Professional Documents
Culture Documents
1
المسار التاريخي لمسألة "الزواج الديني" في لبنان:
1
- 1910نشرت جريدة البرق نتائج إستفتاء مفاده أن األغلبية ال تمانع الشكل المدني للزواج .
- 1934المذكرة اإلعدادية التي وضعها المفتش العام لألوقاف "فيليب جيناردي" سنة 1934بناء على
توجيهات المفوض السامي يتبين بشكل واضح أن هدف القرار 60ل.ر .هو تنظيم شؤون الطوائف دون
المس بحرية األفراد مع التأكيد على هوية الدولة المدنية وسيادة السلطة المدنية ( suprématie du
)pouvoir civilعلى الطوائف وذلك وفقا لروحية المبادئ التي تقوم عليها الجمهورية الفرنسية .فالقانون
المدني في األحوال الشخصية هو إذا ً القانون العادي بينما األنظمة الطائفية هي قوانين استثنائية يشترط
لتطبيقها احترامها للنظام العام واآلداب الحميدة ودستور الدولة وقوانين سائر الطوائف األساسية.
- 1936القرار 60ل.ر .الصادر بتاريخ 13آذار 1936عن المفوض السامي الفرنسي .في المادتين
10و 11من القرار المذكور إذ تنص المادة العاشرة على التالي" :يخصع السوريون واللبنانيون المنتمون
إلى طائفة تابعة للحق العادي وكذلك السوريون واللبنانيون الذين ال ينتمون لطائفة ما للقانون المدني في
األمور المتعلقة باألحوال الشخصية" ،بينما تنص المادة 11على أن "كل من أدرك سن الرشد وكان
متمتعا بقواه العقلية يمكنه أن يترك أو أن يعتنق طائفة ذات نظام شخصي معترف بها ."...فحقوق
الطوائف ال تلغي حقوق األفراد الذين يتمتعون بحرية تامة في عالقتهم مع تلك الطوائف.
2 - 1951نيسان 1951صدر القانون الذي حدد صالحيات المراجع المذهبية المسيحية في مواضيع
األحوال الشخصية .وكان شرارة ً أشعلت معركة حقيقة للمطالبة بإصدار قانون مدني.
– 1952نقابة المحامين في بيروت تعلن اإلضراب حتى تحقيق قانون مدني وتعارضها نقابة محامي
الشمال واعالن الحرم الكنسي على نقيب المحامين نجيب الدبس سنة 1952بعد إصراره على علمنة
قانون األحوال الشخصية.
- 1971طالب المحامي عبد هللا لحود من الحزب الديموقراطي بـ"مدنية األحوال الشخصية".
– 1997مشروع الكتلة القومية االجتماعية المقدم إلى المجلس النيابي بتاريخ 1997/7/16
ع قانون لالحوال الشخصية وصوت له 21وزيرا ً في
- 1998تقدم الرئيس الياس الهراوي بمشرو َ
مجلس الوزراء ،لكنه لم يسلك الطريق إلى مجلس النواب بسبب رفض رئيس الحكومة رفيق الحريري
التوقيع عليه.
1راجع كتاب الزواج المدني في لبنان الواقع واآلفاق ،إصدار تيار المجتمع المدني وفريدريش ايبرت ،تأليف
وإعداد المحامي باسل عبدهللا2012 ،
2
- 2011قدمت الدكتورة أوغاريت يونان والدكتور وليد صليبي إلى اللجان النيابية المشتركة "مشروع
قانون لبناني لألحوال الشخصية".
3
2
الزواج المدني في لبنان مشكلة وليس حال
القسم األول
ليس العنوان بجديد ،وال الموضوع كذلك ،وهو لن يكون األخير في هذا المجال لكننا نأمل أن نخرج
منه بإضافة جديد إلى المناقشة في المنهج وفي المعالجة.
الزواج المدني مسالة مطروحة في ساحات المناقشة اللبنانية ،وغالبا ً ما تأخذ أية قضية تحتمل النقاش
في لبنان أبعادا ً ،وتتصور لها خلفيات ،اعقد بكثير مما قد يكون في ذهن َمن أثارها .وأجدني هنا بفعل
لبنانيتي مدفوعا ً لعدم االقتصار في دراسة المسألة على بعدها القانوني التشريعي ،وهذا التوسع مبرر
موضوعيا ً كذلك ألنه يطال مسألة مركبة في طبيعتها ،وال تقتصر على جانب واحد كما يتوهم البعض
،أو يريد لنا أن نتوهم.
إن الزواج مسألة أبعد من كونه صيغة تعاقدية ألن مفاعيله وما يلزم عنه تتجاوز الزوجين في قضية
االنطالق في الشراكة من واقع الحاجة والحرية الشخصيين .
(( قانون الزواج المدني االختياري)) مشروع مطروح أمامنا كجزء من مشروع تعديل قانون األحوال
الشخصية في لبنان الذي يتضمن في شقه اآلخر إلحاق المحاكم الشرعية والمذهبية والروحية بوزارة
العدل ، 3وهو ككل يقع في اطروحة عامة (غير معلنة) لتعديل الدستور اللبناني .
اإلثارة لها جنبة سياسية وهذا ما يتوافق مع تأريخ اإلثارة ،إن عالقة شبه دائمة تالحظ بين طرح
تعديالت دستورية لجهة صالحيات السياسيين في الدولة اللبنانية وبين طرح تعديل قانون األحوال
الشخصية ،تكفي وحدها إلثارة النقاش حول الغرض األقصى من هذا االقتراح ،راجع بطريقة
كرونوغرافية ماذا صاحب كل مرة طرح فيها المشروع في لبنان ستجد و"بالصدفة" أزمة تمثيل طائفي
2ألقي هذا النص بصورته القديمة في ندوة منتدى الفكر والقلم – جمعية البشرى الخيرية اإلجتماعية ،ثم نشر
في مجلة البالد ، 1997 – 10 - 18وهو هنا مع تحديث وإضافات بسيطة.
" 3تميزت الخمسينات بحركة نقابة المحامين في بيروت في هذا المجال ،والتي تمحورت حول مشروع قانون
صالحية المحاكم المذهبية ،الذي جاء كحصيلة لمطالبة الطوائف المسيحية واالسرائيلية بتوسيع صالحيات
محاكمها الروحية من جهة والقتراح القانون المضاد الذي قدمته اللجنة االشتراكية (لعل المقصود المشتركة) في
المجلس النيابي في موازاة اضراب المحامين ،".المفكرة القانونية دراسة بعنوان " :تحرك نقابة المحامين في
بيروت ). "(1951-1952
http://www.legal-agenda.com/article.php?id=1408
4
وقانون انتخابي او تمديد رئاسي ثم تنام القضية .2013 ،1998،1971، 1952 ،1910 :وال يخرج
عن هذه المالحظة اقتراح نقيب المحامين سنة 1952نجيب الدبس ألنه كان أيضا ً رجل سياسة .وبهذا
تنتفي الموضوعية والتجرد عن أن يكونا وحدهما وراء هذا االقتراح ،بما يؤكد أهمية االستقصاء في
أكثر من جانب حول هذا المشروع.
إن طرح مشروع قانون األحوال الشخصية المدني اإلختياري للتشريع في المجلس النيابي ،والتدليس
على أبناء وبنات المسلمين يفرضان موقفا شرعيا ال يمنع منه الفساد القائم في بعض المؤسسات الدينية
عند كل الطوائف بل يؤكد لزوم التصدي من أهل العلم.
بداية أود اإلشارة إلى نقطتين:
النقطة األولى تتلخص في ثالثة أسئلة:
ما هي المشكلة التي يبحثون لها عن حل؟
وما هو حجمها كحاجة اجتماعية؟
وأين تقع في سلم أولويات حاجات الشعب اللبناني؟
النقطة الثانية هي بعض المالحظات السلبية التي يجب التخلص منها ليكون النقاش جديا ً ومثمرا ً فعالً.
****
النقطة األولى
ما هي المشكلة التي يبحثون لها عن حل؟ وما هو حجمها كحاجة اجتماعية ،وأين تقع في سلم أولويات
حاجات الشعب اللبناني؟
باستقراء اطروحات المؤيدين من خالل وسائل اإلعالم يمكن تسجيل قرابة ثالثين جوابا ً يعبرون بها عن
مشكلة يعتبر الزواج المدني حالً لها ،وهذه المشكالت يمكن تصنيفها بأكثر من طريقة وعلى أكثر من
أساس للتصنيف ،لكن إن اعتمدنا أساس الحاجة الفردية لتشريع مريح أمكن تصنيف هذه المشاكل تحت
عناوين مشاكل شخصية ومشاكل جزئية ومشاكل عامة .مثال المشاكل الشخصية :ارتفاع كلفة الزواج
المدني من حيث االضطرار للسفر إلى قبرص .ومثال المشاكل الجزئية :إن القانون المدني الفرنسي
يوجب اإلحالة إلى جهاز خاص لإلصالح بين الزوجين في حال طلب التفريق وهذا الجهاز غير موجود
في لبنان .ومثال المشاكل العامة :انعدام المساواة بين المواطنين أمام القانون ،األمر الذي يناقضه حق
تعدد الزوجات عند المسلمين والمنع منه عند المسيحيين.
5
المشاكل موجودة وال يمكن نفيها لكن القانون اللبناني تكفل بحلها ،قد تكون هناك صعوبات لكن التشريع
ال يمكن أن يتكفل حل مشاكل األفراد ،فهذه مهمة القضاء وليست مهمة المشرع الذي يعطي القانون
صفة عامة قد تتعارض أحيانا ً مع المصلحة الشخصية.
السؤال الثاني :هل بلغت المشاكل حدا ً تحولت معه إلى حاجة اجتماعية ؟ االستفتاءات واالستطالعات
والتحقيقات واألبحاث المنشورة في اإلعالم تؤكد كالم الدكتور ملحم شاول أحد أساتذة معهد العلوم
االجتماعية في الجامعة اللبنانية (( إن الزواج المدني ليس مطلبا ً لبنانيا ً بحسب األبحاث السوسيولوجية))
هذا فضالً عن مبلغ صدقية هذه االستطالعات ،مع ما نعرفه عن عوامل التوجيه غير المباشر فيها
واحتماالت الخطأ.
والمستغرب لجوء بعض وسائل اإلعالم إلى أساليب واضحة االنحياز باللعب على اللغة ،أو تضخيم
العناوين كلما تعرض الزواج المدني للسقوط في اختبار .الحظ مثالً استطالع (جريدة النهار
(( :)1997/1/1غالبية %83،83من كل الطوائف تتفق على تفضيل الزواج الديني)) مباشرة إلى
جانب هذه النتيجة عنوان كبير "مؤيدو الزواج المدني موسرون ومتعلمون وشباب" ولم تكتفِّ بهذا
فأعادت في 1997 /1/17االستطالع تحت عنوان آخر (( :مبادرة الهرواي إلباحة الزواج المدني ماذا
يقول فيه األكاديميون والمثقفون؟ إجماع على احترام حق اإلنسان في اختيار النظام المناسب وتأمين
اآللية )) ،الحظوا " إجماع" وقارنوها ب"الغالبية" في غضون أسبوعين فقط .
ولن أطيل في األمثلة فهي كثيرة ولكن غرضها واحد وهو تحويل الزواج المدني إلى مطلب اجتماعي
تمهيدا ً لتشريعه .ومن المالحظ أيضا أنه يتم في أحيان أخرى اللعب على الوتيرة الطائفية التي يدعى
العمل لالبتعاد عنها.
إن سعي الدعاة إلى تطبيق قانون الزواج المدني طبيعي في ظل ما يحملونه من ايديولوجيات وأفكار،
لكننا نطالبهم بالوضوح في عقيدتهم واإلنصاف في النقاش والتخلي عن مجاملتنا في قضية احترام الدين
واالبتعاد عن التدليس في القضايا الدينية.
السؤال الثالث :وأما دعوى المساواة أمام القانون فإجمال القول فيها أننا نعيش في بلد ميثاقي قدم أفراده
تنازالت ليتشكل على صورته الحالية فال تحركوها ،ونعيش قانونيا ً حالة فيدرالية شخصية ( مقابل
الفيدرالي ة الجغرافية) تطبق فيها على الفرد قوانين معتقده وهذه الفيدرالية مطبقة في قبرص وبلجيكا
ولسنا نافرين فيها .وإن تحقيق المواطنية الكاملة يرتبط اآلن بإلغاء الطائفية السياسية والوظيفية ال بإلغاء
قانون األحوال الشخصية.
النقطة الثانية هي بعض المالحظات السلبية التي يجب التخلص منها ليكون النقاش جديا ً ومثمرا ً فعالً.
يسجل على منهجية مناقشة الموضوع وعلى المعالجات المطروحة أمور منها:
6
مالحظات على المنهج
-1االنطالق من مفردة جزئية والتأسيس عليها للوصول إلى حكم عام وهذه المالحظة تشمل المؤيدين
والمعارضين -في ما توفر لدي -من ذلك االنطالق من قضية جزئية أو شخصية أو عامة حتى ،لكنها
غير منفكة عن قضايا عامة أخرى ينبغي مراعاتها فاالنطالق من القرار 60ل .ر 1936 .مثالً ،ال
يمكن فكه عما لحقه في قانون أصول المحاكمات المدنية ،1983وال يمكن إغفال قضية ما يرد عليه من
مسائل النظام العام اللبناني .
-2كذلك عند المعارضين وقف البعض عند قضايا جزئية مثل صحة وبطالن العقد المدني وما
إليها.والمفروض معالجة الموضوع بشكل متكامل وكلي فالدخول في التفاصيل يضيع البوصلة .
-3التعميم في التأييد أو المعارضة بدون مقدمات بما يوقع في شبهة إتباع الهوى أو وجود غرض
ومصالح.
-4إدخال عملية التشريع والتقنين تحت خانة الذهنية اللبنانية في تمرير المشاريع ،وهذه القضية
ليست األولى ،والحظوا قضية مثل قضية رئاسة المحكمة الشرعية الجعفرية ومتاهة التعديالت التي
أجريت للمجئ برئيس ثم إلقصائه .
-5تعمد اإلثارة وعدم كشف المشروع التفصيلي لكسب الوقت وإدانة أي اعتراض مبدئي فيما
المشروع نفسه ال يزال عرضا ً مبدئيا ً (في وقت الندوة ثم تم نشره الحقا ولكن بصورة مبدئية أيضا ).
– 6التمويه بأنه قانون "اختياري" والقانون ال يكون اال الزاميا.
مالحظات على طبيعة معالجة الموضوع
وأما ما يسجل على طبيعة معالجة الموضوع فمنها :
-1التلطي تحت شعار احترام األديان فيما يتم السعي الحثيث في عملية استبدال القيم الدينية بغيرها
ونحن نعرف أن الدين في لبنان مكون أساس في بنية الثقافة العامة ،وأن اإللحاد شأن غريب كما كل
القيم الناشئة عنه أو حوله تحت عناوين علمانية محايدة أو علمانية مؤمنة.
-2بروز موقف سلبي واضح اتجاه األحكام الشرعية اإلسالمية خصوصا ً في شؤون المرأة والطالق.
تراخ وصل بعض األحيان إلى حدود المجاملة ( بتهذيب) من قبل بعض رجال الدين من كل ٍ -3
الطوائف حدود أن يقول األستاذ أوغست باخوس إن المشكلة فقط مع بعض ((المشايخ السنة)).
-4هذه المالحظات ال تنفي وجود معالجات جادة وشاملة عند الطرفين لكنها عند دعاة الزواج المدني
تقف على حدود مسألتي السر وإمكانية التفريق عند المسيحيين فيما تصطدم بنظام تشريعي كامل عند
المسلمين لتعود المسألة إلى مواجهة مع الدين ككل.
7
-5أما عند المعارضين للزواج المدني فقد بيَّنه بإجمال بيان المجلس الشرعي اإلسالمي األعلى فيما
وحده البطريرك هزيم أعطى موقفا ً وتمنع البطريرك صفير عن التعليق على الموضوع أيضا الى حينه
ألنه عاد الى اعطاء موقف الحقا) .
موانع الزواج المدني
خالصة القول ،إن مقالة كهذه -مهما طالت -ال تساعد على اإلحاطة بجوانب الموضوع كله لكن يلزم
تحديد أسس رفض مشروع الزواج المدني االختياري ،وكذلك مشاريع الحلول الوسط المقترحة ومن هذه
األسس أنه ال يمكن لبننة قانون مدني للزواج لتعارضه مع:
أ -األحوال الشخصية الشرعية والروحية.
ب -النظام العام اللبناني الذي يعتبر الدين أساسا ً في تكوين ثقافة المجتمع عامة ويعتبرالزواج شأنا ً دينياً.
ج -الدستور والقانون اللذان كفال عدم تطبيق القانون 60ل.ر 1936 .على المسلمين .وإن بدعة اللجؤ
إلى شطب المذهب ال يعطي الحق بالزواج المدني في لبنان وفقا للقانون 60ل.ر ،أوال ألن القانون
يتحدث عن "طائفة القانون العادي" وهي مفسرة بأنها الطوائف التي ال تملك قانونا لألحوال الشخصية
ولم تتبن أحد القوانين للطوائف الموجودة ،فالطائفة العلوية مثال ال قانون خاصا لها لكنها تتبع للطائفة
الشيعية في أحوالها الشخصية.
وبناء عليه ال بد من تحول شاطبي المذهب إلى طائفة قانونية ليتم إعتماد القانون العادي لها وهذا تناقض
مع ما يعلن من الرغبة بالخروج من الطائفية من جهة ،ومن جهة ثانية يتطلب الخروج من الطائفة
اإلسالمية بتفرعاتها ألن القانون المذكور ال يشمل تطبيقه المسلمين وهذه ردة ولو من جهة القول بأن
القانون المدني المخالف للشريعة أفضل من الشريعة اإلسالمية للزوم ذلك عند من يعيه رفض بعض ما
جاء في القرآن الكريم والسنة النبوية باعتبار القانون المدني أفضل من الهدي النبوي.
ثانيا إن الدستور والقوانين اللبنانية ال يشير إلى "الملحدين" بصورة من الصور.
د -االستقرار االجتماعي والسياسي للدولة حتى لو كانت العملية من داخل مجلس النواب ،ألننا بتعبير
اإلمام الشيخ محمد مهدي شمس الدين (( لم ننتخب مجلس النواب التخاذ قرارات كهذه تريد إدخال
السلطة الزمنية في ساحات ليست لها)).
فضالً عن أن الفيدرالية الشخصية التي تعطي حق تطبيق القوانين المنبثقة من معتقدات الفرد هي األساس
في تشكيل (( الكيان اللبناني)) مع األسف للرجوع إلى هذا المصطلح.
وتبقى أمامنا شبهات كثيرة ينبغي إزالتها بالحوار .إنه حل لمشكلة غير المؤمنين على حساب الوطن
وغالبية الشعب ،وهو مشكلة كبرى ألنه مشروع استبدال القيم الدينية بأخرى مادية.
8
القسم الثاني
الزواج المدني االختياري ((:هل يعرف المعارضون ما هو الزواج المدني؟ ولماذا يحاربونه قبل وضع
قانون تفصيلي له؟)) مجموعة من الشبهات تثار لوضع كل المعارضين في خانة واحدة هي خانة الجهل
والتعصب ،وال بد من إزاحتها في هذا التمهيد من خالل عدة نقاط قبل الخوض في تفصيل الموقف من
الزواج المدني.
أ -الزواج شأن ديني وليس شأنا ً مدنياً.
تختلط المفاهيم تحت المصطلحات فيتدافع الناس في المناقشة كل ينطلق من تصوره لداللة المفهوم ،
فيكون طبيعيا ً والحال كذلك أن ال يتوصلوا إلى تفاهم ،فضالً عن إمكانية الوصول إلى نتيجة حاسمة
وملزمة .واألصعب في إثارة اإلشكاالت عند ذلك ،عدم اإلحاطة بما يالزم هذا التعريف أو يتعلق به
كدعوى البعض أن الزواج ليس شأنا ً دينيا ً بل هو شأن يخضع للحاجة االجتماعية والتطور في الشكل
يالزم التطور االجتماعي ،وهو خاضع للحرية الشخصية فال إلزام به .ويستندون في ذلك إلى كون
الزواج عند المسيحيين وحدهم سرا ً من أسرار الكنيسة يتعين معه حضور الكاهن إلضفاء الشرعية عليه
،بينما هو في اإلسالم عقد بين ذكر وأنثى ال يحتاج إلى رجل الدين إال لتصحيح صيغة العقد وتوثيقه ،
الربي .ومن هذا المنطلق يستغرب هؤالء استنكاف علماء الدين والزواج عند اليهود ال يشترط وجود ِّ
ً ً ً
المسلمين عن القبول بالزواج المدني من جهة عدم االختالف مبدئيا بين صيغته إسالميا ومدنيا دون
مالحظة مشكلة صيغة العقد في جانبها اإلجرائي(اللفظ و القبول واإليجاب واإلشهاد الخ ،) ...ويقوى
هذا االستغراب بالتراخي الذي تبديه الكنيسة عموما ً إزاء الزواج المدني تحت عناوين غريبة .الحظ
األب مونس ،لطيف ،خضر ومسألة قابلية التصحيح عند المسيحيين عموما.
المسألة األولى التي يجب توضيحها إن اإلسالم يضع النكاح فقهيا ً في صنف األحكام التكليفية ،إذ يدرجه
تحت عنوان االستحباب المؤكد ،ويترقى إلى الحكم بوجوبه على من يحتاج إليه ويخشى على نفسه
الوقوع في الحرام ،وإن هذا الجانب هو مما يعبر عنه فقهيا ً بالمعامالت وما يترتب عليها من أحكام
وضعية فالزواج مثالً عقد يترتب عليه حكما ً وجوب اإلنفاق على الزوجة .أكثر من ذلك فإنه جعله في
مصاف العبادات التي تقترن بنية القربى إلى هللا كما يشير إليه الحديث النبوي الشريف (( :أيأتي أحدنا
امرأته ويكون له أجر.))..
وبخالف المسيحية التي اعتبرت النكاح استكماالً ل " خطيئة آدم" وينبغي االبتعاد عنه ما أمكن لوال
الحاجة إلى اإلنجاب ،فإن اليهودية تعتبره واجبا ً على كل رجل إسرائيلي (( ومن تأخر عن أداء هذا
الفرض ...كان سببا ً في غضب هللا على بني إسرائيل)).
إن اعتبار الزواج سرا ً رغم ما أشرنا إليه عند المسيحيين ،يجعل الزواج شأنا ً دينيا ً عند كل األديان ،
والقول الفصل فيه عند المسلمين يرجع إلى العلماء وليس إلى كل من أخذ من بعض العلوم بطرف تحت
9
دعوى أن ال رجال دين في اإلسالم ،ألن هذا شيء آخر غير شأن اإلفتاء بغير علم المنهي عنه والمحذر
منه.
ب -اختالف الوصف ال يغير من آثار الموصوف إذا كان نفسه .
إن االختالف أو التطور في تحديد صفة الرباط الزوجي الديني من كونه عقدا ً أو عهدا ً ال يخرجانه عن
عد أي عالقة خارجة عنه عالقة زنا حتى لو كانت عقدية ،نعم يصحح المسلمون ارتباطه بالدين وعن ِّ
العقد إجرائيا ً في المحاكم الشرعية تحت عنوان إثبات الزواج إذا كان العقد قد وقع صحيحا ً مستوفيا ً
للشروط وخاليا ً من الموانع ولو تم دون حضور عالم الدين المأذون ،وتصححه الكنيسة على أية حال
بعقد زواج كنسي الحق ،والفارق أنه لو لم يقع العقد صحيحا ً عند المسلمين فإنه يدور بين أن يكون "
وطأ شبهة" أو زنا فيترتب عليه إما اعتبار الولد ولد شبهة أو ولد زنا مثالً ،فيما ال تقيم الكنيسة أثرا ً
للزنا بعد العقد الكنسي فتعطي الولد صفة الولد الشرعي .والثمرة النهائية هنا تتعلق بما يترتب على هذا
االعتبار فولد الزنا ال يرث عند المسلمين مثالً ،وعلى هذا فإن الدعوة إلى زواج غير ديني هي دعوة
إلى نوع من العقود التي ال تقع صحيحة في غالبها وستولد جيالً من أنكحة فاسدة بنظر المسلمين الذين
يرون صحة عقود زواج أهل الكتاب الدينية ومفاعيلها إبتداءا ً ال تصحيحا ً لنتائج فاسدة ،فلو تزوج
فإن الكنيسة تعتبر العالقة الجنسية بينهما خطيئة والمتولد منها ابنمسيحي بمسيحية مدنيا ثم أنجبا ولدا َّ
خطيئة وال يمكن تعميده حتى يكللهما الكاهن في الكنيسة .فالزواج المدني بين الكتابيين زنا وعقد الزواج
المدني الصحيح شرعا ً زواج إسالمي يفرض مفاعيله في النفقة والطالق والنسب واإلرث وغيرها فهل
يرضون بهذا ؟
ج -الزواج المدني :حاجة غربية وتعبير غربي ضد الدين وضد الفوضى.
إن عبارة (( الزواج المدني)) يقابلها تعبيران أولهما (( الزواج العرفي)) بصورتيه والثاني ((الزواج
الديني)) ذلك أن الغرب المسيحي عموما ً ظل يعترف بالزواج العرفي بصورتيه :الزواج اإلقراراللفظي
ذي األثرالحاضر أو الالحق وفي هذا األخير للطرفين حق إلغاء اتفاقهما قبل حدوث االتصال الجنسي
بينهما ( ) ) (I will marry you،I marry youوكان الزواج الكنسي يأتي الحقا ً لهذا الزواج .وقد
منعت بريطانيا الزواج العرفي سنة 1753فيما حافظت على صحته اسكوتلندا ،ويبدو أنه مقبول فيها
إلى اآلن حيث تجد في المعاجم االنكليزية Scotch marriageويقابلها زواج غير قانوني .وقد ألغت
الواليات المتحدة وكذلك الدول األوروبية األخرى هذا الزواج كما فعلت فرنسا بعد العلمنة واعتمدت ((
الزواج المدني)) ولتقصي تفاصيل هذه المسألة مقام آخر.
وأما في العالم اإلسالمي فلم نعرف (( الزواج المدني)) مقابالً للزواج الديني في القانون إال في تركيا
بعد العلمنة ،أو مع التشريعات التي سنتها لنا الدول المستعمرة ،وما يقال "اليوم "عن تونس فهو تغرب
،أما مصر وسوريا وإيران وغيرها من الدول اإلسالمية فليس إال من جهة أنها أدرجت األحكام الشرعية
في قوانينها العامة ومن ذلك نزاع سجل سنة 1955بين محكمة بيروت الشرعية الجعفرية وإحدى
المحاكم اإليرانية على االختصاص حيث ان قانون األحوال الشخصية اإليرانية كان يقع تحت عنوان ((
القانون المدني)) فيما هو فعالً مجموعة األحكام الشرعية الجعفرية .واألمر في سوريا هو نفسه وليكلف
10
المهتم نفسه أو معاونيه شأن المطالعة وليسأل لماذا ال يذهب من يريد الزواج المدني إلى سوريا وهي
أقرب وكلفة السفر إليها أقل من كلفة السفر إلى قبرص لو كان األمر كما يدعون .إال أن يكون المقصود
مرجعية وزارة العدل للمحاكم الشرعية أو إلغاءها مطلقاً ،فلنا فيه كالم آخر .وهذه النقطة تساعدنا على
فهم الموقف الحاد الذي وقفه رجال الدين عموما ً في لبنان والذي بلغ حده األقصى بإعالن الحرم الكنسي
على نقيب المحامين نجيب الدبس سنة 1952بعد إصراره على علمنة قانون األحوال الشخصية .إذ أن
هذا المصطلح (( الزواج المدني)) يستبطن -مهما زينوه وبهرجوه -إساءة إلى الدين نفسه باعتبار الزواج
المنعقد على أساسه عقبة ومشكلة في حياة اإلنسان االجتماعية ،ويستبطن كذلك دعوة لتشريع العلمنة
الملحدة المخالفة للنظام العام في لبنان ،بل إنه وعلى حد تعبير رئيس المحاكم الشرعية السنية األسبق
الشيخ ناصر الصالح يُمكن من تشريع عبادة الشيطان ،وأما العلمنة المحايدة أو العلمنة المؤمنة فما
فهمناه عنهما ال يطمئن المسلمين .
د -الطابع الروحي أو الطابع التجاري الفردي األناني وغير الطبيعي.
تعددت تعريفات الزواج بتعدد األديان ،واختلفت بين غير المتدينين ،لكن تعددها عند أتباع األديان
السماوية الثالثة لم يبعدها عن اشتراكها في إعطاء الزواج طابعها الروحي المرتبط باهلل والذي يحوط
مؤسسة األسرة المنتجة عنه بقداسة ورعاية ،بينما وصل األمر في تعريفه عند غير أولي الدين حد
القول في موسوعة االنكارتا األميركية (( :اليوم ،تعتبر -أكثر الواليات -الزواج هو أساسا ً شراكة
اقتصادية بين الزوجين)) وبلغ االختالف حده األقصى بالتجاوز عن كونه شراكة "بين زوج وزوجة"
الى القول "بين الزوجين "بما يشمل كونه بين ذكرين أو أنثيين.
ومع اإلمعان في تعزيز الروح الفردية والرأسمالية واإلباحية ها هي أميركا وأوروبا تشكو في سلوكها
االجتماعي من آثار الزواج المدني واألحوال الشخصية فيها سلبا ً على األسرة وعلى القيم االجتماعية
وتثقل كاهل الدولة بأعباء ليست في قدرتها وال من اختصاصها اجتماعيا ً ونفسيا ً وصحيا ً ،وتراها
مضطرة لالعتراف بزواج المثليين فماذا تريدون؟
هـ -الحلول الوسط والحل االختياري لعبة أمر واقع.
إن عقد الزواج هو واحد من مسائل األحوال الشخصية المتعددة ،والتبسيط المشبوه بالدعوة إلى تجربة
الزواج المدني اختياريا ً دون مسألة اإلرث وغيرها (دعوة أطلقت في حينه ) دعوة إلى خلق مشكالت
حقيقية ال تحل إال باستكمال التشريع المدني في مسألة األحوال الشخصية كالطالق وتحديد المحارم
وشروط صحة العقد والموانع منه إلى ما هنالك ،وبذلك يتم تجاوز موقف المؤمنين المعارضين بحكم
األمر الواقع الذي نعرفه جيدا ً في لبنان.
أما الحلول األخرى المطروحة فال يمكن فيها التطابق بين جميع األحوال عند كل الطوائف.
و -ال مصالح شخصية أو نوعية لرجال الدين وراء الرفض.
ً
تشكل نسبة القضاة من رجال الدين المسيحيين أو علماء المسلمين رقما ال يحسب له أي حساب إذا ما
قيس بالمجموع العام لرجال الدين ،وال يشكل هؤالء الكهنة والعلماء المسلمين عبئا ً على خزينة الدولة
11
إال إذا تعلق األمر بقضاة الشرع المسلمين الذين ال يزيد عددهم في كل األراضي اللبنانية عن اثنين
وسبعين قاضيا ً شرعيا ً ( 30سنة 30 ،شيعة 12 ،دروز.)1997-
الخـــــــالصــــة:
خالصة لما تقدم فإن معارضتنا المبدئية للدعوة إلى (( الزواج المدني)) ال تنطلق في وجه شيء مجهول
وعلى أساس إن اإلنسان عدو ما يجهل ،وال مصلحة شخصية وراءها ،بل هي معارضة لموضوع
واضح ومخاطره جلية أمامنا في كل الدول التي تمارسه ،وال معنى للبننته كما يطلب البعض.
نحن مسؤولون أمام هللا عن رعاية شؤوننا الدينية وشؤون األجيال الالحقة .ولنا كل الحق في هذه
المعارضة ونستغرب نحن استغرابهم لها فيما يدَّعون أن لهم الحق في الطرح وفي السعي إلى إلزامنا به
أو إضافته إلى التشريعات.
12
القسم الثالث
كان القسم الثالث من مقالتي السابقة مخصصا لمناقشة مواد القانون اإلختياري وحيث إن ما انتهى
إليه البيان الختامي للمؤتمر اإلسالمي للشريعة والقانون 4تام وشامل لموقف علماء المسلمين
(باختالف مذهبي بسيط ونادر) وقد اشتمل على الموقف من مسألة إلغاء التعليم الديني في المؤسسات
التعليمية أثبته هنا كما ورد في الكتاب الصادر عن المؤتمر.
4التحديات العلمانية :مشروع قانون األحوال الشخصية اإلختياري:الزواج المدني (أبحاث -مناقشات-
توصيات)، 1418/1998معهد طرابلس الجامعي للدراسات اإلسالمية التابع لجمعية اإلصالح اإلسالمية
،طرابلس – لبنان
13
وحيث أن مزاعم توقف الوحدة الوطنية على إنشاء قرابات دموية بين المسيحيين والمسلمين يكشف ما
هو أبعد من الزواج المدني االختياري.
وحيث أن هذا المشروع يزعم أن البشر يعجزون ،في وطن واحد ،وفي ثقافة واحدة ومصالح واحدة ،أن
يراعوا وحدتهم ،إال بإنشاء قرابات دموية ،األمر الذي يعود باالجتماع اإلنساني إلى منطق القبيلة
والعشائرية.
وحيث أن هذا المشروع في ذاته غير قابل للحياة ،وهو غزو من نوع آخر يستهدف التغيير من الداخل
وتجويف اإلسالم والمسيحية وإبقاؤهما هيكالً بال معنى وجسدا ً بال روح ،ويهدف إلى تحنيط الدين
والمؤسسات الراعية له وتحويلها إلى متاحف تحت شعار االنصهار الوطني متذرعا ً بأنه مدخل إللغاء
الطائفية السياسية.
وحيث أن حرية االعتقاد مصونة في اإلسالم وفي الدستور ،ولكن المجاهرة برفض الدين والدعوة إلى
مخالفته والخروج عليه وتشويه أحكامه ومفاهيمه والتحريض على ما يناقضه تخريب للمجتمع وإفساد
له.
وحيث أن هذا المشروع جاء في ظروف سياسية وإقليمية بغاية الدقة والخطورة على مستقبل أمتنا.
وحيث أن هذا المشروع أتى عقب الصدمة العنيفة التي نتجت عن قرار مجلس الوزراء بإلغاء التعليم
الديني في الهيكلية الجديدة للتعليم ،ثم اعتبار التعليم الديني مادة اختيارية يجري تدريسها أيام العطل
الرسمية ،بنا ًء عليه فإن المؤتمر قد أصدر التوصيات اآلتية:
أوالً :على صعيد مشروع القانون االختياري لألحوال الشخصية:
إن مشروع القانون االختياري لألحوال الشخصية المقدم من رئيس الجمهورية إلى مجلس الوزراء
بتاريخ 1998/2/5م والمشروع اآلخر المقدم من الكتلة القومية االجتماعية إلى المجلس النيابي بتاريخ
1997/7/16وجهان لعملة واحدة ،يحتويان على مخالفات صارخة وتحد سافر لما يلي:
الميثاق الوطني :فالدولة اللبنانية أنشئت بعقد توافقي بين المسلمين والمسيحيين. أ-
أحكام الدستور اللبناني ومقدمته التي تنص على أن " :لبنان عربي الهوية واالنتماء" ب-
والمواد اآلتية:
المادة ( ) 9التي تنص على أن "حرية االعتقاد مطلقة والدولة بتأديتها فروض اإلجالل هلل -
تعالى تحترم جميع األديان والمذاهب وتكفل حرية إقامة الشعائر الدينية تحت حمايتها على أن ال يكون
في ذلك إخالل في النظام العام وهي تضمن لآلهلين على اختالف مللهم احترام نظام األحوال الشخصية
والمصالح الدينية ".
14
-المادة ( ) 19التي تنص على؛ " إنشاء مجلس دستوري لمراقبة دستورية القوانين والبت في
النزاعات والطعون الناشئة عن االنتخابات الرئاسية والنيابية ،على أنه يعود حق مراجعة هذا المجلس
فيما يتعلق بمراقبة دستورية القوانين إلى كل من رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب ورئيس
مجلس الوزراء أو إلى عشرة أعضاء من مجلس النواب ،والى رؤساء الطوائف المعترف بها قانونا
فيما يتعلق حصرا باألحوال الشخصية"
-المادة ( ) 53الفقرة ( )11التي تنص على " :أن رئيس الجمهورية يعرض أي أمر من األمور
الطارئة على مجلس الوزراء من خارج جدول األعمال" ( .والمشروع ليس طارئاً).
ج -المنطق القانوني.
د -المواثيق الدولية لحقوق اإلنسان ( وخاصة لجهة حقوق المرأة والطفل).
هـ -مقاصد الشريعة اإلسالمية الغراء ( الدين ،النفس ،العقل ،النسل ،المال).
الكيان اإلسالمي في لبنان ( األوقاف ،المحاكم الشرعية ،دار الفتوى). و-
ز -مفهوم الطائفة ،الذي ال يسري على من يختار الخضوع ألحكام المشروع عن طريق إجراء عقد
زواجه وفقا ً للصيغ المحددة فيه ،ألن إحداث طائفة جديدة مثل هذه الطائفة سيؤدي إلى امتداد رقعة
الطوائف.
ح – مفهوم األسرة :فالمشروع المطروح يؤسس لمفهوم األسرة باعتبارها أمشاجا ً وخليطا ً من األنساب
الصحيحة والخبيثة والدخيلة والمزورة.
ط – والمشروع يتعارض مع أحكام الشريعة اإلسالمية :وعلى سبيل المثال ال الحصر نذكر المواد
التالية الواردة في مشروع رئيس الجمهورية:
-1المادة األولى :التي نصت على أن " :يطبق القانون بصورة إلزامية على األشخاص الذين يختارون
الخضوع ألحكامه عن طريق إجراء عقد زواجهم وفقا ً للصيغ المحددة فيه ..وهللا تعالى يقولَ :و َما كَا َن
َّللاَ َو َرسُولَهُ
ص ه سولُهُ أ َ ْمرا ً أ َ ْن يَ ُكونَ لَ ُه ُم ا ْلخِ ي ََرةُ م ِْن أ َ ْم ِر ِه ْم َو َم ْن يَ ْع ِ ِل ُمؤْ مِ ٍن َوال ُمؤْ مِ نَ ٍة إِذَا قَضَى ه
َّللاُ َو َر ُ
ض هل ضَالال ً ُم ِبينا ً (سورة األحزاب :اآلية. )36: فَقَ ْد َ
-2المادة التاسعة :التي نصت على أن :ال يجوز عقد الزواج بين شخصين أحدهما مرتبط بزواج قائم
وإال كان العقد باطالً".
أما هللا تعالى فقد أباح تعدد الزوجات في ( سورة النساء /اآلية.)3 :
-المادة العاشرة :التي نصت على أنه:
" ال يصح الزواج:
15
بين األصول والفروع. -1
بين األخوة واألخوات. -2
بين من تجمعهما قرابة أو مصاهرة دون الدرجة الرابعة وال فرق في تطبيق هذه -3
المادة بين القرابة الشرعية أو غير الشرعية أو بالتبني"
وبالتالي تكون هذه المادة قد خالفت الشريعة بما يلي:
أغفلت منع الزواج بسبب قرابة الرضاع -وهللا تعالى حرم الزواج من األمهات أ-
واألخوات من الرضاعة في ( سورة النساء /اآلية .)23
اعتبرت قرابة التبني مانعة للزواج كقرابة نسب :خالفا ً ألحكام الشريعة اإلسالمية التي ب-
نصت عليها ( سورة األحزاب /اآلية.)37 :
المادة ( :)20التي نصت على أن " :كال الزوجين ملزم بالنفقة تبعا ً لموارده عمالً -4
بالمادة 20من هذا القانون".
وهللا تعالى فرض النفقة على الزوج دون الزوجة ( سورة النساء /اآلية.)34 :
المادة ( :)25التي نصت على أن " :يتساوى الرجل والمرأة في حق طلب الطالق": -5
وهللا تعالى جعل الطالق بيد الرجل -إال إذا اشترطت الزوجة أن تكون العصمة بيدها -وجعل للمرأة حق
طلب التفريق ( سورة الطالق -اآلية )1 :و ( سورة البقرة /اآلية )237 :و( سورة األحزاب /اآلية.)49 :
المادة ( :)26التي نصت على أنه " :ال يصح الطالق بالتراضي" وهللا تعالى أباح -6
ذلك بالمخالعة ( سورة البقرة /اآلية.)229 :
المادة ( :)27التي نصت على أنه " :ال يقضي بالطالق إال ألحد األسباب اآلتية: -7
-000الغيبة المنقطعة خمس سنوات على األقل" :بينما نص الحكم الشرعي على نوعين من الغيبة:
الغيبة دون أن يترك الزوج لزوجته نفقة؛ عند ذلك تجاب الزوجة لطلب التفريق فورا ً أ-
بعد إجراء التحقيقات.
الغيبة وقد ترك الزوج لزوجته نفقة .فالحكم الشرعي يفرق بين حالتين: ب-
الغيبة بسبب ظروف الحرب :فتنتظر سنة واحدة بعد رجوع المحاربين. -1
الغيبة في غير ظروف الحرب :حيث تنتظر أربع سنوات فقط. -2
16
المادة ( :)34التي نصت على أنه " :يمتنع على المرأة أن تتزوج قبل انقضاء 300 -8
يوم على إبطال الزواج ،إال إذا كانت حامالً ووضعت مولودها قبل انقضاء هذه المدة " ...وذلك خالفا ً
لألحكام الشرعية التي جعلتها كما يلي:
إذا كانت من أصحاب الحيض فعدتها ثالثة قروء ( سورة البقرة /اآلية.)228 : أ-
إذا كانت حامالً ،فعدتها بوضع حملها ( سورة الطالق /اآلية.)4 : ب-
إذا بلغت سن اليأس من المحيض ،فعدتها ثالثة أشهر ( سورة الطالق /اآلية.)4 : ج-
والمرأة التي توفي عنها زوجها ،فعدتها مائة وثالثون يوما ً ( سورة البقرة /اآلية.)234 : د-
المادة ( :)35التي نصت على أنه " :الهجر هو انفصال الزوجين في المسكن والحياة -9
المشتركة ،مع بقاء رابطة الزوجية قائمة بينهما.
ان( {...سورة البقرة :اآلية:
س ٍساكٌ ِّب َم ْع ُروفٍ أ َ ْو تَس ِّْري ٌح ِّبإِّحْ َ
َان َفإ ِّ ْم َ }الط ُ
الق َم َّرت ِّ َّ وهذا يناقض قوله تعالى:
ض َرارا ِّلت َ ْعتَدُوا( { ...سورة البقرة :اآلية. )231: ً ) 229وقوله أيضاًَ ...} :وال ت ُ ْم ِّسكُوه َُّن ِّ
صت ُ ْم فَال تَمِّ يلُوا ُك َّل ْال َم ْي ِّل فَتَذَ ُروهَا }ولَ ْن ت َ ْستَطِّ يعُوا أ َ ْن ت َ ْع ِّدلُوا َبيْنَ النِّ َ
ساءِّ َولَ ْو َح َر ْ وكذلك اآلية الكريمةَ :
غفورا َرحِّ يما{ (سورة النساء اآلية. )129: ً ً ُ َّللاَ َكانَ َ َّ َ ُ َّ
ص ِّل ُحوا َوتَتقوا فإِّن َّك َْال ُمعَلَّقَ ِّة َوإِّ ْن ت ُ ْ
- 10المادة ( :)38التي نصت على أنه " :يصح الهجر بالتراضي على أن يجري تدوينه بقرار
تتخذه المحكمة المختصة".
وهذا تشجيع واضح على الزنا.
المادة ( :)39التي نصت على أنه " :بإمكان كل من الزوجين طلب الطالق إذا انقضت -11
ثالث سنوات على إبرام الحكم بالهجر دون عودتهما إلى الحياة المشتركة".
وهذا يعني أن الهجر يبدأ عادة قبل الحكم به بسنة أو سنوات ،ثم يستمر بعد إنبرام الحكم ثالث سنوات،
يجوز بعدها طلب الطالق الذي يستمر سنوات حتى ينبرم الحكم ،وعلى المرأة أن تعتد بعدها حوالي
سنة ،فيكون قد مر على تباعدهما حوالي عشر سنوات قبل الطالق الرسمي .فهل يمكن للزوجين أن
يصبرا على ذلك دون الوقوع في الزنا؟
المادة ( :)57التي نصت على أن " :موافقة الزوج اآلخر شرط لصحة اإلقرار -12
بالنسب".
والمادة :64التي نصت على أن " :موافقة الزوج اآلخر شرط لصحة االعتراف" ،وذلك خالفا ً ألحكام
الشريعة اإلسالمية التي تثبت النسب بمجرد حصول عقد الزواج واإلقرار وهو سيد األدلة.
17
المادة ( :)60التي نصت على أن " :الولد غير الشرعي هو المولود خارج إطار -13
مؤسسة الزواج الشرعي المنظمة في هذا القانون".
وهذا ال ينسجم مع احترام المعتقدات الدينية وحمايتها؟.
-14المادة ( :)61التي نصت على أن " :البنوة غير الشرعية في نطاق تطبيق هذا القانون هي البنوة
الناتجة من عالقة شخصين أحدهما متزوج وفق هذا القانون".
وهذا أيضا ً ال ينسجم مع احترام المعتقدات الدينية وحمايتها؟..
-15المادة ( :)64التي نصت على أنه " :يجوز إثبات انتساب الولد غير الشرعي إلى أبيه":
-1في حالة الخطف أو االغتصاب عندما يكون الحمل قد حصل في الوقت العائد إليهما.
-2في حالة اإلغراء بالطرق االحتيالية ( التجاوز في استعمال السلطة -الوعد بالزواج).
-3في الحالة التي توجد فيها رسائل أو مخطوطات أخرى صادرة عن األب المزعوم وتتضمن اعترافا ً
باألبوة خاليا ً من االلتباس".
كيف ينسم هذا مع احترام المعتقدات الدينية وحمايتها.
-16المادة ( :)73التي نصت على أن " :التبني عقد قضائي ينشئ بين المتبني وال ُمت َبنى الحقوق
والواجبات العائدة للبنوة الشرعية".
والمادة ( :)80التي نصت على أنه " :ال يصح تبني الوالدين أوالدهما غير الشرعيين" في حين أنه
يصح تبني أوالد اآلخرين؟!!
-17المادة ( :)83التي نصت على أنه " :تنشأ موانع زواج جديدة بين كل من المتبني والمتبنى
وأقاربهما".
وهللا تعالى يقول َ :و َما َجعَ َل أ َ ْد ِعيَا َء ُك ْم أ َ ْبنَا َء ُك ْم ذَ ِل ُك ْم قَ ْولُ ُك ْم ِبأ َ ْف َوا ِه ُك ْم َو ه
َّللاُ يَقُو ُل ا ْلحَقه َوهُ َو يَ ْهدِي ال ه
س ِبي َل
ِين( ...سورة األحزاب: َّللا فَ ِإ ْن لَ ْم ت َ ْعلَ ُموا آبَا َء ُه ْم فَ ِإ ْخ َوانُ ُك ْم فِي الد ِ سطُ ِع ْن َد ه ِ * ا ْدعُو ُه ْم ِِلبَائ ِِه ْم ه َُو أ َ ْق َ
اآليتان 4 :و.)5
-18المادة ( :)84التي نصت على أنه " :يمكن فسخ عقد التبني بقرار تتخذه المحكمة المختصة في
غرفة المذاكرة ألسباب ذكرتها".
فيعود الحرام حالالً والممنوع مباحاً؟!!
18
-19المادة ( :)86التي نصت على أن " الوالية الجبرية على القاصر هي لألب ،وهي لألم في حال
وفاة األب أو جنونه أو اعتباره مفقودا ً وإذا لم يكن للقاصر أب وال أم فعلى المحكمة المختصة أن تعين
له وصياً".
أما شرعا ً فالوالية للجد في حال وفاة األب.
-20المادة ( :)110التي نصت على أنه " تطبق على الزوجين اللذين عقدا زواجهما وفقا ً لهذا القانون
أحكام اإلرث والوصية وتحرير التركات العائدة لنظام األحوال الشخصية التابع له كل منهما مع مراعاة
المبدأين اآلتيين:
" -1ال يحول اختالف الدين دون التوارث بين الزوجين ودون إفادة األوالد".
وهذا يناقض قول رسول هللا (ص) " :ال يتوارث أهل ملتين شتى -أي أهل دينين مختلفين" ويناقض
اإلجماع.
" -2يبقى اختصاص النظر في قضايا اإلرث والوصية وتحرير التركات والنـزاعات الناشئة عنها
للمحاكم المدنية دون سواها".
إذا ً فالمحاكم المدنية تحكم باألحكام الشرعية حسب هذه المادة؟
فكيف تحكم بإرث الزوجة الثانية وأوالدها ،فهم سيكونون غير شرعيين بنظر المحكمة المدنية -وفق
أحكام هذا المشروع -في حين أنهم شرعيون بنظر األحكام الشرعية.
ثانيا ً -على صعيد التعليم الديني:
يدعو المؤتمر مجلس النواب إلى تحمل مسؤوليته كاملة بإقرار التعليم الديني إلزاميا ً -1
ضمن المنهاج والدوام الرسمي.
دعوة مجلس الوزراء إلدراج تمويل التعليم الديني في المدارس الرسمية ضمن موازنة -2
وزارة التربية الوطنية ووزارة التعليم المهني والتقني.
دعوة وزارة التربية الوطنية للتنسيق مع دار الفتوى والمجلس اإلسالمي الشيعي -3
األعلى إلصدار كتاب موحد للتربية الدينية لدى المسلمين ،يقوم المركز الوطني للبحوث واإلنماء بتمويله
أسوة بسائر المقررات الدراسية.
ثالثا ً -على صعيد األبحاث والدراسات:
تكليف لجنة مختصة لدراسة مشروع قانون إسالمي جديد موحد لألحوال الشخصية -1
للمسلمين في لبنان.
19
إنشاء لجنة دائمة من المختصين بالشريعة اإلسالمية لدراسة مشاريع القوانين التي -2
تقدم إلى المجلس النيابي وتحديد مطالعتها تمهيدا ً لتقديمها للمراجع المختصة.
يدعو المؤتمر رجال التشريع والفقه والقضاء إلى التنبه لخطورة المشروع من خالل -3
قراءة نصه وأبعاده وانعكاساته الخطيرة االجتماعية والديمغرافية والوطنية.
تكليف لجنة خبراء إلعداد دراسة تتناول تطوير شؤون القاصرين في المحاكم -4
الشرعية يحفظ حقوقهم واالستفادة من تجارب الدول األخرى.
العمل من أجل تحسين أداء المحاكم الشرعية -5
إصدار مجلة قضائية شرعية يشرف عليها مجلس القضاء الشرعي األعلى بالتعاون -6
مع كليات الشريعة ،تنشر فيها تدوينات األحوال الشخصية واألحكام القضائية واألبحاث الشرعية
والقانونية ،خاصة تلك التي تصدر عن ندوات ولقاءات ومؤتمرات متخصصة لدراسة مدى تأثير القضايا
المستجدة والمتزايدة على أوضاع األسرة.
رابعا -:على الصعيد االجتماعي:
يدعو المؤتمر كل الغيورين من أبناء هذه األمة إلى حشد كل الطاقات وخاصة الفكرية -1
منها للوقوف في وجه هذا المشروع الذي يؤسس النقسامات رهيبة باسم االنصهار الوطني تارة وباسم
المساواة بين اللبنانيين تارة أخرى.
إن شعار } :الدين هلل والوطن للجميع {قد تنكر له رافعوه وحاملوه بانزالقهم في -2
مزايدات الوطنية ومحاولة احتكارهم الوطن والدين معا ً فال الوطن ملك نزعات حزبية أو هوائية طارئة
على تراث األمة وحضارتها وقيمها وال الدين ألعوبة بيد أحد.
يرى المؤتمر أن قضية األسرة أطهر وأنزه وأرفع من أن تزج في سوق المساومات -3
السياسية والحسابات الرئاسية ولعبة االنتخابات البلدية واالختيارية.
ويطالب المؤتمر بسحب المشروع فورا ً من مجلس الوزراء ويهيب بالمجلس النيابي -4
للوقوف أمام مثل هذه الطروحات.
يحرص المؤتمر على جيل الشباب ،رجال الغد ،وعليه فإنه يناشد دعاة الزواج المدني، -5
للكف عن التالعب بغرائز الشباب وعواطفهم بدل االحتكام إلى شرع هللا تعالى ،ويدعو الشباب المثقف
إلى التحلي بالروح المعرفية التي تقتضي سؤال أهل االختصاص عن حال هذا المشروع ومأله ،عمالً
سأَلوا أ َ ْه َل ِ
الذك ِْر إِ ْن ُك ْنت ُ ْم ال ت َ ْعلَ ُمونَ . بقوله تعالى :فَا ْ
يدعو المؤتمر اللبنانيين إلى عدم الذهول عن ثروتهم الروحية التي تشكل كنـزهم -6
الوطني األكبر ويرى في العائالت الروحية صمام أمان وحصنا ً منيعا ً ال يُدك ،كان له الدور الرئيس في
20
الحفاظ على هوية لبنان وكيانه ووحدته ،وخاصة خالل الحرب الطويلة التي تلوثت بها كثير من األيدي
العلمانية المعروفة.
يرى المؤتمر في المشروع محاولة مشبوهة إليجاد مفهوم مستورد للنظام العام -7
واآلداب العامة واألخالق العامة ومن شأنه تكريس العالقات غير الشرعية.
السعي إلنشاء مراكز لإلرشاد االجتماعي تابعة للمحاكم الشرعية تناط بها مهمة -8
المساهمة الوقائية في حماية األسرة وحل معضالتها.
خامسا ً -على الصعيد اإلعالمي:
يسجل المؤتمر أسفه الشديد لتدني مستوى خطاب بعض المسؤولين البارزين في الحكم -1
وخاصة لجهة إطالق العنان لعبارات وأفكار غير مسؤولة تنال من المقامات الروحية والرئاسات الدينية.
يسجل المؤتمر استهجانه للمواقف اإلعالمية العلمانية المتوترة التي تطالب باحترام -2
المؤسسات الدستورية ،وتتجاهل ما نص عليه الدستور اللبناني في المادة ( )9من ضرورة تأدية الدولة-
بما فيها هذه المؤسسات -لفروض اإلجالل هلل تعالى واحترام األديان والمذاهب ونظام األحوال الشخصية.
يناشد المؤتمر المراجع المختصة الترخيص لإلعالم اإلسالمي ،ويطالب بشدة بوضع -3
حد للفلتان األخالقي في اإلعالم الفاسد.
سادسا ً -في المجال القانوني ( أو التشريعي):
يؤكد المؤتمر على ضرورة التأسي باإلجماع التشريعي العربي في مجال األحوال -1
الشخصية وخاصة استلهام القانون السوري لألحوال الشخصية الذي يطبق على جميع السوريين بكافة
طوائفهم ومللهم ونحلهم سوى ما تستثنيه المادة ( )307المتعلقة بإقرار بعض األحكام الخاصة للطائفة
الدرزية والمادة ()308المتعلقة ببعض آثار الزواج لدى الطوائف المسيحية واليهودية.
يطالب المؤتمر رئيس الجمهورية باإلفراج عن مشاريع المراسيم المعدة لملء مراكز -2
شاغرة في المحاكم الشرعية السنية والجعفرية نتيجة لمباراة أجراها مجلس القضاء الشرعي حسب
األصول ،وال تزال حبيسة في أدراج القصر الجمهوري ..منذ أمد بعيد...
سابعا ً -في المجال القضائي:
دراسة موضوع التقدم بدعوى ضد أي هيئة أو شخصية ثبت تعرضها لسمعة السلطة -1
القضائية بجناحيها الشرعي والروحي.
ثامنا ً -على الصعيد األكاديمي والتربوي والثقافي:
مناشدة وزارة التربية الوطنية والمركز التربوي للبحوث واإلنماء إيالء الثقافة الفقهية، -1
فيما يختص بالزوجة واألسرة ،المكان المناسب ضمن مادة التربية المدنية في المرحلة الثانوية ،وذلك
نظرا ً للجهل المتفشي في معرفة حقوق وواجبات األزواج.
21
نظرا ً للجهل الفاضح في حقوق الزوجين وواجباتهما يلح المؤتمر على المحاكم -2
الشرعية طباعة هذه الحقوق والواجبات ،وأهم األحكام الشرعية ،على وثيقة الزواج ،تأدية لواجب التبليغ
وقطعا ً لعذر الجهل.
دعوة كليات الشريعة والدراسات اإلسالمية للتعاون مع جمعيات حماية األسرة والطفل -3
للمساهمة في توعية المتزوجين بحقوقهم وواجباتهم.
استحداث دبلوم لإلرشاد االجتماعي خاص بحاملي اإلجازة في الشريعة والدراسات -4
اإلسالمية لتأهيلهم في حماية األسرة وحل النزاعات العائلية.
إجراء دورات تأهيلية لألئمة والخطباء حول أصول تسوية النـزاعات العائلية كونهم -5
أكثر الشرائح لصوقا ً بالمجتمع.
إنشاء بروتوكول تعاون بين المحاكم الشرعية وكليات العلوم االجتماعية إليجاد نوع -6
من التنسيق والتعاون في إجراء الدراسات واإلحصاءات الالزمة لتطوير العمل ومالحظة الخلل.
إجراء دورات متخصصة للمحامين بالتعاون مع نقابة المحامين في طرابلس وبيروت -7
بغية رفع مستوى التقاضي وشحذ ذهنية المحامين للتعامل مع نصوص الفقه اإلسالمي.
دعوة كليات الحقوق تسليم كراسي األحوال الشخصية ألهل االختصاص الدقيق. -8
دعوة كليات العلوم االجتماعية إدراج مادة األحوال الشخصية ضمن المنهاج العام -9
نظرا ً للصوقها المباشر بعمل المرشدين والمساعدين االجتماعيين.
تاسعا ً -في تفعيل وتعزيز المحاكم الشرعية:
تعزيز مجلس القضاء الشرعي األعلى والتأكيد على التفرغ في العضوية واإلفادة من -1
الكفاءات العالية في الشريعة والقانون.
اقتراح تعديل نص المادة ( )242من قانون تنظيم القضاء الشرعي التي تحيل إلى -2
الرأي الراجح في مذهب اإلمام أبي حنيفة وذلك لإلفادة من مختلف المذاهب بما يناسب مصالح العباد
واإلفادة من التجربة التشريعية السورية في هذا الموضوع.
إنشاء معهد للقضاء الشرعي يشرف عليه مجلس القضاء الشرعي األعلى .فإجازة -3
الجامعة الشرعية أو الحقوقية ال تكفي وحدها لتولي القضاء ،وال بد من تنويع الدراسة وتكثيف التدريب
والعناية بعلوم النفس واالجتماع واللغة األجنبية وأصول المحاكمات الشرعية والمدنية ،وتنمية قدرات
الشخصية اإلسالمية ،العلمية والخلقية ،عند القضاة الجدد.
المطالبة بإعادة الحال إلى ما كانت عليه في مجلس القضاء الشرعي األعلى وذلك -4
بإخراج المفتش القضائي من عداد أعضاء المجلس وإعادة العمل بالنصوص السابقة.
22
تعديل نفقة الولد بحيث تصبح من تاريخ المطالبة بها قضاء ،وليس من تاريخ صدور -5
الحكم.
تعديل قيمة المهور المعقودة قديماً ،قبل انهيار النقد الوطني ،واعتبار قيمتها في زمانها -6
بقيمة الذهب أو بقيمتها من العمالت الرائجة األكثر استقراراً.
التوسع بأسباب طلب التفريق المقدمة من قبل الزوجة وذلك كانعدام التآلف والتواد -7
بين الزوجين مما يؤدي إلى استحالة المعاشرة بالمعروف.
التعديل في أحكام الحضانة ،تبعا ً ألرجح اآلراء في الفقه اإلسالمي واعتبارها تدور -8
مع مصلحة األوالد للرعاية المطلقة في أنفسهم وأموالهم.
تخيير البنت عند البلوغ في اللحاق بأحد والديها ،ورفع سن الحضانة إلى اثني عشر -9
عاماً.
عدم إلزام قضاة الشرع ارتداء الزي الديني. -10
وأخيراً ...فإن المؤتمر يوجه شكره الجزيل لسماحة مفتي الجمهورية اللبنانية ولسماحة رئيس المجلس
اإلسالمي الشيعي األعلى ،وللسادة الوزراء والنواب والعلماء والباحثين والهيئات المشاركة وكل من بذل
جهدا ً في إنجاح المؤتمر ،ويرى في التعاون البناء بين الجميع تعبيراً ايجابيا ً وحضاريا ً ...ويأمل من
جميع المسؤولين والمراجع المختصة التجاوب السريع والفاعل مع المطالب المحقة.
وآخر دعوانا أن الحمد هلل رب العالمين.
األمانة العامة
طرابلس في 18 :ذي الحجة 1418هـ.
الموافق1998/4/15 :م
23
مواقف علماء الدين المسلمين
5
رأي اإلمام السيد موسى الصدر (أعاده هللا) في الزواج المدني
مقابلة فيصل مقهور ،صحيفة البيرق ،الثالثاء 04 ،ك1977 ،2
كونا وطنا ً على غرار األوطان في أوروبا وغيرها ،ال "باختصار نريد بلدا ً للعدالة الخاصة ،يعني لو َّ
يبقى للبنان أي تمايز خاصة بوجود تعايش الطوائف .فإبقاء لهذه النكهة ،إذا عممنا العدالة وألغينا
الطائفية السياسية ،يجب أن يبقى قانون األحوال الشخصية وأن ال يصبح نظام لبنان نظاما ً علمانياً.
ألننا نكون عند ذلك قد قضينا على الثقافات الدينية واالرتباطات الدينية المتعددة في البدء والختام .لو
أن قانون األحوال الشخصية كما نعلم ينظم عالقات االنسان في بدايته ونهايته ،في والدته من خالل
الزواج وفي نهايته من خالل الميراث .فإبقاء قانون األحوال الشخصية سيحفظ لنا تنوع لبنان والثقافة
الدينية المتنوعة وال يكون مقابل ذلك مانعا ً أمام توحيد الشعب وخلق الوحدة الوطنية ،والمجلس الشيعي
قام بدراسة الوضع في المستقبل ووضع ورقة عمل مطبوعة ومعروضة في هذا الخصوص".
6
رأي الشيخ محمد مهدي شمس الدين (قده) في الزواج المدني
من بحث قدم إلى مؤتمر اإلسالم وتنظيم الوالدية المنعقد في الرباط 1971/12/29-24
https://www.imamsadr.net/News/news.php?NewsID=6185 5
6
_?https://www.facebook.com/ImamChamseddine/posts/490328931002701
_xts__[0]=68.ARBXe-
DFHWIf5l3GdI3swdmgez2AOCTHePUcbfwdX_ZxPm4AKB-
HMWri7mD9hBsd_GvnFeQb3fZiu8ElbWL-lUH3_vwq66B-
zqqziZ81lTnPvNloETSY1F2KNr_6Ph7xuEk35ijn5Aa9qxPhK8rHZC9BNin0WgQ
9HEVD3W1iPPS-3TEupmb399iP89-
CpJKYtIH9_f2ZI6_jJ7JkKUwsYTVCdTfK_97DHmgFPxYjJOGb7y6SaN9NffWrP1
kP7ZBZJSrdd-Tc_Qd-LwiIhpTptHkp1mOcxO2xTSdOjuM1M5icxv-61OeecvKC-
yE7i3jd1i3C_jNXhfPe&__tn__=H-R
24
" طبقت بعض الحكومات في الدول اإلسالمية مبدأ الزواج المدني ،وتتعاظم الدعوة إليه في كثير من
الدول األخرى .وهو في رأينا باإلضافة إلى أنه غير مشروع ،يشكل خطرا ً على كيان األسرة المسلمة
.
-1فهو غير مشروع ألن عقد الزواج في الشريعة اإلسالمية يجب أن يتم بألفاظ مخصوصة على نحو
اإليجاب والقبول .وإذا لم يتوافر هذا في العقد المدني ال يكون له أثر في إيجاد عالقة الزوجية الشرعية
بين الرجل والمرأة .
-2يفتح الباب أمام المرأة المسلمة للزواج من غير مسلم ،ويفتح الباب أمام المسلم للزواج من غير
المسلمة والكتابية .وال يمكن أن تنشأ-من وجهة نظر اإلسالم -عالقة الزوجية بين الرجل والمرأة في
هاتين الحالتين بوجه من الوجوه .
-3على فرض أن الزواج المدني تم بين المسلم والمسلمة ،أو بين المسلم والكتابية ،إال أنه سيخلف شعورا ً
بأنه عقد ال يتمتع بالقداسة الدينية ،وهذا الشعور يدفع الزوجين إلى أن ينظرا إلى عالقة الزوجية وكأنها
عالقة عادية ،ال تتمتع بعنصر اإللزام ،مما يشجع الزوجين على تجاوزها .
-4الزواج المدني يستتبع الطالق المدني ،فيستطيع الزوج متى شاء ،وتستطيع الزوجة متى شاءت ،فك
عالقة الزوجية ،مما سيؤدي باألسرة المسلمة إلى التصدع بسرعة ،مع ما يتبع ذلك من نشوء مشكالت
األطفال .
-5يؤدي الزواج المدني إلى أن ينشأ األطفال – في أغلب األحيان – دون إنتماء ديني إسالمي ،أو دون
إنتماء ديني على اإلطالق .
إن الدعوة إلى الزواج المدني يقودها ملحدون ،ومسلمون مضللون ،ورجال دين مسيحيون في العالم
اإلسالمي ،وذلك تحت شعارات فكرة العدالة ،وإتاحة الفرصة لإلعتراف بمن ال يؤمنون بدين ،وإقامة
مجتمع متجانس غير طائفي .
إن هذه الشعارات ال واقع لها ،فالعدالة تنبع من القانون والتشريع الديني ،ال من تجاوزه .وليس اإلسالم
ملزما ً بإيجاد تبرير حقوقي لوضع من يرفضه وال يؤمن به .والزواج المدني ال يؤثر على وحدة المجتمع
الوطنية .
إن الزواج المدني في المدى القريب أو البعيد ،يؤثر على الصبغة اإلسالمية للمجتمع اإلسالمي الذي
يحتوي على أقليات دينية أخرى ،وملحدة ،أو منحرفة في فهم اإلسالم ." .
25
7
رأي السيد محمد حسين فضل هللا (قده) في الزواج المدني
الزواج اإلسالمي هو زواج مدني من حيث الشكل ،بمعنى أنه ال يشترط فيه أن يعقده عالم دين ،أما من
حيث المضمون ،فإن الزواج االسالمي الشرعي له شروطا ً ال تلتقي بالشروط والخط الذي يتحرك فيه
الزواج المدني كشرط الدين وبعض الجوانب األخرى ،وهناك شروطا ً أيضا ً في فسخ الزواج الذي يختلف
فيه المنهج الشرعي اإلسالمي عن المنهج المدني ،وكذلك في موضوع اإلرث ،لذا نقول من وجهة النظر
اإلسالمية أن الزواج إذا لم يكن جامعا ً للشروط الشرعية المعتبرة سيكون زواجا ً باطالً ،وسيكون عالقة
غير شرعية في نظر الدين وفي نظر المجتمع الذي يؤمن بالدين .وبناءا ً عليه فإن إقرار الزواج المدني
من الناحية الشرعية بما يتعلق بالمسلمين وفي نطاق عدم التزامهم بالشروط الشرعية للزواج ،هو إقرار
للزنى بطريقة قانونية.
إن نظام الزواج المدني بصيغته القانونية المتعارفة سواء من حيث الزواج أو فسخه "ليس موافقا ً لنظام
الزواج اإلسالمي الشرعي" رأينا الخاص في موضوع الصيغة :ال أرى شرطية صيغة معينة في شرعية
عقد الزواج فكل صيغة تدل على توافق الطرفين عقديا ً وإنشائيا ً لإليجاب والقبول بالعرف العام تكون
صيغة شرعية مع استجماع الشروط الشرعية العامة ،وال يشترط في الزواج اإلسالمي أن يكون بإشراف
عالم ديني ،مع التأكيد الحاسم على ضرورة بقاء نظام المحاكم الشرعية إلدارة شؤون المسلمين الدينية
اإلسالمية ونحن ال نوافق مطلقا ً على أي قرار بإلغائها تحت أية صيغة كانت أو أي اعتبار آخر.
خالصة القول ،إن التشريع اإلسالمي كأي تشريع آخر يعتبر أن أي عالقة غير خاضعة للشروط التي
يراهما أساسا ً لصحة أي عقد ،هي عالقة غير شرعية ،وبالتالي يمكن أن تكون عالقة زنى.".
8
دار الفتوى في الجمهورية اللبنانية
وطنية -رد المكتب اإلعالمي في دار الفتوى على السائلين عن موقف مفتي الجمهورية الشيخ عبد
اللطيف دريان ودار الفتوى والمجلس الشرعي اإلسالمي األعلى من موضوع الزواج المدني في لبنان
الذي أعيد طرحه وتداوله عبر مواقع التواصل االجتماعي وبعض وسائل اإلعالم وليس في المجلس
النيابي ،وقال" :ان موقف المفتي دريان ودار الفتوى والمجلس الشرعي ومجلس المفتين معروف منذ
سنوات في الرفض المطلق لمشروع الزواج المدني في لبنان ومعارضته ألنه يخالف أحكام الشريعة
اإلسالمية السمحاء جملة وتفصيال من ألفه الى يائه ويخالف أيضا أحكام الدستور اللبناني في ما يتعلق
https://www.facebook.com/islammoasser/posts/272443572886327 7
/http://nna-leb.gov.lb/ar/show-news/392643 8
26
بوجوب احترام األحوال الشخصية المعمول به في المحاكم الدينية العائدة للبنانيين في المادة التاسعة
منه وبالتالي ال يمكن إقراره في المجلس النيابي دون اخذ راي وموقف دار الفتوى وسائر المرجعيات
الدينية في لبنان".
ودعا الى "عدم الخوض والقيل والقال في موضوع الزواج المدني الذي هو من اختصاص دار الفتوى
في الجمهورية اللبنانية المؤتمنة على دين اإلسالم ومصلحة المسلمين .".
9
موقف مشيخة العقل
صدر عن سماحة شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن بخصوص ما أثير مجددا ً من
مسألة "الزواج المدني" ما يلي " :مجددا أثيرت مسألة "الزواج المدني" ولنا في هذا السياق ان نؤكد على
بياننا الصادر بتاريخ 27شباط 2013الرافض لفكرة الزواج المدني واعتبار البيان المذكور من الثوابت
لدينا لما فيه من االلتزام الكامل بمبادئ استقرار األسرة وصالحها والمحافظة على مبدأ سمو عقد الزواج
وشرفه وصون مقاصده بالتأكيد على ميزته المعنوية على سائر العقود العادية."..
وطنية -صدر عن المكتب اإلعالمي للشيخ نصر الدين الغريب 10في ما يخص موضوع الزواج المدني،
البيان االتي" :إن الموحدين الدروز المؤيدين األوائل للوحدة والعيش المشترك واإلنفتاح على كل الطوائف
المذاهب. خصوصية إحترام فالواجب هذا ومع واألديان، والمذاهب
نعلن بإسمنا وبإسم الهيئة الروحية الكريمة الرفض القاطع لكل ما هو مسيء لمجتمعنا وهادما ألركان
الدين ،والتمسك بمآثر السلف الصالح وعاداتنا وتقاليدنا المعهودة وإتباع علم الشريعة وتعاليم الدين
الشريف ومن كان له رأيه وحيثيته فهذا شأنه .والسالم على من عرف الحق فاتبعه وأدرك الباطل
فاجتنبه ".
http://mouwahidoundruze.gov.lb/news-details/6940/2 9
/http://nna-leb.gov.lb/ar/show-news/392839 10
27
• رفض العلماء طر َح مشروعِّ قانون الزواج المدني االختياري لما فيه من مخالفات صريحة وواضحة
بعض السياسيين لهذا الطرح ،واستغربوا ما صرح به دولة ُ للقرآن والسُّنة وإجماع المسلمين وتبني
الرئيس سعد الدين رفيق الحريري في ر ِّده على سماحة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ الدكتور محمد
رشيد راغب قباني بخصوص الفتوى التي أفتى بها سماحته بناء الجتماعه بأصحاب السماحة مفتي
المناطق وقضاة الشرع الحنيف وأئمة وخطباء المساجد ،التي بينت أن من يشرع من المسلمين هكذا
قانون أو يرضى به معتقدا ً حِّ لَّه يكون مرتدا ً عن دين اإلسالم ،وتمنَّوا لو أن دولته ترك األمر في هذا
الشأن الهل الذكر العلماء إلتزاما ً بقوله تعالى {فَا ْسأَلوا أ َ ْه َل ال ِّذ ْك ِّر ِّإ ْن كُ ْنت ُ ْم ال ت َ ْعلَ ُمونَ } لكان ذلك أدعى
علَى علَى ْال ِّ
بر َوالت َّ ْق َوى َوالَ تَعَ َاونُواْ َ {.....وتَعَ َاونُواْ َ
َ إلى وحدة الكلمة والصف وانسجاما ً مع قوله تعالى
شدِّي ُد ْال ِّعقَا ِّ
ب }. َّللا إِّ َّن َّ َ
َّللا َ اإلثْ ِّم َو ْالعُد َْو ِّ
ان َواتَّقُواْ َّ َ ِّ
• وأكد السادة العلماء على أن الفتوى تصدر عن العلماء فقط وفق قواعد ثابتة معروفة عند الفقهاء مستمدة
من أدلتها التفصيلية ،وليست مبنية على أهواء سياسية أو اعتبارات شخصية ،وليس لغير الفقهاء أن
يتصدروا للفتوى لقوله عليه الصالة والسالم « :أجرؤكم على الفُتيا أجرؤكم على النار « علما ً بأن المبدأ
الشرعي أن كل من أنكر شيئا ً معلوما ً من ال ِّدين بالضرورة فهو مرتد خارج عن ملة اإلسالم ،والمعلوم
من ال ِّدين بالضرورة هو ما ثبت بالقرآن الكريم أو األحاديث المتواترة.
• طالب السادة العلماء دولة الرئيس سعد الدين رفيق الحريري مراجعة أهل االختصاص قبل إبداء رأيه
في القانون الذي كان قد رفضه والده الشهيد رفيق الحريري رحمه هللا تعالى.
وأضافوا أن ما تكلم عنه دولته هوعقد الزواج المدني وليس قانون الزواج المدني ،وهذا مر ُّده إلى التسمية
التي ُوضع بها ،ولعلها كانت مقصودة من واضعي هذا القانون للتدليس على الناس ،إذ كان األحرى بهم
أن يسموه باسم قانون األحوال الشخصية المدني كي ال يقع البعض في متاهات التسمية .فلو َّ
اطلع دولته
ما هو قانون الزواج المدني وما فيه من مخالفات شرعية للقرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة لوقف
ضد هذا القانون كما وقف والده الشهيد.
• طالب العلماء فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الرجوع عن تأييده طرح هذا القانون النه
يضرب الدستور اللبناني أوالً ويؤثر على العيش المشترك والسلم األهلي ثانيا ولما قد يؤدي طرحه إلى
انقسامات داخل الساحة اللبنانية نحن بغنى عنها ،فلبنان حفظ نظامه من خالل الدستور لكل طائفة أحوالها
الشخصية الخاصة بها.
- 5استنكر العلماء الرسم الكاريكاتوري الذي وضعته إحدى الصحف اللبنانية في عددها الصادر يوم
السبت الواقع في الثاني من شباط 2013ميالدية وفيه تطاول على العلماء ،كما استنكروا ما بدر من
بعض وسائل اإلعالم المرئية والمسموعة والمكتوبة من المس والتطاول مع حفظ حق العلماء بالرد
القانوني أصوالً لدى المحاكم المختصة.
• طالب العلماء قيادة الجيش اللبناني والجهات المختصة إجراء تحقيق عادل وشفاف درءا ً للفتنة
بخصوص ما حصل مؤخرا ً في بلدة عرسال مع أسفهم واستنكارهم لسقوط ضحايا.
28
بيان صادر عن التجمعات والهيئات العلمائية في لبنان في االعتصام التضامني يوم
الجمعة 6ذي الحجة 1438ه الموافق 3نيسان 1998في حسينية االوزاعی
قال هللا تعالى " :فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة هللا التي فطر الناس عليها ال تبديل لخلق هللا ،ذلك الدين
القيم ولكن أكثر الناس ال يعلمون" سورة الروم آية رقم 30
في الوقت الذي تشتد فيه المؤامرة االمريكية الصهيونية المقنعة برداء القبول اإلسرائيلي بالقرار ،425
والدعوة األمريكية للبنان بالتفاوض حوله ،مستهدفة من خالل هجمة سياسية مدروسة مسبقا روح
التضامن والتماسك لدى الشعب اللبناني وضرب التعاون اللبناني -السوري أو الحصول على مكتسبات
طالما عجن العدو عن تحقيقها من خالل الحرب .وفي الوقت الذي تستكمل المقاومة االسالمية األشواط
االخيرة من مهمتها البطولية الرائعة التحرير
األرض المحتلة ورفع بيارق العز والنصر والكرامة للبنان وأهله ،مجسدة بذلك إيمانها بالوطن وحرصها
عليه ومعززة لحمة وتماسك أبنائه ومستمدة من عقيدتها الدينية كل زخم وإيمان بضرورة التضحية
ومقارعة االحتالل لدحره مذلوال يجر أذيال الخيبة والهزيمة ...
في هذا الوقت عينه تنطلق بعض الدعوات ضد الدين ورجاالته وقياداته لتشكل عالمة فارقة ومدخال
للبلبلة واالنقسام وإثارة الحساسيات بما ال يخدم كل أجواء الثقة واالطمئنان واالستقرار واالجماع التي
بذل دونها الكثير وبنيت خالل سنوات ،فضال عما تشكله من أرضية خصبة لالنقسام والنزاع الداخلي
في وقت تدنو فيه المقاومة من تحقيق أحد أهم وأقدس أهدافها في التحرير ودحر االحتالل وحفظ الكرامة
والسيادة الوطنية .
إن المعتصمين هنا من تجمعات وهينات علمائية وقوى سياسية وفاعليات اجتماعية يشددون على ايمانهم
الثابت والنهائي والمطلق بأهمية وضرورة الدين ودوره الجوهري الحاسم في إرساء القيم وتعزيزها
وتحقيق الوحدة الوطنية واالنصهار االخوي والحض على التسامي والتمسك بالفضائل وقيام مجتمع
المحبة والتآخي والتكافل .
وهم يرون أن جمهور الشعب اللبناني مهما تنوعت مذاهبه وتعددت طوائفه واختلفت مشاربه وأهواءه ال
يمكنه أن يتخلى عن دينه وقيمه األساسية ،وهو -وإن تابع واستمع الى اآلراء المغايرة آلرائه بكل أدب
وروية وانفتاح -فإنه ال يرى أن من حق أصحاب الرأي اآلخر القيام بما يعيث فسادا باستقرار االسرة
وضرب تعاليم الدين وقيمه والمس بدستور البالد ووحدة الوطن من خالل ضرب أحد ركائزه المتمثلة
بركيزة األسرة التي هي اللبنة األولى في مدماك المجتمع وبنيان الوطن .
كذلك فإن المعتصمين الذين يرفضون بشدة المس بالدين ومبادئه وأسسه ،فهم يرفضون أيضا المس
برجاالته من خالل التعرض لمقاماتهم أو الدعوة إلى عدم االمتثال لتوجيهاتهم ،خصوصا إذا كانت هذه
29
الدعوة تصدر عن القائمين بأمر البلد وهم الذين يفترض أن يكونوا القدوة لجميع الناس في احترام الدين
وعلمائه .
وبناء على ما تقدم فإن المعتصمين يوجهون نداء يضمنوه المواقف التالية :
أوال :إنهم يهيبون بجميع المسؤولين االرتفاع الى مستوى المرحلة واالستمرار في التصدي للمخاطر
الكبرى التي يواجهها الوطن وترك ما دون ذلك من األمور ،سيما مشروع قانون " الزواج المدني"
الذي ال يرضي جمهور الشعب اللبناني لما يتضمنه من مخالفة لتعاليم الدين ،ولما ينتج عنه من مشكالت
أسرية واجتماعية تضر بوحدة المجتمع ومستقبل الوطن . .
ثانيا :يرفض المعتصمون مقولة بعض المسؤولين االستجابة لرغبة المطالبين بالزواج المدن تحت ذريعة
الحرص على مبدأ الحرية ،ألن ذلك يعد استهانة بحرية وكرامة السواد األعظم م ن الجمهور اللبناني
الذي رفض المشروع بنحو بات وقاطع .
ثالثا :إن مركزية الدين في حياة المواطن اللبناني واالعتقاد بمرجعية عاماء الدين ودورهم الفاعل
والضروري في خدمة الدين وأتباعه ،وانعكاس ذلك في الدستور يستلزم -مجموعه -حرص الحاكم
وإصراره على صيانة موقع الدين وفاعليته في الحياة االجتماعية والوطنية ،ونبذ كل ما يخالفه ويوهن
موقعه في حاضر الدولة ومستقبلها ،وذلك انسجاما منه مع قيمه الدينية التي يشارك الناس بها ،ومع
والئه للدستور ،ومع حرصه على وحدة الشعب والوطن .
رابعا :إننا نؤكد أننا لن نتراجع عن التصدي لهذا المشروع بالوسائل المتاحة كافة حتى -إسقاطه ،ولن
تجعل موافقة أي جهة على هذا المشروع منه مشروعا مقبوال ،بل إننا سندعم بكل قوة كل من يدعم
ويتصدى في أكثر من اتجاه اللغاء هذا القانون الذي يجب المبادرة الى سحبه من التداول فورا .
30
مواقف رجال الدين المسيحيين
من اعالن الحرم الكنسي على نقيب المحامين نجيب الدبس سنة 1952بعد إصراره على علمنة قانون
األحوال الشخصية الى اطالق الحرية و"عدم الحرمان من التناول لمن لم يتزوج كنسيا" سنة 2019
تبدلت مواقف الرؤساء الروحيين والمطارنة والكهنة في كل الطوائف المسيحية تقريبا ،حتى يمكن القول
بأنها باتت ملتبسة وغير مفهومة ،ان لم نقل انها تمارس اليوم نوعا من التقية.
وبينما يمكن للمسلمين بمراعاة مسائل بسيطة اعتبار عقد الزواج المدني صحيحا شرعا ويرتب آثاره
في األحوال الشخصية الدينية ،ورغم أن المتضرر األكبر من مشروع األحوال الشخصية المدنية هم
المسيحيون الذين سيعيشون من خالله وبدون "سر الزواج" عالقة جنسية محرمة "زنا" ،تجد بعض
رجال الدين المسيحيين يتحدثون بحياء عن هذه المسألة .الحظ هذه المواقف 11في الحاشية .وسأكتفي في
"- 11بكركي 18 ،نوفمبر .. )zenit.org( 2007وبالحديث عن الزواج المدني قال البطريرك (صفير)” :
حيثما يكون الزواج المدني الزاميا ،يستطيع المؤمنون المسيحيون عقده ،على أن يكون في نيتهم أن يقوموا
باحتفال مدني ،غير أنه عليهم ،اذا كان ذلك ممكنا ،أن يعقدوا زواجا دينيا .واذا كان واجبا عليهم أن يقوموا
بزواج مدني ،فال يمكنهم أن يتساكنوا اال بعد أن يعقدوا الزواج الكنسي ،ألنهم مع الفعل المدني وحده ليسوا
بأزواج حقيقيين”.
https://ar.zenit.org/articles/%D8%B5%D9%81%D9%8A%D8%B1-
%D9%8A%D8%AA%D8%AD%D8%AF%D8%AB-%D8%B9%D9%86-
%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%86%D9%81%D8%B5%D8%A7%D9%84-
%D8%A8%D8%B7%D9%84%D8%A7%D9%86-
/%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%88%D8%A7%D8%AC-%D9%88%D8%A7
أما دينياً ،فالزواج مؤسسةٌ إلهية طبيعية أسسها الخالق وسن لها شرائ َع موحاة ،ورفعها السي ُد المسيح ،بالنسبة إلى
أسرار اإليمان الخالصية السبعة .وال يجوز أن يح َّل الزواج المدني مح َّل هذا
ِّ المسيحيين ،إلى رتبة سر مقدس من
السر .أما الذين يعقدون زواجا ً مدنيا ،إذا كانوا مؤمنين ،وبالتالي ملتزمين بشرائعِّ كنيستِّهم ودينهم ،فعليهم أن
ً
يصححوا وضعَهم بعقد زواج ديني ،لكي يتمكنوا من المشاركة في أسرار الكنيسة األخرى .وفي كل حال تقتضي
31
الحاجةُ بتعزيز راعوية الزواج والعائلة ،بحيث تتأمنُ للشبيبة الثقافةُ الكتابيةُ والالهوتية واألخالقية الالزمة لعقد
صهم األبدي.". وخير عائالتهم وخال َ
َ خيرهم الشخصي َ سليم يض َمنُ
زواج ٍ
http://www.abouna.org/content/%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B3%D8%A7%D9%
82%D9%81%D8%A9-
%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D8%A7%D8%B1%D9%86%D8%A9-
%D9%8A%D8%AA%D8%A8%D8%A7%D8%AD%D8%AB%D9%88%D9%86 -
%D9%81%D9%8A-
%D8%A7%D8%AC%D8%AA%D9%85%D8%A7%D8%B9%D9%87%D9%85 -
%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%87%D8%B1%D9%8A-
%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%88%D8%A7%D8%AC-
%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AF%D9%86%D9%8A
بيروت – أبونا : " 23/02/2019وبعد لقائه رئيس الجمهورية اللبنانية ،سئل البطريرك الراعي عما إذا كان
مؤخرا" ،فأجاب" :طبعًا .إن هذا
ً تطرق مع الرئيس ميشال عون إلى موضوع الزواج المدني الذي أثير
الموضوع لم يطرح منذ اليوم ،بل منذ ايام المغفور له الرئيس الياس الهراوي ،عندما تم طرح النظام االختياري
بخصوصه .وكان لنا يومها موقف ككنيسة ،وتقدمنا بوثيقة في هذا الموضوع"".نحن لسنا ضد الزواج المدني
بالمطلق .ونقول :أعطونا قانونًا واحدًا في لبنان أو في العالم يحمل صفة :االختياري .إن القوانين وفق ما درسنا
جميعنا ،من أول صفاته أنه إلزامي .وعندما يصدر قانون بصفة اختياري ،فأنت تكون تعمل على تشقيف البلد
وخلق مشاكل .عندما تعملون قانو ًنا مدنيًا إلزاميًا لجميع الناس ،فإني آتي أنا الماروني إلى الموارنة ،وأقول لهم:
إن الزواج سر مقدس من أسرار الكنيسة السبعة ،وعليكم أن تلتزموا بها من المعمودية والتثبيت والقربان والتوبة
ومسحة المرضى والكهنوت والزواج ،ولقد أسسها هللا وليس أنا .وإذا ما كان أحدكم فعالً مسيحيًا ومارونيًا ملتز ًما
فعليه أن يلتزم بها .صحح وضعك وقم بزواجك الديني ،فإما أن يجيبني عندها :نعم ،أو أنا لست بمؤمن .فهل أنا
من يدينه؟ إن ربنا هو الذي يدينه .لكن أن نقوم بتشقيف الناس ،وكل أحد يقوم بما يريد ،فهذا غير مقبول".
http://www.abouna.org/content/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%B7%D8%B1%D9%8
A%D8%B1%D9%83-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A7%D8%B9%D9%8A-
%D9%8A%D8%A8%D9%8A%D9%91%D9%86-%D9%85%D9%88%D9%82%D9%81-
%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%86%D9%8A%D8%B3%D8%A9-
%D9%86%D8%AD%D9%86-%D9%85%D8%B9-
%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%88%D8%A7%D8%AC-
%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AF%D9%86%D9%8A-
%E2%80%99%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%84%D8%B2%D8%A7%D9%85%D9%8A%
E2%80%98
32
المتن بما يعبر عن حقيقة الموقف الديني المسيحي من "الزواج المدني" ألنه جوهر القضية في الجانب
المسيحي حيث ان "قانون األحوال الشخصية" في محاكمهم الروحية ليس له نفس قوة األصل الديني
للزواج "سر الزواج".
12
جاء في نشرة رسالة األحد الشهرية شهر آب ، August – 2008العدد ()54
http://anmarjarjees.com/chaldeanarchive/sunday/sunday2008.htm 12
33
االختصاص القانوني في تنظيم كل نواحي الحياة البشرية .وبهذا الشكل أخذت سيادة الدولة في فرنسا
تزاحم الكنيسة ،وبدأت السلطة المدنية تطغى على النفذ الديني ،وبـدأ إدماج الزواج في الحالة المدنية إلى
أن اعتمد الزواج المدني وحده .وانتقلت هذه الحركة من فرنسا إلى بعض الدول المجاورة في إبان القرن
التاسع عشر حيث استعملوا التـشريع الفرنـسي كنموذج (إيطاليا سنة ،1866سـويسرا سنة ،1874
ألمانيا سنة ،1875ببلجيكا ، )1830فشملت األحوال الشخصية مسائل انعقاد الزواج وانحالله .أما عن
ردة فعل الكنيسـة على أثر إعالن عـلمنة الـزواج من قبـل الثورة الفرنسيـة فقد جاءت على لسان البابا
بيوس التاسع الذي أعلن حـق الكنيـسة وسلطانها الحصري على نظـام زواج المعمـدين وقرر أن كـل
زواج يعقد أمـام السلطة المدنية ليس سوى حالة تسر مشينة ومخجلة تحرمها الكنيسة
)(Acerbissimum1852اليمكن أن يحصل زواج ،بين مؤمنين ،ال يكون في الوقت عينه سرا ً ولذلك
كل اتحاد آخر عند المسيحيين ،رجل وامرأة خارجا ً عن الزواج ،وإن عقد بقوة الشريعة المدنية ،ليس
سوى تسرو مخز و مسيء.
" فالدول العلمانية التي تتبنى هذا النظام إلزامي ،تضع قانونا ً واحدا ً يعالج أمور الزواج لكافة مواطنيها
ضاربة بعرض الحائط االنتماءات الدينية أو الكنسية،وتجعل من الزواج عقدا ً يتم باإليجاب والرضى بين
الزوجين أمام السلطة المدنية المختصة أي (رئاسة البلدية) ضمن شروط يحددها القانون الموحد دون
النظر إلى دين العروسين ،فيصبح الزواج عقدا ً مدنيا ً كباقي العقود يفقد قدسيته الخاصة.حتى ولو قام
العروسان بعد ذلك بالزواج دينيا ً لدي الكنيسة فإن الزواج المدني يبقى هو الزواج الذي يرتب اِلثار
القانونية في حياة الزوجين وحتى بعد الموت من حيث األحكام المتعلقة باإلرث والوصاية
والوصية.ويعتبر وحده الزواج القانوني المعترف به من قبل الدولة،وبشكل عام يمنع االحتفال بالزواج
الديني ألشخاص الذين لم يعقدوا سابقا ً زواج مدني .هذا النظام بدأ أثناء الثورة الفرنسية في فرنسا سنة
1797حيث كان لها الدور في علمنة الزواج وتأسيسه.
34
ملحقات
35
36
37
38
39
40
41
42
43
الفهرس
مقدمة 1 ...................................... ................................ ................................
المسار التاريخي لمسألة "الزواج الديني" في لبنان2 .............. ................................ :
محاوالت فرض أمر واقع لتشريع حل 3 ............................ ................................
الزواج المدني في لبنان مشكلة وليس حال 4 ............................... ................................
القسم األول 4 ............................ ................................ ................................
القسم الثاني 9 ............................ ................................ ................................
القسم الثالث 13........................... ................................ ................................
البيان الختامي للمؤتمر اإلسالمي للشريعة والقانون 13............. ................................
مواقف علماء الدين المسلمين 24............ ................................ ................................
رأي الشيخ محمد مهدي شمس الدين (قده) في الزواج المدني 24..................................
رأي السيد محمد حسين فضل هللا (قده) في الزواج المدني 26......................................
دار الفتوى في الجمهورية اللبنانية 26............................... ................................
موقف مشيخة العقل 27............... ................................ ................................
بيـــــــان ملتقى علماء لبنان حول الزواج المدني 27................ ................................
بيان صادر عن التجمعات والهيئات العلمائية في لبنان في االعتصام التضامني يوم الجمعة 6
ذي الحجة 1438ه الموافق 3نيسان 1998في حسينية االوزاعی 29............................
مواقف رجال الدين المسيحيين 31.......................................... ................................
ملحقات 35................................... ................................ ................................
الفهرس 44............................... ................................ ................................
44
45
46