﷽ المؤلف :روالن بارت التصنيف :كتب الفلسفة الفئة :دراسات فلسفية سنة النشر :غير محدد عدد الصفحات 90 : مقـدمــة : كان روالن بارت «م َّمن أحيَوا العقل األدبي بال منازع»، ا منشغال طيلة حياته «بالطريقة التي يجعل بها الناس وظل شهرة لجوانب ا ومعقوال» .يحظى بارت بال ُّ عالَ َمهم مفهو اما متعددة؛ ففي نظر البعض هو ذلك البنيوي الذي رسم حدود «علم األدب» ،والمناصر األبرز للسيميولوجيا، وفي نظر البعض اآلخر ال يرمز بارت للعلم وإنما للمتعة؛ إذ اعتنق رؤيةا لألدب تمنح القارئ ا دورا إبداعيًّا.
المؤلف جوناثان كولر الضو َء على اإلسهاماتُ يُلقي
المجرب العام»، ِّ النظرية المتعددة التي قدَّمها هذا « ويصف المشروعات العديدة التي تبنَّاها بارت والتي ساعدت على تغيير الطريقة التي ننظر بها إلى نطاق من الظواهر الثقافية ،من األدب والموضة والدعاية إلى األفكار المتعلقة بالذات والتاريخ والطبيعة تعريف بــ المألف : روالن بارت (بالفرنسية)Roland Barthes : فيلسوف فرنسي ،ناقد أدبي ،داللي ،ومنظر اجتماعي. ُولد في 12نوفمبر ،1915في شربور ،وأصيب بالسل في مطلع حياته ،ونال شهادة في الدراسات الكالسيكية من جامعة السوريون عام ،1939 ودرس في بوخارست، ومصر ،وأصبح أستاذا للسيميولوجيا عام 1976في الكولج دي فرانس ،وتعرض لحادث تُوفي على أثره في 25مارس .1980 التلخيص : يضم هذا الكتاب الصغير الرائع مقتطفات صغيرة من إنتاج روالن بارت ،فهو يشمل درس افتتاحي لكرسي السيميولوجيا فى كوليج دى فرانس ،وحوار بين روالن بارت و م .نادو ،إلى جانب ثالثة مقاالت أخرى ،أهمها مقالة عظيمة تقوم فكرتها على تمييز بين ما يسمى باألثر األدبي وما يسمى بالنص ،وهذا العنصران ال يوجدان بشكل مستقل وواضح ،واألغلب أنهما إحالتان مجردتان من نزاع أطراف متشابكة ومتنازعة في أي كتابة .يصف بارت "األثر" بكل ما يخص خلفيتنا المعرفية التقليدية عن األدب :فهو الكتابة التي صله كاتب متعالي على قارئ ،وتقوم تتمركز حول معنى محدد يُو ِّ فكرة "األثر" على حاجز واضح بين مؤلف وقارئ .في مقابل هذا هناك ما يسمى ب"النص" ،وهذا النص كما فهمته هو شيء غير موجود إال كبذرة إلمكانيات مفتوحة ،ولم أشعر به إال كالكتابة يكونها أثناء النوم وعندما المفتوحة الشاملة التي يتوهم الذهن إنه ِّ يستيقظ يجد إنها تبددت من دماغه ،فالنص في مقابل األثر هو "فضاء لغوى" ،هو نوع من الشفافية المحايدة المتمثلة في بنية مفتوحة من قواعد اللغة ونُظمها بأكملها ،كل اللغات ،دون أن تستأثر لغة على أخرى بسلطة من "المؤلف" ،وهو ينبوع مفتوح لتعدد المعاني يشارك فيه القارئ .إن النص يوتوبيا اجتماعية وبكلمات بارت " :هو ذلك الفضاء االجتماعي الذى ال يدع أي لغة بمعزل عنه وخارجه ،وال أي فاعل في عملية التعبير في مكان الحاكم واألستاذ والمحلل والمعترف والمنقب" .وأيضا " :إن النص بما هو مستوى الدال وانتظامه ،فهو ينتمى ،على طريقته ،ليوتوبيا اجتماعية .إنه إن لم يكن يحقق ،قبل التاريخ ،شفافية العالقات االجتماعية ،فعلى األقل شفافية العالقات اللغوية ،إنه الفضاء الذى ال تتغلب فيه لغة على أخرى ،والذى تروج فيه اللغات وتدور". ومن خالل هذه المقتطفات يظهر تأكيد بارت على ضرورة تحليل صوت السلطة الخفي في األدب ،سواء إنتاجه أو تدريسه ،والفكرة المجردة الحلمية الممثلة فيما يسمى بالنص ،في مقابل األثر ،تظهر كيوتوبيا ،لغوية في المقام األول ،ثم اجتماعية ،تختفى فيها السلطة، فالنص هو فضاء محايد ومفتوح ،هو نقل شفاف ل" بنية اللغة"، البنية الذهنية الممثلة في اللغة ،والتي تسمح بفضاء مفتوح من اللعب ،ويتوازى هذا مع فكرة المقالة األخيرة عن "موت المؤلف" ،انتفاء سلط ة المؤلف وتالشى ذاته ،تالشى سلطة معارفه وتاريخه واعترافاته ،فالكتابة الحقة ،كتابة النصوص ،تجعل ذات المؤلف تتالشى ،ال تتأكد ،تتالشى أمام بنية أسبق تتخلل الكيان الشفاف للكاتب ،الذى يصبح بذلك مجرد "ناسخ" ال "مؤلف". نقد الكتاب : ومن المعروف ان أي عمل ادبي يتم نقده و تبيان الجوانب ( السلبية و االيجابية ) فأي عمل ال يخلو من النقص و يحاول ان يرقى الى الكمال و من النقاد الذين قاموا بنقد هذا الكتاب : قال رضا البطاوى في مقالته نقد كتاب "درس السيميولوجيا" : قال بارت "أن الكتابة قضاء على كل صوتا وعلى كل أصل الكتابة هي هذا الحياد هذا التأليف واللف الذى تتيه فيه ذاتيتنا الفاعلة "ص81 الخطأ هنا هو تيه ذاتيات الناس في التأليف وهو كالم ليس واقعى فمن يكتب المؤلف يحاول اثبات ذاته من خالل التأليف نفسه أو من خالل مناقشة مقوالت تدور في نفسه يحاول اثباتها أو نفيها فالكتابة هي إثبات للذات في معظم المؤلفات إن لم يكن كلها. كما قال أيضا : " بيد أن اللسان من حيث هو إنجاز كل لغة ليس بالرجعى وال بالتقدمي إنه بكل بساطة فاشي ذلك ألن الفاشية ليست الحيلولة دون الكالم وإنما هي اإلرغام عليه "ص13 الخطأ كون اللسان فاشي وليس رجعى وال تقدمي وهو كالم جنوني فاللسان محايد اإلنسان هو من يجعله كما يريد فاللسان يستخدمه الرجعى والتقدمي والفاشي وغيرهم من التصنيفات السياسية واالجتماعية عند الغربيين وغيرهم ولذا سماه هللا لسان القوم وهو اصطالحهم على المعاني كما قال تعالى "وما أرسلنا من رسول إال بلسان قومه " نقد د.مصطفى عطية جمعة : في رؤيته السيميولوجية ،يؤكد بارت أن كثيرا مما حولنا يمكن أن يكون نصوصا سيميولوجية ،بمعنى أن كل ما نراه في مجتمعاتنا في المالبس والميديا وسائر اإلنتاج المرئي ( في التلفزيون والسينما والصحف واإلعالنات ) ،فكلها نصوص قابلة للتأويل ،والتعبير عن المجتمع وتوجهاته وآرائه ومقاييسه ،وبهذا نستطيع قراءة المجتمعات من خالل ما يتبدى منها من عالمات مرئية رائجة ،بل يمكن النظر في أوجه التشابه واالختالف بين المجتمعات من خالل السيميائيات المشتركة ،فيما يسمى الهوية “” Identification التي تتيح لنا قراءة المجتمعات المعاصرة من خالل أمثلة الميديا ، وبذلك يقدم بارت أفقا جديدا في قراءة العالمات البصرية، واعتبارها نصوصا ينبغي قراءتها في أطرها المجتمعية والنفسية الجمعية .تلك الرؤية التي نجدها في مرحلته البنيوية ،وهو ينظر إلى القصص ويجدها متحققة في مواد مختلفة :شفاهية أو مكتوبة، ويمكن أن تعتمد على الصورة الثابتة أو المتحركة ،أو تعتمد على الحركة ،وعلى االختالط المنظم لكل هذه المواد ،وهي حاضرة في التاريخ واألسطورة والخرافة وحكايا الحيوان ،مثلما هي حاضرة في مرئيات كثيرة معبرة مثل اللوحة التشكيلية والمسرح اإليمائي والصورة الملونة ،وفي كل واجهة عرض زجاجية ،..في كل األزمنة واألمكنة. الخاتمة وفي األخير يمكن القول إن روالن بارت لم يكن ناقدا فحسب ،بل كان مبدعا تجلى قمة إبداعه فيما انتهجه في السيميوطيقا ،واتساع مفهومها ونصوصها لديه ،فقد تخطى المدون إلى المرئي، والمسطور إلى المنطوق ،وبنى على طروحات دي سوسير وماركس وسارتر وبريخت ولكن حول النقد االجتماعي والنفساني من أجل فهم أعمق للمجتمع واإلنسان.