنٌة رسولو كلٌهم ُب النٌار إالٌ من ذكر ‪ -‬ا‪١‬تقتضي أ ٌف ما عدا ا‪١‬تستثٌت الشامل ‪١‬تا‬
‫قبلو من أىل القركف الثبلثة الشاىد ٓتَتهتا الصادؽ ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ُ-‬ب ا‪ٟ‬تديث ا‪١‬تشهور ُب النٌار‪-‬‬
‫أم عقل‬ ‫فإّنم ما قلٌدكا األربعة حىت ٮترجهم االستثناء عن ا‪ٟ‬تكم ٔتا قبلو‪ ،‬كليت شعرم‪ٌ ،‬‬ ‫ٌ‬
‫‪٬‬توز مع االشًتاؾ ُب الكتاب كالسنٌة افًتاقان إٔب فرقتُت فضبلن عن العدد ا‪١‬تذكور‪ ،‬كُب الكتاب‬ ‫ًٌ‬
‫ﭽﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭼ [ آؿ عمراف‪ ،]103 :‬ﭽﮦ ﮧ ﮨ ﮩ‬

‫‪ -1‬ابن تيمية‪ ،‬رفع املالـ‪ ،‬ص‪.77 :‬‬

‫‪031‬‬
‫ﮪ ﭼ[آؿ عمراف‪]105 :‬ﭽﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ‬
‫ﮩﮪﭼ[البقرة‪ ]213:‬إٔب غَتىا‪ ،‬كحبل هللا كتابو‪ ،‬قاؿ ُب حرز األما٘ب‪:‬‬
‫حبل العً ىدا يمتحبًٌبل‬
‫‪1‬‬ ‫ً‬
‫فحبل هللا فينا كتابيو *** فجاى ٍد بو ى‬
‫كبعد‪ ،‬ي‬‫ي‬
‫الرسوؿ ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬يقوؿ‪":‬لن تضلٌوا بعد‪٫‬تا‪ ،‬تركتم على البيضاء؛ ليلها كنهارىا‪ ،‬ال يزيغ‬
‫كٌ‬
‫بعدم عنها إالٌ ىالك‪ ،‬من يعش منكم فسَتل اختبلفان كثَتان‪ ،‬فعليكم ٔتا عرفتم من سنٌيت"‪،2‬‬
‫‪3‬‬
‫الصر٭تة ُب بفي خبلؼ ما اآلمرة عند حدكث‬ ‫إٔب غَت ذلك من األحاديث ا‪١‬تتضافرة ٌ‬
‫كبلـ‬ ‫ً‬
‫السنٌة ابلنواجذ؛ فراران منو‪ ،‬فكيف ٔتا يكوف فيها‪ ،‬ككيف ي‪ٛ‬تل ي‬ ‫ابلعض على ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ا‪٠‬تبلؼ‬
‫الضاد على غاية التٌضاد‪ ،‬كأين من اإلٯتاف من عارض البياف الواضح من النٌ ي‬ ‫أفصح من بطق ٌ‬ ‫ً‬
‫السنٌة‪ ،‬كا‪١‬تعارض‬
‫كيفسر ا‪١‬تستثٌت أبىل الكتاب ك ٌ‬ ‫األمة‪ٌ ،‬‬‫‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ٓ -‬تبلفو‪ ،‬فهو يقوؿ‪ :‬ستفًتؽ ٌ‬
‫يقوؿ‪ :‬ا‪١‬تفًتؽ ا‪١‬تستثٌت‪ ،‬كيستثٌت منو من ذكر‪ ،‬ىل‪ 4‬إٔب عدـ تكفَته من سبيل إالٌ ارتكاب‬
‫يوضح ا‪١‬تعارضة إير ياد ا‪ٟ‬تديث‪ ،‬كقد‬ ‫أبعد التأكيل ٖتاشيان من تكفَت من يقوؿ‪ :‬ال إلو إالٌ هللا‪ٌ ،‬‬
‫الصحيح‪ ،‬كاللٌفظ لو‪":‬افًتقت بنو إسرائيل‬ ‫و و‬
‫كرد من طرؽ كثَتة‪ ،‬منها طريق الدراقطٍت برجاؿ ٌ‬
‫قوـ‬
‫أضرىا على ٌأميت ه‬ ‫األمة على اثنُت كسبعُت فرقة‪ٌ ،‬‬ ‫على إحدل كسبعُت فرقة‪ ،‬كستفًتؽ ىذه ٌ‬
‫‪5‬‬
‫كبُت ا‪١‬تستثناة الناجية‬
‫ى‬ ‫‪،‬‬ ‫أحل هللا"‬
‫ك٭تٌرموف ما ٌ‬ ‫حرـ هللا‪ ،‬ي‬
‫يقيسوف ال ٌدين برأيهم‪ ،‬فييحلٌوف ما ٌ‬

‫‪ -1‬أبو القاسم علي بن عثماف بن ا‪ٟ‬تسن القاصح العذرم البغدادم‪ ،‬سراج القارئ املبتدم كتذكار املقرئ املنتهي‪،‬‬
‫ط‪1433( 1 :‬ىػ‪2012/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار الفكر‪ ،‬لبناف‪ ،‬بَتكت‪ ،‬ص‪.04 :‬‬
‫‪ -2‬أخرجو ابن ماجو‪ :‬ابب‪ :‬اتباع سنة ا‪٠‬تلفاء الراشدين ا‪١‬تهديُت‪ ،‬ص‪ ،20 :‬رقم‪ .43 :‬كاإلماـ أ‪ٛ‬تد ُب مسنده‪ :‬ج‪:‬‬
‫‪ ،28‬ص‪ ،367 :‬رقم‪ .17142 :‬من حديث حديث العرابض بن سارية عن الن ي ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬البيهقي ُب ا‪١‬تعجم الكبَت‪:‬‬
‫ج‪ ،18 :‬ص‪ ،247 :‬رقم‪ .619 :‬ا‪١‬تستدرؾ على الصحيحُت‪ :‬ج‪ ،1:‬ص‪ ،175 :‬رقم‪ .331 :‬األلبا٘ب‪ ،‬صحيح‬
‫اجلامع الصغَت كزايداتو‪( ،‬د ت ط)‪ ،‬مط‪ :‬ا‪١‬تكتب اإلسبلمي‪ ،‬بَتكت‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪.805 :‬‬
‫‪ُ -3‬ب س‪ :‬ا‪١‬تتكاثرة‪.‬‬
‫‪ -4‬ىل‪ٓ :‬ب ُب ج‪.‬‬
‫‪ -5‬أخرجو‪ :‬ا‪٢‬تيثمي‪ ،‬رجمع الزكائد‪ ،‬تح‪ :‬حساـ الدين القدسي‪ ،‬ط‪1414( :‬ىػ‪1994/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬مكتبة القدسي‪،‬‬
‫القاىرة‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪ .179 :‬كقاؿ ا‪٢‬تيثمي‪":‬كرجالو رجاؿ الصحيح"‪ .‬الطربا٘ب‪ ،‬املعجم الُبَت‪ ،‬تح‪ٛ :‬تدم عبد اجمليد‬
‫السلفي‪ ،‬ط‪1404(2 :‬ق‪1983/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬مكتبة العلوـ كا‪ٟ‬تكم‪ ،‬ا‪١‬توصل‪ ،‬ج‪ ،18:‬ص‪ .50 :‬ا‪ٟ‬تاكم‪ ،‬املستدرؾ‬
‫ٌ‬

‫‪032‬‬
‫يح هبا ُب بعض طرؽ ا‪ٟ‬تديث ا‪١‬تذكور‪ ،‬ففي بعضها "على ثبلث كسبعُت‪ ،‬اثناف‬ ‫التصر ي‬
‫كسبعوف ُب النٌار‪ ،‬ككاحدةه ُب ا‪ٞ‬تنٌة‪ ،‬كىي ا‪ٞ‬تماعة"‪ ،1‬كُب ركاية أ‪ٛ‬تد "ىي ما أان عليو اليوـ‬
‫كأصحايب"‪.2‬‬
‫السنٌة بعد تسمية أىلها ا‪ٞ‬تماعة ُب كبلمو ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬كهذا‬
‫يتوىم افًتاؽ ُب ٌ‬ ‫كىل ٌ‬
‫ا‪ٟ‬تديث‪ ،‬كحديث‪":‬كالتٌارؾ لدينو ا‪١‬تفارؽ للجماعة"‪ ،3‬كغَت‪٫‬تا‪.‬‬
‫توىم أ ٌف مذاىب األربعة ىي‬
‫فتأمل ا‪ٟ‬تديث فعساؾ تراه إٔب عك ما قيل أقرب‪ ،‬فإف ٌ‬ ‫ٌ‬
‫كمن بعدىم كأصحاب‬ ‫و‬
‫كل ‪٥‬تالف ‪٢‬تم من الصحابة ى‬‫ما كاف عليو كأصحابيو كاف ملتزمان أ ٌف َّ‬
‫كل خبلؼ‪ ،‬فابظر ىل‬‫‪٥‬تطئ ُب ‪ٚ‬تيع ما خالفهم فيو‪ ،‬كىم ا‪١‬تصيبوف ُب ٌ‬
‫ا‪١‬تذاىب ا‪١‬تشهورة ه‬

‫على الصحيحُت‪ ،‬ج‪ ،5 :‬ص‪ .296 :‬كقاؿ‪":‬صحيح على شرط الشيخُت"‪ .‬ا‪ٟ‬تافظ ا‪٢‬تيثمي‪ ،‬كشف األستار عن‬
‫الرسالة‪ ،‬بَتكت‪ ،‬شارع سورية‪،‬‬ ‫زكائد البزار‪ ،‬تح‪ :‬عبد الر‪ٛ‬تن األعظمي‪ ،‬ط‪1399(1 :‬ىػ‪1979/‬ـ)‪ ،‬مط‪ٌ :‬‬
‫مؤسسة ٌ‬
‫الرازم‪.‬‬
‫ج‪ ،1 :‬ص‪ .98 :‬رقم‪ .172 :‬كسئل ٭تِت بن معُت عن ىذا ا‪ٟ‬تديث فقاؿ‪ :‬لي لو أصل‪ .‬ككذلك أبو زرعة ٌ‬
‫ينظر‪ :‬الذى ي‪ ،‬ميزاف ااعتداؿ‪ ،‬تح‪ :‬علي دمحم البجاكم‪( ،‬د ت ط)‪ ،‬مط‪ :‬دار ا‪١‬تعرفة‪ ،‬بَتكت‪ ،‬لبناف‪ ،‬ج‪،4 :‬‬
‫ص‪ .268:‬الزركشي‪ ،‬املعترب يف زبرَج أحادَث املنهاج كاملختصر‪ ،‬تح‪ٛ :‬تدم بن عبد اجمليد ٌ‬
‫السلفي‪ ،‬ط‪:‬‬
‫‪1404(1‬ىػ‪1984/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار األرقم‪ ،‬النقرة شارع العثماف‪ ،‬ص‪ .227 :‬علي بن عمر الدارقطٍت أبو ا‪ٟ‬تسن‪ ،‬علل‬
‫الدراقطٍت‪ ،‬تح‪٤ :‬تفوظ الر‪ٛ‬تن زين هللا السلفي‪ ،‬ط‪1406(1 :‬ق‪1986/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار طيبة‪ ،‬ا‪١‬تملكة العربية‬
‫السعودية‪ ،‬الرايض‪ ،‬ج‪ ،4 :‬ص‪.188 :‬‬
‫‪ -1‬ركاه أبو داكد‪ :‬كتاب‪ :‬السنة‪ ،‬ابب‪ :‬شرح السنة‪ ،‬ص‪ ،830 :‬رقم‪ .4597 :‬سنن ابن ماجو‪ :‬كتاب‪ :‬الفنت‪ ،‬ابب‪:‬‬
‫افًتاؽ األمم‪ ،‬ص‪ ،659 :‬رقم‪ .3993 :‬كأ‪ٛ‬تد‪ ،‬ج‪ ،28 :‬ص‪ .135 :‬رقم‪ .16937 :‬كسنن الدارمي‪ :‬كتاب‪:‬‬
‫السَت‪ ،‬ابب‪ :‬افًتاؽ ىذه األمة‪ ،‬ص‪ ،1636 :‬رقم‪ .2561 :‬قاؿ شعيب األبؤكط‪ :‬صحيح لغَته‪ .‬ينظر‪ :‬ابن ماجو‪،‬‬
‫سنن ابن ماجو‪ ،‬تح‪ :‬شعيب األربؤكط‪ ،‬ج‪ ،5 :‬ص‪.129 :‬‬
‫‪ٓ -2‬ب أجده ُب مسند اإلماـ أ‪ٛ‬تد هبذا اللفظ‪ .‬كا‪ٟ‬تديث أخرجو الطربا٘ب ُب ا‪١‬تعجم األكسط‪ :‬ج‪ ،5 :‬ص‪ .137 :‬رقم‪:‬‬
‫‪ .4886‬ككذلك ُب‪ :‬ج‪ ،8 :‬ص‪ .22 :‬رقم‪ .7840 :‬كا‪ٟ‬تاكم ُب ا‪١‬تستدرؾ‪ :‬ج‪ ،1 :‬ص‪ .218 :‬رقم‪ٌ .444 :‬أما‬
‫اإلماـ أ‪ٛ‬تد فقد أخرجو ُب ا‪١‬تسند‪ :‬ج‪ ،8 :‬ص‪ .301 :‬رقم‪ .8377 :‬إبسناده‪ ،‬بلفظ آخر‪ :‬عن أيب ىريرة قاؿ‪ :‬قاؿ‬
‫رسوؿ هللا ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪":-‬افًتقت اليهود على إحدل أك اثنتُت كسبعُت فرقة‪ ،‬كتفًتؽ ٌأميت على ثبلث كسبعُت فرقة"‪.‬‬
‫‪ -3‬أخرجو البخارم‪ :‬كتاب الدايت‪ ،‬ابب‪ :‬إذا قتل ْتجر أك بعصا‪ ،‬ج‪ ،4 :‬ص‪ ،268 :‬رقم‪ .6878 :‬كمسلم‪:‬‬
‫كتاب‪ :‬القسامة كاحملاربُت‪ ،‬ابب‪ :‬ما يباح بو دـ ا‪١‬تسلم‪ ،‬ص‪ ، 694 :‬رقم‪.1676 :‬‬

‫‪033‬‬
‫ذـ الرأم‬
‫عقل‪ ،‬كقد كنت موردان ىذا ا‪ٟ‬تديث مع بظائره ُب أدلٌة ٌ‬
‫بقل أك يقبلو ه‬ ‫يستند ىذا إٔب و‬
‫ا‪١‬تذموـ فأكجبت ىذه الوجبة تقدٯتو‪.‬‬
‫كأعجب منو الوقوع ُب بئر البوار من شفا جرؼ ىار ابلوقيعة ُب األعراض لفساد‬
‫ب أك عل وم أك و‬
‫كالية‪ ،‬فإ ٌف هللا‬ ‫األغراض‪ ،‬كبصبها لسهاـ الغيبة أغراض‪ ،‬سيٌما من اتٌصف بنىس و‬
‫ى‬
‫تردل الواقع ُب مؤمن من حالف ُب‬ ‫تعأب أخفى أكلياءىه ُب خلقو ىغ ٍَتنة عليهم‪ ،‬فرٌٔتا ٌ‬
‫قليب‪":‬من آذل ٕب كليٌان فقد آذبتو ْترب" من حيث ال يشعر‪ ،‬بل كل مؤم ون كٕب هللا ﭽﭑ‬
‫‪1‬‬

‫ﭒ ﭓ ﭔﭼ[البقرة‪ ،]257 :‬كقد كرد من الوعيد ُب الغيبة كتاابن كسنةن ما يقطع بياط من‬
‫صدؽ ككابت من أبطل الباطل‪ ،‬فلي كل و‬
‫صدؽ ح ٌقان‬ ‫ه‬ ‫لو قلب‪ ،‬كقد علم أ ٌف متعلٌقها‬
‫فكيف إذا كابت هبتاانن؛ أم كذابن‪ ،‬كُب‬ ‫ﭽﭤ ﭥ ﭦ ﭧﭨﭼ[األحزاب‪]8 :‬‬

‫الكتاب ا‪١‬تكنوفﭽﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷﭸﭼ[النحل‪ ،]105 :‬كعدـ‬


‫اكًتاث بنحو‪ :‬ﭽﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦﭼ[ا‪ٟ‬تجرات‪ ،]6 :‬ﭽﮰ ﮱ ﯓﭼ[النور‪]16 :‬اآلايت‪.‬‬

‫يتجرأ العاقل على ًٌ‬


‫سب ما ٓب يقع بصره عليو‪ ،‬كال مدرؾ إالٌ بقل‬ ‫كليت شعرم‪ ،‬كيف ٌ‬
‫فسقة األعداء فيما ينسب إليو‪ ،‬قاؿ جلٌت عظمتو‪ :‬ﭽﭟ ﭠ ﭡ ﭢﭣ ﭤ ﭥ‬
‫ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭼ [ا‪ٟ‬تجرات‪ ،]12 :‬كمصداقو حديث ا‪١‬ترأتُت ا‪١‬تعركؼ‪ ،‬كفيو‪":‬فقاءات‬
‫‪ٟ‬تمان كما كابتان طعمتاه من ‪٨‬تو أسبوع"‪ 2‬أك كما قاؿ‪ ،‬كُب ا‪ٟ‬تديث أيضا‪":‬الغيبة أش ٌد من ستة‬
‫‪3‬‬
‫أحسن فبلبةن‪ ،‬لوال أ ٌّنا‬
‫ى‬ ‫ما‬ ‫هات‪:‬‬ ‫األم‬
‫ٌ‬ ‫من‬ ‫قالت‬ ‫‪١‬تن‬ ‫‪-‬‬ ‫ملسو هيلع هللا ىلص‬‫‪-‬‬ ‫قاؿ‬ ‫‪،‬‬ ‫كثبلثُت زبية ُب اإلسبلـ"‬

‫الصواب ما أثبت‪.‬‬ ‫‪ُ -1‬ب األصل‪ :‬من ءاذا ٕب كليٌان‪ .‬ك ٌ‬


‫‪ -2‬أخرجو‪ :‬أ‪ٛ‬تد ُب ا‪١‬تسند‪ :‬ج‪ ،5 :‬ص‪ .431 :‬أبو يعلى ُب مسنده‪ :‬ج‪ ،3 :‬ص‪ .146 :‬كُب ا‪١‬تفاريد‪ :‬ص‪.88 :‬‬
‫اَّلل‬
‫وؿ َّ‬‫اَّلل ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ ،-‬قاؿ‪ :‬إ َّف امرأتُت كابتا صائمتُت‪ ،‬فكابتا ت ٍغتىاابف النَّاس‪ ،‬فدعا رس ي‬
‫مؤب رسوؿ َّ‬
‫كلفظو‪ :‬عن عبيد ى‬
‫ُت صامتىا عن ا ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫‪ٟ‬تبلؿ‪ ،‬كأفطرات على‬ ‫يحا كد نما ك ى‪ٟ‬ت نما عبيطنا‪ ،‬يٍبَّ قاؿ‪":‬إ َّف ىات ً ى ى‬
‫بقدح‪ ،‬فقاؿ ‪٢‬تما‪":‬قيئا"‪ ،‬فقاءات قى ن‬‫‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬ى‬
‫ا‪ٟ‬تراـ"‪ .‬إسناده ضعيف‪ .‬ينظر‪ :‬أ‪ٛ‬تد ابن حنبل‪ ،‬مسند أمحد‪ ،‬تح‪ :‬شعيب األرانؤكط‪ ،‬ج‪ ،39 :‬ص‪.60 :‬‬
‫‪ٓ -3‬ب أجد ا‪ٟ‬تديث هبذا اللفظ‪ ،‬كإٌ‪٪‬تا جاء بلفظ آخر من حديث جابر بن عبد هللا‪ ،‬كأيب سعيد ا‪٠‬تدرم ‪-‬رضي هللا‬
‫"الرجل يز٘ب ٍبٌ يتوب فيتوب هللا عليو‪،‬‬ ‫ً‬
‫عنهما‪ -‬قاال‪ :‬قاؿ رسوؿ هللا ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪":-‬الغيبةي أشد من الزان‪ ،‬قيل‪ :‬ككيف؟ قاؿ‪ٌ :‬‬

‫‪034‬‬
‫قلت كلمةن لو يمزجت ٔتاء البحر ‪١‬تزجتو"‪ ،1‬قاؿ‬ ‫ىكذا؛ تشَت إٔب قصر عنقها‪":‬لقد ً‬
‫أبعد‬
‫الرجل ليتكلٌم ابلكلمة من سخط هللا ال يهلقي ‪٢‬تا ابالن‪ ،‬يهوم هبا ُب جهنٌم ى‬ ‫‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪":-‬إ ٌف ٌ‬
‫‪2‬‬
‫معقود‬
‫‪٦‬تٌا بُت ا‪١‬تشرؽ كا‪١‬تغرب" ‪ ،‬كقاؿ ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪":-‬من اغتاب مسلمان‪ ،‬جاء يوـ القيامة كلسابيوي ه‬
‫كحًٌرـ من‬
‫ي‬ ‫‪":‬‬ ‫الكعبة‬ ‫ديث‬‫ح‬ ‫آخر‬ ‫كُب‬ ‫‪،‬‬‫‪3‬‬
‫عفو من اغتابو"‬ ‫عفو هللا أك ي‬ ‫إٔب قفاه‪ ،‬ال ٭تلٌو إالٌ ي‬
‫و‬
‫بكلمة ُب و‬
‫رجل عند النٌ ي‬ ‫رجل‬ ‫م‬ ‫ل‬
‫ٌ‬ ‫‪،‬كتك‬‫ً ‪4‬‬
‫ظن بو ظنٌان ىسيٌئان"‬
‫ا‪١‬تؤمن‪ :‬دمو كمالو كعرضو‪ ،‬كأف يي َّ‬
‫ه‬
‫أصبحت هتزأ ابلقرآف‪ ،‬ما‬
‫ى‬ ‫‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬فقاؿ لو‪ٍ ":‬قم ال شهادةى لك"‪ ،‬فقاؿ‪ :‬لست أعود‪ ،‬فقاؿ‪":‬‬
‫استحل ‪٤‬تارمو"‪.5‬‬
‫ٌ‬ ‫آمن ابلقرآف من‬

‫حىت يغفر لو صاحبو"‪ .‬ينظر‪ :‬الطربا٘ب‪ ،‬املعجم األكسط‪ ،‬تح‪ :‬طارؽ بن عوض هللا بن‬ ‫ً‬
‫كإ ٌف صاحب الغيبة ال يغفر لو ٌ‬
‫دمحم‪ ،‬ط‪1415(:‬ق)‪ ،‬مط‪ :‬دار ا‪ٟ‬ترمُت‪ ،‬القاىرة‪ ،‬ج‪ ،6 :‬ص‪ ،347 :‬رقم‪ .6590 :‬ا‪٢‬تيثمي‪ ،‬رجمع الزكائد‪ ،‬ج‪،8 :‬‬
‫ص‪ ،91 :‬رقم‪ .13128 :‬كقاؿ‪":‬فيو عباد بن كثَت الثقفى‪ ،‬كىو مًتكؾ"‪.‬‬
‫‪ -1‬أخرجو‪ :‬أبو داكد‪ :‬كتاب‪ :‬األدب‪ ،‬ابب‪ُ :‬ب الغيبة‪ ،‬ص‪ ،882 :‬رقم‪ .4875 :‬الًتمذل‪ :‬كتاب‪ :‬صفة القيامة‬
‫كالرقائق كالورع عن رسوؿ هللا ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ ،-‬ابب‪ ،51 :‬ص‪ ،563 :‬رقم‪ .2502 :‬إسناده صحيح‪ .‬ينظر‪ :‬سنن أيب داكد‪،‬‬
‫تح‪ :‬شعيب األربؤكط‪ ،‬ج‪ ،7 :‬ص‪.237 :‬‬
‫‪ -2‬أخرجو‪ :‬البخارم‪ :‬كتاب‪ :‬الرقائق‪ ،‬ابب‪ :‬حفظ اللساف‪ ،‬ج‪ ،4 :‬ص‪ ،187 :‬رقم‪ .6477 :‬مسلم‪ :‬كتاب‪ :‬الزىد‬
‫كالرقائق‪ ،‬ابب‪ :‬التكلٌم ابلكلمة يهوم هبا ُب النٌار‪ ،‬ص‪ ،1197 :‬رقم‪.2988 :‬‬
‫‪ -3‬أخرجو‪ :‬ا‪١‬تتقي ا‪٢‬تندم (ت‪975 :‬ق)‪ ،‬كنز العماؿ يف سنن األقواؿ كاألفعاؿ‪ ،‬تح‪ :‬بكرم حيا٘ب‪ ،‬ط‪:‬‬
‫الرسالة‪ ،‬ج‪ ،3 :‬ص‪ ،589 :‬رقم‪ .44149 :‬بلفظ‪":‬ال تغتابوا ا‪١‬تسلمُت‪،‬‬ ‫‪1401(5‬ىػ‪1981/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬مؤسسة ٌ‬
‫فمن اغتاب أخاه ا‪١‬تسلم‪...‬إْب"‪ .‬كأخرجو الديلمي عن سعد الساعدم –هنع هللا يضر‪ .-‬ينظر‪ :‬جبلؿ الدين عبد الر‪ٛ‬تن‬
‫السيوطي‪ ،‬اجلامع الصغَتة كزكائده كاجلامع الُبَت‪ ،‬قسم األقواؿ‪ٚ ،‬تع كترتيب‪ :‬عباس أ‪ٛ‬تد صقر‪ ،‬ط‪:‬‬
‫(‪1994‬ـ‪1414/‬ق)‪ ،‬مط‪ :‬دار الفكر‪ ،‬بَتكت‪ ،‬لبناف‪ ،‬ج‪ ،8 :‬ص‪ .243 :‬رقم‪.25762 :‬‬
‫‪ -4‬أخرجو‪ :‬البيهقي‪ .‬ينظر‪ :‬أبو بكر البيهقي (ت‪458 :‬ىػ)‪ ،‬شعب اإلمياف‪ ،‬تح‪ :‬عبد العلي عبد ا‪ٟ‬تميد حامد‪ ،‬ط‪:‬‬
‫‪1423(1‬ق‪2003/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬مكتبة الرشد للنشر كالتوزيع‪ ،‬الرايض‪ ،‬ج‪ ،9 :‬ص‪ .76 :‬من حديث ابن عباس‬
‫‪-‬رضي هللا عنهما‪ .-‬قاؿ الشيخ األلبا٘ب‪ :‬كلو إسناد حسن‪ .‬ينظر‪ :‬األلبا٘ب‪ ،‬سلسلة األحادَث الصحيحة كشيء من‬
‫فقهها كفوائدىا‪ ،‬ج‪ ،7 :‬ص‪.1249 :‬‬
‫‪ -5‬أخرجو‪ :‬ا‪١‬تتقي ا‪٢‬تندم‪ ،‬كنز العماؿ يف سنن األقواؿ كاألفعاؿ‪ ،‬ج‪ ،26 :‬ص‪ ،4 :‬رقم‪.495 :‬‬

‫‪035‬‬
‫كُب ال يق يدسيات‪":1‬اي أخا ا‪١‬ترسلًُت‪ ،‬اي أخا ً‬
‫ا‪١‬تنذ ًرين‪ ،‬أبذر قومك أف ال يدخلوا بيتان من‬ ‫ى‬
‫و‬
‫بقية‪ ،‬كال يدخلوا بيتان من بيوٌب كألحد عليهم‬ ‫و‬
‫صادقة‪ ،‬كأيد و‬
‫و‬ ‫سليمة‪ ،‬ك و‬
‫ألسنة‬ ‫و‬ ‫و‬
‫بقلوب‬ ‫بيوٌب إالٌ‬
‫يرد تلك الظيبلمة إٔب أىلها‪ ،‬فإذا فعل‬
‫حىت ٌ‬‫م ييصلٌي ٌ‬
‫فإ٘ب ألعنو ما داـ كاقفان بُت يى ىد َّ‬
‫ظيبلمةه‪ٌ ،‬‬
‫كبصره الذم يبصر بو‪ ،‬كيكو يف جارم مع أببيائي كأصفيائي ُب‬ ‫‪ٝ‬تعو الذم يسمع بو‪ ،‬ى‬ ‫أكو يف ى‬
‫ا‪ٞ‬تنة"‪.2‬‬
‫غثاء‬
‫ن‬
‫‪4‬‬
‫ا‪ٟ‬تق‬
‫ٌ‬
‫‪3‬‬
‫كأعجب من ىذا كلًٌ ًو التكفَتي ا‪١‬ترتٌب على الشبهة اليت سًتاىا ُب غيث‬
‫الصادؽ ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪":-‬من ك ٌفر مسلمان فقد كفر"‪ ،5‬كقولو‪":‬إذا قاؿ الرجل‬
‫دكف مباالة بقوؿ ٌ‬
‫ألخيو‪ :‬اي كافر‪ ،‬فقد ابء هبا أحد‪٫‬تا"‪.6‬‬

‫‪ -1‬كمعٌت القدسيات‪ :‬ا‪ٟ‬تديث القدسي؛ لذا جاء ُب س‪ :‬ال يق يدسية‪.‬‬


‫‪ -2‬أخرجو‪ :‬أبو بعيم األصبها٘ب‪ ،‬حلية األكلياء‪ ،‬ط‪1405(4 :‬ىػ)‪ ،‬مط‪ :‬دار الكتاب العريب‪ ،‬بَتكت‪ ،‬ج‪ ،6 :‬ص‪:‬‬
‫إسحاؽ ب ًن أيب ٭تِت ال ىع ًٌك ٌي‪ ،‬عن‬
‫ى‬ ‫يب من حديث األزكاعي‪ ،‬عن ىعٍبدة‪ ،‬كركاه علي بن ىم ٍعبىد‪ ،‬عن‬
‫‪ .116‬كقاؿ‪":‬غر ه‬
‫اعي مثلو"‪ .‬كا‪١‬تتقي ا‪٢‬تندم‪ ،‬كنز العماؿ يف سنن األقواؿ كاألفعاؿ‪ ،‬ج‪ ،15 :‬ص‪ ،1372 :‬رقم‪.43600 :‬‬ ‫األكز ًٌ‬
‫كقاؿ‪":‬فيو إسحاؽ بن أىب ٭تِت الكعىب ىالك أيٌب اب‪١‬تناكَت عن األثبات"‪ .‬كقاؿ األلبا٘ب‪ :‬ضعيف‪ .‬ينظر‪ :‬األلبا٘ب‪،‬‬
‫سلسلة األحادَث الضعيفة‪ ،‬ج‪ ،13 :‬ص‪.675 :‬‬
‫‪ -3‬كرد ُب بعض النسخ ُب مكاف العبارة ا‪١‬تثبتة "عبث ا‪ٟ‬تق"؛ لذلك أراد الدكتور علي دمحم الصبليب تصحيحها عندما‬
‫بقل ىذا النٌص ُب كتابو "الركة السنوسية"‪ ،‬ص‪ .139 :‬فقاؿ ُب ا‪٢‬تامش‪":‬رٌٔتا ُب ميزاف ٌ‬
‫ا‪ٟ‬تق"‪ ،‬إال أبٌو قد كرد ُب‬
‫بسخة األصل ما أثبت‪.‬‬
‫الصواب ما أثبتو‪.‬‬
‫ا‪ٞ‬تو‪ .‬ك ٌ‬
‫‪ُ -4‬ب س‪ٌ :‬‬
‫‪ٓ -5‬ب أقف على ىذا ا‪ٟ‬تديث هبذا اللفظ‪.‬‬
‫‪ -6‬أخرجو ‪ :‬البخارم‪ :‬كتاب‪ :‬األدب‪ ،‬ابب‪ :‬من أكفر أخاه بغَت أتكيل فهو كما قاؿ‪ ،‬ج‪ ، 4 :‬ص‪ ،110 :‬رقم‪:‬‬
‫‪ .6104‬مسلم‪ :‬كتاب‪ :‬اإلٯتاف‪ ،‬ابب‪ :‬بياف حاؿ إٯتاف من قاؿ ألخيو ا‪١‬تسلم اي كافر‪ ،‬ص‪ ،56 :‬رقم‪ . 111 :‬كذكر‬
‫مثل ىذه األحاديث ٖتمل على التٌغليظ‪ ،‬كالتَّشبًيو لو ابلك ٌفا ًر‪ ،‬ال على ا‪ٟ‬تقيقة‪ .‬ينظر‪ :‬ابن قدامة ا‪ٟ‬تنبلي‪،‬‬
‫ابن قدامة أ ٌف ى‬
‫ي‬
‫الشهَت اببن قدامة ا‪١‬تقدسي (ت‪620 :‬ىػ)‪ ،‬املغٍت‪ ،‬مط‪ :‬مكتبة القاىرة‪ ،‬ط‪1388( :‬ىػ‪1968/‬ـ)‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪:‬‬
‫‪.332‬‬

‫‪036‬‬
‫التتمة"‪":3‬فإبٌو إذا قاؿ ‪١‬تسلم‪ :‬اي كافر‪ ،‬ببل و‬
‫أتكيل‬ ‫ٌ‬ ‫"‬ ‫عن‬ ‫بل‬
‫ن‬ ‫بق‬ ‫"‬ ‫يز‬
‫ز‬ ‫الع‬‫"‬ ‫ُب‬ ‫‪2‬‬
‫افعي‬
‫ر‬ ‫ال‬ ‫‪1‬‬
‫قاؿ‬
‫كفر؛ ألبٌو ‪ٝ‬تٌى اإلسبلـ كفران"‪ ،4‬كمثلو للنوكم ُب "الركضة"‪ 5‬بقبلن عن ا‪١‬تتوٕب‪.6‬‬

‫‪ٓ -1‬ب يرد ُب ج‪ :‬الرافعي‪.‬‬


‫‪ -2‬الرافعي‪ :‬عبد الكر‪ٙ‬ب بن دمحم بن عبد الكر‪ٙ‬ب‪ ،‬أبو القاسم الرافعي القزكيٍت الشافعي‪ .‬قاؿ ابن الصبلح‪ٌ :‬‬
‫أظن أ٘ب ٓب أر‬
‫ُب ببلد العجم مثلو‪ .‬كاف ذا فنوف‪ ،‬صنٌف شرح الوجيز ُب بضعة عشر ‪٣‬تلدان‪ٓ ،‬ب يشرح الوجيز ٔتثلو‪ .‬كقاؿ أبو عبد هللا‬
‫اإلسفراييٍت‪ :‬ىو شيخنا‪ ،‬إماـ الدين كانصر السنٌة صدقان‪ .‬كاف أكحد عصره ُب العلوـ الدينية‪ ،‬أصوالن كفركعان‪ ،‬ك‪٣‬تتهد‬
‫زمابو ُب ا‪١‬تذىب‪ ،‬كفريد كقتو ُب التفسَت‪ .‬لو‪ :‬الفتح العزيز ُب شرح الوجيز‪ ،‬كالشرح الصغَت‪ .‬كابت كفاتو‪623 :‬ق‪.‬‬
‫ينظر‪ :‬الذى ي‪ ،‬اترَخ اإلسالـ ككفيات املشاىَت ىكاألعالـ‪ ،‬ج‪ ،13 :‬ص‪ .742 :‬ابن السبكي‪ ،‬طبقات الشافعية‬
‫الُربل‪ ،‬ج‪ ،8 :‬ص‪ .281 :‬حاجي خليفة‪ ،‬سلم الوصوؿ إىل طبقات الفحوؿ‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪.296 :‬‬
‫تتمة اإلابنة عن أحُاـ فركع الداينة" أليب سعد بن أيب سعيد ا‪١‬تتوٕب النيسابورم‪٘ .‬تٌم بو‬
‫لتتمة‪ :‬يقصد هبا كتاب " ٌ‬
‫‪ -3‬ا ٌ‬
‫اإلاببة لشيخو الفورا٘ب ُب الفقو الشافعي‪ ،‬كلكنٌو ٓب يكملو كعاجلتو ا‪١‬تنية‪ ،‬ككاف قد ابتهى فيو إٔب كتاب ا‪ٟ‬تدكد‪ ،‬كأ٘تٌو‬
‫من بعده ‪ٚ‬تاعة منهم‪ :‬أبو الفتوح أسعد العجلي كغَته‪ .‬ينظر‪ :‬ابن كثَت(ت‪774 :‬ىػ)‪ ،‬طبقات الشافعيُت‪ ،‬ج‪،1 :‬‬
‫ص‪.464 :‬‬
‫‪ -4‬عبد الكر‪ٙ‬ب بن دمحم بن عبد الكر‪ٙ‬ب‪ ،‬أبو القاسم الرافعي القزكيٍت (ت‪623 :‬ىػ)‪ ،‬العزَز شرح الوجيز املعركؼ‬
‫ابلشرح الُبَت‪ ،‬تح‪ :‬علي دمحم عوض‪ ،‬ط‪1417(1 :‬ىػ‪1997/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بَتكت‪ ،‬لبناف‪ ،‬ج‪:‬‬
‫‪ ،11‬ص‪.98 :‬‬
‫‪ -5‬أبو زكراي ‪٤‬تيي الدين ٭تِت بن شرؼ النوكم (ت‪676 :‬ىػ)‪ ،‬ركضة الطالبُت كعمدة املفتُت‪ ،‬تح‪ :‬زىَت الشاكيش‪،‬‬
‫الشاكيش‪ ،‬ط‪1412(3 :‬ىػ‪1991/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬ا‪١‬تكتب اإلسبلمي‪ ،‬بَتكت‪ ،‬ج‪ ،10 :‬ص‪.65 :‬‬
‫املتويل‪ :‬أبو سعد بن أيب سعيد ا‪١‬تتوٕب‪ ،‬النيسابورم‪ ،‬فقيو شافعي مناظر‪ ،‬عآب ابألصوؿ‪ ،‬كلد بنيسابور سنة‪426 :‬‬
‫‪ٌ -6‬‬
‫أىم‬
‫سنة‪ 426 :‬ق ػ كقيل سنة‪ 427 :‬ىػ‪ .‬تعلٌم كتف ٌقو ٔتدينة "ٓتارل" على أيب سهل أ‪ٛ‬تد بن علي األبيوردم‪ ،‬كمن ٌ‬
‫تتمة اإلاببة عن أحكاـ فركع الدايبة‪ ،‬توُب سنة‪ 478 :‬ىػ ُب بغداد‪.‬‬
‫كتبو‪ :‬كتاب الغنية ُب أصوؿ الدين‪ ،‬ككتاب ٌ‬
‫ينظر‪ :‬الصفدم (ت‪764 :‬ىػ)‪ ،‬الوايف ابلوفيات‪ ،‬ج‪18 :‬ص‪ .133:‬ابن كثَت(ت‪774 :‬ىػ)‪ ،‬طبقات الشافعيُت‪،‬‬
‫ج‪ ،1 :‬ص‪.464 :‬‬

‫‪037‬‬
‫الرفعة‪ 1‬كالقموٕب‪ 2‬كالتتائي‪ 3‬كاألسنوم كاألذرعي‪ 4‬كأيب‬
‫ا‪١‬تتأخركف كابن ٌ‬
‫كاعتمد ذلك ٌ‬
‫‪5‬‬
‫ا‪١‬تتوٕب‬
‫زرعة كصاحب "األبوار" كشارح "األبوار" كغَتىم‪ ،‬جزموا بو من غَت عذر‪ ،‬كٓب ينفرد ٌ‬
‫بذلك‪ ،‬بل سبقو إليو ككافقو عليو ‪ٚ‬تع من األصحاب؛ منهم األستاذ أبو إسحاؽ‬
‫اإلسفراييٍت‪6‬كا‪ٟ‬تليمي‪...............................................................7‬‬

‫الصواب ما أثبت‪.‬‬
‫الرفقة‪ .‬ك ٌ‬
‫‪ُ -1‬ب س‪ :‬كابن ٌ‬
‫شافعي مصرم‪ ،‬من أىل قمولة‬
‫ٌ‬ ‫‪ -2‬القمويل‪ :‬أ‪ٛ‬تد بن دمحم بن أيب ا‪ٟ‬ترـ القرشي ا‪١‬تخزكمي‪٧ ،‬تم الدين القموٕب‪ ،‬فقيو‬
‫جرد بقولو ك‪ٝ‬تاه‪:‬‬
‫بصعيد مصر‪ ،‬كلد سنة‪ 645 :‬ق‪ ،‬عٍت ابلوسيط ُب فقو الشافعية فشرحو ك‪ٝ‬تٌاه‪ :‬البحر احمليط‪ٍ ،‬ب ٌ‬
‫الزركلي‪ ،‬األعالـ‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪ .222 :‬رضا كحالة (ت‪1408 :‬ىػ)‪،‬‬ ‫جواىر البحر‪ ،‬كتوُب سنة‪ 727 :‬ق‪ .‬ينظر‪ٌ :‬‬
‫معجم املؤلفُت‪ ،‬ج‪ ، 2 :‬ص‪.161 :‬‬
‫‪ -3‬كرد مكاف ىذا االسم "النشيائي" ُب ‪ٚ‬تيع النسخ‪ ،‬لكن جاء ُب األصل ا‪١‬تنقوؿ منو ما أثبت "التتائي"‪.‬‬
‫‪ -4‬األذرعي‪ :‬شهاب الدين أبو العباس األذرعي الشافعي‪ ،‬كىو أ‪ٛ‬تد بن ‪ٛ‬تداف بن أ‪ٛ‬تد بن عبد الواحد بن عبد الغٍت‬
‫الغٍت ابن دمحم بن أ‪ٛ‬تد بن سآب بن داكد بن يوسف بن جار‪ ،‬كلد سنة ‪709‬ىػ‪ ،‬بزيل حلب‪ ،‬شيخ الببلد الشمالية‪،‬‬
‫شرح ا‪١‬تنهاج للنوكم ُب شرحُت مفيدين‪ٝ :‬تى أحد‪٫‬تا القوت‪ ،‬كاآلخر الغنية‪ .‬كتوُب سنة‪783 :‬ىػ‪ . ،‬ينظر‪ :‬يوسف بن‬
‫تغرم بردم ابن عبد هللا الظاىرم ا‪ٟ‬تنفي‪ ،‬أبو احملاسن‪ٚ ،‬تاؿ الدين (ت‪874 :‬ىػ)‪ ،‬املنهل الصايف كاملستوىف بعد‬
‫الزركلي‪ ،‬األعالـ‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪.119 :‬‬
‫الوايف‪ ،‬تح‪ :‬دكتور دمحم دمحم أمُت‪( ،‬د ت ط)‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪ٌ .293 :‬‬
‫‪ -5‬العراقي‪ :‬أبو زرعة أ‪ٛ‬تد بن ا‪ٟ‬تافظ أبو الفضل العراقي‪ ،‬الفقيو األصوٕب‪ ،‬ذك الفنوف‪ٗ .‬ترج بوالده‪ ،‬كالزـ البلقيٍت ُب‬
‫ُب الفقو‪ ،‬كبرع ُب الفنوف؛ كألٌف الكتب النافعة ا‪١‬تشهورة‪ ،‬ككٕب قضاء الداير ا‪١‬تصرية‪ ،‬مات سنة‪826 :‬ق‪.‬‬
‫ينظر‪ :‬السيوطي‪ ،‬حسن احملاضرة يف اترَخ مصر كالقاىرة‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪ .363 :‬حاجي خليفة‪ ،‬سلم الوصوؿ إىل‬
‫طبقات الفحوؿ‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪.166 :‬‬
‫‪ -6‬اإلسفراٍَت‪ :‬إبراىيم بن دمحم بن إبراىيم بن مهراف‪ ،‬األستاذ أبو إسحاؽ اإلسفرايٍت‪ ،‬أحد ٌ‬
‫أئمة ال ٌدين كبلمان كأصوالن‬
‫األئمة على ‪ٚ‬تعو شرائط اإلمامة‪ .‬توُب سنة‪418 :‬ق‪ ،‬كبقل إٔب أسفرايُت كدفن‬‫كفركعان‪ٚ ،‬تع أشتات العلوـ‪ ،‬كاتٌفقت ٌ‬
‫ٔتشهده هبا‪ .‬كأى ٍس ىفراًَُت‪ :‬بليدة حصينة من بواحي بيسابور على منتصف الطريق من جرجاف‪ ،‬كا‪ٝ‬تها القد‪ٙ‬ب مهرجاف‪.‬‬
‫ينظر‪ :‬شهاب الدين أبو عبد هللا ايقوت بن عبد هللا الركمي ا‪ٟ‬تموم (ت‪626 :‬ىػ)‪ ،‬معجم البلداف‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪:‬‬
‫‪ .178‬الذى ي‪ ،‬اترَخ اإلسالـ ككفيات املشاىَت ىكاألعالـ‪ ،‬ج‪ ،9 :‬ص‪ .291 :‬ابن كثَت‪ ،‬طبقات الشافعيُت‪ ،‬ج‪:‬‬
‫‪ ،1‬ص‪ .367 :‬ابن السبكي‪ ،‬طبقات الشافعية الُربل‪ ،‬ج‪ ،4 :‬ص‪.256 :‬‬
‫‪ -7‬الليمي‪ :‬أبو عبد هللا‪ ،‬ا‪ٟ‬تسُت بن ا‪ٟ‬تسن بن دمحم بن حليم البخارم الشافعي‪ ،‬كلد ُب سنة‪ 338 :‬ق ّترجاف‪،‬‬
‫فات بفيسةه منها‪ :‬ا‪١‬تنهاج ُب شعب اإلٯتاف‪ .‬توُب سنة ‪403‬ق‪ .‬ينظر‪ :‬جبلؿ الدين السيوطي (ت‪911 :‬ىػ)‪،‬‬ ‫كلو مصنٌ ه‬
‫اؼ امليٍرتىًقي‬
‫طبقات الفاظ‪ ،‬ط‪1403 (1 :‬ق) مط‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بَتكت‪٤ .‬تمود بن عبد الفتاح النحاؿ‪ ،‬إً ٍربى ي‬

‫‪038‬‬
‫‪ ..‬كالشيخ بصر ا‪١‬تقدسي‪ 1‬كالغزإب‪ 2‬كابن دقيق العيد‪ .‬بل قضية كبلـ ىؤالء أبٌو ال فرؽ بُت‬
‫تدؿ عليو عباراهتم اليت ذكرىا عنهم العبلٌمة ابن حجر‪ُ 3‬ب "اإلعبلـ"‪،4‬‬‫يؤكؿ ٍأك ال‪ ،‬كما ٌ‬‫أف ٌ‬
‫اايت ال أبس ابإلشارة إليها‪ ،‬فقد ركل مسلم‪":‬إذا ك ٌفر‬
‫بصو‪":‬ككقع ُب ا‪ٟ‬تديث رك ه‬ ‫كقاؿ فيو ما ٌ‬
‫ا‪١‬تسلم أخاه‪ ،‬فقد ابء هبا أحد‪٫‬تا"‪ .5‬كُب ركاية لو‪":‬أٌٯتا رجل قاؿ ألخيو‪ :‬اي كافر‪ ،‬فقد ابء هبا‬

‫بًتاجم شيوخ البيهقي‪ ،‬ضبط كتدقيق‪ :‬الفريق العلمي ‪١‬تشركع موسوعة جامع السنة‪ ،‬ط‪1429(1 :‬ىػ‪2008/‬ـ)‪،‬‬
‫مط‪ :‬دار ا‪١‬تيماف للنشر كالتوزيع‪ ،‬ص‪.151 :‬‬
‫‪ -1‬نصر املقدسي‪ :‬ىو أبو دمحم عبد هللا بن أ‪ٛ‬تد بن دمحم بن قدامة بن مقداـ بن بصر ا‪١‬تقدسي َّ‬
‫ا‪ٞ‬تماعيلي‪ ،‬ك‪ٚ‬تٌاعيل‬
‫ُب فلسطُت‪ ،‬كلد سنة ‪541‬ق‪ ،‬قدـ دمشق مع أىلو‪ ،‬من كتبو‪ :‬الكاُب‪ ،‬ا‪١‬تغٍت‪ .‬كتوُب سنة‪620 :‬ى ػ‪.‬‬
‫ينظر‪ :‬ابن خلكاف‪ ،‬كفيات األعياف‪ٖ ،‬تقيق‪ :‬إحساف عباس‪ ،‬ط‪1900(1 :‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار صادر‪ ،‬بَتكت‪ ،‬ج‪،1 :‬‬
‫ص‪.58 :‬‬
‫ْتجة اإلسبلـ‪ ،‬كلد سنة‪450 :‬ق‪،‬‬ ‫ً‬
‫إب‪ ،‬ا‪١‬تل ٌقب ٌ‬ ‫‪ -2‬الغزايل‪َّ :‬‬
‫‪٤‬تمد بن أ‪ٛ‬تد الطوسي‪ ،‬أبو حامد الغز ٌ‬ ‫‪٤‬تمد بن َّ‬
‫‪٤‬تمد بن َّ‬
‫ً‬
‫ا‪١‬تربز ُب ا‪١‬تنقوؿ منها كا‪١‬تفهوـ"‪ ،‬كقاؿ الذى ي عنو‪":‬كأخذ ُب أتليف األصوؿ‬
‫قاؿ ابن السبكي‪":‬جامع أشتات العلوـ‪ ،‬ك ٌ‬
‫سر ُب خلقو‪ ،"...‬كقاؿ ابن‬
‫كالفقو كالكبلـ كا‪ٟ‬تكمة‪ ،‬كأدخلو سيبلف ذىنو ُب مضايق الكبلـ‪ ،‬كمزاؿ األقداـ‪ ،‬كهلل ٌّ‬
‫كل ٌو‬
‫فن كصنٌف فيو إالٌ النحو‪ ،‬فإبو ٓب يكن فيو بذلك كال ا‪ٟ‬تديث‪ ،‬فإبو كاف يقوؿ‪ :‬أان مزجي البضاعة‬ ‫كثَت‪":‬ك‪ٚ‬تع من ٌ‬
‫ُب ا‪ٟ‬تديث"‪ ،‬صاحب التصابيف ا‪١‬تفيدة ُب الفنوف العديدة ك ػ ‪":‬ا‪١‬تستصفى" ُب أصوؿ الفقو‪ ،‬ك"الوسيط" ُب الفقو‪،‬‬
‫ك"هتافت الفبلسفة"‪ .‬توُب سنة‪505 :‬ىػ‪ .‬ينظر‪ :‬أبو القاسم علي بن ا‪ٟ‬تسن ا‪١‬تعركؼ اببن عساكر (ت‪571 :‬ىػ)‪،‬‬
‫اترَخ دمشق‪ ،‬تح‪ :‬عمرك بن غرامة العمركم‪ ،‬ط‪1415( :‬ىػ‪1995/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار الفكر للطباعة كالنشر كالتوزيع‪،‬‬
‫ج‪ ،55 :‬ص‪ .200 :‬الذى ي‪ ،‬سَت أعالـ النبالء‪ ،‬ج‪ ،19 :‬ص‪ .322 :‬الذى ي‪ ،‬اترَخ اإلسالـ ككفيات املشاىَت‬
‫ىكاألعالـ‪ ،‬ج‪ ،11 :‬ص‪ .62 :‬السبكي‪ ،‬طبقات الشافعية الُربل‪ ،‬ج‪ ،6 :‬ص‪ .191 :‬ابن كثَت‪ ،‬طبقات‬
‫الشافعيُت‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪ .535 :‬ابن ا‪١‬تلقن سراج الدين عمر بن علي (ت‪804 :‬ىػ)‪ ،‬العقد املذىب يف طبقات محلة‬
‫املذىب‪ ،‬ص‪.117 :‬‬
‫‪ -3‬ابن حجر اهليتمي‪ :‬ىو أبو العباس‪ ،‬أ‪ٛ‬تد بن دمحم بن دمحم بن ٌ‬
‫علي‪ ،‬شهاب الدين ا‪١‬تكي الشافعي الفقيو‪ .‬كلد سنة‪:‬‬
‫ا‪١‬تسمى بتحفة احملتاج‪ .‬توُب سنة‪974 :‬ىػ‪ .‬كقد‬
‫علي القارم ٔتكة‪ ،‬من مؤلٌفاتو‪ :‬شرح ا‪١‬تنهاج ٌ‬
‫‪899‬ىػ‪ ،‬تتلمذ عليو مبل ٌ‬
‫خطٌأ الشيخ عبد ا‪ٟ‬تي الكتا٘ب ‪-‬ر‪ٛ‬تو هللا‪ -‬من ذكر أ ٌف كفاتو كابت سنة‪995 :‬ىػ‪ .‬ينظر‪ :‬عبد ا‪ٟ‬تي الكتا٘ب‪ ،‬فهرس‬
‫الفهارس كاألثبات‪ ،‬ج‪ ، 1:‬ص‪.337 :‬‬
‫‪ -4‬ابن حجر ا‪٢‬تيتمي‪ ،‬اإلعالـ بقواطع اإلسالـ‪ ،‬تح‪ :‬دمحم بن عبد الر‪ٛ‬تن ا‪٠‬تميٌ ‪ ،‬ط‪1460(1 :‬ىػ‪1999/‬ـ)‪،‬‬
‫مط‪ :‬دار اإليبلؼ الدكلية‪ ،‬الكويت‪ ،‬ص‪.175 :‬‬
‫‪ -5‬سبق ٗتر‪٬‬تو‪ :‬ص‪.147 :‬‬

‫‪041‬‬
‫أحد‪٫‬تا إف كاف كما قاؿ‪ ،‬كإالٌ رجعت عليو"‪ .1‬كُب ركاية لو أيضان‪":‬لي من رجل ٌادعى لغَت‬
‫عدك هللا‪ ،‬كلي كذلك‪ ،‬إالٌ‬
‫أبيو ‪-‬كىو يعلمو‪ -‬إالٌ كفر‪ .‬كمن دعا رجبلن ابلكفر‪ ،‬أك قاؿ ٌ‬
‫حار‪ 2‬عليو"‪.3‬‬
‫كُب ركاية أيب‪ 4‬عوابة‪":‬فإف كاف كما قاؿ‪ ،‬كإالٌ فقد ابء ابلكفر"‪ .5‬كُب ركاية‪":‬إذا قاؿ‬
‫‪6‬‬
‫جل أخاه؛ كصفو ابلكفر‬ ‫ٌ ي‬‫الر‬ ‫ر‬ ‫َّ‬
‫ف‬ ‫ك‬
‫ى‬ ‫كمعٌت‬ ‫‪،‬‬ ‫ألخيو‪ :‬اي كافر‪ ،‬فقد كجب الكفر على أحد‪٫‬تا"‬
‫ً‬
‫اعتقاد الكفر فيو؛ كاعتقاد ا‪٠‬توارج‬ ‫كبسبو إليو ُب خ ورب؛ كرأيت كافران‪ ،‬أك و‬
‫بداء؛ كيا كافر‪ ،‬أك‬ ‫ي‬
‫أىل األىواء ‪١‬تا قاـ‬ ‫و‬
‫السنٌة ى‬
‫كفر ا‪١‬تؤمنُت ابل ٌذبوب‪ ،‬كلي من ذلك تكفَتي ‪ٚ‬تاعة من أىل ٌ‬
‫أحد‪٫‬تا"؛ رجع بكلمة الكفر"‪ .7‬ابتهى من‬ ‫عندىم من ال ٌدليل على ذلك‪ ،‬كمعٌت‪":‬ابء هبا ي‬
‫"اإلعبلـ" إب‪٬‬تاز‪.‬‬
‫‪٤‬تموؿ على ا‪٠‬توارج‬
‫ه‬ ‫كذكر فيو كجوىان ُب أتكيل ا‪ٟ‬تديث إٔب أف قاؿ‪":‬الثالث‪ :‬أبٌو‬
‫ضعيف؛ أل ٌف ا‪١‬تذىب الصحيح ا‪١‬تختار‬
‫ه‬ ‫ا‪١‬تك ٌفرين للمؤمنُت‪ ،‬كىذا بقلو القاضي عياض‪ ،‬كىو‬
‫الذم قالو األكثركف كاحمل ٌققوف‪ ،‬أ ٌف ا‪٠‬توارج ال يك ٌفركف كسائر أىل البدع"‪ٍ ،...‬بٌ قاؿ بعد‬
‫تقرر‬
‫بصو‪":‬فإذا ٌ‬‫السابقُت‪ ،‬كإتباعو اب‪ٞ‬تواب عنو ما ٌ‬
‫ذكره إيرادان لبعضهم على أتكيل األكابر ٌ‬

‫‪ -1‬أخرجو مسلم‪ :‬كتاب‪ :‬اإلٯتاف‪ ،‬ابب‪ :‬بياف حاؿ إٯتاف من قاؿ ألخيو ا‪١‬تسلم اي كافر‪ ،‬ص‪ ،56 :‬رقم‪. 111:‬‬
‫‪ -2‬حار‪ :‬اب‪ٟ‬تاء ا‪١‬تهملة كالراء؛ أم رجع‪ .‬ينظر‪ :‬دمحم بن عمر بن أ‪ٛ‬تد بن عمر بن دمحم األصبها٘ب ا‪١‬تديٍت‪ ،‬أبو موسى‬
‫(ت‪581 :‬ىػ)‪ ،‬اجملموع املغيث يف غرَيب القرآف كالدَث‪ ،‬تح‪ :‬عبد الكر‪ٙ‬ب العزابكم‪ ،‬ط‪1406(1 :‬ىػ‪1986/‬ـ)‪،‬‬
‫مط‪ :‬دار ا‪١‬تد٘ب للطباعة كالنشر كالتوزيع‪ ،‬جدة‪ ،‬ا‪١‬تملكة العربية السعودية‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪.523 :‬‬
‫‪ -3‬أخرجو البخارم‪ :‬كتاب‪ :‬ا‪١‬تناقب‪ ،‬ابب‪ :‬بسبة اليمُت إٔب إ‪ٝ‬تاعيل‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪ ،506 :‬رقم‪ .3508 :‬مسلم‪:‬‬
‫كتاب‪ :‬اإلٯتاف‪ .‬ابب‪ :‬حاؿ إٯتاف من رغب عن أبيو كىو يعلم‪ ،‬ص‪ ،56:‬رقم‪ .112 :‬كاللٌفظ ‪١‬تسلم‪.‬‬
‫الصواب ما أثبت‪.‬‬
‫‪ُ -4‬ب س‪ :‬ابن‪ .‬ك ٌ‬
‫ص ًحيح يمسلم‪ ،‬تح‪ :‬عبَّاس بن صفاخاف بن شهاب ال ٌدين‪ ،‬ط‪:‬‬ ‫الصحيح املي ىخ ٌرج ىعلى ى‬ ‫‪ -5‬ينظر‪ :‬أبو عوابة‪ ،‬املسنىد َّ‬
‫السعودية‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪ ،229 :‬رقم‪.118:‬‬ ‫ط‪1435(1 :‬ىػ‪2014/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬ا‪ٞ‬تامعة اإلسبلميَّة‪ ،‬ا‪١‬تملكة العربيَّة َّ‬
‫‪ -6‬أخرجو‪ :‬الطربم‪ ،‬املعجم األكسط‪ ،‬تح‪ :‬طارؽ بن عوض هللا بن دمحم‪ ،‬ط‪1415(2 :‬ىػ‪1995/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار‬
‫ا‪ٟ‬ترمُت‪ ،‬القاىرة‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪ ،41 :‬رقم‪.111 :‬‬
‫‪ -7‬ابن حجر ا‪٢‬تيتمي‪ ،‬اإلعالـ بقواطع اإلسالـ‪ ،‬ص‪.179 :‬‬

‫‪040‬‬
‫لك حكم اي كافر ٔتا ٓب ٕتده ُب و‬
‫كتاب‪ ،‬كعلمت أ ٌف ما ذكره الشيخاف فيو بقبلن عن ا‪١‬تتوٕب ىو‬
‫يح ُب كفر قائلو مطلقان‪ ،‬كأ ٌف ما‬
‫ا‪ٟ‬تق الذم ال ‪٤‬تيد عنو‪ ،‬كإ ٌف كبلـ ‪ٚ‬تع من األصحاب صر ه‬‫ٌ‬
‫‪1‬‬
‫مر من عبارة "األذكار" ك"شرح مسلم" كغَت‪٫‬تا ال يٮتالفو ظهر لك ما قاؿ ‪...‬اْب " ‪.‬‬
‫ٌ‬
‫بصو مع تغي وَت‬
‫عمن ك ٌفر مسلمان بنحو ىذا ما ٌ‬
‫‪2‬‬
‫كُب "ال ٌد ٌرة البهية" ُب جواب سؤاؿ ٌ‬
‫الضبلؿ من‬ ‫يس وَت ُب اللٌفظ‪ٓ :‬ب يدر ىذا القائل مقدار ما قاؿ‪ ،‬كٓب ينتبو ‪١‬تا يلزمو ُب ىذا ٌ‬
‫تعجب منو‬ ‫أحد‪٫‬تا"‪ٍ ،‬بٌ ٌ‬
‫للشخص اي كافر فقد ابء هبا ي‬ ‫الشخص ٌ‬ ‫الوابؿ‪ ،‬كقد كرد‪":‬إذا قاؿ ٌ‬
‫يتجرأ على تكفَت ا‪١‬تسلمُت ٔتا ذكر‪ ،‬فكأبٌو يريد قصر اإلسبلـ على بفسو‪ ،‬كأبٌو‬
‫قائبلن‪ :‬كيف ٌ‬
‫حملمد ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ٌ -‬أمةه انجيةه غَتيه‪ ،‬كغَت من كافقو على ما قاؿ‪ ،‬كليتو اعترب بقولو تعأب‬
‫ٌ‬ ‫لي‬
‫األئمة قدٯتان‬
‫ٖترز ٌ‬‫ﭽﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﮲ ﮳ ﮴ ﭼ[النساء‪ ،]94 :‬كقد ٌ‬
‫حجة اإلسبلـ‬ ‫كحذركا من ا‪١‬تبادرة فيو مهما أمكن"‪ .‬فقاؿ ٌ‬ ‫كحديثان من تكفَت ا‪١‬تسلم‪َّ ،‬‬
‫الغزإب‪":‬الذم ينبغي أف ٯتيل إليو احملصل ً‬
‫االحًتاز من التكفَت مهما كجد إليو سبيبلن‪ ،‬فإ ٌف‬ ‫ٌ‬
‫ا‪١‬تصرحُت بقوؿ‪ :‬ال إلو إالٌ هللا‪ ،‬خطأه‪،‬‬
‫استباحة ال ٌدماء كاألمواؿ من ا‪١‬تصلٌُت إٔب القبلة‪ٌ ،‬‬
‫كا‪٠‬تطأي ُب ترؾ الكافر ُب ا‪ٟ‬تياة أىو يف من ا‪٠‬تطأ ُب سفك ‪٤‬تج و‬
‫مة من ىدوـ"‪.3‬‬ ‫ٌ‬ ‫ى‬

‫‪ -1‬ابن حجر ا‪٢‬تيتمي‪ ،‬اإلعالـ بقواطع اإلسالـ‪ ،‬ص‪.186 :‬‬


‫‪ -2‬ال ٌد ٌرة البهيٌة‪ :‬رسالة لعبلٌمة الشم األمَت‪ ،‬عنواّنا الكامل‪ :‬الدرة البهية ُب الواقعة ا‪١‬تغربية‪ ،‬كٓب أقف عليها‪ .‬ينظر‪:‬‬
‫أبو ا‪ٟ‬تسن البغدادم ا‪١‬تالكي‪ ،‬ااجتهاد كالتقليد‪ ،‬ص‪.124 :‬‬
‫‪ -3‬الغزإب‪ ،‬ااقتصاد يف ااعتقاد‪ ،‬تح‪ :‬عبد هللا دمحم ا‪٠‬تليلي‪ ،‬ط‪1424(1 :‬ىػ‪2004/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار الكتب العلمية‪،‬‬
‫العلمية‪ ،‬بَتكت‪ ،‬لبناف‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪.135 :‬‬

‫‪041‬‬
‫‪1‬‬
‫الصغرل" منهم‪":‬إذا كاف‬ ‫قاؿ صاحب "ا‪٠‬تبلصة" ا‪ٟ‬تنفي‪ ،‬ككذا صاحب "ا‪٠‬تزابة ٌ‬
‫ٯتيل إٔب ا‪ٟ‬تى ٍم ًل‬
‫للمسألة كجوهه تيوجب التكفَت‪ ،‬ككجوه كاح هد ٯتنع من التكفَت‪ ،‬فعلى ا‪١‬تفيت أف ى‬
‫على الوجو الذم ٯتنع من التكفَت"‪.2‬‬
‫عامة كتبهم‬
‫بص ا‪ٟ‬تنفية ُب ٌ‬ ‫الرد على الظاىرية"‪ٌ :‬‬
‫كقاؿ صاحب "التحقيقات الوىبية ُب ٌ‬
‫ُب ابب ألفاظ الكفر ُب ا‪١‬تق ٌدمة اليت تعارفوا كضعها ُب ٌأكؿ الباب ا‪١‬تذكور على ما حاصلو‪:‬‬
‫أ ٌف كبلـ ا‪١‬تسلم إذا كاف لو كجوهه عديدةه‪ ،‬قاؿ بعضهم‪ :‬كلو بلغ ع ٌدىا ألفان تك ٌفره ككجوه كاح هد‬
‫ال يك ٌفره‪ ،‬فعلى ا‪١‬تفيت ‪ٛ‬تل الكبلـ على الوجو الذم ال يك ٌفره بو‪ ،‬كلو كاف بعيدان‪ ،‬قالوا‪ :‬كال‬
‫ترجيح بكثرة الوجوه كاألدلٌة‪ ،‬ىذا مذىبهم الذم ال يعرؼ ‪٢‬تم ُب ىذا ا‪١‬تقاـ خبلفو‪.3‬‬
‫مستحب‪ ،‬ال ٭تكم‬
‫ٌّ‬ ‫ا‪٠‬تمر‬
‫صرح علماؤان ا‪١‬تالكية بذلك حُت قالوا‪ :‬من قاؿ‪ :‬ي‬ ‫كقد ٌ‬
‫الردة‪ ،‬مع قو‪٢‬تم‬
‫ابلشك ُب ٌ‬
‫ٌ‬ ‫بكفره؛ ًالحتماؿ أبٌو أراد ٖتبٌو النفوس‪ .‬كقاؿ‪ :‬إ ٌف الوضوء ال يبطل‬
‫ابلشك ُب الناقض غَتىا‪.4‬‬‫ٌ‬ ‫ببطبلبو‬

‫‪ -1‬اخلالصة‪ :‬لئلماـ حساـ الدين أيب ا‪ٟ‬تسن علي بن أ‪ٛ‬تد بن مكي الرازم الكاسا٘ب (ت‪598 :‬ق)‪ ،‬كعنواّنا‬
‫الكامل‪":‬خبلصة الدَّالئل َب تىػنٍ ًقيح ا‪١‬تسائل" على مذىب أيب حنفية‪ .‬ينظر‪ :‬ابن انصر بن سآب ا‪ٟ‬تنفي‪ ،‬هتذَب األمساء‬
‫الواقعة يف البداَة كاخلالصة (ت‪775 :‬ق)‪ ،‬اعتٌت بو‪ :‬أٯتن صاّب شعباف‪( ،‬د ت ط)‪ ،‬مط‪ :‬دار الكتب العلمية‪،‬‬
‫بَتكت‪ ،‬لبناف‪ ،‬ص‪ .51 :‬أبو دمحم‪٤ ،‬تيي الدين ا‪ٟ‬تنفي (ت‪775 :‬ىػ)‪ ،‬اجلواىر املضية يف طبقات النفية‪( ،‬د ت‬
‫ط)‪ ،‬مط‪ :‬مَت دمحم كتب خابو‪ ،‬كراتشي‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪.353 :‬‬
‫رد احملتار على ال ٌدر املختار‪ ،‬تح‪ :‬عادؿ أ‪ٛ‬تد عبد ا‪١‬توجود‪ ،‬ط‪1423( :‬ىػ‪2003/‬ـ)‪ ،‬مط‪:‬‬
‫‪ -2‬ابن عابدين ا‪ٟ‬تنفي‪ٌ ،‬‬
‫دار عآب الكتب‪ ،‬الرايض‪ ،‬ج‪ ،6 :‬ص‪ .358 :‬عبد الر‪ٛ‬تن بن دمحم بن سليماف ا‪١‬تدعو بشيخي زاده‪ ،‬أفندم‬
‫(ت‪1078:‬ىػ)‪ ،‬رجمع األهنر يف شرح ملتقى األحبر‪( ،‬د ت ط)‪ ،‬مط‪ :‬دار إحياء الًتاث العريب‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪.668 :‬‬
‫‪ٓ -3‬ب أقف على كتاب "التحقيقات الوىبية" إالٌ أ ٌف مفاد ىذا الكبلـ مبثوث ُب كتبهم؛ من ذلك‪ :‬ابن ‪٧‬تيم ا‪ٟ‬تنفي‪،‬‬
‫غمز عيوف البصائر شرح كتاب األشباه كالنظائر‪ ،‬ط‪1405(1 :‬ق‪1985/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بَتكت‪،‬‬
‫لبناف‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪.190 :‬‬
‫‪ -4‬ينظر‪ :‬أبو ا‪ٟ‬تسن البغدادم ا‪١‬تالكي‪ ،‬ااجتهاد كالتقليد‪ ،‬ص‪.126 :‬‬

‫‪042‬‬
‫كقد قيل ‪١‬تالك‪ :‬أيك ٌفر أىل األىواء؟ فقاؿ‪ :‬ىم من الكفر ٌفركا‪ .1‬كقد سئل تقي ال ٌدين‬
‫‪2‬‬
‫كل من‬ ‫ٌ‬ ‫ف‬
‫ٌ‬ ‫إ‬ ‫ائل‪،‬‬ ‫الس‬
‫ٌ‬ ‫ها‬‫ٌ‬‫أي‬ ‫اعلم‬ ‫فقاؿ‪:‬‬ ‫البدعة‪،‬‬ ‫غبلة‬ ‫تكفَت‬ ‫حكم‬ ‫عن‬ ‫‪-‬‬ ‫هللا‬ ‫ر‪ٛ‬تو‬‫‪-‬‬ ‫السبكي‬
‫ٌ‬
‫سوؿ هللاً؛ ًإذ‬
‫‪٤‬تم هد ىر ي‬ ‫ً ً‬
‫كجل استعظم القوؿ ابلتكفَت ‪١‬تن يقوؿ‪ :‬الى إلىوى إالَّ هللاي‪ٌ ،‬‬
‫عز ٌ‬ ‫خاؼ من هللا ٌ‬
‫ا‪٠‬تلود‬
‫عظيم ا‪٠‬تطر؛ أل ٌف من ك ٌفر شخصان فكأبٌو أخرب أ ٌف عاقبتو ُب اآلخرة ي‬ ‫ىائل ي‬ ‫أمر ه‬ ‫التكفَتي ه‬
‫ُب النٌار أبد اآلبدين‪ ،‬كأبٌو ُب الدبيا مباح ال ٌدـ كا‪١‬تاؿ‪ ،‬ال يٯت َّكن من بكاح ا‪١‬تسلمة‪ ،‬كال ٕترم‬
‫عليو أحكاـ ا‪١‬تسلمُت‪ ،‬ال ُب حياتو كال بعد ‪٦‬تاتو‪ ،‬كا‪٠‬تطأ من ترؾ ألف كافر أىوف من ا‪٠‬تطأ‬
‫ُب سفك ي‪٤‬ت ٌجمة من دـ امرئ مسلم‪ ،‬كُب ا‪ٟ‬تديث‪":‬ىألىف يٮت ًطئ اإلماـ ُب العفو أحب إٔب هللا‬
‫صرح ابلكفر‪ ،‬كاختاره دينان‬ ‫ٌ‬ ‫‪١‬تن‬ ‫ال‬
‫ٌ‬ ‫إ‬ ‫ابلتكفَت‬ ‫ا‪ٟ‬تكم‬ ‫بقي‬ ‫فما‬ ‫‪،‬‬‫‪3‬‬
‫من أف يٮت ًطئ ُب العقوبة"‬
‫كجحد الشهادة كخرج من ٌدين اإلسبلـ ‪ٚ‬تلةن‪.4‬‬

‫‪ -1‬ىذا القوؿ مأثور عن علي ‪-‬هنع هللا يضر‪ .-‬ينظر‪ :‬أبو يوسف مدحت‪ ،‬العذر ابجلهل ربت اجملهر الشرعي‪ ،‬ط‪:‬‬
‫‪1416(2‬ىػ‪1995/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار الكتاب كالسنة‪ ،‬ابكستاف‪ ،‬ج‪ ،1:‬ص‪.183 :‬‬
‫‪ -2‬تىًق ٌي ال ًٌدَن ُّ‬
‫الس ٍبُي‪ :‬علي بن عبد الكاُب بن علي بن ٘تاـ‪ ،‬السبكي األبصارم ا‪٠‬تزرجي‪ ،‬أبو ا‪ٟ‬تسن‪ٌ ،‬‬
‫تقي الدين‪:‬‬
‫السبكي صاحب الطبقات‪ .‬كلد سنة‪:‬‬ ‫شيخ اإلسبلـ ُب عصره‪ ،‬كأحد ا‪ٟ‬تفاظ ا‪١‬تفسرين ا‪١‬تناظرين‪ ،‬كىو كالد التاج ٌ‬
‫‪683‬ق‪ ،‬كتوُب سنة‪756 :‬ىػ‪ .‬لو ع ٌدة مؤلٌفات منها‪ :‬اإلهباج ُب شرح ا‪١‬تنهاج على منهاج الوصوؿ إٔب علم األصوؿ‬
‫للقاضي انصر الدين البيضاكم‪ ،‬التحبَت ا‪١‬تذىب ُب ٖترير ا‪١‬تذىب‪ .‬ينظر‪ :‬اتج الدين السبكي‪ ،‬طبقات الشافعية‪ ،‬ج‪:‬‬
‫الزركلي‪ ،‬األعالـ‪ ،‬ج‪ ،4 :‬ص‪.302 :‬‬
‫‪ ،10‬ص‪ٌ .144 :‬‬
‫‪ -3‬أخرجو‪ :‬الًتمذم‪ :‬كتاب‪ :‬ا‪ٟ‬تدكد عن رسوؿ هللا ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ ،-‬ابب‪ :‬ما جاء ُب درء ا‪ٟ‬تدكد‪ ،‬ص‪ ،336 :‬رقم‪:‬‬
‫‪ .1424‬كا‪ٟ‬تاكم ُب ا‪١‬تستدرؾ‪ :‬كتاب‪ :‬ا‪ٟ‬تدكد‪ ،‬ج‪ ،4 :‬ص‪ ،539 :‬رقم‪ .8242 :‬كالبيهقي ُب الكربل‪ :‬كتاب‪:‬‬
‫ا‪ٟ‬تدكد‪ ،‬ابب‪ :‬ما جاء ُب درء ا‪ٟ‬تدكد ابلشبهات‪ ،‬ج‪ ،8 :‬ص‪ ،413 :‬رقم‪.17057 :‬‬
‫ضعيف‪ .‬ينظر‪ :‬دمحم انصر الدين األلبا٘ب‪ ،‬ضعيف سنن الًتمذم‪ ،‬أشرؼ عليو‪ :‬زىَت الشاكيش‪ ،‬ط‪:‬‬
‫‪1411(1‬ىػ‪1991/‬ـ)‪ ، ،‬مط‪ :‬ا‪١‬تكتب االسبلمي‪ ،‬بَتكت ‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪.163 :‬‬
‫‪ -4‬ينظر‪ :‬عبد الوىاب الشعرا٘ب‪ ،‬الطبقات الُربل‪ ،‬تح‪ :‬أ‪ٛ‬تد عبد الرحيم السايح‪ ،‬ط‪1426(1 :‬ىػ‪2005/‬ـ)‪،‬‬
‫مط‪ :‬مكتبة الثقافة الدينية‪ ،‬القاىرة‪ ،‬ج‪ ، 1 :‬ص‪.27 :‬‬

‫‪043‬‬
‫قاؿ الشعرا٘ب‪ُ 1‬ب "طبقاتو" بعد ىذا‪":‬كأخرب٘ب شيخنا الشيخ أمُت‪ 2‬ال ٌدين‪- 3‬إماـ‬
‫جامع الغمرم ٔتصر احملركسة‪ -‬أ ٌف شخصان كقع ُب عبارة مو‪٫‬تة للتكفَت‪ ،‬فأفىت علماء مصر‬
‫السلطاف‪ :‬ىل بقي أح هد من العلماء ٓب ٭تضر؟ قالوا‪ :‬بعم‪،‬‬ ‫فلما أرادكا قتلو‪ ،‬قاؿ ٌ‬ ‫بتكفَته‪ٌ ،‬‬
‫‪4‬‬
‫الرجل ُب‬‫ٌ‬ ‫فوجد‬ ‫فحضر‬ ‫لطاف‪.‬‬ ‫الس‬
‫ٌ‬ ‫إليو‬ ‫فأرسل‬ ‫‪،‬‬‫"‬ ‫ا‪١‬تنهاج‬ ‫"‬ ‫ح‬‫شار‬ ‫الشيخ جبلؿ ال ٌدين احمللٌي‬
‫السلطاف‪ .‬فقاؿ الشيخ‪ :‬ما‪٢‬تذا؟ فقالوا‪ :‬ىك ىفىر‪ ،‬فقاؿ‪ :‬ما مستند من أفىت‬ ‫ا‪ٟ‬تديد بُت يدم ٌ‬
‫بتكفَته؟ فبادر الشيخ صاّب البيلقيٍت‪ 5‬كقاؿ‪ :‬قد أفىت كالدم شيخ اإلسبلـ الشيخ سراج ال ٌدين‬

‫‪ -1‬الشعراين‪ :‬عبد الوىاب بن أ‪ٛ‬تد بن على ا‪ٟ‬تنفي بسبة إٔب دمحم ابن ا‪ٟ‬تنفية الشعرا٘ب أبو دمحم‪ :‬من العلماء ٌ‬
‫ا‪١‬تتصوفُت‪،‬‬
‫كلد سنة‪898 :‬ىػ ُب قلقشندة ٔتصر‪ ،‬كبشأ بساقية أيب شعرة من قرل ا‪١‬تنوفية‪ ،‬كإليها بسبتو‪ ،‬لو تصابيف منها‪:‬‬
‫ا‪١‬تغًتين ُب أدب ال ٌدين‪ ،‬تنبيو ا‪١‬تفًتين ُب القرف العاشر على ما خلفوا فيو سلفهم الظاىر‪ ،‬توُب‬
‫الطبقات الكربل‪ ،‬تنبيو ٌ‬
‫سنة‪973 :‬ىػ‪ .‬ينظر‪ :‬الزركلي‪ ،‬األعالـ‪ ،‬ج‪ ،4 :‬ص‪ .180 :‬رضا عبد ا‪ٟ‬تي الكتا٘ب‪ ،‬فهرس الفهارس‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪:‬‬
‫‪ .1079‬كحالة (ت‪1408 :‬ىػ)‪ ،‬معجم املؤلفُت‪ ،‬ج‪ ،6 :‬ص‪.218 :‬‬
‫الصواب ما أثبت‪.‬‬
‫‪ُ -2‬ب س‪ :‬أمَت‪ .‬ك ٌ‬
‫‪ -3‬أمُت الدَن‪ :‬أمُت الدين بن ٌ‬
‫النجار‪ ،‬إماـ جامع الغمرم احملركسة‪ ،‬ينقل عنو اإلماـ الشعرا٘ب كثَتان من الوقائع‬
‫كالكرامات‪ ،‬من شيوخو‪ :‬القاضي رضي الدين أبو الفضل بن رضي الدين الغزم؛ شيخ اإلسبلـ‪ ،‬كابت كفاتو سنة‪:‬‬
‫السائرة بعياف املئة العاشرة‪ ،‬تح‪ :‬خليل‬
‫‪942‬ق‪ .‬ينظر‪٧ :‬تم الدين دمحم بن دمحم الغزم (ت‪1061 :‬ىػ)‪ ،‬الُواكب ٌ‬
‫ا‪١‬تنصور‪ ،‬ط‪1418(1 :‬ىػ‪1997/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بَتكت‪ ،‬لبناف‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪ .4 :‬يوسف بن إ‪ٝ‬تاعيل‬
‫النبها٘ب‪ ،‬جامع كرامات األكلياء‪( ،‬د ت ط)‪ ،‬مط‪ :‬دار الكتب العربية الكربل‪ ،‬مصر‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪.362 :‬‬
‫‪ -4‬جالؿ الدَن احمللي‪ :‬جبلؿ الدين أبو عبد هللا دمحم بن أ‪ٛ‬تد بن دمحم بن إبراىيم بن أ‪ٛ‬تد بن ىاشم األبصارم احمللٌي‬
‫السيوطي‪":‬‬‫الشافعي‪ ،‬كلد ٔتصر سنة ‪791‬ق‪ ،‬كاشتغل كبرع ُب الفنوف؛ فقهان ككبلمان كأصوالن ك‪٨‬توان كمنطقان كغَتىا‪ .‬قاؿ ٌ‬
‫‪٤‬ترهر ُب غاية ا‪ٟ‬تسن؛ كقد أكملتو‬
‫كأجل كتبو اليت ٓب تكمل تفسَت القرآف‪ ،‬كتب منو أكؿ الكهف إٔب آخر القرآف‪ٌ ...‬‬
‫بتكملة على ‪٪‬تطو من أكؿ البقرة إٔب آخر اإلسراء‪ .‬توُب ُب أكؿ يوـ من سنة ‪864‬ق‪َ .‬نظر‪ :‬السيوطي‪ ،‬حسن احملاضرة‬
‫يف اترَخ مصر كالقاىرة‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪ .143 :‬حاجي خليفة‪ ،‬سلم الوصوؿ إىل طبقات الفحوؿ‪ ،‬ج‪ ،3 :‬ص‪.88 :‬‬
‫الشافعي‪ ،‬شيخ اإلسبلـ‪ ،‬قاض‪ ،‬من العلماء اب‪ٟ‬تديث كالفقو‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫‪ -5‬صاحل البيلقيٍت‪ :‬صاّب بن عمر بن رسبلف البلقيٍت‬
‫تفقو أبخيو عبد الر‪ٛ‬تن ابلقاىرة‪ ،‬كانب عنو ُب ا‪ٟ‬تكم‪ ،‬من مؤلٌفاتو‪ :‬الغيث ا‪ٞ‬تارم على صحيح البخارم‪ ،‬كا‪ٞ‬توىر الفرد‬
‫ا‪ٟ‬تر العبد‪ ،‬كتوُب سنة‪868 :‬ىػ‪ .‬ينظر‪ :‬رضا كحالة‪ ،‬معجم املؤلفُت‪ ،‬ج‪ ،5 :‬ص‪ .9 :‬الزركلي‪،‬‬
‫فيما ٮتالف فيو ٌ‬
‫األعالـ‪ ،‬ج‪ ،3 :‬ص‪.194 :‬‬

‫‪044‬‬
‫‪1‬‬
‫٭تب هللا‬
‫ٌ‬ ‫ا‬
‫ن‬ ‫د‬‫موح‬
‫ٌ‬ ‫ا‬
‫ن‬ ‫مسلم‬ ‫تقتل‬ ‫أف‬ ‫يد‬
‫ر‬ ‫أت‬ ‫لدم‬ ‫ك‬ ‫اي‬ ‫فقاؿ‪:‬‬ ‫فَت‪،‬‬‫ابلتك‬ ‫ذلك‬ ‫مثل‬ ‫ُب‬ ‫البيلقيٍت‬
‫فجردكه كأخذه الشيخ جبلؿ ال ٌدين بيده كخرج‪،‬‬ ‫كرسولو لفتول أبيك‪ ،‬حلٌوا عنو ا‪ٟ‬تديد‪ٌ .‬‬
‫كيتبعو ‪-‬هنع هللا يضر‪.2"-‬‬
‫ٕترأ أح هد أف يتكلٌ ىم ى‬
‫السلطاف ينظر‪ ،‬فما ٌ‬
‫ك ٌ‬
‫‪3‬‬
‫كل من‬‫بصو عند قولو‪":‬ككذلك بقطع بتكفَت ٌ‬ ‫الشفا" ما ٌ‬
‫كُب "حاشية التلمسا٘ب على ٌ‬
‫النص منو ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬على كفر من ك ٌفر‬
‫األمة‪ ...‬اْب‪ ،‬كقد كرد ٌ‬
‫يتوصل إٔب تضليل ٌ‬ ‫قاؿ قوالن ٌ‬
‫‪4‬‬
‫األئمة إٔب ىذا‬
‫ٌ‬ ‫هبؤالء‬ ‫بلغ‬ ‫قد‬ ‫ا‪١‬تسلم‬ ‫تكفَت‬ ‫من‬ ‫ا‪٠‬توؼ‬ ‫كاف‬ ‫فإذا‬ ‫‪،‬‬ ‫مسلمان"‪ .‬ابتهى ْتركفو‬
‫أحق ٔتا قيل‪:‬‬
‫قاؿ كما ٌ‬ ‫ا‪١‬تبلغ‪ ،‬فكيف يقوؿ ىذا القائل يكفر من ‪ ...‬اْب‪ ،‬إٔب أف ٌ‬
‫ك ىجاىػ هػل *** فى ٍمن ٕب ًأبف تىد ًرم ًأببػٌػك ال تى ٍد ًرم‬
‫‪5‬‬
‫ت كال تى ٍد ًرم أببٌ ى‬‫ىج ًه ٍل ى‬
‫ٮتشى عليو أف يكوف من الذين يقرءكف القرآف ال ‪٬‬تاكز حناجرىم‪ ،‬كبعوذ ابهلل من‬
‫‪6‬‬
‫الدرة"‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫"‬ ‫كبلـ‬ ‫ىنا‬ ‫إٔب‬ ‫‪.‬‬ ‫القراء‬
‫جهل ٌ‬

‫‪ -1‬سراج الدَن البلقيٍت‪ :‬سراج الدين أبو حفص عمر بن رسبلف بن بصَت بن صاّب الكنا٘ب‪ ،‬برع ُب الفقو كا‪ٟ‬تديث‬
‫كاألصوؿ‪ ،‬كابتهت إليو رايسة ا‪١‬تذاىب كاإلفتاء‪ ،‬كبلغ رتبة االجتهاد‪ .‬كلو ترجيحات ُب ا‪١‬تذىب الشافعي خبلؼ ما‬
‫رجحو النٌوكم‪ ،‬كلو اختيارات خارجة عن ا‪١‬تذىب‪ ،‬كلو تصابيف ُب الفقو كا‪ٟ‬تديث كالتفسَت منها‪ :‬حواشي الركضة‪،‬‬
‫ٌ‬
‫كشرح البخارم‪ ،‬كحواشي الكشاؼ‪ .‬توُب سنة‪805 :‬ق‪ .‬ينظر‪ :‬السيوطي‪ ،‬حسن احملاضرة يف اترَخ مصر كالقاىرة‪،‬‬
‫ج‪ ،1 :‬ص‪ .329 :‬حاجي خليفة‪ ،‬سلم الوصوؿ إىل طبقات الفحوؿ‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪.414 :‬‬
‫‪ -2‬عبد الوىاب الشعرا٘ب‪ ،‬الطبقات الُربل‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪.28 :‬‬
‫‪ٓ -3‬ب أقف عليو‪.‬‬
‫‪ -4‬ينظر‪ :‬عياض بن موسى بن عياض بن عمركف اليحص ي السبيت‪ ،‬أبو الفضل (ت‪544 :‬ىػ)‪ ،‬الشفا بتعرَف‬
‫حقوؽ املصطفى‪ ،‬ط‪1407(2 :‬ق)‪ ،‬مط‪ :‬دار الفيحاء‪ ،‬عماف‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪ .593 :‬بلفظ‪ٌ ":‬‬
‫كل قائل قاؿ قوالن"‪.‬‬
‫علي بن إبراىيم بن داكد بن سلماف بن سليماف‪ ،‬أبو ا‪ٟ‬تسن‪ ،‬عبلء الدين ابن العطار (ت‪724 :‬ىػ)‪ ،‬االعتقاد ا‪٠‬تالص‬
‫من الشك كاالبتقاد‪ ،‬تح‪ :‬الدكتور سعد بن ىليل الزكيهرم‪ ،‬ط‪1432(1 :‬ىػ‪2011/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬كزارة األكقاؼ كالشؤكف‬
‫اإلسبلمية‪ ،‬قطر‪ ،‬ص ‪.378 :‬‬
‫‪ -5‬البيت أليب القاسم ا‪ٟ‬تسن بن بشر بن ٭تِت اآلمدم (ت‪370 :‬ق)‪ .‬ينظر‪ :‬أبو ا‪١‬تظفر الكنا٘ب الكل ي الشيزرم‬
‫(ت‪584 :‬ىػ)‪ ،‬البدَع يف نقد الشعر‪ ،‬تح‪ :‬الدكتور أ‪ٛ‬تد أ‪ٛ‬تد بدكم‪( ،‬د ت ط)‪ ،‬مط‪ :‬ا‪ٞ‬تمهورية العربية ا‪١‬تتحدة‪،‬‬
‫كزارة الثقافة كاإلرشاد القومي‪ ،‬اإلقليم ا‪ٞ‬تنويب‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪.48 :‬‬
‫القراء‪.‬‬
‫‪ٓ -6‬ب ترد ُب ج‪ٌ :‬‬

‫‪045‬‬
‫فليتأمل قائل ىذا‪ ،‬ىل ال شبهة عنده حُت قالو ُب كفر ا‪١‬تقوؿ فيو عند هللا ٔتقتضى‬ ‫ٌ‬
‫الصادؽ ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ ،-‬فما كاف أغناه عنو‬
‫حىت ال ٮتشى على بفسو الكفر الذم جزـ بو ٌ‬ ‫شرعو‪ٌ ،‬‬
‫عما ّنى‬ ‫كأغناه لو رحم بفسو بشغلو‪ ،‬بنظر جذع عينو عن قذا عُت غَته‪ ،‬ففيما أيمر بو يش ه‬
‫غل ٌ‬
‫الضبلؿ ُب صورة‬
‫عنو‪ ،‬بعوذ ابهلل من موت القلب البالغ بصاحبو إٔب مثل ىذا التو ٌغل ُب ٌ‬
‫االستقامة اليت ىي سبيل العلم‪،‬‬ ‫و‬
‫ىاد‪ .‬كبسألو لنا ك‪ٞ‬تميع ا‪١‬تسلمُت السبلمة‪ ،‬كبىصوح التوبة‪ ،‬ك ً‬
‫ٌ‬
‫الذم ال شبهة معو بوجو‪ ،‬كرضوابو األكرب الذم ال سخط بعده‪ ،‬كالشكر على العافية من‬
‫مثل ىذا‪.‬‬

‫‪046‬‬
‫المقصد‪ :‬وفيو ثالثة أبواب‪.‬‬
‫األول‪ :‬في وجوب التمسّك بالكتاب والسنة‪.‬‬
‫الباب ّ‬
‫األمُت كأ‪ٚ‬تع كافٌةي ا‪١‬تسلمُت على مشركعية‪ 1‬الكتاب‬
‫ي‬ ‫ا‪١‬تبُت كصدع النٌ ي‬
‫الكتاب ي‬
‫ي‬ ‫أى ى‬
‫مر‬
‫تفرعت ‪ٚ‬تيع الواجبات‪،‬‬ ‫السنٌة‪ ،‬ككجوب العمل هبما يكجوابن يمؤٌكدان أش ٌد التأكيد؛ إذ منهما ٌ‬
‫ك ٌ‬
‫أم و‬ ‫ً‬
‫أحد كاف إالٌ‬ ‫كعض النٌواجذ‪ ،‬فبل ٯتًتم ُب تقدٯتهما على رأ ًم ًٌ‬ ‫بل كغَتىا بش ٌد األيدم ًٌ‬
‫ً ‪2‬‬
‫السلف ‪٦‬تٌا بعضو ُب ا‪١‬تق ٌدمة سبق‪ ،‬كبذكر‬
‫ٌ‬ ‫كبلـ‬ ‫ك‬ ‫‪،‬‬ ‫نن‬ ‫الس‬ ‫كماضي‬ ‫‪،‬‬ ‫اآلم‬ ‫ْتكم‬ ‫جاىل‬
‫ه‬ ‫غٌّر‬
‫بكل فصل اعتلق‪.‬‬
‫بعد ما ٌ‬
‫منو ي‬

‫‪ُ -1‬ب ج كس‪ :‬مشركعية اتٌباع‪.‬‬


‫الصواب ما أثبت‪.‬‬‫عز‪ .‬ك ٌ‬
‫‪ُ -2‬ب ج‪ :‬إالٌ ٌ‬

‫‪047‬‬
‫أن داللة الكتاب والسّنّة واحدة؛ إذ‬
‫األول‪ :‬في ّ‬
‫الفصل ّ‬
‫مجردُ بيان للقرآن‪.‬‬
‫ليست السّنّةُ إالّ ّ‬

‫اعلم أ ٌف النٌ ي ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬ىو ًٌ‬


‫ا‪١‬تعربي عن القرآف‪ ،‬ال ٌداؿ على معابيو ٔتا علٌمو هللا‪ ،‬فكابت‬
‫أقوالو كأفعالو كتقريراتو كلها كحيان‪.‬‬

‫الكتاب‪ :‬ﭽﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤﭼ [النجم‪]4 -3 :‬؛‬ ‫دليل األقواؿ من‬

‫الكل‪ :‬ﭽﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﮲ ﮳﮴ ﭼ[األبعاـ‪ ،]50 :‬ﭽ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ‬


‫كدليل ٌ‬

‫ﭫ ﭬﭼ [النحل‪ ،]44 :‬ﭽ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭼ[الشورل‪ ،]52 :‬ﭽﮮ ﮯ ﮰ‬

‫ﮱ﮲ﭼ[األبعاـ‪ ،]57 :‬ﭽ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸﭼ[الكهف‪ ،]26 :‬ﭽ ﮟ ﮠ ﮡﮢ ﮣ ﭼ‬

‫[الشورل‪ ،]48 :‬إٔب غَتىا ففرض عليو بيابو كأمره ابتٌباعو‪ ،‬ﭽﮫ ﮬ ﮭ‬

‫ﮮﭼ[الزخرؼ‪ ،]43 :‬ﭽﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟﭼ[ا‪١‬تائدة‪ ،]49 :‬ﭽﯫ ﯬ ﯭ ﯮ‬

‫ﯯ ﯰ ﭼ [ النساء‪ ]105 :‬ك‪٨‬توىا‪ ،‬كأعلمو أ ٌف أكمل لعباده ال ٌدين ﭽ ﭻ ﭼ ﭽ‬

‫ﭾ ﭿ ﮀ ﮁﭼ[ا‪١‬تائدة‪ٍ ،]3 :‬بٌ ٌ‬


‫من عليهم ٔتا آاتىم من العلم‪ ،‬كأمرىم ابالقتصار‬

‫عليو كأف ال يقولوا عليو غَته ﭽﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵﯶ ﭼ[اإلسراء‪ ،]36 :‬ﭽﭡ ﭢ ﭣ‬

‫‪048‬‬
‫اآلايت‪ .‬إٔب‬ ‫ﭤ ﭥ ﭦﭼ [األعراؼ‪ ،]3 :‬ﭽﯹ ﯺ ﯻ ﯼﭼ[البقرة‪]169 :‬‬

‫غَتىا ‪٦‬تٌا يطوؿ‪ ،‬كُب كاحدةو كفايةه‪.‬‬

‫السنٌة أحاديث منها‪ :‬ما ركاه جابر مرفوعان‪":‬يوشك أبحدكم يقوؿ‪ :‬ىذا كتاب‬ ‫كمن ٌ‬
‫حديث‬ ‫عٍت‬ ‫و‬ ‫و‬
‫ه‬ ‫حرمناه‪ ،‬أال من بلغو ٌ‬
‫هللا‪ ،‬ما كاف فيو من حبلؿ أحللناه‪ ،‬كما كاف فيو من حراـ ٌ‬
‫فك ٌذب بو‪ ،‬فقد ك ٌذب هللا كرسولو كالذم ح ٌدثو"‪ .1‬كمثليو ٔتعناه حديث ا‪١‬تقداـ‪ 2‬بن‬
‫ً‬
‫حرـ هللا"‪ ،3‬كحديث‪":‬ما تركت‬ ‫حرـ رسوؿ هللا ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬مثل الذم ٌ‬‫ىم ٍعدي ىك ًرب‪ ،‬كفيو‪":‬كإٌ‪٪‬تا ٌ‬
‫شيئان ‪٦‬تٌا أمركم هللا بو إالٌ كقد أمرتكم بو‪ ،‬كال تركت شيئان ‪٦‬تٌا ّناكم هللا عنو إالٌ كقد ّنيتكم"‪،4‬‬
‫كما ركاه األكزاعي‪ ،‬عن حساف بن عطيٌة‪ ،‬قاؿ‪":‬كاف الوحي ينزؿ على رسوؿ هللا ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪-‬‬
‫‪5‬‬
‫كحي يػيٍتػلىى"‪ .‬إٔب غَت ذلك كما‬ ‫ه‬ ‫ة‬
‫ي‬ ‫ن‬
‫ٌ‬ ‫غَته‪":‬الس‬
‫ٌ‬ ‫كركل‬ ‫‪،‬‬ ‫تفسر ذلك"‬
‫ابلسنٌة اليت ٌ‬
‫ك٭تضره جربيل ٌ‬
‫يستفاد من أدلٌة الوجوب ا‪١‬تعقود ‪٢‬تا‪.‬‬

‫‪ -1‬ابن عبد الرب‪ ،‬التمهيد ملا يف املوطأ من املعاين كاألسانيد‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪.152 :‬‬
‫الصواب ما أثبت‪.‬‬
‫‪ُ -2‬ب س‪ :‬ا‪١‬تقداد‪ .‬ك ٌ‬
‫‪ -3‬أخرجو‪ :‬أبو داكد‪ :‬كتاب‪ :‬كتاب السنة‪ ،‬ابب‪ُ :‬ب لزكـ السنة‪ ،‬ص‪ ،831 :‬رقم‪ .4604 :‬الًتمذم‪ :‬كتاب‪ :‬العلم‬
‫عن رسوؿ هللا‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ ،-‬ابب‪ :‬ما ّني عنو أف يقاؿ عند حديث الن ي ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ .-‬كقاؿ الًتمذم‪":‬ىذا حديث حسن غريب‬
‫‪-‬‬ ‫السنٌة‪ ،‬ابب‪ :‬تعظيم حديث رسوؿ هللا‬ ‫من ىذا الوجو"‪ ،‬ص‪ ،600 :‬رقم‪ .2664 :‬ابن ماجو‪ :‬كتاب‪ٌ :‬‬
‫ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬كالتغليظ على من عارضو‪ ،‬ص‪ ،14 :‬رقم‪.12 :‬‬
‫‪ -4‬أخرجو‪ :‬ابن عبد الرب‪ ،‬جامع بياف العلم كفضلو‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪ .1187 :‬رقم‪.2340 :‬‬
‫‪ -5‬أخرجو‪ :‬ابن عبد الرب‪ ،‬جامع بياف العلم كفضلو‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪ ،1193 :‬رقم‪.2350 :‬‬

‫‪051‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬في أدلّة وجوب اتّباعيما كتاباً وسنةً‪،‬‬
‫وتقديميما على رأي كلّ مجتيد‪.‬‬

‫مر قريبان‪ ،‬شاىده ُب‬ ‫اعلم أبٌو ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪١ -‬تا كاف ينزؿ عليو القرآف‪ ،‬كييوحى إليو بيابيو كما ٌ‬
‫ىذا البياف الذم أمر بو أصحابيو الذين ارتضاىم هللا لو‪ ،‬فكابوا أعلم النٌاس برسوؿ هللا‬
‫ا‪١‬تعربين بعد رسوؿ هللا‬
‫‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ ،-‬كما أراد هللا من كتابو ٔتشاىدهتم ما قصد لو الكتاب‪ ،‬فكابوا ٌ‬
‫‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ ،-‬ك‪٢‬تذا قاؿ‪":‬أصحايب كالنٌجوـ"‪ 1‬ا‪ٟ‬تديث‪ .‬كاستباف هبذا ما ُب الفصل قبلو من أ ٌف‬
‫السنٌة من عُت الكتاب كاتٌباعيها اتٌباعيو‪ ،‬كطاعةي رسوؿ هللا طاعةي هللا‪ ،‬كعصيابيو عصيابيو‪ ،‬كأدلٌةي‬ ‫ٌ‬
‫و‬
‫اٖتاد‪٫‬تا ككجوب اتٌباعهما ىغنًيىةه عن ال ٌذكر لوال اقتضاء ا‪١‬تقاـ ذكر شيء‪ ،‬كإالٌ فما أجدر‬ ‫ٌ‬
‫‪2‬‬
‫التٌمثٌل ىنا بقولو ‪:‬‬
‫يصح ُب األذىػػاف شيءه *** إذا احتاج النٌهار إٔب دلػ ػ ػػيل‬
‫ٌ‬ ‫كلي‬

‫ً‬
‫َّ ي ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ ."-‬كركاه من طريق اب ًن عبد الرب ي‬
‫ابن حزـ‪ ،‬كقاؿ‬ ‫ً‬
‫يصح عن الن ًٌ‬
‫‪ -1‬أخرجو ابن عبد الرب‪ :‬كقاؿ‪":‬ىذا الكبلـ ال ٌ‬
‫شك ٌأّنا مكذكبةه"‪ .‬كقاؿ ابن كثَت‪":‬ىذا ا‪ٟ‬تديث ٓب يركه أح هد من أىل‬ ‫الركاية ال تثبت أصبلن‪ ،‬ببل وٌ‬
‫عنو‪":‬قد ظهر أ ٌف ىذه ٌ‬
‫بصو‪":‬كقد ركم ىذا ا‪ٟ‬تديث من غَت طريق‪ ،‬من ركاية ابن عمر كابن‬ ‫الستٌة‪ ،‬كىو ضعيف"‪ٍ .‬بٌ قاؿ بعد ىذا ما ٌ‬
‫الكتب ٌ‬
‫الرد على ا‪ٞ‬تهمية‬
‫يصح شيءه منها‪ .‬كقد يفهم من كتاب عثماف بن سعيد الدارمي ُب ٌأكؿ كتابو ٌ‬ ‫عبٌاس كجابر‪ ،‬كال ٌ‬
‫تقويتو"‪.‬اىػ‪ .‬كحكم عليو األلبا٘ب ابلوضع‪ .‬ينظر‪ :‬ابن عبد الرب‪ ،‬جامع بياف العلم كفضلو‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪ .923 :‬ابن‬
‫حزـ األبدلسي‪ ،‬اإلحُاـ يف أصوؿ األحُاـ‪( ،‬د ت ط )‪ ،‬تح‪ :‬أ‪ٛ‬تد دمحم شاكر‪ ،‬مط‪ :‬دار اآلفاؽ ا‪ٞ‬تديدة‪ ،‬بَتكت‪،‬‬
‫ج‪ ،6 :‬ص‪ .83 :‬ابن كثَت‪ ،‬ربفة الطالب دبعرفة أحادَث خمتصر ابن الاجب‪ ،‬ط‪1416(2 :‬ىػ‪1996/‬ـ)‪ ،‬مط‪:‬‬
‫دار ابن حزـ‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪ .141 :‬انصر الدين األلبا٘ب‪ ،‬سلسلة األحادَث الضعيفة كاملوضوعة‪ ،‬ط‪:‬‬
‫‪1412(1‬ىػ‪1992/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار ا‪١‬تعارؼ‪ ،‬الرايض ‪ ،‬ا‪١‬تمكلة العربية السعودية‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪.144 :‬‬
‫ا‪١‬تتن ي أ‪ٛ‬تد بن ا‪ٟ‬تسُت الكوُب (ت‪354 :‬ق)‪ .‬ينظر‪ :‬أبو القاسم بن ا ًإلفلًيلي‪ ،‬شرح شعر‬
‫‪ -2‬قائلو‪ :‬أبو الطيٌب ٌ‬
‫الرسالة‪ ،‬بَتكت‪ ،‬لبناف‪ ،‬ج‪ ،2:‬ص‪.91:‬‬ ‫امليتىنيب‪ ،‬تح‪ :‬مصطفى عليَّاف‪ ،‬ط‪1412( :‬ىػ‪1992/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬مؤسسة ٌ‬

‫‪050‬‬
‫بدرة من العقل‪ 1‬يعلم ا‪ٞ‬تاىل العامل ُب لوـ العامل‪ 2‬أبٌو ما شأبو إالٌ ٔتا يرفع‬
‫لكن ٌ‬
‫جل شأبو‪ :‬ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔﭕ ﭖ ﭗﭼ [النساء‪ ،]80 :‬ﭽﭮ ﭯ ﭰ ﭱ‬ ‫شأبو‪ ،‬قاؿ ٌ‬
‫ﭲ ﭳ ﭴ ﭵﭼ [آؿ عمراف‪،]31 :‬ﭽ ﮠ ﮡﮢ ﮣ ﮤ ﮥﮦ ﮧ ﭼ‬
‫[ا‪ٟ‬تشر‪،]7 :‬ﭽ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑﭼ [النور‪ ،]63 :‬ﭽﯛ ﯜ ﯝ ﯞ‬
‫ﯟ ﯠﭼ [األبفاؿ‪ ،]24 :‬ﭽﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ‬
‫ﯢ ﯣ ﯤ ﯥﯦ ﯧ ﯨ ﯩﯪ ﯫ ﯬ ﯭ‬
‫ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﭼ [النساء‪ ،]14 – 13 :‬ﭽﭺﭻ‬
‫[ا‪١‬تائدة‪،]44 :‬‬ ‫ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﭼ [األبعاـ‪ ،]153 :‬ﭽﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﭼ‬
‫اآلايت ا‪١‬تكررةي ُب موض وع ك و‬
‫احد لتأكيد بياف عظم ا‪١‬تفسدة ُب ا‪ٟ‬تكم بغَته‪.‬‬ ‫ي‬
‫حبلؿ كىذا حر هاـ‪ ،‬كأخرب أ ٌف قائلو مف وًت عليو الكذب‪،‬‬
‫كّنى أف يقوؿ أح هد‪ :‬ىذا ه‬
‫ﭽﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﮲ ﮳ ﮴ ﭼ [النحل‪ ،]116 :‬ﭽ ﰀ‬
‫ﰁ ﰂ ﰃﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﭼ[النساء‪ ،]59 :‬ﭽ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﭼ [الشورل‪،]10 :‬‬
‫اآلايت ك‪٨‬توىا‪.‬‬
‫كاألحاديث ُب كجوب اتٌباعهما ال ي٭تاط هبا كثرةه؛ منها حديث‪":‬تركت فيكم اثنُت‪ ،‬لن‬
‫تضلٌوا بعد‪٫‬تا‪ :‬كتاب هللا كسنٌيت"‪ .3‬كحديث ابن مسعود ا‪١‬تشهور‪":‬إ ٌف أحسن ا‪ٟ‬تديث كتاب‬
‫‪٤‬تمد"‪ ،1‬ا‪ٟ‬تديث‪.‬‬‫هللا‪ ،‬كخَت ا‪٢‬تدم ىدم ٌ‬

‫الصواب ما أثبت‪.‬‬
‫‪ُ -1‬ب ج‪ :‬من العقد‪ .‬ك ٌ‬
‫كلعل الصواب‪ :‬العآب؛ أل ٌف السياؽ يقتضيو‪.‬‬
‫‪ -2‬كردت ُب ‪ٚ‬تيع النسخ لفظة‪ :‬العامل‪ٌ ،‬‬
‫‪ -3‬أخرجو‪ :‬ابن عبد الرب‪ ،‬التمهيد ملا يف املوطأ من املعاين كاألسانيد‪ ،‬ج‪ ،24 :‬ص‪ ،331 :‬رقم‪ .128 :‬كقاؿ‬
‫ً‬
‫َّ ي ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬عند أىل العلم شهرة يكاد يستغٌت هبا عن اإلسناد"‪ ،‬كىو من ببلغات‬
‫عنو‪٤ ":‬تفوظ معركؼ‪ ،‬مشهور عن الن ٌ‬
‫اإلماـ مالك عن أيب ىريرة ‪-‬هنع هللا يضر‪ .-‬ا‪ٟ‬تاكم‪ :‬كتاب‪ :‬العلم‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪ ،161 :‬رقم‪ ،319 :‬ج‪ ،4 :‬ص‪.06 :‬‬
‫كللحديث طرؽ متع ٌددة‪.‬‬

‫‪051‬‬
‫كعنو أبٌو كاف يقوـ يوـ ا‪٠‬تمي قائمان يقوؿ‪":‬إٌ‪٪‬تا ‪٫‬تا اثناف‪ :‬ا‪٢‬تدل كالكبلـ‪ ،‬فأفضل‬
‫كشر األمور ‪٤‬تداثهتا‪،‬‬
‫الكبلـ كأصدؽ الكبلـ‪ :‬كبلـ هللا‪ ،‬كأحسن ا‪٢‬تدم‪ :‬ىدم دمحم ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ٌ ،-‬‬
‫فتقسو قلوبيكم‪ ،‬كال يلهينَّكم األمل‪ ،2‬فإ ٌف‬ ‫لن عليكم األمد‬ ‫و‬
‫ى‬ ‫أال ككل ‪٤‬تدثة بدعةه‪ ،‬أال ال يتطاك ٌ‬
‫يب‪ ،‬أالٌ إ ٌف بعيدان ما لي آتيان"‪.3‬‬ ‫و‬
‫كل ماىو آت قر ه‬
‫ٌ‬
‫كحديث العرابض ا‪١‬تعركؼ ُب ا‪١‬توعظة اليت ذرفت منها العيوف‪ ،‬ككجلت منها القلوب‪،‬‬
‫كفيو‪":‬تركتكم على البيضاء؛ ليلها كنهارىا‪ ،‬ال يزيغ عنها بعدم إالٌ ىالك‪ ،‬كمن يعش منكم‬
‫الراشدين ا‪١‬تهديٌُت‪ ،‬ىعضوا‬
‫فسَتل اختبلفان كثَتان‪ ،‬فعليكم ٔتا عرفتم من سنٌيت كسنٌة ا‪٠‬تلفاء ٌ‬
‫عليها ابلنٌواجذ‪ ،‬كعليكم ابلطاعة كإف كاف عبدان حبشيٌان؛ فإٌ‪٪‬تا ا‪١‬تؤمن كا‪ٞ‬تمل األبف‪ ،4‬كلٌما‬
‫قً ى‬
‫يد ابقاد"‪.5‬‬
‫قصة قذؼ ىبلؿ بن ٌأمية امرأتىو بشريك بن سحماء‪ ،‬قاؿ‬ ‫الصحيحُت" ُب ٌ‬
‫كحديث " ٌ‬
‫ُب آخره‪":‬لوال ما مضى من كتاب هللا لكاف ٕب ك‪٢‬تا شأف"‪ ،6‬يريد ‪-‬كهللا أعلم‪ -‬بكتاب هللا‬
‫قولو‪ :‬ﭽ ﯫ ﯬ ﯭﭼ [النور‪ ]8 :‬اآلية‪ ،‬كابلشأف ا‪ٟ‬ت ٌد ‪١‬تشاهبة كلدىا شريكان‪ ،‬كلكن كتاب‬
‫قوؿ كراءه‪ ،‬كٓب يبق لبلجتهاد بعده موضع‪ ،‬كُب "رسالة"‬ ‫هللا فصل ُب ا‪٠‬تصومة‪ ،‬كأسقط كل و‬
‫ٌ‬

‫‪ -1‬أخرجو البخارم‪ :‬كتاب‪ :‬االعتصاـ ابلسنة‪ ،‬ابب‪ :‬االقتداء بسنن رسوؿ هللا ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ ،-‬ج‪ ، 4 :‬ص‪ ،359 :‬رقم‪:‬‬
‫‪.7277‬‬
‫الصواب ما أثبت‪.‬‬
‫‪ُ -2‬ب ج‪ :‬األمن‪ .‬ك ٌ‬
‫موقوؼ عن ابن‬
‫ه‬ ‫صحح‬
‫ه‬ ‫‪ -3‬أخرجو ابن ماجو‪ :‬كتاب‪ :‬ا‪١‬تق ٌدمة‪ ،‬ابب‪ :‬اجتناب البدع كا‪ٞ‬تدؿ‪ ،‬ص‪ ،21 :‬رقم‪.46 :‬‬
‫مسعود‪ .‬ينظر‪ :‬ابن ماجو‪ ،‬سنن ابن ماجو‪ ،‬تح‪ :‬األربؤكط‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪.32 :‬‬
‫‪ُ -4‬ب ج كس‪ :‬اآلبق‪ .‬كالصحيح ما أثبت؛ ‪١‬توافقتو للحديث‪.‬‬
‫السنٌة‪ ،‬ص‪ ،832 :‬رقم‪ .4607 :‬الًتمذم‪ :‬كتاب‪ :‬العلم عن رسوؿ‬ ‫السنٌة‪ ،‬ابب‪ :‬لزكـ ٌ‬
‫‪ -5‬أخرجو‪ :‬أبوداكد‪ :‬كتاب‪ٌ :‬‬
‫ابلسنٌة كاجتناب البدع‪ ،‬ص‪ ،603 :‬رقم‪ .2676 :‬كقاؿ الًتمذم‪":‬حديث‬ ‫هللا ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ ،-‬ابب‪ :‬ما جاء ُب األخذ ٌ‬
‫الراشدين ا‪١‬تهديٌُت‪ ،‬ص‪ ،20 :‬رقم‪.43 :‬‬ ‫حسن صحيح"‪ .‬ابن ماجو‪ :‬كتاب‪ :‬ا‪١‬تقدمة‪ ،‬ابب‪ :‬اتٌباع سنٌة ا‪٠‬تلفاء ٌ‬
‫‪ -6‬أخرجو‪ :‬البخارم‪ :‬كتاب‪ :‬تفسَت القرآف‪ ،‬ابب‪ :‬كيدرأ عنها العذاب أف تشهد أربع شهادات ابهلل إبو ‪١‬تن الكاذبُت‪،‬‬
‫ج‪ ،3 :‬ص‪ ،264 :‬رقم‪ .4747 :‬من حديث ابن عباس ‪-‬رضي هللا عنهما‪ .-‬مسلم‪ :‬كتاب‪ :‬اللٌعاف‪ ،‬ابب‪ :‬كجوب‬
‫اإلحداد ُب ع ٌدة‪ ،‬ص‪ ،606 :‬رقم‪ .1495 :‬من حديث ابن عمر ‪-‬رضي هللا عنهما‪.-‬‬

‫‪052‬‬
‫ىرة‪ ،‬فسألو عن كليدة من كالئد‬
‫الشافعي بسنده إٔب عمر ‪-‬هنع هللا يضر‪ -‬أبٌو أرسل إٔب شيخ من يز ى‬
‫رسوؿ‬
‫لكن ى‬ ‫ا‪ٞ‬تاىلية‪ ،‬فقاؿ لو‪ٌ :‬أما الفراش فلفبلف‪ ،‬ك ٌأما النٌطفة فلفبلف‪ ،‬فقاؿ لو‪ :‬صدقت‪ .‬ك َّ‬
‫هللا ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬قضى ابلفراش‪.1‬‬
‫رد عمر بن عبد العزيز حكم بفسو‪ْ ،‬تديث ‪ٝ‬تعو من عركة‬ ‫كما ركاه الشافعي أيضان من ٌ‬
‫أ٘ب ٓب أي ًرد فيو‬ ‫عن عائشة عن رسوؿ هللا ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ ،-‬كقولو‪ :‬فما أيسر من قضاء قضيتو ‪-‬هللا يعلم ٌ‬
‫فأرد قضاء عمر كأب ٌفذ سنٌةى رسوؿ هللا ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪،2-‬‬
‫ا‪ٟ‬تق‪ -‬فبلغٍت فيو سنةي رسوؿ هللا ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ٌ -‬‬
‫إالٌ ٌ‬
‫قصة قضاء سعد بن إبراىيم‪ 3‬برأم ربيعة‪ 4‬بن أيب عبد الر‪ٛ‬تن‪ ،5‬كإخبار ابن أيب‬ ‫كركل أيضان ٌ‬
‫‪6‬‬
‫تهدت كمضى‬ ‫أيب ذئب لو عن النٌ ي ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ٓ -‬تبلؼ ما قضى بو‪ .‬كقوؿ ربيعة لو‪ :‬اج ى‬
‫أرد قضاء رسوؿ هللا ‪-‬‬
‫حكمك‪ .‬كقوؿ سعد لو‪ :‬كا عجبان‪ ،‬أب ٌفذ قضاء سعد بن ٌأـ سعد‪ ،‬ك ٌ‬
‫ي‬
‫‪7‬‬
‫ملسو هيلع هللا ىلص‪-‬؟‪ ،‬كدعا بكتاب القضية فش ٌقو‪ ،‬كقضى للمقضي عليو ‪.‬‬

‫‪ -1‬أخرجو‪ :‬ابن ماجو‪ :‬كتاب‪ :‬النكاح‪ ،‬ابب‪ :‬الولد للفراش كللعاىر ا‪ٟ‬تجر‪ ،‬ص‪ ،345 :‬رقم‪ .2005 :‬كقد بسب‬
‫"األـ"‪ :‬كتاب‪ :‬األقضية‪ ،‬ج‪:‬‬
‫النص ابن السنوسي إٔب كتاب "الرسالة" للشافعي‪ ،‬كٓب أجده فيو‪ ،‬بل كجدتو ُب كتابو ٌ‬
‫ىذا ٌ‬
‫رب الفراش ابللٌعاف‪،‬‬
‫‪ ،6‬ص‪ .213 :‬رقم‪ .2909 :‬البيهقي ُب الكربل‪ :‬كتاب‪ :‬اللٌعاف‪ ،‬ابب‪ :‬الولد للفراش مآب ينفو ٌ‬
‫ج‪ ،7 :‬ص‪ .661 :‬رقم‪.15330 :‬‬
‫الرسالة‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪ .447 :‬البيهقي ُب الكربل‪ :‬كتاب‪ :‬البيوع‪ ،‬ابب‪ :‬ا‪١‬تشًتم ‪٬‬تد ٔتا اشًتاه‬
‫‪ -2‬أخرجو‪ :‬الشافعي‪ٌ ،‬‬
‫اان‪ ،‬ج‪ ، 5 :‬ص‪ ،525 :‬رقم‪.10742 :‬‬‫عيبان كقد استغلَّوي زم ن‬
‫‪ -3‬سعد ابن إبراىيم‪ :‬سعد بن إبراىيم بن عبد ٌ‬
‫الر‪ٛ‬تن بن عوؼ‪ ،‬كٕب قضاء ا‪١‬تدينة‪ ،‬ككاف ثقةن فاضبلن عابدان‪ ،‬مات‬
‫سنة‪25 :‬ق‪ ،‬كقيل بعدىا‪ .‬ينظر‪ :‬ابن حجر العسقبل٘ب‪ ،‬تقرَب التهذَب‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪.230 :‬‬
‫‪ُ -4‬ب س‪ :‬سعد بن إبراىيم بن أيب ربيعة‪ .‬كالصواب ما أثبت‪.‬‬
‫الرمحن‪ :‬فركخ التػٍَّيم ٌي‪ ،‬أبو عثماف ا‪١‬تد٘ب الفقيو‪ ،‬ا‪١‬تعركؼ بربيعة َّ‬
‫الرأم‪ ،‬قاؿ سوار بن عبد هللا‪ :‬ما‬ ‫‪ -5‬ربيعة بن أيب عبد ٌ‬
‫توُب سنة ‪136‬ق‪ .‬ينظر‪ :‬أ‪ٛ‬تد بن عبد هللا بن أيب ا‪٠‬تَت‪ ،‬خالصة تذىيب هتذَب الُماؿ‬
‫ما رأيت أعلم من ربيعة‪ٌ .‬‬
‫يف أمساء الرجاؿ‪ ،‬تح‪ :‬عبد الفتاح أبو غدة‪ ،‬ط‪1416(5 :‬ىػ)‪ ،‬مط‪ :‬دار البشائر‪ ،‬حلب‪ ،‬بَتكت‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪:‬‬
‫‪.116‬‬
‫‪ُ -6‬ب ج‪ :‬ابن أيب ذر‪ .‬كالصواب ما أثبت‪.‬‬
‫الرسالة‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪ .450 :‬ا‪ٟ‬تافظ ا‪١‬تزم‪ ،‬هتذَب الُماؿ يف أمساء الرجاؿ‪ ،‬ج‪،10 :‬‬
‫‪ -7‬ينظر‪ :‬الشافعي‪ٌ ،‬‬
‫ص‪.245:‬‬

‫‪053‬‬
‫كما ركاه أبو داكد من قياـ عمر لرجل من ثقيف ‪-‬سألو مسألةن‪ ،‬فقاؿ لو‪ :‬إ ٌف رسوؿ هللا‬
‫‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬أفتا٘ب فيها بغَت ما أفتيتٍت بو‪ -‬يضربو ابل ٌدرة‪ ،‬كيقوؿ لو‪ :‬تستفتٍت ُب و‬
‫شيء أفىت فيو‬ ‫ٌ‬
‫رسوؿ هللا ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ .1-‬كقوؿ عمر بن عبد العزيز‪":‬ال رأم و‬
‫ألحد مع سنٌ وة سنٌها رسوؿ هللا‬ ‫ى‬
‫‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪.2"-‬‬
‫فتاكيهم كأقضيتهم عند إخبار‬ ‫الصحابة ‪-‬مهنع هللا يضر‪ -‬عن‬
‫كاألخبار كثَتةه ج ٌدان ُب رجوع ٌ‬
‫امرأة‪ ،‬كإفتائو الصيارفة ُب راب‬ ‫ابلسنٌة؛ كرجوع ابن مسعود عن الفتيا ًًْت ٌل‬ ‫بعضهم بعضان ٌ‬
‫الفضل‪.3‬‬

‫‪ -1‬أخرجو‪ :‬أبو داكد‪ :‬كتاب‪ :‬ا‪١‬تناسك‪ ،‬ابب‪ :‬ا‪ٟ‬تائض ٗترج بعد اإلفاضة‪ ،‬ص‪ ،347 :‬رقم‪ .2004 :‬الًتمذم‪:‬‬
‫حج أك اعتمر فليكن آخر عهده ابلبيت‪ ،‬ص‪ ،227 :‬رقم‪:‬‬ ‫ا‪ٟ‬تج عن رسوؿ هللا ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ ،-‬ابب‪ :‬ما جاء من ٌ‬
‫كتاب‪ٌ :‬‬
‫صحيح"‪ .‬من حديث ا‪ٟ‬تارث بن عبد هللا بن أكس ‪-‬هنع هللا يضر‪ .-‬كفيو‪ :‬أ ٌف النٌ ي‬ ‫ه‬ ‫حسن‬
‫ه‬ ‫حديث‬
‫‪ .946‬كقاؿ الًتمذم‪ ":‬ه‬
‫‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬ذكر صفيٌة بنت حيي‪ ،‬فقيل‪ٌ :‬إّنا حاضت‪ ،‬فقاؿ رسوؿ هللا ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪":-‬لعلٌها حابستينا"‪ ،‬فقالوا‪ :‬ايرسوؿ هللا‪،‬‬
‫ ي ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪":-‬فبل إذف"‪.‬‬
‫ٌإّنا قد أفاضت‪ ،‬فقاؿ النٌ ٌ‬
‫‪ -2‬ينظر‪ :‬ا‪٠‬تطيب البغدادم‪ ،‬الفقيو كاملتفقو‪ ،‬تح‪ :‬أبو عبد الر‪ٛ‬تن عادؿ بن يوسف الغرازم‪ ،‬ط‪1421(5 :‬ىػ)‪،‬‬
‫مط‪ :‬دار ابن ا‪ٞ‬توزم‪ ،‬السعودية‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪.508 :‬‬
‫‪ -3‬لفظ األثر‪ :‬عن عبد هللا بن مسعود أ ٌف رجبلن من بٍت مشخ بن فزارة سألو عن و‬
‫رجل تزكج امرأ نة فرأل ٌأمها فأعجبتو‬
‫الرجل‪ ،‬ككاف عبد هللا على بيت ا‪١‬تاؿ‪ ،‬ككاف يبيع بًفاية بيت ا‪١‬تاؿ‪،‬‬ ‫فتزكجها ٌ‬ ‫أيتزكج ٌأمها؟ قاؿ‪":‬ال أبس"‪ٌ ،‬‬
‫فطلق امرأتو ٌ‬
‫٭تل ‪٢‬تذا الرجل ىذه ا‪١‬ترأة‪ ،‬كال‬
‫يعطي الكثَت كأيخذ القليل‪ ،‬حىت قدـ ا‪١‬تدينة فسأؿ أصحاب دمحم ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬فقالوا‪":‬ال ٌ‬
‫فلما قدـ عبد هللا ابطلق إٔب الرجل فلم ‪٬‬تده ككجد قومو‪ ،‬فقاؿ‪":‬إ ٌف الذم أفتيت بو‬ ‫و‬
‫الفضة إالٌ كزانن بوزف"‪ٌ ،‬‬
‫تصلح ٌ‬
‫٭تل"‪ ،‬فقالوا‪ٌ :‬إّنا قد بثرت لو بطنها‪ ،‬قاؿ‪ :‬كإف كاف‪ .‬كأتى الصيارفة فقاؿ‪":‬اي معشر الصيارفة إف الذم‬ ‫صاحبكم ال ٌ‬
‫ابلفضة إالٌ كزانن بوزف"‪.‬‬
‫الفضة ٌ‬
‫ٖتل ٌ‬
‫٭تل‪ ،‬ال ٌ‬‫كنت أابيعكم ال ٌ‬
‫أخرجو‪ :‬أبو يوسف يعقوب بن سفياف‪ ،‬املعرفة كالتارَخ‪ ،‬تح‪ :‬أكرـ ضياء العمرم‪ ،‬ط‪:‬‬
‫القصة سعيد بن منصور‪،‬‬ ‫الرسالة‪ ،‬بَتكت‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪ .441 :‬كذكر ٌ‬ ‫‪1401(2‬ىػ‪1981/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬مؤسسة ٌ‬
‫تزكج امرأةن من ب ًٍت مشخ‪،...‬‬ ‫ً‬
‫اؽ‪ ،‬عن سعد بن إايس‪ ،‬عن رجل ٌ‬
‫كا‪٠‬تطيب من طريق يح ىديٍ يج بن معاكيةى‪ ،‬عن أيب إسح ى‬
‫الرجل يتزكج ا‪١‬ترأة فتموت‪ .‬ج‪،1 :‬‬‫كلي فيو ابن مسعود ‪-‬هنع هللا يضر‪ .-‬ينظر‪ :‬سعيد بن منصور‪ ،‬السنن‪ ،‬ابب‪ :‬ما جاء ُب ٌ‬
‫ا‪ٟ‬تق ًُب‬ ‫ص‪ .269 :‬رقم‪ .936 :‬ا‪٠‬تطيب البغدادم‪ ،‬الفقيو كاملتفقو‪ ،‬ابب‪ :‬ابب رجوع ا‪١‬تفيت عن فتواه إذا َّ‬
‫تبُت لو أ ٌف ٌ‬
‫األكؿ‪ ،‬ج‪ ،5 :‬ص‪:‬‬
‫الصدر َّ‬
‫يستدؿ بو على رجوع من قاؿ من َّ‬
‫ٌ‬ ‫غَتىا‪ ،‬ج‪ ،525 :‬ص‪ .2 :‬البيهقي‪ :‬ابب‪ :‬ابب‪ :‬ما‬

‫‪054‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬
‫السنٌة كافيةه من كقف عليها‪ُ ،‬ب‬
‫ٌ‬ ‫إٔب‬ ‫أيهم‬
‫ر‬ ‫عن‬ ‫كغَتىم‬ ‫عباس‬ ‫ابن‬
‫ك‬ ‫كرجوعي عمر‬
‫اعتقاد أ ٌف ا‪١‬تعركؼ عند الصحابة كالتابعُت كاتبعيهم كسائر علماء ا‪١‬تسلمُت أ ٌف حكم ا‪ٟ‬تاكم‬
‫‪3‬‬
‫عارض بص‬ ‫ي‬
‫ي ى‬ ‫كال‬ ‫بفوذه‪،‬‬ ‫كمنع‬ ‫‪،‬‬ ‫بص كتاب هللا أك سنٌة رسولو كجب لفظو‬ ‫اجملتهد إذا خالف ٌ‬
‫لعل‬ ‫ً‬
‫السنٌة ابالحتماالت العقلية كا‪٠‬تياالت النٌفسية كالعصبية الشيطابية‪ ،‬أبف يقاؿ‪ٌ :‬‬‫الكتاب ك ٌ‬
‫ص‪ ،‬كتركو لعلٌ وة ظهرت لو‪ ،‬أك اطٌلع على و‬
‫دليل آخر‪ ،‬أك ‪٨‬تو‬ ‫اجملتهد قد اطٌلع على ىذا النٌ ٌ‬
‫ى‬ ‫ىذا‬
‫ا‪١‬تتعصبُت‪ ،‬كأطبق عليو جهلة ا‪١‬تقلٌدين‪.‬‬
‫ىذا ‪٦‬تٌا ‪٢‬تج بو فرؽ الفقهاء ٌ‬

‫‪ .462‬رقم‪ .10501 :‬وإسناده صحيح‪ .‬ينظر‪ :‬أبو عثماف سعيد بن منصور بن شعبة ا‪٠‬تراسا٘ب ا‪ٞ‬توزجا٘ب‪ ،‬التفسَت‬
‫من سنن سعيد بن منصور ‪ ،‬تح‪ :‬سعد بن عبد هللا بن عبد العزيز آؿ ‪ٛ‬تيد‪ ،‬ج‪ ،3 :‬ص‪.1213 :‬‬
‫الصواب ما أثبت؛ بدليل ما تق ٌدـ من رجوع عمر بن ا‪٠‬تطاب كابن عباس ‪-‬رضي هللا عنهما‪.-‬‬
‫‪ُ -1‬ب ج‪ :‬ابن عمر‪ .‬ك ٌ‬
‫‪ -2‬تق ٌدـ رجوع عمر بن ا‪٠‬تطاب كابن عباس ‪-‬رضي هللا عنهما‪ُ -‬ب ع ٌدة مواضع؛ منها‪ :‬ص‪.121 -107-106 :‬‬
‫‪ُ -3‬ب س‪ :‬بقضو‪.‬‬

‫‪055‬‬
‫الفصل الثالث‬
‫وتفرقيم شيعاً في القديم‬
‫فيما للنّاس بالعمل بالحديث ّ‬
‫والحديث‬
‫وفيو‪ :‬ثالثة طرق‪.‬‬

‫الطرَقة األكىل‪ :‬طرَقة األصوليُت‪.‬‬

‫اعلم أ ٌف ىذه الطريقة كاألصل ‪١‬تا عداىا من سائر الطرؽ‪ ،‬كالعآب اب‪ٟ‬تديث عندىم‬
‫صنفاف‪:‬‬
‫و‬ ‫اجتهاد و ً‬
‫و‬
‫كمنتسب‪ ،‬كسيأتياف‪.‬‬ ‫وٌ‬
‫مستقل‬ ‫سميو‪ :‬من‬
‫مطلق بق ى‬ ‫ذك‬
‫‪1‬‬ ‫و‬
‫أصحهما ا‪ٞ‬تواز‪ ،‬كبو قاؿ‬ ‫جزئي ‪ :‬بناءن على جواز ٌ‬
‫ٕتزيو‪ ،‬ك‪٢‬تم فيو قوالف‪ٌ ،‬‬ ‫كذك اجتهاد وٌ‬

‫‪ -1‬ذبزؤ ااجتهاد‪ :‬ىو جرايف االجتهاد ُب بعض ا‪١‬تسائل دكف بعض؛ كذلك أ ٌف اجملتهد قد ٭تصل لو ُب بعض‬
‫ا‪١‬تسائل ما ىو منا هط لبلجتهاد من األدلٌة دكف غَتىا‪ ،‬فإذا حصل لو ذلك‪ ،‬فهل لو أف ‪٬‬تتهد فيها أك ال؟‪ ،‬بل ‪٬‬تب أف‬
‫يكوف ‪٣‬تتهدان مطلقان‪ ،‬عنده ما ٭تتاج إليو ُب ‪ٚ‬تيع ا‪١‬تسائل من األدلٌة‪ .‬ينظر‪ :‬عضد الدين اإل‪٬‬تي‪ ،‬شرح العضد‪ ،‬تح‪:‬‬
‫طريق ٭تِت‪ ،‬ط‪1421(1 :‬ىػ‪2000/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بَتكت‪ ،‬لبناف‪ ،‬ص‪ .374 :‬اتج ال ٌدين السبكي‪،‬‬
‫رفع الاجب‪ ،‬تح‪ :‬علي دمحم معوض‪ ،‬ط‪1419(1 :‬ىػ‪1999/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬عآب الكتب‪ ،‬لبناف‪ ،‬بَتكت‪ ،‬ج‪ ،4 :‬ص‪:‬‬
‫‪ .531‬عبد العلي األبصارم اللكنوم‪ ،‬فواتح الرمحوت بشرح مسلم الثبوت‪ ،‬ضبطو‪ :‬عبد هللا ‪٤‬تمود دمحم عمر‪ ،‬ط‪:‬‬
‫‪1423(1‬ىػ‪2002/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بَتكت‪ ،‬لبناف‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪ .405 :‬بدر الدين الزركشي‪ ،‬تشنيف‬
‫املسامع‪ ،‬تح‪ :‬سيد عبد العزيز‪ ،‬ط‪1418(1 :‬ىػ‪1998/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬مكتبة قرطبة للبحث العلمي‪ ،‬توزيع ا‪١‬تكتبة ا‪١‬تكية‪،‬‬
‫ج‪ ،4 :‬ص‪.576 :‬‬

‫‪056‬‬
‫األكثركف‪ ،‬كما ُب ‪ٚ‬تع ا‪ٞ‬توامع كغَته‪ ،1‬بل قاؿ اإلماـ‪ُ 2‬ب "احملصوؿ"‪ ،‬كابن ا‪٢‬تيماـ‪ُ 3‬ب‬
‫السراج ا‪٢‬تندم‪ُ 5‬ب "شرح البديع"‪ 6‬ما حاصلو‪ :‬إ ٌف العآب إذا‬ ‫‪4‬‬
‫ا‪ٟ‬تق ‪ ،‬قاؿ ٌ‬‫"التحرير"‪ :‬إبٌو ٌ‬

‫‪ -1‬القوؿ بتجزؤ ااجتهاد‪ :‬قاؿ بو‪ :‬ا‪ٟ‬تنفية‪ ،‬كا‪١‬تالكية‪ ،‬كالشافعية‪ ،‬كا‪ٟ‬تنابلة‪ ،‬كأكثر ا‪١‬تتكلٌمُت‪ ،‬كا‪١‬تعتزلة‪ ،‬كىو ما جنح‬
‫إليو الغزإب‪ ،‬ينظر‪ :‬ابن النجار‪ ،‬شرح الُوكب املنَت‪ ،‬تح‪ :‬دمحم الزحيلي‪ ،‬ط‪1418(2 :‬ىػ‪1997/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬مكتبة‬
‫العبيكاف‪ ،‬ج‪ ،4 :‬ص‪ .473 :‬القراُب‪ ،‬شرح تنقيح الفصوؿ‪ ،‬ص‪ .437 :‬بدر الدين الزركشي‪ ،‬تشنيف املسامع‪،‬‬
‫ج‪ ،4 :‬ص‪ .576 :‬الشوكا٘ب‪ ،‬إرشاد الفحوؿ‪ ،‬تح‪ :‬أ‪ٛ‬تد عزك عناية‪ ،‬ط‪1419(1 :‬ىػ‪1999/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار الكتاب‬
‫العريب‪ ،‬دمشق‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪٧ .216 :‬تم الدين الطوُب‪ ،‬شرح خمتصر الركضة‪ ،‬تح‪ :‬عبد هللا بن عبد احملسن الًتكي‪،‬‬
‫ط‪1407(1 :‬ىػ‪1987/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬ج‪ ،3 :‬ص‪.585 :‬‬
‫ً‬
‫ازم‪ ،‬ا‪١‬تعركؼ بػ‪:‬‬
‫الر ٌ‬ ‫‪ -2‬اإلماـ‪ :‬ا‪١‬تقصود بو‪٤ :‬ت َّمد بن عمر بن ا‪ٟ‬تسن بن ا‪ٟ‬تسُت‪ ،‬التَّػٍيم ٌي‪ ،‬البك ًر ٌ‬
‫م‪ ،‬اإلماـ فخر ال ٌدين ٌ‬
‫األئمة ُب العلوـ الشرعية‪،‬‬
‫ا‪١‬تفسر‪ ،‬ا‪١‬تتكلٌم‪ ،‬إماـ كقتو ُب العلوـ العقلية‪ ،‬كأحد ٌ‬ ‫م‪ ،‬قاؿ عنو ال ٌداكدم‪ٌ ":‬‬ ‫الر ٌ‬
‫ابن خطيب ٌ‬
‫السادسة لتجديد ال ٌدين"‪ ،‬توُب‬
‫صاحب ا‪١‬تصنٌفات ا‪١‬تشهورة‪ ،‬كالفضائل الغزيرة ا‪١‬تذكورة‪ ،‬كأحد ا‪١‬تبعوثُت على رأس ا‪١‬تائة ٌ‬
‫سنة‪606 :‬ىػ‪ .‬ينظر‪ :‬اتج الدين السبكي‪ ،‬طبقات الشافعية الُربل‪ ،‬ج‪ ،8 :‬ص‪ .81 :‬الداككدم ا‪١‬تالكي‪ ،‬طبقات‬
‫املفسرَن‪ ،‬تح‪ٞ :‬تنة من العلماء إبشراؼ الناشر‪( ،‬د ت ط)‪ ،‬مط‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بَتكت‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪. 216 :‬‬
‫ٌ‬
‫‪ -3‬ابن اهليماـ‪ :‬دمحم بن عبد الواحد بن عبد ا‪ٟ‬تميد بن مسعود‪ ،‬السيواسي ٍبٌ اإلسكندرم‪ ،‬كماؿ الدين‪ ،‬ا‪١‬تعركؼ بػ ػػ‪:‬‬
‫‪٥‬تتصر ُب‬
‫ه‬ ‫ابن ا‪٢‬تماـ‪ :‬إماـ‪ ،‬من علماء ا‪ٟ‬تنفية‪ ،‬توُب سنة‪ 861 :‬ىػ‪ .‬من كتبو‪ :‬فتح القدير‪ ،‬التحرير‪ ،‬زاد الفقَت كىو‬
‫الدين السخاكم‪ ،‬الضوء الالمع ألىل القرف التاسع‪( ،‬د ت ط)‪ ،‬مط‪ :‬منشورات دار‬ ‫فركع ا‪ٟ‬تنفية‪ .‬ينظر‪ :‬مش‬
‫مكتبة ا‪ٟ‬تياة‪ ،‬بَتكت‪ ،‬ج‪ ،8 :‬ص‪ .127 :‬دمحم بن علي الشوكا٘ب‪ ،‬البدر الطالع دبحاسن من بعد القرف السابع‪( ،‬د‬
‫ت ط)‪ ،‬مط‪ :‬دار ا‪١‬تعرفة‪ ،‬بَتكت‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪ .201 :‬الزركلي‪ ،‬األعالـ‪ ،‬ج‪ ،6 :‬ص‪.255 :‬‬
‫‪ -4‬ينظر‪ :‬فخر الرازم‪ ،‬احملصوؿ‪ ،‬ج‪ ،6 :‬ص‪ .25 :‬عبلء ال ٌدين ا‪١‬ترداكم‪ ،‬التحبَت شرح التحرَر‪ ،‬تح‪ :‬عبد الر‪ٛ‬تن‬
‫ابن عبد هللا ا‪ٞ‬تربين‪ ،‬ط‪1421(1 :‬ىػ‪2000/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬مكتبة الرشد‪ ،‬الرايض‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪ .3886 :‬أمَت ابدشاه‬
‫ا‪ٟ‬تنفي‪ ،‬تيسَت التحرَر‪ ،‬ج‪ ،4 :‬ج‪.182 :‬‬
‫‪ -5‬سراج الدَن اهلندم ‪ :‬أبو حفص‪ ،‬عمر بن إسحاؽ ابن أ‪ٛ‬تد الغزبوم‪ ،‬قاضي ا‪ٟ‬تنفية ابلقاىرة‪ ،‬ككاف يكتب ٓتطٌو‪:‬‬
‫ا‪١‬تسمى ب ػ ػ ػ‪ :‬التوشيح‪ ،‬كالشامل ُب الفقو‪ ،‬كشرح كتاب البديع ُب‬
‫أىم مؤلٌفاتو‪ :‬شرح ا‪٢‬تداية ٌ‬
‫مولدم سنة‪704 :‬ىػ‪ ،‬من ٌ‬
‫‪٤‬تمد بن علي الشوكا٘ب‪ ،‬البدر الطالع دبحاسن من بعد القرف السابع‪ ،‬ج‪:‬‬
‫أصوؿ الفقو‪ .‬مات سنة‪773 :‬ىػ‪ .‬ينظر‪ٌ :‬‬
‫‪ ،1‬ص‪ .505 :‬عبد ا‪ٟ‬تي ا‪ٟ‬تسٍت الطال ي‪ ،‬اإلعالـ دبن يف اترَخ اهلند من األعالـ‪ ،‬ط‪1420(1 :‬ىػ‪1999/‬ـ)‪،‬‬
‫مط‪ :‬دار ابن حزـ‪ ،‬بَتكت‪ ،‬لبناف‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪ .181 :‬رضا كحالة‪ ،‬معجم املؤلفُت‪ ،‬ج‪ ،7 :‬ص‪.276 :‬‬
‫‪ -6‬شرح البدَع‪ :‬عناكبو الكامل "كاشف معا٘ب البديع كبياف مشكلو ا‪١‬تنيع ُب شرح البديع البن الساعاٌب" صنٌفة‬
‫اإلماـ سراج الدين‪ ،‬أبو حفص عمر بن إسحاؽ بن أ‪ٛ‬تد الغزبوم ا‪٢‬تندم ا‪ٟ‬تنفي (ت‪773 :‬ق)‪ٓ .‬ب أقف عليو‬
‫مطبوعان‪ ،‬كإٌ‪٪‬تا ‪٥‬تطوطان‪.‬‬

‫‪057‬‬
‫ٖتصل لو ُب بعض ا‪١‬تسائل ما ىو مناط االجتهاد دكف غَتىا فلو أف ‪٬‬تتهد فيها‪ ،‬فإ ٌف‬ ‫ٌ‬
‫العلم ّتميع األحكاـ‪ ،‬كالبلٌزـ‬ ‫ً‬
‫لم اجملتهد ّتميع ا‪١‬تآخذ‪ ،‬كيلزمو ي‬ ‫يتجزأ لزـ ع ي‬
‫االجتهاد لو ٓب ٌ‬
‫داخل ٖتت كسع البشر؛ لثبوت "ال أدرم" ُب بعض األحكاـ‪ ،‬كما‬ ‫و‬
‫منتف‪ ،1‬فإ ٌف ذلك غَتي و‬
‫ىو ا‪١‬تنقوؿ عن اإلماـ مالك‪ ،‬فإبٌو سئل عن أربعُت مسألة‪...‬إٔب إْب ما أيٌب بعد‪.‬‬
‫كقاؿ العبلٌمة بظاـ النيسابورم ُب "شرح ‪٥‬تتصر ابن ا‪ٟ‬تاجب األصلي"‪ 2‬ما‬
‫استعداد االجتهاد إالٌ ُب‬
‫ي‬ ‫ٕتزم االجتهاد‪ ،‬كا‪١‬تراد منو أ ٌف العآب إذا ٓب يكن لو‬
‫بصو‪":‬اختلفوا ُب ٌ‬
‫ٌ‬
‫بعض األحكاـ؛ كالفرضي مثبلن إذا ٓب يكن ماىران ُب غَته‪ ،‬ىل لو أف ‪٬‬تتهد أـ ال؟‪ ،‬فأثبتو‬
‫ا‪ٞ‬تميع من األحكاـ‪ ،‬كالتٌإب ابطل‪ ،‬كيف‬
‫ى‬ ‫يتجز االجتهاد لعلم اجملتهد‬‫‪٤‬تتجُت أببٌو لو ٓب ٌ‬
‫قوـ؛ ٌ‬
‫ه‬
‫ست‬
‫كقد يسئل مالك ‪-‬مع جبللة قدره‪ ،‬كىو ‪٣‬تته هد ببل بزاع‪ -‬عن أربعُت مسألة‪ ،‬قاؿ ُب ٌ‬
‫كثبلثُت‪ :‬ال أدرم‪ ،3‬كبقل عن أيب حنيفة أبٌو قاؿ ُب ‪ٙ‬تاف مسائل‪ :‬ال أدرم‪ ،1‬كأببٌو إذا اطٌلع‬

‫‪٤‬تمد بن علي الشوكا٘ب‪ ،‬إرشاد الفحوؿ‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪ .216 :‬الزركشي‪ ،‬تشنيف املسامع‪ ،‬ج‪ ،4 :‬ص‪:‬‬
‫‪ -1‬ينظر‪ٌ :‬‬
‫‪ .576‬أبو زرعة العراقي‪ ،‬الغيث اهلامع شرح مجع اجلوامع‪ ،‬تح‪ :‬دمحم اتمر حجازم‪ ،‬ط‪1425(1 :‬ىػ‪2004/‬ـ)‪،‬‬
‫مط‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بَتكت‪ ،‬لبناف‪ ،‬ص‪.700 :‬‬
‫ا‪١‬تسمى بػ "شرح خمتصر ابن الاجب" ٓب أقف عليو‪ ،‬كذكرت بعض ا‪١‬تصادر أبٌو‬
‫‪ -2‬إ ٌف كتاب بظاـ الدين النيسابورم ٌ‬
‫ال يزاؿ ‪٥‬تطوطان‪ .‬ينظر‪ :‬برككلماف‪ ،‬اترَخ األدب العريب‪ ،‬ط‪1119(4 :‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار ا‪١‬تعارؼ‪ ،‬القاىرة‪ ،‬ج‪ ،5 :‬ص‪:‬‬
‫‪.335‬‬
‫موجود ْتركفو ُب كتاب "بياف املختصر شرح خمتصر ابن الاجب"‪ .‬ينظر‪٤ :‬تمود بن‬
‫ه‬ ‫كالنٌص الذم ُب ا‪١‬تنت‬
‫عبد الر‪ٛ‬تن األصفها٘ب‪ ،‬بياف املختصر شرح خمتصر ابن الاجب‪ ،‬تح‪ :‬دمحم مظهر بقا‪ ،‬ط‪1406(1 :‬ىػ‪1986/‬ـ)‪،‬‬
‫مط‪ :‬دار ا‪١‬تد٘ب‪ ،‬السعودية‪ ،‬ج‪ ،3 :‬ص‪.229 :‬‬
‫‪٤‬تمد بن الراعي األبدلسي‪":‬كركم أبٌو سئل ُب أربعُت مسألة‪ ،‬فأجاب ُب أربع‪ ،‬كقاؿ ُب الباقي‪ :‬ال أدرم‪.‬‬ ‫‪ -3‬قاؿ ٌ‬
‫للسائلُت إذا رجعت إليهم؟ قاؿ‪ :‬قل ‪٢‬تم‪ :‬إ ٌف مالكان ال يعلم‪ .‬فقاؿ لو ابنيو‪ :‬أتكوف مالكان‪،‬‬ ‫السائل‪ :‬ماذا أقوؿ ٌ‬ ‫فقاؿ لو ٌ‬
‫ألجبت ٔتا يظهر لك‪ ،‬أك كبلمان مثل ىذا‪ .‬قالوا‪ :‬فدعا عليو‪ ،‬كّنى عنو‪ ،‬فلم يؤخذ عنو عن‬ ‫ى‬ ‫شئت‬
‫كتقوؿ‪ :‬ال أدرم؟ كلو ى‬
‫أبيو مسألةن كاحد نة ًغيىػىرنة على العلم كصوانن لو‪ .‬ر‪ٛ‬تو هللا تعأب"‪.‬اىػ‪.‬‬
‫ينظر‪ :‬دمحم بن الراعي األبدلسي‪ ،‬انتصار الفقَت السالك‪ ،‬تح‪ :‬دمحم أبو األجفاف‪ ،‬ط‪1981(1 :‬ـ)‪ ،‬مط‪:‬‬
‫دار الغرب اإلسبلمي‪ ،‬بَتكت‪ ،‬لبناف‪ ،‬ص‪ .184 :‬القاضي عياض‪ ،‬ترتيب املدارؾ كتقرَب املسالك‪ ،‬تح‪ :‬ابن اتكيت‬
‫الطنجي‪ ،‬ط‪1965(1 :‬ـ)‪ ،‬ج‪ ،1:‬ص‪.182 :‬‬

‫‪058‬‬
‫و‬
‫مسألة من ذلك البعض‪ ،‬فهو كغَتيه ‪٦‬تٌن تص ٌدل‬ ‫العآب على بعض األحكاـ‪ ،‬كاجتهد ُب‬
‫عدـ العلم أبمارات مسائل‬
‫يضره ي‬
‫للحكم كالفتول ُب ‪ٚ‬تيع ا‪١‬تسائل سواءه ُب ذلك البعض‪ ،‬كال ٌ‬
‫سائر األحكاـ"‪ .2‬ابتهى‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫بصو‪":‬كاعلم أ ٌف الغالب ُب ا‪١‬تسألة ا‪ٟ‬تادثة ُب ابب‬
‫كُب شرحو للقطب الشَتازم ما ٌ‬
‫الفرائض مثبلن‪ ،‬أف يكوف أصليها ُب الفرائض دكف ا‪١‬تناسك كاإلجارات مثبلن‪ ،‬كإذا كاف كذلك‬
‫ابب كجب أف يتم ٌكن من االجتهاد فيو‪،‬‬ ‫فمن عرؼ ما كرد من اآلايت كالسنن كاإل‪ٚ‬تاع ُب و‬
‫ٌ‬
‫اندر ال عربة بو‪ ،‬كما أ ٌف‬
‫كغاية ما ُب الباب‪ :‬لعلٌو ش ٌذ منو شيءه على ما قالو اجمليب‪ ،‬لكنٌو ه‬
‫اجملتهد ا‪١‬تطلق كإف ابلغ ُب الطلب ‪٬‬توز أف يكوف قد ش ٌذ عنو أشياء"‪.4‬‬

‫كقد ٭تمل جواب اإلماـ مالك ‪-‬ر‪ٛ‬تو هللا‪ -‬عند قولو‪ :‬ال أدرم‪ ،‬على‪:‬‬
‫يتوصل إٔب حك وم أخ وَت يفيت بو‪.‬‬
‫أ‪ -‬أبٌو ٓب يستكمل ا‪١‬تسألة ىْتثان مستفيضان‪ ،‬كٓب ٌ‬
‫رجبل سأؿ اإلماـ مالك‬
‫السكوت عنها أسلم؛ دليلو‪ :‬ما كرد أ ٌف ن‬ ‫ب‪ -‬قد تكوف الواقعة من ا‪١‬تسائل اليت يكوف ٌ‬
‫أىل ا‪١‬تغرب‪ ،‬فقاؿ‪":‬ما أدرم ما ابتلينا هبذه ا‪١‬تسألة ُب بلدان‪ ،‬كال ‪ٝ‬تعنا أحدان‬ ‫و‬
‫عن مسألة استودعو ٌإايىا ي‬
‫من أشياخنا تكلم هبا"‪ .‬فسكوتو فيها أسلم لو‪ .‬ينظر‪ :‬أبو الفضل القاضي عياض بن موسى اليحص ي‬
‫(ت‪544 :‬ىػ)‪ ،‬ترتيب املدارؾ كتقرَب املسالك‪ ،‬تح‪ :‬سعيد أ‪ٛ‬تد أعراب‪ ،‬ط‪1983(1 :‬ـ)‪ ،‬ج‪:‬‬
‫‪ ،1‬ص‪.180 :‬‬
‫‪ -1‬ينظر‪ :‬دمحم أمُت بن ‪٤‬تمود البخارم ا‪ٟ‬تنفي ‪ ،‬تيسَت التحرير‪ ،‬ط‪1351( :‬ىػ‪1932/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬مصطفى البايب‬
‫ا‪ٟ‬تلىً ي‪ ،‬مصر‪ ،‬ج‪،1 :‬ص‪.11 :‬‬‫ٍ‬
‫‪٤ -2‬تمود بن عبد الر‪ٛ‬تن األصفها٘ب‪ ،‬بياف املختصر شرح خمتصر ابن الاجب‪ ،‬ج‪ ،3 :‬ص‪.290:‬‬
‫‪ -3‬القطب الشَتازم‪٤ :‬تمود بن مسعود بن مصلح‪ ،‬قطب ال ٌدين الشَتازم‪ ،‬كاف إمامان ُب ا‪١‬تعقوالت‪ .‬من مؤلٌفاتو‪:‬‬
‫شرح ا‪١‬تختصر ُب أصوؿ الفقو‪ ،‬توُب سنة‪710 :‬ىػ‪ .‬ينظر‪ :‬سراج ال ٌدين بن ا‪١‬تل ٌقن‪ ،‬العقد املذىب يف طبقات محلة‬
‫املذىب‪ ،‬تح‪ :‬أٯتن بصر األزىرم‪ ،‬ط‪1417(1 :‬ىػ‪1997/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بَتكت‪ ،‬لبناف‪ ،‬ص‪.394 :‬‬
‫دمحم بن علي الشوكا٘ب‪ ،‬البدر الطالع دبحاسن من بعد القرف السابع‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪.300 :‬‬
‫‪ -4‬ينظر‪ :‬العبارة بتمامها موجودة عند‪ :‬الرازم‪ ،‬احملصوؿ‪ ،‬ج‪ ،3 :‬ص‪ .1454 :‬شهاب الدين القراُب‪ ،‬نفائس‬
‫األصوؿ يف شرح احملصوؿ‪ ،‬تح‪ :‬عادؿ أ‪ٛ‬تد عبد ا‪١‬توجود‪ ،‬ط‪1416( 1 :‬ىػ‪1995/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬مكتبة بزار مصطفى‬
‫الباز‪ ،‬ج‪ ،6 :‬ص‪.26 :‬‬

‫‪061‬‬
‫يتجزأ‪ ،‬بل ‪٬‬توز أف يناؿ العآب منصب‬ ‫ً‬
‫كقاؿ الغزإب‪ :‬كلي االجتهاد عندم ىمنصبان ال ٌ‬
‫و‬
‫مسألة خبلفان لبعضهم‪ ،1‬كُب‬ ‫و‬
‫مسألة دكف‬ ‫فن دكف ٌو‬
‫فن بل ُب‬ ‫االجتهاد‪ ،‬كقد ٭تصل ُب ٌو‬
‫‪2‬‬
‫الكل‪ ،‬بل ‪٬‬توز‬
‫ٌ‬ ‫ُب‬ ‫ظر‬ ‫الن‬
‫ٌ‬ ‫عموـ‬ ‫بصو‪":‬كال يلزـ‬
‫"تنقيح" القراُب بعد سرده شركط االجتهاد ما ٌ‬
‫و‬
‫مسألة‪ ،‬خبلفان لبعضهم"‪.3‬اىػ‬ ‫و‬
‫مسألة دكف‬ ‫فن دكف ٌو‬
‫فن‪ ،‬كُب‬ ‫أف ٖتصل صفة االجتهاد ُب ٌو‬
‫‪4‬‬
‫صحة ٕتزم االجتهاد؛ ٔتعٌت‬‫ٌ‬ ‫إٔب‬ ‫ة‬
‫ه‬‫إشار‬ ‫ىذا‬ ‫و‪:‬‬ ‫بص‬
‫ٌ‬ ‫ما‬ ‫لو‬ ‫شرحو‬ ‫ُب‬ ‫قاؿ العبلمة الزانٌب‬
‫يصح أف ‪٬‬تتهد ُب بعض الفنوف دكف بعض‪ ،‬كُب بعض ا‪١‬تسائل دكف بعض؟‪ ،‬كالصحيح‬ ‫ىل ٌ‬
‫غَت عاوٓب اب‪ٟ‬تديث‪.‬اىػ‪.‬‬
‫يضره كوبيو ى‬
‫جوازه‪ ،‬كعليو األكثركف‪ .‬كإ ٌف من عرؼ الفرائض مثبلن‪ ،‬فبل ٌ‬
‫كإيضاح ذلك كما ُب "ا‪ٞ‬تبلؿ" كغَته‪ :‬أف ٭تصل لئلبساف االجتهاد ُب بعض ا‪١‬تسائل‬
‫صل أدلٌتو ابستقراء‪ ،‬ك‪٦‬تارسة كتب ا‪ٟ‬تديث كالتفسَت من خصوص‬ ‫دكف بعض؛ أبف ي٭ت ٌ‬
‫ئي‪،‬‬ ‫‪٣‬تتهد و‬
‫مطلق أك جز ٌو‬ ‫أحاديث األحكاـ كآايهتا ُب ذلك الباب ٓتصوصو‪ ،‬أك أيخذىا من و‬
‫و‬
‫ألحد ُب‬ ‫ٍبٌ ينظر ُب تلك األدلٌة على ىسنىن اجملتهدين ٔتا ٌأداه إليو اجتهاده‪ ،‬غَت مقلٌ ود‬

‫‪ -1‬ينظر‪ :‬أبو حامد الغزإب‪ ،‬املستصفى‪ ،‬تح‪ :‬دمحم عبد السبلـ عبد الشاُب‪ ،‬ط‪1413( :‬ىػ‪1993 /‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار‬
‫الكتب العلمية‪ ،‬بَتكت‪ ،‬لبناف‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪ .345 :‬عبد العزيز البخارم‪ ،‬كشف األسرار شرح أصوؿ البزدكم‪ ،‬ج‪:‬‬
‫‪ ،4‬ص‪.17 :‬‬
‫‪ -2‬كرد ُب "شرح التنقيح"‪ :‬كال يشًتط‪.‬‬
‫‪ -3‬ينظر‪ :‬أبو العباس شهاب الدين القراُب‪ ،‬تنقيح الفصوؿ‪ ،‬تح‪ :‬طو عبد الرؤكؼ سعد‪ ،‬ط‪:‬‬
‫‪1393(1‬ىػ‪1973/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬شركة الطباعة الفنية ا‪١‬تتحدة‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪.437 :‬‬
‫‪ -4‬الزانيت‪ :‬أقرب من كجدت ‪٦‬تن ٯتكن بسبة ىذه العبارة إليو‪ :‬ىو أبو عمراف موسى بن أيب علي الزانٌب‪ٌ ،‬‬
‫الزمورم‬
‫فقيها صا‪ٟ‬تنا أخذ عنو أبو العباس ابن البنا‪ ،‬توُب ٔتراكش سنة ‪702‬ق أك ‪708‬ق‪.‬‬
‫ا‪١‬تولد كا‪١‬تنشأ‪ ،‬بزيل مراكش‪ ،‬كاف ن‬
‫من مؤلٌفاتو‪ :‬ا‪ٟ‬تلل شرح رسالة ابن أيب زيد‪ ،‬كشرح ا‪١‬تدكبة‪ ،‬كشرح مقامات ا‪ٟ‬تريرم‪ .‬ابظر‪ :‬تر‪ٚ‬تتو ُب‪ :‬التنبكيت‪ ،‬نيل‬
‫اابتهاج بتطرَز الدَباج‪ ،‬ص‪ .604 :‬كالذم ٌ‬
‫يرجح أبٌو ا‪١‬تراد ىنا أبو أشهر من عرؼ ابلزانٌب من فقهاء ا‪١‬تالكية‪.‬‬

‫‪060‬‬
‫يضره جهلو بغَت ما اجتهد فيو‪ .1‬قاؿ‬
‫خصوص حكم أك أحكاـ ذلك الباب الذم علمو‪ ،‬كال ٌ‬
‫خاصة"‪.2‬اىػ‪.‬‬
‫ُب "البديع"‪":‬ك ٌأما اجملتهد ُب حكم فيكفيو معرفتو ٔتا يتعلٌق بو ٌ‬
‫بصو‪ :‬كمعرفة ىذه األمور‬‫للسراج ا‪٢‬تندم بعد سرده شركط اجملتهد ا‪١‬تطلق ما ٌ‬ ‫كُب شرحو ٌ‬
‫حق اجملتهد ا‪١‬تطلق‪ ،‬ا‪١‬تتص ٌدم للحكم كالفتول ُب ‪ٚ‬تيع مسائل الفقو‪ ،‬ك ٌأما‬ ‫إٌ‪٪‬تا تشًتط ُب ٌ‬
‫اجملتهد ا‪١‬تقيد ُب حكم كاحد أك بعض األحكاـ فبل يشًتط فيو ذلك‪ ،‬بل يكفي فيو أف يكوف‬
‫يضره‬
‫خاصةن؛ كالفرضي ُب علم الفرائض كما الب ٌد منو فيو‪ ،‬كال ٌ‬ ‫عارفان ٔتا يتعلٌق بذلك البعض ٌ‬
‫جهليو ٔتا ال‪ 3‬يتعلٌق ذلك البعض بو ‪٦‬تٌا يتعلٌق بباقي األحكاـ الفقهية‪.4‬اىػ‪.‬‬
‫كالاصل أ ٌف املتٌصف اباجتهاد اجلزئي لو جهتاف‪:‬‬
‫جهة اجتهاد‪ :‬فيما علمو من ا‪١‬تسائل على الوجو ا‪١‬تعترب‪.‬‬
‫كجهة تقليد‪ :‬فيما جهلو منها‪.‬‬
‫كهبما يتٌضح معٌت قو‪٢‬تم‪":‬غَت اجملتهد يلزمو التقليد"؛ ٔتعٌت أبٌو مىت ٓب يكن ‪٣‬تتهدان مطلقان‬
‫افتقر للتقليد‪ ،‬كإف أمكنو النظر ُب بعض ا‪١‬تسائل أك األبواب كعمل بو‪ ،‬فالباقي ‪٦‬تٌا ٓب يعلمو‬
‫السابقتُت؛ ففي‬‫لزكـ التقليد ابعتبار إحدل ا‪ٞ‬تهتُت ٌ‬ ‫يلزمو فيو التقليد لغَته‪ ،‬فصدؽ عليو ي‬
‫غَت اجملتهد"‪ 5‬إف كاف‬‫الكماؿ ُب حاشية ا‪ٞ‬تبلؿ حيث قاؿ ُب شرح "‪ٚ‬تع ا‪ٞ‬توامع"‪":‬كيلزـ ى‬
‫‪6‬‬
‫بصو‪ :‬فيدخل ُب قولو‪":‬أك غَته" اجملتهد ُب بعض مسائل الفقو‪ ،‬أك بعض‬ ‫ٌ‬ ‫ما‬ ‫عاميان أك غَته‬
‫ٌ‬

‫‪ -1‬ينظر‪ :‬حاشية البناين على شرح اجلالؿ احمللي على مجع اجلوامع ابن السبُي‪( ،‬د ت ط)‪ ،‬مط‪ :‬دار الفكر‬
‫العريب‪ ،‬بَتكت‪ ،‬لبناف‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪ .387 :‬حسن بن دمحم بن ‪٤‬تمود العطار‪ ،‬حاشية العطار على شرح اجلالؿ احمللي‬
‫على مجع اجلوامع‪( ،‬د ت ط)‪ ،‬مط‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بَتكت‪ ،‬لبناف‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪.425 :‬‬
‫‪ -2‬مظفر الدين أ‪ٛ‬تد بن علي بن الساعاٌب‪ ،‬بدَع النظاـ‪ ،‬تح‪ :‬سعد بن غرير بن مهدم السلمي‪ ،‬ط‪:‬‬
‫(‪1405‬ىػ‪1985/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬جامعة أـ القرل‪ ،‬السعودية‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪.667 :‬‬
‫‪ُ -3‬ب ج‪ :‬ببل‪.‬‬
‫‪ -4‬ينظر‪ :‬اآلمدم‪ ،‬اإلحُاـ يف أصوؿ األحُاـ‪ ،‬ج‪ ،4 :‬ص‪.164 :‬‬
‫‪ -5‬ابن السبكي‪ ،‬مجع اجلوامع‪ ،‬ص‪.67 :‬‬
‫‪ -6‬اتج الدين السبكي‪ ،‬حاشية العالمة البناين على شرح اجلالؿ على منت مجع اجلوامع‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪.394 :‬‬

‫‪061‬‬
‫ٕتزم االجتهاد‪،‬‬
‫أبوابو؛ كالفرائض فيقلٌد فيما ال يقدر على االجتهاد فيو؛ بناءن على جواز ٌ‬
‫الراجح‪ ،‬كُب "التحرير" البن ا‪٢‬تماـ‪ :‬غَت اجملتهد ا‪١‬تطلق يلزمو التقليد كإف كاف ‪٣‬تتهدان ُب‬
‫كىو ٌ‬
‫ا‪ٟ‬تق فيما ال‬
‫ابلتجزم‪ ،‬كىو ٌ‬
‫ٌ‬ ‫بعض مسائل الفقو‪ ،‬أك ببعض العلوـ؛ كالفرائض على القوؿ‬
‫يقدر فيو على االجتهاد‪.1‬اىػ ‪.‬‬
‫ً‬
‫لكل جهةه ‪٥‬تصوصةه‪ ،‬كاحملذكر ٌاٖتادىا‪،‬‬‫فبل منافاة بُت لزكـ التقليد كاالجتهاد؛ إذ وٌ‬
‫كسيأٌب لذلك مزيد بياف ُب ْتث اجملتهد ا‪١‬تقيٌد من أقساـ االجتهاد‪ .‬فابظره‪.‬‬
‫الطرَقة الثانية‪ :‬طرَقة احملدثُت‪.‬‬

‫كل‬ ‫ً‬
‫اعلم أ ٌف احمل ٌدثُت قاطبةن أ‪ٚ‬تعوا على مشركعية العمل اب‪ٟ‬تديث‪ ،‬كاالحتجاج بو ُب ٌ‬
‫السبعة‪ ،2‬كغالبهم ُب أقساـ ا‪ٟ‬تى ىس ًن‪ ،‬كعلى جواز العمل ابلضعيف ُب‬‫الصحيح ٌ‬‫من أقساـ ٌ‬
‫ب عن سنٌ ًة أيب‬ ‫فضائل األعماؿ أك ما عارض من رأم الرجاؿ‪ ،‬ففي "الر ً ً‬
‫كض البىاسم ُب ال ٌذ ًٌ‬‫ٌ‬
‫بصو‪":‬أحاديث ىذه الكتب تنقسم إٔب أقساـ‪:‬‬
‫القاسم" ما ٌ‬

‫‪ -1‬ينظر‪ :‬عبلء ال ٌدين ا‪١‬ترداكم‪ ،‬التحبَت شرح التحرَر يف أصوؿ الفقو‪ ،‬ج‪ ،8 :‬ص‪.3886 :‬‬
‫السبعة‪ :‬ذكر أبو الفضل العراقي ىذه األقساـ على النحو اآلٌب‪:‬‬
‫‪ -2‬أقساـ الصحيح ٌ‬
‫فأكهلما‪ :‬صحيح أخرجو البخارم كمسلم ‪ٚ‬تيعان‪.‬‬
‫الثاين‪ :‬صحيح ابفرد بو البخارم؛ أم عن مسلم‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬صحيح ابفرد بو مسلم؛ أم عن البخارم‪.‬‬
‫الرابع‪ :‬صحيح على شرطهما ٓب ٮترجاه‪.‬‬
‫اخلامس‪ :‬صحيح على شرط البخارم ٓب ٮترجو‪.‬‬
‫السادس‪ :‬صحيح على شرط مسلم ٓب ٮترجو‪.‬‬
‫السابع‪ :‬صحيح عند غَت‪٫‬تا‪ ،‬كلي على شرط ك و‬
‫احد منهما‪.‬‬
‫ىذه ٌأمهات أقسامو‪ ،‬كأعبلىا األ ٌكؿ‪ :‬كىو الذم يقوؿ فيو أىل ا‪ٟ‬تديث كثَتان‪ :‬صحيح متٌفق عليو‪ .‬يطلقوف‬
‫ذلك كييعنوف بو اتٌفاؽ البخارم كمسلم ال اتٌفاؽ األ ٌمة عليو‪.‬اىػ‪ .‬ينظر‪ :‬أبو الفضل العراقي‪ ،‬التقييد كاإلَضاح شرح‬
‫مقدمة ابن الصالح‪ ،‬تح‪ :‬عبد الر‪ٛ‬تن دمحم عثماف‪ ،‬ط‪1389(1 :‬ىػ‪1969/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دمحم عبد احملسن الكت ي‪ ،‬ج‪،1 :‬‬
‫ص‪.41 :‬‬

‫‪062‬‬
‫ً‬
‫اجب‬
‫العمل ٔتقتضاه ك ه‬
‫ي‬ ‫سم‬ ‫أحدىا‪ :‬ما بيٌنوا أبٌو صحيح كأ‪ٚ‬تعوا على ٌ‬
‫صحتو‪ ،‬كىذا الق ي‬
‫الراجح؟ كىذا القسم ىو أرفع‬ ‫و‬
‫الظن ٌ‬
‫ببل خبلؼ بينهم‪ ،‬كإٌ‪٪‬تا اختلفوا ىل يفيد العلم القاطع أك ٌ‬
‫السبعة على ما بيٌنو العلماء ُب كتب ا‪ٟ‬تديث‪.‬‬
‫الصحيح ٌ‬‫أقساـ ٌ‬
‫صحتو من أحاديث ىذه الكتب‪ ،‬فَتجع فيو إٔب كتب‬‫القسم الثاين‪ :‬ما اختلف ُب ٌ‬
‫ا‪ٞ‬ترح كالتعديل‪ٍ ،‬بٌ يوزف عند التعارض ٔتيزاف الًتجيح‪.‬‬

‫القسم الثالث‪ :‬ما ٌ‬


‫بص عليو علماءي ا‪ٟ‬تديث أك أح هد منهم على ضعفو‪ ،‬كٓب يعارضهم‬
‫من يقوؿ بص ٌحتو‪ ،‬فهذا ال يؤخذ بو ُب األحكاـ كيؤخذ بو ُب الفضائل األعماؿ‪...‬إْب‪ ،1‬ككم‬
‫أحب إلينا‬
‫األمة؛ كابن حنبل كالنعماف كغَت‪٫‬تا‪ :‬ا‪ٟ‬تديث الضعيف ٌ‬
‫قائل من أفاضل سلف ٌ‬ ‫من و‬
‫من رأم الرجاؿ‪.2‬‬

‫ب عن سن َّة أيب ال ىق ً‬
‫اسم ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ ،-‬تح‪ :‬علي بن دمحم العمراف‪( ،‬د ت ط)‪،‬‬ ‫كض البىاسم يف ال ٌذ ًٌ‬
‫الر ي‬
‫‪ -1‬ينظر‪ :‬ابن الوزير‪َّ ،‬‬
‫مط‪ :‬دار عآب الفوائد للنشر كالتوزيع‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪.155 :‬‬
‫الضعيف عندىم بوعاف‪ :‬ضعيف ال ٭تتج بو‪ :‬كىو الضَّعيف ًُب اصطبلح‬ ‫بصو‪":‬ك ٌ‬ ‫‪ -2‬يقوؿ ابن تيمية –ر‪ٛ‬تو هللا‪ -‬ما ٌ‬
‫ذم‪ ،‬كما أ َّف ضعف ا‪١‬ترض ًُب اصطبلح الفقهاء‬ ‫َّا٘ب‪ :‬ضعًيف ي٭تتج بو‪ :‬كىو ا‪ٟ‬تسن ًُب اصطبلح ً‬ ‫مذم‪ .‬كالث ً‬
‫الًتم ٌ‬
‫ٌ‬ ‫ٍ‬ ‫الًت ًٌ ى‬‫ٌ‬
‫ً‬
‫اش‪ ،‬كبوعه يكوف تربعات صاحبو من ىرأس ا‪١‬تاؿ؛‬ ‫صاحب فر و‬ ‫بوعاف‪ :‬بوعه ى‪٬‬تعل تىػبىػرعات صاحبو من الثٌلث؛ كما إذا صار‬
‫ى‬
‫كا‪١‬ترض اليسَت الَّذم ال يقطع صاحبو‪ ،‬كً‪٢‬تذا يوجد ُب كبلـ أ‪ٛ‬تد كغَته من الفقهاء أ َّىّنم ٭تتجوف اب‪ٟ‬تديث الضَّعيف؛‬ ‫ى‬
‫فإف ذلك الذم ‪ٝ‬تاه أكلئك ضعيفان ىو أرفع من كث وَت من ا‪ٟ‬تسن؛‬ ‫كحديث عم ًرك بن شعيب‪ ،‬كإبر ًاىيم ا‪٢‬تج ًر ًم ً‬
‫كغَت‪٫‬تا؛ َّ‬ ‫ٌ‬ ‫ى‬ ‫ى‬
‫َّهم؛ كٓب‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫فسر مراده اب‪ٟ‬تسن أبَّو‪ :‬ما تعدَّدت طرقيو كٓب يكن فيها مت ه‬
‫الًتمذم قد َّ‬‫بل ىو ‪٦‬تَّا ‪٬‬تعلو كثَته من النَّاس صحيحان‪ ،‬ك ٌ‬
‫يكن شاذٌان‪ .‬ينظر‪ :‬ابن تيمية‪ ،‬رجموع الفتاكل‪ ،‬تح‪ :‬عبد الر‪ٛ‬تن بن دمحم بن قاسم‪ ،‬ط‪1416(:‬ىػ‪1995/‬ـ)‪ ،‬مط‪:‬‬
‫السعودية‪ ،‬ج‪ ،18 :‬ص‪.249 :‬‬
‫‪٣‬تمع ا‪١‬تلك فهد لطباعة ا‪١‬تصحف الشريف‪ ،‬ا‪١‬تدينة النبوية‪ ،‬ا‪١‬تملكة العربية ٌ‬

‫‪063‬‬
‫ٍبٌ إ ٌف للعمل اب‪ٟ‬تديث عند العلماء شرطُت‪:‬‬
‫أحدذنا ‪ :‬يف العامل بو‪ :‬كىو كوبو متح ٌققان بوصفُت‪:1‬‬
‫أحدذنا‪ :‬أىليتو لذلك‪ْ :‬تيث يكوف عا‪١‬تان ٔتضموف ا‪ٟ‬تديث؛ أم ٔتا اشتمل عليو‬
‫علم األصوؿ ا‪١‬تستلزـ‬
‫من األحكاـ ال ٌد ٌاؿ عليها لفظو ْتسب مراتب ال ٌداللة‪ ،‬الكفيل ٔتباحثها ي‬
‫اتٌصافو ٔتعرفة القدر احملتاج إليو من اللساف العريب‪ ،‬كىو ا‪١‬تتعارؼ عندىم بذم العلم ا‪١‬تعترب‬
‫و‬
‫مسألة‪.‬‬ ‫بفن أك و‬
‫ابب أك‬ ‫القاصر عن رتبة االجتهاد‪ ،‬كقد يكوف مقيٌدان ٌو‬
‫اثنيهما‪ :‬كونو ذا خربة‪ :‬يقول هبا على معرفة ا‪١‬تطلوب من ا‪ٟ‬تديث؛ ككوبو لو إ‪١‬تاـ‬
‫‪2‬‬
‫األكؿ من ٌو‬
‫كل‬ ‫ٌ‬ ‫ـ‬‫د‬‫ٌ‬ ‫ليق‬ ‫؛‬‫اآلحاد‬ ‫اع‬
‫و‬ ‫أب‬
‫ك‬ ‫اتر‬
‫و‬ ‫الت‬ ‫كعلم‬ ‫ا‪١‬تنسوخ‪،‬‬
‫ك‬ ‫اسخ‬‫ٌ‬‫الن‬ ‫علم‬ ‫‪٦‬تن‬ ‫اب‪١‬تقصود‬ ‫ؼ‬
‫معر ه‬
‫ٌ‬
‫إماـ‬
‫صحتو‪ ،‬أك حسنو ه‬ ‫ينص على ٌ‬
‫الركاة كا‪ٞ‬ترح كالتعديل فيما ٓب ٌ‬
‫على اثبيو‪ ،‬كمن علم أحواؿ ٌ‬
‫أئمة ا‪ٟ‬تديث‪ ،‬جاراين على قوابينها على رأم من يرل إمكاّنا ُب ىذه األعصار؛‬ ‫معتربه من ٌ‬
‫أئمة ذلك الشأف‪،‬‬
‫الرجوع إٔب ٌ‬
‫كالنوكم كالقطاف كا‪١‬تنذرم كغَتىم‪ ،‬كسبيل ذلك ا‪١‬تيزاف ٌ‬
‫‪١‬تتصرؼ ُب‬ ‫ً‬
‫كالكفيل بقرع ابب الدخوؿ ك‪٦‬تارسة ع ٍل ىم ًي ا‪١‬تصطلح كاألصوؿ؛ إذ ال سبيل ٌ‬
‫أصوؿ الشريعة بدكف كلوج تلك الذريعة‪ ،‬كسيأٌب تقريب ا‪١‬تدخل إليهما ُب ْتث اجملتهد‬
‫و‬
‫ْتديث من‬ ‫ببعض ما علمو منهما‪ .‬قاؿ شيخ اإلسبلـ‪":‬فمن أراد العمل أك االحتجاج‬
‫حىت ينظر‬
‫٭تتج بو ٌ‬
‫ما٭تتج بو من غَته فبل ٌ‬
‫ٌ‬ ‫متأىبلن ‪١‬تعرفة‬
‫السنن‪ ،‬أك من ا‪١‬تسابيد مثبلن فإ ٌف كاف ٌ‬‫ٌ‬
‫تقليده‪،‬‬
‫حسنو‪ ،‬فلو ي‬‫صححو أك ٌ‬ ‫األئمة ٌ‬
‫ُب اتٌصاؿ سنده كحاؿ ٌركاتو‪ ،‬كإالٌ أبف ىك ىجد أحدان من ٌ‬
‫كإالٌ فبل ي٭تتج بو"‪.3‬‬

‫حيث ساغى قى ٍد‬


‫‪ -1‬ذكر ىذين الوصفُت زين ال ٌدين أيب ٭تي األبصارم عند قوؿ زين الدين العراقي‪( :‬أك احتجاج ي‬
‫متأىبلن لو‪ْ ،‬تيث يكوف عا‪١‬تان ًٔتضموف ا‪ٟ‬تديث‪،‬‬
‫جاز لآلخذ ذلك أبف يكو ىف ٌ‬
‫غ)؛ أم‪ :‬ى‬ ‫ث ىسا ى‬
‫(حٍي ي‬
‫ىج ىع ٍل)‪ ،‬كمعٌت قولو‪ :‬ى‬
‫لو ملكةه يقول هبا على معرفة ا‪١‬تطلوب منو ُب ذلك‪ .‬ينظر‪ :‬زين ال ٌدين أيب ٭تي األبصارم‪ ،‬فتح الباقي بشرح ألفية‬
‫العراقي‪ ،‬تح‪ :‬عبد اللطيف ‪٫‬تيم‪ ،‬ط‪1422(1:‬ىػ‪2002/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪.138 :‬‬
‫الصواب ما أثبت‪.‬‬
‫‪ُ -2‬ب ج‪ :‬مصرؼ‪ .‬ك ٌ‬
‫‪ -3‬ينظر‪ :‬زين الدين أبو ٭تِت زكراي األبصارم‪ ،‬فتح الباقي يف شرح ألفية العراقي‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪.162 :‬‬

‫‪064‬‬
‫الشرط الثاين ‪ :‬يف املعموؿ بو ‪ :‬كوبو ‪٤‬ت ٌق ىق األلفاظ اليت كردت عن الشارع‬
‫تطرؽ‬
‫لينتفي احتماؿ عارض التحريف كالغلط‪ ،‬كينزاح ٌ‬ ‫ابلضبط األًبٌ كاإلتقاف األقوـ؛ ى‬
‫‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ٌ -‬‬
‫الشطط بتماـ البحث عن ٖتقيق جواىر ألفاظو ُب ي‪ٚ‬تىلو كأبعاضو‪ٔ ،‬تقابلتها مع‬ ‫القلص ك ٌ‬
‫الصحيحة ا‪١‬تعتمدة‪ ،‬مفرد نة كابت أك متع ٌددةن ْتيث ٭تصل الوثوؽ هبا‪ ،‬كاالطمئاف‬ ‫النٌسخ ٌ‬
‫هبي يد ًٌرىا الثمُت‪.2‬‬ ‫‪1‬‬
‫ىٍت ىد ٌرىا الكمُت‪ ،‬كاستجبلب ٌ‬‫الستحبلب ًٌ‬
‫بسخ متع ٌددةو‪،‬‬ ‫قاؿ النوكم‪ :‬من أراد العمل ْتديث من و‬
‫كتاب فطريقو أف أيخذه من و‬
‫صحيحة‪ ،‬فإ ٌف قابلها ٔتيعتى ىم ود أجزأه‪.3‬اىػ‪.‬‬
‫و‬ ‫و‬
‫أبصوؿ‬ ‫قابلها ىو أك ثقةه‬

‫‪ -1‬ما أثبت كرد ُب‪ :‬س‪ .‬كجاء ُب األصل‪ :‬كاستحبلب‪ .‬ك‪٫‬تا متقارابف ُب ا‪١‬تعٌت‪.‬‬
‫‪ -2‬ينظر‪ :‬ابن الصبلح‪ ،‬ينظر‪ :‬ابن الصبلح‪ ،‬معرفة علوـ الدَث‪ ،‬تح‪ :‬عبد اللطيف ا‪٢‬تميم‪ ،‬ط‪:‬‬
‫‪1423(1‬ىػ‪2002/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪.98 :‬‬
‫‪ -3‬ينظر‪ :‬النوكم‪ ،‬التقرَب كالتيسَت‪ ،‬تح‪ :‬دمحم عثماف ا‪٠‬تشت‪ ،‬ط‪1405(1 :‬ىػ‪1985/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار الكتاب‬
‫العريب‪ ،‬بَتكت‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪.28 :‬‬

‫‪065‬‬
‫االحتجاج‬‫كال يشًتط ابن الصبلح‪ 1‬تع ٌدد األصل ا‪١‬تقابل عليو‪ ،‬قاؿ‪ :‬فسبيل من أراد ً‬
‫ْتديث من صحيح مسلم كأشباىو أف يقابلو مع أصل يمقابىل على يىدم‪ 2‬مقابلُت ثقتُت‬ ‫و‬
‫متنوعة؛ ليحصل بذلك ‪-‬مع اشتهار ىذه الكتب‬ ‫و‬ ‫صحيحة معتمدةو مرك وية برك و‬
‫اايت‬ ‫و‬ ‫و‬
‫أبصوؿ‬
‫ٌ‬
‫األصوؿ‪ ،‬فقد‬
‫ي‬ ‫بصحة ما اتٌفقت عليو تلك‬
‫كبيعدىا عن أف تقصد ابلتبديل كالتحريف‪ -‬الثٌقةي ٌ‬
‫تتنزؿ منزلة التواتر كاالستفاضة‪ .3‬ابتهى‪.‬‬
‫األصوؿ ا‪١‬تقابلةي عليها كثرنة ٌ‬
‫ي‬ ‫تىكثير تلك‬
‫‪٤‬تموؿ على االستحباب كاالستظهار‪ ،‬كإالٌ‬
‫قاؿ النوكم‪ :‬كىذا الذم قالو ابن الصبلح ه‬
‫فبل يشًتط تع ٌدد األصوؿ كالركاايت؛ فإ ٌف األصل الصحيح ا‪١‬تعتمد؛ البخارم كمسلم مثبلن‬
‫يكفي‪ ،‬كتكفي ا‪١‬تقابلة من ك و‬
‫احد‪ .‬اىػ كبلـ النوكم‪.4‬‬
‫‪5‬‬
‫تصحح أصلك ّتماعة أصوؿ‬ ‫كصوبو القراُب قائبلن‪":‬كقوؿ ابن الصبلح‪ :‬ينبغي أف ٌ‬ ‫ٌ‬
‫عتمدةو‪ ،‬كتعتمد على ما اتٌفقت عليو‪ .‬فقولو ىنا‪ :‬ينبغي؛ قد يشَت بو إٔب عدـ اشًتاط ذلك‪،‬‬
‫يم ى‬
‫مستحب‪ ،‬كىو كذلك"‪ .6‬ابتهى‪.‬‬
‫ٌّ‬ ‫كإٌ‪٪‬تا ىو‬

‫‪ -1‬ابن الصالح‪ :‬تقي الدين‪ ،‬أبو عمرك عثماف بن ا‪١‬تفيت صبلح الدين عبد الر‪ٛ‬تاف بن عثماف بن موسى الكردم‪،‬‬
‫الشهرزكرم‪ ،‬الشافعي‪ ،‬مولده سنة‪577 :‬ق بشرخاف‪ ،‬كاف أحد فضبلء عصره ُب التفسَت كا‪ٟ‬تديث كالفقو كأ‪ٝ‬تاء‬
‫الرجاؿ كما يتعلق بعلم ا‪ٟ‬تديث كبقل اللغة‪ ،‬من مؤلٌفاتو‪ :‬معرفة أبواع علوـ ا‪ٟ‬تديث ا‪١‬تعركؼ ب ػ ػػ‪ :‬مق ٌدمة ابن الصبلح‪،‬‬
‫أدب ا‪١‬تفيت كا‪١‬تستفيت‪ .‬توُب سنة‪643 :‬ق بدمشق‪ .‬ينظر‪ :‬الذى ي‪ ،‬سَت أعالـ النبالء‪ ،‬ج‪ ،23 :‬ص‪ .140 :‬ابن‬
‫خلكاف‪ ،‬كفيات األعياف‪ ،‬ج‪ ، 2 :‬ص‪.243 :‬‬
‫‪ -2‬سقطت من‪ :‬س ك ج‪.‬‬
‫‪ -3‬ابن الصبلح‪ ،‬صيانة صحيح مسلم‪ ،‬تح‪ :‬موفق عبدهللا عبدالقادر‪ ،‬ط‪1408(2 :‬ق)‪ ،‬مط‪ :‬دار الغرب‬
‫اإلسبلمي‪ ،‬بَتكت‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪.117 :‬‬
‫‪ -4‬ينظر‪ :‬النوكم‪ ،‬شرح صحيح مسلم‪ ،‬ط‪1392(2 :‬ق)‪ ،‬مط‪ :‬دار إحياء الًتاث العريب‪ ،‬بَتكت‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪:‬‬
‫‪.14‬‬
‫كصوبو العراقي قائبلن"؛ أل ٌف العبارة أبلفاظها للحافظ‬
‫الصواب‪ٌ ":‬‬
‫لعل ٌ‬
‫كصوبو القراُب قائبلن"‪ .‬ك ٌ‬
‫‪ -5‬كرد ُب ‪ٚ‬تيع النٌسخ‪ٌ ":‬‬
‫الرحيم بن ا‪ٟ‬تسُت العراقي‪.‬‬
‫عبد ٌ‬
‫‪ -6‬ا‪ٟ‬تافظ العراقي‪ ،‬فتح املغيث شرح ألفية الدَث‪ ،‬ص‪.49 :‬‬

‫‪066‬‬
‫كشيخو مثبلن‬
‫ي‬ ‫ٍبٌ األفضل ُب ا‪١‬تقابلة كما قاؿ النوكم كالقراُب‪ 1‬كغَت‪٫‬تا أف يٯتسك ىو‬
‫خلل ُب الكتاب ا‪١‬تقابل‪.2‬‬ ‫ً ً‬
‫كتىابىػٍيه ىما حاؿ التٌسميع ْتيث ال يبقى ه‬
‫ً‬
‫أصدؽ ا‪١‬تعارضةى مع بفسك‪4‬؛ أم ألبٌو يكوف على يقُت‬ ‫كدم‪:3‬‬
‫كقاؿ أبو الفضل ا‪ٞ‬تى يار ٌ‬
‫من مطابقة الكتابُت‪ ،‬كقاؿ غَته‪ :‬ال تصح مقابلة مع و‬
‫أحد غَت بفسو‪ ،‬كال يقلٌد غَته ُب ذلك‪،‬‬ ‫ٌ‬
‫‪5‬‬
‫حكاه القاضي عياض عن بعض أىل التٌحقيق ‪.‬‬
‫كا‪ٟ‬تاصل من ذلك كلٌو‪ :‬حصوؿ الثٌقة بعدـ التبديل كالتغيَت ُب منت ا‪ٟ‬تديث‪ ،‬كىي‬
‫الفن ككرد مناىلو‪ ،‬فإ ٌف الركاايت قد كثرت‪ ،‬كُب غالب أقطار‬
‫عمل ‪١‬تن مارس ٌ‬ ‫أبم و‬‫حاصلةه ٌ‬
‫الضبط ك ً‬
‫االتقاف متنان كسندان‬ ‫السنن قد حصرت‪ ،‬مع ّناية ٌ‬ ‫اإلسبلـ اشتهرت‪ ،‬كلغالب فنوف ٌ‬
‫التاـ‬
‫يسهل األخذ بدءان كّنايةن ‪١‬تمنوح ا‪٢‬تداية ك‪٥‬تطوب العناية‪ ،‬مع الوثوؽ ٌ‬
‫أبكضح بياف‪٦ ،‬تٌا ٌ‬
‫أببواع ألفاظو ُب ي‪ٚ‬تىلو كأبعاضو‪.‬‬

‫قبل‪.‬‬
‫الصواب‪ :‬العراقي؛ ‪١‬تا سبق ي‬
‫لعل ٌ‬
‫‪ٌ -1‬‬
‫السيوطي (ت‪911 :‬ىػ)‪ ،‬تدرَب الراكم يف شرح تقرَب النوكم‪،‬‬
‫‪ -2‬ينظر‪ :‬عبد الر‪ٛ‬تن بن أيب بكر‪ ،‬جبلؿ الدين ٌ‬
‫تح‪ :‬أبو قتيبة بظر دمحم الفاراييب‪( ،‬د ت ط)‪ ،‬مط‪ :‬دار طيبة‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪.507 :‬‬
‫‪ -3‬أبو الفضل اجلاركدم‪ :‬ا‪ٟ‬تافظ أبو الفضل دمحم بن أ‪ٛ‬تد ا‪ٞ‬تىاركدم ا‪٢‬تىىركم الشافعي‪ ،‬كاف عد‪ٙ‬ب النظَت ُب العلوـ‬
‫خصوصان ُب علم ا‪ٟ‬تفظ كالتحديث‪ ،‬توُب سنة‪413 :‬ق‪ .‬ينظر‪ :‬اتج الدين السبكي‪ ،‬طبقات الشافعية الُربل‪ ،‬ج‪:‬‬
‫‪ ،4‬ص‪ .116 :‬حاجي خليفة‪ ،‬سلم الوصوؿ إىل طبقات الفحوؿ‪ ،‬ج‪ ،3 :‬ص‪.100 :‬‬
‫‪ -4‬كقد خالفو ُب ىذا ابن الصبلح فقاؿ‪ٍ":‬بٌ إ ٌف أفضل ا‪١‬تعارضة‪ :‬أف يعارض الطَّالب بنفسو كتابو بكتاب الشَّيخ مع‬
‫الشَّيخ‪ُ ،‬ب حاؿ ٖتديثو َّإايه من كتابو‪١ ،‬تا ‪٬‬تمع ذلك من كجوه االحتياط‪ ،‬كاإلتقاف من ا‪ٞ‬تاببُت‪ ،‬كما ٓب ٕتتمع فيو ىذه‬
‫كدم ا‪ٟ‬تافظ ا‪٢‬ت ًٌ‬
‫ركم‬ ‫ا‪ٞ‬تار ًٌ‬
‫األكصاؼ بقص من مرتبتو بقدر ما فاتو منها‪ .‬كما ذكرانه أكٔب من إطبلؽ ًأيب الفضل ي‬
‫السامعُت ‪٦‬تٌن لي معو بسخة ال‬ ‫ا‪١‬تعارضة مع بػى ٍف ًس ى‬ ‫قولو‪":‬أ ً ً‬
‫كيستحب أف ينظر معو ُب بسختو من حضر من ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ك"‪،‬‬ ‫ىصدؽ ى‬ ‫ٍ‬
‫سيٌما إذا أراد النقل منها‪ .)...‬ينظر‪ :‬ابن الصبلح‪ ،‬املقدمة‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪.191 :‬‬
‫السيوطي (ت‪911 :‬ىػ)‪ ،‬تدرَب الراكم يف شرح تقرَب النوكم‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪.509 :‬‬
‫‪ -5‬ينظر‪ :‬جبلؿ الدين ٌ‬

‫‪067‬‬
‫السنن ُب ىذه الكتب ال ٌدائرة‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫ا‪٨‬تصرت‬ ‫قد‬‫"‬ ‫و‪:‬‬ ‫بص‬
‫ٌ‬ ‫ما‬ ‫‪21‬‬
‫الش ًام ً‬
‫خ" للمقبلي( )‬ ‫كُب "العًٍل ًم َّ‬
‫كالزبر ا‪١‬تتواترة‪ ،‬مع ٘تاـ التٌفنن ُب كيفية ا‪ٞ‬تمع على ا‪١‬تسابيد كاألبواب كا‪١‬تعجمات من ‪٨‬تو‬
‫صحيح كحس ون‪ ،‬كما عليهما من األطراؼ‪ ،‬كا‪١‬تستخرجات كُب كيفية شرائط الركاية‪ ،‬كما‬ ‫و‬
‫ٯتتطي بو من إعراب‪ 3‬كغريب ذركة سناـ الركاية‪ ،‬فمنها الصحيح كىو ما كاف ُب الطبقة العليا‬
‫مبُت ُب علم ا‪ٟ‬تديث‪ ،‬كدكبو‬ ‫ً‬
‫ُب االتقاف كال ٌدايبة‪ ،‬مع سبلمة ا‪ٟ‬تديث من العلل‪ ،‬كما ىو ٌ ه‬
‫كٖتى ٌسنو الشواىد‬
‫كيصحح اب‪١‬تتابعات كالشواىد‪ ،‬كدكبو الضعيف كىو مراتب كثَتةه‪ ،‬ي‬ ‫ٌ‬ ‫ا‪ٟ‬تسن‪،‬‬
‫كتصححو عند بعضهم مآب يكثر ضعفو ُب احمللٌُت‪ ،‬كغَت ذلك من إصبلحاهتم‬ ‫ٌ‬ ‫كا‪١‬تتابعات‪،‬‬
‫ا‪١‬تسمى عندىم اب‪١‬توضوع كصنٌفوا فيو‪.‬‬
‫حىت لقد حفظوا ا‪١‬تكذكب ٌ‬
‫كبلغت فنوف علم ا‪ٟ‬تديث إٔب فنوف كثَتةو صنٌف فيها ْتسب ذلك‪ ،‬كصارت علمان‬
‫بفيسان‪ ،‬لو ‪٦‬تارسةه أبصوؿ الفقو‪ ،‬فما يريد طالب ا‪ٟ‬تديث اليوـ ىمطلبان إالٌ كجده أبكضح ما فيو‬
‫معاضد‪ ،‬كما‬‫و‬ ‫معموؿ بو منفردان أك مع‬ ‫يتبُت لو ما ىو‬
‫ه‬ ‫حىت ٌ‬ ‫الركاة ٌ‬
‫السنة مع إحاطتو أبحواؿ ٌ‬
‫ُب ٌ‬
‫ابالبفراد‪ ،‬قاؿ‪ :‬فاحمل ٌدثوف ٌقربوا كعليك النقد‪ ،‬كقد ٌأمنك هللا هبم أف يى ًش َّذ‬
‫مردكد مطلقان أك ً‬
‫ىو ه‬
‫حىت تفرجل‪ 4‬لطلبو كما كابوا يفرجلوف‪ ...‬إْب‪ .1‬اىػ‪.‬‬ ‫من كتبهم شيءه ٌ‬

‫كتاب هبذا العنواف‪.‬‬


‫الصواب ما أثبت؛ فلي للمغيلي ه‬
‫‪ -1‬كرد ُب ‪ٚ‬تيع النسخ‪ :‬للمغيلي‪ .‬ك ٌ‬
‫‪ -2‬املقبلي‪ :‬صاّب بن ا‪١‬تهدم بن علي بن عبد هللا بن سليماف بن دمحم بن عبد هللا بن سليماف بن أسعد ا‪١‬تقبلي‪،‬‬
‫مشارؾ ُب التفسَت كالفقو كاللغة‪ ،‬كصفو الشيخ عبد ا‪ٟ‬تي الكتٌا٘ب‬‫ه‬ ‫اليمٍت‪ ،‬الزيدم‪ ،‬كلد سنة‪1047 :‬ق‪ ،‬عآبه‬
‫ا‪ٟ‬تق على اآلابء كا‪١‬تشايخ‪ ،‬اإلٖتاؼ‬
‫بقولو‪":‬الداىية الشيخ"‪ ،‬توُب سنة‪1108 :‬ق‪ ،‬من مؤلٌفاتو‪ :‬العلم الشامخ ُب إيثار ٌ‬
‫لطلبة الكشاؼ‪ .‬ينظر‪ :‬رضا كحالة‪ ،‬معجم املؤلفُت‪ ،‬ج‪ ،5 :‬ص‪ .14 :‬عبد ا‪ٟ‬تي الكتا٘ب‪ ،‬فهرس الفهارس‪ ،‬ج‪،2 :‬‬
‫ص‪.1017 :‬‬
‫الصواب ما أثبت‪.‬‬ ‫لعل ٌ‬
‫‪ُ -3‬ب س‪ :‬من أداب‪ .‬ك ٌ‬
‫الراجز‪:‬‬
‫يتفحج كييسرع‪ .‬قاؿ َّ‬ ‫الرجل فرجلىةن‪ :‬كىو أف ٌ‬ ‫‪ -4‬فىػ ٍر ىج ىل ي‬
‫تىػ ىقحم ً‬
‫الفػ ػ ػ ػ ػ ًيل إًذا ما فرج ػ ػ ػ ػ ػ ػبلى ‪ ...‬يٯتًر أخف ػ ػ ػ ػافان ىهتض ٍ‬
‫ا‪ٞ‬تػى ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػٍن ىدالى‪.‬‬ ‫ى‬
‫ً‬
‫كيقاؿ‪ :‬ىو الذم يي ىد ٍربً يج ُب ىمشيو‪ ،‬كىي مشية سهلة‪ .‬ينظر‪ :‬األزىرم‪ ،‬هتذَب اللغة‪ ،‬تح‪ :‬دمحم عوض مرعب‪ ،‬ط‪:‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫‪2001(1‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار إحياء الًتاث العرب‪ ،‬بَتكت‪ ،‬ج‪ ،11 :‬ص‪ .176 :‬ابن منظور‪ ،‬لساف العرب‪ ،‬ج‪،11 :‬‬
‫ص‪.518 :‬‬

‫‪068‬‬
‫كا‪ٟ‬تاصل أ ٌف قصارل ىذا ا‪١‬تنزع أمراف‪:‬‬

‫أحدذنا‪ٖ :‬تقيق بسبة ا‪ٟ‬تديث إٔب النٌ ي ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ ،-‬كا‪١‬ترجع فيو إٔب دكاكين ٌ‬
‫أئمة ا‪ٟ‬تديث‬
‫على ما سلف‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫صحة‬ ‫ٌ‬ ‫إٔب‬ ‫فيو‬ ‫اثنيهما‪ٖ :‬تقيق عيوف ألفاظ ٌ‬
‫الشارع ال ٌدالة على ا‪ٟ‬تكم ا‪١‬تراد‪ ،‬كا‪١‬ترجع‬
‫صحيح‪ ،‬أك و‬
‫أصوؿ‬ ‫صحة الوثوؽ اب‪١‬تنقوؿ من الكتاب ا‪١‬تعتمد؛ ٌإما ٔتقابلة و‬
‫أصل‬
‫و‬ ‫اليقُت‪ ،‬أك ٌ‬
‫أئم ًة ذلك‬‫شركح ٌ‬
‫صحيحة ْتيث يندفع احتماؿ التحريف كعارض التصحيف‪ ،‬أك ٔتراجعة ً‬ ‫و‬
‫كاؼ فيهما؛ العتنائهم بضبط ا‪ٟ‬تديث‬ ‫الشأف‪ ،‬صيارؼ النقد كجهابذة اإلتقاف‪ ،‬كىذا و‬ ‫ٌ‬
‫بتحقيق أسابيده‪ ،‬كٖترير أفراده كتركيبو؛ ببياف إعرابو كشرح غريبو مع ‪ٚ‬تع النٌظائر كاألصناؼ‪،‬‬
‫كتقصي أرجاء تلك األطراؼ درر أصدافها على طرؼ الثماـ كخرائد ‪٥‬ت ٌدراهتا‪ 3‬مسفرة اللٌثاـ‪،‬‬ ‫ٌ‬
‫شركح عديدةه‪ ،‬كموادٌّ‬ ‫‪4‬‬
‫ا‪١‬تمهدة إالٌ كعليو‬
‫السبل ٌ‬ ‫و‬
‫ه‬ ‫فما من كتاب من ىذه األصوؿ ا‪١‬تعتمدة ك ٌ‬
‫مديدةه كافيةه اب‪١‬تراد منها أبكَب بياف‪ ،‬كبتحقيق طرؽ أسابيدىا أبشفى تبياف‪ْ ،‬تيث ال ٭تتاج‬
‫و‬ ‫و‬
‫األئمةي‬
‫بص عليو أماثل ٌ‬ ‫اجعها غالبان الستفهاـ أحد أك افتقا ور إٔب ثبوت اتٌصاؿ سند على ما ٌ‬‫مر ي‬
‫األمة‪.‬‬
‫من ىداة ٌ‬

‫بصو"‪ .‬فيو بظر؛ أل ٌف ما ذكره إذا قابلناه اب‪١‬تصدر ا‪١‬تنقوؿ منو‬


‫السنوسي ُب بداية بقلو لقوؿ ا‪١‬تقبلي‪":‬ما ٌ‬
‫‪ -1‬قوؿ ابن ٌ‬
‫‪٧‬تده ٮتتلف عنو إف بزايدة أك بقصاف‪ .‬ينظر‪ :‬ضياء ال ٌدين صاّب بن ا‪١‬تهدم ا‪١‬تقبلي (ت‪1108 :‬ق)‪ ،‬العًلم ال ٌ‬
‫شامخ يف‬
‫إَثار ال ٌق على اآلابء كاملشاَخ‪ ،‬تح‪ٌ :‬‬
‫‪٤‬تمد السيٌد عثماف‪( ،‬د ت ط)‪ ،‬مط‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بَتكت‪ ،‬لبناف‪ ،‬ص‪:‬‬
‫‪.324‬‬
‫‪ُ -2‬ب ج‪ :‬كالبديع‪.‬‬
‫‪٤‬ترراهتا‪.‬‬
‫‪ُ -3‬ب س‪ٌ :‬‬
‫‪ُ -4‬ب ج‪ :‬ا‪١‬تمهدة كعليو‪.‬‬

‫‪071‬‬
‫‪٤‬تمد بن خَت األىىموم‪ 1‬اإلشبيلي‪ :‬قد اتٌفق العلماء على أبٌو‬ ‫ك ٌأما قوؿ ا‪ٟ‬تافظ أيب بكر ٌ‬
‫أبقل‬
‫مركاين كلو ٌ‬
‫القوؿ عنده ٌ‬
‫يصح ‪١‬تسلم أف يقوؿ‪ :‬قاؿ رسوؿ هللا ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬حىت يكوف ذلك ي‬
‫ال ٌ‬
‫مقعده من النٌار"‪،2‬‬
‫فليتبوأ ى‬
‫متعمدان ٌ‬
‫علي ٌ‬‫الركاايت؛ لقوؿ رسوؿ هللا ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪":-‬من كذب ٌ‬
‫كجوه ٌ‬
‫علي‪ "...‬مطلقان بدكف تقييد‪.‬اىػ‪.‬‬ ‫كُب بعضها "من ىك ىذب َّ‬
‫قد ابتقد‪ 3‬من كجهُت‪:‬‬
‫أحدذنا‪ :‬كما قاؿ شيخ اإلسبلـ كغَته‪ :‬عدـ مطابقة دليلو ‪١‬ت ٌدعاه‪4‬؛ فإبٌو ال يقاؿ ‪١‬تن‬
‫بقل من صحيح البخارم مثبلن حديثان ال ركاية لو بو‪ :‬إبٌو‪ 1‬ىك ىذب على رسوؿ هللا‬
‫‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬اىػ‪ .‬يريد أبٌو ‪٤‬تض ًكجادةو‪ .2‬كسيأٌب ما ‪٢‬تم فيو قريبان‪.‬‬

‫مر بن خليفةى‬ ‫حممد بن خَت األى ىموم اإلشبيلي‪ :‬ي‬


‫‪٤‬تمد بن خَت بن يع ى‬ ‫الصواب ما أثبت‪ .‬كأبو بُر ٌ‬ ‫‪ُ -1‬ب س‪ :‬األمور‪ .‬ك ٌ‬
‫اىيم بن دمحم بن يغمور اللَّ ٍمتيو٘ب‪ ،‬ككاف يكتب ُب بسبو‪ :‬األى ىموم‪ ،‬بفتح ا‪٢‬تمزة كا‪١‬تيم‪ ،‬كلكن ببل م ٌد؛ بسبةن إٔب‬
‫مؤب إبر ى‬
‫مج حافل‪ ،‬توُب سنة‪575 :‬ق‪.‬‬ ‫ً‬
‫كغَتىا من األبدلي ‪ ،‬لو بػىٍرىان ه‬
‫ىأمة‪ :‬جبل اب‪١‬تغرب‪ ،‬فاسي ا‪١‬تولد كالنَّشأة‪ ،‬استوطن إشبيليىةى ى‬
‫ينظر‪ :‬أبو عبد هللا دمحم بن دمحم بن عبد ا‪١‬تلك األبصارم األكسي ا‪١‬تراكشي (ت‪703 :‬ىػ)‪ ،‬الذَل كالتُملة لُتايب‬
‫املوصوؿ كالصلة‪ ،‬تح‪ :‬الدكتور إحساف عباس‪ ،‬ط‪2012(1 :‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار الغرب اإلسبلمي‪ ،‬توب ‪ ،‬ج‪ ،5 :‬ص‪:‬‬
‫‪ .189‬حجر العسقبل٘ب (ت‪852 :‬ىػ)‪ ،‬تبصَت املنتبو بتحرَر املشتبو‪ ،‬تح‪ :‬دمحم علي النجار‪( ،‬د ت ط)‪ ،‬مط‪:‬‬
‫ا‪١‬تكتبة العلمية‪ ،‬بَتكت‪ ،‬لبناف‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪ .50 :‬الزركلي‪ ،‬األعالـ‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪.13 :‬‬
‫بصو‪":‬كمن النٌقوؿ الغريبة‪ :‬ما ذكره ا‪ٟ‬تافظ أبوبكر ‪٤‬ت َّمد بن خَت األىىموم‬
‫‪ -2‬يقوؿ ابن ا‪١‬تلقن معلٌقان على ىذا النٌقل ما ٌ‬
‫يصح ‪١‬تسلم أف يقوؿ‪ :‬قاؿ رسوؿ هللا‬ ‫حيث بقل اتٌفاؽ العلماء على أبٌو‪ :‬ال ٌ‬ ‫اإلشبيلي خاؿ السهيلي ُب بران‪٣‬تو‪ ،‬ي‬
‫لي"‬
‫تدؿ ْتديث‪":‬من كذب ع َّ‬ ‫حىت يكوف عنده ذلك القو يؿ مركاين‪ ،‬كلو على أقل كجوه الركاايت‪ٍ .‬بَّ اس َّ‬‫‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬كذا‪َّ ،‬‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫مطلقان بدكف تقييد‪ .‬كُب مطابقة دليلو ‪١‬تدَّعاهي بظر"‪ .‬ينظر‪ :‬ابن ا‪١‬تلقن‪ ،‬املقنع يف علوـ الدَث‪ ،‬تح‪ :‬عبد هللا بن يوسف‬
‫السعودية‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪ .79 :‬زين ال ٌدين أيب ٭تي األبصارم‪ ،‬فتح‬
‫ا‪ٞ‬تديع‪ ،‬ط‪1413(1 :‬ىػ)‪ ،‬مط‪ :‬دار فواز للنشر‪ٌ ،‬‬
‫الباقي بشرح ألفية العراقي‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪.141 :‬‬
‫‪ُ -3‬ب س‪ :‬ابتفى‪.‬‬
‫‪ -4‬سبق تعليق ابن ا‪١‬تلقن على ىذا القوؿ‪ ،‬فوصفو أببٌو من النقوؿ الغريبة‪ ،‬ككصف استداللو أببٌو غَت مطابق ‪١‬تا ٌادعاه‪،‬‬
‫السبلـ (ت‪660:‬ق)‪ .‬ينظر‪ :‬ابن ا‪١‬تل ٌقن‪،‬‬ ‫كيقصد بشيخ اإلسبلـ ُب ىذا ا‪١‬تقاـ عز الدين أبو دمحم عبد العزيز بن عبد ٌ‬
‫املقنع يف علوـ الدَث‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪ .79 :‬جبلؿ الدين عبد الر‪ٛ‬تن السيوطي‪ ،‬تدرَب الراكم يف شرح تقرَب‬
‫النوكم‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪.76 :‬‬

‫‪070‬‬
‫و‬ ‫ً‬
‫بصو‪":‬ما‬
‫صحة دعول اإل‪ٚ‬تاع كاالتٌفاؽ‪ ،‬قاؿ الزركشي ُب جزء لو ما ٌ‬ ‫اثنيهما‪ :‬عدـ ٌ‬
‫معارض بنقل ابن بىرىاف‬
‫عجيب‪ ،‬إٌ‪٪‬تا حكي ذلك عن بعض احمل ٌدثُت‪ٍ ،‬بٌ ىو ى‬ ‫ه‬ ‫بقلو من اإل‪ٚ‬تاع‬
‫‪3‬‬
‫صاؿ‬
‫كأيب إسحاؽ االسفراييٍت اإل‪ٚ‬تاع على جواز النٌقل من الكتب ا‪١‬تعتمدة‪ ،‬كال ييشًتط اتٌ ي‬
‫السند إٔب يمصنٌفيها"‪ ،4‬قاؿ‪ :‬كاستداللو على ا‪١‬تنع اب‪ٟ‬تديث أعجب؛ إذ لي فيو اشًتاط‬ ‫َّ‬
‫حىت يتح ٌقق أبٌو قالو‪ ،‬قاؿ‪ :‬كذلك ال يتوقٌف على‬ ‫ركايتو‪ ،‬إٌ‪٪‬تا فيو ٖتر‪ٙ‬ب بسبة ا‪ٟ‬تديث إليو ٌ‬
‫االتٌفاؽ على منع‬ ‫و‬
‫معتمد‪ٍ ،‬ب إبٌو يقتضي أيضان ً‬ ‫ركايتو‪ ،‬بل يكفي علمو بوجوده ُب و‬
‫كتاب‬
‫ٌ‬ ‫ي‬
‫‪6‬‬
‫كماتتضمنو ثبلثة‬
‫ٌ‬ ‫خبلؼ‪ ،‬قاؿ اللٌقا٘ب ‪ :‬كُب العمل ابل ًوجادة‬
‫‪5‬‬
‫ه‬ ‫العمل ابل ًوجادة‪ ،‬كللعلماء فيها‬
‫أقواؿ‪:7‬‬

‫‪ -1‬جاء ُب األصل‪ :‬ال ركاية لو بو أبٌو كذب‪ .‬كما أثبت كرد ُب س‪.‬‬
‫اَب بن زكرَّاي النػ ٍَّهىرىكًً‬
‫ا٘بٌ العبلٌمة ُب‬ ‫ا‪١‬تع ى‬
‫مسموع من العرب‪ .‬ركينا عن ى‬
‫و‬ ‫ادة‪ :‬كىي مصدر لػ (كجد ‪٬‬تد)‪ ،‬مولٌد غَتي‬ ‫‪ -2‬ال ًوج ى‬
‫‪ٝ‬تاع‪ ،‬كال إجازةو‪ ،‬كال مناك ولة‪ ،‬من‬ ‫و‬
‫صحيفة من غَت و‬ ‫العلوـ‪ :‬أ ٌف ا‪١‬تولٌدين ٌفرعوا قو‪٢‬تم‪ً ( :‬كجادة) فيما أي ًخذ من العلم من‬
‫كمطلوبىو يكجودان"‪ ،‬كُب‬ ‫تفريق العرب بُت مصادر (كجد) للتمييز بُت ا‪١‬تعا٘ب ا‪١‬تختلفة‪ ،‬يعٍت قو‪٢‬تم " ىكجد ضالٌتو ًكجداانن‪ ،‬ى‬
‫شخص فيو أحاديث‬ ‫و‬ ‫ب " ىك ٍجدان"‪ .‬مثاؿ ال ًوجادة‪ :‬أف يقف على كتاب‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ضب " ىم ٍوجد نة"‪ ،‬كُب الغٌت " يك ٍجدان"‪ ،‬كُب ا‪ٟ‬تي ٌ‬‫الغى ى‬
‫يركيها ٓتطٌو‪ ،‬كٓب يلقو‪ ،‬أك لقيو كلكن ٓب يسمع منو ذلك الذم كجده ٓتطٌو‪ ،‬كال لو منو إجازةه‪ ،‬كال ‪٨‬توىا‪ .‬فلو أف‬
‫شيخو‪ ،‬كيسوؽ‬ ‫ط فبلف‪ ،‬أك ُب كتاب فبلف ٓتطٌو أخربان فبل هف بن فبلف" كيذكر ى‬ ‫ط فبلف‪ ،‬أك قرأت ٓت ٌ‬ ‫يقوؿ‪":‬كجدت ٓت ٌ‬
‫فبلف"‪ ،‬كيذكر الذم ح ٌدثو كمن فوقو‪.‬‬ ‫فبلف عن و‬‫ط و‬ ‫سائر اإلسناد‪ ،‬كا‪١‬تنت‪ .‬أك يقوؿ‪":‬كجدت‪ ،‬أك قرأت ٓت ٌ‬
‫ينظر‪ :‬ابن الصبلح‪ ،‬معرفة أنواع علوـ الدَث‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪.178 :‬‬
‫‪ -3‬أيب‪ :‬سقطت من س‪.‬‬
‫‪ -4‬ينظر‪ :‬جبلؿ الدين السيوطي (ت‪911 :‬ىػ)‪ ،‬األشباه كالنظائر‪ ،‬ط‪1411(1 :‬ىػ‪1990/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار الكتب‬
‫العلمية‪ ،‬ص‪.310 :‬‬
‫‪ -5‬الل ٌقاين‪ :‬إبراىيم الل ٌقا٘ب‪ ،‬ا‪١‬تالكي‪ ،‬أحد األعبلـ ا‪١‬تشار إليهم بسعة االطٌبلع ُب علم ا‪ٟ‬تديث‪ ،‬ك ٌ‬
‫التبحر ُب الكبلـ‪،‬‬
‫ا‪ٟ‬تج سنة‪1041 :‬ق‪ ،‬ألٌف ع ٌدة‬
‫ككاف إليو ا‪١‬ترجع ُب ا‪١‬تشكبلت كالفتاكل ُب كقتو ابلقاىرة‪ ،‬توُب كىو راجع من ٌ‬
‫آتليف؛ منها‪ :‬جوىرة التوحيد‪ ،‬كلو حاشية على شرح ‪٩‬تبة الفكر ُب مصطلح أىل األثر‪ .‬ينظر‪ً :‬‬
‫القنَّوجي‬
‫(ت‪1307:‬ىػ)‪ ،‬التاج املُلل من جواىر مآثر الطراز اآلخر كاألكؿ‪ ،‬ط‪1428(1 :‬ىػ‪2007/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬كزارة‬
‫األكقاؼ كالشؤكف اإلسبلمية‪ ،‬قطر‪ ،‬ص‪.385 :‬‬
‫الصواب ما أثبت‪.‬‬
‫‪ -6‬جاء ُب األصل‪ :‬كما تظمنو‪ .‬ك ٌ‬
‫‪ -7‬ينظر‪ :‬زين الدين أبو ٭تِت زكراي األبصارم‪ ،‬فتح الباقي يف شرح ألفية العراقي‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪.29 :‬‬

‫‪071‬‬
‫‪ -‬كجوب العمل هبا ‪ :‬على ما جزـ بو بعض احمل ٌققُت من أصحاب الشافعي‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫ا‪١‬ترسل‪ ،‬ك‪٨‬توه ‪٦‬تٌا ٓب يتٌصل‪.‬‬
‫ى‬ ‫على‬ ‫ا‬
‫ن‬ ‫قياس‬ ‫‪:‬‬ ‫‪ -‬كامتناعو‬
‫‪ -‬كجوازه ‪ :‬كبي ًسب للشافعي أيضان‪.2‬‬
‫قاؿ القاضي عياض‪ :‬كىو الذم بصره ا‪ٞ‬تويٍت‪ ،‬كاختاره غَته من أرابب التحقيق‪ ،3‬قاؿ‬
‫قاؿ العراقي‪ :‬كالقوؿ ابلوجوب ىو األصوب الذم ال يتٌجو غَتيه ُب ىذه األعصار ا‪١‬تتأخرة؛‬
‫كصححو النوكم‬
‫ٌ‬ ‫السماع‪ ،‬فلم يبق إالٌ ال ًوجادة‪ .4‬اىػ‪.‬‬
‫الركاية ابلقراءة أك ٌ‬
‫لقصور ا‪٢‬تمم فيها عن ٌ‬
‫كبص عليو ُب "التقريب"‪.5‬‬
‫النوكم ٌ‬
‫كعن الشافعي كبيظَّ يار أصحابو جو ياز العمل ابل ًوجادة‪ ،‬كقطع بعض احمل ٌدثُت بوجوب‬
‫العمل هبا عند حصوؿ الثٌقة‪ ،‬كىذا ىو الصحيح الذم ال يتٌجو غَته ُب ىذه األزماف‪.6‬‬

‫الصواب ما أثبت‪.‬‬
‫‪ُ -1‬ب س‪ :‬كاتٌباعو‪ .‬كما ٌ‬
‫‪ -2‬ينظر‪ :‬زين الدين العراقي (ت‪806 :‬ىػ)‪ ،‬شرح التبصرة كالتذكرة‪ ،‬ألفية العراقي‪ ،‬تح‪ :‬عبد اللطيف ا‪٢‬تميم‪،‬‬
‫ط‪1423(1:‬ىػ‪2002/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بَتكت‪ ،‬لبناف‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪.459 :‬‬
‫‪ -3‬ينظر‪ :‬زين الدين أبو ٭تِت زكراي األبصارم‪ ،‬فتح الباقي يف شرح ألفية العراقي‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪.162 :‬‬
‫‪ -4‬ا‪١‬تصدر بفسو‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪.29 :‬‬
‫‪ -5‬النوكم‪ ،‬التقرَب كالتيسَت ملعرفة سنن البشَت النذَر يف أصوؿ الدَث‪ ،‬تح‪ :‬دمحم عثماف ا‪٠‬تشت‪ ،‬ط‪:‬‬
‫‪1405(1‬ىػ‪1985/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار الكتاب العريب‪ ،‬بَتكت‪ ،‬ص‪.66 :‬‬
‫‪ -6‬ا‪١‬تصدر بفسو‪ ،‬ص‪.66 :‬‬

‫‪072‬‬
‫الطرَقة الثالثة‪ :‬طرَقة الفقهاء‬
‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬
‫اجع حاصليها إٔب‬
‫ه‬ ‫ر‬ ‫‪،‬‬‫ة‬
‫ه‬‫خطَت‬ ‫ائب‬
‫ه‬ ‫ر‬ ‫كغ‬ ‫‪،‬‬‫ة‬
‫ه‬‫شهَت‬ ‫دد‬
‫ك‪٢‬تم ُب عمل ا‪١‬تقلٌد اب‪ٟ‬تديث يج ه‬
‫قولُت‪:‬‬
‫األكؿ منهما‪ :‬منع العمل اب‪ٟ‬تديث كالنظر فيو‪ ،‬كإف كافق مذىب اإلماـ ا‪١‬تقلٌد‪ ،‬قاؿ‬ ‫ٌ‬
‫السادس منها‪ :‬٭ترـ على ا‪١‬تقلٌد اتٌباع األدلٌة‪ ،‬ك‪٬‬تب عليو أالٌ‬
‫القراُب ُب "الذخَتة" ُب الباب ٌ‬
‫يعمل إالٌ بقوؿ عآب‪ ،‬كإف ٓب يظهر لو دليلو لقصور عن رتبة االجتهاد‪.3‬اىػ‪.‬‬
‫اضع كثَتةو منو ما‬
‫الصبلة كُب ا‪ٞ‬تهاد كمو ى‬
‫و‬
‫كُب "ا‪١‬تعيار" ُب آخر مسألة من مسائل ٌ‬
‫حاصلو‪ :‬أ ٌف ا‪١‬تقلٌد الصرؼ ‪٦‬تنوعه من العمل اب‪ٟ‬تديث ك ً‬
‫االستدالؿ بو كأقواؿ الصحابة‪ ،‬كإٌ‪٪‬تا‬ ‫ٌ‬
‫خاصةن‪.4‬اىػ‪.‬‬
‫كظيفتو اتباع مقلٌده ٌ‬
‫السنهورم‪ :5‬الذم عليو ا‪ٞ‬تمهور أ ٌف من لي فيو‬ ‫كُب "شرح ا‪١‬تختصر" للشيخ سآب ٌ‬
‫أئمة االجتهاد‪ ،‬كإف كاف عا‪١‬تان‪ ،‬خبلفان ‪١‬تن قاؿ‪ :‬ال يقلٌد‬
‫أىلية االجتهاد ‪٬‬تب عليو تقليد أحد ٌ‬

‫‪ -1‬قاؿ تعأب‪" :‬كًمن اجلًبى ً‬


‫اؿ يج ىد هد بً ه‬
‫يض"‪ ،‬ا‪ٞ‬تي ىدد‪ :‬ج " يجد َّة" كىي الطريقة‪ ،‬قاؿ ٌ‬
‫الفراء‪ :‬ا‪ٞ‬تي ىد ىد‪ :‬ا‪٠‬تطط كالطرؽ‪ ،‬تكوف‬ ‫ى ى‬
‫ُب ا‪ٞ‬تباؿ خطط بيض كسود ك‪ٛ‬تر كالطرؽ‪ .‬ينظر‪ :‬األزىرم‪ ،‬هتذَب اللغة‪ ،‬ج‪ ،10:‬ص‪ .249 :‬ابن منظور‪ ،‬لساف‬
‫العرب‪ ،‬ج‪ ،3 :‬ص‪.108 :‬‬
‫‪ُ -2‬ب ج كس‪ :‬كغرابيب‪.‬‬
‫كبص اإلماـ القراُب كما ُب كتاب األقضية‪":‬الباب الثا٘ب‪ :‬شركط من يؤب كصفاتو‪ :‬فكما ٭ترـ على‬‫‪ -3‬ذكره اب‪١‬تعٌت‪ٌ ،‬‬
‫مذىب العلماء ٭ترـ عليو اتٌباع األدلٌة‪ ،‬ك‪٬‬تب عليو األفضل إالٌ بقوؿ عآب‪ ،‬كإف ٓب يظهر لو‬
‫ى‬ ‫ا‪١‬تقلٌد التخريج فيما لي‬
‫دليليو؛ لقصوره عن رتبة االجتهاد"‪ .‬ينظر‪ :‬أبو العباس أ‪ٛ‬تد بن إدري القراُب‪ ،‬الذخَتة‪ ،‬تح‪ :‬دمحم بو خبزة‪ ،‬ط‪:‬‬
‫‪1994(1‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار الغرب اإلسبلمي‪ ،‬بَتكت‪ ،‬ج‪ ،10 :‬ج‪.3389 :‬‬
‫‪ -4‬أيب العباس أ‪ٛ‬تد بن ٭تِت الوبشريسي(ت‪914 :‬ق)‪ ،‬املعيار املعرب كاجلامع املغرب عن فتاكم أىل إفرَقية‬
‫كاألندلس كاملغرب‪ ،‬إشراؼ دمحم حجي‪( ،‬د ت ط)‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪.159 :‬‬
‫‪ -5‬سامل السنهورم‪ :‬سآب بن دمحم عز الدين بن دمحم انصر الدين السنهورم ا‪١‬تصرم‪ ،‬فقيو‪،‬كاف مفيت ا‪١‬تالكية‪ ،‬كلد‬
‫بسنهور كتعلٌم ُب القاىرة‪ ،‬كتوُب هبا سنة‪1015 :‬ق‪ ،‬لو‪ :‬حاشيةه على ‪٥‬تتصر الشيخ خليل ُب الفقو بعنواف‪ :‬تيسَت‬
‫ا‪١‬تلك ا‪ٞ‬تليل ‪ٞ‬تمع الشركح كحواشي خليل‪ ،‬كىو ‪٥‬تطوط ُب الزيتوبة بتوب ‪ ،‬كرسالة ُب ليلة بصف شعباف‪.‬‬

‫‪073‬‬
‫العآب إف ٓب يكن ‪٣‬تتهدان؛ لصبلحيتو ألخذ ا‪ٟ‬تكم من الدليل"‪.1‬اىػ؛ أم أل ٌف غَت األعلم‬
‫ف بطرح ما عنده ‪١‬تا عند األعلم؛ ‪١‬توجب ﭽﯼ ﯽ ﯾ ﭼ [النساء‪ ،]59 :‬كىم العلماء‬ ‫مكلٌ ه‬
‫كما يشهد لذلك ما ركاه الطربا٘ب ُب "األكسط"‪ 2‬عن ابن أيب يملىٍيكة‪ ،‬كركاه أ‪ٛ‬تد ُب‬
‫"مسنده"‪ 3‬من طرؽ أ ٌف عركة بن الزبَت أتى عبد هللا بن عبٌاس ‪-‬مهنع هللا يضر‪ -‬فقاؿ عركة‪ :‬اي ابن‬
‫عبٌاس طا‪١‬تا أضللت النٌاس‪ ،‬فقاؿ ابن عبٌاس‪ :‬ما ذاؾ ايعركة‪ ،‬فقاؿ‪ :‬إ ٌف الرجل ٮترج ي‪٤‬ت ًرمان‬
‫حل‪ ،‬فقد كاف أبو بكر كعمر ينهياف عن ذلك‪،‬‬ ‫و‬
‫ْتج أك عمرة‪ ،‬فإذا طاؼ زعمت أبٌو قد ٌ‬ ‫وٌ‬
‫سن رسوؿ هللا‬ ‫آثر عندؾ أـ ما ُب كتاب هللا كما ٌ‬ ‫فقاؿ ابن عبٌاس‪ :‬أ‪٫‬تا ‪-‬ك٭تك‪ -‬ي‬
‫سن رسوؿ هللا‬ ‫أعلم بكتاب هللا كما ٌ‬ ‫‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ُ -‬ب أصحابو ك ٌأمتو؟‪ ،‬فقاؿ عركة‪٫":‬تا كاان ى‬
‫مٍت كمنك‪ ." 4‬قاؿ ابن أيب يملىٍيكة‪ :‬فخصمو عركة‪ 5.‬اىػ‪.‬‬
‫‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ٌ -‬‬

‫ينظر‪ :‬دمحم أمُت ا‪ٟ‬تموم الدمشقي‪ ،‬خالصة األثر يف أعياف القرف الادم عشر‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪ .204 :‬الزركلي‪،‬‬
‫األعالـ‪ ،‬ج‪ ،3 :‬ص‪.72 :‬‬
‫‪ -1‬كتاب "تيسَت ا‪١‬تلك ا‪ٞ‬تليل ‪ٞ‬تمع الشركح كحواشي خليل" ال يزاؿ ‪٥‬تطوطان‪.‬‬
‫‪ -2‬أخرجو‪ :‬سليماف بن أ‪ٛ‬تد أبو القاسم الطربا٘ب‪ ،‬املعجم األكسط‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪ .11 :‬رقم‪21 :‬‬
‫‪ -3‬لكن عنده ٌأّنما ذكرا مسألة التٌمتع ابلعمرة‪ ،‬فركاه أ‪ٛ‬تد من طريق سعيد ب ًن جبَت‪ ،‬عن ابن عبٌاس‪ ،‬قاؿ‪٘":‬تىىت ى‬
‫َّع النًَّ ي‬
‫كعمر عن ا‪١‬تتعة‪ .‬فقاؿ ابن عبٌاس‪ :‬ما يقوؿ يعىريٌة؟ قاؿ‪ :‬يقوؿ‪ّ :‬نى أبو بكر‬ ‫‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ .-‬قاؿ عركة بن الزبَت‪ّ :‬نى أبو بكر ي‬
‫كعمر عن ا‪١‬تتعة‪ .‬فقاؿ ابن عبٌاس‪ :‬أراىم ىسيىهلكوف أقوؿ‪ :‬قاؿ النًَّ ي ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ ،-‬كيقوؿ‪ّ :‬نى أبو بك ور كعمير‪.‬‬
‫ي‬
‫ينظر‪ :‬اإلماـ أ‪ٛ‬تد بن حنبل‪ ،‬املسند‪ ،‬ج‪ ،5 :‬ص‪ .228 :‬رقم‪.3121 :‬‬
‫‪...‬مٍت كمنك"‪.‬‬
‫سن رسوؿ هللا ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ٌ -‬‬
‫‪ٓ -4‬ب يرد ُب ج‪ :‬من قولو‪":‬كما ٌ‬
‫يوضحو ما كركاه ا‪٠‬تطيب‪ :‬أ ٌف عركة بن الزبَت قاؿ البن‬ ‫ا‪ٟ‬تج‪ٌ ،‬‬
‫الصحابة اختلفوا ُب العمرة ُب ٌأايـ ٌ‬ ‫‪ -5‬الاصل‪ :‬أ ٌف ٌ‬
‫فيهن عمرةه فقاؿ‪":‬أىىكالى‬
‫عبٌاس‪ :‬أضللت النٌاس‪ .‬قاؿ‪":‬كما ذاؾ اي يعريٌة؟" قاؿ‪ :‬أتمر ابلعمرة ُب ىؤالء العشر كليست ٌ‬
‫كعمر ٓب يفعبل ذلك‪ ،‬فقاؿ ابن عباس‪":‬ىذا الذم أىلككم ‪-‬كهللا‪-‬‬ ‫تسأؿ َّأمك عن ذلك؟» فقاؿ عركة‪ :‬فإ ٌف أاب بكر ى‬
‫أعلم بسنٌة‬
‫إ٘ب أح ٌدثكم عن النٌ ي ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ ،-‬كٕتيئو٘ب أبيب بكر كعمر» فقاؿ‪ :‬عركة‪٫ :‬تا كهللا كاان ى‬
‫ما أرل إالٌ سيع ٌذبكم‪ٌ ،‬‬
‫تبع ‪٢‬تا منك‪.‬‬
‫رسوؿ هللا ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ ،-‬كأ ى‬
‫قاؿ اخلطيب‪ :‬قد كاف أبو بكر كعمر على ما كصفهما بو عركة‪ ،‬إالٌ أبٌو ال ينبغي أف ييقلَّد أح هد ُب ترؾ ما‬
‫ثبتت بو سنٌة رسوؿ هللا ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ .-‬ينظر‪ :‬أبو بكر أ‪ٛ‬تد بن علي ا‪٠‬تطيب البغدادم‪ ،‬الفقيو كاملتفقو‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪.377:‬‬

‫‪074‬‬
‫األقل ًعلمان ‪٬‬تب عليو طرح ما عنده‪ ،‬كمتابعة‬
‫دليل على أ ٌف ٌ‬
‫ً‬ ‫ففي ىخ ٍ ً‬
‫صم يع ٍرىكىة ككبلمو ه‬
‫علي‬ ‫لعلي ‪-‬هنع هللا يضر‪ُ -‬ب كث وَت من أموره ٌ‬
‫حىت كاف يقوؿ‪":‬لو ال ٌّ‬ ‫األعلم منو كما ُب رجوع الفاركؽ ٌ‬
‫قوـ لي فيهم أبو ا‪ٟ‬تسن"‪ .2‬كقوؿ عبد الر‪ٛ‬تن بن‬ ‫‪٢‬تلك عمر‪ ،1‬كأعوذ ابهلل أف أعيش ُب و‬
‫عوؼ لعثماف ‪-‬رضي هللا عنهما‪":-‬أابيعك على سنٌة رسوؿ هللا ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬كسَتة أيب بكر‬
‫كعمر"‪ ،3‬كقبوؿ عثماف ذلك منو‪ .‬كقوؿ أيب موسى‪":‬ال تسألو٘ب ما داـ ىذا ا‪ٟ‬ترب فيكم"‪،4‬‬
‫جران‪.‬‬
‫كىلم ٌ‬
‫ذائع بُت الصحابة كالتابعُت ٌ‬
‫شائع ه‬
‫إٔب غَت ذلك ‪٦‬تٌا ىو ه‬

‫‪ٓ -1‬ب أجده هبذا اللٌفظ‪ ،‬لكن ركاه عبد الرزاؽ كابن أيب شيبة كالدارقطٍت‪ ،‬كلٌهم من طريق أيب سفياف طلحة بن انفع‪،‬‬
‫فهم عمر بر‪ٚ‬تها‪ ،‬فقاؿ‬
‫زكجها سنتُت‪ ،‬فجاء كىي حبلى‪ٌ ،‬‬ ‫عن أشياخ ‪٢‬تم‪ ،‬عن عمر أبٌو‪ :‬يرفعت لو امرأةه قد غاب عنها ي‬
‫السبيل على ما ُب بطنها‪ ،‬فًتكها عمر حىت‬
‫السبيل عليها فلي لك ٌ‬ ‫لو معاذ بن جبل‪ :‬اي أمَت ا‪١‬تؤمنُت إف يك لك ٌ‬
‫كلدت غبلمان قد ببتت ثناايه‪ ،‬فعرؼ زكجها شبهو بو‪ ،‬قاؿ عمر‪":‬عجز النٌساء أف يلدف مثل معاذ‪ ،‬لوال معاذ ىلك‬
‫عمر"‪.‬‬
‫ينظر‪ :‬عبد الرزاؽ‪ ،‬املصنف‪ ،‬تح‪ :‬حبيب الر‪ٛ‬تن األعظمي‪ ،‬ط‪1403(2 :‬ق)‪ ،‬مط‪ :‬اجملل العلمي‪ ،‬ا‪٢‬تند‪،‬‬
‫ج‪ ،7 :‬ص‪ .354 :‬رقم‪ .13454 :‬ابن أيب شيبة‪ ،‬املصنف‪ ،‬تح‪ :‬كماؿ يوسف ا‪ٟ‬توت‪ ،‬ط‪1409( :‬ق)‪ ،‬مط‪:‬‬
‫مكتبة الرشد‪ ،‬الرايض‪ ،‬ج‪ ،5 :‬ص‪ .543 :‬رقم‪ .28812 :‬أبو ا‪ٟ‬تسن علي بن عمر الدارقطٍت‪ ،‬سنن الدارقطٍت‪،‬‬
‫الرسالة‪ ،‬بَتكت‪ ،‬ج‪ ،4 :‬ص‪ .500 :‬رقم‪.3876 :‬‬ ‫تح‪ :‬شعيب األربؤكط‪ ،‬ط‪1424(1 :‬ىػ‪2004/‬ـ)‪ ،‬مؤسسة ٌ‬
‫ضلى وة لي فيها أبو‬
‫ابَّلل من مع ً‬
‫يٍ‬ ‫‪ -2‬ركاه‪ :‬ابن سعد ُب الطبقات‪ ،‬من طريق سعيد بن ا‪١‬تسيًٌب قاؿ‪ :‬كاف عمر يتع َّوذي َّ‬
‫صدكؽ سيٌئ ا‪ٟ‬تفظ‪.‬‬
‫ه‬ ‫ىح ىس ون‪ .‬كفيو‪ :‬مؤمل بن إ‪ٝ‬تاعيل‪ ،‬قاؿ ا‪ٟ‬تافظ‪:‬‬
‫ينظر‪ :‬أبو عبد هللا دمحم بن سعد‪ ،‬الطبقات الُربل‪ ،‬تح‪ :‬دمحم عبد القادر عطا‪ ،‬مط‪ :‬دار الكتب العلمية‪،‬‬
‫بَتكت‪ ،‬ط‪1410(1 :‬ىػ‪1990/‬ـ)‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪ .258 :‬ينظر‪ :‬ابن حجر العسقبل٘ب‪ ،‬تقرَب التهذَب‪ ،‬ص‪:‬‬
‫‪ .555‬رقم‪.7029 :‬‬
‫‪ -3‬أخرجو‪ :‬البخارم‪ :‬كتاب‪ :‬الفرائض‪ ،‬ابب‪ :‬مَتاث ابنة االبن مع البنت‪ ،‬ج‪ ،8 :‬ص‪ ،151 :‬رقم‪.6736 :‬‬
‫‪ -4‬أخرجو‪ :‬البخارم‪ :‬كتاب‪ :‬األحكاـ‪ ،‬ابب‪ :‬كيف يبايع اإلماـ النٌاس‪ ،‬ج‪ ،9 :‬ص‪ ،78 :‬رقم‪.7207 :‬‬

‫‪075‬‬
‫كقاؿ ا‪ٟ‬تطٌاب‪ُ 1‬ب "شرح ا‪١‬تختصر"‪ :‬كالذم عليو ا‪ٞ‬تمهور أبٌو ‪٬‬تب على من لي فيو‬
‫األئمة اجملتهدين‪ ،‬سواء كاف عا‪١‬تان أك لي بعآب‪ 2.‬اىػ؛ يريد أ ٌف‬
‫أىليو االجتهاد أف يقلٌد أحد ٌ‬
‫لؤلئمة ا‪١‬تذكورين كالعدـ لوجوب طرح ما عنده ‪١‬تن ىو أعلم منو‪.‬‬
‫علمو ابلنٌسبة ٌ‬
‫قاؿ الشيخ فضل الشافعي‪ :‬إذا فقد ا‪١‬تكلٌف األىلية بفوات و‬
‫شيء ‪٦‬تٌا يعترب ُب اجملتهد‬
‫لزمو أف يقلٌد؛ لقولو تعأب ﭽ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﭼ [األببياء‪ ،]7 :‬كأبٌو ال يكلٌف‬
‫ٔتا ال يقدر عليو؛ لقولو تعأب‪ :‬ﭽ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﭼ [التغابن‪ ،]16 :‬كسواء فيمن ‪٬‬تب عليو‬
‫عاميان صرفان أك عا‪١‬تان تسامى عن رتبة العو ٌاـ‪.‬اىػ‪.‬‬
‫التقليد ُب ىذه ا‪ٟ‬تالة من كاف ٌ‬
‫تعرضو لقولو ُب ديباجتو‪:‬‬ ‫‪3‬‬ ‫ً‬
‫الصراط ا‪١‬تستقيم" عند ٌ‬ ‫ا‪ٟ‬تق ال ٌدىلوم ُب "شرح ٌ‬
‫كللشيخ عبد ٌ‬
‫يعرج على خبلؼ زيد‬ ‫صح عنو ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬كٓب ٌ‬
‫إ ٌف االعتماد الكلٌي على ىذا؛ يعٍت على ما ٌ‬
‫الرأس كالعُت‪ ،‬كالعمل بو‬ ‫الصحيحة فعلى ٌ‬ ‫حق كما جاء ُب األخبار ٌ‬‫بصو‪":‬كقولو ىذا ٌّ‬
‫كعمر ما ٌ‬
‫يتصور ىذا األمر؛ أل ٌف اجملتهدين‬
‫موجب سعادة الدبيا كاآلخرة‪ ،‬كلكن ُب ىذا الزماف ال يكاد ٌ‬
‫السقيم كالنٌاسخ كا‪١‬تنسوخ‪ ،‬كح ٌققوىا‬ ‫الصحيح ك ٌ‬ ‫الصحابة‪ ،‬كميٌزكا بُت ٌ‬
‫تتبٌعوا األحاديث كأقواؿ ٌ‬
‫القوة لعو ٌاـ ا‪١‬تسلمُت‪ ،‬بل‬
‫كقرركا مذاىبهم‪ ،‬فمن أين ىذه الطاقة ك ٌ‬ ‫ك ٌأكلوىا كطبٌقوا ككفقوا بينها‪ٌ ،‬‬
‫يتحصل ىذا العمل منهم‪ ،‬فلي سبيلهم إالٌ متابعة‬ ‫ٌ‬ ‫حىت‬
‫من أين لعلمائهم ُب ىذا الزماف؟ ٌ‬

‫الر‪ٛ‬تن الرعيٍت‪ ،‬أبو عبد هللا‪ ،‬ا‪١‬تعركؼ اب‪ٟ‬تطٌاب‪ :‬فقيوه مالكي‪ ،‬من علماء‬
‫‪٤‬تمد بن عبد ٌ‬‫‪٤‬تمد بن ٌ‬‫‪ -1‬الطٌاب‪ٌ :‬‬
‫ا‪١‬تتصوفُت‪ ،‬أصلو من ا‪١‬تغرب‪ ،‬كلد كاشتهر ٔت ٌكة‪ ،‬من كتبو‪ٌ :‬قرة العُت بشرح كرقات إماـ ا‪ٟ‬ترمُت ُب األصوؿ‪ ،‬مواىب‬
‫ٌ‬
‫ا‪ٞ‬تليل ُب شرح ‪٥‬تتصر خليل‪ ،‬توُب سنة‪954 :‬ق‪ .‬ينظر‪ :‬الزركلي‪ ،‬األعالـ‪ ،‬ج‪ ، 7 :‬ص‪.58 :‬‬
‫الدين أبو عبد هللا دمحم بن دمحم ا‪ٟ‬تطاب الرعيٍت‪ ،‬مواىب اجلليل يف شرح خمتصر خليل‪ ،‬ط‪:‬‬ ‫‪ -2‬مش‬
‫‪1412(3‬ىػ‪1992/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار الفكر‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪.30 :‬‬
‫ً‬
‫‪ -3‬عبد الق ال ٌدىلوم‪ :‬عبد ٌ‬
‫ا‪ٟ‬تق بن سيف هللا ال ٌدىلوم ا‪ٟ‬تنفي‪ ،‬كلد سنة‪959 :‬ق‪٤ ،‬ت ٌدث ا‪٢‬تند ُب عصره‪ ،‬جاكر‬
‫الصراط ا‪١‬تستقيم‪.‬‬
‫ا‪ٟ‬ترمُت أربع سنوات‪ ،‬توُب سنة‪1052 :‬ق‪ .‬من مؤلٌفاتو‪ :‬مق ٌدمة ُب مصطلح ا‪ٟ‬تديث‪ ،‬شرح ٌ‬
‫ينظر‪ :‬ا ٌلزركلي‪ ،‬األعالـ‪ ،‬ج‪ ،3 :‬ص‪ .280 :‬عبد ا‪ٟ‬تي الكتا٘ب‪ ،‬فهرس الفهارس‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪.725 :‬‬

‫‪076‬‬
‫ميسران‬
‫السلوؾ ُب طريقهم كالعهدة عليهم‪ٓ ،‬تبلؼ متق ٌدمي احمل ٌدثُت فإبٌو كاف ٌ‬ ‫اجملتهدين ك ٌ‬
‫منهم‪ ،‬كُب ا‪ٟ‬تقيقة ال يتماشى األمر بغَت القياس كاالجتهاد‪.1‬‬
‫ظاىر‪ ،3‬قاؿ ُب‬
‫ه‬
‫‪2‬‬
‫اجملتهد ا‪ٟ‬ت ىي‬
‫ى‬ ‫فتقليدىم‬
‫ي‬ ‫قاؿ األسنوم ُب "شرح ا‪١‬تنهاج"‪ :‬ك ٌأما العواـ‬
‫أصحها عنده‬
‫"احملصوؿ"‪ :‬من ٓب يبلغ رتبة االجتهاد ىل ‪٬‬توز لو التقليد؟ فيو ثبلثة مذاىب‪ٌ ،‬‬
‫كعند اآلمدم ا‪ٞ‬تواز‪ ،‬بل ‪٬‬تب لقولو ﭽﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪﭼ[األببياء‪]7 :‬؛ كأل ٌف‬
‫االشتغاؿ اب‪١‬تعاش يفوت ابشتغاؿ النٌاس أبسباب ً‬
‫االجتهاد‪.4‬اىػ‪.‬‬ ‫ً‬

‫كقاؿ النٌوكم ُب "الركضة"‪ :‬لو منعنا النٌاس عن التٌقليد يعٍت ُب ىذا النوع؛ أم الفركع‬
‫العامي ُب عيرفهم كل من ٓب يتم ٌكن من إدراؾ األحكاـ الشرعية من األدلٌة‪،‬‬
‫لًتكناىم يحيارل‪ ،‬ك ٌ‬
‫تعأب‪:‬ﭽ ﮤ ﮥ‬ ‫كال يعرؼ طرقها فيجوز لو التقليد‪ ،‬بل ‪٬‬تب عليو التقليد بدليل قولو‬
‫كالعامي‬
‫ٌ‬ ‫ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﭼ [األببياء‪ ،]7 :‬ك ٌأما العآب الذم ٓب يبلغ رتبة االجتهاد فهو‬
‫ُب كجوب التقليد‪.5‬‬
‫عربكا ُب ىذا الفصل؛ أعٍت ُب ا‪١‬تقلًٌد (بكسر البلٌـ) بقو‪٢‬تم من‬
‫السوؿ" تنبيو‪ٌ :‬‬
‫كُب "ّناية ٌ‬
‫ٓب يبلغ رتبة االجتهاد‪ ،‬كبقو‪٢‬تم من لي فيو أىلية‪ ،‬كبقو‪٢‬تم غَت اجملتهد ا‪١‬تطلق‪ ،‬مع قو‪٢‬تم يلزمو‬
‫ا‪١‬تتعُت عليو التقليد دليبلن صحيحان‬
‫جد ىذا ٌي‬ ‫التقليد‪ ،‬كقو‪٢‬تم ‪٬‬تب عليو التقليد‪ ،‬كعليو فلو ىك ى‬

‫‪ٓ -1‬ب أقف على كتاب شرح الصراط ا‪١‬تستقيم؛ فبل يزاؿ ‪٥‬تطوطان ُب حدكد علمي‪.‬‬
‫الصواب ما أثبت‪.‬‬
‫ا‪ٟ‬تق‪ .‬ك ٌ‬
‫‪ -2‬كرد ُب األصل‪ٌ :‬‬
‫‪ -3‬ينظر‪ :‬عبد الرحيم األسنوم‪ ،‬هناَة السوؿ شرح منهاج الوصوؿ‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪.404 :‬‬
‫السوؿ شرح منهاج الوصوؿ‪ ،‬ط‪:‬‬‫‪ٓ -4‬ب أجده ُب "احملصوؿ"‪ ،‬كىو بنحوه ُب‪ :‬عبد الرحيم بن ا‪ٟ‬تسن اإلسنوم‪ ،‬هناَة ٌ‬
‫‪1420( ،1‬ىػ‪1999/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بَتكت‪ ،‬ص‪ .403 :‬تقي الدين السبكي ككلده اتج الدين‪،‬‬
‫اإلهباج يف شرح املنهاج‪ ،‬ج‪ ،3 :‬ص‪.269 :‬‬
‫‪ -5‬النوكم‪ ،‬ركضة الطالبُت‪ ،‬ج‪ ،8 :‬ص‪.87 :‬‬

‫‪077‬‬
‫فظاىر قولًو يلزمو‪ ،‬أك ‪٬‬تب عليو التقليد امتناع العمل‬
‫ي‬
‫إمام ً‬
‫و‬ ‫‪١‬تذىب‪ً 1‬‬
‫ً‬ ‫و‬
‫‪٥‬تالف‬ ‫على يحك وم‬
‫ٔتقتضى ذلك الدليل‪ ،‬بل ‪٬‬تب عليو تقليد إمامو‪.2‬‬
‫كتاب من سنٌة‬
‫أحد‪٫‬تا أك ه‬
‫كُب "أعبلـ ا‪١‬توقٌعُت"‪":‬إذا كاف عند الرجل الصحيحاف أك ي‬
‫ا‪١‬تتأخرين‪:‬‬
‫موثوؽ ٔتا فيو فهل لو أف يفيت ٔتا ‪٬‬تده فيو؟ فقالت طائفةه من ٌ‬
‫ه‬ ‫رسوؿ هللا ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪-‬‬
‫يدؿ‬
‫معارض أك يفهم من داللتو خبلؼ ما ٌ‬
‫ه‬ ‫لي لو ذلك؛ ألبٌو قد يكوف منسوخان أك لو‬
‫ص‪ ،‬أك مطلقان لو أك‬
‫‪٥‬تص ه‬
‫عامان لو ٌ‬
‫عليو‪ ،‬أك يكوف أمر بدب فيفهم منو اإل‪٬‬تاب أك يكوف ٌ‬
‫حىت يسأؿ أىل الفقو كالفتيا"‪ ،4‬كبصوص أىل ىذا‬
‫مقيٌ هد ‪ ،‬فبل ‪٬‬توز لو العمل كال الفتيا بو‪ٌ ،‬‬
‫‪3‬‬

‫عامة مقلٌدم أرابب ا‪١‬تذاىب‬


‫القوؿ ال تكاد تنحصر كثرةن‪ ،‬كىو كإف شاع كذاع عند ٌ‬
‫مبٍت على ثبلثة أمور‪:‬‬
‫كخاصتهم ٌّ‬
‫ٌ‬
‫ٕتزم االجتهاد‪ ،‬كسيأٌب أرجحية مقابلو أك حقيقتو‪.5‬‬
‫‪ -0‬عدـ ٌ‬
‫اجملته ًد‬
‫‪ -1‬كعلى أ ٌف النٌصوص الشرعية ُب عُت داللتها على أحكامها من قبيل ى‬
‫فيو‪.‬‬

‫‪ -2‬كعلى مطلوبية البحث عن ا‪١‬تعارض‪ ،‬كستعلم أرجحية مقابل وٌ‬


‫كل منهما ‪٦‬تٌا‬
‫سيأٌب ُب ابب االجتهاد‪.‬‬
‫القوؿ الثاين‪ :‬جواز العمل اب‪ٟ‬تديث أك كجوبو‪ ،‬ففي كتاب "ا‪ٞ‬تامع" من العتبية‪ 1‬ما‬
‫بص ا‪ٟ‬تديث إالٌ إذا خالف عمل أىل ا‪١‬تدينة‪ ،‬كقاؿ القراُب‪ :‬ال ‪٬‬توز‬
‫معناه‪ :‬ال ‪٬‬توز ‪٥‬تالفة ٌ‬

‫‪ُ -1‬ب ج‪ :‬ا‪١‬تذىب‪.‬‬


‫السوؿ يف شرح منهاج األصوؿ‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪.403 :‬‬ ‫‪ -2‬ينظر‪ :‬عبد الرحيم األسنوم (ت‪727 :‬ق)‪ ،‬هناَة ٌ‬
‫الصواب ما ُب األصل؛ ألبٌو موافق ‪١‬تا ُب اإلعبلـ‪.‬‬
‫‪ُ -3‬ب ج‪ :‬أك مطلقان لو أك مقيٌد‪ .‬ك ٌ‬
‫‪ -4‬ابن قيم ا‪ٞ‬توزية (ت‪751 :‬ىػ)‪ ،‬إعالـ املوقعُت عن رب العاملُت‪ ،‬تح‪ :‬أبو عبيدة مشهور بن حسن آؿ سلماف‪،‬‬
‫ط‪1423(1 :‬ىػ)‪ ،‬مط‪ :‬دار ابن ا‪ٞ‬توزم للنشر كالتوزيع‪ ،‬ا‪١‬تملكة العربية السعودية‪ ،‬ج‪ ،6 :‬ص‪.162 :‬‬
‫‪ُ -5‬ب س‪ :‬حقيقو‪.‬‬

‫‪078‬‬
‫مسألة ضعف يمدركو فيها‪ ،‬كلو ‪١‬تقلٌده ُب غَتىا‪ ،‬فا‪١‬تالكي ال ‪٬‬توز لو تقليد‬ ‫و‬ ‫تقليد و‬
‫إماـ ُب‬
‫مالك ُب حكم ضعف يمدركو فيو‪ ،‬كإٌ‪٪‬تا يقلٌده فيما كافق فيو ال ٌدليل‪ ،‬أك قوم دليلو على دليل‬
‫غَته‪ ،‬يعٍت امتثاالن لقولو كما ُب "التبصرة"‪ ،‬فيما ركاه معن بن عيسى قائبلن‪ٝ :‬تعت مالكان‬
‫السنٌة فخذكه‪ ،‬كما ٓب‬
‫بشر أخطئ كأصيب‪ ،‬فابظر ُب رأيي فما كافق الكتاب ك ٌ‬ ‫يقوؿ‪":‬إٌ‪٪‬تا أان ه‬
‫يوافقهما فاتركوه"‪.2‬‬
‫ك‪٨‬توه البن يمعلَّى‪ُ 3‬ب "مناسكو"‪ ،4‬كستأٌب بقيٌة أقوالو ُب ذلك‪.‬‬

‫‪ -1‬العتبية‪ :‬تيسمى بذلك بسبةن ‪١‬تؤلفها أيب عبد هللا‪ ،‬دمحم بن أ‪ٛ‬تد بن عبد العزيز بن عتبة بن ‪ٛ‬تيد بن عتبة بن أيب‬
‫ا‪١‬تستخرجة؛ ‪ٝ‬تٌيت بذلك ألبٌو استخرجها من األ‪ٝ‬تعة اليت‬
‫ى‬ ‫كتسمى أيضان‬
‫سفياف بن حرب األموم (ت‪255 :‬ىػ)‪ٌ ،‬‬
‫يركيت عن اإلماـ مالك بواسطة تبلميذه‪ .‬ينظر‪ :‬الذى ي‪ ،‬سَت أعالـ النبالء‪ ،‬ج‪ ،12 :‬ص‪.363 :‬‬
‫‪ -2‬سبق ٗتر‪٬‬تو‪ :‬ص‪.129 :‬‬
‫ا‪١‬تسماة بػ ػ ػػ‪ :‬غنية‬ ‫‪ -3‬ابن املعلٌى‪ :‬أبو عبد هللا دمحم بن علي بن يمعلَّى القيسي َّ‬
‫السبيت‪ ،‬صاحب "ا‪١‬تناسك" ا‪١‬تشهورة ٌ‬
‫تدؿ على مكابو من العلم‪ ،‬كقد اشتهرت ُب الببلد كابتفع هبا النٌاس‪ ،‬توُب سنة‪601 :‬ق‪.‬‬
‫النٌاسك ُب علم ا‪١‬تناسك‪ ،‬اليت ٌ‬
‫ينظر‪ :‬أ‪ٛ‬تد اباب التنبكيت‪ ،‬نيل اابتهاج‪ ،‬ص‪.383 :‬‬
‫كبص ا‪٠‬ترشي فيو‪:‬‬
‫‪ٓ -4‬ب أجده ُب كتب القراُب‪ ،‬لكن ذكر ‪٨‬توه عبد الباقي بن يوسف بن أ‪ٛ‬تد الزرقا٘ب‪ ،‬كا‪٠‬ترشي‪ٌ ،‬‬
‫الراجح بناءن على اختبلفهما فما ا‪١‬تق ٌدـ؟ قلت‪ :‬على ما تق ٌدـ ُب مسألة ال ٌدلك يق ٌدـ ا‪١‬تشهور على‬ ‫"إذا تعارض ا‪١‬تشهور ك ٌ‬
‫الراجح الذم ىو ما قوم دليلو‪ ،‬كيقويو ما بقل عن معن بن‬ ‫الراجح‪ ،‬كعلى ما قالو عج[أم علي األجهورم] فيها يق ٌدـ ٌ‬ ‫ٌ‬
‫السنٌة فخذكه‪ ،‬كما‬
‫ٌ‬ ‫ك‬ ‫الكتاب‬ ‫افق‬
‫ك‬ ‫فإف‬ ‫أيي‬ ‫ر‬ ‫ُب‬ ‫ا‬
‫ك‬ ‫فابظر‬ ‫‪،‬‬ ‫أصيب‬‫ك‬ ‫أخطئ‬ ‫بشر‬ ‫أان‬ ‫ا‬ ‫‪٪‬ت‬
‫ٌ‬ ‫إ‬ ‫‪:‬‬ ‫يقوؿ‬ ‫ا‬
‫ن‬ ‫مالك‬ ‫‪ٝ‬تعت‬ ‫قاؿ‬ ‫و‬‫ٌ‬‫ب‬‫فإ‬ ‫عيسى‬
‫ينص لو اإلماـ أف‬
‫ٓب يوافقهما فاتركوه‪ .‬ابتهى‪ .‬ك‪٨‬تو ىذا البن معلى ُب "مناسكو"‪ ،‬فلو حكم ابلضعيف فيمضي ما ٓب ٌ‬
‫ابلراجح‪.‬‬
‫٭تكم ٌ‬
‫بص اإلماـ ‪ -‬هنع هللا يضر‪ -‬على ٌأّنا‬ ‫كحنوه يف "منح اجلليل"‪ .‬كأضاؼ ابن عبد ٌ‬
‫السبلـ‪":‬كعندم أ ٌف ىذا من األحاديث اليت ٌ‬
‫صحت فيجب على مقلٌدم اإلماـ هنع هللا يضر العمل هبا"‪.‬‬
‫ٓب تبلغو‪ ،‬إذا قاؿ أىل الصناعة ٌإّنا ٌ‬
‫الزرقاين على خمتصر خليل‪،‬‬
‫ينظر‪ :‬عبد الباقي بن يوسف بن أ‪ٛ‬تد الزرقا٘ب ا‪١‬تصرم (ت‪1099 :‬ىػ)‪ ،‬شرح ُّ‬
‫الفتح الرابين فيما ذىل عنو الزرقاين‪ ،‬ضبطو‪ :‬عبد السبلـ دمحم أمُت‪ ،‬ط‪1422(1 :‬ىػ‪2002/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار الكتب‬
‫العلمية‪ ،‬بَتكت‪ ،‬لبناف‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪ .182 :‬دمحم بن عبد هللا ا‪٠‬ترشي (ت‪1101 :‬ق)‪ ،‬شرح خمتصر خليل‪( ،‬د ت‬
‫ط)‪ ،‬مط‪ :‬دار الفكر للطباعة‪ ،‬بَتكت‪ ،‬لبناف‪ ،‬ج‪ ،7 :‬ص‪ .140 :‬دمحم بن أ‪ٛ‬تد عليش (ت‪1299 :‬ق)‪ ،‬منح اجلليل‬
‫شرح خمتصر خليل‪ ،‬ط‪1409( :‬ىػ‪1989/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار الفكر‪ ،‬بَتكت‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪.306 :‬‬

‫‪081‬‬
‫‪1‬‬
‫ضعف‬‫العجيب أف يقف ا‪١‬تقلٌ يد على ى‬
‫العجب ى‬ ‫السبلـ ‪ :‬من ى‬ ‫عز ال ٌدين بن عبد ٌ‬ ‫قاؿ ٌ‬
‫ا‪ٟ‬تق كبع هد عن‬
‫أنم عن ٌ‬ ‫مأخذ إمامو كىو مع ذلك ييقلٌده‪ ،‬كأ ٌف إمامو ب يٌّ أي ى‬
‫رسل إليو‪ ،‬كىذا ه‬
‫‪2‬‬
‫صحة التقليد سبعة شركط‪:‬‬
‫ٌ‬ ‫ُب‬ ‫ا‬
‫و‬ ‫اشًتط‬ ‫م‬‫ألّن‬
‫ٌ‬ ‫ذلك؛‬ ‫ُب‬ ‫الو‬
‫و‬ ‫أق‬ ‫بقية‬ ‫كستأٌب‬ ‫‪.‬‬ ‫ػ‬ ‫ى‬ ‫ا‬‫‪.‬‬ ‫الصواب‬
‫ٌ‬
‫القوؿ ا‪١‬تقلَّ يد فيو ‪٥‬تالفان لصريح الكتاب كالسنٌة‪ .‬قاؿ القراُب‪":‬كل‬ ‫أحدىا‪ :‬أف ال يكوف ي‬
‫ص أك القياس‬ ‫و‬
‫اجملتهد فخرجت فتياهي فيو على خبلؼ اإل‪ٚ‬تاع أك القواعد أك النٌ ٌ‬ ‫ي‬ ‫شيء أفىت فيو‬
‫يفيت بو ُب دين هللا‪،‬‬ ‫ً ًً‬
‫الراجح‪ ،‬ال ‪٬‬توز ‪١‬تقلٌده أف ينقلىو للنٌاس‪ ،‬كال ى‬ ‫السآب عن ا‪١‬تعارض ٌ‬ ‫ا‪ٞ‬تلي ٌ‬
‫ٌ‬
‫تقرره ْتكم ا‪ٟ‬تاكم أكٔب أ ٌف‬ ‫قره شرعان بعد ٌ‬ ‫حاكم لىنىقضناهي‪ ،‬كما ال بي ٌ‬
‫كم بو ه‬ ‫كم لو ىح ى‬ ‫فإ ٌف ىذا ا‪ٟ‬تي ى‬
‫قره شرعان‪ ،‬كال يفتيا بغَت شروع حر هاـ‪ ،‬فال يفتيا هبذا‬‫قره شرعان إذا ٓب يتأ ٌكد‪ ،‬كىذا ٓب يتأ ٌكد فبل بي ٌ‬ ‫ال بي َّ‬
‫عاص بو بل مثاابن عليو؛ ألبٌو بذؿ ىجهده على‬ ‫غَت و‬ ‫اجملتهد ى‬
‫ي‬ ‫اإلماـ‬
‫ي‬ ‫ا‪ٟ‬تكم حر هاـ‪ ،‬كإف كاف‬
‫حسب ما أيًمىر بو‪ ،‬كقد قاؿ النٌ ي ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪":-‬إذا اجتهد ا‪ٟ‬تاكم فأخطأ فلو أجهر‪ ،‬كإف أصاب‬
‫‪3‬‬
‫‪٬‬تب على أىل العصر تفقد مذاىبهم‪ ،‬فكل ما كجدكه من ىذا‬ ‫ي‬ ‫ىذا‬ ‫لى‬ ‫ع‬
‫ى‬ ‫ػ‬
‫ى‬‫ف‬ ‫‪،‬‬ ‫فلو أجراف"‬
‫يقل كقد يكثر"‪.4‬‬ ‫مذىب من ا‪١‬تذاىب عنو‪ ،‬لكنٌو قد ٌ‬ ‫ه‬ ‫عرل‬
‫النٌوع ٭ترـ عليهم ال يفتيا بو‪ ،‬كال يى ى‬
‫حديث على خبلؼ قوؿ ا‪١‬تقلٌد‪،‬‬
‫ه‬ ‫الشيخ تقي ال ٌدين بن الصبلح‪ :‬إذا ثبت‬ ‫كقاؿ ٌ‬
‫ش لو أىليٌةه فإبٌو ٍيًتؾ قوؿ صاحب ا‪١‬تذىب‪ ،‬كأيخذ‬
‫كفتٌش فلم ‪٬‬تد لو معارضان‪ ،‬ككاف ا‪١‬تفتٌ ي‬

‫السلم ٌي‪،‬‬
‫‪٤‬تمد ٌ‬ ‫الس ىالـ‪ :‬عبد العزيز بن عبد َّ‬
‫السبلـ بن أيب القاسم بن ا‪ٟ‬تسن‪ ،‬عز ال ٌدين أبو َّ‬ ‫‪ -1‬عز ال ٌدَن بن عبد َّ‬
‫الشافعي‪ ،‬ل ٌقبو تلميذه ابن دقيق العيد بسلطاف العلماء‪ ،‬كلد سنة‪578 :‬ىػ‪ ،‬من مؤلٌفاتو‪ :‬القواعد الكربل‪،‬‬
‫ال ٌدمشقي‪ٌ ،‬‬
‫السبكي‪ ،‬طبقات الشافعية‪ ،‬ج‪ ،8 :‬ص‪.209 :‬‬
‫توُب سنة‪660 :‬ىػ‪ ،‬ينظر‪ :‬ابن ٌ‬
‫الرعاية‪ٌ .‬‬
‫الصغرل كمقاصد ٌ‬
‫كالقواعد ٌ‬
‫الدين الداككدم ا‪١‬تالكي (ت‪945 :‬ىػ)‪ ،‬طبقات املفسرَن‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪ .315 :‬ابن‬ ‫دمحم بن علي بن أ‪ٛ‬تد‪ ،‬مش‬
‫خلكاف‪ ،‬كفيات األعياف كأنباء أبناء الزماف‪ ،‬ج‪ ،18 :‬ص‪.319 :‬‬
‫السبلـ (ت‪660 :‬ىػ)‪ ،‬قواعد األحُاـ يف مصاحل األانـ‪ ،‬تح‪ :‬طو عبد الرؤكؼ‬‫عز ال ٌدين عبد العزيز بن عبد ٌ‬
‫‪ٌ -2‬‬
‫سعد‪ ،‬ط‪1414( :‬ىػ‪1991/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬مكتبة الكليات األزىرية‪ ،‬القاىرة‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪.159 :‬‬
‫‪ -3‬سبق ٗتر‪٬‬تو‪ :‬ص‪.121 :‬‬
‫‪ -4‬ينظر‪ :‬القراُب (ت‪684 :‬ىػ)‪ ،‬أنوار الربكؽ يف أنواء الفركؽ‪( ،‬د ت ط)‪ ،‬مط‪ :‬عآب الكتب‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪.109 :‬‬
‫القراُب (ت‪684 :‬ىػ)‪ ،‬اإلحُاـ يف سبييز الفتاكل عن األحُاـ كتصرفات القاضي كاإلماـ‪ ،‬تح‪ :‬عبد الفتاح أبو‬
‫غدة‪ ،‬ط‪1416(2 :‬ىػ‪1995/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار البشائر اإلسبلمية‪ ،‬بَتكت‪ ،‬لبناف‪ ،‬ص‪.211 :‬‬

‫‪080‬‬
‫حجةن للمقلٌد‪ُ 1‬ب ترؾ مذىب مقلٌده‪.‬اىػ‪ .‬كللنوكم ُب "شرح ا‪١‬ته ٌذب"‬ ‫اب‪ٟ‬تديث كيكوف ٌ‬
‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬
‫ا‪ٟ‬تديث ككاف على خبلؼ‬ ‫ي‬ ‫صح‬
‫الشحنة ا‪ٟ‬تنفي ‪":‬إذا ٌ‬ ‫مثلو ‪ ،‬كُب "ّناية النٌهاية" البن ٌ‬
‫ا‪١‬تذىب عمل اب‪ٟ‬تديث‪ ،‬كيكوف ذلك مذىبىو‪ ،‬كال ىٮتر يج مقلٌ يده‪ 5‬عن كوبًو حنفيٌان ابلعمل بو‪،‬‬
‫ا‪ٟ‬تديث فهو مذى ي"‪.6‬اىػ‪ .‬كستأٌب بقية أقوالو ُب‬ ‫ي‬ ‫صح‬
‫صح عن أيب حنيفة أبٌو قاؿ‪ :‬إذا ٌ‬
‫فقد ٌ‬
‫ُب ذلك‪.‬‬
‫‪7‬‬
‫للسمرقندم‪":‬العآب الذم يعرؼ معٌت النٌصوص كاآلاثر‪ ،‬ككاف‬‫ٌ‬ ‫الركاايت"‬
‫كُب "خزابة ٌ‬
‫‪8‬‬
‫ا‪ٟ‬تق‬
‫الصراط ا‪١‬تستقيم" للشيخ عبد ٌ‬ ‫يعمل هبا" ‪ .‬كُب "شرح ٌ‬ ‫من أىل ال ٌدراية ‪٬‬توز لو أف‬
‫ً‬
‫اجملتهد حديثان صحيحان ‪٥‬تالفان ‪١‬تذىبو ىل لو أف يعمل بو‬ ‫اتبع‬ ‫جد‬ ‫‪9‬‬ ‫ً‬
‫ي‬ ‫بصو‪":‬إذا ىك ى‬
‫ال ٌدىلوم ما ٌ‬
‫ا‪١‬تقتدل بو‬
‫ا‪١‬تتبوع ك ى‬ ‫ى‬ ‫كيًتؾ مذىبو؟‪ .‬فيو اختبلؼ؛ فعند ا‪١‬تتق ٌدمُت‪ :‬لو ذلك؛ قالوا‪ :‬أل ٌف‬
‫كصح أبٌو قوليو ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬فا‪١‬تتابعة‬
‫اتبع‪ ،‬فبعد أف عي ىلم ٌ‬
‫ا‪ٟ‬تقيقي ىو النٌ ي‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ ،-‬كمن سواه فهو ه‬

‫‪ُ -1‬ب س‪ :‬حجة ا‪١‬تقلٌد‪ .‬كالصواب ما أثبت‪.‬‬


‫‪ -2‬أبو زكراي ٭تِت بن شرؼ النوكم‪ ،‬اجملموع شرح املهذب مع تُملة السبُي كاملطيعي‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪.63 :‬‬
‫‪ُ -3‬ب ج‪ :‬كُب النهاية‪.‬‬
‫ػح ًنة ا‪ٟ‬تػلبِت‪ ،‬ا‪١‬تولود عاـ‪749 :‬ىػ‪ ،‬لو اشتغاؿ ابألدب‬ ‫‪ -4‬ابن الشحنة‪ :‬أبو الوليد ‪٤‬تب الدين دمحم بن دمحم ابن ًٌ‬
‫الش ٍ‬
‫مرات‪ ،‬توُب سنة‪ 815 :‬ىػ‪ .‬من آتليفو‪ :‬ركض ا‪١‬تناظر ُب علم األكائل كاألكاخر‪ ،‬كّناية‬ ‫عد ىة َّ‬ ‫ً‬
‫كٕب قضاء حلب َّ‬
‫كالتاريخ‪ ،‬ى‬
‫النهاية ُب شرح ا‪٢‬تداية ُب فقو ا‪ٟ‬تنفية‪ .‬ينظر‪ :‬الزركلي‪ ،‬األعالـ‪ ،‬ج‪ ،7 :‬ص‪ .44 :‬عمر بن رضا كحالة‪ ،‬معجم‬
‫املؤلفُت‪ ،‬ج‪ ،11 :‬ص‪.295 :‬‬
‫السنٌة النٌبوية الشريفة‪ ،‬كىذا ما تؤٌكده النقوالت‬
‫‪ -5‬يقصد اب‪١‬تقلٌد من كابت فيو أىليةي النظر ُب بصوص الكتاب ك ٌ‬
‫اآلتية‪.‬‬
‫رد احملتار على الدر املختار‪ ،‬ط‪1412(2 :‬ىػ‪1992/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬مط‪:‬دار الفكر‪،‬‬
‫‪ -6‬ينظر‪ :‬ابن عابدين ا‪ٟ‬تنفي‪ٌ ،‬‬
‫بَتكت‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪.68 :‬‬
‫الركاايت عن دستور معآب السالكُت"‪.‬‬
‫‪ -7‬ال يزاؿ ‪٥‬تطوطان؛ فلم أقف عليو‪ .‬كعنوابو الكامل‪":‬خزابة ٌ‬
‫‪ -8‬ينظر‪ :‬دمحم أمُت أفندم‪ ،‬ا‪١‬تعركؼ اببن عابدين‪ ،‬رجموعة رسائل ابن عابدَن‪ ،‬تح‪ :‬دمحم العزازم‪( ،‬دت ط)‪ ،‬مط‪:‬دار‬
‫مط‪:‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بَتكت‪ ،‬لبناف‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪.100 :‬‬
‫‪ٓ -9‬ب يرد ُب ج‪ :‬ال ٌدىلوم‪.‬‬

‫‪081‬‬
‫لغَته غَت معقولة‪ ،‬كىذه طريقة ا‪١‬تتق ٌدمُت"‪ .1‬كا‪١‬تؤلٌف ‪-‬يعٍت ‪٣‬تد ال ٌدين الشَتازم صاحب‬
‫"القاموس"‪ -‬اختار ىذه الطريقة ‪١‬تا قالو ُب ديباجة كتابو‪":‬أ ٌف االعتماد الكلٌي‪...‬اْب" ما‬
‫سبق‪.‬‬
‫بصو‪":‬إذا كاف‬‫كُب "أعبلـ ا‪١‬توقعُت" ُب الفائدة الثابية كاألربعُت من ا‪ٞ‬تزء األخَت منو ما ٌ‬
‫وثوؽ ٔتا فيو‪ ،‬فهل لو‬
‫الرسوؿ ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬م ه‬
‫كتاب من يسنىن ٌ‬
‫أحد‪٫‬تا أك ه‬
‫الصحيحاف أك ي‬ ‫عند الرجل ٌ‬
‫مر‪ .‬قاؿ‪ :‬كقالت‬ ‫أف يفيت ٔتا ‪٬‬تده فيو؟ فقالت طائفةه من ا‪١‬تتأخرين‪ :‬لي لو ذلك ‪ ...‬اْب ما ٌ‬
‫يتعُت عليو‪ ،‬كما كاف الصحابة يفعلوف إذا بلغهم‬ ‫كيفيت بو‪ ،‬بل ٌ‬
‫يعمل بو ى‬ ‫طائفةه‪ :‬بل لو أف ى‬
‫بعضهم بعضان‪ ،‬ابدركا إٔب العمل بو من غَت‬ ‫ا‪ٟ‬تديث عن رسوؿ هللا ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ ،-‬كح ٌدث بو ي‬
‫ط‪ :‬ىل عمل هبذا فبل هف كفبل هف؟ كلو رأكا‬ ‫أحدىم ق ٌ‬
‫معارض‪ ،‬كال يقوؿ ي‬‫و‬ ‫ف‪ ،‬كال و‬
‫ْتث عن‬ ‫توقٌ و‬
‫معلوـ ابلضركرة ‪١‬تن لو أدٗب‬ ‫من يقوؿ ذلك ألبكركا عليو أش ٌد اإلبكار‪ ،‬ككذا التابعوف‪ ،‬كىذا ه‬
‫يسوغ ترؾ األخذ هبا‬
‫كبعد الزماف كعتقها ال ٌ‬ ‫ابلسنٌة ي‬
‫كطوؿ العهد ٌ‬
‫خربة ْتاؿ القوـ كسَتهتم‪ ،‬ي‬
‫صحتها حىت يعمل هبا فبل هف أك‬ ‫كلو كابت سنن رسوؿ هللا ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬ال يسوغ العمل هبا بعد ٌ‬
‫السنن كمزكيٌان ‪٢‬تا كشرطان ُب العمل هبا‪ ،‬كىذا من أبطل‬ ‫على‬ ‫‪2‬‬ ‫قوؿ و‬
‫فبلف عياران‬ ‫فبل هف لكاف ي‬
‫ٌ‬
‫األمة‪ ،‬كقد أمر النٌ ي ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬بتبليغ سنٌتو كدعا‬
‫ا‪ٟ‬تجة برسولو دكف آحاد ٌ‬ ‫الباطل‪ ،‬كقد أقاـ هللا ٌ‬
‫‪١‬تن بلٌغها‪ ،‬فلو كاف من بلىغتو ال يعمل هبا إالٌ أف يعمل هبا اإلماـ فبلف كاإلماـ فبلف ٓب يكن‬
‫كفبلف‪ .‬قالوا‪ :‬كالنسخ الواقع ُب األحاديث‬ ‫و‬ ‫ُب تبلغيها فائدةه‪ ،‬كحصل االكتفاء بقوؿ و‬
‫فبلف‬
‫فتقدير كقوع ا‪٠‬تطأ‬
‫ي‬ ‫األمة ال يبلغ عشرة أحاديث البتة‪ ،‬بل كال شطرىا‪،‬‬ ‫الذم أ‪ٚ‬تعت عليها ٌ‬
‫ُب الذىاب إٔب ا‪١‬تنسوخ أقل بكث وَت من كقوع ا‪٠‬تطأ ُب تقليد من يصيب كٮتطئ‪ ،‬ك‪٬‬توز عليو‬
‫ك٭تكى عنو ُب ا‪١‬تسألة ع ٌدة أقواؿ‪ ،‬ككقوعي‬ ‫التناقض كاالختبلؼ‪ ،‬كيقوؿ القوؿ ٍبٌ يرجع عنو‪ ،‬ي‬

‫‪ -1‬ينظر‪ :‬الفبلٌ٘ب‪ ،‬إَقاظ ذنم أكيل األبصار‪ ،‬ص‪ٚ .55 :‬تاؿ الدين القا‪ٝ‬تي (ت‪1332 :‬ىػ)‪ ،‬قواعد التحدَث من‬
‫من فنوف مصطلح الدَث‪ ،‬تح‪ :‬دمحم هبجة بيطار‪ ،‬ط‪1427(4 :‬ق‪2006/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار النفائ ‪ ،‬بَتكت‪ ،‬لبناف‪،‬‬
‫ص‪.292 :‬‬
‫‪ُ -2‬ب س‪ :‬معياران‪ .‬كالصواب ما أثبت لوركده ُب "إعبلـ ا‪١‬توقعُت"‪.‬‬

‫‪082‬‬
‫ا‪٠‬تطأ ُب فهم كبلـ ا‪١‬تعصوـ أقل بكث وَت من كقوع ا‪٠‬تطأ ُب فهم كبلـ الفقيو َّ‬
‫ا‪١‬تعُت‪ ،‬فبل يفرض‬
‫حاصل ‪١‬تن أفىت بتقليد من ال‬
‫ه‬ ‫أضعاؼ أضعافو‬
‫ي‬ ‫احتماؿ خطأ ‪١‬تن عمل اب‪ٟ‬تديث كأفىت بو إالٌ ك‬
‫يعلم خطؤه من صوابو"‪.1‬اىػ‪ .‬كستأٌب بقيٌة كبلمو‪.‬‬
‫كالبن عبد الرب ُب شرح حديث ابن عمر عن األربع اليت رآه‪ 2‬ابن جريج يفعلها دكف‬
‫االختبلؼ ُب األفعاؿ كاألقواؿ‬‫أصحابو ُب "ا‪١‬توطٌأ"‪ 3‬ما بصو‪":‬كُب ا‪ٟ‬تديث دليل على أ ٌف ً‬
‫ه‬ ‫ٌ‬
‫أصح ما يكوف ُب‬‫كا‪١‬تذاىب كاف ُب الصحابة موجودان ُب زمن الصحابة‪ ،‬كىو عند العلماء ٌ‬
‫عدىم فلي‬ ‫ً‬
‫االختبلؼ إذا كاف بُت الصحابة‪ ،‬ك ٌأما ما أ‪ٚ‬تع عليو الصحابة كاختلف فيو من بى ى‬
‫االختبلؼ بُت الصحابة ابلتأكيل احملتمل فيما ‪ٝ‬تعوه كرأكه‪ ،‬أك‬ ‫و‬
‫بشيء‪ ،‬كإٌ‪٪‬تا كقع ً‬ ‫اختبلفيهم‬
‫فيما ابفرد بعضهم بعلمو دكف بعض‪ ،‬أك فيما كاف منو ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬على طريق اإلابحة ُب فعلو‬
‫لشيئُت ‪٥‬تتلفُت ُب كقتو‪ ،‬كُب ىذا ا‪ٟ‬تديث دليل على أ ٌف ا‪ٟ‬تجة عند ً‬
‫االختبلؼ ال ٌسنٌةي‪ ،‬كأ ٌّنا‬ ‫ٌ‬ ‫ه‬
‫حجةه‪ ،‬أال ترل أ ٌف ابن عمر ‪١‬تا قاؿ لو ابن‬ ‫حجةه على ىمن خالفها‪ ،‬كلي ىمن خالفها عليها ٌ‬‫ٌ‬
‫جريج‪":‬رأيتك تصنع أشياءى ٓب يصنعها أح هد من أصحابك"‪ٓ .‬ب يستوحش من مفارقة أصحابو؛‬
‫علم من النٌ ي‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬كٓب يقل لو ابن جريج‪ :‬ا‪ٞ‬تماعة أعلم برسوؿ هللا‬
‫إذ كاف عنده ُب ذلك ه‬

‫‪ -1‬ابن قيم ا‪ٞ‬توزية‪ ،‬إعالـ املوقعُت‪ ،‬ج‪ ،6 :‬ج‪.162 :‬‬


‫الصواب ما ُب األصل؛ لوركده ُب "إعبلـ ا‪١‬توقعُت"‪.‬‬
‫‪ُ -2‬ب ج‪ :‬ركاىا‪ .‬ك ٌ‬
‫‪ -3‬الدَث بتمامو‪ :‬عن يعبىػٍيد بن يجىريٍج أبٌو قاؿ لعبد هللا بن عمر‪ :‬اي أاب عبد الر‪ٛ‬تن‪ ،‬رأيتك تصنع أربعان ٓب أر أحدان‬
‫ىن اي ابن جريج؟ قاؿ‪ :‬رأيتك ال ٘ت من األركاف إالٌ اليمابيُت‪ ،‬كرأيتك تلب النعاؿ‬ ‫من أصحابك يصنعها؟ قاؿ‪ :‬كما َّ‬
‫أىل النٌاس إذا رأكا ا‪٢‬تبلؿ كٓب يهتلً ٍل أبت حىت يكوف يوـ الًتكية‪.‬‬ ‫السبتيَّة‪ ،‬كرأيتك تصبغ ابلصفرة‪ ،‬كرأيتك إذا كنت ٔت ٌكة ٌ‬ ‫َّ‬
‫السبتيَّة فإ٘ب‬
‫فقاؿ عبد هللا بن عمر‪ٌ :‬أما األركاف فإ٘ب ٓب أر رسوؿ هللا ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬ٯت ٌ منها إالٌ الركنُت اليمابيُت‪ ،‬ك ٌأما النٌعاؿ َّ‬
‫رأيت رسوؿ هللا ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬يلب النٌعاؿ اليت لي فيها شعر كيتوضأ فيها‪ ،‬فأان أحب أف ألبسها‪ ،‬ك ٌأما الصفرة فإ٘ب رأيت‬
‫رسوؿ هللا ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬يصبغ هبا‪ ،‬فأان أحب أف أصبغ هبا‪ ،‬ك ٌأما اإلىبلؿ فإ٘ب ٓب أر رسوؿ هللا ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬ييًهل حىت تنبعث بو‬
‫ا‪ٟ‬تج‪ ،‬ابب‪ :‬العمل ُب اإلىبلؿ‪ ،‬ج‪ ،3 :‬ص‪ ،480 :‬رقم‪ .349 :‬البخارم‪:‬‬ ‫راحلتيو"‪ .‬أخرجو مالك ُب ا‪١‬توطٌأ‪ :‬كتاب‪ٌ :‬‬
‫السبتيَّة كغَتىا‪ ،‬ج‪ ،7 :‬ص‪ ،153 :‬رقم‪ .5851 :‬مسلم‪ :‬كتاب‪ :‬ا‪ٟ‬تج‪ ،‬ابب‪:‬‬ ‫كتاب‪ :‬اللٌباس‪ ،‬ابب‪ :‬ابب النٌعاؿ َّ‬
‫الراحلة‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪ ،844 :‬رقم‪.1187 :‬‬ ‫اإلىبلؿ من حيث تنبعث ٌ‬

‫‪083‬‬
‫‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬منك‪ ،‬كلعلٌك ك‪٫‬تت‪ ،‬كما يقولو اليوـ من ال علم لو‪ ،‬بل ابٍػ ىق ىاد ًٌ‬
‫للحق إذ ‪ٝ‬تعو‪،‬‬
‫كىكذا يلزـ ا‪ٞ‬تميع"‪.1‬اىػ‪.‬‬

‫العجيب أ ٌف الفقهاءى‬ ‫العجب ى‬ ‫السبلـ‪":‬كمن ى‬ ‫عز ال ٌدين بن عبد ٌ‬ ‫كُب "قواعد" الشيخ ٌ‬
‫إمامو‪ْ ،‬تيث ال ‪٬‬تد لضعفو ىمدفعان كمع ىذا يقلٌده‬ ‫أحدىم على ضعف مأٍخذ ً‬
‫ى‬ ‫ا‪١‬تقلًٌدين يقف ي‬
‫إمامو‪ ،‬بل‬‫فيو‪ ،2‬كيًتؾ من الكتاب كالسنٌة كاألقيسة الصحيحة ‪١‬تذىبو ‪ٚ‬تودان على تقليد ً‬
‫ٌ‬ ‫ى‬
‫كيتأك‪٢‬تما ابلتأكيبلت البعيدة الباطلة بضاالن عن مقلًٌدهً‪،‬‬ ‫السنٌة ٌ‬ ‫ً‬
‫يتحيٌل لدف ًع ظواىر الكتاب ك ٌ‬
‫ب منو‬ ‫َّ‬
‫تعج ى‬
‫بفسو ٌ‬ ‫خبلؼ ىما كطن عليو ى‬ ‫ه‬ ‫كقد رأيناىم ‪٬‬تتمعوف ُب اجملال فإذا ذيكر ألحدىم‬
‫ًً‬ ‫ً‬ ‫غاية التٌعجب‪ ،‬من غَت اسًتك واح إٔب و‬
‫ا‪ٟ‬تق‬
‫ظن أ ٌف ٌ‬ ‫حىت ٌ‬ ‫دليل‪ ،‬بل ‪١‬تا أىلفو من تقليد إمامو‪ٌ ،‬‬
‫تعجبو من‬ ‫ًً‬ ‫ً‬
‫منحصر ُب مذىب إمامو‪ ،‬كلو تدبَّرهي لكاف تعجبو من مذىب إمامو أكٔب من ٌ‬ ‫ه‬
‫مفض إٔب التٌقاطع كالتٌدابر من غَت فائدةو ي‪٬‬تديها‪ ،‬كما‬ ‫ضائع و‬‫فالبحث مع ىؤالء ه‬‫ي‬ ‫مذىب غ ًَتهً‪،‬‬
‫لم ًو بضعفو‬ ‫صر عليو مع ًع ً‬ ‫إمام ًو إذا ظهر لو ا‪ٟ‬تق ُب غَته‪ ،‬بل ي ً‬
‫ي‬ ‫ٌ‬
‫رأيت أحدان رجع عن مذىب ً‬
‫إمام ًو قاؿ‪:‬‬
‫مذىب ً‬ ‫ً‬ ‫أحدىم عن ى٘ت ً‬
‫شية‬ ‫البحث مع ىؤالء الذين إذا عجز ي‬ ‫ً‬ ‫ترؾ‬
‫كبيعده‪ ،‬كاألكٔب ي‬
‫ا‪١‬تسكُت أ ٌف ىذا يمقابى هل ٔتثلو‪،‬‬
‫ي‬ ‫دليل ٓب أقف عليو كٓب أىتد إليو‪ ،‬كٓب يىعل ًم‬
‫لعل إمامي كقف على و‬ ‫ٌ‬
‫أكثر من أعمى‬ ‫اضح ك ً‬ ‫كيفضل ‪٠‬تصمو ٔتا ذكره من ال ٌد ً‬
‫ئح‪ ،‬فسبحاف هللا ما ى‬ ‫الربىاف البلٌ ً‬ ‫ليل الو ً‬
‫ا‪ٟ‬تق أينما كاف كعلى لساف من‬ ‫حىت ‪ٛ‬تلو على مثل ما ذيكر‪ .‬كفٌقنا هللا التٌباع ٌ‬ ‫بصره‪ٌ ،‬‬ ‫قليد ى‬ ‫التٌ ي‬
‫ً‬
‫كمسارعتهم إٔب اتٌباع‬ ‫السلف ‪-‬مهنع هللا يضر‪ -‬كمشاكرًهتم ُب األحكاـ‪،‬‬‫ظهر‪ ،‬كأين ىذا من مناظرة ٌ‬
‫ا‪ٟ‬تق إذا ظهر على لساف ا‪٠‬تصم‪ ،‬كقد بيقل عن الشافعي ‪-‬هنع هللا يضر‪ -‬أبٌو قاؿ‪ :‬ما انظرت أحدان‬ ‫ٌ‬

‫‪ -1‬ينظر‪ :‬ابن عبد الرب‪ ،‬ااستذكار‪ ،‬تح‪ :‬سآب دمحم عطا‪ ،‬ط‪1421(1 :‬ق‪2000/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار الكتب العلمية‪،‬‬
‫بَتكت‪ ،‬ج‪ ،4 :‬ص‪ .51 :‬ك‪٨‬توه عند ا‪١‬تؤلٌف بفسو ُب‪ :‬التمهيد ملا يف املوطأ من املعاين كاألسانيد‪ ،‬تح‪ :‬مصطفى بن‬
‫أ‪ٛ‬تد العلوم‪ ،‬ط‪1387( :‬ىػ)‪ ،‬مط‪ :‬كزارة عموـ األكقاؼ كالشؤكف اإلسبلمية‪ ،‬ا‪١‬تغرب‪ ،‬ج‪ ،21 :‬ص‪.75 :‬‬
‫"لعل ىنا سقطان كثَتان حىت الباب الثا٘ب‬
‫‪ٓ -2‬ب يرد ُب س‪ :‬من قولو‪":‬كىو مع ذلك يقلٌده‪...‬كمثلو للرافعي"‪ .‬قاؿ الناسخ‪ٌ :‬‬
‫بص‬ ‫ً‬
‫ُب االجتهاد كمق ٌدمتة كالفصل ُب شركطو‪ ،‬فقولو‪ :‬كاثلثها من شركطو"‪ .‬كاب‪١‬تقابلة بُت النسخ األخرل كالرجوع إٔب ٌ‬
‫السبلـ ‪-‬ر‪ٛ‬تو هللا‪ُ -‬ب كتابو "قواعد األحُاـ" يكجد أ ٌف ما ببٌو إليو صاحب ا‪٢‬تامش صحيح‪ ،‬فقد‬
‫عز ال ٌدين بن عبد ٌ‬
‫ٌ‬
‫سقط كثَته من النسخة س‪.‬‬

‫‪084‬‬
‫هم أى ٍج ًر َّ‬
‫ا‪ٟ‬تق على قلبو كلسابو‪ ،‬فإف كاف ا‪ٟ‬تق معي اتٌبعٍت‪ ،‬كإف كاف ا‪ٟ‬تق معو‬ ‫إالٌ قلت‪ :‬اللٌ ٌ‬
‫السبلـ‪.1‬‬
‫اتٌبعتيو"‪ .‬اىػ‪.‬كبلـ ابن عبد ٌ‬
‫لفظي؛ لعدـ التوارد على وٌ‬
‫‪٤‬تل‬ ‫تتمة‪ :‬راـ ي‬
‫بعضهم التوفيق بُت القولُت‪ :‬أب ٌف ا‪٠‬تبلؼ ه‬ ‫ٌ‬
‫ً‬ ‫و‬
‫الصرؼ الذم ال بوع أىلية فيو أصبلن‪ ،‬أك كابت داللةي‬
‫العامي ٌ‬
‫األكؿ على ٌ‬ ‫كاحد‪ْ ،‬تى ٍم ًل القوؿ ٌ‬
‫النٌص فيو خفيةن ابلنٌسبة للعامل هبا‪ ،‬ك‪ٛ‬تىٍ ًل القوؿ الثا٘ب على من كابت فيو بوعيةي و‬
‫أىلية‪،‬‬ ‫ٌ‬
‫أك كابت داللةي ا‪ٟ‬تديث ظاىرنة‪.‬‬
‫السوؿ"‪":2‬أقوؿ ‪٬‬تمع بُت ىذين القولُت أبف ٭تمل‪ 3‬ما قالو الشيخ عبد‬ ‫قاؿ ُب "ّناية ٌ‬
‫بوجو من الوجوه‪ ،‬أك على دليل ٓب تكن‬ ‫ا‪ٟ‬تق كمن حذا حذكه على من لي فيو أىلية النظر و‬
‫ٌ‬
‫داللتيو ظاىرنة بل خفيةن ‪٤‬تتاجةن إٔب ٌقوة النٌظر كإمعاف فكر‪ ،‬كما يرشد إٔب ذلك التعبَت‬
‫القوة كالطٌاقة لعو ٌاـ ا‪١‬تسلمُت‪ ،‬بل كعلمائهم‬
‫ا‪ٟ‬تق‪ :‬فمن أين ىذه ٌ‬
‫اب‪١‬تتأخرين كقوؿ الشيخ عبد ٌ‬
‫ُب ىذا الزماف‪ ،‬ك٭تمل ما اختاره الشيخ ‪٣‬تد ال ٌدين الشَتازم كما قالو الشيخ عز ال ٌدين بن‬
‫السبلـ كمن ‪٨‬تا ‪٨‬تو‪٫‬تا على مالو داللةه ظاىرةه جليٌةه‪ ،‬يدركها كل من اطٌلع عليو‪ ،‬أك على‬
‫عبد ٌ‬
‫االستعداد؛ الستنباط األحكاـ ُب ا‪ٞ‬تملة‪ ،‬كإف ٓب يبلغ درجة اجملتهد‬ ‫من لو أىليةه للنظر ك ً‬
‫ا‪١‬تطلق"‪.‬‬
‫كيدؿ على ىذا على ىذا ا‪ٟ‬تمل أيضان ما ُب "اإلعبلـ" بعد العبارة األكٔب ما‬ ‫قاؿ‪ٌ :‬‬
‫لكل من ‪ٝ‬تعو‬
‫الصواب ُب ىذه ا‪١‬تسألة التفصيل؛ فإف كابت داللةي ا‪ٟ‬تديث ظاىرةن بيٌنةن ٌ‬
‫بصو‪":‬ك ٌ‬
‫ٌ‬
‫ال ٭تتمل غَت ا‪١‬تراد فلو أف يعمل بو كيفيت‪ ،‬كال يطلب لو التزكية من قوؿ و‬
‫فقيو أك و‬
‫إماـ‪ ،‬بل‬

‫السبلـ (ت‪660 :‬ىػ)‪ ،‬قواعد األحُاـ يف مصاحل األانـ‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪:‬‬


‫‪ -1‬ينظر‪ :‬عز الدين عبد العزيز بن عبد ٌ‬
‫‪.160‬‬
‫السوؿ شرح منهاج الوصوؿ"‬‫‪ٓ -2‬ب أقف عليو‪ ،‬فالكتاب ال يزاؿ ‪٥‬تطوطان ُب حدكد علمي‪ .‬كىو غَت كتاب "ّناية ٌ‬
‫توُب بعد ‪ٚ‬تاؿ الدين األسنوم سنة‪:‬‬
‫‪ٞ‬تماؿ الدين األسنوم (ت‪772 :‬ق)؛ ألبٌو ينقل عن ‪٣‬تد الدين الشَتازم الذم ٌ‬
‫كلعل ىذا األخَت يقصد أاب إسحاؽ الشَتازم (ت‪476 :‬ىػ) صاحب "اللمع ُب أصوؿ الفقو"؛ فهو ينقل عنو‬‫‪817‬ق‪ٌ .‬‬
‫السوؿ شرح منهاج الوصوؿ"‪.‬‬‫كثَتان ُب كتاب "ّناية ٌ‬
‫‪ُ -3‬ب ج‪٬ :‬تمل‪ .‬كالصواب ما أثبت‪.‬‬

‫‪085‬‬
‫يتبُت ا‪١‬تراد منها‬
‫الرسوؿ ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬كإف خالفو من خالفو‪ ،‬كإف كابت داللتيوي خفيةن ال ٌ‬
‫ا‪ٟ‬تجةي قوؿ ٌ‬
‫ٌ‬
‫حىت يسأؿ كيطلب بياف ا‪ٟ‬تديث ككجهو‪ ،‬كإف كابت داللتيوي‬ ‫يتو‪٫‬تو مرادان ٌ‬
‫ٓب ‪٬‬تز أف يعمل ٔتا ٌ‬
‫كالعاـ على أفراده كاألمر على الوجوب كالنٌهي على التحر‪ٙ‬ب‪ ،‬فهل لو العمل كالفتول‬ ‫ٌ‬ ‫ظاىرنة‬
‫بو؟ يٮتىٌرج على أصل كجوب العمل ابلظواىر قبل البحث عن ا‪١‬تعارض‪ ،‬كفيو ثبلثة أقواؿ ُب‬
‫‪1‬‬
‫ا‪١‬تخصص‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫العاـ فبل يعمل بو قبل البحث عن‬‫مذىب أ‪ٛ‬تد كغَته؛ ا‪ٞ‬تواز كا‪١‬تنع كالفرؽ بُت ٌ‬
‫كاألمر كالنهي فيعمل بو قبل البحث عن ا‪١‬تعارض‪ ،‬كىذا كلٌو إذا كاف ٍب بوع و‬
‫أىلية كلكنٌو‬ ‫ٌ ي‬
‫قاصر ُب معرفة الفركع كقواعد األصوؿ كالعربية‪ ،‬كإذا ٓب تكن ٍبٌ أىليةه أصبلن ففرضو ما قالو هللا‬ ‫ه‬
‫تعأب‪:‬ﭽﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪﭼ[األببياء‪ ،]7 :‬كقوؿ النٌ ي ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪":-‬أال تسألوا‬
‫السؤ ياؿ"‪ ،2‬كإذا جاز اعتماد ا‪١‬تستفيت على ما يكتبو ا‪١‬تفيت من‬ ‫ً‬
‫إذا ٓب تعلموا؛ إٌ‪٪‬تا شفاء الع ًٌي ٌ‬
‫كبلمو أك كبلـ شيخو كإف عبل كصعد فمن كبلـ إمامو‪ ،‬فاعتماد الرجل على ما كتبو الثقات‬
‫يعرفو‬
‫من كبلـ رسوؿ هللا ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬أكٔب اب‪ٞ‬تواز‪ ،‬كإذا أبٌو ق ٌدر ٓب يفهم ا‪ٟ‬تديث فيسأؿ من ٌ‬
‫يعرفو معٌت جواب ا‪١‬تفيت‪ .‬كابهلل التوفيق"‪.3‬اىػ‪.‬‬ ‫معناه كما لو ٓب يفهم فتول ا‪١‬تفيت فيسأؿ من ٌ‬
‫العمل على من فيو أىليةي‬
‫ى‬ ‫‪ٛ‬تل القوؿ أب ٌف لو‬
‫كيدؿ على ىذا ا‪ٞ‬تمع أيضان ‪ -‬ي‬ ‫قاؿ‪ٌ :‬‬
‫النظر‪ :-‬أ ٌف القائلُت هبذا القوؿ كلٌهم أىل النظر كاالجتهاد‪ ،‬فقد ذكر السيٌد العلوم اليمٍت‬
‫السماع"‪":‬أ ٌف العبلٌمة ‪٣‬تد ال ٌدين الشَتازم ٌادعى االجتهاد‪ ،‬كصنٌف‬
‫ُب رسالتو ا‪١‬توضوعة ُب " ٌ‬
‫االجتهاد"‪ ،5‬كقاؿ‪ :‬أشار ابن الصبلح إٔب دعول‬ ‫ُب ذلك كتاابن ‪ٝ‬تاه‪ :‬اإلصعاد‪ 4‬إٔب رتبة ً‬
‫ٌ‬

‫‪ -1‬سقط من ج‪ :‬أ‪ٛ‬تد‪.‬‬
‫‪ -2‬سبق ٗتر‪٬‬تو‪ :‬ص‪.123 :‬‬
‫‪ -3‬ابن قيم ا‪ٞ‬توزية‪ ،‬إعالـ املوقعُت‪ ،‬ج‪ ،6 :‬ج‪.164 :‬‬
‫الرد على من أخلد إىل اارض" للسيوطي‪.‬‬
‫‪ -4‬كرد ُب ‪ٚ‬تيع النسخ‪ :‬اإلصفاد‪ .‬كالصواب ما أثبت؛ لوركده ُب كتاب " ٌ‬
‫‪ -5‬ينظر‪ :‬أبوبكر السيوطي‪ ،‬الرد على من أخلد إىل اارض كجهل أف ااجتهاد يف كل عصر فرض‪( ،‬د ت ط)‪،‬‬
‫مط‪ :‬مكتبة الثقافة الدينية‪ ،‬القاىرة‪ ، ،‬ص‪.198 :‬‬

‫‪086‬‬
‫االجتهاد ُب مسألة الرغائب‪ ،1‬كقاؿ‪ :‬قاؿ الزركشي‪ٓ":‬ب ٮتتلف اثناف ُب أ ٌف الشيخ عز ال ٌدين‬
‫السبلـ بلغ رتبة االجتهاد"‪.2‬‬
‫ابن عبد ٌ‬
‫أتمل صنع النوكم ُب "شرح ا‪١‬ته ٌذب" عرؼ‪ 4‬أبٌو بلغ رتبة‬ ‫‪3‬‬
‫السيوطي ‪":‬كمن ٌ‬ ‫كقاؿ ٌ‬
‫‪1‬‬
‫ا‪ٟ‬تق ذكر حاؿ أىل‬
‫االجتهاد‪ "...‬اْب ما ذكره‪ ،‬فهؤالء تكلٌموا ٔتقتضى حا‪٢‬تم‪ ،‬كالشيخ عبد ٌ‬
‫ا‪١‬تتأخر‪.‬اىػ‪.‬‬
‫أىل الزماف ٌ‬

‫ا‪١‬تغرب ك ً‬
‫العشاء ليلةى ٌأكؿ ‪ٚ‬تعة ُب‬ ‫‪ -1‬مسألة الرغائب‪ :‬أك مسألة صبلة الرغائب كىي‪ :‬ثً ىنيت عشرة ركعة‪ ،‬تيصلى بُت ً‬
‫السبلـ الذم عقد‬ ‫األئمة منهم‪ :‬العز بن عبد ٌ‬
‫كثَت من ٌ‬‫ردىا ه‬‫رؼ هبا الشيخ ابن الصبلح‪ ،‬كقد ٌ‬ ‫رجب‪ .‬كىذه ا‪١‬تسألة يع ى‬
‫األكؿ‪:‬‬‫يرد عليو ُب ىذه ا‪١‬تسألة‪ ،‬كذكرىا عند تقسيمو البدع إٔب ثبلثة أضرب‪ :‬الضرب ٌ‬ ‫مناظرةن بينو كبُت ابن الصبلح ٌ‬
‫مبتدع مو و‬
‫افق لقواعد الشرع؛ كأبواع‬ ‫كالتوسع ُب ا‪١‬تآكل‪ .‬كالضرب الثا٘ب‪ :‬ما كاف حسنان؛ كحقيقتو‪ :‬كل و‬ ‫ٌ‬ ‫البدعة ا‪١‬تباحة؛‬
‫األكؿ‪ٌ .‬أما الضرب الثالث‪ :‬ما كاف ‪٥‬تالفان للشرع؛ كمن ذلك صبلة الرغائب‪ ،‬فإ ٌّنا‬ ‫الصدر ٌ‬‫الرب اليت ‪١‬تن تىعهد ُب ٌ‬ ‫ٌ‬
‫الذى ي يقوؿ عند تر‪ٚ‬تة‬
‫ٌ‬ ‫للعز‪ ،‬ككذا‬
‫السبكي عند تر‪ٚ‬تة ٌ‬
‫بن ٌ‬
‫ ي –ملسو هيلع هللا ىلص‪ .-‬كقد بقل طىىرفان من ىذا ا‪١‬تناظرة ا ي‬
‫موضوعةه على النٌ ٌ‬
‫بصو‪":‬كلو مسألةه ليست من قواعده ش ٌذ فيها‪ ،‬كىي صبلة الرغائب‪ٌ ،‬قواىا كبصرىا مع أ ٌف حديثها ابطله‬ ‫ابن الصبلح ما ٌ‬
‫السبكي‪ ،‬طبقات الشافعية‪ ،‬ج‪ ،8 :‬ص‪:‬‬ ‫ببل و‬
‫تردد"‪ .‬ينظر‪ :‬النوكم‪ ،‬اجملموع شرح امله ٌذب‪ ،‬ج‪ ،4 :‬ص‪ .56 :‬ابن ٌ‬ ‫ٌ‬
‫‪ .251‬الذى ي‪ ،‬سَت أعالـ النبالء‪ ،‬ج‪ ،16 :‬ص‪ .361 :‬املناظرة يف صالة الرغائب‪ ،‬بُت العز بن عبد ٌ‬
‫السبلـ كابن‬
‫الصبلح‪ ،‬تح‪ :‬دمحم ‪ٚ‬تاؿ صوُب أكغلي‪( ،‬د ت ط)‪ ،‬ص‪.20 :‬‬
‫ٌ‬
‫‪ -2‬الزركشي‪ ،‬البحر احمليط‪ ،‬ط‪1414(1 :‬ىػ‪1994/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار الكت ي‪ ،‬ج‪ ،8 :‬ص‪ .242 :‬كبقل ذلك ابن‬
‫القاضي شهبة‪ .‬ينظر‪ :‬تقي الدين ابن قاضي شهبة (ت‪851 :‬ىػ)‪ ،‬طبقات الشافعية‪ ،‬تح‪ :‬ا‪ٟ‬تافظ عبد العليم خاف‪،‬‬
‫ط‪1407(1 :‬ىػ)‪ ،‬مط‪ :‬عآب الكتب‪ ،‬بَتكت‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪.110 :‬‬
‫السيوطي‪ :‬جبلؿ الدين‪ ،‬عبد الر‪ٛ‬تن بن أيب بكر بن دمحم ٌ‬
‫السيوطي‪ ،‬كلد سنة‪849 :‬ق‪ ،‬عآب ُب ا‪ٟ‬تديث كالتفسَت‬ ‫‪ٌ -3‬‬
‫كاللغة كالتاريخ كاألدب كالفقو كغَتىا من العلوـ‪ .‬أجاز لو أكابر علماء عصره‪ ،‬كصنٌف التصابيف ا‪١‬تفيدة تفوؽ ‪600‬‬
‫مصنٌفان؛ كا‪ٞ‬تامعُت ُب ا‪ٟ‬تديث‪ ،‬كال ٌدر ا‪١‬تنثور َب التفسَت‪ ،‬كاإلتقاف ُب علوـ القرآف‪ ،‬بشأ ُب القاىرة يتيمان‪ ،‬توُب سنة‪:‬‬
‫‪911‬ق‪ .‬ينظر‪ :‬حاجي خليفة‪ ،‬سلم الوصوؿ إىل طبقات الفحوؿ‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪ .248 :‬دمحم بن علي الشوكا٘ب‬
‫اليمٍت‪ ،‬البدر الطالع دبحاسن من بعد القرف السابع‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪.328 :‬‬
‫أتمل صنع النوكم فرع أبٌو بلغ رتبة االجتهاد‪...‬إْب"‪ .‬كالصواب ما أثبت‬
‫‪ -4‬كرد ُب ‪ٚ‬تيع النسخ‪":‬قاؿ السيوطي‪ٌ :‬‬
‫لوركده ُب كتاب "الرد على من أخلد إٔب االرض"‪.‬‬

‫‪087‬‬
‫فتحصل من ذلك كلًٌ ًو اتٌفاؽ القولُت على جواز العمل‬
‫السوؿ"‪ٌ ":‬‬
‫قاؿ ُب "ّناية ٌ‬
‫حق غَته على ما ذكره من‬
‫اب‪ٟ‬تديث‪ ،‬أك كجوبو ُب ح ٌق من لو علم معترب‪ ،‬كمنعو ُب ٌ‬
‫التفصيل"‪ .‬ابتهى‪.‬‬
‫ً‬
‫حق من ذيكر من العلماء فبل ٯتكن ُب ًٌ‬
‫حق‬ ‫ا‪ٞ‬تمع كإف أمكن ُب ًٌ‬ ‫كأبت خبَت أب ٌف ىذا ى‬
‫فا‪ٟ‬تق أ ٌف‬
‫ا‪١‬تصرحُت بوجوب تقليد غَت البالغ رتبة االجتهاد‪ٌ ،‬‬‫األكؿ‪ٌ ،‬‬ ‫من سلف من أىل القوؿ ٌ‬
‫ا‪ٞ‬تمع‬
‫مبٍت على جواز التجزم كعدمو كما سلف‪ ،‬كأ ٌف ىذا ى‬ ‫حقيقي‪ٌّ ،‬‬
‫ٌّ‬ ‫ا‪٠‬تبلؼ بُت القولُت‬
‫ابلصواب‪ ،‬كسيأٌب‬
‫ا‪١‬تذكور إٌ‪٪‬تا ىو قوؿ اثلث ابلتفصيل ا‪١‬تذكور‪ ،‬كىو أعدؿ األقواؿ كأكالىا ٌ‬
‫ُب ابب ً‬
‫االجتهاد مايؤيٌده‪ ،‬كيعلم منو مبٌت األقواؿ كلٌها‪ .‬كهللا أعلم‪.‬‬

‫الرد على من أخلد إىل اارض‪ ،‬ص‪ .193 :‬ككتاب‪ :‬تقرَر ً‬


‫ااستناد يف‬ ‫‪ -1‬ينظر‪ :‬عبد الر‪ٛ‬تن السيوطي ُب كتابيو‪ٌ :‬‬
‫تفسَت ااجتهاد‪ ،‬تح‪ :‬فؤاد عبد ا‪١‬تنعم أ‪ٛ‬تد‪ ،‬ط‪1403(1 :‬ق)‪ ،‬مط‪ :‬دار الدعوة‪ ،‬االسكندرية‪ ،‬ص‪.63 :‬‬

‫‪088‬‬
‫الباب الثاني‬
‫في االجتياد‬
‫وفيو مقدّمة وثالثة فصول‬
‫املق ٌدمة يف بياف حقيقتو كأنواعو‪:‬‬

‫ااجتهاد‪ :‬لغة‪ :‬استفراغي الوس ًع؛ ُب ٖتصيل أمر ٌ‬


‫يشق‪ ،‬من ا‪ٞ‬تىهد (ابلفتح) ا‪١‬تش ٌقة أك‬
‫(كابلضم) الطٌاقة‪.1‬‬
‫ٌ‬ ‫بو‬
‫كاصطالحا‪ : 2‬اب‪١‬تعٌت األعم‪ :‬استفراغي الوس ًع؛ ُب ٖتصيل و‬
‫شيء من األحكاـ على و‬
‫كجو‬ ‫ٌ‬
‫العجز عن ا‪١‬تزيد فيو‪ ،‬فيشمل العلوـ الفقهية كاللٌغوية كالعقلية مثبلن‪.‬‬
‫ي٭ت ٌ من بفسو ى‬

‫هد‬
‫أجهدت‪ ،‬كا‪ٞ‬تي ي‬
‫ي‬ ‫جهدت بفسي ك‬ ‫ي‬ ‫مل عليو ما يقاربو‪ .‬يقاؿ‬ ‫فارس‪":‬ا‪ٞ‬تيم كا‪٢‬تاء كالدَّاؿ أصليوي ا‪١‬تش َّقةي‪ٍ ،‬بَّ ي٭ت ي‬
‫ي‬ ‫‪ -1‬قاؿ ابن‬
‫ين ىال ىً‪٬‬ت يدك ىف إًَّال يج ٍه ىد يىم"[التوبة‪.]79 :‬ينظر‪ :‬ابن فارس‪ ،‬مقاَيس اللغة‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪:‬‬ ‫اَّلل تعأب‪ً َّ :‬‬
‫"كالذ ى‬ ‫ى‬ ‫الطٌاقةي‪ .‬قاؿ َّ‬
‫شاؽ فهو ىٍ‪٣‬تهود‪ .‬قاؿ‪ :‬كا‪ٞ‬تي ٍهد لغةن هبذا ا‪١‬تعٌت‪ .‬قاؿ‪:‬‬‫‪ .486‬قاؿ اللٍَّيث‪":‬ا‪ٞ‬تى ٍهد‪ :‬ما ىج ىهد اإلبسا ىف من مرض أك أمر وٌ‬
‫اجتهدت رأيي كبفسي ح َّىت‬
‫ي‬ ‫ت ىج ٍهدم‪ ،‬ك‬
‫ك غايةى األىمر الذم ال أتىلو عن ا‪ٞ‬تى ٍهد فيو‪ .‬تقوؿ‪ :‬ىج ىه ٍد ي‬ ‫كا‪ٞ‬تى ٍهد أيضان‪ :‬بليوغي ى‬
‫بلغت بو ا‪ٞ‬تى ٍهد‪ :‬أم الغاية‪ ،...‬كأما ا‪ٞ‬تيهد فالطٌاقة‪ ،‬يقاؿ‪ :‬اجهد يج ٍه ىدؾ"‪ .‬ينظر‪:‬‬ ‫الفراء‪ :‬ي‬ ‫بلغت ‪٣‬تهودم‪ .‬كقاؿ ٌ‬ ‫ي‬
‫األزىرم‪ ،‬هتذَب اللغة‪ ،‬ج‪ ،6 :‬ص‪.26 :‬‬
‫السؤؿ كاجلدؿ كاألمل يف ًع ٍل ىمي األصوؿ كاجلدؿ‪ ،‬ط‪:‬‬
‫‪َ -2‬نظر‪ :‬ابن ا‪ٟ‬تاجب (ت‪646 :‬ق)‪ ،‬خمتصر منتهى ٌ‬
‫‪1467(1‬ق‪2006/‬ـ)‪ ،‬تح‪ :‬بذير ‪ٛ‬تادك‪ ،‬مط‪ :‬دار ابن حزـ‪ ،‬بَتكت‪ ،‬لبناف‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪ .1204 :‬النوكم (ت‪:‬‬
‫‪676‬ىػ)‪ ،‬آداب الفتول كاملفيت كاملستفيت‪ ،‬تح‪ :‬بساـ عبد الوىاب ا‪ٞ‬تايب‪ ،‬ط‪(1 :‬د ت ط)‪ ،‬مط‪ :‬دار الفكر‪،‬‬
‫دمشق‪ ،‬ص‪ .23 :‬اتج الدين السبكي (ت‪771 :‬ىػ)‪ ،‬مجع اجلوامع ابن السبُي‪ ،‬ص‪ .118 :‬عبد الرحيم بن‬
‫ا‪ٟ‬تسن اإلسنوم (ت‪772 :‬ىػ)‪ ،‬هناَة السوؿ شرح منهاج الوصوؿ‪ ،‬ط‪1420(1 :‬ىػ‪1999/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار الكتب‬
‫العلمية‪ ،‬بَتكت‪ ،‬ص‪.394 :‬‬

‫‪111‬‬
‫شرعي‪ ،2‬بطر و‬
‫يقة‬ ‫ٌو‬ ‫ٖتصيل ظى ٌون ْتك وم‬
‫ً‬ ‫الوسع؛ ُب‬ ‫ً‪1‬‬
‫األخص ‪ :‬استفراغي الفقيو‬ ‫كابملعٌت‬
‫ى‬ ‫ٌ‬
‫فيما ٓب يينقل عن النٌ ي ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪.-‬‬

‫‪ -1‬أضاؼ بعض األصوليُت؛ كابن ا‪ٟ‬تاجب ُب ح ٌد االجتهاد قيد "الفقيو"‪ ،‬كىذه اإلضافة ال ب ٌد منها؛ لذا قاؿ دمحم‬
‫يسمى اجتهادان اصطبلحان"‪ .‬ينظر‪ :‬دمحم بن علي‬ ‫ابن علي الشوكا٘ب‪":‬كال ب ٌد من ذلك؛ فإ ٌف بذؿ غَت الفقيو كسعو ال ٌ‬
‫الشوكا٘ب‪ ،‬إرشاد الفحوؿ‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪ .206 :‬فيخرج هبذا القيد ه‬
‫كثَت من ا‪١‬تشتغلُت ابلعلوـ اإلسبلمية؛ كعلم الكبلـ‪،‬‬
‫السَتة‪ ،‬أك التصوؼ ك‪٨‬توىا‪ .‬كا‪١‬تراد ابلفقيو ُب ىذا ا‪١‬تقاـ‪ :‬صاحب ا‪١‬تلكة‪ ،‬كلي ا‪ٟ‬تافظ للفركع؛ يقوؿ‬ ‫أك ٌ‬
‫اللكنوم‪":‬ا‪١‬تراد من الفقيو‪ :‬من أتقن ‪١‬تباديو؛ أم مبادئ الفقو‪ْ ،‬تيث يقدر على استخراجو من القوؿ إٔب الفعل‪...،‬‬
‫و‬
‫ابجتهاد اصطبلحان"‪ .‬عبد االعلي‬ ‫كلي من ٭تفظ الفركع الفقهية‪ ،‬فقط على ما شاع اآلف؛ أل ٌف بذؿ سعيو لي‬
‫اللٌكنوم (ت‪1225 :‬ق)‪ ،‬فواتح الرمحوت بشرح يمسل َّم الثبوت‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪.404 :‬‬
‫االستغناء عنو بكلمة "الفقيو"؛ لذا قاؿ جبلؿ الدين احمللي عقب قوؿ ابن‬ ‫شرعي" ٯتكن ً‬
‫‪ -2‬إضافة قيد " وٌ‬
‫شرعي"‪ .‬ينظر‪ :‬حاشية‬
‫وٌ‬ ‫ظن ْتك وم" ما ٌ‬
‫بصو‪":‬من حيث إبٌو فقيوه‪ ،‬فبل حاجة إٔب قوؿ ابن ا‪ٟ‬تاجب‬ ‫السبكي‪":‬لتحصيل ٌو‬
‫ٌ‬
‫السبُي‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪.380 :‬‬ ‫البناين على شرح احمللٌي على منت مجع اجلوامع لتاج الدَن ٌ‬

‫‪110‬‬
‫السبكي‪ 4‬كالبيضاكم‪.5‬‬
‫ٌ‬ ‫ابن‬
‫ك‬ ‫‪3‬‬
‫النوكم‬
‫ك‬ ‫‪2‬‬
‫اإلسنوم‬
‫ك‬ ‫‪1‬‬
‫كىو حاصل ما البن ا‪ٟ‬تاجب‬

‫كٗترج بو‬
‫الكردم‪ ،‬ا‪١‬تالكي‪ ،‬درس ّتامع دمشق‪ٌ ،‬‬ ‫‪ -1‬ابن الاجب‪ :‬أبو عمرك عثماف بن عمر بن أيب بكر بن يوب‬
‫األصحاب‪ ،‬قاؿ ابن خلٌكاف‪":‬كاف من أحسن ىخلٍ ًق هللا ًذىنان"‪ .‬صاحب التصابيف ا‪١‬تفيدة‪ :‬ا‪١‬تختصر األصوٕب كالفرعي‪.‬‬
‫توُب سنة‪646 :‬ىػ‪َ .‬نظر‪ :‬ابن خلكاف (ت‪681 :‬ىػ)‪ ،‬كفيات األعياف كأنباء أبناء الزماف‪ ،‬ج‪ ، 3 :‬ص‪.250 :‬‬
‫الذى ي‪ ،‬سَت أعالـ النبالء‪ ،‬ج‪ ،23 :‬ص‪ .264 :‬ابن فرحوف (ت‪799 :‬ىػ)‪ ،‬الدَباج املذىب يف معرفة أعياف‬
‫علماء املذىب‪ ،‬ج‪ ، 2 :‬ص‪.86 :‬‬
‫‪ -2‬اإلسنول‪ :‬عبد الرحيم بن ا‪ٟ‬تسن بن على اإلسنول‪ ،‬شيخ الشافعية كمفتيهم كمصنٌفهم ٌ‬
‫كمدرسهم‪ ،‬قاؿ ابن‬
‫حجر‪":‬صنٌف التصابيف ا‪١‬تفيدة‪ ،"...‬ككاف فقيهان ماىران كمعلٌمان انصحان كمفيدان صا‪ٟ‬تان‪ ،‬توُب سنة‪772 :‬ىػ‪ .‬من‬
‫تصابيفو‪ :‬التمهيد‪ ،‬شرح منهاج البيضاكل‪ .‬ينظر‪ :‬ابن ا‪١‬تلقن سراج الدين عمر بن علي (ت‪ 804 :‬ىػ)‪ ،‬العقد املذىب‬
‫يف طبقات محلة املذىب‪ ،‬ص‪ .410 :‬ابن حجر العسقبل٘ب (ت‪852 :‬ىػ)‪ ،‬الدرر الُامنة‪ ،‬تح‪ :‬دمحم عبد ا‪١‬تعيد‬
‫ضاف‪ ،‬ط‪1392(2 :‬ىػ‪1972/‬ـ)‪ ،‬مط‪٣ :‬تل دائرة ا‪١‬تعارؼ‪ ،‬صيدر اابد‪ ،‬ا‪٢‬تند‪ ،‬ج‪ ،3 :‬ص‪.147 :‬‬
‫النوكم بسبة إٔب بػى ىول‪ ،‬كىي من قرل سورية‪ٍ ،‬ب الدمشقي‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫‪ -3‬النوكم‪٤ :‬تيي الدين أبو زكراي ٭تِت بن شرؼ بن يمًٌرم‪،‬‬
‫الشافعي‪ ،‬كلد سنة‪631 :‬ىػ‪ ،‬اشتغل ابلتصنيف كالنٌصح للمسلمُت ككالٌهتم‪ ،‬ككاف ‪٤‬ت ٌققان ُب علمو كفنوبو‪ ،‬حافظان‬
‫‪ٟ‬تديث رسوؿ هللا ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ ،-‬حافظان للمذىب كقواعده كأصولو‪ ،‬من كتبو‪ :‬شرح صحيح مسلم‪ ،‬ا‪١‬ته ٌذب‪ .‬توُب سنة‪:‬‬
‫‪676‬ق‪َ .‬نظر‪ :‬الذى ي‪ ،‬اترَخ اإلسالـ ككفيات املشاىَت كاألعالـ‪ ،‬ج‪ ،15 :‬ص‪ .324 :‬اتج الدين السبكي (ت‪:‬‬
‫‪771‬ىػ)‪ ،‬طبقات الشافعية الُربل‪ ،‬ج‪ ،8:‬ص‪ .395 :‬ابن كثَت (ت‪774 :‬ىػ)‪ ،‬طبقات الشافعيُت‪ ،‬تح‪ :‬أ‪ٛ‬تد‬
‫عمر ىاشم‪ ،‬ط‪1413( :‬ىػ‪1993/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬مكتبة الثقافة الدينية‪ ،‬ج‪ 1 :‬ص‪.909 :‬‬
‫‪ -4‬ابن السبُي‪ :‬اتج ال ٌدين أبو بصر عبد الوىاب بن علي بن عبد الكاُب بن علي بن ٘تٌاـ بن يوسف بن موسى ابن‬
‫السبكي الشافعي‪ٝ ،‬تع ٔتصر من ‪ٚ‬تاعة‪ٍ ،‬ب قدـ دمشق مع كالده ُب ‪ٚ‬تادل اآلخرة سنة تسع كثبلثُت‪ ،‬ك‪ٝ‬تع هبا‬ ‫٘تٌاـ ٌ‬
‫كٗترج بو‪ .‬كصنٌف ا‪١‬تصنٌفات الكثَتة منها‪:‬‬
‫ا‪١‬تزم‪ ،‬كالزـ الذى ي‪ٌ ،‬‬
‫من ‪ٚ‬تاعةه‪ ،‬كاشتغل على كالده كغَته‪ ،‬كقرأ على ا‪ٟ‬تافظ ٌ‬
‫شرح ‪٥‬تتصر ابن ا‪ٟ‬تاجب‪ ،‬ك‪ٚ‬تع ا‪ٞ‬توامع ُب أصوؿ الفقو‪ ،‬كشرحو بشرح ‪ٝ‬تٌاه منع ا‪١‬توابع‪ .‬توُب سنة‪771 :‬ق‪َ .‬نظر‪:‬‬
‫أبو الفداء إ‪ٝ‬تاعيل بن عمر بن كثَت (ت‪774 :‬ق)‪ ،‬البداَة كالنهاَة‪ ،‬مط‪ :‬دار الفكر‪ ،‬ط‪1407( :‬ىػ‪1986/‬ـ)‪،‬‬
‫ج‪ ،14 :‬ص‪ .295 :‬ابن حجر‪ :‬الدرر الُامنة‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪ .425 :‬عبد ا‪ٟ‬تي بن أ‪ٛ‬تد بن دمحم بن العماد (ت‪:‬‬
‫‪1089‬ىػ)‪ ،‬شذرات الذىب يف أخبار من ذىب‪،‬تح‪٤ :‬تمود األرانؤكط‪ ،‬ط‪1406(1 :‬ىػ‪1986/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار ابن‬
‫كثَت‪ ،‬بَتكت‪ ،‬ج‪ ،8 :‬ص‪.378 :‬‬
‫‪ -5‬البيضاكم‪ :‬عبد هللا بن عمر بن دمحم بن علي أبو ا‪٠‬تَت القاضي انصر الدين البيضاكم‪ ،‬كاف إمامان ٌ‬
‫مربزان بظٌاران‪ ،‬كٕب‬
‫قضاء القضاة بشَتاز‪ ،‬من تصابيفو‪ :‬الطٌوالع‪ ،‬كا‪١‬تصباح ُب أصوؿ الدين‪ ،‬كالغاية القصول ُب الفقو‪ .‬توَب بتربيز ُب سنة‬

‫‪111‬‬
‫مطلق أك مقيٌ هد‪.‬‬
‫أصناؼ‪ :‬فهو ٌإما ه‬
‫ه‬ ‫كلو أبواعه؛ أل ٌف ا‪١‬تتٌصف ابلعلم‬
‫منتسب‪.‬‬
‫ه‬ ‫كاألكؿ‪ٌ :‬إما مستقلٌّ أك‬
‫ٌ‬
‫كالثاين‪ٌ :‬إما ببعض الفنوف كأبواهبا كمسائلها أك ببعض ا‪١‬تذاىب‪.‬‬
‫كالثاين‪ٌ :‬إما مع القدرة على استنباط األحكاـ من األدلٌة كبصوص إمامو على طبق‬
‫قواعده كأصولو أـ ال‪ ،‬كالثاين‪ٌ :‬إما مع القدرة على الًتجيح ُب بعض أقواؿ مذىبو على بعض‬
‫ُب ‪ٚ‬تيع األبواب أـ ال‪ ،‬كالثاين‪ٌ :‬إما مع القدرة على الًتجيح ُب بعض األبواب أـ ال‪،‬‬
‫معترب‪.‬‬
‫علم ه‬ ‫كالثاين‪ُ :‬ب رتبة العو ٌاـ حكمان كإف كاف لو ه‬
‫‪1‬‬
‫ؼ‬
‫ا‪١‬تتصر ي‬
‫ٌ‬ ‫ىو‬ ‫اإلطبلؽ‪:‬‬ ‫عند‬ ‫اد‬
‫ر‬ ‫ا‪١‬ت‬
‫ك‬ ‫ها‪،‬‬‫ي‬‫ل‬‫أفض‬
‫ك‬ ‫ها‬‫ي‬‫ل‬‫أكم‬ ‫كىو‬ ‫‪:‬‬ ‫املستقل‬
‫ٌ‬ ‫أكهل ا ‪ :‬املطلق‬
‫ٌ‬
‫‪2‬‬
‫الشرعية كفنوّنا‪ ،‬ا‪١‬تستقل بتمهيد قواعد مشارع األحكاـ كقوابينها‪ ،‬غَتي‬‫ُب ‪ٚ‬تيع األبواب ٌ‬
‫اتب وع غَته ُب و‬
‫شيء منها‪.‬‬ ‫ى‬
‫كرًسم أببٌو‪":‬الفقيو ذك الدرجة الوسطى‪ ،‬عربيةن صرفان ك‪٨‬توان كببلغةن‪ ،‬كأصوالن" ‪ ،‬عارفان‬
‫‪3‬‬
‫ي‬
‫ً ‪4‬‬
‫أبدلٌة األحكاـ كتاابن كسنٌةن‪ ،‬كاعتي ىرب إليقاع االجتهاد منو ال كوبيو صفةن ُب اجملتهد بل كوبيو‬
‫صحيح‬
‫و‬ ‫خبَتان ٔتواقع اإل‪ٚ‬تاع‪ ،‬كموارد النسخ‪ ،‬كأسباب النزكؿ‪ ،‬كشركط التواتر كاآلحاد من‬
‫ًً‬ ‫و و‬
‫أئمة ذلك‬
‫ابلرجوع إٔب ٌ‬ ‫كحس ون كضعيف كحاؿ ٌ‬
‫الركاة‪ ،‬فىػييكت ىفى ُب ا‪٠‬تربة هبذا كلٌو ُب زمابنا ٌ‬
‫الشأف‪.5‬‬‫ٌ‬

‫‪691‬ىػ‪ ،‬كقيل‪685 :‬ىػ‪ .‬ينظر‪ :‬ابن السبكي‪ ،‬طبقات الشافعية الُربل‪ ،‬ج‪ ،8 :‬ص‪ .157 :‬حاجي خليفة‬
‫(ت‪1067:‬ىػ)‪ ،‬سلم الوصوؿ إىل طبقات الفحوؿ‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪.219 :‬‬
‫‪ -1‬ينظر‪ :‬الغزإب‪ ،‬املستصفى‪ ،‬ص‪ .368 :‬ابن الصبلح‪ ،‬أدب املفيت كاملستفيت‪ ،‬ص‪ .27 :‬أبو زرعة العراقي‪،‬‬
‫الغيث اهلامع شرح مجع اجلوامع‪ ،‬ص‪ .693 :‬ابن قدامة‪ ،‬ركضة الناظر كجنة املناظر‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪.333 :‬‬
‫‪ -2‬مشارع‪ :‬سقطت من ج‪.‬‬
‫السبُي‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪.384 :‬‬
‫‪ -3‬ينظر‪ :‬حاشية البناين على شرح احمللٌي على منت مجع اجلوامع لتاج الدَن ٌ‬
‫‪ -4‬ينظر‪ :‬املصدر نفسو‪ :‬ج‪ ،2 :‬ص‪.384 :‬‬
‫السبكي‪ .‬ينظر‪ :‬حاشية البناين‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪.384 :‬‬
‫تقي الدين ٌ‬
‫السبكي عن كالد ٌ‬
‫اتج الدين ٌ‬
‫القوؿ ي‬
‫‪ -5‬بقل ىذا ى‬

‫‪112‬‬
‫خبلؼ‪ ،‬كالصحيح عدـ‬ ‫ه‬ ‫كُب اشًتاط علم الكبلـ‪ ،‬كتفاريع الفقو‪ ،‬كا‪ٟ‬تساب‪ ،‬ك‪٨‬توىا‬
‫بياف ُب فضل شركط اجملتهد البلٌ ًزـ منها ٖت ٌق يق ماىيتً ًو‪.‬‬
‫يد و‬ ‫‪1‬‬
‫اشًتاطها ‪ ،‬كسيأٌب لذلك مز ي‬
‫ا‪١‬تستقل‪ ،‬إالٌ أبٌو ٓب يبتكر‪ 2‬لنفسو‬
‫ٌ‬ ‫الثاين‪ :‬املطلق املنتسب‪ :‬كىو "ا‪١‬تتٌصف بصفات‬
‫أئمة ا‪١‬تذاىب‪ ،‬فهذا‬
‫كا‪١‬تستقل‪ ،‬بل سلك طريقة إماـ من ٌ‬
‫ٌ‬ ‫اعد كأصوالن لبناء األحكاـ عليها‬
‫قو ى‬
‫السيوطي بعد بقل ما ذكر‪ :‬ىذا ٖترير الفرؽ بينهما؛‬‫منتسب ال مستقلٌّ كال مقيٌ هد‪ ،‬قاؿ ٌ‬
‫ه‬ ‫مطلق‬
‫ه‬
‫مطلق كلي كل و‬
‫مستقبلن‪ ،‬كهبذا‬
‫ٌ‬ ‫مطلق‬ ‫مستقل ه‬‫وٌ‬ ‫كخصوص‪ ،‬فكل‬
‫ه‬ ‫عموـ‬
‫ا‪١‬تستقل كا‪١‬تطلق ه‬
‫ٌ‬ ‫فبُت‬
‫صرح بو ابن الصبلح ٍبٌ النوكم؛ قاؿ‪ُ :‬ب "شرح ا‪١‬ته ٌذب"‪ :3‬ا‪١‬تفتوف قسماف؛‬ ‫الذم ذكرانه ٌ‬
‫ا‪١‬تستقل كىو ا‪١‬تنتسب‪ ،‬كلو أربعة‬
‫ٌ‬ ‫مستقل كغَته‪ ،...‬إٔب أف قاؿ‪ :‬القسم الثا٘ب‪ :‬ا‪١‬تفيت الغَت‬
‫ٌ‬
‫‪4‬‬
‫أحواؿ ‪:‬‬
‫أحدىا‪ :‬أف اليكوف مقلٌدان إلمامو‪ ،‬ال ُب ا‪١‬تذىب كال ُب دليلو؛ التٌصافو بصفة‬
‫ا‪١‬تستقل‪ ،‬كإٌ‪٪‬تا ينسب إليو لسلوؾ طريقو ُب االجتهاد‪ ،‬ك ٌادعى األستاذ أبو إسحاؽ ىذه‬ ‫ٌ‬
‫الصفة ألصحابنا‪ ،‬فحكى عن أصحاب مالك كأ‪ٛ‬تد كداكد كأكثر ا‪ٟ‬تنفية أ ٌّنم صاركا إٔب‬
‫الصحيح الذم ذىب إليو احمل ٌققوف ما ذىب إليو‬ ‫أئمتهم تقليدان ‪٢‬تم‪ٍ ،‬بٌ قاؿ‪ :‬ك ٌ‬
‫مذاىب ٌ‬
‫أصحابينا‪ ،‬كىو ٌأّنم صاركا إٔب مذىب الشافعي ال تقليدان لو‪ ،‬بل ‪١‬تا كجدكا طريقو أس ٌد الطرؽ‬

‫السبُي‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪ .385 :‬عبد‬


‫‪ -1‬ينظر‪ :‬حاشية البناين على شرح احمللٌي على منت مجع اجلوامع لتاج الدَن ٌ‬
‫السعود‪ ،‬تقد‪ٙ‬ب‪ :‬الدام كلد سيدم اباب‪( ،‬د ت ط)‪ ،‬مط‪:‬‬
‫هللا بن إبراىيم العلوم الشنقيطي‪ ،‬نشر البنود على مراقي ٌ‬
‫فضالة‪ ،‬ا‪١‬تغرب‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪.321 :‬‬
‫الصواب ما أثبت‪.‬‬
‫‪ُ -2‬ب ج‪ٓ :‬ب يتف ٌكر‪ .‬ك ٌ‬
‫‪ -3‬ينظر‪ :‬أبو زكراي ‪٤‬تيي الدين ٭تِت بن شرؼ النوكم (ت‪676 :‬ىػ)‪ ،‬اجملموع شرح املهذب مع تُملة السبُي‬
‫كاملطيعي‪( ،‬د ت ط)‪ ،‬مط‪ :‬دار الفكر‪ ،‬بَتكت‪ ،‬لبناف‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪.42 :‬‬
‫‪ -4‬عبارتو‪":‬كللمفيت ا‪١‬تنتسب أربعة أحواؿ"‪ .‬ينظر‪ :‬أبو زكراي ‪٤‬تيي الدين ٭تِت بن شرؼ النوكم (ت‪676 :‬ىػ)‪،‬‬
‫اجملموع شرح املهذب‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪.43 :‬‬

‫‪113‬‬
‫‪1‬‬
‫ُب االجتهاد كالقياس‪ ،‬كٓب يكن ‪٢‬تم ٌّ‬
‫بد من االجتهاد سلكوا طريقو‪ ،‬فطلبوا معرفة األحكاـ‬
‫بطريق الشافعي ال مقلٌدين لو‪.‬‬
‫ً‬
‫السنجي‪٨ 2‬تو ىذا‪ ،‬فقاؿ‪ :‬اتٌبعنا الشافعي دكف غَته؛ أل ٌان كجدان قولو‬
‫كذكر أبو علي ٌ‬
‫‪3‬‬
‫افق ‪١‬تا‬
‫أرجح األقواؿ كأعد‪٢‬تا‪ ،‬ال أ ٌان قلٌدانه‪ ،‬قاؿ النوكم من زايدتو‪ :‬كىذا الذم ذكر مو ه‬
‫أمرىم بو الشافعي‪ٍ ،‬بٌ ا‪١‬تز٘ب‪ُ 4‬ب ٌأكؿ ‪٥‬تتصره كغَته‪.6"5‬‬
‫‪1‬‬
‫مابصو‪":‬ك ٌأما بسبة ىؤالء للشافعي؛ فؤل ٌّنم ىجىركا‬
‫ٌ‬ ‫الركض"‪ 7‬لزكراي‬
‫كُب "األبوار كشرح ٌ‬
‫على طريقو ُب االجتهاد‪ ،‬كاستعماؿ األدلٌة كترتيب بعضها على بعض‪ ،‬ككفاؽ اجتهاده‪ ،‬كإف‬

‫‪ُ -1‬ب ج‪ :‬أحكاـ‪.‬‬


‫ً‬
‫األئمة ا‪١‬تتقنُت‪ ،‬أخذ الفقو‬
‫السنجي الفقيو الشافعي‪ ،‬أحد ٌ‬‫السنجي‪ :‬أبو علي ا‪ٟ‬تسُت بن شعيب بن دمحم ٌ‬ ‫‪ -2‬أبو علي ٌ‬
‫ٓتراساف عن أيب بكر عبد هللا القفاؿ ا‪١‬تركزم كالشيخ أبو دمحم ا‪ٞ‬تويٍت كالد إماـ ا‪ٟ‬ترمُت‪ ،‬كاف فقيو أىل مرك ُب عصره‪.‬‬
‫السُت ا‪١‬تهملة كسكوف النوف‬ ‫ً‬
‫السنجي ‪-‬بكسر ٌ‬
‫كابت كفاتو ُب سنة بيف كثبلثُت كأربعمائة‪- ،‬ر‪ٛ‬تو هللا تعأب‪ .-‬ك ٌ‬
‫كبعدىا جيم‪ -‬بسبةن إٔب ًسنج‪ ،‬كىي قريةه كبَتةه من قرل ىم ٍرك‪ .‬ينظر‪ :‬الذى ي‪ ،‬اترَخ اإلسالـ ككفيات املشاىَت‬
‫كاألعالـ‪ ،‬ج‪ ،8 :‬ص‪ .450 :‬ابن كثَت‪ ،‬طبقات الشافعيُت‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪ .389 :‬ابن خلكاف‪ ،‬كفيات األعياف‪ ،‬ج‪:‬‬
‫‪ ،2‬ص‪.135 :‬‬
‫‪ -3‬ذكر‪ :‬سقطت من ج‪.‬‬
‫‪ -4‬املزين‪ :‬ىو أبو إبراىيم إ‪ٝ‬تاعيل بن ٭تِت بن إ‪ٝ‬تاعيل بن عمرك بن إسحاؽ ا‪١‬تز٘ب‪ ،‬صاحب اإلماـ الشافعي‪ ،‬من أىل‬
‫غواصان على ا‪١‬تعا٘ب الدقيقة‪ ،‬صنٌف كتبان كثَتةن ُب مذىب اإلماـ الشافعي‪ ،‬منها‪:‬‬
‫مصر‪ ،‬ككاف زاىدان عا‪١‬تان ‪٣‬تتهدان ‪٤‬تجاجان ٌ‬
‫ا‪ٞ‬تامع الصغَت‪ ،‬كا‪١‬تنثور‪ ،‬ككتاب الواثئق‪ ،‬كغَت ذلك‪ ،‬كقاؿ الشافعي ُب ح ٌقو‪ :‬ا‪١‬تز٘ب انصر مذى ي‪ .‬توُب سنة‪264 :‬ق‪.‬‬
‫ينظر‪ :‬ابن السبكي‪ ،‬طبقات الشافعية الُربل‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪ .93 :‬ابن كثَت‪ ،‬طبقات الشافعيُت‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪:‬‬
‫‪ .122‬ابن خلكاف‪ :‬كفيات األعياف‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪.217 :‬‬
‫بصو‪":‬دعول ابتفاء التقليد عنهم مطلقان ال‬
‫‪ -5‬يذكر النوكم ‪-‬ر‪ٛ‬تو هللا‪ -‬بعد ىذا النقل قوؿ أيب عمرك بن الصبلح ما ٌ‬
‫يستقيم‪ ،‬كال يبلئم ا‪١‬تعلوـ من حا‪٢‬تم أك حاؿ أكثرىم"‪.‬اىػ ينظر‪ :‬أبو زكراي ‪٤‬تيي الدين ٭تِت بن شرؼ النوكم‬
‫(ت‪676:‬ىػ)‪ ،‬اجملموع شرح املهذب‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪.43 :‬‬
‫الرد على من أخلد إىل األرض‪ ،‬ص‪ .114 :‬مع تغيَت يسَت ال يؤثٌر على ا‪١‬تعٌت ا‪١‬تقصود‪.‬‬
‫السيوطي‪ٌ ،‬‬
‫‪ٌ -6‬‬
‫كلعل الصواب‪ :‬كُب "أسٌت ا‪١‬تطالب ُب شرح ركض الطالب أليب زكراي األبصارم"؛ أل ٌف‬
‫‪ -7‬ىكذا كرد ُب ‪ٚ‬تيع النسخ‪ٌ ،‬‬
‫أل ٌف العبارة بتمامها كردت فيو‪.‬‬

‫‪114‬‬
‫‪2‬‬
‫السيوطي‬
‫ٌ‬ ‫عاىا‬ ‫اد‬
‫ٌ‬ ‫ا‪١‬تنتسب‬ ‫تبة‬
‫ر‬ ‫م‬ ‫أعٍت‬ ‫تبة؛‬
‫الر‬
‫ٌ‬ ‫كىذه‬ ‫‪.‬‬ ‫ػ‬‫ى‬ ‫ا‬‫‪.‬‬ ‫خالف أحياانن ٓب يػيبىاليوا اب‪١‬تخالفة"‬
‫‪3‬‬
‫ط ألىل عصران من ظنٌهم ترادؼ ا‪١‬تطلق‬ ‫لنفسو ‪ ،‬ك‪ٚ‬تاعةه من قبلو؛ فقاؿ‪":‬كإٌ‪٪‬تا جاء الغىلى ي‬

‫‪ -1‬زكراي بن دمحم بن زكراي األنصارم‪ :‬زين الدين أبو ٭تِت السنيكي‪ ،‬قاض مفسر‪ ،‬من حفاظ ا‪ٟ‬تديث‪ .‬كلد ُب سنيكة‬
‫بشرقية مصر‪ ،‬قرأ ُب ‪ٚ‬تيع الفنوف كأذف لو شيوخو ابإلفتاء كالتدري كتص ٌدر كأفىت كأقرأ كصنٌف التصابيف منها‪ :‬فتح‬
‫الر‪ٛ‬تن ُب التفسَت‪ ،‬كٖتفة البارم على صحيح البخارم‪ ،‬كالدقائق احملكمة ُب القراآت‪ ،‬كغَتىا‪ .‬توُب سنة ‪926‬ىػ‪.‬‬
‫َنظر‪ :‬دمحم بن علي الشوكا٘ب (ت‪1250 :‬ىػ)‪ ،‬البدر الطالع دبحاسن من بعد القرف السابع‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪.252 :‬‬
‫‪َ -2‬نظر‪ :‬النوكم (ت‪676 :‬ىػ)‪ ،‬ركضة الطالبُت‪ ،‬ج‪ ،11 :‬ص‪ .101 :‬زكراي بن دمحم بن زكراي األبصارم‬
‫(ت‪926:‬ىػ)‪ ،‬أسٌت املطالب يف شرح ركض الطالب‪( ،‬د ت ط)‪ ،‬مط‪ :‬دار الكتاب اإلسبلمي‪ ،‬ج‪ ،4 :‬ص‪:‬‬
‫‪.281‬‬
‫كملت عندم اآلف آالت االجتهاد ْتمد هللا تعأب‪ ،‬أقوؿ ذلك ٖت ٌد ناث بنعمة هللا‬ ‫السيوطي ‪-‬ر‪ٛ‬تو هللا‪":-‬كقد ي‬ ‫‪ -3‬قاؿ ٌ‬
‫أطيب‬ ‫يب‪ ،‬كذىب‬ ‫و‬
‫ي‬ ‫الش ي‬
‫حيل‪ ،‬كبدا ٌ‬
‫الر ي‬‫يطلب ٖتصيليها ابلفخر‪ ،‬كقد أزؼ ٌ‬ ‫ى‬ ‫حىت‬
‫أم شيء ُب ال ٌدبيا ٌ‬ ‫تعأب ال فخران؛ ك ٌ‬
‫و‬
‫مسألة مصنٌفان أبقوا‪٢‬تا كأدلٌتها النٌقلية كالقياسية‪ ،‬كمداركها كبقوضها كأجوبتها‪،‬‬ ‫شئت أف أكتب ُب ًٌ‬
‫كل‬ ‫العم ًر! كلو ي‬
‫بقوٌب‪ ،‬فبل حوؿ كال ٌقوة إالٌ ابهلل‪ ،‬ما‬
‫ت على ذلك من فضل هللا‪ ،‬ال ْتوٕب كال ٌ‬ ‫كا‪١‬توازبة بُت اختبلؼ ا‪١‬تذاىب فيها لى ىق ىد ٍر ي‬
‫شاء هللا‪ ،‬ال ٌقوة إالٌ ابهلل"‪َ .‬نظر‪ :‬السيوطي (ت‪911 :‬ىػ)‪ ،‬حسن احملاضرة يف اترَخ مصر كالقاىرة‪ ،‬تح‪ :‬دمحم أبو‬
‫الفضل إبراىيم‪ ،‬ط‪1387(1 :‬ىػ‪1967/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار إحياء الكتب العربية‪ ،‬مصر‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪.339 :‬‬
‫السخاكم (ت‪902 :‬ق)‪ ،‬كىو‬ ‫كردكا عليو دعواه‪ ،‬ك‪٦‬تٌن قاـ عليو ا‪ٟ‬تافظ ٌ‬
‫األئمة‪ٌ ،‬‬
‫كقد قاـ عليو مجع من ٌ‬
‫ضوء الالٌمع ألىل القرف التاسع"‪ ،‬كذكر عنو أشياءى كثَتة ُب دعواه العلم‬ ‫من شيوخو‪ ،‬فقد ترجم لو ُب كتابو "ال ٌ‬
‫كاالجتهاد‪ ،‬ككبلمو ُب شيوخو‪ ،‬حىت قاؿ عنو‪":‬أخذ من كتب احملمودية كغَتىا كثَتان من التصابيف ا‪١‬تتق ٌدمة اليت ال عهد‬
‫ا‪ٞ‬تاىل‬
‫ي‬ ‫يتوىم منو‬
‫كىوؿ ُب مق ٌدماهتا ٔتا ٌ‬
‫أخر‪ ،‬كبسبها لنفسو‪ٌ ،‬‬ ‫لكث وَت من العصريُت هبا ُب فنوف‪ٌ ،‬‬
‫فغَت فيها يسَتان‪ ،‬كق ٌدـ ك ٌ‬
‫جرده من مصنٌف البن تيمية‪ ،‬كاستعاف يب ُب أكثره‪."...‬‬ ‫شيئان ‪٦‬تٌا ال يوُب ببعضو‪ ،‬ك ٌأكؿ ما أبرز جزءان لو ُب ٖتر‪ٙ‬ب ا‪١‬تنطق‪ٌ ،‬‬
‫السخاكم (ت‪902 :‬ىػ)‪ ،‬الضوء الالمع ألىل القرف التاسع‪ ،‬ج‪ ،4 :‬ص‪.66 :‬‬
‫ينظر‪ :‬مش الدين ٌ‬
‫ضوء الالٌمع"‪-‬‬ ‫لسخاكم ُب "ال ٌ‬‫كرد ما قالو فيو السخاكم‪ ،‬قاؿ الشوكا٘ب‪":‬إ ٌف ل ٌ‬
‫كقد دافع عنو الشوكاين‪ٌ ،‬‬
‫كسب شنيع‪ ،‬كابتقاص‪ ،‬كغمط ‪١‬تناقبو تصر٭تان كتلو٭تان‪ ،‬كال جرـ فذلك‬
‫ثلب فظيع‪ٌّ ،‬‬ ‫كىو من أقرابو‪ -‬تر‪ٚ‬تةن يمظلمةن‪ ،‬غالبها ه‬
‫دأبو ُب ‪ٚ‬تيع الفضبلء من أقرابو‪ ،‬كقد تناف ىو كصاحب الًت‪ٚ‬تة منافسةن أكجبت أتليف صاحب الًت‪ٚ‬تة لرسالة‬
‫السخاكم"‪ ،‬فليعرؼ ا‪١‬تطٌلع على تر‪ٚ‬تة ىذا الفاضل ُب ٌ‬
‫الضوء البلٌمع ٌأّنا صدرت من خصم لو‬ ‫‪ٝ‬تٌاىا‪":‬الُاكم لدماغ ٌ‬
‫غَت مقبوؿ عليو‪"...‬ينظر‪ :‬دمحم بن علي الشوكا٘ب (ت‪1250 :‬ىػ)‪ ،‬البدر الطالع دبحاسن من بعد القرف السابع‪ ،‬ج‪:‬‬
‫‪ ،1‬ص‪.329 :‬‬

‫‪115‬‬
‫كا‪١‬تستقل‪ ،‬كلي كذلك ‪١‬تا قد عرفٍػتىو‪ ،‬كالذم ادعيناه ىو االجتهاد ا‪١‬تطلق ال ً‬
‫االستقبلؿ‪ ،‬بل‬ ‫ٌ‬ ‫ىى‬ ‫ٌ‬
‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪٨‬تن اتبعوف لئلماـ الشافعي ‪-‬هنع هللا يضر‪ ،-‬كسالكوف طريقو ُب االجتهاد" ‪.‬‬
‫كقاؿ قبلو‪٢":‬تج كثَته من النٌاس اليوـ أب ٌف اجملتهد ا‪١‬تطلق فيقد من قد‪ٙ‬ب‪ ،‬كأبٌو ٓب يوجد من‬
‫ط منهم‪ ،3‬ما كقفوا على كبلـ العلماء‪ ،‬كال عرفوا الفرؽ بُت‬ ‫دىر إالٌ االجتهاد ا‪١‬تقيٌد‪ ،‬كىذا ىغلى ه‬
‫كل ما ذكر‬‫ا‪١‬تستقل‪ ،‬كال بُت اجملتهد ا‪١‬تقيٌد كاجملتهد ا‪١‬تنتسب‪ ،‬كبُت ًٌ‬‫ٌ‬ ‫اجملتهد ا‪١‬تطلق كاجملتهد‬
‫ينص ُب‬
‫مفقود من دىر ٌ‬ ‫ه‬ ‫ا‪١‬تستقل‬
‫ٌ‬ ‫فر هؽ‪ ،‬ك‪٢‬تذا ترل أ ٌف من كقع ُب عبارتو منهم أ ٌف اجملتهد‬
‫أعم من اجملتهد‬
‫موضع آخر على كجود اجملتهد ا‪١‬تطلق‪ .‬كالتحقيق ُب ذلك أ ٌف اجملتهد ا‪١‬تطلق ٌ‬
‫استقل بقواعده لنفسو‪ ،‬يبٍت عليها الفقو‬
‫ٌ‬ ‫ا‪١‬تستقل ىو الذم‬
‫ٌ‬ ‫ا‪١‬تستقل كغَت اجملتهد ا‪١‬تقيٌد‪ ،‬فإ ٌف‬
‫ٌ‬
‫ا‪١‬تقررة‪ ،‬كىذا شيءه قد فيقد من دىر‪ ،‬كلو أراده اإلبساف اليوـ‬
‫خارجان عن قواعد ا‪١‬تذاىب ٌ‬
‫بص عليو غَت كاحد"‪.‬ابتهى‪.4‬‬‫المتنع عليو‪ ،‬كٓب ‪٬‬تز لو‪ٌ .‬‬

‫‪ -1‬الشافعي‪ :‬سقطت من‪ :‬ج‪.‬‬


‫يظن أف اجتهادان مقيٌ هد‪،‬‬
‫بصو‪":‬كسالكوف طريقو؛ امتثاالن ألمره‪ ،‬كمعدكدكف من أصحابو‪ ،‬ككيف ٌ‬ ‫‪٘ -2‬تاـ العبارة ما ٌ‬
‫كاجملتهد ا‪١‬تقيٌد إٌ‪٪‬تا ينقص عن ا‪١‬تطلق إبخبللو اب‪ٟ‬تديث‪ ،‬أك العربية‪ ،‬كلي على كجو األرض من مشرقها إٔب مغرهبا أعلم‬
‫مٍت إالٌ أف يكوف ا‪٠‬تضر‪ ،‬أك القطب‪ ،‬أك كليٌان هلل فإ ٌف ىؤالء ٓب أقصد دخو‪٢‬تم ُب عبارٌب"‪ .‬ينظر‪:‬‬
‫اب‪ٟ‬تديث كالعربية ٌ‬
‫الرد على من أخلد إىل األرض‪ ،‬ص‪.116 :‬‬
‫السيوطي‪ٌ ،‬‬
‫‪ -3‬ىذا غلط‪ :‬سقطت من ج‪ .‬كالصواب ما أثبت‪.‬‬
‫الرد على من أخلد إىل األرض‪ ،‬ص‪.110 :‬‬
‫‪ -4‬ينظر‪ :‬السيوطي‪ٌ ،‬‬

‫‪116‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬
‫اعد األدلٌة‬
‫أصوؿ ا‪١‬تذاىب كقو ي‬
‫بصو‪ ":‬ي‬ ‫قاؿ ابن بىرىاف ا‪١‬تالكي ُب كتابو "األصوؿ" ما ٌ‬
‫‪3‬‬
‫األئمة‬
‫ث ُب األعصار خبلفيها‪ .‬كقاؿ ابن ا‪١‬تنَت ‪ :‬أتباع ٌ‬ ‫السلف‪ ،‬فبل ‪٬‬توز أف ي٭ت ىد ى‬
‫منقولةه عن ٌ‬
‫اآلف‪ 4‬الذين حازكا شركط االجتهاد ‪٣‬تتهدكف ملتزموف أف ال ٭تدثوا مذىبان؛ ٌأما كوّنم ‪٣‬تتهدين‬
‫و‬
‫مذىب‬ ‫فؤل ٌف األكصاؼ قائمةه هبم‪ ،‬ك ٌأما كوّنم ملتزمُت أف ال‪ 5‬٭تدثوا مذىبان؛ فؤل ٌف إحداث‬

‫‪ -1‬ىذا كىم؛ فابن بىرىاف‪ :‬ىو أبو الفتح أ‪ٛ‬تد بن علي بن برىاف بن ا‪ٟ‬تمامي البغدادم‪ ،‬الشافعي‪ ،‬كلي مالكيان‪ ،‬بل‬
‫كاف حنبليان ٍب تش ٌفع‪ ،‬كتف ٌقو على الغزإب كأيب بكر الشاشي كأيب ا‪ٟ‬تسن إلًكٍيا‪ ،‬كاف أحد األذكياء‪ ،‬ابرعان ُب ا‪١‬تذىب‬
‫ٖتوؿ شافعيان‪ ،‬كدرس ابلنظامية‪ .‬قاؿ ابن النٌجار‪ :‬كاف خارؽ ال ٌذكاء‪ ،‬ال‬
‫كأصولو‪ ،‬من أصحاب ابن عقيل ا‪ٟ‬تنبلي‪ٍ ،‬ب ٌ‬
‫يكاد يسمع شيئان إالٌ حفظو‪ ،‬حبلٌالن للمشكبلت‪ ،‬يضرب بو ا‪١‬تثل ُب تبحره‪ ،‬تص ٌدر لئلفادة م ٌدةن‪ ،‬كصار من أعبلـ‬
‫كأتسى ُب‬
‫ا‪١‬تهمة‪ :‬الوصوؿ إٔب األصوؿ‪ ،‬الوجيز‪ ،‬كالبسيط‪ ،‬كالوسيط‪ٌ ،‬‬ ‫الدين‪ ،‬مات كهبلن‪ ،‬سنة ‪518‬ق‪ .‬من تصابيفو ٌ‬
‫فن أصوؿ الفقو‪ .‬ينظر‪ :‬ابن السبكي‪ ،‬طبقات‬
‫تسمية ىذه الكتب الثبلثة بشيخو أيب حامد الغزإب‪ ،‬إالٌ أ ٌف موضوعها ُب ٌ‬
‫الشافعيُت‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪ .546 :‬الذى ي‪ ،‬اترَخ اإلسالـ ككفيات املشاىَت كاألعالـ‪ ،‬ج‪ ،11 :‬ص‪.285 :‬‬
‫الذى ي‪ ،‬سَت أعالـ النبالء‪ ،‬ج‪ ،19 :‬ص‪ .456 :‬مصطفى بن عبد هللا حاجي‪ ،‬سلٌم الوصوؿ إىل طبقات الفحوؿ‪،‬‬
‫تح‪٤ :‬تمود عبد القادر األرانؤكط‪ ،‬ط‪2010( :‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬مكتبة إرسيكا‪ ،‬استاببوؿ‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪.180 :‬ابن خلكاف‪،‬‬
‫كفيات األعياف‪ ،‬ج‪ ، 1 :‬ص‪.99 :‬‬
‫فن أصوؿ‬ ‫كتاب اختصرتو ُب ٌ‬
‫‪ -2‬عنواف الكامل‪":‬الوصوؿ إٔب األصوؿ"‪ .‬قاؿ عنو ابن بىرىاف ُب صدر كتابو‪":‬ىذا ه‬
‫الفقو؛ ليسهل على ا‪١‬تبتدئ حفظو كضبطو"‪ ،‬إالٌ أبٌو ٓب يذكر الكتب اليت اختصرىا منو‪ .‬ينظر‪ :‬أ‪ٛ‬تد بن علي ابن بىرىاف‬
‫البغدادم (ت‪518 :‬ق)‪ ،‬الوصوؿ إىل األصوؿ‪ ،‬تح‪ :‬عبد ا‪ٟ‬تميد علي أبو زبيد‪ ،‬ط‪1403( :‬ق‪1983/‬ـ)‪ ،‬مط‪:‬‬
‫مكتبة ا‪١‬تعارؼ‪ ،‬الرايض‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪.47 :‬‬
‫‪ -3‬ابن املنَت‪ :‬أ‪ٛ‬تد بن دمحم بن منصور بن القاسم بن ‪٥‬تتار‪ ،‬ابن ا‪١‬تنَت‪ ،‬ا‪ٞ‬تذامي‪ ،‬اإلسكندرا٘ب‪ ،‬ا‪١‬تالكي‪ ،‬كلد سنة‪:‬‬
‫ا‪١‬تتبحرين ُب ع ٌدة علوـ منها‪ :‬التفسَت كالفقو كاألصلُت‪ .‬أخذ عن ‪ٚ‬تاعة منهم ابن ا‪ٟ‬تاجب‪ .‬ككاف‬
‫األئمة ٌ‬
‫‪620‬ق‪ ،‬أحد ٌ‬
‫السبلـ يقوؿ‪ :‬الداير ا‪١‬تصرية تفتخر برجلُت ُب طرفيها‪ :‬ابن دقيق العيد بقوص‪ ،‬كابن ا‪١‬تنَت‬
‫عز ال ٌدين بن عبد ٌ‬
‫الشيخ ٌ‬
‫ابإلسكندرية‪ .‬كمن تصابيفو‪ :‬تفسَت القرآف‪ ،‬كمناسبات تراجم البخارم‪ ،‬ك‪٥‬تتصر التهذيب ُب الفقو‪ .‬كمات سنة ‪683‬ق‬
‫ابإلسكندرية‪ .‬ينظر‪ :‬الذى ي‪ ،‬اترَخ اإلسالـ ككفيات املشاىَت كاألعالـ‪ ،‬ج‪ ،15 :‬ص‪ .491 :‬ابن فرحوف‪ ،‬الدَباج‬
‫املذىب يف معرفة أعياف علماء املذىب‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪ .243 :‬مصطفى بن عبد هللا حاجي‪ ،‬سلٌم الوصوؿ إىل‬
‫طبقات الفحوؿ‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪.236 :‬‬
‫‪ُ -4‬ب ج‪ :‬إال أ ٌف‪ .‬كالصواب ما أثبت‪.‬‬
‫صحة ا‪١‬تعٌت"‪.‬‬
‫كص ٌححت ُب ا‪٢‬تامش بقوؿ‪":‬لعلٌو أالٌ ٭تدثوا بدليل ما تق ٌدـ مع ٌ‬
‫‪ٓ -5‬ب ترد ُب ‪ٚ‬تيع النسخ لفظة‪ :‬ال‪ ،‬ي‬
‫الرد على من أخلد إىل اارض"‪ ،‬للسيوطي‪.‬‬ ‫كىذا ىو الصواب؛ ا‪١‬توافق ‪١‬تا ُب كتاب " ٌ‬

‫‪117‬‬
‫ائد ْتيث يكوف لفركعو أصوؿ كقواعد مباينة لسائر قواعد ا‪١‬تتق ٌدمُت متع ٌذر الوجود؛‬ ‫زو‬
‫‪4 3‬‬
‫الستيعاب ا‪١‬تتق ٌدمُت سائر األساليب"‪ .1‬ك‪٨‬توه البن ا‪ٟ‬تاج‪ُ 2‬ب "ا‪١‬تدخل" ‪.‬‬
‫ا‪١‬تقررة ؟ فهي‬
‫لقائل أف يقوؿ‪ :‬ما مستند منع خبلؼ ىذه القواعد ا‪١‬تبتكرة‪ ،‬كاألصوؿ ٌ‬ ‫ك و‬
‫اجتهاد‬
‫ي‬ ‫إف كابت أموران اجتهاديةن فبل فرؽ يينها كبُت غَتىا ُب جواز ‪٥‬تالفتها إذا ٌأدل إليها‬
‫‪٣‬تتهد‪ ،‬أك صادمت بصان صر٭تان‪ ،‬كما يفهم من قوؿ الشافعي السابق‪":‬فما قلت من و‬
‫قوؿ‪ ،‬أك‬ ‫و‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫خبلؼ ما قلت‪ ،‬فالقوؿ ما قاؿ رسوؿ هللا‬ ‫ي‬ ‫أصلت من و‬
‫أصل‪ ،‬كفيو عن رسوؿ هللا ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪-‬‬ ‫ٌ‬

‫الرد على من أخلد إىل األرض‪ ،‬ص‪.110 :‬‬


‫‪ -1‬ينظر‪ :‬السيوطي‪ٌ ،‬‬
‫‪ -2‬ابن الاج‪ :‬أبو عبد هللا بن دمحم بن دمحم العبدرم الفاسي‪ ،‬بزيل مصر‪ ،‬كاف ن‬
‫فقيها عارفنا ٔتذىب مالك‪ ،‬قاؿ ابن‬
‫كحج ك‪ٝ‬تع ا‪١‬توطأ من ا‪ٟ‬تافظ تقي الدين عبيد األسعردم‪ ،‬كح ٌدث بو كلزـ الشيخ أاب دمحم بن‬ ‫ً‬
‫حجر‪":‬قىدـ الداير ا‪١‬تصرية ٌ‬
‫أيب ‪ٚ‬ترة كصار ملحوظان اب‪١‬تشيخة كا‪ٞ‬تبللة ٔتصر‪ ،‬كمات سنة‪ 737 :‬ق‪ .‬ينظر‪ :‬ابن فرحوف‪ ،‬الدَباج املذىب يف معرفة‬
‫أعياف علماء املذىب‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪ .321 :‬ابن حجر‪ ،‬الدرر الُامنة يف أعياف املائة الثامنة‪ ،‬ج‪ ،5 :‬ص‪.507 :‬‬
‫السيوطي‪ ،‬حسن احملاضرة يف اترَخ مصر كالقاىرة‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪.459 :‬‬
‫ٌ‬
‫فإ٘ب كنت كثَتان ما أ‪ٝ‬تع سيٌدم الشيخ العمدة العآب العامل‬‫‪ -3‬قاؿ ابن الاج يف بياف موضوعو‪ ،‬كسبب أتليفو‪ٌ ":‬‬
‫شغل إالٌ أف يعلم النٌاس‬
‫احمل ٌقق القدكة أاب دمحم عبد هللا بن أيب ‪ٛ‬تزة يقوؿ‪ :‬كددت أبٌو لو كاف من الفقهاء من لي لو ه‬
‫مقاصدىم ُب أعما‪٢‬تم‪ ،‬كيقعد إٔب التدري ُب أعماؿ النٌيات لي إالٌ‪ ،‬أك كبلمان ىذا معناه‪ ،‬فإبٌو ما أتى على كث وَت من‬
‫النٌاس إالٌ من تضييع النٌيات‪ ،‬فقد رآ٘ب ذكرت بعض ما كاف ‪٬‬ترل عنده من بعض الفوائد ُب ذلك لبعض اإلخواف‪،‬‬
‫تصرفو ُب بيتو‪ ،‬كُب عبادتو كعليو كتسببو‪ ."...‬كقاؿ ابن حجر‪ٚ":‬تع كتاابن ‪ٝ‬تٌاه‬
‫فطلب أف أ‪ٚ‬تع لو شيئان لكي يعرؼ ٌ‬
‫"ا‪١‬تدخل"‪ ،‬كثَت الفوائد؛ كشف فيو من معايب كبدع يفلعها النٌاس كيتساىلوف فيها‪ ،‬كأكثرىا ‪٦‬تا ينكر‪ ،‬كبعضها ‪٦‬تٌا‬
‫٭تتمل"‪ .‬ينظر‪ :‬ابن ا‪ٟ‬تاج (ت‪737 :‬ىػ)‪ ،‬املدخل‪( ،‬د ت ط)‪ ،‬مط‪ :‬دار الًتاث‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪ .6 :‬ابن حجر‪ ،‬الدرر‬
‫الُامنة يف أعياف املائة الثامنة‪ ،‬ج‪ ،5 :‬ص‪.507 :‬‬
‫السلف‪":‬فؤلجل ذلك كابوا خَتان ‪٦‬تٌن أتى بىعدىم‪ ،‬كال ٭تصل ‪١‬تن أيٌب بعد ىذه‬
‫‪ -4‬قاؿ ابن ا‪ٟ‬تاج بعد أف ذكر فضل ٌ‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫القركف ا‪١‬تشهود ‪٢‬تم اب‪٠‬ت ًَت ه‬
‫خَت إالٌ ابالتٌباع ‪١‬تن شهد لو صاحب العصمة ‪-‬صلوات هللا عليو كسبلمو‪ -‬اب‪٠‬تَت‪ ،‬فبقي كلٌ‬
‫السبلـ‪":-‬خَت القركف قرين‪ ،‬ثٌ الذَن‬
‫الصبلة ك ٌ‬
‫من أيٌب بىعدىم ُب ميزاّنم كمن بعض حسناهتم‪ ،‬فباف ما قاؿ ‪-‬عليو ٌ‬
‫َلوهنم‪ ،‬ثٌ الذَن َلوهنم"‪ .‬فإذا تقرر ذلك كعلًم‪ ،‬فكل من أتى بعدىم يقوؿ ُب و‬
‫بدعة ٌإّنا مستحبةه ٍب أيٌب على ذلك‬ ‫ى‬ ‫ٌ‬ ‫يى‬ ‫ٌ‬
‫و‬
‫مردكد عليو غَتي مقبوؿ‪ ،‬بل ٭تتاج أف يعرؼ أحوا‪٢‬تم ُب البدع أكال كيف كابت؟ ككيف‬ ‫و‬
‫بدليل خارج عن أصو‪٢‬تم‪ ،‬فذلك ه‬
‫كابوا يراعوف ىذا األصل كيستحفظوف عليو؟‪ ."...‬ينظر‪ :‬ابن ا‪ٟ‬تاج (ت‪737 :‬ىػ)‪ ،‬املدخل‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪.76 :‬‬

‫‪118‬‬
‫‪1‬‬
‫صرح فيو أب ٌف األصوؿ يٗتالىف كإف كابت بصوصان قطعيةن‪ ،‬فبل‬
‫ٌ‬ ‫فقد‬ ‫‪،‬‬ ‫‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ ،-‬كىو قوٕب"‬
‫ألحد هبا دكف و‬
‫أحد‪.‬‬ ‫اختصاص و‬
‫ى‬
‫‪٤‬تل ىذه القواعد ا‪١‬تذكورة فيما ٓب يكن من ذينك الفريقُت خارجان عن وٌ‬
‫كل‬ ‫فا‪ٞ‬تواب‪ :‬أ ٌف ٌ‬
‫تصرفات األحكاـ الشرعية‪،‬‬ ‫من القسمُت‪ ،‬كإٌ‪٪‬تا ىي قوابُت استقرائية‪ ،‬مأخوذة من لوازـ ٌ‬
‫اقتضى كل و‬
‫إماـ منها ما ق ٌدر لو ‪٦‬تٌا ٓب يتخلٌف سبيلو لديو فيما يندرج ٖتتو من الفركع ‪٦‬تٌا يبٌت‬ ‫ٌ‬
‫السلف عليها بتطابق آرائهم عليها بتسليمهم ‪٢‬تا‪ٌ ،‬إما قوليان‬
‫عليو‪ ،‬ك ٌأما منع خبلفها فلتضافر ٌ‬
‫‪2‬‬
‫حىت كادت أف تكوف إ‪ٚ‬تاعيةن‪ ،‬فغلبة الظٌ ٌن ُب مثل ذلك من مثلهم تؤذف ابمتناع‬ ‫أك سكوتيان ٌ‬
‫مستند لش ٌدة شكيمتهم‪ 3‬على ال ٌدين‪ ،‬كقرب عهدىم من عهد الوحي‬ ‫و‬ ‫صدكر ذلك بدكف‬
‫األئمة مالك بن أب ‪ ،‬كاعتباره مثل ذلك ُب تقدٯتو عمل أىل‬ ‫كالتنزيل‪ ،‬كانىيك إبماـ ٌ‬
‫ا‪١‬تدينة‪ 4‬على ا‪ٟ‬تديث‪ ،‬كقولو‪ :‬األمر اجملمع عليو عندان‪ ،‬كالذم أدركت عليو النٌاس‪ ،‬ك‪٨‬توىا‬
‫استمر عملهم لديو؛ لكوّنم أدرل‬
‫لتضمن عمل أىل ا‪١‬تدينة أصبلن صحيحان فيما أ‪ٚ‬تعوا‪ ،‬ك ٌ‬ ‫ٌ‬
‫اب‪١‬تتأخر كأحوالو ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ ،-‬ا‪١‬تؤذف بنسخ ما قبلو أك ٗتصيصو أك تقييده إٔب غَت ذلك‪.‬‬
‫ٌ‬
‫الثالث‪ :‬املقيٌد ببعض الفنوف أك األبواب الفقهية‪ :‬مثل الفرائض أك األبكحة أك‬
‫احملصل للقدر احملتاج إليو من ً‬
‫العلوـ ا‪١‬تتوقٌ ً‬
‫ف عليها االجتهاد كشرائطو‪،‬‬ ‫العبادات‪ ،‬كٖتقيقو أبٌو ً‬
‫ي‬ ‫ٌ‬
‫صلت لو ا‪١‬تهارةي ُب بعض الفنوف أك األبواب‪ْ ،‬تيث‬‫ا‪١‬تبٍت عليها غَت األدلٌة الشرعية‪ ،‬أبف ىح ى‬
‫صار عارفان ّتميع ما يتعلٌق ٔتا أراد العمل بو‪.‬‬

‫‪ -1‬سبق ٗتر‪٬‬تو‪ :‬ص‪.133 :‬‬


‫‪ُ -2‬ب ج‪ :‬سكوبيا‪.‬‬
‫‪ُ -3‬ب ج‪ :‬تنكيتهم‪.‬‬
‫‪ -4‬ينظر‪ :‬القاضي عبد الوىاب‪ ،‬املعونة على مذىب عامل املدَنة‪ ،‬ج‪ ،3 :‬ص‪ .1743 :‬ابن حزـ‪ ،‬اإلحُاـ يف‬
‫أصوؿ األحُاـ‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪ .97 :‬الشَتازم‪ ،‬التبصرة يف أصوؿ الفقو‪ ،‬ص‪ .365 :‬ا‪ٞ‬تويٍت‪ ،‬الربىاف يف أصوؿ‬
‫الفقو‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪ .278 :‬الرازم‪ ،‬احملصوؿ‪ ،‬ج‪ ،4 :‬ص‪ .162 :‬ابن القيم‪ ،‬إعالـ املوقعُت عن رب العاملُت‪ ،‬ج‪:‬‬
‫‪ ،4‬ص‪ .239 :‬الشوكا٘ب‪ ،‬إرشاد الفحوؿ إيل ربقيق الق من علم األصوؿ‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪.218 :‬‬

‫‪101‬‬
‫نصبان اليتجزأ‪ ،‬بل ‪٬‬توز أف يقاؿ للعآب ٔتى ً‬
‫نص ً‬
‫ب‬ ‫قاؿ الغزإب‪":‬كلي االجتهاد عندم م ً‬
‫ٌ‬ ‫ى‬
‫االجتهاد ُب بعض األحكاـ دكف بعض"‪.1‬‬
‫حق‬ ‫‪2‬‬ ‫ً‬
‫بصو‪":‬كىذه الشرائط إٌ‪٪‬تا ىي ُب ٌ‬ ‫كُب " يمعُت ا‪١‬تفيت" بعد سرد شركط االجتهاد ما ٌ‬
‫اجملتهد ا‪١‬تطلق الذم يفيت ُب ‪ٚ‬تيع األحكاـ‪ ،‬ك ٌأما اجملتهد ُب حك وم دكف حك وم فعليو معرفةي ما‬
‫يتعلٌق بذلك ا‪ٟ‬تكم"‪.3‬ابتهى‪.‬‬
‫غَت عاوٓب ٔتا سواىا من ا‪ٟ‬تديث‪،‬‬ ‫يضره كوبو ى‬
‫قاؿ القراُب‪ :‬فمن عرؼ الفرائض مثبلن ال ٌ‬
‫و‬
‫‪٥‬تصوص من فنوف‬ ‫فإ ٌف الشركط اليت اشًتطوىا ُب اجملتهد إٌ‪٪‬تا ىي ُب ا‪١‬تطلق ال ُب ا‪١‬تقيَّ ًد ٌو‬
‫بفن‬
‫األحكاـ كأبواهبا‪ .4‬كقاؿ القطب‪":‬ك ٌأما اجملتهد ُب بعض ا‪١‬تسائل فيكفيو أف يكوف عارفان بتلك‬
‫يضره ُب ذلك جهليو ٔتا ال تعلٌق لو هبا ‪٦‬تٌا يتعلٌق بباقي ا‪١‬تسائل‬ ‫ا‪١‬تسألة كما ال ب ٌد لو فيها‪ ،‬كال ٌ‬
‫مسألة قياسيٌ وة‪ ،‬كإف ٓب يكن‬
‫و‬ ‫يفيت ُب‬
‫ى‬ ‫أف‬ ‫لو‬‫ف‬ ‫ي‬ ‫القياس‬ ‫ظر‬‫الن‬
‫ٌ‬ ‫يق‬
‫ر‬ ‫ط‬ ‫عرؼ‬ ‫من‬ ‫‪6‬‬
‫ف‬
‫ٌ‬ ‫فإ‬‫"‬ ‫؛‬‫‪5‬‬
‫الفقهية"‬
‫‪7‬‬
‫ماىران ُب علم ا‪ٟ‬تديث‪ ،‬فمن بظر ُب ا‪١‬تسألة ا‪١‬تشًتكة يكفيو أف يكوف فقيوى النٌف ‪ ،‬عارفان‬

‫‪ -1‬ينظر‪ :‬الغزإب‪ ،‬املستصفى‪ ،‬ص‪.345 :‬‬


‫‪ -2‬معُت املفيت على جواب املستفيت‪ :‬حملمد بن عبدهللا بن أ‪ٛ‬تد ا‪٠‬تطيب التمراتشي (ت‪1004 :‬ىػ)‪ ،‬يح ٌقق جزءه منو‬
‫من كتاب "ال ٌدعول" إٔب كتاب "الصلح" ّتامعة دمشق كلية الشريعة سنة‪2011 :‬ـ بعنواف "‪٥‬تطوط‪ :‬معُت ا‪١‬تفيت على‬
‫جواب ا‪١‬تستفيت ‪-‬دراسة كٖتقيق‪ ،"-‬من إعداد الباحثة‪ :‬سعاد دمحم سعيد أبو العنب‪.‬‬
‫‪ -3‬ينظر‪٧ :‬تم الدين ا‪ٟ‬تنفي‪ ،‬فتح الغفار بشرح املنار‪ ،‬ط‪1355(1 :‬ىػ‪1963/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬شركة مكتبة كمطبعة‪،‬‬
‫رد احملتار على ال ٌدر‬
‫مصطفى الباب ا‪ٟ‬تل ي كأكالده‪ ،‬مصر‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪ .39 :‬ابن عابدين ا‪ٟ‬تنفي (ت‪1252 :‬ىػ)‪ٌ ،‬‬
‫املختار‪ ،‬ج‪ ،8 :‬ص‪.38 :‬‬
‫‪ -4‬ينظر‪ :‬القراُب‪ ،‬نفائس األصوؿ‪ ،‬ج‪ ،9 :‬ص‪.3806 :‬‬
‫‪ -5‬ينظر‪ :‬اآلمدم‪ ،‬اإلحُاـ يف أصوؿ األحُاـ‪ ،‬ج‪ ،4 :‬ص‪ .164 :‬كٓب أجد ىذا النٌص للقطب الشَتازم‪.‬‬
‫ط كثَته من األصل‪ ،‬من قولو‪":‬فإ ٌف من عرؼ‪ "...‬إٔب قولو "كظاىر ما ذكره ابن رشد"‪ .‬كظهر ىذا من خبلؿ‬ ‫‪ -6‬ىس ٍق ه‬
‫النسختُت األخريُت‪ ،‬إضافة إٔب رجوعنا إٔب ا‪١‬تصدر ا‪١‬تنقوؿ منو‪.‬‬
‫‪ -7‬املسألة املشًتكة‪ :‬مسألة مشهورة بُت علماء الفرائض‪ ،‬كىي مسألة اجتمع فيها‪ :‬زكج‪ٌ ،‬أـ أك ج ٌدة فأكثر‪ ،‬اثناف‬
‫ألـ (أخواف‪ ،‬أك أختاف‪ ،‬أك أخ كأخت)‪ ،‬عصبة من كلد األبوين (أخ شقيق فأكثر‪ ،‬سواء معو أخت‬ ‫فصاعدان من اإلخوة ٌ‬
‫كلؤلـ‬
‫شقيقة أك أكثر‪ ،‬أك ٓب يكن)‪ .‬فكاف عمر كعثماف كزيد بن اثبت ‪-‬رضى هللا عنهم‪ -‬يعطوف للزكج النصف‪ٌ ،‬‬
‫لؤلـ ُب الثلث‪ :‬يقسموبو‬
‫السدس‪ ،‬كلئلخوة ألـ الثلث‪ ،‬فبل يبقى لئلخوة األشقاء شيءه‪ ،‬فكابوا يشركوّنم مع اإلخوة ٌ‬‫ٌ‬

‫‪100‬‬
‫صل األخبار اليت كردت ُب مسألة ٖتر‪ٙ‬ب‬
‫أبصوؿ الفرائض كمعابيها‪ ،‬كإف ٓب يكن قد ىح َّ‬
‫كٕب"‪.1‬‬ ‫ً‬
‫ا‪١‬تسكرات‪ ،‬أك ُب مسألة النٌكاح ببل ٌ‬
‫ٍ‬
‫قاؿ‪":‬كاعلم أ ٌف الغالب ُب ا‪١‬تسألة ا‪ٟ‬تادثة ُب ابب الفرائض مثبلن‪ :‬أف يكوف أصليها ُب‬
‫السنن‬ ‫ا‪١‬تناسك كاإلجار ً‬
‫ً‬
‫ؼ ما كرد من اآلايت ك ٌ‬ ‫ات‪ ،‬كإذا كاف كذلك فمن ىعىر ى‬ ‫الفرائض‪ ،‬دكف‬
‫كاإل‪ٚ‬تاع كالقياس ُب ابب الفرائض كجب عليو أف يتم ٌكن من االجتهاد فيها‪ ،‬كغاية ما ُب‬
‫الباب أف يقاؿ‪ :‬لعلٌو ش ٌذ شيءه منو على ما قالو اجمليب‪ ،‬لكنٌو اندر ال عربةى بو؛ كما أ ٌف‬
‫ا‪١‬تطلق كإف ابلغ ُب الطٌلب فإبٌو ‪٬‬توز أف يكوف قد ش ٌذ عنو أشياء"‪.2‬ابتهى‪.‬‬
‫اجملتهد ى‬
‫ى‬
‫السنٌة ما يتم ٌكن لو النٌظر فيو ٓتصوصو كجب عليو‬ ‫ً‬
‫كمقتضاه أ ٌف من ىعل ىم من الكتاب ك ٌ‬
‫‪3‬‬
‫أصوؿ‬
‫بصو‪":‬ك ي‬ ‫خاصة بفسو‪ ،‬قاؿ ُب "مواقع النجوـ" ما ٌ‬ ‫العمل ٔتوجبو‪ ،‬ال سيٌما إف كاف ُب ٌ‬
‫‪4‬‬
‫اس ُب ٖتصيلها على مرتبتُت؛‬
‫السنٌةي ا‪١‬تتواترةي كاإل‪ٚ‬تاعي‪ ،‬كالنٌ ي‬
‫الكتاب ك ٌ‬
‫ي‬ ‫ىذه األحكاـ ثبلثةه‪:‬‬
‫توجهت إليو كظائف‬ ‫كصح بىظىيرهي فيها ٌ‬‫ٌ‬ ‫عآب‪ ،‬كمقلٌد لعآب‪ ،‬فإذا علمها الطالب‬
‫التكاليف"‪.5‬ابتهى‪.‬‬

‫الر ىحبية يف‬


‫ظ األبثيُت‪ ،‬كبو قاؿ مالك كالشافعي ك‪ٚ‬تاعة من الفقهاء‪ ،‬ينظر‪ :‬شرح سبط ا‪١‬تارديٍت‪َّ ،‬‬
‫بينهم للذكر مثل ح ٌ‬
‫علم الفرائض‪ ،‬علٌق عليو مصطفى ديب البغا‪ ،‬ط‪1465(11 :‬ىػ‪2004/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار القلم‪ ،‬دمشق‪ ،‬ص‪.90 :‬‬
‫‪ -1‬ينظر‪ :‬الغزإب‪ ،‬املستصفى‪ ،‬ص‪.345 :‬‬
‫‪ -2‬فخر الدين الرازم (ت‪606 :‬ىػ)‪ ،‬احملصوؿ‪ ،‬تح‪ :‬الدكتور طو جابر فياض العلوا٘ب‪ ،‬ط‪1418(3 :‬ىػ‪1997/‬ـ)‪،‬‬
‫مؤسسة الرسالة‪ ،‬ج‪ ،6 :‬ص‪.26 :‬‬
‫مط‪ٌ :‬‬
‫‪ -3‬مواقع النجوـ كمطالع أىلة األسرار كالعلوـ‪ :‬حمليي الدين بن عريب ا‪ٟ‬تا٘تي الطائي (ت‪638 :‬ق)‪ .‬موضوعو‪:‬‬
‫كجل‪.‬‬
‫عز ٌ‬‫السالك‪ ،‬كطريقة كصولو إٔب ربٌو ٌ‬
‫التٌصوؼ‪ ،‬كما يتعلٌق اب‪١‬تريد ك ٌ‬
‫كصححت من ا‪١‬تصدر ا‪١‬تنقوؿ منو‪.‬‬
‫‪ٓ -4‬ب ترد لفظة‪":‬ا‪١‬تتواترة" ُب ‪ٚ‬تيع النسخ‪ٌ .‬‬
‫‪ -5‬ينظر‪٤ :‬تيي الدين بن عريب ا‪ٟ‬تا٘تي الطائي (ت‪638 :‬ق)‪ ،‬مواقع النٌجوـ كمطالع أىلٌة األسرار كالعلوـ‪ ،‬تح‪:‬‬
‫سعيد عبد الفتٌاح‪( ،‬د ت ط)‪ ،‬مط‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بَتكت‪ ،‬لبناف‪ ،‬ص‪.75 :‬‬

‫‪101‬‬
‫االجتهاد‪ ،‬كاألصح جو يازه عند احمل ٌققُت؛‬ ‫كاعلم أ ٌف ىذا النوع مبٍت على جواز ٕتزم ً‬
‫ٌ‬ ‫ى ه‬
‫السبكي كغَته‪ ،1‬كعلى عدـ مطلوبية البحث عن ا‪١‬تعارض‪ ،‬كا‪ٞ‬تمهور على جواز‬ ‫كابن ٌ‬
‫اجملتهد‬
‫التمسك بو قبل البحث كما سيأٌب‪ ،‬كعلى أ ٌف النٌصوص الشرعية ُب عُت بواز‪٢‬تا من ى‬ ‫ٌ‬
‫ً‬
‫فيو؛ الحتماؿ كجود ا‪١‬تعارض‪ ،‬كاألصح خبلفيوي كإالٌ فليست ‪٤‬تبلًّ لبلجتهاد‪ ،‬بل ‪٬‬تب ا‪١‬تصَتي‬
‫ٔتجرد االطٌبلع عليها‪ ،‬كما ىو التحقيق‪ ،‬ك ٌأما بقية األقساـ فبل تعلٌق ‪٢‬تا اب‪١‬تقاـ على أ ٌّنا‬
‫إليها ٌ‬
‫أتمل ‪٦‬تٌا سلف‪.‬‬
‫يمدركةه أبدٗب ٌ‬

‫‪ -1‬ينظر‪ :‬الرازم‪ ،‬احملصوؿ‪ ،‬ج‪ ،6 :‬ص‪ .25 :‬الزركشي‪ ،‬البحر احمليط‪ ،‬ج‪ ،8 :‬ص‪ .238 :‬حسن بن ‪٤‬تمود‬
‫العطار الشافعي‪ ،‬حاشية العطار على شرح اجلالؿ احمللي‪( ، ،‬د ت ط)‪ ،‬مط‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بَتكت‪ ،‬لبناف‪ ،‬ج‪:‬‬
‫‪ ،2‬ص‪.425 :‬‬

‫‪102‬‬
‫األول‪:‬‬
‫الفصل ّ‬
‫فيما يشترط في المجتيد من الشروط الوصفية واإليق اعية؛‬
‫أي من الصّف ات الق ائمة‪ ،‬واألمور المحقّقة إليق اعو‪.‬‬
‫كل من النٌوعُت ستٌةي و‬
‫شركط‪:‬‬ ‫كحاصل ما‪٢‬تم ُب وٌ‬
‫ي‬
‫األكؿ‪:1‬‬
‫ٌأما ٌ‬
‫فثالث ةه منو جبلي ةه؛ أم ًخلقية‪ :‬كىي البلوغ كالعقل كفقاىة النٌف ؛ ٔتعٌت ش ٌدة الفهم‬
‫‪١‬تقاصد الكبلـ طبعان ‪.2‬‬
‫كثالث ةه كسبي ةه‪:‬‬
‫أكهلا‪ :‬كوبو عارفان ٔتا ىو معركؼ عند األصوليُت ابلدليل العقلي‪3‬؛ أم الرباءة األصلية‪،4‬‬
‫كعند احمل ٌدثُت اب‪١‬تعفو عنو؛ أم ا‪١‬تسكوت عنو‪ ،‬على ما للفريقُت فيو من ً‬
‫االعتبارات‪.‬‬

‫‪ -1‬أم‪ :‬من قامت بو صفة ً‬


‫االجتهاد‪.‬‬
‫لب األصوؿ‪( ،‬د ت ط)‪ ،‬مط‪:‬‬
‫‪ -2‬زكراي بن دمحم بن أ‪ٛ‬تد بن زكراي األبصارم (ت‪926 :‬ىػ)‪ ،‬غاَة الوصوؿ يف شرح ٌ‬
‫دار الكتب العربية الكربل‪ ،‬مصر‪ ،‬ص‪ .155 :‬حسن بن دمحم بن ‪٤‬تمود العطار الشافعي (ت‪1250 :‬ىػ)‪ ،‬حاشية‬
‫العطار على شرح اجلالؿ احمللي على مجع اجلوامع‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪.422 :‬‬
‫فع النًٌ ىقاب عن‬ ‫ً‬
‫الس ٍمبلٕب (ت‪899 :‬ىػ)‪ ،‬ىر ي‬
‫‪ -3‬ينظر‪ :‬أبو عبد هللا ا‪ٟ‬تسُت بن علي بن طلحة الرجراجي ٍب الشوشاكم ٌ‬
‫شهاب‪ ،‬تح‪ :‬أ‪ٛ‬تد بن َّ‬
‫‪٤‬تمد السراح‪ ،‬ط‪1425(1 :‬ىػ‪2004/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬مكتبة الرشد للنشر كالتوزيع‪ ،‬الرايض‪،‬‬ ‫تنقيح ال ٌ‬
‫ا‪١‬تملكة العربية السعودية‪ ،‬ج‪ ،6 :‬ص‪ .1121 :‬حسن بن دمحم بن ‪٤‬تمود العطار الشافعي (ت‪1250 :‬ىػ)‪ ،‬حاشية‬
‫العطار على شرح اجلالؿ احمللي على مجع اجلوامع‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪.422 :‬‬
‫‪ -4‬الرباء األصلية‪ :‬كىي استصحاب حكم العقل ُب عدـ األحكاـ‪ .‬ينظر‪ :‬القراُب‪ ،‬شرح تنقيح الفصوؿ‪ ،‬ص‪:‬‬
‫‪.447‬‬

‫‪103‬‬
‫السنٌة متعلَّ ىق األحكاـ‪ ،‬أبف يعرؼ خصوص آايت‬ ‫كاثنيها‪ :‬كوبو عارفان من الكتاب ك ٌ‬
‫األكؿ مائة أك ‪ٜ‬تسمائة‪ 1‬كالثا٘ب تسعمائة‪ ،‬كبو قاؿ ابن‬ ‫األحكاـ كأحاديثها‪ ،‬كُب كوف ٌ‬
‫خبلؼ‪ ،‬كىل ا‪١‬تراد اإلحاطة ٔتعظم‬
‫ه‬ ‫ا‪١‬تبارؾ‪ ،2‬أك ألفان كمائة‪ ،‬كبو قاؿ أبو يوسف‪ ،3‬أك أكثر‪،‬‬
‫قواعد الشريعة ك‪٦‬تارستها‪ْ ،‬تيث يكتسب منو ٌقوة ييفهم هبا مقاصد الكبلـ ؟ كعليو ‪ٚ‬تاعةه؛‬
‫‪4‬‬
‫السبكي صاحب "‪ٚ‬تع ا‪ٞ‬توامع"‪ ،‬أك ما ٭تصل‬ ‫ٌ‬ ‫اج‬ ‫الت‬
‫ٌ‬ ‫الد‬
‫ك‬ ‫السبكي‬
‫منهم الشيخ اإلماـ التٌقي ٌ‬

‫الرازم‪ .‬ينظر‪ :‬أبو حامد الغزإب (ت‪505 :‬ىػ)‪،‬‬


‫‪ -1‬كىو ما ذىب إليو الغزإب‪ ،‬كتبعو ابن قدامة ا‪١‬تقدسي‪ ،‬ك ٌ‬
‫املستصفى‪ ،‬ص‪ .342 :‬الرازم (ت‪606 :‬ق)‪ ،‬احملصوؿ‪ ،‬ج‪ ،6 :‬ص‪ .23 :‬ابن قدامة ا‪١‬تقدسي (ت‪620 :‬ىػ)‪،‬‬
‫ركضة الناظر كجنة املناظر يف أصوؿ الفقو على مذىب اإلماـ أمحد بن حنبل‪ ،‬ط‪1423 (2 :‬ق‪2002/‬ـ)‪ ،‬مط‪:‬‬
‫مؤسسة الرٌايف للطباعة كالنشر كالتوزيع‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪ .334 :‬بدر الدين الزركشي (ت‪794 :‬ىػ)‪ ،‬البحر احمليط يف‬
‫أصوؿ الفقو‪ ،‬ج‪ ،8 :‬ص‪ .230 :‬كٕب الدين أيب زرعة أ‪ٛ‬تد بن عبد الرحيم العراقي (ت‪826:‬ىػ)‪ ،‬الغيث اهلامع‬
‫شرح مجع اجلوامع‪ ،‬ص‪ .696 :‬قاؿ القراُب‪":‬ا‪ٟ‬تصر ُب ‪ٜ‬تسمائة آية قالو اإلماـ فخر الدين كغَته‪ ،‬كٓب ٭تصر غَتىم‬
‫ذلك‪ ،‬كىو الصحيح‪ ،‬فإ ٌف استنباط األحكاـ إذا يح ٌقق ال يكاد تعرل عنو آية؛ فإ ٌف القصص أبعد األشياء عن ذلك‪،‬‬
‫عذاب أكذـٌّ على فعل كاف ذلك دليل ً‬
‫ٖتر‪ٙ‬ب ذلك الفعل‪ ،‬أك‬ ‫آية كقع فيها ذكر و‬ ‫االتٌعاظ كاألمر بو‪ ،‬ككل و‬
‫كا‪١‬تقصود منها ً‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫كجل كالثناء عليو‪،‬‬
‫عز ٌ‬‫فعل‪ ،‬فذلك دليل طلب ذلك الفعل كجوابن أك بدابن‪ ،‬ككذلك ذكر صفات هللا ٌ‬ ‫مدحان أك ثواابن على و‬
‫كحصرىا ُب‬
‫ي‬ ‫حكم‪،‬‬
‫بثٍت عليو بذلك‪ ،‬فبل تكاد ٕتد آيةن إالٌ كفيها ه‬
‫ا‪١‬تقصود بو األمر بتعظيم ما عظمو هللا تعأب‪ ،‬كأ ٌف ى‬
‫‪ٜ‬تسمائة آية بعي هد"‪ .‬ينظر‪ :‬القراُب (ت‪684 :‬ىػ)‪ ،‬شرح تنقيح الفصوؿ‪ ،‬ص‪.437 :‬‬
‫‪ -2‬عبد هللا بن املبارؾ‪ :‬ابن كاضح ا‪ٟ‬تنظلي‪ ،‬أبو عبد الر‪ٛ‬تن‪ ،‬ا‪ٟ‬تافظ الغازم‪ ،‬قاؿ أ‪ٛ‬تد بن حنبل‪ٓ :‬ب يكن أح هد ُب‬
‫زماف ابن ا‪١‬تبارؾ أطلب للعلم منو‪ .‬كعن شعبة‪ ،‬قاؿ‪ :‬ما قى ًدـ علينا أح هد مثل ابن ا‪١‬تبارؾ‪ .‬توُب سنة‪181 :‬ق‪ .‬ينظر‪:‬‬
‫الذى ي‪ ،‬سَت أعالـ النبالء‪ ،‬ج‪ ،8 :‬ص‪ .378 :‬الذى ي‪ ،‬اترَخ اإلسالـ ىكىكفيات املشاىَت ىكاألعالـ‪ ،‬ج‪ ،4 :‬ص‪:‬‬
‫‪ .882‬ابن خلكاف‪ ،‬كفيات األعياف كأنباء أبناء الزماف‪ ،‬ج‪ ،3 :‬ص‪.32 :‬‬
‫‪ -3‬عبد الكر‪ٙ‬ب النملة‪ ،‬إرباؼ ذكم البصائر بشرح ركضة الناظر يف أصوؿ الفقو على مذىب اإلماـ أمحد‪ ،‬ط‪:‬‬
‫السعودية‪ ،‬ج‪ ،8 :‬ص‪.17 :‬‬
‫‪1417(1‬ق‪1996/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار العاصمة‪ ،‬الرايض‪ ،‬ا‪١‬تملكة العربية ٌ‬
‫‪ -4‬ينظر‪ :‬حاشية البناين على شرح اجلالؿ احمللي على مجع اجلوامع ابن السبُي‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪ .384 :‬بدر الدين‬
‫الزركشي‪ ،‬تشنيف املسامع‪ ،‬ج‪ ،4 :‬ص‪.570 :‬‬

‫‪104‬‬
‫اجع‬
‫بو ا‪١‬تقصود منها فقط ؟ كعليو ا‪ٞ‬تمهور؛ ذاىبُت إٔب أ ٌف ا‪١‬تراد من ذلك معرفة مواقعها يلًت ى‬
‫عند ا‪ٟ‬تاجة إليها‪.1‬‬
‫كال يشًتط حفظ ا‪١‬تتوف‪ ،2‬بل يكفيو أف يكوف عنده من األصوؿ ما إذا راجعو فلم ‪٬‬تد‬
‫السنٌة أف يكوف لو‬
‫بص فيها‪ ،‬قاؿ الغزإب‪ :‬كيكفيو من ٌ‬
‫ظن أبٌو ال ٌ‬
‫يدؿ على الواقعة ٌ‬
‫فيو ما ٌ‬
‫‪3‬‬
‫أصل كقعت‬
‫ه‬ ‫أك‬ ‫البيهقي‪،‬‬ ‫كسنن‬ ‫صحيح ‪٬‬تمع أحاديث األحكاـ؛ كسنن أيب داكد‬
‫ه‬ ‫أصل‬
‫ه‬
‫ً‬
‫ا‪ٟ‬تاجة‬ ‫كقت‬
‫كل ابب فَتاجعو ى‬ ‫العناية فيو ّتميع أحاديث األحكاـ‪ ،‬كيكتفي منو ٔتواقع ٌ‬
‫إليو‪.‬ابتهى‪.4‬‬

‫‪ -1‬ينظر‪ :‬أبو حامد الغزإب (ت‪505 :‬ىػ)‪ ،‬املستصفى‪ ،‬ص‪ .343 :‬حاشية البناين على شرح اجلالؿ احمللي على‬
‫مجع اجلوامع ابن السبُي‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪.384 :‬‬
‫‪ -2‬كٕب الدين أيب زرعة أ‪ٛ‬تد بن عبد الرحيم العراقي (ت‪826 :‬ىػ)‪ ،‬الغيث اهلامع شرح مجع اجلوامع‪ ،‬ص‪.696 :‬‬
‫الصحيح‬
‫ى‬ ‫يصح التمثيل بسنن أيب داكد؛ فإبٌو ٓب يستوعب‬
‫‪ -3‬كالتمثيل بسنن أيب داكد فيو بظر‪ .‬قاؿ اإلماـ النٌوكم‪":‬ال ٌ‬
‫معظموي‪ ،‬كذلك ظاىر‪ ،‬بل معرفتو ضركرية ‪١‬تن لو أدٗب اطٌبلع‪ .‬ككم ُب صحيح البخارم‬ ‫ى‬ ‫من أحاديث األحكاـ كال‬
‫حكمي لي ُب سنن أيب داكد‪ .‬ك ٌأما ما ُب كتايب الًتمذم كالنٌسائي كغَت‪٫‬تا من الكتب ا‪١‬تعتمدة‬
‫وٌ‬ ‫كمسلم من حديث‬
‫فكثرتو كشهرتو غنيةه عن التصريح هبا"‪ .‬ينظر‪ :‬أبو زكراي ‪٤‬تيي الدين ٭تِت بن شرؼ النوكم (ت‪676 :‬ىػ)‪ ،‬ركضة‬
‫الطالبُت كعمدة املفتُت‪ ،‬ج‪ ،11 :‬ص‪.95 :‬‬
‫‪ -4‬ينظر‪ :‬أبو حامد الغزإب(ت‪505 :‬ىػ)‪ ،‬املستصفى‪ ،‬ص‪ .343 :‬كمثل ىذا ا‪١‬تعٌت قاؿ الزركشي‪":‬قاؿ الغزإب‬
‫أصل ‪٬‬تمع أحاديث األحكاـ‪ ."...‬ينظر‪ :‬بدر الدين الزركشي‬
‫ك‪ٚ‬تاعة من األصوليُت‪ :‬يكفيو أف يكوف عنده ه‬
‫(ت‪794 :‬ىػ)‪ ،‬البحر احمليط يف أصوؿ الفقو‪ ،‬ج‪ ،8 :‬ص‪.232 :‬‬

‫‪105‬‬
‫كمثلو للرافعي‪ُ 1‬ب "العزيز"‪ 2‬كمثَّل ابن عرفة‪ 3‬لذلك ٔتثل "األحكاـ الكربل"‪ 4‬لعبد‬
‫ا‪ٟ‬تق‪.5‬‬
‫ٌ‬

‫مصح هح‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫‪ -1‬قاؿ الرافعي‪":‬ال حاجة إٔب تتبٌع األحاديث على تفرقها كابتشارىا‪ ،‬كلكن يكفي أف يكوف لو ه‬
‫أصل‬
‫كل و‬
‫ابب‪ ،‬فَتاجعو إذا احتاج إٔب‬ ‫كقعت العناية فيو ّتمع أحاديث األحكاـ؛ كسنن أيب داكد‪ ،‬كيكفي أف يعرؼ مواقع ًٌ‬
‫ال ىفٍتػ ىول ُب ذلك الباب"‪ .‬ينظر‪ :‬أبو القاسم الرافعي القزكيٍت (ت‪623 :‬ىػ)‪ ،‬فتح العزَز شرح الوجيز املعركؼ ابلشرح‬
‫الُبَت‪ ،‬تح‪ :‬علي دمحم عوض‪ ،‬ط‪1417(1 :‬ىػ‪1997/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بَتكت‪ ،‬لبناف‪ ،‬ج‪ ،12 :‬ص‪:‬‬
‫‪.416‬‬
‫‪ -2‬العزَز‪ :‬اسم الكتاب‪":‬العزيز شرح الوجيز"‪ .‬مؤلٌفو‪ :‬أبو القاسم الرافعي القزكيٍت‪ ،‬كىو شرح كتاب "الوجيز" ُب الفقو‬
‫بصو‪":‬صاحب الشرح الكبَت‬ ‫السبكي عند تر‪ٚ‬تة أيب القاسم الرافعي ما ٌ‬
‫الشافعي أليب حامد الغزإب‪ .‬قاؿ اتج ال ٌدين ٌ‬
‫‪٣‬تردان على غَت كتاب هللا فقاؿ‪ :‬الفتح العزيز ُب شرح‬
‫تورع بعضهم عن إطبلؽ لفظ العزيز ٌ‬‫ا‪١‬تسمى ب ػ ػ ػػ‪":‬العزيز"‪ ،‬كقد ٌ‬
‫ٌ‬
‫السبكي (ت‪771 :‬ق)‪ ،‬طبقات الشافعية الُربل‪ ،‬ج‪ ،8 :‬ص‪.281 :‬‬ ‫الوجيز "‪ .‬ينظر‪ :‬اتج الدين ابن ٌ‬
‫الوٍر ىغ ًٌمي؛ بسبةن لورغمة قرية من توب ‪ ،‬ا‪١‬تالكي‪ ،‬كيعرؼ اببن‬
‫‪ -3‬ابن عرفة‪ :‬دمحم بن دمحم بن دمحم بن عرفة أبو عبد هللا ى‬
‫عرفة‪ ،‬كلد سنة‪716 :‬ق‪ ،‬ا‪١‬تقرئ الفركعي األصوٕب البيا٘ب ا‪١‬تنطقي‪ ،‬لو التصابيف العزيزة منها‪ :‬كتاب ا‪١‬تختصر الكبلمي‪،‬‬
‫ككتاب ا‪١‬تختصر الفقهي‪ ،‬ا‪ٟ‬تدكد ُب التعاريف‪ ،‬كغَت ذلك‪ .‬توُب سنة‪803 :‬ق‪ .‬ينظر‪ :‬ابن فرحوف (ت‪799:‬ق)‪،‬‬
‫الدَباج املذىب يف معرفة أعياف علماء املذىب‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪ .333 :‬أبو الفضل أ‪ٛ‬تد بن علي بن حجر العسقبل٘ب‬
‫(ت‪852 :‬ىػ)‪ ،‬إنباء الغمر ببناء العمر‪ ،‬تح‪ :‬حسن حبشي‪ ،‬ط‪1389( :‬ىػ‪1969/‬ـ)‪ ،‬مط‪ٞ :‬تنة إحياء الًتاث‬
‫السخاكم (ت‪902 :‬ق)‪ ،‬الضوء الالمع ألىل القرف التاسع‪ ،‬ج‪ ،9 :‬ص‪:‬‬
‫اإلسبلمي‪ ،‬مصر‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪ٌ .192 :‬‬
‫‪.240‬‬
‫‪ -4‬لعبد الق اإلشبيلي‪ :‬ثبلثة كتب ُب أحاديث األحكاـ ىي‪ :‬األحكاـ الكربل‪ ،‬كالوسطى‪ ،‬كالصغرل؛‬
‫الُربل‪ٌ :‬‬
‫مطولة‪ ،‬يذكر فيها األحاديث أبسابيدىا‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫الوسطى‪ :‬٭تذؼ منها األسابيد‪ ،‬كأكثر من الكبلـ عن علل ا‪ٟ‬تديث‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫الصغرل‪٥ :‬تتصرة من الوسطى‪ ،‬يقتصر فيها ‪ُ-‬ب الغالب‪ -‬على ما ُب الصحيحُت كا‪١‬توطأ‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫‪ -5‬عبد الق‪ :‬ابن عبد الر‪ٛ‬تن بن عبد هللا بن حسُت بن سعيد‪ ،‬أبو دمحم ا‪ٟ‬تافظ األزدم‪ ،‬اإلشبيلي‪ ،‬كيعرؼ أيضان اببن‬
‫الصبلة‬
‫فبث هبا علمو كصنٌف التصابيف‪ ،‬ككٕب ا‪٠‬تطبة ك ٌ‬ ‫ا‪٠‬تراط‪ .‬بزؿ ّتاية كقت فتنة األبدل اببقراض الدكلة اللٌمتوبية‪ٌ ،‬‬
‫هبا‪ .‬ككاف فقيهان‪ ،‬حافظان‪ ،‬عا‪١‬تان اب‪ٟ‬تديث كعللو‪ ،‬عارفان ابلرجاؿ‪ ،‬كقد صنٌف ُب األحكاـ بسختُت كربل كصغرل‪ ،‬كلو‬
‫ا‪ٞ‬تمع بُت الصحيحُت‪ .‬توُب ببجاية سنة‪582 :‬ق‪ .‬ينظر‪ :‬أ‪ٛ‬تد بن أ‪ٛ‬تد الغً ًٍربيٍت (ت‪714 :‬ىػ)‪ ،‬عنواف ال ٌدراَة فيمن‬
‫السابعة ببجاَة‪ ،‬تح‪ :‬عادؿ بويهض‪ ،‬ط‪1979(2 :‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار اآلفاؽ ا‪ٞ‬تديدة‪ ،‬بَتكت‪،‬‬ ‫يعرؼ من العلماء يف املائة َّ‬

‫‪106‬‬
‫كاثلثها‪ :‬كوبو عارفان ابلقدر احملتاج إليو من العلوـ اللٌسابية‪ ،‬كعلم األصوؿ ‪٦‬تٌا يتوقٌف‬
‫‪1‬‬
‫ابلتبحر فيها كحصوؿ ا‪١‬تلكة ُب‬
‫السنٌة ‪ ،‬كُب اشًتاط بلوغ ال ٌدرجة القصول ٌ‬ ‫عليو فهم الكتاب ك ٌ‬
‫كل‪ ،‬أك ً‬
‫االكتفاء ابلوسطى‪ ،‬أك ابلقدر اليسَت منها‪ ،‬أقواؿ‪:‬‬ ‫وٌ‬
‫األكؿ‪ :‬للشيخ اإلماـ التقي السبكي‪.‬‬
‫ٌ‬
‫كالثاين‪ :‬البنو التاج‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫ا‪١‬تدكبة"‪ ،‬كستسمع كبلمو ُب ذلك ُب ابب التقليد‪،‬‬‫كالثالث‪ :‬لئلماـ سند شارح " ٌ‬
‫السبلـ‪ 3‬قائلُت‪ :‬يكفيو القدر اليسَت منها ‪٦‬تٌا‬
‫ك‪ٚ‬تاعةه منهم اإلماـ ابن عرفة كشيخو ابن عبد ٌ‬
‫٭تصل لو ا‪٠‬تربة‪ 4‬إذا راجع ا‪١‬تسألة ُب مظا ٌّنا كجدىا‪.1‬ابتهى‪.‬‬
‫ٌ‬

‫ص‪ .41 :‬الذى ي‪ ،‬اترَخ اإلسالـ ككفيات املشاىَت كاألعالـ‪ ،‬ج‪ ،12 :‬ص‪ .729 :‬حاجي خليفة‪ ،‬سلٌم الوصوؿ‬
‫إىل طبقات الفحوؿ‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪.242 :‬‬
‫‪ -1‬جبلؿ الدين السيوطي (ت‪911 :‬ىػ)‪ ،‬تقرَر ااستناد يف تفسَت ااجتهاد‪ ،‬تح‪ :‬فؤاد عبد ا‪١‬تنعم أ‪ٛ‬تد‪ ،‬ط‪:‬‬
‫‪1403(1‬ق)‪ ،‬مط‪ :‬دار الدعوة‪ ،‬االسكندرية‪ ،‬ص‪.42 :‬‬
‫‪ -2‬سند بن عناف‪ :‬ابن إبراىيم بن حريز بن ا‪ٟ‬تسُت بن خلف األزدم‪ ،‬كنيتو أبو علي‪ٝ ،‬تع من شيخو أيب بكر‬
‫الطرطوشي‪ ،‬فقيهان فاضبلن‪ ،‬تف ٌقو ابلشيخ أيب بكر الطرطوشي كجل إللقاء الدرس بعد الشيخ أيب بكر الطرطوشي‪،‬‬
‫كابتفع النٌاس بو‪ ،‬كألٌف كتاابن حسنان ُب الفقو ‪ٝ‬تٌاه‪ :‬الطٌراز‪ ،‬شرح بو ا‪١‬تدكبة ُب ‪٨‬تو ثبلثُت سفران‪ ،‬كتوُب قبل إكمالو‪ .‬كلو‬
‫آتليف ُب ا‪ٞ‬تدؿ كغَت ذلك‪ .‬مات ابإلسكندرية سنة‪541 :‬ق‪ .‬ينظر‪ :‬ابن فرحوف‪ ،‬الدَباج املذىب يف معرفة أعياف‬
‫علماء املذىب‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪ .399 :‬السيوطي‪ ،‬حسن احملاضرة يف اترَخ مصر كالقاىرة‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪.452 :‬‬
‫ٗترج بُت يديو ‪ٚ‬تاعة منهم‪ :‬ابن عرفة‪ ،‬كابن‬
‫‪٤‬تمد بن عبد السبلـ ا‪٢‬توارم التوبسي‪ٌ ،‬‬ ‫‪ -3‬ابن عبد ٌ‬
‫السالـ‪ :‬أبو عبد هللا َّ‬
‫خلدكف‪ ،‬من أاثره العلمية‪ :‬شرح على ‪٥‬تتصر ابن ا‪ٟ‬تاجب الفرعي‪ ،‬تؤب التدري كالفتول‪ ،‬توُب سنة‪749 :‬ىػ ابلطاعوف‬
‫السنن كاألسانيد‪ ،‬تح‪ :‬كماؿ يوسف‬
‫ا‪ٞ‬تارؼ‪ .‬ينظر‪ :‬أبو الطيب اا‪ٟ‬تسٍت الفاسي (ت‪832 :‬ىػ)‪ ،‬ذَل التقييد يف ركاة ٌ‬
‫ا‪ٟ‬توت‪ ،‬ط‪1410(1 :‬ىػ‪1990/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بَتكت‪ ،‬لبناف‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪ .159 :‬التنبكيت‬
‫(ت‪1036:‬ىػ)‪ ،‬نيل اابتهاج بتطرَز الدَباج‪ ،‬ص‪ .406 :‬دمحم بن دمحم بن سآب ‪٥‬تلوؼ (ت‪1360 :‬ىػ)‪ ،‬شجرة‬
‫النور الزكية يف طبقات املالُية‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪ .301 :‬دمحم ‪٤‬تفوظ (ت‪1408 :‬ىػ)‪ ،‬تراجم املؤلفُت التونسيُت‪ ،‬مط‪:‬‬
‫دار الغرب اإلسبلمي‪ ،‬بَتكت‪ ،‬لبناف‪ ،‬ط‪1994(2 :‬ـ)‪ ،‬ج‪ ،3 :‬ص‪.325 :‬‬
‫‪ُ -4‬ب ج‪٦ :‬تا ٖتصل بو ا‪٠‬تربه‪ ،‬كُب س‪٦ :‬تا ٖتصل لو بو ا‪٠‬تربة‪.‬‬

‫‪107‬‬
‫قاؿ البػرزٕب‪ :2‬كظاىر‪ 3‬ما ذكره ابن رشد‪ُ 4‬ب صفة ا‪١‬تفيت أ ٌف ً‬
‫االجتهاد ٓب يزؿ قائمان‪،‬‬ ‫يٍ ي‬
‫‪7‬‬
‫التهذيب"‪ 6‬للرباذعي‬
‫ى‬ ‫الطالب‪" 5‬‬
‫ي‬ ‫حصل‬
‫شيخنا اإلماـ ابن عرفة‪ ،‬فإبٌو قاؿ‪ :‬إذا ٌ‬
‫كىو ما ذكره ي‬

‫‪ -1‬الزركشي (ت‪794 :‬ق)‪ ،‬البحر احمليط‪ ،‬ج‪ ،8 :‬ص‪ .234 :‬أبو زرعة العراقي (ت‪826 :‬ىػ) ‪ ،‬الغيث اهلامع‬
‫شرح مجع اجلوامع‪ ،‬ص‪ .663 :‬حاشية البناين على شرح اجلالؿ احمللي على مجع اجلوامع ابن السبُي‪ ،‬ج‪،2 :‬‬
‫ص‪ .384 :‬حسن بن دمحم بن ‪٤‬تمود العطار الشافعي (ت‪1250 :‬ىػ)‪ ،‬حاشية العطار‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪.422 :‬‬
‫‪ -2‬البيػ ٍريزيل‪ :‬أبو القاسم بن أ‪ٛ‬تد الربزٕب البلوم القَتكا٘ب ٍب التوبسي‪ :‬مفتيها‪ ،‬كفقيهها‪ ،‬كحافظها‪ ،‬كإمامها اب‪ٞ‬تامع‬
‫األعظم بعد ا ًإلماـ الغربيٍت‪ ،‬ا‪ٟ‬تافظ للمذىب‪ ،‬أخذ عن ابن عرفة‪ ،‬الزمو ‪٨‬توان من أربعُت عامان‪ ،‬كأجازه إجازنة ٌ‬
‫عامةن كما‬
‫أجازه غالب شيوخو‪ ،‬لو‪ :‬ديواف كبَت ُب الفقو ‪ٚ‬تع فأكعى‪ ،‬كا‪ٟ‬تاكم ُب النوازؿ‪ ،‬كفتاكل كثَتةه ُب فنوف من العلم‪ .‬توُب‬
‫سنة‪ 841 :‬ىػ‪ ،‬أك سنة‪843 :‬ىػ‪ ،‬أك سنة‪844 :‬ىػ‪ ،‬كعمره ‪103‬سنُت‪ .‬ينظر‪ :‬التنبكيت‪ ،‬نيل اابتهاج بتطرَز‬
‫الدَباج‪ ،‬ص‪ .368:‬دمحم ‪٥‬تلوؼ‪ ،‬شجرة النور الزكية يف طبقات املالُية‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪ .352 :‬دمحم ‪٤‬تفوظ‬
‫(ت‪1408:‬ىػ)‪ ،‬تراجم املؤلفُت التونسيُت‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪.87 :‬‬
‫‪ُ -3‬ب ج‪ :‬كظاىره‪.‬‬
‫‪ -4‬املقصود بو ابن رشد اجل ٌد‪ :‬كىو القاضي أبو الوليد دمحم بن أ‪ٛ‬تد بن رشد القرط ي‪ ،‬احمل ٌقق ا‪١‬تعًتؼ لو ٌ‬
‫بصحة النٌظر‬
‫كجودة التأليف‪ ،‬ألٌف‪ :‬البياف كالتٌحصيل ‪١‬تا ُب ا‪١‬تستخرجة من التٌوجيو كالتٌعليل‪ ،‬ا‪١‬تق ٌدمات ا‪١‬تمهدات‪ ،‬توُب سنة‪:‬‬
‫‪520‬ق‪ .‬ينظر‪ :‬دمحم بن عبد هللا بن دمحم بن أ‪ٛ‬تد بن ‪٣‬تاىد القيسي الدمشقي الشافعي(ت‪842 :‬ىػ)‪ ،‬توضيح املشتبو‬
‫يف ضبط أمساء الركاة كأنساهبم كألقاهبم ككناىم‪ ،‬تح‪ :‬دمحم بعيم العرقسوسي‪ ،‬ط‪1993(1 :‬ـ) مط‪ٌ :‬‬
‫مؤسسة الرسالة‪،‬‬
‫بَتكت‪ ،‬ج‪ ،4 :‬ص‪ .191 :‬دمحم ابن ‪٥‬تلوؼ‪ ،‬شجرة النٌور الزكية‪ ،‬ط‪2003(1 :‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار الكتب العلمية‪،‬‬
‫بَتكت‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪.190 :‬‬
‫‪ -5‬الطالب‪ :‬سقطت من ج‪.‬‬
‫‪ -6‬التهذَب يف اختصار املدكنة‪ :‬كتاب عظيم ُب ا‪١‬تذىب‪ ،‬قاؿ القاضي عياض‪":‬كقد ظهرت بركة ىذا الكتاب على‬
‫معوؿ أكثرىم اب‪١‬تغرب كاألبدل "‪.‬‬
‫كتيمنوا بدرسو كحفظو‪ .‬كعليو ٌ‬
‫طلبة الفقو‪ٌ .‬‬
‫ينظر‪ :‬أبو الفضل القاضي عياض بن موسى اليحص ي (ت‪544 :‬ىػ)‪ ،‬ترتيب املدارؾ كتقرَب املسالك‪ ،‬تح‪ :‬سعيد‬
‫أ‪ٛ‬تد أعراب‪ ،‬ط‪1983(1 :‬ـ)‪ ،‬ج‪ ،7 :‬ص‪.257 :‬‬
‫‪ -7‬الرباذعي‪ :‬أبو القاسم خلف ابن أيب القاسم األسدم‪ ،‬ا‪١‬تعركؼ ابلربادعي‪ .‬قاؿ القاضي عياض‪":‬من كبار أصحاب‬
‫أيب دمحم ابن أيب زيد"‪ .‬لو‪ :‬التهذيب ُب اختصار ا‪١‬تدكبة‪ .‬توُب سنة‪466 :‬ق‪ .‬ينظر‪ :‬القاضي عياض بن موسى اليحص ي‬
‫(ت‪544 :‬ىػ)‪ ،‬ترتيب املدارؾ كتقرَب املسالك‪ ،‬ج‪ ،7 :‬ص‪ .256 :‬الذى ي‪ ،‬سَت أعالـ النبالء‪ ،‬ج‪ ،17 :‬ص‪:‬‬
‫‪ .523‬ابن فرحوف‪ ،‬الدَباج املذىب يف معرفة أعياف علماء املذىب‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪.349 :‬‬

‫‪108‬‬
‫للرازم‪ 3‬ك‪٨‬توىا‪،‬‬
‫ٌ‬
‫‪2‬‬
‫الفقو‬ ‫أصوؿ‬ ‫من‬ ‫ا‬
‫ن‬‫َت‬‫كيس‬ ‫بية‪،‬‬
‫ر‬ ‫الع‬ ‫علم‬ ‫ُب‬ ‫‪1‬‬
‫ُب فقو ا‪١‬تالكية‪ ،‬ك"ا‪ٞ‬تييزكليةى"‬
‫مثل‬ ‫حصلت لو أدكات ً‬
‫صل ى‬ ‫ك٭ت ٌ‬
‫االجتهاد‪ ،‬كينقل ذلك عن بعض شيوخو‪ ،‬كيزيد ىو‪ :‬ي‬ ‫ي‬ ‫ى‬
‫‪4‬‬
‫ا‪ٟ‬تق ُب علم ا‪ٟ‬تديث ‪.‬‬
‫"األحكاـ الكربل" لعبد ٌ‬

‫‪ -1‬املقدمة اجلييزكلية يف النحو‪ :‬من تصنيف العبلٌمة ا‪ٞ‬تييزكٕب‪ .‬كىو‪ :‬أبو موسى عيسى بن عبد العزيز بن يػىلىلٍبخت بن‬
‫ابن برم‪ ،‬كأتقن عنو‪ :‬العربية‪ ،‬كاللٌغة‪ ،‬ك‪ٝ‬تع صحيح البخارم من أيب دمحم‬
‫حج كالزـ ى‬
‫عيسى ا‪ٞ‬تييزكٕب‪ ،‬الرببرم‪ ،‬ا‪١‬تراكشي‪ٌ .‬‬
‫أئمة‪ .‬ككاف إمامان ال ي‪٬‬تارل‪ ،‬ككٕب خطابة مراكش‪ .‬توُب سنة‪607 :‬ق‪،‬‬ ‫كٗترج بو ٌ‬
‫ابن عبيد هللا‪ ،‬كتص ٌدر اب‪١‬ترية كغَتىا‪ٌ ،‬‬
‫كقيل‪ :‬سنة ست‪ .‬ينظر‪ :‬الذى ي‪ ،‬سَت أعالـ النبالء‪ ،‬ج‪ ،21 :‬ص‪ . 497 :‬كُب اترَخ اإلسالـ ككفيات املشاىَت‬
‫كاألعالـ‪ ،‬ج‪ ،13 :‬ص‪ .170 :‬حاجي خليفة‪ ،‬سلم الوصوؿ إىل طبقات الفحوؿ‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪.434 :‬‬
‫‪ -2‬كتابو ىو‪ :‬احملصوؿ يف علم أصوؿ الفقو‪.‬‬
‫‪ -3‬الرازم‪ :‬دمحم بن عمر بن ا‪ٟ‬تسُت بن ا‪ٟ‬تسن بن علي‪ ،‬فخر الدين أبو عبد هللا القرشي البكرم التيمي الطربستا٘ب‬
‫السنٌة أيب دمحم البغوم‪ ،‬ككاف إذا‬
‫األصل الرازم ابن خطيب الرم‪ ،‬الشافعي‪ ،‬كلد سنة‪544 :‬ق‪ ،‬كاف من تبلمذة ‪٤‬تيي ٌ‬
‫‪٤‬تصل‬
‫ركب مشى حولو ‪٨‬تو ثبلث مائة تلميذ فقهاء كغَتىم‪ ،‬ابتشرت ُب اآلفاؽ مصنٌفات فخر الدين‪ ،‬من أ‪٫‬تٌها‪ٌ :‬‬
‫أفكار ا‪١‬تتق ٌدمُت كا‪١‬تتأخرين‪ ،‬كاحملصوؿ ُب أصوؿ الفقو‪ ،‬كلو شعر ابلفارسي كالعريب‪ .‬توُب سنة ‪ 606‬ىػ‪ .‬ينظر‪ :‬ابن‬
‫السبكي‪ ،‬طبقات الشافعية الُربل‪ ،‬ج‪ ،8 :‬ص‪ .81 :‬الذى ي‪ ،‬اترَخ اإلسالـ ككفيات املشاىَت كاألعالـ‪ ،‬ج‪:‬‬
‫‪ ،13‬ص‪ .137 :‬ابن كثَت‪ ،‬طبقات الشافعيُت‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪ .778 :‬ابن خلكاف‪ ،‬كفيات األعياف‪ ،‬ج‪ ،4 :‬ص‪:‬‬
‫‪.248‬‬
‫‪ -4‬ينظر‪ :‬أبو القاسم بن أ‪ٛ‬تد الربزٕب البلوم (ت‪841 :‬ق)‪ ،‬جامع مسائل األحُاـ ملا نزؿ من القضااي ابملفتُت‬
‫كالُاـ‪ ،‬تح‪ :‬دمحم ا‪ٟ‬تبيب ا‪٢‬تيلة‪ ،‬ط‪2002(1 :‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار الغرب اإلسبلمي‪ ،‬بَتكت‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪ .73 :‬بتصرؼ‪.‬‬

‫‪111‬‬
‫أيسر منها ُب زماف ا‪١‬تتق ٌدمُت لو أراد‬ ‫ً‬
‫السبلـ‪":‬كمواد االجتهاد ُب زمابنا ي‬
‫كقاؿ ابن عبد ٌ‬
‫الصادؽ‬
‫هللا بنا ا‪٢‬تداية‪ ،‬كلكن ال ب ٌد من قبض العلم بقبض العلماء كما أخرب ٌ‬
‫‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪."-‬ابتهى‪ .1‬كمثلو للشيخ خليل؛ معلٌبلن ذلك أب ٌف‪ :‬التفاسَت قد يد ٌكبت كاألحاديث قد‬
‫ي‪ٚ‬تعت‪ ،‬ككاف ييرحل للحديث الواحد مسافة شهر‪.‬ابتهى‪.2‬‬
‫قاؿ ابن عرفة‪":‬كما ذكره ابن عبد السبلـ من تيسر ً‬
‫االجتهاد ىو ما ‪ٝ‬تعتو ٭تكيو عن‬ ‫ٌ‬
‫االطٌبلع على أحاديث‬‫بعض الشيوخ‪ ،‬أ ٌف قراءة مثل ىذه "ا‪ٞ‬تزكلية"‪ ،‬كا‪١‬تعآب الفقهية‪ ،‬ك ً‬
‫يي‬
‫األحكاـ؛ مثل "األحكاـ الكربل" لعبد ا‪ٟ‬تق ك‪٨‬تو ذلك‪ ،‬يكفي ُب ٖتصيل ً‬
‫آالت ً‬
‫االجتهاد‪،‬‬ ‫ٌ‬
‫‪2‬‬
‫الصحاح"‬ ‫‪1‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫ً‬
‫للزبيدم ‪ ،‬ك" ٌ‬
‫مع يسَت االطٌبلع على فهم يمشكل اللٌغة؛ كػ ػ "‪٥‬تتصر العُت" ٌ‬

‫‪ -1‬ينظر‪ :‬ا‪ٟ‬تطاب الرعيٍت ا‪١‬تالكي(ت‪954 :‬ىػ)‪ ،‬مواىب اجلليل يف شرح خمتصر خليل‪ ،‬ج‪ ،6 :‬ص‪ .89 :‬دمحم‬
‫عليش‪ ،‬أبو عبد هللا ا‪١‬تالكي(ت‪1299 :‬ىػ)‪ ،‬منح اجلليل شرح خمتصر خليل‪ ،‬ج‪ ،8 :‬ص‪ .261 :‬كقولو‪":‬ال ب ٌد من‬
‫حديث متفق عليو‪ :‬أخرجو البخارم‪ :‬كتاب‪ :‬العلم‪ ،‬ابب‪ :‬كيف يقبض العلم‪،‬‬ ‫و‬ ‫قبض العلم بقبض العلماء" مقتب ه من‬
‫ج‪ ،1 :‬ص‪ .31 :‬رقم‪ .100 :‬كُب كتاب‪ :‬االعتصاـ ابلكتاب كالسنة‪ ،‬ابب‪ :‬ما يذكر من ذـ الرأم كتكلف القياس‪،‬‬
‫ج‪ ،9 :‬ص‪ .100 :‬رقم‪ .7307 :‬كمسلم‪ :‬كتاب‪ :‬العلم‪ ،‬ابب‪ :‬رفع العلم كقبضو كظهور ا‪ٞ‬تهل كالفنت ُب آخر‬
‫الزماف‪ ،‬ص‪ .1072 :‬رقم‪ .2673 :‬عن عبد هللا بن عمرك بن العاص قاؿ‪ٝ :‬تعت رسوؿ هللا ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬يقوؿ‪":‬إ ٌف هللا ال‬
‫جهاالن‪،‬‬
‫يقبض العلم ابتزاعان ينتزعو من العباد‪ ،‬كلكن يقبض العلم بقبض العلماء‪ ،‬حىت إذا ٓب يبق عا‪١‬تان ٌاٗتذ النٌاس يرءيكسان ٌ‬
‫فسئلوا فأفتوا بغَت علم‪ ،‬فضلٌوا كأضلٌوا"‪ .‬بلفظ البخارم‪.‬‬
‫‪ -2‬خليل بن إسحاؽ بن موسى‪ ،‬ضياء الدين ا‪ٞ‬تندم ا‪١‬تالكي ا‪١‬تصرم (ت‪776 :‬ىػ)‪ ،‬التوضيح يف شرح املختصر‬
‫الفرعي ابن الاجب‪ ،‬تح‪ :‬د‪ .‬أ‪ٛ‬تد بن عبد الكر‪ٙ‬ب ‪٧‬تيب‪ ،‬ط‪1429(1 :‬ىػ‪2008/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬مركز ‪٧‬تيبويو‬
‫للمخطوطات كخدمة الًتاث‪ ،‬ج‪ ،7 :‬ص‪.392 :‬‬
‫الزركلي أبٌو ‪٥‬تطوط‪ ،‬اختصر بو كتاب العُت ا‪١‬تنسوب للخليل بن أ‪ٛ‬تد‪ .‬ينظر‪ :‬مصطفى بن عبد هللا‬
‫‪ -3‬ذكر ٌ‬
‫القسطنطيٍت ا‪١‬تشهور ْتاجي خليفة (ت‪1067 :‬ىػ)‪ ،‬كشف الظنوف عن أسامي الُتب كالفنوف‪ ،‬ط‪1941( :‬ـ)‪،‬‬
‫مط‪ :‬مكتبة ا‪١‬تثٌت‪ ،‬بغداد‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪ .1443 :‬الزركلي‪ ،‬األعالـ‪ ،‬ج‪ ،7 :‬ص‪.70 :‬‬
‫‪ -4‬العُت‪ٌ :‬أكؿ معاجم اللغة العربية أليب عبد الر‪ٛ‬تن ا‪٠‬تليل بن أ‪ٛ‬تد الفراىيدم البصرم (ت‪170 :‬ىػ)‪ ،‬كاختلف‬
‫صحة بسبتو إليو‪ .‬ينظر‪ :‬عبد هللا دركيش‪ ،‬املعاجم العربية مع اعتناء خاص دبعجم "العُت" للخليل بن‬
‫العلماء كثَتان ُب ٌ‬
‫أمحد‪( ،‬د ت ط)‪ ،‬مط‪ :‬مكتبة الشباب‪ ،‬ص‪.4 :‬‬

‫‪110‬‬
‫للجوىرم‪ ،3‬ك‪٨‬تو ذلك من غريب ا‪ٟ‬تديث‪ ،‬كال سيٌما مع بظر كبلـ ابن القطٌاف‪ ،4‬كٖتقيق‬
‫أحاديث األحكاـ‪ ،‬كبلوغ درجة اإلمامة أك ما قارهبا‪ُ 5‬ب العلوـ ا‪١‬تذكورة غَت مشركطة‬
‫إ‪ٚ‬تاعان"‪.‬ابتهى‪.6‬‬
‫‪7‬‬
‫بصو‪":‬فا‪١‬تعترب من‬
‫قاؿ اإلسنوم ُب "التمهيد" حاكيان كبلـ اإلماـ ُب "احملصوؿ" ما ٌ‬
‫السنٌة‪ ،‬كمعرفة فهم الًتاكيب من الفاعلية كا‪١‬تفعولية‬
‫اللٌغة معرفة ا‪١‬تفردات الواقعة ُب الكتاب ك ٌ‬
‫كاإلضافة ك‪٨‬توىا‪ ،‬دكف دقائق العلوـ‪ ،‬كىذا ا‪١‬تقدار يسَته ج ٌدان‪ ،‬كمع ذلك فالشرط ىو القدرة‬

‫الزبيدم‪ :‬دمحم بن دمحم بن دمحم بن عبد الرزاؽ ا‪ٟ‬تسيٍت ‪ ،‬أبو الفيض‪ ،‬ا‪١‬تل ٌقب ٔترتضى‪ٌ :‬‬
‫عبلمة ابللٌغة كا‪ٟ‬تديث‬ ‫‪ٌ -1‬‬
‫كالرجاؿ كاألبساب‪ ،‬من كبار ا‪١‬تصنفُت‪ .‬أصلو من كاسط ُب العراؽ كمولده اب‪٢‬تند‪ ،‬كمنشأه ُب زبيد ابليمن‪ ،‬رحل إٔب‬
‫ا‪ٟ‬تجاز‪ ،‬كأقاـ ٔتصر‪ ،‬فاشتهر فضلو‪ ،‬ككاتبو ملوؾ ا‪ٟ‬تجاز كا‪٢‬تند كاليمن كالشاـ كالعراؽ كا‪١‬تغرب األقصى كالًتؾ كالسوداف‬
‫كا‪ٞ‬تزائر‪ .‬كتوُب ابلطاعوف ُب مصر سنة‪ 1205 :‬ىػ‪ .‬ينظر‪ :‬عبد الرزاؽ بن حسن بن إبراىيم البيطار (ت‪1335 :‬ىػ)‪،‬‬
‫حلية البشر يف اترَخ القرف الثالث عشر‪ ،‬تح‪ :‬دمحم هبجة البيطار‪ ،‬ص‪.1492 :‬الزركلي‪ ،‬األعالـ‪ ،‬ج‪ ،7 :‬ص‪.70 :‬‬
‫‪ -2‬اسم الكتاب الكامل‪ :‬اتج اللٌغة كصحاح العربية‪.‬‬
‫‪ -3‬اجلوىرم‪ :‬أبو بصر إ‪ٝ‬تاعيل بن ‪ٛ‬تاد الًتكي‪ ،‬كاف من أعاجيب الزماف ذكاءن كفطنةن كعلمان‪ ،‬دخل ببلد ربيعة كمضر‬
‫يدرس كيصنٌف‪ ،‬كيعلٌم الكتابة‪ ،‬كينسخ‬
‫ُب طلب لساف العرب‪ ،‬كدار الشاـ كالعراؽ‪ٍ ،‬ب عاد إٔب خراساف‪ ،‬فأقاـ بنيسابور ٌ‬
‫ا‪١‬تصاحف‪ ،‬مات ا‪ٞ‬توىرم مًتداين من سطح داره بنيسابور‪ُ ،‬ب سنة‪393 :‬ق‪ .‬ينظر‪ :‬الذى ي‪ ،‬سَت أعالـ النبالء‪ ،‬ج‪:‬‬
‫‪ ،17‬ص‪ .80 :‬الذى ي‪ ،‬اترَخ اإلسالـ ككفيات املشاىَت كاألعالـ‪ ،‬ج‪ ،8 :‬ص‪.724 :‬‬
‫‪ -4‬ابن القطاف‪ :‬القاضي‪ ،‬أبو ا‪ٟ‬تسن علي بن دمحم بن عبد ا‪١‬تلك بن ٭تِت بن إبراىيم ا‪ٟ‬تمَتم‪ ،‬ا‪١‬تغريب‪ ،‬الفاسي‪،‬‬
‫ا‪١‬تالكي‪ ،‬لو تصابيف منها‪ :‬بياف الوىم كاإليهاـ الواقعُت ُب كتاب األحكاـ‪ ،‬ابتقد بو أحكاـ عبد ا‪ٟ‬تق‪ ،‬توُب ُب سنة‬
‫‪628‬ق‪ ،‬كىو على قضاء سجلماسة‪ .‬ينظر‪ :‬الذى ي‪ ،‬سَت أعالـ النبالء‪ ،‬ج‪ ،22 :‬ص‪ .306 :‬الذى ي‪ ،‬اترَخ‬
‫اإلسالـ ككفيات املشاىَت كاألعالـ‪ ،‬ج‪ ،13 :‬ص‪.866 :‬‬
‫‪ُ -5‬ب ج‪ :‬كما قارهبا‪.‬‬
‫‪ -6‬ينظر‪ :‬ا‪ٟ‬تطاب الرعيٍت ا‪١‬تالكي (ت‪954 :‬ىػ)‪ ،‬مواىب اجلليل يف شرح خمتصر خليل‪ ،‬ج‪ ،6 :‬ص‪ .89 :‬دمحم‬
‫عليش‪ ،‬أبو عبد هللا ا‪١‬تالكي (ت‪1299:‬ىػ)‪ ،‬منح اجلليل شرح خمتصر خليل‪ ،‬ج‪ ،8 :‬ص‪ .261 :‬دمحم بن ا‪ٟ‬تسن‬
‫العريب بن دمحم ا‪ٟ‬تجوم الثعال ي ا‪ٞ‬تعفرم الفاسي (ت‪1376 :‬ىػ)‪ ،‬الفُر السامي يف اترَخ الفقو اإلسالمي‪ ،‬ط‪:‬‬
‫بن ٌ‬
‫‪1416(1‬ىػ‪1995/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بَتكت‪ ،‬لبناف‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪.499 :‬‬
‫‪ -7‬يقصد فخر الدين الرازم‪-‬ر‪ٛ‬تو هللا‪.-‬‬

‫‪111‬‬
‫االطٌبلع عليو عند ً‬
‫االحتياج إليو ال حفظو"‪.‬ابتهى‪ .1‬كقاؿ قبلو‪ :‬يكفيو أف يكوف عنده‬ ‫على ً‬
‫تصنيف معتربه‪ ،‬يرجع إليو عند حدكث الواقعة‪ .‬ابتهى‪.2‬‬
‫ه‬
‫االجتهاد‪ .‬فحاصلو‪ :‬أبٌو يشًتط إل‪٬‬تاد ً‬
‫االجتهاد على‬ ‫كأم ا الثاين‪ :‬أعٌت شركط إيقاع ً‬
‫ٌ‬
‫السابقة شركط أي ىخر‪:‬‬
‫الوجو ا‪١‬تعترب من ا‪١‬تتٌصف ابلشركط ٌ‬
‫أكهلا‪ :‬معرفة مواقع اإل‪ٚ‬تاع؛ كي ال ٮترقو‪ ،‬كال يشًتط حفظها‪ ،‬بل يكفيو مراجعة‬ ‫ٌ‬
‫‪3‬‬
‫االختبلؼ" البن خازف‬ ‫الكتب ا‪١‬تؤلٌفة فيو‪ ،‬أك ُب خبلؼ ا‪١‬تذاىب؛ ككتاب "اإليقاؼ ك ً‬
‫األبدلسي ا‪١‬تالكي‪ ،‬ككتاب ابن قاسم الطربم الشافعي‪ ،4‬ككتاب "اختبلؼ الفقهاء" لئلماـ‬
‫الطحاكم ا‪ٟ‬تنفي‪ ،5‬فمىت كجد ُب ا‪١‬تسألة قولُت فأكثر علم ٌأّنا ال إ‪ٚ‬تاع فيها‪.‬‬

‫‪ -1‬ينظر‪ :‬عبد الرحيم بن ا‪ٟ‬تسن اإلسنوم الشافعي (ت‪772 :‬ىػ)‪ ،‬التمهيد يف زبرَج الفركع على األصوؿ‪ ،‬تح‪:‬‬
‫دمحم حسن ىيتو‪ ،‬ط‪1400( 1 :‬ىػ)‪ ،‬مط‪ :‬مؤسسة الرسالة ‪ ،‬بَتكت‪ ،‬ص‪ .44 :‬كقد ذكر الرازم ىذا ا‪١‬تعٌت ُب‪:‬‬
‫احملصوؿ‪ ،‬ج‪ ،3 :‬ص‪.1453 :‬‬
‫‪ -2‬ا‪١‬تصدر بفسو‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪.44 :‬‬
‫‪ -3‬بسبة كتاب‪":‬اإلَقاؼ كااختالؼ" البن ا‪٠‬تازف األبدلسي ا‪١‬تالكي فيو بظر؛ أل ٌف ىذا األخَت لي لو مؤلَّف هبذا‬
‫العنواف‪ ،‬زايدة على كجود التصحيف فيو‪ ،‬فعنواف الكتاب ىو‪":‬اإلَقاؼ على سبب ااختالؼ" كىو للشيخ دمحم حياة‬
‫كلعل ىذا ىو ا‪١‬تقصود؛ أل ٌف دمحم بن علي السنوسي يكثر ُب كتابو "اإلَقاظ" من النقل عن‬
‫السندم (ت‪1163 :‬ق)‪ٌ ،‬‬
‫ٌ‬
‫ً‬
‫السندم‪.‬‬
‫الشيخ من ٌ‬
‫‪ -4‬أبو علي‪ :‬إذا أطلق ىذا االسم فإبٌو يراد بو أبو علي الطربم‪ ،‬كىو‪ :‬أبو علي ا‪ٟ‬تسن بن القاسم الطربم‪ ،‬الشافعي‪،‬‬
‫احملررين ُب ا‪٠‬تبلؼ‪ ،‬كىو ٌأكؿ من صنٌف فيو‪ ،‬أخذ الفقو عن ابن أيب ىريرة‪ ،‬كلو مصنٌفات مفيدة‪،‬‬‫األئمة ٌ‬
‫الشافعي‪ ،‬أحد ٌ‬
‫احملرر ُب النٌظر كىو كتاب صنٌف ُب ا‪٠‬تبلؼ‪ .‬توُب‬
‫منها‪ :‬اإلفصاح ُب فركع الفقو الشافعي‪ ،‬كالع ٌدة‪ ،‬ككبل‪٫‬تا ُب الفقو‪ ،‬ك ٌ‬
‫سنة‪350 :‬ق‪ .‬ينظر‪ :‬ابن السبكي‪ ،‬طبقات الشافعية الُربل‪ ،‬ج‪ ،3 :‬ص‪ .280 :‬أبو دمحم الطيب بن عبد هللا بن‬
‫أ‪ٛ‬تد بن علي اب‪٥‬ترمة‪ ،‬ا‪٢‬تًجرا٘ب ا‪ٟ‬تضرمي الشافعي (ت‪947 :‬ىػ)‪ ،‬قالدة النحر يف كفيات أعياف الدىر‪ ،‬ج‪،3 :‬‬
‫ص‪ .144 :‬رضا كحالة‪ ،‬معجم املؤلفُت‪ ،‬ج‪ ،3 :‬ص‪.270 :‬‬
‫‪ -5‬الطحاكم‪ :‬أبو جعفر أ‪ٛ‬تد بن دمحم بن سبلمة بن سلمة بن عبد ا‪١‬تلك األزدم‪ ،‬ا‪ٟ‬تجرم‪ ،‬ا‪١‬تصرم‪ ،‬ا‪ٟ‬تنفي‪ ،‬مولده‬
‫مولده ُب سنة‪239 :‬ق‪ ،‬برز ُب علم ا‪ٟ‬تديث كُب الفقو‪ ،‬كابتهت إليو رائسة أصحاب أيب حنيفة ٔتصر‪ ،‬صاحب‬
‫التصابيف ا‪١‬تنيفة منها‪ :‬أحكاـ القرآف‪ ،‬شرح مشكل اآلاثر‪ ،‬اختبلؼ العلماء‪ ،‬الذم اختصره أبو بكر ا‪ٞ‬تصاص الرازم‬
‫(ت‪370:‬ق) ُب كتابو "‪٥‬تتصر اختبلؼ العلماء"‪ ،‬كىذا ىو ا‪١‬تراد ُب ا‪١‬تنت؛ إذ ييعرؼ عند بعض أىل الًتاجم بكتاب‬

‫‪112‬‬
‫كاثنيها‪ :‬معرفة أسباب النزكؿ‪ ،‬كأسباب ا‪ٟ‬تديث؛ فإ ٌف ا‪٠‬تربة هبما تيرشد إٔب فهم ا‪١‬تراد‪.‬‬

‫كاثلثها‪ :‬معرفة الناسخ كا‪١‬تنسوخ‪ ،‬كىو ه‬


‫قليل ج ٌدان‪ ،‬كإف ألٌف فيو خبلئق‪ ،‬فإ ٌف ا‪١‬تتٌفق‬
‫‪1‬‬
‫السنٌة ما دكف العشرة‪ ،‬ك‪٫‬تا ‪٤‬تفوظاف‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫كُب‬ ‫‪،‬‬ ‫عليو ُب بسخ الكتاب ‪٨‬تو العشرين آية‬
‫و‬
‫كضعيف كغَتىا‪.‬‬ ‫صحيح كحس ون‬ ‫و‬
‫كآحاد ك و‬ ‫كرابعها‪ :‬معرفة أبواع ا‪ٟ‬تديث من توات ور‬
‫الركاة‪ ،‬جرحان كتعديبلن كما يتعلٌق هبما‪.2‬‬
‫كخامسها‪ :‬معرفة حاؿ ٌ‬
‫كالكتب ا‪١‬تؤلٌفة ُب ىذا كما قبلو ال تكاد تيضبط كثرنة‪ ،‬كالرجوع إليها و‬
‫كاؼ ُب ذلك‬ ‫ٌ‬
‫مقرر ُب علوـ ا‪ٟ‬تديث‪.‬‬ ‫و‬
‫أبقرب كجو كأيسره على ما ىو ٌ‬
‫كتقريبو أ ٌف البحث إما من جهة ً‬
‫سندهً أك متنً ًو‪.‬‬ ‫ٌ‬
‫وٌ‬
‫صحايب فى ىمن دكبو‪.‬‬ ‫فاألكؿ‪ٌ :‬إما من جهة جهل عُت ٌ‬
‫الراكم‪ ،‬أك حالو من‬ ‫ٌ‬
‫فؤل‪ٝ‬تاء الصحابة كتب؛ كػ ػ "أيسد الغابة"‪ 3‬ك" ً‬
‫االستيعاب"‪ 4‬ك"اإلصابة"‪ 5‬ك‪٨‬توىا‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫ه‬
‫كتب مؤلٌفةه‪،‬‬ ‫فىػ يَتاجع فيها ىمن أير ى‬
‫يد منهم من األ‪ٝ‬تاء كال يكٌت كاأللقاب‪ ،‬ك‪١‬تن دكّنم أيضان ه‬

‫"االختبلؼ بُت الفقهاء"‪ .‬توُب سنة‪321 :‬ق‪ .‬ينظر‪ :‬ابن الند‪ٙ‬ب (ت‪438 :‬ق)‪ ،‬الفهرست‪ ،‬ص‪ .257 :‬الذى ي‪،‬‬
‫سَت أعالـ النبالء‪ ،‬ج‪ ،15 :‬ص‪ .27 :‬كُب اترَخ اإلسالـ ككفيات املشاىَت كاألعالـ‪ ،‬ج‪ ،7 :‬ص‪ .439 :‬تقي‬
‫السنية يف تراجم النفية‪( ،‬د ت ط)‪ ،‬ص‪:‬‬
‫الدين بن عبد القادر التميمي الدارم الغزم (ت‪1010 :‬ىػ)‪ ،‬الطبقات ٌ‬
‫‪.136‬‬
‫‪ -1‬ينظر‪ :‬عبد الر‪ٛ‬تن بن أيب بكر‪ ،‬جبلؿ الدين السيوطي (ت‪911 :‬ىػ)‪ ،‬اإلتقاف يف علوـ القرآف‪ ،‬تح‪ :‬شعيب‬
‫الرسالة انشركف‪ ،‬بَتكت‪ ،‬لبناف‪ ،‬ص‪.33 :‬‬
‫مؤسسة ٌ‬
‫األربؤكط‪ ،‬ط‪1432(1 :‬ق‪2011/‬ـ)‪ ،‬مط‪ٌ :‬‬
‫‪ -2‬ينظر‪ :‬أبو زرعة العراقي (ت‪826 :‬ىػ)‪ ،‬الغيث اهلامع شرح مجع اجلوامع‪ ،‬ص‪ .698 :‬الشوكا٘ب‪ ،‬إرشاد‬
‫الفحوؿ‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪.210 :‬‬
‫‪ -3‬أسد الغابة يف معرفة الصحابة‪ :‬أليب ا‪ٟ‬تسن؛ علي بن أيب الكرـ ا‪١‬تعركؼ ابن األثَت (ت‪630 :‬ىػ)‪.‬‬
‫‪ -4‬ااستيعاب يف معرفة األصحاب‪ :‬أليب عمر؛ يوسف بن عبد هللا بن دمحم بن عبد الرب النمرم القرط ي‬
‫(ت‪463:‬ىػ)‪.‬‬
‫‪ -5‬اإلصابة يف سبييز الصحابة‪ :‬أليب الفضل؛ أ‪ٛ‬تد بن علي ابن حجر العسقبل٘ب (ت‪852 :‬ىػ)‪.‬‬

‫‪113‬‬
‫فَتجع ُب ا‪١‬تنسوب منها؛ كمثل "اللٌباب"‪ 1‬ك"لبٌو"‪ ،2‬ك‪٨‬تو‪٫‬تا من فنٌو‪ ،‬كُب غَت ا‪١‬تنسوب؛‬
‫كمثل "التهذيب"‪ 3‬ك"ا‪١‬تيزاف" للذى ي‪ ،4‬ك"هتذيب التهذيب" ك"لساف ا‪١‬تيزاف"‪ 5‬البن حجر‪،‬‬
‫ُت أك و‬
‫حاؿ ُب حركفها‪ ،‬كأبواهبا ا‪١‬توضوعة ‪٢‬تا‪.‬‬ ‫كغَتىا من فنٌها‪ ،‬فييعلم منها ما يجهل من ع و‬

‫كالثاين‪ :‬إف كاف من جهة فهم معناه‪ ،‬فا‪١‬ترجوع إليو ُب ذلك كتب الغريب؛ مثل‬
‫‪7‬‬ ‫‪6‬‬
‫أئمة‬
‫"النهاية" ك"اجملمع" كغَت‪٫‬تا‪ ،‬كإف كاف من جهة ٌقوتو كضعفو فا‪١‬ترجوع إليو فيو كتب ٌ‬
‫كتب‬ ‫و‬
‫أبفع شيء ُب ذلك ي‬ ‫ا‪ٟ‬تديث؛ كاإلماـ أ‪ٛ‬تد‪ ،‬كالبخارم‪ ،‬كالًتمذم‪ ،‬كأضراهبم‪ ،‬ك ي‬
‫األطراؼ‪.8‬‬
‫ً ‪9‬‬
‫ابلعاـ قبل ع ٍل ًم ٌ‬
‫‪٥‬تصصو‪ ،‬أك ا‪١‬تطلق‬ ‫التمسك ٌ‬ ‫سادسها‪ :‬البحث عن ا‪١‬تعارض؛ أعٍت ٌ‬
‫‪٣‬تردان عن القرائن فلهم‬ ‫ا‪ٟ‬تكم‬ ‫على‬ ‫اؿ‬
‫ٌ‬ ‫د‬‫ٌ‬ ‫ال‬ ‫فظ‬‫ل‬
‫ٌ‬ ‫ال‬ ‫كجد‬ ‫ف‬
‫ٌ‬ ‫فإ‬ ‫؛‬ ‫حاالت‬ ‫لو‬‫ك‬ ‫‪،‬‬‫ن‬‫بل‬ ‫مث‬ ‫قبل ًع ٍل ًم‪ 1‬مقي ًدهً‬
‫ٌ‬ ‫ه‬ ‫ٌ‬
‫فلهم فيو ‪ٜ‬تسةي أقو واؿ‪:‬‬

‫‪ -1‬اللٌباب يف هتذَب األنساب‪ :‬ابن األثَت ا‪ٞ‬تزرم‪ ،‬عز الدين أبو ا‪ٟ‬تسن علي بن دمحم ا‪ٞ‬تزرم ا‪١‬توصلي(ت‪630 :‬ىػ)‪.‬‬
‫لب اللٌباب يف ربرَر األنساب‪ :‬لعبد الر‪ٛ‬تن بن أيب بكر‪ ،‬جبلؿ الدين السيوطي (ت‪911 :‬ىػ)‪.‬‬
‫‪ٌ -2‬‬
‫‪ -3‬هتذَب الُماؿ يف أمساء الرجاؿ‪ :‬ليوسف بن عبد الر‪ٛ‬تن بن يوسف‪ ،‬أبو ا‪ٟ‬تجاج‪ٚ ،‬تاؿ الدين ا‪١‬تزم‬
‫(ت‪742:‬ىػ)‪.‬‬
‫‪ -4‬ميزاف ااعتداؿ يف نقد الرجاؿ‪ :‬أليب عيد هللا؛ مش الدين الذى ي (ت‪748 :‬ىػ)‪.‬‬
‫‪ -5‬هتذَب التهذَب‪ ،‬كلساف امليزاف‪ :‬أليب الفضل؛ أ‪ٛ‬تد بن علي ابن حجر العسقبل٘ب (ت‪852 :‬ىػ)‪.‬‬
‫‪ -6‬النهاَة يف غرَب الدَث كاألثر‪ :‬جملد الدين‪ ،‬أيب ٌ‬
‫السعادات ا‪١‬تبارؾ بن دمحم بن دمحم بن‪ ،‬ابن األثَت (ت‪606 :‬ىػ)‪.‬‬
‫‪606‬ىػ)‪.‬‬
‫‪ -7‬رجمع حبار األنوار يف غرائب التنزَل كلطائف األخبار‪ٞ ،‬تماؿ الدين؛ دمحم طاىر بن علي الصديقي ا‪٢‬تندم ال ىفت ًٍَّت‬
‫ال ىفت ًٍَّت (ت‪986 :‬ىػ)‪.‬‬
‫‪ -8‬أعظمها كأنفعها‪:‬‬
‫ربفة األشراؼ دبعرفة األطراؼ‪ ،‬ليوسف بن عبد الر‪ٛ‬تن بن يوسف‪ ،‬أيب ا‪ٟ‬تجاج‪ٚ ،‬تاؿ الدين ا‪١‬تزم‬ ‫‪-‬‬
‫(ت‪742:‬ىػ)‪.‬‬
‫إطراؼ املي ٍسنًد املعتىلًي بطراؼ املسنىد النبلي‪ ،‬أليب الفضل؛ أ‪ٛ‬تد بن علي ابن حجر العسقبل٘ب‬ ‫‪-‬‬
‫(ت‪852:‬ىػ)‪.‬‬
‫‪ -9‬علم‪ :‬سقطت من‪ :‬ج‪.‬‬

‫‪114‬‬
‫األصح‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫األكؿ‪ :‬جواز ٌ‬
‫التمسك بو ُب العمل ٔتقتضاه قبل البحث عن ا‪١‬تعارض‪ ،‬كىو‬ ‫ٌ‬
‫‪6‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪4 3‬‬ ‫‪2‬‬
‫بناء‬
‫ن‬ ‫؛‬ ‫ا‪ٞ‬تمهور‬
‫ك‬ ‫"‬‫ا‪١‬تنهاج‬ ‫"‬ ‫ك‬ ‫‪،‬‬ ‫"‬ ‫امع‬
‫و‬ ‫ا‪ٞ‬ت‬ ‫‪ٚ‬تع‬ ‫"‬ ‫ُب‬ ‫عليو‬ ‫كمشى‬ ‫‪،‬‬ ‫اإلماـ‬
‫ك‬ ‫كبو قاؿ الصَتُب‬
‫على أ ٌف األصل عدـ ا‪١‬تعارض‪.‬‬
‫الثاين‪ :‬كجوب اعتقاد عمومو مثبلن‪ ،‬كا‪١‬تسارعة إٔب العمل ٔتقتضاه‪ ،‬كبو قاؿ اإلماـ‬
‫‪8‬‬ ‫‪7‬‬
‫كبص ما للثا٘ب ُب "شرح اللٌمع"‪ :‬كإذا كردت ىذه األلفاظ‬
‫الرازم أيضان‪ ،‬كاإلماـ الشَتازم ‪ٌ .‬‬
‫ا‪١‬توضوعة للعموـ فهل ‪٬‬تب اعتقاد عمومها عند ‪ٝ‬تاعها‪ ،‬كا‪١‬تبادرة إٔب العمل ٔتقتضاىا؟‬
‫اختلف أصحابينا‪ ،‬فقاؿ أبو بكر الصَتُب‪٬ :‬تب اعتقاد عمومها ُب ا‪ٟ‬تاؿ عند ‪ٝ‬تاعها‪،‬‬
‫كالعمل ٔتوجبها‪ ،9‬كمثليو ُب الربىاف‪ 1‬للزركشي‪.2‬‬

‫‪ -1‬علم‪ :‬سقطت من‪ :‬ج‪.‬‬


‫‪ -2‬الصَتىف‪ :‬دمحم بن عبد هللا أبو بكر‪ ،‬اإلماـ ا‪ٞ‬تليل األصؤب‪ ،‬كاف يقاؿ‪ :‬إبٌو أعلم خلق هللا تعأب ابألصوؿ بعد‬
‫الشافعى‪ ،‬تف ٌقو على ابن سريج‪ ،‬كالصَتُب‪ :‬من يعاِب الذىب‪ ،‬توُب سنة‪330 :‬ق‪ .‬ينظر‪ :‬ابن السبكي‪ ،‬طبقات‬
‫الشافعية الُربل‪ ،‬ج‪ ،3 :‬ص‪ .186 :‬الذى ي‪ ،‬اترَخ اإلسالـ ككفيات املشاىَت كاألعالـ‪ ،‬ج‪ ،7 :‬ص‪.596 :‬‬
‫ابن كثَت‪ ،‬طبقات الشافعيُت‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪ .264 :‬السيوطي‪ ،‬حسن احملاضرة يف اترَخ مصر كالقاىرة‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪:‬‬
‫‪.312‬‬
‫‪ -3‬يقصد‪ :‬الفخر الرازم‪.‬‬
‫‪ -4‬الرازم‪ ،‬احملصوؿ‪ ،‬ج‪ ،3 :‬ص‪.21 :‬‬
‫‪ -5‬كٕب الدين أيب زرعة أ‪ٛ‬تد بن عبد الرحيم العراقي (ت‪826 :‬ىػ)‪ ،‬الغيث اهلامع شرح مجع اجلوامع‪ ،‬ص‪.699 :‬‬
‫السبكي‪ ،‬اإلهباج يف شرح املنهاج‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪.141 :‬‬
‫‪ -6‬علي بن عبد الكاُب ٌ‬
‫‪ -7‬الشَتازم‪ :‬سقطت من ج‪.‬‬
‫‪ -8‬أبو إسحاؽ الشَتازم‪ :‬إبراىيم بن علي بن يوسف‪ ،‬أبو إسحاؽ‪ ،‬مولده سنة‪393 :‬ق‪ ،‬قاؿ ٌ‬
‫السمعا٘ب‪":‬ىو إماـ‬
‫الشافعية‪ ،‬كمدرس النٌظامية‪ ،‬كشيخ العصر‪ ،‬صنٌف ُب األصوؿ كالفركع كا‪٠‬تبلؼ كا‪١‬تذىب‪ ،‬توُب سنة‪476 :‬ق ببغداد"‪.‬‬
‫ينظر‪ :‬ابن السبكي‪ ،‬طبقات الشافعية الُربل‪ ،‬ج‪ ،4 :‬ص‪ .215 :‬الذى ي‪ ،‬سَت أعالـ النبالء‪ ،‬ج‪ ،18 :‬ص‪:‬‬
‫‪ .452‬كُب اترَخ اإلسالـ ككفيات املشاىَت كاألعالـ‪ ،‬ج‪ ،10 :‬ص‪ .383 :‬ابن كثَت‪ ،‬طبقات الشافعيُت‪ ،‬ج‪:‬‬
‫‪ ،1‬ص‪.462 :‬‬
‫‪ -9‬أبو اسحاؽ إبراىيم بن علي بن يوسف الشَتازم (ت‪476 :‬ىػ)‪ ،‬اللٌمع يف أصوؿ الفقو‪ ،‬ط‪:‬‬
‫‪2003(2‬ـ‪1424/‬ق)‪ ،‬مط‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بَتكت‪ ،‬لبناف‪ ،‬ص‪.28 :‬‬

‫‪115‬‬
‫‪3‬‬
‫تطرؽ‬
‫ٌ‬ ‫من‬ ‫الثالث‪ :‬بدب البحث عن ا‪١‬تعارض‪ ،‬كما قاؿ ا‪ٞ‬تبلؿ احمللٌى ى ى‬
‫سلم‬‫لي‬ ‫؛‬
‫ا‪٠‬تدش إليو لو ٓب يبحث‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫كبصو‪٬ :‬تب‬
‫ٌ‬ ‫‪،‬‬ ‫الرابع ‪ :‬منع العمل بو قبل البحث عن ا‪١‬تعارض‪ ،‬كبو قاؿ ابن سريج‬
‫ٌ‬
‫‪5‬‬
‫ابلعاـ مثبلن ‪ ،‬كمثلو‬
‫ص فذلك‪ ،‬كإالٌ عمل ٌ‬ ‫‪٥‬تص ه‬
‫حىت يبحث عنو‪ ،‬فإف كجد لو ٌ‬ ‫التٌوقف فيو ٌ‬
‫‪7‬‬ ‫‪6‬‬
‫‪٤‬تتجُت ابحتماؿ‬
‫للشيخ أيب حامد الغزإب‪ ،‬كاألستاذ أيب إسحاؽ االسفرايٍت‪ ،‬كاآلمدم ؛ ٌ‬

‫الصواب ُب "ْتر احمليط"‪ ،‬بدر الدين الزركشي (ت‪794 :‬ىػ)‪ ،‬البحر احمليط يف أصوؿ الفقو‪ ،‬ج‪ ،8 :‬ص‪:‬‬
‫لعل ٌ‬
‫‪ٌ -1‬‬
‫‪.268‬‬
‫‪ -2‬بدر الدَن الزركشي‪ :‬دمحم بن هبادر بن عبد هللا الًتكي األصل‪ ،‬ا‪١‬تصرم‪ ،‬كلد سنة ‪745‬ق‪ ،‬كعٍت ابالشتغاؿ من‬
‫صغره فحفظ كتبان‪ ،‬كأخذ عن الشيخ ‪ٚ‬تاؿ الدين األسنوم كالشيخ سراج الدين البلقيٍت كالزمو‪ ،‬كاف منقطعان ُب منزلو ال‬
‫أحد إالٌ إٔب سوؽ الكتب كإذا حضره ال يشًتم شيئان‪ ،‬كإ‪٪‬تا يطالع ُب حابوت الكت ي طوؿ ّناره‪ ،‬كمعو ظهور‬ ‫يًتدد إٔب و‬
‫ٌ‬
‫أكراؽ يعلٌق فيها ما يعجبو ٍبٌ يرجع فينقلو إٔب تصابيفو‪ .‬مات سنة ‪ 794‬ق ابلقاىرة‪ .‬ينظر‪ :‬ابن حجر‪ ،‬الدرر الُامنة‬
‫السيوطي‪ ،‬حسن احملاضرة يف اترَخ مصر كالقاىرة‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪:‬‬
‫يف أعياف املائة الثامنة‪ ،‬ج‪ ،5 :‬ص‪ٌ .133 :‬‬
‫‪.437‬‬
‫‪ -3‬ينظر‪ :‬حسن بن دمحم بن ‪٤‬تمود العطار‪ ،‬حاشية العطار على شرح اجلالؿ احمللي على مجع اجلوامع‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪:‬‬
‫‪.245‬‬
‫‪ -4‬ابن سرَج‪ :‬أ‪ٛ‬تد بن عمر بن سريج القاضي أبو العباس بن سريج البغدادم‪ ،‬حامل لواء الشافعية ُب زمابو‪،‬كاف‬
‫األئمة‪ ،‬كصنٌف ُب ا‪١‬تذىب ك‪٠‬تٌصو‪،‬‬
‫خلق كثَته من ٌ‬
‫يقاؿ لو‪ :‬الباز األشهب‪ ،‬تف ٌقو أبيب القاسم األ‪٪‬تاطي‪ ،‬كأخذ عنو الفقو ه‬
‫قاؿ الشيخ أبو إسحاؽ الشَتازم‪ :‬كاف من عظماء الشافعيُت كعلماء ا‪١‬تسلمُت‪ ،‬ككاف يفضل على ‪ٚ‬تيع أصحاب‬
‫الشافعي حىت على ا‪١‬تز٘ب‪ ،‬مات سنة ‪306‬ق‪ .‬ينظر‪ :‬ابن السبكي‪ ،‬طبقات الشافعية الُربل‪ ،‬ج‪ ،3 :‬ص‪.21 :‬‬
‫الذى ي‪ ،‬اترَخ اإلسالـ ككفيات املشاىَت كاألعالـ‪ ،‬ج‪ ،7 :‬ص‪ .99 :‬ابن كثَت‪ ،‬طبقات الشافعيُت‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪:‬‬
‫‪.193‬‬
‫‪ -5‬الرازم‪ ،‬احملصوؿ‪ ،‬ج‪ ،3 :‬ص‪.21 :‬‬
‫‪ُ -6‬ب س‪ :‬اإلسفرا٘ب‪.‬‬
‫‪ -7‬سيف الدَن اآلمدم‪ :‬علي بن أيب علي بن دمحم بن سآب التغل ي‪ ،‬العبلٌمة‪ ،‬ا‪١‬تتكلٌم‪ ،‬ا‪ٟ‬تنبلي ٍب الشافعي‪ .‬قاؿ أبو‬
‫ا‪١‬تظفر ا‪ٞ‬توزم‪ٓ :‬ب يكن ُب زمابو من ‪٬‬تاريو ُب األصلُت كعلم الكبلـ‪ ،‬توَب سنة‪ 631 :‬ىػ‪ .‬كلو‪ :‬اإلحكاـ ُب أصوؿ‬
‫األحكاـ‪ ،‬كتاب الًتجيحات ُب ا‪٠‬تبلؼ‪ ،‬أبكار األفكار ُب أصوؿ الدين‪ .‬ينظر‪ :‬ابن السبكي‪ ،‬طبقات الشافعية‬
‫الُربل‪ ،‬ج‪ ،8 :‬ص‪ .306 :‬الذى ي‪ ،‬اترَخ اإلسالـ ككفيات املشاىَت كاألعالـ‪ ،‬ج‪ ،14 :‬ص‪ .50 :‬ابن كثَت‪،‬‬
‫طبقات الشافعيُت‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪.833 :‬‬

‫‪116‬‬
‫الراجح‪ ،‬أك ال ب ٌد من‬
‫‪٥‬تصص؟ كىو ٌ‬‫ا‪١‬تخصص‪ ،‬كعليو فهل يكفي ُب البحث ظن أف ال ٌ‬ ‫ٌ‬
‫األئمة من غَت أف يذكر أح هد منهم‬
‫القطع‪ ،‬ك٭تصل بتكرار النٌظر كالبحث‪ ،‬كاشتهار كبلـ ٌ‬
‫‪2 1‬‬
‫‪٥‬تصصان؟ كبو قاؿ الباقبل٘ب ‪.‬‬
‫ٌ‬
‫ا‪١‬تخصص‪ ،‬كاألمر كالنهي مثبلن‬
‫ٌ‬ ‫اخلامس‪ :‬الفرؽ بُت ٌ‬
‫العاـ فبل ييعمل بو قبل البحث عن‬
‫فيعمل بو قبل البحث عن ا‪١‬تعارض‪ ،3‬ك ٌأما إف كجد اللٌفظ ا‪١‬تذكور غَت ‪٣‬تٌرد عن القرائن‪ ،‬فقاؿ‬
‫فقاؿ الزركشي كالشيخ كٕب ال ٌدين العراقي‪ :‬من شركط االجتهاد البحث عن ا‪١‬تعارض‪ ،‬فيبحث‬
‫انسخ‪ ،‬كُب اللٌفظ‬
‫ص ىل لو ه‬ ‫ص‪ ،‬كعن ا‪١‬تطلق ىل لو مقيٌ هد‪ ،‬كعن النٌ ٌ‬ ‫‪٥‬تص ه‬
‫العاـ ىل لو ٌ‬
‫عن ٌ‬
‫مرجح ذلك فيعمل بو‪ ،‬أك‬ ‫ىل لو قرينةه تصرفو عن ظاىره إٔب أف يغلب على الظٌ ٌن كجود ٌ‬
‫عدمو فيعمل ٔتا يقتضيو ظاىر اللفظ‪.4‬‬
‫ا‪١‬تخصص؛ أل ٌف‬
‫ٌ‬ ‫ابلعاـ قبل البحث عن‬
‫مسك ٌ‬ ‫تقرر من جواز التٌ ٌ‬
‫قاال‪ :‬كال يناُب ىذا ما ٌ‬
‫ابجملرد عن القرائن‪ ،‬كالكبلـ ىنا ُب اشًتاط معرفة ا‪١‬تعارض بعد ثبوت‬
‫التمسك ٌ‬‫ذلك ُب جواز ٌ‬
‫كوبو معارضان‪.5‬ابتهى‪.‬‬

‫‪ -1‬ابن الباقالين‪ :‬القاضي‪ ،‬أبو بكر دمحم بن الطيب بن دمحم بن جعفر بن قاسم البصرم‪ٍ ،‬ب البغدادم‪ ،‬ككاف يضرب‬
‫ا‪١‬تثل بفهمو كذكائو‪ ،‬كاف ثقةن إمامان ابرعان‪ ،‬كقاؿ القاضي عياض‪":‬إليو ابتهت رائسة ا‪١‬تالكية ُب كقتو"‪ ،‬مات سنة‪:‬‬
‫‪403‬ق‪ .‬كلو‪ :‬التقريب كاإلرشاد‪٘ ،‬تهيد األكائل كتلخيص الدالئل‪ ،‬اإلبصاؼ ُب أسباب ا‪٠‬تبلؼ‪ .‬ينظر‪ :‬القاضي‬
‫عياض‪ ،‬ترتيب املدارؾ كتقرَب املسالك‪ ،‬ج‪ ،7 :‬ص‪ .44 :‬الذى ي‪ ،‬سَت أعالـ النبالء‪ ،‬ج‪ ،17 :‬ص‪.190 :‬‬
‫‪ -2‬ينظر‪ٚ :‬تاؿ الدين األسنوم(ت‪772 :‬ىػ)‪ ،‬هناَة السوؿ شرح منهاج الوصوؿ‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪ .199 :‬أبو عبد‬
‫الدين دمحم بن دمحم بن دمحم ا‪١‬تعركؼ اببن أمَت حاج كيقاؿ لو ابن ا‪١‬توقت ا‪ٟ‬تنفي (ت‪879 :‬ىػ)‪ ،‬التقرَر‬ ‫هللا‪ ،‬مش‬
‫كالتحبَت‪ ،‬ط‪1403 (1 :‬ىػ‪1983/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بَتكت‪ ،‬لبناف‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪.210 :‬‬
‫‪ -3‬ينظر‪ :‬ابن القيم‪ ،‬أعالـ املوقعُت‪ ،‬ج‪ ،6 :‬ص‪.164 :‬‬
‫‪ -4‬الزركشي‪ ،‬البحر احمليط‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪ .268 :‬أبو زرعة العراقي‪ ،‬الغيث اهلامع شرح مجع اجلوامع‪ ،‬ص‪.700 :‬‬
‫‪ -5‬الزركشي‪ ،‬البحر احمليط‪ :‬ج‪ ،2 :‬ص‪ .268 :‬أبو زرعة العراقي‪ ،‬الغيث اهلامع‪ ،‬ص‪.700 :‬‬

‫‪117‬‬
‫ط البحث مقيٌ هد بعد الثبوت ال مطلقان‪ ،‬فإذا أحطت ًعلمان هبذه الشركط‬ ‫و‬
‫كحينئذ فاشًتا ي‬
‫ًاالثٍت عشر ا‪١‬تتٌفق عليها‪ ،‬كأمعنت النٌظر ُب الوصفية منها كج ٌدهتا ترجع إٔب شرطُت فقط‪.‬‬
‫ك‪٫‬تا‪ :‬األخَتاف‪:‬‬
‫السنٌة‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫ً‬
‫‪ -‬ع ٍل يم يمتعلق األحكاـ من الكتاب ك ٌ‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫كل منهما‪ ،‬كضبطو‬ ‫لمي األصوؿ كاللٌساف العريب‪ ،‬كتدكين وٌ‬‫‪ -‬كع ٍل يم القدر اليسَت من ع ى‬
‫كل منها يقتضي تيسَت ً‬
‫االجتهاد لكث وَت‬ ‫بكتبو كأبوابو كفصولو‪ ،‬مع سهولة ال ٌدخوؿ إٔب وٌ‬
‫من ذكم العلم ا‪١‬تعترب‪ ،‬كقد تق ٌدمت اإلشارة إٔب ذلك ُب كبلـ ابن عرفة كشيخو ابن‬
‫السبلـ كغَت‪٫‬تا‪.‬‬
‫عبد ٌ‬
‫ك ٌأما األكصاؼ ا‪ٞ‬تبلية فغَت معتربةو فيو؛ البتفاء ال يكلفة‪ ،‬كدخو‪٢‬تا على صاحبها ىج ٍربان؛‬
‫أمعنت النظر أيضان ُب اإليقاعية ككجدهتا‬ ‫و‬
‫اعتقاد فقط‪ ،‬كإذا‬ ‫‪٣‬ترىد‬
‫ى‬ ‫كالرباءة األصلية؛ لكوبو ٌ‬
‫غ من تنقيحها كهتذيبها‪،‬‬ ‫ابُت يمبىػيَّن وة‪ ،‬قد في ًر ى‬ ‫و‬
‫مدكبة بقو ى‬
‫كتب ٌ‬‫أيسر كأسهل لكوّنا ‪٣‬ترىد و‬
‫ٌ‬
‫أيسرهي‪،‬‬ ‫ك‬ ‫كترصيف‪ 1‬مقاصدىا كترتيبها‪ ،‬فلم يبق بعد إالٌ معرفة الدخوؿ إليها‪ ،‬كىو أقرب و‬
‫شيء‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫االجتهاد ُب سائر األزماف‪ ،‬بل سهولتو كتيسَته لكث وَت من األعياف‪.‬‬ ‫علمت إمكاف ً‬
‫ى‬
‫السبلـ كابن عرفة كالبيػ ٍريزٕب كاإلسنوم كغَتىم ُب ذلك‪ ،‬كإٌ‪٪‬تا‬
‫كقد سبق ما البن عبد ٌ‬
‫ب ىم ٍرقاه لعائق ىم ٍسقاه‪.‬‬
‫صعي ى‬
‫ى‬

‫‪ُ -1‬ب ج‪ :‬كتصريف‪.‬‬

‫‪118‬‬
‫‪٤‬تمد بن دقيق العيد ‪-‬كالد الشيخ تقي ال ٌدين‪ُ -1‬ب "تلقيح األفهاـ"‪ :2‬ىعَّز‬
‫قاؿ الشيخ ٌ‬
‫اجملتهد‪ُ 3‬ب ىذه األعصار‪ ،‬كلي عدـ ظهورىم لعدـ توفٌر شركط االجتهاد‪ ،‬بل ىي متوفرةه‪،‬‬ ‫ي‬
‫‪4‬‬
‫كإٌ‪٪‬تا ذلك إلعراض النٌاس ُب اشتغا‪٢‬تم عن الطٌريق ا‪١‬تفضية إٔب ذلك ‪ .‬ابتهى‪.‬‬
‫مرةن لشيخنا البىلقيٍت‪ :‬ما‬
‫قلت ٌ‬
‫بصو‪ ":‬ي‬
‫كقاؿ الشيخ أبو زرعة ُب "شرح ‪ٚ‬تع ا‪ٞ‬توامع" ما ٌ‬
‫يقصر ابلشيخ تقي ال ٌدين السبكي عن رتبة ً‬
‫االجتهاد كقد استكمل اآللة ؟ ككيف يقلٌ يد ؟ كٓب‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ى ي‬
‫قلت‪ :‬ما عندم أ ٌف‬‫عٍت‪ٍ ،‬بٌ ي‬ ‫يد أف أرتٌب على ذلك‪ ،‬فسكت ٌ‬ ‫أذكره ىو استحياءن منو ‪١‬تا أير ي‬
‫ٍ‬
‫االمتناع من ذلك إالٌ للوظائف اليت ٌقررت للفقهاء على ا‪١‬تذاىب األربعة‪ ،‬كأ ٌف من خر ىج عن‬ ‫ً‬

‫حممد" ىو املل ٌقب تقي ال ٌدَن كىو‪ :‬دمحم بن علي بن كىب بن مطيع بن أيب الطاعة‬
‫‪ُ -1‬ب ىذه العبارة خلط؛ ف ػػ" ٌ‬
‫ككرعا‪،‬‬
‫علما كديننا ن‬‫القشَتم‪ ،‬أبو الفتح‪ ،‬صاحب "إحكاـ األحكاـ" كغَتىا‪ ،‬أحد علماء كقتو‪ ،‬بل أجلٌهم كأكربىم ن‬
‫اشتغل ٌأكال ٔتذىب اإلماـ مالك‪ ،‬كدرس فيو ٔتدينة قوص‪ٍ ،‬ب ٘تذىب للشافعي ‪-‬ر‪ٛ‬تو هللا‪ ،-‬حصل فيو الغاية‪ ،‬درايةن‬
‫كبقبلن‪ ،‬كتوجيهان‪ ،‬كبرع ُب علوـ كثَتة ال سيٌما ُب علم ا‪ٟ‬تديث توُب سنة‪703 :‬ق‪ .‬من آاثره‪ :‬شرح ‪٥‬تتصر ابن ا‪ٟ‬تاجب‪،‬‬
‫شرح كتاب التربيزم ُب الفقو‪ .‬ينظر‪ :‬ابن السبكي‪ ،‬طبقات الشافعية الُربل‪ ،‬ج‪ ،9 :‬ص‪ .207 :‬ابن كثَت‪ ،‬طبقات‬
‫الشافعيُت‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪.952 :‬‬
‫كأما أبوه فهو‪ :‬علي بن كىب بن مطيع بن أيب الطاعة‪ ،‬ا‪١‬تل ٌقب ب ػ ػ ػػ‪٣ :‬تد الدين‪ ،‬كاف أحد ي‬
‫العلماء ا‪١‬تشهورين‬
‫العامة‪ ،‬يمطَّ ًرحان للتَّكلف‪ ،‬كثَت‬ ‫ابلصبلح كال ٌدين‪ ،‬معظَّمان عند َّ‬
‫ا‪٠‬تاصة ك َّ‬ ‫جامعا لفنوف من العلم‪ ،‬معركفنا ٌ‬
‫األئمة ا‪١‬تذكورين‪ ،‬ن‬
‫ك ٌ‬
‫الصاّب‪ ،‬توُب سنة‪667 :‬ىػ‪ .‬ينظر‪ :‬الذى ي‪ ،‬اترَخ اإلسالـ ككفيات‬
‫السلف ٌ‬
‫السعي ُب قضاء حوائج النٌاس على ‪ٝ‬تىٍت َّ‬
‫َّ‬
‫املشاىَت كاألعالـ‪ ،‬ج‪ ،15 :‬ص‪.144 :‬‬
‫‪ -2‬كرد ُب ‪ٚ‬تيع النسخ‪ :‬تنقيح األفكار كالصواب ما أثبت‪ .‬ينظر‪ :‬الزركشي‪ ،‬البحر احمليط‪ ،‬ج‪ ،8 :‬ص‪.214 :‬‬
‫جبلؿ الدين السيوطي(ت‪911 :‬ىػ)‪ ،‬تقرَر ااستناد يف تفسَت ااجتهاد‪ ،‬تح‪ :‬فؤاد عبد ا‪١‬تنعم أ‪ٛ‬تد‪ ،‬ط‪:‬‬
‫‪1403(1‬ق)‪ ،‬مط‪ :‬دار الدعوة‪ ،‬االسكندرية‪ ،‬ص‪.36 :‬‬
‫‪ُ -3‬ب ج‪ :‬عجز اجملتهد‪ .‬كالصواب ما أثبت‪.‬‬
‫اجملتهد‬
‫ي‬ ‫‪٤‬تب ال ٌدين ‪-‬كالد الشَّيخ تق ٌي ال ٌدين دقيق العيد‪ًُ -‬ب كتابو "تلقيح األفهاـ"‪ٌ ":‬‬
‫عز‬ ‫الشيخ ٌ‬
‫‪ -4‬صواب العبارة‪ :‬قاؿ َّ‬
‫االجتهاد‪ ،‬بل إلعراض النٌاس ُب اشتغا‪٢‬تم عن الطريق ا‪١‬تفضية إٔب‬ ‫ُب ىذه األعصار‪ ،‬كلي ذلك لتع ٌذر حصوؿ آلة ً‬
‫ذلك"‪ .‬ينظر‪ :‬الزركشي‪ ،‬البحر احمليط‪ ،‬ج‪ ،8 :‬ص‪.214 :‬‬

‫‪121‬‬
‫كاليةى القضاء‪ ،‬كامتنع النٌاس من استفتائو‪ ،‬كبيسب إٔب‬ ‫كح ًرىـ‬
‫اجتهد ٓب ين ٍلو شيءه‪ ،‬ي‬
‫ذلك ك ى‬
‫فتبسم ككافقٍت على ذلك"‪.1‬‬ ‫البدعة‪ٌ ،‬‬
‫كمن ىنا كثر اجملتهدكف ُب األزماف الغابرة كالقريبة من ا‪ٟ‬تاضرة‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫ابالجتهاد‪ 2‬أك ٌادعاه‪ ،‬كقد ذكر الشيخ أ‪ٛ‬تد اباب‬ ‫تتمة‪ :‬أذكر فيها بعض من كصف ً‬
‫ي‬ ‫ٌ‬
‫‪4‬‬
‫منهم ‪ٚ‬تاعةن كافرنة ُب "كفاية احملتاج ‪١‬تعرفة من لي ُب ال ٌديباج" ‪٥ ،‬تتصر "بيل االبتهاج‬
‫ذىب ُب معرفة أعياف ا‪١‬تذىب" لئلماـ‬ ‫بتطريز ال ٌديباج" لو ‪٦‬تٌا ذيل بو كتاب "الديباج ال يػم َّ‬
‫برىاف ال ٌدين ابن فرحوف‪ ،5‬كاقتصر على قد ور يس وَت منهم‪.‬‬
‫‪٤‬تمد بن أ‪ٛ‬تد ابن ٭تِت العلوم التلمسا٘ب ا‪١‬تعركؼ ابلشريف‬
‫فمنهم‪ :‬اإلماـ ا‪٢‬تيماـ ٌ‬
‫‪6‬‬
‫ص ىفو ‪ٚ‬تاعةه من معاصريو ابالجتهاد ا‪١‬تطلق؛ كشيخيو ابٍت اإلماـ‪ ،‬كمنهم‬
‫التلمسا٘ب ى ى‬
‫ك‬ ‫‪،‬‬

‫‪ -1‬أبو زرعة العراقي (ت‪826 :‬ىػ)‪ ،‬الغيث اهلامع شرح مجع اجلوامع‪ ،‬ص‪.720 :‬‬
‫‪ُ -2‬ب ج‪ :‬مع أك ٌادعاه‪ .‬كالصواب ما أثبت؛ أل ٌف ا‪١‬تعٌت ال يستقيم‪.‬‬
‫السودا٘ب‪ ،‬أبو العباس‪ ،‬كلد كبشأ ُب تنبكتو عاـ‪:‬‬ ‫‪ -3‬التنبُيت‪ :‬أ‪ٛ‬تد اباب بن أ‪ٛ‬تد بن أ‪ٛ‬تد بن عمر التكركرم ٌ‬
‫‪963‬ىػ‪ُ ،‬ب أسرة معركفة اببتساهبم إٔب العلم‪ ،‬لو تصابيف منها‪ :‬بيل ً‬
‫االبتهاج بتطريز ال ٌديباج ُب تراجم ا‪١‬تالكية‪ ،‬الذم‬
‫أصل لكتاب آخر للتنبكيت بعنواف "كفاية احملتاج ‪١‬تعرفة من‬
‫يعترب تذييبلن لكتاب "ال ٌديباج ا‪١‬تذىب" البن فرحوف‪ ،‬ككىو ه‬
‫ات تقارب ع ٌدهتا األربعُت‪ ،‬أكثرىا ُب الفقو كا‪ٟ‬تديث كالعربية‪ ،‬ما زاؿ ما زاؿ‬
‫اش ك‪٥‬تتصر ه‬ ‫لي ُب ال ٌديباج"‪ ،‬كلو حو و‬
‫معظمها ‪٥‬تطوطان‪ .‬توُب سنة‪1036 :‬ىػ‪ .‬بظر‪ :‬الزركلي‪ ،‬األعالـ‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪ .102 :‬التنبكيت‪ ،‬نيل اابتهاج بتطرَز‬
‫الدَباج‪ ،‬تح‪ :‬للدكتور عبد ا‪ٟ‬تميد عبد هللا ا‪٢‬ترامة‪ ،‬ط‪2000(2 :‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار الكاتب‪ ،‬طرابل ‪ ،‬ليبيا‪ ،‬ص‪.13 :‬‬
‫‪ -4‬ذكر الزركلي‪ :‬أ ٌف كتاب "كفاية احملتاج" ال يزاؿ ‪٥‬تطوطان‪ٌ ،‬أما اآلف فقد طبع ع ٌدة طبعات منها‪ :‬طبعة كزارة األكقاؼ‬
‫كالشؤكف اإلسبلمية اب‪١‬تملكة ا‪١‬تغربية‪ .‬ينظر‪ :‬الزركلي‪ ،‬األعالـ‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪.102 :‬‬
‫‪ -5‬ابن فرحوف‪ :‬إبراىيم بن علي بن دمحم بن أيب القاسم بن دمحم ‪ ،‬اليعمرم‪ ،‬كاف من صدكر ا‪١‬تدرسُت كمن أىل‬
‫تؤب القضاء اب‪١‬تدينة سنة ثبلث كتسعُت فسار فيها سَتة حسنة‪ ،‬كٓب‬
‫جامعا للفضائل‪ ،‬يعرؼ بربىاف الدين‪ٌ ،‬‬
‫التحقيق‪ ،‬ن‬
‫اَّلل لومة الئم‪ ،‬كأظهر مذىب مالك هبا بعد ‪ٜ‬تولو‪ ،‬توَب اب‪١‬تدينة ُب ذم ا‪ٟ‬تجة سنة‪779 :‬ق‪ .‬من مؤلٌفاتو‪:‬‬
‫أتخذه ُب َّ‬
‫الديباج ا‪١‬ت ىذ َّىب ُب معرفة أعياف علماء ا‪١‬تذىب‪ ،‬طبقات علماء ا‪١‬تغرب‪ .‬ينظر‪ :‬التنبكيت‪ ،‬نيل اابتهاج بتطرَز الدَباج‪،‬‬
‫ص‪ .33 :‬حاجي خليفة‪ ،‬سلم الوصوؿ إىل طبقات الفحوؿ‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪.39 :‬‬
‫‪ -6‬الشرَف التلمساين‪ :‬دمحم بن أ‪ٛ‬تد بن علي بن ٭تِت بن علي بن دمحم بن القاسم بن ‪ٛ‬تود‪ ،‬ا‪١‬تعركؼ ابلشريف‬
‫التلمسا٘ب‪ :‬احمل ٌقق العمدة ا‪ٟ‬تافظ‪ .‬اشتهر بكتابو ا‪١‬تفتاح ُب أصوؿ الفقو‪ ،‬كلو شرح التسهيل أليب حياف‪ ،‬توُب سنة‪:‬‬

‫‪120‬‬
‫‪1‬‬
‫‪٤‬تمد بن‬
‫ٌ‬ ‫بن‬ ‫عيسى‬ ‫موسى‬ ‫أبو‬ ‫كشقيقو‬ ‫‪،‬‬ ‫‪٤‬تمد‬
‫الر‪ٛ‬تن بن ٌ‬ ‫اإلماماف الفاضبلف أبو زيد عبد ٌ‬
‫ا‪١‬تقرم‪ :3‬كاان ‪٣‬تتهدين‪ ،‬ال‬
‫عبد هللا اإلماـ التلمسا٘ب‪ ،2‬كاف كلٌّ منهما ‪٣‬تتهدان مطلقان‪ ،‬قاؿ َّ‬
‫يقلٌداف أحدان‪ ،‬ككفاهتما متقاربة ُب حدكد سنة‪638 :‬ق‪.‬‬

‫ا‪١‬تتوَب سنة‪:‬‬
‫كمنهم اإلماـ إبراىيم بن موسى اللٌخمي الغرانطي أبو إسحاؽ الشاط ي ٌ‬
‫‪4‬‬
‫‪٤‬تمد‬
‫ٌ‬ ‫اإلماـ‬ ‫كمنهم‬ ‫‪،‬‬‫ق‬ ‫‪641‬‬ ‫‪:‬‬ ‫سنة‬ ‫ا‪١‬تتوَب‬
‫ٌ‬ ‫وبسي‬‫ٌ‬‫الت‬ ‫‪٤‬تمد بن ىاركف الكنا٘ب‬
‫‪681‬ق‪ ،‬كمنهم ٌ‬
‫‪5‬‬
‫الكل من أىل ا‪١‬تائة الثامنة‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫ك‬ ‫‪،‬‬ ‫ا‪١‬تتوَب سنة‪631 :‬ق‬
‫ٌ‬ ‫التوبسي‬ ‫ابن ٭تِت بن عمر بن ا‪ٟ‬تباب‬

‫‪771‬ق‪ .‬ينظر‪ :‬التنبكيت‪ ،‬اابتهاج بتطرَز الدَباج‪ ،‬ص‪ .252 :‬كُب كتابو‪ :‬كفاَة احملتاج ملعرفة من ليس يف ال ٌدَباج‪،‬‬
‫تح‪ :‬دمحم مطيع‪ ،‬ط‪1421( :‬ق‪2000/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬طبعة كزارة األكقاؼ كالشؤكف اإلسبلمية اب‪١‬تملكة ا‪١‬تغربية‪ ،‬ج‪،2 :‬‬
‫ص‪ .22 :‬دمحم ‪٥‬تلوؼ‪ ،‬شجرة النور الزكية يف طبقات املالُية‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪ .337 :‬عادؿ بويهض‪ ،‬معجم أعالـ‬
‫اجلزائر من صدر اإلسالـ حىت العصر الاضر‪ ،‬ص‪.187 :‬‬
‫‪ -1‬كابت كفاة أيب زيد عبد الر‪ٛ‬تن سنة‪743 :‬ق‪ .‬ينظر‪ :‬التنبكيت‪ ،‬نيل اابتهاج بتطرَز الدَباج‪ ،‬ص‪.252 :‬‬
‫التنبكيت‪ ،‬كفاَة احملتاج‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪ .156 :‬معجم أعالـ اجلزائر من صدر اإلسالـ حىت العصر الاضر‪ ،‬عادؿ‬
‫بويهض‪ ،‬ص‪.70 :‬‬
‫‪ -2‬كابت كفاة أيب موسى عيسى سنة‪750 :‬ق‪ .‬ينظر‪ :‬التنبكيت‪ ،‬نيل اابتهاج بتطرَز الدَباج‪ ،‬ص‪.225 :‬‬
‫التنبكيت‪ ،‬كفاَة احملتاج‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪ .70 :‬الزركلي‪ ،‬األعالـ‪ ،‬ج‪ ،4 :‬ص‪.127 :‬‬
‫‪َّ -3‬‬
‫املقرم‪ :‬دمحم بن دمحم بن أ‪ٛ‬تد بن أيب بكر‪ ،‬القرشي‪ ،‬التلمسا٘ب‪ ،‬ضبطت بفتح ا‪١‬تيم كش ٌد القاؼ ا‪١‬تفتوحة‪ ،‬ككذا‬
‫بسكوف القاؼ‪ ،‬أحد أكابر ‪٣‬تتهدم ا‪١‬تذىب من ا‪١‬تتأخرين األثبات‪ ،‬قاضي ا‪ٞ‬تماعة بفاس‪ ،‬من مؤلٌفاتو‪ :‬كتاب‬
‫القواعد‪ ،‬فيو ألف كمائتا قاعدة‪ ،‬ا‪ٟ‬تقائق كالرقائق ُب التصوؼ‪ .‬توُب سنة‪758 :‬ق‪ ،‬ينظر‪ :‬التنبكيت‪ ،‬كفاَة احملتاج‪ ،‬ج‪:‬‬
‫‪ ،2‬ص‪.62 :‬‬
‫‪ -4‬كردت ُب ‪ٚ‬تيع النسخ‪ :‬الكتا٘ب‪ .‬كالصواب ما أثبت؛ ‪١‬توافقتو ‪١‬تا ُب "كفاية احملتاج"‪ .‬ينظر‪ :‬أ‪ٛ‬تد اباب التنبكيت‪،‬‬
‫كفاَة احملتاج ملعرفة من ليس يف ال ٌدَباج‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪.50 :‬‬
‫يتوؼ سنة‪740 :‬ىػ‪ .‬كىو ا‪١‬توافق ‪١‬تا ُب "كفاية‬
‫‪ُ -5‬ب ج‪ :‬ابن ا‪ٟ‬تاجب‪ .‬كالصواب ما أثبت؛ أل ٌف ابن ا‪ٟ‬تاجب ٓب ٌ‬
‫احملتاج"‪ .‬إالٌ أ ٌف أ‪ٛ‬تد اباب التنبكيت أ ٌف كفاتو كابت سنة‪741 :‬ق‪ .‬ينظر‪ :‬أ‪ٛ‬تد اباب التنبكيت‪ ،‬كفاَة احملتاج‪ ،‬ج‪،1 :‬‬
‫ص‪.41 :‬‬

‫‪121‬‬
‫‪٤‬تمد بن أ‪ٛ‬تد بن مرزكؽ العجيسي التلمسا٘ب‪ ،‬ا‪١‬تعركؼ اب‪ٟ‬تفيد‬
‫كمنهم اإلماـ ا‪٢‬تيماـ ٌ‬
‫‪1‬‬
‫ا‪١‬تتوَب سنة‪731 :‬ق ‪.‬‬
‫ٌ‬
‫كمنهم اإلماماف قاسم العقبا٘ب التلمسا٘ب‪ ،2‬كأبو الربيع سليماف اليحياكم‪ 3‬من أىل‬
‫يصرحاف ابالجتهاد ا‪١‬تطلق‪.‬‬
‫ا‪١‬تائة التاسعة ٌ‬
‫‪٤‬تمد بن شعيب ا‪٢‬تسكورم‪ 4‬أبو عبد هللا القَت٘ب‪ ،5‬كمنهم اإلماماف‬‫كمنهم اإلماـ ٌ‬
‫السبلـ‪ 6‬كغَتىم ‪٦‬تٌن ال ٭تصى كثرة من خصوص‬ ‫ا‪٢‬تماماف ابن عرفة‪ ،‬كشيخو ابن عبد ٌ‬
‫ا‪١‬تالكية‪ ،‬خصوصان أىل ا‪١‬تغرب منهم‪.‬‬

‫‪ -1‬ينظر‪ :‬التنبكيت‪ ،‬كفاَة احملتاج‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪.136 :‬‬


‫‪٤‬تمد‪ ،‬العقبا٘ب بًسبىة لبٍت عقبىة‪ ،‬التلمسا٘ب‪ ،‬ا‪١‬تغريب‪ ،‬ا‪١‬تالكي‪ ،‬كيدعى‬
‫‪ -2‬قاسم العقباين التلمساين‪ :‬قاسم بن سعيد بن َّ‬
‫أصوؿ ال ٌدين‪ ،‬تفسَت لسورٌب األبعاـ كالفتح‪ ،‬شرح البن ا‪ٟ‬تاجب األصلً ٌي‪ .‬توُب‬ ‫أاب القاسم‪ ،‬لو مصنفات ع ٌدة منها‪ :‬ي‬
‫سنة‪854 :‬ىػ‪ .‬ينظر‪ :‬ال ٌسخاكم‪ ،‬الضوء الالٌمع ألىل القرف التاسع‪ ،‬ج‪ ،6 :‬ص‪ .181 :‬التنبكيت‪ ،‬نيل اابتهاج‬
‫بتطرَز الدَباج‪ ،‬ص‪ .365 :‬ككفاَة احملتاج‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪ .10 :‬عادؿ بويهض‪ ،‬معجم أعالـ اجلزائر من صدر‬
‫اإلسالـ حىت العصر الاضر‪ ،‬ص‪.237 :‬‬
‫‪ -3‬أبو الربيع سليماف‪ :‬أبو الربيع سليماف بن ا‪ٟ‬تسن البوزيدم‪ ،‬الشريف‪ ،‬التلمسا٘ب‪ ،‬قاؿ الشيخ أبو الربكات التإب‪:‬‬
‫بصب عينيو‪،‬‬
‫ا‪١‬تدكبة كابن ا‪ٟ‬تاجب‪ ،‬مستحضران لفقو ابن عبد السبلـ‪ ،‬كأْتاثيو ى‬ ‫شيخنا الفقيو احمل ٌقق‪ ،‬كاف قائمان على ٌ‬
‫عتمد‪ .‬ينظر‪ :‬أ‪ٛ‬تد‬‫"الرسالة"‪ ،‬إالٌ ىذه التقاييد ال يعتمد عليها‪ ،‬فهي تىػ ٍهدم كال تي ى‬
‫توُب سنة‪845 :‬ق‪ .‬كلو تقيي هد على ٌ‬
‫اباب التنبكيت‪ ،‬نيل اابتهاج‪ ،‬ص‪ .185 :‬ككفاَة احملتاج‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪.266 :‬‬
‫‪ُ -4‬ب س‪ :‬ا‪١‬تسكورم‪ .‬كالصواب ما كرد ُب األصل‪ .‬لوركده ُب "كفاية احملتاج"‪.‬‬
‫‪٤‬تصبلن ‪١‬تذىب مالك‪،‬‬ ‫حممد بن شعيب اهلسُورم‪ :‬أبو عبد َّ‬
‫اَّلل‪ ،‬متفنٌنان ُب العلوـ؛ كالفقو كاألصلُت كالتصوؼ‪ٌ ،‬‬ ‫‪ٌ -5‬‬
‫ٍب رحل للشرؽ كالزـ االشتغاؿ‪ ،‬كأقاـ ابإلسكندرية ثبل ناث كعشرين سنةن‪ٍ ،‬ب رجع لتوب كظهر حالو كدرس عليو النٌاس‬
‫كابتفعوا بو‪ ،‬كٓب تيذكر سنةي كفاتو‪ .‬ينظر‪ :‬التنبكيت‪ ،‬نيل اابتهاج بتطرَز الدَباج‪ ،‬ص‪ .382 :‬ككفاَة احملتاج‪ ،‬ج‪،2 :‬‬
‫ص‪.27 :‬‬
‫السبلـ ا‪٢‬توارم‬
‫بكل من‪ :‬دمحم بن دمحم بن عرفة الورغمي التوبسي (ت‪803 :‬ق)‪ ،‬كدمحم بن عبد ٌ‬ ‫‪ -6‬سبق التعريف وٌ‬
‫التوبسي (ت‪749 :‬ق)‪ ،‬كقد ذى ىكىر أ‪ٛ‬تد اباب التنبكيت تر‪ٚ‬تتهما‪ .‬ينظر‪ :‬أ‪ٛ‬تد اباب التنبكيت‪ ،‬كفاَة احملتاج‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪:‬‬
‫‪.49 ،99‬‬

‫‪122‬‬
‫كبصو‪ :‬ذكر ُب‬‫السوؿ" للعبلٌمة أيب بكر العريب ا‪ٟ‬تضرمي ع ٌدةه كافرةه منهم‪ٌ ،‬‬
‫كُب "ّناية ٌ‬
‫السماع" ‪ٚ‬تاعة ‪٦‬تٌن ٌادعاه أك كصف بو؛ فمن ذلك إماـ ا‪ٟ‬ترمُت‪ ،1‬قاؿ‬ ‫رسالة العلوم ُب " ٌ‬
‫السبكي ُب طبقاتو‪":‬إبٌو كاف ال يتقيٌد ابألشعرم كال ابلشافعي"‪ ،2‬بل على حسب أتدية‬ ‫ٌ‬
‫ب االجتهاد البن‬ ‫ً‬
‫اجتهاده‪ ،‬ك ٌادعى الغزإب االجتهاد ُب كتاب "ا‪١‬تنقذ من الضبلؿ"‪ ،‬كبيس ى‬
‫السبلـ‪ ،‬ككذا فخر الرازم كأبوشامة‪ 3‬كابن‪ 4‬الزملكا٘ب‪ 5‬كالقاضي أبوبكر‬ ‫دقيق العيد كابن عبد ٌ‬
‫‪7‬‬ ‫‪6‬‬
‫السراج البىلقيٍت‪ ،‬ك ٌادعاه‬
‫السبكي كابن تيمية كاإلسنوم ك ٌ‬
‫أبوبكر ابن العريب ا‪١‬تعافرم كالتٌقي ٌ‬

‫‪ -1‬اجلوٍَت‪ :‬عبد ا‪١‬تلك بن عبد هللا بن يوسف بن دمحم ا‪ٞ‬تويٍت‪ ،‬أبو ا‪١‬تعإب‪ ،‬ا‪١‬تل ٌقب ب ػ ػ "إماـ ا‪ٟ‬ترمُت"‪ ،‬كلد سنة‪:‬‬
‫مؤلفات كثَتةه منها‪ّ :‬ناية ا‪١‬تطلب ُب ّناية ا‪١‬تذىب‪ ،‬الربىاف‪ .‬توُب سنة‪478 :‬ق‪ .‬ينظر‪:‬‬
‫ه‬ ‫شافعي‪ ،‬لو‬
‫ٌّ‬ ‫‪419‬ق‪ ،‬فقيوه‬
‫الذى ي‪ ،‬سَت أعالـ النبالء‪ ،‬ج‪ ،18 :‬ص‪ .468 :‬ابن كثَت‪ ،‬طبقات الشافعيُت‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪.466 :‬‬
‫‪ -2‬اتج الدين السبكي‪ ،‬طبقات الشافعية الُربل‪ ،‬ج‪ ،5 :‬ص‪.292 :‬‬
‫‪ -3‬أبوشامة‪ :‬عبد الر‪ٛ‬تن بن إ‪ٝ‬تاعيل بن إبراىيم بن عثماف‪ ،‬شهاب الدين‪ ،‬أبو القاسم‪ ،‬الشافعي‪ ،‬الفقيو‪ ،‬ا‪١‬تقرئ‪،‬‬
‫النحوم‪ ،‬أبو شامة‪ ،‬من آاثره‪ :‬الوصوؿ ُب األصوؿ‪ ،‬إبراز ا‪١‬تعا٘ب ُب شرح الشاطبية‪ .‬توُب سنة‪665 :‬ىػ‪ .‬ينظر‪ :‬الذى ي‪،‬‬
‫اترَخ اإلسالـ ىكىكفيات املشاىَت ىكاألعالـ‪ ،‬ج‪ ،15 :‬ص‪.114 :‬‬
‫الصواب ما أثبت‪.‬‬
‫‪ُ -4‬ب س‪ :‬كأيب الز‪١‬تكا٘ب‪ .‬ك ٌ‬
‫‪ -5‬ابن الزملُاين‪ :‬دمحم بن علي بن عبد الواحد بن عبد الكر‪ٙ‬ب‪ ،‬قاضي القضاة‪ ،‬كماؿ الدين بن الزملكا٘ب‪ ،‬من‬
‫الرد على ابن تيمية ُب مسألة طبلؽ الثبلاثن‪ ،‬كُب مسألة زايرة ضريح األكلياء‪ .‬توُب سنة‪727 :‬ىػ‪.‬‬
‫مصنٌفاتو‪ :‬رسالة ُب ٌ‬
‫ينظر‪ :‬ابن السبكي‪ ،‬طبقات الشافعية الُربل‪ ،‬ج‪ ،9 :‬ص‪ .190 :‬السيوطي‪ ،‬حسن احملاضرة يف اترَخ مصر‬
‫كالقاىرة‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪.320 :‬‬
‫مفسهر أصوٕبٌّ‬
‫ث ٌ‬ ‫‪ -6‬أبو بُر بن العريب‪ :‬دمحم بن عبد هللا أبو بكر بن العريب ا‪١‬تعافرم‪ ،‬اإلشبيلي‪ ،‬ا‪١‬تالكي‪ ،‬فقيوه ‪٤‬ت ًٌد ه‬
‫أديب متكلًٌ هم‪ ،‬من مؤلٌفاتو‪ :‬قابوف التأكيل‪ ،‬احملصوؿ ُب أصوؿ الفقو‪ ،‬أحكاـ القرآف‪ ،‬توُب سنة‪543 :‬ىػ‪ ،‬ينظر‪ :‬أ‪ٛ‬تد بن‬‫ه‬
‫٭تِت‪ ،‬أبو جعفر الض ي (ت‪599 :‬ىػ)‪ ،‬بغية امللتمس يف اترَخ رجاؿ أىل األندلس‪ ،‬ط‪1967( :‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار‬
‫الكاتب العريب‪ ،‬القاىرة‪ ،‬ص‪ .92 :‬الذى ي‪ ،‬سَت أعالـ النبالء‪ ،‬ج‪ ،19 :‬ص‪.130 :‬‬
‫‪ -7‬ابن تيمية‪ :‬تقي ال ٌدين أبو العباس أ‪ٛ‬تد بن عبد ا‪ٟ‬تليم بن عبد ٌ‬
‫السبلـ بن عبد هللا ابن تيمية‪ ،‬ا‪ٟ‬ترا٘ب‪ ،‬ا‪ٟ‬تنبلي‪ ،‬توُب‬
‫السجن سنة‪728 :‬ق‪ .‬من مصنٌفاتو‪ :‬درء تعارض العقل كالنقل‪ ،‬شرح مسائل من األربعُت للرازم‪٣ ،‬تموع‬
‫توُب ُب ٌ‬
‫الفتاكل‪ .‬ينظر‪ :‬ابن كثَت (ت‪774 :‬ىػ)‪ ،‬البداَة كالنهاَة‪ ،‬ج‪ ،14 :‬ص‪ .135 :‬مرعي بن يوسف الكرمي (ت‪:‬‬
‫‪1033‬ق)‪ ،‬الُواكب الدرَة يف مناقب اجملتهد ابن تيمية‪ ،‬تح‪٧ :‬تم عبد الر‪ٛ‬تن‪ ،‬ط‪1406(1 :‬ىػ)‪ ،‬مط‪ :‬دار الغرب‬
‫اإلسبلمي‪ ،‬ص‪.52 :‬‬

‫‪123‬‬
‫‪1‬‬
‫السبكي‬
‫ٌ‬ ‫ابن‬
‫ك‬ ‫الرغائب‬ ‫مسألة‬ ‫ُب‬ ‫الصبلح‬ ‫ابن‬‫ك‬ ‫‪،‬‬ ‫ك ٌادعاه اجملد الشَتازم ك‪ٚ‬تاؿ ال ٌدين ا‪١‬توزعي‬
‫السيوطي‪.‬اىػ‪.‬‬ ‫ً‬
‫كابن ا‪١‬تنَت‪ ،‬كآخ ير من ٌادعى االجتهاد ا‪ٞ‬تبلؿ ٌ‬
‫االجتهاد‬‫كُب رسالة السيوطي اليت ‪ٝ‬تاىا "الرد على من أخلد إٔب االىرض‪ ،‬كج ًهل أ ٌف ً‬
‫ى‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬
‫بصو‪":‬قاؿ النٌوكم ُب ا‪١‬ته ٌذب‪ :‬ا‪١‬تز٘ب كأبو ثور كأبو بكر بن ا‪١‬تنذر‬
‫كل عصر فرض" ما ٌ‬ ‫ُب ٌ‬
‫‪1‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪٤‬تمد بن جرير‪ :‬اإلماـ ا‪ٞ‬تليل‬ ‫ٌ‬ ‫ذكر‬ ‫ُب‬ ‫بكي‬ ‫الس‬
‫ٌ‬ ‫"‬ ‫طبقات‬ ‫"‬ ‫كُب‬ ‫‪،‬‬ ‫‪٣‬تتهدكف"‬ ‫ة‬ ‫أئم‬
‫ا‪١‬تنذر ٌ‬

‫‪ -1‬مجاؿ ال ٌدَن املوزعي‪ :‬لعلٌو الذم ذكره ال ٌسخاكم حيث قاؿ‪":‬دمحم بن علواف ا‪ٞ‬تماؿ ا‪١‬توزعي‪ٍ ،‬بٌ ا‪ٞ‬تبائي اليما٘ب‪،‬‬
‫اختص بو‪ ،‬كانب‬ ‫و‬
‫أظن‪ ،‬تف ٌقو ّتماعة إٔب أف ٘تيٌز‪ٍ ،‬ب لزـ الشم يوسف ا‪ٞ‬تبائي ا‪١‬تقرم سفران كحضران‪ ،‬ك ٌ‬ ‫الشافعي فيما ٌ‬
‫مًتددان بُت زبيد لوظائفو فيها كبُت تعز إٔب أف مات فيها ُب سنة سبع ك‪ٙ‬تابُت"‪ .‬ينظر‪:‬‬ ‫عنو ُب القضاء‪ ،‬كٓب يزؿ ٌ‬
‫ال ٌسخاكم‪ ،‬الضوء الالٌمع ألىل القرف التاسع‪ ،‬ج‪ ،8 :‬ص‪.155 :‬‬
‫‪ -2‬قسم السيوطي ‪-‬ر‪ٛ‬تو هللا‪ -‬ىذه الرسالة إٔب أربعة أبواب‪ ،‬جعل ٌأك‪٢‬تا إليراد بصوص العلماء على أ ٌف االجتهاد ُب‬
‫كل عصر فرض من فركض الكفاايت‪ ،‬كأبٌو ال ‪٬‬توز شرعان خلو العصر منو‪ ،‬كُب الباب الثا٘ب ٭تاكؿ ابلنقوؿ ا‪١‬تختلفة‬ ‫ٌ‬
‫مر‬
‫ٮتلو من ‪٣‬تتهد‪ ،...‬كذكر السيوطي أ ٌف ُب أصحاب الشافعي على ٌ‬ ‫أم عصر ال ٯتكن أف ى‬ ‫أتكيد الفكرة القائلة‪ :‬أب ٌف ٌ‬
‫السبلـ كتلميذه ابن دقيق العيد‬
‫الزمن منهم ا‪١‬تز٘ب كابن سريج كالقفاؿ كابن خزٯتة كابن الصباغ كإماـ ا‪ٟ‬ترمُت كابن عبد ٌ‬
‫كالتقي السبكي ككلده عبد الوىاب كذلك ُب أصحاب مالك ابن كىب كأضرابو‪ ،‬كُب أصحاب أيب حنيفة أبو يوسف‬
‫ألئمتهم‪ .‬كقد ختم السيوطي كتابو ٔتا‬
‫كدمحم‪ ،‬كقد بلغ ىؤالء مرتبة االجتهاد ا‪١‬تطلق‪ ،‬كمع ذلك فلم ٮترجوا عن تبعيتهم ٌ‬
‫السابقة‪ ،‬ك‪٣‬تمل ما يريد قولو‪ :‬أبٌو قد بلغ درجة االجتهاد ا‪١‬تطلق‪ ،‬كمع ذلك فهو ٓب ٮترج عن مذىب‬ ‫يؤٌكد فكرتو ٌ‬
‫يسمى ‪٣‬تتهدان مطلقان منتسبان‪.‬‬
‫الشافعي كأبٌو بذلك ٌ‬
‫‪ -3‬أبو ثور الُليب‪ :‬إبراىيم بن خالد الكل ي‪ ،‬مفيت العراؽ‪ ،‬البغدادم‪ ،‬الفقيو‪ ،‬سئل أ‪ٛ‬تد بن حنبل عنو‪ ،‬فقاؿ‪":‬أعرفو‬
‫أئمة الدبيا‪ ،‬فقهان كعلمان ككرعان كفضبلن‪ ،‬صنٌف الكتب‪ ،‬كفرع‬ ‫و‬
‫ابلسنٌة منذ ‪ٜ‬تسُت ىسنىة"‪ ،‬كقاؿ ابن حباف عنو‪":‬كاف أحد ٌ‬
‫ٌ‬
‫كذب عنها"‪ .‬توُب سنة‪240 :‬ق‪ .‬ينظر‪ :‬ا‪٠‬تطيب البغدادم (ت‪463 :‬ىػ)‪ ،‬اترَخ بغداد‪ ،‬تح‪ :‬بشار‬ ‫السنن‪ٌ ،‬‬ ‫على ٌ‬
‫عواد معركؼ‪ ،‬ط‪1422(1 :‬ىػ‪2002/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار الغرب اإلسبلمي‪ ،‬بَتكت‪ ،‬ج‪ ،6 :‬ص‪ .576 :‬الذى ي‪ ،‬سَت‬
‫أعالـ النبالء‪ ،‬ج‪ ،12 :‬ص‪ .72 :‬ابن خلكاف‪ ،‬كفيات األعياف كأنباء أبناء الزماف‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪.26 :‬‬
‫‪ -4‬أبو بُر بن املنذر‪ :‬أبو بكر دمحم بن إبراىيم بن ا‪١‬تنذر النيسابورم‪ ،‬الفقيو‪ ،‬بزيل م ٌكة‪ ،‬كصاحب التصابيف منها‪:‬‬
‫اإلشراؼ ُب اختبلؼ العلماء‪ ،‬كا‪١‬تبسوط‪ ،‬قاؿ النوكم‪ :‬كلو من التحقيق َب كتبو ما ال يقاربو أح هد‪ ،‬كىو َب ّناية من‬
‫التم ٌكن َب معرفة صحيح ا‪ٟ‬تديث كضعيفو‪ ،‬توَب ٔت ٌكة سنة‪ :‬تسع أك عشر كثبل‪ٙ‬تائة‪ .‬ينظر‪ :‬أبو زكراي ‪٤‬تيي الدين ٭تِت‬
‫ابن شرؼ النوكم (ت‪676 :‬ىػ)‪ ،‬هتذَب األمساء كاللغات‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪ .197 :‬الذى ي‪ ،‬سَت أعالـ النبالء‪ ،‬ج‪:‬‬
‫‪ ،12‬ص‪.72 :‬‬

‫‪124‬‬
‫‪٤‬تمد بن إسحاؽ‪ :3‬ابن خزٯتة‬‫ٌ‬ ‫ٯتة‬
‫ز‬ ‫خ‬ ‫ابن‬ ‫حق‬
‫ٌ‬ ‫ُب‬ ‫كقاؿ‬ ‫‪،‬‬ ‫‪2‬‬
‫اجملتهد ا‪١‬تطلق أبو جعفر الطربم‬
‫‪4‬‬
‫ف ابالجتهاد ا‪١‬تطلق كبلًّ من ٌ‬
‫‪٤‬تمد بن بصر‬ ‫ص ى‬‫"اجملتهد ا‪١‬تطلق‪ ،‬البحر العجاج‪"...‬اْب‪ .‬كما ىك ى‬
‫كأيب علي‪ ،5‬كقاؿ ُب تر‪ٚ‬تة أيب بكر اإل‪ٝ‬تاعيلي‪":6‬قاؿ ا‪ٟ‬تافظ ا‪ٟ‬تسن بن علي‪ :‬كاف الواجب‬
‫لئل‪ٝ‬تاعيلي‪ 7‬أف يصنٌف لنفسو سننان‪ ،‬كٮتتار على حسب اجتهاده‪ ،‬فإبٌو كاف يقدر عليو؛‬

‫الرد على من أخلد إىل اارض‪ ،‬ص‪.96 :‬‬ ‫‪ -1‬ينظر‪ :‬النوكم‪ ،‬اجملموع شرح املهذب‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪ٌ .72 :‬‬
‫السيوطي‪ٌ ،‬‬
‫‪ -2‬أبو جعفر الطربم‪ :‬دمحم بن جرير بن يزيد بن كثَت بن غالب‪ ،‬قاؿ ا‪٠‬تطيب البغدادم‪ :‬كاف قد ‪ٚ‬تع من العلوـ ما ٓب‬
‫ابلسنن‬
‫يشاركو فيو أح هد من أىل عصره‪ ،‬ككاف حافظان لكتاب هللا‪ ،‬عارفان ابلقراءات‪ ،‬فقيهان ُب أحكاـ القرآف‪ ،‬عا‪١‬تان ٌ‬
‫أبايـ النٌاس كأخبارىم‪ ،‬كلو‬‫كطرقها‪ ،‬صحيحها كسقيمها‪ ،‬كانسخها كمنسوخها‪ ،‬عارفان أبقواؿ الصحابة كالتابعُت‪ ،‬عارفان ٌ‬
‫كتاب ‪ٝ‬تٌاه هتذيب اآلاثر إالٌ أبٌو ٓب‬
‫الكتاب ا‪١‬تشهور منها‪ :‬اترخ األمم كا‪١‬تلوؾ‪ ،‬ككتاب ُب التفسَت ٓب يصنٌف أح هد مثلىو‪ ،‬ك ه‬
‫يتمو‪ ،‬توُب سنة‪310 :‬ق‪ .‬ينظر‪ :‬ا‪٠‬تطيب البغدادم‪ ،‬اترَخ بغداد‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪ .548 :‬ابن السبكي‪ ،‬طبقات‬
‫ٌ‬
‫الشافعية الُربل‪ ،‬ج‪ ،3 :‬ص‪ .120 :‬ابن كثَت‪ ،‬طبقات الشافعيُت‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪.222 :‬‬
‫‪ -3‬ابن خزمية‪ :‬دمحم بن إسحاؽ بن خزٯتة بن صاّب بن بكر السلمي‪ ،‬أبو بكر السلمي النيسابورم‪ ،‬الشافعي‪ ،‬صاحب‬
‫التصابيف‪ ،‬عي ٍت ُب حداثتو اب‪ٟ‬تديث كالفقو‪ ،‬حىت صار يضرب بو ا‪١‬تثل ُب سعة العلم كاإلتقاف‪ .‬قاؿ ابن حباف‪ :‬ما رأيت‬
‫السنن كلٌها بُت عينيو‪ ،‬إالٌ دمحم‬
‫السنن‪ ،‬ك٭تفظ ألفاظها الصحاح كزايداهتا حىت كأ ٌف ٌ‬
‫على كجو األرض من ٭تفظ صناعة ٌ‬
‫ابن إسحاؽ بن خزٯتة فقط‪ .‬توُب سنة‪311 :‬ق‪ .‬ينظر‪ :‬ابن السبكي‪ ،‬طبقات الشافعية الُربل‪ ،‬ج‪ ،3 :‬ص‪.109 :‬‬
‫الذى ي‪ ،‬سَت أعالـ النبالء‪ ،‬ج‪ ،14 :‬ص‪ .365 :‬ابن كثَت‪ ،‬طبقات الشافعيُت‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪.219 :‬‬
‫‪ -4‬دمحم بن نصر املركزم‪ :‬أبو عبد هللا‪ ،‬أحد أعبلـ ٌ‬
‫األمة كعقبلئها كعبادىا‪ ،‬قاؿ ا‪ٟ‬تاكم‪ :‬ىو إماـ أىل ا‪ٟ‬تديث ُب‬
‫عصره ببل مدافعة‪ ،‬كقاؿ ا‪٠‬تطيب‪ :‬كاف من أعلم النٌاس ابختبلؼ الصحابة‪ ،‬كمن بعدىم‪ ،‬توَب بسمرقند سنة ‪294‬ق‪،‬‬
‫ينظر‪ :‬السبكي‪ ،‬طبقات الشافعية الُربل‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪ .246 :‬الذى ي‪ ،‬سَت أعالـ النبالء‪ ،‬ج‪ ،14 :‬ص‪.33 :‬‬
‫ابن كثَت‪ ،‬طبقات الشافعيُت‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪ .184 :‬ابن السيوطي‪ ،‬حسن احملاضرة يف اترَخ مصر كالقاىرة‪ ،‬ج‪،1 :‬‬
‫ص‪.310 :‬‬
‫مرت تر‪ٚ‬تتو‪.‬‬
‫‪ -5‬يراد بو‪ :‬أبو علي ا‪ٟ‬تسن بن القاسم الطربم‪ ،‬الشافعي‪ .‬كقد ٌ‬
‫‪ -6‬أبوبُر اإلمساعيلي‪ :‬أ‪ٛ‬تد بن إبراىيم بن إ‪ٝ‬تاعيل بن العباس‪ ،‬الشافعي‪ ،‬لو التصابيف الكثَتة منها‪ :‬ا‪١‬تستخرج على‬
‫غرة صفر سنة‪371 :‬ق‪ .‬ينظر‪ :‬ابن السبكي‪ ،‬طبقات‬
‫الصحيح‪ ،‬كا‪١‬تعجم‪ ،‬كلو مسن هد كبَته َب ‪٨‬تو مائة ‪٣‬تلٌد‪ ،‬توُب ُب ٌ‬
‫الشافعية الُربل‪ ،‬ج‪ ،3 :‬ص‪ .7 :‬الذى ي‪ ،‬سَت أعالـ النبالء‪ ،‬ج‪ ،16 :‬ص‪ .92 :‬ابن كثَت‪ ،‬طبقات الشافعيُت‪،‬‬
‫ج‪ ،1 :‬ص‪.305 :‬‬
‫صحح من "الطبقات"‪ .‬ينظر‪ :‬ابن السبكي‪ ،‬طبقات‬
‫ٌ‬ ‫‪ -7‬كردت ُب ‪ٚ‬تيع النسخ‪ :‬الواجب اإل‪ٝ‬تاعيلي‪ .‬كما أثبت‬
‫الشافعية الُربل‪ ،‬ج‪ ،3 :‬ص‪.8 :‬‬

‫‪125‬‬
‫‪٤‬تمد‬
‫لكثرة ما كاف يكتب‪ ،‬كلغزارة علمو كفهمو كجبللتو‪ ،‬كما كاف ينبغي لو أف يتبٌع كتاب ٌ‬
‫أجل من أف يتبٌع غَته‪ ،‬أك كما قاؿ"‪.1‬اىػ‪.‬‬
‫بن إ‪ٝ‬تاعيل فإبٌو كاف ٌ‬
‫ً‬
‫كتقليد‬ ‫فائدة‪ :‬ال منافاة بُت ً‬
‫بلوغ رتبة االجتهاد ا‪١‬تطلق ُب ‪ٚ‬تيع األبواب كمسائلها‬
‫‪2‬‬
‫ايف على قواعده كأصولو‪ ،‬قاؿ ابن دقيق العيد‪ :‬كاف القفاؿ‬‫اإلماـ فيها ٔتوافقة رأيو‪ ،‬كا‪ٞ‬تر ً‬
‫عما عندم ؟‪ ،‬كقاؿ ىو كآخركف؛ منهم تلميذه‬ ‫يقوؿ لسائلو‪ :‬سألتٍت عن مذىب الشافعي أـ ٌ‬
‫الرفعة‪ٓ :4‬ب ٮتتلف‬ ‫ٌ‬ ‫ابن‬ ‫قاؿ‬ ‫و‪،‬‬ ‫أي‬
‫ر‬
‫ي ى‬ ‫نا‬ ‫أي‬
‫ر‬ ‫افق‬
‫ك‬ ‫بل‬ ‫‪،‬‬ ‫فعي‬‫للشا‬ ‫دين‬‫ٌ‬ ‫ل‬‫مق‬ ‫لسنا‬ ‫‪:‬‬‫‪3‬‬
‫القاضي يح ىس ٍُت‬
‫السبلـ كتلميذه ابن دقيق العيد بلغا رتبة االجتهاد‪ ،‬كقد كصف ابن‬ ‫اثناف ُب أ ٌف ابن عبد ٌ‬
‫احملمدكف األربعة‪:‬‬
‫الصبلح إماـ ا‪ٟ‬ترمُت كالغزإب كالشَتازم ابالجتهاد‪ ،‬كُب "الطبقات" أيضان " ٌ‬
‫ك‪٤‬تمد بن جرير‪ ،‬كابن خزٯتة‪ ،‬كابن ا‪١‬تنذر من أصحابنا‪ ،‬كقد بلغوا رتبة‬ ‫‪٤‬تمد بن بصر‪ٌ ،‬‬ ‫ٌ‬
‫ا‪١‬تخرجُت على أصولو‪،‬‬ ‫االجتهاد ا‪١‬تطلق‪ ،‬كٓب ٮترجهم ذلك كوّنم من أصحاب الشافعي ٌ‬
‫اجتهاده‪ ،‬بل قد ٌادعى من بىعدىم من أصحابنا ا‪٠‬تيلَّص؛‬ ‫ى‬ ‫ا‪١‬تتمذىبُت ٔتذىبو لوفاؽ اجتهادىم‬
‫أم اإلماـ األعظم فتبعوه كبيسبيوا إليو؛ أل ٌّنم‬ ‫كالشيخ أيب علي كغَته ٌأّنم كافق رأييهم ر ى‬
‫مقلٌدكف‪ ،‬فما ظنٌك هبؤالء األربعة لو ُب ذلك‪ .‬فهؤالء األربعة فإّنم كإف خرجوا عن رأيو ُب‬
‫كثَت من ا‪١‬تسائل فلم ٮترجوا ُب األغلب فاعرؼ ذلك‪ ،‬كاعلم أ ٌّنم ُب أحزاب الشافعية‬

‫‪ -1‬ينظر‪ :‬ابن السبكي‪ ،‬طبقات الشافعية الُربل‪ ،‬ج‪ ،3 :‬ص‪.8 :‬‬


‫‪ -2‬القفاؿ‪ :‬أ‪ٛ‬تد بن علي بن إ‪ٝ‬تاعيل أبو بكر الشاشي القفاؿ الكبَت‪ ،‬أحد أعبلـ الشافعية‪ ،‬ك ٌ‬
‫أئمة اإلسبلـ‪ ،‬قاؿ‬
‫ا‪ٟ‬تاكم‪ :‬كاف أعلم أىل ما كراء النهر ابألصوؿ‪ ،‬كأكثرىم رحلة ُب طلب ا‪ٟ‬تديث‪ .‬توُب سنة‪336 :‬ق‪ .‬ينظر‪ :‬ابن‬
‫السبكي‪ ،‬طبقات الشافعية الُربل‪ ،‬ج‪ ،3 :‬ص‪ .200 :‬الذى ي‪ ،‬سَت أعالـ النبالء‪ ،‬ج‪ ،16 :‬ص‪ .283 :‬ابن‬
‫كثَت‪ ،‬طبقات الشافعيُت‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪.299 :‬‬
‫س ٍُت‪ :‬ا‪ٟ‬تسُت بن دمحم بن أ‪ٛ‬تد أبو علي ا‪١‬تركركذم‪ ،‬اإلماـ ا‪ٞ‬تليل‪ ،‬قاؿ الرافعي‪ :‬ككاف يقاؿ لو حرب ٌ‬
‫األمة‬ ‫‪ -3‬القاضي يح ى‬
‫األمة كُب كبلـ إماـ ا‪ٟ‬ترمُت أبٌو حرب الشافعية‪ ،‬توُب سنة‪462 :‬ق‪ .‬ينظر‪ :‬ابن السبكي‪ ،‬طبقات الشافعية الُربل‪،‬‬
‫ٌ‬
‫ج‪ ،4 :‬ص‪.356 :‬‬
‫الرفعة‪٧ :‬تم الدين أ‪ٛ‬تد بن دمحم بن علي األبصارم‪ ،‬البخارم‪ ،‬ا‪١‬تصرم‪ ،‬ا‪١‬تشهور ابلفقيو ابن الرفعة‪ ،‬أحد ٌ‬
‫أئمة‬ ‫‪ -4‬ابن ٌ‬
‫الشافعية علمان‪ ،‬كفقهان‪ ،‬كرايسةن‪ ،‬كتوُب سنة‪710 :‬ق‪ .‬ينظر‪ :‬ابن كثَت‪ ،‬طبقات الشافعيُت‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪.948 :‬‬
‫السيوطي‪ ،‬حسن احملاضرة يف اترَخ مصر كالقاىرة‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪.320 :‬‬

‫‪126‬‬
‫‪٥‬ترجوف‪ ،‬كبطريقو مته ٌذبوف‪ ،‬كٔتذىبو‬
‫معدكدكف‪ ،‬كعلى أصولو ُب األغلب ٌ‬
‫متمذىبوف"‪.‬ابتهى‪.1‬‬
‫و‬ ‫ً‬
‫مذىب؛ كاالثٍت‬ ‫كل‬
‫كل ابل ًغ رتبة االجتهاد ا‪١‬تطلق من أىل ٌ‬ ‫حق ًٌ‬‫كمثل ىذا يقاؿ ُب ًٌ‬
‫عشر‪ 2‬ا‪١‬تذكورين ُب "الكفاية" من ا‪١‬تالكية‪ ،3‬فبل منافاة بُت بلوغ االجتهاد ا‪١‬تطلق‪ ،‬كالتقليد‬
‫لئلماـ‪ ،‬فالتقليد لئلماـ ىو إٌ‪٪‬تا ابلنٌسبة إٔب ا‪ٞ‬ترايف على قواعده‪ ،‬كالتخريج على أصولو‪،‬‬
‫كاالجتهاد ابلنٌسبة إٔب استنباط األحكاـ من أدلٌتها ا‪١‬توافق لرأيو غالبان؛ أل ٌف الغرض ا‪١‬تراد بو‬
‫االستقبلٕب كما سلف‪.‬‬ ‫النٌس ي ال ً‬

‫‪ -1‬ينظر‪ :‬ابن السبكي‪ ،‬طبقات الشافعية الُربل‪ ،‬ج‪ ،3 :‬ص‪.102 :‬‬


‫‪ -2‬عشر‪ :‬سقطت من ج‪.‬‬
‫ذكرىم‪ ،‬بدءان من أيب عبد هللا الشريف‬
‫‪ -3‬قولو‪":‬كاالثٍت عشر ا‪١‬تذكورين ُب الكفاية" يقصد بو العلماء الذين سبق ي‬
‫السبلـ‪ ،‬كع ٌدة ىؤالء اثنا عشر‪ .‬ينظر‪ :‬القسم التحقيقي‪ :‬ص‪.231 :‬‬
‫التلمسا٘ب إٔب ابن عبد ٌ‬

‫‪127‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬‬
‫وخص‪.‬‬ ‫عم‬ ‫ما‬ ‫كل‬ ‫في‬ ‫ص‬ ‫الن‬ ‫مع‬ ‫جتياد‬‫في حرمة االِ‬
‫ّ ّ ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬

‫قد عيلًم من أم ًرهً ىج َّل شأبيو ابتٌباع ما أيبزؿ إلينا من ربٌنا‪ ،‬كبىػ ٍهيً ًو عن اتٌباع غَته‪ ،‬كعن أف‬
‫الشارحة لو؛ إذ‬
‫السنٌة ٌ‬
‫الوحي فقط الكتاب ك ٌ‬ ‫ي‬ ‫بقوؿ عليو ماال بعلم‪ ،‬فالذم أيبزؿ إلينا من ربٌنا‬
‫مرﭽﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤﭼ [النجم‪ ،]4 ،3 :‬ﭽﮮ ﮯ ﮰ ﮱ‬
‫ىي بيابو كما ٌ‬
‫﮲ ﮳﮴ﭼ [األبعاـ‪ ،]50 :‬كالذم ال بعلمو ىو ما ٓب أيت عن هللا كرسولو؛ ‪ٟ‬تديث‪ ":‬ي‬
‫العلم‬
‫ثبلثةه‪ :‬آيةه ‪٤‬تكمةه‪ ،‬كسنٌةه ماضيةه‪ ،‬كال أدرم"‪ ،1‬فإ ٌف القوؿ ابلرأم غَت ا‪١‬تبٍت على أصل من‬
‫السنٌة كما في ًه ىم منهما‪ ،‬كالقياس على غَت و‬
‫أصل حر هاـ‪ ،‬بل من أكرب الكبائر كما‬ ‫الكتاب ك ٌ‬
‫اآلية‪ ،‬كجعل‬ ‫ﭽﯹ ﯺ ﯻ ﯼﭼ[البقرة‪]169 :‬‬ ‫جل‪:‬‬
‫عز ٌ‬
‫التأمل ُب قولو ٌ‬
‫يفيده ٌ‬

‫‪ -1‬صحيح موقوؼ‪ :‬ركاه ابن عبد الرب‪ :‬ابب‪ :‬معرفة أصوؿ العلم كحقيقتو‪ ،‬كما الذم يقع عليو اسم الفقو كالعلم‬
‫مطلقان‪ .‬ينظر‪ :‬ابن عبد الرب‪ ،‬جامع بياف العلم كفضلو‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪ .753 :‬كا‪٠‬تطيب‪ :‬ابب ما جاء ُب اإلحجاـ عن‬
‫الصواب‪ .‬ينظر‪ :‬ا‪٠‬تطيب‪ ،‬الفقيو كاملتفقو‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪ .366 :‬عن عبد َّ‬
‫اَّلل بن‬ ‫ا‪ٞ‬تواب إذا خفي على ا‪١‬تسئوؿ كجو ٌ‬
‫انطق‪ ،‬كسنَّةه ماضيةه‪ ،‬كال أدرم"‪.‬‬
‫كتاب ه‬
‫عمر قاؿ‪":‬العلم ثبلثةي أشياءى‪ :‬ه‬
‫كقد ركاه الذى ي من طريق أيب حذافة ا‪١‬تد٘ب عن مالك عن انفع عن ابن عمر عن النٌ ي ‪-‬ملسو هلآو هيلع هللا ىلص‪ -‬مرفوعان‪ ،‬قاؿ‬
‫السهمي‪ ،‬فما أدرم كيف ىذا ؟ ككأبٌو موقوؼ‪.‬‬ ‫يصح يمسندان‪ ،‬كال ىو ‪٦‬تا يع َّد ُب مناكَت أيب حذافة ٌ‬
‫الذى ي‪":‬ىذا ٓب َّ‬
‫ينظر‪ :‬الذى ي (ت‪748 :‬ىػ)‪ ،‬تذكرة الفاظ‪ ،‬ج‪ ،3 :‬ص‪.21 :‬‬
‫كركم مرفوعان من حديث عبد هللا بن عمرك‪ .‬ركاه أبو داكد‪ :‬كتاب‪ :‬الفرائض‪ ،‬ابب‪ :‬ما جاء ُب تعليم‬
‫الفرائض‪ ،‬ج‪ ،3 :‬ص‪ .119 :‬رقم‪ .2885 :‬كابن ماجو‪ :‬ابب‪ :‬اجتناب الرأم كالقياس‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪ .21 :‬رقم‪:‬‬
‫اَّلل بن عم ًرك بن العاص‪َّ ،‬‬
‫أف‬ ‫َّنوخ ًٌي عن عبد َّ‬ ‫الر‪ٛ‬تن بن راف وع الت ً‬ ‫الر‪ٛ‬تن بن ًزىاي ود األفريقي عن عبد َّ‬
‫‪ .54‬من طريق عبد ٌ‬
‫يضةه ىع ًادلىةه"‪.‬‬ ‫ً‬
‫اَّلل ‪-‬ملسو هلآو هيلع هللا ىلص‪ -‬قاؿ‪":‬العلم ىثبلثىةه‪ ،‬كما سول ذلك فهو فض هل‪ :‬آيىةه ي‪٤‬ت ىك ىمةه‪ ،‬أك يسنَّةه قىائ ىمةه‪ ،‬أك فى ًر ى‬
‫رسوؿ َّ‬
‫قاؿ ابن ا‪١‬تل ٌقن‪":‬كفيو عبد الر‪ٛ‬تن بن زايد اإلفريقي كفيو ضعف"‪ .‬ينظر‪ :‬ابن ا‪١‬تلقن‪ ،‬البدر املنَت‪ ،‬تح‪ :‬دمحم بن‬
‫السعودية‪ ،‬ج‪ ،7 :‬ص‪.189 :‬‬
‫عبد هللا بن سليماف‪ ،‬ط‪1425(1 :‬ىػ‪2004/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار ا‪٢‬تجرة‪ٌ ،‬‬

‫‪128‬‬
‫السكوت‪ ،‬فمن قاؿ‬ ‫ً ًً ً ً‬
‫بفي ال ٌدراية ا‪١‬توجب عليو ٌ‬
‫ُب ا‪ٟ‬تديث "ال أدرم" ع ٍلمان؛ لعلمو من بفسو ى‬
‫فيما ال يدرم برأيو‪ ،‬أك رأل غَته كائنان من كاف‪ 1‬فقد حكم بغَت ما أبزؿ هللا؛ فقد ‪ٝ‬تٌى هللا‬
‫الشيطاف كما ٌبُت ذلك بقولو‪:‬‬ ‫ا‪ٟ‬تكم بغَت ما أبزؿ هللا حكم الطٌاغوت‪ ،‬كمن موارده ٌ‬
‫سبحابو ى‬
‫ﭽ ﭟ ﭠ ﭡﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ‬
‫ففسر الطاغوت ابلشيطاف‪ ،‬فإذا كسوس لعآب أف يقوؿ من عند بفسو‬ ‫ﭮﭼ[النساء‪ٌ ،]60 :‬‬
‫شيئان أك يستحسنىو فىػ ىفعل‪ ،‬فقد حكم ْتكم الطاغوت الذم ىو الشيطاف‪ ،‬كحكمو ىو أى ي‬
‫مره‬
‫ٌإايه أف يقوؿ على هللا ما ال يعلم‪ ،‬فبل فرؽ ُب حكمو بُت أف يقوؿ على لساف عاوٓب أك‬
‫جاىل؛ لعدـ عصمة العآب إذا ٓب يقف مع قوؿ ا‪١‬تعصوـ‪ ،‬فمىت خرج عنو كقع ُب ا‪٠‬تطأ‬ ‫و‬
‫ً‬
‫ب ُب‬ ‫الضبلؿ‪ ،‬بل ا‪ٞ‬تاىل أحسن منو إذ ذاؾ؛ كلذا قاؿ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪":-‬اتٌقوا زلٌة العآب؛ فإ ٌّنا تي ىكٍبك ي‬ ‫ك ٌ‬
‫فيضل‪ ،‬فيصَت إماـ ضبللة بذلك‪ ،‬فيصدؽ‬ ‫ٌ‬ ‫النٌار"‪2‬؛ كذلك أبٌو يىتبعو غَتيه فيما ٓب أيذف بو هللا‬
‫عليو‪:‬ﭽﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰﭼ [القصص‪ٓ ،]41 :‬تبلؼ ا‪ٞ‬تاىل فبل ي ً‬
‫قتدم‬ ‫ى‬

‫الصواب ما أثبت‪.‬‬
‫‪ -1‬كرد ُب س عوض "من كاف"‪ :‬من حاكم‪ .‬ك ٌ‬
‫‪ -2‬ضعيف‪ٓ :‬ب أجده هبذا اللٌفظ‪ ،‬كركاه ابن عدم ُب "الكامل"‪ ،‬كالبيهقي ُب "الكربل"‪ ،‬كبل‪٫‬تا من طريق كثَت بن عبد‬
‫أف رسوؿ هللا ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬قاؿ‪":‬اتَّػ يقوا ىزلَّةى ال ىع ًآب؛ ىكابٍػتى ًظيركا فىػٍيػئىػتىوي"‪.‬‬
‫هللا ب ًن ىع ٍم ًرك ب ًن عوؼ عن أبيو عن ج ٌده َّ‬
‫قاؿ ا‪ٟ‬تافظ العراقي‪ :‬ركاه البغوم ُب "ا‪١‬تعجم"‪ ،‬كابن عدم ُب "الكامل" من حديث عمرك بن عوؼ ا‪١‬تز٘ب كضعفاه‪.‬‬
‫مًتكؾ‪ ،‬قاؿ أبو داكد‪ :‬ك ٌذاب‪ ،‬كقاؿ الشافعي‪:‬‬
‫كقاؿ الذى ي‪ :‬كثَت بن عبد هللا بن عمرك بن عوؼ ا‪١‬تز٘ب ا‪١‬تديٍت عن أبيو‪ :‬ه‬
‫من أركاف الكذب‪ ،‬كك ٌذبو ابن حباف‪.‬‬
‫ينظر‪:‬‬
‫أبو أ‪ٛ‬تد بن عدم ا‪ٞ‬ترجا٘ب (ت‪365 :‬ىػ)‪ ،‬الُامل يف ضعفاء الرجاؿ‪ ،‬تح‪ :‬عادؿ أ‪ٛ‬تد عبد ا‪١‬توجود‪ ،‬ط‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪1418 (1‬ق‪1997/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬الكتب العلمية‪ ،‬بَتكت‪ ،‬ج‪ ،7 :‬ص‪.192 :‬‬
‫أ‪ٛ‬تد بن ا‪ٟ‬تسُت أبو بكر البيهقي (ت‪458 :‬ىػ)‪ ،‬السنن الُربل‪ ،‬ج‪ ،10 :‬ص‪.356 :‬‬ ‫‪-‬‬
‫الذى ي (ت‪748 :‬ىػ)‪ ،‬املغٍت يف الضعفاء‪ ،‬تح‪ :‬بور الدين عًت‪( ،‬د ت ط)‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪.531 :‬‬ ‫‪-‬‬
‫أبو الفضل زين الدين عبد الرحيم العراقي (ت‪806 :‬ىػ)‪ ،‬املغٍت عن محل األسفار يف األسفار ُب ٗتريج ما‬ ‫‪-‬‬
‫ُب اإلحياء من األخبار (على ىامش إحياء علوـ الدين)‪ ،‬ط‪1426(1 :‬ىػ‪2005/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار ابن حزـ‪ ،‬ص‪:‬‬
‫‪.640‬‬

‫‪131‬‬
‫كيتأكلوف‪ 1‬للعآب أببٌو ما فعل ذلك إالٌ عن‬
‫بو أح هد؛ لعلم النٌاس أببٌو اتئوه ال يدرم أين يذىب‪ٌ ،‬‬
‫السنٌة‪.‬‬
‫صحيح من الكتاب ك ٌ‬ ‫و‬ ‫و‬
‫أصل‬
‫حث أتباعهم على‬
‫فإّنم ‪-‬مهنع هللا يضر‪ -‬ابلغوا ُب ٌ‬
‫أئمة ا‪٢‬تدل‪ٌ ،‬‬
‫السلف كالسيٌما ٌ‬
‫حث ٌ‬‫ك‪٢‬تذا ٌ‬
‫دليل‪،‬‬ ‫ً‬
‫السنٌة‪ ،‬كٖتذيرىم عن متابعتهم فيما ٓب يىق يفوا ‪٢‬تم فيو ه‬‫بص الكتاب ك ٌ‬‫الوقوؼ عند ٌ‬
‫كل منهم‪ 2‬ما فيو كفايةه ُب ذلك‪ ،‬كقد قاؿ‬ ‫مت لك عن وٌ‬‫كخصوصان األربعة‪ ،‬فقد ق ٌد ي‬
‫إثبات فإٌ‪٪‬تا إ‪ٙ‬توي على ىمن أفتاهي" ‪ ،‬كبُت ُب تفسَت ﭽﯘ‬
‫‪3‬‬ ‫‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪":-‬من أيفيت فيتيا بغَت و‬
‫ﯙ ﯚ ﯛﭼ [التوبة‪ ]31 :‬اآلية‪.‬‬

‫بوبية‪ ،‬كقبولىو ٌاٗتاذ احمل ًٌدث رٌابن من دكف هللا‬


‫إحداث ر و‬
‫ه‬ ‫إحداث حك وم ٓب أيذف بو هللا‬
‫ى‬ ‫إ ٌف‬
‫‪4‬‬
‫بص‬
‫كما سيأٌب يمسنىدان ُب ابب التٌقليد ‪ ،‬كىذا كلٌو ُب القوؿ ابلرأم عند عدـ الوقوؼ على ٌ‬
‫االجتهاد‪":‬فيما ٓب ينقل عن النٌ ي‬ ‫‪٥‬تالف‪ ،‬كما ىو ا‪١‬تستفاد من قو‪٢‬تم ُب تعريف ً‬ ‫و‬
‫و‬
‫منصوص ٓتبلفو فيكوف‬ ‫ص؛ كذلك ألبٌو ٌإما ُب‬ ‫‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ ،"-‬كمن اشًتاطهم ُب القياس عدـ النٌ ٌ‬
‫مسكوت فيكوف ردان لعفو هللا‪ ،‬أك و‬
‫‪٥‬تالفة لقولو ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ُ -‬ب ا‪ٟ‬تديث‪":‬فقد عفا‬ ‫و‬ ‫ردان للنٌص‪ ،‬أك‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫‪5‬‬
‫بص يصادمو‪ ،‬ك‪٢‬تذا ما ترل أحدان من‬ ‫عنو‪ ،‬فاقبلوا من هللا عافيتو" ‪ ،‬فكيف بو عند كجود وٌ‬

‫‪ُ -1‬ب ج‪ :‬كيتناكلوف‪ .‬كالصواب ما أثبت‪.‬‬


‫كل منهم‪.‬‬
‫‪ -2‬سقط من س‪ :‬عن ٌ‬
‫‪ -3‬صححو‪ :‬ركاه ابن ماجو‪ :‬كتاب‪ُ :‬ب اإلٯتاف كفضائل الصحابة كالعلم‪ ،‬ابب‪ :‬اجتناب الرأم كالقياس‪ ،‬ص‪،23 :‬‬
‫غَت ثبت‪ ،‬فىإًَّ‪٪‬تىا إًٍ‪ٙ‬تيوي على ىم ٍن أىفٍػتىاهي"‪ .‬كأبو‬ ‫اَّلل ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪":-‬من أ ً‬
‫يفيت بفتيىا ى‬ ‫رقم‪ .53 :‬من حديث أيب ىريرة قاؿ‪ :‬قاؿ رسوؿ َّ‬
‫يت بغ ًَت علم كاف إ‪ٙ‬توي على من‬ ‫ً‬
‫داكد‪ :‬كتاب‪ :‬العلم‪ ،‬ابب‪ :‬التوقٌي ُب الفتيا‪ ،‬ص‪ ،658 :‬رقم‪ .3657 :‬بلفظ‪ ":‬ىم ٍن أيفٍ ى‬
‫حديث‬
‫ه‬ ‫أىفٍػتىاهي"‪ .‬كأخرجو ا‪ٟ‬تاكم ُب ا‪١‬تستدرؾ‪ :‬كتاب‪ :‬العلم‪ ،‬فصل ُب توقَت العآب‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪ .215 :‬كقاؿ‪":‬ىذا‬
‫صحيح على شرط الشيخُت‪ ،‬كٓب ٮترجاه كال أعرؼ لو علٌة"‪.‬‬ ‫ه‬
‫‪َ -4‬شَت إىل حدَث عدم بن حامت هنع هللا يضر‪ ،‬كسيأٌب ص‪.273 :‬‬
‫كحسنو اهليثمي‪ :‬ركاه ا‪ٟ‬تاكم‪ :‬كتاب‪ :‬التفسَت‪ ،‬تفسَت سورة مر‪ٙ‬ب‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪ .406 :‬عن ًأيب‬ ‫صححو الاكم ٌ‬ ‫‪ٌ -5‬‬
‫اَّللي ًُب كًتىابًًو فىػ يه ىو ىح ىبل هؿ‪ ،‬كما ىحَّرىـ فهو حر هاـ‪ ،‬كما سكت عنو فهو ىعافًيىةه‪،‬‬
‫الدَّرداء ‪-‬هنع هللا يضر‪ ،-‬رفع ا‪ٟ‬تديث قاؿ‪":‬ما أح َّل َّ‬
‫ك بى ًسيًّا" [مر‪ٙ‬ب‪ .]64 :‬كا‪٢‬تيثمي‪ :‬كتاب‪:‬‬ ‫ًً‬ ‫اَّللً ال ىعافًيىةى‪ ،‬فىإً َّف َّ‬
‫اَّللى ىٓبٍ يى يك ٍن بى ًسيًّا"‪ .‬يٍبَّ تى ىبل ىىذه ٍاآليىةى‪ " .‬ىكىما ىكا ىف ىرب ى‬ ‫فىاقٍػبىػليوا من َّ‬
‫السنٌة‪ ،‬كمعرفة ا‪ٟ‬تبلؿ من ا‪ٟ‬تراـ‪.‬‬ ‫العلم‪ ،‬ابب‪ُ :‬ب اتٌباع الكتاب ك ٌ‬

‫‪130‬‬
‫قل عن هللا كرسولو‬ ‫ا‪١‬تتق ٌدمُت الذين يزعم النٌاس ٌأّنم على مذاىبهم لو مقالةه ُب ال ٌدين غَت ما بي ى‬
‫ص‪ ،‬فمن النٌاس من ر‪ٛ‬تو هللا‬ ‫إالٌ رجع عنها كأبطلها‪ ،‬كأمر أصحابو بًتكها حُت اطٌلع على النٌ ٌ‬
‫ا‪ٟ‬تكم إالٌ هلل‪ ،‬كحفظ ما أكصى بو‬ ‫ً‬
‫ا‪ٟ‬تق ألىلو كىو أ ٌف ا‪ٟ‬تكم هلل كرسولو؛ إف ي‬ ‫ؼ َّ‬ ‫فهداه‪ ،‬فىػ ىعىر ى‬
‫السلف‪ ،‬ككقف عندما كقفوا‪ ،‬كرجع كما رجعوا‪ ،‬كمنهم من ماؿ إٔب ا‪١‬تكابرة؛ ٌأّنم ما قالوا‬ ‫ٌ‬
‫ذلك إالٌ تواضعان ك‪٨‬توه ال لييػتَّبعوا فيو‪ ،‬كىذا ال ييشك ُب خراب عقلو‪ ،‬فإ ٌف ذلك يقتضي ٌأّنم‬
‫سوؿ تركوه‪ ،‬كم ٌدعوف أ ٌف الرسوؿ كو و‬
‫احد منهم‬ ‫قوؿ الر ً‬
‫ٌ‬ ‫ليسوا معتقدين أ ٌف قو‪٢‬تم إذا خالف ى ٌ‬
‫مسلم‪.‬‬
‫عمل بقولو اترةن‪ ،‬كبقوؿ غَته أخرل‪ ،‬كىذا ‪٦‬تٌا ال يقولو ه‬ ‫يي ي‬
‫بع‬
‫صرح أب ٌف يمتٌ ى‬
‫ابألئمة ‪-‬مهنع هللا يضر‪ -‬ما ال مزيد عليو‪ ،‬فلينظر قائليو إذ يي ٌ‬
‫كفيو من إ‪ٟ‬تاؽ ال ٌذ ٌـ ٌ‬
‫األئمة‪ ،‬أيٌهما ا‪١‬تسيء‪ ،‬مع أ ٌف الذم يعتقده كل مؤم ون فيهم أ ٌّنم‬ ‫حق ٌ‬ ‫السنٌة مسيءه ُب ٌ‬ ‫ٌ‬
‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬
‫مرنة فضبلن عن أكثر‪ ،‬فضبلن عن ا‪١‬تبلزمُت‬ ‫الرسوؿ ٌ‬
‫الصحايب الذم رأل ٌ‬ ‫بلغ رتبة ٌ‬ ‫يقولوف‪ :‬ال بى ي‬
‫األئمة؛‬
‫العمل بو دكف رأم أكلئك ٌ‬ ‫الصحايب كاف ي‬ ‫جد قوؿ ٌ‬ ‫لو‪ ،‬فضبلن عن علمائهم‪ ،‬كأبٌو إذا يك ى‬
‫‪٤‬تمد‪ ،‬أصحابيك‬ ‫عما اختلف فيو أصحايب من بىعدم"‪ .‬قاؿ‪":‬اي ٌ‬ ‫ريب ٌ‬ ‫"سألت ٌ‬
‫ي‬ ‫لقولو ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪:-‬‬
‫مٍت"‪،3‬‬ ‫و‬ ‫ضوأي من و‬
‫ىدل ٌ‬
‫بعض‪ ،‬فمن أخذ بشيء ‪٦‬تٌا قالوهي فهو على ن‬ ‫عضها أى ٍ‬
‫عندؾ كالنٌجوـ‪ ،‬بى ي‬

‫حسن‪ ،‬كرجالو موثٌقوف"‪ .‬ينظر‪:‬‬


‫صحيح اإلسناد كٓب ٮترجاه"‪ .‬كقاؿ ا‪٢‬تيثمي‪":‬إسناده ه‬
‫ي‬ ‫حديث‬
‫ه‬ ‫قاؿ ا‪ٟ‬تاكم‪":‬ىذا‬
‫أبو ا‪ٟ‬تسن علي بن أيب بكر ا‪٢‬تيثمي (ت‪807 :‬ىػ)‪ ،‬رجمع الزكائد كمنبع الفوائد‪ ،‬تح‪ :‬حساـ الدين القدسي‪ ،‬ط‪:‬‬
‫(‪1414‬ىػ‪1994/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬مكتبة القدسي‪ ،‬القاىرة‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪.171 :‬‬
‫أعم‪.‬‬
‫كلعل ما الصواب ما أثبت؛ ألبٌو ٌ‬
‫‪ُ -1‬ب س‪ :‬رتبة اجتهاد الصحايب‪ٌ .‬‬
‫‪ُ -2‬ب ج‪ :‬م ٌدة‪ .‬كالصواب ما أثبت‪.‬‬
‫ضعفو ى‪ٚ‬ت هع من العلماء؛ ركاه ابن بطة‪ :‬كتاب‪ :‬اإلٯتاف‪ ،‬ابب‪ :‬التحذير من استماع كبلـ قوـ يريدكف بقض‬ ‫‪ -3‬ضعيف‪ٌ :‬‬
‫اإلسبلـ ك‪٤‬تو شرائعو‪...‬ابلطعن على فقهاء ا‪١‬تسلمُت‪ .‬كا‪٠‬تطيب‪ :‬ابب‪ :‬ما جاء ُب القوؿ الواحد من الصحابة‪.‬‬
‫ً‬
‫ ي ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬قاؿ‪ ":‬ىسأىلٍ ي‬
‫ت‬ ‫تفرقوا فيها‪ .‬من حديث عمر بن ا‪٠‬تطٌاب عن النٌ ٌ‬ ‫كالبيهقي‪ :‬ابب‪ :‬أقاكيل الصحابة ‪-‬مهنع هللا يضر‪ -‬إذا ٌ‬
‫ك عندم ًٔتىن ًزلى ًة الن يج ًوـ ًُب‬ ‫ً‬
‫ف فيو أص ىح ًايب ًمن بػى ٍعدم"‪ .‬قاؿ‪ :‬فقاؿ ٕب‪ ":‬ىاي ي‪٤‬تى َّم يد‪ ،‬إً َّف أص ىحابى ى‬
‫ً‬
‫ىرًٌيب ىعَّز ٌ‬
‫كجل فيما ىٮتٍتىل ي‬
‫بشيء ً‪٦‬تَّا ىم عليو من اختبلفهم‪ ،‬فهو عندم على يى ندل"‪.‬‬ ‫ض‪ ،‬فمن أخذ و‬ ‫السماء‪ ،‬بعضها أضوأي من بع و‬‫ٌ‬
‫ابطل كموضوعه‪ ،‬كقاؿ ابن عدم‪ :‬ىذا منكر ا‪١‬تنت‪ ،‬كقاؿ البزار‪ :‬ىذا‬
‫كىذا حديث ضعيف‪ ،‬بل قاؿ ابن حزـ‪ :‬ه‬
‫يصح‪ ،‬كقاؿ الذى ي‪ :‬إسناده كاهو‪ .‬كقاؿ ابن ا‪١‬تل ٌقن‪ :‬كىذا‬
‫الكبلـ ال يصح عن النٌ ي ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ ،-‬كقاؿ ابن ا‪ٞ‬توزم‪ :‬كىذا ال ٌ‬
‫الستة‪ ،‬كىو ضعيف‪.‬‬
‫كمنقطع‪ ،‬كقاؿ ابن كثَت‪ٓ :‬ب يركه أح هد من الكتب ٌ‬ ‫ه‬ ‫ضعيف‬
‫ه‬

‫‪131‬‬
‫‪1‬‬
‫أم فقو‪٢‬تم عند فقد الكتاب‬‫كلذا قاؿ ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪":-‬أصحايب كالنٌجوـ‪ ،‬أبيٌهم اقتديتم اىتديتم" ٍ‬
‫؛‬
‫سوؿ ال من‬‫الر ى‬ ‫ً‬ ‫ً ً‬
‫الرسوؿ‪ٓ ،‬تبلؼ قوؿ غَتىم‪ ،‬كذلك من رؤية الصحايب ٌ‬ ‫حجةه بقوؿ ٌ‬ ‫السنٌة ٌ‬
‫ك ٌ‬
‫جودةً فكرهً‪ .‬فافهم‪ ،‬كبعوذ ابهلل من ا‪ٞ‬تهل ا‪١‬توقع صاحبو ُب التكلٌم اب‪٢‬تذايف‪ ،‬كالتناقض‪ 2‬من‬
‫ط أدلٌتو‬
‫٘تاـ الكبلـ ا‪١‬تتعلٌق هبذا الفصل كبس ي‬
‫يشعر بكوبو ال يتدبٌر معٌت القوؿ‪ .‬ك ي‬
‫حيث ال ي‬

‫ينظر‪:‬‬
‫العك ىٍربم ا‪١‬تعركؼ اببن بىطَّة العكربم (ت‪387 :‬ىػ)‪ ،‬اإلابنة الُربل ابن بطة‪،‬‬
‫أبو عبد هللا عبيد هللا بن دمحم ي‬ ‫‪-‬‬
‫تح‪ :‬رضا بن بعساف‪ ،‬ط‪1415 (:‬ىػ)‪ ،‬مط‪ :‬دار الراية للنشر كالتوزيع‪ ،‬الرايض‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪.563 :‬‬
‫أ‪ٛ‬تد بن ا‪ٟ‬تسُت أبو بكر البيهقي (ت‪458 :‬ىػ)‪ ،‬املدخل إىل السنن الُربل‪ ،‬تح‪ :‬دمحم ضياء الر‪ٛ‬تن‬ ‫‪-‬‬
‫األعظمي‪( ،‬د ت ط)‪ ،‬مط‪ :‬دار ا‪٠‬تلفاء للكتاب اإلسبلمي‪ ،‬الكويت‪ ،‬ص‪.162 :‬‬
‫أبو بكر أ‪ٛ‬تد بن علي ا‪٠‬تطيب البغدادم (ت‪463 :‬ىػ)‪ ،‬الفقيو كاملتفقو‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪.443 :‬‬ ‫‪-‬‬
‫أبو حذيفة‪ ،‬ببيل بن منصور الكوييت‪ ،‬أنيس السارم يف زبرَج كربقيق األحادَث اليت ذكرىا الافظ ابن‬ ‫‪-‬‬
‫حجر العسقالين يف فتح البارم‪ ،‬ط‪1426(1 :‬ىػ‪2005/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬مؤسسة السماحة‪ ،‬بَتكت‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪.609 :‬‬
‫‪ -1‬ركاه اآلجرم‪ :‬كتاب‪ :‬اإلٯتاف‪ ،‬ابب‪ :‬ذكر فضل ‪ٚ‬تيع الصحابة ‪-‬مهنع هللا يضر‪ ،-‬كابن بطٌة‪ :‬كتاب‪ :‬اإلٯتاف‪ ،‬ابب‪ :‬التحذير‬
‫من استماع كبلـ قوـ يريدكف بقض اإلسبلـ ك‪٤‬تو شرائعو‪...‬ابلطعن على فقهاء ا‪١‬تسلمُت‪ .‬كابن عبد الرب‪ :‬ابب‪ :‬ذكر‬
‫ً‬
‫اَّلل‬
‫اب‪ .‬من حديث عن انفع عن ابن عمر قاؿ‪ :‬قاؿ رسوؿ َّ‬ ‫السلف على أ ٌف االختبلؼ خطأه كصو ه‬
‫الدليل من أقاكيل ٌ‬
‫يصح‪ ،‬كال يركيو‬ ‫ً‬ ‫‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪":-‬إًَّ‪٪‬تىا أصح ًايب مثل النٌجوـ فأيهم ي‬
‫إسناد ال ٌ‬
‫أخذًب بقولو اىتديتم"‪ .‬قاؿ ابن عبد الرب ىعقبو‪":‬ىذا ه‬
‫عن انفع من ٭تتج بو"‪.‬‬
‫يب‪ ،‬أخرجو ابن عدم ُب الكامل‪ ...‬كذكره ابن عبد الرب ُب‪":‬جامع بياف‬ ‫حديث غر ه‬
‫ه‬ ‫قاؿ ابن حجر‪ :‬ىذا‬
‫٭تتج بو‪ .‬قلت‪ :‬ىو متٌفق على تركو‪ ،‬بل قاؿ ابن عدم‪:‬‬ ‫ضعيف‪ ،‬الراكم لو عن انفع ال ٌ‬
‫ه‬ ‫سناد‬
‫فضل العلم"‪ ،‬كقاؿ‪ :‬ىذا إ ه‬
‫إبٌو يضع‪.‬‬
‫اآلجًٌرم (ت‪360 :‬ىػ)‪ ،‬الشرَعة‪ ،‬تح‪ :‬عبد هللا بن عمر الدميجي‪ ،‬ط‪:‬‬ ‫أبو بكر دمحم بن ا‪ٟ‬تسُت ي‬ ‫‪-‬‬
‫‪1420(2‬ىػ‪1999/‬ـ)‪.‬مط‪ :‬دار الوطن‪ ،‬الرايض‪ ،‬ج‪ ،4 :‬ص‪.1691 :‬‬
‫ابن بىطَّة العكربم (ت‪387 :‬ىػ)‪ ،‬اإلابنة الُربل ابن بطة‪ ،‬ج‪ ، 2 :‬ص‪.563 :‬‬ ‫‪-‬‬
‫ابن عبد الرب‪ ،‬جامع َباف فضل العلم‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪.924 :‬‬ ‫‪-‬‬
‫أبو الفضل أ‪ٛ‬تد بن علي ابن حجر العسقبل٘ب (ت‪852 :‬ىػ)‪ ،‬موافقة اخلرب اخلرب يف زبرَج أحادَث‬ ‫‪-‬‬
‫املختصر‪ ،‬تح‪ :‬صبحي السيد جاسم ٌ‬
‫السامرائي‪ ،‬ط‪1414(2 :‬ىػ‪1993/‬ـ)‪.‬مط‪ :‬مكتبة الرشد للنشر كالتوزيع‪،‬‬
‫الرايض‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪.145 :‬‬
‫‪ُ -2‬ب ج‪ :‬كالتناقص‪ .‬كالصواب ما أثبت‪.‬‬

‫‪132‬‬
‫ذـ الرأم على غَت و‬
‫أصل" من ابب التقليد‪ ،‬كذكرت ىذا الفصل‬ ‫كتاابن كسنٌةن أيٌب ُب فصل " ٌ‬
‫ىنا موجزان ُب غَت ‪٤‬تلٌو؛ إذ ىو كاحملًتز لقيد تعريف االجتهاد‪.‬‬

‫‪133‬‬
‫الفصل الثالث‪:‬‬
‫في ردّ زعم االنقطاع ودعوى أنّو إجماع‪.‬‬

‫أبفع إبشارة ﭽﭠ ﭡﭢ ﭣﭼ[طو‪،]114 :‬‬


‫أرفع من العلم‪ ،‬كال ى‬
‫كصف ى‬‫ه‬ ‫اعلم أبٌو ال‬
‫أضر من ا‪ٞ‬تهل كال أكضع‪ ،‬ﭽﭠ ﭡ‬
‫‪1‬‬ ‫ً و‬
‫ال بورؾ ٕب ُب صبيحة يوـ ال أزداد فيو علمان ‪ ،‬كال ٌ‬
‫االطٌبلع ما‬ ‫ﭢ ﭣ ﭤﭥﭼ[فاطر‪ ،]22 :‬كأجسامهم قبل القبور قبور‪ ،‬فلوال قًصر الباع كقًلٌةي ً‬
‫ىي‬ ‫ه‬
‫احملجة البيضاء بتكلٌف إبكارىم‬ ‫ً‬
‫غالب أىل ٌ‬ ‫متعص ي ا‪١‬تقلٌدين ُب سفسطة‪ ،‬يك ٌفر هبا ي‬
‫بعض ٌ‬ ‫كقع ي‬
‫األئمة األربعة أ ٌف من‬
‫ضركرنة‪ ،‬كىو ابعقاد اإل‪ٚ‬تاع على فىقد االجتهاد بعد ٌ‬ ‫معلومان من ال ٌدين ٌ‬
‫جلي‬ ‫و‬ ‫و‬
‫أئمة ال ٌدين يىقطع بكوبو تكلٌفان َّ‬ ‫لو أدٗب كقوؼ على كتب احمل ٌققُت‪ ،‬كأقل ركاية لنقوؿ ٌ‬
‫تعُت إ‪ٞ‬تاـ ا‪٠‬تصم عن ا‪ٞ‬تموح ابلوصم‪ ،‬لًػ ىػما‬ ‫الرد ٔتكاف لوال ٌ‬
‫البطبلف‪ ،‬كلي من استحقاؽ ٌ‬
‫علم من كثرة أئمة ا‪٢‬تدل ً‬
‫كبقاء أتباعهم بعد األربعة أبزماف متطاكلة‪ ،‬كبُت أئ ٌمة أعياف متداكلة‬ ‫ٌ‬ ‫يى‬
‫اجتماعان كافًتاقان ُب أقطار اإلسبلـ‪.‬‬

‫علي يوهـ ال أ ٍىزىد ياد فً ًيو ًعلمان يػي ىقًٌربيًٍت إٔب هللاً فى ىبل بيوًرىؾ‬
‫‪ -1‬أصلو‪ :‬قوؿ النٌ ي ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬من حديث عائشة ‪-‬اهنع هللا يضر‪":-‬إذا أتى َّ‬
‫الزىرم إالٌ ا‪ٟ‬تى ىكم بن‬ ‫وع ىمشٍ ً ذلك اليوـ"‪ .‬أخرجو‪ :‬الطربا٘ب ُب "األكسط"‪ :‬كقاؿ‪ٓ":‬ب يػىٍرًك ىذا ا‪ٟ‬تديث عن ٌ‬ ‫ٕب ُب طيلي ً‬
‫تفرد بو بىًقيَّة‪ ،‬كال يػيٍرىكل عن رسوؿ هللا ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬إالٌ هبذا اإلسناد"‪ .‬ج‪ ،6 :‬ص‪ ،367 :‬رقم‪.6636 :‬‬ ‫ً‬
‫عبد هللا األىيٍلي‪ٌ ،‬‬
‫كابن عبد الرب ُب‪":‬جامع بياف العلم كفضلو"‪ :‬ابب‪ :‬جامع ُب فضل العلم‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪ .259 :‬كأبو بعيم ُب "ا‪ٟ‬تلية"‪،‬‬
‫يب‪ .‬ج‪ ،8 :‬ص‪.188 :‬‬ ‫كقاؿ‪ :‬غر ه‬

‫‪134‬‬
‫كعلو مكابتو كاف بعد األربعة بكث وَت‬ ‫ٌ‬ ‫كجبللتو‬ ‫فضلو‬ ‫على‬ ‫فق‬
‫ي‬ ‫ا‪١‬تت‬
‫ٌ‬
‫‪1‬‬
‫ا‪ٞ‬تنيد‬
‫اإلماـ ي‬
‫ي‬ ‫فهذا‬
‫ككاف ثػى ٍوًراين‪ ،2‬ككثَته من أمثالو من أتباعو كغَتىم على مذىب غَت األربعة‪ ،‬فقد كاف أبو عبد‬
‫‪٤‬تمد بن أ‪ٛ‬تد بن سآب البصرم‪ 3‬من أىل االجتهاد‪ ،‬كطريقو طريق شيخو سهل بن عبد‬ ‫هللا ٌ‬
‫ً ‪4‬‬
‫أصحاب ينتموف إليو ابلبصرة‪ ،‬كٓب يزؿ أىل األبدل على مذىب‬ ‫ه‬ ‫لو‬‫ك‬ ‫‪،‬‬ ‫سًتم‬
‫هللا التي ى‬
‫األكزاعي إٔب حدكد أكاخر ا‪١‬تائة الرابعة‪ ،‬أك آخر دكلة بٍت ٌأمية هبا‪ ،‬كما ٓب تزؿ ٔتدينة اإلسبلـ‬
‫معموؿ‪ 5‬هبا‪ ،‬مع توافر العلماء‬
‫ه‬ ‫مدكبةه‬
‫الستٌة عشر ‪٣‬تتمعةن هبا‪ ،‬ككتيػبيها ٌ‬
‫األئمة ٌ‬
‫كأعما‪٢‬تا أتباعي ٌ‬
‫الراسخُت‪ ،‬كتضافر‪ 6‬أىل الفضل كال ٌدين ‪٦‬تٌن ال أتخذه ُب هللا لومة الئم‪ ،‬كال يىػٍنػثىٍت عن قوؿ‬ ‫ٌ‬

‫‪ -1‬اجلنيد‪ :‬ا بن دمحم بن ا‪ٞ‬تنيد‪ ،‬أبو القاسم النهاكبدم‪ ،‬البغدادم القواريرم ا‪٠‬تزاز‪ ،‬كلد ببغداد بعد العشرين كمائتُت‪،‬‬
‫السرم السقطي‪ ،‬كا‪ٟ‬تارث احملاس ي‪ ،‬كأيب ‪ٛ‬تزة‬‫اختص بصحبة ٌ‬
‫كتف ٌقو على أيب ثور‪ ،‬ك‪ٝ‬تع من‪ :‬ا‪ٟ‬تسن بن عرفة‪ ،‬ك ٌ‬
‫البغدادم‪ ،‬كأتقن العلم‪ٍ ،‬ب أقبل على شأبو‪ ،‬كاشتغل ٔتا خلق لو‪ ،‬كحدث و‬
‫بشيء يس وَت‪ .‬قاؿ‪ :‬كنت أفيت ُب حلقة أيب ثور‬ ‫ٌ‬
‫السنٌة‪ ،‬من ٓب ٭تفظ الكتاب‪ ،‬كيكتب ا‪ٟ‬تديث‪ ،‬كٓب‬
‫الكل ي كٕب عشركف سنة‪ .‬كمن كبلمو قوليو‪":‬علمنا مضبوط ابلكتاب ك ٌ‬
‫يتف ٌقو‪ ،‬ال يقتدل بو"‪ ،‬من آاثره‪ :‬رسالة ُب التوحيد‪ ،‬كتاب الفرؽ بُت اإلخبلص كالصدؽ‪ .‬توُب ُب‪298 :‬ق‪ .‬ينظر‪ :‬ابن‬
‫السبكي‪ ،‬طبقات الشافعية الُربل‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪ .260 :‬الذى ي‪ ،‬سَت أعالـ النبالء‪ ،‬ج‪ ،14 :‬ص‪ .66 :‬كاترَخ‬
‫اإلسالـ ىكىكفيات املشاىَت ىكاألعالـ‪ ،‬ج‪ ،6 :‬ص‪ .924 :‬ابن كثَت‪ ،‬طبقات الشافعيُت‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪.168 :‬‬
‫‪ -2‬أم على مذىب أيب ثور ‪-‬ر‪ٛ‬تو هللا‪.-‬‬
‫بن عبد هللا التٌسًتم‪ ،‬كحفظ كبلمو‪ ،‬سلك مسلك‬
‫ب سهل ى‬
‫اح ى‬
‫ص ى‬‫حممد بن أمحد بن سامل البصرم‪ :‬ى‬
‫‪ -3‬أبو عبد هللا ٌ‬
‫أستاذه سهل‪ ،‬كتوُب كقد قارب التسعُت‪ ،‬سنة‪ :‬بضع ك‪ٜ‬تسُت كثبلث مائة‪ .‬ينظر‪ :‬أبو بعيم‪ ،‬حلية األكلياء‪ ،‬ج‪،10 :‬‬
‫ص‪ .378 :‬الذى ي‪ ،‬سَت أعالـ النبالء‪ ،‬ج‪ ،12 :‬ص‪.302 :‬‬
‫انفع‪،‬‬ ‫م‪ :‬أبو دمحم كاف من أعياف الشيوخ ُب زمابو‪ ،‬ييعد مع ا‪ٞ‬تنيد‪ ،‬كلو ه‬
‫كبلـ ه‬ ‫‪ -4‬سهل بن عبد هللا بن َونس التي ىً‬
‫سًت ُّ‬
‫ىالك"‪ ،‬لو مؤلٌفات منها‪ :‬لطائف قصص األببياء‪،‬‬
‫انئم‪ ،‬كالعاصي سكرا يف‪ ،‬كا‪١‬تصر ه‬
‫ت‪ ،‬كالنٌاسي ه‬
‫ا‪ٞ‬تاىل ميٌ ه‬
‫منو قولو‪ ":‬ي‬
‫يسمى بتفسَت التسًتم‪ .‬كقاؿ‪ :‬توُب سهل سنة‪283 :‬ق‪ .‬ينظر‪ :‬الذى ي‪ ،‬سَت أعالـ النبالء‪ ،‬ج‪ ،13 :‬ص‪:‬‬
‫كتفسَت ٌ‬
‫‪ .330‬الذى ي‪ :‬اترَخ اإلسالـ ىكىكفيات املشاىَت ىكاألعالـ‪ ،‬ج‪ ،6 :‬ص‪.756 :‬‬
‫‪ُ -5‬ب ج‪٤ :‬تموؿ هبا‪ .‬كالصواب ما أثبت‪.‬‬
‫‪ -6‬كرد ُب األصل ك ُب س‪ :‬تظافر‪ .‬قاؿ الزبيدم‪":‬كُب إًضاءة األيدموس لشيخ مشاٮتنا أ‪ٛ‬تد ب ًن ً‬
‫عبد الع ًزي ًز الفيبلٕب ما‬ ‫ى‬ ‫ى‬ ‫ٌ‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫لطيف الب ًن مال و‬
‫أتليف و‬
‫أيت ُب و‬ ‫ً‬
‫ك فيما جاء‬ ‫لكٍت ر ي‬‫العضد أف التٌظافيػىر ابلظَّاء ى‪ٟ‬تٍن‪ ،‬قاؿ‪ٌ :‬‬
‫عد ُب شرح ي‬ ‫الس ي‬
‫بصو‪ :‬كقد بػىبَّو َّ‬
‫َّاد كابلظٌ ًاء"‪ .‬يقوؿ أبو عمرك الدا٘ب‪":‬التٌضافر‪ :‬التٌعاكف"‪.‬‬ ‫ابلوجهُت أ ٌف التضافر ً‪٦‬تَّا يق ي‬
‫اؿ ابلض ً‬
‫عز كجل كىف املشهور من الُالـ‪،‬‬
‫ينظر‪ :‬أبو عمرك الدا٘ب (ت‪444 :‬ىػ)‪ ،‬الفرؽ بُت الضاد كالظاء ىف كتاب هللا ٌ‬
‫الزبيدم‬
‫الضامن‪ ،‬ط‪1428(1 :‬ىػ‪2007/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار البشائر‪ ،‬دمشق‪ ،‬ص‪ .123 :‬مرتضى َّ‬ ‫تح‪ :‬حاًب صاّب ٌ‬

‫‪135‬‬
‫ًٌ‬
‫ا‪ٟ‬تق كقبولو خشيةى صادـ إٔب استئصاؿ ‪-‬كقعة التٌتار لعنو هللا‪ -‬أىل اإلسبلـ ككتبهم‪ٖ ،‬تريقان‬
‫‪٤‬ترـ‪ ،‬فاتح سنة‪545 :‬ق‪ ،‬آخر دكلة بٍت العباس‪ ،‬فهل ٭تكم بضبلؿ‬ ‫كتغريقان بذلك ال يقطر ُب ٌ‬
‫الشهَتة‪ ،‬مع أ ٌف كثَتان‬
‫األمة بعد األربعة ُب ىذه القركف الفاضلة الكثَتة‪ ،‬كما فيها من األفاضل ٌ‬
‫ٌ‬
‫فمن بىعدىم أي ًخذ عنهم كعن أتباعهم ىيهيات‪.‬‬‫من أتباع األربعة ى‬

‫(ت‪1205:‬ىػ)‪ ،‬اتج العركس من جواىر القاموس‪ ،‬تح‪٣ :‬تموعة من احمل ٌققُت‪( ،‬د ت ط)‪ ،‬مط‪ :‬دار ا‪٢‬تداية‪ ،‬ج‪:‬‬
‫‪ ،12‬ص‪.479 :‬‬

‫‪136‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬
‫األئمة ‪ٚ‬تاعةن من األربعة‬
‫ٌ‬ ‫من‬ ‫رد‬
‫ى‬ ‫س‬‫ى‬ ‫أف‬ ‫بعد‬ ‫"‬‫اية‬
‫ر‬ ‫الد‬ ‫ضم‬
‫ٌ‬ ‫"‬ ‫ُب‬ ‫كذكر العبلٌمة ا‪١‬تناكم‬
‫كالسفيابُت‪ 3‬كاألكزاعي‪ 4‬كا‪ٟ‬تنظلي‪........................................5‬‬ ‫ٌ‬ ‫كغَتىم؛‬

‫‪ -1‬املناكم‪ :‬زين الدين دمحم عبد الرؤكؼ بن اتج ا‪١‬تناكم بضم ا‪١‬تيم‪ ،‬القاىرم‪ ،‬لو مؤلٌفات كثَتةه بذكر منها‪ :‬كنوز‬
‫ا‪ٟ‬تقائق ُب ا‪ٟ‬تديث‪ ،‬كالتيسَت شرح ا‪ٞ‬تامع الصغَت‪ ،‬كشرح الشمائل للًتمذم كغَتىا‪ ،‬توُب سنة‪1031 :‬ىػ‪ .‬ينظر‪:‬‬
‫الزركلي‪ ،‬األعالـ‪ ،‬ج‪ ،6 :‬ص‪ .204 :‬عبد ا‪ٟ‬تي الكتا٘ب‪ ،‬فهرس الفهارس‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪.560 :‬‬
‫كتاب لئلماـ ا‪١‬تناكم بعنواف "ضم الدراية"‪ ،‬فما ذكره ا‪١‬تصنٌف دمحم بن علي السنوسي فيو‬
‫‪ -2‬ال يوجد ُب حدكد علمي ه‬
‫كلعل الصواب أبٌو كتاب "فيض القدير شرح ا‪ٞ‬تامع الصغَت"؛ أل ٌف العبارة ا‪١‬تنقولة كردت فيو‪.‬‬
‫بظر‪ٌ ،‬‬
‫‪٫ -3‬تا‪ :‬سفياف الثورم‪ ،‬كسفياف بن عيينة‪:‬‬
‫األكؿ فهو‪ :‬سفياف بن سعيد بن مسركؽ‪ :‬أبو عبد هللا الثورم‪ ،‬الكوُب‪ ،‬كلد سنة‪97 :‬ق‪ ،‬قاؿ ابن‬
‫ٌأما ٌ‬
‫ا‪١‬تبارؾ‪ :‬كتبت عن ألف كمائة شيخ‪ ،‬ما كتبت عن أفضل من سفياف‪ .‬كعن أيوب السختيا٘ب‪ ،‬قاؿ‪ :‬ما لقيت كوفيان‬
‫فضلو على سفياف‪ ،‬توُب سنة‪126 :‬ق‪.‬‬
‫أي ٌ‬
‫ينظر‪ :‬ا‪٠‬تطيب البغدادم‪ ،‬اترَخ بغداد‪ ،‬ج‪ ،10 :‬ص‪ .219 :‬الذى ي‪ ،‬سَت أعالـ النبالء‪ ،‬ج‪ ،7 :‬ص‪:‬‬
‫‪ .229‬ابن خلكاف‪ ،‬كفيات األعياف كأنباء أبناء الزماف‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪.386 :‬‬
‫ك ٌأما الثا٘ب فهو‪ :‬سفياف بن عيينة‪ :‬ابن أيب عمراف ميموف ا‪٢‬تبلٕب‪ ،‬أبو دمحم مولده‪ :‬ابلكوفة ُب سنة‪107 :‬ق‪.‬‬
‫كعمر دىران‪ ،‬كازدحم ا‪٠‬تلق عليو‪ ،‬كابتهى إليو علو‬
‫كجود‪ ،‬ك‪ٚ‬تع‪ ،‬كصنٌف‪ٌ ،‬‬
‫كلقي الكبار‪ ،‬ك‪ٛ‬تل عنهم علمان ‪ٚ‬تٌان‪ ،‬كأتقن‪ٌ ،‬‬
‫اإلسناد‪ ،‬قاؿ اإلماـ الشافعي‪ :‬لوال مالك كسفياف بن عيينة‪ ،‬لذىب علم ا‪ٟ‬تجاز‪ .‬توُب سنة‪198 :‬ق‪.‬‬
‫ينظر‪ :‬ا‪٠‬تطيب البغدادم‪ ،‬اترَخ بغداد‪ ،‬ج‪ ،10 :‬ص‪ .244 :‬الذى ي‪ ،‬سَت أعالـ النبالء‪ ،‬ج‪ ،8 :‬ص‪:‬‬
‫‪ .454‬ابن خلكاف‪ ،‬كفيات األعياف كأنباء أبناء الزماف‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪.391 :‬‬
‫‪ -4‬األكزاعي‪ :‬عبد الر‪ٛ‬تن بن عمرك بن ٭تمد‪ ،‬شيخ اإلسبلـ‪ ،‬كعآب أىل الشاـ‪ ،‬أبو عمرك األكزاعي‪ ،‬كلد سنة‪:‬‬
‫‪88‬ق‪ ،‬قاؿ مالك‪ :‬األكزاعي إماـ يقتدل بو‪ .‬قاؿ عبد الر‪ٛ‬تن بن مهدم‪ :‬إ‪٪‬تا النٌاس ُب زماّنم أربعة‪ٛ :‬تاد بن زيد‬
‫ابلبصرة‪ ،‬كالثورم ابلكوفة‪ ،‬كمالك اب‪ٟ‬تجاز‪ ،‬كاألكزاعي ابلشاـ‪ .‬توُب‪ :‬سنة‪157 :‬ق‪.‬‬
‫ينظر‪ :‬ابن عساكر (ت‪571 :‬ىػ)‪ ،‬اترَخ دمشق‪ ،‬تح‪ :‬عمرك بن غرامة‪ ،‬ط‪1415( :‬ىػ‪1995/‬ـ)‪ ،‬مط‪:‬‬
‫دار الفكر للطباعة كالنشر كالتوزيع‪ ،‬ج‪ ،35 :‬ص‪ .147 :‬الذى ي‪ ،‬سَت أعالـ النبالء‪ ،‬ج‪ ،7 :‬ص‪ .107 :‬كيف‬
‫اترَخ اإلسالـ ككفيات املشاىَت ىكاألعالـ‪ ،‬ج‪ ،4 :‬ص‪.120 :‬‬
‫‪ -5‬إسحاؽ بن إبراىيم بن راىوَو‪ :‬أبو يعقوب‪ ،‬مولده ُب سنة‪161 :‬ق‪ ،‬عن اإلماـ أ‪ٛ‬تد قاؿ‪ :‬ال أعرؼ إلسحاؽ‬
‫ألقركا لو ْتفظو كعلمو كفقهو‪ .‬توُب سنة‪:‬‬
‫األئمة ابن خزٯتة‪ :‬كهللا لو كاف إسحاؽ ُب التابعُت‪ٌ ،‬‬
‫ُب الدبيا بظَتان‪ ،‬كقاؿ إماـ ٌ‬
‫‪238‬ق‪ .‬ينظر‪ :‬ا‪٠‬تطيب البغدادم‪ ،‬اترَخ بغداد‪ ،‬ج‪ ،7 :‬ص‪ .362 :‬الذى ي‪ ،‬سَت أعالـ النبالء‪ ،‬ج‪ ،11 :‬ص‪:‬‬
‫‪.358‬‬

‫‪137‬‬
‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬
‫بصو‪ :‬كسائر‬
‫كزيد بن علي كابن ىمعُت كابن علي األصفها٘ب كابن جرير الطربم كغَتىم ما ٌ‬
‫ىدل من رٌهبم ُب العقائد كغَتىا‪ ،‬فمن جعل بينو كبُت هللا ىؤالء كاحدان‬‫األئمة على ن‬ ‫ىؤالء ٌ‬
‫و‬
‫‪٥‬تصوصة فقد استربأ لدينو كعرضو‪.4‬ابتهى‪.‬‬ ‫و‬
‫مسألة‬ ‫منهم أبف قلٌ ىده كلو ُب‬

‫علي أخو‪ :‬أيب جعفر الباقر‪ ،‬كعبد هللا‪ ،‬كعمر‪ ،‬كعلي‪ ،‬كحسُت‪ ،‬كأمو‪ :‬أـ كلد‪ .‬ركل‬ ‫ً‬
‫‪ -1‬زَد بن علي‪ :‬ابن ا‪ٟ‬تي ىس ٍُت بن ٌ‬
‫عن‪ :‬أبيو زين العابدين‪ ،‬كالباقر‪ ،‬كعركة بن الزبَت‪ ،‬كعنو‪ :‬ابن أخيو؛ جعفر بن دمحم‪ ،‬كشعبة‪ .‬توُب سنة‪122 :‬ق‪.‬‬
‫ينظر‪ :‬الذى ي‪ ،‬سَت أعالـ النبالء‪ ،‬ج‪ ،5 :‬ص‪.393 :‬‬
‫حنبل‪:‬كل حديث‬
‫ٌ‬ ‫‪ -2‬ابن معُت‪ :‬أبو زكراي ٭تِت بن معُت البغدادم‪ ،‬أحد األعبلـ‪ .‬كلد‪ :‬سنة ‪158‬ق‪ ،‬قاؿ أ‪ٛ‬تد بن‬
‫ىو ْتديث‪ ،‬توُب سنة‪233 :‬ق‪ .‬ينظر‪ :‬ا‪٠‬تطيب البغدادم‪ ،‬اترَخ بغداد‪ ،‬ج‪،16 :‬‬ ‫ال يعرفو ٭تِت بن معُت‪ ،‬فلي‬
‫ص‪ .263 :‬الذى ي‪ ،‬سَت أعالـ النبالء‪ ،‬ج‪ ،11 :‬ص‪.71 :‬‬
‫أىل الظاىر‪ ،‬مولده‪ :‬سنة‬ ‫‪ -3‬ابن علي األصفهاين‪ :‬داكد بن علي بن خلف أبو سليماف البغدادم الظاىرم‪ ،‬رئي‬
‫‪200‬ق‪ ،‬ارٖتل إٔب إسحاؽ بن راىويو‪ ،‬ك‪ٝ‬تع منو كانظر عنده؛ ك‪ٚ‬تع كصنف‪ ،‬كتصدر‪ ،‬كٗترج بو األصحاب‪ .‬قاؿ أبو‬
‫حديث كثَته‪ ،‬لكن الركاية عنو عزيزة ج ٌدان‪ ،‬توُب‬
‫ه‬ ‫بكر ا‪٠‬تطيب‪ :‬صنٌف الكتب‪ ،‬ككاف إمامان كرعان انسكان زاىدان‪ ،‬كُب كتبو‬
‫سنة‪270 :‬ق‪.‬‬
‫ينظر‪ :‬ا‪٠‬تطيب البغدادم‪ ،‬اترَخ بغداد‪ ،‬ج‪ ،9 :‬ص‪ .342 :‬الذى ي‪ ،‬سَت أعالـ النبالء‪ ،‬ج‪ ،13 :‬ص‪ .97 :‬كيف‬
‫اترَخ اإلسالـ ىكىكفيات املشاىَت كاألعالـ‪ ،‬ج‪ ،6 :‬ص‪.327 :‬‬
‫كبص ا‪١‬تناكم ْتركفو ىو‪":‬ك‪٬‬تب علينا‬
‫بصو" فيو بظر؛ أل ٌف ما بقلو دمحم بن علي السنوسي إ‪٪‬تا ىو اب‪١‬تعٌت‪ٌ ،‬‬
‫‪ - 4‬قولو‪":‬ما ٌ‬
‫األئمة على ىدل‪ ،‬كال‬
‫األئمة األربعة كالسفيابُت كاألكزاعي كداكد الظاىرم كإسحاؽ بن راىويو كسائر ٌ‬
‫أف بعتقد أ ٌف ٌ‬
‫التفات ‪١‬تن تكلٌم فيهم ٔتا ىم بريئوف منو"‪ .‬ينظر‪ :‬عبد الرؤكؼ بن اتج العارفُت بن علي بن زين العابدين ا‪ٟ‬تدادم ٍب‬
‫ا‪١‬تناكم القاىرم (ت‪1031 :‬ىػ)‪ ،‬فيض القدَر شرح اجلامع الصغَت‪ ،‬ط‪1356(1 :‬ق)‪ ،‬مط‪ :‬ا‪١‬تكتبة التجارية‬
‫الكربل‪ ،‬مصر‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪.209 :‬‬

‫‪138‬‬
‫ًً ‪2‬‬ ‫‪1‬‬
‫ا‪١‬تذاىب ا‪١‬تتبوعةي‬
‫ي‬ ‫ك‬ ‫"‬ ‫و‪:‬‬ ‫بص‬
‫ٌ‬ ‫ما‬ ‫ي‬
‫ً‬ ‫س‬
‫ىى ٌ‬‫ل‬
‫ٌ‬ ‫ام‬
‫ر‬ ‫ػ‬‫ب‬‫ٍ‬ ‫الش‬
‫َّ‬ ‫مة‬ ‫بل‬
‫ٌ‬ ‫للع‬ ‫كُب "حاشية ا‪١‬تواىب اللٌدبية"‬
‫السبلـ"‪":‬اجملتهدكف من ىذه‬ ‫السيوطي ُب"اإلعبلـ ْتكم عيسى عليو ٌ‬ ‫كثَتةه"‪ ،‬قاؿ ا‪ٞ‬تبلؿ ٌ‬
‫جران‪ ،‬كقد‬
‫كىلم ٌ‬‫مذىب من الصحابة كالتابعُت كأتباع التٌابعُت ٌ‬ ‫ه‬ ‫ص ٍوف كثرنة‪ ،‬ككلٌّ لو‬‫األمة ال يٍ٭ت ى‬
‫ٌ‬
‫مدكبة كتيبها‪ ،‬كىي‪ :‬األربعةي‬ ‫ابهبا‪ٌ ،‬‬ ‫مذاىب مقلَّدة أر ي‬ ‫ى‬ ‫السنُت ا‪٠‬توإب ‪٨‬تو عشرة‬ ‫كاف ُب ٌ‬
‫و‪3‬‬ ‫ورم‪ ،‬كمذىب اللٌ ً‬
‫كمذىب‬
‫ي‬ ‫‪،‬‬ ‫ة‬
‫ى‬ ‫عيين‬ ‫ً‬
‫ن‬ ‫ب‬ ‫ا‬ ‫كمذىب‬
‫ي‬ ‫‪،‬‬ ‫يث ب ًن سعد‬ ‫ي‬ ‫كمذىب سفيا ىف الثَّ ًٌ‬
‫ي‬ ‫ا‪١‬تشهورةي‪،‬‬
‫داكد‪ ،‬ككاف وٌ‬
‫لكل أتباعه ييفتو ىف بقو‪٢‬تم‬ ‫كمذىب ى‬‫ي‬ ‫‪٤‬تمد ب ًن جري ور‪،‬‬
‫كمذىب ٌ‬
‫ي‬ ‫إسحاؽ ب ًن ىر ى‬
‫اىويٍو‪،‬‬ ‫ى‬
‫ً‬
‫العلماء‪ ،‬كقصوًر ا‪٢‬تم ًم"‪.4‬‬ ‫كيػ ٍقضو ىف‪ ،‬كإٌ‪٪‬تا ابقرضوا بعد ا‪٠‬تمسمائة؛ ً‬
‫‪١‬توت‬ ‫ى ي‬
‫بن‬ ‫كٓب يذكر ُب "‪ٚ‬تع ا‪ٞ‬توامع"‪ 5‬اللٌيث كابن جرير ُب ى ً‬
‫الع ىشىرة‪ ،‬بل ذكر بد ى‪٢‬تما سفيا ىف ى‬
‫عشر مذىبان"‪.‬‬ ‫ً‬
‫أحد ى‬ ‫العمل هبا م ٌد نة طويلةن ى‬
‫اعي‪ ،‬فصارت ‪ٚ‬تلةي ا‪١‬تذاىب اليت اشتهر ي‬
‫عيينةى كاألكز َّ‬
‫ابتهى ما ُب ا‪ٟ‬تاشية‪.1‬‬

‫احملمدَة‪ ،‬يف السَتة النبوَة‪ :‬لشهاب الدين‪ ،‬أيب العباس أ‪ٛ‬تد بن دمحم القسطبل٘ب‪،‬‬
‫‪ -1‬املواىب اللٌدنية‪ ،‬ابملنح ٌ‬
‫ا‪١‬تصرم‪ ،‬ا‪١‬تتوَب سنة‪923 :‬ق‪ .‬شرحو غَت كاحد‪ ،‬من أشهرىم الزرقا٘ب (مطبوع)‪ ،‬كا‪ٟ‬تاشية ا‪١‬تشار إليها للشيخ‬
‫الشرباملسي ال تزاؿ ‪٥‬تطوطةن‪َ .‬نظر‪ :‬الزركلي‪ ،‬األعالـ‪ ،‬ج‪ ،4 :‬ص‪ .314 :‬حاجي خليفة‪ ،‬كشف الظنوف عن‬
‫أسامي الُتب كالفنوف‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪.1896 :‬‬
‫شافعي مصرم من أىل شربامل ٔتصر‪ ،‬تعلٌم كعلٌم‬
‫ٌ‬ ‫‪ -2‬علي بن علي الشرباملسي‪ :‬أبو الضياء‪ ،‬بور الدين فقيو‬
‫ابألزىر‪ ،‬كصنٌف كتبان؛ منها‪ :‬حاشية على ا‪١‬تواىب اللٌدبية للقسطبل٘ب‪ ،‬كحاشية على الشمائل‪ ،‬كحاشية على ّناية‬
‫احملتاج ُب فقو الشافعية‪ ،‬توُب سنة ‪1087‬ق‪ .‬ينظر‪ :‬الزركلي‪ ،‬األعالـ‪ ،‬ج‪ ،4 :‬ص‪.314 :‬‬
‫‪ -3‬اللٌيث‪ :‬ابن سعد بن عبد الر‪ٛ‬تن اإلماـ‪ ،‬عآب الداير ا‪١‬تصرية‪ ،‬أبو ا‪ٟ‬تارث الفهمي‪ ،‬مولده سنة‪94 :‬ق‪ ،‬كاف فقيوى‬
‫ئيسها‪ ،‬كقاضيىها‪ ،‬قاؿ اإلماـ أ‪ٛ‬تد‪ :‬لي ُب ا‪١‬تصريُت أصح حديثان من اللٌيث بن سعد‪ .‬كقاؿ‬ ‫مصر‪ ،‬ك‪٤‬ت ٌدثىها‪ ،‬كر ى‬
‫الشافعي‪ :‬اللٌيث أفقو من مالك إالٌ أ ٌف أصحابو ٓب يقوموا بو‪ ،‬توُب سنة‪175 :‬ق‪ .‬ينظر‪ :‬الذى ي‪ ،‬سَت أعالـ النبالء‪،‬‬
‫السيوطي‪ ،‬حسن احملاضرة يف اترَخ مصر كالقاىرة‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪ .301 :‬ابن خلكاف‪ ،‬كفيات‬
‫ج‪ ،8 :‬ص‪ٌ .136 :‬‬
‫األعياف كأنباء أبناء الزماف‪ ،‬ج‪ ،4 :‬ص‪.12 :‬‬
‫السالـ‪ ،‬تح‪ :‬سعيد عبد الر‪ٛ‬تن القزقي‪ ،‬ط‪1423( :‬ىػ‪2002/‬ـ)‪ ،‬مط‪:‬‬
‫السيوطي‪ ،‬اإلعالـ حبُم عيسى عليو ٌ‬
‫‪ٌ -4‬‬
‫دار البحوث للدراسات اإلسبلمية كإحياء الًتاث‪ ،‬ديب‪ ،‬ص‪.78 :‬‬
‫‪ -5‬اتج الدين السبكي‪ ،‬مجع اجلوامع‪ ،‬ص‪.70 :‬‬

‫‪141‬‬
‫مذىب على جهة؛‬‫و‬ ‫لب كل‬ ‫غ‬
‫ى‬ ‫ػ‬
‫ى‬‫ف‬‫"‬ ‫و‪:‬‬ ‫بص‬
‫ٌ‬ ‫ما‬ ‫فرحوف‬ ‫البن‬ ‫‪2‬‬
‫كُب الكتاب"طبقات ا‪١‬تالكية"‬
‫ى‬
‫فمالك بن أب ُب ا‪١‬تدينة‪ ،‬كأبو حنيفة كالثورم ابلكوفة‪ ،‬كا‪ٟ‬تسن البصرم ابلبصرة‪ ،‬كاألكزاعي‬
‫ابلشاـ‪ ،‬كالشافعي ٔتصر‪ ،‬كأ‪ٛ‬تد بن حنبل ببغداد‪ ،‬ككاف أليب ثور ىناؾ أتباعه أيضان‪ٍ ،‬بٌ بشأ‬
‫الكتب كاختارا ُب ا‪١‬تذاىب على رأم أىل‬ ‫ى‬ ‫ببغداد أبو جعفر الطربم كداكد األصفها٘ب‪ ،‬فألٌفا‬
‫‪ٚ‬تيع ىذه ا‪١‬تذاىب‬ ‫‪3‬‬ ‫و‬
‫رت ي‬ ‫كس ٍ‬
‫لكل كاحد منهم أتباعه‪ ،‬ى‬ ‫ا‪ٟ‬تديث‪ ،‬كطرح داكد منها القياس‪ ،‬ككاف ٌ‬
‫ُب األقطار‪.4"...‬‬
‫قاؿ‪":‬ك ٌأما أصحاب الطربم كأيب ثور فلم يكثركا كال طالت م ٌدهتم‪ ،‬كابقطع أتباع أيب‬
‫ثور ُب ا‪١‬تائة الرابعة‪ ،‬كأتباع الطربم ُب ا‪١‬تائة ا‪٠‬تامسة‪ ،‬ك ٌأما داكد فكثر أتباعو‪ ،‬كابتشر ببغداد‬
‫قليل إبفريقية كاألبدل ‪ ،‬كضعف اآلف‪ .‬فهؤالء الذين كقع‬
‫قوـ ه‬ ‫كببلد فارس مذىبيو‪ ،‬كقاؿ بو ه‬
‫إ‪ٚ‬تاع النٌاس على تقليدىم مع االختبلؼ ُب أعياّنم‪ ،‬كاتٌفاؽ‪ 5‬العلماء على اتٌباعهم‪،‬‬
‫االقتداء ٔتذاىبهم‪ ،‬كدرس كتبهم‪ ،‬كالتف ٌقو على مذىبهم‪ ،‬كالبناء على قواعدىم‪ ،‬كالتفريع على‬‫كً‬
‫أصو‪٢‬تم‪ ،...‬قاؿ‪ :‬كصار النٌاس اليوـ ُب أقطار األرض على ‪ٜ‬تسة مذاىب‪ :‬مالكية‪ ،‬كحنفية‪،‬‬
‫كشافعية كحنبلية‪ ،‬كداكدية؛ كىم ا‪١‬تعرفوف ابلظاىرية"‪.6‬ابتهى‪.‬‬

‫أئمة الشافعية‪ ،‬تح‪ :‬بساـ‬


‫‪ -1‬ينظر‪ :‬دمحم بن سليماف الكردم ا‪١‬تد٘ب الشافعي‪ ،‬الفوائد املدنية فيمن َيفىت بقولو من ٌ‬
‫عبد الوىاب ا‪ٞ‬تايب‪ ،‬ط‪2011(1 :‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار بور الصباح‪ ،‬لبناف‪ ،‬ص‪.331 :‬‬
‫‪ -2‬يقصد بو‪":‬الدَباج املذىب يف معرفة أعياف علماء املذىب" البن فرحوف؛ كٓب يكن مرتٌبان ُب ذكر أ‪ٝ‬تاء األعبلـ‬
‫عجل‪ ،‬كٓب يسع‬‫عجل كما يذكر ُب ا‪١‬تق ٌدمة قائبلن‪":‬ككقع ترتيبهم ُب ىذا التأليف على و‬
‫كما ‪٬‬تب‪ ،‬فقد رتٌبهما على و‬
‫الوقت ترتبيهم على ما ‪٬‬تب"‪ ،‬إٔب أف جاء دمحم بن عبد الر‪ٛ‬تن السخاكم (ت‪799 :‬ق) فقاـ بًتتيبو ُب كتابو ا‪١‬تاتع‬
‫"ترتيب طبقات ا‪١‬تالكية" البن فرحوف‪ .‬ينظر‪ :‬ابن فرحوف‪ ،‬الدَباج املذىب‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪.54 :‬‬
‫صحح من "الديباج"‪.‬‬
‫‪ُ -3‬ب س‪ :‬كسارت‪ .‬كما أثبت ٌ‬
‫‪ -4‬ابن فرحوف‪ ،‬الدَباج املذىب‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪.60 :‬‬
‫صحح من "الديباج"‪.‬‬
‫‪ُ -5‬ب ج‪ :‬كاتفق‪ .‬كما أثبت ٌ‬
‫‪ -6‬ابن فرحوف‪ ،‬الدَباج املذىب‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪.63 :‬‬

‫‪140‬‬
‫ألحد اآلف الوصوؿ إٔب مقاـ و‬
‫أحد من‬ ‫قاؿ الشعرا٘ب ُب "ا‪١‬تيزاف"‪":‬فإف قلت‪ :‬فهل يصح و‬
‫ٌ‬ ‫ى‬
‫دليل على‬ ‫و‬
‫قدير‪ ،‬كٓب يرد ه‬
‫كل شيء ه‬ ‫األئمة اجملتهدين ؟‪ ،‬فا‪ٞ‬تواب‪ :‬بعم؛ أل ٌف هللا تعأب على ٌ‬
‫ٌ‬
‫‪1‬‬
‫منعو‪ ،‬كال ُب بف األدلٌة الضعيفة‪ ،‬ىذا الذم بعتقده كبدين هللا بو" ‪.‬ابتهى‪.‬‬
‫كعدم ًو مشاعل ُب‬
‫ٍب إ ٌف ا‪٠‬تبلؼ ُب جوا ًز ا‪٠‬تلو عن اجملتهد ُب عص ور من األعصار ً‬
‫ٌ‬
‫ظبلـ عند من لو ابألصوؿ أدٗب إ‪١‬تاـ‪ ،‬قاؿ صاحب "ّناية سوؿ العباد" بقبلن عن "شرح ألفية"‬
‫بصو‪":‬كا‪١‬تختار أبٌو ‪٬‬توز خلو عصر من األعصار عن اجملتهد ا‪١‬تطلق‪ ،‬كاجملتهد ُب‬ ‫‪2‬‬
‫الربماكية ما ٌ‬‫ً‬
‫ً‬
‫العلماء"‪ ،3‬كذكر أ ٌف ا‪١‬تخالف ُب ذلك‬ ‫ض العًل ًم بًىق ً‬
‫بض‬ ‫استدؿ ْتديث‪":‬قىػٍب ي‬
‫ا‪١‬تذىب‪ ،‬ك ٌ‬
‫و‬
‫ٔتذىب؛ مستدلٌُت ْتديث‪":‬ال تزاؿ طائفةه‬ ‫ا‪ٟ‬تنابلة‪ ،‬قالوا‪ :‬ال ٮتلو زما هف من و‬
‫‪٣‬تتهد كلو مقيٌدان‬
‫أمر هللا"‪.......................................،4‬‬‫حىت أيٌبى ي‬ ‫من ٌأميت ظاىرين على ًٌ‬
‫ا‪ٟ‬تق‪َّ ،‬‬
‫هللا"‪.......................................،4‬‬

‫‪ -1‬عبد الوىاب الشعرا٘ب‪ ،‬امليزاف الُربل‪ ،‬ط‪1431( :‬ق‪2010/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار الفكر‪ ،‬بَتكت‪ ،‬لبناف‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪:‬‬
‫‪.26‬‬
‫ال ٌدين دمحم بن عبد الدائم بن عيسى بن فارس الربماكم الشافعي‪ ،‬كلد سنة‪763 :‬ق‪ٝ ،‬تع من‬ ‫‪ً -2‬‬
‫الربماكم‪ :‬مش‬
‫إبراىيم بن إسحاؽ اآلمدم كغَته‪ ،‬صنٌف التصابيف ا‪١‬تفيدة منها‪ :‬شرح البخارم‪ ،‬كبظم ألفية ُب أصوؿ الفقو‪ .‬توُب‬
‫سنة‪831 :‬ق‪ .‬ينظر‪ :‬ابن عماد ا‪ٟ‬تنبلي‪ ،‬شذرات الذىب يف أخبار من ذىب‪ ،‬ج‪ ،9 :‬ص‪.287 :‬‬
‫‪ -3‬ينظر‪ٗ :‬تر‪٬‬تو ص‪.221 :‬‬
‫اؽ القمر‪ ،‬ج‪،4 :‬‬ ‫‪ -4‬أخرجو البخارم‪ :‬كتاب‪ :‬ا‪١‬تناقب‪ ،‬ابب‪ :‬سؤاؿ ا‪١‬تشركُت أف يريػى يه يم النًَّ ي ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬آيةن‪ ،‬فأراىم ابش ىق ى‬
‫السنٌة‪ ،‬ابب‪ :‬قوؿ الن ي ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪":-‬ال تزاؿ طائفة من‬ ‫‪ ،4‬ص‪ ،207 :‬رقم‪ .3640 :‬كُب‪ :‬كتاب‪ :‬االعتصاـ ابلكتاب ك ٌ‬
‫ا‪ٟ‬تق"‪ ،‬ج‪ ،9 :‬ص‪ ،101 :‬رقم‪ .7311 :‬مسلم‪ :‬كتاب‪ :‬اإلمارة‪ ،‬ابب‪ :‬قولو ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪":-‬ال تزاؿ‬ ‫أميت ظاىرين على ٌ‬
‫معٌت؛‬
‫طائفة من ٌأميت‪ ،"...‬ص‪ .795 :‬رقم‪ .1920 :‬كاللفظ ‪١‬تسلم من حديث ثوابف ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ .-‬كىو حديث متواتر ن‬
‫كقرة بن ٌإايس كأبو ىريرة كسلمة بن بفيل كزيد بن أرقم‬ ‫الصحابة‪ :‬جابر بن عبد هللا كثوابف كمعاكية ٌ‬‫ركاه ‪ٚ‬تاعة من ٌ‬
‫كعمراف بن حصُت كأبو أمامة كغَتىم‪.‬‬

‫‪141‬‬
‫ٍبٌ قاؿ‪ :‬كقد اختار الشيخ تقي ال ٌدين بن دقيق العيد مذىب ا‪ٟ‬تنابلة‪ُ 1‬ب "شرح‬
‫العنواف"‪ ،2‬ككذا ُب "شرح اإل‪١‬تاـ"‪ ،3‬بل أشار إٔب ذلك إماـ ا‪ٟ‬ترمُت ُب ابب اإل‪ٚ‬تاع من‬
‫"الربىاف"‪ ،4‬ككذا ابن بىرىاف ُب "األكسط"‪.5‬‬

‫الشريفة ال ب ٌد فيها‬
‫األمة ٌ‬ ‫‪ -1‬دليل اختيار ابن دقيق العيد مذىب ا‪ٟ‬تنابلة قولو‪":‬كاألرض ال ٗتلو من قائ وم هلل ٌ‬
‫اب‪ٟ‬تجة‪ ،‬ك ٌ‬
‫الساعة الكربل‪ ،‬كيتتابع بعده ما ال يبقى معو إالٌ‬ ‫و‬
‫احملجة إٔب أف أيٌبى أمر هللا ُب أشراط ٌ‬
‫ا‪ٟ‬تق على كضح ٌ‬
‫من سالك إٔب ٌ‬
‫يوجو ما اختاره ‪-‬الضمَت‬ ‫بصو‪":‬كقد ٌ‬‫يوجو كبلـ ابن دقيق فقاؿ ما ٌ‬
‫قدكـ األخرل"‪ .‬كقد حاكؿ اإلماـ الزركشي أف ٌ‬
‫االجتهاد‬ ‫ا‪١‬تتصل يعود على ابن دقيق العيد‪ -‬من أبٌو ال ‪٬‬توز خلو الزماف عن و‬
‫‪٣‬تتهد؛ لئبل يلزـ اجتماع األمة على ترؾ ً‬
‫ٌ‬ ‫ى‬
‫الذم ىو فرض على الكفاية"‪ .‬ينظر‪ :‬ابن دقيق العيد‪ ،‬شرح اإلملاـ بحادَث األحُاـ‪ ،‬تح‪ :‬دمحم خلوؼ العبد هللا‪،‬‬
‫ط‪1430(2 :‬ىػ‪2009/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار النوادر‪ ،‬سوراي‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪ .7 :‬الزركشي‪ ،‬تشنيف املسامع جبمع اجلوامع‪،‬‬
‫ج‪ ،4 :‬ص‪.616 :‬‬
‫و‬
‫‪٣‬تتهد"‪.‬‬ ‫عدـ خلو الزماف عن‬ ‫ً ً‬
‫يقوؿ الشوكا٘ب ُب ىذا ا‪١‬تقاـ‪":‬كال ٮتافك أ ٌف القوؿ بكوف االجتهاد فرضان‪ ،‬يستلزـ ى‬
‫الشوكا٘ب‪ ،‬إرشاد الفحوؿ‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪.212 :‬‬
‫‪ -2‬شرح العنواف‪ :‬أصل الكتاب شر هح ‪١‬تق ٌدمة ا‪١‬تطرزم ُب علم أصوؿ الفقو‪ .‬كىو مشهور ابسم "شرح العنواف"‪ .‬ينقل‬
‫عنو بدر الدين الزركشي سبعة كعشرين موضعان ُب "البحر"‪ .‬من ذلك مثبلن‪ :‬ج‪ ،1 :‬ص‪ .241 ،83 ،73 :‬كقد ذكره‬
‫كذلك السيوطي هبذا العنواف "شرح العنواف"‪ .‬ينظر‪ :‬السيوطي‪ ،‬حسن احملاضرة‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪ .318 :‬كاملزىر يف علوـ‬
‫اللغة كأنواعها‪ ،‬تح‪ :‬فؤاد علي منصور‪ ،‬مط‪ : :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بَتكت‪ ،‬لبناف‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪ .23 :‬أبو الطيب‬
‫مولود السريرم السوسي‪ ،‬معجم األصوليُت‪( ،‬د ت ط)‪ ،‬مط‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بَتكت‪ ،‬لبناف‪ ،‬ص‪.490 :‬‬
‫ٍ‬
‫‪ -3‬ينظر‪ :‬ابن دقيق العيد‪ ،‬شرح اإلملاـ بحادَث األحُاـ‪ ،‬تح‪ :‬دمحم خلوؼ العبد هللا‪ ،‬ط‪1430(2 :‬ىػ‪2009/‬ـ)‪،‬‬
‫مط‪ :‬دار النوادر‪ ،‬سوراي‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪.7 :‬‬
‫‪ -4‬ينظر‪ :‬إماـ ا‪ٟ‬ترمُت‪ ،‬الربىاف يف أصوؿ الفقو‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪.267 :‬‬
‫‪ -5‬لعل ا‪١‬تصنٌف دمحم بن علي السنوسي ‪-‬ر‪ٛ‬تو هللا‪ٓ -‬ب يطٌلع على كتاب "الفوائد السنية ُب شرح األلفية" ً‬
‫للربماكم‪ٌ ،‬أما‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫ٗتل اب‪١‬تعٌت ا‪١‬تراد‪.‬‬ ‫ال‬ ‫اليت‬ ‫احملذكفة‬ ‫الكلمات‬ ‫بعض‬ ‫ٌ‬‫ال‬‫إ‬ ‫فيو‬ ‫بتمامو‬ ‫موجود‬ ‫ا‪١‬تنقوؿ‬
‫ي‬ ‫ص‬ ‫الن‬
‫ك‬ ‫‪،‬‬‫ا‬ ‫ق‬‫ق‬ ‫‪٤‬ت‬ ‫و‬
‫اة‬‫مر‬ ‫ة‬‫د‬‫ع‬ ‫طبع‬ ‫فقد‬ ‫اآلف‬
‫ٌ‬ ‫ه‬ ‫ٌ ٌ يٌ ن ٌ ٌ‬
‫السنية يف شرح األلفية‪ ،‬تح‪ :‬عبد هللا‬ ‫ً‬
‫‪٤‬تمد بن عبد ال ٌدائم (ت‪831 :‬ق)‪ ،‬الفوائد ٌ‬ ‫ينظر‪ :‬الربماكم مش ال ٌدين ٌ‬
‫رمضاف موسى‪ ،‬ط‪1436(1 :‬ق‪2015/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬مكتبة التوعية اإلسبلمية‪ ،‬السعودية‪ ،‬ص‪ .2276 :‬عبد الرحيم بن‬
‫السوؿ شرح منهاج الوصوؿ‪ ،‬ص‪.405 :‬‬
‫الشافعي‪ ،‬هناَة ٌ‬
‫ٌ‬ ‫ا‪ٟ‬تسن بن علي اإلسنوم‬

‫‪142‬‬
‫كُب رسالة السيوطي اليت ‪ٝ‬تاىا "الرد على من أخلد إٔب االىرض‪ ،‬كجهل أ ٌف ً‬
‫االجتهاد‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫بصو‪":‬ذىب ا‪ٟ‬تنابلة أبسرىم إٔب أبٌو ال ‪٬‬توز خلو الزماف عن اجملتهد‪...‬اْب"‪.1‬‬
‫فرض" ما ٌ‬
‫قاؿ الزركشي ُب "البحر"‪ :2‬كٓب ينفرد بذلك ا‪ٟ‬تنابلة‪ ،‬بل جزـ بو أيضان ‪ٚ‬تاعةه من‬
‫فأما األستاذ‪ 4‬فقاؿ‪ :‬كٖتت‬ ‫أصحابنا؛ منهم األستاذ أبو إسحاؽ‪ :‬كالزبىػ ًٍَتم ُب "ا‪١‬تسكت"‪ٌ ،‬‬
‫‪3‬‬

‫عظيم‪ ،‬فكأ ٌف هللا أ‪٢‬تمهم ذلك؛ كمعناه‪:‬‬


‫سر ه‬ ‫اب‪ٟ‬تجة‪ٌّ ،‬‬‫قوؿ الفقهاء‪ :‬ال يٮتلي هللاي زماانن من قائ وم ٌ‬
‫اب‪ٟ‬تجة‬
‫اب‪ٟ‬تجة لزاؿ التكليف؛ إذ التكليف ال يثبت إالٌ ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫أ ٌف هللا لو أخلى زماانن من قائ وم‬
‫األرض من قائ وم هلل‬ ‫ٗتلو‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ي‬ ‫الظاىرة‪ ،‬كإذا زاؿ التكليف بىطىلت الشريعةي‪ .‬ك ٌأما الزبىػ ٍَتم فقاؿ‪ :‬لن ى‬
‫موجود ‪-‬كما‬‫و‬ ‫غَت‬ ‫و‬ ‫و و‬ ‫و‬
‫قليل ُب كثَت‪ ،‬فأ ٌما أف يكوف ى‬ ‫اب‪ٟ‬تجة ُب كقت كدىر كزماف‪ ،‬كلكن ذلك ه‬ ‫ٌ‬
‫ائض‬ ‫ً‬
‫ائض كلها‪ ،‬كلو بىطىلت الفر ي‬
‫ً‬
‫اجملتهد لبىطىلت الفر ي‬
‫ي‬ ‫اب؛ ألبٌو لو عي ًد ىـ‬‫قاؿ ا‪٠‬تصم‪ -‬فلي بصو و‬
‫الساعةي إالٌ على شرار النٌاس"‪،5‬‬
‫تقوـ ٌ‬
‫‪ٟ‬تلٌت النٌقمة بذلك ُب ا‪٠‬تلق كما جاء ُب ا‪٠‬ترب‪":‬ال ي‬
‫كبعوذ ابهلل أف ‪٪‬توت مع األشرار"‪ .6‬ىذه عبارة الزبىػ ًٍَتم بقلها عنو الزركشي ُب كتابو "البحر"‬
‫ُب األصوؿ‪.‬ابتهى‪.‬‬

‫الرد على من أخلد إىل اارض‪ ،‬ص‪ .26 :‬كقد حكى ىذا القوؿ اجملد بن تيمية (ت‪652 :‬ق) عن‬
‫‪ -1‬السيوطي‪ٌ ،‬‬
‫ا‪ٟ‬تنابلة‪ .‬ينظر‪ :‬آؿ تيمية‪ ،‬املسودة يف أصوؿ الفقو‪ ،‬ص‪.472 :‬‬
‫‪ -2‬ينظر‪ :‬الزركشي‪ ،‬البحر احمليط يف أصوؿ الفقو‪ ،‬ج‪ ،8 :‬ص‪.240 :‬‬
‫‪ -3‬الزبَتم‪ :‬الزبَت بن أ‪ٛ‬تد بن سليماف بن عبد هللا بن عاصم بن ا‪١‬تنذر‪ ،‬ابن حوارم رسوؿ هللا ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬الزبَت بن‬
‫العواـ‪ ،‬أبو عبد هللا القرشي األسدم الزبَتم البصرم الشافعي‪ ،‬كاف من الثقات األعبلـ‪ ،‬كمن كتبو‪ :‬اإلمارة‪ ،‬كرايضة‬
‫ا‪١‬تتعلٌم‪ ،‬كا‪١‬تسكت‪ ،‬توُب سنة‪310 :‬ق‪ .‬ينظر‪ :‬ا‪٠‬تطيب البغدادم‪ ،‬اترَخ بغداد‪ ،‬ج‪ ،9 :‬ص‪ .492 :‬ابن السبكي‪،‬‬
‫طبقات الشافعية الُربل‪ ،‬ج‪ ،3 :‬ص‪ .295 :‬الذى ي‪ ،‬سَت أعالـ النبالء‪ ،‬ج‪ ،15 :‬ص‪ .57 :‬ابن كثَت‪ ،‬طبقات‬
‫الشافعيُت‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪.201 :‬‬
‫‪ُ -4‬ب س‪ :‬أبو إسحاؽ‪.‬‬
‫الساعة‪ ،‬ص‪ ،1184 :‬رقم‪.2949 :‬‬
‫الساعة‪ ،‬ابب‪ :‬قرب ٌ‬
‫‪ -5‬أخرجو مسلم‪ :‬كتاب‪ :‬الفنت كأشراط ٌ‬
‫‪ -6‬الزركشي‪ ،‬البحر احمليط‪ ،‬ج‪ ،8 :‬ص‪.240 :‬‬

‫‪143‬‬
‫بصو‪٢":‬تج كثَته من النٌاس اليوـ أب ٌف اجملتهد ا‪١‬تطلق فيًقد من قد‪ٙ‬ب‪ ،‬كأبٌو ال‬ ‫كفيها أيضان ما ٌ‬
‫‪1‬‬
‫ط منهم؛ ما كقفوا على كبلـ العلماء‪ ،‬كال عرفوا‬ ‫اجملتهد ا‪١‬تقيٌ يد‪ ،‬كىذا ىغلى ه‬
‫ي‬ ‫يوجد من دىر إالٌ‬
‫ستقل‪ ،‬كال بُت اجملتهد ا‪١‬تقيٌد كاجملتهد ا‪١‬تنتسب‪ ،‬كبُت وٌ‬
‫كل‬ ‫الفرؽ بُت اجملتهد ا‪١‬تطلق كاجملتهد ا‪١‬ت ٌ‬
‫مفقود من دىر‪،‬‬
‫ه‬ ‫ا‪١‬تستقل‬
‫ٌ‬ ‫رؽ؛ ك‪٢‬تذا ترل أ ٌف من كقع ُب عبارتو منهم‪ :‬أ ٌف اجملتهد‬ ‫‪٦‬تن ذيكًىر فى ه‬
‫ينص ُب موضع آخر على كجود اجملتهد ا‪١‬تطلق"‪ .2‬ابتهى‪.‬‬ ‫ٌ‬
‫كُب كبلـ بعض احمل ٌققُت‪ُ 3‬ب كصف انصر السنٌة اإلماـ أ‪ٛ‬تد بن حنبل ُب آخر و‬
‫كبلـ‬ ‫ٌ‬
‫قوؿ‬
‫الصحيح عمبلن كال رأاين كال قياسان كال ى‬ ‫بصو‪":‬ككاف ال يق ٌدـ على ا‪ٟ‬تديث ٌ‬ ‫طويل ما ٌ‬ ‫و‬
‫سميو كثَته من النٌاس إ‪ٚ‬تاعان‪ ،‬كيق ٌدموبو على‬ ‫ً ًً‬ ‫و‬
‫عدـ علمو اب‪١‬تخالف‪ ،‬الذم يي ٌ‬ ‫صاحب‪ ،‬كال ى‬
‫أ‪ٛ‬تد من َّادعى ىذا اإل‪ٚ‬تاع‪ ،‬كٓب يي ًس ٍغ تقدٯتىو على ا‪ٟ‬تديث‬ ‫ب ي‬ ‫ا‪ٟ‬تديث الصحيح‪ ،‬كقد ىك َّذ ى‬
‫خبلؼ ال ييقاؿ‬ ‫ه‬ ‫بص ُب "رسالتو ا‪ٞ‬تديدة" على أ ٌف ما ال يػي ٍعلىم فيو‬ ‫الثٌابت‪ ،‬ككذلك الشافعي َّ‬
‫اَّلل‪ 4‬بن أ‪ٛ‬تد بن حنبل‪:‬‬ ‫إ‪ٚ‬تاعا‪ .‬كقاؿ عبد َّ‬ ‫ن‬ ‫خبلؼ فلي‬
‫ه‬ ‫لو إ‪ٚ‬تاعه‪ ،‬كلفظيو‪ :‬ما ال ييعلم فيو‬
‫ب‪ ،‬من ٌادعى اإل‪ٚ‬تاع فهو كاذب‪،‬‬ ‫ً‬
‫اإل‪ٚ‬تاع فهو ىكذ ه‬
‫ى‬ ‫جل‬
‫الر ي‬‫‪ٝ‬تعت أيب يقوؿ‪ :‬ما يىدَّعي فيو ٌ‬
‫اس اختلفوا‪ ،‬ىذه دعول بً ٍشر‬ ‫ً‬
‫لعل النٌاس اختلفوا‪ ،‬ما يي ٍدريو‪ ،‬كٓب يىػٍنػتىو إليو ؟ فليقل‪ :‬ال بعلم النٌ ى‬ ‫ٌ‬
‫ىص ٌم‪ ،‬كلكن يقوؿ‪ :‬ال بعلم النٌاس اختلفوا‪ ،‬أك ٓب يبلغٍت ذلك‪ .‬ىذا لفظو‪.‬‬ ‫يسي كاأل ى‬ ‫ا‪١‬تًًٌ‬
‫ر‬
‫ٌ‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫أئمة ا‪ٟ‬تديث‪ -‬من أف يػي ىق ٌدموا‬ ‫أجل عند اإلماـ أ‪ٛ‬تد ‪-‬كسائ ًر ٌ‬ ‫اَّلل‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬ى‬
‫كبصوص رسوؿ َّ‬
‫ي‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫صوص‪ ،‬كساغ‬ ‫عدـ الع ٍل ًم اب‪١‬تخالف‪ ،‬كلو ساغ لتعطَّلت النٌ ي‬ ‫إ‪ٚ‬تاعا مضموبيوي ي‬ ‫وى ىم ن‬ ‫عليها ما تي ٌ‬

‫‪ُ -1‬ب ج‪ :‬اليوجد ُب دىر‪ .‬كالصواب ما أثبت‪.‬‬


‫الرد على من أخلد إىل اارض‪ ،‬ص‪.93 :‬‬
‫السيوطي‪ٌ ،‬‬
‫‪ٌ -2‬‬
‫‪ -3‬يقصد‪ :‬ابن قيٌم ا‪ٞ‬توزية ‪-‬ر‪ٛ‬تو هللا‪.-‬‬
‫‪ -4‬عبد هللا بن أمحد‪ :‬أبو عبد الر‪ٛ‬تن عبد هللا بن أ‪ٛ‬تد بن دمحم بن حنبل الشيبا٘ب البغدادم‪ ،‬حافظ للحديث‪ ،‬من‬
‫أىل بغداد‪ ،‬توُب سنة‪290 :‬ق‪ ،‬ركل عن أبيو كتابو ا‪١‬تسند كالزىد‪ .‬لو‪ :‬الزكائد على كتاب الزىد ألبيو‪ ،‬كزكائد ا‪١‬تسند‪،‬‬
‫زاد بو على مسند أبيو ‪٨‬تو عشرة آالؼ حديث‪ .‬ينظر‪ :‬الذى ي‪ ،‬سَت أعالـ النبالء‪ ،‬ج‪ ،10 :‬ص‪ .509 :‬الزركلي‪،‬‬
‫األعالـ‪ ،‬ج‪ ،4 :‬ص‪.65 :‬‬

‫‪144‬‬
‫مسألة أف يػي ىق ًٌد ىـ جهلىو اب‪١‬تخالف على النٌصوص‪"...‬إْب ما‬
‫و‬ ‫لكل ىم ٍن ٓب يعلم ‪٥‬تال نفا ُب حكم‬
‫ٌ‬
‫‪1‬‬
‫قاؿ ‪.‬‬
‫فإذا كاف ىذا عند عدـ ًع ٍل ًم ا‪١‬تخالف فكيف مع شهوده ا‪٠‬تبلؼ‪ ،‬بل مع قوؿ‬
‫سوغي دعول‬ ‫الشأف تي َّ‬
‫احمل ٌققُت‪ :‬إ ٌف ا‪١‬تقابل لئل‪ٚ‬تاع أقرب‪ ،‬أفمع ما ي‪ٝ‬تعت من كبلمهم ُب ٌ‬
‫خبلؼ فيرقاف‪ ،‬فىضبلن عن علمو من ال ٌدين‬ ‫و‬ ‫إ‪ٚ‬تاع‪ ،‬كقد عيلً ىم من ىح ًٌدهً أ ٌف بينو كبُت أدٗب‬
‫ابلضركرة‪ ،‬أبف تسلب عن عدمو اإلمكاف‪ ،‬فليت شعرم أيلتزـ القائل‪ :‬إ ٌف ا‪ٟ‬تنابلة كاحمل ٌققُت‬
‫حىت اعترب ص ٌحة اإل‪ٚ‬تاع مع عدـ ٕتويزىم ا‪٠‬تلو عن‬ ‫من غَتىم ليسوا من ال ٌدين ٔتكاف‪ٌ ،‬‬
‫اجملتهد‪.‬‬
‫ك‪٦‬تٌا يبطلو أيضان‪ ،‬ا‪٠‬تبلؼ ُب تقليد ا‪١‬تيٌت‪ ،2‬بل العبارةي حاكمةه على بفسها ابلبطبلف‬
‫كل عصر‪ ،‬كالفرض أبٌو‬
‫بديهةن عند العارؼ ْت ٌل اإل‪ٚ‬تاع‪ ،‬فإ ٌف من عرؼ أبٌو اجتماع ‪٣‬تتهدم ٌ‬
‫ال ‪٣‬تتهد أحاؿ اإل‪ٚ‬تاع لفقده‪ ،‬فلم يىػليز ابن اللٌبوف ُب قرف البزؿ القناعي ‪:‬‬
‫كابن اللٌبوف‪ 1‬إذا ماى ليز ُب قىػروف *** ٓب يستطع صولةى البػزًؿ ال ىقنى ً‬
‫اعي ً‬ ‫ٍ ى يٍ‬ ‫ٌ ى‬

‫رب العاملُت‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪:‬‬


‫‪ -1‬ينظر‪ :‬أبو عبد هللا دمحم بن أيب بكر ابن القيم (ت‪ 751 :‬ىػ)‪ ،‬إعالـ املوقعُت عن ٌ‬
‫‪.54‬‬

‫‪ -2‬مسألة تقليد اجملتهد امليػت‪ :‬مػن ٌأكؿ مػن ب ٌ‬


‫ػص علػى ىػذه ا‪١‬تسػألة كعقػد ‪٢‬تػا ابابن القاضػي أيب ا‪ٟ‬تسػن علػي بػن عمػر‬
‫البغدادم ا‪١‬تعػركؼ اببػن القصػار ا‪١‬تػالكي (ت‪397 :‬ق) قػائبلن‪":‬ابب‪ :‬القػوؿ ُب تقليػد مػن مػات مػن العلمػاء"‪ .‬كصػورهتا‬
‫ػامي عػػن مالػػك ‪-‬ر‪ٛ‬تػػو هللا‪ -‬أك عػػن عػػن غػػَته مػػن العلمػػاء ‪-‬كىػػو ُب غػػَت عصػػره‪ -‬فتػػول ُب‬
‫كمػػا ذكرىػػا‪":‬إذا يحكػػي للعػ ٌ‬
‫غَته من العلماء الػذين‬ ‫و و‬
‫للعامي أف يقلٌد مالكان بعد موتو‪ ،‬ككذلك ي‬ ‫مسألة"‪ٍ .‬بٌ ٌثٌت بذكر قوؿ كاحد فقط مفاده أبٌو‪٬":‬توز ٌ‬
‫اشتهرت إمامتهم"‪ .‬كخبلصة ا‪١‬تأخذ الذم اتٌكأ عليو‪ :‬أ ٌف جواز ا‪١‬تسػألة تقػاس علػى مسػألة جػواز تقليػد اجملتهػد ا‪ٟ‬ت ٌػي؛ إذ‬
‫فرؽ غَت مػؤثٌور؛ فقػوؿ ا‪١‬تيٌػت ال ٯتػوت ٔتػوت قائلػو"‪ .‬كا‪ٞ‬تمهػور علػى ا‪ٞ‬تػواز‪،‬‬ ‫ت‪ ،‬كىو ه‬ ‫حي كذاؾ ميٌ ه‬
‫ال فرؽ سول أ ٌف ىذا ٌّ‬
‫كىو الصحيح‪ .‬كلبلستزادة ينظر‪ :‬ابن القصار ا‪١‬تالكي (ت‪397 :‬ق)‪ ،‬مق ٌدمػة يف أصػوؿ الفقػو‪ ،‬تػح‪ :‬مصػطفى ‪٥‬تػدكـ‪،‬‬
‫ا‪١‬تعلم ػػة للنش ػػر كالتوزي ػػع‪ ،‬الػ ػرايض‪ ،‬ص‪ .170 :‬ب ػػدر ال ػػدين الزركش ػػي‪ ،‬البح ػػر‬
‫ط‪1420(1 :‬ق‪1999/‬ـ)‪ ،‬م ػػط‪ :‬دار ٍ‬
‫احمليط‪ ،‬ج‪ ،8 :‬ص‪ .384 :‬عبلء ال ٌدين ا‪١‬ترداكم‪ ،‬التحبَت شرح التحرَر يف أصوؿ الفقو‪ ،‬ج‪ ،8 :‬ص‪.3983 :‬‬

‫‪145‬‬
‫يطن البعوض ُب‬
‫كعبلـ ينتجع ا‪ٟ‬تما سائم مالو ُب الركب ا‪١‬تشتجر القناعي ‪ ،‬ككيف ٌ‬
‫كجو الغضنفر كىو إذا أح ٌ بنف فر‪.‬‬

‫‪ -1‬البيت جلرَر بن عطية اخلطفي (ت‪114 :‬ق)‪ :‬ابن اللٌبوف‪ :‬ما أكَب على ثبلث سنُت‪ .‬ل َّيز‪ :‬يربط‪ .‬ال ىق ىرف‪ :‬ا‪ٟ‬تبل‬
‫الصولة‪ :‬ا‪ٟ‬تملة‪ .‬البيػ ٍزؿ‪ٚ :‬تع ابزؿ‪ :‬البعَت الذم دخل ُب السنة التاسعة‪.‬‬
‫الذم ييشد بو البعَتاف ك‪٨‬تو‪٫‬تا فيقرانف معان‪َّ .‬‬
‫ً‬
‫القوة‪ .‬يضرب مثبلن ‪١‬تن يعارضو كيهاجيو‪ ،‬يقوؿ‪ :‬من راـ‬ ‫كالقناعيس‪ٚ :‬تع قٍنػ ىعاس‪ :‬ا‪ٞ‬تمل الضخم العظيم الشديد ٌ‬
‫إدراكي كاف ٔتنزلة ابن اللبوف إذا قيرف ُب قىرف مع البازؿ القنعاس‪ ،‬إف صاؿ عليو ٓب يقدر على دفع صولتو كمقاكمتو‪ ،‬كإف‬
‫راـ النهوض معو قصر عن عدكتو‪ .‬ينظر‪ :‬جرير بن عطية ا‪٠‬تطفي(ت‪114 :‬ق)‪ ،‬الدَواف‪ ،‬ط‪1406( :‬ق‪1986/‬ـ)‪،‬‬
‫املفصل‪( ،‬د ت ط)‪،‬‬
‫مط‪ :‬دار بَتكت للطباعة كالنشر‪ ،‬بَتكت‪ ،‬ص‪ .220 :‬ابن علي بن يعيش(ت‪643 :‬ق)‪ ،‬شرح ٌ‬
‫مط‪ :‬إدارة الطباعة ا‪١‬تنَتية‪ ،‬مصر‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪ .35 :‬ابن منظور‪ ،‬لساف العرب‪ ،‬ج‪ ،5 :‬ص‪.404 :‬‬

‫‪146‬‬
‫الباب الثالث‪ :‬في التق ل ي د‪.‬‬
‫ؼ بو‪،‬‬ ‫األعماؿ‪ ،‬كالب ً‬
‫دف ما تيػ ٍعىر ي‬ ‫ى‬ ‫تقليد الوالٌةً‬
‫ي‬ ‫كمنو‬ ‫‪،‬‬ ‫العنق‬ ‫ُب‬ ‫ىو لغة‪ :1‬جعل القبلدةً‬
‫ي‬ ‫ىٍ‬
‫الشيء جعلو كالقبلدة ح ٌقان أك ابطبلن‪ ،‬كتقليد‬ ‫ً‬
‫كالقبلدة ما ي‪٬‬تعل ُب العنق‪ ،‬كتقلٌدىا لىب ىسها‪ ،‬ك ي‬
‫جعل قولًًو قبلدةن‪.‬‬
‫الصحايب مثبلن ى ي‬
‫ٌ‬
‫بدكف كاحدةو‬ ‫ً‬
‫الشرعية ً‬ ‫حد ا‪ٟ‬تج ًج األر ً‬
‫بعة‬ ‫ً‬ ‫كاصطالحا‪ :‬أخ يذ‬
‫مذىب من لي قوليو أ ى ي ى‬
‫منو‪ .2‬فالرجوع إٔب النٌ ي ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬أك اإل‪ٚ‬تاع لي تقليدان‪.3‬‬

‫‪ - 1‬ينظر‪ :‬أبو منصور األزىرم (ت‪321 :‬ق)‪ ،‬هتذَب اللغة‪ ،‬تح‪ :‬عبد السبلـ دمحم ىاركف‪ ،‬ط‪:‬‬
‫(‪1384‬ىػ‪1964/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬الدار ا‪١‬تصرية‪ ،‬ج‪ ،9 :‬ص‪ ،47 :‬أبواب‪ :‬القاؼ كالداؿ‪(.‬قلد)‪ .‬ا‪ٞ‬توىرم (ت‪393 :‬ق)‪،‬‬
‫الصحاح اتج اللغة كصحاح العربية‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪ ،527:‬ابب‪ :‬ال ٌداؿ‪ ،‬فصل‪ :‬القاؼ‪( .‬قلد)‪ .‬ابن فارس‬
‫(ت‪395:‬ق)‪ ،‬معجم مقاَيس اللغة‪ ،‬تح‪ :‬عبد السبلـ دمحم ىاركف‪( ،‬د ت ط)‪ ،‬مط‪ :‬دار الفكر‪ ،‬بَتكت‪ ،‬لبناف‪ ،‬ج‪:‬‬
‫‪ ،5‬ص‪ ،19 :‬كتاب‪ :‬القاؼ‪ ،‬ابب‪ :‬القاؼ كالبلٌـ كما يثلثهما‪(.‬قلد)‪.‬‬
‫‪ - 2‬قد اختلف األصوليوف ُب حقيقتو؛ ىل ىو قبوؿ قوؿ القائل دكف العلم من أين قالو ؟ أك قبوؿ القوؿ من غَت‬
‫ابألكؿ‪ ،‬كالشيخ أبو حامد ُب تعليقو‬
‫حجة تظهر على قولو ؟‪ .‬قاؿ الزركشي‪ :‬كجزـ القفاؿ ُب "شرح التلخيص" ٌ‬ ‫ٌ‬
‫كاألستاذ أبو منصور ابلثا٘ب‪ ،‬كعليو ابن ا‪ٟ‬تاجب كغَته‪.‬‬
‫ينظر‪ :‬أبو حامد الغزإب‪ ،‬املستصفى‪ ،‬ص‪ ،370 :‬ابن قدامة ا‪١‬تقدسي‪ ،‬ركضة الناظر كجنة املناظر‪ ،‬ج‪،2 :‬‬
‫ص‪ .381:‬الزركشي‪ ،‬البحر احمليط يف أصوؿ الفقو‪ ،‬ج‪ ،8 :‬ص‪.316 :‬‬
‫مبٍت على ما سبق من التعريف؛ قاؿ الزركشي‪":‬قاؿ القاضي ا‪ٟ‬تسُت ُب التعليق‪ :‬ال خبلؼ أ ٌف‬ ‫حكم ىذه ا‪١‬تسألة ه‬ ‫‪ -3‬ي‬
‫سمى تقليدان ؟‬
‫السبلـ‪ -‬فهل يي َّ‬
‫سمى تقليدان‪ ،‬ك ٌأما قبوؿ قولو ‪-‬عليو ٌ‬
‫قبوؿ قوؿ غَت النٌ ي ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬من الصحابة كالتابعُت يي َّ‬
‫كجهاف‪ :‬ينبنياف على ا‪٠‬تبلؼ ُب حقيقة التقليد"‪ .‬اىػ‪ .‬ينظر‪ :‬الزركشي‪ ،‬البحر احمليط‪ ،‬ج‪ ،8 :‬ص‪.316:‬‬
‫سمى تقليدان‪ ،‬أل ٌف قوؿ النٌ ي‬
‫كعلى ىذا؛ فإف قلنا ابلتعريف الذم ذكره ا‪١‬تصنٌف فالعمل بقوؿ النٌ ي ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬ال يي َّ‬
‫ا‪ٟ‬تجة‪ .‬كإف قلنا ابلقوؿ اآلخر؛ كىو قبوؿ قوؿ القائل دكف العلم من أين قالو‪ ،‬فا‪٠‬تبلؼ ُب تسميتو تقليدان‬ ‫ٌ‬ ‫‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬بف‬
‫سمى قبوؿ قولو تقليدان؛ ألبٌو‬‫مبٍت على ا‪٠‬تبلؼ ُب أبٌو؛ ىل كاف ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬يقوؿ عن قياس ؟ فإف كاف يقوؿ عن قياس فيي َّ‬ ‫ه‬
‫و‬ ‫و‬
‫درل أقالو عن ىك ٍح وي أك قياس‪ ،‬كإف قلنا اب‪١‬تنع فلي بتقليد‪ .‬ينظر‪ :‬إماـ ا‪ٟ‬ترمُت (ت‪478:‬ىػ)‪ ،‬التلخيص يف أصوؿ‬ ‫ال يي ى‬
‫الفقو‪ ،‬تح‪ :‬عبد هللا جوٓب النبإب كبشَت أ‪ٛ‬تد العمرم‪( ،‬د ت ط)‪ ،‬مط‪ :‬دار البشائر اإلسبلمية‪ ،‬بَتكت‪ ،‬ج‪ ،3 :‬ص‪:‬‬
‫‪ .424‬الزركشي‪ ،‬البحر احمليط‪ ،‬ج‪ ،8 :‬ص‪.317:‬‬

‫‪147‬‬
‫األكؿ إعطاء‬
‫بعضهم ىنا عدـ ا‪١‬تناسبة بُت ا‪١‬تعٌت اللغوم كاالصطبلحي؛ أب ٌف ٌ‬ ‫أكرد ي‬
‫كى‬
‫‪1‬‬
‫غوم من‬
‫تقرر أ ٌف ا‪١‬تعٌت االصطبلحي ىو اللٌغوم كزايدة قيد ‪ ،‬كأجاب أب ٌف اللٌ ى‬ ‫كالثا٘ب أخذ‪ ،‬كقد ٌ‬
‫قبيل ا‪١‬تشًتؾ‪ ،2‬كال ٮتفى أ ٌف اللٌغة توقيفية‪ ،3‬فإف ثبت االشًتاؾ قيبًل‪ ،‬كإف كاف قاؿ لو‬
‫ليصحح القاعدة‪ ،‬فبل داعي إليو فإ ٌف اإليراد غَت ظاىر؛ أل ٌف ا‪١‬تقلًٌد (ابلكسر) أعطى‬
‫احتماالف ٌ‬
‫ا‪١‬تقلَّد (ابلفتح) عهدةى ما قلٌده فيو‪ ،‬كجعلها إليو كخلعها عليو‪.‬‬

‫‪ُ -1‬ب ج‪ :‬كزايدة قيد كاحد‪.‬‬


‫‪ -2‬املشًتؾ‪ :‬عند اإلطبلؽ ينصرؼ إٔب ا‪١‬تشًتؾ اللٌفظي‪ ،‬كىو ما اٖت ٌد لفظو كتع ٌدد كضعو كمعناه‪ .‬ينظر‪ :‬اآلمدم‬
‫(ت‪631:‬ىػ)‪ ،‬اإلحُاـ يف أصوؿ األحُاـ‪ ،‬ج‪ ،19 :‬ص‪.1 :‬‬
‫طويل بُت األصوليُت‪ ،‬كحاصل األقواؿ فيها ما ذكره الشوكا٘ب‪":‬اختلف ُب ذلك على أقواؿ‪:‬‬ ‫خبلؼ ه‬ ‫ه‬ ‫‪ُ -3‬ب ا‪١‬تسألة‬
‫أ ٌف الواضع‪ :‬ىو هللا سبحابو‪ ،‬كإليو ذىب األشعرم كأتباعو كابن في ىورؾ‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫أ ٌف الواضع‪ :‬ىو البشر‪ ،‬كإليو ذىب أبو ىاشم كمن اتبعو من ا‪١‬تعتزلة‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫ابالصطبلح‪.‬‬‫أ ٌف ابتداء اللٌغة كقع ابلتعليم من هللا سبحابو‪ ،‬كالباقي ً‬ ‫‪.3‬‬
‫توقيف‪ ،‬كبو قاؿ األستاذ أبو إسحاؽ‪ .‬كقيل‪ :‬إبو قاؿ ابلذم قبلو‪.‬‬
‫ه‬ ‫أ ٌف ابتداء اللغة كقع ابالصطبلح‪ ،‬كالباقي‬ ‫‪.4‬‬
‫أ ٌف بف األلفاظ دلٌت على معابيها بذاهتا‪ ،‬كبو قاؿ عباد بن سليماف الصيمرم‪.‬‬ ‫‪.5‬‬
‫جزـ أبحدىا‪ ،‬كبو قاؿ ا‪ٞ‬تمهور كما حكاه الرازم "احملصوؿ"‪.‬‬ ‫احد من ىذه األقواؿ‪ ،‬من غَت و‬‫أبٌو ‪٬‬توز كل ك و‬ ‫‪.6‬‬
‫ٌ‬
‫ينظر‪ :‬الرازم‪ ،‬احملصوؿ‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪ .185 :‬الشوكا٘ب‪ ،‬إرشاد الفحوؿ إيل ربقيق الق من علم األصوؿ‪ ،‬ج‪،1:‬‬
‫ص‪.41:‬‬

‫‪148‬‬
‫األول‪:‬‬
‫الفصل ّ‬
‫فيما ورد من األدلّة الشّرعية؛‬
‫من اآليات القرآنية‪ ،‬واألحاديث النّبوية‪ ،‬واآلثار‬
‫الرأي وتق ليده في الدّين‪ ،‬وأنّو‬
‫السّلفية على بطالن ّ‬
‫من العظائم عند جميع المسلمين‪.‬‬

‫إ‪ٚ‬تاع‪ ،‬كىو القياس على‬ ‫كتاب أك سنٌ وة أك و‬ ‫بصان من و‬ ‫كا‪١‬تراد ا‪١‬تذموـ منو‪ :‬كىو ما صادـ ٌ‬
‫أصل من ىذه األصوؿ خبلفان لنا ُب القياس مطلقان؛ يشهد ابلتفرقة بُت ا‪١‬تذموـ كغَته ما‬ ‫غَت و‬
‫الراشدين قبل بلوغ السنن ُب النوازؿ‪ ،‬إذ ال يينكر أبٌو من‬ ‫سلف ُب ا‪١‬تق ٌدمة‪ ،‬سيٌما من ا‪٠‬تلفاء ٌ‬
‫يح‬
‫شرعي‪ ،‬كقوؿ الشافعي صر ه‬ ‫و‬
‫الرأم‪ ،‬كاستقراءي موارد ال ٌذ ٌـ قاضيةه أببٌو‪ :‬ما كاف على غَت أصل وٌ‬ ‫ٌ‬
‫‪1‬‬
‫الشريعة؛ اتٌباعه‪،‬‬
‫علم ٌ‬ ‫العلم من كجهُت‪ :‬يىعٍت ى‬ ‫ُب ذلك حيث قاؿ فيما ركاه عنو البيهقي ‪ :‬ي‬
‫ف‪،‬‬ ‫ل‬
‫ى‬ ‫س‬ ‫ن‬‫م‬ ‫ة‬ ‫عام‬ ‫فقوؿ‬ ‫يكن‬ ‫ٓب‬ ‫فإف‬ ‫‪،‬‬ ‫كتاب هللا‪ ،‬كإف ٓب يكن فبسنٌ و‬
‫ة‬ ‫ً‬ ‫باع‬‫ٌ‬‫ت‬ ‫ا‬ ‫باع‬‫ٌ‬‫ت‬ ‫ط‪ً ،2‬‬
‫فاال‬ ‫كاستنبا ه‬
‫ٌ ى ى ى‬ ‫ي ي‬
‫فقياس على سنٌة رسوؿ هللا‪،‬‬
‫فقياس على كتاب هللا‪ ،‬فإف ٓب يكن ه‬ ‫ال بعلم لو ‪٥‬تالفان‪ ،‬فإف ٓب يكن ه‬
‫ف ال ‪٥‬تالف لو‪ ،‬كال ‪٬‬توز القياس إالٌ ُب ىذه‬ ‫عامة ىمن ىسلى ى‬
‫فقياس على قوؿ ٌ‬ ‫ه‬ ‫فإف ٓب يكن‬

‫الشافعي‬
‫الربيع بن سليماف‪ ،‬أبنا ٌ‬
‫‪ - 1‬قاؿ‪ :‬أخربان أبو عبد هللا ا‪ٟ‬تافظ‪ ،‬أبنا أبو العبٌاس دمحم بن يعقوب‪ ،‬أبنا ٌ‬
‫موجود ُب‬
‫ه‬ ‫‪-‬هنع هللا يضر‪ -‬قاؿ‪":‬كالعلم من كجهُت‪ ."...‬ينظر‪ :‬البيهقي‪ ،‬املدخل إىل السنن الُربل‪ ،‬ص‪ .207:‬كىذا النٌ ٌ‬
‫ص‬
‫األـ‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪.179 :‬‬ ‫األـ" للشافعي‪ :‬ينظر‪ :‬الشافعي‪ٌ ،‬‬
‫كتاب " ٌ‬
‫األـ‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪.179 :‬‬
‫باع‪ ،‬أك استنبا هط"‪ .‬ينظر‪ :‬الشافعي‪ٌ ،‬‬
‫‪ - 2‬عبارة الشافعي‪":‬اتٌ ه‬

‫‪151‬‬
‫بليل‪ ،‬٭تمل حزمة حطب كفيها‬ ‫و‬
‫حاطب و‬ ‫حجة لو ىك ىمثى ًل‬
‫كمثى يل الذم يطلب العلم كال ٌ‬
‫‪1‬‬
‫ا‪ٟ‬تالة ى‬
‫‪.‬‬
‫أحسن قوؿ أيب العتاىية‪:2‬‬
‫ى‬ ‫أفعى تلدغو كال يدرم‪ ،‬كما‬
‫‪3‬‬
‫ً‬
‫القياس‬ ‫الصو ً‬
‫اب على‬ ‫ً‬
‫كما كل الظٌنوف تكو يف ح ٌقان *** كال كل ٌ‬
‫ذـ‬
‫السنٌة من اآلم كاألخبار ما ييغٍت ُب ٌ‬ ‫التمسك ابلكتاب ك ٌ‬ ‫كقد سبق ُب أدلٌة كجوب ٌ‬
‫القوؿ ابلرأم ُب ال ٌدين عن التٌكرار‪ ،‬لكن أكرد ىنا فيو ما يردع مقلٌده كٮتتم على فيو‪ ،‬ىج ٍراين على‬
‫االكتفاء‬ ‫األسلوب‪ ،‬كقرانن بُت ال ٌدليل كا‪١‬تطلوب‪ ،‬إالٌ أ ٌف ما سبق ُب اآلايت من اإلكثار حسن ً‬
‫اَّللً‪ ،‬كبػيٍرىى نة‬ ‫ً‬
‫بكتاب َّ‬ ‫ابألحاديث كاآلاثر؛ فمنها‪ :‬حديث أيب ىريرة‪":‬تىػ ٍع ىم يل ىذه األ َّيمةي بػيٍرىىةن‬
‫ابلرأم‪ ،‬فإذا فعلوا ذلك فقد ضلٌوا‪ ،4‬كقولو ُب حديث افًتاؽ‬ ‫بسن ًَّة رسوؿ َّ‬
‫اَّلل‪ٍ ،‬بٌ يىعملوف ٌ‬

‫"األـ"‪ ،‬ككذا ُب "ا‪١‬تدخل"‪":‬كال ‪٬‬توز القوؿ إالٌ ابلقياس‪ ،‬كإذا قاس من لو‬ ‫‪ - 1‬كأبٌو بقلو اب‪١‬تعٌت‪ ،‬كالذم ُب الكتاب ٌ‬
‫ً‬
‫القياس فاختلفوا؛ كسع كبلًّ أف يقوؿ ٔتبلغ اجتهاده‪ ،‬كٓب يسعو اتٌباع ي‬
‫غَته فيما ٌأدل إليو اجتهاده ٓتبلفو‪ ،‬كهللا أعلم"اىػ‪.‬‬
‫األـ‪ ،‬ج‪ ،1:‬ص‪ .179:‬البيهقي‪ ،‬املدخل إىل السنن الُربل‪ ،‬ص‪.207:‬‬
‫ينظر‪ :‬الشافعي‪ٌ ،‬‬
‫‪ - 2‬أبو العتاىية‪ :‬إ‪ٝ‬تاعيل بن القاسم‪ ،‬مؤب لعنزة‪ ،‬كيكٌت أاب إسحاؽ‪ ،‬كأبو العتاىية لقب‪ُ ،‬ب طبقة بشار بن برد‪،‬‬
‫كبلمو كلو ًشعران‪ .‬توُب سنة‪211 :‬ق‪ .‬كلو ديواف‪ .‬ينظر‪ :‬ابن قتيبة‪ ،‬الشعر كالشعراء‪ ،‬تح‪:‬‬
‫كأيب ٌبواس‪ ،‬ك‪٦‬تٌن يكاد يكوف ي‬
‫أ‪ٛ‬تد دمحم شاكر‪ ،‬ط‪1982(2 :‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار ا‪١‬تعارؼ‪ ،‬القاىرة‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪ ،779 :‬رقم‪ .193 :‬أبو دمحم الطيب‬
‫ا‪ٟ‬تضرمي الشافعي‪ ،‬قالدة النحر يف كفيات أعياف الدىر‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪.406 :‬‬
‫‪ - 3‬ينظر‪ :‬دَواف أيب العتاىية‪ ،‬ط‪1406( :‬ق‪ ،)1986/‬مط‪ :‬دار بَتكت للطباعة كالنشر‪ ،‬بَتكت‪ ،‬ص‪ُ .226 :‬ب‬
‫كأس *** كأبت لكأسو ال ب ٌد ً‬
‫حاس‪.‬‬ ‫كأس‪ ،‬أم و‬ ‫ً‬
‫قصيدة مطلعها‪ :‬أىالى للموت ه‬
‫‪ - 4‬ضعيف‪ :‬أخرجو‪ :‬أبو يعلى‪ ،‬مسند أيب َعلى املوصلي‪ ،‬مسند أيب ىريرة‪ ،‬ج‪ ،10 :‬ص‪ ،240 :‬رقم‪.5856 :‬‬
‫ابن عدم‪ ،‬الُامل يف ضعفاء الرجاؿ‪ ،‬تح‪ :‬عادؿ أ‪ٛ‬تد عبد ا‪١‬توجود‪ُ ،‬ب تر‪ٚ‬تة عثماف بن عبد الر‪ٛ‬تن الزىرم‪ ،‬ط‪:‬‬
‫‪1418(1‬ق‪1997/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بَتكت‪ ،‬لبناف‪ ،‬ج‪ ،6 :‬ص‪ ،273 :‬رقم‪ .1321 :‬ابن عبد الرب‪،‬‬
‫أصل‪ ،‬كعيب‬‫ذـ القوؿ ُب دين هللا تعأب ابلرأم‪ ،‬كالظٌ ٌن كالقياس على غَت و‬
‫جامع بياف العلم كفضلو‪ ،‬ابب‪ :‬ما جاء ُب ٌ‬
‫اإلكثار من ا‪١‬تسائل دكف اعتبار‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪ ،1040 :‬رقم‪ .1999 :‬ا‪٠‬تطيب‪ ،‬الفقيو كاملتفقو‪ ،‬ابب‪ :‬ذكر‬
‫ذـ القياس‪ ،‬كٖترٯتو كا‪١‬تنع منو‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪ .449:‬كلٌهم من طريق‪ :‬عثماف بن عبد الر‪ٛ‬تن عن‬ ‫األحاديث الواردة ُب ٌ‬
‫بن ىٍ٭ت ىِت قاؿ‪ :‬حدَّثٍت‬
‫اد ي‬
‫الزىرم عن سعيد بن ا‪١‬تسيٌب عن أيب ىريرة‪ ،‬كركاه ا‪٠‬تطيب أيضان من طريق‪ :‬يجبى ىارة قاؿ‪ :‬ان ى‪ٛ‬تَّ ي‬
‫الزىرم بو‪.‬‬

‫‪150‬‬
‫ين‬ ‫األمة‪ 1‬السابق‪":‬أضرىا" أم الفرؽ "على أميت"‪ ،‬كُب ركاية‪":‬أعظىمها فتنةن قىػوـ ي ًقيسو ىف ال ًٌ‬
‫د‬
‫ى‬ ‫ٍه ى ي‬ ‫يى‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ ٌ‬
‫‪2‬‬
‫أحل ا ََّّلل" ‪..................................،‬‬ ‫اَّللي‪ ،‬ك٭تٌرموف ما ٌ‬
‫برأيهم‪ ،‬فيحلوف ما حٌرـ َّ‬

‫قاؿ ا‪٢‬تيثمي‪":‬ركاه أبو يعلى‪ ،‬كفيو عثماف بن عبد الر‪ٛ‬تن الزىرم‪ ،‬متٌفق على ضعفو"‪ .‬كقاؿ ابن عدم‪ٌ ":‬‬
‫كعامة‬
‫أحاديثو مناكَت؛ ٌإما إسناده أك متنو منكران"‪ .‬ينظر‪ :‬ا‪٢‬تيثمي‪ ،‬رجمع الزكائد‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪ ،179 :‬رقم‪ .842 :‬ابن‬
‫عدم‪ ،‬الُامل‪ ،‬ج‪ ،6 :‬ص‪.273 :‬‬
‫كالطريق األخرل اليت ذكرىا ا‪٠‬تطيب فيها ‪ٛ‬تٌاد بن ٭تِت‪ ،‬كىو أبو بكر السلمي األبح‪ ،‬قاؿ الذى ي‪":‬كثٌقو ابن‬
‫م‪ .‬كقاؿ أبو داكد‪ :‬ٮتطئ كما ٮتطئ النٌاس‪ .‬كقاؿ‬ ‫معُت‪ ،‬كقاؿ أ‪ٛ‬تد‪ :‬ما أرل بو أبسان‪ .‬كقاؿ أبو زرعة‪ :‬لي ابلقو ٌ‬
‫ا‪ٞ‬توزجا٘ب‪ :‬ركل عن الزىرم حديثان معضبلي‪ .‬ينظر‪ :‬الذى ي‪ ،‬ميزاف ااعتداؿ‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪ ،601 :‬برقم‪.2279 :‬‬
‫صحيح؛ أخرجو‪ :‬الًتمذم‪ :‬كتاب‪ :‬اإلٯتاف عن رسوؿ هللا ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ ،-‬ابب‪ :‬ما‬
‫ه‬ ‫مشهور‬
‫ه‬ ‫حديث‬
‫ه‬ ‫األمة‬
‫حديث افًتاؽ ٌ‬
‫ي‬ ‫‪-1‬‬
‫األمة‪ ،‬ج‪ ،5 :‬ص‪ ،25 :‬رقم‪ .2640 :‬من حديث أيب ىريرة ‪-‬هنع هللا يضر‪ .-‬كُب الباب‪ :‬عن سعد‪ ،‬كعبد هللا‬ ‫جاء ُب افًتاؽ ٌ‬
‫السنٌة‪ ،‬ابب‪ :‬شرح‬ ‫صحيح"‪ .‬أبوداكد‪ :‬كتاب‪ٌ :‬‬ ‫ه‬ ‫حسن‬
‫حديث ه‬
‫ه‬ ‫ابن عمرك‪ ،‬كعوؼ بن مالك‪ ،‬كقاؿ‪":‬حديث أيب ىريرة‬
‫السنٌة‪ ،‬ج‪ ،4 :‬ص‪ ،198 :‬رقم‪ .4597 :‬ابن ماجو‪ :‬كتاب‪ :‬الفنت‪ ،‬ابب‪ :‬افًتاؽ األمم‪ ،‬ج‪ ،5 :‬ص‪ ،128 :‬رقم‪:‬‬ ‫ٌ‬
‫كحسنو‪ ،...‬كأليب داكد‬ ‫األمة أخرجو الًتمذم‪ :‬من حديث عبد هللا بن عمرك‪ٌ ،‬‬ ‫‪ .3991‬كقاؿ العراقي‪":‬حديث‪ :‬افًتاؽ ٌ‬
‫من حديث معاكية‪ ،‬كابن ماجو من حديث أب ‪ ،‬كعوؼ بن مالك‪ ...،‬كأسابيدىا جياد"‪.‬‬
‫ينظر‪ :‬العراقي‪ ،‬املغٍت عن محل األسفار يف األسفار‪ ،‬يف زبرَج ما يف اإلحياء من األخبار ‪-‬مطبوع هبامش إحياء علوـ‬
‫الدين‪ ،-‬ط‪1408(1 :‬ىػ‪1987/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار العاصمة للنشر‪ ،‬الرايض‪ ،‬ج‪ ،4 :‬ص‪.1879 :‬‬
‫ذـ القياس على‬ ‫‪ -2‬ىذه الزايدة ذكرىا ابن عبد الرب‪ ،‬ابب‪ :‬ابب بفي االلتباس ُب الفرؽ بُت الدليل كالقياس‪ ،‬كذكر من ٌ‬
‫أصل‪ ،‬كما يرده من القياس أصل‪ .‬قاؿ‪ :‬حدَّثنا عبد الوارث بن سفياف‪ ،‬ثنا قاسم بن أصبغ‪ ،‬ثنا عبيد بن عب ًد الو ً‬
‫احد‬ ‫غَت و‬
‫ي ي ي‬ ‫ي ىى‬ ‫ي‬ ‫ي ى‬ ‫ٌ‬
‫الر‪ٛ‬تى ًن ب ين يجب ًَت ب ًن‬ ‫بن ييوبي عن يحىريٍ ًز ب ًن عثما ىف َّ ً‬ ‫و‬ ‫و‬
‫عبد َّ‬
‫ ي قاؿ‪ :‬ان ي‬ ‫الر ىح ًٌ‬ ‫ب ًن ىشريك‪ ،‬ثنا بػي ىع ييم ي‬
‫بن ى‪ٛ‬تَّاد قاؿ‪ :‬ان عيسى ي‬
‫ً‬ ‫بػي ىف وَت‪ ،‬عن أبيو‪ ،‬عن عوؼ بن مالً و‬
‫ك األى ٍش ىجعً ًٌي بو‪ ،‬قاؿ ابن عبد الرب‪":‬ىذا عند أىل العل ًم‬
‫حديث غَتي‬ ‫ه‬ ‫اب‪ٟ‬تديث‬ ‫ٍ‬
‫صحيح‪ٛ ،‬تلوا فيو على بي ٍعيم بن ‪ٛ‬تٌاد‪ ،‬كقاؿ أ‪ٛ‬تد بن حنبل ك٭تِت بن معُت‪ :‬حديث عوؼ بن مالك ىذا ال أصل لو‪،‬‬ ‫و‬
‫قياس يرد بو أصل"‪.‬اىػ‪ .‬ينظر‪ :‬ابن عبد‬ ‫أصل‪ ،‬أك ه‬ ‫قياس على غَت و‬ ‫ذـ القياس فهو عندان ه‬‫السلف ُب ٌ‬ ‫ك ٌأما ما ركم عن ٌ‬
‫الرب‪ ،‬جامع بياف العلم كفضلو‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪ ،890 :‬رقم‪.1673 :‬‬

‫‪151‬‬
‫سيخرج من أ َّيم ًىت أقواـ ىٕتارل هبًًم تلك األىواء كما يت ىج ىارل‬‫ي‬ ‫َّو‬
‫ي‬ ‫ب‬ ‫كإ‬ ‫‪":‬‬‫‪1‬‬
‫بعض ٌركاتو‬
‫زاد ي‬
‫ال ىكلىب‪ 2‬بصحبو"‪3‬؛ يعٍت‪ 4‬أبو ال ي ًبقي منو ًعرقان كال م ٍف ً‬
‫صبلن إالٌ ىد ىخلىو‪.‬‬ ‫ى‬ ‫ٍ‬ ‫ي‬
‫كركل ابن‪ 5‬شهاب‪ 6‬أ ٌف عمر بن ا‪٠‬تطاب قاؿ كىو على ا‪١‬تنرب‪":‬اي أيها النَّاس‪ ،‬إ ٌف ا َّلرأم‬
‫اَّلل ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬م ً‬
‫ف"‪....،7‬‬ ‫اَّلل كاف يريو‪ ،‬كإًَّ‪٪‬تىا ىو منَّا الظَّن ىكالتَّ ىكل ي‬
‫صيبنا؛ ألى َّف َّ‬ ‫ي‬ ‫إًَّ‪٪‬تىا كاف من رسوؿ َّ‬

‫بن عثماف‪.‬‬
‫‪٫ -1‬تا‪ :‬دمحم بن ٭تى بن فارس‪ ،‬عمرك ي‬
‫َتج ىارل ال ىُلىب‪َ - :‬ىػتى ىج ىارل‪ :‬يتواقعوف ُب األىواء الفاسدة‪ ،‬كيتداعوف فيها‪ ،‬تشبيهان ّترم الفرس‪.‬‬
‫‪ -2‬ى‬
‫معركؼ يػى ٍع ًرض للكلب‪ ،‬فمن ٌ‬
‫عضو قتلو‪.‬‬ ‫ه‬ ‫‪ -‬ال ىُلىب (ابلتحريك)‪ :‬داءه‬
‫ينظر‪ :‬ابن األثَت (ت‪606 :‬ىػ)‪ ،‬النهاَة يف غرَب الدَث كاألثر‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪.264 :‬‬
‫السنٌة‪ ،‬ج‪ ،4 :‬ص‪ ،198 :‬برقم‪ .4597 :‬من حديث معاكية بن‬ ‫‪ -3‬أخرجو‪ :‬أبو داكد‪ :‬كتاب‪ٌ :‬‬
‫السنٌة‪ ،‬ابب‪ :‬شرح ٌ‬
‫صحيح‪ .‬ينظر‪ :‬دمحم انصر الدين األلبا٘ب‪ ،‬سلسلة‬
‫ه‬ ‫حديث‬
‫ه‬ ‫أيب سفياف ‪-‬هنع هللا يضر‪ .-‬قاؿ األاب٘ب‪ :‬صحيح‪ .‬ينظر‪ :‬كىو‬
‫األمة‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪.37 :‬‬
‫السيئ يف ٌ‬
‫األحادَث الضعيفة كاملوضوعة كأثرىا ٌ‬
‫ب بصاحبو‬
‫‪ -4‬ىذا التفسَت لعمرك بن عثماف؛ فقد ركل أبو داكد ىذا ا‪ٟ‬تديث من طريقو‪ٍ ،‬بٌ قاؿ‪ :‬كقاؿ عمرك‪":‬ال ىكلى ي‬
‫ال يػبػ ىقى منو ًعر هؽ كىال م ٍف ً‬
‫ص هل إًَّال ىد ىخلىوي"‪ .‬ينظر‪ :‬أبو داكد السجستا٘ب (ت‪275 :‬ق)‪ ،‬سنن أيب داكد‪ ،‬تح‪ :‬شعيب‬ ‫ي ٍ ى ى‬ ‫ىٍ‬
‫األربؤكط‪ ،‬ط‪1430(1 :‬ىػ‪2009/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬الناشر‪ :‬دار الرسالة العا‪١‬تية‪ ،‬ج‪ ،7 :‬ص‪.6 :‬‬
‫‪ُ -5‬ب ج‪ :‬كركل ابن ىشاـ‪.‬‬
‫ط أ‪ٚ‬تع‬‫‪ -6‬الزىرم‪ :‬دمحم بن مسلم بن عبيد هللا‪ ،‬حافظ زمابو أبو بكر القرشي‪ ،‬قاؿ اللٌيث بن سعد‪ :‬ما رأيت عا‪١‬تان ق ي‬
‫من ابن شهاب‪ ،‬٭ت ٌدث ُب الًتغيب فتقوؿ‪ :‬ال ٭تسن إالٌ ىذا‪ ،‬كإف ح ٌدث عن العرب كاألبساب قلت‪ :‬ال ٭تسن إالٌ‬
‫السنٌة كاف حديثو‪ .‬كعن معن عن ابن أخي ابن شهاب أبو أخذ القرآف ُب ‪ٙ‬تابُت ليلة‪،‬‬ ‫ىذا‪ ،‬كإف ح ٌدث عن القرآف ك ٌ‬
‫كقاؿ عن بفسو‪ :‬ما استودعت حفظي شيئان فخابٍت‪ ،‬توُب سنة‪124 :‬ق ابلشاـ‪.‬‬
‫ينظر‪ :‬البخارم‪ ،‬التارَخ الُبَت‪( ،‬د ت ط)‪ ،‬مط‪ :‬دائرة ا‪١‬تعارؼ العثمابية‪ ،‬حيدر آابد‪ ،‬الدكن‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪،220 :‬‬
‫رقم‪ .693 :‬الذى ي‪ ،‬سَت أعالـ النبالء‪ ،‬ج‪ ،5 :‬ص‪.326 :‬‬
‫‪ -7‬أخرجو‪ :‬أبو داكد‪ :‬كتاب‪ :‬األقضية‪ ،‬ابب‪ :‬قضاء القاضي إذا أخطأ ‪ ،‬ج‪ ،3 :‬ص‪ ،302 :‬رقم‪.3586 :‬‬
‫ينظر‪ :‬البيهقي‪ ،‬السنن الُربل‪ ،‬ج‪ ،10 :‬ص‪ ،200 :‬رقم‪ .20358 :‬ابن عبد الرب‪ ،‬جامع بياف العلم كفضلو‪ ،‬ج‪:‬‬
‫مقطوع‪ .‬ينظر‪ :‬دمحم انصر الدين األلبا٘ب‪ ،‬ضعيف سنن أيب‬
‫ه‬ ‫ضعيف‬
‫ه‬ ‫‪ ،2‬ص‪ .1040 :‬رقم‪ .2000 :‬كىو حديث‪:‬‬
‫داكد‪ ،‬ط‪1419(1 :‬ق‪1998/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬مكتبة ا‪١‬تعارؼ للنشر كالتوزيع‪ ،‬الرايض‪ ،‬ص‪.286 :‬‬

‫‪152‬‬
‫األحاديث أف ٭تفظوىا‪،‬‬ ‫ي‬ ‫َّهم أعداء السنىن‪ ،‬أعي يته يم‬ ‫أصحاب الَّرأم؛ فإبػ ي‬
‫ى‬ ‫كقاؿ‪َّ ":‬إايكم ك‬
‫أم ُب دينكم"‪ ،2‬كعن ابن مسعود قاؿ‪":‬لي‬ ‫ى‬ ‫الر‬
‫َّ‬ ‫ا‬
‫و‬ ‫ق‬
‫ي‬ ‫َّ‬
‫ػ‬‫ت‬ ‫ا‬ ‫"‬ ‫ؿ‪:‬‬‫كقا‬ ‫‪،‬‬ ‫‪1‬‬
‫ابلرأم‪ ،‬فضلوا كأضلوا"‬ ‫فقالوا َّ‬
‫ب من ع واـ‪ ،‬كال‬ ‫و‬
‫من عاـ إَّال كالَّذم بعده شٌّر منو‪ ،‬ال أقوؿ‪ :‬ع هاـ أمطىير من عاـ‪ ،‬كال ع هاـ ى‬
‫أخص ي‬
‫و‬
‫يسو ىف األييم ىور بًىرأيً ًهم‬ ‫ً‬ ‫أمَته خَته من أم وَت‪ ،‬كلكن‬
‫قوـ يق ي‬
‫ث ه‬ ‫ذىاب خيا ًريكم كعلمائ يكم‪ ،‬يٍبَّ ي٭تى ٌد ي‬ ‫ي‬
‫اَّللً كسنَّةي رسو ًلو‪ ،‬فى ىمن قاؿ بعد ذلك‬ ‫اب َّ‬ ‫ي‬ ‫ت‬ ‫ك‬ ‫ىو‬ ‫ا‬‫ى‬ ‫َّ‬
‫‪٪‬ت‬ ‫إ‬‫‪":‬‬ ‫عباس‬ ‫ابن‬ ‫قاؿ‬ ‫ك‬ ‫‪،‬‬‫‪3‬‬
‫سبل يـ كييثلى يم"‬
‫هد يـ اإل ى‬
‫فىػيي ى‬
‫ذلك برأيو فبل أدرم أُب حسناتو أـ ُب سيٌئاتو"‪.4‬‬

‫ابلرأم كالظٌ ٌن‪،‬‬ ‫‪ -1‬أخرجو‪ :‬الدارقطٍت‪ :‬كتاب‪ :‬النوادر‪ .‬ابن عبد الرب‪ :‬ابب‪ :‬ما جاء ُب ٌ‬
‫ذـ القوؿ ُب دين هللا تعأب ٌ‬
‫كالقياس على غَت أصل‪ ،‬كعيب اإلكثار من ا‪١‬تسائل دكف اعتبار‪ .‬ينظر‪ :‬الدارقطٍت‪ ،‬سنن الدارقطٍت‪ ،‬تح‪ :‬شعيب‬
‫األربؤكط‪ ،‬ط‪1424(1 :‬ىػ‪2004/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬بَتكت‪ ،‬لبناف‪ ،‬ج‪ ،5 :‬ص‪ ،256 :‬رقم‪ .4280 :‬ابن‬
‫عبد الرب‪ ،‬جامع بياف العلم كفضلو‪،‬ج‪ ،2 :‬ص‪ .1041 :‬رقم‪ .2001 :‬كلٌهم من طريق عبد الر‪ٛ‬تن بن شريك عن‬
‫أبيو عن ‪٣‬تالد عن الشع ي عن عمرك بن حريث عن عمر ‪-‬هنع هللا يضر‪ .-‬ك‪٣‬تالد بن سعيد ا‪٢‬تمدا٘ب‪ .‬قاؿ عنو الذى ي‪":‬قاؿ ابن‬
‫م‪ .‬كذكر األشج أبٌو شيعي‪ .‬كقاؿ‬ ‫و‬
‫٭تتج بو‪ .‬كقاؿ أ‪ٛ‬تد‪ :‬لي بشيء‪ .‬كقاؿ النسائي‪ :‬لي ابلقو ٌ‬ ‫معُت كغَته‪ :‬ال ٌ‬
‫الدارقطٍت‪ :‬ضعيف"‪ .‬ينظر‪ :‬الذى ي‪ ،‬ميزاف ااعتداؿ‪ ،‬ج‪ ،3 :‬ص‪.438 :‬‬
‫كتعطيل لنصوصها‪ ،‬قاؿ البيهقي عقب أىثىًر‬
‫ه‬ ‫الرأم ا‪١‬تذموـ الذم فيو ردٌّ للشريعة‬
‫‪ -2‬كىذه النٌصوص ك‪٨‬توىا يٖت ىمل على ٌ‬
‫الرأم الذم ال يكوف مشبهان و‬
‫أبصل‪ ،‬كُب معناه ىكىرىد ما ركم عنو كعن غَته ُب‬ ‫عمر ‪-‬هنع هللا يضر‪":-‬كإٌ‪٪‬تا أراد بو ‪-‬كهللا أعلم‪ٌ -‬‬
‫ذـ‬
‫ذـ الرأم‪ ،‬فقد ركينا عن أكثرىم اجتهاد الرأم ُب غَت موضع النٌص‪ ،‬كهللا أعلم"‪ .‬كقاؿ ابن حجر‪":‬ظاىر ُب أبٌو أراد ٌ‬ ‫ٌ‬
‫ص كعمل‬ ‫ص من ا‪ٟ‬تديث؛ إلغفالو التنقيب عليو فهبلٌ ييبلـ‪ ،‬كأكٔب منو ابللٌوـ من عرؼ النٌ ٌ‬ ‫من قاؿ ابلرأم مع كجود النٌ ٌ‬
‫لرده ابلتأكيل"‪ .‬ينظر‪ :‬البيهقي‪ ،‬السنن الُربل‪ ،‬ج‪ ،10 :‬ص‪ .200 :‬ابن حجر‪ ،‬فتح‬
‫الرأم كتكلٌف ٌ‬
‫ٔتا عارضو من ٌ‬
‫‪٤‬تب الدين ا‪٠‬تطيب‪ ،‬ط‪1379( :‬ق)‪ ،‬مط‪ :‬دار ا‪١‬تعرفة‪ ،‬بَتكت‪ ،‬ج‪ ،13 :‬ص‪.289 :‬‬
‫البارم‪ ،‬تح‪ٌ :‬‬
‫ابلرأم كالظٌ ٌن‪ ،‬كالقياس على غَت و‬
‫أصل‪ ،‬كعيب‬ ‫ذـ القوؿ ُب دين هللا تعأب ٌ‬
‫‪ -3‬أخرجو‪ :‬ابن عبد الرب‪ :‬ابب‪ :‬ما جاء ُب ٌ‬
‫كعيب اإلكثار من ا‪١‬تسائل دكف اعتبار‪ .‬ينظر‪ :‬ابن عبد الرب‪ ،‬جامع بياف العلم كفضلو‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪ .1042 :‬رقم‪:‬‬
‫‪ ،2007‬ك ‪ ،2008‬ك‪ .2009‬كلٌهم من طريق‪٣ :‬تالد بن سعيد‪ ،‬عن الشع ي‪ ،‬عن مسركؽ‪ ،‬عن عبد هللا‪ ،‬كفيو ‪٣‬تالد‬
‫"الصحيحُت"‪ ،‬من حديث عبد هللا بن عمرك بن العاص قاؿ‪:‬‬ ‫موجود ُب ٌ‬ ‫ه‬ ‫بن سعيد‪ .‬كقد تق ٌدـ الكبلـ فيو‪ .‬كمعناه‬
‫‪ٝ‬تعت رسوؿ هللا ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬يقوؿ‪":‬إ ٌف هللا ال يقبض العلم ابتزاعان ينتزعو من العباد‪ ،‬كلكن يقبض العلم بقبض العلماء‪ ،‬حىت‬
‫جهاالن‪ ،‬فسئلوا فأفتوا بغَت علم‪ ،‬فضلٌوا كأضلٌوا"‪ .‬كقد تق ٌدـ ٗتر‪٬‬تو‪ :‬ص‪.221 :‬‬
‫إذا ٓب يبق عا‪١‬تان ٌاٗتذ النٌاس يرءيكسان ٌ‬
‫‪ -4‬أخرجو‪ :‬ابن عبد الرب‪ :‬ابب‪ :‬معرفة أصوؿ العلم كحقيقتو‪ ،‬كما الذم يقع عليو اسم الفقو كالعلم مطلقان‪ .‬كُب ابب‪:‬‬
‫ابلرأم كالظٌ ٌن‪ ،‬كالقياس على غَت و‬
‫أصل‪ ،‬كعيب اإلكثار من ا‪١‬تسائل دكف اعتبار‪.‬‬ ‫ذـ القوؿ ُب دين هللا تعأب ٌ‬
‫ما جاء ُب ٌ‬

‫‪153‬‬
‫الرأ ًم يسنَّةن لًؤل َّيم ًة"‪.2‬‬
‫كرسوليوي‪ ،‬ال ٕتعليوا خطىأى َّ‬ ‫اَّلل‬
‫َّ‬
‫ى ى ي ي‬ ‫َّو‬
‫ي‬ ‫ن‬ ‫س‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫ة‬
‫ي‬ ‫َّ‬
‫ن‬ ‫الس‬‫‪":‬‬‫‪1‬‬
‫كقاؿ عمر بن ا‪٠‬تطاب‬
‫بعضهم‪ 3‬عند إيراد ىذا األثر‪ :‬رحم هللا عمر‪ ،‬فكأبٌو علم كقوع ذلك فح ٌذر منو‪.‬‬ ‫قاؿ ي‬
‫مضادان ‪١‬تا ُب كتاب‬
‫"فقد شاىدان ُب ىذه األعصار رأاين ‪٥‬تالفان لسنٌة رسوؿ هللا ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ٌ ،-‬‬
‫هللا‪ ،‬جعلوه سنٌة‪ ،‬كاعتقدكه دينان‪ ،‬يرجعوف إليو عند التنازع‪ ،‬ك‪ٝ‬تٌوه مذىبان‪ ،‬كلى ىع ٍمرم إ ٌّنا ‪١‬تصيبةه‬
‫‪4‬‬
‫كبليةه ك‪ٛ‬تيةه كعصبيةه أصيب هبا اإلسبلـ‪ ،‬إ ٌان هلل إ ٌان إليو راجعوف" ‪.‬‬

‫من طريق‪ :‬عبد الر‪ٛ‬تن بن زايد عن ا‪ٟ‬تسن بن عمرك ال يف ىقٍي ًمي عن أيب قىػىز ىارة عن ابن عبٌاس‪ .‬ينظر‪ :‬ابن عبد الرب‪ ،‬جامع‬
‫بياف العلم كفضلو‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪ ،759 :‬رقم‪ .1402 :‬ك‪ :‬ج‪ ،2 :‬ص‪ .1046 :‬رقم‪.2013 :‬‬
‫كعبد الر‪ٛ‬تن بن زايد ىو األفريقي؛ قاؿ ابن حجر‪":‬ضعيف ُب حفظو‪ ،‬ككاف رجبلن صا‪ٟ‬تان"‪ ،‬كقاؿ‬
‫أبس كقد ضعف‪...‬‬‫يقوم أمره‪ ،‬كٓب يذكره ُب كتاب "الضعفاء"‪ ،‬كركل عبٌاس عن ٭تِت‪ :‬لي بو ه‬
‫الذى ي‪":‬كاف البخارم ٌ‬
‫كركل معاكية عن ٭تِت‪ :‬ضعيف كال يسقط حديثو‪ .‬كقاؿ أ‪ٛ‬تد‪ :‬لي بش و‬
‫يء‪٨ ،‬تن ال بركم عنو شيئان‪ .‬كقاؿ النسائي‪:‬‬ ‫ه‬
‫ابلقوم"‪ .‬ينظر‪ :‬ابن حجر‪ ،‬تقرَب التهذَب‪ ،‬ص‪ ،340 :‬رقم‪ .3862 :‬الذى ي‪،‬‬ ‫ضعيف‪ .‬كقاؿ الدارقطٍت‪ :‬لي‬
‫ه‬
‫ميزاف ااعتداؿ‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪ ،561:‬رقم‪.4866 :‬‬
‫‪ - 1‬ساؽ ابن القيم ُب "إعبلـ ا‪١‬توقعُت" ‪ٚ‬تلةن من ىذه اآلاثر عن عمر ‪-‬هنع هللا يضر‪ٍ ،-‬بٌ قاؿ‪":‬كأسابيد ىذه اآلاثر عن عمر‬
‫رب العاملُت‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪.44 :‬‬ ‫ً‬
‫الصحة"‪ .‬ينظر‪ :‬ابن القيم‪ ،‬إعالـ املوقعُت عن ٌ‬ ‫ُب غاية ٌ‬
‫‪ - 2‬أخرجو‪ :‬ابن عبد الرب‪ :‬ابب‪ :‬ما جاء ُب ذـ القوؿ ُب دين هللا تعأب ابلرأم كالظٌ ٌن‪ ،‬كالقياس على غَت أصل‪،‬‬
‫كعيب اإلكثار من ا‪١‬تسائل دكف اعتبار ُب ابن عبد الرب‪ .‬ينظر‪ :‬ابن عبد الرب‪ ،‬جامع بياف العلم كفضلو‪ .‬ج‪ ،2 :‬ص‪:‬‬
‫‪ .104‬رقم‪.2014 :‬‬
‫السلف‪.‬‬
‫‪ٓ - 3‬ب أقف على ىذا القائل‪ ،‬كىذا النوع من التعليق على اآلاثر كثَته ُب كتب ٌ‬
‫‪ - 4‬ينظر‪ :‬الفبلٌ٘ب‪ ،‬إَقاظ ذنم أكيل األبصار‪ ،‬ص‪ .13 :‬ىذا ا‪ٟ‬تمل من ا‪١‬تؤلٌف ‪-‬ر‪ٛ‬تو هللا‪ -‬على من ق ٌدـ أقواؿ ٌ‬
‫أئمة‬
‫السنٌة‪ ،‬كفيما تق ٌدـ من كبلـ الشافعي بياف لذلك‪ ،‬كقد ٌأدل‬ ‫صح كثبت من بصوص الكتاب ك ٌ‬ ‫ا‪١‬تذاىب على ما ٌ‬
‫ككجد من ييفيت من‬
‫ككجدت مساجد أبربعة ‪٤‬تاريب‪ ،‬ي‬ ‫التفرؽ ُب ال ٌدين‪ ،‬ي‬
‫التعصب ا‪١‬تذى ي إٔب ‪٥‬تاطر ‪ٚ‬تٌة‪ ،‬كصلت إٔب ٌ‬
‫األئمة‬
‫األحناؼ بعدـ جواز زكاج ا‪ٟ‬تنفي من الشافعية‪ ،‬كجواز زكاج الشافعي من ا‪ٟ‬تنفية؛ تنزيبلن ‪٢‬تا منزلة أىل الكتاب‪ ،‬ك ٌ‬
‫بريئوف من مثل ىذه العصبيات‪ .‬ينظر‪ :‬زين الدين بن إبراىيم بن دمحم‪ ،‬ا‪١‬تعركؼ اببن ‪٧‬تيم ا‪١‬تصر(ت‪970 :‬ىػ)‪ ،‬البحر‬
‫الرائق شرح كنز ال ٌدقائق‪ ،‬كُب آخره‪ :‬تُملة البحر الرائق‪ ،‬حملمد بن حسُت بن علي الطورم ا‪ٟ‬تنفي القادرم‪( ،‬توُب‬
‫ٌ‬
‫بعد‪1138 :‬ىػ)‪ ،‬ط‪( 2 :‬د ت ط)‪ ،‬مط‪ :‬دار الكتاب اإلسبلمي‪ ،‬القاىرة‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪.50 :‬‬

‫‪154‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬
‫ك ال تنظر‬ ‫كقاؿ عبد الر‪ٛ‬تن بن مهدم ‪ٝ :‬تعت ‪ٛ‬تٌاد بن زيد يقوؿ‪ :‬قيل أليٌوب‪ :‬ما لى ى‬
‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬
‫ٕتًت ؟‪ ،‬قاؿ‪ :‬أكره مضغ الباطل ‪ ،‬كقاؿ ىرقىػبىةي‬ ‫ك ال ٌ‬ ‫ُب الرأم؟ فقاؿ أيٌوب‪ :‬قيل للحمار ما لى ى‬
‫‪١‬تًتد ود إٔب ذم رأ وم‪ :‬يكفيك ما مضغت من رأيو كترجع إٔب أىلك بغَت ثق وة‪.5‬‬
‫ٌ‬

‫كثبلثُت‬ ‫‪ - 1‬عبد الرمحن بن مهدم‪ :‬أبو سعيد العنربم كقيل‪ :‬األزدم‪ ،‬موالىم‪ ،‬البصرم‪ ،‬اللؤلؤم‪ .‬كلد‪ :‬سنة ‪ٜ‬ت‬
‫حجةن قدكةن ُب العلم كالعمل‪ .‬قاؿ الشافعي‪ :‬ال أعرؼ لو بظَتان ُب ىذا الشأف‪ .‬كقاؿ ابن ا‪١‬تديٍت‪ :‬أعلم‬
‫كمائة‪ .‬ككاف إمامان ٌ‬
‫النٌاس اب‪ٟ‬تديث عبد الر‪ٛ‬تن بن مهدم‪ .‬كقاؿ أ‪ٛ‬تد بن حنبل‪ :‬عبد الر‪ٛ‬تن ثقة خيار صاّب مسلم من معادف الصدؽ‪.‬‬
‫توُب سنة ‪ 198‬ىػ بػ‪ :‬البصرة‪ .‬تنظر‪ :‬ينظر‪ :‬المزي‪ ،‬هتذَب الُماؿ يف أمساء الرجاؿ‪ ،‬ج‪ ،17:‬ص‪ .430 :‬برقم‪:‬‬
‫‪ .3969‬الذى ي‪ ،‬سَت أعالـ النبالء‪ ،‬ج‪ ،9 :‬ص‪ ،192 :‬برقم‪.56 :‬‬
‫الصواب ما أثبتناه‪ٛ :‬تٌاد بن زيد‪ ،‬كما ذكره من أخرجو ‪٦‬تن تق ٌدـ ذكرىم‪.‬‬
‫‪ - 2‬الذم ُب األصل‪ٛ :‬تٌاد بن سلمة‪ ،‬ك ٌ‬
‫كمحٌاد بن زَد‪ :‬أبو إ‪ٝ‬تاعيل األزدم‪ ،‬قاؿ عبد الر‪ٛ‬تن بن مهدم‪ٌ :‬‬
‫أئمة النٌاس ُب زماّنم أربعة‪ :‬سفياف الثورم‬
‫ابلكوفة‪ ،‬كمالك اب‪ٟ‬تجاز‪ ،‬كاألكزاعي ابلشاـ‪ ،‬ك‪ٛ‬تٌاد بن زيد ابلبصرة‪.‬‬
‫أثبت من ‪ٛ‬تٌاد بن زيد‪ .‬كقاؿ ٭تِت بن ٭تِت النيسابورم‪ :‬ما رأيت شيخان‬
‫كقاؿ ٭تِت بن معُت‪ :‬لي أح هد ى‬
‫أحب إٕب من ‪ٛ‬تٌاد‬
‫أئمة ا‪١‬تسلمُت‪ ،‬من أىل الدين‪ ،‬ىو ٌ‬
‫أحفظ من ‪ٛ‬تٌاد بن زيد‪ .‬كقاؿ أ‪ٛ‬تد بن حنبل‪ٛ :‬تٌاد بن زيد من ٌ‬
‫السنٌة من ‪ٛ‬تٌاد بن‬
‫ابلسنٌة‪ ،‬كال اب‪ٟ‬تديث الذم يدخل ُب ٌ‬
‫أعلم ٌ‬
‫ابن سلمة‪ .‬كقاؿ عبد الر‪ٛ‬تن بن مهدم‪ٓ :‬ب أر أحدان قط ى‬
‫زيد‪ .‬ينظر‪ :‬الذى ي‪ ،‬سَت أعالـ النبالء‪ ،‬ج‪ ،7 :‬ص‪ .444 :‬رقم‪.168 :‬‬
‫كمحٌاد بن سلمة‪ :‬أبو سلمة البصرم‪ ،‬النحوم‪ ،‬كاف ْتران من ْتور العلم‪ ،‬كلو أكىاـ ُب سعة ما ركل‪ ،‬كىو‬
‫‪ٟ‬تماد بن سلمة‪ :‬إبٌك ٘توت غدان‪ ،‬ما قدر أف يزيد ُب العمل شيئان‪.‬‬
‫حجة‪ ،‬قاؿ عبد الر‪ٛ‬تن بن مهدم‪ :‬لو قيل ٌ‬
‫صدكؽ‪ٌ ،‬‬
‫كابت أكقاتيو معمورنة ابلتعبد كاألكراد‪ .‬ينظر‪ :‬الذى ي‪ ،‬سَت أعالـ النبالء‪ ،‬ج‪ ،7 :‬ص‪ .456 :‬رقم‪.169 :‬‬
‫ابلرأم‬ ‫‪ - 3‬أخرجو‪ :‬أبو بعيم‪ :‬الطبقة األكٔب من التابعُت‪ ،‬ابن عبد الرب‪ :‬ابب‪ :‬ما جاء ُب ٌ‬
‫ذـ القوؿ ُب دين هللا تعأب ٌ‬
‫ذـ‬
‫أصل‪ ،‬كعيب اإلكثار من ا‪١‬تسائل دكف اعتبار‪ .‬ا‪٠‬تطيب‪ :‬ابب‪ :‬ذكر األحاديث الواردة ُب ٌ‬ ‫كالظٌ ٌن‪ ،‬كالقياس على غَت و‬
‫القياس كٖترٯتو كا‪١‬تنع منو‪ .‬ينظر‪ :‬أبو بعيم‪ ،‬حلية األكلياء كطبقات األصفياء‪ ،‬ج‪ ،3 :‬ص‪ .8 :‬ابن عبد الرب‪ ،‬جامع‬
‫بياف العلم كفضلو‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪ ،1073 :‬رقم‪ ..2085 :‬ينظر‪ :‬ا‪٠‬تطيب‪ ،‬الفقيو كاملتفقو‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪.459 :‬‬
‫م‪ :‬أبو عبد هللا العبدم‪ ،‬الكوُب‪ .‬قاؿ أ‪ٛ‬تد بن حنبل‪ :‬ثقةه‪ ،‬مأمو هف‪ .‬كقاؿ العجلي‪ :‬كاف‬ ‫الع ٍب ًد ُّ‬
‫ص ىقلىةى ى‬
‫بن ىم ٍ‬
‫‪ - 4‬ىرقىػبىةي ي‬
‫فوىان‪ ،‬يع ٌد من رجاالت العرب ‪-‬ر‪ٛ‬تو هللا تعأب‪ .-‬ينظر‪ :‬الذى ي‪ ،‬سَت أعالـ النبالء‪ ،‬ج‪ ،6 :‬ص‪،156 :‬‬ ‫ثقةن‪ ،‬يم ٌ‬
‫رقم‪.69 :‬‬
‫ذـ القوؿ ُب دين هللا تعأب ابلرأم كالظٌ ٌن‪ ،‬كالقياس على‬
‫‪ - 5‬ىذا األثر ذكره ابن عبد الرب يمعلٌقان عنو‪ :‬ابب ما جاء ُب ٌ‬
‫أصل‪ ،‬كعيب اإلكثار من ا‪١‬تسائل دكف اعتبار‪ .‬ينظر‪ :‬ابن عبد الرب‪ ،‬جامع بياف العلم كفضلو‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪:‬‬ ‫غَت و‬
‫‪ .1073‬رقم‪.2085 :‬‬

‫‪155‬‬
‫‪1‬‬
‫إٕب من كناسة‬‫إٕب ىؤالء القوـ ا‪١‬تسجد‪ ،‬حىت ‪٢‬تو أبغض َّ‬ ‫الشع ي ‪ :‬كهللا لقد بغٌض َّ‬
‫كقاؿ ٌ‬
‫‪2‬‬
‫ ي‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬‫الن‬ ‫عن‬ ‫ىؤالء‬ ‫ثك‬ ‫د‬‫ٌ‬ ‫ح‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫‪:‬‬‫ن‬‫ا‬ ‫أيض‬ ‫كقاؿ‬ ‫‪.‬‬ ‫دارم‪ ،‬قيل‪ :‬من ىم اي أاب عمرك؟‪ ،‬قاؿ‪ :‬األرائيوف‬
‫‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬فخذ بو‪ ،‬كما قالوه برأيهم فألقة ُب ا‪ٟ‬تش‪ .3‬كقاؿ‪ :4‬الرأم ٔتنزلة ا‪١‬تيتة‪ ،‬إذا اضطررت‬
‫إليها أكلتها‪ .‬كقاؿ فيما ركاه عنو عيسى بن أيب عيسى‪ :5‬إ ٌايكم كا‪١‬تقايسةى‪ ،‬فو الذم بفسي‬
‫تحرمن ا‪ٟ‬تبلؿ‪ ،‬كلكن ما بلغكم ‪٦‬تن يح ًفظ عن‬ ‫بيده لئن أخذًب اب‪١‬تقايسة لىتحلٌ َّن ا‪ٟ‬تراـ كلى َّ‬

‫‪ - 1‬عامر بن شراحيل‪ :‬أبو عمرك ا‪٢‬تمدا٘ب‪ٍ ،‬ب الشع ي‪ .‬قاؿ الشع ي‪ :‬أدركت ‪ٜ‬ت مائة من أصحاب النٌ ي‬
‫أعلم من الشع ي‪ .‬قاؿ ابن عيينة‪ :‬علماء النٌاس ثبلثة‪ :‬ابن عباس ُب زمابو‪،‬‬
‫‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ .-‬كعن مكحوؿ‪ ،‬قاؿ‪ :‬ما رأيت أحدان ى‬
‫كالشع ي ُب زمابو‪ ،‬كالثورم ُب زمابو‪ .‬توُب سنة‪103 :‬ق أك ‪104‬ق أك ‪105‬ق‪ .‬على خبلؼ‪ .‬ينظر‪ :‬الذى ي‪ ،‬سَت‬
‫أعالـ النبالء‪ ،‬ج‪ ،4 :‬ص‪ ،294 :‬رقم‪ .113 :‬أبو دمحم الطيب ا‪ٟ‬تضرمي الشافعي‪ ،‬قالئد النحر يف كفيات أعياف‬
‫الدىر‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪.22 :‬‬
‫‪ - 2‬أخرجو‪ :‬أبو بعيم‪ :‬الطبقة األكٔب من التابعُت‪ ،‬ابن عبد الرب‪ :‬ابب ما جاء ُب ذـ القوؿ ُب دين هللا تعأب ابلرأم‬
‫كالظٌ ٌن‪ ،‬كالقياس على غَت أصل‪ ،‬كعيب اإلكثار من ا‪١‬تسائل دكف اعتبار‪ .‬ا‪٠‬تطيب‪ :‬ابب‪ :‬ذكر األحاديث الواردة ُب ذـ‬
‫القياس كٖترٯتو كا‪١‬تنع منو‪ .‬ينظر‪ :‬أبو بعيم‪ ،‬حلية األكلياء‪ ،‬ج‪ ،4 :‬ص‪ .320 :‬ابن عبد الرب‪ ،‬جامع بياف العلم‬
‫كفضلو‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪ ،1074 :‬رقم‪ .2089 :‬ا‪٠‬تطيب‪ :‬الفقيو كاملتفقو‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪.462 :‬‬
‫‪ - 3‬أخرجو‪ :‬أبو بعيم‪ ،‬الطبقة األكٔب من التابعُت‪ .‬ابن عبد الرب‪ :‬ابب‪ :‬معرفة أصوؿ العلم كحقيقتو كما الذم يقع عليو‬
‫اسم الفقو كالعلم مطلقا‪ .‬ينظر‪ :‬أبو بعيم‪ ،‬حلية األكلياء كطبقات األصفياء‪ ،‬ج‪ ،4 :‬ص‪ .319 :‬ابن عبد الرب‪ :‬جامع‬
‫بياف العلم كفضلو‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪ .776 :‬رقم‪.1438 :‬‬
‫السنٌة‪ ،‬تح‪ :‬شعيب األربؤكط‪ ،‬ط‪1403(2 :‬ىػػ‪1983/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬ا‪١‬تكتب اإلسبلمي‪،‬‬
‫‪ - 4‬ينظر‪ :‬البغوم‪ ،‬شرح ٌ‬
‫دمشق‪ ،‬بَتكت‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪.216 :‬‬
‫‪ - 5‬عيسى بن أيب عيسى‪ :‬ا‪ٟ‬تىنىاط الغفارم‪ ،‬أبو موسى‪ ،‬كيقاؿ‪ :‬أبو دمحم‪ ،‬ا‪١‬تد٘ب مؤب قريش‪ .‬ضعفو أ‪ٛ‬تد كغَته‪ .‬كقاؿ‬
‫كقاؿ الفبلس كالنسائي‪ :‬مًتكؾ‪ .‬توُب سنة‪151 :‬ق‪ .‬ينظر‪ :‬ا‪١‬تزم‪ ،‬هتذَب الُماؿ يف أمساء الرجاؿ‪ ،‬ج‪ ،23 :‬ص‪:‬‬
‫‪ .15‬رقم‪ .4648 :‬الذى ي‪ ،‬ميزاف ااعتداؿ يف نقد الرجاؿ‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪ ،320 :‬رقم‪ .6596 :‬بدر الدين العيٍت‪،‬‬
‫مغاين األخيار يف شرح أسامي رجاؿ معاين اآلاثر‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪.438 :‬‬

‫‪156‬‬
‫أصحاب رسوؿ هللا ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬فاحفظوه‪ .1‬كقاؿ‪ :‬إ‪٪‬تٌا ىلكتم حُت تركتم اآلاثر كأخذًب‬
‫اب‪١‬تقايي ‪.2‬‬
‫تزؿ رجلي‪ .4‬كقاؿ‬ ‫كركم عن مسركؽ‪ 3‬قاؿ‪ :‬ال أقي شيئان و‬
‫بشيء‪ ،‬قلت‪ٓ :‬ب ؟ قاؿ‪ :‬أخاؼ أف ٌ‬
‫ابن سَتين‪ :5‬كابوا يركف أبٌو على الطريق ماداـ على األثر‪.6‬‬

‫‪ - 1‬أخرجو‪ :‬الدارمي‪ :‬ابب‪ :‬التورع عن ا‪ٞ‬تواب فيما لي فيو كتاب كال سنٌة‪ .‬ابن عبد الرب‪ :‬ابب‪ :‬ما جاء ُب ٌ‬
‫ذـ‬
‫القوؿ ُب دين هللا تعأب ابلرأم كالظٌ ٌن‪ ،‬كالقياس على غَت أصل‪ ،‬كعيب اإلكثار من ا‪١‬تسائل دكف اعتبار‪ .‬ينظر‪ :‬الدارمي‪،‬‬
‫سنن الدارمي‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪ .135 :‬ابن عبد الرب‪ ،‬جامع بياف العلم كفضلو‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪ .1047 :‬رقم‪.2016 :‬‬
‫الظن‪ ،‬كالقياس على غَت أصل‪،‬‬ ‫‪ - 2‬أخرجو‪ :‬ابن عبد الرب‪ :‬ابب‪ :‬ما جاء ُب ٌ‬
‫ذـ القوؿ ُب دين هللا تعأب ابلرأم ك ٌ‬
‫كعيب اإلكثار من ا‪١‬تسائل دكف اعتبار‪ .‬ينظر‪ :‬ابن عبد الرب‪ ،‬جامع بياف العلم كفضلو‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪ .1048 :‬رقم‪:‬‬
‫‪.2017‬‬
‫‪ - 3‬مسركؽ بن األجدع‪ :‬ابن مالك الوادعي ا‪٢‬تمدا٘ب‪ :‬أبو عائشة الوادعي ا‪٢‬تمدا٘ب‪ ،‬الكوُب‪ .‬قاؿ أبو بكر ا‪٠‬تطيب‪:‬‬
‫فسمي مسركقان‪ .‬عن الشع ي‪ ،‬قاؿ‪ :‬ما علمت أ ٌف أحدان كاف أطلب للعلم ُب أيفي وق‬
‫يقاؿ‪ :‬إبٌو سرؽ كىو صغَت‪ٍ ،‬بٌ كجد ٌ‬
‫من اآلفاؽ من مسركؽ‪ .‬كقاؿ ابن ا‪١‬تديٍت‪ :‬أان ما أق ٌدـ على مسركؽ أحدان؛ صلٌى خلف أيب بكر‪ .‬ينظر‪ :‬ينظر‪ :‬الذى ي‪،‬‬
‫سَت أعالـ النبالء‪ ،‬ج‪ ،4 :‬ص‪ ،63 :‬رقم‪.17 :‬‬
‫‪ - 4‬أخرجو‪ :‬ابن عبد الرب‪ُ :‬ب جامع بياف العلم كفضلو‪ ،‬ابب‪ :‬بفي االلتباس ُب الفرؽ بُت الدليل كالقياس كذكر من‬
‫أصل‪ ،‬كما يرده من القياس أصل‪ .‬ينظر‪ :‬ابن عبد الرب‪ ،‬جامع بياف العلم كفضلو‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪:‬‬ ‫ذـ القياس على غَت و‬
‫‪ .893‬رقم‪.2016 :‬‬
‫بن‬ ‫مصرحان بو ُب ركاية البللكائي‪ ،‬كىو شيخ اإلسبلـ أبو بكر األبصارم‪ ،‬مؤب أب‬ ‫‪ - 5‬دمحم بن سَتَن‪ :‬كما كرد ٌ‬
‫ع ُب فقهو من دمحم بن سَتين‪.‬‬
‫مالك خادـ رسوؿ هللا ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ ،-‬قاؿ مورؽ العجلي‪ :‬ما رأيت أحدان أفقوى ُب كرعو‪ ،‬كال أكر ى‬
‫كثَت ا‪ٟ‬تديث‪ ،‬صدكقان‪ ،‬شهد لو أىل العلم كالفضل‬‫قاؿ دمحم بن جرير الطربم‪ :‬كاف ابن سَتين فقيهان‪ ،‬عا‪١‬تان‪ ،‬كرعان‪ ،‬أديبان‪ ،‬ى‬
‫حجة‪ .‬ينظر‪ :‬الذى ي‪ ،‬سَت أعالـ النبالء‪ ،‬ج‪ ،4 :‬ص‪ .606 :‬رقم‪.246 :‬‬
‫بذلك‪ ،‬كىو ٌ‬
‫‪ - 6‬أخرجو‪ :‬الدارمي‪ :‬ابب‪ :‬من ىاب الفتيا ككره التنطع كالتبدع‪ .‬ابن بطٌة‪ :‬ابب‪ :‬ما أمر بو من التمسك ابلسنة‬
‫كا‪ٞ‬تماعة‪ ،‬كاألخذ هبا‪ ،‬كفضل من لزمها‪ .‬ابن عبد الرب‪ :‬ابب‪ :‬ما جاء ُب ذـ القوؿ ُب دين هللا تعأب ابلرأم كالظن‬
‫أصل‪ ،‬كعيب اإلكثار من ا‪١‬تسائل دكف اعتبار‪ .‬ينظر‪ :‬الدارمي‪ ،‬سنن الدارمي‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪.251 :‬‬ ‫كالقياس على غَت و‬
‫رقم‪ .142 :‬ابن بطة‪ ،‬اإلابنة الُربل‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪ .356 :‬رقم‪ .241 :‬ابن عبد الرب‪ ،‬يف جامع بياف العلم كفضلو‪،‬‬
‫ج‪ ،2 :‬ص‪ .1049 :‬رقم‪.2019 :‬‬

‫‪157‬‬
‫كقاؿ الربيع بن خيثم‪ :1‬إايكم أف يقوؿ الرجل و‬
‫لشيء‪ :‬إ ٌف هللا حرـ ىذا كّنى عنو‪ ،‬فيقوؿ‬ ‫ٌ‬
‫كذبت ٓب‬
‫ى‬ ‫أحل‪ 2‬ىذا كأمر بو‪ ،‬فيقوؿ‪:‬‬‫أحرٍمو‪ ،‬كٓب أىبٍوى عنو‪ .‬قاؿ أك يقوؿ‪ :‬إ ٌف هللا ٌ‬
‫ذبت ٓب ٌ‬
‫هللا‪ :‬ك ى‬
‫أحلَّو‪ ،‬كٓب آمر بو‪ .3‬ككاف مالك بن أب يقوؿ ُب بعض ما كاف ينزؿ فييسأؿ عنو فيجتهد فيو‪:‬‬
‫ﭽﰜ ﰝ ﰞ ﰟ ﰠ ﰡ ﰢﭼ [ا‪ٞ‬تاثية‪ ،]32 :‬ككاف يقوؿ‪ٓ :‬ب يكن من أمر النٌاس كال من‬
‫حبلؿ كىذا حر هاـ‪ ،‬ما كابوا‬
‫شيء ىذا ه‬ ‫مضى من سلفنا كال أدركت أحدان أقتدم بو يقوؿ ُب و‬
‫‪٬‬تًتئوف على ذلك‪ ،‬كإ‪٪‬تا كابوا يقولوف‪ :‬بكره ىذا‪ ،‬كبرل ىذا ىح ىسنان‪ ،‬كبتٌقي ىذا‪ ،‬كال برل‬
‫عز كجل ﭽﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ‬ ‫ىذا‪ ،‬كزاد را وك‪ :‬كال يقولوف ه‬
‫حبلؿ كحر هاـ‪ٌ ،‬أما ‪ٝ‬تعت قوؿ هللا ٌ‬
‫اآلية‪،‬‬ ‫ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫﮬ ﮭ ﮮ ﮯﭼ [يوب ‪]59 :‬‬
‫حرـ هللا كرسولو‪.4‬‬
‫أحل هللا كرسولو‪ ،‬كا‪ٟ‬تر ياـ ما ٌ‬
‫ا‪ٟ‬تبلؿ ما ٌ‬
‫ي‬
‫األئمة مالك ‪-‬هنع هللا يضر‪ٓ -‬ب يىػىزٍؿ يوصي أصحابو‬
‫السلف؛ فهذا إماـ ٌ‬ ‫كعلى ىذا درج ٌ‬
‫تربءان كليٌان ُب آخر يوـ من ال ٌدبيا‪ ،‬ك ٌأكؿ يوـ من اآلخرة‪ ،‬كالتائب من‬
‫تربأ منو ٌ‬
‫حىت ٌ‬
‫ك٭ت ٌذرىم‪ٌ ،‬‬

‫‪ - 1‬الربيع بن خيثم‪ :‬ابن عائذ أبو يزيد الثورم‪ ،‬الكوُب أحد األعبلـ‪ .‬أدرؾ زماف النٌ ي ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬كركل عنو مرسبلن‪ .‬عن‬
‫أيب عبيدة بن عبد هللا بن مسعود‪ ،‬قاؿ‪ :‬قاؿ لو ابن مسعود‪ :‬اي أاب يزيد‪ ،‬لو رآؾ رسوؿ هللا ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬ألحبٌك‪ ،‬كما رأيتك‬
‫إالٌ ذكرت ا‪١‬تخبتُت‪ .‬توُب ُب كالية عبيد هللا بن زايد‪ .‬ركل لو ا‪ٞ‬تماعة‪ .‬ينظر‪ :‬الذى ي‪ ،‬سَت أعالـ النبالء‪ ،‬ج‪ ،4 :‬ص‪:‬‬
‫‪ .258‬بدر الدين العيٍت (ت‪855 :‬ق)‪ ،‬مغاين األخيار يف شرح أسامي رجاؿ معاين اآلاثر‪ ،‬تح‪ :‬دمحم حسن إ‪ٝ‬تاعيل‪،‬‬
‫ط‪( :‬د ت ط)‪ ،‬مط‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بَتكت‪ ،‬لبناف‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪.309 :‬‬
‫الصواب ما أثبت؛ ألبٌو ال يتناسب مع ا‪١‬تنت‪ .‬زايدة على ذلك ٮتالف ‪١‬تا جاء ُب كتب‬
‫حرـ ىذا‪ .‬ك ٌ‬
‫‪ُ - 2‬ب ج‪ :‬إف هللا ٌ‬
‫التخريج‪.‬‬
‫‪ - 3‬أخرجو‪ :‬ابن عبد الرب‪ :‬ابب ما جاء ُب ٌ‬
‫ذـ القوؿ ُب دين هللا تعأب ابلرأم كالظن كالقياس على غَت أصل‪ ،‬كعيب‬
‫اإلكثار من ا‪١‬تسائل دكف اعتبار‪ .‬ابن عبد الرب‪ ،‬جامع بياف العلم كفضلو‪،‬ج‪ ،2 :‬ص‪ ،1075 :‬برقم‪.2090 :‬‬
‫ا‪٠‬تطيب‪ :‬ابب القوؿ ُب‪ :‬حكم األشياء قبل الشرع‪ .‬ا‪٠‬تطيب‪ ،‬الفقيو كاملتفقو‪،‬ج‪ ،1 :‬ص‪.529 :‬‬
‫‪ - 4‬أخرجهما عنو‪ :‬ابن عبد الرب‪ :‬ابب‪ :‬ما جاء ُب ذـ القوؿ ُب دين هللا تعأب ابلرأم كالظٌ ٌن‪ ،‬كالقياس على غَت أصل‪،‬‬
‫أصل‪ ،‬كعيب اإلكثار من ا‪١‬تسائل دكف اعتبار‪ .‬ينظر‪ :‬ابن عبد الرب‪ ،‬جامع بياف العلم كفضلو‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪.1075 :‬‬
‫رقم‪ .2092 ،2091 :‬ينظر‪ :‬الفبلٌ٘ب‪ ،‬إَقاظ ذنم أكيل األبصار‪ ،‬ص‪.20 :‬‬

‫‪158‬‬
‫و‬
‫يهم أبدٗب أدانه‪ ،‬كالراجع عنو ‪ٚ‬تيعو‪ ،‬كجبلَّ‪ 1‬من هللا كرسولو أف‬ ‫أعظم ًكٍزر‪ ،‬كحاشاه أف ٌ‬
‫يلم أك ٌ‬
‫األئمة؛ إذ ال‬
‫السنٌة‪ ،‬كسائر ٌ‬ ‫ينسب إليو شيءه منو؛ مريدان أف ال ينسب إليو غَت الكتاب ك ٌ‬
‫مذىب ‪٢‬تم ‪-‬رضي هللا عنهم‪ -‬سوا‪٫‬تا‪ ،‬فهبلٌ قلٌدىم من يزعم أبٌو على مذىبهم ُب ذلك ‪٦‬تتثبلن‬
‫شيء خالف الوحي‪ ،‬مع ما ىم عليو من يكفيور العلم ك٘تاـ اليقُت‪،‬‬ ‫ألقوا‪٢‬تم‪ ،‬أف ال يػتَّبعوا ُب و‬
‫ي‬
‫السالفة‬ ‫و‬
‫فلو يكزف إٯتاف أكابر م ٌدعي العلم من أىل زمابنا‪ ،‬مع إٯتاف أدٗب امرأة من أىل القركف ٌ‬
‫لرجح هبم إالٌ من شاء هللا‪.‬‬

‫يغٍت ٔتجل‬
‫قوؿ شاعر ٌ‬‫السلف معركفان للكافٌة‪ ،‬ي‬
‫ك‪٦‬تٌا يدؿ على أ ٌف بطبلف الرأم كاف ُب ٌ‬
‫٭ترـ‬
‫مالك الغناء‪ :‬اي ىذا‪ ،‬كىل ‪١‬تالك أك غَته أف ٭تلٌل أك ٌ‬
‫بعض ملوؾ العباسيُت ‪١‬تن قاؿ‪ :‬ىحَّرـ ه‬
‫ُب دين هللا برأيو‪ ،‬كهللا ما كاف التٌحليل كالتحر‪ٙ‬ب لرسوؿ هللا ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬إالٌ بوح وي من ربٌو‪ ،‬قاؿ هللا‬
‫أيت‪ ،‬فلم أيذف لو ُب‬
‫‪ ،]105‬كٓب يقل ٔتا ر ى‬ ‫عز كجل ﭽﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰﭼ [النساء‪:‬‬
‫ٌ‬
‫ٌ‬
‫‪2‬‬
‫حرمها فقاؿ لو‪ :‬ﭽ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘﭙﭼ‬ ‫قصة ماريٌة ‪١‬تا ٌ‬
‫ذلك‪ ،‬بل عاتبو على ذلك ُب ٌ‬
‫أحدىم يىغار على‬
‫أرؽ دينان من شعراء ا‪١‬تلوؾ‪ ،‬فإذا كاف ي‬‫[التحر‪ٙ‬ب‪ ،]1 :‬كقد عيلً ىم أبٌو ال أغول كال ٌ‬
‫‪3‬‬
‫التاـ‬
‫ٌ‬ ‫الفضل‬ ‫كذكم‬ ‫لهم‬‫ث‬ ‫أبما‬ ‫فكيف‬ ‫ء‪،‬‬ ‫الغنا‬ ‫ٖتر‪ٙ‬ب‬ ‫دين هللا كشرعو أف ينسب إٔب مثل مالك‬

‫كلعل الصواب ما أثبت‪.‬‬


‫‪ - 1‬كرد ُب ‪ٚ‬تيع النسخ‪ :‬أجبلٌ‪ٌ .‬‬
‫ا‪١‬تفسركف ُب سبب بزكؿ ىذه اآلية‪:‬‬
‫‪ -2‬اختلف ٌ‬
‫‪ .1‬فقيل كما ذكره ا‪١‬تؤلٌف ىنا‪ ،‬كأ ٌّنا بزلت ُب شأف مارية؛ فقد ركم عن أب و أ َّف رسوؿ َّ‬
‫اَّلل‬
‫اَّللي ع َّز كجلَّ‪ :‬ﭽ ﭑ ﭒ‬
‫فنزؿ َّ‬
‫حرمها على بفسو ٌ‬
‫‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬كابت لو أىىمةه يىطىيؤىىا فلم تزؿ بو عائشةي كحفصةي ح َّىت َّ‬
‫آخ ًر اآليىًة‪ .‬أخرجو‪ :‬النسائي‪ :‬كتاب‪ :‬عشرة النٌساء‪ ،‬ابب‪ :‬الغَتة‪ ،‬ص‪:‬‬ ‫ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘﭙﭼ [التحر‪ٙ‬ب‪ ]1 :‬إً ىٔب ً‬
‫‪ ،612‬رقم‪.3959 :‬‬
‫اَّللً‬
‫وؿ َّ‬ ‫الع ىس ىل؛ فقد ركم عن عائشة ‪-‬رضى هللا عنها‪ -‬قالت‪ :‬كاف رس ي‬ ‫‪ .2‬كقيل أ ٌف ذلك كاف ُب ٖترٯتو ى‬
‫ت أان كحفصةي عن أىيػَّتيػنىا دخل عليها فىلتىػ يقل‬ ‫ث عندىا‪ ،‬فىػ ىواطىي ي‬ ‫ب ابن ًة ىجح و‬
‫ش ىكىٯت يك ي‬ ‫‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬يشرب ىع ىسبلن عند ىزينى ى‬
‫ش فلن‬ ‫ب ابنى ًة ىج ٍح و‬ ‫ً‬ ‫إٗب أج يد من ى ً‬ ‫ً‬
‫ب ىع ىسبلن عند ىزينى ى‬
‫ت أشىر ي‬
‫كلكٍت يكن ي‬ ‫يح ىمغىاف ىَت‪ .‬قاؿ‪ :‬ال‪ٌ ،‬‬
‫كرى‬ ‫ت ىمغىاف ىَت‪ٌ ،‬‬
‫لو‪ :‬أى ىكل ى‬
‫ت ال يٗتًًٍ‬
‫ربل بذلك أحدان‪ .‬أخرجو‪ :‬البخارم‪ :‬كتاب‪ :‬تفسَت القرآف‪ ،‬ابب‪ :‬ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ‬ ‫أعود لو‪ ،‬كقد ىحلىف ي‬
‫ﭕ ﭖ ﭗ ﭘﭙﭼ ‪ ،‬ج‪ ،6 :‬ص‪ ،156 :‬رقم‪.4912 :‬‬
‫الصواب ما أثبت‪.‬‬
‫‪ُ -3‬ب س‪ :‬إٔب مثل ذلك‪ .‬ك ٌ‬

‫‪161‬‬
‫منهم؟‪ .‬كأين ىذا من حاؿ من ينسب إليهم من أىل كقتنا عادالن عن سبيلهم ذلك‪ ،‬راضيان‬
‫بقوؿ ىمن دكّنم‪ ،‬كرأيو شرعان ٭تكم بو كيعبد هللا‪ ،‬كإذا ذكر ما ٮتالف من قوؿ هللا كرسولو من‬
‫األئمة ا‪١‬تطابقة لو ٓب يرجع ٔتا جاء عن هللا‬
‫يح ُب عُت تلك النٌازلة‪ ،‬كأقواؿ ٌ‬
‫صحيح صر و‬
‫و‬ ‫وٌ‬
‫بص‬
‫رؽ‪ ،‬بل َّ‬
‫عد كأىبٍ ى‬ ‫ً‬
‫يطمئن إالٌ‬
‫َّ‬ ‫كفس ىق‪ ،‬كٓب‬
‫ع َّ‬‫كبد ى‬ ‫استنكف كأىب ى‬
‫ف‪ ،‬ك ٍأر ى‬ ‫ى‬ ‫كرسولو رأسان كٓب ينصف‪ ،‬بل‬
‫كفبلف‪ ،‬يصدؽ عليو قولو تعأب‪ :‬ﭽﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ‬ ‫فبلف و‬ ‫بقوؿ و‬
‫ﮪ ﮫﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﮲ ﮳ ﮴ ﭼ [الزمر‪ ،]45 :‬إ ٌان هلل كإ ٌان إليو‬
‫راجعوف‪.‬‬

‫الرأم؛ أ ٌف هللا تبارؾ ا‪ٝ‬تيو ما أىمران ابتٌباع كتابو دكف غَته‪ٔ ،‬تثل قولو‬
‫السٌر ُب بطبلف ٌ‬
‫ك ٌ‬
‫السنٌة من‬
‫ذكره‪ ،‬كاتٌباع ٌ‬ ‫ﭽﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭼ [األعراؼ‪ ]3 :‬اآلية‪ ،‬كغَتىا ٌ‬
‫السابق ي‬
‫السابقة‪ ،‬كلقولو تعأب‪ :‬ﭽﭛ ﭜ ﭝ ﭞﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ‬
‫اتٌباعو؛ إذ ىي ىعٍيػنيوي؛ لؤلدلٌة ٌ‬
‫ﭤﭼ [النجم‪ُ ،]4 -3 :‬ب األقواؿ‪ ،‬كلقولو ﭽﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﮲ ﮳ﭼ [األبعاـ‪ُ ]50 :‬ب ٌ‬
‫كل‬
‫كل شي وء ﭽﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ‬ ‫كتفصيل ٌ‬
‫ى‬
‫حاؿ إالٌ كقد أكمل فيو ال ٌدين‪ ،‬تبياانن لكل و‬
‫شيء‪،‬‬ ‫ٌ‬
‫و‬
‫ﮅﭼ[األبعاـ‪ ]38 :‬إٔب غَتىا‪.‬‬

‫كج ًهلو من‬ ‫‪،‬‬‫مو‬‫قضية يتنازع فيها اثناف إالٌ ك‪٢‬تا حكم فيو‪ ،‬علًمو من علً‬
‫فلي ‪ 1‬من و‬
‫ى‬ ‫ى‬ ‫ى‬ ‫ه‬
‫ً‬
‫ا‪١‬تستفاد من كقوع‬ ‫الرد إليو عند التنازع ُب أم و‬
‫شيء‬ ‫ً ً‬ ‫ً‬
‫ٌ‬ ‫كجوب ٌ‬ ‫كآايت‬
‫السابقة‪ ،‬ي‬ ‫ىجهلو؛ لآلايت ٌ‬
‫أبكر النٌكرات ُب حيٌز الشرط؛ إذ ‪٤‬تاؿ أف ي٭تيل عليو كلي ا‪ٟ‬تكم فيو‪ ،‬لكن من أحكامو‬
‫ص كالظاىر كاجململ احملتاج إٔب البياف‪ ،‬كلذا قاؿ لو‪:‬ﭽﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬﭼ‬
‫النٌ ٌ‬
‫البياف أصحابيو‪ ،‬كمن تبعهم لى ىعلً ىمو الذين يستنبطوبو منهم‪،‬‬
‫[النحل‪ ،]44:‬ككرثو ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ُ -‬ب ىذا ً‬
‫على حسب يرتبهم ُب التٌقول غالبان اليت ىي سبيل العلم ﭽﯸ ﯹ ﯻ ﯼﭼ‬
‫بشيء‪ ،‬كاستنباط آخر بقيضو من‬ ‫و‬ ‫[البقرة‪ ،]282 :‬كلذا كقع كثَتان ُب الصحابة حكم ً‬
‫أحدىم‬ ‫ي ي‬
‫كحك ًم عمر برجم من ىكلىدت لستٌة أشه ور‪ٌ ،‬‬
‫كرد عل ٌي‬ ‫اآلية اليت فيها ا‪ٟ‬تكم مع حفظهما ‪٢‬تا؛ ي‬

‫‪ُ -1‬ب س‪ :‬ما من‪.‬‬

‫‪160‬‬
‫‪1‬‬
‫علي ‪٢‬تلك عمر‪ ،‬فما كاف هللا تعأب يقوؿ‬
‫ٌ‬ ‫ال‬
‫لو‬ ‫مر‪:‬‬ ‫ع‬ ‫قاؿ‬ ‫حىت‬ ‫‪،‬‬ ‫ذلك آبييت ا‪ٟ‬تمل كالرضاع‬
‫فبلف و‬
‫كفبلف‪.‬‬ ‫ﭽﭻ ﭼ ﭽ ﭾﭼ[ا‪١‬تائدة‪ ،]3 :‬كقد بقيت منو مسألةه أحا‪٢‬تا على رأم و‬

‫ص‪ ،‬كأ ٌف‬ ‫اتفاؽ األصوليُت على أ ٌف القياس إٌ‪٪‬تا يكوف عند عدـ النٌ ٌ‬ ‫إذا علمت ىذا‪ ،‬ك ى‬
‫قاس قد كقف‬ ‫ً‬
‫كسكوت‪ ،‬كما سيتضح لك قريبان‪ٓ ،‬ب ٘تًت أبٌو ال ب ٌد أف يكوف ىمن ى‬ ‫ه‬ ‫ص بيا هف‬
‫النٌ َّ‬
‫بوجو‪ ،‬كىيهات‪ ،‬على أبٌو‬ ‫على ‪ٚ‬تيع السنٌة ا‪١‬تركية عن النٌ ي ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ ،-‬أحاط هبا فلم ‪٬‬تد ا‪ٟ‬تكم و‬
‫ٌ‬
‫ض"‬ ‫ً‬ ‫رض ىذا لكاف عُت ا‪ٟ‬تكم ُب ا‪١‬تسألة‪ ،‬فإ ٌف النٌ ي ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬قاؿ‪":‬إ َّف َّ‬
‫ض فىػىرائ ى‬‫اَّلل فىػىر ى‬ ‫لو في ى‬
‫اف فبل تبحثوا عنها "‪ ،2‬فمن ْتث‬ ‫ا‪ٟ‬تديث‪ ،‬كفيو‪":‬كس ىكت عن أشياء ر‪ٛ‬تةن لكم من غ ًَت بسي و‬
‫ىى ى‬ ‫ى ى‬
‫رسوؿ هللا ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬فقد عصاه‪ ،‬كالذم حكم بو‬ ‫عن ا‪١‬تسكوت‪ ،‬كحكم فيو بغَت ما ىح ىك ىم بو ي‬
‫اَّللي ُب كتابو‪ ،‬كما‬ ‫حرـ َّ‬‫اَّللي ُب كتابو‪ ،‬كا‪ٟ‬تر ياـ ما ٌ‬ ‫أحل َّ‬
‫بلؿ ما َّ‬ ‫ىو العفو؛ لقولو ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪":-‬ا‪ٟ‬ت ي‬

‫‪ -1‬أخرجو‪ :‬ابن أيب حاًب ُب تفسَته عند قولو تعأب‪":‬كالوالدات يرضعن أكالدىن حولُت كاملُت"‪ .‬ج‪ ،2 :‬ص‪.428 :‬‬
‫العماؿ‪ ،‬ج‪ ،5 :‬ص‪ .457 :‬رقم‪ .13598 :‬عن أيب األسود‬ ‫رقم‪ .2264 :‬ا‪١‬تتقي ا‪٢‬تندم (ت‪975 :‬ىػ)‪ ،‬كنز ٌ‬
‫رفعت إليو امرأىةه كلدت لستٌة أشه ور‪ ،‬فىػ ىه َّم بر‪ٚ‬تها‪ ،‬فبلغ ذلك عليان‪ .‬فقاؿ‪ :‬لي عليها ىر ىج هم‪،‬‬ ‫ً‬
‫بن ا‪٠‬تطَّاب ٍ‬ ‫يلي أ َّف عمر ى‬
‫ال ٌد ٌ‬
‫ُت" ىك ًستَّةى أى ٍش يه ور‪ ،‬فذلك ثبلثوف شهران‪.‬‬
‫ُت ىك ًاملى ٍ ً‬
‫ات يػير ًض ٍعن أ ٍىكىال ىد يى َّن ىحولى ٍ ً‬ ‫ً‬
‫ٍ‬ ‫اَّللي تعأب‪":‬كال ىوال ىد ي ٍ ى‬
‫قاؿ َّ‬
‫‪ -2‬ركاه‪ :‬ا‪ٟ‬تاكم‪ :‬كتاب‪ :‬األطعمة‪ ،‬ج‪ ،4 :‬ص‪ ،129 :‬رقم‪ .7114 :‬الدارقطٍت‪ُ :‬ب سننو‪ ،‬كتاب‪ :‬الرضاع‪ ،‬ج‪،5 :‬‬
‫ص‪ ،325 :‬رقم‪ .4396 :‬البيهقي‪ :‬كتاب‪ :‬الضحااي‪ ،‬ابب‪ :‬ما ٓب يذكر ٖترٯتو‪ ،‬كال كاف ُب معٌت ما ذكر ٖترٯتو ‪٦‬تا‬
‫يؤكل أك يشرب‪ ،‬ج‪ ،10 :‬ص‪ .21 :‬رقم‪ .19726 :‬كلٌهم من طريق مكحوؿ‪ ،‬عن أيب ثعلبة ا‪٠‬تشٍت ‪-‬هنع هللا يضر‪ -‬غَت أبٌو‬
‫ُب بعض الطرؽ مرفوع‪ ،‬كُب أخرل موقوؼ‪.‬‬
‫حسن‪ ،‬ركاه الدارقطٍت كغَته"‪ .‬ينظر‪ :‬النوكم‪ ،‬األربعُت‬
‫ه‬ ‫حديث‬
‫حسنو النوكم؛ قاؿ النوكم‪ ":‬ه‬ ‫كىذا ا‪ٟ‬تديث ٌ‬
‫النوكَة‪ ،‬تح‪ :‬أ‪ٛ‬تد عبد الرزاؽ البكرم‪ ،‬ط‪1427(4 :‬ق‪2007/‬ـ)‪ ،‬ص‪ .32 :‬كتع ٌقبو ا‪ٟ‬تافظ ابن رجب بقولو‪":‬ىذا‬
‫السماع من أيب ثعلبة‪،‬‬ ‫ا‪ٟ‬تديث من ركاية مكحوؿ‪ ،‬عن أيب ثعلبة ا‪٠‬تشٍت‪ ،‬كلو علٌتاف‪ :‬إحداذنا‪ :‬أ ٌف مكحوالن ٓب ٌ‬
‫يصح لو ٌ‬
‫كذلك قاؿ أبو مسهر الدمشقي كأبو بػي ىعٍيم ا‪ٟ‬تافظ كغَت‪٫‬تا‪ .‬كالثانية‪ :‬أبٌو اختلف ُب رفعو ككقفو على أيب ثعلبة‪ ،‬كركاه‬
‫بعضهم عن مكحوؿ من قولو‪ ،‬لكن قاؿ الدارقطٍت‪ :‬األشبو ابلصواب ا‪١‬ترفوع‪ ،‬قاؿ‪ :‬كىو أشهر"‪.‬‬
‫ينظر‪ :‬ابن رجب‪ ،‬جامع العلوـ كالُم يف شرح مخسُت حدَثان من جوامع الُلم‪ ،‬تح‪ :‬حامد أ‪ٛ‬تد‬
‫الطاىر‪ ،‬ط‪1423(1 :‬ىػ‪2002/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار الفجر للًتاث‪ ،‬القاىرة‪ ،‬ص‪ .456 :‬كقاؿ ا‪ٟ‬تافظ العسقبل٘ب‪":‬رجالو‬
‫ثقات إالٌ أبٌو منقطع"‪ .‬ينظر‪ :‬ا‪ٟ‬تافظ العسقبل٘ب‪ ،‬املطالب العالية بزكائد املسانيد الثمانية‪ ،‬تح‪ :‬عمر إٯتاف أبو بكر‪،‬‬
‫ط‪1420(1 :‬ق‪2000/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار العاصمة‪ ،‬الرايض‪ ،‬ج‪ ،12 :‬ص‪.416 :‬‬

‫‪161‬‬
‫العفو‪ ،‬فبل أيٍب فاعليو‪ ،‬كال‬
‫ى‬ ‫و‬ ‫حكم‬
‫ى‬ ‫فجعل‬ ‫‪،‬‬‫‪1‬‬
‫اَّللً عافىيتيو"‬
‫سكت عنوي فىػ ىقد ىع ىفا ىعنوي‪ ،‬فاقبليوا ًم ىن َّ‬
‫ى‬
‫األكؿ على بيابو‪ ،‬كالثا٘ب على العفو‪،‬‬‫مسكوت؛ ٌ‬
‫ه‬ ‫مبُت أك‬
‫يكلٌف اتريكو فعلو‪ ،‬فما ىناؾ إالٌ ٌ ه‬
‫ا‪١‬تبُت ٓتبلفو‪ 2‬فهو ردٌّ ‪ٟ‬تكم هللا‪،‬‬ ‫و‬
‫فباف هبذا أ ٌف القوؿ ابلرأم ال ‪٬‬توز بوجو؛ ألبٌو إف كاف ُب ٌ‬
‫مسألة برأيو ٌإما أف يكوف قد كقف على‬‫و‬ ‫كإف كاف ُب ا‪١‬تسكوت فهو ردٌّ لعفوه‪ ،‬فمن قاؿ ُب‬
‫‪3‬‬
‫ص النٌبوم اإل‪٢‬تي‪،‬‬‫ا‪ٟ‬تق ىو النٌ ٌ‬
‫ص كماؿ إٔب رأيو‪ ،‬كىذه ىي ا‪١‬تخالفة فييجزـ ببطبلف رأيو‪ ،‬ك ٌ‬ ‫النٌ ٌ‬
‫أك ٓب يقف‪ ،‬فقد ارتكب ا‪١‬تنهي عنو كىو الرأم؛ أل ٌف هللا تعأب يقوؿ ﭽﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ‬
‫ى‬
‫ف‬ ‫ﯵﯶﭼ[اإلسراء‪ ]36 :‬فقد ّناه ربو فلم ينتو‪ ،‬أفبل كاف يسعو ما كسع النٌ َّ‬
‫ ي ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬ا‪١‬تكلٌ ى‬
‫الرسوؿ ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬بيٌنها‬
‫قصر فيو‪ ،‬لو ٓب يكن سكوتو عينو‪ ،‬ىذه هتمةه ُب جابب ٌ‬ ‫ابلبياف‪ ،‬أفَتاه ٌ‬
‫ً‬
‫بقولو‪":‬من قاؿ ُب ال ٌدي ًن برأيًو فقد اتػ ى‬
‫‪4‬‬
‫َّه ىم ًٍت" ؛ أم بعدـ التبليغ كالبياف‪ ،‬ككيف ٌ‬
‫يتوىم ىذا‬
‫مؤمن‪.‬‬
‫ه‬

‫ك‬
‫‪ -1‬أخرجو‪ :‬ا‪ٟ‬تاكم‪ :‬كتاب‪ :‬األطعمة ج‪ ،4 :‬ص‪ ،129 :‬رقم‪ .7115 :‬كزاد‪ :‬يٍبَّ تبل ىذه اآلية " ىكىما ىكا ىف ىرب ى‬
‫بى ًسيًّا"‪ .‬كالدارقطٍت‪ :‬كتاب‪ :‬الزكاة‪ ،‬ابب‪ :‬ا‪ٟ‬تث على إخراج الصدقة كبياف قسمتها‪ ،‬ج‪ ،3 :‬ص‪ ،59 :‬رقم‪.2066 :‬‬
‫كالبيهقي‪ :‬كتاب‪ :‬الضحااي‪ ،‬ابب‪ :‬ما ٓب يذكر ٖترٯتو‪ ،‬كال كاف ُب معٌت ما ذكر ٖترٯتو ‪٦‬تٌا يؤكل أك يشرب‪ ،‬ج‪ ،10 :‬ص‪:‬‬
‫‪ ،21‬رقم‪ .19724 :‬عن أيب الدرداء ‪-‬هنع هللا يضر‪.-‬‬
‫صحيح اإلسناد كٓب ٮترجاه"‪ .‬ككافقو الذى ي‪ ،‬كقاؿ ا‪٢‬تيثمي‪":‬ركاه البزار كالطربا٘ب ُب‬
‫ي‬ ‫حديث‬
‫ه‬ ‫قاؿ ا‪ٟ‬تاكم‪":‬ىذا‬
‫الكبَت‪ ،‬كإسناده حسن‪ ،‬كرجالو موثقوف"‪ .‬ينظر‪ :‬ا‪ٟ‬تاكم‪ ،‬املستدرؾ‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪ .406 :‬ا‪٢‬تيثمي‪ ،‬رجمع الزكائد‬
‫كمنبع الفوائد‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪.171 :‬‬
‫‪ُ -2‬ب س‪ :‬إف كاف ا‪١‬تبُت ٓتبلفو‪.‬‬
‫الصواب ما أثبت‪.‬‬ ‫‪ُ -3‬ب ج‪ :‬فيحرـ‪ .‬ك ٌ‬
‫ا‪١‬تركًزم‪ ،‬ثنا‬ ‫أ‪ٛ‬تد بن مرىد وؾ َّ ً‬
‫ابن ًأيب ي٘تىيلىةى ى‬ ‫الرازم‪ ،‬ثنا ي‬ ‫بن إسحاؽ ب ًن ىملَّةى‪ ،‬ثنا ي ي‬ ‫أ‪ٛ‬تد ي‬
‫‪ -4‬أخرجو‪ :‬أبو بعيم‪ ،‬كقاؿ‪":‬حدَّثنا ي‬
‫اَّللً‪ "...‬ينظر‪ :‬أبو بعيم‪ ،‬اترَخ أصبهاف‪،‬‬ ‫مكحوؿ‪ ،‬عن جابر ب ًن عب ًد َّ‬ ‫و‬ ‫اعي‪ ،‬عن‬ ‫ً‬
‫بن ىمٍي ىسىرىة ا‪١‬ترىكزم‪ ،‬عن األىكز ًٌ‬ ‫عبد ا‪ٟ‬تكم ي‬
‫ي‬
‫تح‪ :‬سيد كسركم حسن‪ ،‬ط‪1410(1 :‬ىػ‪1990/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بَتكت‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪ ،192 :‬رقم‪:‬‬
‫‪ .1442‬كأخرجو الًتمذم‪ :‬كتاب‪ :‬تفسَت القرآف عن رسوؿ هللا –ملسو هيلع هللا ىلص‪ ،-‬ابب‪ :‬ما جاء ُب الذم يفسر القرآف برأيو‪،‬‬
‫َّىب –ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬قاؿ‪":‬كمن قاؿ ُب ال يقرآف بًىرأيًًو فىػ ٍليىػتىػبىػ َّوأٍ ىم ٍق ىع ىدهي من النَّا ًر"‪.‬‬
‫ًً‬ ‫ً و‬
‫ص‪ ،660 :‬رقم‪ .2951 :‬عن ابن عبَّاس عن الن ٌ‬
‫يث ىح ىس هن"‪.‬‬‫قاؿ الًتمذم‪ ":‬ىى ىذا ىح ًد ه‬

‫‪162‬‬
‫كإلقاء‬ ‫‪،‬‬ ‫ف‬ ‫ابلن‬
‫ٌ‬ ‫ة‬
‫ه‬‫ك‪٥‬تاطر‬ ‫‪،‬‬ ‫ل‬ ‫ٍب إ ٌف الرأم مذموـ كلو صادؼ‪1‬؛ إذ ىو إقداـ على ما ال ىً‬
‫٭ت‬
‫ه‬ ‫ٌ‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ٌ ٌ ى‬
‫ابليد إٔب التهلكة‪ ،‬فمن أكل ي‪ٝ‬تٌان ليقتل بفسو‪ ،‬فصادؼ داءن يداكم بو كا‪ٞ‬تذاـ فربمء‪ ،‬فبل‬
‫كل أى ٍك ولة‪ ،‬كإٌ‪٪‬تا كاف ‪٥‬تاطرنة لعدـ‬ ‫ً‬
‫مرنة أخرل؛ إذ ال يكوف ىذا االتٌفاؽ ُب ًٌ‬ ‫‪٬‬توز لو أى ٍكليو ٌ‬
‫العصمة قطعان‪ ،‬فلم ي ٌد ًع أح هد من األئمة العصمةى‪ ،‬كال ٌادعاىا لو أح هد من مقلٌديو أم و‬
‫إماـ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ى‬
‫دليل على أبٌو أصاب فيها من‬ ‫و‬ ‫و‬
‫ٖتركها كٓب ي ٍقم ه‬
‫فكل كلمة قا‪٢‬تا كحركة ٌ‬ ‫كاف‪ ،‬كإذا كاف كذلك ٌ‬
‫‪٤‬تاؿ احتماؿ‪ ،‬كٓب يطلعنا هللا‬
‫السنٌة فهي ‪٤‬تتملةه للصواب كا‪٠‬تطإ‪ ،‬فأقواليو كأفعاليو كلها ٌ‬ ‫الكتاب ك ٌ‬
‫ابؽ عندان على‬ ‫‪-‬تعأب‪ -‬على بف األمر حىت ‪٨‬تكم أببٌو أصاب أك أخطأ‪ ،‬بل بف األمر و‬
‫الشك أبٌك‬ ‫‪2‬‬
‫حر هاـ" يوضح ٌ‬ ‫ل‬‫و‬ ‫الشك‪ ،‬كالرسوؿ ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬يقوؿ‪":‬ال إشكاؿ ًُب ال ًٌدي ًن‪ ،‬كيكل ً‬
‫مشك‬ ‫ٌ‬
‫ى‬ ‫ٌ‬
‫‪3‬‬
‫تراىم ٮتتلفوف أش ٌد االختبلؼ‪ ،‬كترل ‪٢‬تم بل للواحد منهم ُب ا‪١‬تسألة الواحدة أقواالن كثَتةن‬
‫جائز أيضان على ا‪١‬ترجوع إليو‬ ‫و‬
‫كمرجوعات‪ ،‬كما رجعوا إالٌ العتقاد ا‪٠‬تطأ فيما رجعوا عنو‪ ،‬كىو ه‬
‫القياس‬
‫ي‬ ‫اجتناب ‪ٚ‬تيعًها خشيةى ً‬
‫الوقوع فيو‪ ،‬فلو كاف‬ ‫ي‬ ‫للمماثلة‪ ،‬كإذا تع ٌددت مظا ٌف ا‪٠‬تطأ كجب‬
‫احد عآب كحرمو آخر‪ ،‬بل كاف على طر و‬
‫يقة‬ ‫الشيءى الو ى ه ٌ‬ ‫ح ٌقان ‪١‬تا اختلفت األقواؿ‪ ،‬ك‪١‬تا حلٌل ٌ‬
‫ابطل؛ ‪١‬تا سبق من‬‫ه‬
‫‪4‬‬
‫كاحدةو‪ ،‬فمىت كاف ُب ا‪١‬تسألة قوالف فصاعدان عي ىلم أ ٌف أحد‪٫‬تا أك كليهما‬
‫األحاديث‪ ،‬كحديث‪":‬العًلم ثبلثىةه‪ :‬آيةه ي‪٤‬ت ىكمةه‪ ،‬كسنَّةه ً‬
‫ماضيةه‪ ،‬كال أىد ًرم"‪ ،5‬فغَت ىذه الثبلثة‬ ‫ى‬ ‫ي‬
‫جهل‪ ،‬فإبٌو لي ًمن هللا كال ًمن رسولو بل ىو ًمن دكبو‪ ،‬ما أبزؿ إلينا من‬ ‫لي علمان بل ىو ه‬

‫ا‪ٟ‬تق‪.‬‬
‫ذـ ذلك‪ :‬عدـ بدؿ الوسائل ا‪١‬تشركعة إلصابة ٌ‬
‫‪ -1‬كمن أسباب ٌ‬
‫‪ -2‬أخرجو‪ :‬الركاي٘ب ُب املسند‪ :‬ج‪ ،2 :‬ص‪ ،490 :‬رقم‪ .1519 :‬كالطربا٘ب ُب الُبَت‪ ،‬ابب‪ :‬التاء‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪:‬‬
‫‪ ،52‬رقم‪ .1259 :‬من طريق حسُت بن عبد هللا بن ضمَتة عن أبيو عن ج ٌده عن ٘تيم ال ٌدارم‪.‬‬
‫قاؿ ابن ىع ًدم‪":‬ال يركل إالٌ عن حسُت ىذا هبذا اإلسناد‪ .‬كقاؿ‪ :‬كىو ضعيف منكر ا‪ٟ‬تديث‪ ،‬كضعفو ٌبُت‬
‫على حديثو"‪ .‬ينظر‪ :‬ابن عدم‪ ،‬الُامل يف الضعفاء‪ ،‬ج‪ ،3 :‬ص‪ .225 :‬كقاؿ ا‪٢‬تيثمي‪":‬ركاه الطربا٘ب ُب "الكبَت"‪،‬‬
‫‪٣‬تمع على ضعفو"‪ .‬ينظر‪ :‬ا‪٢‬تيثمي‪ ،‬رجمع الزكائد كمنبع الفوائد‪ ،‬ج‪،1 :‬‬
‫كفيو ا‪ٟ‬تسُت بن عبد هللا بن ضمَتة‪ ،‬كىو ه‬
‫ص‪.155 :‬‬
‫‪ُ -3‬ب ج‪ :‬أبٌك تراه‪.‬‬
‫‪ -4‬كرد ُب األصل‪ :‬كبل‪٫‬تا‪.‬‬
‫‪ -5‬سبق ٗتر‪٬‬تو‪ :‬ص‪.239 :‬‬

‫‪163‬‬
‫ربٌنا‪ ،‬كقد قاؿ‪:‬ﭽ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫﭬ ﭭ ﭮ‬

‫ﭯﭼ[األعراؼ‪ ،]3 :‬فدلٌت على أ ٌف القليل منٌا ىو الذم يتذ ٌكر كيتفطٌن‪ ،‬كحديث علي‬
‫الرأم اي أمَت ا‪١‬تؤمنُت ؟‬
‫الرأم‪ ،‬قالوا‪ :‬ما ٌ‬
‫الشرؾ‪ ،‬كالكرب‪ ،‬ك ٌ‬‫عمل؛ ٌ‬‫معهن ه‬
‫‪-‬هنع هللا يضر‪":-‬ثبلثةه ال ييقبل ٌ‬
‫‪1‬‬
‫للرأم مدخل ُب ال ٌدين‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫لي‬ ‫و‬‫ب‬
‫ٌ‬ ‫أ‬ ‫لم‬‫ابلرأم" ي‬
‫ع‬‫ػ‬‫ف‬
‫ى‬ ‫‪،‬‬ ‫قاؿ‪ :‬يى ىدعي كتاب هللا كيعمل ٌ‬
‫ه‬
‫كل و‬
‫مسألة بىصها‬ ‫أصل ًٌ‬
‫الشريعة‪ ،‬بل ي‬ ‫ؼ ٌ‬ ‫كللشريعة ضوابط كقواعد كأصوؿ‪ ،‬من ىعىرفىػ ىها ىعىر ى‬
‫الرأم ُب بفسو على وٌ‬
‫شك منو‪:‬‬ ‫ال يعرؼ إالٌ من طريق النٌ ي ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ ،-‬كال ٌدليل على أ ٌف صاحب ٌ‬
‫قلت لو‪ :‬أتلتزـ‬ ‫ً‬
‫قوؿ رسولو‪ ،‬كلذا ال يىقدر أف يقوؿ قاالن‪ ،‬كلو ى‬ ‫قوؿ هللاً كال ى‬ ‫ى‬ ‫أبٌو يعلم أبٌو لي‬
‫حكم هللا ُب ا‪١‬تسألة‪ ،‬لقاؿ لك‪ :‬استغفر هللا‪ ،‬فيقاؿ لو‪ :‬ماذا ٗتاؼ؟‬ ‫ا‪ٟ‬تكم ي‬ ‫ابلطٌبلؽ أ ٌف ىذا ى‬
‫أٗتاؼ أف تلقى هللا زابيان‪ ،‬كال ٗتاؼ أف تلقاه كاذابن عليو‪ ،‬كال تفًتكا على الكذب ﭽ ﯛ ﯜ‬
‫ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢﭼ[النحل‪ ،]116 :‬ككيف ييفلحوف كهللا يقوؿ ﭽ ﮜ ﮝ ﮞ‬

‫ﮟ ﮠ ﮡ ﮢﭼ [األبعاـ‪ ،]93 :‬كإذا كاف ىو ُب غاية الظٌلم‪ ،‬كرٔتا ييطلىق ي‬


‫الظلم على‬
‫و‬
‫مصيبة أعظم من ىذه‪.‬‬ ‫الكفرﭽﮟ ﮠ ﮡ ﭼ[البقرة‪ٌ ،]254 :‬‬
‫فأم‬
‫ذـ الرأم كتاابن كسنٌةن اليت من أخوفها قولو‬
‫إذا أمعنت النٌظر ُب ىذا علمت موقع أدلٌة ٌ‬
‫الربوبية ُب‬ ‫ً‬
‫تعأب ﭽﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﭼ [التوبة‪]31 :‬؛ في ٌسرت ٌ‬
‫ا‪ٟ‬تديث ا‪١‬ترفوع من طييروؽ بقولو ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ ،-‬ىلع ًدم بن حاًب كقد قاؿ‪":‬اي رسوؿ هللا‪ ،‬إ ٌان لسنا‬

‫‪٤‬تم يد بن أ‪ٛ‬ت ىد ب ًن ‪ٛ‬تَّاد بن سفيا ىف ابلكوفة‪ ،‬ثنا‬


‫‪ - 1‬ركاه‪ :‬أبو القاسم ابن بشراف ُب أماليو‪ .‬قاؿ‪":‬ح ٌدثنا أبيو ا‪ٟ‬تس ًن َّ‬
‫عدم ب ًن‬ ‫إ‪ٝ‬تاعيل بن إسحاؽ ب ًن إ‪ٝ‬تاعيل َّ ً‬
‫اد بن يعقوب‪ ،‬أببا أبو معاكيةى كابن فيضي ول عن األعمش عن ٌ‬ ‫السبيعي‪ ،‬ثنا عبَّ ي‬ ‫ي ي‬
‫بن أيب طالب‪ ."...‬ينظر‪ :‬أمإب ابن بشراف‪ ،‬األمايل‪ ،‬تح‪ :‬أ‪ٛ‬تد بن سليماف‪،‬‬ ‫و‬ ‫و‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫و‬
‫اثبت عن زٌر ب ًن‬
‫حبيش قاؿ‪ :‬قاؿ علي ي‬
‫ط‪1420(1 :‬ىػ‪1999/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار الوطن‪ ،‬الرايض‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪ 242 :‬رقم‪.1428 :‬‬
‫ا‪١‬تتشمر ُب الوعظ‪ ،‬ا‪١‬تتف ٌكر ُب‬ ‫ٌ‬ ‫كأبو بعيم ُب "ا‪ٟ‬تلية"‪ :‬ج‪ ،5 :‬ص‪ُ .229 :‬ب ًذكر أخبار ببلؿ بن سعد‬
‫الوعد‪ ،‬كاف عقوالن عن هللا تعأب ‪ٝ‬تيعان‪ٛ ،‬توالن ُب ا‪٠‬تدمة رفيعان‪ ،‬بليغان ُب ا‪١‬توعظة ضليعان‪ٍ ،‬ب ركل عنو ‪ٚ‬تلة من اآلاثر‪،‬‬
‫بن‬ ‫ً‬ ‫و‬
‫صفَّى قاال‪ :‬ثنا بىقيَّةي ي‬
‫بن يم ى‬ ‫ك‪٤‬تم يد ي‬
‫بن عثما ىف‪ٌ ،‬‬ ‫عمرك ي‬
‫بن أيب عاصم‪ ،‬ثنا ي‬
‫بن حيَّا ىف‪ ،‬ثنا أبو بكر ي‬‫‪٤‬تمد ي‬
‫منها‪ :‬ح ٌدثنا أبو ٌ‬
‫ث ال يػي ٍقبى يل ىم ىع يه َّن ىع ىم هل‪ٍ ."...‬ب ذكره‬ ‫السقر بن رستم ال ٌدم ٍشقي قاؿ‪ٝ :‬تعت ببلؿ بن و‬
‫سعد يقوؿ‪":‬ثىىبل ه‬ ‫ً‬
‫ى‬ ‫الوليد‪ ،‬ثنا َّ ي ي ٍ ي ى‬
‫بنحوه‪.‬‬

‫‪164‬‬
‫حرـ هللا فتستحلٌوبو؟"‪ ،‬قاؿ‪:‬‬
‫فتحرموبو‪ ،‬كي٭تلٌوف ما ٌ‬
‫أحل هللا ٌ‬
‫بعبدىم‪ ،‬فقاؿ‪":‬ألي ي٭تٌرموف ما ٌ‬
‫الربوبية"‪.1‬‬
‫قلت بلى‪ .‬قاؿ‪ :‬فتلك عبادهتم"‪ ،‬كُب ركاية‪":‬فكابت تلك ٌ‬

‫كقاؿ‪ :‬ﭽﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵﯶﭼ[اإلسراء‪ ، ]36 :‬ﭽﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ‬


‫ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥﭦ ﭧ ﭨ ﭩ‬
‫قبوؿ‬ ‫فمنعهم ً‬
‫االقتداءي آبابئهم ى‬ ‫ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯﭼ[الزخرؼ‪،]24 :‬‬

‫جل‬ ‫ﭽﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔﭼ[سبأ‪،]34 :‬‬ ‫ً‬


‫كُب ىؤالء كأمثا‪٢‬تم قاؿ ٌ‬ ‫االىتداء فقالوا‪:‬‬
‫ثناؤه‪:‬ﭽﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﭼ[ألبفاؿ‪ ،]22 :‬ﭽﮟ ﮠ ﮡ ﮢﭼ[البقرة‪:‬‬

‫ذامان ‪٢‬تم‪ :‬ﭽﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ‬ ‫ً‬


‫جل ا‪ٝ‬تو ىعائبان ألىل الكفر‪ٌ ،‬‬
‫‪ ...]166‬اآليتُت‪ ،‬كقاؿ ٌ‬
‫ﮱ﮲ ﮳ ﮴ ﮵ ﮶ ﮷ ﭼ[األببياء‪ ،]52 :‬ﭽ‪     ‬‬
‫‪‬‬

‫‪ ‬ﭼ [الشعراء‪ ،]74 :‬ﭽﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﭼ[األحزاب‪...]67 :‬اآلية‪.‬‬

‫‪ - 1‬أخرجو بنحوه‪ :‬الًتمذم‪ :‬كتاب‪ :‬تفسَت القرآف عن رسوؿ هللا ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ ،-‬ابب‪ :‬كمن سورة التوبة‪ ،‬ج‪ ،5 :‬ص‪:‬‬
‫‪ .694‬رقم‪ .3095 :‬كالبيهقي‪ُ :‬ب الكربل؛ كتاب‪ :‬آداب القاضي‪ ،‬ابب‪ :‬ما يقضي بو القاضي كيفيت بو ا‪١‬تفيت‪ ،‬فإبٌو‬
‫غَت جائز لو أف يقلٌد أحدان من أىل دىره‪ ،‬كال أف ٭تكم أك يفيت ابالستحساف‪ ،‬ج‪ ،10 :‬ص‪ .198 :‬رقم‪.20350 :‬‬
‫الوثى ىن"‪،‬‬ ‫ً‬ ‫عن ع ًد ًم ب ًن ًو‬
‫حاًب‪ ،‬قاؿ‪ :‬أتيت النًَّ ي ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬كُب عن ًقي ً‬
‫اطر ٍح عنك ىذا ى‬ ‫يب من ذىب‪ .‬فقاؿ‪":‬اي ىعدم‪ ،‬ى‬ ‫صل ه‬
‫يي ى‬ ‫ي َّ‬ ‫ٌ‬
‫َّهم كابوا‬ ‫َّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫َّ‬ ‫ىً‬
‫كّنم‪ ،‬كلكنػ ي‬
‫يعبد ى‬
‫اَّلل"‪ ،‬قاؿ‪":‬أما إّنم ٓب يكوبيوا ي‬
‫ىباّنم أرىاب ناب من يدكف َّ‬
‫كر ى‬‫أحبارىم ي‬ ‫ك‪ٝ‬تعتيوي يقرأي ُب سورة براءة‪":‬اٗتى يذكا ى‬
‫يب ال بعرفو إالٌ من‬ ‫حديث غر ه‬
‫ه‬ ‫حريموا عليهم شيئان ىحَّريموهي"‪ .‬كقاؿ الًتمذم‪ :‬ىذا‬ ‫إذا أحلوا ‪٢‬تم شيئان استحلوهي‪ ،‬كإذا َّ‬
‫أعُت‪ :‬لي ٔتعركؼ ُب ا‪ٟ‬تديث‪ .‬كقاؿ انصر الدين األلبا٘ب‪ :‬حديث‬ ‫يف بن ٍ‬ ‫السبلـ بن حرب‪ ،‬ك يغطى ي‬ ‫حديث عبد ٌ‬
‫حسن‪ .‬ينظر‪ :‬انصر الدين األلبا٘ب‪ ،‬صحيح سنن الًتمذم‪ ،‬ط‪1420(1 :‬ق‪2000/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬مكتبة ا‪١‬تعارؼ للنشر‬
‫كالتوزيع‪ ،‬الرايض‪ ،‬ص‪.247 :‬‬
‫كركل البيهقي ‪٨‬توه عقب ا‪ٟ‬تديث السابق‪ :‬ج‪ ،10 :‬ص‪ .198 :‬رقم‪ .20351 :‬عن أيب ٍ ً‬
‫م قاؿ‪:‬‬‫البخ ىًت ًٌ‬
‫سئل حذيفةي ‪-‬هنع هللا يضر‪ -‬عن ىذه اآلية‪َّ ":‬اٗتى يذكا أ ٍ‬
‫ىحبى ىاريىم ىكيرٍىبىابػى يه ٍم أراباب من دكف هللا" أكابوا يصلٌوف ‪٢‬تم ؟ قاؿ‪":‬ال‪ ،‬كلكنٌهم‬
‫فيحرموبو‪ ،‬فصاركا بذلك أراباب"‪.‬‬
‫ك٭ترموف عليهم ما أح ٌل هللا ‪٢‬تم ٌ‬ ‫حرـ عليهم فيستحلٌوبو‪ٌ ،‬‬ ‫كابوا ٭تلٌوف ‪٢‬تم ما ٌ‬

‫‪165‬‬
‫احتج بو العلماء على إبطاؿ‬
‫الرؤساء‪ ،‬كقد ٌ‬ ‫ذـ تقليد اآلابء ك ٌ‬ ‫كىذا ُب القرآ يف كثَته من ٌ‬
‫الشبو كفر أحد‪٫‬تا كإٯتاف اآلخر‪ ،‬بل ىو‬ ‫التقليد غَت مكًتثُت بكوبو ُب الكفار‪ ،‬إذ لي كجو ٌ‬
‫آخر ُب أمر‬
‫آخر ى‬ ‫ب‪ ،‬ك ه‬ ‫آخىر فىأى ىذبى ى‬
‫حجة‪ ،‬كما لو قلٌد ىر يج هل ىر يجبلن فى ىك ىفىر‪ ،‬كآخهر ى‬
‫التقليد بغَت ٌ‬
‫كل ذلك‬ ‫ف‬‫ٌ‬ ‫أل‬ ‫د؛‬‫ل‬
‫ٌ‬ ‫للمق‬ ‫احد ملوـ‪ 1‬على التقليد بغَت حج و‬
‫ة‬ ‫دبيوم فأخطأ فيو الوجو‪ ،‬فإ ٌف كل ك و‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ه‬ ‫ٌ‬
‫ﭽﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔﭼ[التوبة‪:‬‬ ‫تقليد يشبو بعضو بعضان‪ ،‬كإف اختلفت اآلاثـ فيو‬
‫سليم لؤلصوؿ اليت‬ ‫ب التٌ ي‬ ‫كج ى‬
‫‪ ]115‬اآلية‪ ،‬كفيما ذكر أقول دليل على بطبلف التقليد‪ ،‬كإذا بىطى ىل ى‬
‫السنٌة كما ُب معنا‪٫‬تا‪ ،‬بدليل جامع بُت ذلك‪ ،‬كاألحاديث‬ ‫سليم ‪٢‬تا‪ ،‬كىي‪ :‬الكتاب ك ٌ‬ ‫‪٬‬تب التٌ ي‬
‫كثَتة؛ منها‪ :‬ما ركاه الشافعي بسنده إٔب ابن عبٌاس ‪-‬رضي هللا عنهما‪ ،-‬قاؿ‪ :‬قاؿ رسوؿ هللا‬
‫اَّللً فالعمل بًًو‪ ،‬ال عيذر ًألىح ود ًُب تىػركً ًو‪ ،‬فىًإف ىٓب ي يكن ًُب كًتى ً‬
‫اب‬ ‫اب َّ‬‫‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪":-‬مهما أيكتًيتيم من كًتى ً‬
‫ٍ‬ ‫ى ى‬ ‫ي‬ ‫ى‬
‫صح ًايب ًٔتىن ًزلىًة الن يج ًوـ ًُب‬ ‫ً‬ ‫ً ً‬ ‫ً‬
‫اَّلل‪ ،‬فى يسنَّةه م ًٌٍت ىماضيىةه‪ ،‬فىإف ىٓبٍ يى يكن يسن ًَّيت‪ ،‬فما قاؿ أ ى‬
‫صح ًايب‪ ،‬إ َّف أ ى‬
‫ًَّ‬
‫صح ًايب لى يكم ىر ٍ‪ٛ‬تىةه "‪ ،2‬كحديث "قبض العلم"‪،3‬‬ ‫ذًب بًًو اىتى ىديتيم‪ ،‬ىكاختً ىبل ي‬ ‫َّ ً‬
‫ؼأ ى‬ ‫ىخ ي‬‫الس ىماء فىأىٯتىا أ ى‬
‫ضلو ىف"‪.‬‬ ‫ضلو ىف كي ً‬ ‫كُب آخره "فىػيفتيو ىف بًغى ًَت ًعل وم فىػي ً‬
‫ىى‬ ‫ي‬ ‫ي‬

‫ص‪ .‬ينظر‪ :‬ابن عبد الرب‪ ،‬جامع‬ ‫ً‬


‫‪ُ -1‬ب األصل‪ :‬قادـ‪ .‬كُب س‪ :‬اندـ‪ .‬كما أثبت كرد ُب ا‪١‬تصدر الذم بيقل منو ىذا النٌ ٌ‬
‫بياف العلم كفضلو‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪.977 :‬‬
‫‪ - 2‬ضعيف‪ٓ :‬ب أقف عليو ُب مركايت الشافعي‪ ،‬كلكن ركاه ا‪٠‬تطيب ُب "الكفاية ُب علم الركاية"‪ :‬ابب‪ :‬ما جاء ُب‬
‫للسؤاؿ عنهم‪ ،‬كإٌ‪٪‬تا ‪٬‬تب ذلك فيمن دكّنم‪ .‬ص‪ .48 :‬كالبيهقي ُب‬ ‫تعديل هللا كرسولو للصحابة‪ ،‬كأبٌو ال ٭تتاج ٌ‬
‫تفرقوا فيها‪ .‬ص‪ .162 :‬رقم‪.152 :‬‬‫"ا‪١‬تدخل"‪ :‬ابب‪ :‬أقاكيل الصحابة ‪-‬مهنع هللا يضر‪ -‬إذا ٌ‬
‫مشهور‪ ،‬كأسابيده ضعيفةه‪ٓ ،‬ب يثبت ُب ىذا إسناد‪ ،‬كهللا أعلم"‪.‬‬
‫ه‬ ‫حديث متنو‬
‫ه‬ ‫قاؿ البيهقي ر‪ٛ‬تو هللا‪":‬ىذا‬
‫ينظر‪ :‬أبو بكر البيهقي‪ ،‬املدخل إىل السنن الُربل‪ ،‬ص‪.163 :‬‬
‫‪ - 3‬أخرجو‪ :‬البخارم‪ :‬كتاب‪ :‬االعتصاـ ابلكتاب كالسنة‪ ،‬ابب‪ :‬ما يذكر من ذـ الرأم كتكلف القياس‪ ،‬ج‪ ،9 :‬ص‪:‬‬
‫‪ .100‬رقم‪ .7307 :‬كمسلم‪ :‬كتاب‪ :‬العلم‪ ،‬ابب‪ :‬رفع العلم كقبضو‪ ،‬كظهور ا‪ٞ‬تهل كالفنت ُب آخر الزماف‪ ،‬ج‪،4 :‬‬
‫َّ ي ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬يقوؿ‪":‬إً َّف َّ‬ ‫ً‬ ‫ص‪ .2058 :‬رقم‪ .2673 :‬عن عبد ًَّ‬
‫ع العلم بعد أف‬ ‫اَّللى ال يػىٍن ًز ي‬ ‫اَّلل بن ىع ٍم ورك‪ :‬ى‪ٝ‬ت ٍع ي‬
‫ت النً َّ‬
‫اؿ‪ ،‬يستىفتىو ىف فىػيػ ٍفتيو ىف بًرأيً ًهم‪ ،‬فىػي ً‬
‫ضلو ىف‬ ‫انس يج َّه ه‬ ‫ً‬ ‫أعطىا يك يموهي ابتزاعان‪ ،‬كلكن ينتى ًزعو منهم مع قٍب ً‬
‫ي‬ ‫ى‬ ‫ي‬ ‫ض العلماء بعلمهم‪ ،‬فيبقى ه‬
‫ضلو ىف"‪.‬‬ ‫كي ً‬
‫ىى‬

‫‪166‬‬
‫ىعم ًاؿ ثىىبل ناث‪ ."...‬ذكر منها‬ ‫ً ً‬
‫اؼ ىعلىى أ َّيم ًيت من بىعدم من األ ى‬
‫كا‪ٟ‬تديث ا‪١‬تشهور‪":‬إ٘ب ألى ىخ ي‬
‫زلٌة العآب‪ ،‬كفيو‪ٌ ":‬أما العآب فإف اىتدل فبل تقلٌدكه دينكم" ا‪ٟ‬تديث‪ .1‬كقاؿ ابن عبٌاس‪ ":‬ىكيٍ هل‬
‫وؿ الٍ ىع ًآبي ىشٍيػئنا بًىرأٍيًًو يٍبَّ ىً‪٬‬ت يد ىم ٍن يى ىو‬
‫ات العيلى ىم ًاء"‪ ،‬قيل‪ :‬كيف ذلك؟ قاؿ‪":‬يىػ يق ي‬ ‫لً ٍؤلىتٍػب ًاع ًمن عثىػر ً‬
‫ى ٍ ىى‬
‫ً‬ ‫وؿ ًَّ‬
‫اَّلل ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ً -‬مٍنوي فىػيىػٍتػ يريؾ قىػ ٍولىوي ىذل ى‬
‫ك‪ ،‬كٯتىٍ ً‬ ‫أ ٍىعلىم بًرس ً‬
‫‪2‬‬
‫ضي ٍاألىتٍػبىاعي" ‪.‬‬ ‫ي ىي‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ىح يد يك ٍم دينىوي ىر يج نبل‪ ،‬إً ٍف ىآم ىن ىآم ىن‪ ،‬ىكإً ٍف ىك ىفىر ىك ىفىر‪ ،‬فىًإبَّوي‬
‫كقاؿ ابن مسعود‪":‬أىال‪ ،‬ىال يػي ىقلٌ ىد َّف أ ى‬
‫ك ىح َّىت يٕتىالً ى ىغٍيػىرهي"‪ .‬كقاؿ‬ ‫ً‬
‫ؼ ىخطىأى يم ىعلٌ ًم ى‬ ‫َّر" ‪ ،‬كقاؿ[أيٌوب] ‪":‬لىي ى تىع ًر ي‬
‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬
‫يسوىة ُب الشًٌ‬ ‫‪3‬‬
‫ىال ٍ ى‬
‫أ‬
‫اف يػي ىقلًٌ يد"‪.7‬‬
‫عبد هللا بن ا‪١‬تعتز‪":6‬ىال فىػر ىؽ بػُت ىهبًيم وة تيػ ىقاد كإًبٍس و‬
‫ٍ ىٍ ى ى ي ى ى‬ ‫ٌ‬

‫‪ - 1‬ركاه الطربا٘ب ُب "الكبَت"‪ :‬ج‪ ،17 :‬ص‪ .17 :‬كالبيهقي ُب "ا‪١‬تدخل"‪ :‬ابب‪ :‬ما ٮتشى من زلٌة العآب ُب العلم‪ ،‬أك‬
‫و‬ ‫عبد ًَّ‬ ‫العمل‪ ،‬ص‪ .442 :‬رقم‪ .830 :‬عن ىكثًَت ب ًن ً‬
‫ا‪١‬تزً٘ب عن أبيو عن ج ٌده قاؿ‪ :‬ي‬
‫‪ٝ‬تعت رسوؿ‬ ‫اَّلل ب ًن ىعم ًرك ب ًن ىعوؼ ى‬
‫اؼ ىعلىٍي ًهم ىزلَّةي ال ىع ًآب‪ ،‬ىكًم ٍن يح ٍك وم ىجائًور‪ ،‬ىكىى نول يمتَّبً وع"‪ .‬قاؿ ا‪٢‬تيثمي‪":‬ركاه‬ ‫ًَّ‬
‫ىخ ي‬‫اَّلل ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬يقوؿ‪ ...:‬فذكره‪ .‬ك٘تامو‪":‬إًًٌ٘ب أ ى‬
‫الطربا٘ب‪ ،‬كفيو كثَت بن عبد هللا ا‪١‬تز٘ب‪ ،‬كىو ضعيف‪ ،‬كبقية رجالو ثقات"‪ .‬ينظر‪ :‬ا‪٢‬تيثمي‪ ،‬رجمع الزكائد كمنبع الفوائد‪،‬‬
‫ج‪ ،5 :‬ص‪.239 :‬‬
‫‪ - 2‬أخرجو‪ :‬ابن عبد الرب‪ :‬ابب‪ :‬فساد التقليد كبفيو كالفرؽ بُت التقليد كاالتباع‪ ،‬ينظر‪ :‬ابن عبد الرب‪ ،‬جامع بياف‬
‫العلم كفضلو‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪ 984 :‬قم‪ .1877 :‬كا‪٠‬تطيب‪ :‬ابب‪ :‬القوؿ ُب السؤاؿ عن ا‪ٟ‬تادثة‪ ،‬كالكبلـ فيها قبل‬
‫كقوعها‪ ،‬ينظر‪ :‬ا‪٠‬تطيب‪ ،‬الفقيو كاملتفقو‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪.27 :‬‬
‫الصواب ما أثبت‪.‬‬
‫‪ٓ -3‬ب يرد ُب األصل‪ :‬ال‪ .‬ك ٌ‬
‫‪- 4‬ركاه‪ :‬ابن عبد الرب‪ :‬ابب‪ :‬فساد التقليد كبفيو‪ ،‬كالفرؽ بُت التقليد كاالتباع‪ ،‬ينظر‪ :‬ابن عبد الرب‪ ،‬جامع بياف العلم‬
‫كفضلو‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪ 987 :‬قم‪.1882 :‬‬
‫‪ -5‬سقطت من األصل‪ :‬يعطف ىذا القوؿ على كبلـ ابن مسعود‪ ،‬كىذا ما ييوىم أبٌو لو‪ ،‬كلي كذلك‪ ،‬فقد ذكره ابن‬
‫عبد الرب كبسبو إٔب أيوب ُب‪ :‬ابب‪ :‬فساد التقليد كبفيو‪ ،‬كالفرؽ بُت التقليد ك ً‬
‫االتٌباع‪ .‬ينظر‪ :‬ابن عبد الرب‪ ،‬جامع بياف‬ ‫ٌ‬
‫العلم كفضلو‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪ .988 :‬رقم‪ .1886 :‬عن أيٌوب ‪-‬ر‪ٛ‬تو هللا‪.-‬‬
‫صحح من "جامع بياف العلم كفضلو"‪.‬‬
‫‪ -6‬كردت ُب ‪ٚ‬تيع النسخ‪ :‬عبيد هللا بن ا‪١‬تغَتة‪ .‬كما أثبت ٌ‬
‫‪ -7‬ذكره ابن عبد الرب عقب األثر السابق عن أيوب‪ .‬ينظر‪ :‬ابن عبد الرب‪ ،‬جامع بياف العلم كفضلو‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪:‬‬
‫‪ .988‬رقم‪.1886 :‬‬

‫‪167‬‬
‫الرب‪ 1‬بسنده إٔب أيب سعيد الطربم قاؿ‪ :‬أبشد٘ب ا‪ٟ‬تسُت‪ 2‬بن علي بن‬ ‫كقاؿ ابن عبد ٌ‬
‫أىل زمابًًو‪[ :‬البحر‬
‫أفضل ً‬
‫ى‬ ‫ا‪ٟ‬تسُت بن علي بن عمر بن علي بن أيب طالب‪-‬هنع هللا يضر‪ -‬ككاف‬
‫ا‪١‬تتقارب]‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ك إً ٍف ‪٪‬تٍ ى‬
‫ت ىٓبٍ تىػٍنػتىبً ػ ػ ػ ػ ٍو‬ ‫يد تىػنى ياـ ىعلىى ذم الشَّبىػ ػ ػ ٍو *** ىك ىعل ػػَّ ى‬ ‫تيًر ي‬
‫ت بً ٍو‬ ‫اإللىػ ػ ػ ًو *** لًتىػ ٍل ىقى ًٍ‬
‫اإللىػ ػوى إً ىذا ًم َّ‬ ‫اب ًٍ‬ ‫ً ً‬ ‫ً‬
‫فى ىجاى ٍد ىكقىػلٌ ٍد كتى ى‬
‫َّاس يرٍىبىابىػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ يه ٍم *** ىكيكلٌّ ي‪٬‬تىػ ًاد يؿ ىع ٍن ىر ًاىب ػ ػػًٍو‬ ‫َّ‬
‫فىػ ىق ٍد قىػل ىد الن ي‬
‫ا‪ٟ‬تػى َّق ًُب يم ٍذ ىىبػ ػ ػػًٍو‬ ‫ط كً‬
‫احػ ػ ػ ػ هد *** ىكيكلٌّ يىػىرل ٍ‬ ‫ً‬ ‫ً ً‬
‫ىكل ٍل ىح ٌق يم ٍستىػٍنبػ ػ ػ ه ى‬
‫ىف *** بىػيىا ىف التَّػ ىفرًؽ ًم ٍن أ ٍىع ىجب ػػًٍو‬ ‫ب ىغٍي ػ ػ ػ ػ ػ ػىر أ َّ‬ ‫ً‬
‫يما أ ىىرل ىع ىج ػ ه‬
‫فىف ى‬
‫كما ركاه البيهقي عن الشافعي ٌأكؿ الفصل إٔب غَت ذلك‪.‬‬
‫كى ندل لرشده‪ ،‬إالٌ ٌأّنم قالوا‪ :‬إ ٌف ىذا كلَّو‬
‫كإبطاؿ لو ‪١‬تن فهمو‪ ،‬ي‬
‫ه‬ ‫بفي للتٌقليد‪،‬‬
‫كىذا كلٌو ه‬
‫ا‪ٟ‬تجة‪،‬‬
‫ألّنم ال يتبيٌنوف موقع ٌ‬ ‫فإّنم الب ٌد ‪٢‬تم من تقليد علمائهم ُب النٌازلة تنزؿ؛ ٌ‬
‫العامة؛ ٌ‬
‫لغَت ٌ‬
‫درجات‪ ،‬ال سبيل إٔب بيل أعبلىا ٌإال بنيل‬ ‫العلم‬ ‫ً‬
‫ه‬ ‫كال يىصليوف لعدـ الفهم إٔب علم ذلك؛ أل ٌف ى‬
‫العام ٌي‬
‫ا‪ٟ‬تجة‪ ،‬لكن احمل ٌققوف ‪ٛ‬تلوه على ٌ‬ ‫العامة كبُت طلب ٌ‬ ‫أسفلها‪ ،‬كىذا ىو ا‪ٟ‬تائل بُت ٌ‬
‫العامي‪ ،‬ك‪ٛ‬تل عليو‬
‫ص‪ ،‬كىو ا‪١‬تراد بوجوب العمل اب‪ٟ‬تديث لغَت ٌ‬
‫احملض الذم ال يعرؼ معٌت النٌ ٌ‬
‫ﭽﭚ ﭛ ﭜﭼ [النحل‪ ،]43 :‬كىو ا‪١‬تتبادر من عباراهتم اليت يطوؿ سردىا"‪ ،3‬إالٌ أ ٌف قوؿ‬
‫تقليد علمائًها‪ ،‬ك ٌأّنم ا‪١‬ترادكف‬
‫العامة عليها ي‬
‫قوؿ ا‪ٟ‬تافظ ابن عبد الرب‪ٓ":‬ب ٮتتلف العلماء ُب أ ٌف ٌ‬

‫‪ -1‬ينظر‪ :‬ابن عبد الرب‪ ،‬جامع بياف العلم كفضلو‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪.988 :‬‬
‫‪ -2‬السُت بن علي‪ :‬ا‪ٟ‬تسُت بن علً ٌي بن ا‪ٟ‬تسُت بن علي بن أيب طىالًب القرشي ا‪٢‬تامشي ا‪١‬تد٘ب‪ ،‬يقاؿ لو‪ :‬حسُت‬
‫اَّللً‪ًُ ،‬ب ذكر إمامة جربيل‬
‫مذم كالنٌسائي حديثان كاحدان عن كىب بن كيساف‪ ،‬عن جابر بن عبد َّ‬
‫الًت ٌ‬
‫األصغر‪ ،‬ركل لو ٌ‬
‫للن ي ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ .-‬ينظر‪ :‬ا‪١‬تزم (ت‪742 :‬ىػ) ‪ ،‬هتذَب الُماؿ يف أمساء الرجاؿ‪ ،‬ج‪ ،6 :‬ص‪.395 :‬‬
‫‪ - 3‬ينظر‪ :‬ابن عبد الرب‪ ،‬جامع بياف العلم كفضلو‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪ .988 :‬مع تغي وَت يس وَت ُب بعض الكلمات‪.‬‬

‫‪168‬‬
‫بقوؿ هللا عز كجل ﭽﭚ ﭛ ﭜﭼ [النحل‪ ،]43 :‬اآلية ‪..‬اْب"‪ ،1‬فيو بظر‪ :‬من حيث‬
‫حكاية اإل‪ٚ‬تاع ُب األمرين‪ ،‬كما ببٌو عليو بعض احمل ٌققُت‪:‬‬
‫األكؿ ‪ :‬فقد بقل األصفها٘ب‪ُ 2‬ب "تفسَته"‪ 3‬عن اإلماـ ابن دقيق العيد ما‬ ‫أمٌ ا ٌ‬
‫العامي عند من قاؿ بو من العلماء ىو‪ :‬أبٌو إذا سأؿ ُب ىذه األعصار‬ ‫مل ٌخصو‪ :‬أ ٌف اجتهاد ٌ‬
‫ا‪١‬تتضادة‪ ،‬أف يقوؿ‬ ‫ابالختيارات البشرية غَت ا‪١‬تعصومة بل ا‪١‬تختلفة‬ ‫اليت غلب فيها الفتول ً‬
‫ٌ‬
‫للمفيت‪ :‬ىكذا أمر هللاي كرسوليوي ؟‪ .‬فإف قاؿ‪ :‬بعم‪ .‬أى ىخ ىذ بقولو‪ ،‬كال يلزمو أكثر من ىذا البحث‪،‬‬
‫كال يلزـ ا‪١‬تفيت أف يذكر لو اآليٌة كا‪ٟ‬تديث‪ ،‬كما دالٌ عليو كاستخرج منهما بطريق األصوؿ‬
‫فعُت كاحدان من الفقهاء‪ ،‬أك‬
‫الصحيح‪ ،‬كإف قاؿ لو‪ :‬ىذا قوٕب‪ ،‬أك رأم فبلف‪ ،‬أك مذىبو‪َّ ،‬‬
‫ابتهره‪ ،‬أك سكت عنو‪ ،‬فلو طلب عآب غَته‪ ،‬حيث كاف يفتيو ْتكم هللا كرسولو"‪.4‬‬
‫ستفىت إالٌ العآب‬
‫ا‪ٟ‬تث على أبٌو ال يي ى‬
‫ئمة األربعة ُب ٌ‬
‫السلف‪ ،‬كخصوصان األ ٌ‬‫كمن تتبٌع أقواؿ ٌ‬
‫السنٌة‪ ،‬ىعلً ىم مصداؽ ما ذكرانه‪ ،‬كقد قاؿ عبد هللا بن اإلماـ أ‪ٛ‬تد‪ :‬قلت أليب‪:‬‬ ‫ابلكتاب ك ٌ‬
‫الرجل تنزؿ بو النٌازلة‪ ،‬كال ‪٬‬تد إالٌ قومان من أصحاب ا‪ٟ‬تديث كالركاية ال علم ‪٢‬تم ابلفقو‪ ،‬كقومان‬
‫ٌ‬

‫‪ -1‬ينظر‪ :‬ابن عبد الرب‪ ،‬جامع بياف العلم كفضلو‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪.988 :‬‬
‫مفسر‪،‬‬
‫الدين األصفها٘ب‪ ،‬أك األصبها٘ب‪ٌ :‬‬ ‫‪ -2‬األصفهاين‪٤ :‬تمود بن عبد الر‪ٛ‬تن بن أ‪ٛ‬تد بن دمحم‪ ،‬أبو الثناء‪ ،‬مش‬
‫كاف عا‪١‬تا ابلعقليات‪ .‬كلد كتعلٌم ُب أصبهاف‪ ،‬كرحل إٔب دمشق فأكرمو أىلها‪ .‬توُب سنة‪749 :‬ق‪ .‬لو مؤلٌفات ع ٌدة‬
‫منها‪ :‬التفسَت كىو ‪٥‬تطوط‪ ،‬البياف ُب شرح ‪٥‬تتصر ابن ا‪ٟ‬تاجب‪ .‬ينظر‪ :‬الزركلي‪ ،‬األعالـ‪ ،‬ج‪ ،7 :‬ص‪.176 :‬‬
‫الدين األصفها٘ب ب ػ ‪":‬كتاب أنوار القائق الرابنية يف تفسَت اللطائف القرآنية"‪ ،‬كقد قاـ‬ ‫يسمى تفسَت مش‬
‫‪ٌ -3‬‬
‫ا‪١‬تدكف الضخم ُب رسائل علمية لنيل درجة الدكتوراه‪،‬‬
‫ابلرايض بتحقيق ىذا ٌ‬
‫"قسم القرآف كعلومو" بكلية أصوؿ الدين ٌ‬
‫كامبل إال أبٌو ٓب يطبع حىت اآلف‪.‬‬
‫كقد ابتهى ٖتقيقو ن‬
‫‪ -4‬ينظر‪ :‬الفبل٘ب‪ ،‬إَقاظ ذنم أكىل األبصار‪ ،‬ص‪.39 :‬‬

‫‪171‬‬
‫من أصحاب الرأم ال علم ‪٢‬تم اب‪ٟ‬تديث‪ .‬قاؿ‪ :‬يسأؿ أصحاب ا‪ٟ‬تديث‪ ،‬كال يسأؿ أصحاب‬
‫ف ا‪ٟ‬تديث خَته من الرأم‪ .1‬إٔب غَت ذلك من أشياء يطوؿ ذكرىا‪.‬‬
‫الرأم‪ ،‬ضعي ي‬
‫كلي للمفيت أف يقوؿ لو‪ :‬ىذا حكم هللا‪ ،‬أك حكم رسولو‪ ،‬إالٌ إذا كاف منطوقان بو‪ ،‬أك‬
‫قوم ال ٌداللة ًج ٌدان؛ ْتسب كسعو كاستعداده‪ ،‬ك ٌأما إذا أفتاه‬ ‫مستخرجان و‬
‫بوجو ي‪٣‬تم وع عليو‪ ،‬أك َّ‬ ‫ي ى‬
‫ابستحساف أك مصاّب أك قوؿ صحايب أك بتقليد أك بقياس‪ ،‬فبل ‪٬‬توز لو أف يقولو لو‪ :‬ىذا‬
‫حكم هللا أك حكم رسولو‪ٍ ،‬بٌ ذكر حديث اإلبزاؿ على ا‪ٟ‬تكم ُب احملاصرة‪ ،2‬كقوؿ النٌ ي‬
‫حكم هللاً فيهم"‪ ،3‬أك كما قاؿ‪ ،‬كقاؿ‪:‬‬ ‫ً‬
‫َّك ال تىدرم ما ي‬ ‫ك‪ ،‬فىًإب ى‬ ‫‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪":-‬فأىب ًز‪٢‬تم على ح ً‬
‫كم ى‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫ىذا مع أ ٌف ذلك ا‪ٟ‬تي ٍك ىم قد يكوف منصوصان عليو ٌإما ابللٌفظ القرآ٘ب‪ ،‬أك النٌبوم‪ ،‬أك العمل‬
‫الصحيح من النٌ ي ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ُ -‬ب مغازيو‪ ،‬بل ىو الغالب عليو‪ ،‬فكيف ابلقياس ك‪٨‬توه من األمور‬
‫ٌ‬
‫ا‪١‬تتعارضة‪ ،‬اليت ال ٮتلو كاح هد منها عن ا‪١‬تعارضة ٔتا ىو أقول منو؟‪ .‬قاؿ‪ :‬كأخرب٘ب بو صاحبينا‬
‫الفقيوي العبلٌمةي كماؿ ال ٌدين جعفر بن ثعلب األدفوم‪ 4‬عن أيب الفتح العبلمة اجملتهد تقي‬

‫‪ -1‬ينظر‪ :‬أبو عبد هللا أ‪ٛ‬تد بن دمحم بن حنبل الشيبا٘ب‪ ،‬مسائل أمحد بن حنبل ركاَة ابنو عبد هللا‪ ،‬تح‪ :‬زىَت‬
‫الشاكيش‪ ،‬ط‪1401(1 :‬ىػ‪1981/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬ا‪١‬تكتب اإلسبلمي‪ ،‬بَتكت‪ ،‬ص‪ .438 :‬قم‪.1585 :‬‬
‫مطوالن‪ ،‬كتاب‪ :‬ا‪ٞ‬تهاد كالسَت‪ ،‬ابب‪ :‬أتمَت اإلماـ األمراء على البعوث‪ ،‬ككصيتو إايىم آبداب الغزك‬ ‫‪ - 2‬أخرجو‪ :‬مسلم ٌ‬
‫كغَتىا‪ ،‬ج‪ ،3 :‬ص‪ .1357 :‬رقم‪ .1731 :‬من حديث بريدة ‪-‬هنع هللا يضر‪.-‬‬
‫ص ون فىأ ىىر ياد ى‬
‫كؾ أى ٍف‬ ‫ً‬
‫ت أ ٍىى ىل ح ٍ‬
‫اص ٍر ى‬
‫‪ - 3‬ذكر ىذا ا‪ٟ‬تديث اب‪١‬تعٌت‪ ،‬كلذلك قاؿ‪ :‬أك كما قاؿ‪ .‬كلفظو عند مسلم‪":‬كإذا ىح ى‬
‫كم هللاً فيهم أـ‬ ‫يب يح ى‬
‫ً‬
‫َّك ىال تدرم أىتيص ي‬ ‫ك‪ ،‬فىإًب ى‬ ‫تين ًز‪٢‬تم علىى حك ًم هللاً‪ ،‬فى ىبل تينز‪٢‬تم علىى حك ًم هللاً‪ ،‬كلىكًن أىب ًز‪٢‬تم علىى ح ً‬
‫كم ى‬ ‫ي ى ي‬ ‫ى‬ ‫ى ي‬ ‫ى ي‬
‫ىال"‪.‬‬
‫‪ -4‬األدفوم‪ :‬جعفر بن تغلب بن جعفر‪ ،‬الفقيو األديب كماؿ الدين أبو الفضل الشافعي‪ .‬صنٌف يكتبان منها‪ :‬اإلمتاع‬
‫الدين أبو ا‪١‬تعإب دمحم ابن عبد‬
‫السماع‪ .‬كاتريخ الصعيد‪ .‬كلو بظم كبثر‪ .‬توُب سنة‪748 :‬ق‪ .‬ينظر‪ :‬مش‬
‫ُب أحكاـ ٌ‬
‫الر‪ٛ‬تن بن الغزم (ت‪1167 :‬ىػ)‪ ،‬دَواف اإلسالـ‪ ،‬تح‪ :‬سيد كسركم حسن‪ ،‬ط‪1411(1 :‬ىػ‪1990/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار‬
‫الكتب العلمية‪ ،‬بَتكت‪ ،‬لبناف‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪.94 :‬‬

‫‪170‬‬
‫كراسان‪ ،‬ككتبها ُب مرض موتو‪،‬‬
‫ال ٌدين بن دقيق العيد‪ ،‬كأبٌو طلب منو ىكىرقان ‪٨‬تو ‪ٜ‬تسة عشر ٌ‬
‫‪1‬‬
‫فلما مات أخرجناىا‪ ،‬فإذا ىي ُب ٖتر‪ٙ‬ب التقليد مطلقان" ‪.‬ابتهى‪.‬‬
‫كجعلها ٖتت رأسو ٌ‬
‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬
‫ابلسؤاؿ‬
‫ٌ‬ ‫ا‪١‬تأمور‬ ‫ف‬
‫ٌ‬ ‫أ‬ ‫على‬ ‫ين‬
‫ر‬ ‫ا‪١‬تفس‬
‫ٌ‬ ‫أكثر‬
‫ك‬ ‫البغوم‬
‫ك‬ ‫كأمٌ ا الثاين ‪ :‬فإ ٌف ابن جرير‬
‫‪٤‬تمد ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ ،-‬كقو‪٢‬تم‪ :‬هللا أعظم من أف يكوف رسوليو‬
‫ببوة ٌ‬
‫مشركو العرب ُب مقابلة إبكارىم ٌ‬
‫‪٤‬تمد ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ ،-‬فهبلٌ بعث إلينا ىملىكان‪ ،‬فأبزؿ هللا تعأبﭽﭘ ﭙ ﭚ ﭛ‬
‫بشران مثل ٌ‬
‫ﭜ ﭝ ﭞ ﭟﭼ[يوب ‪،]2 :‬ﭽﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ‬
‫ً‬
‫كخص‬
‫ٌ‬ ‫ﮛﭼ[يوسف‪ ]109:‬اآليتُت‪ ،‬فال ٌذ ٍكر‪ :‬التوراةي ك ي‬
‫اإل‪٧‬تيل‪ ،‬كأىلو‪ :‬اليهود كالنصارل‪،‬‬
‫أقرب منهم إٔب تصديق من آمن‬
‫ٔتحمد ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬ي‬
‫سؤا‪٢‬تم؛ أل ٌف ا‪١‬تشركُت إٔب تصديق من ىك ىفىر ٌ‬
‫سل اليت أتتهم أـ مبلئكة؟ ﭽﮔ‬ ‫بو‪ ،‬فا‪١‬تعٌت فاسئلوا أىل الكتب ا‪١‬تاضية أىبى ىشران كابت ٌ‬
‫الر ي‬
‫ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﭼ[يوسف‪]109 :‬؛ أم بى ىشران ال مبلئكة من‬

‫‪ -1‬ينظر‪ :‬دمحم بن علي الشوكا٘ب‪ ،‬القوؿ املفيد يف أدلٌة ااجتهاد كالتقليد‪ ،‬ص‪ .50 :‬الفبلٌ٘ب‪ ،‬إَقاظ ذنم أكىل‬
‫األبصار‪ ،‬ص‪.39 :‬‬
‫رسل إٔب ىمن قبلكم‬ ‫‪ -2‬قاؿ ابن جرير‪":‬فاسألوا أىل الذكر" يقوؿ ‪١‬تشركي قريش‪ :‬كإف كنتم ال تعلموف أ ٌف الذين كنٌا بي ً‬
‫رجاؿ من بٍت آدـ مثل دمحم ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ ،-‬كقلتم‪ :‬ىم مبلئكة‪ :‬أم ظننتم أ ٌف هللا كلٌمهم قببلن فاسألوا أىل ال ٌذكر‪،‬‬
‫من األمم ه‬
‫كىم الذين قد قرءكا ال يكتيب من قبلهم؛ التوراة كاإل‪٧‬تيل‪ ،‬كغَت ذلك من يكتيب هللا اليت أبز‪٢‬تا على عباده"‪ .‬ينظر‪ :‬ابن‬
‫جرير‪ ،‬جامع البياف يف أتكَل القرآف‪ ،‬تح‪ :‬أ‪ٛ‬تد دمحم شاكر‪ ،‬ط‪1420(1 :‬ىػ‪2000/‬ـ)‪ ،‬مط‪ٌ :‬‬
‫مؤسسة الرسالة‪ ،‬ج‪:‬‬
‫‪ ،17‬ص‪.207 :‬‬
‫‪ -3‬قاؿ البغوم‪":‬كما أرسلنا من قبلك إالٌ رجاالن بوحي إليهم" بزلت ُب مشركي م ٌكة حيث أبكركا ببوة دمحم ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪،-‬‬
‫كقالوا‪ :‬هللا أعظم من أف يكوف رسوليو بشران‪ ،‬فهبلَّ بعث إلينا ىملىكان‪ ،‬فاسألوا أىل الذكر"؛ يعٍت مؤمٍت أىل الكتاب‪،‬‬
‫"إف كنتم ال تعلموف"‪ .‬ينظر‪ :‬البغوم‪ ،‬معامل التنزَل يف تفسَت القرآف‪ ،‬تح‪ :‬حققو دمحم عبد هللا النمر‪ ،‬مط‪:‬دار طيبة‬
‫للنشر كالتوزيع‪ ،‬ط‪1417(4 :‬ىػ‪1997/‬ـ)‪ ،‬ج‪ ،5 :‬ص‪.20 :‬‬
‫كم عن ‪٣‬تاىد‪ ،‬عن ابن عبٌاس‪ ،‬أ ٌف ا‪١‬تراد أبىل الذكر‪ :‬أىل الكتاب‪ .‬كقالو‬
‫‪ -4‬ذكر ابن كثَت ىذا ا‪١‬تعٌت كقاؿ‪":‬كىكذا ير ى‬
‫‪٣‬تاىد كاألعمش‪ .‬ينظر‪ :‬ابن كثَت‪ ،‬تفسَت القرآف العظيم‪ ،‬تح‪ :‬سامي بن دمحم سبلمة‪ ،‬ط‪1420(2 :‬ىػ‪1999/‬ـ)‪،‬‬
‫مط‪ :‬دار طيبة للنشر كالتوزيع‪ ،‬ج‪ ،4 :‬ص‪.492 :‬‬

‫‪171‬‬
‫السيوطي ُب "ال ٌدر ا‪١‬تنثور"‪ 1‬بلفظ‪ ،‬كأخرج ابن جرير كابن أيب‬
‫السماء كما قلتم‪ ،‬كذكره ٌ‬
‫أىل ٌ‬
‫حاًب عن ابن عبٌاس ‪...‬اْب‪.2‬‬
‫‪3‬‬
‫الرجاؿ‪،‬‬ ‫اء‬
‫ى ٌ‬ ‫ر‬ ‫آ‬ ‫اـ‬
‫و‬ ‫الع‬ ‫تقليد‬ ‫كجوب‬ ‫على‬ ‫قلت‪ :‬كاآلايت تعيٌػنيو‪ ،‬كعليو فبل داللة ُب اآلية‬
‫ي‬
‫الرأم دينان كمذىبان‪ ،‬كإف كاف رجوعهم إٔب العلماء كاجبان ُب بفسو بقطع النٌظر عن‬ ‫ك ٌاٗتاذىم ٌ‬
‫ث‪ ،‬يسأؿ العآب عن حكم هللا‬ ‫أخذه من اآلية ال ٔتعٌت التٌقليد‪ ،‬بل ٔتعٌت أ ٌف للجاىل البح ى‬
‫كرسولو فيما بزؿ بو‪ ،‬فإذا أخربه بو يعمل بو متٌبعان لكتاب هللا كسنٌة رسولو ُب ا‪ٞ‬تملة‪ ،‬يمص ٌدقان‬
‫حكم هللا رسولو‪ ،‬كإف ٓب يعلم كجو ال ٌداللة‪ ،‬كال يكوف هبذا ا‪١‬تقدار‬
‫العآبى ُب إخباره أب ٌف ىذا ي‬
‫مقلٌدان‪ ،‬أال ترل أبٌو لو ظهر لو أ ٌف حكمها ٓتبلؼ ما قاؿ لرجع عنو‪ ،‬كٓب يناضل لو‪ٓ ،‬تبلؼ‬
‫كأتكؿ‪ ،‬كهبذا‬
‫كتعصب ٌ‬
‫ا‪١‬تقلٌد فإبٌو إ‪٪‬تا يسأؿ عن مذىب إمامو‪ ،‬كلو ظهرت لو ا‪١‬تخالفة ٓب يرجع ٌ‬
‫العامي‪ ،‬كقاؿ حافظ‬ ‫‪4‬‬ ‫ً‬
‫كيتجو قوؿ ابن دقيق العيد ابجتهاد ٌ‬‫يتٌضح الفرؽ بُت االتٌباع كالتقليد ‪ٌ ،‬‬
‫ا‪١‬تغرب أبو عمر بن عبد الرب‪ :‬ال خبلؼ ُب فساد التقليد بُت علماء األمصار فأغٌت ذلك عن‬
‫‪5‬‬
‫اإلكثار ‪.‬‬

‫ذـ التقليد كتاابن كسنٌةن ال ي٭تاط هبا‪ ،‬كقد سبق منها ما فيو كفايةه‪ ،‬كمن‬
‫كاب‪ٞ‬تملة فأدلٌة ٌ‬
‫أصرحها قوؿ هللا عز كجل ﭽﰀ ﰁ ﰂ ﰃﭼ [النساء‪ ]59 :‬اآلية‪ ،‬فأمر ٌ‬
‫ابلرد إليو كإٔب رسولو‬
‫جل شأبو ﭽﮁ ﮂ ﮃ‬
‫كحرـ التقليد‪ ،‬كقولو ٌ‬
‫الرد إليهما‪ٌ ،‬‬
‫األئمة فوجب ٌ‬
‫عند التنازع‪ ،‬كقد تنازع ٌ‬
‫كثٌت ٔتا‬ ‫ﮄﭼ [األعراؼ‪ ]33 :‬اآلية‪ ،‬فمراتب ٌ‬
‫احملرمات أربع‪ :‬بدأ أبسهلها كىو الفواحش‪ٌ ،‬‬

‫السيوطي‪ ،‬الدر املنثور‪( ،‬د ت ط)‪ ،‬مط‪ :‬دار الفكر‪ ،‬بَتكت‪ ،‬ص‪ ،5 :‬ص‪.132 :‬‬ ‫‪ -1‬ينظر‪ :‬جبلؿ ال ٌدين ٌ‬
‫كلفظو‪":‬أخرج ابن جرير كابن أيب حاًب عن ابن عبَّاس قاؿ‪١ :‬تا بعث هللا ي‪٤‬تى َّمدان ىر يسوالن أبكرت العرب ذلك‪ ،‬كمن أبكر‬
‫منهم قالوا‪ :‬هللا أعظم من أف يكوف ر يسوليو بشران مثل ي‪٤‬تى َّمد"‪.‬‬
‫‪ -2‬ينظر‪ :‬الفبلٌ٘ب‪ ،‬إَقاظ ذنم أكىل األبصار‪ ،‬ص‪.40 :‬‬
‫الصواب ما أثبت‪.‬‬
‫‪ُ - 3‬ب س‪ :‬كعليو فاألدلٌة ُب اآلية‪ .‬ك ٌ‬
‫‪ -4‬ينظر‪ :‬الفبلٌ٘ب‪ ،‬إَقاظ ذنم أكىل األبصار‪ ،‬ص‪.40 :‬‬
‫‪ -5‬ينظر‪ :‬ابن عبد الرب‪ ،‬جامع بياف العلم كفضلو‪ ،‬ابب‪ :‬فساد التقليد كبفيو‪ ،‬كالفرؽ بُت التقليد كاالتٌباع‪ ،‬ج‪،2 :‬‬
‫ص‪.995 :‬‬

‫‪172‬‬
‫الشرؾ‪ ،‬كختم ٔتا ىو أش ٌد‬ ‫ىو أش ٌد ٖترٯتان منها كىو اإلٍب كالظلم‪ ،‬كثلٌث ٔتا ىو أعظم ٖترٯتان كىو ٌ‬
‫ٖترٯتان من ا‪ٞ‬تميع كىو القوؿ على هللا ببل علم‪ .‬كال ٯتًتم أح هد ُب أ ٌف الرأم لي من العلم كال‬
‫و‬
‫الفقو ُب شيء‪ ،‬كما يعلم من معٌت وٌ‬
‫كل‪ ،‬كقد أكضح العبلٌمة الفبلٌ٘ب ‪-‬هنع هللا يضر‪ -‬ذلك‪ ،‬كأكرد‬
‫األدلٌة ا‪١‬تابعة من تسميتو علمان أك فقهان‪.‬‬

‫فإف قيل‪ :‬ا‪١‬تذموـ تقليد غَت ا‪١‬تهتدم إلضبللو‪ ،‬كما قاؿ تعأب ﭽﮃ ﮄ ﮅ‬
‫ً‬
‫ذمو هللا‪ ،‬فجواب اإليراد فيو‪:‬‬ ‫ﮆﭼ[األحزاب‪ ]67 :‬اآلية‪ ،‬ك ٌأما تقليد من يىد ى‬
‫م مقلٌ يده فما ٌ‬
‫حىت يتَّبع ما أبزؿ هللا على رسولو‪ ،‬فهذا ا‪١‬تقلٌد إف كاف يعرؼ ما‬ ‫فإ ٌف العبد ال يكوف يمهتداين ٌ‬
‫ضاؿ ابعًتافو على بفسو‪ ،‬فمن‬ ‫مهتد كلي ٔتقلٌد‪ ،‬كإالٌ فهو جاىل ٌّ‬ ‫أبزؿ هللا على رسولو فهو و‬
‫ه‬
‫كل سؤاؿ يي ىوريد ُب ىذا الباب‪.‬‬
‫ؼ مع ذلك أبٌو على يى ندل ُب تقليده‪ ،‬كىو جواب ٌ‬ ‫أين ىعىر ى‬
‫األئمة ا‪١‬تقلَّدين ُب ال ٌدين على يى ندل‪ ،‬فمقلًٌدكىم على يى ندل‬
‫قركف أب ٌف ٌ‬ ‫فإف قيل‪ :‬فإبٌكم يم ٌ‬
‫مبطل لتقليدىم قطعان‪ ،‬فإ ٌف طريقهم كابت‬
‫ألّنم سالكوف ىخ ٍلفهم‪ ،‬قلنا‪ :‬يسلويكهم ىخ ٍلفهم ه‬
‫قطعان؛ ٌ‬
‫ا‪ٟ‬تجة كارتكب ما ّنوا عنو‪،‬‬
‫رت لك بقلو عنهم‪ ،‬فمن ترؾ ٌ‬ ‫ا‪ٟ‬تجة كالنٌهي عن تقليدىم‪،‬كما أى ٍكثى ي‬
‫ٌ‬
‫كّنى هللا كرسولو عنو قبلهم فلي على طريقهم‪ ،‬بل ىو من ا‪١‬تخالفُت ‪٢‬تم‪ ،‬كإٌ‪٪‬تا يكوف على‬
‫ص‪،‬‬‫الصر٭تة األكيدة ُب ترؾ أقوا‪٢‬تم عند النٌ ٌ‬
‫ا‪ٟ‬تجة كابقاد لل ٌدليل كألكامرىم ٌ‬
‫طريقهم من اتٌبع ٌ‬
‫الذـ كالبطبلف فكيف يقاؿ بوجوبو كا‪٨‬تصاره ُب‬ ‫كإذا بلغ التقليد ُب ال ٌدين ىذا ا‪١‬تبلغ من ٌ‬
‫‪.1‬‬
‫لرد زعمو‬
‫أشخاص ا‪١‬تعقود ٌ‬

‫‪ -1‬ينظر‪ :‬ابن القيم‪ ،‬أعالـ املوقعُت‪ ،‬ج‪ ،3 :‬ص‪.449 :‬‬


‫ا‪١‬تتأخرين أجاز التقليد‪ ،‬كلو كاف فيو ‪٥‬تالفةي بصوص‬ ‫خطَت ينبغي ٖترير ا‪١‬تقاؿ فيو؛"فإ ٌف بعض ٌ‬ ‫ه‬ ‫مقاـ‬
‫ىذا ه‬
‫ٕترأ العو ٌاـ على ا‪٠‬توض‬
‫حىت ٌ‬‫كالصاكم كأضرابو‪ ،‬كعليو أكثر ا‪١‬تقلٌدين للمذاىب‪ ،‬كبعضهم منع التقليد مطلقان‪ٌ ،‬‬ ‫الوحي؛ ٌ‬
‫علم ابالجتهاد كال آالتو‪ ،‬كالتحقيق‪:‬‬ ‫ً‬
‫صح من ا‪ٟ‬تديث‪ ،‬كلي لو ه‬ ‫ُب االستنباط‪ ،‬فًتل الواحد منهم ي ٌدعي أبٌو يعمل ٔتا ٌ‬
‫‪٥‬تتلف فيو؛ ٌأما التقليد ا‪ٞ‬تائز الذم ال يكاد ٮتالف فيو‬
‫ه‬ ‫جائز‪ ،‬كمنو ما لي ّتائ وز‪ ،‬كمنو ما ىو‬‫أ ٌف التقليد منو ما ىو ه‬
‫العامي عا‪١‬تان أىبلن لل يفتيا ُب انزلة بزلت بو‪ ،‬كىذا النوع من التقليد كاف شائعان ُب زمن النٌ ي‬
‫أح هد من ا‪١‬تسلمُت‪ :‬فهو تقليد ٌ‬
‫‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬كال خبلؼ فيو‪ .‬قاؿ القرايف‪ :‬ابعقد اإل‪ٚ‬تاع على أ ٌف من أسلم فلو أف يقلٌد من شاء من العلماء من غَت حجر‪.‬‬
‫يستفيت أاب ىريرة كمعاذ بن جبل كغَت‪٫‬تا‪ ،‬كيعمل‬
‫ى‬ ‫كأ‪ٚ‬تع الصحابة على أ ٌف من استفىت أاب بكر كعمر كقلٌد‪٫‬تا فلو أف‬

‫‪173‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬‬
‫فيما للعلماء في انحصار التق ليد في األئمّة األربعة‬
‫‪-‬رضي هللا عنيم‪-‬‬
‫إبطاؿ ما رتٌبوا عليو ىذا من دعول ابقراض اجملتهدين‬
‫االجتهاد ى‬ ‫قد علمت من ابب ً‬
‫ى‬
‫عدىم‪ ،‬كما يتعلٌق بذلك ٔتا فيو كفاية‪ ،‬فأذكر لك ُب ىذا الفصل شيئان ‪٦‬تٌا فيو ٓتصوصو‪ ،‬قاؿ‬‫بى ى‬
‫مذىب من األربعة لي بواجب‬ ‫و‬ ‫بصو‪":‬التزاـ‬ ‫ما‬ ‫رسالتو‬ ‫ُب‬ ‫‪1‬‬
‫الركمي ا‪ٟ‬تنفي‬
‫ٌ‬ ‫العبلٌمة ‪٤‬تي ال ٌدين ٌ‬

‫‪٤‬تل الغرض منو‪ .‬كما ذكره من ابعقاد اإل‪ٚ‬تاعُت‬


‫بقو‪٢‬تم بغَت بكَت‪ ،‬فمن ٌادعى رفع ىذين اإل‪ٚ‬تاعُت فعليو الدليل‪ .‬ابتهى ٌ‬
‫صحيح كما ال ٮتفى‪ ،‬فاألقواؿ ا‪١‬تخالفة ‪٢‬تما من متأخرم األصوليُت كلٌها ‪٥‬تالفة لئل‪ٚ‬تاع‪ .‬كبعض العلماء يقوؿ‪ :‬إف‬
‫العامي ا‪١‬تذكور للعآب كعملو بفتياه من االتباع ال من التقليد‪ .‬كالصواب‪ :‬أ ٌف ذلك تقلي هد مشركعه ه‬
‫‪٣‬تمع على‬ ‫تقليد ٌ‬
‫مشركعيتو‪.‬‬
‫كأما ما ليس من التقليد جبائز بال خالؼ‪ ،‬فهو تقليد اجملتهد الذم ظهر لو ا‪ٟ‬تكم ابجتهاده ‪٣‬تتهدان آخر‪،‬‬ ‫ٌ‬
‫يرل خبلؼ ما ظهر لو ىو؛ لئل‪ٚ‬تاع على أ ٌف اجملتهد إذا ظهر لو ا‪ٟ‬تكم ابجتهاده ال ‪٬‬توز لو أف يقلٌد غَته ا‪١‬تخالف‬
‫لرأيو‪.‬‬
‫كغَتىم من القركف ا‪١‬تشهود ‪٢‬تم اب‪٠‬تَت‪ ،‬فهو تقليد‬ ‫كأما نوع التقليد الذم خالف فيو املتأ ٌخركف الصحابةي ي‬
‫كتاب كال سنٌ وة‪ ،‬كٓب يقل بو‬
‫بص من و‬ ‫معُت دكف غَته‪ ،‬من ‪ٚ‬تيع العلماء؛ فإ ٌف ىذا النٌوع من التقليد‪ٓ ،‬ب يرد بو ٌّ‬ ‫رجل ك و‬
‫احد ٌ و‬ ‫و‬
‫األئمة األربعة‬
‫‪٥‬تالف ألقواؿ ٌ‬ ‫ه‬ ‫أح هد من أصحاب رسوؿ هللا ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬كال أح هد من القركف الثبلثة ا‪١‬تشهود ‪٢‬تم اب‪٠‬تَت‪ ،‬كىو‬
‫معُت دكف غَته‪ ،‬من ‪ٚ‬تيع علماء ا‪١‬تسلمُت‪ .‬فتقليد‬ ‫رجل ك و‬
‫احد ٌ و‬ ‫‪-‬ر‪ٛ‬تهم هللا‪ ،-‬فلم يقل أح هد منهم اب‪ٞ‬تمود على قوؿ و‬
‫فليعُت لنا رجبلن كاحدان من القركف الثبلثة األيىكؿ‪ ،‬التزـ‬
‫ا‪١‬تعُت من بدع القرف الرابع‪ ،‬كمن ي ٌدعي خبلؼ ذلك‪ٌ ،‬‬ ‫العآب ٌ‬
‫معُت‪ ،‬كلن يستطيع ذلك أبدان؛ ألبٌو ٓب يقع البتة"‪ .‬ينظر‪ :‬دمحم األمُت الشنقيطي‪ ،‬أضواء البياف يف‬ ‫رجل ك و‬
‫احد ٌ و‬ ‫مذىب و‬
‫إَضاح القرآف ابلقرآف‪ ،‬ط‪1415( :‬ىػ‪1995/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار الفكر‪ ،‬بَتكت‪ ،‬لبناف‪ ،‬ج‪ ،7 :‬ص‪ .306 :‬القراُب‪،‬‬
‫شرح تنقيح الفصوؿ‪ ،‬ص‪.432 :‬‬
‫الركمي النفي‪ :‬دمحم بن سليماف بن سعد بن مسعود الركمي ا‪ٟ‬تنفي ‪٤‬تيي الدين‪ ،‬أبو عبد هللا‬ ‫‪ -1‬حمي ال ٌدَن ٌ‬
‫السيوطي ‪ 14‬سنة‪ ،‬لو تصابيف ع ٌدة‬ ‫ً‬
‫الكافيىجي‪ ،‬من كبار العلماء اب‪١‬تعقوالت‪ ،‬ركمي األصل‪ ،‬اشتهر ٔتصر‪ ،‬كالزمو ٌ‬
‫أغلبها ‪٥‬تطوط منها‪ :‬التيسَت ُب قواعد التفسَت‪ ،‬اإلحكاـ ُب معرفة اإلٯتاف كاألحكاـ‪٥ ،‬تتصر ُب علم اإلرشاد‪ .‬توُب‬
‫سنة‪ 879 :‬ق‪ .‬ينظر‪ :‬جبلؿ الدين السيوطي (ت‪911 :‬ىػ)‪ ،‬بغية الوعاة يف طبقات اللغوَُت كالنحاة‪ ،‬تح‪ :‬دمحم أبو‬

‫‪174‬‬
‫أم و‬ ‫كل ك و‬ ‫ابتداء‪ ،‬بل ‪٬‬توز ً و‬
‫مفت اختاره‪ ،‬كيعمل ْتكمو كما كاف‬ ‫اقعة َّ‬ ‫ستفيت ُب ًٌ‬
‫لكل أحد أف يى ى‬ ‫ٌ‬ ‫ن‬
‫‪1‬‬
‫الصحابةي كالتٌابعوف ‪-‬مهنع هللا يضر‪ .-‬ىذا ىو مذىب ا‪ٞ‬تمهور كاختاره اإلماـ ابن‬
‫ُب القركف الفاضلة ٌ‬
‫ا‪٢‬تيماـ"‪ ،2‬كبيًق ىل عن صاحب "العقد الفريد"‪ 3‬عن النٌوكم أتييده حيث قاؿ‪":‬كالذم يقتضيو‬
‫‪4‬‬
‫لعل من‬
‫ٌ‬ ‫ك‬ ‫خص‪،‬‬ ‫للر‬
‫ٌ ٌ‬ ‫ع‬
‫و‬ ‫تتب‬ ‫غَت‬ ‫من‬ ‫لكن‬ ‫فق‪،‬‬‫ٌ‬‫ت‬ ‫ا‬ ‫من‬ ‫أك‬ ‫شاء‬ ‫من‬ ‫ال ٌدليل أبٌو اليلزمو بل يستفيت‬
‫‪7‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪5‬‬
‫العام ٌي‪ ،‬ىل لو مذىب يلزمو‪،‬‬‫كرجح احمل ٌققوف ا‪٠‬تبلؼ ُب ٌ‬ ‫منعو ٓب يثق بعدـ تتبٌعو ‪...‬اْب" ‪ٌ ،‬‬

‫الفضل إبراىيم‪( ،‬د ت ط)‪ ،‬مط‪ :‬ا‪١‬تكتبة العصرية‪ ،‬لبناف‪ ،‬صيدا‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪ .117 :‬الزركلي‪ ،‬األعالـ‪ ،‬ج‪ ،6 :‬ص‪:‬‬
‫‪.150‬‬
‫‪ -1‬ينظر‪ :‬ابن ا‪٢‬تماـ‪ ،‬التقرَر كالتحبَت‪ ،‬ابن أمَت ا‪ٟ‬تاج على التحرير ُب أصوؿ الفقو‪ ،‬تح‪ :‬عبد هللا ‪٤‬تمود دمحم عمر‪،‬‬
‫ط‪1419(1 :‬ىػ‪1999/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بَتكت‪ ،‬لبناف‪ ،‬ج‪ ،3 :‬ص‪ .446 :‬إماـ ا‪ٟ‬ترمُت ا‪ٞ‬تويٍت‬
‫(ت‪478 :‬ىػ)‪ ،‬ااجتهاد (من كتاب التلخيص إلماـ الرمُت)‪ ،‬تح‪ :‬د‪ .‬عبد ا‪ٟ‬تميد أبو زبيد‪ ،‬ط‪1408(1 :‬ق)‪،‬‬
‫مط‪ :‬دار القلم‪ ،‬دارة العلوـ الثقافية‪ ،‬دمشق‪ ،‬بَتكت‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪ٖ( 96 :‬تقق منو)‪ .‬بدر الدين الزركشي‬
‫(ت‪794:‬ىػ)‪ ،‬تشنيف املسامع جبمع اجلوامع‪ ،‬ج‪ ،4 :‬ص‪.619 :‬‬
‫‪ -2‬رسالة ‪٤‬تيي الدين الركمي ٓب أقف عليها‪ ،‬كإٌ‪٪‬تا كقفت على كتاب بعنواف "خالصة التحقيق يف بياف حُم التقليد‬
‫كالتلفيق" لعبد الغٍت النابلسي ا‪ٟ‬تنفي (ت‪1143 :‬ق)‪ ،‬كا‪١‬تبلحظ على ىذا األخَت أ ٌف العبارة ا‪١‬تنقولة بتمامها مذكورةه‬
‫فيو‪ .‬ينظر‪ :‬لعبد الغٍت النابلسي ا‪ٟ‬تنفي (ت‪1143 :‬ق)‪ ،‬خالصة التحقيق يف بياف حُم التقليد كالتلفيق‪ ،‬ط‪:‬‬
‫(‪1432‬ق‪2011/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬مكتبة ا‪ٟ‬تقيقة‪ ،‬استاببوؿ‪ ،‬تركيا‪ ،‬ص‪.6 :‬‬
‫‪ -3‬العقد الفرَد‪ :‬عنوابو الكامل "العقد الفريد ُب أحكاـ التقليد" لعلي بن عبد هللا بن أ‪ٛ‬تد ا‪ٟ‬تسٍت الشافعي‪ ،‬بور‬
‫مؤرخ ا‪١‬تدينة ا‪١‬تنورة كمفتيها‪ ،‬كالكتاب من‬
‫الدين أبو ا‪ٟ‬تسن السمهودم (ت‪911 :‬ق)‪ ،‬كلد بسمهود بصعيد مصر‪ٌ ،‬‬
‫خبلؿ عنوابو يتٌضح موضوعو‪ ،‬فهو يتح ٌدث عن أحكاـ التقليد‪ ،‬ببياف حقيقة التقليد كا‪١‬تقلٌد‪ ،‬كطبقات ا‪١‬تقلٌدين‪...‬‬
‫السخاكم‪ ،‬الضوء الالٌمع‪ ،‬ج‪ ،5 :‬ص‪ .245 :‬حاجي خليفة‪ ،‬سلم الوصوؿ إىل طبقات‬‫ينظر‪ :‬مش الدين ٌ‬
‫الفحوؿ‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪ .368 :‬الزركلي‪ ،‬األعالـ‪ ،‬ج‪ ،4 :‬ص‪.307 :‬‬
‫و‬
‫ٔتذىب‪.‬‬ ‫مذىب‬
‫الركضة‪ :‬أبَّو ال يىلزمو التٌ ي‬
‫‪ُ -4‬ب ٌ‬
‫الركضة‪ :‬بعدـ تلىقطو‪.‬‬ ‫‪ُ -5‬ب ٌ‬
‫‪ -6‬النٌوكم‪ ،‬ركضة الطٌالبُت كعمدة املفتُت‪ ،‬ج‪ ،11 :‬ص‪.117 :‬‬
‫السبلـ‪ ،‬كابن القيم‪ ،‬كالزركشي‪ ،‬كغَت‪٫‬تا‪.‬‬
‫كالعز بن عبد ٌ‬
‫‪ٌ -7‬‬

‫‪175‬‬
‫أك ال مذىب لو فيستفيت من شاء؟ كيعمل بقولو الثا٘ب‪ ،1‬قاؿ العبلٌمة ابن حجر ُب "التٌحفة"‬
‫مذىب لو؛ يعٍت يم ىعيَّنان يىػ ٍل يزموي البقاء عليو‪،2‬‬
‫ى‬ ‫العام ىي ال‬
‫بقبلن عن ا‪٢‬تركم‪ :‬مذىب أصحابنا أ ٌف ٌ‬
‫العام ٌي‬
‫ٌ‬ ‫ف‬
‫ٌ‬ ‫أ‬ ‫‪،‬‬ ‫ا‪١‬تذىب‬ ‫ُب‬ ‫األصح‬
‫ٌ‬ ‫على‬ ‫و‬
‫عُت‬
‫يٌ‬‫م‬ ‫و‬
‫ٔتذىب‬ ‫‪4‬‬
‫مذىب‬ ‫الت‬
‫ٌ‬ ‫يلزـ‬ ‫كال‬ ‫‪:‬‬‫‪3‬‬
‫كُب "قبلئد" ابقي ىش ٍَت‬
‫ي‬
‫العام ٌي ال مذىب لو‪ .‬ابتهى‪.‬‬ ‫ٌ‬
‫‪5‬‬
‫الصواب ا‪١‬تقطوع بو؛ إذ ال كاجب إالٌ‬ ‫ٌ‬ ‫كىو‬ ‫يلزمو‬ ‫ال‬ ‫ا‪٠‬تبلؼ‪":‬‬ ‫ذكر‬ ‫بعد‬ ‫كُب "اإليقاظ"‬
‫يوجب هللا كال رسوليو على و‬
‫أحد من النٌاس أف يتمذىب ٔتذىب‬ ‫إالٌ ما أكجب هللا كرسولو‪ ،‬كٓب ً ي‬
‫األمة‪ ،‬فيقلٌده‪ 6‬دينو دكف غَته‪ ،‬كقد ابطوت القركف الفاضلة برباءة أىلها من ىذه‬ ‫رجل من ٌ‬‫و‬
‫مذىب كلو ٘تذىب بو؛ أل ٌف ا‪١‬تذىب إٌ‪٪‬تا يكوف ‪١‬تن لو بوعي بظ ور‬
‫ه‬ ‫للعام ًٌي‬
‫يصح ٌ‬ ‫النٌسبة‪ ،‬بل ال ٌ‬
‫استدالؿ كبظ ور ُب ا‪١‬تذاىب على حسبو‪ ،‬أك ‪١‬تن قرأ كتاابن ُب فركع ذلك ا‪١‬تذىب كعرؼ‬ ‫و‬ ‫ك‬
‫‪7‬‬
‫مالكي ىمثىبلن مالكيان‪ ،‬يزعم أبٌو‬
‫ٌّ‬ ‫فتاكل إمامو كأقوالو‪ ،‬فمن لي كذلك ال يكوف بقولو‪ :‬أان‬
‫كقوؿ فاروغ من ا‪١‬تعٌت‪ ،‬كقوؿ‬ ‫سالك طري ىقو‪ ،‬بل ىي‪٣ 8‬ترد دعول و‬
‫كاذبة‪ ،‬و‬ ‫بع لذلك اإلماـ‪ ،‬ه‬
‫ٌ‬ ‫ي‬ ‫متٌ ه‬
‫يصح لو مذىب‪ ،‬كلو سلٌم ٓب يلزمو‬ ‫يتصور أف ٌ‬ ‫فالعام ٌي ال ٌ‬
‫‪٨‬توم‪ٌ ،‬‬
‫من ال يدرل النٌحو مثبلن‪ :‬أان ٌّ‬
‫األمة أبخذ أقوالو كلٌها كيدع أقواؿ غَته كلٌها‪،‬‬ ‫ط أف يتمذىب و‬
‫لرجل من ٌ‬ ‫كال أح هد من ا‪٠‬تلق ق ٌ‬

‫العز بن عبد السبلـ‪ ،‬كتاب الفتاكل‪ ،‬تح‪ :‬عبد الر‪ٛ‬تن بن عبد الفتاح‪ ،‬ط‪1406(1 :‬ىػ‪1986/‬ـ)‪ ،‬مط‪:‬‬
‫‪ -1‬ينظر‪ٌ :‬‬
‫الزركشي‪ ،‬البحر احمليط‪ ،‬ج‪:‬‬
‫دار ا‪١‬تعرفة‪ ،‬بَتكت‪ ،‬لبناف‪ ،‬ص‪ .122 :‬ابن القيم‪ ،‬إعالـ املوقعُت‪ ،‬ج‪ ،6 :‬ص‪ٌ .203 :‬‬
‫‪ ،8‬ص‪.375 :‬‬
‫‪ -2‬ابن حجر ا‪٢‬تيتمي‪ ،‬ربفة احملتاج يف شرح املنهاج‪ ،‬تح‪ :‬صححت على ع ٌدة بسخ من طرؼ و‬
‫‪ٞ‬تنة من العلماء‪ ،‬ط‪:‬‬ ‫ٌ‬
‫(‪1357‬ىػ‪1983/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬ا‪١‬تكتبة التجارية الكربل‪ٔ ،‬تصر‪ ،‬ج‪ ،10 :‬ص‪.110 :‬‬
‫شَت‪ :‬عبد هللا بن دمحم بن حكم بن سهل‪ ،‬من آؿ ابقشَت‪ ،‬فقيو‪ ،‬من أىل حضر موت‪ .‬كلد سنة‪958 :‬ىػ‪،‬‬
‫‪ -3‬ابقي ى‬
‫الزركلي‪ ،‬األعالـ‪ ،‬ج‪ ،4 :‬ص‪.128 :‬‬
‫كتوُب سنة‪1551 :‬ـ‪ .‬من كتبو‪":‬قبلئد ا‪٠‬ترائد كفرائد الفوائد"‪ .‬ينظر‪ٌ :‬‬
‫‪ُ -4‬ب ج‪ :‬التذىب‪ .‬كُب س‪ :‬ا‪١‬تتمذىب‪.‬‬
‫‪ -5‬الفبلٌ٘ب‪ ،‬إَقاظ ذنم أكيل األبصار‪ ،‬ص‪.123 :‬‬
‫‪ -6‬سقطت من ج‪ .‬كإثباهتا موافق ‪١‬تا ُب "اإلعبلـ" البن القيم‪.‬‬
‫‪ُ -7‬ب س‪ :‬إذان‪.‬‬
‫‪ُ -8‬ب س‪ :‬ىو‪.‬‬

‫‪176‬‬
‫‪1‬‬
‫أجل‬
‫ٌ‬ ‫ك‬ ‫ة‬
‫ن‬ ‫تب‬
‫ر‬ ‫أئمة اإلسبلـ‪ ،‬كىم أعبل‬
‫األمة‪ٓ ،‬ب يقل هبا أح هد من ٌ‬
‫كىذه بدعةه قبيحةه حدثت ُب ٌ‬
‫قدران‪ ،‬كأعلم ابهلل كرسولو من أف يلزموا النٌاس ذلك‪ ،‬كأبعد منو من قاؿ‪ :‬يلزـ مذىب ك و‬
‫احد من‬ ‫ى‬ ‫ى‬ ‫ي‬
‫احد من األربعة‪ ،‬فياهلل العجب‪ ،‬ماتت مذاىب أصحاب‬ ‫القوؿ بلزكـ ك و‬
‫العلماء‪ ،‬كأبعد منو ي‬
‫أئمة اإلسبلـ‪ ،‬كبطلت ‪ٚ‬تلةن‪ ،‬إالٌ‬ ‫رسوؿ هللا ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ ،-‬كمذاىب التابعُت كاتبعيهم كسائر ٌ‬
‫األئمة أك دعا‬
‫األئمة كالفقهاء‪ ،‬كىل بذلك قاؿ أح هد من ٌ‬‫مذاىب أربع أبف فقط من بُت ٌ‬
‫‪2‬‬
‫الصحابة‬
‫إليو أك دلٌت لفظةه كاحدةه من كبلمو عليو؟‪ ،‬كالذم أكجبو هللاي كرسوليوي على ٌ‬
‫كالتٌابعُت كاتبعيهم ىو الذم أكجبو على ىمن بىعدىم إٔب يوـ القيامة‪ ،‬ال ٮتتلف الواجب‪ ،‬كال‬
‫الزماف كا‪١‬تكاف كا‪ٟ‬تاؿ‪ ،‬فذلك‬ ‫يتب ٌدؿ‪ ،‬كإف اختلفت كيفيتو أك قدره ابختبلؼ القدرة كالعجز ك ٌ‬
‫‪3‬‬
‫للعام ٌي مذىبان قاؿ‪ :‬ىو قد اعتقد أ ٌف ىذا‬‫صحح ٌ‬ ‫اتبع ‪١‬تا أكجبو هللاي كرسوليوي‪ .‬كمن ٌ‬ ‫أيضان ه‬
‫صح‬
‫ا‪ٟ‬تق‪ ،‬فعليو الوفاء ٔتوجب اعتقاده‪ ،‬كالذم قالو ىؤالء لو ٌ‬ ‫ا‪١‬تذىب الذم ابتسب إليو ىو ٌ‬
‫للزـ منو ٖتر‪ٙ‬ب استفتاء غَت أىل ا‪١‬تذىب الذم ابتسب إليو‪ ،‬كٖتر‪ٙ‬ب ٘تذىبو ٔتذىب غَت إمامو‬
‫يدؿ فسادىا على ً‬
‫فساد ملزكماهتا‪ ،‬بل يلزـ منو‬ ‫‪4‬‬
‫أك أرجح منو‪ ،‬أك غَت ذلك من اللٌوازـ اليت ٌ ي‬
‫ص‬‫يًتؾ النٌ ٌ‬
‫قوؿ خلفائو األربعة مع غَت إمامو أف ى‬ ‫بص رسوؿ هللا ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬أك ى‬
‫أبٌو إذا رأل َّ‬
‫ستفيت من شاء‬
‫قوؿ من ابتسب إليو‪ ،‬فقد ابف لك أ ٌف لو أف يى ى‬ ‫الصحابة‪ ،‬كيق ٌد ىـ عليها ى‬ ‫كأقواؿ ٌ‬
‫األئمة كغَتىم‪ ،‬كال ‪٬‬تب عليو كال على ا‪١‬تفيت أف يتقيٌد ابألربعة إب‪ٚ‬تاع األمة"‪.5‬‬ ‫من أتباع ٌ‬

‫‪ُ -1‬ب س‪ :‬أعلم‪ .‬كما ُب األصل موافق ‪١‬تا ثبت ُب "اإلعبلـ" البن القيم‪.‬‬
‫‪ُ -2‬ب ج‪ :‬أكحاه‪ .‬كما أثبت موافق ‪١‬تا ُب "اإلعبلـ" البن القيم‪.‬‬
‫صحح من اإلعبلـ‪.‬‬‫‪ -3‬كرد ُب األصل‪ :‬أبدان‪ .‬كما أثبت ٌ‬
‫صحح من اإلعبلـ البن القيم‪.‬‬‫‪ -4‬كرد ُب األصل‪ :‬كلو أرجح منو‪ ،‬كغَت ذلك‪ .‬كما أثبت ٌ‬
‫‪ -5‬ابن القيم ا‪ٞ‬توزية‪ ،‬إعالـ املوقعُت‪ ،‬ج‪ ،6 :‬ص‪ .203 :‬كينظر‪ :‬النٌوكم‪ ،‬ركضة الطٌالبُت كعمدة املفتُت‪ ،‬ج‪،11 :‬‬
‫املسودة يف أصوؿ الفقو‪ ،‬تح‪ :‬دمحم ‪٤‬تيي الدين عبد ا‪ٟ‬تميد‪( ،‬د ت ط )‪ ،‬مط‪ :‬دار‬
‫‪ ،11‬ص‪ .117 :‬آؿ تيمية‪ٌ ،‬‬
‫الكتاب العريب‪ ،‬ص‪ .465 :‬القراُب‪ ،‬شرح تنقيح الفصوؿ‪ ،‬ص‪ .432 :‬أبو عبد هللا أ‪ٛ‬تد بن ‪ٛ‬تداف النمَتم ٌ‬
‫ا‪ٟ‬ترا٘ب‬
‫ا‪ٟ‬تنبلي (ت‪695 :‬ىػ)‪ ،‬صفة الفتول كاملفيت كاملستفيت‪ ،‬تح‪ :‬دمحم انصر الدين األلبا٘ب‪ ،‬ط‪1397(3 :‬ق)‪ ،‬مط‪:‬‬
‫ا‪١‬تكتب اإلسبلمي‪ ،‬بَتكت‪ ،‬ص‪ .71:‬ابن النجار ا‪ٟ‬تنبلي (ت‪972 :‬ىػ)‪ ،‬شرح الُوكب املنَت‪ ،‬ج‪ ،4 :‬ص‪.574 :‬‬

‫‪177‬‬
‫ابألـ‪ ،‬ما‬
‫مدكبة سحنوف" ا‪١‬تعركفة ٌ‬ ‫كقاؿ اإلماـ سند بن عناف ُب شرحو على " ٌ‬
‫بصو‪":‬كالفقو مأخذه‪ :‬الكتاب كالسنٌة كاإل‪ٚ‬تاع كالعربة‪ ،1‬ك‪١‬تا كاف ً‬
‫االستقبلؿ بعلم الفركع‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫يستند إٔب أمرين الب ٌد منهما‪:‬‬
‫‪2‬‬
‫برد الفركع إٔب‬ ‫أحدذنا‪ :‬معرفة مذاىب أىل العصر من أىل الفقو‪ ،‬ك ٌ‬
‫التصرؼ فيها ٌ‬
‫األصوؿ‪.‬‬
‫فاألكؿ كاف شرطان ليأمن ا‪١‬تتصرؼ من خرؽ اإل‪ٚ‬تاع‪ ،‬كينتهج منهاج ً‬
‫االقتداء كاالتٌباع‪،‬‬ ‫ى‬ ‫ٌ‬ ‫ى‬ ‫ٌ‬
‫كالثا٘ب كاف شرطان لتحصيل العلم؛ أل ٌف العلم ال ٭تصل إالٌ بطريقو؛ ألبٌو ال يثبت ضركرةن؛ إذ‬
‫لو ثبت ضركرنة الستول الكافٌة فيو‪ ،‬كما ال يثبت ضركرنة فإبٌو يثبت بىظىران‪.‬‬
‫ك‪١‬تا كابت الشريعة يمستنً ىد نة إٔب رسوؿ هللا ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬كجب أف يكوف النٌظر فيما جاء عن‬
‫أحكاـ‬
‫السبلـ‪ ،-‬كالذم جاء عنو بوعاف‪ :‬أقو هاؿ مسموعةه‪ ،‬ك ه‬ ‫الصبلة ك ٌ‬
‫الرسوؿ ‪-‬عليو ٌ‬‫ٌ‬
‫ابالستنباط‬ ‫موضوعةه‪ ،‬كالذم بيقل من األقواؿ صنفاف‪ :‬القرآ يف كالسنٌةي‪ .‬فموجب النٌظر فيهما ً‬
‫ٌ‬
‫كً‬
‫االستخراج‪ ،‬كقد قاؿ تعأب ﭽ‪       ‬‬

‫‪      ‬ﭼ [النساء‪ ،]83 :‬كقد ييوجد الوفاؽ من أىل اآلفاؽ‬
‫الوفاؽ طريقان على إثباتو؛ أل ٌان‬
‫بص فيكوف ي‬ ‫كتاب أك سنٌ وة عليو ٌّ‬ ‫لف ُب و‬ ‫على حك وم اند ور إف ٓب يي ى‬
‫بعلم أ ٌف العقبلء ُب ‪٣‬تارل العبادات ‪٥‬تتلفو الرتىب ُب ٌقوة اإلفهاـ كميل األغراض‪ ،‬كمتفاكتوف‬
‫ا‪ٞ‬تمع الكثَتي ُب مسأ ولة‬
‫ُب سبيل النٌظر كتسديد الفكر‪ ،‬فىػيىػٍبػعي يد عاد نة أف يتٌفق ا‪ٞ‬تم الغفَتي ك ي‬
‫فركعية إالٌ عن توقيف‪ ،‬ىذا برىاف القطع ْتجيٌة اإل‪ٚ‬تاع‪ ،‬كُب ا‪ٞ‬تملة‪ :‬إ ٌف العمل ابإل‪ٚ‬تاع‬ ‫و‬
‫ا‪ٟ‬تجة‪ ،‬ككجهو ما بيٌناه‪ ،‬أك يكوف ىو ُب‬‫يتضمن ٌ‬ ‫ص؛ أل ٌف اإل‪ٚ‬تاع إ‪٪‬تٌا ٌ‬ ‫يرجع إٔب العمل ابلنٌ ٌ‬

‫‪ -1‬العربة كاالعتبار‪ :‬كيقصد هبا القياس‪.‬‬


‫‪ -2‬كىذا ىو األمر الثا٘ب‪ ،‬جاء ُب كتاب "الطٌراز" لسند بن عناف بقبلن من كتاب "إَقاظ ذنم أكيل األبصار" ما‬
‫برد الفركع إٔب األصوؿ"‪ .‬ينظر‪ :‬الفبل٘ب‪ ،‬إَقاظ ذنم أكيل األبصار‪،‬‬
‫بصو‪":‬كالثا٘ب‪ :‬معرفة أصوؿ الفقو‪ ،‬كالتٌصرؼ فيها ٌ‬
‫ٌ‬
‫ص‪.197 :‬‬

‫‪178‬‬
‫ﭽ‪  ‬‬
‫‪    ‬‬ ‫السمع ُب قولو‬
‫حجةن‪ ،‬فيستند إثباتو إٔب ٌ‬
‫بفسو ٌ‬
‫‪   ‬ﭼ [النساء‪ ،]115 :‬كإٔب قولو ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪":-‬ال تزاؿ طائفةه من ٌأميت على‬
‫‪1‬‬
‫يضرىم من خالفهم‪،‬‬
‫ا‪ٟ‬تق‪ ،‬ال ٌ‬
‫األمةي قائمةن على ٌ‬
‫ا‪ٟ‬تق ظاىرين" ‪ ،‬كُب البخارم‪":‬كلن تزاؿ ىذه ٌ‬ ‫ٌ‬
‫رجل‬ ‫ً‬ ‫‪2‬‬
‫حىت أيٌبى أمر هللا" ‪ ،...‬إٔب أف قاؿ‪ٌ :‬أما االقتصار على ‪٤‬تض التقليد‪ ،‬فبل يىرضى بو ه‬ ‫ٌ‬
‫الرجاؿ‪ ،‬كبوجب‬ ‫و‬
‫كل فرد‪ ،‬بل بوجب معرفة ال ٌدليل كأقاكيل ٌ‬
‫رشي هد‪ ،‬كلسنا بقوؿ‪ :‬إبٌو حر هاـ على ٌ‬
‫العامي تقليد العآب‪.‬‬
‫على ٌ‬
‫‪3‬‬
‫عمن سلف من أىل العلم‬ ‫ٌ‬ ‫ن‬‫اب‬ ‫كتا‬ ‫صح بقل كتايب أمره‬
‫اختلف ُب تقليد ا‪١‬تيٌت‪ ، ،‬فإذا ٌ‬
‫كي‬
‫كركاه عنو ثقة‪ٍ ،‬بٌ بزلت بو انزلةه ُب ابديتو‪ ،‬كعسر عليو الوصوؿ إٔب مواطن الفقهاء‪ ،‬كخاؼ‬
‫٘توت معو امرأةه ليست منو ىٍ‪٤‬تىرمان‪ ،‬كال‬ ‫فوات النٌازلة‪ ،‬مثل‪ :‬أف ينسى التٌسمية على ال ٌذبيحة‪ ،‬أك ى‬
‫ا‪١‬تصحح‪ ،‬كإف‬ ‫ييممها أك غَت ذلك‪ ،‬فإبٌو يعمل ٔتا ىً‪٬‬ت يدهي ُب كتابو‬ ‫ً‬
‫ٌ‬ ‫أيغسلها أك ٌ‬
‫يدرل ما يصنع‪ٌ ،‬‬
‫أصل‪ ،‬ما قيل‪ :‬إٌ‪٪‬تا قيل‬ ‫و‬
‫قلٌد ميٌتان فهو أكٔب من اتٌباع ىواه بغَت علم؛ أل ٌف ما ‪٬‬تده ُب صحيفتو ه‬
‫بعلم‪ ،‬فهو أكٔب من اتٌباع ا‪٢‬تول‪ ،‬كإٌ‪٪‬تا بقوؿ‪ :‬بف ا‪١‬تقلٌد ليست‪ 4‬على بصَتةو‪ ،‬كال يتٌصف من‬
‫العلم ْتقيقة؛ إذ لي التقليد بطريق إٔب العلم بوفاؽ أىل اآلفاؽ‪ ،‬فإف بيوًز ٍعنىا ُب ذلك أبدينا‬
‫برىاانن فنقوؿ‪ :‬قاؿ هللا تعأب‪ :‬ﭽ‪    ‬ﭼ [ص‪ ،]36 -26 :‬كقاؿ‪:‬‬

‫ﭽ‪   ‬ﭼ [النساء‪ ،]105 :‬كقاؿ‪ :‬ﭽ‪       ‬ﭼ‬

‫[اإلسراء‪ ،]36 :‬كقاؿ‪ :‬ﭽ‪       ‬ﭼ [البقرة‪.]169 :‬‬

‫‪ -1‬سبق ٗتر‪٬‬تو‪ :‬ص‪.252 :‬‬


‫‪ -2‬أخرجو البخارم‪ :‬كتاب‪ :‬العلم‪ ،‬ابب‪ :‬من يرد هللا بو خَتان يفقهو ُب ال ٌدين‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪ .25 :‬رقم‪.71 :‬‬
‫‪ُ -3‬ب األصل‪ :‬فإذا صحح أمره كتاابن‪ .‬كُب س‪ :‬فإذا صحح و‬
‫امرء‪ .‬كالتصويب من "اإليقاظ"‪ ،‬كمن "القوؿ ا‪١‬تفيد ُب أدلة‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫االجتهاد كالتقليد"‪.‬‬
‫‪ -4‬سقطت من‪ :‬س‪.‬‬

‫‪181‬‬
‫كمعلوـ أ ٌف العلم‪ :‬ىو معرفة ا‪١‬تعلوـ على ما ىو بو‪ ،1‬فنقوؿ للمقلٌد‪ :‬إذا اختلفت‬
‫صحة قو ولة على‬
‫صحة قوؿ من قلٌدتو دكف غَته؟‪ ،‬أك ٌ‬
‫كتشعبت ا‪١‬تعا٘ب‪ ،‬من أين تعلم ٌ‬‫األقواؿ ٌ‬
‫قو ولة أخرل؟‪ ،‬كال يبدم كبلمان ُب و‬
‫قوؿ إالٌ ابعك عليو ُب بقيضو‪ ،‬سيٌما إذا عيرض لو ذلك‬ ‫ي‬
‫أئمة الصحابة كتتبٌع الطلبات‪ ،‬كال يبقى‬ ‫و‬ ‫و‬
‫ُب قولة إلماـ مذىبو الذم قلٌده كقولة ٮتالفها لبعض ٌ‬
‫لو ‪٤‬تصوؿ‪.‬‬
‫فإف قيل ىذا ينعك عليكم فيما تظنٌوبو عند جرايف القياس‪ ،‬فمن أين تعلموف أبٌو‬
‫ا‪ٟ‬تق شيئان ؟ قلنا‪٨ :‬تن بقطع كبتي ٌقن ‪١‬تا ذكرانه من تعارض‬ ‫ا‪ٟ‬تق‪ ،‬كالظٌ ٌن ال يغٍت من ٌ‬
‫ٌ‬
‫الصحابة‪ ،‬أ ٌف العمل ‪٬‬تب عند قياـ الظٌ ٌن ا‪١‬تستنً ًد إٔب كضع الشريعة‪ ،‬فالعمل إذان عند الظٌ ٌن‬
‫مقطوع بًًو‪ ،‬كبيابو اب‪١‬تثاؿ‪:‬‬
‫و‬ ‫بدليل و‬
‫سابق‬ ‫لي ٔتجرد الظٌ ٌن‪ ،‬كلكن و‬
‫إ ٌف ا‪ٟ‬تاكم يتي ٌقن أبٌو ‪٬‬تب عليو ا‪ٟ‬تكم إذا ثبت لو الظٌ ٌن عند قياـ البيٌنة‪ ،‬فإذا قامت‬
‫قطعي‪ ،‬كلكن ٌإ‪٪‬تا ظهور العمل ابلقطعي عند قياـ الظٌ ٌن‬ ‫البيٌنة ككجب ا‪ٟ‬تكم استند كجوبيو إٔب وٌ‬
‫السابق‪،‬‬‫ُب الثا٘ب‪ ،‬كذا ُب الفتول كجب العمل عند قياـ الظٌ ٌن مستندان إٔب دليل القطعي ٌ‬
‫فافهمو‪.‬‬
‫حج وة‪ ،‬فمن أين ٭تصل بو علم‪ ،‬كلي لو‬ ‫ٌأما التقليد‪ :‬فهو قبوؿ قوؿ الغَت من غَت ٌ‬
‫مستن هد إٔب قطع؟‪ ،‬كىو أيضان ُب بفسو بدعةه ‪٤‬تدثةه؛ أل ٌان بعلم ابلقطع أ ٌف الصحابة ‪-‬رضواف‬
‫لرجل ٌ و‬
‫معُت يي ىد َّرس كييقلَّد‪ ،‬كإٌ‪٪‬تا كابوا يرجعوف‬ ‫مذىب و‬
‫ه‬ ‫هللا عليهم‪ٓ -‬ب يكن ُب زماّنم كعصرىم‬
‫يتمحض بينهم من النٌظر عند فقد الدليل إٔب‬ ‫السنٌة‪ ،‬أك إٔب ما ٌ‬‫ُب النٌوازؿ إٔب الكتاب ك ٌ‬
‫السنٌة‪ ،‬فإف ٓب ‪٬‬تدكا بظركا إٔب ما أ‪ٚ‬تع‬ ‫القوؿ‪ ،‬ككذلك اتبعوىم أيضان يرجعوف إٔب الكتاب ك ٌ‬

‫السبكي (ت‪771 :‬ىػ)‪ ،‬رفع الاجب عن خمتصر ابن الاجب‪ ،‬تح‪ :‬علي دمحم معوض‪،‬‬
‫‪ -1‬ينظر‪ :‬اتج ال ٌدين ال ٌدين ٌ‬
‫ط‪1419(1 :‬ق‪1999/‬ـ)‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪ .264 :‬الباجي األبدلسي (ت‪474 :‬ىػ)‪ ،‬الدكد يف األصوؿ (مطبوع‬
‫مع‪ :‬اإلشارة ُب أصوؿ الفقو)‪ ،‬تح‪ :‬دمحم حسن دمحم حسن إ‪ٝ‬تاعيل‪ ،‬ط‪1424(1 :‬ىػ‪2003/‬ـ)‪ .‬مط‪ :‬دار الكتب‬
‫العلمية‪ ،‬بَتكت‪ ،‬لبناف‪ ،‬ص‪.95 :‬‬

‫‪180‬‬
‫الصحابة‪ ،‬فإف ٓب ‪٬‬تدكا اجتهدكا‪ ،‬كاختار بعضهم قوؿ صحايب فرآه األقول ُب دين هللا‬
‫عليو ٌ‬
‫تعأب‪.‬‬
‫ٍبٌ كاف القرف الثالث‪ ،‬كفيو كاف أبو حنيفة ‪-‬ر‪ٛ‬تو هللا تعأب‪ -‬كمالك كالشافعي كابن‬
‫حنبل‪ ،‬فإ ٌف مالكان توُب ُب سنة تسع كسبعُت كمائة‪ ،‬كتوُب أبو حنيفة ‪-‬ر‪ٛ‬تو هللا‪ -‬سنة ‪ٜ‬تسُت‬
‫السنٌة كلد اإلماـ الشافعي‪ ،‬ككلد ابن حنبل سنة أربع كستُت كمائة‪ ،‬فكابوا‬
‫كمائة‪ ،‬كُب ىذه ٌ‬
‫معُت يتدارسوبو‪ ،‬كعلى قر و‬
‫يب منهم‬ ‫على منهاج من مضى‪ٓ ،‬ب يكن ُب عصرىم مذىب رجل ٌ‬
‫كاف أتباعهم‪ ،‬فكم من قو ولة ‪١‬تالك كبظرائو خالفو فيها أصحابو‪ ،‬كلو بقلنا ذلك ‪٠‬ترجنا ح و‬
‫ينئذ‬
‫عن مقصود ىذا الكتاب‪ ،‬كما ذلك إالٌ ‪ٞ‬تمعهم آالت االجتهاد‪ ،‬كقدرهتم على ضركب‬
‫االستنباطات‪ ،‬كلقد صدؽ هللا ببيَّو ُب قولو‪":‬خَتي النٌاس قر٘ب‪ٍ ،‬بٌ الذين يلوّنم‪ٍ ،‬بٌ الذين‬
‫يلوّنم"‪ ،1‬ذكر بعد قربو قربُت أك ثبلثة‪ ،‬كا‪ٟ‬تديث ُب "صحيح البخارم"‪.‬‬
‫فالعجب ألىل التقليد‪ :‬كيف يقولوف‪ :‬ىذا ىو األمر القد‪ٙ‬ب‪ ،‬كعليو أدركنا الشيوخ‪،‬‬
‫الرسوؿ‬
‫كىو إٌ‪٪‬تا أيحدث بعد مائيت سنة من ا‪٢‬تجرة‪ ،‬كبعد فناء القركف الذين أثٌت عليهم ٌ‬
‫‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ ،-‬كلو قلت ألحدىم‪ :‬مالك ‪-‬ر‪ٛ‬تو هللا‪ -‬مذىبو مذىب ىمن؟ ٓب ي‪٬‬تب ّتواب"‪.2‬‬
‫كحكى أىل التواريخ أ ٌف الذم أشاع مذىب مالك ابألبدل إ‪٪‬تا ىو عيسى بن دينار‪،‬‬
‫كإٌ‪٪‬تا كاف يعمل فيو ٔتذىب األكزاعي كمكحوؿ‪ ،1‬فكيف ي ٌدعوف أبٌو ىو األثر القد‪ٙ‬ب‬
‫عندىم؟‪.‬‬

‫شهادة جوور إذا أشهد‪ ،‬ج‪ .2 :‬ص‪ .251 :‬رقم‪:‬‬ ‫‪ -1‬أخرجو البخارم‪ :‬كتاب‪ :‬الشهادات‪ ،‬ابب‪ :‬ال يشهد على ى‬
‫الصحابة يٍبَّ الٌذين يلوّنم يٍبٌ الَّذين يلوّنم‪ ،‬ص‪ .1024 :‬رقم‪:‬‬
‫‪ .2652‬مسلم‪ :‬كتاب‪ :‬فضائل الصحابة‪ ،‬ابب‪ :‬فضل ٌ‬
‫معٌت؛ ركاه ‪ٚ‬تع من الصحابة منهم عمراف ابن‬
‫اتر ن‬‫حديث متو ه‬ ‫ه‬ ‫‪ .2533‬كاللٌفظ ‪٢‬تما من حديث عبد هللا ‪-‬هنع هللا يضر‪ .-‬كىو‬
‫حصُت كابن مسعود كعمر ‪-‬مهنع هللا يضر‪ -‬كغَتىم‪.‬‬
‫‪ -2‬ينظر‪ :‬الفبلٌ٘ب‪ ،‬إَقاظ ذنم أكيل األبصار‪ ،‬ص‪ .197 :‬دمحم بن علي الشوكا٘ب‪ ،‬القوؿ املفيد يف أدلة ااجتهاد‬
‫ا‪١‬تسمى بػ ػ ػػ‪":‬طراز اجملالس" شرح بو ٌ‬
‫ا‪١‬تدكبة‬ ‫كالتقليد‪ ،‬ص‪ .43 :‬ككتاب اإلماـ سند بن عناف ا‪١‬تصرم (ت‪ 541 :‬ىػ)‪ٌ ،‬‬
‫كتوُب قبل إكمالو‪ .‬كالكتاب ال يزاؿ ‪٥‬تطوطان ُب حدكد علمي‪ .‬ينظر‪ :‬عمر بن رضا بن دمحم راغب‬
‫ُب ‪٨‬تو ثبلثُت سفران‪ٌ ،‬‬
‫بن عبد الغٍت كحالة الدمشق (ت‪1408 :‬ىػ)‪ ،‬معجم املؤلفُت‪ ،‬ج‪ ،4 :‬ص‪.283 :‬‬

‫‪181‬‬
‫احملجة‪ ،‬قاؿ‪٨ :‬تن ال بنكر أ ٌف أصوؿ‬ ‫ً‬
‫ا‪ٟ‬تجة‪ ،‬كاستبابت لو ٌ‬
‫ك‪١‬تا أيرغم بعض أىل التقليد ٌ‬
‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬
‫كيستقل أبعبائو؟‬
‫ٌ‬ ‫ظر‬ ‫الن‬
‫ٌ‬ ‫يطة‬
‫ر‬ ‫بش‬ ‫السنٌة كاإل‪ٚ‬تاع كالقياس‪ ،‬كلكن من يفي‬
‫الفتول‪ :‬الكتاب ك ٌ‬
‫ابب من أبواب العلم كاف ييسلك ُب عصر مالك ‪-‬ر‪ٛ‬تو‬ ‫فنقوؿ ‪٢‬تم‪٨ :‬تن بقطع‪ :‬إبٌو ما من و‬
‫كل ٌو‬
‫فن ال‬ ‫مفتوح إٔب اآلف ‪١‬تن شاء أف يسلك‪ ،‬كال ٭تتاج النٌاظر أف يكوف ُب ٌ‬
‫ه‬ ‫هللا‪ -‬إالٌ كىو‬
‫الرتبة‪ ،‬ككاف اإلماـ منهم يىستفيت ىمن ىو‬
‫الصحابة كابوا ‪٥‬تتلفي ٌ‬
‫رتبة فوقو‪ ،‬فإ ٌان بعلم قطعان أ ٌف ٌ‬
‫تعأب‪ :‬ﭽ‪   ‬‬ ‫دكبو‪ ،‬كيرل أ ٌف بظره انف هذ كحكمو و‬
‫ماض‪ ،‬كقد قاؿ هللا‬
‫يستتما حفظ‬
‫ٌ‬ ‫‪‬ﭼ[يوسف‪ ،]76 :‬كقد مات أبو بكر كعمر ‪-‬رضي هللا عنهما‪ -‬ك‪٫‬تا ٓب‬
‫‪4‬‬
‫علي ُب ذلك ‪٥‬تتلفةه‪ ،‬ككاف عمر ‪-‬هنع هللا يضر‪ُ -‬ب ‪٣‬تال عديدة‬ ‫الركايةي عن ٌو‬‫ٌ‬ ‫ك‬ ‫‪،‬‬ ‫‪ٚ‬تيع القرآف‬
‫السبلـ‪ُ -‬ب بعض النٌوازؿ ‪٦‬تٌن حضره‬‫الصبلة ك ٌ‬ ‫الرسوؿ ‪-‬عليو أفضل ٌ‬‫يستدعي ا‪ٟ‬تديث عن ٌ‬
‫الصحابة ‪ -‬مهنع هللا يضر أ‪ٚ‬تعُت‪ ،-‬ككذلك أبو بكر ‪-‬هنع هللا يضر‪ -‬فإبٌو قاؿ للج ٌدة‪":‬ما علمت لك ُب‬
‫من ٌ‬

‫‪ -1‬مُحوؿ‪ :‬مكحوؿ بن عبد هللا‪ ،‬الشامي الدمشقي‪ ،‬الفقيو‪ ،‬كنيتو أبو عبد هللا‪ ،‬كيقاؿ ‪ :‬أبو أيوب‪ ،‬كيقاؿ‪ :‬أبو‬
‫تضم‬
‫مسلم‪ ،‬كقيل‪ :‬الشامي الدمشقي‪ ،‬يعترب مكحوؿ الشامي من الطبقة ا‪٠‬تامسة من طبقات ٌركاة ا‪ٟ‬تديث النٌبوم اليت ٌ‬
‫توُب عاـ مائة كبضع عشرة‬
‫صغار التابعُت‪ ،‬يعترب ثقة‪ ،‬كثَت اإلرساؿ‪ ،‬مشهور‪ ،‬كعند مش ال ٌدين الذى ي فقيو الشاـ‪ٌ ،‬‬
‫للهجرةػ‪ .‬ينظر‪ :‬الذى ي‪ ،‬سَت أعالـ النٌبالء‪ ،‬ج‪ ،5 :‬ص‪ .472 :‬ا‪١‬تزم‪ ،‬هتذَب الُماؿ يف أمساء الرجاؿ‪ ،‬ج‪،28 :‬‬
‫ص‪.465 :‬‬
‫‪ -2‬كرد ُب "إيقاظ ‪٫‬تم أكٔب األبصار"‪ :‬بقي‪.‬‬
‫‪ -3‬كرد ُب س‪ :‬شرطية‪.‬‬
‫‪ -4‬قاؿ ا‪٠‬تطيب‪ ":‬أخرب٘ب ا‪٠‬تبلؿ‪ ،‬حدثنا عبيد هللا بن أ‪ٛ‬تد بن يعقوب ا‪١‬تقرئ‪ ،‬أخربان أ‪ٛ‬تد بن عبد هللا الوكيل‪ ،‬حدثنا‬
‫القاسم بن دمحم بن عباد‪ ،‬قاؿ‪ٝ :‬تعت أيب يقوؿ‪ٓ :‬ب ٭تفظ القرآف أح هد من ا‪٠‬تلفاء إالٌ عثماف بن عفاف كا‪١‬تأموف"‪ .‬كقاؿ‬
‫السيوطي‬
‫يب جدًّا ال ييوافق عليو‪ ،‬فقد كاف ٭تفظ القرآف ع ٌدة من ا‪٠‬تلفاء"‪ .‬يقوؿ ا‪ٟ‬تافظ ٌ‬ ‫ا‪ٟ‬تافظ ابن كثَت‪":‬كىذا غر ه‬
‫كصرح بو ‪ٚ‬تاعة منهم‬
‫الصحيح‪ٌ ،‬‬ ‫الصديق ‪-‬هنع هللا يضر‪ -‬على ٌ‬ ‫أيضا ٌ‬
‫‪٦‬تنوع‪ ،‬بل حفظو ن‬ ‫ا‪ٟ‬تصر ه‬
‫ي‬ ‫بصو‪":‬ىذا‬ ‫مفنٌدان ىذا ا‪ٟ‬تصر ما ٌ‬
‫النوكم ُب هتذيبو‪ ،‬كعلي ‪-‬هنع هللا يضر‪ -‬ككرد من طريق أبٌو حفظو كلٌو بعد موت النٌ ي‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪.-‬‬
‫ينظر‪ :‬ا‪٠‬تطيب البغدادم‪ ،‬اترَخ بغداد‪ ،‬ج‪ ،11 :‬ص‪ .430 :‬ابن كثَت‪ ،‬البداَة كالنهاَة‪ ،‬ج‪ ،10 :‬ص‪:‬‬
‫‪ .275‬جبلؿ الدين السيوطي (ت‪911 :‬ىػ)‪ ،‬اترَخ اخللفاء‪ ،‬تح‪ٛ :‬تدم الدمرداش‪ ،‬ط‪1425(1 :‬ىػ‪2004/‬ـ)‪،‬‬
‫مط‪ :‬مكتبة بزار مصطفى الباز‪ ،‬ص‪.25:‬‬

‫‪182‬‬
‫‪1‬‬
‫كم لو ا‪ٟ‬تديث فيها‪ .‬كلقد كاف مالك‬ ‫ي ى‬ ‫ر‬ ‫حىت‬
‫ٌ‬ ‫‪،‬‬ ‫السنٌة"‬
‫كتاب هللا تعأب بصيبان كال ُب ٌ‬
‫حىت بقل عن بعضهم ُب ذلك ما ال‬‫متبحرين ُب علم اللٌغة كالنٌحو ٌ‬
‫غَت ٌ‬‫كأبو حنيفة كبظراؤىم ى‬
‫األئمة ‪-‬رضواف هللا عليهم‪-‬‬
‫ظ‪ ،‬كقد برع ٌ‬ ‫فن أكفر ح وٌ‬
‫كل ٌو‬ ‫ٮتفى مثلو‪ .‬بعم‪ ،‬الب ٌد أف أيخذ من ٌ‬
‫يتجرد ُب طلب العلم من معرفة أصولو كفركعو‪ ،‬ككجو‬ ‫ً و‬
‫من ذلك ب ىس ٍهم‪ ،‬ك‪١‬تػا رأكا أبٌو الب ٌد ‪١‬تن ٌ‬
‫ارتباط فركعو أبصولو‪ ،‬كإ‪ٟ‬تاؽ مسألة أبخرل‪ ،‬كقطعها عن أخرل‪ ،‬كترجيح األدلٌة عند‬
‫تعارضها‪ٚ ،‬تعوا لذلك مسائل بظرية تشتمل على سائر فنوف مسائل الفركع‪ :‬من مسائل‬
‫الصبلة كسائر العبادات‪ٍ ،‬بٌ ا‪١‬تعامبلت‪ :‬من البيوع كاألبكحة‪ ،‬كاألقضية‬ ‫الطهارة ك ٌ‬
‫الشهادات‪ ،‬كا‪ٞ‬تراحات كمسائل ا‪ٞ‬تناايت‪ ،‬كالتوارث كغَت ذلك‪ ،‬كر‪ٝ‬توىا بذكر ا‪٠‬تبلؼ بُت‬ ‫ك ٌ‬
‫كل‬
‫ا‪١‬تذاىب ا‪١‬تشهورة ُب مذىب مالك كأيب حنيفة كالشافعي ‪-‬ر‪ٛ‬تهم هللا تعأب‪ ،-‬فذكركا ُب ٌ‬
‫ً‬ ‫و‬
‫بص أك ظاى ور أك وٌ‬
‫عاـ أك‬ ‫كل ما كرد فيها من الكتاب على كجوه االحتجاج بو من وٌ‬ ‫مسألة َّ‬
‫خطاب‪ ،‬كالكبلـ ُب انسخ ذلك كمنسوخو‪ ،‬ك‪٣‬تملو كمبيٌنو‪ ،‬كمطلقو كمقيده‪،‬‬ ‫و‬ ‫و‬
‫مفهوـ أك ً‬
‫دليل‬
‫ظ ذلك من جهة النٌحو‪ :‬كالواك ُب ا‪ٞ‬تمع‪ ،‬كٍبٌ ُب‬‫كظاىره ك‪٤‬تتملو‪ ،‬كصر٭تو ككنايتو‪ ،‬كما ح ٌ‬
‫ظ ذلك من جهة اللٌغة‪ :‬حقيقتها‬ ‫الًتتيب‪ ،‬كالفاء ُب التعقيب‪ ،‬كالباء ُب التبعيض‪ ،‬كما ح ٌ‬
‫كمستعارىا؛ كاللٌم ُب ا‪ٞ‬تماع ك‪٨‬توه‪.‬‬
‫و‬
‫مضطرب أك يم ىع وٌل‪،‬‬ ‫صحيح أك مشهوور أك‬ ‫و‬
‫حديث‬ ‫السنٌة من‬
‫و‬ ‫كيذكركف ما جاء ُب ٌ‬
‫ابلسنٌة‬
‫ٮتص القرآف ٌ‬ ‫كٯتيٌزكف درجات األخبار‪ ،‬ككجو مقابلة ا‪٠‬ترب اب‪٠‬ترب‪ ،‬كاآلية اب‪٠‬ترب‪ ،‬ككيف ٌ‬
‫توصل‬
‫السنٌة على ظاىر الكتاب‪ ،‬كغَت ذلك من كجوه النٌظر اليت ال يي ٌ‬ ‫بص ٌ‬‫أك يقيٌد‪ ،‬كترجيح ٌ‬
‫إليها إالٌ اب‪ٞ‬تهد كالك ًٌد‪ ،‬فيدركو الطٌالب ابلتدري كا‪١‬تمارسة ُب أقرب و‬
‫زماف‪ ،‬كيذكركف حظٌها‬
‫من جهة اإل‪ٚ‬تاع كموقع الوفاؽ‪ ،‬كا‪١‬تطالبة بتحقيق ذلك كتبيُت كجهو‪.‬‬
‫جلي كقياس‬ ‫و‬ ‫ً‬
‫ظ ا‪١‬تسألة من االعتبار‪ ،‬كترتيب درجاتو من قياس وٌ‬
‫ككذلك يذكركف ح ٌ‬
‫تقريب‪ ،‬كترجيح العلل بعضها على بعض‪ ،‬كمعرفة ما يفسدىا من بقض أك كسر كعدـ أتثَت‪،‬‬

‫‪ -1‬سبق ٗتر‪٬‬تو‪ :‬ص‪.100 :‬‬

‫‪183‬‬
‫كتعليق ض ٌد‪ 1‬ا‪١‬تقتضي كفساد اعتباره‪ ،‬كمقابلة ا‪ٞ‬تمع ابلفرؽ‪ ،‬كغَت ذلك من فنوف صارت بُت‬
‫كمباحثات صارت ‪٢‬تم‬ ‫و‬ ‫الطلبة أىوف من حكاايت الغزكات كالسرااي‪ ،‬كأقاموا لذلك مناظر و‬
‫ات‬ ‫ٌ‬
‫‪2‬‬
‫حىت يهوف على أحدىم النٌظر ُب ‪٣‬تلٌده من مسائل النٌظر كحفظها كمعرفتها‪،‬‬ ‫ديدانن كصنعةن ٌ‬
‫اجملردة عن النٌظر ا‪١‬تؤلٌفة ُب ‪٤‬تض التقليد‪ ،‬فجمعوا‬ ‫كراس من ا‪١‬تسائل ٌ‬
‫كيصعب عليو حفظ ٌ‬
‫بذلك بُت فركع الفقو كأصولو‪ ،‬ككيفية بناء الفركع على األصوؿ‪ ،‬فبل يفرغ الطٌالب اجملتهد من‬
‫السبق‪ ،‬ىذا‬ ‫ا‪١‬تسائل ا‪٠‬تبلفيات إالٌ كقد أشرؼ على كادم الفبلح‪ ،‬كم ٌد يده إٔب ىح ٍوز قى ى ً‬
‫صب ٌ‬
‫كإف استبعده ا‪ٞ‬تاىل بو كاستغبله فهو بُت أراببو مستقرب مسًتخص إذا كجد ‪٤‬تبلًّ يقبلو‪،‬‬
‫كيب ال ٭تتملو‪ ،‬ككل و‬
‫قر٭تة ال تصلح لو‪:‬ك ﭽ‪      ‬‬ ‫فإ ٌف كل تر و‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫تمهران ُب علم‬
‫ا‪١‬تفيت ال ييشًتط ُب كصفو أف يكوف يم ٌ‬
‫‪  ‬ﭼ [ا‪ٟ‬تديد‪ ،]29 :‬مع أ ٌف ى‬
‫الكبلـ‪ ،‬كقد اختلف ىل يشًتط فيو أصل ىذا العلم أكال ؟ فاشًتط ذلك أبو الطٌيب‪ ،‬كأابه‬
‫غَته كىو قوؿ األكثرين‪ ،‬كقالوا‪ :‬ال يشًتط أكثر من كوبو عا‪١‬تان ْتكم ا‪ٟ‬تادثة اليت يفيت فيها‪،‬‬
‫للعامة‬
‫كصحة االعتقاد ثبتت ٌ‬ ‫بصحة االعتقاد‪ٌ ،‬‬ ‫كعلم الكبلـ ال تعلٌق لو اب‪ٟ‬توادث‪ ،‬كإٌ‪٪‬تا تعلٌقو ٌ‬
‫من غَت إمعاف بظ ور عن ما سلف بيابو‪ ،‬كلئن قاؿ ا‪١‬تقلٌد‪ :‬إ ٌف بعض ما ذكر٘توه يعسر تناكلو‬
‫كل النٌاس‪،‬‬
‫ٮتص هللا هبا بعض النٌاس ال ٌ‬ ‫كل النٌاس‪ ،‬قلنا‪ :‬صدقت‪ .‬كدرجة اإلمامة ٌ‬ ‫على ٌ‬
‫فضل فضلىو‪ ،‬ك ًٌ‬
‫كل ذم رتبة رتبتىو‪ ،‬كال ‪٬‬توز التقليد كاألخذ بو إالٌ ‪ٞ‬تاىل‪،‬‬ ‫لكل ذم و‬ ‫عرؼ ٌ‬‫فىػ ٍليي ٍ‬
‫لقولو تعأب ﭽ‪        ‬ﭼ [األببياء‪ ،]7 :‬فأكجب هللا‬
‫كل ىمن ال يىعلم أف يسأؿ أىل العلم‪ ،‬كمفهوـ األمر كجوب اتٌباع أىل العلم‪ ،‬ككذلك‬ ‫على ٌ‬
‫قولو تعأب‪:‬ﭽ‪           ‬‬

‫‪ ،]122‬كجعل‬ ‫‪      ‬ﭼ[التوبة‪:‬‬

‫قوؿ مالك الذم قالو‪":‬ال ييفيت العآب حىت‬ ‫ً‬


‫ا‪١‬تنذرين منعوتُت بنعت الفقو‪ ،‬إذ ٓب يبلغ ىذا ا‪١‬تقلٌد ى‬

‫صحح من كتاب "اإليقاظ"‪.‬‬‫رد‪ .‬كما أثبت ٌ‬


‫‪ -1‬كرد ُب األصل‪ :‬ىذا‪ .‬كُب س‪ٌ :‬‬
‫صحح من كتاب "اإليقاظ"‪.‬‬
‫‪ -2‬كرد ُب األصل‪ :‬صفة‪ .‬كما أثبت ٌ‬

‫‪184‬‬
‫اس أىبلن للفتول"؛ قاؿ سحنوف‪":‬يعٌت ابلنٌاس‪ :‬العلماء‪ ،‬فأثبت لو العلم ٍبٌ منعو من‬‫يراه النٌ ي‬
‫حىت يستظهر على أمره برأم العلماء"‪ .‬كقد زدان من الكبلـ ُب ىذا الباب ‪١‬ت ػا رأينا‬‫الفتيا ٌ‬
‫ا‪ٟ‬تق الذم ما عداه بدعةه‬ ‫فيتمسكوف ابلتقليد عصمةن‪ ،‬كيزعموف أبٌو ٌ‬
‫ٌ‬ ‫ركوف النٌاس إٔب البدعة‪،‬‬
‫العزيز‪ :‬ﭽ‪    ‬‬ ‫يفيد‪ ،‬كال غرك فلقد قاؿ الفاطر ا‪ٟ‬تكيم ُب كتابو‬
‫كتعب ال ي‬
‫ه‬
‫‪    ‬ﭼ[األحقاؼ‪ ،]11 :‬كقاؿ عل ٌّي ‪-‬هنع هللا يضر‪":-‬من جهل شيئان‬
‫عاداه"‪.1‬ابتهى كبلـ سند ُب "طراز اجملال كفاكهة اجملال "‪.2‬‬
‫قاؿ صاحب "اإليقاظ" بعد بقلو‪":‬قلت‪ :‬كلقد صدؽ سند –ر‪ٛ‬تو هللا تعأب‪ -‬فيما‬
‫السنٌة‬
‫بص ٌ‬ ‫ا‪١‬تعُت‪ ،‬ك ٌاٗتاذ رأيو دينان كمذىبان‪ ،‬كلو خالف ٌ‬ ‫للشخص ٌ‬ ‫ذـ التٌقليد ٌ‬‫ذكره من ًٌ‬
‫شك ُب كوف ىذا بدعةن مذمومةن كخصلةن شنيعةن‪ ،‬احتاؿ هبا إبلي اللٌعُت‬ ‫كالكتاب ا‪١‬تبُت‪ ،‬كال ٌ‬
‫كل ك و‬
‫احد‬ ‫على تفريق ‪ٚ‬تاعة ا‪١‬تسلمُت كتشتيت مشلهم‪ ،‬كإيقاع العداكة كالبغضاء بينهم‪ ،‬فًتل َّ‬
‫منهم ييعظٌم إمامو اجملتهد تعظيمان ال يبلغ بو أحدان من أصحاب النٌ ي ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ ،-‬إذا كجد حديثان‬
‫يوافق مذىبو فى ًر ىح بو كابقاد لو كسلَّم‪ ،‬كإف كجد حديثان صحيحان سا‪١‬تان من النٌسخ كا‪١‬تعارض‪،‬‬
‫الصفح كالعارض‪،‬‬ ‫ً‬
‫مؤيٌدان ‪١‬تذىب غَت إمامو فتح لو ابب االحتماالت البعيدة‪ ،‬كضرب عنو ٌ‬
‫الصريح‪ ،‬كإف‬
‫ص ٌ‬ ‫للصحابة كالتٌابعُت كالنٌ ٌ‬ ‫كيلتم ‪١‬تذىب إمامو أىٍك يجهان من الًتجيح مع ‪٥‬تالفتو ٌ‬
‫حديث ٮتالف رأيو ا‪ٟ‬تديث‪ ،‬كإف عجز عن ذلك‬ ‫و‬ ‫كل‬
‫ؼ َّ‬‫شرح كتاابن من كتب ا‪ٟ‬تديث ىحَّر ى‬

‫ت‬ ‫‪ -1‬األمثاؿ ُب القرآف بوعاف‪ :‬ظاىر مصَّرح بو‪ ،‬ككامن ال ًذكر للمثل فيو‪ .‬كمن مثل الكامنة‪ ،‬قاؿ ً‬
‫ا‪١‬تاكٍردم‪ٝ":‬تع ي‬ ‫ى‬ ‫يي‬ ‫ه‬ ‫ه ى ه‬
‫ًج أمثاؿ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫‪ٝ‬تعت أًيب يقوؿ‪:‬‬ ‫ضا ًر ً‬
‫َّك يٗتٍر ي‬
‫ت‪ :‬إب ى‬‫الفضل فقل ي‬ ‫بن‬
‫سألت ا‪ٟ‬تسُت ى‬
‫ي‬ ‫ب بن إبراىيم يقوؿ‪ :‬ي‬ ‫اىيم بن يم ى‬
‫أاب إسحاؽ إبر ى‬
‫اَّللً "من ىج ًه ىل ىشٍيػئنا‬
‫اب َّ‬‫ت‪ :‬فهل ىًٕت يد ًُب كًتى ً‬ ‫العرب كالعجم من القرآف‪ ،‬فهل ىًٕت يد ُب كتاب َّ‬
‫اَّلل‪ ...:‬إٔب أف قاؿ‪":‬قل ي‬
‫ﭽ‪       ‬‬ ‫اداهي" قاؿ‪ :‬بػى ىعم‪ُ .‬ب موضعُت‪ :‬ﭽﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩﭼ [يوب ‪]39 :‬‬
‫ىع ى‬
‫السيوطي‪ ،‬اإلتقاف يف علوـ القرآف‪ ،‬ص‪.673 :‬‬
‫‪ ‬ﭼ [األحقاؼ‪ .]١١ :‬ينظر‪ٌ :‬‬
‫‪ -2‬ينظر‪ :‬الفبلٌ٘ب‪ ،‬إَقاظ ذنم أكيل األبصار‪ ،‬ص‪ .197 :‬كبقل بعضو دمحم بن علي الشوكا٘ب ُب‪ ،‬القوؿ املفيد يف‬
‫ا‪١‬تسمى بػ ػ ػػ‪":‬طراز اجملالس"‬
‫أدلة ااجتهاد كالتقليد‪ ،‬ص‪ .42 :‬ككتاب اإلماـ سند بن عناف ا‪١‬تصرم (ت‪ 541 :‬ىػ)‪ٌ ،‬‬
‫كتوُب قبل إكمالو‪ .‬كالكتاب ال يزاؿ ‪٥‬تطوطان ُب حدكد علمي‪ .‬ينظر‪ :‬عمر بن رضا‬
‫ا‪١‬تدكبة ُب ‪٨‬تو ثبلثُت سفران‪ٌ ،‬‬
‫شرح بو ٌ‬
‫ابن دمحم راغب بن عبد الغٍت كحالة الدمشق (ت‪1408 :‬ىػ)‪ ،‬معجم املؤلفُت‪ ،‬ج‪ ،4 :‬ص‪.283 :‬‬

‫‪185‬‬
‫دليل‪ ،‬أك ا‪٠‬تصوصية‪ ،‬أك عدـ العمل بو‪ ،‬أك غَت ذلك ‪٦‬تٌا ٭تضر ذىنو‬ ‫كلًٌ ًو ٌادعى النٌسخ ببل و‬
‫م أك يجلًٌ ًو‪ ،‬فما ترؾ ىذا‬
‫كل ىم ٍرًك وٌ‬
‫ٌ‬ ‫على‬ ‫لع‬‫ط‬
‫ٌ‬ ‫ا‬ ‫إمامو‬ ‫ف‬
‫ٌ‬ ‫أ‬ ‫عى‬‫اد‬
‫ٌ‬
‫العليل‪ ،‬كإف عجز عن ذلك كلًٌ ً‬
‫و‬
‫الشريف إالٌ كقد اطٌلع على طع ون فيو برأيو ا‪١‬تنيف‪ ،‬فيتٌخذ علماء مذىبو أرابابن‪ ،‬كيفتح‬ ‫ا‪ٟ‬تديث ٌ‬
‫كل من خالف ذلك ٓب يوافق صواابن‪ ،‬كإف بصحو أح هد من‬ ‫‪١‬تناقبهم ككراماهتم أبواابن‪ ،‬كيعتقد أ ٌف ٌ‬
‫عدكان كلو‪ 1‬كابوا قبل ذلك أحباابن‪ ،‬كإف كجد كتاابن من كتب إمامو ا‪١‬تشهورة‬ ‫السنٌة ٌاٗتذه ٌ‬
‫علماء ٌ‬
‫كحرض على اتٌباع األحاديث ا‪١‬تشهورة‪ ،‬ببذه كراء‬ ‫الرأم كالتٌقليد‪ٌ ،‬‬ ‫كذـ ٌ‬
‫تضمن بصحو‪ٌ ،‬‬ ‫قد ٌ‬
‫ات ا‪١‬تتأخرين سعيان‬ ‫ظهره‪ ،‬كأعرض عن ّنيو كأمره‪ ،‬كاعتقده‪ً 2‬حجران ىٍ‪٤‬تجوران‪ ،‬كجعل ‪٥‬تتصر ً‬
‫ي‬ ‫ٍ‬
‫السديد؛ كشاىد ذلك كلٌو أف‬ ‫الرأم ٌ‬ ‫كتعصبهم للتقليد‪ ،‬كاعتقادىم أبٌو ٌ‬‫مشكوران؛ لًتكهم الدليل ٌ‬
‫بذـ ا‪١‬تقلٌدين؛‬
‫كحشيت ٌ‬ ‫تتأمل مذىب مالك فًتل كتب علمائهم ا‪١‬تتق ٌدمُت قد ملئت ابألدلٌة‪ ،‬ي‬ ‫ٌ‬
‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬
‫الرب‬
‫ك ػ ػ "ا‪١‬تبسوط" للقاضي إ‪ٝ‬تاعيل ك"اجملموعة" البن عبدكس ك"التمهيد" البن عبد ٌ‬
‫كل اإلقباؿ على ما‬‫ا‪١‬تتأخركف كراء ظهورىم‪ ،‬كأقبلوا ٌ‬
‫ك"الطٌراز" لسند بن عناف‪ ،‬كقد ببذىا ٌ‬
‫ابتدعو ا‪١‬تتأ ٌخركف من حذؼ ال ٌدليل ُب ‪٥‬تتصراهتم‪ ،‬كأكلعوا ابلتقليد ببل و‬
‫دليل؛ العتقادىم أ ٌف‬
‫كتطويل‪ ،‬إ ٌان هلل كإ ٌان إليو راجعوف"‪.5‬‬ ‫ً‬
‫ه‬ ‫االشتغاؿ بو عناءه‬
‫انقبلن عن ا‪ٟ‬تافظ ابن‬ ‫ٍبٌ ذكر كيفية طلب العلم النٌافع كأبٌو درجات‪ ،‬كأطاؿ بنفائ‬
‫عبد الرب فلَتاجع‪.‬‬

‫الصواب ما أثبت‪ ،‬كقد كرد ُب ج‪ ،‬كىو ا‪١‬توافق ‪١‬تا ُب "اإليقاظ"‪.‬‬


‫‪ُ -1‬ب األصل‪ :‬كإف كاف‪ .‬ك ٌ‬
‫صحح من "اإليقاظ"‪.‬‬
‫‪ -2‬كرد ُب األصل‪ :‬ك ٌاٗتذه‪ .‬كما أثبت ٌ‬
‫‪ -3‬القاضي إمساعيل‪ :‬إ‪ٝ‬تاعيل بن إسحاؽ بن إ‪ٝ‬تاعيل بن ‪ٛ‬تاد بن زيد ا‪ٞ‬تهضمي األزدم‪ :‬فقيو على مذىب مالك‪،‬‬
‫جليل التصابيف؛ منها‪ :‬ا‪١‬تبسوط ُب الفقو‪ ،‬ككتاب األمواؿ كا‪١‬تغازم‪ ،‬توُب سنة‪282 :‬ق‪ .‬ينظر‪ :‬التنبكيت‬
‫(ت‪1036:‬ىػ)‪ ،‬نيل اابتهاج بتطرَز الدَباج‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪.283 :‬‬
‫عبد و‬ ‫ً‬ ‫ابن ىع ٍب يد و‬
‫اضع‪،‬‬
‫كس‪ ،‬قاؿ أبو العرب‪ :‬كاف ثقةن‪ ،‬إمامان ُب الفقو‪ ،‬ىذا ىكىرع كتو ي‬ ‫كس‪ :‬أبو عبد هللا ي‪٤‬تى َّمد بن إبراىيم بن ي‬ ‫‪ -4‬ي‬
‫شيء أبحو ًاؿ شيخو سحنوف ُب فقهو كزىده‪ .‬توُب سنة‪260 :‬ىػ‪ .‬الذى ي‪ ،‬سَت أعالـ النبالء‪ ،‬ج‪:‬‬ ‫ب َّذ ا‪٢‬تيئة‪ ،‬كاف أشبو و‬
‫ى‬ ‫ى‬
‫‪ ،13‬ص‪ .63 :‬التنبكيت (ت‪1036 :‬ىػ)‪ ،‬نيل اابتهاج بتطرَز الدَباج‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪.174 :‬‬
‫‪ -5‬الفبلٌ٘ب‪ ،‬إَقاظ ذنم أكيل األبصار‪ ،‬ص‪197:‬ػ ‪.209‬‬

‫‪186‬‬
‫كل ذم‬ ‫كقاؿ ا‪ٟ‬تافظ ا‪١‬تذكور ُب "التٌمهيد" عند كبلمو على حديث أيب ىريرة‪":‬أى ٍك يل ًٌ‬
‫بصو‪":‬لي أح هد‪ 2‬إالٌ كىو ييؤخذ من قولو كييًتؾ إالٌ النٌ ي‬ ‫‪1‬‬
‫السباع حر هاـ" ما ٌ‬ ‫و‬
‫انب من ٌ‬
‫‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬فإبٌو ال ييًتؾ من قولو إالٌ ما تىركوي يى ىو‪ ،‬كبسخو قوالن كعمبلن‪ ،‬فا‪ٟ‬ت ٌجة ما قالو ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪،-‬‬
‫حجةه‪ ،‬كمن ٍبٌ تيرؾ قوؿ عائشة ُب رضاع الكبَت‪ 3‬كلنب الفحل‪ ،4‬كقوؿ ابن‬ ‫كلي ُب قوؿ غَته ٌ‬
‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪5‬‬
‫تيمم‬
‫َّعى عليو ابليمُت ُب ال ىق ىس ىام ىة ‪ ،‬كعدـ ٌ‬ ‫عبٌاس ُب ا‪١‬تتعة كغَتىا‪ ،‬كقوؿ عمر ُب تبدئة ا‪١‬تػد ى‬

‫السباع ‪ ،‬ج‪ ،3 :‬ص‪ .462 :‬رقم‪:‬‬ ‫كل ذم انب من ٌ‬


‫‪ -1‬أخرجو‪ :‬البخارم‪ :‬كتاب‪ :‬الذابئح كالصيد‪ ،‬ابب‪ :‬أكل ٌ‬
‫كل ذم ً‪٥‬تلب من الطٌ ًَت‪،‬‬
‫السباع‪ ،‬ك ٌ‬
‫كل ذم انب من ٌ‬
‫الصيد كالذابئح‪ ،‬ابب‪ٖ :‬تر‪ٙ‬ب أكل ٌ‬ ‫‪ .5530‬مسلم‪ :‬كتاب‪ٌ :‬‬
‫ص‪ .801:‬رقم‪ .1932 :‬من حديث أيب ثعلبة ا‪٠‬تشٍت ‪-‬هنع هللا يضر‪.-‬‬
‫‪ُ -2‬ب التمهيد زايدة‪ :‬من خلق هللا‪ .‬ينظر‪ :‬ابن عبد الرب‪ ،‬التمهيد‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪.159 :‬‬
‫‪ -3‬أخرجو البخارم‪ :‬كتاب‪ :‬ا‪١‬تغازم‪ ،‬ابب‪ :‬شهود ا‪١‬تبلئكة بدرا‪ ،‬ج‪ ، 3 :‬ص‪ .91 :‬رقم‪ .4000 :‬كلكنٌو أشار إليو‬
‫كٓب يذكره‪ .‬كركاه مسلم ُب‪ :‬كتاب‪ :‬الرضاع‪ ،‬ابب‪ :‬إٌ‪٪‬تا الرضاعة من اجملاعة‪ ،‬ص‪ .579 :‬رقم‪ .1453 :‬عن عائشة‪،‬‬
‫وؿ ىس ًوآب‬‫إ٘ب أرل ُب كج ًو أيب ح ىذيػ ىفةى من دخ ً‬
‫ي‬ ‫ي ٍ‬ ‫ىٍ‬ ‫َّ ي ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ ،-‬فقالت‪ :‬اي رسوؿ هللا‪ًٌ ،‬‬ ‫ً‬
‫بنت يس ىهيل إٔب الن ًٌ‬ ‫قالت‪ :‬ىجاءىت ىس ٍهلىةي ي‬
‫كىو ىحلًي يفوي‪ ،‬فقاؿ النًَّ ي ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪":-‬أ ٍىر ًضعً ًيو"‪.‬‬
‫القد‪ٙ‬ب‪ ،‬ج‪،2 :‬‬ ‫الرضاع ا‪١‬تستفيض‪ ،‬كا‪١‬توت ً‬ ‫الشهادة على األبساب‪ ،‬ك َّ‬ ‫الشهادات‪ ،‬ابب‪ٌ :‬‬ ‫‪ -4‬أخرجو‪ :‬البخارم‪ :‬كتاب‪ٌ :‬‬
‫الرضاعة‪ ،‬ص‪ .575 :‬رقم‪.1445 :‬‬ ‫ص‪ .249 :‬رقم‪ .2644 :‬كمسلم‪ :‬كتاب‪ :‬الرضاع‪ ،‬ابب‪ٖ :‬تر‪ٙ‬ب ابنة األخ من ٌ‬
‫ً‬ ‫ىٖتت ًجبً ً‬
‫فقلت‪:‬‬‫ُت م ًٌٍت ىكأ ىىان ىعمك‪ ،‬ي‬ ‫استىأ ىذ ىف ىعلى َّي أىفٍػلى يح‪ ،‬فلم آ ىذ ٍف لىوي‪ ،‬فقاؿ‪ :‬أ ىٍى ى‬
‫اَّلل عنها‪ -‬قالت‪ٍ :‬‬ ‫من حديث عائشة ‪-‬رضي ٌ‬
‫ص ىد ىؽ أىفٍػلى يح‪،‬‬ ‫وؿ ًَّ‬ ‫نب أ ًىخي‪ ،‬فقالت‪:‬‬ ‫أرضعتك امرأىةي أ ًىخي بًلى ى ً‬‫ً‬ ‫ككي ً‬
‫اَّلل ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬فقاؿ‪ ":‬ى‬ ‫سألت عن ذلك ىر يس ى‬ ‫ي‬ ‫ك؟ قاؿ‪:‬‬ ‫ف ذىل ى‬ ‫ى‬
‫ائٍ ىذً٘ب لىوي"‪ .‬كىذا اللٌفظ للبخارم‪.‬‬
‫وؿ ىع ٍونال‪ :‬ىج ىار كماؿ عن ا‪ٟ‬تى ًٌق‪ .‬كمن‬ ‫‪ -5‬كرد ُب "التمهيد"‪ُ :‬ب العوؿ كا‪١‬تتعة‪ .‬العوؿ‪ :‬ا‪١‬تٍيل ًُب ا‪ٟ‬تيكم إًٔب ا‪ٞ‬تىٍور‪ .‬عاؿ يػى يع ي‬
‫ى‬
‫كمن معا٘ب العوؿ النقصا يف‪ ،‬كىو ‪٬‬ترم ‪٣‬ترل األضداد‪ .‬ينظر‪ :‬ابن منظور‪ ،‬لساف العرب‪ ،‬ج‪ ،11 :‬ص‪ٌ .481 :‬أما‬
‫السهاـ على الفريضة‪ ،‬فتعوؿ ا‪١‬تسألة إٔب سهاـ الفريضة‪ ،‬فيدخل النقصاف عليهم بقدر حصصهم"‪.‬‬ ‫اصطالحان‪":‬زايدة ٌ‬
‫ينظر‪ :‬ا‪ٞ‬ترجا٘ب (ت‪816 :‬ىػ)‪ ،‬التعرَفات‪ ،‬تح‪ :‬دمحم صديق ا‪١‬تنشاكم‪ ،‬مط‪ :‬دار الفضيلة‪ ،‬القاىرة‪ ،‬مصر‪ ،‬ط‪:‬‬
‫(‪2004‬ـ)‪ ،‬ص‪ .134 :‬دمحم عميم اإلحساف اجملددم الربكيت‪ ،‬التعرَفات الفقهية‪ ،‬ط‪1424(1 :‬ىػ‪2003/‬ـ)‪،‬‬
‫مشهور ُب‬
‫ه‬ ‫كخبلؼ ابن عبٌاس ‪-‬هنع هللا يضر‪ُ -‬ب مسألة العوؿ للجمهور‬
‫ي‬ ‫مط‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بَتكت‪ ،‬لبناف‪ ،‬ص‪.153 :‬‬
‫كتب الفرائض‪ .‬بقل ابن قدامة عن ابن عبٌاس ‪-‬هنع هللا يضر‪ -‬قولو‪":‬من شاء ابىلتو أ ٌف ا‪١‬تسائل ال تعوؿ"‪ .‬ينظر‪ :‬ابن قدامة‬
‫ا‪١‬تقدسي (ت‪620 :‬ىػ)‪ ،‬املغٍت‪ ،‬ج‪ ،6 :‬ص‪.282 :‬‬
‫كأما املتعة‪ :‬فهو النٌكاح إٔب أجل‪ .‬كأف يتزكج ا‪١‬ترأة على م ٌدةو ‪٤‬ت ٌددةو؛ كشه ور أك و‬
‫كسنة ك‪٨‬تو ذلك‪ .‬ينظر‪ :‬ابن‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫جزم الكل ي الغرانطي (ت‪741 :‬ىػ)‪ ،‬القوانُت الفقهية‪( ،‬د ت ط)‪ .‬ص‪ .140 :‬من ا‪١‬تسائل اليت خالف فيها ابن‬

‫‪187‬‬
‫تيمم ا‪ٞ‬تنب‪ ،‬كقوؿ‪ 3‬ابنو ُب كراىة الوضوء ٔتاء البحر‪ ،‬كسؤر ا‪ٞ‬تينيب كا‪ٟ‬تائض كغَت ذلك‪،‬‬‫ٌ‬
‫‪4‬‬
‫لب كغَت‬ ‫ً‬
‫الصبلة على ما مضى منها‪ ،‬كعدـ أكل ذابئح بٍت تىػ ٍغ ى‬
‫ث ُب ٌ‬ ‫علي ببناء احملد ى‬
‫كقوؿ وٌ‬
‫ذلك ‪٦‬تٌا ركم عنو‪.‬‬
‫السنٌة الثٌابتة عن النٌ ي ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬كىو ا‪١‬تلجأ‬ ‫و‬
‫كيف يستوحش من مفارقة كاحد منهم كمعو ٌ‬
‫السنٌة ا‪١‬تأثورة عن‬ ‫ً‬
‫عند االختبلؼ‪ ،‬كغَت بكَت أف ٮتفى على الصاحب كالصاحبُت كالثبلثة ٌ‬
‫رسوؿ هللا ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ ،-‬أىالى ترل أ ٌف عمر ُب ىسعة علمو ككثرة لزكمو لرسوؿ هللا ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬قد ىخ ى‬
‫في‬
‫عليو من توريث ا‪١‬ترأة من دية زكجها‪ ،5‬كحديث دية ا‪ٞ‬تنُت‪ ،6‬كحديث االستئذاف ما علمو‬
‫حديث توريث ا‪ٞ‬ت ٌدة‪ ،1‬كغَت ذلك ‪٦‬تٌا بسطتو لك ُب ا‪١‬تقدمة‪،‬‬ ‫ي‬ ‫في على أيب بكر‬ ‫ى‬ ‫كخ‬
‫ى‬ ‫‪،‬‬‫‪7‬‬
‫غَته‬

‫الصحابة بكاح ا‪١‬تتعة‪ ،‬فقد أخرج البخارم‪ :‬كتاب‪ :‬النكاح‪ ،‬ابب‪ّ :‬ني ىر يسوؿ هللا ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬عن بكاح ا‪١‬تتعة‬ ‫عباس‪-‬هنع هللا يضر‪ٌ -‬‬
‫أخَتان‪ ،‬ج‪ ،3 :‬ص‪ .366 :‬رقم‪ .5116 :‬كمسلم‪ :‬كتاب‪ :‬النكاح‪ ،‬ابب‪ :‬بكاح ا‪١‬تتعة‪ ،‬كبياف أبٌو أبيح ٍبٌ بسخ‪ ،‬ص‪:‬‬
‫ص"‪ ،‬فقاؿ لو‬ ‫ً ً ً‬ ‫‪ .552‬رقم‪ .1406 :‬من حديث أيب ‪ٚ‬ترة ‪-‬هنع هللا يضر‪":-‬قاؿ‪ٝ :‬تعت ابن عبَّ و ً‬
‫اس‪ :‬يسئ ىل عن مت ىعة النٌ ىساء "فىػىر َّخ ى‬ ‫ي ى ى‬
‫ً‬ ‫ً ًً‬ ‫ًَّ‬
‫اس‪":‬بػى ىع ٍم"‪ .‬كاللٌفظ للبخارم‪ .‬كقد أشار ابن‬ ‫ىم ٍونٔب لو‪ :‬إ‪٪‬تىا ذلك ُب ا‪ٟ‬تىاؿ الشَّديد‪ ،‬كُب النٌساء قلَّةه؟ أك ىٍ‪٨‬ت ىوهي‪ ،‬فقاؿ ي‬
‫ابن ىعبَّ و‬
‫حجر ‪-‬ر‪ٛ‬تو هللا‪ -‬إٔب أ ٌف ابن عبٌاس ‪-‬هنع هللا يضر‪ -‬قد رجع عن ىذه الفتيا‪ .‬ينظر‪ :‬ابن حجر‪ ،‬فتح البارم‪ ،‬ج‪ ،9 :‬ص‪:‬‬
‫‪ .172‬كتبويب مسلم شاى هد على ذلك‪.‬‬
‫يم ًة على ا‪١‬تزكي)‪.‬‬ ‫‪ُ -1‬ب "التمهيد" زايدة‪(:‬كتىػرىؾ قىػو ىؿ عمر ًُب تى ً ً ً‬
‫ضعيف الق ى‬
‫ٍ‬ ‫ى ى ٍ ي ىى‬
‫‪ -2‬ال ىقسامة‪( :‬ابلفتح) ىي أٯتاف تقسم على ا‪١‬تتٌهمُت ُب ال ٌدـ‪ .‬ينظر‪ :‬ا‪ٞ‬ترجا٘ب‪ ،‬التعرَفات‪ ،‬ص‪.147 :‬‬
‫كج ال يىهدـ التَّطليقة ىكالتَّطلي ىقتُت)‪.‬‬
‫الز ى‬ ‫وؿ ابن يع ىمىر ُب أ َّ‬
‫ىف َّ‬ ‫‪ُ -3‬ب "التمهيد" زايدة‪ (:‬ىكتىػىرىؾ قى ى‬
‫‪ -4‬بٍت تىػغٍلب‪ :‬بنو تغلب بن كائل قبيلة ربيعة‪ ،‬عدانبية‪ ،‬اشًتكت ْترب البسوس‪ ،‬ضد بٍت شيباف من بسل إخوهتم‬
‫قبيلة بٍت بكر بن كائل‪ ،‬كإليها ينتمي كليب بن ربيعة‪ ،‬كأخوه أبو ليلى ا‪١‬تهلهل عدم بن ربيعة‪ ،‬كشاعر ا‪١‬تعلقة عمرك بن‬
‫املفصل يف اترَخ العرب قبل اإلسالـ‪ ،‬ج‪ ،8 :‬ص‪:‬‬
‫كلثوـ‪ .‬كقد كابت تغلب على دين ا‪١‬تسيحية‪ .‬ينظر‪ :‬جواد علي‪ٌ ،‬‬
‫‪.82‬‬
‫‪ -5‬سبق ٗتر‪٬‬تو‪ :‬ص‪.101 :‬‬
‫‪ -6‬أخرج البخارم‪ :‬كتاب‪ :‬ال ٌدايت‪ ،‬ابب‪ :‬جنُت ا‪١‬ترأة‪ ،‬ج‪ ،4 :‬ص‪ .275 :‬رقم‪ .6907 :‬كمسلم‪ :‬كتاب‪ :‬القسامة‬
‫َّاس‪ :‬من ىً‪ٝ‬ت ىع‬‫كاحملاربُت‪ ،‬ابب‪ :‬ال ٌدية‪ ،‬ص‪ .698 :‬رقم‪ .1683 :‬من حديث عركة بن الزبَت ‪-‬هنع هللا يضر‪":-‬أ ٌف يع ىمىر بى ىش ىد الن ى‬
‫ك على‬ ‫بد أك أىم وة" قاؿ‪ :‬ائٍ ً‬ ‫الس ٍق ًط؟ فقاؿ ا‪١‬تغًَتةي‪ :‬أ ىىان ىً‪ٝ‬تعتو "قىضى فً ًيو بًغَّرةو‪ ،‬ع و‬ ‫النًَّ ي ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬قى ً ً‬
‫ت من يشهد ىم ىع ى‬ ‫ى‬ ‫ي ى‬ ‫يي ى‬ ‫ي ى‬ ‫ضى ُب ٌ‬ ‫ى‬ ‫َّ‬
‫ًً‬
‫َّ ي ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ٔ -‬ت ًثل ىذا‪.‬‬
‫ً‬
‫بن ىمسلى ىمةى‪ :‬أان أى ٍش ىه يد على الن ًٌ‬
‫ىذا‪ .‬فقاؿ ي‪٤‬تى َّم يد ي‬
‫‪ -7‬سبق ٗتر‪٬‬تو‪ :‬ص‪.100 :‬‬

‫‪188‬‬
‫اص األحكاـ‪ ،‬كلي ىذا بضائرىم‪ ،‬كقد كاف ابن‬ ‫السنٌة ُب خو ٌ‬‫فغَتي‪٫‬تا أحرل أف ٗتفى عليو ٌ‬
‫كل ذم‬
‫عظيم من أحبار ىذا ال ٌدين‪ -‬يقوؿ‪":‬ما ‪ٝ‬تعت ابلنٌهي عن أكل ٌ‬ ‫شهاب ‪-‬كىو ىحٍبػهر ه‬
‫الشاـ"‪ ،2‬كالعلم ا‪٠‬تاص ال يينكر أف ىٮتفى على العآب"‪ .3‬ابتهى‬
‫حىت دخلت ٌ‬ ‫السباع‪ٌ ،‬‬ ‫و‬
‫انب من ٌ‬
‫إب‪٬‬تاز يسَت ُب اللٌفظ‪.‬‬
‫حل‬ ‫ً‬
‫يت ‪ٞ‬تلودىا ٌ‬ ‫السباع إذا ذي ٌك ٍ‬
‫كقاؿ ُب موضع آخر‪":‬ركل ابن القاسم عن مالك‪ٌ ":‬‬
‫‪6‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬
‫طهر‬
‫‪ٟ‬تموي ال يي ٌ‬
‫ي‬ ‫كل‬‫يؤ‬ ‫ال‬ ‫ما‬‫‪":‬‬ ‫مالك‬ ‫عن‬ ‫أشهب‬ ‫كركل‬ ‫‪،‬‬ ‫الصبلةي عليها"‬
‫لباسها‪ ،‬ك ٌ‬
‫بيعيها‪ ،‬ك ي‬
‫جلده ابل ٌدابغ"‪.7‬‬
‫ي‬
‫‪8‬‬
‫السباع‪ ،‬كإف ذ ٌكيت‬
‫ٌ‬ ‫ة‬
‫ي‬ ‫تذكي‬ ‫‪٬‬توز‬ ‫ال‬‫أشهب‪":‬‬ ‫عن‬ ‫كحكاه‬ ‫‪٤‬تمد بن عبد ا‪ٟ‬تكم‬
‫كقاؿ ٌ‬
‫عمر‪":‬كقوؿ اب ًن عبد‬ ‫‪10‬‬
‫دبغ"‪ ،9‬قاؿ أبو‬ ‫و‬ ‫٭تل ً‬
‫ي‬ ‫االبتفاعي بشيء من جلودىا إالٌ أف يي ى‬ ‫‪ٞ‬تلودىا ٓب َّ‬
‫ا‪ٟ‬تكم‪ ،‬كما حكاه أيضان عن أشهب عليو الفقهاءي من أىل النٌظر كاألثر اب‪ٟ‬تجاز كالعراؽ‬
‫يصح أف يقلٌد غَته؛ لوضوح‬‫الصحيح الذم يشبو أصل مالك ُب ذلك‪ ،‬كال ٌ‬ ‫الشاـ‪ ،‬كىو ٌ‬ ‫ك ٌ‬

‫‪ -1‬سبق ٗتر‪٬‬تو‪ :‬ص‪.293 :‬‬


‫‪ -2‬سبق ٗتر‪٬‬تو‪ :‬ص‪.298 :‬‬
‫‪ -3‬ينظر‪ :‬ابن عبد الرب‪ ،‬التمهيد‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪.160-159 :‬‬
‫‪ -4‬ابن عبد الرب‪ ،‬التمهيد‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪. 162 :‬‬
‫مفيت مصر‪ً ،‬‬
‫العام ًرم‪ ،‬ا‪١‬تصرم‪ ،‬الفقيو‪ٝ ،‬تع‪ :‬مالك ى‬
‫بن أب و ‪،‬‬ ‫‪ -5‬أشهب‪ :‬بن عبد العزيز بن داكد بن إبراىيم ال ىقيسي‪ ً ،‬ى ى‬
‫ُت‪ ،‬كيوبي بن ً‬
‫ث بن ًمسك و‬‫ً‬ ‫و‬
‫عبد األعلى‪ ،‬توُب سنة‪204 :‬ىػ ٔتصر بعد اإلماـ‬ ‫ي ي ي‬ ‫بن سعد‪ ،‬كحدَّث عنو‪ :‬ا‪ٟ‬تىار ي ي‬ ‫كاللَّ ى‬
‫يث ى‬
‫الصفدم (ت‪764 :‬ىػ)‪ ،‬الوايف‬
‫الشافعي بثمابية عشر يومان‪ .‬ينظر‪ :‬الذى ي‪ ،‬سَت أعالـ النبالء‪ ،‬ج‪ ،9 :‬ص‪ٌ .500 :‬‬
‫ابلوفيات‪ ،‬ج‪ ،9 :‬ص‪.164 :‬‬
‫ً ً‬
‫‪ -6‬كرد ُب "التمهيد" زايدة‪ًُ( :‬ب كتىاب الض ى‬
‫َّح ىااي من ا‪١‬تستخرجة)‪ .‬ينظر‪ :‬ابن عبد الرب‪ ،‬التمهيد‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪.126 :‬‬
‫‪ -7‬ابن عبد الرب‪ ،‬التمهيد‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪.126 :‬‬
‫حممد بن عبد الُم‪ٌ :‬‬
‫‪٤‬تمد بن عبد هللا بن عبد ا‪ٟ‬تكم‪ ،‬أبو عبد هللا‪ ،‬صحب الشافعي كأخذ عنو ككتب كتبو‪،‬‬ ‫‪ٌ -8‬‬
‫السنٌة‪ ،‬ككتاب الواثئق‬
‫الرد على الشافعي فيما خالف فيو الكتاب ك ٌ‬
‫ككاف فقيهان ببيبلن‪ .‬لو تصابيف ع ٌدة‪ ،‬منها‪ :‬كتاب ٌ‬
‫كالشركط‪ .‬توُب سنة‪268 :‬ىػ‪ .‬ينظر‪ :‬ابن فرحوف‪ ،‬ال ٌدَباج املذىب‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪.165-163 :‬‬
‫‪ -9‬ابن عبد الرب‪ ،‬التمهيد‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪.194 :‬‬
‫الصواب ما أثبت‪.‬‬
‫‪ُ -10‬ب س‪ :‬ابن‪ .‬ك ٌ‬

‫‪211‬‬
‫احملرـ أك ذيبح ُب ا‪ٟ‬تىىرـ‪1‬؛ إذ ذاؾ ال يكوف ذكا نة‬
‫ال ٌدليل عليو‪ ،‬كلو ٓب يعترب ذلك إالٌ ٔتا ذْتو ٍ‬
‫ألجل النٌهى الوارد كاب‪٠‬تنزير أيضان‪.‬‬
‫ا‪ٟ‬تجة؛‬
‫أف عنده يلزـ طلب ال ٌدليل ك ٌ‬ ‫ْتج وة‪ ،‬ك َّ‬
‫ٌ‬ ‫ا‪٠‬تبلؼ لي‬
‫ى‬ ‫كقد أ‪ٚ‬تع ا‪١‬تسلموف أ ٌف‬
‫اؿ أف تعمل‬‫ك‪٤‬ت ه‬
‫السباع‪ ،‬ي‬ ‫السنٌة الواردة ُب ٖتر‪ٙ‬ب ٌ‬ ‫ا‪ٟ‬تق منو‪ ،‬كقد ابف ال ٌدليل الواضح من ٌ‬
‫ليتبُت ٌ‬
‫ٌ‬
‫فتطهر ابل ٌدابغ‪ ،‬ىذا‬
‫فيها الذكاة‪ ،‬كإذا ٓب تعمل فيها الذكاة فأكثر أحوا‪٢‬تا أف تكوف ميتةن ٌ‬
‫أصح األقاكيل ُب ىذا الباب‪ ،‬ك‪١‬تا ركاه أشهب عن مالك ىكجوه أيضان‪ ،‬ك ٌأما ما ركاه ابن القاسم‬ ‫ٌ‬
‫يصح إالٌ ما ذكرانه من أتكيلهم ُب النٌهى أبٌو على التنزيو ال على‬ ‫عن مالك فبل ىك ٍجوى لو ٌ‬
‫صحيح‪ ،‬كابهلل التوفيق"‪ 2‬اىػ‪.‬‬
‫ه‬ ‫دليل‬
‫يعضده ه‬‫ضعيف ال ٌ‬
‫ه‬ ‫التحر‪ٙ‬ب‪ ،‬كىذا أتكيل‬
‫أصلو‬
‫ضعف ما ٌ‬‫ى‬ ‫حكايتو‪":‬قلت‪ :‬فقد ابف ٔتا ذكره أبو عمر‬
‫ي‬ ‫قاؿ العبلٌمة الفبلٌ٘ب بعد‬
‫ا‪١‬تدكبة" مق ٌد هـ على قوؿ غَته فيها كُب‬ ‫ا‪١‬تتأخركف من متعص ي‪ 3‬ا‪١‬تالكية أ ٌف ى و‬
‫قوؿ مالك ُب " ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫كقوؿ غَته فيها‬ ‫كقوؿ اب ًن القاسم ُب " ٌ‬
‫ا‪١‬تدكبة" مق ٌد هـ على قوؿ غَته فيها كُب غَتىا‪ ،‬ى‬ ‫غَتىا‪ ،‬ى‬
‫أصلوا‪.‬‬
‫مق ٌد هـ على قوؿ ابن القاسم ُب غَتىا‪ ...،‬إْب ما ٌ‬
‫ٔتجرد‬
‫السنٌة أك اإل‪ٚ‬تاع أك القياس عليها‪ ،‬ال ٌ‬‫رجح ابل ٌدليل من الكتاب ك ٌ‬ ‫كإ ٌف القوؿ إٌ‪٪‬تا يي َّ‬
‫ضعفها أبو عمر ىنا ُب‬ ‫‪4‬‬ ‫كتاب ٌ و‬
‫معُت كػ ػ ػ "ا‪١‬تدكبة"؛ أل ٌف ركايةى اب ًن القاسم اليت ٌ‬ ‫كجوده ُب و‬
‫ا‪١‬تدكبة"‪ ،‬كإٌ‪٪‬تا ىو ُب‬
‫صححو لي ُب " ٌ‬ ‫ا‪١‬تدكبة"‪ ،‬كقوؿ أشهب كابن عبد ا‪ٟ‬تكم الذم ٌ‬ ‫" ٌ‬
‫‪5‬‬
‫ا‪١‬تدكبة"‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫"‬ ‫ُب‬ ‫كجودىا‬ ‫د‬‫ٔتجر‬
‫ٌ‬ ‫اية‬
‫ك‬ ‫الر‬
‫ٌ‬ ‫ك‬ ‫القوؿ‬ ‫بًتجيح‬ ‫ا‪١‬تالكية‬ ‫من‬ ‫ركف‬ ‫ا‪١‬تتأخ‬
‫ٌ‬ ‫‪٢‬تج‬ ‫كقد‬ ‫‪،‬‬ ‫"العتبية"‬
‫صحتها؛ كما ُب مسألة سدؿ‬ ‫الصحيحة اجملمع على ٌ‬ ‫السنٌة ٌ‬
‫ا‪١‬تدكبة"‪ ،‬كلو خالف الكتاب ك ٌ‬ ‫" ٌ‬

‫‪ -1‬قولو‪ ":‬إالٌ ٔتا ذْتو‪...‬ا‪ٟ‬ترـ" سقطت من‪ :‬ج‪.‬‬


‫‪ -2‬ابن عبد الرب‪ ،‬التمهيد‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪.165 :‬‬
‫الصواب‪.‬‬
‫‪ -3‬كرد ُب "اإليقاظ"‪":‬من مقتضى ا‪١‬تالكية"‪ .‬كما أثبت ىو ٌ‬
‫ا‪١‬تدكبة"‪.‬‬
‫‪ -4‬سقط من‪ :‬ج من قولو‪":‬أل ٌف ‪ُ ...‬ب ٌ‬
‫ً‬
‫القرط ي ا‪١‬تالكي‪،‬‬ ‫الع ًت ي‬
‫‪ -5‬العتبية‪ :‬أك كتاب ا‪١‬تستخرجة من األ‪ٝ‬تعة أليب عبد هللا ي‪٤‬تى َّمد بن أ‪ٛ‬تد بن عبد العزيز‪ ،‬ي‬
‫كتاب العتبية‪ ،‬توُب سنة‪255 :‬ىػ‪ .‬ينظر‪ :‬الذى ي‪ ،‬سَت أعالـ النبالء‪ ،‬ج‪ ،10 :‬ص‪ .45 :‬ابن فرحوف‪،‬‬ ‫يينسب إليو ي‬
‫ال ٌدَباج املذىب‪ ،‬ج‪ ، 2 :‬ص‪.176 :‬‬

‫‪210‬‬
‫السا‪١‬تة من ا‪١‬تعارضة كالنٌسخ؛ كتركوىا ألجل‬
‫الصحيحة ٌ‬
‫كردكا األحاديث ٌ‬‫الصبلة‪ٌ ،‬‬
‫اليدين ُب ٌ‬
‫ا‪١‬تدكبة" عن مالك‪ ،‬مع أ ٌف ركاية القبض اثبتة عن مالك‪ 1‬كأصحابو‬
‫ركاية ابن القاسم ُب " ٌ‬
‫بركاية ثقات أصحابو كغَتىم"‪.2‬‬
‫‪3‬‬
‫ستحب األخذ ابألحوط إذا رأل للقوؿ ا‪١‬تخالف ‪١‬تذىب‬ ‫ٌ‬ ‫كُب شرح "عُت العلم" ‪":‬يي‬
‫مأمور ابتٌباع سيٌد األببياء"‪.4‬‬
‫إمامو دليبلن راجحان؛ إذ ا‪١‬تكلف ه‬

‫الصواب؛ إذ ال يستقيم‬
‫‪ -1‬قولو‪":‬مع أ ٌف ركايةى القبض اثبتةه عن مالك" ساقطةه من "اإليقاظ" اثبتةه ُب "األصل"‪ ،‬كىو ٌ‬
‫الكبلـ إالٌ هبا‪ .‬ينظر‪ :‬الفبلٌ٘ب‪ ،‬إَقاظ ذنم أكيل األبصار‪ ،‬ص‪.230 :‬‬
‫‪ -2‬الفبلٌ٘ب‪ ،‬إَقاظ ذنم أكيل األبصار‪ ،‬ص‪.230 :‬‬
‫‪ -3‬كتاب عُت العلم ك زَن اللم‪ :‬حملمد ابن عثماف البلخي‪ ،‬كىو ‪٥‬تتصر لكتاب "إحياء علوـ ال ٌدين" أليب حامد‬
‫الغزإب‪ ،‬شرحو مبلٌ علي بن سلطاف دمحم ا‪٢‬تركم ا‪١‬تعركؼ ابلقارم (ت‪1014 :‬ىػ) ُب كتاب بعنواف "شرح عُت العلم‬
‫كزين ا‪ٟ‬تلم"‪.‬‬
‫‪ -4‬مبل علي القارم (ت‪1014 :‬ىػ)‪ ،‬شرح عُت العلم كزَن اللم‪( ،‬د ت ط)‪ ،‬مط‪ :‬مكتبة الثقافة ال ٌدينية‪ ،‬ج‪،1 :‬‬
‫ص‪.47 :‬‬

‫‪211‬‬
‫‪1‬‬
‫ص مع ‪٥‬تالفتو‬
‫كقاؿ العبلٌمة احمل ٌقق أ‪ٛ‬تد ا‪١‬تقَّرم ُب "قواعده"‪":‬ال ‪٬‬توز اتٌباع ظاىر النٌ ٌ‬
‫لؤلصل‪ 2‬عند ح ٌذاؽ الشيوخ‪ ،‬قاؿ الباجي‪ :3‬ال أعلم قومان أش ٌد خبلفان على مالك من أىل‬
‫غَت ذلك"‪.5‬‬‫ى‬ ‫يعتمدكف‬ ‫ال‬ ‫كىم‬ ‫‪،‬‬‫‪4‬‬
‫الركاة‬
‫األبدل ؛ أل ٌف مالكان ال ‪٬‬تيز تقليد ٌ‬
‫نقص من هبجتها‪،‬‬ ‫و‬
‫كقاؿ أيضان‪":‬قاعدةه‪ :‬ال ‪٬‬توز رد األحاديث إٔب ا‪١‬تذىب على كجو يي ي‬
‫ط من منزلتها‪ ،‬ال أصلح هللا ا‪١‬تذاىب‬ ‫إفساد ‪٢‬تا ىك ىح ٌّ‬
‫ه‬ ‫كييذىب ابلثٌقة بظاىرىا؛ فإ ٌف ذلك‬
‫‪٤‬تم ود‬
‫صح لنا عن ٌ‬
‫و‬
‫بفسادىا‪ ،‬كال رفعها ٓتفض درجاهتا‪ ،‬فكل كبلـ ييؤخذ منو كيي ٌرد إالٌ ما ٌ‬
‫ا‪١‬تذاىب إليها كما قاؿ الشافعي كغَته‪،‬‬
‫ي‬ ‫‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ ،-‬بل ال ‪٬‬توز الرد مطلقان؛ أل ٌف الواجب أف تي َّرد‬
‫ال أف تي ٌرد ىي إٔب ا‪١‬تذاىب كما تسامح فيو بعض ا‪ٟ‬تنفية خصوصان‪ ،‬كالنٌاس عمومان؛ إذ‬
‫ا‪ٞ‬تمع مطلقان‪ ،‬أك من كجو على‬
‫حىت أيٌبى ٔتا يقاكمها‪ ،‬فيىطلب ى‬
‫حجةه على من خالفها ٌ‬
‫ظاىرىا ٌ‬

‫ا‪١‬تتصوفُت‪ ،‬كىو ج ٌد األديب صاحب "بفح‬


‫ٌ‬ ‫‪ -1‬املى َّقرم‪ :‬دمحم بن دمحم بن أ‪ٛ‬تد أبو بكر التلمسا٘ب‪ ،‬من الفقهاء األدابء‬
‫الطيب"‪ ،‬من مؤلٌفاتو‪ :‬القواعد‪ ،‬كيشتمل على ‪ 1200‬قاعدة‪ ،‬حاشية على ‪٥‬تتصر ابن ا‪ٟ‬تاجب الفقهية‪ ،‬عمل ىمن‬
‫ب‪ ،‬كلد كتعلٌم بتلمساف كهبا دفن بعد كفاتو بفاس سنة‪759 :‬ى‪ .‬ينظر‪ :‬أ‪ٛ‬تد بن دمحم ا‪١‬ت ٌقرم التلمسا٘ب‪،‬‬
‫ب ‪١‬تن ىح َّ‬
‫طى َّ‬
‫نفح الطيب من غصن األندلس الرطيب‪ ،‬تح‪ :‬إحساف عباس‪ ،‬مط‪ :‬دار الصادر‪ ،‬بَتكت‪ ،‬مط‪:‬‬
‫(‪1388‬ىػ‪1968/‬ـ)‪ ،‬ج‪ ،5 :‬ص‪ .203 :‬التنبكيت‪ ،‬نيل اابتهاج‪ ،‬ص‪.404 :‬‬
‫السخاكم ‪٤‬ت ٌقق كتاب "إَقاظ ذنم أكيل األبصار" عند قوؿ اإلماـ ا‪١‬ت ٌقرم ‪-‬ر‪ٛ‬تو هللا‪":-‬ال‬
‫‪١‬تا كصل أبو عماد ٌ‬
‫‪٬‬توز اتٌباع ظاىر‪ ."...‬قاؿ‪ٓ":‬ب أقف على تر‪ٚ‬تتو كال على كتابو"‪ .‬ينظر‪ :‬الفبلٌ٘ب‪ ،‬ىامش كتاب‪ :‬إَقاظ ذنم أكيل‬
‫األبصار‪ ،‬ص‪.231 :‬‬
‫صحح من كتاب القواعد للم ٌقرم‪ .‬ينظر‪ :‬أبو‬
‫بص اإلماـ مع ‪٥‬تالفتو لنصوص الشريعة"‪ .‬كما أثبت ٌ‬
‫‪ -2‬كرد ُب األصل‪ٌ ":‬‬
‫عبد هللا ا‪١‬ت ٌقرم (ت‪758 :‬ق)‪ ،‬القواعد‪ ،‬تح‪ :‬أ‪ٛ‬تد بن عبد هللا بن ‪ٛ‬تيد‪( ،‬د ت ط)‪ ،‬مط‪ :‬معهد البحوث العلمية‬
‫كإحياء الًتاث اإلسبلمي‪ ،‬جامعة ٌأـ القرل‪ ،‬م ٌكة ا‪١‬تكرمة‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪.351 :‬‬
‫‪ -3‬الباجي‪ :‬سليماف بن خلف بن سعد بن أيوب أبو الوليد التٌجي ي‪ ،‬األبدلسي الباجي‪ ،‬كلد سنة ‪403 :‬ىػ‪ ،‬أخذ‬
‫عن القاضي يوب بن مغيث‪ ،‬كأيب ذر ا‪٢‬تركم‪ ،‬تف ٌقو بو ابنو أبو القاسم أ‪ٛ‬تد‪ ،‬كأبو بكر دمحم بن الوليد الطرطوشي‪ ،‬لو‬
‫آتليف كثَتة جليلة‪ ،‬منها‪ :‬ا‪١‬تنتقى ُب شرح ا‪١‬توطأ‪ ،‬ككتاب اختبلؼ ا‪١‬توطآت‪ ،‬توُب سنة‪474 :‬ىػ‪ .‬ينظر‪ :‬القاضي‬
‫عياض‪ ،‬ترتيب املدارؾ كتقرَب املسالك‪ ،‬ج‪ ،8 :‬ص‪.117 :‬‬
‫‪ -4‬كرد ُب األصل زايدة‪":‬عند ‪٥‬تالفتهم األصوؿ"‪ ،‬كٓب ترد ُب "قواعد" ا‪١‬ت ٌقرم‪ .‬ينظر‪ :‬أبو عبد هللا ا‪١‬ت ٌقرم‪ ،‬القواعد‪ ،‬ج‪:‬‬
‫‪ ،1‬ص‪.351 :‬‬
‫‪ -5‬ينظر‪ :‬أبو عبد هللا ا‪١‬ت ٌقرم‪ ،‬القواعد‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪ .351 :‬القاعدة‪.122 :‬‬

‫‪212‬‬
‫ً ‪1‬‬
‫الشرع‪ ،‬كال‬
‫رجها عن طرؽ ا‪١‬تخاطبات اليت ابتٍت عليها ٌ‬‫ي‬ ‫ٮت‬
‫ي‬ ‫كال‬ ‫‪،‬‬‫ن‬‫ة‬ ‫يحجي‬
‫أ‬ ‫ة‬
‫ى‬ ‫ا‪ٟ‬تج‬
‫ٌ‬ ‫صَت‬
‫كجو ال يي ٌ‬
‫يخ‬
‫ٮتل بطرؽ الفصاحة كالببلغة اليت جرت من صاحبو ‪٣‬ترل الطبع‪ ،‬فإف ٓب يوجد طيلب التار ي‬ ‫ٌ‬
‫ً‬
‫كسلٌم وٌ‬
‫لكل‬ ‫الًتجيح كلو ابألصل‪ ،‬كإالٌ تساقطا ُب حكم ا‪١‬تناظرة‪ ،‬ي‬
‫ي‬ ‫للنٌسخ‪ ،‬فإف ٓب ٯتكن طيلب‬
‫األصح"‪ٍ .3‬بٌ ذكر‬ ‫على‬ ‫بتقاؿ‬ ‫ما عنده‪ ،‬ككجب الوقف أك التخيَت ُب حكم العمل‪ ،2‬كجاز ً‬
‫اال‬
‫ٌ‬
‫قاعدة ُب منع التعصب للمذاىب ً‬
‫ابالبتصاب لبلبتصار لوضع ا‪ٟ‬تجاج‪ ...4‬فلًتاجع‪.‬‬ ‫ٌ‬
‫ورد على األلسنة من أ ٌف العمل على‪ 5‬الفقو ال على‬ ‫بصو‪":‬ك ٌأما ما يي ي‬
‫كُب "اإليقاظ" ما ٌ‬
‫السنٌة‪ ،‬ك ٌأما اإل‪ٚ‬تاع‬
‫البُت أ ٌف مبٌت الفقو لي إالٌ الكتاب ك ٌ‬
‫فتفوهه ال معٌت لو؛ إذ من ٌ‬
‫ا‪ٟ‬تديث‪ٌ ،‬‬
‫و‬
‫السنٌة‪ ،‬فما معٌت إثبات العمل على‬ ‫كل من الكتاب ك ٌ‬ ‫كالقياس فكل كاحد منهما يىرجع إٔب وٌ‬
‫عُت العمل اب‪ٟ‬تديث"‪ ،6‬كذكر ُب موضع‬ ‫الفقو كبفي العمل على ا‪ٟ‬تديث ؟ فإ ٌف العمل ابلفقو ي‬
‫الرأم بل ىو خصوص العلم‪ ،‬كذكر ‪ٚ‬تلةن من األحاديث‬ ‫موضع آخر‪ :‬أ ٌف الفقو ال ييطلق على ٌ‬
‫طويل‪ :8‬كغايةي ما ٯتكن ُب توجيهو أف يقاؿ‪ :‬إبٌو‬ ‫استدالالن على ذلك‪ ،7‬كقاؿ ىنا بعد و‬
‫كبلـ و‬
‫‪٥‬تصوص ببحث العو ٌاـ الذين ىم كا‪٢‬تو ٌاـ‪ٍ ،‬بٌ قاؿ‪ :‬كفساده أظهر من أف ييذكر‪ ،‬كبشاعتو‬
‫ه‬
‫‪9‬‬
‫أجلى من أف تيسًت‪ ،‬بل ال يليق ْتاؿ ا‪١‬تسلم ا‪١‬تميٌز أف يىصدر عنو أمثاؿ ىذه الكلمات ‪،‬‬
‫كذكر ‪٢‬تم ُب موضع آخر عبارنة أخرل أشنع من ىذه؛ كقوؿ بعضهم‪ :‬ال ‪٬‬توز العمل‬

‫‪ُ -1‬ب س‪ :‬على كجو ال تصَت‪.‬‬


‫صحح من كتاب "القواعد"‬ ‫‪ -2‬كرد ُب األصل‪":‬ككجب الوقف كالتخيَت ُب حكم ً‬
‫األصح"‪ ،‬كما أثبت ٌ‬
‫ٌ‬ ‫االبتقاؿ على‬
‫للم ٌقرم‪ .‬ينظر‪ :‬أبو عبد هللا ا‪١‬ت ٌقرم‪ ،‬القواعد‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪ .396 :‬القاعدة‪.147 :‬‬
‫‪ -3‬ا‪١‬تصدر بفسو‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪ .396 :‬القاعدة‪.147 :‬‬
‫‪ -4‬ا‪١‬تصدر بفسو‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪ .396 :‬القاعدة‪.147 :‬‬
‫‪ُ -5‬ب س‪ :‬على كاحد منهما‪.‬‬
‫‪ -6‬الفبلٌ٘ب‪ ،‬إَقاظ ذنم أكيل األبصار‪ ،‬ص‪.162 :‬‬
‫‪ -7‬ينظر‪ :‬ا‪١‬ترجع بفسو‪ ،‬ص‪.78 :‬‬
‫عُت العمل اب‪ٟ‬تديث‪ ...‬كغاية ما‬
‫السنوسي‪":‬كقاؿ ىنا بعد كبلـ طويل" فيو بظر‪ .‬إذ لي بُت قولو‪ ":‬ي‬ ‫‪ -8‬قوؿ ابن ٌ‬
‫ٯتكن"‪ ،‬إالٌ قوؿ الفبل٘ب‪ ":‬كما عرفت"‪.‬‬
‫و‬
‫كحذؼ‪.‬‬ ‫‪ -9‬ينظر ‪ :‬ا‪١‬ترجع بفسو‪ ،‬ص‪ .63 ،62 :‬مع تغي وَت ُب العبارة‪،‬‬

‫‪213‬‬
‫يصب على فمو‬‫ٌ‬ ‫اب‪ٟ‬تديث بل يكره ٖترٯتان‪ ،‬كأ ٌف العامل بو يٮتشى عليو سوء ا‪٠‬تا٘تة‪ ،‬كأبٌو‬
‫صحيح ساوٓب عن ا‪١‬تعارضة ال‬
‫و‬ ‫و‬
‫حديث‬ ‫الرصاص أك النٌحاس‪ ،‬كلو كرد عن النٌ ي ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬مائةي‬
‫ٌ‬
‫يعمل هبا إالٌ إذا عمل هبا يمقلَّده‪ ،‬كقاؿ عقبها‪ :‬كلى ىعمرم إف ٓب يكن ىذا ارتدادان فهو قر ه‬
‫يب‬
‫بص من‬
‫عرفت أبٌو لو ٓب يكن ٌّ‬
‫‪2‬‬
‫طويل‪":‬إذ لو ٖت ٌققت ما تىػلى ٍوان عليك ى‬ ‫منو‪ٍ .1‬ب قاؿ بعد و‬
‫كبلـ و‬
‫ا‪١‬تتعُت على أتباعو‬
‫صح عن رسوؿ هللا ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬لكاف َّ ي‬ ‫من اإلماـ على ا‪١‬تراـ ‪-‬أم العمل ٔتا ٌ‬
‫الصبلة‬
‫صح عن سيٌد األانـ ‪-‬عليو أفضل ٌ‬ ‫من العلماء الكراـ‪ ،‬فضبلن عن العو ٌاـ أف يعملوا ٔتا ٌ‬
‫ا‪ٟ‬تض عليو كالوصيٌة بو‪ ،‬ككصف غَت‬ ‫ص منو على ذلك ؟ ك ٌ‬ ‫السبلـ‪ ،-‬فكيف مع كجود النٌ ٌ‬
‫ك ٌ‬
‫إمام ًو‪ ،‬ككذبًًو ُب دعواه ً‬
‫تقليدهً‪.3‬‬ ‫شنيعة كثَتةو؛ منها ‪٥‬تالفةي ً‬ ‫و‬
‫أبكصاؼ و‬ ‫العامل‬
‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬
‫بصو‪":‬كقد أغرب‬
‫ٌ‬ ‫ما‬ ‫حة‬‫ا‪١‬تسب‬
‫ٌ‬ ‫إشارة‬ ‫ُب‬ ‫رسالتو‬ ‫ُب‬ ‫كقاؿ العبلمة يمبلٌ علي قارم‬
‫‪6‬‬
‫ابلسبٌابة كأىل ا‪ٟ‬تديث"؛ أم مثل‬
‫ٌ‬ ‫اإلشارة‬ ‫مات‪:‬‬ ‫احملر‬
‫ٌ‬ ‫من‬ ‫العاشر‬‫"‬ ‫قاؿ‪:‬‬ ‫حيث‬ ‫الكيدا٘ب‬
‫سيم‪ ،‬منشؤه‬
‫كج هرـ ىج ه‬ ‫الرسوؿ ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ ،-‬كىذا منو خطأه ه‬
‫عظيم‪ ،‬ي‬ ‫‪ٚ‬تاعة ‪٬‬تمعهم العلم ْتديث ٌ‬

‫‪ -1‬ينظر‪ :‬الفبلٌ٘ب‪ ،‬إَقاظ ذنم أكيل األبصار‪ ،‬ص‪.85:‬‬


‫الصواب ما أثبت‪.‬‬
‫‪ُ -2‬ب ج‪ :‬ما تولنا‪ .‬ك ٌ‬
‫‪ -3‬كرد ُب ‪ٚ‬تيع النسخ‪":‬ككوبو ُب دعواه كتقليده"‪ .‬كال يستقيم ا‪١‬تعٌت‪ ،‬كالصواب ما أثبت‪ .‬ابلرجوع إٔب "اإليقاظ"‪.‬‬
‫ينظر‪ :‬الفبلٌ٘ب‪ ،‬إَقاظ ذنم أكيل األبصار‪ ،‬ص‪.164 -163 :‬‬
‫ا‪ٟ‬تنفي‪ ،‬ككاف مالكي ا‪١‬تذىب‪ ،‬الشهَت‬
‫ٌ‬ ‫ا‪٢‬تركم‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫القارم‬
‫ٌ‬ ‫‪ -4‬مالٌ علي القارم‪ :‬أبو ا‪ٟ‬تسن بور الدين ٌ‬
‫علي بن سلطاف‬
‫فات بفيسةه ُب ابهبا‪ ،‬بذكر منها‪ :‬منح‬
‫شيوخ منهم‪ :‬ابن حجر ا‪٢‬تيتمي الفقيو‪ ،‬لو مؤلٌ ه‬ ‫علي القارم"‪ ،‬تتلمذ على و‬ ‫ب ي َّ‬
‫ػ"مبل ٌ‬
‫الرسوؿ –ملسو هيلع هللا ىلص‪ .-‬تيوُب ‪-‬ر‪ٛ‬تو هللا‪1014 -‬ىػ ٔت ٌكة‬
‫الركض األزىر ُب شرح الفقو األكرب‪ ،‬أدلٌة معتقد أيب حنيفة ُب أبوم ٌ‬
‫ا‪١‬تشرفة‪ .‬ينظر‪ :‬أبو الطيب دمحم صديق خاف بن حسن بن علي ابن لطف هللا ا‪ٟ‬تسيٍت البخارم ً‬
‫القنَّوجي‬
‫(ت‪1307:‬ىػ)‪ ،‬التاج املُلٌل من جواىر مآثر الطراز اآلخر كاألكؿ‪ ،‬ص‪.390 :‬‬
‫ً‬
‫للصبلة للمخالف"‪ .‬كىذا فيو بظر‪ :‬بل للشيخ‬ ‫السخاكم ‪٤‬ت ٌق ٌق "اإلَقاظ"‪":‬لعلٌها رسالة االقتداء ٌ‬
‫‪ -5‬قاؿ أبو عماد ٌ‬
‫مبلٌ علي القارم رسالة أخرل بعنواف‪":‬تزيُت العبارة لتحسُت اإلشارة‪ ،‬كبذيلو التدىُت للتزيُت على كجو التبيُت"‪.‬‬
‫حنفي‪ ،‬توُب حوأب سنة‪:‬‬
‫ٌّ‬ ‫الشهَت ابلفاضل الكيدا٘ب‪ ،‬فقيوه‬‫‪ -6‬الُيداين‪ :‬لطف هللا الكيدا٘ب‪ ،‬لطف هللا النٌسفي‪ٌ ،‬‬
‫‪900‬ىػ‪ .‬من آاثره‪ :‬رسالة ُب عنواف ا‪١‬تشركعات كغَت ا‪١‬تشركعات كأحكامها‪ .‬ينظر‪ :‬عمر كحالة (ت‪1408 :‬ىػ)‪،‬‬
‫معجم املؤلفُت‪ ،‬ج‪ ،8 :‬ص‪.156 :‬‬

‫‪214‬‬
‫ا‪ٞ‬تهل بقواعد األصوؿ‪ ،‬كمراتب الفركع من النٌقوؿ‪ ،‬كلوال حسن الظٌ ٌن بو كأتكيل كبلمو لكاف‬
‫كفره صر٭تان‪ ،‬كارتداده ً‬
‫صحيحان‪ 1"...‬اْب ما شنٌع بو‪.‬‬ ‫يي‬ ‫يي‬
‫كقاؿ احمل ٌقق الفبلٌ٘ب بعد أف ذكر ا‪١‬تختار من ا‪٠‬تبلؼ السابق ُب ابب ً‬
‫االجتهاد كىو‬ ‫ٌ‬
‫كالصحيحُت أك ا‪١‬توطٌأ أك كتاب يػي ىوثًٌق بو من يسنى ًن رسوؿ هللا‬
‫ٌ‬ ‫أ ٌف‪":‬من يكوف عنده‬
‫الصحابة يفعلوف إذا بلغهم ا‪ٟ‬تديث عن رسوؿ‬ ‫العمل ٔتا فيو كما كاف ٌ‬
‫ي‬ ‫يتعُت عليو‬
‫‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ٌ ،-‬‬
‫ْتث عن‬‫ف كال و‬ ‫بعضهم بعضان ابدركا إٔب العمل بو من غَت توقٌ و‬
‫هللا ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬كح ٌدث بو ي‬
‫معارض‪ ،‬كال يقوؿ أح هد منهم قط‪ :‬ىل ىع ًمل هبذا فبل هف ؟ كلو رأكا من يقوؿ ذلك أل بكركا‬ ‫و‬
‫عليو أش ٌد اإلبكار"‪.2‬‬
‫كقاؿ ابن شاس ُب "ا‪ٞ‬تواىر الثٌمينة"‪ 3‬بقبلن عن األستاذ اإلماـ أيب بكر الطرطوشي‪ 4‬ما‬
‫بصو‪٬":‬توز ‪١‬تن اعتقد مذىبان من ا‪١‬تذاىب؛ مثل مذىب مالك كالشافعي كأيب حنيفة‬ ‫ما ٌ‬
‫وٕب القضاء من يعتقد خبلؼ مذىبو؛ أل ٌف الواجب على القاضي أف ‪٬‬تتهد رأيو‬ ‫كغَتىم‪ ،‬أف يي ى‬
‫ُب قضائو‪ ،‬كال ييل ًزـ أحدان من ا‪١‬تسلمُت أف يقلٌد ُب النٌوازؿ كاألحكاـ من يىػ ٍعتى ًزم‪ 5‬إٔب مذىبو‪،‬‬

‫كالسنٌة النٌبوَة‪ ،‬ط‪:‬‬ ‫ً‬


‫بنص الُتاب ٌ‬ ‫‪ -1‬بقبل من كتاب‪ :‬ابن مقصد العبدٕب‪ ،‬ىحسم ااختالفات الفقهية ٌ‬
‫السنٌة‪ ،‬ص‪.32 :‬‬
‫‪1427(1‬ىػ‪2007/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار الكتاب ك ٌ‬
‫‪ -2‬الفبلٌ٘ب‪ ،‬إَقاظ ذنم أكيل األبصار‪ ،‬ص‪ .393 :‬مع تغي وَت يس وَت‪ ،‬كىذه العبارة ليست للفبلٌ٘ب‪ ،‬كإٌ‪٪‬تا ىي منقولةه‬
‫أبلفاظها من كتاب "إعبلـ ا‪١‬توقعُت"‪ .‬ينظر‪ :‬ابن القيم‪ ،‬إعالـ املوقعُت‪ ،‬ج‪ ،6 :‬ص‪ .162 :‬الفائدة‪ :‬الثامنة كاألربعوف‪.‬‬
‫ا‪ٞ‬تذامي‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫‪ -3‬اجلواىر الثمينة على مذىب عامل املدَنة يف الفركع‪ :‬أليب دمحم عبد هللا بن دمحم بن ‪٧‬تم بن شاس بن بزار‪،‬‬
‫ا‪١‬تالكي‪ ،‬توُب سنة‪616 :‬ق‪ .‬كضعو على ترتيب "الوجيز" للغزإب‪ ،‬كا‪١‬تالكيةي عاكفةه عليو لكثرةً فو ً‬
‫ائدهً‪ .‬ينظر‪ :‬حاجي‬ ‫ٌ‬
‫خليفة‪ ،‬كشف الظنوف‪ ،‬مط‪ :‬دار إحياء الًتاث العريب‪ ،‬بَتكت‪ ،‬لبناف‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪.613 :‬‬
‫الفهرم‪ ،‬األبدلسي‪ ،‬أبو بكر‬‫‪ -4‬الطرطوشي‪ :‬دمحم بن الوليد بن دمحم بن خلف بن سليماف بن أيوب‪ ،‬القرشي‪ً ،‬‬
‫أديب‪ ،‬من أىل طرطوشة بشرؽ‬ ‫مفسهر‪ ،‬ه‬ ‫مالكي‪ ،‬من ح ٌفاظ ا‪ٟ‬تديث‪ٌ ،‬‬
‫ٌّ‬ ‫الطرطوشي‪ ،‬كيقاؿ لو ابن أيب ربدقة‪ ،‬فقيوه‬
‫كحج‪ ،‬من مؤلٌفاتو‪ٖ :‬تر‪ٙ‬ب الغناء كا‪ٟ‬توادث كالبدع كغَتىا‪ .‬توُب‬
‫األبدل ‪ .‬تف ٌقو بببلده‪ ،‬كرحل إٔب ا‪١‬تشرؽ سنة‪476 :‬ىػ‪ٌ ،‬‬
‫سنة‪525 :‬ىػ‪ .‬ينظر‪ :‬الذى ي‪ ،‬سَت أعالـ النبالء‪ ،‬ج‪ ،19 :‬ص‪ .490 :‬أ‪ٛ‬تد بن ٭تِت بن أ‪ٛ‬تد بن عمَتة‪ ،‬أبو جعفر‬
‫الض ي (ت‪599 :‬ىػ)‪ ،‬بغية امللتمس يف اترَخ رجاؿ أىل األندلس‪ ،‬ط‪1387( :‬ق‪1967/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار الكاتب‬
‫العريب‪ ،‬القاىرة‪ ،‬ص‪ .135 :‬ابن خلكاف‪ ،‬كفيات األعياف كأنباء أبناء الزماف‪ ،‬ج‪ ،4 :‬ص‪.262 :‬‬
‫‪َ -5‬عتزم‪ :‬من تىػ ىعَّزل؛ أم ابتى ىس ى‬
‫ب كابتمى‪ .‬ينظر‪ :‬ابن منظور‪ ،‬لساف العرب‪ ،‬ج‪ ،15 :‬ص‪.53 :‬‬

‫‪215‬‬
‫فمن كاف مالكيان ٓب ييلزمو ا‪١‬تصَت ُب أحكامو إٔب أقواؿ مالك‪ ،‬كىكذا القوؿ ُب سائر‬
‫ا‪١‬تذاىب‪ ،‬بل أينما ٌأداه اجتهاده من األحكاـ صار إليو"‪.1‬‬
‫أئمة ا‪١‬تسلمُت كال ٭تكم‬ ‫إماـ ٌ و‬ ‫قاؿ‪":‬فلو يشرط على القاضي أف ٭تكم ٔتذىب و‬
‫معُت من ٌ‬
‫ابطل‪ ،‬كاف موافقان ‪١‬تذىب ا‪١‬تشركط أك ‪٥‬تالفان لو"‪.2‬‬ ‫ه‬ ‫ط‬
‫صحيح كالشر ي‬
‫ه‬ ‫فالعقد‬
‫ي‬ ‫بغَته‬
‫قاؿ‪":‬كأخرب٘ب القاضي أبو الوليد الباجي قاؿ‪ :‬كاف الوالٌة عندان بقرطبةى إذا ىكلوا القضاء رجبلن‬
‫جهل‬
‫ه‬ ‫كىذا‬ ‫‪:‬‬‫‪3‬‬
‫شرطوا عليو ُب ًسجلٌو أف ال ٮترج عن قوؿ ابن القاسم ىما ىك ىج ىدهي"‪ ،‬قاؿ األستاذ‬
‫شخص ٌ و‬
‫معُت‪ .‬كبقلو‬ ‫و‬ ‫ا‪ٟ‬تق لي ‪٤‬تصوران ُب رأم‬ ‫‪4‬‬
‫عظيم منهم" ‪.‬اىػ‪ .‬قاؿ القراُب‪ :‬يريد أ ٌف َّ‬
‫ه‬
‫أقراه‪.5‬اىػ‪.‬‬
‫القراُب ُب "الذخَتة" كابن ا‪ٟ‬تاجب ك ٌ‬
‫قاؿ ُب "اإليقاظ" بعد حكايتو‪":‬أتمل ىذا يظهر لك أ ٌف التٌقليد ٔتذىب و‬
‫إماـ ٌ و‬
‫معُت من‬ ‫ٌ‬
‫األئمةي‬ ‫و‬ ‫غَت بظ ور إٔب و‬
‫ىول كعصبيٌة‪ ،‬ك ٌ‬ ‫‪٣‬ترد ن‬‫عظيم؛ ألبٌو ي‬
‫ه‬ ‫جهل‬
‫السنٌة ه‬ ‫دليل من الكتاب ك ٌ‬
‫دليل كإبطالًًو‪،‬‬ ‫اجملتهدكف قاطبة على خبلفو؛ ألبٌو صح عن كل ك و‬
‫احد منهم ذـٌّ التٌقليد بغَت و‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫ب جهده‬ ‫كظهر أبٌو ‪٬‬توز ‪١‬تن يقتدم ٔتذىب و‬
‫إماـ يم َّ و‬
‫عُت أف ‪٬‬تتهد كينظر إٔب الدليل ىح ىس ى‬ ‫ى‬

‫‪ -1‬ابن شاس (ت‪616 :‬ىػ)‪ ،‬عقد اجلواىر الثمينة يف مذىب عامل املدَنة‪ ،‬تح‪ٛ :‬تيد بن دمحم ‪ٟ‬تمر‪ ،‬ط‪:‬‬
‫‪1423(1‬ىػ‪2003/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار الغرب اإلسبلمي‪ ،‬بَتكت‪ ،‬لبناف‪ ،‬ج‪ ، 3 :‬ص‪.1005 :‬‬
‫‪ -2‬ابن شاس (ت‪616 :‬ىػ)‪ ،‬عقد اجلواىر الثمينة يف مذىب عامل املدَنة‪ ،‬ج‪ ، 3 :‬ص‪ .1005 :‬كبقل الشيخ‬
‫فسخوي كردهي؛ لكوبو صار مأموران ٔتخالفة ًٌ‬
‫ا‪ٟ‬تق"‪ .‬كببٌو‬ ‫خليل عن بعض الفقهاء قو‪٢‬تم‪ :‬إ ٌف "العقد غَت جائ وز‪ ،‬كينبغي ي‬
‫هم يتمثٌل ُب أ ٌف كبلـ أيب بكر الطرطوشي على القاضي اجملتهد‪ ،‬كمن ٍبٌ فإف كاف القاضي‬ ‫و و‬
‫الشيخ خليل إٔب شيء يم ٌ‬
‫معُت‪ .‬ينظر‪ :‬خليل بن إسحاؽ (ت‪776 :‬ىػ)‪،‬‬ ‫يقضي بُت النٌاس ٔتذىب ٌ‬
‫ى‬ ‫مقلٌدان ٓب ٭ترـ على اإلماـ أف أيمره أف‬
‫التوضيح يف شرح املختصر الفرعي‪ ،‬ج‪ ،7 :‬ص‪ .397 :‬ا‪ٟ‬تطٌاب‪ ،‬مواىب اجلليل‪ ،‬ج‪ ،6 :‬ص‪.98 :‬‬
‫‪ -3‬أم اإلماـ الطرطوشي (ت‪520 :‬ق)‪.‬‬
‫ابطل"‪ .‬ينظر‪ :‬ابن شاس (ت‪616 :‬ىػ)‪ ،‬عقد اجلواىر الثمينة يف‬
‫صحيح‪ ،‬كالشر يط ه‬
‫ه‬ ‫‪ -4‬قاؿ الطرطوشي‪":‬فالعقد‬
‫مذىب عامل املدَنة‪ ،‬ج‪ ، 3 :‬ص‪.1005 :‬‬
‫‪ -5‬ينظر‪ :‬القراُب (ت‪684 :‬ىػ)‪ ،‬الذخَتة‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪ .8 :‬خليل بن إسحاؽ (ت‪776 :‬ىػ)‪ ،‬التوضيح يف شرح‬
‫املختصر الفرعي‪ ،‬ج‪ ،7 :‬ص‪.397 :‬‬

‫‪216‬‬
‫٘تسك ابلدليل‪ ،‬كيكوف بذلك‬ ‫يدؿ على خبلؼ رأم إمامو تركو ك ٌ‬ ‫كطاقتو‪ ،‬فمىت كجد دليبلن ٌ‬
‫األئمة‪ ،‬كمتٌبعان لكتاب هللا كسنٌة رسولو‪ ،‬كال يكوف بذلك خارجان عن‬
‫متٌبعان إلمامو كسائر ٌ‬
‫صمم‬
‫كإ‪٪‬تا يكوف خارجان عن مذىب إمامو كعن سائر مذاىب اجملتهدين إذا ٌ‬ ‫مذىب إمامو‪َّ ،‬‬
‫ك‪ٚ‬تد على تقليد إمامو بعد ظهور الدليل من كتاب أك سنٌة أك إ‪ٚ‬تاع على خبلؼ إمامو‬
‫فا‪١‬تصمم‬
‫ٌ‬ ‫السآب من ا‪١‬تعارض لًتؾ رأيو كاتٌبع ا‪ٟ‬تديث‪،‬‬
‫٘تسك بو؛ ألبٌو لو بلغو ا‪ٟ‬تديث ٌ‬
‫الذم ٌ‬
‫األئمةي األربعةي‬
‫بع ‪٢‬تواه‪ ،‬كقد برلء منو ٌ‬ ‫على التقليد ُب ىذه ا‪ٟ‬تالة و‬
‫عاص هلل كلرسولو‪ ،‬متٌ ه‬
‫كا‪٢‬تول‪ ،‬ﭽ‪     ‬‬
‫‪    ‬‬ ‫الشيطاف‬
‫كغَتيىم‪ ،‬كصار من حزب ٌ‬
‫‪  ‬ﭼ[ا‪ٞ‬تاثية‪ ]23 :‬اآلية‪ ،‬كقاؿ تعأب ﭽ‪     ‬ﭼ[ا‪ٞ‬تاثية‪،]23 :‬‬

‫ﭽ‪         ‬‬ ‫فقد ابتفى بور اإلٯتاف من قلبو‬
‫‪ ‬ﭼ[النور‪ ،]40:‬أجاران هللا من العمى بعد ا‪٢‬تدل"‪.1‬اىػ‪.‬‬

‫السبلـ ‪-‬القائل فيو اإلماـ ابن عرفة‪":2‬ال ينعقد‬ ‫العز بن عبد ٌ‬ ‫كقاؿ سلطاف العلماء ٌ‬
‫بصو‪َّ ":‬‬
‫ألف النٌاس ٓب يزالوا من‬ ‫ٌ‬ ‫ما‬ ‫و‬
‫طويل‬ ‫و‬
‫كبلـ‬ ‫ُب‬ ‫ه‬‫ر‬ ‫ك‬
‫ى‬ ‫ذ‬
‫ى‬ ‫و‬
‫م‬ ‫‪ٟ‬تك‬ ‫بل‬
‫ن‬ ‫ٌ‬‫ل‬‫مع‬ ‫؛‬ ‫‪-‬‬‫‪3‬‬
‫للمسلمُت إ‪ٚ‬تاعه بدكبو"‬
‫ىي‬
‫فق من العلماء من غَت بك وَت من‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫زمن الص ً‬
‫ا‪١‬تذاىب األربعةي ييقلٌدكف من اتٌ ى‬
‫ي‬ ‫ظهرت‬ ‫حابة إٔب أف‬ ‫ٌ‬
‫إبكاره‪ ،‬كلو كاف ذلك ابطبلن ألبكركه‪.‬‬ ‫و‬
‫أحد ييعترب ي‬

‫‪ -1‬الفبلٌ٘ب‪ ،‬إَقاظ ذنم أكيل األبصار‪ ،‬ص‪.242 :‬‬


‫ا‪١‬تصرم‪ ،‬أخذ عن الدردير كالصعيدم كغَتىم‪ ،‬لو‪ :‬حاشية على‬
‫ٌ‬ ‫‪ -2‬ابن ىع ىرفة‪ :‬ىو دمحم بن أ‪ٛ‬تد بن عرفة الدسوقي‬
‫السعد‪ ،‬كحاشية على الشرح الكبَت للدردير كغَتىا‪ ،‬توُب سنة‪1230 :‬ىػ‪ .‬ينظر‪ :‬ابن فرحوف‪ ،‬الدَباج املذىب‬‫‪٥‬تتصر ٌ‬
‫يف معرفة أعياف علماء املذىب‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪ .331 :‬دمحم ‪٥‬تلوؼ‪ ،‬شجرة النور الزكية‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪ .346 :‬دمحم‬
‫ا‪ٟ‬تجوم‪ ،‬الفُر السامي يف اترَخ الفقو اإلسالمي‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪.520 :‬‬
‫‪ -3‬ينظر‪ :‬أبو عبد هللا ا‪١‬تواؽ ا‪١‬تالكي (ت‪897 :‬ىػ)‪ ،‬التاج كاإلكليل ملختصر خليل‪ ،‬ط‪1416(1 :‬ىػ‪1994/‬ـ)‪،‬‬
‫مط‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بَتكت‪ ،‬لبناف‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪.363 :‬‬

‫‪217‬‬
‫تقليده ‪١‬تا قلٌد‬
‫ب ي‬ ‫ككذلك ال ‪٬‬تب تقليد األفضل‪ ،‬كإف كاف ىو األكٔب‪ ،‬ألبو لو ىك ىج ى‬
‫ا‪١‬تفضوؿ من زمن الصحابة كالتابعُت من غَت بك وَت‪ ،1‬بل كابوا مسًتسلُت ُب‬
‫ى‬ ‫الفاضل ك‬
‫ى‬ ‫اس‬
‫النٌ ي‬
‫ا‪١‬تفضوؿ ٯتنع ىمن‬
‫ي‬ ‫الكل إٔب تقليد بفسو‪ ،‬كال‬
‫األفضل يدعو َّ‬
‫ي‬ ‫تقليد الفاضل كاألفضل‪ٓ ،‬ب يكن‬
‫عاقل‪.‬‬
‫سألو مع كجود الفاضل‪ .‬كىذا ‪٦‬تٌا ال يراتب فيو ه‬
‫أحدىم على ضعف ىمأٍخذ إمامو‪،‬‬ ‫كمن العجب العجيب‪ :‬أ ٌف الفقهاء ا‪١‬تقلًٌدين يقف ي‬
‫السنٌةي‬‫الكتاب ك ٌ‬
‫ي‬ ‫‪٬‬تد لضعفو ىمدفعان‪ ،‬كىو مع ذلك يقلٌده فيو‪ ،‬كيًتؾ من ىش ًهد‬ ‫ْتيث ال ي‬
‫‪2‬‬
‫السنٌة‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫ك‬ ‫الكتاب‬ ‫اىر‬ ‫و‬ ‫ظ‬ ‫لدفع‬ ‫الصحيحةي ‪١‬تذىبو‪ٚ ،‬تودان على تقليد إمامو‪ ،‬يتحايل‬ ‫كاألقيسةي ٌ‬
‫تأك‪٢‬تا‪ 3‬ابلتأكيبلت البعيدة الباطلة بضاالن عن مقلٌده‪ ،‬كقد رأيناىم ‪٬‬تتمعوف ُب اجملال ‪ ،‬فلو‬ ‫كي ٌ‬
‫تعجب منو غاية العجب‪ ،‬من غَت اسًتك واح إٔب‬ ‫خبلؼ ما كطٌن بفسو عليو ٌ‬ ‫ي‬ ‫ذيكًر ألحدىم‬
‫منحصر ُب مذىب إمامو‪ ،‬كلو تى ىدبػَّىره‬ ‫ه‬ ‫ا‪ٟ‬تق‬
‫ظن أ ٌف َّ‬
‫حىت ٌ‬‫دليل‪ ،‬بل ‪١‬تا ألفو من تقليد إمامو‪ٌ ،‬‬ ‫و‬
‫ضائع‪،‬‬ ‫ً‬ ‫تعجبيو من مذىب إمامو أكٔب من تعجبًٌو من مذىب غَته‪،‬‬
‫فالبحث مع ىؤالء ه‬ ‫ي‬ ‫لكاف ٌ‬
‫مفض إٔب التقاطع كالتٌدابر من غَت فائدة‪.‬‬ ‫و‬
‫صر عليو‬ ‫كما رأيت أحدان منهم رجع عن مذىب إمامو إذا ظهر لو ا‪ٟ‬تق ُب غَته‪ ،‬بل ي ً‬
‫ي‬ ‫ىىى‬
‫أحدىم عن ٘تشية‬ ‫ترؾ البحث مع ىؤالء الذين إذا عجز ي‬ ‫مع علمو بضعفو كبػي ٍع ًدهً‪ .‬فاألكٔب ي‬
‫ا‪١‬تسكُت‬
‫ي‬ ‫يعلم‬
‫دليل ٓب أقف عليو‪ ،‬كٓب أىتد إليو‪ .‬كال ي‬ ‫ف على و‬ ‫لعل إمامي ىكقى ى‬
‫مذىب إمامو قاؿ‪ٌ :‬‬
‫ض يل ‪٠‬تصمو ما ذكره من ال ٌدليل الواضح‪ ،‬كالربىاف البلٌئح‪.‬‬ ‫أ ٌف ىذا يم ىقابى هل ٔتثلو‪ ،‬كيىػ ٍف ي‬

‫العز‪":‬كلو كاف ذلك ابطبلن‪...‬من غَت بكَت"‪.‬‬


‫قوؿ ٌ‬‫‪ -1‬سقط من ‪ٚ‬تيع النٌسخ ي‬
‫السبلـ‪.‬‬
‫صحح من "القواعد الكربل" للعز بن عبد ٌ‬
‫‪ -2‬كرد ُب ‪ٚ‬تيع األصل‪ :‬يتحيل‪ .‬كما أثبت ٌ‬
‫السبلـ‪.‬‬
‫صحح من "القواعد الكربل" للعز بن عبد ٌ‬
‫‪ -3‬كرد ُب ‪ٚ‬تيع النسخ‪ :‬كيقاكمها‪ .‬كما أثبت ٌ‬

‫‪218‬‬
‫حىت ‪ٛ‬تلو على مثل ما ذكرتيو‪ ،‬كفٌقنا هللا‬
‫صىره ٌ‬
‫قليد بى ى‬
‫أكثر من أعمى التٌ ي‬
‫فسبحا ىف هللا ما ى‬
‫السلف‪ ،‬كمشاكرهتم ُب‬ ‫ا‪ٟ‬تق أينما كاف‪ ،‬كعلى لساف ىمن ظى ىهىر‪ ،‬كأين ىذا من مناظرة ٌ‬
‫التٌباع ٌ‬
‫ا‪ٟ‬تق إذا ظهر على لساف ا‪٠‬تصم‪ .1"...‬إٔب آخر ما قاؿ‪.‬‬ ‫األحكاـ‪ ،‬كمسارعتهم إٔب اتٌباع ٌ‬
‫كل ما خولف فيو‪،‬‬ ‫ابلصواب ُب ٌ‬ ‫كقاؿ أيضان‪ًٌ ":‬‬
‫إ٘ب ال أعتقد أ ٌف أحدان من اجملتهدين ابفرد ٌ‬
‫أكثر من خطأه ابلنٌسبة إٔب ًٌ‬
‫كل‬ ‫ا‪ٟ‬تق من كاف صوابيو فيما خولف فيو ى‬ ‫بل أسعدىم كأقرهبم إٔب ٌ‬
‫من خالفو‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫رجحو‬‫ٌ‬ ‫فمن‬ ‫‪،‬‬‫اؿ‬
‫ي‬ ‫و‬ ‫األح‬
‫ك‬ ‫ا‪١‬تعارؼ‬
‫ي‬ ‫ك‬ ‫األعماؿ‬
‫ي‬ ‫ك‬ ‫اؿ‬
‫ي‬ ‫و‬ ‫األق‬
‫ك‬ ‫جاؿ‬
‫ي‬ ‫الر‬
‫الشرع ميزا هف تيوزف فيو ٌ‬
‫ك ٌ‬
‫الشرع فهو أرجح‪ ،‬كال إٍب على و‬
‫أحد من ا‪١‬تخطئُت إذا قاـ ٔتا أكجبو هللا عليو من ا‪١‬تبالغة‬ ‫ى‬ ‫ميزاف ٌ‬
‫ا‪ٟ‬تق منهم أ ًيجىر أجرين‪:‬‬
‫االجتهاد‪ ،‬كُب تعريف األحكاـ؛ ألبٌو ٌأدل ما عليو‪ ،‬فى ىمن أصاب َّ‬‫ُب ً‬
‫أحد‪٫‬تا‪ :‬على اجتهاده‪ ،‬كالثا٘ب‪ :‬على صوابو‪.‬‬
‫الصواب ُب‬ ‫ً‬
‫في عن خطئو‪ ،‬كأيجىر على قصده‪ ،‬كعلى ٌ‬
‫كمن أخطأ بعد بى ٍذؿ ا‪ٞ‬تهد عي ى‬
‫مق ٌدمات اجتهاده‪.‬‬
‫كلقد أفلح من قا ىـ ٔتا أ‪ٚ‬تعوا على كجوبو‪ ،‬كاجتنب ما أ‪ٚ‬تعوا على ٖترٯتو‪ ،3‬كاستباح ىما‬
‫أ‪ٚ‬تعيوا على استباحتو‪ ،‬كفعل ما أ‪ٚ‬تعيوا على إابحتو‪ ،‬كاجتنب ما أ‪ٚ‬تعيوا على ىكىر ىاىتو‪.‬‬
‫اختلفوا فيو فلو حاالف‪:‬‬
‫كمن أخذ ٔتا ي‬
‫ا‪ٟ‬تكم بو‪ ،‬فهذا ال سبيل إٔب التقليد فيو؛‬
‫ض ي‬ ‫إحداذنا‪ :‬أف يكوف ا‪١‬تختلى ي‬
‫ف فيو ‪٦‬تٌا يين ىق ي‬
‫ألبٌو خطأه ‪٤‬تض‪ ،‬كما حكًم فيو ابلنٌقض إالٌ لكوبو خطأن بعيدان من بف الشرع‪ ،‬كم ً‬
‫أخذهً‬
‫ى‬ ‫ي‬ ‫ه‬
‫كرعاية ًح ىك ًمو‪.‬‬
‫ً‬

‫السبلـ (ت‪660 :‬ىػ)‪ ،‬القواعد الُربل‪ ،‬ط‪1421(1 :‬ق‪2000/‬ـ)‪ ،‬ج‪،2 :‬‬


‫عز ال ٌدين عبد العزيز بن عبد ٌ‬
‫‪ٌ -1‬‬
‫ص‪.275 :‬‬
‫‪ -2‬كرد ُب األصل‪ :‬بو‪.‬‬
‫السبلـ‪.‬‬
‫صحح من كتاب "القواعد الكربل" للعز بن عبد ٌ‬
‫‪ -3‬كرد ُب األصل‪ :‬على كراىتو‪ .‬كما أثبت ٌ‬

‫‪201‬‬
‫كم بو‪ ،‬فبل أبس بفعلو كال بًتكو إذا قلٌد فيو‬
‫ض ا‪ٟ‬تي ي‬‫الاؿ الثانية‪ :‬أف يكوف ‪٦‬تٌا ال يين ىق ي‬
‫و‬
‫ٔتذىب‪ ،‬كال‬ ‫بعض العلماء؛ أل ٌف النٌاس ٓب يزالوا على ذلك يسأىليو ىف من اتٌفق من غَت و‬
‫تقييد‬ ‫ى‬ ‫ى‬
‫تعصبوىا من ا‪١‬تقلٌدين‪ ،‬فإ ٌف أحدىم‬ ‫و‬ ‫و‬
‫كم ٌ‬ ‫السائلُت‪ ،‬إٔب أف ظهرت ا‪١‬تذاىب ي‬ ‫إبكار على أحد من ٌ‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫م عن‬‫ب ي أرسل إليو‪ ،‬كىذا ىأنٍ ه‬
‫يتٌبع إمامو مع بػي ٍعد مذىبو عن األدلٌة‪ ،‬مقلٌدان لو فيما قاؿ‪ ،‬كأبٌو ٌّ‬
‫الصواب‪ ،‬ال يرضى بو أح هد من أكٕب األلباب‪.‬‬ ‫ا‪ٟ‬تق‪ ،‬كبيع هد عن ٌ‬ ‫ٌ‬
‫اب‪.‬‬
‫الوى ي‬
‫الصواب‪ ،‬إبٌك أبت الكر‪ٙ‬بي ٌ‬ ‫ا‪ٟ‬تق كاىدان إٔب ٌ‬ ‫هم فأرشدان إٔب ٌ‬ ‫اللٌ ٌ‬
‫اب‪ ،‬كىم يمتقاربو ىف ُب مقدار‬
‫الصو ي‬
‫فالغالب على ‪٣‬تتهدم أىل اإلسبلـ ٌ‬ ‫ي‬ ‫كعلى ا‪ٞ‬تملة‪،‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬
‫ٮتتص‬
‫ٌ‬ ‫كهللا‬ ‫‪،‬‬ ‫ن‬‫أ‬ ‫خط‬ ‫أكثرىم‬ ‫كيليو‬ ‫‪،‬‬ ‫ا‪١‬تتوسط ُب ا‪٠‬تطأ‬
‫ا‪٠‬تطأ‪ ،‬فخَتيىم أقلهم خطأن‪ ،‬كيليو ٌ‬
‫فلة عن مبلحظة بعض القواعد‪ ،‬كمبلحظة بعض‬ ‫بر‪ٛ‬تتو من يشاء‪ ،‬كأكثر ما يقع ا‪٠‬تطأي من الغى ً‬
‫ي‬
‫ا‪ٟ‬تق‪ ،‬كلكن‪.‬‬
‫قرب إٔب هللا إبصابة ٌ‬ ‫كمطلوب ًٌ‬
‫الكل التٌ ي‬ ‫ي‬ ‫الشرائط‪ ،‬أك مبلحظة ا‪١‬تعارض‪،‬‬ ‫األركاف ك ٌ‬
‫ايح ٔتا ال تى ٍشتىهي الس يف ين‪ 4".3‬اىػ‪.‬‬
‫الر ي‬
‫ا‪١‬ترءي يدرك ػيػوي *** أتٌب ٌ‬
‫يتمٌت ٍ‬
‫ما كل ما ٌ‬

‫‪ - 1‬سقطت من ‪ٚ‬تيع النسخ‪.‬‬


‫‪ - 2‬سقطت من ‪ٚ‬تيع النسخ‪.‬‬
‫‪ -3‬البيت أليب الطيب ا‪١‬تتن ي (ت‪35 :‬ق)‪ .‬ينظر‪ :‬دَواف املتنيب‪ ،‬ط‪1403( :‬ق‪1983/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار بَتكت‬
‫للطباعة كالنشر‪ ،‬بَتكت‪ ،‬ص‪ .472 :‬إ‪ٝ‬تاعيل بن عباد بن العباس‪ ،‬أبو القاسم الطالقا٘ب‪ ،‬ا‪١‬تشهور ابلصاحب بن عباد‬
‫(ت‪385 :‬ىػ)‪ ،‬األمثاؿ السائرة من شعر املتنيب‪ ،‬تح‪ :‬الشيخ دمحم حسن آؿ ايسُت‪ ،‬ط‪1385(1 :‬ىػ‪1965/‬ـ)‪،‬‬
‫مط‪ :‬مكتبة النهضة‪ ،‬بغداد‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪.63 :‬‬
‫العز بن عبد السبلـ‪ ،‬القواعد الُربل‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪.372 :‬‬
‫‪ٌ -4‬‬

‫‪200‬‬
‫الربزٕب كابن ىسلىموف‪ 1‬عن ابن رشد جواب السؤاؿ عن صفة ا‪١‬تفىت على طريقة‬ ‫كقد بقل ي‬
‫أىل ا‪١‬تذىب‪ ،‬كما ىو البلٌزـ ُب مذىب مالك ‪١‬تن أراد أف يكوف مفتيان ُب مذىبو‪،‬‬
‫‪٣‬ترد‬ ‫مالك فقلٌده من غَت و‬‫كحاصلو‪":‬أ ٌف من اعتقد صحة مذىب و‬
‫دليل‪ ،‬فألزـ بفسو حفظ ٌ‬ ‫ٌ‬
‫السقيم‪ ،‬فلي‬
‫الصحيح منها من ٌ‬
‫أقوالو كأقواؿ أصحابو ُب الفقو دكف التف ٌقو ُب معابيها بتميٌز ٌ‬
‫تصح الفتول‬ ‫و‬
‫بصحة شيء من ذلك‪ ،‬فبل ٌ‬ ‫فيت ٔتا حفظو من األقواؿ؛ إذ ال علم عنده ٌ‬ ‫لو أف يي ى‬
‫ٔتجرد التقليد بغَت علم‪.‬‬
‫كال القضاء ٌ‬
‫صحة أدلٌتو اليت بٌت مذىبو عليها‪،‬‬ ‫و‬
‫صحة مذىب مالك ٔتا ابف لو من ٌ‬‫ك ٌأما من اعتقد ٌ‬
‫الصحيح منها‬ ‫ً‬
‫حىت ميٌز ٌ‬
‫كحفظ أقوالىو كأقو ىاؿ أصحابو ُب مسائل الفقو‪ ،‬كتف ٌقو ُب معابيها ٌ‬
‫ى‬
‫فيت ٔتا علم‬
‫فيصح لو أف يي ى‬
‫ٌ‬ ‫السقيم ا‪١‬تخالف للدليل‪،‬‬
‫ا‪ٞ‬تارم على أصولو من جهة ال ٌدليل من ٌ‬
‫ً‬
‫ا‪١‬تسألة منصوصان عليها بقيودىا‪...‬اْب"‪.2‬‬ ‫بشرط ً‬
‫كوف‬ ‫مالك كأصحابو‪ً ،‬‬‫دليلو من قوؿ و‬

‫السندم‪ 3‬بعد ذكر األدلٌة الكثَتة الواضحة على كجوب‬‫ً‬


‫‪٤‬تمد حياة ٌ‬‫كقاؿ العبلٌمة احمل ٌقق ٌ‬
‫العمل اب‪٠‬ترب ما إ‪٬‬تازه‪ :‬كلو تتٌبع اإلبساف النٌقوؿ‪ ،‬لوجد أكثر ‪٦‬تٌا ذيكر‪ ،‬كدالئل العمل على‬

‫‪ -1‬ابن ىسلىموف‪ :‬سلموف بن علي بن عبد هللا بن سلموف الكنا٘ب‪ ،‬من أىل غرانطة‪ ،‬يكٌت أاب القاسم‪ ،‬كيدعى ابسم‬
‫كدكف مشيختو كبرانمج‬
‫ج ٌده ىسلىموف‪ ،‬توُب سنة‪767 :‬ىػ‪ ،‬ألٌف‪ُ :‬ب الواثئق كتاابن مفيدان‪ ،‬عليو اعتماد القضاة كا‪١‬تفتُت‪ٌ ،‬‬
‫ركايتو‪ .‬ينظر‪ :‬لساف ال ٌدين ابن ا‪٠‬تطيب (ت‪776 :‬ىػ)‪ ،‬اإلحاطة يف أخبار غرانطة‪ ،‬ط‪1424(1 :‬ىػ)‪ ،‬مط‪ :‬دار‬
‫الكتب العلمية‪ ،‬بَتكت‪ ،‬ج‪ ،4 :‬ص‪ .272 :‬التنبكيت‪ ،‬نيل اابتهاج بتطرَز الدَباج‪ ،‬ص‪ .219 :‬ابن فرحوف‪،‬‬
‫الدَباج املذىب يف معرفة أعياف علماء املذىب‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪ .397 :‬دمحم ‪٥‬تلوؼ‪ ،‬شجرة النور الزكية‪ ،‬ج‪ ،1:‬ص‪:‬‬
‫‪.307‬‬
‫‪ -2‬ينظر‪ :‬أبو ا‪ٟ‬تسن البغدادم ا‪١‬تالكي‪ ،‬ااجتهاد كالتقليد‪ ،‬تح‪ :‬يوسف أ‪ٛ‬تد‪( ،‬د ت ط)‪ ،‬مط‪ :‬دار الكتب العلمية‪،‬‬
‫بَتكت‪ ،‬لبناف‪ ،‬ص‪.397 :‬‬
‫ً‬
‫السندم‪ :‬دمحم حياة بن إبراىيم‪ٌ ،‬‬
‫السندم األصل كا‪١‬تولد‪ ،‬ا‪١‬تد٘ب ا‪ٟ‬تنفي‪ ،‬توطٌن ا‪١‬تدينة ا‪١‬تنورة‪ ،‬كالزـ الشيخ‬ ‫‪ -3‬دمحم حياة ٌ‬
‫السندم‪ ،‬كجل ‪٣‬تلسو بعد كفاتو أربعان كعشرين سنة‪ ،‬لو تصابيف كثَتة منها‪ :‬شرح الًتغيب‬ ‫ً‬
‫أاب ا‪ٟ‬تسن بن عبد ا‪٢‬تادم ٌ‬
‫كالًتىيب للمنذرم‪ ،‬كشرح ا‪ٟ‬تكم العطائية‪ .‬لقي هللا سبحابو سنة‪1163 :‬ىػ‪ ،‬كدفن ابلبقيع‪ .‬ينظر‪ :‬دمحم خليل بن علي‬
‫ابن دمحم بن دمحم مراد ا‪ٟ‬تسيٍت‪ ،‬أبو الفضل (ت‪1206 :‬ىػ)‪ ،‬سلك الدرر يف أعياف القرف الثاين عشر‪ ،‬ط‪:‬‬

‫‪201‬‬
‫ا‪٠‬ترب أكثر من أف تيذكر‪ ،‬كأشهر من أف تشهر‪ ،‬لكن لبَّ إبلي على كث وَت من البشر‪،‬‬
‫األخ ىَت‪ ،‬فحرمهم من العمل ْتديث‬
‫ابلرأم دكف األثر‪ ،‬كأك‪٫‬تهم أبٌو األ ٍىكٔب ك ٍ‬
‫فحسن ‪٢‬تم األخذ ٌ‬
‫َّ‬
‫ك ىرب‪ ،‬ﭽ‪     ‬ﭼ[البقرة‪،]156 :‬‬
‫ال ي‬ ‫خَت البشر ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ ،-‬كىذه من الببلاي‬
‫ا‪٠‬ترب‪ ،‬كٓب‬
‫الصحيح من ى‬ ‫الصحابة ما ٮتالف ٌ‬ ‫كمن العجب العجيب ٌأّنم إذا بلغهم عن بعض ٌ‬
‫‪1‬‬
‫الصواب‪،‬‬ ‫جوزكا عدـ بلوغ ا‪ٟ‬تديث إليو‪ ،‬كٓب يثقل ذلك عليهم‪ ،‬كىذا ىو ٌ‬ ‫‪٬‬تدكا لو ٍ‪٤‬ت ىمبلن ٌ‬
‫كإذا خالف قوؿ من يقلٌدكبو اجتهدكا ُب أتكيلو القريب كالبعيد‪ ،‬كسعوا ُب ‪٤‬تاملو ال ٌدابية‬
‫لعل من تقلٌدكبو ٓب يبلغو ا‪٠‬ترب‪ ،‬أقاموا‬‫حرفوا ال ىكلًم عن مواضعو‪ ،‬فإذا قيل ‪٢‬تم‪َّ :‬‬
‫كالنٌائية‪ ،‬كرٌٔتا ٌ‬
‫الضالٌة‪ ،‬كثقل ذلك‬ ‫أشد التشنيع‪ ،‬كرٌٔتا جعلوه من ً‬
‫الف ً‬ ‫على القائل القيامة‪ ،‬كشنٌعوا عليو َّ‬
‫رؽ ٌ‬
‫الص ٌديق األكرب‬‫عليهم‪ ،‬فابظر بعقلك كيف ي‪٬‬ت ٌوز ىؤالء ا‪١‬تساكُت‪ ،‬خفاء ا‪ٟ‬تديث على ٌ‬
‫‪٬‬توزكبو على أرابب ا‪١‬تذاىب مع عدـ النٌسبة كبيعد البىػ ٍوف بُت الفرقُت‪ ،...‬إٔب أف‬‫كأضرابو‪ ،‬كال ًٌ‬
‫‪2‬‬
‫أعلم منٌا اب‪ٟ‬تديث‪ ،‬أىىك الى يعلموف‬
‫قاؿ‪ :‬كعند العجز عن سائر احملامل يقولوف‪ :‬من قلٌدانه ي‬
‫اب‪ٟ‬تجة‪.3"...‬‬
‫حجة هللا عليهم بذلك‪ ،‬كال يستوم العآب كا‪ٞ‬تاىل ُب ترؾ العمل ٌ‬ ‫ٌأّنم ييقيموف ٌ‬

‫الزركلي‪ ،‬اإلعالـ‪ ،‬ج‪،3 :‬‬‫‪1408(3‬ىػ‪1988/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار البشائر اإلسبلمية‪ ،‬دار ابن حزـ‪ ،‬ج‪ ،4 :‬ص‪ٌ .34 :‬‬
‫ص‪.142 :‬‬
‫الصواب؛ لوركده ُب ا‪١‬تصدر ا‪١‬تنقوؿ منو‪ .‬كسًتد ُب العبارة‬
‫‪ -1‬كرد ُب األصل‪ :‬ينقل‪ .‬كما أيثبت كرد ُب ج كس‪ .‬كىو ٌ‬
‫قريبان‪.‬‬
‫الصواب ما أثبت؛ لوركده ُب ا‪١‬تصدر ا‪١‬تنقوؿ منو‪.‬‬
‫‪ -2‬كرد ُب األصل‪ :‬مقلٌ يدان‪ .‬ك ٌ‬
‫كالسالـ‪ ،‬تح‪ :‬أبو علي طو بوسريح‪ ،‬ط‪:‬‬
‫الصالة ٌ‬
‫السندم‪ ،‬ربفة األانـ يف العمل حبدَث النٌيب عليو ٌ‬
‫‪٤‬تمد حياة ٌ‬
‫‪ٌ -3‬‬
‫‪1414(1‬ق‪1993/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار ابن حزـ‪ ،‬بَتكت‪ ،‬ص‪.53 :‬‬

‫‪202‬‬
‫أذىب أذكر لك ما فيو من العجائب لطاؿ الكبلـ‪ ،‬كُب ىذا‬ ‫ي‬ ‫حىت قاؿ‪":‬كلو‬
‫كأطاؿ ٌ‬
‫الصواب"‪ ،1‬قاؿ ُب "اإليقاظ" بعد حكايتو‬‫القدر كفايةه ‪١‬تن ٌبور هللا بصَتتو‪ ،‬كأرشده إٔب ٌ‬
‫بطولو‪":‬كلقد صدؽ الشيخ ‪-‬ر‪ٛ‬تة هللا‪ ،-‬كبذؿ النٌصيحة كأرشد‪ ،‬كهللا ا‪٢‬تادم‪:‬‬
‫لقد أ‪ٝ‬تعت لو انديت حيٌان *** كلكن ال حياة ‪١‬تن تنادم‪.3"2‬‬
‫كل مسل وم أف ‪٬‬تتهد ُب معرفة معا٘ب القرآف‪ ،‬كتتبٌع األحاديث‪،‬‬‫ٌ‬ ‫على‬ ‫زـ‬‫ٌ‬‫بل‬ ‫ال‬ ‫"‬ ‫‪:‬‬‫‪4‬‬
‫كقاؿ‬
‫كمعرفة معابيها‪ ،‬كإخراج األحكاـ منها‪ ،‬فإف ٓب يقدر فعليو أف يقلٌد العلماء من غَت التزاـ‬
‫و‬
‫مذىب‪ ،‬ك‪٬‬توز لو األخذ‬ ‫كل‬
‫مذىب؛ فإبٌو يشبو ٌاٗتاذه ببيٌان‪ ،‬كينبغي لو أف أيخذ ابألحوط من ٌ‬
‫الًتؾ‪.‬‬
‫الضركرة‪ٌ ،‬أما بدكّنا فاألحسن ٌ‬‫ابلرخص عند ٌ‬ ‫ٌ‬
‫‪٬‬توز كلٌّ منهم‬
‫ٌأما ما أحدثو أىل زمابنا من التزاـ مذاىب ‪٥‬تصوصة‪ ،‬ال يرل كال ٌ‬
‫ف‪ ،‬كلقد رأيناىم يًتكوف األحاديث‬
‫كتعس ه‬ ‫ً‬
‫فجهل كبدعةه ٌ‬
‫ه‬ ‫االبتقاؿ من مذىب إٔب مذىب‬
‫سند‪،‬ﭽ‪     ‬ﭼ‬ ‫الصحاح غَت ا‪١‬تنسوخة‪ ،‬كيتعلٌقوف ٔتذاىبهم من غَت‬
‫ٌ‬
‫[البقرة‪.]156:‬اىػ‪.‬‬
‫قلت‪ :‬كقولو‪ :‬يشبو ٌاٗتاذيه ببيٌان‪...‬اْب‪ ،‬بل ىو‬
‫‪٤‬تمد صاّب الفبلٌ٘ب بعد بقلو‪ .‬ي‬
‫قاؿ العبلٌمة ٌ‬
‫الصحاح‪ ،‬قولو تعأب ﭽ‪ ‬‬ ‫ً‬
‫‪‬‬ ‫عُت ٌاٗتاذه رٌابن على ما تق ٌدـ من تفسَت األحاديث ٌ‬
‫‪      ‬ﭼ[التوبة‪ ]31 :‬اآلية"‪.‬اىػ‪.‬اب‪١‬تعٌت‪.5‬‬

‫كالسالـ‪ ،‬ص‪.56 :‬‬


‫الصالة ٌ‬
‫السندم‪ ،‬ربفة األانـ يف العمل حبدَث النٌيب عليو ٌ‬
‫‪٤‬تمد حياة ٌ‬
‫‪ٌ -1‬‬
‫‪ -2‬البيت ينسب ل ػ ػػ‪ :‬كثَت بن عبد الر‪ٛ‬تن بن األسود ا‪٠‬تزاعي‪ ،‬أبو صخر ا‪١‬تد٘ب‪ ،‬توُب‪105 :‬ىػ‪ ،‬كقيل‪107 :‬ىػ‪.‬‬
‫ينظر‪ :‬ايقوت بن عبد هللا الركمي ا‪ٟ‬تموم (ت‪626 :‬ىػ)‪ ،‬معجم البلداف‪ ،‬ج‪ ،5 :‬ص‪.428 :‬‬
‫‪ -3‬الفبلٌ٘ب‪ ،‬إَقاظ ذنم أكيل األبصار‪ ،‬ص‪.195 :‬‬
‫السندم‪.‬‬
‫‪٤‬تمد حياة ٌ‬
‫‪ - 4‬القائل ىو‪ٌ :‬‬
‫‪ -5‬بل ىذا منقوؿ بلفظو‪ .‬ينظر‪ :‬الفبلٌ٘ب‪ ،‬إَقاظ ذنم أكىل األبصار‪ ،‬ص‪.70 :‬‬

‫‪203‬‬
‫‪1‬‬
‫السابقة ُب ابب االجتهاد من‬ ‫ٌ‬ ‫الطرؽ‬ ‫من‬ ‫اب‪ٟ‬تديث‬ ‫العمل‬ ‫كجوب‬ ‫اعتماد‬ ‫بعد‬ ‫كقاؿ‬
‫معلوـ ضركرةه عند من لو أدٗب‬ ‫ف على و‬ ‫غَت توقٌ و‬
‫بسخ ك‪٨‬توه ما حاصلو‪":‬إ ٌف ىذا ه‬ ‫شيء من عدـ و‬
‫ابلسنٌة كبػي ٍع يد الزماف ال يوجب ىجرىا‪ ،‬كلو كابت يسنى ين‬ ‫ً و ًً‬
‫خٍبػىرة بس ىَت الصحابة‪ ،‬كطوؿ العهد ٌ‬
‫صحتها حىت يعمل هبا فبل هف كفبل هف لكاف قو‪٢‬تما‬ ‫رسوؿ هللا ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬ال يسوغ العمل هبا بعد ٌ‬
‫‪2‬‬
‫ا‪ٟ‬تجة‬
‫السنن‪ ،‬كمزٌكيان كشرطان ُب العمل هبا‪ ،‬كىذا من أبطل الباطل‪ ،‬كقد أقاـ هللا ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫على‬ ‫عياران‬
‫األمة‪ ،‬كأمر النٌ ي بتبليغ سنٌتو‪ ،‬كدعا ‪١‬تن بىػلٌغها؛ فلو كاف ىمن بىػلىغتو ال يعمل‬
‫برسولو دكف آحاد ٌ‬
‫فبلف و‬
‫كفبلف‪.‬‬ ‫االكتفاء بقوؿ و‬ ‫هبا حىت يعمل هبا اإلماـ فبلف ٓب يكن لتبليغها فائدةه‪ ،‬كحصل ً‬
‫ٌ‬
‫األمة ال يبلغ عشرة أحاديث البتة‪،‬‬ ‫قالوا‪ :‬كالنٌسخ الواقع ُب األحاديث اليت أ‪ٚ‬تعت عليو ٌ‬
‫أقل بكث وَت من كقوع ا‪٠‬تطأ ُب‬ ‫ٌ‬ ‫ا‪١‬تنسوخ‬ ‫إٔب‬ ‫ىاب‬ ‫ذ‬
‫ٌ‬ ‫ال‬ ‫ُب‬ ‫ا‪٠‬تطأ‬ ‫كقوع‬ ‫‪4‬‬
‫فتقدير‬ ‫؛‬ ‫‪3‬‬
‫بل كال ىشطٍرىا‬
‫االختبلؼ‪ ،‬كيقوؿ القوؿ كيرجع عنو‪ ،‬ك٭تكى‬ ‫تقليد من يصيب كٮتطئ‪ ،‬ك‪٬‬توز عليو التناقض ك ً‬
‫ى‬
‫أقل بكث وَت من كقوع‬
‫عنو ُب ا‪١‬تسألة الواحدة ع ٌدة أقواؿ‪ ،‬ككقوع ا‪٠‬تطأ ُب فهم كبلـ ا‪١‬تعصوـ ٌ‬
‫و‬
‫ْتديث كأفىت بو إالٌ‬ ‫ا‪١‬تعُت‪ ،‬فبل يفرض احتماؿ ىخطىأ ‪١‬تن ىع ًم ىل‬‫ا‪٠‬تطأ ُب فهم كبلـ الفقيو ٌ‬
‫حاصل ‪١‬تن أفىت بتقليد ىم ٍن ال يعلم صوابو من خطئو"‪.5‬‬
‫ه‬ ‫أضعاؼ أضعافً ًو‬
‫ي‬ ‫ك‬
‫كإذا جاز اعتماد ا‪١‬تستفيت على ما يكتبو ا‪١‬تفيت من كبلمو ككبلـ شيخو كإف عبل‬
‫فاعتماده على ما كتبو الثٌقات من كبلـ رسوؿ هللا ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬أكٔب اب‪ٞ‬تواز‪ ،‬كإذا ق ٌدر أبٌو ٓب يفهم‬
‫ا‪ٟ‬تديث‪ ،‬فكما ٓب يفهم فتول ا‪١‬تفيت فيسأؿ من يعرؼ معناه كما يسأؿ من يعرؼ معٌت‬
‫بعضهم بعد أف حكى قوؿ بعض ا‪١‬تقلٌدين‪ :‬العمل على الفقو ال على‬ ‫جواب ا‪١‬تفيت‪ ،‬كذكر ي‬

‫‪ -1‬القائل ىو‪ :‬ابن القيم – ر‪ٛ‬تو هللا‪.-‬‬


‫‪ُ -2‬ب س‪ :‬قو‪٢‬تما معياران‪.‬‬
‫الصواب ما أثبت‪.‬‬
‫‪ُ -3‬ب ج‪ :‬بل كال شرطها‪ ،‬ك ٌ‬
‫‪...‬من يصيب كٮتطأ"‪ .‬كما أثبت منقوؿ من اإلعبلـ‪.‬‬
‫‪ -4‬سقط من ‪ٚ‬تيع النسخ قولو‪":‬فتقدير كقوع ا‪٠‬تطأ ى‬
‫‪ -5‬ابن القيٌم‪ ،‬إعالـ املوقعُت‪ ،‬ص‪.175 :‬‬

‫‪204‬‬
‫و‬
‫من الفقو ُب شيء‪ ،‬كإٌ‪٪‬تا الفقوي‬ ‫الرأم لي‬
‫ا‪ٟ‬تديث أبٌو إىابة‪ ،‬كاإلىابةي يك ٍفهر‪ ،‬على أ ٌف ٌ‬
‫ا‪ٟ‬تديث‪ ،‬كما أكضحتو لك فيما سبق‪.1‬‬ ‫ي‬
‫بصو‪٬":‬توز تقليد من شاء من‬ ‫الرائق" ما ٌ‬
‫كذكر العبلٌمة مبلٌ علي قارم بقبلن عن "البحر ٌ‬
‫اجملتهدين‪ ،‬كإف دكبت ا‪١‬تذاىب كاليوـ‪ ،‬كلو ً‬
‫االبتقاؿ من مذىبو"‪ ،2‬قاؿ احمل ٌقق أبو ا‪ٟ‬تسن‬ ‫يٌ‬
‫السنٌة‪ ،‬كأقواؿ العلماء األخيار من‬ ‫ً‬
‫دؿ عليو الكتاب ك ٌ‬
‫السندم‪":‬كىذا الذم ذكره‪ ،‬ىو الذم ٌ‬ ‫ٌ‬
‫كتاب هللا‬ ‫السابقُت كالبلٌحقُت‪ ،‬كال عربة بقوؿ من قاؿ خبلؼ ىذا‪ ،‬فإ ٌف َّ و‬
‫كل قوؿ ٮتالف ى‬ ‫ٌ‬
‫مردكد على قائلو‪ ،‬كال أظنٌو إالٌ‬
‫كحديث رسولو كأقو ىاؿ العلماء الذين ىم صدكر ال ٌدين فهو ه‬
‫ى‬
‫٭تب كيرضى"‪ .3‬ابتهى‪.‬‬
‫عصب‪ ،‬كهللا ا‪١‬توفٌق ‪١‬تا ٌ‬
‫كثَت التٌ ٌ‬
‫عد‪ٙ‬بى العلم‪ ،‬ى‬

‫كالسالـ‪ ،‬ص‪.37 :‬‬


‫الصالة ٌ‬
‫السندم‪ ،‬ربفة األانـ يف العمل حبدَث النٌيب عليو ٌ‬
‫‪٤‬تمد حياة ٌ‬
‫‪ٌ -1‬‬
‫الرائق شرح كنز ال ٌدقائق‪ ،‬كُب‬
‫‪ -2‬زين الدين بن إبراىيم بن دمحم‪ ،‬ا‪١‬تعركؼ اببن ‪٧‬تيم ا‪١‬تصر(ت‪970 :‬ىػ)‪ ،‬البحر ٌ‬
‫آخره‪ :‬تُملة البحر الرائق‪ ،‬حملمد بن حسُت بن علي الطورم ا‪ٟ‬تنفي القادرم‪ ،‬ج‪ ،6 :‬ص‪.292 :‬‬
‫كالسالـ‪ ،‬ص‪.56 :‬‬
‫الصالة ٌ‬
‫السندم‪ ،‬ربفة األانـ يف العمل حبدَث النٌيب عليو ٌ‬
‫‪٤‬تمد حياة ٌ‬
‫‪ٌ -3‬‬

‫‪205‬‬
‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫في الفرق بين االِتّباع والتّق ليد‬


‫أئمة‬
‫كالسنٌة ككالـ ٌ‬
‫ذمو كبطالنو مع تصرَح الُتاب ٌ‬
‫الذم أكجب جهلو النزاع‪ ،‬كيف ٌ‬
‫ال ٌدَن بذلك‪ ،‬كمحل أكثر املقلٌدَن على إلقاء شبو فجعلها أدلٌة على كجوبو‪.‬‬

‫أكضح لك من الفرؽ بينهما ينكشف لك أ ٌف ‪ٚ‬تيع ما ذكركه ُب االتًٌباع الواجب‬ ‫كٔتا ٌ‬


‫أتعرض ‪٠‬تصوص ما‬ ‫كالنٌهي إ‪٪‬تا ىو ُب التٌقليد‪ ،‬فلم يطابق ال ٌدليل ا‪١‬ت ٌدعى‪ ،‬ك‪٢‬تذا االبكشاؼ ٓب ٌ‬
‫ذكركه‪ ،‬بل للفرؽ الكاُب ُب ذلك‪.‬‬
‫أئمة ال ٌدين من العلماء قد أكضحوا الفرؽ بُت التقليد الذم عرفت‬‫فاعلم أ ٌف هللا كرسولو ك ٌ‬
‫حده أكؿ الباب‪ ،‬ك ً‬
‫االتٌباع الذم ىو سلوؾ طريق ا‪١‬تتٌبع كاإلتياف ٔتثل ما أيٌب بو‪ ،‬كقد ق ٌدمت‬ ‫َّ ٌ‬
‫إيضاحا‪.‬‬
‫ن‬ ‫الفرؽ بينهما‪ ،‬كإذ عقدت ىذا الفصل لو فأزيده‬
‫قاؿ ابن عبد الرب‪":1‬قاؿ أىل العلم كالنٌظر‪ :‬ح ٌد العلم‪ :‬التٌبيُت كإدراؾ ا‪١‬تعلوـ على ما ىو‬
‫الشيء فقد علمو‪ ،‬قالوا‪ :‬كا‪١‬تقلٌد ال علم لو‪ ،‬كٓب ٮتتلفوا ُب ذلك‪ ،‬كاستشهد‬ ‫بو‪ .‬فمن ابف لو ٌ‬
‫بقوؿ البي يً‬
‫حًتم‪[ :2‬البحر ا‪٠‬تفيف]‬
‫‪3‬‬ ‫اؿ ًابلتَّػ ٍقلً ً‬
‫يد‪.‬‬ ‫ك ًابلعًٍل ػ ػ ػ *** ػ ًم ىكقى ىاؿ ٍ‬
‫ا‪ٞ‬تيَّه ي‬ ‫العالً يمو ىف فى ٍ‬
‫ضلى ى‬ ‫ؼ ى‬ ‫ىعىر ى‬

‫‪ -1‬ابن عبد الرب‪ ،‬جامع بياف العلم كفضلو‪ ،‬ابب‪ :‬فساد التقليد كبفيو كالفرؽ بُت التقليد كاالتباع‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪:‬‬
‫‪.992‬‬
‫ائي‪ ،‬أحد أشهر الشعراء العرب ُب العصر العبٌاسي‪ ،‬يع ٌد‬ ‫‪ -2‬البي ٍح يًتم‪ :‬أبو عبادة الوليد بن عبيد بن ٭تِت‪ ،‬التٌ ٌ‬
‫نوخي‪ ،‬الطٌ ٌ‬
‫كا‪١‬تتن ي كأيب ٘تاـ‪ ،‬توُب سنة‪284 :‬ق‪ .‬لو ديوا يف شع ور كب وَت‪ .‬ينظر‪ :‬الذى ي‪،‬‬
‫أحد الثبلثة الذين كابوا أشعر أبناء عصرىم؛ ٌ‬
‫سَت أعالـ النبالء‪ ،‬ج‪ ،10 :‬ص‪.491 :‬‬
‫ا‪ٞ‬تراكم التادٕب(ت‪609 :‬ىػ)‪( ،‬الماسة املغربية) خمتصر كتاب صفوة األدب‪ ،‬كخنبة‬
‫‪ -3‬أ‪ٛ‬تد بن عبد السبلـ ٌ‬
‫دَواف العرب‪ ،‬تح‪ :‬دمحم رضواف الداية‪ ،‬ط‪1991(1 :‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار الفكر ا‪١‬تعاصر‪ ،‬بَتكت‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪.428 :‬‬

‫‪206‬‬
‫حجةى لقائلو‬ ‫و‬
‫الرجوع إٔب قوؿ ال ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫‪:‬‬ ‫ع‬‫ر‬‫الش‬
‫ٌ‬ ‫ُب‬ ‫معناه‬ ‫قليد‬‫ٌ‬‫الت‬‫"‬ ‫‪:‬‬‫‪1‬‬
‫كقاؿ ابن يخ ىويٍز ًمنداد ا‪١‬تالكي‬
‫االتٌباع ما ثبتت عليو يح َّجةه"‪ ،‬كقاؿ ُب موضع آخر من‬ ‫الشريعة‪ ،‬ك ً‬‫عليو‪ ،‬كذلك ‪٦‬تنوعه منو ُب ٌ‬
‫لدليل ييوجب ذلك فأبت مقلٌ يدهي‪،‬‬ ‫بعت قولىوي من غَت أف ‪٬‬تب عليك قبوليوي؛ و‬ ‫كتابو‪":‬كل من اتٌ ى‬
‫باع قولًًو فأبت متٌبعيوي‪،‬‬
‫ليل اتٌ ى‬
‫صحيح‪ ،‬ككل من أكجب عليك ال ٌد ي‬ ‫و‬ ‫التقليد ُب دين هللا غَتي‬
‫ك ي‬
‫التقليد ‪٦‬تىٍنيوعه"‪.2‬‬ ‫كً‬
‫االتٌباع ُب ال ٌدين ىم يسوغه ك ي‬
‫قوؿ أى ىح ود‪ ،‬كال رأييو ىكائًنان‬ ‫ً‬
‫فعلم "أ ٌف االتٌباع أف ال يػي ىق َّد ىـ على ما جاء بو ٌ‬
‫الرسوؿ ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬ي‬
‫تبُت لو ٓب يىػ ٍع ًد ٍؿ عنو‪ ،‬كلو‬
‫صحة ا‪ٟ‬تديث ٌأكالن‪ٍ ،‬بٌ ُب معناه اثبيان‪ ،‬فإذا ٌ‬ ‫ىمن كاف‪ ،‬بل يينظر ُب ٌ‬
‫األمةي على ترؾ ما جاء بو ببيها‬ ‫خالفو ىم ٍن بُت ا‪١‬تشرؽ كا‪١‬تغرب‪ ،‬كمعاذ هللا أف تتٌفق ٌ‬
‫في عليك‪ ،‬فبل ٕتعل جهلك ابلقائل‬ ‫األمة من قاؿ بو كلو ىخ ى‬
‫‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬بل الب ٌد أف يكوف ُب ٌ‬
‫قائل‬ ‫حجةن على هللا كرسولو ُب تركو‪ ،‬بل اذىب إٔب النٌص كال ً‬
‫تضعفو‪ ،‬كاعلم أبٌو قد قاؿ بو ه‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫إليك ًع ٍل يموي ىذا‪ ،‬مع حفظ مراتب العلماء كمواالهتم‪ ،‬كاعتقاد حرمتهم‬
‫قطعان‪ ،‬كلكن ٓب يصل ى‬
‫كأمابتهم كاجتهادىم ُب حفظ ال ٌدين كضبطو‪.‬‬

‫فهم ‪-‬رضي هللا عنهم‪ -‬دائركف بُت األجر كاألجرين كا‪١‬تغفرة‪ ،‬كلكن ىذا ال ييوجب‬
‫ً‬
‫بشبهة أبٌو أعلم هبا منك‪ ،‬فإف كاف‬ ‫قوؿ الو ً‬
‫احد منهم عليها؛‬ ‫إىدار النٌصوص كإلغاءىا‪ ،‬كتقد‪ٙ‬بى ً‬
‫ى‬ ‫ى‬
‫ض‬‫كذلك فمن ذىب إٔب النٌصوص أعلم هبا منك فهبلَّ كافقتو إف كنت صادقان‪ ،‬فمن ىعىر ى‬
‫أقواؿ العلماء على النٌصوص ككزّنا هبا‪ ،‬كخالف منها ما خالف النٌص ٓب يهدر أقوا‪٢‬تم‪ ،‬كٓب‬
‫تكرر لك‪ ،‬بل ‪٥‬تالفتيهم ُب ذلك لو‬‫فإّنم كلٌهم أمركا بذلك كما ٌ‬
‫يهضم جاببهم بل اقتدل هبم‪ٌ ،‬‬
‫ص على‬ ‫اليت أمركا هبا من تقد‪ٙ‬ب النٌ ٌ‬
‫سهل من ‪٥‬تالفتهم ُب القاعدة الكليٌة ٌ‬
‫فرضت ‪٥‬تالفة أ ي‬
‫أقوا‪٢‬تم"‪.3‬‬

‫‪ -1‬ابن عبد الرب‪ ،‬جامع بياف العلم كفضلو‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪.992 :‬‬
‫‪ -2‬بف ا‪١‬تصدر‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪.992 :‬‬
‫‪ -3‬ينظر‪ :‬ابن قيم ا‪ٞ‬توزية (ت‪751 :‬ىػ)‪ ،‬الركح يف الُالـ على أركاح األموات كاألحياء ابلدائل من الُتاب‬
‫كالسنٌة‪( ،‬د ت ط)‪ ،‬مط‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بَتكت‪ ،‬ص‪.265 :‬‬
‫ٌ‬

‫‪207‬‬
‫ا‪ٟ‬تديث يكوف صحيحان‪،‬‬ ‫ي‬ ‫يرد األحاديث النٌبويٌة‪ ،‬كيقوؿ‪ :‬لو أ ٌف ىذا‬
‫فإ ٌف ‪٥‬تالفهم فيها " ٌ‬
‫فإف كاف صحيحان قاؿ‪ :‬لو ٓب يكن لو خرب آخر يعارضو كىو انسخ لقاؿ بو الشافعي إف كاف‬
‫األئمة كلهم‪ ،‬كيركف أ ٌف ا‪ٟ‬تديث كاألخذ بو‬‫شافعيان‪ ،‬أك مالك إف كاف مالكيان‪ ،‬كىكذا أتباعي ٌ‬
‫ضلَّةه‬
‫‪1‬‬
‫األحاديث‬
‫ى‬ ‫األئمة كأمثا‪٢‬تم فيما حكموا بو كإف عارضت أقوا ي‪٢‬تم‬‫ٌ‬ ‫تقليد‬ ‫اجب‬ ‫و‬ ‫ال‬ ‫ف‬
‫ٌ‬ ‫أ‬
‫ك‬ ‫‪،‬‬ ‫ىم ى‬
‫السنٌة‪ ،‬فإذا ذكر ‪٢‬تم ما‬
‫النٌبويةى‪ ،‬فاألكٔب الرجوع إٔب أقاكيلهم كترؾ األخذ ابألخبار كالكتاب ك ٌ‬
‫األئمة ُب ذلك من ترؾ أقوا‪٢‬تم ا‪١‬تعارضة لؤلحاديث كأتكيد كصاايىم بذلك‪،‬‬ ‫ثبت عن ٌ‬
‫عما عارض ا‪٠‬ترب كضايقهم ُب ‪٣‬تاؿ الكبلـ سكتوا كىربوا‪.‬‬ ‫أبّنم راجعوف ٌ‬‫كأخبارىم ٌ‬
‫‪2‬‬
‫مدكبةن؛‬
‫حاح موجودةن ككتبيها ٌ‬
‫الص ي‬
‫األخبار ٌ‬
‫ي‬ ‫الشريعة ابألىواء‪ ،‬كإف كابت‬
‫فقد ابتسخت ٌ‬
‫ككتب التواريخ ابلتعديل كالتجريح موجودة‪ ،‬كاألسابيد مصوبة من التبديل كالتغيَت‪ ،‬كلكن إذا‬
‫العمل هبا كاشتغل النٌاس ابلرأم‪ ،‬كدابوا أبفسهم بفتاكل ا‪١‬تتق ٌدمُت مع معارضة األخبار‬
‫ي‬ ‫تيًرىؾ‬
‫‪3‬‬
‫بسخ أعظم من‬
‫حكم عندىم‪ ،‬كأم و‬ ‫الصحاح ‪٢‬تا‪ ،‬فبل فرؽ بُت كجودىا كعدمها إذ ٓب يبق ‪٢‬تا ه‬ ‫ٌ‬
‫ىذا؟‪.‬‬
‫قلت ألحدىم شيئان ُب ذلك‪ ،‬قاؿ‪ :‬ىذا ىو ا‪١‬تذىب‪ .‬كىو كهللا كاذب؛ فإف‬
‫كإذا ى‬
‫ا‪ٟ‬تش‪ ،‬فإ ٌف‬
‫صاحب ا‪١‬تذىب قاؿ‪ :‬إذا عارض ا‪٠‬ترب كبلمي‪ ،‬فخذ اب‪ٟ‬تديث كاترؾ كبلمي ُب ٌ‬
‫مذى ي ا‪ٟ‬تديث"‪.4‬‬

‫ضل َّةه‪ :‬يضل فيها كال يهتىدل فيها للطَّريق‪ .‬كفًٍتػنىةه م َّ ً‬ ‫ً‬
‫الناس‪ .‬ينظر‪ :‬ابن منظور‪ ،‬لساف العرب‪،‬‬
‫ضلة‪ :‬تيضل ى‬
‫ىى‬ ‫ي‬ ‫كم ى ي ى ٌ‬ ‫‪ -1‬ىمضل َّةه ى‬
‫ج‪ ،11 :‬ص‪.394 :‬‬
‫‪ - 2‬ىذه سقط من‪ :‬ج‪ .‬من قولو‪":‬الصحاح ‪...‬مصوبة"‪.‬‬
‫‪ُ - 3‬ب ج‪ٓ :‬ب يسر‪.‬‬
‫‪٤ - 4‬تيي ال ٌدين بن العريب‪ ،‬الفتوحات املُية يف معرفة أسرار املالُية كامللُية‪ ،‬صححو‪ :‬أ‪ٛ‬تد مش الدين‪ ،‬ط‪:‬‬
‫األئمة‬
‫اثبت عن ٌ‬
‫‪1420(1‬ق‪1999/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بَتكت‪ ،‬لبناف‪ ،‬ج‪ ،5 :‬ص‪ .102 :‬كىذا ا‪١‬تعٌت ه‬
‫األئمة‪:‬‬
‫بصوص ‪٥‬تتارةه من كتب أتباع ىؤالء ٌ‬
‫ه‬ ‫األربعة كغَتىم‪ ،‬كىذه‬
‫أبو حنيفة‪ :‬قاؿ‪ :‬ابن عابدين ا‪ٟ‬تنفي بقبلن عن العبلٌمة بَتم ُب ٌأكؿ شرحو على األشباه عن شرح ا‪٢‬تداية البن‬ ‫‪.1‬‬
‫صح ا‪ٟ‬تديث ككاف على خبلؼ ا‪١‬تذىب يعمل اب‪ٟ‬تديث‪ ،‬كيكوف ذلك مذىبىو‪ ،‬كال ٮترج مقلٌ يده عن‬
‫كبصو‪":‬إذا ٌ‬
‫الشحنة‪ٌ ،‬‬

‫‪208‬‬
‫"كمن ىنا يتبُت الفرؽ بُت تقليد العآب ُب ‪ٚ‬تيع ما قاؿ‪ ،‬كبُت ً‬
‫االستعابة بفهمو‬ ‫ٌ‬
‫فاألكؿ‪ :‬أيخذ قولو من غَت بظ ور فيو‪ ،‬كال طلب دليلو من الكتاب‬ ‫ً‬
‫كاالستضاءة بنور علمو‪ٌ ،‬‬
‫األكؿ‪ ،‬فإذا كصل إليو استغٌت‬
‫السنٌة‪ ،‬كا‪١‬تستعُت أبفهامهم ‪٬‬تعلهم ٔتنزلة ال ٌدليل إٔب ال ٌدليل ٌ‬ ‫ك ٌ‬
‫استدؿ ابلنٌجم على ً‬
‫القبلة ٓب يبق الستداللو معٌت إذا‬ ‫ٌ‬ ‫بداللتو عن ً‬
‫االستدالؿ بغَته‪ ،‬فمن‬
‫شاىدىا‪ ،‬قد تق ٌدـ قوؿ الشافعي‪- 1‬هنع هللا يضر‪ :-‬أ‪ٚ‬تع النٌاس على أ ٌف من استبابت لو سنٌةي رسوؿ‬
‫أحد"‪.2‬‬‫هللا ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ٓ -‬ب يكن لو أف ي ىدعها لقوؿ و‬
‫ى ىى‬
‫االتٌباع‪ ،‬كا‪ٟ‬تكم األ ٌكؿ الذم غايتو أف‬ ‫كيتبُت أيضان "الفرؽ بُت ا‪ٟ‬تكم ا‪١‬تنزؿ الواجب ً‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫غَت متل وو إذا ٌ‬
‫‪3‬‬
‫صح‬ ‫متلوان أك ى‬
‫األكؿ‪ :‬ىو الذم أبزلو هللا على رسولو ٌ‬
‫يكوف جائز االتٌباع ؛ أب ٌف ٌ‬
‫كسلً ىم من ا‪١‬تعارضة‪ ،‬فهو حكمو الذم ارتضاه لعباده كال حكم لو سواه‪ ،‬كأ ٌف الثا٘ب‪ :‬أقواؿ‬ ‫ى‬
‫يفسق ‪٥‬تالفها‪ ،‬فإ ٌف أصحاهبا ٓب يقولوا‪:‬‬ ‫اجملتهدين ا‪١‬تختلفة اليت ال ‪٬‬تب اتٌباعها‪ ،‬كال يك ٌفر كال ٌ‬
‫ا‪١‬تشرع ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬عنو ُب‬
‫صح ّني ٌ‬ ‫ىذا حكم هللا كرسولو قطعان‪ ،‬كحاشاىم من قوؿ ذلك‪ ،‬كقد ٌ‬

‫رد احملتار‬
‫صح ا‪ٟ‬تديث فهو مذى ي"‪ .‬ينظر‪ :‬ابن عابدين ا‪ٟ‬تنفي‪ٌ ،‬‬ ‫صح عنو أبٌو قاؿ‪ :‬إذا ٌ‬
‫كوبو حنفيان ابلعمل بو‪ ،‬فقد ٌ‬
‫على ال ٌدر املختار‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪.67 :‬‬
‫مالك‪ :‬ركل ابن عبد الرب معن بن عيسى قاؿ‪ٝ :‬تعت مالك بن أب يقوؿ‪":‬إٌ‪٪‬تا أان بشر‪ ،‬أخطئ كأصيب‪،‬‬ ‫‪.2‬‬
‫السنٌة فاتركوه"‪ .‬ينظر‪ :‬ابن عبد الرب‪،‬‬
‫السنٌة فخذكا بو‪ ،‬ككلٌما ٓب يوافق الكتاب ك ٌ‬
‫فابظركا ُب رأيي فكلٌما كافق الكتاب ك ٌ‬
‫جامع بياف العلم كفضلو‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪.775 :‬‬
‫الشافعي‪ :‬قاؿ النوكم‪ :‬صح عن الشافعي ‪-‬ر‪ٛ‬تو هللا‪ -‬أبٌو قاؿ إذا ٌ‬
‫كجدًب ُب كتايب خبلؼ سنٌة رسوؿ هللا‬ ‫‪.3‬‬
‫صح ا‪ٟ‬تديث خبلؼ قوٕب فاعملوا اب‪ٟ‬تديث كاتركوا‬
‫‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬فقولوا بسنٌة رسوؿ هللا ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬كدعوا قوٕب‪ :‬كركم عنو إذا ٌ‬
‫قوٕب‪ ،‬أك قاؿ فهو مذى ي‪ .‬كركم ىذا ا‪١‬تعٌت أبلفاظ ‪٥‬تتلفة‪ .‬ينظر‪ :‬النوكم‪ ،‬اجملموع شرح املهذب‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪.63 :‬‬
‫قلت أل‪ٛ‬تد‪ :‬ألي األكزاعي ىو أتبع من مالك؟ قاؿ‪ :‬ال تقلٌد دينك‬ ‫أمحد‪ :‬قاؿ أبو داكد صاحب " ٌ‬
‫السنن"‪ :‬ي‬ ‫‪.4‬‬
‫الرجل فيو ‪٥‬تيٌػهر‪ .‬ينظر‪ :‬أبو داكد‪ ،‬مسائل‬
‫عد ٌ‬‫أحدان من ىؤالء‪ ،‬ما جاء عن النٌ ي ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬كأصحابو فخذ بو‪ٍ ،‬ب التٌابعُت بى ي‬
‫اإلماـ أمحد ركاَة أيب داكد السجستاين‪ ،‬تح‪ :‬أبو معاذ طارؽ‪ ،‬ط‪1420(1 :‬ىػ‪1999/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬مكتبة ابن تيمية‪،‬‬
‫مصر‪ ،‬ص‪.369 :‬‬
‫‪ -1‬سبق ٗتر‪٬‬تو‪ :‬ص‪.134 :‬‬
‫‪ -2‬ينظر‪ :‬ابن قيم ا‪ٞ‬توزية‪ ،‬الركح‪ ،‬ص‪.265 :‬‬
‫صحح من كتاب" الركح" البن القيم‪.‬‬
‫‪ -3‬كرد ُب األصل‪ :‬جائزة‪ .‬كُب ج ك س‪ :‬جائزان‪ .‬كما أثبت ٌ‬

‫‪211‬‬
‫اَّللً‪ ،‬كلكن أب ًز‪٢‬تيم على‬
‫حديث اإلبزاؿ على ا‪ٟ‬تكم‪ ،‬حيث قاؿ فيو‪":‬فى ىبل تين ًزٍ‪٢‬تيم على يحك ًم َّ‬
‫‪1‬‬
‫اَّللً فًي ًهم أـ ال"‪ .‬أخرجو اإلماـ أ‪ٛ‬تد ُب "مسنده"‬ ‫كم َّ‬
‫يب يح ى‬
‫ً ً‬
‫َّك ال تىدرم أىتيص ي‬
‫كمك فإب ى‬
‫يح ى‬
‫كمسلم ُب "صحيحو"‪ ،2‬بل قالوا‪ :‬اجتهدان‪ ،‬فمن شاء قىبًلىو كمن شاء ٓب يقبلو‪ ،‬كٓب ييلزـ أح هد‬
‫األمةى‪ ،‬كقاؿ أبو حنيفة ىذا رأيي‪ ،‬فمن جاء ٓت وَت منو قبلتو‪ ،‬كلو كاف حكم هللا ‪١‬تا‬ ‫منهم بقولو ٌ‬
‫شيد ‪١‬تا استشاره ُب ‪ٛ‬تل‬ ‫الر ى‬
‫مالك ٌ‬
‫منع ه‬
‫خالفو أبو يوسف كدمحم مثبلن فيو‪ ،‬كال الشافعي مالكان‪ ،‬ك ى‬
‫النٌاس على ما ُب ا‪١‬توطٌأ"‪.3‬‬

‫كما أقطع ما كرد عنو ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪١ -‬تا بزؿ قوليوي تعأب‪ :‬ﭽﭺ ﭻ ﭼ ﭽ‬
‫الشبو ُب ىذا ا‪١‬تقاـ و و‬
‫كتاب كسنٌةه‪ ،‬كىو‬
‫بدليل كاحد ىو ه‬ ‫ﭾﭼ[األبعاـ‪ ]153 :‬اآلية‪ٞ ،‬تميع ٌ‬
‫ط ٯتينان‬
‫ط خطوطان عن جابب ا‪٠‬ت ٌ‬
‫ط عند بزك‪٢‬تا ُب األرض خطٌان مستقيمان‪ ،‬كخ ٌ‬
‫أبٌو ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬خ ٌ‬
‫ط اتليان ﭽﭾﭿ ﮀ ﮁ ﮂﭼ [ألبعاـ‪ ]153 :‬اآلية‪،‬‬
‫كمشاالن ٍبٌ كضع أصبعو على ا‪٠‬ت ٌ‬
‫ط كيساره ﭽ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆﭼ[األبعاـ‪ ،]153 :‬كأشار‬
‫كأشار إٔب ا‪٠‬تطوط عن ٯتُت ا‪٠‬ت ٌ‬
‫ط ا‪١‬تستقيم‪.4‬‬
‫إٔب ا‪٠‬ت ٌ‬

‫‪ -1‬أخرجو اإلماـ أ‪ٛ‬تد ُب ا‪١‬تسند‪ :‬مسند برَدة األسلمي‪ ،‬ج‪ ،38 :‬ص‪ .136 :‬رقم‪.23030 :‬‬
‫‪ -2‬كتاب‪ :‬ا‪ٞ‬تهاد كالسَت‪ ،‬ابب‪ :‬أتمَت اإلماـ األمراء على البعوث‪ ،‬ككصيتو إايىم آبداب الغزك كغَتىا‪ ،‬ج‪ ،3 :‬ص‪:‬‬
‫‪ .1357‬رقم‪ 1731 :‬من حديث بريدة ‪-‬هنع هللا يضر‪.-‬‬
‫‪ -3‬ابن قيم ا‪ٞ‬توزية (ت‪751 :‬ىػ)‪ ،‬الركح‪ ،‬ص‪.267 :‬‬
‫‪ -4‬يشَت إٔب ا‪ٟ‬تديث الذم ُب ابن ماجو‪ :‬افتتاح كتاب‪ُ :‬ب اإلٯتاف كفضائل الصحابة كالعلم‪ ،‬ابب‪ :‬اتٌباع سنٌة رسوؿ‬
‫هللا ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ ،-‬ج‪ ،1 :‬ص‪ .6 :‬رقم‪ .11 :‬كركاه أ‪ٛ‬تد‪ُ :‬ب ا‪١‬تسند‪ :‬ج‪ ،23 :‬ص‪ .417 :‬رقم‪ .15277 :‬عن جابر بن‬
‫اَّللً"‪ ،‬كخطٌُت عن ىٯتًينً ًو‪،‬‬‫يل َّ‬‫ً‬ ‫َّ ًّ‬
‫َّ ي ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬فى ىخط خطا ىكذا أ ىىم ىاموي‪ ،‬فقاؿ‪":‬ىذا ىسب ي‬ ‫ً‬
‫وسا عند الن ٌ‬ ‫عبد هللا‪ ،‬قاؿ‪ :‬كنٌا يجلي ن‬
‫ىف ى ىذا ًصر ً‬
‫اطي‬ ‫ى‬ ‫ط األكسط‪ ،‬يٍبَّ تبل ىذه اآلية‪ ":‬ىكأ َّ ى‬ ‫الشيطاف"‪ ،‬يٍبَّ كضع يده ُب ا‪٠‬ت ٌ‬ ‫سبيل ٌ‬ ‫كخطٌُت عن مشالو‪ ،‬قاؿ‪":‬ىذه ي‬
‫َّبعوه‪ ،‬ىكىال تىػتَّب يعوا السبيل‪ ،‬فىػتىػ ىفَّر ىؽ بً يكم ىعن ىسبًيلً ًو ذىلً يكم‪ ،‬ىك َّ‬
‫صا يكم بًًو لى ىعلَّ يكم تىػتَّػ يقو ىف"[األبعاـ‪ .]153 :‬ىذا لفظ‬ ‫يما فات ي‬
‫ً‬
‫يم ٍستىق ن‬
‫أ‪ٛ‬تد‪.‬‬

‫‪210‬‬
‫كُب معناه ما ذكره الشيخ األكرب ُب "الفتوحات"‪ 1‬قاؿ‪":‬أخرب٘ب ٔتدينة ىسبلى‪- 2‬مدينة‬
‫الصا‪ٟ‬تُت‬
‫رجل من ٌ‬‫اب‪١‬تغرب على شاطئ البحر يقاؿ ‪٢‬تا‪ :‬منقطع الًتاب‪ ،‬لي كراءىا أرض‪ -‬ه‬
‫ور‪ ،‬سهلةن‪ ،‬كرأيت‬ ‫‪٤‬تج نة بيضاءى‪ ،‬مستويةن عليها ب ه‬ ‫عامة النٌاس‪ ،‬قاؿ‪ :‬رأيت ُب النٌوـ ٌ‬‫األكابر من ٌ‬
‫شوؾ‪ ،‬ال تيسلك لً ً‬
‫ضيقها كتوع ًر‬ ‫خنادؽ كشعاابن كأكديةن‪ ،‬كلٌها ه‬ ‫ى‬ ‫عن ٯتُت تلك احمل ٌجة كمشا‪٢‬تا‬
‫ً‬
‫أيت ‪ٚ‬تيع النٌاس ٮتبطوف فيها ىخٍبط عشواءى‪،‬‬ ‫مسالكها‪ ،‬ككثرةً شوكها‪ ،‬كالظٌلمة اليت فيها‪ ،‬كر ي‬
‫قليل معو يسَتي كينظر‬
‫كبفر ه‬‫رسوؿ هللا ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ ،-‬ه‬
‫احملجة ي‬
‫السهلة‪ ،‬كعلى ٌ‬ ‫كيًتكوف احمل ٌجة البيضاء ٌ‬
‫متأخهر عنها‪ ،‬لكنٌو عليها‪ ،‬الشيخ أبو إسحاؽ إبراىيم بن‬ ‫إٔب ىمن خلفو‪ ،‬كإذا ُب ا‪ٞ‬تماعة ٌ‬
‫اجتمعت اببنو‪ ،‬فكاف يفهم عن النٌ ي‬ ‫ي‬ ‫قيرقيوؿ‪ 3‬احمل ٌدث‪ ،‬كاف سيٌدان فاضبلن ُب ا‪ٟ‬تديث‪،‬‬
‫اند ُب النٌاس يرجعوف إٔب الطريق‪ ،‬فكاف ابن قيرقيور يرفع صوتو كيقوؿ ُب‬ ‫‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬أبٌو يقوؿ لو‪ً :‬‬
‫ىلموا‪ ،‬قاؿ‪ :‬فبل ‪٬‬تيبو أح هد‪ ،‬كال يرجع‬
‫ىلموا إٔب الطريق‪ٌ ،‬‬
‫مستدع‪ٌ :‬‬
‫و‬ ‫داع‪ ،‬كال من‬
‫بدائو‪ ،‬كال من و‬
‫إٔب الطريق أح هد"‪.4‬اىػ‪.‬‬

‫‪ -1‬الفتوحات املُية يف معرفة أسرار املالُية كامللُية‪ :‬للشيخ ‪٤‬تي الدين دمحم بن علي ا‪١‬تعركؼ اببن عريب‪ ،‬الطٌائي‬
‫الشعرا٘ب ك‪ٝ‬تٌاه "لواقح‬
‫ا‪١‬تالكي(ت‪638 :‬ق)‪ ،‬من أعظم كتبو كآخرىا أتليفان‪ ،‬كقد اختصرىا الشيخ عبد الوىاب بن أ‪ٛ‬تد ٌ‬
‫األبوار القدسية ا‪١‬تنتقاة من الفتوحات ا‪١‬تكية"‪ .‬ينظر‪ :‬حاجي خليفة‪ ،‬كشف الظنوف‪ ( ،‬د ت ط )‪ ،‬مط‪ :‬دار إحياء‬
‫الًتاث العريب‪ ،‬بَتكت‪ ،‬لبناف‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪.1238 :‬‬
‫معمور ٌإال مدينة‬
‫ه‬ ‫‪ -2‬قاؿ ايقوت ا‪ٟ‬تموم‪":‬سال‪ :‬بلفظ الفعل ا‪١‬تاضي من ىس ىبل يى ٍسليو‪ :‬مدينة أبقصى ا‪١‬تغرب لي بعدىا‬
‫الشماؿ كذات ا‪ٞ‬تنوب كىو البحر احمليط"‪ .‬ينظر‪ :‬ايقوت ا‪ٟ‬تموم‪،‬‬
‫صغَتة يقاؿ ‪٢‬تا غربيطوؼ ٍبٌ أيخذ البحر ذات ٌ‬
‫معجم البلداف‪ ،‬ج‪ ،3 :‬ص‪.231:‬‬
‫كثَت ىمن ترجم لو؛ كابن قرقوؿ‪ :‬أبو إسحاؽ إبراىيم بن‬ ‫‪ -3‬كرد يف مجيع النسخ‪ :‬قيرقيور ‪ٌ -‬‬
‫ابلراء‪ -‬كما أيثبت ذكره ه‬
‫يوسف بن إبراىيم بن عبد هللا بن ابدي ابن القائد ا‪ٟ‬تمزم‪ ،‬الوىرا٘ب‪ ،‬ا‪١‬تعركؼ‪ :‬اببن قرقوؿ‪ ،‬من قرية ‪ٛ‬تزة‪ ،‬من عمل‬
‫رحاالن ُب العلم‪ ،‬فقيهان‪ ،‬بظاران‪ ،‬أديبان‪٨ ،‬تواين‪ ،‬عارفان اب‪ٟ‬تديث كرجالو‪،‬‬
‫ّتاية‪ .‬مولده‪ :‬اب‪١‬ترية؛ إحدل مدائن األبدل ‪ .‬ككاف ٌ‬
‫بديع الكتابة‪ .‬ككاف من أكعية العلم‪ ،‬ابتقل من مالقة إٔب سبتة‪ٍ ،‬ب إٔب ىسبلى‪ٍ ،‬بٌ إٔب فاس‪ ،‬كتص ٌدر لئلفادة‪ .‬لو‪ :‬كتاب‬ ‫ى‬
‫ا‪١‬تطالع على الصحيح غزير الفوائد‪ .‬توُب ابن قيرقيوؿ سنة‪569 :‬ق‪ .‬ينظر‪ :‬الذى ي‪ ،‬سَت أعالـ النبالء‪ ،‬ج‪ ،20:‬ص‪:‬‬
‫‪ .520‬مصطفى بن عبد هللا حاجي خليفة‪ ،‬سلم الوصوؿ إىل طبقات الفحوؿ‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪ ،66 :‬برقم‪.134 :‬‬
‫‪ -4‬ينظر‪٤ :‬تيي ال ٌدين بن العريب‪ ،‬الفتوحات املُية‪ ،‬ج‪ ،5 :‬ص‪.101 :‬‬

‫‪211‬‬
‫عقلي و‬
‫سديد‪،‬‬ ‫رد شبو أىل التقليد كإلزامهم ٔتا لي عنو ‪٤‬تي هد من وٌ‬
‫كقد أكثر احمل ٌققوف من ٌ‬
‫يضر بعده إالٌ عني هد‪ ،‬كأكقفوىم موقف ا‪١‬تناظرة ٔتا فيو ذكر ﭽﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ‬
‫كبقلي ال ٌ‬
‫و‬ ‫ٌ‬
‫‪ٚ‬تيع شب ًه ًهم اليت ىي أىٍكىىى‬
‫بع ى‬ ‫ﭫﭼ [ؽ‪ ،]37 :‬كما أش ٌد عليهم صاحب "اإليقاظ" فإبٌو تتٌ ى‬
‫كوت‪ ،‬كزادىم تىػٍبكيتان بذك ًر كجوهو أكسدت‬ ‫الس ي‬
‫و‬
‫من بيت العنكبوت أبجوبة لي ‪٢‬تم معها ٌإال ٌ‬
‫جوه كثَتةو ج ٌدان‪ ،‬ما أجدرىا اب‪١‬تراجعة كما أجدل‪.‬‬ ‫من يم ٍز ىجاة بضاعتهم ما راموا أف يػيىرًٌك ي‬
‫كبصو ْتركفو‪ 1‬يقاؿ ‪١‬تن حكم ابلتقليد‪ :‬ىل‬ ‫ً‬
‫فىم ٍن أحسن ما ُب ا‪١‬تقاـ قوؿ ا‪١‬تز٘ب اإلماـ‪ٌ ،‬‬
‫ا‪ٟ‬تجة أكجبت ذلك عنده‬
‫حكمت بو؟ فإف قاؿ‪ :‬بعم‪ .‬أبطل التقليد؛ أل ٌف ٌ‬ ‫ى‬ ‫حج وة فيما‬
‫لٌك من ٌ‬
‫ً‬
‫الفركج‪،‬‬
‫ى‬ ‫أْتت‬ ‫حجة‪ ،‬قيل لو‪ :‬فىل ىم أى ًر ى‬
‫قت ال ٌدماءى‪ ،‬ك ى‬ ‫ال التقليد‪ ،‬كإف قاؿ‪ :‬حكمت فيو بغَت ٌ‬
‫كجل‪ :‬ﭽﯠ ﯡ ﯢ ﯣ‬
‫عز ٌ‬ ‫ْتجة‪ ،‬قاؿ هللا ٌ‬
‫أتلفت األمو ىاؿ‪ ،‬كقد حرـ هللا ذلك إالٌ ٌ‬
‫ك ى‬
‫دت كبَتان‬ ‫ا‪ٟ‬تجة؛ أل٘ب قلٌ ي‬
‫أ٘ب قد أصبت كإف ٓب أعرؼ ٌ‬ ‫ﯤﯥﭼ [يوب ‪ ،]68 :‬فإف قاؿ‪ :‬أان أعلم ٌ‬
‫علي‪ ،‬قيل لو‪ :‬إذا جاز لك تقليد معلٌمك؛ ألبٌو ال‬ ‫من العلماء‪ ،‬كىو ال يقوؿ إالٌ و‬
‫ت ٌ‬ ‫ْتجة ىخفيى ٍ‬
‫ٌ‬
‫ْتجة خفيت على‬ ‫ْتجة خفيت عليك‪ ،‬فتقليد معلٌم معلٌمك أكٔب؛ ألبٌو ال يقوؿ إالٌ ٌ‬ ‫يقوؿ إالٌ ٌ‬
‫ْتجة خفيت عليك‪ ،‬فإف قاؿ‪ :‬بعم‪ ،‬تىػىرىؾ تقليد معلٌمو إٔب‬ ‫معلٌمك‪ ،‬كما ٓب يقل معلٌمك إالٌ ٌ‬
‫ينتهي األمر إٔب أصحاب رسوؿ هللا‬ ‫ى‬ ‫حىت‬
‫تقليد معلٌم معلٌمو‪ ،‬ككذلك من ىو أعلى ٌ‬
‫أقل علمان‬
‫ض قولو‪ ،‬كقيل لو‪ :‬كيف ‪٬‬توز تقليد من ىو أصغر منو‪ ،‬ك ٌ‬ ‫‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ ،-‬كإف أىب ذلك بىػ ىق ى‬
‫كال ‪٬‬توز تقليد من ىو أكرب منو كأكثر علمان‪ ،‬كىذا تناقض‪ ،‬فإف قاؿ‪ :‬أل ٌف معلمي ‪-‬كإف كاف‬
‫أصغر‪ -‬قد ‪ٚ‬تع علم ىمن فوقو إٔب علمو فهو أبصر ٔتا أخذ‪ ،‬كأعلم ٔتا ترؾ‪ ،‬قيل لو‪ :‬ككذلك من‬
‫تعلٌم من معلٌمك‪ ،‬فقد ‪ٚ‬تع ًعلم معلٌمك ً‬
‫كع ىلم ىمن فوقو إٔب علمو‪ ،‬فيلزمك تقليده كترؾ تقليد‬ ‫ى‬
‫معلٌمك‪ ،‬ككذلك أبت أكٔب أف تقلٌد بفسك من معلٌمك؛ ألبٌك ‪ٚ‬تعت علم معلٌمك كعلم ىمن‬
‫فوقو إٔب ًعلمك‪ ،‬فإف قاؿ‪ :‬بعم‪ ،‬جعل قولو األصغر كمن ٭ت ٌدث من صغار العلماء أكٔب‬

‫النص ْتركفو بل فيو تغيَته‪ .‬ينظر‪ :‬ابن عبد الرب‪ ،‬جامع بياف العلم كفضلو‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪.994 :‬‬
‫ٌ‬ ‫‪ -1‬لي‬

‫‪212‬‬
‫ابع‬
‫تقليد التٌابع‪ ،‬كالتٌ ي‬
‫ابلتقليد من أصحاب رسوؿ هللا ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ ،-‬ككذلك الصاحب عنده يىػ ٍلىزمو ي‬
‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬
‫قياس قولو‪ ،‬كاألعلى األدٗب أبدان‪ ،‬فكفى بقوؿ يؤكؿ إٔب ىذا قبحان كفسادان " ‪.‬‬ ‫ىمن دكبو ُب ً‬
‫قلت بو‬
‫كمنو قوؿ اإلماـ ا‪ٟ‬تافظ أبو عمر بن عبد الرب‪":‬يقاؿ ‪١‬تن قاؿ ابلتقليد‪ٓ :‬ب ى‬
‫كجل ال ًع ىلم‬
‫عز ٌ‬ ‫كتاب هللا ٌ‬
‫دت؛ أل ٌف ى‬ ‫فإّنم ٓب ييقلٌدكا ؟ فإف قاؿ‪ :‬قلٌ ي‬ ‫لف ُب ذلك ٌ‬ ‫الس ى‬
‫كخالفت ٌ‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫دت ىمن ىو‬ ‫ٕب بتأكيلو‪ ،‬كسنٌةى رسوؿ هللا ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ٓ -‬ب أي ٍحصها‪ ،‬كالذم قلٌدتيو قد ىعل ىم ذلك‪ ،‬فقلٌ ي‬
‫شيء [من أتكيل الكتاب أك حكاية سنٌ وة عن‬ ‫أعلم مٍت‪ ،‬قيل لو‪ :‬إ ٌف العلماء إذا اجتمعوا على و‬
‫ٌ‬
‫و ‪3‬‬ ‫رسوؿ ًَّ‬
‫الشك فيو‪ ،‬كلكن قد اختلفوا‬ ‫ٌ‬ ‫ا‪ٟ‬تق‬
‫اَّلل ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬أك اجتمع رأيهم على شيء] فهو ٌ‬
‫لعل الذم‬‫الكل عآب‪ ،‬ك ٌ‬‫دت فيو بعضهم دكف بعض‪ ،‬فما يح ٌجتك ُب ٗتصيص مقلٌدؾ ك ٌ‬ ‫فيما قلٌ ى‬
‫علمت‬ ‫علمي أبٌو ا‪١‬تصيب‪ ،‬قيل لو‪:‬‬ ‫رغبت عن قولو أعلم من الذم قلٌدت‪ ،‬فإف قاؿ‪ :‬قلٌدتيو لً ً‬
‫ى‬ ‫ى‬
‫لب ٔتا‬
‫إ‪ٚ‬تاع؟ فإف قاؿ‪ :‬بعم‪ .‬فقد أبطل التٌقليد‪ ،‬كطيو ى‬ ‫كتاب أك سنٌ وة أك و‬ ‫بدليل من و‬ ‫إصابتىو و‬
‫كل ىمن ىو أعلم منك‪،‬‬ ‫مٍت‪ ،‬قيل لو‪ :‬فقلٌ ٍد َّ‬ ‫أعلم ٌ‬
‫ٌادعاه من ال ٌدليل‪ ،‬كإف قاؿ‪ :‬قلدتيو؛ ألبٌو ي‬
‫ٗتص من قلٌدتو؛ إذ ًعلٌتيك فيو أعلميتيو منك‪ ،‬كإف قاؿ‪:‬‬ ‫فإبٌك ٕتد من ذلك ىخ ٍلقان كثَتان‪ ،‬كال ٌ‬
‫الصحابة‪ ،‬ككفى بقوؿ مثل ىذا قبحان‪ ،‬كإف قاؿ‪:‬‬ ‫ألبٌو أعلم النٌاس‪ ،‬قيل لو‪ :‬فهو إذف أعلم من ٌ‬
‫كت قولىو‬
‫لعل من تر ى‬ ‫حجتك ُب ترؾ من ٓب تقلٌد منهم ؟ ك َّ‬ ‫الصحابة‪ ،‬قيل لو‪ :‬فما ٌ‬ ‫إٌ‪٪‬تا أقلٌد بعض ٌ‬
‫لفضل قائلً ًو‪ ،‬بل بداللة ال ٌدليل عليو‪.‬‬
‫يصح ً‬ ‫أخذت بقولو على أ ٌف القوؿ ال ٌ‬ ‫ى‬ ‫أفضل ‪٦‬تن‬
‫منهم ي‬
‫فضل يػيتٌػبىع عليو‪ ،‬يقوؿ هللا‪:‬‬
‫رجل قوالن كإف كاف لو ه‬ ‫كقد قاؿ مالك‪ :‬لي كل ىما قاؿ ه‬
‫ص ًرم كقلٌةي ‪٫‬تٌيت كعلمي‬ ‫ً‬
‫ﭽﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭﭼ[الزمر‪ ،]18 :‬فإف قاؿ‪ :‬ق ى‬
‫ٖتملٍت على التٌقليد‪ ،‬قيل لو‪ٌ :‬أما ىمن قلٌد ُب انز ولة معيٌ ونة تنزؿ بو من أحكاـ شرعية عا‪١‬تان يػيتٌػ ىفق‬

‫‪ُ -1‬ب س‪ :‬على األدٗب‪ .‬كما أثبت كرد ُب "جامع بياف العلم" البن عبد الرب‪.‬‬
‫‪ -2‬ينظر‪ :‬ابن عبد الرب‪ ،‬جامع بياف العلم كفضلو‪ ،‬ابب‪ :‬فساد التقليد كبفيو‪ ،‬كالفرؽ بُت التقليد كاالتٌباع‪ ،‬ج‪،2 :‬‬
‫ص‪ .992 :‬ا‪٠‬تطيب البغدادم (ت‪463 :‬ىػ)‪ ،‬الفقيو كاملتفقو‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪ .137 :‬ابن القيم (ت‪751 :‬ق)‪،‬‬
‫أعالـ املوقعُت‪ ،‬ج‪ ،3 :‬ص‪.663 :‬‬
‫‪ -3‬ىذه العبارة ٓب ترد ُب ‪ٚ‬تيع النسخ‪ ،‬كأثبت من كتاب‪":‬جامع بياف العلم كفضلو"‪ .‬ينظر‪ :‬ابن عبد الرب‪ ،‬جامع بياف‬
‫العلم كفضلو‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪.994 :‬‬

‫‪213‬‬
‫فمعذكر؛ ألبٌو قد أتى ما عليو‪ ،‬ك ٌأدل ما لزمو فيما‬ ‫عما ٮتربه بو‬ ‫لو على علمو في ً‬
‫ه‬ ‫صدر ُب ذلك ٌ‬ ‫يٍ‬
‫بزؿ بو ‪ٞ‬تهلو‪ ،‬كالب ٌد لو من تقليد عاوٓب فيما ىج ًهل؛ ًالجتماع ا‪١‬تسلمُت على أ ٌف ا‪١‬تكفوؼ يقلٌد‬
‫بلة؛ لعدـ قدرتو على أكثر من ذلك‪ ،‬كلكن من كابت ىذه حالو ىل ‪٬‬توز‬ ‫من يثًق ٓتربه ُب ً‬
‫الق ً‬
‫ىي‬
‫الرقاب‪،‬‬‫لو الفتول ُب شرائع دين هللا‪ ،‬فيحمل غَته على إابحة الفركج كإراقة ال ٌدماء كاسًتقاؽ ٌ‬
‫و‬
‫قر‬
‫ليل عليو‪ ،‬كىو يم ٌّ‬ ‫كتصي ًَت األمبلؾ إٔب غَت من ىي بيده بًقوؿ ال يعرؼ ٌ‬
‫صحتو كال قاـ لو ال ٌد ي‬
‫ا‪١‬تصيب‪ ،‬فإف أجاز الفتول ‪١‬تن جهل‬ ‫ى‬ ‫أ ٌف قائلو ٮتطئ كيصيب‪ ،‬كأ ٌف ‪٥‬تالفو ُب ذلك رٔتا كاف‬
‫كردا للقرآف ﭽﯯ ﯰ‬
‫للعامة‪ ،‬ككفى هبذا ىج ٍهبلن ًّ‬
‫األصل كا‪١‬تعٌت ‪ٟ‬تفظو الفركع لزمو أف ‪٬‬تيزىا ٌ‬
‫ﭽﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫﭼ[يوب ‪،]68:‬‬ ‫ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵﭼ[اإلسراء‪ ،]36 :‬كقاؿ‪:‬‬
‫كقد أ‪ٚ‬تع العلماء أ ٌف ما ٓب يػيتى ٌبُت كيي ٍستىيقن فلي بعًٍل وم‪ ،‬كإٌ‪٪‬تا ىو ٌّ‬
‫ظن‪ ،‬كالظٌ ٌن ال ييغٌت من ًٌ‬
‫ا‪ٟ‬تق‬
‫يث"‪ 2‬ا‪ٟ‬تديث‪.‬ابتهي‪.‬‬ ‫شيئان"‪ ،1‬كُب ا‪ٟ‬تديث‪":‬إً َّاي يكم كالظَّ َّن فىًإ َّف الظَّ َّن أى ٍك ىذب ا‪ٟ‬ت ًد ً‬
‫ي ى‬ ‫ٍى‬
‫كقاؿ‪ٍ :3‬بٌ من عجيب أمرىم مع زعم النٌسبة إٔب العلم ا‪ٞ‬تمود مع رأم مقلٌدىم ا‪١‬تخالف‬
‫السلف أقواؿ أكابر الصحابة عند بلوغ ا‪ٟ‬تديث؛ كًتؾ خبلؼ عمر‬ ‫للحديث‪ ،‬مع شهرة ترؾ ٌ‬
‫احمل ًرًـ‬ ‫‪5‬‬
‫عمار ‪ ،‬كُب استدامة ٍ‬
‫ٌ‬ ‫‪ٟ‬تديث‬ ‫ا‪ٞ‬تنب‬ ‫م‬ ‫تيم‬
‫ٌ‬ ‫كُب‬ ‫‪،‬‬‫‪4‬‬
‫ُب ا‪١‬تبتوتة ‪ٟ‬تديث فاطمة بنت قي‬

‫‪ -1‬ينظر‪ :‬ابن عبد الرب‪ ،‬جامع بياف العلم كفضلو‪ ،‬ابب‪ :‬فساد التقليد كبفيو كالفرؽ بُت التقليد كاالتباع‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪:‬‬
‫‪.994‬‬
‫‪ -2‬أخرجو‪ :‬البخارم‪ :‬كتاب‪ :‬األدب‪ ،‬ابب‪":‬اي أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثَتان من الظٌ ٌن إ ٌف بعض الظٌ ٌن إٍب كال‬
‫ٕتسسوا"‪ ،‬ج‪ ،8 :‬ص‪ .19 :‬رقم‪ .6066 :‬كمسلم‪ :‬كتاب‪ :‬الرب كالصلة كاآلداب‪ ،‬ابب‪ٖ :‬تر‪ٙ‬ب الظن كالتجس‬ ‫ٌ‬
‫كالتناف كالتناجش ك‪٨‬توىا‪ ،‬ج‪ ،4 :‬ص‪ .1985 :‬رقم‪.2563 :‬‬
‫‪ -3‬عطف ابن السنوسي ىذا الكبلـ على قوؿ ابن عبد الرب‪ ،‬كٓب أجده ُب كبلمو‪ ،‬كقد ذكر ىذه العبارة بتمامها ابن‬
‫القيم‪ .‬ينظر‪ :‬ابن القيم‪ ،‬إعالـ املوقعُت‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪.50 :‬‬
‫‪ -4‬أخرجو مسلم‪ :‬كتاب‪ :‬طبلؽ‪ ،‬ابب‪ :‬ا‪١‬تطلقة ثبل ناث ال بفقة ‪٢‬تا‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪ .1114 :‬رقم‪1480 :‬‬
‫‪ -5‬أخرجو‪ :‬البخارم‪ ،‬كتاب‪ :‬التٌيمم‪ ،‬ابب‪ :‬التيمم ضربة‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪ .77 :‬رقم‪ .347 :‬كمسلم‪ :‬كتاب‪ :‬ا‪ٟ‬تيض‪،‬‬
‫ابب‪ :‬التيمم‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪ .280 :‬رقم‪.368 :‬‬

‫‪214‬‬
‫لصحة أحاديث الفسخ‪،3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬
‫يب قبل اإلحراـ ‪ٟ‬تديث عائشة ‪ ،‬كُب منع متعة ا‪١‬تفرد كالقارف ٌ‬
‫الطٌ ى‬
‫‪5‬‬
‫علي كعثماف كطلحة كأيب أيوب كأيب بن كعب‪ُ 4‬ب ترؾ الغسل من اإلكساؿ‬ ‫كترؾ قوؿ ٌ‬
‫‪1‬‬ ‫‪6‬‬
‫ا‪١‬تتوَب عنها ا‪ٟ‬تامل أبقصى األجلُت ‪ٟ‬تديث يسبىيعة‬
‫‪ٟ‬تديث عائشة ‪ ،‬كقوؿ ابن عباس ُب ع ٌدة ٌ‬

‫عمر ب ًن‬ ‫‪ -1‬ركاه البيهقي‪ٚ :‬تاع أبواب اإلحراـ كالتلبية‪ ،‬ابب‪ :‬الطيب لئلحراـ‪ ،‬ج‪ ،5 :‬ص‪ .54 :‬رقم‪ .8968 :‬عن ى‬
‫اج‪ ،‬فقاؿ عمر‪-‬هنع هللا يضر‪٦ً":-‬ت ٍَّن‬ ‫يب كىو بذم ا‪ٟ‬تيلٍيػ ىفة كىم يح َّج ه‬ ‫اب ‪-‬هنع هللا يضر‪ -‬أبٌو كجد من معاكيةى ب ًن ًأيب يسفياف ًريح ط و‬ ‫ا‪٠‬تىطَّ ً‬
‫يب؟‪ .‬قاؿ‪ :‬شيءه طىيَّػبى ًتٍت أيـ حبيبة‪ .‬فقاؿ عمر ‪-‬هنع هللا يضر‪":-‬لى ىعمرم أيقٍ ًس يم ًابهللً لىتىػ ٍرًج ىع َّن إليها ىح َّىت تػى ٍغ ًسلىوي‪ ،‬فىػ ىو‬ ‫ًريح ىى ىذا ال ًطٌ ً‬
‫ي‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫يح الطٌيب"‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ٕب من أف أىج ىد منوي ر ى‬ ‫ىحب إ َّ‬ ‫يح ال ىقطىراف أ ى‬ ‫احملرـ ر ى‬ ‫هللا ىألى ىف أىج ىد م ىن ٍ‬
‫قاؿ البيهقي‪":‬ك٭تتمل أبٌو ٓب يبلغو حديث عائشة ‪-‬اهنع هللا يضر‪ ،-‬كلو بلغو لرجع عنو‪ ،‬ك٭تتمل أبٌو كاف يكره ذلك كيبل يغًتَّ بو‬
‫للم ٍح ًرـ"‪.‬‬
‫فيتوىم أ ٌف ابتداء الطٌيب ‪٬‬توز ي‬ ‫ا‪ٞ‬تاىل ٌ‬
‫‪ - 2‬ركاه مالك‪ :‬كتاب‪ :‬ا‪ٟ‬تج‪ ،‬ابب‪ :‬ما جاء ُب الطيب ُب ا‪ٟ‬تج‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪ .328 :‬البخارم‪ :‬كتاب‪ :‬الغسل‪،‬‬
‫ابب‪ :‬من تطيٌب ٍبٌ اغتسل كبقي أثر الطيب‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪ .62 :‬رقم‪ .270 :‬مسلم‪ :‬كتاب‪ :‬ا‪ٟ‬تج‪ ،‬ابب‪ :‬الطيب‬
‫وؿ‬
‫ب ىر يس ى‬ ‫َّ ي ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪َّ -‬أّنا قالت‪ :‬يكٍن ي ً‬ ‫ً‬
‫ت أيطىيٌ ي‬ ‫للمحرـ عند اإلحراـ‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪ .846 :‬رقم‪ .1189 :‬عن عائشة زكج الن ًٌ‬
‫وؼ ًابلٍبػي ً‬ ‫ًًً ً‬ ‫ًً‬ ‫ًَّ‬
‫ت‪ .‬لفظ مالك‪.‬‬ ‫اَّلل ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ًً -‬إل ٍحىرامو قىػٍب ىل أى ٍف يٍ٭ت ًرىـ‪ ،‬ىك‪ٟ‬تلٌو قىػٍب ىل أى ٍف يىطي ى ى ٍ‬
‫‪ - 3‬متفق عليها‪ :‬كقد كردت ُب ع ٌدة أحاديث؛ منها ما ركاه البخارم‪ :‬كتاب‪ :‬تفسَت القرآف‪ ،‬ابب‪ :‬فمن ٘تتٌع ابلعمرة‬
‫ت آيةي ا‪١‬تتع ًة ًُب كًتى ً‬ ‫صٍ و‬
‫اب‬ ‫ُت ‪-‬رضى هللا عنهما‪ -‬قاؿ‪ :‬أيبٍ ًزلى ٍ ى ى‬ ‫ا‪ٟ‬تج‪ ،‬ج‪ ،6 :‬ص‪ .27 :‬رقم‪ .4518 :‬عن عمراف ب ًن يح ى‬ ‫إٔب ٌ‬
‫اَّللً ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬كٓب ينزؿ قيػ ٍرآ هف ي٭تىًٌريموي‪ ،‬كٓب يٍنوى عنها ىح َّىت مات‪ .‬قاؿ رج هل بًىرأيًًو ما شاء‪ .‬كُب لفظ عند‬ ‫وؿ َّ‬ ‫اَّللً فىػ ىفع ٍلنىاىا مع رس ً‬
‫ىي‬ ‫َّ ى ى‬
‫رجل بًىرأٍيًًو ما شاء يعٍت يع ىمىر‪.‬‬ ‫مسلم‪ :‬كتاب‪ :‬ا‪ٟ‬تج‪ ،‬ابب‪ :‬جواز التمتع‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪ .898 :‬رقم‪ٍ .1226 :‬ار ىأتىل ه‬
‫‪ - 4‬أخرجو‪ :‬البخارم‪ :‬كتاب‪ :‬الغسل‪ ،‬ابب‪ :‬غسل ما يصيب من فرج ا‪١‬ترأة‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪ .66 :‬رقم‪ .292 :‬كمسلم‪:‬‬
‫ًو‬
‫بن‬
‫ٍت‪ ،‬أخبىػىرهي أىبَّوي سأؿ يعثٍ ىما ىف ى‬ ‫كتاب‪ :‬ا‪ٟ‬تيض‪ ،‬ابب‪ :‬إ‪٪‬تا ا‪١‬تاء من ا‪١‬تاء‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪ ،270 :‬عن زيد بن ىخالد ا‪ٞ‬تيىه ً َّ‬
‫لصبلىةً ىكيػى ٍغ ًس يل ذى ىكىرهي"‪ .‬قاؿ عيثٍ ىما يف‪:‬‬ ‫ضأي لً َّ‬
‫ضأي كما يتو َّ‬ ‫ت إًذىا ىج ىام ىع َّ‬
‫الر يج يل ٍامىرأىتىوي فلم ٯتيٍ ًن؟ قاؿ عثماف‪":‬يػىتىػ ىو َّ‬ ‫ىعفَّا ىف فقاؿ‪ :‬أ ىىرأىيٍ ى‬
‫ييب ب ىن‬ ‫اَّللً‪ ،‬ىكأ ىَّ‬
‫الع َّو ًاـ‪ ،‬كطىٍل ىحةى ب ىن عيبىػٍي ًد َّ‬
‫بن ى‬ ‫ًو‬
‫بن أيب طىالب‪ ،‬كالزبػىٍيػىر ى‬
‫ً‬
‫ت عن ذلك ىعل َّي ى‬
‫وؿ ًَّ‬
‫اَّلل ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬فى ىسأىلٍ ي‬
‫ىً‪ٝ‬تعتيو من رس ً‬
‫ٍ ي ىي‬
‫ً‬
‫ك‪ .‬لفظ البخارم‪.‬‬ ‫اَّلل عنهم‪ -‬فىأ ىىميركهي بً ىذل ى‬ ‫ب ‪-‬رضي َّ‬ ‫ىك ٍع و‬
‫‪ - 5‬قاؿ ابن قتيبة‪":‬اإلكساؿ‪ :‬ىو أف ‪٬‬تامع الرجل ٍبٌ يدركو فتور فبل ينزؿ‪ .‬يقاؿ‪ :‬أكسل الرجل يكسل إكساالن إذا‬
‫أصابو ذلك"‪ .‬كذكر ابن األثَت ىذا ا‪١‬تعٌت كقاؿ‪":‬كمعناه صار ذا كسل"‪ .‬ينظر‪ :‬ابن قتيبة الدينورم (ت‪276 :‬ىػ)‪،‬‬
‫غرَب الدَث‪ ،‬تح‪ :‬د‪ .‬عبد هللا ا‪ٞ‬تبورم‪ ،‬ط‪1397(1 :‬ق)‪ ،‬مط‪ :‬مطبعة العا٘ب‪ ،‬بغداد‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪ .165 :‬ابن‬
‫األثَت‪ ،‬النهاَة يف غرَب الدَث كاألثر‪ ،‬ج‪ ،4 :‬ص‪.174 :‬‬
‫‪ - 6‬أخرجو‪ :‬مسلم‪ :‬كتاب‪ :‬ا‪ٟ‬تيض‪ ،‬ابب‪ :‬بسخ "ا‪١‬تاء من ا‪١‬تاء" ككجوب الغسل ابلتقاء ا‪٠‬تتابُت‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪:‬‬
‫َّ ي ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬قالت‪ :‬إً َّف ىر يج نبل سأؿ رسوؿ هللاً ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬عن َّ‬
‫الر يج ًل ي‪٬‬تى ًام يع أ ٍىىلىوي يٍبَّ‬ ‫ً‬
‫‪ .272‬رقم‪ .350 :‬عن عائشة زكج الن ًٌ‬
‫ك‪ ،‬أ ىىان ىكىى ًذهً‪ ،‬يٍبَّ بػى ٍغتى ًس يل"‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫يك ً‬
‫ٍس يل ىل عليهما الغس يل ؟ كعائشةي ىجال ىسةه‪ .‬فقاؿ رسوؿ هللا ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪":-‬إًًٌ٘ب ىألىفٍػ ىع يل ذىل ى‬ ‫ي‬

‫‪215‬‬
‫يسبىيعة‬
‫األسلمية‪........................................................................،2‬‬

‫و‬
‫ٍت منسوخ؛ قاؿ صاحب "عوف ا‪١‬تعبود"‪":‬ك‪٦‬تا يؤيٌد النٌسخ أ ٌف بعض من ركل عن‬ ‫فحديث زيد بن خالد ا‪ٞ‬تيىه ً َّ‬
‫األكؿ؛ أخرج مالك ُب "ا‪١‬توطٌإ" عن ابن شهاب عن سعيد بن‬ ‫النٌ ي ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬الرخصة أفىت بوجوب الغسل كرجع عن ٌ‬
‫ا‪١‬تسيٌب أ ٌف عمر بن ا‪٠‬تطاب كعثماف بن عفاف كعائشة زكج النٌ ي ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬كابوا يقولوف إذا م ٌ ا‪٠‬تتا يف ا‪٠‬تتا ىف فقد‬
‫كجب الغسل‪ .‬قلت‪ :‬كثبت الرجوع عن علي كعبد هللا بن مسعود كأيب بن كعب كغَتىم أيضان‪ ،‬فا‪ٟ‬تق ما ذىب إليو‬
‫ا‪ٞ‬تمهور"‪ .‬ينظر‪ :‬دمحم أشرؼ بن أمَت بن علي بن حيدر‪ ،‬أبو عبد الر‪ٛ‬تن‪ ،‬شرؼ ا‪ٟ‬تق‪ ،‬الصديقي‪ ،‬العظيم آابدم‬
‫(ت‪1329:‬ىػ)‪ ،‬عوف املعبود شرح سنن أيب داكد‪( ،‬معو حاشية ابن القيم‪ :‬هتذيب سنن أيب داكد‪ ،‬كإيضاح عللو‬
‫كمشكبلتو)‪ ،‬ط‪1415 (2 :‬ق)‪ ،‬مط‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بَتكت‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪.153 :‬‬
‫‪ - 1‬أخرجو‪ :‬عبد الرزاؽ‪ُ :‬ب ا‪١‬تصنٌف‪ ،‬كتاب‪ :‬الطبلؽ‪ ،‬ابب‪ :‬ا‪١‬تطلقة ٯتوت عنها زكجها كىي ُب ع ٌدهتا أك ٘توت ُب‬
‫ابن عبٌاس يقوؿ‪":‬إً ٍف طىلَّ ىق ىها ىح ًام نبل‪،‬‬ ‫و‬
‫الع ٌدة‪ ،‬ج‪ ،6 :‬ص‪ .740 :‬رقم‪ .11712 :‬عن ابن يجىريٍ وج‪ ،‬عن عطاء قاؿ‪ :‬كاف ي‬
‫ً‬ ‫ىجلى ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ىجلى ً‬ ‫ً‬
‫ض ٍع ىن‬
‫ىجلي يه َّن أى ٍف يى ى‬
‫ت األى ٍ‪ٛ‬تىاؿ أ ى‬
‫يكال ي‬
‫ُت" قيل لو‪ ":‬ىكأ ى‬ ‫ات عنها ىكى ىي ىحام هل‪ ،‬فىآخير األ ى‬
‫ُت‪ ،‬أك ىم ى‬ ‫يٍبَّ تيػ ىوًٌُب ىعٍنػ ىها فىآخير األ ى‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ك ًُب الطَّىبلؽ»‪ .‬كا‪ٟ‬تديث‪ :‬صحيح‪ .‬ينظر‪ :‬زكراي بن غبلـ قادر الباكستا٘ب‪ ،‬ما ٌ‬
‫صح‬ ‫‪ٛ‬تىٍلى يه َّن" [الطبلؽ‪ ]4 :‬؟ قاؿ‪« :‬ذىل ى‬
‫من آاثر الصحابة يف الفقو‪ ،‬ط‪1421(1 :‬ىػ‪2000/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار ا‪٠‬تراز‪ ،‬ج ٌدة‪ ،‬ج‪ ،3 :‬ص‪.1059 :‬‬
‫ض ٍع ىن ‪ٛ‬تىٍلى يه َّن"‪ ،‬ج‪ ،7 :‬ص‪ .57 :‬عن‬ ‫ىجلي يه َّن أى ٍف يى ى‬ ‫يكالت ٍاأل ٍ ً‬
‫ى‪ٛ‬تىاؿ أ ى‬ ‫‪ - 2‬أخرجو‪ :‬البخارم‪ :‬كتاب‪ :‬الطبلؽ‪ ،‬ابب‪ ":‬ىكأ ى ي‬
‫استىأٍ ىذبػىٍتوي أى ٍف تىػٍن ًك ىح‪" ،‬فىأ ًىذ ىف‬ ‫ً‬ ‫ً ً‬ ‫ً‬
‫ا‪١‬تسور بن ‪٥‬ترمة‪ :‬أ ٌف سبيعة األسلمية بيفست بعد ىكفىاة ىزٍكج ىها بًلىيى واؿ‪ ،‬فى ىجاءىت النً َّ‬
‫َّ ي ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ ،-‬فى ٍ‬
‫ت"‪.‬‬‫ى‪٢‬تىا فىػنى ىك ىح ٍ‬

‫‪216‬‬
‫‪4‬‬
‫كقوؿ معاذ‪ 1‬كمعاكية‪ُ 2‬ب توريث ا‪١‬تسلم من الكافر للحديث ا‪١‬تابع‪ ،3‬كقوؿ ابن عباس‬
‫لصحة ا‪ٟ‬تديث ٓتبلفهما‪ ،2‬إٔب غَت ذلك‪.3‬‬
‫ٌ‬
‫‪1‬‬
‫ُب الصرؼ‪ ،5‬كقولو إبابحة ي‪ٟ‬توـ ا‪ٟ‬تي يم ًر‬

‫‪ - 1‬أخرجو‪ :‬ابن أيب شيبة‪ُ :‬ب ا‪١‬تصنَّف‪ ،‬كتاب‪ :‬الفرائض‪ ،‬ابب‪ :‬من كاف يورث ا‪١‬تسلم الكافر‪ ،‬ج‪ ،6 :‬ص‪.284 :‬‬
‫ىخاهي يم ٍسلً نما‪ ،‬فقاؿ‬ ‫ات ىكتىػىرىؾ أ ى‬ ‫م ىم ى‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ٕب قاؿ‪ :‬كاف معاذ ابليم ًن‪ ،‬فارتػى ىف يعوا إليو ُب يػى يهود وٌ‬ ‫ً ً‬
‫رقم‪ :31450 :‬عن أيب األسود الد ىؤ ًٌ‬
‫وؿ ًَّ‬ ‫ً‬
‫ص" فىػ ىوَّرثىوي‪ .‬قاؿ شعيب األبؤكط‪":‬إسناده ضعيف؛‬ ‫يد ىكىال يػىٍنػ يق ي‬ ‫اَّلل ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬يقوؿ‪":‬إً َّف ا ًإل ى‬
‫سبلـ يز ي‬ ‫ت رس ى‬ ‫معاذ‪ :‬إًًٌ٘ب ى‪ٝ‬ت ٍع ي‬
‫إلهباـ الرجل الذم حدث أاب األسود؛ كىو ظآب بن عمرك الدؤٕب"‪ .‬ينظر‪ :‬أبو داكد سليماف بن األشعث بن إسحاؽ‬
‫بن بشَت بن شداد بن عمرك األزدم ً ً‬
‫شعيب األربؤكط‪ ،‬ط‪:‬‬ ‫السج ٍستا٘ب (ت‪275 :‬ىػ)‪ ،‬سنن أيب داكد‪ ،‬تح‪ :‬ى‬ ‫ٌ‬
‫‪1430(1‬ىػ‪ 2009/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار الرسالة العا‪١‬تية‪ ،‬ج‪ ،4 :‬ص‪.538 :‬‬
‫‪ - 2‬أخرجو‪ :‬ابن أيب شيبة ُب ا‪١‬تصنف‪ :‬كتاب‪ :‬الفرائض‪ ،‬ابب‪ :‬من كاف يورث ا‪١‬تسلم الكافر‪ ،‬ج‪ ،6 :‬ص‪.284 :‬‬
‫ض واء‬ ‫ىح ىس ىن من قى ى‬
‫وؿ ًَّ‬
‫اَّلل ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ ،-‬أ ٍ‬
‫اب رس ً‬ ‫ض ًاء أ ٍ ً‬
‫ىص ىح ى ي‬ ‫ضاءن بػى ٍع ىد قى ى‬ ‫ت قى ى‬‫معق ول‪ ،‬قاؿ‪ :‬ما ىرأىيٍ ي‬
‫اَّلل ب ًن ً‬
‫ٍ‬ ‫رقم‪ :31451 :‬عن عبد َّ‬
‫اح فًينىا"‪ .‬فمعاكية‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫اح فيهم‪ ،‬ىكىال ى٭تل ى‪٢‬تييم النٌ ىك ي‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ضى بو يم ىعا ًكيىةي ُب أىل الكتاب قاؿ‪":‬بىًرثػي يه ٍم‪ ،‬ىكىال يىًرثيوبػىنىا ىك ىما ى٭تل لىنىا النٌ ىك ي‬
‫ً‬ ‫قى ًً‬
‫ى‬
‫كرث ا‪١‬تسلم من الكافر دكف العك ؛ قياسان على أبٌنا بنكح منهم كال ينكحوف منٌا‪.‬‬ ‫ابن أيب سفياف ٌ‬
‫‪ - 3‬أخرجو‪ :‬البخارم‪ :‬كتاب‪ :‬الفرائض‪ ،‬ابب‪ :‬ال يرث ا‪١‬تسلم الكافر كال الكافر ا‪١‬تسلم‪ ،‬ج‪ ،8 :‬ص‪ .156 :‬رقم‪:‬‬
‫اَّللي ىعٍنػ يه ىما‪:-‬‬‫يس ىامةى ب ًن ىزيٍ ود ‪ -‬ىر ًض ىي َّ‬ ‫‪ .6764‬كمسلم‪ :‬الكتاب‪ :‬الفرائض‪ ،‬ج‪ ،3 :‬ص‪ .1233 :‬رقم‪ .1614 :‬عن أ ى‬
‫ث ا‪١‬تسلً يم ال ىكافًىر‪ ،‬ىكالى ال ىكافًير ا‪١‬تسلً ىم"‪.‬‬ ‫َّ ي ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬قاؿ‪":‬الى يىًر ي‬
‫أ ٌف النً َّ‬
‫صهر‬ ‫بعد‪ -‬أبٌو ىح ٍ‬ ‫‪ - 4‬كاف ابن عباس يقوؿ ّتواز بيع ال ٌدرىم ابل ٌدر‪٫‬تُت‪ ،‬ألبٌو فهم أ ٌف ا‪ٟ‬تصر ُب ا‪ٟ‬تديث ‪-‬سيأٌب ٗتر‪٬‬تو ي‬
‫حقيقي‪ ،‬كغَته من الصحابة فهموا أ ٌف ا‪ٟ‬تصر إضاُبٌّ‪ ،‬كلكن ثبت أ ٌف ابن عبٌاس رجع عن ىذه الفتول إٔب القوؿ بتحر‪ٙ‬ب‬ ‫ٌّ‬
‫‪ٚ‬تيع أبواع الراب؛ الفضل كالنسيئة‪.‬‬
‫‪ - 5‬أخرجو‪ :‬البخارم‪ :‬كتاب‪ :‬البيوع‪ ،‬ابب‪ :‬بيع الدينار ابلدينار بى ىساءن‪ ،‬ج‪ ،3 :‬ص‪ .74 :‬رقم‪ .2178 :‬كمسلم‪:‬‬
‫أف أاب و‬
‫سعيد‬ ‫ابح‪َّ ،‬‬ ‫بن أيب ر و‬ ‫كتاب‪ :‬ا‪١‬تساقاة‪ ،‬ابب‪ :‬بيع الطعاـ مثبل ٔتثل‪ ،‬ج‪ ،3 :‬ص‪ .1217 :‬رقم‪ .1596 :‬عطاء ي‬
‫وؿ هللاً ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ ،-‬أـ ىشٍيػئنا ىك ىج ٍدتىوي ًُب‬ ‫ىشيئنا ىً‪ٝ‬تعتىو من رس ً‬
‫ي ىي‬ ‫الصرؼ‪ ،‬أ ى‬ ‫ك ُب َّ‬ ‫ت قىػ ٍولى ى‬‫اس‪ ،‬فقاؿ لو‪ :‬أ ىىرأىيٍ ى‬ ‫م‪ ،‬لقي ابن ىعبَّ و‬ ‫ا‪٠‬تد ًر َّ‬
‫اب هللاً فى ىبل أ ٍىعلى يموي‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ًً‬ ‫وؿ‪ .‬أ َّىما رس ي ً‬
‫وؿ هللا ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ ،-‬فىأىبٍػتي ٍم أ ٍىعلى يم بو‪ ،‬ىكأ َّىما كتى ي‬ ‫ىي‬ ‫اس‪ :‬ىك َّبل‪ ،‬ىال أىقي ي‬ ‫اب هللاً ىعَّز ىك ىج َّل؟ فقاؿ ابٍ ين ىعبَّ و‬ ‫كًتى ً‬
‫َّسيئى ًة"‪.‬‬‫الراب ًُب الن ً‬ ‫ً‬ ‫ىف رس ى ً‬ ‫و‬
‫وؿ هللا ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ ، -‬قاؿ‪":‬أىىال إَّ‪٪‬تىا ًٌى‬ ‫يس ىامةي بٍ ين ىزيد‪ ،‬أ َّ ى ي‬ ‫كلىكن ىح َّدثىًٍت أ ى‬
‫اان ًم ٍن‬ ‫اَّللي ىعٍنػ يه ىما‪ ،-‬ىال يػىىرل بًًو ىأبٍ نسا ىزىم ن‬ ‫اس ‪ -‬ىر ًض ىي َّ‬ ‫الصرؼ‪ ،‬فقاؿ‪ :‬كاف اب ين ىعبَّ و‬ ‫كركل ا‪ٟ‬تاكم أ ٌف‪ :‬سألت أ ىىاب ً ٍ‪٣‬تلى وز عن َّ‬
‫اس‬‫ابن ىعبَّ و‬ ‫و‬ ‫وؿ‪ :‬إًَّ‪٪‬تىا ً ً ً ً ً‬ ‫يع ٍم ًرهً‪ ،‬ىما ىكا ىف منوي ىعٍيػننا؛ يػى ٍع ًٍت يى ندا بًيى ود‪ ،‬فى ىكا ىف يػى يق ي‬
‫الرىاب ُب النَّسيئىة فىػلىقيىوي أبو سعيد ا‪٠‬تدرم فقاؿ لو‪ :‬اي ى‬ ‫ٌ‬
‫ا‪ٟ‬تًٍنطىةي ًاب ٍ‪ٟ‬تًٍنطىًة‪ ،‬ىكالشَّعً يَت ًابلشَّعً ًَت‪،‬‬ ‫الرىاب؟‪ٍ[....‬ب ذكر ا‪ٟ‬تديث كفيو]‪ :‬الت ٍَّمير ًابلت ٍَّم ًر‪ ،‬ىك ٍ‬ ‫اَّللى؟ إٔب ىم ىىت تىػوٌكًل النَّاس ً‬
‫ى ي ى ٌ‬ ‫ىأال تىػت ًَّقي َّ‬
‫اؿ ىكيي ىوز يف‬‫ك ىما يي ىك ي‬ ‫ً‬ ‫ضةي ًابلٍ ًفض ًَّة‪ ،‬يى ندا بًيى ود‪ ،‬ىعٍيػننا بً ىع ٍ و‬
‫ُت‪ً ،‬مثٍ نبل ٔتًًثٍ ول‪ ،‬فى ىم ٍن ىز ىاد فىػ يه ىو ًرناب" يٍبَّ قى ى‬ ‫ب‪ ،‬ىكالٍ ًف َّ‬‫الذ ىىب ًاب َّلذ ىى ً‬ ‫َّ‬
‫اؿ‪ ":‬ىك ىذل ى‬ ‫ىك ي‬
‫وب إًلىٍي ًو‪ .‬فكاف‬ ‫ىستىػ ٍغ ًفير َّ‬
‫اَّللى ىكأىتي ي‬
‫َّك ذى َّكرتىًٍت أىمران يكٍن ً‬
‫ت بىسيتيوي‪ ،‬أ ٍ‬ ‫ي‬ ‫ا‪ٞ‬تىنَّةى‪ ،‬فىًإب ى ٍ ٍ‬ ‫يد ٍ‬ ‫اَّلل اي أىاب سعً و‬
‫اس‪ :‬ىجىز ىاؾ َّي ى ى ى‬ ‫أيضان "فقاؿ اب ين ىعبَّ و‬

‫‪217‬‬
‫األمة‬ ‫و‬ ‫و‬
‫أحدىم أف ‪٬‬تعل مقلٌده ُب منزلة كاحدة من مصابيح ٌ‬
‫اسع‪ ،‬أفبل يرضى ي‬
‫ابب ك ه‬
‫كىذا ه‬
‫ا‪١‬تنصوص على ىديهم‪.‬‬

‫كأعجب منو‪ٌ ،‬أّنم يستدلٌوف من ا‪ٟ‬تديث الواحد ٔتا كافق رأم مقلٌدىم‪ ،‬كيًتكوف حكمان‬
‫كيتأكلوف لو ٔتا ٘تيجو األ‪ٝ‬تاع‪ ،‬كُب‬
‫الرأم ا‪١‬تذكور‪ٌ ،‬‬
‫صر٭تان ُب ابقي ا‪ٟ‬تديث بفسو ٓب يوافق ٌ‬
‫‪4‬‬
‫"اإليقاظ" من التمثيل ‪٢‬تذا ‪ٚ‬تلةه كثَتةه؛ كاحتجاجهم على منع الوضوء اب‪١‬تاء ا‪١‬تستعمل‬

‫ٮترجاه هبذه السياقة"‪.‬‬ ‫صحيح اإلسناد كٓب ٌ‬ ‫ي‬ ‫حديث‬


‫ه‬ ‫ىش َّد النٌهي‪ .‬قاؿ ا‪ٟ‬تاكم ُب "ا‪١‬تستدرؾ"‪":‬ىذا‬ ‫يػىٍنػ ىهى عنو بعد ذلك أ ى‬
‫ينظر‪ :‬ا‪ٟ‬تاكم‪ :‬الكتاب‪ :‬البيوع‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪.49 :‬‬
‫‪ - 1‬أخرجو‪ :‬البخارم‪ :‬كتاب‪ :‬الذابئح كالصيد‪ ،‬ابب‪ٟ :‬توـ ا‪ٟ‬تمر اإلبسية‪ ،‬ج‪ ،7 :‬ص‪ .96 :‬رقم‪ .5529 :‬عن‬
‫اَّللً ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬بػى ىهى عن ي‪ٛ‬تي ًر األ ٍىىلًيَّ ًة؟ فقاؿ‪ :‬قد كاف‬ ‫وؿ َّ‬ ‫ىف رس ى‬ ‫يس ٍفيىاف قاؿ ىع ٍمهرك بن دينار‪ :‬قلت ‪ٞ‬تابر ب ًن ىزيٍ ود‪ :‬يػىٍز يع يمو ىف أ َّ‬
‫ٕب‬ ‫اس‪ ،‬كقرأ‪":‬قيل الى أ ًىج يد فًيما أ ً‬
‫يكح ىي إً ىَّ‬ ‫ابن ىعبَّ و‬ ‫ً‬ ‫يقوؿ ذى ىاؾ ا‪ٟ‬تى ىك يم ب ين ىع ٍم ورك الغً ىفا ًرم‪ً ،‬ع ى‬
‫ى‬ ‫ٍ‬ ‫حر ي‬ ‫ابلبصرة كلكن أ ىىىب ذى ىاؾ البى ي‬ ‫ى‬ ‫ند ىان‬
‫ي‪٤‬تىَّرنما"‪.‬‬
‫‪ - 2‬كرد ُب أحاديث كثَتة منها‪ :‬ما ركاه البخارم‪ :‬كتاب‪ :‬الذابئح كالصيد‪ ،‬ابب‪ٟ :‬توـ ا‪ٟ‬تمر اإلبسية‪ ،‬ج‪ ،7:‬ص‪:‬‬
‫اَّللً ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬جاءه ج واء‪ ،‬فقاؿ‪ :‬أيكًلى ً‬ ‫و‬
‫ت ا‪ٟ‬تي يمير‪،‬‬ ‫ى ىي ى‬ ‫وؿ َّ‬ ‫ىف رس ى‬ ‫اَّلل عنو‪ ،-‬أ َّ‬‫‪ .95‬رقم‪ .5528 :‬عن عن أب ب ًن مالك ‪-‬رضي ٌ‬
‫ت ا‪ٟ‬تي يمير‪ ،‬فىأ ىىمىر يمنى ًاد ناي فىػنى ىادل ًُب الن ً‬
‫َّاس‪:‬‬ ‫ت ا‪ٟ‬تمر‪ ،‬فىس ىكت‪ ،‬يٍبَّ أ ىىاته الثَّالًثىةى فقاؿ‪ :‬أيفٍنًي ً‬
‫ى‬ ‫ي‬
‫ً ً‬
‫ت‪ ،‬يٍبَّ أ ىىاتهي الثَّابيىةى فقاؿ‪ :‬أيكلى ي ي ي ى ى‬
‫ً‬
‫فى ىس ىك ى‬
‫ور ًابللَّح ًم‪.‬‬ ‫ت ال يق يد ً‬ ‫اَّلل كرسولىو ينهيابً يكم عن ي‪ٟ‬ت ًوـ ا‪ٟ‬تم ًر األىىلًيَّ ًة‪ ،‬فىأي ٍك ًفئى ً‬ ‫ً‬
‫كر‪ ،‬ىكإبػ ىَّها لىتىػ يف ي‬ ‫ي‬ ‫ي يي ٍ‬ ‫إ َّف َّى ى ى ي ي ى ى ى‬
‫‪ - 3‬ينظر‪ :‬ابن القيم‪ ،‬أعالـ املوقعُت‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪50 :‬‬
‫‪ - 4‬ا‪١‬تستعمل ُب الطهارة؛ اختلفوا فيو على أربعة أقواؿ‪:‬‬
‫حاؿ‪ ،‬كىو مذىب أيب حنيفة كالشافعي كأ‪ٛ‬تد‪.‬‬ ‫ال ٕتوز الطهارة بو على كل و‬ ‫‪.1‬‬
‫ٌ‬
‫يمم مع كجوده‪ ،‬كىو مذىب مالك‪.‬‬ ‫مكركهه‪ ،‬كال ‪٬‬توز التٌ ٌ‬ ‫‪.2‬‬
‫ىو من ا‪١‬تطلق‪ ،‬كبو قاؿ أبو ثور كداكد كأصحابو‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫ىو ‪٧‬ت ه ‪ ،‬كبو قاؿ أبو يوسف‪.‬‬ ‫‪.4‬‬
‫ينظر‪ :‬ابن حزـ (ت‪456 :‬ق)‪ ،‬احمللى ابآلاثر‪ ،‬تح‪ :‬عبد الغفور سليماف البندارم‪ ،‬ط‪3 :‬‬
‫(‪1424‬ق‪2003/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بَتكت‪ ،‬لبناف‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪ .182 :‬ابن رشد (ت‪595 :‬ق)‪ ،‬بداَة‬
‫اجملتهد كهناَة املقتصد‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪ .33 :‬ابن قدامة ا‪١‬تقدسي (ت‪620 :‬ىػ)‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪ .23 :‬النوكم‪ ،‬اجملموع‬
‫شرح املهذب‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪ .80 :‬النٌسفي (ت‪710 :‬ق)‪ ،‬كنز الدقائق‪ ،‬تح‪ :‬سائد بكداش‪ ،‬ط‪:‬‬
‫‪1432(1‬ق‪2011/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار البشائر اإلسبلمية‪ ،‬ا‪١‬تدينة ا‪١‬تنورة‪ ،‬ص‪.141 :‬‬

‫‪218‬‬
‫ْتديث‪":‬اي بٍت ا‪١‬تطلب إ ٌف هللا كره لكم غي ىسالة أايدم النٌاس"‪1‬؛ يعٌت الٌزكاة‪ٍ ،‬بٌ قاؿ‪ :‬ال ٖترـ‬
‫الرب؛‬
‫ينج ا‪١‬تاء إذا كقع فيو ٓتبلؼ غَته من ميتة ٌ‬ ‫السمك ال ٌ‬ ‫الزكاة عليهم‪ ،‬كعلى أ ٌف طاُب ٌ‬
‫‪2‬‬
‫٭تل ما مات ُب‬ ‫ٌ‬ ‫ال‬ ‫ا‪:‬‬
‫كقالو‬ ‫‪،‬‬ ‫بفسو‬ ‫ا‪٠‬ترب‬ ‫ىذا‬ ‫ا‬
‫و‬ ‫خالف‬ ‫ٍب‬ ‫‪،‬‬ ‫ا‪ٟ‬تل ميتتو"‬
‫ْتديث‪":‬الطٌهور ماؤه‪ٌ ،‬‬
‫ا‪١‬تصراة‪،4‬‬
‫ٌ‬ ‫ْتديث‬ ‫ثبلث‬ ‫من‬ ‫أكثر‬ ‫يكوف‬ ‫ال‬ ‫ا‪٠‬تيار‬ ‫ف‬‫ٌ‬ ‫أ‬ ‫كعلى‬ ‫‪،‬‬‫‪3‬‬
‫السمك الطاُب‪...‬اْب‬
‫البحر من ٌ‬
‫فإّنم من أش ٌد النٌاس إبكاران لو‪ ،‬فإف كاف ح ٌقان كجب اتٌباعو‪ ،‬كإالٌ ٓب‬‫كىذا من أعجب العجائب ٌ‬
‫الشرط‪ ،‬فالذم أريد‬ ‫ض ‪٠‬تيار ٌ‬ ‫ً‬
‫تعر ه‬
‫‪٬‬تز االحتجاج بو ُب تقدير الثٌبلث مع أبٌو لي ُب ا‪ٟ‬تديث ٌ‬
‫‪5‬‬
‫احتجوا بو فيو‪ ،‬كىذا أيضان ُب غاية الكثرة ‪.‬‬
‫اب‪ٟ‬تديث خالفوه‪ ،‬كالذم ال داللة لو عليو ٌ‬
‫ك‪٦‬تا ب ًكتوا بو أيضان أف يقاؿ‪":‬على أم و‬
‫شيء كاف النٌاس قبل أف ييولد فبل هف كفبل هف الذين‬ ‫ٌ‬ ‫ي ي‬
‫الشارع؟ ىكلىٍيػتى يكم اقتصرًب على ذلك‪ ،‬بل جعلتموىا‬
‫قلٌد٘توىم‪ ،‬كجعلتم أقوا‪٢‬تم ٔتنزلة بصوص ٌ‬
‫و‬
‫ضبللة؟‪ ،‬فبلب ٌد‬ ‫ىدل أك‬ ‫أكٔب ً‬
‫الشارع‪ ،‬أكاف النٌاس قبل كجود ىؤالء على ن‬‫ابالتٌباع من بصوص ٌ‬

‫االستعفاؼ عن‬‫‪ٓ - 1‬ب أجده هبذا اللٌفظ‪ ،‬كلكن ركل ابن خزٯتة معناه ُب‪ :‬كتاب‪ :‬الزكاة‪ ،‬ابب‪ :‬استحباب ً‬
‫الصدقة ‪١‬تن ‪٬‬تد عنها إعفاء ٔتعٌت من ا‪١‬تعا٘ب‪ ،‬كإف كاف من أىلها إذ ىي غيسالة ذبوب النٌاس‪ ،‬ج‪ ،4 :‬ص‪.79 :‬‬ ‫أكل ٌ‬
‫كنت ألستعملك‬
‫الصدقة‪ .‬قاؿ‪":‬ما ي‬ ‫علي قاؿ‪ :‬قلت للعبٌاس‪ :‬سل النٌ ي ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص ‪ ،-‬يستعملك على ٌ‬
‫رقم‪ .2390 :‬عن ٌ‬
‫ضعيف‪ٞ .‬تهالة عبد هللا‪ ،‬كىو ابن أيب رزين"‪ .‬ينظر‪:‬‬
‫ه‬ ‫وب النَّاس"‪ .‬قاؿ دمحم مصطفى األعظمي‪":‬إسناده‬ ‫على يغسالة ذب ً‬
‫ى‬
‫صحيح ابن يخ ىزمية‪ ،‬تح‪ :‬الدكتور دمحم مصطفى األعظمي‪ ،‬ط‪:‬‬ ‫ي‬ ‫أبو بكر دمحم بن إسحاؽ بن خزٯتة (ت‪311 :‬ىػ)‪،‬‬
‫‪1424(2‬ق‪2003/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬ا‪١‬تكتب اإلسبلمي‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪.1150 :‬‬
‫‪ - 2‬ركاه مالك‪ :‬كتاب‪ :‬الطهارة‪ ،‬ابب‪ :‬الطهور للوضوء‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪ .22 :‬رقم‪ ،12 :‬كأبو داكد‪ :‬كتاب‪ :‬الطهارة‪،‬‬
‫ابب‪ :‬الوضوء ٔتاء البحر‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪ .21 :‬رقم‪ ،83 :‬كالًتمذم‪ :‬كتاب‪ :‬الطهارة عن رسوؿ هللا ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ ،-‬ابب‪ :‬ما‬
‫جاء ُب ماء البحر أبو طهور‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪ .100 :‬رقم‪ ،69 :‬كالنسائي‪ :‬كتاب‪ :‬الطهارة‪ ،‬ابب‪ :‬ماء البحر‪ ،‬ج‪،1 :‬‬
‫ص‪ .50 :‬رقم‪ ،59 :‬كابن ماجو‪ :‬كتاب‪ :‬الطهارة كسننها‪ ،‬ابب‪ :‬الوضوء ٔتاء البحر‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪ .136:‬رقم‪.386 :‬‬
‫‪ - 3‬ينظر‪ :‬الفبلٌ٘ب‪ ،‬إَقاظ ذنم أكيل األبصار‪ ،‬ص‪.131 :‬‬
‫كل ‪٤‬تفلة‪ ،‬ج‪ ،3 :‬ص‪.70 :‬‬ ‫‪ - 4‬ركاه البخارم‪ :‬كتاب‪ :‬البيوع‪ ،‬ابب‪ :‬النهي للبائع أف ال ٭تفل اإلبل‪ ،‬كالبقر كالغنم ك ٌ‬
‫رقم‪ .2148 :‬كمسلم‪ :‬كتاب‪ :‬البيوع‪ ،‬ابب‪ :‬حكم بيع ا‪١‬تصراة‪ ،‬ج‪ ،3 :‬ص‪ .1158 :‬رقم‪ .1524 :‬عن األعرج قاؿ‬
‫اع ىها بع يد فىإًبَّوي ًٓتىًٍَت النَّظىىريٍ ًن بعد أف‬
‫صركا ا ًإلبً ىل كالغىنى ىم‪ ،‬فم ًن ابتى ى‬ ‫ً‬
‫ ي ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪":-‬ال تي ى‬
‫اَّلل عنو‪ ،-‬عن النٌ ٌ‬
‫أبو ىريرة ‪-‬رضي ٌ‬
‫سَتين‪ ":‬ىكيى ىو ًاب‪٠‬تًيىا ًر ثىبلى ناث"‪.‬‬ ‫ً‬
‫اع ى٘ت ور"‪ .‬كقاؿ بعضهم عن اب ًن ى‬ ‫كص ى‬ ‫أمسك‪ ،‬كإف شاءى ىرَّد ىىا ى‬
‫ى‬ ‫ىٍ٭تتىلبىػ ىها‪ :‬إف شاءى‬
‫‪ -5‬ينظر‪ :‬ابن القيم‪ ،‬أعالـ املوقعُت‪ ،‬ج‪ ،3 :‬ص‪.497 :‬‬

‫‪221‬‬
‫أبّنم كابوا على يى ندل‪ ،‬فيقاؿ ‪٢‬تم‪ :‬فما الذم كابوا عليو غَت اتٌباع القرآف‬
‫يقركف ٌ‬
‫من ٌأّنم كابوا ٌ‬
‫السنن كاآلاثر‪ ،‬كتقد‪ٙ‬ب قوؿ هللا كرسولو كآاثر الصحابة على ما ٮتالفها‪ ،‬كالتٌحاكم إليها دكف‬
‫ك ٌ‬
‫فبلف‪ ،‬كإذا كاف ىذا ىو ا‪٢‬تدل ﭽﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁﰂ ﰃ‬ ‫فبلف لرأم و‬
‫قوؿ و‬
‫ﰄﭼ[يوب ‪ ،]32 :‬فإف‪ 1‬قالت كل فرقة من ا‪١‬تقلٌدين‪ ،‬ككذلك يقولوف‪ :‬صاحبينا ىو‬
‫السلف‪ ،‬كاقتفى مناىجهم‪ ،‬كسلك سبيلهم‪ ،‬قيل ‪٢‬تم‪ :‬فمن‬ ‫الذم ثبت على ما مضى عليو ٌ‬
‫[كح ًرىموي ىمن‬ ‫ً‬
‫األئمة ىل شارؾ صاحبىكم ُب ذلك أك ابفرد صاحبكم ابالتٌباع ي‬ ‫سواه من ٌ‬
‫ع ىداه]‪2‬؟‪ ،‬فبلب ٌد من ك و‬
‫احد من األمرين‪ ،‬فإف قالوا ابلثا٘ب فهم أضل سبيبلن من األبعاـ‪ ،‬كإف قالوا‬ ‫ى ي‬
‫كرد قوؿ من ىو مثلو أك أعلم منو كلٌو‪،‬‬
‫ابألكؿ قيل ‪٢‬تم‪ :‬كيف كفٌقتم لقوؿ صاحبكم كلٌو‪ٌ ،‬‬‫ٌ‬
‫كقف على صاحبكم‪ ،‬كا‪٠‬تطأى ه‬
‫كقف‬ ‫اب ه‬ ‫الصو ى‬
‫حىت كأ ٌف ٌ‬
‫قوؿ‪ٌ ،‬‬
‫قوؿ‪ ،‬كال يقبل ‪٢‬تذا ه‬ ‫يرد ‪٢‬تذا ه‬
‫فبل ٌ‬
‫كل ما‬
‫كابلرد على ىمن خالفو ُب ٌ‬
‫كل ما قالو‪ٌ ،‬‬
‫على ىمن خالفو‪ ،‬ك‪٢‬تذا أبتم ىموكليوف بنصرتو ُب ٌ‬
‫قالو‪ ،‬كىذه حالة الفرقة األخرل معكم"‪.3‬‬
‫آخر‪ 4‬يقاؿ ‪٢‬تم‪":‬ىل أبتم موقنوف أببٌكم غدان موقوفوف بُت يدم هللا سبحابو‪ ،‬كتسألوف‬
‫‪٤‬ترمُت ك‪٤‬تلٌلُت كموجبُت؟ فإف‬‫كعما أفتيتم بو ٌ‬
‫عما قضيتم بو ُب دماء عباده كأزكاجهم كأموا‪٢‬تم‪ٌ ،‬‬ ‫ٌ‬
‫قالوا‪٨ :‬تن موقنوف بذلك‪ ،‬فيقاؿ ‪٢‬تم‪ :‬إذا سألكم‪ :‬من أين قلتم ذلك فماذا جوابكم؟ فإف قلتم‪:‬‬
‫كحرمنا كقضينا ٔتا ُب كتاب األصل" حملمد بن ا‪ٟ‬تسن ‪٦‬تٌا ركاه عن أيب حنيفة‬ ‫جوابػينىا إ ٌان حلٌلنا ٌ‬
‫ا‪١‬تدكبة" من ركاية سحنوف عن ابن القاسم من رأ وم‬ ‫كأيب يوسف من رأ وم كاختيا ور‪ ،‬كٔتا ُب " ٌ‬
‫الربيع من رأ وم كاختيا ور‪ ،‬كليتكم اقتصرًب على ذلك أك صعدًب‬ ‫كاختيا ور‪ ،‬كٔتا ُب" ٌ‬
‫األـ" من ركاية ٌ‬
‫ت ‪٫‬ت يمكم ‪٨‬توه‪ ،‬بل بزلتم عن ذلك طبقات‪ ،‬فإذا يسئلتم‪ :‬ىل فعلتم ذلك عن أمرم‬ ‫إليو أك ى‪ٝ‬ت ٍ‬
‫أك عن أمر رسوٕب؟ فماذا يكوف جوابكم إذان ؟ فإف أمكنكم و‬
‫حينئذ أف تقولوا‪ :‬فعلنا ما أمرتنا‬

‫صحح من "اإلعبلـ"‪.‬‬
‫كل‪ ."...‬كما أثبت ٌ‬
‫‪ - 1‬كرد ُب األصل‪":‬فإف قاؿ‪ :‬قالت ٌ‬
‫كصححت من "اإلعبلـ"‪.‬‬
‫‪ - 2‬سقطت من ‪ٚ‬تيع النسخ‪ٌ .‬‬
‫‪ -3‬ينظر‪ :‬ابن القيم‪ ،‬أعالـ املوقعُت‪ ،‬ج‪ ،3 :‬ص‪.487 :‬‬
‫‪٤‬تاجة دعاة التقليد‪.‬‬
‫‪ -4‬الوجو الرابع عشر الذم ذكره ابن القيم ُب ٌ‬

‫‪220‬‬
‫بو‪ ،‬كأمران بو رسوليك فزًب كٗتلٌصتم‪ ،‬كإف ٓب ٯتكنكم ذلك فبل ب ٌد أف تقولوا‪ٓ :‬ب أتمران بذلك كال‬
‫أئمتينا‪ ،‬كالب ٌد من أحد ا‪ٞ‬توابُت‪.‬‬
‫رسولك كال ٌ‬
‫كح ىك نما يمقسطنا‪ ،‬فبمذىب‬
‫إماما ىع ٍدنال ى‬
‫[كيقاؿ خام عشر‪ :‬إذا بىػىزىؿ عيسى ابن مر‪ٙ‬ب ن‬
‫ىمن ٭تكم؟ كبرأم ىمن يقضي؟ كمعلوـ أبٌو ال ٭تكم كال يقضي إالٌ بشريعة ببيٌنا‬
‫أحق‪ ،‬كأكٔب النٌاس بو عيسى ابن مر‪ٙ‬ب‬‫اَّلل لعباده‪ ،‬فذلك الذم يقضي بو ٌ‬ ‫‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬اليت ىشىرعها َّ‬
‫و‬
‫بشيء سواه‬ ‫يفيت‬ ‫ىو الذم أكجب عليكم أف تىػ ٍقضوا كتفتوا بو‪ ،‬كال ٭تل و‬
‫يقضي كال ى‬
‫ى‬ ‫ألحد أف‬ ‫ٌ‬ ‫ي‬
‫‪1‬‬
‫السؤاؿ سواءه‪ ،‬قلنا‪ :‬أجل‪ ،‬كلكن بفًتؽ ُب ا‪ٞ‬تواب‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫ذلك‬ ‫ُب‬ ‫أبتم‬
‫ك‬ ‫‪٨‬تن‬ ‫‪:‬‬ ‫قلتم‬ ‫فإف‬ ‫‪.‬‬ ‫البتة]‬
‫كبرد‬
‫فنقوؿ‪ :‬اي ربٌنا إبٌك لتعلم أبٌنا ٓب ‪٧‬تعل أحدان من النٌاس عياران على كبلمك ككبلـ رسولك‪ٌ ،‬‬
‫ما تنازعنا فيو إليو‪ ،‬كبتحاكم إٔب قولو‪ ،‬كبقدـ أقوالو على كبلمك ككبلـ رسولك‬
‫‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬ككبلـ أصحابو‪ ،‬ككاف ا‪٠‬تل يق عندان أىو ىف من أف بق ٌدـ كبلمهم كآراىم على كحيك‪ ،‬بل‬
‫اقتفينا ما كجدانه ُب كتابك‪ ،‬كٔتا كصل إلينا من سنٌة رسولك‪ ،‬كما أفىت بو أصحاب ببيٌك‪،‬‬
‫كإف ًح ٍدان عن ذلك فخطأ منٌا ٓب يكن عمدان‪ ،‬كٓب بتٌخذ من دكبك كال رسولك كال ا‪١‬تؤمنُت‬
‫أئمتنا قدكنة لنا‪ ،‬ككسائط‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫كليجةن‪ ،‬كٓب بفرؽ ديننا كبكوف شيىعان كٓب بيقطٌع أمران بيننا يزبران‪ ،‬كجعلنا ٌ‬
‫بيننا كبُت رسولك ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ُ -‬ب بقلهم ما بلٌغوه إلينا عن رسولك‪ ،‬فاتٌبعناىم ُب ذلك‪ ،‬إذ أمرتنا‬
‫أبت كأمران رسولك ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬أبف بسمع منهم‪ ،‬كبقبل ما بلٌغوه عنك كعن رسولك‪ ،‬فسمعان لك‬
‫كلرسولك كطاعة‪ ،‬كٓب بتٌخذىم أرابابن بتحاكم إٔب أقوا‪٢‬تم ك‪٩‬تاصم هبا‪ ،‬كبوإب كبعادم عليها‪ ،‬بل‬
‫ىعرضنا أقوا‪٢‬تم على كتابك كسنٌة رسولك‪ ،‬كإف كابوا أعلم منٌا بك كبرسولك‪ ،‬فمن كافق قوليو‬
‫قوؿ رسولك كاف أعلم منهم ُب تلك ا‪١‬تسألة‪ ،‬فهذا جوابنا‪ ،‬ك‪٨‬تن بنشادكم هللا‪ :‬ىل أبتم‬ ‫ى‬
‫ركج الباطل عليو"‪.2‬‬
‫حىت ٯتكنكم ىذا ا‪ٞ‬تواب بُت يدم من ال ييب ٌد يؿ القوؿ لديو كال يي َّ‬ ‫كذلك ٌ‬

‫‪ -1‬سقطت العبارة من ‪ٚ‬تيع النسخ‪.‬‬


‫‪ -2‬ينظر‪ :‬ابن القيم‪ ،‬أعالـ املوقعُت‪ ،‬ج‪ ،3 :‬ص‪.490 :‬‬

‫‪221‬‬
‫طائفة منكم ‪-‬معاشر طوائف ا‪١‬تقلٌدين‪ ،-‬قد أبزلت ‪ٚ‬تيع الصحابة‬ ‫آخر‪ 1‬يقاؿ ‪٢‬تم‪":‬كل و‬
‫ٌ‬
‫األمة من أكٌ‪٢‬تم إٔب‬
‫من أكٌ‪٢‬تم إٔب آخرىم ك‪ٚ‬تيع التابعُت من أكٌ‪٢‬تم إٔب آخرىم ك‪ٚ‬تيع علماء ٌ‬
‫آخرىم ٌإال ىمن قلٌد٘توه ُب مكاف ىمن ال يعت ٌد بقولو‪ ،‬كال ينظر ُب فتواه‪ ،‬كال يشتغل هبا‪ ،‬كال يعت ٌد‬
‫بصان‬
‫الرد عليهم‪ ،‬فإف خالف قوؿ متبوعهم ٌ‬ ‫هبا‪ ،‬كال كجو للنٌظر فيها ٌإال إبعماؿ الفكر‪ ،‬ككذا ُب ٌ‬
‫عن هللا كرسولو‪ ،‬فالواجب التٌم ٌحل كالتٌكلف ُب إخراج ذلك النٌص عن داللتو‪ ،‬كالتٌحيل لدفعو‬
‫تسل‬ ‫و‬
‫بكل طريق‪ ،‬حىت يص ٌح قوؿ متبوعهم‪ ،‬فىػيىاهلل لدينو كلكتابو كسنٌة رسولو لبدعة كادت ٌ‬ ‫ٌ‬
‫‪2‬‬
‫ض ًمن ‪٢‬تذا ال ٌدين أف ال يزاؿ فيو من يتكلٌم أبعبلمو‬ ‫غرس اإلٯتاف‪ ،‬كهتدـ ركنو لوال أ ٌف هللا ى‬
‫كيذب عنو‪ ،‬فى ىمن أىسوأ أدابن على الصحابة كالتابعُت كسائر علماء ا‪١‬تسلمُت‪ ،‬كأش ٌد استخفافان‬ ‫ٌ‬
‫احد منهم‪،‬‬ ‫رجل ك و‬ ‫أقل رعايةن لواجبهم‪ ،‬كأعظم استهابةن هبم‪٦ ،‬تن ال يلتفت إٔب قوؿ و‬ ‫ْتقوقهم ‪،‬ك ٌ‬
‫‪3‬‬
‫‪.‬‬ ‫كال إٔب فتواه غَت صاحبو الذم ٌاٗتذه كليجةن من دكف هللا كرسولو"‬
‫الستُت‪ ،‬كحسبنا‬ ‫‪4‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫أمثاؿ ىذه اإللزامات كثَتةه ج ٌدان‪ ،‬ذكر منها العبلٌمة الفبلٌ٘ب ‪٨‬تو ٌ‬
‫ك ي‬
‫الواحد‪ ،‬كما أحسن ىذا البيت ىنا من شاىد‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫تكفى اللٌبيب إشارةه مرموزةه *** كسواه ييدعى ابلنٌداء العإب‬

‫‪٤‬تاجة دعاة التقليد‪.‬‬


‫‪ -1‬الوجو السادس عشر الذم ذكره ابن القيم ُب ٌ‬
‫كصحح من " األعبلـ"‪.‬‬
‫‪ -2‬كرد ُب األصل‪ :‬إبعبلئو‪ٌ .‬‬
‫‪ -3‬ينظر‪ :‬ابن القيم‪ ،‬أعالـ املوقعُت‪ ،‬ج‪ ،3 :‬ص‪.490 :‬‬
‫الرد على يح ىج ًج القائلُت ابلتقليد‪ ،‬كأعادىا ذكرىا صاّب الفبلٌ٘ب‬
‫كل ىذه اإللزامات البن القيٌم‪ ،‬ذكرىا ُب معرض ٌ‬
‫‪ٌ -4‬‬
‫بنصها‪.‬‬
‫ٌ‬
‫‪ -5‬من األبيات اليت ييستشهد هبا كلكن ٓب تنسب و‬
‫لقائل‪ .‬ك٘تاـ البيت‪:‬‬
‫ابلزجر من قبل العصا *** ٍبٌ العصا ىي رابع األحواؿ‪.‬‬‫كسوا‪٫‬تا ٌ‬

‫‪222‬‬
‫الخاتمة‪ :‬في َسنَن‪ 1‬أىل هللا‪ ،‬وسبِي ِل‬
‫عمليم في سيرىم إلى هللا‪.‬‬
‫كىم كما عيلً ىم ثبلثةي أقساـ على حسب مراتب اليقُت الثٌبلث‪:‬‬
‫األكؿ‪ :‬أىلي عل ًم اليقُت‪ 2‬اجمل ٌد َن يف ال نُّسي ك‪ 3‬كالعبادة ‪ ،‬فاقدم الفتح‪. 4‬‬ ‫ٌ‬
‫الشيخ كدأبو‪ ،‬كالتزاـ آدابو‪ُ 5‬ب ‪ٚ‬تيع شؤكبو‪ ،‬مع ًظٌمان لو‪،‬‬
‫كىؤالء ىح ٍسبهم لزكـ أمر ٌ‬
‫يم ٍفنيان مر ياده ُب مر ًاده؛ كا‪١‬تيٌت ُب يد غاسلو‪ ،1‬يػي ىقلًٌبيو كيف شاء‪ ،‬ببل إرادةو منو‪ ،‬حاذران َّ‬
‫أشد‬

‫‪٤‬تمد بن أيب بكر الرازم (ت‪666 :‬ق)‪ ،‬خمتار‬ ‫و‬


‫السنن‪ :‬الطٌريقة‪ ،‬يقاؿ‪ :‬استقاـ فبل هف على ىسنىن كاحد‪ .‬ينظر‪ٌ :‬‬‫‪َّ -1‬‬
‫الصحاح‪ ،‬ط‪2015(1 :‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار ابن حزـ‪ ،‬بَتكت‪ ،‬لبناف‪ ،‬ص‪.306 :‬‬ ‫ٌ‬
‫وجب اصطبلحهم ما كاف بشرط الربىاف‪ ،‬كعُت اليقُت‪ :‬ما كاف بنعت البياف‪ ،‬كح ٌق اليقُت‪:‬‬ ‫‪ -2‬علم اليقُت‪ :‬على م ً‬
‫ي‬
‫لم اليقُت ألرابب العقوؿ‪ ،‬كيكوف ىذا ا‪١‬تقاـ ُب بداية الوالية‪ ،‬كعُت اليقُت ألصحاب العلوـ‪،‬‬‫ً‬
‫ما كاف بنعت العياف‪ ،‬فع ي‬
‫كحق اليقُت ألصحاب ا‪١‬تعارؼ‪ ،‬كىو ّناية طريق الوالية‪ .‬ينظر‪ :‬موالم‬‫خاص ‪١‬تن كاف ُب كسط طريق الوالية‪ٌ ،‬‬ ‫ٌّ‬ ‫كىو‬
‫علي من حبر الوجدانية‪ ،‬تح‪ :‬بومدين‬
‫من هللا ٌ‬
‫الرابنية يف ما ٌ‬
‫العريب بن عطية البوعبدٕب الوبشريسي‪ ،‬ااستمدادات ٌ‬
‫بوزيد‪ ،‬دمحم خاين‪ ،‬ط‪2015(1 :‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬منشورات كزارة الشؤكف الدينية كاألكقاؼ‪ ،‬ا‪ٞ‬تزائر‪ ،‬ص‪ .176 :‬رفيق‬
‫صوؼ اإلسالمي‪ ،‬ط‪1999( 1 :‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬مكتبة لبناف‪ ،‬بَتكت‪ ،‬لبناف‪ ،‬ص‪:‬‬
‫العجم‪ ،‬موسوعة مصطلحات التٌ ٌ‬
‫‪.675‬‬
‫الصحاح‪ ،‬ص‪.606 :‬‬
‫‪ -3‬النٌسك‪ :‬العبادة‪ ،‬ينظر‪ :‬دمحم بن أيب بكر الرازم‪ ،‬خمتار ٌ‬
‫‪ -4‬الفتح‪ :‬ىو ما ابفتح على العبد من مقاـ الوالية‪ ،‬كٕتليٌات أبوار األ‪ٝ‬تاء اإل‪٢‬تية ا‪١‬تعينة لصفات القلب ككماالتو‪.‬‬
‫يسمى‬
‫بوع آخر ٌ‬ ‫يسمى ابلفتح ا‪١‬تبُت‪ ،‬كىو ا‪١‬تشار إليو بقولو تعأب‪":‬إً َّان فىػتى ٍحنىا لى ى‬
‫ك فىػٍتحان مبًينان"[الفتح‪ .]1 :‬كىناؾ ه‬ ‫كىذا ما ٌ‬
‫الفتح القريب كحقيقتو‪ :‬ما ابفتح على العبد من مقاـ القلب‪ ،‬كظهور صفاتو ككماالتو عند قطع منازؿ النٌف ‪ ،‬كىو‬
‫ا‪١‬تشار إليو بقولو تعأب‪":‬بى ً ً‬
‫يب"[الصف‪ ]13 :‬ينظر‪ :‬عبد الرزاؽ القشا٘ب (ت‪730 :‬ق)‪،‬‬ ‫صهر ٌم ىن هللا ىكفىػٍت هح قى ًر ه‬
‫ٍ‬
‫الزاؿ يف شرح األلفاظ املتداكلة بُت أرابب األذكاؽ كاألحواؿ‪ٌ ،‬‬
‫صححو‪ :‬عاصم‬ ‫اصطالحات الصوفية كَليو شرح ُّ‬
‫إبراىيم الكيٌإب‪( ،‬د ت ط)‪ ،‬مط‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬لبناف‪ ،‬بَتكت‪ ،‬ص‪ .62 :‬عبد الر‪ٛ‬تن بن أيب السيوطي‬
‫العلًي َّة كتشييد الطرَقة الشاذلية‪ ،‬تح‪ :‬عاصم إبراىيم الكيٌإب‪( ،‬د ت ط)‪ ،‬مط‪ :‬دار‬
‫(ت‪911:‬ق)‪ ،‬أتَيد القيقة ى‬
‫صوؼ اإلسالمي‪ ،‬ص‪.703 :‬‬ ‫الكتب العلمية‪ ،‬بَتكت‪ ،‬لبناف‪ ،‬ص‪ .113 :‬رفيق العجم‪ ،‬موسوعة مصطالحات التٌ ٌ‬
‫كلعل الصواب ما أثبت‪.‬‬
‫‪ -5‬كرد ُب ‪ٚ‬تيع النسخ‪ :‬فيلزمو أحدىم ملتزمان آدابو‪ٌ .‬‬

‫‪223‬‬
‫ا‪ٟ‬تذر من إقامة ا‪١‬تيزاف عليو إببكار ما يراه صر٭تان من ‪٥‬تالفة النٌهج‪ ،‬ىكلٍيستعن على ذلك‬
‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬
‫السبلـ‪-‬؛ فإ ٌف اإلبكار ىو ال ىك ٍسر بدكف‬
‫ابستحضار حاؿ موسى كا‪٠‬تضر ‪-‬عليهما ٌ‬
‫الشيخ‪ ،6‬م ً‬
‫عمران أكقاتو‬ ‫على‬ ‫الفكر‬ ‫اض‬‫ًت‬‫اع‬ ‫و‬ ‫ب‬ ‫ػ‬‫ب‬ ‫س‬ ‫الوصوؿ‬ ‫اتب‬
‫ر‬ ‫م‬ ‫من‬ ‫‪5‬‬
‫كل ما تعاصى‬
‫ي ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ىي‬ ‫ا‪٧‬تبار‪ ،‬ك ٌ‬

‫‪ -1‬تعترب ىذه العبارة من أشهر ما يتناقلو الصوفيو فيما بينهم؛ للتعبَت عن اآلداب اليت يكنٌها ا‪١‬تريد لشيخو‪ ،‬كالشيخ ُب‬
‫تبُت آداب ا‪١‬تريد مع شيخو‪ ،‬ك ٌأكؿ من تنسب إليو ىذه‬‫أشعار ٌ‬
‫كتب كقيلت ه‬ ‫دكبت ه‬ ‫طريق القوـ لو مرتبتو كمنزلتو؛ لذلك ٌ‬
‫السنٌة كا‪١‬تيٌت بُت‬
‫بصو‪":‬ينبغي على ا‪١‬تريد أف يكوف بُت يدم الكتاب ك ٌ‬ ‫العبارة الشيخ عبد القادر ا‪ٞ‬تيبل٘ب الذم يقوؿ ما ٌ‬
‫غَتت كاستبدلت فكابت كما ذكرىا ابن السنوسي‪ .‬ينظر‪ :‬علي بن ‪٤‬تمود الشاىركدم‬ ‫يدم الغاسل"‪ ،‬إالٌ أ ٌف العبارة قد ٌ‬
‫حل الرموز ككشف الُنوز‪ ،‬تح‪ :‬يوسف أ‪ٛ‬تد‪( ،‬د ت ط)‪ ،‬مط‪ :‬الناشركف‪ ،‬بَتكت‪ ،‬لبناف‪،‬‬
‫البسطامي(ت‪875 :‬ق)‪ٌ ،‬‬
‫ص‪ .358 :‬دمحم بن علي الشوكا٘ب‪ ،‬قطر الويل على حدَث الويل‪ ،‬تح‪ :‬يوسف أ‪ٛ‬تد‪( ،‬د ت ط)‪ ،‬مط‪ :‬دار الكتب‬
‫العلمية‪ ،‬بَتكت‪ ،‬لبناف‪ ،‬ص‪ .125 :‬رافع بن دمحم بن دمحم بن شافع (‪ٚ‬تع كترتيب)‪ ،‬زَنة النواظر كربفة اخلواطر من‬
‫السُندرم (ت‪709 :‬ق)‪ ،‬تح‪ :‬يوسف أ‪ٛ‬تد‪( ،‬د ت ط)‪ ،‬مط‪:‬‬
‫كالـ الشيخ النٌاصح العالٌمة ابن عطاء هللا ٌ‬
‫انشركف‪ ،‬بَتكت‪ ،‬لبناف‪ ،‬ص‪.244 :‬‬
‫‪ُ -2‬ب س‪ :‬إبحضار‪.‬‬
‫‪ -3‬موسى بن عمراف‪ :‬بن قاىث بن عازر بن الكم بن يعقوب بن إسحاؽ بن إبراىيم ‪-‬عليهم ٌ‬
‫السبلـ‪ ،-‬كقد ذكره‬
‫كمتوسطة ك‪٥‬تتصرة‪ .‬ينظر‪ :‬ابن كثَت‪ ،‬البداَة كالنهاَة‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪ .237 :‬ابن‬
‫ٌ‬ ‫هللا تعأب ُب مواضع متع ٌددة مبسوطة‬
‫األثَت‪ ،‬الُامل يف التارَخ‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪.130 :‬‬
‫السبلـ‪ ،-‬اختلف ُب بى ىسبًو كُب كوبو ببيٌان‪ ،‬كُب طوؿ عمره كبقاء حياتو‪ ،‬كعلى‬
‫‪ -4‬اخلضر‪ :‬صاحب موسى ‪-‬عليو ٌ‬
‫داخل ُب تعريف الصحايب على أحد األقواؿ‪ .‬ينظر‪ :‬ابن حجر‬ ‫تقدير بقائو إٔب زمن النٌ ي ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬كحياتو بعده فهو ه‬
‫العسقبل٘ب‪ ،‬اإلصابة يف سبييز الصحابة‪ ،‬ط‪2012(1 :‬ـ) ‪ ،‬مط‪ :‬ا‪١‬تكتبة العصرية‪ ،‬ص‪.396 :‬‬
‫‪ُ -5‬ب س‪ :‬تعامى‪ .‬كلعلٌو سهو ‪.‬‬
‫اإلبكار على الشيخ جرٯتةن يٖتبط العمل الصاّب‪ ،‬كييوجب الطرد كاإلبعاد‪ ،‬حىت قالوا‪ :‬ال تعًتض‬
‫ى‬ ‫‪ -6‬تعترب الصوفيةي‬
‫فتنطرد‪ ،‬قاؿ أبو علي الدقاؽ‪":‬من دخل ُب صحبة الشيخ ٍبٌ اعًتض عليو بعد ذلك فقد بقض عهد الصحبة‪ ،‬ككجب‬
‫ٕتديد العهد"‪ .‬كقاؿ أبو سهل الصعلوكي‪":‬من قاؿ ألستاذه‪ :‬لًػ ىػم‪ٓ .‬ب يفلح"؛ أم ُب طريق القوـ‪ ،‬كذلك إب‪ٚ‬تاع ا‪١‬تشايخ‬
‫أم‬
‫حق هللا‪ ،‬كُب ىذا النقوؿ دعوةه صر٭تةه إٔب التقليد احملض‪ ،‬كعدـ مراجعة الشيخ ُب ٌ‬ ‫عندىم‪ ،‬كتعترب إساءة أدب ُب ٌ‬
‫شك أ ٌف ىذا ٮتالف منهج ابن‬ ‫الكمل عن التقليد"‪ .‬كال ٌ‬‫شيء يصدر منو‪ ،‬حىت قاؿ الشعرا٘ب‪":‬ال ٮترج أح هد من ٌ‬
‫السنٌة‪،‬‬
‫السنوسي ُب ا‪١‬تقصود من كضع كتابو "اإليقاظ"؛ إذ كيف يدعو اترةن على ضركرة االجتهاد كالرجوع إٔب الكتاب ك ٌ‬
‫كجعلهما ميزاانن على األقواؿ كاألفعاؿ كاألحواؿ‪ ،‬كُب ىذا ا‪١‬تقاـ يدعو إٔب التقليد احملض كعدـ ابتقاد الشيخ أبم و‬
‫حاؿ‬ ‫ٌ‬
‫من األحواؿ‪ ،‬أك مطالبتو ابلدليل‪ ،‬يقوؿ ابن ا‪ٟ‬تاج‪":‬بل إذا طالبت أحد ا‪١‬تريدين ابلدليل ٓب يقدر عليو‪ ،‬إالٌ أف يقوؿ‪:‬‬
‫كل من أعرفو على ىذا ا‪١‬تنهج"‪ .‬ينظر‪ :‬عبد الوىاب بن أ‪ٛ‬تد‬ ‫بشأت على ىذا‪ ،‬أك كاف كالدم كج ٌدم كشيخي ك ٌ‬

‫‪224‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬
‫حق النَّظر ُب‬ ‫يغيب ال ٌذاكر ُب ا‪١‬تذكور ‪ ،‬كيٯت ى‬
‫ى‬ ‫حىت‬
‫ٌ‬ ‫ا‪١‬تعركؼ‬ ‫دأهبم‬ ‫على‬ ‫ان‬
‫ن‬ ‫لسا‬‫ك‬ ‫ا‬
‫ن‬ ‫لب‬‫ق‬
‫ى‬ ‫ابل ٌذكر‬
‫كش وبو‪،‬‬
‫كل كى وم ً‬
‫ت عن ًٌ ى ٍ‬ ‫ا‪١‬تنظور‪ ،‬فيشهده بفعلو ككصفو‪ ،‬إٔب فناء أكصافو‪ ،‬كٕتلٌي ذاتو اليت ىجلى ٍ‬
‫ً‬ ‫و‬
‫السنٌة كابتهل‬‫كحينئذ قد اكتسى حلٌةى ىمن مضى‪ ،‬ييعامل يكبلًّ ٔتا اقتضى‪ ،‬فإف تع ٌذر ذلك لزـ ٌ‬
‫ا‪١‬تدكبة ُب ‪ٚ‬تيع األحكاـ على ما‬ ‫األىم حاؿ ‪٣‬تاىدتو‪ ،‬عامبلن ٔتا ُب الكتب َّ‬ ‫ُب بيلو‪ ،‬يمق ٌدمان َّ‬
‫ٍم احمل ٌدثُت ُب العقائد‬ ‫السلوؾ ُب ىذا يحك ي‬ ‫ٍم أىل ٌ‬ ‫علم ُب األصوؿ بدكف الرأم‪َّ ،‬‬
‫فإف يحك ى‬
‫السلف فيحافظ على قواعد الوصوؿ ا‪١‬ترتبطة ابألصوؿ‪ ،‬يىػ ٍع ًر ي‬
‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬
‫أم‬
‫ض َّ‬ ‫كالفركع‪ ،‬كىي عقيدة ٌ‬
‫فعل أراده على صراط ا ًالستقامة‪ ،‬فيفعل ا‪١‬تقبوؿ ك‪٬‬تتنب‪ 5‬ما عداه‪ ،‬قاصدان بذلك كجو هللا‪،‬‬ ‫و‬
‫ابلر‪ٛ‬تة كالبً ٍشر‪ ،6‬كحسن ا‪٠‬تيلق ‪ٞ‬تميع ا‪٠‬تىلق‪،‬‬ ‫و‬ ‫و‬
‫القوة‪٦ ،‬تتلئان ٌ‬
‫غَت يمراء كال يمباه‪ ،‬ابرائن من ا‪ٟ‬توؿ ك ٌ‬

‫الشعرا٘ب (ت‪973 :‬ق)‪ ،‬األنوار القدسية يف معرفة قواعد الصوفية‪ ،‬تح‪ :‬عاصم إبراىيم الكيٌإب‪( ،‬د ت ط)‪ ،‬مط‪:‬‬
‫دار الكتب العلمية‪ ،‬بَتكت‪ ،‬لبناف‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪ .7 :‬موالم العريب بن عطية البوعبدٕب الوبشريسي‪ ،‬ااستمدادات‬
‫علي من حبر الوجدانية‪ ،‬ص‪ .321 :‬ضياء الدين أ‪ٛ‬تد بن مصطفى بن عبد الر‪ٛ‬تن النقشبندم‬
‫من هللا ٌ‬
‫الرابنية يف ما ٌ‬
‫ٌ‬
‫(ت‪1311:‬ق)‪ ،‬جامع األصوؿ يف األكلياء‪ ،‬تح‪ :‬أ‪ٛ‬تد فريد ا‪١‬تزيدم‪( ،‬د ت ط)‪ ،‬مط‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بَتكت‪،‬‬
‫لبناف‪ ،‬ص‪.189 :‬‬
‫عامة أىل اإلٯتاف من ذكر هللا تعأب‪ٌ ،‬إما‬ ‫‪ -1‬الذكر‪ُ :‬ب اصطبلح الصوفية لو معنياف‪ :‬معٌت عاـ‪ :‬كىو ما ٌ‬
‫يتقرب بو ٌ‬
‫بكلمة الشهادة‪ :‬ال إلو إالٌ هللا‪ ،‬أك غَتىا من التسبيحات كاألذكار ا‪١‬تأثورة‪ٌ .‬أما ا‪١‬تعٌت ا‪٠‬تاص‪ :‬فهو الذم يكوف من‬
‫شيوخ‬
‫الوىاب الشعرا٘ب‪ ،‬موازَن القاصرَن من و‬ ‫شيخ و‬
‫مرشد لذك ور ٌ و‬
‫معُت‪ٌ ،‬إما كلمة التوحيد أك غَتىا‪ .‬ينظر‪ :‬عبد ٌ‬ ‫تلقُت و‬
‫صححو‪ :‬عاصح إبراىيم الكيإب‪( ،‬د ت ط)‪ ،‬مط‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بَتكت‪ ،‬لبناف‪ ،‬ص‪.28 :‬‬ ‫كمرَدَن‪ٌ ،‬‬
‫عما سول ا‪١‬تذكور؛ يقوؿ أبوا‪ٟ‬تسن الشاذٕب‪":‬الذكر االبقطاع‬ ‫كر ذكران عند الصوفية إالٌ إذا غاب ال ٌذاكر ٌ‬
‫‪ -2‬ال يعترب ال ٌذ ي‬
‫[ا‪١‬تزمل‪. ]8:‬‬ ‫ك كتىػبػت ً ً ً‬
‫َّل إلىٍيو تىػٍبتيبلن"‪ٌ .‬‬
‫ًً ً ً‬ ‫عن ال ٌذكر إٔب ا‪١‬تذكور‪ ،‬كعن كل و‬
‫تعأب‪":‬كاذٍ يكر ا ٍسم ىربٌ ى ى ى ٍ‬
‫ى‬ ‫شيء سواه؛ لقولو‬ ‫ٌ‬
‫‪٤‬تمد ابن عجيبة‪ ،‬إَقاظ اهلمم يف شرح الُم‪( ،‬د ت ط)‪ ،‬مط‪ :‬دار الفكر‪ ،‬ص‪.81 :‬‬
‫ينظر‪ :‬أ‪ٛ‬تد بن ٌ‬
‫‪ُ -3‬ب ج‪ :‬األصوؿ‪.‬‬
‫ا‪١‬توحدة‪.‬‬
‫‪ُ -4‬ب ج‪ :‬بعرض ابلباء ٌ‬
‫‪ُ -5‬ب س‪ :‬ك‪٬‬تتب كالصواب ما أثبت‪.‬‬
‫‪ُ -6‬ب س‪ :‬كالبشرل‪.‬‬

‫‪225‬‬
‫و‪2‬‬ ‫‪1‬‬
‫اليت يرقى هبا كل سالك‬
‫فبهذه القواعد يرقى إٔب ٍأكج ا‪١‬تراتب اليت ال غاية ‪٢‬تا‪ ،‬كىي ٌ‬
‫إٔب شأكه بفضل هللا‪.‬ابتهى‪.‬‬
‫كال ثٌاين ‪ :‬ذك‪ 3‬التٌلوَن‪ 4‬من أىل عُت اليقُت ‪.‬‬
‫متبوع ًو فيكفيو اتٌباعيو ُب ‪ٚ‬تيع أحوالو على سيبل‬
‫ً‬ ‫فمن قىصر سَته عن ارتقاء ر ً‬
‫تبة‬ ‫ى ىي‬
‫و‬
‫صارؼ‬ ‫أتىل لًلفطم‪ ،‬فح يقتفي سبيل القوـ‪ ،‬فإف تع ٌذر لعذ ور أك و‬
‫سبب‬ ‫‪5‬‬
‫حىت يراه ٌ‬
‫اإللزاـ‪ٌ ،‬‬
‫غ ً‬
‫السًٌر‪ ،‬دائبان ‪ُ 6‬ب اجملاىدة‪ ،‬فما أاته بعد ذلك فليفعل بو على‬ ‫فار‬ ‫‪،‬‬‫و‬ ‫شيخ‬ ‫ا‬ ‫اقب‬
‫ر‬ ‫م‬ ‫و‪،‬‬‫ت‬ ‫ف ٍليوجو ً‬
‫‪٫‬ت‬
‫ٌ‬ ‫ى‬ ‫ى‬ ‫ن‬ ‫ى‬‫ٌ‬ ‫ىٌ‬
‫السلف‬
‫السنٌة‪ ،‬عامبلن هبما على ّنج ٌ‬
‫على حسب فتحو‪ ،‬كإالٌ راجع النٌصوص من الكتاب ك ٌ‬
‫السابق‪.‬‬
‫ٌ‬

‫اعدىم كأفردكىا ابلتأليف مع الشرح؛ من ذلك‪":‬أتسي القواعد كاألصوؿ كٖتصيل الفوائد‬ ‫بعض الصوفية قو ى‬
‫‪ٚ -1‬تع ي‬
‫لذم الوصوؿ" أل‪ٛ‬تد زركؽ الفاسي الرببسي (ت‪899 :‬ق)‪ .‬ك"األبوار القدسية ُب معرفة قواعد الصوفية" لعبدالوىاب‬
‫الشعرا٘ب (ت‪973 :‬ق)‪ .‬ذكرت ُب ىذه ا‪١‬تؤلٌفات ما ٭تتاجو ا‪١‬تريد حاؿ سَته إٔب هللا تعأب‪.‬‬
‫السَت‪ .‬ينظر‪ :‬عبد هللا الركمي‬
‫ا‪١‬تتوسط بُت ا‪١‬تريد كا‪١‬تنتهي (الواصل) ما داـ ُب ٌ‬ ‫السالك‪ :‬ىو ٌ‬
‫السائر إٔب هللا‪ٌ ،‬‬ ‫‪ٌ -2‬‬
‫السيماكم (ت‪896:‬ق)‪ ،‬كشف الواردات لطالب الُماات كغاَة ال ٌدرجات‪ ،‬تح‪ :‬أ‪ٛ‬تد فريد ا‪١‬تزيدم‪( ،‬د ت ط)‪،‬‬ ‫ٌ‬
‫صوؼ اإلسالمي‪ ،‬ص‪:‬‬
‫مط‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بَتكتػ لبناف‪ ،‬ص‪ .110 :‬رفيق العجم‪ ،‬موسوعة مصطلحات التٌ ٌ‬
‫‪.435‬‬
‫‪ -3‬كرد ُب األصل‪ ،‬ك ُب ج‪ :‬ذك اب‪١‬تفرد‪ ،‬ك ُب س‪ :‬ذكك اب‪ٞ‬تمع‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ -4‬التٌلوَن‪ :‬ىو مقاـ الطلب كالفحص عن طريق االستقامة‪ ،‬ك‪ٝ‬تٌوا أبرابب التلوين؛ ٌ‬
‫لتلوّنم كتب ٌدؿ صفاهتم البشرية ُب‬
‫علي‬
‫من هللا ٌ‬
‫الرابنية يف ما ٌ‬
‫الصراط ا‪١‬تستقيم‪ .‬ينظر‪ :‬موالم العريب بن عطية البوعبدٕب الوبشريسي‪ ،‬ااستمدادات ٌ‬
‫طلب ٌ‬
‫صوؼ اإلسالمي‪ ،‬ص‪.201 :‬‬ ‫من حبر الوجدانية‪ ،‬ص‪ .144 :‬رفيق العجم‪ ،‬موسوعة مصطلحات التٌ ٌ‬
‫‪ -5‬ىكذا موجودة ُب األصل (فح)‪ ،‬ك ُب ج‪ ،‬ك ُب س كذلك‪ :‬كىي اختصار لكلمة‪ :‬فحينئذ‪.‬‬
‫‪ُ -6‬ب س‪ :‬دائمان‪.‬‬

‫‪226‬‬
‫الراقُت ًذ ٍر ىك ةً ىس نا ًـ ىح ًٌق‬
‫ٌ‬ ‫‪،‬‬ ‫‪2‬‬
‫مُُت‬ ‫الت‬
‫ٌ‬ ‫ذكم‬ ‫من‬ ‫اسخوف‬‫الر‬
‫ٌ‬ ‫‪:‬‬ ‫‪1‬‬
‫كال ثٌالث‬
‫اليق ً‬
‫ُت ‪.‬‬
‫فهؤالء كفاىم عن طلب األحكاـ ما أاتىم من‪ 3‬رٌهبم من العلوـ ال ٌدافقة على سرائرىم‪،‬‬
‫تنزالن ال بزكالن‪ ،‬يقتضي ىش ٍرعان أك بػيبيػ ٌونة‪ ،‬فكاف‬
‫ا‪١‬تطابقة ىلع ٍُت ما شرعو على لساف رسولو‪ٌ ،‬‬
‫حىت أسأؿ عنو‬ ‫الشيء‪ ،‬فيقوؿ‪ٌ ":‬‬‫ريب"‪ ،‬كبعضهم ييسأؿ عن ٌ‬ ‫بعضهم يقوؿ‪":‬ح ٌدثٍت قل ي عن ٌ‬
‫ببونة‪ ،‬يزكؿ استشكاؿ بعض أىل الظٌاىر‬ ‫تنزالن ال بزكالن‪ ،‬يقتضي شرعان أك ٌ‬
‫جربيل"‪ ،‬كبكوبو ٌ‬
‫ذلك‪ ،‬كجوابو عنو‪ :‬أب ٌف ا‪١‬تراد ّتربيل صاحب فعلو ا‪١‬تسؤكؿ من ا‪١‬تبلئكة ال صاحب‬
‫لمهم ما من ْتر ا‪١‬تواىب اغًتفوا‪ ،‬فطري يقهم عن التٌقليد‬ ‫كوشفوا‪ً ،‬‬
‫كع‬ ‫النٌاموس‪ ،4‬فحكمهم ٔتا ً‬
‫ي‬ ‫ي ي‬
‫حاؿ‪ ،‬أك تىػ ٍوًر وية ُب جواب سؤ واؿ‪ ،‬ككيف يقلٌد من‬ ‫شاسعةه‪ ،‬كمناىج يقينهم كاسعةه‪ ،‬إالٌ لسًت و‬
‫ي‬
‫أحسن ما قيل ُب‬ ‫ى‬ ‫ا‪ٟ‬تق شيئان قيصاراه‪ ،‬كما‬
‫امتطى من اليقُت ذيراه من الظٌ ٌن الذم ال يغٍت من ٌ‬
‫ىذا ا‪١‬تعٌت ا‪١‬تثيل‪:‬‬
‫‪5‬‬ ‫كمن يسم ًع األخبار من غ ًَت ك و‬
‫اسط *** حر هاـ عليو ‪ٝ‬تعيها ابلوسائط‬ ‫ى‬ ‫ىى ى‬

‫‪ُ -1‬ب ج‪ :‬الثٌالث‪.‬‬


‫‪ -2‬التٌمُُت‪ :‬ىو‪ :‬عبارة عن إقامة احمل ٌققُت ُب ٌ‬
‫‪٤‬تل الكماؿ كالدرجة العليا‪ .‬ينظر‪ :‬موالم العريب بن عطية البوعبدٕب‬
‫علي من حبر الوجدانية‪ ،‬ص‪ .144 :‬رفيق العجم‪ ،‬موسوعة‬ ‫من هللا ٌ‬‫الرابنية يف ما ٌ‬
‫الوبشريسي‪ ،‬ااستمدادات ٌ‬
‫صوؼ اإلسالمي‪ ،‬ص‪.201 :‬‬
‫مصطلحات التٌ ٌ‬
‫الصواب ما أثبت‪.‬‬
‫‪ُ -3‬ب ج‪ :‬عن‪ .‬ك ٌ‬
‫كٮتصو ٔتا يسًته عن غَته‪،‬‬ ‫الرجل‪ :‬صاحب ٌ‬
‫سره الذم ييطلعو على ابطن أمره‪ٌ ،‬‬ ‫‪ -4‬النٌاموس‪ :‬مادة (ف ـ س)‪ .‬انموس ٌ‬
‫الصحاح‪ ،‬ص‪.625 :‬‬
‫السبلـ‪ -‬النٌاموس‪ ،‬دمحم بن أيب بكر الرازم‪ ،‬خمتار ٌ‬
‫يسموف جربيل ‪-‬عليو ٌ‬
‫غَته‪ ،‬كأىل الكتاب ٌ‬
‫‪ٓ-5‬ب أقف على قائلو‪.‬‬

‫‪227‬‬
‫ا‪ٟ‬تق ال ٌدىلوم ُب "شرح‬
‫كقاؿ عبد ٌ‬ ‫ىيهات إالٌ لذم قصوور أك م ٌد وع زخرؼ غركور‪،‬‬
‫مذىب لو؛ أبٌو ٮتتار من ركاية‬
‫ى‬ ‫ال‬ ‫وُب‬
‫الص ى‬
‫الصراط ا‪١‬تستقيم"‪":‬إ ٌف التٌحقيق ُب قو‪٢‬تم‪ :‬إ ٌف ٌ‬
‫ٌ‬
‫يوافق حديثان صحيحان‪ ،‬كإف ٓب يكن‬ ‫ا‪١‬تذىب الذم التزمو للعمل عليو ما يكوف أحو ىط‪ ،‬أك‬
‫اايت ذلك ا‪١‬تذىب كمشهورىا "‪ .1‬ابتهى‪.‬‬ ‫ظاىر رك ً‬

‫ا‪١‬تتعُت ‪ٛ‬تل ىذا الكبلـ على ما ذكره احمل ٌقق الصبٌاف‪ُ 2‬ب "سَتتو"‪ٌ :‬أّنم ىٍ٭ت يرـ عليهم‬
‫ك ٌي‬
‫‪3‬‬ ‫ًً‬
‫كم ٍن ىذا سبيليوي‬‫ى‬ ‫لو‪،‬‬‫و‬ ‫كرس‬ ‫هللا‬ ‫عن‬ ‫علومهم ُب التٌكاليف كغَتىا‬
‫التٌقليد ُب األحكاـ ألخذىم ى‬
‫‪4‬‬
‫السابق‪ ،‬فمن خبل عن كصفهم ال يصلح شيخان‪ ،‬كال ييفلح لو‬ ‫ٌ‬ ‫البيت‬ ‫ُب‬ ‫كما‬ ‫غَته‬
‫ال يقلٌد ى‬
‫كباف شأبىوي على ما بسب إٔب رسم صنيع‬ ‫اتبع؛ كا‪١‬تربُت بكبلـ القوـ غَت ذائقي مشرهبم‪ ،‬و‬
‫ٌ‬ ‫ه‬
‫العلماء‪ ،‬دكف مراجعة أصولو ا‪١‬تعتربة عند األجلٌة‪ ،‬فىفتاىم كتابو قلبو ٔتا يلقي إليو ربٌو‪ ،‬كُب‬

‫حملمد ‪ٚ‬تاؿ الدين القا‪ٝ‬تي‪ ،‬ا‪١‬توسوـ‬ ‫و‬


‫‪ٓ -1‬ب أقف على الكتاب الذم ذكر فيو ىذا القوؿ‪ ،‬كإٌ‪٪‬تا كقفت عليو ُب كتاب‪ٌ :‬‬
‫الصوفية‪":‬الصوُب ال مذىب لو"‪ .‬كفيو‬
‫ٌ‬ ‫ب ػػ"قواعد التٌحدَث من فنوف مصطلح الدَث"‪ ،‬ص‪ .292 :‬إ ٌف من قواعد‬
‫بظر؛ إالٌ من جهة اختياره ُب ا‪١‬تذىب الواحد‪ ،‬أحسنة دليبلن‪ ،‬أك قصدان أك احتياطان‪ ،‬كإالٌ فقد كاف كثَته من كبار الصوفية‬
‫الشبلي مالكيان‪ ،‬كاحملاس ي شافعيان‪ ،‬كا‪ٞ‬تريرم أحد أصحاب ا‪ٞ‬تنيد‬ ‫ينتسبوف إٔب مذاىب معيٌنة‪ ،‬فقد كاف ا‪ٞ‬تنيد ثوراين‪ ،‬ك ًٌ‬
‫مذىب لو ُب الفضائل فقط‪ .‬ينظر‪ :‬أبو العباس أ‪ٛ‬تد ٌزركؽ‬ ‫ى‬ ‫وُب ال‬
‫الص ى‬
‫حنفيان‪ .‬ك‪ٛ‬تل بعضهم ىذه القاعدة على معٌت أ ٌف ٌ‬
‫الرببسي (ت‪899 :‬ق)‪ ،‬قواعد التصوؼ‪ ،‬تح‪ :‬عبد اجمليد ا‪٠‬تيإب‪( ،‬د ت ط)‪ ،‬مط‪ :‬دار الكتب العلمية‪،‬‬ ‫الفاسي ي‬
‫حل ألفاظ الُم العطائية‪ ،‬تح‪ :‬دمحم طيب‪( ،‬د ت ط)‪،‬‬ ‫الرمحانية يف ٌ‬
‫بَتكت‪ ،‬لبناف‪ ،‬ص‪ .42 :‬ككتابو ال يفتوحات ٌ‬
‫مط‪ :‬مكتبة الناشركف‪ ،‬بَتكت‪ ،‬لبناف‪ ،‬ص‪.49 :‬‬
‫الشافعي‪ ،‬كلد ٔتصر‪ .‬من مؤلٌفاتو‪ :‬حاشيتو على األمشو٘ب‪،‬‬
‫الصباف ٌ‬
‫‪٤‬تمد بن علي ٌ‬ ‫‪ -2‬الصبٌاف‪ :‬أبو العرفاف ٌ‬
‫الشيخ ٌ‬
‫كرسالةه ُب آؿ البيت توُب سنة‪1206 :‬ق‪ ،‬ينظر‪ :‬عبد الرزاؽ بن حسن بن إبراىيم البيطار ا‪١‬تيدا٘ب الدمشقي‬
‫(ت‪1335:‬ىػ)‪ ،‬حلية البشر يف اترَخ القرف الثالث عشر‪ ،‬ص‪ .1384 :‬عبد الر‪ٛ‬تن بن حسن ا‪ٞ‬تربٌب‬
‫(ت‪1240:‬ىػ)‪ ،‬عجائب اآلاثر يف الًتاجم كاألخبار‪ ،‬تح‪ :‬عبد الرحيم عبد الر‪ٛ‬تن عبد الرحيم‪ ،‬ط‪1998(1:‬ـ)‪،‬‬
‫مط‪ :‬دار الكتب ا‪١‬تصرية‪ ،‬القاىرة‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪.347 :‬‬
‫‪ُ -3‬ب س‪ :‬كغَتهتا‪ .‬لعلٌو سهو‪.‬‬
‫‪ -4‬كالنٌص بلفظو‪":‬بل حرـ بعض احمل ٌققُت القياس على ‪ٚ‬تيع أىل هللا؛ لكوف ً‬
‫رسوؿ هللا ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬مشهودان ‪٢‬تم‪ ،‬فإذا‬ ‫ٌ‬ ‫ي‬ ‫ىٌ‬ ‫ٌ‬
‫كمشافهةن‪ ،‬كصاحب ىذا ا‪١‬تشهد ال‬ ‫و‬ ‫و‬
‫ا‪ٟ‬تق يقظةن ي‬
‫صحة حديث أك يحكم رجعوا إليو ُب ذلك فأخربىم ابألمر ٌ‬ ‫ش ٌكوا ُب ٌ‬
‫الراغبُت يف سَتة املصطفي كفضائل‬ ‫و‬
‫الصباف‪ ،‬إسعاؼ ٌ‬
‫األئمة غَت رسوؿ هللا ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ ."-‬ينظر‪ٌ :‬‬
‫٭تتاج إٔب تقليد أحد من ٌ‬
‫أىل بيتو الطٌاىرَن‪ ،‬ط‪1307(1 :‬ق)‪ ،‬مط‪ :‬العثمابية‪ ،‬ص‪.180 :‬‬

‫‪228‬‬
‫كجعلت من ٌأمتك أقوامان قلوهبم أانجيلهم"‪ ،1‬لكنٌهم على أحو واؿ عند تل ٌقي‬
‫ي‬ ‫حديث ا‪١‬تعراج‪"،‬‬
‫احملدثوف؛ كعيمر كما ُب ا‪ٟ‬تديث‪ ،2‬كمنهم ا‪١‬تستفيت قلبو‪ ،‬كمنهم من‬ ‫ا‪ٟ‬تكم ُب اإلبزاؿ؛ فمنهم َّ‬
‫‪٤‬تمد بن موسى‪.......................4‬‬ ‫د‬‫ي‬ ‫الس‬
‫ك‬ ‫‪3‬‬
‫يٯت ٌد اب‪١‬تلىك ُب ٌسره ا‪١‬تنَت؛ كحاؿ أيب يزيد ٌ ٌ ٌ‬

‫‪ -1‬أبو جعفر الطربم (ت‪310 :‬ق)‪ ،‬جامع البياف يف أتكَل القرآف‪ ،‬ج‪ ،13 :‬ص‪ .124 :‬ابن كثَت (ت‪774:‬ق)‪،‬‬
‫التفسَت‪ ،‬ج‪ ،3 :‬ص‪.479 :‬‬
‫‪ -2‬أخرجو البخارم‪ :‬كتاب‪ :‬أحاديث األببياء‪ ،‬ابب‪ :‬حديث الغار‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪ .497 :‬رقم‪ .3469 :‬كمسلم‪:‬‬
‫كتاب‪ :‬فضائل الصحابة‪ ،‬ابب‪ :‬من فضائل عمر ‪-‬هنع هللا يضر‪ ،-‬ص‪ .976 :‬رقم‪ .2398 :‬كلفظ البخارم من حديث‬
‫أيب ىريرة ‪-‬هنع هللا يضر‪ -‬عن النٌ ي ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬قاؿ‪":‬إبٌو قد كاف فيما مضى قبلكم من األمم َّ‬
‫‪٤‬تدثوف‪ ،‬كإبٌو إف كاف ُب ٌأميت ىذه‬
‫منهم فإبٌو عمر بن ا‪٠‬تطاب"‪ .‬قاؿ ابن كىب‪":‬تفسَت ي‪٤‬تى َّدثيو ىف‪ :‬يم ٍل ىه يمو ىف"‪ .‬كقاؿ ابن ا‪ٟ‬تجر‪ :‬اختلف النٌاس ُب أتكيل‬
‫ببوةو‪ ،‬كىذا ما كرد من حديث أيب سعيد‬ ‫احملدَّث على أقواؿ؛ منها‪ :‬احملدَّث ٔتعٌت ا‪١‬تكلَّم؛ أم تكلٌمو ا‪١‬تبلئكة بغَت ٌ‬
‫ا‪٠‬تدرم ‪-‬هنع هللا يضر‪ -‬مرفوعان‪ ،‬كلفظو‪":‬قيل اي رسوؿ هللا ككيف ي٭تى َّدث؟ قاؿ‪ :‬تتكلٌم ا‪١‬تبلئكة على لسابو"‪ .‬كقاؿ ا‪٢‬تيثمي‪":‬فيو‬
‫أبو سعد خادـ ا‪ٟ‬تسن البصرم‪ ،‬كٓب أعرفو‪ ،‬كبقية رجالو ثقات" ‪.‬ينظر‪ :‬ابن حجر‪ ،‬فتح البارم شرح صحيح البخارم‪،‬‬
‫ج‪ ،7 :‬ص‪ .50 :‬ا‪٢‬تيثمي‪ ،‬رجمع الزكائد كمنبع الفوائد‪ ،‬ج‪ ،9 :‬ص‪.69 :‬‬
‫‪ -3‬أبو َزَد البسطامي‪ :‬طيفور بن عيسى البسطامي بسبة إٔب بسطاـ؛ بلدة بُت خرساف كالعراؽ‪ ،‬أصلو منها‪ ،‬ككفاتو‬
‫أخبار كثَتةه‪ ،‬توُب سنة‪261 :‬ىػ‪ .‬ينظر‪ :‬ينظر‪ :‬ابن ا‪١‬تلقن الشافعي ا‪١‬تصرم (ت‪804 :‬ىػ)‪ ،‬طبقات األكلياء‪،‬‬
‫فيها‪ ،‬لو ه‬
‫تح‪ :‬بور الدين شريبو من علماء األزىر‪ ،‬ط‪1415(2 :‬ىػ‪1994/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬مكتبة ا‪٠‬تا‪٧‬تي‪ ،‬ابلقاىرة‪ ،‬ص‪.245 :‬‬
‫الزركلي‪ ،‬األعالـ‪ ،‬ج‪ ،3 :‬ص‪.235 :‬‬
‫متصوؼ‪ ،‬من كبار أتباع ا‪ٞ‬تنيد‪ ،‬أصلو من خراساف من فيػ ٍر ىغابة‪ ،‬ا‪١‬تعركؼ ابب ًن‬ ‫‪ -4‬أبو بُر دمحم بن موسى الواسطي‪ٌ :‬‬
‫صوؼ‪ ،‬توُب ٔتىٍرك بعد‪320 :‬ىػ‪.‬‬ ‫ال يف ٍر ىغ ًً‬
‫ا٘بٌ‪ ،‬من أىل كاسط‪ ،‬كأقاـ ٔتىٍرك فمات هبا‪ ،‬قالوا‪ٓ :‬ب يتكلٌم أح هد مثلىو ُب أصوؿ التٌ ٌ‬
‫السلمي (ت‪412 :‬ىػ)‪ ،‬طبقات الصوفية‪ ،‬تح‪ :‬مصطفى عبد القادر عطا‪ ،‬ط‪:‬‬ ‫ينظر‪ :‬أبو عبد الر‪ٛ‬تن ٌ‬
‫‪1419(1‬ىػ‪1998/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بَتكت‪ ،‬ص‪ .232 :‬أبو بعيم األصبها٘ب (ت‪430 :‬ىػ)‪ ،‬حلية‬
‫األكلياء كطبقات األصفياء‪ ،‬ج‪ ،10 :‬ص‪.349 :‬‬

‫‪231‬‬
‫كل يس ٍؤوؿ‪ ،‬كذلك حاؿ ٌ‬
‫الشاذٕب‪ 1‬كالزكٕب‪ 2‬كأيب‬ ‫ا‪١‬تستمد منو ٌ‬
‫ى‬ ‫سوؿ‬
‫الر ى‬
‫ا‪١‬تشاىد ٌ‬
‫ي‬ ‫كمنهم‬
‫السيوطي كالقناكم‪...................................... 6‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬
‫السعود كا‪١‬تتبوٕب كا‪١‬ترسي ك ٌ‬

‫الصوُب‪ ،‬رأس‬
‫ٌ‬ ‫ا‪١‬تغريب‪ ،‬الزاىد‬
‫ٌ‬ ‫اذٕب‬
‫الش ٌ‬‫شاذيل‪ :‬علي بن عبد هللا بن عبد ا‪ٞ‬تبار بن يوسف بن ىرمز أبو ا‪ٟ‬تسن‪ٌ ،‬‬
‫‪ -1‬ال ٌ‬
‫السر ا‪ٞ‬تليل‬
‫توُب سنة‪656 :‬ىػ‪ .‬لو مؤلٌفات ع ٌدة منها‪ٌ :‬‬
‫السبلـ بن مشيش‪ٌ ،‬‬
‫الشاذلية‪ ،‬كاف متأثٌران بشيخو عبد ٌ‬
‫الطائفة ٌ‬
‫اص حسبنا هللا كبعم الوكيل‪ ،‬ككتاب أكراد الطريقة الشاذلية‪ .‬ينظر‪ :‬الذى ي (ت‪748 :‬ىػ)‪ ،‬اترَخ اإلسالـ‬
‫ُب أسرار كخو ٌ‬
‫لشعرا٘ب‪ ،‬الطبقات الُربل‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪ .8 :‬الزركلي‪ ،‬األعالـ‪،‬‬
‫ككفيات املشاىَت كاألعالـ‪ ،‬ج‪ ،48 :‬ص‪ .274 :‬ا ٌ‬
‫ج‪ ،4 :‬ص‪.305 :‬‬
‫الزكيل‪ :‬ىو أكحد األ ٌ‬
‫ئمة‪ ،‬كلقد ابعقد عليو إ‪ٚ‬تاع ا‪١‬تشايٌخ كقيصد ابلزايرات‪ .‬ينظر‪ :‬عبد هللا بن‬ ‫‪ -2‬موسى بن ماىُت ُّ‬
‫أسعد اليافعي(ت‪768 :‬ق)‪ ،‬خالصة املفاخر يف أخبار الشيخ عبد القادر‪ ،‬تح‪ :‬أ‪ٛ‬تد فريد ا‪١‬تزيدم‪( ،‬د ت ط)‪ ،‬ط‪:‬‬
‫لشعرا٘ب(ت‪973 :‬ىػ)‪ ،‬الطبقات الُربل‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪.248 :‬‬
‫مط‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بَتكت‪ ،‬لبناف‪ ،‬ص‪ .48 :‬ا ٌ‬
‫ص‪.221 :‬‬
‫ً‬
‫السعود‪ :‬ابن أيب العشائر بن شعباف بن طيب البا ىذ ب ي‬
‫يٍت‪ ،‬بسبة إٔب اب ىذ بُت‪ ،‬بلدةه بقرب كاسط العراؽ‪ ،‬كىو من‬ ‫‪ -3‬أبو ٌ‬
‫أجبلٌء مشايخ مصر احملركسة‪ ،‬ككاف السلطاف ينزؿ إٔب زايرتو‪ ،‬توُب سنة‪ 644 :‬ق‪ .،‬ينظر‪ :‬ابن ا‪١‬تلقن سراج الدين أبو‬
‫حفص عمر بن علي بن أ‪ٛ‬تد الشافعي ا‪١‬تصرم (ت‪804 :‬ىػ)‪ ،‬طبقات األكلياء‪ ،‬ص‪ .406 :‬ا ٌ‬
‫لشعرا٘ب‬
‫(ت‪973:‬ىػ)‪ ،‬الطبقات الُربل‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪.288 :‬‬
‫جلي‪ .‬كاملتبويل ىو‪ :‬إبراىيم بن علي بن عمر‪ ،‬برىاف الدين األبصارم ا‪١‬تتبوٕب‪ ،‬من أىل‬
‫سهو ٌّ‬
‫‪ُ -4‬ب س‪ :‬ا‪١‬تبتوٕب‪ ،‬كىو ه‬
‫الترد‪ ،‬توُب سنة‪877 :‬ىػ‪ ،‬أبسدكد عن ‪٨‬تو ‪ٙ‬تابُت‬
‫السلطاف كاألمراء ٌ‬
‫متبوؿ ابلغربية‪ ،‬صاّب مصرم‪ ،‬كابت شفاعتو عند ٌ‬
‫عامان‪ .‬ينظر‪ :‬مش الدين أبو ا‪٠‬تَت السخاكم (ت‪902 :‬ىػ)‪ ،‬الضوء الالٌمع ألىل القرف التاسع‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪.86 :‬‬
‫الزركلي‪ ،‬األعالـ‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪.52 :‬‬
‫اعتقاد كبَته‬
‫ه‬ ‫ؼ‪ ،‬من أىل اإلسكندرية‪ ،‬ألىلها فيو‬ ‫‪ -5‬أمحد بن عمر املرسي‪ :‬أبو العباس‪ ،‬شهاب ال ٌدين‪ ،‬فقيوه ٌ‬
‫متصو ه‬
‫إٔب اليوـ‪ ،‬أصلو من مرسية ُب األبدل ‪ ،‬توُب سنة‪686 :‬ىػ‪ .‬ينظر‪ :‬الصفدم (ت‪764 :‬ىػ)‪ ،‬الوايف ابلوفيات‪ ،‬ج‪،7 :‬‬
‫ص‪ .173 :‬ابن ا‪١‬تلقن الشافعي (ت‪804 :‬ىػ)‪ ،‬طبقات األكلياء‪ ،‬ص‪ .418 :‬الزركلي‪ ،‬األعالـ‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪:‬‬
‫‪.186‬‬
‫أجل مشايخ مصر ا‪١‬تشهورين‪ ،‬صاحب الكرمات ا‪٠‬تارقة‬ ‫‪ -6‬القناكم‪ :‬أبو دمحم عبد الرحيم ا‪١‬تغريب ‪-‬هنع هللا يضر‪ -‬ىو من ٌ‬
‫الصادقة‪ .‬بسبو ا ٌلزركلي ابلقنائي بسبةن إٔب قنا بصعيد مصر األعلى‪ ،‬كقربه فيها‪ ،‬توُب سنة‪592 :‬ق‪ .‬لو آاثر‬
‫كاألبفاس ٌ‬
‫منها‪ :‬تفسَت القرآف الكر‪ٙ‬ب‪ ،‬كتاب األصفياء‪ .‬ينظر‪ :‬الشعرا٘ب(ت‪973:‬ىػ)‪ ،‬الطبقات الُربل‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪.280 :‬‬
‫ا ٌلزركلي‪ ،‬األعالـ‪ ،‬ج‪ ،3 :‬ص‪.343 :‬‬

‫‪230‬‬
‫الشيخ ‪٤‬تي ال ٌدين‪ 2‬ك‪٨‬توىم‪ ،‬فكم أيثًرت عنهم ُب ذلك أحو هاؿ‪،‬‬
‫الشعرا٘ب ك ٌ‬
‫‪1‬‬
‫كأيب مدين ك ٌ‬
‫الصحابة‪.......................،3‬‬
‫كالشيخ ‪٤‬تي ال ٌدين من ٌ‬
‫بعضهم ٌ‬
‫كتواترت أقو هاؿ‪ ،‬كع ٌدىم ي‬

‫‪ -1‬أبو مدَن‪ :‬شعيب بن ا‪ٟ‬تسن األبدلسي التلمسا٘ب‪ ،‬صوُب‪ ،‬أصلو من األبدل ‪ ،‬أقاـ بفاس كسكن ّتاية‪ ،‬ككثر‬
‫السلطاف يعقوب ا‪١‬تنصور‪ ،‬كتوُب بتلمساف كقد قارب الثمابُت أك ٕتاكزىا سنة‪594 :‬ىػ‪ ،‬لو‪ :‬مفاتيح‬ ‫حىت خافو ٌ‬ ‫أتباعو ٌ‬
‫الريب كسًت العيب‪ ،‬بداية ا‪١‬تريدين‪ .‬ينظر‪ :‬أبو العباس الغً ًٍربيٍت (ت‪714:‬ىػ)‪ ،‬عنواف ال ٌدراَة فيمن عيرؼ‬‫الغيب إلزالة ٌ‬
‫السابعة ببجاَىة‪ ،‬تح‪ :‬عادؿ بويهض‪ ،‬ط‪1979(2 :‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬منشورات دار اآلفاؽ ا‪ٞ‬تديدة‪،‬‬ ‫من العلماء يف املائة َّ‬
‫بَتكت‪ ،‬ص‪ .22 :‬الذى ي‪ ،‬سَت أعالـ النبالء‪ ،‬ج‪ ،15 :‬ص‪ .380 :‬الزركلي‪ ،‬األعالـ‪ ،‬ج‪ ،3 :‬ص‪.166 :‬‬
‫حد أكابر العارفُت ابهلل سيٌدم ‪٤‬تي ال ٌدين بن‬
‫الكامل احمل ٌق يق ا‪١‬تدقٌ يق‪ ،‬أ ي‬
‫ي‬ ‫العارؼ‬
‫ي‬ ‫الشيخ‬
‫ي‬ ‫الشعرا٘ب عنو‪ ":‬كمنهم‬
‫‪ -2‬قاؿ ٌ‬
‫كجل على جبللتو ُب‬ ‫العريب ‪-‬هنع هللا يضر‪ -‬ابلتٌعريف كما رأيتو ٓتطٌو ُب كتاب بىس ً‬
‫عز ٌ‬ ‫ب ا‪٠‬ت ٍرقىة‪ ،‬أ‪ٚ‬تع احمل ٌققوف من أىل هللا ٌ‬ ‫ى ي‬
‫الشيخ أبو مدين بسلطاف العارفُت‪ ،‬تػوُب سنة‪638 :‬ىػ‪ ،‬ينظر‪ :‬الشعرا٘ب‪ ،‬الطبقات الُربل‪ ،‬ج‪،1 :‬‬
‫سائر العلوـ ل ٌقبو ٌ‬
‫ص‪. 329 :‬‬
‫الن ي ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬يقظةن ُب الدبيا‪ .‬كعلى التسليم ّتوازىا فبل يلزـ منها‬
‫مبٍت على قوؿ من قاؿ ّتواز رؤية ٌ‬ ‫‪ -3‬ىذا الرأم ٌّ‬
‫الصحايب على من رآل النٌ ي ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪-‬؛ إذ الصحايب ُب حقيقتو‪":‬من لقي النٌ ي ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬مؤمنان بو‪ ،‬كمات على‬
‫إطبلؽ ٌ‬
‫األصح"‪ .‬ينظر‪ :‬ابن حجر (ت‪852 :‬ىػ)‪ ،‬نزىة النظر يف توضيح خنبة الفُر يف‬
‫ٌ‬ ‫ردةه ُب‬
‫اإلسبلـ‪ ،‬كلو ٗتلٌلت ٌ‬
‫مصطلح أىل األثر‪ ،‬تح‪ :‬عبد هللا بن ضيف هللا الرحيلي‪ ،‬ط‪1422(1 :‬ىػ)‪ ،‬مط‪ :‬مطبعة سفَت‪ ،‬الرايض‪ ،‬ص‪:‬‬
‫‪.140‬‬
‫كمسألة رؤية النٌ ي ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬اختلفت أقواؿ العلماء فيها‪ ،‬كحاصلها كاآلٌب‪:‬‬
‫حمل النزاع‪ :‬رؤية النٌ ي ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ٌ -‬‬
‫تتوزع على أمرين‪:‬‬ ‫ٌأكان‪ :‬ربرَر ٌ‬
‫‪ -1‬رؤية النٌ ي ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ُ -‬ب ا‪١‬تناـ‪ :‬كىذه جائزةه؛ ‪ٟ‬تديث أب ‪-‬هنع هللا يضر‪ -‬قاؿ‪ :‬قاؿ النٌ ي ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪":-‬من رآ٘ب ُب ا‪١‬تناـ‬
‫فقد رآ٘ب‪ ،‬فإ ٌف الشيطاف ال يتخيٌل يب‪ ،‬كرؤاي ا‪١‬تؤمن جزءه من ستة كأربعُت جزءان من النٌبوة"‪ .‬أخرجو‪ :‬كتاب‪:‬‬
‫التعبَت‪ ،‬ابب‪ :‬من رأل الن ي ملسو هيلع هللا ىلص ُب ا‪١‬تناـ‪ ،‬ج‪ ،9 :‬ص‪ .33 :‬رقم‪ .6994 :‬كمسلم‪ :‬كتاب‪ :‬الرؤاي‪ ،‬ابب‪:‬‬
‫السبلـ‪":-‬من رآ٘ب ُب ا‪١‬تناـ فقد رآ٘ب"‪ ،‬ص‪ .931 :‬رقم‪.2266 :‬‬ ‫الصبلة ك ٌ‬‫قوؿ النٌ ي ‪-‬عليو ٌ‬
‫كلكل دليليو‪:‬‬ ‫‪ -2‬رؤكية النٌ ي ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬يقظةن ُب الدبيا‪ :‬كىذه ىي صورة النزاع بُت ‪٣‬تيزين كمابعُت‪ ،‬وٌ‬
‫مهمتاف ُب ىذه ا‪١‬تقاـ ٕتيزاف رؤية النٌ ي ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬يقظةن مع ذكر األدلٌة ابلتفصيل‪،‬‬ ‫ٌأكا‪ :‬اجمليزكف‪ :‬توجد رسالتاف ٌ‬
‫ك‪٫‬تا‪":‬الكواكب الزاىرة ُب اجتماع األكلياء يقظة بسيٌد الدبيا كاآلخرة ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ "-‬أليب الفضل دمحم بن يمغىٍي ًزؿ ا‪١‬تغريب‬
‫(ت‪894:‬ق)‪ ،‬ككتاب "تنوير ا‪ٟ‬تلك ّتواز رؤية النٌ ي كا‪١‬تلك" أليب بكر السيوطي (ت‪911 :‬ق)‪ ،‬إالٌ أ ٌف األكٔب‬
‫السبلـ‪،-‬‬
‫الصبلة ك ٌ‬ ‫بصو‪":‬رؤيتو ‪-‬عليو ٌ‬ ‫قوؿ ً‬
‫بعض العلماء؛ منهم‪ :‬ابن ا‪ٟ‬تاج فقد قاؿ ما ٌ‬ ‫مطولةه كالثابيةى قصَتةه‪ ،‬كىو ي‬
‫ٌ‬
‫و‬
‫كقل من يقع لو ذلك األمر إالٌ من كاف على صفة عزي وز ي‬
‫كجودىا ُب ىذا الزماف‪،‬‬ ‫ابب ضيٌ هق‪ٌ ،‬‬
‫كىو ُب اليقظة‪ ،‬كىذا ه‬
‫بل ىع ًد ىمت غالبان‪ ،‬مع أ ٌان ال بنكر من يقع لو ىذا من األكابر الذين حفظهم هللا ‪-‬تعأب‪ُ -‬ب ظواىرىم كبواطنهم"‪.‬‬

‫‪231‬‬
‫كذىب إٔب ذلك أيضان‪ :‬أبوحامد الغزإب‪ ،‬اليافعي‪ ،‬ابن حجر ا‪٢‬تيتمي‪ ،‬كالبارزم‪ ،‬كالتاج السبكي‪ ،‬كابن أيب ‪ٚ‬ترة‬
‫ا‪١‬تالكي كغَتىم‪ .‬ينظر‪ :‬أبوحامد الغزإب‪ ،‬املنقذ من الضالؿ‪ ،‬بقلم‪ :‬عبد ا‪ٟ‬تليم ‪٤‬تمود‪ ،‬مط‪ :‬دار الكتب ا‪ٟ‬تديثة‪،‬‬
‫مصر‪ ،‬ص‪ .178 :‬ابن ا‪ٟ‬تاج (ت‪737 :‬ق)‪ ،‬املدخل‪ ،‬ج‪ ،3 :‬ص‪ .194 :‬ابن حجر ا‪٢‬تيتمي (ت‪974:‬ق)‪،‬‬
‫الفتاكل الدَثية‪ ،‬اعتٌت أبحاديثو‪ :‬دمحم عبد ٌ‬
‫السبلـ شاىُت‪ ،‬مط‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بَتكت‪ ،‬لبناف‪ ،‬ص‪:‬‬
‫‪.511‬‬
‫أدلٌتهم‪٣ :‬تمل متعلَّقاهتم ما أيٌب‪:‬‬
‫‪٥‬تص و‬
‫ص‬ ‫أ‪ -‬اجلواز الشرعي‪ :‬كىو مأخوذ من ظاىر ركاية البخارم فهي صر٭تةه ُب ذلك‪ ،‬كدعول ا‪٠‬تصوص بدكف ٌ‬
‫ف‪ .‬فقد أخرج البخارم ُب "صحيحو" أ ٌف أاب ىريرة‪-‬هنع هللا يضر‪ -‬قاؿ‪ٝ :‬تعت الن ي ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬يقوؿ‪":‬من رآ٘ب ُب‬
‫تعس ه‬
‫ٌ‬
‫ا‪١‬تناـ فسَتا٘ب ُب اليقظة‪ ،‬كال يتمثل الشيطاف يب"‪ .‬كتاب‪ :‬التعبَت‪ ،‬ابب‪ :‬من رأل النٌ ي ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ُ -‬ب ا‪١‬تناـ‪ ،‬ج‪:‬‬
‫‪ ،9‬ص‪ .33 :‬رقم‪.6993 :‬‬
‫ب‪ -‬اإلمُاف العقلي‪ :‬رؤية النٌ ي ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬داخلةه ٖتت قدرة البارم ٌ‬
‫جل كعبل‪ ،‬كمنكرىا منكهر لقدرة هللا تعأب‪.‬‬
‫ت‪ -‬الوقوع الفعلي‪ :‬كيتعلٌق ب ػ ػػ‪:‬‬
‫أ‪ -‬رؤية ابن عبٌاس للنٌ ي بعد كفاتو اليت حكاىا ابن حجر ُب "الفتح"‪ .‬ينظر‪ :‬ابن حجر‪ ،‬فتح‬
‫البارم شرح صحيح البخارم‪ ،‬ج‪ ،12 :‬ص‪.385 :‬‬
‫الشك إٔب عدالتهم ٌأّنم رأكا النٌ ي ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪-‬‬
‫تطرؽ ٌ‬ ‫ب‪ -‬حكى ابن حجر أ ٌف ‪ٚ‬تاعةن من ٌ‬
‫الصا‪ٟ‬تُت ال يي ٌ‬
‫يقظةن بعدما رأكه ُب ا‪١‬تناـ‪ .‬ينظر‪ :‬ابن حجر‪ ،‬فتح البارم شرح صحيح البخارم‪ ،‬ج‪،12 :‬‬
‫ص‪.385 :‬‬
‫اثنيان‪ :‬املانعوف‪ :‬منع كثَته من األجبلٌء رؤية النٌ ي ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬يقظةن ُب الدبيا؛ بذكر منهم‪ :‬القاضي أبوبكر بن العريب‪ ،‬كأبو‬
‫العبٌاس أ‪ٛ‬تد بن عمر القرط ي‪ ،‬كابن تيمية‪ ،‬كا‪ٟ‬تافظ ابن حجر العسقبل٘ب‪ ،‬كغَتىم‪.‬‬
‫كىذه بعض أقوا‪٢‬تم‪:‬‬
‫الرأس حقيقةن"‪.‬‬
‫الصا‪ٟ‬تُت فزعم ٌأّنا تقع بعيٍت ٌ‬
‫يقوؿ القاضي أبو بكر بن العريب‪":‬كش ٌذ بعض ٌ‬
‫ينظر‪ :‬ابن حجر‪ ،‬فتح البارم شرح صحيح البخارم‪ ،‬ج‪ ،12 :‬ص‪.384 :‬‬
‫درؾ‬
‫كيقوؿ أبو العبٌاس أ‪ٛ‬تد بن عمر القرط ي بعد ذكر مسألة رؤية النٌ ي ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬يقظة ُب الدبيا‪":‬ىو قوؿ يي ى‬
‫فساده أبكائل العقوؿ"‪.‬‬
‫ي‬
‫ينظر‪ :‬أبو العبٌاس أ‪ٛ‬تد بن عمر القرط ي (ت‪656 :‬ىػ)‪ ،‬املفهم ملا أشُل من تلخيص كتاب مسلم‪ ،‬تح‪:‬‬
‫‪٤‬تيي الدين ديب ميستو‪ ،‬ط‪1417(1 :‬ىػ‪1996/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار ابن كثَت‪ ،‬دمشق‪ ،‬بَتكت‪،‬ج‪ ،6 :‬ص‪.83 :‬‬
‫يظن أ ٌف النٌ ي ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬خرج من ا‪ٟ‬تجرة‬
‫يقوؿ ابن تيمية ُب معرض اإلبكار على من ىذا قولو‪":‬كمنهم من ٌ‬
‫ككلمو‪ .‬كجعلوا ىذا من كراماتو‪ ،‬كمنهم من يعتقد أبٌو إذا سأؿ ا‪١‬تقبور أجابو"‪.‬‬

‫‪232‬‬
‫الرسوؿ‬
‫رؽ كلها مسدكدةه إالٌ على من اقتفى أثر ٌ‬
‫كلذا قاؿ شيخ الطٌائفة ا‪ٞ‬تنيد‪":‬الطٌ ي‬
‫‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪.1"-‬‬

‫ينظر‪ :‬ابن تيمية‪ ،‬رجموعة الرسائل كاملسائل (رسالة العبادات الشرعية كالفرؽ بينها كبُت البدعية)‪ ،‬تعليق‪:‬‬
‫السيد دمحم رشيد رضا‪( ،‬د ت ط)‪ ،‬مط‪ٞ :‬تنة الًتاث العريب‪ ،‬ج‪ ،5 :‬ص‪ .94 :‬كينظر كذلك‪ :‬ابن حجر‪ ،‬فتح‬
‫البارم‪ ،‬ج‪ ،12 :‬ص‪ .385 :‬شهاب ال ٌدين القسطبل٘ب (ت‪932 :‬ق)‪ ،‬املواىب اللدنية ابملنح احملمدَة‪ ،‬مط‪:‬‬
‫ا‪١‬تكتبة التوفيقية‪ ،‬القاىرة‪ ،‬مصر‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪.371 :‬‬
‫أدلٌتهم‪٣ :‬تمل أدلٌتهم على ‪٨‬توين‪:‬‬
‫‪ -1‬الدليل العقلي‪ :‬يقوؿ أبو العبٌاس القرط ي معلٌبلن عدـ ا‪ٞ‬تواز‪":‬فإبَّو يلزـ عليو ‪-‬رؤية الن ي يقظةن‪ -‬أالٌ يراه أح هد‬
‫احد ُب مكابُت‪ ،‬كيلزـ عليو أف ٭تيا اآلف‪،‬‬ ‫كقت ك و‬
‫توُب عليها‪ ،‬كيلزـ عليو أالٌ يراه رائياف ُب و‬‫إالٌ على صورتو اليت ٌ‬
‫كٮتلو قربه عنو‪ ،‬كعن‬‫ٯتشي ُب النٌاس‪ ،‬كٮتاطبىهم‪ ،‬كٮتاطبوبو؛ كحالتو األكٔب اليت كاف عليها‪ ،‬ى‬ ‫كٮتر ىج من قربه‪ ،‬ك ى‬
‫جسده‪ ،‬فبل يبقى منو فيو شيءه فيزار غَت جدث‪ ،‬كييسلَّم على غائب‪ ،‬ألبَّو ييرل ُب الليل كالنٌهار مع اتٌصاؿ‬
‫جهاالت ال يبوء ابلتزاـ شيءه منها من لو أدٗب مسكةي من ا‪١‬تعقوؿ‪،‬‬ ‫ه‬ ‫األكقات على حقيقتو ُب غَت قربه‪ .‬كىذه‬
‫‪٥‬تبوؿ"‪.‬‬
‫شيء من ذلك ‪٥‬تتلٌّ ه‬ ‫كملتزـ و‬
‫ي‬
‫ينظر‪ :‬أبو العبٌاس أ‪ٛ‬تد بن عمر القرط ي (ت‪656 :‬ىػ)‪ ،‬املفهم ملا أشُل من تلخيص كتاب مسلم‪ ،‬ج‪:‬‬
‫‪ ،6‬ص‪.83 :‬‬
‫السمعي‪ :‬ركاايت ا‪ٟ‬تديث األخرل غَت ركاية البخارم لي فيو لفظةي "فسَتا٘ب ُب اليقظة"‪ ،‬من ذلك‬
‫‪ -2‬الدليل ٌ‬
‫الشيطاف ال‬
‫ما‪ :‬يركم عن أيب ىريرة ‪-‬هنع هللا يضر‪ -‬قاؿ‪ :‬قاؿ رسوؿ هللا ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪":-‬من رآ٘ب ُب ا‪١‬تناـ فقد رآ٘ب‪ ،‬فإ ٌف ٌ‬
‫السبلـ‪":-‬من رآ٘ب ُب ا‪١‬تناـ فقد‬ ‫الصبلة ك ٌ‬
‫يتمثٌل يب"‪ .‬أخرجو مسلم‪ :‬كتاب‪ :‬الرؤاي‪ ،‬ابب‪ :‬قوؿ النٌ ي ‪-‬عليو ٌ‬
‫رآ٘ب"‪ ،‬ص‪ ،931 :‬رقم‪ .2266 :‬كعددىا أربع طرؽ كلٌها متقاربةه‪.‬‬
‫ك‪ :‬فعن أيب ىريرة ‪-‬هنع هللا يضر‪ ،-‬قاؿ‪ٝ :‬تعت‬ ‫ابلش ٌ‬
‫كجاءت ركاية "فسَتا٘ب ُب اليقظة" ُب صحيح مسلم لكنٌها ٌ‬
‫الشيطاف يب"‪.‬‬
‫رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص يقوؿ‪":‬من رآ٘ب ُب ا‪١‬تناـ فسَتا٘ب ُب اليقظة‪ ،‬أك لكأٌ‪٪‬تا رآ٘ب ُب اليقظة‪ ،‬ال يتمثٌل ٌ‬
‫فالركاية احملفوظة لي فيها لفظة "فسَتا٘ب ُب اليقظة"‪.‬‬
‫‪٤‬تموؿ على أمرين‪:‬‬‫ٌأما حديث البخارم فهو ه‬
‫يبشرىم‬
‫فالرسوؿ ٌ‬ ‫كحبسوا فلم يركه‪ٌ ،‬‬ ‫‪ -1‬رؤية النٌ ي ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬يقظةن لبعض أصحابو ُب عصره ‪٦‬تٌن ٓب يستطيعوا أف يهاجركا ي‬
‫ٌأّنم سيلقوبو‪.‬‬
‫‪ -3‬من رآل النٌ ي ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ُ -‬ب الدبيا فسَتاه ُب اآلخرة ٔتزيد اختصاص كالقرب منو ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬كالشفاعة لو‪.‬‬
‫‪ -4‬ينظر‪ :‬ينظر‪ :‬ابن حجر‪ ،‬فتح البارم شرح صحيح البخارم‪ ،‬ج‪ ،12 :‬ص‪.385 :‬‬
‫‪ -1‬ينظر‪ :‬األصبها٘ب (ت‪430 :‬ىػ)‪ ،‬حلية األكلياء كطبقات األصفياء‪ ،‬مط‪ :‬السعادة‪ ،‬مصر‪ ،‬ط‪:‬‬
‫(‪1394‬ىػ‪1974/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار الكتاب العريب‪ ،‬بَتكت‪ ،‬ج‪ ،10 :‬ص‪.257 :‬‬

‫‪233‬‬
‫ا‪ٟ‬تديث ك‪٬‬تال ً الفقهاءى‪،‬‬ ‫السنٌة‪ ،‬فمن ٓب يستم ًع‬ ‫ً‬
‫ى‬ ‫لمنا مقيٌ هد ابلكتاب ك ٌ‬
‫كقاؿ أيضا‪":‬ع ي‬
‫ا‪١‬تتأدبُت أفسد من يتٌبعو"‪ ،1‬كقاؿ ىس ٍهل بن عبد هللا التي ٍسًتم‪":‬بينيت أصولينا‬ ‫كأيخ ٍذ أدبو من ٌ‬
‫كف األذل‪ ،‬كاجتناب اآلاثـ‪،‬‬ ‫على ستٌة أشياء‪ :‬كتاب هللا‪ ،‬كسنٌة رسولو‪ ،‬كأكل ا‪ٟ‬تبلؿ‪ ،‬ك ٌ‬
‫‪4‬‬ ‫ً ‪3‬‬ ‫‪2‬‬
‫السنٌة على بفسو قوالن كفعبلن‬ ‫ى ٌ ٌ‬ ‫ر‬‫أم‬ ‫ن‬‫م‬‫‪":‬‬ ‫‪-‬‬ ‫هنع هللا يضر‬‫‪-‬‬ ‫َتم‬‫ا‪ٟ‬ت‬ ‫عثماف‬ ‫أبو‬ ‫كقاؿ‬ ‫‪،‬‬ ‫كأداء ا‪ٟ‬تقوؽ"‬
‫بطق اب‪ٟ‬تكمة‪ ،‬كمن ٌأمر ا‪٢‬تول على بفسو بطق ابلبدعة"‪ ،5‬قاؿ بعضهم‪ :‬كىو أف أيٌبى أبمر ال‬
‫غَته‪ٍ ،‬بٌ قاؿ‪ :‬قاؿ هللا تعأب ﭽ ﭡ‬ ‫الشريعة كاف خَتان أك ى‬ ‫كجو لو‪ ،‬كال دليل ًمن صاحب ٌ‬
‫ﭢ ﭣﭤ ﭼ [النٌور‪ ،]54 :‬كقاؿ أبو العباس ابن‪ 6‬عطاء هللا‪-7‬هنع هللا يضر‪":-‬من ألزـ بفسو‬

‫الصادؽ‪ ،‬تح‪ :‬الصادؽ الغراي٘ب‪ ،‬ط‪2006(1:‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار ابن حزـ‪ ،‬بَتكت‪،‬‬
‫‪ -1‬أ‪ٛ‬تد ٌزركؽ الفاسي‪ ،‬ع ٌدة املرَد ٌ‬
‫علمنىا ىذا‬
‫هتدل بو ُب ىذا األمر‪ ،‬أل ٌف ى‬
‫الرسالة القشَتية‪":‬من ٓب ٭تفظ القرآف كٓب يكتب ا‪ٟ‬تديث ال يي ى‬
‫ص‪ .36 :‬كُب ٌ‬
‫السنٌة"‪ .‬ينظر‪ :‬القشَتم (ت‪465 :‬ىػ)‪ ،‬الرسالة القشَتَة‪ ،‬تح‪ :‬عبد ا‪ٟ‬تليم ‪٤‬تمود‪( ،‬د ت ط)‪ ،‬مط‪:‬‬ ‫مقيٌ هد ابلكتاب ك ٌ‬
‫دار ا‪١‬تعارؼ‪ ،‬القاىرة‪ .‬ج‪ ،1:‬ص‪.79 :‬‬
‫‪ -2‬أبو بعيم‪ ،‬حلية األكلياء‪ ،‬ج‪ ،10 :‬ص‪.1 :‬‬
‫‪ُ -3‬ب ج‪ :‬ا‪ٞ‬تربم‪ .‬كالصواب ما أثبت‪.‬‬
‫ً‬
‫الرازم‪ ،‬كشاه بن شجاع الكرما٘ب‪،‬‬
‫م‪ ،‬صحب ٭تي بن معاد ٌ‬ ‫‪ -4‬ال ًَتم‪ :‬أبو عثماف ا‪ٟ‬تَتم النيسابورم‪ ،‬أصلو من ٌ‬
‫الر ٌ‬
‫فزكجو ابنتو كأخذ عنو طريقتو‪ ،‬مات ر‪ٛ‬تو هللا سنة‪298 :‬ىػ‪ ،‬بنيسابور‪.‬‬
‫ٍب رحل إٔب بيسابور قاصدان أاب حفص ا‪ٟ‬ت ٌداد‪ٌ ،‬‬
‫ينظر‪ :‬الشعرا٘ب‪ ،‬الطبقات الُربل‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪.158 :‬‬
‫الرسالة القشَتَة‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪.81 :‬‬
‫‪ -5‬القشَتم‪ٌ ،‬‬
‫‪ُ -6‬ب ج‪ :‬بن‪ .‬األلف ساقطة‪.‬‬
‫السُندرم‪ :‬الشيخ اتج الدين ابن عطاء هللا ٌ‬
‫السكندرم ‪-‬هنع هللا يضر‪ ،-‬تلميذ الشيخ ايقوت‪ ،‬كقبلو تلميذ‬ ‫‪ -7‬ابن عطاء هللا ٌ‬
‫الشيخ أيب العباس ا‪١‬ترسي‪ ،‬كاف ينفع النٌاس إبشارتو‪ ،‬كلكبلمو حبلكة ُب النفوس كجبللة‪ .‬لو تصابيف منها‪ :‬لطائف ا‪١‬تنن‬
‫ُب مناقب الشيخ أيب العباس كشيخو أيب ا‪ٟ‬تسن‪ ،‬ا‪ٟ‬تكم العطائية على لساف أىل الطريقة‪ .‬توُب سنة‪707 :‬ق‪ .‬كقربه‬
‫ابلقرافة يزار‪ .‬ينظر‪ :‬ابن حجر العسقبل٘ب(ت‪852 :‬ىػ)‪ ،‬الدرر الُامنة يف أعياف املائة الثامنة‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪.324 :‬‬
‫الشعرا٘ب‪ ،‬الطبقات الُربل‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪ .41 :‬الداككدم‪ ،‬طبقات املفسرَن‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪.78 :‬‬

‫‪234‬‬
‫السنٌة ٌبور هللا قلبو بنور ا‪١‬تعرفة‪ ،‬كال مقاـ أشرؼ من متابعة ا‪ٟ‬تبيب‬ ‫آداب ٌ‬
‫‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ُ -‬ب أفعالو كأمره كأقوالو كأخبلقو"‪.1‬‬

‫‪ٚ -1‬تاؿ الدين أبو الفرج عبد الر‪ٛ‬تن بن علي بن دمحم ا‪ٞ‬توزم (ت‪597 :‬ىػ)‪ ،‬صفة الصفوة‪ ،‬تح‪ :‬أ‪ٛ‬تد بن علي‪ ،‬ط‪:‬‬
‫(‪1421‬ىػ‪2000/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار ا‪ٟ‬تديث‪ ،‬القاىرة‪ ،‬مصر‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪ .533 :‬أ‪ٛ‬تد ٌزركؽ الفاسي‪ ،‬ع ٌدة املرَد‬
‫الصادؽ‪ ،‬ص‪.34 :‬‬
‫ٌ‬

‫‪235‬‬
‫‪1‬‬
‫الرسوؿ‬
‫ٌ‬ ‫باع‬‫ٌ‬‫ت‬ ‫اب‬ ‫ال‬
‫ٌ‬ ‫إ‬ ‫تعأب‬ ‫هللا‬ ‫يق‬
‫ر‬ ‫ط‬ ‫على‬ ‫دليل‬ ‫‪":‬ال‬ ‫كقاؿ أبو ‪ٛ‬تزة البغدادم‬
‫‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ُ-‬ب أقوالو كأفعالو كأحوالو"‪ ،2‬كقاؿ أبو سليماف ال ٌدارا٘ب‪":3‬إبٌو لتقع النٌكتة من كبلـ‬
‫‪6‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬
‫الشبلي‬
‫كسئل ٌ‬ ‫ي‬ ‫‪،‬‬ ‫"‬ ‫ة‬‫ٌ‬‫ن‬ ‫الس‬
‫ٌ‬ ‫ك‬ ‫الكتاب‬ ‫؛‬ ‫القوـ ُب قل ي فأقوؿ‪ :‬ال أقبلك إالٌ بشاىدين عدلُت‬
‫االقتداء برسوؿ ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ ،-‬كقاؿ تعأب ﭽﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅﮆ‬ ‫عن التٌصوؼ فقاؿ‪":‬ىو ً‬
‫ٌ‬
‫ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋﮌ ﭼ [يوسف‪.7"]108 :‬‬

‫السقطي‪ ،‬ككاف‬
‫السرم َّ‬ ‫‪ -1‬أبو محزة البغدادم‪ :‬أبو ‪ٛ‬تزة ٌ‬
‫‪٤‬تمد بن إبراىيم البغدادم البىػَّزار ‪-‬ر‪ٛ‬تو هللا تعأب‪ -‬صحب ٌ‬
‫فقيهان عا‪١‬تا ابلقرآف‪ ،‬كاف اإلماـ أ‪ٛ‬تد إذا جرل ُب ‪٣‬تلسو شيءه من كبلـ القوـ يقوؿ أليب ‪ٛ‬تزة‪ :‬ما تقوؿ ُب ىذا‬
‫السلمي (ت‪412 :‬ىػ)‪ ،‬طبقات الصوفية‪ ،‬ص‪ .227 :‬ابن‬ ‫ايصوُب‪ .‬مات سنة‪289 :‬ق‪ .‬ينظر‪ :‬أبو عبد الر‪ٛ‬تن ٌ‬
‫لشعرا٘ب‪ ،‬الطبقات الُربل‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪.180 :‬‬
‫عساكر (ت‪571 :‬ىػ)‪ ،‬اترَخ دمشق‪ ،‬ج‪ ،51 :‬ص‪ .255 :‬ا ٌ‬
‫‪ -2‬ابن قيم ا‪ٞ‬توزية (ت‪751 :‬ىػ)‪ ،‬مفتاح دار السعادة كمنشور كاَة العلم كاإلرادة‪( ،‬د ت ط)‪ ،‬مط‪ :‬دار الكتب‬
‫الصادؽ‪ ،‬ص‪.34 :‬‬
‫العلمية‪ ،‬بَتكت‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪ .160 :‬أ‪ٛ‬تد زركؽ الفاسي‪ ،‬ع ٌدة املرَد ٌ‬
‫مشهور‪ ،‬من أىل‬
‫ه‬ ‫العٍن ًسي الذحجي أبو سليماف‪ ،‬زاى هد‬
‫‪ -3‬أبو سليماف ال ٌداراين‪ :‬ىو عبد الر‪ٛ‬تن بن أ‪ٛ‬تد بن عطية ى‬
‫الشاـ‪ ،‬كتوُب هبا سنة‪215 :‬ىػ‪ .‬الزركلي‪ ،‬األعالـ‪ ،‬ج‪:‬‬
‫دارٌاي بغوطة دمشق‪ ،‬رحل إٔب بغداد كأقاـ هبا م ٌد نة ٍبٌ عاد إٔب ٌ‬
‫‪ ،3‬ص‪.293 :‬‬
‫‪ -4‬ج‪ :‬عدؿ‪.‬‬
‫السلمي‪ ،‬طبقات الصوفية‪ ،‬بلفظ "رٔتٌا يقع ُب‬
‫‪ -5‬ابن كثَت‪ ،‬البداَة كالنهاَة‪ ،‬ج‪ ،10 :‬ص‪ .279 :‬أبو عبد الر‪ٛ‬تن ٌ‬
‫قل ي النكتة"‪ ،‬ص‪.78 :‬‬
‫الشبلي‪ ،‬كلد ُب سامراء (إحدل ا‪١‬تدف العراقية)‪ ،‬خراسا٘ب األصل‪،‬‬ ‫شبلي‪ :‬أبو بكر يدلىف بن جعفر بن يوب‬ ‫‪ -6‬ال ٌ‬
‫بغدادم ا‪١‬تولد كا‪١‬تنشأ‪ ،‬صحب أاب القاسم ا‪ٞ‬تنيد‪ ،‬عاش سبعان ك‪ٙ‬تابُت سنة‪ ،‬توُب سنة‪334 :‬ق‪ .‬ينظر‪ :‬الذى ي‪ ،‬أعالـ‬
‫لشعرا٘ب‪ ،‬الطبقات الُربل‪ ،‬ج‪ ،1:‬ص‪.188 :‬‬
‫النبالء‪ ،‬ج‪ ،11 :‬ص ‪ . 544 :‬ا ٌ‬
‫الصادؽ‪ ،‬ص‪.48 :‬‬
‫‪ -7‬ينظر‪ :‬أ‪ٛ‬تد زركؽ الفاسي‪ ،‬ع ٌدة املرَد ٌ‬

‫‪236‬‬
‫و‬
‫عماية‬ ‫أصل من أصولو‪ ،‬كأ ٌف من أخذ األمور رمايةن‪ُ 1‬ب‬
‫فتبُت أ ٌف التٌبصر ُب ال ٌدين ه‬
‫" ٌ‬
‫للشارع‪ ،‬لك ًن النٌ ي‬
‫اس ثبلثةه‪:‬‬ ‫فلي ٔتتٌبع ٌ‬

‫كتبصره ُب أخذ ا‪١‬تسائل‪ ،2‬يطلب الدليل كإف ٓب يكن ‪٣‬تتهدان‪.‬‬


‫‪ -0‬عامله متم ٌُ هن‪ٌ :‬‬
‫تبصر ُب‬
‫يصح اتٌباعو إالٌ ‪١‬تن ٌ‬
‫العامة كالعلماء فبل ٌ‬ ‫ط‪ُ :‬ب األمر بُت ٌ‬ ‫كمتوس ه‬
‫ٌ‬ ‫‪-1‬‬
‫الشريعة أ ٌف ىذا ‪٦‬تٌن ييقتدل بو‪ٍ ،‬ب ال أيخذ منو‬
‫شأبو‪ ،‬كأكجب لو ما عيلم من ٌ‬
‫و‬
‫ألحد أف يتع ٌدل علمو‪،‬‬ ‫الشريعة؛ إذ ال ‪٬‬توز‬
‫ما أيابه ما علمو من قواعد ٌ‬
‫ﭽﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵﭼ [اإلسراء‪.]36 :‬‬
‫شك ُب حقيقتو من تقول هللا كذكره‪،‬‬ ‫كعامي‪ :‬كح ٌقو أف يقف مع ما ال يي ٌ‬
‫ٌ‬ ‫‪-2‬‬
‫كمتبلعب بو‪،‬‬
‫ه‬ ‫ئ بدينو‬
‫يشك فيها‪ ،‬كإالٌ فهو مستهز ه‬
‫ا‪ٞ‬تادة اليت ال ٌ‬
‫كالعمل على ٌ‬
‫فاعلم ذلك‪.‬‬
‫أم شيء يكوف ؟ بسأؿ هللا‬
‫كإف ٓب يكن الفتح فيما جاء عن هللا كرسولو ففي ٌ‬
‫السبلمة"‪.3‬‬
‫ٌ‬

‫‪ُ -1‬ب ج‪ :‬رماية ساقطة‪.‬‬


‫الصواب ما أثبت‪.‬‬
‫‪ -2‬كرد ُب األصل‪ :‬ال ٌسائل‪ٌ .‬‬
‫الصادؽ‪ ،‬ص‪.48 :‬‬
‫‪ -3‬أ‪ٛ‬تد زركؽ الفاسي‪ ،‬ع ٌدة املرَد ٌ‬

‫‪237‬‬
‫‪1‬‬
‫اضح‪ ،‬كال ٌداعي قد أ‪ٝ‬تع‪ ،‬فما التٌحَت‬
‫يق ك ه‬‫الئح‪ ،‬كالطر ي‬
‫ليل ه‬
‫ي‬ ‫د‬
‫ٌ‬ ‫‪":‬ال‬ ‫كقاؿ أ‪ٛ‬تد بن خضركيو‬
‫بعد ىذا إالٌ من العمى"‪ ،2‬كقاؿ ابن عطاء هللا ُب ًح ىك ًمو‪":‬ال يٮتاؼ عليك أف تلتب الطٌرؽ‬
‫عليك‪ ،‬كإٌ‪٪‬تا يٮتاؼ عليك من غلبة ا‪٢‬تول عليك"‪ ،3‬كقاؿ أيضان‪٘":‬ت ٌكن حبلكة ا‪٢‬تول من‬
‫‪4‬‬
‫أيسر من زكاؿ ا‪٢‬تول إذا‬
‫ي‬ ‫ابألظافَت‬ ‫ا‪ٞ‬تباؿ‬ ‫ت‬
‫ي‬ ‫‪٨‬ت‬
‫ٍ‬ ‫ى‬ ‫بعضهم‪":‬‬ ‫كقاؿ‬ ‫‪،‬‬ ‫القلب ىو ال ٌداء العضاؿ"‬
‫٘ت ٌكن‪ ،‬قاؿ هللا تعأب‪:‬ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭼ[ا‪ٞ‬تاثية‪ ،]22 :‬ﭽ ﮧ ﮨ ﮩ‬
‫مرةن ىاتفان يقوؿ‪:6‬‬ ‫ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰﭼ[النور‪ ، "]40 :‬كقاؿ العارؼ ٌ‬
‫‪5‬‬
‫الشعرا٘ب‪":‬كقد ‪ٝ‬تعت ٌ‬
‫أتعرؼ معٌت قولو تعأب‪:‬ﭽﮟﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﭼ[البقرة‪ ،]166:‬فقلت‪ :‬هللا‬
‫كيتربأ كل‬ ‫و‬
‫ب ي يوـ القيامة ‪٦‬تٌن ىش َّق على ٌأمتو بشيء ٓب أتت بو شريعتيو‪ٌ ،‬‬‫يتربأ كل وٌ‬
‫أعلم‪ .‬فقاؿ‪ٌ :‬‬
‫و‬
‫‪٣‬تتهد ‪٦‬تٌن كلٌد بعقلو كفهمو أموران ٓب يصر ٌح ىو هبا ٍبٌ أضافها إٔب مذىبو"‪ .7‬ابتهى‪.‬‬
‫ود يوـ القيامة ‪ 8‬أف ٓب يكن ىكلَّ ىده حياءن من رسوؿ‬‫ٍب قاؿ‪":‬فكل من ىكلَّ ىد بعقلو يحكمان يى ٌ‬
‫الشريعة من طريق ً‬
‫االستنباط شيئان يى يشق‬ ‫هللا ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ٍ ،-‬بٌ إبٌو يقاؿ ‪١‬تن زاد على أحكاـ صريح ٌ‬
‫‪9‬‬
‫كجل‪ ،‬فيقاؿ لو‪:‬‬
‫ٌ ٌ‬ ‫عز‬ ‫هلل‬ ‫بة‬
‫ر‬ ‫الق‬ ‫ال‬
‫ٌ‬ ‫إ‬ ‫يقوؿ‪:‬‬ ‫أف‬ ‫أردت بذلك ؟ فبل يى ىسعيوي إالٌ‬
‫على النٌاس‪ :‬ما ى‬

‫‪ -1‬أمحد بن خضركَو‪ :‬أبو حامد أ‪ٛ‬تد بن ا‪٠‬تضر‪ ،‬ا‪١‬تعركؼ اببن خضركيو البلخي شيخ خرساف‪ ،‬صحب حا٘تا‬
‫األصم‪ ،‬كرحل إٔب أيب زيد البسطامي كزار أاب حفص ا‪ٟ‬تداد توُب سنة‪240 :‬ىػ‪ .‬ينظر‪ :‬الكربل الشعرا٘ب‪ ،‬الطبقات‬
‫ٌ‬
‫الُربل‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪ .149 :‬أيب بعيم‪ ،‬حلية األكلياء‪ ،‬ج‪ ،10 :‬ص‪.42 :‬‬
‫‪ -2‬أبو عبد الر‪ٛ‬تن السلمي‪ ،‬طبقات الصوفية‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪ .97 :‬بلفظ‪":‬الطريق كاضح‪ ،‬كا‪ٟ‬تق الئح"‪.‬‬
‫‪ -3‬ينظر‪ :‬ابن عطاء هللا السكندرم‪ ،‬منت الُم العطائية‪ ،‬ط‪2010(1 :‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬بيت ا‪ٟ‬تكمة للنشر كالتوزيع‪ ،‬ص‪:‬‬
‫السابعة بعد ا‪١‬تائة‪.‬‬
‫‪ .30‬ا‪ٟ‬تكمة ٌ‬
‫‪ -4‬ينظر‪ :‬ابن عطاء هللا السكندرم‪ ،‬منت الُم العطائية‪ ،‬ص‪ .50 :‬ا‪ٟ‬تكمة‪ :‬الثٌالثة بعد ا‪١‬تائتُت‪.‬‬
‫الصادؽ‪ ،‬ص‪.46 :‬‬
‫‪ -5‬أ‪ٛ‬تد زركؽ الفاسي‪ ،‬ع ٌدة املرَد ٌ‬
‫‪ُ -6‬ب س‪ :‬يقوؿ‪ .‬ساقطة‪.‬‬
‫‪ -7‬الشعرا٘ب‪ ،‬كشف الغمة عن مجيع األ ٌمة‪ ،‬تح‪ :‬دمحم عبد القادر شاىُت‪( ،‬د ت طػ)‪ ،‬مط‪ :‬دار الكتب العلمية‪،‬‬
‫بَتكت‪ ،‬لبناف‪ ،‬ص‪.11 :‬‬
‫‪ُ -8‬ب ج‪ :‬القيمة‪ .‬إبسقاط األلف‪.‬‬
‫‪ -9‬سقط من ‪ٚ‬تيع النسخ‪ :‬إالٌ‪ .‬كما أثبت كرد ُب ا‪١‬تصدر ا‪١‬تنقوؿ منو‪.‬‬

‫‪238‬‬
‫السنٌة؛‬ ‫يح‬‫ر‬ ‫ص‬ ‫على‬ ‫اد‬
‫ز‬ ‫ما‬ ‫على‬ ‫د‬‫ه‬ ‫عب‬ ‫عاف‬ ‫ي‬ ‫ال‬ ‫و‬‫ٌ‬‫ب‬ ‫أ‬ ‫على‬ ‫‪،‬‬‫بتداع‬ ‫االتٌباع ال ً‬
‫اال‬ ‫ىي حاصلةه ب ىق ىدـ‪ً 1‬‬
‫ٌ‬ ‫ي‬
‫أل ٌف هللا تعأب ٓب يكن يتك ٌفل اب‪١‬تعوبة إالٌ ‪١‬تن ىو ٖتت أمره الذم شرعو صر٭تان على لساف‬
‫ا‪١‬تطهرة بو‪ ،‬فبل‬
‫الشريعة ٌ‬
‫صرح ٌ‬ ‫بكل ما ٓب تي ٌ‬
‫رسولو‪ٍ ،‬ب قاؿ‪ :‬كأعتقد أ ٌف اإلبساف لو تىػىرىؾ العمل ٌ‬
‫األمة‪ ،‬فيحرـ ىخرقيو فهو ملحق‬ ‫ً‬
‫حرج عليو كال لوـ ُب ال ٌدبيا كال ُب اآلخرة إالٌ أف يٍٕتم ىع عليو ٌ‬
‫ﭽﭮ ﭯ ﭰﭼ[النساء‪]115 :‬‬ ‫الشريعة‪ ،‬قاؿ تعأب‪:‬‬
‫صرحت بو ٌ‬
‫بوجوب العمل ٔتا ٌ‬
‫اآلية "‪.2‬ابتهى‪.‬‬
‫ظبلـ‪ ،‬كال يكوف أح هد ‪٦‬تَّن‬
‫الشارع ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬فهو ه‬ ‫كقاؿ قبلو‪":‬فكل طر ويق ٓب ٯتش فيو ٌ‬
‫العطٍ ً‬
‫ب؛ ألبٌو ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬ىو اإلماـ كىو النٌور‪ ،‬كا‪١‬تأموـ‬ ‫ً‬ ‫و‬
‫السبلمة‪ ،‬كعدـ ى‬ ‫مشى فيو على يقُت من ٌ‬
‫إذا خرج عن اتٌباع إمامو‪ ،‬كتع ٌدل ما ح ٌده لو مشى ُب الظٌبلـ بًىق ٍد ًر بيعده عن شعاع بور‬
‫أئمة ا‪١‬تذاىب كلٌهم بوران ًصرفان ال إشكاؿ فيو؛ لقرهبم من رسوؿ هللا‬ ‫إمامو‪ ،‬ك‪٢‬تذا ٕتد كبلـ ٌ‬
‫‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ٓ -‬تبلؼ كبلـ غَتىم‪ ،‬ك‪٢‬تذا ا‪١‬تعٌت أشار رسوؿ هللا‪- 3‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬بقولو‪":‬رحم هللا ٍامرءان ‪ٝ‬تع‬
‫شرعتيو أك ب ٍقص‬ ‫ما‬ ‫على‬ ‫مقاليت فوعاىا‪ ،‬فأداىا كما ‪ٝ‬تعها"‪4‬؛ يعٍت حرفان ْترؼ من غَت زايدةو‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬

‫‪ُ -1‬ب س‪ :‬بتقدـ‪ .‬كالصواب ما أثبت‪.‬‬


‫الغمة عن مجيع األ ٌمة‪ ،‬ص‪.11 :‬‬
‫‪ -2‬الشعرا٘ب‪ ،‬كشف ٌ‬
‫‪ -3‬سقطت من ج‪ :‬رسوؿ هللا‪.‬‬
‫مطوالن ك‪٥‬تتصران‪ ،‬كما كرد ُب ا‪١‬تنت أخرجو ا‪٠‬تطيب البغدادم(ت‪463:‬ىػ)‪.‬‬ ‫و‬ ‫و‬ ‫و‬
‫‪ -4‬ا‪ٟ‬تديث كرد بصي وغ ‪٥‬تتلفة كألفاظ متع ٌددة ٌ‬
‫البغدادم(ت‪463:‬ىػ)‪ُ .‬ب ابب‪ :‬ذكر الركاية عمن أجاز النقصاف من ا‪ٟ‬تديث كٓب ‪٬‬تز الزايدة فيو‪ .‬ينظر‪ :‬ا‪٠‬تطيب‬
‫البغدادم (ت‪463 :‬ىػ)‪ ،‬الُفاَة يف علم الركاَة‪ ،‬تح‪ :‬أبو عبدهللا السورقي‪( ،‬د ت ط)‪ ،‬مط‪ :‬ا‪١‬تكتبة العلمية‪ ،‬ا‪١‬تدينة‬
‫ا‪١‬تنورة‪ ،‬ص‪.191 :‬‬
‫يخر‪ :‬أبو داكد‪ :‬كتاب‪ :‬العلم‪ ،‬ابب‪ :‬فضل بشر العلم‪ ،‬ج‪ ،3 :‬ص‪ .322 :‬رقم‪.3660 :‬‬ ‫كأخرجو أبلفاظ أ ى‬
‫السماع‪ ،‬ج‪ ،5 :‬ص‪ .33 :‬رقم‪:‬‬ ‫ا‪ٟ‬تث على تبليغ ٌ‬
‫الًتمذم‪ :‬كتاب‪ :‬العلم عن رسوؿ هللا ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ ،-‬ابب‪ :‬ما جاء ُب ٌ‬
‫‪ .2656‬كالنسائي ُب "الكربل"‪ :‬كتاب‪ :‬العلم‪ ،‬ابب‪ :‬ا‪ٟ‬تث على إببلغ العلم‪ ،‬ج‪ ،5 :‬ص‪ .363 :‬رقم‪.5816 :‬‬
‫اَّللي امىرأن ‪ٝ‬تع منَّا حديثنا‬
‫ابن ماجو‪ :‬كتاب‪ :‬ا‪١‬تق ٌدمة‪ ،‬ابب‪ :‬من بلٌغ علمان‪ ،‬ص‪ ،59 :‬رقم‪ .236 :‬كلفظ الًتمذم‪":‬بىضىَّر َّ‬
‫فقو لي بفق ًيو"‪ .‬كقاؿ‪":‬حديث زيد بن اثبت‬ ‫حامل و‬
‫ب ً‬ ‫كر َّ‬ ‫ًو‬
‫ب حامل ف ٍقو إٔب من ىو أفقوي منوي‪ ،‬ي‬ ‫فحفظو ح َّىت ييؤديىو‪ ،‬يفر ٌ‬
‫حديث حسن"‪.‬‬

‫‪241‬‬
‫االبتداع كالزايدة عن التٌشريع‪ ،‬فما فاز هبذه ال ٌدعوة من رسوؿ‬ ‫ب ٍقص عنو‪ ،‬فىس َّد‪- 1‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬ابب ً‬
‫ى‬
‫هللا ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ ،-‬كإبرث علمو حقيقةن إالٌ طائفةي احمل ٌدثُت الذين اعتنوا بضبط أفعالو ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪-‬‬
‫بصيب‪،‬‬
‫ه‬ ‫ابلر‪ٛ‬تة ا‪١‬تذكورة‬
‫ابلسند‪ ،‬ك ٌأما غَتيىم فلي لو من ال ٌدعاء ٌ‬ ‫كيرككف عنو أحاديثىو ٌ‬ ‫كأقوالو‪ ،‬ي‬
‫االستنباط‬ ‫كلي لو من إرث علم رسوؿ هللا ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬إالٌ بًىق ٍد ًر ما علًم من السنٌة الصر٭تة ال ً‬
‫ٌ ٌ‬ ‫ى‬
‫كالرأم‪ .‬قاؿ‪ :‬ككاف أبو داكد يقوؿ‪":‬بىػلىغنا أ ٌف اإلماـ أ‪ٛ‬تد ىمكث عي ٍمىره كلَّو ٓب أيكل البطيخ‪،‬‬
‫فقيل لو ُب ذلك‪ ،‬فقاؿ‪ٓ":‬ب يبلغٍت كيف كاف رسوؿ هللا ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬أيكليو"‪ .2‬ابتهى‪.‬‬
‫ثبل‪ٙ‬تائة من "الفتوحات" ما‬ ‫كقاؿ الشيخ األكرب ُب الباب الثالث عشر بعد ً‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫رسوؿ هللا‪ ،‬كما فاز هبذه‬ ‫رسوؿ‪ً 3‬‬ ‫الرسالة‪ ،‬ك‪٢‬تذا قيل ُب معاذ كغ ًَته ي‬ ‫بصو‪":‬كللوراثة ٌّ‬
‫حظ من ٌ‬ ‫ٌ‬
‫الرسل إالٌ احمل ٌدثوف الذين يى يرككف األحاديث ابألسابيد ا‪١‬تتٌصلة‬ ‫ا‪١‬ترتبة ك٭تشر يوـ القيامة مع ٌ‬
‫الرسالة كىم بقلةي الوحي‪ ،‬كىم كرثة‬ ‫ظ ُب ٌ‬ ‫كل ٌأم وة‪ ،‬فلهم ح ٌ‬
‫السبلـ‪ُ -‬ب ٌ‬ ‫ابلرسوؿ ‪-‬عليو ٌ‬ ‫ٌ‬
‫‪4‬‬
‫بصيب ُب ركاية ا‪ٟ‬تديث فليست ‪٢‬تم ىذه‬ ‫ه‬ ‫األببياء ُب التٌبليغ‪ ،‬كالفقهاءي إذا ٓب يكن ‪٢‬تم‬
‫اسم العلماء إالٌ على‬
‫عامة النٌاس‪ ،‬كال ييطلق ي‬ ‫الرسل بل ٭تشركف ُب ٌ‬ ‫ال ٌدرجة‪ ،‬كال ٭تشركف مع ٌ‬
‫أىل اآلخرة ىمن ٓب يكن من‬‫اد ك ي‬ ‫ىاد كالعبٌ ي‬
‫الز ي‬
‫ئمة على ا‪ٟ‬تقيقة‪ ،‬ككذلك ٌ‬ ‫أىل ا‪ٟ‬تديث‪ ،‬كىم األ ٌ‬
‫الرسل‬‫كم الفقهاء‪ ،‬كال يتميٌزكف ُب ال ًوراثة كال ي٭تشركف مع ٌ‬
‫كموي يح ى‬‫أىل ا‪ٟ‬تديث منهم كاف يح ي‬
‫الصا‪ٟ‬تة ال غَت‪ ،‬كما أ ٌف الفقهاء أىل‬ ‫بل ي٭تشركف مع عموـ النٌاس‪ ،‬كيتميٌزكف عنهم أبعما‪٢‬تم ٌ‬
‫الصا‪ٟ‬تُت ‪٦‬تٌن كاف لو حديث مع النٌ ي‬ ‫ً‬
‫العامة‪ ،‬كمن كاف من ٌ‬ ‫االجتهاد يتميٌزكف بعلمهم عن َّ‬
‫شر معو يوـ القيامة‪ ،‬ككاف‬ ‫‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ُ -‬ب كشفو‪ً ،‬‬
‫الشهود كأخذ عنو يح ى‬ ‫كصحبىو ُب ىعا ىٓب الكشف ك ٌ‬

‫فسر‪ ،‬ك ُب ج‪ :‬فف ‪ .‬كالصواب ما أثبت؛ ‪١‬توافقتو للمعٌت‪.‬‬


‫‪ُ -1‬ب األصل‪ٌ :‬‬
‫الغمة عن مجيع األ ٌمة‪ ،‬ص‪ .11 :‬كىذه ا‪ٟ‬تكاية ال ٌ‬
‫تصح عن اإلماـ أ‪ٛ‬تد؛ جاء عن صاّب ابن‬ ‫لشعرا٘ب‪ ،‬كشف ٌ‬
‫‪ -2‬ا ٌ‬
‫اإلماـ أ‪ٛ‬تد أ ٌف أابه كاف أيكل البطيخ ‪،‬كما أسند ذلك ابن ا‪ٞ‬توزم عن صاّب بن أ‪ٛ‬تد‪ .‬ينظر‪ٚ :‬تاؿ الدين أبو الفرج‬
‫عبد الر‪ٛ‬تن بن علي بن دمحم ا‪ٞ‬توزم (ت‪597 :‬ىػ)‪ ،‬مناقب اإلماـ أمحد‪ ،‬تح‪ :‬عبد هللا بن عبد احملسن الًتكي‪ ،‬ط‪:‬‬
‫‪1409(2‬ىػ)‪ ،‬مط‪ :‬دار ىجر‪ ،‬ص‪.338 :‬‬
‫الصواب؛ لوركدىا ُب "الفتوحات ا‪١‬تكيٌة"‪.‬‬
‫‪ -3‬سقط من األصل‪ :‬رسوؿ‪ .‬كأثبتت ُب‪ :‬س‪ .‬كىو ٌ‬
‫‪ -4‬كرد ُب األصل عبارة‪":‬فليست ‪٢‬تم ُب ىذه‪ ،"...‬كما أثبت كرد ُب س‪ .‬كىو ا‪١‬توافق ‪١‬تا ُب "الفتوحات"‪.‬‬

‫‪240‬‬
‫من الصحابة الذين صحبوه ُب أشرؼ موط ون كعلى أىسٌت و‬
‫حالة‪ ،‬كمن ٓب يكن لو ىذا الكشف‬ ‫ٍ‬ ‫ٌ‬
‫فلي منهم‪ ،‬كال يلحق هبذه ال ٌدرجة صاحب النٌ ًوـ كال يسمى ً‬
‫صاحبان كلو رآه ُب كل و‬
‫مناـ‬ ‫ٌ‬ ‫ي ٌ‬ ‫ي‬ ‫ي ي‬
‫صحح لو من األحاديث ما كقع فيو‬
‫ظ ىك ٍشفان ٮتاطبو‪ ،‬كأيخذ عنو كيي ٌ‬
‫حىت يراه كىو مستيق ه‬
‫ٌ‬
‫‪1‬‬
‫الطٌعن من جهة طريقها‪. "...‬‬

‫ٍبٌ قاؿ‪":‬قاؿ تعأبﭽ ﯸ ﯹﯺ ﯻ ﯼﯽ ﭼ [البقرة‪ ،]282 :‬كىذا ىو ح ٌ‬


‫ظ‬
‫ريب بشرع‬
‫فيقربو سيٌ يده بل يقوؿ‪ :‬أخرب٘ب ٌ‬
‫قي من عباده ٌ‬ ‫تعليم ا‪١‬تتٌ ى‬ ‫ال ًوىراثة من النٌبوة أف ٌ‬
‫يتؤب هللا ى‬
‫اتبع ُب ا‪ٟ‬تي ٍك ًم‪ ،‬فهم الذين‬ ‫ً‬ ‫و‬
‫ببيٌو الذم تعبٌ ىده بو‪ ،‬أخذه ‪٦‬تَّن أكحى بو إليو‪ ،‬فهو عاؿ ُب العلم ه‬
‫ألّنم اشًتكوا معهم ُب األخذ‬ ‫السبلـ‪ُ -‬ب ىذه ا‪ٟ‬تالة؛ ٌ‬ ‫ليسوا أبببياءى يغبطهم األببياء ‪-‬عليهم ٌ‬
‫عن هللا‪ ،‬ككاف أخذ ىذه الطٌائفة عن هللا بعد التٌقول ٔتا عملوا عليو ‪٦‬تا جاءىم بو ىذا‬
‫الرسل‪ ،‬كٖتت‬‫الرسوؿ‪ ،‬فهم كإف كابوا هبذه ا‪١‬تثابة كأبتج ‪٢‬تم تقواىم األخذ عن هللا ُب موازين ٌ‬ ‫ٌ‬
‫ا‪ٟ‬تق دائمان على أصل‬ ‫ً‬
‫ىحٍيطتهم كُب دائرهتم‪ ،‬ككقع االغتباط ُب كوّنم ٓب يكوبوا رسبلن فبقوا مع ٌ‬
‫أرفع مقامان‬ ‫سل‬ ‫الر‬ ‫كابت‬ ‫كإف‬ ‫‪3‬‬
‫احتهم‬
‫ر‬ ‫ل‬ ‫ط‬ ‫ب‬ ‫الغ‬ ‫كقع‬ ‫ىنا‬ ‫فمن‬ ‫‪،‬‬ ‫بل‬ ‫أص‬ ‫ة‬ ‫‪2‬‬ ‫و‬
‫ٌ ي ى‬ ‫ي‬ ‫ٍ‬‫ى‬ ‫ن‬ ‫عبودية ٓب تشبهها ٌ‬
‫بوبي‬
‫ر‬
‫الرسل ُب ذلك‬‫منهم‪ ،‬أالٌ تراىم يوـ القيامة ال ٭تزّنم الفزع األكرب كال يداخلهم خوؼ البتٌة‪ ،‬ك ٌ‬
‫اليوـ ُب غاية من ش ٌدة ا‪٠‬توؼ على أ‪٦‬تهم ال على أبفسهم‪ ،‬كاألمم ُب ا‪٠‬توؼ على أبفسهم‪،‬‬
‫الر‪ٛ‬تن كفدا"‪.4‬‬
‫فإّنم حشركا إٔب ٌ‬ ‫كىؤالء ُب ذلك اليوـ ال أثر للخوؼ عندىم ٌ‬
‫مثل ىذا النٌور‪ ،‬كدعا إٔب هللا على بصَتة إٔب‬ ‫ٍبٌ قاؿ‪":‬ككذلك ىمن أخذ عن النٌبوة ى‬
‫طريقتهم‪ ،‬فذلك‪ 5‬ال ٌدعاء كالنٌور الذم يدعو بو ىو بور اإلمداد ال النٌور الذم اقتبسو من‬
‫‪6‬‬
‫الرسوؿ‪ ،‬فيقاؿ‪ :‬عبد هللا‪ ،‬كىو ال ٌداعي إٔب هللا عن‬
‫السراج‪ ،‬فلينتسب إٔب هللا ُب ذلك ال إٔب ٌ‬
‫ٌ‬

‫‪ -1‬ابن عريب‪ ،‬الفتوحات املُيٌة‪ ،‬ج‪ ،3 :‬ص‪.50 :‬‬


‫‪ُ -2‬ب س‪ :‬تشبو‪ .‬كُب ج‪ :‬تشبها‪.‬‬
‫صحح من "الفتوحات"‪.‬‬ ‫ً‬
‫‪ -3‬كرد ُب األصل‪ :‬ىلراجيهم‪ .‬كما أثبت ٌ‬
‫‪ -4‬ابن عريب‪ ،‬الفتوحات املُية‪ ،‬ج‪ ،3 :‬ص‪.51 :‬‬
‫‪ُ -5‬ب ج‪ :‬ابلكاؼ بدؿ الفاء كذلك‪ .‬كالصواب ما أثبت‪.‬‬
‫الصواب ما أثبت‪.‬‬
‫‪ُ -6‬ب س‪ :‬ال ٌداعي‪ .‬ك ٌ‬

‫‪241‬‬
‫عن أمر هللا بواسطة رسوؿ هللا‪ْ ،‬تكم األصل ال ْتكم ما فتح هللا بو عليو ُب قلبو من العلوـ‬
‫الرسوؿ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬من القرآف كاألخبار‪ ،‬ال أ ٌف ىذا‬ ‫و ً‬
‫اإل‪٢‬تية اليت ىي فىػٍت يح عُت فىه ىمو ‪١‬تا جاء بو ٌ‬
‫ً‬
‫الكتاب العزي ًز‪ٓ ،‬ب يكن غَتيه يعرؼ أ ٌف ذلك‬ ‫جديد‪ ،‬كإٌ‪٪‬تا أيٌب بفه وم و‬
‫جديد ُب‬ ‫الوٕب أيٌب بشروع و‬
‫ى‬
‫الفهم كىو علم أيضان‪ ،‬فإ ٍف‬
‫العلم كلنا ي‬ ‫فللرسوؿ ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬ي‬
‫ا‪١‬تعٌت ُب ذلك ا‪ٟ‬ترؼ ا‪١‬تتلو أك ا‪١‬تنقوؿ‪ٌ ،‬‬
‫كقفت على أسرار إالىيٌة‪ ،1‬كعلمت مرتبة عباد‬ ‫قت ‪-‬اي أخي‪ -‬ما أكردانه ُب ىذا الباب ى‬ ‫ح ٌق ى‬
‫هللا الذين ىم هبذه ا‪١‬تثابة أين ينتهي هبم‪ ،‬كمع من ىم كعن من أيخذكف‪ ،‬كمن يناجوف‪ ،‬كإٔب‬
‫من يستندكف‪ ،‬كأين تكوف مرتبتيهم ُب ال ٌدار اآلخرة‪ ،‬كىل ‪٢‬تم ًشركةه ُب ا‪١‬ترتبة ُب ال ٌدار اآلخرة‬
‫فأما ُب ال ٌدبيا فليسوا أبببياءى‪ ،‬فإ ٌّنم‬ ‫ً‬
‫كما كاف ‪٢‬تم ىنا شركةه ُب النٌورية كاإلمداد اإل‪٢‬تي أـ ال ؟‪ٌ ،‬‬
‫عن األببياء أخذكا طريقتىهم"‪.2‬‬
‫كقاؿ ُب الباب الثامن عشر بعد ً‬
‫الثبل‪ٙ‬تائة‪":‬فما ىٍبٌ شارعه إالٌ هللا تعأب؛ قاؿ هللا تعأب‬ ‫ٌ‬
‫السبلـ‪-‬ﭽ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰﯱﭼ [النساء‪ ]105:‬كٓب يقل لو ٔتا ىرأىيٍ ى‬
‫ت‪،‬‬ ‫لنبيٌو ‪-‬عليو ٌ‬
‫حرـ على بفسو ابليمُت ُب قضيٌة عائشة كحفصة‪ 3‬فقاؿ‬ ‫بل عاتبو سبحابو كتعأب لػ َّما َّ‬
‫تعأب‪:‬ﭽﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘﭙ ﭚ ﭛ ﭜﭝ ﭞ ﭟ ﭠﭼ [التحر‪ٙ‬ب‪ ،]01:‬فكاف‬
‫يدلٌك أ ٌف قولو تعأب ﭽ ﯮ ﯯ ﯰﯱﭼ [النساء‪ ]105:‬أبٌو ما ي ً‬
‫وحي بو‬ ‫بفسو‪ ،‬فهذا ي‬
‫ي‬ ‫ىذا ‪٦‬تا أ ىىرتٍو ي‬
‫ً ً‬
‫كل‬
‫أم النٌ ي‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬أكٔب من رأم ٌ‬ ‫ابلرأم لكاف ر ي‬
‫ين ٌ‬‫هللا ال ما يراه من رأٍيو‪ ،‬فلو كاف ىذا ال ٌد ي‬
‫و‬ ‫ً‬
‫ٔتعصوـ‪،‬‬ ‫بفسو فكيف ىرأٍم من لي‬ ‫ذم رأ وم‪ ،‬فإذا كاف ىذا حاؿ النٌ ي ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬فيما أىىرتٍو ي‬
‫فدؿ أ ٌف االجتهاد الذم ذكره رسوؿ هللا ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬إٌ‪٪‬تا ىو‬ ‫كمن ا‪٠‬تطأ أقرب إليو من اإلصابة‪ٌ ،‬‬
‫ُب طلب ال ٌدليل على تعيُت ا‪ٟ‬تكم ُب ا‪١‬تسألة الواقعة ال ُب تشريع حك وم ُب النٌازلة؛ فإ ٌف ذلك‬

‫الصواب ما أثبت؛ لوركده ُب "الفتوحات"‪.‬‬


‫‪ُ -1‬ب ‪ٚ‬تيع النسخ‪ :‬أسرار اإلىية‪ .‬ك ٌ‬
‫‪ -2‬ابن عريب‪ ،‬الفتوحات املُية‪ ،‬ج‪ ،3 :‬ص‪.52 :‬‬
‫ً‬
‫ك‪ ،‬ج‪ ،3 :‬ص‪ .403 :‬رقم‪ .5267 :‬مسلم‪:‬‬
‫اَّللي لى ى‬ ‫‪ -3‬أخرجو‪ :‬البخارم‪ :‬كتاب‪ :‬الطبلؽ‪ ،‬ابب‪ٓ :‬بى يٖتىًٌريـ ما أ ى‬
‫ىح َّل َّ‬
‫حرـ امرأتو كٓب ينو الطبلؽ‪ ،‬ص‪ .591 :‬رقم‪.1474 :‬‬ ‫كتاب‪ :‬الطبلؽ‪ ،‬ابب‪ :‬كجوب الكفارة على من ٌ‬

‫‪242‬‬
‫الوىاب األ ٍىزدم اإلسكندرم‪ٔ 1‬ت ٌكة سنة تسع‬
‫شرعه ٓب ىأي ىذف بو هللا‪ ،‬كلقد أخرب٘ب القاضي عبد ٌ‬
‫أيت؟ قاؿ‪:‬‬
‫الصا‪ٟ‬تُت بعد موتو ُب ا‪١‬تناـ فسألتو‪ :‬ما ر ى‬
‫كتسعُت ك‪ٜ‬تسمائة قاؿ‪ :‬رأيت رجبلن من ٌ‬
‫الكتب‬
‫ي‬ ‫فذكر أشياءى منها؛ قاؿ‪ :‬كلقد رأيت يكتيبان موضوعةن كيكتبان مرفوعةن‪ ،‬فسألت ما ىذه‬
‫الكتب ا‪١‬توضوعةي ؟ فقيل ٕب‪ :‬ىذه‬ ‫فقلت‪ :‬كما ىذه‬ ‫ً‬
‫ي‬ ‫كتب ا‪ٟ‬تديث‪ ،‬ي‬‫ا‪١‬ترفوعةي ؟ فقيل ٕب‪ :‬ىذه ي‬
‫األمر فيو ش ٌدةه‪...‬اْب ما قاؿ"‪.2‬‬
‫أصحاهبا‪ ،‬فرأيت ى‬
‫ي‬ ‫سأؿ عنها‬
‫حىت يي ى‬
‫الرأم‪ٌ ،‬‬ ‫كتب ٌ‬
‫ي‬
‫‪3‬‬
‫اب‪ ،‬كال‬
‫ى‬ ‫و‬ ‫الص‬
‫ٌ‬ ‫ك‬ ‫ا‪ٟ‬تق‬
‫َّ‬ ‫عرؼ‬‫ي‬
‫ى‬ ‫عليو‬ ‫ا‪١‬تفتوح‬
‫ى‬ ‫الوٕب‬
‫ى‬ ‫ف‬
‫ٌ‬ ‫أ‬ ‫اعلم‬
‫ك‬ ‫"‬ ‫و‪:‬‬‫بص‬
‫ٌ‬ ‫ما‬ ‫كقاؿ ُب "اإلبريز"‬
‫كبلـ‬ ‫ً‬ ‫‪4‬‬
‫يتقيٌد ٔتذىب‪ "...‬إٔب أف قاؿ‪":‬كقد كقع لبعض أكابر الفقهاء من أشياخنا ‪-‬مهنع هللا يضر‪ -‬ه‬
‫ً ‪5‬‬
‫مودٌب‬
‫أردت بصيحتىك؛ حملبٌيت فيك‪ ،‬ك٘تاـ ٌ‬ ‫إ٘ب ي‬ ‫ىمعي ُب ىذا ا‪١‬تعٌت‪ ،‬فقاؿ ٕب يومان‪ :‬اي فبلف ٌ‬
‫الرأس كالعُت‪ .‬فقاؿ ٕب ‪-‬هنع هللا يضر‪ :-‬إ ٌف النٌاس على‬
‫فقلت‪ :‬اي سيٌدم يحبٌان كىكرامةن كعلى ٌ‬
‫إليك‪ .‬ي‬
‫جل علمت كش ىفو ككاليتىو‪ ،‬النٌاس فيو على ً‬
‫االبتقاد‬ ‫طىىرؼ كأبت كحدؾ على طىىرؼ ُب ىر و‬
‫ى‬
‫ا‪ٟ‬تق‪ .‬كذكر كبلمان من ىذا ا‪١‬تعٌت ىذه‬ ‫ً‬
‫كأبت على االعتقاد‪ ،‬كمن احملياؿ أف تكوف كحدؾ على ٌ‬
‫عما أذكره لك‪ ،‬فإف أجبتٍت عنو‬ ‫فقلت‪ :‬اي سيٌدم‪ :‬من ٘تاـ بصيحتك ٕب أف ٕتيبٍت ٌ‬ ‫ٍزبٍدتو‪ ،‬ي‬
‫٘تٌت النٌصيحة‪ ،‬ككاف أجرؾ على هللا‪ .‬فقاؿ ٕب ‪-‬هنع هللا يضر‪ :-‬اذكر ما شئت‪ ،‬فقلت اي سيٌدم‪:‬‬
‫ً‬
‫حىت ظهر لكم ما عليو النٌاس‬ ‫كبلمو كتباحثتم معو ُب أم ور من األمور ٌ‬‫جل ك‪ٝ‬تعتم ى‬ ‫أىلىقيتم ٌ‬
‫الر ى‬

‫‪ -1‬القاضي عبد الوىاب األى ٍزدم‪ :‬عبد الوىاب بن ظافر بن علي بن فتوح بن ا‪ٟ‬تسُت بن إبراىيم‪ ،‬اإلسكندرم‬
‫ا‪١‬تتوَب سنة‪648 :‬ىػ‪ .‬ينظر‪ :‬الذى ي‪ ،‬اترَخ اإلسالـ ككايت املشاىَت ىكاألعالـ‪ ،‬ج‪ ،14 :‬ص‪٤ .604 :‬تيي‬
‫ا‪١‬تالكي‪ٌ ،‬‬
‫الدين بن العريب‪ ،‬شرح رسالة ركح القدس يف حماسبة النفس؛ ‪ٚ‬تع‪٤ :‬تمود الغراب‪ ،‬ط‪1994(2 :‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬بضر‪،‬‬
‫بَتكت‪ ،‬لبناف‪ ،‬ص‪٤ .101 :‬تيي الدين بن العريب‪ ،‬رسالة املبشرات املنامية‪ ،‬مط‪ :‬بضر‪ ،‬بَتكت‪ ،‬لبناف‪ ،‬ص‪.111 :‬‬
‫‪ -2‬ابن عريب‪ ،‬الفتوحات املُية‪ ،‬ج‪ ،3 :‬ص‪.69 :‬‬
‫جلماسي الفاسي ا‪١‬تالكي‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫‪ -3‬ال ٌذىب اإلبرَز من كالـ سيٌدم عبد العزَز‪ :‬أتليف أ‪ٛ‬تد بن ا‪١‬تبارؾ ٌ‬
‫الس‬
‫كضمنو طرفان من سَتتو‪ ،‬كبعض الفوائد‪ ،‬كما يتعلٌق ابلكرامات‪ .‬ينظر‪ :‬إ‪ٝ‬تاعيل ابشا‪ ،‬إَضاح املُنوف‬
‫(ت‪1156:‬ىػ)‪ٌ .‬‬
‫يف الذَل علي كشف الظٌنوف‪( ،‬د ت ط)‪ ،‬مط‪ :‬دار إحياء الًتاث العريب‪ ،‬بَتكت‪ ،‬لبناف‪ ،‬ج‪ ،3 :‬ص‪.544 :‬‬
‫جلماسي‪ ،‬ال ٌذىب اإلبرَز من كالـ سيٌدم عبد العزَز‪ ،‬ط‪2002(3 :‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار الكتب‬
‫ٌ‬ ‫الس‬
‫‪ - 4‬ابن ا‪١‬تبارؾ ٌ‬
‫العلميٌة‪ ،‬بَتكت‪ ،‬لبناف‪ ،‬ص‪. 325 :‬‬
‫‪ُ -5‬ب س‪ :‬مضى‪ .‬ك الصواب ما أثبت؛ لوركده ُب "اإلبريز"‪.‬‬

‫‪243‬‬
‫ت ا‪ٟ‬تياء كا‪ٟ‬تشمة ‪١‬تا بيٍت‬ ‫فقلت لو ‪-‬كقد طىىر ٍح ي‬
‫فيو؟ فقاؿ ٕب‪ :‬ما لقيتو قط كال رأيتو أصبلن‪ ،‬ي‬
‫الصواب‪ ،‬كطلبتم‬ ‫ا‪١‬تودة‪ :-‬اي سيٌدم ما ظهر ٕب فيكم إالٌ أبٌكم عكستم ٌ‬ ‫كبينو من األلفة ك ٌ‬
‫ك‪،‬‬ ‫ابلش ٌ‬
‫اليقُت ُب ابب الظٌن الذم ال ٯتكن فيو اليقُت‪ ،‬كاكتفيتم ُب ابب اليقُت ابلظٌ ٌن‪ ،‬بل ٌ‬
‫بل ابإلفك كالباطل‪ ،‬فقاؿ ٕب ‪-‬هنع هللا يضر‪ :-‬فى ًٌس ٍر ٕب مر ىادؾ هبذا الكبلـ‪ .‬فقلت‪ :‬إبٌكم إذا أخذًب‬
‫ا‪١‬تدكبة" أك "تبصرة"‪ 1‬اللٌخمي‪ 2‬أك "بياف"‪ 3‬ابن رشد‬ ‫ً‬
‫ُب تدري الفقو‪ ،‬كبيقل لكم كبلـ عن " ٌ‬
‫أك "جواىر" ابن شاس ك‪٨‬توىا من دكاكين الفقو‪ ،‬كأمكنكم مراجعة ىذه األصوؿ‪ ،‬فإبٌكم ال‬
‫حىت تنظركىا أببفسكم‪ ،‬كلو كابت الواسطة مثل‪ :‬ابن مرزكؽ‪ 4‬كا‪ٟ‬تطٌاب‬ ‫تثقوف بنقل الواسطة ٌ‬
‫حىت ٓب تكتفوا فيو بنقل العدكؿ‬ ‫كالتوضيح ك‪٨‬توىم فهذا ابب الظٌ ٌن ككأبٌكم تطلبوف فيو اليقُت؛ ٌ‬
‫اليقُت فيو أبدان‪ ،‬كإٌ‪٪‬تا عارضتم ظنٌان‬ ‫ً‬
‫حىت ابشرًب األمر أببفسكم‪ ،‬كال ٯتكنكم ي‬ ‫الثٌقات األثبات ٌ‬
‫الصواب من جهة قرب زماّنا‬ ‫أقرب إٔب ٌ‬
‫السابقة ي‬ ‫أضعف منو‪ ،‬فإ ٌف بػى ٍق ىل الواسطة ٌ‬
‫ى‬ ‫أقول ٌو‬
‫بظن‬
‫يب‪ ،‬كمن جهة أ ٌف الن ىسخ اليت عند‬ ‫فإّنم أقرب إليهم منٌا ببل ر و‬ ‫الستٌة‪ٌ ،‬‬
‫إٔب مؤلٌفي الكتب ٌ‬
‫الركاايت‪ ،‬ك ٌأما ‪٨‬تن فبل ركايةى عندان فيها‪ ،‬كال‬ ‫و‬
‫الواسطة من ىذا األصوؿ مركيةه بطريق من طرؽ ٌ‬
‫بيس ىخ صحيحة منها‪ ،‬فمن ا‪ٞ‬تائز أف تكوف بيسختيكم منها زادت أك بقصت‪ ،‬فبأم يق و‬
‫ُت ترد‬ ‫ٌ‬ ‫ى‬
‫بقل ا‪ٟ‬تطٌاب عنها مع كجود ىذين األمرين فيو كفقد‪٫‬تا فيك‪ ،‬ك ٌأما أبٌكم اكتفيتم ابلظٌ ٌن ُب‬

‫‪ -1‬التٌبصرة يف فقو املالُية‪ :‬أليب ا‪ٟ‬تسن على بن أ‪ٛ‬تد بن عبد هللا الباجي اللخمي األبدلسي ا‪١‬تالكي (ت‪:‬‬
‫‪462‬ق)ػ‪ .‬ينظر‪ :‬إ‪ٝ‬تاعيل ابشا‪ ،‬إَضاح املُنوف‪ ،‬ج‪ ،3 :‬ص‪.222 :‬‬
‫الربعي أبو ا‪ٟ‬تسن ا‪١‬تعركؼ ابللخمي‪ ،‬فقيو مالكي‪ ،‬لو معرفة ُب األدب كا‪ٟ‬تديث‪ ،‬صنٌف‬ ‫‪ -2‬اللٌخمي‪ :‬علي بن دمحم ٌ‬
‫ا‪١‬تدكبة ُب فقو ا‪١‬تالكية ‪ٝ‬تٌاه التٌبصرة (ت‪478:‬ىػ)‪ .‬ينظر‪ :‬الزركلي‪ ،‬األعالـ‪،‬‬
‫كتبان مفيدة؛ من أحسنها‪ :‬تعليق كبَت على ٌ‬
‫ج‪ ،4 :‬ص‪.328 :‬‬
‫شرح كالتٌوجيو كالتٌعليل يف مسائل املستخرجة‪ :‬أليب الوليد دمحم بن أ‪ٛ‬تد بن رشد ا‪ٞ‬ت ٌد‪،‬‬
‫‪ -3‬البياف كالتٌحصيل كال ٌ‬
‫شرح فيو العتبية حملمد العت ي القرط ي (ت‪255 :‬ىػ)‪ .‬ينظر‪ :‬مقدمة البياف كالتٌحصيل البن رشد القرط ي (ت‪520 :‬ق)‪،‬‬
‫تح‪ :‬دمحم حجي‪ ،‬ط‪1988(2 :‬ـ) ‪ ،‬مط‪ :‬دار الغرب اإلسبلمي‪ ،‬بَتكت‪ ،‬لبناف‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪.26 :‬‬
‫‪ -4‬ابن مرزكؽ‪ :‬أبو عبد هللا مش ال ٌدين دمحم بن أ‪ٛ‬تد بن مرزكؽ التٌلمسا٘ب ٌ‬
‫الشهَت اب‪٠‬تطيب‪ ،‬بيتو بيت علم كدراية‬
‫يتمو‪ .‬توُب‬
‫كدين ككالية‪ ،‬لو تصابيف ع ٌدة منها‪ :‬شرح العمدة ُب ا‪ٟ‬تديث‪ ،‬شرح الشفا بتعريف حقوؽ ا‪١‬تصطفى كلكن ٓب ٌ‬
‫سنة‪781 :‬ق‪ .‬ينظر‪ :‬التنبكيت‪ ،‬نيل اابتهاج بتطرَز الدَباج‪ ،‬ص‪ .450 :‬دمحم ابن ‪٥‬تلوؼ‪ ،‬شجرة النٌور الزكية‪ ،‬ج‪:‬‬
‫‪ ،1‬ص‪.342 :‬‬

‫‪244‬‬
‫حىت حضر‬ ‫موجود ٌ‬
‫ه‬ ‫جل الذم بلىغىك عنو ما بلىغىك‬
‫الر ى‬
‫ابب اليقُت الذم ٯتكن فيو‪ ،‬فإ ٌف ىذا ٌ‬
‫معك ُب ا‪١‬تدينة لي بينك كبينو مسافةه‪ ،‬كمعرفتيوي سعادةه ال شقاءى بعدىا إف كفق هللا حملبٌتو‬
‫‪1‬‬
‫فًتجع‪،‬‬
‫ى‬ ‫تنتقد‬
‫ى‬ ‫أك‬ ‫‪،‬‬ ‫بح‬
‫فتسعد كتر ى‬
‫ى‬ ‫تعتقد‬
‫حىت ى‬ ‫كإلقاء القياد إليو‪ ،‬كقد أمكنك الوصوؿ إليو ٌ‬
‫الشك من قلبك‪.‬‬‫ك٭تصل لك اليقُت أبحد أمرين‪ ،‬كتزكؿ ظلمةى ٌ‬
‫الراجح الذم بىػ ٍفعو ‪٤‬ت ٌق هق‪ ،‬كصاحبو موفٌ هق‬
‫ٍب إبٌك قنىعت ُب ىذا األمر الرابح‪ ،‬كا‪٠‬تَت ٌ‬
‫بنقل ال ىف ىس ىق ًة كال ىك ىذبىة‪ ،‬ككاف من عادتك أبٌك ال ت ٍقنىع ُب ابب الظٌ ٌن كالنٌفع القليل بنقل‬
‫جريت على ذلك ُب ىذا الباب الذم ىو‬ ‫حىت تباشر األمر بنفسك‪ ،‬فهبلَّ ٌ‬
‫الثٌقات األثبات ٌ‬
‫ابب اليقُت كالنٌفع الذم ىو سعادةه ‪٤‬تضةه‪ ،‬ألي ىذا منكم ‪-‬رضي هللا عنكم‪ -‬عكسان‬
‫علي‬
‫اب عن ىذا أبدان‪ ،‬كا ٍش ىهد َّ‬‫اب‪ٟ‬تجة‪ ،‬كهللا ال ٯتكنٍت ا‪ٞ‬تو ي‬
‫للصواب؟ فقاؿ ‪-‬هنع هللا يضر‪ :-‬قطعتٍت ٌ‬
‫ٌ‬
‫للشيخ ا‪١‬تذكور‪ :‬إف كاف كال ب ٌد لكم من التٌقليد فقلٌد٘ب‬ ‫كجل‪ٍ ،‬بٌ قلت ٌ‬
‫عز ٌ‬ ‫اتئب هلل ٌ‬
‫أب٘ب ه‬
‫ٌ‬
‫ألمرين‪:‬‬
‫أحدذنا‪ :‬أبٌك تعلم بصَتٌب ُب األشياء‪.‬‬
‫علمت منو ما ٓب‬
‫ي‬ ‫حىت‬
‫سنُت كثَتة ٌ‬
‫ا‪١‬تذكور ى‬‫ى‬ ‫جل‬
‫الر ى‬
‫خالطت ٌ‬
‫ي‬ ‫اثنيهما‪ :‬أبٌك تعلم ٌ‬
‫أ٘ب‬
‫يعلمو غَتم‪ ،‬ك ٌأما ىؤالء ال ىك ىذبىةي ال ىف ىس ىقةي فأكثرىم ٓب يقلٌد‪ 2‬مثلكم‪ ،‬كإٌ‪٪‬تا اعتمادىم على‬
‫التٌسامع الذم ال أصل لو‪ ،‬كسببو ا‪ٟ‬ترماف كا‪٠‬تذالف‪ ،‬بسأؿ هللا التوفيق ٔتنٌو كفضلو‪ ،‬فقاؿ‬
‫‪-‬هنع هللا يضر‪ :-‬ما بقي ما تقوؿ ٕب شيءه آخر‪ٍ .‬ب لقيٍت فقيوه آخر من أشياخ الفقيو ا‪١‬تتق ٌدـ‪ 3‬فقاؿ‬
‫لكل منازوع‪ٍ ،‬بٌ التفت إٔب الفقيو ا‪١‬تذكور فقاؿ‪ :‬أٓب‬ ‫حجةن قاطعةن ٌ‬ ‫ٕب‪ :‬ذى ىكر ٕب عنكم فبل هف ٌ‬
‫ظهران‪،‬‬ ‫ً‬
‫قطعت ى‬
‫ى‬ ‫الكبلـ‬ ‫ٗترب٘ب أ ٌف فبلانن قاؿ لك‪ :‬كيت ككيت‪ ،‬فقاؿ‪ :‬بعم‪ٍ ،‬ب قاالى ىمعان‪ :‬هبذا‬
‫أس الطىبىػ ىقة من أىل العصر‪ْ ،‬تيث إ ٌّنما ال ‪٬‬تاريهما أح هد ُب‬ ‫قلت‪ :‬كىذاف الفقيهاف ‪٫‬تا ر ي‬ ‫ي‬
‫كقتهما‪ ،‬ك ٌأما من دكّنما من أىل اإلبكار فأكثرىم يعتمدكف على التٌسامع الذم ال أصل لو‬

‫‪ٓ -1‬ب يرد ُب األصل‪ :‬كتربح‪.‬‬


‫‪ -2‬كرد ُب األصل‪ٓ :‬ب يلقو‪ .‬كالصواب ما أثبت؛ لوركده ُب "اإلبريز"‪.‬‬
‫الصواب ما أثبت؛ لوركده ُب "اإلبريز"‪.‬‬
‫‪ُ -3‬ب ج‪ :‬ا‪١‬تذكور‪ .‬ك ٌ‬

‫‪245‬‬
‫كما سبق‪ ،‬كأكيسهم الذم يعتمد ُب إبكاره على قولو‪ :‬كنٌا بعرؼ سيٌدم فبلانن كٓب يكن‬
‫الزىىر ألوا هف‪ ،‬ﭽ ﮦ‬
‫الرجل ا‪١‬تن ىكر عليو ٓب يكن كسيٌدم فبلف‪ ،‬كٓب يدر أ ٌف ٌ‬
‫ىكذا‪ ،‬يعٍت أ ٌف ٌ‬
‫ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﮲﮳ ﮴ ﮵ ﮶ ﮷‬
‫الربيع‪،‬‬ ‫﮸ ﮹ ﭼ[الرعد‪ ،]4 :‬كقد دخلت مع ٌ‬
‫الشيخ ‪-‬هنع هللا يضر‪ -‬إٔب بستاف ُب فصل ٌ‬
‫اختبلؼ‬
‫ى‬ ‫إٕب كقاؿ‪ :‬من أراد أف يعرؼ‬ ‫فنظر إٔب اختبلؼ أزىاره كأبواره ساعةن‪ٍ ،‬بٌ رفع رأسو ٌ‬
‫اب كحبلكهتم ُب قلوب‬ ‫ىدل كصو و‬ ‫األكلياء كتبايػينىهم ُب ا‪١‬تقامات كاألحواؿ مع كوّنم على ن‬
‫النٌاس‪ ،‬فلينظر إٔب اختبلؼ ىذه األبوار كاألزىار مع حبلكهتا ُب القلوب فإف كاف قولو‪ :‬إ ٌف‬
‫حجر‬
‫الوٕب الذم عرفو فقد َّ‬
‫سيٌدم فبلف الذم عرفناه ٓب يكن ىكذا‪ ،‬حصر ر‪ٛ‬تة هللا ُب ٌ‬
‫‪٤‬تمدان‪ ،‬كال ترحم معنا‬
‫ا‪١‬تسجد‪":‬اللهم ار‪ٛ‬تٍت كارحم ٌ‬
‫ٌ‬ ‫كاسعان‪ ،‬ك‪١‬تا قاؿ األعرايب الذم ابؿ ُب‬
‫حجرت كاسعا"‪.1‬‬‫أحدان"‪ ،‬قاؿ لو النٌ ي ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪":-‬لقد ٌ‬
‫الوٕب الذم عرفو‪ ،‬فقد‬ ‫و‬
‫مثل ٌ‬
‫ى‬ ‫ال‬
‫ٌ‬ ‫إ‬ ‫يكوف‬ ‫ال‬ ‫مرحوـ‬ ‫كل‬
‫كإف كاف قولو ذلك ظنٌان منو أ ٌف َّ‬
‫الزـ ُب‬ ‫ً‬ ‫و‬
‫شىت‪ ،‬كأيضان فهو مشًتؾ اإللزاـ؛ فإ ٌف ىذا االعًتاض ه‬ ‫أصناؼ َّ‬ ‫سبق ٌأّنم ‪-‬مهنع هللا يضر‪ -‬على‬
‫الوٕب الذم كاف قبلو‪ ،‬فإ ٌف اعًتض على الثٌالث أببٌو لي‬
‫مثل ٌ‬ ‫الوٕب الذم عرفو‪ ،‬فإبٌو ٓب يكن ى‬ ‫ٌ‬
‫األكؿ‪ ،‬كإٌ‪٪‬تا أطلت الكبلـ ُب ىذا الباب كذكرت‬ ‫مثل الثٌا٘ب اعًتض على الثٌا٘ب أببٌو لي مثل ٌ‬
‫ىذه ا‪١‬تناظرة اليت كقعت لنا مع الفقهاء ‪-‬مهنع هللا يضر‪ -‬حرصان على كصوؿ ا‪٠‬تَت إٔب طائفة الفقهاء‬
‫السادات األبرار األخيٌار‬‫فإّنم ابتلوا ابإلبكار على ٌ‬‫كطلبة العلم ك‪٤‬تبٌة فيهم كبصيحة ‪٢‬تم‪ٌ ،‬‬
‫األطهار‪ُ 2‬ب سائر القركف كاألعصار‪ ،‬كُب ‪ٚ‬تيع البوادم كالقرل كاألمصار‪ ،‬كإبكارىم ال ٮترج‬
‫كأتمل ما سطٌرانه فيو رجع‬ ‫ً‬
‫عن ىذا الذم ذكرانه ُب ىذا الباب‪ ،‬فمن كاف منهم يمٍنصفان ٌ‬
‫أتعرض ‪١‬تناظرة الفقهاء ُب ىذا الباب‬ ‫الصواب‪ ،‬ككثَتان ما كنت ٌ‬ ‫ا‪ٟ‬تق‪ ،‬كالح لو كجو ٌ‬ ‫كظهر لو ٌ‬

‫‪ -1‬أخرجو البخارم‪ :‬كتاب‪ :‬األدب‪ ،‬ابب‪ :‬ر‪ٛ‬تة الناس كالبهائم‪ ،‬ج‪ ،4 :‬ص‪ .93 :‬رقم‪.6010 :‬‬
‫‪ٓ -2‬ب يرد ُب س‪ :‬األطهار‪.‬‬

‫‪246‬‬
‫و‬
‫مٍت ٌأّنم يعتمدكف ُب إبكارىم على أموور صحيحة‪ٌ ،‬‬
‫فلما اختربهتم كجدت األمر على ما‬ ‫ظنٌان ٌ‬
‫كصفت لك"‪.1‬‬
‫أبيب‪،‬‬
‫لت كإليو ي‬ ‫خَت إالٌ خَتيه‪ ،‬عليو توٌك ي‬
‫رب غَتيه كال ى‬
‫الصواب‪ ،‬ال َّ‬
‫كهللا ا‪٢‬تادم إٔب ٌ‬
‫بصحبتو‪ ،‬كبلغوا كماؿ‬
‫‪٤‬تمد كآلو كأصحابو الذين انلوا ذيرل اجملد ي‬
‫كصلٌى هللا على سيٌدان ٌ‬
‫الشرؼ برؤيتو‪.‬‬
‫الكرـ ك ٌ‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫كجل أف ٭تشران ُب كفدىم إليو‪ ،‬كأف يينيلنا ‪٦‬تٌا أعدَّه ‪٢‬تم ىلديٍو‪ ،‬إبٌو كر‪ٙ‬به‬
‫بسأؿ هللا عز ٌ‬
‫عظيم‪.2‬‬
‫حليم ه‬
‫رحيم ه‬
‫ه‬

‫جلماسي‪ ،‬اإلبرَز‪ ،‬ص‪.327 :‬‬


‫ٌ‬ ‫الس‬
‫‪ -1‬ابن ا‪١‬تبارؾ ٌ‬
‫‪ -2‬كتب انسخ األصل ُب آخرىا‪":‬كتبو العبد ا‪ٟ‬تقَت الذليل إٔب هللا الكر‪ٙ‬ب ا‪ٞ‬تليل عبد القادر بن عبد هللا بن الشارؼ‬
‫ابن العمرم بن عودة بن علي بن مقطيط بن ا‪ٞ‬تيبل٘ب بن ع ٌدة بن عبد القادر بن عبد هللا بن ا‪٠‬تطٌاب ‪...‬اْب‪ُ ،‬ب شهر‬
‫ا‪١‬توَب ثبلث كعشرين منو ُب زاكية األستاذ األعظم كا‪١‬تبلذ األفخم سيٌدم دمحم ا‪١‬تهدم‬‫ا‪١‬تغفرة رمضاف‪ ،‬ك٘تامو يوـ االثنُت ٌ‬
‫السنوسي ا‪٠‬تطايب ا‪ٟ‬تسٍت اإلدريسي ‪-‬مهنع هللا يضر ‪ -‬كأرضاىم‬
‫ابن سي ٌدم السيٌد دمحم بن سيٌدم السيٌد علي بن سيٌدم السيٌد ٌ‬
‫عنٌا ٔتنٌو ككرمو‪ .‬ءامُت‪ .‬كذلك سنة إحدل ك‪ٙ‬تابوف كمائتُت كألف"‪.‬‬

‫‪247‬‬
‫خاتمة الدراسة والتحقيق‬

‫ا‪ٟ‬تمد هلل ابتهاء كما ‪ٛ‬تدتو ابتداء على ً‬


‫توفيقو كامتنابًو‪ ،‬كتيسَته أف أعيش ُب رحاب‬ ‫ن‬ ‫ن‬
‫السنوسي ‪-‬ر‪ٛ‬تو هللا‪ ،-‬كبُت جنبات أحد مصنٌفات علم‬ ‫ً ًً‬
‫سَتة كعلم اإلماـ دمحم بن علي ٌ‬
‫أصوؿ الفقو‪ ،‬كبعد ىذه ا‪ٞ‬تولة العلمية من الدراسة كالتحقيق تعن لنا ‪٣‬تموعة من النتائج‬
‫كالتوصيات‪٨ ،‬تاكؿ أف بوجزىا ُب اآلتػي‪:‬‬
‫أكان‪ -‬النتائج‪:‬‬
‫ٌ‬
‫مر الدىور حركةن علميةن‬
‫عامةن على ٌ‬
‫خاصةن‪ ،‬كا‪١‬تغرب ٌ‬
‫‪ -0‬شهدت أرض ا‪ٞ‬تزائر ٌ‬
‫كٖتررىم من التقليد‪.‬‬
‫تدؿ على ببوغهم ٌ‬
‫زاخرةن لفقهاء ع ٌدة ٌ‬
‫للشك أ ٌف ابن السنوسي جهب هذ من جهابذة‬
‫‪ -1‬أثبت البحث ٔتا ال يدع ‪٣‬تاالن ٌ‬
‫ا‪١‬تتحررين الذين اعتمدكا على أدلٌة الكتاب‬
‫العلماء‪ ،‬كفقيوه من فقهاء ا‪١‬تالكية ٌ‬
‫االستنباط ك ً‬
‫االختيارات الفقهية‪ ،‬فلم يكن مالكيان‬ ‫كالسنٌة ابلدرجة األكٔب ُب ً‬
‫ٌ‬
‫مقلٌدان ‪٤‬تضان ُب الفركع بل مالكيان لو اجتهادتو ُب ا‪١‬تذىب؛ إذ أبٌو قد خالف‬
‫ضمنها كتابو "بغية املراصد‬
‫مشهور مذىب مالك ُب عشرة مسائل اليت ٌ‬
‫كخالصة املقاصد"‪ ،‬كذكر بعضها ُب كتابو "إَقاظ الوسناف"‪.‬‬
‫و‬
‫األئمة‬
‫م إماـ من ٌ‬ ‫يبُت ابن السنوسي أبٌو ال ‪٬‬توز ألحد أف يعتقد ُب أ ًٌ‬ ‫‪ٌ -2‬‬
‫جل أك َّ‬
‫دؽ‪.‬‬ ‫و‬
‫الرسوؿ ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ُ -‬ب شيء من سنٌتو‪َّ ،‬‬
‫تعمده ‪٥‬تالفة ٌ‬
‫األجبلٌء ٌ‬
‫خاصةن‬
‫‪ٓ -3‬ب ٗتتلف آراء ابن السنوسي الفقهية أك األصولية ُب معظم كتبو؛ ٌ‬
‫كتاب "بغية املراصد كخالصة املقاصد" ك "إَقاظ الوسناف يف العمل‬
‫ابلدَث كالقرآف"‪.‬‬

‫‪248‬‬
‫ا‪٠‬تاصة‪،‬‬
‫العامة ك ٌ‬
‫البالغ ُب احملافظة على ا‪ٟ‬تياة ٌ‬
‫األثر ى‬‫‪ -0‬إ ٌف للزاكاي السنوسية ى‬
‫كتوجيهها توجيهان سديدان يقوـ ابتداء على إصبلح العقيدة‪ ،‬كإبشاء و‬
‫فرد‬ ‫ن‬
‫و‬
‫متكامل دينيان كثقافيان كاقتصاداين‪.‬‬
‫متنسكان‪ ،‬كٓب يكثر‬
‫اىتم الباحثوف بلو العواـ اببن السنوسي داعيان صوفيان ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫‪-1‬‬
‫هتمان اب‪ٟ‬تديث كمشاركان ُب ع ٌدة علوـ ابلتأليف‪،‬‬ ‫ً‬
‫االىتماـ بو فقيهان أصوليان‪ ،‬يم ٌ‬
‫لعل ىذا ما جعل طريقتو ٘تتاز عن الطرؽ‬ ‫رغم أ ٌف أكثر مصنٌفاتو علميةه‪ٌ ،‬‬
‫يخر‪.‬‬
‫الصوفية األ ى‬
‫‪ -2‬ىناؾ تشابوه ُب كث وَت من ا‪١‬تعا٘ب بل حىت ُب العبارة بُت ابن السنوسي ُب‬
‫كتابو "إَقاظ الوسناف يف العمل ابلدَث كالقرآف" كبُت ابن تيمية ُب كتابو‬
‫األئمة األعالـ" كصاّب بن ٌ‬
‫‪٤‬تمد العيمرم الشهَت ابل يفبلٌ٘ب‬ ‫"رفع املالـ عن ٌ‬
‫يدؿ على‬ ‫دؿ على و‬
‫شيء إٌ‪٪‬تا ٌ‬ ‫ُب كتابو "إَقاظ ذنم أكىل األبصار"‪ ،‬كىذا إف ٌ‬
‫سبب ذلك طوؿ مكثو ُب ا‪ٟ‬تجاز‪.‬‬
‫لعل ى‬ ‫ش ٌدة أتثٌره هبما‪ ،‬ك ٌ‬
‫‪ -3‬حرص ا‪١‬تؤلٌف –ر‪ٛ‬تو هللا‪ -‬على التكثَت من إيراد األدلٌة من القرآف الكر‪ٙ‬ب‬
‫السنٌة النٌبوية الشريفة ُب كثَت من ا‪١‬تواضع‪ ،‬حيث أكرد أكثر من (‪)100‬آية‪،‬‬
‫ك ٌ‬
‫ببواين‪.‬‬
‫ك(‪ )140‬حديثان ٌ‬
‫‪ -4‬ٯتثٌل ىذا التحقيق جاببان من جوابب شخصية ابن السنوسي األصولية على‬
‫كجو ا‪٠‬تصوص كرايدتيو فيو‪ ،‬إالٌ أبٌو ٓب يسلم من بعض ا‪١‬تآخذ‪ ،‬شأبو كشأف‬
‫عمل بشر وٌ‬
‫م‪.‬‬ ‫أم و‬‫ًٌ‬
‫ا‪١‬تهمة اليت كابت ُب عصره‪،‬‬
‫‪ -5‬يكشف لنا كتاب "اإليقاظ" جاببان من ا‪ٞ‬توابب ٌ‬
‫كىو ا‪ٞ‬تابب العلمي ُب أكاخر الوجود العثما٘ب‪ ،‬فا‪ٟ‬تركة العلمية ٓب تتوقٌف‬
‫أبدان‪ ،‬بل كصلت طريقها ُب سبيل تنوير العقوؿ كاألركاح‪.‬‬

‫‪251‬‬
‫‪ -6‬يذكر دمحم بن علي السنوسي ُب خا٘تة كتابو ‪٣‬تموعةن من القواعد اليت ينبٍت‬
‫السنٌة‬
‫عليها التصوؼ الذم ابتخبو‪ ،‬كىذه القواعد مستم ٌدةه من الكتاب ك ٌ‬
‫السنٌة‪ ،‬كال‬
‫كمن أقواؿ علماء ىذا الشأف؛ ككوف التصوؼ مقيٌدان ابلكتاب ك ٌ‬
‫السنٌة‪ ،‬كأ ٌف ال مذىب لو‬
‫ب ٌد من تصرؼ ا‪١‬تريد من شاىدم عدؿ‪ :‬الكتاب ك ٌ‬
‫السلوؾ‪ ،...‬إٔب غَت ما‬
‫ُب ابب الفضائل فقط كما ى‪ٛ‬تىلىو ‪ٚ‬تلةه من علماء ٌ‬
‫ذكره ُب خا٘تة كتابو "اإليقاظ"‪.‬‬
‫اثني ان‪ :‬التوصيات‪:‬‬
‫أم كتاب من كتبو الب ٌد أف‬‫أم موضوع من مواضيع العلم الشرعي أك ٖتقيق ٌ‬ ‫إ ٌف دراسة ٌ‬
‫‪٬‬تٍت الباحث ُب طريقو الفوائد كالنكت كالثمار العلمية النٌفيسة‪٦ ،‬تاٌ يتٌصل ٔتوضوع الدراسة‬
‫ى‬
‫عن كثب‪ ،‬أك ‪٦‬تٌا تصلو بو كشيجة من الوشائج‪ ،‬كإبٌنا أثناء ىذا التجواؿ كالتطواؼ ُب ٖتقيق‬
‫ىذا السفر‪ ،‬كابلضبط ُب ما يتعلٌق بذكر أسباب ا‪٠‬تبلؼ ك ً‬
‫االجتهاد كالتقليد كعلم التزكية‪،‬‬ ‫ٌ‬
‫كتكشفت بعض الزكااي ا‪٠‬تفيٌة من ىذه ا‪١‬تواضع‪ ،‬ارأتينا أف بثبتها‬
‫لفت بظران بعض األفكار‪ٌ ،‬‬
‫ىنا على شكل توصيات قد تكوف شرارة ‪١‬تا ىو قابل من البحوث‪-‬إف شاء هللا تعأب‪ -‬إف‬
‫عند الباحث‪ ،‬كإف عند غَته من ا‪ٟ‬تريصُت على إرفاد ا‪١‬تكتبة الشرعية بدراسات كٖتقيقات‬
‫جادةو كمفيدةو‪.‬‬ ‫و‬
‫كْتوث ٌ‬
‫تفردت ا‪ٟ‬تركة السنوسية عن غَتىا من ا‪ٟ‬تركات اإلصبلحية األخرل ٔتيزات‬ ‫‪ٌ -0‬‬
‫خاص وة هبا؛ لذا ‪٦‬تٌا براه جديران أبف‬ ‫و‬ ‫و‬
‫تنم عن خلفية شرعية ٌ‬
‫كخصائص متع ٌددة‪ٌ ،‬‬
‫جادةو‪ ،‬البحث ُب كنو كحقيقة ا‪ٟ‬تركة السنوسية‬ ‫و و‬
‫يكوف موضوعان لدراسة علمية ٌ‬
‫األمة اإلسبلمية‪.‬‬
‫كمدل أتثَتىا على ٌ‬
‫االىتماـ اببن السنوسي من حيث كوبو فقيهان أصوليان‪ ،‬بعد‬ ‫‪ -1‬ينبغي أف يزداد ً‬
‫ٍت بو مصلحان متصوفان‪ ،‬فتيدرس آراؤه كاختياراتو الفقهية كاألصولية؛ من‬
‫أف عي ى‬
‫ذلك ما يتعلٌق ٔتصطلح ا‪١‬تذىب كالفتول كاالجتهاد كالتقليد كمسألة ا‪٠‬تركج‬

‫‪250‬‬
‫من ا‪١‬تذىب‪ ،...‬كما أبٌو ينبغي أف يعاد ً‬
‫االعتبار إٔب ىذه الشخصية العلمية‬
‫كتراثها الدفُت بعد أف ابغمر بعد شهرةو‪.‬‬
‫‪ -2‬توجيو عناية الباحثُت إٔب خدمة الًتاث الديٍت كالثقاُب ‪١‬تواجهة التحدايت اليت‬
‫ابألمة اإلسبلمية‪.‬‬
‫تعصف ٌ‬
‫‪ّ -3‬نيب بطلبة العلم كا‪١‬تشرفُت على الزاكاي كخزائن ا‪١‬تخطوطات ُب بلدان ا‪ٞ‬تزائر‬
‫خاصةن أف تتكاثف جهودىم ألجل إحياء ىذا النٌور كإعادة تلك ال ٌدرر‬ ‫ٌ‬
‫األمة اإلسبلمية ‪ٚ‬تعاء‪.‬‬
‫النفيسة حىت تنتفع بو ٌ‬

‫‪251‬‬
‫العامة‬
‫ال ػفػ ػهػػارس ٌ‬

‫فهرس اآلايت القرآنية‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫فهرس األحادَث كاآلاثر‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫فهرس األعالـ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫فهرس األماكن كالبلداف‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫فهرس املصطلحات‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫فهرس الشواىد الشعرَة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫فهرس املصادر كاملراجع‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫فهرس املوضوعات‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪252‬‬
‫فهرس اآلايت القرآنية‪.‬‬

‫الصفحة‬ ‫الرقم‬ ‫الس ورة‬


‫ٌ‬ ‫اآلَة‬

‫‪276‬‬ ‫‪66‬‬ ‫البقرة‬ ‫ﭽﮟ ﮠ ﮡ ﮢﭼ‬

‫‪120‬‬ ‫‪134‬‬ ‫البقرة‬ ‫ﭽﯴ ﯵ ﯶ ﯷﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﭼ‬

‫‪313‬‬ ‫‪156‬‬ ‫البقرة‬ ‫ﭽ‪     ‬ﭼ‬

‫‪350‬‬ ‫‪166‬‬ ‫البقرة‬ ‫ﭽﮟﮠﮡﮢﮣﮤﮥﭼ‬

‫‪160‬‬ ‫‪169‬‬ ‫البقرة‬ ‫ﭽ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼﭼ‬

‫‪290‬‬ ‫‪169‬‬ ‫البقرة‬ ‫ﭽ‪      ‬ﭼ‬

‫‪122‬‬ ‫‪185‬‬ ‫البقرة‬ ‫ﭽ‪   ‬ﭼ‬

‫‪144‬‬ ‫‪187‬‬ ‫البقرة‬ ‫ﭽﭽ ﭾ ﭼ‬

‫‪143‬‬ ‫‪213‬‬ ‫البقرة‬ ‫ﭽ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮪﭼ‬

‫‪275‬‬ ‫‪254‬‬ ‫البقرة‬ ‫ﭽﮟ ﮠ ﮡ ﭼ‬

‫‪145‬‬ ‫‪257‬‬ ‫البقرة‬ ‫ﭽﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭼ‬

‫‪271‬‬ ‫‪282‬‬ ‫البقرة‬ ‫ﭽ ﯸ ﯹﯺ ﯻ ﯼﯽ ﭼ‬

‫‪253‬‬
‫‪162‬‬ ‫‪31‬‬ ‫ﭽﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭼ آؿ عمراف‬

‫‪142‬‬ ‫‪103‬‬ ‫ﭽﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭼ آؿ عمراف‬

‫‪142‬‬ ‫‪105‬‬ ‫آؿ عمراف‬ ‫ﭽﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﭼ‬

‫‪162‬‬ ‫‪-13‬‬ ‫ﭽﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﭼ النساء‬


‫‪14‬‬

‫‪112‬‬ ‫‪19‬‬ ‫النساء‬ ‫ﭽﭗ ﭘ ﭙ ﭼ‬

‫‪185‬‬ ‫‪59‬‬ ‫النساء‬ ‫ﭽﯼ ﯽ ﯾ ﭼ‬

‫‪162،120‬‬ ‫‪59‬‬ ‫النساء‬ ‫ﭽ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﭼ‬

‫‪240‬‬ ‫‪60‬‬ ‫النساء‬ ‫ﭽ ﭟ ﭠ ﭡﭢﭣ ﭼ‬

‫‪162‬‬ ‫‪80‬‬ ‫النساء‬ ‫ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔﭕ ﭖ ﭗﭼ‬

‫‪289‬‬ ‫‪83‬‬ ‫النساء‬ ‫ﭽ‪     ‬ﭼ‬

‫‪152‬‬ ‫‪94‬‬ ‫النساء‬ ‫ﭽﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﮲ ﭼ‬

‫‪270‬‬ ‫‪105‬‬ ‫النساء‬ ‫ﭽ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰﯱ ﭼ‬

‫‪350‬‬ ‫‪115‬‬ ‫النساء‬ ‫ﭽﭮ ﭯﭰﭼ‬

‫‪289‬‬ ‫‪115‬‬ ‫النساء‬ ‫ﭽ‪      ‬ﭼ‬

‫‪254‬‬
‫‪159‬‬ ‫‪3‬‬ ‫ﭽ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﭼ ا‪١‬تائدة‬

‫‪115‬‬ ‫‪6‬‬ ‫ا‪١‬تائدة‬ ‫ﭽ ﯭ ﯮ ﯯﭼ‬

‫‪162‬‬ ‫‪44‬‬ ‫ا‪١‬تائدة‬ ‫ﭽﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﭼ‬

‫‪159‬‬ ‫‪49‬‬ ‫ا‪١‬تائدة‬ ‫ﭽﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﭼ‬

‫‪271‬‬ ‫‪38‬‬ ‫األبعاـ‬


‫ﭽﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﭼ‬

‫‪271،259‬‬ ‫‪50‬‬ ‫األبعاـ‬ ‫ﭽ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﮲ ﮳ﭼ‬

‫‪259‬‬ ‫‪57‬‬ ‫األبعاـ‬ ‫ﭽﮮ ﮯ ﮰ ﮱ﮲ ﭼ‬

‫‪275‬‬ ‫‪93‬‬ ‫األبعاـ‬ ‫ﭽ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢﭼ‬

‫‪114‬‬ ‫‪122‬‬ ‫األبعاـ‬ ‫ﭽﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﭼ‬

‫‪162‬‬ ‫‪153‬‬ ‫األبعاـ‬ ‫ﭽﭺﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﭼ‬

‫‪162،153‬‬ ‫‪153‬‬ ‫األبعاـ‬ ‫ﭽﭾﭿ ﮀ ﮁ ﮂﭼ‬

‫‪.271،275،160،159‬‬ ‫‪3‬‬ ‫األعراؼ‬ ‫ﭽﭡﭢﭣﭤﭥﭦﭼ‬

‫‪162‬‬ ‫‪24‬‬ ‫األبفاؿ‬ ‫ﭽﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﭼ‬

‫‪314 ،241‬‬ ‫‪31‬‬ ‫التوبة‬ ‫ﭽ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛﭼ‬

‫‪97‬‬ ‫‪71‬‬ ‫ﭽﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﭼ التوبة‬

‫‪255‬‬
‫‪277‬‬ ‫‪115‬‬ ‫التوبة‬ ‫ﭽﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﭼ‬

‫‪295‬‬ ‫‪122‬‬ ‫التوبة‬ ‫ﭽ ‪       ‬ﭼ‬

‫‪282‬‬ ‫‪2‬‬ ‫يوب‬ ‫ﭽﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭼ‬

‫‪114‬‬ ‫‪31‬‬ ‫ﭽ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﭼ يوب‬

‫‪331‬‬ ‫‪32‬‬ ‫ﭽﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁﰂ ﰃ ﰄﭼ يوب‬

‫‪269‬‬ ‫‪59‬‬ ‫يوب‬


‫ﭽﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﭼ‬

‫‪323‬‬ ‫‪68‬‬ ‫يوب‬ ‫ﭽﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤﯥ ﭼ‬

‫‪59‬‬ ‫‪88‬‬ ‫ﭽﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﭼ ىود‬

‫‪293‬‬ ‫‪76‬‬ ‫يوسف‬ ‫ﭽ‪    ‬ﭼ‬

‫‪348‬‬ ‫‪108‬‬ ‫ﭽ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅﮆ ﮇ ﮈ ﭼ يوسف‬

‫‪282‬‬ ‫‪109‬‬ ‫يوسف‬ ‫ﭽﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﭼ‬

‫‪358‬‬ ‫‪4‬‬ ‫الرعد‬ ‫ﭽ ﮦﮧﮨﮩﮪﮫﮬﭼ‬

‫‪279‬‬ ‫‪43‬‬ ‫النحل‬ ‫ﭽ ﭚ ﭛ ﭜﭼ‬

‫‪159،271‬‬ ‫‪44‬‬ ‫النحل‬ ‫ﭽ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫﭼ‬

‫‪145‬‬ ‫‪105‬‬ ‫النحل‬ ‫ﭽﭰ ﭱ ﭲ ﭼ‬

‫‪256‬‬
162 116 ‫النحل‬ ‫ﭽﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﭼ‬

325،159 36 ‫اإلسراء‬ ‫ﭼ‬       ‫ﭽ‬

159 26 ‫الكهف‬ ‫ﭽﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸﭼ‬

259،187 7 ‫ﭽ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﭼ األببياء‬

276 52 ‫األببياء‬ ‫ﭽ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱﭼ‬

121 78 ‫األببياء‬ ‫ ﭼ‬     ‫ﭽ‬

58 51 ‫تؤمنوف‬١‫ا‬ ‫ﭽﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧﮨ ﭼ‬

163 8 ‫النور‬ ‫ﭽﯫﯬﯭﭼ‬

145 16 ‫النور‬ ‫ﭼ‬   ‫ﭽ‬

308 40 ‫النور‬ ‫ﭼ‬      ‫ﭽ‬

346 54 ‫النٌور‬ ‫ﭽ ﭡ ﭢ ﭣﭤ ﭼ‬

131 63 ‫النور‬ ‫ﭽ ﮍﮎﮏﮐﮑﭼ‬

276 74 ‫الشعراء‬
‫ ﭼ‬     ‫ﭽ‬

240 41 ‫ﭽﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰﭼ القصص‬

257
‫‪145‬‬ ‫‪8‬‬ ‫األحزاب‬ ‫ﭽﭤ ﭥ ﭦ ﭧﭨ ﭼ‬

‫‪276‬‬ ‫‪67‬‬ ‫األحزاب‬ ‫ﭽﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﭼ‬

‫‪245‬‬ ‫‪22‬‬ ‫فاطر‬ ‫ﭽ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤﭥﭼ‬

‫‪97‬‬ ‫‪32‬‬ ‫فاطر‬ ‫ﭽﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩﭪ ﭼ‬

‫‪325،130‬‬ ‫‪18‬‬ ‫الزمر‬ ‫ﭽ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭﭼ‬

‫‪271‬‬ ‫‪45‬‬ ‫الزمر‬ ‫ﭽﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﭼ‬

‫‪10‬‬ ‫‪10‬‬ ‫الشورل‬ ‫ﭽﯯﯰﯱﯲﯳﭼ‬

‫‪159‬‬ ‫‪48‬‬ ‫الشورل‬ ‫ﭽ ﮟ ﮠ ﮡﮢ ﮣ ﭼ‬

‫‪159‬‬ ‫‪52‬‬ ‫الشورل‬ ‫ﭽﭩﭪﭫﭬﭭﭼ‬

‫‪276‬‬ ‫‪24‬‬ ‫الزخرؼ‬ ‫ﭽﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭼ‬

‫‪159‬‬ ‫‪43‬‬ ‫الزخرؼ‬ ‫ﭽﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﭼ‬

‫‪269‬‬ ‫‪32‬‬ ‫ا‪ٞ‬تاثية‬ ‫ﭽﰜ ﰝ ﰞ ﰟ ﰠ ﰡ ﰢ ﭼ‬

‫‪308‬‬ ‫‪22‬‬ ‫ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭼ ا‪ٞ‬تاثية‬

‫‪308‬‬ ‫‪23‬‬ ‫ا‪ٞ‬تاثية‬ ‫ﭽ ﭽ‪      ‬ﭼ‬

‫‪258‬‬
‫‪296‬‬ ‫‪11‬‬ ‫األحقاؼ‬ ‫ﭽ‪     ‬ﭼ‬

‫‪97‬‬ ‫‪19‬‬ ‫دمحم‬ ‫ﭽﰊ ﰋ ﰌ ﰍ ﰎ ﰏ ﭼ‬

‫‪145‬‬ ‫‪6‬‬ ‫ا‪ٟ‬تجرات‬ ‫ﭽﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭼ‬

‫‪145‬‬ ‫‪12‬‬ ‫ا‪ٟ‬تجرات‬


‫ﭽ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢﭣﭼ‬

‫‪159،239،271‬‬ ‫‪4-3‬‬ ‫النجم‬ ‫ﭽﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭼ‬

‫‪295‬‬ ‫‪29‬‬ ‫ا‪ٟ‬تديد‬ ‫ﭽ‪        ‬ﭼ‬
‫‪‬‬

‫‪162‬‬ ‫‪7‬‬ ‫ا‪ٟ‬تشر‬ ‫ﭽ ﮠ ﮡﮢ ﮣ ﮨ ﭼ‬

‫‪187‬‬ ‫‪16‬‬ ‫التغابن‬ ‫ﭽ ﮧﮨ ﮩﮪ ﭼ‬

‫‪270‬‬ ‫‪1‬‬ ‫التحر‪ٙ‬ب‬ ‫ﭽ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘﭙﭼ‬

‫‪142‬‬ ‫‪8‬‬ ‫ﭽ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭼ الربكج‬

‫‪261‬‬
‫فهرسة األحادَث ك اآلاثر‬

‫الصفحة‬ ‫الدَث أك األثر‬ ‫الرقم‬

‫‪186‬‬ ‫أابيعك على سنٌة رسوؿ هللا ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬كسَتة أيب بكر كعمر‬ ‫‪.0‬‬

‫‪276‬‬ ‫َّاٗت يذكا أىحبارىم كرىبابىػهم أىراباب ًمن دك ىف هللاً‬ ‫‪.1‬‬


‫ى ٍ ى ىي ٍ ىيٍ ى ي ٍ ٍى ن ٍ ي‬
‫‪264‬‬ ‫أم ُب دينكم‬‫اتَّػ يقوا ٌ‬
‫الر ى‬ ‫‪.2‬‬

‫ً ً‬
‫‪240‬‬ ‫اتَّػ يقوا ىزلَّةى الٍ ىعآب ىكابٍػتىظ يركا فىػٍيػئىػتىوي‬ ‫‪.3‬‬

‫‪276‬‬ ‫يب ًم ٍن ىذ ىى و‬
‫ب‪.‬‬ ‫أىتىػيت النًَّ ي ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬كًُب عن ًقي ً‬
‫صل ه‬
‫ى يي ى‬ ‫ٍ ي َّ‬ ‫‪.4‬‬

‫إ ىذا اجتىػه ىد ٍ ً‬
‫‪191‬‬ ‫ىخطىأى فىػلىوي أ ٍ‬
‫ىجهر‬ ‫ا‪ٟ‬تىاك يم فىأ ٍ‬ ‫ٍ ى‬ ‫‪.5‬‬

‫‪119‬‬ ‫اب‪٠‬تيار‬
‫منهما ٍ‬ ‫ًو‬ ‫الر ى ً‬
‫إًذا تبايع َّ‬
‫جبلف فكل كاحد ي‬ ‫‪.6‬‬

‫‪108‬‬ ‫جل امرأ نة كٓب يفرض ‪٢‬تا صداقان حىت مات‬


‫الر ي‬
‫تزكج ٌ‬
‫إذا ٌ‬ ‫‪.7‬‬

‫‪152‬‬ ‫إذا قاؿ الرجل ألخيو‪ :‬اي كافر‪ ،‬فقد ابء هبا أحد‪٫‬تا‬ ‫‪.8‬‬

‫‪102‬‬ ‫‪ .01‬إذا كقع أبرض‬

‫‪125‬‬ ‫‪ .00‬أراىم سيهلكوف‬

‫‪327‬‬ ‫الرجل امرأتو فلم ٯتن؟‬


‫‪ .01‬أرأيت إذا جامع َّ‬
‫‪328‬‬ ‫الص ٍرؼ‪ ،‬أ ىشٍيػئنا ‪ٝ‬تعتو من رسوؿ هللا‬
‫‪ .02‬أرأيت قولك ُب َّ‬
‫‪299‬‬ ‫علي أفلح‪ ،‬فلم آذف لو‪ ،‬فقاؿ‪ :‬أٖتتجبُت ًم ًٌٍت‬
‫‪ .03‬استأذف ٌ‬

‫‪260‬‬
‫‪161‬‬ ‫‪ .04‬أصحايب كالنٌجوـ‬

‫‪121،185‬‬ ‫‪ .05‬أضللت الناس ايبن عباس‪ .‬قاؿ‪ :‬كما ذاؾ اي عريٌة؟‬

‫‪143‬‬ ‫ً‬
‫اَّللي‬
‫حرـ َّ‬
‫‪ .06‬أعظمها فتنة قوـ يقيسوف ال ٌدين برأيهم‪ ،‬فيحلوف ما ٌ‬
‫‪143‬‬ ‫‪ .07‬افًتقت بنو إسرائيل على إحدل كسبعُت فرقة‬

‫و‬
‫أكل ًٌ‬
‫‪298‬‬ ‫السباع حر هاـ‬
‫كل ذم انب من ٌ‬ ‫ي‬ ‫‪.08‬‬

‫‪329‬‬ ‫‪ .11‬أيكًلىت ا‪ٟ‬تي يمر‪ ،‬فسكت يٍبَّ أاته الثٌابية فقاؿ‪ :‬أكلت ا‪ٟ‬تمر‬

‫‪328‬‬ ‫الراب ُب النَّسيئة‬ ‫ًَّ‬


‫‪ .10‬أىال إ‪٪‬تا ٌ‬
‫‪197‬‬ ‫العي السؤاؿ‬
‫‪ .11‬أال تسألوا إذا ٓب تعلموا؛ إٌ‪٪‬تا شفاء ٌ‬
‫‪278‬‬ ‫‪ .12‬أال ال يػي ىقلٌد َّف أحدكم دينو ن‬
‫رجبل إف آمن آمن‬

‫‪143‬‬ ‫أحل هللا فتحرموبو‬


‫٭ترموف ما ٌ‬
‫‪ .13‬ألي ٌ‬
‫‪164‬‬ ‫‪ٌ .14‬أما الفراش فلفبلف‪ ،‬ك ٌأما النطفة فلفبلف‬

‫‪276‬‬ ‫‪ .15‬أما إً َّّنم ىٓب يكوبوا ي ى‬


‫عبدكّنم‬

‫‪100‬‬ ‫‪ .16‬إ ٌف ابن ابٍت مات‪ ،‬فما ٕب من مَتاثو؟‬

‫‪162‬‬ ‫‪ .17‬إ ٌف أحسن ا‪ٟ‬تديث كتاب هللا‬

‫‪146‬‬ ‫الرجل ليتكلٌم ابلكلمة من سخط هللا ال يهلقي ‪٢‬تا ابالن‬


‫‪ .18‬إ ٌف ٌ‬
‫‪185‬‬
‫‪ .21‬إ ٌف الرجل ٮترج ي‪٤‬ت ًرمان ٌ‬
‫ْتج أك عمرة‬

‫‪261‬‬
‫‪97‬‬ ‫‪ .20‬إ ٌف العلماء كرثة األببياء‬

‫‪272‬‬ ‫اَّلل ىفرض فرائض‬


‫‪ .21‬إ ٌف ٌ‬
‫‪277‬‬ ‫اعا‬
‫اَّلل ال ينزع العلم بعد أف أعطاكموه ابتز ن‬
‫‪ .22‬إ ٌف َّ‬
‫‪145‬‬ ‫امرأىتُت كابتا صائمتُت‪ ،‬فكابتا ت ٍغتىاابف النَّاس‬
‫إف ى‬‫‪َّ .23‬‬

‫‪327‬‬ ‫الرجل ‪٬‬تامع أىلو‬


‫رجبل سأؿ رسوؿ هللا ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬عن ٌ‬
‫‪ .24‬إ ٌف ن‬
‫‪165‬‬ ‫‪ .25‬أ ٌف رجبلن من بٍت مشخ بن فزارة سألو عن رجل تزكج امرأة‬

‫‪98‬‬ ‫السماء‬
‫‪ .26‬إ ٌف مثل العلماء ُب األرض‪ ،‬كمثل النٌجوـ ُب ٌ‬
‫‪105‬‬ ‫ا‪ٟ‬تل‬
‫حرـ‪ ،‬أطعموه أىل ٌ‬
‫قوـ ه‬
‫‪ .27‬إ ٌان ه‬
‫‪243‬‬ ‫أخذًب بقولو اىتديتم‬ ‫ً‬
‫أصحايب مثل النٌجوـ فأيٌهم ي‬ ‫‪ .28‬إٌ‪٪‬تا‬

‫‪328‬‬ ‫الراب ُب النٌسيئة‬ ‫ً‬


‫‪ .31‬إٌ‪٪‬تا ٌ‬
‫‪111‬‬ ‫‪ .30‬إٌ‪٪‬تا كاف يكفيك ىكذا‬

‫‪264‬‬ ‫‪ .31‬إًَّ‪٪‬تىا ىو كتاب َّ‬


‫اَّلل كسنٌة رسولو‬

‫‪340‬‬ ‫‪ .32‬إبٌو قد كاف فيما مضى قبلكم من األمم ‪٤‬ت ٌدثوف‬

‫‪105‬‬ ‫‪ .33‬أبٌو كاف ال يوقٌت ُب ا‪١‬تسح على ا‪٠‬تفُت كقتا‬

‫‪326‬‬ ‫‪ .34‬أبَّو كجد من معا ًكيةى ب ًن ًأيب سفياف ريح طيب كىو ً‬
‫بذم ا‪ٟ‬تليفة‬ ‫ى‬
‫‪278‬‬ ‫‪ .35‬إًًٌ٘ب أخاؼ عليهم زلَّة الع ًآب‬

‫‪262‬‬
‫‪325‬‬ ‫‪ٌ .36‬إايكم كالظٌ ٌن فإ ٌف الظَّ ٌن أكذب ا‪ٟ‬تديث‬

‫‪150‬‬ ‫‪ .37‬أٌٯتا رجل قاؿ ألخيو‪ :‬اي كافر‬

‫‪123‬‬ ‫‪ .38‬بعثنا رسوؿ هللا ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬إٔب ا‪ٟ‬تيىرقة‪.‬‬

‫‪143‬‬ ‫‪ .41‬تركت فيكم اثنُت‪ ،‬لن تضلٌوا بعد‪٫‬تا‪ :‬كتاب هللا كسنٌيت‪.‬‬

‫‪143‬‬ ‫‪ .40‬تركتكم على البيضاء؛ ليلها كنهارىا‬

‫‪165‬‬ ‫‪ .41‬تستفتٍت ُب و‬
‫شيء أفىت فيو رسوؿ هللا ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪-‬‬

‫‪261‬‬ ‫اَّلل‬
‫األمة برىة بكتاب َّ‬
‫‪ .42‬تعمل ىذه ٌ‬
‫‪125‬‬ ‫‪٘ .43‬تتٌع رسوؿ هللا ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪-‬‬

‫‪329‬‬ ‫التٌمر ابلتٌمر‪ ،‬كا‪ٟ‬تنطة اب‪ٟ‬تنطة‬ ‫‪.44‬‬

‫‪275‬‬ ‫‪ .45‬ثبلثة ال يقبل معهن عمل؛ الشرؾ كالكرب كالرأم‬

‫‪122‬‬ ‫‪ .46‬جاء ببلؿ إٔب النٌ ي ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬بتمر بى ًو‬
‫ر٘بٌ‬
‫‪298‬‬ ‫ً‬
‫ ي ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪-‬‬
‫‪ .47‬جاءت سهلة بنت سهيل إٔب النٌ ٌ‬
‫‪146‬‬ ‫‪ .48‬يحًٌرـ من ا‪١‬تؤمن‬

‫‪272‬‬ ‫اَّلل ُب كتابو‬


‫أحل َّ‬
‫‪ .51‬ا‪ٟ‬تبلؿ ما ٌ‬
‫‪292‬‬ ‫‪ .50‬خَت القركف قر٘ب ٍبٌ الذين يلوّنم‬

‫‪165‬‬ ‫‪ .51‬ذكر صفيٌة بنت حيي‪ ،‬فقيل‪ٌ :‬إّنا حاضت‬

‫‪263‬‬
‫‪165‬‬ ‫تزكج امرأة فرأل ٌأمها فأعجبتو‬
‫‪ .52‬رجل ٌ‬
‫‪350‬‬ ‫‪ .53‬رحم هللا ٍامرءان ‪ٝ‬تع مقاليت فوعاىا‬

‫‪102‬‬ ‫الريح من ىرٍكح هللا تعأب‬


‫‪ٌ .54‬‬
‫‪242‬‬ ‫عما اختلف فيو أصحايب‬
‫ريب ٌ‬
‫‪ .55‬سألت ٌ‬
‫‪265‬‬ ‫اَّلل كرسولو‬
‫السنٌة ما سنٌو ٌ‬
‫‪ٌ .56‬‬
‫‪101‬‬ ‫‪ .57‬يسنوا هبم سنٌة أىل الكتاب‬

‫‪299‬‬ ‫‪ .58‬سئل عن متعة النٌس ًاء‬

‫‪105‬‬ ‫‪ .61‬صيد ٓب أصطده‪ ،‬كٓب أنمر بصيده‬

‫‪330‬‬ ‫ا‪ٟ‬تل ميتتو‬


‫‪ .60‬الطهور ماؤه ٌ‬
‫‪115‬‬ ‫عرس أبكالت ا‪ٞ‬تيش‬
‫‪َّ .61‬‬
‫‪239‬‬ ‫‪ .62‬العلم ثبلثة أشياء‪ :‬كتاب انطق‬

‫‪239‬‬ ‫‪ .63‬العلم ثبلثة‪ ،‬كما سول ذلًك فهو فضل‬

‫‪146‬‬ ‫‪ .64‬الغًيبةي أشد من الزان‬

‫‪145‬‬ ‫‪ .65‬الغًيبة أش ٌد من ستة كثبلثُت زبية ُب اإلسبلـ‬

‫‪151‬‬ ‫‪ .66‬فإف كاف كما قاؿ‪ ،‬كإالٌ فقد ابء ابلكفر‬

‫‪163‬‬ ‫يب‬ ‫و‬


‫كل ماىو آت قر ه‬
‫‪ .67‬فإ ٌف ٌ‬

‫‪264‬‬
‫‪281‬‬ ‫‪ .68‬فأبز‪٢‬تم على حكمك‬

‫‪241‬‬ ‫‪ .71‬فقد عفا عنو فاقبلوا من هللا عافيتو‬

‫‪321‬‬ ‫اَّلل‬
‫‪ .70‬فبل تنز‪٢‬تم على حكم ٌ‬
‫‪164‬‬ ‫‪ .71‬فما أيسر من قضاء‬

‫‪147‬‬ ‫‪ٍ .72‬قم ال شهاد ىة لك‬

‫‪270‬‬ ‫اَّلل ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬يشرب عسبلن‬


‫‪ .73‬كاف رسوؿ ٌ‬
‫‪186‬‬ ‫ابَّلل من معضلة‬
‫عوذ َّ‬‫‪ .74‬كاف عمر يت ٌ‬
‫‪270‬‬ ‫‪ .75‬كابت لو أىىمةه يطىؤىا‬

‫‪112‬‬ ‫كل أحد أفقو من عمر‬ ‫‪.76‬‬


‫ٌ‬
‫‪322‬‬ ‫ً‬
‫ ي ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪-‬‬
‫‪ .77‬كنٌا جلوسا عند النَّ ٌ‬
‫‪326‬‬ ‫ت أطيًٌب رسوؿ َّ‬
‫اَّلل ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪-‬‬ ‫‪ .78‬كن ي‬
‫‪274‬‬ ‫‪ .81‬ال إشكاؿ ُب ال ًٌدين‬

‫‪252‬‬ ‫‪ .80‬ال تزاؿ طائفة من ٌأميت ظاىرين‬

‫‪186‬‬ ‫‪ .81‬ال تى ٍسأىليو٘ب ىما ىد ىاـ ىى ىذا ا‪ٟ‬تىٍرب فيكم‬

‫‪330‬‬ ‫صركا اإلبل كالغنم‬


‫‪ .82‬ال تي ى‬
‫‪254‬‬ ‫الساعة إالٌ على شرار النٌاس‬
‫‪ .83‬ال تقوـ ٌ‬

‫‪265‬‬
‫‪165‬‬ ‫‪ .84‬ال رأم و‬
‫ألحد مع سنٌة سنٌها رسوؿ هللا ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪-‬‬

‫‪165‬‬ ‫٭تل ‪٢‬تذا الرجل ىذه ا‪١‬ترأة‬


‫‪ .85‬ال ٌ‬
‫‪328‬‬ ‫‪ .86‬ال يرث ا‪١‬تسلًم الكافر كال الكافر ا‪١‬تسلم‬

‫‪154‬‬ ‫أحب إٔب هللا‬ ‫ً‬


‫‪ .87‬ىألىف يٮتطئ اإلماـ ُب العفو ٌ‬
‫‪165‬‬ ‫‪ .88‬لى ىعلَّ ىها ىحابً ىستيػنىا‬

‫‪326‬‬ ‫لًتجعن إليها‬


‫ٌ‬ ‫‪ .011‬لى ىعم ًرم أقسم ابهلل‬

‫‪282‬‬ ‫‪١ .010‬تا بعث هللا ي‪٤‬تى َّم ندا ىر يسوال أبٍكرت الٍ ىعىرب ذىلًك‬

‫‪186‬‬ ‫علي ‪٢‬تلك عمر‬


‫‪ .011‬لوال ٌّ‬
‫‪163‬‬ ‫‪ .012‬لوال ما مضى من كتاب هللا لكاف‬

‫‪151‬‬ ‫‪ .013‬لي من رجل ٌادعى لغَت أبيو‬

‫‪264‬‬ ‫‪ .014‬لي من عاـ إًَّال كالَّ ًذم بعده ىشٌّر منو‬

‫‪103‬‬ ‫ض يخ ًطيبان‬
‫أحب أف أصبً ىح يٍ‪٤‬ت ًرمان أىبٍ ى‬
‫‪ .015‬ما ٌ‬
‫‪160‬‬ ‫‪ .016‬ما تركت شيئان ‪٦‬تٌا أمركم هللا بو‬

‫‪293‬‬ ‫السنة‬
‫‪ .017‬ما علمت لك ُب كتاب هللا تعأب بصيبان كال ُب ٌ‬
‫‪330‬‬ ‫ت ألستعمليك على غسالة‬
‫‪ .018‬ما يكٍن ي‬
‫‪106‬‬ ‫‪ .001‬ما من رجل يذبب ذببان‪.‬‬

‫‪266‬‬
‫‪241‬‬ ‫‪ .000‬من أفىت فتيا بغَت إثبات فإٌ‪٪‬تا إ‪ٙ‬تو على من أفتاه‬

‫‪296‬‬ ‫‪ .001‬من جهل شيئان عاداه‬

‫‪97‬‬ ‫‪ .002‬من سلك طريقان يطلب فيو علمان سلك هللا بو‬

‫‪113‬‬ ‫‪ .003‬من شرب ا‪٠‬تمر ُب الدبيا‪ٍ ،‬بٌ ٓب يتب منها‬

‫‪273‬‬ ‫‪ .004‬من قاؿ ًُب ال ٌدين برأيو فقد َّاهتم ًٍت‬

‫‪181‬‬ ‫متعمدان‬
‫علي ٌ‬‫‪ .005‬من كذب ٌ‬
‫‪147‬‬ ‫‪ .006‬من ك ٌفر مسلمان فقد كفر‬

‫‪126‬‬ ‫‪ .007‬من يعذر٘ب من معاكية أح ٌدثو‬

‫‪277‬‬ ‫اَّلل‬
‫‪ .008‬مهما أكتيتم من كتاب َّ‬
‫‪185‬‬ ‫كعمر عن ا‪١‬تتعة‬
‫‪ّ .011‬نى أبو بكر ي‬
‫‪185‬‬ ‫‪ .010‬ىذا الذم أىلككم ‪-‬كهللا‪-‬‬

‫‪103‬‬ ‫‪ .011‬ىذه كىذه سواء‬

‫‪144‬‬ ‫‪ .012‬ىي ما أان عليو اليوـ كأصحايب‬

‫‪164‬‬ ‫‪ .013‬كا عجبان‪ ،‬أب ٌفذ قضاء سعد بن ٌأـ سعد‬

‫‪281‬‬ ‫‪ .014‬كإذا حاصرت أىل حصن فأرادكؾ أف تنزى‪٢‬تم على حكم هللاً‪.‬‬

‫‪144‬‬ ‫‪ .015‬كالتٌارؾ لدينو ا‪١‬تفارؽ للجماعة‪.‬‬

‫‪267‬‬
‫‪160‬‬ ‫حرـ هللا‬
‫حرـ رسوؿ هللا ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬مثل الذم ٌ‬
‫‪ .016‬كإٌ‪٪‬تا ٌ‬
‫‪263‬‬ ‫سيخرج من َّأمىت أقواـ ٕتارل ًهبم تلك األىواء‬
‫‪ .017‬كإبٌو ي‬
‫‪102‬‬ ‫كل إصبع ‪٦‬تا ىنالك عشر من اإلبل‬
‫‪ .018‬كُب ٌ‬
‫‪102‬‬ ‫‪ .021‬كفيما ىنالك من األصابع عشر عشر‬

‫‪273‬‬ ‫فليتبوأ‬
‫‪ .020‬كمن قاؿ ُب القرآف برأيو ٌ‬
‫‪278‬‬ ‫ات العيلى ىم ًاء‪.‬‬
‫‪ .021‬كيل لً ٍؤلىتٍػبا ًع ًمن عثىػر ً‬
‫ىٍ ه ى ٍ ى ى‬
‫‪269‬‬ ‫‪ .022‬اي أاب يزيد‪ ،‬لو رآؾ رسوؿ هللا ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬ألحبٌك‬

‫‪147‬‬ ‫‪ .023‬اي أخا ا‪١‬ترسلُت‪ ،‬اي أخا ا‪١‬تنذرين‪.‬‬


‫اَّللً ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬م ً‬ ‫الرأٍم إًَّ‪٪‬تىا ىكا ىف ًمن رس ً‬ ‫‪ .024‬اي أىيػ ىها الن ً‬
‫‪263‬‬ ‫صيبنا‬ ‫ي‬ ‫وؿ َّ‬ ‫ٍ ىي‬ ‫َّاس‪ ،‬إ َّف َّ ى‬
‫ي‬ ‫ى‬
‫‪185‬‬ ‫‪ .025‬اي ابن عباس طا‪١‬تا أضللت النٌاس‬

‫‪330‬‬ ‫‪ .026‬اي بٍت ا‪١‬تطلب إ ٌف هللا كره لكم غسالة أايدم الناس‬

‫‪151‬‬ ‫‪ .027‬اي كافر‪ ،‬فقد كجب الكفر على أحد‪٫‬تا‬

‫‪277‬‬ ‫أصحابك عندم ٔتنزلة النٌجوـ‬


‫إف ى‬‫‪٤‬تم يد َّ‬
‫‪ .028‬اي َّ‬
‫‪264‬‬ ‫السنن‬ ‫َّ‬
‫الرأم؛ فإّنم أعداء ٌ‬
‫‪ .031‬إ َّايكم كأصحاب ٌ‬
‫‪99‬‬ ‫يسمر مع أيب بكر ُب األمر من أمر ا‪١‬تسلمُت كأان معهما‬
‫‪ .030‬ي‬
‫‪160‬‬ ‫‪ .031‬يوشك أبحدكم يقوؿ‪ :‬ىذا كتاب هللا‬

‫‪268‬‬
‫فهرس األعالـ‬
‫الرقم األعالـ‬
‫الصفحة‬

‫‪130‬‬ ‫أابف بن عيسى‬ ‫‪.1‬‬

‫‪128‬‬ ‫ابن أيب ذئب‬ ‫‪.2‬‬

‫‪228‬‬ ‫ابن الباقبل٘ب‬ ‫‪.3‬‬

‫‪209‬‬ ‫ابن ا‪ٟ‬تاج الفاسي‬ ‫‪.4‬‬

‫‪202‬‬ ‫ابن ا‪ٟ‬تاجب‬ ‫‪.5‬‬

‫‪237‬‬ ‫الرفعة‬
‫ابن ٌ‬ ‫‪.6‬‬

‫‪234‬‬ ‫ابن الزملكا٘ب‬ ‫‪.7‬‬

‫‪202‬‬ ‫ابن السبكي‬ ‫‪.8‬‬

‫‪192‬‬ ‫ابن الشحنة‬ ‫‪.9‬‬

‫‪177‬‬ ‫‪ .10‬ابن الصبلح‬

‫‪10‬‬ ‫‪ .11‬ابن العنايب‬

‫‪130‬‬ ‫‪ .12‬ابن القاسم‬

‫‪222‬‬ ‫‪ .13‬ابن القطاف‬

‫‪208‬‬ ‫‪ .14‬ابن ا‪١‬تنَت‬

‫‪271‬‬
‫‪168‬‬ ‫‪ .15‬ابن ا‪٢‬تيماـ‬

‫‪234‬‬ ‫‪ .16‬ابن تيمية‬

‫‪150‬‬ ‫‪ .17‬ابن حجر ا‪٢‬تيتمي‬

‫‪236‬‬ ‫‪ .18‬ابن خزٯتة‬

‫‪137‬‬ ‫‪ .19‬ابن دقيق‬

‫‪219‬‬ ‫‪ .20‬ابن رشد‬

‫‪309‬‬ ‫‪ .21‬ابن عرفة‬

‫‪346‬‬ ‫السكندرم‬
‫‪ .22‬ابن عطاء هللا ٌ‬

‫‪249‬‬ ‫‪ .23‬ابن علي األصفها٘ب‬

‫‪231‬‬ ‫‪ .24‬ابن فرحوف‬

‫‪322‬‬ ‫‪ .25‬ابن قرقوؿ‬

‫‪356‬‬ ‫‪ .26‬ابن مرزكؽ‬

‫‪130‬‬ ‫‪ .27‬ابن مزين‬

‫‪135‬‬ ‫‪ .28‬ابن يمسدم‬

‫‪249‬‬ ‫‪ .29‬ابن معُت‬

‫‪170‬‬ ‫‪ .30‬أبو إسحاؽ الشَتازم‬

‫‪208‬‬ ‫‪ .31‬أبو أفتح أ‪ٛ‬تد بن علي بن برىاف‬

‫‪270‬‬
‫‪261‬‬ ‫‪ .32‬أبو العتاىية‬

‫‪127‬‬ ‫السمرقندم‬
‫‪ .33‬أبو اللٌيث ٌ‬

‫‪234‬‬ ‫‪ .34‬أبو بكر بن العريب‬

‫‪235‬‬ ‫‪ .35‬أبو بكر بن ا‪١‬تنذر‬

‫‪181‬‬ ‫األم ًوم اإلشبيلي‬


‫‪٤‬تمد بن خَت ى‬
‫‪ .36‬أبو بكر ٌ‬

‫‪340‬‬ ‫‪ .37‬أبو بكر دمحم بن موسى الواسطي‬

‫‪235‬‬ ‫‪ .38‬أبو ثور الكل ي‬

‫‪236‬‬ ‫‪ .39‬أبو جعفر الطربم‬

‫‪347‬‬ ‫‪ .40‬أبو ‪ٛ‬تزة البغدادم‬

‫‪126‬‬ ‫أبو حنيفة‬ ‫‪.41‬‬

‫‪138‬‬ ‫‪ .42‬أبو داكد األزدم السجستا٘ب‬

‫‪128‬‬ ‫أبو سعيد ا‪١‬تقربم‬ ‫‪.43‬‬

‫‪129‬‬ ‫‪ .44‬أبو شريح الكع ي‬

‫‪205‬‬ ‫‪ .45‬أبو علي السنجي‬

‫‪343‬‬ ‫‪ .46‬أبو مدين‬

‫‪220‬‬ ‫‪ .47‬أبو موسي عيسى بن عبد العزيز‬

‫‪127‬‬ ‫‪ .48‬أبو ىذيل زفر بن ا‪٢‬تذيل‬

‫‪271‬‬
‫‪340‬‬ ‫‪ .49‬أبو يزيد البسطامي‬

‫‪127‬‬ ‫‪ .50‬أبو يوسف القاضي‬

‫‪236‬‬ ‫‪ .51‬أبوبكر اإل‪ٝ‬تاعيلي‬

‫‪235‬‬ ‫‪ .52‬أبوثور الكل ي‬

‫‪234‬‬ ‫‪ .53‬أبوشامة‬

‫‪135‬‬ ‫‪ .54‬األيجهورم‬

‫‪22‬‬ ‫‪ .55‬أ‪ٛ‬تد الشريف‬

‫‪138‬‬ ‫بن حنبل‬


‫‪ .56‬أ‪ٛ‬تد ي‬

‫‪349‬‬ ‫‪ .57‬أ‪ٛ‬تد بن خضركيو‬

‫‪341‬‬ ‫‪ .58‬أ‪ٛ‬تد بن عمر ا‪١‬ترسي‬

‫‪303‬‬ ‫‪ .59‬أ‪ٛ‬تد بن دمحم بن أ‪ٛ‬تد ا‪١‬تقرم‬

‫‪53‬‬ ‫‪ .60‬أ‪ٛ‬تد زيور ابشا‬

‫‪137‬‬ ‫‪ .61‬األيدفوم‬

‫‪149‬‬ ‫‪ .62‬األذرعي‬

‫‪248‬‬ ‫‪ .63‬إسحاؽ بن إبراىيم بن راىويو‬

‫‪149‬‬ ‫‪ .64‬اإلسفرايٍت‬

‫‪202‬‬ ‫‪ .65‬اإلسنول‬

‫‪272‬‬
‫‪301‬‬ ‫‪ .66‬أشهب‬

‫‪248‬‬ ‫‪ .67‬األكزاعي‬

‫‪303‬‬ ‫‪ .68‬الباجي‬

‫‪287‬‬ ‫‪ .69‬ابقي ىشَت‬

‫‪227‬‬ ‫‪ .70‬بدر الدين الزركشي‬

‫‪219‬‬ ‫‪ .71‬الرباذعي‬

‫‪219‬‬ ‫الربزٕب‬
‫‪ .72‬ي‬

‫‪108‬‬ ‫‪ .73‬بػى ٍرىكع بنت ىك ًاشق‬

‫‪202‬‬ ‫‪ .74‬البيضاكم‬

‫‪154‬‬ ‫‪ .75‬تىًق ٌي ال ًٌدين السٍبكي‬

‫‪231‬‬ ‫‪ .76‬التنبكيت‬

‫‪198‬‬ ‫‪ .77‬جبلؿ الدين السيوطي‬

‫‪155‬‬ ‫‪ .78‬جبلؿ الدين احمللي‬

‫‪235‬‬ ‫‪ٚ .79‬تاؿ الدين ا‪١‬توزعي‬

‫‪246‬‬ ‫‪ .80‬ا‪ٞ‬تنيد‬

‫‪222‬‬ ‫‪ .81‬ا‪ٞ‬توىرم‬

‫‪234‬‬ ‫‪ .82‬ا‪ٞ‬تويٍت‬

‫‪273‬‬
‫‪278‬‬ ‫‪ .83‬ا‪ٟ‬تسُت بن علي‬

‫‪187‬‬ ‫‪ .84‬ا‪ٟ‬تطٌاب‬

‫‪149‬‬ ‫‪ .85‬ا‪ٟ‬تليمي القاضي‬

‫‪266‬‬ ‫‪ٛ .86‬تٌاد بن زيد‬

‫‪266‬‬ ‫‪ٛ .87‬تاد بن سلمة‬

‫‪29‬‬ ‫‪ٛ .88‬تدكف بن عبد الر‪ٛ‬تن‬

‫‪346‬‬ ‫‪ .89‬ا‪ٟ‬تَتم أبو عثماف‬

‫‪135‬‬ ‫‪ .90‬ا‪٠‬ترشي‬

‫‪335‬‬ ‫السبلـ‪-‬‬
‫‪ .91‬ا‪٠‬تضر ‪-‬عليو ٌ‬

‫‪135‬‬ ‫‪ .92‬خليل‬

‫‪148‬‬ ‫‪ .93‬الرافعي‬

‫‪269‬‬ ‫‪ .94‬الربيع بن خثيم‬

‫‪164‬‬ ‫الر ٍ‪ٛ‬تىن‬


‫بيعة بن أيب عبد َّ‬
‫‪ .95‬ر ى‬

‫‪266‬‬ ‫‪ .96‬ىرقىػبىةي بن ىمصقلةى العب ًدم‬

‫‪222‬‬ ‫‪ .97‬الزبيدم‬

‫‪254‬‬ ‫الزبَتم‬ ‫‪.98‬‬

‫‪206‬‬ ‫‪ .99‬زكراي بن دمحم بن زكراي األبصارم‬

‫‪274‬‬
‫‪171‬‬ ‫‪ .100‬الزانٌب أبو عمراف‬

‫‪263‬‬ ‫‪ .101‬الزىرم‬

‫‪107‬‬ ‫‪ .102‬يسبىػٍيعة األسلمية‬

‫‪156‬‬ ‫‪ .103‬سراج الدين البلقيٍت‬

‫‪168‬‬ ‫‪ .104‬سراج الدين ا‪٢‬تندم‬

‫‪164‬‬ ‫‪ .105‬سعد بن إبراىيم‬

‫‪248‬‬ ‫‪ .106‬سفياف الثورم‬

‫‪248‬‬ ‫‪ .107‬سفياف بن عيينة‬

‫‪05‬‬ ‫‪ .108‬سليماف القابو٘ب‬

‫‪218‬‬ ‫‪ .109‬سند بن عناف‬

‫‪246‬‬ ‫‪ .110‬سهل بن عبد هللا التسًتم‬

‫‪227‬‬ ‫‪ .111‬سيف الدين اآلمدم‬

‫‪341‬‬ ‫الشاذٕب‬
‫‪ٌ .112‬‬

‫‪128‬‬ ‫‪ .113‬الشافعي‬

‫‪348‬‬ ‫الشبلي‬
‫‪ٌ .114‬‬

‫‪231‬‬ ‫‪ .115‬الشريف التلمسا٘ب‬

‫‪155‬‬ ‫‪ .116‬الشعرا٘ب عبد الوىاب‬

‫‪275‬‬
‫‪22‬‬ ‫‪ .117‬شكيب أرسبلف‬

‫‪155‬‬ ‫‪ .118‬صاّب البلقيٍت‬

‫‪339‬‬ ‫‪ .119‬الصبٌاف دمحم بن علي‬

‫‪226‬‬ ‫‪ .120‬الصَتَب‬

‫‪223‬‬ ‫‪ .121‬الطحاكم‬

‫‪307‬‬ ‫‪ .122‬الطرطوشي‬

‫‪267‬‬ ‫‪ .123‬عامر بن شراحيل‬

‫‪187‬‬ ‫ا‪ٟ‬تق الدىلوم‬


‫‪ .124‬عبد ٌ‬

‫‪217‬‬ ‫ا‪ٟ‬تق بن عبد الر‪ٛ‬تن اإلشبيلي‬


‫‪ .125‬عبد ٌ‬

‫‪40‬‬ ‫‪ .126‬عبد الر‪ٛ‬تن ابن خلدكف‬

‫‪346‬‬ ‫‪ .127‬عبد الر‪ٛ‬تن بن أ‪ٛ‬تد بن عطية العنسي‬

‫‪266‬‬ ‫‪ .128‬عبد الر‪ٛ‬تن بن مهدم‬

‫‪255‬‬ ‫‪ .129‬عبد هللا بن أ‪ٛ‬تد‬

‫‪215‬‬ ‫‪ .130‬عبد هللا بن ا‪١‬تبارؾ‬

‫‪149‬‬ ‫‪ .131‬العراقي أبو زرعة‬

‫‪191‬‬ ‫الس ىبلـ‬


‫‪ .132‬عز ال ٌدين بن عبد َّ‬

‫‪250‬‬ ‫‪ .133‬علي بن علي الشرباملسي‬

‫‪276‬‬
‫‪230‬‬ ‫‪ .134‬علي ‪٣‬تد الدين‬

‫‪23‬‬ ‫‪ .135‬عليش‬

‫‪99‬‬ ‫‪ .136‬عمر بن ا‪٠‬تطٌاب‬

‫‪137‬‬ ‫‪ .137‬عيسى الثعال ي‬

‫‪267‬‬ ‫‪ .138‬عيسى بن أيب عيسى‬

‫‪150‬‬ ‫‪ .139‬الغزإب‬

‫‪168‬‬ ‫الرازم‬
‫‪ .140‬فخر ال ٌدين ٌ‬

‫‪105‬‬ ‫‪ .141‬فيػىريٍػ ىعة بنت مالك‬

‫‪233‬‬ ‫‪ .142‬قاسم العقبا٘ب التلمسا٘ب‬

‫‪298‬‬ ‫‪ .143‬القاضي إ‪ٝ‬تاعيل‬

‫‪237‬‬ ‫‪ .144‬القاضي ا‪ٟ‬تسُت‬

‫‪354‬‬ ‫‪ .145‬القاضي عبد الوىاب األ ٍىزدم‬

‫‪136‬‬ ‫‪ .146‬القراُب‬

‫‪170‬‬ ‫‪ .147‬القطب الشَتازم‬

‫‪149‬‬ ‫‪ .148‬القموٕب‬

‫‪341‬‬ ‫‪ .149‬القناكم‬

‫‪277‬‬
‫‪306‬‬ ‫‪ .150‬الكيدا٘ب‬

‫‪356‬‬ ‫‪ .151‬اللٌخمي‬

‫‪182‬‬ ‫‪ .152‬الل ٌقا٘ب ا‪١‬تالكي‬

‫‪301‬‬ ‫‪ .153‬الليث بن سعد‬

‫‪56‬‬ ‫‪ .154‬مالك بن أب‬

‫‪341‬‬ ‫‪ .155‬ا‪١‬تتبوٕب‬

‫‪148‬‬ ‫ا‪١‬تتوٕب النيسابورم‬


‫‪ٌ .156‬‬

‫‪39‬‬ ‫‪ .157‬دمحم إدري ا‪١‬تهدم السنوسي‬

‫‪05‬‬ ‫‪ .158‬دمحم الفاتح‬

‫‪12‬‬ ‫‪ .159‬دمحم أمُت ابشا‬

‫‪268‬‬ ‫‪ .160‬دمحم بن سَتين‬

‫‪233‬‬ ‫‪٤‬تمد بن شعيب ا‪٢‬تسكورم‬


‫‪ٌ .161‬‬

‫‪301‬‬ ‫‪٤‬تمد بن عبد ا‪ٟ‬تكم‬


‫‪ٌ .162‬‬

‫‪236‬‬ ‫‪ .163‬دمحم بن بصر ا‪١‬تركزم‬

‫‪18‬‬ ‫نوسي‬
‫الس ٌ‬ ‫‪ٌ .164‬‬
‫‪٤‬تمد بن يوسف ٌ‬

‫‪230‬‬ ‫‪ .165‬دمحم تقي الدين‬

‫‪278‬‬
‫ً‬
‫السندم‬
‫‪312‬‬ ‫‪ .166‬دمحم حياة ٌ‬

‫‪31‬‬ ‫‪ .167‬دمحم علي ابشا‬

‫‪121‬‬ ‫‪ .168‬ا‪١‬تريسي‬

‫‪205‬‬ ‫‪ .169‬ا‪١‬تز٘ب‬

‫‪268‬‬ ‫‪ .170‬مسركؽ بن األجدع‬

‫‪232‬‬ ‫‪ .171‬ا‪١‬تقَّرم‬

‫‪293‬‬ ‫‪ .172‬مكحوؿ‬

‫‪306‬‬ ‫‪ .173‬مبل علي القارم‬

‫‪248‬‬ ‫‪ .174‬ا‪١‬تناكم‬

‫‪335‬‬ ‫السبلـ‪-‬‬
‫‪ .175‬موسى بن عمراف ‪-‬عليو ٌ‬

‫‪341‬‬ ‫‪ .176‬موسى بن ماىُت‬

‫‪30‬‬ ‫‪ .177‬موالم سليماف‬

‫‪68‬‬ ‫‪ .178‬انصر الدين الدرعي‬

‫‪150‬‬ ‫‪ .179‬بصر ا‪١‬تقدسي‬

‫‪134‬‬ ‫‪ .180‬بور الدين السنهورم‬

‫‪202‬‬ ‫‪ .181‬النوكم‬

‫‪131‬‬ ‫‪ .182‬ا‪٢‬تيثم بن ‪ٚ‬تيل‬

‫‪281‬‬
‫فهرس األماكن كالبلداف‬

‫الصفحة‬ ‫املُاف‬ ‫الرقم‬

‫‪150‬‬ ‫أى ٍس ىفرايًُت‬ ‫‪.0‬‬

‫‪19‬‬ ‫برقة‬ ‫‪.1‬‬

‫‪300‬‬ ‫بٍت تغلب‬ ‫‪.2‬‬

‫‪32‬‬ ‫بٍت غازم‬ ‫‪.3‬‬

‫‪32‬‬ ‫البيضاء‬ ‫‪.4‬‬

‫‪44‬‬ ‫التاج‬ ‫‪.5‬‬

‫‪39‬‬ ‫جبل أيب قبي‬ ‫‪.6‬‬

‫‪32‬‬ ‫ا‪ٞ‬تبل األخضر‬ ‫‪.7‬‬

‫‪15‬‬ ‫جغبوب‬ ‫‪.8‬‬

‫‪40‬‬ ‫‪ .01‬دربة‬

‫‪322‬‬ ‫‪ .00‬سبل‬

‫‪24‬‬ ‫‪ .01‬سيوه‬

‫‪31‬‬ ‫‪ .02‬طرابل الغرب‬

‫‪280‬‬
‫‪39‬‬ ‫‪ .03‬العسَت‬

‫‪32‬‬ ‫‪ .04‬غذام‬

‫‪29‬‬ ‫‪ .05‬فاس‬

‫‪42‬‬ ‫‪ .06‬فزاف‬

‫‪39‬‬ ‫‪ .07‬ماسة‬

‫‪18‬‬ ‫‪ .08‬مستغاٖب‬

‫‪43‬‬ ‫‪ .11‬كاحة الكفرة‬

‫‪281‬‬
‫فهرس املصطلحات‬

‫الصفحة‬ ‫املصطلح‬ ‫الرقم‬

‫‪327‬‬ ‫اإلكساؿ‬ ‫‪.0‬‬

‫‪10‬‬ ‫األكجاؽ‬ ‫‪.1‬‬

‫‪129‬‬ ‫ٓتَت النظرين‬ ‫‪.2‬‬

‫‪214‬‬ ‫الرباءة األصلية‬ ‫‪.3‬‬

‫‪168‬‬ ‫ٕتزؤ االجتهاد‬ ‫‪.4‬‬

‫‪337‬‬ ‫التٌلوين‬ ‫‪.5‬‬

‫‪338‬‬ ‫التٌمكُت‬ ‫‪.6‬‬

‫‪20‬‬ ‫حساب ا‪ٞ‬تي َّمل‬ ‫‪.7‬‬

‫‪335‬‬ ‫ضر‬
‫ا‪ٟ‬تى ى‬ ‫‪.8‬‬

‫‪140‬‬ ‫‪ .01‬الدَّغل‬

‫‪337‬‬ ‫السالك‬
‫‪ٌ .00‬‬
‫‪334‬‬ ‫السنن‬
‫‪ٌ .01‬‬
‫‪110‬‬ ‫‪ .02‬الشواىد‬

‫‪190‬‬ ‫‪ .03‬العتبية‬

‫‪282‬‬
‫‪129‬‬ ‫‪ .04‬العقل‬

‫‪334‬‬ ‫‪ .05‬علم اليقُت‬

‫‪299‬‬ ‫‪ .06‬العوؿ‬

‫‪334‬‬ ‫‪ .07‬الفتح‬

‫‪299‬‬ ‫‪ .08‬ال ىقسامة‬

‫‪129‬‬ ‫‪ .11‬القود‬

‫‪110‬‬ ‫‪ .10‬ا‪١‬تتابعات‬

‫‪299‬‬ ‫‪ .11‬ا‪١‬تتعة‬

‫‪113‬‬ ‫‪ .12‬احملاقلة‬

‫‪113‬‬ ‫‪ .13‬ا‪١‬تزارعة‬

‫‪198‬‬ ‫‪ .14‬مسألة الرغائب‬

‫‪211‬‬ ‫‪ .15‬ا‪١‬تسألة ا‪١‬تشًتكة‬

‫‪259‬‬ ‫‪ .16‬ا‪١‬تشًتؾ‬

‫‪108‬‬ ‫‪ .17‬بكاح التفويض‬

‫‪182‬‬ ‫‪ .18‬ال ًوجادة‬

‫‪263‬‬ ‫يتج ىارل ال ىكلىب‬


‫‪ .21‬ى‬

‫‪283‬‬
‫فهرس الشواىد الشعرَة‬

‫الصفحة‬ ‫البيت الشعرم‬ ‫الرقم‬

‫ً‬ ‫يد تىػنى ياـ ىعلىى ًذم َّ‬


‫ك إً ٍف ‪٪‬تٍػ ػ ػ ى‬
‫ت ىٓبٍ تىنػٍتىبًػ ػ ػ ػ ػ ٍو‬ ‫تيًر ي‬ ‫‪.0‬‬
‫‪279‬‬ ‫ىك ىعلػ ػ ػَّػ ػ ػ ػ ى‬ ‫الشػ ػ ػبىػ ٍو‬

‫‪333‬‬ ‫كسواه يدعى ابلنٌػ ػ ػ ػداء العػ ػ ػ ػ ػال ػ ػ ػي‬ ‫تكفى اللٌبيب إشارة مرمػ ػ ػوزة‬ ‫‪.1‬‬

‫‪317‬‬ ‫اؿ ًابلتَّػ ػ ػ ػ ػ ٍقلًػ ػ ػيػ ػ ػ ػ ًد‬ ‫ػ ػ ػ ػ ػ ًم ىكقى ىاؿ ٍ‬


‫ا‪ٞ‬تيَّه ي‬ ‫ك ًابلعً ٍل‬ ‫العالً يمو ىف فى ٍ‬
‫ضلى ى‬ ‫ؼ ى‬ ‫ىعىر ى‬ ‫‪.2‬‬

‫‪279‬‬ ‫ت بًػ ػ ػ ػ ػ ػ ٍو‬ ‫لًتىػ ٍلقػ ػػىى ًٍ‬


‫اإللىػ ػ ػ ػوى إًذىا ًم َّ‬ ‫اإللى ػػػ ًو‬
‫اب ًٍ‬ ‫ً ً‬ ‫ً‬
‫فى ىجاى ٍد ىكقىػلٌ ٍد كتى ى‬
‫‪.3‬‬

‫بػىيىا ىف التَّػ ىفرًؽ ًمػ‪ٍ ،‬ف أ ٍىع ىجػ ػ ػبػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػًٍو‬ ‫ب ىغٍيػ ػ ػ ػىر أ َّ‬
‫ىف‬ ‫ً‬ ‫‪.4‬‬
‫‪279‬‬ ‫يما أ ىىرل ىع ىج ػ ه‬
‫فىف ى‬
‫‪279‬‬ ‫ىكيكلٌّ ي‪٬‬تى ػ ػ ًاد يؿ ىع ٍن ىر ًاى ػ ػ ػ ػبػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػًٍو‬ ‫َّاس يرٍىبىابىػ ػ ػ يه ٍم‬ ‫َّ‬
‫فىػ ىق ٍد قىػل ىد الن ي‬
‫‪.5‬‬

‫‪314‬‬ ‫كلكن ال حيػ ػ ػ ػ ػ ػ ػاة ‪١‬ت ػ ػن تنػ ػ ػ ػ ػ ػ ػادم‬ ‫لقد أ‪ٝ‬تعت لو انديت حيٌػ ػان‬ ‫‪.6‬‬

‫ايح ٔتا ال تى ٍشتىهي الس يفػ ين‬ ‫‪.7‬‬


‫‪311‬‬ ‫الر ي‬
‫أتٌب ٌ‬ ‫ا‪١‬ترءي يدرك ػيػوي‬
‫يتمٌت ٍ‬
‫ما كل ما ٌ‬
‫‪143‬‬ ‫حبل العًػ ػ ػ ىدا يمت ػحبًٌػ ػبل‬
‫فجاى ٍد بو ى‬ ‫فحبل هللاً فينا كتابيػ ػ ػو‬
‫كبعد‪ ،‬ي‬
‫ي‬ ‫‪.8‬‬

‫ا‪ٟ‬تىػ ػ ػ ػ ػ َّق ًُب يم ٍذ ىىػ ػ ػ ػ ػ ػ ػب ػ ػ ػ ػ ػػًٍو‬


‫ىكيكلٌّ يىػىرل ٍ‬ ‫ط كً‬
‫احػ ػ ػ هد‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫‪.01‬‬
‫‪279‬‬ ‫ىكل ٍلػ ػ ىح ٌق يم ٍستىػٍنبػ ػ ػ ه ى‬
‫‪161‬‬ ‫يصح ُب األذىاف شيء إذا احتػ ػ ػاج النهػ ػ ػار إٔب دلػ ػ ػػي ػ ػ ػ ػ ػ ػل‬ ‫كلي‬ ‫‪.00‬‬
‫ٌ‬
‫الصػ ػ ػو ً‬
‫اب على الق ػ ػيػ ػ ػ ً‬
‫اس‬ ‫كما كل الظٌ ً‬ ‫‪.01‬‬
‫‪261‬‬ ‫كال كل ٌ‬ ‫نوف تكو يف ح ٌقان‬

‫‪338‬‬ ‫كمن يسم ًع األخبار من غ ًَت ك و‬


‫اسط حر هاـ عليو ‪ٝ‬تعيها ابلوسائػ ػ ػط‬ ‫‪.02‬‬
‫ى‬ ‫ىى ى‬

‫‪284‬‬
‫فهرس املصادر كاملراجع‬

‫القرآف الُرمي‪.‬‬
‫ٌأكان‪ :‬التفسَت‪.‬‬
‫‪ .1‬أبو الفداء إ‪ٝ‬تاعيل بن عمر بن كثَت القرشي البصرم ٍب الدمشقي‬
‫(ت‪774:‬ىػ)‪ ،‬تفسَت القرآف العظيم‪ ،‬تح‪ :‬سامي بن دمحم سبلمة‪ ،‬ط‪:‬‬
‫‪1420(2‬ىػ‪1999/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار طيبة للنشر كالتوزيع‪.‬‬
‫‪ .2‬أبو جعفر الطربم‪ ،‬جامع البياف ُب أتكيل القرآف‪ ،‬تح‪ :‬عبد هللا بن عبد احملسن‬
‫الًتكي‪ ،‬ط‪1422(1 :‬ىػ‪2001/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬ىجر للطباعة‪ ،‬جيزة‪.‬‬
‫‪ .3‬أبو دمحم ا‪ٟ‬تسُت بن مسعود البغوم (ت‪510 :‬ىػ)‪ ،‬معآب التنزيل ُب تفسَت‬
‫القرآف‪ ،‬تح‪ :‬دمحم عبد هللا النمر‪ ،‬ط‪1417(4 :‬ىػ‪1997/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار طيبة‬
‫للنشر كالتوزيع‪.‬‬
‫‪ .4‬عبد الر‪ٛ‬تن بن أيب بكر‪ ،‬جبلؿ الدين السيوطي (ت‪911 :‬ىػ)‪ ،‬الدر ا‪١‬تنثور‪،‬‬
‫(د ت ط)‪ ،‬مط‪ :‬دار الفكر‪ ،‬بَتكت‪.‬‬
‫‪ .5‬دمحم األمُت بن دمحم ا‪١‬تختار بن عبد القادر ا‪ٞ‬تكٍت الشنقيطي (ت‪1393 :‬ىػ)‪،‬‬
‫أضواء البياف ُب إيضاح القرآف ابلقرآف‪ ،‬ط‪1415( :‬ىػ‪1995/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار‬
‫الفكر للطباعة ك النشر ك التوزيع بَتكت‪ ،‬لبناف‪.‬‬
‫‪ .6‬دمحم بن جرير الطربم (ت‪310 :‬ىػ)‪ ،‬جامع البياف ُب أتكيل القرآف‪ ،‬تح‪ :‬أ‪ٛ‬تد‬
‫دمحم شاكر‪ ،‬ط‪1420(1 :‬ىػ‪2000/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬مؤسسة الرسالة‪.‬‬

‫‪285‬‬
‫‪٤ .7‬تمود األلوسي البغدادم‪ ،‬ركح ا‪١‬تعا٘ب ُب تفسَت القرآف‪( ،‬د ت ط)‪ ،‬مط‪ :‬دار‬
‫إحياء الًتاث العريب‪ ،‬بَتكت‪.‬‬

‫اثنيان‪ :‬الدَث الشرَف كعلومو‪.‬‬


‫‪ .8‬ابن أيب شيبة (ت‪235 :‬ق)‪ ،‬ا‪١‬تصنف‪ ،‬تح‪ :‬كماؿ يوسف ا‪ٟ‬توت‪ ،‬ط‪:‬‬
‫(‪1409‬ق)‪ ،‬مط‪ :‬مكتبة الرشد‪ ،‬الرايض‪.‬‬

‫‪ .9‬ابن األثَت ا‪ٞ‬تزرم (ت‪606 :‬ق)‪ ،‬الشاُب شرح مسند الشافعي‪ ،‬اعتٌت بو‪ :‬أ‪ٛ‬تد‬
‫ابن رايض األ‪ٛ‬تد‪( ،‬د ت ط)‪ ،‬مط‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بَتكت‪ ،‬لبناف‪.‬‬
‫‪ .10‬ابن األثَت ا‪ٞ‬تزرم (ت‪606 :‬ق)‪ ،‬النهاية ُب غريب ا‪ٟ‬تديث كاألثر‪ ،‬تح‪:‬‬
‫طاىر أ‪ٛ‬تد الزاكم‪( ،‬د ت ط)‪ ،‬مط‪ :‬دار إحياء الًتاث العريب‪ ،‬بَتكت‪ ،‬لبناف‪.‬‬
‫‪ .11‬ابن ا‪ٞ‬توزم‪ ،‬العلل ا‪١‬تتناىية‪ ،‬تح‪ :‬إرشاد ا‪ٟ‬تق األثرم‪ ،‬ط‪:‬‬
‫‪1403(1‬ىػ‪1983/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بَتكت‪ ،‬لبناف‪.‬‬
‫‪ .12‬ابن الصبلح‪ ،‬صيابة صحيح مسلم‪ ،‬تح‪ :‬موفق عبدهللا عبدالقادر‪،‬‬
‫ط‪1408(2 :‬ق)‪ ،‬مط‪ :‬دار الغرب اإلسبلمي‪ ،‬بَتكت‪.‬‬
‫‪ .13‬ابن الصبلح‪ ،‬معرفة علوـ ا‪ٟ‬تديث‪ ،‬تح‪ :‬عبد اللطيف ا‪٢‬تميم‪،‬‬
‫ط‪1423(1 :‬ىػ‪2002/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بَتكت‪ ،‬لبناف‪.‬‬
‫‪ .14‬ابن ا‪١‬تلقن‪ ،‬البدر ا‪١‬تنَت‪ ،‬تح‪ :‬دمحم بن عبد هللا بن سليماف‪،‬‬
‫السعودية‪.‬‬
‫ط‪1425(1 :‬ىػ‪2004/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار ا‪٢‬تجرة ‪ٌ ،‬‬
‫‪ .15‬ابن ا‪١‬تلقن‪ ،‬ا‪١‬تقنع ُب علوـ ا‪ٟ‬تديث‪ ،‬تح‪ :‬عبد هللا بن يوسف ا‪ٞ‬تديع‪،‬‬
‫السعودية‪.‬‬
‫ط‪1413(1 :‬ىػ)‪ ،‬مط‪ :‬دار فواز للنشر‪ٌ ،‬‬
‫‪ .16‬ابن دقيق العيد‪ ،‬شرح اإل‪١‬تاـ أبحاديث األحكاـ‪ ،‬تح‪ :‬دمحم خلوؼ العبد هللا‪،‬‬
‫ط‪1430(2 :‬ىػ‪2009/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار النوادر‪ ،‬سوراي‪.‬‬

‫‪286‬‬
‫‪ .17‬ابن عبد الرب (ت‪463:‬ق)‪ ،‬االستذكار‪ ،‬تح‪ :‬سآب دمحم عطا‪،‬‬
‫ط‪1421(1 :‬ق‪2000/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بَتكت‪.‬‬
‫‪ .18‬ابن عبد الرب (ت‪463:‬ق)‪ ،‬التمهيد ‪١‬تا ُب ا‪١‬توطأ من ا‪١‬تعا٘ب كاألسابيد‪ ،‬تح‪:‬‬
‫مصطفى بن أ‪ٛ‬تد العلوم‪ ،‬ط‪1387( :‬ىػ)‪ ،‬مط‪ :‬كزارة عموـ األكقاؼ‬
‫كالشؤكف اإلسبلمية‪ ،‬ا‪١‬تغرب‪.‬‬
‫‪ .19‬ابن عبد الرب‪ ،‬التمهيد ‪١‬تا ُب ا‪١‬توطأ من ا‪١‬تعا٘ب كاألسابيد‪ ،‬تح‪ :‬سعيد أ‪ٛ‬تد‬
‫أعراب‪ ،‬ط‪1404( :‬ىػ‪1984/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬كزارة األكقاؼ كالشؤكف اإلسبلمية‪.‬‬
‫‪ .20‬ابن كثَت‪ٖ ،‬تفة الطالب ٔتعرفة أحاديث ‪٥‬تتصر ابن ا‪ٟ‬تاجب‪ ،‬ط‪:‬‬
‫‪1416(2‬ىػ‪1996/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار ابن حزـ‪.‬‬
‫‪ .21‬أبو ا‪ٟ‬تسن علي بن أيب بكر ا‪٢‬تيثمي (ت‪807 :‬ىػ)‪٣ ،‬تمع الزكائد كمنبع‬
‫الفوائد‪ ،‬تح‪ :‬حساـ الدين القدسي‪ ،‬ط‪1414( :‬ىػ‪1994/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬مكتبة‬
‫القدسي‪ ،‬القاىرة‪.‬‬
‫‪ .22‬أبو ا‪ٟ‬تسن علي بن عمر بن أ‪ٛ‬تد بن مهدم بن مسعود بن النعماف بن دينار‬
‫البغدادم الدارقطٍت (ت‪385 :‬ىػ)‪ ،‬سنن الدارقطٍت‪ ،‬تح‪ :‬شعيب األربؤكط‪،‬‬
‫ط‪1424(1 :‬ىػ‪2004/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬بَتكت‪ ،‬لبناف‪.‬‬
‫‪ .23‬أبو الطيب اا‪ٟ‬تسٍت الفاسي (ت‪832 :‬ىػ)‪ ،‬ذيل التقييد ُب ركاة السنن‬
‫كاألسابيد‪ ،‬تح‪ :‬كماؿ يوسف ا‪ٟ‬توت‪ ،‬ط‪1410(1 :‬ىػ‪1990/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار‬
‫الكتب العلمية‪ ،‬بَتكت‪ ،‬لبناف‪.‬‬
‫‪ .24‬أبو العبٌاس أ‪ٛ‬تد بن عمر القرط ي (ت‪656 :‬ىػ)‪ ،‬ا‪١‬تفهم ‪١‬تا أشكل من‬
‫تلخيص كتاب مسلم‪ ،‬تح‪٤ :‬تيي الدين ديب ميستو‪ ،‬ط‪:‬‬
‫‪1417(1‬ىػ‪1996/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار ابن كثَت‪ ،‬دمشق‪ ،‬بَتكت‪.‬‬

‫‪287‬‬
‫‪ .25‬أبو الفضل أ‪ٛ‬تد بن علي ابن حجر العسقبل٘ب (ت‪852 :‬ىػ)‪ ،‬موافقة ا‪٠‬ترب‬
‫ا‪٠‬ترب ُب ٗتريج أحاديث ا‪١‬تختصر‪ ،‬تح‪ :‬صبحي السيد جاسم السامرائي‪،‬‬
‫ط‪1414(2 :‬ىػ‪1993/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬مكتبة الرشد للنشر كالتوزيع‪ ،‬الرايض‪.‬‬
‫‪ .26‬أبو الفضل أ‪ٛ‬تد بن علي بن دمحم بن أ‪ٛ‬تد بن حجر العسقبل٘ب‬
‫(ت‪852:‬ىػ)‪ ،‬بلوغ ا‪١‬تراـ من أدلة األحكاـ‪ ،‬تح‪ :‬الدكتور ماىر ايسُت الفحل‪،‬‬
‫ط‪1435(1 :‬ىػ‪2014/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار القب للنشر كالتوزيع‪ ،‬الرايض‪ ،‬ا‪١‬تملكة‬
‫السعودية‪.‬‬ ‫العربية‬
‫‪ .27‬أبو الفضل زين الدين عبد الرحيم العراقي (ت‪806 :‬ىػ)‪ ،‬ا‪١‬تغٍت عن ‪ٛ‬تل‬
‫األسفار ُب األسفار ُب ٗتريج ما ُب اإلحياء من األخبار (على ىامش إحياء‬
‫علوـ الدين)‪ ،‬ط‪1426(1 :‬ىػ‪2005/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار ابن حزـ‪.‬‬
‫‪ .28‬أبو الفضل زين الدين عبد الرحيم بن ا‪ٟ‬تسُت بن عبد الر‪ٛ‬تن بن أيب بكر بن‬
‫إبراىيم العراقي (ت‪806 :‬ىػ)‪ ،‬شرح التبصرة كالتذكرة‪ ،‬ألفية العراقي‪ ،‬تح‪ :‬عبد‬
‫اللطيف ا‪٢‬تميم‪ ،‬ط‪1423(1:‬ىػ‪2002/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بَتكت‪،‬‬
‫لبناف‪.‬‬
‫‪ .29‬أبو بكر أ‪ٛ‬تد بن ا‪ٟ‬تسُت بن علي البيهقي (ت‪458 :‬ىػ)‪ ،‬السنن الكربل‪،‬‬
‫تح‪ :‬دمحم عبد القادر عطا‪ ،‬ط‪2003(3 :‬ـ‪1424/‬ىػ)‪ ،‬مط‪ :‬دار الكتب‬
‫العلمية‪ ،‬بَتكت‪ ،‬لبناف‪.‬‬
‫‪ .30‬أبو بكر أ‪ٛ‬تد بن علي بن اثبت بن أ‪ٛ‬تد بن مهدم ا‪٠‬تطيب البغدادم‬
‫(ت‪463:‬ىػ)‪ ،‬الكفاية ُب علم الركاية‪ ،‬تح‪ :‬أبو عبدهللا السورقي‪( ،‬د ت ط)‪،‬‬
‫مط‪ :‬ا‪١‬تكتبة العلمية‪ ،‬ا‪١‬تدينة ا‪١‬تنورة‪.‬‬

‫‪288‬‬
‫‪ .31‬أبو بكر البيهقي (ت‪458 :‬ىػ)‪ ،‬ا‪١‬تدخل إٔب السنن الكربل‪ ،‬تح‪ :‬دمحم ضياء‬
‫الر‪ٛ‬تن األعظمي‪( ،‬د ت ط)‪ ،‬مط‪ :‬دار ا‪٠‬تلفاء للكتاب اإلسبلمي‪ ،‬الكويت‪.‬‬
‫اآلجًٌرم (ت‪360 :‬ىػ)‪ ،‬الشريعة‪ ،‬تح‪ :‬عبد هللا بن‬‫‪ .32‬أبو بكر دمحم بن ا‪ٟ‬تسُت ي‬
‫عمر الدميجي‪ ،‬ط‪1420(2 :‬ىػ‪1999/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار الوطن‪ ،‬الرايض‪.‬‬
‫‪ .33‬أبو بكر دمحم بن ىاركف الركاي٘ب (ت‪307 :‬ىػ)‪ ،‬مسند الرىكاي٘ب‪ ،‬ط‪:‬‬
‫‪1416(1‬ىػ)‪ ،‬مط‪ :‬مؤسسة قرطبة‪ ،‬القاىرة‪.‬‬
‫‪ .34‬أبو جعفر الطحاكم ا‪ٟ‬تنفي (ت ‪361‬ىػ)‪ ،‬شرح معا٘ب اآلاثر‪ ،‬تح‪ :‬دمحم‬
‫زىرم النجار‪ ،‬ط‪1414(1:‬ىػ‪1994/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬عآب الكتب‪.‬‬
‫‪ .35‬أبو حذيفة‪ ،‬ببيل بن منصور الكوييت‪ ،‬أبي السارم ُب ٗتريج كٖتقيق‬
‫األحاديث اليت ذكرىا ا‪ٟ‬تافظ ابن حجر العسقبل٘ب ُب فتح البارم‪ ،‬ط‪:‬‬
‫‪1426(1‬ىػ‪2005/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬مؤسسة السماحة‪ ،‬بَتكت‪.‬‬
‫‪ .36‬أبو داكد سليماف بن األشعث بن إسحاؽ بن بشَت بن شداد بن عمرك‬
‫الس ًج ٍستا٘ب (ت‪275 :‬ىػ)‪ ،‬رسالة أيب داكد إٔب أىل مكة كغَتىم ُب‬
‫األزدم ٌ‬
‫كصف سننو‪ ،‬تح‪ :‬دمحم الصباغ‪( ،‬د ت ط)‪ ،‬مط‪ :‬دار العربية‪ ،‬بَتكت‪.‬‬
‫‪ .37‬أبو زكراي ‪٤‬تيي الدين ٭تِت بن شرؼ النوكم (ت‪676 :‬ىػ)‪ ،‬التقريب كالتيسَت‬
‫‪١‬تعرفة سنن البشَت النذير ُب أصوؿ ا‪ٟ‬تديث‪ ،‬تح‪ :‬دمحم عثماف ا‪٠‬تشت‪،‬‬
‫ط‪1405(1 :‬ىػ‪1985/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار الكتاب العريب‪ ،‬بَتكت‪.‬‬
‫‪ .38‬أبو عبد الر‪ٛ‬تن أ‪ٛ‬تد بن شعيب بن علي ا‪٠‬تراسا٘ب‪ ،‬النسائي (ت‪303 :‬ىػ)‪،‬‬
‫السنن الكربل‪ ،‬تح‪ :‬حسن عبد ا‪١‬تنعم شل ي‪ ،‬أشرؼ عليو‪ :‬شعيب األرانؤكط‪،‬‬
‫قدـ لو‪ :‬عبد هللا بن عبد احملسن الًتكي‪ ،‬ط‪1421(1 :‬ىػ‪2001/‬ـ)‪ ،‬مط‪:‬‬
‫مؤسسة الرسالة‪ ،‬بَتكت‪.‬‬

‫‪311‬‬
‫‪ .39‬أبو عبد هللا بدر الدين دمحم بن عبد هللا بن هبادر الزركشي الشافعي‬
‫(ت‪794:‬ىػ)‪ ،‬النكت على مقدمة ابن الصبلح‪ ،‬تح‪ :‬زين العابدين بن دمحم ببل‬
‫فريج‪ ،‬ط‪1419(1 :‬ىػ‪1998/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬أضواء السلف‪ ،‬الرايض‪.‬‬
‫‪ .40‬أبو عبد هللا عبيد هللا بن دمحم العيك ىٍربم ا‪١‬تعركؼ اببن بىطَّة العكربم‬
‫(ت‪387:‬ىػ)‪ ،‬اإلاببة الكربل البن بطة‪ٖ ،‬تقيق‪٣ :‬تموعة من احملققُت‪،‬‬
‫ط‪1415(:‬ىػ)‪ ،‬مط‪ :‬دار الراية للنشر كالتوزيع‪ ،‬الرايض‪.‬‬
‫‪ .41‬أبو عبد هللا دمحم بن يزيد القزكيٍت (ت‪273 :‬ىػ)‪ ،‬سنن ابن ماجو‪ ،‬ط‪(1 :‬د‬
‫ت ط)‪ ،‬مط‪ :‬مكتبة ا‪١‬تعارؼ‪ ،‬الرايض‪.‬‬
‫ص ًحيح يمسلم‪ ،‬تح‪ :‬ىعبَّاس بن‬
‫الصحيح ا‪١‬تي ىخٌرج ىعلى ى‬
‫‪ .42‬أبو عوابة‪ ،‬ا‪١‬تسنىد َّ‬
‫شهاب ال ٌدين‪ ،‬ط‪1435(1:‬ىػ‪2014/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬ا‪ٞ‬تى ًام ىعة‬ ‫صفاخاف بن ى‬
‫السعيودية‪.‬‬
‫اإلسبلميَّة‪ ،‬ا‪١‬تملىكة العربيَّة َّ‬
‫‪ .43‬أبو دمحم عبد هللا بن الر‪ٛ‬تن بن الفضل بن هبراـ الدارمي (ت‪255 :‬ق)‪ ،‬سنن‬
‫الدارمي‪ ،‬تح‪ :‬فواز أ‪ٛ‬تد زمرٕب‪ ،‬ط‪1407(1 :‬ىػ)‪ ،‬مط‪ :‬دار الكتاب العريب‪،‬‬
‫بَتكت‪.‬‬
‫‪ .44‬أبو دمحم عبد هللا بن عبد الر‪ٛ‬تن بن الفضل بن ىهبراـ الدارمي‪ ،‬سنن الدارمي‪،‬‬
‫تح‪ :‬حسُت سليم أسد الدارا٘ب‪ ،‬ط‪1412(1:‬ىػ‪2000/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار ا‪١‬تغٍت‬
‫للنشر كالتوزيع‪ ،‬ا‪١‬تملكة العربية السعودية‪.‬‬
‫‪ .45‬أبو دمحم عبد هللا بن مسلم بن قتيبة الدينورم (ت‪276 :‬ىػ)‪ ،‬غريب ا‪ٟ‬تديث‪،‬‬
‫تح‪ :‬د‪ .‬عبد هللا ا‪ٞ‬تبورم‪ ،‬ط‪1397(1 :‬ق)‪ ،‬مط‪ :‬مطبعة العا٘ب‪ ،‬بغداد‪.‬‬
‫‪ .46‬أبو يعلى أ‪ٛ‬تد بن علي بن ا‪١‬تثيٌت بن ٭تِت بن عيسى بن ىبلؿ التميمي‪،‬‬
‫ا‪١‬توصلي (ت‪307:‬ىػ)‪ ،‬مسند أيب يعلى‪ ،‬تح‪ :‬حسُت سليم أسد‪ ،‬ط‪:‬‬
‫‪1404(1‬ق‪1984/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار ا‪١‬تأموف للًتاث‪ ،‬دمشق‪.‬‬

‫‪310‬‬
‫‪ .47‬أبو يعلى أ‪ٛ‬تد بن علي بن ا‪١‬تثيٌت بن ٭تِت بن عيسى بن ىبلؿ التميمي‪،‬‬
‫ا‪١‬توصلي (ت‪307 :‬ىػ)‪ ،‬ا‪١‬تفاريد عن رسوؿ هللا ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ ،-‬تح‪ :‬عبد هللا بن‬
‫يوسف ا‪ٞ‬تديع‪ ،‬ط‪1405(1 :‬ق)‪ ،‬مط‪ :‬مكتبة دار األقصى‪ ،‬الكويت‪.‬‬
‫‪ .48‬أبوبكر عبد الرزاؽ بن ‪٫‬تَّاـ الصنعا٘ب (ت‪211 :‬ىػ)‪ ،‬ا‪١‬تصنف‪ ،‬تح‪ :‬حبيب‬
‫الر‪ٛ‬تن األعظمي‪ ،‬ط‪1403(2 :‬ىػ‪1983/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬ا‪١‬تكتب اإلسبلمي‪،‬‬
‫بَتكت‪.‬‬
‫‪ .49‬أ‪ٛ‬تد بن ا‪ٟ‬تسُت أبو بكر البيهقي (ت‪458 :‬ىػ)‪ ،‬السنن الكربل‪ ،‬تح‪ :‬دمحم‬
‫عبد القادر عطا‪ ،‬ط‪1424(3 :‬ىػ‪2003/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار الكتب العلمية‪،‬‬
‫بَتكت‪.‬‬
‫‪ .50‬أ‪ٛ‬تد بن ا‪ٟ‬تسُت أبو بكر البيهقي (ت‪458 :‬ىػ)‪ ،‬ا‪١‬تدخل إٔب السنن‬
‫الكربل‪ ،‬تح‪ :‬دمحم ضياء الر‪ٛ‬تن األعظمي‪( ،‬د ت ط)‪ ،‬مط‪ :‬دار ا‪٠‬تلفاء‬
‫للكتاب اإلسبلمي‪ ،‬الكويت‪.‬‬
‫‪ .51‬أ‪ٛ‬تد بن حنبل (ت‪241 :‬ىػ)‪ ،‬ا‪١‬تسند‪ ،‬تح‪ :‬شعيب األربؤكط‪،‬‬
‫الرسالة‪ ،‬بَتكت‪.‬‬
‫ط‪1418(1 :‬ىػ‪1997/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬مؤسسة ٌ‬
‫‪ .52‬إ‪ٝ‬تاعيل بن دمحم بن عبد ا‪٢‬تادم ا‪ٞ‬تراحي العجلو٘ب الدمشقي‪ ،‬أبو الفداء‬
‫(ت‪1162:‬ىػ)‪ ،‬كشف ا‪٠‬تفاء كمزيل اإللباس‪ ،‬تح‪ :‬عبد ا‪ٟ‬تميد بن أ‪ٛ‬تد بن‬
‫يوسف بن ىنداكم‪ ،‬ط‪1420(1 :‬ىػ‪2000/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬ا‪١‬تكتبة العصرية‪.‬‬
‫السنية ُب‬ ‫ً‬
‫‪٤‬تمد بن عبد ال ٌدائم (ت‪831 :‬ق)‪ ،‬الفوائد ٌ‬
‫‪ .53‬الربماكم مش ال ٌدين ٌ‬
‫شرح األلفية‪ ،‬تح‪ :‬عبد هللا رمضاف موسى‪ ،‬ط‪1436(1 :‬ق‪2015/‬ـ)‪ ،‬مط‪:‬‬
‫مكتبة التوعية اإلسبلمية‪ ،‬السعودية‪.‬‬
‫‪ .54‬البغوم‪ ،‬شرح السنة‪ ،‬تح‪ :‬شعيب األربؤكط‪ ،‬ط‪1403(2 :‬ىػػ‪1983/‬ـ)‪،‬‬
‫مط‪ :‬ا‪١‬تكتب اإلسبلمي‪ ،‬دمشق‪ ،‬بَتكت‪.‬‬

‫‪311‬‬
‫‪ٚ .55‬تاؿ الدين القا‪ٝ‬تي‪ ،‬قواعد التحديث من فنوف مصطلح ا‪ٟ‬تديث‪ ،‬تح‪ :‬دمحم‬
‫هبجة البيطار‪ ،‬ط‪1427( :‬ق‪2006/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار النفائ ‪ ،‬بَتكت‪ ،‬لبناف‪.‬‬
‫‪ .56‬ا‪ٟ‬تافظ أبو عبد هللا ا‪ٟ‬تاكم النيسابورم‪ ،‬ا‪١‬تستدرؾ على الصحيحُت‪ ،‬تح‪:‬‬
‫مصطفى عبد القادر عطا‪( ،‬د ت ط)‪ ،‬مط‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بَتكت‪،‬‬
‫لبناف‪.‬‬
‫‪ .57‬ا‪ٟ‬تافظ أبو عبد هللا ا‪ٟ‬تاكم النيسابورم‪ ،‬ا‪١‬تستدرؾ على الصحيحُت‪ ،‬ط‪:‬‬
‫‪1417(1‬ىػ‪1997/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار ا‪ٟ‬ترمُت للطباعة كالنشر‪.‬‬
‫‪ .58‬ا‪ٟ‬تافظ أيب داكد سليماف بن األشعث السجستا٘ب (ت‪275 :‬ىػ)‪ ،‬سنن أيب‬
‫داكد‪ ،‬تعليق انصر الدين األلبا٘ب‪( ،‬د ت ط)‪ ،‬مط‪ :‬مطبعة ا‪١‬تعارؼ للنشر‬
‫كالتوزيع‪ ،‬الرايض‪.‬‬
‫‪ .59‬ا‪ٟ‬تافظ أ‪ٛ‬تد بن علي بن ا‪١‬تثٌت التميمي (ت‪307 :‬ىػ)‪ ،‬مسند أيب يعلى‬
‫ا‪١‬توصلي‪ ،‬تح‪ :‬حسن سلُت أسد‪ ،‬ط‪1410(2 :‬ىػ‪1990/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار‬
‫ا‪١‬تأموف للًتاث‪ ،‬بَتكت‪.‬‬
‫‪ .60‬ا‪ٟ‬تافظ دمحم بن عيسى بن سورة الًتمذم‪( ،‬ت‪289 :‬ىػ)‪ ،‬سنن الًتمذم‪،‬‬
‫تعليق انصر الدين األلبا٘ب‪( ،‬د ت ط)‪ ،‬مط‪ :‬مطبعة ا‪١‬تعارؼ للنشر كالتوزيع‪،‬‬
‫الرايض‪.‬‬
‫‪ .61‬الزركشي‪ ،‬ا‪١‬تعترب ُب ٗتريج أحاديث ا‪١‬تنهاج كا‪١‬تختصر‪ ،‬تح‪ٛ :‬تدم بن عبد‬
‫السلفي‪ ،‬ط‪1404(1 :‬ىػ‪1984/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار األرقم‪ ،‬النقرة شارع‬
‫اجمليد ٌ‬
‫العثماف‪.‬‬
‫‪ .62‬زكراي بن غبلـ قادر الباكستا٘ب‪ ،‬ما صح من آاثر الصحابة ُب الفقو‪ ،‬ط‪:‬‬
‫‪1421(1‬ىػ‪2000 /‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار ا‪٠‬تراز‪ ،‬ج ٌدة‪ ،‬دار ابن حزـ للطباعة كالنشر‬
‫كالتوزيع‪ ،‬بَتكت‪.‬‬

‫‪312‬‬
‫‪ .63‬زين ال ٌدين أيب ٭تي األبصارم‪ ،‬فتح الباقي بشرح ألفية العراقي‪ ،‬تح‪ :‬عبد‬
‫اللطيف ‪٫‬تيم‪ ،‬ط‪1422(1 :‬ىػ‪2002/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بَتكت‪،‬‬
‫لبناف‪.‬‬
‫‪ .64‬زين الدين دمحم ا‪١‬تدعو بعبد الرؤكؼ بن اتج العارفُت بن علي بن زين العابدين‬
‫ا‪ٟ‬تدادم ٍب ا‪١‬تناكم القاىرم (ت‪1031 :‬ىػ)‪ ،‬فيض القدير شرح ا‪ٞ‬تامع‬
‫الصغَت‪ ،‬ط‪1356(1 :‬ق)‪ ،‬مط‪ :‬ا‪١‬تكتبة التجارية الكربل‪ ،‬مصر‪.‬‬
‫‪ .65‬سنن سعيد بن منصور‪ ،‬سنن سعيد بن منصور بن شعبة ا‪٠‬تراسا٘ب ا‪١‬تكي‬
‫(ت‪228 :‬ىػ)‪ ،‬تح‪ :‬حبيب الر‪ٛ‬تن األعظمي‪( ،‬د ت ط)‪ ،‬مط‪ :‬دار الكتب‬
‫العلمية‪ ،‬بَتكت‪ ،‬لبناف‪.‬‬
‫‪ .66‬الطربم‪ ،‬ا‪١‬تعجم األكسط‪ ،‬تح‪ :‬طارؽ بن عوض هللا بن دمحم‪،‬‬
‫ط‪1415(2 :‬ىػ‪1995/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار ا‪ٟ‬ترمُت‪ ،‬القاىرة‪.‬‬
‫السنن‪ ،‬تح‪ :‬دمحم العزازم‪( ،‬د ت‬
‫‪ .67‬ظفر أ‪ٛ‬تد العثما٘ب التهابوم‪ ،‬مق ٌدمة إعبلء ٌ‬
‫ط)‪ ،‬مط‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بَتكت‪ ،‬لبناف‪.‬‬
‫‪ .68‬عبد الر‪ٛ‬تن بن أيب بكر‪ ،‬جبلؿ الدين السيوطي (ت‪911 :‬ىػ)‪ ،‬ا‪ٞ‬تامع‬
‫الصغَتة كزكائده كا‪ٞ‬تامع الكبَت‪ ،‬قسم األقواؿ‪ٚ ،‬تع كترتيب‪ :‬عباس أ‪ٛ‬تد صقر‪،‬‬
‫ط‪1994( :‬ـ‪1414/‬ق)‪ ،‬مط‪ :‬دار الفكر‪ ،‬بَتكت‪ ،‬لبناف‪.‬‬
‫مؤسسة الرايف للطباعة‬
‫‪ .69‬عبد هللا بن يوسف ا‪ٞ‬تديع‪ٖ ،‬ترير علوـ ا‪ٟ‬تديث‪ ،‬مط‪ٌ :‬‬
‫كالنشر كالتوزيع‪ ،‬ط‪1424(1 :‬ىػ‪2003/‬ـ)‪ ،‬بَتكت‪ ،‬لبناف‪.‬‬
‫‪ .70‬عبلء الدين علي بن بلباف الفارسي (ت‪739 :‬ىػ)‪ ،‬صحيح ابن حباف‬
‫بًتتيب ابن بلباف‪ ،‬تح‪ :‬شعيب األربؤكط‪ ،‬ط‪1414(2 :‬ىػ‪1993/‬ـ) ‪ ،‬مط‪:‬‬
‫الرسالة‪ ،‬بَتكت‪.‬‬

‫‪313‬‬
‫‪ .71‬القاضي عياض‪ ،‬إكماؿ ا‪١‬تعلم بشرح بفوائد مسلم‪ ،‬تح‪ :‬٭تِت إ‪ٝ‬تاعيل‪ ،‬ط‪:‬‬
‫‪1419(1‬ىػ‪1998/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار الوفاء‪ ،‬مصر‪.‬‬
‫‪ .72‬مالك بن أب ‪ ،‬ا‪١‬توطأ‪ ،‬تح‪ :‬دمحم مصطفى األعظمي‪ ،‬ط‪:‬‬
‫‪1425(1‬ىػ‪2004/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬مؤسسة زايد بن سلطاف آؿ ّنياف‪.‬‬
‫عواد‬
‫‪ .73‬مالك بن أب ‪ ،‬ا‪١‬توطأ‪ ،‬ركاية ٭تي بن ٭تي الليثي األبدلسي‪ ،‬تح‪ :‬بشار ٌ‬
‫معركؼ‪ ،‬ط‪1417( :‬ىػ‪1997/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار الغرب اإلسبلمي‪ ،‬بَتكت‪.‬‬
‫‪ .74‬دمحم أشرؼ بن أمَت بن علي بن حيدر‪ ،‬أبو عبد الر‪ٛ‬تن‪ ،‬شرؼ ا‪ٟ‬تق‪،‬‬
‫الصديقي‪ ،‬العظيم آابدم (ت‪1329 :‬ىػ)‪ ،‬عوف ا‪١‬تعبود شرح سنن أيب داكد‪،‬‬
‫(معو حاشية ابن القيم‪ :‬هتذيب سنن أيب داكد كإيضاح عللو كمشكبلتو)‪ ،‬ط‪:‬‬
‫‪1415 (2‬ق)‪ ،‬مط‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بَتكت‪.‬‬
‫السنٌة‪( ،‬د ت ط)‪ ،‬مط‪:‬‬
‫الصوارـ كاألسنٌة ُب ال ٌذب عن ٌ‬
‫‪٤‬تمد بن أيب مدين‪ٌ ،‬‬
‫‪ٌ .75‬‬
‫دار الكتب العلمية‪ ،‬بَتكت‪ ،‬لبناف‪.‬‬
‫‪ .76‬دمحم بن علي السنوسي‪ ،‬البدكر السافرة ُب عوإب األسابيد الفاخرة‪٥( ،‬تطوط)‪.‬‬
‫‪ .77‬دمحم بن علي السنوسي‪ ،‬مقدمة موطأ اإلماـ مالك‪ ،‬ط‪2011( :‬ـ)مط‪ :‬دار‬
‫زمورة‪ ،‬ا‪ٞ‬تزائر‪.‬‬
‫‪ .78‬دمحم بن علي بن دمحم الشوكا٘ب (ت‪1250 :‬ىػ)‪ ،‬الفوائد اجملموعة ُب‬
‫األحاديث ا‪١‬توضوعة‪ ،‬تح‪ :‬عبد الر‪ٛ‬تن بن ٭تي ا‪١‬تعلمي اليما٘ب‪( ،‬د ت ط)‪،‬‬
‫مط‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بَتكت‪ ،‬لبناف‪.‬‬
‫الصبلة‬
‫السندم‪ٖ ،‬تفة األانـ ُب العمل ْتديث النٌ ي عليو ٌ‬
‫‪٤‬تمد حياة ٌ‬‫‪ٌ .79‬‬
‫السبلـ‪ ،‬تح‪ :‬أبو علي طو بوسريح‪ ،‬ط‪1414(1 :‬ق‪1993/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار‬ ‫ك ٌ‬
‫ابن حزـ‪ ،‬بَتكت‪.‬‬

‫‪314‬‬
‫داكد‪ ،‬ط‪:‬‬ ‫انصر الدين األلبا٘ب‪ ،‬ضعيف سنن أيب‬ ‫‪ .80‬دمحم‬
‫‪1419(1‬ق‪1998/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬مكتبة ا‪١‬تعارؼ للنشر كالتوزيع‪ ،‬الرايض‪.‬‬
‫السبيل‪،‬‬
‫‪ .81‬انصر الدين األلبا٘ب‪ ،‬إركاء الغليل ُب ٗتريج أحاديث منار ٌ‬
‫ط‪1399(1:‬ىػ‪1979/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬ا‪١‬تكتب اإلسبلمي‪ ،‬دمشق‪.‬‬
‫‪ .82‬انصر الدين األلبا٘ب‪ ،‬سلسلة األحاديث الضعيفة كا‪١‬توضوعة‪ ،‬ط‪:‬‬
‫‪1412(1‬ىػ‪1992/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار ا‪١‬تعارؼ‪ ،‬الرايض ‪ ،‬ا‪١‬تمكلة العربية‬
‫السعودية‪.‬‬
‫‪ .83‬انصر الدين األلبا٘ب‪ ،‬ضعيف سنن الًتمذم‪ ،‬أشرؼ عليو‪ :‬زىَت الشاكيش‪،‬‬
‫ط‪1411(1 :‬ىػ‪1991/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬ا‪١‬تكتب االسبلمي‪ ،‬بَتكت‪.‬‬
‫‪٧ .84‬تم الدين ا‪ٟ‬تنفي‪ ،‬فتح الغفار بشرح ا‪١‬تنار‪ ،‬ط‪1355(1 :‬ىػ‪1963/‬ـ)‪،‬‬
‫مط‪ :‬شركة مكتبة كمطبعة‪ ،‬مصطفى الباب ا‪ٟ‬تل ي كأكالده‪ ،‬مصر‪.‬‬
‫‪ .85‬النوكم (ت‪676 :‬ق)‪ ،‬التقريب كالتيسَت‪ ،‬تح‪ :‬دمحم عثماف ا‪٠‬تشت‪ ،‬ط‪:‬‬
‫‪1405(1‬ىػ‪1985/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار الكتاب العريب‪ ،‬بَتكت‪.‬‬
‫‪ .86‬النوكم (ت‪676 :‬ق)‪ ،‬منهاج ا‪١‬تسلم شرح صحيح مسلم‪ ،‬ط‪:‬‬
‫‪1392(2‬ق)‪ ،‬مط‪ :‬دار إحياء الًتاث العريب‪ ،‬بَتكت‪.‬‬

‫‪315‬‬
‫اثلثان‪ :‬أصوؿ الفقو‪ ،‬كالقواعد الفقهية‪.‬‬

‫السؤؿ كا‪ٞ‬تدؿ كاألمل ُب ًع ٍل ىمي‬


‫‪ .87‬ابن ا‪ٟ‬تاجب (ت‪646 :‬ق)‪٥ ،‬تتصر منتهى ٌ‬
‫األصوؿ كا‪ٞ‬تدؿ‪ ،‬ط‪1467(1 :‬ق‪2006/‬ـ)‪ ،‬تح‪ :‬بذير ‪ٛ‬تادك‪ ،‬مط‪ :‬دار‬
‫ابن حزـ‪ ،‬بَتكت‪ ،‬لبناف‪.‬‬
‫‪ .88‬ابن القصار ا‪١‬تالكي (ت‪397 :‬ق)‪ ،‬مق ٌدمة ُب أصوؿ الفقو‪ ،‬تح‪ :‬مصطفى‬
‫ا‪١‬تعلمة للنشر كالتوزيع‪،‬‬
‫‪٥‬تدكـ‪ ،‬ط‪1420(1 :‬ق‪1999/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار ٍ‬
‫الرايض‪.‬‬
‫األئمة األعبلـ‪ ،‬تح‪ :‬مصطفى أبو ا‪١‬تعطي‪،‬‬ ‫‪ .89‬ابن تيمية‪ ،‬رفع ا‪١‬تبلـ عن ٌ‬
‫ط‪1436(1 :‬ق‪2015/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار الغد ا‪ٞ‬تديد‪ ،‬القاىرة‪.‬‬
‫‪ .90‬ابن قدامة ا‪ٟ‬تنبلي‪ ،‬الشهَت اببن قدامة ا‪١‬تقدسي (ت‪620 :‬ىػ)‪ ،‬ركضة الناظر‬
‫كجنة ا‪١‬تناظر ُب أصوؿ الفقو على مذىب اإلماـ أ‪ٛ‬تد بن حنبل‪ ،‬ط‪:‬‬
‫‪1423(2‬ق‪2002/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬مؤسسة الرٌايف للطباعة كالنشر كالتوزيع‪.‬‬
‫‪ .91‬أبو اسحاؽ إبراىيم بن علي بن يوسف الشَتازم (ت‪476 :‬ىػ)‪ ،‬اللٌمع ُب‬
‫أصوؿ الفقو‪ ،‬ط‪2003(2 :‬ـ‪1424/‬ق)‪ ،‬مط‪ :‬دار الكتب العلمية‪.‬‬
‫‪ .92‬أبو إسحاؽ الشاط ي (ت‪790 :‬ق)‪ ،‬ا‪١‬توافقات‪ ،‬تح‪ :‬أبو عبيدة مشهور بن‬
‫حسن آؿ سلماف‪ ،‬ط‪1418(1 :‬ىػ‪1997/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دارعفاف‪ ،‬السعودية‪.‬‬
‫‪ .93‬أبو ا‪ٟ‬تسن البغدادم ا‪١‬تالكي‪ ،‬االجتهاد كالتقليد‪ ،‬تح‪ :‬يوسف أ‪ٛ‬تد‪( ،‬د ت‬
‫ط)‪ ،‬مط‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بَتكت‪ ،‬لبناف‪.‬‬
‫بن عبد الر‪ٛ‬تن ا‪١‬تالكي الشهَت‬ ‫‪ .94‬أبو العباس شهاب الدين أ‪ٛ‬تد بن إدري‬
‫ابلقراُب (ت‪684 :‬ىػ)‪ ،‬الفركؽ‪ ،‬أبوار الربكؽ ُب أبواء الفركؽ‪( ،‬د ت ط)‪،‬‬
‫مط‪ :‬عآب الكتب‪.‬‬

‫‪316‬‬
‫‪ .95‬أبو حامد دمحم بن دمحم الغزإب الطوسي (ت‪505 :‬ىػ)‪ ،‬ا‪١‬تستصفى‪ ،‬تح‪ :‬دمحم‬
‫عبد السبلـ عبد الشاُب‪ ،‬ط‪1413(1 :‬ىػ‪1993/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار الكتب‬
‫العلمية‪.‬‬
‫‪ .96‬أبو زكراي ‪٤‬تيي الدين ٭تِت بن شرؼ النوكم (ت‪676 :‬ىػ)‪ ،‬آداب الفتول‬
‫كا‪١‬تفيت كا‪١‬تستفيت‪ ،‬تح‪ :‬بساـ عبد الوىاب ا‪ٞ‬تايب‪ ،‬ط‪(1 :‬د ت ط)‪ ،‬مط‪ :‬دار‬
‫الفكر‪ ،‬دمشق‪.‬‬
‫ً‬
‫الس ٍمبلٕب‬
‫‪ .97‬أبو عبد هللا ا‪ٟ‬تسُت بن علي بن طلحة الرجراجي ٍب الشوشاكم ٌ‬
‫‪٤‬تمد السراح‪،‬‬ ‫الش ً‬
‫هاب‪ ،‬تح‪ :‬أ‪ٛ‬تد بن َّ‬ ‫(ت‪899 :‬ىػ)‪ ،‬رفع النٌقاب عن تنقيح ٌ‬
‫السعودية‪،‬‬
‫ط‪1425(1 :‬ىػ‪2004/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬مكتبة الرشد‪ ،‬ا‪١‬تملكة العربية ٌ‬
‫الرايض‪.‬‬
‫‪ .98‬أبو عبد هللا ا‪١‬ت ٌقرم‪ ،‬القواعد‪ ،‬تح‪ :‬أ‪ٛ‬تد بن عبد هللا بن ‪ٛ‬تيد‪( ،‬د ت ط)‪،‬‬
‫مط‪ :‬معهد البحوث العلمية كإحياء الًتاث اإلسبلمي‪ ،‬جامعة ٌأـ القرل‪ ،‬مكة‬
‫ا‪١‬تكرمة‪.‬‬
‫‪ .99‬أبو عبد هللا بدر الدين دمحم بن عبد هللا بن هبادر الزركشي (ت‪794:‬ىػ)‪،‬‬
‫البحر احمليط ُب أصوؿ الفقو‪ ،‬ط‪1414(1 :‬ىػ‪1994/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار الكت ي‪.‬‬
‫أبو عبد هللا دمحم بن أيب بكر بن أيوب ا‪١‬تعركؼ اببن قيم ا‪ٞ‬توزية‬ ‫‪.100‬‬
‫(ت‪751:‬ىػ)‪ ،‬إعبلـ ا‪١‬توقعُت عن رب العا‪١‬تُت‪ ،‬تح‪ :‬أبو عبيدة مشهور بن‬
‫حسن آؿ سلماف‪ ،‬ط‪1423(1 :‬ىػ)‪ ،‬مط‪ :‬دار ابن ا‪ٞ‬توزم للنشر كالتوزيع‪،‬‬
‫ا‪١‬تملكة العربية السعودية‪.‬‬

‫‪317‬‬
‫أبو عبد هللا دمحم بن عمر بن ا‪ٟ‬تسن بن ا‪ٟ‬تسُت التيمي الرازم ا‪١‬تلقب‬ ‫‪.101‬‬
‫بفخر الدين الرازم خطيب الرم (ت‪606 :‬ىػ)‪ ،‬احملصوؿ‪ ،‬تح‪ :‬الدكتور طو‬
‫جابر فياض العلوا٘ب‪ ،‬ط‪1418(3 :‬ىػ‪1997/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬مؤسسة الرسالة‪.‬‬
‫أبو عبد هللا‪ ،‬مش الدين دمحم بن دمحم بن دمحم ا‪١‬تعركؼ اببن أمَت حاج‬ ‫‪.102‬‬
‫كيقاؿ لو ابن ا‪١‬توقت ا‪ٟ‬تنفي (ت‪879 :‬ىػ)‪ ،‬التقرير كالتحبَت‪ ،‬ط‪:‬‬
‫‪1403(1‬ىػ‪1983/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار الكتب العلمية‪.‬‬
‫أ‪ٛ‬تد بن علي ابن بىرىاف البغدادم (ت‪518 :‬ق)‪ ،‬الوصوؿ إٔب‬ ‫‪.103‬‬
‫األصوؿ‪ ،‬تح‪ :‬عبد ا‪ٟ‬تميد علي أبو زبيد‪ ،‬ط‪1403( :‬ق‪1983/‬ـ)‪ ،‬مط‪:‬‬
‫مكتبة ا‪١‬تعارؼ‪ ،‬الرايض‪.‬‬
‫اآلمدم‪ ،‬اإلحكاـ ُب أصوؿ األحكاـ‪ ،‬تح‪:‬عبد الرزاؽ عفيفي‪( ،‬د‬ ‫‪.104‬‬
‫ت ط)‪ ،‬مط‪ :‬ا‪١‬تكتب اإلسبلمي‪ ،‬بَتكت لبناف‪.‬‬
‫بدر الدين الزركشي‪ ،‬تشنيف ا‪١‬تسامع‪ ،‬تح‪ :‬سيد عبد العزيز‪،‬‬ ‫‪.105‬‬
‫ط‪1418(1:‬ىػ‪1998/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬مكتبة قرطبة للبحث العلمي‪ ،‬توزيع ا‪١‬تكتبة‬
‫ا‪١‬تكية‪.‬‬
‫حسن بن دمحم بن ‪٤‬تمود العطار الشافعي (ت‪1250 :‬ىػ)‪ ،‬حاشية‬ ‫‪.106‬‬
‫العطار على شرح ا‪ٞ‬تبلؿ احمللي على ‪ٚ‬تع ا‪ٞ‬توامع‪( ،‬د ت ط)‪ ،‬مط‪ :‬دار‬
‫الكتب العلمية‪ ،‬بَتكت‪ ،‬لبناف‪.‬‬
‫زكراي بن دمحم بن أ‪ٛ‬تد بن زكراي األبصارم‪ ،‬زين الدين أبو ٭تِت‬ ‫‪.107‬‬
‫السنيكي (ت‪926 :‬ىػ)‪ ،‬غاية الوصوؿ ُب شرح لب األصوؿ‪( ،‬د ت ط)‪،‬‬
‫مط‪ :‬دار الكتب العربية الكربل‪ ،‬مصر‪.‬‬

‫‪318‬‬
‫القراُب (ت‪684 :‬ىػ)‪ ،‬بفائ‬ ‫شهاب الدين أ‪ٛ‬تد بن إدري‬ ‫‪.108‬‬
‫األصوؿ ُب شرح احملصوؿ‪ ،‬تح‪ :‬عادؿ أ‪ٛ‬تد عبد ا‪١‬توجود‪ ،‬علي دمحم معوض‪،‬‬
‫ط‪1416(1 :‬ىػ‪1995/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬مكتبة بزار مصطفى الباز‪.‬‬
‫عناية‪،‬‬ ‫عزك‬ ‫أ‪ٛ‬تد‬ ‫تح‪:‬‬ ‫الفحوؿ‪،‬‬ ‫إرشاد‬ ‫الشوكا٘ب‪،‬‬ ‫‪.109‬‬
‫ط‪1419(1:‬ىػ‪1999/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار الكتاب العريب‪ ،‬دمشق‪.‬‬
‫صفي الدين دمحم بن عبد الرحيم األرموم ا‪٢‬تندم (ت‪715 :‬ىػ)‪،‬‬ ‫‪.110‬‬
‫ّناية الوصوؿ ُب دراية األصوؿ‪ ،‬تح‪ :‬د‪ .‬صاّب بن سليماف اليوسف‪ ،‬ط‪:‬‬
‫‪1416(1‬ىػ‪1996/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬ا‪١‬تكتبة التجارية ٔتكة ا‪١‬تكرمة‪.‬‬
‫الرد‬
‫عبد الر‪ٛ‬تن بن أيب بكر جبلؿ الدين السيوطي (ت‪911 :‬ىػ)‪ٌ ،‬‬ ‫‪.111‬‬
‫كل عصر فرض‪( ،‬د ت ط)‪،‬‬
‫على من أخلد إٔب االرض كجهل أ ٌف االجتهاد ُب ٌ‬
‫مط‪ :‬مكتبة الثقافة الدينية‪ ،‬القاىرة‪.‬‬
‫عبد الر‪ٛ‬تن بن أيب بكر‪ ،‬جبلؿ الدين السيوطي (ت‪911 :‬ىػ)‪،‬‬ ‫‪.112‬‬
‫األشباه كالنظائر‪ ،‬ط‪1411(1 :‬ىػ‪1990/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار الكتب العلمية‪.‬‬
‫عبد الر‪ٛ‬تن بن أيب بكر‪ ،‬جبلؿ الدين السيوطي (ت‪911 :‬ىػ)‪،‬‬ ‫‪.113‬‬
‫تقرير االستناد ُب تفسَت االجتهاد‪ ،‬تح‪ :‬فؤاد عبد ا‪١‬تنعم أ‪ٛ‬تد‪،‬‬
‫ط‪1403(1:‬ق)‪ ،‬مط‪ :‬دار الدعوة‪ ،‬االسكندرية‪.‬‬
‫عبد الرحيم بن ا‪ٟ‬تسن اإلسنوم (ت‪772 :‬ىػ)‪ّ ،‬ناية السوؿ شرح‬ ‫‪.114‬‬
‫ط‪:‬‬ ‫بَتكت‪،‬‬ ‫العلمية‪،‬‬ ‫الكتب‬ ‫دار‬ ‫مط‪:‬‬ ‫الوصوؿ‪،‬‬ ‫منهاج‬
‫‪1420(1‬ىػ‪1999/‬ـ)‪.‬‬

‫‪301‬‬
‫الشافعي (ت‪772 :‬ىػ)‪ ،‬التمهيد‬
‫ٌ‬ ‫عبد الرحيم بن ا‪ٟ‬تسن اإلسنوم‬ ‫‪.115‬‬
‫ُب ٗتريج الفركع على األصوؿ‪ ،‬تح‪ :‬دمحم حسن ىيتو‪ ،‬ط‪1400(1 :‬ىػ)‪ ،‬مط‪:‬‬
‫مؤسسة الرسالة ‪ ،‬بَتكت‪.‬‬
‫عبد العلي األبصارم اللكنوم‪ ،‬فواتح الر‪ٛ‬توت بشرح يمسلَّم الثبوت‪،‬‬ ‫‪.116‬‬
‫ضبطو‪ :‬عبد هللا ‪٤‬تمود دمحم عمر‪ ،‬ط‪1423(1 :‬ىػ‪2002/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار‬
‫الكتب العلمية‪ ،‬بَتكت‪ ،‬لبناف‪.‬‬
‫عبد هللا بن إبراىيم العلوم الشنقيطي‪ ،‬بشر البنود على مراقي‬ ‫‪.117‬‬
‫السعود‪ ،‬تقد‪ٙ‬ب‪ :‬الدام كلد سيدم اباب‪( ،‬د ت ط)‪ ،‬مط‪ :‬فضالة‪ ،‬ا‪١‬تغرب‪.‬‬
‫ٌ‬
‫عبد ا‪١‬تلك بن عبد هللا بن يوسف بن دمحم ا‪ٞ‬تويٍت‪ ،‬أبو ا‪١‬تعإب‪ ،‬ركن‬ ‫‪.118‬‬
‫الدين‪ ،‬ا‪١‬تلقب إبماـ ا‪ٟ‬ترمُت (ت‪478:‬ىػ)‪ ،‬التلخيص ُب أصوؿ الفقو‪ ،‬تح‪:‬‬
‫عبد هللا جوٓب النبإب كبشَت أ‪ٛ‬تد العمرم‪( ،‬د ت ط)‪ ،‬مط‪ :‬دار البشائر‬
‫اإلسبلمية‪ ،‬بَتكت‪.‬‬
‫عز الدين عبد العزيز بن عبد السبلـ (ت‪660 :‬ىػ)‪ ،‬قواعد األحكاـ‬ ‫‪.119‬‬
‫ُب مصاّب األانـ‪ ،‬تح‪ :‬بزيو كماؿ ‪ٛ‬تٌاد‪ ،‬مط‪ :‬دار القلم‪ ،‬دمشق‪ ،‬ط‪:‬‬
‫‪1421(1‬ىػ‪2000/‬ـ)‪.‬‬
‫العبلء البخارم‪ ،‬كشف األسرار شرح أصوؿ البزدكم‪( ،‬د ت ط)‪،‬‬ ‫‪.120‬‬
‫مط‪ :‬دار الكتاب العريب‪ ،‬بَتكت‪ ،‬لبناف‪.‬‬
‫السبكي‪ ،‬اإلهباج ُب شرح ا‪١‬تنهاج‪ ،‬ط‪:‬‬ ‫علي بن عبد الكاُب ٌ‬ ‫‪.121‬‬
‫(‪1416‬ىػ‪1995/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بَتكت ‪ ،‬لبناف‪.‬‬

‫‪300‬‬
‫القراُب (ت‪684 :‬ىػ)‪ ،‬اإلحكاـ ُب ٘تييز الفتاكل عن األحكاـ‬ ‫‪.122‬‬
‫كتصرفات القاضي كاإلماـ‪ ،‬تح‪ :‬عبد الفتاح أبو غدة‪ ،‬ط‪:‬‬
‫‪1416(2‬ىػ‪1995/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار البشائر اإلسبلمية‪ ،‬بَتكت‪ ،‬لبناف‪.‬‬
‫دمحم بن علي بن دمحم بن عبد هللا الشوكا٘ب اليمٍت (ت‪1250 :‬ىػ)‪،‬‬ ‫‪.123‬‬
‫القوؿ ا‪١‬تفيد ُب أدلة االجتهاد كالتقليد‪ ،‬تح‪ :‬عبد الر‪ٛ‬تن عبد ا‪٠‬تالق‪ ،‬ط‪:‬‬
‫‪1396(1‬ق)‪ ،‬مط‪ :‬دار القلم‪ ،‬الكويت‪.‬‬
‫كٕب الدين أيب زرعة أ‪ٛ‬تد بن عبد الرحيم العراقي (ت‪826 :‬ىػ)‪،‬‬ ‫‪.124‬‬
‫الغيث ا‪٢‬تامع شرح ‪ٚ‬تع ا‪ٞ‬توامع‪ ،‬تح‪ :‬دمحم اتمر حجازم‪ ،‬ط‪:‬‬
‫‪1425(1‬ىػ‪2004/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بَتكت‪ ،‬لبناف‪.‬‬

‫ابعا‪ :‬الفقو‪.‬‬
‫رن‬

‫ابن ا‪ٟ‬تاج (ت‪737 :‬ىػ)‪ ،‬ا‪١‬تدخل‪( ،‬د ت ط)‪ ،‬مط‪ :‬دار التػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػراث‪.‬‬ ‫‪.125‬‬
‫ابن جزم الكل ي الغرانطي (ت‪741 :‬ىػ)‪ ،‬القوابُت الفقهية‪( ،‬د ت‬ ‫‪.126‬‬
‫ط)‪.‬‬
‫ابن رشد ا‪ٟ‬تفيد‪ ،‬بداية اجملتهد‪ ،‬ط‪1402(6 :‬ىػ‪1982/‬ـ)‪ ،‬مط‪:‬‬ ‫‪.127‬‬
‫دار ا‪١‬تعرفة‪.‬‬
‫ابن عابدين‪ ،‬دمحم أمُت بن عمر بن عبد العزيز عابدين الدمشقي‬ ‫‪.128‬‬
‫ا‪ٟ‬تنفي (ت‪1252 :‬ىػ)‪ ،‬رد احملتار على الدر ا‪١‬تختار‪ ،‬ط‪1412(2 :‬ىػ‪/‬‬
‫‪1992‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار الفكر‪ ،‬بَتكت‪.‬‬
‫ابن قدامة ا‪ٟ‬تنبلي‪ ،‬الشهَت اببن قدامة ا‪١‬تقدسي (ت‪620 :‬ىػ)‪،‬‬ ‫‪.129‬‬
‫ا‪١‬تغٍت‪ ،‬ط‪1388( :‬ىػ‪1968/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬مكتبة القاىرة‪ ،‬مصر‪.‬‬

‫‪301‬‬
‫السنة‬ ‫ً‬
‫بنص الكتاب ك ٌ‬
‫ابن مقصد العبدٕب‪ ،‬ىحسم االختبلفات الفقهية ٌ‬ ‫‪.130‬‬
‫السنٌة‪.‬‬
‫النبوية‪ ،‬ط‪1427(1 :‬ىػ‪2007/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار الكتاب ك ٌ‬
‫أبو القاسم بن أ‪ٛ‬تد الربزٕب البلوم (ت‪841 :‬ق)‪ ،‬جامع مسائل‬ ‫‪.131‬‬
‫األحكاـ ‪١‬تا بزؿ من القضااي اب‪١‬تفتُت كا‪ٟ‬تكاـ‪ ،‬تح‪ :‬دمحم ا‪ٟ‬تبيب ا‪٢‬تيلة‪ ،‬ط‪:‬‬
‫‪2002(1‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار الغرب اإلسبلمي‪ ،‬بَتكت‪.‬‬
‫أبو داكد سليماف بن األشعث بن إسحاؽ بن بشَت بن شداد بن‬ ‫‪.132‬‬
‫الس ًج ٍستا٘ب (ت‪275 :‬ىػ)‪ ،‬مسائل اإلماـ أ‪ٛ‬تد ركاية أيب داكد‬
‫ً‬
‫عمرك األزدم ٌ‬
‫السجستا٘ب‪ ،‬تح‪ :‬أبو معاذ طارؽ بن عوض هللا بن دمحم‪ ،‬ط‪:‬‬
‫‪1420(1‬ىػ‪1999/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬مكتبة ابن تيمية‪ ،‬مصر‪.‬‬
‫أبو زكراي ‪٤‬تيي الدين ٭تِت بن شرؼ النوكم (ت ‪676‬ىػ)‪ ،‬ركضة‬ ‫‪.133‬‬
‫الطالبُت كعمدة ا‪١‬تفتُت‪ ،‬تح‪ :‬زىَت الشاكيش‪ ،‬ط‪1412(3 :‬ىػ‪1991/‬ـ)‪،‬‬
‫مط‪ :‬ا‪١‬تكتب اإلسبلمي‪ ،‬بَتكت‪.‬‬
‫أبو زكراي ‪٤‬تيي الدين ٭تِت بن شرؼ النوكم (ت‪676 :‬ىػ)‪ ،‬آداب‬ ‫‪.134‬‬
‫الفتول كا‪١‬تفيت كا‪١‬تستفيت‪ ،‬تح‪ :‬بساـ عبد الوىاب ا‪ٞ‬تايب‪ ،‬ط‪(1 :‬د ت ط)‪،‬‬
‫مط‪ :‬دار الفكر‪ ،‬دمشق‪.‬‬
‫أبو زكراي ‪٤‬تيي الدين ٭تِت بن شرؼ النوكم (ت‪676 :‬ىػ)‪ ،‬اجملموع‬ ‫‪.135‬‬
‫شرح ا‪١‬تهذب مع تكملة السبكي كا‪١‬تطيعي‪( ،‬د ت ط)‪ ،‬مط‪ :‬دار الفكر‪،‬‬
‫بَتكت‪ ،‬لبناف‪.‬‬
‫أبو دمحم جبلؿ الدين عبد هللا بن ‪٧‬تم بن شاس بن بزار ا‪ٞ‬تذامي‬ ‫‪.136‬‬
‫السعدم ا‪١‬تالكي (ت‪616 :‬ىػ)‪ ،‬عقد ا‪ٞ‬تواىر الثمينة ُب مذىب عآب ا‪١‬تدينة‪،‬‬

‫‪302‬‬
‫تح‪ٛ :‬تيد بن دمحم ‪ٟ‬تمر‪ ،‬ط‪1423(1 :‬ىػ‪2003/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار الغرب‬
‫اإلسبلمي‪ ،‬بَتكت‪ ،‬لبناف‪.‬‬
‫أيب العباس أ‪ٛ‬تد بن ٭تِت الوبشريسي(ت‪914 :‬ق)‪ ،‬ا‪١‬تعيار ا‪١‬تعرب‬ ‫‪.137‬‬
‫كا‪ٞ‬تامع ا‪١‬تغرب عن فتاكم أىل إفريقية كاألبدل كا‪١‬تغرب‪ ،‬إشراؼ‪ :‬دمحم حجي‪،‬‬
‫(د ت ط)‪.‬‬
‫هبراـ بن عبد هللا بن عبد العزيز بن عمر بن عوض‪ ،‬أبو البقاء‪ ،‬اتج‬ ‫‪.138‬‬
‫اط ٌي ا‪١‬تالكي (ت‪805 :‬ىػ)‪ ،‬الشامل ُب فقو‬ ‫الدين السلمي الد ًَّم ًَتم ال ًٌدمي ً‬
‫ٌ ٍى‬
‫اإلماـ مالك‪ ،‬ضبطو‪ :‬أ‪ٛ‬تد بن عبد الكر‪ٙ‬ب ‪٧‬تيب‪ ،‬ط‪:‬‬
‫‪1429(1‬ىػ‪2008/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬مركز ‪٧‬تيبويو للمخطوطات كخدمة الًتاث‪.‬‬
‫تقي الدين أبو العباس أ‪ٛ‬تد بن عبد ا‪ٟ‬تليم بن عبد السبلـ بن عبد‬ ‫‪.139‬‬
‫هللا بن أيب القاسم بن دمحم ابن تيمية ا‪ٟ‬ترا٘ب ا‪ٟ‬تنبلي الدمشقي (ت‪728 :‬ىػ)‪،‬‬
‫‪٣‬تموعة الرسائل كا‪١‬تسائل (رسالة العبادات الشرعية كالفرؽ بينها كبُت البدعية)‪،‬‬
‫تعليق‪ :‬السيد دمحم رشيد رضا‪( ،‬د ت ط)‪ ،‬مط‪ٞ :‬تنة الًتاث العريب‪.‬‬
‫تقي الدين أبو العباس أ‪ٛ‬تد بن عبد ا‪ٟ‬تليم بن عبد السبلـ بن عبد‬ ‫‪.140‬‬
‫هللا بن أيب القاسم بن دمحم ابن تيمية ا‪ٟ‬ترا٘ب ا‪ٟ‬تنبلي الدمشقي (ت‪728 :‬ىػ)‪،‬‬
‫الفتاكل الكربل‪ ،‬ط‪1408( 1 :‬ىػ‪1987/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار الكتب العلمية‪،‬‬
‫بَتكت‪ ،‬لبناف‪.‬‬
‫خليل بن إسحاؽ بن موسى‪ ،‬ضياء الدين ا‪ٞ‬تندم ا‪١‬تالكي ا‪١‬تصرم‬ ‫‪.141‬‬
‫(ت‪776:‬ىػ)‪ ،‬التوضيح ُب شرح ا‪١‬تختصر الفرعي البن ا‪ٟ‬تاجب‪ ،‬تح‪ :‬د‪ .‬أ‪ٛ‬تد‬
‫بن عبد الكر‪ٙ‬ب ‪٧‬تيب‪ ،‬ط‪1429(1 :‬ىػ‪2008/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬مركز ‪٧‬تيبويو‬
‫للمخطوطات كخدمة الًتاث‪.‬‬

‫‪303‬‬
‫زكراي بن دمحم بن زكراي األبصارم (ت‪926 :‬ىػ)‪ ،‬أسٌت ا‪١‬تطالب ُب‬ ‫‪.142‬‬
‫شرح ركض الطالب‪( ،‬د ت ط)‪ ،‬مط‪ :‬دار الكتاب اإلسبلمي‪.‬‬
‫زين الدين بن إبراىيم بن دمحم‪ ،‬ا‪١‬تعركؼ اببن ‪٧‬تيم ا‪١‬تصرم‬ ‫‪.143‬‬
‫(ت‪970:‬ىػ)‪ ،‬البحر الرائق شرح كنز الدقائق‪ ،‬كُب آخره‪ :‬تكملة البحر الرائق‬
‫حملمد بن حسُت بن علي الطورم ا‪ٟ‬تنفي القادرم (توُب بعد‪1138 :‬ىػ)‪ ،‬ط‪:‬‬
‫‪(2‬د ت ط)‪ ،‬مط‪ :‬دار الكتاب اإلسبلمي‪ ،‬القاىرة‪.‬‬
‫كخرج أدلتها‬
‫الر ىحبية ُب علم الفرائض‪ ،‬علٌق ٌ‬
‫سبط ا‪١‬تارديٍت‪ ،‬شرح َّ‬ ‫‪.144‬‬
‫مصطفى ديب البغا‪ ،‬ط‪1465(11 :‬ىػ‪2004/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار القلم‪ ،‬دمشق‪.‬‬
‫الدين أبو عبد هللا دمحم بن دمحم بن عبد الر‪ٛ‬تن الطرابلسي‬ ‫مش‬ ‫‪.145‬‬
‫ا‪١‬تغريب‪ ،‬ا‪١‬تعركؼ اب‪ٟ‬تطاب الرعيٍت ا‪١‬تالكي (ت‪954 :‬ىػ)‪ ،‬مواىب ا‪ٞ‬تليل ُب‬
‫شرح ‪٥‬تتصر خليل‪ ،‬ط‪1412(2 :‬ىػ‪1992/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار الفكر‪.‬‬
‫عبد الباقي بن يوسف بن أ‪ٛ‬تد الزرقا٘ب ا‪١‬تصرم (ت‪1099 :‬ىػ)‪،‬‬ ‫‪.146‬‬
‫شرح الزرقا٘ب على ‪٥‬تتصر خليل‪ ،‬الفتح الراب٘ب فيما ذىل عنو الزرقا٘ب‪ ،‬ضبطو‬
‫كصححو كخرج آايتو‪ :‬عبد السبلـ دمحم أمُت‪ ،‬ط‪1422(1 :‬ىػ‪2002/‬ـ)‪،‬‬
‫مط‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بَتكت‪ ،‬لبناف‪.‬‬
‫عبد الر‪ٛ‬تن بن دمحم بن سليماف ا‪١‬تدعو بشيخي زاده‪ ،‬يعرؼ بداماد‬ ‫‪.147‬‬
‫أفندم (ت‪1078 :‬ىػ)‪٣ ،‬تمع األّنر ُب شرح ملتقى األْتر‪( ،‬د ت ط)‪ ،‬مط‪:‬‬
‫دار إحياء الًتاث العريب‪.‬‬
‫عبد الكر‪ٙ‬ب بن دمحم بن عبد الكر‪ٙ‬ب‪ ،‬أبو القاسم الرافعي القزكيٍت‬ ‫‪.148‬‬
‫(ت‪623:‬ىػ)‪ ،‬فتح العزيز شرح الوجيز ا‪١‬تعركؼ ابلشرح الكبَت‪ ،‬تح‪ :‬علي دمحم‬
‫عوض‪ ،‬ط‪1417(1 :‬ىػ‪1997/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بَتكت‪ ،‬لبناف‪.‬‬

‫‪304‬‬
‫عبد الوىاب الشعرا٘ب‪ ،‬ا‪١‬تيزاف الكربل‪ ،‬ط‪1431( :‬ق‪2010/‬ـ)‪،‬‬ ‫‪.149‬‬
‫مط‪ :‬دار الفكر‪ ،‬بَتكت‪ ،‬لبناف‪.‬‬
‫عبد الوىاب الشعرا٘ب‪ ،‬كشف الغمة عن ‪ٚ‬تيع األمة‪ ،‬ط‪2 :‬‬ ‫‪.150‬‬
‫(‪1281‬ىػ)‪ ،‬مط‪ :‬ا‪١‬تطبعة الكاستلية‪ ،‬مصر‪.‬‬
‫عثماف بن علي بن ‪٤‬تجن البارعي‪ ،‬فخر الدين الزيلعي ا‪ٟ‬تنفي‬ ‫‪.151‬‬
‫ ي‪ ،‬ط‪:‬‬ ‫(ت‪743:‬ىػ)‪ ،‬تبيُت ا‪ٟ‬تقائق شرح كنز الدقائق كحاشية ًٌ‬
‫الش ٍلً ًٌ‬
‫‪1313(1‬ىػ)‪.‬مط‪ :‬ا‪١‬تطبعة الكربل األمَتية‪ ،‬بوالؽ‪ ،‬القاىرة‪.‬‬
‫معوض‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫علي‬ ‫دمحم‬ ‫تح‪:‬‬ ‫الكبَت‪،‬‬ ‫ا‪ٟ‬تاكم‬ ‫ا‪١‬تاكردم‪،‬‬ ‫‪.152‬‬
‫ط‪1414(1:‬ىػ‪1994/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بَتكت‪ ،‬لبناف‪.‬‬
‫دمحم بن أ‪ٛ‬تد بن دمحم عليش‪ ،‬أبو عبد هللا ا‪١‬تالكي (ت‪1299 :‬ىػ)‪،‬‬ ‫‪.153‬‬
‫منح ا‪ٞ‬تليل شرح ‪٥‬تتصر خليل‪ ،‬ط‪1409( :‬ىػ‪1989/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار الفكر‪،‬‬
‫بَتكت‪.‬‬
‫دمحم بن الراعي األبدلسي‪ ،‬ابتصار الفقَت السالك‪ ،‬تح‪ :‬دمحم أبو‬ ‫‪.154‬‬
‫األجفاف‪ ،‬ط‪1981(1 :‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار الغرب اإلسبلمي‪ ،‬بَتكت‪ ،‬لبناف‪.‬‬
‫دمحم بن سليماف الكردم ا‪١‬تد٘ب الشافعي‪ ،‬الفوائد ا‪١‬تدبية فيمن ييفىت‬ ‫‪.155‬‬
‫أئمة الشافعية‪ ،‬تح‪ :‬بساـ عبد الوىاب ا‪ٞ‬تايب‪ ،‬ط‪2011(1 :‬ـ)‪،‬‬ ‫بقولو من ٌ‬
‫مط‪ :‬دار بور الصباح‪ ،‬لبناف‪.‬‬
‫دمحم بن عبد هللا ا‪٠‬ترشي‪ ،‬شرح ‪٥‬تتصر خليل‪( ،‬د ت ط)‪ ،‬مط‪ :‬دار‬ ‫‪.156‬‬
‫الفكر للطباعة‪ ،‬بَتكت‪.‬‬

‫‪305‬‬
‫دمحم بن يوسف بن أيب القاسم بن يوسف العبدرم الغرانطي‪ ،‬أبو عبد‬ ‫‪.157‬‬
‫هللا ا‪١‬تواؽ ا‪١‬تالكي(ت‪897 :‬ىػ)‪ ،‬التاج كاإلكليل ‪١‬تختصر خليل‪ ،‬ط‪:‬‬
‫‪1414(1‬ىػ‪1994/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بَتكت‪ ،‬لبناف‪.‬‬
‫ط‪:‬‬ ‫بكداش‪،‬‬ ‫سائد‬ ‫تح‪:‬‬ ‫الدقائق‪،‬‬ ‫كنز‬ ‫النٌسفي‪،‬‬ ‫‪.158‬‬
‫‪1432(1‬ق‪2011/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار البشائر اإلسبلمية‪ ،‬ا‪١‬تدينة ا‪١‬تنورة‪.‬‬

‫خامسان‪ :‬العقائد‪ ،‬كاملنطق‪ ،‬كامللل‪.‬‬

‫اسم ‪-‬صلى هللا‬ ‫ب عن سن ًَّة أيب ال ىق ً‬‫ً‬


‫اسم ُب ال ٌذ ٌ ى ٍ ي‬
‫كض البى ٍ‬
‫الر ي‬
‫ابن الوزير‪َّ ،‬‬ ‫‪.159‬‬
‫عليو كسلم‪ -‬تح‪ :‬علي بن دمحم العمراف‪( ،‬د ت ط)‪ ،‬مط‪ :‬دار عآب الفوائد‬
‫للنشر كالتوزيع‪.‬‬
‫ابن قيم ا‪ٞ‬توزية (ت‪751 :‬ىػ)‪ ،‬الركح ُب الكبلـ على أركاح األموات‬ ‫‪.160‬‬
‫السنٌة‪( ،‬د ت ط)‪ ،‬مط‪ :‬دار الكتب العلمية‪،‬‬‫كاألحياء ابلدالئل من الكتاب ك ٌ‬
‫بَتكت‪.‬‬
‫ابن قيم ا‪ٞ‬توزية‪ ،‬الصواعق ا‪١‬ترسلة‪ ،‬تح‪ :‬علي بن دمحم الدخيل هللا‪،‬‬ ‫‪.161‬‬
‫ط‪1418(1 :‬ىػ‪1998/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار العاصمة‪ ،‬الرايض‪.‬‬
‫عبد الر‪ٛ‬تن بن أيب بكر‪ ،‬جبلؿ الدين السيوطي (ت‪911 :‬ىػ)‪،‬‬ ‫‪.162‬‬
‫السبلـ‪ ،‬تح‪ :‬سعيد عبد الر‪ٛ‬تن القزقي‪ ،‬ط‪:‬‬ ‫اإلعبلـ ْتكم عيسى عليو ٌ‬
‫(‪1423‬ىػ‪2002/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار البحوث للدراسات اإلسبلمية كإحياء الًتاث‪،‬‬
‫ديب‪.‬‬
‫عضد الدين اإل‪٬‬تي‪ ،‬شرح العضد‪ ،‬تح‪ :‬طريق ٭تِت‪ ،‬ط‪:‬‬ ‫‪.163‬‬
‫‪1421(1‬ىػ‪2000/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بَتكت‪ ،‬لبناف‪.‬‬
‫علي بن إبراىيم بن داكد بن سلماف بن سليماف‪ ،‬أبو ا‪ٟ‬تسن‪ ،‬عبلء‬ ‫‪.164‬‬
‫ك كاالبتقاد‪ ،‬تح‪:‬‬
‫الش ٌ‬
‫الدين ابن العطار (ت‪724 :‬ىػ)‪ ،‬االعتقاد ا‪٠‬تالص من ٌ‬

‫‪306‬‬
‫الدكتور سعد بن ىليل الزكيهرم‪ ،‬ط‪1432(1 :‬ىػ‪2011/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬كزارة‬
‫األكقاؼ كالشؤكف اإلسبلمية‪ ،‬قطر‪.‬‬
‫سادسان‪ :‬التارَخ‪.‬‬

‫‪Cuoq, Joseph. - Histoire de l'islamisation‬‬ ‫‪.165‬‬


‫‪de l'Afrique de l'Ouest, des origines à la fin du‬‬
‫‪XVIe siècle .‬‬
‫إبراىيم فنحي عميش‪ ،‬التاريخ السياسي كمستقبل اجملتمع ا‪١‬تد٘ب ُب‬ ‫‪.166‬‬
‫ليبيا‪ ،‬ط‪2008(1 :‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬بربيق للطباعة كالًت‪ٚ‬تة‪.‬‬
‫ابن الفرضي‪ ،‬اتريخ علماء األبدل ‪ ،‬تح‪ :‬عزت العطار ا‪ٟ‬تسيٍت‪ ،‬ط‪:‬‬ ‫‪.167‬‬
‫‪1408(2‬ىػ‪1988/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬ا‪٠‬تا‪٧‬تي‪ ،‬القاىرة‪.‬‬
‫ابن عساكر (ت‪571:‬ىػ)‪ ،‬اتريخ دمشق‪ ،‬تح‪ :‬عمرك بن غرامة‪،‬‬ ‫‪.168‬‬
‫ط‪1415( :‬ىػ‪1995/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار الفكر للطباعة كالنشر كالتوزيع‪.‬‬
‫ابن كثَت‪ ،‬البداية كالنهاية‪ ،‬تح دمحم دمحم اتمر كآخركف‪( ،‬د ت ط)‪،‬‬ ‫‪.169‬‬
‫مط‪ :‬دار البياف العريب‪.‬‬
‫أبو ا‪ٟ‬تسن علي بن أيب الكرـ دمحم بن دمحم بن عبد الكر‪ٙ‬ب بن عبد‬ ‫‪.170‬‬
‫الواحد الشيبا٘ب ا‪ٞ‬تزرم‪ ،‬عز الدين ابن األثَت (ت‪630 :‬ىػ)‪ ،‬الكامل ُب‬
‫التاريخ‪ ،‬تح‪ :‬عمر عبد السبلـ تدمرم‪ ،‬ط‪1417(1 :‬ىػ‪1997/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار‬
‫الكتاب العريب‪ ،‬بَتكت‪ ،‬لبناف‪.‬‬
‫أبو الفضل أ‪ٛ‬تد بن علي بن حجر العسقبل٘ب (ت‪852 :‬ىػ)‪ ،‬إبباء‬ ‫‪.171‬‬
‫الغمر أببناء العمر‪ ،‬تح‪ :‬حسن حبشي‪ ،‬ط‪1389( :‬ىػ‪1969/‬ـ)‪ ،‬مط‪ٞ :‬تنة‬
‫إحياء الًتاث اإلسبلمي‪ ،‬مصر‪.‬‬

‫‪307‬‬
‫أبو القاسم سعد هللا‪ ،‬اتريخ ا‪ٞ‬تزائر الثقاُب‪ ،‬ط‪2011(:‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬عآب‬ ‫‪.172‬‬
‫ا‪١‬تعرفة‪ ،‬ا‪ٞ‬تزائر‪.‬‬
‫أبو القاسم سعد هللا‪٤ ،‬تاضرات ُب اتريخ ا‪ٞ‬تزائر ا‪ٟ‬تديث (بداية‬ ‫‪.173‬‬
‫االحتبلؿ)‪ ،‬ط‪1410(3 :‬ىػ‪1990/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬الشركة الوطنية للنشر كالتوزيع‪.‬‬
‫أبو بكر أ‪ٛ‬تد بن ا‪ٟ‬تسُت بن علي البيهقي (ت‪458‬ىػ)‪ ،‬دالئل‬ ‫‪.174‬‬
‫النبوة‪ ،‬تح‪ :‬عبد ا‪١‬تعطي قلعجي‪ ،‬ط‪1408(1 :‬ىػ‪1988/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار‬
‫الكتب العلمية‪ ،‬بَتكت‪ ،‬لبناف‪.‬‬
‫أبو بكر أ‪ٛ‬تد بن علي ا‪٠‬تطيب البغدادم (ت‪463 :‬ىػ)‪ ،‬اتريخ‬ ‫‪.175‬‬
‫بغداد‪ ،‬تح‪ :‬بشار عواد معركؼ‪ ،‬ط‪1422(1 :‬ىػ‪2002/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار الغرب‬
‫اإلسبلمي‪ ،‬بَتكت‪.‬‬
‫أبو بكر العياشي‪ ،‬تعداد ا‪١‬تنازؿ ا‪ٟ‬تجازية ا‪١‬تعركؼ برحلة العياشي‬ ‫‪.176‬‬
‫الصغرل (ت‪1068 :‬ق)‪( ،‬د ت ط)‪ ،‬تح‪ :‬عبد هللا ‪ٛ‬تادم اإلدريسي‪ ،‬مط‪:‬‬
‫دار الكتب العلمية‪ ،‬بَتكت‪ ،‬لبناف‪.‬‬
‫أبو بكر بن عبد هللا بن أيبك الدكادارم‪ ،‬كنز الدرر كجامع الغرر‪،‬‬ ‫‪.177‬‬
‫تح‪ :‬دمحم السعيد ‪ٚ‬تاؿ الدين‪ ،‬ط‪1402( :‬ىػ‪1981/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬عيسى البايب‬
‫ا‪ٟ‬تل ي‪.‬‬
‫أبو راس الناصرم ا‪ٞ‬تزائرم‪ ،‬عجائب األسفار كلطائف األخبار‪ ،‬تح‪:‬‬ ‫‪.178‬‬
‫ا‪١‬تؤسسة الوطنية للفنوف ا‪١‬تطبعية‪ ،‬كحدة‬
‫دمحم بوركبة‪ ،‬ط‪2011( :‬ـ)‪ ،‬مط‪ٌ :‬‬
‫الرغاية‪ ،‬ا‪ٞ‬تزائر‪.‬‬
‫أبو عبد هللا دمحم بن عبد هللا بن عبد ا‪١‬تنعم ا‪ٟ‬تًمَتل (ت‪900 :‬ىػ)‪،‬‬ ‫‪.179‬‬
‫الركض ا‪١‬تعطار ُب خرب األقطار‪ ،‬تح‪ :‬إحساف عباس‪ ،‬ط‪1980(2 :‬ـ)‪ ،‬مط‪:‬‬
‫مؤسسة انصر للثقافة‪ ،‬بَتكت‪.‬‬

‫‪308‬‬
‫أبو بعيم‪ ،‬اتريخ أصبهاف‪ ،‬تح‪ :‬سيد كسركم حسن‪ ،‬ط‪:‬‬ ‫‪.180‬‬
‫‪1410(1‬ىػ‪1990/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بَتكت‪.‬‬
‫أ‪ٛ‬تد الدجا٘ب‪ ،‬ا‪ٟ‬تركة السنوسية‪ ،‬ط‪1967(1 :‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار لبناف‪.‬‬ ‫‪.181‬‬
‫أ‪ٛ‬تد بك‪ ،‬ا‪١‬تنهل العذب ُب اتريخ طرابل الغرب‪( ،‬د ت ط)‪ ،‬مط‪:‬‬ ‫‪.182‬‬
‫مكتبة الفرجا٘ب‪ ،‬طرابل الغرب‪ ،‬ليبيا‪.‬‬
‫أ‪ٛ‬تد بن إسحاؽ بن جعفر بن كىب بن كاضح اليعقويب (ت‪ :‬بعد‬ ‫‪.183‬‬
‫‪292‬ىػ)‪ ،‬البلداف‪ ،‬ط‪1422(1 :‬ىػ)‪ ،‬مط‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بَتكت‪.‬‬
‫أ‪ٛ‬تد عبد الرحيم مصطفى‪ُ ،‬ب أصوؿ التاريخ العثما٘ب‪ ،‬ط‪:‬‬ ‫‪.184‬‬
‫‪1406(2‬ىػ‪1986/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار الشركؽ‪.‬‬
‫ا‪ٟ‬تج ُب إفريقيا ا‪٠‬ترطوـ‪ -‬السوداف‪،‬‬
‫األخضر شريط‪ ،‬مؤ٘تر طرؽ ٌ‬ ‫‪.185‬‬
‫‪ 29 -27‬بوفرب ‪2016‬ـ‪ ،‬الكتاب السابع‪ :‬زكااي ا‪ٟ‬تركة السنوسية كدكرىا ُب‬
‫ا‪ٟ‬تج‪ ،‬زكااي السنوسي ‪-‬دمحم بن علي ‪٪‬توذجان‪.-‬‬
‫طريق ٌ‬
‫إ‪ٝ‬تاعيل أ‪ٛ‬تد‪ ،‬الدكلة العثمابية ُب التاريخ اإلسبلمي ا‪ٟ‬تديث‪،‬‬ ‫‪.186‬‬
‫ط‪1416(1:‬ق‪1996/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬مكتبة العبيكاف‪.‬‬
‫إ‪ٝ‬تاعيل ايغي‪ ،‬العآب العريب ُب التاريخ ا‪ٟ‬تديث‪ ،‬ط‪:‬‬ ‫‪.187‬‬
‫(‪1418‬ق‪1997/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬مكتبة العبيكاف‪.‬‬
‫الصغَت‪ ،‬ط‪:‬‬
‫األمَت عبد القادر‪ ،‬مذكرات األمَت عبد القادر‪ ،‬تح‪ :‬دمحم ٌ‬ ‫‪.188‬‬
‫األمة‪ ،‬ا‪ٞ‬تزائر‪.‬‬
‫‪2010(7‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار ٌ‬
‫ا‪١‬تفصل ُب اتريخ العرب قبل اإلسبلـ‪ ،‬ط‪:‬‬
‫ٌ‬ ‫جواد علي‪،‬‬ ‫‪.189‬‬
‫‪1413(2‬ىػ‪1993/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬جامعة بغداد‪.‬‬

‫‪311‬‬
‫‪ٛ‬تد معمور العسَتم‪ ،‬موجز التاريخ اإلسبلمي منذ عهد آدـ عليو‬ ‫‪.190‬‬
‫السبلـ (اتريخ ما قبل اإلسبلـ) إٔب عصران ا‪ٟ‬تاضر‪ ،‬ط‪1996/1417(1:‬ـ)‪،‬‬
‫مط‪ :‬فهرسة مكتبة ا‪١‬تلك فهد الوطنية‪ ،‬الرايض ‪.‬‬
‫شكيب أرسبلف‪ ،‬حاضر العآب اإلسبلمي‪ ،‬ط‪:‬‬ ‫‪.191‬‬
‫‪2011(1‬ـ‪1432/‬ىػ)‪ ،‬مط‪ :‬ا‪١‬تكتبة العصرية‪ ،‬بَتكت‪.‬‬
‫شهاب الدين أبو عبد هللا ايقوت بن عبد هللا الركمي ا‪ٟ‬تموم‬ ‫‪.192‬‬
‫(ت‪626:‬ىػ)‪ ،‬معجم البلداف‪ ،‬ط‪1995(2 :‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار صادر‪ ،‬بَتكت‪.‬‬
‫شوكت ابموؾ‪ ،‬التاريخ ا‪١‬تإب للدكلة العثمابية‪ ،‬تعريب عبد اللطيف‬ ‫‪.193‬‬
‫ا‪ٟ‬تارس‪ ،‬ط‪2005( :‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار ا‪١‬تدار اإلسبلمي‪.‬‬
‫الصوفية كالزكااي اب‪ٞ‬تزائر اترٮتها كبشاطها‪،‬‬
‫صبلح مؤيٌد العق ي‪ ،‬الطٌرؽ ٌ‬ ‫‪.194‬‬
‫ط‪2009( :‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار البصائر‪ ،‬ا‪ٞ‬تزائر‪.‬‬
‫ط‪:‬‬ ‫الليبية‪،‬‬ ‫البلداف‬ ‫معجم‬ ‫الزاكم‪،‬‬ ‫أ‪ٛ‬تد‬ ‫الطاىر‬ ‫‪.195‬‬
‫‪1388(1‬ق‪1968/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬مكتبة النور‪ ،‬طرابل ‪ ،‬ليبيا‪.‬‬
‫من بداية الفتح العريب إٔب ّناية‬ ‫الطاىر أ‪ٛ‬تد الزاكم‪ ،‬كالة طرابل‬ ‫‪.196‬‬
‫العهد الًتكي‪ ،‬ط‪1390(1 :‬ق‪1970/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار الفتح للطباعة كالنشر‪،‬‬
‫بَتكت‪ ،‬لبناف‪.‬‬
‫طو عبد ا‪١‬تقصود عبد ا‪ٟ‬تميد أبو عيبيَّة‪ ،‬موجز عن الفتوحات‬ ‫‪.197‬‬
‫اإلسبلمية‪ ،‬مط‪ :‬دار النشر للجامعات‪ ،‬القاىرة‪.‬‬
‫عبد القادر بن علي‪ ،‬الفوائد ا‪ٞ‬تلية ُب اتريخ العائلة السنوسية‪ ،‬ط‪:‬‬ ‫‪.198‬‬
‫(‪1386‬ىػ‪1966/‬ـ)‪ ،‬مط‪:‬دار ا‪ٞ‬تزائر دمشق‪.‬‬

‫‪310‬‬
‫صفي الدين ا‪ٟ‬تنبلي (ت‪739 :‬ىػ)‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫عبد ا‪١‬تؤمن بن عبد ا‪ٟ‬تق‪،‬‬ ‫‪.199‬‬
‫مراصد االطبلع على أ‪ٝ‬تاء األمكنة كالبقاع‪ ،‬ط‪1412(1 :‬ىػ)‪ ،‬مط‪ :‬دار‬
‫ا‪ٞ‬تيل‪ ،‬بَتكت‪.‬‬
‫علي أبو ا‪ٟ‬تسن بن عبد ا‪ٟ‬تي بن فخر الدين الندكم‬ ‫‪.200‬‬
‫(ت‪1420:‬ىػ)‪ ،‬ماذا خسر العآب اب‪٨‬تطاط ا‪١‬تسلمُت‪ ،‬مط‪ :‬مكتبة اإلٯتاف‪،‬‬
‫ا‪١‬تنصورة‪ ،‬مصر‪.‬‬
‫علي الصبليب‪ ،‬اتريخ ا‪ٟ‬تركة السنوسية‪ ،‬ط‪1432(1 :‬ىػ‪2011/‬ـ)‪،‬‬ ‫‪.201‬‬
‫مط‪ :‬دار ا‪١‬تعرفة‪ ،‬بَتكت‪ ،‬لبناف‪.‬‬
‫السياسي للجزائر من البداية كلغاية ‪1962‬ـ‪،‬‬
‫عمار بوحوش‪ ،‬التاريخ ٌ‬ ‫‪.202‬‬
‫ط‪1997(1 :‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار الغرب اإلسبلمي‪ ،‬بَتكت‪.‬‬
‫عياض بن موسى بن عياض بن عمركف اليحص ي السبيت‪ ،‬أبو الفضل‬ ‫‪.203‬‬
‫(ت‪544:‬ىػ)‪ ،‬الشفا بتعريف حقوؽ ا‪١‬تصطفى‪ ،‬ط‪1407(2 :‬ق)‪ ،‬مط‪ :‬دار‬
‫الفيحاء‪ ،‬عماف‪.‬‬
‫مبارؾ بن دمحم ا‪١‬تيلي ا‪ٞ‬تزائرم (ت‪1364 :‬ىػ)‪ ،‬اتريخ ا‪ٞ‬تزائر ُب‬ ‫‪.204‬‬
‫القد‪ٙ‬ب كا‪ٟ‬تديث‪ ،‬ط‪1406( :‬ىػ‪1986/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬ا‪١‬تؤسسة الوطنيٌة للكتاب‬
‫اب‪ٞ‬تزائر‪.‬‬
‫دمحم البهي‪ ،‬الفكر اإلسبلمي ُب تطوره‪ ،‬ط‪1981(2 :‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار‬ ‫‪.205‬‬
‫التضامن للطباعة‪ ،‬القاىرة‪.‬‬
‫دمحم بن أ‪ٛ‬تد بن علي‪ ،‬تقي الدين‪ ،‬أبو الطيب ا‪١‬تكي ا‪ٟ‬تسٍت‬ ‫‪.206‬‬
‫ا‪ٟ‬تراـ‪،‬‬ ‫البلد‬ ‫أبخبار‬ ‫الغراـ‬ ‫شفاء‬ ‫‪832‬ىػ)‪،‬‬ ‫الفاسي(ت‪:‬‬
‫ط‪1421(1:‬ىػ‪2000/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار الكتب العلمية‪.‬‬

‫‪311‬‬
‫دمحم بن عثماف ا‪ٟ‬تشائشي التوب ‪ ،‬رحلة ا‪ٟ‬تشائشي إٔب ليبيا سنة‬ ‫‪.207‬‬
‫‪ ،1895‬تح‪ :‬علي مصطفى ا‪١‬تصراٌب‪ ،‬ط‪1965( :‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار لبناف‬
‫للطباعة كالنشر‪.‬‬
‫دمحم عزة دركزة‪ ،‬بشأة ا‪ٟ‬تركة العربية ا‪ٟ‬تديثة‪ ،‬ط‪1971(2 :‬ـ)مط‪:‬‬ ‫‪.208‬‬
‫ا‪١‬تكتبة ا‪١‬تصرية‪ ،‬بَتكت‪.‬‬
‫‪٤‬تمود شيت خطاب (ت‪1419 :‬ىػ)‪ ،‬قادة فتح األبدل ‪ ،‬ط‪:‬‬ ‫‪.209‬‬
‫مؤسسة علوـ القرآف‪ ،‬منار للنشر كالتوزيع‪.‬‬
‫‪1424(1‬ىػ‪2003/‬ـ)‪ ،‬مط‪ٌ :‬‬
‫‪٤‬تمود كامل احملامي‪ ،‬الدكؿ العربية الكربل‪ ،‬ط‪1966(2 :‬ـ)‪ ،‬مط‪:‬‬ ‫‪.210‬‬
‫دار ا‪١‬تعارؼ‪ ،‬القاىرة‪.‬‬
‫‪٥‬تتار حسا٘ب‪ ،‬موسوعة كاتريخ كثقافة ا‪١‬تدف ا‪ٞ‬تزائرية مدف الوسط‪،‬‬ ‫‪.211‬‬
‫ط‪2007( :‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار ا‪ٟ‬تكمة‪ ،‬ا‪ٞ‬تزائر‪.‬‬
‫انصر الدين سيعدك٘ب كا‪١‬تهدم البوعبدٕب‪ ،‬ا‪ٞ‬تزائر ُب التاريخ العهد‬ ‫‪.212‬‬
‫العثما٘ب‪ ،‬ط‪1984( :‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬ا‪١‬تؤسسة الوطنية للكتاب‪ ،‬ا‪ٞ‬تزائر‪.‬‬
‫بقوال زايده‪٤ ،‬تاضرات ُب اتريخ ليبيا من االستعمار اإليطإب إٔب‬ ‫‪.213‬‬
‫االستقبلؿ‪ ،‬ط‪1958( :‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬ا‪١‬تطبعة الكمالية‪ ،‬مصر‪.‬‬

‫سابعان‪ :‬الًتاجم‪.‬‬

‫إبراىيم بن علي بن دمحم‪ ،‬ابن فرحوف‪( ،‬ت‪799 :‬ىػ)‪ ،‬الديباج‬ ‫‪.214‬‬


‫ا‪١‬تذىب ُب معرفة أعياف علماء ا‪١‬تذىب‪ ،‬تح‪ :‬دمحم أبو النور‪( ،‬د ت ط)‪ ،‬مط‪:‬‬
‫دار الًتاث للطبع كالنشر‪ ،‬القاىرة‪.‬‬

‫‪312‬‬
‫ابن أيب حاًب‪ ،‬آداب الشافعي كمناقبو‪ ،‬تح‪ :‬عبد الغٍت عبد ا‪٠‬تالق‪،‬‬ ‫‪.215‬‬
‫ط‪2003(1:‬ـ‪1424/‬ىػ)‪ ،‬مط‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بَتكت‪ ،‬لبناف‪.‬‬
‫ا‪١‬تربد ا‪ٟ‬تنبلي (ت‪909 :‬ىػ)‪ ،‬ا‪ٞ‬توىر ا‪١‬تنضد ُب طبقات متأخرم‬
‫ابن ى‬ ‫‪.216‬‬
‫أصحاب أ‪ٛ‬تد‪ ،‬تح‪ :‬عبد الر‪ٛ‬تن بن سليماف العثيمُت‪ ،‬ط‪:‬‬
‫‪1421(1‬ىػ‪2000/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬مكتبة العبيكاف‪ ،‬الرايض‪ ،‬ا‪١‬تملكة العربية‬
‫السعودية‪.‬‬

‫ابن ا‪١‬تلقن سراج الدين أبو حفص عمر بن علي بن أ‪ٛ‬تد الشافعي‬ ‫‪.217‬‬
‫ا‪١‬تصرم (ت‪804 :‬ىػ)‪ ،‬طبقات األكلياء‪ ،‬تح‪ :‬بور الدين شريبو من علماء‬
‫األزىر‪ ،‬ط‪1415(2 :‬ىػ‪1994/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬مكتبة ا‪٠‬تا‪٧‬تي‪ ،‬ابلقاىرة‪.‬‬
‫ابن ا‪١‬تلقن سراج الدين عمر بن علي (ت‪804 :‬ىػ)‪ ،‬العقد ا‪١‬تذىب‬ ‫‪.218‬‬
‫ُب طبقات ‪ٛ‬تلة ا‪١‬تذىب‪ ،‬تح‪ :‬أٯتن بصر األزىرم‪،‬‬
‫ط‪1417(1:‬ىػ‪1997/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بَتكت‪.‬‬
‫ابن الند‪ٙ‬ب‪ ،‬الفهرست‪ ،‬ط‪1417(2 :‬ىػ‪1997/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار‬ ‫‪.219‬‬
‫ا‪١‬تعرفة بَتكت‪ ،‬لبناف‪.‬‬
‫ابن حجر العسقبل٘ب‪ ،‬اإلصابة ُب ٘تييز الصحابة‪ ،‬ط‪2012(1 :‬ـ)‪،‬‬ ‫‪.220‬‬
‫مط ا‪١‬تكتبة العصرية‪.‬‬
‫األئمة األربعة‪ ،‬تح‪ :‬إكراـ‬
‫ابن حجر العسقبل٘ب‪ ،‬تعجيل ا‪١‬تنفعة بزكائد ٌ‬ ‫‪.221‬‬
‫ا‪ٟ‬تق‪ ،‬ط‪1416(1 :‬ق‪1996/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار البشائر اإلسبلمية‪،‬‬
‫هللا إمداد ٌ‬
‫بَتكت‪ ،‬لبناف‪.‬‬

‫عوامة‪ ،‬ط‪:‬‬
‫ابن حجر العسقبل٘ب‪ ،‬تقريب التهذيب‪ ،‬تح‪ :‬دمحم ٌ‬ ‫‪.222‬‬
‫‪1406(1‬ىػ‪1986/‬ـ)‪.‬‬

‫‪313‬‬
‫ط‪:‬‬ ‫التهذيب‪،‬‬ ‫ابن حجر العسقبل٘ب‪ ،‬هتذيب‬ ‫‪.223‬‬
‫‪1404(1‬ىػ‪1984/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار الفكر‪ ،‬بَتكت‪ ،‬لبناف‪.‬‬
‫ابن سعد‪ ،‬الطبقات الكربل‪ ،‬تح‪ :‬إحساف عباس‪ ،‬ط‪1968(1 :‬ـ)‪،‬‬ ‫‪.224‬‬
‫مط‪ :‬دار صادر‪ ،‬بَتكت‪.‬‬
‫ابن عبد الرب (ت‪463 :‬ق)‪ ،‬االبتقاء ُب فضائل األئمة الثبلثة‬ ‫‪.225‬‬
‫الفقهاء‪( ،‬د ت ط)‪ ،‬مط‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بَتكت‪ ،‬لبناف‪.‬‬
‫ابن انصر بن سآب ا‪ٟ‬تنفي‪ ،‬هتذيب األ‪ٝ‬تاء الواقعة ُب البداية‬ ‫‪.226‬‬
‫كا‪٠‬تبلصة‪ ،‬اعتٌت بو‪ :‬أٯتن صاّب شعباف‪( ،‬د ت ط)‪ ،‬مط‪ :‬دار الكتب العلمية‪،‬‬
‫بَتكت‪ ،‬لبناف‪.‬‬

‫أبو أ‪ٛ‬تد بن عدم ا‪ٞ‬ترجا٘ب (ت‪365 :‬ىػ)‪ ،‬الكامل ُب ضعفاء‬ ‫‪.227‬‬


‫الرجاؿ‪ ،‬تح‪ :‬عادؿ أ‪ٛ‬تد عبد ا‪١‬توجود‪ ،‬ط‪1418(1 :‬ق‪1997/‬ـ)‪ ،‬مط‪:‬‬
‫الكتب العلمية‪ ،‬بَتكت‪.‬‬
‫أبو الطيب دمحم صديق خاف بن حسن بن علي ابن لطف هللا‬ ‫‪.228‬‬
‫القنَّوجي (ت‪1307 :‬ىػ)‪ ،‬التاج ا‪١‬تكلل من جواىر مآثر‬ ‫ا‪ٟ‬تسيٍت البخارم ً‬
‫الطراز اآلخر كاألكؿ‪ ،‬ط‪1428(1 :‬ىػ‪2007/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬كزارة األكقاؼ‬
‫كالشؤكف اإلسبلمية‪ ،‬قطر‪.‬‬
‫مولود السريرم السوسي‪ ،‬معجم األصوليُت‪( ،‬د ت ط)‪،‬‬ ‫أبو الطيب ٍ‬ ‫‪.229‬‬
‫مط‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بَتكت‪ ،‬لبناف‪.‬‬
‫‪٤‬تمد ا‪١‬تكناسى‪ ،‬الشهَت اببن القاضى‬‫أبو العبٌاس أ‪ٛ‬تد بن ٌ‬ ‫‪.230‬‬
‫الرجاؿ‪ ،‬تح‪ :‬دمحم األ‪ٛ‬تدل أبو النور‪،‬‬
‫درة ا‪ٟ‬تجاؿ ُب أ‪ٝ‬تاء ٌ‬
‫(ت‪1025:‬ىػ)‪ٌ ،‬‬
‫ط‪1391(1 :‬ىػ‪1971/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار الًتاث‪ ،‬القاىرة‪.‬‬

‫‪314‬‬
‫أبو العباس مش الدين أ‪ٛ‬تد بن دمحم بن إبراىيم بن أيب بكر ابن‬ ‫‪.231‬‬
‫خلكاف (ت‪681 :‬ىػ)‪ ،‬كفيات األعياف كأبباء أبناء الزماف‪ٖ ،‬تقيق‪ :‬إحساف‬
‫عباس‪ ،‬ط‪1900(1 :‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار صادر‪ ،‬بَتكت‪.‬‬
‫أبو الفداء إ‪ٝ‬تاعيل بن عمر بن كثَت‪( ،‬ت‪774 :‬ىػ)‪ ،‬طبقات‬ ‫‪.232‬‬
‫الشافعيُت‪ ،‬تح‪ :‬أ‪ٛ‬تد عمر ىاشم‪ ،‬ط‪1413( :‬ىػ‪1993/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬مكتبة‬
‫الثقافة الدينية‪.‬‬
‫أبو الفضل أ‪ٛ‬تد بن بن حجر العسقبل٘ب (ت‪852 :‬ىػ)‪ ،‬الدرر‬ ‫‪.233‬‬
‫الكامنة ُب أعياف ا‪١‬تائة الثامنة‪ ،‬تح‪ :‬دمحم عبد ا‪١‬تعيد ضاف‪ ،‬ط‪2:‬‬
‫(‪1392‬ىػ‪1972/‬ـ)‪ ،‬مط‪٣ :‬تل دائرة ا‪١‬تعارؼ‪ ،‬صيدر اابد‪ ،‬ا‪٢‬تند‪.‬‬
‫أبو الفضل أ‪ٛ‬تد بن علي بن دمحم بن أ‪ٛ‬تد بن حجر العسقبل٘ب‬ ‫‪.234‬‬
‫(ت‪852:‬ىػ)‪ ،‬تبصَت ا‪١‬تنتبو بتحرير ا‪١‬تشتبو‪ ،‬تح‪ :‬دمحم علي النجار‪( ،‬د ت ط)‪،‬‬
‫مط‪ :‬ا‪١‬تكتبة العلمية‪ ،‬بَتكت‪ ،‬لبناف‪.‬‬
‫أبو الفضل القاضي عياض بن موسى اليحص ي (ت‪544 :‬ىػ)‪،‬‬ ‫‪.235‬‬
‫ترتيب ا‪١‬تدارؾ كتقريب ا‪١‬تسالك‪ ،‬تح‪٣ :‬تموعة من احملققُت‪ ،‬ط‪(1 :‬د ت ط)‪،‬‬
‫مط‪ :‬احملمدية‪ ،‬ا‪١‬تغرب‪.‬‬
‫أبو بً ٍشر دمحم بن أ‪ٛ‬تد بن ‪ٛ‬تاد بن سعيد بن مسلم األبصارم الدكاليب‬ ‫‪.236‬‬
‫الرازم (ت‪310 :‬ىػ)‪ ،‬الكٌت كاأل‪ٝ‬تاء‪ ،‬تح‪ :‬أبو قتيبة بظر دمحم الفاراييب‪ ،‬ط‪:‬‬
‫‪1421(1‬ىػ‪2000/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار ابن حزـ‪ ،‬بَتكت‪ ،‬لبناف‪.‬‬
‫أبو بكر أ‪ٛ‬تد بن ا‪ٟ‬تسُت البيهقي‪ ،‬مناقب اإلماـ الشافعي‪ ،‬تح‪:‬‬ ‫‪.237‬‬
‫السيد أ‪ٛ‬تد صقر‪ ،‬ط‪1390(1 :‬ىػ‪1970/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬مكتبة دار الًتاث‪،‬‬
‫ٌ‬
‫القاىرة‪.‬‬

‫‪315‬‬
‫أبو زكراي ‪٤‬تيي الدين ٭تِت بن شرؼ النوكم (ت‪676 :‬ىػ)‪ ،‬هتذيب‬ ‫‪.238‬‬
‫األ‪ٝ‬تاء كاللغات‪( ،‬د ت ط)‪ ،‬مط‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بَتكت‪ ،‬لبناف‪.‬‬
‫أبو عبد الر‪ٛ‬تن السلمي‪ ،‬طبقات الصوفية‪ ،‬تح بوردين شرببة‪ ،‬ط‪:‬‬ ‫‪.239‬‬
‫‪1986(1‬ـ)‪ ،‬مط ا‪١‬تد٘ب ٔتصر الناشر‪ ،‬مكتبة ا‪٠‬تا‪٧‬تي‪.‬‬
‫أبو عبد هللا دمحم بن دمحم بن عبد ا‪١‬تلك األبصارم األكسي ا‪١‬تراكشي‬ ‫‪.240‬‬
‫(ت‪703:‬ىػ)‪ ،‬الذيل كالتكملة لكتايب ا‪١‬توصوؿ كالصلة‪ ،‬تح‪ :‬الدكتور إحساف‬
‫عباس‪ ،‬ط‪2012 (1 :‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار الغرب اإلسبلمي‪ ،‬توب ‪.‬‬
‫أبو بعيم أ‪ٛ‬تد بن عبد هللا بن أ‪ٛ‬تد بن إسحاؽ بن موسى بن مهراف‬ ‫‪.241‬‬
‫األصبها٘ب (ت‪430 :‬ىػ)‪ ،‬حلية األكلياء كطبقات األصفياء‪ ،‬مط‪ :‬السعادة‪،‬‬
‫ّتوار ‪٤‬تافظة مصر‪1394( ،‬ىػ‪1974/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار الكتاب العريب‪ ،‬بَتكت‪.‬‬
‫أ‪ٛ‬تد التنبكيت السودا٘ب (ت‪1036 :‬ىػ)‪ ،‬بيل االبتهاج بتطريز‬ ‫‪.242‬‬
‫الديباج‪ ،‬بعناية‪ :‬عبد ا‪ٟ‬تميد عبد هللا ا‪٢‬ترامة‪ :،‬ط‪2000(2 :‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار‬
‫الكاتب‪ ،‬طرابل ‪ ،‬ليبيا‪.‬‬
‫أ‪ٛ‬تد اباب التنبكيت‪ ،‬كفاية احملتاج ‪١‬تعرفة من لي ُب ال ٌديباج‪ ،‬تح‪ :‬دمحم‬ ‫‪.243‬‬
‫مطيع‪ ،‬ط‪1421( :‬ق‪2000/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬طبعة كزارة األكقاؼ كالشؤكف‬
‫اإلسبلمية اب‪١‬تملكة ا‪١‬تغربية‪.‬‬

‫أ‪ٛ‬تد بن أ‪ٛ‬تد بن عبد هللا بن دمحم‪ ،‬أبو العباس الغً ًٍربيٍت‬ ‫‪.244‬‬
‫السابعة ببجايىة‪،‬‬
‫(ت‪714:‬ىػ)‪ ،‬عنواف ال ٌدراية فيمن عيرؼ من العلماء ُب ا‪١‬تائة َّ‬
‫تح‪ :‬عادؿ بويهض‪ ،‬ط‪1979(2 :‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار اآلفاؽ ا‪ٞ‬تديدة‪ ،‬بَتكت‪.‬‬
‫أ‪ٛ‬تد بن عبد هللا بن أيب ا‪٠‬تَت‪ ،‬خبلصة تذىيب هتذيب الكماؿ ُب‬ ‫‪.245‬‬
‫أ‪ٝ‬تاء الرجاؿ‪ ،‬تح‪ :‬عبد الفتاح أبو غدة‪ ،‬ط‪1416(5 :‬ىػ)‪ ،‬مط‪ :‬دار البشائر‪،‬‬
‫حلب‪ ،‬بَتكت‪.‬‬

‫‪316‬‬
‫أ‪ٛ‬تد بن ٭تِت بن أ‪ٛ‬تد بن عمَتة‪ ،‬أبو جعفر الض ي (ت‪599 :‬ىػ)‪،‬‬ ‫‪.246‬‬
‫بغية ا‪١‬تلتم ُب اتريخ رجاؿ أىل األبدل ‪ ،‬ط‪1967( :‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار‬
‫الكاتب العريب‪ ،‬القاىرة‪.‬‬
‫أ‪ٛ‬تد عيساكم‪ ،‬أعبلـ اإلصبلح اإلسبلمي ُب ا‪ٞ‬تزائر‪ ،‬ط‪:‬‬ ‫‪.247‬‬
‫(‪2013‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬مؤسسة الببلغ‪ ،‬ا‪ٞ‬تزائر‪.‬‬
‫إريك دم كابدكؿ‪ ،‬ا‪١‬تلك إدري عاىل ليبيا‪ ،‬حياتو كعصره‪ ،‬ط‪:‬‬ ‫‪.248‬‬
‫‪1989(2‬ـ)‪ ،‬الناشر‪ :‬دمحم عبده بن غلبوف‪ ،‬منشسًت‪.‬‬
‫إ‪ٝ‬تاعيل بن دمحم أمُت بن مَت سليم البااب٘ب البغدادم‬ ‫‪.249‬‬
‫(ت‪1399:‬ىػ)‪ ،‬ىدية العارفُت أ‪ٝ‬تاء ا‪١‬تؤلفُت كآاثر ا‪١‬تصنفُت‪ ،‬ط‪1951( :‬ـ)‪،‬‬
‫مط‪ :‬طبع بعناية ككالة ا‪١‬تعارؼ ا‪ٞ‬تليلة‪ ،‬استاببوؿ‪.‬‬
‫إ‪ٝ‬تاعيل بن دمحم بن ماحي السعدم األبصارم (ت‪1417 :‬ىػ)‪،‬‬ ‫‪.250‬‬
‫حياة الشيخ دمحم بن عبد الوىاب كآاثره العلمية‪ ،‬ط‪1420(2 :‬ىػ‪1990/‬ـ)‪،‬‬
‫مط‪ :‬عمادة البحث العلمي ّتامعة اإلماـ دمحم بن سعود اإلسبلمية‪ ،‬الرايض‪،‬‬
‫ا‪١‬تملكة العربية السعودية‪.‬‬
‫بدر الدين العيٍت (ت‪855 :‬ق)‪ ،‬مغا٘ب األخيار ُب شرح أسامي‬ ‫‪.251‬‬
‫رجاؿ معا٘ب اآلاثر‪ ،‬تح‪ :‬دمحم حسن إ‪ٝ‬تاعيل‪ ،‬ط‪( :‬د ت ط)‪ ،‬مط‪ :‬دار الكتب‬
‫العلمية‪ ،‬بَتكت‪ ،‬لبناف‪.‬‬

‫اتج الدين عبد الوىاب بن تقي الدين السبكي (ت‪771 :‬ىػ)‪،‬‬ ‫‪.252‬‬
‫طبقات الشافعية الكربل‪ ،‬تح‪٤ :‬تمود دمحم الطناحي‪ ،‬ط‪1413(2 :‬ىػ)‪ ،‬مط‪:‬‬
‫ىجر للطباعة كالنشر كالتوزيع‪.‬‬
‫تقي الدين ابن قاضي شهبة (ت‪851 :‬ىػ)‪ ،‬طبقات الشافعية‪ ،‬تح‪:‬‬ ‫‪.253‬‬
‫ا‪ٟ‬تافظ عبد العليم خاف‪ ،‬ط‪1407(1 :‬ىػ)‪ ،‬مط‪ :‬عآب الكتب‪ ،‬بَتكت‪.‬‬

‫‪317‬‬
‫تقي الدين بن عبد القادر التميمي الدارم الغزم (ت‪1010 :‬ىػ)‪،‬‬ ‫‪.254‬‬
‫السنية ُب تراجم ا‪ٟ‬تنفية‪( ،‬د ت ط)‪.‬‬
‫الطبقات َّ‬
‫تقي الدين دمحم بن ىجرس بن رافع السبلمي (ت‪774 :‬ىػ)‪،‬‬ ‫‪.255‬‬
‫مؤسسة الرسالة‪،‬‬
‫الوفيات‪ ،‬تح‪ :‬صاّب مهدم عباس‪ ،‬ط‪1402(1 :‬ق)‪ ،‬مط‪ٌ :‬‬
‫بَتكت‪.‬‬
‫‪ٚ‬تاؿ الدين أبو الفرج عبد الر‪ٛ‬تن بن علي بن دمحم ا‪ٞ‬توزم‬ ‫‪.256‬‬
‫(ت‪597:‬ىػ)‪ ،‬مناقب اإلماـ أ‪ٛ‬تد‪ ،‬تح‪ :‬د‪ .‬عبد هللا بن عبد احملسن الًتكي‪،‬‬
‫ط‪1409(2 :‬ىػ)‪ ،‬مط‪ :‬دار ىجر‪.‬‬
‫الًتاب٘ب‪ ،‬مائة من عظماء أمة اإلسبلـ غَتكا ‪٣‬ترل التاريخ‪،‬‬‫جهاد ي‬ ‫‪.257‬‬
‫تقد‪ٙ‬ب‪ :‬الشيخ دمحم بن عبد ا‪١‬تلك الزغ ي‪ ،‬ط‪1431(1 :‬ىػ‪2010/‬ـ)‪ ،‬مط‪:‬‬
‫دار التقول‪ ،‬القاىرة‪ٚ ،‬تهورية مصر العربية‪.‬‬
‫حاجي خليفة (ت‪1067 :‬ىػ)‪ ،‬سلم الوصوؿ إٔب طبقات الفحوؿ‪،‬‬ ‫‪.258‬‬
‫تح‪٤ :‬تمود عبد القادر األرانؤكط‪ ،‬ط‪2010( :‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬مكتبة إرسيكا‪،‬‬
‫إستاببوؿ‪ ،‬تركيا‪.‬‬
‫الذى ي (ت‪748 :‬ىػ)‪ ،‬ا‪١‬تغٍت ُب الضعفاء‪( ،‬د ت ط)‪ ،‬تح‪ :‬بور‬ ‫‪.259‬‬
‫الدين عًت‪( ،‬د ت ط)‪.‬‬
‫الذى ي (ت‪748 :‬ىػ)‪ ،‬تذكرة ا‪ٟ‬تفاظ‪ ،‬ط‪1419(1 :‬ىػ‪1998/‬ـ)‪،‬‬ ‫‪.260‬‬
‫مط‪ :‬دار الكتب العلمية بَتكت‪ ،‬لبناف‪.‬‬
‫سعد ا‪١‬تلك‪ ،‬أبو بصر علي بن ىبة هللا بن جعفر بن ماكوال‬ ‫‪.261‬‬
‫(ت‪475:‬ىػ)‪ ،‬اإلكماؿ ُب رفع االرتياب عن ا‪١‬تؤتلف كا‪١‬تختلف ُب األ‪ٝ‬تاء‬
‫كالكٌت كاألبساب‪ ،‬ط‪1411(1 :‬ىػ‪1990/‬ـ) مط‪ :‬دار الكتب العلمية‪،‬‬
‫بَتكت‪ ،‬لبناف‪.‬‬

‫‪318‬‬
‫مش الدين أبو ا‪٠‬تَت دمحم بن عبد الر‪ٛ‬تن بن دمحم بن أيب بكر بن‬ ‫‪.262‬‬
‫عثماف بن دمحم السخاكم (ت‪902 :‬ىػ)‪ ،‬الضوء البلمع ألىل القرف التاسع‪( ،‬د‬
‫ت ط)‪ ،‬مط‪ :‬منشورات دار مكتبة ا‪ٟ‬تياة‪ ،‬بَتكت‪.‬‬
‫مش الدين أبو عبد هللا دمحم بن أ‪ٛ‬تد بن عثماف بن قى ٍاٯتاز الذى ي‬ ‫‪.263‬‬
‫(ت‪748:‬ىػ)‪ ،‬اتريخ اإلسبلـ ككفيات ا‪١‬تشاىَت كاألعبلـ‪ ،‬تح‪ :‬عمر عبد‬
‫السبلـ التدمرم‪ ،‬ط‪1413(2 :‬ىػ‪1993/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار الكتاب العريب‪،‬‬
‫بَتكت‪.‬‬
‫صبلح الدين الصفدم‪ ،‬الواُب ابلوفيات‪ ،‬تح‪ :‬أ‪ٛ‬تد األرانؤكط‪ ،‬ط‪:‬‬ ‫‪.264‬‬
‫‪1420(1‬ىػ‪2000/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار إحياء الًتاث‪ ،‬بَتكت‪.‬‬
‫الطاىر أ‪ٛ‬تد الزاكم‪ ،‬أعبلـ ليبيا‪ ،‬ط‪2004(3 :‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار ا‪١‬تدار‬ ‫‪.265‬‬
‫اإلسبلمي‪ ،‬بَتكت‪ ،‬لبناف‪.‬‬
‫الطيب بن عبد هللا بن أ‪ٛ‬تد بن علي ا‪٢‬تجرا٘ب ا‪ٟ‬تضرمي الشافعي‪،‬‬ ‫‪.266‬‬
‫قبلدة النحر ُب كفيات أعياف الدىر‪ ،‬تح‪ :‬بو ‪ٚ‬تعة مكرم‪ ،‬ط‪:‬‬
‫‪1428(1‬ىػ‪2008/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار ا‪١‬تنهاج‪ ،‬جدة‪.‬‬
‫عادؿ بويهض‪ ،‬معجم أعبلـ ا‪ٞ‬تزائر من صدر اإلسبلـ حىت العصر‬ ‫‪.267‬‬
‫ا‪ٟ‬تاضر‪ ،‬ط‪1400(2 :‬ىػ‪1980/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬مؤسسة بويهض الثقافية ‪ ،‬بَتكت‪،‬‬
‫لبناف‪.‬‬
‫عبد ا‪ٟ‬تي ا‪ٟ‬تسٍت الطال ي‪ ،‬اإلعبلـ ٔتن ُب اتريخ ا‪٢‬تند من األعبلـ‪،‬‬ ‫‪.268‬‬
‫ط‪1420(1 :‬ىػ‪1999/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار ابن حزـ‪ ،‬بَتكت‪ ،‬لبناف‪.‬‬
‫عبد ا‪ٟ‬تي بن أ‪ٛ‬تد بن دمحم بن العماد (ت‪1089 :‬ىػ)‪ ،‬شذرات‬ ‫‪.269‬‬
‫الذىب ُب أخبار من ذىب‪ ،‬تح‪٤ :‬تمود األرانؤكط‪ ،‬ط‪:‬‬
‫‪1406(1‬ىػ‪1986/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار ابن كثَت‪ ،‬بَتكت‪.‬‬

‫‪321‬‬
‫عبد الر‪ٛ‬تن بن أيب بكر‪ ،‬جبلؿ الدين السيوطي (ت‪911 :‬ىػ)‪ ،‬بغية‬ ‫‪.270‬‬
‫الوعاة ُب طبقات اللغويُت كالنحاة‪ ،‬تح‪ :‬دمحم أبو الفضل إبراىيم‪( ،‬د ت ط)‪،‬‬
‫مط‪ :‬ا‪١‬تكتبة العصرية‪ ،‬لبناف‪ ،‬صيدا‪.‬‬
‫عبد الر‪ٛ‬تن بن أيب بكر‪ ،‬جبلؿ الدين السيوطي (ت‪911 :‬ىػ)‪،‬‬ ‫‪.271‬‬
‫طبقات ا‪ٟ‬تفاظ‪ ،‬تح‪ :‬علي دمحم عمر‪ ،‬ط‪1393(1:‬ىػ‪1973/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬مكتبة‬
‫كىبة‪ ،‬القاىرة‪.‬‬
‫عبد الر‪ٛ‬تن بن أيب بكر‪ ،‬جبلؿ الدين السيوطي (ت‪911 :‬ىػ)‪ ،‬بظم‬ ‫‪.272‬‬
‫العقياف ُب أعياف األعياف‪ ،‬تح‪ :‬فيليب حيت‪( ،‬د ت ط)‪ ،‬مط‪ :‬ا‪١‬تكتبة العلمية‪،‬‬
‫بَتكت‪ ،‬لبناف‪.‬‬
‫عبد الر‪ٛ‬تن بن حسن ا‪ٞ‬تربٌب (ت‪1240 :‬ىػ)‪ ،‬عجائب اآلاثر ُب‬ ‫‪.273‬‬
‫الًتاجم كاألخبار‪ ،‬تح‪ :‬عبد الرحيم عبد الر‪ٛ‬تن عبد الرحيم‪ ،‬ط‪1998(1:‬ـ)‪،‬‬
‫مطبعة دار الكتب ا‪١‬تصرية‪ ،‬القاىرة‪.‬‬
‫عبد الرزاؽ بن حسن بن إبراىيم البيطار (ت‪1335 :‬ىػ)‪ ،‬حلية‬ ‫‪.274‬‬
‫البشر ُب اتريخ القرف الثالث عشر‪ ،‬تح‪ :‬دمحم هبجة البيطار‪ ،‬ط‪:‬‬
‫‪1413(2‬ىػ‪1993/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار صادر‪ ،‬بَتكت‪،‬‬
‫عبد السبلـ بن عبد القادر بن دمحم بن عبد القادر بن الطالب بن دمحم‬ ‫‪.275‬‬
‫ابن سودة (ت‪1400 :‬ىػ)‪ ،‬إٖتاؼ ا‪١‬تطالع بوفيات أعبلـ القرف الثالث عشر‬
‫كالرابع‪ ،‬ط‪1417(1 :‬ىػ‪1997/‬ـ)‪ ،‬تح‪ :‬دمحم حجي‪ ،‬مط‪ :‬دار الغرب‬
‫اإلسبلمي‪ ،‬بَتكت‪.‬‬
‫السنٌة (ت‪241 :‬ق)‪ ،‬ط‪:‬‬
‫عبد الغٍت الدقر‪ ،‬أ‪ٛ‬تد بن حنبل إماـ أىل ٌ‬ ‫‪.276‬‬
‫‪1430(4‬ق‪1999/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار القلم‪ ،‬دمشق‪.‬‬
‫السنٌة األكرب (ت‪204 :‬ق)‪،‬‬
‫عبد الغٍت الدقر‪ ،‬اإلماـ الشافعي فقيو ٌ‬ ‫‪.277‬‬
‫ط‪1417(6 :‬ق‪1996/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار القلم‪ ،‬دمشق‪.‬‬

‫‪320‬‬
‫إماـ دار ا‪٢‬تجرة‬ ‫عبد الغٍت الدقر‪ ،‬اإلماـ مالك بن أب‬ ‫‪.278‬‬
‫(ت‪179:‬ق)‪ ،‬ط‪1419(3 :‬ق‪1998/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار القلم‪ ،‬دمشق‪.‬‬

‫عبد هللا بن دمحم بن الشارؼ بن سيدم علي حشبلؼ‪ ،‬سلسة‬ ‫‪.279‬‬


‫األصوؿ ُب شجرة أبناء الرسوؿ‪ ،‬ط‪2006(1 :‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار بشر الذاكر‬
‫ا‪١‬تذكور‪ ،‬البليدة‪.‬‬
‫عز الدين ابن األثَت (ت‪630:‬ىػ)‪ ،‬أسد الغابة‪ ،‬ط‪:‬‬ ‫‪.280‬‬
‫(‪1409‬ىػ‪1989/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار الفكر‪ ،‬بَتكت‪.‬‬
‫عمر بن رضا بن دمحم راغب بن عبد الغٍت كحالة الدمشق‬ ‫‪.281‬‬
‫(ت‪1408:‬ىػ)‪ ،‬معجم ا‪١‬تؤلفُت‪( ،‬د ت ط)‪ ،‬مط‪ :‬مكتبة ا‪١‬تثٌت‪ ،‬بَتكت‪ ،‬دار‬
‫إحياء الًتاث العريب‪ ،‬بَتكت‪.‬‬
‫دمحم الطيب بن إدري األشهب‪ ،‬السنوسي الكبَت‪ ،‬مط‪ :‬دمحم‬ ‫‪.282‬‬
‫عاطف‪ ،‬ميداف ا‪٠‬تازبدار‪ ،‬مصر‪.‬‬
‫دمحم أمُت بن فضل هللا بن ‪٤‬تب الدين بن دمحم احمل ي ا‪ٟ‬تموم األصل‪،‬‬ ‫‪.283‬‬
‫الدمشقي (ت‪1111 :‬ىػ)‪ ،‬خبلصة األثر ُب أعياف القرف ا‪ٟ‬تادم عشر‪( ،‬د‬
‫ت ط)‪ ،‬مط‪ :‬دار صادر‪ ،‬بَتكت‪.‬‬
‫دمحم بسكر‪ ،‬أعبلـ الفكر ا‪ٞ‬تزائرم من خبلؿ آاثرىم ا‪١‬تخطوطة‬ ‫‪.284‬‬
‫كا‪١‬تطبوعة‪ ،‬ط‪2013( :‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار كردادة‪ ،‬بوسعادة ا‪ٞ‬تزائر‪.‬‬
‫دمحم بن ا‪ٟ‬تسُت بن دمحم بن موسى بن خالد بن سآب النيسابورم‪ ،‬أبو‬ ‫‪.285‬‬
‫عبد الر‪ٛ‬تن السلمي (ت‪412 :‬ىػ)‪ ،‬طبقات الصوفية‪ ،‬تح‪ :‬مصطفى عبد‬
‫القادر عطا‪ ،‬ط‪1419(1 :‬ىػ‪1998/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بَتكت‪.‬‬
‫بد‪ ،‬التميمي‪ ،‬أبو‬
‫دمحم بن حباف بن أ‪ٛ‬تد بن حباف بن معاذ بن ىم ٍع ى‬ ‫‪.286‬‬
‫حاًب‪ ،‬الدارمي‪ ،‬البيسيت (ت‪354 :‬ىػ)‪ ،‬الثقات‪ٖ ،‬تت مراقبة‪ :‬دمحم عبد ا‪١‬تعيد‬

‫‪321‬‬
‫خاف‪ ،‬ط‪1393(1 :‬ى‪1973/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دائرة ا‪١‬تعارؼ العثمابية ْتيدر آابد‬
‫الدكن ا‪٢‬تند‪.‬‬
‫دمحم بن عبد هللا بن دمحم ابن أ‪ٛ‬تد بن ‪٣‬تاىد القيسي الدمشقي‬ ‫‪.287‬‬
‫الشافعي‪( ،‬ت‪842 :‬ىػ)‪ ،‬توضيح ا‪١‬تشتبو ُب ضبط أ‪ٝ‬تاء الركاة كأبساهبم‬
‫كألقاهبم ككناىم‪ ،‬تح‪ :‬دمحم بعيم العرقسوسي‪ ،‬ط‪1993(1 :‬ـ) مط‪ :‬مؤسسة‬
‫الرسالة‪ ،‬بَتكت‪.‬‬
‫دمحم بن علي بن دمحم بن عبد هللا الشوكا٘ب اليمٍت (ت‪1250 :‬ىػ)‪،‬‬ ‫‪.288‬‬
‫البدر الطالع ٔتحاسن من بعد القرف السابع‪ ،‬مط‪ :‬دار ا‪١‬تعرفة‪ ،‬بَتكت‪.‬‬
‫دمحم بن دمحم بن سآب ‪٥‬تلوؼ (ت‪1360 :‬ىػ)‪ ،‬شجرة النور الزكية ُب‬ ‫‪.289‬‬
‫طبقات ا‪١‬تالكية‪ ،‬تح‪ :‬عبد اجمليد خيإب‪ ،‬ط‪1424(1 :‬ىػ‪2003/‬ـ)‪ ،‬مط‪:‬‬
‫دار الكتب العلمية‪ ،‬لبناف‪.‬‬
‫دمحم ‪٤‬تفوظ (ت‪1408 :‬ىػ)‪ ،‬تراجم ا‪١‬تؤلفُت التوبسيُت‪ ،‬ط‪:‬‬ ‫‪.290‬‬
‫‪1994(2‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار الغرب اإلسبلمي‪ ،‬بَتكت‪ ،‬لبناف‪.‬‬
‫مرعي بن يوسف الكرمي (ت‪1033 :‬ق)‪ ،‬الكواكب الدرية ُب‬ ‫‪.291‬‬
‫مناقب اجملتهد ابن تيمية‪٧ ،‬تم عبد الر‪ٛ‬تن‪ ،‬ط‪1406(1 :‬ىػ)‪ ،‬مط‪ :‬دار الغرب‬
‫اإلسبلمي‪.‬‬
‫السائرة‬
‫‪٧‬تم الدين دمحم بن دمحم الغزم (ت‪1061 :‬ىػ)‪ ،‬الكواكب ٌ‬ ‫‪.292‬‬
‫أبعياف ا‪١‬تئة العاشرة‪ ،‬تح‪ :‬خليل ا‪١‬تنصور‪ ،‬ط‪1418(1 :‬ىػ‪1997/‬ـ)‪ ،‬مط‪:‬‬
‫دار الكتب العلمية‪ ،‬بَتكت‪ ،‬لبناف‪.‬‬

‫٭تِت بن إبراىيم األزدم السلماسي‪ ،‬منازؿ األئمة األربعة‪ ،‬تح‪٤ :‬تمود‬ ‫‪.293‬‬
‫بن عبد الر‪ٛ‬تن قدح‪ ،‬ط‪1422(1 :‬ىػ‪2002/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬مكتبة ا‪١‬تلك فهد‬
‫الوطنية‪.‬‬

‫‪322‬‬
‫يوسف بن تغرم بردم بن عبد هللا الظاىرم ا‪ٟ‬تنفي‪ ،‬أبو احملاسن‪،‬‬ ‫‪.294‬‬
‫‪ٚ‬تاؿ الدين (ت‪874 :‬ىػ)‪ ،‬ا‪١‬تنهل الصاُب كا‪١‬تستوَب بعد الواُب‪ ،‬تح‪ :‬دكتور‬
‫دمحم دمحم أمُت‪( ،‬د ت ط)‪.‬‬
‫يوسف بن عبد الر‪ٛ‬تن القضاعي ا‪١‬تزم‪ ،‬هتذيب الكماؿ ُب أ‪ٝ‬تاء‬ ‫‪.295‬‬
‫الرجاؿ‪ ،‬تح‪ :‬بشار عواد معركؼ‪ ،‬ط‪1400(1 :‬ىػ‪1980/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬مؤسسة‬
‫الرسالة‪ ،‬بَتكت‪.‬‬
‫ٌ‬
‫اثمنان‪ :‬اللغة‪.‬‬

‫ا‪١‬تخصص‪( ،‬د ت ط)‪ ،‬مط‪ :‬دار الكتب العلمية‪،‬‬


‫ٌ‬ ‫ابن سيده‪،‬‬ ‫‪.296‬‬
‫بَتكت‪ ،‬لبناف‪.‬‬
‫ا‪١‬تفصل‪( ،‬د ت ط)‪ ،‬مط‪:‬‬
‫ابن علي بن يعيش (ت‪643 :‬ق)‪ ،‬شرح ٌ‬ ‫‪.297‬‬
‫إدارة الطباعة ا‪١‬تنَتية‪ ،‬مصر‪.‬‬
‫أبو إبراىيم إسحاؽ بن إبراىيم بن ا‪ٟ‬تسُت الفارايب‪( ،‬ت‪350 :‬ىػ)‪،‬‬ ‫‪.298‬‬
‫معجم ديواف األدب‪ ،‬تح‪ :‬دكتور أ‪ٛ‬تد ‪٥‬تتار عمر‪ ،‬ط‪1424( :‬ىػ‪2003/‬ـ)‪،‬‬
‫مط‪ :‬مؤسسة دار الشعب للصحافة‪ ،‬القاىرة‪.‬‬
‫ا‪ٞ‬تراكم التادٕب (ت‪609 :‬ىػ)‪،‬‬ ‫أبو العباس أ‪ٛ‬تد بن عبد السبلـ ٌ‬ ‫‪.299‬‬
‫(ا‪ٟ‬تماسة ا‪١‬تغربية) ‪٥‬تتصر كتاب صفوة األدب ك‪٩‬تبة ديواف العرب‪ ،‬تح‪ :‬دمحم‬
‫رضواف الداية‪ ،‬ط‪1991(1 :‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار الفكر ا‪١‬تعاصر‪ ،‬بَتكت‪.‬‬
‫األزىرم‪ ،‬هتذيب اللغة‪ ،‬تح‪ :‬دمحم عوض مرعب‪ ،‬ط‪2001(1 :‬ـ)‪،‬‬ ‫‪.300‬‬
‫مط‪ :‬دار إحياء الًتاث العرب‪ ،‬بَتكت‪.‬‬
‫إ‪ٝ‬تاعيل بن عباد بن العباس‪ ،‬أبو القاسم الطالقا٘ب‪ ،‬ا‪١‬تشهور‬ ‫‪.301‬‬
‫ابلصاحب بن عباد (ت‪385 :‬ىػ)‪ ،‬األمثاؿ السائرة من شعر ا‪١‬تتن ي‪ ،‬تح‪:‬‬
‫الشيخ دمحم حسن آؿ ايسُت‪ ،‬ط‪1385(1 :‬ىػ‪1965/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬مكتبة‬
‫النهضة‪ ،‬بغداد‪.‬‬

‫‪323‬‬
‫ا‪ٞ‬ترجا٘ب (ت‪816 :‬ىػ)‪ ،‬التعريفات‪ ،‬تح‪ :‬دمحم صديق ا‪١‬تنشاكم‪،‬‬ ‫‪.302‬‬
‫مط‪ :‬دار الفضيلة‪ ،‬القاىرة‪ ،‬مصر‪ ،‬ط‪2004( :‬ـ)‪.‬‬
‫‪ .303‬جرير بن عطية ا‪٠‬تطفي(ت‪114 :‬ق)‪ ،‬الديواف‪ ،‬ط‪1406( :‬ق‪1986/‬ـ)‪،‬‬
‫مط‪ :‬دار بَتكت للطباعة كالنشر‪ ،‬بَتكت‪.‬‬
‫ديواف ا‪١‬تتن ي‪ ،‬ط‪1403( :‬ق‪1983/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار بَتكت للطباعة‬ ‫‪.304‬‬
‫كالنشر‪ ،‬بَتكت‪.‬‬
‫عبد الر‪ٛ‬تن بن أيب بكر‪ ،‬جبلؿ الدين السيوطي‪ ،‬ا‪١‬تزىر ُب علوـ اللغة‬ ‫‪.305‬‬
‫كأبواعها‪ ،‬تح‪ :‬فؤاد علي منصور‪ ،‬مط‪ : :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بَتكت‪ ،‬لبناف‪.‬‬
‫عبد هللا دركيش‪ ،‬ا‪١‬تعاجم العربية مع اعتناء خاص ٔتعجم "العُت"‬ ‫‪.306‬‬
‫للخليل بن أ‪ٛ‬تد‪( ،‬د ت ط)‪ ،‬مط‪ :‬مكتبة الشباب‪.‬‬
‫عثماف بن سعيد بن عثماف بن عمر أبو عمرك الدا٘ب (ت‪444:‬ىػ)‪،‬‬ ‫‪.307‬‬
‫الفرؽ بُت الضاد كالظاء َب كتاب هللا عز كجل كَب ا‪١‬تشهور من الكبلـ‪ ،‬تح‪:‬‬
‫الضامن‪ ،‬ط‪1428(1 :‬ىػ‪2007/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار البشائر‪ ،‬دمشق‪.‬‬ ‫حاًب صاّب ٌ‬
‫الصحاح‪ ،‬ط‪:‬‬ ‫‪٤‬تمد بن أيب بكر الرازم (ت‪666 :‬ق)‪٥ ،‬تتار ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫‪.308‬‬
‫‪2015(1‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار ابن حزـ‪ ،‬بَتكت‪ ،‬لبناف‪.‬‬
‫دمحم بن عمر بن أ‪ٛ‬تد بن عمر بن دمحم األصبها٘ب ا‪١‬تديٍت‪ ،‬أبو‬ ‫‪.309‬‬
‫موسى(ت‪581 :‬ىػ)‪ ،‬اجملموع ا‪١‬تغيث ُب غري ي القرآف كا‪ٟ‬تديث‪ ،‬تح‪ :‬عبد‬
‫الكر‪ٙ‬ب العزابكم‪ ،‬ط‪1406(1 :‬ىػ‪1986/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار ا‪١‬تد٘ب للطباعة كالنشر‬
‫كالتوزيع‪ ،‬جدة‪ ،‬ا‪١‬تملكة العربية السعودية‪.‬‬
‫دمحم عميم اإلحساف اجملددم الربكيت‪ ،‬التعريفات الفقهية‪ ،‬ط‪:‬‬ ‫‪.310‬‬
‫‪1424(1‬ىػ‪2003/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بَتكت‪ ،‬لبناف‪.‬‬
‫الزبيدم (ت‪1205 :‬ىػ)‪ ،‬اتج العركس من جواىر القاموس‪،‬‬ ‫مرتضى َّ‬ ‫‪.311‬‬
‫تح‪٣ :‬تموعة من احملققُت‪( ،‬د ت ط)‪ ،‬مط‪ :‬دار ا‪٢‬تداية‪.‬‬

‫‪324‬‬
‫الزبيدم‪ ،‬اتج العركس من جواىر القاموس‪ ،‬تح‪ :‬مصطفى‬ ‫مرتضى َّ‬ ‫‪.312‬‬
‫ا‪ٟ‬تجازم‪ ،‬ط‪1421(1 :‬ىػ‪2001/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬اجملل الوطٍت للثقافة ك كالفنوف‪،‬‬
‫الكويت‪.‬‬
‫مرتضى الزبيدم‪ ،‬اتج العركس‪ ،‬تح‪٤ :‬تمود دمحم الطناحي‪ ،‬ط‪:‬‬ ‫‪.313‬‬
‫(‪1396‬ىػ‪1976/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار الًتاث العريب‪ ،‬الكويت‪.‬‬
‫اتسعان‪ :‬الرقائق كاآلداب‪:‬‬
‫ابن عطاء هللا السكندرم (ت‪709 :‬ق)‪ ،‬منت ا‪ٟ‬تكم العطائية‪ ،‬ط‪:‬‬ ‫‪.314‬‬
‫‪2010(1‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬بيت ا‪ٟ‬تكمة للنشر كالتوزيع‪.‬‬
‫الرببسي (ت‪899 :‬ق)‪ ،‬ال يفتوحات‬ ‫أبو العباس أ‪ٛ‬تد زٌركؽ الفاسي ي‬ ‫‪.315‬‬
‫حل ألفاظ ا‪ٟ‬تكم العطائية‪ ،‬تح‪ :‬دمحم طيب‪،‬‬‫الر‪ٛ‬تابية ُب شرح ا‪ٟ‬تكم العطائية ُب ٌ‬
‫ٌ‬
‫(د ت ط)‪ ،‬مط‪ :‬مكتبة الناشركف‪ ،‬بَتكت‪ ،‬لبناف‪.‬‬
‫الرببسي (ت‪899 :‬ق)‪ ،‬قواعد‬ ‫أبو العباس أ‪ٛ‬تد ٌزركؽ الفاسي ي‬ ‫‪.316‬‬
‫التصوؼ‪ ،‬تح‪ :‬عبد اجمليد ا‪٠‬تيإب‪( ،‬د ت ط)‪ ،‬مط‪ :‬دار الكتب العلمية‪،‬‬
‫بَتكت‪ ،‬لبناف‪.‬‬
‫الصادؽ‪ ،‬تح‪:‬‬‫بزركؽ الفاسي‪ ،‬ع ٌدة ا‪١‬تريد ٌ‬‫أ‪ٛ‬تد بن أ‪ٛ‬تد ا‪١‬تعركؼ ٌ‬ ‫‪.317‬‬
‫الصادؽ الغراي٘ب‪ ،‬ط‪2006(1 :‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار ابن حزـ‪ ،‬بَتكت‪.‬‬
‫‪ٚ‬تاؿ الدين أبو الفرج عبد الر‪ٛ‬تن بن علي بن دمحم ا‪ٞ‬توزم‬ ‫‪.318‬‬
‫(ت‪597:‬ىػ)‪ ،‬صيد ا‪٠‬تاطر‪ ،‬بعناية‪ :‬حسن ا‪١‬تساحي سويداف‪ ،‬ط‪:‬‬
‫‪1425(1‬ىػ‪2004/‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬دار القلم‪ ،‬دمشق‪.‬‬
‫‪ٚ‬تاؿ الدين أبو الفرج عبد الر‪ٛ‬تن بن علي بن دمحم ا‪ٞ‬توزم‬ ‫‪.319‬‬
‫(ت‪597:‬ىػ)‪ ،‬صفة الصفوة‪ ،‬تح‪ :‬أ‪ٛ‬تد بن علي‪ ،‬ط‪1421( :‬ىػ‪2000/‬ـ)‪،‬‬
‫مط‪ :‬دار ا‪ٟ‬تديث‪ ،‬القاىرة‪ ،‬مصر‪.‬‬
‫صوؼ اإلسبلمي‪ ،‬ط‪:‬‬
‫ال ٌدكتور رفيق العجم‪ ،‬موسوعة مصطلحات التٌ ٌ‬ ‫‪.320‬‬
‫‪1999(1‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬مكتبة لبناف‪ ،‬بَتكت‪ ،‬لبناف‪.‬‬

‫‪325‬‬
‫رافع بن دمحم بن دمحم بن شافع (‪ٚ‬تع كترتيب)‪ ،‬زينة النواظر كٖتفة‬ ‫‪.321‬‬
‫السكندرم‬ ‫ا‪٠‬تواطر من كبلـ الشيخ النٌاصح العبلٌمة ابن عطاء هللا ٌ‬
‫(ت‪709:‬ق)‪ ،‬تح‪ :‬يوسف أ‪ٛ‬تد‪( ،‬د ت ط)‪ ،‬مط‪ :‬انشركف‪ ،‬بَتكت‪ ،‬لبناف‪.‬‬
‫شهاب ال ٌدين القسطبل٘ب (ت‪932 :‬ق)‪ ،‬ا‪١‬تواىب اللدبية اب‪١‬تنح‬ ‫‪.322‬‬
‫احملمدية‪ ،‬مط‪ :‬ا‪١‬تكتبة التوفيقية‪ ،‬القاىرة‪ ،‬مصر‪.‬‬
‫ضياء الدين أ‪ٛ‬تد بن مصطفى بن عبد الر‪ٛ‬تن النقشبندم‬ ‫‪.323‬‬
‫(ت‪1311:‬ق)‪ ،‬جامع األصوؿ ُب األكلياء‪ ،‬تح‪ :‬أ‪ٛ‬تد فريد ا‪١‬تزيدم‪( ،‬د ت‬
‫ط)‪ ،‬مط‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بَتكت‪.‬‬
‫العلًيَّة‬
‫عبد الر‪ٛ‬تن بن أيب السيوطي (ت‪911:‬ق)‪ ،‬أتييد ا‪ٟ‬تقيقة ى‬ ‫‪.324‬‬
‫كتشييد الطريقة الشاذلية‪ ،‬تح‪ :‬عاصم إبراىيم الكيٌإب‪( ،‬د ت ط)‪ ،‬مط‪ :‬دار‬
‫الكتب العلمية‪ ،‬بَتكت‪ ،‬لبناف‪.‬‬
‫عبد الرزاؽ القشا٘ب (ت‪730 :‬ق)‪ ،‬اصطبلحات الصوفية كيليو شرح‬ ‫‪.325‬‬
‫صححو‪ :‬عاصم‬ ‫الزالؿ ُب شرح األلفاظ ا‪١‬تتداكلة بُت أرابب األذكاؽ كاألحواؿ‪ٌ ،‬‬
‫إبراىيم الكيٌإب‪( ،‬د ت ط)‪ ،‬مط‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬لبناف‪ ،‬بَتكت‪.‬‬
‫الركحا٘ب ُب‬
‫عبد الكبَت الكتا٘ب (ت‪1327 :‬ق)‪ ،‬مدارج اإلسعاد ي‬ ‫‪.326‬‬
‫الًتبية كالسلوؾ‪ ،‬تح‪ :‬أبو عبد هللا أفضل مسعود‪( ،‬د ت ط)‪ ،‬مط‪ :‬دار الكتب‬
‫العلمية‪ ،‬بَتكت‪ ،‬لبناف‪.‬‬
‫عبد الكر‪ٙ‬ب بن ىوازف بن عبد ا‪١‬تلك القشَتم (ت‪465 :‬ىػ)‪ ،‬الرسالة‬ ‫‪.327‬‬
‫القشَتية‪ ،‬تح‪ :‬اإلماـ الدكتور عبد ا‪ٟ‬تليم ‪٤‬تمود‪ ،‬الدكتور ‪٤‬تمود بن الشريف‪،‬‬
‫(د ت ط)‪ ،‬مط‪ :‬دار ا‪١‬تعارؼ‪ ،‬القاىرة‪.‬‬
‫السيماكم (ت‪896 :‬ق)‪ ،‬كشف الواردات لطالب‬ ‫عبد هللا الركمي ٌ‬ ‫‪.328‬‬
‫الكماالت كغاية ال ٌدرجات‪ ،‬تح‪ :‬أ‪ٛ‬تد فريد ا‪١‬تزيدم‪( ،‬د ت ط)‪ ،‬مط‪ :‬دار‬
‫الكتب العلمية‪ ،‬بَتكت‪ ،‬لبناف‪.‬‬

‫‪326‬‬
‫عبد الوىاب بن أ‪ٛ‬تد الشعرا٘ب (ت‪973 :‬ق)‪ ،‬موازين القاصرين‬ ‫‪.329‬‬
‫صححو‪ :‬عاصح إبراىيم الكيإب‪( ،‬د ت ط)‪ ،‬مط‪ :‬دار‬ ‫شيوخ كمريدين‪ٌ ،‬‬‫من و‬
‫الكتب العلمية‪ ،‬بَتكت‪ ،‬لبناف‪.‬‬
‫عبد الوىاب بن أ‪ٛ‬تد الشعرا٘ب (ت‪973 :‬ق)‪ ،‬األبوار القدسية ُب‬ ‫‪.330‬‬
‫معرفة قواعد الصوفية‪ ،‬تح‪ :‬عاصم إبراىيم الكيٌإب‪( ،‬د ت ط)‪ ،‬مط‪ :‬دار‬
‫الكتب العلمية‪ ،‬بَتكت‪ ،‬لبناف‪.‬‬
‫حل الرموز‬
‫علي بن ‪٤‬تمود الشاىركدم البسطامي (ت‪875 :‬ق)‪ٌ ،‬‬ ‫‪.331‬‬
‫ككشف الكنوز‪ ،‬تح‪ :‬يوسف أ‪ٛ‬تد‪( ،‬د ت ط)‪ ،‬مط‪ :‬الناشركف‪ ،‬بَتكت‪ ،‬لبناف‪.‬‬
‫دمحم بن علي الشوكا٘ب‪ ،‬قطر الوٕب على حديث الوٕب‪ ،‬تح‪ :‬يوسف‬ ‫‪.332‬‬
‫أ‪ٛ‬تد‪( ،‬د ت ط)‪ ،‬مط‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بَتكت‪ ،‬لبناف‪.‬‬
‫‪٤‬تيي الدين بن عريب ا‪ٟ‬تا٘تي الطائي (ت‪638 :‬ق)‪ ،‬مواقع النٌجوـ‬ ‫‪.333‬‬
‫كمطالع أىلٌة األسرار كالعلوـ‪ ،‬تح‪ :‬سعيد عبد الفتٌاح‪( ،‬د ت ط)‪ ،‬مط‪ :‬دار‬
‫الكتب العلمية‪.‬‬
‫مبل علي القارم (ت‪1014 :‬ىػ)‪ ،‬شرح عُت العلم كزين ا‪ٟ‬تلم‪( ،‬د‬ ‫‪.334‬‬
‫ت ط)‪ ،‬مط‪ :‬مكتبة الثقافة ال ٌدينية‪.‬‬
‫موالم العريب بن عطية البوعبدٕب الوبشريسي‪ ،‬االستمدادات الرٌاببية‬ ‫‪.333‬‬

‫علي من ْتر الوجدابية‪ ،‬دراسة كٖتقيق‪ :‬بومدين بوزيد‪ ،‬دمحم خاين‪،‬‬‫من هللا ٌ‬
‫ُب ما ٌ‬
‫ط‪2015(1 :‬ـ)‪ ،‬مط‪ :‬منشورات كزارة الشؤكف الدينية كاألكقاؼ‪ ،‬ا‪ٞ‬تزائر‪.‬‬
‫يوسف بن إ‪ٝ‬تاعيل النبها٘ب‪ ،‬جامع كرامات األكلياء‪( ،‬د ت ط)‪،‬‬ ‫‪.336‬‬
‫مط‪ :‬دار الكتب العربية الكربل‪ ،‬مصر‪.‬‬

‫‪327‬‬
‫عاشران‪ :‬الرسائل كاجملالت‪:‬‬
‫كماؿ صحركام‪ ،‬الدكر الدبلوماسي ليهود ا‪ٞ‬تزائر ُب أكاخر عهد‬ ‫‪.337‬‬
‫الداايت‪ ،‬إشراؼ‪ :‬دحو فغركر‪ ،‬رسالة ماجستَت‪ ،‬غَت مطبوعة‪ ،‬جامعة معسكر‬
‫‪2008‬ـ‪.‬‬
‫‪٤‬تمود عامر‪ ،‬ا‪١‬تصطلحات ا‪١‬تتداكلة ُب الدكلة العثمابية‪٣ ،‬تلة دراسات‬ ‫‪.338‬‬
‫اترٮتية‪ ،‬العدداف‪ ،118 -117 :‬كابوف الثا٘ب (جابفي)‪ ،‬سنة‪2012 :‬ـ‪.‬‬
‫مؤيد ‪٤‬تمود ‪ٛ‬تد ا‪١‬تشهدا٘ب‪٣ ،‬تلة الدراسات التارٮتية كا‪ٟ‬تضارية (‪٣‬تلة‬ ‫‪.339‬‬
‫علمية ‪٤‬تكمة)‪ ،‬مقاؿ بعنواف‪ :‬أكضاع ا‪ٞ‬تزائر خبلؿ ا‪ٟ‬تكم العثما٘ب‬
‫(‪1518‬ـ‪1830/‬ـ)‪ ،‬جامعة تكريت‪ ،‬اجمللد ا‪٠‬تام ‪ ،‬العدد السادس عشر‪،‬‬
‫بيساف‪2013 :‬ـ‪.‬‬
‫ريهاـ كامل ا‪٠‬تضراكم‪ ،‬ا‪ٟ‬تفاظ على الًتاث العمرا٘ب لتحقيق التنمية‬ ‫‪.340‬‬
‫السياحية دراسة حوؿ كاحة سيوه‪ ،-‬رسالة ماجستَت من جامعة القاىرة‪،‬‬
‫(‪2003‬ـ)‪.‬‬
‫إحدل عشر‪ :‬فهارس الُتب‪:‬‬
‫مصطفى بن عبد هللا القسطنطيٍت ا‪١‬تشهور ْتاجي خليفة‬ ‫‪.341‬‬
‫(ت‪1067:‬ىػ)‪ ،‬كشف الظنوف عن أسامي الكتب كالفنوف‪ ،‬ط‪1941( :‬ـ)‪،‬‬
‫مط‪ :‬مكتبة ا‪١‬تثٌت‪ ،‬بغداد‪.‬‬
‫ادكارد كربيليوس فابديك (ت‪1313 :‬ىػ)‪ ،‬اكتفاء القنوع ٔتا ىو‬ ‫‪.342‬‬
‫صححو كزاد عليو‪ :‬السيد دمحم علي البببلكم‪ ،‬مط‪ :‬مطبعة التأليف‪،‬‬‫مطبوع‪ٌ ،‬‬
‫ا‪٢‬تبلؿ‪ ،‬مصر‪ ،‬ط‪1313( :‬ىػ‪1896/‬ـ)‪.‬‬
‫إ‪ٝ‬تاعيل ابشا‪ ،‬إيضاح ا‪١‬تكنوف ُب الذيل علي كشف الظٌنوف‪( ،‬د ت‬ ‫‪.343‬‬
‫ط)‪ ،‬مط‪ :‬دار إحياء الًتاث العريب‪ ،‬بَتكت‪ ،‬لبناف‪.‬‬

‫‪328‬‬
‫فىهرسي املوضيوعات‬
‫الصفحة‬ ‫ا‪١‬توضوع‬

‫أ‬ ‫إىداء‪..................................................................‬‬
‫شكر كعرفاف‪ ...........................................................‬ب‬
‫مق ٌدمة‪ .................................................................‬ث‬
‫ج‬ ‫اإلشكالية‪.............................................................‬‬
‫ح‬ ‫أسباب اختيار ا‪١‬توضوع‪................................................‬‬
‫خ‬ ‫أ‪٫‬تٌية ا‪١‬توضوع‪.........................................................‬‬
‫د‬ ‫األىداؼ‪............................................................‬‬
‫ذ‬ ‫السابقة‪....................................................‬‬
‫ال ٌدراسات ٌ‬
‫ز‬ ‫الصعوابت‪...........................................................‬‬
‫س‬ ‫ا‪١‬تنهح ا‪١‬تتٌبع‪..........................................................‬‬
‫ش‬ ‫منهج ال ٌدراسة كالتٌحقيق‪...............................................‬‬
‫ض‬ ‫خطٌة البحث‪........................................................‬‬
‫‪5‬‬ ‫ا‪١‬تطلب األكؿ‪ :‬ا‪ٟ‬تالة السياسية‪....................................... .‬‬
‫‪9‬‬ ‫ا‪١‬تطلب الثا٘ب‪ :‬ا‪ٟ‬تالة االجتماعية‪..................................... .‬‬
‫‪13‬‬ ‫ا‪١‬تطلب الثا٘ب‪ :‬ا‪ٟ‬تالة الثقافية‪....................................... .‬‬
‫‪17‬‬ ‫ا‪١‬تطلب األكؿ‪ :‬ا‪ٝ‬تو كبسبو ‪..........................................‬‬

‫‪331‬‬
‫الصفحة‬ ‫ا‪١‬توضوع‬

‫‪20‬‬ ‫األكؿ‪ :‬مولده ‪...............................................‬‬


‫الفرع ٌ‬
‫‪21‬‬ ‫الفرع الثا٘ب‪ :‬كفاتو‪..................................................‬‬
‫‪23‬‬ ‫ا‪١‬تطلب الثالث‪ :‬صفاتو‪.............................................‬‬
‫‪27‬‬ ‫األكؿ‪ :‬عوامل ببوغو ا‪١‬تبكر‪....................... .............‬‬
‫الفرع ٌ‬
‫‪29‬‬ ‫الفرع الثا٘ب‪ :‬بشأتو العلمية‪..........................................‬‬
‫‪34‬‬ ‫األكؿ‪ :‬شيوخو‪................................................‬‬
‫الفرع ٌ‬
‫‪39‬‬ ‫الفرع الثا٘ب‪ :‬تبلميذه‪............................................. .‬‬
‫‪46‬‬ ‫ا‪١‬تطلب الثالث‪ :‬مؤلٌفاتو كآاثره العلمية‪................................‬‬
‫‪52‬‬ ‫األكؿ‪ :‬البعد التنظيمي عند ابن السنوسي‪......................‬‬
‫ا‪١‬تطلب ٌ‬
‫‪59‬‬ ‫ا‪١‬تطلب الثا٘ب‪ :‬البعد السياسي عند ابن السنوسي‪......................‬‬
‫‪63‬‬ ‫ا‪١‬تطلب الثالث‪ :‬البعد الدعوم عند ابن السنوسي‪......................‬‬
‫‪67‬‬ ‫األكؿ‪ :‬عنواف الكتاب‪ ،‬سبب أتليفو‪...........................‬‬
‫ا‪١‬تطلب ٌ‬
‫‪68‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬توثيق بسبتو‪..........................................‬‬
‫‪70‬‬ ‫ا‪١‬تطلب الثا٘ب‪ :‬منهجو ُب التأليف‪.....................................‬‬
‫‪73‬‬ ‫الفرع الثا٘ب‪ :‬مقصود ا‪١‬تؤلٌف من التأليف‪..............................‬‬
‫‪74‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬مصادره‪..............................................‬‬
‫‪76‬‬ ‫األكؿ‪ :‬ميزاتو‪.................................................‬‬
‫الفرع ٌ‬

‫‪330‬‬
‫الصفحة‬ ‫ا‪١‬توضوع‬

‫‪77‬‬ ‫الفرع الثا٘ب‪ :‬ا‪١‬تآخذ ا‪١‬تلحوظو عليو‪.....................................‬‬


‫‪80‬‬ ‫ا‪١‬تطلب الرابع‪ :‬كصف النسخ ا‪٠‬تطية‪...................................‬‬
‫‪97‬‬ ‫مق ٌدمة‪ُ :‬ب بياف جبللة مقدار ٌ‬
‫األئمة ‪-‬مهنع هللا يضر‪............................-‬‬
‫‪158‬‬ ‫السنٌة‪......................................‬‬
‫التمسك ابلكتاب ك ٌ‬
‫كجوب ٌ‬
‫السنٌة كاحدة ‪159 ..........................................‬‬
‫داللة الكتاب ك ٌ‬
‫السنٌة‪160 ....................................‬‬
‫ُب أدلٌة كجوب اتٌباع الكتاب ك ٌ‬
‫‪167‬‬ ‫طريقة األصوليُت‪.....................................................‬‬
‫‪173‬‬ ‫طريقة احملدثُت‪......................................................‬‬
‫‪184‬‬ ‫طريقة الفقهاء‪......................................................‬‬
‫‪200‬‬ ‫ُب بياف حقيقة االجتهاد‪............................................‬‬
‫‪214‬‬ ‫ما يشًتط ُب اجملتهد من الشركط الوصفية كاإليقاعية‪... ................‬‬
‫‪239‬‬ ‫النص‪..........................................‬‬
‫ُب ٖتر‪ٙ‬ب االجتهاد مع ٌ‬
‫‪245‬‬ ‫رد زعم االبقطاع كدعول أبٌو إ‪ٚ‬تاع‪.................................‬‬
‫ُب ٌ‬
‫‪260‬‬ ‫ا‪١‬تذموـ من التقليد‪..................................................‬‬
‫‪285‬‬ ‫األئمة األربعة‪.......................‬‬
‫أقواؿ العلماء ُب ا‪٨‬تصار التقليد ُب ٌ‬
‫‪258‬‬ ‫حقيقة التقليد‪.......................................................‬‬
‫ُب الفرؽ بُت االتٌباع كالتقليد‪317 ...........................................‬‬
‫‪334‬‬ ‫خاسبة‪ُ :‬ب ىسنىن أىل هللا‪ ،‬كسبيل عملهم‪ ،‬كسَتىم إٔب هللا‪.................‬‬

‫‪331‬‬
‫الصفحة‬ ‫ا‪١‬توضوع‬

‫خا٘تة الدراسة كالتحقيق‪359 ...............................................‬‬


‫‪361‬‬ ‫التوصيات‪..........................................................‬‬
‫العامة‪363 ......................................................‬‬
‫الفهارس ٌ‬
‫فهرس اآلايت القرآنية‪364 ........................................‬‬ ‫‪‬‬
‫فهرس األحادَث كاآلاثر‪371 .....................................‬‬ ‫‪‬‬
‫فهرس األعالـ‪380 ...............................................‬‬ ‫‪‬‬
‫فهرس األماكن كالبلداف‪391 ......................................‬‬ ‫‪‬‬
‫فهرس املصطلحات‪393 ..........................................‬‬ ‫‪‬‬
‫فهرس الشواىد الشعرَة‪395 ......................................‬‬ ‫‪‬‬
‫فهرس املصادر كاملراجع‪396 ......................................‬‬ ‫‪‬‬

‫فهرس املوضوعات‪440 ...................................................‬‬

‫‪332‬‬
‫ﻣﻠﺨﺺ‬
‫اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ھﻲ دراﺳﺔ وﺗﺤﻘﯿﻖ ﻟﻤﺨﻄﻮط ﻣﻮﺳﻮم ﺑــــ "إﯾﻘﺎظ اﻟﻮﺳﻨﺎن ﻓﻲ اﻟﻌﻤﻞ ﺑﺎﻟﺤﺪﯾﺚ‬
‫واﻟﻘﺮآن" ﻟﻠﺸﯿﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ اﻟﺴﻨﻮﺳﻲ )ت‪1276 :‬ھـ(‪ ،‬وﺗﺘﻮزع ھﺬه اﻟﺪراﺳﺔ ﻋﻠﻰ‪ :‬اﻟﻘﺴﻢ‬
‫اﻷوّل‪ :‬وﻓﯿﮫ ذﻛﺮ ﻟﺴﯿﺮة اﻹﻣﺎم ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ اﻟﺴﻨﻮﺳﻲ اﻟﺬي ﯾﻌﺪّ ﺑﺤﻖﱟ ﻣﻤﻦ رﻓﻌﻮا راﯾﺔ‬
‫اﻟﺤﻖّ‪ ،‬وﺑﻠّﻐﻮا اﻟﺸّﺮﯾﻌﺔ‪ ،‬وﺟﺪّدون ﻣﻌﺎﻟﻢ اﻟﺪّﯾﻦ‪ ،‬وأﺻﻠﺤﻮا اﻟﻔﺮد واﻟﻤﺠﺘﻤﻊ؛ ﺳﯿﺎﺳﯿﺎً‬
‫واﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺎً وﺛﻘﺎﻓﯿﺎً‪ ،‬ﺧﺎﺻّﺔً ﻓﻲ أواﺧﺮ اﻟﻘﺮن اﻟﺜﺎﻣﻦ ﻋﺸﺮ اﻟﻤﯿﻼدي‪ ،‬ﺣﯿﺚ ﻛَﺜُﺮت ﻓﯿﮫ اﻷدواء‬
‫واﻟﺼّﺮاﻋﺎت اﻟﺘﻲ ﻋﺼﻔﺖ ﺑﺎﻷﻣّﺔ؛ ﻛﺎﻟﺘﻘﻠﯿﺪ واﻟﺘﻌﺼﺐ‪ ،...‬وﻗﻮﺑﻞ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻹﺳﻼﻣﻲ آﻧﺬاك‬
‫ﺑﺘﺤﺪﱟ ﻣﻦ اﻟﻐﺮب اﻟﻌﺴﻜﺮي واﻟﺤﻀﺎري‪ ،‬اﻷﻣﺮ اﻟﺬي أدّى إﻟﻰ ﻇﮭﻮر ﻋﺪدٍ ﻣﻦ أھﻞ اﻟﺼّﻼح‬
‫واﻹﺻﻼح ﻓﻲ ﺑﻠﺪان ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻣﻦ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻹﺳﻼﻣﻲ‪ ،‬ﻓﻘﺎﻣﻮا ﺑﺪورٍ ﻣﮭﻢﱟ ﻓﻲ ﺗﻨﻮﯾﺮ ﺣﯿﺎة اﻷﻣّﺔ‬
‫اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ‪ ،‬ﻓﻨﺒﺬوا اﻟﺘﻘﻠﯿﺪ وﺣﺜﻮا ﻋﻠﻰ إﻋﻤﺎل اﻟﻌﻘﻞ واﻟﺘﺒﺼّﺮ ﻓﻲ ﻣﺎ ﺟﺎء ﺑﮫ اﻟﻮﺣﻲُ اﻟﻤﺘﻠﻮ‬
‫وﻏﯿﺮ اﻟﻤﺘﻠﻮ‪ ،‬ودﻋﻮا إﻟﻰ إﺣﯿﺎء روح اﻟﺠﮭﺎد واﻻﺟﺘﮭﺎد ﻓﻲ اﻟﻨّﻔﻮس ‪.‬اﻟﻘﺴﻢ اﻟﺜﺎﻧﻲ‪ :‬وھﻮ‬
‫اﻟﻤﻘﺼﻮد ﺑﺎﻟﻘﺼﺪ اﻷوّل‪ ،‬وﻗﺪ ﺗﻨﺎوﻟﻨﺎ ﻓﯿﮫ ﺗﺤﻘﯿﻖ اﻟﻤﺨﻄﻮط‪ ،‬ﻣﻌﺘﻤﺪﯾﻦ ﻓﻲ ذﻟﻚ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻨﮭﺠﯿﺔ‬
‫اﻟﻌﻠﻤﯿﺔ اﻟﻤﺘّﺒﻌﺔ‪ ،‬واﻟﻤﺨﻄﻮط ھﻮ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﻤﻮاﺿﻊ اﻷﺻﻮﻟﯿﺔ اﻟﻤﮭﻤّﺔ؛ اﻟﻘﺼﺪ ﻣﻨﮭﺎ‪:‬‬
‫اﻟﺪّﻋﻮة إﻟﻰ ﻓﺘﺢ ﺑﺎب اﻻِﺟﺘﮭﺎد ﻟﻸَﻛْﻔَﺎء‪ ،‬وذمﱡ اﻟﺘﻘﻠﯿﺪ واﻟﺘﻌﺼّﺐ ﻷﻗﻮال اﻟﺮّﺟﺎل اﻟﺘﻲ ﻻ دﻟﯿﻞ‬
‫ﻋﻠﯿﮭﺎ‪ ،‬وﺧﺘﺎﻣﺎً ذﻛﺮ اﻹﻣﺎم ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ اﻟﺴﻨﻮﺳﻲ أﻣﺮا ﻻ ﺑﺪّ ﻣﻨﮫ وھﻮ ﺿﺮورة اﻻِﻣﺘﺰاج‬
‫ﺑﯿﻦ ﻋﻠﻢ اﻟﺘﺰﻛﯿﺔ واﻟﻌﻠﻢ اﻟﺸﺮﻋﻲ‪ ،‬ﻣﻊ ﺑﯿﺎن ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﻘﻮاﻋﺪ اﻟﺘﻲ ﯾﺮﺗﻜﻦ ﻋﻠﯿﮭﺎ ﻋﻠﻢ‬
‫اﻟﺴّﻠﻮك‪.‬‬

‫اﻟﻜﻠﻤﺎت اﻟﻤﻔﺘﺎﺣﯿﺔ‪:‬‬
‫اﻟﻜﺘﺎب؛ اﻟﺴّﻨﺔ؛ اﻹﺟﻤﺎع؛ اﻻﺟﺘﮭﺎد؛ اﻟﺘﻘﻠﯿﺪ؛ اﻻﺗﺒﺎع؛ اﻟﺘﻌﺼﺐ؛ اﻟﺨﻼف؛ اﻟﺪﻻﻟﺔ؛ اﻷﺋﻤﺔ‬
‫اﻷرﺑﻌﺔ‪ ،‬اﻟﺘﺼﻮف‪.‬‬

‫ﻧﻮﻗﺸﺖ ﯾﻮم ‪ 19‬ﻣﺎرس ‪2019‬‬

You might also like