You are on page 1of 29

‫بسم ال الرحمن الرحيم‬

‫مـوت المؤلـف‬
‫منهج إجرائي أم إشكالية عقائدية‬

‫عبد الخالق العف‬ ‫‪.8‬‬


‫أستاذ الدب والنقد المشارك‬
‫الجامعة السلمية ‪ /‬غزة‬

‫‪2007‬‬

‫ملخص بحث موت المؤلف‬


‫منهج إجرائي أم إشكالية عقائدية‬

‫‪1‬‬
‫يقدم هذا البحث عرضا تحليل عميقا لنظرية موت المؤلف التي أصلها الناقد البنيوي‬
‫م وتبناها بعض نقاد العرب من الحداثيين دون إلمام بجذورها‬1968 ‫رولن بارت عام‬
‫الغربية ودون إحاطة بالظروف الموضوعية والرؤى الفلسفية التي صاحبت نشوء الحداثة‬
‫ في دائرة تغييب متعمد للتصور السلمي‬،‫ ودون وعي بتداعياتها العقائدية‬،‫في أوروبا‬
.‫الشامل والصيل للكون والحياة والنسان‬
‫ هل يعد مصطلح موت المؤلف‬:‫هذا البحث محاولة للجابة عن التساؤل المشروع‬
.ً‫منهج ا إجرائيا تحليلي ا صرفاا؟ً أم أنه إشكالية فكرية تمس العقيدة في جميع مستوياتها؟‬
The Death of the Author
Whether it is a curriculum procedure or a problematical
Islamic issue
This research is intended to introduce a brief summary of
the theory of the death of the author.
This theory was introduced and created by Rolan Bart in 1968.
In fact this theory has been adopted by some modern Arab
Critics, in spite of the fact of it's dangerous, and without of it's
deep knowledge of it's rules an circumstances in Europe.
Of course, this was happened during the absence of
Islamic perspective of the universe, the life, and the people.
This research, of course will deal with the question of
whether this was a curriculum procedure or it is an analytical
issue that can be understood from the Islamic perspective point
of view.
‫* مقدمة‬
‫سلب إغواء المناهج الحداثية المعاصرة عقول النقاد العرب إلى درجة الخضوع التام‬
‫ دون تمثل خلفياتها المنهجية والفكرية التي ل تتسق مع ثقافتنا‬،‫لسلطة المفاهيم الغربية‬
.‫ ودون تفهم مبررات نشوئها‬،‫العربية والسلمية‬

2
‫واشتغل النقاد بالتحليل البنيوي دون اللتفات إلى أصوله النظرية وتداعياته الفكرية‪،‬‬
‫والجراء وثيق الصلة بالتنظير في ظل تباين المرجعيات العقائدية والحضارية والثقافية‪.‬‬
‫وقد حددت البنيوية مساراتها التحليلية من خلل التعامل مع الداخل النصي على‬
‫حساب الخارج السياقي‪ ،‬بقصد الكشف الدللي عن فضاءات المعنى التي ل تظلها‬
‫سحب المؤلف‪ ،‬أو تكدرها غيوم ثقافته وبيئته‪.‬‬
‫وقد عد رولن بارت التأليف سلطة تهمين على النص‪ ،‬وتحول دون حرية التحليل‬
‫اللغوي واستكشاف الدللت‪ .‬والتأليف عند بارت مزيجج من كتابات سابقة إواعادة إنتاج‬
‫لها وتجميع لمفرداتها‪ ،‬ولذلك فإن وظيفة الناقد هي إغلق النص دون ذات المؤلف‬
‫وانفتاحه على موضوعه وفضائه الدللي‪ .‬ول شك أن تعدد القراءات والدللت يزيد من‬
‫ثراء النص‪ ،‬ويعمق وعي القارئ بخباياه الكامنة‪ ،‬ويحقق لذة الستكشاف‪ ،‬لكن‬
‫المسئولية الفكرية والخلقية والمنطقية عن تشكيله تبقى للمؤلف ول يمكن بأي حال‬
‫إلغاء هذه المسئولية‪ ،‬كما ل يمكن إلغاء السياق الثقافي والجتماعي الذي يدور النص‬
‫في فلكه‪.‬‬
‫إن من مقتضيات تمام العملية البداعية أن تكون هناك صلة نفسية ومعرفية بين‬
‫أطرافها‪ :‬المؤلف‪ ،‬النص‪ ،‬القارئ وذلك يتيح "حرية للقارئ في إعادة بناء النص‪ ،‬إواذا‬
‫انتفت المسافة النفسية افتقد القارئ القدرة على ممارسة خبرة البداع في تذوق العمل‬
‫الفني‪ ،‬وأضحى العمل الفني نوعا من التغييب للقارئ‪ ،‬بينما تتيح المسافة النفسية أن‬
‫يكون حضور القارئ مساويا لحضور المؤلف لكي يدير حوا ار معه")‪ ،(1‬فكيف يحدث‬
‫ذلك إذا افترضنا موت أحد أطراف عملية البداع وهو المؤلف‪.‬‬
‫ولذلك كانت البنيوية منهجا مجردا بعيدا عن تأثير ذات النسان الفاعلة‪ ،‬والتي هي‬
‫حصيلة التفاعل العام والشامل مع الوجود‪ ،‬وبذلك أصبح المنظور البنيوي للوجود ل‬

‫‪3‬‬
‫علقة له بكينونة النسان التاريخية والجتماعية‪ ،‬بل بالعلقات اللغوية الشكلية التي‬
‫تعتمد المنهج الجمالي المجرد للشياء التي تتشكل دللتها ذاتي ا دون فعل النسان)‪.(2‬‬
‫ويثير مصطلح موت المؤلف إشكالت عقائدية في الفكر السلمي خاصة عندما‬
‫يتعلق المر بالنص القرآني المقدس المعجز والذي يتجاوز كونه فضااء دلليا خصبا‬
‫وخطاب ا لغوي ا وبياني ا ثري ا متعدد التأويلت إلى كونه كلم ال تعالى‪ ،‬وقد بين ال تبارك‬
‫وتعالى مصدر النص القرآني المحكم والمفصل "الر‪ ،‬كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من‬
‫لدن حكيم خبير")‪ ،(3‬ومن مقتضيات الحكمة والخبرة أن يتسم الخطاب القرآني بأعلى‬
‫درجات القداسة والحق اليقيني دون انحراف قيمي يستلزم نقدا موضوعي ا "ل يأتيه الباطل‬
‫من بين يديه ول من خلفه")‪ (4‬ودون انحراف لغوي يقتضي نقدا شكليا "ولم يجعل له‬
‫عوجاا")‪.(5‬‬
‫النص القرآني له كينونته المقدسة وقوانينه اللهية الخاصة التي تغاير كل الشكال‬
‫البداعية التراثية التي عرفها العرب شع ار أو نث ار وذلك أحد أسرار إعجازه "لما أراد‬
‫حضرة الخلق جل شأنه أن يكلم النسان الذي هو قبضة من التراب نظر إلى ذلك‬
‫الحسن الجمالي ل إلى قوالب مستحسنة عند قوم دون قوم‪ ،‬ولما أراد مالك الملك أن‬
‫يتكلم على منهج البشر ضبط ذلك الصل البسيط‪ ،‬ل هذه القوانين المتغيرة بتغير‬
‫الدوار والطوار")‪.(6‬‬
‫وسوف نقف في هذه المقاربة النقدية والمقارنة التحليلية على تأصيل نظرية موت‬
‫المؤلف وتداعياتها الفكرية‪ ،‬ومواقف متباينة للنقاد العرب المعاصرين منها‪ ،‬كما أننا‬
‫سنفرد مساحة جيدة لتناول النص القرآني ونقض المفاهيم الحداثية حوله‪.‬‬

‫* * *‬

‫‪4‬‬
‫* رؤى حداثية غربية‪:‬‬
‫كانت النظرة الكلسيكية السائدة إلى العمل الدبي أنه ابن شرعي لمؤلفه وانعكاس‬
‫لحياته وثقافته ونفسيته‪ ،‬وأن إضاءة النص بهذه المعطيات يساعد القارئ على التماهي‬
‫مع أفكار المؤلف ومقاربة تجربته الشعورية‪ ،‬ثم ظهر اتجاه نقدي متزامن مع ظهور‬
‫البنيوية يدعو إلى التركيز على لغة النص وعزل مؤلفه الذي لم يعد سلطة تهيمن على‬
‫معاني النص ودللته‪ .‬وترتد فكرة موت المؤلف إلى جذور فلسفية وفكرية ترتبط‬
‫بالظروف الموضوعية التي عاشتها أوروبا بعد ثورتها على الكنيسة‪ ،‬فقد أعلن الفيلسوف‬
‫الوجودي "نيتشه" مقولة "موت الله" ووجدت هذه المقولة صدى واسع ا في أوساط النقاد‬
‫الوروبيين الذين يتوقون إلى تدمير التجاه الغيبي في تفسير النصوص‪ ،‬إوافساح‬
‫الطريق أمام ظهور النسان بكل مقدراته البشرية التي يدركها العقل وما عدا ذلك فهو‬
‫ميت‪.‬‬
‫ثم انتقلت مقولة "موت الله" إلى النقد الدبي فأعلن النقاد الغربيون وعلى رأسهم "رولن‬
‫بارت" عن "موت المؤلف"‪.‬‬
‫ويؤكد رولن بارت أن عددا من النقاد الوروبيين قد سبقوه إلى مقولة "موت المؤلف"‬
‫مثل الديب الفرنسي "مالرميه" الذي كان من أوائل المتنبئين بضرورة إحلل اللغة‬
‫ذاتها محل من كان مالك ا لها‪ ،‬فاللغة هي التي تتكلم وليس المؤلف‪ ،‬وكذلك أشار "بارت"‬
‫إلى جهود "بول فاليري" التي جاءت مكملةا لراء "مالرميه"‪ ،‬حيث كان "فاليري" يضع‬
‫المؤلف موضع سخرية‪ ،‬وأن اللجوء إلى دواخله خرافة‪ ،‬ول بد من التركيز على البنية‬
‫اللغوية لعمل المؤلف إواقصائه عنها)‪.(7‬‬
‫كما استفاد "بارت" من جهود العالم اللغوي السويسري "دي سوسير" الذي نظر إلى‬
‫النص بحسبانه شبكة من عناصر التصال اللغوية‪ ،‬ولذلك فإن خير وسيلة لمقاربة هذا‬
‫النص هي النطلق من مصدره اللغوي‪ ،‬أي من بنيته الداخلية بهدف استكشاف‬

‫‪5‬‬
‫النظمة أو العلقات التي تشكل دللته‪ ،‬بمعنى أن حركة التحليل البنيوي تتجه من‬
‫داخل النص إلى خارجه‪ ،‬وليس من خارجه المتمثل بالمؤلف والسياق والعصر والبيئة‬
‫على بنيته ونسيجه وقد ذكر "بارت" في مقاله‪ :‬النقد والحقيقة الذي صدر عام ‪1966‬م‬
‫أن نمط النقد البيوغرافي الذي يؤكد العلقة بين النص والمؤلف قد انتهى‪ ،‬وقد حظرت‬
‫السيكولوجيات الجديدة هذا النوع من التحليل)‪.(8‬‬
‫ثم يوضح "بارت" مبررات مقولته "موت المؤلف" بقوله "إن نسبة النص إلى مؤلفه‬
‫معناها إيقاف النص وحصره إواعطاؤه مدلولا نهائياا‪ ،‬إنها إغلق الكتابة‪...‬‬
‫وعندما يأبى الدب النظر إلى النص كما لو كان ينطوي على سر أي على معنى‬
‫نهائي‪ ،‬فإن ذلك يولد فعالية يمكن أن نصفها بأنها ضد اللهوت‪ ،‬وأنها ثورة بالمعنى‬
‫الحقيقي للكلمة‪ ،‬وذلك أن المتناع عن حصر المعنى إوايقافه معناه في النهاية رفض‬
‫اللهوت ودعائمه")‪.(9‬‬
‫وقد كانت الشكلنية الروسية التي مهدت للبنيوية أوائل القرن العشرين السباقة إلى‬
‫إقصاء المؤلف وعزله والتركيز على البنية اللغوية والدللت الكامنة تحت السطح‬
‫النصي "فللقبض على شعرية النص ل مجال للعتماد على حياة المؤلف ونفسيته ول‬
‫لدراسة بيئته وجنسه ول للذاتية وأحكام القيمة‪ ،‬ول لتقمص الناقد بأحكام المعيارية تحسينا‬
‫أو تقبيح ا دور شخصية الرقيب وصاحب السلطة الجمالية المتحكمة في المبدع والملتقى‬
‫لن نقدا من هذا القبيل ل يمكنه أن يحل محل تحليل علمي موضوعي لفن اللغة‬
‫ووصفها")‪(10‬‬
‫لقد أعطى نقاد البنيوية وما بعدها للقارئ السلطة الكاملة في تأويل النصوص بما‬
‫يتجاوز في بعض الحيان البنية الدللية الواضحة للنص‪ ،‬بمعنى أن موت المؤلف هو‬
‫الشرط الوحيد لولدة القراءة أو على حد تعبير بارت "ميلد القارئ رهين بموت المؤلف")‬
‫‪(11‬‬

‫‪6‬‬
‫ثم اقتربت الشكلنية من البنيوية عندما ازدهرت مدرسة براغ على يد رومان ياكبسون‬
‫الذين دعا إلى تحليل النصوص من خلل بنيتها اللغوية والتنظيم الصوتي المستقل‬
‫لدوالها من خلل العلمات الدالة‪.‬‬
‫إن عزل الخطاب الدبي عن السياق التاريخي والثقافي للنصوص أدى إلى قصور في‬
‫النقد البنيوي‪ ،‬ولذلك نظر "ميشيل فوكو" من نقاد ما بعد البنيوية إلى الخطاب الدبي‬
‫بوصفه نشاطا إنسانيا إبداعيا مركزياا‪ ،‬ول يراه نصا عاما يزخر بالدللت بمعزل عن‬
‫السياق التاريخي الذي يقتضي تغي ار في الخطاب)‪ ،(12‬وبعد المفكر الفلسطيني إدوارد‬
‫سعيد من أهم أتباع فوكو لن هذه الصيغة المنطقية المتوازنة الواقعية تتيح له وهو‬
‫صاحب قضية ربط نظرية الخطاب بالصراع السياسي على مستوى الفكر والممارسة‪.‬‬
‫وقد اعتبر "لوكاش" أن الدب انعكاس للحياة أو الواقع في إطار السياق الجتماعي‬
‫والتاريخي)‪ ،(13‬وفي إطار هذا التصور يتحدث طه حسين‪" :‬فل يكون الدب أدب ا‬
‫حتى يصور حياة الناس‪ ،‬وليس في الرض أدب إل وهو يصور حياة أصحابه‬
‫)مؤلفيه(‪ ،‬فكل أدب في أي أمة ل بد أن يصور واقعها وشعورها وذوقها وثقافتها وأنماط‬
‫تفكيرها وهو في النهاية انعكاس صور الحياة في نفوسها")‪(14‬‬
‫ولذلك فإن البنيوية ل تغطي كلية النصوص الشعرية ول يصلح المنهج البنيوي وحده‬
‫للجراء النقدي إل بتكامله مع المنهج التكويني الذي اقترحه "لوسيان غولدمان" وقد‬
‫أدرك خطورة الموقف الذي يقودهم إليه بارت بعزله للمؤلف والسياق عن البنية اللغوية‬
‫المكتفية بذاتها‪ ،‬وقد زاد من قناعته بخطورة المنهج البنيوي انتماؤه السياسي والفكري‬
‫الماركسي الذي يرفض الترف الشكلني البنيوي في النظرة اللغوية المجردة إلى‬
‫النصوص لقد دعا غولدمان إلى ربط البنية النصية الداخلية بحركة التاريخ الجتماعي‬
‫والسياق الثقافي‪ ،‬ودمج بين أقانيم النص الثلثة‪ :‬الشكل والبنية والسياق‪ ،‬ورأى أن رؤية‬
‫العالم تشكل مع البنية ذات الدللة وحدة متكاملة‪ ،‬وذلك يفترض النتقال من رؤية‬

‫‪7‬‬
‫سكونية يفرضها ثبات البني اللغوية إلى رؤية دينامية شاملة ومتماسكة حتى نستطيع‬
‫الحاطة بالنص من جميع زواياه)‪.(15‬‬
‫ثم طور التفكيكيون وعلى رأسهم "جاك دريدا" مبدأ انتفاء القصدية من المؤلف وظلل‬
‫السياق إلى فوضى التفسير المتمرد على فضاء التأويل "فقصد المؤلف غير موجود في‬
‫النص والنص نفسه ل وجود‪ ،‬وفي وجود ذلك الفراغ الجديد الذي جاء مع موت المؤلف‬
‫وغياب النص تصبح قراءة القارئ هي الحضور الوحيدة ل يوجد نص مغلق ول قراءة‬
‫نهائية‪ ،‬بل توجد نصوص بعدد قراء النص الواحد‪ ،‬ومن ثم تصبح كل قراءة نص ا جديدا‬
‫مبدعاا")‪(16‬‬
‫وهكذا انتقل نقاد التفكيك من رفض تصور البنيوية ونظامها اللغوي في تحقيق المعنى‬
‫إلى قدرة القارئ على تحقيق المعنى الذي يراه في رؤى ل نهائية عند كل قراءة جديدة‬
‫للنصوص‪.‬‬
‫وهكذا ينتقلون من الل معنى إلى الل نهائية وكل المنهجين متطرفان في نظرتهما إلى‬
‫أطراف العملية البداعية‪.‬‬
‫يشير "روبرت هولب" صاحب نظرية التلقي إلى أن كلا من المعنى والبناء ينتجان من‬
‫تفاعل القارئ مع النص‪ ،‬الذي يقارب العمل الفني بتوقعات دللية مستمدة من المعارف‬
‫التراكمية المشتركة والسياقات الثقافية والجتماعية المتداخلة‪ ،‬أو ما يسمى "أفق‬
‫التوقعات"‪ ،‬هذا الفق بمثابة القواسم الدللية المشتركة بين المؤلف والقارئ وهو الذي‬
‫يحكم حركة المتناصات "إن التناص كالمؤلف تمام ا ل يكتسب وجوده إل مع وعي‬
‫المتلقي به‪ ،‬لنتصور مثلا ما يحدث على مستوى الفق الستبدالي داخل النص من‬
‫مفردات وصور ليست موجودة داخله‪ ،‬ولكنها بدائل كان من الممكن للمؤلف أن‬
‫يستخدمها وهي في غيابها حاضرة في تحديدها للوحدات التي استخدمت بالفعل في‬

‫‪8‬‬
‫السياق‪ ،‬إواذا لم يكن القارئ معدا واعيا بهذه البدائل على مستوى الستبدال فلن يكون‬
‫للناص داخل العمل قيمة ومعنى")‪.(17‬‬
‫لشك أن الومضات التاريخية الموجزة السابقة قد أومأت ولم تفصل‪ ،‬وحددت‬
‫المرجعيات النقدية الغربية لعلقة النص بالمؤلف‪ ،‬بين مؤصل لموت المؤلف‪ ،‬ومنظر‬
‫لستحالة تغييب النص عن قائله‪ ،‬وأنه ل استغناء عن خارج النص لتحديد معالم دواخله‬
‫واستكشاف دللتها وجمالياتها‪ ،‬ولعل النعوت التي أطلقها الناقد الفرنسي "ريمون بيكار"‬
‫في كتابه "نقد جديد أم تدجيل جديد" الذي صدر عام ‪ 1965‬عن رولن بارت ومقولته‬
‫عن موت المؤلف مسمي ا هذه الرؤى بالمخاتلت الفكرية والسخافات والستدللت‬
‫الزائفة ما يدل على سقوط هذه المقولة منهجيا وفلسفيا ومنطقياا‪.‬‬
‫* * *‬

‫‪9‬‬
‫* رؤى حداثية عربية‪:‬‬
‫يزعم الحداثيون أن البنيوية ليست فلسفة أو فك ارا‪ ،‬ولكنها طريقة في الرؤية ومنهج في‬
‫معاينة الوجود فنياا‪ ،‬وآلية في التحليل النقدي‪.‬‬
‫والواقع أن البنيوية انزلقت من المنهجية العلمية المستقاة من لسانيات سوسير إلى مجال‬
‫اليديولوجيا والمواقف العقائدية وذلك عند طرح رولن بارت رؤيته عن النص وأعلن‬
‫موت المؤلف مشي ار بذلك إلى موت الله الذي أعلنه قبله الفيلسوف اللماني الوجودي‬
‫"نيتشه"‪.‬‬
‫إواذا كان الوجوديون قد تخلصوا من الله‪ ،‬والبنيويون قد تخلصوا من النسان‪ ،‬فأي قيمة‬
‫للوجود وأي قداسة مزعومة للنص اللغوي المجرد المنقطع عن الحياة والمعرفة يقول‬
‫د‪.‬كمال أبو ديب ‪" :‬الحداثة انقطاع معرفي ذلك أن مصادرها المعرفية ل تكمن في‬
‫المصادر المعرفية للتراث والفكر الديني‪ ،‬وكون ال مركز الوجود‪ ،‬وكون السلطة‬
‫السياسية مدار النشاط الفني‪ ،‬وكون الفن محاكاة للعالم الخارجي‪ ،‬الحداثة انقطاع لن‬
‫مصادرها المعرفية هي اللغة البكر والفكر العلماني")‪.(18‬‬
‫إن أعلى ما يطمح إليه الشاعر الحداثي هو أن ينتج "لشيء" كما يقول "فلوبير" ‪" :‬كل‬
‫ما أريد أن أفعله هو أن أنتج كتاب ا جميل حول لشيء وغير مترابط إل مع نفسه وليس‬
‫مع عوالم خارجية")‪ ،(19‬انفصال وانفصام وانقطاع عن كل قيمة حضارية إوانسانية‬
‫ورسالية‪.‬‬
‫إننا ل نستطيع دارسة بنيوية ياكبسون وجولدمان بمعزل عن المفاهيم الماركسية عن‬
‫وظيفة الدب وخاصة كتابات ماركس عن البنية الفوقية "الدين والسياسة" والبنية التحتية‬
‫"القوى القتصادية والجتماعية" وأن الثانية تتحكم في حركة الولى في ظل صراع‬
‫طبقي مستمر بين رأس المال والطبقة الكادحة صحيح أن الشكلنية جاءت ثورة على‬
‫هذه الفكار‪ ،‬لكن أبعادها العقائدية العميقة ظلت ماثلة في ذهن نقاد البنيوية اليساريين‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫كما أننا ل نستطيع دراسة بنيوية بارت وكريستيفا ودريدا بمعزل عن المفاهيم الوجودية‬
‫التي تقول بأن الفكر والثقافة والدين من خلق العقل البشري‪ ،‬وأن النسان هو جوهر‬
‫الوجود‪ ،‬وصول إلى الفيلسوف "نيتشه" الذي أعلن "موت الله" وأن الكون ذاتي الجوهر‬
‫مستغنن عن خالق أو موجد له وهذا بالضبط ما قصده بارت عندما أعلن موت المؤلف‬
‫وأن النص مكت ن‬
‫ف بذاته معزول عن قائله‪.‬‬
‫إن الغاية القصوى للحداثي فك ار ومنهجا هو إلغاء كل ما هو مقدس وغيبي تقول د‪.‬‬
‫خالدة السعيد‪" :‬إذا كانت الحداثة حركة تصدعات وانزياحات معرفية قيمية‪ ،‬فإن واحدا‬
‫من أهم النزياحات وأبلغها هو نقل حقل المقدس والسراري في مجال العلقات والقيم‬
‫الدينية والماضوية إلى مجال النسان والتجربة والمعيش")‪.(20‬‬
‫لذلك ل يمكن فصل التداعيات الفكرية للمنهج البنيوي عن إجراءاته التحليلية‪ ،‬إوال كانت‬
‫نوع ا من العبث والفوضى والليات المجردة التي ل تفضى إلى المعاني والدللت والقيم‬
‫النسانية‪.‬‬
‫"وحين ينقل الحداثيون العرب المصطلح النقدي الجديد في عزلة عن خلفيته الفكرية‬
‫والفلسفية فإن يفرغ من دللته ويفقد القدرة على تحديد معنى‪ ،‬ويصبح النشاط الفكري‬
‫في البنيوية والتفكيك ضربا من العبث أو درسا في الفوضى الثقافية‪ ،‬وكلهما نوع من‬
‫الترف الفكري الذي ل يتقبله واقعنا الثقافي‪ ،‬وخاصة ما يتعلق بأنسنة الدين وتطبيق‬
‫المبادئ النقدية الوافدة على النصوص المقدسة")‪.(21‬‬
‫وقد تبني الناقد "عبد ال الغذامي" النصوصية في رؤيته النقدية منطلق ا من الدراسات‬
‫اللسنية وتداعيات البنيوية وما بعدها‪ ،‬ومتوسلا بالتشريحية إجراء تحليلي ا تفكيكي ا في‬
‫مقاربة بني النصوص الداخلية‪ ،‬وقد اعتبر الغذامي أن إقصاء المؤلف من العملية‬
‫النقدية هو تأكيد على النصوصية فالنصوص هي التي تفسر بعضها‪ ،‬ومن ثم وجب‬
‫إبعاد العوامل الخارجية عن النص‪ ،‬فالسياق الخارجي ل يمكن أن يحدد علقات النص‬

‫‪11‬‬
‫ودللته‪ ،‬لن النص قد تجاوز هذا الخارجي وتحرر عنه واستقل عنه بوجود جديد‪ ،‬ينبني‬
‫عليه عالم جديد)‪.(22‬‬
‫والحقيقة أن الغذامي مفتون بالمناهج الحداثية‪ ،‬إوان حاول أن يبدو موضوعيا ومنتميا‬
‫إلى تراثه النقدي واللغوي وذلك بإبدال المصطلحات الغربية التي يؤمن بمضامينها‬
‫بمقابلت اصطلحية لغوية عربية تلقى قبولا لدى النقاد العرب‪.‬‬
‫ولعل ذلك يظهر واضحا في كتابيه‪" :‬الخطيئة والتكفير" و "ثقافة السئلة"‪.‬‬
‫‪ -‬في حديث الناقد "رجاء عيد" عن التناص نجده يميل إلى عزل النص عن خارجه‬
‫وقائله‪ ،‬يقول‪" :‬إن النص عدد من نصوص ممتدة في مخزون ذاكرة مبدعة‪ ،‬ومن ثم‬
‫فهو ليس انعكاسا لخارجه أو مرآة لقائله‪ ،‬إوانما فاعلية المخزون التذكري لنصوص‬
‫مختلفة هي التي تشكل حقل التناص‪ ،‬ومن ثم فالنص بل حدود")‪.(23‬‬
‫وقد سبق له في نفس الكتاب التصريح بعدم إمكانية عزل النص عن خارجه أو مؤلفه أو‬
‫سياقه الثقافي‪ ،‬عندما قال "فإذا كان النص له هويته القارة في نسيجه اللغوي فهو كذلك‬
‫ل ينكفئ على جسده اللغوي‪ ،‬إن للنص علقة بخارجه‪ ،‬فوحدانه الدللية في سياقها‬
‫الثقافي ل يمكن عزلها عن تلك التفاعلت المتعددة في أبعادها المختلفة")‪.(24‬‬
‫إن تجاهل عالم القيم يقضى على فاعلية النقد البنيوي‪ ،‬باستبعاد كل المضامين‬
‫الخلقية التي ل يخلو منها عمل فني رفيع‪ ،‬والمؤلف ينشأ في عالم القيم ويتأثر به‪،‬‬
‫ومن هنا كان ل بد من تكوين موقف نقدي واضح يتصدى للمناهج التي بقدر ما أفادت‬
‫النص فهي قد أمعنت فيه خراب ا وتمزيقاا‪ ،‬بإقصائها للمؤلف المبدع الذي لوله لما ظهرت‬
‫العمال الكبيرة الخالدة للوجود)‪.(25‬‬
‫لقد أوضح بارت أن المعنى ل يأتي من خارج اللغة المر الذي يعني انتفاء القصيدة‬
‫إواقصاء المؤلف‪ ،‬لنه يمثل قيدا على تفسير النص‪ ،‬إن موت المؤلف يعني رفض فكرة‬
‫وجود معنى نهائي أو سري أو مقدس للنص‪ ،‬بل رفض وجود الله ذاته‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫وقد قدم الدكتور عبد الملك مرتاض رؤية متوازنة لم تشكل له فيها مقولة موت المؤلف‬
‫إغوااء‪ ،‬ورغم رفضه للقراءات السياقية المحضة التي أبعدت النص عن عناصره‬
‫الجمالية الكامنة في تراكيبه اللغوية‪ ،‬إل أنه أعطى للمؤلف مكانته في العملية البداعية‬
‫إدراكا منه لخطورة النسياق وراء أطروحات النقد البنيوي التي ل تجد لها مبررات فكرية‬
‫في ثقافتنا العربية والسلمية‪ ،‬إوادراك ا لخصوصية الثقافة العربية والتراث النقدي القديم‬
‫كمرجعية في إعطاء المؤلف حقه في البداع والنقد على السواء يقول‪ :‬فالمبدع سيد‬
‫إبداعه وصاحبه ل ينازعه فيه مجتمع ول زمان ول بشر على الرغم من إيماننا بفكرة‬
‫التناص)‪.(26‬‬
‫وهذا تأكيد على انتماء النص لمؤلفه وأن مقولة موت المؤلف هي مغالطة نقدية تخالف‬
‫المنطق السوي في الصلة بين المبدعين وأعمالهم‪.‬‬
‫ينتقل الدكتور عبد العزيز حمودة عبارة "مايكلز" ‪ :‬إن نظرة موت المؤلف تحاول أن‬
‫تحتفي باستحالة حل مجموعة من المشاكل المؤلوفة‪ :‬وظيفة قصد المؤلف‪ ،‬وضع‬
‫اللغة الدبية‪ ،‬دور الفرضيات التفسيرية" ويعلق إن خطأ هذه النظريات النقدية الحداثية‬
‫يكمن في التصور بأن هذه البديهيات هي مشكلت حقيقية‪ ،‬وأن تقلب بارت المزاجي‬
‫وسعيه وراء الموضة والمخالفة جعله يعلن موت المؤلف ثم يعود للعتراف بوجوده وأنه‬
‫ل جدوى من إقصائه عن نتاجه البداعي في حديثه عن سيميولوجيا القراءة)‪.(27‬‬
‫وقد أحدث طلبته ضجةا عام ‪1968‬م في فرنسا بدعوتهم إلى سقوط البنيوية‪ ،‬كونها تقتل‬
‫النسان وتقصى التاريخ ناهيك عن الوهام التي وقعت فيها البنيوية لما حصرت عملها‬
‫في تقعيد استكشاف الدللة من البنية اللغوية الداخلية للنص‪.‬‬
‫ويظل التساؤل قائماا‪ :‬هل جاءت نظرية موت المؤلف لتحل مشكلة النص ودللته‪ ،‬أم‬
‫أنها جاءت استجابة للرؤى الفلسفية السائدة‪ ،‬أو خطاب ا مزاجي ا للمعهود‪ ،‬بل وللمنطق‬
‫العقلي‪ ،‬فالنسان هو الذي اخترع اللغة‪ ،‬فكيف نسمح لها أن تقتله؟ً! اللهم إل إذا كان‬

‫‪13‬‬
‫المقال من مقام "سمن كلبك يأكلك"‪ ،‬أو كان المبدع مثل ذكر النحل الذي يموت بعد‬
‫لدغ النص باللغة‪.‬‬
‫إن مثل التعسف في إعلء قيمة النص على حساب مؤلفه واستنطاقه بما ل يحمله من‬
‫دللة كمثل وضع النص على آلت التعذيب ليجبر على العتراف بجريمة مقيدنة ضد‬
‫مجهول أم أنها الفوضى الخلقة التي بشرت بها إحدى البواق العولمية السوداء‪.‬‬
‫يعترض الناقد فاضل ثامر على إجراءات البنيوية التي تمنح النص والقراءة سلطة تامة‬
‫وتلغي فعل المؤلف والنسان واعتبر أن هذا الطريق أحادي قاصر عن فهم الظاهرة‬
‫ل‪ ،‬ويعتقد أن النص له تجربة خاصة تبثها الذات المبدعة وتتأثر‬
‫الدبية فهم ا شام ا‬
‫بالسياق التاريخي والثقافي وله جمالياتها اللغوية‪ ،‬وعلى الرغم من الكثير من المحاولت‬
‫الشكلية والجمالية المتطرفة‪ ،‬تظل هناك علقة جدلية عميقة بين المكونات الجمالية‬
‫والدبية والشعرية من جهة وبين المكونات اليديولوجية والمعرفية والرؤيوية من جهة‬
‫أخرى داخل النص الدبي‪ ،‬وأن أي محاولة لقامة تعارض بين الجانبين محاولة‬
‫مصطنعة محكوم عليها بالفشل)‪.(28‬‬
‫إن الخطاب البداعي ليس وثيقة فكرية أو تاريخية أو دينية‪ ،‬لكن السياق الفكري‬
‫والتاريخي والديني إضافة إلى الثقافة والرسالة التي يحملها المؤلف يلقي بظلل شفيفة‬
‫رهيفة متموجة‪ ،‬يمكن للضاءة النقدية أن تنفذ من خللها إلى البنية العميقة للنص‪،‬‬
‫ويتوازى ذلك مع تفكيك البنى اللغوية الدالة الحية لستكشاف جمالياتها الذاتية الشكلية‬
‫وبذلك تجتمع المقاربة الشكلية والموضوعية ويتحقق الجمال من امتزاجهما‪.‬‬
‫وقد اقترح بعض النقاد المحدثين أن نقوم بعملية إزاحة مؤقتة لسلطان المؤلف عن‬
‫النص‪ ،‬ثم نعيده ضيفا عليه‪ ،‬يقول عبدال الغذامي "إن مفهوم الموت ل يعني الزالة‬
‫والفناء‪ ،‬ولكنه يعني تمرحل القراءة موضوعي ا من حال الستقبال إلى التذوق‪ ،‬ثم إلى‬

‫‪14‬‬
‫التفاعل إوانتاج النص وهذا يتحقق موضوعيا بغياب المؤلف‪ ،‬فإذا ما تم إنتاج النص‬
‫بواسطة القارئ فإنه من الممكن حينئذ أن يعود المؤلف إلى النص ضيف ا عليه")‪.(29‬‬
‫وأقول يمكن لنا تنفيذ هذا الجراء اللي‪ ،‬لكن روح المؤلف ستظل تحوم في المكان وهو‬
‫صاحب المأوى الجميل )النص( الذي يأوي إليه القراء الضيوف للتماهي معه‬
‫واستكشاف جمالياته‪.‬‬
‫"لقد كشفت البنيوية عن نزعة ل إنسانية – عندما أعلنت موت المؤلف – بمعنى أنها لم‬
‫تؤمن بقدرة النسان على التأثير في التاريخ والواقع الجتماعي بوصفه ذات ا فاعلة‪ ،‬بل‬
‫نظرت إليه بوصفه منعزل وخاضع ا لهيمنة النموذج اللغوي والنساق البنيوية‪ ،‬وبذا‬
‫جردته من أي حرية أو قدرة على ممارسة الدارة النسانية")‪.(30‬‬
‫وتظل نداءات موت المؤلف بل صدى‪ ،‬وتحمل في بذرتها عناصر فنائها كونها تقصى‬
‫مقدرات النسان الذي كرمه ال تعالى وجعله خليفةا له في الرض يعمرها بالخير‬
‫والجمال‪ ،‬كما أنها تدمر وظيفة الدب والرسالة التي يحملها المبدع اعتقادا وفك ار‬
‫وسلوك ا وشعو ارا‪ ،‬ويبقى المؤلف عنص ار ل يستغنى عنه عند مقاربة النصوص بل إنه‬
‫يبث الحياة في العملية البداعية‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫* النص القرآني‪:‬‬
‫بدأت الشكالية في دراسة النقاد والحداثيين للنص القرآني مع بداية ظهور مناهج النقد‬
‫البنيوي‪ ،‬التي تحاول تطبيق نظرياتها على القرآن الكريم‪ ،‬بادعاء أنه نص لغوي وفق‬
‫الرؤية البنيوية المجردة‪ ،‬وأن خطاطة ياكبسون في أطراف العملية البداعية تنطبق‬
‫عليه‪ ،‬وأن كلم الشكلنيين عن عزل النص عن مؤلفه‪ ،‬ومقولة بارت عن موت‬
‫المؤلف‪ ،‬ورؤية كريستفيا عن التناص‪ ،‬كل ذلك ينطبق على النص القرآني‪ ،‬وهو بذلك‬
‫يخرج من اللهي إلى البشري‪ ،‬ويفقد قدسيته إواعجازه‪ ،‬وكونه متعبدا بتلوته ويخضع‬
‫لعمليات التفكيك والتحليل اللغوي‪ ،‬وقد وقع بعض الحداثيين العرب في هذا المنزلق‬
‫الخطير‪ ،‬أمثال‪ :‬أدونيس‪ ،‬نصر حامد أبو زيد‪ ،‬علي حرب‪ ،‬محمد أركون وغيرهم‪.‬‬
‫إن أهم ما يميز النص القرآني هو مرجعيته الربانية‪ ،‬فال سبحانه وتعالى هو المرسل‬
‫بالوحي على الرسول محمد صلى ال عليه وسلم برسالة السماء‪ ،‬القرآن كلم ال تعالى‬
‫وهو يحمل كل صفاته الزلية السرمدية‪ ،‬فكيف يمكن في هذه الحالة تطبيق النقد البنيوي‬
‫عليه‪.‬‬
‫وللقرآن طريقة في النظم ل تشبهها طرائق تشكيل النصوص وقد رأى "الجرجاني" في‬
‫"دلئل العجاز" أن للكتابة القرآنية خصائص لم يعرفها العرب قبل نزول القرآن‪ ،‬ويرى‬
‫أنها ل تكمن في الكلمات المفردة أو الجمل أو المقاطع والفواصل‪ ،‬إوانما تكمن في النظم‬
‫والتأليف)‪.(31‬‬
‫كما بين "الباقلني" أن القرآن نظام لغوي يقوم على غير مثال‪ ،‬وهو بتصرف وجوهه‬
‫وتباين مذاهبه خارج عن المعهود من كلم العرب‪ ،‬ومباين للمألوف من خطابهم وله‬
‫أسلوب يختص به)‪.(32‬‬
‫أما عن شهادة المحدثين من المستشرقين‪ ،‬فإن "موريس بوكاي" كان منصف ا في آراء‬
‫أدلى بها في دراسته للكتب المقدسة حول النص القرآني‪ ،‬يقول‪" :‬وبفضل الدراسة‬

‫‪16‬‬
‫الواعية للنص العربي أدركت أن القرآن ل يحتوي على أي مقولة قابلة للنقد من وجهة‬
‫نظر الحداثيين")‪.(33‬‬
‫وفي موضع آخر من الكتاب ينفي تهمة التحريف عن النص القرآني فيقول‪" :‬وعلى‬
‫حين نجد في التوراة أخطاء علمية ضخمة‪ ،‬فإننا ل نكتشف في القرآن أي خطأ‪ ،‬وقد‬
‫دفعني ذلك للتساؤل‪ :‬لو كان كاتب القرآن إنساناا‪ ،‬كيف استطاع في القرن السابع من‬
‫العصر المسيحي أن يكتب ما اتضح أنه يتفق اليوم مع المعارف العلمية الحديثة؟ً!‬
‫ليس هناك أي مجال للشك في أن النص القرآني اليوم هو فعلا نفس النص الول ولم‬
‫يتعرض لي تحريف")‪.(34‬‬
‫وقبل مقاربة الخطاب الحداثي المعاصر حول النص القرآني ل بد من الشارة إلى‬
‫اجت ارنح لثم الجرأة على قدسية القرآن‪ ،‬مهد له "أمين الخولي" عندما رأى أن تأويل‬
‫النص القرآني يرتكز على كونه نص ا أدبي ا محض ا غير متأثر بأي اعتبار وراء ذلك)‬
‫‪.(35‬‬
‫وتبناه بشكل مطلق "طه حسين" الذي دعا إلى المدارسة الفنية للنص القرآني وتذوق‬
‫جماله الفني والدبي‪ ،‬والتعبير عن نتائج هذا التذوق بغض النظر عن مكانته الدينية‪،‬‬
‫واعتبار القصص القرآن أساطير ملفقة فنيا للتأثير في الملتقى العربي‪ ،‬وهذا ما ذكره‬
‫"محمد خلف ال" في رسالته العليمة "الفن القصص في القرآن" من أن القصص القرآني‬
‫نمط من أنماط القصة الفنية التي ليس من الضرورة أن تكون حقيقية أو صادقة إوانما‬
‫فيها تبديل وتغيير واختراع‪.‬‬
‫‪ -‬وقد وقف الستاذ "سيد قطب" في وجه هذا التيار‪ ،‬ومارس التأويل في ظلل القرآن‬
‫دون أن يقتضى ذلك إنكا ار لعالم الغيب‪ ،‬يقول‪" :‬لم يجل بخاطري قط أن الفني بالقياس‬
‫إلى القرآن معناه الملفق أو المخترع أو القائم على مجرد الخيال‪ ،‬وذلك أن دراستي‬
‫الطويلة للقرآن الكريم لم يكن فيها ما يلجئني إلى هذا الفهم أو هذا التأويل")‪.(36‬‬

‫‪17‬‬
‫‪ -‬كتب المحدثون حول النص القرآني بوصفه نصا لغويا خارج كل بعد ديني نظ ار‬
‫وممارسة‪ ،‬وتحدثوا عن آفاق الكتابة القرآنية من خلل مسارات تحمل الكثير من‬
‫التساؤلت‪ ،‬وفي مغامرة فاشلة لنسنته تحت تأثير النزعة الوضعية‪ ،‬واستنطاقه برغبات‬
‫العصر‪ ،‬أو أسره بسياقه التاريخي القديم‪.‬‬
‫‪ -‬إن النص القرآني لبد أن يحمل مقصداا‪ ،‬ونظرية موت المؤلف ترفض فكرة المقصد‪،‬‬
‫وبالتالي يحق للقارئ أن يتأول المعاني بهتك الحدود اللغوية والتماهي مع الناص في‬
‫نوع من الحلول الصوفى‪ ،‬يقول أدونيس في كتابه "الثابت والمتحول"‪" :‬ال في التصور‬
‫السلمي التقليدي نقطة ثابتة متعالية منفصلة عن النسان‪ ،‬التصوف ذوب اللوهية‬
‫وجعلها حركة في النفس في أغوارها‪ ،‬أذاب الحاجز بينه وبين ال وبهذا المعنى قتل ال‪،‬‬
‫وأعطى للنسان طاقاته")‪ (37‬تعالى ال العظيم عما يقولون علوا كبي ارا‪ ،‬أي اجتراء على‬
‫العقيدة؟ً! وأي مس بذات ال عز وجل وتقدست ذاته وأسماؤه وصفاته؟ً! وأي مخالفنة‬
‫لسس التصور السلمي النابض بالحياة والحق؟ً!‬
‫‪ -‬كما نادى "محمد أركون" بتفكيك النص القرآني بحسبانه بنية لغوية أسطورية‪ ،‬يقول‪:‬‬
‫"إن المعطيات الخارقة للطبيعة والحكايات السطورية القرآنية تتلقى بصفتها تعابير‬
‫أدبية‪ ،‬أي تعابير محورة عن مطامح ورؤى وعواطف حقيقية‪ ،‬يمكن للتحليل التاريخي‬
‫والسوسيولوجي والسيكولوجي واللغوي أن يعرفها ويكشفها")‪.(38‬‬
‫لم يبتعد أركون كثي ار عن منهجية أهل الشرك في القرون الولى في رفض النص‬
‫القرآني واعتبار قصصه أساطير كتبها محمد "ومنهم من يستمع إليك‪ ،‬وجعلنا على‬
‫قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وق ارا‪ ،‬إوان يروا كل آية ل يؤمنوا بها‪ ،‬حتى إذا جاءوك‬
‫يجادلونك يقول الذين كفروا إن هذا إل أساطير الولين")‪(39‬‬
‫ويقول الحق تبارك وتعالى في سورة الفرقان‪" :‬وقالوا أساطير الولين اكتتبها فهي تملى‬
‫ل")‪(40‬‬
‫عليه بكرة وأصي ا‬

‫‪18‬‬
‫وقد أشار أدونيس إلى أن انتقال النص القرآني من مرحلة الشفاهة إلى الكتابة قد أخرجه‬
‫من القداسة إلى النسنة‪.‬‬
‫أما الناقد الحداثي "نصر حامد أبو زيد" الذي سخر فكره وقلمه لنقد الفكر الديني‬
‫والخطاب القرآني فيرى أن قراءة النص القرآني يجب أن تكون ناسوتية وليست لهوتية‪،‬‬
‫وأنه يجب إغفال كل ما هو غيبي ميتافيزيقي مقدس عند التعرض لمقاربته أو نقده‪،‬‬
‫يقول‪" :‬إن النص القرآني في حقيقته وجوهره منتج ثقافي‪ ،‬والمقصود بذلك أنه تشكل في‬
‫الواقع والثقافة خلل فترة تزيد على العشرين عاماا‪ ،‬إواذا كانت هذه الحقيقة تبدو متفقا‬
‫عليها‪ ،‬فإن اليمان بوجود ميتافيزيقي سابق للنص يعود ليطمس هذه الحقيقة البديهية‬
‫ويعكر من ثم إمكانية الفهم العلمي لظاهرة النص")‪.(41‬‬
‫ثم ينقل أبو زيد في كتابه "نقد الفكر الديني" مقولة لدونيس فيها تزييف لطبيعة الخطاب‬
‫القرآني الذي يسسره ال تعالى للتدبر والتفكر "ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مسدكر")‬
‫‪(42‬‬
‫يقول أدونيس‪" :‬إن القول بإلهيتة النصوص والصرار على طبيعتها اللهية يستلزم أن‬
‫البشر ينزوون بمناهجهم عن فهمها مالم تتدخل العناية اللهية لوهب البشر طاقات‬
‫خاصة من الفهم‪ ،‬وهكذا تتحول النصوص الدينية إلى نصوص مستغلقة على فهم‬
‫النسان العادي‪ ،‬وتصبح شفرة إلهية ل تفهمها إل قوة خاصة‪ ،‬وهكذا يبدو وكأن ال يكلم‬
‫نفسه ويناجي ذاته")‪.(43‬‬
‫والحقيقة أن حيوية ووضوح النص القرآني الذي تكفل ال بحفظه وتفاعل المسلمين معه‬
‫تعبدا وتعلم ا ومنهج حياة ينفي هذا الدعاء الباطل باستغلقه على الفهم واحتياجه إلى‬
‫معجزة أو كرامة لفهم آياته‪ ،‬وخاصة بعد أن قام المفسرون رضوان ال عليهم من‬
‫الصحابة والتابعين بتبيان معانيه ومقاصده وأسباب نزوله بسند متصل إلى رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم الذي ل ينطق عن الهوى "إن هو إل وحي يوحى")‪(44‬‬

‫‪19‬‬
‫وهذا ما يشكك فيه أدونيس في كتابه "النص القرآني وآفاق الكتابة" يقول‪" :‬منذ أن‬
‫أصبح الوحي موجودا في لغة‪ ،‬ومنذ أن تحول إلى نص مكتوب‪ ،‬صار بوصفه كتابة‬
‫هو المتكلم‪ ،‬أي صارت اللغة هي الذات المتكلمة")‪(45‬‬
‫لقد جعل أدونيس بنية النص القرآني اللغوية هي الذات المتكلمة بعد كتابته‪ ،‬كلم يفتقر‬
‫إلى دليل‪ ،‬إوانشاء يجانبه الصواب ويخالف العقيدة القارة في الفكر السلمي أن القرآن‬
‫كلم ال تعالى‪ ،‬هذا المعتقد الذي صمد في وجه فتنة خلق القرآن في القرن الثالث‬
‫الهجري‪ ،‬التي بثها أهل العتزال بادعائهم أن القرآن مخلوق‪ ،‬ورحم ال المام أحمد بن‬
‫حنبل وجزاه عن المسلمين خي ار فقد بذل فائق الجهد وذاق أقسى ألوان العذاب للبقاء‬
‫على هذا العتقاد حيا في نفوس المسلمين إلى يوم القيامة‪.‬‬
‫إن للنص القرآني قداسة تمنع من الوقوع في شرك الحداثيين إواغواءاتهم واجتراءاتهم‬
‫الحاقدة واجتراحاتهم الثمة‪.‬‬
‫لقد رفض أدونيس النقل عن الغيبي واجترح اللحاد مدعيا أنه عودة النسان طبيعته‬
‫الصلية‪ ،‬وهو ثورة تهدف إلى هدم سلطة يمارسها النسان باسم الوحي على النسان أو‬
‫يمارسها باسم الغيب على الواقع")‪.(46‬‬
‫إن أعلى درجات الجرأة على عالم الغيب هي دعوة أدونيس إلى إعادة كتابة‪ ،‬النص‬
‫القرآني الذي أصبح إنساني ا بعد الكتابة والتأويل‪.‬‬
‫ويدعي أبو زيد أن الثقافة العربية لم تخترق حدود الثبات والتقليد إلى التحول والتجديد إل‬
‫على يد أصحاب المذاهب الباطنية التي تحررت من سلطة النص القرآني النقلية‪،‬‬
‫والسبب من وجهة نظره أن النصوص القرآنية قد تأسست منذ أن تجسدت في التاريخ‬
‫واللغة‪ ،‬وتوجهت بمنطوقها ومدلولها إلى البشر في واقع تاريخي محدد")‪(47‬‬
‫وأقول إن قدسية كتاب ال عز وجل إواعجازه وكونه كلم ال تعالى ل يعني إقفال باب‬
‫الجتهاد في تتبع جمالياته إوايحاءاته ومناحي العجاز العلمي وذلك بالقراءة الواعية‬

‫‪20‬‬
‫المستبصرة التي تقر بأنه كلم ال وله مقاصد نقلها النبي صلى ال عليه وسلم عن ربه‬
‫بالوحي‪ ،‬ثم نقلها الصحابة والتابعون وتناقلتها أجيال المسلمين جيل بعد جيل‪.‬‬
‫إن تلوة القرآن وتدبر معانيه من الشعائر التي تستوجب تعظيما والعبادات التي‬
‫تستوجب ثواباا‪ ،‬لذلك وجب العتناء بابتكار أشكال تأويلية ل تعارض المنقول وتكشف‬
‫المزيد من مناحي الجمال فيه مع الستحضار الدائم لعظمة منزل الذكر وجلله‪،‬‬
‫وشرف مبلغه سيد الخلق عليه الصلة والسلم‪ ،‬واحترام اجتهادات المفسرين من علمائنا‬
‫الوائل‪ ،‬وكونه منهج حياة خالد‪.‬‬
‫* * *‬

‫‪21‬‬
‫الخـاتـمـة‬
‫بعد عرض تحليلي بعض المقولت النقدية المتعلقة بالنص وموت المؤلف تبين أن‬
‫المنظور البنيوي لكينونة النسان المبدع ل يفي بمتطلبات التحليل النقدي الشامل وأن‬
‫الظروف التاريخية والفكرية والفلسفية التي صاحبت نشوء هذه المقولت في أوروبا‬
‫تختلف سياقاتها ومساقاتها عن الثقافة العربية السلمية‪.‬‬
‫وأن الجوهر الفكري للجراءات الحداثية في معظمه ل يتفق مع العقيدة السلمية ولعله‬
‫يعارضها عمدا في أحيان كثيرة‪.‬‬
‫وهذا ل ينفي إمكانية الستفادة من الجراءات التحليلية الصرفة التي جاءت بها البنيوية‬
‫وما بعدها بما ل يتعارض مع عقيدة أو شريعة أو أخلق يقتضيها الفكر السلمي‬
‫الصيل‪.‬‬
‫كما أن إسقاط نظرته موت المؤلف على النص القرآني قد سبب إشكاليات عقائدية كثيرة‬
‫ل‪ ،‬ول تزال تداعيات نظريات‬
‫تناولتها بالنقد والرد والتحليل ما استطعت إلى ذلك سبي ا‬
‫الحداثة العقائدية مجالا واسع ا للبحث والستقصاء حفاظ ا على هويتنا التاريخية وذاتنا‬
‫الحضارية العريقة‪ .‬وحفاظا على ديننا العظيم‪.‬‬
‫* * *‬

‫‪22‬‬
‫الهوامش‪:‬‬
‫‪ (1‬رمضان بسطاويسي محمد‪ :‬الجميل ونظريات الفنون‪ ،‬كتاب الرياض رقم‬
‫‪) 25/26‬الرياض‪ (1406 ،‬ص ‪349‬‬
‫‪ (2‬انظر روجيه جارودي‪ :‬البنيوية فلسفة موت النسان ترجمة جورج طرابيشي‬
‫)بيروت‪ ،‬دار الطليعة‪ (1985 ،‬ص ‪83‬‬
‫‪ (3‬سورة هود‪ :‬الية ‪1‬‬
‫‪ (4‬سورة السجدة‪ :‬الية ‪42‬‬
‫‪ (5‬سورة الكهف‪ :‬الية ‪1‬‬
‫‪ (6‬شاه ولي ال‪ :‬الفوز الكبير في علم التفسير )كراتشي‪ ،‬مكتبة خير كثير( ص ‪62‬‬
‫‪ (7‬انظر رولن بارت‪ :‬موت المؤلف ترجمة عبد السلم العالي مجلة المهد العدد‬
‫السابع السنة الثانية )عمان‪(1985 ،‬ص ‪12-10‬‬
‫‪ (8‬انظر رولن بارت‪ :‬النقد والحقيقة ترجمة إبراهيم الخطيب )الرباط‪ ،‬الشركة‬
‫المغربية للناشرين المتحدين‪ (1985 ،‬ص ‪103‬‬
‫‪ (9‬رولن بارت‪ :‬موت المؤلف ص ‪13‬‬
‫‪ (10‬محمد الهادي المطوي‪ :‬في التعالي النصي‪ ،‬المجلة العربية للثقافة السنة ‪16‬‬
‫العدد ‪) 32‬تونس‪ (1997 ،‬ص ‪187‬‬
‫‪ (11‬رولن بارت‪ :‬النقد والحقيقة ص ‪87‬‬
‫‪ (12‬انظر رامان سلدن‪ :‬النظرية الدبية المعاصرة‪ ،‬ترجمة جابر عصفور والقاهرة‪،‬‬
‫الهيئة المصرية لقصور الثقافة‪ (1996 ،‬ص ‪186‬‬
‫‪ (13‬رمان سلدن‪ :‬النظرية الدبية المعاصرة ص ‪67‬‬
‫‪ (14‬بتصرف طه حسين‪ :‬تجديد ذكرى أبى العلء )القاهرة‪ ،‬دار المعارف( ص ‪22‬‬

‫‪23‬‬
‫‪ (15‬لوسيان غولدمان وآخرون‪ :‬البنيوية التكوينية والنقد الدبي ترجمة محمد سبيل‬
‫)بيروت‪ ،‬مؤسسة البحاث العربية‪ (1986 ،‬ص ‪46‬‬
‫‪ (16‬عبد العزيز حمودة‪ :‬المرايا المحدبة من البنيوية إلى التفكيك )الكويت‪ ،‬عالم‬
‫المعرفة‪ (1998 ،‬ص ‪59‬‬
‫‪ (17‬عبد العزيز حمودة‪ :‬المرايا المحدبة ص ‪343‬‬
‫‪ (18‬كمال أبو ديب‪ :‬مقال بمجلة فصول المجلد الرابع العدد الثالث عام ‪ 1984‬ص‬
‫‪37‬‬
‫‪ (19‬مالكولم برادبري وجيمس ماكفلرن‪ :‬الحداثة ‪ 1930 – 1890‬ترجمة مؤيد حسن‬
‫فوزي )بغداد‪ ،‬دار المأمون للترجمة والنشر‪ (1987 ،‬ص ‪25‬‬
‫‪ (20‬خالدة سعيد‪ :‬الحداثة وعقده جلجامس مقال بمجلة "قضايا وشهادات" نيقوسيا‬
‫شتاء ‪1991‬م ص ‪273‬‬
‫‪ (21‬عبد العزيز حمودة‪ :‬المرايا المحدبة ص ‪64‬‬
‫‪ (22‬انظر عبد ال الغزامي‪ :‬تشريح النص مقاربات تشريحية لنصوص معاصرة‬
‫)لبنان‪ ،‬دار الطليعة‪ (1987 ،‬ص ‪79‬‬
‫‪ (23‬رجاء عيد‪ :‬القول الشعري )مصر‪ ،‬دار المعارف‪ (1990 ،‬ص ‪225‬‬
‫‪ (24‬رجاء عيد‪ :‬القول الشعري ص ‪21‬‬
‫‪ (25‬انظر محمد علي الكردي‪ :‬النقد البنيوي بين اليدلوجيا والنظرية مجلة فصول‬
‫العدد الول )القاهرة‪ (1983 ،‬ص ‪270‬‬
‫‪ (26‬انظر عبد الملك مرتاض‪ :‬في نظرية النص الدبي‪ ،‬مجلة الموقف الدبي‬
‫)دمشق‪ (1989 ،‬ص ‪201‬‬
‫‪ (27‬انظر عبد العزيز حمودة‪ :‬الخروج من التيه )دراسة في سلطة النص( جريدة‬
‫الرياض العدد ‪ 298‬نوفمبر ‪2003‬م ص ‪38‬‬

‫‪24‬‬
‫‪ (28‬فاضل ثامر‪ :‬اللغة الثانية في إشكالية المنهج والنظرية والمصطلح‪ ،‬المركز‬
‫الثقافي العربي ط )بيروت‪ (1994 ،‬ص ‪135‬‬
‫‪ (29‬عبد ال الغذامي‪ :‬ثقافة السئلة )الكويت‪ ،‬دار سعاد الصباح‪ (1993 ،‬ص‬
‫‪205‬‬
‫‪ (30‬فاضل ثامر‪ :‬اللغة الثانية ص ‪114‬‬
‫‪ (31‬انظر عبد القاهر الجرجاني‪ :‬دلئل العجاز تحقيق محمد رشيد رضا )بيروت‪،‬‬
‫دار المعرفة‪ (1981 ،‬ص ‪300‬‬
‫‪ (32‬أبو بكر الباقلني‪ :‬إعجاز القرآن تحقيق السيد أحمد صقر )القاهرة‪ ،‬دار‬
‫المعارف‪ (1971 ،‬ص ‪35‬‬
‫‪ (33‬موريس بوكاي‪ :‬دراسة في الكتب المقدسة )بيروت‪ ،‬دار رشا( ص ‪13‬‬
‫‪ (34‬موريس بوكاي‪ :‬دراسة في الكتب المقدسة ص ‪145‬‬
‫‪ (35‬انظر أمين الخولي‪ :‬التفسير نشأته تدرجه وتطوره )بيروت‪ ،‬دار الكتاب اللبناني‪،‬‬
‫‪ (1982‬ص ‪75‬‬
‫‪ (36‬سيد قطب‪ :‬مشاهد القيامة في القرآن )القاهرة‪ ،‬دار الشروق( ص ‪229‬‬
‫‪ (37‬أدونيس‪ :‬الثابت والمتحول )بيروت‪ ،‬دار العودة‪ (1974 ،‬ص ‪83‬‬
‫‪ (38‬محمد أركون‪ :‬الفكر السلمي قراءة علمية ترجمة هاشم صالح )بيورت المركز‬
‫الثقافي العربي‪ (1996 ،‬ص ‪191‬‬
‫‪ (39‬سورة النعام‪ :‬الية ‪25‬‬
‫‪ (40‬سورة الفرقان‪ :‬الية ‪5‬‬
‫‪ (41‬نصر حامد أبو زيد‪ :‬مفهوم النص دراسة في علوم القرآن ط ‪) 4‬بيروت‪ ،‬المركز‬
‫الثقافي العربي‪ (1998 ،‬ص ‪24‬‬
‫‪ (42‬سورة القمر‪ :‬الية ‪17‬‬

‫‪25‬‬
‫‪ (43‬نصر حامد أبو زيد‪ :‬نقد الخطاب الديني ط ‪) 3‬مصر‪ ،‬مكتبة مدبولي‪(1995 ،‬‬
‫ص ‪202‬‬
‫‪ (44‬سورة النجم‪ :‬الية ‪4‬‬
‫‪ (45‬أدونيس‪ :‬النص القرآني وآفاق الكتابة )بيروت‪ ،‬دار الداب‪ (1993 ،‬ص ‪42‬‬
‫‪ (46‬انظر أدونيس‪ :‬الثابت والمتحول ص ‪89‬‬
‫‪ (47‬أبو زيد‪ :‬نقد الخطاب الديني ص ‪119‬‬

‫‪26‬‬
‫المصادر والمراجع‬
‫القرآن الكريم‬ ‫‪-1‬‬
‫أبو بكر الباقلني‪ :‬إعجاز تحقيق السيد أحمد صقر )القاهرة‪ ،‬دار المعارف‪،‬‬ ‫‪-2‬‬
‫‪(1971‬‬
‫أدونيس‪ :‬الثابت والمتحول )بيروت‪ ،‬دار العورة‪(1974 ،‬‬ ‫‪-3‬‬
‫أدونيس‪ :‬النص القرآني وآفاق الكتابة )بيروت‪ ،‬دار الداب‪(1993 ،‬‬
‫أمين الخولي‪ :‬التفسير نشأته وتطوره وتدرجه )بيروت‪ ،‬دار الكتاب اللبناني‪،‬‬ ‫‪-4‬‬
‫‪(1982‬‬
‫خالدة سعيد‪ :‬الحداثة وعقدة جلجامش قضايا وشهادات )نيقوسيا‪ ،‬شتاء ‪1991‬م(‬ ‫‪-5‬‬
‫رامان سلدن‪ :‬النظرية الدبية المعاصرة ترجمة جابر عصفور )القاهرة‪ ،‬الهيئة‬ ‫‪-6‬‬
‫المصرية العامة لقصور الثقافة‪1996 ،‬م(‬
‫رجاء عيد‪ :‬القول الشعري )مصر‪ ،‬دار المعارف‪1990 ،‬م(‬ ‫‪-7‬‬
‫رمضان بسطاويس محمد‪ :‬الجميل ونظريات الفنون كتاب الرياض رقم ‪25‬‬ ‫‪-8‬‬
‫)الرياض‪1406 ،‬هـ(‬
‫روجيه جارودي‪ :‬البنيوية فلسفة موت النسان‪ ،‬ترجمة جورج طرابيش )بيروت‪،‬‬ ‫‪-9‬‬
‫دار الطليعة‪(1985 ،‬‬
‫رولن بارت‪ :‬النقد والحقيقة ترجمة إبراهيم الخطيب )الرباط‪ ،‬الشركة المغربية‬ ‫‪-10‬‬
‫للناشرين المتحدين‪(1985 ،‬‬
‫رولن بارت‪ :‬موت المؤلف‪ ،‬ترجمة عبد السلم العالي‪ ،‬مجلة المهد العدد السابع‬
‫السنة الثانية )عمان‪(1985 ،‬‬
‫سيد قطب‪ :‬مشاهد القيامة في القرآن )القاهرة‪ ،‬دار الشروق(‬ ‫‪-11‬‬
‫شاه ولي ال‪ :‬الفوز الكبير في علم التفسير )كراتشي‪ ،‬مكتبة‪ ،‬خير كثير(‪.‬‬ ‫‪-12‬‬

‫‪27‬‬
‫طه حسين‪ :‬تجديد ذكرى أبي العلء )القاهرة‪ ،‬دار المعارف(‬ ‫‪-13‬‬
‫فاضل ثامر‪ :‬اللغة الثانية في إشكالية المنهج والنظرية والمصطلح بيروت‪،‬‬ ‫‪-14‬‬
‫المركز الثقافي العربي‪(1994 ،‬‬
‫كمال أبو ديب مقال بمجلة فصول المجلد الرابع العدد الثالث )القاهرة‪(1984 ،‬‬ ‫‪-15‬‬
‫عبد العزيز حمودة‪ :‬الخروج من التيه )دراسة في سلطة النص(‬ ‫‪-16‬‬
‫جريدة الرياض العدد ‪) 298‬الرياض‪2003 ،‬م(‬
‫عبد العزيز حمودة‪ :‬المرايا المحدبة )الكويت‪ ،‬عالم المعرفة‪(1998 ،‬‬
‫عبد ال الغذامي‪ :‬تشريح النص )مقاربات تشريحية لنصوص معاصرة( )لبنان‪،‬‬ ‫‪-17‬‬
‫دار الطليعة‪(1987 ،‬‬
‫عبد ال الغذامي‪ :‬ثقافة السئلة )الكويت‪ ،‬دار سعاد الصباح‪(1993 ،‬‬
‫عبد الملك مرتاض‪ :‬في نظرية النص الذلي‪ ،‬مجلة الموقف الدبي )دمشق‪،‬‬ ‫‪-18‬‬
‫‪(1989‬‬
‫لوسيان غولدمان‪ :‬البنيوية التكوينية‪ ،‬ترجمة محمد سبيل )بيروت‪ ،‬مؤسسة‬ ‫‪-19‬‬
‫البحاث العربية‪(1986 ،‬‬
‫ما لكولم برادبري وجيمس ماكفلرن‪ :‬الحداثة ترجمة فويد فوزي )بغداد‪ ،‬دار‬ ‫‪-20‬‬
‫المأمون للطباعة والنشر‪(1987 ،‬‬
‫محمد أركون‪ :‬الفكر السلمي قراءة علمية ترجمة هاشم صالح )بيروت‪ ،‬المركز‬ ‫‪-21‬‬
‫الثقافي العربي‪(1996 ،‬‬
‫محمد الكردي‪ :‬النقد البنيوي بين اليديولوجيا والنظرية مجلة فصول العدد الول‬ ‫‪-22‬‬
‫)القاهرة‪(1983 ،‬‬
‫محمد الهادي المطوي‪ :‬في التعالي النصي المجلة العربية للثقافة السنة ‪16‬‬ ‫‪-23‬‬
‫العدد ‪) 32‬تونس‪(1997 ،‬‬

‫‪28‬‬
‫موريس بوكاي‪ :‬دراسة في المكتب المقدسة )بيروت‪ ،‬دار رشا(‬ ‫‪-24‬‬
‫نصر حامد أبو زيد‪ :‬مفهوم النص دراسة في علوم القرآن ط ‪) 4‬بيروت‪ ،‬المركز‬ ‫‪-25‬‬
‫الثقافي العربي‪(1998 ،‬‬
‫نصر حامد أبو زيد‪ :‬نقد الخطاب الديني )مصر‪ ،‬مكتبة مدبولي‪(1995 ،‬‬

‫‪29‬‬

You might also like