You are on page 1of 54

‫‪ :‬مقدمة‬

‫عرف مفهوم المنظمة تطورا كبيرا على مستوى العصور تبعا لحجم الدراسات‬
‫ونوعيتها في كل عصر‪ ،‬فكانت تعتبر المنظمة في بداية األمر مجرد آلة تقوم‬
‫بتحويل مدخالت كالمواد األولية إلى مخرجات من سلع وخدمات‪ ،‬ما أنه لم يحظ‬
‫األثر البيئي باهتمام جدي في توجهات المدرستين الكالسيكية واإلنسانية‪ ،‬حيث‬
‫اقتصر االتجاه األول على دور وأهمية العالقات الرسمية والهيكل التنظيمي‬
‫للمنظمة‪ ،‬في حين اتجهت الثانية إلى التوكيد على أهمية العالقات غير الرسمية في‬
‫المنظمة‪ ،‬وقد كان جل تركيزها على أهمية دور العنصر البشري وتوفير المناخ‬
‫المرتبط بتحسين ظروف العمل والعالقات السائدة بين اإلدارة والعاملين‪ .‬وفي واقع‬
‫الحال لم تعط تلك النظريات اهتمامات واضحة لمسالة البيئة الخارجية والتأثير‬
‫‪.‬المتبادل بينها وبين المنظمة كوحدة إنتاجية‬
‫إال أن المدارس المعاصرة أعطت للبيئة المحيطة بالمنظمة بشكل عام أهمية كبيرة‪،‬‬
‫سيما في مجال خلق التوازن مع البيئة‪ .‬ونجد أنفسنا أمام السؤال التالي ‪ :‬ما هي‬
‫بيئة المنظمة ؟ أو ما يصطلح عليه بيئة األعمال لإلجابة على هذا التساؤل تم تقسيم‬
‫البحث إلى ثالثة مباحث أساسية‪ ،‬األول يعتبر كتمهيد يتناول مفهوم البيئة وعالقتها‬
‫بالمنظمة‪ ،‬أما المبحثين المتبقيين فيتناوالن البيئة الداخلية والخارجية للمنظمة من‬
‫حيث إعطاء مفهوم كل بيئة‪ ،‬وأهمية دراستها‪ ،‬وكذا تحديد العناصر التي تكون كل‬
‫واحدة منها‪ .‬ثم نعرج على بعض المشاكل التي تتعرض لها البيئة الداخلية‪ ،‬وبعض‬
‫‪.‬الدراسات التي تناولت البيئة الخارجية‬

‫‪2013-05-24, 01:45‬‬ ‫‪ : 5‬رقم المشاركة‬

‫العضو معلومات‬

‫‪younes14‬‬
‫عضو جديد‬
‫مبحث تمهيدي ‪:‬‬
‫البيئة والمنظمة‬
‫المطلب ‪: 01‬‬
‫مفوم بيئة المنظمة‬
‫إحصائية العضو‬ ‫الفرع ‪: 01‬‬
‫االنتساب ‪2013-04-17 :‬‬
‫تعريف بيئة‬
‫رقم العضوية ‪485668 :‬‬
‫المنظمة (بيئة‬
‫)األعمال)(‪1‬‬
‫اإلقامة ‪ :‬الجزائر‬
‫تعرف البيئة على‬
‫أنها ‪ " :‬كل ما‬
‫‪ 0.02‬ا ًيومي ا ً‬
‫بمعدل ‪ :‬يومي‬ ‫يحيط بالمنظمة من‬
‫الجنس ‪ :‬ذكر‬ ‫طبيعة ومجتمعات‬
‫المهنة ‪ :‬طالب جامعي‬
‫بشرية ونظم‬
‫اجتماعية‬
‫عدد النقاط ‪22 :‬‬
‫وعالقات شخصية‬
‫‪".‬‬
‫وكذلك تعرف بأنها‬
‫‪ " :‬العوامل‬
‫والمتغيرات التي‬
‫تقع خارج حدود‬
‫المنظمة وتؤثر في‬
‫نشاط المنظمة‬
‫بشكل مباشر أو‬
‫غير مباشر "‪.‬‬
‫وهذه التعريفات‬
‫في اتجاهاتها تشير‬
‫الى البيئة‬
‫الخارجية‪ ،‬وهناك‬
‫تعريف شامل‬
‫‪ :‬للبيئة هو‬
‫البيئة هي "‬
‫مجموع العناصر‬
‫والشروط الخاصة‬
‫بالمجتمع الواسع‬
‫التي تؤثر في‬
‫وتتأثر بها المنظمة‬
‫"‪ .‬وبالتالي فإنها‬
‫كل القوى ذات‬
‫التأثير الفعال على‬
‫‪.‬المنظمة وأدائها‬
‫إن البيئة بهذا‬
‫المفهوم هي ما‬
‫يحيط بالمنظمة‬
‫بشكل عام ويؤثر‬
‫في حركة وعمل‬
‫وأداء المنظمة‬
‫بشكل مباشر أو‬
‫غير مباشر‪،‬‬
‫فالبيئة تحدد‬
‫اتجاهات عمل‬
‫المنظمة وأطرها‬
‫وكونها المصدر‬
‫للعديد من األشياء‬
‫التي تحتاجها‬
‫‪ :‬المنظمة كاآلتي‬
‫البيئة مصدر ‪1-‬‬
‫المعلومات‬
‫‪ :‬للمنظمة‬
‫أهم عنصر من‬
‫عناصر المدخالت‬
‫الذي تعمل بموجبه‬
‫المنظمة هو‬
‫المعلومات‪ ،‬والتي‬
‫تشمل الخاصة‬
‫بعمل المنظمة‬
‫وتحقيق أهدافها‬
‫مثل المعلومات‬
‫عن األسواق‪،‬‬
‫معلومات عن‬
‫المواد األولية‪،‬‬
‫معلومات عن‬
‫التشريعات‬
‫والقوانين‪،‬‬
‫معلومات علمية‪،‬‬
‫معلومات عن‬
‫المفاهيم‬
‫االجتماعية‬
‫والعادات‪،‬‬
‫معلومات عن‬
‫المستهلكين‪،‬‬
‫معلومات عن‬
‫المنافسين‪...‬الخ‬
‫‪.‬من المعلومات‬
‫والبيئة هي‬
‫المصدر األول‬
‫واألخير لهذه‬
‫المعلومات التي‬
‫تستلمها المنظمة‬
‫من البيئة على‬
‫شكل تقارير‪،‬‬
‫ودراسات‪،‬‬
‫وحقائق‪،‬‬
‫إحصاءات‪،‬‬
‫مطبوعات‪ ،‬إضافة‬
‫إلى المعلومات‬
‫التي تجمعها‬
‫المنظمة بأطر‬
‫‪.‬خاصة ألغراضها‬
‫البيئة مصدر ‪2-‬‬
‫التنوع األدائي في‬
‫‪ :‬المنظمة‬
‫البيئة تفرض على‬
‫المنظمة متطلبات‬
‫وتأثيرات معينة‬
‫ومختلفة‪ ،‬مما‬
‫يتطلب معها‬
‫استجابة المنظمة‬
‫لها‪ ،‬ووفقا لذلك‬
‫فان عمليات التنوع‬
‫واالختالف‬
‫والتغير في‬
‫المنظمة مصدرها‬
‫البيئة‪ ،‬وعلى‬
‫المنظمة أن‬
‫تستجيب‬
‫للمتغيرات البيئية‬
‫وبأشكال مختلفة‬
‫‪.‬أيضا‬
‫إن البيئة دائما‬
‫تتكون من وتعتمد‬
‫على أشياء مختلفة‬
‫ولها وظائف‬
‫ومهام وحاجات‬
‫مختلفة‪ ،‬وبالتالي‬
‫تفرض على‬
‫المنظمة إجراءات‬
‫وقواعد مختلفة‬
‫لوجهتها‬
‫‪.‬واالستجابة لها‬
‫د‪ .‬عمر )‪(1‬‬
‫وصفي عقيلي‪ ،‬د‪.‬‬
‫قيس عبد علي‬
‫المؤمن‪ ،‬المنظمة‬
‫ونظرية التنظيم‪،‬‬
‫دار زهران للنشر‬
‫والتوزيع‪،‬‬
‫‪ ،1994‬ص‬
‫‪132 ، 131.‬‬

‫البيئة مصدر ‪3-‬‬


‫‪ :‬المواد األولية‬
‫البيئة هي مصدر‬
‫مدخالت المنظمة‬
‫والمواد األولية‪،‬‬
‫كونها تمثل‬
‫المخزن الخارجي‬
‫لمستلزمات إنتاج‬
‫السلع والخدمات‬
‫حيث أنها توفر‬
‫جميع المواد‬
‫ومستلزماتها‬
‫المادية والبشرية‬
‫والمالية‬
‫والمعلوماتية‪...‬الخ‬
‫‪.‬‬

‫الفرع ‪:02‬‬
‫الخصائص العامة‬
‫)لبيئة المنظمة (‪1‬‬
‫‪:1.‬‬
‫إن كل ما يقع‬
‫خارج حدود‬
‫التنظيم أو داخله‬
‫يدخل فى مفهوم‬
‫‪.‬وإطار البيئة‬
‫إن البيئة ذات ‪2-‬‬
‫عوامل ومتغيرات‬
‫متعددة منها ما‬
‫يمكن قياسه ومنها‬
‫‪.‬ما ال يمكن قياسه‬
‫إن تلك البيئة ‪3-‬‬
‫بعواملها‬
‫ومتغيراتها تؤثر‬
‫على مدى تحقيق‬
‫المنظمات ألهدافها‬
‫ومستوى أداء‬
‫األنشطة المختلفة‬
‫‪.‬بها وتكاليفها‬
‫إن اإلدارة قد ‪4-‬‬
‫تدرك هذه‬
‫المتغيرات البيئية‬
‫أو ال تدركها‪ ،‬ولذا‬
‫فدور وفعالية كل‬
‫إدارة تختلف من‬
‫‪.‬تنظيم آلخر‬
‫إنه يمكن ‪5-‬‬
‫النظر للبيئة من‬
‫وجهة نظر ما‬
‫تمثله من قيود وما‬
‫تمنحه من فرص‬
‫‪.‬وتسهيالت‬

‫المطلب ‪: 02‬‬
‫اآلثار المتبادلة بين‬
‫المنظمة والبيئة‬
‫)(‪1‬‬

‫تعد العالقة القائمة‬


‫بين المنظمة‬
‫والبيئة عالقة‬
‫متبادلة وتفاعلية‬
‫شاملة‪ .‬فالبيئة‬
‫الخارجية تمنح‬
‫للمنظمة الناجحة‬
‫فرصا لالستمرار‬
‫واالزدهار‪،‬‬
‫وتؤدي بالمنظمة‬
‫الفاشلة إلى‬
‫االضمحالل‬
‫والتالشي‪ ،‬كما أنها‬
‫في الوقت ذاته‬
‫تفرض محددات‬
‫على حركة‬
‫المنظمة من خالل‬
‫المستلزمات‬
‫البشرية والمادية‬
‫والمالية‬
‫والمعلوماتية‬
‫المتاحة‪ .‬وتترك‬
‫المتغيرات‬
‫الجغرافية أثرا‬
‫ملحوظا في‬
‫إمكانية استخدام‬
‫المنظمة لما يتوافر‬
‫في البيئة من‬
‫إمكانات أو فرص‬
‫للعمل‪ ،‬كما أن‬
‫طبيعة المتغيرات‬
‫البيئية المختلفة‬
‫تلعب دورا أساسيا‬
‫في تحديد قدرة‬
‫المنظمة على‬
‫العمل وفي خلق‬
‫التوازن المتحرك‬
‫والتكييف المطلوب‬
‫مع البيئة‪ ،‬خاصة‬
‫في إطار إمكانية‬
‫توفير متطلبات‬
‫السلع والخدمات‬
‫التي تنسجم مع‬
‫حاجات ورغبات‬
‫الزبائن الحاليين‬
‫والمرتقبين‪ ،‬وذلك‬
‫المتعلقة بسبل‬
‫إشباع حاجاتهم‬
‫المتنامية‬
‫والمرتبطة‬
‫بقدراتهم الشرائية‬
‫‪2().‬‬

‫)‪(1‬‬
‫د‪ .‬خليل )‪(2‬‬
‫محمد حسن‬
‫الشماع‪ ،‬د‪.‬خضير‬
‫كاظم محمود‪،‬‬
‫نظرية المنظمة‪،‬‬
‫دار المسيرة للنشر‬
‫والتوزيع‬
‫والطباعة‪،‬‬
‫األردن‪ ،‬الطبعة‬
‫‪ ،2007 ،3‬ص‬
‫‪195.‬‬
‫الفرع ‪ : 01‬تأثير‬
‫البيئة في‬
‫‪) :1-‬المنظمة(‪1‬‬
‫أثر تكوين اإلنسان‬
‫‪ :‬إن اإلنسان هو‬
‫الكائن الوحيد‬
‫القادر على‬
‫التصرف بمنطق‬
‫العقل والحكمة‪،‬‬
‫حيث تتحدد نتائج‬
‫هذا التصرف‬
‫بكيفية انجازه‬
‫وترتبط بنوعية‬
‫تكوينه وثقافته‪.‬‬
‫ويمكن لألفراد أن‬
‫يؤثروا في‬
‫المنظمة بثالث‬
‫طرق هي ‪ :‬التأثير‬
‫كعامل‪ ،‬كمستهلك‪،‬‬
‫‪.‬كمسير‬
‫أثر المواد ‪2-‬‬
‫األولية ‪ :‬تعتبر‬
‫المواد األولية من‬
‫أهم عناصر نشاط‬
‫المنظمة كما‬
‫ونوعا بتوفيرها‬
‫بشكل كافي‬
‫ومستمر‪ ،‬وهي‬
‫ذات أهمية كبيرة‬
‫في توفير ما‬
‫تحتاجه المنظمة‬
‫للقيام بعملية‬
‫اإلنتاج في ظروف‬
‫‪.‬مالمة‬
‫أثر التطور ‪3-‬‬
‫التكنولوجي ‪:‬‬
‫تستعين المنظمة‬
‫من بين عوامل‬
‫اإلنتاج بالوسائل‬
‫تتمثل في اآلالت‬
‫والمعدات المختلفة‬
‫حيث أن مستوى‬
‫اإلنتاج في‬
‫المنظمة مرهون‬
‫بمدى كفاءة‬
‫استعمالها وجودة‬
‫مالءمة التقنيات‬
‫التي يحصل عليها‬
‫‪.‬العمال‬

‫الفرع ‪ : 02‬تأثير‬
‫المنظمة في البيئة‬
‫‪: 1-‬‬
‫اآلثار ‪1-‬‬
‫االجتماعية (‪: )2‬‬
‫‪ :‬نذكر منها‬
‫توفير الشغل ‪- :‬‬
‫تعمل المنظمة‬
‫جاهدة لتوفير‬
‫مناصب الشغل‬
‫يزيد عددها أو‬
‫ينقص تبعا‬
‫لحجمها أو الحيز‬
‫الزمني الذي توجد‬
‫فيه‪ ،‬والذي يسهل‬
‫على امتصاص‬
‫نسبة البطالة من‬
‫المجتمع‪ ،‬فمثال‬
‫نجد المجتمعات‬
‫التي تقل فيها الفئة‬
‫الشابة تسعى إلى‬
‫استعمال‬
‫التكنولوجيا أكثر‬
‫استعماال لآلالت‬
‫في الدول‬
‫المتطورة‪ ،‬بينما‬
‫في الدول النامية‬
‫هي األقل استعماال‬
‫للتكنولوجيا حيث‬
‫تلعب اليد العاملة‬
‫في هذه الدول‬
‫‪.‬دورا مهما‬
‫التأثير على ‪-‬‬
‫األجور ‪ :‬تحديد‬
‫األجور يعتمد على‬
‫قوة المنظمة‬
‫ووزنها المالي‬
‫حيث تقوم برفع‬
‫أجورها خاصة‬
‫عند محاولة‬
‫استقطابها لليد‬
‫العاملة إلى مكان‬
‫تقل فيه هذه‬
‫األخيرة‪ ،‬وبالتالي‬
‫لها األثر غير‬
‫المباشر على‬
‫األجور في‬
‫المنظمات الباقية‬
‫في مختلف‬
‫القطاعات‬
‫االقتصادية وغالبا‬
‫ما تنجح المنظمة‬
‫‪.‬في ذلك‬
‫تغيير نمط ‪-‬‬
‫معيشة السكان ‪:‬‬
‫إن بروز منظمات‬
‫جديدة تفرض على‬
‫السكان نظم معينة‬
‫من وقت عمل‬
‫ووقت راحة‪ ،‬و ما‬
‫ينتجه من طرق‬
‫عيش وكذا عادات‬
‫‪.‬هؤالء‬
‫التأثير على ‪-‬‬
‫االستهالك ‪ :‬زيادة‬
‫المبيعات وتنوعها‬
‫يؤدي إلى المنافسة‬
‫وبالتالي انخفاض‬
‫األسعار مع التنوع‬
‫في السلع‬
‫المعروضة‪ ،‬مما‬
‫يزيد من إمكانية‬
‫استهالكها‬
‫ورفاهيتها لما‬
‫توفره من حاجات‬
‫‪.‬المستهلك‬
‫التأثير على ‪-‬‬
‫البطالة ‪ :‬الزيادة‬
‫في عدد المنظمات‬
‫يمتص البطالة لكن‬
‫يحدث العكس عند‬
‫تصفية المنظمات‬
‫التي يتم فيها‬
‫تسريح العمال‪،‬‬
‫مما يزيد من نسبة‬
‫البطالة نظرا ألخذ‬
‫اآللة مكان‬
‫‪.‬العمال‬

‫بلقاضي )‪(1‬‬
‫كمال‪ ،‬دراج‬
‫كمال‪ ،‬سبتي‬
‫ميلود‪ ،‬المؤسسة‬
‫االقتصادية في‬
‫ظل اقتصاد‬
‫السوق‪ -‬دراسة‬
‫حالة عملية‬
‫التوزيع بمؤسسة‬
‫نفطال ووحدة‬
‫مطاحن حمزة‪،‬‬
‫مذكرة تخرج لنيل‬
‫‪ duea -‬شهادة‬
‫فرع ‪ :‬تقنيات‬
‫بنكية‪ ،‬جامعة‬
‫التوين المتواصل‪،‬‬
‫دفعة ‪- 2004‬‬
‫‪ ،2005.‬ص ‪20‬‬
‫نفس المرجع )‪(2‬‬
‫‪.‬الساق‪ ،‬ص ‪22‬‬

‫اآلثار ‪2-‬‬
‫االقتصادية (‪: )1‬‬
‫‪ :‬نذكر منها‬
‫دفع عجلة التنمية ‪-‬‬
‫‪ :‬تعمل المنظمة‬
‫على انجاز مساكن‬
‫لعمالها وكذا إعداد‬
‫الطرق والمرافق‬
‫العامة حيث يتم‬
‫إنشاء المدارس‬
‫والمستشفيات مما‬
‫يؤدي إلى ظهور‬
‫تجمعات سكنية أو‬
‫‪.‬مدن جديدة‬
‫ظهور منشآت ‪-‬‬
‫تجارية ‪ :‬تزايد‬
‫عدد السكان يؤدي‬
‫إلى ضرورة القيام‬
‫بإعداد منشآت‬
‫تجارية جديدة‬
‫لتلبية حاجات‬
‫العمال الجدد‬
‫ويتبعها مختلف‬
‫مرافق الحياة‬
‫‪.‬الضرورية‬
‫التأثير على ‪-‬‬
‫التكامل االقتصادي‬
‫‪ :‬تتم صناعة‬
‫المنتجات في‬
‫المنظمات‬
‫فالصناعة الثقيلة‬
‫تحتاج‪ ،‬خاصة‬
‫الميكانيكية منها‪،‬‬
‫إلى عدة منتجات‬
‫وسيطية ونصف‬
‫مصنعة ومكملة‬
‫لبعضها البعض‪،‬‬
‫ويدخل هذا ضمن‬
‫التكامل‬
‫‪.‬االقتصادي‬
‫التأثير على ‪-‬‬
‫األسعار ‪ :‬يظهر‬
‫هذا التأثير خاصة‬
‫في المنتوجات‬
‫‪.‬المتكاملة‬

‫نفس المرجع )‪(1‬‬


‫‪.‬السابق‪ ،‬ص ‪23‬‬
‫‪2013-05-24, 01:47‬‬ ‫‪ : 6‬رقم المشاركة‬

‫العضو معلومات‬

‫‪younes14‬‬
‫عضو جديد‬
‫المبحث األول ‪ :‬البيئة الداخلية‬
‫المطلب ‪ : 01‬مفهوم البيئة الداخلية‬
‫الفرع ‪ : 01‬تعريفها‬
‫هي تلك البيئة التي تتعلق بالمنظمة ذاتها‪ ،‬من حيث األطر اإلدارية والفنية‬
‫إحصائية العضو‬ ‫العاملة فيها‪ ،‬واألنظمة الرسمية وغير الرسمية‪ ،‬والهياكل التنظيمية‪،‬‬
‫االنتساب ‪2013-04-17 :‬‬
‫وإجراءات وسياقات تنفيذها‪ ،‬والتكنولوجيا المستخدمة‪ ،‬وأنماط االتصاالت‬
‫رقم العضوية ‪485668 :‬‬
‫السائدة‪ ،‬وهكذا (‪ .)1‬أي هي تلك البيئة التي تعبر عن القوى داخل‬
‫المنظمة والتي تؤثر على المنظمة وأدائها بشكل مباشر‪ ،‬وهي البيئة التي‬
‫اإلقامة ‪ :‬الجزائر‬
‫)تؤثر داخليا (من الداخل) في المنظمة‪2(.‬‬
‫المشاركات ‪37 :‬‬

‫‪ 0.02‬ا ًيومي ا ً‬
‫بمعدل ‪ :‬يومي‬ ‫‪) :‬الفرع ‪ : 02‬أهمية دراستها(‪3‬‬
‫الجنس ‪ :‬ذكر‬ ‫تهتم المنظمات بتحليل وتقييم كافة العوامل الداخلية ‪ ،‬وذلك بغرض‬
‫المهنة ‪ :‬طالب جامعي‬ ‫رئيسي يتمثل في بيان نقاط القوة والضعف التي يتسم بها كل عامل من‬
‫عدد النقاط ‪22 :‬‬ ‫العوامل الداخلية بما يساعد ـ مع االستعانة بنتائج تحليل العوامل الخارجية‬
‫ـ على اتخاذ قراراتها اإلستراتيجية ‪ ،‬واختيار البدائل المناسبة لها ؛ وبوجه‬
‫عام فإن تحليل البيئة الداخلية يمثل خطوة هامة وضرورية في اختيار‬
‫اإلستراتيجية المناسبة للمنظمة ‪ ،‬وذلك لما يلي‬
‫المساهمة في تقييم القدرات واإلمكانات المادية والبشرية والمعنوية ‪1-‬‬
‫‪ .‬المتاحة للمنظمة‬
‫إيضاح موقف المنظمة بالنسبة لغيرها من المنظمات في نفس المجال ‪2-‬‬
‫‪.‬‬
‫بيان وتحديد نقاط القوة وتعزيزها لالستفادة منها والبحث عن طريق ‪3-‬‬
‫تدعيمها مستقبالً وذلك بما يساعد على القضاء على المعوقات البيئية أو‬
‫‪ .‬اغتنام الفرص الموجودة بالبيئة‬
‫بيان وتحديد نقاط الضعف ‪ ،‬وذلك حتى يمكن التغلب عليها ومعالجتها ‪4-‬‬
‫‪ .‬أو تفاديها ببعض نقاط القوة الحالية للمنظمة‬
‫ضرورة الترابط بين التحليل الداخلي ( نقاط الضعف والقوة ) ‪5- ،‬‬
‫والتحليل الخارجي (مجاالت الفرص)‪ ،‬فإنه ال فائدة من الوقوف على‬
‫الفرص والمخاطر البيئية دون الوقوف على النقاط التي تمثل قوة للمنظمة‬
‫أو ضعفا ً ‪ ،‬فإذا كان الهدف من التحليل الداخلي يتمثل في الوقوف على‬
‫نقاط القوة والضعف فإن ذلك يمثل الوسيلة التي تقود النتهاز الفرص‬
‫‪ .‬التسويقية وتجنب المخاطر أو تحجيمها‬
‫د‪ .‬خليل محمد حسن الشماع‪ ،‬د‪.‬خضير كاظم محمود‪ ،‬مرجع سبق )‪(1‬‬
‫ذكره‪ ،‬ص ‪18‬‬
‫د‪ .‬عمر وصفي عقيلي‪ ،‬د‪ .‬قيس عبد علي المؤمن‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪(2) ،‬‬
‫‪.‬ص ‪146‬‬
‫مدونة د‪.‬ابو مروان‪ ،‬تحليل البيئة الداخلية للمنظمة (اإلدارة )‪(3‬‬
‫اإلستراتيجية للعمل الدعوي)‪ ،‬تاريخ المقال ‪ ،2009/3/16 :‬أطلع عليه‬
‫‪.‬يوم ‪2009/10/22 :‬‬

‫‪) :1-‬المطلب ‪ : 02‬عناصرها (‪1‬‬


‫المالكون ‪ :‬يشكل المالكون عنصر ضغط داخل المنظمة‪ ،‬خاصة ‪1-‬‬
‫المنظمات الصغيرة‪ ،‬وذلك ألنهم يتدخلون بعمليات وتفاصيل أداء المنظمة‬
‫باعتبار أن جزءا كبيرا من مصالحهم مرتبط بالمنظمة‪ ،‬وبالتالي فان‬
‫أداءهم وسلوكياتهم وانطباعاتهم واتجاهاتهم تمثل جزءا هاما من البيئة‬
‫الداخلية للمنظمة والتي يمكن أن تحدد في كثير من األحيان سلوكيات‬
‫‪.‬المنظمة واتجاهات وأنماط أدائها‬
‫العاملون ‪ :‬يمثل العاملون القوة البشرية للمنظمة‪ ،‬وبالتالي فان ‪2-‬‬
‫سلوكياتهم وأداءهم ومتطلباتهم وعالقاتهم تمثل جزءا من البيئة الداخلية‬
‫للمنظمة‪ ،‬وبالتالي تحكم الكثير من أجواء وظروف العمل في المنظمة‪.‬‬
‫حيث ترتبط هذه بعوامل أساسية مثل الرضا عن العمل‪ ،‬االنتماء‪ ،‬االندفاع‬
‫في األداء‪ ،‬واإلخالص في العمل‪ ،‬وهذه العوامل ترسم النمط أو النموذج‬
‫األساسي للبيئة الداخلية للمنظمة كونها تمثل أحد عناصر الضغط والتأثير‬
‫‪.‬في المنظمة‬
‫نمط القيادة ‪ :‬تمثل القيادة في المنظمة العناصر اإلدارية القيادية العليا ‪3-‬‬
‫في المنظمة (مجلس اإلدارة ‪ -‬الرئيس األعلى للمنظمة) وأن هذه العناصر‬
‫بصفتها القيادية ومسؤولياتها اإلجمالية والشاملة في المنظمة تؤثر بشكل‬
‫مباشر في بيئة المنظمة‪ .‬ذلك ألن النمط القيادي الذي تتبعه أو تستخدمه‬
‫القيادة العليا يمثل عنصرا هاما من عناصر البيئة الداخلية للمنظمة‪ ،‬كون‬
‫هذا األسلوب سيكون المحدد األساسي لقواعد وأساليب وأنماط العمل في‬
‫المنظمة‪ ،‬وبالتالي فان األساليب البيروقراطية أو الديموقراطية في اإلدارة‬
‫مقال تخلق أجواء مختلفة داخل المنظمة وبالتالي تولد ظروف وقواعد‬
‫‪.‬بيئية مختلفة‬
‫أخالقيات المنظمة ‪ :‬وهذه تعبر عن القيم واألفعال المشتركة بين ‪4-‬‬
‫أعضاء المنظمة‪ ،‬وتمثل هذه القواعد السلوكية األساسية المعتمدة والمتفق‬
‫عليها في المنظمة‪ ،‬وبالتالي فان هذه القواعد تشكل جزءا هاما من البيئة‬
‫الداخلية للمنظمة كونها تعتبر محددا أساسيا من محددات السلوك واألداء‬
‫والتصرف ضمن المنظمة‪ ،‬وبالتالي تشكل مؤثرا هاما من المؤثرات‬
‫البيئية داخل المنظمة‪ ،‬وعليه فان أخالقيات المنظمة تشكل نوعا من‬
‫الضغوط البيئية المؤثرة داخل المنظمة في تنفيذ المهام والواجبات وأداء‬
‫‪.‬األعمال‬
‫د‪ .‬عمر وصفي عقيلي‪ ،‬د‪ .‬قيس عبد علي المؤمن‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪(1) ،‬‬
‫‪.‬ص ‪147 ،146‬‬

‫المطلب ‪ : 03‬الضغوطات التي تتعرض لها المنظمة داخليا وكيفية‬


‫‪.1‬ادارتها‬
‫)الفرع ‪ : 01‬المصادر المحتملة للضغوطات (‪1‬‬
‫العوامل البيئية ‪ :‬كما يؤثر عدم التأكد البيئي على تصميم تركيب ‪1-‬‬
‫المنظمة‪ ،‬فانه يؤثر أيضا على مستويات الضغط بين العاملين في‬
‫المنظمة‪ ،‬فالتغيرات في دورات العمل تخلق عدم تأكد اقتصادي‪ ،‬وحينما‬
‫يمر االقتصاد بحالة انكماش‪ ،‬فان ذلك يؤدي إلى تزايد شعور األفراد‬
‫بالقلق فيما يتعلق بأمنهم الوظيفي‪ .‬كما أن عدم االستقرار السياسي يؤدي‬
‫للشعور بالضغط‪ ،‬حيث أن االستقرار السياسي يؤدي إلى تطبيق التغيير‬
‫بشكل منتظم‪ ،‬وبالرغم من ذلك فان التهديدات والتغيرات السياسية‪ ،‬حتى‬
‫في الدول المستقرة سياسيا‪ ،‬مثل أمريكا وكندا‪ ،‬قد تؤدي إلى الضغط فمثال‬
‫تهديد مقاطعة كيوبيك لالستقالل عن كندا لكي تصبح دولة قائمة بذاتها‪،‬‬
‫واستخدام اللغة الفرنسية يؤدي إلى شعور األفراد الذين ال يجيدون اللغة‬
‫الفرنسية للشعور بالضغط‪ .‬كما أن عدم التأكد التكنولوجي هو نوع ثالث‬
‫من العوامل البيئية التي يمكن أن تؤدي إلى الضغط‪ ،‬بسبب أن اإلبداعات‬
‫الجديدة قد تجعل من مهارات العاملين وخبراتهم متقادمة خالل فترة زمنية‬
‫قصيرة‪ ،‬وذلك مثل استخدام الكمبيوترات أو الروبوتات‪ ،‬أو األتمتة‬
‫واألشكال األخرى من اإلبداعات التكنولوجية تعتبر تهديدا للعديد من‬
‫‪.‬األفراد وتسبب الضغط‬
‫العوامل المنظمية ‪ :‬هنالك العديد من العوامل المنظمية التي تؤدي ‪2-‬‬
‫‪ :‬للضغط‪ ،‬وقد صنفت هذه العوامل إلى‬
‫متطلبات المهمة ‪ :‬هي العوامل المرتبطة بعمل الفرد‪ ،‬وتتضمن تصميم ‪-‬‬
‫عمل الفرد (االستقاللية‪ ،‬تنوع المهمة‪ ،‬درجة األتمتة)‪ ،‬وظروف العمل‬
‫المادية‪ ،‬والترتيب المادي للعمل‪ .‬فمثال عمل الفرد ضمن الخط اإلنتاجي‬
‫يؤدي إلى ضغوطات على الفرد حينما يدرك أن سرعته عالية‪ ،‬وبنفس‬
‫األسلوب‪ ،‬فان العمل في غرفة مكتظة أو في موقع عمل ظاهر‪ ،‬حين‬
‫تكون مقاطعة عمل الفرد مستمرة‪ ،‬كلها عوامل يمكن أن تؤدي لزيادة‬
‫‪.‬القلق والتوتر‬
‫أما متطلبات الدور فإنها ترتبط بالضغوطات المفروضة على الشخص‬
‫بسبب دوره في المنظمة‪ ،‬حيث أن صراع الدور يؤدي إلى توقعات‬
‫يصعب تحقيقها‪ ،‬كما أن زيادة عبء الدور يظهر حينما يتوقع من الفرد‬
‫أن يحقق انجازا أكثر مما يسمح به الوقت‪ .‬ويؤدي غموض الدور الذي‬
‫يظهر نتيجة لعدم فهم الدور بشكل واضح‪ ،‬بحيث ال يعرف الفرد ماهو‬
‫‪.‬متوقع منه بالتحديد‪ ،‬يؤدي إلى الضغط أيضا‬
‫التركيب التنظيمي للمنظمة ‪ :‬ويعرف بأنه المستويات المختلفة داخل ‪-‬‬
‫المنظمة‪ ،‬ودرجة االعتماد على القواعد واألنظمة‪ ،‬وأين يتم اتخاذ القرار‪،‬‬
‫حيث أن زيادة القواعد وانعدام المشاركة في القرارات المؤثرة على عمل‬
‫الفرد‪ ،‬هي أحد األمثلة على متغيرات التركيب التي يمكن أن تكون من‬
‫‪.‬العوامل المؤدية للضغط‬
‫د‪ .‬ماجدة العطية‪ ،‬سلوك المنظمة ‪ -‬سلوك الفرد والجماعة‪ ،‬دار )‪(1‬‬
‫‪.‬الشروق للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪ ،2003 ،‬ص ‪376- 373‬‬

‫وتمثل القيادة المنظمية األسلوب اإلداري للتنفيذيين األساسيين في‬


‫المنظمة‪ ،‬ويؤدي بعض التنفيذيين إلى خلق ثقافة تتميز بالضغط والخوف‬
‫والقلق‪ ،‬ويفرضون ضغوطا غير واقعية لالنجاز خالل فترة زمنية‬
‫قصيرة‪ ،‬ويستخدمون أساليب سيطرة شديدة جدان ويطردون العاملين‬
‫‪.‬الذين ال يكون انجازهم بمستوى المعايير المحددة‬
‫مرحلة حياة المنظمة ‪ :‬إن المنظمات تمر بمراحل مختلفة خالل دورة ‪-‬‬
‫حياتها‪ ،‬بدءا من النشوء إلى النمو النضج ومن ثم االنهيار‪ ،‬والمرحلة التي‬
‫تكون المنظمة فيها أثناء دورة حياتها تخلق مشاكل مختلفة وضغوطات‬
‫على العاملين‪ ،‬وتتميز مرحلتا النشوء واالنهيار بالضغط‪ ،‬إذ أن مرحلة‬
‫النشوء تتميز بدرجة عالية من االنفعالية وعدم التأكد‪ ،‬بينما أن مرحلة‬
‫االنهيار تتطلب اعتياديا التقليص في عدد العاملين ومجموعة مختلفة من‬
‫عدم التأكد‪ .‬ويميل الضغط ألن يكون في حدوده الدنيا في مرحلة النضج‪،‬‬
‫‪.‬حيث يون عدم التأكد في حدوده الدنيا‬
‫العوامل الفردية ‪ :‬يعمل الفرد اعتياديا ما بين ‪ 50-40‬ساعة أسبوعيا‪3- ،‬‬
‫ولكن التجارب والمشاكل التي يمر بها الفرد خالل ‪ 120‬ساعة وأكثر‬
‫خارج ساعات العمل في كل أسبوع يمكن أن تؤدي إلى الضغط‪ ،‬وهي‬
‫‪ :‬تلك العوامل التي تؤثر على الحياة الشخصية للفرد منها‬
‫القضايا العائلية‪ ،‬والمشاكل الزوجية‪ ،‬ومشاكل األطفال‪ ،‬وهي عوامل ‪-‬‬
‫مؤدية للضغط ومؤثرة على العاملين أثناء عملهم داخل المنظمة‪ ،‬بسبب‬
‫‪.‬أنه ال يمكن تركها عند باب المنظمة قبل الدخول إلى العمل‬
‫المشاكل االقتصادية‪ ،‬فهي من بين العوامل الفردية المؤدية إلى مجموعة ‪-‬‬
‫من المشال الشخصية المؤدية للضغط على العاملين‪ ،‬وتؤثر على تركيزهم‬
‫‪.‬على العمل كأمور الدخل واإلنفاق‬
‫تراكمية العوامل الفردية للشعور بالضغط ‪ :‬الحقيقة التي قد تهمل في ‪4-‬‬
‫مراجعة العوامل المؤدية للضغط على الفرد‪ ،‬هي أن الضغط مفهوم‬
‫تراكمي‪ ،‬إن الضغط هو بناء‪ ،‬وكل ضغط جديد ومستمر يضيف إلى‬
‫‪.‬مستوى الضغط المؤثر على الفرد‬
‫االختالفات الفردية ‪ :‬يزدهر بعض األفراد في المواقف الضاغطة‪5- ،‬‬
‫بينما أن أشخاصا آخرين يغمرون بالضغط‪ ،‬ما الذي يؤدي إلى االختالف‬
‫بين األفراد في قابليتهم على التعامل مع الضغط ؟ وقد وجد أن ‪5‬‬
‫متغيرات تمثل العوامل التي تحكم االختالف بين األفراد في تعاملهم مع‬
‫‪ :‬الضغط هي‬
‫اإلدراك ‪ :‬اإلدراك يتوسط العالقة بين ظروف الضغط المحتملة وردود ‪-‬‬
‫فعل العاملين اتجاهها‪ ،‬فمثال خوف الشخص من أنه سوف يخسر عمله‬
‫بسبب أن شركته تعمل على تقليص عدد العاملين لديها‪ ،‬قد ينظر إليه من‬
‫قبل شخص آخر على أنه فرصة للحصول على مبلغ كبير كتعويض نهاية‬
‫الخدمة والبدء بعمله الخاص‪ .‬وبذلك فان احتمال الضغط ال يكمن في‬
‫‪.‬الظروف الموضوعية‪ ،‬وإنما في تفسير العاملين لتلك الظروف‬
‫الخبرة في العمل ‪ :‬تشير الدالئل إلى أن الخبرة في العمل تميل ألن ‪-‬‬
‫ترتبط سلبيا بالشعور بالضغط في العمل‪ ،‬وهنالك تفسيران لذلك‪ ،‬األول أن‬
‫األفراد الذين يستمرون في العمل بالمنظمة لفترة زمنية أطول هم األفراد‬
‫الذين يتميزون بقدرة أكبر على مقاومة الضغط‪ .‬أما الثاني فان األفراد‬
‫يطورون بمرور الزمن آلية التكيف للتعامل مع الضغط‪ ،‬وبسبب أن ذلك‬
‫يتطلب فترة زمنية فان األعضاء القدامى في المنظمة هم األكثر قابلية‬
‫‪.‬على التكيف التام واألقل شعورا بالضغط‬

‫الدعم االجتماعي ‪ :‬العالقة مع الزمالء أو المشرفين‪ ،‬يمكن أن يؤدي ‪-‬‬


‫لصد تأثيرات الضغط ‪ ،‬والمنطق من وراء ذلك أن هذا المتغير الوسيط‪،‬‬
‫‪.‬أي الدعم االجتماعي يخفف ويلطف التأثيرات السلبية‬
‫مركز التحكم ‪ :‬فاألفراد الذين بمركز تحكم داخلي يعتقدون أنهم ‪-‬‬
‫يسيطرون على قدرهم‪ ،‬أما الذين بمركز خارجي فيعتقدون أن حياتهم‬
‫‪.‬مسيطر عليها من قبل قوى خارجية‬
‫العدوانية ‪ :‬يتميز بعض األفراد بشخصية عدوانية عالية‪ ،‬والغضب‪- ،‬‬
‫ويعكسون عدم الثقة واالستهزاء باآلخرين وأكثر احتماال للشعور بالضغط‬
‫‪.‬في مواقف معينة‬

‫‪) :‬الفرع ‪ : 02‬ادارة هذه الضغوطات(‪2‬‬


‫حينما يكون مستوى الضغط منخفضا أو متوسطا‪ ،‬فان المنظمة قد ال تهتم‬
‫بهذه المستويات من الضغط‪ ،‬ويعود سبب ذلك كما بينا سابق إلى أن هذه‬
‫المستويات من الضغط قد تكون وظيفية‪ ،‬وتؤدي لزيادة مستوى أداء‬
‫العاملين‪ .‬ولكن المستويات العالية من الضغط‪ ،‬أو حتى المستويات‬
‫المنخفضة من الضغط المستمر لفترة زمنية طويلة‪ ،‬يمكن أن يؤدي إلى‬
‫انخفاض مستوى أداء العاملين‪ ،‬ولذاك فإنها تتطلب فعال ما من قبل‬
‫اإلدارة‪ ،‬وبينما أن كمية محدودة من الضغط قد تكون مفيدة وتؤثر ايجابيا‬
‫على األداء‪ ،‬فال يجب أن نتوقع أن ينظر العاملون إلى ذلك بنفس‬
‫األسلوب‪ .‬فمن وجهة نظرهم قد تكون حتى المستويات الدنيا من الضغط‪،‬‬
‫‪.‬تدرك على أنها غير مرغوب بها‬
‫المداخل الفردية ‪ :‬يتمكن الفرد من تحمل مسؤولية تقليل مستويات ‪1-‬‬
‫‪ :‬الضغوطات التي يشعر بها منها‬
‫إدارة الوقت ‪ :‬هنا العديد من األفراد الذين ال يتمكنون من إدارة وقتهم ‪-‬‬
‫بشكل جيدـ فاألشياء التي عليهم انجازها يوميا أو أسبوعيا هي ليست غير‬
‫قابلة لالنجاز إذا ما تم إدارة الوقت بشكل جيد‪ ،‬فالفرد المنظم بشكل جيد‪،‬‬
‫غالبا ما يتمن من انجاز ضعف ما يتمكن من انجازه الفرد غير المنظم‪.‬‬
‫‪ :‬ومن بين األمور القليلة المعروفة جيدا عن مبادئ إدارة الوقت‬
‫‪.‬إعداد قائمة يومية بالفعاليات التي يجب انجازها *‬
‫‪.‬تحديد أولوية الفعاليات اعتمادا على أهميتها وضرورة انجازها *‬
‫‪.‬جدولة الفعاليات اعتمادا على أولوياتها *‬
‫معرفة الدورة اليومية للعمل والتعامل مع األجزاء األكثر أهمية من *‬
‫العمل أثناء مرحلة الذروة في الدورة اليومية حينما تكون أكثر تركيزا‬
‫‪.‬وإنتاجية‬
‫التمارين الرياضية غير التنافسية مثل الهرولة والسير والسباحة التي ‪-‬‬
‫تعد من التوصيات األساسية التي ينصح بها األطباء المختصون للتعامل‬
‫‪.‬مع مستويات عالية من الضغط‬
‫باإلضافة إلى تمارين االسترخاء والتأمل والتنويم المغناطيسي‪ ،‬والتحدث ‪-‬‬
‫‪.‬إلى األصدقاء والعائلة والزمالء‪...‬الخ‬
‫‪.‬د‪ .‬ماجدة العطية‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪(2) 381 -379‬‬

‫‪ :‬المداخل المنظمية ‪2-‬‬


‫تحديد األهداف المطلوب من األفراد تحقيقها تحديدا دقيقا‪ ،‬واستالم ‪-‬‬
‫المعلومات المرتدة التي تبين لهم مدى تقدمهم باتجاه تحقيق الهدف‪ ،‬كل‬
‫‪.‬ذلك يمكن أن يؤدي إلى تقليل شعور األفراد بالضغط‬
‫إعادة تصميم العمل ‪ :‬وإعطاء العاملين مسؤوليات أكبر‪ ،‬وأعماال ذات ‪-‬‬
‫معنى واستقاللية أكبر وزيادة المعلومات المرتدة‪ ،‬يمكن أن تقلل الضغط‬
‫بسبب أن هذه العوامل توفر للعامل شعورا بالسيطرة بدرجة أكبر على‬
‫‪.‬فعاليات العمل‪ ،‬وتقلل االعتمادية على اآلخرين‬
‫زيادة مشاركة العاملين في اتخاذ القرارات المتعلقة بأعمالهم‪ ،‬كما أن ‪-‬‬
‫زيادة االتصاالت الرسمية مع العاملين‪ ،‬تقلل عدم التأكد عن طريق تقليل‬
‫غموض الدور وصراع الدور‪.‬على أن تأخذ بعين االعتبار أن ما يصنفه‬
‫العاملون على أنه تهديد أو فرصة‪ ،‬ما هي إال تفسيرات شخصية‪ ،‬ويمكن‬
‫التأثير عليها عن طريق الرموز واألفعال التي يتم توصيلها عن طريق‬
‫‪.‬اإلدارة‬
‫برامج الصحة المدعومة من قبل المنظمة التي يجب أن تركز على ‪-‬‬
‫الظروف الصحية والبدنية والفكرية للعاملين‪ ،‬وذلك مثل برامج مساعدة‬
‫العاملين على اإلقالع عن التدخين‪ ،‬أو تناول الكحول‪ ،‬وبرامج تخفيف‬
‫الوزن‪ ،‬إضافة إلى تطوير برامج منظمة للتمارين الرياضية‪ .‬وبالطبع فان‬
‫المنظمات ال تعمل كل ذلك بدون مقابل‪ ،‬بل إنها تتوقع أن تحقق مردودا‬
‫مقابل ذلك‪ ،‬والمردود المتحقق من هذه البرامج يظهر على شكل التوفير‬
‫‪.‬في أقساط التأمين‪ ،‬والحد من اإلجازات المرضية وغيرها‬

‫المبحث ‪ : 02‬البيئة الخارجية‬


‫المطلب ‪ : 01‬مفهوم البيئة الخارجية‬
‫الفرع ‪ : 01‬تعريفها‬
‫هي مجموعة العناصر الواقعة خارج حدود المنظمة والتي تؤثر بالمنظمة‬
‫ومكوناتها وأهدافها ونشاطاتها وفاعليتها‪ .‬والبيئة الخارجية للمنظمة‬
‫)تصنف إلى بيئة عامة‪ ،‬وبيئة خاصة‪1(.‬‬

‫‪) :‬الفرع ‪ : 02‬أهمية دراستها(‪2‬‬


‫يتوقف نجاح المنظمة إلى حد كبير على مدى دراستها للعوامل البيئية‬
‫المؤثرة ‪ ،‬واالستفادة من اتجاهات هذه العوامل وبدرجة تأثير كل منها ‪،‬‬
‫حيث تساعد دراسة وتقييم العوامل البيئية الخارجية في تحديد العديد من‬
‫‪ :‬النقاط أهمها‬
‫األهداف التي يجب تحقيقها ‪ :‬فدراسات البيئة الخارجية تساعد المنظمة ‪1-‬‬
‫على وضع األهداف‪ ،‬أو تعديلها بحسب نتائج تلك الدراسات ‪،‬هذا إلى‬
‫جانب دورها في وضع األهداف التشغيلية لمختلف اإلدارات ‪ ،‬فعلى سبيل‬
‫المثال تساعد دراسة ظروف المجتمع على تحديد المنهج وخطوات العمل‬
‫والوقت الذي يمكنها فيه توفير المتطلبات المختلفة ‪ ،‬كما تساعد دراسة هذا‬
‫المجتمع في وضع البرامج التربوية والدعوية لالنتشار المطلوب ‪ ..‬وهكذا‬
‫‪.‬‬
‫الموارد المتاحة ‪ :‬تساعد العوامل البيئية المختلفة في بيان الموارد ‪2-‬‬
‫المتاحة ” األفراد والتمويل والطاقات ” وكيفية االستفادة منها ‪ ،‬ومتى‬
‫‪ .‬يمكن للمنظمة أن تحقق االستفادة‬
‫النطاق والمجال المتاح أمام المنظمة ‪ :‬تسهم دراسات البيئة في تحديد ‪3-‬‬
‫نطاق الدعوة المرتقب ومجال المناهج واألنشطة المتاح أمامها والقيود‬
‫المفروضة على المنظمة من قبل الجهات القانونية والتشريعية المختلفة ‪،‬‬
‫كما تساعد في بيان عالقاتها – التأثير والتأثر – بالمنظمات المختلفة سواء‬
‫كانت تلك المنظمات تمثل إمداد بالنسبة لها ‪ ،‬أو تستقبل أفكارها ودعاتها‬
‫‪ .‬أو تعاونها في عملياتها وأنشطتها السياسية والدعوية‬
‫أنماط القيم والعادات والتقاليد وأشكال السلوك سواء التعليمي أو ‪4-‬‬
‫اإلعالمي ‪ :‬تساهم دراسات البيئة في تحديد سمات المجتمع والجماهير‬
‫التي ستتعامل معها المنظمة ‪ ،‬وذلك من خالل الوقوف على أنماط القيم‬
‫السائدة وأيها يحظى باألولوية ‪ ،‬كما تساهم تلك الدراسات في بيان أنماط‬
‫‪ .‬السلوك لألفراد والذين يمثلون جمهور المنظمة‬

‫د‪ .‬عمر وصفي عقيلي‪ ،‬د‪ .‬قيس عبد علي المؤمن‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪(1) ،‬‬
‫‪.‬ص ‪136‬‬
‫مدونة د‪.‬ابو مروان‪ ،‬تحليل البيئة الخارجية للمنظمة (اإلدارة )‪(2‬‬
‫اإلستراتيجية للعمل الدعوي)‪ ،‬تاريخ المقال ‪ ،2009/2/25 :‬أطلع عليه‬
‫‪.‬يوم ‪2009/10/23 :‬‬

‫‪ :‬المطلب ‪ : 02‬عناصرها‬
‫الفرع ‪ : 01‬البيئة العامة‬
‫وهي البيئة المحتوية على العناصر والظروف العامة التي لها تأثير علة‬
‫المنظمة‪ ،‬أو هي تمثل ذلك الجزاء من البيئة الذي يتكون من القوى التي‬
‫تمتلك تأثيرات عامة على المنظمة‪ ،‬وهذه القوى تؤثر على عموم‬
‫المنظمات باختالف أشكالها وأنواعها‪ ،‬فهي تمثل األجواء التي تعمل بها‬
‫المنظمات عموما‪ ،‬إال أن تأثيرها يختلف من منظمة إلى أخرى بسبب‬
‫اختالف درجة واتجاهات تأثير العوامل فيها بحسب نوع المنظمة ونوع‬
‫نشاطها وأدائها والهدف الذي تسعى إلى تحقيقه (‪ .)1‬وتتمثل القوى ذات‬
‫‪ :‬التأثير العام على المنظمات فيما يلي‬
‫المتغيرات االقتصادية ‪ :‬تؤثر المتغيرات االقتصادية بشكل أساسي في ‪1-‬‬
‫أوجه نشاط المنظمة‪ ،‬فندرة أو وفرة المواد األولية‪ ،‬وشدة درجة المنافسة‬
‫السائدة‪ ،‬وطبيعة األسواق‪ ،‬وحركة العرض والطلب واألسعار ومستوى‬
‫النشاط االقتصادي العام والقطاعي‪...‬الخ‪ ،‬كلها تؤثر في فاعلية المنظمة‪.‬‬
‫كما أن مواقع المنظمات (المنشآت) الصناعية من حيث التشتت أو‬
‫التمركز التموقعي تتحدد في ضوء توافر األسواق أو المراكز الرئيسية‬
‫وتوافر المواد األولية‪ ،‬والقوى العاملة المتخصصة‪ ،‬أو البنى االرتكازية‪.‬‬
‫ثم أن ظهور أو اختفاء العديد من المنظمات (المنشآت) االقتصادية يخضع‬
‫آلثار المتغيرات االقتصادية منها‪ ،‬خفض الكلف‪ ،‬وتحقيق المردود‬
‫للمالكين‪ ،‬كل ذلك في إطار تأثر منتوجات المنظمات (االقتصادية)‬
‫بالتغيرات الحاصلة في أذواق المستهلكين‪ ،‬ورغبة العديد منهم في اقتناء‬
‫السلع والخدمات حسب حاجاتهم المتنامية باستمرار‪ .‬وفي ضوء ذلك‪،‬‬
‫يمكن التوكيد على أن البيئة االقتصادية ومتغيراتها المستمرة ذات أثر‬
‫فعال في األنشطة االقتصادية التي تمارسها المنظمات عموما‪ ،‬مع العلم أن‬
‫درجة التأثير والتأثر تتباين طبقا ألنشطة المنظمات وطبيعة أدائها وسبل‬
‫‪).‬تحقيق األهداف (‪2‬‬
‫المتغيرات االجتماعية (‪ : )3‬يؤثر البناء االجتماعي والعالقات السائدة ‪2-‬‬
‫فيه والقيم واألعراف والتقاليد بشكل كبير في طبيعة سلوك المنظمات‬
‫واألفراد على حد سواء‪ .‬كما تتأثر الهياكل التنظيمية عموما بالمتغيرات‬
‫واآلثار االجتماعية‪ .‬فالمجتمعات النامية تتسم عموما بسيادة العالقات‬
‫الشخصية نظرا إلى أن الطابع المميز للعالقات االجتماعية القائمة يرتبط‬
‫بالعائلة والعشيرة والقبيلة‪ ،‬وهذه المتغيرات من شانها أن تحد من أثر‬
‫اإلجراءات الرسمية ومن موضوعيتها‪ ،‬فالتعيين والترقية إلى المواقع‬
‫اإلدارية العليا يتأثران بالمتغيرات الشخصية على حساب جانب معايير‬
‫كفاءة األداء ‪ .‬أما المجتمعات المتقدمة فهناك بعض النماذج من سيادة‬
‫األثري العائلي أو األسري في البعض منها‪ ،‬مثل المجتمع الياباني‪ ،‬الذي‬
‫استطاع استثمار التماسك العائلي بصورة موضوعية في تطوير المنظمات‬
‫وتحسين كفاءة أدائها‪ .‬وهذا يعكس سلطة إصدار القوانين واألنظمة‬
‫لغرض توجيه أنشطة المنظمات‪ .‬ولذلك فازدياد التدخل في األنشطة‬
‫االقتصادية واالجتماعية للمنظمات يجعلها أكثر خضوعا لمتغيرات البيئة‬
‫السائدة‪ .. .‬وفي معظم الدول المتقدمة تسود‬

‫عمر وصفي عقيلي‪ ،‬د‪ .‬قيس عبد علي المؤمن‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪(1) . ،‬‬
‫ص ‪.137 ،136‬س‬
‫د‪ .‬خليل محمد حسن الشماع‪ ،‬د‪.‬خضير كاظم محمود‪ ،‬مرجع سبق )‪(2‬‬
‫‪.‬ذكره‪ ،‬ص ‪191‬‬
‫‪.‬نفس المرجع السابق‪ ،‬ص ‪(3) 193 ،192‬‬

‫المعايير الموضوعية لدرجة كبيرة من الدول النامية من حيث االستجابة‬


‫إلى آثار المتغيرات االجتماعية مما يتيح لها إمكانات النهوض منسجما مع‬
‫تطلعاتها‪ ،‬وهي أقدر بذلك على استثمار آفاقه في تطوير أدائها‪ .‬وسواء‬
‫أكانت المنظمة تعمل في المجتمعات النامية أو المتقدمة فان األثر‬
‫االجتماعي‪ ،‬بمتغيراته المختلفة‪ ،‬يلعب دورا رئيسيا في التأثير في سلوكها‬
‫وسلوك األفراد العاملين فيها‪ .‬وعلى قدر استجابة المنظمة لهذه المتغيرات‬
‫‪.‬تتحدد قدرتها على االستمرار والبقاء واألداء المتطور‬
‫المتغيرات السكانية ‪ :‬وتمثل محتويات الطاقة البشرية في المجتمع ‪3-‬‬
‫والتي تعتبر عنصرا أساسيا من مدخالت المنظمة كمكون أساسي فيها‪،‬‬
‫وتؤثر العوامل الديموغرافية في مدى توفر القوى العاملة بالمواصفات‬
‫المطلوبة للمنظمة من جهة‪ ،‬وتأثيرات هذه التوزيعات على نمط وأسلوب‬
‫عمل المنظمة في إشباع الحاجات للفئات االجتماعية المختلفة من جهة‬
‫أخرى‪ .‬ومن العناصر الديموغرافية المهمة ما يأتي ‪ :‬حجم السكان‬
‫وتوزيعاتهم المختلفة ديموغرافيا وجغرافيا‪ ،‬طبيعة القوى البشرية المتوفرة‬
‫في المجتمع‪ ،‬معدالن النمو السكاني في المجتمع‪ ،‬اتجاهات وحجم الهجرة‬
‫‪).‬الداخلية والخارجية‪ ،‬جم القوى العاملة وتوزيعاتها المختلفة (‪1‬‬
‫المتغيرات الثقافية ‪ :‬تلعب التغيرات الثقافية في المجتمع دورا مهما في ‪4-‬‬
‫التأثير في سلوك المنظمات‪ ،‬من حيث قدرتها على تحقيق أهدافها‪،‬‬
‫والوسائل المختلفة لالتصاالت‪ ،‬واتخاذ القرارات فيها‪ .‬فالمنظمة هي بنت‬
‫الثقافة السائدة للمجتمع‪ .‬كما أن األفراد العاملين فيها أنفسهم هم نتاج واقع‬
‫التكوين الثقافي للمجتمع‪ ،‬ويؤثر ذلك التكوين‪ ،‬إذن في قراراتهم وسلوكهم‪،‬‬
‫وكيفية معالجتهم للمشكالت والظواهر السائدة‪ .‬هذا ما يدعو العديد من‬
‫المدراء في المنظمات إلى انتهاج سبل متباينة في معالجة المشكلة‬
‫الواحدة‪ ،‬حيث أن القيم الثقافية التي يؤمن بها الفرد أو يدين لها بالوالء‬
‫تشكل حصيلة حضارية وتراثية استمدها وآمن بها خالل الحقبة التاريخية‬
‫التي عاشها في كنف األسرة أو القبيلة أو المجتمع عموما‪ .‬كما أنها تشكل‬
‫اإلطار الفكري والسلوكي الذي يمارس الفرد فيه أثره الدائم في حقل‬
‫الحياة اإلنسانية‪ .‬فالمنظمة كجزء أو (النظام األكبر)‪ ،‬تستجيب لمتغيرات‬
‫الحضارة والتراث في المجتمع‪ ،‬وغالبا ما تعالج الظواهر والمشكالت‬
‫اإلدارية في إطار القيم واألعراف والتقاليد الثقافية والتربوية السائدة‪.‬‬
‫فالمعالجة بمعزل عن هذه المتغيرات تتجاوز االستجابة والتكييف‬
‫المطلوب منها‪ .‬ومن ثم ال تستطيع المنظمة تحقيق النجاح‪ .‬ومن هنا يتضح‬
‫بجالء بأن المنظمة ال تستطيع تحقيق النجاح إذا كانت اتجاهاتها السلوكية‬
‫غير مستجيبة لطبيعة اآلثار الثقافية والتربوية والحضارية للمجتمع الذي‬
‫‪).‬تعمل فيه (‪2‬‬
‫المتغيرات السياسية ‪ :‬تشكل سياسات الدولة وقراراتها وخططها ‪5-‬‬
‫مجموعة من المتغيرات األساسية المؤثرة في المنظمة‪ ،‬ويزداد ذلك‬
‫وضوحا في ظل الفكر االشتراكي حيث تتدخل الدولة بشكل مباشر‬
‫وهادف في تنظيم حياة المجتمع واالقتصاد الوطني‪ .‬وعليه فالممارسات‬
‫السلوكية للمنظمات واألفراد العاملين فيها تتأثر بالنظام السياسي والفلسفة‬
‫السياسية للدولة‪ .‬كما أن الدولة في المجتمعات المختلفة تمتد توجيهاتها إلى‬
‫كل مفاصل الحياة‪ ،‬وتؤثر بالتالي في جميع المتغيرات المحيطة بأنشطة‬
‫‪).‬المنظمة وفي سعيها لتحقيق أهدافها (‪3‬‬

‫د‪ .‬عمر وصفي عقيلي‪ ،‬د‪ .‬قيس عبد علي المؤمن‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪(1) ،‬‬
‫‪.‬ص ‪141 ،140‬‬
‫د‪ .‬خليل محمد حسن الشماع‪ ،‬د‪.‬خضير كاظم محمود‪ ،‬مرجع سبق )‪(2‬‬
‫‪.‬ذكره‪ ،‬ص ‪194 ،193‬‬
‫‪.‬نفس المرجع السابق‪ ،‬ص ‪(3) 193‬‬
‫المتغيرات التشريعية والقانونية ‪ :‬وتمثل اإلطار الرسمي والشرعي ‪6-‬‬
‫لعمل المنظمة وبالتالي تمثل اإلطار القانوني لعمل المنظمة ضمن البيئة‪.‬‬
‫والبيئة التشريعية لها تأثير مباشر على المنظمة من حيث أن مجمل‬
‫القوانين والتشريعات تحمل إما تأثيرا مباشرا أو غير مباشر على‬
‫المنظمة‪ ،‬وفي كل الظروف فان على المنظمة هنا االلتزام الكامل بما‬
‫تفرضه القوانين والتشريعات عليها‪ ،‬وبالتالي فان البيئة التشريعية تمثل‬
‫عنصر ضغط مباشر على المنظمة‪ .‬وتتمثل عناصر المتغيرات القانونية‬
‫فيمل يلي ‪ :‬االعتبارات الدستورية التي يفرضها دستور الدولة فيما يخص‬
‫المنظمات المختلفة‪ ،‬القوانين والتشريعات السائدة وأحكامها‪ ،‬طبيعة النظام‬
‫)القضائي وإجراءاته‪ ،‬النظام التشريعي والقانوني‪1(...‬‬
‫المتغيرات التكنولوجية ‪ :‬تمثل التكنولوجيا مجموعة المفاهيم والخبرات ‪7-‬‬
‫واألدوات التي يستطيع المرء من خاللها تكييف البيئة والسيطرة عليها‪.‬‬
‫كما أنها تعنى التطبيق لحصيلة المعارف العلمية والمادية التي صل عليها‬
‫الفرد أو المنظمة‪ .‬وتمثل التكنولوجيا ظاهرة حضارية واجتماعية تسهم‬
‫بشكل فعال في ترصين النهوض الدائم والمتطور في إطار حركة‬
‫المنظمات وعبر نشاطاتها المختلفة‪ .‬وقد أثبتت العديد من الدراسات و‬
‫األبحاث العلمية المعاصرة بأن التكنولوجيا تؤثر بشكل كبير في هيكل‬
‫المنظمة وسبل تحقيقها ألهدافها‪ .‬كما أن استثمار نتائج التطور التكنولوجي‬
‫في حقول االبتكار والتجديد في مستويات التكنولوجيا الحديثة يلعب دورا‬
‫بارزا في السلوك ألمنظمي بشكل عام‪ ،‬بل أن مستوى الوسائل واألدوات‬
‫اإلنتاجية المستخدمة يؤثر بشكل كبير في تحقيق المنظمة ألهدافها‪ .‬ثم أن‬
‫قابلية األفراد العاملين من حيث االستجابة إلى مقتضيات التطور‬
‫التكنولوجي‪ ،‬أو من حيث درجة التعقيد التكنولوجي (المكننة واألتمتة)‬
‫تسهم في تطوير كفاءة األداء وفي تحقيق أهداف المنظمة‪ ،‬هذا إضافة إلى‬
‫آثارها المستمرة في معنويات األفراد‪ ،‬وتفاعلهم في جماعات العمل‪ ،‬وفي‬
‫تغيير محتوى الوظيفة وتبديل قنوات االتصال‪ ،‬وأساليب اتخاذ القرار‪،‬‬
‫ونطاق اإلشراف‪ ،‬وغيرها‪ .‬كل ذلك يدعو المنظمات إلى ضرورة‬
‫االستجابة المستمرة والفاعلة للتطور التكنولوجي‪ ،‬واعتماده في تحقيق‬
‫‪).‬أهدافها وخلف المرتكزات لنموها وتطورها باستمرار (‪2‬‬
‫‪.‬‬
‫‪) :‬الفرع ‪ : 02‬البيئة الخاصة(‪3‬‬
‫وهي عبارة عن العناصر والجهات ذات التأثير المباشر والقريب على‬
‫المنظمة‪ ،‬وتمثل األطراف المحيطة بالمنظمة والتي تتفاعل وتتعامل معها‬
‫بشكل خاص‪ ،‬وتختلف هذه البيئة اختالفا واضحا بين منظمة وأخرى حيث‬
‫‪.‬أن لكل منظمة بيئة خاصة بها‬
‫والبيئة الخاصة هي ذلك الجزء من البيئة الخارجية ذات الصلة المباشرة‬
‫بالمنظمة ولها تأثير فعال على المنظمة في تحقيق أهدافها‪ ،‬وبمعنى آخر‬
‫أن البيئة الخاصة هي البيئة العملياتية للمنظمة المرتبطة باألطراف‬
‫‪ :‬المؤثرة في عمليات المنظمة وأدائها‪ .‬وتتمثل هذه باآلتي‬

‫د‪ .‬عمر وصفي عقيلي‪ ،‬د‪ .‬قيس عبد علي المؤمن‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪(1) ،‬‬
‫‪.‬ص ‪142 ،141‬‬
‫د‪ .‬خليل محمد حسن الشماع‪ ،‬د‪.‬خضير كاظم محمود‪ ،‬مرجع سبق )‪(2‬‬
‫ذكره‪ ،‬ص ‪194‬‬
‫د‪ .‬عمر وصفي عقيلي‪ ،‬د‪ .‬قيس عبد علي المؤمن‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪(3) ،‬‬
‫‪.‬ص ‪146 - 143‬‬

‫الزبائن ‪ :‬يمثل الزبائن جزءا من البيئة الخاصة للمنظمة ذلك ألنهم ‪1-‬‬
‫يمتلكون تأثيرا أساسيا ومباشرا على المنظمة‪ ،‬من خالل تحديدهم لمديات‬
‫نجاح وفشل المنظمة‪ ،‬ذلك ألن الزبائن هم المستفيدون من إنتاج المنظمة‬
‫بسبب شرائهم واستخدامهم للسلع والخدمات التي تنتجها المنظمة‪ ،‬وكونهم‬
‫مصادر التعريف للمنظمة بمديات كفاءة المنتوج في تلبية احتياجاتهم من‬
‫خالل التغذية العكسية‪ ،‬وكذلك استخدام هذه التغذية لغرض تعريف‬
‫المنظمة باحتياجاتهم ورغباتهم‪ ،‬واتجاهات تغيرها عبر الزمن كي تتمكن‬
‫‪.‬المنظمة من تلبيتها‬
‫المجهزون ‪ :‬المجهزون جزء أساسي من البيئة الخاصة للمنظمة ‪2-‬‬
‫كونهم كأفراد ومنظمات هم المسؤولين عن توفير المدخالت المختلفة‬
‫للمنظمة إلنتاج السلع والخدمات‪ .‬والمجهزون يؤثرون في المنظمة بشكل‬
‫كبير وأساسي‪ ،‬ذلك الن المنظمة بحاجة مستمرة إلى مدخالت متعددة‬
‫ألغراض تأمين اإلنتاج واالستمرارية وبالتالي استمرار وبقاء المنظمة‪،‬‬
‫فالمنظمة تسعى دائما إلقامة عالقات جيدة مع المجهزين ألنهم عصب‬
‫التغذية للمنظمة‪ .‬ومن أمثال المجهزين المؤثرين في المنظمة ‪ :‬البنوك‪،‬‬
‫المستثمرين‪ ،‬المجالت‪ ،‬الجرائد‪ ،‬الباحثين‪ ،‬الجامعات‪ ،‬وكاالت التشغيل‪،‬‬
‫‪.‬موردي المواد األولية‪ ،‬مجهزي المواد الخام‪...‬الخ‬
‫المنافسون ‪ :‬يمثلون المنظمات األخرى المنافسة للمنظمة والتي تنتج ‪3-‬‬
‫سلع وخدمات متماثلة أو تخدم نفس الشريحة من الزبائن‪ ،‬حيث تمثل هذه‬
‫المنظمات البيئة التنافسية ضمن البيئة الخاصة للمنظمة‪ .‬وقوة البيئة‬
‫التنافسية تعتمد على عدد وحجم وقوة تأثير المنافسين في السوق‪ .‬فالبيئة‬
‫التنافسية قد تؤثر على المنظمة بشكل كبير‪ ،‬فقد تخرج المنظمة من السوق‬
‫نهائيا إذا كانت المنافسة فعالة ومؤثرة‪ .‬وقد أصبحت المنافسة شديدة وقوية‬
‫ومن الصعب التنبؤ بها وباتجاهاتها‪ ،‬لذلك يجب على المنظمة هنا أن‬
‫تعرف ماذا يعمل منافسوها في مجاالت اإلنتاج‪ ،‬التسعير‪ ،‬اإلعالن‪،‬‬
‫الترويج‪ ،‬خدمات المستهلك‪ ،‬نوع ومحتوى المنتوج‪ ،‬مصادر التجهيز‪،‬‬
‫‪.‬وأية معلومات أخرى‬
‫الحكومة ‪ :‬وتمثل هذه عنصر السلطة الرئيسي‪ ،‬وعنصر القوة في ‪4-‬‬
‫البيئة الخاصة للمنظمة‪ ،‬وتتمثل في الوزارات والمؤسسات واألجهزة‬
‫والوكاالت الحكومية المختلفة‪ ،‬التي تتولى وضع وفرض األنظمة‬
‫والقوانين واإلجراءات وإجبار المنظمة على االلتزام بها‪ ،‬وبالتالي فان‬
‫الحكومة تمثل عنصر ضغط فعال على المنظمة من خالل السياسات‬
‫المؤثرة واإلجراءات القسرية التي تؤثر بها على فعاليات المنظمة‪.‬‬
‫والكومة بأجهزتها المختلفة تمثل عنصر القوة في توجيه ودفع المنظمات‬
‫إلى االلتزام بالقواعد القانونية والتشريعات والنظم واإلجراءات التي‬
‫‪.‬تضعها للمنظمات المختلفة‬
‫الشركاء ‪ :‬يمثل الشركاء عنصر ضغط على المنظمة كونهم من ‪5-‬‬
‫أصحاب المصلحة المباشرة في المنظمة‪ ،‬ذلك ألن الشركاء يساهمون ‪/‬‬
‫‪ :‬يشاركون في المنظمات لألسباب التالية‬
‫الشركاء يتحملون جزء من المخاطر التي تتحملها المنظمة‪ ،‬وبالتالي فان ‪-‬‬
‫‪.‬العبء يكون موزعا على أكثر من طرف واحد‬
‫الشركاء من خالل مشاركتهم ينجزون أشياء ال يمكن انجازها بصفة ‪-‬‬
‫‪.‬منفردة من قبل كل منهم لوحده‬
‫الشركاء يستخدمون قدراتهم الخاصة في تطوير وتدعيم نشاطات ‪-‬‬
‫المنظمة من خالل المعارف الخاصة في المجاالت التكنولوجية و األدائية‬
‫‪.‬المختلفة‪ .‬كما الشركاء يستفيدون من النتاج النهائي للمنظمة األرباح مثال‬
‫وبالتالي فان الشركاء يمثلون عنصر ضغط مباشر على المنظمة حيث‬
‫يؤدي في بعض األحيان إلى تضارب مصالحهم مع مصالح المنظمة‬
‫‪.‬ونهاية مشاركتهم فيها‬
‫االتحادات والنقابات ‪ :‬تمثل هذه عنصر التأثير وبشكل مباشر وكامل ‪6-‬‬
‫على القوى العاملة ومصادرها وتشغيلها في المنظمة‪ ،‬وتعتبر النقابات‬
‫جزء من قواعد العمل المنظم في البيئة الخاصة للمنظمة‪ ،‬ذلك ألنها تهتم‬
‫بتطبيق اللوائح والقواعد والعقود الخاصة بالعاملين وضمان حقوقهم‬
‫والدفاع عنها‪ .‬ولديها وسائل هامة في الضغط على المنظمة لمعالجة مشال‬
‫العاملين والحصول على حقوقهم كالتفاوض‪ ،‬والصفقات الجماعية‪،‬‬
‫واإلضرابات‪ ،‬واالحتجاجات‪ ،‬والدعاوي القضائية‪...‬الخ‪ ،‬لغرض الدفاع‬
‫عن حقوق العاملين وضمان استمرارهم بعملهم‪ ،‬وبالتالي فان النقابات‬
‫ذات تأثير مباشر على المنظمة حيث أن الكثير من القوى العاملة المنظمة‬
‫تتبع اتحادات ونقابات مختلفة‪ ،‬وبالتالي فان حركة المنظمة باتجاه العاملين‬
‫تتأثر بدرجة كبيرة باالتحادات والنقابات وبالتالي أصبح لها تأثير مباشر‬
‫‪.‬على المنظمة‬

‫المطلب ‪ : 03‬أهم الدراسات التي تناولت أثر البيئة الخارجية‬

‫تتفاوت البيئات التي تتواجد فيها المنظمات من حيث درجة االستقرار‬


‫والوضوح أو الغموض وعدم التقين الذي يميزها‪ ،‬فهناك بيئات مستقرة‬
‫تتسم باالستقرار والهدوء حيث ال تأثيرات وتطورات تكنولوجية لها على‬
‫العمل‪ ،‬وال وجود لجماعات ضاغطة تسعى للتأثير على المنظمة‪ .‬وهذا‬
‫أمر صعب ومثالي في عالم الواقع‪ ،‬إذ تتميز البيئة في العصر الحاضر‬
‫أنها بيئة ديناميكية تتميز بالتغيرات السريعة‪ ،‬ومن ذل ثرة عدد المنافسين‪،‬‬
‫وصعوبة الحصول على المواد الخام‪ ،‬وتناقص الحصة السوقية‪،‬‬
‫والتغيرات في أذواق المستهلكين وصدور تشريعات جديدة تؤثر على‬
‫العمل‪ ...‬إلى غير ذلك‪ ،‬وهذا ما يميز العصر الحالي حيث أن التغير كما‬
‫يقال هو الثابت الوحيد !! ومن الطبيعي أن يختلف عمل المديرين ويتفاوت‬
‫مستوى أدائهم باختالف العوامل البيئية‪ ،‬ودرجة الغموض وعدم التيقن في‬
‫البيئة التي يعملون فيها‪ .‬ويعتمد نجاح المنظمة على مدى القدرة على‬
‫‪) .‬التحكم بالظروف وعلى تقليل الغموض من بين عوامل أخرى‪1(.‬‬

‫)الفرع ‪ : 01‬دراسات برن وستولكر (‪2‬‬


‫قام كل من توم برن و ج‪.‬م‪ .‬ستولكر من معهد تافستوك بدراسة ميدانية‬
‫شملت ‪ 20‬مصنعا في بريطانيا للتعرف على أثر بيئة العمل على نمط‬
‫الهيكل التنظيمي وأسلوب اإلدارة في كل منها‪ .‬وكان المقياس الذي تم‬
‫اختياره للتعرف على مدى التغير في البيئة هو نسبة التغير في التكنولوجيا‬
‫‪.‬المستعملة وفي األسواق التي تعمل فيها المنظمة‬
‫وبينت الدراسة أن الهياكل التنظيمية التي تتناسب والبيئات الديناميكية‬
‫والتي تشهد تغييرات كبيرة تختلف عن تلك البيئات المستقرة التي ال‬
‫يحصل فيها تغييرات كبيرة‪ .‬إذ تبين أن المنظمات القادرة على التعامل مع‬
‫‪ (Organic‬البيئات الديناميكية هي المنظمات العضوية الحيوية‬
‫التي تستطيع ( ‪Organizations‬‬

‫د‪ .‬محمد قاسم القريوتي‪ ،‬نظرية المنظمة والتنظيم‪ ،‬دار المكتبة )‪(1‬‬
‫‪.‬الوطنية‪ ،‬الكويت‪ ،‬الطبعة ‪2006 ،2‬‬
‫‪.‬نفس المرجع السابق‪ ،‬ص ‪(2) 227‬‬

‫التفاعل مع الظروف‪ ،‬حيث تتميز الهياكل التنظيمية بالمرونة وبنمط‬


‫االتصاالت األفقية‪ ،‬كما أن تأثير الخبرة والمعرفة في هذه البيئة يكون‬
‫أكثر أهمية من المركز الوظيفي‪ ،‬حيث ال يكون هناك تحديد تفصيلي‬
‫للمهام والمسؤوليات‪ ،‬ويكون االعتماد كبيرا على تبادل المعلومات‬
‫باالتجاهين أكثر من االعتماد على إعطاء األوامر وباتجاه واحد من أعلى‬
‫إلى أسفل‪ .‬وعلى عكس ذلك فان المنظمات ذات الطبيعة الميكانيكية‬
‫تتميز بالتعقيد والرسمية ) ‪(Mechanistic Organizations‬‬
‫والمركزية‪ ،‬وتتناسب أثر مع المهمات ذات الطبيعة الروتينية حيث يون‬
‫ممكنا تقنين السلوك واإلجراءات بشكل تفصيلي‪ ،‬واالعتماد على الروتين‬
‫‪.‬للتعامل موحد مع األمور المتكررة‬

‫‪2013-05-24, 01:50‬‬ ‫‪ : 7‬رقم المشاركة‬

‫العضو معلومات‬

‫‪younes14‬‬
‫عضو جديد‬
‫)الفرع ‪ : 02‬دراسات امري وترست (‪1‬‬

‫قام كل من امري وترست بتصنيف البيئات التنظيمية التي يتقرر على‬


‫أساسها نوع المنظمة إلى ‪ 4‬فئات من حيث درجة الثبات ودرجة التغير‬
‫إحصائية العضو‬ ‫‪.‬فيها‬
‫االنتساب ‪2013-04-17 :‬‬ ‫البيئة الهادئة نوعا ما ‪ :‬وهذه تمثل بيئة قليلة التعقيد فرغم أن المنظمة قد ‪-‬‬
‫رقم العضوية ‪485668 :‬‬
‫ال تستطيع التنبؤ بكافة المتغيرات البيئية إال أنه يستطيع في ظل هذا‬
‫الوضع العمل بشكل مستقل عن هذه الظروف حيث ال تشكل البيئة‬
‫اإلقامة ‪ :‬الجزائر‬
‫بمتغيراتها تهديدا أو قلقا كبيرا للمديرين وال تؤثر كثيرا على نمط‬
‫المشاركات ‪37 :‬‬
‫‪.‬قراراتهم‬
‫‪ 0.02‬ا ًيومي ا ً‬
‫بمعدل ‪ :‬يومي‬
‫البيئة الهادئة مع بعض التقلبات ‪ :‬تتميز هذه البيئة بحدوث تغييرات ‪-‬‬
‫الجنس ‪ :‬ذكر‬ ‫ولكنها متوقعة‪ ،‬ولذلك فان استمرار المنظمة يعتمد على دقة التنبؤات بتلك‬
‫المهنة ‪ :‬طالب جامعي‬ ‫ّ‬
‫التخطيط‪ ،‬وهو مهمة تستطيع‬ ‫التغييرات مما يعطي أهمية بيرة لعملية‬
‫عدد النقاط ‪22 :‬‬ ‫المنظمات كبيرة الحجم القيام بها من خالل تشكيل اللجان التي تتشكل منها‬
‫كافة األطراف مما يحول دون حصول المفاجآت في المدخالت أو توزيع‬
‫‪.‬المخرجات‬
‫البيئة المزعجة المتغيرة ‪ :‬تتسم البيئة هنا بوجود تنافس بين المنظمات ‪-‬‬
‫البد من أخذها بالحسبان عند عمل التنبؤات‪ ،‬ولذلك فمن المهم تبني‬
‫المنظمات ألسلوب المرونة في العمل‪ ،‬وإتباع أسلوب الالمركزية كوسيلة‬
‫‪.‬للبقاء‪ ،‬والترحيب باألفكار الجديدة من الجميع للتعامل مع هذه الظروف‬
‫البيئة المضطربة المعقدة ‪ :‬تعتبر هذه البيئة األثر تعقيدا وتغييرا بسبب ‪-‬‬
‫تداخل العالقات مع المنظمات األخرى‪ ،‬والتفاعل مع المجتمع‪،‬‬
‫والمنظمات االقتصادية‪ ،‬واالعتماد المتزايد على البحث والتطوير للتعامل‬
‫مع المنافسين‪ ،‬فهذه عوامل تزيد من حالة عدم التيقن وتستوجب تطوير‬
‫بدائل والتفكير بسياسات تنويع الخدمات ومجاالت العمل لضمان استمرار‬
‫‪.‬العمل‬

‫‪.‬نفس المرجع السابق‪ ،‬ص ‪(1) 229 ،228‬‬

‫)الفرع ‪ : 03‬دراسات لورنس ولورش (‪1‬‬


‫نشأت دراسات وأبحاث لورنس ولورش بالتعرف على أثر البيئة‬
‫الخارجية التي تعمل فيها المنظمات المختلفة من حيث سرعة وديناميكية‬
‫التغيير ودرجة الغموض وعدم التيقن التي تحيط بها‪ .‬وقد وجد أن صناعة‬
‫البالستيك تعمل في بيئة معقدة جدا يصعب معها التنبؤ بالمتغيرات البيئية‪،‬‬
‫بينما وجد أن صناعة الحاويات تعمل في بيئة أكثر هدوءا واستقرارا وال‬
‫تشهد تطورات وتغيرات كثيرة في نمط التكنولوجيا المستعملة فيها‪ ،‬كما‬
‫هو الوضع في الصناعات البالستيكية‪ .‬أما الفئة الثالثة من الصناعات التي‬
‫تمت دراسة بيئاتها وهي الصناعات الغذائية فتعمل في بيئة بدرجة‬
‫متوسطة من حيث درجة التعقيد وديناميكية البيئة المحيطة بها وسرعة‬
‫التغييرات والتطورات التكنولوجية فيها‪ .‬كما أنهما تناوال دراسة البيئة‬
‫‪.‬الداخلية من خالل بعدين هما التخصص والتكامل‬
‫ورغم هذا االتجاه العام حول الدور الهام للبيئة وأثرها على المنظمة‪ ،‬إال‬
‫أن هناك بعض اآلراء ترى أن دور البيئة ليس شامال بالصورة التي تم‬
‫التأكيد عليها‪ ،‬بل يقتصر على بعض الوحدات داخا المنظمة ذات االتصال‬
‫المباشر مع البيئة‪ ،‬ومن ذلك أقسام التسويق والمشتريات والعالقات‬
‫‪.‬العامة‪ ،‬وال يصل إلى دوائر اإلنتاج والبحث والتطوير‬
‫‪.‬نفس المرجع السابق‪ ،‬ص ‪(1) 230‬‬
‫‪ :‬مقدمة‬

‫عرف مفهوم المنظمة تطورا كبيرا على مستوى العصور تبعا لحجم‬
‫الدراسات ونوعيتها في كل عصر‪ ،‬فكانت تعتبر المنظمة في بداية األمر‬
‫مجرد آلة تقوم بتحويل مدخالت كالمواد األولية إلى مخرجات من سلع‬
‫وخدمات‪ ،‬ما أنه لم يحظ األثر البيئي باهتمام جدي في توجهات المدرستين‬
‫الكالسيكية واإلنسانية‪ ،‬حيث اقتصر االتجاه األول على دور وأهمية‬
‫العالقات الرسمية والهيكل التنظيمي للمنظمة‪ ،‬في حين اتجهت الثانية إلى‬
‫التوكيد على أهمية العالقات غير الرسمية في المنظمة‪ ،‬وقد كان جل‬
‫تركيزها على أهمية دور العنصر البشري وتوفير المناخ المرتبط بتحسين‬
‫ظروف العمل والعالقات السائدة بين اإلدارة والعاملين‪ .‬وفي واقع الحال‬
‫لم تعط تلك النظريات اهتمامات واضحة لمسالة البيئة الخارجية والتأثير‬
‫‪.‬المتبادل بينها وبين المنظمة كوحدة إنتاجية‬

‫إال أن المدارس المعاصرة أعطت للبيئة المحيطة بالمنظمة بشكل عام‬


‫أهمية كبيرة‪ ،‬سيما في مجال خلق التوازن مع البيئة‪ .‬ونجد أنفسنا أمام‬
‫السؤال التالي ‪ :‬ما هي بيئة المنظمة ؟ أو ما يصطلح عليه بيئة األعمال‬
‫لإلجابة على هذا التساؤل تم تقسيم البحث إلى ثالثة مباحث أساسية‪ ،‬األول‬
‫يعتبر كتمهيد يتناول مفهوم البيئة وعالقتها بالمنظمة‪ ،‬أما المبحثين‬
‫المتبقيين فيتناوالن البيئة الداخلية والخارجية للمنظمة من حيث إعطاء‬
‫مفهوم كل بيئة‪ ،‬وأهمية دراستها‪ ،‬وكذا تحديد العناصر التي تكون كل‬
‫واحدة منها‪ .‬ثم نعرج على بعض المشاكل التي تتعرض لها البيئة‬
‫‪.‬الداخلية‪ ،‬وبعض الدراسات التي تناولت البيئة الخارجية‬

‫قديم ‪01:45 ,24-05-2013‬‬ ‫رقم المشاركة ‪5 :‬‬

‫معلومات العضو‬

‫‪younes14‬‬

‫عضو جديد‬
‫إحصائية العضو‬

‫االنتساب ‪2013-04-17 :‬‬

‫رقم العضوية ‪485668 :‬‬

‫اإلقامة ‪ :‬الجزائر‬

‫المشاركات ‪37 :‬‬

‫بمعدل ‪ 0.02 :‬يوميا ً‬

‫الجنس ‪ :‬ذكر‬

‫المهنة ‪ :‬طالب جامعي‬


‫عدد النقاط ‪22 :‬‬

‫افتراضي‬

‫مبحث تمهيدي ‪ :‬البيئة والمنظمة‬

‫المطلب ‪ : 01‬مفوم بيئة المنظمة‬

‫)الفرع ‪ : 01‬تعريف بيئة المنظمة (بيئة األعمال)(‪1‬‬

‫تعرف البيئة على أنها ‪ " :‬كل ما يحيط بالمنظمة من طبيعة ومجتمعات‬
‫‪ ".‬بشرية ونظم اجتماعية وعالقات شخصية‬

‫وكذلك تعرف بأنها ‪ " :‬العوامل والمتغيرات التي تقع خارج حدود‬
‫المنظمة وتؤثر في نشاط المنظمة بشكل مباشر أو غير مباشر "‪ .‬وهذه‬
‫التعريفات في اتجاهاتها تشير الى البيئة الخارجية‪ ،‬وهناك تعريف شامل‬
‫‪ :‬للبيئة هو‬

‫البيئة هي مجموع العناصر والشروط الخاصة بالمجتمع الواسع التي "‬


‫تؤثر في وتتأثر بها المنظمة "‪ .‬وبالتالي فإنها كل القوى ذات التأثير الفعال‬
‫‪.‬على المنظمة وأدائها‬

‫إن البيئة بهذا المفهوم هي ما يحيط بالمنظمة بشكل عام ويؤثر في حركة‬
‫وعمل وأداء المنظمة بشكل مباشر أو غير مباشر‪ ،‬فالبيئة تحدد اتجاهات‬
‫عمل المنظمة وأطرها وكونها المصدر للعديد من األشياء التي تحتاجها‬
‫‪ :‬المنظمة كاآلتي‬

‫‪ :‬البيئة مصدر المعلومات للمنظمة ‪1-‬‬

‫أهم عنصر من عناصر المدخالت الذي تعمل بموجبه المنظمة هو‬


‫المعلومات‪ ،‬والتي تشمل الخاصة بعمل المنظمة وتحقيق أهدافها مثل‬
‫المعلومات عن األسواق‪ ،‬معلومات عن المواد األولية‪ ،‬معلومات عن‬
‫التشريعات والقوانين‪ ،‬معلومات علمية‪ ،‬معلومات عن المفاهيم االجتماعية‬
‫والعادات‪ ،‬معلومات عن المستهلكين‪ ،‬معلومات عن المنافسين‪...‬الخ من‬
‫‪.‬المعلومات‬

‫والبيئة هي المصدر األول واألخير لهذه المعلومات التي تستلمها المنظمة‬


‫من البيئة على شكل تقارير‪ ،‬ودراسات‪ ،‬وحقائق‪ ،‬إحصاءات‪ ،‬مطبوعات‪،‬‬
‫‪.‬إضافة إلى المعلومات التي تجمعها المنظمة بأطر خاصة ألغراضها‬

‫‪ :‬البيئة مصدر التنوع األدائي في المنظمة ‪2-‬‬

‫البيئة تفرض على المنظمة متطلبات وتأثيرات معينة ومختلفة‪ ،‬مما يتطلب‬
‫معها استجابة المنظمة لها‪ ،‬ووفقا لذلك فان عمليات التنوع واالختالف‬
‫والتغير في المنظمة مصدرها البيئة‪ ،‬وعلى المنظمة أن تستجيب‬
‫‪.‬للمتغيرات البيئية وبأشكال مختلفة أيضا‬

‫إن البيئة دائما تتكون من وتعتمد على أشياء مختلفة ولها وظائف ومهام‬
‫وحاجات مختلفة‪ ،‬وبالتالي تفرض على المنظمة إجراءات وقواعد مختلفة‬
‫‪.‬لوجهتها واالستجابة لها‬

‫د‪ .‬عمر وصفي عقيلي‪ ،‬د‪ .‬قيس عبد علي المؤمن‪ ،‬المنظمة ونظرية )‪(1‬‬
‫‪.‬التنظيم‪ ،‬دار زهران للنشر والتوزيع‪ ،1994 ،‬ص ‪132 ، 131‬‬

‫‪ :‬البيئة مصدر المواد األولية ‪3-‬‬

‫البيئة هي مصدر مدخالت المنظمة والمواد األولية‪ ،‬كونها تمثل المخزن‬


‫الخارجي لمستلزمات إنتاج السلع والخدمات حيث أنها توفر جميع المواد‬
‫‪.‬ومستلزماتها المادية والبشرية والمالية والمعلوماتية‪...‬الخ‬

‫‪.‬الفرع ‪ :02‬الخصائص العامة لبيئة المنظمة (‪1: )1‬‬

‫‪.‬إن كل ما يقع خارج حدود التنظيم أو داخله يدخل فى مفهوم وإطار البيئة‬

‫إن البيئة ذات عوامل ومتغيرات متعددة منها ما يمكن قياسه ومنها ما ‪2-‬‬
‫‪.‬ال يمكن قياسه‬

‫إن تلك البيئة بعواملها ومتغيراتها تؤثر على مدى تحقيق المنظمات ‪3-‬‬
‫‪.‬ألهدافها ومستوى أداء األنشطة المختلفة بها وتكاليفها‬

‫إن اإلدارة قد تدرك هذه المتغيرات البيئية أو ال تدركها‪ ،‬ولذا فدور ‪4-‬‬
‫‪.‬وفعالية كل إدارة تختلف من تنظيم آلخر‬

‫إنه يمكن النظر للبيئة من وجهة نظر ما تمثله من قيود وما تمنحه من ‪5-‬‬
‫‪.‬فرص وتسهيالت‬

‫)المطلب ‪ : 02‬اآلثار المتبادلة بين المنظمة والبيئة (‪1‬‬

‫تعد العالقة القائمة بين المنظمة والبيئة عالقة متبادلة وتفاعلية شاملة‪.‬‬
‫فالبيئة الخارجية تمنح للمنظمة الناجحة فرصا لالستمرار واالزدهار‪،‬‬
‫وتؤدي بالمنظمة الفاشلة إلى االضمحالل والتالشي‪ ،‬كما أنها في الوقت‬
‫ذاته تفرض محددات على حركة المنظمة من خالل المستلزمات البشرية‬
‫والمادية والمالية والمعلوماتية المتاحة‪ .‬وتترك المتغيرات الجغرافية أثرا‬
‫ملحوظا في إمكانية استخدام المنظمة لما يتوافر في البيئة من إمكانات أو‬
‫فرص للعمل‪ ،‬كما أن طبيعة المتغيرات البيئية المختلفة تلعب دورا أساسيا‬
‫في تحديد قدرة المنظمة على العمل وفي خلق التوازن المتحرك والتكييف‬
‫المطلوب مع البيئة‪ ،‬خاصة في إطار إمكانية توفير متطلبات السلع‬
‫والخدمات التي تنسجم مع حاجات ورغبات الزبائن الحاليين والمرتقبين‪،‬‬
‫وذلك المتعلقة بسبل إشباع حاجاتهم المتنامية والمرتبطة بقدراتهم الشرائية‬
‫‪2().‬‬

‫)‪(1‬‬

‫د‪ .‬خليل محمد حسن الشماع‪ ،‬د‪.‬خضير كاظم محمود‪ ،‬نظرية )‪(2‬‬
‫المنظمة‪ ،‬دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة‪ ،‬األردن‪ ،‬الطبعة ‪،3‬‬
‫‪ ،2007.‬ص ‪195‬‬

‫‪-‬الفرع ‪ : 01‬تأثير البيئة في المنظمة(‪1: )1‬‬

‫أثر تكوين اإلنسان ‪ :‬إن اإلنسان هو الكائن الوحيد القادر على التصرف‬
‫بمنطق العقل والحكمة‪ ،‬حيث تتحدد نتائج هذا التصرف بكيفية انجازه‬
‫وترتبط بنوعية تكوينه وثقافته‪ .‬ويمكن لألفراد أن يؤثروا في المنظمة‬
‫‪.‬بثالث طرق هي ‪ :‬التأثير كعامل‪ ،‬كمستهلك‪ ،‬كمسير‬

‫أثر المواد األولية ‪ :‬تعتبر المواد األولية من أهم عناصر نشاط ‪2-‬‬
‫المنظمة كما ونوعا بتوفيرها بشكل كافي ومستمر‪ ،‬وهي ذات أهمية كبيرة‬
‫‪.‬في توفير ما تحتاجه المنظمة للقيام بعملية اإلنتاج في ظروف مالمة‬

‫أثر التطور التكنولوجي ‪ :‬تستعين المنظمة من بين عوامل اإلنتاج ‪3-‬‬


‫بالوسائل تتمثل في اآلالت والمعدات المختلفة حيث أن مستوى اإلنتاج في‬
‫المنظمة مرهون بمدى كفاءة استعمالها وجودة مالءمة التقنيات التي‬
‫‪.‬يحصل عليها العمال‬

‫‪-‬الفرع ‪ : 02‬تأثير المنظمة في البيئة ‪1 :‬‬

‫‪ :‬اآلثار االجتماعية (‪ : )2‬نذكر منها ‪1-‬‬

‫توفير الشغل ‪ :‬تعمل المنظمة جاهدة لتوفير مناصب الشغل يزيد عددها ‪-‬‬
‫أو ينقص تبعا لحجمها أو الحيز الزمني الذي توجد فيه‪ ،‬والذي يسهل على‬
‫امتصاص نسبة البطالة من المجتمع‪ ،‬فمثال نجد المجتمعات التي تقل فيها‬
‫الفئة الشابة تسعى إلى استعمال التكنولوجيا أكثر استعماال لآلالت في‬
‫الدول المتطورة‪ ،‬بينما في الدول النامية هي األقل استعماال للتكنولوجيا‬
‫‪.‬حيث تلعب اليد العاملة في هذه الدول دورا مهما‬

‫التأثير على األجور ‪ :‬تحديد األجور يعتمد على قوة المنظمة ووزنها ‪-‬‬
‫المالي حيث تقوم برفع أجورها خاصة عند محاولة استقطابها لليد العاملة‬
‫إلى مكان تقل فيه هذه األخيرة‪ ،‬وبالتالي لها األثر غير المباشر على‬
‫األجور في المنظمات الباقية في مختلف القطاعات االقتصادية وغالبا ما‬
‫‪.‬تنجح المنظمة في ذلك‬

‫تغيير نمط معيشة السكان ‪ :‬إن بروز منظمات جديدة تفرض على ‪-‬‬
‫السكان نظم معينة من وقت عمل ووقت راحة‪ ،‬و ما ينتجه من طرق‬
‫‪.‬عيش وكذا عادات هؤالء‬

‫التأثير على االستهالك ‪ :‬زيادة المبيعات وتنوعها يؤدي إلى المنافسة ‪-‬‬
‫وبالتالي انخفاض األسعار مع التنوع في السلع المعروضة‪ ،‬مما يزيد من‬
‫‪.‬إمكانية استهالكها ورفاهيتها لما توفره من حاجات المستهلك‬

‫التأثير على البطالة ‪ :‬الزيادة في عدد المنظمات يمتص البطالة لكن ‪-‬‬
‫يحدث العكس عند تصفية المنظمات التي يتم فيها تسريح العمال‪ ،‬مما يزيد‬
‫‪.‬من نسبة البطالة نظرا ألخذ اآللة مكان العمال‬

‫بلقاضي كمال‪ ،‬دراج كمال‪ ،‬سبتي ميلود‪ ،‬المؤسسة االقتصادية في )‪(1‬‬


‫ظل اقتصاد السوق‪ -‬دراسة حالة عملية التوزيع بمؤسسة نفطال ووحدة‬
‫فرع ‪ :‬تقنيات بنكية‪ duea - ،‬مطاحن حمزة‪ ،‬مذكرة تخرج لنيل شهادة‬
‫‪.‬جامعة التوين المتواصل‪ ،‬دفعة ‪ ،2005 - 2004‬ص ‪20‬‬

‫‪.‬نفس المرجع الساق‪ ،‬ص ‪(2) 22‬‬


‫‪ :‬اآلثار االقتصادية (‪ : )1‬نذكر منها ‪2-‬‬

‫دفع عجلة التنمية ‪ :‬تعمل المنظمة على انجاز مساكن لعمالها وكذا إعداد ‪-‬‬
‫الطرق والمرافق العامة حيث يتم إنشاء المدارس والمستشفيات مما يؤدي‬
‫‪.‬إلى ظهور تجمعات سكنية أو مدن جديدة‬

‫ظهور منشآت تجارية ‪ :‬تزايد عدد السكان يؤدي إلى ضرورة القيام ‪-‬‬
‫بإعداد منشآت تجارية جديدة لتلبية حاجات العمال الجدد ويتبعها مختلف‬
‫‪.‬مرافق الحياة الضرورية‬

‫التأثير على التكامل االقتصادي ‪ :‬تتم صناعة المنتجات في المنظمات ‪-‬‬


‫فالصناعة الثقيلة تحتاج‪ ،‬خاصة الميكانيكية منها‪ ،‬إلى عدة منتجات‬
‫وسيطية ونصف مصنعة ومكملة لبعضها البعض‪ ،‬ويدخل هذا ضمن‬
‫‪.‬التكامل االقتصادي‬

‫‪.‬التأثير على األسعار ‪ :‬يظهر هذا التأثير خاصة في المنتوجات المتكاملة ‪-‬‬

‫‪.‬نفس المرجع السابق‪ ،‬ص ‪(1) 23‬‬

‫قديم ‪01:47 ,24-05-2013‬‬ ‫رقم المشاركة ‪6 :‬‬

‫معلومات العضو‬

‫‪younes14‬‬

‫عضو جديد‬

‫إحصائية العضو‬
‫االنتساب ‪2013-04-17 :‬‬

‫رقم العضوية ‪485668 :‬‬

‫اإلقامة ‪ :‬الجزائر‬

‫المشاركات ‪37 :‬‬

‫بمعدل ‪ 0.02 :‬يوميا ً‬

‫الجنس ‪ :‬ذكر‬

‫المهنة ‪ :‬طالب جامعي‬

‫عدد النقاط ‪22 :‬‬


‫افتراضي‬

‫المبحث األول ‪ :‬البيئة الداخلية‬

‫المطلب ‪ : 01‬مفهوم البيئة الداخلية‬

‫الفرع ‪ : 01‬تعريفها‬

‫هي تلك البيئة التي تتعلق بالمنظمة ذاتها‪ ،‬من حيث األطر اإلدارية والفنية‬
‫العاملة فيها‪ ،‬واألنظمة الرسمية وغير الرسمية‪ ،‬والهياكل التنظيمية‪،‬‬
‫وإجراءات وسياقات تنفيذها‪ ،‬والتكنولوجيا المستخدمة‪ ،‬وأنماط االتصاالت‬
‫السائدة‪ ،‬وهكذا (‪ .)1‬أي هي تلك البيئة التي تعبر عن القوى داخل‬
‫المنظمة والتي تؤثر على المنظمة وأدائها بشكل مباشر‪ ،‬وهي البيئة التي‬
‫)تؤثر داخليا (من الداخل) في المنظمة‪2(.‬‬

‫‪) :‬الفرع ‪ : 02‬أهمية دراستها(‪3‬‬

‫تهتم المنظمات بتحليل وتقييم كافة العوامل الداخلية ‪ ،‬وذلك بغرض‬


‫رئيسي يتمثل في بيان نقاط القوة والضعف التي يتسم بها كل عامل من‬
‫العوامل الداخلية بما يساعد ـ مع االستعانة بنتائج تحليل العوامل الخارجية‬
‫ـ على اتخاذ قراراتها اإلستراتيجية ‪ ،‬واختيار البدائل المناسبة لها ؛ وبوجه‬
‫عام فإن تحليل البيئة الداخلية يمثل خطوة هامة وضرورية في اختيار‬
‫اإلستراتيجية المناسبة للمنظمة ‪ ،‬وذلك لما يلي‬

‫المساهمة في تقييم القدرات واإلمكانات المادية والبشرية والمعنوية ‪1-‬‬


‫‪ .‬المتاحة للمنظمة‬

‫إيضاح موقف المنظمة بالنسبة لغيرها من المنظمات في نفس المجال ‪2-‬‬


‫‪.‬‬

‫بيان وتحديد نقاط القوة وتعزيزها لالستفادة منها والبحث عن طريق ‪3-‬‬
‫تدعيمها مستقبالً وذلك بما يساعد على القضاء على المعوقات البيئية أو‬
‫‪ .‬اغتنام الفرص الموجودة بالبيئة‬
‫بيان وتحديد نقاط الضعف ‪ ،‬وذلك حتى يمكن التغلب عليها ومعالجتها ‪4-‬‬
‫‪ .‬أو تفاديها ببعض نقاط القوة الحالية للمنظمة‬

‫ضرورة الترابط بين التحليل الداخلي ( نقاط الضعف والقوة ) ‪5- ،‬‬
‫والتحليل الخارجي (مجاالت الفرص)‪ ،‬فإنه ال فائدة من الوقوف على‬
‫الفرص والمخاطر البيئية دون الوقوف على النقاط التي تمثل قوة للمنظمة‬
‫أو ضعفا ً ‪ ،‬فإذا كان الهدف من التحليل الداخلي يتمثل في الوقوف على‬
‫نقاط القوة والضعف فإن ذلك يمثل الوسيلة التي تقود النتهاز الفرص‬
‫‪ .‬التسويقية وتجنب المخاطر أو تحجيمها‬

‫د‪ .‬خليل محمد حسن الشماع‪ ،‬د‪.‬خضير كاظم محمود‪ ،‬مرجع سبق )‪(1‬‬
‫ذكره‪ ،‬ص ‪18‬‬

‫د‪ .‬عمر وصفي عقيلي‪ ،‬د‪ .‬قيس عبد علي المؤمن‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪(2) ،‬‬
‫‪.‬ص ‪146‬‬

‫مدونة د‪.‬ابو مروان‪ ،‬تحليل البيئة الداخلية للمنظمة (اإلدارة )‪(3‬‬


‫اإلستراتيجية للعمل الدعوي)‪ ،‬تاريخ المقال ‪ ،2009/3/16 :‬أطلع عليه‬
‫‪.‬يوم ‪2009/10/22 :‬‬

‫‪-‬المطلب ‪ : 02‬عناصرها (‪1: )1‬‬

‫المالكون ‪ :‬يشكل المالكون عنصر ضغط داخل المنظمة‪ ،‬خاصة ‪1-‬‬


‫المنظمات الصغيرة‪ ،‬وذلك ألنهم يتدخلون بعمليات وتفاصيل أداء المنظمة‬
‫باعتبار أن جزءا كبيرا من مصالحهم مرتبط بالمنظمة‪ ،‬وبالتالي فان‬
‫أداءهم وسلوكياتهم وانطباعاتهم واتجاهاتهم تمثل جزءا هاما من البيئة‬
‫الداخلية للمنظمة والتي يمكن أن تحدد في كثير من األحيان سلوكيات‬
‫‪.‬المنظمة واتجاهات وأنماط أدائها‬

‫العاملون ‪ :‬يمثل العاملون القوة البشرية للمنظمة‪ ،‬وبالتالي فان ‪2-‬‬


‫سلوكياتهم وأداءهم ومتطلباتهم وعالقاتهم تمثل جزءا من البيئة الداخلية‬
‫للمنظمة‪ ،‬وبالتالي تحكم الكثير من أجواء وظروف العمل في المنظمة‪.‬‬
‫حيث ترتبط هذه بعوامل أساسية مثل الرضا عن العمل‪ ،‬االنتماء‪ ،‬االندفاع‬
‫في األداء‪ ،‬واإلخالص في العمل‪ ،‬وهذه العوامل ترسم النمط أو النموذج‬
‫األساسي للبيئة الداخلية للمنظمة كونها تمثل أحد عناصر الضغط والتأثير‬
‫‪.‬في المنظمة‬

‫نمط القيادة ‪ :‬تمثل القيادة في المنظمة العناصر اإلدارية القيادية العليا ‪3-‬‬
‫في المنظمة (مجلس اإلدارة ‪ -‬الرئيس األعلى للمنظمة) وأن هذه العناصر‬
‫بصفتها القيادية ومسؤولياتها اإلجمالية والشاملة في المنظمة تؤثر بشكل‬
‫مباشر في بيئة المنظمة‪ .‬ذلك ألن النمط القيادي الذي تتبعه أو تستخدمه‬
‫القيادة العليا يمثل عنصرا هاما من عناصر البيئة الداخلية للمنظمة‪ ،‬كون‬
‫هذا األسلوب سيكون المحدد األساسي لقواعد وأساليب وأنماط العمل في‬
‫المنظمة‪ ،‬وبالتالي فان األساليب البيروقراطية أو الديموقراطية في اإلدارة‬
‫مقال تخلق أجواء مختلفة داخل المنظمة وبالتالي تولد ظروف وقواعد‬
‫‪.‬بيئية مختلفة‬

‫أخالقيات المنظمة ‪ :‬وهذه تعبر عن القيم واألفعال المشتركة بين ‪4-‬‬


‫أعضاء المنظمة‪ ،‬وتمثل هذه القواعد السلوكية األساسية المعتمدة والمتفق‬
‫عليها في المنظمة‪ ،‬وبالتالي فان هذه القواعد تشكل جزءا هاما من البيئة‬
‫الداخلية للمنظمة كونها تعتبر محددا أساسيا من محددات السلوك واألداء‬
‫والتصرف ضمن المنظمة‪ ،‬وبالتالي تشكل مؤثرا هاما من المؤثرات‬
‫البيئية داخل المنظمة‪ ،‬وعليه فان أخالقيات المنظمة تشكل نوعا من‬
‫الضغوط البيئية المؤثرة داخل المنظمة في تنفيذ المهام والواجبات وأداء‬
‫‪.‬األعمال‬

‫د‪ .‬عمر وصفي عقيلي‪ ،‬د‪ .‬قيس عبد علي المؤمن‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪(1) ،‬‬
‫‪.‬ص ‪147 ،146‬‬

‫المطلب ‪ : 03‬الضغوطات التي تتعرض لها المنظمة داخليا وكيفية‬


‫ادارتها‪1.‬‬

‫)الفرع ‪ : 01‬المصادر المحتملة للضغوطات (‪1‬‬

‫العوامل البيئية ‪ :‬كما يؤثر عدم التأكد البيئي على تصميم تركيب ‪1-‬‬
‫المنظمة‪ ،‬فانه يؤثر أيضا على مستويات الضغط بين العاملين في‬
‫المنظمة‪ ،‬فالتغيرات في دورات العمل تخلق عدم تأكد اقتصادي‪ ،‬وحينما‬
‫يمر االقتصاد بحالة انكماش‪ ،‬فان ذلك يؤدي إلى تزايد شعور األفراد‬
‫بالقلق فيما يتعلق بأمنهم الوظيفي‪ .‬كما أن عدم االستقرار السياسي يؤدي‬
‫للشعور بالضغط‪ ،‬حيث أن االستقرار السياسي يؤدي إلى تطبيق التغيير‬
‫بشكل منتظم‪ ،‬وبالرغم من ذلك فان التهديدات والتغيرات السياسية‪ ،‬حتى‬
‫في الدول المستقرة سياسيا‪ ،‬مثل أمريكا وكندا‪ ،‬قد تؤدي إلى الضغط فمثال‬
‫تهديد مقاطعة كيوبيك لالستقالل عن كندا لكي تصبح دولة قائمة بذاتها‪،‬‬
‫واستخدام اللغة الفرنسية يؤدي إلى شعور األفراد الذين ال يجيدون اللغة‬
‫الفرنسية للشعور بالضغط‪ .‬كما أن عدم التأكد التكنولوجي هو نوع ثالث‬
‫من العوامل البيئية التي يمكن أن تؤدي إلى الضغط‪ ،‬بسبب أن اإلبداعات‬
‫الجديدة قد تجعل من مهارات العاملين وخبراتهم متقادمة خالل فترة زمنية‬
‫قصيرة‪ ،‬وذلك مثل استخدام الكمبيوترات أو الروبوتات‪ ،‬أو األتمتة‬
‫واألشكال األخرى من اإلبداعات التكنولوجية تعتبر تهديدا للعديد من‬
‫‪.‬األفراد وتسبب الضغط‬

‫العوامل المنظمية ‪ :‬هنالك العديد من العوامل المنظمية التي تؤدي ‪2-‬‬


‫‪ :‬للضغط‪ ،‬وقد صنفت هذه العوامل إلى‬

‫متطلبات المهمة ‪ :‬هي العوامل المرتبطة بعمل الفرد‪ ،‬وتتضمن تصميم ‪-‬‬
‫عمل الفرد (االستقاللية‪ ،‬تنوع المهمة‪ ،‬درجة األتمتة)‪ ،‬وظروف العمل‬
‫المادية‪ ،‬والترتيب المادي للعمل‪ .‬فمثال عمل الفرد ضمن الخط اإلنتاجي‬
‫يؤدي إلى ضغوطات على الفرد حينما يدرك أن سرعته عالية‪ ،‬وبنفس‬
‫األسلوب‪ ،‬فان العمل في غرفة مكتظة أو في موقع عمل ظاهر‪ ،‬حين‬
‫تكون مقاطعة عمل الفرد مستمرة‪ ،‬كلها عوامل يمكن أن تؤدي لزيادة‬
‫‪.‬القلق والتوتر‬

‫أما متطلبات الدور فإنها ترتبط بالضغوطات المفروضة على الشخص‬


‫بسبب دوره في المنظمة‪ ،‬حيث أن صراع الدور يؤدي إلى توقعات‬
‫يصعب تحقيقها‪ ،‬كما أن زيادة عبء الدور يظهر حينما يتوقع من الفرد‬
‫أن يحقق انجازا أكثر مما يسمح به الوقت‪ .‬ويؤدي غموض الدور الذي‬
‫يظهر نتيجة لعدم فهم الدور بشكل واضح‪ ،‬بحيث ال يعرف الفرد ماهو‬
‫‪.‬متوقع منه بالتحديد‪ ،‬يؤدي إلى الضغط أيضا‬

‫التركيب التنظيمي للمنظمة ‪ :‬ويعرف بأنه المستويات المختلفة داخل ‪-‬‬


‫المنظمة‪ ،‬ودرجة االعتماد على القواعد واألنظمة‪ ،‬وأين يتم اتخاذ القرار‪،‬‬
‫حيث أن زيادة القواعد وانعدام المشاركة في القرارات المؤثرة على عمل‬
‫الفرد‪ ،‬هي أحد األمثلة على متغيرات التركيب التي يمكن أن تكون من‬
‫‪.‬العوامل المؤدية للضغط‬

‫د‪ .‬ماجدة العطية‪ ،‬سلوك المنظمة ‪ -‬سلوك الفرد والجماعة‪ ،‬دار )‪(1‬‬
‫‪.‬الشروق للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪ ،2003 ،‬ص ‪376- 373‬‬

‫وتمثل القيادة المنظمية األسلوب اإلداري للتنفيذيين األساسيين في‬


‫المنظمة‪ ،‬ويؤدي بعض التنفيذيين إلى خلق ثقافة تتميز بالضغط والخوف‬
‫والقلق‪ ،‬ويفرضون ضغوطا غير واقعية لالنجاز خالل فترة زمنية‬
‫قصيرة‪ ،‬ويستخدمون أساليب سيطرة شديدة جدان ويطردون العاملين‬
‫‪.‬الذين ال يكون انجازهم بمستوى المعايير المحددة‬

‫مرحلة حياة المنظمة ‪ :‬إن المنظمات تمر بمراحل مختلفة خالل دورة ‪-‬‬
‫حياتها‪ ،‬بدءا من النشوء إلى النمو النضج ومن ثم االنهيار‪ ،‬والمرحلة التي‬
‫تكون المنظمة فيها أثناء دورة حياتها تخلق مشاكل مختلفة وضغوطات‬
‫على العاملين‪ ،‬وتتميز مرحلتا النشوء واالنهيار بالضغط‪ ،‬إذ أن مرحلة‬
‫النشوء تتميز بدرجة عالية من االنفعالية وعدم التأكد‪ ،‬بينما أن مرحلة‬
‫االنهيار تتطلب اعتياديا التقليص في عدد العاملين ومجموعة مختلفة من‬
‫عدم التأكد‪ .‬ويميل الضغط ألن يكون في حدوده الدنيا في مرحلة النضج‪،‬‬
‫‪.‬حيث يون عدم التأكد في حدوده الدنيا‬

‫العوامل الفردية ‪ :‬يعمل الفرد اعتياديا ما بين ‪ 50-40‬ساعة أسبوعيا‪3- ،‬‬


‫ولكن التجارب والمشاكل التي يمر بها الفرد خالل ‪ 120‬ساعة وأكثر‬
‫خارج ساعات العمل في كل أسبوع يمكن أن تؤدي إلى الضغط‪ ،‬وهي‬
‫‪ :‬تلك العوامل التي تؤثر على الحياة الشخصية للفرد منها‬

‫القضايا العائلية‪ ،‬والمشاكل الزوجية‪ ،‬ومشاكل األطفال‪ ،‬وهي عوامل ‪-‬‬


‫مؤدية للضغط ومؤثرة على العاملين أثناء عملهم داخل المنظمة‪ ،‬بسبب‬
‫‪.‬أنه ال يمكن تركها عند باب المنظمة قبل الدخول إلى العمل‬

‫المشاكل االقتصادية‪ ،‬فهي من بين العوامل الفردية المؤدية إلى مجموعة ‪-‬‬
‫من المشال الشخصية المؤدية للضغط على العاملين‪ ،‬وتؤثر على تركيزهم‬
‫‪.‬على العمل كأمور الدخل واإلنفاق‬

‫تراكمية العوامل الفردية للشعور بالضغط ‪ :‬الحقيقة التي قد تهمل في ‪4-‬‬


‫مراجعة العوامل المؤدية للضغط على الفرد‪ ،‬هي أن الضغط مفهوم‬
‫تراكمي‪ ،‬إن الضغط هو بناء‪ ،‬وكل ضغط جديد ومستمر يضيف إلى‬
‫‪.‬مستوى الضغط المؤثر على الفرد‬

‫االختالفات الفردية ‪ :‬يزدهر بعض األفراد في المواقف الضاغطة‪5- ،‬‬


‫بينما أن أشخاصا آخرين يغمرون بالضغط‪ ،‬ما الذي يؤدي إلى االختالف‬
‫بين األفراد في قابليتهم على التعامل مع الضغط ؟ وقد وجد أن ‪5‬‬
‫متغيرات تمثل العوامل التي تحكم االختالف بين األفراد في تعاملهم مع‬
‫‪ :‬الضغط هي‬

‫اإلدراك ‪ :‬اإلدراك يتوسط العالقة بين ظروف الضغط المحتملة وردود ‪-‬‬
‫فعل العاملين اتجاهها‪ ،‬فمثال خوف الشخص من أنه سوف يخسر عمله‬
‫بسبب أن شركته تعمل على تقليص عدد العاملين لديها‪ ،‬قد ينظر إليه من‬
‫قبل شخص آخر على أنه فرصة للحصول على مبلغ كبير كتعويض نهاية‬
‫الخدمة والبدء بعمله الخاص‪ .‬وبذلك فان احتمال الضغط ال يكمن في‬
‫‪.‬الظروف الموضوعية‪ ،‬وإنما في تفسير العاملين لتلك الظروف‬

‫الخبرة في العمل ‪ :‬تشير الدالئل إلى أن الخبرة في العمل تميل ألن ‪-‬‬
‫ترتبط سلبيا بالشعور بالضغط في العمل‪ ،‬وهنالك تفسيران لذلك‪ ،‬األول أن‬
‫األفراد الذين يستمرون في العمل بالمنظمة لفترة زمنية أطول هم األفراد‬
‫الذين يتميزون بقدرة أكبر على مقاومة الضغط‪ .‬أما الثاني فان األفراد‬
‫يطورون بمرور الزمن آلية التكيف للتعامل مع الضغط‪ ،‬وبسبب أن ذلك‬
‫يتطلب فترة زمنية فان األعضاء القدامى في المنظمة هم األكثر قابلية‬
‫‪.‬على التكيف التام واألقل شعورا بالضغط‬

‫الدعم االجتماعي ‪ :‬العالقة مع الزمالء أو المشرفين‪ ،‬يمكن أن يؤدي ‪-‬‬


‫لصد تأثيرات الضغط ‪ ،‬والمنطق من وراء ذلك أن هذا المتغير الوسيط‪،‬‬
‫‪.‬أي الدعم االجتماعي يخفف ويلطف التأثيرات السلبية‬

‫مركز التحكم ‪ :‬فاألفراد الذين بمركز تحكم داخلي يعتقدون أنهم ‪-‬‬
‫يسيطرون على قدرهم‪ ،‬أما الذين بمركز خارجي فيعتقدون أن حياتهم‬
‫‪.‬مسيطر عليها من قبل قوى خارجية‬

‫العدوانية ‪ :‬يتميز بعض األفراد بشخصية عدوانية عالية‪ ،‬والغضب‪- ،‬‬


‫ويعكسون عدم الثقة واالستهزاء باآلخرين وأكثر احتماال للشعور بالضغط‬
‫‪.‬في مواقف معينة‬

‫‪) :‬الفرع ‪ : 02‬ادارة هذه الضغوطات(‪2‬‬

‫حينما يكون مستوى الضغط منخفضا أو متوسطا‪ ،‬فان المنظمة قد ال تهتم‬


‫بهذه المستويات من الضغط‪ ،‬ويعود سبب ذلك كما بينا سابق إلى أن هذه‬
‫المستويات من الضغط قد تكون وظيفية‪ ،‬وتؤدي لزيادة مستوى أداء‬
‫العاملين‪ .‬ولكن المستويات العالية من الضغط‪ ،‬أو حتى المستويات‬
‫المنخفضة من الضغط المستمر لفترة زمنية طويلة‪ ،‬يمكن أن يؤدي إلى‬
‫انخفاض مستوى أداء العاملين‪ ،‬ولذاك فإنها تتطلب فعال ما من قبل‬
‫اإلدارة‪ ،‬وبينما أن كمية محدودة من الضغط قد تكون مفيدة وتؤثر ايجابيا‬
‫على األداء‪ ،‬فال يجب أن نتوقع أن ينظر العاملون إلى ذلك بنفس‬
‫األسلوب‪ .‬فمن وجهة نظرهم قد تكون حتى المستويات الدنيا من الضغط‪،‬‬
‫‪.‬تدرك على أنها غير مرغوب بها‬

‫المداخل الفردية ‪ :‬يتمكن الفرد من تحمل مسؤولية تقليل مستويات ‪1-‬‬


‫‪ :‬الضغوطات التي يشعر بها منها‬

‫إدارة الوقت ‪ :‬هنا العديد من األفراد الذين ال يتمكنون من إدارة وقتهم ‪-‬‬
‫بشكل جيدـ فاألشياء التي عليهم انجازها يوميا أو أسبوعيا هي ليست غير‬
‫قابلة لالنجاز إذا ما تم إدارة الوقت بشكل جيد‪ ،‬فالفرد المنظم بشكل جيد‪،‬‬
‫غالبا ما يتمن من انجاز ضعف ما يتمكن من انجازه الفرد غير المنظم‪.‬‬
‫‪ :‬ومن بين األمور القليلة المعروفة جيدا عن مبادئ إدارة الوقت‬

‫‪.‬إعداد قائمة يومية بالفعاليات التي يجب انجازها *‬

‫‪.‬تحديد أولوية الفعاليات اعتمادا على أهميتها وضرورة انجازها *‬


‫‪.‬جدولة الفعاليات اعتمادا على أولوياتها *‬

‫معرفة الدورة اليومية للعمل والتعامل مع األجزاء األكثر أهمية من *‬


‫العمل أثناء مرحلة الذروة في الدورة اليومية حينما تكون أكثر تركيزا‬
‫‪.‬وإنتاجية‬

‫التمارين الرياضية غير التنافسية مثل الهرولة والسير والسباحة التي ‪-‬‬
‫تعد من التوصيات األساسية التي ينصح بها األطباء المختصون للتعامل‬
‫‪.‬مع مستويات عالية من الضغط‬

‫باإلضافة إلى تمارين االسترخاء والتأمل والتنويم المغناطيسي‪ ،‬والتحدث ‪-‬‬


‫‪.‬إلى األصدقاء والعائلة والزمالء‪...‬الخ‬

‫‪.‬د‪ .‬ماجدة العطية‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪(2) 381 -379‬‬

‫‪ :‬المداخل المنظمية ‪2-‬‬

‫تحديد األهداف المطلوب من األفراد تحقيقها تحديدا دقيقا‪ ،‬واستالم ‪-‬‬


‫المعلومات المرتدة التي تبين لهم مدى تقدمهم باتجاه تحقيق الهدف‪ ،‬كل‬
‫‪.‬ذلك يمكن أن يؤدي إلى تقليل شعور األفراد بالضغط‬

‫إعادة تصميم العمل ‪ :‬وإعطاء العاملين مسؤوليات أكبر‪ ،‬وأعماال ذات ‪-‬‬
‫معنى واستقاللية أكبر وزيادة المعلومات المرتدة‪ ،‬يمكن أن تقلل الضغط‬
‫بسبب أن هذه العوامل توفر للعامل شعورا بالسيطرة بدرجة أكبر على‬
‫‪.‬فعاليات العمل‪ ،‬وتقلل االعتمادية على اآلخرين‬

‫زيادة مشاركة العاملين في اتخاذ القرارات المتعلقة بأعمالهم‪ ،‬كما أن ‪-‬‬


‫زيادة االتصاالت الرسمية مع العاملين‪ ،‬تقلل عدم التأكد عن طريق تقليل‬
‫غموض الدور وصراع الدور‪.‬على أن تأخذ بعين االعتبار أن ما يصنفه‬
‫العاملون على أنه تهديد أو فرصة‪ ،‬ما هي إال تفسيرات شخصية‪ ،‬ويمكن‬
‫التأثير عليها عن طريق الرموز واألفعال التي يتم توصيلها عن طريق‬
‫‪.‬اإلدارة‬

‫برامج الصحة المدعومة من قبل المنظمة التي يجب أن تركز على ‪-‬‬
‫الظروف الصحية والبدنية والفكرية للعاملين‪ ،‬وذلك مثل برامج مساعدة‬
‫العاملين على اإلقالع عن التدخين‪ ،‬أو تناول الكحول‪ ،‬وبرامج تخفيف‬
‫الوزن‪ ،‬إضافة إلى تطوير برامج منظمة للتمارين الرياضية‪ .‬وبالطبع فان‬
‫المنظمات ال تعمل كل ذلك بدون مقابل‪ ،‬بل إنها تتوقع أن تحقق مردودا‬
‫مقابل ذلك‪ ،‬والمردود المتحقق من هذه البرامج يظهر على شكل التوفير‬
‫‪.‬في أقساط التأمين‪ ،‬والحد من اإلجازات المرضية وغيرها‬
‫المبحث ‪ : 02‬البيئة الخارجية‬

‫المطلب ‪ : 01‬مفهوم البيئة الخارجية‬

‫الفرع ‪ : 01‬تعريفها‬

‫هي مجموعة العناصر الواقعة خارج حدود المنظمة والتي تؤثر بالمنظمة‬
‫ومكوناتها وأهدافها ونشاطاتها وفاعليتها‪ .‬والبيئة الخارجية للمنظمة‬
‫)تصنف إلى بيئة عامة‪ ،‬وبيئة خاصة‪1(.‬‬

‫‪) :‬الفرع ‪ : 02‬أهمية دراستها(‪2‬‬

‫يتوقف نجاح المنظمة إلى حد كبير على مدى دراستها للعوامل البيئية‬
‫المؤثرة ‪ ،‬واالستفادة من اتجاهات هذه العوامل وبدرجة تأثير كل منها ‪،‬‬
‫حيث تساعد دراسة وتقييم العوامل البيئية الخارجية في تحديد العديد من‬
‫‪ :‬النقاط أهمها‬

‫األهداف التي يجب تحقيقها ‪ :‬فدراسات البيئة الخارجية تساعد المنظمة ‪1-‬‬
‫على وضع األهداف‪ ،‬أو تعديلها بحسب نتائج تلك الدراسات ‪،‬هذا إلى‬
‫جانب دورها في وضع األهداف التشغيلية لمختلف اإلدارات ‪ ،‬فعلى سبيل‬
‫المثال تساعد دراسة ظروف المجتمع على تحديد المنهج وخطوات العمل‬
‫والوقت الذي يمكنها فيه توفير المتطلبات المختلفة ‪ ،‬كما تساعد دراسة هذا‬
‫المجتمع في وضع البرامج التربوية والدعوية لالنتشار المطلوب ‪ ..‬وهكذا‬
‫‪.‬‬

‫الموارد المتاحة ‪ :‬تساعد العوامل البيئية المختلفة في بيان الموارد ‪2-‬‬


‫المتاحة ” األفراد والتمويل والطاقات ” وكيفية االستفادة منها ‪ ،‬ومتى‬
‫‪ .‬يمكن للمنظمة أن تحقق االستفادة‬

‫النطاق والمجال المتاح أمام المنظمة ‪ :‬تسهم دراسات البيئة في تحديد ‪3-‬‬
‫نطاق الدعوة المرتقب ومجال المناهج واألنشطة المتاح أمامها والقيود‬
‫المفروضة على المنظمة من قبل الجهات القانونية والتشريعية المختلفة ‪،‬‬
‫كما تساعد في بيان عالقاتها – التأثير والتأثر – بالمنظمات المختلفة سواء‬
‫كانت تلك المنظمات تمثل إمداد بالنسبة لها ‪ ،‬أو تستقبل أفكارها ودعاتها‬
‫‪ .‬أو تعاونها في عملياتها وأنشطتها السياسية والدعوية‬

‫أنماط القيم والعادات والتقاليد وأشكال السلوك سواء التعليمي أو ‪4-‬‬


‫اإلعالمي ‪ :‬تساهم دراسات البيئة في تحديد سمات المجتمع والجماهير‬
‫التي ستتعامل معها المنظمة ‪ ،‬وذلك من خالل الوقوف على أنماط القيم‬
‫السائدة وأيها يحظى باألولوية ‪ ،‬كما تساهم تلك الدراسات في بيان أنماط‬
‫‪ .‬السلوك لألفراد والذين يمثلون جمهور المنظمة‬

‫د‪ .‬عمر وصفي عقيلي‪ ،‬د‪ .‬قيس عبد علي المؤمن‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪(1) ،‬‬
‫‪.‬ص ‪136‬‬

‫مدونة د‪.‬ابو مروان‪ ،‬تحليل البيئة الخارجية للمنظمة (اإلدارة )‪(2‬‬


‫اإلستراتيجية للعمل الدعوي)‪ ،‬تاريخ المقال ‪ ،2009/2/25 :‬أطلع عليه‬
‫‪.‬يوم ‪2009/10/23 :‬‬

‫‪ :‬المطلب ‪ : 02‬عناصرها‬

‫الفرع ‪ : 01‬البيئة العامة‬

‫وهي البيئة المحتوية على العناصر والظروف العامة التي لها تأثير علة‬
‫المنظمة‪ ،‬أو هي تمثل ذلك الجزاء من البيئة الذي يتكون من القوى التي‬
‫تمتلك تأثيرات عامة على المنظمة‪ ،‬وهذه القوى تؤثر على عموم‬
‫المنظمات باختالف أشكالها وأنواعها‪ ،‬فهي تمثل األجواء التي تعمل بها‬
‫المنظمات عموما‪ ،‬إال أن تأثيرها يختلف من منظمة إلى أخرى بسبب‬
‫اختالف درجة واتجاهات تأثير العوامل فيها بحسب نوع المنظمة ونوع‬
‫نشاطها وأدائها والهدف الذي تسعى إلى تحقيقه (‪ .)1‬وتتمثل القوى ذات‬
‫‪ :‬التأثير العام على المنظمات فيما يلي‬

‫المتغيرات االقتصادية ‪ :‬تؤثر المتغيرات االقتصادية بشكل أساسي في ‪1-‬‬


‫أوجه نشاط المنظمة‪ ،‬فندرة أو وفرة المواد األولية‪ ،‬وشدة درجة المنافسة‬
‫السائدة‪ ،‬وطبيعة األسواق‪ ،‬وحركة العرض والطلب واألسعار ومستوى‬
‫النشاط االقتصادي العام والقطاعي‪...‬الخ‪ ،‬كلها تؤثر في فاعلية المنظمة‪.‬‬
‫كما أن مواقع المنظمات (المنشآت) الصناعية من حيث التشتت أو‬
‫التمركز التموقعي تتحدد في ضوء توافر األسواق أو المراكز الرئيسية‬
‫وتوافر المواد األولية‪ ،‬والقوى العاملة المتخصصة‪ ،‬أو البنى االرتكازية‪.‬‬
‫ثم أن ظهور أو اختفاء العديد من المنظمات (المنشآت) االقتصادية يخضع‬
‫آلثار المتغيرات االقتصادية منها‪ ،‬خفض الكلف‪ ،‬وتحقيق المردود‬
‫للمالكين‪ ،‬كل ذلك في إطار تأثر منتوجات المنظمات (االقتصادية)‬
‫بالتغيرات الحاصلة في أذواق المستهلكين‪ ،‬ورغبة العديد منهم في اقتناء‬
‫السلع والخدمات حسب حاجاتهم المتنامية باستمرار‪ .‬وفي ضوء ذلك‪،‬‬
‫يمكن التوكيد على أن البيئة االقتصادية ومتغيراتها المستمرة ذات أثر‬
‫فعال في األنشطة االقتصادية التي تمارسها المنظمات عموما‪ ،‬مع العلم أن‬
‫درجة التأثير والتأثر تتباين طبقا ألنشطة المنظمات وطبيعة أدائها وسبل‬
‫‪).‬تحقيق األهداف (‪2‬‬
‫المتغيرات االجتماعية (‪ : )3‬يؤثر البناء االجتماعي والعالقات السائدة ‪2-‬‬
‫فيه والقيم واألعراف والتقاليد بشكل كبير في طبيعة سلوك المنظمات‬
‫واألفراد على حد سواء‪ .‬كما تتأثر الهياكل التنظيمية عموما بالمتغيرات‬
‫واآلثار االجتماعية‪ .‬فالمجتمعات النامية تتسم عموما بسيادة العالقات‬
‫الشخصية نظرا إلى أن الطابع المميز للعالقات االجتماعية القائمة يرتبط‬
‫بالعائلة والعشيرة والقبيلة‪ ،‬وهذه المتغيرات من شانها أن تحد من أثر‬
‫اإلجراءات الرسمية ومن موضوعيتها‪ ،‬فالتعيين والترقية إلى المواقع‬
‫اإلدارية العليا يتأثران بالمتغيرات الشخصية على حساب جانب معايير‬
‫كفاءة األداء ‪ .‬أما المجتمعات المتقدمة فهناك بعض النماذج من سيادة‬
‫األثري العائلي أو األسري في البعض منها‪ ،‬مثل المجتمع الياباني‪ ،‬الذي‬
‫استطاع استثمار التماسك العائلي بصورة موضوعية في تطوير المنظمات‬
‫وتحسين كفاءة أدائها‪ .‬وهذا يعكس سلطة إصدار القوانين واألنظمة‬
‫لغرض توجيه أنشطة المنظمات‪ .‬ولذلك فازدياد التدخل في األنشطة‬
‫االقتصادية واالجتماعية للمنظمات يجعلها أكثر خضوعا لمتغيرات البيئة‬
‫السائدة‪ .. .‬وفي معظم الدول المتقدمة تسود‬

‫عمر وصفي عقيلي‪ ،‬د‪ .‬قيس عبد علي المؤمن‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪(1) . ،‬‬
‫ص ‪.137 ،136‬س‬

‫د‪ .‬خليل محمد حسن الشماع‪ ،‬د‪.‬خضير كاظم محمود‪ ،‬مرجع سبق )‪(2‬‬
‫‪.‬ذكره‪ ،‬ص ‪191‬‬

‫‪.‬نفس المرجع السابق‪ ،‬ص ‪(3) 193 ،192‬‬

‫المعايير الموضوعية لدرجة كبيرة من الدول النامية من حيث االستجابة‬


‫إلى آثار المتغيرات االجتماعية مما يتيح لها إمكانات النهوض منسجما مع‬
‫تطلعاتها‪ ،‬وهي أقدر بذلك على استثمار آفاقه في تطوير أدائها‪ .‬وسواء‬
‫أكانت المنظمة تعمل في المجتمعات النامية أو المتقدمة فان األثر‬
‫االجتماعي‪ ،‬بمتغيراته المختلفة‪ ،‬يلعب دورا رئيسيا في التأثير في سلوكها‬
‫وسلوك األفراد العاملين فيها‪ .‬وعلى قدر استجابة المنظمة لهذه المتغيرات‬
‫‪.‬تتحدد قدرتها على االستمرار والبقاء واألداء المتطور‬

‫المتغيرات السكانية ‪ :‬وتمثل محتويات الطاقة البشرية في المجتمع ‪3-‬‬


‫والتي تعتبر عنصرا أساسيا من مدخالت المنظمة كمكون أساسي فيها‪،‬‬
‫وتؤثر العوامل الديموغرافية في مدى توفر القوى العاملة بالمواصفات‬
‫المطلوبة للمنظمة من جهة‪ ،‬وتأثيرات هذه التوزيعات على نمط وأسلوب‬
‫عمل المنظمة في إشباع الحاجات للفئات االجتماعية المختلفة من جهة‬
‫أخرى‪ .‬ومن العناصر الديموغرافية المهمة ما يأتي ‪ :‬حجم السكان‬
‫وتوزيعاتهم المختلفة ديموغرافيا وجغرافيا‪ ،‬طبيعة القوى البشرية المتوفرة‬
‫في المجتمع‪ ،‬معدالن النمو السكاني في المجتمع‪ ،‬اتجاهات وحجم الهجرة‬
‫‪).‬الداخلية والخارجية‪ ،‬جم القوى العاملة وتوزيعاتها المختلفة (‪1‬‬

‫المتغيرات الثقافية ‪ :‬تلعب التغيرات الثقافية في المجتمع دورا مهما في ‪4-‬‬


‫التأثير في سلوك المنظمات‪ ،‬من حيث قدرتها على تحقيق أهدافها‪،‬‬
‫والوسائل المختلفة لالتصاالت‪ ،‬واتخاذ القرارات فيها‪ .‬فالمنظمة هي بنت‬
‫الثقافة السائدة للمجتمع‪ .‬كما أن األفراد العاملين فيها أنفسهم هم نتاج واقع‬
‫التكوين الثقافي للمجتمع‪ ،‬ويؤثر ذلك التكوين‪ ،‬إذن في قراراتهم وسلوكهم‪،‬‬
‫وكيفية معالجتهم للمشكالت والظواهر السائدة‪ .‬هذا ما يدعو العديد من‬
‫المدراء في المنظمات إلى انتهاج سبل متباينة في معالجة المشكلة‬
‫الواحدة‪ ،‬حيث أن القيم الثقافية التي يؤمن بها الفرد أو يدين لها بالوالء‬
‫تشكل حصيلة حضارية وتراثية استمدها وآمن بها خالل الحقبة التاريخية‬
‫التي عاشها في كنف األسرة أو القبيلة أو المجتمع عموما‪ .‬كما أنها تشكل‬
‫اإلطار الفكري والسلوكي الذي يمارس الفرد فيه أثره الدائم في حقل‬
‫الحياة اإلنسانية‪ .‬فالمنظمة كجزء أو (النظام األكبر)‪ ،‬تستجيب لمتغيرات‬
‫الحضارة والتراث في المجتمع‪ ،‬وغالبا ما تعالج الظواهر والمشكالت‬
‫اإلدارية في إطار القيم واألعراف والتقاليد الثقافية والتربوية السائدة‪.‬‬
‫فالمعالجة بمعزل عن هذه المتغيرات تتجاوز االستجابة والتكييف‬
‫المطلوب منها‪ .‬ومن ثم ال تستطيع المنظمة تحقيق النجاح‪ .‬ومن هنا يتضح‬
‫بجالء بأن المنظمة ال تستطيع تحقيق النجاح إذا كانت اتجاهاتها السلوكية‬
‫غير مستجيبة لطبيعة اآلثار الثقافية والتربوية والحضارية للمجتمع الذي‬
‫‪).‬تعمل فيه (‪2‬‬

‫المتغيرات السياسية ‪ :‬تشكل سياسات الدولة وقراراتها وخططها ‪5-‬‬


‫مجموعة من المتغيرات األساسية المؤثرة في المنظمة‪ ،‬ويزداد ذلك‬
‫وضوحا في ظل الفكر االشتراكي حيث تتدخل الدولة بشكل مباشر‬
‫وهادف في تنظيم حياة المجتمع واالقتصاد الوطني‪ .‬وعليه فالممارسات‬
‫السلوكية للمنظمات واألفراد العاملين فيها تتأثر بالنظام السياسي والفلسفة‬
‫السياسية للدولة‪ .‬كما أن الدولة في المجتمعات المختلفة تمتد توجيهاتها إلى‬
‫كل مفاصل الحياة‪ ،‬وتؤثر بالتالي في جميع المتغيرات المحيطة بأنشطة‬
‫‪).‬المنظمة وفي سعيها لتحقيق أهدافها (‪3‬‬

‫د‪ .‬عمر وصفي عقيلي‪ ،‬د‪ .‬قيس عبد علي المؤمن‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪(1) ،‬‬
‫‪.‬ص ‪141 ،140‬‬

‫د‪ .‬خليل محمد حسن الشماع‪ ،‬د‪.‬خضير كاظم محمود‪ ،‬مرجع سبق )‪(2‬‬
‫‪.‬ذكره‪ ،‬ص ‪194 ،193‬‬

‫‪.‬نفس المرجع السابق‪ ،‬ص ‪(3) 193‬‬


‫المتغيرات التشريعية والقانونية ‪ :‬وتمثل اإلطار الرسمي والشرعي ‪6-‬‬
‫لعمل المنظمة وبالتالي تمثل اإلطار القانوني لعمل المنظمة ضمن البيئة‪.‬‬
‫والبيئة التشريعية لها تأثير مباشر على المنظمة من حيث أن مجمل‬
‫القوانين والتشريعات تحمل إما تأثيرا مباشرا أو غير مباشر على‬
‫المنظمة‪ ،‬وفي كل الظروف فان على المنظمة هنا االلتزام الكامل بما‬
‫تفرضه القوانين والتشريعات عليها‪ ،‬وبالتالي فان البيئة التشريعية تمثل‬
‫عنصر ضغط مباشر على المنظمة‪ .‬وتتمثل عناصر المتغيرات القانونية‬
‫فيمل يلي ‪ :‬االعتبارات الدستورية التي يفرضها دستور الدولة فيما يخص‬
‫المنظمات المختلفة‪ ،‬القوانين والتشريعات السائدة وأحكامها‪ ،‬طبيعة النظام‬
‫)القضائي وإجراءاته‪ ،‬النظام التشريعي والقانوني‪1(...‬‬

‫المتغيرات التكنولوجية ‪ :‬تمثل التكنولوجيا مجموعة المفاهيم والخبرات ‪7-‬‬


‫واألدوات التي يستطيع المرء من خاللها تكييف البيئة والسيطرة عليها‪.‬‬
‫كما أنها تعنى التطبيق لحصيلة المعارف العلمية والمادية التي صل عليها‬
‫الفرد أو المنظمة‪ .‬وتمثل التكنولوجيا ظاهرة حضارية واجتماعية تسهم‬
‫بشكل فعال في ترصين النهوض الدائم والمتطور في إطار حركة‬
‫المنظمات وعبر نشاطاتها المختلفة‪ .‬وقد أثبتت العديد من الدراسات و‬
‫األبحاث العلمية المعاصرة بأن التكنولوجيا تؤثر بشكل كبير في هيكل‬
‫المنظمة وسبل تحقيقها ألهدافها‪ .‬كما أن استثمار نتائج التطور التكنولوجي‬
‫في حقول االبتكار والتجديد في مستويات التكنولوجيا الحديثة يلعب دورا‬
‫بارزا في السلوك ألمنظمي بشكل عام‪ ،‬بل أن مستوى الوسائل واألدوات‬
‫اإلنتاجية المستخدمة يؤثر بشكل كبير في تحقيق المنظمة ألهدافها‪ .‬ثم أن‬
‫قابلية األفراد العاملين من حيث االستجابة إلى مقتضيات التطور‬
‫التكنولوجي‪ ،‬أو من حيث درجة التعقيد التكنولوجي (المكننة واألتمتة)‬
‫تسهم في تطوير كفاءة األداء وفي تحقيق أهداف المنظمة‪ ،‬هذا إضافة إلى‬
‫آثارها المستمرة في معنويات األفراد‪ ،‬وتفاعلهم في جماعات العمل‪ ،‬وفي‬
‫تغيير محتوى الوظيفة وتبديل قنوات االتصال‪ ،‬وأساليب اتخاذ القرار‪،‬‬
‫ونطاق اإلشراف‪ ،‬وغيرها‪ .‬كل ذلك يدعو المنظمات إلى ضرورة‬
‫االستجابة المستمرة والفاعلة للتطور التكنولوجي‪ ،‬واعتماده في تحقيق‬
‫‪).‬أهدافها وخلف المرتكزات لنموها وتطورها باستمرار (‪2‬‬

‫‪.‬‬

‫‪) :‬الفرع ‪ : 02‬البيئة الخاصة(‪3‬‬

‫وهي عبارة عن العناصر والجهات ذات التأثير المباشر والقريب على‬


‫المنظمة‪ ،‬وتمثل األطراف المحيطة بالمنظمة والتي تتفاعل وتتعامل معها‬
‫بشكل خاص‪ ،‬وتختلف هذه البيئة اختالفا واضحا بين منظمة وأخرى حيث‬
‫‪.‬أن لكل منظمة بيئة خاصة بها‬

‫والبيئة الخاصة هي ذلك الجزء من البيئة الخارجية ذات الصلة المباشرة‬


‫بالمنظمة ولها تأثير فعال على المنظمة في تحقيق أهدافها‪ ،‬وبمعنى آخر‬
‫أن البيئة الخاصة هي البيئة العملياتية للمنظمة المرتبطة باألطراف‬
‫‪ :‬المؤثرة في عمليات المنظمة وأدائها‪ .‬وتتمثل هذه باآلتي‬

‫د‪ .‬عمر وصفي عقيلي‪ ،‬د‪ .‬قيس عبد علي المؤمن‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪(1) ،‬‬
‫‪.‬ص ‪142 ،141‬‬

‫د‪ .‬خليل محمد حسن الشماع‪ ،‬د‪.‬خضير كاظم محمود‪ ،‬مرجع سبق )‪(2‬‬
‫ذكره‪ ،‬ص ‪194‬‬

‫د‪ .‬عمر وصفي عقيلي‪ ،‬د‪ .‬قيس عبد علي المؤمن‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪(3) ،‬‬
‫‪.‬ص ‪146 - 143‬‬

‫الزبائن ‪ :‬يمثل الزبائن جزءا من البيئة الخاصة للمنظمة ذلك ألنهم ‪1-‬‬
‫يمتلكون تأثيرا أساسيا ومباشرا على المنظمة‪ ،‬من خالل تحديدهم لمديات‬
‫نجاح وفشل المنظمة‪ ،‬ذلك ألن الزبائن هم المستفيدون من إنتاج المنظمة‬
‫بسبب شرائهم واستخدامهم للسلع والخدمات التي تنتجها المنظمة‪ ،‬وكونهم‬
‫مصادر التعريف للمنظمة بمديات كفاءة المنتوج في تلبية احتياجاتهم من‬
‫خالل التغذية العكسية‪ ،‬وكذلك استخدام هذه التغذية لغرض تعريف‬
‫المنظمة باحتياجاتهم ورغباتهم‪ ،‬واتجاهات تغيرها عبر الزمن كي تتمكن‬
‫‪.‬المنظمة من تلبيتها‬

‫المجهزون ‪ :‬المجهزون جزء أساسي من البيئة الخاصة للمنظمة ‪2-‬‬


‫كونهم كأفراد ومنظمات هم المسؤولين عن توفير المدخالت المختلفة‬
‫للمنظمة إلنتاج السلع والخدمات‪ .‬والمجهزون يؤثرون في المنظمة بشكل‬
‫كبير وأساسي‪ ،‬ذلك الن المنظمة بحاجة مستمرة إلى مدخالت متعددة‬
‫ألغراض تأمين اإلنتاج واالستمرارية وبالتالي استمرار وبقاء المنظمة‪،‬‬
‫فالمنظمة تسعى دائما إلقامة عالقات جيدة مع المجهزين ألنهم عصب‬
‫التغذية للمنظمة‪ .‬ومن أمثال المجهزين المؤثرين في المنظمة ‪ :‬البنوك‪،‬‬
‫المستثمرين‪ ،‬المجالت‪ ،‬الجرائد‪ ،‬الباحثين‪ ،‬الجامعات‪ ،‬وكاالت التشغيل‪،‬‬
‫‪.‬موردي المواد األولية‪ ،‬مجهزي المواد الخام‪...‬الخ‬

‫المنافسون ‪ :‬يمثلون المنظمات األخرى المنافسة للمنظمة والتي تنتج ‪3-‬‬


‫سلع وخدمات متماثلة أو تخدم نفس الشريحة من الزبائن‪ ،‬حيث تمثل هذه‬
‫المنظمات البيئة التنافسية ضمن البيئة الخاصة للمنظمة‪ .‬وقوة البيئة‬
‫التنافسية تعتمد على عدد وحجم وقوة تأثير المنافسين في السوق‪ .‬فالبيئة‬
‫التنافسية قد تؤثر على المنظمة بشكل كبير‪ ،‬فقد تخرج المنظمة من السوق‬
‫نهائيا إذا كانت المنافسة فعالة ومؤثرة‪ .‬وقد أصبحت المنافسة شديدة وقوية‬
‫ومن الصعب التنبؤ بها وباتجاهاتها‪ ،‬لذلك يجب على المنظمة هنا أن‬
‫تعرف ماذا يعمل منافسوها في مجاالت اإلنتاج‪ ،‬التسعير‪ ،‬اإلعالن‪،‬‬
‫الترويج‪ ،‬خدمات المستهلك‪ ،‬نوع ومحتوى المنتوج‪ ،‬مصادر التجهيز‪،‬‬
‫‪.‬وأية معلومات أخرى‬

‫الحكومة ‪ :‬وتمثل هذه عنصر السلطة الرئيسي‪ ،‬وعنصر القوة في ‪4-‬‬


‫البيئة الخاصة للمنظمة‪ ،‬وتتمثل في الوزارات والمؤسسات واألجهزة‬
‫والوكاالت الحكومية المختلفة‪ ،‬التي تتولى وضع وفرض األنظمة‬
‫والقوانين واإلجراءات وإجبار المنظمة على االلتزام بها‪ ،‬وبالتالي فان‬
‫الحكومة تمثل عنصر ضغط فعال على المنظمة من خالل السياسات‬
‫المؤثرة واإلجراءات القسرية التي تؤثر بها على فعاليات المنظمة‪.‬‬
‫والكومة بأجهزتها المختلفة تمثل عنصر القوة في توجيه ودفع المنظمات‬
‫إلى االلتزام بالقواعد القانونية والتشريعات والنظم واإلجراءات التي‬
‫‪.‬تضعها للمنظمات المختلفة‬

‫الشركاء ‪ :‬يمثل الشركاء عنصر ضغط على المنظمة كونهم من ‪5-‬‬


‫أصحاب المصلحة المباشرة في المنظمة‪ ،‬ذلك ألن الشركاء يساهمون ‪/‬‬
‫‪ :‬يشاركون في المنظمات لألسباب التالية‬

‫الشركاء يتحملون جزء من المخاطر التي تتحملها المنظمة‪ ،‬وبالتالي فان ‪-‬‬
‫‪.‬العبء يكون موزعا على أكثر من طرف واحد‬

‫الشركاء من خالل مشاركتهم ينجزون أشياء ال يمكن انجازها بصفة ‪-‬‬


‫‪.‬منفردة من قبل كل منهم لوحده‬

‫الشركاء يستخدمون قدراتهم الخاصة في تطوير وتدعيم نشاطات ‪-‬‬


‫المنظمة من خالل المعارف الخاصة في المجاالت التكنولوجية و األدائية‬
‫‪.‬المختلفة‪ .‬كما الشركاء يستفيدون من النتاج النهائي للمنظمة األرباح مثال‬

‫وبالتالي فان الشركاء يمثلون عنصر ضغط مباشر على المنظمة حيث‬
‫يؤدي في بعض األحيان إلى تضارب مصالحهم مع مصالح المنظمة‬
‫‪.‬ونهاية مشاركتهم فيها‬

‫االتحادات والنقابات ‪ :‬تمثل هذه عنصر التأثير وبشكل مباشر وكامل ‪6-‬‬
‫على القوى العاملة ومصادرها وتشغيلها في المنظمة‪ ،‬وتعتبر النقابات‬
‫جزء من قواعد العمل المنظم في البيئة الخاصة للمنظمة‪ ،‬ذلك ألنها تهتم‬
‫بتطبيق اللوائح والقواعد والعقود الخاصة بالعاملين وضمان حقوقهم‬
‫والدفاع عنها‪ .‬ولديها وسائل هامة في الضغط على المنظمة لمعالجة مشال‬
‫العاملين والحصول على حقوقهم كالتفاوض‪ ،‬والصفقات الجماعية‪،‬‬
‫واإلضرابات‪ ،‬واالحتجاجات‪ ،‬والدعاوي القضائية‪...‬الخ‪ ،‬لغرض الدفاع‬
‫عن حقوق العاملين وضمان استمرارهم بعملهم‪ ،‬وبالتالي فان النقابات‬
‫ذات تأثير مباشر على المنظمة حيث أن الكثير من القوى العاملة المنظمة‬
‫تتبع اتحادات ونقابات مختلفة‪ ،‬وبالتالي فان حركة المنظمة باتجاه العاملين‬
‫تتأثر بدرجة كبيرة باالتحادات والنقابات وبالتالي أصبح لها تأثير مباشر‬
‫‪.‬على المنظمة‬
‫المطلب ‪ : 03‬أهم الدراسات التي تناولت أثر البيئة الخارجية‬

‫تتفاوت البيئات التي تتواجد فيها المنظمات من حيث درجة االستقرار‬


‫والوضوح أو الغموض وعدم التقين الذي يميزها‪ ،‬فهناك بيئات مستقرة‬
‫تتسم باالستقرار والهدوء حيث ال تأثيرات وتطورات تكنولوجية لها على‬
‫العمل‪ ،‬وال وجود لجماعات ضاغطة تسعى للتأثير على المنظمة‪ .‬وهذا‬
‫أمر صعب ومثالي في عالم الواقع‪ ،‬إذ تتميز البيئة في العصر الحاضر‬
‫أنها بيئة ديناميكية تتميز بالتغيرات السريعة‪ ،‬ومن ذل ثرة عدد المنافسين‪،‬‬
‫وصعوبة الحصول على المواد الخام‪ ،‬وتناقص الحصة السوقية‪،‬‬
‫والتغيرات في أذواق المستهلكين وصدور تشريعات جديدة تؤثر على‬
‫العمل‪ ...‬إلى غير ذلك‪ ،‬وهذا ما يميز العصر الحالي حيث أن التغير كما‬
‫يقال هو الثابت الوحيد !! ومن الطبيعي أن يختلف عمل المديرين ويتفاوت‬
‫مستوى أدائهم باختالف العوامل البيئية‪ ،‬ودرجة الغموض وعدم التيقن في‬
‫البيئة التي يعملون فيها‪ .‬ويعتمد نجاح المنظمة على مدى القدرة على‬
‫‪) .‬التحكم بالظروف وعلى تقليل الغموض من بين عوامل أخرى‪1(.‬‬

‫)الفرع ‪ : 01‬دراسات برن وستولكر (‪2‬‬

‫قام كل من توم برن و ج‪.‬م‪ .‬ستولكر من معهد تافستوك بدراسة ميدانية‬


‫شملت ‪ 20‬مصنعا في بريطانيا للتعرف على أثر بيئة العمل على نمط‬
‫الهيكل التنظيمي وأسلوب اإلدارة في كل منها‪ .‬وكان المقياس الذي تم‬
‫اختياره للتعرف على مدى التغير في البيئة هو نسبة التغير في التكنولوجيا‬
‫‪.‬المستعملة وفي األسواق التي تعمل فيها المنظمة‬

‫وبينت الدراسة أن الهياكل التنظيمية التي تتناسب والبيئات الديناميكية‬


‫والتي تشهد تغييرات كبيرة تختلف عن تلك البيئات المستقرة التي ال‬
‫يحصل فيها تغييرات كبيرة‪ .‬إذ تبين أن المنظمات القادرة على التعامل مع‬
‫‪ (Organic‬البيئات الديناميكية هي المنظمات العضوية الحيوية‬
‫التي تستطيع ( ‪Organizations‬‬

‫د‪ .‬محمد قاسم القريوتي‪ ،‬نظرية المنظمة والتنظيم‪ ،‬دار المكتبة )‪(1‬‬
‫‪.‬الوطنية‪ ،‬الكويت‪ ،‬الطبعة ‪2006 ،2‬‬

‫‪.‬نفس المرجع السابق‪ ،‬ص ‪(2) 227‬‬


‫التفاعل مع الظروف‪ ،‬حيث تتميز الهياكل التنظيمية بالمرونة وبنمط‬
‫االتصاالت األفقية‪ ،‬كما أن تأثير الخبرة والمعرفة في هذه البيئة يكون‬
‫أكثر أهمية من المركز الوظيفي‪ ،‬حيث ال يكون هناك تحديد تفصيلي‬
‫للمهام والمسؤوليات‪ ،‬ويكون االعتماد كبيرا على تبادل المعلومات‬
‫باالتجاهين أكثر من االعتماد على إعطاء األوامر وباتجاه واحد من أعلى‬
‫إلى أسفل‪ .‬وعلى عكس ذلك فان المنظمات ذات الطبيعة الميكانيكية‬
‫تتميز بالتعقيد والرسمية ) ‪(Mechanistic Organizations‬‬
‫والمركزية‪ ،‬وتتناسب أثر مع المهمات ذات الطبيعة الروتينية حيث يون‬
‫ممكنا تقنين السلوك واإلجراءات بشكل تفصيلي‪ ،‬واالعتماد على الروتين‬
‫‪.‬للتعامل موحد مع األمور المتكررة‬

‫قديم ‪01:50 ,24-05-2013‬‬ ‫رقم المشاركة ‪7 :‬‬

‫معلومات العضو‬

‫‪younes14‬‬

‫عضو جديد‬

‫إحصائية العضو‬

‫االنتساب ‪2013-04-17 :‬‬

‫رقم العضوية ‪485668 :‬‬


‫اإلقامة ‪ :‬الجزائر‬

‫المشاركات ‪37 :‬‬

‫بمعدل ‪ 0.02 :‬يوميا ً‬

‫الجنس ‪ :‬ذكر‬

‫المهنة ‪ :‬طالب جامعي‬

‫عدد النقاط ‪22 :‬‬

‫افتراضي‬
‫)الفرع ‪ : 02‬دراسات امري وترست (‪1‬‬

‫قام كل من امري وترست بتصنيف البيئات التنظيمية التي يتقرر على‬


‫أساسها نوع المنظمة إلى ‪ 4‬فئات من حيث درجة الثبات ودرجة التغير‬
‫‪.‬فيها‬

‫البيئة الهادئة نوعا ما ‪ :‬وهذه تمثل بيئة قليلة التعقيد فرغم أن المنظمة قد ‪-‬‬
‫ال تستطيع التنبؤ بكافة المتغيرات البيئية إال أنه يستطيع في ظل هذا‬
‫الوضع العمل بشكل مستقل عن هذه الظروف حيث ال تشكل البيئة‬
‫بمتغيراتها تهديدا أو قلقا كبيرا للمديرين وال تؤثر كثيرا على نمط‬
‫‪.‬قراراتهم‬

‫البيئة الهادئة مع بعض التقلبات ‪ :‬تتميز هذه البيئة بحدوث تغييرات ‪-‬‬
‫ولكنها متوقعة‪ ،‬ولذلك فان استمرار المنظمة يعتمد على دقة التنبؤات بتلك‬
‫ّ‬
‫التخطيط‪ ،‬وهو مهمة تستطيع‬ ‫التغييرات مما يعطي أهمية بيرة لعملية‬
‫المنظمات كبيرة الحجم القيام بها من خالل تشكيل اللجان التي تتشكل منها‬
‫كافة األطراف مما يحول دون حصول المفاجآت في المدخالت أو توزيع‬
‫‪.‬المخرجات‬

‫البيئة المزعجة المتغيرة ‪ :‬تتسم البيئة هنا بوجود تنافس بين المنظمات ‪-‬‬
‫البد من أخذها بالحسبان عند عمل التنبؤات‪ ،‬ولذلك فمن المهم تبني‬
‫المنظمات ألسلوب المرونة في العمل‪ ،‬وإتباع أسلوب الالمركزية كوسيلة‬
‫‪.‬للبقاء‪ ،‬والترحيب باألفكار الجديدة من الجميع للتعامل مع هذه الظروف‬

‫البيئة المضطربة المعقدة ‪ :‬تعتبر هذه البيئة األثر تعقيدا وتغييرا بسبب ‪-‬‬
‫تداخل العالقات مع المنظمات األخرى‪ ،‬والتفاعل مع المجتمع‪،‬‬
‫والمنظمات االقتصادية‪ ،‬واالعتماد المتزايد على البحث والتطوير للتعامل‬
‫مع المنافسين‪ ،‬فهذه عوامل تزيد من حالة عدم التيقن وتستوجب تطوير‬
‫بدائل والتفكير بسياسات تنويع الخدمات ومجاالت العمل لضمان استمرار‬
‫‪.‬العمل‬

‫‪.‬نفس المرجع السابق‪ ،‬ص ‪(1) 229 ،228‬‬

‫)الفرع ‪ : 03‬دراسات لورنس ولورش (‪1‬‬

‫نشأت دراسات وأبحاث لورنس ولورش بالتعرف على أثر البيئة‬


‫الخارجية التي تعمل فيها المنظمات المختلفة من حيث سرعة وديناميكية‬
‫التغيير ودرجة الغموض وعدم التيقن التي تحيط بها‪ .‬وقد وجد أن صناعة‬
‫البالستيك تعمل في بيئة معقدة جدا يصعب معها التنبؤ بالمتغيرات البيئية‪،‬‬
‫بينما وجد أن صناعة الحاويات تعمل في بيئة أكثر هدوءا واستقرارا وال‬
‫تشهد تطورات وتغيرات كثيرة في نمط التكنولوجيا المستعملة فيها‪ ،‬كما‬
‫هو الوضع في الصناعات البالستيكية‪ .‬أما الفئة الثالثة من الصناعات التي‬
‫تمت دراسة بيئاتها وهي الصناعات الغذائية فتعمل في بيئة بدرجة‬
‫متوسطة من حيث درجة التعقيد وديناميكية البيئة المحيطة بها وسرعة‬
‫التغييرات والتطورات التكنولوجية فيها‪ .‬كما أنهما تناوال دراسة البيئة‬
‫‪.‬الداخلية من خالل بعدين هما التخصص والتكامل‬

‫ورغم هذا االتجاه العام حول الدور الهام للبيئة وأثرها على المنظمة‪ ،‬إال‬
‫أن هناك بعض اآلراء ترى أن دور البيئة ليس شامال بالصورة التي تم‬
‫التأكيد عليها‪ ،‬بل يقتصر على بعض الوحدات داخا المنظمة ذات االتصال‬
‫المباشر مع البيئة‪ ،‬ومن ذلك أقسام التسويق والمشتريات والعالقات‬
‫‪.‬العامة‪ ،‬وال يصل إلى دوائر اإلنتاج والبحث والتطوير‬

‫‪.‬نفس المرجع السابق‪ ،‬ص ‪(1) 230‬‬

‫‪ :‬الخاتمة‬

‫وفي األخير من خالل هذه الدراسة المختصرة يتضح لنا أن البيئة تمثل‬
‫اإلطار العام الذي توجد أو تعمل فيه المنظمة‪ ،‬والذي يتضمن مختلف‬
‫المتغيرات التي تؤثر عليها سواء أكانت هذه المتغيرات داخلية كالعمال‬
‫وثقافة المنظمة‪ ،‬أو خارجية كالمتغيرات االقتصادية واالجتماعية‬
‫والسياسية والثقافية والتي تؤثر على المنظمات بشكل عام‪ ،‬أو البيئة التي‬
‫‪.‬تؤثر فيها بشكل مباشر كالشركاء والنقابات والمجهزين‪...‬الخ‬

‫كما أنه عرفنا أن القرارات التي تتخذها اإلدارات في المنظمة البد أن‬
‫تأخذ هذه الظروف البيئية بعين االعتبار‪ ،‬ألن إهمالها من شأنه أن يقود‬
‫إلى اختالل قدرة المنظمة على مواصلة أعمالها والمحافظة على البقاء‬
‫‪.‬والتنافس مع غيرها‬

‫‪ :‬الخاتمة‬
‫وفي األخير من خالل هذه الدراسة المختصرة يتضح لنا أن البيئة تمثل‬
‫اإلطار العام الذي توجد أو تعمل فيه المنظمة‪ ،‬والذي يتضمن مختلف‬
‫المتغيرات التي تؤثر عليها سواء أكانت هذه المتغيرات داخلية كالعمال‬
‫وثقافة المنظمة‪ ،‬أو خارجية كالمتغيرات االقتصادية واالجتماعية‬
‫والسياسية والثقافية والتي تؤثر على المنظمات بشكل عام‪ ،‬أو البيئة التي‬
‫‪.‬تؤثر فيها بشكل مباشر كالشركاء والنقابات والمجهزين‪...‬الخ‬
‫كما أنه عرفنا أن القرارات التي تتخذها اإلدارات في المنظمة البد أن‬
‫تأخذ هذه الظروف البيئية بعين االعتبار‪ ،‬ألن إهمالها من شأنه أن يقود‬
‫إلى اختالل قدرة المنظمة على مواصلة أعمالها والمحافظة على البقاء‬
‫‪.‬والتنافس مع غيرها‬

You might also like