You are on page 1of 47

‫الزواج المدني في لبنان‬

‫مشكلة وليس حال‬


‫الشيخ علي حسن خازم‬
‫مقدمة‬

‫رسالة إلى بعض رجال الدين المسلمين والمسيحيين في لبنان‬


‫السالم عليكم ورحمة هللا وبركاته‬
‫إلتزامكم بالزي الديني وتقديم أنفسكم أعضاء في الجهاز الديني لطوائفكم يفرضان مراعاة األمانة التي‬
‫حملتموها بتقديم وعرض األحكام الدينية التي تتبناها طوائفكم بشكل ثابت‪ ،‬وإن كان لكم رأي معارض‬
‫ومخالف فاألمانة تقتضي أن تقولوا ذلك للناس وتعرضوا لهم أنكم مختلفون مع مرجعيات وعلماء طوائفكم‬
‫بالدليل والبرهان‪ ،‬وأن تبينوا لهم ماذا سيترتب على متابعتهم لكم في الحياة العملية واإلدارية وإال فأنتم‬
‫مدلِّسون باستمراركم في ارتدائكم الزي الديني‪.‬‬
‫هل يكفي رسم مواد على هيئة قانون إلضفاء الشرعية على رغبات البعض في أن يكون حرا بانشاء‬
‫عالقة تتسع لتكون في أحد أوجهها عالقة جنسية؟ فلنشرع الزواج المثلي‪ :‬السحاق واللواط ! بل ولنشرع‬
‫العالقة بالحيوانات‪ ،‬أليس قد سمعنا بالوصية للكالب والقطط ؟‬
‫في لبنان حيث يجوز"اإلتهام بالقتل بل الحكم به باعتباره اتهاما سياسيا ال قضائيا" يحق لنا أن نسئ الظن‬
‫بنوايا البعض فال تستسهلوا أمر الفتوى ألن المعركة ليست "الزواج المدني" بل هي في مكان آخر فإذا‬
‫سويت نامت قضية "الزواج المدني"‪ ،‬راجعوا بطريقة كرونوغرافية ماذا صاحب كل مرة طرح فيها‬
‫المشروع في لبنان ستجدون و"بالصدفة" أزمة سياسية (تمثيل طائفي أو قانون انتخابي أو تمديد رئاسي‬
‫أو ‪ )..‬ثم تنام القضية‪.‬‬
‫نعم الى جانب هذه اللعبة السياسية هناك بحجة المواطنة والمساواة من يريد سلة متكاملة لكنه بين فترة‬
‫وأخرى يتحسس رأي الشارع المتدين بطرح مفردة "الزواج المدني" ليبني على الشئ مقتضاه‪ ،‬وسلته‬
‫هي‪:‬‬
‫الغاء استقالل المحاكم الشرعية والروحية والحاقها بوزارة العدل‪.‬‬
‫ايجاد قانون علماني لألحوال الشخصية‬
‫الغاء التعليم الديني من المنهاج التعليمي‪.‬‬
‫أخيرا‬
‫في هذا الملف ما يعين على فهم القضية وأرجو أن يكون مفيدا‪.‬‬
‫الجمعة‪ 22 ،‬شباط‪2019 ،‬‬

‫‪1‬‬
‫المسار التاريخي لمسألة "الزواج الديني" في لبنان‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ - 1910‬نشرت جريدة البرق نتائج إستفتاء مفاده أن األغلبية ال تمانع الشكل المدني للزواج ‪.‬‬
‫‪ - 1934‬المذكرة اإلعدادية التي وضعها المفتش العام لألوقاف "فيليب جيناردي" سنة ‪ 1934‬بناء على‬
‫توجيهات المفوض السامي يتبين بشكل واضح أن هدف القرار ‪ 60‬ل‪.‬ر‪ .‬هو تنظيم شؤون الطوائف دون‬
‫المس بحرية األفراد مع التأكيد على هوية الدولة المدنية وسيادة السلطة المدنية ( ‪suprématie du‬‬
‫‪ )pouvoir civil‬على الطوائف وذلك وفقا لروحية المبادئ التي تقوم عليها الجمهورية الفرنسية‪ .‬فالقانون‬
‫المدني في األحوال الشخصية هو إذا ً القانون العادي بينما األنظمة الطائفية هي قوانين استثنائية يشترط‬
‫لتطبيقها احترامها للنظام العام واآلداب الحميدة ودستور الدولة وقوانين سائر الطوائف األساسية‪.‬‬
‫‪ - 1936‬القرار ‪ 60‬ل‪.‬ر‪ .‬الصادر بتاريخ ‪ 13‬آذار ‪ 1936‬عن المفوض السامي الفرنسي‪ .‬في المادتين‬
‫‪ 10‬و‪ 11‬من القرار المذكور إذ تنص المادة العاشرة على التالي‪" :‬يخصع السوريون واللبنانيون المنتمون‬
‫إلى طائفة تابعة للحق العادي وكذلك السوريون واللبنانيون الذين ال ينتمون لطائفة ما للقانون المدني في‬
‫األمور المتعلقة باألحوال الشخصية"‪ ،‬بينما تنص المادة ‪ 11‬على أن "كل من أدرك سن الرشد وكان‬
‫متمتعا بقواه العقلية يمكنه أن يترك أو أن يعتنق طائفة ذات نظام شخصي معترف بها‪ ."...‬فحقوق‬
‫الطوائف ال تلغي حقوق األفراد الذين يتمتعون بحرية تامة في عالقتهم مع تلك الطوائف‪.‬‬
‫‪ 2 - 1951‬نيسان ‪ 1951‬صدر القانون الذي حدد صالحيات المراجع المذهبية المسيحية في مواضيع‬
‫األحوال الشخصية‪ .‬وكان شرارة ً أشعلت معركة حقيقة للمطالبة بإصدار قانون مدني‪.‬‬
‫‪ – 1952‬نقابة المحامين في بيروت تعلن اإلضراب حتى تحقيق قانون مدني وتعارضها نقابة محامي‬
‫الشمال واعالن الحرم الكنسي على نقيب المحامين نجيب الدبس سنة ‪ 1952‬بعد إصراره على علمنة‬
‫قانون األحوال الشخصية‪.‬‬
‫‪ - 1971‬طالب المحامي عبد هللا لحود من الحزب الديموقراطي بـ"مدنية األحوال الشخصية"‪.‬‬
‫‪ – 1997‬مشروع الكتلة القومية االجتماعية المقدم إلى المجلس النيابي بتاريخ ‪1997/7/16‬‬
‫ع قانون لالحوال الشخصية وصوت له ‪ 21‬وزيرا ً في‬
‫‪ - 1998‬تقدم الرئيس الياس الهراوي بمشرو َ‬
‫مجلس الوزراء‪ ،‬لكنه لم يسلك الطريق إلى مجلس النواب بسبب رفض رئيس الحكومة رفيق الحريري‬
‫التوقيع عليه‪.‬‬

‫‪ 1‬راجع كتاب الزواج المدني في لبنان الواقع واآلفاق‪ ،‬إصدار تيار المجتمع المدني وفريدريش ايبرت‪ ،‬تأليف‬
‫وإعداد المحامي باسل عبدهللا‪2012 ،‬‬

‫‪2‬‬
‫‪ - 2011‬قدمت الدكتورة أوغاريت يونان والدكتور وليد صليبي إلى اللجان النيابية المشتركة "مشروع‬
‫قانون لبناني لألحوال الشخصية"‪.‬‬

‫محاوالت فرض أمر واقع لتشريع حل‬


‫‪ 2009‬أصدر وزير الداخلية زياد بارود تعميما ً يُعطي الحق لمن يرغب في شطب طائفته من‬ ‫‪-‬‬
‫سجالت النفوس‪ .‬تحمس له بعض المواطنين لكنهم فوجئوا الحقا بمشاكل إدارية حكومية لم‬
‫تجد حال الى اآلن‪.‬‬
‫حكم التبني الشهير الذي أصدره القاضي جون قزي حين سمح ألحد المواطنين بتبني ابنة‬ ‫‪-‬‬
‫زوجته المسجلة «ولدا ً غير شرعي»‪ .‬وقد استند الى المادة ‪ 79‬أ‪.‬م‪.‬م‪ .‬التي تعطي «المحاكم‬
‫العدلية اختصاصا ً استثنائيا ً للنظر في النزاعات الناشئة عن الزواج والمتفرعة عنه والمرتبطة‬
‫به‪ ،‬في حال عُقد في الخارج في الشكل المدني» (وفق نص الحكم)‪.‬‬
‫‪ 2013‬بعد شطب الطائفة عن سجالت النفوس جاءت الخطوة الثانية‪ :‬تسجيل أول زواج مدني‬ ‫‪-‬‬
‫على األراضي اللبنانية (خلود سكرية ونضال درويش)‪.‬‬
‫بتاريخ ‪ ،2014-3-24‬أصدر القاضي المنفرد في جويا بالل بدر قرارا ً بقبول طلب سيدة‬ ‫‪-‬‬
‫لبنانية (‪ 27‬سنة) بتغيير اسمها األول بالوالدة باسم ثان على خلفية أنه بات في تناقض مع‬
‫الواقع بعدما دأب أهلها وأصدقاؤها على مناداتها باالسم الثاني قبل أربع سنوات من تقديم‬
‫الطلب‪ .‬ويفهم من نص القرار أنها هي التي طلبت من محيطها مناداتها باسم آخر‪ ،‬وذلك على‬
‫خلفية أن اسمها بالوالدة يعبر عن انتمائها الطائفي وأنها ترغب باالبتعاد وتغيير كل ما يمكن‬
‫أن يدل على طائفتها أو دينها؛ علما ً أنها كانت قد قامت بشطب قيدها الطائفي من قيود السجالت‬
‫الشخصية انسجاما ً مع هذه الرغبة‪.‬‬
‫في ‪ ،2016-3-21‬أصدر قاضي األمور المستعجلة في بيروت جاد معلوف حكما ً هو األول‬ ‫‪-‬‬
‫من نوعه فيما يتعلق بدعوىتسجيل زواج مدني‪ ،‬وهومن ضمن العقود التي أُبرمت في لبنان‬
‫وامتنعت الدولة اللبنانية عن تسجيلها بحجة عدم قانونيتها‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫‪2‬‬
‫الزواج المدني في لبنان مشكلة وليس حال‬
‫القسم األول‬
‫ليس العنوان بجديد‪ ،‬وال الموضوع كذلك ‪ ،‬وهو لن يكون األخير في هذا المجال لكننا نأمل أن نخرج‬
‫منه بإضافة جديد إلى المناقشة في المنهج وفي المعالجة‪.‬‬
‫الزواج المدني مسالة مطروحة في ساحات المناقشة اللبنانية ‪ ،‬وغالبا ً ما تأخذ أية قضية تحتمل النقاش‬
‫في لبنان أبعادا ً ‪ ،‬وتتصور لها خلفيات ‪ ،‬اعقد بكثير مما قد يكون في ذهن َمن أثارها ‪ .‬وأجدني هنا بفعل‬
‫لبنانيتي مدفوعا ً لعدم االقتصار في دراسة المسألة على بعدها القانوني التشريعي ‪ ،‬وهذا التوسع مبرر‬
‫موضوعيا ً كذلك ألنه يطال مسألة مركبة في طبيعتها ‪ ،‬وال تقتصر على جانب واحد كما يتوهم البعض‬
‫‪ ،‬أو يريد لنا أن نتوهم‪.‬‬
‫إن الزواج مسألة أبعد من كونه صيغة تعاقدية ألن مفاعيله وما يلزم عنه تتجاوز الزوجين في قضية‬
‫االنطالق في الشراكة من واقع الحاجة والحرية الشخصيين ‪.‬‬
‫(( قانون الزواج المدني االختياري)) مشروع مطروح أمامنا كجزء من مشروع تعديل قانون األحوال‬
‫الشخصية في لبنان الذي يتضمن في شقه اآلخر إلحاق المحاكم الشرعية والمذهبية والروحية بوزارة‬
‫العدل‪ ، 3‬وهو ككل يقع في اطروحة عامة (غير معلنة) لتعديل الدستور اللبناني ‪.‬‬
‫اإلثارة لها جنبة سياسية وهذا ما يتوافق مع تأريخ اإلثارة ‪ ،‬إن عالقة شبه دائمة تالحظ بين طرح‬
‫تعديالت دستورية لجهة صالحيات السياسيين في الدولة اللبنانية وبين طرح تعديل قانون األحوال‬
‫الشخصية ‪ ،‬تكفي وحدها إلثارة النقاش حول الغرض األقصى من هذا االقتراح ‪ ،‬راجع بطريقة‬
‫كرونوغرافية ماذا صاحب كل مرة طرح فيها المشروع في لبنان ستجد و"بالصدفة" أزمة تمثيل طائفي‬

‫‪ 2‬ألقي هذا النص بصورته القديمة في ندوة منتدى الفكر والقلم – جمعية البشرى الخيرية اإلجتماعية‪ ،‬ثم نشر‬
‫في مجلة البالد ‪ ، 1997 – 10 - 18‬وهو هنا مع تحديث وإضافات بسيطة‪.‬‬

‫‪ " 3‬تميزت الخمسينات بحركة نقابة المحامين في بيروت في هذا المجال‪ ،‬والتي تمحورت حول مشروع قانون‬
‫صالحية المحاكم المذهبية‪ ،‬الذي جاء كحصيلة لمطالبة الطوائف المسيحية واالسرائيلية بتوسيع صالحيات‬
‫محاكمها الروحية من جهة والقتراح القانون المضاد الذي قدمته اللجنة االشتراكية (لعل المقصود المشتركة) في‬
‫المجلس النيابي في موازاة اضراب المحامين‪ ،".‬المفكرة القانونية دراسة بعنوان ‪" :‬تحرك نقابة المحامين في‬
‫بيروت )‪. "(1951-1952‬‬

‫‪http://www.legal-agenda.com/article.php?id=1408‬‬

‫‪4‬‬
‫وقانون انتخابي او تمديد رئاسي ثم تنام القضية ‪ .2013 ،1998،1971، 1952 ،1910 :‬وال يخرج‬
‫عن هذه المالحظة اقتراح نقيب المحامين سنة ‪ 1952‬نجيب الدبس ألنه كان أيضا ً رجل سياسة ‪ .‬وبهذا‬
‫تنتفي الموضوعية والتجرد عن أن يكونا وحدهما وراء هذا االقتراح ‪ ،‬بما يؤكد أهمية االستقصاء في‬
‫أكثر من جانب حول هذا المشروع‪.‬‬
‫إن طرح مشروع قانون األحوال الشخصية المدني اإلختياري للتشريع في المجلس النيابي ‪ ،‬والتدليس‬
‫على أبناء وبنات المسلمين يفرضان موقفا شرعيا ال يمنع منه الفساد القائم في بعض المؤسسات الدينية‬
‫عند كل الطوائف بل يؤكد لزوم التصدي من أهل العلم‪.‬‬
‫بداية أود اإلشارة إلى نقطتين‪:‬‬
‫النقطة األولى تتلخص في ثالثة أسئلة‪:‬‬
‫ما هي المشكلة التي يبحثون لها عن حل؟‬
‫وما هو حجمها كحاجة اجتماعية؟‬
‫وأين تقع في سلم أولويات حاجات الشعب اللبناني؟‬
‫النقطة الثانية هي بعض المالحظات السلبية التي يجب التخلص منها ليكون النقاش جديا ً ومثمرا ً فعالً‪.‬‬
‫****‬
‫النقطة األولى‬
‫ما هي المشكلة التي يبحثون لها عن حل؟ وما هو حجمها كحاجة اجتماعية ‪ ،‬وأين تقع في سلم أولويات‬
‫حاجات الشعب اللبناني؟‬
‫باستقراء اطروحات المؤيدين من خالل وسائل اإلعالم يمكن تسجيل قرابة ثالثين جوابا ً يعبرون بها عن‬
‫مشكلة يعتبر الزواج المدني حالً لها ‪ ،‬وهذه المشكالت يمكن تصنيفها بأكثر من طريقة وعلى أكثر من‬
‫أساس للتصنيف ‪ ،‬لكن إن اعتمدنا أساس الحاجة الفردية لتشريع مريح أمكن تصنيف هذه المشاكل تحت‬
‫عناوين مشاكل شخصية ومشاكل جزئية ومشاكل عامة ‪ .‬مثال المشاكل الشخصية‪ :‬ارتفاع كلفة الزواج‬
‫المدني من حيث االضطرار للسفر إلى قبرص ‪ .‬ومثال المشاكل الجزئية ‪ :‬إن القانون المدني الفرنسي‬
‫يوجب اإلحالة إلى جهاز خاص لإلصالح بين الزوجين في حال طلب التفريق وهذا الجهاز غير موجود‬
‫في لبنان ‪ .‬ومثال المشاكل العامة ‪ :‬انعدام المساواة بين المواطنين أمام القانون ‪ ،‬األمر الذي يناقضه حق‬
‫تعدد الزوجات عند المسلمين والمنع منه عند المسيحيين‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫المشاكل موجودة وال يمكن نفيها لكن القانون اللبناني تكفل بحلها ‪ ،‬قد تكون هناك صعوبات لكن التشريع‬
‫ال يمكن أن يتكفل حل مشاكل األفراد ‪ ،‬فهذه مهمة القضاء وليست مهمة المشرع الذي يعطي القانون‬
‫صفة عامة قد تتعارض أحيانا ً مع المصلحة الشخصية‪.‬‬
‫السؤال الثاني‪ :‬هل بلغت المشاكل حدا ً تحولت معه إلى حاجة اجتماعية ؟ االستفتاءات واالستطالعات‬
‫والتحقيقات واألبحاث المنشورة في اإلعالم تؤكد كالم الدكتور ملحم شاول أحد أساتذة معهد العلوم‬
‫االجتماعية في الجامعة اللبنانية (( إن الزواج المدني ليس مطلبا ً لبنانيا ً بحسب األبحاث السوسيولوجية))‬
‫هذا فضالً عن مبلغ صدقية هذه االستطالعات‪ ،‬مع ما نعرفه عن عوامل التوجيه غير المباشر فيها‬
‫واحتماالت الخطأ‪.‬‬
‫والمستغرب لجوء بعض وسائل اإلعالم إلى أساليب واضحة االنحياز باللعب على اللغة ‪ ،‬أو تضخيم‬
‫العناوين كلما تعرض الزواج المدني للسقوط في اختبار‪ .‬الحظ مثالً استطالع (جريدة النهار‬
‫‪(( :)1997/1/1‬غالبية ‪ %83،83‬من كل الطوائف تتفق على تفضيل الزواج الديني)) مباشرة إلى‬
‫جانب هذه النتيجة عنوان كبير "مؤيدو الزواج المدني موسرون ومتعلمون وشباب" ولم تكتفِّ بهذا‬
‫فأعادت في ‪ 1997 /1/17‬االستطالع تحت عنوان آخر‪ (( :‬مبادرة الهرواي إلباحة الزواج المدني ماذا‬
‫يقول فيه األكاديميون والمثقفون؟ إجماع على احترام حق اإلنسان في اختيار النظام المناسب وتأمين‬
‫اآللية )) ‪ ،‬الحظوا " إجماع" وقارنوها ب"الغالبية" في غضون أسبوعين فقط ‪.‬‬
‫ولن أطيل في األمثلة فهي كثيرة ولكن غرضها واحد وهو تحويل الزواج المدني إلى مطلب اجتماعي‬
‫تمهيدا ً لتشريعه ‪ .‬ومن المالحظ أيضا أنه يتم في أحيان أخرى اللعب على الوتيرة الطائفية التي يدعى‬
‫العمل لالبتعاد عنها‪.‬‬
‫إن سعي الدعاة إلى تطبيق قانون الزواج المدني طبيعي في ظل ما يحملونه من ايديولوجيات وأفكار‪،‬‬
‫لكننا نطالبهم بالوضوح في عقيدتهم واإلنصاف في النقاش والتخلي عن مجاملتنا في قضية احترام الدين‬
‫واالبتعاد عن التدليس في القضايا الدينية‪.‬‬
‫السؤال الثالث‪ :‬وأما دعوى المساواة أمام القانون فإجمال القول فيها أننا نعيش في بلد ميثاقي قدم أفراده‬
‫تنازالت ليتشكل على صورته الحالية فال تحركوها ‪ ،‬ونعيش قانونيا ً حالة فيدرالية شخصية ( مقابل‬
‫الفيدرالي ة الجغرافية) تطبق فيها على الفرد قوانين معتقده وهذه الفيدرالية مطبقة في قبرص وبلجيكا‬
‫ولسنا نافرين فيها‪ .‬وإن تحقيق المواطنية الكاملة يرتبط اآلن بإلغاء الطائفية السياسية والوظيفية ال بإلغاء‬
‫قانون األحوال الشخصية‪.‬‬
‫النقطة الثانية هي بعض المالحظات السلبية التي يجب التخلص منها ليكون النقاش جديا ً ومثمرا ً فعالً‪.‬‬
‫يسجل على منهجية مناقشة الموضوع وعلى المعالجات المطروحة أمور منها‪:‬‬

‫‪6‬‬
‫مالحظات على المنهج‬
‫‪ -1‬االنطالق من مفردة جزئية والتأسيس عليها للوصول إلى حكم عام وهذه المالحظة تشمل المؤيدين‬
‫والمعارضين‪ -‬في ما توفر لدي‪ -‬من ذلك االنطالق من قضية جزئية أو شخصية أو عامة حتى‪ ،‬لكنها‬
‫غير منفكة عن قضايا عامة أخرى ينبغي مراعاتها فاالنطالق من القرار ‪ 60‬ل‪ .‬ر‪ 1936 .‬مثالً ‪ ،‬ال‬
‫يمكن فكه عما لحقه في قانون أصول المحاكمات المدنية ‪ ،1983‬وال يمكن إغفال قضية ما يرد عليه من‬
‫مسائل النظام العام اللبناني ‪.‬‬
‫‪ -2‬كذلك عند المعارضين وقف البعض عند قضايا جزئية مثل صحة وبطالن العقد المدني وما‬
‫إليها‪.‬والمفروض معالجة الموضوع بشكل متكامل وكلي فالدخول في التفاصيل يضيع البوصلة ‪.‬‬
‫‪ -3‬التعميم في التأييد أو المعارضة بدون مقدمات بما يوقع في شبهة إتباع الهوى أو وجود غرض‬
‫ومصالح‪.‬‬
‫‪ -4‬إدخال عملية التشريع والتقنين تحت خانة الذهنية اللبنانية في تمرير المشاريع ‪ ،‬وهذه القضية‬
‫ليست األولى ‪ ،‬والحظوا قضية مثل قضية رئاسة المحكمة الشرعية الجعفرية ومتاهة التعديالت التي‬
‫أجريت للمجئ برئيس ثم إلقصائه ‪.‬‬
‫‪ -5‬تعمد اإلثارة وعدم كشف المشروع التفصيلي لكسب الوقت وإدانة أي اعتراض مبدئي فيما‬
‫المشروع نفسه ال يزال عرضا ً مبدئيا ً (في وقت الندوة ثم تم نشره الحقا ولكن بصورة مبدئية أيضا )‪.‬‬
‫‪ – 6‬التمويه بأنه قانون "اختياري" والقانون ال يكون اال الزاميا‪.‬‬
‫مالحظات على طبيعة معالجة الموضوع‬
‫وأما ما يسجل على طبيعة معالجة الموضوع فمنها ‪:‬‬
‫‪ -1‬التلطي تحت شعار احترام األديان فيما يتم السعي الحثيث في عملية استبدال القيم الدينية بغيرها‬
‫ونحن نعرف أن الدين في لبنان مكون أساس في بنية الثقافة العامة ‪ ،‬وأن اإللحاد شأن غريب كما كل‬
‫القيم الناشئة عنه أو حوله تحت عناوين علمانية محايدة أو علمانية مؤمنة‪.‬‬
‫‪ -2‬بروز موقف سلبي واضح اتجاه األحكام الشرعية اإلسالمية خصوصا ً في شؤون المرأة والطالق‪.‬‬
‫تراخ وصل بعض األحيان إلى حدود المجاملة ( بتهذيب) من قبل بعض رجال الدين من كل‬ ‫ٍ‬ ‫‪-3‬‬
‫الطوائف حدود أن يقول األستاذ أوغست باخوس إن المشكلة فقط مع بعض ((المشايخ السنة))‪.‬‬
‫‪ -4‬هذه المالحظات ال تنفي وجود معالجات جادة وشاملة عند الطرفين لكنها عند دعاة الزواج المدني‬
‫تقف على حدود مسألتي السر وإمكانية التفريق عند المسيحيين فيما تصطدم بنظام تشريعي كامل عند‬
‫المسلمين لتعود المسألة إلى مواجهة مع الدين ككل‪.‬‬
‫‪7‬‬
‫‪ -5‬أما عند المعارضين للزواج المدني فقد بيَّنه بإجمال بيان المجلس الشرعي اإلسالمي األعلى فيما‬
‫وحده البطريرك هزيم أعطى موقفا ً وتمنع البطريرك صفير عن التعليق على الموضوع أيضا الى حينه‬
‫ألنه عاد الى اعطاء موقف الحقا) ‪.‬‬
‫موانع الزواج المدني‬
‫خالصة القول‪ ،‬إن مقالة كهذه‪ -‬مهما طالت‪ -‬ال تساعد على اإلحاطة بجوانب الموضوع كله لكن يلزم‬
‫تحديد أسس رفض مشروع الزواج المدني االختياري‪ ،‬وكذلك مشاريع الحلول الوسط المقترحة ومن هذه‬
‫األسس أنه ال يمكن لبننة قانون مدني للزواج لتعارضه مع‪:‬‬
‫أ‪ -‬األحوال الشخصية الشرعية والروحية‪.‬‬
‫ب‪ -‬النظام العام اللبناني الذي يعتبر الدين أساسا ً في تكوين ثقافة المجتمع عامة ويعتبرالزواج شأنا ً دينياً‪.‬‬
‫ج‪ -‬الدستور والقانون اللذان كفال عدم تطبيق القانون ‪ 60‬ل‪.‬ر‪ 1936 .‬على المسلمين‪ .‬وإن بدعة اللجؤ‬
‫إلى شطب المذهب ال يعطي الحق بالزواج المدني في لبنان وفقا للقانون ‪ 60‬ل‪.‬ر‪ ،‬أوال ألن القانون‬
‫يتحدث عن "طائفة القانون العادي" وهي مفسرة بأنها الطوائف التي ال تملك قانونا لألحوال الشخصية‬
‫ولم تتبن أحد القوانين للطوائف الموجودة‪ ،‬فالطائفة العلوية مثال ال قانون خاصا لها لكنها تتبع للطائفة‬
‫الشيعية في أحوالها الشخصية‪.‬‬
‫وبناء عليه ال بد من تحول شاطبي المذهب إلى طائفة قانونية ليتم إعتماد القانون العادي لها وهذا تناقض‬
‫مع ما يعلن من الرغبة بالخروج من الطائفية من جهة ‪،‬ومن جهة ثانية يتطلب الخروج من الطائفة‬
‫اإلسالمية بتفرعاتها ألن القانون المذكور ال يشمل تطبيقه المسلمين وهذه ردة ولو من جهة القول بأن‬
‫القانون المدني المخالف للشريعة أفضل من الشريعة اإلسالمية للزوم ذلك عند من يعيه رفض بعض ما‬
‫جاء في القرآن الكريم والسنة النبوية باعتبار القانون المدني أفضل من الهدي النبوي‪.‬‬
‫ثانيا إن الدستور والقوانين اللبنانية ال يشير إلى "الملحدين" بصورة من الصور‪.‬‬
‫د‪ -‬االستقرار االجتماعي والسياسي للدولة حتى لو كانت العملية من داخل مجلس النواب ‪ ،‬ألننا بتعبير‬
‫اإلمام الشيخ محمد مهدي شمس الدين (( لم ننتخب مجلس النواب التخاذ قرارات كهذه تريد إدخال‬
‫السلطة الزمنية في ساحات ليست لها))‪.‬‬
‫فضالً عن أن الفيدرالية الشخصية التي تعطي حق تطبيق القوانين المنبثقة من معتقدات الفرد هي األساس‬
‫في تشكيل (( الكيان اللبناني)) مع األسف للرجوع إلى هذا المصطلح‪.‬‬
‫وتبقى أمامنا شبهات كثيرة ينبغي إزالتها بالحوار‪ .‬إنه حل لمشكلة غير المؤمنين على حساب الوطن‬
‫وغالبية الشعب ‪ ،‬وهو مشكلة كبرى ألنه مشروع استبدال القيم الدينية بأخرى مادية‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫القسم الثاني‬
‫الزواج المدني االختياري‪ ((:‬هل يعرف المعارضون ما هو الزواج المدني؟ ولماذا يحاربونه قبل وضع‬
‫قانون تفصيلي له؟)) مجموعة من الشبهات تثار لوضع كل المعارضين في خانة واحدة هي خانة الجهل‬
‫والتعصب ‪ ،‬وال بد من إزاحتها في هذا التمهيد من خالل عدة نقاط قبل الخوض في تفصيل الموقف من‬
‫الزواج المدني‪.‬‬
‫أ‪ -‬الزواج شأن ديني وليس شأنا ً مدنياً‪.‬‬
‫تختلط المفاهيم تحت المصطلحات فيتدافع الناس في المناقشة كل ينطلق من تصوره لداللة المفهوم ‪،‬‬
‫فيكون طبيعيا ً والحال كذلك أن ال يتوصلوا إلى تفاهم ‪ ،‬فضالً عن إمكانية الوصول إلى نتيجة حاسمة‬
‫وملزمة‪ .‬واألصعب في إثارة اإلشكاالت عند ذلك ‪ ،‬عدم اإلحاطة بما يالزم هذا التعريف أو يتعلق به‬
‫كدعوى البعض أن الزواج ليس شأنا ً دينيا ً بل هو شأن يخضع للحاجة االجتماعية والتطور في الشكل‬
‫يالزم التطور االجتماعي ‪ ،‬وهو خاضع للحرية الشخصية فال إلزام به ‪ .‬ويستندون في ذلك إلى كون‬
‫الزواج عند المسيحيين وحدهم سرا ً من أسرار الكنيسة يتعين معه حضور الكاهن إلضفاء الشرعية عليه‬
‫‪ ،‬بينما هو في اإلسالم عقد بين ذكر وأنثى ال يحتاج إلى رجل الدين إال لتصحيح صيغة العقد وتوثيقه ‪،‬‬
‫الربي‪ .‬ومن هذا المنطلق يستغرب هؤالء استنكاف علماء الدين‬ ‫والزواج عند اليهود ال يشترط وجود ِّ‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫المسلمين عن القبول بالزواج المدني من جهة عدم االختالف مبدئيا بين صيغته إسالميا ومدنيا دون‬
‫مالحظة مشكلة صيغة العقد في جانبها اإلجرائي(اللفظ و القبول واإليجاب واإلشهاد الخ ‪ ،) ...‬ويقوى‬
‫هذا االستغراب بالتراخي الذي تبديه الكنيسة عموما ً إزاء الزواج المدني تحت عناوين غريبة ‪ .‬الحظ‬
‫األب مونس‪ ،‬لطيف‪ ،‬خضر ومسألة قابلية التصحيح عند المسيحيين عموما‪.‬‬
‫المسألة األولى التي يجب توضيحها إن اإلسالم يضع النكاح فقهيا ً في صنف األحكام التكليفية ‪ ،‬إذ يدرجه‬
‫تحت عنوان االستحباب المؤكد ‪ ،‬ويترقى إلى الحكم بوجوبه على من يحتاج إليه ويخشى على نفسه‬
‫الوقوع في الحرام ‪ ،‬وإن هذا الجانب هو مما يعبر عنه فقهيا ً بالمعامالت وما يترتب عليها من أحكام‬
‫وضعية فالزواج مثالً عقد يترتب عليه حكما ً وجوب اإلنفاق على الزوجة ‪ .‬أكثر من ذلك فإنه جعله في‬
‫مصاف العبادات التي تقترن بنية القربى إلى هللا كما يشير إليه الحديث النبوي الشريف‪ (( :‬أيأتي أحدنا‬
‫امرأته ويكون له أجر‪.))..‬‬
‫وبخالف المسيحية التي اعتبرت النكاح استكماالً ل " خطيئة آدم" وينبغي االبتعاد عنه ما أمكن لوال‬
‫الحاجة إلى اإلنجاب ‪ ،‬فإن اليهودية تعتبره واجبا ً على كل رجل إسرائيلي (( ومن تأخر عن أداء هذا‬
‫الفرض‪ ...‬كان سببا ً في غضب هللا على بني إسرائيل))‪.‬‬
‫إن اعتبار الزواج سرا ً رغم ما أشرنا إليه عند المسيحيين ‪ ،‬يجعل الزواج شأنا ً دينيا ً عند كل األديان ‪،‬‬
‫والقول الفصل فيه عند المسلمين يرجع إلى العلماء وليس إلى كل من أخذ من بعض العلوم بطرف تحت‬

‫‪9‬‬
‫دعوى أن ال رجال دين في اإلسالم ‪ ،‬ألن هذا شيء آخر غير شأن اإلفتاء بغير علم المنهي عنه والمحذر‬
‫منه‪.‬‬
‫ب ‪ -‬اختالف الوصف ال يغير من آثار الموصوف إذا كان نفسه ‪.‬‬
‫إن االختالف أو التطور في تحديد صفة الرباط الزوجي الديني من كونه عقدا ً أو عهدا ً ال يخرجانه عن‬
‫عد أي عالقة خارجة عنه عالقة زنا حتى لو كانت عقدية ‪ ،‬نعم يصحح المسلمون‬ ‫ارتباطه بالدين وعن ِّ‬
‫العقد إجرائيا ً في المحاكم الشرعية تحت عنوان إثبات الزواج إذا كان العقد قد وقع صحيحا ً مستوفيا ً‬
‫للشروط وخاليا ً من الموانع ولو تم دون حضور عالم الدين المأذون ‪ ،‬وتصححه الكنيسة على أية حال‬
‫بعقد زواج كنسي الحق ‪ ،‬والفارق أنه لو لم يقع العقد صحيحا ً عند المسلمين فإنه يدور بين أن يكون "‬
‫وطأ شبهة" أو زنا فيترتب عليه إما اعتبار الولد ولد شبهة أو ولد زنا مثالً ‪ ،‬فيما ال تقيم الكنيسة أثرا ً‬
‫للزنا بعد العقد الكنسي فتعطي الولد صفة الولد الشرعي ‪ .‬والثمرة النهائية هنا تتعلق بما يترتب على هذا‬
‫االعتبار فولد الزنا ال يرث عند المسلمين مثالً ‪ ،‬وعلى هذا فإن الدعوة إلى زواج غير ديني هي دعوة‬
‫إلى نوع من العقود التي ال تقع صحيحة في غالبها وستولد جيالً من أنكحة فاسدة بنظر المسلمين الذين‬
‫يرون صحة عقود زواج أهل الكتاب الدينية ومفاعيلها إبتداءا ً ال تصحيحا ً لنتائج فاسدة ‪ ،‬فلو تزوج‬
‫فإن الكنيسة تعتبر العالقة الجنسية بينهما خطيئة والمتولد منها ابن‬‫مسيحي بمسيحية مدنيا ثم أنجبا ولدا َّ‬
‫خطيئة وال يمكن تعميده حتى يكللهما الكاهن في الكنيسة‪ .‬فالزواج المدني بين الكتابيين زنا وعقد الزواج‬
‫المدني الصحيح شرعا ً زواج إسالمي يفرض مفاعيله في النفقة والطالق والنسب واإلرث وغيرها فهل‬
‫يرضون بهذا ؟‬
‫ج‪ -‬الزواج المدني‪ :‬حاجة غربية وتعبير غربي ضد الدين وضد الفوضى‪.‬‬
‫إن عبارة (( الزواج المدني)) يقابلها تعبيران أولهما (( الزواج العرفي)) بصورتيه والثاني ((الزواج‬
‫الديني)) ذلك أن الغرب المسيحي عموما ً ظل يعترف بالزواج العرفي بصورتيه‪ :‬الزواج اإلقراراللفظي‬
‫ذي األثرالحاضر أو الالحق وفي هذا األخير للطرفين حق إلغاء اتفاقهما قبل حدوث االتصال الجنسي‬
‫بينهما ( )‪ ) (I will marry you،I marry you‬وكان الزواج الكنسي يأتي الحقا ً لهذا الزواج‪ .‬وقد‬
‫منعت بريطانيا الزواج العرفي سنة ‪ 1753‬فيما حافظت على صحته اسكوتلندا‪ ،‬ويبدو أنه مقبول فيها‬
‫إلى اآلن حيث تجد في المعاجم االنكليزية ‪ Scotch marriage‬ويقابلها زواج غير قانوني ‪ .‬وقد ألغت‬
‫الواليات المتحدة وكذلك الدول األوروبية األخرى هذا الزواج كما فعلت فرنسا بعد العلمنة واعتمدت ((‬
‫الزواج المدني)) ولتقصي تفاصيل هذه المسألة مقام آخر‪.‬‬
‫وأما في العالم اإلسالمي فلم نعرف (( الزواج المدني)) مقابالً للزواج الديني في القانون إال في تركيا‬
‫بعد العلمنة ‪ ،‬أو مع التشريعات التي سنتها لنا الدول المستعمرة ‪ ،‬وما يقال "اليوم "عن تونس فهو تغرب‬
‫‪ ،‬أما مصر وسوريا وإيران وغيرها من الدول اإلسالمية فليس إال من جهة أنها أدرجت األحكام الشرعية‬
‫في قوانينها العامة ومن ذلك نزاع سجل سنة ‪ 1955‬بين محكمة بيروت الشرعية الجعفرية وإحدى‬
‫المحاكم اإليرانية على االختصاص حيث ان قانون األحوال الشخصية اإليرانية كان يقع تحت عنوان ((‬
‫القانون المدني)) فيما هو فعالً مجموعة األحكام الشرعية الجعفرية ‪ .‬واألمر في سوريا هو نفسه وليكلف‬

‫‪10‬‬
‫المهتم نفسه أو معاونيه شأن المطالعة وليسأل لماذا ال يذهب من يريد الزواج المدني إلى سوريا وهي‬
‫أقرب وكلفة السفر إليها أقل من كلفة السفر إلى قبرص لو كان األمر كما يدعون ‪ .‬إال أن يكون المقصود‬
‫مرجعية وزارة العدل للمحاكم الشرعية أو إلغاءها مطلقاً‪ ،‬فلنا فيه كالم آخر‪ .‬وهذه النقطة تساعدنا على‬
‫فهم الموقف الحاد الذي وقفه رجال الدين عموما ً في لبنان والذي بلغ حده األقصى بإعالن الحرم الكنسي‬
‫على نقيب المحامين نجيب الدبس سنة ‪ 1952‬بعد إصراره على علمنة قانون األحوال الشخصية‪ .‬إذ أن‬
‫هذا المصطلح (( الزواج المدني)) يستبطن‪ -‬مهما زينوه وبهرجوه‪ -‬إساءة إلى الدين نفسه باعتبار الزواج‬
‫المنعقد على أساسه عقبة ومشكلة في حياة اإلنسان االجتماعية ‪ ،‬ويستبطن كذلك دعوة لتشريع العلمنة‬
‫الملحدة المخالفة للنظام العام في لبنان ‪ ،‬بل إنه وعلى حد تعبير رئيس المحاكم الشرعية السنية األسبق‬
‫الشيخ ناصر الصالح يُمكن من تشريع عبادة الشيطان ‪ ،‬وأما العلمنة المحايدة أو العلمنة المؤمنة فما‬
‫فهمناه عنهما ال يطمئن المسلمين ‪.‬‬
‫د‪ -‬الطابع الروحي أو الطابع التجاري الفردي األناني وغير الطبيعي‪.‬‬
‫تعددت تعريفات الزواج بتعدد األديان ‪ ،‬واختلفت بين غير المتدينين‪ ،‬لكن تعددها عند أتباع األديان‬
‫السماوية الثالثة لم يبعدها عن اشتراكها في إعطاء الزواج طابعها الروحي المرتبط باهلل والذي يحوط‬
‫مؤسسة األسرة المنتجة عنه بقداسة ورعاية ‪ ،‬بينما وصل األمر في تعريفه عند غير أولي الدين حد‬
‫القول في موسوعة االنكارتا األميركية ‪ (( :‬اليوم‪ ،‬تعتبر‪ -‬أكثر الواليات ‪ -‬الزواج هو أساسا ً شراكة‬
‫اقتصادية بين الزوجين)) وبلغ االختالف حده األقصى بالتجاوز عن كونه شراكة "بين زوج وزوجة"‬
‫الى القول "بين الزوجين "بما يشمل كونه بين ذكرين أو أنثيين‪.‬‬
‫ومع اإلمعان في تعزيز الروح الفردية والرأسمالية واإلباحية ها هي أميركا وأوروبا تشكو في سلوكها‬
‫االجتماعي من آثار الزواج المدني واألحوال الشخصية فيها سلبا ً على األسرة وعلى القيم االجتماعية‬
‫وتثقل كاهل الدولة بأعباء ليست في قدرتها وال من اختصاصها اجتماعيا ً ونفسيا ً وصحيا ً ‪ ،‬وتراها‬
‫مضطرة لالعتراف بزواج المثليين فماذا تريدون؟‬
‫هـ‪ -‬الحلول الوسط والحل االختياري لعبة أمر واقع‪.‬‬
‫إن عقد الزواج هو واحد من مسائل األحوال الشخصية المتعددة ‪ ،‬والتبسيط المشبوه بالدعوة إلى تجربة‬
‫الزواج المدني اختياريا ً دون مسألة اإلرث وغيرها (دعوة أطلقت في حينه ) دعوة إلى خلق مشكالت‬
‫حقيقية ال تحل إال باستكمال التشريع المدني في مسألة األحوال الشخصية كالطالق وتحديد المحارم‬
‫وشروط صحة العقد والموانع منه إلى ما هنالك ‪ ،‬وبذلك يتم تجاوز موقف المؤمنين المعارضين بحكم‬
‫األمر الواقع الذي نعرفه جيدا ً في لبنان‪.‬‬
‫أما الحلول األخرى المطروحة فال يمكن فيها التطابق بين جميع األحوال عند كل الطوائف‪.‬‬
‫و‪ -‬ال مصالح شخصية أو نوعية لرجال الدين وراء الرفض‪.‬‬
‫ً‬
‫تشكل نسبة القضاة من رجال الدين المسيحيين أو علماء المسلمين رقما ال يحسب له أي حساب إذا ما‬
‫قيس بالمجموع العام لرجال الدين‪ ،‬وال يشكل هؤالء الكهنة والعلماء المسلمين عبئا ً على خزينة الدولة‬
‫‪11‬‬
‫إال إذا تعلق األمر بقضاة الشرع المسلمين الذين ال يزيد عددهم في كل األراضي اللبنانية عن اثنين‬
‫وسبعين قاضيا ً شرعيا ً ( ‪ 30‬سنة‪ 30 ،‬شيعة‪ 12 ،‬دروز‪.)1997-‬‬
‫الخـــــــالصــــة‪:‬‬
‫خالصة لما تقدم فإن معارضتنا المبدئية للدعوة إلى (( الزواج المدني)) ال تنطلق في وجه شيء مجهول‬
‫وعلى أساس إن اإلنسان عدو ما يجهل ‪ ،‬وال مصلحة شخصية وراءها ‪ ،‬بل هي معارضة لموضوع‬
‫واضح ومخاطره جلية أمامنا في كل الدول التي تمارسه ‪ ،‬وال معنى للبننته كما يطلب البعض‪.‬‬
‫نحن مسؤولون أمام هللا عن رعاية شؤوننا الدينية وشؤون األجيال الالحقة ‪ .‬ولنا كل الحق في هذه‬
‫المعارضة ونستغرب نحن استغرابهم لها فيما يدَّعون أن لهم الحق في الطرح وفي السعي إلى إلزامنا به‬
‫أو إضافته إلى التشريعات‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫القسم الثالث‬
‫كان القسم الثالث من مقالتي السابقة مخصصا لمناقشة مواد القانون اإلختياري وحيث إن ما انتهى‬
‫إليه البيان الختامي للمؤتمر اإلسالمي للشريعة والقانون‪ 4‬تام وشامل لموقف علماء المسلمين‬
‫(باختالف مذهبي بسيط ونادر) وقد اشتمل على الموقف من مسألة إلغاء التعليم الديني في المؤسسات‬
‫التعليمية أثبته هنا كما ورد في الكتاب الصادر عن المؤتمر‪.‬‬

‫البيان الختامي للمؤتمر اإلسالمي للشريعة والقانون‬


‫األسباب الموجبة‪:‬‬
‫حيث أن قرار مجلس الوزراء المبدئي بشأن مشروع قانون األحوال الشخصية اإلختياري‪ ،‬الذي تقدم به‬
‫رئيس الجمهورية بتاريخ‪1998/2/5:‬م‪ .‬أحدث شرخا ً كبيرا ً في لبنان ومعارضة شديدة من المرجعيات‬
‫الدينية اإلسالمية والمسيحية باعتباره مخالفا ً في جوهره وفي أحكامه لمبادئ اإلسالم والمسيحية وينبثق‬
‫من خلفيات وعقائد وأفكار هي نتاج أزمات المجتمع الغربي‪.‬‬
‫وحيث أن هذا المشروع يفتح الباب واسعا ً أمام تفتيت المجتمع اللبناني واإلجماع اللبناني ويعرضه‬
‫ألخطار كثيرة في بنائه الداخلي‪.‬‬
‫قانون‬
‫ٍ‬ ‫س َّن‬
‫وحيث أن إلغاء الطائفية السياسية في لبنان هو مقصد وطني كبير‪ ،‬من غير أن يعني ذلك َ‬
‫وضعي لألحوال الشخصية وذلك مراعاة للشعب اللبناني في تنوعه الديني‪.‬‬
‫وحيث أن القوانين عادة تعكس إما حاجة المجتمع وإما المضمون الروحي والثقافي ونظام العالئق في‬
‫المجتمع‪ ،‬وأخص ما يكون ذلك فيما يتصل بمساحة اإليمان ومؤسسة األسرة عند المسلمين والمسيحيين‪.‬‬
‫وحيث أن العالق ة األسرية تنشأ شبكة عالقات إنسانية ويترتب عليها حقوق وواجبات تمس المجتمع في‬
‫صميمه‪ ،‬وال يمكن أن يقاس إنشاؤها على إنشاء أية تصرفات قانونية يدين بها بعض أفراد المجتمع‬
‫بإرادة فردية‪.‬‬

‫‪ 4‬التحديات العلمانية‪ :‬مشروع قانون األحوال الشخصية اإلختياري‪:‬الزواج المدني (أبحاث‪ -‬مناقشات‪-‬‬
‫توصيات)‪، 1418/1998‬معهد طرابلس الجامعي للدراسات اإلسالمية التابع لجمعية اإلصالح اإلسالمية‬
‫‪،‬طرابلس – لبنان‬

‫‪13‬‬
‫وحيث أن مزاعم توقف الوحدة الوطنية على إنشاء قرابات دموية بين المسيحيين والمسلمين يكشف ما‬
‫هو أبعد من الزواج المدني االختياري‪.‬‬
‫وحيث أن هذا المشروع يزعم أن البشر يعجزون‪ ،‬في وطن واحد‪ ،‬وفي ثقافة واحدة ومصالح واحدة‪ ،‬أن‬
‫يراعوا وحدتهم‪ ،‬إال بإنشاء قرابات دموية‪ ،‬األمر الذي يعود باالجتماع اإلنساني إلى منطق القبيلة‬
‫والعشائرية‪.‬‬
‫وحيث أن هذا المشروع في ذاته غير قابل للحياة‪ ،‬وهو غزو من نوع آخر يستهدف التغيير من الداخل‬
‫وتجويف اإلسالم والمسيحية وإبقاؤهما هيكالً بال معنى وجسدا ً بال روح‪ ،‬ويهدف إلى تحنيط الدين‬
‫والمؤسسات الراعية له وتحويلها إلى متاحف تحت شعار االنصهار الوطني متذرعا ً بأنه مدخل إللغاء‬
‫الطائفية السياسية‪.‬‬
‫وحيث أن حرية االعتقاد مصونة في اإلسالم وفي الدستور‪ ،‬ولكن المجاهرة برفض الدين والدعوة إلى‬
‫مخالفته والخروج عليه وتشويه أحكامه ومفاهيمه والتحريض على ما يناقضه تخريب للمجتمع وإفساد‬
‫له‪.‬‬
‫وحيث أن هذا المشروع جاء في ظروف سياسية وإقليمية بغاية الدقة والخطورة على مستقبل أمتنا‪.‬‬
‫وحيث أن هذا المشروع أتى عقب الصدمة العنيفة التي نتجت عن قرار مجلس الوزراء بإلغاء التعليم‬
‫الديني في الهيكلية الجديدة للتعليم‪ ،‬ثم اعتبار التعليم الديني مادة اختيارية يجري تدريسها أيام العطل‬
‫الرسمية‪ ،‬بنا ًء عليه فإن المؤتمر قد أصدر التوصيات اآلتية‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬على صعيد مشروع القانون االختياري لألحوال الشخصية‪:‬‬
‫إن مشروع القانون االختياري لألحوال الشخصية المقدم من رئيس الجمهورية إلى مجلس الوزراء‬
‫بتاريخ ‪1998/2/5‬م والمشروع اآلخر المقدم من الكتلة القومية االجتماعية إلى المجلس النيابي بتاريخ‬
‫‪ 1997/7/16‬وجهان لعملة واحدة‪ ،‬يحتويان على مخالفات صارخة وتحد سافر لما يلي‪:‬‬
‫الميثاق الوطني‪ :‬فالدولة اللبنانية أنشئت بعقد توافقي بين المسلمين والمسيحيين‪.‬‬ ‫أ‪-‬‬
‫أحكام الدستور اللبناني ومقدمته التي تنص على أن‪ " :‬لبنان عربي الهوية واالنتماء"‬ ‫ب‪-‬‬
‫والمواد اآلتية‪:‬‬
‫المادة (‪ ) 9‬التي تنص على أن "حرية االعتقاد مطلقة والدولة بتأديتها فروض اإلجالل هلل‬ ‫‪-‬‬
‫تعالى تحترم جميع األديان والمذاهب وتكفل حرية إقامة الشعائر الدينية تحت حمايتها على أن ال يكون‬
‫في ذلك إخالل في النظام العام وهي تضمن لآلهلين على اختالف مللهم احترام نظام األحوال الشخصية‬
‫والمصالح الدينية "‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫‪ -‬المادة (‪ ) 19‬التي تنص على؛ " إنشاء مجلس دستوري لمراقبة دستورية القوانين والبت في‬
‫النزاعات والطعون الناشئة عن االنتخابات الرئاسية والنيابية‪ ،‬على أنه يعود حق مراجعة هذا المجلس‬
‫فيما يتعلق بمراقبة دستورية القوانين إلى كل من رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب ورئيس‬
‫مجلس الوزراء أو إلى عشرة أعضاء من مجلس النواب‪ ،‬والى رؤساء الطوائف المعترف بها قانونا‬
‫فيما يتعلق حصرا باألحوال الشخصية"‬
‫‪ -‬المادة (‪ ) 53‬الفقرة (‪ )11‬التي تنص على‪ " :‬أن رئيس الجمهورية يعرض أي أمر من األمور‬
‫الطارئة على مجلس الوزراء من خارج جدول األعمال"‪ ( .‬والمشروع ليس طارئاً)‪.‬‬
‫ج‪ -‬المنطق القانوني‪.‬‬
‫د‪ -‬المواثيق الدولية لحقوق اإلنسان ( وخاصة لجهة حقوق المرأة والطفل)‪.‬‬
‫هـ ‪ -‬مقاصد الشريعة اإلسالمية الغراء ( الدين‪ ،‬النفس‪ ،‬العقل‪ ،‬النسل‪ ،‬المال)‪.‬‬
‫الكيان اإلسالمي في لبنان ( األوقاف‪ ،‬المحاكم الشرعية‪ ،‬دار الفتوى)‪.‬‬ ‫و‪-‬‬
‫ز‪ -‬مفهوم الطائفة‪ ،‬الذي ال يسري على من يختار الخضوع ألحكام المشروع عن طريق إجراء عقد‬
‫زواجه وفقا ً للصيغ المحددة فيه‪ ،‬ألن إحداث طائفة جديدة مثل هذه الطائفة سيؤدي إلى امتداد رقعة‬
‫الطوائف‪.‬‬
‫ح – مفهوم األسرة‪ :‬فالمشروع المطروح يؤسس لمفهوم األسرة باعتبارها أمشاجا ً وخليطا ً من األنساب‬
‫الصحيحة والخبيثة والدخيلة والمزورة‪.‬‬
‫ط – والمشروع يتعارض مع أحكام الشريعة اإلسالمية‪ :‬وعلى سبيل المثال ال الحصر نذكر المواد‬
‫التالية الواردة في مشروع رئيس الجمهورية‪:‬‬
‫‪ -1‬المادة األولى‪ :‬التي نصت على أن‪ " :‬يطبق القانون بصورة إلزامية على األشخاص الذين يختارون‬
‫الخضوع ألحكامه عن طريق إجراء عقد زواجهم وفقا ً للصيغ المحددة فيه‪ ..‬وهللا تعالى يقول‪َ :‬و َما كَا َن‬
‫َّللاَ َو َرسُولَهُ‬
‫ص ه‬ ‫سولُهُ أ َ ْمرا ً أ َ ْن يَ ُكونَ لَ ُه ُم ا ْلخِ ي ََرةُ م ِْن أ َ ْم ِر ِه ْم َو َم ْن يَ ْع ِ‬ ‫ِل ُمؤْ مِ ٍن َوال ُمؤْ مِ نَ ٍة إِذَا قَضَى ه‬
‫َّللاُ َو َر ُ‬
‫ض هل ضَالال ً ُم ِبينا ً (سورة األحزاب‪ :‬اآلية‪. )36:‬‬ ‫فَقَ ْد َ‬

‫‪ -2‬المادة التاسعة‪ :‬التي نصت على أن‪ :‬ال يجوز عقد الزواج بين شخصين أحدهما مرتبط بزواج قائم‬
‫وإال كان العقد باطالً"‪.‬‬
‫أما هللا تعالى فقد أباح تعدد الزوجات في ( سورة النساء‪ /‬اآلية‪.)3 :‬‬
‫‪ -‬المادة العاشرة‪ :‬التي نصت على أنه‪:‬‬
‫" ال يصح الزواج‪:‬‬
‫‪15‬‬
‫بين األصول والفروع‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫بين األخوة واألخوات‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫بين من تجمعهما قرابة أو مصاهرة دون الدرجة الرابعة وال فرق في تطبيق هذه‬ ‫‪-3‬‬
‫المادة بين القرابة الشرعية أو غير الشرعية أو بالتبني"‬
‫وبالتالي تكون هذه المادة قد خالفت الشريعة بما يلي‪:‬‬
‫أغفلت منع الزواج بسبب قرابة الرضاع‪ -‬وهللا تعالى حرم الزواج من األمهات‬ ‫أ‪-‬‬
‫واألخوات من الرضاعة في ( سورة النساء‪ /‬اآلية ‪.)23‬‬
‫اعتبرت قرابة التبني مانعة للزواج كقرابة نسب‪ :‬خالفا ً ألحكام الشريعة اإلسالمية التي‬ ‫ب‪-‬‬
‫نصت عليها ( سورة األحزاب‪ /‬اآلية‪.)37 :‬‬
‫المادة (‪ :)20‬التي نصت على أن ‪ " :‬كال الزوجين ملزم بالنفقة تبعا ً لموارده عمالً‬ ‫‪-4‬‬
‫بالمادة ‪ 20‬من هذا القانون"‪.‬‬
‫وهللا تعالى فرض النفقة على الزوج دون الزوجة ( سورة النساء‪ /‬اآلية‪.)34 :‬‬
‫المادة (‪ :)25‬التي نصت على أن ‪ " :‬يتساوى الرجل والمرأة في حق طلب الطالق"‪:‬‬ ‫‪-5‬‬
‫وهللا تعالى جعل الطالق بيد الرجل‪ -‬إال إذا اشترطت الزوجة أن تكون العصمة بيدها‪ -‬وجعل للمرأة حق‬
‫طلب التفريق ( سورة الطالق‪ -‬اآلية‪ )1 :‬و ( سورة البقرة‪ /‬اآلية‪ )237 :‬و( سورة األحزاب‪ /‬اآلية‪.)49 :‬‬
‫المادة (‪ :)26‬التي نصت على أنه ‪ " :‬ال يصح الطالق بالتراضي" وهللا تعالى أباح‬ ‫‪-6‬‬
‫ذلك بالمخالعة ( سورة البقرة‪ /‬اآلية‪.)229 :‬‬
‫المادة (‪ :)27‬التي نصت على أنه ‪ " :‬ال يقضي بالطالق إال ألحد األسباب اآلتية‪:‬‬ ‫‪-7‬‬
‫‪ -000‬الغيبة المنقطعة خمس سنوات على األقل"‪ :‬بينما نص الحكم الشرعي على نوعين من الغيبة‪:‬‬
‫الغيبة دون أن يترك الزوج لزوجته نفقة؛ عند ذلك تجاب الزوجة لطلب التفريق فورا ً‬ ‫أ‪-‬‬
‫بعد إجراء التحقيقات‪.‬‬
‫الغيبة وقد ترك الزوج لزوجته نفقة‪ .‬فالحكم الشرعي يفرق بين حالتين‪:‬‬ ‫ب‪-‬‬
‫الغيبة بسبب ظروف الحرب‪ :‬فتنتظر سنة واحدة بعد رجوع المحاربين‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫الغيبة في غير ظروف الحرب‪ :‬حيث تنتظر أربع سنوات فقط‪.‬‬ ‫‪-2‬‬

‫‪16‬‬
‫المادة (‪ :)34‬التي نصت على أنه ‪ " :‬يمتنع على المرأة أن تتزوج قبل انقضاء ‪300‬‬ ‫‪-8‬‬
‫يوم على إبطال الزواج‪ ،‬إال إذا كانت حامالً ووضعت مولودها قبل انقضاء هذه المدة‪ " ...‬وذلك خالفا ً‬
‫لألحكام الشرعية التي جعلتها كما يلي‪:‬‬
‫إذا كانت من أصحاب الحيض فعدتها ثالثة قروء ( سورة البقرة‪ /‬اآلية‪.)228 :‬‬ ‫أ‪-‬‬
‫إذا كانت حامالً‪ ،‬فعدتها بوضع حملها ( سورة الطالق‪ /‬اآلية‪.)4 :‬‬ ‫ب‪-‬‬
‫إذا بلغت سن اليأس من المحيض‪ ،‬فعدتها ثالثة أشهر ( سورة الطالق‪ /‬اآلية‪.)4 :‬‬ ‫ج‪-‬‬
‫والمرأة التي توفي عنها زوجها‪ ،‬فعدتها مائة وثالثون يوما ً ( سورة البقرة‪ /‬اآلية‪.)234 :‬‬ ‫د‪-‬‬
‫المادة (‪ :)35‬التي نصت على أنه‪ " :‬الهجر هو انفصال الزوجين في المسكن والحياة‬ ‫‪-9‬‬
‫المشتركة‪ ،‬مع بقاء رابطة الزوجية قائمة بينهما‪.‬‬
‫ان‪( {...‬سورة البقرة‪ :‬اآلية‪:‬‬
‫س ٍ‬‫ساكٌ ِّب َم ْع ُروفٍ أ َ ْو تَس ِّْري ٌح ِّبإِّحْ َ‬
‫َان َفإ ِّ ْم َ‬ ‫}الط ُ‬
‫الق َم َّرت ِّ‬ ‫َّ‬ ‫وهذا يناقض قوله تعالى‪:‬‬
‫ض َرارا ِّلت َ ْعتَدُوا‪( { ...‬سورة البقرة‪ :‬اآلية‪. )231:‬‬ ‫ً‬ ‫‪ ) 229‬وقوله أيضاً‪َ ...} :‬وال ت ُ ْم ِّسكُوه َُّن ِّ‬
‫صت ُ ْم فَال تَمِّ يلُوا ُك َّل ْال َم ْي ِّل فَتَذَ ُروهَا‬ ‫}ولَ ْن ت َ ْستَطِّ يعُوا أ َ ْن ت َ ْع ِّدلُوا َبيْنَ النِّ َ‬
‫ساءِّ َولَ ْو َح َر ْ‬ ‫وكذلك اآلية الكريمة‪َ :‬‬
‫غفورا َرحِّ يما{ (سورة النساء اآلية‪. )129:‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫َّللاَ َكانَ َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬
‫ص ِّل ُحوا َوتَتقوا فإِّن َّ‬‫ك َْال ُمعَلَّقَ ِّة َوإِّ ْن ت ُ ْ‬
‫‪ - 10‬المادة (‪ :)38‬التي نصت على أنه ‪ " :‬يصح الهجر بالتراضي على أن يجري تدوينه بقرار‬
‫تتخذه المحكمة المختصة"‪.‬‬
‫وهذا تشجيع واضح على الزنا‪.‬‬
‫المادة (‪ :)39‬التي نصت على أنه ‪ " :‬بإمكان كل من الزوجين طلب الطالق إذا انقضت‬ ‫‪-11‬‬
‫ثالث سنوات على إبرام الحكم بالهجر دون عودتهما إلى الحياة المشتركة"‪.‬‬
‫وهذا يعني أن الهجر يبدأ عادة قبل الحكم به بسنة أو سنوات‪ ،‬ثم يستمر بعد إنبرام الحكم ثالث سنوات‪،‬‬
‫يجوز بعدها طلب الطالق الذي يستمر سنوات حتى ينبرم الحكم‪ ،‬وعلى المرأة أن تعتد بعدها حوالي‬
‫سنة‪ ،‬فيكون قد مر على تباعدهما حوالي عشر سنوات قبل الطالق الرسمي‪ .‬فهل يمكن للزوجين أن‬
‫يصبرا على ذلك دون الوقوع في الزنا؟‬
‫المادة (‪ :)57‬التي نصت على أن‪ " :‬موافقة الزوج اآلخر شرط لصحة اإلقرار‬ ‫‪-12‬‬
‫بالنسب"‪.‬‬
‫والمادة ‪ :64‬التي نصت على أن‪ " :‬موافقة الزوج اآلخر شرط لصحة االعتراف"‪ ،‬وذلك خالفا ً ألحكام‬
‫الشريعة اإلسالمية التي تثبت النسب بمجرد حصول عقد الزواج واإلقرار وهو سيد األدلة‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫المادة (‪ :)60‬التي نصت على أن ‪ " :‬الولد غير الشرعي هو المولود خارج إطار‬ ‫‪-13‬‬
‫مؤسسة الزواج الشرعي المنظمة في هذا القانون"‪.‬‬
‫وهذا ال ينسجم مع احترام المعتقدات الدينية وحمايتها؟‪.‬‬
‫‪ -14‬المادة (‪ :)61‬التي نصت على أن ‪ " :‬البنوة غير الشرعية في نطاق تطبيق هذا القانون هي البنوة‬
‫الناتجة من عالقة شخصين أحدهما متزوج وفق هذا القانون"‪.‬‬
‫وهذا أيضا ً ال ينسجم مع احترام المعتقدات الدينية وحمايتها؟‪..‬‬
‫‪ -15‬المادة (‪ :)64‬التي نصت على أنه ‪ " :‬يجوز إثبات انتساب الولد غير الشرعي إلى أبيه"‪:‬‬
‫‪ -1‬في حالة الخطف أو االغتصاب عندما يكون الحمل قد حصل في الوقت العائد إليهما‪.‬‬
‫‪ -2‬في حالة اإلغراء بالطرق االحتيالية ( التجاوز في استعمال السلطة‪ -‬الوعد بالزواج)‪.‬‬
‫‪ -3‬في الحالة التي توجد فيها رسائل أو مخطوطات أخرى صادرة عن األب المزعوم وتتضمن اعترافا ً‬
‫باألبوة خاليا ً من االلتباس"‪.‬‬
‫كيف ينسم هذا مع احترام المعتقدات الدينية وحمايتها‪.‬‬
‫‪ -16‬المادة (‪ :)73‬التي نصت على أن ‪ " :‬التبني عقد قضائي ينشئ بين المتبني وال ُمت َبنى الحقوق‬
‫والواجبات العائدة للبنوة الشرعية"‪.‬‬
‫والمادة (‪ :)80‬التي نصت على أنه‪ " :‬ال يصح تبني الوالدين أوالدهما غير الشرعيين" في حين أنه‬
‫يصح تبني أوالد اآلخرين؟!!‬
‫‪ -17‬المادة (‪ :)83‬التي نصت على أنه ‪ " :‬تنشأ موانع زواج جديدة بين كل من المتبني والمتبنى‬
‫وأقاربهما"‪.‬‬

‫وهللا تعالى يقول ‪َ :‬و َما َجعَ َل أ َ ْد ِعيَا َء ُك ْم أ َ ْبنَا َء ُك ْم ذَ ِل ُك ْم قَ ْولُ ُك ْم ِبأ َ ْف َوا ِه ُك ْم َو ه‬
‫َّللاُ يَقُو ُل ا ْلحَقه َوهُ َو يَ ْهدِي ال ه‬
‫س ِبي َل‬
‫ِين‪( ...‬سورة األحزاب‪:‬‬ ‫َّللا فَ ِإ ْن لَ ْم ت َ ْعلَ ُموا آبَا َء ُه ْم فَ ِإ ْخ َوانُ ُك ْم فِي الد ِ‬ ‫سطُ ِع ْن َد ه ِ‬ ‫* ا ْدعُو ُه ْم ِِلبَائ ِِه ْم ه َُو أ َ ْق َ‬
‫اآليتان‪ 4 :‬و‪.)5‬‬
‫‪ -18‬المادة (‪ :)84‬التي نصت على أنه ‪ " :‬يمكن فسخ عقد التبني بقرار تتخذه المحكمة المختصة في‬
‫غرفة المذاكرة ألسباب ذكرتها"‪.‬‬
‫فيعود الحرام حالالً والممنوع مباحاً؟!!‬

‫‪18‬‬
‫‪ -19‬المادة (‪ :)86‬التي نصت على أن " الوالية الجبرية على القاصر هي لألب‪ ،‬وهي لألم في حال‬
‫وفاة األب أو جنونه أو اعتباره مفقودا ً وإذا لم يكن للقاصر أب وال أم فعلى المحكمة المختصة أن تعين‬
‫له وصياً"‪.‬‬
‫أما شرعا ً فالوالية للجد في حال وفاة األب‪.‬‬
‫‪ -20‬المادة (‪ :)110‬التي نصت على أنه " تطبق على الزوجين اللذين عقدا زواجهما وفقا ً لهذا القانون‬
‫أحكام اإلرث والوصية وتحرير التركات العائدة لنظام األحوال الشخصية التابع له كل منهما مع مراعاة‬
‫المبدأين اآلتيين‪:‬‬
‫‪ " -1‬ال يحول اختالف الدين دون التوارث بين الزوجين ودون إفادة األوالد"‪.‬‬
‫وهذا يناقض قول رسول هللا (ص)‪ " :‬ال يتوارث أهل ملتين شتى‪ -‬أي أهل دينين مختلفين" ويناقض‬
‫اإلجماع‪.‬‬
‫‪ " -2‬يبقى اختصاص النظر في قضايا اإلرث والوصية وتحرير التركات والنـزاعات الناشئة عنها‬
‫للمحاكم المدنية دون سواها"‪.‬‬
‫إذا ً فالمحاكم المدنية تحكم باألحكام الشرعية حسب هذه المادة؟‬
‫فكيف تحكم بإرث الزوجة الثانية وأوالدها‪ ،‬فهم سيكونون غير شرعيين بنظر المحكمة المدنية‪ -‬وفق‬
‫أحكام هذا المشروع‪ -‬في حين أنهم شرعيون بنظر األحكام الشرعية‪.‬‬
‫ثانيا ً‪ -‬على صعيد التعليم الديني‪:‬‬
‫يدعو المؤتمر مجلس النواب إلى تحمل مسؤوليته كاملة بإقرار التعليم الديني إلزاميا ً‬ ‫‪-1‬‬
‫ضمن المنهاج والدوام الرسمي‪.‬‬
‫دعوة مجلس الوزراء إلدراج تمويل التعليم الديني في المدارس الرسمية ضمن موازنة‬ ‫‪-2‬‬
‫وزارة التربية الوطنية ووزارة التعليم المهني والتقني‪.‬‬
‫دعوة وزارة التربية الوطنية للتنسيق مع دار الفتوى والمجلس اإلسالمي الشيعي‬ ‫‪-3‬‬
‫األعلى إلصدار كتاب موحد للتربية الدينية لدى المسلمين‪ ،‬يقوم المركز الوطني للبحوث واإلنماء بتمويله‬
‫أسوة بسائر المقررات الدراسية‪.‬‬
‫ثالثا ً‪ -‬على صعيد األبحاث والدراسات‪:‬‬
‫تكليف لجنة مختصة لدراسة مشروع قانون إسالمي جديد موحد لألحوال الشخصية‬ ‫‪-1‬‬
‫للمسلمين في لبنان‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫إنشاء لجنة دائمة من المختصين بالشريعة اإلسالمية لدراسة مشاريع القوانين التي‬ ‫‪-2‬‬
‫تقدم إلى المجلس النيابي وتحديد مطالعتها تمهيدا ً لتقديمها للمراجع المختصة‪.‬‬
‫يدعو المؤتمر رجال التشريع والفقه والقضاء إلى التنبه لخطورة المشروع من خالل‬ ‫‪-3‬‬
‫قراءة نصه وأبعاده وانعكاساته الخطيرة االجتماعية والديمغرافية والوطنية‪.‬‬
‫تكليف لجنة خبراء إلعداد دراسة تتناول تطوير شؤون القاصرين في المحاكم‬ ‫‪-4‬‬
‫الشرعية يحفظ حقوقهم واالستفادة من تجارب الدول األخرى‪.‬‬
‫العمل من أجل تحسين أداء المحاكم الشرعية‬ ‫‪-5‬‬
‫إصدار مجلة قضائية شرعية يشرف عليها مجلس القضاء الشرعي األعلى بالتعاون‬ ‫‪-6‬‬
‫مع كليات الشريعة‪ ،‬تنشر فيها تدوينات األحوال الشخصية واألحكام القضائية واألبحاث الشرعية‬
‫والقانونية‪ ،‬خاصة تلك التي تصدر عن ندوات ولقاءات ومؤتمرات متخصصة لدراسة مدى تأثير القضايا‬
‫المستجدة والمتزايدة على أوضاع األسرة‪.‬‬
‫رابعا‪ -:‬على الصعيد االجتماعي‪:‬‬
‫يدعو المؤتمر كل الغيورين من أبناء هذه األمة إلى حشد كل الطاقات وخاصة الفكرية‬ ‫‪-1‬‬
‫منها للوقوف في وجه هذا المشروع الذي يؤسس النقسامات رهيبة باسم االنصهار الوطني تارة وباسم‬
‫المساواة بين اللبنانيين تارة أخرى‪.‬‬
‫إن شعار‪ } :‬الدين هلل والوطن للجميع {قد تنكر له رافعوه وحاملوه بانزالقهم في‬ ‫‪-2‬‬
‫مزايدات الوطنية ومحاولة احتكارهم الوطن والدين معا ً فال الوطن ملك نزعات حزبية أو هوائية طارئة‬
‫على تراث األمة وحضارتها وقيمها وال الدين ألعوبة بيد أحد‪.‬‬
‫يرى المؤتمر أن قضية األسرة أطهر وأنزه وأرفع من أن تزج في سوق المساومات‬ ‫‪-3‬‬
‫السياسية والحسابات الرئاسية ولعبة االنتخابات البلدية واالختيارية‪.‬‬
‫ويطالب المؤتمر بسحب المشروع فورا ً من مجلس الوزراء ويهيب بالمجلس النيابي‬ ‫‪-4‬‬
‫للوقوف أمام مثل هذه الطروحات‪.‬‬
‫يحرص المؤتمر على جيل الشباب‪ ،‬رجال الغد‪ ،‬وعليه فإنه يناشد دعاة الزواج المدني‪،‬‬ ‫‪-5‬‬
‫للكف عن التالعب بغرائز الشباب وعواطفهم بدل االحتكام إلى شرع هللا تعالى‪ ،‬ويدعو الشباب المثقف‬
‫إلى التحلي بالروح المعرفية التي تقتضي سؤال أهل االختصاص عن حال هذا المشروع ومأله‪ ،‬عمالً‬
‫سأَلوا أ َ ْه َل ِ‬
‫الذك ِْر إِ ْن ُك ْنت ُ ْم ال ت َ ْعلَ ُمونَ ‪.‬‬ ‫بقوله تعالى‪ :‬فَا ْ‬
‫يدعو المؤتمر اللبنانيين إلى عدم الذهول عن ثروتهم الروحية التي تشكل كنـزهم‬ ‫‪-6‬‬
‫الوطني األكبر ويرى في العائالت الروحية صمام أمان وحصنا ً منيعا ً ال يُدك‪ ،‬كان له الدور الرئيس في‬

‫‪20‬‬
‫الحفاظ على هوية لبنان وكيانه ووحدته‪ ،‬وخاصة خالل الحرب الطويلة التي تلوثت بها كثير من األيدي‬
‫العلمانية المعروفة‪.‬‬
‫يرى المؤتمر في المشروع محاولة مشبوهة إليجاد مفهوم مستورد للنظام العام‬ ‫‪-7‬‬
‫واآلداب العامة واألخالق العامة ومن شأنه تكريس العالقات غير الشرعية‪.‬‬
‫السعي إلنشاء مراكز لإلرشاد االجتماعي تابعة للمحاكم الشرعية تناط بها مهمة‬ ‫‪-8‬‬
‫المساهمة الوقائية في حماية األسرة وحل معضالتها‪.‬‬
‫خامسا ً‪ -‬على الصعيد اإلعالمي‪:‬‬
‫يسجل المؤتمر أسفه الشديد لتدني مستوى خطاب بعض المسؤولين البارزين في الحكم‬ ‫‪-1‬‬
‫وخاصة لجهة إطالق العنان لعبارات وأفكار غير مسؤولة تنال من المقامات الروحية والرئاسات الدينية‪.‬‬
‫يسجل المؤتمر استهجانه للمواقف اإلعالمية العلمانية المتوترة التي تطالب باحترام‬ ‫‪-2‬‬
‫المؤسسات الدستورية‪ ،‬وتتجاهل ما نص عليه الدستور اللبناني في المادة (‪ )9‬من ضرورة تأدية الدولة‪-‬‬
‫بما فيها هذه المؤسسات‪ -‬لفروض اإلجالل هلل تعالى واحترام األديان والمذاهب ونظام األحوال الشخصية‪.‬‬
‫يناشد المؤتمر المراجع المختصة الترخيص لإلعالم اإلسالمي‪ ،‬ويطالب بشدة بوضع‬ ‫‪-3‬‬
‫حد للفلتان األخالقي في اإلعالم الفاسد‪.‬‬
‫سادسا ً‪ -‬في المجال القانوني ( أو التشريعي)‪:‬‬
‫يؤكد المؤتمر على ضرورة التأسي باإلجماع التشريعي العربي في مجال األحوال‬ ‫‪-1‬‬
‫الشخصية وخاصة استلهام القانون السوري لألحوال الشخصية الذي يطبق على جميع السوريين بكافة‬
‫طوائفهم ومللهم ونحلهم سوى ما تستثنيه المادة (‪ )307‬المتعلقة بإقرار بعض األحكام الخاصة للطائفة‬
‫الدرزية والمادة (‪)308‬المتعلقة ببعض آثار الزواج لدى الطوائف المسيحية واليهودية‪.‬‬
‫يطالب المؤتمر رئيس الجمهورية باإلفراج عن مشاريع المراسيم المعدة لملء مراكز‬ ‫‪-2‬‬
‫شاغرة في المحاكم الشرعية السنية والجعفرية نتيجة لمباراة أجراها مجلس القضاء الشرعي حسب‬
‫األصول‪ ،‬وال تزال حبيسة في أدراج القصر الجمهوري‪ ..‬منذ أمد بعيد‪...‬‬
‫سابعا ً‪ -‬في المجال القضائي‪:‬‬
‫دراسة موضوع التقدم بدعوى ضد أي هيئة أو شخصية ثبت تعرضها لسمعة السلطة‬ ‫‪-1‬‬
‫القضائية بجناحيها الشرعي والروحي‪.‬‬
‫ثامنا ً‪ -‬على الصعيد األكاديمي والتربوي والثقافي‪:‬‬
‫مناشدة وزارة التربية الوطنية والمركز التربوي للبحوث واإلنماء إيالء الثقافة الفقهية‪،‬‬ ‫‪-1‬‬
‫فيما يختص بالزوجة واألسرة‪ ،‬المكان المناسب ضمن مادة التربية المدنية في المرحلة الثانوية‪ ،‬وذلك‬
‫نظرا ً للجهل المتفشي في معرفة حقوق وواجبات األزواج‪.‬‬
‫‪21‬‬
‫نظرا ً للجهل الفاضح في حقوق الزوجين وواجباتهما يلح المؤتمر على المحاكم‬ ‫‪-2‬‬
‫الشرعية طباعة هذه الحقوق والواجبات‪ ،‬وأهم األحكام الشرعية‪ ،‬على وثيقة الزواج‪ ،‬تأدية لواجب التبليغ‬
‫وقطعا ً لعذر الجهل‪.‬‬
‫دعوة كليات الشريعة والدراسات اإلسالمية للتعاون مع جمعيات حماية األسرة والطفل‬ ‫‪-3‬‬
‫للمساهمة في توعية المتزوجين بحقوقهم وواجباتهم‪.‬‬
‫استحداث دبلوم لإلرشاد االجتماعي خاص بحاملي اإلجازة في الشريعة والدراسات‬ ‫‪-4‬‬
‫اإلسالمية لتأهيلهم في حماية األسرة وحل النزاعات العائلية‪.‬‬
‫إجراء دورات تأهيلية لألئمة والخطباء حول أصول تسوية النـزاعات العائلية كونهم‬ ‫‪-5‬‬
‫أكثر الشرائح لصوقا ً بالمجتمع‪.‬‬
‫إنشاء بروتوكول تعاون بين المحاكم الشرعية وكليات العلوم االجتماعية إليجاد نوع‬ ‫‪-6‬‬
‫من التنسيق والتعاون في إجراء الدراسات واإلحصاءات الالزمة لتطوير العمل ومالحظة الخلل‪.‬‬
‫إجراء دورات متخصصة للمحامين بالتعاون مع نقابة المحامين في طرابلس وبيروت‬ ‫‪-7‬‬
‫بغية رفع مستوى التقاضي وشحذ ذهنية المحامين للتعامل مع نصوص الفقه اإلسالمي‪.‬‬
‫دعوة كليات الحقوق تسليم كراسي األحوال الشخصية ألهل االختصاص الدقيق‪.‬‬ ‫‪-8‬‬
‫دعوة كليات العلوم االجتماعية إدراج مادة األحوال الشخصية ضمن المنهاج العام‬ ‫‪-9‬‬
‫نظرا ً للصوقها المباشر بعمل المرشدين والمساعدين االجتماعيين‪.‬‬
‫تاسعا ً‪ -‬في تفعيل وتعزيز المحاكم الشرعية‪:‬‬
‫تعزيز مجلس القضاء الشرعي األعلى والتأكيد على التفرغ في العضوية واإلفادة من‬ ‫‪-1‬‬
‫الكفاءات العالية في الشريعة والقانون‪.‬‬
‫اقتراح تعديل نص المادة (‪ )242‬من قانون تنظيم القضاء الشرعي التي تحيل إلى‬ ‫‪-2‬‬
‫الرأي الراجح في مذهب اإلمام أبي حنيفة وذلك لإلفادة من مختلف المذاهب بما يناسب مصالح العباد‬
‫واإلفادة من التجربة التشريعية السورية في هذا الموضوع‪.‬‬
‫إنشاء معهد للقضاء الشرعي يشرف عليه مجلس القضاء الشرعي األعلى‪ .‬فإجازة‬ ‫‪-3‬‬
‫الجامعة الشرعية أو الحقوقية ال تكفي وحدها لتولي القضاء‪ ،‬وال بد من تنويع الدراسة وتكثيف التدريب‬
‫والعناية بعلوم النفس واالجتماع واللغة األجنبية وأصول المحاكمات الشرعية والمدنية‪ ،‬وتنمية قدرات‬
‫الشخصية اإلسالمية‪ ،‬العلمية والخلقية‪ ،‬عند القضاة الجدد‪.‬‬
‫المطالبة بإعادة الحال إلى ما كانت عليه في مجلس القضاء الشرعي األعلى وذلك‬ ‫‪-4‬‬
‫بإخراج المفتش القضائي من عداد أعضاء المجلس وإعادة العمل بالنصوص السابقة‪.‬‬
‫‪22‬‬
‫تعديل نفقة الولد بحيث تصبح من تاريخ المطالبة بها قضاء‪ ،‬وليس من تاريخ صدور‬ ‫‪-5‬‬
‫الحكم‪.‬‬
‫تعديل قيمة المهور المعقودة قديماً‪ ،‬قبل انهيار النقد الوطني‪ ،‬واعتبار قيمتها في زمانها‬ ‫‪-6‬‬
‫بقيمة الذهب أو بقيمتها من العمالت الرائجة األكثر استقراراً‪.‬‬
‫التوسع بأسباب طلب التفريق المقدمة من قبل الزوجة وذلك كانعدام التآلف والتواد‬ ‫‪-7‬‬
‫بين الزوجين مما يؤدي إلى استحالة المعاشرة بالمعروف‪.‬‬
‫التعديل في أحكام الحضانة‪ ،‬تبعا ً ألرجح اآلراء في الفقه اإلسالمي واعتبارها تدور‬ ‫‪-8‬‬
‫مع مصلحة األوالد للرعاية المطلقة في أنفسهم وأموالهم‪.‬‬
‫تخيير البنت عند البلوغ في اللحاق بأحد والديها‪ ،‬ورفع سن الحضانة إلى اثني عشر‬ ‫‪-9‬‬
‫عاماً‪.‬‬
‫عدم إلزام قضاة الشرع ارتداء الزي الديني‪.‬‬ ‫‪-10‬‬
‫وأخيراً‪ ...‬فإن المؤتمر يوجه شكره الجزيل لسماحة مفتي الجمهورية اللبنانية ولسماحة رئيس المجلس‬
‫اإلسالمي الشيعي األعلى‪ ،‬وللسادة الوزراء والنواب والعلماء والباحثين والهيئات المشاركة وكل من بذل‬
‫جهدا ً في إنجاح المؤتمر‪ ،‬ويرى في التعاون البناء بين الجميع تعبيراً ايجابيا ً وحضاريا ً‪ ...‬ويأمل من‬
‫جميع المسؤولين والمراجع المختصة التجاوب السريع والفاعل مع المطالب المحقة‪.‬‬
‫وآخر دعوانا أن الحمد هلل رب العالمين‪.‬‬
‫األمانة العامة‬
‫طرابلس في‪ 18 :‬ذي الحجة ‪ 1418‬هـ‪.‬‬
‫الموافق‪1998/4/15 :‬م‬

‫‪23‬‬
‫مواقف علماء الدين المسلمين‬
‫‪5‬‬
‫رأي اإلمام السيد موسى الصدر (أعاده هللا) في الزواج المدني‬
‫مقابلة فيصل مقهور ‪ ،‬صحيفة البيرق‪ ،‬الثالثاء‪ 04 ،‬ك‪1977 ،2‬‬
‫كونا وطنا ً على غرار األوطان في أوروبا وغيرها‪ ،‬ال‬ ‫"باختصار نريد بلدا ً للعدالة الخاصة‪ ،‬يعني لو َّ‬
‫يبقى للبنان أي تمايز خاصة بوجود تعايش الطوائف‪ .‬فإبقاء لهذه النكهة‪ ،‬إذا عممنا العدالة وألغينا‬
‫الطائفية السياسية‪ ،‬يجب أن يبقى قانون األحوال الشخصية وأن ال يصبح نظام لبنان نظاما ً علمانيا‪ً.‬‬
‫ألننا نكون عند ذلك قد قضينا على الثقافات الدينية واالرتباطات الدينية المتعددة في البدء والختام‪ .‬لو‬
‫أن قانون األحوال الشخصية كما نعلم ينظم عالقات االنسان في بدايته ونهايته‪ ،‬في والدته من خالل‬
‫الزواج وفي نهايته من خالل الميراث‪ .‬فإبقاء قانون األحوال الشخصية سيحفظ لنا تنوع لبنان والثقافة‬
‫الدينية المتنوعة وال يكون مقابل ذلك مانعا ً أمام توحيد الشعب وخلق الوحدة الوطنية‪ ،‬والمجلس الشيعي‬
‫قام بدراسة الوضع في المستقبل ووضع ورقة عمل مطبوعة ومعروضة في هذا الخصوص‪".‬‬

‫‪6‬‬
‫رأي الشيخ محمد مهدي شمس الدين (قده) في الزواج المدني‬
‫من بحث قدم إلى مؤتمر اإلسالم وتنظيم الوالدية المنعقد في الرباط ‪1971/12/29-24‬‬

‫‪https://www.imamsadr.net/News/news.php?NewsID=6185 5‬‬
‫‪6‬‬

‫_?‪https://www.facebook.com/ImamChamseddine/posts/490328931002701‬‬
‫‪_xts__[0]=68.ARBXe-‬‬
‫‪DFHWIf5l3GdI3swdmgez2AOCTHePUcbfwdX_ZxPm4AKB-‬‬
‫‪HMWri7mD9hBsd_GvnFeQb3fZiu8ElbWL-lUH3_vwq66B-‬‬
‫‪zqqziZ81lTnPvNloETSY1F2KNr_6Ph7xuEk35ijn5Aa9qxPhK8rHZC9BNin0WgQ‬‬
‫‪9HEVD3W1iPPS-3TEupmb399iP89-‬‬
‫‪CpJKYtIH9_f2ZI6_jJ7JkKUwsYTVCdTfK_97DHmgFPxYjJOGb7y6SaN9NffWrP1‬‬
‫‪kP7ZBZJSrdd-Tc_Qd-LwiIhpTptHkp1mOcxO2xTSdOjuM1M5icxv-61OeecvKC-‬‬
‫‪yE7i3jd1i3C_jNXhfPe&__tn__=H-R‬‬

‫‪24‬‬
‫" طبقت بعض الحكومات في الدول اإلسالمية مبدأ الزواج المدني‪ ،‬وتتعاظم الدعوة إليه في كثير من‬
‫الدول األخرى ‪ .‬وهو في رأينا باإلضافة إلى أنه غير مشروع‪ ،‬يشكل خطرا ً على كيان األسرة المسلمة‬
‫‪.‬‬
‫‪ -1‬فهو غير مشروع ألن عقد الزواج في الشريعة اإلسالمية يجب أن يتم بألفاظ مخصوصة على نحو‬
‫اإليجاب والقبول‪ .‬وإذا لم يتوافر هذا في العقد المدني ال يكون له أثر في إيجاد عالقة الزوجية الشرعية‬
‫بين الرجل والمرأة ‪.‬‬
‫‪ -2‬يفتح الباب أمام المرأة المسلمة للزواج من غير مسلم‪ ،‬ويفتح الباب أمام المسلم للزواج من غير‬
‫المسلمة والكتابية‪ .‬وال يمكن أن تنشأ‪-‬من وجهة نظر اإلسالم‪ -‬عالقة الزوجية بين الرجل والمرأة في‬
‫هاتين الحالتين بوجه من الوجوه ‪.‬‬
‫‪ -3‬على فرض أن الزواج المدني تم بين المسلم والمسلمة‪ ،‬أو بين المسلم والكتابية‪ ،‬إال أنه سيخلف شعورا ً‬
‫بأنه عقد ال يتمتع بالقداسة الدينية‪ ،‬وهذا الشعور يدفع الزوجين إلى أن ينظرا إلى عالقة الزوجية وكأنها‬
‫عالقة عادية‪ ،‬ال تتمتع بعنصر اإللزام‪ ،‬مما يشجع الزوجين على تجاوزها ‪.‬‬
‫‪ -4‬الزواج المدني يستتبع الطالق المدني‪ ،‬فيستطيع الزوج متى شاء‪ ،‬وتستطيع الزوجة متى شاءت‪ ،‬فك‬
‫عالقة الزوجية‪ ،‬مما سيؤدي باألسرة المسلمة إلى التصدع بسرعة‪ ،‬مع ما يتبع ذلك من نشوء مشكالت‬
‫األطفال ‪.‬‬
‫‪ -5‬يؤدي الزواج المدني إلى أن ينشأ األطفال – في أغلب األحيان – دون إنتماء ديني إسالمي ‪ ،‬أو دون‬
‫إنتماء ديني على اإلطالق ‪.‬‬
‫إن الدعوة إلى الزواج المدني يقودها ملحدون‪ ،‬ومسلمون مضللون‪ ،‬ورجال دين مسيحيون في العالم‬
‫اإلسالمي‪ ،‬وذلك تحت شعارات فكرة العدالة‪ ،‬وإتاحة الفرصة لإلعتراف بمن ال يؤمنون بدين‪ ،‬وإقامة‬
‫مجتمع متجانس غير طائفي ‪.‬‬
‫إن هذه الشعارات ال واقع لها‪ ،‬فالعدالة تنبع من القانون والتشريع الديني‪ ،‬ال من تجاوزه ‪ .‬وليس اإلسالم‬
‫ملزما ً بإيجاد تبرير حقوقي لوضع من يرفضه وال يؤمن به‪ .‬والزواج المدني ال يؤثر على وحدة المجتمع‬
‫الوطنية ‪.‬‬
‫إن الزواج المدني في المدى القريب أو البعيد‪ ،‬يؤثر على الصبغة اإلسالمية للمجتمع اإلسالمي الذي‬
‫يحتوي على أقليات دينية أخرى‪ ،‬وملحدة‪ ،‬أو منحرفة في فهم اإلسالم ‪." .‬‬

‫‪25‬‬
‫‪7‬‬
‫رأي السيد محمد حسين فضل هللا (قده) في الزواج المدني‬
‫الزواج اإلسالمي هو زواج مدني من حيث الشكل‪ ،‬بمعنى أنه ال يشترط فيه أن يعقده عالم دين‪ ،‬أما من‬
‫حيث المضمون‪ ،‬فإن الزواج االسالمي الشرعي له شروطا ً ال تلتقي بالشروط والخط الذي يتحرك فيه‬
‫الزواج المدني كشرط الدين وبعض الجوانب األخرى‪ ،‬وهناك شروطا ً أيضا ً في فسخ الزواج الذي يختلف‬
‫فيه المنهج الشرعي اإلسالمي عن المنهج المدني‪ ،‬وكذلك في موضوع اإلرث‪ ،‬لذا نقول من وجهة النظر‬
‫اإلسالمية أن الزواج إذا لم يكن جامعا ً للشروط الشرعية المعتبرة سيكون زواجا ً باطالً‪ ،‬وسيكون عالقة‬
‫غير شرعية في نظر الدين وفي نظر المجتمع الذي يؤمن بالدين‪ .‬وبناءا ً عليه فإن إقرار الزواج المدني‬
‫من الناحية الشرعية بما يتعلق بالمسلمين وفي نطاق عدم التزامهم بالشروط الشرعية للزواج‪ ،‬هو إقرار‬
‫للزنى بطريقة قانونية‪.‬‬
‫إن نظام الزواج المدني بصيغته القانونية المتعارفة سواء من حيث الزواج أو فسخه "ليس موافقا ً لنظام‬
‫الزواج اإلسالمي الشرعي" رأينا الخاص في موضوع الصيغة‪ :‬ال أرى شرطية صيغة معينة في شرعية‬
‫عقد الزواج فكل صيغة تدل على توافق الطرفين عقديا ً وإنشائيا ً لإليجاب والقبول بالعرف العام تكون‬
‫صيغة شرعية مع استجماع الشروط الشرعية العامة‪ ،‬وال يشترط في الزواج اإلسالمي أن يكون بإشراف‬
‫عالم ديني‪ ،‬مع التأكيد الحاسم على ضرورة بقاء نظام المحاكم الشرعية إلدارة شؤون المسلمين الدينية‬
‫اإلسالمية ونحن ال نوافق مطلقا ً على أي قرار بإلغائها تحت أية صيغة كانت أو أي اعتبار آخر‪.‬‬
‫خالصة القول‪ ،‬إن التشريع اإلسالمي كأي تشريع آخر يعتبر أن أي عالقة غير خاضعة للشروط التي‬
‫يراهما أساسا ً لصحة أي عقد‪ ،‬هي عالقة غير شرعية‪ ،‬وبالتالي يمكن أن تكون عالقة زنى‪.".‬‬

‫‪8‬‬
‫دار الفتوى في الجمهورية اللبنانية‬
‫وطنية ‪ -‬رد المكتب اإلعالمي في دار الفتوى على السائلين عن موقف مفتي الجمهورية الشيخ عبد‬
‫اللطيف دريان ودار الفتوى والمجلس الشرعي اإلسالمي األعلى من موضوع الزواج المدني في لبنان‬
‫الذي أعيد طرحه وتداوله عبر مواقع التواصل االجتماعي وبعض وسائل اإلعالم وليس في المجلس‬
‫النيابي‪ ،‬وقال‪" :‬ان موقف المفتي دريان ودار الفتوى والمجلس الشرعي ومجلس المفتين معروف منذ‬
‫سنوات في الرفض المطلق لمشروع الزواج المدني في لبنان ومعارضته ألنه يخالف أحكام الشريعة‬
‫اإلسالمية السمحاء جملة وتفصيال من ألفه الى يائه ويخالف أيضا أحكام الدستور اللبناني في ما يتعلق‬

‫‪https://www.facebook.com/islammoasser/posts/272443572886327 7‬‬

‫‪/http://nna-leb.gov.lb/ar/show-news/392643 8‬‬

‫‪26‬‬
‫بوجوب احترام األحوال الشخصية المعمول به في المحاكم الدينية العائدة للبنانيين في المادة التاسعة‬
‫منه وبالتالي ال يمكن إقراره في المجلس النيابي دون اخذ راي وموقف دار الفتوى وسائر المرجعيات‬
‫الدينية في لبنان‪".‬‬

‫ودعا الى "عدم الخوض والقيل والقال في موضوع الزواج المدني الذي هو من اختصاص دار الفتوى‬
‫في الجمهورية اللبنانية المؤتمنة على دين اإلسالم ومصلحة المسلمين ‪.".‬‬

‫‪9‬‬
‫موقف مشيخة العقل‬
‫صدر عن سماحة شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن بخصوص ما أثير مجددا ً من‬
‫مسألة "الزواج المدني" ما يلي‪ " :‬مجددا أثيرت مسألة "الزواج المدني" ولنا في هذا السياق ان نؤكد على‬
‫بياننا الصادر بتاريخ ‪ 27‬شباط ‪ 2013‬الرافض لفكرة الزواج المدني واعتبار البيان المذكور من الثوابت‬
‫لدينا لما فيه من االلتزام الكامل بمبادئ استقرار األسرة وصالحها والمحافظة على مبدأ سمو عقد الزواج‬
‫وشرفه وصون مقاصده بالتأكيد على ميزته المعنوية على سائر العقود العادية‪."..‬‬
‫وطنية ‪ -‬صدر عن المكتب اإلعالمي للشيخ نصر الدين الغريب‪ 10‬في ما يخص موضوع الزواج المدني‪،‬‬
‫البيان االتي‪" :‬إن الموحدين الدروز المؤيدين األوائل للوحدة والعيش المشترك واإلنفتاح على كل الطوائف‬
‫المذاهب‪.‬‬ ‫خصوصية‬ ‫إحترام‬ ‫فالواجب‬ ‫هذا‬ ‫ومع‬ ‫واألديان‪،‬‬ ‫والمذاهب‬
‫نعلن بإسمنا وبإسم الهيئة الروحية الكريمة الرفض القاطع لكل ما هو مسيء لمجتمعنا وهادما ألركان‬
‫الدين‪ ،‬والتمسك بمآثر السلف الصالح وعاداتنا وتقاليدنا المعهودة وإتباع علم الشريعة وتعاليم الدين‬
‫الشريف ومن كان له رأيه وحيثيته فهذا شأنه‪ .‬والسالم على من عرف الحق فاتبعه وأدرك الباطل‬
‫فاجتنبه ‪".‬‬

‫بيـــــــان ملتقى علماء لبنان حول الزواج المدني‬


‫عُقد اجتماع لملتقى علماء لبنان في مسجد اإلمام علي بن أبي طالب رضي هللا عنه عصر يوم األحد‬
‫الواقع في الثاني والعشرين من ربيع األول ‪ 1434‬هجرية الموافق للثالث من شباط ‪ 2013‬ميالدية‪،‬‬
‫وبعد المناقشة والتداول تقرر ما يلي ‪:‬‬

‫‪http://mouwahidoundruze.gov.lb/news-details/6940/2 9‬‬

‫‪/http://nna-leb.gov.lb/ar/show-news/392839 10‬‬

‫‪27‬‬
‫• رفض العلماء طر َح مشروعِّ قانون الزواج المدني االختياري لما فيه من مخالفات صريحة وواضحة‬
‫بعض السياسيين لهذا الطرح‪ ،‬واستغربوا ما صرح به دولة‬ ‫ُ‬ ‫للقرآن والسُّنة وإجماع المسلمين وتبني‬
‫الرئيس سعد الدين رفيق الحريري في ر ِّده على سماحة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ الدكتور محمد‬
‫رشيد راغب قباني بخصوص الفتوى التي أفتى بها سماحته بناء الجتماعه بأصحاب السماحة مفتي‬
‫المناطق وقضاة الشرع الحنيف وأئمة وخطباء المساجد‪ ،‬التي بينت أن من يشرع من المسلمين هكذا‬
‫قانون أو يرضى به معتقدا ً حِّ لَّه يكون مرتدا ً عن دين اإلسالم‪ ،‬وتمنَّوا لو أن دولته ترك األمر في هذا‬
‫الشأن الهل الذكر العلماء إلتزاما ً بقوله تعالى {فَا ْسأَلوا أ َ ْه َل ال ِّذ ْك ِّر ِّإ ْن كُ ْنت ُ ْم ال ت َ ْعلَ ُمونَ } لكان ذلك أدعى‬
‫علَى‬ ‫علَى ْال ِّ‬
‫بر َوالت َّ ْق َوى َوالَ تَعَ َاونُواْ َ‬ ‫{‪.....‬وتَعَ َاونُواْ َ‬
‫َ‬ ‫إلى وحدة الكلمة والصف وانسجاما ً مع قوله تعالى‬
‫شدِّي ُد ْال ِّعقَا ِّ‬
‫ب }‪.‬‬ ‫َّللا إِّ َّن َّ َ‬
‫َّللا َ‬ ‫اإلثْ ِّم َو ْالعُد َْو ِّ‬
‫ان َواتَّقُواْ َّ َ‬ ‫ِّ‬
‫• وأكد السادة العلماء على أن الفتوى تصدر عن العلماء فقط وفق قواعد ثابتة معروفة عند الفقهاء مستمدة‬
‫من أدلتها التفصيلية‪ ،‬وليست مبنية على أهواء سياسية أو اعتبارات شخصية‪ ،‬وليس لغير الفقهاء أن‬
‫يتصدروا للفتوى لقوله عليه الصالة والسالم ‪ « :‬أجرؤكم على الفُتيا أجرؤكم على النار « علما ً بأن المبدأ‬
‫الشرعي أن كل من أنكر شيئا ً معلوما ً من ال ِّدين بالضرورة فهو مرتد خارج عن ملة اإلسالم‪ ،‬والمعلوم‬
‫من ال ِّدين بالضرورة هو ما ثبت بالقرآن الكريم أو األحاديث المتواترة‪.‬‬
‫• طالب السادة العلماء دولة الرئيس سعد الدين رفيق الحريري مراجعة أهل االختصاص قبل إبداء رأيه‬
‫في القانون الذي كان قد رفضه والده الشهيد رفيق الحريري رحمه هللا تعالى‪.‬‬
‫وأضافوا أن ما تكلم عنه دولته هوعقد الزواج المدني وليس قانون الزواج المدني‪ ،‬وهذا مر ُّده إلى التسمية‬
‫التي ُوضع بها‪ ،‬ولعلها كانت مقصودة من واضعي هذا القانون للتدليس على الناس‪ ،‬إذ كان األحرى بهم‬
‫أن يسموه باسم قانون األحوال الشخصية المدني كي ال يقع البعض في متاهات التسمية‪ .‬فلو َّ‬
‫اطلع دولته‬
‫ما هو قانون الزواج المدني وما فيه من مخالفات شرعية للقرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة لوقف‬
‫ضد هذا القانون كما وقف والده الشهيد‪.‬‬
‫• طالب العلماء فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الرجوع عن تأييده طرح هذا القانون النه‬
‫يضرب الدستور اللبناني أوالً ويؤثر على العيش المشترك والسلم األهلي ثانيا ولما قد يؤدي طرحه إلى‬
‫انقسامات داخل الساحة اللبنانية نحن بغنى عنها ‪ ،‬فلبنان حفظ نظامه من خالل الدستور لكل طائفة أحوالها‬
‫الشخصية الخاصة بها‪.‬‬
‫‪ - 5‬استنكر العلماء الرسم الكاريكاتوري الذي وضعته إحدى الصحف اللبنانية في عددها الصادر يوم‬
‫السبت الواقع في الثاني من شباط ‪ 2013‬ميالدية وفيه تطاول على العلماء‪ ،‬كما استنكروا ما بدر من‬
‫بعض وسائل اإلعالم المرئية والمسموعة والمكتوبة من المس والتطاول مع حفظ حق العلماء بالرد‬
‫القانوني أصوالً لدى المحاكم المختصة‪.‬‬
‫• طالب العلماء قيادة الجيش اللبناني والجهات المختصة إجراء تحقيق عادل وشفاف درءا ً للفتنة‬
‫بخصوص ما حصل مؤخرا ً في بلدة عرسال مع أسفهم واستنكارهم لسقوط ضحايا‪.‬‬
‫‪28‬‬
‫بيان صادر عن التجمعات والهيئات العلمائية في لبنان في االعتصام التضامني يوم‬
‫الجمعة ‪ 6‬ذي الحجة ‪1438‬ه الموافق ‪ 3‬نيسان ‪ 1998‬في حسينية االوزاعی‬
‫قال هللا تعالى ‪ " :‬فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة هللا التي فطر الناس عليها ال تبديل لخلق هللا ‪ ،‬ذلك الدين‬
‫القيم ولكن أكثر الناس ال يعلمون" سورة الروم آية رقم ‪30‬‬
‫في الوقت الذي تشتد فيه المؤامرة االمريكية الصهيونية المقنعة برداء القبول اإلسرائيلي بالقرار ‪،425‬‬
‫والدعوة األمريكية للبنان بالتفاوض حوله ‪ ،‬مستهدفة من خالل هجمة سياسية مدروسة مسبقا روح‬
‫التضامن والتماسك لدى الشعب اللبناني وضرب التعاون اللبناني ‪ -‬السوري أو الحصول على مكتسبات‬
‫طالما عجن العدو عن تحقيقها من خالل الحرب ‪ .‬وفي الوقت الذي تستكمل المقاومة االسالمية األشواط‬
‫االخيرة من مهمتها البطولية الرائعة التحرير‬
‫األرض المحتلة ورفع بيارق العز والنصر والكرامة للبنان وأهله ‪ ،‬مجسدة بذلك إيمانها بالوطن وحرصها‬
‫عليه ومعززة لحمة وتماسك أبنائه ومستمدة من عقيدتها الدينية كل زخم وإيمان بضرورة التضحية‬
‫ومقارعة االحتالل لدحره مذلوال يجر أذيال الخيبة والهزيمة ‪...‬‬
‫في هذا الوقت عينه تنطلق بعض الدعوات ضد الدين ورجاالته وقياداته لتشكل عالمة فارقة ومدخال‬
‫للبلبلة واالنقسام وإثارة الحساسيات بما ال يخدم كل أجواء الثقة واالطمئنان واالستقرار واالجماع التي‬
‫بذل دونها الكثير وبنيت خالل سنوات ‪ ،‬فضال عما تشكله من أرضية خصبة لالنقسام والنزاع الداخلي‬
‫في وقت تدنو فيه المقاومة من تحقيق أحد أهم وأقدس أهدافها في التحرير ودحر االحتالل وحفظ الكرامة‬
‫والسيادة الوطنية ‪.‬‬
‫إن المعتصمين هنا من تجمعات وهينات علمائية وقوى سياسية وفاعليات اجتماعية يشددون على ايمانهم‬
‫الثابت والنهائي والمطلق بأهمية وضرورة الدين ودوره الجوهري الحاسم في إرساء القيم وتعزيزها‬
‫وتحقيق الوحدة الوطنية واالنصهار االخوي والحض على التسامي والتمسك بالفضائل وقيام مجتمع‬
‫المحبة والتآخي والتكافل ‪.‬‬
‫وهم يرون أن جمهور الشعب اللبناني مهما تنوعت مذاهبه وتعددت طوائفه واختلفت مشاربه وأهواءه ال‬
‫يمكنه أن يتخلى عن دينه وقيمه األساسية ‪ ،‬وهو ‪ -‬وإن تابع واستمع الى اآلراء المغايرة آلرائه بكل أدب‬
‫وروية وانفتاح ‪ -‬فإنه ال يرى أن من حق أصحاب الرأي اآلخر القيام بما يعيث فسادا باستقرار االسرة‬
‫وضرب تعاليم الدين وقيمه والمس بدستور البالد ووحدة الوطن من خالل ضرب أحد ركائزه المتمثلة‬
‫بركيزة األسرة التي هي اللبنة األولى في مدماك المجتمع وبنيان الوطن ‪.‬‬
‫كذلك فإن المعتصمين الذين يرفضون بشدة المس بالدين ومبادئه وأسسه ‪ ،‬فهم يرفضون أيضا المس‬
‫برجاالته من خالل التعرض لمقاماتهم أو الدعوة إلى عدم االمتثال لتوجيهاتهم ‪ ،‬خصوصا إذا كانت هذه‬

‫‪29‬‬
‫الدعوة تصدر عن القائمين بأمر البلد وهم الذين يفترض أن يكونوا القدوة لجميع الناس في احترام الدين‬
‫وعلمائه ‪.‬‬
‫وبناء على ما تقدم فإن المعتصمين يوجهون نداء يضمنوه المواقف التالية ‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬إنهم يهيبون بجميع المسؤولين االرتفاع الى مستوى المرحلة واالستمرار في التصدي للمخاطر‬
‫الكبرى التي يواجهها الوطن وترك ما دون ذلك من األمور ‪ ،‬سيما مشروع قانون " الزواج المدني"‬
‫الذي ال يرضي جمهور الشعب اللبناني لما يتضمنه من مخالفة لتعاليم الدين ‪ ،‬ولما ينتج عنه من مشكالت‬
‫أسرية واجتماعية تضر بوحدة المجتمع ومستقبل الوطن ‪. .‬‬
‫ثانيا ‪ :‬يرفض المعتصمون مقولة بعض المسؤولين االستجابة لرغبة المطالبين بالزواج المدن تحت ذريعة‬
‫الحرص على مبدأ الحرية ‪ ،‬ألن ذلك يعد استهانة بحرية وكرامة السواد األعظم م ن الجمهور اللبناني‬
‫الذي رفض المشروع بنحو بات وقاطع ‪.‬‬
‫ثالثا ‪:‬إن مركزية الدين في حياة المواطن اللبناني واالعتقاد بمرجعية عاماء الدين ودورهم الفاعل‬
‫والضروري في خدمة الدين وأتباعه ‪ ،‬وانعكاس ذلك في الدستور يستلزم ‪ -‬مجموعه ‪ -‬حرص الحاكم‬
‫وإصراره على صيانة موقع الدين وفاعليته في الحياة االجتماعية والوطنية ‪ ،‬ونبذ كل ما يخالفه ويوهن‬
‫موقعه في حاضر الدولة ومستقبلها ‪ ،‬وذلك انسجاما منه مع قيمه الدينية التي يشارك الناس بها ‪ ،‬ومع‬
‫والئه للدستور ‪ ،‬ومع حرصه على وحدة الشعب والوطن ‪.‬‬
‫رابعا ‪ :‬إننا نؤكد أننا لن نتراجع عن التصدي لهذا المشروع بالوسائل المتاحة كافة حتى ‪ -‬إسقاطه ‪ ،‬ولن‬
‫تجعل موافقة أي جهة على هذا المشروع منه مشروعا مقبوال ‪ ،‬بل إننا سندعم بكل قوة كل من يدعم‬
‫ويتصدى في أكثر من اتجاه اللغاء هذا القانون الذي يجب المبادرة الى سحبه من التداول فورا ‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫مواقف رجال الدين المسيحيين‬
‫من اعالن الحرم الكنسي على نقيب المحامين نجيب الدبس سنة ‪ 1952‬بعد إصراره على علمنة قانون‬
‫األحوال الشخصية الى اطالق الحرية و"عدم الحرمان من التناول لمن لم يتزوج كنسيا" سنة ‪2019‬‬
‫تبدلت مواقف الرؤساء الروحيين والمطارنة والكهنة في كل الطوائف المسيحية تقريبا‪ ،‬حتى يمكن القول‬
‫بأنها باتت ملتبسة وغير مفهومة‪ ،‬ان لم نقل انها تمارس اليوم نوعا من التقية‪.‬‬
‫وبينما يمكن للمسلمين بمراعاة مسائل بسيطة اعتبار عقد الزواج المدني صحيحا شرعا ويرتب آثاره‬
‫في األحوال الشخصية الدينية‪ ،‬ورغم أن المتضرر األكبر من مشروع األحوال الشخصية المدنية هم‬
‫المسيحيون الذين سيعيشون من خالله وبدون "سر الزواج" عالقة جنسية محرمة "زنا"‪ ،‬تجد بعض‬
‫رجال الدين المسيحيين يتحدثون بحياء عن هذه المسألة‪ .‬الحظ هذه المواقف‪ 11‬في الحاشية‪ .‬وسأكتفي في‬

‫‪"- 11‬بكركي‪ 18 ،‬نوفمبر ‪ .. )zenit.org( 2007‬وبالحديث عن الزواج المدني قال البطريرك (صفير)‪” :‬‬
‫حيثما يكون الزواج المدني الزاميا‪ ،‬يستطيع المؤمنون المسيحيون عقده‪ ،‬على أن يكون في نيتهم أن يقوموا‬
‫باحتفال مدني‪ ،‬غير أنه عليهم‪ ،‬اذا كان ذلك ممكنا‪ ،‬أن يعقدوا زواجا دينيا‪ .‬واذا كان واجبا عليهم أن يقوموا‬
‫بزواج مدني‪ ،‬فال يمكنهم أن يتساكنوا اال بعد أن يعقدوا الزواج الكنسي‪ ،‬ألنهم مع الفعل المدني وحده ليسوا‬
‫بأزواج حقيقيين”‪.‬‬

‫‪https://ar.zenit.org/articles/%D8%B5%D9%81%D9%8A%D8%B1-‬‬
‫‪%D9%8A%D8%AA%D8%AD%D8%AF%D8%AB-%D8%B9%D9%86-‬‬
‫‪%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%86%D9%81%D8%B5%D8%A7%D9%84-‬‬
‫‪%D8%A8%D8%B7%D9%84%D8%A7%D9%86-‬‬
‫‪/%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%88%D8%A7%D8%AC-%D9%88%D8%A7‬‬

‫‪ -‬بكركي ‪ -‬البطريركية المارونية ‪ 2013/02/06‬األساقفة الموارنة يتباحثون في اجتماعهم الشهري "الزواج‬


‫المدني"‪ .4 ..‬توقف اآلبا ُء عند موضوعِّ الزواج المدني وما أثاره من ردود فع ٍل وبلبلة في الرأي العام‪ .‬ويه ُّمهم‬
‫إقرار الزواج المدني في لبنان‪ ،‬إلزاميا ً كان أ ْم‬ ‫ُ‬ ‫أن الموضوع ذو وج َهين‪ :‬دستوري وديني‪ .‬فدستورياً‪،‬‬ ‫أن يوضحوا َّ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫اختيارياً‪ ،‬يوجب على السلطة اللبنانية تعدي َل المادة التاسعة من الدستور‪ .‬فالدولة اللبنانية تُلزم نفسها‪ ،‬حسب نص‬
‫تحترم جمي َع األديان والمذاهب‪ ...‬وتض َمنُ لألهلين‪،‬‬ ‫َ‬ ‫المادة المذكورة‪" ،‬بعد تأدي ِّة فروض اإلجال ِّل هلل تعالى‪ ،‬بأن‬
‫قوانين‬
‫ِّ‬ ‫صميم‬
‫ِّ‬ ‫في‬ ‫يدخل‬ ‫ج‬
‫َ‬ ‫زوا‬ ‫ال‬ ‫َّ‬
‫أن‬ ‫بما‬ ‫الدينية"‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫والمصالح‬ ‫نظام األحوا ِّل الشخصية‬
‫ِّ‬ ‫احترام‬
‫َ‬ ‫على اختالفِّ مِّ لَلِّهم‪،‬‬
‫شخصية‪ ،‬ال يحق للدولة أن تخالف هذه المادة الدستورية بإقرار الزواج المدني‪ ،‬دون تعديل الدستور‪.‬‬ ‫األحوال ال َّ‬

‫أما دينياً‪ ،‬فالزواج مؤسسةٌ إلهية طبيعية أسسها الخالق وسن لها شرائ َع موحاة‪ ،‬ورفعها السي ُد المسيح‪ ،‬بالنسبة إلى‬
‫أسرار اإليمان الخالصية السبعة‪ .‬وال يجوز أن يح َّل الزواج المدني مح َّل هذا‬
‫ِّ‬ ‫المسيحيين‪ ،‬إلى رتبة سر مقدس من‬
‫السر‪ .‬أما الذين يعقدون زواجا ً مدنيا‪ ،‬إذا كانوا مؤمنين‪ ،‬وبالتالي ملتزمين بشرائعِّ كنيستِّهم ودينهم‪ ،‬فعليهم أن‬
‫ً‬
‫يصححوا وضعَهم بعقد زواج ديني‪ ،‬لكي يتمكنوا من المشاركة في أسرار الكنيسة األخرى‪ .‬وفي كل حال تقتضي‬
‫‪31‬‬
‫الحاجةُ بتعزيز راعوية الزواج والعائلة‪ ،‬بحيث تتأمنُ للشبيبة الثقافةُ الكتابيةُ والالهوتية واألخالقية الالزمة لعقد‬
‫صهم األبدي‪.".‬‬ ‫وخير عائالتهم وخال َ‬
‫َ‬ ‫خيرهم الشخصي‬ ‫َ‬ ‫سليم يض َمنُ‬
‫زواج ٍ‬

‫‪http://www.abouna.org/content/%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B3%D8%A7%D9%‬‬
‫‪82%D9%81%D8%A9-‬‬
‫‪%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D8%A7%D8%B1%D9%86%D8%A9-‬‬
‫‪%D9%8A%D8%AA%D8%A8%D8%A7%D8%AD%D8%AB%D9%88%D9%86 -‬‬
‫‪%D9%81%D9%8A-‬‬
‫‪%D8%A7%D8%AC%D8%AA%D9%85%D8%A7%D8%B9%D9%87%D9%85 -‬‬
‫‪%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%87%D8%B1%D9%8A-‬‬
‫‪%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%88%D8%A7%D8%AC-‬‬
‫‪%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AF%D9%86%D9%8A‬‬

‫بيروت – أبونا ‪ : " 23/02/2019‬وبعد لقائه رئيس الجمهورية اللبنانية‪ ،‬سئل البطريرك الراعي عما إذا كان‬
‫مؤخرا"‪ ،‬فأجاب‪" :‬طبعًا‪ .‬إن هذا‬
‫ً‬ ‫تطرق مع الرئيس ميشال عون إلى موضوع الزواج المدني الذي أثير‬
‫الموضوع لم يطرح منذ اليوم‪ ،‬بل منذ ايام المغفور له الرئيس الياس الهراوي‪ ،‬عندما تم طرح النظام االختياري‬
‫بخصوصه‪ .‬وكان لنا يومها موقف ككنيسة‪ ،‬وتقدمنا بوثيقة في هذا الموضوع"‪".‬نحن لسنا ضد الزواج المدني‬
‫بالمطلق‪ .‬ونقول‪ :‬أعطونا قانونًا واحدًا في لبنان أو في العالم يحمل صفة‪ :‬االختياري‪ .‬إن القوانين وفق ما درسنا‬
‫جميعنا‪ ،‬من أول صفاته أنه إلزامي‪ .‬وعندما يصدر قانون بصفة اختياري‪ ،‬فأنت تكون تعمل على تشقيف البلد‬
‫وخلق مشاكل‪ .‬عندما تعملون قانو ًنا مدنيًا إلزاميًا لجميع الناس‪ ،‬فإني آتي أنا الماروني إلى الموارنة‪ ،‬وأقول لهم‪:‬‬
‫إن الزواج سر مقدس من أسرار الكنيسة السبعة‪ ،‬وعليكم أن تلتزموا بها من المعمودية والتثبيت والقربان والتوبة‬
‫ومسحة المرضى والكهنوت والزواج‪ ،‬ولقد أسسها هللا وليس أنا‪ .‬وإذا ما كان أحدكم فعالً مسيحيًا ومارونيًا ملتز ًما‬
‫فعليه أن يلتزم بها‪ .‬صحح وضعك وقم بزواجك الديني‪ ،‬فإما أن يجيبني عندها‪ :‬نعم‪ ،‬أو أنا لست بمؤمن‪ .‬فهل أنا‬
‫من يدينه؟ إن ربنا هو الذي يدينه‪ .‬لكن أن نقوم بتشقيف الناس‪ ،‬وكل أحد يقوم بما يريد‪ ،‬فهذا غير مقبول"‪.‬‬

‫‪http://www.abouna.org/content/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%B7%D8%B1%D9%8‬‬
‫‪A%D8%B1%D9%83-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A7%D8%B9%D9%8A-‬‬
‫‪%D9%8A%D8%A8%D9%8A%D9%91%D9%86-%D9%85%D9%88%D9%82%D9%81-‬‬
‫‪%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%86%D9%8A%D8%B3%D8%A9-‬‬
‫‪%D9%86%D8%AD%D9%86-%D9%85%D8%B9-‬‬
‫‪%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%88%D8%A7%D8%AC-‬‬
‫‪%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AF%D9%86%D9%8A-‬‬
‫‪%E2%80%99%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%84%D8%B2%D8%A7%D9%85%D9%8A%‬‬
‫‪E2%80%98‬‬

‫‪32‬‬
‫المتن بما يعبر عن حقيقة الموقف الديني المسيحي من "الزواج المدني" ألنه جوهر القضية في الجانب‬
‫المسيحي حيث ان "قانون األحوال الشخصية" في محاكمهم الروحية ليس له نفس قوة األصل الديني‬
‫للزواج "سر الزواج"‪.‬‬
‫‪12‬‬
‫جاء في نشرة رسالة األحد الشهرية شهر آب ‪ ، August – 2008‬العدد (‪)54‬‬

‫الموضوع‪ :‬الزواج المدني وتناقضه مع الزواج الكنسي‬


‫" كلنا نعرف أن الزواج المسيحي هو سر مقدس والحب الزوجي هو عهد بين الزوجين وليس عقدا‪،‬‬
‫و ليس للسلطة المدنية أي صالحية في األمور الروحية كاألسرار‪ ،‬و هذا بمثابة مبدأ التعليم الالهوتي‬
‫للكنائس الكاثوليكية واألرثوذكسية‪ ،‬ال يمكن التخلي عنه‪ .‬وأن الزواج لم يضعه البشر ولم يجددوه‪ ،‬بل‬
‫هللا‪ .‬و ليس على يد البشر‪ ،‬و لكن على يد صانع الطبيعة نفسه ومجدد الطبيعة‪ ،‬المسيح الرب‪ُ ،‬جعلت‬
‫ورفع‪ .‬و بالتالي ال يمكن أن يكون لهذه الشرائع أي تعلق باإلرادات البشرية‪ ،‬و‬ ‫للزواج شرائعه‪ ،‬و ثُبت ُ‬
‫ال أي تعاهد مخالف‪ ،‬حتى من الزوجين نفسيهما‪ .‬أما طبيعة الزواج فليست على اإلطالق خاضعة لحرية‬
‫اإلنسان‪ ،‬بحيث إن كل من عقده مرة يكون بالفعل نفسه خاضعا ً لشرائعه اإللهية‪ ،‬و مقتضياته الجوهرية "‬
‫‪.‬فال يجوز لإلنسان أن يتالعب بنظام هذه المؤسسة على هواه و يخضعها عن خطأ لشتى أنواع‬
‫المداخالت‪ .‬و من خالل هذا البعد اإللهي يتضح لنا البعد اإللهي في الزواج المسيحي‪ .‬أما ما يُـسمى "‬
‫ش ْكل واضح في بعض المجتمعات العربية‪ ،‬عن‬ ‫ت األخيرة ب َ‬
‫ظهر‪ ،‬في السنوا ِّ‬‫الزواج المدني" الذي أخذ يَ ْ‬
‫طريق أول المنابر في أيامنا المعاصرة‪،‬أي عن طريق وسائل اإلعالم الغربي والعربي واالنترنت حيث‬
‫سو َء التثقيف وترويج موضوع الزواج المدني على‬ ‫أن البرامج أو المسلسالت التلفزيونية مثالً‪ ،‬تُسهل ُ‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫أنَّها عروض حديثة وطبيعية‪ .‬وفي ال ُمقابل قد يُال َحظ في مناسبات كثيرة‪َ ،‬‬
‫ض ْعفا شديدا لدي كافة األسر‬
‫المسيحية‪ ،‬في فـهم هذه األفكار والتمييز على ما تقدمه هذه الوسائل البعيدة عن األسس الالهوتية و‬
‫القانونية و القبول بالنظام المدني للزواج‪.‬‬
‫نبذة تاريخية ‪ :‬الزواج المدني هو زواج غير دائم‪ ،‬شأنه شأن جميع االرتباطات العقدية‪ ،‬يجوز ألي‬
‫من عاقديه أن يتحلل من أحكامه‪ .‬ويتم انحالل الزواج بين المتزوجين زواجا ً مدنيا ً في ضوء القانون‬
‫المدني نفسه‪ ،‬والقضاء المدني هو الذي يفصل مثل هذه المنازعات ويحكم بها‪ .‬الحكم المدني حتى القرن‬
‫التاسع عشر‪ ،‬في معظم الدول األوروبية‪ ،‬كان يعترف بوجود نظام تشريعي كنسي‪ ،‬مع السلطة مستقلة‬
‫التي كانت لها‪ .‬وفي الدول الكاثوليكية كانت القوانين الكنسية محترمة‪ ،‬وفي القرن التاسع عشر هذا‬
‫طمس ألسباب كثيرة ومنها كان نتيجة األكثر أهمية للثورة الفرنسية سنة ‪ 1792‬التي‬ ‫الوضع قد ُ‬
‫أسست مفهوم علمنة الدولة‪ ،‬بمعنى أن الدولة‪ ،‬منفصلة عن الكنيسة‪ ،‬هي السلطة العلية الوحيدة ولديها‬

‫‪http://anmarjarjees.com/chaldeanarchive/sunday/sunday2008.htm 12‬‬

‫‪33‬‬
‫االختصاص القانوني في تنظيم كل نواحي الحياة البشرية ‪ .‬وبهذا الشكل أخذت سيادة الدولة في فرنسا‬
‫تزاحم الكنيسة‪ ،‬وبدأت السلطة المدنية تطغى على النفذ الديني‪ ،‬وبـدأ إدماج الزواج في الحالة المدنية إلى‬
‫أن اعتمد الزواج المدني وحده‪ .‬وانتقلت هذه الحركة من فرنسا إلى بعض الدول المجاورة في إبان القرن‬
‫التاسع عشر حيث استعملوا التـشريع الفرنـسي كنموذج (إيطاليا سنة ‪ ،1866‬سـويسرا سنة ‪،1874‬‬
‫ألمانيا سنة ‪ ،1875‬ببلجيكا ‪ ، )1830‬فشملت األحوال الشخصية مسائل انعقاد الزواج وانحالله ‪.‬أما عن‬
‫ردة فعل الكنيسـة على أثر إعالن عـلمنة الـزواج من قبـل الثورة الفرنسيـة فقد جاءت على لسان البابا‬
‫بيوس التاسع الذي أعلن حـق الكنيـسة وسلطانها الحصري على نظـام زواج المعمـدين وقرر أن كـل‬
‫زواج يعقد أمـام السلطة المدنية ليس سوى حالة تسر مشينة ومخجلة تحرمها الكنيسة‬
‫)‪(Acerbissimum1852‬اليمكن أن يحصل زواج‪ ،‬بين مؤمنين‪ ،‬ال يكون في الوقت عينه سرا ً ولذلك‬
‫كل اتحاد آخر عند المسيحيين‪ ،‬رجل وامرأة خارجا ً عن الزواج‪ ،‬وإن عقد بقوة الشريعة المدنية‪ ،‬ليس‬
‫سوى تسرو مخز و مسيء‪.‬‬
‫" فالدول العلمانية التي تتبنى هذا النظام إلزامي‪ ،‬تضع قانونا ً واحدا ً يعالج أمور الزواج لكافة مواطنيها‬
‫ضاربة بعرض الحائط االنتماءات الدينية أو الكنسية‪،‬وتجعل من الزواج عقدا ً يتم باإليجاب والرضى بين‬
‫الزوجين أمام السلطة المدنية المختصة أي (رئاسة البلدية) ضمن شروط يحددها القانون الموحد دون‬
‫النظر إلى دين العروسين‪ ،‬فيصبح الزواج عقدا ً مدنيا ً كباقي العقود يفقد قدسيته الخاصة‪.‬حتى ولو قام‬
‫العروسان بعد ذلك بالزواج دينيا ً لدي الكنيسة فإن الزواج المدني يبقى هو الزواج الذي يرتب اِلثار‬
‫القانونية في حياة الزوجين وحتى بعد الموت من حيث األحكام المتعلقة باإلرث والوصاية‬
‫والوصية‪.‬ويعتبر وحده الزواج القانوني المعترف به من قبل الدولة‪،‬وبشكل عام يمنع االحتفال بالزواج‬
‫الديني ألشخاص الذين لم يعقدوا سابقا ً زواج مدني ‪.‬هذا النظام بدأ أثناء الثورة الفرنسية في فرنسا سنة‬
‫‪ 1797‬حيث كان لها الدور في علمنة الزواج وتأسيسه‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫ملحقات‬

‫‪35‬‬
36
37
38
39
40
41
42
43
‫الفهرس‬
‫مقدمة ‪1 ...................................... ................................ ................................‬‬
‫المسار التاريخي لمسألة "الزواج الديني" في لبنان‪2 .............. ................................ :‬‬
‫محاوالت فرض أمر واقع لتشريع حل ‪3 ............................ ................................‬‬
‫الزواج المدني في لبنان مشكلة وليس حال ‪4 ............................... ................................‬‬
‫القسم األول ‪4 ............................ ................................ ................................‬‬
‫القسم الثاني ‪9 ............................ ................................ ................................‬‬
‫القسم الثالث ‪13........................... ................................ ................................‬‬
‫البيان الختامي للمؤتمر اإلسالمي للشريعة والقانون ‪13............. ................................‬‬
‫مواقف علماء الدين المسلمين ‪24............ ................................ ................................‬‬
‫رأي الشيخ محمد مهدي شمس الدين (قده) في الزواج المدني ‪24..................................‬‬
‫رأي السيد محمد حسين فضل هللا (قده) في الزواج المدني ‪26......................................‬‬
‫دار الفتوى في الجمهورية اللبنانية ‪26............................... ................................‬‬
‫موقف مشيخة العقل ‪27............... ................................ ................................‬‬
‫بيـــــــان ملتقى علماء لبنان حول الزواج المدني ‪27................ ................................‬‬
‫بيان صادر عن التجمعات والهيئات العلمائية في لبنان في االعتصام التضامني يوم الجمعة ‪6‬‬
‫ذي الحجة ‪1438‬ه الموافق ‪ 3‬نيسان ‪ 1998‬في حسينية االوزاعی ‪29............................‬‬
‫مواقف رجال الدين المسيحيين ‪31.......................................... ................................‬‬
‫ملحقات ‪35................................... ................................ ................................‬‬
‫الفهرس ‪44............................... ................................ ................................‬‬

‫‪44‬‬
45
46

You might also like