You are on page 1of 8

‫╮¸‪ •.‬مؤسسة البتار اإلعالمية •‪╭¸.

‬‬

‫۩ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ۩‬
‫تُقدّمــــــــ ‪:‬‬

‫|| حكم قتل الرهبان والقسيسين ||‬


‫مرتمجة من جملة رومية ابللغة األملانية الصادة عن مركز احلياة لإلعالم‬

‫ــــــــــــــــــــ۩ـــــــــــــــــــ‬
‫بسم هللا الرمحن الرحيم‬

‫"حكم قتل الرهبان والقسيسني"‬

‫بسم هللا الرمحن الرحيم‬

‫احلمد هلل ُمعِ ِز َمن أطاعه‪ ،‬ومذل من عصاه‪ ،‬والصالة والسالم على من بعث بني يدي الساعة ابلسيف املسلط‬
‫على رقاب الطغاة‪.‬‬

‫أما بعد؛‬

‫فمما هو معلوم من الدين ابلضرورة أن هللا سبحانه قد أوجب على عباده جهاد الكافرين وقتلهم وقتاهلم أينما‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وه ْم‬
‫ص ُر ُ‬
‫اح ُ‬
‫وه ْم َو ْ‬
‫وه ْم َو ُخ ُذ ُ‬
‫ث َو َج ْدُتُُ ُ‬ ‫سلَ َخ ْاألَ ْش ُه ُر ا ْحلُُرُم فَاقْتُ لُوا ال ُْم ْش ِرك َ‬
‫ني َح ْي ُ‬ ‫وجدوا؛ فقال جل وعال‪{ :‬فَإ َذا انْ َ‬
‫اَّللَ غَ ُفور َرِحيم}‪.‬‬
‫الزَكاةَ فَ َخلُّوا َسبِيلَ ُه ْم إِ َّن َّ‬
‫الص َالةَ َوآتَ ُوا َّ‬‫ص ٍد فَِإ ْن ََتبُوا َوأَقَ ُاموا َّ‬ ‫َواقْعُ ُدوا ََلُ ْم ُك َّل َم ْر َ‬
‫ول َِّ‬ ‫َّاس َح ََّّت يَ ْش َه ُدوا أَ ْن الَ إِلَهَ إَِّال َّ‬
‫اَّللُ‪َ ،‬وأ َّ‬ ‫ِ‬ ‫وقال صلى هللا عليه وسلم‪« :‬أ ُِم ْر ُ‬
‫اَّلل‪،‬‬ ‫َن ُُمَ َّمدا َر ُس ُ‬ ‫ت أَ ْن أُقَات َل الن َ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫الزَكا َة‪ ،‬فَِإ َذا فَ َعلُوا َذلِ َ‬
‫الصالَ َة‪َ ،‬ويُ ْؤتُوا َّ‬ ‫ِ‬
‫اء ُه ْم َوأ َْم َوا ََلُ ْم إ َّال بَ ِِق ا ِإل ْسالَم‪َ ،‬وح َ‬
‫س ُاُبُ ْم‬ ‫ص ُموا م ِِّن د َم َ‬
‫ك َع َ‬ ‫يموا َّ‬
‫َويُق ُ‬
‫علَى َِّ‬
‫اَّلل»‪.‬‬ ‫َ‬

‫قال الشوكاين رمحه هللا‪" :‬أما غزو الكفار ومناجزة أهل الكفر ومحلهم على اإلسالم أو تسليم اجلزية أو القتل‬
‫فهو معلوم من الضرورة الدينية وألجله بعث هللا رسله وأنزل كتبه ومازال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم منذ‬
‫بعثه هللا سبحانه إىل أن قبضه إليه جاعال َلذا األمر من أعظم مقاصده ومن أهم شئونه وأدلة الكتاب والسنة‬
‫يف هذا ال يتسع َلا املقام وال لبعضها وما ورد يف موادعتهم أو يف تركهم إذا تركوا املقاتلة فذلك منسوخ‬
‫ابتفاق املسلمني مبا ورد من إجياب املقاتلة َلم على كل حال مع ظهور القدرة عليهم والتمكن من حرُبم‬
‫وقصدهم إىل دايرهم" [السيل اجلرار ‪.]519/4‬‬
‫قلت‪ :‬هذا إن مل يبدؤوان بقتال‪ ،‬فكيف إذا صالوا على دايران وقصفوها وقتلوا الرجال والنساء واألطفال ُبا‪،‬‬
‫يرومون منع إقامة حكم هللا يف أرضه؟‬
‫وقد جعل هللا األصل يف دمائهم احللة‪ ،‬سواء حاربوا أم مل حياربوا‪ ،‬كما قال الشوكاين‪" :‬فاملشرك سواء حارب‬
‫أو مل حيارب‪ :‬مباح الدم ما دام مشركا" [السيل اجلرار ‪.]369/4‬‬
‫فاتفق الفقهاء واألئمة كافة على جواز قصد كل كافر حريب ابلقتل‪ ،‬سواء قاتل أو مل يقاتل‪ ،‬كما اتفقوا كذلك على‬
‫عدم جواز تقصد نساء وأطفال الكفار احملاربني ابلقتل‪ ،‬لورود النصوص الصحيحة الصرحية يف ذلك‪ ،‬إال أهنم‬
‫اختلفوا حول جواز تقصد بعض األصناف األخرى من الكفرة احملاربني ابلقتل‪ ،‬ومن أولكك الذين اختلفوا فيهم‪:‬‬
‫الرهبان املنقطعني عن الناس‪.‬‬
‫قال النووي‪" :‬وأما شيوخ الكفار فإن كان فيهم رأي قتلوا واال ففيهم ويف الرهبان خالف قال مالك وأبو‬
‫حنيفة ال يقتلون واألصح يف مذهب الشافعي قتلهم"‪[ .‬شرح مسلم ‪.]48/12‬‬

‫ِ‬
‫وذهب ابن حزم كذلك إىل حلة تقصدهم ابلقتل فقال‪َ " :‬م ْسأَلَة َو َجائِز قَ ْت ُل كل من َع َدا من ذَ َك ْرَان من ال ُْم ْش ِرك َ‬
‫ني‬
‫سي ٍ‬ ‫يف أو َشي ٍخ َكبِ ٍري كان َذا رأْ ٍي أو مل ي ُكن أو فَ َّال ٍح أو أ ٍ ِ ِ‬ ‫َج ٍري وهو ال َْع ِس ُ‬ ‫من م َقاتِ ٍل أو ََت ِج ٍر أو أ ِ‬
‫ُس ُقف أو ق ِ‬ ‫ْ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫ث‬‫ني َح ْي ُ‬ ‫ِ‬ ‫استِْب َقا ُؤ ُه ْم أَيْضا قال َّ‬
‫اَّللُ تَ َع َاىل‪{ :‬فَاقْتُ لُوا ال ُْم ْش ِرك َ‬ ‫َحدا‪َ ،‬و َجائِز ْ‬ ‫اش أ َ‬‫ب أو أَ ْع َمى أو ُم ْق َع ٍد الَ ُُتَ ِ‬ ‫أو َر ِاه ٍ‬
‫الزَكا َة فَ َخلُّوا‬ ‫ص ٍد فَِإ ْن ََتبُوا َوأَقَ ُاموا َّ‬
‫الصالَ َة َوآتَ ْوا َّ‬ ‫وه ْم َواقْعُ ُدوا َلم ُك َّل َم ْر َ‬
‫ص ُر ُ‬
‫اح ُ‬‫وه ْم َو ْ‬ ‫وه ْم َو ُخ ُذ ُ‬
‫َو َج ْدُتُُ ُ‬
‫سلِ َم" [احمللى ‪.]297/7‬‬ ‫ٍ‬
‫َسبيلَ ُه ْم}‪ ،‬فَ َع َّم عز وجل ُك َّل ُم ْش ِرك ِابلْ َق ْت ِل إِالَّ أَ ْن يُ ْ‬
‫ِ‬

‫لكن القائلون بعدم جواز قصد الرهبان ابلقتل‪ ،‬قيَّدوا ذلك أبن يكونوا منعزلني متاماً عن أقوامهم الكفار‪ ،‬فإن‬
‫خالطوهم ولو يف كنائسهم قُتلوا‪ ،‬وذلك ملا روي عن حيىي بن سعيد أن أاب بكر الصديق رضي هللا عنه بعث‬
‫جيوشا إىل الشام‪ ،‬فخرج ميشي مع يزيد بن أيب سفيان‪ ،‬وكان أمري ربع من تلك األرابع‪ ،‬فزعموا أن يزيد قال‬
‫أليب بكر الصديق رضي هللا عنه إما أن تركب وإما أن أنزل‪ ،‬فقال له أبو بكر رضي هللا عنه‪ :‬ما أنت بنازل‬
‫وال أان براكب‪ ،‬إين أحتسب خطاي هذه يف سبيل هللا‪ ،‬قال‪" :‬إنك ستجد قوما زعموا أهنم حبسوا أنفسهم هلل‬
‫فذرهم وما زعموا أهنم حبسوا أنفسهم له‪ ،‬وستجد قوما فحصوا عن أوساط رؤوسهم من الشعر فاضرب ما‬
‫[أخرجه مالك والبيهقي وابن عبد الرب]‪.‬‬ ‫فحصوا عنه ابلسيف"‬
‫قال ابن عبد الرب‪" :‬قال أبو عمر روى هذا احلديث سفيان بن عيينة عن حيىي بن سعيد كما رواه مالك فلما‬
‫انتهى إىل قوله‪" :‬فدعهم وما حبسوا أنفسهم له"‪ :‬قال سفيان‪ :‬يعّن الرهبان‪ ،‬قال‪" :‬وستجد قوما قد فحصوا‬
‫عن أوساط رؤوسهم وجعلوا حوَلا أمثال العصائب فاضرب ما فحصوا من أوساط رؤوسهم ابلسيف"‪ ،‬قال‬
‫سفيان‪ :‬يعّن القسيسني"‪[ .‬االستذكار ‪.]28/5‬‬

‫وقال ابن العريب‪[ :‬الثالثة‪ :‬الرهبان‪ ،‬قال علماؤان ال يقتلون وال يسرتقون بل يرتك َلم ما يعيشون به من‬
‫أمواَلم‪ ،‬وهذا إذا انفردوا عن أهل الكفر لقول أيب بكر رضي هللا عنه ليزيد بن أيب سفيان‪" :‬وستجد أقواما‬
‫قتلوا" [أحكام القرآن‬ ‫حبسوا أنفسهم فذرهم وما حبسوا أنفسهم له"‪ ،‬فإن كانوا مع الكفار يف الكنائ‬
‫‪.]149/1‬‬
‫اَّللَ َال ُِحي ُّ‬
‫ب‬ ‫ين يُ َقاتِلُونَ ُك ْم َوَال تَ ْعتَ ُدوا إِ َّن َّ‬ ‫يل َِّ َّ ِ‬
‫وقال القرطيب عند تفسريه لقوله تعاىل‪َ { :‬وقَاتِلُوا ِيف َسبِ ِ‬
‫اَّلل الذ َ‬
‫ين}‪" :‬الثالثة‪ :‬الرهبان‪ ،‬ال يقتلون وال يسرتقون بل يرتك َلم ما يعيشون به من أمواَلم‪ ،‬وهذا إذا‬ ‫ِ‬
‫ال ُْم ْعتَد َ‬
‫انفردوا عن أهل الكفر لقول أيب بكر ليزيد‪" :‬وستجد أقواما زعموا أهنم حبسوا أنفسهم هلل فذرهم وما زعموا‬
‫قتلوا" [تفسري القرطيب ‪.]347/2‬‬ ‫أهنم حبسوا أنفسهم له‪ ،‬فإن كانوا مع الكفار يف الكنائ‬

‫الذين ال خيالطون‬ ‫وقال ابن اهلمام احلنفي‪" :‬ويف السري الكبري ال يقتل الراهب يف صومعته‪ ،‬وال أهل الكنائ‬
‫وإن مل يقاتل" [شرح فتح القدير‬ ‫الناس‪ ،‬فإن خالطوا قتلوا كالقسيسني‪ ،‬والذي جين ويفيق يقتل يف حال إفاقته‪،‬‬
‫‪.]454/5‬‬

‫فَِإ َّهنُم يُقتَ لُو َن" [حاشية الدسوقي ‪.]176/2‬‬ ‫وقال الدسوقي املالكي‪َ " :‬وأ ََّما ُرهبَا ُن ال َكنَائِ ِ املُ َخالِطُو َن َلم‬
‫والبن عرفة املالكي هنا عبارة هامة حيث قال‪َّ " :‬إَّنَا هنى عن قَ ْتلِ ِه ْم ِال ْعتِ َزاَلِِ ْم أ َْه َل ِدينِ ِه ْم َوتَبَاعُ ِد ِه ْم عن ُُمَ َاربَِة‬
‫ش َّدةِ ُك ْف ِرِه ْم" [املصدر السابق]‪.‬‬ ‫اَّلل من غَ ِْريِهم لِ ِ‬ ‫ض ِل تَرُّهبِ ِهم بل هم أَب ع ُد من َِّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ْ‬ ‫ني َال ل َف ْ َ ْ َ ْ ُ ْ ْ َ‬ ‫ال ُْم ْسل ِم َ‬

‫أما شيخ اإلسالم ابن تيمية رمحه هللا‪ ،‬فله ُتقيق رائع يف املسألة حيث قال‪:‬‬
‫يث ال َْمأْوُوِر َع ْن َخلِي َف ِة‬‫ع الْعُلَماء ِيف قَ ْتلِ ِهم وأَ ْخ ِذ ا ْجلِْزي ِة ِم ْن ُهم‪ُ :‬هم الْم ْذ ُكورو َن ِيف ا ْحل ِد ِ‬ ‫َّ ِ‬
‫َ‬ ‫ْ ْ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫ين تَنَ َاز َ َ ُ‬ ‫الر ْهبَا ُن الذ َ‬
‫" ُّ‬
‫صيَّتِ ِه لِيَ ِزي َد بْ ِن أَِيب ُس ْفيَا َن ل ََّما‬
‫ال ِيف و ِ‬ ‫الص ِِد ِيق ر ِ‬
‫ِ‬ ‫اَّلل صلَّى َّ ِ‬ ‫رس ِ ِ‬
‫اَّللُ َع ْنهُ أَنَّهُ قَ َ َ‬
‫ض َي َّ‬ ‫اَّللُ َعلَْيه َو َسلَّ َم أَِيب بَ ْك ٍر ِ َ‬ ‫ول َّ َ‬ ‫َُ‬
‫وه ْم‬ ‫صيَّتِ ِه‪" :‬وست ِج ُدو َن أَقْواما قَ ْد حبسوا أَنْ ُفسهم ِيف َّ ِ‬ ‫ال لَهُ ِيف و ِ‬ ‫بَ َعثَهُ أ َِمريا َعلَى فَ ْت ِح َّ‬
‫الش ِام فَ َق َ‬
‫الص َوام ِع فَ َذ ُر ُ‬ ‫َُْ‬ ‫ََ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ََ‬ ‫َ‬
‫لس ْي ِ‬‫صوا َع ْنهُ ِاب َّ‬ ‫وس ِه ْم فَا ْ‬ ‫ِ‬
‫اط رء ِ‬ ‫ِ‬
‫ف‪،‬‬ ‫ض ِربُوا َما فَ َح ُ‬ ‫صوا َع ْن أ َْو َس ُ ُ‬ ‫س ُه ْم لَهُ‪َ ،‬و َستَج ُدو َن أَق َْواما قَ ْد فَ َح ُ‬
‫سوا أَنْ ُف َ‬
‫َوَما َحبَ ُ‬
‫ول‪{ :‬فَ َقاتِلُوا أَئِ َّمةَ الْ ُك ْف ِر َّإهنُ ْم َال أ َْميَا َن ََلُ ْم ل ََعلَّ ُه ْم يَ ْن تَ ُهو َن}‪َ .‬وإِ ََّّنَا َهنَى َع ْن قَ ْت ِل َه ُؤَال ِء ِأل ََّهنُ ْم‬ ‫َن َّ‬
‫اَّللَ يَ ُق ُ‬ ‫ك ِِب َّ‬‫َوذَلِ َ‬
‫َح ُد ُه ْم َحبِيسا َال يُ َعا ِونُو َن أَ ْه َل ِدينِ ِه ْم َعلَى أ َْم ٍر فِ ِيه‬ ‫َّاس َُمْبوسو َن ِيف َّ ِ‬ ‫ِ‬
‫س َّمى أ َ‬‫الص َوام ِع يُ َ‬ ‫قَ ْوم ُم ْن َقطعُو َن َع ْن الن ِ ُ ُ‬
‫ع الْعُلَ َماءُ‬ ‫َح ُد ُه ْم بَِق ْد ِر َما يَتَ بَ لَّ ُُ بِ ِه‪ .‬فَ تَ نَ َاز َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اه ْم‪َ ،‬ولَك ْن يَ ْكتَفي أ َ‬ ‫َصال َوَال ُخيَالِطُ َ‬
‫وهنُ ْم ِيف ُدنْ يَ ُ‬ ‫ني أ ْ‬
‫ِ‬
‫ض َرر َعلَى ال ُْم ْسل ِم َ‬ ‫َ‬
‫الشي ِخ الْ َكبِ ِري وََْن ِوهِ‬ ‫ض ُّر الْمسلِ ِمني َال بِي ِدهِ وَال لِسانِِه‪َ ،‬ك ْاألَ ْعمى و َّ ِ‬ ‫ِيف قَ ْتلِ ِهم َكت ن ُ ِ‬
‫َ‬ ‫الزم ِن َو َّ ْ‬ ‫َ َ‬ ‫ازع ِه ْم ِيف قَ ْت ِل َم ْن َال يَ ُ ُ ْ َ َ َ َ‬ ‫ْ ََ‬
‫ال ِيف ا ْجلُ ْملَ ِة َوإَِّال َكا َن‬ ‫ني ََلُم َعلَى ال ِْقتَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َكالنِِس ِاء و ِ ِ‬
‫ور يَ ُقولُو َن‪َ :‬ال يُ ْقتَ ُل َّإال َم ْن َكا َن م ْن ال ُْم َعا ِون َ ْ‬ ‫الص ْب يَان‪ .‬فَا ْجلُ ْم ُه ُ‬ ‫َ َ ِ‬
‫الص ْب يَا َن ِأل ََّهنُ ْم‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ول‪ :‬بل ُجمَ َّر ُد الْ ُك ْف ِر هو الْمبِ ِ‬ ‫َكالنِِس ِاء و ِ ِ ِ‬
‫اء َو ِ‬ ‫سَ‬ ‫استَ ثْ ََن النِ َ‬ ‫يح ل ْل َق ْت ِل َوإِ ََّّنَا ْ‬
‫َُ ُ ُ‬ ‫الص ْب يَان‪َ .‬وم ْن ُه ْم َم ْن يَ ُق ُ َ ْ‬ ‫َ َ ِ‬
‫سانِِه‪ِ :‬مثْ َل أَ ْن يَ ُكو َن‬ ‫ِ ِِ ِ ِ ِ ِ‬ ‫الر ِاه َّ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ب الذي يُ َعا ِو ُن أ َْه َل دينه بيَده َول َ‬ ‫َص ِل يَ ْن بَ ِّن أَ ْخ ُذ ا ْجل ْزيَة‪َ .‬وأ ََّما َّ ُ‬ ‫أ َْم َوال‪َ .‬و َعلَى َه َذا ْاأل ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ال أَو نَوٍع ِمن التَّح ِ‬
‫اق الْعُلَ َماء إ َذا قُ ِد َر َعلَْي ِه َوتُ ْؤ َخ ُذ م ْنهُ‬ ‫يض‪ :‬فَ َه َذا ي ْقتَل ِابتَِِف ِ‬
‫ُ ُ‬ ‫ض ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫لَهُ َرأْي يَ ْرِجعُو َن إل َْيه ِيف الْقتَ ِ ْ ْ ْ ْ‬
‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ف ِمبَن ُهم َك ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َّص َارى ِيف َم َعايش ِه ْم َو َُُالَطَت ِه ْم الن َ‬
‫َّاس‬ ‫سائ ِر الن َ‬ ‫ا ْجل ْزيَةُ َوإ ْن َكا َن َحبيسا ُم ْن َف ِردا ِيف ُمتَ َعبَّده‪ .‬فَ َك ْي َ ْ ْ َ‬
‫ات لِغَ ِْريِه ْم َوإِ ََّّنَا ُتََيَّ ُزوا َعلَى‬ ‫ات ا ْجل ِامع ِ‬ ‫اذ ال ِِداير ِ‬ ‫ات‪ ،‬واِِِّتَ ِ‬ ‫اع ِ‬ ‫الزر َ ِ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫َوا ْكتِس ِ‬
‫َ َ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬ ‫الصنَ َ‬
‫اعات َو ِ‬ ‫اب ْاأل َْم َوال ِابلتِ َج َارات َو ِِ َ‬ ‫َ‬
‫اس الَّ ِذي‬ ‫اح َواللَّ ْح ِم َواللِِبَ ِ‬ ‫ات َوتَ ْر ِك النِِ َك ِ‬ ‫ِ‬
‫ظ ُك ْفرُهم وَْجيعلُ ُهم أَئِ َّمة ِيف الْ ُك ْف ِر مثْل التَّعبُّ ِد ِابلنَّجاس ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫غَ ِْريه ْم ِمبَا يُغَلِ ُ َ ْ َ َ ْ‬
‫ِِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫هو ِشعار الْ ُك ْف ِر َال ِسيَّما وهم الَّ ِذ ِ‬
‫ض َالءُ‬ ‫َّف الْ ُف َ‬‫صن َ‬ ‫َّص َارى ِمبَا يُظْ ِه ُرونَهُ م ْن ا ْحليَ ِل الْبَاطلَة الَِّيِت َ‬ ‫ين الن َ‬ ‫يمو َن د َ‬ ‫ين يُق ُ‬ ‫َ َُْ َ‬ ‫َُ َ ُ‬
‫ ْ‬
‫اح فَ َق ْ‬ ‫ب ِع ْن َد ُه ْم َش ْرطُهُ تَ ْر ُك النِِ َك ِ‬ ‫ول نُ ُذوِرِهم وأَوقَافِ ِهم‪ .‬و َّ ِ‬
‫الراه ُ‬ ‫َْْ ْ َ‬
‫اس َدةِ وقَ بُ ِ‬
‫َ‬
‫ات الْ َف ِ‬‫اد ِ‬ ‫فِيها مصنَّ َف ٍ ِ‬
‫ات َوم ْن ال ِْعبَ َ‬ ‫َ ُ َ‬
‫ص ِد ُرو َن َع ْن أ َْم ِرِه ْم‬ ‫َّ ِ‬ ‫وهم مع ه َذا ُجي ِوُزو َن أَ ْن ي ُكو َن برتكا وبطرقا وقِ ِسيسا وغَ ْ ِ ِ ِ‬
‫ين يُ ْ‬ ‫ريُه ْم م ْن أَئ َّمة الْ ُك ْف ِر الذ َ‬ ‫َ ِ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ ْ َ َ َ َِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ال َك َما لِغَ ِْريِه ْم ِمثْ ُل ذَلِ َ‬ ‫َو َهنْيِ ِه ْم‪َ ،‬وََلُ ْم أَ ْن يَ ْكتَ ِسبُوا ْاأل َْم َو َ‬
‫َّص َارى‬ ‫َح ِِق الن َ‬ ‫ك‪ .‬فَ َه ُؤَالء َال يَتَ نَ َازعُ الْعُلَ َماءُ ِيف أ ََّهنُ ْم م ْن أ َ‬
‫يق ر ِ‬ ‫ال فِي ِهم ِ ِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِابلْ َق ْت ِل ِع ْن َد الْمحارب ِة و ِِبَ ْخ ِذ ا ْجلِ ْزي ِة ِع ْن َد الْم ِ َّ ِ ِ‬
‫ض َي‬ ‫الص ِد ُ َ‬ ‫ين قَ َ ْ ِ‬ ‫سال ََمة َوأَهنُ ْم م ْن ج ْن ِ أَئ َّمة الْ ُك ْف ِر الذ َ‬ ‫َُ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ ََ َ‬
‫{إن َكثِريا‬ ‫ال‪َّ :‬‬ ‫ك أَنَّهُ ُس ْب َحانَهُ َوتَ َع َاىل قَ ْد قَ َ‬ ‫ني ذَلِ َ‬‫ال‪َ ،‬وتَ َال قَ ْوله تَ َع َاىل‪{ :‬فَ َقاتِلُوا أَئِ َّمةَ الْ ُك ْف ِر}‪َ .‬ويُبَِِ ُ‬ ‫َّ‬
‫اَّللُ َع ْنهُ َما قَ َ‬
‫ال تَ َع َاىل‪َّ :‬‬ ‫يل َِّ‬ ‫ص ُّدو َن َع ْن َسبِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫الر ْهب ِ‬ ‫ِ‬
‫{اّتَ ُذوا‬ ‫اَّلل}‪َ ،‬وقَ ْد قَ َ‬ ‫َّاس ِابلْبَاط ِل َويَ ُ‬‫ال الن ِ‬ ‫ان لَيَأْ ُكلُو َن أ َْم َو َ‬ ‫َحبَا ِر َو ُّ َ‬‫م َن ْاأل ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ون َِّ‬ ‫أَحبارُهم ور ْهب َاهنُم أَراباب ِمن ُد ِ‬
‫يح ابْ َن َم ْرََيَ َوَما أُم ُروا َّإال ليَ ْعبُ ُدوا إ ََلا َواحدا َال إلَهَ َّإال ُه َو ُس ْب َحانَهُ‬ ‫اَّلل َوال َْمس َ‬ ‫ْ َ َ ْ َ ُ َ ْ َْ ْ‬
‫يل َِّ‬ ‫ص ُّدو َن َع َو َّام ُه ْم َع ْن َسبِ ِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫ول َع ِامل‪ِ َّ :‬‬
‫ال الن ِ‬
‫َّاس‬ ‫َّلل َو َأَيْ ُكلُو َن أ َْم َو َ‬ ‫إن أَئ َّمةَ الْ ُك ْف ِر الذ َ‬
‫ين يَ ُ‬ ‫َع َّما يُ ْش ِرُكو َن}‪ .‬فَ َه ْل يَ ُق ُ‬
‫اَّلل‪َ :‬ال يُ َقاتَ لُو َن َوَال تُ ْؤ َخ ُذ ِم ْن ُه ْم ا ْجلِْزيَةُ َم َع َك ْوِهنَا تُ ْؤ َخ ُذ ِم ْن ال َْع َّام ِة‬ ‫ون َِّ‬ ‫َّخ ُذوا أَراباب ِمن ُد ِ‬
‫َْ ْ‬
‫ضو َن ِِبَ ْن ي ت ِ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫ِابلْبَاط ِل َويَ ْر َ ْ‬
‫ول" [جمموع الفتاوى ‪.]61 – 660/28‬‬ ‫ض َررا ِيف ال ِِدي ِن َوأَقَ ُّل أ َْم َواال‪َ ،‬ال يَ ُقولُهُ َم ْن يَ ْد ِري َما يَ ُق ُ‬ ‫ين ُه ْم أَقَ ُّل ِم ْن ُه ْم َ‬ ‫َّ ِ‬
‫الذ َ‬

‫جهاد الكفار وقتل‬ ‫مما سبق يتبني لنا أن قتل الرهبان املخالطني للناس يف كنائسهم والقسيسني هو من جن‬
‫أئمة الكفر الذي أمر هللا به ورغب فيه وحث عليه‪ ،‬ال كما يروج الدعاة على أبواب جهنم من أذانب‬
‫الصليبيني‪.‬‬
‫فيا أيها اجملاهد أينما كنت؛‬
‫عليك ِبعداء هللا الكافرين‪ ،‬اقتلهم حيث تثقفهم‪ ،‬سواء كانوا ممن يسمون ابملدنيني أو العسكريني‪ .‬خذهم‬
‫واحصرهم واقتلهم‪ ،‬سواء كانوا من عامة الكافرين أو من أئمتهم من الرهبان والقسيسني‪ .‬اقتلهم وال تشاور‬
‫أحدا يف ذلك‪ ،‬وليكن شعارك‪ ،‬ال جنوت إن جنى عابد الصليب انصر الطاغوت‪.‬‬
‫واجعل نصب عينيك كالم الشيخ أيب ُممد العدانين تقبله هللا‪ ،‬حينما قال‪:‬‬
‫ِ‬ ‫س َّمى ِابل َم َدنِيِني أَ َح ُّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ع"‪.‬‬ ‫ب إِلَينَا َوأَجنَ ُع‪َ ،‬كونَهُ أَن َكى ب ِهم َوأَ َ‬
‫وج َع لَ ُهم َوأَ َ‬
‫رد َ‬ ‫" َواعلَ ُموا أَ َّن استه َدافَ ُكم ل َما يُ َ‬
‫فاقتدي إبخوانك الذين سبقوك على هذا الدرب‪ ،‬الذين حصدوا رؤوس الكافرين يف ابري ‪ ،‬ودعسوهم يف‬
‫ني ‪ ،‬وَنر أحد أئمة الكفر يف كنيسة فرنسا‪ ،‬فشفوا صدور املوحدين‪ ،‬وأرعبوا الصليبيني‪ ،‬وأغاظوا املنافقني‪،‬‬
‫فلله درهم وعلى هللا أجرهم‪.‬‬

‫أيها اجملاهد؛‬
‫هاجم عدوك من الكافرين‪ ،‬واأثر لدين هللا وإلخوانك املستضعفني‪ ،‬وتذكر موعودك عند هللا سبحانه وتعاىل‪،‬‬
‫الذي بشر به رسوله صلى هللا عليه وسلم بقوله‪َ « :‬ال َْجيتَ ِم ُع َكافِر َوقَاتِلُهُ ِيف النَّا ِر أَبَدا»‪.‬‬

‫وآخر دعواان أن احلمد هلل رب العاملني‪.‬‬

‫ــــــــــــــــــــ۩ـــــــــــــــــــ‬
‫۩ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ۩‬
‫‪ ::‬ال تنسونا من صالح دعائكم ‪::‬‬
‫نُشر في‪:‬‬
‫← الخميس ‪ 1438 / 02 / 10‬هـ →‬

You might also like