You are on page 1of 6

‫‪:‬ما ترشد إليه اآليات الكريمة‪.

‬‬

‫‪.‬أولا‪ -‬النظر بريد الزنى ورائد الفجور فال ينبغي للمؤمن ان يسلك هذا الطريق‬
‫‪.‬ثانيا ا‪ -‬في غض البصر وحفظ الفرج طهارة لإلنسان من الرذائل والفواحش‬
‫‪.‬ثالثا ا‪ -‬ل يجوز للمسلمة أن تبدي زينتها إل أمام الزوج أو المحارم من أقاربها‬
‫‪.‬رابعا ا‪ -‬على المسلمة أن تستر رأسها ونحرها وصدرها بخمارها لئال يطلع عليها األجانب‬
‫خامسا ا‪ -‬األطفال والخدام والغلمان الذين ل يعرفون أمور الجنس لصغرهم ل مانع من دخولهم على‬
‫‪.‬النساء‬
‫‪.‬سادسا ا‪ -‬يحرم على المسلمة أن تفعل ما يلفت أنظار الرجال إليها أو يثير بواعث الفتنة‬
‫‪.‬سابعا ا‪ -‬على جميع المؤمنين والمؤمنات أن يرجعوا إلى هللا بالتوبة واإلنابة ويتمسكوا بأداب اإلسالم‬
‫‪.‬ثامنا ا‪ -‬اآلداب اإلجتماعية التي أرشد إليها اإلسالم‪ ،‬فيها صيانة لكرامة األسرة‪ ،‬وحفظ للمجتمع المسلم‬

‫‪:‬حكمة التشريع‪.‬‬

‫أمر هللا تعالى المؤمنين بغض األبصار‪ ،‬وحفظ الفروج كما أمر المؤمنات بمثل ما أمر به المؤمنين تزكية‬
‫للنفوس وتطهيرا ا للمجتمع من أدران الفاحشة والتردي في بؤرة الفساد والتحلل الخلقي‪ ،‬وتجنيبا ا للنفوس من‬
‫‪.‬أسباب اإلغراء والغواية‬
‫وقد زاد اإلسال ُم المرأة تزكية وطهراا‪ ،‬أن كلَّفها زيادة على الرجل بعدم إبداء الزينة لغير المحارم من‬
‫األقرباء وفرض عليها الحجاب الشرعي ليصون لها كرامتها‪ ،‬ويحفظها من النظرات الجارحة‪ ،‬والعيون‬
‫الخائنة‪ ،‬ويدفع عنها مطامع المغرضين الفجار‪ .‬ولما كان (إبداء الزينة) والتعرض بالفتنة من أهم أسباب‬
‫(التحلل) الخلقي و(الفساد) الجتماعي لذلك فقد أكد الباري جل وعال ذلك األمر للمؤمنات بتجنب إظهار‬
‫الزينة أمام األجانب ليسد نوافذ الفتنة ويغلق أبواب الفاحشة ويحول دون وصول ذلك السهم المسموم‬
‫‪:‬فالنظرة بريد الشهوة ورائد الفجور ولقد أحسن من قال‬

‫ك ُّل الحوادث مبداها من النظر ** ومعظ ُم النار من مستصغر الشرر‬

‫والمرء ما دام ذا عين يقلبها ** في أعين (الغيد) موقوف على الخطر‬

‫يسر مقلته ما ضر مهجته ** ل مرحبا ا بسرور جاء بالضرر‬


‫قوس ول وتر‬
‫كم نظرةٍ فتكت في قلب صاحبها ** فتك السهام بال ٍ‬

‫صه‬
‫‪:‬يقول شهيد اإلسالم (سيد قطب) عليه رحمه هللا في تفسيره (ظالل القرآن) ما ن ُّ‬
‫إن اإلسالم يهدف إلى إقامة مجتمع نظيف ل تهاج فيه الشهوات في كل لحظة ول تستثار‪ ،‬فعمليات‬
‫سعَار شهواني ل ينطفئ ول يرتوي‪ .‬والنظرة الخائنة والحركة المثيرة‪،‬‬ ‫(الستثارة) المستمرة تنتهي إلى ُ‬
‫ا‬
‫‪.‬والزينة المتبرجة‪ ،‬والجسم العاري‪ ،‬كلها ل تصنع شيئا إل أن تهيج ذلك السعار الحيواني المجنون‬
‫وإحدى وسائل اإلسالم إلى إنشاء (مجتمع نظيف) هي الحيلولة دون هذه الستثارة وإبقاء الدافع الفطري‬
‫‪.‬العميق بين الجنسين سليما ا‬
‫‪.‬دون استثارة مصطنعة‪ ،‬وتصريفُه في موضعه المأمون النظيف‬
‫ولقد شاع في وقت من األوقات أن النظرة المباحة‪ ،‬والحديث الطليق‪ ،‬والختالط الميسور‪ ،‬والدعابة‬
‫المرحة بين الجنسين‪ ،‬والطالع على مواطن الفتنة المخبوءة‪ ..‬شاع أن كل هذا (تنفيس) وترويح ووقاية‬
‫من الكبت ومن العقد النفسية‪ ...‬شاع هذا على أثر انتشار بعض النظريات المادية القائمة على تجريد‬
‫اإلنسان من خصائصه التي تفرقه عن الحيوان والرجوع إلى القاعدة الحيوانية الغارقة في الطين‪-‬‬
‫‪.‬وبخاصة نظرية فرويد‪ -‬ولكن هذا لم يكن سوى فروض نظرية‬
‫رأيت بعيني في أشد البالد إباحية وتفلتا ا من جميع القيود الجتماعية واألخالقية‪ ،‬والدينية‪ ،‬واإلنسانية‪ ،‬ما‬
‫‪.‬يكذبها وينقضها من األساس‬
‫نعم شاهدت في البالد التي ليس فيها قيد واحد على الكشف الجسدي والختالط الجنسي‪ ،‬بكل صوره‬
‫وأشكاله‪ ،‬أن هذا كله لم ينته بتهذيب الدوافع الجنسية وترويضها إنما انتهى إلى سعار مجنون‪ ،‬ل يرتوي‬
‫‪.‬ول يهدأ إل ريثما يعود إلى الظمأ والندفاع‬
‫وشاهدت من األمراض النفسية والعقد التي كان مفهوما ا أنها ل تنشأ إل من الحرمان‪ .‬شاهدتها بوفرة‬
‫‪.‬ومعها الشذوذ الجنسي بكل أنواعه ثمرة مباشرة (لالختالط) الذي ل يقيده قيد ول يقف عنده حد‬
‫إن الميل الفطري بين الرجل والمرأة ميل عميق‪ ،‬وإثارته في كل حين تزيد من عرامته فالنظرة تثير‪،‬‬
‫والحركة تثير‪ ،‬والضحكة تثير‪ ،‬والدعابة تثير‪ ،‬والطريق المأمون هو تقليل هذه المثيرات‪ .‬وذلك هو المنهج‬
‫الذي يختاره اإلسالم مع تهذيب الطبع وتشغيل الطاقة البشرية بهموم أخرى في الحياة غير تلبية دافع اللحم‬
‫‪.‬والدم‬

‫‪:‬خاتمة البحث‪.‬‬

‫‪:‬بدعة كشف الوجه‬


‫ظهرت في هذه األيام الحديثة‪ ،‬دعوة تطورية جديدة‪ ،‬تدعو المرأة إلى أن تسفر عن وجهها‪ ،‬وتترك النقاب‬
‫الذي اعتادت أن تضعه عند الخروج من المنزل‪ ،‬بحجة أن النقاب ليس من الحجاب الشرعي‪ ،‬وأن الوجه‬
‫ليس بعورة‪ .‬دعوة (تجددية) من أناس يريدون أن يظهروا بمظهر األئمة المصلحين الذين يبعثهم هللا على‬
‫‪.‬رأس كل مائة سنة ليجددوا لألمة أمر دينها‪ ،‬ويبعثوا فيها روح التضحية‪ ،‬واإليمان‪ ،‬والكفاح‬
‫دعوة جديدة‪ ،‬وبدعة حديثة من أناس يدعون العلم‪ ،‬ويزعمون الجتهاد ويريدون أن يثبتوا بآرائهم‬
‫(العصرية الحديثة) أنهم أهل ألن يُنافِسوا األئمة المجتهدين وأن يجتهدوا في الدين كما اجتهد أئمة المذاهب‬
‫‪.‬ويكون لهم أنصار وأتباع‬
‫لقد لقت هذه الدعوة (بدعة كشف الوجه) رواجا ا بين صفوف كثير من الشباب وخاصة منهم العصريين‪،‬‬
‫ل ألنها (دعوة حق) ولكن ألنها تلبي داعي الهوى‪ ،‬والهوى محبَّب إلى النفس وتسير مع الشهوة‪ ،‬والشهوة‬
‫كامنة في كل إنسان‪ ،‬فال عجب إذا ا أن نرى أو نسمع من يستجيب لهذه الدعوة األثيمة ويسارع إلى تطبيقها‬
‫‪.‬بحجة أنها (حكم اإلسالم) وشرع هللا المنير‬
‫يقولون‪ :‬إنها تطبيق لنصوص الكتاب والسنة وعمل بالحجاب الشرعي الذي أمر هللا عز وجل به المسلمات‬
‫إِ َّن الذين يَ ْكت ُ ُمونَ َمآ أ َنزَ ْلنَا ِمنَ البينات { في كتابه العزيز‪ ،‬وأنهم يريدون أن يتخلصوا من اإلثم بكتمهم العلم‬
‫‪.‬البقرة‪ ]159 :‬إلى آخر دعاواهم الطويلة العريضة[ }والهدى‬
‫ولست أدري أي إثم يتخلصون منه‪ ،‬وهم يدعون المرأة إلى أن تطرح هذا النقاب عن وجهها وتُسفر عن‬
‫!محاسنها في مجتمع يتأجج بالشهوة ويصطلي بنيران الهوى ويتبجح بالدعارة‪ ،‬والفسق‪ ،‬والفجور؟‬
‫‪:‬ولقد سبقهم بهذه (البدعة المنكرة) بعض أهل (الهوى) من الشعراء حين قال‬

‫ت دينَ أخ التُّقى المتعبد‬


‫قل للمليحة في الخمار المذهب ** أذهب ِ‬

‫نور الخمار ونور وجهك ساطع ** عجبا ا لوجهك كيف لم يتوقد‬

‫ولو أن هؤلء (المجدِدين) اقتصرت دعوتهم على النساء العاريات‪ ،‬المتبرجات تبرج الجاهلية األولى‪،‬‬
‫اللواتي خالفن تعاليم اإلسالم بخلعهن للحجاب فدعوهن إلى التستر والحتشام وارتداء الجلباب الذي‬
‫أمرهن به هللا عز وجل وقالوا لهن‪ :‬إن أمر (الوجه والكفين) فيهما سعة وإن بإمكانهن أن يسترن أجسادهن‬
‫ويكشفن وجوههن لهان الخطب‪ ،‬وسهل األمر‪ ،‬وكانت دعوتهم مقبولة ألنها تدرج بالتشريع بطريق‬
‫الحكمة‪ ،‬ولكنهم يدعون المرأة المؤمنة المحتشمة الساترة لما أمر هللا عز وجل ستره‪ ،‬فيزينون لها أن‬
‫تكشف عن وجهها وتخرج عن حيائها ووقارها فتطرح النقاب تطبيقا ا للكتاب والسنة بحجة أن الوجه ليس‬
‫من العورة؟‬
‫وإنه لتحضرني قصة تلك المرأة المؤمنة الطاهرة التي استشهد ولدها في إحدى الغزوات مع رسول هللا‬
‫صلى هللا عليه وسلم فجاءت تبحث عن ولدها بين القتلى وهي متنقبة فقيل لها‪ :‬تبحثين عنه وأنت متنقبة؟‬
‫فأجابت بقولها‪ :‬ألن أرزأ ولدي فلن أرزأ حيائي؟‪ ..‬عجبا ا وهللا لهؤلء وأمثالهم أن يدعوا (المرأة المسلمة)‬
‫إلى كشف الوجه باسم الدين‪ ،‬وأن يزينوا لها طرح النقاب في مثل هذا العصر الذي فسد رجاله‪ ،‬وفسق‬
‫‪.‬شبابه‪ ،‬إل من رحم هللا وكثر فيه الفسق والفجور والمجون‬
‫ونحن نقول لهؤلء (المجدِدين) من أئمة العصر المجتهدين‪ :‬رويدكم فقد أخطأتم الجادة وتنكبتم الفهم السليم‬
‫‪.‬الصحيح لإلسالم وأحكامه التشريعية‪ ،‬ونخاطبهم بمنطق العقل والشرع‪ ،‬وكفى بهما حجة وبرهانا ا‬
‫لقط شرط الفقهاء‪ -‬الذين قالوا بأن الوجه ليس بعورة‪ -‬أمن الفتنة فقالوا‪ :‬الوجه ليس بعورة‪ ،‬ولكن يحرم‬
‫كشفه خشية الفتنة‪ ،‬فهل الفتنة مأمونة في مثل هذا الزمان؟‬
‫واإلسالم قد حرم على المرأة أن تكشف شيئا ا من عورتها أمام األجانب خشية الفتنة‪ ،‬فهل يعقل أن يأمرها‬
‫اإلسالم أن تستر شعرها وقدميها وأن يسمح لها أن تكشف وجهها ويديها؟ وأيهما تكون فيه الفتنة أكبر‬
‫الوجه أم القدم؟ يا هؤلء كونوا عقالء ول تلبسوا على الخلخال وتتحرك قلوب الرجال أو يبدو شيء من‬
‫‪.‬زينتها‪ ،‬فهل يسمح لها أن تشكف عن الوجه الذي هو أصل الجمال ومنبع الفتنة ومكمن الخطر؟‬
‫‪:‬كلمة العالمة المودودي‬
‫وأختم هذه الكلمة بما ذكره العالمة المودودي في تفسيره لسورة النور حيث قال أمد هللا في عمره‪:‬وهذه‬
‫تدل على أن النساء ل يجوز لهن أن يتعمدن إظهار هذه } ِإلَّ َما َ‬
‫ظ َه َر ِم ْن َها{ ‪:‬الجملة في اآلية الكريمة‬
‫الزينة غير أن ما ظهر منها بدون قصد منهن‪ ،‬أو ما كان ظاهرا ا بنفسه ل يمكن إخفاؤه كالرداء الذي تجلل‬
‫به النساء مالبسهن (يعني المالءة) ألنه ل يمكن إخفاؤه وهو مما يستجلب النظر لكونه على بدن المرأة‬
‫على كل حال فال مؤاخذة عليه من هللا تعالى وهذا هو المعنى الذي بينه عبد هللا بن مسعود والحسن‬
‫‪.‬البصري‬
‫ظ َه َر ِم ْن َها{ ‪:‬أما ما يقوله غيرهم إن معنى‬ ‫ما يظهره اإلنسان على العادة الجارية‪ .‬ثم هم يدخلون فيه } َما َ‬
‫(وجه المرأة وكفيها) بكل ما عليها من الزينة‪ ،‬أي أنه يصح عندهم أن تزين المرأة وجهها بالكحل‬
‫والمساحيق والصبغ‪ ،‬ويديها بالحناء والخاتم واألسورة‪ ،‬ثم تمشي في الناس كاشفة وجهها وكفيها‪ ...‬أما‬
‫ظ َه َر ِم ْن َها{ ‪:‬نحن فنكاد نعجز عن أن نفهم قاعدة من قواعد اللغة يجوز أن يكون معنى‬ ‫ما ي ْ‬
‫ُظهره } َما َ‬
‫ظهر الشيء بنفسه‪ ،‬أو أن يُظهره اإلنسان بقصده واضح ل يكاد يخفى على‬ ‫اإلنسان فإن الفرق بين أن يَ ْ‬
‫أحد‪ ،‬والظاهر من اآلية أن القرآن ينهى عن إبداء الزينة ويرخص فيما إذا ظهرت من غير قصد‪ ،‬فالتوسع‬
‫في حد هذه الرخصة إلى حد إظهارها (عمداا) مخالف للقرآن ومخالف للروايات التي يثبت بها أن النساء‬
‫في عهد النبي صلى هللا عليه وسلم ما كن يبرزن إلى األجانب سافرات الوجوه‪ ،‬وأن األمر بالحجاب كان‬
‫‪.‬شامالا للوجه‪ ،‬وكان النقاب قد جعل جزءا ا من لباس النساء إل في اإلحرام‬
‫وأدعى إلى العجب أن هؤلء الذين يبحون للمرأة أن تكشف وجهها وكفها لألجانب‪ ،‬يستدلون على ذلك بأن‬
‫الوجه والكفين من المرأة ليسا بعورة مع أن الفرق كبير جدا ا بين (الحجاب) و(ستر العورة) فالعورة ما ل‬
‫‪.‬يجوز كشفه حتى للمحارم من الرجال‪ ،‬وأما الحجاب فهو شيء فوق ستر العورة‪ .‬انتهى‬

‫‪):‬تفسير اآليات (‪.34 -32‬‬

‫َّللاُ َوا ِس ٌع {‬ ‫صا ِل ِحينَ ِم ْن ِعبَا ِد ُك ْم َو ِإ َما ِئ ُك ْم ِإ ْن يَ ُكونُوا فُقَ َرا َء يُ ْغ ِن ِه ُم َّ‬
‫َّللاُ ِم ْن فَ ْ‬
‫ض ِل ِه َو َّ‬ ‫َوأ َ ْن ِك ُحوا ْاألَيَا َمى ِم ْن ُك ْم َوال َّ‬
‫ت‬ ‫ض ِل ِه َوالَّ ِذينَ يَ ْبتَغُونَ ْال ِكت َ‬
‫َاب ِم َّما َملَ َك ْ‬ ‫ف الَّذِينَ َل يَ ِجدُونَ نِ َكا احا َحتَّى يُ ْغنِيَ ُه ُم َّ‬
‫َّللاُ ِم ْن فَ ْ‬ ‫ع ِلي ٌم (‪َ )32‬و ْليَ ْست َ ْع ِف ِ‬ ‫َ‬
‫َاء إِنْ‬ ‫ْ‬
‫على البِغ ِ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫َّللا الذِي آت َاك ْم َول تك ِرهُوا فَتَيَاتِك ْم َ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫ع ِل ْمت ْم فِي ِه ْم َخي اْرا َوآتو ُه ْم ِمن َما ِل َّ ِ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫أ ْي َمانُك ْم فَ َكاتِبُو ُه ْم إِن َ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫ور َر ِحي ٌم (‪َ )33‬ولقَ ْد‬ ‫غف ُ ٌ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ض ال َحيَاةِ الدُّ ْنيَا َو َم ْن يُك ِر ْه ُه َّن فَإِ َّن َّ‬
‫َّللاَ ِم ْن بَ ْع ِد إِك َرا ِه ِه َّن َ‬ ‫ْ‬ ‫ع َر َ‬ ‫صناا ِلت َ ْبتَغُوا َ‬ ‫أ َ َر ْدنَ ت َ َح ُّ‬
‫ظةا ِل ْل ُمتَّقِينَ (‪34‬‬ ‫ت َو َمث َ اال ِمنَ الَّذِينَ َخلَ ْوا ِم ْن قَ ْب ِل ُك ْم َو َم ْو ِع َ‬ ‫ت ُمبَيِنَا ٍ‬ ‫})أ َ ْنزَ ْلنَا ِإلَ ْي ُك ْم آيَا ٍ‬
‫‪:‬الترغيب في الزواج والتحذير من البغاء ]‪[7‬‬

‫‪:‬التحليل اللفظي‪.‬‬

‫جمع أيم وهو من ل زوج له رجالا كان أو امرأة‪ ،‬ذكرا ا أو أنثى قال في (لسان العرب)‪}: :‬األيامى{‬
‫األيم أحق « ‪:‬األيامى‪ :‬الذين ل أزواج لهم من الرجال أو النساء‪ ،‬وقو ُل النبي صلى هللا عليه وسلم‬
‫‪:‬فهذه الثيب ل غير‪ ،‬وكذا قول الشاعر »بنفسها‬
‫َّ‬
‫تنكحن الدهر ما عشتَ أيما ** مجربة قد ُمل منها وملت‬ ‫ل‬

‫‪:‬وفي الحديث أنه صلى هللا عليه وسلم كان يتعوذ من األيمة وهي طول الغُ ْزبة‪ ،‬وأنشد ابن بري‬

‫لقد إمت حتى لمني كل صاحب ** رجاء بسلمى أن تئيم كما إمت‬

‫َوأ َ ْن ِك ُحواْ { ‪:‬وآمت المرأة‪ :‬إذا مات عنها زوجها‪ .‬ومنه قول علي (مات قيمها وطال تأيمها) وفي التنزيل‬
‫‪.‬أدخل فيه الذكر واألنثى والبكر والثيب }األيامى ِم ْن ُك ْم‬
‫بمعنى العبيد وقرأ مجاهد (من عبيدكم) وأكثر استعماله في األرقاء والمماليك وإذا أضيف إلى ‪ِ }:‬عبَا ِد ُك ْم{‬
‫‪..‬الزمر‪ ]53 :‬اآلية[ }قُ ْل ياعبادي الذين أَس َْرفُواْ على أَنفُ ِس ِه ْم{ ‪:‬هللا فيراد منه الخالئق قال تعالى‬
‫‪.‬ذو غنى وسعة يبسط الرزق لمن يشاء من عباده وهوالغني الحميد ‪}:‬واسع{‬
‫ع ِلي ٌم{‬ ‫‪.‬عالم بحاجات الناس ومصالحهم فيجري عليهم من الرزق ما قسم لهم ‪َ }:‬‬
‫ف{‬ ‫‪}:‬و ْليَ ْست َ ْع ِف ِ‬
‫َ‬ ‫أمر من العفة واستعفف وزنه‪ :‬استفعل ومعناه‪ :‬طلب أن يكون عفيفاا‪ ،‬قال في (لسان‬
‫ف عفة وعفافا ا وامرأة عفيفة أي عفيفة‬ ‫العرب) العفة‪ :‬الكف عما ل يحل ويجمل‪ ،‬يقال عف عن المحارم ي ِع ُّ‬
‫‪.‬وقيل الستعفاف الصبر والنزاهة عن الشيء »من يستعفف يعفه هللا« ‪:‬الفرج‪ ،‬وفي الحديث‬
‫‪».‬اللهم إني أسألك الهدى‪ ،‬والتقى‪ ،‬والعفاف‪ ،‬والغنى« ‪:‬ومن دعاء الرسول صلى هللا عليه وسلم‬
‫قال الزمخشري‪ :‬الكتاب والمكاتبة كالعتاب والمعاتبة‪ ،‬وهي أن يقول الرجل لمملوكه‪( :‬كاتبتك ‪}:‬الكتاب{‬
‫على ألف درهم فإن أداها عتق)‪ ،‬والمكاتبة (مفاعلة) ل تكون إل بين اثنين ألنها معاقدة بين (السيد وعبده)‬
‫هي‪ :‬العقد الذي يجري بين (السيد وعبده)‬ ‫فالكتاب في اآلية مصدر كالقتال والجالد والدفاع‪ ،‬والمكاتبة َ‬
‫على أن يدفع له شيئا ا من المال مقابل عتقه وسمي مكاتبة ألن العادة جارية بكتابته ألن المال فيه مؤجل‪،‬‬
‫‪.‬وهي لفظة إسالمية ل تعرفها الجاهلية نبه عليه العالمة ابن حجر‬
‫ب { ‪:‬البقرة‪ ]180 :‬وقوله[ } ِإن ت ََركَ َخيْرا ا الوصية ِل ْل َوا ِلدَي ِْن{ لفظ الخير يطلق على المال ‪َ }:‬خيْرا ا{‬
‫َو ِإنَّهُ ِل ُح ِ‬
‫شدِيدٌ‬ ‫العاديات‪ ]8 :‬أي لحب المال‪ ،‬ويطلق على فعل الصالحات وقد فسره بعضهم بالمال وهو [}الخير لَ َ‬
‫ضعيف‪ ،‬والصحي ُح أن المراد به‪ :‬الصالح واألمانة والوفاء‪ ،‬والمعنى‪ :‬إن علمتم فيهم القدرة على الكسب‬
‫‪.‬والوفاء واألمانة فكاتبوهم على تحرير أنفسهم‬
‫قال الطحاوي‪ :‬وقول من قال إن المراد به (المال) ل يصح‪ ،‬ألن العبد مال لموله فكيف يكون له مال؟‬
‫‪.‬وانكر بعضهم ذلك من حيث اللغة فقال‪ :‬ل يقال علمت فيه المال‪ ،‬وإنما يقال علمت عنده المال‬
‫‪.‬واألصح أن المراد بالخير األمانة والقدرة على الكسب وبه فسره الشافعي كما مر معنا‬
‫المراد به (المملوكات من اإلماء) وهو جمع فتاة‪ ،‬قال األلوسي وكل من الفتى والفتاة كناية ‪}:‬فتياتكم{‬
‫‪).‬مشهورة عن (العبد واألمة‬
‫وكأنه صلى هللا عليه وسلم كره العبودية »ل يقولن أحدكم عبدي وأمتي ولكن فتاي وفتاتي« ‪:‬وفي الحديث‬
‫‪.‬لغير هللا عز وجل وعلم السادة أن يتلطفوا عند مخاطبة العبيد‬
‫مصدر بغت المرأة تَبْغي بغا اء إذا زنت وفجرت‪ ،‬وهو مختص بزنى النساء فال يقال للرجل إذا ‪}:‬البغآء{‬
‫‪).‬زنى‪ :‬إنه بغى قاله (األزهري‬
‫نهى النبي صلى هللا عليه وسلم عن « ‪:‬والجمع بغايا‪ ،‬والمراد باآلية إكراه اإلماء على الزنى‪ ،‬وفي الحديث‬
‫‪».‬مهر البغي‬
‫صنا ا{‬
‫‪.‬أي تعففا ا ومنه ال ُمحْ صنة بمعنى العفيفة وقد تقدم ‪}:‬ت َ َح ُّ‬
‫ض الحياوة{‬ ‫أي متاع الحياة الدنيا وسمي عرضا ا ألنه يعرض لإلنسان ثم يزول‪ ،‬فهو متاع سريع ‪َ }:‬‬
‫ع َر َ‬
‫}و َما الحياوة الدنيآ إِلَّ َمت َاعُ الغرور{ الزوال وشيك الضمحالل‬ ‫‪].‬الحديد‪َ [20 :‬‬
‫أي آيات واضحات‪ ،‬وحكم باهرات‪ ،‬ودلئل ظاهرة‪ ،‬تدل على حكمة هللا العلي الكبير‪}: ،‬آيات مبينات{‬
‫‪.‬قال الزمخشري‪ :‬هي اآليات التي بينت في هذه السورة وأوضحت معاني األحكام والحدود‬

You might also like