Professional Documents
Culture Documents
مختصر الدروس في تزكية النفوس 2
مختصر الدروس في تزكية النفوس 2
أنواع النفوس:
وهي ثالثة:
1 -النفس األمارة بالسوء:
ع هواها بفعل الذنوب والمعاصي؛ قال تعالى َ ﴿:و َما هي التي يغلب عليها ِّاتبا ُ
وء إِّ ََّّل َما َر ِّح َم َر ِّبي ِّإ َّن َر ِّبي َ
غف ُ ٌ
ور َر ِّحي ٌم ﴾ س َأل َ َّم َ
ارة ٌ ِّبال ُّ
س ِّ أ ُ َب ِّر ُ
ئ نَ ْف ِّسي ِّإ َّن النَّ ْف َ
ضا(( :إن
[يوسف ،]53 :وفي الحديث عن ابن مسعود رضي هللا عنه أي ً
للملك لَ َّمةً ،وللشيطان لمة ،فلمةُ الملك :إيعاد بالخير ،وتصديق بالحق ،ولمةُ
الشيطان :إيعاد بالشر ،وتكذيب بالحق))[1].
ثانياا :القلب
لغة" :تحويل الشيء عن موضعه ،يقال :قَلَبه َي ْق ِّلبُه قَ ْلبًا ،وقلَّبه؛ أيَّ :
حوله
ظهرا لبطن ،قال الشاعر: ً ظهرا لبطن ،وتقلب الشيء
ً
ارا ان أَ ْ
ط َو َ اإل ْن َ
س ِّ ف ِّب ِّ
ص ِّر ُ الرأْ ُ
ي يَ ْ ي القَ ْل ُ
ب إَِّّلَّ ِّم ْن تَقَلُّبِّ ِّه ♦♦♦ َو َّ س ِّم َ
َما ُ
وقال آخر:
ب ِّم ْن قَ ْلب َوتَ ْح ِّوي ِّل
علَى القَ ْل ِّ ي القَ ْل ُ
ب إَِّّلَّ ِّم ْن تَقَلُّبِّ ِّه ♦♦♦ فَ ْ
اح َذ ْر َ س ِّم َ
َما ُ
واصطال احا :وعندما يطلق اللفظ ،فإنه يتناوله صنفان من الناس ،فكل صنف
يعرفُه بطريقته:
ِّ
الصنف األول :األطباء:يقولون :إنه عضو عضلي أجوف ،يقع في منتصف
التجويف الصدري تقريبًا ،أو هو المضخة التي تضخ الدم من بداية تشكل
الجنين ،وحتى وفاة اإلنسان ،دون توقف من ليل أو نهار ( 7200لتر
يوميًّا).
الصنف الثاني :العلماء والفقهاء والزهاد :قالوا :هو لطيفة ربانية روحانية،
لها تعلُّق بالقلب الذي َّ
عر ْفناه آنفًا ،وعمو ًما هو من األسرار التي لم تفصح
عنه النصوص الشرعية.
أنواع القلب:
1 -القلب السليم:
وهو الذي أخلص عبوديته هلل تعالى إرادة ومحبة ،وتوكالً وإنابة ،وإخباتًا
أحب في هللا ،وإن أبغض أبغض في هللا ،وإن َّ أحب
َّ وخشية ورجا ًءْ ،
فإن
أعطى أعطى هلل ،وإن منع منع هلل ،وَّل ينقاد وَّل يحتكم إَّل هلل ورسوله
صلى هللا عليه وسلم.
2 -القلب المريض:
وهو الذي فيه محبة هللا ،واإليمان به ،واإلخالص له ،والتوكل عليه ،كما
فيه محبة الشهوات وإيثارها ،والحرص على تحصيلها ،وفيه الحسد
والعجب ،وحب العلو والفساد في األرض ،فهو إما إلى السالمة أقرب ،أو
إلى الهالك والموت أقرب.
3 -القلب الميت:
هو ذلك القلب الذي َّل حياة له؛ ه ُّمه الفوز بالشهوات وتحصيلها ،ولو كان
أحب لهواه ،وإن أبغض أبغض لهواه، َّ أحب
َّ فيها سخط ربه وغضبه ،فإن
وإن أعطى أو منع فلهواه؛ فهو متعبد لغير هللا حبًّاً ،وخوفًا ،ورجاء،
طا ،وتعظي ًما ،وذَّلًّ ،مخالطةُ صاحب هذا القلب سقم ،ومعاشرته سم، وسخ ً
ومجالسته هالك.
مرحلة الموت:
فال حياة له بعيدًا عن ربه وموَّله ،ومجانبًا لسبيل المؤمنين المتقين ،فال أمل
في حياته إَّل بالتوبة النصوح ،وتقوى هللا ،وكثرة الذِّكر واَّلستغفار،
ومالزمة الطاعات واألعمال الصالحة بأنواعها ،وعدم اَّلنهماك في ملذات
الدنيا وشهواتها؛ بل اَّلعتدال والتوسط فيها ،ومجاهدة مستمرة َّل تفتر؛ حتى
تعود له الحياة ،نسأل هللا السالمة والعافية.
المراجع:
1 -مجموع فتاوى شيخ اإلسالم ابن تيمية.293 - 292 /9 ،
2 -مدارج السالكينَّ ،لبن القيم ،ج.1
3 -إحياء علوم الدين ،للغزالي.3 /3 ،
4 -تزكية النفوس ،ألحمد فريد 25 - 24 ،و.74 - 70
5 -لسان العرب 269 /11 ،و.232 /6
6 -الصحاح في اللغة ،للجوهري.984 /3 ،
7 -التوقيف في مهمات التعاريف ،للمناوي.328 ،
رابط
الموضوع
: http://www.alukah.net/sharia/0/5610/#ixzz5ENnqfVcQ