‫سِلْسِلَة )زَاد ا ْلخَطِيب( الْخطبَة )‪(6‬‬

‫حفظ العمر واغتنام الوقات‬

‫بقلم‪:‬‬

‫زيد القرشي‬
‫أبي ٍ‬

‫‪ 1437‬هـ | ‪ 2016‬م‬
 ‫حفظ العمر واغتنام الوقات‬

‫﷽‬

‫لله ُعا هُل ُالربيُات‪ ُ ،‬هُ‬

‫احملمود ُعلىُكلُ ُحالُ ُويفُمجيعُاألوقات‪ُ ،‬وأشهدُأنُ ُالُإلهُاالُاللُوحدُهُالُ‬ ‫احلمدُ ُ ُ‬
‫الذات‪ُ،‬وأشهدُأنُُحممدُاُعبدُهُورسولُه‪ُ،‬الذيُعلُمناُكيفُنغتنمُأوقاتناُيفُ‬
‫ُ‬ ‫شريكُُله‪ُ،‬مجيلُُالصفاتُوعليُُ‬
‫احلسنات‪ُ،‬وأنُمنُاغتنمُوقتهُيفُطاعةُاللُفهوُيفُثبات‪ُ ،‬ومنُضيُعُعمرهُيفُاللهوُ‬ ‫هُ‬ ‫هُ‬
‫السيئات ُومج هُع ُ‬ ‫هُ‬
‫درء ُ‬
‫عليهُوعلىُآلههُوأصحاُبههُوالتابعنيُومنُتُبهعهمُبإحسانُ ُإىلُيومُالدين‪ُ ،‬وسلُمُ‬
‫ُ‬ ‫فمآلهُإىلُشتات؛ ُصلُىُاللُ ُ‬
‫اُكثيا‪ُ،‬أمَّاَّبعد‪َّ :‬‬
‫تسليمُ ُ‬

‫فياَّعبادَّاهلل‪ُ :‬اتقواُاللُوأطيعوه‪ُ،‬إنُاللُحي بُالذينُاتقواُوالذينُممُحمسنون‪ُ،‬واعلمواُأيهاُاإلخوةُأنُ‬

‫العمرُدقائقُوثوان‪ُ ،‬وكلُحلظةُمترُمنُغيُفائدةُميُمكس بُللشيطانُوخسارةُلك‪ُ،‬فإذاُسنحتُلكُ‬
‫ُفرصةُفاغتنمها؛ُفأنتُاليومُيفُسعةُمنُأمركُوصحةُيفُبدنكُوقوةُيفُشبابك‪ُ،‬فالُتفرطُفيهاُودققُالنظرُ‬
‫وراجعُحالك‪ُ ،‬وكررُاملراجعةُلعلكُتظفرُبالذيُحت بُمماُحيبهُاللُسبحانه‪ُ،‬واعلمُأنُالوقتُالُميكنُأنُ‬
‫ينَّ‬ ‫ِ‬
‫يعوضهُشيء‪ُ،‬لذلكُوردُيفُفضلهُآياتُكثيةُوآثارُوفيةُوقصصُمثية‪ُ،‬منهاُق ُولهُتعاىل‪﴿ُ:‬يَاَّأَيُّ َهاَّالذ َ‬
‫َّخبِ ٌيرَّبِ َماَّتَ ْع َملُو ََّن﴾[احلشر‪ُ،]18:‬فأنتُ‬
‫َّوات ُقواَّاللهََّإِنَّاللهَ َ‬ ‫آمنُواَّات ُقواَّاللهََّولْتَ ْنظُرَّنَ ْفسَّماَّقَدم ْ ِ ٍ‬
‫تَّلغَد َ‬ ‫َ ْ ٌ َ َ‬ ‫َ‬
‫أيهاُاإلنسانُماذاُقدمتُلنفسكُليومُالُميكنُأنُترجعُعنهُوالُينفعكُفيهُغيُماُقدمت‪ُ .‬‬

‫قالُالرازي‪ُ ُ:‬‬

‫إذاُك ا ا ا ااانُي ذي ا ا ا ااكُح ا ا ا اارُُاملص ا ا ا اايف ُ ُ وي ا ا ا ا ا ااب ُُاخلري ا ا ا ا ا اافُوب ا ا ا ا ا ااردُالش ا ا ا ا ا ا اتا ُ‬
‫اانُالربي ا ا ا ا ااع ُ ُ ُ فأخ ا ا ا ااذكُللعل ا ا ا اامُق ا ا ا االُ ُما ا ا ا ا (‪ُ )1‬‬ ‫ُ ويلهي ا ا ا ا ااكُحس ا ا ا ا اانُُزم ا ا ا ا ا هُ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ُلذلك ُأقسم ُاللُ ُبالزمان ُيف ُغي ُآية‪ُ ،‬ليبني ُلنا ُأمهيتُه‪ُ ،‬واخلسارة ُكل ُاخلسارة ُبضياعه‪ُ ،‬قال ُتعاىل‪ُ:‬‬
‫ِ ِ‬ ‫َّخس ٍر َّ(‪َّ )2‬إَِّل َّال ِذين َّآمنُوا ِ‬ ‫ِ‬
‫اص ْوا َّبِال َ‬
‫ْحقَِّّ‬ ‫َّوتَ َو َ‬ ‫َّو َعملُوا َّالصال َحات َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫سا َن َّلَفي ُ ْ‬ ‫ص ِر َّ(‪َّ )1‬إِن ِْ‬
‫َّاْلنْ َ‬ ‫{ َوال َْع ْ‬

‫(‪ُ)1‬مقايي ُاللغةُالبنُفارسُ(‪ُ .)9ُ/1‬‬

‫‪1‬‬
 ‫حفظ العمر واغتنام الوقات‬

‫اص ْواَّبِالص ْب َِّر}ُ[العصر‪ُ،]3ُ -ُ 1ُ:‬ومناكُالكثيُمنُاآلياتُاليتُيقسمُاللُهباُبالوقت‪ُ ،‬فعليكمُأيهاُ‬

‫َوتَ َو َ‬
‫الكرام ُأن ُتغتنموا ُأوقاتكم‪ُ ،‬وأن ُتسارعوا ُإىل ُاألعمال ُالصاحلة ُوجتتنبوا ُامللذات ُوتكركوا ُالشهوات‪ُ ،‬وأنُ‬
‫تسارعواُإىلُكلُماُحيبهُاللُويرضاهُلكم؛ُفكمُمنُإنسانُأفىنُعمرهُوحياتهُيفُاألمورُالتافهاتُوخلفُ‬
‫الشاشاتُوعلىُاألرصفةُوالطرقات‪ُ،‬فماُجىنُإالُاحلسرات‪ُ .‬‬

‫ٍ‬
‫َّلَّتزولَّقدماَّعبد َّيومَّالقيامةَّحتىَّيسألَّعنَّأربع‪َّ:‬عنَّعمرهَّفيمَّأفناه‪َّ،‬‬ ‫ُوقدُجاءُيفُاحلديث‪«ُ :‬‬
‫وعن َّشبابه َّفيم َّأباله‪َّ ،‬وعن َّماله َّمن َّأين َّاكتسبه َّوفيم َّأنفقه‪َّ ،‬وعن َّعلمه َّماذا َّعمل َّفيه»(‪ُ ،)2‬نعمُ‬
‫حلظةُمرتُولُنستخدمهاُعلىُالوجهُاملرضيُعندُالل‪ُ،‬فهذهُالنعمُالعظيمةُاليتُأكرمناُاللُ‬
‫ُ‬ ‫سنُسألُعنُكلُُ‬
‫اُعسيا‪ُ .‬‬
‫هباُالبدُُأنُتظهرُآثارماُالطيبةُعلينا‪ُ،‬وإالُفسوفُحناس بُعليهاُحسابُ ُ‬

‫وقدُحثناُالنبُ ُ‪ُ ۴‬علىُاغتنامُاألوقاتُوحتنيُالفرصُيفُطاعةُاللُونفعُالعبادُوإصالحُ‬

‫َّقبلَّ‬
‫سقمك‪َّ ،‬وغناك ََّ‬ ‫َّقبل َّ َِّ‬
‫َّوصحتَك ََّ‬‫َّ‬ ‫هرمك‪،‬‬ ‫َّقبل َّ َِّ‬
‫َّشبابَك ََّ‬ ‫َّخمس‪َّ :‬‬ ‫ٍَّ‬ ‫البالد‪ُ ،‬فقال‪«ُ :‬اغتنم َّخمسَّا َّقبل‬
‫موتِك»(‪ُ،)3‬إنُهُحديثُمباركُونصيحةُمجيلة‪ُ،‬تأملُياُعبدُ‬ ‫كَّقبل َّ َّ‬
‫ََّ‬ ‫شغلِك‪َّ،‬وحياَّتَ‬ ‫كَّقبل َّ َّ‬
‫ََّ‬ ‫فقَِّرك‪َّ،‬وفرا َّغَ‬
‫الل‪ُ،‬فهلُالعبادةُيفُالشبابُوالقوةُكالعبادةُيفُالكربُوالشيخوخة ُأمُملُالطاعةُيفُاملرضُكالطاعةُيفُ‬
‫الصحة ُوالعافية ُونشاط ُالبدن ُوالنف ُُوأمم ُشيء ُاستغالل ُاحلياة ُقبل ُاملوت ُواالنقطاع‪ُ ،‬قال ُتعاىل‪ُ:‬‬
‫ت َّلِ َحيَاتِيَّ‬
‫ول َّيَالَْيتَنِي َّقَد ْم ُ‬ ‫َّوأَنى َّلَهُ ِّ‬
‫َّالذ ْك َرى َّ(‪ُ )23‬يَ ُق ُ‬ ‫سا ُن َ‬ ‫يء َّيَ ْوَمئِ ٍذ َّبِ َج َهن َم َّيَ ْوََّمئِ ٍذ َّيَتَ َذك ُر ِْ‬
‫َّاْلنْ َ‬
‫ِ‬
‫{وُج َ‬
‫ِ‬ ‫ٍِ‬
‫َح ٌَّد}ُ[الفجر‪ُ،]26ُ -ُ 23ُ:‬وقالُرسولُ‬ ‫َّوثَاقَهُ َّأ َ‬ ‫)َّوََّل َّيُوث ُق َ‬
‫َح ٌد َّ(‪َ 25‬‬ ‫َّع َذابَهُ َّأ َ‬
‫ب َ‬ ‫(‪َّ)24‬فَ يَ ْوَمئذ َََّّل َّيُ َع ِّذ ُ‬
‫غُ»(‪ُ،)4‬قالُابنُاجلوزي ُ¬‪"ُ:‬قدُيكونُ‬ ‫َّوالْ َف َرا َّ‬
‫َّالصحةُ َ‬
‫اس ِّ‬ ‫َّم ْغبُو ٌن َّفِي ِه َماََّّ َكثِ ٌير َِّم ْن َّالن ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫الل ُ‘‪«ُ:‬ن ْع َمتَان َ‬
‫اإلنسانُصحيحُا ُوالُيكونُمتفرغُا ُلشغلهُباملعاش‪ُ،‬وقدُيكونُمستغنيُا‪ُ،‬والُيكونُصحيحُا‪ُ،‬فإذاُاجتمعاُ‬
‫عليه‪ُ،‬وغل بُعليهُالكسلُعنُالطاعةُفهوُاملغبون‪ُ،‬ومتامُذلكُأنُالدنياُمزرعةُاآلخرة‪ُ،‬وفيها ُالتجارةُاليتُ‬

‫(‪ُ)2‬أخرجهُالكرمذيُيفُسننهُ(‪ُ)612ُ/4‬برقمُ‪ُ .2416‬‬
‫(‪ُ)3‬أخرجهُيفُاملستدركُ(‪ُ)341ُ/4‬برقمُ‪ُ .7846‬‬
‫(‪ُ)4‬أخرجهُالبخاريُ(‪ُ)2357ُ/5‬برقمُ‪ُ .6049‬‬

‫‪2‬‬
 ‫حفظ العمر واغتنام الوقات‬

‫يظهرُرحبهاُيفُاآلخرة‪ُ،‬فمنُاستعملُالصحةُوالفراغُيفُطاعةُالل‪ُ،‬فهوُاملغبوط‪ُ،‬ومنُاستعملهاُيفُمعصيةُ‬
‫اللُفهوُاملغبون‪ُ،‬ألنُالفراغُيعقبهُالشغل‪ُ،‬والصحةُيعقبهاُالسقم"(‪ُ .)5‬‬

‫وقدُأمرناُالنبُ‘ ُباملبادرةُإىلُاألعمالُالصاحلةُواغتنامُالعمرُقبلُحلولُالفنتُأوُامللهياتُعنُاخلي‪ُ،‬‬
‫ا‪َّ:‬هلَّتنتظرونَّإَّلَّفقراَّمنسيَّا‪َّ،‬أوَّغنَّىَّمطغيَّا‪َّ،‬أوَّمرضَّاَّمفسدَّا‪َّ،‬أوَّهرمَّاَّ‬
‫َّ‬ ‫َِّ‬
‫رواَّباألعمالَّسبعَّ‬ ‫فقال‪َِّ «ُ:‬‬
‫باد‬
‫اعةَّأدهىَّوأمر»(‪ُ ،)6‬قالُعبدُ‬
‫َُّّ‬ ‫فشر َّ ٍَّ‬
‫غائب ََّّيُنت َّظَر‪َّ،‬أوَّالسَّاعةَّفالسَّ‬ ‫ا‪َّ،‬أوَّالدجال َّ َُّّ‬
‫َُّ‬ ‫اَّمجهز‬
‫َّ‬ ‫مفندَّا‪َّ،‬أوَّموتَّ‬
‫الل‪"ُ:‬إينُألبغضُالرجلُفارغُاُلي ُيفُشيءُمنُعملُالدنيا‪ُ،‬والُمنُعملُاآلخرة"‪ُ ،‬وقالُابنُعباس‪ُ:‬‬
‫"تزوجُالتواينُبالكسل‪ُ،‬فولدُبينهماُالفقر"(‪ُ .)7‬‬

‫وكانُعونُبنُعبدُاللُيقول‪"ُ:‬ماُأنزلُاملوتُكنهُمنزلتهُمنُعدُغدُاُمنُأجله‪ُ،‬وكمُمستقبلُيوماُالُ‬
‫يستكمله‪ُ ،‬وكم ُم مل ُلغد ُال ُيدركه‪ُ ،‬لو ُرأيتم ُاألجل ُومسيه‪ُ ،‬ألبغضتم ُاألمل ُوغروره"‪ُ ،‬وقالت ُرابعةُ‬
‫لسفيان‪"ُ:‬إمناُأنتُأيامُمعدودة‪ُ،‬فإذاُذم بُيومكُذم بُبعضك‪ُ،‬ويوشكُإذاُذم بُالبعضُأنُيذم بُ‬
‫الكل‪ُ،‬وأنتُم ُتعلمُفاعمل"(‪ُ .)8‬‬

‫ولعلُي ُأورد ُبعضُا ُمن ُقصص ُالسلف ُالعجيبة ُاليت ُتزيدنا ُمهة ُيف ُحفظ ُاألوقات ُواغتنام ُالدقائقُ‬
‫والساعات‪ُ،‬ماُذكرهُابن ُاجلوزيُ¬ ُفقال‪"ُ:‬عنُاحلسنُقال‪ُ:‬كانُعامرُبنُعبدُقي ُإذا ُصلىُالصبحُ‬
‫تنحىُيفُناحيةُاملسجد‪ُ،‬فقال‪ُ:‬منُأقرئه ُفيأتيهُقوم‪ُ،‬فيقرئهم‪ُ،‬ح ُإذاُطلعتُالشم ‪ُ،‬وأمكنتُالصالةُ‬
‫قامُيصليُإىلُأنُينتصفُالنهار‪ُ،‬مثُيرجعُإىلُمنزلهُفيقيل‪ُ،‬مثُيرجعُإىلُاملسجدُإذاُزالتُالشم ‪ُ،‬فيصليُ‬
‫ح ُيصليُالعصر‪ُ،‬فإذاُصلىُالعصرُتنحىُإىلُناحيةُاملسجد‪ُ،‬مثُقال‪ُ:‬منُأقرئه ُفيأتيهُقومُفيقرئهم‪ُ،‬ح ُ‬
‫إذا ُغربت ُالشم ُصلى ُاملغرب‪ُ ،‬مث ُيصلي ُح ُيصلي ُالعشاء‪ُ ،‬مث ُيرجع ُإىل ُمنزله ُفيتناول ُأحد ُرغيفيهُ‬

‫(‪)5‬كشفُاملشكلُمنُحديثُالصحيحنيُ(ص‪ُ،)577ُ:‬فتحُالباريُ(‪ُ .)230ُ/11‬‬
‫(‪ُ)6‬أخرجهُالكرمذيُ(‪ُ)552ُ/4‬برقمُ‪ُ .2306‬‬
‫(‪ُ)7‬حفظُالعمرُالبنُاجلوزيُ(ص‪ُ .)35ُ:‬‬
‫(‪ُ)8‬املصدرُالسابقُ(ص‪ُ .)36ُ:‬‬

‫‪3‬‬
 ‫حفظ العمر واغتنام الوقات‬

‫فيأكله‪ُ،‬مثُيهجعُمجعةُخفيفة‪ُ،‬مثُيقوم‪ُ،‬فإذاُأسحرُتناولُرغيفهُاآلخر‪ُ،‬فيأكله‪ُ،‬مثُيشربُعليهُشربةُمنُ‬
‫ماء‪ُ،‬مثُخيرجُإىلُاملسجد"(‪ُ .)9‬‬

‫وكانتُمعاذةُالعدويةُإذاُجاءُالنهارُقالت‪"ُ:‬مذاُيوميُالذيُأموتُفيه"‪ُ،‬فماُتنامُح ُمتسي‪ُ،‬فإذاُ‬
‫جاءُالليلُقالت‪ُ:‬مذهُليليتُاليتُأموتُفيها‪ُ،‬فالُتنامُح ُتصبح‪ُ،‬وإذاُجاءُالربدُلبستُالثيابُالرقاقُح ُ‬
‫مينعهاُالربدُمنُالنوم"(‪ُ .)10‬‬

‫وقالت ُداية ُلداود ُالطائي‪"ُ :‬أما ُتشتهي ُاخلبز ُفقال‪ُ :‬بني ُمضغ ُاخلبز ُوشرب ُالفتيت ُقراءة ُمخسنيُ‬
‫آية"(‪ُ ُ.)11‬‬

‫أسبابَّتضييعَّالعمر؟َّ َّ‬

‫مناكُعدةُأمورُتكونُسببُاُيفُتأخيُالفرصُوعدمُاغتنامها‪ُ،‬وقدُذكرماُابنُاجلوزيُ¬ُفقال‪"ُ:‬منهاُ‬
‫منُعلمُأنُالعمرُبضاعةُيسيةُيسافرُهباُإىلُالبقاءُالدائمُيفُاجلنةُلُيضيعه‪ُ،‬فأماُمنُقلُعلمهُوضعفُ‬
‫إميانهُباجلزاء‪ُ،‬وخستُمهته‪ُ،‬فإنهُي ثرُالراحةُبالبطالة‪ُ،‬ويقنعهُماُيرجوُالنجاةُبهُمنُالتوحيدُوالُينظرُيفُ‬
‫فوتُالدرجات‪ُ.‬ومنهاُطولُاألمل‪ُ،‬فاإلنسانُيعدُنفسهُبأنُسيعمل‪ُ،‬وقدُرويناُعنُعليُبنُأيبُطال بُأنهُ‬
‫قال‪"ُ:‬طولُاألملُينسيُاآلخرة"(‪ُ .)12‬‬

‫ودخل ُبعض ُالعلماء ُمقربة‪ُ ،‬فقال‪"ُ :‬ال ُإله ُإال ُالل‪ُ ،‬ما ُفيهم ُأحد ُإال ُوله ُحوائج ُما ُقضاما‪ُ ،‬يقول‪ُ:‬‬
‫سأفعل"‪ُ .‬ومنها‪ُ :‬تعجيل ُالراحة‪ُ ،‬ولو ُكان ُالذمن ُقويا ُلعلم ُأن ُالراحة ُالبطالة ُتذم ب‪ُ ،‬وفعاهلا ُخسرانُ‬

‫(‪ُ)9‬حفظُالعمرُالبنُاجلوزيُ(ص‪ُ،)39ُ:‬وميُيفُالزمدُألمحدُبنُحنبلُ(ص‪ُ)182ُ:‬برقمُ‪ُ .1244‬‬
‫(‪ُ)10‬الزمدُهلنادُبنُالسريُ(‪ُ،)291ُ/1‬حفظُالعمرُالبنُاجلوزيُ(ص‪ُ .)42ُ:‬‬
‫(‪ُ)11‬الزمدُالكبيُللبيهقيُ(ص‪ُ،)199ُ:‬حفظُالعمرُالبنُاجلوزيُ(ص‪ُ .)46ُ:‬‬
‫(‪ُ)12‬حفظُالعمرُالبنُاجلوزيُ(ص‪ُ .)57ُ:‬‬

‫‪4‬‬
 ‫حفظ العمر واغتنام الوقات‬

‫املناق ب‪ُ ،‬وأنت ُترى ُالغافلني ُيف ُساعات ُالبطالة ُعن ُأشغال ُالدنيا‪ُ ،‬منهم ُمن ُيسعى ُيف ُهلو ُي ذي ُدينهُ‬
‫ويلع بُبالشطرنج‪ُ،‬ومنهمُمنُيتحدثُحديثاُالُخيلوُمنُإمث"(‪ُ .)13‬‬

‫وينبغي ُلإلنسان ُأن ُيعلم ُأن ُأعز ُاألشياء ُشيئان‪ُ :‬قلبه ُووقته‪ُ ،‬فإذا ُأمهل ُوقته ُوضيع ُقلبه ُذمبت ُمنهُ‬
‫الفوائد‪ُ ُ.‬‬

‫أعينا ااايُما ااالُتبكيا ااانُعلا ااىُعما ااري ُ ُ ن ا ا اااثرُعم ا ا ااريُم ا ا اانُي ا ا ااديُوالُأدري ُ‬
‫ُ إذاُكن ااتُق اادُج اااوزتُس ااتنيُحج ااة ُ ُ ُ ولُأتأماا بُللمماااتُفماااُعااذري(‪ُ )14‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫وقالُبعضُاحلكماء‪"ُ:‬كيفُيفرحُبالدنياُمنُيومهُيهدمُشهره‪ُ،‬وشهرهُيهدمُسنته‪ُ،‬وسنتهُهتدمُعمره ُُ‬
‫كيفُيفرحُبالدنياُمنُيقودهُعمرهُإىلُأجله‪ُ،‬وتقودهُحياتهُإىلُموته "(‪.)15‬‬

‫نسألُاللُتباركُوتعاىلُأنُينفعناُمباُعمعناُإنهُعميعُجمي ب‪ُ .‬‬

‫باركُاللُ ُولكمُيفُالقرآنُالعظيمُونفعينُوإياكمُمباُفيهُمنُاآلياتُوالذكرُاحلكيم‪ُ،‬أقولُماُتسمعونُ‬
‫ُوأستغفرُاللُ ُولكم‪ُ،‬فاستغفروهُإنهُموُالغفورُالرحيم‪ُ ُ.‬‬

‫ُ‬

‫كتبه‪:‬‬

‫زيد القرشي‬
‫أبو ٍ‬

‫‪‬‬
‫(‪ُ)13‬املصدرُالسابقُ(ص‪ُ .)59ُ:‬‬
‫(‪ُ)14‬قائلُاألبياتُأبوُعب هدُالل ههُاحلنظلهيُ‪ُ،‬حفظُالعمرُالبنُاجلوزيُ(ص‪ُ .)65ُ:‬‬
‫(‪ُ)15‬لطائفُاملعارفُالبنُرج بُ(ص‪ُ .)304ُ:‬‬

‫‪5‬‬