You are on page 1of 10

‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬

‫وزارة التعليـــم العالـــــي و البحـــــث العلــمي‬


‫المركز الجامعي أحمد بن عبد الرزاق حمودة ‪ -‬سي الحواس ‪ -‬بريكة‬

‫معهـد اآلداب واللغـات‬


‫قسـم اللغـة واالدب العربـي‬

‫بحث حــول ‪:‬‬

‫درس السيميـولوجيـا‬
‫‪ -‬تلخيـص كتـاب ‪-‬‬
‫سنـة ثانيـة ماستــــر‬
‫تخصـص ‪ :‬أدب عربـي حـديث و معاصـر‬

‫اعداد الطلبــة ‪:‬‬


‫تحت اشراف الدكتور(ة) ‪:‬‬
‫بريكـات شهـر زاد‬
‫‪ ‬بن نابـت سميـر‬ ‫جـراف فائـزة‬

‫السنـة الجامعيـة ‪2024/2023 :‬‬



‫المؤلف ‪ :‬روالن‬
‫بارت‬
‫التصنيف ‪ :‬كتب‬
‫الفلسفة‬
‫الفئة ‪ :‬دراسات‬
‫فلسفية‬
‫سنة النشر ‪ :‬غير‬
‫محدد‬
‫عدد الصفحات ‪90 :‬‬
‫‪ ‬مقـدمــة ‪:‬‬
‫كان روالن بارت «م َّمن أحيَوا العقل األدبي بال منازع»‪،‬‬
‫ا‬
‫منشغال طيلة حياته «بالطريقة التي يجعل بها الناس‬ ‫وظل‬
‫شهرة لجوانب‬ ‫ا‬
‫ومعقوال»‪ .‬يحظى بارت بال ُّ‬ ‫عالَ َمهم مفهو اما‬
‫متعددة؛ ففي نظر البعض هو ذلك البنيوي الذي رسم‬
‫حدود «علم األدب»‪ ،‬والمناصر األبرز للسيميولوجيا‪،‬‬
‫وفي نظر البعض اآلخر ال يرمز بارت للعلم وإنما‬
‫للمتعة؛ إذ اعتنق رؤيةا لألدب تمنح القارئ ا‬
‫دورا إبداعيًّا‪.‬‬

‫المؤلف جوناثان كولر الضو َء على اإلسهامات‬‫ُ‬ ‫يُلقي‬


‫المجرب العام»‪،‬‬
‫ِّ‬ ‫النظرية المتعددة التي قدَّمها هذا «‬
‫ويصف المشروعات العديدة التي تبنَّاها بارت والتي‬
‫ساعدت على تغيير الطريقة التي ننظر بها إلى نطاق من‬
‫الظواهر الثقافية‪ ،‬من األدب والموضة والدعاية إلى‬
‫األفكار المتعلقة بالذات والتاريخ والطبيعة‬
‫‪ ‬تعريف بــ المألف ‪:‬‬
‫روالن بارت (بالفرنسية‪)Roland Barthes :‬‬
‫فيلسوف فرنسي‪ ،‬ناقد أدبي‪ ،‬داللي‪ ،‬ومنظر اجتماعي‪.‬‬
‫ُولد في ‪ 12‬نوفمبر ‪ ،1915‬في‬
‫شربور‪ ،‬وأصيب بالسل في‬
‫مطلع حياته‪ ،‬ونال شهادة في‬
‫الدراسات الكالسيكية من‬
‫جامعة السوريون عام ‪،1939‬‬
‫ودرس في بوخارست‪،‬‬
‫ومصر‪ ،‬وأصبح أستاذا‬
‫للسيميولوجيا عام ‪ 1976‬في‬
‫الكولج دي فرانس‪ ،‬وتعرض لحادث تُوفي على أثره في‬
‫‪ 25‬مارس ‪.1980‬‬
‫‪ ‬التلخيص ‪:‬‬
‫يضم هذا الكتاب الصغير الرائع مقتطفات صغيرة من إنتاج روالن‬
‫بارت‪ ،‬فهو يشمل درس افتتاحي لكرسي السيميولوجيا فى كوليج‬
‫دى فرانس‪ ،‬وحوار بين روالن بارت و م‪ .‬نادو‪ ،‬إلى جانب ثالثة‬
‫مقاالت أخرى‪ ،‬أهمها مقالة عظيمة تقوم فكرتها على تمييز بين ما‬
‫يسمى باألثر األدبي وما يسمى بالنص‪ ،‬وهذا العنصران ال يوجدان‬
‫بشكل مستقل وواضح‪ ،‬واألغلب أنهما إحالتان مجردتان من نزاع‬
‫أطراف متشابكة ومتنازعة في أي كتابة‪ .‬يصف بارت "األثر" بكل‬
‫ما يخص خلفيتنا المعرفية التقليدية عن األدب ‪ :‬فهو الكتابة التي‬
‫صله كاتب متعالي على قارئ‪ ،‬وتقوم‬ ‫تتمركز حول معنى محدد يُو ِّ‬
‫فكرة "األثر" على حاجز واضح بين مؤلف وقارئ‪ .‬في مقابل هذا‬
‫هناك ما يسمى ب"النص"‪ ،‬وهذا النص كما فهمته هو شيء غير‬
‫موجود إال كبذرة إلمكانيات مفتوحة‪ ،‬ولم أشعر به إال كالكتابة‬
‫يكونها أثناء النوم وعندما‬
‫المفتوحة الشاملة التي يتوهم الذهن إنه ِّ‬
‫يستيقظ يجد إنها تبددت من دماغه‪ ،‬فالنص في مقابل األثر هو‬
‫"فضاء لغوى" ‪ ،‬هو نوع من الشفافية المحايدة المتمثلة في بنية‬
‫مفتوحة من قواعد اللغة ونُظمها بأكملها‪ ،‬كل اللغات‪ ،‬دون أن‬
‫تستأثر لغة على أخرى بسلطة من "المؤلف" ‪ ،‬وهو ينبوع مفتوح‬
‫لتعدد المعاني يشارك فيه القارئ‪ .‬إن النص يوتوبيا اجتماعية‬
‫وبكلمات بارت ‪" :‬هو ذلك الفضاء االجتماعي الذى ال يدع أي لغة‬
‫بمعزل عنه وخارجه‪ ،‬وال أي فاعل في عملية التعبير في مكان‬
‫الحاكم واألستاذ والمحلل والمعترف والمنقب"‪ .‬وأيضا ‪" :‬إن النص‬
‫بما هو مستوى الدال وانتظامه‪ ،‬فهو ينتمى‪ ،‬على طريقته‪ ،‬ليوتوبيا‬
‫اجتماعية‪ .‬إنه إن لم يكن يحقق‪ ،‬قبل التاريخ‪ ،‬شفافية العالقات‬
‫االجتماعية‪ ،‬فعلى األقل شفافية العالقات اللغوية‪ ،‬إنه الفضاء الذى‬
‫ال تتغلب فيه لغة على أخرى‪ ،‬والذى تروج فيه اللغات وتدور"‪.‬‬
‫ومن خالل هذه المقتطفات يظهر تأكيد بارت على ضرورة تحليل‬
‫صوت السلطة الخفي في األدب‪ ،‬سواء إنتاجه أو تدريسه‪ ،‬والفكرة‬
‫المجردة الحلمية الممثلة فيما يسمى بالنص‪ ،‬في مقابل األثر‪ ،‬تظهر‬
‫كيوتوبيا‪ ،‬لغوية في المقام األول‪ ،‬ثم اجتماعية‪ ،‬تختفى فيها السلطة‪،‬‬
‫فالنص هو فضاء محايد ومفتوح‪ ،‬هو نقل شفاف ل" بنية اللغة"‪،‬‬
‫البنية الذهنية الممثلة في اللغة‪ ،‬والتي تسمح بفضاء مفتوح من‬
‫اللعب‪ ،‬ويتوازى هذا مع فكرة المقالة األخيرة عن "موت المؤلف"‬
‫‪ ،‬انتفاء سلط ة المؤلف وتالشى ذاته‪ ،‬تالشى سلطة معارفه وتاريخه‬
‫واعترافاته‪ ،‬فالكتابة الحقة‪ ،‬كتابة النصوص‪ ،‬تجعل ذات المؤلف‬
‫تتالشى‪ ،‬ال تتأكد‪ ،‬تتالشى أمام بنية أسبق تتخلل الكيان الشفاف‬
‫للكاتب‪ ،‬الذى يصبح بذلك مجرد "ناسخ" ال "مؤلف"‪.‬‬
‫‪ ‬نقد الكتاب ‪:‬‬
‫ومن المعروف ان أي عمل ادبي يتم نقده و تبيان الجوانب (‬
‫السلبية و االيجابية ) فأي عمل ال يخلو من النقص و يحاول ان‬
‫يرقى الى الكمال و من النقاد الذين قاموا بنقد هذا الكتاب ‪:‬‬
‫قال رضا البطاوى في مقالته نقد كتاب "درس السيميولوجيا" ‪:‬‬
‫قال بارت "أن الكتابة قضاء على كل صوتا وعلى كل أصل الكتابة‬
‫هي هذا الحياد هذا التأليف واللف الذى تتيه فيه ذاتيتنا الفاعلة‬
‫"ص‪81‬‬
‫الخطأ هنا هو تيه ذاتيات الناس في التأليف وهو كالم ليس واقعى‬
‫فمن يكتب المؤلف يحاول اثبات ذاته من خالل التأليف نفسه أو من‬
‫خالل مناقشة مقوالت تدور في نفسه يحاول اثباتها أو نفيها فالكتابة‬
‫هي إثبات للذات في معظم المؤلفات إن لم يكن كلها‪.‬‬
‫كما قال أيضا ‪:‬‬
‫" بيد أن اللسان من حيث هو إنجاز كل لغة ليس بالرجعى وال‬
‫بالتقدمي إنه بكل بساطة فاشي ذلك ألن الفاشية ليست الحيلولة‬
‫دون الكالم وإنما هي اإلرغام عليه "ص‪13‬‬
‫الخطأ كون اللسان فاشي وليس رجعى وال تقدمي وهو كالم جنوني‬
‫فاللسان محايد اإلنسان هو من يجعله كما يريد فاللسان يستخدمه‬
‫الرجعى والتقدمي والفاشي وغيرهم من التصنيفات السياسية‬
‫واالجتماعية عند الغربيين وغيرهم ولذا سماه هللا لسان القوم وهو‬
‫اصطالحهم على المعاني كما قال تعالى "وما أرسلنا من رسول إال‬
‫بلسان قومه "‬
‫نقد د‪.‬مصطفى عطية جمعة ‪:‬‬
‫في رؤيته السيميولوجية‪ ،‬يؤكد بارت أن كثيرا مما حولنا يمكن أن‬
‫يكون نصوصا سيميولوجية‪ ،‬بمعنى أن كل ما نراه في مجتمعاتنا في‬
‫المالبس والميديا وسائر اإلنتاج المرئي ( في التلفزيون والسينما‬
‫والصحف واإلعالنات )‪ ،‬فكلها نصوص قابلة للتأويل‪ ،‬والتعبير عن‬
‫المجتمع وتوجهاته وآرائه ومقاييسه‪ ،‬وبهذا نستطيع قراءة‬
‫المجتمعات من خالل ما يتبدى منها من عالمات مرئية رائجة‪ ،‬بل‬
‫يمكن النظر في أوجه التشابه واالختالف بين المجتمعات من خالل‬
‫السيميائيات المشتركة‪ ،‬فيما يسمى الهوية “‪” Identification‬‬
‫التي تتيح لنا قراءة المجتمعات المعاصرة من خالل أمثلة الميديا ‪،‬‬
‫وبذلك يقدم بارت أفقا جديدا في قراءة العالمات البصرية‪،‬‬
‫واعتبارها نصوصا ينبغي قراءتها في أطرها المجتمعية والنفسية‬
‫الجمعية‪ .‬تلك الرؤية التي نجدها في مرحلته البنيوية‪ ،‬وهو ينظر‬
‫إلى القصص ويجدها متحققة في مواد مختلفة‪ :‬شفاهية أو مكتوبة‪،‬‬
‫ويمكن أن تعتمد على الصورة الثابتة أو المتحركة‪ ،‬أو تعتمد على‬
‫الحركة‪ ،‬وعلى االختالط المنظم لكل هذه المواد‪ ،‬وهي حاضرة في‬
‫التاريخ واألسطورة والخرافة وحكايا الحيوان‪ ،‬مثلما هي حاضرة‬
‫في مرئيات كثيرة معبرة مثل اللوحة التشكيلية والمسرح اإليمائي‬
‫والصورة الملونة‪ ،‬وفي كل واجهة عرض زجاجية‪ ،..‬في كل‬
‫األزمنة واألمكنة‪.‬‬
‫‪ ‬الخاتمة‬
‫وفي األخير يمكن القول إن روالن بارت لم يكن ناقدا فحسب‪ ،‬بل‬
‫كان مبدعا تجلى قمة إبداعه فيما انتهجه في السيميوطيقا‪ ،‬واتساع‬
‫مفهومها ونصوصها لديه‪ ،‬فقد تخطى المدون إلى المرئي‪،‬‬
‫والمسطور إلى المنطوق‪ ،‬وبنى على طروحات دي سوسير‬
‫وماركس وسارتر وبريخت ولكن حول النقد االجتماعي والنفساني‬
‫من أجل فهم أعمق للمجتمع واإلنسان‪.‬‬

You might also like