You are on page 1of 6

Fungsi Kritik Sastra ( ‫) وظيفة النقد األدبي‬

Diajukan untuk memenuhi salah satu tugas mata kuliah Kritik Sastra Arab
Dosen Pengampu: Dr. H. Lalu Turjiman Ahmad, M.A

Disusun oleh kelompok 5:


Hengki Permana 201360033
Afdelia Rahmi 201360029
Rahmatullah 201360007

JURUSAN BAHASA DAN SASTRA ARAB


FAKULTAS USHULUDDIN DAN ADAB
UIN SULTAN MAULANA HASANUDDIN BANTEN
‫وظيفة النقد األدبي‬

‫حيمل الشاعر اإلجنليزي الكبري وليام وردزورث ( ‪ ) ١۸۰۰ - ۱۷۷۰‬على النقد األدىن ‪ ،‬ويعده عبئا ‪1.‬‬
‫باطال ال غناء فيه ‪ ،‬ويرى أن املقدرة على النقد أجط من املقدرة على اإلنشاء ‪ ،‬ولو أن النقاد أنفقوا أوقاهتم يف‬
‫كتابة أي شيء آخر يف باب ما بدل إضاعته يف هذا الباب لكان ذلك أجدى عليهم‪ ،‬وأعود" على نفوسهم‬
‫بالتهذيب دون أن يقلقوا غريهم من الكتاب والشعراء‪ .‬على أن النقد حمتوم الضرر إذا تناوله غري األكفاء فعلى‬
‫‪.‬الناقد أن يرجع إىل ضمريه ‪ ،‬ويسأل نفسه ‪ :‬ما الفائدة املنتظرة من نقد آثار األدباء‬

‫وكأين هبذا الشاعر الكبري قد ضاق ذرعاً جبماعة النقاد وعد عملهم فضوال وتطفال على هؤالء األدباء الذين‬
‫ينشئون األدب ويبتكرون يف ضروبه املختلفة حىت إذا فرغوا من ذلك تعقبهم هؤالء صاخبني حييون على‬
‫آثارهم حقاً أو باطال ‪ ،‬فليت النقد األدىب ‪ ،‬ولينصرف النقاد إىل غري هذه احلرفة لعلهم ينجون من سخط‬
‫! أديب اجنلرتا العظيم‬

‫ولكن إذا حنن سلمنامعه برفض النقداخلاطىء‪ ،‬وقلنا‪:‬إن قوةإبتكار األدب وإنشائه أمسى ‪ ،‬يف كثري من ‪2.‬‬
‫األحيان‪،‬من قوة النقد‪ ،‬فهل معىن ذلك أن ينصرف الكتاب عن النقد األديب‪ ،‬وأن يؤمنوا بأن هذه الساعات‬
‫‪.‬اليت يصرفوهنا يف نقد‬

‫اآلثار األدبية عمر ضائع وحياة ال خري فيها‪ ،‬ولقد تكون مباركة ميمونة الطالع لو صرفت يف إنشاء االعب‬
‫مهما تكن درجته ؟ ماذا حيدث لوذهب النقد األديب أو النقد مطلقا ؟ ال شك أن احلياة تتعرى إذ ذاك عل‬
‫خيال كثري وضالل مبني وختضع يف سريها آلراء أو نظريات طائفة خاصة غري معصومة وال متناسقة اجلهود ‪،‬‬
‫ومتر فاترة وقد متوت فيها املواهب وينادي بذلك األدباء والفنيون أكثر من كل أحد ‪ ،‬وإالفمن يرشدهم إىل‬
‫احلق‪،‬ويعينهم على الكمال‪ ،‬ويصرفهم عن الضالل ويصل بينهم وبني الناس لعل الناس ينتفعون بالفنون‬
‫واآلداب نفعاً سليما عميقا‪ ،‬ولو ذهب النقد العلمى تعرضت احلياة ملاس مهلكة‪ ،‬ونتائج زور‪ ،‬وعاش الناس يف‬
‫‪.‬ضالل وأوهام‬

‫ورمبا كان النقد األدىب أحق من سواه بالعناية ألن األدب نفسه أكثر شيوعا‪ ،‬وأمس باحلياة االجتماعية‪3. ،‬‬
‫وأمجع اخلالصات اجلهود اإلنسانية من سائر الفنون وهو بعد ذلك صريح واضح‪ ،‬درجة اإلمياز والرمز فيه أقل‬
‫منها يف الرسم واملوسيقى والتصوير‪ ،‬لذلك كان أبعد أثراً يف حياة الناس ‪ .‬وكان أحق بالنقد والتعقيب‪ ،‬ومن‬
‫بني األدب و نقده تتجلى احلقائق وترسم املثل العليا‪ ،‬وتتقدم احلياة و تصقل املواهب اإلنسانية حىت قال بعض‬
‫النقاد‪ :‬إن احلياة االجتماعية ألمة من األمم تعرف من آراء النقاد أكثر ما تعرف من االدب نفسه‪ ،‬أي أنه ميكن‬
‫أن يعرف اإلنسان من مالحظات النقاد على الكتاب والشعراء صحة مطابقتها لألخالق والعادات من عدمها‬
‫ألن النقاد يرون ما ال يراه الكاتب نفسه فتكون آراؤهم أقرب إىل الصواب من آراء الكاتب‪ .‬وهذه اآلراء‬
‫تبني أفكار الكاتب وحكمه على اجملتمع الذي يعيش فيه‪ .‬هلذا قيل‪ :‬إن احلكم على األدب نفسه هو صورة‬
‫االجتماع‪ ،‬أي أن املؤرخ الذي يريد أن يأخذ شيئا من كتابة األمم احلكم على مدنياهنا‪ ،‬عليه أن جيمع آراء‬
‫‪.‬النقاد املختلفة ويوزن بينها ليستخلص منها صورة‬

‫صحيحة عن احلالة االجتماعية ‪ ،‬فقد حيد أفكاراً متناقصة خمتلفة يف عصر واحد ألن كل إنسان له رأى فإن مل‬
‫يكن هناك متييز بني هذه األفكار مابيها حيكم القارىء ؟ وعلى أي اجتماع يكون حكمه صحيحاً ؟ وماذا‬
‫تكون احلال إذا حكمنا على زس الرشيد بشعر أيب نواس ‪ ،‬وأمثاله ‪ ،‬وحكمنا على الشعراء مثل هذه‬
‫األخالق ؟ وأبو نواس يكاد يكون وحيدا يف بابه مع أصحابه كما قال محزة بن حس األصبهاين جامع ديوان‬
‫أيب نواس ‪ « :‬وقد حص شعر أيب نواس ممن هلج بإضافة املنحول إليه مبا ليس يف عريه من األشعار ‪ ،‬وذلك أن‬
‫تعاطيه لقول الشعر كان على عري طريقهم ألن جل أشعاره يف اللهو والغزل واحملون والعبث كأشعاره يف‬
‫وصف اخلرة والغزل بالنساء والعلمان ‪ ،‬وأقل أشعاره مدائحه ‪ ،‬وليس هذا طريق الشعراء الذين كانوا يف زمانه‬
‫وكانوا من بعده ‪ ،‬فأبو نواس يف توفره على اهلزل بإراء عمران بن حطان وصاحل ابن عبد القدوس يف توفرمها‬
‫‪.‬على اجلد الصرف‬

‫واحلق أن النقد األديب طاهرة احتماعية ال عى عنها مطلقاً مادام اإلنسان مدنياً بالطبع يشىء ما يشيء ‪4.‬‬
‫ويقصدهدا اإلنشاء إما تعبرياً عن نفسه وإما هتديبا الغريه باإلفادة أو التأثري ‪ ،‬مث يعرض آثاره على الناس لتقرأ‬
‫يف رميه أو بعد رمنه ‪ .‬فإذا قرأها الناس أثارت يف نفوسهم أفكاراً ومالحطات هي مع األديب أو عليه أو‬
‫استدعت آراء أحرى متصلة باألدب عن قرب أو بعد ‪ .‬ومن حق هؤالء القراء أن يعربوا هم أيضاً عن‬
‫مشاعرهم وآرائهم فيما قرأوا أو مسعوا‪ ،‬ومن حقهم أن يسايروا األديب املنشىء موافقني راصيں أو يعارصوه‬
‫حماملني كارهني فإذا فعلوا كانوا هم النقاد وكان كالمهم ‪،‬قدا‪ ،‬وإال فما فائدة القراءة ؟ ومل وحد القراء أو‬
‫الناس؟ وأخرياً ما فائدة األدب واألدباء ؟ وإن من يتأمل قليال مما يكتب وينشر حبد أكثره نقداً‪ ،‬وحيده الزماً‬
‫إلصالح األدب وسواه ‪ ،‬مث ألبس األدب نفسه نقد احلياة تفسرياً وإيضاحاً وكشفاً عما يف طياهتا من حق و‬
‫باطل ‪ ،‬ونافع وضار ‪ ،‬وقبح ومجال ؟ فإذا كان الشعراء والكتاب يسمحون ألنفسهم بتعقب احلياة أوال‬
‫! يسمحون للقراء أن يتعقبوهم لعل يف ذلك خريا هلم واحلياة‬

‫أوهلا ‪ :‬أنه يفسر آثارهم ويبني األصول الالزمة افهمها ‪ ،‬والوجوه اليت تفهم عليها وهو بذلك ييسر قراءهتا ‪..‬‬
‫على الناس ويصل بينهم وبني الشعراء والكتاب الذين رمبا ال يعرفون لوال النقاد ‪ ،‬و د ‪ ،‬وهلدا تتمكن منزلتهم‬
‫يف النفوس ويشرتكون يف بناء احلياة االجتماعية مؤثرين ومتأثرين ‪ ،‬وكثرياً ما كتب هلم بذلك املخلود وكثرياً‬
‫ما نرى يف العصور األدبية كتاباً وشعراء بقوا مغمورين أحياء وأمواتاً حىت أتيح هلم النقد فطفوا على جلج احلياة‬
‫ونشرت آثارهم واستأنفوا عمراً جديداً خصباً خالياً من اآلفات ‪ ،‬وال تزال متاحف الكتب مألى بكل نافع‬
‫‪.‬ينتظر املنصفني من النقادليدلواعليه أو يعنوا بنشره فينشر معه أصحابه‬

‫‪ :‬النقد األدىب يفيد األدباء املنشئني ‪ ،‬ويفيد القراء املفيدين ‪ ،‬ويفيداألدب نفسه فلننظر يف بيان ذلك‬

‫‪ :‬أما أنه يفيد األدباء فمن الوجوه اآلتية )‪(1‬‬

‫ثانيها ‪ :‬أن النقد يقوم األدباء ‪ ،‬فهو الذي ينظر يف مقدار ما وقفوا يف الوصف أو القصص أو املقال أو اخلطابة‬
‫سواء أكان ذلك من حيث التعمري الصادق لذاته أم من حيث تأثريه يف احلياة واألحياء ‪ ،‬فإن كانوا خمطئني نبه‬
‫وشرع الصواب ‪ ،‬وإن كانوا مصيبني روجهم ‪ .‬ووطد طريقتهم ‪ ،‬ورسم هلم مثال كاملة وأخذ بأيديهم ‪ ،‬هلذا‬
‫كان النقد املنصف هدى ورشادا‪ ،‬وكان خاضعا ألصول مقررة رضى الناقد والكاتب يف أغلب األحيان ‪ .‬إىل‬
‫‪.‬اخلطأ‬

‫ثاهلا ‪ :‬أنه يدل األدباء على رأى الناس فيهم ويلفتهم إىل تقدير هؤالء النقاد ومراعاهتم حني اإلنشاء األدىب‪،‬‬
‫وإىل التخفيف من "غلوائهم ليكونوا الناس يف إلف أو حنوه فيتحقق بذلك التعاون الثقايف والتهذييب ‪ ،‬ويدخل‬
‫‪.‬مع األدب إىل احلياة ينري سبلها ‪ ،‬وخيفف من شقائها ‪ ،‬وينشر على الناس مجاهلا‬

‫فهو ‪ .‬األوىل ‪ :‬أنه يقرب إليهم اآلثار األدبية كما مر ‪ ،‬ويساعدهم على فهمها وقدرها وال سيما أن القراء‬
‫طبقات متفاوتة الكفايات ‪ ،‬منوعة األمزجة ‪ ،‬ومنهم من يكون حديث العهد باألدب أو بعيدا عن مشرب‬
‫‪.‬األديب يف حاجة إىل هذا الوسيط الذي يصل بني النفوس ويسدل عليها وحدة ثقافية مناسبة‬

‫‪ :‬والنقد األدىن يفيد القراء من عدة نواح )ب(‬

‫الثانية ‪ :‬أن النقد برسم للقراء طرق القراءة النافعة ألن الناقد يكون أكثر مرانة ‪ ،‬وأعمق فهما ‪ ،‬وأقدر على‬
‫التفرقة بني أنواع األدب وعلى حتليل نصوصه فهو بذلك يهديهم إىل نواحي اجلمال والقوة فيه أو عكس ذلك‬
‫فيصقل مواهبهم وجينهم القراءة الرديئة ويبني هلم ولألدباء أمثل األساليب وأمسى الغايات‬

‫الثالثة ‪ :‬أن النقد يساعد القراء على انتقاء الكتب اليت تتصل بدراساهتم أو تكون ألذهلم وأنفع ‪ ،‬فيعرض عليهم‬
‫خالصات هلا كافية‪ ،‬ا و يبني هلم هنجها و نواحي الكمال أو القصور فيها ويوفر عليهم كثرياً من الوقت ‪.‬‬
‫لذلك جند الصحف واجملالت اهلامة تعد أبواباً خاصة للكتب اجلديدة يتناول الكتابة فيها كتاب خمتصون‬
‫يعرضون على القراء صورة دقيقة هلده الكتب ‪ ،‬وكل يقتىن ما يراه الزم له ‪ .‬نعم إن القراءة اخلاصة أنفع ‪،‬‬
‫‪.‬ولكن من من الناس حيد الوقت أو اجلهد أو املال القتناء كل شيء وقراءته مث احلكم عليه واختياره‬

‫واألدب نفسه يفيد من النقد أموراً هامة ‪ – 1 :‬منها أنه يقوى ويتقدم مادام النقاد يتعقبون األدباء ‪) ،‬ح(‬
‫فيشتدالتنافس بني هؤالء ‪ ،‬وحيسبون حساب النقد وأحكامه ‪ ،‬ويبالغون يف إجادة التفكري و حسن التصوير‬
‫وبالغة التعبري واملالءمة بني نفوسهم وبني القراء فإذا باألدب واضح مجيل ‪ ،‬وإذا به جيمع بني املثل العليا‬
‫واألخذ بيد الناس إليها فيكون ا مجيال ونافعا معا ‪ .‬جتد مثال ذلك يف تاريخ النقد األدىب فكم كان له تأثري يف‬
‫شعر البحرتي وأيب متام واملتنيب ‪ ،‬وجتده يف عصرنا احلديث إذ جعل الشعراء يتأنون وجيودون ويتنافسون‬
‫‪.‬وكذلك الكتاب واملؤلفون‬

‫والنقد اخلالق ال يقف عند بيان احملاسن واملساوى وإمنا ‪ .‬ذلك إىل اقرتاح ما ينهض باألدب ويوسع يف ‪2.‬‬
‫آفاقه من فنون جديدة أو أساليب ممتعة ‪ ،‬أو أفكار ختصب األدب وتزيد ثروته ‪ ،‬و لقد كانت التيارات النقدية‬
‫سبباً يف تأليف الكتب والفصل يف اخلصومات ‪ ،‬ووضع حد للفوضى يف اإلنشاء ‪ .‬فكتب ‪ :‬املوازنة والوساطة‬
‫وأدب الكاتب ودالئل اإلعجاز وأسرار البالغة كانت مثرات طيبة لثورات نقدية يف القرون األوىل‪ ،‬والتزال‬
‫‪ . .‬آثار النقد كثرية ‪ ،‬تعد هي أدباً قوياً أيضاً‬
‫والنقد يكثر أنصار األدب ‪ ،‬و يبسط سلطانه على النفوس ‪ ،‬ويبني صالته املتعددة بالزمان واملكان واألفراد ‪3.‬‬
‫‪ ،‬ويبني قيمته الفنية ويفسح له بني الفنون والعلوم وخباصة يف هذا العصر الذي انصرف الناس فيه إىل املتاع‬
‫‪.‬املادي أو األدب الرخيص‬

‫وقبل أن خنتتم هذا الفصل نقتبس الكلمة اآلتية اليت ختتصر فائدة النقد األدىب ‪ ،‬كتبها الدكتور طه حسني قال ‪:‬‬
‫« واملهم أن األديب مهما يكن أمره كائن اجتماعي ال يستطيع أن ينفردوال أن يستقل حبيانه األدبية وال‬
‫يستقيم له أمر إال إذا اشتدت الصلة بينه وبني الناس فكان صدى حلياهتم وكانوا صدى إلنتاجه ‪ ،‬وكان مرآة‬
‫ملا جيدون من لذة وأمل ومن نعيم وبؤس ‪ ،‬وكانوا مرآة ملـا يذيع فيهم من رأى وخاطر ‪ ،‬وما يغذوهم به من‬
‫هذه اآلثار األدبية على اختالف ألواهنا ‪ ،‬وهو يف حاجة إىل أن يشعر هبذه الصلة وإىل أن يراها قوية متينة‬
‫مرتددة بينه وبينهم كما يرتدد الرسول بني احملبني ‪ ،‬وذلك يدفعه إىل العمل وينشطه لإلنتاج ‪ ،‬ويغذو نفسه‬
‫باملعاىن ويثري فيها اخلواطر واآلراء ويشيع يف النقد القوة واجلدة والنشاط ‪ ،‬ويالئم بني هذه اللغة و بني قلوب‬
‫الذين يقرأونه ويسيغونه على اختالف طبقاهتم ومنازهلم يف مجهور الناس ‪ .‬ومن هنا ينشأ لون من األدب هو‬
‫الذي حيقق الصلة بني املنتج واملستهلك وحيفظها على أمت وجه وأقواه وأمنعه ألنه يقوم مقام الرسول بني هذين‬
‫العاشقني اللدين خيتصمان حيناً ويأتلفان حيناً آخر‪ ،‬ومها األديب واجلمهور ‪ ،‬وهذا اللون اجلديد من األدب هو‬
‫النقدائدي يبلغ إىل الناس رسالة األديب فيدعوهم إليها ويرغبهم فيها أو يصرفهم عنها ويزهدهم فيها ‪ ،‬والذي‬
‫يبلغ األديب صدى رسالته يف نفوس الناس و حسن استعدادهم هلا أو شدة إزورارهم عنها أوفتورهم بالقياس‬
‫إليها ‪ ،‬ولعله أن يبني لألديب أسباب إقبال الناس عليه وإعراضهم عنه ‪ ،‬ولعله أن ينصح األديب مبا يزيد إقبال‬
‫الناس عليه إن كانوا مقبلني ‪ ،‬وختفف إعراضهم عنه إن كانوا معرصني ‪ ،‬فهو الرسول احلكيم الذي نصح‬
‫القدماء باختاذه لذوى احلاجات ‪ ،‬وهو حكيم بالقياس إىل اجلمهور ألنه يدل الناس على ما حيسن أن يقرأوا‬
‫وعلى ما حيسن أن يفهموا ما يقرأون ‪ ،‬وهو رسول حكيم بالقياس إىل األديب ألنه يبني مواقع فنه من الناس ‪،‬‬
‫وقد يدله على اخلطأ إن وقع فيه ليتجنبه ‪ ،‬وعلى الصواب إن وفق إليه ليزيد منه ‪ ،‬وقد يدله على التقصري الذي‬
‫‪.‬ليتقيه وعلى اإلجادة الفنية ليبتغيها فيما يستأنف من اآلثار‬

‫هذه وظيفة النقد األديب من حيث أنه فن يظهر مقاالت أو رسائل أوكتباً يقرؤها الناس فإذا هي فصول أدبية‬
‫أيضاً التقل أحياناً عن األدب اخلالص ورمبا امتازت منه بأهنا مزيج من عدة أشياء ال تتكامل يف األدب نفسه‬
‫أو األدب املباشر ‪ ،‬فيها الطبيعة اليت يعىن هبا األديب املنشيء ‪ ،‬وفيها نفس الشاعر ‪ ،‬أو الكاتب الذي صور‬
‫هذه الطبيعة ‪ ،‬وفيها الناقد الذي تعقب األديب يزن آثاره‪ ،‬ويقيسها بالنسبة إىل احلقائق األدبية واألصول الفنية‬
‫وبالنسبة إىل ذوقه كذلك ‪ ،‬وفيها هؤالء القراء اآلخرون واجلمهور املنتفع ما دام النقد رسوال بينه وبني األديب‬
‫‪.‬يبلغه آراء القارئني‬

‫والنقد إذا كان علما ‪ :‬أصوال وقوانني ‪ ،‬أعان الناس على قدر األدب وصحة احلكم عليه ‪ ،‬ورسم للنقاد‬
‫الكاتبني بعض اخلطط اليت هتديهم فيما يعاجلون وحاول أن يرد عملهم إىل أصول عامة نفسية وفنية وفلسفية ‪،‬‬
‫وأن يشرح طبيعة األدب من وقت آلخر‪ ،‬وأن يعاود قوانينه باإليضاح أو حىت بالتعديل‪ .‬لني حيا ينفع األدب‬
‫واألدباء والنقاد وصحة‬

You might also like