You are on page 1of 41

‫عليــه الســام‬

‫عــن املصحــف الرشيــف املنســوب لإلمــام عــي‬


‫يف اليمن‬
‫الشيخ عيل حسن خازم‬
‫الفهرست‬
‫الفهرست| ‪٥‬‬
‫مقدمة| ‪٧‬‬
‫املصحف الرشيف والدم| ‪٨‬‬
‫عن اخلرب| ‪١١‬‬
‫مقارنة نسختي بالنسخة املعروضة يف املكتبة وبالنسخة املحققة| ‪١٣‬‬
‫| ‪٢٠‬‬ ‫نسخة صنعاء والطريق اليها ‬
‫إثبات النسبة| ‪٢١‬‬
‫نسخة صنعاء بني اإلثبات والنفي| ‪٢٦‬‬
‫احلكــم عــى منهجــي اإلثبــات أو النفــي للنســبة ال عــى حتقيــق املتــن‬
‫ونتيجته| ‪٣١‬‬
‫بني املوروث الشفاهي والتحقيق| ‪٣٤‬‬
‫خالصة| ‪٣٦‬‬
‫مراجع ومصادر| ‪٣٧‬‬
‫ملحق (‪ )١‬فهرست نسخة الدكتور طيار آلتي قوالج| ‪٣٩‬‬
‫‪7‬‬
‫عن املصحف الرشيف املنسوب لإلمام عيل عليه السالم يف اليمن‬

‫بسم اهلل الرحمن الرحيم‬


‫ّ‬
‫وصــى اهلل عــى ســيدنا حممــد وعــى آلــه الطيبــن‬ ‫احلمــدهلل رب العاملــن‬
‫الطاهرين‪.‬‬

‫تقــي حقيقــة نســبة مصحــف مكتبــة‬ ‫ّ‬ ‫وبعــد‪ ،‬فهــذا البحــث مســامهة يف‬
‫ـي عليــه الســام‪ ،‬ع ّلقــت فيــه عــى‬
‫ـط اإلمــام عـ ّ‬‫املســجد الكبــر يف صنعــاء اىل خـ ّ‬
‫بعــض اإلثــارات اإلعالميــة‪ ،‬وهوأيضــا مراجعــة لتحقيــق النســخة الــذي‬
‫ســجلت يف هــذا البحــث بعــض‬ ‫ّ‬ ‫نــره الدكتــور ط ّيــار آلتــي قــوالج ‪،‬‬
‫املالحظــات عــى عملــه‪ ،‬وأضفــت مــا يســاعد يف اســتكامل اســتقصاء حقيقــة‬
‫النسبة وأسأل اهلل القبول‪.‬‬

‫رسم توضيحي ‪1‬من نسختي‬


‫المصحف الشريف والدم‬ ‫‪8‬‬

‫عليه السالم‬
‫ارتبطــت مصاحــف بالــدم تارخييـ ًا واملعــروف واملشــهور منهــا أربعــة‪ّ :‬أوهلــا‬

‫مصحف االمام عيل‬


‫مصحــف اخلليفــة عثــان بــن عفــان وثانيهــا مصحفنــا هــذا مصحــف‬
‫الشــهيدين والثالــث مصحــف صــدّ ام حســن والرابــع مصحــف الشــيخ‬
‫يفس منه حلظة استشهاده ‪.‬‬‫حممد سعيد رمضان البوطي الذي كان ّ‬
‫أن نســختهم هــي النســخة العثامنيــة‬‫تعــددت اإلدعــاءات يف أكثــر مــن مــكان ّ‬
‫التــي ســالت عليهــا قطــرة أو أكثــر مــن دمــاء اخلليفــة‪ ،‬وهــي مســألة مل تســلم‬
‫مــن اخلــاف واألرجــح فيهــا أنــه ُأ ِخــذ منه قبــل قتلــه ســنة ‪ 35‬هـــ ‪ 656 -‬م‬
‫ومل يسل عليه دم و ُف ِقدت النسخة بعد ذلك‪.‬‬

‫مل يظهــر هــذا التعــدد بخصــوص مصحــف اإلمــام عــي عليــه الســام ودمــاء‬
‫الطفلــن الشــهيدين((( يف صنعــاء اللذيــن قتــا ســنة ‪ 40‬هـــ ‪ 660 -‬م‪ ،‬فضال‬
‫((( خمتــر القصــة كــا رواهــا أبــو الفــرج األصفهــاين يف األغــاين ووافقــه الكثــر مــن أصحــاب‬
‫والسـ َـر كالطــري وغــره‪ - ،‬األغــاين ج ‪ 8‬ص ‪ 285‬فــا بعدهــا مــن منشــورات دار الكتــب‬ ‫التواريــخ ِ‬
‫العلميــة ‪ ،‬بــروت‪ “ :‬ذكــر اخلــر يف مقتــل ابنــي عبيــد اهلل بــن العبــاس بــن عبــد املطلــب أخــرين‬
‫بالســبب يف ذلــك حممــد بــن أمحــد بــن الطــاس قــال حدثنــا أمحــد بــن احلــارث اخلــراز قــال حدثنــا‬
‫عــي بــن حممــد املدائنــي عــن أيب خمنــف عــن جويريــة بــن أســاء والصقعــب بــن زهــر وأيب بكــر اهلذيل‬
‫عــن أيب عمــرو الوقــايص أن معاويــة بــن أيب ســفيان بعــث بــر بــن أرطــاة أحــد بنــي عامــر بــن لــؤي‬
‫بعــد حتكيــم احلكمــن وعــي بــن أيب طالــب ريض اهلل عنــه يومئــذ حــي وبعــث معــه جيشــا ووجــه برجــل‬
‫مــن غامــد ضــم إليــه جيشــا آخــر ووجــه الضحــاك بــن قيــس الفهــري يف جيــش آخــر وأمرهــم أن‬
‫يســروا يف البــاد فيقتلــوا كل مــن وجــدوه مــن شــيعة عــي بــن أيب طالــب عليــه الســام وأصحابــه وأن‬
‫يغــروا عــى ســائر أعاملــه ويقتلــوا أصحابــه وال يكفــوا أيدهيــم عــن النســاء والصبيــان فمــى بــر‬
‫لذلــك عــى وجهــه حتــى انتهــى إىل املدينــة فقتــل هبــا ناســا مــن أصحــاب عــي عليــه الســام وأهــل هــواه‬
‫وهــدم هبــا دورا مــن دور القــوم ومــى إىل مكــة فقتــل نفــرا مــن آل أيب هلــب ثــم أتــى الــراة فقتــل‬
‫مــن هبــا مــن أصحابــه وأتــى نجــران فقتــل عبــد اهلل بــن عبــد املــدان احلارثــي وابنــه وكانــا مــن أصهــار‬
‫بنــي العبــاس ثــم أتــى اليمــن وعليهــا عبيــد اهلل بــن العبــاس عامــا لعــي بــن أيب طالــب وكان غائبــا‬
‫وقيــل بــل هــرب ملــا بلغــه خــر بــر فلــم يصادفــه بــر ووجــد ابنــن لــه صبيــن فأخذمهــا بــر لعنــه‬
‫اهلل وذبحهــا بيــده بمديــة كانــت معــه ثــم انكفــأ راجعــا إىل معاويــة وفعــل مثــل ذلــك ســائر مــن بعــث‬
‫به فقصد الغامدي إىل األنبار فقتل ابن حسان البكري وقتل رجاال ونساء من الشيعة»‪.‬‬
‫‪9‬‬ ‫عــن أن قصــة ســحب الــدم مــن صــدام حســن لكتابــة املصحــف ثابتــة‬
‫وكانــت حمــل اســتنكار أهــل العلــم بــن عامــي ‪ 1420‬و‪ 1422‬هـــ ‪2000‬‬
‫عن املصحف الرشيف املنسوب لإلمام عيل عليه السالم يف اليمن‬

‫و‪ 2002‬م فــرة كتابتــه‪ ،‬وتــم عرضــه ألول مــرة يف جامــع أم املعــارك(((‪ ،‬وهو‬
‫حمفــوظ فيــه بلوحاتــه املفــردة يف أوعيــة زجاجيــة وقاعتــه مغلقــة حاليـ ًا‪ .‬وأمــا‬
‫مصحــف الشــيخ حممــد ســعيد رمضــان البوطــي فقــد ظهــرت صــوره يف‬
‫اإلعــام وكان بــن يديــه حلظــة استشــهاده بتفجــر أثنــاء تدريســه يف مســجد‬
‫اإليــان بحــي املزرعــة يف دمشــق يــوم اخلميــس ‪ 9‬مجــادى األوىل مــن عــام‬
‫‪ 1434‬هـ ‪ 21-‬آذار من عام ‪ 2013‬م‪.‬‬

‫مل أجــد حتــى اآلن مــن تعـ ّـرض ملســألة لــزوم تطهــر املصحــف العثــاين (أو‬
‫املصاحــف املنســوبة) مــن الــدم أو ملــاذا أبقــي عليــه؟ والظاهــر واهلل أعلــم ‪-‬‬
‫مــا مل أصــل إىل شــئ خمالــف ‪ -‬أن الســلطة السياســية يف البــاد التــي ا ّدعــت‬
‫امتالكهــا النســخة أرادت اســتغالهلا يف دعــم رشعيتهــا فلــم تســتفت يف‬
‫ذلــك‪ ،‬وأن العلــاء مــا صدّ قــوا النســبة وال أنــه د ٌم أصــا فلــم يتعرضــوا‬
‫للمسألة لسبب أو آلخر‪.‬‬

‫رسم توضيحي ‪ 2‬الدم عىل نسخة املصحف العثامين ‪ -‬القاهرة‬

‫((( صار اسمه أم القرى بعد ‪2003‬‬


‫‪10‬‬

‫عليه السالم‬
‫مصحف االمام عيل‬
‫رسم توضيحي ‪ 3‬الدم عىل نسختي من مصحف الشهيدين ‪ -‬صنعاء‬

‫رسم توضيحي ‪ 4‬مصحف صدّ ام حسني ‪ -‬بغداد‬

‫رسم توضيحي ‪ 5‬الدم عىل مصحف الشهيد الشيخ حممد سعيد رمضان البوطي‬
‫‪11‬‬ ‫عن الخرب‬
‫عن املصحف الرشيف املنسوب لإلمام عيل عليه السالم يف اليمن‬

‫ـت عــن االســئلة التــي وجهــت إيل يشــأن خــر انتــر منتصــف شــهر‬ ‫أجبـ ُ‬
‫كانــون األول ‪ 2020‬عــى مواقــع إخباريــة وعــى صفحــات التواصــل‬
‫اإلجتامعــي‪ ،‬وع ّلقــت تفصيــل إجابتــي عــى معرفــة مــا إذا كانــت نســخة‬
‫جديــدة غــر املعروفــة ألن النصــوص التــي انتــرت يف األيــام األوىل مل‬
‫تتضمــن أيــة إشــارة إىل ذلــك‪ ،‬وبعــد بحــث اســتمر أيامــا توصلــت إىل مــا‬
‫ييل‪:‬‬

‫مــا جــرى توزيعــه كان عبــارة عــن إعــادة نــر ملجموعــة منشــورات أطلقهــا‬
‫اليمنــي عبدالرمحــن الــريف((( عــى صفحتــه يف الفايــس بــوك‪ ،‬بدأهــا بعدمــا‬
‫ـي آخــر هــو عبــد احلليــم ادريــس((( ملــا نــره‬
‫عمــل لــه وآلخريــن «تــاغ» يمنـ ٌ‬
‫عــن صــور التقطهــا اليمنــي كريــم زراعــي لصفحــات مــن املصحــف‬
‫ويالحظ توقيعه عىل عدد من الصور غري التي نرشهتا املكتبة‪.‬‬

‫أصــل املوضــوع هــو مــا نرشتــه مكتبــة اجلامــع الكبــر بصنعــاء خــرأ عــن‬
‫عليــه‬
‫إيــداع نســخة طبــق األصــل عــن املصحــف الرشيــف بخــط اإلمــام عــي‬
‫الســام داخــل اجلامــع الكبــر يف صنعــاء ليشــاهدها مرتــادوا اجلامــع‪ ،‬واحلــدث‬
‫كان عــر الثالثــاء ‪ 15‬ديســمرب (كانــون األول) ‪ . 2020‬وكان اخلــر‬
‫متضمنا لصور عن احلدث ونرش عىل صفحة املكتبة يف الفايس بوك(((‪.‬‬

‫النســخة ليســت اكتشــاف ًا جديــدا بــل اجلديــد هــو وضــع الصــورة املطابقــة‬

‫((( ‪https://www.facebook.com/abomahammod‬‬
‫((( ‪https://www.facebook.com/permalink.php?story_fbid=1001931190300685&id=100014514407921‬‬
‫((( ‪140155527896067/https://www.facebook.com/LGMSanaa/posts‬‬
‫هلا يف رحاب املسجد الكبري‪.‬‬ ‫‪12‬‬

‫عليه السالم‬
‫وهلذا الرسد حاجة تظهر يف البحث عند اإلحالة إىل بعض األسامء‪.‬‬

‫مصحف االمام عيل‬


‫رسم توضيحي ‪ 6‬من احتفال وضع النسخة يف املسجد الكبري ‪ -‬صنعاء‬
‫‪13‬‬ ‫مقارنة نسخيت بالنسخة المعروضة يف المكتبة‬
‫وبالنسخة المحققة‬
‫عن املصحف الرشيف املنسوب لإلمام عيل عليه السالم يف اليمن‬

‫رسم توضيحي ‪ ٧‬من نسختي للمقارنة‬

‫رسم توضيحي ‪ ٨‬من نسخة املسجد للمقارنة‬


‫‪14‬‬

‫عليه السالم‬
‫مصحف االمام عيل‬
‫رسم توضيحي ‪ ٩‬من نسخة د‪ .‬قوالج للمقارنة‬

‫صــورة مــن نســختي وصــورة كريــم زراعــي هــي الصــورة يف الصفحــة‬


‫رقم ‪ 90‬من حتقيق الدكتور ط ّيار آلتي قوالج‪.‬‬

‫مــن اليمــن‪ :‬تبــدأ الصفحــة بحــروف (يــا) ومل يضعهــا الدكتــور قــوالج يف‬
‫ك ْفرهِـ ْ‬
‫ـم‬
‫َ ُ‬
‫ِ‬ ‫عرضــه املقــارن وهــي مــن كلمــة «عظيــا» مــن اآليــة ‪ 156‬وب ِ‬
‫َوقَ ْولِه ْم عَلَى َم ْر َي َم ُب ْه َتانًا َع ِظ ً‬
‫يما ‪[ ١٥٦‬النساء ‪]156 :‬‬ ‫ِ‬
‫املصورة عندي أقول‪:‬‬
‫ّ‬ ‫وأنا نفس النسخة‬
‫وبعدما اتضحت املسألة ّ‬
‫‪ - 1‬هــذه النســخة موضــوع اخلــر ليــس هلــا عالقــة بــا يعــرف ب«مصحــف‬
‫أو مصاحــف صنعــاء» املخطوطــة موضــوع النقــد الغــريب‪ ،‬وال ب»طــروس‬
‫صنعــاء» أي اجللــود التــي تــم حمــو كتابتهــا أو بعــض الكتابــة ليكتــب عليهــا‬
‫مــن جديــد أو تصحيحــا خلطــأ‪ ،‬والتــي تــم الكشــف عنهــا منــذ ســتينات‬
‫القرن املايض وعىل مراحل زمنية متباعدة‪.‬‬
‫هــي نســخة معروفــة قديــا وتعتــر مــن مفاخــر اليمنيــن كــا كتــب الرئيــس‬
‫اليمنــي الســابق عــي عبــداهلل صالــح يف بدايــة النســخة املحققــة املنشــورة‪،‬‬
‫‪15‬‬ ‫ـخ مطبوعــة وجم ّلــدة‬‫ـورت وحفظــت عــى قــرص مدمــج وتُقــدّ م عنــه نسـ ٌ‬ ‫صـ ِّ‬
‫هديــة إىل كبــار الشــخصيات كالنســخة التــي أهديــت إىل الرئيــس اإليــراين‬
‫عن املصحف الرشيف املنسوب لإلمام عيل عليه السالم يف اليمن‬

‫األســبق السـ َيد حممــد خامتــي ســنة ‪ 1423‬هـــ ‪ 2003 -‬م بعــد زيارتــه املكتبة‬
‫ضمــن زيارتــه اليمــن ووضعــت يف املشــهد الرضــوي‪ ،‬ومنهــا نســخة أهديت‬
‫إىل ســاحة حجــة اإلســام واملســلمني السـ ّيد حـســـــن نــر اهلل دام توفيقه‬
‫ـي هبــا يف أول شــهر رمضــان ‪ 1440‬هـــ ‪ 7 -‬أيــار‬ ‫وتفضــل عـ ّ‬
‫ّ‬ ‫العــام املــايض‬
‫‪ 2019‬م وكان أول عــرض هلــا يف لبنــان ضمــن معــرض «صحــف» يف بلــدة‬
‫كرك نوح‪.‬‬

‫هــذه النســخة املطبوعــة مــن القــرص املدمــج للصــور اليمنيــة جم ّلــدة برتتيــب‬
‫عكــي بمعنــى أنــك لتقــرأ صفحاهتــا متتابعــة جيــب أن تبــدأ مــن آخــر‬
‫املج ّلد وكأنك تقرأ كتاب ًا أجنبي ًا‪.‬‬

‫‪ -2‬نســخة حمققــة مطبوعــة صــدرت عــن مركــز األبحــاث للتاريــخ والفنون‬


‫والثقافــة اإلســامية باســتانبول (إرســيكا) ‪2011‬م ‪1432‬هـــ بالتعــاون مــع‬
‫اجلمهوريــة اليمنيــة ودعــم الرئيــس الســابق عــي عبــداهلل صالــح‪ ،‬قــام‬
‫الدكتــور طيــار آلتــي قــوالج بإعــادة ترتيبهــا وحتقيقهــا بعنــوان « املصحــف‬
‫الرشيــف املنســوب إىل عــي بــن أيب طالــب كــرم اهلل وجهــه‪ ،‬نســخة صنعــاء»‬
‫مــع تقديــم لألســتاذ خالــد أرن‪ .‬وجــاء يف تعريــف املركــز للطبعــة باللغــة‬
‫االنكليزية ما تعريبه(((‪:‬‬

‫«دراســة علميــة لنســخة (مصحــف) مــن القــرآن الكريــم منســوبة إىل زمــن‬
‫عــي بــن أيب طالــب ومقرهــا صنعــاء ‪ ،‬اليمــن‪ .‬صــدرت كمنشــور ثالــث يف‬
‫((( مركــزه يف اســتانبول وهــو جهــاز متفــرع عــن منظمــة املؤمتــر اإلســامي (منظمــة التعــاون‬
‫اإلســامي) ‪ ،‬ورغــم تلقيــه الدعــم املــايل منهــا فـ ّ‬
‫ـإن أســعار منشــوراته مبالـ ٌ‬
‫ـغ فيهــا فهــذه النســخة تبــاع‬
‫بمئتــي دوالر‪ ،‬ومل يضعــوا عــى موقعهــم االلكــروين للنســخة تعريفــا بالعربيــة وال حتــى بالرتكيــة بــل‬
‫باإلنجليزية‪. .‬‬
‫سلســلة طبعــات إرســيكا ألقــدم نســخ القــرآن‪ .‬النســخة موجودة يف املســجد‬ ‫‪16‬‬
‫خيــا موجـ ًـزا لنــر القــرآن الكريــم مــن‬
‫الكبــر بصنعــاء‪ .‬تعطــي الدراســة تار ً‬

‫عليه السالم‬
‫خــال نســخه والتطــورات املتعلقــة باخلــط ‪ ،‬والتهجئــة ‪ ،‬وعالمــات الرتقيــم‬

‫مصحف االمام عيل‬


‫‪ ،‬واملواقــع ‪ ،‬إلــخ‪ ..‬مــن النســخ‪ .‬يفحــص ويصــف وحيلــل خصائــص نســخة‬
‫صنعاء من حيث الكتابة والتهجئة والتجليد وما إىل ذلك»‪.‬‬

‫قــال األســتاذ خالــد أرن يف تقديمــه‪ «:‬وكنــت خــال األيــام التــي بدأنــا فيهــا‬
‫تصويــر مصحــف صنعــاء صــورة طبــق األصــل يف إرســيكا»((( ‪ ،‬بينــا يقــول‬
‫الدكتــور قــوالج ‪ »:‬وكنــا نعلــم يف نفــس الوقــت أن احلصــول عــى قــرص‬
‫مدمــج للمصحــف املحفــوظ يف مكتبــة اجلامــع املذكــور يف صنعــاء وكذلــك‬
‫لــأوراق األخــرى لــن يكــون ســهال‪ ،‬وقــد ســمعنا أن ذلــك قــد ال يتحقــق‬
‫إال بتوجيهــات كريمــة مــن فخامــة الرئيــس عــي عبــد اهلل صالــح رئيــس‬
‫اجلمهوريــة اليمنيــة وبجهــود طيبــة مــن األســتاذ عــي حممــد اآلنــي مديــر‬
‫مكتــب رئاســة اجلمهوريــة اليمنيــة ويف النهايــة وقبــل أن يمــي وقــت طويل‬
‫نجحنــا يف احلصــول عــى ذلــك القــرص للنســخة املوجــودة بــن أيديكــم‬
‫واملعروفــة بمصحــف صنعــاء املنســوب إىل عــي بــن أيب طالــب ريض اهلل عنــه‪،‬‬
‫وذلــك هبمــة معــايل الدكتــور خالــد أرن مدير عــام إرســيكا (مركــز األبحاث‬
‫للتاريــخ والفنــون والثقافــة اإلســامية) واملكاتبــات التــي تبادهلــا مــع‬
‫السلطات اليمنية‪.(((».‬‬

‫فالحظ هذا القول عند كالمي عن ثالث نسخ الحق ًا‪.‬‬

‫وممــا جــاء يف وصــف الدكتــور طيــار آلتــي قــوالج وهــو يعتــر ّأول دارس‬

‫((( ص ‪11‬‬
‫((( ص ‪161‬‬
‫‪17‬‬ ‫وحمقق للنسخة‪:‬‬

‫«‪ - 1‬كان املصحــف حمفوظــ ًا يف ((مســجد الشــهيدين)) يف صنعــاء‪ ،‬فلــا‬


‫عن املصحف الرشيف املنسوب لإلمام عيل عليه السالم يف اليمن‬

‫تناقــص بعــض أوراقــه وتبــن أن خــادم املســجد املدعــو عبــد اهلل هبــة قــد‬
‫بــاع تلــك األوراق‪ ،‬صــدر األمــر مــن اإلمــام حييــى بــن حممــد محيــد الديــن‬
‫(ت ‪١٣٦٧‬هـــ ‪ 1948 /‬م) ملــك اليمــن عــام ‪١٣٦٣‬هـــ (‪١٩٤٤‬م) ونقــل‬
‫املصحــف إىل اجلامــع الكبــر‪ .‬وال يــزال املصحــف حمفوظ ـ ًا يف مكتبــة هــذا‬
‫ااجلامــع إىل اليــوم داخــل خزانــة حديديــة مش ـ ّفرة‪ ،‬وهــو بمقــاس ‪٣٦× ٣٤‬‬
‫سم وتضم كل صفحة منه عرشين سطر ًا»‪.‬‬

‫رسم توضيحي ‪ ١٠‬مسجد الشهيدين ‪ -‬صنعاء‬


‫‪18‬‬

‫عليه السالم‬
‫مصحف االمام عيل‬
‫رسم توضيحي ‪ ١١‬املسجد الكبري ‪ -‬صنعاء‬

‫رسم توضيحي ‪ ١٢‬مكتبة املسجد الكبري ‪ -‬صنعاء‬


‫‪19‬‬
‫عن املصحف الرشيف املنسوب لإلمام عيل عليه السالم يف اليمن‬

‫رسم توضيحي ‪ ١٣‬غالف نسختي‬

‫رسم توضيحي ‪ ١٤‬غالف نسخة د‪ .‬قوالج‬


‫نسخة صنعاء والطريق اليها‬ ‫‪20‬‬

‫عليه السالم‬
‫« مصحــف اإلمــام عــي» عليــه الســام موضــوع يف ســاحة النقــاش واخلــاف فيــه‬

‫مصحف االمام عيل‬


‫قديــم‪ ،‬وللزيديــة يف إثبــات صحــة نســبة نســخة مصحــف إىل اإلمــام عــي‬
‫ـف غــر الــذي نحــن بصــدده‬ ‫عليــه الســام طريــق مســندٌ عندهــم((( لكنــه مصحـ ٌ‬
‫فهــذا يعــرف ب«مصحــف الشــهيدين» نســبة إىل طفــي عبيــد اهلل بــن العباس‬
‫إذ يقــال إن دمهــا وقــع عــى املصحــف الــذي اســترتا بــه ومل يــردع ترتســهام‬
‫باملصحف القاتل برس بن أرطأة عن ذبحهام(‪. ((1‬‬

‫((( فمــن ذلــك مــا ورد يف املجموعــة الفاخــرة (جممــوع رســائل اإلمــام اهلــادي حييــى بــن احلســن‬
‫(ع)) لإلمــام اهلــادي إىل احلــق القويــم حييــى بــن احلســن بــن القاســم بــن إبراهيــم عليهــم الســام‬
‫من إصدارات مؤسسة اإلمام زيد بن عيل الثقافية ‪ -‬اململكة األردنية اهلاشمية‪:)636/1(:‬‬
‫«‪ ..‬حدثنــي أيب عــن أبيــه أنــه قــال‪ (( :‬قــرأت مصحــف أمرياملؤمنــن عــي بــن أيب طالــب رضــوان اهلل‬
‫عليــه عنــد عجــوز مســنة مــن ولــد احلســن بــن زيــد بــن احلســن بــن عــي بــن أيب طالــب‪ ،‬فوجدتــه‬
‫مكتوبــ ًا أجــزاء بخطــوط خمتلفــة‪ ،‬يف أســفل جــزء منهــا مكتــوب وكتــب عــي بــن أيب طالــب‪ ،‬ويف‬
‫أســفل آخــر وكتــب عــار بــن يــارس‪ ،‬ويف آخــر وكتــب املقــداد‪ ،‬ويف آخــر وكتــب ســلامن الفــاريس‪ ،‬ويف‬
‫آخــر وكتــب أبــو ذر الغفــاري‪ ،‬كأهنــم تعاونــوا عــى كتابتــه‪ .‬قــال جــدي القاســم بــن إبراهيــم صلوات‬
‫اهلل عليــه‪ :‬فقرأتــه فــإذا هــو هــذا القــرآن الــذي يف أيــدي النــاس حر ًفــا حرفــ ًا‪ ،‬ال يزيــد حرفــ ًا وال‬
‫ـار»‪« ،‬ا ْقتُلــو ْا ا َّل ِذي ـ َن َي ُلو َن ُكــم ِّم ـ َن‬
‫ينقــص حرف ـ ًا‪ ،‬غــر أن مــكان « َقاتِ ُلــو ْا ا َّل ِذي ـ َن َي ُلو َن ُكــم ِّم ـ َن ا ْل ُك َّفـ ِ‬
‫ار «‪ ،‬وقرأت فيه املعوذتني‪.)).‬‬ ‫ا ْل ُك َّف ِ‬
‫(‪ ((1‬قــال حممــد بــن أمحــد احلجــري يف كتابــه مســاجد صنعــاء عامرهــا وموفيهــا‪ ،‬ص ‪ 59‬و ‪: 60‬‬
‫«مســجد الشــهيدين مــن املســاجد العامــرة يف الغــرب الشــايل مــن ســوق صنعــاء‪ ،‬ســمي هــذا املســجد‬
‫باســم الشــهيدين اوالد عبيــداهلل بــن العبــاس بــن عبداملطلــب بــن هاشــم ومهــا قثــم وعبــد ارمحــن‬
‫قتلهــا بــر بــن ابــى ارطــاه العامــري القــريش يف نحــو ســنة اربعــن للهجــرة عندمــا ارســله معاويــة‬
‫بــن ايب ســفيان اىل اليمــن للتنكيــل بشــيعة امــر املؤمنــن عــي بــن ايب طالــب عليــه الســام وكان والــد‬
‫الشــهيدين عامــا ألمــر املؤمنــن يف اليمــن بصنعــاء فلــا قــدم بــر خــرج مــن صنعــاء وحلــق بأمــر‬
‫املؤمنــن وتــرك ابنيــه طفلــن عنــد اخواهلــا مــن بنــي عبــد املــدان فأخذهــا بــر وذبحهــا مــع طائفــة‬
‫مــن اخواهلــا وغريهــم وقــر الطفــان يف هــذا املحــل ثــم عمــر املســجد بجــوار القربيــن وســمي‬
‫مســجد الشــهيدين»‪ .‬أقــول رغــم تفصيلــه يف ترميــم وعــارة املســجد مل يذكــر شــيئ ًا عــن املصحــف‬
‫مطلق ًا‪.‬‬
‫‪21‬‬ ‫إثبات النسبة‬
‫عن املصحف الرشيف املنسوب لإلمام عيل عليه السالم يف اليمن‬

‫وأما إثبات نسبة مصحف الشهيدين فلهم فيه طريقان‪:‬‬

‫أوهلــا مــا يتناقلــه اليمنيــون عمومــا بالتواتــر الشــفهي الشــعبي القائــل بأهنــا‬
‫نسخة اإلمام عيل عليه السالم‪.‬‬

‫ثانيهام توثيق هذا النقل ممن رآه مكتوب ًا يف ما رواه أو كتبه‪.‬‬

‫ومــن الثــاين بمراجعــة نســختي مــا وجدتــه يف آخرهــا عــى ورقــة مســتقلة‬
‫مرممــة وهــو أحــد ثالثة نصــوص تفيــد إيداعهــا (النســخة) الشــهادتني ودعاء‬
‫وأثبــت هنــا مــا اســتطعت‬
‫ُ‬ ‫مــن كاتبيهــا‪ ،‬يف اثنتــن منهــا اســم الكاتــب‪،‬‬
‫قراءتــه منهــا ووضعــت نقاطـ ًا بــدال مــن الــذي مل اســتطعه‪ ،‬ففــي االوىل عــى‬
‫يمني الصفحة ‪:‬‬

‫«بســم اهلل الرمحــن الرحيــم اودعــت يف هــذا املصحــف الكريــم شــهادة ان ال‬
‫الــه اال اهلل وحــده ال رشيــك لــه واشــهد ان حممــدا عبــده ورســوله صــى اهلل‬
‫عليــه وســلم وانــا ‪ ...‬اىل كــرم اهلل ســبحانه وتعــاىل صالــح بــن ســعد احلــاج‬
‫ُ‬
‫وأحتمــل أن يكــون أحــد أبنــاء ســعد الربيــدي الــذي جــاء عنــه يف‬ ‫‪.» ...‬‬
‫وحســنه حتســين ًا‬
‫َ‬ ‫كتــاب مســاجد صنعــاء أ ّنــه ممــن زاد يف مســجد الشــهيدين‬
‫ظاهرا(‪. ((1‬‬

‫ويف الثانيــة عــى يســارها ‪ « :‬بســم اهلل الرمحــن الرحيــم اودعــت يف هــذا‬
‫املصحــف الكريــم شــهادة ان ال الــه اال اهلل وحــده ال رشيــك لــه واشــهد ان‬
‫حممدا عبده ورسوله صىل اهلل عليه وسلم‪.»...‬‬

‫(‪ ((1‬حممــد بــن أمحــد احلجــري‪ ،‬مســاجد صنعــاء‪ ،‬ص ‪«: 60‬وقــد زاد يف مســجد الشــهيدين وحســنه‬
‫حتسين ًا ظاهرا احلاج الفاضل سعدالربيدي رمحه اهلل يف سنة ‪»١٣٢١‬‬
‫أمــا الثالثــة حتتهــا‪ « :‬وانــا الفقــر اىل اهلل تعــاىل اململــوك هلل ‪ ...‬بــن حممــد بــك‬ ‫‪22‬‬
‫اودعــت يف هــذا املصحــف الكريــم شــهادة ان ال الــه اال اهلل وحــده ال رشيــك‬

‫عليه السالم‬
‫لــه وال شــبيه لــه وانــه حــي قــادر عــل‪ ...‬وأشــهد ان حممــدا النبــي الكريــم‬

‫مصحف االمام عيل‬


‫عبــده ورســوله صــى اهلل عليــه وعــى آلــه وســلم واودعــت الشــهيدين‬
‫ودمهــم ‪ ...‬ودمهــم املســكوب عــى االوراق‪ ...‬شــهادة‪ ...‬حممــد والــه‬
‫امجعني ان يعفو عني وحيسن ختامي امني امني امني »‪.‬‬

‫وبأســفل الصفحــة كتابــة عــى رشيــط الرتميــم ‪ «:‬عــدد األوراق حتــى ســورة‬
‫احلــر ‪ 126‬عبــد الرمحــن بــن محــود الوشــي » ‪،‬وقــد وضــع توقيعــه حتــت‬
‫اسمه وتبني يل أنه كان نائبا ملفتي اليمن‪.‬‬

‫ومــن املالحظــات التــي تدعــوا اىل االســتغراب أن الدكتــور طيــار آلتــي‬


‫قــوالج مل يتعــرض هلــذه الصفحــة يف حتقيقــه وفيهــا نــص عــى دمــاء‬
‫الشــهيدين فضــا عــن مالحظــات أخــرى يف التحقيــق أعرضهــا عنــد بيــان‬
‫رأيه يف نسبة النسخة‪.‬‬
‫‪23‬‬
‫عن املصحف الرشيف املنسوب لإلمام عيل عليه السالم يف اليمن‬

‫رسم توضيحي ‪ ١٥‬الورقة األخرية يف نسختي ويف نسخة د‪ .‬قوالج‬

‫وقــد أشــار عبــد الرمحــن الــريف إىل هــذا الطريــق الثــاين بقولــه يف منشــوره‬
‫عىل الفايس بوك‪:‬‬

‫« قــال املــوىل العالمــة املجتهــد احلجــة جمــد الديــن املؤيــدي رمحــه اهلل تعــاىل‬
‫يف كتابه لوامع األنوار ‪:‬‬
‫وقــد وقفــت عــى اﻤﻟﺼﺤﻒ اﻟﻌﻈﻴﻢ‪ ،‬اﻟﺬﻱ ﻛﺘﺒﻪ اﻟﻮﻲﺻ ﻋﻲﻠ ﺑﻦ ﺃﻲﺑ ﻃﺎﻟﺐ ـ‬
‫ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼﻼﺓ ﻭاﻟﺴﻼﻡ ـ‪ ،‬ﺑﺨﻂ ﻳﺪﻩ اﻟﻜﺮﻳﻤﺔ اﻤﻟﻄﻬﺮﺓ‪ ،‬ﺑﺨﺰاﻧﺔ اﺠﻟﺎﻣﻊ اﻟﻜﺒﺮﻴ‬
‫ﺑﺼﻨﻌﺎء‪ ،‬ﻭﻫﻮ ﻣﻠﻄﺦ ﺑﺪﻡ اﻟﺸﻬﻴﺪﻳﻦ‪ ،‬ﻭﻢﻟ ﻳﺆﺛﺮ اﻟﺪﻡ ﻲﻓ ﺤﻣﻮ ﻲﺷء ﻣﻦ اﺨﻟﻂ‪ ،‬ﻭﻫﻮ‬
‫ﻬﺑﻲ ﻣﺒﺠﻞ ـ ﺻﻠﻮاﺕ اﻪﻠﻟ ﻭﺳﻼﻣﻪ ﻋﻰﻠ ﺭاﺳﻤﻪ ‪.».‬‬ ‫‪24‬‬

‫عليه السالم‬
‫أقــول‪ :‬أخــذ الــريف هــذا القــول عــن مفتــي اليمــن يف وقتــه العالّمــة جمــد‬
‫الديــن بــن حممــد بــن منصــور احلســني املؤيــدي (‪ 1332‬هـــ ‪ 1914 /‬م ‪-‬‬

‫مصحف االمام عيل‬


‫‪1428‬هـــ ‪ 2007 /‬م) مــن كتابــه لوامــع األنــوار وجوامــع العلــوم واآلثــار‬
‫املتضمــن للبــاغ املبــن برباهــن اليقــن كــا أســاه مؤلفــه خــاف مــا عنونــه‬
‫النــارش‪« :‬لوامــع األنــوار وجوامــع العلــوم واآلثــار وتراجــم أويل العلــم‬
‫واألنظــار»‪ ،‬والكتــاب صــدر يف طبعتــه األوىل (‪ 1414‬هـــ ‪ 1993 -‬م ) يف‬
‫وقــرظ جزئيــه‬
‫ّ‬ ‫ثالثــة أجــزاء عــن مكتبــة الــراث اإلســامي ‪ -‬صعــدة‪،‬‬
‫األولــن الســ ّيد أمــر الديــن بــن احلســن بــن حممــد احلوثــي‪ ،‬أمــا اجلــزء‬
‫الثالــث فقــدّ م لــه مــن علــاء اإلماميــة املعارصيــن العالّمــة املحقــق الســيد‬
‫حممد رضا احلسيني اجلاليل‪.‬‬
‫جــاء كالم املؤيــدي عــن رؤيــة املصحــف يف ترمجــة عبيــداهلل بــن العبــاس‬
‫الصفحتــن ‪ 137‬و ‪ 138‬مــن اجلــزء الثالــث مــن الكتــاب وفيــه غلــط جلهــة‬
‫اســمي الطفلــن ومهــا بحســب أكثــر املصــادر عبــد الرمحــن وقثــم فالحــظ‬
‫نصــه(‪ ((1‬إال أن يكــون يف املطبــوع مــن كالم املؤيــدي نقــص وهــو حمتمــل‪،‬‬ ‫ّ‬
‫إن إلبــن ســرين قــول يتعلــق بمصحــف اإلمــام عــي‬ ‫ويفــر احتــايل هــذا ّ‬
‫عليــه الســام نقلــه الذهبــي(‪ «:((1‬وقــال حممــد بــن ســرين‪ :‬يزعمــون أن عليــا‬
‫كتب القرآن عىل تنزيله فلو أصبت ذلك الكتاب‪ ،‬لكان فيه علم»‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ّ ً‬
‫(‪ ((1‬قال‪«:‬مــن اســمه عبيــدهللا ُمصغـرا ‪ .‬عبيــدهللا بــن العبــاس ابــن عبداملطلــب ابــو محمــد ابــن عــم رســول هللا صلــى‬
‫هللا عليــه وآلــه لــه أحاديــث عنــه‪ .‬ابنــه عبــدهللا وابــن ســيرين (!!!) ولــي اليمــن لعلــي عليــه الســام‪ ،‬توفــي ســنة ثمــان وخمســين‪،‬‬
‫وقيل غير ذلك‪ ،‬وهو الذي ذبح ولديه الطفلين عدو هللا بسر بن أرطأة باليمن ‪.‬‬
‫وقــد وقفــت علــى اﻤﻟﺼﺤﻒ اﻟﻌﻈﻴﻢ‪ ،‬اﻟﺬﻱ ﻛﺘﺒﻪ اﻟﻮ�ﺻﻲ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼﻼﺓ ﻭاﻟﺴﻼﻡ ‪ ،‬ﺑﺨﻂ ﻳﺪﻩ‬
‫اﻟﻜﺮﻳﻤﺔ اﻤﻟﻄﻬﺮﺓ‪ ،‬ﺑﺨﺰاﻧﺔ اﻟﺠﺎﻣﻊ اﻟﻜﺒﻴﺮ ﺑﺼﻨﻌﺎء‪ ،‬ﻭﻫﻮ ﻣﻠﻄﺦ ﺑﺪﻡ اﻟﺸﻬﻴﺪﻳﻦ‪ ،‬ﻭﻟﻢ ﻳﺆﺛﺮ اﻟﺪﻡ ﻓﻲ ﻣﺤﻮ �ﺷﻲء ﻣﻦ‬
‫اﻟﺨﻂ‪ ،‬ﻭﻫﻮ ﺑﻬﻲ ﻣﺒﺠﻞ ﺻﻠﻮاﺕ ﻪﻠﻟا ﻭﺳﻼﻣﻪ ﻋﻠﻰ ﺭاﺳﻤﻪ»‪.‬‬
‫(‪ ((1‬ص ‪ 108‬ج ‪ 1‬مــن كتــاب الذهبــي ‪ :‬معرفــة الق ـراء الكبــار علــى الطقــات واألعصــار‪ ،‬إســتانبول ‪١٤١٦/١٩٩٥‬‬
‫‪(.‬الناشر طيارآلتي قوالج)‪.‬‬
‫‪25‬‬ ‫وأقــول كذلــك ممــن ذكــر قصــة الذبــح واملصحــف الشــيخ عبــد الواســع بــن‬
‫املســمى ُفرجــة اهلمــوم‬
‫ّ‬ ‫حييــى الواســعي اليــاين يف كتابــه تاريــخ اليمــن‬
‫عن املصحف الرشيف املنسوب لإلمام عيل عليه السالم يف اليمن‬

‫واحلزن يف حوادث وتاريخ اليمن(‪ ((1‬قال‪:‬‬

‫« ويف خالفــة عــي بــن أيب طالــب كــرم اهلل وجهــه اســتخلف عــى اليمــن‬
‫عبيــد اهلل بــن العبــاس عــى صنعــاء وأعامهلــا ومل يــزل عبيــد اهلل ابــن العبــاس‬
‫عــى صنعــاء حيــج بالنــاس اىل آخــر ايــام عــي عليــه الســام‪ .‬ثــم ان معاويــة ســر‬
‫عليــه‬
‫جيشــا اىل اليمــن وأمــر عليهــم بــر بــن ارطــاة وأمــره بقتــل شــيعة عــي‬
‫الســام فقتــل خلقــا كثــرا‪ .‬فلــا علــم عبيــد اهلل بــن عبــاس بذلــك اســتخلف‬
‫عــى عملــه عمــرو بــن أراكــة الثقفــي وســار اىل عــي عليــه الســام وتــرك ولديــن‬
‫صغرييــن لــه عنــد ام ســعيد الربزخيــة ‪ .‬وملــا دخــل بــر صنعــاء اســتدعى‬
‫الولديــن الصغرييــن وقتلهــا وقيــل ذبحهــا بيــده واملصحــف بــن يدهيــا‬
‫واســمهام عبــد الرمحــن وقثــم ودفنــا يف حملهــا وبــازاء قربمهــا مســجد يعــرف‬
‫بالشــهيدين وهــو موجــود اآلن‪ .‬وهــذا املصحــف مكتــوب باخلــط الكــويف‬
‫عــى الــرق وهــو خــط عــي بــن أيب طالــب عليــه الســام وهــو موجــود اىل اآلن ىف‬
‫هــذا املســجد وآثــار الــدم تشــاهد عــى املصحــف‪ .‬وقــد رثتهــا امهــا بأبيــات‬
‫مكتوبة عىل رضحيهام‪.» .‬‬

‫وقــال عــن ام ســعيد الربزخيــة‪ «:‬هــذه املــرأة اول مــن أســلم مــن أهــل اليمن‬
‫عــى يــد عــى بــن أبــى طالــب حــن وصــل اىل اليمــن ونــزل بمنزهلــا‬
‫عليــه‬
‫وتعلمــت القــرآن وصــى يف منزهلــا وبنتــه مســجدا وســمته مســجد عــي‬
‫السالم وهو معروف مشهور اىل اليوم(‪.»((1‬‬
‫(‪ ((1‬ص ‪ 13‬تاريــخ اليمــن املسـ ّـمى ُفرجــة الهمــوم والحــزن فــي حــوادث وتاريــخ اليمــن ‪ -‬الناشــر‪ :‬املكتبــة السـ ّ‬
‫ـلفية‪،‬‬
‫تاريخ النشر‪ 1346 :‬هـ‪.‬‬
‫(‪ ((1‬ذكره محمد بن أحمد الحجري في كتابه مساجد صنعاء‪ ،‬ص ‪. 86‬‬
‫نسخة صنعاء بين اإلثبات والنفي‬ ‫‪26‬‬

‫عليه السالم‬
‫بدايــة ال بــد مــن التنبيــه عــى أمــر وهــو أننــا يف هــذه املقالــة أمــام ثــاث‬

‫مصحف االمام عيل‬


‫نســخ لنفــس املصحــف وقــد أهبــم املحقــق الدكتــور قــوالج تعيــن أهيــا‬
‫مــورد تعليقــه يف أكثــر مــن مــكان مــن مقدمتــه التحقيقيــة كــا ســتالحظ يف‬
‫ما أنقله عنه‪ ،‬والنسخ هي‪:‬‬

‫النسخة األصلية يف جملدين كام ذكر‪.‬‬ ‫ ‪- 1‬‬


‫النســخة املصــورة املطبوعــة يف جملــد واحــد معكوســة الرتتيــب كالتي‬ ‫ ‪ -2‬‬
‫عندي وهي كالتي وضعت يف املسجد‪.‬‬
‫النســخة املحققــة التــي عملهــا الدكتــور طيــار آلتــي قــوالج وأعــاد‬ ‫ ‪ -3‬‬
‫ترتيب سورها وفقا للرتتيب العثامين‪.‬‬

‫ذكــر الدكتــور طيــار آلتــي قــوالج أنــه ّملــا اط ّلــع عــى النســخة األصليــة‬
‫وجدهــا يف جملديــن‪ ،‬قــال‪ « :‬يقــع املصحــف يف جملديــن‪ ،‬وينســب إىل عــي‬
‫بــن أيب طالــب كــرم اهلل وجهــه‪ ،‬بــل وهنــاك مــن يذهــب إىل أن املصحــف‬
‫مكتــوب بخــط يــده‪ .‬ويوجــد عــى مقلــب املجلــد األول عبــارة تقــول‬
‫«النصــف األول مــن مصحــف الشــهيدين بقلــم أيب الســبطني «رجــب‬
‫‪[ »١٣٩٥‬يوليو ‪ /‬أغسطس ‪ ١٩٧٥‬م] »‪.‬‬

‫أقــول‪ :‬هــذه العبــارة غــر موجــودة يف نســختي وحتــا ليســت يف النســخة‬


‫التي أودعت يف املسجد ألهنام عن نفس القرص وليته أثبتها تصويرا‪.‬‬

‫يتابــع الدكتــور قــوالج القــول‪ « :‬وكــا هــو واضــح ممــا ذكــر الذهبــي(‪ ((1‬فــإن‬
‫(‪ ((1‬ص ‪ 175‬مــن التحقيــق ‪،‬هكــذا نــص عبــارة قــوالج ومل يبــن املــراد وال مــن أي كتــب الذهبــي‪،‬‬
‫فقد ذكر له يف قائمة املصادر ثالثة كتب هكذا‪:‬‬
‫‪27‬‬ ‫املقصــود مــن عبــارة (الشــهيدين) هنــا مهــا قثــم وعبدالرمحــن ولــدا عبيــداهلل‬
‫بــن عبــاس وايل عــي بــن أيب طالــب يف اليمــن‪ ...‬ويعتقــد أن مــا يشــاهد مــن‬
‫عن املصحف الرشيف املنسوب لإلمام عيل عليه السالم يف اليمن‬

‫البقــع املوجــودة عــى كثــر مــن أوراق املصحــف والتــي أرضت كثــرا‬
‫باخلــط(‪ ((1‬بأهنــا آثــار دمــاء الشــهيدين قثــم وعبــد الرمحــن‪ .‬وقــد أقيــم بعــد‬
‫ذلــك مســجد يف املوضــع الــذي فيــه قــر الولديــن املذكوريــن‪ ،‬وأطلــق عليــه‬
‫اســم «مســجد الشــهيدين»‪ .‬وكنــا قــد شــعرنا برائحــة غريبــة وثقيلــة ونحــن‬
‫نقلــب أوراق املصحــف‪ ،‬وقالــت لنــا آنــذاك الســيدة هنــال صومــر خبــرة‬
‫األرشــيف بــأن املصحــف موضــوع داخــل علبــة وخزانــة مغلقــة دائــا‪ ،‬ومن‬
‫ثــم فــإن هــذه الرائحــة قــد ال تــزول متامـ ًا مــع مــرور الزمــن وخصوصــا إذا‬
‫كانــت حمفوظــة هبــذا الشــكل يف املــايض أيضــا‪ ،‬وأشــارت إىل أن الرائحــة‬
‫املشــمومة قــد تكــون رائحــة دمــاء حقــا‪ .‬إال أنــه وبالنظــر إىل التقييــات حول‬
‫الفــرة التــي مــن املمكــن ان يكــون املصحــف عائــدا هلــا (انظــر مــا يــي)‬
‫ينبغي القول بأن هذه البقع ليست هلا عالقة بالشهيدين املذكورين»(‪.((1‬‬

‫« * الذهبي‪ ،‬أبو عبد اهلل حممد بن أمحد‪:‬‬


‫ ‪-‬معرفــة القــراء الكبــار عــى الطبقــات واألعصــار (النــارش طيــار آلتــي قــوالج)‪ ،‬إســتانبول‬
‫‪. ١٤١٦/١٩٩٥‬‬
‫ ‪-‬ميزان االعتدال (النارش عيل حممد البجاوي)‪ ،‬القاهرة ‪١٣٨٢/1963‬‬
‫ ‪-‬معرفــة القــراء الكبــار عــى الطقــات واألعصــار‪ ،‬إســتانبول ‪). ١٤١٦/١٩٩٥‬النــارش‬
‫طيارآلتي قوالج)‪.‬‬
‫وبمراجعتــي للكتــب الثالثــة يف املــوارد املتعلقــة بقصــة بــر والطفلــن وجــدت قصــة الذبــح يف ســر‬
‫أعــام النيــاء ضمــن ترمجتــي بــر وعبيــداهلل‪ ،‬ويف ميــزان االعتــدال ضمــن ترمجــة بــر ومل يرتجــم‬
‫فيــه لعبيــداهلل ‪.‬وأمــا يف معرفــة القــراء فليســا فيــه كالمهــا‪ .‬وأنــه ليــس فيهــا كلهــا شــيئا عــن املصحــف‬
‫املنســوب‪ ،‬نعــم توجــد روايــة ابــن ســرين يف ترمجــة اإلمــام عــي عليــه الســام يف كتــاب معرفــة‬
‫القــراء‪ :‬ص ‪ 108‬ج ‪ »: 1‬وقــال حممــد بــن ســرين‪ :‬يزعمــون أن عليــا كتــب القــرآن عــى تنزيلــه فلــو‬
‫أصبت ذلك الكتاب‪ ،‬لكان فيه علم»‪..‬‬
‫(‪ ((1‬خالفــا لقــول ّ‬
‫العلمــة املؤيــدي الــذي قــال ‪ «:‬ﻭﻢﻟ ﻳﺆﺛﺮ اﻟﺪﻡ ﻲﻓ ﺤﻣﻮ ﻲﺷء ﻣﻦ اﺨﻟﻂ « – ارجــع اىل‬
‫احلاشية رقم ‪ . 9‬أقول مل يذكر د‪.‬قوالج شيئا عن العالمة املؤيدي‬
‫(‪ ((1‬ص ‪ 175‬من التحقيق‬
‫وقــال(‪ - «: ((1‬هنــاك عبــارة يف هنايــة املصحــف ترجــع إىل القــايض أمحــد بــن‬ ‫‪28‬‬
‫أمحــد بــن حممــد اجلــرايف‪ ،‬وتقــول أنــه رأى املصحــف يف «مســجد الشــهيدين»‬

‫عليه السالم‬
‫ا يف العــارشة مــن عمــره‪ ،‬وأن‬ ‫عــام ‪١٣١٧‬هـــ (‪ 1900‬م) عنــد مــا كان طفـ ً‬

‫مصحف االمام عيل‬


‫ســورة التــن ومــا بعدهــا وكذلــك الســور املعروفــة بالســور املفصلــة كانــت‬
‫موجــودة يف املصحــف‪ ،‬كــا جــاء فيهــا أنــه يتذكــر بأنــه قــد رأى يف هنايتــه‬
‫عبــارة تقــول أن املصحــف كتــب عــى يــد زيــد بــن ثابــت واســم آخــر وعــي‬
‫بــن أيب طالــب‪ ،‬إال أنــه ملــا رأى املصحــف للمــرة الثانيــة بعــد عــام ‪ ١٣٢٢‬هـ‬
‫(‪ ١٩٠٤‬م) وجــد نقصــا بمقــدار جــزء مــن هنايتــه كــا رأى بــأن هنــاك أوراقا‬
‫مفقودة يف سورة الشعراء وما بعدها»‪.‬‬
‫أقــول‪ :‬مل تظهــر هــذه العبــارة أيضــا يف مــا نــره الدكتــور قــوالج مــن صــور‪،‬‬
‫وال وجدهتــا يف نســختي‪ ،‬حــال أنــه أدرج الصفحــة التــي نقلــت منهــا‬
‫الشــهادات الثــاث ومل يع ِّلــق عليهــا‪ ،‬وأمــا الصفحــة التــي أشــار اليهــا وأهنــا‬
‫يف هنايــة املصحــف فــإن كان قصــده بالنهايــة وفــق إعــادة ترتيبــه فهــي التــي‬
‫نقلــت لكــم صــورة مــا فيهــا وأمــا إن كان قصــده كــا يف أصــل النســخة‬
‫املعكوســة الرتتيــب كنســختي وهــي موجــودة يف نســخة حتقيقــه أول‬
‫املصحــف فليــس فيهــا شــئ ممــا ذكــره بــل املقــروء منهــا هــو كــا التــايل‪»:‬‬
‫بســم اهلل الرمحــن الرحيــم اودعــت هــذا املصحــف الكريــم شــهادة ان ال الــه‬
‫اال اهلل حممــد عبــده ورســوله ‪ ...‬تقبلهــا منــي ‪ ،»...‬والظاهــر أنــه يتحــدث‬
‫يصورها وهذا من موارد اإلهبام التي ذكرت‪.‬‬ ‫عن النسخة األصلية ومل ّ‬
‫إن كالمــه هــذا املنقــول عــن القــايض اجلــرايف يعيدنــا إىل حديــث اإلمــام‬ ‫ّ‬
‫اهلــادي عــن أبيــه الــذي حتــدث عــن مصحــف اإلمــام عــي عليــه الســام عنــد‬
‫مسـنّة مــن ولــد احلســن وأوردتــه يف احلاشــية رقــم ‪ ،5‬ويطــرح شــك ًا مل يعاجله‬
‫قــرر أن هــذه النســخة مكتوبــة بخــط كاتــب واحــد مــا خــا‬ ‫املحقــق ّملــا ّ‬
‫ـؤاال للدكتــور قــوالج عــن تفســر‬ ‫ورقــات ثــاث(‪ ، ((2‬ويطــرح كذلــك سـ ً‬
‫(‪ ((1‬ص ‪ 178‬من التحقيق‪.‬‬
‫(‪ ((2‬ص ‪ 177‬من طبعة إرسيكا‬
‫‪29‬‬ ‫رفضــه الشــهادة احلس ـ ّية للقــايض بتعــدد الن ًّســاخ ومنهــم اإلمــام عــي‬
‫عليــه‬

‫الســام وقبولــه للشــهادة احلدســية بوحــدة الناســخ للدكتــور حمــي الديــن‬


‫عن املصحف الرشيف املنسوب لإلمام عيل عليه السالم يف اليمن‬

‫رسيــن(‪ ، ((2‬وال يكفــي لدفــع الشــهادة احلســ ّية قولــه بوجــود ســورة‬
‫ـا خالفــا لقــول القــايض يف شــهادته الثانيــة‬ ‫الشــعراء(‪ ((2‬وايــراد صورهــا فعـ ً‬
‫بــل إن التحقيــق يقتــي طــرح ســؤال عــن كيفيــة تعويضهــا إال اذا اهتمنــا‬
‫القــايض بالتخليــط لكــر ســنه كــا أشــار الدكتــور قــوالج عندمــا قــال إن‬
‫القــايض عندمــا رأى النســخة (‪ّ ((2‬أول مــرة وكانــت الســورة موجــودة « كان‬
‫ـص القــايض نفســه أنــه كان يف‬ ‫فتــى يف اخلامســة عــرة مــن عمــره» بينــا نـ ّ‬
‫العــارشة !!‪ ،‬وقــد صــدق حــديس أنــه اهتمــه بالتخليــط عندمــا راجعــت مــا‬
‫أحــال إليــه يف ترمجــة القــايض أمحــد اجلــرايف مــن كتــاب هجــر العلــم ومعاقله‬

‫(‪ ((2‬كــا أوردهــا يف حاشــية الصفحــة ‪182‬مــن طبعــة إرســيكا ‪،‬وقــد جــاءت يف هــذه املالحظــات‬
‫اخلاصــة لألســتاذ الدكتــور حمــي الديــن رسيــن حــول مصحــف صنعــاء هــذه العبــارات أيضا‪«:‬لقــد‬
‫تــم توزيــع املســافات بــن احلــروف والكلــات يف الســطور بشــكل منســق‪ ،‬واخلطــوط األفقيــة‬
‫املنســجمة واملتميــزة كتبــت أطــول نســبيا مــن اخلطــوط العموديــة‪ ،‬واملســافات بــن األســطر منظمــة‬
‫ومنســقة‪ .‬وقــد عكــس الكاتــب نظرتــه اجلامليــة اخلاصــة عنــد كتابتــه امتــدادات حــروف الــام والقاف‬
‫والنــون والعــن إىل األســطرالتحتانية بأشــكال منســجمة مداعبــة للنظــر‪ .‬وأشــرت يف املصحــف إىل‬
‫بدايــات الســور والوقفــات بأربعــة خطــوط مائلــة ودائــرة‪ ،‬ووضعــت أحيانــا نقطــة بخــط مائــل‬
‫بنفس القلم عىل حروف التاء والنون والشني» ‪.‬‬
‫الدكتــور حمــي الديــن رسيــن‪ :‬خطــاط تركــي‪ .‬وكان خطيبـ ًا وإمــام مســجد يف بدايــة حياتــه ثــم تابــع‬
‫ـدرس يف قســم تاريــخ الفنــون الرتكيــة اإلســامية‬ ‫دراســة الدكتــوراه وختصــص يف الفــن االســامي‪ .‬يـ ِّ‬
‫يف كليــة الرشيعــة بجامعــة مرمــرة‪ .‬أجــرى العديــد مــن البحــوث العمليــة يف جمــال اخلــط وتتلمــذ يف‬
‫خــط التعليــق عــى يــد كــال باتانــاي وحصــل منــه عــى إجازتــه‪ .‬أصــدر ســرين العديــد مــن املؤلفات‬
‫حــول اخلــط وهــي «مرق ّعــات (ألبومــات) ميشــك» والتــي تضــم جمموعــة مــن أعــال حــامل أفنــدي‪،‬‬
‫خلــويص أفنــدي وقــايض العســكر مصطفــى عــزت أفنــدي ومــن إصــدار وقــف قبــة ألتــي للثقافــة‬
‫والفنــون باإلضافــة إىل «فــن اخلــط وأشــهر اخلطاطــن»‪« ،‬اخلطــاط عزيــز أفنــدي» و»اخلطــاط الشــيخ‬
‫محد اهلل»‪.‬‬
‫(‪ ((2‬ص ‪»: 176‬فحســب نفــس العبــارة فــإن هــذه املعلومــة كتبهــا القــايض أمحــد اجلــرايف عــام‬
‫‪١٣٥٥‬ه(‪١٩٣٦‬م)‪ ،‬أي بعــد نحــو ‪ ٣٣‬ســنة مــن رؤيتــه الثانيــة للمصحــف عنــد مــا كان فتــى يف‬
‫اخلامســة عــرة مــن عمــره‪ ،‬واملعلومــات التــي ذكرهــا حــول ســورة الشــعراء ومــا يليهــا غــر‬
‫صحيحــة (لرتمجــة القــايض أمحــد اجلــرايف انظــر‪ :‬إســاعيل بــن عــي األكــوع‪ ،‬هجــر العلــم ومعاقلــه‪،‬‬
‫‪ .)٣٦٧-١/٣٦٦‬ألن هــذه الســورة وبعــض الســور التــي تليهــا موجــودة بشــكل تــام يف املصحــف‪.‬‬
‫وسوف نوضح فيام ييل ما هي السور الناقصة أو ما هي اآليات الناقصة من بعض السور»‪.‬‬
‫(‪ ((2‬راجع احلاشية السابقة‪.‬‬
‫إلســاعيل بــن عــي األكــوع(‪ ،((2‬حيــث جــاء فيهــا‪ّ : :‬ملــا بلــغ التســعني بــدأ‬ ‫‪30‬‬
‫يفقــد ذاكرتــه‪ ، »..‬واحلــق أن الدكتــور قــوالج هــو الــذي خيلــط هنــا فبينــا‬

‫عليه السالم‬
‫ينقــل عــن القــايض «أنــه رأى املصحــف يف «مســجد الشــهيدين» عــام‬
‫ا يف العــارشة مــن عمــره» وتؤكــد‬ ‫‪١٣١٧‬هـــ (‪ 1900‬م) عنــد مــا كان طف ـ ً‬

‫مصحف االمام عيل‬


‫هــذا املعنــى ترمجــة القــايض التــي أحالنــا إليهــا حيــث جــاء فيهــا إنــه ولــد‬
‫‪ 1307‬مــا يعنــي أنــه يف ‪ 1317‬كان فعــا يف العــارشة فمــن أيــن أتــى الدكتور‬
‫قوالج ب‪ « :‬كان فتى يف اخلامسة عرشة من عمره»‪.‬‬
‫ّ‬
‫فــإن هــذا النــص كــا أورده الدكتــور قــوالج يفيدنــا يف‬ ‫وعــى أي حــال‬
‫إضافتــه عــى التوثيقــات مــن الطريــق الثــاين(‪ ((2‬مــع مــا ذكــره نقــا عــن‬
‫املجلد األول من النسخة األصلية(‪.((2‬‬

‫(‪ ((2‬ص ‪ 366‬و ‪، 367‬الطبعة األوىل ‪ 1416‬هـ = ‪ 1995‬م ‪ ،‬دار الفكر املعارص بريوت‬
‫(‪ ((2‬راجع ما ذكرته سابقا حتت عنوان نسخة صنعاء والطريق اليها‪.‬‬
‫(‪ ((2‬ص ‪ 175‬من طبعة إرسيكا‬
‫‪31‬‬ ‫َ‬
‫منهجي اإلثبات أو النفي للنسبة ال‬ ‫الحكم عىل‬
‫عىل تحقيق المتن ونتيجته‬
‫عن املصحف الرشيف املنسوب لإلمام عيل عليه السالم يف اليمن‬

‫ُيمــد للدكتــور قــوالج حرصــه يف كل مــا أنجــزه مــن حتقيقــات حــول‬


‫املخطوطات القرآنية املبكّرة(‪ ((2‬حرصه عىل أمرين‪:‬‬

‫ ‪-‬إثبــات وحــدة وســامة النــص القــرآين يف مســاره التارخيــي بتقديــم‬


‫النصــوص القديمــة مقارنــة بالطباعــة احلديثــة مــا يــورث الناظــر‬
‫طمأنينة إىل حفظ القرآن الكريم من اهلل تعاىل‪.‬‬

‫ ‪-‬التأكيــد عــى وحــدة األمــة اإلســامية حــول كتــاب اهلل تعــاىل ودفــع‬
‫شــبهات الطاعنــن الذيــن يعملــون عــى زرع فتنــة التحريف ونســبتها‬
‫إىل أشخاص أو مذاهب‪.‬‬

‫يــرز هــذا احلــرص يف القســم املتعلــق بتحقيق النــص القــرآين ومتابعتــه كلمة‬
‫كلمــة ومقابلتــه بروايــة حفــص عــن عاصــم وفــق نســخة «مصحــف املدينــة‬
‫النبويــة» للخطــاط عثــان طــه وهــي األكثــر رواجــا بــن املســلمني اليــوم‪،‬‬
‫ورد املختلف إىل القراءات األخرى أو بيان علته‪.‬‬

‫وبنتيجــة هــذا العمــل ووفــق قواعــد حتقيــق املخطوطــات يكــون قــد قــام‬
‫بخطــوة إثبــات صحــة املتــن والنســبة إىل اهلل تعــاىل وأن الــكالم هنــا هــو كالم‬

‫(‪ ((2‬املصحف الرشيف املنسوب إىل عثامن بن عفان (نسخة طوبقايب رساي)‪2007 ،‬م‪.‬‬
‫املصحــف الرشيــف املنســوب إىل عثــان بــن عفــان (نســخة متحــف اآلثــار الرتكيــة واإلســامية)‪،‬‬
‫‪2007‬م‪.‬‬
‫املصحف الرشيف املنسوب إىل عثامن بن عفان (نسخة املشهد احلسيني)‪2009 ،‬م‪.‬‬
‫املصحف الرشيف املنسوب إىل عيل بن أيب طالب (نسخة صنعاء)‪2011 ،‬م‪.‬‬
‫املصحــف الرشيــف املنســوب ألمــر املؤمنــن عــي عليــه الســام ( نســخة املكتبــة الرضويــة يف مشــهد)‪،‬‬
‫‪ 2019‬م‪.‬‬
‫اهلل عــز وجــل املحفــوظ واملصــان عــن التحريــف‪ ،‬لكــن هــذا شــئ والــكالم‬ ‫‪32‬‬
‫عــن اخلطــوة املهمــة األخــرى وهــي إثبــات صحــة أن الناســخ هلــذا املتــن‬

‫عليه السالم‬
‫هو اإلمام عيل عليه السالم أمر آخر‪ ،‬وحيتاج إىل عمل خمتلف‪.‬‬

‫مصحف االمام عيل‬


‫يف اخلطــوة األوىل يبحــث عــن تطابــق بنيــة الكلمــة مــع األصــل العثــاين‬
‫لكــن يف اخلطــوة الثانيــة يفــرض البحــث عــن مــدى تطابــق اخلــط مــع خــط‬
‫اإلمــام عــي بعــد الفــراغ عــن البحــث يف أدلــة إثبــات نســبة النســخة إليــه‬
‫عليه السالم‪.‬‬

‫واخلطــوة الثالثــة الرضوريــة واملهمــة هــي مســألة وجــود دم الشــهيدين عــى‬


‫املصحــف والســعي إلجيــاد املصــادر للــكالم عنهــا ومناقشــتها وهــي املســألة‬
‫التــي مل يعمــل عليهــا بعــد كــا جيــب مــن طــريف الدعــوى املثبــت والنــايف كــا‬
‫رأينــا‪ ،‬وقــد بــات معروفــا أنــه باإلمــكان اليــوم أخــذ خزعــة مــن املــادة‬
‫املكتــوب عليهــا وفيهــا البقعــة املدعــاة دم ـ ًا‪ ،‬وفحصهــا بالفحــص املعــروف‬
‫بالكاربون ‪ 14‬وغريه لتحديد عمرها وما إذا كان ثمة دم أو ال‪.‬‬

‫عــدا أن الدكتــور قــوالج مل يعـ ّـن طبيعــة املــادة املكتــوب عليهــا وهــو عمــل‬
‫مــن أصــول التحقيــق فلــم يبــن أهنــا رقــوق أو ورق مكتفيــا بالــكالم عــن‬
‫ورق وصفحات وهذا أعم من كوهنا ورقا فعال أو رق ًا‪.‬‬

‫اخلطــوة الرابعــة دراســة الزيــادات عــى املتــن كعالمــات النقــط واإلعــراب‬


‫ورؤوس الســور والتعشــر لآليــات ومــا اليهــا مــن مســائل فنيــة وهــذه‬
‫برأيي مل حتظ أيضا بالبحث الكايف‪..‬‬

‫ملــاذا الــكالم عــن حماولــة الدكتــور ط ّيــار آلتــي قــوالج ؟ ألهنــا ببســاطة أول‬
‫وأحــدث دراســة حتقيقيــة للنســخة ومــا صــدر بعدهــا ابتنــى عليهــا‪ ،‬وألنــه‬
‫‪33‬‬ ‫حــاول عــرض أدلــة املثبتــن باملــدى الــذي اعتقــد هــو أنــه كاف مــن ايــراد‬
‫حججهم وناقشها يف بحثه‪.‬‬
‫عن املصحف الرشيف املنسوب لإلمام عيل عليه السالم يف اليمن‬

‫وكــا الحظنــا فإنــه‪ -‬كــا أنــا‪-‬مل نجمــع كل مــا قيــل ونــر يف اإلثبــات فقــد‬
‫ذكــرت بعضــا ممــا مل يتطــرق إليــه وكان بــن يديــه وبعضــ ًا آخــر مل يذكــره‬
‫أصال‪.‬‬

‫املالحظــة األخــرة عــى عمــل د‪.‬قــوالج املتعلــق بالقســم األول مــن عملــه‬
‫وهــو البحــث عــن أصــل النســخة إ ّنــه مل يعــط املوضــوع حقــه فمــن أصــل‬
‫‪ 216‬صفحــة كانــت التقديــم للمتــن جــاء الــكالم عــن النســخة يف ‪25‬‬
‫صفحة منها فقط (الحظ صوريت الفهرس آخر املقالة)‪.‬‬
‫بين الموروث الشفاهي والتحقيق‬ ‫‪34‬‬

‫عليه السالم‬
‫متنــح القداســة يف املــوروث الدينــي الشــعبي عصمــة للفكــرة حتــى لــو‬

‫مصحف االمام عيل‬


‫تعلقــت بشــئ مــادي قابــل للفحــص وإعــال العقــل وهنــا تظهــر احلاجــة إىل‬
‫«ا ُمل ْص ِلــح» الــذي يســتطيع بحكمتــه إجــراء الفحــص واالقتنــاع واالقنــاع‬
‫بالنتائــج املنطقيــة‪ ،‬وكام ســيكون مســتهجن ًا العبــث بالفكــرة وحماولــة إزاحتها‬
‫أو رفــع القداســة عنهــا ملجــرد تعارضهــا مــع أصــل يعتقــد بــه مــن يتصــدى‬
‫لإلصــاح يف الثقافــة الشــعبية وال يقبلــه غــره‪ ،‬كذلــك ســيكون مســتهجن ًا يف‬
‫حقــل البحــوث العلميــة ممــن حيشــد مــا يصلــح ومــا ال يصلــح للحكــم‬
‫واالســتنتاج يف مواضيــع البحــث وســيخالف بذلــك أدنــى قواعــد التحقيــق‬
‫فضــا عــا إذا حكــم عملــه ســقف زمنــي حمــد ٌد(‪ ((2‬مــن غــره فيصــر أجــر ًا‬
‫ال باحثـ ًا وال حمققـ ًا بغــض النظــر عــن النوايــا‪ ،‬أمــا الرغبــة يف الســبق فتجعلــه‬
‫خارجا عن أخالقيات البحث العلمي ‪.‬‬

‫يعظــم اخلطــر وتتســع مســاحة جبهاتــه عندمــا يقــرب الباحــث ال مــن‬


‫مــوروث شــعبي تقليــدي ســلوكي بــل مــن مــوروث يتعلــق بكيــان مــادي‬
‫يغيهــا الزمــن إال بشــكل بســيط مل‬‫لــه طبيعتــه ومواصافاتــه اخلاصــة التــي مل ّ‬
‫يؤثــر عــى حضــوره وبقائــه للناظريــن‪ .‬وهــو يشـكّل جــزء مــن هو ّيــة جمتمــع‬
‫وأفراد‪ ،‬وهو موضوع راهن يف حياهتم عقائديا وعمليا‪.‬‬

‫ويكــون مفهومـ ًا يف املقابــل حــرص الباحــث عــى تأكيــد التمســك بالعصمــة‬


‫(‪ ((2‬ص ‪ 11‬مــن طبعــة إرســيكا ‪ »:‬وأود هنــا اإلشــارة إىل ميــزة أخــرى يف هــذا الكتــاب‪ :‬وهــي أننــا‬
‫اســتطعنا اســتكامل العمــل ونــره مــع صــورة طبــق األصــل مــن مصحــف صنعــاء خــال مــدة زمنيــة‬
‫كنــا قــد حددناهــا وأكدنــا عليهــا مــن قبــل‪ ،‬وذلــك أمــر نســعد لــه كثــر ًا‪ .‬فقــد كان قــد تــم اإلعــان‬
‫أن فــرة ‪ 2011 - 2010‬م ســوف تكــون عامــ ًا تقــام فيــه احتفــاالت خاصــة يف العــامل اإلســامي‬
‫ختليد ًا ل«ذكرى مرور ‪ ١٤٠٠‬سنة عىل نزول القرآن الكريم»‪.‬‬
‫‪35‬‬ ‫والقداســة أثنــاء البحــث‪ ،‬لكــن ال يكــون مقبــوال أن يصــرا بالباحــث إىل‬
‫االنحــراف عــن مهمتــه التــي تصــدّ ى هلــا مــع إمكانيــة التفكيــك بــن‬
‫عن املصحف الرشيف املنسوب لإلمام عيل عليه السالم يف اليمن‬

‫خطوات العمل والقواعد التي حتكم كل خطوة منه وبني نتائجه‪.‬‬


‫خالصة‬ ‫‪36‬‬

‫عليه السالم‬
‫مصحــف إىل خــط اإلمــام عــي‬
‫ً‬ ‫أمــام البحــث عــن صحــة نســبة‬

‫مصحف االمام عيل‬


‫عليــه الســام‬

‫تكــون كباحــث أمــام مهمــة شــديدة الرتكيــب والتعقيــد كــا ذكــرت يف‬
‫الفقــرة الســابقة‪ ،‬وأعتقــد بعــد مراجعــة إضافــايت وحتقيــق الدكتــور طيــار‬
‫أن املوضــوع مــا زال بكــر ًا وحيتمــل إعــادة‬
‫آلتــي قــوالج وتعليقــايت عليــه ّ‬
‫التوسع فيه ضمن الضوابط العلم ّية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫التحقيق‪ ،‬بل حيتاجه مع‬

‫أسأل اهلل تعاىل أن يو ّفق إىل ذلك من خيدم به تاريخ املصحف الرشيف‪.‬‬

‫الشــيخ عــي حســن خــازم ‪،‬‏اخلميــس‏‪ 5 ،‬‏‪ 1‬مجــادى‪ ‬األوىل‏‪-1442 ،‬‏‪ 1‬‏‪3‬‬


‫كانون‪ ‬األول‏‪2020 ،‬‬
‫‪37‬‬ ‫مراجع ومصادر‬
‫عن املصحف الرشيف املنسوب لإلمام عيل عليه السالم يف اليمن‬

‫املصحــف الرشيــف املنســوب إىل عــي بــن أيب طالــب كــرم اهلل وجهــه‪،‬‬ ‫ ‪ -1‬‬
‫نســخة صنعــاء ‪ -‬مركــز األبحــاث للتاريــخ والفنــون والثقافــة‬
‫اإلســامية باســتانبول (إرســيكا) حتقيــق الدكتــور طيــار آلتــي قوالج‬
‫‪ 1432‬هـ ‪2011 -‬م ـ‪.‬‬
‫املصحــف الرشيــف بخــط اإلمــام عــي عليــه الســام ‪ -‬نســخة صنعــاء وهــي‬ ‫ ‪ -2‬‬
‫ـم السـ ّيد عبــد‬ ‫النســخة التــي أهداهــا الســيد عبــد الكريــم احلوثــي عـ ّ‬
‫امللــك احلوثــي ورئيــس املجلــس التنفيــذي حلركــة أنصــار اهلل إىل‬
‫حجــة اإلســام واملســلمني الس ـ ّيد حســن نــر اهلل وأهدانيهــا يف ‪1‬‬ ‫ّ‬
‫رمضان ‪ 1440‬هـ ‪ 7 -‬أ ّيار ‪ 2019‬م‪.‬‬
‫ريض اهلل‬
‫املصاحــف املنســوبة اىل عثــان بــن عفــان وعــي بــن أيب طالــب‬ ‫ ‪ -3‬‬
‫عنهــم‪ .‬حمــارضة ألقاهــا الدكتــور طيــار آلتــي قــوالج يف أكاديميــة برلــن‬
‫براندنــرغ للعلــوم اإلنســانية‪ ،‬نرتمجــه اىل العربيــة معتــز حســن‪،‬‬
‫مراجعــة وتعليــق أمحــد وســام شــاكر ‪ -‬طبعــة الكرتونيــة ‪ ،‬نــر‬
‫مدونة الدراسات القرآنية اكتوبر ‪ 2014‬اإلصدار األول‪.‬‬
‫مصاحــف صنعــاء ‪ -‬امحــد شــاكر‪ ،‬مقــال منشــور يف جملــة الدراســات‬ ‫ ‪ -4‬‬
‫الدينيــة‪ ،‬العــدد األول‪ ،‬ديســمرب ‪2014‬م‪-‬صفــر ‪1436‬هـــ‪ ،‬ص‪:‬‬
‫‪.14-8‬‬
‫األغــاين ‪ -‬أبــو الفــرج األصفهــاين‪ ،‬منشــورات دار الكتــب العلميــة ‪،‬‬ ‫ ‪ -5‬‬
‫بريوت ‪ 2008‬م‪.‬‬
‫لوامــع األنــوار وجوامــع العلــوم واآلثــار وتراجــم أويل العلــم‬ ‫ ‪ -6‬‬
‫واألنظــار‪ -‬جمــد الديــن بــن حممــد بــن منصــور احلســني املؤيــدي ‪ ،‬يف‬
‫ثالثــة أجــزاء عــن مكتبة الــراث اإلســامي ‪ -‬صعــدة الطبعــة األوىل‬ ‫‪38‬‬
‫(‪ 1414‬هـ ‪ 1993 -‬م ) ‪.‬‬

‫عليه السالم‬
‫ـمى ُفرجــة اهلمــوم واحلــزن يف حــوادث وتاريــخ‬ ‫تاريــخ اليمــن املسـ ّ‬ ‫ ‪ -7‬‬

‫مصحف االمام عيل‬


‫اليمــن ‪ -‬الشــيخ عبــد الواســع بــن حييــى الواســعي اليــاين ‪ -‬النــارش‪:‬‬
‫املكتبة السلف ّية‪ ،‬تاريخ النرش‪ 1346 :‬هـ ‪ 1927 -‬م‪.‬‬
‫ ‪ -8‬معرفــة القــراء الكبــار عــى الطقــات واألعصــار ‪ -‬الذهبــي‪،‬‬
‫إستانبول‪(.‬النارش طيارآلتي قوالج) ‪١٤١٦‬هـ ‪١٩٩٥ -‬م‪.‬‬
‫ ‪ -9‬ميــزان االعتــدال (النــارش عــي حممــد البجــاوي)‪ ،‬القاهــرة ‪1382‬‬
‫هـ ‪1963 -‬م‪.‬‬
‫ ‪ - 10‬ســر أعــام النبــاء (نــر شــعيب األرنــؤوط وآخــرون)‪ ،‬بــروت‬
‫‪ ١٤٠٥‬هـ ‪١٩٨٥ -‬م‪.‬‬
‫ ‪ - 11‬مســاجد صنعــاء عامرهــا وموفيهــا‪ -‬حممــد بــن أمحــد احلجــري‪ ،‬طبــع‬
‫بمطبعــة وزارة املعــارف (بصنعــاء) عاصمــة اليمــن ســنة ‪ ١٣٦١‬هـــ‬
‫‪1942 -‬م‪.‬‬
‫ ‪ - 12‬هجــر العلــم ومعاقلــه يف اليمــن ‪ -‬القــايض إســاعيل األكــوع‪ ،‬دار‬
‫الفكــر املعــارص ‪ ،‬بــروت الطبعــة األوىل يف مخســة جملــدات ‪ 1416‬هـ‬
‫‪ 1995 -‬م‬
‫ملحق (‪ )١‬فهرست نسخة الدكتور طيار آليت قوالج‬
‫عن املصحف الرشيف املنسوب لإلمام عيل عليه السالم يف اليمن‬

‫‪39‬‬
‫عليه السالم‬
‫مصحف االمام عيل‬
‫‪40‬‬

You might also like