Professional Documents
Culture Documents
Diajukan untuk memenuhi salah satu tugas mata kuliah Kritik Sastra Arab
Dosen Pengampu: Dr. H. Lalu Turjiman Ahmad, M.A
حيمل الشاعر اإلجنليزي الكبري وليام وردزورث ( ) ١۸۰۰ - ۱۷۷۰على النقد األدىن ،ويعده عبئا 1.
باطال ال غناء فيه ،ويرى أن املقدرة على النقد أجط من املقدرة على اإلنشاء ،ولو أن النقاد أنفقوا أوقاهتم يف
كتابة أي شيء آخر يف باب ما بدل إضاعته يف هذا الباب لكان ذلك أجدى عليهم ،وأعود" على نفوسهم
بالتهذيب دون أن يقلقوا غريهم من الكتاب والشعراء .على أن النقد حمتوم الضرر إذا تناوله غري األكفاء فعلى
.الناقد أن يرجع إىل ضمريه ،ويسأل نفسه :ما الفائدة املنتظرة من نقد آثار األدباء
وكأين هبذا الشاعر الكبري قد ضاق ذرعاً جبماعة النقاد وعد عملهم فضوال وتطفال على هؤالء األدباء الذين
ينشئون األدب ويبتكرون يف ضروبه املختلفة حىت إذا فرغوا من ذلك تعقبهم هؤالء صاخبني حييون على
آثارهم حقاً أو باطال ،فليت النقد األدىب ،ولينصرف النقاد إىل غري هذه احلرفة لعلهم ينجون من سخط
! أديب اجنلرتا العظيم
ولكن إذا حنن سلمنامعه برفض النقداخلاطىء ،وقلنا:إن قوةإبتكار األدب وإنشائه أمسى ،يف كثري من 2.
األحيان،من قوة النقد ،فهل معىن ذلك أن ينصرف الكتاب عن النقد األديب ،وأن يؤمنوا بأن هذه الساعات
.اليت يصرفوهنا يف نقد
اآلثار األدبية عمر ضائع وحياة ال خري فيها ،ولقد تكون مباركة ميمونة الطالع لو صرفت يف إنشاء االعب
مهما تكن درجته ؟ ماذا حيدث لوذهب النقد األديب أو النقد مطلقا ؟ ال شك أن احلياة تتعرى إذ ذاك عل
خيال كثري وضالل مبني وختضع يف سريها آلراء أو نظريات طائفة خاصة غري معصومة وال متناسقة اجلهود ،
ومتر فاترة وقد متوت فيها املواهب وينادي بذلك األدباء والفنيون أكثر من كل أحد ،وإالفمن يرشدهم إىل
احلق،ويعينهم على الكمال ،ويصرفهم عن الضالل ويصل بينهم وبني الناس لعل الناس ينتفعون بالفنون
واآلداب نفعاً سليما عميقا ،ولو ذهب النقد العلمى تعرضت احلياة ملاس مهلكة ،ونتائج زور ،وعاش الناس يف
.ضالل وأوهام
ورمبا كان النقد األدىب أحق من سواه بالعناية ألن األدب نفسه أكثر شيوعا ،وأمس باحلياة االجتماعية3. ،
وأمجع اخلالصات اجلهود اإلنسانية من سائر الفنون وهو بعد ذلك صريح واضح ،درجة اإلمياز والرمز فيه أقل
منها يف الرسم واملوسيقى والتصوير ،لذلك كان أبعد أثراً يف حياة الناس .وكان أحق بالنقد والتعقيب ،ومن
بني األدب و نقده تتجلى احلقائق وترسم املثل العليا ،وتتقدم احلياة و تصقل املواهب اإلنسانية حىت قال بعض
النقاد :إن احلياة االجتماعية ألمة من األمم تعرف من آراء النقاد أكثر ما تعرف من االدب نفسه ،أي أنه ميكن
أن يعرف اإلنسان من مالحظات النقاد على الكتاب والشعراء صحة مطابقتها لألخالق والعادات من عدمها
ألن النقاد يرون ما ال يراه الكاتب نفسه فتكون آراؤهم أقرب إىل الصواب من آراء الكاتب .وهذه اآلراء
تبني أفكار الكاتب وحكمه على اجملتمع الذي يعيش فيه .هلذا قيل :إن احلكم على األدب نفسه هو صورة
االجتماع ،أي أن املؤرخ الذي يريد أن يأخذ شيئا من كتابة األمم احلكم على مدنياهنا ،عليه أن جيمع آراء
.النقاد املختلفة ويوزن بينها ليستخلص منها صورة
صحيحة عن احلالة االجتماعية ،فقد حيد أفكاراً متناقصة خمتلفة يف عصر واحد ألن كل إنسان له رأى فإن مل
يكن هناك متييز بني هذه األفكار مابيها حيكم القارىء ؟ وعلى أي اجتماع يكون حكمه صحيحاً ؟ وماذا
تكون احلال إذا حكمنا على زس الرشيد بشعر أيب نواس ،وأمثاله ،وحكمنا على الشعراء مثل هذه
األخالق ؟ وأبو نواس يكاد يكون وحيدا يف بابه مع أصحابه كما قال محزة بن حس األصبهاين جامع ديوان
أيب نواس « :وقد حص شعر أيب نواس ممن هلج بإضافة املنحول إليه مبا ليس يف عريه من األشعار ،وذلك أن
تعاطيه لقول الشعر كان على عري طريقهم ألن جل أشعاره يف اللهو والغزل واحملون والعبث كأشعاره يف
وصف اخلرة والغزل بالنساء والعلمان ،وأقل أشعاره مدائحه ،وليس هذا طريق الشعراء الذين كانوا يف زمانه
وكانوا من بعده ،فأبو نواس يف توفره على اهلزل بإراء عمران بن حطان وصاحل ابن عبد القدوس يف توفرمها
.على اجلد الصرف
واحلق أن النقد األديب طاهرة احتماعية ال عى عنها مطلقاً مادام اإلنسان مدنياً بالطبع يشىء ما يشيء 4.
ويقصدهدا اإلنشاء إما تعبرياً عن نفسه وإما هتديبا الغريه باإلفادة أو التأثري ،مث يعرض آثاره على الناس لتقرأ
يف رميه أو بعد رمنه .فإذا قرأها الناس أثارت يف نفوسهم أفكاراً ومالحطات هي مع األديب أو عليه أو
استدعت آراء أحرى متصلة باألدب عن قرب أو بعد .ومن حق هؤالء القراء أن يعربوا هم أيضاً عن
مشاعرهم وآرائهم فيما قرأوا أو مسعوا ،ومن حقهم أن يسايروا األديب املنشىء موافقني راصيں أو يعارصوه
حماملني كارهني فإذا فعلوا كانوا هم النقاد وكان كالمهم ،قدا ،وإال فما فائدة القراءة ؟ ومل وحد القراء أو
الناس؟ وأخرياً ما فائدة األدب واألدباء ؟ وإن من يتأمل قليال مما يكتب وينشر حبد أكثره نقداً ،وحيده الزماً
إلصالح األدب وسواه ،مث ألبس األدب نفسه نقد احلياة تفسرياً وإيضاحاً وكشفاً عما يف طياهتا من حق و
باطل ،ونافع وضار ،وقبح ومجال ؟ فإذا كان الشعراء والكتاب يسمحون ألنفسهم بتعقب احلياة أوال
! يسمحون للقراء أن يتعقبوهم لعل يف ذلك خريا هلم واحلياة
أوهلا :أنه يفسر آثارهم ويبني األصول الالزمة افهمها ،والوجوه اليت تفهم عليها وهو بذلك ييسر قراءهتا ..
على الناس ويصل بينهم وبني الشعراء والكتاب الذين رمبا ال يعرفون لوال النقاد ،و د ،وهلدا تتمكن منزلتهم
يف النفوس ويشرتكون يف بناء احلياة االجتماعية مؤثرين ومتأثرين ،وكثرياً ما كتب هلم بذلك املخلود وكثرياً
ما نرى يف العصور األدبية كتاباً وشعراء بقوا مغمورين أحياء وأمواتاً حىت أتيح هلم النقد فطفوا على جلج احلياة
ونشرت آثارهم واستأنفوا عمراً جديداً خصباً خالياً من اآلفات ،وال تزال متاحف الكتب مألى بكل نافع
.ينتظر املنصفني من النقادليدلواعليه أو يعنوا بنشره فينشر معه أصحابه
:النقد األدىب يفيد األدباء املنشئني ،ويفيد القراء املفيدين ،ويفيداألدب نفسه فلننظر يف بيان ذلك
ثانيها :أن النقد يقوم األدباء ،فهو الذي ينظر يف مقدار ما وقفوا يف الوصف أو القصص أو املقال أو اخلطابة
سواء أكان ذلك من حيث التعمري الصادق لذاته أم من حيث تأثريه يف احلياة واألحياء ،فإن كانوا خمطئني نبه
وشرع الصواب ،وإن كانوا مصيبني روجهم .ووطد طريقتهم ،ورسم هلم مثال كاملة وأخذ بأيديهم ،هلذا
كان النقد املنصف هدى ورشادا ،وكان خاضعا ألصول مقررة رضى الناقد والكاتب يف أغلب األحيان .إىل
.اخلطأ
ثاهلا :أنه يدل األدباء على رأى الناس فيهم ويلفتهم إىل تقدير هؤالء النقاد ومراعاهتم حني اإلنشاء األدىب،
وإىل التخفيف من "غلوائهم ليكونوا الناس يف إلف أو حنوه فيتحقق بذلك التعاون الثقايف والتهذييب ،ويدخل
.مع األدب إىل احلياة ينري سبلها ،وخيفف من شقائها ،وينشر على الناس مجاهلا
فهو .األوىل :أنه يقرب إليهم اآلثار األدبية كما مر ،ويساعدهم على فهمها وقدرها وال سيما أن القراء
طبقات متفاوتة الكفايات ،منوعة األمزجة ،ومنهم من يكون حديث العهد باألدب أو بعيدا عن مشرب
.األديب يف حاجة إىل هذا الوسيط الذي يصل بني النفوس ويسدل عليها وحدة ثقافية مناسبة
الثانية :أن النقد برسم للقراء طرق القراءة النافعة ألن الناقد يكون أكثر مرانة ،وأعمق فهما ،وأقدر على
التفرقة بني أنواع األدب وعلى حتليل نصوصه فهو بذلك يهديهم إىل نواحي اجلمال والقوة فيه أو عكس ذلك
فيصقل مواهبهم وجينهم القراءة الرديئة ويبني هلم ولألدباء أمثل األساليب وأمسى الغايات
الثالثة :أن النقد يساعد القراء على انتقاء الكتب اليت تتصل بدراساهتم أو تكون ألذهلم وأنفع ،فيعرض عليهم
خالصات هلا كافية ،ا و يبني هلم هنجها و نواحي الكمال أو القصور فيها ويوفر عليهم كثرياً من الوقت .
لذلك جند الصحف واجملالت اهلامة تعد أبواباً خاصة للكتب اجلديدة يتناول الكتابة فيها كتاب خمتصون
يعرضون على القراء صورة دقيقة هلده الكتب ،وكل يقتىن ما يراه الزم له .نعم إن القراءة اخلاصة أنفع ،
.ولكن من من الناس حيد الوقت أو اجلهد أو املال القتناء كل شيء وقراءته مث احلكم عليه واختياره
واألدب نفسه يفيد من النقد أموراً هامة – 1 :منها أنه يقوى ويتقدم مادام النقاد يتعقبون األدباء ) ،ح(
فيشتدالتنافس بني هؤالء ،وحيسبون حساب النقد وأحكامه ،ويبالغون يف إجادة التفكري و حسن التصوير
وبالغة التعبري واملالءمة بني نفوسهم وبني القراء فإذا باألدب واضح مجيل ،وإذا به جيمع بني املثل العليا
واألخذ بيد الناس إليها فيكون ا مجيال ونافعا معا .جتد مثال ذلك يف تاريخ النقد األدىب فكم كان له تأثري يف
شعر البحرتي وأيب متام واملتنيب ،وجتده يف عصرنا احلديث إذ جعل الشعراء يتأنون وجيودون ويتنافسون
.وكذلك الكتاب واملؤلفون
والنقد اخلالق ال يقف عند بيان احملاسن واملساوى وإمنا .ذلك إىل اقرتاح ما ينهض باألدب ويوسع يف 2.
آفاقه من فنون جديدة أو أساليب ممتعة ،أو أفكار ختصب األدب وتزيد ثروته ،و لقد كانت التيارات النقدية
سبباً يف تأليف الكتب والفصل يف اخلصومات ،ووضع حد للفوضى يف اإلنشاء .فكتب :املوازنة والوساطة
وأدب الكاتب ودالئل اإلعجاز وأسرار البالغة كانت مثرات طيبة لثورات نقدية يف القرون األوىل ،والتزال
. .آثار النقد كثرية ،تعد هي أدباً قوياً أيضاً
والنقد يكثر أنصار األدب ،و يبسط سلطانه على النفوس ،ويبني صالته املتعددة بالزمان واملكان واألفراد 3.
،ويبني قيمته الفنية ويفسح له بني الفنون والعلوم وخباصة يف هذا العصر الذي انصرف الناس فيه إىل املتاع
.املادي أو األدب الرخيص
وقبل أن خنتتم هذا الفصل نقتبس الكلمة اآلتية اليت ختتصر فائدة النقد األدىب ،كتبها الدكتور طه حسني قال :
« واملهم أن األديب مهما يكن أمره كائن اجتماعي ال يستطيع أن ينفردوال أن يستقل حبيانه األدبية وال
يستقيم له أمر إال إذا اشتدت الصلة بينه وبني الناس فكان صدى حلياهتم وكانوا صدى إلنتاجه ،وكان مرآة
ملا جيدون من لذة وأمل ومن نعيم وبؤس ،وكانوا مرآة ملـا يذيع فيهم من رأى وخاطر ،وما يغذوهم به من
هذه اآلثار األدبية على اختالف ألواهنا ،وهو يف حاجة إىل أن يشعر هبذه الصلة وإىل أن يراها قوية متينة
مرتددة بينه وبينهم كما يرتدد الرسول بني احملبني ،وذلك يدفعه إىل العمل وينشطه لإلنتاج ،ويغذو نفسه
باملعاىن ويثري فيها اخلواطر واآلراء ويشيع يف النقد القوة واجلدة والنشاط ،ويالئم بني هذه اللغة و بني قلوب
الذين يقرأونه ويسيغونه على اختالف طبقاهتم ومنازهلم يف مجهور الناس .ومن هنا ينشأ لون من األدب هو
الذي حيقق الصلة بني املنتج واملستهلك وحيفظها على أمت وجه وأقواه وأمنعه ألنه يقوم مقام الرسول بني هذين
العاشقني اللدين خيتصمان حيناً ويأتلفان حيناً آخر ،ومها األديب واجلمهور ،وهذا اللون اجلديد من األدب هو
النقدائدي يبلغ إىل الناس رسالة األديب فيدعوهم إليها ويرغبهم فيها أو يصرفهم عنها ويزهدهم فيها ،والذي
يبلغ األديب صدى رسالته يف نفوس الناس و حسن استعدادهم هلا أو شدة إزورارهم عنها أوفتورهم بالقياس
إليها ،ولعله أن يبني لألديب أسباب إقبال الناس عليه وإعراضهم عنه ،ولعله أن ينصح األديب مبا يزيد إقبال
الناس عليه إن كانوا مقبلني ،وختفف إعراضهم عنه إن كانوا معرصني ،فهو الرسول احلكيم الذي نصح
القدماء باختاذه لذوى احلاجات ،وهو حكيم بالقياس إىل اجلمهور ألنه يدل الناس على ما حيسن أن يقرأوا
وعلى ما حيسن أن يفهموا ما يقرأون ،وهو رسول حكيم بالقياس إىل األديب ألنه يبني مواقع فنه من الناس ،
وقد يدله على اخلطأ إن وقع فيه ليتجنبه ،وعلى الصواب إن وفق إليه ليزيد منه ،وقد يدله على التقصري الذي
.ليتقيه وعلى اإلجادة الفنية ليبتغيها فيما يستأنف من اآلثار
هذه وظيفة النقد األديب من حيث أنه فن يظهر مقاالت أو رسائل أوكتباً يقرؤها الناس فإذا هي فصول أدبية
أيضاً التقل أحياناً عن األدب اخلالص ورمبا امتازت منه بأهنا مزيج من عدة أشياء ال تتكامل يف األدب نفسه
أو األدب املباشر ،فيها الطبيعة اليت يعىن هبا األديب املنشيء ،وفيها نفس الشاعر ،أو الكاتب الذي صور
هذه الطبيعة ،وفيها الناقد الذي تعقب األديب يزن آثاره ،ويقيسها بالنسبة إىل احلقائق األدبية واألصول الفنية
وبالنسبة إىل ذوقه كذلك ،وفيها هؤالء القراء اآلخرون واجلمهور املنتفع ما دام النقد رسوال بينه وبني األديب
.يبلغه آراء القارئني
والنقد إذا كان علما :أصوال وقوانني ،أعان الناس على قدر األدب وصحة احلكم عليه ،ورسم للنقاد
الكاتبني بعض اخلطط اليت هتديهم فيما يعاجلون وحاول أن يرد عملهم إىل أصول عامة نفسية وفنية وفلسفية ،
وأن يشرح طبيعة األدب من وقت آلخر ،وأن يعاود قوانينه باإليضاح أو حىت بالتعديل .لني حيا ينفع األدب
واألدباء والنقاد وصحة