‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬

‫ِﺑـ َ‬ ‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬

‫ا ْ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫آﺘﺒﻪ اﻟﺪاﻋﻲ ﻟﻚ ﺑﺎﻟﺨﻴﺮ‪/‬‬ ‫ﻣﻘﺪﻣﺔ‬
‫د‪.‬ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ اﻟﻌﺮﻳﻔﻲ‬ ‫ﻟﻤ ﺎ آ ﻨﺖ ﻓﻲ اﻟﺴﺎدﺳﺔ ﻋﺸﺮة ﻣﻦ ﻋﻤﺮي وﻗﻊ ﻓﻲ‬
‫ﻳ ﺪي‪ -‬آ ﺘﺎب " ﻓﻦ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻟﻨﺎس " ﻟﻤﺆﻟﻔﻪ "‬
‫ﺑﺪاﻳﺔ ‪..‬‬ ‫داﻳﻞ آﺎرﻧﻴﺠﻲ " آﺎن آﺘﺎﺑ ًﺎ راﺋﻌ ًﺎ ﻗﺮأﺗﻪ ﻋﺪة ﻣﺮات‬
‫ﻟﻴﺴﺖ اﻟﻐﺎﻳﺔ أن ﺗﻘﺮأ آﺘﺎﺑ ًﺎ ‪ ..‬ﺑﻞ اﻟﻐﺎﻳﺔ أن‬ ‫‪..‬‬
‫ﺗﺴﺘﻔﻴﺪ ﻣﻨﻪ ‪..‬‬ ‫آ ﺎن آﺎﺗ ﺒﻪ اﻗﺘ ﺮح أن ﻳﻌ ﻴﺪ اﻟﺸ ﺨﺺ ﻗ ﺮاءﺗﻪ آ ﻞ‬
‫ﺷ ﻬﺮ ‪ ..‬ﻓﻔﻌﻠ ﺖ ذﻟ ﻚ ‪ ..‬ﺟﻌﻠ ﺖ أﻃ ﺒﻖ ﻗﻮاﻋﺪﻩ ﻋﻨﺪ‬
‫‪ 1.‬هﺆﻻء ﻟﻦ ﻳﺴﺘﻔﻴﺪوا ‪..‬‬ ‫ﺗﻌﺎﻣﻠﻲ ﻣﻊ اﻟﻨﺎس ﻓﺮأﻳﺖ ﻟﺬﻟﻚ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﻋﺠﻴﺒﺔ ‪..‬‬
‫أذآ ﺮ أن رﺳ ﺎﻟﺔ ﺟﺎءﺗﻨ ﻲ ﻋﻠ ﻰ هﺎﺗﻔ ﻲ‬ ‫آ ﺎن آﺎرﻧﻴﺠ ﻲ ﻳﺴ ﻮق اﻟﻘﺎﻋﺪة وﻳﺬآﺮ ﺗﺤﺘﻬﺎ أﻣﺜﻠﺔ‬
‫اﻟﻤﺤﻤ ﻮل ‪ ..‬ﻧﺼ ﻬﺎ ‪ :‬ﻓﻀ ﻴﻠﺔ اﻟﺸ ﻴﺦ ‪ ..‬ﻣ ﺎ‬ ‫ووﻗﺎﺋ ﻊ ﻟ ﺮﺟﺎل ﺗﻤﻴ ﺰوا ﻣ ﻦ ﻗ ﻮﻣﻪ ‪ ..‬روزﻓﻠ ﺖ ‪..‬‬
‫ﺣﻜﻢ اﻻﻧﺘﺤﺎر ؟‬ ‫ﻟ ﻨﻜﻮﻟﻦ ‪ ..‬ﺟ ﻮزف ‪ ..‬ﻣﺎﻳ ﻚ ‪ ..‬ﻓﺒﺤﺜﺖ ﻓﻲ ﺗﺎرﻳﺨﻨﺎ‬
‫ﻓﺎﺗﺼ ﻠﺖ ﺑﺎﻟﺴ ﺎﺋﻞ ﻓﺄﺟ ﺎب ﺷ ﺎب ﻓ ﻲ ﻋﻤ ﺮ‬ ‫ﻓ ﺮأﻳﺖ أن ﻓ ﻲ ﺳ ﻴﺮة رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ε‬وأﺻ ﺤﺎﺑﻪ‬
‫اﻟﺰهﻮر ‪ ..‬ﻗﻠﺖ ﻟﻪ ‪ :‬ﻋﻔﻮًا ﻟﻢ أﻓﻬﻢ ﺳﺆاﻟﻚ ‪..‬‬ ‫وﻣﻮاﻗ ﻒ اﻟﻤﺘﻤﻴ ﺰﻳﻦ ﻣ ﻦ رﺟ ﺎل أﻣﺘ ﻨﺎ ﻣ ﺎ ﻳﻐﻨﻴﻨﺎ ‪..‬‬
‫أﻋﺪ اﻟﺴﺆال !‬ ‫ﻓ ﺒﺪأت ﻣ ﻦ ذﻟ ﻚ اﻟﺤ ﻴﻦ أؤﻟ ﻒ ه ﺬا اﻟﻜ ﺘﺎب ﻓ ﻲ ﻓﻦ‬
‫ﻓﺄﺟ ﺎب ﺑﻜ ﻞ ﺗﻀ ﺠﺮ ‪ :‬اﻟﺴ ﺆال واﺿ ﺢ ‪ ..‬ﻣ ﺎ‬ ‫اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻟﻨﺎس ‪..‬‬
‫ﺣﻜﻢ اﻻﻧﺘﺤﺎر ‪..‬‬ ‫ﻓﻬ ﺬا اﻟﻜ ﺘﺎب اﻟ ﺬي ﺑ ﻴﻦ ﻳ ﺪﻳﻚ ﻟ ﻴﺲ وﻟ ﻴﺪ ﺷﻬﺮ أو‬
‫ﻓ ﺄردت أن أﻓﺎﺟ ﺌﻪ ﺑﺠ ﻮاب ﻻ ﻳ ﺘﻮﻗﻌﻪ‬ ‫ﺳﻨﺔ ‪..‬‬
‫ﻓﻀﺤﻜﺖ وﻗﻠﺖ ‪ :‬ﻣﺴﺘﺤﺐ ‪..‬‬ ‫ﺑ ﻞ ه ﻮ ﻧﺘ ﻴﺠﺔ دراﺳ ﺎت ﻗﻤ ﺖ ﺑﻬ ﺎ ﻟﻤ ﺪة ﻋﺸ ﺮﻳﻦ‬
‫ﺻﺮخ ‪ :‬ﻣﺎذا ؟!‬ ‫ﻋﺎﻣ ًﺎ ‪..‬‬
‫ﻗﻠﺖ ‪ :‬أﻗﻮل ﻟﻚ ‪ :‬ﺣﻜﻢ اﻻﻧﺘﺤﺎر أﻧﻪ ﻣﺴﺘﺤﺐ‬ ‫ﻲ ﺑﺘﺄﻟ ﻴﻒ ﻗ ﺮاﺑﺔ‬ ‫ﻦ ﻋﻠ ﱠ‬ ‫وﻣ ﻊ أن اﷲ ﺗﻌﺎﻟ ﻰ ﻗ ﺪ ﻣ ﱠ‬
‫‪..‬‬ ‫اﻟﻌﺸ ﺮﻳﻦ ﻋﻨﻮاﻧ ًﺎ إﻟﻰ اﻵن ‪ ..‬إﻻ أﻧﻲ أﺟﺪ أن أﺣﺐ‬
‫ﻟﻜ ﻦ ﻣ ﺎ رأﻳﻚ أن ﻧﺘﻌﺎون ﻓﻲ ﺗﺤﺪﻳﺪ اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ‬ ‫ﻲ وأﻏﻼه ﺎ إﻟ ﻰ ﻗﻠﺒ ﻲ ‪ ..‬وأآﺜ ﺮهﺎ ﻓﺎﺋ ﺪة‬ ‫آﺘﺒ ﻲ إﻟ ﱠ‬
‫اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺘﺤﺮ ﺑﻬﺎ ‪ ..‬؟‬ ‫ﻋﻤﻠﻴﺔ ‪ -‬ﻓﻴﻤﺎ أﻇﻦ – هﻮ هﺬا اﻟﻜﺘﺎب ‪..‬‬
‫ﺳﻜﺖ اﻟﺸﺎب ‪..‬‬ ‫آﺘ ﺒﺖ آﻠﻤﺎﺗﻪ ﺑﻤﺪاد ﺧﻠﻄﺘﻪ ﺑﺪﻣﻲ ‪ ..‬ﺳﻜﺒﺖ روﺣﻲ‬
‫ﻓﻘﻠﺖ ‪ :‬ﻃﻴﺐ ‪ ..‬ﻟﻤﺎذا ﺗﺮﻳﺪ أن ﺗﻨﺘﺤﺮ ؟‬ ‫ﺑﻴﻦ أﺳﻄﺮﻩ ‪ ..‬ﻋﺼﺮت ذآﺮﻳﺎﺗﻲ ﻓﻴﻪ ‪..‬‬
‫ﻗ ﺎل ‪ :‬ﻷﻧ ﻲ ﻣ ﺎ وﺟﺪت وﻇﻴﻔﺔ ‪ ..‬واﻟﻨﺎس ﻣﺎ‬ ‫ﺟﻌﻠﺘﻬﺎ آﻠﻤﺎت ﻣﻦ اﻟﻘﻠﺐ إﻟﻰ اﻟﻘﻠﺐ ‪..‬‬
‫ﻼ أﻧﺎ إﻧﺴﺎن ﻓﺎﺷﻞ ‪ ..‬و ‪..‬‬ ‫ﻳﺤﺒﻮﻧﻨﻲ ‪ ..‬وأﺻ ً‬ ‫وأﻗﺴ ﻢ أﻧﻬ ﺎ ﺧ ﺮﺟﺖ ﻣ ﻦ ﻗﻠﺒ ﻲ ﻣﺸ ﺘﺎﻗﺔ أن ﻳﻜ ﻮن‬
‫واﻧﻄﻠﻖ ﻳﺮوي ﻟﻲ ﻗﺼﺔ ﻣﻄﻮﻟﺔ ﺗﺤﻜﻲ ﻓﺸﻠﻪ‬ ‫ﻣﺴﺘﻘﺮهﺎ ﻗﻠﺒﻚ ‪ ..‬ﻓﺮﺣﻤﺎك ﺑﻬﺎ ‪..‬‬
‫ﻓﻲ ﺗﻄﻮﻳﺮ ذاﺗﻪ ‪ ..‬وﻋﺪم اﺳﺘﻌﺪادﻩ ﻟﻼﺳﺘﻔﺎدة‬ ‫ﻣ ﺎ أﻋﻈ ﻢ ﺳ ﺮوري ﻟ ﻮ ﻋﻠﻤ ﺖ أن ﻗﺎرﺋ ًﺎ أو ﻗﺎرﺋ ﺔ‬
‫ﺑﻤﺎ هﻮ ﻣﺘﺎح ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ ﻣﻦ ﻗﺪرات ‪..‬‬ ‫ﻟﻬ ﺬﻩ اﻟ ﻮرﻗﺎت ﻃ ﺒﻖ ﻣﺎ ﻓﻴﻪ ‪ ..‬ﻓﺸﻌﺮ وﺷﻌﺮ ﻏﻴﺮﻩ‬
‫وهﺬﻩ ﺁﻓﺔ ﻋﻨﺪ اﻟﻜﺜﻴﺮﻳﻦ ‪..‬‬ ‫ﺑﺘﻄﻮر ﻣﻬﺎراﺗﻪ ‪ ..‬وازدادت ﻣﺘﻌﺘﻪ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ ‪..‬‬
‫ﻟﻤﺎذا ﻳﻨﻈﺮ أﺣﺪﻧﺎ إﻟﻰ ﻧﻔﺴﻪ ﻧﻈﺮة دوﻧﻴﺔ ؟‬ ‫ﻓﺴ ﻄﺮ ﺑﻴﻤﻴ ﻨﻪ اﻟﻄﺎه ﺮة – ﻣﺸ ﻜﻮرًا ‪ -‬رﺳﺎﻟﺔ ﻋﺒﺮ‬
‫ﻟﻤ ﺎذا ﻳﻠﺤ ﻆ ﺑﺒﺼ ﺮﻩ إﻟ ﻰ اﻟﻮاﻗﻔ ﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﻗﻤﺔ‬ ‫ﻓ ﻴﻬﺎ ﻋ ﻦ رأﻳ ﻪ ‪ ..‬وﺻ ّﻮر ﻣﺸ ﺎﻋﺮﻩ ﺑﺼ ﺪق‬
‫اﻟﺠ ﺒﻞ وﻳ ﺮى ﻧﻔﺴ ﻪ أﻗ ﻞ ﻣ ﻦ أن ﻳﺼ ﻞ إﻟ ﻰ‬ ‫وﺻﺮاﺣﺔ ‪ ..‬ﺛﻢ أرﺳﻠﻬﺎ ﻋﺒﺮ ﺑﺮﻳﺪ أو رﺳﺎﻟﺔ ﺟﻮال‬
‫اﻟﻘﻤﺔ آﻤﺎ وﺻﻠﻮا ‪ ..‬أو ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ أن ﻳﺼﻌﺪ‬ ‫‪ sms‬إﻟ ﻰ آﺎﺗ ﺐ ه ﺬﻩ اﻟﺴ ﻄﻮر ‪ ..‬ﻷآ ﻮن ﻟﻠﻄﻔ ﻪ‬
‫اﻟﺠﺒﻞ آﻤﺎ ﺻﻌﺪوا ‪..‬‬ ‫ﺷﺎآﺮًا ‪ ..‬وﺑﻈﻬﺮ اﻟﻐﻴﺐ ﻟﻪ داﻋﻴ ًﺎ ‪..‬‬
‫وﻣﻦ ﻳﺘﻬﻴﺐ ﺻﻌﻮد اﻟﺠﺒﺎل *** ﻳﻌﺶ أﺑﺪ‬ ‫أﺳ ﺄل اﷲ أن ﻳ ﻨﻔﻊ ﺑﻬ ﺬﻩ اﻟ ﻮرﻗﺎت ‪ ..‬وأن ﻳﺠﻌﻠﻬ ﺎ‬
‫اﻟﺪهﺮ ﺑﻴﻦ اﻟﺤﻔﺮ‬ ‫ﺧﺎﻟﺼﺔ ﻟﻮﺟﻬﻪ اﻟﻜﺮﻳﻢ ‪..‬‬

‫‪2‬‬
‫‪Books-sea.com‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬ ‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﺑﻨﻔﻌﻪ ﻣﻦ ﻗﺪرات ‪ ..‬آﻦ ﻧﺎﺟﺤ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﺗ ﺪري ﻣ ﻦ اﻟ ﺬي ﻟ ﻦ ﻳﺴﺘﻔﻴﺪ ﻣﻦ هﺬا اﻟﻜﺘﺎب ‪ ،‬وﻻ‬
‫اﻗﻠ ﺐ ﻋﺒﻮﺳﻚ اﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ‪ ..‬وآﺂﺑﺘﻚ ﺑﺸﺎﺷﺔ ‪..‬‬ ‫ﻣﻦ أي آﺘﺎب ﺁﺧﺮ ﻣﻦ آﺘﺐ اﻟﻤﻬﺎرات ؟!‬
‫وﺑﺨﻠﻚ آﺮﻣ ًﺎ ‪ ..‬وﻏﻀﺒﻚ ﺣﻠﻤ ًﺎ ‪..‬‬ ‫إﻧ ﻪ اﻟﺸ ﺨﺺ اﻟﻤﺴ ﻜﻴﻦ اﻟ ﺬي اﺳﺘﺴ ﻠﻢ ﻷﺧﻄﺎﺋ ﻪ‬
‫اﺟﻌﻞ اﻟﻤﺼﺎﺋﺐ أﻓﺮاﺣ ًﺎ ‪ ..‬واﻹﻳﻤﺎن ﺳﻼﺣ ًﺎ ‪..‬‬ ‫وﻗ ﻨﻊ ﺑﻘﺪراﺗ ﻪ ‪ ،‬وﻗ ﺎل ‪ :‬ه ﺬا ﻃﺒﻌ ﻲ اﻟ ﺬي ﻧﺸ ﺄت‬
‫اﺳ ﺘﻤﺘﻊ ﺑﺤ ﻴﺎﺗﻚ‪..‬ﻓﺎﻟﺤ ﻴﺎة ﻗﺼ ﻴﺮة ﻻ وﻗ ﺖ‬ ‫ﻋﻠ ﻴﻪ ‪ ..‬وﺗﻌ ﻮدت ﻋﻠ ﻴﻪ ‪ ،‬وﻻ ﻳﻤﻜ ﻦ أن أﻏﻴ ﺮ‬
‫ﻓﻴﻬﺎ ﻟﻠﻐﻢ‪..‬‬ ‫ﻃﺮﻳﻘﺘﻲ ‪ ..‬واﻟﻨﺎس ﺗﻌﻮدوا ﻋﻠﻲ ﺑﻬﺬا اﻟﻄﺒﻊ ‪..‬‬
‫أﻣ ﺎ آ ﻴﻒ ﺗﻔﻌ ﻞ ذﻟ ﻚ ‪..‬ﻓﻬ ﺬا ﻣ ﺎ أﻟﻔﺖ اﻟﻜﺘﺎب‬ ‫أﻣ ﺎ أن أآ ﻮن ﻣ ﺜﻞ ﺧﺎﻟ ﺪ ﻓ ﻲ ﻃ ﺮﻳﻘﺔ إﻟﻘﺎﺋ ﻪ ‪ ..‬أو‬
‫ﻷﺟﻠﻪ‬ ‫أﺣﻤ ﺪ ﻓ ﻲ ﺑﺸﺎﺷ ﺘﻪ ‪ ..‬أو زﻳﺎد ﻓﻲ ﻣﺤﺒﺔ اﻟﻨﺎس ﻟﻪ‬
‫آﻦ ﻣﻌﻲ وﺳﻨﺼﻞ إﻟﻰ اﻟﻐﺎﻳﺔ ﺑﺈذن اﷲ ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫ﺑﻘﻲ ﻣﻌﻨﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﻬﺬا ﻣﺤﺎل ‪..‬‬
‫اﻟﺒﻄﻞ اﻟﺬي ﻟﺪﻳﻪ اﻟﻌﺰﻳﻤﺔ واﻹﺻﺮار ﻋﻠﻰ أن‬ ‫ﺟﻠﺴ ﺖ ﻳ ﻮﻣ ًﺎ ﻣ ﻊ ﺷﻴﺦ آﺒﻴﺮ ﺑﻠﻎ ﻣﻦ اﻟﻜﺒﺮ ﻋﺘﻴ ًﺎ ‪..‬‬
‫ﻳﻄﻮر ﻣﻬﺎراﺗﻪ ‪ ..‬وﻳﺴﺘﻔﻴﺪ ﻣﻦ ﻗﺪراﺗﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓ ﻲ ﻣﺠﻠ ﺲ ﻋ ﺎم ‪ ،‬آ ﻞ ﻣ ﻦ ﻓ ﻴﻪ ﻋ ﻮام ﻣﺘﻮاﺿ ﻌﻮ‬
‫اﻟﻘﺪرات ‪..‬‬
‫‪ 2.‬ﻣﺎذا ﺳﻨﺘﻌﻠﻢ ؟‬ ‫وآ ﺎن اﻟﺸ ﻴﺦ ﻳ ﺘﺠﺎذب أﺣﺎدﻳ ﺚ ﻋﺎﻣ ﺔ ﻣ ﻊ ﻣ ﻦ‬
‫ﻳﺸ ﺘﺮك اﻟ ﻨﺎس ﻏﺎﻟ ﺒ ًﺎ ﻓ ﻲ أﺳ ﺒﺎب اﻟﺤ ﺰن‬ ‫ﺑﺠﺎﻧﺒﻪ ‪..‬‬
‫واﻟﻔﺮح ‪..‬‬ ‫ﻟ ﻢ ﻳﻜ ﻦ ﻳﻤ ﺜﻞ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻤﻦ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﻠﺲ إﻻ واﺣﺪًا‬
‫ﻓﻬﻢ ﺟﻤﻴﻌ ًﺎ ﻳﻔﺮﺣﻮن إذا آﺜﺮت أﻣﻮاﻟﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﻣﻨﻬﻢ ﻟﻪ ﺣﻖ اﻻﺣﺘﺮام ﻟﻜﺒﺮ ﺳﻨﻪ ‪ ..‬ﻓﻘﻂ ‪..‬‬
‫وﻳﻔﺮﺣﻮن إذا ﺗﺮﻗﻮا ﻓﻲ أﻋﻤﺎﻟﻬﻢ ‪..‬‬ ‫أﻟﻘ ﻴﺖ آﻠﻤ ﺔ ﻳﺴﻴﺮة ‪ ..‬ذآﺮت ﺧﻼﻟﻬﺎ ﻓﺘﻮى ﻟﻠﺸﻴﺦ‬
‫وﻳﻔﺮﺣﻮن إذا ﺷﻔﻮا ﻣﻦ أﻣﺮاﺿﻬﻢ ‪..‬‬ ‫اﻟﻌﻼﻣﺔ ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ ﺑﻦ ﺑﺎز ‪..‬‬
‫وﻳﻔﺮﺣﻮن إذا اﺑﺘﺴﻤﺖ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻟﻬﻢ ‪ ..‬ﻓﺘﺤﻘﻘﺖ‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎ اﻧﺘﻬ ﻴﺖ ‪ ..‬ﻗ ﺎل ﻟ ﻲ اﻟﺸ ﻴﺦ ﻣﻔﺘﺨ ﺮًا ‪ :‬أﻧ ﺎ‬
‫ﻟﻬﻢ ﻣﺮاداﺗﻬﻢ ‪..‬‬ ‫واﻟﺸ ﻴﺦ اﺑ ﻦ ﺑ ﺎز آ ﻨﺎ زﻣ ﻼء ﻧ ﺪرس ﻓ ﻲ اﻟﻤﺴ ﺠﺪ‬
‫وﻓ ﻲ اﻟ ﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ ‪ ..‬هﻢ ﺟﻤﻴﻌ ًﺎ ﻳﺤﺰﻧﻮن إذا‬ ‫ﻋ ﻨﺪ اﻟﺸ ﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ إﺑﺮاهﻴﻢ ‪ ..‬ﻗﺒﻞ أرﺑﻌﻴﻦ ﺳﻨﺔ‬
‫اﻓﺘﻘ ﺮوا ‪ ..‬وﻳﺤ ﺰﻧﻮن إذا ﻣﺮﺿ ﻮا ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫وﻳﺤﺰﻧﻮن إذا أُهﻴﻨﻮا ‪..‬‬ ‫اﻟ ﺘﻔﺖ أﻧﻈ ﺮ إﻟ ﻴﻪ ‪ ..‬ﻓ ﺈذا ه ﻮ ﻗ ﺪ اﻧﺒﻠﺠﺖ أﺳﺎرﻳﺮﻩ‬
‫ﻓﻤ ﺎ دام ذﻟ ﻚ آﺬﻟﻚ ‪ ..‬ﻓﺘﻌﺎل ﻧﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻃﺮق‬ ‫ﻟﻬ ﺬﻩ اﻟﻤﻌﻠ ﻮﻣﺔ ‪ ..‬آ ﺎن ﻓ ﺮﺣ ًﺎ ﺟ ﺪًا ﻷﻧ ﻪ ﺻ ﺎﺣﺐ‬
‫ﻧ ﺪﻳﻢ ﻓ ﻴﻬﺎ أﻓ ﺮاﺣﻨﺎ ‪ ..‬وﻧ ﺘﻐﻠﺐ ﺑﻬ ﺎ ﻋﻠ ﻰ‬ ‫ﻼ ﻧﺎﺟﺤ ًﺎ ﻳﻮﻣ ًﺎ ﻣﻦ اﻟﺪهﺮ ‪..‬‬‫رﺟ ً‬
‫أﺗﺮاﺣﻨﺎ ‪..‬‬ ‫ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺟﻌﻠﺖ أردد ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻲ ‪ :‬وﻟﻤﺎذا ﻳﺎ ﻣﺴﻜﻴﻦ ﻣﺎ‬
‫ﻧﻌ ﻢ ‪ ..‬ﺳ ﻨﺔ اﻟﺤ ﻴﺎة أن ﻳ ﺘﻘﻠﺐ اﻟﻤ ﺮء ﺑ ﻴﻦ‬ ‫ﺻﺮت ﻧﺎﺟﺤ ًﺎ ﻣﺜﻞ اﺑﻦ ﺑﺎز ؟‬
‫ﺣُﻠﻮ ٍة وﻣُﺮ ٍة ‪ ..‬أﻧﺎ ﻣﻌﻚ ﻓﻲ هﺬا ‪..‬‬ ‫ﻣﺎ دام أﻧﻚ ﻋﺮﻓﺖ اﻟﻄﺮﻳﻖ ﻟﻤﺎذا ﻟﻢ ﺗﻮاﺻﻞ ‪..‬؟‬
‫وﻟﻜ ﻦ ﻟﻤ ﺎذا ﻧﻌﻄ ﻲ اﻟﻤﺼ ﺎﺋﺐ واﻷﺣ ﺰان ﻓ ﻲ‬ ‫ﻟﻤ ﺎذا ﻳﻤ ﻮت اﺑ ﻦ ﺑ ﺎز ﻓﺘﺒﻜ ﻲ ﻋﻠ ﻴﻪ اﻟﻤﻨﺎﺑ ﺮ ‪..‬‬
‫أﺣ ﻴﺎن آﺜﻴﺮة أآﺒﺮ ﻣﻦ ﺣﺠﻤﻬﺎ ‪ ..‬ﻓﻨﻐﺘﻢ أﻳﺎﻣ ًﺎ‬ ‫واﻟﻤﺤﺎرﻳﺐ ‪ ..‬واﻟﻤﻜﺘﺒﺎت ‪ ..‬وﺗﺌﻦ أﻗﻮام ﻟﻔﻘﺪﻩ ‪..‬‬
‫‪ ..‬ﻣ ﻊ إﻣﻜﺎﻧ ﻨﺎ أن ﻧﺠﻌ ﻞ ﻏﻤ ﻨﺎ ﺳ ﺎﻋﺔ ‪..‬‬ ‫وأﻧ ﺖ ﺳ ﺘﻤﻮت ﻳ ﻮﻣ ًﺎ ﻣ ﻦ اﻟﺪه ﺮ ‪ ..‬وﻟﻌﻠ ﻪ ﻻ ﻳﺒﻜﻲ‬
‫وﻧﺤ ﺰن ﺳ ﺎﻋﺎت ﻋﻠ ﻰ ﻣ ﺎ ﻻ ﻳﺴ ﺘﺤﻖ اﻟﺤﺰن‬ ‫ﻋﻠﻴﻚ أﺣﺪ ‪ ..‬إﻻ ﻣﺠﺎﻣﻠﺔ ‪ ..‬أو ﻋﺎدة ‪!!..‬‬
‫‪ ..‬ﻟﻤﺎذا ‪..‬؟!‬ ‫آﻠ ﻨﺎ ﻗ ﺪ ﻧﻘ ﻮل ﻳ ﻮﻣ ًﺎ ﻣ ﻦ اﻷﻳ ﺎم ‪ ..‬ﻋ ﺮﻓﻨﺎ ﻓﻼﻧ ًﺎ ‪..‬‬
‫أﻋﻠ ﻢ أن اﻟﺤ ﺰن واﻟﻐ ﻢ ﻳﻬﺠﻤ ﺎن ﻋﻠ ﻰ اﻟﻘﻠﺐ‬ ‫وزاﻣﻠﻨﺎ ﻓﻼﻧ ًﺎ ‪ ..‬وﺟﺎﻟﺴﻨﺎ ﻓﻼﻧ ًﺎ !!‬
‫وﻳﺪﺧﻼﻧﻪ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ اﺳﺘﺌﺬان ‪ ..‬وﻟﻜﻦ آﻞ ﺑﺎب‬ ‫وﻟ ﻴﺲ ه ﺬا ه ﻮ اﻟﻔﺨ ﺮ ‪ ..‬إﻧﻤ ﺎ اﻟﻔﺨ ﺮ أن ﺗﺸ ﻤﺦ‬
‫ه ﻢ ﻳﻔ ﺘﺢ ﻓﻬ ﻨﺎك أﻟﻒ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻹﻏﻼﻗﻪ ‪ ..‬هﺬا‬ ‫ﻓﻮق اﻟﻘﻤﺔ آﻤﺎ ﺷﻤﺦ ‪..‬‬
‫ﻣﻤﺎ ﺳﻨﺘﻌﻠﻤﻪ ‪..‬‬ ‫ﻼ واﻋ ﺰم ﻣ ﻦ اﻵن أن ﺗﻄ ﺒﻖ ﻣ ﺎ ﺗﻘﺘ ﻨﻊ‬ ‫ﻓﻜ ﻦ ﺑﻄ ً‬

‫‪3‬‬
‫‪Books-sea.com‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬ ‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﻗﻠﺖ ‪ :‬ﻋﺠﺒ ًﺎ !! أﻟﻴﺴﺖ اﻟﻤﺪارس ﺣﻜﻮﻣﻴﺔ ‪..‬‬ ‫ﺗﻌﺎل إﻟﻰ ﺷﻲء ﺁﺧﺮ ‪..‬‬
‫ﻣﺠﺎﻧﻴﺔ ؟!‬ ‫آ ﻢ ﻧ ﺮى ﻣ ﻦ اﻟ ﻨﺎس اﻟﻤﺤﺒﻮﺑ ﻴﻦ ‪ ..‬اﻟ ﺬﻳﻦ ﻳﻔ ﺮح‬
‫ﻗﺎل ‪ :‬ﺑﻠﻰ ‪ ..‬ﻟﻜﻨﻨﺎ ﻧﻜﻔﻠﻬﻢ ﻟﻠﺪراﺳﺔ اﻟﺠﺎﻣﻌﻴﺔ‬ ‫اﻵﺧ ﺮون ﺑﻠﻘ ﺎﺋﻬﻢ ‪ ..‬وﻳﺄﻧﺴﻮن ﺑﻤﺠﺎﻟﺴﺘﻬﻢ ‪ ..‬أﻓﻠﻢ‬
‫‪..‬‬ ‫ﺗﻔﻜﺮ أن ﺗﻜﻮن واﺣﺪًا ﻣﻨﻬﻢ ‪..‬؟‬
‫ﻗﻠ ﺖ ‪ :‬آ ﺬﻟﻚ اﻟﺠﺎﻣﻌ ﺔ ‪ ..‬أﻟﻴﺴ ﺖ ﺣﻜﻮﻣﻴﺔ ‪..‬‬ ‫ﻟﻤﺎذا ﺗﺮﺿﻰ أن ﺗﺒﻘﻰ داﺋﻤ ًﺎ ﻣﻌﺠَـﺒ ًﺎ ) ﺑﻔﺘﺢ اﻟﺠﻴﻢ (‬
‫ﺑﻞ ﺗﺼﺮف ﻟﻠﻄﻼب ﻣﻜﺎﻓﺂت ‪..‬‬ ‫وﻻ ﺗﺴﻌﻰ ﻷن ﺗﻜﻮن ﻣﻌﺠِـﺒ ًﺎ ) ﺑﻜﺴﺮهﺎ ( !!‬
‫ﻗﺎل ‪ :‬ﺳﺄﺷﺮح ﻟﻚ اﻟﻘﺼﺔ ‪..‬‬ ‫هﻨﺎ ﺳﻨﺘﻌﻠﻢ آﻴﻒ ﺗﺼﺒﺢ آﺬﻟﻚ ‪..‬‬
‫ت ‪..‬‬
‫ﻗﻠﺖ ‪ :‬هﺎ ِ‬ ‫ﻟﻤ ﺎذا إذا ﺗﻜﻠ ﻢ اﺑ ﻦ ﻋﻤ ﻚ ﻓ ﻲ اﻟﻤﺠﻠ ﺲ أﻧﺼ ﺖ ﻟ ﻪ‬
‫ﻗ ﺎل ‪ :‬ﻳﺘﺨ ﺮج ﻣ ﻦ اﻟ ﺜﺎﻧﻮﻳﺔ ﻋ ﻨﺪﻧﺎ ﻃ ﻼب‬ ‫اﻟ ﻨﺎس وﻣﻠ ﻚ أﺳ ﻤﺎﻋﻬﻢ ‪ ..‬وأﻋﺠ ﺒﻮا ﺑﺄﺳ ﻠﻮب‬
‫ﻧﺴ ﺒﺘﻬﻢ اﻟﻤ ﺌﻮﻳﺔ ﻻ ﺗﻘ ﻞ ﻋ ﻦ ‪ .. %99‬ﻳﻤﻠﻚ‬ ‫آﻼﻣﻪ ‪..‬‬
‫ﻣ ﻦ اﻟ ﺬآﺎء واﻟﻔﻬ ﻢ ﻗ ﺪرًا ﻟ ﻮ ُوزﱢع ﻋﻠ ﻰ أﻣ ﺔ‬ ‫وإذا ﺗﻜﻠﻤ ﺖ أﻧ ﺖ اﻧﺼ ﺮﻓﻮا ﻋ ﻨﻚ ‪ ..‬وﺗﻨﺎزﻋ ﺘﻬﻢ‬
‫ﻟﻜﻔﺎهﻢ ‪..‬‬ ‫اﻷﺣﺎدﻳﺚ اﻟﺠﺎﻧﺒﻴﺔ ؟!‬
‫ﻓ ﺈذا ﺗﺨ ﺮج وﻋ ﺰم أن ﻳﺴ ﺎﻓﺮ ﺧ ﺎرج ﻗ ﺮﻳﺘﻪ‬ ‫ﻟﻤﺎذا ؟‬
‫ﻟ ﻴﺪرس ﻓ ﻲ اﻟﻄ ﺐ أو اﻟﻬﻨﺪﺳ ﺔ ‪ ..‬أو‬ ‫ﻣﻊ أن ﻣﻌﻠﻮﻣﺎﺗﻚ ﻗﺪ ﺗﻜﻮن أآﺜﺮ ‪ ..‬وﺷﻬﺎدﺗﻚ أﻋﻠﻰ‬
‫اﻟﺸ ﺮﻳﻌﺔ ‪ ..‬أو اﻟﻜﻤﺒﻴﻮﺗ ﺮ ‪ ..‬أو ﻏﻴ ﺮهﺎ ‪..‬‬ ‫‪ ..‬وﻣﻨﺼﺒﻚ أرﻓﻊ ‪..‬‬
‫ﻣ ﻨﻌﻪ أﺑ ﻮﻩ وﻗ ﺎل ‪ :‬ﻳﻜﻔ ﻲ ﻣ ﺎ ﺗﻌﻠﻤ ﺖ ‪..‬‬ ‫ﻟﻤ ﺎذا إذن اﺳ ﺘﻄﺎع ﻣﻠ ﻚ أﺳ ﻤﺎﻋﻬﻢ وﻋﺠ ﺰت أﻧ ﺖ‬
‫ﻓﺎﺟﻠﺲ ﻋﻨﺪي ﻟﺮﻋﻲ اﻟﻐﻨﻢ ‪..‬‬ ‫؟!!‬
‫ﺻﺮﺧﺖ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺷﻌﻮر ‪ :‬رﻋﻲ ﻏﻨﻢ !!‬ ‫ﻟﻤ ﺎذا ذاك اﻷب ﻳﺤ ﺒﻪ أوﻻدﻩ وﻳﻔ ﺮﺣﻮن ﺑﻤ ﺮاﻓﻘﺘﻪ‬
‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻧﻌﻢ ‪ ..‬رﻋﻲ ﻏﻨﻢ ‪..‬‬ ‫ﻓ ﻲ آ ﻞ ذه ﺎب وﻣﺠ ﻲء ‪ ..‬وﺁﺧ ﺮ ﻻ ﻳ ﺰال ﻳﻠ ﺘﻤﺲ‬
‫ﻼ ﻳﺠﻠﺲ اﻟﻤﺴﻜﻴﻦ ﻋﻨﺪ أﺑﻴﻪ ﻳﺮﻋﻰ اﻟﻐﻨﻢ‬ ‫وﻓﻌ ً‬ ‫ﻣ ﻦ أوﻻدﻩ ﻣ ﺮاﻓﻘﺘﻪ وه ﻢ ﻳﻌ ﺘﺬرون ﺑﺼ ﻨﻮف‬
‫‪ ..‬وﺗﻤ ﻮت ه ﺬﻩ اﻟﻘ ﺪرات واﻟﻤﻬ ﺎرات ‪..‬‬ ‫اﻷﻋﺬار ‪ ..‬ﻟﻤﺎذا ؟! أﻟﻴﺲ آﻼهﻤﺎ أب ؟!!‬
‫وﺗﻤﻀﻲ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻨﻴﻦ وهﻮ راﻋﻲ ﻏﻨﻢ ‪..‬‬ ‫وﻟﻤﺎذا ‪ ..‬وﻟﻤﺎذا ‪..‬‬
‫ﺑ ﻞ ﻗ ﺪ ﻳﺘ ﺰوج ‪ ..‬وﻳﺮزق ﺑﺄوﻻد ‪ ..‬وﻳﻤﺎرس‬ ‫ﺳﻨﺘﻌﻠﻢ هﻨﺎ آﻴﻔﻴﺔ اﻻﺳﺘﻤﺘﺎع ﺑﺎﻟﺤﻴﺎة ‪..‬‬
‫ﻣﻌﻬﻢ أﺳﻠﻮب أﺑﻴﻪ ‪ ..‬ﻓﻴﺮﻋﻮن اﻟﻐﻨﻢ !!‬ ‫أﺳﺎﻟﻴﺐ ﺟﺬب اﻟﻨﺎس ‪ ..‬واﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﻓﻴﻬﻢ ‪..‬‬
‫ﻗﻠﺖ ‪ :‬واﻟﺤﻞ؟!‬ ‫ﺗﺤﻤﻞ أﺧﻄﺎﺋﻬﻢ ‪..‬‬
‫ﻗ ﺎل ‪ :‬اﻟﺤ ﻞ أﻧ ﻨﺎ ﻧﻘﻨﻊ اﻷب ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام راﻋﻲ‬ ‫اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ أﺻﺤﺎب اﻷﺧﻼﻗﻴﺎت اﻟﻤﺆذﻳﺔ ‪..‬‬
‫ﻏ ﻨﻢ ‪ ..‬ﺑﺒﻀ ﻊ ﻣ ﺌﺎت ﻣﻦ اﻟﺮﻳﺎﻻت ‪ ..‬ﻧﺪﻓﻌﻬﺎ‬ ‫إﻟﻰ ﻏﻴﺮ ذﻟﻚ ‪ ..‬ﻓﻤﺮﺣﺒ ًﺎ ﺑﻚ ‪..‬‬
‫ﻧﺤ ﻦ ﻟ ﻪ ‪ ..‬ووﻟ ﺪﻩ اﻟ ﻨﺎﺑﻐﺔ ﻳﺴ ﺘﺜﻤﺮ ﻣﻮاه ﺒﻪ‬
‫وﻗﺪراﺗ ﻪ ‪ ..‬وﻧ ﺘﻜﻔﻞ ﺑﻤﺼ ﺎرﻳﻒ اﻟ ﻮﻟﺪ أﻳﻀ ًﺎ‬ ‫آﻠﻤﺔ ‪..‬‬
‫ﺣﺘﻰ ﻳﺘﺨﺮج ‪..‬‬ ‫ﻟﻴﺲ اﻟﻨﺠﺎح أن ﺗﻜﺘﺸﻒ ﻣﺎ ﻳﺤﺐ اﻵﺧﺮون ‪ ..‬إﻧﻤﺎ‬
‫ﺛ ﻢ ﺧﻔ ﺾ ه ﺬﻩ اﻟﻤ ﺪرس رأﺳ ﻪ ‪ ..‬وﻗ ﺎل ‪:‬‬ ‫اﻟﻨﺠﺎح أن ﺗﻤﺎرس ﻣﻬﺎرات ﺗﻜﺴﺐ ﺑﻬﺎ ﻣﺤﺒﺘﻬﻢ ‪..‬‬
‫ﺣ ﺮام أن ﺗﻤ ﻮت اﻟﻤ ﻮاهﺐ واﻟﻘ ﺪرات ﻓ ﻲ‬
‫ﺻﺪور أﺻﺤﺎﺑﻬﺎ ‪ ..‬وهﻢ ﻳﺘﺤﺴﺮون ﻋﻠﻴﻬﺎ ‪..‬‬ ‫‪ 3.‬ﻟﻤﺎذا ﻧﺒﺤﺚ ﻋﻦ اﻟﻤﻬﺎرات؟‬
‫ﺗﻔﻜ ﺮت ﻓ ﻲ آﻼﻣ ﻪ ﺑﻌ ﺪهﺎ ‪ ..‬ﻓ ﺮأﻳﺖ أﻧ ﻨﺎ ﻻ‬ ‫زرت إﺣﺪى اﻟﻤﻨﺎﻃﻖ اﻟﻔﻘﻴﺮة ﻹﻟﻘﺎء ﻣﺤﺎﺿﺮة ‪..‬‬
‫ﻳﻤﻜ ﻦ أن ﻧﺼ ﻞ إﻟ ﻰ اﻟﻘﻤ ﺔ إﻻ ﺑﻤﻤﺎرﺳ ﺔ‬ ‫ﺟﺎءﻧ ﻲ ﺑﻌ ﺪهﺎ أﺣﺪ اﻟﻤﺪرﺳﻴﻦ اﻟﻘﺎدﻣﻴﻦ ﻣﻦ ﺧﺎرج‬
‫ﻣﻬﺎرات ‪ ..‬أو اآﺘﺴﺎب ﻣﻬﺎرات ‪..‬‬ ‫اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ‪..‬‬
‫ﻧﻌﻢ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ﻟﻲ ‪ :‬ﻧﻮد أن ﺗﺴﺎﻋﺪﻧﺎ ﻓﻲ آﻔﺎﻟﺔ ﺑﻌﺾ اﻟﻄﻼب‬
‫أﺗﺤ ﺪى أن ﺗﺠ ﺪ أﺣﺪًا ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺟﺤﻴﻦ ‪ ..‬ﺳﻮاء‬ ‫‪..‬‬

‫‪4‬‬
‫‪Books-sea.com‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬ ‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫إذآﺎﺋﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓ ﻲ ﻋﻠ ﻢ ‪ ..‬أو دﻋ ﻮة ‪ ..‬أو ﺧﻄﺎﺑﺔ ‪ ..‬أو ﺗﺠﺎرة ‪..‬‬
‫آﻘ ﺪرة ﻋﻠ ﻰ اﻹﻟﻘ ﺎء ‪ ..‬أو ﻓﻜﺮ ﺗﺠﺎري ‪ ..‬أو‬ ‫أو ﻃﺐ ‪ ..‬أو هﻨﺪﺳﺔ ‪ ..‬أو آﺴﺐ ﻣﺤﺒﺔ اﻟﻨﺎس ‪..‬‬
‫ذآﺎء ﻣﻌﺮﻓﻲ ‪..‬‬ ‫أو اﻟﻨﺎﺟﺤﻴﻦ أﺳﺮﻳ ًﺎ ‪ ..‬آﺄب ﻧﺎﺟﺢ ﻣﻊ أوﻻدﻩ ‪ ..‬أو‬
‫ﻗ ﺪ ﻳﻜﺘﺸ ﻒ هﺬﻩ اﻟﻘﺪرات ﺑﻨﻔﺴﻪ ‪ ..‬أو ﻳﺬآﻲ‬ ‫زوﺟﺔ ﻧﺎﺟﺤﺔ ﻣﻊ زوﺟﻬﺎ ‪..‬‬
‫ه ﺬﻩ اﻟﻤﻬﺎرات ﻣﺪرس ‪ ..‬أو ﻣﺴﺌﻮل وﻇﻴﻔﻲ‬ ‫أو اﺟﺘﻤﺎﻋﻴ ًﺎ ‪ ..‬آﺎﻟﻨﺎﺟﺢ ﻣﻊ ﺟﻴﺮاﻧﻪ وزﻣﻼﺋﻪ ‪..‬‬
‫‪ ..‬أو أخ ﻧﺎﺻﺢ ‪..‬‬ ‫أﻋﻨ ﻲ اﻟﻨﺎﺟﺤ ﻴﻦ ‪ ..‬وﻻ أﻋﻨ ﻲ اﻟﺼ ﺎﻋﺪﻳﻦ ﻋﻠ ﻰ‬
‫وﻣﺎ أﻗﻠّﻬﻢ ‪..‬‬ ‫أآﺘﺎف اﻵﺧﺮﻳﻦ ‪!!..‬‬
‫وﻗﺪ ﺗﺒﻘﻰ هﺬﻩ اﻟﻤﻬﺎرات ﺣﺒﻴﺴﺔ اﻟﻨﻔﺲ ﺣﺘﻰ‬ ‫أﺗﺤ ﺪى أن ﺗﺠ ﺪ أﺣ ﺪًا ﻣ ﻦ ه ﺆﻻء ﺑﻠ ﻎ ﻣ ﺮﺗﺒﺔ ﻓ ﻲ‬
‫ﻳﻐﻠ ﺒﻬﺎ اﻟﻄ ﺒﻊ اﻟﺴ ﺎﺋﺮ ﺑ ﻴﻦ اﻟﻨﺎس ‪ ..‬وﺗﻤﻮت‬ ‫اﻟﻨﺠﺎح ‪ ..‬إﻻ وهﻮ ﻳﻤﺎرس ﻣﻬﺎرات ﻣﻌﻴﻨﺔ – ﺷﻌﺮ‬
‫ﻓﻲ ﻣﻬﺪهﺎ ‪..‬‬ ‫أو ﻟﻢ ﻳﺸﻌﺮ ‪ -‬اﺳﺘﻄﺎع ﺑﻬﺎ أن ﻳﺼﻞ إﻟﻰ اﻟﻨﺠﺎح ‪..‬‬
‫وﻧﻔﻘ ﺪ ﻋ ﻨﺪهﺎ ﻗﺎﺋﺪًا أو ﺧﻄﻴﺒ ًﺎ أو ﻋﺎﻟﻤ ًﺎ ‪ ..‬أو‬ ‫ﻗ ﺪ ﻳﻤ ﺎرس ﺑﻌ ﺾ اﻟﻨﺎس ﻣﻬﺎرات ﻧﺎﺟﺤﺔ ﺑﻄﺒﻴﻌﺘﻪ‬
‫رﺑﻤﺎ زوﺟ ًﺎ ﻧﺎﺟﺤ ًﺎ أو أﺑ ًﺎ ﻧﺎﺻﺤ ًﺎ ‪..‬‬ ‫‪ ..‬وﻗ ﺪ ﻳ ﺘﻌﻠﻢ ﺁﺧ ﺮون ﻣﻬ ﺎرات ﻓﻴﻤﺎرﺳ ﻮﻧﻬﺎ ‪..‬‬
‫ﻧﺤﻦ هﻨﺎ ﺳﻨﺬآﺮ ﻣﻬﺎرات ﻣﺘﻤﻴﺰة ﻧﺬآﺮك ﺑﻬﺎ‬ ‫ﻓﻴﻨﺠﺤﻮن ‪..‬‬
‫إن آﺎﻧ ﺖ ﻋ ﻨﺪك ‪ ..‬وﻧ ﺪرﺑﻚ ﻋﻠ ﻴﻬﺎ إن آ ﻨﺖ‬ ‫ﻧﺤ ﻦ ه ﻨﺎ ﻧ ﺒﺤﺚ ﻋ ﻦ هﺆﻻء اﻟﻨﺎﺟﺤﻴﻦ ‪ ..‬وﻧﺪرس‬
‫ﻓﺎﻗﺪًا ﻟﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ﺣ ﻴﺎﺗﻬﻢ ‪ ..‬وﻧ ﺮاﻗﺐ ﻃ ﺮﻳﻘﺘﻬﻢ ‪ ..‬ﻟﻨﻌ ﺮف آ ﻴﻒ‬
‫ﻓﻬﻠ ّﻢ ‪..‬‬ ‫ﻧﺠﺤ ﻮا ؟ وه ﻞ ﻳﻤﻜ ﻦ أن ﻧﺴ ﻠﻚ اﻟﻄ ﺮﻳﻖ ﻧﻔﺴ ﻪ‬
‫ﻓﻨﻨﺠﺢ ﻣﺜﻠﻬﻢ ‪..‬؟‬
‫ﻓﻜﺮة ‪..‬‬ ‫اﺳ ﺘﻤﻌﺖ ﻗ ﺒﻞ ﻓﺘ ﺮة إﻟ ﻰ ﻣﻘﺎﺑﻠ ﺔ ﻣ ﻊ أﺣ ﺪ أﺛ ﺮﻳﺎء‬
‫إذا ﺻﻌﺪت اﻟﺠﺒﻞ ﻓﺎﻧﻈﺮ إﻟﻰ اﻟﻘﻤﺔ ‪ ..‬وﻻ‬ ‫اﻟﻌ ﺎﻟﻢ اﻟﺸ ﻴﺦ ﺳ ﻠﻴﻤﺎن ﺑ ﻦ ﻋ ﺒﺪ اﷲ اﻟﺮاﺟﺤ ﻲ ‪..‬‬
‫ﺗﻠﺘﻔﺖ ﻟﻠﺼﺨﻮر اﻟﻤﺘﻨﺎﺛﺮة ﺣﻮﻟﻚ ‪..‬‬ ‫ﻼ ﻓﻲ ﺧﻠﻘﻪ وﻓﻜﺮﻩ ‪..‬‬ ‫ﻓﻮﺟﺪﺗﻪ ﺟﺒ ً‬
‫اﺻﻌﺪ ﺑﺨﻄﻮات واﺛﻘﺔ ‪ ..‬وﻻ ﺗﻘﻔﺰ ﻓﺘﺰل‬ ‫رﺟ ﻞ ﻳﻤﻠ ﻚ اﻟﻤﻠ ﻴﺎرات ‪ ..‬ﺁﻻف اﻟﻌﻘ ﺎرات ‪ ..‬ﺑﻨ ﻰ‬
‫ﻗﺪﻣﻚ ‪..‬‬ ‫ﻣﺌﺎت اﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ‪ ..‬آﻔﻞ ﺁﻻف اﻷﻳﺘﺎم ‪..‬‬
‫رﺟﻞ ﻓﻲ ﻗﻤﺔ اﻟﻨﺠﺎح ‪..‬‬
‫‪ 4.‬ﻃﻮر ﻧﻔﺴﻚ ‪..‬‬ ‫ﺗﻜﻠ ﻢ ﻋ ﻦ ﺑﺪاﻳﺎﺗ ﻪ ﻗ ﺒﻞ ﺧﻤﺴ ﻴﻦ ﺳ ﻨﺔ ‪ ..‬آ ﺎن ﻣ ﻦ‬
‫ﺗﺠﻠ ﺲ ﻣ ﻊ ﺑﻌ ﺾ اﻟ ﻨﺎس وﻋﻤ ﺮﻩ ﻋﺸ ﺮون‬ ‫ﻋﺎﻣﺔ اﻟﻨﺎس ‪ ..‬ﻻ ﻳﻜﺎد ﻳﻤﻠﻚ إﻻ ﻗﻮت ﻳﻮﻣﻪ ورﺑﻤﺎ‬
‫ﺳ ﻨﺔ ‪ ..‬ﻓﺘ ﺮى ﻟ ﻪ أﺳ ﻠﻮﺑ ًﺎ وﻣ ﻨﻄﻘ ًﺎ وﻓﻜ ﺮًا‬ ‫ﻻ ﻳﺠﺪﻩ أﺣﻴﺎﻧ ًﺎ !‪..‬‬
‫ﻣﻌﻴﻨ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ذآ ﺮ أﻧ ﻪ رﺑﻤ ﺎ ﻧﻈ ﻒ ﺑ ﻴﻮت ﺑﻌ ﺾ اﻟ ﻨﺎس ﻟﻴﻜﺴ ﺐ‬
‫ﺛﻢ ﺗﺠﻠﺲ ﻣﻌﻪ وﻋﻤﺮﻩ ﺛﻼﺛﻮن ‪ ..‬ﻓﺈذا ﻗﺪراﺗﻪ‬ ‫ﻼ ﻓﻲ دآﺎن‬ ‫رزﻗﻪ ‪ ..‬ورﺑﻤﺎ واﺻﻞ ﻟﻴﻠﻪ ﺑﻨﻬﺎرﻩ ﻋﺎﻣ ً‬
‫ﻲ ‪ ..‬ﻟﻢ ﻳﺘﻄﻮر ﻓﻴﻪ ﺷﻲء ‪..‬‬ ‫هﻲ ه َ‬ ‫أو ﻣﺼﺮف ‪..‬‬
‫ﺑﻴ ﻨﻤﺎ ﺗﺠﻠ ﺲ ﻣ ﻊ ﺁﺧ ﺮﻳﻦ ﻓﺘﺠﺪهﻢ ﻳﺴﺘﻔﻴﺪون‬ ‫ﺗﻜﻠﻢ آﻴﻒ آﺎن ﻓﻲ ﺳﻔﺢ اﻟﺠﺒﻞ ‪ ..‬ﺛﻢ ﻻ زال ﻳﺼﻌﺪ‬
‫ﻣ ﻦ ﺣ ﻴﺎﺗﻬﻢ ‪ ..‬ﺗﺠ ﺪﻩ آ ﻞ ﻳ ﻮم ﻣ ﺘﻄﻮرًا ﻋ ﻦ‬ ‫ﺣﺘﻰ وﺻﻞ اﻟﻘﻤﺔ ‪..‬‬
‫اﻟ ﻴﻮم اﻟ ﺬي ﻗ ﺒﻠﻪ ‪ ..‬ﺑ ﻞ ﻣ ﺎ ﺗﻤ ﺮ ﺳ ﺎﻋﺔ إﻻ‬ ‫ﺟﻌﻠﺖ أﺗﺄﻣﻞ ﻣﻬﺎراﺗﻪ وﻗﺪراﺗﻪ ‪ ..‬ﻓﻮﺟﺪت أن آﺜﻴﺮًا‬
‫ارﺗﻔﻊ ﺑﻬﺎ دﻳﻨ ًﺎ أو دﻧﻴﺎ ‪..‬‬ ‫ﻣ ﻨﺎ ﻳﻤﻜ ﻦ أن ﻳﻜ ﻮن ﻣ ﺜﻠﻪ ﺑﺘﻮﻓ ﻴﻖ اﷲ ‪ ..‬ﻟ ﻮ ﺗﻌﻠ ﻢ‬
‫إذا أردت أن ﺗﻌﺮف أﻧﻮاع اﻟﻨﺎس ﻓﻲ ذﻟﻚ ‪..‬‬ ‫ﻣﻬﺎرات وﺗﺪرب ﻋﻠﻴﻬﺎ ‪ ..‬وﺛﺎﺑﺮ وﺛﺒﺖ ‪..‬‬
‫ﻓﺘﻌﺎل ﻧﺘﺄﻣﻞ ﻓﻲ أﺣﻮاﻟﻬﻢ واهﺘﻤﺎﻣﺎﺗﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﻧﻌﻢ ‪..‬‬
‫ﻼ ‪..‬‬
‫اﻟﻘﻨﻮات اﻟﻔﻀﺎﺋﻴﺔ ﻣﺜ ً‬ ‫أﻣﺮ ﺁﺧﺮ ﻳﺪﻋﻮﻧﺎ إﻟﻰ اﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ اﻟﻤﻬﺎرات ‪..‬‬
‫ﻣﻦ اﻟﻨﺎس ﻣﻦ ﻳﺘﺎﺑﻊ ﻣﺎ ﻳﻨﻤﻲ ﻓﻜﺮﻩ اﻟﻤﻌﺮﻓﻲ‬ ‫ه ﻮ أن ﺑﻌﻀ ﻨﺎ ﻳﻜ ﻮن ﻋ ﻨﺪﻩ ﻗ ﺪرات ﻋﻠ ﻰ اﻹﺑ ﺪاع‬
‫‪ ..‬وﻳﻄ ﻮر ذآ ﺎءﻩ ‪ ..‬وﻳﺴ ﺘﻔﻴﺪ ﻣ ﻦ ﺧﺒ ﺮات‬ ‫ﻟﻜ ﻨﻪ ﻏﺎﻓ ﻞ ﻋ ﻨﻬﺎ ‪ ..‬أو ﻟ ﻢ ﻳﺴ ﺎﻋﺪﻩ أﺣ ﺪ ﻋﻠ ﻰ‬

‫‪5‬‬
‫‪Books-sea.com‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬ ‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﻋﻠ ﻰ ﺗﺘ ﺒﻊ اﻟﻤﻬ ﺎرات أﻳ ﻨﻤﺎ آﺎﻧ ﺖ ‪ ..‬درﱢب‬ ‫اﻵﺧ ﺮﻳﻦ ﻣ ﻦ ﺧ ﻼل ﻣ ﺘﺎﺑﻌﺔ اﻟﺤ ﻮارات اﻟﻬﺎدﻓ ﺔ ‪..‬‬
‫ﻧﻔﺴﻚ ﻋﻠﻴﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ﻳﻜﺘﺴﺐ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﻬﺎرات راﺋﻌﺔ ﻓﻲ اﻟﻨﻘﺎش ‪ ..‬واﻟﻠﻐﺔ‬
‫ﻼ ﻣﺘﺤﻤﺴًﺎ ‪ ..‬ﻟﻜﻨﻪ ﺗﻨﻘﺼﻪ‬ ‫آﺎن ﻋﺒﺪ اﷲ رﺟ ً‬ ‫‪ ..‬واﻟﻔﻬ ﻢ ‪ ..‬وﺳ ﺮﻋﺔ اﻟ ﺒﺪﻳﻬﺔ ‪ ..‬واﻟﻘ ﺪرة ﻋﻠ ﻰ‬
‫ﺑﻌﺾ اﻟﻤﻬﺎرات ‪ ..‬ﺧﺮج ﻳﻮﻣ ًﺎ ﻣﻦ ﺑﻴﺘﻪ إﻟﻰ‬ ‫اﻟﻤﻨﺎﻇﺮة ‪ ..‬وأﺳﺎﻟﻴﺐ اﻹﻗﻨﺎع ‪..‬‬
‫اﻟﻤﺴﺠﺪ ﻟﻴﺼﻠﻲ اﻟﻈﻬﺮ ‪ ..‬ﻳﺴﻮﻗﻪ اﻟﺤﺮص‬ ‫وﻣ ﻦ اﻟ ﻨﺎس ﻣ ﻦ ﻻ ﻳﻜ ﺎد ﻳﻔ ﻮﺗﻪ ﻣﺴﻠﺴ ﻞ ﻳﺤﻜ ﻲ‬
‫ﻋﻠﻰ اﻟﺼﻼة وﻳﺪﻓﻌﻪ ﺗﻌﻈﻴﻤﻪ ﻟﻠﺪﻳﻦ ‪..‬‬ ‫ﻗﺼ ﺔ ﺣ ﺐ ﻓﺎﺷ ﻠﺔ ‪ ..‬أو ﻣﺴ ﺮﺣﻴﺔ ﻋﺎﻃﻔ ﻴﺔ ‪ ..‬أو‬
‫آﺎن ﻳﺤﺚ ﺧﻄﺎﻩ ﺧﻮﻓًﺎ ﻣﻦ أن ﺗﻘﺎم اﻟﺼﻼة‬ ‫ﻓ ﻴﻠﻢ ﺧﻴﺎﻟ ﻲ ﻣﺮﻋﺐ ‪ ..‬أو أﻓﻼم ﻟﻘﺼﺺ اﻓﺘﺮاﺿﻴﺔ‬
‫ﻗﺒﻞ وﺻﻮﻟﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﺠﺪ ‪..‬‬ ‫ﺗﺎﻓﻬﺔ ‪ ..‬ﻻ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻟﻬﺎ ‪..‬‬
‫ﻣﺮ أﺛﻨﺎء اﻟﻄﺮﻳﻖ ﺑﻨﺨﻠﺔ ﻓﻲ أﻋﻼهﺎ رﺟﻞ‬ ‫ﺗﻌ ﺎل ﺑ ﺎﷲ ﻋﻠ ﻴﻚ ‪ ..‬واﻧﻈ ﺮ إﻟ ﻰ ﺣ ﺎل اﻷول وﺣ ﺎل‬
‫ﺑﻠﺒﺎس ﻣﻬﻨﺘﻪ ﻳﺸﺘﻐﻞ ﺑﺈﺻﻼح اﻟﺘﻤﺮ ‪..‬‬ ‫اﻟﺜﺎﻧﻲ ﺑﻌﺪ ﺧﻤﺲ ﺳﻨﻮات ‪ ..‬أو ﻋﺸﺮ ‪..‬‬
‫ﻋﺠﺐ ﻋﺒﺪ اﷲ ﻣﻦ هﺬا اﻟﺬي ﻣﺎ اهﺘﻢ‬ ‫أﻳﻬﻤ ﺎ ﺳ ﻴﻜﻮن أآﺜ ﺮ ﺗﻄ ﻮرًا ﻓ ﻲ ﻣﻬﺎراﺗ ﻪ ؟ ﻓ ﻲ‬
‫ﺑﺎﻟﺼﻼة ‪ ..‬وآﺄﻧﻪ ﻣﺎ ﺳﻤﻊ إذاﻧ ًﺎ وﻻ ﻳﻨﺘﻈﺮ‬ ‫اﻟﻘ ﺪرة ﻋﻠ ﻰ اﻻﺳ ﺘﻴﻌﺎب ؟ ﻓ ﻲ ﺳ ﻌﺔ اﻟ ﺜﻘﺎﻓﺔ ؟ ﻓﻲ‬
‫إﻗﺎﻣﺔ ‪!!..‬‬ ‫اﻟﻘ ﺪرة ﻋﻠ ﻰ اﻹﻗ ﻨﺎع ؟ ﻓ ﻲ أﺳ ﻠﻮب اﻟ ﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣ ﻊ‬
‫ﻓﺼﺎح ﺑﻪ ﻏﺎﺿﺒ ًﺎ ‪ :‬اﻧﺰل ﻟﻠﺼﻼة ‪..‬‬ ‫اﻷﺣﺪاث ؟‬
‫ﻓﻘﺎل اﻟﺮﺟﻞ ﺑﻜﻞ ﺑﺮود ‪ :‬ﻃﻴﺐ ‪ ..‬ﻃﻴﺐ ‪..‬‬ ‫ﻻ ﺷﻚ أﻧﻪ اﻷول ‪..‬‬
‫ﻓﻘﺎل ‪ :‬ﻋﺠﻞ ‪ ..‬ﺻﻞ ﻳﺎ ﺣﻤﺎر !!‬ ‫ﺑ ﻞ ﺗﺠ ﺪ أﺳ ﻠﻮب اﻷول ﻣﺨ ﺘﻠﻔ ًﺎ ‪ ..‬ﻓﺎﺳﺘﺸ ﻬﺎداﺗﻪ‬
‫ﻓﺼﺮخ اﻟﺮﺟﻞ ‪ :‬أﻧﺎ ﺣﻤﺎر ‪ !!..‬ﺛﻢ اﻧﺘﺰع‬ ‫ﺑﻨﺼﻮص ﺷﺮﻋﻴﺔ ‪ ..‬أو أرﻗﺎم وﺣﻘﺎﺋﻖ ‪..‬‬
‫ﻋﺴﻴﺒ ًﺎ ﻣﻦ اﻟﻨﺨﻠﺔ وﻧﺰل ﻟﻴﻔﻠﻖ ﺑﻪ رأﺳﻪ !!‬ ‫أﻣ ﺎ اﻟﺜﺎﻧ ﻲ ﻓﺎﺳﺸ ﻬﺎداﺗﻪ ﺑﺄﻗ ﻮال اﻟﻤﻤﺜﻠ ﻴﻦ ‪..‬‬
‫ﻏﻄﻰ ﻋﺒﺪ اﷲ وﺟﻬﻪ ﺑﻄﺮف ﻏﺘﺮﺗﻪ ﻟﺌﻼ‬ ‫واﻟﻤﻐﻨﻴﻦ ‪..‬‬
‫ﻳﻌﺮﻓﻪ ‪ ..‬واﻧﻄﻠﻖ ﻳﻌﺪو إﻟﻰ اﻟﻤﺴﺠﺪ ‪..‬‬ ‫ﺣﺘ ﻰ ﻗ ﺎل أﺣ ﺪهﻢ ﻳ ﻮﻣ ًﺎ ﻓﻲ ﻣﻌﺮض آﻼﻣﻪ ‪ ..‬واﷲ‬
‫ﻧﺰل اﻟﺮﺟﻞ ﻣﻦ اﻟﻨﺨﻠﺔ ﻏﺎﺿﺒ ًﺎ ‪ ..‬وﻣﻀﻰ‬ ‫ﺳ َﻊ ﻳﺎ ﻋﺒﺪي وأﻧﺎ أﺳﻌﻰ ﻣﻌﺎك !!‬ ‫ﻳﻘﻮل ‪ِ :‬ا ْ‬
‫ﻼ ‪ ..‬ﺛﻢ ﺧﺮج‬ ‫إﻟﻰ ﺑﻴﺘﻪ وﺻﻠﻰ وارﺗﺎح ﻗﻠﻴ ً‬ ‫ﻓﻨﺒﻬ ﻨﺎﻩ إﻟ ﻰ أن ه ﺬﻩ ﻟﻴﺴ ﺖ ﺁﻳ ﺔ ‪ ..‬ﻓﺘﻐﻴ ﺮ وﺟﻬ ﻪ‬
‫إﻟﻰ ﻧﺨﻠﺘﻪ ﻟﻴﻜﻤﻞ ﻋﻤﻠﻪ ‪..‬‬ ‫وﺳﻜﺖ ‪..‬‬
‫دﺧﻞ وﻗﺖ اﻟﻌﺼﺮ وﺧﺮج ﻋﺒﺪ اﷲ إﻟﻰ‬ ‫ﺛ ﻢ ﺗﺄﻣﻠ ﺖ اﻟﻌ ﺒﺎرة ‪ ..‬ﻓ ﺈذا اﻟ ﺬي ذآ ﺮﻩ ه ﻮ ﻣ ﺜﻞ‬
‫اﻟﻤﺴﺠﺪ ‪..‬‬ ‫ﻣﺼﺮي اﻧﻄﺒﻊ ﻓﻲ ذهﻨﻪ ﻣﻦ إﺣﺪى اﻟﻤﺴﻠﺴﻼت !!‬
‫ﻣ ّﺮ ﺑﺎﻟﻨﺨﻠﺔ ﻓﺈذا اﻟﺮﺟﻞ ﻓﻮﻗﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ﻧﻌﻢ ‪ ..‬آﻞ إﻧﺎء ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻪ ﻳﻨﻀﺢ ‪..‬‬
‫ﻓﻘﺎل ‪ :‬اﻟﺴﻼم ﻋﻠﻴﻜﻢ ‪ ..‬آﻴﻒ اﻟﺤﺎل ‪..‬‬ ‫ﺑﻞ ﺗﻌﺎل إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﺁﺧﺮ ‪..‬‬
‫ﻗﺎل ‪ :‬اﻟﺤﻤﺪ ﷲ ﺑﺨﻴﺮ ‪..‬‬ ‫ﻓ ﻲ ﻗ ﺮاءة اﻟﺼ ﺤﻒ واﻟﻤﺠ ﻼت ‪ ..‬آ ﻢ ه ﻢ أوﻟ ﺌﻚ‬
‫ﻗﺎل ‪ :‬ﺑﺸﺮ !! آﻴﻒ اﻟﺜﻤﺮ هﺬﻩ اﻟﺴﻨﺔ ‪..‬‬ ‫اﻟ ﺬﻳﻦ ﻳﻬ ﺘﻤﻮن ﺑﻘ ﺮاءة اﻷﺧ ﺒﺎر اﻟﻤﻔ ﻴﺪة‬
‫ﻗﺎل ‪ :‬اﻟﺤﻤﺪ ﷲ ‪..‬‬ ‫واﻟﻤﻌﻠ ﻮﻣﺎت اﻟ ﻨﺎﻓﻌﺔ اﻟﺘ ﻲ ﺗﺴ ﺎﻋﺪ ﻋﻠ ﻰ ﺗﻄﻮﻳ ﺮ‬
‫ﻗﺎل ﻋﺒﺪ اﷲ ‪ :‬اﷲ ﻳﻮﻓﻘﻚ وﻳﺮزﻗﻚ ‪..‬‬ ‫اﻟﺬات ‪ ..‬وﺗﻨﻤﻴﺔ اﻟﻤﻬﺎرات ‪ ..‬وزﻳﺎدة اﻟﻤﻌﺎرف ‪..‬‬
‫وﻳﻮﺳﻊ ﻋﻠﻴﻚ ‪ ..‬وﻻ ﻳﺤﺮﻣﻚ أﺟﺮ ﻋﻤﻠﻚ‬ ‫ﺑﻴ ﻨﻤﺎ آ ﻢ اﻟ ﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﻜ ﺎدون ﻳﻠﺘﻔ ﺘﻮن إﻟ ﻰ ﻏﻴ ﺮ‬
‫وآﺪك ﻷوﻻدك ‪..‬‬ ‫اﻟﺼﻔﺤﺎت اﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺔ واﻟﻔﻨﻴﺔ ؟!‬
‫اﺑﺘﻬﺞ اﻟﺮﺟﻞ ﻟﻬﺬا اﻟﺪﻋﺎء ‪ ..‬ﻓﺄﻣﻦ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺣﺘ ﻰ ﺻﺎرت اﻟﺠﺮاﺋﺪ ﺗﺘﻨﺎﻓﺲ ﻓﻲ ﺗﻜﺜﻴﺮ اﻟﺼﻔﺤﺎت‬
‫اﻟﺪﻋﺎء وﺷﻜﺮ ‪..‬‬ ‫اﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺔ واﻟﻔﻨﻴﺔ ‪ ..‬ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎب ﻏﻴﺮهﺎ ‪..‬‬
‫ﻓﻘﺎل ﻋﺒﺪ اﷲ ‪ :‬ﻟﻜﻦ ﻳﺒﺪو أﻧﻚ ﻟﺸﺪة اﻧﺸﻐﺎﻟﻚ‬ ‫ﻗﻞ ﻣﺜﻞ ذﻟﻚ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻟﺴﻨﺎ اﻟﺘﻲ ﻧﺠﻠﺴﻬﺎ ‪ ..‬وأوﻗﺎﺗﻨﺎ‬
‫ﻟﻢ ﺗﻨﺘﺒﻪ إﻟﻰ أذان اﻟﻌﺼﺮ !! ﻗﺪ أذن اﻟﻌﺼﺮ‬ ‫اﻟﺘﻲ ﻧﺼﺮﻓﻬﺎ ‪..‬‬
‫‪ ..‬واﻹﻗﺎﻣﺔ ﻗﺮﻳﺒﺔ ‪ ..‬ﻓﻠﻌﻠﻚ ﺗﻨﺰل ﻟﺘﺮﺗﺎح‬ ‫ﻼ ‪ ..‬اﺣﺮص‬ ‫ﻓﺄﻧ ﺖ إذا أردت أن ﺗﻜ ﻮن رأﺳ ًﺎ ﻻ ذﻳ ً‬

‫‪6‬‬
‫‪Books-sea.com‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬ ‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫إﻟ ﻰ ﻋﻤﺎﻣ ﺘﻪ وﻗ ﺎل ‪ :‬ﻣﺎ أﺟﻤﻠﻚ اﻟﻴﻮم ‪ ..‬وﻣﺎ‬ ‫وﺗﺪرك اﻟﺼﻼة ‪ ..‬وﺑﻌﺪ اﻟﺼﻼة أآﻤﻞ ﻋﻤﻠﻚ ‪ ..‬اﷲ‬
‫أﺣﺴ ﻦ ﻟﺒﺎﺳ ﻚ ‪ ..‬ﺧﺎﺻ ﺔ ه ﺬﻩ اﻟﻌﻤﺎﻣ ﺔ‬ ‫ﻳﺤﻔﻆ ﻋﻠﻴﻚ ﺻﺤﺘﻚ ‪..‬‬
‫اﻟﺨﻀﺮاء ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل اﻟﺮﺟﻞ ‪ :‬إن ﺷﺎء اﷲ ‪ ..‬إن ﺷﺎء اﷲ ‪..‬‬
‫ﻓﻘﺎل اﻟﺘﺎﺟﺮ ‪ :‬ﻳﺎ رﺟﻞ اﻟﻌﻤﺎﻣﺔ ﺑﻴﻀﺎء ‪..‬‬ ‫وﺑﺪأ ﻳﻨﺰل ﺑﺮﻓﻖ ‪ ..‬ﺛﻢ أﻗﺒﻞ ﻋﻠﻰ ﻋﺒﺪ اﷲ وﺻﺎﻓﺤﻪ‬
‫ﻗﺎل ‪ :‬ﺑﻞ ﺧﻀﺮاء ‪..‬‬ ‫ﺑﺤﺮارة ‪ ..‬وﻗﺎل ‪ :‬أﺷﻜﺮك ﻋﻠﻰ هﺬﻩ اﻷﺧﻼق‬
‫ﻗﺎل ‪ :‬ﺑﻴﻀﺎء ‪ ..‬اذهﺐ ﻋﻨﻲ ‪..‬‬ ‫اﻟﺮاﺋﻌﺔ ‪ ..‬أﻣﺎ اﻟﺬي ﻣﺮ ﺑﻲ اﻟﻈﻬﺮ ﻓﻴﺎ ﻟﻴﺘﻨﻲ أراﻩ‬
‫وﻣﻀ ﻰ اﻟﻤﺴ ﻜﻴﻦ ﻳﻜﻠ ﻢ ﻧﻔﺴ ﻪ ‪ ..‬وﻳﻨﻈﺮ ﺑﻴﻦ‬ ‫ﻷﻋﻠﻤﻪ ﻣﻦ اﻟﺤﻤﺎر !!‬
‫اﻟﻔﻴ ﻨﺔ واﻷﺧ ﺮى إﻟﻰ ﻃﺮف ﻋﻤﺎﻣﺘﻪ اﻟﻤﺘﺪﻟﻲ‬
‫ﻋﻠ ﻰ آ ﺘﻔﻪ ‪ ..‬ﻟﻴ ﺘﺄآﺪ أﻧﻬ ﺎ ﺑﻴﻀ ﺎء ‪ ..‬وﺻ ﻞ‬ ‫ﻧﺘﻴﺠﺔ‬
‫إﻟ ﻰ دآﺎﻧ ﻪ ‪ ..‬وﺣ ﺮك اﻟﻘﻔ ﻞ ﻟﻴﻔ ﺘﺤﻪ ‪ ..‬ﻓﺄﻗﺒﻞ‬ ‫ﻣﻬﺎراﺗﻚ ﻓﻲ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻵﺧﺮﻳﻦ ‪ ..‬ﻋﻠﻰ أﺳﺎﺳﻬﺎ‬
‫إﻟﻴﻪ اﻟﺜﺎﻟﺚ ‪ :‬وﻗﺎل ‪ :‬ﻳﺎ ﻓﻼن ‪ ..‬ﻣﺎ أﺟﻤﻞ هﺬا‬ ‫ﺗﺘﺤﺪد ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺗﻌﺎﻣﻞ اﻟﻨﺎس ﻣﻌﻚ ‪..‬‬
‫اﻟﺼ ﺒﺎح ‪ ..‬ﺧﺎﺻ ﺔ ﻟﺒﺎﺳﻚ اﻟﺠﻤﻴﻞ ‪ ..‬وزادت‬
‫ﺟﻤﺎﻟﻚ هﺬﻩ اﻟﻌﻤﺎﻣﺔ اﻟﺰرﻗﺎء ‪..‬‬ ‫‪ 5.‬ﻻ ﺗﺒﻚ ﻋﻠﻰ اﻟﻠﺒﻦ اﻟﻤﺴﻜﻮب ‪..‬‬
‫ﻧﻈ ﺮ اﻟﺘﺎﺟﺮ إﻟﻰ ﻋﻤﺎﻣﺘﻪ ﻟﻴﺘﺄآﺪ ﻣﻦ ﻟﻮﻧﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ﺑﻌ ﺾ اﻟ ﻨﺎس ﻳﻌﺘﺒ ﺮ ﻃ ﺒﻌﻪ اﻟ ﺬي ﻧﺸ ﺄ ﻋﻠ ﻴﻪ ‪..‬‬
‫ﺛ ﻢ ﻓ ﺮك ﻋﻴﻨ ﻴﻪ ‪ ..‬وﻗ ﺎل ‪ :‬ﻳ ﺎ أﺧ ﻲ ﻋﻤﺎﻣﺘ ﻲ‬ ‫وﻋﺮﻓﻪ اﻟﻨﺎس ﺑﻪ ‪ ..‬وﺗﻜﻮﻧﺖ ﻓﻲ أذهﺎﻧﻬﻢ اﻟﺼﻮرة‬
‫ﺑﻴﻀﺎاااااء ‪..‬‬ ‫اﻟﺬهﻨﻴﺔ ﻋﻨﻪ ﻋﻠﻰ أﺳﺎﺳﻪ ‪ ..‬ﻳﻌﺘﺒﺮﻩ ﺷﻴﺌ ًﺎ ﻻزﻣ ًﺎ ﻟﻪ‬
‫ﻗﺎل ‪ :‬ﺑﻞ زرﻗﺎء ‪ ..‬ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻋﻤﻮﻣ ًﺎ ﺟﻤﻴﻠﺔ ‪ ..‬ﻻ‬ ‫ﻻ ﻳﻤﻜ ﻦ ﺗﻐﻴﻴ ﺮﻩ ‪ ..‬ﻓﻴﺴﺘﺴ ﻠﻢ ﻟ ﻪ وﻳﻘ ﻨﻊ ‪ ..‬آﻤ ﺎ‬
‫ﺗﺤﺰن ‪ ..‬ﺛﻢ ﻣﻀﻰ ‪ ..‬ﻓﺠﻌﻞ اﻟﺘﺎﺟﺮ ﻳﺼﻴﺢ ﺑﻪ‬ ‫ﻳﺴﺘﺴ ﻠﻢ ﻟﺸ ﻜﻞ ﺟﺴ ﻤﻪ أو ﻟ ﻮن ﺑﺸ ﺮﺗﻪ ‪ ..‬إذ ﻻ‬
‫‪ ..‬اﻟﻌﻤﺎﻣ ﺔ ﺑﻴﻀﺎء ‪ ..‬وﻳﻨﻈﺮ إﻟﻴﻬﺎ ‪ ..‬وﻳﻘﻠﺐ‬ ‫ﻳﻤﻜﻨﻪ ﺗﻐﻴﻴﺮ ذﻟﻚ ‪..‬‬
‫أﻃﺮاﻓﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ﻣ ﻊ أن اﻟﺬآ ﻲ ﻳ ﺮى أن ﺗﻐﻴﻴ ﺮ اﻟﻄ ﺒﺎع ﻟﻌﻠ ﻪ أﺳ ﻬﻞ‬
‫ﻼ ‪ ..‬وهﻮ ﻻ ﻳﻜﺎد ﻳﺼﺮف‬ ‫ﺟﻠﺲ ﻓﻲ دآﺎﻧﻪ ﻗﻠﻴ ً‬ ‫ﻣﻦ ﺗﻐﻴﻴﺮ اﻟﻤﻼﺑﺲ !!‬
‫ﺑﺼﺮﻩ ﻋﻦ ﻃﺮف ﻋﻤﺎﻣﺘﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﻄﺒﺎﻋ ﻨﺎ ﻟﻴﺴ ﺖ آﺎﻟﻠ ﺒﻦ اﻟﻤﺴ ﻜﻮب اﻟ ﺬي ﻻ ﻳﻤﻜ ﻦ‬
‫ﻼ ﻳﺎ ﻓﻼن ‪..‬‬‫دﺧ ﻞ ﻋﻠ ﻴﻪ اﻟﺮاﺑﻊ ‪ ..‬وﻗﺎل ‪ :‬أه ً‬ ‫ﺗﺪارآﻪ أو ﺟﻤﻌﻪ ‪ ..‬ﺑﻞ هﻲ ﺑﻴﻦ أﻳﺪﻳﻨﺎ ‪..‬‬
‫ﻣ ﺎ ﺷ ﺎء اﷲ !! ﻣ ﻦ أﻳ ﻦ اﺷ ﺘﺮﻳﺖ ه ﺬﻩ‬ ‫ﺑ ﻞ ﻧﺴ ﺘﻄﻴﻊ ﺑﺄﺳ ﺎﻟﻴﺐ ﻣﻌﻴﻨﺔ أن ﻧﻐﻴﺮ ﻃﺒﺎع اﻟﻨﺎس‬
‫اﻟﻌﻤﺎﻣﺔ اﻟﺤﻤﺮاء ؟!‬ ‫‪ ..‬ﺑﻞ ﻋﻘﻮﻟﻬﻢ – رﺑﻤﺎ ‪!! -‬‬
‫ﻓﺼﺎح اﻟﺘﺎﺟﺮ ‪ :‬ﻋﻤﺎﻣﺘﻲ زرﻗﺎء ‪..‬‬ ‫ذآﺮ اﺑﻦ ﺣﺰم ﻓﻲ آﺘﺎﺑﻪ ﻃﻮق اﻟﺤﻤﺎﻣﺔ ‪:‬‬
‫ﻗﺎل ‪ :‬ﺑﻞ ﺣﻤﺮاء ‪..‬‬ ‫أﻧ ﻪ آ ﺎن ﻓ ﻲ اﻷﻧ ﺪﻟﺲ ﺗﺎﺟ ﺮ ﻣﺸ ﻬﻮر ‪ ..‬وﻗﻊ ﺑﻴﻨﻪ‬
‫ﻗ ﺎل اﻟﺘﺎﺟ ﺮ ‪ :‬ﺑ ﻞ ﺧﻀ ﺮاء ‪ ..‬ﻻ ‪ ..‬ﻻ ‪ ..‬ﺑ ﻞ‬ ‫وﺑ ﻴﻦ أرﺑﻌ ﺔ ﻣ ﻦ اﻟ ﺘﺠﺎر ﺗ ﻨﺎﻓﺲ ‪ ..‬ﻓﺄﺑﻐﻀ ﻮﻩ ‪..‬‬
‫ﺑﻴﻀﺎء ‪ ..‬ﻻ ‪ ..‬زرﻗﺎء ‪ ..‬ﺳﻮداء ‪..‬‬ ‫وﻋ ﺰﻣﻮا ﻋﻠ ﻰ أن ﻳ ﺰﻋﺠﻮﻩ ‪ ..‬ﻓﺨ ﺮج ذات ﺻ ﺒﺎح‬
‫ﺛ ﻢ ﺿ ﺤﻚ ‪ ..‬ﺛ ﻢ ﺻ ﺮخ ‪ ..‬ﺛ ﻢ ﺑﻜ ﻰ ‪ ..‬وﻗ ﺎم‬ ‫ﻣﻦ ﺑﻴﺘﻪ ﻣﺘﺠﻬ ًﺎ إﻟﻰ ﻣﺘﺠﺮﻩ ‪ ..‬ﻻﺑﺴ ًﺎ ﻗﻤﻴﺼ ًﺎ أﺑﻴﺾ‬
‫ﻳﻘﻔﺰ !!‬ ‫وﻋﻤﺎﻣﺔ ﺑﻴﻀﺎء ‪..‬‬
‫ﻗ ﺎل اﺑ ﻦ ﺣ ﺰم ‪ :‬ﻓﻠﻘ ﺪ آ ﻨﺖ أراﻩ ﺑﻌ ﺪهﺎ ﻓ ﻲ‬ ‫ﻟﻘ ﻴﻪ أوﻟﻬ ﻢ ﻓﺤ ﻴﺎﻩ ﺛ ﻢ ﻧﻈﺮ إﻟﻰ ﻋﻤﺎﻣﺘﻪ وﻗﺎل ‪ :‬ﻣﺎ‬
‫ﺷ ﻮارع اﻷﻧ ﺪﻟﺲ ﻣﺠ ﻨﻮﻧ ًﺎ ﻳﺤﺬﻓ ﻪ اﻟﺼ ﺒﻴﺎن‬ ‫أﺟﻤﻞ هﺬﻩ اﻟﻌﻤﺎﻣﺔ اﻟﺼﻔﺮاء ‪..‬‬
‫)‪(1‬‬
‫ﺑﺎﻟﺤﺼﻰ !!‬ ‫ﻲ ﺑﺼ ﺮُك ؟!! ه ﺬﻩ ﻋﻤﺎﻣ ﺔ‬ ‫ﻓﻘ ﺎل اﻟﺘﺎﺟ ﺮ ‪ :‬أﻋﻤ َ‬
‫ﻓﺈذا آﺎن هﺆﻻء ﺑﻤﻬﺎرات ﺑﺪاﺋﻴﺔ ﻏﻴﺮوا ﻃﺒﻊ‬ ‫ﺑﻴﻀﺎء ‪..‬‬
‫رﺟﻞ ‪ ..‬ﺑﻞ ﻏﻴﺮوا ﻋﻘﻠﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل ‪ :‬ﺑﻞ ﺻﻔﺮاء ‪ ..‬ﺻﻔﺮاء ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺟﻤﻴﻠﺔ ‪..‬‬
‫ﻓﻤ ﺎ ﺑﺎﻟ ﻚ ﺑﻤﻬ ﺎرات ﻣﺪروﺳ ﺔ ‪ ..‬ﻣ ﻨﻮرة‬ ‫ﺗﺮآﻪ اﻟﺘﺎﺟﺮ وﻣﻀﻰ ‪..‬‬
‫ﻓﻠﻤ ﺎ ﻣﺸ ﻰ ﺧﻄ ﻮات ﻟﻘ ﻴﻪ اﻵﺧ ﺮ ‪ ..‬ﻓﺤ ﻴﺎﻩ ﺛﻢ ﻧﻈﺮ‬
‫) ‪ ( 1‬اﻟﻘﺼﺔ ﻋﻠﻰ ذﻣﺔ اﺑﻦ ﺣﺰم ‪ ..‬رﺣﻤﻪ اﷲ ‪.‬‬
‫‪7‬‬
‫‪Books-sea.com‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬ ‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﺷ ﺎآﻴ ًﺎ ﻣﺴﺘﺸ ﻴﺮًا ‪ ..‬وﻟ ﻮ ﻓ ﺘﺢ ﻣﻜﺘ ﺒﻪ ﻣ ﻦ‬ ‫ﺑﻨﺼ ﻮص اﻟﻮﺣﻴ ﻴﻦ ‪ ..‬ﻳﻤﺎرﺳ ﻬﺎ اﻟﻤ ﺮء ﺗﻌ ﺒﺪًا ﷲ‬
‫ﻃﻠ ﻮع اﻟﺸ ﻤﺲ إﻟ ﻰ ﻏ ﺮوﺑﻬﺎ ‪ ..‬وﺁﻧ ﺎء اﻟﻠﻴﻞ‬ ‫ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﻬﺎ ‪..‬‬
‫وأﻃ ﺮاف اﻟ ﻨﻬﺎر ‪ ..‬ﻟﻤ ﺎ اﻗﺘ ﺮب ﻣ ﻨﻪ أﺣ ﺪ أو‬ ‫ﻓﻄﺒﻖ ﻣﺎ ﺗﻘﻒ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﻣﻬﺎرات ﺣﺴﻨﺔ ﻟﺘﺴﻌﺪ ‪..‬‬
‫رﻏﺐ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻟﺴﺘﻪ ‪ ..‬ﻟﻤﺎذا ؟!!‬ ‫وإن ﻗﻠﺖ ﻟﻲ ‪ :‬ﻻ أﺳﺘﻄﻴﻊ ‪ !..‬ﻗﻠﺖ ‪ :‬ﺣﺎول ‪..‬‬
‫إﻧﻬﺎ ﻣﻬﺎرات اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻟﻨﺎس ‪..‬‬ ‫وإن ﻗﻠﺖ ‪ :‬ﻻ أﻋﺮف ‪ !! ..‬ﻗﻠﺖ ‪ :‬ﺗﻌﻠﻢ ‪..‬‬
‫ﻟﻤ ﺎذا إذا دﺧﻞ ﺷﺨﺺ إﻟﻰ ﻣﺠﻠﺲ ﻋﺎم هﺶ‬ ‫ﻗﺎل ‪ : ρ‬إﻧﻤﺎ اﻟﻌﻠﻢ ﺑﺎﻟﺘﻌﻠﻢ ‪ ،‬وإﻧﻤﺎ اﻟﺤﻠﻢ ﺑﺎﻟﺘﺤﻠﻢ ‪..‬‬
‫اﻟ ﻨﺎس ﻓ ﻲ وﺟﻬ ﻪ وﺑﺸ ﻮا ‪ ..‬وﻓﺮﺣﻮا ﺑﻠﻘﺎﺋﻪ‬
‫‪ ..‬وود آﻞ واﺣﺪ ﻟﻮ ﻳﺠﻠﺲ ﺑﺠﺎﻧﺒﻪ ‪..‬‬ ‫وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ ‪..‬‬
‫ﺑﻴ ﻨﻤﺎ ﻳ ﺪﺧﻞ ﺁﺧ ﺮ ‪ ..‬ﻓﻴﺼ ﺎﻓﺤﻮﻧﻪ ﻣﺼ ﺎﻓﺤﺔ‬ ‫اﻟﺒﻄﻞ ﻳﺘﺠﺎوز اﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻰ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﻣﻬﺎراﺗﻪ ‪ ..‬إﻟﻰ‬
‫ﺑ ﺎردة ‪ -‬ﻋ ﺎدة أو ﻣﺠﺎﻣﻠﺔ – ﺛﻢ ﻳﺘﻠﻔﺖ ﻳﺒﺤﺚ‬ ‫اﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻰ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﻣﻬﺎرات اﻟﻨﺎس ‪ ..‬ورﺑﻤﺎ‬
‫ﻟ ﻪ ﻋ ﻦ ﻣﻜ ﺎن ﻓ ﻼ ﻳﻜ ﺎد أﺣ ﺪ ﻳﻮﺳ ﻊ ﻟ ﻪ أو‬ ‫ﺗﻐﻴﻴﺮهﺎ !!‬
‫ﻳﺪﻋﻮﻩ ﻟﻠﺠﻠﻮس إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺒﻪ ‪ ..‬ﻟﻤﺎذا ؟!!‬
‫إﻧﻬ ﺎ ﻣﻬ ﺎرات ﺟ ﺬب اﻟﻘﻠ ﻮب واﻟﺘﺄﺛﻴ ﺮ ﻓ ﻲ‬ ‫‪ 6.‬آﻦ ﻣﺘﻤﻴﺰًا ‪..‬‬
‫اﻟﻨﺎس ‪..‬‬ ‫ﻟﻤ ﺎذا ﻳ ﺘﺤﺎور اﺛ ﻨﺎن ﻓ ﻲ ﻣﺠﻠﺲ ﻓﻴﻨﺘﻬﻲ ﺣﻮارهﻤﺎ‬
‫ﻟﻤﺎذا ﻳﺪﺧﻞ أب إﻟﻰ ﺑﻴﺘﻪ ﻓﻴﻬﺶ أوﻻدﻩ ﻟﻪ ‪..‬‬ ‫ﺑﺨﺼ ﻮﻣﺔ ‪ ..‬ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﺘﺤﺎور ﺁﺧﺮان وﻳﻨﺘﻬﻲ اﻟﺤﻮار‬
‫وﻳﻘﺒﻠﻮن إﻟﻴﻪ ﻓﺮﺣﻴﻦ ‪..‬‬ ‫ﺑﺄﻧﺲ ورﺿﺎ ‪..‬‬
‫ﺑﻴ ﻨﻤﺎ ﻳ ﺪﺧﻞ اﻟﺜﺎﻧ ﻲ ﻋﻠ ﻰ أوﻻدﻩ ‪ ..‬ﻓ ﻼ‬ ‫إﻧﻬﺎ ﻣﻬﺎرات اﻟﺤﻮار ‪..‬‬
‫ﻳﻠﺘﻔﺘﻮن إﻟﻴﻪ ‪..‬‬ ‫ﻟﻤﺎذا ﻳﺨﻄﺐ اﺛﻨﺎن اﻟﺨﻄﺒﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺑﺄﻟﻔﺎﻇﻬﺎ ﻧﻔﺴﻬﺎ‬
‫إﻧﻬﺎ ﻣﻬﺎرات اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻷﺑﻨﺎء ‪..‬‬ ‫‪ ..‬ﻓﺘ ﺮى اﻟﺤﺎﺿ ﺮﻳﻦ ﻋ ﻨﺪ اﻷول ﻣ ﺎ ﺑ ﻴﻦ ﻣﺘ ﺜﺎﺋﺐ‬
‫ﻗ ﻞ ﻣ ﺜﻞ ذﻟ ﻚ ﻓ ﻲ اﻟﻤﺴ ﺠﺪ ‪ ..‬وﻓﻲ اﻷﻋﺮاس‬ ‫وﻧ ﺎﺋﻢ ‪ ..‬أو ﻋﺎﺑ ﺚ ﺑﺴ ﺠﺎد اﻟﻤﺴ ﺠﺪ ‪ ..‬أو ﻣﻐﻴ ﺮ‬
‫‪ ..‬وﻏﻴﺮهﺎ ‪..‬‬ ‫ﻟﺠﻠﺴﺘﻪ ﻣﺮارًا ‪..‬‬
‫ﻳﺨ ﺘﻠﻒ اﻟ ﻨﺎس ﺑﻘ ﺪراﺗﻬﻢ وﻣﻬ ﺎراﺗﻬﻢ ﻓ ﻲ‬ ‫ﺑﻴ ﻨﻤﺎ اﻟﺤﺎﺿ ﺮون ﻋ ﻨﺪ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻨﺸﺪون ﻣﺘﻔﺎﻋﻠﻮن‬
‫اﻟ ﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣ ﻊ اﻵﺧ ﺮﻳﻦ ‪ ..‬وﺑﺎﻟﺘﺎﻟ ﻲ ﻳﺨ ﺘﻠﻒ‬ ‫‪ ..‬ﻻ ﺗﻜﺎد ﺗﺮﻣﺶ ﻟﻬﻢ ﻋﻴﻦ أو ﻳﻐﻔﻞ ﻟﻬﻢ ﻗﻠﺐ ‪..‬‬
‫اﻵﺧ ﺮون ﻓ ﻲ ﻃ ﺮﻳﻘﺔ اﻻﺣ ﺘﻔﺎء ﺑﻬ ﻢ أو‬ ‫إﻧﻬﺎ ﻣﻬﺎرات اﻹﻟﻘﺎء ‪..‬‬
‫ﻣﻌﺎﻣﻠﺘﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﻟﻤ ﺎذا إذا ﺗﺤ ﺪث ﻓ ﻼن ﻓ ﻲ اﻟﻤﺠﻠ ﺲ أﻧﺼ ﺖ ﻟ ﻪ‬
‫واﻟﺘﺄﺛﻴ ﺮ ﻓ ﻲ اﻟ ﻨﺎس وآﺴ ﺐ ﻣﺤﺒ ﺘﻬﻢ أﺳ ﻬﻞ‬ ‫اﻟﺴﺎﻣﻌﻮن ‪ ..‬ورﻣﻮا إﻟﻴﻪ أﺑﺼﺎرهﻢ ‪..‬‬
‫ﻣﻤﺎ ﺗﺘﺼﻮر ‪!..‬‬ ‫ﺑﻴ ﻨﻤﺎ إذا ﺗﺤ ﺪث ﺁﺧﺮ اﻧﺸﻐﻞ اﻟﺠﺎﻟﺴﻮن ﺑﺎﻷﺣﺎدﻳﺚ‬
‫ﻻ أﺑﺎﻟﻎ ﻓﻲ ذﻟﻚ ﻓﻘﺪ ﺟﺮﺑﺘﻪ ﻣﺮارًا ‪ ..‬ﻓﻮﺟﺪت‬ ‫اﻟﺠﺎﻧﺒ ﻴﺔ ‪ ..‬أو ﻗ ﺮاءة اﻟﺮﺳ ﺎﺋﻞ ﻣ ﻦ ه ﻮاﺗﻔﻬﻢ‬
‫أن ﻗﻠ ﻮب أآﺜ ﺮ اﻟ ﻨﺎس ﻳﻤﻜ ﻦ ﺻ ﻴﺪهﺎ ﺑﻄ ﺮق‬ ‫اﻟﻤﺤﻤﻮﻟﺔ ‪..‬‬
‫وﻣﻬ ﺎرات ﺳ ﻬﻠﺔ ‪ ..‬ﺑﺸ ﺮط أن ﻧﺼ ﺪق ﻓ ﻴﻬﺎ‬ ‫إﻧﻬﺎ ﻣﻬﺎرات اﻟﻜﻼم ‪..‬‬
‫وﻧﺘﺪرب ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻨﺘﻘﻨﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ﻟﻤ ﺎذا إذا ﻣﺸ ﻰ ﻣﺪرس ﻓﻲ ﻣﻤﺮات ﻣﺪرﺳﺘﻪ رأﻳﺖ‬
‫واﻟ ﻨﺎس ﻳﺘﺄﺛ ﺮون ﺑﻄ ﺮﻳﻘﺔ ﺗﻌﺎﻣﻠﻨﺎ ‪ ..‬وإن ﻟﻢ‬ ‫اﻟﻄ ﻼب ﺣ ﻮﻟﻪ ‪ ..‬ه ﺬا ﻳﺼﺎﻓﺤﻪ ‪ ..‬وذاك ﻳﺴﺘﺸﻴﺮﻩ‬
‫ﻧﺸﻌﺮ ‪..‬‬ ‫‪ ..‬وﺛﺎﻟ ﺚ ﻳﻌ ﺮض ﻋﻠ ﻴﻪ ﻣﺸ ﻜﻠﺔ ‪ ..‬وﻟ ﻮ ﺟﻠ ﺲ ﻓﻲ‬
‫أﺗﻮﻟ ﻰ ﻣ ﻨﺬ ﺛ ﻼث ﻋﺸ ﺮة ﺳ ﻨﺔ اﻹﻣﺎﻣ ﺔ‬ ‫ﻣﻜﺘﺒﻪ وﺳﻤﺢ ﻟﻠﻄﻼب ﺑﺎﻟﺪﺧﻮل ﻻﻣﺘﻸت ﻏﺮﻓﺘﻪ ﻓﻲ‬
‫واﻟﺨﻄﺎﺑﺔ ﻓﻲ ﺟﺎﻣﻊ اﻟﻜﻠﻴﺔ اﻷﻣﻨﻴﺔ ‪..‬‬ ‫ﻟﺤﻈﺎت ‪ ..‬اﻟﻜﻞ ﻳﺤﺐ ﻣﺠﺎﻟﺴﺘﻪ ‪..‬‬
‫آ ﺎن ﻃﺮﻳﻘ ﻲ إﻟ ﻰ اﻟﻤﺴ ﺠﺪ ﻳﻤ ﺮ ﺑ ﺒﻮاﺑﺔ ﻳﻘﻒ‬ ‫ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻣﺪرس ﺁﺧﺮ ‪ ..‬أو ﻣﺪرﺳﻮن ‪ ..‬ﻳﻤﺸﻲ أﺣﺪهﻢ‬
‫ﻋ ﻨﺪهﺎ ﺣ ﺎرس أﻣ ﻦ ﻳﺘﻮﻟ ﻰ ﻓ ﺘﺤﻬﺎ وإﻏﻼﻗﻬ ﺎ‬ ‫ﻓﻲ ﻣﺪرﺳﺘﻪ وﺣﺪﻩ ‪ ..‬وﻳﺨﺮج ﻣﻦ ﻣﺴﺠﺪ اﻟﻤﺪرﺳﺔ‬
‫‪..‬‬ ‫وﺣ ﺪﻩ ‪ ..‬ﻓ ﻼ ﻃﺎﻟ ﺐ ﻳﻘﺘﺮب ﻣﺒﺘﻬﺠ ًﺎ ﻣﺼﺎﻓﺤ ًﺎ ‪ ..‬أو‬

‫‪8‬‬
‫‪Books-sea.com‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬ ‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫وﻗﺪ آﺎن ‪ ρ‬ﻗﺪوة ﻓﻲ ذﻟﻚ ‪..‬‬ ‫آﻨﺖ أﺣﺮص إذا ﻣﺮرت ﺑﻪ أن أﻣﺎرس ﻣﻌﻪ ﻣﻬﺎرة‬
‫إذ أن ﻣ ﻦ ﺗﺘ ﺒﻊ ﺳ ﻴﺮﺗﻪ ‪ ..‬وﺟ ﺪ أﻧ ﻪ آ ﺎن‬ ‫اﻻﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ‪ ..‬ﻓﺄﺷﻴﺮ ﺑﻴﺪي ﻣﺴﻠﻤ ًﺎ ﻣﺒﺘﺴﻤ ًﺎ اﺑﺘﺴﺎﻣﺔ‬
‫ﻳ ﺘﻌﺎﻣﻞ ﺑﻤﻬ ﺎرات أﺧﻼﻗ ﻴﺔ راﻗ ﻴﺔ ‪ ..‬ﻓ ﻴﻌﺎﻣﻞ‬ ‫واﺿ ﺤﺔ ‪ ..‬وﺑﻌ ﺪ اﻟﺼ ﻼة أرآ ﺐ ﺳ ﻴﺎرﺗﻲ راﺟﻌ ًﺎ‬
‫آ ﻞ أﺣ ﺪ ﻳﻠﻘ ﺎﻩ ﺑﻤﻬ ﺎرات ﻣﻦ اﺣﺘﻔﺎء وﺗﻔﺎﻋﻞ‬ ‫ﻟﻠﺒﻴﺖ ‪..‬‬
‫وﺑﺸﺎﺷ ﺔ ‪ ..‬ﺣﺘ ﻰ ﻳﺸ ﻌﺮ ذﻟ ﻚ اﻟﺸ ﺨﺺ أﻧ ﻪ‬ ‫وﻓ ﻲ اﻟﻐﺎﻟ ﺐ ﻳﻜ ﻮن هﺎﺗﻔ ﻲ اﻟﻤﺤﻤ ﻮل ﻣﻠﻴ ﺌ ًﺎ‬
‫أﺣﺐ اﻟﻨﺎس إﻟﻴﻪ ‪ ..‬وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻳﻜﻮن هﻮ أﻳﻀ ًﺎ‬ ‫ﺑﺎﺗﺼﺎﻻت ورﺳﺎﺋﻞ ﻣﻜﺘﻮﺑﺔ وردت أﺛﻨﺎء اﻟﺼﻼة ‪..‬‬
‫‪ ρ‬أﺣ ﺐ اﻟ ﻨﺎس إﻟ ﻴﻬﻢ ‪ ..‬ﻷﻧ ﻪ أﺷ ﻌﺮهﻢ‬ ‫ﻓﺄآ ﻮن ﻣﺸ ﻐﻮ ًﻻ ﺑﻘ ﺮاءة اﻟﺮﺳ ﺎﺋﻞ ﻓﻴﻔ ﺘﺢ اﻟﺤ ﺎرس‬
‫ﺑﻤﺤﺒﺘﻪ ‪..‬‬ ‫اﻟﺒﻮاﺑﺔ وأﻏﻔﻞ ﻋﻦ اﻟﺘﺒﺴﻢ ‪..‬‬
‫آ ﺎن ﻋﻤ ﺮو ﺑ ﻦ اﻟﻌ ﺎص ‪ τ‬داه ﻴﺔ ﻣ ﻦ ده ﺎة‬ ‫ﺣﺘﻰ ﺗﻔﺎﺟﺄت ﺑﻪ ﻳﻮﻣ ًﺎ ﻳﻮﻗﻔﻨﻲ وأﻧﺎ ﺧﺎرج وﻳﻘﻮل ‪:‬‬
‫اﻟﻌ ﺮب ‪ ..‬ﺣﻜﻤ ﺔ وﻓﻄ ﻨﺔ وذآ ﺎ ًء ‪ ..‬ﻓﺄده ﻰ‬ ‫ﻳﺎ ﺷﻴﺦ ‪ !..‬أﻧﺖ زﻋﻼن ﻣﻨﻲ ؟!‬
‫اﻟﻌﺮب أرﺑﻌﺔ ‪ ..‬ﻋﻤﺮو واﺣﺪ ﻣﻨﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﻗﻠﺖ ‪ :‬ﻟﻤﺎذا ؟‬
‫أﺳﻠﻢ ﻋﻤﺮو وآﺎن رأﺳ ًﺎ ﻓﻲ ﻗﻮﻣﻪ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻷﻧﻚ وأﻧﺖ داﺧﻞ ﺗﺒﺘﺴﻢ وﺗﺴﻠﻢ وأﻧﺖ ﻓﺮﺣﺎن‬
‫ﻓﻜ ﺎن إذا ﻟﻘ ﻲ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ ρ‬ﻓ ﻲ ﻃ ﺮﻳﻖ رأى‬ ‫‪ ..‬أﻣ ﺎ وأﻧﺖ ﺧﺎرج ﻓﺘﻜﻮن ﻏﻴﺮ ﻣﺒﺘﺴﻢ وﻻ ﻓﺮﺣﺎن‬
‫اﻟﺒﺸﺎﺷﺔ واﻟﺒﺸﺮ واﻟﻤﺆاﻧﺴﺔ ‪..‬‬ ‫!!‬
‫وإذا دﺧﻞ ﻣﺠﻠﺴ ًﺎ ﻓﻴﻪ اﻟﻨﺒﻲ ‪ ρ‬رأى اﻻﺣﺘﻔﺎء‬ ‫ﻼ ﺑﺴ ﻴﻄ ًﺎ ‪ ..‬ﻓﺒﺪأ اﻟﻤﺴﻜﻴﻦ ﻳﻘﺴﻢ ﻟﻲ أﻧﻪ‬ ‫وآ ﺎن رﺟ ً‬
‫واﻟﺴﻌﺎدة ﺑﻤﻘﺪﻣﻪ ‪..‬‬ ‫ﻳﺤﺒﻨﻲ وﻳﻔﺮح ﺑﺮؤﻳﺘﻲ ‪..‬‬
‫وإذا دﻋ ﺎﻩ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ .. ρ‬ﻧ ﺎداﻩ ﺑﺄﺣ ﺐ اﻷﺳ ﻤﺎء‬ ‫ﻓﺎﻋﺘﺬرت ﻣﻨﻪ وﺑﻴﻨﺖ ﻟﻪ ﺳﺒﺐ اﻧﺸﻐﺎﻟﻲ ‪..‬‬
‫إﻟﻴﻪ ‪..‬‬ ‫ﻼ إﻟﻰ أن هﺬﻩ اﻟﻤﻬﺎرات ﻣﻊ ﺗﻌﻮدﻧﺎ‬ ‫ﺛ ﻢ اﻧﺘ ﺒﻬﺖ ﻓﻌ ً‬
‫ﺷ ﻌﺮ ﻋﻤ ﺮو ﺑﻬ ﺬا اﻟ ﺘﻌﺎﻣﻞ اﻟﺮاﻗ ﻲ ‪ ..‬ودوام‬ ‫ﻋﻠ ﻴﻬﺎ ﺗﺼ ﺒﺢ ﻣ ﻦ ﻃﺒﻌ ﻨﺎ ‪ ..‬ﻳﻼﺣﻈﻬ ﺎ اﻟ ﻨﺎس إذا‬
‫اﻻه ﺘﻤﺎم واﻟﺘﺒﺴ ﻢ أﻧ ﻪ أﺣ ﺐ اﻟ ﻨﺎس‬ ‫ﻏﻔﻠﻨﺎ ﻋﻨﻬﺎ ‪..‬‬
‫إﻟﻰ رﺳﻮل اﷲ ‪.. ρ‬‬ ‫إﺿﺎءة ‪..‬‬
‫ﻓ ﺄراد أن ﻳﻘﻄ ﻊ اﻟﺸ ﻚ ﺑﺎﻟﻴﻘﻴﻦ ‪ ..‬ﻓﺄﻗﺒﻞ ﻳﻮﻣ ًﺎ‬ ‫ﻻ ﺗﻜﺴﺐ اﻟﻤﺎل وﺗﻔﻘﺪ اﻟﻨﺎس ‪ ..‬ﻓﺈن آﺴﺐ‬
‫اﻟﻨﺎس ﻃﺮﻳﻖ ﻟﻜﺴﺐ اﻟﻤﺎل ‪..‬‬
‫إﻟﻰ اﻟﻨﺒﻲ ‪ ρ‬وﺟﻠﺲ إﻟﻴﻪ ‪ ..‬ﺛﻢ ﻗﺎل ‪:‬‬
‫ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪ ..‬أي اﻟﻨﺎس أﺣﺐ إﻟﻴﻚ ؟‬
‫ﻓﻘﺎل ‪ : ρ‬ﻋﺎﺋﺸﺔ ‪..‬‬ ‫‪ 7.‬أي اﻟﻨﺎس أﺣﺐ إﻟﻴﻚ ؟‬
‫ﻗ ﺎل ﻋﻤ ﺮو ‪ :‬ﻻ ‪ ..‬ﻣﻦ اﻟﺮﺟﺎل ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ‬ ‫ﺗﻜ ﻮن أﻗ ﻮى اﻟ ﻨﺎس ﻗ ﺪرة ﻋﻠ ﻰ اﺳ ﺘﻌﻤﺎل ﻣﻬﺎرات‬
‫؟ ﻟﺴﺖ أﺳﺄﻟﻚ ﻋﻦ أهﻠﻚ ‪..‬‬ ‫اﻟ ﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣ ﻊ اﻵﺧ ﺮﻳﻦ ﻋ ﻨﺪﻣﺎ ﺗ ﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣ ﻊ آ ﻞ أﺣ ﺪ‬
‫ﻼ راﺋﻌ ًﺎ ﻳﺠﻌﻠﻪ ﻳﺸﻌﺮ أﻧﻪ أﺣﺐ اﻟﻨﺎس إﻟﻴﻚ ‪..‬‬ ‫ﺗﻌﺎﻣ ً‬
‫ﻓﻘﺎل ‪ : ρ‬أﺑﻮهﺎ ‪..‬‬
‫ﻼ راﺋﻌ ًﺎ ﻣﺸ ﺒﻌ ًﺎ ﺑﺎﻟ ﺘﻔﺎﻋﻞ‬
‫ﻓﺘ ﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣ ﻊ أﻣ ﻚ ﺗﻌ ﺎﻣ ً‬
‫ﻗﺎل ﻋﻤﺮو ‪ :‬ﺛﻢ ﻣﻦ ؟‬
‫واﻷﻧ ﺲ واﻻﺣ ﺘﻔﺎء إﻟ ﻰ درﺟ ﺔ أﻧﻬ ﺎ ﺗﺸﻌﺮ أن هﺬا‬
‫ﻗﺎل ‪ :‬ﺛﻢ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ اﻟﺨﻄﺎب ‪..‬‬
‫اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ اﻟﺮاﻗﻲ ﻟﻢ ﻳﻠﻘﻪ أﺣﺪ ﻣﻨﻚ ﻗﺒﻠﻬﺎ ‪..‬‬
‫ﻗﺎل ‪ :‬ﺛﻢ أي ‪ ..‬ﻓﺠﻌﻞ اﻟﻨﺒﻲ ‪ ρ‬ﻳﻌﺪد رﺟﺎ ًﻻ ‪..‬‬
‫وﻗ ﻞ ﻣ ﺜﻞ ذﻟﻚ ﻋﻨﺪ ﺗﻌﺎﻣﻠﻚ ﻣﻊ أﺑﻴﻚ ‪ ..‬ﻣﻊ زوﺟﺘﻚ‬
‫ﻳﻘﻮل ‪ :‬ﻓﻼن ‪ ..‬ﺛﻢ ﻓﻼن ‪..‬‬
‫‪ ..‬أوﻻدك ‪ ..‬زﻣﻼﺋﻚ ‪..‬‬
‫ﺑﺤﺴ ﺐ ﺳ ﺒﻘﻬﻢ إﻟ ﻰ اﻹﺳ ﻼم ‪ ..‬وﺗﻀ ﺤﻴﺘﻬﻢ‬
‫ﺑﻞ ﻗﻞ ﻣﺜﻠﻪ ﻋﻨﺪ ﺗﻌﺎﻣﻠﻚ ﻣﻊ ﻣﻦ ﺗﻠﻘﺎهﻢ ﻣﺮة واﺣﺪة‬
‫ﻣﻦ أﺟﻠﻪ ‪..‬‬
‫‪ ..‬آﺒﺎﺋﻊ ﻓﻲ دآﺎن ‪ ..‬أو ﻋﺎﻣﻞ ﻓﻲ ﻣﺤﻄﺔ وﻗﻮد ‪..‬‬
‫ﺖ ﻣﺨﺎﻓ ﺔ أن ﻳﺠﻌﻠﻨ ﻲ ﻓﻲ‬ ‫ﻗ ﺎل ﻋﻤ ﺮو ‪ :‬ﻓﺴ ﻜ ّ‬
‫آ ﻞ ه ﺆﻻء ﺗﺴ ﺘﻄﻴﻊ أن ﺗﺠﻌﻠﻬﻢ ﻳﺠﻤﻌﻮن ﻋﻠﻰ أﻧﻚ‬
‫ﺁﺧﺮهﻢ ‪..‬‬
‫أﺣ ﺐ اﻟ ﻨﺎس إﻟ ﻴﻬﻢ إذا أﺷﻌﺮﺗﻬﻢ أﻧﻬﻢ أﺣﺐ اﻟﻨﺎس‬
‫ﻓﺎﻧﻈ ﺮ آﻴﻒ اﺳﺘﻄﺎع ‪ ρ‬أن ﻳﻤﻠﻚ ﻗﻠﺐ ﻋﻤﺮو‬ ‫إﻟﻴﻚ ‪..‬‬
‫ﺑﻤﻬﺎرات أﺧﻼﻗﻴﺔ ﻣﺎرﺳﻬﺎ ﻣﻌﻪ ‪..‬‬
‫‪9‬‬
‫‪Books-sea.com‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬ ‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﻓﺨﺮﺟﺖ ﺣﺘﻰ ﻗﺪﻣﺖ اﻟﺮوم ﻋﻠﻰ ﻗﻴﺼﺮ ‪..‬‬ ‫ﺑ ﻞ آ ﺎن ﻋﻠ ﻴﻪ اﻟﺼ ﻼة واﻟﺴ ﻼم ﻳﻨ ﺰل اﻟ ﻨﺎس‬
‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻓﻜﺮهﺖ ﻣﻜﺎﻧﻲ ذﻟﻚ ‪..‬‬ ‫ﻣﻨﺎزﻟﻬﻢ ‪..‬‬
‫ﻓﻘﻠﺖ ‪ :‬واﷲ ﻟﻮ أﺗﻴﺖ هﺬا اﻟﺮﺟﻞ ‪ ..‬ﻓﺈن آﺎن‬ ‫وﻗ ﺪ ﻳﺘ ﺮك أﺷ ﻐﺎﻟﻪ ﻷﺟﻠﻬ ﻢ ‪ ..‬ﻹﺷ ﻌﺎرهﻢ ﺑﻤﺤﺒ ﺘﻪ‬
‫آﺎذﺑ ًﺎ ﻟ ﻢ ﻳﻀ ﺮﻧﻲ ‪ ..‬وإن آ ﺎن ﺻﺎدﻗ ًﺎ ﻋﻠﻤﺖ‬ ‫ﻟﻬﻢ وﻗﺪرهﻢ ﻋﻨﺪﻩ ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫ﻟﻤﺎ ﺗﻮﺳﻊ ‪ ρ‬ﺑﺎﻟﻔﺘﻮﺣﺎت وﺑﺪأ ﻳﻨﺘﺸﺮ اﻹﺳﻼم ‪..‬‬
‫ﻓﻘ ﺪﻣﺖ ﻓﺄﺗﻴ ﺘﻪ ‪ ..‬ﻓﻠﻤ ﺎ دﺧﻠ ﺖ اﻟﻤﺪﻳ ﻨﺔ ﺟﻌ ﻞ‬ ‫ﺟﻌﻞ ‪ ρ‬ﻳﺮﺳﻞ اﻟﺪﻋﺎة ﻣﻦ ﻋﻨﺪﻩ ﻟﺪﻋﻮة اﻟﻘﺒﺎﺋﻞ إﻟﻰ‬
‫اﻟ ﻨﺎس ﻳﻘﻮﻟ ﻮن ‪ :‬ه ﺬا ﻋﺪي ﺑﻦ ﺣﺎﺗﻢ ‪ ..‬هﺬا‬ ‫اﻹﺳﻼم ‪ ..‬ورﺑﻤﺎ اﺣﺘﺎج اﻷﻣﺮ أن ﻳﺮﺳﻞ ﺟﻴﺸ ًﺎ ‪..‬‬
‫ﻋﺪي ﺑﻦ ﺣﺎﺗﻢ ‪..‬‬ ‫وآﺎن ﻋﺪي ﺑﻦ ﺣﺎﺗﻢ اﻟﻄﺎﺋﻲ ‪ ..‬ﻣﻠﻜ ًﺎ اﺑﻦ ﻣﻠﻚ ‪..‬‬
‫ﻓﻤﺸ ﻴﺖ ﺣﺘ ﻰ أﺗﻴﺖ ﻓﺪﺧﻠﺖ ﻋﻠﻰ رﺳﻮل اﷲ‬ ‫ﻓﻮﻗ ﻊ ﺑ ﻴﻦ ﻗﺒﻴﻠ ﺘﻪ " ﻃ ﻲ " وﺑﻴﻦ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺣﺮب‬
‫‪ ρ‬ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺠﺪ ﻓﻘﺎل ﻟﻲ ‪ :‬ﻋﺪي ﺑﻦ ﺣﺎﺗﻢ ؟‬ ‫‪ ..‬وآﺎن ﻋﺪي ﻗﺪ هﺮب ﻣﻦ اﻟﺤﺮب ﻓﻠﻢ ﻳﺸﻬﺪهﺎ ‪..‬‬
‫ﻗﻠﺖ ‪ :‬ﻋﺪي ﺑﻦ ﺣﺎﺗﻢ ‪..‬‬ ‫واﺣﺘﻤﻰ ﺑﺎﻟﺮوم ﻓﻲ اﻟﺸﺎم ‪..‬‬
‫ﻓ ﺮح اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ ρ‬ﺑﻤﻘﺪﻣ ﻪ ‪ ..‬واﺣﺘﻔ ﻰ ﺑﻪ ‪ ..‬ﻣﻊ‬ ‫وﺻﻞ ﺟﻴﺶ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ إﻟﻰ دﻳﺎر ﻃﻲء ‪..‬‬
‫أن ﻋﺪﻳ ًﺎ ﻣﺤﺎرب ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻦ وﻓﺎ ٌر ﻣﻦ اﻟﺤﺮب‬ ‫آﺎﻧﺖ هﺰﻳﻤﺔ ﻃﻲء ﺳﻬﻠﺔ ‪ ..‬ﻓﻼ ﻣﻠﻚ ﻳﻘﻮد ‪ ..‬وﻻ‬
‫ﺊ إﻟﻰ اﻟﻨﺼﺎرى‬ ‫‪ ..‬وﻣﺒﻐﺾ ﻟﻺﺳﻼم ‪ ..‬وﻻﺟ ٌ‬ ‫ﺟﻴﺶ ﻣﺮﺗﺐ ‪..‬‬
‫‪ ..‬وﻣ ﻊ ذﻟ ﻚ ﻟﻘ ﻴﻪ ‪ ρ‬ﺑﺎﻟﺒﺸﺎﺷ ﺔ واﻟﺒﺸ ﺮ ‪..‬‬ ‫وآﺎن اﻟﻤﺴﻠﻤﻮن ﻓﻲ ﺣﺮوﺑﻬﻢ ‪ ..‬ﻳﺤﺴﻨﻮن إﻟﻰ‬
‫وأﺧﺬ ﺑﻴﺪﻩ ﻳﺴﻮﻗﻪ ﻣﻌﻪ إﻟﻰ ﺑﻴﺘﻪ ‪..‬‬ ‫اﻟﻨﺎس ‪ ..‬وﻳﻌﻄﻔﻮن وهﻢ ﻓﻲ ﻗﺘﺎل ‪..‬‬
‫ﻋ ﺪي وه ﻮ ﻳﻤﺸ ﻲ ﺑﺠﺎﻧ ﺐ اﻟﻨﺒﻲ ‪ ρ‬ﻳﺮى أن‬ ‫آﺎن اﻟﻤﻘﺼﻮد ﺻﺪ آﻴﺪ ﻗﻮم ﻋﺪي ﻋﻦ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ‬
‫اﻟﺮأﺳﻴﻦ ﻣﺘﺴﺎوﻳﺎن ‪!!..‬‬ ‫‪ ..‬وإﻇﻬﺎر ﻗﻮة اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻟﻬﻢ ‪..‬‬
‫ﻓﻤﺤﻤ ﺪ ) ‪ ( ρ‬ﻣﻠ ﻚ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ وﻣﺎ ﺣﻮﻟﻬﺎ‬ ‫أﺳﺮ اﻟﻤﺴﻠﻤﻮن ﺑﻌﺾ ﻗﻮم ﻋﺪي ‪ ..‬وآﺎن ﻣﻦ‬
‫‪ ..‬وﻋﺪي ﻣﻠﻚ ﻋﻠﻰ ﺟﺒﺎل ﻃﻲ وﻣﺎ ﺣﻮﻟﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ﺑﻴﻨﻬﻢ أﺧﺖ ﻟﻌﺪي ﺑﻦ ﺣﺎﺗﻢ ‪..‬‬
‫وﻣﺤﻤ ﺪ ) ‪ ( ρ‬ﻋﻠ ﻰ دﻳ ﻦ ﺳﻤﺎوي " اﻹﺳﻼم‬ ‫ﻣﻀﻮا ﺑﺎﻷﺳﺮى إﻟﻰ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ‪ ..‬ﺣﻴﺚ رﺳﻮل اﷲ ‪ε‬‬
‫" ‪ ..‬وﻋﺪي ﻋﻠﻰ دﻳﻦ ﺳﻤﺎوي " اﻟﻨﺼﺮاﻧﻴﺔ‬ ‫‪ ..‬وأﺧﺒﺮوا اﻟﻨﺒﻲ ‪ ε‬ﺑﻔﺮار ﻋﺪي إﻟﻰ اﻟﺸﺎم ‪..‬‬
‫" ‪..‬‬ ‫ﻓﻌﺠﺐ ‪ ε‬ﻣﻦ ﻓﺮارﻩ !! آﻴﻒ ﻳﻔﺮ ﻣﻦ اﻟﺪﻳﻦ ؟ آﻴﻒ‬
‫وﻣﺤﻤﺪ ) ‪ ( ρ‬ﻋﻨﺪﻩ آﺘﺎب ﻣﻨﺰل " اﻟﻘﺮﺁن "‬ ‫ﻳﺘﺮك ﻗﻮﻣﻪ ؟‬
‫‪ ..‬وﻋﺪي ﻋﻨﺪﻩ آﺘﺎب ﻣﻨﺰل " اﻹﻧﺠﻴﻞ " ‪..‬‬ ‫وﻟﻜﻦ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ إﻟﻰ اﻟﻮﺻﻮل إﻟﻰ ﻋﺪي ﺳﺒﻴﻞ ‪..‬‬
‫آ ﺎن ﻋ ﺪي ﻳﺸ ﻌﺮ أﻧ ﻪ ﻻ ﻓ ﺮق ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ إﻻ ﻓﻲ‬ ‫ﻟ ﻢ ﻳﻄ ﺐ اﻟﻤﻘ ﺎم ﻟﻌ ﺪي ﻓ ﻲ دﻳ ﺎر اﻟ ﺮوم ‪ ..‬ﻓﺎﺿﻄﺮ‬
‫اﻟﻘﻮة واﻟﺠﻴﺶ ‪..‬‬ ‫ﻟﻠ ﺮﺟﻮع ﻟ ﺪﻳﺎر اﻟﻌ ﺮب ‪ ..‬ﺛ ﻢ ﻟ ﻢ ﻳﺠ ﺪ ﺑ ﺪًا ﻣ ﻦ أن‬
‫ﻓﻲ أﺛﻨﺎء اﻟﻄﺮﻳﻖ وﻗﻌﺖ ﺛﻼﺛﺔ ﻣﻮاﻗﻒ ‪:‬‬ ‫ﻳﺬهﺐ إﻟﻰ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻟﻠﻘﺎء اﻟﻨﺒﻲ ‪ ρ‬وﻣﺼﺎﻟﺤﺘﻪ ‪ ..‬أو‬
‫ﺑﻴ ﻨﻤﺎ هﻤ ﺎ ﻳﻤﺸ ﻴﺎن إذا ﺑﺎﻣ ﺮأة ﻗ ﺪ وﻗﻔﺖ ﻓﻲ‬ ‫اﻟﺘﻔﺎهﻢ ﻋﻠﻰ ﺷﻲء ﻳﺮﺿﻴﻬﻤﺎ ‪.. (2) ..‬‬
‫وﺳﻂ اﻟﻄﺮﻳﻖ ﻓﺠﻌﻠﺖ ﺗﺼﻴﺢ ‪ :‬ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ‬ ‫ﻳﻘﻮل ﻋﺪي وهﻮ ﻳﺤﻜﻲ ﻗﺼﺔ ذهﺎﺑﻪ إﻟﻰ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ‪:‬‬
‫‪ ..‬ﻟﻲ إﻟﻴﻚ ﺣﺎﺟﺔ ‪..‬‬ ‫ﻣﺎ رﺟﻞ ﻣﻦ اﻟﻌﺮب آﺎن أﺷﺪ آﺮاهﺔ ﻟﺮﺳﻮل اﷲ ‪ρ‬‬
‫ﻓﺎﻧﺘ ﺰع اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ ρ‬ﻳ ﺪﻩ ﻣ ﻦ ﻳ ﺪ ﻋ ﺪي وﻣﻀ ﻰ‬ ‫ﻣﻨﻲ ‪..‬‬
‫إﻟﻴﻬﺎ ‪ ..‬وﺟﻌﻞ ﻳﺴﺘﻤﻊ إﻟﻰ ﺣﺎﺟﺘﻬﺎ ‪..‬‬ ‫وآﻨﺖ ﻋﻠﻰ دﻳﻦ اﻟﻨﺼﺮاﻧﻴﺔ ‪..‬‬
‫ﻋ ﺪي ﺑ ﻦ ﺣ ﺎﺗﻢ ‪ ..‬اﻟ ﺬي ﻗ ﺪ ﻋ ﺮف اﻟﻤﻠ ﻮك‬ ‫وآﻨﺖ ﻣﻠﻜ ًﺎ ﻓﻲ ﻗﻮﻣﻲ ﻟﻤﺎ آﺎن ﻳﺼﻨﻊ ﺑﻲ ‪.‬‬
‫واﻟ ﻮزراء ﺟﻌ ﻞ ﻳﻨﻈ ﺮ إﻟ ﻰ ه ﺬا اﻟﻤﺸ ﻬﺪ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎ ﺳ ﻤﻌﺖ ﺑﺮﺳ ﻮل اﷲ ‪ ρ‬آﺮهﺘﻪ آﺮاهﻴﺔ ﺷﺪﻳﺪة‬
‫وﻳﻘ ﺎرن ﺗﻌﺎﻣ ﻞ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ ρ‬ﻣ ﻊ اﻟ ﻨﺎس ﺑ ﺘﻌﺎﻣﻞ‬ ‫‪..‬‬
‫ﻣﻦ رﺁهﻢ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻣﻦ اﻟﺮؤﺳﺎء واﻟﺴﺎدة ‪..‬‬
‫ﻼ ﺛ ﻢ ﻗ ﺎل ‪ :‬واﷲ ﻣﺎ هﺬﻩ ﺑﺄﺧﻼق‬ ‫ﻓ ﺘﺄﻣﻞ ﻃ ﻮﻳ ً‬
‫وﻗﻴﻞ إن أﺧﺘﻪ هﻲ اﻟﺘﻲ ذهﺒﺖ إﻟﻴﻪ ﻓﻲ اﻟﺸﺎم وردﺗﻪ إﻟﻰ اﻟﻌﺮب ‪.‬‬ ‫)‪(2‬‬
‫‪10‬‬
‫‪Books-sea.com‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬ ‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﻓﻘﺎل ‪ : ρ‬أﻧﺎ أﻋﻠﻢ ﺑﺪﻳﻨﻚ ﻣﻨﻚ ‪..‬‬ ‫اﻟﻤﻠﻮك ‪ ..‬هﺬﻩ أﺧﻼق اﻷﻧﺒﻴﺎاااااء ‪..‬‬
‫ﻗﺎل ‪ :‬أﻧﺖ ﺗﻌﻠﻢ ﺑﺪﻳﻨﻲ ﻣﻨﻲ ؟‬ ‫واﻧ ﺘﻬﺖ اﻟﻤ ﺮأة ﻣ ﻦ ﺣﺎﺟ ﺘﻬﺎ ‪ ..‬ﻓﻌ ﺎد اﻟﻨﺒﻲ ‪ ρ‬إﻟﻰ‬
‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻧﻌﻢ ‪ ..‬أﻟﺴﺖ ﻣﻦ اﻟﺮآﻮﺳﻴﺔ ‪..‬‬ ‫ﻋ ﺪي ‪ ..‬وﻣﻀ ﻴﺎ ﻳﻤﺸ ﻴﺎن ‪ ..‬ﻓﺒﻴ ﻨﻤﺎ هﻤ ﺎ آ ﺬﻟﻚ ‪..‬‬
‫واﻟﺮآﻮﺳ ﻴﺔ دﻳﺎﻧ ﺔ ﻧﺼ ﺮاﻧﻴﺔ ﻣﺸ ﺮّﺑﺔ ﺑﺸ ﻲء‬ ‫ﻓﺈذا ﺑﺮﺟﻞ ﻳﻘﺒﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺒﻲ ‪.. ρ‬‬
‫ﻣﻦ اﻟﻤﺠﻮﺳﻴﺔ ‪ ..‬ﻓﻤﻦ ﻣﻬﺎرﺗﻪ ‪ ρ‬ﻓﻲ اﻹﻗﻨﺎع‬ ‫ﻓﻤ ﺎذا ﻗ ﺎل اﻟﺮﺟﻞ ؟ هﻞ ﻗﺎل ‪ :‬ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ ﻋﻨﺪي‬
‫أﻧ ﻪ ﻟ ﻢ ﻳﻘ ﻞ أﻟﺴ ﺖ ﻧﺼ ﺮاﻧﻴ ًﺎ ‪ ..‬وإﻧﻤﺎ ﺗﺠﺎوز‬ ‫أﻣ ﻮال زاﺋ ﺪة أﺑﺤ ﺚ ﻟﻬ ﺎ ﻋ ﻦ ﻓﻘﻴ ﺮ ؟! أم ﻗ ﺎل ‪:‬‬
‫هﺬﻩ اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺔ إﻟﻰ ﻣﻌﻠﻮﻣﺔ أدق ﻣﻨﻬﺎ ﻓﺄﺧﺒﺮﻩ‬ ‫ﺣﺼ ﺪت أرﺿ ﻲ وزاد ﻋ ﻨﺪي اﻟﺜﻤ ﺮ ‪ ..‬ﻓﻤ ﺎذا أﻓﻌ ﻞ‬
‫ﺑﻤﺬهﺒﻪ ﻓﻲ اﻟﻨﺼﺮاﻧﻴﺔ ﺗﺤﺪﻳﺪًا ‪..‬‬ ‫ﺑﻪ ؟‬
‫آﻤ ﺎ ﻟ ﻮ ﻟﻘ ﻴﻚ ﺷ ﺨﺺ ﻓ ﻲ أﺣ ﺪ ﺑ ﻼد أوروﺑ ﺎ‬ ‫ﻳ ﺎ ﻟﻴ ﺘﻪ ﻗ ﺎل ﺷ ﻴﺌ ًﺎ ﻣ ﻦ ذﻟﻚ ‪ ..‬ﻟﻌﻞ ﻋﺪﻳ ًﺎ إذا ﺳﻤﻌﻪ‬
‫وﻗ ﺎل ﻟ ﻚ ‪ :‬ﻟﻤ ﺎذا ﻻ ﺗﺘﻨﺼ ﺮ ؟ ﻓﻘﻠ ﺖ ‪ :‬إﻧ ﻲ‬ ‫ﻳﺸﻌﺮ ﺑﻐﻨﻰ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ وآﺜﺮة أﻣﻮاﻟﻬﻢ ‪..‬‬
‫ﻋﻠﻰ دﻳﻦ ‪..‬‬ ‫ﻗ ﺎل اﻟ ﺮﺟﻞ ‪ :‬ﻳ ﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ..‬أﺷ ﻜﻮ إﻟ ﻴﻚ اﻟﻔﺎﻗ ﺔ‬
‫ﻓﻠ ﻢ ﻳﻘ ﻞ ﻟ ﻚ ‪ :‬أﻟﺴ ﺖ ﻣﺴ ﻠﻤ ًﺎ ‪ ..‬وﻟ ﻢ ﻳﻘ ﻞ ‪:‬‬ ‫واﻟﻔﻘﺮ ‪..‬‬
‫أﻟﺴ ﺖ ﺳ ُﻨ ّﻴ ًﺎ ‪ ..‬وإﻧﻤﺎ ﻗﺎل ‪ :‬أﻟﺴﺖ ﺷﺎﻓﻌﻴ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﻣ ﺎ ﻳﻜ ﺎد ه ﺬا اﻟ ﺮﺟﻞ ﻳﺠ ﺪ ﻃﻌﺎﻣ ًﺎ ﻳﺴ ﺪ ﺑ ﻪ ﺟ ﻮﻋﺔ‬
‫أو ﺣﻨﺒﻠﻴ ًﺎ ‪..‬‬ ‫أوﻻدﻩ ‪ ..‬وﻣ ﻦ ﺣﻮﻟﻪ ﻣﻦ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻳﻌﻴﺸﻮن ﻋﻠﻰ‬
‫ﻋ ﻨﺪهﺎ ﺳ ﺘﺪرك أﻧ ﻪ ﻳﻌ ﺮف آ ﻞ ﺷ ﻲء ﻋ ﻦ‬ ‫اﻟﻜﻔﺎف ﻟﻴﺲ ﻋﻨﺪهﻢ ﻣﺎ ﻳﺴﺎﻋﺪوﻧﻪ ﺑﻪ ‪..‬‬
‫دﻳﻨﻚ ‪..‬‬ ‫ﻗ ﺎل اﻟ ﺮﺟﻞ ه ﺬﻩ اﻟﻜﻠﻤ ﺎت وﻋ ﺪي ﻳﺴﻤﻊ ‪ ..‬ﻓﺄﺟﺎﺑﻪ‬
‫ﻓﻬ ﺬا اﻟﺬي ﻓﻌﻠﻪ اﻟﻤﻌﻠﻢ اﻷول ‪ ρ‬ﻣﻊ ﻋﺪي ‪..‬‬ ‫اﻟﻨﺒﻲ ‪ ρ‬ﺑﻜﻠﻤﺎت وﻣﻀﻰ ‪..‬‬
‫ﻗﺎل ‪ :‬أﻟﺴﺖ ﻣﻦ اﻟﺮآﻮﺳﻴﺔ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎ ﻣﺸ ﻴﺎ ﺧﻄ ﻮات ‪ ..‬أﻗ ﺒﻞ رﺟﻞ ﺁﺧﺮ ‪ ..‬ﻗﺎل ‪ :‬ﻳﺎ‬
‫ﻓﻘﺎل ﻋﺪي ‪ :‬ﺑﻠﻰ ‪..‬‬ ‫رﺳﻮل اﷲ أﺷﻜﻮ إﻟﻴﻚ ﻗﻄﻊ اﻟﻄﺮﻳﻖ !!‬
‫ﻓﻘ ﺎل ‪ : ρ‬ﻓﺈﻧ ﻚ إذا ﻏ ﺰوت ﻣ ﻊ ﻗ ﻮﻣﻚ ﺗﺄآ ﻞ‬ ‫ﻳﻌﻨ ﻲ أﻧ ﻨﺎ ﻳ ﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ﻟﻜﺜ ﺮة أﻋﺪاﺋ ﻨﺎ ﺣﻮﻟ ﻨﺎ ﻻ‬
‫)‪(3‬‬
‫ﻓﻴﻬﻢ اﻟﻤﺮﺑﺎع ؟‬ ‫ﻧ ﺄﻣﻦ أن ﻧﺨ ﺮج ﻋ ﻦ ﺑﻨ ﻴﺎن اﻟﻤﺪﻳ ﻨﺔ ﻟﻜﺜ ﺮة ﻣ ﻦ‬
‫ﻗﺎل ‪ :‬ﺑﻠﻰ ‪..‬‬ ‫ﻳﻌﺘﺮﺿﻨﺎ ﻣﻦ آﻔﺎر أو ﻟﺼﻮص ‪..‬‬
‫ﻓﻘﺎل ‪ : ρ‬ﻓﺈن هﺬا ﻻ ﻳﺤﻞ ﻟﻚ ﻓﻲ دﻳﻨﻚ ‪..‬‬ ‫أﺟﺎﺑﻪ اﻟﻨﺒﻲ ‪ ρ‬ﺑﻜﻠﻤﺎت وﻣﻀﻰ ‪..‬‬
‫ﻓﺘﻀﻌﻀﻊ ﻟﻬﺎ ﻋﺪي ‪ ..‬وﻗﺎل ‪ :‬ﻧﻌﻢ ‪..‬‬ ‫ﺟﻌ ﻞ ﻋ ﺪي ﻳﻘﻠ ﺐ اﻷﻣ ﺮ ﻓ ﻲ ﻧﻔﺴ ﻪ ‪ ..‬ه ﻮ ﻓ ﻲ ﻋﺰ‬
‫ﻓﻘ ﺎل ‪ : ρ‬أﻣ ﺎ إﻧ ﻲ أﻋﻠ ﻢ اﻟ ﺬي ﻳﻤ ﻨﻌﻚ ﻣ ﻦ‬ ‫وﺷ ﺮف ﻓ ﻲ ﻗ ﻮﻣﻪ ‪ ..‬وﻟ ﻴﺲ ﻟ ﻪ أﻋ ﺪاء ﻳﺘﺮﺑﺼﻮن‬
‫اﻹﺳﻼم ‪..‬‬ ‫ﺑﻪ ‪..‬‬
‫أﻧﻚ ﺗﻘﻮل ‪ :‬إﻧﻤﺎ اﺗﺒﻌﻪ ﺿﻌﻔﺔ اﻟﻨﺎس وﻣﻦ ﻻ‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎذا ﻳ ﺪﺧﻞ ه ﺬا اﻟ ﺪﻳﻦ اﻟ ﺬي أهﻠ ﻪ ﻓ ﻲ ﺿ ﻌﻒ‬
‫ﻗﻮة ﻟﻬﻢ ‪..‬‬ ‫وﻣﺴﻜﻨﺔ ‪ ..‬وﻓﻘﺮ وﺣﺎﺟﺔ ‪..‬‬
‫وﻗﺪ رﻣﺘﻬﻢ اﻟﻌﺮب ‪..‬‬ ‫وﺻ ﻼ إﻟ ﻰ ﺑ ﻴﺖ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ .. ρ‬ﻓ ﺪﺧﻼ ‪ ..‬ﻓﺈذا وﺳﺎدة‬
‫)‪(4‬‬
‫ﻳﺎ ﻋﺪي ‪ ..‬أﺗﻌﺮف اﻟﺤﻴﺮة ؟‬ ‫واﺣ ﺪة ﻓ ﺪﻓﻌﻬﺎ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ ρ‬إﻟ ﻰ ﻋ ﺪي إآ ﺮاﻣ ًﺎ ﻟ ﻪ ‪..‬‬
‫ﻗﻠﺖ ‪ :‬ﻟﻢ أرهﺎ وﻗﺪ ﺳﻤﻌﺖ ﺑﻬﺎ ‪..‬‬ ‫وﻗ ﺎل ‪ :‬ﺧ ﺬ ه ﺬﻩ ﻓ ﺎﺟﻠﺲ ﻋﻠ ﻴﻬﺎ ‪ ..‬ﻓ ﺪﻓﻌﻬﺎ ﻋ ﺪي‬
‫ﻗ ﺎل ‪ :‬ﻓ ﻮاﻟﺬي ﻧﻔﺴ ﻲ ﺑ ﻴﺪﻩ ﻟﻴ ﺘﻤﻦ اﷲ ه ﺬا‬ ‫إﻟ ﻴﻪ ﻗ ﺎل ‪ :‬ﺑ ﻞ اﺟﻠ ﺲ ﻋﻠ ﻴﻬﺎ أﻧ ﺖ ‪ ..‬ﻓﻘﺎل ‪ : ρ‬ﺑﻞ‬
‫اﻷﻣ ﺮ ﺣﺘ ﻰ ﺗﺨ ﺮج اﻟﻈﻌﻴ ﻨﺔ ﻣﻦ اﻟﺤﻴﺮة ﺣﺘﻰ‬ ‫أﻧﺖ ‪ ..‬ﺣﺘﻰ اﺳﺘﻘﺮت ﻋﻨﺪ ﻋﺪي ﻓﺠﻠﺲ ﻋﻠﻴﻬﺎ ‪..‬‬
‫ﻋ ﻨﺪهﺎ ‪ ..‬ﺑ ﺪأ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ ρ‬ﻳﺤﻄ ﻢ اﻟﺤﻮاﺟ ﺰ ﺑ ﻴﻦ ﻋﺪي‬
‫واﻹﺳﻼم ‪..‬‬
‫) ‪ ( 3‬اﻟﻤﺮﺑﺎع ‪ :‬إذا ﻏﺰت اﻟﻘﺒﻴﻠﺔ ﻗﺴﻢ رﺋﻴﺴﻬﺎ‬
‫ﻳﺎ ﻋﺪي أﺳﻠﻢ ‪ ..‬ﺗﺴﻠﻢ ‪ ..‬أﺳﻠﻢ ﺗﺴﻠﻢ ‪ ..‬أﺳﻠﻢ ﺗﺴﻠﻢ‬
‫اﻟﻐﻨﻴﻤﺔ أرﺑﻌﺔ أﻗﺴﺎم ﻓﺄﺧﺬ اﻟﺮﺑﻊ ﻟﻪ وﺣﺪﻩ ‪ ،‬وهﺬا‬
‫‪..‬‬
‫ﺣﺮام ﻓﻲ دﻳﻦ اﻟﻨﺼﺮاﻧﻴﺔ ‪ ،‬ﺟﺎﺋﺰ ﻋﻨﺪ اﻟﻌﺮب ‪.‬‬
‫ﻗﺎل ﻋﺪي ‪ :‬إﻧﻲ ﻋﻠﻰ دﻳﻦ ‪..‬‬
‫) ‪ ( 4‬اﻟﺤﻴﺮة ‪ :‬ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺑﺎﻟﻌﺮاق‬
‫‪11‬‬
‫‪Books-sea.com‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬ ‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫)‪(5‬‬
‫‪ ρ‬ﻗﺪ ﻗﺎﻟﻬﺎ " ‪..‬‬ ‫ﺗﻄﻮف ﺑﺎﻟﺒﻴﺖ ﻓﻲ ﻏﻴﺮ ﺟﻮار أﺣﺪ ‪..‬‬
‫ﻓ ﺘﺄﻣﻞ آ ﻴﻒ آ ﺎن هﺬا اﻷﻧﺲ ﻣﻨﻪ ‪ ε‬ﻟﻌﺪي ‪..‬‬ ‫أي ﺳﻴﻘﻮى اﻹﺳﻼم إﻟﻰ درﺟﺔ أن اﻟﻤﺮأة اﻟﻤﺴﻠﻤﺔ‬
‫وه ﺬا اﻻﺣ ﺘﻔﺎء اﻟ ﺬي ﻗﺎﺑﻠ ﻪ ﺑ ﻪ ‪ ..‬ﺣﺘﻰ ﺷﻌﺮ‬ ‫اﻟﺤﺎﺟ ﺔ ﺗﺨ ﺮج ﻣ ﻦ اﻟﺤﻴ ﺮة ﺣﺘ ﻰ ﺗﺼ ﻞ إﻟ ﻰ ﻣﻜ ﺔ‬
‫ﺑ ﻪ ﻋ ﺪي ‪ ..‬ﺗﺄﻣ ﻞ آ ﻴﻒ آ ﺎن آ ﻞ ذﻟ ﻚ ﺟﺎذﺑ ًﺎ‬ ‫ﻟ ﻴﺲ ﻣﻌﻬ ﺎ إﻻ ﻣﺤ ﺮم ‪ ..‬ﻣ ﻦ ﻏﻴ ﺮ أﺣ ﺪ ﻳﺤﻤ ﻴﻬﺎ ‪..‬‬
‫ﻟﻌﺪي ﻟﻠﺪﺧﻮل ﻓﻲ اﻹﺳﻼم ‪..‬‬ ‫وﺗﻤ ﺮ ﻋﻠ ﻰ ﻣﺌﺎت اﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﻓﻼ ﻳﺠﺮؤ أﺣﺪ أن ﻳﻌﺘﺪي‬
‫ﻓﻠ ﻮ ﻣﺎرﺳ ﻨﺎ ه ﺬا اﻟﺤ ﺐ ﻣ ﻊ اﻟ ﻨﺎس ‪ ..‬ﻣﻬﻤ ﺎ‬ ‫ﻋﻠﻴﻬﺎ أو ﻳﺴﻠﺒﻬﺎ ﻣﺎﻟﻬﺎ ‪ ..‬ﻷن اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺻﺎر ﻟﻬﻢ‬
‫آﺎﻧﻮا ‪ ..‬ﻟﻤﻠﻜﻨﺎ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﻗ ﻮة وهﻴ ﺒﺔ ‪ ..‬إﻟ ﻰ درﺟ ﺔ أن أﺣ ﺪًا ﻻ ﻳﺠ ﺮؤ ﻋﻠ ﻰ‬
‫اﻟﺘﻌﺮض ﻟﻤﺴﻠﻢ ﺧﻮﻓ ًﺎ ﻣﻦ اﻧﺘﺼﺎر اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻟﻪ ‪..‬‬
‫ﻓﻜﺮة ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎ ﺳ ﻤﻊ ﻋ ﺪي ذﻟ ﻚ ‪ ..‬ﺟﻌ ﻞ ﻳﺘﺼﻮر اﻟﻤﻨﻈﺮ ﻓﻲ‬
‫ﺑﺎﻟﺮﻓﻖ واﺳﺘﻌﻤﺎل ﻣﻬﺎرات اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ واﻹﻗﻨﺎع‬ ‫ذه ﻨﻪ ‪ ..‬اﻣ ﺮأة ﺗﺨ ﺮج ﻣ ﻦ اﻟﻌ ﺮاق ﺣﺘﻰ ﺗﺼﻞ إﻟﻰ‬
‫‪ ..‬ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﻧﺤﻘﻖ ﻣﺎ ﻧﺮﻳﺪ ‪..‬‬ ‫ﻣﻜ ﺔ ‪ ..‬ﻣﻌﻨ ﻰ ذﻟ ﻚ أﻧﻬ ﺎ ﺳ ﺘﻤﺮ ﺑﺸﻤﺎل اﻟﺠﺰﻳﺮة ‪..‬‬
‫ﻳﻌﻨﻲ ﺳﺘﻤﺮ ﺑﺠﺒﺎل ﻃﻲ ‪ ..‬دﻳﺎر ﻗﻮﻣﻪ ‪..‬‬
‫ﻓ ﺘﻌﺠﺐ ﻋ ﺪي وﻗ ﺎل ﻓ ﻲ ﻧﻔﺴ ﻪ ‪ :‬ﻓ ﺄﻳﻦ ﻋﻨﻬﺎ ُذﻋّﺎر‬
‫‪ 8.‬اﺳﺘﻤﺘﻊ ﺑﺎﻟﻤﻬﺎرات ‪..‬‬
‫ﻃﻲ اﻟﺬﻳﻦ ﺳﻌﺮوا اﻟﺒﻼد !!‬
‫اﻟﻤﻬ ﺎرات ﻣ ﺘﻌﺔ ﺣﺴﻴﺔ ‪ ،‬ﻻ أﻋﻨﻲ ﺑﻬﺎ اﻷﺟﺮ‬
‫ﺛﻢ ﻗﺎل ‪ : ρ‬وﻟﻴﻔﺘﺤﻦ آﻨﻮز آﺴﺮى ﺑﻦ هﺮﻣﺰ ‪..‬‬
‫اﻷﺧ ﺮوي ﻓﻘ ﻂ ‪ ،‬ﻻ وإﻧﻤ ﺎ ه ﻲ ﻣ ﺘﻌﺔ وﻓ ﺮح‬
‫ﻗﺎل ‪ :‬آﻨﻮز اﺑﻦ هﺮﻣﺰ ؟‬
‫ﺗﺸﻌﺮ ﺑﻪ ﺣﻘﻴﻘﺔ ‪..‬‬
‫ﻗ ﺎل ‪ :‬ﻧﻌ ﻢ آﺴ ﺮى ﺑ ﻦ هﺮﻣ ﺰ ‪ ..‬وﻟﺘ ﻨﻔﻘﻦ أﻣ ﻮاﻟﻪ‬
‫ﻓﺎﺳ ﺘﻤﺘﻊ ﺑﻬﺎ ‪ ،‬وﻣﺎرﺳﻬﺎ ﻣﻊ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻨﺎس ‪،‬‬
‫ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ اﷲ ‪..‬‬
‫آﺒﻴ ﺮهﻢ وﺻ ﻐﻴﺮهﻢ ‪ ،‬ﻏﻨ ﻴﻬﻢ وﻓﻘﻴ ﺮهﻢ ‪،‬‬
‫ﻗ ﺮﻳﺒﻬﻢ وﺑﻌ ﻴﺪهﻢ ‪ ..‬آﻠﻬ ﻢ ‪ ..‬ﻣ ﺎرس ﻣﻌﻬ ﻢ‬ ‫ﻗﺎل ‪ : ρ‬وﻟﺌﻦ ﻃﺎﻟﺖ ﺑﻚ ﺣﻴﺎة ﻟﺘﺮﻳﻦ اﻟﺮﺟﻞ ﻳﺨﺮج‬
‫هﺬﻩ اﻟﻤﻬﺎرات ‪..‬‬ ‫ﺑﻤ ﻞء آﻔ ﻪ ﻣ ﻦ ذهﺐ أوﻓﻀﺔ ﻳﻄﻠﺐ ﻣﻦ ﻳﻘﺒﻠﻪ ﻣﻨﻪ‬
‫إﻣﺎ ﻻﺗﻘﺎء أذاهﻢ ‪..‬‬ ‫ﻓﻼ ﻳﺠﺪ أﺣﺪا ﻳﻘﺒﻠﻪ ﻣﻨﻪ ‪..‬‬
‫أو ﻟﻜﺴﺐ ﻣﺤﺒﺘﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﻳﻌﻨﻲ ﻣﻦ آﺜﺮة اﻟﻤﺎل ﻳﺨﺮج اﻟﻐﻨﻲ ﻳﻄﻮف ﺑﺼﺪﻗﺘﻪ‬
‫أو ﻹﺻﻼﺣﻬﻢ ‪ ..‬ﻧﻌﻢ إﺻﻼﺣﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﻻ ﻳﺠﺪ ﻓﻘﻴﺮًا ﻳﻌﻄﻴﻪ إﻳﺎهﺎ ‪..‬‬
‫آ ﺎن ﻋﻠ ﻲ ﺑ ﻦ اﻟﺠﻬﻢ ﺷﺎﻋﺮًا ﻓﺼﻴﺤ ًﺎ ‪ ..‬ﻟﻜﻨﻪ‬ ‫ﺛﻢ ﺑﺪأ ‪ ε‬ﻳﻌﻆ ﻋﺪﻳ ًﺎ وﻳﺬآﺮﻩ ﺑﺎﻵﺧﺮة ‪ ..‬ﻓﻘﺎل ‪:‬‬
‫آ ﺎن أﻋﺮاﺑﻴ ًﺎ ﺟﻠﻔ ًﺎ ﻻ ﻳﻌﺮف ﻣﻦ اﻟﺤﻴﺎة إﻻ ﻣﺎ‬ ‫ﷲ أﺣ ﺪُآﻢ ﻳ ﻮم ﻳﻠﻘ ﺎﻩ ﻟ ﻴﺲ ﺑﻴ ﻨﻪ وﺑﻴ ﻨﻪ‬ ‫وﻟﻴﻠﻘ ﻴﻦ ا َ‬
‫ﻳﺮاﻩ ﻓﻲ اﻟﺼﺤﺮاء ‪..‬‬ ‫ﺗ ﺮﺟﻤﺎن ‪ ،‬ﻓﻴﻨﻈ ﺮ ﻋ ﻦ ﻳﻤﻴ ﻨﻪ ﻓ ﻼ ﻳﺮى إﻻ ﺟﻬﻨﻢ ‪،‬‬
‫وآ ﺎن اﻟﻤ ﺘﻮآﻞ ﺧﻠ ﻴﻔﺔ ﻣﺘﻤﻜﻨ ًﺎ ‪ ..‬ﻳُﻐﺪى ﻋﻠﻴﻪ‬ ‫وﻳﻨﻈﺮ ﻋﻦ ﺷﻤﺎﻟﻪ ﻓﻼ ﻳﺮى إﻻ ﺟﻬﻨﻢ " ‪..‬‬
‫وﻳﺮاح ﺑﻤﺎ ﻳﺸﺘﻬﻲ ‪..‬‬ ‫ﺳﻜﺖ ﻋﺪي ﻣﺘﻔﻜﺮًا ‪..‬‬
‫دﺧ ﻞ ﻋﻠ ﻲ ﺑ ﻦ اﻟﺠﻬ ﻢ ﺑﻐ ﺪاد ﻳ ﻮﻣ ًﺎ ﻓﻘﻴﻞ ﻟﻪ ‪:‬‬ ‫ﻼ ‪ :‬ﻳﺎ ﻋﺪي ‪ ..‬ﻓﻤﺎ ﻳﻔﺮك أن ﺗﻘﻮل ﻻ‬ ‫ﻓﻔﺎﺟ ﺄﻩ ‪ ε‬ﻗﺎﺋ ً‬
‫إن ﻣ ﻦ ﻣ ﺪح اﻟﺨﻠ ﻴﻔﺔ ﺣﻈﻲ ﻋﻨﺪﻩ وﻟﻘﻲ ﻣﻨﻪ‬ ‫إﻟﻪ إﻻ اﷲ ؟‪ ..‬أو ﺗﻌﻠﻢ ﻣﻦ إﻟﻪ أﻋﻈﻢ ﻣﻦ اﷲ ؟!‬
‫اﻷﻋﻄﻴﺎت ‪..‬‬ ‫ﻗ ﺎل ﻋ ﺪي ‪ :‬ﻓﺈﻧ ﻲ ﺣﻨﻴﻒ ﻣﺴﻠﻢ ‪ ..‬أﺷﻬﺪ أن ﻻ إﻟﻪ‬
‫ﻓﺎﺳﺘﺒﺸﺮ ﻋﻠﻲ وﻳﻤﻢ ﺟﻬﺔ ﻗﺼﺮ اﻟﺨﻼﻓﺔ ‪..‬‬ ‫إﻻ اﷲ ‪ ..‬وأﺷﻬﺪ أن ﻣﺤﻤﺪًا ﻋﺒﺪﻩ ورﺳﻮﻟﻪ ‪..‬‬
‫دﺧ ﻞ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻤ ﺘﻮآﻞ ‪ ..‬ﻓ ﺮأى اﻟﺸ ﻌﺮاء‬ ‫ﻓﺘﻬﻠﻞ وﺟﻪ اﻟﻨﺒﻲ ‪ ρ‬ﻓﺮﺣ ًﺎ ﻣﺴﺘﺒﺸﺮًا ‪..‬‬
‫ﻳﻨﺸﺪون وﻳﺮﺑﺤﻮن ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ﻋﺪي ﺑﻦ ﺣﺎﺗﻢ ‪:‬‬
‫واﻟﻤ ﺘﻮآﻞ ه ﻮ اﻟﻤ ﺘﻮآﻞ ‪ ..‬ﺳ ﻄﻮة وهﻴ ﺒﺔ‬ ‫ﻓﻬﺬﻩ اﻟﻈﻌﻴﻨﺔ ﺗﺨﺮج ﻣﻦ اﻟﺤﻴﺮة ﺗﻄﻮف ﺑﺎﻟﺒﻴﺖ ﻓﻲ‬
‫وﺟﺒﺮوت ‪..‬‬ ‫ﻏﻴﺮ ﺟﻮار ‪..‬وﻟﻘﺪ آﻨﺖ ﻓﻴﻤﻦ ﻓﺘﺢ آﻨﻮز آﺴﺮى ‪..‬‬
‫واﻟ ﺬي ﻧﻔﺴ ﻲ ﺑ ﻴﺪﻩ ﻟ ﺘﻜﻮﻧﻦ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻷن رﺳﻮل اﷲ‬
‫) ‪ ( 5‬رواﻩ ﻣﺴﻠﻢ وأﺣﻤﺪ ‪..‬‬
‫‪12‬‬
‫‪Books-sea.com‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﻓ ﺈذا ﺧﻼ ﺑﺄهﻞ ﺑﻴﺘﻪ ‪ ..‬اﻧﻘﻠﺐ ﺣﻠﻤﻪ ﻏﻀﺒ ًﺎ ‪..‬‬
‫وﻟﻴﻨﻪ ﻏﻠﻈ ًﺎ ‪..‬‬
‫ﻻ ‪ ..‬ﻣ ﺎ آ ﺎن ﺑﺴ ﺎﻣ ًﺎ ﻣ ﻊ اﻟ ﻨﺎس ﻋﺒﻮﺳ ًﺎ ﻣ ﻊ‬
‫أهﻞ ﺑﻴﺘﻪ ‪..‬‬
‫وﻻ آﺮﻳﻤ ًﺎ ﻣﻊ اﻟﺨﻠﻖ إﻻ ﻣﻊ وﻟﺪﻩ وزوﺟﻪ ‪..‬‬
‫ﻻ ‪ ..‬ﺑ ﻞ آﺎﻧ ﺖ أﺧﻼﻗ ﻪ ﺳ ﺠﻴﺔ ‪ ..‬ﻳﺘﻌ ﺒﺪ ﷲ‬
‫ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﻬﺎ ‪ ..‬آﻤﺎ ﻳﺘﻌﺒﺪ ﺑﺼﻼة اﻟﻀﺤﻰ وﻗﻴﺎم‬
‫اﻟﻠﻴﻞ ‪..‬‬
‫ﻳﺤﺘﺴ ﺐ اﺑﺘﺴ ﺎﻣﺘﻪ ﻗ ﺮﺑﺔ ‪ ..‬ورﻓ َﻘ ﻪ ﻋﺒﺎدة ‪..‬‬
‫وﻋﻔﻮَﻩ وﻟﻴﻨَﻪ ﺣﺴﻨﺎت ‪..‬‬
‫إن ﻣ ﻦ اﻋﺘﺒ ﺮ ﺣﺴ ﻦ اﻟﺨﻠ ﻖ ﻋ ﺒﺎدة ‪ ..‬ﺗﺤﻠ ﻰ‬
‫ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ أﺣﻮاﻟﻪ ‪ ..‬ﻓﻲ ﺳﻠﻤﻪ وﺣﺮﺑﻪ ‪..‬‬
‫وﺟ ﻮﻋﻪ وﺷ ﺒﻌﻪ ‪ ..‬وﺻ ﺤﺘﻪ وﻣﺮﺿ ﻪ ‪ ..‬ﺑﻞ‬
‫وﻓﺮﺣﻪ وﺣﺰﻧﻪ ‪..‬‬
‫ﻧﻌ ﻢ ‪ ..‬آ ﻢ ﻣ ﻦ اﻟ ﺰوﺟﺎت ﺗﺴ ﻤﻊ ﻋ ﻦ أﺧ ﻼق‬
‫زوﺟﻬﺎ‪ ..‬وﺳﻌﺔ ﺻﺪرﻩ ‪ ..‬واﺑﺘﺴﺎﻣﺘﻪ وآﺮﻣﻪ‬
‫‪..‬‬
‫وﻟﻜﻨﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﺮ ﻣﻦ ذﻟﻚ ﺷﻴﺌ ًﺎ ‪..‬‬
‫ﻖ اﻟﺼﺪر ‪..‬‬ ‫ﺊ اﻟﺨﻠﻖ ‪ ..‬ﺿﻴ َ‬ ‫ﻓﻬﻮ ﻓﻲ ﺑﻴﺘﻪ ﺳﻴ َ‬
‫ﻼ‬
‫ﺲ اﻟ ﻮﺟﻪ ‪ ..‬ﺻ ﺨﺎﺑ ًﺎ ﻟﻌﺎﻧ ًﺎ ‪ ..‬ﺑﺨ ﻴ ً‬ ‫ﻋ ﺎﺑ َ‬
‫وﻣﻨﺎﻧ ًﺎ ‪..‬‬
‫أﻣ ﺎ هﻮ ‪ ρ‬ﻓﻬﻮ اﻟﺬي ﻗﺎل ‪ ) :‬ﺧﻴﺮآﻢ ﺧﻴﺮُآﻢ‬
‫ﻷهﻠﻪ‪ ،‬وأﻧﺎ ﺧﻴﺮآﻢ ﻷهﻠﻲ ( )‪.. (6‬‬
‫واﻧﻈﺮ آﻴﻒ آﺎن ﻳﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ أهﻠﻪ ‪..‬‬
‫ﻗ ﺎل اﻷﺳﻮد ﺑﻦ ﻳﺰﻳﺪ ‪ :‬ﺳﺄﻟﺖ ﻋﺎﺋﺸﺔ ‪ : τ‬ﻣﺎ‬
‫آﺎن رﺳﻮل اﷲ ‪ ρ‬ﻳﺼﻨﻊ ﻓﻲ ﺑﻴﺘﻪ ؟‬
‫ﻓﻘﺎﻟ ﺖ ‪ :‬ﻳﻜ ﻮن ﻓ ﻲ ﻣﻬ ﻨﺔ أهﻠ ﻪ ‪ ..‬ﻓ ﺈذا‬
‫ﺣﻀﺮت اﻟﺼﻼة ﻳﺘﻮﺿﺄ وﻳﺨﺮج ﻟﻠﺼﻼة ‪..‬‬
‫وﻗ ﻞ ﻣ ﺜﻞ ذﻟﻚ ﻣﻊ اﻟﻮاﻟﺪﻳﻦ ‪ ..‬ﻓﻜﻢ هﻢ أوﻟﺌﻚ‬
‫اﻟﺬﻳﻦ ﻧﺴﻤﻊ ﻋﻦ ﺣﺴﻦ أﺧﻼﻗﻬﻢ ‪..‬‬
‫وآ ﺮﻣﻬﻢ وﺗﺒﺴ ﻤﻬﻢ ‪ ..‬وﺟﻤ ﻴﻞ ﻣﻌﺎﺷ ﺮﺗﻬﻢ‬
‫ﻟﻶﺧ ﺮﻳﻦ ‪ ..‬أﻣ ﺎ ﻣ ﻊ أﻗ ﺮب اﻟ ﻨﺎس إﻟ ﻴﻬﻢ ‪..‬‬
‫وأﻋﻈ ﻢ اﻟ ﻨﺎس ﺣﻘ ًﺎ ﻋﻠ ﻴﻬﻢ ‪ ..‬ﻣ ﻊ اﻟ ﻮاﻟﺪﻳﻦ‬
‫ﻓﺠﻔﺎء وهﺠﺮ ‪..‬‬
‫ﻧﻌ ﻢ ‪ ..‬ﺧﻴ ﺮآﻢ ﺧﻴ ﺮآﻢ ﻷهﻠ ﻪ ‪ ..‬ﻟ ﻮاﻟﺪﻳﻪ ‪..‬‬
‫ﻟﺰوﺟﻪ ‪ ..‬ﻟﺨﺪﻣﻪ ‪ ..‬ﺑﻞ وﻷﻃﻔﺎﻟﻪ ‪..‬‬
‫رواﻩ اﺑﻦ ﻣﺎﺟﺔ‬
‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ﻓﺎﻧﻄﻠﻖ ﻣﺎدﺣ ًﺎ اﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﺑﻘﺼﻴﺪة ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ ‪:‬‬
‫ﻳﺎ أﻳﻬﺎ اﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ‪..‬‬
‫أﻧ ﺖ آﺎﻟﻜﻠ ﺐ ﻓ ﻲ ﺣﻔﺎﻇ ﻚ ﻟﻠ ﻮد ‪ ..‬وآﺎﻟﺘ ﻴﺲ ﻓ ﻲ‬
‫ﻗﺮاع اﻟﺨﻄﻮب‬
‫أﻧ ﺖ آﺎﻟﺪﻟﻮ ﻻ ﻋﺪﻣﺘﻚ دﻟﻮًا ‪ ..‬ﻣﻦ آﺒﺎر اﻟﺪ ْﻻ آﺜﻴﺮ‬
‫اﻟﺬﻧﻮب‬
‫وﻣﻀ ﻰ ﻳﻀ ﺮب ﻟﻠﺨﻠ ﻴﻔﺔ اﻷﻣ ﺜﻠﺔ ﺑﺎﻟﺘ ﻴﺲ واﻟﻌﻨ ﺰ‬
‫واﻟﺒﺌﺮ واﻟﺘﺮاب ‪..‬‬
‫ﻓ ﺜﺎر اﻟﺨﻠ ﻴﻔﺔ ‪ ..‬واﻧ ﺘﻔﺾ اﻟﺤ ﺮاس ‪ ..‬واﺳ ﺘﻞ‬
‫اﻟﺴﻴﺎف ﺳﻴﻔﻪ ‪ ..‬وﻓﺮش اﻟﻨﻄﻊ ‪ ..‬وﺗﺠﻬﺰ ﻟﻠﻘﺘﻞ ‪..‬‬
‫ﻓ ﺄدرك اﻟﺨﻠ ﻴﻔﺔ أن ﻋﻠ ﻲ ﺑﻦ اﻟﺠﻬﻢ ﻗﺪ ﻏﻠﺒﺖ ﻋﻠﻴﻪ‬
‫ﻃﺒﻴﻌﺘﻪ ‪ ..‬ﻓﺄراد أن ﻳﻐﻴﺮهﺎ ‪..‬‬
‫ﻓﺄﻣ ﺮ ﺑ ﻪ ﻓﺄﺳ ﻜﻨﻮﻩ ﻓ ﻲ ﻗﺼ ﺮ ﻣﻨ ﻴﻒ ‪ ..‬ﺗﻐﺪو ﻋﻠﻴﻪ‬
‫أﺟﻤﻞ اﻟﺠﻮاري وﺗﺮوح ﻳﻤﺎ ﻳﻠﺬ وﻳﻄﻴﺐ ‪..‬‬
‫ذاق ﻋﻠ ﻲ ﺑ ﻦ اﻟﺠﻬﻢ اﻟﻨﻌﻤﺔ ‪ ..‬واﺗﻜﺄ ﻋﻠﻰ اﻷراﺋﻚ‬
‫‪ ..‬وﺟﺎﻟﺲ أرق اﻟﺸﻌﺮاء ‪ ..‬وأﻏﺰل اﻷدﺑﺎء ‪..‬‬
‫وﻣﻜﺚ ﻋﻠﻰ هﺬا اﻟﺤﺎل ﺳﺒﻌﺔ أﺷﻬﺮ ‪..‬‬
‫ﺛ ﻢ ﺟﻠﺲ اﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﻣﺠﻠﺲ ﺳﻤﺮ ﻟﻴﻠﺔ ‪ ..‬ﻓﺘﺬآﺮ ﻋﻠﻲ‬
‫ﺑ ﻦ اﻟﺠﻬ ﻢ ‪ ..‬ﻓﺴ ﺄل ﻋ ﻨﻪ ‪ ،‬ﻓﺪﻋ ﻮﻩ ﻟﻪ ‪ ..‬ﻓﻠﻤﺎ ﻣﺜﻞ‬
‫ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ ‪ ..‬ﻗﺎل ‪ :‬أﻧﺸﺪﻧﻲ ﻳﺎ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ اﻟﺠﻬﻢ ‪..‬‬
‫ﻓﺎﻧﻄﻠﻖ ﻣﻨﺸﺪًا ﻗﺼﻴﺪة ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ ‪:‬‬
‫ﻋ ﻴﻮن اﻟﻤﻬ ﺎ ﺑ ﻴﻦ اﻟﺮﺻ ﺎﻓﺔ واﻟﺠﺴ ﺮ ‪ ..‬ﺟﻠ ﺒﻦ‬
‫اﻟﻬﻮى ﻣﻦ ﺣﻴﺚ أدري وﻻ أدري‬
‫أﻋ ﺪن ﻟ ﻲ اﻟﺸ ﻮق اﻟﻘﺪﻳﻢ وﻟﻢ أآﻦ ‪ ..‬ﺳﻠﻮت وﻟﻜﻦ‬
‫زدن ﺟﻤﺮًا ﻋﻠﻰ ﺟﻤﺮ‬
‫وﻣﻀﻰ ﻳﺤﺮك اﻟﻤﺸﺎﻋﺮ ﺑﺄرق اﻟﻜﻠﻤﺎت ‪ ..‬ﺛﻢ ﺷﺮع‬
‫ﻳﺼﻒ اﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﺑﺎﻟﺸﻤﺲ واﻟﻨﺠﻢ واﻟﺴﻴﻒ ‪..‬‬
‫ﻓﺎﻧﻈ ﺮ آ ﻴﻒ اﺳ ﺘﻄﺎع اﻟﺨﻠ ﻴﻔﺔ أن ﻳﻐﻴ ﺮ ﻃ ﺒﺎع اﺑ ﻦ‬
‫اﻟﺠﻬﻢ ‪..‬‬
‫وﻧﺤ ﻦ آ ﻢ ﺿ ﺎﻳﻘﺘﻨﺎ ﻃ ﺒﺎع ﻷوﻻدﻧ ﺎ أو أﺻ ﺪﻗﺎﺋﻨﺎ‬
‫ﻓﺴﻌﻴﻨﺎ ﻟﺘﻐﻴﻴﺮهﺎ ‪ ..‬ﻓﻐﻴﺮﻧﺎهﺎ ‪..‬‬
‫ﻓﻤﻦ ﺑﺎب أوﻟﻰ أن ﺗﻘﺪر أﻧﺖ ﻋﻠﻰ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﻃﺒﺎﻋﻚ ‪..‬‬
‫ﻓﺘﻘﻠﺐ اﻟﻌﺒﻮس ﺗﺒﺴﻤ ًﺎ ‪ ..‬واﻟﻐﻀﺐ ﺣﻠﻤ ًﺎ ‪ ..‬واﻟﺒﺨﻞ‬
‫آ ﺮﻣ ًﺎ ‪ ..‬وه ﺬا ﻟ ﻴﺲ ﺻ ﻌﺒ ًﺎ ‪ ..‬ﻟﻜ ﻨﻪ ﻳﺤ ﺘﺎج إﻟ ﻰ‬
‫ﻼ ‪..‬‬‫ﻋﺰﻳﻤﺔ وﻣﺮاس ‪ ..‬ﻓﻜﻦ ﺑﻄ ً‬
‫وﻣﻦ ﻧﻈﺮ ﻓﻲ ﺳﻴﺮة ﻣﺤﻤﺪ ‪ ρ‬وﺟﺪ أﻧﻪ آﺎن ﻳﺘﻌﺎﻣﻞ‬
‫ﻣﻊ اﻟﻨﺎس ﺑﻘﺪرات أﺧﻼﻗﻴﺔ ‪ ،‬ﻣﻠﻚ ﺑﻬﺎ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ‪..‬‬
‫وﻟ ﻢ ﻳﻜ ﻦ ‪ ρ‬ﻳﺘﺼ ﻨﻊ ه ﺬﻩ اﻷﺧ ﻼق أﻣ ﺎم اﻟﻨﺎس ‪..‬‬
‫)‪(6‬‬
‫‪13‬‬
‫‪Books-sea.com‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬ ‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫رﺳﻮل اﷲ ‪ .. ρ‬ﻓﻠﻢ ﻳﺠﺪﻩ ‪..‬‬ ‫ﻓﻲ ﻳﻮم ﻣﻠﻲء ﺑﺎﻟﻤﺸﺎﻋﺮ ‪ ..‬ﻳﺠﻠﺲ أﺑﻮ ﻟﻴﻠﻰ ‪τ‬‬
‫وآ ﺎن ﻣﻌ ﻪ ﻣ ﺘﺎع ﻓ ﺬهﺐ ﺑ ﻪ إﻟ ﻰ اﻟﺴ ﻮق ‪..‬‬ ‫ﻋﻨﺪ رﺳﻮل اﷲ ‪ .. ε‬ﻓﻴﺄﺗﻲ اﻟﺤﺴﻦ أو اﻟﺤﺴﻴﻦ‬
‫ﻓﻠﻤ ﺎ ﻋﻠ ﻢ ﺑ ﻪ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ ε‬ﻣﻀ ﻰ إﻟ ﻰ اﻟﺴ ﻮق‬ ‫ﻳﻤﺸﻲ إﻟﻰ اﻟﻨﺒﻲ ‪ .. ε‬ﻓﻴﺄﺧﺬﻩ ‪ .. ε‬ﻓﻴﻘﻌﺪﻩ ﻋﻠﻰ‬
‫ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻨﻪ ‪..‬‬ ‫ﺑﻄﻨﻪ ‪ ..‬ﻓﺒﺎل اﻟﺼﻐﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﺑﻄﻦ رﺳﻮل اﷲ ‪.. ε‬‬
‫ﻓﺄﺗ ﺎﻩ ﻓ ﺈذا ه ﻮ ﻳﺒ ﻴﻊ ﻣ ﺘﺎﻋﻪ ‪ ..‬واﻟﻌ ﺮق‬ ‫ﻗﺎل أﺑﻮ ﻟﻴﻠﻰ ‪ :‬ﺣﺘﻰ رأﻳﺖ ﺑﻮﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﺑﻄﻦ رﺳﻮل‬
‫ﻳﺘﺼ ﺒﺐ ﻣ ﻨﻪ ‪ ..‬وﺛ ﻴﺎﺑﻪ ﺛ ﻴﺎب أه ﻞ اﻟ ﺒﺎدﻳﺔ‬ ‫اﷲ ‪ ε‬أﺳﺎرﻳﻊ ‪..‬‬
‫ﺑﺸﻜﻠﻬﺎ وراﺋﺤﺘﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻓﻮﺛﺒﻨﺎ إﻟﻴﻪ ‪ ..‬ﻓﻘﺎل ‪ : ε‬دﻋﻮا اﺑﻨﻲ ‪ ..‬ﻻ‬
‫ﻓﺎﺣﺘﻀ ﻨﻪ ‪ ρ‬ﻣ ﻦ وراﺋ ﻪ ‪ ،‬وزاه ﺮ ﻻ ﻳُﺒﺼﺮﻩ‬ ‫ﺗﻔﺰﻋﻮا اﺑﻨﻲ ‪..‬‬
‫‪ ..‬وﻻ ﻳﺪري ﻣﻦ أﻣﺴﻜﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤﺎ ﻓﺮغ اﻟﺼﻐﻴﺮ ﻣﻦ ﺑﻮﻟﻪ ‪ ..‬دﻋﺎ ‪ ε‬ﺑﻤﺎء ﻓﺼﺒﻪ‬
‫ﻓﻔﺰع زاهﺮ وﻗﺎل ‪ :‬أرﺳﻠﻨﻲ ‪ ..‬ﻣﻦ هﺬا ؟ ‪..‬‬ ‫)‪(7‬‬
‫ﻋﻠﻴﻪ ‪..‬‬
‫ﻓﺴﻜﺖ اﻟﻨﺒﻲ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻠ ﻪ درﻩ آ ﻴﻒ ﺗﺮوﺿ ﺖ ﻧﻔﺴ ﻪ ﻋﻠﻰ هﺬﻩ اﻷﺧﻼق‬
‫ﻓﺤﺎول زاهﺮ أن ﻳﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ اﻟﻘﺒﻀﺔ ‪..‬‬ ‫‪ ..‬ﻓ ﻼ ﻋﺠ ﺐ إذن أن ﻳﻤﻠ ﻚ ﻗﻠﻮب اﻟﺼﻐﺎر واﻟﻜﺒﺎر‬
‫وﺟﻌ ﻞ ﻳﻠ ﺘﻔﺖ وراءﻩ ‪ ..‬ﻓ ﺮأى اﻟﻨﺒ ﻲ ‪.. ρ‬‬ ‫‪..‬‬
‫ﻓﺎﻃﻤﺄﻧﺖ ﻧﻔﺴﻪ ‪ ..‬وﺳﻜﻦ ﻓﺰﻋﻪ ‪..‬‬ ‫رأي ‪..‬‬
‫ﺼٍﻖ ﻇﻬﺮﻩ ﺑﺼﺪر اﻟﻨﺒﻲ ‪ .. ρ‬ﺣﻴﻦ‬ ‫وﺻﺎر ﻳُﻠ ٍ‬ ‫ﺑﺪل أن ﺗﺴﺐ اﻟﻈﻼم ‪ ..‬ﺣﺎول إﺻﻼح اﻟﻤﺼﺒﺎح ‪..‬‬
‫ﻋﺮﻓﻪ ‪..‬‬
‫ﻓﺠﻌ ﻞ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ ρ‬ﻳﻤ ﺎزح زاه ﺮًا ‪ ..‬وﻳﺼ ﻴﺢ‬ ‫‪ 9.‬ﻣﻊ اﻟﻔﻘﺮاء ‪..‬‬
‫ﺑﺎﻟ ﻨﺎس ﻳﻘ ﻮل ‪:‬ﻣ ﻦ ﻳﺸ ﺘﺮي اﻟﻌ ﺒﺪ ؟ ‪ ..‬ﻣ ﻦ‬ ‫ﻋ ﺪد ﻣ ﻦ اﻟ ﻨﺎس اﻟ ﻴﻮم أﺧﻼﻗﻬ ﻢ ﺗﺠﺎرﻳﺔ ‪ ..‬ﻓﺎﻟﻐﻨﻲ‬
‫ﻳﺸﺘﺮي اﻟﻌﺒﺪ ؟ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘ ﻂ ه ﻮ اﻟ ﺬي ﺗﻜ ﻮن ﻧﻜﺘﻪ ﻃﺮﻳﻔﺔ ﻓﻴﻀﺤﻜﻮن ﻋﻨﺪ‬
‫ﻓﻨﻈ ﺮ زاه ﺮ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﻪ ‪ ..‬ﻓﺈذا هﻮ ﻓﻘﻴﺮ آﺴﻴﺮ‬ ‫ﺳ ﻤﺎﻋﻬﺎ ‪ ..‬وأﺧﻄ ﺎؤﻩ ﺻﻐﻴﺮة ‪ ..‬ﻓﻴﺘﻐﺎﺿﻮن ﻋﻨﻬﺎ‬
‫‪ ..‬ﻻ ﻣﺎل ‪ ..‬وﻻ ﺟﻤﺎل ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫ﻓﻘ ﺎل ‪ :‬إذًا واﷲ ﺗﺠﺪﻧ ﻲ آﺎﺳﺪًا ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ‬ ‫أﻣ ﺎ اﻟﻔﻘ ﺮاء ﻓﻨﻜ ﺘﻬﻢ ﺛﻘ ﻴﻠﺔ ‪ ..‬ﻳﺴ ﺨﺮ ﺑﻬ ﻢ ﻋ ﻨﺪ‬
‫‪..‬‬ ‫ﺳﻤﺎﻋﻬﺎ ‪ ..‬وأﺧﻄﺎؤهﻢ ﺟﺴﻴﻤﺔ ‪ ..‬ﻳﺼﺮخ ﺑﻬﻢ ﻋﻨﺪ‬
‫ﻓﻘ ﺎل ‪ : ρ‬ﻟﻜ ﻦ ﻋ ﻨﺪ اﷲ ﻟﺴ ﺖ ﺑﻜﺎﺳﺪ ‪ ..‬أﻧﺖ‬ ‫وﻗﻮﻋﻬﺎ ‪..‬‬
‫ﻋﻨﺪ اﷲ ﻏﺎل ‪..‬‬ ‫أﻣ ﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪ ρ‬ﻓﻜﺎن ﻋﻄﻔﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻐﻨﻲ واﻟﻔﻘﻴﺮ‬
‫ﻓ ﻼ ﻋﺠ ﺐ أن ﺗ ﺘﻌﻠﻖ ﻗﻠ ﻮب اﻟﻔﻘ ﺮاء ﺑ ﻪ ‪ε‬‬ ‫ﺳﻮاء ‪..‬‬
‫وهﻮ ﻳﻤﻠﻜﻬﻢ ﺑﻬﺬﻩ اﻷﺧﻼق ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل أﻧﺲ ‪: τ‬‬
‫آﺜﻴ ﺮ ﻣ ﻦ اﻟﻔﻘ ﺮاء ‪ ..‬ﻗ ﺪ ﻻ ﻳﻌ ﻴﺐ ﻋﻠ ﻰ‬ ‫آﺎن رﺟﻞ ﻣﻦ أهﻞ اﻟﺒﺎدﻳﺔ اﺳﻤﻪ زاهﺮ ﺑﻦ ﺣﺮام ‪..‬‬
‫اﻷﻏﻨﻴﺎء اﻟﺒﺨﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺎﻟﻤﺎل واﻟﻄﻌﺎم ‪ ..‬ﻟﻜﻨﻪ‬ ‫وآﺎن رﺑﻤﺎ ﺟﺎء اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺔ ﻓﻴﻬﺪي ﻟﻠﻨﺒﻲ ‪ρ‬‬
‫ﻳﺠﺪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺑﺨﻠﻬﻢ ﺑﺎﻟﻠﻄﻒ وﺣﺴﻦ اﻟﻤﻌﺎﺷﺮة‬ ‫ﻣﻦ اﻟﺒﺎدﻳﺔ ﺷﻴﺌ ًﺎ ﻣﻦ إﻗﻂ أو ﺳﻤﻦ ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫ﻓﻴُﺠﻬ ﺰﻩ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ρ‬إذا أراد أن ﻳﺨ ﺮج إﻟ ﻰ‬
‫وآ ﻢ ﻣ ﻦ ﻓﻘﻴ ﺮ ﺗﺒﺴ ﻤﺖ ﻓ ﻲ وﺟﻬ ﻪ ‪..‬‬ ‫أهﻠﻪ ﺑﺸﻲء ﻣﻦ ﺗﻤﺮ وﻧﺤﻮﻩ ‪..‬‬
‫وأﺷ ﻌﺮﺗﻪ ﺑﻘﻴﻤ ﺘﻪ واﺣﺘ ﺮاﻣﻪ ‪ ..‬ﻓ ﺮﻓﻊ ﻓ ﻲ‬ ‫وآ ﺎن اﻟﻨﺒﻲ ‪ ρ‬ﻳﺤﺒﻪ ‪ ..‬وآﺎن ﻳﻘﻮل ‪ ) :‬إن زاهﺮًا‬
‫ﻇﻠﻤ ﺔ اﻟﻠ ﻴﻞ ﻳ ﺪًا داﻋ ﻴﺔ ‪ ..‬ﻳﺴ ﺘﻨﺰل ﺑﻬ ﺎ ﻟ ﻚ‬ ‫ﺑﺎدﻳﺘ ﻨﺎ ‪ ..‬وﻧﺤ ﻦ ﺣﺎﺿ ﺮوﻩ (‪ ..‬وآﺎن زاهﺮًا دﻣﻴﻤ ًﺎ‬
‫اﻟﺮﺣﻤﺎت ﻣﻦ اﻟﺴﻤﺎء ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫ورب أﺷ ﻌﺚ أﻏﺒ ﺮ ذي ﻃﻤ ﺮﻳﻦ ﻣﺪﻓ ﻮع‬
‫ﺧ ﺮج زاه ﺮ ‪ τ‬ﻳ ﻮﻣ ًﺎ ﻣ ﻦ ﺑﺎدﻳ ﺘﻪ ‪ ..‬ﻓﺄﺗ ﻰ ﺑ ﻴﺖ‬
‫ﺑﺎﻷﺑ ﻮاب ﻻ ﻳ ﺆﺑﻪ ﻟ ﻪ ‪ ..‬ﻟ ﻮ أﻗﺴ ﻢ ﻋﻠ ﻰ اﷲ‬
‫ﻷﺑﺮﻩ ‪..‬‬
‫) ‪ ( 7‬رواﻩ أﺣﻤﺪ واﻟﻄﺒﺮاﻧﻲ ‪.‬‬
‫‪14‬‬
‫‪Books-sea.com‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﺻﺎح ‪ ρ‬ﺑﻬﺆﻻء ﺟﻤﻴﻌ ًﺎ وﻗﺎل ﻟﻬﻢ ‪:‬‬
‫أﻻ واﺳﺘﻮﺻ ﻮا ﺑﺎﻟﻨﺴ ﺎء ﺧﻴ ﺮًا ‪ ..‬أﻻ‬
‫)‪(10‬‬
‫واﺳﺘﻮﺻﻮا ﺑﺎﻟﻨﺴﺎء ﺧﻴﺮًا ‪..‬‬
‫وﻓ ﻲ ﻳ ﻮم ﻣ ﻦ اﻷﻳ ﺎم أﻃ ﺎف ﺑ ﺄزواج رﺳ ﻮل‬
‫اﷲ ‪ ρ‬ﻧﺴ ﺎء آﺜﻴ ﺮ ﻳﺸ ﺘﻜﻴﻦ أزواﺟﻬ ﻦ ‪..‬ﻓﻠﻤﺎ‬
‫ﻋﻠﻢ اﻟﻨﺒﻲ ‪ ρ‬ﺑﺬﻟﻚ ‪ ..‬ﻗﺎم ‪ ..‬وﻗﺎل ﻟﻠﻨﺎس ‪:‬‬
‫ﻟﻘ ﺪ ﻃ ﺎف ﺑ ﺂل ﻣﺤﻤﺪ ‪ ρ‬ﻧﺴﺎء آﺜﻴﺮ ﻳﺸﺘﻜﻴﻦ‬
‫)‪(11‬‬
‫أزواﺟﻬﻦ ‪ ..‬ﻟﻴﺲ أوﻻﺋﻚ ﺑﺨﻴﺎرآﻢ ‪..‬‬
‫وﻗﺎل ‪: ε‬‬
‫) ﺧﻴ ﺮُآﻢ ﺧﻴ ﺮُآﻢ ﻷهﻠ ﻪ وأﻧ ﺎ ﺧﻴﺮآﻢ ﻷهﻠﻲ (‬
‫)‪(12‬‬
‫‪..‬‬
‫ﺑ ﻞ ‪ ..‬ﻗ ﺪ ﺑﻠﻎ ﻣﻦ إآﺮام اﻟﺪﻳﻦ ﻟﻠﻤﺮأة ‪ ..‬أﻧﻬﺎ‬
‫آﺎﻧ ﺖ ﺗﻘ ﻮم اﻟﺤﺮوب ‪ ..‬وﺗﺴﺤﻖ اﻟﺠﻤﺎﺟﻢ ‪..‬‬
‫وﺗﺘﻄﺎﻳ ﺮ اﻟ ﺮؤوس ‪ ..‬ﻷﺟ ﻞ ﻋ ﺮض اﻣ ﺮأة‬
‫واﺣﺪة ‪..‬‬
‫آﺎن اﻟﻴﻬﻮد ﻳﺴﺎآﻨﻮن اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻓﻲ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ‬
‫‪..‬‬
‫وآﺎن ﻳﻐﻴﻈﻬﻢ ﻧﺰو ُل اﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﺤﺠﺎب ‪..‬‬
‫وﺗﺴﺘ ُﺮ اﻟﻤﺴﻠﻤﺎت ‪ ..‬وﻳﺤﺎوﻟﻮن أن ﻳﺰرﻋﻮا‬
‫اﻟﻔﺴﺎد واﻟﺘﻜﺸﻒ ﻓﻲ ﺻﻔﻮف اﻟﻤﺴﻠﻤﺎت ‪..‬‬
‫ﻓﻤﺎ اﺳﺘﻄﺎﻋﻮا ‪..‬‬
‫وﻓ ﻲ أﺣ ﺪ اﻷﻳ ﺎم ﺟ ﺎءت اﻣ ﺮأة ﻣﺴ ﻠﻤﺔ إﻟ ﻰ‬
‫ﺳﻮق ﻳﻬﻮد ﺑﻨﻲ ﻗﻴﻨﻘﺎع ‪..‬‬
‫وآﺎﻧﺖ ﻋﻔﻴﻔﺔ ﻣﺘﺴﺘﺮة ‪ ..‬ﻓﺠﻠﺴﺖ إﻟﻰ ﺻﺎﺋﻎ‬
‫هﻨﺎك ﻣﻨﻬﻢ ‪..‬‬
‫ﻓﺎﻏ ﺘﺎظ اﻟ ﻴﻬﻮد ﻣ ﻦ ﺗﺴ ﺘﺮهﺎ وﻋﻔ ﺘﻬﺎ ‪..‬‬
‫وودوا ﻟ ﻮ ﻳﺘﻠﺬذون ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ إﻟﻰ وﺟﻬﻬﺎ ‪ ..‬أو‬
‫ﺚ ﺑﻬﺎ ‪ ..‬آﻤﺎ آﺎﻧﻮا ﻳﻔﻌﻠﻮن ذﻟﻚ‬ ‫ﻟﻤﺴِﻬﺎ واﻟﻌﺒ ِ‬
‫ﻗ ﺒﻞ إآ ﺮاﻣﻬﺎ ﺑﺎﻹﺳ ﻼم ‪ ..‬ﻓﺠﻌﻠ ﻮا ﻳ ﺮﻳﺪوﻧﻬﺎ‬
‫ﻋﻠ ﻰ آﺸ ﻒ وﺟﻬﻬ ﺎ ‪ ..‬وﻳﻐ ﺮوﻧﻬﺎ ﻟﺘﻨ ﺰع‬
‫ﺣﺠﺎﺑﻬﺎ ‪..‬‬
‫ﻓﺄﺑﺖ ‪ ..‬وﺗﻤﻨﻌﺖ ‪..‬‬
‫ﻓﻐﺎﻓﻠﻬ ﺎ اﻟﺼﺎﺋﻎ وهﻲ ﺟﺎﻟﺴﺔ ‪ ..‬وأﺧﺬ ﻃﺮف‬
‫ﺛ ﻮﺑﻬﺎ ﻣ ﻦ اﻷﺳ ﻔﻞ ‪ ..‬ورﺑﻄ ﻪ إﻟ ﻰ ﻃ ﺮف‬
‫رواﻩ اﻟﺘﺮﻣﺬي وﻣﺴﻠﻢ‬
‫رواﻩ أﺑﻮ داود‬
‫رواﻩ اﺑﻦ ﻣﺎﺟﺔ واﻟﺘﺮﻣﺬي‬
‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ﻓﻜﻦ داﺋﻢ اﻟﺒﺸﺮ ﻣﻊ هﺆﻻء اﻟﻀﻌﻔﺎء ‪..‬‬
‫إﺷﺎرة ‪..‬‬
‫ﻟﻌﻞ اﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﻓﻲ وﺟﻪ ﻓﻘﻴﺮ ‪ ..‬ﺗﺮﻓﻌﻚ ﻋﻨﺪ اﷲ‬
‫درﺟﺎت ‪..‬‬
‫‪ 10.‬اﻟﻨﺴﺎء ‪..‬‬
‫آ ﺎن ﺟ ﺪي ﻳﺴﺘﺸ ﻬﺪ ﺑﻤ ﺜﻞ ﻗﺪﻳﻢ ‪ " :‬ﻣﻦ ﻏﺎب ﻋﻦ‬
‫ﻋﻨﺰﻩ ﺟﺎﺑﺖ ﺗﻴﺲ " ‪..‬‬
‫ﺑﻤﻌﻨ ﻰ أن ﻣ ﻦ ﻟ ﻢ ﺗﺠ ﺪ ﻋ ﻨﺪﻩ زوﺟ ﺘﻪ ‪ ..‬ﻣ ﺎ ﻳﺸ ﺒﻊ‬
‫ﻋﺎﻃﻔ ﺘﻬﺎ ‪ ..‬وﻳ ﺮوي ﻧﻔﺴ ﻬﺎ ‪ ..‬ﻓﻘ ﺪ ﺗﺤﺪﺛﻬﺎ ﻧﻔﺴﻬﺎ‬
‫ﺑﺎﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﻟﻐﻴﺮﻩ ‪ ..‬ﻣﻤﻦ ﻳﻤﻠﻚ ﻣﻌﺴﻮل اﻟﻜﻼم ‪..‬‬
‫وﻟ ﻴﺲ ﻣﻘﺼ ﻮدهﻢ ﺑﻬ ﺬا اﻟﻤ ﺜﻞ ﺗﺸ ﺒﻴﻪ اﻟ ﺮﺟﻞ‬
‫واﻟﻤﺮأة ﺑﺎﻟﺘﻴﺲ واﻟﻌﻨﺰ ‪ ..‬ﻣﻌﺎذ اﷲ ‪..‬‬
‫اﻟﻤ ﺮأة ﺷ ﻘﻴﻘﺔ اﻟ ﺮﺟﻞ ‪ ..‬وﻟ ﺌﻦ آ ﺎن اﷲ ﻗ ﺪ وه ﺐ‬
‫اﻟﺮﺟﻞ ﺟﺴﻤ ًﺎ ﻗﻮﻳ ًﺎ ‪ ..‬ﻓﻘﺪ وهﺒﻬﺎ ﻋﺎﻃﻔﺔ ﻗﻮﻳﺔ ‪..‬‬
‫وآ ﻢ رأﻳ ﻨﺎ ﺳ ﻼﻃﻴﻦ اﻟ ﺮﺟﺎل وﺷ ﺠﻌﺎﻧﻬﻢ ﺗﺨ ﻮر‬
‫ﻗﻮاهﻢ ﻋﻨﺪ ﻗﻮة ﻋﺎﻃﻔﺔ اﻣﺮأة ‪..‬‬
‫وﻣ ﻦ ﻣﻬ ﺎرات اﻟ ﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣ ﻊ اﻟﻤ ﺮأة أن ﺗﻌ ﺮف‬
‫اﻟﻤﻔ ﺘﺎح اﻟ ﺬي ﺗﺆﺛ ﺮ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻪ ﻓﻴﻬﺎ ‪ ..‬اﻟﻌﺎﻃﻔﺔ ‪..‬‬
‫ﺗﻘﺎﺗﻠﻬﺎ ﺑﺴﻼﺣﻬﺎ ‪..‬‬
‫آ ﺎن اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ ε‬ﻳﻮﺻ ﻴﻚ ﺑﺎﻹﺣﺴ ﺎن إﻟ ﻰ اﻟﻤ ﺮأة ‪..‬‬
‫واﺣﺘﺮام ﻋﺎﻃﻔﺘﻬﺎ ‪ ..‬ﻷﺟﻞ أن ﺗﺴﻌﺪ ﻣﻌﻬﺎ ‪..‬‬
‫وأوﺻﻰ اﻷب ﺑﺎﻹﺣﺴﺎن إﻟﻰ ﺑﻨﺎﺗﻪ ‪ ..‬ﻓﻘﺎل ‪ ) :‬ﻣﻦ‬
‫ﻋ ﺎل ﺟﺎرﻳﺘ ﻴﻦ ﺣﺘ ﻰ ﺗ ﺒﻠﻐﺎ ‪ ..‬ﺟ ﺎء ﻳ ﻮم اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ أﻧﺎ‬
‫)‪(8‬‬
‫وهﻮ وﺿﻢ أﺻﺎﺑﻌﻪ ( ‪..‬‬
‫وأوﺻ ﻰ ﺑﻬ ﺎ أوﻻده ﺎ ﻓﻘ ﺎل ﻓﺈﻧ ﻪ ﻟﻤ ﺎ ﺳ ﺄﻟﻪ رﺟ ﻞ‬
‫ﻓﻘﺎل ‪ :‬ﻣﻦ أﺣﻖ اﻟﻨﺎس ﺑﺤﺴﻦ ﺻﺤﺎﺑﺘﻲ ؟‬
‫)‪(9‬‬
‫ﻗﺎل ‪ :‬أﻣﻚ ‪ ..‬ﺛﻢ أﻣﻚ ‪ ..‬ﺛﻢ أﻣﻚ ‪ ..‬ﺛﻢ أﺑﻮك ‪..‬‬
‫ﺑ ﻞ أوﺻ ﻰ ‪ ρ‬ﺑﺎﻟﻤ ﺮأة زوﺟﻬ ﺎ ‪ ..‬وذ ّم ﻣ ﻦ ﻏﺎﺿﺐ‬
‫زوﺟﺘﻪ أو أﺳﺎء إﻟﻴﻬﺎ ‪..‬‬
‫واﻧﻈ ﺮ إﻟ ﻴﻪ ‪ ρ‬وﻗ ﺪ ﻗ ﺎم ﻓ ﻲ ﺣﺠ ﺔ اﻟ ﻮداع ‪ ..‬ﻓﺈذا‬
‫ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ ﻣﺎﺋ ُﺔ أﻟﻒ ﺣﺎج ‪..‬‬
‫ﻓ ﻴﻬﻢ اﻷﺳ ﻮد واﻷﺑ ﻴﺾ ‪ ..‬واﻟﻜﺒﻴ ﺮ واﻟﺼ ﻐﻴﺮ ‪..‬‬
‫واﻟﻐﻨﻲ واﻟﻔﻘﻴﺮ ‪..‬‬
‫) ‪( 10‬‬
‫) ‪( 11‬‬ ‫) ‪ ( 8‬رواﻩ ﻣﺴﻠﻢ‬
‫) ‪( 12‬‬ ‫) ‪ ( 9‬ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ‬
‫‪15‬‬
‫‪Books-sea.com‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬ ‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﻧﻌﻢ اﻟﻤﺮأة اﻟﻌﻔﻴﻔﺔ ﺗﺴﺘﺤﻖ أآﺜﺮ ﻣﻦ ذﻟﻚ ‪..‬‬ ‫ﺧﻤﺎرهﺎ اﻟﻤﺘﺪﻟﻲ ﻋﻠﻰ ﻇﻬﺮهﺎ ‪..‬‬
‫آﺎﻧ ﺖ ﺧ ﻮﻟﺔ ﺑ ﻨﺖ ﺛﻌﻠ ﺒﺔ ‪ τ‬ﻣ ﻦ اﻟﺼ ﺤﺎﺑﻴﺎت‬ ‫ﻓﻠﻤﺎ ﻗﺎﻣﺖ ‪ ..‬ارﺗﻔﻊ ﺛﻮﺑﻬﺎ ﻣﻦ وراﺋﻬﺎ ‪ ..‬وﺗﻜﺸﻔﺖ‬
‫اﻟﺼﺎﻟﺤﺎت ‪..‬‬ ‫أﻋﻀﺎؤهﺎ ‪ ..‬ﻓﻀﺤﻚ اﻟﻴﻬﻮد ﻣﻨﻬﺎ‪..‬‬
‫وآﺎن زوﺟﻬﺎ أوس ﺑﻦ اﻟﺼﺎﻣﺖ ﺷﻴﺨ ًﺎ آﺒﻴﺮًا‬ ‫ﻓﺼﺎﺣﺖ اﻟﻤﺴﻠﻤﺔ اﻟﻌﻔﻴﻔﺔ ‪ ..‬وودت ﻟﻮ ﻗﺘﻠﻮهﺎ وﻟﻢ‬
‫ﻳﺴﺮع إﻟﻴﻪ اﻟﻐﻀﺐ ‪..‬‬ ‫ﻳﻜﺸﻔﻮا ﻋﻮرﺗﻬﺎ ‪..‬‬
‫دﺧ ﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻳﻮﻣ ًﺎ راﺟﻌ ًﺎ ﻣﻦ ﻣﺠﻠﺲ ﻗﻮﻣﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤﺎ رأى ذﻟﻚ رﺟﻞ ﻣﻦ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ‪ ..‬ﺳ ﱠﻞ ﺳﻴﻔﻪ ‪..‬‬
‫ﻓﻜﻠﻤﻬﺎ ﻓﻲ ﺷﻲء ﻓﺮدت ﻋﻠﻴﻪ ‪ ..‬ﻓﺘﺨﺎﺻﻤﺎ ‪..‬‬ ‫ووﺛ ﺐ ﻋﻠ ﻰ اﻟﺼ ﺎﺋﻎ ﻓﻘ ﺘﻠﻪ ‪..‬ﻓﺸ ﺪ اﻟ ﻴﻬﻮد ﻋﻠ ﻰ‬
‫ﻓﻐﻀ ﺐ ﻓﻘ ﺎل ‪ :‬أﻧ ﺖ ﻋﻠ ﻲ آﻈﻬ ﺮ أﻣ ﻲ ‪..‬‬ ‫اﻟﻤﺴﻠﻢ ﻓﻘﺘﻠﻮﻩ ‪..‬‬
‫وﺧﺮج ﻏﺎﺿﺒ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤﺎ ﻋﻠﻢ اﻟﻨﺒﻲ ‪ ρ‬ﺑﺬﻟﻚ ‪ ..‬وأن اﻟﻴﻬﻮد ﻗﺪ ﻧﻘﻀﻮا‬
‫آﺎﻧ ﺖ ه ﺬﻩ اﻟﻜﻠﻤ ﺔ ﻓ ﻲ اﻟﺠﺎهﻠ ﻴﺔ إذا ﻗﺎﻟﻬ ﺎ‬ ‫اﻟﻌـﻬﺪ وﺗﻌﺮﺿﻮا ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﺎت ‪ ..‬ﺣﺎﺻﺮهﻢ ‪ ..‬ﺣﺘﻰ‬
‫اﻟ ﺮﺟﻞ ﻟ ﺰوﺟﺘﻪ ﺻ ﺎرت ﻃﻼﻗ ًﺎ ‪ ..‬أﻣ ﺎ ﻓ ﻲ‬ ‫اﺳﺘﺴﻠﻤﻮا وﻧﺰﻟﻮا ﻋﻠﻰ ﺣﻜﻤﻪ ‪..‬‬
‫اﻹﺳﻼم ﻓﻼ ﺗﻌﻠﻢ ﺧﻮﻟﺔ ﺣﻜﻤﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤﺎ أراد اﻟﻨﺒﻲ ‪ ρ‬أن ﻳﻨﻜﻞ ﺑﻬﻢ ‪ ..‬وﻳﺜﺄر ﻟﻌﺮض‬
‫رﺟ ﻊ أوس إﻟ ﻰ ﺑﻴ ﺘﻪ ‪ ..‬ﻓ ﺈذا اﻣ ﺮأﺗﻪ ﺗﺘ ﺒﺎﻋﺪ‬ ‫اﻟﻤﺴﻠﻤﺔ اﻟﻌﻔﻴﻔﺔ ‪..‬‬
‫ﻋﻨﻪ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎم إﻟﻴﻪ ﺟﻨﺪي ﻣﻦ ﺟﻨﺪ اﻟﺸﻴﻄﺎن ‪..‬‬
‫وﻗﺎﻟ ﺖ ﻟ ﻪ ‪ :‬واﻟ ﺬي ﻧﻔ ﺲ ﺧ ﻮﻳﻠﺔ ﺑ ﻴﺪﻩ ﻻ‬ ‫اﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﻬﻤﻬﻢ ﻋﺮض اﻟﻤﺴﻠﻤﺎت ‪ ..‬وﻻ ﺻﻴﺎﻧﺔ‬
‫ﺗﺨﻠ ﺺ إﻟ ﻲ وﻗ ﺪ ﻗﻠ ﺖ ﻣﺎ ﻗﻠﺖ ‪ ..‬ﺣﺘﻰ ﻳﺤﻜﻢ‬ ‫اﻟﻤﻜﺮﻣﺎت ‪..‬‬
‫اﷲ ورﺳﻮﻟﻪ ﻓﻴﻨﺎ ﺑﺤﻜﻤﻪ ‪..‬‬ ‫وإﻧﻤﺎ هﻢ أﺣﺪهﻢ ﻣﺘﻌﺔ ﺑﻄﻨﻪ وﻓﺮﺟﻪ ‪..‬‬
‫ﺛ ﻢ ﺧ ﺮﺟﺖ ﺧ ﻮﻟﺔ إﻟ ﻰ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ε‬ﻓﺬآ ﺮت‬ ‫ﻲ اﺑﻦ ﺳﻠﻮل‬ ‫ﻗﺎم رأس اﻟﻤﻨﺎﻓﻘﻴﻦ ‪ ..‬ﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ أُﺑ ّ‬
‫ﻟﻪ ﻣﺎ ﺗﻠﻘﻰ ﻣﻦ زوﺟﻬﺎ ‪ ..‬وﺟﻌﻠﺖ ﺗﺸﻜﻮ إﻟﻴﻪ‬ ‫‪..‬‬
‫ﻣﺎ ﺳﻮء ﺧﻠﻘﻪ ﻣﻌﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل ‪ :‬ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ أﺣﺴﻦ ﻓﻲ ﻣﻮاﻟﻲ اﻟﻴﻬﻮد وآﺎﻧﻮا‬
‫ﻓﺠﻌ ﻞ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ε‬ﻳﺼ ﺒﺮهﺎ وﻳﻘ ﻮل ‪ :‬ﻳ ﺎ‬ ‫أﻧﺼﺎرﻩ ﻓﻲ اﻟﺠﺎهﻠﻴﺔ ‪..‬‬
‫ﺧ ﻮﻳﻠﺔ اﺑ ﻦ ﻋﻤﻚ ‪ ..‬ﺷﻴﺦ آﺒﻴﺮ ‪ ..‬ﻓﺎﺗﻘﻲ اﷲ‬ ‫ﻓﺄﻋﺮض ﻋﻨﻪ اﻟﻨﺒﻲ ‪ .. ρ‬وأﺑـَﻰ ‪..‬‬
‫ﻓﻴﻪ ‪..‬‬ ‫إذ آﻴﻒ ﻳﻄﻠﺐ اﻟﻌﻔﻮ ﻋﻦ أﻗﻮام ﻳﺮﻳﺪون أن ﺗﺸﻴﻊ‬
‫وه ﻲ ﺗﺪاﻓ ﻊ ﻋﺒ ﺮاﺗﻬﺎ وﺗﻘﻮل ‪ :‬ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ‬ ‫اﻟﻔﺎﺣﺸﺔ ﻓﻲ اﻟﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮا !!‬
‫‪ ..‬أآ ﻞ ﺷ ﺒﺎﺑﻲ ‪ ..‬وﻧﺜ ﺮت ﻟ ﻪ ﺑﻄﻨ ﻲ ‪ ..‬ﺣﺘ ﻰ‬ ‫ﻓﻘﺎم اﻟﻤﻨﺎﻓﻖ ﻣﺮة أﺧﺮى ‪ ..‬وﻗﺎل ‪ :‬ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ‬
‫إذا آﺒ ﺮت ﺳ ﻨﻲ ‪ ..‬واﻧﻘﻄ ﻊ وﻟ ﺪي ‪ ..‬ﻇﺎه ﺮ‬ ‫أﺣﺴﻦ إﻟﻴﻬﻢ ‪..‬‬
‫ﻣﻨﻲ ‪ ..‬اﻟﻠﻬﻢ إﻧﻲ أﺷﻜﻮ إﻟﻴﻚ ‪..‬‬ ‫ﻓﺄﻋﺮض ﻋﻨﻪ اﻟﻨﺒﻲ ‪ .. ρ‬ﺻﻴﺎﻧﺔ ﻟﻌﺮض‬
‫وه ﻮ ‪ ε‬ﻳﻨﺘﻈ ﺮ أن ﻳﻨ ﺰل اﷲ ﺗﻌﺎﻟ ﻰ ﻓ ﻴﻬﻤﺎ‬ ‫اﻟﻤﺴﻠﻤﺎت ‪ ..‬وﻏﻴﺮة ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻔﻴﻔﺎت ‪..‬‬
‫ﺣﻜﻤ ًﺎ ﻣﻦ ﻋﻨﺪﻩ ‪..‬‬ ‫ﻓﻐﻀﺐ ذﻟﻚ اﻟﻤﻨﺎﻓﻖ ‪ ..‬وأدﺧﻞ ﻳﺪﻩ ﻓﻲ ﺟﻴﺐ درع‬
‫ﻓﺒﻴ ﻨﻤﺎ ﺧ ﻮﻟﺔ ﻋ ﻨﺪ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ε‬إذ ه ﺒﻂ‬ ‫اﻟﻨﺒﻲ ‪ .. ρ‬وﺟﺮﱠﻩ وهﻮ ﻳﺮدد ‪:‬‬
‫ﺟﺒﺮﻳﻞ ﻣﻦ اﻟﺴﻤﺎء ﻋﻠﻰ رﺳﻮل اﷲ ‪.. ε‬‬ ‫ﻲ ‪..‬‬
‫ﻲ ‪ ..‬أﺣﺴﻦ إﻟﻰ ﻣﻮاﻟ ّ‬ ‫أﺣﺴﻦ إﻟﻰ ﻣﻮاﻟ ّ‬
‫ﺑﻘﺮﺁن ﻓﻴﻪ ﺣﻜﻤﻬﺎ وﺣﻜﻢ زوﺟﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﻐﻀﺐ اﻟﻨﺒﻲ ‪ ρ‬واﻟﺘﻔﺖ إﻟﻴﻪ وﺻﺎح ﺑﻪ وﻗﺎل ‪:‬‬
‫ﻓﺎﻟ ﺘﻔﺖ ‪ ε‬إﻟ ﻴﻬﺎ وﻗﺎل ‪ :‬ﻳﺎ ﺧﻮﻳﻠﺔ ‪ ..‬ﻗﺪ أﻧﺰل‬ ‫أرﺳﻠﻨﻲ ‪..‬‬
‫ﻓﻴﻚ وﻓﻲ ﺻﺎﺣﺒﻚ ﻗﺮﺁﻧ ًﺎ ‪ ..‬ﺛﻢ ﻗﺮأ " ﻗﺪ ﺳﻤﻊ‬ ‫ﻓﺄﺑﻰ اﻟﻤﻨﺎﻓﻖ ‪ ..‬وأﺧﺬ ﻳﻨﺎﺷﺪ اﻟﻨﺒﻲ ‪ ρ‬اﻟﻌﺪول ﻋﻦ‬
‫اﷲ ﻗ ﻮل اﻟﺘ ﻲ ﺗﺠﺎدﻟ ﻚ ﻓ ﻲ زوﺟﻬ ﺎ وﺗﺸ ﺘﻜﻲ‬ ‫ﻗﺘﻠﻬﻢ ‪..‬‬
‫إﻟﻰ اﷲ واﷲ ﻳﺴﻤﻊ ﺗﺤﺎورآﻤﺎ إن اﷲ ﺳﻤﻴﻊ‬ ‫ﻓﺎﻟﺘﻔﺖ إﻟﻴﻪ اﻟﻨﺒﻲ ‪ ρ‬وﻗﺎل ‪ :‬هﻢ ﻟﻚ ‪..‬‬
‫ﺑﺼ ﻴﺮ " إﻟ ﻰ ﺁﺧ ﺮ اﻵﻳ ﺎت ﻣ ﻦ أول ﺳ ﻮرة‬ ‫ﺛﻢ ﻋﺪل ﻋﻦ ﻗﺘﻠﻬﻢ ‪ ..‬ﻟﻜﻨﻪ ‪ ρ‬أﺧﺮﺟﻬﻢ ﻣﻦ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ‬
‫اﻟﻤﺠﺎدﻟﺔ ‪..‬‬ ‫‪ ..‬وﻃﺮﱠدهﻢ ﻣﻦ دﻳﺎرهﻢ ‪..‬‬
‫‪16‬‬
‫‪Books-sea.com‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬ ‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﺗﻌﺮﺿ ﻨﺎ ﻓ ﻴﻬﺎ ﻟﻺهﺎﻧ ﺔ ﻣ ﻦ أﺳ ﺮﺗﻨﺎ ‪ ..‬أو‬ ‫ﺛﻢ ﻗﺎل ﻟﻬﺎ ‪ ε‬ﻣُﺮﻳﻪ ﻓﻠﻴﻌﺘﻖ رﻗﺒﺔ ‪..‬‬
‫ﺗﻌ ﺮض ﻟﻬﺎ أﺣﺪﻧﺎ ﻣﻦ زوﺟﺔ أﺑﻴﻪ ‪ ..‬أو ﻧﺤﻮ‬ ‫ﻓﻘﺎﻟﺖ ‪ :‬ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪ ..‬ﻣﺎ ﻋﻨﺪﻩ ﻣﺎ ﻳﻌﺘﻖ ‪..‬‬
‫ذﻟﻚ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻓﻠﻴﺼﻢ ﺷﻬﺮﻳﻦ ﻣﺘﺘﺎﺑﻌﻴﻦ ‪..‬‬
‫وآ ﻢ ﺻ ﺎر اﻹﺣﺴ ﺎن إﻟ ﻰ اﻟﺼﻐﺎر ﻃﺮﻳﻘ ًﺎ إﻟﻰ‬ ‫ﻗﺎﻟﺖ ‪ :‬واﷲ إﻧﻪ ﻟﺸﻴﺦ آﺒﻴﺮ ﻣﺎ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺻﻴﺎم ‪..‬‬
‫اﻟﺘﺄﺛﻴ ﺮ ﻟ ﻴﺲ ﻓ ﻴﻬﻢ ﻓﻘ ﻂ ‪ ..‬ﺑ ﻞ ﻓ ﻲ ﺁﺑ ﺎﺋﻬﻢ‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻓﻠﻴﻄﻌﻢ ﺳﺘﻴﻦ ﻣﺴﻜﻴﻨ ًﺎ وﺳﻘ ًﺎ ﻣﻦ ﺗﻤﺮ ‪..‬‬
‫وأهﻠﻴﻬﻢ ‪ ..‬وآﺴﺐ ﻣﺤﺒﺘﻬﻢ ﺟﻤﻴﻌ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎﻟﺖ ‪ :‬ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪ ..‬ﻣﺎ ذاك ﻋﻨﺪﻩ ‪..‬‬
‫ﻳﺘﻜ ﺮر آﺜﻴ ﺮًا ﻟﻤ ﺪرس اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ اﻻﺑﺘﺪاﺋﻴﺔ أن‬ ‫ﻓﻘﺎل ‪ : ε‬ﻓﺈﻧﺎ ﺳﻨﻌﻴﻨﻪ ﺑﻌﺮق ﻣﻦ ﺗﻤﺮ ‪..‬‬
‫ﻳﺘﺼ ﻞ ﺑ ﻪ أﺣ ﺪ أﺑ ﻮي ﻃﺎﻟ ﺐ ﺻ ﻐﻴﺮ وﻳﺜﻨ ﻲ‬ ‫ﻗﺎﻟ ﺖ ‪ :‬واﷲ ﻳ ﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ..‬أﻧ ﺎ ﺳ ﺄﻋﻴﻨﻪ ﺑﻌ ﺮق‬
‫ﻋﻠﻴﻪ وأﻧﻪ أﺣﺒﻪ ﻟﻤﺤﺒﺔ وﻟﺪﻩ ﻟﻪ وآﺜﺮة ذآﺮﻩ‬ ‫ﺁﺧﺮ ‪..‬‬
‫ﺑﺎﻟﺨﻴ ﺮ ‪ ..‬وﻗ ﺪ ﻳﻌﺒ ﺮون ﻋ ﻦ ه ﺬﻩ اﻟﻤﺸ ﺎﻋﺮ‬ ‫ﻓﻘ ﺎل ‪ : ε‬ﻗ ﺪ أﺻﺒﺖ وأﺣﺴﻨﺖ ‪ ..‬ﻓﺎذهﺒﻲ ﻓﺘﺼﺪﻗﻲ‬
‫ﻓﻲ ﻟﻘﺎء ﻋﺎﺑﺮ ‪ ..‬أو هﺪﻳﺔ أو رﺳﺎﻟﺔ ‪..‬‬ ‫)‪(13‬‬
‫ﺑﻪ ﻋﻨﻪ ‪ ..‬ﺛﻢ اﺳﺘﻮﺻﻲ ﺑﺎﺑﻦ ﻋﻤﻚ ﺧﻴﺮًا ‪..‬‬
‫إذن ﻻ ﺗﺤﺘﻘﺮ اﻻﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﻓﻲ وﺟﻪ اﻟﺼﻐﻴﺮ ‪..‬‬ ‫ﻓﺴ ﺒﺤﺎن ﻣ ﻦ وه ﺒﻪ اﻟﻠ ﻴﻦ واﻟ ﺘﺤﻤﻞ ﻣﻊ اﻟﺠﻤﻴﻊ ‪..‬‬
‫وآﺴ ﺐ ﻗﻠ ﺒﻪ ‪ ..‬وﻣﻤﺎرﺳ ﺔ ﻣﻬ ﺎرات اﻟ ﺘﻌﺎﻣﻞ‬ ‫ﺣﺘﻰ ﻓﻲ ﻣﺸﺎآﻠﻬﻢ اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ‪ ..‬ﻳﺘﻔﺎﻋﻞ ﻣﻌﻬﻢ ‪..‬‬
‫اﻟﺮاﺋﻊ ﻣﻌﻪ ‪..‬‬ ‫وﻗ ﺪ ﺟ ﺮﺑﺖ ﺑﻨﻔﺴ ﻲ ‪ ..‬اﻟ ﺘﻌﺎﻣﻞ ﺑﺎﻟﻠ ﻴﻦ واﻟﻤﻬﺎرات‬
‫أﻟﻘ ﻴﺖ ﻳ ﻮﻣ ًﺎ ﻣﺤﺎﺿ ﺮة ﻋ ﻦ اﻟﺼ ﻼة ﻟﻄ ﻼب‬ ‫اﻟﻌﺎﻃﻔ ﻴﺔ ﻣ ﻊ اﻟﺒ ﻨﺖ واﻟ ﺰوﺟﺔ ‪ ..‬وﻗ ﺒﻞ ذﻟ ﻚ اﻷم‬
‫ﺻﻐﺎر ﻓﻲ ﻣﺪرﺳﺔ ‪..‬‬ ‫واﻷﺧ ﺖ ‪ ..‬ﻓﻮﺟﺪت ﻟﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﺘﺄﺛﻴﺮ اﻟﻜﺒﻴﺮ ‪ ..‬ﻣﺎ ﻻ‬
‫ﻓﺴ ﺄﻟﺘﻬﻢ ﻋ ﻦ ﺣ ﺪﻳﺚ ﺣ ﻮل أهﻤ ﻴﺔ اﻟﺼﻼة ‪..‬‬ ‫ﻳﺘﺼﻮرﻩ إﻻ ﻣﻦ ﻣﺎرﺳﻪ ‪..‬‬
‫ﻓﺄﺟ ﺎب أﺣ ﺪهﻢ ‪ :‬ﻗ ﺎل ‪ : ε‬ﺑ ﻴﻦ اﻟ ﺮﺟﻞ وﺑ ﻴﻦ‬ ‫ﻓﺎﻟﻤ ﺮأة ﻻ ﻳﻜ ﺮﻣﻬﺎ إﻻ آ ﺮﻳﻢ ‪ ..‬وﻻ ﻳﻬﻴﻨﻬﺎ إﻻ ﻟﺌﻴﻢ‬
‫اﻟﻜﻔﺮ أو اﻟﺸﺮك ﺗﺮك اﻟﺼﻼة ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫أﻋﺠﺒﻨ ﻲ ﺟ ﻮاﺑﻪ ‪ ..‬وﻣ ﻦ ﺷ ﺪة اﻟﺤﻤ ﺎس‬
‫ﻧﺰﻋﺖ ﺳﺎﻋﺔ ﻳﺪي وأﻋﻄﻴﺘﻪ إﻳﺎهﺎ ‪..‬‬ ‫وﻗﻔﺔ ‪..‬‬
‫وآﺎﻧ ﺖ – ﻋﻤ ﻮﻣ ًﺎ – ﺳ ﺎﻋﺔ ﻋﺎدﻳﺔ آﺴﺎﻋﺎت‬ ‫ﻗﺪ ﺗﺼﺒﺮ اﻟﻤﺮأة ﻋﻠﻰ ‪ ..‬ﻓﻘﺮ زوﺟﻬﺎ ‪ ..‬وﻗﺒﺤﻪ ‪..‬‬
‫اﻟﻄﺒﻘﺔ اﻟﻜﺎدﺣﺔ ‪!..‬‬ ‫واﻧﺸﻐﺎﻟﻪ ‪ ..‬ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻗﻞ أن ﺗﺼﺒﺮ ﻋﻠﻰ ﺳﻮء ﺧﻠﻘﻪ‬
‫آ ﺎن ه ﺬا اﻟﻤﻮﻗ ﻒ ﻣﺸ ﺠﻌ ًﺎ ﻟ ﺬﻟﻚ اﻟﻐ ﻼم ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫أﺣ ﺐ اﻟﻌﻠ ﻢ أآﺜ ﺮ ‪ ..‬وﺗ ﻮﺟﻪ ﻟﺤﻔﻆ اﻟﻘﺮﺁن ‪..‬‬
‫وﺷﻌﺮ ﺑﻘﻴﻤﺘﻪ ‪..‬‬ ‫‪ 11.‬اﻟﺼﻐﺎر ‪..‬‬
‫ﻣﻀ ﺖ اﻷﻳ ﺎم ‪ ..‬ﺑ ﻞ اﻟﺴ ﻨﻴﻦ ‪ ..‬ﺛ ﻢ ﻓ ﻲ أﺣ ﺪ‬ ‫آ ﻢ ه ﻲ اﻟﻤﻮاﻗ ﻒ اﻟﺘ ﻲ وﻗﻌ ﺖ ﻟ ﻨﺎ ﻓ ﻲ ﺻﻐﺮﻧﺎ وﻻ‬
‫اﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ﺗﻔﺎﺟﺄت أن اﻹﻣﺎم هﻮ ذﻟﻚ اﻟﻐﻼم ‪..‬‬ ‫ﺗ ﺰال ﻣﻄ ﺒﻮﻋﺔ ﻓ ﻲ أذهﺎﻧ ﻨﺎ إﻟ ﻰ اﻟ ﻴﻮم ‪ ..‬ﺳ ﻮاء‬
‫وﻗﺪ ﺻﺎر ﺷﺎﺑ ًﺎ ﻣﺘﺨﺮﺟ ًﺎ ﻣﻦ آﻠﻴﺔ اﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ‪..‬‬ ‫آﺎﻧﺖ ﻣﻔﺮﺣﺔ أو ﻣﺤﺰﻧﺔ ‪..‬‬
‫وﻳﻌﻤ ﻞ ﻓﻲ ﺳﻠﻚ اﻟﻘﻀﺎء ﺑﺄﺣﺪ اﻟﻤﺤﺎآﻢ ‪ ..‬ﻟﻢ‬ ‫ﻋ ﺪ ﺑﺬاآ ﺮﺗﻚ إﻟﻰ أﻳﺎم ﻃﻔﻮﻟﺘﻚ ‪ ..‬ﺳﺘﺬآﺮ ﻻ ﻣﺤﺎﻟﺔ‬ ‫ُ‬
‫أذآﺮﻩ وإﻧﻤﺎ ﺗﺬآﺮﻧﻲ هﻮ ‪..‬‬ ‫ﺟﺎﺋ ﺰة آ ﺮﻣﺖ ﺑﻬ ﺎ ﻓ ﻲ ﻣﺪرﺳ ﺘﻚ ‪ ..‬أو ﺛ ﻨﺎء أﺛ ﻨﺎﻩ‬
‫ﻓﺎﻧﻈ ﺮ آ ﻴﻒ اﻧﻄ ﺒﻌﺖ ﻓ ﻲ ذه ﻨﻪ اﻟﻤﺤ ﺒﺔ‬ ‫ﻋﻠ ﻴﻚ أﺣ ﺪ ﻓ ﻲ ﻣﺠﻠ ﺲ ﻋ ﺎم ‪ ..‬ﻓﻬﻲ ﻣﻮاﻗﻒ ﺗﺤﻔﺮ‬
‫واﻟﺘﻘﺪﻳﺮ ﺑﻤﻮﻗﻒ ﻋﺎﺷﻪ ﻗﺒﻞ ﺳﻨﻴﻦ ‪..‬‬ ‫ﺻﻮرﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺬاآﺮة ‪ ..‬ﻓﻼ ﺗﻜﺎد ﺗﻨﺴﻰ ‪..‬‬
‫وأذآﺮ أﻧﻲ دﻋﻴﺖ ﻟﻴﻠﺔ ﻹﺣﺪى اﻟﻮﻻﺋﻢ ‪ ..‬ﻓﺈذا‬ ‫وإﻟ ﻰ ﺟﺎﻧ ﺐ ذﻟ ﻚ ‪ ..‬ﻻ ﻧﺰال ﻧﺘﺬآﺮ ﻣﻮاﻗﻒ ﻣﺤﺰﻧﺔ‬
‫ﺷ ﺎب ﻣﺸ ﺮق اﻟ ﻮﺟﻪ ﻳﺴ ﻠﻢ ﻋﻠﻲ ﺑﺤﺮارة ﺑﻲ‬ ‫‪ ..‬وﻗﻌ ﺖ ﻟ ﻨﺎ ﻓ ﻲ ﻃﻔﻮﻟﺘ ﻨﺎ ‪ ..‬ﻣﺪرس ﺿﺮﺑﻨﺎ ‪ ..‬أو‬
‫وﻳﺬآﺮﻧ ﻲ ﺑﻤﻮﻗ ﻒ ﻟﻄ ﻴﻒ وﻗ ﻊ ﻟ ﻪ ﻣﻌ ﻲ ﻓ ﻲ‬ ‫ﺧﺼ ﻮﻣﺔ ﻣ ﻊ زﻣ ﻼء ﻓ ﻲ اﻟﻤﺪرﺳ ﺔ ‪ ..‬أو ﻣﻮاﻗ ﻒ‬
‫ﻣﺤﺎﺿﺮة أﻟﻘﻴﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺪرﺳﺘﻪ ﻟﻤﺎ آﺎن ﻏﻼﻣًﺎ‬
‫ﺻﻐﻴﺮًا ‪..‬‬
‫) ‪ ( 13‬رواﻩ أﺣﻤﺪ وأﺑﻮ داود ‪ ،‬ﺻﺤﻴﺢ ‪.‬‬
‫‪17‬‬
‫‪Books-sea.com‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫وآ ﺎن ﻳ ﺰور اﻷﻧﺼ ﺎر وﻳُﺴ ﻠﻢ ﻋﻠ ﻰ ﺻﺒﻴﺎﻧﻬﻢ‬
‫‪ ..‬وﻳﻤﺴﺢ رؤوﺳﻬﻢ ‪..‬‬
‫وﻋ ﻨﺪ رﺟ ﻮﻋﻪ ‪ ρ‬ﻣ ﻦ اﻟﻤﻌﺮآﺔ آﺎن ﻳﺴﺘﻘﺒﻠﻪ‬
‫اﻷﻃﻔﺎل ﻓﻴﺮآﺒﻬﻢ ﻣﻌﻪ ‪..‬‬
‫ﻓﻌﻨﺪ ﻋﻮدة اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻣﻦ ﻣﺆﺗﺔ ‪..‬‬
‫أﻗﺒﻞ اﻟﺠﻴﺶ إﻟﻰ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ راﺟﻌ ًﺎ ‪..‬‬
‫ﻓ ﺘﻠﻘﺎهﻢ اﻟﻨﺒ ﻲ ﻋﻠ ﻴﻪ اﻟﺼ ﻼة واﻟﺴ ﻼم ‪..‬‬
‫واﻟﻤﺴﻠﻤﻮن ‪..‬‬
‫وﻟﻘﻴﻬﻢ اﻟﺼﺒﻴﺎن ﻳﺸﺘﺪون ‪..‬‬
‫ﻓﻠﻤ ﺎ رأى ‪ ρ‬اﻟﺼ ﺒﻴﺎن ‪ ..‬ﻗ ﺎل ‪ :‬ﺧ ﺬوا‬
‫اﻟﺼﺒﻴﺎن ﻓﺎﺣﻤﻠﻮهﻢ ‪..‬‬
‫وأﻋﻄﻮﻧﻲ اﺑﻦ ﺟﻌﻔﺮ ‪..‬‬
‫ﻓﺄُﺗ ﻲ ﺑﻌ ﺒﺪ اﷲ ﺑ ﻦ ﺟﻌﻔ ﺮ ﻓﺄﺧ ﺬﻩ ﻓﺤﻤﻠ ﻪ ﺑ ﻴﻦ‬
‫ﻳﺪﻳﻪ ‪..‬‬
‫وآ ﺎن ‪ ρ‬ﻳﺘﻮﺿ ﺄ ﻳ ﻮﻣ ًﺎ ﻣﻦ ﻣﺎء ‪ ..‬ﻓﺄﻗﺒﻞ إﻟﻴﻪ‬
‫ﻣﺤﻤﻮد ﺑﻦ اﻟﺮﺑﻴﻊ ﻃﻔﻞ ﻋﻤﺮﻩ ﺧﻤﺲ ﺳﻨﻮات‬
‫‪ ..‬ﻓﺠﻌ ﻞ ‪ ρ‬ﻓ ﻲ ﻓﻤ ﻪ ﻣﺎء ﺛﻢ ﻣﺠﻪ ﻓﻲ وﺟﻬﻪ‬
‫ﻳﻤﺎزﺣﻪ ‪.. ( 14) ..‬‬
‫وﻋﻤ ﻮﻣ ًﺎ ‪ ..‬آ ﺎن ‪ ρ‬ﺿ ﺤﻮآ ًﺎ ﻣ ﺰوﺣ ًﺎ ﻣ ﻊ‬
‫اﻟ ﻨﺎس ‪ ..‬ﻳ ﺪﺧﻞ اﻟﺴ ﺮور إﻟ ﻰ ﻗﻠ ﻮﺑﻬﻢ ‪..‬‬
‫ﺧﻔ ﻴﻔ ًﺎ ﻋﻠ ﻰ اﻟ ﻨﻔﻮس ﻻ ﻳﻤ ﻞ أﺣ ﺪ ﻣ ﻦ‬
‫ﻣﺠﺎﻟﺴﺘﻪ ‪..‬‬
‫أﻗﺒﻞ إﻟﻴﻪ رﺟﻞ ﻳﻮﻣ ًﺎ ﻳﺮﻳﺪ داﺑﺔ ﻟﻴﺴﺎﻓﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ‬
‫أو ﻳﻐﺰو ‪..‬‬
‫ﻓﻘ ﺎل ‪ ρ‬ﻣﻤﺎزﺣ ًﺎ ﻟﻪ ‪ ) :‬إﻧﻲ ﺣﺎﻣﻠﻚ ﻋﻠﻰ وﻟﺪ‬
‫ﻧﺎﻗﺔ ( ‪..‬‬
‫ﻓﻌﺠ ﺐ اﻟ ﺮﺟﻞ ‪ ..‬آ ﻴﻒ ﻳ ﺮآﺐ ﻋﻠ ﻰ ﺟﻤ ﻞ‬
‫ﺻ ﻐﻴﺮ ‪ ..‬ﻻ ﻳﺴ ﺘﻄﻴﻊ ﺣﻤﻠ ﻪ ‪ ..‬ﻓﻘ ﺎل ‪ :‬ﻳ ﺎ‬
‫رﺳﻮل اﷲ وﻣﺎ أﺻﻨﻊ ﺑﻮﻟﺪ اﻟﻨﺎﻗﺔ ؟‬
‫ﻓﻘ ﺎل ‪ ) : ρ‬وه ﻞ ﺗﻠ ﺪ اﻹﺑ ﻞ إﻻ اﻟ ﻨﻮق ( ‪..‬‬
‫ﻳﻌﻨﻲ ﺳﺄﻋﻄﻴﻚ ﺑﻌﻴﺮًا آﺒﻴﺮًا ‪ ..‬ﻟﻜﻨﻪ ‪ -‬ﻗﻄﻌ ًﺎ ‪-‬‬
‫ﻗﺪ وﻟﺪﺗﻪ ﻧﺎﻗﺔ ‪..‬‬
‫وﻗ ﺎل ‪ ρ‬ﻳ ﻮﻣ ًﺎ ﻷﻧ ﺲ ﻣﻤﺎزﺣ ًﺎ ‪ ) :‬ﻳ ﺎ ذا‬
‫اﻷذﻧﻴﻦ ( ‪..‬‬
‫وأﻗ ﺒﻠﺖ إﻟ ﻴﻪ اﻣ ﺮأة ﻳ ﻮﻣ ًﺎ ﺗﺸ ﺘﻜﻲ زوﺟﻬ ﺎ ‪..‬‬
‫ﻓﻘﺎل ﻟﻬﺎ ‪ : ε‬زوﺟﻚ اﻟﺬي ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻪ ﺑﻴﺎض ؟‬
‫رواﻩ اﻟﺒﺨﺎري ‪.‬‬
‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫وآ ﻢ ﺗ ﺮى ﻣ ﻦ اﻟ ﻨﺎس اﻟ ﺬﻳﻦ ﻳﺤﺴﻨﻮن اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ‬
‫اﻟﺼ ﻐﺎر ﻣﻦ ﻳﺨﺮج ﻣﻦ اﻟﻤﺴﺠﺪ ‪ ..‬ﻓﺘﺮى أﺑ ًﺎ ﻳﺠﺮﻩ‬
‫وﻟ ﺪﻩ اﻟﺼ ﻐﻴﺮ ﺑ ﻴﺪﻩ ﻟﻴﺼ ﻞ إﻟ ﻰ ه ﺬا اﻟ ﺮﺟﻞ ﻓﻴﺴ ﻠﻢ‬
‫ﻋﻠﻴﻪ وﻳﺒﻠﻐﻪ ﺑﻤﺤﺒﺔ وﻟﺪﻩ ﻟﻪ ‪..‬‬
‫وﻗ ﺪ ﻳﻘ ﻊ ﻣ ﺜﻞ ه ﺬا اﻟﻤﻮﻗ ﻒ ﻓ ﻲ وﻟ ﻴﻤﺔ آﺒﻴ ﺮة أو‬
‫ﻋﺮس ‪ ..‬ﻳﻜﺜﺮ ﻓﻴﻪ اﻟﻤﺪﻋﻮون ‪..‬‬
‫وﻻ أآ ﺘﻤﻚ أﻧﻨ ﻲ أﺑﺎﻟﻎ ﻓﻲ إآﺮام اﻟﺼﻐﺎر واﻟﺤﻔﺎوة‬
‫ﺑﻬ ﻢ ﺑﻌﺾ اﻟﺸﻲء ‪ ..‬ﺑﻞ واﻻﺳﺘﻤﺎع إﻟﻰ أﺣﺎدﻳﺜﻬﻢ‬
‫اﻟﻌﺬﺑ ﺔ – وإن آﺎﻧ ﺖ ﻓ ﻲ أآﺜ ﺮ اﻷﺣﻴﺎن ﻏﻴﺮ ﻣﻬﻤﺔ‬
‫– ﺑ ﻞ أزﻳ ﺪ اﻟﺤﻔ ﺎوة ﺑﺒﻌﻀﻬﻢ أﺣﻴﺎﻧ ًﺎ إآﺮاﻣ ًﺎ ﻟﻮاﻟﺪﻩ‬
‫وآﺴﺒ ًﺎ ﻟﻤﺤﺒﺘﻪ ‪..‬‬
‫أﺣ ﺪ اﻷﺻ ﺪﻗﺎء آ ﻨﺖ أﻟﻘﺎﻩ أﺣﻴﺎﻧ ًﺎ ﻣﻊ وﻟﺪﻩ اﻟﺼﻐﻴﺮ‬
‫‪ ..‬ﻓﻜﻨﺖ أﺣﺘﻔﻲ ﺑﺎﻟﺼﻐﻴﺮ وأﻻﻃﻔﻪ ‪..‬‬
‫ﻟﻘﻴﻨ ﻲ ﺻ ﺪﻳﻘﻲ ه ﺬا ﻳ ﻮﻣ ًﺎ ﻓﻲ ﻣﺤﻔﻞ آﺒﻴﺮ ‪ ..‬ﻓﺄﻗﺒﻞ‬
‫ﻲ ﺑ ﻮﻟﺪﻩ ﻳﺴ ﻠﻢ ﻋﻠ ﻲ ‪ ..‬ﺛ ﻢ ﻗ ﺎل ‪ :‬ﻣ ﺎذا ﻓﻌﻠ ﺖ‬ ‫إﻟ ﱠ‬
‫ﺑ ﻮﻟﺪي ! ﻳﺴ ﺄﻟﻬﻢ ﻣﺪرﺳ ﻬﻢ ﻗ ﺒﻞ أﻳ ﺎم ﻋﻦ أﻣﻨﻴﺎﺗﻬﻢ‬
‫ﻓ ﻲ اﻟﻤﺴ ﺘﻘﺒﻞ ‪ ..‬ﻓﻤ ﻨﻬﻢ ﻣ ﻦ ﻗ ﺎل ‪ :‬أآﻮن ﻃﺒﻴﺒ ًﺎ ‪..‬‬
‫واﻵﺧ ﺮ ﻗ ﺎل ‪ :‬أآ ﻮن ﻣﻬﻨﺪﺳ ًﺎ ‪ ..‬ووﻟ ﺪي ﻗ ﺎل ‪:‬‬
‫أآﻮن ﻣﺤﻤﺪ اﻟﻌﺮﻳﻔﻲ !!‬
‫وﻳﻤﻜ ﻨﻚ أن ﺗﻼﺣ ﻆ أﻧ ﻮاع اﻟ ﻨﺎس ﻓ ﻲ اﻟ ﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣ ﻊ‬
‫اﻟﺼ ﻐﺎر ‪ ..‬ﻋ ﻨﺪﻣﺎ ﻳ ﺪﺧﻞ رﺟ ﻞ إﻟ ﻰ ﻣﺠﻠ ﺲ ﻋ ﺎم‬
‫وﻳﻄ ﻮف ﺑﺎﻟﺤﺎﺿ ﺮﻳﻦ ﻣﺼﺎﻓﺤ ًﺎ ‪ ..‬ووﻟﺪﻩ ﻣﻦ ﺧﻠﻔﻪ‬
‫ﻳﻔﻌﻞ آﻔﻌﻠﻪ ‪ ..‬ﻓﻤﻦ اﻟﻨﺎس ﻣﻦ ﻳﺘﻐﺎﻓﻞ ﻋﻦ اﻟﺼﻐﻴﺮ‬
‫‪ ..‬وﻣ ﻨﻬﻢ ﻣ ﻦ ﻳﺼ ﺎﻓﺤﻪ ﺑﻄ ﺮف ﻳ ﺪﻩ ‪ ..‬وﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ‬
‫ﻼ ﻳ ﺎ ﺑﻄ ﻞ ‪ ..‬آ ﻴﻒ‬ ‫ﻳﻬ ﺰ ﻳ ﺪﻩ ﻣﺒﺘﺴ ﻤ ًﺎ ﻣ ﺮددًا ‪ :‬أه ً‬
‫ﺣﺎﻟ ﻚ ﻳ ﺎ ﺷ ﺎﻃﺮ ‪ ..‬ﻓﻬ ﺬا اﻟ ﺬي ﺗﻨﻄ ﺒﻊ ﻣﺤﺒ ﺘﻪ ﻓ ﻲ‬
‫ﻗﻠﺐ اﻟﺼﻐﻴﺮ ‪ ..‬ﺑﻞ وﻗﻠﺐ أﺑﻴﻪ وأﻣﻪ ‪..‬‬
‫آ ﺎن اﻟﻤﺮﺑ ﻲ اﻷول ‪ ε‬ﻟ ﻪ أﺣﺴ ﻦ اﻟ ﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣ ﻊ‬
‫اﻟﺼﻐﺎر ‪..‬‬
‫آ ﺎن ﻷﻧ ﺲ ﺑ ﻦ ﻣﺎﻟ ﻚ أخ ﺻ ﻐﻴﺮ ‪ ..‬وآ ﺎن ‪ρ‬‬
‫ﻳﻤﺎزﺣ ﻪ وﻳﻜﻨ ﻴﻪ ﺑﺄﺑﻲ ﻋﻤﻴﺮ ‪ ..‬وآﺎن ﻟﻠﺼﻐﻴﺮ ﻃﻴﺮ‬
‫ﺻﻐﻴﺮ ﻳﻠﻌﺐ ﺑﻪ ‪ ..‬ﻓﻤﺎت اﻟﻄﻴﺮ ‪..‬‬
‫ﻓﻜ ﺎن ‪ ε‬ﻳﻤﺎزﺣ ﻪ إذا ﻟﻘ ﻴﻪ ‪ ..‬وﻳﻘ ﻮل ‪ :‬ﻳﺎ أﺑﺎ ﻋﻤﻴﺮ‬
‫‪ ..‬ﻣﺎ ﻓﻌﻞ اﻟﻨﻐﻴﺮ ؟ ﻳﻌﻨﻲ اﻟﻄﺎﺋﺮ اﻟﺼﻐﻴﺮ ‪..‬‬
‫وآ ﺎن ﻳﻌﻄ ﻒ ﻋﻠ ﻰ اﻟﺼ ﻐﺎر وﻳﻼﻋ ﺒﻬﻢ ‪ ..‬وﻳﻼﻋﺐ‬
‫زﻳ ﻨﺐ ﺑ ﻨﺖ أم ﺳ ﻠﻤﺔ وﻳﻘ ﻮل ‪ ) :‬ﻳ ﺎ زوﻳ ﻨﺐ ‪ ..‬ﻳ ﺎ‬
‫زوﻳﻨﺐ ‪.. ( ..‬‬
‫وآﺎن إذا ﻣﺮ ﺑﺼﺒﻴﺎن ﻳﻠﻌﺒﻮن ﺳﻠﻢ ﻋﻠﻴﻬﻢ ‪..‬‬
‫) ‪( 14‬‬
‫‪18‬‬
‫‪Books-sea.com‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬ ‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﺧﺮج إﻟﻴﻬﻢ وﺣﺪﻩ ‪..‬‬ ‫ﻓﻔ ﺰﻋﺖ اﻟﻤ ﺮأة وﻇﻨﺖ أﻧﻪ زوﺟﻬﺎ ﻋﻤﻲ ﺑﺼﺮﻩ ‪..‬‬
‫وﺻ ﻞ إﻟ ﻰ اﻟﻄﺎﺋ ﻒ ‪ ..‬وﻋﻤ ﺪ إﻟ ﻰ ﻧﻔ ﺮ ﺛﻼﺛﺔ‬ ‫آﻤ ﺎ ﻗ ﺎل اﷲ ﻋ ﻦ ﻳﻌﻘﻮب ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم " واﺑﻴﻀﺖ‬
‫ﻣ ﻦ ﺛﻘ ﻴﻒ وه ﻢ ﺳ ﺎدة ﺛﻘﻴﻒ وأﺷﺮاﻓﻬﻢ وهﻢ‬ ‫ﻋﻴﻨﺎﻩ ﻣﻦ اﻟﺤﺰن " أي ‪ :‬ﻋﻤﻲ ‪..‬‬
‫إﺧ ﻮة ﺛﻼﺛ ﺔ ‪ ..‬ﻋ ﺒﺪ ﻳ ﺎ ﻟ ﻴﻞ ‪ ..‬وﻣﺴ ﻌﻮد ‪..‬‬ ‫ﻓ ﺮﺟﻌﺖ ﻓ ﺰﻋﺔ إﻟ ﻰ زوﺟﻬ ﺎ وﺟﻌﻠ ﺖ ﺗﻨﻈ ﺮ ﻓ ﻲ‬
‫وﺣﺒﻴﺐ ‪ ..‬ﺑﻨﻮ ﻋﻤﺮو ﺑﻦ ﻋﻤﻴﺮ ‪..‬‬ ‫ﻋﻴﻨﻴﻪ ‪ ..‬وﺗﺪﻗﻖ ‪..‬‬
‫ﻓﺠﻠ ﺲ إﻟ ﻴﻬﻢ ‪ .. ρ‬ﻓ ﺪﻋﺎهﻢ إﻟ ﻰ اﷲ وآﻠﻤﻬﻢ‬ ‫ﻓﺴﺄﻟﻬﺎ ﻋﻦ ﺧﺒﺮهﺎ ؟!‬
‫ﻟﻤ ﺎ ﺟ ﺎءهﻢ ﻟ ﻪ ﻣ ﻦ ﻧﺼ ﺮﺗﻪ ﻋﻠ ﻰ اﻹﺳ ﻼم‬ ‫ﻓﻘﺎﻟ ﺖ ‪ :‬ﻗ ﺪ ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪ ε‬إن ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻚ ﺑﻴﺎض‬
‫واﻟﻘﻴﺎم ﻣﻌﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﺧﺎﻟﻔﻪ ﻣﻦ ﻗﻮﻣﻪ ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫ﻓﻘﺎل أﺣﺪهﻢ ‪ :‬هﻮ ﻳﻤﺮط ﺛﻴﺎب اﻟﻜﻌﺒﺔ إن آﺎن‬ ‫ﻓﻘﺎل ﻟﻬﺎ ‪ :‬ﻳﺎ اﻣﺮأة ‪ ..‬أﻣﺎ أﺧﺒﺮك أن ﺑﻴﺎﺿﻬﺎ أآﺜﺮ‬
‫اﷲ أرﺳﻠﻚ ‪..‬‬ ‫ﻣﻦ ﺳﻮادهﺎ ‪..‬‬
‫وﻗ ﺎل اﻵﺧ ﺮ ‪ :‬أﻣ ﺎ وﺟ ﺪ اﷲ أﺣ ﺪًا أرﺳ ﻠﻪ‬ ‫أي أن آﻞ أﺣﺪ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻪ ﺑﻴﺎض وﺳﻮاد ‪..‬‬
‫ﻏﻴﺮك ؟‬ ‫وآ ﺎن ‪ ε‬إذا ﻣﺎزﺣ ﻪ أﺣ ﺪ ﺗﻔﺎﻋ ﻞ ﻣﻌ ﻪ ‪ ..‬وﺿ ﺤﻚ‬
‫أﻣﺎ اﻟﺜﺎﻟﺚ ﻓﻘﺎل – ﻣﺘﻔﻠﺴﻔ ًﺎ ‪: -‬‬ ‫وﺗﺒﺴﻢ ‪..‬‬
‫واﷲ ﻻ أآﻠﻤ ﻚ أﺑ ﺪًا ! ﻟ ﺌﻦ آ ﻨﺖ رﺳ ﻮ ًﻻ ﻣ ﻦ‬ ‫دﺧ ﻞ ﻋﻠ ﻴﻪ ﻋﻤ ﺮ وه ﻮ ‪ ρ‬ﻏﻀ ﺒﺎن ﻋﻠ ﻰ ﻧﺴ ﺎﺋﻪ ‪..‬‬
‫اﷲ آﻤ ﺎ ﺗﻘ ﻮل ﻷﻧﺖ أﻋﻈﻢ ﺧﻄﺮًا ﻣﻦ أن أرد‬ ‫ﻟﻤﺎ أآﺜﺮن ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻄﺎﻟﺒﺘﻪ ﺑﺎﻟﻨﻔﻘﺔ ‪ ..‬ﻓﻘﺎل ﻋﻤﺮ ‪ :‬ﻳَﺎ‬
‫ﻋﻠﻴﻚ اﻟﻜﻼم ‪ ..‬وﻟﺌﻦ آﻨﺖ ﺗﻜﺬب ﻋﻠﻰ اﷲ ﻣﺎ‬ ‫ﺶ ‪..‬‬
‫ﺸ َﺮ ُﻗ َﺮ ْﻳ ٍ‬ ‫ﷲ ‪َ ..‬ﻟ ْﻮ َرَأ ْﻳ َﺘ ﻨﺎ َو ُآ ﻨﱠﺎ َﻣ ْﻌ َ‬ ‫ﺳ ﻮ َل ا ِﱠ‬ ‫َر ُ‬
‫ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻲ أن أآﻠﻤﻚ ‪..‬‬ ‫ﺴ ﺎ َء ‪ ..‬ﻓﻜﻨﺎ إذا ﺳﺄﻟﺖ أﺣﺪَﻧﺎ اﻣﺮأﺗُﻪ ﻧﻔﻘ ًﺔ‬ ‫ﺐ اﻟ ﱢﻨ َ‬‫َﻧ ْﻐ ِﻠ ُ‬
‫ﻓﻠﻤ ﺎ ﺳ ﻤﻊ ‪ ε‬ﻣ ﻨﻬﻢ ه ﺬا اﻟ ﺮد اﻟﻘﺒ ﻴﺢ ‪ ..‬ﻗ ﺎم‬ ‫ﻗﺎم إﻟﻴﻬﺎ ﻓﻮﺟﺄ ﻋﻨﻘﻬﺎ ‪..‬‬
‫ﻣﻦ ﻋﻨﺪهﻢ ‪ ..‬وﻗﺪ ﻳﺌﺲ ﻣﻦ ﺧﻴﺮ ﺛﻘﻴﻒ ‪..‬‬ ‫ﺴ ﺎ ُؤ ُه ْﻢ ‪..‬‬
‫َﻓ َﻠ ﱠﻤ ﺎ َﻗ ِﺪ ْﻣ ﻨَﺎ ا ْﻟ َﻤﺪِﻳ َﻨ َﺔ ِإذَا َﻗ ْﻮ ٌم َﺗ ْﻐ ِﻠ ُﺒ ُﻬ ْﻢ ِﻧ َ‬
‫ﻟﻜ ﻨﻪ ﺧ ﺎف أن ﺗﻌﻠ ﻢ ﻗ ﺮﻳﺶ ﺑﺨﺒﺮ ﺛﻘﻴﻒ ﻣﻌﻪ‬ ‫ﻓﻄﻔﻖ ﻧﺴﺎؤﻧﺎ ﻳﺘﻌﻠﻤﻦ ﻣﻦ ﻧﺴﺎﺋﻬﻢ ‪..‬‬
‫ﻓﻴﺠﺘﺮﺋﻮن ﻋﻠﻴﻪ أآﺜﺮ ‪ ..‬ﻓﻘﺎل ﻟﻬﻢ ‪:‬‬ ‫ﻳﻌﻨﻲ ﻓﻘﻮﻳﺖ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻧﺴﺎؤﻧﺎ ‪..‬‬
‫إذا ﻓﻌﻠﺘﻢ ﻣﺎ ﻓﻌﻠﺘﻢ ﻓﺎآﺘﻤﻮا ﻋﻠﻰ ‪..‬‬ ‫ﻲ ‪ .. ρ‬ﺛ ﻢ زاد ﻋﻤ ﺮ اﻟﻜ ﻼم ‪ ..‬ﻓ ﺎزداد‬ ‫ﺴ َﻢ اﻟ ﱠﻨ ِﺒ ﱡ‬‫َﻓ َﺘ َﺒ ﱠ‬
‫ﻓﻠﻢ ﻳﻔﻌﻠﻮا ‪ ..‬وأﻏﺮوا ﺑﻪ ﺳﻔﻬﺎءهﻢ وﻋﺒﻴﺪهﻢ‬ ‫ﺗﺒﺴﻢ اﻟﻨﺒﻲ ‪ .. ρ‬ﺗﻠﻄﻔ ًﺎ ﻣﻊ ﻋﻤﺮ ‪.. τ‬‬
‫ﻳﺴﺒﻮﻧﻪ وﻳﺼﻴﺤﻮن ﺑﻪ ‪..‬‬ ‫وﺗﻘﺮأ ﻓﻲ أﺣﺎدﻳﺚ أﻧﻪ ﺗﺒﺴﻢ ﺣﺘﻰ ﺑﺪت ﻧﻮاﺟﺬﻩ ‪..‬‬
‫ﺣﺘ ﻰ اﺟﺘﻤﻊ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻨﺎس وأﻟﺠﺌﻮﻩ إﻟﻰ ﺣﺎﺋﻂ‬ ‫إذن آﺎن ﻟﻄﻴﻒ اﻟﻤﻌﺸﺮ ‪ ..‬أﻧﻴﺲ اﻟﻤﺠﻠﺲ ‪..‬‬
‫ﻟﻌﺘ ﺒﺔ ﺑ ﻦ رﺑ ﻴﻌﺔ ‪ ..‬وﺷ ﻴﺒﺔ ﺑ ﻦ رﺑ ﻴﻌﺔ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠ ﻮ وﻃّﻨﺎ أﻧﻔﺴﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺜﻞ هﺬا اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻟﻨﺎس‬
‫وهﻤﺎ ﻓﻴﻪ ‪..‬‬ ‫ﻼ ‪..‬‬ ‫‪ ..‬ﻟﺸﻌﺮﻧﺎ ﺑﻄﻌﻢ اﻟﺤﻴﺎة ﻓﻌ ً‬
‫ورﺟ ﻊ ﻋ ﻨﻪ ﻣ ﻦ ﺳ ﻔﻬﺎء ﺛﻘ ﻴﻒ ﻣﻤ ﻦ آ ﺎن‬
‫ﻳﺘﺒﻌﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﻜﺮة ‪..‬‬
‫ﻓﻌﻤ ﺪ ‪ ρ‬إﻟ ﻰ ﻇ ﻞ ﺣ ﺒﻠﺔ ﻣﻦ ﻋﻨﺐ ﻓﺠﻠﺲ ﻓﻴﻪ‬ ‫اﻟﻄﻔﻞ ﻃﻴﻨﺔ ﻟﻴﻨﺔ ﻧﺸﻜﻠﻬﺎ ﺑﺤﺴﺐ ﺗﻌﺎﻣﻠﻨﺎ ﻣﻌﻪ ‪..‬‬
‫‪..‬‬
‫واﺑ ﻨﺎ رﺑ ﻴﻌﺔ ﻳﻨﻈ ﺮان إﻟ ﻴﻪ وﻳ ﺮﻳﺎن ﻣ ﺎ ﻳﻠﻘ ﻰ‬ ‫اﻟﻌﺒﻴﺪ واﻟﻤﻤﺎﻟﻴﻚ ‪..‬‬ ‫‪12.‬‬
‫ﻣﻦ ﺳﻔﻬﺎء أهﻞ اﻟﻄﺎﺋﻒ ‪..‬‬ ‫آﺎن ‪ ε‬ﻳﺤﺴﻦ اﻟﺪﺧﻮل إﻟﻰ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ﺑﻤﺎ ﻳﻨﺎﺳﺐ ‪..‬‬
‫ﻓﻠﻤ ﺎ رﺁﻩ اﺑ ﻨﺎ رﺑ ﻴﻌﺔ ﻋﺘ ﺒﺔ وﺷ ﻴﺒﺔ وﻣ ﺎ ﻟﻘ ﻲ‬ ‫ﻟﻤ ﺎ ﺗﻮﻓ ﻲ ﻋ ﻢ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ .. ρ‬اﺷ ﺘﺪ أذى ﻗﺮﻳﺶ ﻋﻠﻴﻪ‬
‫ﺗﺤﺮآﺖ ﻟﻪ رﺣﻤﻬﻤﺎ ‪..‬‬
‫‪.. ρ‬‬
‫ﻓﺪﻋ ﻮا ﻏﻼﻣ ًﺎ ﻟﻬﻤ ﺎ ﻧﺼ ﺮاﻧﻴ ًﺎ ﻳﻘﺎل ﻟﻪ ﻋﺪاس‬
‫ﻓﺨﺮج ‪ ρ‬إﻟﻰ اﻟﻄﺎﺋﻒ ‪ ..‬ﻳﻠﺘﻤﺲ ﻣﻦ ﺛﻘﻴﻒ اﻟﻨﺼﺮة‬
‫‪ ..‬وﻗﺎﻻ ‪ :‬ﻟﻪ ﺧﺬ ﻗﻄﻔ ًﺎ ﻣﻦ هﺬا اﻟﻌﻨﺐ ﻓﻀﻌﻪ‬
‫واﻟﻤ ﻨﻌﺔ ﺑﻬ ﻢ ﻣﻦ ﻗﻮﻣﻪ ‪ ..‬ورﺟﺎ أن ﻳﻘﺒﻠﻮا ﻣﻨﻪ ﻣﺎ‬
‫ﻓ ﻲ ه ﺬا اﻟﻄ ﺒﻖ ‪ ..‬ﺛ ﻢ اذه ﺐ ﺑ ﻪ إﻟ ﻰ ذﻟ ﻚ‬
‫ﺟﺎءهﻢ ﺑﻪ ﻣﻦ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪..‬‬
‫‪19‬‬
‫‪Books-sea.com‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬ ‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫وﺗﺄﻣ ﻞ ﺣ ﺎل اﻟ ﻴﻬﻮد‪ ..‬ﻳﺬﻣ ﻮﻧﻪ وﻳﺒ ﺘﺪﺋﻮن‬ ‫اﻟﺮﺟﻞ ﻓﻘﻞ ﻟﻪ ﻳﺄآﻞ ﻣﻨﻪ ‪..‬‬
‫ﺑﺎﻟﻌﺪاوة ‪ ..‬وﻣﻊ ذﻟﻚ ﻳﺮﻓﻖ ﺑﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﻓﻔﻌ ﻞ ﻋ ﺪاس ‪ ..‬وﺟﺎء ﺑﺎﻟﻌﻨﺐ ‪ ..‬ﺣﺘﻰ وﺿﻌﻪ ﺑﻴﻦ‬
‫وﻋ ﻦ ﻋﺎﺋﺸ ﺔ ﻗﺎﻟ ﺖ ‪ :‬إن اﻟﻴﻬﻮد ﻣﺮوا ﺑﺒﻴﺖ‬ ‫ﻳﺪي رﺳﻮل اﷲ ‪ ρ‬ﺛﻢ ﻗﺎل ﻟﻪ ‪ :‬آﻞ ‪..‬‬
‫اﻟﻨﺒﻲ ‪ ρ‬ﻓﻘﺎﻟﻮا ‪:‬‬ ‫ﻓﻤ ﺪ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ρ‬ﻳ ﺪﻩ إﻟ ﻴﻪ وﻗ ﺎل ‪ " :‬ﺑﺴﻢ اﷲ "‬
‫اﻟﺴﺎم ﻋﻠﻴﻜﻢ ) أي ‪ :‬اﻟﻤﻮت ﻋﻠﻴﻚ ( ‪..‬‬ ‫ﺛﻢ أآﻞ ‪..‬‬
‫ﻓﻘﺎل ‪ : ρ‬وﻋﻠﻴﻜﻢ ‪..‬‬ ‫ﻧﻈﺮ ﻋﺪاس إﻟﻴﻪ وﻗﺎل ‪:‬‬
‫ﻓﻠ ﻢ ﺗﺼ ﺒﺮ ﻋﺎﺋﺸ ﺔ ﻟﻤ ﺎ ﺳ ﻨﻌﺘﻬﻢ ‪ ..‬ﻓﻘﺎﻟ ﺖ ‪:‬‬ ‫واﷲ إن هﺬا اﻟﻜﻼم ﻣﺎ ﻳﻘﻮﻟﻪ أهﻞ هﺬﻩ اﻟﺒﻼد ‪..‬‬
‫اﻟﺴ ﺎم ﻋﻠ ﻴﻜﻢ ‪ ..‬وﻟﻌ ﻨﻜﻢ اﷲ وﻏﻀ ﺐ ﻋﻠ ﻴﻜﻢ‬ ‫ﻓﻘﺎل ﻟﻪ ‪ " : ρ‬وﻣﻦ أهﻞ أي ﺑﻼد أﻧﺖ ﻳﺎ ﻋﺪاس ؟‬
‫‪..‬‬ ‫وﻣﺎ دﻳﻨﻚ ؟ " ‪..‬‬
‫ﻼ ﻳﺎ ﻋﺎﺋﺸﺔ ‪ ..‬ﻋﻠﻴﻚ ﺑﺎﻟﺮﻓﻖ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل ‪ : ε‬ﻣﻬ ً‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻧﺼﺮاﻧﻲ ‪ ..‬وأﻧﺎ رﺟﻞ ﻣﻦ أهﻞ ﻧﻴﻨﻮى ‪..‬‬
‫وإﻳﺎك واﻟﻌﻨﻒ واﻟﻔﺤﺶ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘ ﺎل ‪ " : ρ‬ﻣ ﻦ ﻗ ﺮﻳﺔ اﻟ ﺮﺟﻞ اﻟﺼ ﺎﻟﺢ ﻳ ﻮﻧﺲ ﺑ ﻦ‬
‫ﻓﻘﺎﻟﺖ ‪ :‬أو ﻟﻢ ﺗﺴﻤﻊ ﻣﺎ ﻗﺎﻟﻮا ؟‬ ‫ﻣﺘﻰ ؟ " ‪..‬‬
‫ﻓﻘ ﺎل ‪ :‬أو ﻟ ﻢ ﺗﺴ ﻤﻌﻲ ﻣ ﺎ ﻗﻠ ﺖ ؟! رددت‬ ‫ﻓﻘﺎل ﻋﺪاس ‪ :‬وﻣﺎ ﻳﺪرﻳﻚ ﻣﺎ ﻳﻮﻧﺲ ﺑﻦ ﻣﺘﻰ ؟‬
‫ﻲ‬
‫ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻓﻴﺴﺘﺠﺎب ﻟﻲ ‪ ..‬وﻻ ﻳﺴﺘﺠﺎب ﻟﻬﻢ ﻓ ّ‬ ‫ﻓﻘﺎل ‪ " : ρ‬ذﻟﻚ أﺧﻲ ‪ ..‬آﺎن ﻧﺒﻴ ًﺎ ‪ ..‬وأﻧﺎ ﻧﺒﻲ " ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫ﻓﺄآ ﺐ ﻋ ﺪاس ﻋﻠ ﻰ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ρ‬ﻳﻘ ﺒﻞ رأﺳ ﻪ‬
‫ﻧﻌ ﻢ ‪ ..‬ﻣ ﺎ اﻟﺪاﻋ ﻲ إﻟ ﻰ ﻣﻘﺎﺑﻠ ﺔ اﻟﺴ ﺒﺎب‬ ‫وﻳﺪﻳﻪ وﻗﺪﻣﻴﻪ ‪..‬‬
‫ﺑﺎﻟﺴﺒﺎب ! أﻟﻴﺲ اﷲ ﻗﺪ ﻗﺎل ﻟﻪ ‪ ) :‬وأﻋﺮض‬ ‫واﺑ ﻨﺎ رﺑ ﻴﻌﺔ ﻳﻨﻈ ﺮان إﻟ ﻴﻬﻤﺎ ‪ ..‬ﻓﻘ ﺎل أﺣ ﺪهﻤﺎ‬
‫ﻋﻦ اﻟﺠﺎهﻠﻴﻦ ( ‪..‬‬ ‫ﻟﺼﺎﺣﺒﻪ ‪ :‬أﻣﺎ ﻏﻼﻣﻚ ﻓﻘﺪ أﻓﺴﺪﻩ ﻋﻠﻴﻚ ‪..‬‬
‫وﻓ ﻲ ﻳ ﻮم ‪ ..‬ﺧﺮج ‪ ε‬ﻣﻊ أﺻﺤﺎﺑﻪ ﻓﻲ ﻏﺰوة‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎ رﺟ ﻊ ﻋ ﺪاس ﻟﺴ ﻴﺪﻩ ‪ ..‬وﻗ ﺪ ﺑ ﺪا ﻋﻠ ﻴﻪ اﻟﺘﺄﺛ ﺮ‬
‫‪..‬‬ ‫ﺑﺮؤﻳﺔ رﺳﻮل اﷲ ‪ ε‬وﺳﻤﺎع آﻼﻣﻪ ‪..‬‬
‫ﻓﻠﻤ ﺎ آﺎﻧ ﻮا ﻓ ﻲ ﻃ ﺮﻳﻖ ﻋ ﻮدﺗﻬﻢ ‪ ..‬ﻧﺰﻟﻮا ﻓﻲ‬ ‫ﻗﺎل ﻟﻪ ﺳﻴﺪﻩ ‪ :‬وﻳﻠﻚ ﻳﺎ ﻋﺪاس ! ﻣﺎ ﻟﻚ ﺗﻘﺒﻞ رأس‬
‫واد آﺜﻴﺮ اﻟﺸﺠﺮ ‪..‬‬ ‫هﺬا اﻟﺮﺟﻞ وﻳﺪﻳﻪ وﻗﺪﻣﻴﻪ ؟‬
‫ﻓﺘﻔ ﺮق اﻟﺼ ﺤﺎﺑﺔ ﺗﺤ ﺖ اﻟﺸ ﺠﺮ وﻧﺎﻣ ﻮا ‪..‬‬ ‫ﻓﻘ ﺎل ‪ :‬ﻳ ﺎ ﺳﻴﺪي ﻣﺎ ﻓﻲ اﻷرض ﺷﺊ ﺧﻴﺮ ﻣﻦ هﺬا‬
‫وأﻗ ﺒﻞ ‪ ε‬إﻟ ﻰ ﺷ ﺠﺮة ﻓﻌﻠﻖ ﺳﻴﻔﻪ ﺑﻐﺼﻦ ﻣﻦ‬ ‫‪ ..‬ﻟﻘﺪ أﺧﺒﺮﻧﻲ ﺑﺄﻣﺮ ﻣﺎ ﻳﻌﻠﻤﻪ إﻻ ﻧﺒﻲ ‪..‬‬
‫أﻏﺼﺎﻧﻬﺎ ‪ ..‬وﻓﺮش رداءﻩ وﻧﺎم ‪..‬‬ ‫ﻓﻘ ﺎل ﺳ ﻴﺪﻩ ‪ :‬وﻳﺤ ﻚ ﻳ ﺎ ﻋ ﺪاس ﻻ ﻳﺼ ﺮﻓﻨﻚ ﻋ ﻦ‬
‫ﻓ ﻲ ه ﺬﻩ اﻷﺛ ﻨﺎء آ ﺎن رﺟ ﻞ ﻣ ﻦ اﻟﻤﺸ ﺮآﻴﻦ‬ ‫دﻳﻨﻚ ‪ ..‬ﻓﺈن دﻳﻨﻚ ﺧﻴﺮ ﻣﻦ دﻳﻨﻪ ‪..‬‬
‫ﻳﺘﺒﻌﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﻓﻬ ﻞ ﻧﺴ ﺘﻄﻴﻊ ﻧﺤ ﻦ اﻟ ﻴﻮم أن ﻧﺠﻌ ﻞ ﺗﻌﺎﻣﻠ ﻨﺎ راﻗ ﻴ ًﺎ‬
‫ﻓﻠﻤ ﺎ رأى رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ε‬ﺧﺎﻟﻴ ًﺎ ‪ ..‬أﻗﺒﻞ ﻳﻤﺸﻲ‬ ‫ﻣﻊ اﻟﺠﻤﻴﻊ ‪ ..‬ﻣﻬﻤﺎ آﺎﻧﺖ ﻃﺒﻘﺎﺗﻬﻢ ؟‬
‫ﺑﻬ ﺪوء ‪ ..‬ﺣﺘ ﻰ اﻟ ﺘﻘﻂ اﻟﺴ ﻴﻒ ﻣ ﻦ ﻋﻠ ﻰ‬ ‫ﻟﻤﺤﺔ ‪..‬‬
‫اﻟﻐﺼﻦ ‪ ..‬وﺻﺎح ﺑﺄﻋﻠﻰ ﺻﻮﺗﻪ ‪:‬‬ ‫ﻋﺎﻣﻞ اﻟﺒﺸﺮ ﻋﻠﻰ أﻧﻬﻢ ﺑﺸﺮ ‪ ..‬ﻻ ﻋﻠﻰ أﺷﻜﺎﻟﻬﻢ ‪..‬‬
‫ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ ‪ ..‬ﻣﻦ ﻳﻤﻨﻌﻚ ﻣﻨﻲ ؟‬ ‫أو أﻣﻮاﻟﻬﻢ ‪ ..‬أو وﻇﺎﺋﻔﻬﻢ ‪..‬‬

‫ﻓﺎﺳ ﺘﻴﻘﻆ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ .. ε‬واﻟﺮﺟﻞ ﻗﺎﺋﻢ ﻋﻠﻰ‬ ‫‪ 13.‬ﻣﻊ اﻟﻤﺨﺎﻟﻔﻴﻦ ‪..‬‬

‫رأﺳ ﻪ ‪ ..‬واﻟﺴ ﻴﻒ ﺻ ﻠﺘ ًﺎ ﻓ ﻲ ﻳ ﺪﻩ ‪ ..‬ﻳﻠ ﺘﻤﻊ‬ ‫اﻟﻜﻔﺎر ‪ ..‬آﺎن ‪ ρ‬ﻳﻌﺎﻣﻠﻬﻢ ﺑﺎﻟﻌﺪل ‪ ..‬وﻳﺴﺘﻤﻴﺖ ﻓﻲ‬
‫ﻣﻨﻪ اﻟﻤﻮت ‪..‬‬ ‫ﺳﺒﻴﻞ دﻋﻮﺗﻬﻢ وإﺻﻼﺣﻬﻢ ‪ ..‬وﻳﺘﺤﻤﻞ أذاهﻢ ‪..‬‬
‫اﻟﺮﺳ ﻮل ‪ ε‬وﺣ ﻴﺪًا ‪ ..‬ﻟ ﻴﺲ ﻋﻠ ﻴﻪ إﻻ إزار ‪..‬‬ ‫وﻳﺘﻐﺎﺿ ﻰ ﻋ ﻦ ﺳ ﻮﺋﻬﻢ ‪ ..‬آ ﻴﻒ ﻻ ‪ ..‬وﻗ ﺪ ﻗ ﺎل ﻟ ﻪ‬
‫أﺻﺤﺎﺑﻪ ﻣﺘﻔﺮﻗﻮن ﻋﻨﻪ ‪ ..‬ﻧﺎﺋﻤﻮن ‪..‬‬ ‫رﺑ ﻪ ‪ ) :‬وﻣ ﺎ أرﺳ ﻠﻨﺎك إﻻ رﺣﻤ ﺔ ( ‪ ..‬ﻟﻤ ﻦ ؟!‬
‫واﻟ ﺮﺟﻞ ﻳﻌ ﻴﺶ ﻧﺸ ﻮة اﻟﻘ ﻮة واﻻﻧﺘﺼ ﺎر ‪..‬‬ ‫ﻟﻠﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ؟! ﻻ ‪ ) ..‬إﻻ رﺣﻤﺔ ﻟﻠﻌﺎﻟﻤﻴﻦ ( ‪..‬‬
‫‪20‬‬
‫‪Books-sea.com‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬ ‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﺖ ‪ ..‬وإن آﻨﺖ‬ ‫ﻋ ْﺒ َ‬
‫ﻓﻘﺪ ﻋﺒﺪوا اﻵﻟﻬﺔ اﻟﺘﻲ ِ‬ ‫وﻳﺮدد ‪ :‬ﻣﻦ ﻳﻤﻨﻌﻚ ﻣﻨﻲ ؟ ﻣﻦ ﻳﻤﻨﻌﻚ ﻣﻨﻲ ؟‬
‫ﺗﺰﻋﻢ أﻧﻚ ﺧﻴﺮ ﻣﻨﻬﻢ ‪ ..‬ﻓﺘﻜﻠﻢ ﺣﺘﻰ ﻧﺴﻤﻊ‬ ‫ﻓﻘﺎل ‪ ε‬ﺑﻜﻞ ﺛﻘﺔ ‪ :‬اﷲ ‪..‬‬
‫ﻗﻮﻟﻚ ‪..‬‬ ‫ﻓﺎﻧﺘﻔﺾ اﻟﺮﺟﻞ وﺳﻘﻂ اﻟﺴﻴﻒ ‪..‬‬
‫وﻗﺒﻞ أن ﻳﺠﻴﺐ اﻟﻨﺒﻲ ‪ ε‬ﺑﻜﻠﻤﺔ ‪ ..‬ﺛﺎر ﻋﺘﺒﺔ‬ ‫ﻓﻘﺎم ‪ ε‬واﻟﺘﻘﻂ اﻟﺴﻴﻒ وﻗﺎل ‪ :‬ﻣﻦ ﻳﻤﻨﻌﻚ ﻣﻨﻲ ؟‬
‫وﻗﺎل ‪:‬‬ ‫ﻓﺘﻐﻴﺮ اﻟﺮﺟﻞ ‪ ..‬واﺿﻄﺮب ‪ ..‬وأﺧﺬ ﻳﺴﺘﺮﺣﻢ اﻟﻨﺒﻲ‬
‫إﻧﺎ واﷲ ﻣﺎ رأﻳﻨﺎ ﺳﺨﻠﺔ ﻗﻂ أﺷﺄم ﻋﻠﻰ ﻗﻮﻣﻪ‬ ‫‪ .. ε‬وﻳﻘﻮل ‪ :‬ﻻ أﺣﺪ ‪ ..‬آﻦ ﺧﻴﺮ ﺁﺧﺬ ‪..‬‬
‫ﻣﻨﻚ !!‪ ..‬ﻓﺮﻗﺖ ﺟﻤﺎﻋﺘﻨﺎ ‪ ..‬وﺷﺘﺖ أﻣﺮﻧﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل ﻟﻪ ‪ : ε‬ﺗﺴﻠﻢ ؟‬
‫وﻋﺒﺖ دﻳﻨﻨﺎ ‪ ..‬وﻓﻀﺤﺘﻨﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﺮب ‪ ..‬ﺣﺘﻰ‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻻ ‪ ..‬وﻟﻜﻦ ﻻ أآﻮن ﻓﻲ ﻗﻮم هﻢ ﺣﺮب ﻟﻚ ‪..‬‬
‫ﻟﻘﺪ ﻃﺎر ﻓﻴﻬﻢ أن ﻓﻲ ﻗﺮﻳﺶ ﺳﺎﺣﺮًا ‪ ..‬وأن‬ ‫ﻓﻌﻔﺎ ﻋﻨﻪ ‪ .. ε‬وأﺣﺴﻦ إﻟﻴﻪ !!‬
‫ﻓﻲ ﻗﺮﻳﺶ آﺎهﻨ ًﺎ ‪ ..‬واﷲ ﻣﺎ ﻧﻨﺘﻈﺮ إﻻ ﻣﺜﻞ‬ ‫وآ ﺎن اﻟ ﺮﺟﻞ ﻣﻠﻜ ًﺎ ﻓ ﻲ ﻗ ﻮﻣﻪ ‪ ..‬ﻓﺎﻧﺼ ﺮف إﻟ ﻴﻬﻢ‬
‫ﺻﻴﺤﺔ اﻟﺤﺒﻠﻰ ‪ ..‬أن ﻳﻘﻮم ﺑﻌﻀﻨﺎ إﻟﻰ ﺑﻌﺾ‬ ‫ﻓﺪﻋﺎهﻢ إﻟﻰ اﻹﺳﻼم ‪ ..‬ﻓﺄﺳﻠﻤﻮا ‪..‬‬
‫ﺑﺎﻟﺴﻴﻮف ﺣﺘﻰ ﻧﺘﻔﺎﻧﻰ ‪..‬‬ ‫ﻧﻌﻢ ‪ ..‬أﺣﺴﻦ إﻟﻰ اﻟﻨﺎس ﺗﺴﺘﻌﺒﺪ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ‪..‬‬
‫آﺎن ﻋﺘﺒﺔ ﻣﺘﻐﻴﺮًا ﻏﻀﺒﺎﻧًﺎ ‪ ..‬واﻟﻨﺒﻲ ‪ε‬‬ ‫ﺑ ﻞ ﺣﺘ ﻰ ﻣ ﻊ اﻷﻋ ﺪاء اﻷﻟ ﺪاء آ ﺎن ‪ ρ‬ﻟ ﻪ ﺧﻠ ﻖ‬
‫ﺳﺎآﺖ ﻳﺴﺘﻤﻊ ﺑﻜﻞ أدب ‪..‬‬ ‫ﻋﻈ ﻴﻢ ‪ ..‬آﺴ ﺐ ﺑ ﻪ ﻧﻔﻮﺳ ﻬﻢ ‪ ..‬وه ﺪى ﻗﻠ ﻮﺑﻬﻢ ‪..‬‬
‫وﺑﺪأ ﻋﺘﺒﺔ ﻳﻘﺪم إﻏﺮاءات ﻟﻴﺘﺨﻠﻰ اﻟﻨﺒﻲ ‪ε‬‬ ‫ودﺣﺮ ﺑﻪ آﻔﺮهﻢ ‪..‬‬
‫ﻋﻦ اﻟﺪﻋﻮة ‪ ..‬ﻓﻘﺎل ‪:‬‬ ‫ﻟﻤﺎ ﻇﻬﺮ ‪ ε‬ﺑﺪﻋﻮﺗﻪ ﺑﻴﻦ اﻟﻨﺎس ‪ ..‬ﺟﻌﻠﺖ ﻗﺮﻳﺶ‬
‫أﻳﻬﺎ اﻟﺮﺟﻞ إن آﻨﺖ ﺟﺌﺖ ﺑﺎﻟﺬي ﺟﺌﺖ ﺑﻪ‬ ‫ﺗﺤﺎول ﺣﺮﺑﻪ ﺑﻜﻞ ﺳﺒﻴﻞ ‪..‬‬
‫ﻷﺟﻞ اﻟﻤﺎل ‪ ..‬ﺟﻤﻌﻨﺎ ﻟﻚ ﺣﺘﻰ ﺗﻜﻮن أﻏﻨﻰ‬ ‫وآﺎن ﻣﻤﺎ ﺑﺬﻟﺘﻪ أن ﺗﺸﺎور آﺒﺎرهﺎ ﻓﻲ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ‬
‫ﻼ ‪..‬‬
‫ﻗﺮﻳﺶ رﺟ ً‬ ‫دﻋﻮﺗﻪ ‪ .. ε‬وﺗﺴﺎرع اﻟﻨﺎس ﻟﻺﻳﻤﺎن ﺑﻪ ‪..‬‬
‫وان آﻨﺖ إﻧﻤﺎ ﺑﻚ ﺣﺐ اﻟﺮﺋﺎﺳﺔ ‪ ..‬ﻋﻘﺪﻧﺎ‬ ‫ﻓﻘﺎﻟﻮا ‪ :‬أﻧﻈﺮوا أﻋﻠﻤﻜﻢ ﺑﺎﻟﺴﺤﺮ واﻟﻜﻬﺎﻧﺔ واﻟﺸﻌﺮ‬
‫أﻟﻮﻳﺘﻨﺎ ﻟﻚ ﻓﻜﻨﺖ رأﺳ ًﺎ ﻣﺎ ﺑﻘﻴﺖ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻴﺄت هﺬا اﻟﺮﺟﻞ اﻟﺬي ﻓﺮق ﺟﻤﺎﻋﺘﻨﺎ ‪ ..‬وﺷﺘﺖ‬
‫وإن آﺎن إﻧﻤﺎ ﺑﻚ اﻟﺒﺎﻩ واﻟﺮﻏﺒﺔ ﻓﻲ اﻟﻨﺴﺎء‬ ‫أﻣﺮﻧﺎ ‪ ..‬وﻋﺎب دﻳﻨﻨﺎ ‪ ..‬ﻓﻠﻴﻜﻠﻤﻪ وﻟﻴﻨﻈﺮ ﻣﺎذا ﻳﺮد‬
‫ي ﻧﺴﺎء ﻗﺮﻳﺶ ﺷﺌﺖ ﻓﻠﻨﺰوﺟﻚ‬ ‫‪ ..‬ﻓﺎﺧﺘﺮ أ ﱠ‬ ‫ﻋﻠﻴﻪ ‪..‬‬
‫ﻋﺸﺮًا ‪!!..‬‬ ‫ﻓﻘﺎﻟﻮا ‪ :‬ﻣﺎ ﻧﻌﻠﻢ أﺣﺪا ﻏﻴﺮ ﻋﺘﺒﺔ ﺑﻦ رﺑﻴﻌﺔ ‪..‬‬
‫وان آﺎن هﺬا اﻟﺬي ﻳﺄﺗﻴﻚ رﺋﻴ ًﺎ ﻣﻦ اﻟﺠﻦ ﺗﺮاﻩ‬ ‫ﻓﻘﺎﻟﻮا ‪ :‬أﻧﺖ ﻳﺎ أﺑﺎ اﻟﻮﻟﻴﺪ ‪..‬‬
‫‪ ..‬ﻻ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ردﻩ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻚ ‪ ..‬ﻃﻠﺒﻨﺎ ﻟﻚ‬ ‫وآﺎن ﻋﺘﺒﺔ ﺳﻴﺪًا ﺣﻠﻴﻤ ًﺎ ‪..‬‬
‫اﻟﻄﺐ ‪ ..‬وﺑﺬﻟﻨﺎ ﻓﻴﻪ أﻣﻮاﻟﻨﺎ ﺣﺘﻰ ﻧﺒﺮﺋﻚ ﻣﻨﻪ‬ ‫ﻓﻘﺎل ‪ :‬ﻳﺎ ﻣﻌﺸﺮ ﻗﺮﻳﺶ ‪ ..‬أﺗﺮون أن أﻗﻮم إﻟﻰ هﺬا‬
‫‪ ..‬ﻓﺈﻧﻪ رﺑﻤﺎ ﻏﻠﺐ اﻟﺘﺎﺑﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﺮﺟﻞ ﺣﺘﻰ‬ ‫ﻓﺄآﻠﻤﻪ ‪ ..‬ﻓﺄﻋﺮض ﻋﻠﻴﻪ أﻣﻮرًا ﻟﻌﻠﻪ أن ﻳﻘﺒﻞ ﻣﻨﻬﺎ‬
‫ﻳﺘﺪاوى ﻣﻨﻪ ‪..‬‬ ‫ﺑﻌﻀﻬﺎ ‪..‬‬
‫وﻣﻀﻰ ﻋﺘﺒﺔ ﻳﺘﻜﻠﻢ ﺑﻬﺬا اﻷﺳﻠﻮب اﻟﺴﻲء‬ ‫ﻗﺎﻟﻮا ‪ :‬ﻧﻌﻢ ﻳﺎ أﺑﺎ اﻟﻮﻟﻴﺪ ‪..‬‬
‫ﻣﻊ رﺳﻮل اﷲ ‪ .. ε‬وﻳﻌﺮض ﻋﻠﻴﻪ ﻋﺮوﺿًﺎ‬ ‫ﻓﻘﺎم ﻋﺘﺒﺔ وﺗﻮﺟﻪ إﻟﻰ رﺳﻮل اﷲ ‪.. ε‬‬
‫وﻳﻐﺮﻳﻪ ‪ ..‬واﻟﻨﺒﻲ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم‬ ‫دﺧﻞ ﻋﻠﻴﻪ ‪ ..‬ﻓﺈذا ‪ ε‬ﺟﺎﻟﺲ ﺑﻜﻞ ﺳﻜﻴﻨﺔ ‪..‬‬
‫ﻳﻨﺼﺖ إﻟﻴﻪ ﺑﻜﻞ هﺪوء ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤﺎ وﻗﻒ ﻋﺘﺒﺔ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ ‪ ..‬ﻗﺎل ‪ :‬ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ ! أﻧﺖ‬
‫واﻧﺘﻬﺖ اﻟﻌﺮوض ‪ ..‬ﻣﻠﻚ ‪ ..‬ﻣﺎل ‪ ..‬ﻧﺴﺎء ‪..‬‬ ‫ﺧﻴﺮ أم ﻋﺒﺪ اﷲ ؟!‬
‫ﻋﻼج ﻣﻦ ﺟﻨﻮن !!‬
‫ﻓﺴﻜﺖ رﺳﻮل اﷲ ‪ .. ε‬ﺗﺄدﺑًﺎ ﻣﻊ أﺑﻴﻪ ﻋﺒﺪ اﷲ ‪..‬‬
‫ﺳﻜﺖ ﻋﺘﺒﺔ ‪ ..‬وهﺪأ ‪ ..‬ﻳﻨﺘﻈﺮ اﻟﺠﻮاب ‪..‬‬
‫ﻓﻘﺎل ‪ :‬أﻧﺖ ﺧﻴﺮ أم ﻋﺒﺪ اﻟﻤﻄﻠﺐ ؟‬
‫ﻓﺮﻓﻊ اﻟﻨﺒﻲ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم ﺑﺼﺮﻩ‬
‫ﻓﺴﻜﺖ ‪ .. ε‬ﺗﺄدﺑًﺎ ﻣﻊ ﺟﺪﻩ ﻋﺒﺪ اﻟﻤﻄﻠﺐ ‪..‬‬
‫إﻟﻴﻪ وﻗﺎل ﺑﻜﻞ هﺪووووء ‪:‬‬
‫ﻓﻘﺎل ﻋﺘﺒﺔ ‪ :‬ﻓﺈن آﻨﺖ ﺗﺰﻋﻢ أن هﺆﻻء ﺧﻴﺮ ﻣﻨﻚ‬
‫‪21‬‬
‫‪Books-sea.com‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬ ‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﺑﻴﻦ هﺬا اﻟﺮﺟﻞ وﺑﻴﻦ ﻣﺎ هﻮ ﻓﻴﻪ ‪ ..‬ﻓﻮاﷲ‬ ‫أﻓﺮﻏﺖ ﻳﺎ أﺑﺎ اﻟﻮﻟﻴﺪ ؟‬
‫ﻟﻴﻜﻮﻧﻦ ﻟﻘﻮﻟﻪ اﻟﺬي ﺳﻤﻌﺖ ﻣﻨﻪ ﻧﺒﺄ ﻋﻈﻴﻢ ‪..‬‬ ‫ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻐﺮب ﻋﺘﺒﺔ هﺬا اﻷدب ﻣﻦ اﻟﺼﺎدق اﻷﻣﻴﻦ‬
‫ﻳﺎ ﻗﻮم !! ﻗﺮأ ﺑﺴﻢ اﷲ اﻟﺮﺣﻤﻦ اﻟﺮﺣﻴﻢ "‬ ‫‪ ..‬ﺑﻞ ﻗﺎل ﺑﺎﺧﺘﺼﺎر ‪ :‬ﻧﻌﻢ ‪..‬‬
‫ﺣﻢ * ﺗﻨﺰﻳﻞ ﻣﻦ اﻟﺮﺣﻤﻦ اﻟﺮﺣﻴﻢ " ﺣﺘﻰ ﺑﻠﻎ‬ ‫ﻓﻘﺎل ‪ : ε‬ﻓﺎﺳﻤﻊ ﻣﻨﻲ ‪..‬‬
‫‪ " :‬ﻓﻘﻞ أﻧﺬرﺗﻜﻢ ﺻﺎﻋﻘﺔ ﻣﺜﻞ ﺻﺎﻋﻘﺔ ﻋﺎد‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬أﻓﻌﻞ ‪..‬‬
‫وﺛﻤﻮد " ﻓﺄﻣﺴﻜﺘﻪ ﺑﻔﻴﻪ ‪ ..‬وﻧﺎﺷﺪﺗﻪ اﻟﺮﺣﻢ‬ ‫ﻓﻘﺎل ‪ : ε‬ﺑﺴﻢ اﷲ اﻟﺮﺣﻤﻦ اﻟﺮﺣﻴﻢ " ﺣﻢ * ﺗَﻨﺰِﻳ ٌﻞ‬
‫أن ﻳﻜﻒ ‪ ..‬وﻗﺪ ﻋﻠﻤﺘﻢ أن ﻣﺤﻤﺪًا إذا ﻗﺎل‬ ‫ﺖ ﺁﻳَﺎ ُﺗ ُﻪ ُﻗﺮْﺁﻧًﺎ‬
‫ﺼَﻠ ْ‬‫ب ُﻓ ﱢ‬‫ﻦ اﻟ ﱠﺮﺣِﻴ ِﻢ * ِآﺘَﺎ ٌ‬ ‫ﺣ َﻤ ِ‬ ‫ﻦ اﻟ ﱠﺮ ْ‬ ‫ﱢﻣ َ‬
‫ﺷﻴﺌ ًﺎ ﻟﻢ ﻳﻜﺬب ‪ ..‬ﻓﺨﻔﺖ أن ﻳﻨﺰل ﺑﻜﻢ اﻟﻌﺬاب‬ ‫ض‬
‫ﻋ َﺮ َ‬ ‫ن * َﺑﺸِﻴﺮًا َو َﻧﺬِﻳﺮًا َﻓ َﺄ ْ‬ ‫ﻋ َﺮﺑِﻴًّﺎ ﱢﻟ َﻘ ْﻮ ٍم َﻳ ْﻌ َﻠﻤُﻮ َ‬‫َ‬
‫‪..‬‬ ‫ن ‪.. ( ..‬‬ ‫ﺴ َﻤﻌُﻮ َ‬ ‫َأ ْآ َﺜ ُﺮ ُه ْﻢ َﻓ ُﻬ ْﻢ َﻻ َﻳ ْ‬
‫ﻼ ﻣﺘﻔﻜﺮًا ‪ ..‬وﻗﻮﻣﻪ‬ ‫ﺛﻢ ﺳﻜﺖ أﺑﻮ اﻟﻮﻟﻴﺪ ﻗﻠﻴ ً‬ ‫وﻣﻀﻰ اﻟﻨﺒﻲ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم ‪ ..‬ﻳﺘﻠﻮا‬
‫واﺟﻤﻮن ﻳﺤﺪون اﻟﻨﻈﺮ إﻟﻴﻪ ‪..‬‬ ‫اﻵﻳﺎت وﻋﺘﺒﺔ ﻳﺴﺘﻤﻊ ‪..‬‬
‫ﻓﻘﺎل ‪ :‬واﷲ إن ﻟﻘﻮﻟﻪ ﻟﺤﻼوة ‪ ..‬وإن ﻋﻠﻴﻪ‬ ‫وﻓﺠﺄة ﺟﻠﺲ ﻋﺘﺒﺔ ﻋﻠﻰ اﻷرض ‪ ..‬ﺛﻢ اهﺘﺰ ﺟﺴﻤﻪ‬
‫ﻟﻄﻼوة ‪ ..‬وإن أﻋﻼﻩ ﻟﻤﺜﻤﺮ ‪ ..‬وإن أﺳﻔﻠﻪ‬ ‫‪..‬‬
‫ﻟﻤﻐﺪق ‪ ..‬وإﻧﻪ ﻟﻴﻌﻠﻮ وﻣﺎ ﻳﻌﻠﻰ ﻋﻠﻴﻪ ‪ ..‬وإﻧﻪ‬ ‫ﻓﺄﻟﻘﻰ ﻳﺪﻳﻪ ﺧﻠﻒ ﻇﻬﺮﻩ ‪ ..‬واﺗﻜﺄ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ‪..‬‬
‫ﻟﻴﺤﻄﻢ ﻣﺎ ﺗﺤﺘﻪ ‪ ..‬وﻣﺎ ﻳﻘﻮل هﺬا ﺑﺸﺮ ‪..‬‬ ‫وهﻮ ﻳﺴﺘﻤﻊ ‪ ..‬وﻳﺴﺘﻤﻊ ‪ ..‬واﻟﻨﺒﻲ ﻳﺘﻠﻮ ‪ ..‬وﻳﺘﻠﻮ‬
‫وﻣﺎ ﻳﻘﻮل هﺬا ﺑﺸﺮ ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫ﻗﺎﻟﻮا ‪ :‬هﺬا ﺷﻌﺮ ﻳﺎ أﺑﺎ اﻟﻮﻟﻴﺪ ‪ ..‬ﺷﻌﺮ ‪..‬‬ ‫ﺣﺘﻰ ﺑﻠﻎ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪..‬‬
‫ﻓﻘﺎل ‪ :‬واﷲ ﻣﺎ رﺟﻞ أﻋﻠﻢ ﺑﺎﻷﺷﻌﺎر ﻣﻨﻲ ‪..‬‬ ‫ﻋ َﻘ ِﺔ‬‫ﻋ َﻘ ًﺔ ﱢﻣ ْﺜ َﻞ ﺻَﺎ ِ‬
‫ﺿ ﻮا َﻓ ُﻘ ْﻞ أَﻧ َﺬ ْر ُﺗ ُﻜ ْﻢ ﺻَﺎ ِ‬
‫ﻋ َﺮ ُ‬ ‫ن َأ ْ‬‫) َﻓ ِﺈ ْ‬
‫وﻻ أﻋﻠﻢ ﺑﺮﺟﺰﻩ وﻻ ﺑﻘﺼﻴﺪﻩ ﻣﻨﻲ ‪ ..‬وﻻ‬ ‫ﻋ ﺎ ٍد َو َﺛ ُﻤ ﻮ َد ( ‪ ..‬ﻓﺎﻧﺘﻔﺾ ﻋﺘﺒﺔ ﻟﻤﺎ ﺳﻤﻊ اﻟﺘﻬﺪﻳﺪ‬ ‫َ‬
‫ﺑﺄﺷﻌﺎر اﻟﺠﻦ ‪ ..‬واﷲ ﻣﺎ ﻳﺸﺒﻪ هﺬا اﻟﺬي‬ ‫ﺑﺎﻟﻌ ﺬاب ‪ ..‬وﻗﻔ ﺰ ووﺿﻊ ﻳﺪﻳﻪ ﻋﻠﻰ ﻓﻢ رﺳﻮل اﷲ‬
‫ﻳﻘﻮل ﺷﻴﺌًﺎ ﻣﻦ هﺬا ‪..‬‬ ‫‪ .. ε‬ﻟﻴﻮﻗﻒ اﻟﻘﺮاءة ‪..‬‬
‫وﻣﻀﻰ ﻋﺘﺒﺔ ﻳﻨﺎﻗﺶ ﻗﻮﻣﻪ ﻓﻲ أﻣﺮ رﺳﻮل‬ ‫ﻓﺎﺳﺘﻤﺮ ‪ ε‬ﻳﺘﻠﻮ اﻵﻳﺎت ‪ ..‬ﺣﺘﻰ اﻧﺘﻬﻰ إﻟﻰ اﻵﻳﺔ‬
‫اﷲ ‪ .. ε‬ﺻﺤﻴﺢ أن ﻋﺘﺒﺔ ﻟﻢ ﻳﺪﺧﻞ ﻓﻲ‬ ‫اﻟﺘﻲ ﻓﻴﻬﺎ ﺳﺠﺪة اﻟﺘﻼوة ‪ ..‬ﻓﺴﺠﺪ ‪..‬‬
‫اﻹﺳﻼم ‪ ..‬ﻟﻜﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﻻﻧﺖ ﻟﻠﺪﻳﻦ ‪..‬‬ ‫ﺛﻢ رﻓﻊ رأﺳﻪ ﻣﻦ ﺳﺠﻮدﻩ ‪ ..‬وﻧﻈﺮ إﻟﻰ ﻋﺘﺒﺔ‬
‫ﻓﺘﺄﻣﻞ آﻴﻒ أﺛﺮ هﺬا اﻟﺨﻠﻖ اﻟﺮﻓﻴﻊ ‪ ..‬وﻣﻬﺎرة‬ ‫وﻗﺎل ‪ :‬ﺳﻤﻌﺖ ﻳﺎ أﺑﺎ اﻟﻮﻟﻴﺪ ؟‬
‫ﺣﺴ ﻦ اﻻﺳ ﺘﻤﺎع ﻓ ﻲ ﻋﺘ ﺒﺔ ﻣ ﻊ أﻧ ﻪ ﻣﻦ أﺷﺪ‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻧﻌﻢ ‪..‬‬
‫اﻷﻋﺪاء ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻓﺄﻧﺖ وذاك ‪..‬‬
‫وﻓﻲ ﻳﻮم ﺁﺧﺮ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎم ﻋﺘﺒﺔ ﻳﻤﺸﻲ إﻟﻰ أﺻﺤﺎﺑﻪ ‪ ..‬وهﻢ ﻳﻨﺘﻈﺮوﻧﻪ‬
‫ﺗﺠ ﺘﻤﻊ ﻗ ﺮﻳﺶ ‪ ..‬ﻓﻴﻨ ﺘﺪﺑﻮن ﺣﺼ ﻴﻦ ﺑ ﻦ‬ ‫ﻣﺘﺸﻮﻗﻴﻦ ‪..‬‬
‫اﻟﻤ ﻨﺬر اﻟﺨﺰاﻋ ﻲ ‪ ..‬وه ﻮ أﺑ ﻮ اﻟﺼ ﺤﺎﺑﻲ‬ ‫ﻓﻠﻤﺎ أﻗﺒﻞ ﻋﻠﻴﻬﻢ ‪ ..‬ﻗﺎل ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻟﺒﻌﺾ ‪ :‬ﻧﺤﻠﻒ‬
‫اﻟﺠﻠﻴﻞ ﻋﻤﺮان ﺑﻦ ﺣﺼﻴﻦ ‪..‬‬ ‫ﺑﺎﷲ ﻟﻘﺪ ﺟﺎءآﻢ أﺑﻮ اﻟﻮﻟﻴﺪ ﺑﻐﻴﺮ اﻟﻮﺟﻪ اﻟﺬي ذهﺐ‬
‫ﻳﻨﺘ ﺒﻮﻧﻪ ﻟ ﻨﻘﺎش اﻟﻨﺒﻲ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم‬ ‫ﺑﻪ ‪..‬‬
‫وردﻩ ﻋﻦ دﻋﻮﺗﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤﺎ ﺟﻠﺲ إﻟﻴﻬﻢ ‪ ..‬ﻗﺎﻟﻮا ‪ :‬ﻣﺎ وراءك ﻳﺎ أﺑﺎ اﻟﻮﻟﻴﺪ‬
‫ﻳ ﺪﺧﻞ أﺑ ﻮ ﻋﻤ ﺮان ﻋﻠ ﻰ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ ε‬وﺣ ﻮﻟﻪ‬ ‫؟‬
‫أﺻ ﺤﺎﺑﻪ ‪ ..‬ﻓﻴ ﺮدد ﻋﻠ ﻴﻪ ﻣ ﺎ ﺗ ﺮددﻩ ﻗ ﺮﻳﺶ‬ ‫ﻓﻘﺎل ‪ :‬وراﺋﻲ أﻧﻲ واﷲ ﺳﻤﻌﺖ ﻗﻮ ًﻻ ﻣﺎ ﺳﻤﻌﺖ‬
‫دوﻣ ًﺎ ‪ ..‬ﻓ ﺮﻗﺖ ﺟﻤﺎﻋﺘ ﻨﺎ ‪ ..‬ﺷ ﺘﺖ ﺷ ﻤﻠﻨﺎ ‪..‬‬ ‫ﻣﺜﻠﻪ ﻗﻂ ‪ ..‬واﷲ ﻣﺎ هﻮ ﺑﺎﻟﺸﻌﺮ ‪ ..‬وﻻ اﻟﺴﺤﺮ ‪..‬‬
‫واﻟﻨﺒﻲ ‪ ε‬ﻳﻨﺼﺖ ﺑﻠﻄﻒ ‪..‬‬ ‫وﻻ اﻟﻜﻬﺎﻧﺔ ‪..‬‬
‫ﺣﺘﻰ إذا اﻧﺘﻬﻰ ‪ ..‬ﻗﺎل ﻟﻪ ‪ ε‬ﺑﻜﻞ أدب ‪..‬‬ ‫ﻳﺎ ﻣﻌﺸﺮ ﻗﺮﻳﺶ ‪ :‬أﻃﻴﻌﻮﻧﻲ واﺟﻌﻠﻮهﺎ ﺑﻲ ‪ ..‬ﺧﻠﻮا‬

‫‪22‬‬
‫‪Books-sea.com‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬ ‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﺛ ﻢ ﻣﺎ زال ﺻﺎﺣﺒﻨﺎ ﻣﺤﺴﻨ ًﺎ إﻟﻰ ذﻟﻚ اﻟﺠﺎر ‪..‬‬ ‫أﻓﺮﻏﺖ ﻳﺎ أﺑﺎ ﻋﻤﺮان ‪..‬‬
‫ﺣﺘﻰ دﺧﻞ ﻓﻲ اﻹﺳﻼم ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻧﻌﻢ ‪..‬‬
‫هﺬﻩ واﷲ هﻲ اﻟﻤﺘﻌﺔ اﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﺑﺎﻟﺤﻴﺎة ‪ ..‬أن‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻓﺄﺟﺒﻨﻲ ﻋﻤﺎ أﺳﺄﻟﻚ ﻋﻨﻪ ‪..‬‬
‫ﺗﺸ ﻌﺮ أﻧ ﻚ رﻗﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﻴﻤﻴﻦ ‪ ..‬ﺗﺘﻌﺒﺪ ﷲ ﺑﻜﻞ‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻗﻞ ‪ ..‬أﺳﻤﻊ ‪..‬‬
‫ﺷﻲء ﺣﺘﻰ ﺑﺄﺧﻼﻗﻚ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل ‪ : ε‬ﻳﺎ أﺑﺎ ﻋﻤﺮان ‪ ..‬آﻢ إﻟﻬ ًﺎ ﺗﻌﺒﺪ اﻟﻴﻮم ؟‬
‫وآ ﻢ ﺻ ﱠﺪ أﻋ ﺪادًا آﺒﻴ ﺮة ﻣ ﻦ اﻟﻜﻔ ﺎر ﻋ ﻦ‬ ‫ﻗ ﺎل ‪ :‬ﺳ ﺒﻌﺔ ‪ !!..‬ﺳ ﺘﺔ ﻓ ﻲ اﻷرض ‪ ..‬وواﺣﺪًا ﻓﻲ‬
‫اﻟﺪﺧ ﻮل ﻓ ﻲ اﻹﺳ ﻼم ﺗﻌ ﺎﻣﻼت ﻓ ﺮﻳﻖ ﻣ ﻦ‬ ‫اﻟﺴﻤﺎء ‪!!..‬‬
‫اﻟﻤﺴ ﻠﻤﻴﻦ ﻣﻌﻬ ﻢ ‪ ..‬ﻓ ﻴﻈﻠﻤﻮﻧﻬﻢ ﻋﻤ ﺎ ًﻻ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻓﺄﻳﻬﻢ ﺗﻌﺪ ﻟﺮﻏﺒﺘﻚ ورهﺒﺘﻚ ؟‬
‫وﻳﻐﺸﻮﻧﻬﻢ ﻣﺘﺴﻮﻗﻴﻦ ‪ ..‬وﻳﺆذوﻧﻬﻢ ﺟﻴﺮاﻧ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬اﻟﺬي ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء ‪..‬‬
‫ﻓﻬﻠ ﱠﻢ ﻧﺒﺪأ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﻣﻌﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘ ﺎل ‪ ε‬ﺑﻜ ﻞ ﻟﻄ ﻒ ‪ :‬ﻳﺎ ﺣﺼﻴﻦ أﻣﺎ إﻧﻚ ﻟﻮ أﺳﻠﻤﺖ‬
‫ﻋﻠﻤﺘﻚ آﻠﻤﺘﻴﻦ ﻳﻨﻔﻌﺎﻧﻚ ‪..‬‬
‫إﺿﺎءة ‪..‬‬ ‫ﻓﻤﺎ آﺎن ﻣﻦ ﺣﺼﻴﻦ إﻻ أن أﺳﻠﻢ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻧﻪ ﻓﻮرًا ‪..‬‬
‫ﺧﻴﺮ اﻟﺪاﻋﻴﻦ ﻣﻦ ﻳﺪﻋﻮ ﺑﺄﻓﻌﺎﻟﻪ ﻗﺒﻞ أﻗﻮاﻟﻪ ‪..‬‬ ‫ﺛ ﻢ ﻗ ﺎل ‪ :‬ﻳ ﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪ ..‬ﻋﻠﻤﻨﻲ اﻟﻜﻠﻤﺘﻴﻦ اﻟﻠﺘﻴﻦ‬
‫وﻋﺪﺗﻨﻲ ‪..‬‬
‫‪ 14.‬اﻟﺤﻴﻮاﻧﺎت !!‬ ‫ﻓﻘ ﺎل ‪ : ε‬ﻗ ﻞ ‪ :‬اﻟﻠﻬ ﻢ أﻟﻬﻤﻨ ﻲ رﺷ ﺪي ‪ ..‬وأﻋﺬﻧ ﻲ‬
‫ﻣ ﻦ ﺻ ﺎرت اﻟﻤﻬ ﺎرات اﻟﺤﺴ ﻨﺔ دﻳﺪﻧ ﻪ ‪..‬‬ ‫ﻣﻦ ﺷﺮ ﻧﻔﺴﻲ ‪..‬‬
‫ﺗﺤ ﻮﻟﺖ إﻟ ﻰ ﻃ ﺒﻊ ﻳﺨ ﺎﻟﻂ دﻣ ﻪ وﻋﻘﻠ ﻪ ‪ ..‬ﻻ‬ ‫ﺁﺁﺁﻩ ﻣ ﺎ أروع ه ﺬا اﻟ ﺘﻌﺎﻣﻞ اﻟﺮاﻗ ﻲ ! وﺷﺪة ﺗﺄﺛﻴﺮﻩ‬
‫ﻳﻨﻔﻚ ﻋﻨﻪ أﺑﺪًا ‪..‬‬ ‫ﻓﻲ اﻟﻨﺎس ﻋﻨﺪ ﻣﺨﺎﻟﻄﺘﻬﻢ ‪..‬‬
‫ﻼ ﻋﻄﻮﻓ ًﺎ‬ ‫ﻓ ﺘﺠﺪﻩ داﺋﻤ ًﺎ ﻟﻴ ﻨ ًﺎ هﻴ ﻨ ًﺎ رﻓﻴﻘ ًﺎ ﻣﺘﺤﻤ ً‬ ‫وه ﺬا اﻟ ﺘﻌﺎﻣﻞ اﻹﺳ ﻼﻣﻲ اﻟﺪﻋ ﻮي ﻳﻔ ﻴﺪ ﻓ ﻲ دﻋ ﻮة‬
‫‪ ..‬ﻣ ﻊ آ ﻞ أﺣ ﺪ ‪ ..‬ﺣﺘ ﻰ ﻣ ﻊ اﻟﺤ ﻴﻮاﻧﺎت ‪..‬‬ ‫اﻟﻜﻔﺎر وﺟﺬﺑﻬﻢ إﻟﻰ اﻟﺨﻴﺮ ‪..‬‬
‫واﻟﺠﻤﺎدات ‪..‬‬ ‫ﺳ ﺎﻓﺮ أﺣ ﺪ اﻟﺸ ﺒﺎب ﻟﻠﺪراﺳﺔ ﻓﻲ أﻟﻤﺎﻧﻴﺎ ﻓﺴﻜﻦ ﻓﻲ‬
‫آ ﺎن رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ρ‬ﻓ ﻲ ﺳ ﻔﺮ ‪ ..‬ﻓﺎﻧﻄﻠ ﻖ‬ ‫ﺷ ﻘﺔ ‪ ..‬وآ ﺎن ﻳﺴ ﻜﻦ أﻣﺎﻣ ﻪ ﺷ ﺎب أﻟﻤﺎﻧ ﻲ ‪ ،‬ﻟ ﻴﺲ‬
‫ﻟﻴﻘﻀﻲ ﺣﺎﺟﺘﻪ ‪..‬‬ ‫ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻋﻼﻗﺔ ‪ ،‬ﻟﻜﻨﻪ ﺟﺎرﻩ ‪..‬‬
‫ﻓﺮأى ﺑﻌﺾ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺣُﻤﺮة ﻣﻌﻬﺎ ﻓﺮﺧﺎن ‪..‬‬ ‫ﺳﺎﻓﺮ اﻷﻟﻤﺎﻧﻲ ﻓﺠﺄة ‪ ..‬وآﺎن ﻣﻮزع اﻟﺠﺮاﺋﺪ ﻳﻀﻊ‬
‫ﻓﺄﺧﺬ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻓﺮﺧﻴﻬﺎ ‪ ..‬ﻓﺠﺎءت اﻟﺤﻤﺮة ‪..‬‬ ‫اﻟﺠ ﺮﻳﺪة آ ﻞ ﻳ ﻮم ﻋ ﻨﺪ ﺑﺎﺑ ﻪ ‪ ..‬اﻧﺘ ﺒﻪ ﺻ ﺎﺣﺒﻨﺎ إﻟ ﻰ‬
‫ﻓﺠﻌﻠﺖ ﺗﺤﻮم ﺣﻮﻟﻬﻢ وﺗﺮﻓﺮف ﺑﺠﻨﺎﺣﻴﻬﺎ ‪..‬‬ ‫آﺜﺮة اﻟﺠﺮاﺋﺪ ‪ ..‬ﺳﺄل ﻋﻦ ﺟﺎرﻩ ‪ ..‬ﻓﻌﻠﻢ أﻧﻪ ﻣﺴﺎﻓﺮ‬
‫ﻓﻠﻤ ﺎ ﺟ ﺎء اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ ε‬ورﺁه ﺎ ‪ ..‬اﻟ ﺘﻔﺖ إﻟ ﻰ‬ ‫‪..‬‬
‫أﺻﺤﺎﺑﻪ وﻗﺎل ‪:‬‬ ‫َﻟ ـ ﱠﻢ اﻟﺠ ﺮاﺋﺪ ووﺿ ﻌﻬﺎ ﻓ ﻲ درج ﺧ ﺎص ‪ ..‬وﺻ ﺎر‬
‫ﻣﻦ ﻓﺠﻊ هﺬﻩ ﺑﻮﻟﺪهﺎ ؟ ردوا وﻟﺪهﺎ إﻟﻴﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ﻳﺠﻤﻌﻬﺎ آﻞ ﻳﻮم وﻳﺮﺗﺒﻬﺎ ‪..‬‬
‫وﻓ ﻲ ﻳ ﻮم ﺁﺧ ﺮ ‪ ..‬رأى ‪ ρ‬ﻗ ﺮﻳﺔ ﻧﻤ ﻞ ﻗ ﺪ‬ ‫ﻟﻤ ﺎ رﺟ ﻊ ﺻ ﺎﺣﺒﻪ ﺑﻌ ﺪ ﺷ ﻬﺮﻳﻦ أو ﺛﻼﺛ ﺔ ‪ ..‬ﺳ ﻠﻢ‬
‫أﺣﺮﻗﺖ ‪..‬‬ ‫ﻋﻠ ﻴﻪ وه ﻨﺄﻩ ﺑﺴ ﻼﻣﺔ اﻟﺮﺟﻮع ‪ ..‬ﺛﻢ ﻧﺎوﻟﻪ اﻟﺠﺮاﺋﺪ‬
‫ﻓﻘﺎل ‪ :‬ﻣﻦ أﺣﺮق هﺬﻩ ؟‬ ‫‪..‬وﻗ ﺎل ﻟ ﻪ ‪ :‬ﺧﺸ ﻴﺖ أﻧ ﻚ ﻣ ﺘﺎﺑﻊ ﻟﻤﻘ ﺎل ‪ ..‬أو‬
‫ﻗﺎل ﺑﻌﺾ أﺻﺤﺎﺑﻪ ‪ :‬أﻧﺎ ‪..‬‬ ‫ﻣﺸﺘﺮك ﻓﻲ ﻣﺴﺎﺑﻘﺔ ‪ ..‬ﻓﺄردت أن ﻻ ﻳﻔﻮﺗﻚ ذﻟﻚ ‪..‬‬
‫ﻓﻐﻀ ﺐ وﻗ ﺎل ‪ :‬ﻻ ﻳﻨﺒﻐ ﻲ أن ﻳُﻌﺬب ﺑﺎﻟﻨﺎر إﻻ‬ ‫ﻧﻈﺮ اﻟﺠﺎر إﻟﻴﻪ ﻣﺘﻌﺠﺒ ًﺎ ﻣﻦ هﺬا اﻟﺤﺮص ‪ ..‬ﻓﻘﺎل ‪:‬‬
‫رب اﻟﻨﺎر ‪..‬‬ ‫هﻞ ﺗﺮﻳﺪ أﺟﺮًا أو ﻣﻜﺎﻓﺄة ﻋﻠﻰ هﺬا ؟‬
‫وآﺎن ‪ ρ‬ﻣﻦ رأﻓﺘﻪ ‪ ..‬أﻧﻪ إذا ﺗﻮﺿﺄ وأﻗﺒﻠﺖ‬ ‫ﻗﺎل ﺻﺎﺣﺒﻨﺎ ‪ :‬ﻻ ‪ ..‬ﻟﻜﻦ دﻳﻨﻨﺎ ﻳﺄﻣﺮﻧﺎ ﺑﺎﻹﺣﺴﺎن‬
‫إﻟﻴﻪ هﺮة ‪..‬‬ ‫إﻟﻰ اﻟﺠﺎر ‪ ..‬وأﻧﺖ ﺟﺎر ﻓﻼ ﺑﺪ ﻣﻦ‬
‫أﺻ ﻐﻰ ﻟﻬ ﺎ اﻹﻧ ﺎء ‪ ..‬ﻓﺘﺸ ﺮب ‪ ..‬ﺛ ﻢ ﻳﺘﻮﺿ ﺄ‬ ‫اﻹﺣﺴﺎن إﻟﻴﻚ‬

‫‪23‬‬
‫‪Books-sea.com‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬ ‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﻧ ﺰﻟﺖ ﻟﻤ ﺮأة ﻓ ﻲ ﺑﻴ ﺘﻬﺎ وﻣﻀ ﻮا ﺑﺎﻟ ﻨﺎﻗﺔ إﻟ ﻰ‬ ‫ﺑﻔﻀﻠﻬﺎ ‪..‬‬
‫اﻟﻨﺒﻲ ‪.. ε‬‬ ‫وﻣ ّﺮ ‪ ρ‬ﻳ ﻮﻣ ًﺎ ﻋﻠ ﻰ رﺟ ﻞ ﻣﻠﻘﻴ ًﺎ ﺷﺎة ﻋﻠﻰ اﻷرض‬
‫ﻓﺠﺎءت اﻟﻤﺮأة ﺗﻄﻠﺐ اﻟﻨﺎﻗﺔ ﻟﺘﻨﺤﺮهﺎ !!‬ ‫‪ ..‬وﻗﺪ وﺿﻊ رﺟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺻﻔﺤﺔ ﻋﻨﻘﻬﺎ ﻣﻤﺴﻜًﺎ ﻟﻬﺎ‬
‫ﻓﻘ ﺎل ‪ : ε‬ﺑ ﺌﺲ ﻣ ﺎ ﺟ ﺰﻳﺘﻴﻬﺎ ‪ ..‬أو ﺑ ﺌﺲ ﻣ ﺎ‬ ‫ﻟ ﻴﺬﺑﺤﻬﺎ ‪ ..‬وه ﻮ ﻳﺤ ﺪ ﺷ ﻔﺮﺗﻪ ‪ ..‬وه ﻲ ﺗﻠﺤ ﻆ إﻟﻴﻪ‬
‫ﺟﺰﺗﻬﺎ ‪ ..‬إن أﻧﺠﺎهﺎ اﷲ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻟﺘﻨﺤﺮﻧﻬﺎ !!‬ ‫ﺑﺒﺼﺮهﺎ ‪..‬‬
‫ﺛ ﻢ ﻗﺎل ‪ " : ρ‬ﻻ وﻓﺎء ﻟﻨﺬر ﻓﻲ ﻣﻌﺼﻴﺔ اﷲ‬ ‫ﻓﻐﻀ ﺐ ‪ ρ‬ﻟﻤ ﺎ رﺁﻩ ‪ ..‬وﻗ ﺎل ‪ :‬أﺗ ﺮﻳﺪ أن ﺗﻤﻴ ﺘﻬﺎ‬
‫وﻻ ﻓﻴﻤﺎ ﻻ ﻳﻤﻠﻚ اﺑﻦ ﺁدم " ‪.‬‬ ‫ﻣﻮﺗﺘﻴﻦ ؟ هﻼ ﺣﺪدت ﺷﻔﺮﺗﻚ ﻗﺒﻞ أن ﺗﻀﺠﻌﻬﺎ ؟‬
‫ﻓﻠﻤﺎذا ﻻ ﺗﺤﻮل ﻣﻬﺎراﺗﻚ ﻓﻲ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ –‬ ‫وﻣﺮ ﻳﻮﻣ ًﺎ ﺑﺮﺟﻠﻴﻦ ﻳﺘﺤﺪﺛﺎن ‪ ..‬وﻗﺪ رآﺐ آﻞ ﻣﻨﻬﻤﺎ‬
‫آﺎﻟﺮﻓﻖ واﻟﺒﺸﺮ واﻟﻜﺮم – إﻟﻰ ﺳﺠﻴﺔ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺑﻌﻴﺮﻩ ‪..‬‬
‫ﺗﻼزﻣﻚ ﻋﻠﻰ ﺟﻤﻴﻊ أﺣﻮاﻟﻚ ‪ ..‬ﻣﻊ آﻞ ﺷﻲء‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎ رﺁهﻤ ﺎ رﺣ ﻢ اﻟﺒﻌﻴ ﺮﻳﻦ ‪ ..‬وﻧﻬ ﻰ أن ﺗ ﺘﺨﺬ‬
‫ﺗﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻪ ‪ ..‬ﺣﺘﻰ اﻟﺠﻤﺎدات واﻷﺷﺠﺎر‬ ‫اﻟ ﺪواب آﺮاﺳ ﻲ ‪ ..‬ﻳﻌﻨ ﻲ ﻻ ﺗ ﺮآﺐ اﻟﺒﻌﻴﺮ إﻻ وﻗﺖ‬
‫‪!!..‬‬ ‫اﻟﺤﺎﺟ ﺔ ﻓﻘ ﻂ ‪ ..‬ﻓ ﺈذا اﻧ ﺘﻬﺖ ﺣﺎﺟ ﺘﻚ ﻓﺎﻧ ﺰل ودﻋ ﻪ‬
‫آ ﺎن اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ ρ‬ﻳﻘ ﻮم ﻳ ﻮم اﻟﺠﻤﻌ ﺔ ‪ ..‬ﻓﻴﺴ ﻨﺪ‬ ‫ﻳﺮﺗﺎح ‪..‬‬
‫ﻇﻬ ﺮﻩ إﻟ ﻰ ﺟ ﺬع ﻣﻨﺼ ﻮب ﻓ ﻲ اﻟﻤﺴ ﺠﺪ‬ ‫وﻧﻬﻰ ‪ ρ‬ﻋﻦ وﺳﻢ اﻟﺪاﺑﺔ ﻓﻲ اﻟﻮﺟﻪ ‪..‬‬
‫ﻓ ﻴﺨﻄﺐ اﻟ ﻨﺎس ‪ ..‬ﻓﻘﺎﻟﺖ اﻣﺮأة ﻣﻦ اﻷﻧﺼﺎر‬ ‫وﻣﻦ أﻃﺮف ﻣﺎ ذآﺮ ‪..‬‬
‫‪:‬‬ ‫أﻧﻪ آﺎن ﻟﻠﻨﺒﻲ ‪ ρ‬ﻧﺎﻗﺔ ﺗﺴﻤﻰ اﻟﻌﻀﺒﺎء ‪..‬‬
‫ﻳ ﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ..‬أﻻ أﺟﻌ ﻞ ﻟ ﻚ ﺷ ﻴﺌ ًﺎ ﺗﻘﻌ ﺪ‬ ‫ﺛ ﻢ إن ﻧﻔ ﺮًا ﻣ ﻦ اﻟﻤﺸ ﺮآﻴﻦ أﻏ ﺎروا ﻋﻠ ﻰ إﺑ ٍﻞ‬
‫ﻋﻠﻴﻪ ‪ ..‬ﻓﺈن ﻟﻲ ﻏﻼﻣ ًﺎ ﻧﺠﺎرًا ‪..‬‬ ‫ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ‪ ..‬آﺎﻧﺖ ﺗﺮﻋﻰ ﻓﻲ أﻃﺮاف اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ‪..‬‬
‫ﻗﺎل ‪ :‬إن ﺷﺌﺖ ‪..‬‬ ‫ﻓﺬهﺒﻮا ﺑﻬﺎ ‪ ..‬وآﺎﻧﺖ اﻟﻌﻀﺒﺎء ﻓﻴﻬﺎ ‪..‬‬
‫ﻓﻌﻤﻠﺖ ﻟﻪ اﻟﻤﻨﺒﺮ ‪..‬‬ ‫وأﺳ ﺮوا اﻣ ﺮأة ﻣﻦ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ‪ ..‬واﺳﺘﺎﻗﻮهﺎ ﻣﻌﻬﻢ‬
‫ﻓﻠﻤ ﺎ آﺎن ﻳﻮم اﻟﺠﻤﻌﺔ ‪ ..‬ﺻﻌﺪ اﻟﻨﺒﻲ ‪ ρ‬ﻋﻠﻰ‬ ‫‪..‬‬
‫اﻟﻤﻨﺒﺮ اﻟﺬي ﺻﻨﻊ ﻟﻪ ‪..‬‬ ‫وهﺮب اﻟﻤﺸﺮآﻮن ‪ ..‬ﺑﺎﻟﻤﺮأة واﻹﺑﻞ ‪..‬‬
‫ﻓﻠﻤ ﺎ ﻗﻌ ﺪ ‪ ρ‬ﻋﻠ ﻰ ذﻟ ﻚ اﻟﻤﻨﺒﺮ ‪ ..‬ﺧﺎر اﻟﺠﺬع‬ ‫وآﺎﻧ ﻮا إذا ﻧ ﺰﻟﻮا أﺛ ﻨﺎء اﻟﻄ ﺮﻳﻖ ‪ ..‬أﻃﻠﻘ ﻮا اﻹﺑ ﻞ‬
‫آﺨ ﻮار اﻟ ﺜﻮر ‪ ..‬وﺻ ﺎﺣﺖ اﻟ ﻨﺨﻠﺔ ‪ ..‬ﺣﺘ ﻰ‬ ‫ﺗﺮﻋﻰ ﺣﻮﻟﻬﻢ ‪..‬‬
‫آﺎدت أن ﺗﻨﺸﻖ ‪ ..‬وارﺗﺞ اﻟﻤﺴﺠﺪ ‪..‬‬ ‫ﻓﻨ ﺰﻟﻮا ﻣﻨ ﺰ ًﻻ ﻓ ﻨﺎﻣﻮا ‪ ..‬ﻓﻘﺎﻣ ﺖ اﻟﻤ ﺮأة ﺑﺎﻟﻠ ﻴﻞ‬
‫ﻓﻨ ﺰل اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ ρ‬ﻓﻀ ﻢ اﻟﺠ ﺬع إﻟ ﻴﻪ ‪ ..‬ﻓﺠﻌﻠ ﺖ‬ ‫ﻟﺘﻬﺮب ﻣﻨﻬﻢ ‪..‬‬
‫اﻟ ﻨﺨﻠﺔ ﺗ ﺌﻦ أﻧ ﻴﻦ اﻟﺼ ﺒﻲ اﻟ ﺬي ﻳُﺴ ﻜّﺖ ﺣﺘﻰ‬ ‫ﻓﺄﻗ ﺒﻠﺖ إﻟ ﻰ اﻹﺑ ﻞ ﻟﺘ ﺮآﺐ إﺣ ﺪاهﺎ ‪ ..‬ﻓﺠﻌﻠ ﺖ آﻠﻤ ﺎ‬
‫اﺳﺘﻘﺮت ‪..‬‬ ‫أﺗ ﺖ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﻴﺮ رﻏﺎ ﺑﺄﻋﻠﻰ ﺻﻮﺗﻪ ‪ ..‬ﻓﺘﺘﺮآﻪ ﺧﻮﻓ ًﺎ‬
‫ﺛ ﻢ ﻗ ﺎل ‪ ) : ρ‬أﻣ ﺎ و اﻟ ﺬي ﻧﻔ ﺲ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻴﺪﻩ‬ ‫ﻣﻦ اﺳﺘﻴﻘﺎﻇﻬﻢ ‪..‬‬
‫‪ ..‬ﻟ ﻮ ﻟ ﻢ أﻟﺘ ﺰﻣﻪ ﻟﻤ ﺎ زال هﻜ ﺬا إﻟ ﻰ ﻳ ﻮم‬ ‫وﺟﻌﻠﺖ ﺗﻤﺮ ﻋﻠﻰ اﻹﺑﻞ واﺣﺪًا واﺣﺪًا ‪..‬‬
‫اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ‪.. ( ..‬‬ ‫ﺣﺘ ﻰ أﺗ ﺖ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻌﻀ ﺒﺎء ‪ ..‬ﻓﺤ ﺮآﺘﻬﺎ ﻓ ﺈذا ﻧﺎﻗ ﺔ‬
‫ذﻟ ﻮل ﻣﺠﺮﺳ ﺔ ‪ ..‬ﻓ ﺮآﺒﺘﻬﺎ اﻟﻤ ﺮأة ‪ ..‬ﺛ ﻢ وﺟﻬ ﺘﻬﺎ‬
‫إﺷﺎرة ‪..‬‬ ‫ﻧﺤﻮ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ‪ ..‬ﻓﺎﻧﻄﻠﻘﺖ اﻟﻌﻀﺒﺎء ﻣﺴﺮﻋﺔ ‪ ..‬ﻓﻠﻤﺎ‬
‫اﷲ آﺮّم اﻹﻧﺴﺎن ‪ ..‬ﻟﻜﻦ ذﻟﻚ ﻻ ﻳﻔﺘﺢ اﻟﻤﺠﺎل‬ ‫ﺷﻌﺮت اﻟﻤﺮأة ﺑﺎﻟﻨﺠﺎة ‪ ..‬اﺷﺘﺪ ﻓﺮﺣﻬﺎ ‪ ..‬ﻓﻘﺎﻟﺖ ‪:‬‬
‫ﻟﻪ ﻻﺿﻄﻬﺎد ﺑﻘﻴﺔ اﻟﻤﺨﻠﻮﻗﺎت ‪..‬‬ ‫ﻲ ﻧ ﺬرًا ‪ ..‬إن أﻧﺠﻴﺘﻨ ﻲ ﻋﻠ ﻴﻬﺎ أن‬ ‫اﻟﻠﻬ ﻢ إن ﻟ ﻚ ﻋﻠ ﱠ‬
‫أﻧﺤﺮهﺎ ‪!!..‬‬
‫‪ 100 15.‬ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻟﻜﺴﺐ ﻗﻠﻮب اﻟﻨﺎس‬ ‫وﺻ ﻠﺖ اﻟﻤ ﺮأة إﻟ ﻰ اﻟﻤﺪﻳ ﻨﺔ ‪ ..‬ﻓﻌ ﺮف اﻟﻨﺎس ﻧﺎﻗﺔ‬
‫آﻞ ﺻﺎﺣﺐ هﻢ ﻳﺘﻔﻨﻦ ﻓﻲ ﺻﻴﺪ ﻣﺎ ﻳﺮﻳﺪ ‪..‬‬ ‫اﻟﻨﺒﻲ ‪.. ε‬‬
‫‪24‬‬
‫‪Books-sea.com‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬ ‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﺑﺎﻟﺠﻤ ﺎل وﻻ ﺑﺎﻟﻮﻇ ﻴﻔﺔ ‪ ..‬وإﻧﻤ ﺎ ﺗﻜﺴﺐ ﺑﺄﻗﻞ‬ ‫ﻋﺎﺷ ﻖ اﻟﻤ ﺎل ﻳﺘﻔ ﻨﻦ ﻓ ﻲ ﺟﻤﻌ ﻪ وﺗﻨﻤﻴ ﺘﻪ ‪..‬‬
‫ﻣ ﻦ ذﻟ ﻚ وأﺳ ﻬﻞ ‪ ..‬وﻣ ﻊ ذﻟ ﻚ ﻓﻘﻠ ﻴﻞ ﻣ ﻦ‬ ‫وﻳﺤﺮص ﻋﻠﻰ ﺗﻌﻠﻢ ﻣﻬﺎرات اﻟﺘﺠﺎرة واﻟﺮﺑﺢ ‪..‬‬
‫ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ آﺴﺒﻬﺎ ‪..‬‬ ‫اﻟﻘ ﻨﻮات اﻟﻔﻀ ﺎﺋﻴﺔ ﺗﺘﻔ ﻨﻦ ﻓ ﻲ اﺻ ﻄﻴﺎد اﻟ ﻨﺎس‬
‫أذآ ﺮ أن أﺣ ﺪ ﻃﻼﺑ ﻲ ﻓ ﻲ اﻟﻜﻠ ﻴﺔ أﺻ ﻴﺐ‬ ‫ﺑﺘ ﻨﻮﻳﻊ اﻟﺒ ﺮاﻣﺞ واﺧﺘ ﻴﺎر اﻷﺳ ﺎﻟﻴﺐ اﻟﻤ ﺘﺠﺪدة ‪..‬‬
‫ﺑﻤ ﺮض ﻧﻔﺴ ﻲ ‪ ..‬آ ﺎن ﻧ ﻮﻋ ًﺎ ﺻ ﻌﺒ ًﺎ ﻣ ﻦ‬ ‫وﺗ ﺪرﻳﺐ ﻣﻘﺪﻣ ﻲ اﻟﺒ ﺮاﻣﺞ ﻋﻠ ﻰ ﻣﻬ ﺎرات ﺗﺠ ﺬب‬
‫اﻻآﺘﺌﺎب ‪..‬‬ ‫اﻟﻨﺎس ﻟﻤﺘﺎﺑﻌﺘﻬﺎ ‪..‬‬
‫آ ﺎن واﻟ ﺪﻩ ﺿ ﺎﺑﻄ ًﺎ ﻳﺸ ﻐﻞ ﻣﻨﺼ ﺒ ًﺎ ﻋﺎﻟ ﻴ ًﺎ ‪..‬‬ ‫وﻗ ﻞ ﻣ ﺜﻞ ذﻟ ﻚ ﻓ ﻲ وﺳ ﺎﺋﻞ اﻹﻋ ﻼم اﻟﻤﻘ ﺮوءة ‪..‬‬
‫ﺟ ﺎء ﻣﺮارًا إﻟﻰ اﻟﻜﻠﻴﺔ وﻗﺎﺑﻠﻨﻲ وﺗﻌﺎوﻧّﺎ ﻋﻠﻰ‬ ‫واﻟﻤﺴﻤﻮﻋﺔ ‪..‬‬
‫ﻋﻼج اﺑﻨﻪ ‪..‬‬ ‫وﻣ ﺜﻠﻪ ﻣ ﺮوﺟﻮ اﻟﺒﻀ ﺎﺋﻊ اﻟﻤﺨ ﺘﻠﻔﺔ ﺳ ﻮاء آﺎﻧ ﺖ‬
‫آ ﻨﺖ أذه ﺐ إﻟ ﻰ ﺑﻴ ﺘﻬﻢ أﺣ ﻴﺎﻧ ًﺎ ﻓ ﺄراﻩ ﻗﺼ ﺮًا‬ ‫ﺣﻼ ًﻻ أم ﺣﺮاﻣ ًﺎ ‪..‬‬
‫ﻣﻨﻴﻔ ًﺎ ‪ ..‬وأرى ﻣﺠﻠﺲ اﻷب ﻣﻠﻴﺌ ًﺎ ﺑﺎﻟﻀﻴﻮف‬ ‫آﻠﻬﻢ ﻳﺤﺮﺻﻮن ﻋﻠﻰ إﺗﻘﺎن اﻟﻤﻬﺎرات اﻟﺘﻲ ﺗﻔﻴﺪهﻢ‬
‫‪ ..‬ﻻ ﺗﻜﺎد ﺗﺠﺪ ﻓﻴﻪ ﻣﻜﺎﻧ ًﺎ ﻓﺎرﻏ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻟﻬﻢ اﻟﺬي ﻳﺤﺒﻮﻧﻪ ‪..‬‬
‫آ ﻨﺖ أﻋﺠ ﺐ ﻣ ﻦ ﻣﺤ ﺒﺔ اﻟ ﻨﺎس ﻟﻬ ﺬا اﻟ ﺮﺟﻞ‬ ‫وآﺴ ﺐ اﻟﻘﻠﻮب ﻓﻦ ﻣﻦ اﻟﻔﻨﻮن ﻟﻪ ﻃﺮﻗﻪ وأﺳﺎﻟﻴﺒﻪ‬
‫وإﻗﺒﺎﻟﻬﻢ ﻋﻠﻴﻪ ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫ﻣﻀﺖ ﺳﻨﻮات وﺗﻘﺎﻋﺪ اﻷب ﻣﻦ ﻣﻨﺼﺒﻪ ‪..‬‬ ‫ﻼ ‪..‬‬
‫ه ﺐ أﻧ ﻚ دﺧﻠ ﺖ ﻣﺠﻠﺴ ًﺎ ﻓ ﻴﻪ أرﺑﻌ ﻮن رﺟ ً‬
‫ﻓﺬه ﺒﺖ إﻟ ﻴﻪ زاﺋ ﺮًا ‪ ..‬دﺧﻠ ﺖ اﻟﻘﺼ ﺮ ‪ ..‬ﺛ ﻢ‬ ‫ﻓﻤﺮرت ﺑﺎﻟﻨﺎس ﺗﺼﺎﻓﺤﻬﻢ ‪..‬‬
‫دﻟﻔ ﺖ إﻟ ﻰ اﻟﻤﺠﻠ ﺲ وﻓ ﻴﻪ أآﺜ ﺮ ﻣﻦ ﺧﻤﺴﻴﻦ‬ ‫ﻓﺎﻷول ﻣﺪدت ﻳﺪك إﻟﻴﻪ ﻣﺴﻠﻤ ًﺎ ﻓﻨﺎوﻟﻚ ﻃﺮف ﻳﺪﻩ ‪..‬‬
‫آﺮﺳ ﻴ ًﺎ ‪ ..‬ﻓﻠ ﻢ أر ﻓ ﻲ اﻟﻤﺠﻠ ﺲ إﻻ اﻟ ﺮﺟﻞ‬ ‫ﻼ ‪..‬‬‫ﻼ ‪ ..‬أه ً‬
‫وﻗﺎل ﺑﺒﺮود ‪ :‬أه ً‬
‫ﻳ ﺘﺎﺑﻊ ﺑ ﺮﻧﺎﻣﺠ ًﺎ ﻓﻲ اﻟﺘﻠﻔﺎز ‪ ..‬وﺧﺎدﻣ ًﺎ ﻳﺨﺪﻣﻪ‬ ‫واﻟﺜﺎﻧ ﻲ آ ﺎن ﻣﺸ ﻐﻮ ًﻻ ﺑﺤ ﺪﻳﺚ ﺟﺎﻧﺒ ﻲ ‪ ..‬ﻓﻔﺎﺟﺄﺗ ﻪ‬
‫ﻼ ‪..‬‬‫ﺑﺎﻟﻘﻬﻮة واﻟﺸﺎي ‪ ..‬ﺟﻠﺴﺖ ﻣﻌﻪ ﻗﻠﻴ ً‬ ‫ﺑﺎﻟﺴ ﻼم ‪ ..‬ﻓ ﺮد ﺑﺒ ﺮود أﻳﻀ ًﺎ وﺻ ﺎﻓﺤﻚ دون أن‬
‫ﻓﻠﻤ ﺎ ﺧ ﺮﺟﺖ ﺟﻌﻠ ﺖ أﺗﺬآ ﺮ ﺣﺎﻟﻪ ﻟﻤﺎ آﺎن ﻓﻲ‬ ‫ﻳﻨﻈﺮ إﻟﻴﻚ ‪..‬‬
‫وﻇﻴﻔ ﺘﻪ ‪ ..‬وﺣﺎﻟ ﻪ اﻵن ‪ ..‬ﻣ ﺎ اﻟ ﺬي آ ﺎن‬ ‫واﻟ ﺜﺎﻟﺚ آ ﺎن ﻳ ﺘﺤﺪث ﺑﻬﺎﺗﻔﻪ ‪ ..‬ﻓﻤﺪ ﻳﺪﻩ إﻟﻴﻚ دون‬
‫ﻳﺠﻤﻊ اﻟﻨﺎس ﻓﻴﻤﺎ ﻣﻀﻰ ؟‬ ‫أن ﻳ ﺘﻠﻔﻆ ﺑﻜﻠﻤﺔ ﺗﺮﺣﻴﺐ ‪ ..‬أو ﻳﺒﺪي ﻟﻚ أي اهﺘﻤﺎم‬
‫ﻣﺎ اﻟﺬي آﺎن ﻳﺠﻌﻠﻬﻢ ﻳﻠﺘﻤﻮن ﻋﻠﻴﻪ ﻣﺆاﻧﺴﻴﻦ‬ ‫‪..‬‬
‫ﻣﺘﺤﺒﺒﻴﻦ ؟!‬ ‫ﻼ ﻗﺎم ﻣﺴﺘﻌﺪًا ﻟﻠﺴﻼم ‪..‬‬‫أﻣﺎ اﻟﺮاﺑﻊ ‪ ..‬ﻓﻠﻤﺎ رﺁك ﻣﻘﺒ ً‬
‫أدرآ ﺖ ﻋ ﻨﺪهﺎ أن اﻟ ﺮﺟﻞ ﻟ ﻢ ﻳﻜﺴ ﺐ اﻟ ﻨﺎس‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎ اﻟ ﺘﻘﺖ ﻋﻴ ﻨﻚ ﺑﻌﻴ ﻨﻪ اﺑﺘﺴ ﻢ وأﻇﻬ ﺮ اﻟﺒﺸﺎﺷ ﺔ‬
‫ﺑﺄﺧﻼﻗ ﻪ وﻟﻄﻔ ﻪ وﺣﺴ ﻦ ﺗﻌﺎﻣﻠ ﻪ ‪ ..‬وإﻧﻤ ﺎ‬ ‫ﺑﻠﻘﻴﺎك ‪..‬‬
‫آﺴﺒﻬﻢ ﺑﻤﻨﺼﺒﻪ ووﺟﺎهﺘﻪ وﺳﻌﺔ ﻋﻼﻗﺎﺗﻪ ‪..‬‬ ‫وﺻ ﺎﻓﺤﻚ ﺑﺤ ﺮارة ‪ ..‬واﺣﺘﻔﻰ ﺑﻘﺪوﻣﻚ ‪ ..‬وأﻧﺖ ﻻ‬
‫ﻓﻠﻤﺎ زال اﻟﻤﻨﺼﺐ زاﻟﺖ ﻣﻌﻪ اﻟﻤﺤﺒﺔ ‪..‬‬ ‫ﺗﻌﺮﻓﻪ وﻻ ﻳﻌﺮﻓﻚ !!‬
‫ﻓﺨﺬ ﻣﻦ ﺻﺎﺣﺒﻨﺎ درﺳ ًﺎ ‪ ..‬وﺗﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻟﻨﺎس‬ ‫ﺛﻢ أآﻤﻠﺖ ﺳﻼﻣﻚ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺎس ‪ ..‬وﺟﻠﺴﺖ ‪..‬‬
‫ﺑﻤﻬ ﺎرات ﺗﺠﻌﻠﻬ ﻢ ﻳﺤ ﺒﻮﻧﻚ ﻟﺸﺨﺼ ﻚ ‪..‬‬ ‫ﺑ ﺎﷲ ﻋﻠ ﻴﻚ ! أﻻ ﺗﺸ ﻌﺮ أن ﻗﻠ ﺒﻚ ﻳ ﻨﺠﺬب ﻧﺤ ﻮ ذﻟﻚ‬
‫ﻳﺤ ﺒﻮن أﺣﺎدﻳ ﺜﻚ واﺑﺘﺴ ﺎﻣﺘﻚ ورﻓﻘ ﻚ وﺣﺴﻦ‬ ‫اﻟﺸﺨﺺ ؟‬
‫ﻣﻌﺸ ﺮك ‪ ..‬ﻳﺤﺒﻮن ﺗﻐﺎﺿﻴﻚ ﻋﻦ أﺧﻄﺎﺋﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﺑﻠﻰ ‪ ..‬ﻳﻨﺠﺬب إﻟﻴﻪ ‪ ..‬وأﻧﺖ ﻻ ﺗﻌﺮﻓﻪ ‪ ..‬وﻻ ﺗﺪري‬
‫ووﻗﻮﻓﻚ ﻣﻌﻬﻢ ﻓﻲ ﻣﺼﺎﺋﺒﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﻋ ﻦ اﺳﻤﻪ ‪ ..‬وﻻ ﺗﻌﻠﻢ وﻇﻴﻔﺘﻪ وﻻ ﻣﺮآﺰﻩ ‪ ..‬وﻣﻊ‬
‫ﻻ ﺗﺠﻌﻞ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ﻣﻌﻠﻘﺔ ﺑﻜﺮﺳﻴﻚ وﺟﻴﺒﻚ !!‬ ‫ذﻟ ﻚ اﺳ ﺘﻄﺎع أن ﻳﺴ ﻠﺐ ﻗﻠ ﺒﻚ ‪ ..‬ﻻ ﺑﻤﺎﻟ ﻪ ‪ ..‬وﻻ‬
‫اﻟ ﺬي ﻳﻮﻓ ﺮ ﻷوﻻدﻩ وزوﺟ ﺘﻪ اﻟﻤ ﺎل واﻟﻄﻌ ﺎم‬ ‫ﺑﻤﻨﺼ ﺒﻪ ‪ ..‬وﻻ ﺑﺤﺴ ﺒﻪ وﻧﺴ ﺒﻪ ‪ ..‬وإﻧﻤﺎ ﺑﻤﻬﺎرات‬
‫واﻟﺸ ﺮاب ﻟ ﻢ ﻳﻜﺴ ﺐ ﻗﻠ ﻮﺑﻬﻢ ‪ ..‬وإﻧﻤ ﺎ آﺴﺐ‬ ‫ﺗﻌﺎﻣﻠﻪ ‪..‬‬
‫ﺑﻄﻮﻧﻬﻢ ‪..‬‬ ‫إذن اﻟﻘﻠ ﻮب ﻻ ﺗﻜﺴ ﺐ ﺑﺎﻟﻘ ﻮة وﻻ ﺑﺎﻟﻤ ﺎل وﻻ‬

‫‪25‬‬
‫‪Books-sea.com‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫وﻋﺸ ﺖ ﻣﻌﻬ ﻢ ﺳ ﻨﻴﻦ ‪ ..‬ﻻ أذآ ﺮ أﻧ ﻲ رأﻳ ﺖ‬
‫ﻣ ﻨﻬﻢ اﺑﺘﺴ ﺎﻣﺔ ‪ ..‬ﺑ ﻞ وﻻ ﺣﺘ ﻰ ﻣﺠﺎﻣﻠ ﺔ‬
‫ﺑﻀ ﺤﻚ ﻋﻠ ﻰ ﻃﺮﻓﺔ ‪ ..‬أو ﺗﻔﺎﻋﻞ ﻣﻊ ﻣﺘﺤﺪث‬
‫‪ ..‬آ ﻨﺖ أﻇ ﻦ أﻧﻬ ﻢ ﻧﺸ ﺌﻮا هﻜ ﺬا وﻻ‬
‫ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮن ﻏﻴﺮﻩ ‪..‬‬
‫ﺛ ﻢ ﺗﻔﺎﺟ ﺄت ﺑ ﺮؤﻳﺘﻬﻢ ﻓ ﻲ ﻣ ﻮاﻃﻦ ﻣﻌﻴ ﻨﺔ ‪..‬‬
‫وﻣﻊ ﺑﻌﺾ اﻟﻨﺎس – ﻣﻦ اﻷﻏﻨﻴﺎء وأﺻﺤﺎب‬
‫اﻟﻨﻔﻮذ ﺗﺤﺪﻳﺪًا – ﻳﺤﺴﻨﻮن اﻟﻀﺤﻚ واﻟﺘﻠﻄﻒ‬
‫‪..‬‬
‫ﻓﺄدرآﺖ أﻧﻬﻢ ﻣﺎ ﻳﻔﻌﻠﻮن ذﻟﻚ إﻻ ﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ‪..‬‬
‫ﻓﻴﻔﻮﺗﻬﻢ ﺑﺬﻟﻚ أﺟﺮ ﻋﻈﻴﻢ ‪..‬‬
‫إذن اﻟﻤ ﺆﻣﻦ ﻳﺘﻌ ﺒﺪ ﷲ ﺗﻌﺎﻟ ﻰ ﺑﺄﺧﻼﻗ ﻪ‬
‫وﻣﻬ ﺎرات ﺗﻌﺎﻣﻠ ﻪ ‪ ..‬ﻣ ﻊ ﺟﻤ ﻴﻊ اﻟ ﻨﺎس ‪ ..‬ﻻ‬
‫ﻷﺟ ﻞ ﻣﻨﺼﺐ أو ﻣﺎل ‪ ..‬وﻻ ﻷﺟﻞ أن ﻳﻤﺪﺣﻪ‬
‫اﻟ ﻨﺎس ‪ ..‬وﻻ ﻷﺟﻞ أن ﻳﺰوج أو ﻳﺴﻠﻒ ﻣﺎ ًﻻ‬
‫‪ ..‬وإﻧﻤﺎ ﻟﻴﺤﺒﻪ اﷲ وﻳﺤﺒﺒﻪ إﻟﻰ ﺧﻠﻘﻪ ‪..‬‬
‫ﻧﻌ ﻢ ‪ ..‬ﻣ ﻦ اﻋﺘﺒ ﺮ ﺣﺴ ﻦ اﻟﺨﻠ ﻖ ﻋ ﺒﺎدة ‪..‬‬
‫ﺻ ﺎر ﻳ ﺘﻌﺎﻣﻞ ﺑﺄﺣﺴ ﻦ اﻟﻤﻬ ﺎرات ﻣ ﻊ اﻟﻐﻨ ﻲ‬
‫واﻟﻔﻘﻴﺮ ‪ ..‬واﻟﻤﺪﻳﺮ واﻟﻔﺮاش ‪..‬‬
‫ﻟ ﻮ ﻣ ﺮرت ﻳ ﻮﻣ ًﺎ ﺑﻌﺎﻣ ﻞ ﻣﺴ ﻜﻴﻦ ﻳﻜ ﻨﺲ‬
‫اﻟﺸﺎرع ‪ ..‬وﻣﺪ ﻳﺪﻩ إﻟﻴﻚ ؟ ودﺧﻠﺖ ﻳﻮﻣًﺎ ﺁﺧﺮ‬
‫ﻋﻠ ﻰ ﻣﺴ ﺌﻮل آﺒﻴ ﺮ ﻓﻤ ﺪ ﻳ ﺪﻩ ‪ ..‬ه ﻞ هﻤ ﺎ‬
‫ﻣﺘﺴ ﺎوﻳﺎن ؟ ﻓ ﻲ اﺣ ﺘﻔﺎﺋﻚ ﺑﻬﻤ ﺎ ‪ ..‬وﺗﺒﺴ ﻤﻚ‬
‫وﺑﺸﺎﺷﺘﻚ ؟‬
‫ﻻ أدري !!‬
‫أﻣ ﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ε‬ﻓﻜﺎﻧ ﺎ ﻋ ﻨﺪﻩ ﻣﺘﺴﺎوﻳﻴﻦ ﻓﻲ‬
‫اﻻﺣﺘﻔﺎء واﻟﻨﺼﺢ واﻟﺸﻔﻘﺔ ‪..‬‬
‫وﻣ ﺎ ﻳ ﺪرﻳﻚ ﻟﻌ ﻞ ﻣ ﻦ ﺗ ﺰدرﻳﻪ وﺗﺘﻜﺒ ﺮ ﻋﻠ ﻴﻪ‬
‫ﻳﻜ ﻮن ﻋ ﻨﺪ اﷲ ﺧﻴ ﺮًا ﻣ ﻦ ﻣ ﻞء اﻷرض ﻣ ﻦ‬
‫ﻣﺜﻞ اﻟﺬي ﺗﻜﺮﻣﻪ وﺗﻘﺒﻞ ﻋﻠﻴﻪ ‪..‬‬
‫ﻗ ﺎل ‪ ) ε‬إن ﻣ ﻦ أﺣ ﺒﻜﻢ إﻟ ﻲ وأﻗ ﺮﺑﻜﻢ ﻣﻨ ﻲ‬
‫)‪(15‬‬
‫ﻣﺠﻠﺴ ًﺎ ﻳ ﻮم اﻟﻘ ﻴﺎﻣﺔ أﺣﺎﺳ ﻨﻜﻢ أﺧﻼﻗ ًﺎ (‬
‫‪..‬‬
‫وﻗ ﺎل ﻟﻸﺷ ﺞ ﺑ ﻦ ﻋ ﺒﺪ ﻗ ﻴﺲ ‪ ) :‬إن ﻓ ﻴﻚ‬
‫ﻟﺨﺼﻠﺘﻴﻦ ﻳﺤﺒﻬﻤﺎ اﷲ ورﺳﻮﻟﻪ ( ‪..‬‬
‫ﻓﻤ ﺎ هﻤ ﺎ اﻟﺨﺼ ﻠﺘﺎن ‪ :‬ﻗ ﻴﺎم اﻟﻠ ﻴﻞ ! ﺻ ﻴﺎم‬
‫رواﻩ اﻟﺘﺮﻣﺬي‬
‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫واﻟ ﺬي ﻳﻐ ﺪق ﻋﻠ ﻰ أهﻠ ﻪ اﻷﻣ ﻮال ‪ ..‬ﻣ ﻊ ﺳ ﻮء‬
‫اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ‪ ..‬ﻟﻢ ﻳﻜﺴﺐ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ‪ ..‬إﻧﻤﺎ آﺴﺐ ﺟﻴﻮﺑﻬﻢ‬
‫‪..‬‬
‫ﻟ ﺬﻟﻚ ﻻ ﺗﺴ ﺘﻐﺮب إذا وﺟ ﺪت ﺷ ﺎﺑ ًﺎ ﺗﻘ ﻊ ﻟﻪ ﻣﺸﻜﻠﺔ‬
‫ﻓﻴﺸ ﻜﻮهﺎ إﻟﻰ ﺻﺪﻳﻖ أو إﻣﺎم ﻣﺴﺠﺪ أو ﻣﺪرس ‪..‬‬
‫وﻳﺘ ﺮك أﺑ ﺎﻩ ‪ ..‬ﻷن اﻷب ﻟ ﻢ ﻳﻜﺴ ﺐ ﻗﻠ ﺒﻪ ‪ ..‬وﻟ ﻢ‬
‫ﻳﺤﻄ ﻢ اﻷﺳ ﻮار ﺑﻴ ﻨﻬﻤﺎ ‪ ..‬ﺑﻴ ﻨﻤﺎ آﺴ ﺐ ه ﺬا اﻟﻘﻠ ﺐ‬
‫ﻣﺪرس أو ﺻﺪﻳﻖ ‪ ..‬ورﺑﻤﺎ آﺴﺒﻪ ﻋﺪو ﺣﺎﻗﺪ !!‬
‫وأﻣﺮ ﺁﺧﺮ ﻣﻬﻢ ‪..‬‬
‫أﻻ ﺗﻼﺣ ﻆ ﻣﻌ ﻲ أن ﺑﻌ ﺾ اﻟ ﻨﺎس إذا دﺧ ﻞ ﻣﺠﻠﺴ ًﺎ‬
‫ﻣ ﺰدﺣﻤ ًﺎ ‪ ..‬وﺟﻌ ﻞ ﻳ ﺘﻠﻔﺖ ﺑﺎﺣ ﺜ ًﺎ ﻋ ﻦ ﻣﻜ ﺎن ﻳﺠﻠﺲ‬
‫ﻓ ﻴﻪ ‪ ..‬رأﻳ ﺖ اﻟﺠﺎﻟﺴﻴﻦ ﻳﺘﺴﺎﺑﻘﻮن ﻋﻠﻴﻪ آﻞ ﻳﻨﺎدﻳﻪ‬
‫ﻟﻴﺠﻠﺲ ﺑﺠﺎﻧﺒﻪ !‪ ..‬ﻟﻤﺎذا؟‬
‫ه ﻞ دﻋ ﻴﺖ ﻳ ﻮﻣ ًﺎ إﻟ ﻰ ﻋﺸ ﺎء ‪ ..‬وآ ﺎن ﺑ ﻨﻈﺎم )‬
‫اﻟﺒﻮﻓ ﻴﻪ اﻟﻤﻔ ﺘﻮح ( ‪ ..‬ﺑﺤ ﻴﺚ إن آ ﻞ ﺷ ﺨﺺ ﻳﺄﺧﺬ‬
‫ﻃﻌﺎﻣ ﻪ ﻓ ﻲ ﻃ ﺒﻖ وﻳﺠﻠ ﺲ ﻋﻠ ﻰ إﺣ ﺪى اﻟﻄ ﺎوﻻت‬
‫اﻟﺪاﺋ ﺮﻳﺔ ‪ ..‬أﻟ ﻢ ﺗ ﺮ ﺑﻌ ﺾ اﻟﻨﺎس ﻣﺎ إن ﻳﻤﻸ ﻃﺒﻘﻪ‬
‫ﺑﺎﻟﻄﻌ ﺎم ﺣﺘ ﻰ ﻳ ﺘﻬﺎﻓﺖ ﻋ ﺪد ﻣ ﻦ اﻟ ﻨﺎس ﻳﺸ ﻴﺮون‬
‫إﻟﻴﻪ ﺑﻮﺟﻮد ﻣﻜﺎن ﻓﺎرغ ‪ ..‬ﻟﻴﺠﻠﺲ ﻣﻌﻬﻢ ‪..‬‬
‫ﺑﻴ ﻨﻤﺎ ﺁﺧ ﺮ ﻳﻤ ﻸ ﻃ ﺒﻘﻪ ﺑﺎﻟﻄﻌﺎم ‪ ..‬وﻳﺘﻠﻔﺖ وﻻ أﺣﺪ‬
‫ﻳ ﻨﺎدﻳﻪ أو ﻳﻘ ﺒﻞ ﻋﻠ ﻴﻪ ‪ ..‬ﺣﺘ ﻰ ﺗﺴ ﻮﻗﻪ ﻗ ﺪﻣﺎﻩ إﻟ ﻰ‬
‫إﺣﺪى اﻟﻄﺎوﻻت ‪..‬‬
‫ﻟﻤﺎذا ﺣﺮص اﻟﻨﺎس ﻋﻠﻰ اﻷول دون اﻟﺜﺎﻧﻲ ‪..‬‬
‫أﻻ ﺗﺸﻌﺮ أن ﺑﻌﺾ اﻟﻨﺎس ﺗﻘﺒﻞ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻘﻠﻮب أﻳﻨﻤﺎ‬
‫آ ﺎن ‪ ..‬وآ ﺄن ﻓ ﻲ ﻳ ﺪﻩ ﻣﻐﻨﺎﻃ ﻴﺲ ﻳﺠ ﺬﺑﻬﺎ ﺑﻪ ﺟﺬﺑ ًﺎ‬
‫!!‬
‫ﻋﺠ ﺒ ًﺎ ! آ ﻴﻒ اﺳ ﺘﻄﺎع هﺆﻻء ﺟﻤﻴﻌﺎ آﺴﺐ اﻟﻨﺎس‬
‫؟!‬
‫إﻧﻬ ﺎ ﻃ ﺮق ذآ ﻴﺔ ﻳﺴ ﺘﻄﻴﻊ ﺑﻬ ﺎ اﻟﺸ ﺨﺺ أن ﻳﺼﻴﺪ‬
‫ﺑﻬﺎ اﻟﻘﻠﻮب ‪..‬‬
‫ﻗﺮار ‪..‬‬
‫ﻗﺪرﺗﻨﺎ ﻋﻠﻰ أﺳﺮ ﻗﻠﻮب اﻵﺧﺮﻳﻦ ‪ ..‬وآﺴﺐ‬
‫ﻣﺤﺒﺘﻬﻢ اﻟﺼﺎدﻗﺔ ‪ ..‬ﺗﻤﻨﺤﻨﺎ ﺟﺎﻧﺒًﺎ آﺒﻴﺮًا ﻣﻦ اﻟﻤﺘﻌﺔ‬
‫ﺑﺎﻟﺤﻴﺎة ‪..‬‬
‫‪ 16.‬أﺣﺴﻦ اﻟﻨﻴﺔ‪ ..‬ﻟﻮﺟﻪ اﷲ ‪..‬‬
‫ﺟﻌﻠ ﺖ أﺗﺄﻣ ﻞ أﺳ ﺎﻟﻴﺐ ﺗﻌﺎﻣ ﻞ ﺑﻌ ﺾ اﻷﺷ ﺨﺎص ‪..‬‬
‫) ‪( 15‬‬
‫‪26‬‬
‫‪Books-sea.com‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬ ‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫أﻣ ﺎ ﺧﻴ ﺮ اﻟﺪﻧ ﻴﺎ ﻓﻬ ﻮ ﻣ ﺎ ﻳﻜ ﻮن ﻟ ﻪ ﻣﻦ ﻣﺤﺒﺔ‬ ‫اﻟﻨﻬﺎر ؟ ‪..‬‬
‫ﻓﻲ ﻗﻠﻮب اﻟﺨﻠﻖ ‪ ..‬وأﻣﺎ ﺧﻴﺮ اﻵﺧﺮة ﻓﻬﻮ ﻣﺎ‬ ‫اﺳﺘﺒﺸﺮ اﻷﺷﺞ ‪ .. τ‬وﻗﺎل ‪ :‬ﻣﺎ هﻤﺎ ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ‬
‫ﻳﻜﻮن ﻟﻪ ﻣﻦ اﻷﺟﺮ اﻟﻌﻈﻴﻢ ‪..‬‬ ‫؟ ﻓﻘﺎل ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم ) اﻟﺤﻠﻢ ‪ ..‬واﻷﻧﺎة (‬
‫)‪(16‬‬
‫وﻣﻬﻤﺎ أآﺜﺮ اﻹﻧﺴﺎن ﻣﻦ اﻷﻋﻤﺎل اﻟﺼﺎﻟﺤﺎت‬ ‫‪..‬‬
‫‪ ..‬ﻓﺈﻧﻬ ﺎ ﻗﺪ ﺗﻔﺴﺪ ﻋﻠﻴﻪ إذا آﺎن ﺳﻲء اﻟﺨﻠﻖ‬ ‫وﺳﺌﻞ ‪ ρ‬ﻋﻦ اﻟﺒﺮ ؟‪ ..‬ﻓﻘﺎل ‪ ) :‬اﻟﺒﺮ ﺣﺴﻦ اﻟﺨﻠﻖ‬
‫‪..‬‬ ‫)‪(17‬‬
‫( ‪..‬‬
‫ذُآﺮ ﻟﻠﻨﺒﻲ ‪ ρ‬ﺣﺎ ُل اﻣﺮأة ‪..‬‬ ‫وﺳ ﺌﻞ ﻋ ﻦ أآﺜ ﺮ ﻣ ﺎ ﻳ ﺪﺧﻞ اﻟ ﻨﺎس اﻟﺠ ﻨﺔ ﻓﻘﺎل ‪) :‬‬
‫)‪(18‬‬
‫وذآ ﺮ ﻟ ﻪ أﻧﻬ ﺎ ﺗﺼ ﻠﻲ وﺗﺼ ﻮم وﺗﺘﺼ ﺪق‬ ‫ﺗﻘﻮى اﷲ وﺣﺴﻦ اﻟﺨﻠﻖ ( ‪..‬‬
‫وﺗﻔﻌ ﻞ ‪ ..‬ﻟﻜ ﻨﻬﺎ ﺗ ﺆذي ﺟﻴ ﺮاﻧﻬﺎ ﺑﻠﺴﺎﻧﻬﺎ ‪)..‬‬ ‫وﻗﺎل ‪ ) : ρ‬أآﻤﻞ اﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ إﻳﻤﺎﻧ ًﺎ أﺣﺎﺳﻨﻬﻢ أﺧﻼﻗًﺎ‬
‫ﻳﻌﻨﻲ ﺳﻴﺌﺔ اﻟﺨﻠﻖ ( ‪..‬‬ ‫اﻟﻤﻮﻃ ﺆون أآﻨﺎﻓ ًﺎ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺄﻟﻔﻮن وﻳﺆﻟﻔﻮن وﻻ ﺧﻴﺮ‬
‫ﻓﻘﺎل ‪ ) : ρ‬هﻲ ﻓﻲ اﻟﻨﺎر ( ‪..‬‬ ‫)‪(19‬‬
‫ﻓﻴﻤﻦ ﻻ ﻳﺄﻟﻒ وﻻ ﻳﺆﻟﻒ ( ‪..‬‬
‫وﻗﺪ آﺎن اﻟﻨﺒﻲ ‪ ρ‬اﻷﺳﻮة اﻟﺤﺴﻨﺔ ‪..‬‬ ‫وﻗ ﺎل ‪ ) : ε‬ﻣ ﺎ ﺷ ﻲء أﺛﻘ ﻞ ﻓﻲ اﻟﻤﻴﺰان ﻣﻦ ﺣﺴﻦ‬
‫)‪(20‬‬
‫ﻓ ﻲ آ ﻞ ﺧﻠ ﻖ ﺣﻤ ﻴﺪ ‪ ..‬آ ﺎن أآ ﺮ َم اﻟ ﻨﺎس ‪..‬‬ ‫اﻟﺨﻠﻖ ( ‪..‬‬
‫وأﺷﺠﻌَﻬﻢ ‪ ..‬وأﺣﻠﻤَﻬﻢ ‪..‬‬ ‫وﻗ ﺎل ‪ ) : ρ‬إن اﻟ ﺮﺟﻞ ﻟﻴ ﺒﻠﻎ ﺑﺤﺴ ﻦ ﺧﻠﻘﻪ درﺟﺔ‬
‫آﺎن أﺷ ﱠﺪ ﺣﻴﺎ ًء ﻣﻦ اﻟﻌﺬراء ﻓﻲ ﺧﺪرهﺎ ‪..‬‬ ‫)‪(21‬‬
‫ﻗﺎﺋﻢ اﻟﻠﻴﻞ وﺻﺎﺋﻢ اﻟﻨﻬﺎر ( ‪..‬‬
‫آ ﺎن أﻣﻴ ﻨ ًﺎ ﺻ ﺎدﻗ ًﺎ ‪ ..‬ﻳﺸ ﻬﺪ ﻟ ﻪ اﻟﻜﻔ ﺎر ﺑ ﺬﻟﻚ‬ ‫وﻣ ﻦ ﺣﺴ ﻦ ﺧﻠﻘ ﻪ رﺑ ﺢ ﻓ ﻲ اﻟ ﺪارﻳﻦ ‪ ..‬وإن ﺷﺌﺖ‬
‫ق ﻗﺒﻞ اﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻦ ‪..‬‬ ‫ﻗﺒﻞ اﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ‪ ..‬واﻟﻔﺴﺎ ُ‬ ‫ﻓﺎﻧﻈﺮ إﻟﻰ أم ﺳﻠﻤﺔ ‪.. τ‬‬
‫ﺣﺘ ﻰ ﻗﺎﻟ ﺖ ﺧﺪﻳﺠ ﺔ ‪ τ‬أول ﻣ ﺎ ﻧ ﺰل ﻋﻠ ﻴﻪ‬ ‫وﻗ ﺪ ﺟﻠﺴ ﺖ ﻣﻊ رﺳﻮل اﷲ ‪ .. ρ‬ﻓﺘﺬآﺮت اﻵﺧﺮة‬
‫اﻟﻮﺣﻲ ‪ ..‬ﻟﻤﺎ رأت ﺗﻐﻴﺮ ﺣﺎﻟﻪ ‪ ..‬ﻗﺎﻟﺖ ‪:‬‬ ‫وﻣﺎ أﻋﺪ اﷲ ﻓﻴﻬﺎ ‪..‬‬
‫واﷲ ﻻ ﻳﺨﺰﻳﻚ اﷲ أﺑﺪًا ‪ ) ..‬ﻟﻤـــﺎذا ؟؟ ( ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎﻟﺖ ‪ :‬ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪ ..‬اﻟﻤﺮأة ﻳﻜﻮن ﻟﻬﺎ زوﺟﺎن‬
‫إﻧﻚ ﻟﺘﺼﻞ اﻟﺮﺣﻢ ‪..‬‬ ‫ﻓﻲ اﻟﺪﻧﻴﺎ ‪ ..‬ﻓﺈذا ﻣﺎﺗﺖ ‪ ..‬وﻣﺎﺗﺎ ‪..‬‬
‫وﺗﺤﻤﻞ اﻟﻜﻞ ‪..‬‬ ‫ﻓﺈذا ﻣﺎﺗﺖ وﻣﺎﺗﺎ ودﺧﻠﻮا ﺟﻤﻴﻌ ًﺎ إﻟﻰ اﻟﺠﻨﺔ ‪ ..‬ﻓﻠﻤﻦ‬
‫وﺗﻜﺴﺐ اﻟﻤﻌﺪوم ‪..‬‬ ‫ﺗﻜﻮن ؟‬
‫وﺗﻘﺮي اﻟﻀﻴﻒ ‪..‬‬ ‫ﻓﻤ ﺎذا ﻗ ﺎل ؟ ﺗﻜ ﻮن ﻷﻃ ﻮﻟﻬﻤﺎ ﻗ ﻴﺎﻣ ًﺎ ؟ أم ﻷآﺜﺮهﻤﺎ‬
‫وﺗﻌﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﻧﻮاﺋﺐ اﻟﺤﻖ ‪..‬‬ ‫ﺻﻴﺎﻣ ًﺎ ؟ أم ﻷوﺳﻌﻬﻤﺎ ﻋﻠﻤ ًﺎ ؟ آﻼ ‪..‬‬
‫وﺗﺼﺪق اﻟﺤﺪﻳﺚ ‪..‬‬ ‫وإﻧﻤﺎ ﻗﺎل ‪ :‬ﺗﻜﻮن ﻷﺣﺴﻨﻬﻤﺎ ﺧﻠﻘ ًﺎ ‪..‬‬
‫وﺗﺆدي اﻷﻣﺎﻧﺔ ‪..‬‬ ‫ﻓﻌﺠ ﺒﺖ أم ﺳ ﻠﻤﺔ ‪ ..‬ﻓﻠﻤ ﺎ رأى دهﺸ ﺘﻬﺎ ﻗ ﺎل ﻋﻠ ﻴﻪ‬
‫ﺑ ﻞ أﺛﻨ ﻰ اﷲ ﻋﻠ ﻴﻪ ﺛ ﻨﺎء ﻧ ﺘﻠﻮﻩ إﻟ ﻰ ﻳ ﻮم‬ ‫اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم ‪:‬‬
‫اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ‪ ..‬ﻓﻘﺎل ‪ ) :‬وإﻧﻚ ﻟﻌﻠﻰ ﺧﻠﻖ ﻋﻈﻴﻢ (‬ ‫ﻳ ﺎااا أم ﺳ ﻠﻤﺔ ‪ ..‬ذهﺐ ﺣﺴﻦ اﻟﺨﻠﻖ ﺑﺨﻴﺮي اﻟﺪﻧﻴﺎ‬
‫‪..‬‬ ‫واﻵﺧﺮة ‪..‬‬
‫وآﺎن ‪ ρ‬ﺧﻠﻘَﻪ اﻟﻘﺮﺁن ‪..‬‬ ‫ﻧﻌﻢ ذهﺐ ﺑﺨﻴﺮي اﻟﺪﻧﻴﺎ واﻵﺧﺮة ‪..‬‬
‫ﻧﻌ ﻢ ﺧﻠﻘ ﻪ اﻟﻘﺮﺁن ‪ ..‬ﻓﺈذا ﻗﺮأ ) وأﺣﺴﻨﻮا إن‬
‫اﷲ ﻳﺤ ﺐ اﻟﻤﺤﺴ ﻨﻴﻦ ( ‪ ..‬أﺣﺴ ﻦ ‪ ..‬ﻧﻌ ﻢ‬
‫أﺣﺴ ﻦ إﻟ ﻰ اﻟﻜﺒﻴ ﺮ واﻟﺼ ﻐﻴﺮ ‪ ..‬واﻟﻐﻨ ﻲ‬ ‫رواﻩ أﺣﻤﺪ‬ ‫) ‪( 16‬‬
‫واﻟﻔﻘﻴ ﺮ ‪ ..‬إﻟﻰ ﺷﺮﻓﺎء اﻟﻨﺎس ووﺿﻌﺎﺋﻬﻢ ‪..‬‬ ‫رواﻩ ﻣﺴﻠﻢ‬ ‫) ‪( 17‬‬
‫وآﺒﺎرهﻢ وﺻﻐﺎرهﻢ ‪..‬‬ ‫رواﻩ اﻟﺘﺮﻣﺬي‬ ‫) ‪( 18‬‬

‫ﺻ َﻔﺤُﻮا (‬
‫ﻋ ُﻔ ﻮا وَا ْ‬
‫وإذا ﺳ ﻤﻊ ﻗ ﻮل اﷲ ‪ ) :‬ﻓَﺎ ْ‬ ‫رواﻩ اﻟﺘﺮﻣﺬي‬ ‫) ‪( 19‬‬

‫‪ ..‬ﻋﻔﺎ وﺻﻔﺢ ‪..‬‬ ‫رواﻩ اﻟﺒﺨﺎري ﻓﻲ اﻷدب اﻟﻤﻔﺮد‬ ‫) ‪( 20‬‬

‫رواﻩ اﻟﺘﺮﻣﺬي‬ ‫) ‪( 21‬‬
‫‪27‬‬
‫‪Books-sea.com‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬ ‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫وﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﺴﺘﺜﻘﻠﻬﺎ ‪..‬‬ ‫وإذا ﺗ ﻼ ‪ ) :‬وﻗﻮﻟ ﻮا ﻟﻠ ﻨﺎس ﺣﺴ ﻨ ًﺎ ( ‪ ..‬ﺗﻜﻠ ﻢ‬
‫ﻓﻜ ﻞ اﻟ ﻨﺎس ﻳﺤ ﺒﻮن اﻟﺘﺒﺴ ﻢ ﻓ ﻲ وﺟ ﻮهﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﺑﺄﺣﺴﻦ اﻟﻜﻼم ‪..‬‬
‫وﻳﻜﺮهﻮن اﻟﻌﺒﻮس واﻟﻜﺂﺑﺔ ‪..‬‬ ‫ﻓﻤﺎدام أﻧﻪ ‪ ρ‬ﻗﺪوﺗﻨﺎ ‪ ..‬وﻣﻨﻬﺠﻪ ﻣﻨﻬﺠُﻨﺎ ‪..‬‬
‫ﻟﻜ ﻨﻬﻢ إﻟ ﻰ ﺟﺎﻧ ﺐ ذﻟ ﻚ ‪ ..‬ﻣ ﻨﻬﻢ ﻣ ﻦ ﻳﺤ ﺐ‬ ‫ﺗﺄﻣ ﻞ ﺣ ﻴﺎﺗﻪ ‪ .. ρ‬آ ﻴﻒ آﺎن ﻳﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻟﻨﺎس ‪..‬‬
‫اﻟﻤﺮح واﻟﻤﺰاح ‪ ..‬وﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﺴﺘﺜﻘﻠﻪ ‪..‬‬ ‫آﻴﻒ آﺎن ﻳﻌﺎﻟﺞ أﺧﻄﺎءهﻢ ‪ ..‬وﻳﺘﺤﻤﻞ أذاهﻢ ‪..‬‬
‫ﻣ ﻨﻬﻢ ﻣ ﻦ ﻳﺤ ﺐ أن ﻳ ﺰورﻩ اﻟ ﻨﺎس وﻳﺪﻋﻮﻧﻪ‬ ‫آﻴﻒ آﺎن ﻳﺘﻌﺐ ﻟﺮاﺣﺘﻬﻢ ‪ ..‬وﻳﻨﺼﺐ ﻟﺪﻋﻮﺗﻬﻢ ‪..‬‬
‫‪ ..‬وﻣﻨﻬﻢ اﻻﻧﻄﻮاﺋﻲ ‪..‬‬ ‫ﻓ ﻴﻮﻣ ًﺎ ﺗ ﺮاﻩ ﻳﺴ ﻌﻰ ﻓ ﻲ ﺣﺎﺟ ﺔ ﻣﺴ ﻜﻴﻦ ‪ ..‬وﻳ ﻮﻣ ًﺎ‬
‫وﻣ ﻨﻬﻢ ﻣ ﻦ ﻳﺤ ﺐ اﻷﺣﺎدﻳ ﺚ وآﺜ ﺮة اﻟﻜﻼم ‪..‬‬ ‫ﻳﻔﺼﻞ ﺧﺼﻮﻣﺔ ﺑﻴﻦ اﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ‪..‬‬
‫وﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﺒﻐﺾ ذﻟﻚ ‪..‬‬ ‫وﻳﻮﻣ ًﺎ ﻳﺪﻋﻮ اﻟﻜﺎﻓﺮﻳﻦ ‪..‬‬
‫وآ ﻞ واﺣ ﺪ ﻓ ﻲ اﻟﻐﺎﻟ ﺐ ﻳ ﺮﺗﺎح ﻟﻤ ﻦ واﻓ ﻖ‬ ‫ﺣﺘ ﻰ آﺒ ﺮت ﺳ ﻨﻪ ‪ ..‬ورق ﻋﻈﻤ ﻪ ‪ ..‬ووﺻ ﻔﺖ‬
‫ﻃﺒﺎﻋﻪ ‪ ..‬ﻓﻠﻤﺎذا ﻻ ﺗﻮاﻓﻖ ﻃﺒﺎع اﻟﺠﻤﻴﻊ ﻋﻨﺪ‬ ‫ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺣﺎﻟﻪ ﻓﻘﺎﻟﺖ ‪:‬‬
‫ﻣﺠﺎﻟﺴﺘﻬﻢ ‪ ..‬وﺗﻌﺎﻣﻞ آﻞ واﺣﺪ ﺑﻤﺎ ﻳﺼﻠﺢ ﻟﻪ‬ ‫آ ﺎن أآﺜ ُﺮ ﺻ ﻼة اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ ρ‬ﺑﻌ ﺪﻣﺎ آﺒ ﺮ ﺟﺎﻟﺴ ًﺎ )‬
‫ﻟﻴﺮﺗﺎح إﻟﻴﻚ ؟‬ ‫ﻟﻤـــﺎذا ؟؟ ( ‪..‬‬
‫ﻼ رأى ﺻ ﻘﺮًا ﻳﻄﻴ ﺮ ﺑﺠﺎﻧ ﺐ‬ ‫ذآ ﺮوا أن رﺟ ً‬ ‫ﺑﻌﺪﻣﺎ ﺣﻄﻤﻪ اﻟﻨﺎس ‪ ..‬ﻧﻌﻢ ‪ ..‬ﺣﻄﻤﻪ اﻟﻨﺎس ‪..‬‬
‫ﻏ ﺮاب !! ﻓﻌﺠ ﺐ ‪ ..‬آ ﻴﻒ ﻳﻄﻴﺮ ﻣﻠﻚ اﻟﻄﻴﻮر‬ ‫*** ﺗﻌﺒﺖ ﻓﻲ‬ ‫وإذا آﺎﻧﺖ اﻟﻨﻔﻮس آﺒﺎرًا‬
‫ﻣ ﻊ ﻏﺮاب !! ﻓﺠﺰم أن ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﺷﻴﺌ ًﺎ ﻣﺸﺘﺮآ ًﺎ‬ ‫ﻣﺮادهﺎ اﻷﺟﺴﺎم‬
‫ﺟﻌﻠﻬﻤﺎ ﻳﺘﻮاﻓﻘﺎن ‪..‬‬ ‫ﺑ ﻞ ﺑﻠ ﻎ ﻣﻦ ﺣﺮﺻﻪ ‪ ρ‬ﻋﻠﻰ اﻟﺨﻠﻖ اﻟﺤﺴﻦ ‪ ..‬أﻧﻪ‬
‫ﻓﺠﻌ ﻞ ﻳﺘ ﺒﻌﻬﻤﺎ ﺑﺒﺼ ﺮﻩ ‪ ..‬ﺣﺘ ﻰ ﺗﻌ ﺒﺎ ﻣ ﻦ‬ ‫ﺧﻠْﻘﻲ‬‫آﺎن ﻳﺪﻋﻮ اﷲ ﻓﻴﻘﻮل – ) اﻟﻠﻬﻢ آﻤﺎ أﺣﺴﻨﺖ َ‬
‫اﻟﻄﻴ ﺮان ﻓﺤﻄ ﺎ ﻋﻠ ﻰ اﻷرض ﻓ ﺈذا آﻠﻬﻤ ﺎ‬ ‫ﻓﺄﺣﺴﻦ ﺧُﻠﻘﻲ ( )‪.. (22‬‬
‫أﻋﺮج !!‬ ‫وآ ﺎن ﻳﻘ ﻮل ‪ ) :‬اﻟﻠﻬ ﻢ أهﺪﻧ ﻲ ﻷﺣﺴ ﻦ اﻷﺧ ﻼق ﻻ‬
‫ﻓ ﺈذا ﻋﻠ ﻢ اﻟ ﻮﻟﺪ أن أﺑ ﺎﻩ ﻳﺆﺛ ﺮ اﻟﺴ ﻜﻮت وﻻ‬ ‫ﻳﻬ ﺪي ﻷﺣﺴ ﻨﻬﺎ إﻻ أﻧ ﺖ‪ ،‬وأﺻ ﺮف ﻋﻨﻲ ﺳﻴﺌﻬﺎ ﻻ‬
‫ﻳﺤ ﺐ آﺜﺮة اﻟﻜﻼم ‪ ..‬ﻓﻠﻴﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻪ ﺑﻤﺜﻞ ذﻟﻚ‬ ‫)‪(23‬‬
‫ﻳﺼﺮف ﻋﻨﻲ ﺳﻴﺌﻬﺎ إﻻ أﻧﺖ (‬
‫ﻟﻴﺤﺒﻪ وﻳﺄﻧﺲ ﺑﻘﺮﺑﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﻨﺤﻦ ﻧﺤﺘﺎج إﻟﻰ أن ﻧﻘﺘﺪي ﺑﻪ ‪ ρ‬ﻓﻲ أﺧﻼﻗﻪ ‪..‬‬
‫وإذا ﻋﻠﻤﺖ اﻟﺰوﺟﺔ أن زوﺟﻬﺎ ﻳﺤﺐ اﻟﻤﺰاح‬ ‫ﻣﻊ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻟﻜﺴﺒﻬﻢ ودﻋﻮﺗﻬﻢ ‪..‬‬
‫‪ ..‬ﻓﻠ ﺘﻤﺎزﺣﻪ ‪ ..‬ﻓ ﺈن ﻋﻠﻤ ﺖ أﻧ ﻪ ﺿ ﺪ ذﻟ ﻚ‬ ‫ﺑﻞ وﻣﻊ اﻟﻜﺎﻓﺮﻳﻦ ﻟﻴﻌﺮﻓﻮا ﺣﻘﻴﻘﺔ اﻹﺳﻼم ‪..‬‬
‫ﻓﻠﺘﺘﺠﻨﺐ ‪..‬‬
‫وﻗ ﻞ ﻣ ﺜﻞ ذﻟ ﻚ ﻋ ﻨﺪ ﺗﻌﺎﻣ ﻞ اﻟﺸ ﺨﺺ ﻣ ﻊ‬ ‫إﺷﺎرة ‪..‬‬
‫زﻣﻼﺋﻪ ‪ ..‬أو ﺟﻴﺮاﻧﻪ ‪ ..‬أو إﺧﻮاﻧﻪ ‪..‬‬ ‫أﺣﺴﻦ اﻟﻨﻴﺔ ‪ ..‬ﻟﺘﻜﻮن ﻣﻬﺎرات ﺗﻌﺎﻣﻠﻚ ﻣﻊ‬
‫ﻻ ﺗﺤﺴﺐ اﻟﻨﺎس ﻃﺒﻌ ًﺎ واﺣﺪًا ﻓﻠﻬﻢ‬ ‫اﻵﺧﺮﻳﻦ ﻋﺒﺎدة ﺗﺘﻘﺮب ﺑﻬﺎ إﻟﻰ اﷲ ‪..‬‬
‫ﻃﺒﺎﺋﻊ ﻟﺴﺖ ﺗﺤﺼﻴﻬﻦ أﻟﻮان‬
‫أذآ ﺮ أن ﻋﺠ ﻮزًا ﺻ ﺎﻟﺤﺔ – وه ﻲ أم ﻷﺣ ﺪ‬
‫‪ 17.‬اﺳﺘﻌﻤﻞ اﻟﻄﱡﻌﻢ اﻟﻤﻨﺎﺳﺐ !!‬
‫اﻷﺻ ﺪﻗﺎء – آﺎﻧ ﺖ ﺗﻤ ﺪح أﺣﺪ أوﻻدهﺎ آﺜﻴﺮًا‬
‫اﻟ ﻨﺎس ﺑﻄﺒﻴﻌﺘﻬﻢ ﻳﺘﻔﻘﻮن ﻓﻲ أﺷﻴﺎء آﻠﻬﻢ ﻳﺤﺒﻮﻧﻬﺎ‬
‫‪ ..‬وﺗ ﺮﺗﺎح إذا زاره ﺎ أو ﺗﺤ ﺪث ﻣﻌﻬ ﺎ ‪ ..‬ﻣﻊ‬
‫وﻳﻔﺮﺣﻮن ﺑﻬﺎ ‪..‬‬
‫أن ﺑﻘ ﻴﺔ أوﻻدهﺎ ﻳﺒﺮون ﺑﻬﺎ وﻳﺤﺴﻨﻮن إﻟﻴﻬﺎ‬
‫وﻳﺘﻔﻘﻮن ﻓﻲ أﺷﻴﺎء أﺧﺮى آﻠﻬﻢ ﻳﻜﺮهﻮﻧﻬﺎ ‪..‬‬
‫‪ ..‬ﻟﻜﻦ ﻗﻠﺒﻬﺎ ﻣﻘﺒﻞ ﻋﻠﻰ ذاك اﻟﻮﻟﺪ ‪..‬‬
‫وﻳﺨ ﺘﻠﻔﻮن ﻓ ﻲ أﺷ ﻴﺎء ﻣ ﻨﻬﻢ ﻣ ﻦ ﻳﻔ ﺮح ﺑﻬ ﺎ ‪..‬‬
‫آ ﻨﺖ أﺑﺤ ﺚ ﻋ ﻦ اﻟﺴ ّﺮ ‪ ..‬ﺣﺘ ﻰ ﺟﻠﺴ ﺖ ﻣﻌ ﻪ‬
‫ﻣ ﺮة ﻓﺴ ﺄﻟﺘﻪ ﻋﻦ ذﻟﻚ ‪ ..‬ﻓﻘﺎل ﻟﻲ ‪ :‬اﻟﻤﺸﻜﻠﺔ‬
‫أن إﺧﻮاﻧ ﻲ ﻻ ﻳﻌ ﺮﻓﻮن ﻃﺒ ﻴﻌﺔ أﻣ ﻲ ‪ ..‬ﻓ ﺈذا‬ ‫رواﻩ أﺣﻤﺪ‬ ‫) ‪( 22‬‬
‫رواﻩ ﻣﺴﻠﻢ‬ ‫) ‪( 23‬‬
‫‪28‬‬
‫‪Books-sea.com‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬ ‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﺑﻌ ﺪﻣﺎ آﺒ ﺮت وﺳ ﻤﻨﺖ ‪ ..‬وﺣﻤﻠ ﺖ اﻟﻠﺤ ﻢ‬ ‫ﺟﻠﺴﻮا ﻣﻌﻬﺎ ﺻﺎروا ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺛﻘﻼء ‪..‬‬
‫وﺑﺪﻧﺖ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﻠ ﺖ ﻟ ﻪ ﻣﺪاﻋ ﺒ ًﺎ ‪ :‬وه ﻞ اآﺘﺸﻒ ﻣﻌﺎﻟﻴﻜﻢ ﻃﺒﻴﻌﺘﻬﺎ‬
‫ﻓﻘﺎل ‪ ρ‬ﻟﻠﻨﺎس ‪ :‬ﺗﻘﺪﻣﻮا ‪ ..‬ﻓﺘﻘﺪﻣﻮا ‪..‬‬ ‫‪!!..‬‬
‫ﻲ ﺣﺘ ﻰ أﺳ ﺎﺑﻘﻚ ‪..‬‬ ‫ﺛ ﻢ ﻗ ﺎل ﻟﻌﺎﺋﺸ ﺔ ‪ :‬ﺗﻌﺎﻟ ْ‬ ‫ﺿﺤﻚ ﺻﺎﺣﺒﻲ وﻗﺎل ‪ :‬ﻧﻌﻢ ‪ ..‬ﺳﺄﺧﺒﺮك ﺑﺎﻟﺴ ّﺮ ‪..‬‬
‫ﻓﺴﺎﺑﻘﺘﻪ ‪ ..‬ﻓﺴﺒﻘﻬﺎ ‪..‬‬ ‫أﻣ ﻲ آﺒﻘ ﻴﺔ اﻟﻌﺠﺎﺋ ﺰ ‪ ..‬ﺗﺤﺐ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﺣﻮل اﻟﻨﺴﺎء‬
‫ﻓﻠﻤﺎ رأى ذﻟﻚ ‪..‬‬ ‫وأﺧ ﺒﺎر ﻣ ﻦ ﺗ ﺰوﺟﺖ وﻃﻠﻘ ﺖ ‪ ..‬وآ ﻢ ﻋ ﺪد أﺑ ﻨﺎء‬
‫ﺟﻌ ﻞ ﻳﻀ ﺤﻚ وﻳﻀﺮب ﺑﻴﻦ آﺘﻔﻴﻬﺎ ‪ ..‬وﻳﻘﻮل‬ ‫ﻓﻼﻧ ﺔ ‪ ..‬وأﻳﻬ ﻢ أآﺒ ﺮ ‪ ..‬وﻣﺘﻰ ﺗﺰوج ﻓﻼن ﻓﻼﻧﺔ ؟‬
‫‪ :‬هﺬﻩ ﺑﺘﻠﻚ ‪ ..‬هﺬﻩ ﺑﺘﻠﻚ ‪..‬‬ ‫وﻣﺎ اﺳﻢ أول أوﻻدهﻤﺎ ‪..‬‬
‫ﻼ ﺁﺧﺮ ‪..‬‬ ‫ﺑﻴ ﻨﻤﺎ آ ﺎن ﻳ ﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﺧﺪﻳﺠﺔ ﺗﻌﺎﻣ ً‬ ‫إﻟ ﻰ ﻏﻴﺮ ذﻟﻚ ﻣﻦ اﻷﺣﺎدﻳﺚ اﻟﺘﻲ أﻋﺘﺒﺮهﺎ أﻧﺎ ﻏﻴﺮ‬
‫ﻓﻘ ﺪ آﺎﻧ ﺖ ﺗﻜﺒ ﺮﻩ ﻓ ﻲ اﻟﺴ ﻦ ﺑﺨﻤ ﺲ ﻋﺸ ﺮة‬ ‫ﻣﻔ ﻴﺪة ‪ ..‬ﻟﻜ ﻨﻬﺎ ﺗﺠ ﺪ ﺳ ﻌﺎدﺗﻬﺎ ﻓ ﻲ ﺗﻜ ﺮارهﺎ ‪..‬‬
‫ﺳﻨﺔ ‪..‬‬ ‫وﺗﺸ ﻌﺮ ﺑﻘﻴﻤﺔ اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺬآﺮهﺎ ‪ ..‬ﻷﻧﻨﺎ ﻟﻦ‬
‫ﺣﺘ ﻰ ﻣ ﻊ أﺻﺤﺎﺑﻪ ‪ ..‬آﺎن ﻳﺮاﻋﻲ ذﻟﻚ ‪ ..‬ﻓﻠﻢ‬ ‫ﻧﻘ ﺮأهﺎ ﻓ ﻲ آ ﺘﺎب وﻟ ﻦ ﻧﺴ ﻤﻌﻬﺎ ﻓ ﻲ ﺷ ﺮﻳﻂ ‪ ..‬وﻻ‬
‫ﻳﻠ ﺒﺲ أﺑ ﺎ هﺮﻳ ﺮة ﻋ ﺒﺎءة ﺧﺎﻟ ﺪ ‪ ..‬وﻟﻢ ﻳﻌﺎﻣﻞ‬ ‫ﺗﺠﺪهﺎ – ﻗﻄﻌ ًﺎ – ﻓﻲ ﺷﺒﻜﺔ اﻹﻧﺘﺮﻧﺖ !!‬
‫أﺑﺎ ﺑﻜﺮ آﻤﺎ ﻳﻌﺎﻣﻞ ﻃﻠﺤﺔ ‪..‬‬ ‫ﻓﺘﺸ ﻌﺮ أﻣ ﻲ وأﻧ ﺎ أﺳ ﺄﻟﻬﺎ ﻋ ﻨﻬﺎ أﻧﻬ ﺎ ﺗﺄﺗ ﻲ ﺑﻤ ﺎ ﻟ ﻢ‬
‫ﻼ ﺧﺎﺻًﺎ ‪..‬‬ ‫وآﺎن ﻳﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﻋﻤﺮ ﺗﻌﺎﻣ ً‬ ‫ﻳ ﺄت ﺑ ﻪ اﻷوﻟ ﻮن ‪ ..‬ﻓﺘﻔ ﺮح وﺗﻨﺒﺴ ﻂ ‪ ..‬ﻓ ﺈذا‬
‫وﻳﺴﻨﺪ إﻟﻴﻪ أﺷﻴﺎء ﻻ ﻳﺴﻨﺪهﺎ إﻟﻰ ﻏﻴﺮﻩ ‪..‬‬ ‫ﺟﺎﻟﺴ ﺘﻬﺎ ﺣ ﺮآﺖ ﻓﻴﻬﺎ هﺬﻩ اﻟﻤﻮاﺿﻴﻊ ﻓﺎﺑﺘﻬﺠﺖ ‪..‬‬
‫اﻧﻈﺮ إﻟﻴﻪ ‪ ε‬وﻗﺪ ﺧﺮج ﻣﻊ أﺻﺤﺎﺑﻪ إﻟﻰ ﺑﺪر‬ ‫وﻣﻀﻰ اﻟﻮﻗﺖ وهﻲ ﺗﺘﺤﺪث ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫وإﺧﻮاﻧ ﻲ ﻻ ﻳ ﺘﺤﻤﻠﻮن ﺳ ﻤﺎع ه ﺬﻩ اﻷﺧ ﺒﺎر ‪..‬‬
‫ﻓﻠﻤﺎ ﺳﻤﻊ ﺑﺨﺮوج ﻗﺮﻳﺶ ‪ ..‬ﻋﺮف أن رﺟﺎ ًﻻ‬ ‫ﻓﻴﺸ ﻐﻠﻮﻧﻬﺎ ﺑﺄﺧ ﺒﺎر ﻻ ﺗﻬﻤﻬ ﺎ ‪ ..‬وﺑﺎﻟﺘﺎﻟ ﻲ ﺗﺴ ﺘﺜﻘﻞ‬
‫ﻣﻦ ﻗﺮﻳﺶ ﺳﻴﺤﻀﺮون إﻟﻰ ﺳﺎﺣﺔ اﻟﻤﻌﺮآﺔ‬ ‫ﻣﺠﻠﺴﻬﻢ ‪ ..‬وﺗﻔﺮح ﺑﻲ !!‬
‫آﺮه ًﺎ ‪ ..‬وﻟﻦ ﻳﻘﻊ ﻣﻨﻬﻢ ﻗﺘﺎل ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ‬ ‫هﺬا آﻞ ﻣﺎ هﻨﺎﻟﻚ ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫ﻧﻌ ﻢ أﻧ ﺖ إذا ﻋ ﺮﻓﺖ ﻃﺒ ﻴﻌﺔ ﻣ ﻦ أﻣﺎﻣ ﻚ ‪ ..‬وﻣ ﺎذا‬
‫ﻓﻘﺎم ‪ ε‬ﻓﻲ أﺻﺤﺎﺑﻪ وﻗﺎل ‪ :‬إﻧﻲ ﻗﺪ ﻋﺮﻓﺖ‬ ‫ﻳﺤﺐ وﻣﺎذا ﻳﻜﺮﻩ ‪ ..‬اﺳﺘﻄﻌﺖ أن ﺗﺄﺳﺮ ﻗﻠﺒﻪ ‪..‬‬
‫رﺟﺎ ًﻻ ﻣﻦ ﺑﻨﻲ هﺎﺷﻢ وﻏﻴﺮهﻢ ﻗﺪ أﺧﺮﺟﻮا‬ ‫وﻣ ﻦ ﺗﺄﻣ ﻞ ﻓ ﻲ ﺗﻌﺎﻣ ﻞ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ .. ε‬ﻣﻊ اﻟﻨﺎس وﺟﺪ‬
‫آﺮه ًﺎ ‪ ..‬ﻻ ﺣﺎﺟﺔ ﻟﻬﻢ ﺑﻘﺘﺎﻟﻨﺎ ‪..‬‬ ‫أﻧ ﻪ آ ﺎن ﻳﻌﺎﻣ ﻞ ﻣ ﻊ آ ﻞ ﺷ ﺨﺺ ﺑﻤ ﺎ ﻳﺘﻨﺎﺳ ﺐ ﻣ ﻊ‬
‫ﻓﻤﻦ ﻟﻘﻲ ﻣﻨﻜﻢ أﺣﺪًا ﻣﻦ ﺑﻨﻲ هﺎﺷﻢ ﻓﻼ ﻳﻘﺘﻠﻪ‬ ‫ﻃﺒﻴﻌﺘﻪ ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫ﻓ ﻲ ﺗﻌﺎﻣﻠ ﻪ ﻣ ﻊ زوﺟﺎﺗ ﻪ آ ﺎن ﻳﻌﺎﻣ ﻞ آ ﻞ واﺣ ﺪة‬
‫وﻣﻦ ﻟﻘﻲ أﺑﺎ اﻟﺒﺨﺘﺮي ﺑﻦ هﺸﺎم ﻓﻼ ﻳﻘﺘﻠﻪ ‪..‬‬ ‫ﺑﺎﻷﺳﻠﻮب اﻟﺬي ﻳﺼﻠﺢ ﻟﻬﺎ ‪..‬‬
‫وﻣﻦ ﻟﻘﻲ اﻟﻌﺒﺎس ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻤﻄﻠﺐ ﻋﻢ‬ ‫ﻋﺎﺋﺸ ﺔ آﺎﻧ ﺖ ﺷﺨﺼ ﻴﺘﻬﺎ اﻧﻔﺘﺎﺣ ﻴﺔ ‪ ..‬ﻓﻜ ﺎن ﻳﻤﺰح‬
‫رﺳﻮل اﷲ ‪ ε‬ﻓﻼ ﻳﻘﺘﻠﻪ ‪ ..‬ﻓﺈﻧﻪ إﻧﻤﺎ ﺧﺮج‬ ‫ﻣﻌﻬﺎ ‪ ..‬وﻳﻼﻃﻔﻬﺎ ‪..‬‬
‫ﻣﺴﺘﻜﺮه ًﺎ ‪..‬‬ ‫ذه ﺒﺖ ﻣﻌ ﻪ ﻣ ﺮة ﻓ ﻲ ﺳ ﻔﺮ ‪ ..‬ﻓﻠﻤ ﺎ ﻗﻔﻠ ﻮا راﺟﻌ ﻴﻦ‬
‫وﻗﻴﻞ إن اﻟﻌﺒﺎس آﺎن ﻣﺴﻠﻤ ًﺎ ﻳﻜﺘﻢ إﺳﻼﻣﻪ ‪..‬‬ ‫واﻗﺘﺮﺑﻮا ﻣﻦ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ‪ ..‬ﻗﺎل ‪ ε‬ﻟﻠﻨﺎس ‪:‬‬
‫وﻳﻨﻘﻞ أﺧﺒﺎر ﻗﺮﻳﺶ إﻟﻰ رﺳﻮل اﷲ ‪ .. ε‬ﻓﻠﻢ‬ ‫ﺗﻘﺪﻣﻮا ﻋﻨﺎ ‪..‬‬
‫ﻳﺤﺐ اﻟﻨﺒﻲ ‪ ε‬أن ﻳﻘﺘﻠﻪ اﻟﻤﺴﻠﻤﻮن ‪ ..‬وﻟﻢ‬ ‫ﻓﺘﻘﺪم اﻟﻨﺎس ﻋﻨﻪ ‪ ..‬ﺣﺘﻰ ﺑﻘﻲ ﻣﻊ ﻋﺎﺋﺸﺔ ‪..‬‬
‫ﻳﺤﺐ آﺬﻟﻚ أن ﻳﻈﻬﺮ أﻣﺮ إﺳﻼﻣﻪ ‪..‬‬ ‫وآﺎﻧﺖ ﺟﺎرﻳﺔ ﺣﺪﻳﺜﺔ اﻟﺴﻦ ‪ ..‬ﻧﺸﻴﻄﺔ اﻟﺒﺪن ‪..‬‬
‫آﺎﻧﺖ هﺬﻩ اﻟﻤﻌﺮآﺔ أول ﻣﻌﺮآﺔ ﺗﻘﻮم ﺑﻴﻦ‬ ‫ﻲ ﺣﺘ ﻰ أﺳ ﺎﺑﻘﻚ ‪..‬‬ ‫ﻓﺎﻟ ﺘﻔﺖ إﻟ ﻴﻬﺎ ﺛ ﻢ ﻗ ﺎل ‪ :‬ﺗﻌﺎﻟ ْ‬
‫اﻟﻔﺮﻳﻘﻴﻦ ‪ ..‬اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ وآﻔﺎر ﻗﺮﻳﺶ ‪..‬‬ ‫ﻓﺴﺎﺑﻘﺘﻪ ‪ ..‬ورآﻀﺖ ورآﻀﺖ ‪ ..‬ﺣﺘﻰ ﺳﺒﻘﺘﻪ ‪..‬‬
‫وآﺎﻧﺖ ﻧﻔﻮس اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻣﺸﺪودة ‪ ..‬ﻓﻬﻢ ﻟﻢ‬ ‫وﺑﻌﺪهﺎ ﺑﺰﻣﺎن ‪ ..‬ﺧﺮﺟﺖ ﻣﻌﻪ ‪ ρ‬ﻓﻲ ﺳﻔﺮ ‪..‬‬

‫‪29‬‬
‫‪Books-sea.com‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬ ‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﻳﻘ ﺒﻞ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ ε‬ﻋﻠ ﻰ ﺧﻴﺒ ﺮ ‪ ..‬وﻳﻘﺎﺗ ﻞ أهﻠﻬ ﺎ‬ ‫ﻳﺴﺘﻌﺪوا ﻟﻘﺘﺎل ‪ ..‬وﺳﻴﻘﺎﺗﻠﻮن أﻗﺮﺑﺎء وأﺑﻨﺎء وﺁﺑﺎء‬
‫ﻗﺘﺎ ًﻻ ﻳﺴﻴﺮًا ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫ﺛ ﻢ ﻳﺼﺎﻟﺤﻬﻢ وﻳﺪﺧﻠﻬﺎ ‪ ..‬واﺷﺘﺮط ﻋﻠﻴﻬﻢ أن‬ ‫وهﺬا رﺳﻮل اﷲ ‪ ε‬ﻳﻤﻨﻌﻬﻢ ﻣﻦ ﻗﺘﻞ اﻟﺒﻌﺾ ‪..‬‬
‫ﻻ ﻳﻜ ﺘﻤﻮا ﺷ ﻴﺌ ًﺎ ﻣ ﻦ اﻷﻣ ﻮال ‪ ..‬وﻻ ﻳﻐﻴ ﺒﻮا‬ ‫وآﺎن ﻋﺘﺒﺔ ﺑﻦ رﺑﻴﻌﺔ ﻣﻦ آﺒﺎر آﻔﺎر ﻗﺮﻳﺶ ‪..‬‬
‫ﺷ ﻴﺌ ًﺎ ‪ ..‬وﻻ ﻳﺨﺒ ﺌﻮا ذه ﺒ ًﺎ وﻻ ﻓﻀ ﺔ ‪ ..‬ﺑ ﻞ‬ ‫وﻣﻦ ﻗﺎدة اﻟﺤﺮب ‪..‬‬
‫ﻳﻈﻬﺮون ذﻟﻚ آﻠﻪ وﻳﺤﻜﻢ ﻓﻴﻪ ‪..‬‬ ‫وآﺎن اﺑﻨﻪ أﺑﻮ ﺣﺬﻳﻔﺔ ﺑﻦ ﻋﺘﺒﺔ ﺑﻦ رﺑﻴﻌﺔ ‪ ..‬ﻣﻊ‬
‫وﺗﻮﻋﺪهﻢ إن آﺘﻤﻮا ﺷﻴﺌ ًﺎ أن ﻻ ذﻣﺔ ﻟﻬﻢ وﻻ‬ ‫اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ‪ ..‬ﻓﻠﻢ ﻳﺼﺒﺮ أﺑﻮ ﺣﺬﻳﻔﺔ ‪ ..‬ﺑﻞ ﻗﺎل ‪:‬‬
‫ﻋﻬﺪ ‪..‬‬ ‫أﻧﻘﺘﻞ ﺁﺑﺎءﻧﺎ وأﺑﻨﺎءﻧﺎ وإﺧﻮاﻧﻨﺎ وﻧﺘﺮك اﻟﻌﺒﺎس !!‬
‫وآﺎن ﺣﻴﻲ ﺑﻦ أﺧﻄﺐ ﻣﻦ رؤوﺳﻬﻢ ‪ ..‬وآﺎن‬ ‫واﷲ ﻟﺌﻦ ﻟﻘﻴﺘﻪ ﻷﻟﺤﻤﻨﻪ ﺑﺎﻟﺴﻴﻒ ‪..‬‬
‫ﺟ ﺎء ﻣ ﻦ اﻟﻤﺪﻳ ﻨﺔ ﺑﺠﻠﺪ ﺗﻴﺲ ﻣﺪﺑﻮغ وﻣﺨﻴﻂ‬ ‫ﻓﺒﻠﻐﺖ آﻠﻤﺘﻪ رﺳﻮل اﷲ ‪ .. ε‬ﻓﺎﻟﺘﻔﺖ اﻟﻨﺒﻲ ﻋﻠﻴﻪ‬
‫ووﻣﻠﻮء ذهﺒ ًﺎ وﺣﻠﻴ ًﺎ ‪ ..‬وﻗﺪ ﻣﺎت ﺣﻴﻲ وﺗﺮك‬ ‫اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم ‪ ..‬ﻓﺈذا ﺣﻮﻟﻪ أآﺜﺮ ﻣﻦ ﺛﻼﺛﻤﺎﺋﺔ‬
‫اﻟﻤﺎل ‪ ..‬ﻓﺨﺒﺌﻮﻩ ﻋﻦ رﺳﻮل اﷲ ‪.. ε‬‬ ‫ﺑﻄﻞ ‪..‬‬
‫ﻓﻘ ﺎل ‪ ε‬ﻟﻌ ﻢ ﺣﻴ ﻲ ﺑ ﻦ أﺧﻄﺐ ‪ :‬ﻣﺎ ﻓﻌﻞ ﻣﺴﻚ‬ ‫ﻓﻮﺟﻪ ﻧﻈﺮﻩ ﻓﻮرًا إﻟﻰ ﻋﻤﺮ ‪ ..‬وﻟﻢ ﻳﻠﺘﻔﺖ إﻟﻰ‬
‫ﺣﻴ ﻲ اﻟ ﺬي ﺟ ﺎء ﺑ ﻪ ﻣﻦ اﻟﻨﻀﻴﺮ ؟ أي اﻟﺠﻠﺪ‬ ‫ﻏﻴﺮﻩ ‪ ..‬وﻗﺎل ‪:‬‬
‫اﻟﻤﻤﻠﻮء ذهﺒ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﻳﺎ أﺑﺎ ﺣﻔﺺ ‪ ..‬أﻳﻀﺮب وﺟﻪ ﻋﻢ رﺳﻮل اﷲ‬
‫ﻓﻘﺎل ‪ :‬أذهﺒﺘﻪ اﻟﻨﻔﻘﺎت واﻟﺤﺮوب ‪..‬‬ ‫ﺑﺎﻟﺴﻴﻒ ؟!‬
‫ﻓﺘﻔﻜ ﺮ ‪ ε‬ﻓ ﻲ اﻟﺠ ﻮاب ‪ ..‬ﻓ ﺈذا ﻣ ﻮت ﺣﻴ ﻲ‬ ‫ﻗﺎل ﻋﻤﺮ ‪ :‬واﷲ إﻧﻪ ﻷول ﻳﻮم آﻨﺎﻧﻲ ﻓﻴﻪ رﺳﻮل‬
‫ﻗ ﺮﻳﺐ واﻟﻤﺎل آﺜﻴﺮ ‪ ..‬وﻟﻢ ﺗﻘﻊ ﺣﺮوب ﻗﺮﻳﺒﺔ‬ ‫اﷲ ‪ ε‬ﺑﺄﺑﻲ ﺣﻔﺺ ‪..‬‬
‫ﺗﻀﻄﺮهﻢ إﻟﻰ إﻧﻔﺎﻗﻪ ‪..‬‬ ‫وآﺎن ﻋﻤﺮ رهﻦ إﺷﺎرة اﻟﻨﺒﻲ ‪ .. ε‬وﻳﻌﻠﻢ أﻧﻬﻢ ﻓﻲ‬
‫ﻓﻘ ﺎل ‪ : ε‬اﻟﻌﻬ ﺪ ﻗ ﺮﻳﺐ ‪ ..‬واﻟﻤ ﺎل أآﺜ ﺮ ﻣ ﻦ‬ ‫ﺳﺎﺣﺔ ﻗﺘﺎل ﻻ ﻣﺠﺎل ﻓﻴﻬﺎ ﻟﻠﺘﺴﺎهﻞ ﻓﻲ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ‬
‫ذﻟﻚ ‪..‬‬ ‫ﻣﻦ ﻳﺨﺎﻟﻒ أﻣﺮ اﻟﻘﺎﺋﺪ ‪ ..‬أو ﻳﻌﺘﺮض أﻣﺎم اﻟﺠﻴﺶ‬
‫ﻓﻘ ﺎل اﻟ ﻴﻬﻮدي ‪ :‬اﻟﻤﺎل واﻟﺤﻠﻲ ﻗﺪ ذهﺐ آﻠﻪ‬ ‫‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫ﻼ ﺻﺎرﻣ ًﺎ ﻓﻘﺎل ‪ :‬ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ‬ ‫ﻓﺎﺧﺘﺎر ﻋﻤﺮ ﺣ ً‬
‫ﻓﻌﻠ ﻢ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ ε‬أﻧ ﻪ ﻳﻜ ﺬب ‪ ..‬ﻓﻨﻈ ﺮ ‪ ε‬إﻟ ﻰ‬ ‫دﻋﻨﻲ ﻓﻸﺿﺮب ﻋﻨﻘﻪ ﺑﺎﻟﺴﻴﻒ ‪..‬‬
‫أﺻ ﺤﺎﺑﻪ ﻓ ﺈذا ه ﻢ آﺜﻴ ﺮ ﺑ ﻴﻦ ﻳﺪﻳ ﻪ ‪ ..‬وآﻠﻬ ﻢ‬ ‫ﻓﻤﻨﻌﻪ اﻟﻨﺒﻲ ‪ .. ε‬ورأى أن هﺬا اﻟﺘﻬﺪﻳﺪ آﺎف ﻓﻲ‬
‫رهﻦ إﺷﺎرﺗﻪ ‪..‬‬ ‫ﺗﻬﺪﺋﺔ اﻟﻮﺿﻊ ‪..‬‬
‫ﻓﺎﻟﺘﻔﺖ إﻟﻰ اﻟﺰﺑﻴﺮ ﺑﻦ اﻟﻌﻮام وﻗﺎل ‪ :‬ﻳﺎ زﺑﻴﺮ‬ ‫ﻼ ﺻﺎﻟﺤ ًﺎ ‪ ..‬ﻓﻜﺎن ﺑﻌﺪهﺎ‬ ‫آﺎن أﺑﻮ ﺣﺬﻳﻔﺔ ‪ τ‬رﺟ ً‬
‫‪ُ ..‬ﻣﺴﱠﻪ ﺑﻌﺬاب ‪..‬‬ ‫ﻳﻘﻮل ‪ :‬ﻣﺎ أﻧﺎ ﺑﺂﻣﻦ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﻜﻠﻤﺔ اﻟﺘﻲ ﻗﻠﺖ‬
‫ﻓﺄﻗﺒﻞ إﻟﻴﻪ اﻟﺰﺑﻴﺮ ﻣﺘﻮﻗﺪًا ‪..‬‬ ‫ﻳﻮﻣﺌﺬ ‪ ..‬وﻻ أزال ﻣﻨﻬﺎ ﺧﺎﺋﻔ ًﺎ إﻻ أن ﺗﻜﻔﺮهﺎ ﻋﻨﻲ‬
‫ﻓﺎﻧ ﺘﻔﺾ اﻟ ﻴﻬﻮدي ‪ ..‬وﻋﻠ ﻢ أن اﻷﻣ ﺮ ﺟﺪ ‪..‬‬ ‫اﻟﺸﻬﺎدة ‪ ..‬ﻓﻘﺘﻞ ﻳﻮم اﻟﻴﻤﺎﻣﺔ ﺷﻬﻴﺪًا ‪.. τ‬‬
‫ﻓﻘ ﺎل ‪ :‬ﻗ ﺪ رأﻳ ﺖ ﺣُﻴ ﻴ ًﺎ ﻳﻄ ﻮف ﻓ ﻲ ﺧ ﺮﺑﺔ هﺎ‬ ‫ه ﺬا ﻋﻤ ﺮ ‪ ..‬آ ﺎن ‪ ε‬ﻳﻌﻠ ﻢ ﺑ ﻨﻮع اﻷﻋﻤ ﺎل اﻟﺘ ﻲ‬
‫ه ﻨﺎ ‪ ..‬وأﺷ ﺎر إﻟ ﻰ ﺑ ﻴﺖ ﻗ ﺪﻳﻢ ﺧ ﺮاب ‪..‬‬ ‫ﻳﺴ ﻨﺪهﺎ إﻟ ﻴﻪ ‪ ..‬ﻓﻠﻴﺲ اﻷﻣﺮ ﻣﺘﻌﻠﻘ ًﺎ ﺑﺠﻤﻊ ﺻﺪﻗﺎت‬
‫ﻓﺬه ﺒﻮا ﻓﻄﺎﻓ ﻮا ﻓ ﻮﺟﺪوا اﻟﻤ ﺎل ﻣﺨﺒ ﺌ ًﺎ ﻓ ﻲ‬ ‫‪ ..‬وﻻ ﺑﺈﺻ ﻼح ﻣﺘﺨﺎﺻﻤﻴﻦ ‪ ..‬وﻻ ﺑﺘﻌﻠﻴﻢ ﺟﺎهﻞ ‪..‬‬
‫اﻟﺨﺮﺑﺔ ‪..‬‬ ‫وإﻧﻤ ﺎ ه ﻢ ﻓ ﻲ ﺳ ﺎﺣﺔ ﻗ ﺘﺎل ﻓﻜﺎﻧ ﺖ اﻟﺤﺎﺟ ﺔ إﻟ ﻰ‬
‫ه ﺬا ﻓ ﻲ ﺣﺎﻟﻪ ‪ ε‬ﻣﻊ اﻟﺰﺑﻴﺮ ‪ ..‬ﻳﻌﻄﻲ اﻟﻘﻮس‬ ‫اﻟ ﺮﺟﻞ اﻟﺤ ﺎزم اﻟﻤﻬﻴﺐ أآﺜﺮ ﻣﻨﻬﺎ إﻟﻰ ﻏﻴﺮﻩ ‪ ..‬ﻟﺬا‬
‫ﺑﺎرﻳﻬﺎ ‪..‬‬ ‫اﺧ ﺘﺎر ﻋﻤ ﺮ ‪ ..‬واﺳ ﺘﺜﺎرﻩ ‪ :‬أﻳﻀ ﺮب وﺟ ﻪ ﻋ ﻢ‬
‫وآ ﺎن اﻟﺼ ﺤﺎﺑﺔ ﻳ ﺘﻌﺎﻣﻞ ﺑﻌﻀ ﻬﻢ ﻣ ﻊ ﺑﻌ ﺾ‬ ‫رﺳﻮل اﷲ ﺑﺎﻟﺴﻴﻒ ؟!‬
‫ﻋﻠﻰ هﺬا اﻷﺳﺎس ‪..‬‬ ‫وﻓﻲ ﻣﻮﻗﻒ ﺁﺧﺮ ‪..‬‬
‫‪30‬‬
‫‪Books-sea.com‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬ ‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﻣﻘﺎﻟﺔ ﻗﺪ أﻋﺠﺒﺘﻨﻲ ‪ ،‬أرﻳﺪ أن أﻗﺪﻣﻬﺎ ﺑﻴﻦ‬ ‫ﻟﻤ ﺎ ﻣ ﺮض رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ε‬ﻣ ﺮض اﻟﻤﻮت ‪ ..‬واﺷﺘﺪ‬
‫ﻳﺪي أﺑﻲ ﺑﻜﺮ ‪ ..‬وآﻨﺖ أداري ﻣﻨﻪ ﺑﻌﺾ‬ ‫ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻮﺟﻊ ‪ ..‬ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻄﻊ اﻟﻘﻴﺎم ﻟﻴﺼﻠﻲ ﺑﺎﻟﻨﺎس ‪..‬‬
‫ﺤﺪّة ‪..‬‬
‫اﻟ ِ‬ ‫ﻓﻘ ﺎل وه ﻮ ﻋﻠ ﻰ ﻓﺮاﺷ ﻪ ‪ :‬ﻣ ﺮوا أﺑ ﺎ ﺑﻜ ﺮ ﻓﻠﻴﺼ ﻞ‬
‫ﻓﻘﺎل أﺑﻮ ﺑﻜﺮ ‪ :‬ﻋﻠﻰ رﺳﻠﻚ ﻳﺎ ﻋﻤﺮ ‪..‬‬ ‫ﺑﺎﻟﻨﺎس ‪..‬‬
‫ﻓﻜﺮهﺖ أن أﻏﻀﺒﻪ ‪..‬‬ ‫ﻼ رﻗﻴﻘ ًﺎ ‪ ..‬وهﻮ ﺻﺎﺣﺐ رﺳﻮل‬ ‫وآ ﺎن أﺑ ﻮ ﺑﻜﺮ رﺟ ً‬
‫ﻓﺘﻜﻠﻢ وهﻮ آﺎن أﻋﻠﻢ ﻣﻨﻲ وأوﻗﺮ ‪ ..‬ﻓﻮاﷲ‬ ‫اﷲ ‪ ε‬ﻓ ﻲ ﺣ ﻴﺎﺗﻪ وﺑﻌ ﺪ ﻣﻤﺎﺗ ﻪ ‪ ..‬وه ﻮ ﺻﺪﻳﻘﻪ ﻓﻲ‬
‫ﻣﺎ ﺗﺮك ﻣﻦ آﻠﻤﺔ أﻋﺠﺒﺘﻨﻲ ﻣﻦ ﺗﺰوﻳﺮي إﻻ‬ ‫اﻟﺠﺎهﻠ ﻴﺔ واﻹﺳ ﻼم ‪ ..‬وه ﻮ أﺑ ﻮ زوﺟ ﺔ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ε‬‬
‫ﻗﺎﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﺑﺪﻳﻬﺘﻪ ‪ ..‬أو ﻗﺎل ﻣﺜﻠﻬﺎ ‪ ..‬أو‬ ‫ﻼ ﻣﻦ‬‫ﻋﺎﺋﺸﺔ ‪ ..‬وهﻮ ‪ ..‬وآﺎن ﻳﺤﻤﻞ ﻓﻲ ﺻﺪرﻩ ﺟﺒ ً‬
‫ﺖ ‪..‬‬
‫ﺳ َﻜ َ‬
‫أﻓﻀﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﺣﺘﻰ َ‬ ‫ﺣﺰن ﺑﺴﺒﺐ ﻣﺮض اﻟﻨﺒﻲ ‪.. ε‬‬
‫ﻗﺎل أﺑﻮ ﺑﻜﺮ ‪ :‬أﻣﺎ ﻣﺎ ذآﺮﺗﻢ ﻓﻴﻜﻢ ﻣﻦ ﺧﻴﺮ‬ ‫ﻓﻠﻤﺎ أﻣﺮ اﻟﻨﺒﻲ ‪ ε‬أن ﻳﺒﻠﻐﻮا أﺑﺎ ﺑﻜﺮ ﻟﻴﺼﻠﻲ ﺑﺎﻟﻨﺎس‬
‫ﻓﺄﻧﺘﻢ ﻟﻪ أهﻞ ‪ ..‬وﻟﻦ ﺗﻌﺮف اﻟﻌﺮب هﺬا اﻷﻣﺮ‬ ‫‪..‬‬
‫إﻻ ﻟﻬﺬا اﻟﺤﻲ ﻣﻦ ﻗﺮﻳﺶ ‪ ..‬هﻢ أوﺳﻂ‬ ‫ﻗ ﺎل ﺑﻌ ﺾ اﻟﺤﺎﺿ ﺮﻳﻦ ﻋ ﻨﺪ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ : ε‬إن أﺑ ﺎ ﺑﻜﺮ‬
‫اﻟﻌﺮب ﻧﺴﺒًﺎ ودارًا ‪ ..‬وﻗﺪ رﺿﻴﺖ ﻟﻜﻢ أﺣﺪ‬ ‫رﺟ ﻞ أﺳ ﻴﻒ ‪ ..‬أي رﻗ ﻴﻖ ‪ ..‬إذا ﻗ ﺎم ﻣﻘﺎﻣ ﻚ ﻟ ﻢ‬
‫هﺬﻳﻦ اﻟﺮﺟﻠﻴﻦ ﻓﺒﺎﻳﻌﻮا أﻳﻬﻤﺎ ﺷﺌﺘﻢ ‪..‬‬ ‫ﻳﺴ ﺘﻄﻊ أن ﻳﺼ ﻠﻲ ﺑﺎﻟ ﻨﺎس ‪ ..‬أي ﻣ ﻦ ﺷ ﺪة اﻟﺘﺄﺛ ﺮ‬
‫وأﺧﺬ ﺑﻴﺪي وﺑﻴﺪ أﺑﻲ ﻋﺒﻴﺪة ﺑﻦ اﻟﺠﺮاح وهﻮ‬ ‫واﻟﺒﻜﺎء ‪..‬‬
‫ﺟﺎﻟﺲ ﺑﻴﻨﻨﺎ ‪..‬‬
‫وآ ﺎن اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ ε‬ﻳﻌﻠ ﻢ ذﻟﻚ ﻋﻦ أﺑﻲ ﺑﻜﺮ ‪ ..‬أﻧﻪ رﺟﻞ‬
‫وﻟﻢ أآﺮﻩ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﻤﺎ ﻗﺎﻟﻪ ﻏﻴﺮهﺎ ‪ ..‬آﺎن واﷲ‬
‫رﻗﻴﻖ ﻳﻐﻠﺒﻪ اﻟﺒﻜﺎء ‪ ..‬ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ هﺬا اﻟﻤﻮﻃﻦ ‪..‬‬
‫أن أﻗﺪم ﻓﺘﻀﺮب ﻋﻨﻘﻲ ﻻ ﻳﻘﺮّﺑﻨﻲ ذﻟﻚ إﻟﻰ‬
‫ﻟﻜﻨﻪ ‪ ε‬آﺎن ﻳﺸﻴﺮ إﻟﻰ أﺣﻘﻴﺔ أﺑﻲ ﺑﻜﺮ ﺑﺎﻟﺨﻼﻓﺔ ﻣﻦ‬
‫إﺛﻢ ‪ ..‬أﺣﺐ إﻟﻲ ﻣﻦ أن أﺗﺄﻣﺮ ﻋﻠﻰ ﻗﻮم ﻓﻴﻬﻢ‬
‫ﺑﻌ ﺪﻩ ‪ ..‬ﻳﻌﻨ ﻲ ‪ :‬إذا أﻧ ﺎ ﻏﻴ ﺮ ﻣﻮﺟ ﻮد ﻓﺄﺑ ﻮ ﺑﻜ ﺮ‬
‫أﺑﻮ ﺑﻜﺮ ‪..‬‬
‫ﻳﺘﻮﻟﻰ اﻟﻤﺴﺌﻮﻟﻴﺔ ‪..‬‬
‫ﺳﻜﺖ اﻟﻨﺎس ‪..‬‬
‫ﻓﻘﺎل ﻗﺎﺋﻞ ﻣﻦ اﻷﻧﺼﺎر ‪ :‬أﻧﺎ ﺟﺬﻳﻠﻬﺎ اﻟﻤﺤﻜﻚ‬ ‫ﻓﺄﻋ ﺎد ‪ ε‬اﻷﻣ ﺮ ‪ :‬ﻣ ﺮوا أﺑ ﺎ ﺑﻜ ﺮ ﻓﻠﻴﺼﻞ ﺑﺎﻟﻨﺎس ‪..‬‬
‫‪ ..‬وﻋﺬﻳﻘﻬﺎ اﻟﻤﺮﺟﺐ ‪ ..‬ﻣﻨﺎ أﻣﻴﺮ وﻣﻨﻜﻢ أﻣﻴﺮ‬ ‫ﺣﺘﻰ ﺻﻠﻰ أﺑﻮ ﺑﻜﺮ ‪..‬‬
‫ﻳﺎ ﻣﻌﺸﺮ ﻗﺮﻳﺶ ‪..‬‬ ‫وﻣ ﻊ رﻗ ﺔ أﺑ ﻲ ﺑﻜ ﺮ ‪ ..‬إﻻ أﻧﻪ آﺎن ذا هﻴﺒﺔ ‪ ..‬وﻟﻪ‬
‫ﻗﺎل ﻋﻤﺮ ‪ :‬ﻓﻜﺜﺮ اﻟﻠﻐﻂ وارﺗﻔﻌﺖ اﻷﺻﻮات‬ ‫ﺣﺪة ﻏﻀﺐ أﺣﻴﺎﻧ ًﺎ ﺗﻜﺴﻮﻩ ﺟﻼ ًﻻ ‪..‬‬
‫ﺣﺘﻰ ﺗﺨﻮﻓﺖ اﻻﺧﺘﻼف ‪..‬‬ ‫وآﺎن رﻓﻴﻖ درﺑﻪ ﻋﻤﺮ ‪ τ‬ﻳﺮاﻋﻲ ذﻟﻚ ﻣﻨﻪ ‪..‬‬
‫ﻓﻘﻠﺖ ‪ :‬اﺑﺴﻂ ﻳﺪك ﻳﺎ أﺑﺎ ﺑﻜﺮ ﻓﺒﺴﻂ ﻳﺪﻩ‬ ‫اﻧﻈﺮ إﻟﻴﻬﻢ ﺟﻤﻴﻌ ًﺎ ‪ .. ψ‬وﻗﺪ اﺟﺘﻤﻌﻮا ﻓﻲ ﺳﻘﻴﻔﺔ‬
‫ﻓﺒﺎﻳﻌﺘﻪ ‪ ،‬ﺛﻢ ﺑﺎﻳﻌﻪ اﻟﻤﻬﺎﺟﺮون ‪ ،‬ﺛﻢ ﺑﺎﻳﻌﻪ‬ ‫ﺑﻨﻲ ﺳﺎﻋﺪة ‪ ..‬ﺑﻌﺪ وﻓﺎة اﻟﻨﺒﻲ ‪ .. ε‬ﻟﻴﺘﻔﻘﻮا ﻋﻠﻰ‬
‫اﻷﻧﺼﺎر ‪..‬‬ ‫ﺧﻠﻴﻔﺔ ‪..‬‬
‫ﻧﻌ ﻢ ‪ ..‬آ ﻞ واﺣ ﺪ ﻣ ﻦ اﻟ ﻨﺎس ﻟ ﻪ ﻣﻔ ﺘﺎح‬ ‫اﺟﺘﻤﻊ اﻟﻤﻬﺎﺟﺮون واﻷﻧﺼﺎر ‪ ..‬واﻧﻄﻠﻖ ﻋﻤﺮ إﻟﻰ‬
‫ﺗﺴ ﺘﻄﻴﻊ ﺑ ﻪ ﻓ ﺘﺢ أﺑ ﻮاب ﻗﻠ ﺒﻪ ‪ ..‬وآﺴ ﺐ‬ ‫أﺑﻲ ﺑﻜﺮ واﺻﻄﺤﺒﺎ إﻟﻰ اﻟﺴﻘﻴﻔﺔ ‪..‬‬
‫ﻣﺤﺒﺘﻪ واﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﻋﻠﻴﻪ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ﻋﻤﺮ ‪ :‬ﻓﺄﺗﻴﻨﺎهﻢ ﻓﻲ ﺳﻘﻴﻔﺔ ﺑﻨﻲ ﺳﺎﻋﺪة ‪..‬‬
‫وه ﺬا ﺗﻼﺣﻈﻪ ﻓﻲ ﺣﻴﺎة اﻟﻨﺎس ‪ ..‬أﻓﻠﻢ ﺗﺴﻤﻊ‬ ‫ﻓﻠﻤﺎ ﺟﻠﺴﻨﺎ ﺗﺸﻬﺪ ﺧﻄﻴﺐ اﻷﻧﺼﺎر ‪ ..‬وأﺛﻨﻰ ﻋﻠﻰ‬
‫زﻣ ﻼء ﻋﻤﻠ ﻚ ﻳ ﻮﻣ ًﺎ ﻳﻘﻮﻟ ﻮن ‪ :‬اﻟﻤﺪﻳ ﺮ ‪..‬‬ ‫اﷲ ﺑﻤﺎ هﻮ ﻟﻪ أهﻞ ﺛﻢ ﻗﺎل ‪:‬‬
‫ﻣﻔﺘﺎﺣﻪ ﻓﻼن ‪ ..‬إذا أردﺗﻢ ﺷﻴﺌ ًﺎ ﻓﺎﺟﻌﻠﻮا ﻓﻼﻧًﺎ‬ ‫أﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﻓﻨﺤﻦ أﻧﺼﺎر اﷲ ‪ ..‬وآﺘﻴﺒﺔ اﻹﺳﻼم ‪..‬‬
‫ﻳﻄﻠﺒﻪ ﻟﻜﻢ ‪ ..‬أو ﻳﻘﻨﻊ اﻟﻤﺪﻳﺮ ﺑﻪ ‪..‬‬ ‫وأﻧﺘﻢ ﻳﺎ ﻣﻌﺸﺮ اﻟﻤﻬﺎﺟﺮﻳﻦ رهﻂ ﻣﻨﺎ ‪ ..‬وﻗﺪ دﻓﺖ‬
‫ﻓﻠﻤ ﺎذا ﻻ ﺗﺠﻌ ﻞ ﻣﻬﺎراﺗ ﻚ ﻣﻔﺎﺗ ﻴﺢ ﻟﻘﻠ ﻮب‬ ‫داﻓﺔ ﻣﻦ ﻗﻮﻣﻜﻢ وإذا هﻢ ﻳﺮﻳﺪون أن ﻳﺤﺘﺎزوﻧﺎ ﻣﻦ‬
‫ﻼ ‪..‬‬‫اﻟﻨﺎس ‪ ..‬ﻓﺘﻜﻮن رأﺳ ًﺎ ﻻ ذﻳ ً‬ ‫أﺻﻠﻨﺎ ‪ ..‬وﻳﻐﺼﺒﻮﻧﺎ اﻷﻣﺮ ‪..‬‬
‫ﻓﻠﻤﺎ ﺳﻜﺖ أردت أن أﺗﻜﻠﻢ ‪ ،‬وﻗﺪ زورت ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻲ‬
‫‪31‬‬
‫‪Books-sea.com‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬ ‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪..‬‬ ‫ﻧﻌ ﻢ آ ﻦ ﻣﺘﻤﻴ ﺰًا ‪ ..‬واﺑﺤ ﺚ ﻋ ﻦ ﻣﻔ ﺘﺎح ﻗﻠ ﺐ أﻣ ﻚ‬
‫ﻓﻘ ﺎل اﻟﻤﺄﻣﻮﻣ ﻮن ‪ :‬رﺑ ﻨﺎ وﻟ ﻚ اﻟﺤﻤ ﺪ ‪ ..‬إﻻ‬ ‫وأﺑﻴﻚ وزوﺟﺘﻚ ووﻟﺪك ‪..‬‬
‫ه ﺬا اﻟ ﺮﺟﻞ ﻗﺎﻟﻬ ﺎ وزاد ﺑﻌ ﺪهﺎ ‪ :‬اﻟﻠﻬ ﻢ‬ ‫اﻋﺮف ﻣﻔﺘﺎح ﻗﻠﺐ ﻣﺪﻳﺮك ﻓﻲ اﻟﻌﻤﻞ ‪ ..‬زﻣﻼﺋﻚ ‪..‬‬
‫ارﺣﻤﻨﻲ وﻣﺤﻤﺪًا وﻻ ﺗﺮﺣﻢ ﻣﻌﻨﺎ أﺣﺪًا !!‬ ‫وﻣﻌ ﺮﻓﺔ ه ﺬﻩ اﻟﻤﻔﺎﺗ ﻴﺢ ﺗﻔ ﻴﺪﻧﺎ ﺣﺘ ﻰ ﻓ ﻲ ﺟﻌﻠﻬ ﻢ‬
‫وﺳ ﻤﻌﻪ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ .. ε‬ﻓﻠﻤ ﺎ اﻧ ﺘﻬﺖ اﻟﺼ ﻼة ‪..‬‬ ‫ﻳﺘﻘ ﺒﻠﻮن اﻟﻨﺼﺢ اﻟﺬي ﻳﺼﺪر ﻣﻨﺎ ﻟﻬﻢ ‪ ..‬إذا أﺣﺴﻨﺎ‬
‫اﻟ ﺘﻔﺖ ‪ ε‬إﻟ ﻴﻬﻢ وﺳ ﺄﻟﻬﻢ ﻋ ﻦ اﻟﻘﺎﺋ ﻞ ‪..‬‬ ‫ﺗﻘﺪﻳﻢ هﺬا اﻟﻨﺼﺢ ﺑﺄﺳﻠﻮب ﻣﻨﺎﺳﺐ ‪..‬‬
‫ﻓﺄﺷﺎروا إﻟﻴﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﻬ ﻢ ﻟﻴﺴ ﻮا ﺳ ﻮاء ﻓ ﻲ ﻃ ﺮﻳﻘﺔ اﻟﻨﺼ ﺢ ‪ ..‬ﺑ ﻞ ﺣﺘﻰ‬
‫ﻓ ﻨﺎداﻩ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ ε‬ﻓﻠﻤ ﺎ وﻗﻒ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ ﻓﺈذا هﻮ‬ ‫ﻓﻲ إﻧﻜﺎر اﻟﺨﻄﺄ إذا وﻗﻊ ﻣﻨﻬﻢ ‪..‬‬
‫اﻷﻋﺮاﺑ ﻲ ﻧﻔﺴ ﻪ ‪ ..‬وﻗ ﺪ ﺗﻤﻜ ﻦ ﺣ ﺐ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ε‬‬ ‫واﻧﻈ ﺮ إﻟ ﻰ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ε‬وﻗ ﺪ ﺟﻠ ﺲ ﻳ ﻮﻣ ًﺎ ﻓ ﻲ‬
‫ﻣ ﻦ ﻗﻠ ﺒﻪ ﺣﺘ ﻰ ود ﻟ ﻮ أن اﻟ ﺮﺣﻤﺔ ﺗﺼ ﻴﺒﻬﻤﺎ‬ ‫ﻣﺠﻠﺴﻪ اﻟﻤﺒﺎرك ﻳﺤﺪث أﺻﺤﺎﺑﻪ ‪..‬‬
‫دون ﻏﻴﺮهﻤﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﺒﻴ ﻨﻤﺎ ه ﻢ ﻋﻠ ﻰ ذﻟ ﻚ ‪ ..‬ﻓ ﺈذا ﺑ ﺮﺟﻞ ﻳ ﺪﺧﻞ إﻟ ﻰ‬
‫ﻓﻘﺎل ﻟﻪ ‪ ε‬ﻣﻌﻠﻤ ًﺎ ‪ :‬ﻟﻘﺪ ﺗﺤﺠﺮت واﺳﻌًﺎ !! أي‬ ‫اﻟﻤﺴ ﺠﺪ ‪ ..‬ﻳ ﺘﻠﻔﺖ ﻳﻤﻴ ﻨ ًﺎ وﻳﺴ ﺎرًا ‪ ..‬ﻓ ﺒﺪل أن ﻳﺄﺗﻲ‬
‫إن رﺣﻤ ﺔ اﷲ ﺗﻌﺎﻟ ﻰ ﺗﺴ ﻌﻨﺎ ﺟﻤ ﻴﻌ ًﺎ وﺗﺴ ﻊ‬ ‫وﻳﺠﻠﺲ ﻓﻲ ﺣﻠﻘﺔ اﻟﻨﺒﻲ ‪ .. ε‬ﺗﻮﺟﻪ إﻟﻰ زاوﻳﺔ ﻣﻦ‬
‫اﻟﻨﺎس ‪ ..‬ﻓﻼ ﺗﻀﻴﻘﻬﺎ ﻋﻠﻲ وﻋﻠﻴﻚ ‪..‬‬ ‫زواﻳﺎ اﻟﻤﺴﺠﺪ ‪ ..‬ﺛﻢ ﺟﻌﻞ ﻳﺤﺮك إزارﻩ !!‬
‫ﻓﺎﻧﻈ ﺮ آ ﻴﻒ ﻣﻠ ﻚ ﻋﻠ ﻴﻪ ﻗﻠ ﺒﻪ ‪ ..‬ﻷﻧ ﻪ ﻋ ﺮف‬ ‫ﻋﺠﺒ ًﺎ !! ﻣﺎذا ﺳﻴﻔﻌﻞ ؟!‬
‫آ ﻴﻒ ﻳﺘﺼﺮف ﻣﻌﻪ ‪ ..‬ﻓﻬﻮ أﻋﺮاﺑﻲ أﻗﺒﻞ ﻣﻦ‬ ‫رﻓ ﻊ ﻃ ﺮف إزارﻩ ﻣ ﻦ اﻷﻣ ﺎم ﺛ ﻢ ﺟﻠﺲ ﺑﻜﻞ هﺪوء‬
‫ﺑﺎدﻳ ﺘﻪ ‪ ..‬ﻟ ﻢ ﻳ ﺒﻠﻎ ﻣ ﻦ اﻟﻌﻠ ﻢ رﺗ ﺒﺔ أﺑ ﻲ ﺑﻜ ﺮ‬ ‫‪ ..‬ﻳﺒﻮل ‪!!..‬‬
‫وﻋﻤ ﺮ ‪ ..‬وﻻ ﻣﻌ ﺎذ وﻋﻤ ﺎر ‪ ..‬ﻓ ﻼ ﻳ ﺆاﺧﺬ‬ ‫ﻋﺠﺐ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ‪ ..‬وﺛﺎروا ‪ ..‬ﻳﺒﻮل ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺠﺪ !!‬
‫آﻐﻴﺮﻩ ‪..‬‬ ‫وﺟﻌﻠ ﻮا ﻳﺘﻘﺎﻓ ﺰون ﻟﻴ ﺘﻮﺟﻬﻮا إﻟ ﻴﻪ ‪ ..‬واﻟﻨﺒ ﻲ ‪ε‬‬
‫وإن ﺷ ﺌﺖ ﻓﺎﻧﻈ ﺮ أﻳﻀ ًﺎ إﻟ ﻰ ﻣﻌﺎوﻳ ﺔ ﺑ ﻦ‬ ‫ﻳﻬ ﺪﺋﻬﻢ ‪ ..‬وﻳﺴﻜﻦ ﻏﻀﺒﻬﻢ ‪ ..‬وﻳﺮدد ‪ :‬ﻻ ﺗﺰرﻣﻮﻩ‬
‫اﻟﺤﻜ ﻢ ‪ .. τ‬آ ﺎن ﻣ ﻦ ﻋﺎﻣ ﺔ اﻟﺼ ﺤﺎﺑﺔ ‪ ..‬ﻟ ﻢ‬ ‫‪ ..‬ﻻ ﺗﻌﺠﻠﻮا ﻋﻠﻴﻪ ‪ ..‬ﻻ ﺗﻘﻄﻌﻮا ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻮﻟﻪ ‪..‬‬
‫ﻳﻜ ﻦ ﻳﺴ ﻜﻦ اﻟﻤﺪﻳ ﻨﺔ ‪ ..‬وﻟ ﻢ ﻳﻜ ﻦ ﻣﺠﺎﻟﺴ ًﺎ‬ ‫واﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻳﻠﺘﻔﺘﻮن إﻟﻴﻪ ‪ ..‬وهﻮ ﻟﻌﻠﻪ ﻟﻢ ﻳﺪر ﻋﻨﻬﻢ‬
‫ﻟﻠﻨﺒﻲ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم ‪..‬‬ ‫‪ ..‬ﻻ ﻳﺰال ﻳﺒﻮل ‪..‬‬
‫وإﻧﻤ ﺎ آ ﺎن ﻟ ﻪ ﻏ ﻨﻢ ﻓ ﻲ اﻟﺼ ﺤﺮاء ﻳﺘﺘﺒﻊ ﺑﻬﺎ‬ ‫واﻟﻨﺒ ﻲ ‪ ε‬ﻳ ﺮى هﺬا اﻟﻤﻨﻈﺮ ‪ ..‬ﺑﻮل ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺠﺪ ‪..‬‬
‫اﻟﺨﻀﺮاء ‪..‬‬ ‫وﻳﻬﺪئ أﺻﺤﺎﺑﻪ !!‬
‫أﻗﺒﻞ ﻣﻌﺎوﻳﺔ ﻳﻮﻣ ًﺎ إﻟﻰ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻓﺪﺧﻞ اﻟﻤﺴﺠﺪ‬ ‫ﺁﺁﺁﻩ ﻣﺎاااا أﺣﻠﻤﻪ !!‬
‫‪ ..‬وﺟﻠ ﺲ إﻟ ﻰ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ρ‬وأﺻ ﺤﺎﺑﻪ ‪..‬‬ ‫ﺣﺘ ﻰ إذا اﻧﺘﻬ ﻰ اﻷﻋﺮاﺑ ﻲ ﻣ ﻦ ﺑ ﻮﻟﻪ ‪ ..‬وﻗ ﺎم ﻳﺸ ﺪ‬
‫ﻓﺴﻤﻌﻪ ﻳﺘﻜﻠﻢ ﻋﻦ اﻟﻌﻄﺎس ‪ ..‬وآﺎن ﻣﻤﺎ ﻋﻠﻢ‬ ‫ﻋﻠﻰ وﺳﻄﻪ إزارﻩ ‪ ..‬دﻋﺎﻩ اﻟﻨﺒﻲ ‪ ε‬ﺑﻜﻞ رﻓﻖ ‪..‬‬
‫أﺻ ﺤﺎﺑﻪ أن إذا ﺳ ﻤﻊ اﻟﻤﺴ ﻠﻢ أﺧ ﺎﻩ ﻋﻄ ﺲ‬ ‫أﻗ ﺒﻞ ﻳﻤﺸ ﻲ ﺣﺘ ﻰ إذا وﻗ ﻒ ﺑ ﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ ‪ ..‬ﻗﺎل ﻟﻪ ‪ε‬‬
‫ﻓﺤﻤﺪ اﷲ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻘﻮل ﻟﻪ ‪ :‬ﻳﺮﺣﻤﻚ اﷲ ‪..‬‬ ‫ﺑﻜﻞ رﻓﻖ ‪:‬‬
‫ﺣﻔﻈﻬﺎ ﻣﻌﺎوﻳﺔ ‪ ..‬وذهﺐ ﺑﻬﺎ ‪..‬‬ ‫إن هﺬﻩ اﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ﻟﻢ ﺗﺒﻦ ﻟﻬﺬا ‪ ..‬إﻧﻤﺎ ﺑﻨﻴﺖ ﻟﻠﺼﻼة‬
‫وﺑﻌ ﺪ أﻳ ﺎم ﺟ ﺎء إﻟ ﻰ اﻟﻤﺪﻳ ﻨﺔ ﻓ ﻲ ﺣﺎﺟ ﺔ ‪..‬‬ ‫وﻗﺮاءة اﻟﻘﺮﺁن ‪..‬‬
‫ﻓ ﺪﺧﻞ اﻟﻤﺴ ﺠﺪ ﻓ ﺈذا اﻟﻨﺒ ﻲ ﻋﻠ ﻴﻪ اﻟﺼ ﻼة‬ ‫اﻧﺘﻬﻰ ‪ ..‬ﻧﺼﻴﺤﺔ ﺑﺎﺧﺘﺼﺎر ‪..‬‬
‫واﻟﺴ ﻼم ﻳﺼﻠﻲ ﺑﺄﺻﺤﺎﺑﻪ ‪ ..‬ﻓﺪﺧﻞ ﻣﻌﻬﻢ ﻓﻲ‬ ‫َﻓﻬِﻢ اﻟﺮﺟﻞ ذﻟﻚ وﻣﻀﻰ ‪..‬‬
‫اﻟﺼﻼة ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎ ﺟ ﺎء وﻗﺖ اﻟﺼﻼة أﻗﺒﻞ ذاك اﻷﻋﺮاﺑﻲ وﺻﻠﻰ‬
‫ﻓﺒﻴ ﻨﻤﺎ ه ﻢ ﻋﻠ ﻰ ذﻟ ﻚ إذ ﻋﻄ ﺲ رﺟ ﻞ ﻣ ﻦ‬ ‫ﻣﻌﻬﻢ ‪..‬‬
‫اﻟﻤﺼﻠﻴﻦ ‪..‬‬ ‫آﺒ ﺮ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ ε‬ﺑﺄﺻ ﺤﺎﺑﻪ ﻣﺼ ﻠﻴ ًﺎ ‪ ..‬ﻓﻘ ﺮأ ﺛﻢ رآﻊ ‪..‬‬
‫ﻓﻤ ﺎ آ ﺎد ﻳﺤﻤ ﺪ اﷲ ‪ ..‬ﺣﺘ ﻰ ﺗﺬآﺮ ﻣﻌﺎوﻳﺔ أﻧﻪ‬ ‫ﻓﻠﻤﺎ رﻓﻊ ‪ ε‬ﻣﻦ رآﻮﻋﻪ ﻗﺎل ‪ :‬ﺳﻤﻊ اﷲ ﻟﻤﻦ ﺣﻤﺪﻩ‬
‫‪32‬‬
‫‪Books-sea.com‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬ ‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﻓﻘ ﺎل ‪ : ρ‬ذاك ﺷ ﻲء ﻳﺠﺪوﻧ ﻪ ﻓ ﻲ ﺻ ﺪورهﻢ‬ ‫ﺗﻌﻠ ﻢ أن اﻟﻤﺴ ﻠﻢ إذا ﻋﻄ ﺲ ﻓﻘ ﺎل اﻟﺤﻤﺪ ﷲ ‪ ..‬ﻓﺈن‬
‫‪ ..‬ﻓ ﻼ ﻳﺼ ﺪﻧﻬﻢ ) أي ﻻ ﻳﻤ ﻨﻌﻬﻢ ذﻟ ﻚ ﻋ ﻦ‬ ‫أﺧﺎﻩ ﻳﻘﻮل ﻟﻪ ﻳﺮﺣﻤﻚ اﷲ ‪..‬‬
‫وﺟﻬﺘﻬﻢ ‪ ..‬ﻓﺈن ذﻟﻚ ﻻ ﻳﺆﺛﺮ ﻧﻔﻌ ًﺎ وﻻ ﺿﺮًا (‬ ‫ﻼ ﺑﺼ ﻮت ﻋ ﺎ ٍل ‪:‬‬ ‫ﻓ ﺒﺎدر ﻣﻌﺎوﻳ ﺔ اﻟﻌ ﺎﻃﺲ ﻗ ﺎﺋ ً‬
‫‪..‬‬ ‫ﻳﺮﺣﻤﻚ اﷲ ‪.‬‬
‫هﺬا ﺗﻌﺎﻣﻠﻪ ‪ ε‬ﻣﻊ أﻋﺮاﺑﻲ ﺑﺎل ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺠﺪ ‪..‬‬ ‫ﻓﺎﺿ ﻄﺮب اﻟﻤﺼ ﻠﻮن ‪ ..‬وﺟﻌﻠ ﻮا ﻳﻠﺘﻔ ﺘﻮن إﻟ ﻴﻪ‬
‫ورﺟﻞ ﺗﻜﻠﻢ ﻓﻲ اﻟﺼﻼة ‪ ..‬ﻋﺎﻣﻠﻬﻢ ﻣﺮاﻋﻴًﺎ‬ ‫ﻣﻨﻜﺮﻳﻦ ‪.‬‬
‫أﺣﻮاﻟﻬﻢ ‪ ..‬ﻷن اﻟﺨﻄﺄ ﻣﻦ ﻣﺜﻠﻬﻢ ﻻ ﻳﺴﺘﻐﺮب‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎ رأى دهﺸ ﺘﻬﻢ ‪ ..‬اﺿ ﻄﺮب وﻗ ﺎل ‪ :‬وااااﺛﻜ ﻞ‬
‫‪..‬‬ ‫ﻲ ؟ ‪..‬‬‫ُأﻣﱢﻴﺎﻩ !!‪ ..‬ﻣﺎ ﺷﺄﻧﻜﻢ ﺗﻨﻈﺮون إﻟ ّ‬
‫أﻣﺎ ﻣﻌﺎذ ﺑﻦ ﺟﺒﻞ ﻓﻘﺪ آﺎن ﻣﻦ أﻗﺮب‬ ‫ﻓﺠﻌﻠﻮا ﻳﻀﺮﺑﻮن ﺑﺄﻳﺪﻳﻬﻢ ﻋﻠﻰ أﻓﺨﺎذهﻢ ﻟﻴﺴﻜﺖ ‪..‬‬
‫اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ إﻟﻰ رﺳﻮل اﷲ ‪ .. ε‬وﻣﻦ أآﺜﺮهﻢ‬ ‫ﻓﻠﻤﺎ رﺁهﻢ ﻳﺼﻤّﺘﻮﻧﻪ ﺻﻤﺖ ‪..‬‬
‫ﺣﺮﺻًﺎ ﻋﻠﻰ ﻃﻠﺐ اﻟﻌﻠﻢ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤﺎ اﻧﺘﻬﺖ اﻟﺼﻼة ‪..‬‬
‫ﻓﻜﺎن ﺗﻌﺎﻣﻞ اﻟﻨﺒﻲ ‪ ε‬ﻣﻊ أﺧﻄﺎﺋﻪ ﻣﺨﺘﻠﻔ ًﺎ ﻋﻦ‬ ‫اﻟ ﺘﻔﺖ ‪ ρ‬إﻟ ﻰ اﻟ ﻨﺎس ‪ ..‬وﻗ ﺪ ﺳ ﻤﻊ ﺟﻠﺒ ﺘﻬﻢ‬
‫ﺗﻌﺎﻣﻠﻪ ﻣﻊ أﺧﻄﺎء ﻏﻴﺮﻩ ‪..‬‬ ‫وأﺻ ﻮاﺗﻬﻢ ‪ ..‬وﺳ ﻤﻊ ﺻ ﻮت ﻣ ﻦ ﺗﻜﻠ ﻢ ‪ ..‬ﻟﻜ ﻨﻪ‬
‫آﺎن ﻣﻌﺎذ ﻳﺼﻠﻲ ﻣﻊ رﺳﻮل اﷲ ‪ ε‬اﻟﻌﺸﺎء ‪..‬‬ ‫ﺻﻮت ﺟﺪﻳﺪ ﻟﻢ ﻳﻌﺘﺪ ﻋﻠﻴﻪ ‪ ..‬ﻓﻠﻢ ﻳﻌﺮﻓﻪ ‪ ..‬ﻓﺴﺄﻟﻬﻢ‬
‫ﺛﻢ ﻳﺮﺟﻊ ﻓﻴﺼﻠﻲ ﺑﻘﻮﻣﻪ اﻟﻌﺸﺎء إﻣﺎﻣ ًﺎ ﺑﻬﻢ‬ ‫‪:‬‬
‫ﻓﻲ ﻣﺴﺠﺪهﻢ ‪ ..‬ﻓﺘﻜﻮن اﻟﺼﻼة ﻟﻪ ﻧﺎﻓﻠﺔ‬ ‫ﻣﻦ اﻟﻤﺘﻜﻠﻢ ‪ ..‬ﻓﺄﺷﺎروا إﻟﻰ ﻣﻌﺎوﻳﺔ ‪..‬‬
‫وﻟﻬﻢ ﻓﺮﻳﻀﺔ ‪..‬‬ ‫ﻓﺪﻋﺎﻩ اﻟﻨﺒﻲ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم إﻟﻴﻪ ‪..‬‬
‫رﺟﻊ ﻣﻌﺎذ ذات ﻟﻴﻠﺔ ﻟﻘﻮﻣﻪ ودﺧﻞ ﻣﺴﺠﺪهﻢ‬ ‫ﻓﺄﻗﺒﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻌﺎوﻳﺔ ﻓﺰﻋ ًﺎ ﻻ ﻳﺪري ﺑﻤﺎذا ﺳﻴﺴﺘﻘﺒﻠﻪ‬
‫ﻓﻜﺒﺮ ﻣﺼﻠﻴ ًﺎ ﺑﻬﻢ ‪..‬‬ ‫‪ ..‬وهﻮ اﻟﺬي أﺷﻐﻠﻬﻢ ﻓﻲ ﺻﻼﺗﻬﻢ ‪ ..‬وﻗﻄﻊ ﻋﻠﻴﻬﻢ‬
‫أﻗﺒﻞ ﻓﺘﻰ ﻣﻦ ﻗﻮﻣﻪ ودﺧﻞ ﻣﻌﻪ ﻓﻲ اﻟﺼﻼة‬ ‫ﺧﺸﻮﻋﻬﻢ ‪..‬‬
‫‪ ..‬ﻓﻠﻤﺎ أﺗﻢ ﻣﻌﺎذ اﻟﻔﺎﺗﺤﺔ ﻗﺎل " وﻻ اﻟﻀﺎﻟﻴﻦ‬ ‫ﻗ ﺎل ﻣﻌﺎوﻳ ﺔ ‪ : τ‬ﻓﺒﺄﺑ ﻲ ه ﻮ وأﻣﻲ ‪ .. ρ‬واﷲ ﻣﺎ‬
‫" ﻓﻘﺎﻟﻮا " ﺁﻣﻴﻦ " ‪..‬‬ ‫رأﻳـ ﺖ ﻣﻌﻠﻤ ًﺎ ﻗ ﺒﻠﻪ وﻻ ﺑﻌ ﺪﻩ أﺣﺴ ﻦ ﺗﻌﻠ ﻴﻤ ًﺎ ﻣﻨﻪ ‪..‬‬
‫ﺛﻢ اﻓﺘﺘﺢ ﻣﻌﺎذ ﺳﻮرة اﻟﺒﻘﺮة !!‬ ‫واﷲ ﻣﺎ آﻬﺮﻧﻲ ‪ ..‬وﻻ ﺿﺮﺑﻨﻲ ‪ ..‬وﻻ ﺷﺘﻤﻨﻲ ‪..‬‬
‫آﺎن اﻟﻨﺎس ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻷﻳﺎم ﻳﺘﻌﺒﻮن ﻓﻲ اﻟﻌﻤﻞ‬ ‫وإﻧﻤﺎ ﻗﺎل ‪ :‬ﻳﺎ ﻣﻌﺎوﻳﺔ ‪ ..‬إن هﺬﻩ اﻟﺼﻼة ﻻ ﻳﺼﻠﺢ‬
‫ﻓﻲ ﻣﺰارﻋﻬﻢ ورﻋﻴﻬﻢ دواﺑﻬﻢ ﻃﻮال اﻟﻨﻬﺎر‬ ‫ﻓ ﻴﻬﺎ ﺷ ﻲء ﻣ ﻦ آ ﻼم اﻟ ﻨﺎس ‪ ..‬إﻧﻤ ﺎ ه ﻲ اﻟﺘﺴﺒﻴﺢ‬
‫‪ ..‬ﺛﻢ ﻻ ﻳﻜﺎدون ﻳﺼﻠﻮن اﻟﻌﺸﺎء ﺣﺘﻰ ﻳﺄوون‬ ‫واﻟﺘﻜﺒﻴ ﺮ ‪ ..‬وﻗ ﺮاءة اﻟﻘ ﺮﺁن ‪ ..‬اﻧﺘﻬ ﻰ ‪ ..‬ﻧﺼ ﻴﺤﺔ‬
‫إﻟﻰ ﻓﺮﺷﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﺑﺎﺧﺘﺼﺎر ‪..‬‬
‫هﺬا اﻟﺸﺎب ‪ ..‬وﻗﻒ ﻓﻲ اﻟﺼﻼة ‪ ..‬وﻣﻌﺎذ‬ ‫ﻓﻔﻬﻤﻬﺎ ﻣﻌﺎوﻳﺔ ‪..‬‬
‫ﻳﻘﺮأ وﻳﻘﺮأ ‪..‬‬ ‫ﺛ ﻢ ارﺗﺎﺣ ﺖ ﻧﻔﺴ ﻪ ‪ ..‬واﻃﻤ ﺄن ﻗﻠﺒﻪ ‪ ..‬ﻓﺠﻌﻞ ﻳﺴﺄل‬
‫ﻓﻠﻤﺎ ﻃﺎﻟﺖ اﻟﺼﻼة ﻋﻠﻰ اﻟﻔﺘﻰ ‪ ..‬أﺗﻢ ﺻﻼﺗﻪ‬ ‫ص أﻣﻮرﻩ ‪..‬‬ ‫اﻟﻨﺒﻲ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم ﻋﻦ ﺧﻮا ّ‬
‫وﺣﺪﻩ ‪ ..‬وﺧﺮج ﻣﻦ اﻟﻤﺴﺠﺪ واﻧﻄﻠﻖ إﻟﻰ‬ ‫ﻓﻘ ﺎل ‪ :‬ﻳ ﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ..‬إﻧ ﻲ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﻬﺪ ﺑﺠﺎهﻠﻴﺔ‬
‫ﺑﻴﺘﻪ ‪..‬‬ ‫‪ ..‬وﻗ ﺪ ﺟ ﺎء اﷲ ﺑﺎﻹﺳﻼم ‪ ..‬وإن ﻣﻨﺎ رﺟﺎ ًﻻ ﻳﺄﺗﻮن‬
‫اﻧﺘﻬﻰ ﻣﻌﺎذ ﻣﻦ اﻟﺼﻼة ‪..‬‬ ‫اﻟﻜﻬﺎن ) وهﻢ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺪﻋﻮن ﻋﻠﻢ اﻟﻐﻴﺐ ( ‪ ..‬ﻳﻌﻨﻲ‬
‫ﻓﻘﺎل ﻟﻪ ﺑﻌﺾ اﻟﻘﻮم ‪ :‬ﻳﺎ ﻣﻌﺎذ ‪ ..‬ﻓﻼن دﺧﻞ‬ ‫ﻓﺴﺄﻟﻮﻧﻬﻢ ﻋﻦ اﻟﻐﻴﺐ ‪..‬‬
‫ﻣﻌﻨﺎ ﻓﻲ اﻟﺼﻼة ‪ ..‬ﺛﻢ ﺧﺮج ﻣﻨﻬﺎ ﻟﻤﺎ أﻃﻠﺖ‬ ‫ﻓﻘ ﺎل ‪ : ρ‬ﻓ ﻼ ﺗ ﺄﺗﻬﻢ ‪ ..‬ﻳﻌﻨ ﻲ ﻷﻧ ﻚ ﻣﺴ ﻠﻢ ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫واﻟﻐﻴﺐ ﻻ ﻳﻌﻠﻤﻪ إﻻ اﷲ ‪..‬‬
‫ﻓﻐﻀﺐ ﻣﻌﺎذ وﻗﺎل ‪ :‬إن هﺬا ﺑﻪ ﻟﻨﻔﺎق ‪..‬‬ ‫ﻗ ﺎل ﻣﻌﺎوﻳ ﺔ ‪ :‬وﻣ ﻨﺎ رﺟ ﺎل ﻳﺘﻄﻴ ﺮون ) أي‬
‫ﻷﺧﺒﺮن رﺳﻮل اﷲ ‪ ε‬ﺑﺎﻟﺬي ﺻﻨﻊ ‪..‬‬ ‫ﻳﺘﺸﺎءﻣﻮن ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ إﻟﻰ اﻟﻄﻴﺮ ( ‪..‬‬

‫‪33‬‬
‫‪Books-sea.com‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬ ‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﺖ‬
‫ﻗﺎل ﻣﻌﺎذ ‪ :‬ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪ ،‬ﺻﺪق اﷲ وآﺬﺑ ُ‬ ‫ﻓﺄﺑﻠﻐﻮا ذﻟﻚ اﻟﺸﺎب ﺑﻜﻼم ﻣﻌﺎذ ‪ ..‬ﻓﻘﺎل اﻟﻔﺘﻰ ‪:‬‬
‫‪ ..‬ﻟﻘﺪ اﺳﺘﺸﻬﺪ ‪..‬‬ ‫وأﻧﺎ ﻷﺧﺒﺮن رﺳﻮل اﷲ ‪ ε‬ﺑﺎﻟﺬي ﺻﻨﻊ ‪..‬‬
‫ﻓ ﺘﺄﻣﻞ اﻟﻔ ﺮق ﻓ ﻲ ﻃ ﺒﺎﺋﻊ اﻟ ﺮﺟﺎل ‪..‬‬ ‫ﻓﻐﺪوا ﻋﻠﻰ رﺳﻮل اﷲ ‪ ε‬ﻓﺄﺧﺒﺮﻩ ﻣﻌﺎذ ﺑﺎﻟﺬي ﺻﻨﻊ‬
‫وﻣﻘﺎﻣﺎﺗﻬﻢ ‪ ..‬وآﻴﻒ أدى إﻟﻰ اﺧﺘﻼف ﺗﻌﺎﻣﻞ‬ ‫اﻟﻔﺘﻰ ‪..‬‬
‫اﻟﻨﺒﻲ ‪ ε‬ﻣﻌﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل اﻟﻔﺘﻰ ‪ :‬ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪ ..‬ﻳﻄﻴﻞ اﻟﻤﻜﺚ ﻋﻨﺪك‬
‫ﺑ ﻞ ‪ ..‬اﻧﻈﺮ إﻟﻰ ﺗﻌﺎﻣﻠﻪ ‪ ε‬ﻣﻊ أﺳﺎﻣﺔ ﺑﻦ زﻳﺪ‬ ‫ﺛﻢ ﻳﺮﺟﻊ ﻓﻴﻄﻴﻞ ﻋﻠﻴﻨﺎ اﻟﺼﻼة ‪ ..‬واﷲ ﻳﺎ رﺳﻮل‬
‫‪ ..‬وهﻮ ﺣﺒﻴﺐ رﺳﻮل اﷲ ‪ .. ε‬وﻗﺪ ﺗﺮﺑﻰ ﻓﻲ‬ ‫اﷲ إﻧﺎ ﻟﻨﺘﺄﺧﺮ ﻋﻦ ﺻﻼة اﻟﻌﺸﺎء ﻣﻤﺎ ﻳﻄﻮل ﺑﻨﺎ‬
‫ﺑﻴﺘﻪ ‪..‬‬ ‫ﻣﻌﺎذ ‪..‬‬
‫ﺑﻌ ﺚ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ ε‬أﺻ ﺤﺎﺑﻪ إﻟ ﻰ اﻟﺤ ﺮﻗﺎت ﻣ ﻦ‬ ‫ﻓﺴﺄل اﷲ اﻟﻨﺒﻲ ‪ ε‬ﻣﻌﺎذًا ‪ :‬ﻣﺎذا ﺗﻘﺮأ ؟!‬
‫ﻗﺒﻴﻠﺔ ﺟﻬﻴﻨﺔ ‪..‬‬ ‫ﻓﺈذا ﺑﻤﻌﺎذ ﻳﺨﺒﺮﻩ أﻧﻪ ﻳﻘﺮأ ﺑﺎﻟﺒﻘﺮة ‪ ..‬و ‪ ..‬وﺟﻌﻞ‬
‫وآ ﺎن أﺳ ﺎﻣﺔ ﺑﻦ زﻳﺪ ‪ τ‬ﻣﻦ ﺿﻤﻦ اﻟﻤﻘﺎﺗﻠﻴﻦ‬ ‫ﻳﻌﺪد اﻟﺴﻮر اﻟﻄﻮال ‪..‬‬
‫ﺑﺎﻟﺠﻴﺶ ‪..‬‬ ‫ﻓﻐﻀﺐ اﻟﻨﺒﻲ ‪ ε‬ﻟﻤﺎ ﻋﻠﻢ أن اﻟﻨﺎس ﻳﺘﺄﺧﺮون ﻋﻦ‬
‫اﺑﺘﺪأ اﻟﻘﺘﺎل ‪ ..‬ﻓﻲ اﻟﺼﺒﺎح ‪..‬‬ ‫اﻟﺼﻼة ﺑﺴﺒﺐ اﻹﻃﺎﻟﺔ ‪ ..‬وآﻴﻒ ﺻﺎرت اﻟﺼﻼة‬
‫اﻧﺘﺼﺮ اﻟﻤﺴﻠﻤﻮن وهﺮب ﻣﻘﺎﺗﻠﻮ اﻟﻌﺪو ‪..‬‬ ‫ﺛﻘﻴﻠﺔ ﻋﻠﻴﻬﻢ ‪..‬‬
‫آﺎن ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺟﻴﺶ اﻟﻌﺪو رﺟﻞ ﻳﻘﺎﺗﻞ ‪ ..‬ﻓﻠﻤﺎ‬ ‫ﻓﺎﻟﺘﻔﺖ إﻟﻰ ﻣﻌﺎذ وﻗﺎل ‪ :‬أﻓﺘﺎن أﻧﺖ ﻳﺎ ﻣﻌﺎذ ‪..‬؟!‬
‫رأى أﺻ ﺤﺎﺑﻪ ﻣﻨﻬ ﺰﻣﻴﻦ ‪ ..‬أﻟﻘ ﻰ ﺳ ﻼﺣﻪ‬ ‫ﻳﻌﻨﻲ ﺗﺮﻳﺪ أن ﺗﻔﺘﻦ اﻟﻨﺎس وﺗﺒﻐﻀﻬﻢ ﻓﻲ دﻳﻨﻬﻢ ‪..‬‬
‫وه ﺮب ‪..‬ﻓﻠﺤﻘ ﻪ أﺳ ﺎﻣﺔ وﻣﻌ ﻪ رﺟ ﻞ ﻣ ﻦ‬ ‫اﻗﺮأ ﺑـ "اﻟﺴﻤﺎء واﻟﻄﺎرق" ‪" ،‬واﻟﺴﻤﺎء ذات‬
‫اﻷﻧﺼ ﺎر ‪ ..‬رآ ﺾ اﻟﺮﺟﻞ ورآﻀﻮا ﺧﻠﻔﻪ ‪..‬‬ ‫اﻟﺒﺮوج" ‪" ،‬واﻟﺸﻤﺲ وﺿﺤﺎهﺎ" ‪" ،‬واﻟﻠﻴﻞ إذا‬
‫وهﻮ ﻳﺸﺘﺪ ﻓﺰﻋ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﻳﻐﺸﻰ" ‪..‬‬
‫ﺣﺘﻰ ﻋﺮﺿﺖ ﻟﻬﻢ ﺷﺠﺮة ﻓﺎﺣﺘﻤﻰ اﻟﺮﺟﻞ ﺑﻬﺎ‬ ‫ﺛﻢ اﻟﺘﻔﺖ ‪ ε‬إﻟﻰ اﻟﻔﺘﻰ وﻗﺎل ﻟﻪ ﻣﺘﻠﻄﻔ ًﺎ ‪ :‬آﻴﻒ‬
‫‪..‬‬ ‫ﺗﺼﻨﻊ أﻧﺖ ﻳﺎ ﺑﻦ أﺧﻲ إذا ﺻﻠﻴﺖ ؟‬
‫ﻓﺄﺣﺎط ﺑﻪ أﺳﺎﻣﺔ واﻷﻧﺼﺎري ‪ ..‬ورﻓﻌﺎ ﻋﻠﻴﻪ‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬أﻗﺮأ ﺑﻔﺎﺗﺤﺔ اﻟﻜﺘﺎب ‪ ..‬وأﺳﺄل اﷲ اﻟﺠﻨﺔ ‪..‬‬
‫اﻟﺴﻴﻒ ‪..‬‬ ‫وأﻋﻮذ ﺑﻪ ﻣﻦ اﻟﻨﺎر ‪..‬‬
‫ﻓﻠﻤ ﺎ رأى اﻟ ﺮﺟﻞ اﻟﺴ ﻴﻔﻴﻦ ﻳﻠ ﺘﻤﻌﺎن ﻓ ﻮق‬ ‫ﺛﻢ ﺗﺬآﺮ اﻟﻔﺘﻰ أﻧﻪ ﻳﺮى اﻟﻨﺒﻲ ‪ ε‬ﻳﺪﻋﻮ وﻳﻜﺜﺮ ‪..‬‬
‫ﺲ اﻟﻤ ﻮت ﻳﻬﺠ ﻢ ﻋﻠ ﻴﻪ ‪..‬‬ ‫رأﺳ ﻪ ‪ ..‬وأﺣ ﱠ‬ ‫وﻳﺮى ﻣﻌﺎذًا آﺬﻟﻚ ‪..‬‬
‫اﻧ ﺘﻔﺾ وﺟﻌ ﻞ ﻳﺠﻤ ﻊ ﻣ ﺎ ﺗﺒﻘﻰ ﻣﻦ رﻳﻘﻪ ﻓﻲ‬ ‫ﻓﻘﺎل ﻓﻲ ﺁﺧﺮ آﻼﻣﻪ ‪ :‬وإﻧﻲ ﻻ أدري ﻣﺎ دﻧﺪﻧﺘﻚ‬
‫ﻓﻤﻪ ‪ ..‬وﻳﺮدد ﻓﺰﻋ ًﺎ ‪ :‬أﺷﻬﺪ أن ﻻ إﻟﻪ إﻻ اﷲ‬ ‫ودﻧﺪﻧﺔ ﻣﻌﺎذ ‪ ..‬أي دﻋﺎؤآﻤﺎ اﻟﻄﻮﻳﻞ ﻻ أﻋﺮف‬
‫‪ ..‬وأﺷﻬﺪ أن ﻣﺤﻤﺪًا ﻋﺒﺪﻩ ورﺳﻮﻟﻪ ‪..‬‬ ‫ﻣﺜﻠﻪ !!‬
‫ﺗﺤﻴ ﺮ اﻷﻧﺼﺎري وأﺳﺎﻣﺔ ‪ ..‬هﻞ أﺳﻠﻢ اﻟﺮﺟﻞ‬ ‫ﻓﻘﺎل ‪ : ε‬إﻧﻲ وﻣﻌﺎذ ﺣﻮل هﺎﺗﻴﻦ ﻧﺪﻧﺪن ‪ ..‬ﻳﻌﻨﻲ‬
‫ﻼ ‪ ..‬أم أﻧﻬﺎ ﺣﻴﻠﺔ اﻓﺘﻌﻠﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﻌ ً‬ ‫دﻋﺎؤﻧﺎ هﻮ ﻓﻴﻤﺎ ﺗﺪﻋﻮ ﺑﻪ ‪ ..‬ﺣﻮل اﻟﺠﻨﺔ واﻟﻨﺎر ‪..‬‬
‫آﺎﻧ ﻮا ﻓ ﻲ ﺳ ﺎﺣﺔ ﻗ ﺘﺎل ‪ ..‬واﻷﻣﻮر ﻣﻀﻄﺮﺑﺔ‬ ‫ﻓﻘﺎل اﻟﺸﺎب ‪ :‬وﻟﻜﻦ ﺳﻴﻌﻠﻢ ﻣﻌﺎذ إذا ﻗﺪم اﻟﻘﻮم وﻗﺪ‬
‫‪ ..‬ﻳﺘﻠﻔ ﺘﻮن ﺣ ﻮﻟﻬﻢ ﻓ ﻼ ﻳ ﺮون إﻻ أﺟﺴ ﺎدًا‬ ‫ﺧﺒﺮوا أن اﻟﻌﺪو ﻗﺪ أﺗﻮا ‪ ..‬ﻣﺎ أﺻﻨﻊ ‪ ..‬ﻳﻌﻨﻲ ﻓﻲ‬
‫ﻣﻤ ﺰﻗﺔ‪..‬وأﻳ ﺪي ﻣﻘﻄﻌ ﺔ‪..‬ﻗ ﺪ اﺧ ﺘﻠﻂ ﺑﻌﻀ ﻬﺎ‬ ‫اﻟﺠﻬﺎد ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ اﷲ ‪ ..‬ﺳﻴﺘﺒﻴﻦ ﻟﻤﻌﺎذ إﻳﻤﺎﻧﻲ وهﻮ‬
‫ﺑﺒﻌﺾ ‪..‬اﻟﺪﻣﺎء ﺗﺴﻴﻞ‪..‬اﻟﻨﻔﻮس ﺗﺮﺗﺠﻒ ‪..‬‬ ‫اﻟﺬي ﻳﺼﻔﻨﻲ ﺑﺎﻟﻨﻔﺎق !‬
‫اﻟﺮﺟﻞ ﺑﻴﻦ أﻳﺪﻳﻬﻤﺎ ﻳﻨﻈﺮان إﻟﻴﻪ ‪ ..‬ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ‬ ‫ﻓﻤﺎ ﻟﺒﺜﻮا أﻳﺎﻣًﺎ ‪ ..‬ﺣﺘﻰ ﻗﺎﻣﺖ ﻣﻌﺮآﺔ ﻓﻘﺎﺗﻞ ﻓﻴﻬﺎ‬
‫اﻹﺳ ﺮاع ﺑﺎﺗﺨ ﺎذ اﻟﻘﺮار ‪ ..‬ﻓﻔﻲ أي ﻟﺤﻈﺔ ﻗﺪ‬ ‫اﻟﺸﺎب ‪ ..‬ﻓﺎﺳﺘﺸﻬﺪ ‪.. τ‬‬
‫ﻳﺄﺗ ﻲ ﺳ ﻬﻢ ﻃ ﺎﺋﺶ أو ﻏﻴ ﺮ ﻃ ﺎﺋﺶ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤﺎ ﻋﻠﻢ ﺑﻪ ‪ .. ε‬ﻗﺎل ﻟﻤﻌﺎذ ‪ :‬ﻣﺎ ﻓﻌﻞ ﺧﺼﻤﻲ‬
‫ﻓﻴﺮدﻳﻬﻤﺎ ﻗﺘﻴﻠﻴﻦ ‪..‬‬ ‫وﺧﺼﻤﻚ ؟ ﻳﻌﻨﻲ اﻟﺬي اﺗﻬﻤﺘﻪ ﻳﺎ ﻣﻌﺎذ ﺑﺎﻟﻨﻔﺎق ‪..‬‬
‫‪34‬‬
‫‪Books-sea.com‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬ ‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﺗﺤﻜﻴﻬﺎ ﻟﻸﺧﺖ ﻻ ﻳﺼﺢ أن ﺗﺤﻜﻴﻬﺎ ﻟﻠﺰوﺟﺔ !‬ ‫ﻟﻢ ﻳﻜﻦ هﻨﺎك ﻣﺠﺎل ﻟﻠﺘﻔﻜﻴﺮ اﻟﻬﺎدئ ‪..‬‬
‫أو اﻟﺘ ﻲ ﺗﺬآ ﺮهﺎ ﻟﻠﺸﺎب ﻻ ﻳﺼﺢ أن ﻳﺴﻤﻌﻬﺎ‬ ‫ﻓﺄﻣﺎ اﻷﻧﺼﺎري ﻓﻜﻒ ﺳﻴﻔﻪ ‪..‬‬
‫اﻟﺸﻴﺦ !! ﻻ ‪..‬‬ ‫وأﻣ ﺎ أﺳ ﺎﻣﺔ ﻓﻈ ﻦ أﻧﻬ ﺎ ﺣ ﻴﻠﺔ ‪ ..‬ﻓﻀ ﺮﺑﻪ ﺑﺎﻟﺴ ﻴﻒ‬
‫وإﻧﻤ ﺎ أﻋﻨ ﻲ اﻻﺧ ﺘﻼف اﻟﻴﺴ ﻴﺮ اﻟ ﺬي ﻳﻄ ﺮأ‬ ‫ﺣﺘﻰ ﻗﺘﻠﻪ ‪..‬‬
‫ﻋﻠ ﻰ أﺳ ﻠﻮب ﻋ ﺮض اﻟﻘﺼ ﺔ ورﺑﻤ ﺎ آ ﻴﺎﻧﻬﺎ‬ ‫ﻋ ﺎدوا إﻟﻰ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺗﺪاﻋﺐ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ﻧﺸﻮة اﻻﻧﺘﺼﺎر‬
‫آﻠﻪ ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫وﺑﺎﻟﻤﺜﺎل ﻳﺘﻀﺢ اﻟﻤﻘﺎل ‪..‬‬ ‫وﻗ ﻒ أﺳ ﺎﻣﺔ ﺑ ﻴﻦ ﻳﺪي اﻟﻨﺒﻲ ‪ .. ε‬وﺣﻜﻰ ﻟﻪ ﻗﺼﺔ‬
‫ﻟ ﻮ ﺟﻠﺴ ﺖ ﻣ ﻊ ﺿ ﻴﻮف آ ﺒﺎر ﻓ ﻲ اﻟﺴ ﻦ‬ ‫اﻟﻤﻌﺮآﺔ ‪ ..‬وأﺧﺒﺮﻩ ﺑﺨﺒﺮ اﻟﺮﺟﻞ وﻣﺎ آﺎن ﻣﻨﻪ ‪..‬‬
‫ﺟ ﺎوزت أﻋﻤ ﺎرهﻢ اﻟﺜﻤﺎﻧ ﻴﻦ أﻗ ﺒﻠﻮا زاﺋ ﺮﻳﻦ‬ ‫آ ﺎن ﻗﺼ ﺔ اﻟﻤﻌ ﺮآﺔ ﺗﺤﻜ ﻲ اﻧﺘﺼ ﺎرًا ﻟﻠﻤﺴ ﻠﻤﻴﻦ ‪..‬‬
‫ﻟﺠ ﺪك ‪ ..‬ﻓﻬ ﻞ ﻣﻦ اﻟﻤﻨﺎﺳﺐ أن ﺗﻘﺺ ﻋﻠﻴﻬﻢ‬ ‫وآﺎن ‪ ε‬ﻳﺴﺘﻤﻊ ﻣﺒﺘﻬﺠ ًﺎ ‪..‬‬
‫وأﻧ ﺖ ﺿﺎﺣﻚ ﻣﺴﺘﺒﺸﺮ ﻗﺼﺘﻚ ﻟﻤﺎ ذهﺒﺖ ﻣﻊ‬ ‫ﻟﻜﻦ أﺳﺎﻣﺔ ﻗﺎل ‪ .. :‬ﺛﻢ ﻗﺘﻠﺘﻪ ‪..‬‬
‫زﻣﻼﺋ ﻚ ﻟﻠﺒ ﺮ ؟! وآ ﻴﻒ أن ﻓﻼﻧ ًﺎ ﺳ ﺠﻞ هﺪﻓ ًﺎ‬ ‫ﻓﺘﻐﻴ ﺮ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ .. ε‬وﻗ ﺎل ‪ :‬ﻗ ﺎل ﻻ إﻟ ﻪ إﻻ اﷲ ‪ ..‬ﺛﻢ‬
‫أﺛﻨﺎء ﻟﻌﺐ اﻟﻜﺮة ‪ ..‬وآﻴﻒ ﺛﺒﺖ اﻟﻜﺮة ﺑﺮأﺳﻪ‬ ‫ﻗﺘﻠﺘﻪ ؟!!‬
‫ﺛﻢ ﺿﺮﺑﻬﺎ ﺑﺮآﺒﺘﻪ ‪ ..‬ﻻ ﺷﻚ أﻧﻪ ﻏﻴﺮ ﻣﻨﺎﺳﺐ‬ ‫ﻗﻠﺖ ‪ :‬ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ ﻟﻢ ﻳﻘﻠﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻧﻔﺴﻪ ‪ ..‬إﻧﻤﺎ‬
‫‪..‬‬ ‫ﻗﺎﻟﻬﺎ ﻓﺮﻗﺎ ﻣﻦ اﻟﺴﻼح ‪..‬‬
‫وآ ﺬﻟﻚ ﻟ ﻮ ﺗﺤ ﺪﺛﺖ ﻣ ﻊ أﻃﻔ ﺎل ﺻ ﻐﺎر ‪ ..‬ﻣ ﻦ‬ ‫ﻓﻘ ﺎل ‪ : ε‬ﻗ ﺎل ﻻ إﻟ ﻪ إﻻ اﷲ ‪ ..‬ﺛ ﻢ ﻗﺘﻠ ﺘﻪ !! ه ﻼ‬
‫ﻏﻴ ﺮ اﻟﻤﻨﺎﺳ ﺐ أن ﺗﺬآ ﺮ ﻟﻬ ﻢ ﻗﺼﺼ ًﺎ ﺗ ﺘﻌﻠﻖ‬ ‫ﺷ ﻘﻘﺖ ﻋﻦ ﻗﻠﺒﻪ ﺣﺘﻰ ﺗﻌﻠﻢ أﻧﻪ إﻧﻤﺎ ﻗﺎﻟﻬﺎ ﻓﺮﻗ ًﺎ ﻣﻦ‬
‫ﺑﺘﻌﺎﻣﻞ اﻷزواج ﻣﻊ زوﺟﺎﺗﻬﻢ ‪..‬‬ ‫اﻟﺴﻼح ‪..‬‬
‫أﻇﻨﻨﺎ ﻧﺘﻔﻖ ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ‪..‬‬ ‫وﺟﻌ ﻞ ‪ ε‬ﻳﺤ ﺪ ﺑﺼ ﺮﻩ إﻟ ﻰ أﺳ ﺎﻣﺔ وﻳﻜ ﺮر ‪ :‬ﻗ ﺎل ﻻ‬
‫إذن ﻣ ﻦ أﺳ ﺎﻟﻴﺐ ﺟ ﺬب اﻟ ﻨﺎس اﺧﺘ ﻴﺎر‬ ‫إﻟﻪ إﻻ اﷲ ﺛﻢ ﻗﺘﻠﺘﻪ ‪ !!..‬ﻗﺎل ﻻ إﻟﻪ إﻻ اﷲ ﺛﻢ ﻗﺘﻠﺘﻪ‬
‫اﻷﺣﺎدﻳﺚ اﻟﺘﻲ ﻳﺤﺒﻮﻧﻬﺎ ‪ ..‬وإﺛﺎرﺗﻬﺎ ‪..‬‬ ‫‪ !!..‬ﺛ ﻢ ﻗﺘﻠ ﺘﻪ ‪ !!..‬آ ﻴﻒ ﻟ ﻚ ﺑ ﻼ إﻟ ﻪ إﻻ اﷲ إذا‬
‫آ ﺄب ﻟ ﻪ وﻟ ﺪ ﻣ ﺘﻔﻮق ‪ ..‬ﻣ ﻦ اﻟﻤﻨﺎﺳ ﺐ أن‬ ‫ﺟﺎءت ﺗﺤﺎﺟﻚ ﻳﻮم اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ !!‬
‫ﺗﺴ ﺄﻟﻪ ﻋ ﻨﻪ ‪ ..‬ﻷﻧ ﻪ ﺑﻼ ﺷﻚ ﻳﻔﺨﺮ ﺑﻪ وﻳﺤﺐ‬ ‫وﻣﺎ زال ‪ ε‬ﻳﻜﺮر ذﻟﻚ ﻋﻠﻰ أﺳﺎﻣﺔ ‪..‬‬
‫أن ﻳﺬآﺮﻩ داﺋﻤ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﻗ ﺎل أﺳ ﺎﻣﺔ ‪ :‬ﻓﻤ ﺎ زال ﻳﻜ ﺮرهﺎ ﻋﻠ ﻲ ﺣﺘ ﻰ وددت‬
‫أو رﺟ ﻞ ﻓ ﺘﺢ دآﺎﻧ ًﺎ وآﺴ ﺐ ﻣ ﻨﻪ أرﺑﺎﺣ ًﺎ ‪..‬‬ ‫أﻧﻲ ﻟﻢ أآﻦ أﺳﻠﻤﺖ إﻻ ﻳﺆﻣﺌﺬ ‪..‬‬
‫ﻓﻤ ﻦ اﻟﻤﻨﺎﺳ ﺐ أن ﺗﺴ ﺄﻟﻪ ﻋ ﻦ دآﺎﻧ ﻪ وإﻗ ﺒﺎل‬
‫رأي ‪..‬‬
‫اﻟ ﻨﺎس ﻋﻠ ﻴﻪ ‪ ..‬ﻷن ه ﺬا ﻳﻔ ﺮﺣﻪ ‪ ..‬وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ‬
‫ﻻ ﺗﺤﺴﺐ اﻟﻨﺎس ﻧﻮﻋ ًﺎ واﺣﺪًا ﻓﻠﻬﻢ‬
‫ﻳﺤﺒﻚ وﻳﺤﺐ ﻣﺠﺎﻟﺴﺘﻚ ‪..‬‬
‫ﻃﺒﺎﺋﻊ ﻟﺴﺖ ﺗﺤﺼﻴﻬﻦ أﻟﻮان‬
‫وﻗﺪ آﺎن اﻟﻨﺒﻲ ‪ ρ‬ﻳﺮاﻋﻲ ذﻟﻚ ‪..‬‬
‫ﻓﺤﺪﻳ ﺜﻪ ﻣ ﻊ اﻟﺸ ﺎب ﻳﺨ ﺘﻠﻒ ﻋ ﻦ ﺣﺪﻳ ﺜﻪ ﻣ ﻊ‬
‫‪ 18.‬اﺧﺘﺮ اﻟﻜﻼم اﻟﻤﻨﺎﺳﺐ ‪..‬‬
‫اﻟﺸﻴﺦ ‪ ..‬أو اﻟﻤﺮأة ‪ ..‬أو اﻟﻄﻔﻞ ‪..‬‬
‫ﻳﺘ ﺒﻊ ﻣ ﺎ ﺳ ﺒﻖ أﻳﻀ ًﺎ ﻃ ﺮﻳﻘﺔ اﻟﻜ ﻼم ﻣ ﻊ اﻟ ﻨﺎس‬
‫ﺟﺎﺑﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﷲ ‪ τ‬اﻟﺼﺤﺎﺑﻲ اﻟﺠﻠﻴﻞ ‪ ..‬ﻗﺘﻞ‬ ‫وﻧﻮﻋﻴﺔ اﻷﺣﺎدﻳﺚ اﻟﺘﻲ ﺗﺜﺎر ﻣﻌﻬﻢ ‪..‬‬
‫أﺑ ﻮﻩ ﻓ ﻲ ﻣﻌ ﺮآﺔ أﺣ ﺪ ‪ ..‬وﺧﻠ ﻒ ﻋ ﻨﺪﻩ ﺗﺴ ﻊ‬ ‫ﻓﺈذا ﺟﻠﺴﺖ ﻣﻊ أﺣﺪ ﻓﺄﺛﺮ اﻷﺣﺎدﻳﺚ اﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﻟﻪ ‪..‬‬
‫أﺧﻮات ﻟﻴﺲ ﻟﻬﻦ ﻋﺎﺋﻞ ﻏﻴﺮﻩ ‪ ..‬وﺧﻠﻒ دﻳﻨ ًﺎ‬ ‫وه ﺬا ﻣ ﻦ ﻃﺒ ﻴﻌﺔ اﻟﺒﺸﺮ ‪ ..‬ﻓﺎﻷﺣﺎدﻳﺚ اﻟﺘﻲ ﺗﺜﻴﺮهﺎ‬
‫آﺜﻴﺮًا ‪ ..‬ﻋﻠﻰ ﻇﻬﺮ هﺬا اﻟﺸﺎب اﻟﺬي ﻻ ﻳﺰال‬ ‫ﻣﻊ ﺷﺎب ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻋﻦ اﻷﺣﺎدﻳﺚ ﻣﻊ اﻟﺸﻴﺦ ‪..‬‬
‫ﻓﻲ أول ﺷﺒﺎﺑﻪ ‪..‬‬ ‫وﻣﻊ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻋﻦ اﻟﺠﺎهﻞ ‪..‬‬
‫ﻓﻜ ﺎن ﺟﺎﺑ ﺮ داﺋﻤ ًﺎ ﺳ ﺎهﻢ اﻟﻔﻜ ﺮ ‪ ..‬ﻣﻨﺸ ﻐﻞ‬ ‫وﻣﻊ اﻟﺰوﺟﺔ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻋﻦ اﻷﺧﺖ ‪..‬‬
‫اﻟ ﺒﺎل ﺑﺄﻣ ﺮ دَﻳ ﻨﻪ وأﺧ ﻮاﺗﻪ ‪ ..‬واﻟﻐ ﺮﻣﺎء‬ ‫ﻻ أﻋﻨ ﻲ اﻻﺧ ﺘﻼف اﻟ ﺘﺎم ‪ ..‬ﺑﺤﻴﺚ إن اﻟﻘﺼﺔ اﻟﺘﻲ‬
‫‪35‬‬
‫‪Books-sea.com‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﻣﺜﻞ أﻣﻬﻦ ‪..‬‬
‫هﺬا ﻣﻌﻨﻰ آﻼم ﺟﺎﺑﺮ ‪..‬‬
‫رأى اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ ε‬أن أﻣﺎﻣ ﻪ ﺷ ﺎب ﺿﺤﻰ ﺑﻤﺘﻌﺘﻪ‬
‫اﻟﺨﺎﺻﺔ ﻷﺟﻞ أﺧﻮاﺗﻪ ‪..‬‬
‫ﻓ ﺄراد ‪ ε‬أن ﻳﻤﺎزﺣ ﻪ ﺑﻜﻠﻤ ﺎت ﺗﺼ ﻠﺢ ﻟﻠﺸﺒﺎب‬
‫‪ ..‬ﻓﻘﺎل ﻟﻪ ‪:‬‬
‫ﻟﻌﻠ ﻨﺎ إذا أﻗﺒﻠ ﻨﺎ إﻟ ﻰ اﻟﻤﺪﻳ ﻨﺔ أن ﻧﻨ ﺰل ﻓ ﻲ‬
‫ﺻﺮار )‪ .. (24‬ﻓﺘﺴﻤﻊ ﺑﻨﺎ زوﺟﺘﻚ ﻓﺘﻔﺮش ﻟﻚ‬
‫اﻟﻨﻤﺎرق ‪..‬‬
‫ﻳﻌﻨ ﻲ وإن آﻨﺖ ﺗﺰوﺟﺖ ﺛﻴﺒ ًﺎ إﻻ أﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﺰال‬
‫ﻋﺮوﺳ ًﺎ ﺗﻔ ﺮح ﺑﻚ إذا ﻗﺪﻣﺖ وﺗﺒﺴﻂ ﻓﺮاﺷﻬﺎ‬
‫‪ ..‬وﺗﺼﻒ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻮﺳﺎﺋﺪ ‪..‬‬
‫ﻓﺘﺬآ ﺮ ﺟﺎﺑ ﺮ ﻓﻘ ﺮﻩ وﻓﻘ ﺮ أﺧ ﻮاﺗﻪ ‪ ..‬ﻓﻘ ﺎل ‪:‬‬
‫ﻧﻤ ﺎرق !! واﷲ ﻳ ﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ﻣ ﺎ ﻋ ﻨﺪﻧﺎ‬
‫ﻧﻤﺎرق ‪..‬‬
‫ﻓﻘ ﺎل ‪ : ε‬إﻧ ﻪ ﺳ ﺘﻜﻮن ﻟﻜ ﻢ ﻧﻤ ﺎرق إن ﺷ ﺎء‬
‫اﷲ ‪..‬‬
‫ﺛﻢ ﻣﺸﻴﺎ ‪ ..‬ﻓﺄراد ‪ ε‬أن ﻳﻬﺐ ﻟﺠﺎﺑﺮ ﻣﺎ ًﻻ ‪..‬‬
‫ﻓﺎﻟﻔﺖ إﻟﻴﻪ وﻗﺎل ‪ :‬ﻳﺎ ﺟﺎﺑﺮ ‪..‬‬
‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻟﺒﻴﻚ ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪..‬‬
‫ﻓﻘﺎل ‪ :‬أﺗﺒﻴﻌﻨﻲ ﺟﻤﻠﻚ ؟‬
‫ﺗﻔﻜﺮ ﺟﺎﺑﺮ ﻓﺈذا ﺟﻤﻠﻪ هﻮ رأس ﻣﺎﻟﻪ ‪ ..‬هﻜﺬا‬
‫آ ﺎن وه ﻮ آﻠ ﻴﻞ ﺿ ﻌﻴﻒ ‪ ..‬ﻓﻜ ﻴﻒ وﻗ ﺪ ﺻﺎر‬
‫ﻗﻮﻳ ًﺎ ﺟﻠﺪًا !!‬
‫ﻟﻜ ﻨﻪ رأى أﻧ ﻪ ﻻ ﻣﺠﺎل ﻟﺮد ﻃﻠﺐ رﺳﻮل اﷲ‬
‫‪.. ε‬‬
‫ﺳﻤْﻪ ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪ ..‬ﺑﻜﻢ ؟‬ ‫ﻗﺎل ﺟﺎﺑﺮ ‪ُ :‬‬
‫ﻓﻘﺎل ‪ : ε‬ﺑﺪرهﻢ !!‬
‫ﻗﺎل ﺟﺎﺑﺮ ‪ :‬درهﻢ !! ﺗﻐﺒﻨﻨﻲ ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪..‬‬
‫ﻓﻘﺎل ‪ : ε‬ﺑﺪرهﻤﻴﻦ ‪..‬‬
‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻻ ‪ ..‬ﺗﻐﺒﻨﻨﻲ ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪..‬‬
‫ﻓﻤ ﺎ زاﻻ ﻳﺘ ﺰاﻳﺪان ﺣﺘ ﻰ ﺑﻠﻐ ﺎ ﺑ ﻪ أرﺑﻌ ﻴﻦ‬
‫درهﻤ ًﺎ ‪ ..‬أوﻗﻴﺔ ﻣﻦ ذهﺐ ‪..‬‬
‫ﻓﻘ ﺎل ﺟﺎﺑ ﺮ ‪ :‬ﻧﻌ ﻢ ‪ ..‬وﻟﻜ ﻦ أﺷ ﺘﺮط ﻋﻠﻴﻚ أن‬
‫أﺑﻘﻰ ﻋﻠﻴﻪ إﻟﻰ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ‪..‬‬
‫ﻗﺎل ‪ : ρ‬ﻧﻌﻢ ‪..‬‬
‫ﻣﻮﺿﻊ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺪ ‪5‬آﻢ ﻣﻦ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ‬
‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ﻳﻄﺎﻟﺒﻮﻧﻪ ﺻﺒﺎﺣ ًﺎ وﻣﺴﺎ ًء ‪..‬‬
‫ﺧﺮج ﺟﺎﺑﺮ ﻣﻊ اﻟﻨﺒﻲ ‪ ρ‬ﻓﻲ ﻏﺰوة ذات اﻟﺮﻗﺎع ‪..‬‬
‫وآ ﺎن ﻟﺸ ﺪة ﻓﻘ ﺮﻩ ﻋﻠﻰ ﺟﻤﻞ آﻠﻴﻞ ﺿﻌﻴﻒ ﻣﺎ ﻳﻜﺎد‬
‫ﻼ ‪..‬‬‫ﻳﺴ ﻴﺮ ‪ ..‬وﻟ ﻢ ﻳﺠ ﺪ ﺟﺎﺑ ﺮ ﻣ ﺎ ﻳﺸ ﺘﺮي ﺑ ﻪ ﺟﻤ ً‬
‫ﻓﺴﺒﻘﻪ اﻟﻨﺎس وﺻﺎر هﻮ ﻓﻲ ﺁﺧﺮ اﻟﻘﺎﻓﻠﺔ ‪..‬‬
‫وآ ﺎن اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ ρ‬ﻳﺴ ﻴﺮ ﻓ ﻲ ﺁﺧ ﺮ اﻟﺠ ﻴﺶ ‪ ..‬ﻓﺄدرك‬
‫ب ﺑﻪ دﺑﻴﺒ ًﺎ ‪ ..‬واﻟﻨﺎس ﻗﺪ ﺳﺒﻘﻮﻩ‬ ‫ﺟﺎﺑ ﺮًا وﺟﻤﻠ ﻪ ﻳ ﺪ ﱡ‬
‫‪..‬‬
‫ﻓﻘﺎل اﻟﻨﺒﻲ ‪ : ρ‬ﻣﺎﻟﻚ ﻳﺎ ﺟﺎﺑﺮ ؟‬
‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ أﺑﻄﺄ ﺑﻲ ﺟﻤﻠﻲ هﺬا ‪..‬‬
‫ﻓﻘﺎل اﻟﻨﺒﻲ ‪ : ρ‬أﻧﺨﻪ ‪..‬‬
‫ﻓﺄﻧﺎﺧﻪ ﺟﺎﺑﺮ وأﻧﺎخ اﻟﻨﺒﻲ ‪ ρ‬ﻧﺎﻗﺘﻪ ‪..‬‬
‫ﺛ ﻢ ﻗ ﺎل ‪ :‬أﻋﻄﻨ ﻲ اﻟﻌﺼ ﺎ ﻣ ﻦ ﻳ ﺪك أو اﻗﻄ ﻊ ﻟ ﻲ‬
‫ﻋﺼﺎ ﻣﻦ ﺷﺠﺮة ‪..‬ﻓﻨﺎوﻟﻪ ﺟﺎﺑﺮ اﻟﻌﺼﺎ ‪..‬‬
‫ﻼ ﺿﻌﻴﻔ ًﺎ ‪..‬‬‫ك اﻟﺠﻤﻞ ﻋﻠﻰ اﻷرض آﻠﻴ ً‬ ‫ﺑ َﺮ َ‬
‫ﻓﺄﻗﺒﻞ ‪ ε‬إﻟﻰ اﻟﺠﻤﻞ وﺿﺮﺑﻪ ﺑﺎﻟﻌﺼﺎ ﺷﻴﺌ ًﺎ ﻳﺴﻴﺮًا ‪..‬‬
‫ﻓ ﻨﻬﺾ اﻟﺠﻤﻞ ﻳﺠﺮي ﻗﺪ اﻣﺘﻸ ﻧﺸﺎﻃ ًﺎ ‪ ..‬ﻓﺘﻌﻠﻖ ﺑﻪ‬
‫ﺟﺎﺑﺮ ورآﺐ ﻋﻠﻰ ﻇﻬﺮﻩ ‪..‬‬
‫ﻣﺸ ﻰ ﺟﺎﺑ ﺮ ﺑﺠﺎﻧ ﺐ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ .. ε‬ﻓﺮﺣ ًﺎ ﻣﺴﺘﺒﺸﺮًا ‪..‬‬
‫وﻗﺪ ﺻﺎر ﺟﻤﻠﻪ ﻧﺸﻴﻄ ًﺎ ﺳﺎﺑﻘ ًﺎ ‪..‬‬
‫اﻟﺘﻔﺖ ‪ ε‬إﻟﻰ ﺟﺎﺑﺮ ‪ ..‬وأراد أن ﻳﺘﺤﺪث ﻣﻌﻪ ‪..‬‬
‫ﻓﻤ ﺎ ه ﻲ اﻷﺣﺎدﻳ ﺚ اﻟﺘ ﻲ اﺧ ﺘﺎرهﺎ اﻟﻨﺒﻲ ‪ ε‬ﻟﻴﺜﻴﺮهﺎ‬
‫ﻣﻊ ﺟﺎﺑﺮ ‪..‬‬
‫ﺟﺎﺑﺮ آﺎن ﺷﺎﺑ ًﺎ ﻓﻲ أول ﺷﺒﺎﺑﻪ ‪..‬‬
‫هﻤ ﻮم اﻟﺸ ﺒﺎب ﻓ ﻲ اﻟﻐﺎﻟ ﺐ ﺗ ﺪور ﺣ ﻮل اﻟ ﺰواج ‪..‬‬
‫وﻃﻠﺐ اﻟﺮزق ‪..‬‬
‫ﻗﺎل ‪ : ε‬ﻳﺎ ﺟﺎﺑﺮ ‪ ..‬هﻞ ﺗﺰوﺟﺖ ‪..‬؟‬
‫ﻗﺎل ﺟﺎﺑﺮ ‪ :‬ﻧﻌﻢ ‪..‬‬
‫ﻗﺎل ‪ :‬ﺑﻜﺮًا ‪ ..‬أم ﺛﻴﺒ ًﺎ ‪..‬‬
‫ﻗﺎل ‪ :‬ﺑﻞ ﺛﻴﺒ ًﺎ ‪..‬‬
‫ﻓﻌﺠ ﺐ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ ε‬آ ﻴﻒ أن ﺷﺎﺑ ًﺎ ﺑﻜﺮًا ﻓﻲ أول زواج‬
‫ﻟﻪ ‪ ..‬ﻳﺘﺰوج ﺛﻴﺒ ًﺎ ‪..‬‬
‫ﻓﻘ ﺎل ﻣﻼﻃﻔ ًﺎ ﻟﺠﺎﺑ ﺮ ‪ :‬ه ﻼ ﺑﻜ ﺮًا ﺗﻼﻋ ﺒﻬﺎ وﺗﻼﻋﺒﻚ‬
‫‪..‬‬
‫ﻓﻘ ﺎل ﺟﺎﺑ ﺮ ‪ :‬ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪ ..‬إن أﺑﻲ ﻗﺘﻞ ﻓﻲ أﺣﺪ‬
‫ع ﻏﻴ ﺮي ‪..‬‬ ‫‪ ..‬وﺗ ﺮك ﺗﺴ ﻊ أﺧ ﻮات ﻟ ﻴﺲ ﻟﻬ ﻦ را ٍ‬
‫ﻓﻜ ﺮهﺖ أن أﺗ ﺰوج ﻓ ﺘﺎة ﻣ ﺜﻠﻬﻦ ﻓﺘﻜﺜ ﺮ ﺑﻴ ﻨﻬﻦ‬
‫) ‪( 24‬‬ ‫اﻟﺨﻼﻓ ﺎت ‪ ..‬ﻓﺘ ﺰوﺟﺖ اﻣ ﺮأة أآﺒ ﺮ ﻣ ﻨﻬﻦ ﻟ ﺘﻜﻮن‬
‫‪36‬‬
‫‪Books-sea.com‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬ ‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫واﻟﻮﺿﻴﻊ ؟‬ ‫ﻓﻠﻤﺎ وﺻﻠﻮا إﻟﻰ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ‪ ..‬ﻣﻀﻰ ﺟﺎﺑﺮ إﻟﻰ ﻣﻨﺰﻟﻪ‬
‫أم ﻳﺘﺤﺪث ﻋﻦ اﻷﺳﻮاق وأﺣﻜﺎم اﻟﺒﻴﻮع ؟‬ ‫وأﻧ ﺰل ﻣ ﺘﺎﻋﻪ ﻣﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﺠﻤﻞ وﻣﻀﻰ ﻟﻴﺼﻠﻲ ﻣﻊ‬
‫ﻻ ‪ ..‬ﻓﻬﺬا ﺷﺎب ﻟﻪ ﻧﻮع ﺧﺎص ﻣﻦ اﻷﺣﺎدﻳﺚ‬ ‫اﻟﻨﺒﻲ ‪ ρ‬ورﺑﻂ اﻟﺠﻤﻞ ﻋﻨﺪ اﻟﻤﺴﺠﺪ ‪..‬‬
‫ﻳﻔﻀﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺮﻩ ‪..‬‬ ‫ﻓﻤ ﺎ ﺧ ﺮج اﻟﻨﺒﻲ ‪ ρ‬ﻗﺎل ﺟﺎﺑﺮ ‪ :‬ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ هﺬا‬
‫أﺛﺎر ﻣﻌﻪ ‪ ε‬ﻣﻮﺿﻮع اﻟﺰواج واﻟﺤﺪﻳﺚ ﺣﻮﻟﻪ‬ ‫ﺟﻤﻠﻚ ‪..‬‬
‫‪ ..‬ﻓﻠﻄﺎﻟﻤﺎ ﻃﺮب اﻟﺸﺒﺎب ﻟﻬﺬﻩ اﻟﻤﻮاﺿﻴﻊ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘ ﺎل ‪ : ρ‬ﻳ ﺎ ﺑ ﻼل ‪ ..‬أﻋ ﻂ ﺟﺎﺑ ﺮًا أرﺑﻌ ﻴﻦ درهﻤ ًﺎ‬
‫ﺛﻢ ﻋﺮض ﻋﻠﻴﻪ رﺳﻮل اﷲ اﻟﺘﺰوﻳﺞ ‪..‬‬ ‫وزدﻩ ‪..‬‬
‫ﻓﻘﺎل ‪ :‬إذن ﺗﺠﺪﻧﻲ آﺎﺳﺪًا ‪..‬‬ ‫ﻓﻨﺎول ﺑﻼل ﺟﺎﺑﺮًا أرﺑﻌﻴﻦ درهﻤ ًﺎ وزادﻩ ‪..‬‬
‫ﻓﻘﺎل ‪ :‬ﻏﻴﺮ أﻧﻚ ﻋﻨﺪ اﷲ ﻟﺴﺖ ﺑﻜﺎﺳﺪ ‪..‬‬ ‫ﻓﺤﻤ ﻞ ﺟﺎﺑ ﺮ اﻟﻤ ﺎل وﻣﻀ ﻰ ﺑ ﻪ ﻳﻘﻠ ﺒﻪ ﺑ ﻴﻦ ﻳﺪﻳ ﻪ ‪..‬‬
‫ﻓﻠ ﻢ ﻳ ﺰل اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ ρ‬ﻳﺘﺤ ﻴﻦ اﻟﻔ ﺮص ﻟﺘ ﺰوﻳﺞ‬ ‫ﻣﺘﻔﻜ ﺮًا ﻓ ﻲ ﺣﺎﻟ ﻪ !! ﻣ ﺎذا ﻳﻔﻌ ﻞ ﺑﻬ ﺬا اﻟﻤ ﺎل ؟!‬
‫ﺟﻠﻴﺒﻴﺐ ‪..‬‬ ‫ﻼ ‪ ..‬أم ﻳﺒﺘﺎع ﺑﻪ ﻣﺘﺎﻋ ًﺎ ﻟﺒﻴﺘﻪ ‪ ..‬أم‬ ‫أﻳﺸﺘﺮي ﺑﻪ ﺟﻤ ً‬
‫ﺣﺘ ﻰ ﺟ ﺎء رﺟ ﻞ ﻣ ﻦ اﻷﻧﺼ ﺎر ﻳ ﻮﻣ ًﺎ ﻳﻌ ﺮض‬ ‫‪..‬‬
‫اﺑﻨﺘﻪ اﻟﺜﻴﺐ ﻋﻠﻰ رﺳﻮل اﷲ ‪ .. ρ‬ﻟﻴﺘﺰوﺟﻬﺎ‬ ‫وﻓﺠ ﺄة اﻟ ﺘﻔﺖ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ε‬إﻟ ﻰ ﺑ ﻼل وﻗ ﺎل ‪ :‬ﻳ ﺎ‬
‫‪..‬‬ ‫ﺑﻼل ‪ ..‬ﺧﺬ اﻟﺠﻤﻞ وأﻋﻄﻪ ﺟﺎﺑﺮًا ‪..‬‬
‫ﻓﻘﺎل ‪ : ρ‬ﻧﻌﻢ ﻳﺎ ﻓﻼن ‪ ..‬زوﺟﻨﻲ اﺑﻨﺘﻚ ‪..‬‬ ‫ﺟ ﺒﺬ ﺑ ﻼل اﻟﺠﻤ ﻞ وﻣﻀ ﻰ ﺑ ﻪ إﻟ ﻰ ﺟﺎﺑ ﺮ ‪ ..‬ﻓﻠﻤ ﺎ‬
‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻧﻌﻢ وﻧﻌﻤﻴﻦ ‪ ..‬ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪..‬‬ ‫وﺻﻞ ﺑﻪ إﻟﻴﻪ ‪ ..‬ﺗﻌﺠﺐ ﺟﺎﺑﺮ ‪ ..‬هﻞ أﻟﻐﻴﺖ اﻟﺼﻔﻘﺔ‬
‫ﻓﻘﺎل ‪ : ρ‬إﻧﻲ ﻟﺴﺖ أرﻳﺪهﺎ ﻟﻨﻔﺴﻲ ‪..‬‬ ‫؟!‬
‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻓﻠﻤﻦ ؟!‬ ‫ﻗﺎل ﺑﻼل ‪ :‬ﺧﺬ اﻟﺠﻤﻞ ﻳﺎ ﺟﺎﺑﺮ ‪..‬‬
‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻟﺠﻠﻴﺒﻴﺐ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ﺟﺎﺑﺮ ‪ :‬ﻣﺎ اﻟﺨﺒﺮ !!‪..‬‬
‫ﻗ ﺎل اﻟ ﺮﺟﻞ ﻣﺘﻔﺎﺟ ﺌ ًﺎ ‪ :‬ﺟﻠﻴﺒﻴﺐ !! ﺟﻠﻴﺒﻴﺐ !!‬ ‫ﻗ ﺎل ﺑ ﻼل ‪ :‬ﻗ ﺪ أﻣﺮﻧ ﻲ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ε‬أن أﻋﻄ ﻴﻚ‬
‫ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ !! ﺣﺘﻰ اﺳﺘﺄﻣﺮ أﻣﻬﺎ ‪..‬‬ ‫اﻟﺠﻤﻞ ‪ ..‬واﻟﻤﺎل ‪..‬‬
‫أﺗ ﻰ اﻟ ﺮﺟﻞ زوﺟ ﺘﻪ ﻓﻘ ﺎل ‪ :‬إن رﺳ ﻮل اﷲ‬ ‫ﻓﺮﺟﻊ ﺟﺎﺑﺮ إﻟﻰ رﺳﻮل اﷲ ‪ ε‬وﺳﺄﻟﻪ ﻋﻦ اﻟﺨﺒﺮ ‪..‬‬
‫ﻳﺨﻄﺐ اﺑﻨﺘﻚ ‪..‬‬ ‫أﻣﺎ ﺗﺮﻳﺪ اﻟﺠﻤﻞ !!‬
‫ﻗﺎﻟﺖ ‪ :‬ﻧﻌﻢ ‪ ..‬وﻧﻌﻤﻴﻦ ‪ ..‬زوﱢج رﺳﻮل اﷲ ‪ρ‬‬ ‫ﻓﻘﺎل ‪ : ε‬أﺗﺮاﻧﻲ ﻣﺎآﺴﺘﻚ ﻵﺧﺬ ﺟﻤﻠﻚ ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫ﻳﻌﻨ ﻲ أﻧ ﺎ ﻟ ﻢ أآ ﻦ أﻃﺎﻟ ﺒﻚ ﺑﺨﻔ ﺾ اﻟﺴﻌﺮ ﻷﺟﻞ أن‬
‫ﻗﺎل ‪ :‬إﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻳﺮﻳﺪهﺎ ﻟﻨﻔﺴﻪ ‪..‬‬ ‫ﺁﺧ ﺬ اﻟﺠﻤ ﻞ وإﻧﻤ ﺎ ﻷﺟ ﻞ أن أﻗ ﺪر آ ﻢ أﻋﻄ ﻴﻚ ﻣ ﻦ‬
‫ﻗﺎﻟﺖ ‪ :‬ﻓﻠﻤﻦ ؟‬ ‫اﻟﻤﺎل ﻣﻌﻮﻧﺔ ﻟﻚ ﻋﻠﻰ أﻣﻮرك ‪..‬‬
‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻳﺮﻳﺪهﺎ ﻟﺠﻠﻴﺒﻴﺐ ‪..‬‬ ‫ﻓﻤ ﺎ أرﻓﻊ هﺬﻩ اﻷﺧﻼق ‪ ..‬ﻳﺨﺘﺎر ﻣﺎ ﻳﻨﺎﺳﺐ اﻟﺸﺎب‬
‫ﻓ ﺘﻔﺎﺟﺄت اﻟﻤ ﺮأة أن ُﺗ ﺰف اﺑﻨ ﺘﻬﺎ إﻟ ﻰ رﺟ ﻞ‬ ‫ﻣ ﻦ أﺣﺎدﻳ ﺚ ‪ ..‬ﺛ ﻢ ﻟﻤ ﺎ أراد أن ﻳﺤﺴ ﻦ إﻟ ﻴﻪ‬
‫ﺣ ْﻠﻘَﻰ !! ﻟﺠﻠﻴﺒﻴﺐ ‪..‬؟‬ ‫ﻓﻘﻴ ﺮ دﻣﻴﻢ ‪ ..‬ﻓﻘﺎﻟﺖ ‪َ :‬‬ ‫وﻳﺘﺼﺪق ﻋﻠﻴﻪ ‪ ..‬ﻏﻠﻒ ذﻟﻚ ﺑﺎﻟﻠﻄﻒ واﻷدب ‪..‬‬
‫ﻻ ﻟﻌﻤ ﺮ اﷲ ﻻ أزوج ﺟﻠﻴﺒﻴﺒ ًﺎ ‪ ..‬وﻗﺪ ﻣﻨﻌﻨﺎهﺎ‬ ‫وﻓ ﻲ أﺣ ﺪ اﻷﻳ ﺎم ﻳﺠﻠ ﺲ إﻟ ﻰ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ ε‬ﺷ ﺎب اﺳﻤﻪ‬
‫ﻓﻼﻧ ًﺎ وﻓﻼﻧ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﺟﻠﻴﺒ ﻴﺐ ‪ ..‬ﻣ ﻦ ﺧ ﻴﺎر ﺷﺒﺎب اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ‪ ..‬ﻟﻜﻨﻪ آﺎن‬
‫ﻓﺎﻏ ﺘﻢ أﺑ ﻮهﺎ ﻟ ﺬﻟﻚ ‪ ..‬وﻗﺎم ﻟﻴﺄﺗﻲ رﺳﻮل اﷲ‬ ‫ﻓﻘﻴﺮًا ﻣﻌﺪﻣ ًﺎ ‪..‬‬
‫‪.. ρ‬‬ ‫وآﺎن ‪ τ‬ﻓﻲ وﺟﻬﻪ دﻣﺎﻣﺔ ‪..‬‬
‫ﻓﺼ ﺎﺣﺖ اﻟﻔ ﺘﺎة ﻣ ﻦ ﺧ ﺪرهﺎ ﺑﺄﺑ ﻮﻳﻬﺎ ‪ :‬ﻣ ﻦ‬ ‫ﺟﻠﺲ ﻳﻮﻣ ًﺎ ﻋﻨﺪ رﺳﻮل اﷲ ‪ .. ε‬ﻓﻤﺎ هﻲ اﻷﺣﺎدﻳﺚ‬
‫ﺧﻄﺒﻨﻲ إﻟﻴﻜﻤﺎ ؟‬ ‫اﻟﺘﻲ ﺣﺮص اﻟﻨﺒﻲ ‪ ε‬ﻋﻠﻰ إﺛﺎرﺗﻬﺎ ﻣﻌﻪ ؟ ﺷﺎب ﻓﻲ‬
‫ﻗﺎﻻ ‪ :‬رﺳﻮل اﷲ ‪.. ρ‬‬ ‫رﻳﻌﺎن ﺷﺒﺎﺑﻪ ‪ ..‬أﻋﺰب ‪..‬‬
‫ﻗﺎﻟ ﺖ ‪ :‬أﺗ ﺮدان ﻋﻠ ﻰ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ρ‬أﻣ ﺮﻩ ؟‬ ‫ه ﻞ ﻳ ﺘﺤﺪث ﻣﻌ ﻪ ﻋﻦ أﻧﺴﺎب اﻟﻌﺮب واﻟﺮﻓﻴﻊ ﻣﻨﻬﺎ‬
‫‪37‬‬
‫‪Books-sea.com‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬ ‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ه ﻞ آﻠﻤﻬﺎ ﻋﻦ ﻏﺰو اﻟﺮوم ؟ وﻧﻮع اﻷﺳﻠﺤﺔ‬ ‫ادﻓﻌﺎﻧﻲ إﻟﻰ رﺳﻮل اﷲ ‪ .. ρ‬ﻓﺈﻧﻪ ﻟﻦ ﻳﻀﻴﻌﻨﻲ ‪..‬‬
‫اﻟﺘ ﻲ اﺳﺘﺨﺪﻣﺖ ﻓﻲ اﻟﻘﺘﺎل ؟ آﻼ ﻓﻠﻴﺴﺖ هﻲ‬ ‫ﻓﻜﺄﻧﻤﺎ ﺟﻠﱠﺖ ﻋﻨﻬﻤﺎ ‪ ..‬واﻃﻤﺄﻧّﺎ ‪..‬‬
‫أﺑﻮ ﺑﻜﺮ !!‬ ‫ﻓﺬهﺐ أﺑﻮهﺎ إﻟﻰ اﻟﻨﺒﻲ ‪ ρ‬ﻓﻘﺎل ‪ :‬ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪..‬‬
‫أم ﺣ ﺪﺛﻬﺎ ﻋ ﻦ ﻓﻘ ﺮ ﺑﻌ ﺾ اﻟﻤﺴ ﻠﻤﻴﻦ‬ ‫ﺷﺄﻧﻚ ﺑﻬﺎ ﻓﺰوﱢﺟﻬﺎ ﺟﻠﻴﺒﻴﺒ ًﺎ ‪..‬‬
‫وﺣﺎﺟﺘﻬﻢ ؟ آﻼ ﻓﻠﻴﺴﺖ ﻋﺜﻤﺎن !!‬ ‫ﻓﺰوﺟﻬﺎ اﻟﻨﺒﻲ ‪ ρ‬ﺟﻠﻴﺒﻴﺒ ًﺎ ‪..‬‬
‫إﻧﻤ ﺎ ﻗﺎل ﻟﻬﺎ ﺑﻌﺎﻃﻔﺔ اﻟﺰوﺟﻴﺔ ‪ :‬إﻧﻲ ﻷﻋﺮف‬ ‫ودﻋﺎ ﻟﻬﺎ وﻗﺎل ‪ :‬اﻟﻠﻬﻢ ﺻﺐ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ اﻟﺨﻴﺮ ﺻﺒًﺎ ‪..‬‬
‫إن آﺎﻧ ﺖ راﺿ ﻴﺔ ﻋﻨ ﻲ ‪ ..‬وإذا آ ﻨﺖ ﻏﻀﺒﻰ‬ ‫وﻻ ﺗﺠﻌﻞ ﻋﻴﺸﻬﻤﺎ آﺪًا آﺪًا ‪..‬‬
‫‪!! ..‬‬ ‫ﻓﻠﻢ ﻳﻤﺾ ﻋﻠﻰ زواﺟﻪ أﻳﺎم ‪ ..‬ﺣﺘﻰ ﺧﺮج اﻟﻨﺒﻲ ‪ρ‬‬
‫ﻗﺎﻟﺖ ‪ :‬آﻴﻒ ؟‬ ‫ﻓﻲ ﻏﺰوة ‪ ..‬وﺧﺮج ﻣﻌﻪ ﺟﻠﻴﺒﻴﺐ ‪..‬‬
‫ﻗ ﺎل ‪ :‬إذا آﻨﺖ راﺿﻴﺔ ﻗﻠﺖ ‪ :‬ﻻ ورب ﻣﺤﻤﺪ‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎ اﻧﺘﻬ ﻰ اﻟﻘ ﺘﺎل ‪ ..‬وﺑ ﺪأ اﻟ ﻨﺎس ﻳ ﺘﻔﻘﺪ ﺑﻌﻀ ﻬﻢ‬
‫) ‪ .. ( ε‬وإذا آ ﻨﺖ ﻏﻀ ﺒﻰ ﻗﻠ ﺖ ‪ :‬ﻻ ورب‬ ‫ﺑﻌﻀ ًﺎ ‪..‬‬
‫إﺑﺮاهﻴﻢ ) ‪.. ( ε‬‬ ‫ﺳ ﺄﻟﻬﻢ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ : ρ‬ه ﻞ ﺗﻔﻘ ﺪون ﻣ ﻦ أﺣ ﺪ ﻗﺎﻟ ﻮا ‪:‬‬
‫ﻓﻘﺎﻟ ﺖ ‪ :‬ﻧﻌ ﻢ ‪ ..‬واﷲ ﻳ ﺎ رﺳﻮل اﷲ ﻻ أهﺠﺮ‬ ‫ﻧﻔﻘﺪ ﻓﻼﻧ ًﺎ وﻓﻼﻧ ًﺎ ‪..‬‬
‫إﻻ اﺳﻤﻚ ‪..‬‬ ‫ﻼ ﺛﻢ ﻗﺎل ‪ :‬هﻞ ﺗﻔﻘﺪون ﻣﻦ أﺣﺪ ؟‬ ‫ﻓﺴﻜﺖ ﻗﻠﻴ ً‬
‫ﻓﻬﻞ ﻧﺮاﻋﻲ هﺬا ﻧﺤﻦ اﻟﻴﻮم ؟‬ ‫ﻗﺎﻟﻮا ‪ :‬ﻧﻔﻘﺪ ﻓﻼﻧﺎ وﻓﻼﻧﺎ ‪..‬‬
‫ﻓﺴﻜﺖ ﺛﻢ ﻗﺎل ‪ :‬هﻞ ﺗﻔﻘﺪون ﻣﻦ أﺣﺪ ؟‬
‫وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎﻟﻮا ‪ :‬ﻧﻔﻘﺪ ﻓﻼﻧ ًﺎ وﻓﻼﻧ ًﺎ ‪..‬‬
‫ﺗﺤﺪث ﻣﻊ اﻟﻨﺎس ﺑﻤﺎ ﻳﺴﺘﻤﺘﻌﻮن هﻢ‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬وﻟﻜﻨﻲ أﻓﻘﺪ ﺟﻠﻴﺒﻴﺒ ًﺎ ‪..‬‬
‫ﺑﺎﺳﺘﻤﺎﻋﻪ ‪ ..‬ﻻ ﺑﻤﺎ ﺗﺴﺘﻤﺘﻊ أﻧﺖ ﺑﺤﻜﺎﻳﺘﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎﻣﻮا ﻳﺒﺤﺜﻮن ﻋﻨﻪ ‪ ..‬وﻳﻄﻠﺒﻮﻧﻪ ﻓﻲ اﻟﻘﺘﻠﻰ ‪ ..‬ﻓﻠﻢ‬
‫ﻳﺠﺪوﻩ ﻓﻲ ﺳﺎﺣﺔ اﻟﻘﺘﺎل ‪..‬‬
‫‪ 19.‬آﻦ ﻟﻄﻴﻔ ًﺎ ﻋﻨﺪ أول ﻟﻘﺎء ‪..‬‬ ‫ﺛ ﻢ وﺟ ﺪوﻩ ﻓﻲ ﻣﻜﺎن ﻗﺮﻳﺐ ‪ ..‬إﻟﻰ ﺟﻨﺐ ﺳﺒﻌﺔ ﻣﻦ‬
‫اﻧﺘﺸ ﺮ ﻓ ﻲ ﺑﻌ ﺾ أرﻳ ﺎف ﻣﺼ ﺮ ﺑ ﺮهﺔ ﻣ ﻦ‬ ‫اﻟﻤﺸﺮآﻴﻦ ﻗﺪ ﻗﺘﻠﻬﻢ ﺛﻢ ﻗﺘﻠﻮﻩ ‪..‬‬
‫اﻟ ﺰﻣﻦ أن اﻟ ﺮﺟﻞ اﻟﻌﺮوس ﻗﺒﻴﻞ ﻟﻴﻠﺔ ﻋﺮﺳﻪ‬ ‫ﻓﻮﻗ ﻒ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ ρ‬ﻳﻨﻈ ﺮ إﻟ ﻰ ﺟﺜ ﺘﻪ ‪ ..‬ﺛﻢ ﻗﺎل ‪ :‬ﻗﺘﻞ‬
‫ﻳﺨﺒﺊ ﻓﻲ ﻏﺮﻓﺘﻪ ﻗﻄ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﺳ ﺒﻌﺔ ﺛ ﻢ ﻗﺘﻠﻮﻩ ‪ ..‬ﻗﺘﻞ ﺳﺒﻌﺔ ﺛﻢ ﻗﺘﻠﻮﻩ ‪ ..‬هﺬا ﻣﻨﻲ‬
‫ﻓﺈذا دﺧﻞ ﺑﺰوﺟﺘﻪ إﻟﻰ ﻣﻜﺎن ﻓﺮاش اﻟﺰوﺟﻴﺔ‬ ‫وأﻧﺎ ﻣﻨﻪ ‪..‬‬
‫‪ ..‬ﺣ ﺮك آﺮﺳ ﻴ ًﺎ ﻟﻴﺨ ﺮج ذﻟ ﻚ اﻟﻘ ﻂ ‪ ..‬ﻓ ﺈذا‬ ‫ﺛﻢ ﺣﻤﻠﻪ رﺳﻮل اﷲ ‪ ρ‬ﻋﻠﻰ ﺳﺎﻋﺪﻳﻪ ‪ ..‬وأﻣﺮهﻢ أم‬
‫ﺧ ﺮج أﻗ ﺒﻞ اﻟﻌ ﺮوس ﻳﺴ ﺘﻌﺮض ﻗ ﻮاﻩ أﻣ ﺎم‬ ‫ﻳﺤﻔﺮوا ﻟﻪ ﻗﺒﺮﻩ ‪..‬‬
‫زوﺟ ﺘﻪ ‪ ..‬وﻗ ﺒﺾ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻂ اﻟﻤﺴﻜﻴﻦ ‪ ..‬ﺛﻢ‬ ‫ﻗ ﺎل أﻧ ﺲ ‪ :‬ﻓﻤﻜﺜ ﻨﺎ ﻧﺤﻔ ﺮ اﻟﻘﺒ ﺮ ‪ ..‬وﺟﻠﻴﺒ ﻴﺐ ﻣﺎﻟ ﻪ‬
‫ﺧﻨﻘﻪ وﻋﺼﺮﻩ ‪ ..‬ﺣﺘﻰ ﻳﻤﻮت ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ ‪!!..‬‬ ‫ﺳﺮﻳﺮ ﻏﻴﺮ ﺳﺎﻋﺪي رﺳﻮل اﷲ ‪.. ρ‬‬
‫أﺗﺪري ﻟﻤﺎذا ؟!‬ ‫ﺣﺘﻰ ﺣﻔﺮ ﻟﻪ ﺛﻢ وﺿﻌﻪ ﻓﻲ ﻟﺤﺪﻩ ‪..‬‬
‫ﻷﺟ ﻞ أن ﻳﻄ ﺒﻊ ﺻ ﻮرة اﻟ ﺮﻋﺐ واﻟﻬﻴﺒﺔ ﻣﻨﻪ‬ ‫ﻗ ﺎل أﻧ ﺲ ‪ :‬ﻓ ﻮاﷲ ﻣ ﺎ آ ﺎن ﻓ ﻲ اﻷﻧﺼ ﺎر أﻳ ﻢ أﻧﻔﻖ‬
‫ﻓﻲ ذهﻦ زوﺟﺘﻪ ﻣﻦ أول ﻟﻘﺎء ‪..‬‬ ‫ﻣﻨﻬﺎ ‪..‬‬
‫وأذآ ﺮ أﻧ ﻲ ﻟﻤ ﺎ ﺗﺨ ﺮﺟﺖ ﻣ ﻦ اﻟﺠﺎﻣﻌ ﺔ ‪..‬‬ ‫أي ﺗﺴﺎﺑﻖ اﻟﺮﺟﺎل إﻟﻴﻬﺎ آﻠﻬﻢ ﻳﺨﻄﺒﻬﺎ ﺑﻌﺪ ﺟﻠﻴﺒﻴﺐ‬
‫وﺗﻌﻴﻨﺖ ﻣﻌﻴﺪًا ﻓﻲ إﺣﺪى اﻟﻜﻠﻴﺎت ‪ ..‬أوﺻﺎﻧﻲ‬ ‫‪..‬‬
‫ﻼ‪:‬‬
‫ﻣﻌﻠﻢ ﻗﺪﻳﻢ ﻗﺎﺋ ً‬ ‫هﻜﺬا آﺎن ‪ ε‬ﻳﺨﺘﺎر ﻟﻜﻞ أﺣﺪ ﻣﺎ ﻳﻨﺎﺳﺒﻪ ﻣﻦ أﺣﺎدﻳﺚ‬
‫ﺷ ﺪﱠ‬
‫ﻓ ﻲ أول ﻣﺤﺎﺿ ﺮة ﻟ ﻚ ﻋ ﻨﺪ اﻟﻄ ﻼب ‪ُ ..‬‬ ‫‪ ..‬ﺣﺘﻰ ﻻ ﺗﻤﻞ ﻣﺠﺎﻟﺴﻪ ‪..‬‬
‫ﻋﻠ ﻴﻬﻢ ‪ ..‬واﻧﻈﺮ إﻟﻴﻬﻢ ﺑﻌﻴﻦ ﺣﻤﺮاء !! ﺣﺘﻰ‬ ‫ﺟﻠﺲ ‪ ε‬ﻳﻮﻣ ًﺎ ﻣﻊ زوﺟﻪ ﻋﺎﺋﺸﺔ ‪..‬‬
‫ﻳﺨﺎﻓ ﻮا ﻣ ﻨﻚ وﺗﻔ ﺮض ﻗ ﻮة ﺷﺨﺼ ﻴﺘﻚ ﻣ ﻦ‬ ‫ﻓﻤﺎ اﻷﺣﺎدﻳﺚ اﻟﻤﻨﺎﺳﺐ إﺛﺎرﺗﻬﺎ ﺑﻴﻦ اﻟﺰوﺟﻴﻦ ‪..‬؟‬
‫‪38‬‬
‫‪Books-sea.com‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬ ‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﺟﻴﺪ ‪ ..‬ﻣﻘﺒﻮل ‪ ..‬ﺿﻌﻴﻒ ‪..‬‬ ‫اﻟﺒﺪاﻳﺔ ‪..‬‬
‫ﻋﺒﺄ ﻟﻄﻼب اﻻﺳﺘﻤﺎرة وأﻋﺎدوهﺎ إﻟﻴﻪ ‪..‬‬ ‫ﺗﺬآ ﺮت ه ﺬا ‪ ..‬وأﻧﺎ أآﺘﺐ هﺬا اﻟﺒﺎب ‪ ..‬ﻓﺄﻳﻘﻨﺖ أن‬
‫وﺿ ﻌﻬﺎ ﺟﺎﻧ ﺒ ًﺎ ‪ ..‬وﺑ ﺪأ ﻳﺸ ﺮح ﺗﺄﺛﻴ ﺮ ﻓ ﻦ‬ ‫ﻣ ﻦ اﻷﻣ ﻮر اﻟﻤﻘ ﺮرة ﻋ ﻨﺪ ﺟﻤ ﻴﻊ اﻟ ﻨﺎس أن اﻟﻠﻘﺎء‬
‫اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻓﻲ اﻟﺠﻮ اﻟﻮﻇﻴﻔﻲ ‪..‬‬ ‫اﻷول ﻓ ﻲ اﻟﻐﺎﻟ ﺐ ﻳﻄ ﺒﻊ أآﺜ ﺮ ﻣ ﻦ ‪ %70‬ﻣ ﻦ‬
‫ﺛ ﻢ ﻗ ﺎل ‪ :‬أوﻩ !‪ ..‬ﻟﻤ ﺎذا ﻧﺤ ﺮم زﻣ ﻴﻠﻜﻢ ﻣ ﻦ‬ ‫اﻟﺼﻮرة ﻋﻨﻚ ‪ ..‬وهﻲ ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻰ ﺑﺎﻟﺼﻮرة اﻟﺬهﻨﻴﺔ‬
‫اﻻﺳﺘﻔﺎدة ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫ﻓﺨ ﺮج إﻟ ﻴﻪ ‪ ..‬وﺻ ﺎﻓﺤﻪ واﺑﺘﺴ ﻢ ﻟ ﻪ ‪..‬‬ ‫أذآﺮ أن ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﻀﺒﺎط ﺳﺎﻓﺮوا إﻟﻰ أﻣﺮﻳﻜﺎ‬
‫وأدﺧﻠﻪ اﻟﻘﺎﻋﺔ ‪..‬‬ ‫ﻓﻲ دورة ﺗﺪرﻳﺒﻴﺔ ‪..‬‬
‫ﺛ ﻢ ﻗ ﺎل ‪ :‬ﻳ ﺒﺪو أﻧﻨ ﻲ ﻏﻀﺒﺖ ﻋﻠﻴﻚ ﻗﺒﻞ ﻗﻠﻴﻞ‬ ‫آﺎﻧﺖ اﻟﺪورة ﻓﻲ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ اﻟﻮﻇﻴﻔﻲ ‪..‬‬
‫ﻣ ﻦ ﻏﻴ ﺮ ﺳ ﺒﺐ ﺣﻘﻴﻘ ﻲ ‪ ..‬ﻟﻜﻨ ﻲ آﻨﺖ أﻋﺎﻧﻲ‬ ‫ﻓ ﻲ أول ﻳ ﻮم ‪ ..‬ﺣﻀ ﺮوا إﻟ ﻰ اﻟﻘﺎﻋ ﺔ ﻣﺒﻜ ﺮﻳﻦ ‪..‬‬
‫ﻣ ﻦ ﻣﺸ ﻜﻠﺔ ﺧﺎﺻ ﺔ ‪ ..‬أدت ﺑ ﻲ أن أﺻ ﺐ‬ ‫ﺟﻌﻠﻮا ﻳﺘﺤﺪﺛﻮن ‪ ..‬وﻳﺘﻌﺎرﻓﻮن ‪..‬‬
‫ﻏﻀ ﺒﻲ ﻋﻠ ﻴﻚ ‪ ..‬ﻓﺄﻧ ﺎ أﻋ ﺘﺬر إﻟ ﻴﻚ ‪ ..‬ﻓﺄﻧ ﺖ‬ ‫دﺧﻞ ﻋﻠﻴﻬﻢ اﻟﻤﺪرس ﻓﺠﺄة ﻓﺴﻜﺘﻮا ‪ ..‬ﻓﻮﻗﻌﺖ ﻋﻴﻦ‬
‫ﻃﺎﻟ ﺐ ﺣ ﺮﻳﺺ ‪ ..‬ﻳﻜﻔ ﻲ ﻓ ﻲ اﻟﺪﻻﻟ ﺔ ﻋﻠ ﻰ‬ ‫اﻟﻤﺪرس ﻋﻠﻰ ﻃﺎﻟﺐ ﻻ ﻳﺰال ﻣﺘﺒﺴﻤ ًﺎ ‪..‬‬
‫ﺣﺮﺻﻚ ﺗﺮآﻚ ﻷهﻠﻚ ووﻟﺪك وﻣﺠﻴﺆك هﻨﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﺼﺮخ ﺑﻪ ‪ :‬ﻟﻤﺎذا ﺗﻀﺤﻚ ؟‬
‫أﺷ ﻜﺮك ‪ ..‬ﺑ ﻞ أﺷ ﻜﺮآﻢ ﺟﻤﻴﻌ ًﺎ ﻋﻠﻰ ﺣﺮﺻﻜﻢ‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻋﺬرًا ‪ ..‬ﻣﺎ ﺿﺤﻜﺖ ‪..‬‬
‫‪ ..‬وﻣ ﻦ أﻋﻈ ﻢ اﻟﺸ ﺮف ﻟ ﻲ أن أدرس ﻣﺜﻠﻜﻢ‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﺑﻠﻰ ﺗﻀﺤﻚ ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫ﺛ ﻢ ﺟﻌ ﻞ ﻳﺆﻧ ﺒﻪ ‪ :‬أﻧ ﺖ إﻧﺴ ﺎن ﻏﻴ ﺮ ﺟ ﺎد ‪..‬‬
‫ﻼ ‪..‬‬
‫ﺛﻢ ﺗﻠﻄﻒ ﻣﻌﻬﻢ وﺿﺤﻚ ﻗﻠﻴ ً‬ ‫اﻟﻤﻔ ﺮوض أن ﺗﻌﻮد ﻷهﻠﻚ ﻋﻠﻰ أول رﺣﻠﺔ ﻃﻴﺮان‬
‫ﺛ ﻢ أﺧ ﺬ ﻣﺠﻤ ﻮﻋﺔ ﺟﺪﻳ ﺪة ﻣ ﻦ اﻻﺳ ﺘﻤﺎرات‬ ‫‪ ..‬ﻻ أﺗﺸﺮف ﺑﺘﺪرﻳﺲ ﻣﺜﻠﻚ ‪..‬‬
‫وﻗﺎل ‪:‬‬ ‫واﻟﻄﺎﻟ ﺐ اﻟﻤﺴ ﻜﻴﻦ ﻗﺪ ﺗﻠﻮن وﺟﻬﻪ ‪ ..‬وﺟﻌﻞ ﻳﻨﻈﺮ‬
‫ﻣ ﺎ دام أن زﻣ ﻴﻠﻜﻢ ﻓﺎﺗﻪ ﺗﻌﺒﺌﺔ اﻻﺳﺘﻤﺎرة ﻓﻤﺎ‬ ‫إﻟ ﻰ ﻣﺪرﺳ ﻪ ‪ ..‬وﻳﻠ ﺘﻔﺖ إﻟ ﻰ زﻣﻼﺋ ﻪ ‪ ..‬وﻳﺤ ﺎول‬
‫رأﻳﻜﻢ أن ﺗﻌﺒﺌﻮهﺎ آﻠﻜﻢ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ‪..‬‬ ‫ﺣﻔﻆ ﻣﺎ ﺗﺒﻘﻰ ﻣﻦ ﻣﺎء وﺟﻬﻪ ‪..‬‬
‫ووزع ﻋﻠﻴﻬﻢ اﻷوراق ‪..‬‬ ‫ﺛ ﻢ ﺣ ﺪق اﻟﻤ ﺪرس ﻓ ﻴﻪ اﻟﻨﻈ ﺮ ﻋﺎﺑﺴ ًﺎ وأﺷ ﺎر إﻟ ﻰ‬
‫ﻓﻌﺒﺌﻮهﺎ وأﻋﺎدوهﺎ إﻟﻴﻪ ‪..‬‬ ‫اﻟﺒﺎب وﻗﺎل ‪ :‬أﺧﺮج ‪..‬‬
‫ﻓﺄﺧﺮج اﻻﺳﺘﻤﺎرات اﻟﺘﻲ ﻋﺒﺌﻮهﺎ ﻓﻲ اﻟﺒﺪاﻳﺔ‬ ‫ﻗﺎم اﻟﻄﺎﻟﺐ ﻣﻀﻄﺮﺑ ًﺎ ‪ ..‬وﺧﺮج ‪..‬‬
‫‪ ..‬وأﺧﺮج اﻷﺧﻴﺮة وﺟﻌﻞ ﻳﻘﺎرن ﺑﻴﻨﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ﻧﻈﺮ اﻟﻤﺪرس إﻟﻰ ﺑﻘﻴﺔ اﻟﻄﻼب وﻗﺎل ‪ :‬أﻧﺎ اﻟﺪآﺘﻮر‬
‫ﻓ ﺈذا اﻟﺨﺎﻧ ﺔ اﻟﺨﺎﺻ ﺔ ﺑ ـ ﺿ ﻌﻴﻒ ﻓ ﻲ اﻟﺘﻌﺒ ﺌﺔ‬ ‫ﻓﻼن ‪ ..‬ﺳﺄدرﺳﻜﻢ ﻣﺎدة آﺬا ‪..‬‬
‫اﻷوﻟﻰ آﻠﻬﺎ ﻣﻠﻴﺌﺔ ‪..‬‬ ‫وﻟﻜﻦ ﻗﺒﻞ أن أﺑﺪأ اﻟﺸﺮح ‪ ..‬أرﻳﺪآﻢ أن ﺗﻌﺒﺌﻮا هﺬﻩ‬
‫أﻣ ﺎ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻓﻠﻴﺲ ﻓﻴﻬﺎ ﺿﻌﻴﻒ وﻻ ﻣﻘﺒﻮل ‪..‬‬ ‫اﻻﺳﺘﻤﺎرة ‪ ..‬دون آﺘﺎﺑﺔ اﻻﺳﻢ ‪..‬‬
‫أﺑﺪًا ‪..‬‬ ‫ﺛ ﻢ وزع ﻋﻠ ﻴﻬﻢ اﺳ ﺘﻤﺎرة ﺗﻘﻴ ﻴﻢ ﻟﻠﻤ ﺪرس ‪ ..‬ﻓ ﻴﻬﺎ‬
‫ﻓﻀﺤﻚ وﻗﺎل ﻟﻬﻢ ‪:‬‬ ‫ﺧﻤﺴﺔ أﺳﺌﻠﺔ ‪:‬‬
‫ﻼ ﻋﻤﻠﻴ ًﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﺄﺛﻴﺮ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ‬ ‫آﺎن ﻣﺎ رأﻳﺘﻢ دﻟﻴ ً‬ ‫‪ 1.‬ﻣﺎ رأﻳﻚ ﺑﺄﺧﻼق ﻣﺪرﺳﻚ ؟‬
‫اﻟﺴ ﻲء ﻋﻠ ﻰ ﺑﻴ ﺌﺔ اﻟﻌﻤ ﻞ ﺑ ﻴﻦ اﻟﻤﺪﻳ ﺮ‬ ‫‪ 2.‬ﻣﺎ رأﻳﻚ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺷﺮﺣﻪ ؟‬
‫ﻼ‬
‫وﻣﻮﻇﻔ ﻴﻪ ‪ ..‬وﻣ ﺎ ﻓﻌﻠ ﺘﻪ ﺑ ﺰﻣﻴﻠﻜﻢ آﺎن ﺗﻤﺜﻴ ً‬ ‫‪ 3.‬هﻞ ﻳﻘﺒﻞ اﻟﺮأي اﻵﺧﺮ ؟‬
‫أردت أن أﺟ ﺮﻳﻪ أﻣ ﺎﻣﻜﻢ ‪ ..‬ﻟﻜ ﻦ اﻟﻤﺴ ﻜﻴﻦ‬ ‫‪ 4.‬ﻣ ﺎ ﻣ ﺪى رﻏﺒ ﺘﻚ ﻓ ﻲ اﻟﺪراﺳ ﺔ ﻟﺪﻳ ﻪ ﻣ ﺮة‬
‫ﺻﺎر ﺿﺤﻴﺔ ‪..‬‬ ‫أﺧﺮى ؟‬
‫ﻓﺎﻧﻈ ﺮوا آ ﻴﻒ ﺗﻐﻴ ﺮت ﻧﻈ ﺮﺗﻜﻢ ﺑﻤﺠ ﺮد ﺗﻐﻴ ﺮ‬ ‫‪ 5.‬هﻞ ﺗﻔﺮح ﺑﻤﻘﺎﺑﻠﺘﻪ ﺧﺎرج اﻟﻤﻌﻬﺪ ؟‬
‫ﺗﻌﺎﻣﻠﻲ ﻣﻌﻜﻢ ‪..‬‬ ‫آ ﺎن أﻣ ﺎم آ ﻞ ﺳﺆال ﻣﻨﻬﺎ ‪ ..‬اﺧﺘﻴﺎرات ‪ :‬ﻣﻤﺘﺎز ‪..‬‬

‫‪39‬‬
‫‪Books-sea.com‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬ ‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﺻﻮﺗﻪ ‪ ..‬ﺣﺘﻰ اﺳﺘﻴﻘﻆ اﻟﻨﺒﻲ ‪.. ε‬‬ ‫ه ﺬا ﻣ ﻦ ﻃﺒ ﻴﻌﺔ اﻹﻧﺴﺎن ‪ ..‬ﻓﻼ ﺑﺪ ﻣﻦ ﻣﺮاﻋﺎﺗﻪ ‪..‬‬
‫ﻓﻨﺰل وﺻﻠﻰ ﺑﻬﻢ اﻟﻔﺠﺮ ‪..‬‬ ‫ﺧﺎﺻﺔ ﻣﻊ ﻣﻦ ﺗﻠﺘﻘﻲ ﺑﻬﻢ ﻟﻤﺮة واﺣﺪة ﻓﻘﻂ ‪..‬‬
‫ﻼ‬
‫ﻓﻠﻤﺎ اﻧﺘﻬﻰ ﻣﻦ ﺻﻼﺗﻪ اﻟﺘﻔﺖ ﻓﺮأى رﺟ ً‬ ‫آ ﺎن اﻟﻤﻌﻠ ﻢ اﻷول ‪ ε‬ﻳﺄﺳ ﺮ ﻗﻠ ﻮب اﻟ ﻨﺎس ﻣ ﻦ أول‬
‫ﻣﻦ اﻟﻘﻮم ﻟﻢ ﻳﺼﻞ ﻣﻌﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﻟﻘﺎء ‪..‬‬
‫ﻓﻘﺎل ‪ :‬ﻳﺎ ﻓﻼن ‪ ..‬ﻣﺎ ﻳﻤﻨﻌﻚ أن ﺗﺼﻠﻲ ﻣﻌﻨﺎ‬ ‫ﺑﻌﺪ ﻓﺘﺢ ﻣﻜﺔ ‪ ..‬ﺗﻤﻜﻦ اﻹﺳﻼم ‪..‬‬
‫؟‬ ‫وﺑ ﺪأت اﻟﻮﻓ ﻮد ﺗﺘﺴ ﺎﺑﻖ إﻟ ﻰ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ρ‬ﻓ ﻲ‬
‫ﻗﺎل ‪ :‬أﺻﺎﺑﺘﻨﻲ ﺟﻨﺎﺑﺔ ‪ ..‬وﻻ ﻣﺎء ‪..‬‬ ‫اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ‪..‬‬
‫ﻓﺄﻣﺮﻩ ‪ ε‬أن ﻳﺘﻴﻤﻢ ﺑﺎﻟﺼﻌﻴﺪ ‪ ..‬ﺛﻢ ﺻﻠﻰ ‪..‬‬ ‫ﻗ ﺪم وﻓﺪ ﻋﺒﺪ اﻟﻘﻴﺲ ‪ ..‬ﻋﻠﻰ رﺳﻮل اﷲ ‪ .. ρ‬ﻓﻠﻤﺎ‬
‫ﺛﻢ أﻣﺮ ‪ ε‬أﺻﺤﺎﺑﻪ ﺑﺎﻻرﺗﺤﺎل ‪..‬‬ ‫رﺁه ﻢ وه ﻢ ﻋﻠ ﻰ رﺣﺎﻟﻬﻢ ﻗﺒﻞ أن ﻳﻨﺰﻟﻮا ‪ ..‬ﺑﺎدرهﻢ‬
‫وﻟﻴﺲ ﻣﻌﻬﻢ ﻣﺎء ‪ ..‬ﻓﻌﻄﺸﻮا ﻋﻄﺸ ًﺎ ﺷﺪﻳﺪًا‬ ‫ﻼ‪:‬‬‫ﻗﺎﺋ ً‬
‫‪ ..‬وﻟﻢ ﻳﻘﻔﻮا ﻋﻠﻰ ﺑﺌﺮ وﻻ ﻣﺎء ‪..‬‬ ‫ﻣﺮﺣﺒ ًﺎ ﺑﺎﻟﻘﻮم ‪ ..‬ﻏﻴﺮ ﺧﺰاﻳﺎ ‪ ..‬وﻻ ﻧﺪاﻣﻰ ‪..‬‬
‫ﻗﺎل ﻋﻤﺮان ﺑﻦ ﺣﺼﻴﻦ ‪:‬‬ ‫ﻓﺎﺳﺘﺒﺸ ﺮوا ‪ ..‬وﺗﻮاﺛ ﺒﻮا ﻣ ﻦ رﺣ ﺎﻟﻬﻢ ‪ ..‬وأﻗ ﺒﻠﻮا‬
‫ﻓﺒﻴﻨﻤﺎ ﻧﺤﻦ ﻧﺴﻴﺮ ﻓﺈذا ﻧﺤﻦ ﺑﺎﻣﺮأة ﻋﻠﻰ‬ ‫إﻟﻴﻪ ﻳﺘﺴﺎﺑﻘﻮن ﻟﻠﺴﻼم ﻋﻠﻴﻪ ‪..‬‬
‫ﺑﻌﻴﺮ ‪ ..‬وﻣﻌﻬﺎ ﻣﺰادﺗﺎن ) ﻗﺮﺑﺘﺎن ( ‪..‬‬ ‫ﺛﻢ ﻗﺎﻟﻮا ‪:‬‬
‫ﻓﻘﻠﻨﺎ ﻟﻬﺎ ‪ :‬أﻳﻦ اﻟﻤﺎء ؟!‬ ‫ﻳ ﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ..‬إن ﺑﻴﻨ ﻨﺎ وﺑﻴ ﻨﻚ ه ﺬا اﻟﺤ ﻲ ﻣ ﻦ‬
‫ﻗﺎﻟﺖ ‪ :‬إﻧﻪ ﻻ ﻣﺎء ‪..‬‬ ‫اﻟﻤﺸﺮآﻴﻦ ﻣﻦ ﻣﻀﺮ ‪..‬‬
‫ﻓﻘﻠﻨﺎ ‪ :‬آﻢ ﺑﻴﻦ أهﻠﻚ وﺑﻴﻦ اﻟﻤﺎء ؟‬ ‫وإﻧ ﺎ ﻻ ﻧﺼ ﻞ إﻟ ﻴﻚ إﻻ ﻓ ﻲ اﻟﺸ ﻬﺮ اﻟﺤ ﺮام ‪ ..‬ﺣ ﻴﻦ‬
‫ﻗﺎﻟﺖ ‪ :‬ﻳﻮم وﻟﻴﻠﺔ ‪..‬‬ ‫ﻳﻘﻒ اﻟﻘﺘﺎل ‪..‬‬
‫ﻓﻘﻠﻨﺎ ‪ :‬اﻧﻄﻠﻘﻲ إﻟﻰ رﺳﻮل اﷲ ‪.. ε‬‬ ‫ﻓﺤﺪﺛ ﻨﺎ ﺑﺠﻤ ﻴﻞ ﻣ ﻦ اﻷﻣ ﺮ ‪ ..‬إن ﻋﻤﻠ ﻨﺎ ﺑ ﻪ دﺧﻠ ﻨﺎ‬
‫ﻗﺎﻟﺖ ‪ :‬وﻣﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪!!..‬‬ ‫اﻟﺠﻨﺔ ‪ ..‬وﻧﺪﻋﻮ ﺑﻪ ﻣﻦ وراءﻧﺎ ‪..‬‬
‫ﻓﺴﻘﻨﺎهﺎ ﻣﻌﻨﺎ ﻃﻤﻌًﺎ أن ﺗﺪﻟﻨﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺎء ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل ‪ : ε‬ﺁﻣﺮآﻢ ﺑﺄرﺑﻊ ‪ ..‬وأﻧﻬﺎآﻢ ﻋﻦ أرﺑﻊ ‪..‬‬
‫ﺣﺘﻰ أﻗﺒﻠﻨﺎ ﺑﻬﺎ إﻟﻰ اﻟﻨﺒﻲ ‪.. ε‬‬ ‫ﺁﻣ ﺮآﻢ ﺑﺎﻹﻳﻤ ﺎن ﺑ ﺎﷲ ‪ ..‬وه ﻞ ﺗ ﺪرون ﻣ ﺎ اﻹﻳﻤ ﺎن‬
‫ﻓﺴﺄﻟﻬﺎ ﻋﻦ اﻟﻤﺎء ‪ ..‬ﻓﺤﺪﺛﺘﻪ ﺑﻤﺜﻞ اﻟﺬي‬ ‫ﺑﺎﷲ ؟‬
‫ﺣﺪﺛﺘﻨﺎ ﺑﻪ ‪ ..‬ﻏﻴﺮ أﻧﻬﺎ ﺷﻜﺖ إﻟﻴﻪ أﻧﻬﺎ أم‬ ‫ﻗﺎﻟﻮا ‪ :‬اﷲ ورﺳﻮﻟﻪ أﻋﻠﻢ ‪..‬‬
‫أﻳﺘﺎم ‪..‬‬ ‫ﻗ ﺎل ‪ :‬ﺷ ﻬﺎدة أن ﻻ إﻟﻪ إﻻ اﷲ ‪ ..‬وإﻗﺎم اﻟﺼﻼة ‪..‬‬
‫ﻓﺘﻨﺎول ‪ ε‬ﻣﺰادﺗﻬﺎ ‪ ..‬ﻓﺴﻤﻰ اﷲ ‪ ..‬وﻣﺴﺢ‬ ‫وإﻳﺘﺎء اﻟﺰآﺎة ‪ ..‬وأن ﺗﻌﻄﻮا اﻟﺨﻤﺲ ﻣﻦ اﻟﻐﻨﺎﺋﻢ ‪..‬‬
‫ﻋﻠﻴﻬﺎ ‪..‬‬ ‫وأﻧﻬﺎآﻢ ﻋﻦ أرﺑﻊ ‪ :‬ﻋﻦ ﻧﺒﻴﺬ ﻓﻲ اﻟﺪﺑﺎء ‪ ..‬واﻟﻨﻘﻴﺮ‬
‫ﺛﻢ ﺟﻌﻞ ‪ ε‬ﻳﻔﺮغ ﻣﻦ ﻗﺮﺑﺘﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺁﻧﻴﺘﻨﺎ ‪..‬‬ ‫واﻟﺤﻨﺘﻢ ‪ ..‬واﻟﻤﺰﻓﺖ )‪.. (25‬‬
‫ﻼ ‪ ..‬ﺣﺘﻰ روﻳﻨﺎ‬ ‫ﻓﺸﺮﺑﻨﺎ ﻋﻄﺎﺷ ًﺎ أرﺑﻌﻴﻦ رﺟ ً‬ ‫وﻓﻲ ﻣﻮﻗﻒ ﺁﺧﺮ ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫آﺎن ‪ ε‬ﻣﺴﺎﻓﺮًا ﻣﻊ أﺻﺤﺎﺑﻪ ﻟﻴﻠﺔ ‪ ..‬ﻓﺴﺎروا ﻓﻲ‬
‫وﻣﻸﻧﺎ آﻞ ﻗﺮﺑﺔ ﻣﻌﻨﺎ ‪..‬‬ ‫ﻼ ‪ ..‬ﺣﺘﻰ إذا آﺎن ﺁﺧﺮ اﻟﻠﻴﻞ ‪..‬‬ ‫ﻟﻴﻠﻬﻢ ﻣﺴﻴﺮًا ﻃﻮﻳ ً‬
‫ﺛﻢ ﺗﺮآﻨﺎ ﻗﺮﺑﺘﻴﻬﺎ ‪ ..‬وهﻤﺎ أآﺜﺮ ﻣﺎ ﺗﻜﻮن‬ ‫ﻧﺰﻟﻮا ﻓﻲ ﻃﺮف اﻟﻄﺮﻳﻖ ﻟﻴﻨﺎﻣﻮا ‪..‬‬
‫اﻣﺘﻼ ًء ‪..‬‬ ‫ﻓﻐﻠﺒﺘﻬﻢ أﻋﻴﻨﻬﻢ ﺣﺘﻰ ﻃﻠﻌﺖ اﻟﺸﻤﺲ وارﺗﻔﻌﺖ ‪..‬‬
‫ﺛﻢ ﻗﺎل ‪ : ε‬هﺎﺗﻮا ﻣﺎ ﻋﻨﺪآﻢ ‪ ..‬أي ﻃﻌﺎم ‪..‬‬ ‫ﻓﻜﺎن أول ﻣﻦ اﺳﺘﻴﻘﻆ ﻣﻦ ﻣﻨﺎﻣﻪ أﺑﻮ ﺑﻜﺮ ‪ ..‬ﺛﻢ‬
‫ﻓﺠﻤﻊ ﻟﻬﺎ ﻣﻦ آﺴﺮ اﻟﺨﺒﺰ واﻟﺘﻤﺮ ‪..‬‬ ‫اﺳﺘﻴﻘﻆ ﻋﻤﺮ ‪..‬‬
‫ﻓﻘﺎل ﻟﻬﺎ ‪ :‬اذهﺒﻲ ﺑﻬﺬا ﻣﻌﻚ ﻟﻌﻴﺎﻟﻚ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﻌﺪ أﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﻋﻨﺪ رأﺳﻪ ‪ .. ε‬ﻓﺠﻌﻞ ﻳﻜﺒﺮ وﻳﺮﻓﻊ‬
‫واﻋﻠﻤﻲ أﻧﺎ ﻟﻢ ﻧﺮزأك ﻣﻦ ﻣﺎﺋﻚ ﺷﻴﺌ ًﺎ ‪ ..‬ﻏﻴﺮ‬
‫أن اﷲ ﺳﻘﺎﻧﺎ ‪..‬‬
‫) ‪ ( 25‬رواﻩ اﻟﺒﺨﺎري‬
‫‪40‬‬
‫‪Books-sea.com‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬ ‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﻋ ﻦ ﻃ ﺮﻳﻘﺘﻚ ﻓﻲ اﻟﻤﺸﻲ ﻋﻠﻰ اﻷرض اﻟﻠﻴﻨﺔ‬ ‫ﺛﻢ رآﺒﺖ اﻟﻤﺮأة ﺑﻌﻴﺮهﺎ ‪ ..‬ﻣﺴﺘﺒﺸﺮة ﺑﻤﺎ ﺣﺼﻠﺖ‬
‫ن ﻓﻲ اﻷوﻟﻰ ‪ ..‬ﺑﻴﻨﻤﺎ أﻧﺖ‬ ‫‪ ..‬ﻓﺄﻧ ﺖ ﺣ ﺬر ﻣ ﺘﺄ ﱢ‬ ‫ﻣﻦ ﻃﻌﺎم ‪..‬‬
‫ﻣﺮﺗﺎح ﻣﻄﻤﺌﻦ ﻓﻲ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ‪..‬‬ ‫ﺣﺘﻰ وﺻﻠﺖ أهﻠﻬﺎ ‪ ..‬ﻓﻘﺎﻟﺖ ‪ :‬أﺗﻴﺖ أﺳﺤﺮ اﻟﻨﺎس‬
‫وهﻜﺬا اﻟﻨﺎس ‪..‬‬ ‫‪ ..‬أو هﻮ ﻧﺒﻲ آﻤﺎ زﻋﻤﻮا ‪..‬‬
‫ﻗ ﺎل ‪ ) ε‬إن اﷲ ﺗﻌﺎﻟ ﻰ ﺧﻠ ﻖ ﺁدم ﻣ ﻦ ﻗﺒﻀ ﺔ‬ ‫ﻓﻌﺠﺐ ﻗﻮﻣﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﺼﺘﻬﺎ ﻣﻊ رﺳﻮل اﷲ ‪ .. ε‬ﻓﻠﻢ‬
‫)‪(26‬‬
‫ﻗﺒﻀ ﻬﺎ ﻣ ﻦ ﺟﻤ ﻴﻊ اﻷرض ﻓﺠ ﺎء ﺑ ﻨﻮ ﺁدم‬ ‫ﻳﻤﺮ ﻋﻠﻴﻬﻢ زﻣﻦ ﺣﺘﻰ أﺳﻠﻤﺖ وأﺳﻠﻤﻮا ‪..‬‬
‫ﻋﻠﻰ ﻗﺪر اﻷرض ﻓﺠﺎء ﻣﻨﻬﻢ ‪:‬‬ ‫ﻧﻌ ﻢ ‪ ..‬أﻋﺠﺒﺖ ﺑﺘﻌﺎﻣﻠﻪ وآﺮﻣﻪ ﻣﻌﻬﺎ ﻣﻦ أول ﻟﻘﺎء‬
‫اﻷﺣﻤﺮ‬ ‫‪..‬‬
‫واﻷﺑﻴﺾ‬ ‫وﻓ ﻲ ﻳ ﻮم أﻗ ﺒﻞ رﺟ ﻞ إﻟ ﻰ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ .. ε‬ﻓﺴ ﺄﻟﻪ‬
‫واﻷﺳﻮد‬ ‫ﻣﺎ ًﻻ ‪ ..‬ﻓﺄﻋﻄﺎﻩ اﻟﻨﺒﻲ ‪ ε‬ﻗﻄﻴﻌ ًﺎ ﻣﻦ ﻏﻨﻢ ﺑﻴﻦ ﺟﺒﻠﻴﻦ‬
‫وﺑﻴﻦ ذﻟﻚ‬ ‫‪..‬‬
‫واﻟﺴﻬﻞ‬ ‫ﻓﺮﺟﻊ اﻟﺮﺟﻞ إﻟﻰ ﻗﻮﻣﻪ ‪ ..‬ﻓﻘﺎل ‪:‬‬
‫واﻟﺤﺰن‬ ‫ﻳ ﺎ ﻗ ﻮم ‪ ..‬أﺳ ﻠﻤﻮا ﻓﺈن ﻣﺤﻤﺪًا ﻳﻌﻄﻲ ﻋﻄﺎء ﻣﻦ ﻻ‬
‫واﻟﺨﺒﻴﺚ‬ ‫ﻳﺨﺎف اﻟﻔﺎﻗﺔ ‪..‬‬
‫)‪(28‬‬
‫واﻟﻄﻴﺐ ( ‪..‬‬ ‫ﻗ ﺎل أﻧﺲ ‪ :‬وﻗﺪ آﺎن اﻟﺮﺟﻞ ﻳﺠﻲء إﻟﻰ رﺳﻮل اﷲ‬
‫ﻓﻌ ﻨﺪ ﺗﻌﺎﻣﻠ ﻚ ﻣ ﻊ اﻟ ﻨﺎس اﻧﺘ ﺒﻪ إﻟ ﻰ ه ﺬا –‬ ‫‪ ε‬ﻣﺎ ﻳﺮﻳﺪ إﻻ اﻟﺪﻧﻴﺎ ‪ ..‬ﻓﻤﺎ ﻳﻤﺴﻲ ﺣﺘﻰ ﻳﻜﻮن دﻳﻨﻪ‬
‫واﻧﺘﺒﻬﻲ ‪ -‬ﺳﻮاء ﺗﻌﺎﻣﻠﺖ ﻣﻊ ‪:‬‬ ‫أﺣ ﺐ إﻟ ﻴﻪ ‪ ..‬وأﻋ ﺰ ﻋﻠ ﻴﻪ ‪ ..‬ﻣ ﻦ اﻟﺪﻧ ﻴﺎ وﻣ ﺎ ﻓ ﻴﻬﺎ‬
‫ﻗﺮﻳﺐ آﺄب وأم وزوﺟﺔ ووﻟﺪ ‪..‬‬ ‫)‪.. (27‬‬
‫أو ﺑﻌﻴﺪ آﺠﺎر وزﻣﻴﻞ وﺑﺎﺋﻊ ‪..‬‬
‫وﻟﻌﻠ ﻚ ﺗﻼﺣ ﻆ أن ﻃ ﺒﺎﺋﻊ اﻟ ﻨﺎس ﺗﺆﺛ ﺮ ﻓ ﻴﻬﻢ‬ ‫اﻗﺘﺮاح ‪..‬‬
‫ﺣﺘﻰ ﻋﻨﺪ اﺗﺨﺎذ ﻗﺮاراﺗﻬﻢ ‪..‬‬ ‫أول ﻟﻘﺎء ﻳﻄﺒﻊ ‪ %70‬ﻣﻦ اﻟﺼﻮرة ﻋﻨﻚ ‪ ..‬ﻓﻌﺎﻣﻞ‬
‫وﺣﺘﻰ ﺗﺘﻴﻘﻦ ذﻟﻚ ‪ ..‬اﻋﻤﻞ هﺬﻩ اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ‪:‬‬ ‫آﻞ إﻧﺴﺎن ﻋﻠﻰ أن هﺬا هﻮ اﻟﻠﻘﺎء اﻷول واﻷﺧﻴﺮ‬
‫إذا وﻗﻌ ﺖ ﺑﻴ ﻨﻚ وﺑ ﻴﻦ زوﺟ ﺘﻚ ﻣﺸ ﻜﻠﺔ ‪..‬‬ ‫ﺑﻴﻨﻜﻤﺎ ‪..‬‬
‫ﻓﺎﺳﺘﺸ ﺮ أﺣ ﺪ زﻣﻼﺋ ﻚ ﻣﻤ ﻦ ﺗﻌﻠ ﻢ أﻧ ﻪ ﺻ ﻠﺐ‬
‫ﺧﺸ ﻦ ‪ ..‬ﻗ ﻞ ﻟ ﻪ ‪ :‬زوﺟﺘ ﻲ آﺜﻴ ﺮة اﻟﻤﺸ ﺎآﻞ‬ ‫‪ 20.‬اﻟﻨﺎس آﻤﻌﺎدن اﻷرض ‪..‬‬
‫ﻲ ‪..‬‬
‫ﻣﻌﻲ ‪ ..‬ﻗﻠﻴﻠﺔ اﻻﺣﺘﺮام ﻟﻲ ‪ ..‬ﻓﺄﺷﺮ ﻋﻠ ﱠ‬ ‫ﻟﻮ ﺗﺄﻣﻠﺖ ﻓﻲ اﻟﻨﺎس ﻟﻮﺟﺪت أن ﻟﻬﻢ ﻃﺒﺎﺋﻊ آﻄﺒﺎﺋﻊ‬
‫آﺄﻧ ﻲ ﺑ ﻪ ﺳ ﻴﻘﻮل ‪ :‬اﻟﺤ ﺮﻳﻢ ﻣ ﺎ ﻳﺼﻠﺢ ﻣﻌﻬﻦ‬ ‫اﻷرض ‪..‬‬
‫ق ﺧﺸ ﻤﻬﺎ ! ﺧ ﻞ‬ ‫إﻻ اﻟﻌ ﻴﻦ اﻟﺤﻤ ﺮاء !! د ﱠ‬ ‫ﻓﻤ ﻨﻢ اﻟ ﺮﻓﻴﻖ اﻟﻠ ﻴﻦ ‪ ..‬وﻣ ﻨﻬﻢ اﻟﺼ ﻠﺐ اﻟﺨﺸ ﻦ ‪..‬‬
‫ﻼ !!‬
‫ﺷﺨﺼﻴﺘﻚ ﻗﻮﻳﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ !! آﻦ رﺟ ً‬ ‫وﻣ ﻨﻬﻢ اﻟﻜﺮﻳﻢ آﺎﻷرض اﻟﻤﻨﺒﺘﺔ اﻟﻜﺮﻳﻤﺔ ‪ ..‬وﻣﻨﻬﻢ‬
‫وﺑﺎﻟﺘﺎﻟ ﻲ ﻗ ﺪ ﺗ ﺜﻮر أﻧ ﺖ وﻳﺨ ﺮب ﻋﻠ ﻴﻚ ﺑﻴ ﺘﻚ‬ ‫اﻟﺒﺨ ﻴﻞ آ ﺎﻷرض اﻟﺠ ﺪﺑﺎء اﻟﺘ ﻲ ﻻ ﺗﻤﺴ ﻚ ﻣ ﺎ ًء وﻻ‬
‫ﺑﻬﺬﻩ اﻟﻜﻠﻤﺎت ‪..‬‬ ‫ﻸ ‪..‬‬
‫ﺗﻨﺒﺖ آ ً‬
‫أآﻤﻞ اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ‪..‬‬ ‫إذن اﻟﻨﺎس أﻧﻮاع ‪..‬‬
‫اذه ﺐ إﻟ ﻰ ﺻ ﺪﻳﻖ ﺁﺧ ﺮ ﺗﻌ ﺮف أﻧﻪ هﻴﻦ ﻟﻴﻦ‬ ‫وﻟ ﻮ ﺗﺄﻣﻠ ﺖ ﻟ ﻮﺟﺪت أﻧ ﻚ ﻋ ﻨﺪ ﺗﻌﺎﻣﻠ ﻚ ﻣ ﻊ أﻧ ﻮاع‬
‫ﻟﻄﻴﻒ ‪ ..‬وﻗﻞ ﻟﻪ ﻣﺎ ﻗﻠﺖ ﻟﻸول ‪..‬‬ ‫اﻷرض ﺗﺮاﻋﻲ ﺣﺎل اﻷرض وﻃﺒﻴﻌﺘﻬﺎ ‪..‬‬
‫ﺳ ﺘﺠﺪ ﺣ ﺘﻤ ًﺎ أﻧ ﻪ ﻳﻘ ﻮل ‪ :‬ﻳ ﺎ أﺧ ﻲ ه ﺬﻩ أم‬ ‫ﻓﻄ ﺮﻳﻘﺔ ﻣﺸ ﻴﻚ ﻋﻠ ﻰ اﻷرض اﻟﺼ ﻠﺒﺔ ‪ ..‬ﺗﺨ ﺘﻠﻒ‬

‫رواﻩ أﺑﻮ داود واﻟﺘﺮﻣﺬي وﻗﺎل ﺣﺴﻦ‬ ‫) ‪( 28‬‬ ‫رواﻩ ﻣﺴﻠﻢ‬ ‫) ‪( 26‬‬
‫ﺻﺤﻴﺢ‬ ‫رواﻩ ﻣﺴﻠﻢ‬ ‫) ‪( 27‬‬
‫‪41‬‬
‫‪Books-sea.com‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬ ‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫وﻣﻀ ﺖ اﻷﻳ ﺎم ‪ ..‬ﻓﺤﺪﺛﺘﻪ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﺎﻟﺘﻮﺑﺔ ﻣﺮة‬ ‫ﻋ ﻴﺎﻟﻚ ‪ ..‬وﻣ ﺎ ﻓ ﻴﻪ زواج ﻳﺨﻠ ﻮ ﻣ ﻦ ﻣﺸ ﺎآﻞ ‪..‬‬
‫أﺧﺮى ‪..‬‬ ‫اﺻﺒﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ ‪ ..‬وﺣﺎول أن ﺗﺘﺤﻤﻠﻬﺎ ‪ ..‬وهﺬﻩ ﻣﻬﻤﺎ‬
‫ﻓﺴ ﺄل ﻋ ﻦ أﻋﻠ ﻢ أهﻞ اﻷرض ‪ ..‬ﻓﺪﻟﻪ اﻟﻨﺎس‬ ‫ﺻﺎر ﻓﻬﻲ زوﺟﺘﻚ ‪ ..‬وﺷﺮﻳﻜﺘﻚ ﻓﻲ اﻟﺤﻴﺎة ‪..‬‬
‫ﻋﻠﻰ رﺟﻞ ﻋﺎﻟﻢ ‪..‬‬ ‫ﻓﺎﻧﻈ ﺮ آ ﻴﻒ ﺻ ﺎرت ﻃﺒ ﻴﻌﺔ اﻟﺸ ﺨﺺ ﺗﺆﺛ ﺮ ﻓ ﻲ‬
‫ﻣﻀ ﻰ ﻳﻤﺸ ﻲ ﺣﺘ ﻰ دﺧ ﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎﻟﻢ ‪ ..‬ﻓﻠﻤﺎ‬ ‫ﺁراﺋﻪ وﻗﺮاراﺗﻪ ‪..‬‬
‫ﻼ رزﻳ ﻨ ًﺎ‬ ‫وﻗ ﻒ ﺑ ﻴﻦ ﻳﺪﻳ ﻪ ﻓ ﺈذا ﺑ ﻪ ﻳ ﺮى رﺟ ً‬ ‫ﻟ ﺬﻟﻚ ﻧﻬ ﻰ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ ε‬أن ﻳﻘﻀ ﻲ اﻟﻘﺎﺿ ﻲ ﺑﻴﻦ اﺛﻨﻴﻦ‬
‫ﻳﺰﻳﻨﻪ وﻗﺎر اﻟﻌﻠﻢ واﻟﺨﺸﻴﺔ ‪..‬‬ ‫وه ﻮ ﻋﻄﺸ ﺎن ! أو ﺟ ﻮﻋﺎن ! أو ﺣ ﺎﺑﺲ ﻟ ﺒﻮل أو‬
‫ﻼ ﺑﻜ ﻞ ﺟ ﺮأة ‪ :‬إﻧ ﻲ‬ ‫ﻓﺄﻗ ﺒﻞ اﻟﻘﺎﺗ ﻞ إﻟ ﻴﻪ ﺳ ﺎﺋ ً‬ ‫ﻏ ﺎﺋﻂ ! ﻷن ه ﺬﻩ اﻷﻣ ﻮر ﻗ ﺪ ﺗﻐﻴ ﺮ ﻧﻔﺴ ﻴﺘﻪ ‪..‬‬
‫ﻗﺘﻠﺖ ﻣﺎﺋﺔ ﻧﻔﺲ !! ﻓﻬﻞ ﻟﻲ ﻣﻦ ﺗﻮﺑﺔ ؟!‬ ‫وﺑﺎﻟﺘﺎﻟ ﻲ ﻗﺪ ﺗﺆﺛﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ اﺗﺨﺎذ ﻗﺮارﻩ ﻓﻲ اﻟﺤﻜﻢ‬
‫ﻓﺄﺟﺎﺑ ﻪ اﻟﻌ ﺎﻟﻢ ﻓ ﻮرًا ‪ :‬ﺳ ﺒﺤﺎااان اﷲ ‪!!..‬‬ ‫‪..‬‬
‫وﻣﻦ ﻳﺤﻮل ﺑﻴﻨﻚ وﺑﻴﻦ اﻟﺘﻮﺑﺔ ؟!!‬ ‫آ ﺎن ﻓ ﻲ اﻷﻣ ﻢ اﻟﺴ ﺎﺑﻘﺔ رﺟ ﻞ ﺳ ﻔﺎح !! ﺳ ﻔﺎح ؟!‬
‫ﻼ ﻣ ﻦ ﻳﺤ ﻮل ﺑﻴ ﻨﻪ وﺑ ﻴﻦ‬ ‫ﺟ ﻮاب راﺋ ﻊ !! ﻓﻌ ً‬ ‫ﻼ واﺣﺪًا وﻻ اﺛﻨﻴﻦ ‪ ..‬وﻻ‬ ‫ﻧﻌﻢ ﺳﻔﺎح ‪ ..‬ﻟﻢ ﻳﻘﺘﻞ رﺟ ً‬
‫اﻟ ﺘﻮﺑﺔ ؟! ﻓﺎﻟﺨﺎﻟ ﻖ ﻓ ﻲ اﻟﺴ ﻤﺎء ﻻ ﺗﺴ ﺘﻄﻴﻊ‬ ‫ﻋﺸﺮة ‪ ..‬وإﻧﻤﺎ ﻗﺘﻞ ﺗﺴﻌ ًﺎ وﺗﺴﻌﻴﻦ ﻧﻔﺴ ًﺎ ‪..‬‬
‫أي ﻗ ﻮة ﻓ ﻲ اﻟﻌ ﺎﻟﻢ ان ﺗﺤ ﻮل ﺑﻴ ﻨﻚ وﺑ ﻴﻦ‬ ‫ﻻ أدري آ ﻴﻒ ﻧﺠ ﺎ ﻣ ﻦ اﻟ ﻨﺎس واﻧ ﺘﻘﺎﻣﻬﻢ ‪ ..‬ﻟﻌﻠ ﻪ‬
‫اﻹﻧﺎﺑﺔ إﻟﻴﻪ واﻻﻧﻜﺴﺎر ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ ‪..‬‬ ‫آ ﺎن ﻣﺨ ﻴﻔ ًﺎ ﺟ ﺪًا إﻟ ﻰ درﺟﺔ أﻧﻪ ﻻ أﺣﺪ ﻳﺠﺮؤ ﻋﻠﻰ‬
‫ﺛ ﻢ ﻗ ﺎل اﻟﻌ ﺎﻟﻢ اﻟ ﺬي آ ﺎن ﻳ ﺘﺨﺬ ﻗﺮاراﺗﻪ ﺑﻨﺎء‬ ‫اﻻﻗﺘ ﺮاب ﻣ ﻨﻪ ‪ ..‬أو أﻧ ﻪ آ ﺎن ﻳﺘﺨﻔ ﻰ ﻓ ﻲ اﻟﺒﺮاري‬
‫ﻋﻠ ﻰ اﻟﻌﻠ ﻢ واﻟﺸ ﺮع ‪ ..‬ﻻ ﺑ ﻨﺎء ﻋﻠﻰ ﻃﺒﻴﻌﺘﻪ‬ ‫واﻟﻤﻐ ﺎرات ‪ ..‬ﻻ أدري ﺑﺎﻟﻀ ﺒﻂ ‪ ..‬اﻟﻤﻬ ﻢ أﻧ ﻪ‬
‫وﻣﺸ ﺎﻋﺮﻩ ‪ ..‬أو ﻗ ﻞ ﻋﻠ ﻰ ﻋﺎﻃﻔ ﺘﻪ‬ ‫ارﺗﻜﺐ ‪ 99‬ﺟﺮﻳﻤﺔ ﻗﺘﻞ !!‬
‫وأﺣﺎﺳﻴﺴﻪ ‪..‬‬ ‫ﺛ ﻢ ﺣﺪﺛ ﺘﻪ ﻧﻔﺴ ﻪ ﺑﺎﻟ ﺘﻮﺑﺔ ‪ ..‬ﻓﺴ ﺄل ﻋ ﻦ أﻋﻠ ﻢ أه ﻞ‬
‫ﻗﺎل اﻟﻌﺎﻟﻢ ‪ :‬ﻟﻜﻨﻚ ﺑﺄرض ﺳﻮء ‪..‬‬ ‫اﻷرض ﻓﺪﻟ ﻮﻩ ﻋﻠ ﻰ ﻋﺎﺑ ﺪ ﻓ ﻲ ﺻﻮﻣﻌﺘﻪ ‪ ..‬ﻻ ﻳﻜﺎد‬
‫ﻋﺠ ﺒ ًﺎ ! آ ﻴﻒ ﻋﻠ ﻢ ؟ ﻋ ﺮف ذﻟ ﻚ ﺑ ﻨﺎء ﻋﻠ ﻰ‬ ‫ﻳﻔﺎرق ﻣﺼﻼﻩ ‪ ..‬ﻳﻤﻀﻲ وﻗﺘﻪ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺑﻜﺎء ودﻋﺎء‬
‫آﺒ ﺮ اﻟﺠ ﺮاﺋﻢ وﻗﻠ ﺔ اﻟـﻤُﺪاﻓﻊ ﻟﻪ اﻟـﻤُﻨﻜِﺮ ﻋﻠﻴﻪ‬ ‫‪ ..‬هﻴﻦ ﻟﻴﻦ ﻋﺎﻃﻔﺘﻪ ﺟﻴﺎﺷﺔ ‪..‬‬
‫ﻼ ﻳﻨﺘﺸ ﺮ ﻓ ﻴﻬﺎ اﻟﻘ ﺘﻞ‬ ‫‪ ..‬ﻓﻌﻠ ﻢ أن اﻟ ﺒﻠﺪ أﺻ ً‬ ‫دﺧ ﻞ ه ﺬا اﻟ ﺮﺟﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎﺑﺪ ‪ ..‬وﻗﻒ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ ﺛﻢ‬
‫واﻟﻈﻠ ﻢ إﻟ ﻰ درﺟ ﺔ أﻧ ﻪ ﻻ أﺣ ﺪ ﻳﻨﺘﺼ ﺮ‬ ‫ﻓﺠﻌ ﻪ ﺑﻘ ﻮﻟﻪ ‪ :‬أﻧ ﺎ ﻗ ﺘﻠﺖ ﺗﺴ ﻌ ًﺎ وﺗﺴ ﻌﻴﻦ ﻧﻔﺴ ًﺎ ‪..‬‬
‫ﻟﻠﻤﻈﻠﻮم ‪..‬‬ ‫ﻓﻬﻞ ﻟﻲ ﻣﻦ ﺗﻮﺑﺔ ؟‬
‫ﻗ ﺎل ‪ :‬إﻧ ﻚ ﺑ ﺄرض ﺳ ﻮء ‪ ..‬ﻓﺎذه ﺐ إﻟ ﻰ ﺑﻠ ﺪ‬ ‫ه ﺬا اﻟﻌﺎﺑ ﺪ ‪ ..‬أﻇ ﻨﻪ ﻟ ﻮ ﻗ ﺘﻞ ﻧﻤﻠ ﺔ ﻣ ﻦ ﻏﻴ ﺮ ﻗﺼ ﺪ‬
‫آ ﺬا وآ ﺬا ﻓ ﺈن ﺑﻬ ﺎ ﻗ ﻮﻣ ًﺎ ﻳﻌ ﺒﺪون اﷲ ﻓﺎﻋ ﺒﺪ‬ ‫ﻟﻘﻀ ﻰ ﺑﻘ ﻴﺔ ﻳ ﻮﻣﻪ ﺑﺎآ ﻴ ًﺎ ﻣﺘﺄﺳ ﻔ ًﺎ ‪ ..‬ﻓﻜﻴﻒ ﺳﻴﻜﻮن‬
‫اﷲ ﻣﻌﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﺟﻮاﺑﻪ ﻟﺮﺟﻞ ﻗﺘﻞ ﺑﻴﺪﻩ ‪ 99‬ﻧﻔﺴ ًﺎ ‪..‬‬
‫ذه ﺐ اﻟ ﺮﺟﻞ ﻳﻤﺸ ﻲ ﺗﺎﺋﺒ ًﺎ ﻣﻨﻴﺒ ًﺎ ‪ ..‬ﻓﻤﺎت ﻗﺒﻞ‬ ‫اﻧ ﺘﻔﺾ اﻟﻌﺎﺑ ﺪ ‪ ..‬وﻟ ﻢ ﻳﺘﺨ ﻴﻞ ‪ 99‬ﺟ ﺜﺔ ﺑ ﻴﻦ ﻳﺪﻳ ﻪ‬
‫أن ﻳﺼﻞ إﻟﻰ اﻟﺒﻠﺪ اﻟﻤﻘﺼﻮد ‪..‬‬ ‫ﻳﻤﺜﻠﻬﺎ هﺬا اﻟﺮﺟﻞ اﻟﻮاﻗﻒ أﻣﺎﻣﻪ ‪..‬‬
‫ﻧﺰﻟﺖ ﻣﻼﺋﻜﺔ اﻟﺮﺣﻤﺔ وﻣﻼﺋﻜﺔ اﻟﻌﺬاب ‪..‬‬ ‫ﺻ ﺎح اﻟﻌﺎﺑ ﺪ ‪ :‬ﻻ ‪ ..‬ﻟ ﻴﺲ ﻟ ﻚ ﺗ ﻮﺑﺔ ‪ ..‬ﻟ ﻴﺲ ﻟ ﻚ‬
‫ﻓﺄﻣﺎ ﻣﻼﺋﻜﺔ اﻟﺮﺣﻤﺔ ﻓﻘﺎﻟﺖ ‪ :‬أﻗﺒﻞ ﺗﺎﺋﺒ ًﺎ ﻣﻨﻴﺒ ًﺎ‬ ‫ﺗﻮﺑﺔ ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫وﻻ ﺗﻌﺠ ﺐ أن ﻳﺼ ﺪر ه ﺬا اﻟﺠ ﻮاب ﻣ ﻦ ﻋﺎﺑ ﺪ ﻗﻠﻴﻞ‬
‫وأﻣ ﺎ ﻣﻼﺋﻜ ﺔ اﻟﻌ ﺬاب ﻓﻘﺎﻟ ﺖ ‪ :‬ﻟﻢ ﻳﻌﻤﻞ ﺧﻴﺮًا‬ ‫اﻟﻌﻠﻢ ‪ ..‬ﻳﺤﻜﻢ ﻓﻲ اﻷﻣﻮر ﺑﻌﺎﻃﻔﺘﻪ ‪..‬‬
‫ﻗﻂ ‪..‬‬ ‫ه ﺬا اﻟﻘﺎﺗ ﻞ ﻟﻤ ﺎ ﺳ ﻤﻊ اﻟﺠ ﻮاب ‪ ..‬وه ﻮ اﻟ ﺮﺟﻞ‬
‫ﻓ ﺒﻌﺚ اﷲ إﻟﻴﻬﻢ ﻣﻠﻜ ًﺎ ﻓﻲ ﺻﻮرة رﺟﻞ ﻟﻴﺤﻜﻢ‬ ‫اﻟﺼ ﻠﺐ اﻟﺨﺸ ﻦ ‪ ..‬ﻏﻀ ﺐ واﺣﻤ ﺮت ﻋﻴ ﻨﺎﻩ ‪..‬‬
‫ﺑﻴ ﻨﻬﻢ ‪ ..‬ﻓﻜ ﺎن اﻟﺤﻜ ﻢ أن ﻳﻘﻴﺴ ﻮا ﻣ ﺎ ﺑ ﻴﻦ‬ ‫وﺗﻨﺎول ﺳﻜﻴﻨﻪ ﺛﻢ اﻧﻬﺎل ﻃﻌﻨ ًﺎ ﻓﻲ ﺟﺴﺪ اﻟﻌﺎﺑﺪ ﺣﺘﻰ‬
‫اﻟﺒﻠﺪﻳﻦ ‪ ..‬ﺑﻠﺪ اﻟﻄﺎﻋﺔ وﺑﻠﺪ اﻟﻤﻌﺼﻴﺔ ‪ ..‬ﻓﺈﻟﻰ‬ ‫ﻣﺰﻗﻪ ‪ ..‬ﺛﻢ ﺧﺮج ﺛﺎﺋﺮًا ﻣﻦ اﻟﺼﻮﻣﻌﺔ ‪..‬‬

‫‪42‬‬
‫‪Books-sea.com‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﻼ ﻟﻚ أﻳﺎم اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ‪..‬‬‫ﺻ ﺪﻳﻘ ًﺎ ﻗ ﺪﻳﻤ ًﺎ آ ﺎن زﻣﻴ ً‬
‫ﻓﺪﻋ ﻮﺗﻪ إﻟﻰ وﻟﻴﻤﺔ ﻏﺪاء ﻓﻲ ﺑﻴﺘﻚ ‪ ..‬ﻓﻮاﻓﻖ‬
‫‪..‬‬
‫ﻓﺬه ﺒﺖ إﻟ ﻰ اﻟﺴ ﻮق واﺷ ﺘﺮﻳﺖ ﺣﺎﺟ ﺎت ﺛ ﻢ‬
‫رﺟﻌ ﺖ إﻟ ﻰ اﻟﺒ ﻴﺖ ﻟﺘﺴ ﺘﻌﺪ وﺟﻌﻠ ﺖ ﺗﺘﺼ ﻞ‬
‫ﺑﻌ ﺪد ﻣ ﻦ زﻣﻼﺋﻜ ﻢ اﻟﺴ ﺎﺑﻘﻴﻦ ﺗﺪﻋ ﻮهﻢ‬
‫ﻟﻤﺸ ﺎرآﺘﻜﻢ اﻟﻮﻟ ﻴﻤﺔ ورؤﻳ ﺔ ﺻ ﺎﺣﺒﻚ ‪ ..‬ﻣ ﻦ‬
‫ﺑ ﻴﻦ ه ﺆﻻء ﺻ ﺪﻳﻖ ‪ -‬ﻣ ﻦ اﻟ ﺒﺨﻼء اﻟ ﺬﻳﻦ‬
‫اﺳﺘﻮﻟﻰ ﺣﺐ اﻟﻤﺎل ﻋﻠﻰ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ‪ -‬اﺗﺼﻠﺖ ﺑﻪ‬
‫ﻓ ﺮﺣﺐ وﺣ ﻴﱠﺎ ‪ ..‬ﻓﻠﻤ ﺎ أﺧﺒﺮﺗﻪ ﻋﻦ اﻟﻮﻟﻴﻤﺔ ‪..‬‬
‫ﻗ ﺎل ‪ :‬ﺁﺁﻩ ‪ ..‬ﻳ ﺎ ﻟﻴﺘﻨ ﻲ أﺳ ﺘﻄﻴﻊ اﻟﺤﻀ ﻮر‬
‫ورؤﻳ ﺔ ﻓ ﻼن ‪ ..‬ﻟﻜﻨ ﻲ ﻣﺮﺗﺒﻂ ﺑﺸﻐﻞ هﺎاام ‪..‬‬
‫ﻓ ﺒﻠﻐﻪ ﺳ ﻼﻣﻲ ‪ ..‬وﻟﻌﻠ ﻲ أراﻩ ﻓ ﻲ وﻗ ﺖ ﺁﺧﺮ‬
‫‪..‬‬
‫ﻓﺄدرآ ﺖ أﻧ ﺖ ﻣ ﻦ ﻣﻌ ﺮﻓﺘﻚ ﺑﻄﺒﻴﻌ ﺘﻪ أﻧ ﻪ‬
‫ﻳﺨﺸ ﻰ أن ﻳﺠ ﻲء ‪ ..‬ﻓﻴﻀ ﻄﺮ إﻟ ﻰ أن ﻳﺪﻋ ﻮ‬
‫اﻟﻀ ﻴﻒ إﻟ ﻰ ﺑﻴ ﺘﻪ وﻳﺼ ﻨﻊ ﻟ ﻪ وﻟ ﻴﻤﺔ ﺗﻜﻠﻔ ﻪ‬
‫ﻣﺒﻠﻐ ًﺎ وﻗﺪرﻩ ‪ !! ..‬وهﻮ ﻳﺮﻳﺪ اﻟﺘﻮﻓﻴﺮ ‪..‬‬
‫ﻓﻘﻠ ﺖ ﻟ ﻪ ‪ :‬ﻋﻤﻮﻣ ًﺎ هﺬا اﻟﻀﻴﻒ ﻟﻦ ﻳﺒﻘﻰ ﻓﻲ‬
‫اﻟ ﺒﻠﺪ ﺳﻴﺴ ﺎﻓﺮ ﺑﻌ ﺪ اﻟﻐﺪاء ﻣﺒﺎﺷﺮة ‪ ..‬ﻓﻘﺎل ‪:‬‬
‫ﺁﺁﺁ ‪ ..‬إذن ﺳﺄؤﺟﻞ ﺷﻐﻠﻲ وﺁﺗﻲ ﻟﺮؤﻳﺘﻪ !!‬
‫وﺑﻌ ﺾ ﻣ ﻦ ﺗﺨ ﺎﻟﻄﻬﻢ ﻣ ﻦ اﻟ ﻨﺎس ﻳﻜ ﻮن‬
‫اﺟﺘﻤﺎﻋ ﻴ ًﺎ أﺳ ﺮﻳ ًﺎ ‪ ..‬ﻳﺤﺐ أﺳﺮﺗﻪ ‪ ..‬ﻻ ﻳﺼﺒﺮ‬
‫ﻋﻠ ﻰ ﻓ ﺮاﻗﻬﻢ ‪ ..‬اﻃﻠ ﺐ ﻣ ﻨﻪ أي ﺷﻲء إﻻ أن‬
‫ﻳﺒﺘﻌﺪ ﻋﻦ أوﻻدﻩ ﺑﺴﻔﺮ أو ﻧﺤﻮﻩ ‪ ..‬ﻓﻼ ﺗﻜﻠﻔﻪ‬
‫ﻣﺎ ﻻ ﻳﻄﻴﻖ ‪..‬‬
‫إﻟﻰ ﻏﻴﺮ ذﻟﻚ ﻣﻦ ﻃﺒﺎﺋﻊ اﻟﻨﺎس ‪..‬‬
‫ﻳﻌﺠﺒﻨﻲ ﺑﻌﺾ اﻟﻨﺎس اﻟﺬي ﻳﻤﻠﻚ ﻓﻦ اﺻﻄﻴﺎد‬
‫ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻘﻠﻮب ‪..‬‬
‫ﻓ ﺈذا ﺳ ﺎﻓﺮ ﻣ ﻊ ﺑﺨ ﻼء اﻗﺘﺼ ﺪ ﺣﺘ ﻰ ﻻ‬
‫ﻳﺤﺮﺟﻬﻢ ﻓﺄﺣﺒﻮﻩ ‪..‬‬
‫وإن ﺟ ﺎﻟﺲ ﻋﺎﻃﻔﻴﻴﻦ زاد ﻣﻦ ﻧﺴﺒﺔ ﻋﺎﻃﻔﺘﻪ‬
‫ﻓﺄﺣﺒﻮﻩ ‪..‬‬
‫وإن ﻣﺸ ﻰ ﻣ ﻊ ﻓﻜﺎهﻴ ﻴﻦ ﻣ ﺮﺣﻴﻦ ﺿ ﺤﻚ‬
‫وﻣﺰح وﺟﺎﻣﻠﻬﻢ ﻓﺄﺣﺒﻮﻩ ‪..‬‬
‫ﻳﻠ ﺒﺲ ﻟﻜ ﻞ ﺣﺎﻟ ﺔ ﻟﺒﻮﺳﻬﺎ ‪ ..‬إﻣﺎ ﻧﻌﻴﻤﻬﺎ وإﻣﺎ‬
‫ﺑﺆﺳﻬﺎ ‪..‬‬
‫ﻼ ﻣﻌ ﻲ ‪ ..‬واﻧﻈ ﺮ إﻟ ﻰ‬ ‫ﻋ ﺪ ﺑﺬاآ ﺮﺗﻚ ﻗﻠ ﻴ ً‬
‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫أﻳﺘﻬﻤﺎ آﺎن أﻗﺮب ‪.‬ز ﻓﺈﻧﻪ ﻟﻬﺎ ‪..‬‬
‫وأوﺣ ﻰ اﷲ ﺗﻌﺎﻟ ﻰ إﻟ ﻰ ﺑﻠ ﺪ اﻟ ﺮﺣﻤﺔ أن ﺗﻘﺎرﺑﻲ ‪..‬‬
‫وإﻟ ﻰ ﺑﻠ ﺪ اﻟﻤﻌﺼﻴﺔ أن ﺗﺒﺎﻋﺪي ‪ ..‬ﻓﻜﺎن أﻗﺮب إﻟﻰ‬
‫ﺑﻠﺪ اﻟﻄﺎﻋﺔ ﻓﺄﺧﺬﺗﻪ ﻣﻼﺋﻜﺔ اﻟﺮﺣﻤﺔ ‪..‬‬
‫ﺣﺘ ﻰ اﻟﻤﻔﺘ ﻴﻦ ﻓ ﻲ اﻟﻤﺴ ﺎﺋﻞ اﻟﺸ ﺮﻋﻴﺔ ﺗﺠ ﺪ ﻣ ﻊ‬
‫اﻷﺳﻒ أن ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺗﻐﻠﺒﻪ ﻋﺎﻃﻔﺘﻪ أﺣﻴﺎﻧ ًﺎ ‪..‬‬
‫أذآ ﺮ أن أﺣ ﺪ ﺟﻴﺮاﻧ ﻲ آ ﺎن آﺜﻴ ﺮ اﻟﺨﻼﻓ ﺎت ﻣ ﻊ‬
‫زوﺟﺘﻪ ‪..‬‬
‫اﺷ ﺘﺪ اﻟﺨ ﻼف ﻳ ﻮﻣ ًﺎ ﻓﻄﻠﻘﻬ ﺎ ﺗﻄﻠ ﻴﻘﻪ ‪ ..‬ﺛﻢ راﺟﻌﻬﺎ‬
‫‪..‬‬
‫ﺛﻢ اﺷﺘﺪ أﺧﺮى ‪ ..‬ﻓﻄﻠﻘﻬﺎ ﺛﺎﻧﻴﺔ ‪ ..‬ﺛﻢ راﺟﻌﻬﺎ ‪..‬‬
‫وآ ﻨﺖ آﻠﻤ ﺎ ﻗﺎﺑﻠ ﺘﻪ أﺣ ﺬرﻩ وأوﺻ ﻴﻪ ‪ ..‬وأذآ ﺮﻩ‬
‫ﺑﺄﺑ ﻨﺎﺋﻪ اﻟﺼﻐﺎر ‪ ..‬وأهﻤﻴﺔ اﻋﺘﺒﺎرهﻢ واﻟﻌﻨﺎﻳﺔ ﺑﻬﻢ‬
‫‪ ..‬وأآﺮر ﻋﻠﻴﻪ ‪:‬‬
‫ﻟ ﻢ ﻳ ﺒﻖ ﻟ ﻚ إﻻ ﻃﻠﻘ ﺔ واﺣ ﺪة – اﻟﺜﺎﻟ ﺜﺔ – ﻓ ﺈن‬
‫أوﻗﻌ ﺘﻬﺎ ﻟ ﻢ ﺗﺤﻞ ﻟﻚ ﻣﺮاﺟﻌﺘﻬﺎ إﻻ ﺑﻌﺪ زواﺟﻬﺎ ﻣﻦ‬
‫ﺁﺧ ﺮ وﺗﻄﻠ ﻴﻘﻪ ﻟﻬ ﺎ ‪ ..‬ﻓﺎﺗ ﻖ اﷲ ‪ ..‬وﻻ ﺗﺨﺮب ﺑﻴﺘﻚ‬
‫‪..‬‬
‫ﺣﺘ ﻰ ﺟﺎءﻧ ﻲ ﻳ ﻮﻣ ًﺎ ﻣﺘﻐﻴ ﺮ اﻟ ﻮﺟﻪ وﻗ ﺎل ‪ :‬ﻳ ﺎ ﺷﻴﺦ‬
‫ﺗﺨﺎﺻﻤﻨﺎ وﻃﻠﻘﺘﻬﺎ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ !!‬
‫وه ﺬا اﻟﻜ ﻼم ﻣ ﻨﻪ ﻟ ﻴﺲ ﻏ ﺮﻳﺒ ًﺎ ‪ ..‬إﻧﻤ ﺎ اﻟﻐﺮﻳﺐ أﻧﻪ‬
‫ﻗﺎل ﺑﻌﺪهﺎ ‪ :‬ﻣﺎ ﺗﻌﺮف ﻟﻲ ﺷﻴﺨ ًﺎ ﺣﺒﻴﺒ ًﺎ ﻳﻔﺘﻴﻨﻲ اﻵن‬
‫أراﺟﻌﻬﺎ !!‬
‫ﻓﻌﺠ ﺒﺖ ﻣ ﻨﻪ ‪ ..‬ﺛ ﻢ ﺗﺄﻣﻠ ﺖ ﻓ ﻲ اﻟﺤ ﺎل ﻓﺎآﺘﺸﻔﺖ ﻣﺎ‬
‫ﺗﻘﺮر ﻗﺒﻞ ﻗﻠﻴﻞ أن آﺜﻴﺮًا ﻣﻦ اﻟﻨﺎس ﺗﺨﺘﻠﻒ ﺁراؤهﻢ‬
‫– ورﺑﻤ ﺎ اﺧﺘ ﻴﺎراﺗﻬﻢ اﻟﻔﻘﻬ ﻴﺔ – ﺗﺄﺛ ﺮًا ﺑﻌﺎﻃﻔ ﺘﻪ‬
‫وﻃﺒﻴﻌﺘﻪ ‪..‬‬
‫وﺑﻌ ﺾ اﻟ ﻨﺎس ﺗﻌﻠ ﻢ ﻣ ﻦ ﻃﺒﻴﻌ ﺘﻪ أﻧ ﻪ ﺷ ﺪﻳﺪ اﻟﺤﺐ‬
‫ﻟﻠﻤ ﺎل ‪ ..‬ﻓ ﻼ ﺗﻌﺠ ﺐ إذا رأﻳ ﺘﻪ ﻳ ﺬل ﻧﻔﺴ ﻪ ﻷرﺑ ﺎب‬
‫اﻷﻣﻮال ‪ ..‬ﻳﻬﻤﻞ أوﻻدﻩ وﺑﻴﺘﻪ ﻷﺟﻞ ﺟﻤﻌﻪ ‪ ..‬ﻳﻘﺘﺮ‬
‫ﻋﻠ ﻰ ﻣ ﻦ ﻳﻌ ﻮل ‪ ..‬ﻻ ﺗﻌﺠ ﺐ ﻓﻬ ﻮ ﻃﻤ ﺎع ‪ ..‬ﺑ ﻞ إن‬
‫اﺗﺨﺎذﻩ ﻟﻘﺮاراﺗﻪ وﺗﺒﻨﻴﻪ ﻟﻘﻨﺎﻋﺎﺗﻪ ﻳﻨﺒﻨﻲ آﺜﻴﺮًا ﻋﻠﻰ‬
‫ه ﺬﻩ اﻟﻄﺒ ﻴﻌﺔ ‪ ..‬ﻓ ﺈذا أردت أن ﺗ ﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌ ﻪ أو‬
‫ﺗﻄﻠ ﺐ ﻣﻨﻪ ﺷﻴﺌ ًﺎ ﻓﻀﻊ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻚ ﻗﺒﻞ أن ﺗﺘﻜﻠﻢ أﻧﻪ‬
‫ﻣﺤ ﺐ ﻟﻠﻤ ﺎل ‪ ..‬ﻓﺤﺎول أن ﻻ ﺗﻌﺎرض هﺬﻩ اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ‬
‫ﻓﻴﻪ ﺣﺘﻰ ﺗﺤﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺗﺮﻳﺪ ﻣﻨﻪ ‪..‬‬
‫وﻷن اﻷﻣﺜﻠﺔ ﻣﻔﺎﺗﻴﺢ اﻟﻔﻬﻮم ‪ ..‬ﺧﺬ ﻣﺜﺎ ًﻻ ‪:‬‬
‫وُ‬ ‫ﻧﻔ ﺮض أﻧ ﻚ زرت ﻣﺴﺘﺸ ﻔﻰ وﻗﺎﺑﻠ ﺖ ﻣﺼ ﺎدﻓﺔ‬
‫‪43‬‬
‫‪Books-sea.com‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬ ‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﺣﺘ ﻰ ﻣ ﺮ رﺳﻮل اﷲ ‪ ρ‬ﻓﻲ آﺘﻴﺒﺘﻪ اﻟﺨﻀﺮاء‬ ‫رﺳﻮل اﷲ ‪ ε‬وﻗﺪ أﻗﺒﻞ ﺑﺎﻟﻜﺘﺎﺋﺐ ﻟﻔﺘﺢ ﻣﻜﺔ ‪..‬‬
‫‪ ..‬وﻓ ﻴﻬﺎ اﻟﻤﻬﺎﺟﺮون واﻷﻧﺼﺎر ‪ ..‬ﻗﺪ ﻏﻄﻮا‬ ‫آ ﺎن أﺑ ﻮ ﺳ ﻔﻴﺎن ﻗ ﺪ ﺧ ﺮج إﻟ ﻰ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ ε‬ﻗ ﺒﻞ أن‬
‫أﺟﺴ ﺎدهﻢ ﺑﺎﻟﺤﺪﻳ ﺪ ‪ ..‬ﻓ ﻼ ﻳ ﺮى ﻣ ﻨﻬﻢ إﻻ‬ ‫ﻳﺪﺧﻞ ﻣﻜﺔ ‪ ..‬ﻓﺄﺳﻠﻢ ‪..‬‬
‫ﻋﻴﻮﻧﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﻓ ﻲ ﻗﺼﺔ ﻃﻮﻳﻠﺔ ‪ ..‬اﻟﺸﺎهﺪ ﻣﻨﻬﺎ أﻧﻪ ﻟﻤﺎ أﺳﻠﻢ ﻗﺎل‬
‫ﻓﻘﺎل ‪ :‬ﺳﺒﺤﺎن اﷲ ﻳﺎ ﻋﺒﺎس ! ﻣﻦ هﺆﻻء ؟‬ ‫اﻟﻌﺒﺎس ‪:‬‬
‫ﻓﻘ ﺎل اﻟﻌ ﺒﺎس ‪ :‬ه ﺬا رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ρ‬ﻓ ﻲ‬ ‫ﻳ ﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ..‬إن أﺑ ﺎ ﺳ ﻔﻴﺎن رﺟ ﻞ ﻳﺤ ﺐ اﻟﻔﺨﺮ‬
‫اﻟﻤﻬﺎﺟﺮﻳﻦ واﻷﻧﺼﺎر ‪..‬‬ ‫ﻓﺎﺟﻌﻞ ﻟﻪ ﺷﻴﺌ ًﺎ ‪..‬‬
‫ﻗ ﺎل ‪ :‬ه ﺬا اﻟﻤ ﻮت اﻷﺣﻤ ﺮ ‪ ..‬واﷲ ﻣ ﺎ ﻷﺣ ﺪ‬ ‫ﻓﻘ ﺎل ‪ " : ρ‬ﻧﻌ ﻢ ‪ ..‬ﻣ ﻦ دﺧﻞ دار أﺑﻲ ﺳﻔﻴﺎن ﻓﻬﻮ‬
‫ﺑﻬﺆﻻء ﻣﻦ ﻗﺒﻞ وﻻ ﻃﺎﻗﺔ ‪..‬‬ ‫ﺁﻣﻦ ‪..‬‬
‫ﺛ ﻢ ﻗ ﺎل ‪ :‬واﷲ ﻳ ﺎ أﺑﺎ اﻟﻔﻀﻞ ﻟﻘﺪ أﺻﺒﺢ ﻣﻠﻚ‬ ‫وﻣ ﻦ أﻏﻠ ﻖ ﻋﻠ ﻴﻪ ﺑﺎﺑ ﻪ ﻓﻬ ﻮ ﺁﻣ ﻦ ‪ ..‬وﻣ ﻦ دﺧ ﻞ‬
‫اﺑﻦ أﺧﻴﻚ ﻋﻈﻴﻤ ًﺎ !‬ ‫اﻟﻤﺴﺠﺪ ﻓﻬﻮ ﺁﻣﻦ ‪..‬‬
‫ﻗﺎل اﻟﻌﺒﺎس ‪ :‬ﻳﺎ أﺑﺎ ﺳﻔﻴﺎن ‪ ..‬إﻧﻬﺎ اﻟﻨﺒﻮة ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤﺎ ذهﺐ أﺑﻮ ﺳﻔﻴﺎن ﻟﻴﻨﺼﺮف إﻟﻰ ﻣﻜﺔ ‪..‬‬
‫ﻓﻘﺎل أﺑﻮ ﺳﻔﻴﺎن ‪ :‬ﻓﻨﻌﻢ إذن ‪..‬‬ ‫ﻧﻈﺮ إﻟﻴﻪ رﺳﻮل اﷲ ‪.. ρ‬‬
‫ﻓﻠﻤﺎ ﺗﺠﺎوزﺗﻬﻢ اﻟﺨﻴﻞ ‪ ..‬ﺻﺎح ﺑﻪ اﻟﻌﺒﺎس ‪..‬‬ ‫ﻓﺈذا هﻮ اﻟﺬي اﺳﺘﻨﻔﺮ ﻗﺮﻳﺸ ًﺎ ﻟﺤﺮﺑﻪ ﻓﻲ ﺑﺪر ‪..‬‬
‫اﻟﻨﺠﺎ َء إﻟﻰ ﻗﻮﻣﻚ ‪..‬‬ ‫واﺳﺘﻨﻔﺮهﺎ ﻟﺤﺮﺑﻪ ﻓﻲ أﺣﺪ ‪..‬‬
‫ﻓﻤﻀﻰ أﺑﻮ ﺳﻔﻴﺎن ﺳﺮﻳﻌ ًﺎ إﻟﻰ ﻣﻜﺔ ‪..‬‬ ‫ﺛﻢ اﺳﺘﻨﻔﺮهﺎ ﻟﺤﺮﺑﻪ ﻓﻲ اﻟﺨﻨﺪق ‪..‬‬
‫وﺟﻌﻞ ﻳﺼﺮخ ﺑﺄﻋﻠﻰ ﺻﻮﺗﻪ ‪:‬‬ ‫وإذا رﺟﻞ ﻗﺎﺋﺪ ‪ ..‬ﻗﺪ ﻃﺤﻨﺘﻪ اﻟﺤﺮب وﻃﺤﻨﻬﺎ ‪..‬‬
‫ﻳﺎ ﻣﻌﺸﺮ ﻗﺮﻳﺶ ‪ ..‬هﺬا ﻣﺤﻤﺪ ﻗﺪ ﺟﺎءآﻢ ﻓﻴﻤﺎ‬ ‫وإذا هﻮ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﻬﺪ ﺑﺈﺳﻼم ‪..‬‬
‫ﻻ ﻗ ﺒﻞ ﻟﻜ ﻢ ﺑ ﻪ ‪ ..‬ﻓﻤ ﻦ دﺧ ﻞ دار أﺑﻲ ﺳﻔﻴﺎن‬ ‫ﻓﺄراد رﺳﻮل اﷲ ‪ ρ‬أن ﻳﺮﻳﻪ ﻗﻮة اﻹﺳﻼم ‪..‬‬
‫ﻓﻬﻮ ﺁﻣﻦ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل ‪ " : ε‬ﻳﺎ ﻋﺒﺎس ‪..‬‬
‫ﻗﺎﻟﻮا ‪ :‬ﻗﺎﺗﻠﻚ اﷲ ! وﻣﺎ ﺗﻐﻨﻲ ﻋﻨﺎ دارك ؟‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻟﺒﻴﻚ ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪..‬‬
‫ﻗ ﺎل ‪ :‬وﻣ ﻦ أﻏﻠ ﻖ ﻋﻠ ﻴﻪ ﺑﺎﺑ ﻪ ﻓﻬ ﻮ ﺁﻣ ﻦ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬اﺣﺒﺲ أﺑﺎ ﺳﻔﻴﺎن ﺑﻤﻀﻴﻖ اﻟﻮادي ﻋﻨﺪ ﺧﻄﻢ‬
‫وﻣﻦ دﺧﻞ اﻟﻤﺴﺠﺪ ﻓﻬﻮ ﺁﻣﻦ ‪..‬‬ ‫اﻟﺠﺒﻞ ﺣﺘﻰ ﺗﻤﺮ ﺑﻪ ﺟﻨﻮد اﷲ ﻓﻴﺮاهﺎ ‪..‬‬
‫ﻓﺘﻔﺮق اﻟﻨﺎس إﻟﻰ دورهﻢ وإﻟﻰ اﻟﻤﺴﺠﺪ ‪..‬‬ ‫أي أوﻗﻔﻪ ﻋﻠﻰ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﺠﻴﺶ وهﻮ ﻳﺪﺧﻞ ﻣﻜﺔ ‪..‬‬
‫ﻓﻠﻠ ﻪ در ﻧﺒ ﻴﻪ ‪ ε‬آ ﻴﻒ أﺛ ﺮ ﻓ ﻲ ﻧﻔ ﺲ أﺑ ﻲ‬ ‫ﻓﺨ ﺮج اﻟﻌ ﺒﺎس ﺑﺄﺑ ﻲ ﺳ ﻔﻴﺎن ‪ ..‬ﺣﺘ ﻰ وﻗ ﻒ ﻣﻌ ﻪ‬
‫ﺳﻔﻴﺎن ﺑﻤﺎ ﻳﺼﻠﺢ ﻟﻪ ‪..‬‬ ‫ﺑﻤﻀ ﻴﻖ اﻟ ﻮادي ‪ ..‬ﺣ ﻴﺚ ﺗ ﺘﺪﻓﻖ اﻟﻜ ﺘﺎﺋﺐ آﺎﻟﺴ ﻴﻞ‬
‫وﻣﻤ ﺎ ﻳﺤﺴ ﻦ هﻬ ﻨﺎ ‪ ..‬أن ﺗﻌ ﺮف ﻃﺒ ﻴﻌﺔ‬ ‫إﻟﻰ ﻣﻜﺔ ‪..‬‬
‫اﻟﺸ ﺨﺺ وﻧﻔﺴﻴﺘﻪ ﻗﺒﻞ أن ﺗﺘﻜﻠﻢ ﻣﻌﻪ ‪ ..‬ﻓﺈن‬ ‫وﺟﻌﻠ ﺖ اﻟﻜ ﺘﺎﺋﺐ ﺗﻤ ﺮ ﻋﻠ ﻴﻪ ﺑ ﺮاﻳﺎﺗﻬﺎ ‪ ..‬ﻓﻠﻤﺎ ﻣﺮت‬
‫ﻣﻌ ﺮﻓﺔ ﻃﺒﻴﻌ ﺘﻪ ‪ ..‬وﻣ ﺎذا ﻳﻨﺎﺳ ﺒﻪ ‪ ..‬ﻳﻔ ﻴﺪك‬ ‫اﻟﻜﺘﻴﺒﺔ اﻷوﻟﻰ ﻗﺎل ‪ :‬ﻳﺎ ﻋﺒﺎس ﻣﻦ هﺆﻻء ؟‬
‫ﻋﻨﺪ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ أو اﻟﻜﻼم ﻣﻌﻪ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل اﻟﻌﺒﺎس ‪ :‬ﺳﻠﻴﻢ ‪..‬‬
‫ﻓﻲ ﻏﺰوة اﻟﺤﺪﻳﺒﻴﺔ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻣﺎﻟﻲ وﻟﺴﻠﻴﻢ ‪!!..‬‬
‫ﺧ ﺮج رﺳ ﻮل اﷲ ‪ .. ρ‬ﺑﻤ ﻦ ﻣﻌ ﻪ ﻣ ﻦ‬ ‫ﺛﻢ ﻣﺮت ﺑﻪ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ‪..‬‬
‫اﻟﻤﻬﺎﺟ ﺮﻳﻦ واﻷﻧﺼ ﺎر وﻣ ﻦ ﻟﺤ ﻖ ﺑ ﻪ ﻣ ﻦ‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻳﺎ ﻋﺒﺎس ﻣﻦ هﺆﻻء ؟‬
‫اﻟﻌﺮب ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻣﺰﻳﻨﺔ ‪..‬‬
‫آﺎﻧﻮا أﻟﻔ ًﺎ وأرﺑﻌﻤﺎﺋﺔ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻣﺎﻟﻲ وﻟﻤﺰﻳﻨﺔ ‪!!..‬‬
‫ﺳ ﺎﻗﻮا ﻣﻌﻬ ﻢ اﻟﻬﺪى وأﺣﺮﻣﻮا ﺑﺎﻟﻌﻤﺮة ﻟﻴﻌﻠﻢ‬ ‫ﺣﺘ ﻰ ﻧﻔ ﺪت اﻟﻜﺘﺎﺋﺐ ‪ ..‬وهﻮ ﻣﺎ ﺗﻤﺮ آﺘﻴﺒﺔ إﻻ ﺳﺄل‬
‫اﻟ ﻨﺎس أﻧﻬ ﻢ إﻧﻤﺎ ﺧﺮﺟﻮا زاﺋﺮﻳﻦ ﻟﻬﺬا اﻟﺒﻴﺖ‬ ‫اﻟﻌﺒﺎس ﻋﻨﻬﺎ ‪..‬‬
‫ﻣﻌﻈﻤﻴﻦ ﻟﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﺈذا أﺧﺒﺮﻩ ‪ ..‬ﻗﺎل ‪ :‬ﻣﺎﻟﻲ وﻟﺒﻨﻲ ﻓﻼن ‪..‬‬
‫‪44‬‬
‫‪Books-sea.com‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬ ‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫واﻟ ﺬي ﻧﻔ ﺲ اﻟﺤﻠ ﻴﺲ ﺑ ﻴﺪﻩ ‪ ..‬ﻟ ﺘﺨﻠﻦ ﺑ ﻴﻦ‬ ‫وﺳ ﺎق ‪ ε‬ﻣﻌﻪ ﺳﺒﻌﻴﻦ ﻣﻦ اﻹﺑﻞ ‪ ..‬هﺪﻳ ًﺎ إﻟﻰ اﻟﺒﻴﺖ‬
‫ﻣﺤﻤ ﺪ وﺑ ﻴﻦ ﻣ ﺎ ﺟ ﺎء ﻟ ﻪ ﻣ ﻦ اﻟﻌﻤ ﺮة ‪ ..‬أو‬ ‫اﻟﺤﺮام ‪..‬‬
‫ﻷﻧﻔﺮن ﺑﺎﻷﺣﺎﻳﺶ ﻧﻔﺮة رﺟﻞ واﺣﺪ ‪..‬‬ ‫وﺻﻠﻮا ﻣﻜﺔ ‪ ..‬ﻓﻤﻨﻌﺘﻬﻢ ﻗﺮﻳﺶ ﻣﻦ دﺧﻮﻟﻬﺎ ‪..‬‬
‫ﻗﺎﻟ ﻮا ‪َ :‬ﻣ ْﻪ ‪ُ ..‬آﻒﱠ ﻋﻨﺎ ‪ ..‬ﺣﺘﻰ ﻧﺄﺧﺬ ﻷﻧﻔﺴﻨﺎ‬ ‫ﻋﺴ ﻜﺮ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ ε‬ﺑﺄﺻ ﺤﺎﺑﻪ ﻓ ﻲ ﻣﻮﺿ ﻊ اﺳ ﻤﻪ‬
‫ﻣﺎ ﻧﺮﺿﻰ ﺑﻪ ‪..‬‬ ‫اﻟﺤﺪﻳﺒﻴﺔ ‪..‬‬
‫ﻼ ﺷ ﺮﻳﻔ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﺛ ﻢ أرادوا ‪ ..‬أن ﻳﺒﻌ ﺜﻮا رﺟ ً‬ ‫ﺟﻌﻠ ﺖ ﻗ ﺮﻳﺶ ﺗﺮﺳ ﻞ إﻟ ﻴﻪ اﻟ ﺮﺟﻞ ﺗﻠ ﻮ اﻟ ﺮﺟﻞ‬
‫ﻓﺎﺧﺘﺎروا ﻋﺮوة ﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮد اﻟﺜﻘﻔﻲ ‪..‬‬ ‫ﻟﻠﺘﻔﺎوض ﻣﻌﻪ ‪..‬‬
‫ﻓﻘ ﺎل ‪ :‬ﻳ ﺎ ﻣﻌﺸ ﺮ ﻗ ﺮﻳﺶ إﻧ ﻲ ﻗ ﺪ رأﻳ ﺖ ﻣ ﺎ‬ ‫ﻓﺒﻌﺜﻮا إﻟﻴﻪ أو ًﻻ ﻣﻜﺮز ﺑﻦ ﺣﻔﺺ ‪..‬‬
‫ﻳﻠﻘ ﻰ ﻣﻨﻜﻢ ﻣﻦ ﺑﻌﺜﺘﻤﻮﻩ إﻟﻰ ﻣﺤﻤﺪ إذ ﺟﺎءآﻢ‬ ‫ﻼ ﻣﻦ ﻗﺮﻳﺶ ‪ ..‬ﻟﻜﻨﻪ ﻻ ﻳﻠﺘﺰم ﺑﻌﻬﺪ‬ ‫آ ﺎن ﻣﻜ ﺮز رﺟ ً‬
‫‪ ..‬ﻣ ﻦ اﻟﺘﻌﻨ ﻴﻒ وﺳ ﻮء اﻟﻠﻔ ﻆ ‪ ..‬وﻗﺪ ﻋﺮﻓﺘﻢ‬ ‫وﻻ ﻣﻴﺜﺎق ‪ ..‬ﺑﻞ هﻮ ﻓﺎﺟﺮ ﻏﺎدر ‪..‬‬
‫أﻧﻜﻢ واﻟﺪ وأﻧﻲ وﻟﺪ ‪..‬‬ ‫ﻼ ﻗﺎل ‪ :‬هﺬا رﺟﻞ ﻏﺎدر‬ ‫ﻓﻠﻤﺎ رﺁﻩ رﺳﻮل اﷲ ‪ ρ‬ﻣﻘﺒ ً‬
‫ﻗﺎﻟﻮا ‪ :‬ﺻﺪﻗﺖ ﻣﺎ أﻧﺖ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﺑﻤﺘﻬﻢ ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫ﻓﺨ ﺮج ﻋ ﺮوة ‪ ..‬وآ ﺎن ﻣﻠﻜ ًﺎ ﻓﻲ ﻗﻮﻣﻪ ‪ ..‬ﻟﻪ‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎ اﻧﺘﻬ ﻰ إﻟ ﻰ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ .. ρ‬آﻠﻤﻪ ﺑﻤﺎ ﻳﺼﻠﺢ‬
‫ﺷﺮف وﻣﻜﺎﻧﺔ ‪ ..‬وﻟﻪ ﺗﺮﻓﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺎس ‪..‬‬ ‫ﻟﻤﺜﻠﻪ ‪..‬‬
‫ﻓﻠﻤ ﺎ أﺗ ﻰ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ρ‬ﺟﻠ ﺲ ﺑ ﻴﻦ ﻳﺪﻳ ﻪ ﺛ ﻢ‬ ‫وأﺧﺒﺮﻩ أﻧﻪ ﻣﺎ ﺟﺎء ﻳﺮﻳﺪ ﺣﺮﺑ ًﺎ ‪ ..‬إﻧﻤﺎ ﺟﺎء ﻣﻌﺘﻤﺮًا‬
‫ﻗﺎل ‪:‬‬ ‫ﻼ‬
‫‪ ..‬وﻟ ﻢ ﻳﻜ ﺘﺐ ﻣﻌ ﻪ ﻋﻬ ﺪًا ﻷﻧ ﻪ ﻳﻌﻠ ﻢ أﻧ ﻪ ﻟﻴﺲ أه ً‬
‫ﻳ ﺎ ﻣﺤﻤ ﺪ !! أﺟﻤﻌ ﺖ أوﺷﺎب اﻟﻨﺎس ﺛﻢ ﺟﺌﺖ‬ ‫ﻟﺬﻟﻚ ‪..‬‬
‫ﺑﻬﻢ إﻟﻰ ﺑﻴﻀﺘﻚ ﻟﺘﻔﻀﻬﺎ ﺑﻬﻢ ؟‬ ‫رﺟﻊ ﻣﻜﺮز إﻟﻰ ﻗﺮﻳﺶ ﻓﺄﺧﺒﺮهﻢ ‪..‬‬
‫إﻧﻬ ﺎ ﻗ ﺮﻳﺶ ‪ ..‬ﻗ ﺪ ﺧ ﺮﺟﺖ ﻣﻌﻬ ﺎ اﻟﻌ ﻮذ‬ ‫ﻓﺒﻌﺜﻮا ﺣﻠﻴﺲ ﺑﻦ ﻋﻠﻘﻤﺔ ‪ ..‬ﺳﻴﺪ اﻷﺣﺎﺑﻴﺶ ‪..‬‬
‫اﻟﻤﻄﺎﻓﻴﻞ ‪ ..‬ﻗﺪ ﻟﺒﺴﻮا ﺟﻠﻮد اﻟﻨﻤﻮر ‪..‬‬ ‫وآ ﺎن اﻷﺣﺎﺑ ﻴﺶ ﻗ ﻮم ﻣ ﻦ اﻟﻌ ﺮب ﺳ ﻜﻨﻮا ﻣﻜ ﺔ‬
‫ﻳﻌﺎه ﺪون اﷲ ﻻ ﺗ ﺪﺧﻠﻬﺎ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻋﻨﻮة أﺑﺪًا ‪..‬‬ ‫ﺗﻌﻈﻴﻤ ًﺎ ﻟﻠﺤﺮم وﻋﻨﺎﻳﺔ ﺑﺎﻟﻜﻌﺒﺔ ‪..‬‬
‫وأﻳﻢ اﷲ ﻟﻜﺄﻧﻲ ﺑﻬﺆﻻء ﻗﺪ اﻧﻜﺸﻔﻮا ﻋﻨﻚ ﻏﺪًا‬ ‫ﻓﻠﻤﺎ رﺁﻩ رﺳﻮل اﷲ ‪ ρ‬ﻗﺎل ‪:‬‬
‫‪..‬‬ ‫إن ه ﺬا ﻣ ﻦ ﻗ ﻮم ﻳ ﺘﺄﻟﻬﻮن ‪.‬ز أي ﻳﺘﻌ ﺒﺪون ‪..‬‬
‫وآﺎن أﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺧﻠﻒ اﻟﻨﺒﻲ ‪ .. ρ‬واﻗﻔ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﺎﺑﻌﺜﻮا اﻟﻬﺪي ﻓﻲ وﺟﻬﻪ ﺣﺘﻰ ﻳﺮاﻩ ‪..‬‬
‫ﻓﻘ ﺎل أﺑ ﻮ ﺑﻜ ﺮ ‪ :‬اﻣﺼﺺ ﺑﻈﺮ اﻟﻼت ! أﻧﺤﻦ‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎ رأى اﻟﻬ ﺪي ﻣﻦ إﺑﻞ وﻏﻨﻢ ‪ ..‬ﺗﺴﻴﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ‬
‫ﻧﻨﻜﺸﻒ ﻋﻨﻪ ؟‬ ‫ﻋ ﺮض اﻟ ﻮادي ﻓ ﻲ ﻗﻼﺋ ﺪﻩ وﺣ ﺒﺎﻟﻪ ﻣﺮﺑﻮﻃ ًﺎ ﻣﻬﻴﺌ ًﺎ‬
‫ﺗﻔﺎﺟ ﺄ ﻣﻠ ﻚ ﻗ ﻮﻣﻪ ﺑﻬﺬا اﻟﺠﻮاب ‪ ..‬ﻓﻠﻢ ﻳﺘﻌﻮد‬ ‫ﻟﻴﺬﺑﺢ ﻓﻲ اﻟﺤﺮم ‪..‬‬
‫ﻋﻠ ﻰ ﻣ ﺜﻠﻪ ‪ ..‬ﻟﻜ ﻨﻪ ﻓ ﻲ اﻟﺤﻘ ﻴﻘﺔ آ ﺎن ﻳﺤﺘﺎج‬ ‫ﻗ ﺪ أآ ﻞ أوﺑ ﺎرﻩ ﻣ ﻦ ﻃ ﻮل اﻟﺤﺒﺲ ﻋﻦ ﻣﺤﻠﻪ ‪ ..‬ﻗﺪ‬
‫إﻟ ﻰ ﺟ ﺮﻋﺔ آﻬ ﺬﻩ ﺗﺨﻔ ﺾ ﻣ ﺎ ﻓ ﻲ رأﺳﻪ ﻣﻦ‬ ‫أﺿﻨﺎﻩ اﻟﺠﻮع واﻟﻌﻄﺶ ‪..‬‬
‫آﺒﺮﻳﺎء ‪..‬‬ ‫ﻟﻤ ﺎ رأى ﺳ ﻴﺪ اﻷﺣﺎﺑ ﻴﺶ ذﻟ ﻚ ‪ ..‬اﻧ ﺘﻔﺾ ‪ ..‬وﻟ ﻢ‬
‫ﻓﻘﺎل ﻋﺮوة ﻣﺘﺄﺛﺮًا ‪ :‬ﻣﻦ هﺬا ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ ؟‬ ‫ﻳﻘﺎﺑ ﻞ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ρ‬إﻋﻈﺎﻣ ًﺎ ﻟﻤ ﺎ رأى ‪ ..‬وآ ﻴﻒ‬
‫ﻗﺎل ‪ :‬هﺬا اﺑﻦ أﺑﻲ ﻗﺤﺎﻓﺔ ‪..‬‬ ‫ﻳﻤﻨﻊ اﻟﻤﻌﺘﻤﺮون ﻋﻦ اﻟﺒﻴﺖ اﻟﺤﺮام !!‬
‫ﻗ ﺎل ‪ :‬أﻣ ﺎ واﷲ ﻟ ﻮﻻ ﻳ ﺪ آﺎﻧ ﺖ ﻟ ﻚ ﻋ ﻨﺪي‬ ‫رﺟ ﻊ إﻟ ﻰ ﻗ ﺮﻳﺶ ‪ ..‬ﻓﻘ ﺎل ﻟﻬ ﻢ ذﻟ ﻚ ‪ ..‬ﻓﻘﺎﻟﻮا ﻟﻪ ‪:‬‬
‫ﻟﻜﻔﺄﺗﻚ ﺑﻬﺎ ‪ ..‬وﻟﻜﻦ هﺬﻩ ﺑﻬﺬﻩ ‪..‬‬ ‫اﺟﻠﺲ ﻓﺈﻧﻤﺎ أﻧﺖ أﻋﺮاﺑﻲ ﻻ ﻋﻠﻢ ﻟﻚ ‪..‬‬
‫وﺟﻌ ﻞ ﻋ ﺮوة ﻳﻠ ﻴﻦ اﻟﻌﺒﺎرات ﺑﻌﺪهﺎ ‪ ..‬وﻳﻜﻠﻢ‬ ‫ﻓﻐﻀﺐ اﻟﺤﻠﻴﺲ ‪ ..‬وﻗﺎل ‪:‬‬
‫اﻟﻨﺒ ﻲ ‪.. ρ‬وﻳﻠﻤ ﺲ ﻟﺤ ﻴﺔ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ ..‬واﻟﻤﻐﻴﺮة‬ ‫ﻳ ﺎ ﻣﻌﺸ ﺮ ﻗ ﺮﻳﺶ ‪ ..‬واﷲ ﻣﺎ ﻋﻠﻰ هﺬا ﺣﺎﻟﻔﻨﺎآﻢ ‪..‬‬
‫ﺑ ﻦ ﺷ ﻌﺒﺔ اﻟﺜﻘﻔ ﻲ واﻗ ﻒ وراء رأس رﺳ ﻮل‬ ‫وﻻ ﻋﻠﻰ هﺬا ﻋﺎهﺪﻧﺎآﻢ ‪..‬‬
‫اﷲ ‪ .. ρ‬ﻗﺪ ﻏﻄﻰ وﺟﻬﻪ اﻟﺤﺪﻳﺪ ‪..‬‬ ‫أﻳﺼﺪ ﻋﻦ ﺑﻴﺖ اﷲ ﻣﻦ ﺟﺎءﻩ ﻣﻌﻈﻤ ًﺎ ﻟﻪ ؟‬
‫‪45‬‬
‫‪Books-sea.com‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬ ‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﺛﻢ ﻃﻌﻨﻪ ﺛﻼث ﻃﻌﻨﺎت ‪..‬‬ ‫ﻓﻜ ﺎن آﻠﻤﺎ ﻗﺮب ﻋﺮوة ﻳﺪﻩ ﻣﻦ ﻟﺤﻴﺔ رﺳﻮل اﷲ ‪ρ‬‬
‫وﻗﻌﺖ اﻷوﻟﻰ ﻓﻲ ﺻﺪرﻩ‬ ‫‪..‬‬
‫واﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﺑﻄﻨﻪ ‪..‬‬ ‫ﻗﺮﻋﻬﺎ ﺷﻌﺒﺔ ﺑﻄﺮف اﻟﺴﻴﻒ ‪..‬‬
‫ﺛ ﻢ اﺳ ﺘﺠﻤﻊ ﻗ ﻮﺗﻪ وﻃﻌ ﻦ ﺑﺎﻟﺨﻨﺠ ﺮ ﺗﺤ ﺖ‬ ‫ﺛ ﻢ ﻳﻤ ﺪهﺎ ﺛﺎﻧ ﻴﺔ ‪ ..‬ﻓﻴﻘ ﺮﻋﻬﺎ ﺷ ﻌﺒﺔ ﺑﻄﺮف اﻟﺴﻴﻒ‬
‫ﺳﺮﺗﻪ ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫ﺛ ﻢ ﺟ ﺮرررر اﻟﺨﻨﺠ ﺮ ﺣﺘ ﻰ ﺧ ﺮﺟﺖ ﺑﻌ ﺾ‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎ ﻣ ﺪهﺎ اﻟﺜﺎﻟ ﺜﺔ ‪ ..‬ﻗ ﺎل ﺷ ﻌﺒﺔ ‪ :‬اآﻔ ﻒ ﻳﺪك ﻋﻦ‬
‫أﻣﻌﺎﺋﻪ ‪..‬‬ ‫وﺟ ﻪ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ρ‬ﻗ ﺒﻞ أﻻ ﺗﺼ ﻞ إﻟﻴﻚ ﻳﺪك ‪ ..‬أي‬
‫ﺖ وأﻧ ﺎ أﻧﻈ ﺮ ﻓ ﻲ اﻟﻮﺟ ﻮﻩ أن اﻟ ﻨﺎس‬ ‫ﻻﺣﻈ ُ‬ ‫أﻗﻄﻌﻬﺎ !!‬
‫ﺗﻨﻮﻋﻮا ﻓﻲ آﻴﻔﻴﺔ ﺗﺄﺛﺮهﻢ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل ﻋﺮوة ‪ :‬وﻳﺤﻚ ﻣﺎ أﻓﻈﻚ وأﻏﻠﻈﻚ ! وﻣﻦ هﺬا‬
‫ﻓﻤ ﻨﻬﻢ ﻣ ﻦ أﻏﻤ ﺾ ﻋﻴﻨ ﻴﻪ ﻓﺠ ﺄة وآﺄﻧﻪ ﻳﺮى‬ ‫ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ ؟‬
‫اﻟﺠﺮﻳﻤﺔ أﻣﺎﻣﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﺘﺒﺴﻢ رﺳﻮل اﷲ ‪ .. ρ‬وﻗﺎل ‪..‬‬
‫وﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺑﻜﻰ ‪..‬‬ ‫هﺬا اﺑﻦ أﺧﻴﻚ اﻟﻤﻐﻴﺮة ﺑﻦ ﺷﻌﺒﺔ اﻟﺜﻘﻔﻲ ‪..‬‬
‫وﻣ ﻨﻬﻢ ﻣ ﻦ آ ﺎن ﻳﺴ ﺘﻤﻊ دون أدﻧ ﻰ ﺗﺄﺛ ﺮ‬ ‫ﻓﻘ ﺎل ﻋ ﺮوة ‪ :‬أي ﻏ ﺪر وه ﻞ ﻏﺴ ﻠﺖ ﺳ ﻮأﺗﻚ إﻻ‬
‫وآﺄﻧﻪ ﻳﻨﺼﺖ إﻟﻰ ﺣﻜﺎﻳﺔ ﻣﺎ ﻗﺒﻞ اﻟﻨﻮم !!‬ ‫ﺑﺎﻷﻣﺲ !‬
‫ﻗ ﻞ ﻣ ﺜﻞ ذﻟ ﻚ ﻟ ﻮ ﻋﺮﺿ ﺖ ﻗﺼﺔ ﺣﻤﺰة ‪ τ‬ﻟﻤﺎ‬ ‫ﺛﻢ ﻗﺎم ﻋﺮوة ﻣﻦ ﻋﻨﺪ اﻟﻨﺒﻲ ‪ .. ρ‬وﻋﺎد إﻟﻰ ﻗﺮﻳﺶ‬
‫وﻗ ﻊ ﺷ ﻬﻴﺪًا ﻓ ﻲ ﻣﻌﺮآﺔ أﺣﺪ ‪ ..‬وآﻴﻒ ﺷﻘﻮا‬ ‫‪..‬‬
‫ﺑﻄ ﻨﻪ ﻓﺄﺧ ﺮﺟﻮا آ ﺒﺪﻩ ‪ ..‬وﻗﻄﻌ ﻮا أذﻧ ﻴﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﺎﺳﻤﻊ ﻣﺎ ﻗﺎل ‪:‬‬
‫وﺟﺪﻋ ﻮا أﻧﻔ ﻪ ‪ ..‬وه ﻮ ﺳ ﻴﺪ اﻟﺸ ﻬﺪاء وأﺳ ﺪ‬ ‫ﻗ ﺎل ‪ :‬ﻳ ﺎ ﻣﻌﺸ ﺮ ﻗ ﺮﻳﺶ ‪ ..‬واﷲ ﻟﻘ ﺪ رأﻳﺖ آﺴﺮى‬
‫اﷲ ورﺳﻮﻟﻪ ‪..‬‬ ‫وﻗﻴﺼ ﺮ واﻟﻨﺠﺎﺷ ﻲ ‪ ..‬واﷲ ﻣ ﺎ رأﻳ ﺖ ﻣﻠﻜ ًﺎ ﻳﻌﻈﻤﻪ‬
‫وﻋﻤﻮﻣ ًﺎ ‪..‬‬ ‫أﺻﺤﺎﺑﻪ آﻤﺎ ﻳﻌﻈﻢ أﺻﺤﺎب ﻣﺤﻤﺪ ﻣﺤﻤﺪًا ‪..‬‬
‫ﻋﻠﻤﺘﻨ ﻲ اﻟﺤ ﻴﺎة أن اﻟ ﻨﺎس ﻻ ﻳﺨﻠ ﻮن ﻣﻦ أن‬ ‫ﻓﻮﻗ ﻊ ﻓ ﻲ ﻗﻠ ﺐ ﻗ ﺮﻳﺶ ﻣ ﻦ اﻟ ﺮهﺒﺔ ﻣ ﺎ ﻟ ﻢ ﻳﻘﻊ ﻣﻦ‬
‫ﻳ ﻮﺟﺪ ﻣ ﻦ ﺑﻴ ﻨﻬﻢ ﻏﻠ ﻴﻆ ﻏﺒ ﻲ ‪ !!..‬ﻻ ﻳﺤﺴ ﻦ‬ ‫ﻗﺒﻞ ‪..‬‬
‫ﺿﺒﻂ ﻋﺒﺎراﺗﻪ ‪ ..‬وﻻ ﻣﺠﺎﻣﻠﺔ اﻟﺴﺎﻣﻌﻴﻦ ‪..‬‬ ‫ﻓﺄرﺳﻠﺖ ﻗﺮﻳﺶ ﺳﻬﻴﻞ ﺑﻦ ﻋﻤﺮو ‪..‬‬
‫ﻼ ﻣ ﻦ ه ﺬا اﻟﺼ ﻨﻒ ﺟﻠ ﺲ ﻣ ﺮة‬ ‫أذآ ﺮ أن رﺟ ً‬ ‫ﻓﻤﻀ ﻰ ﻳﻤﺸ ﻲ إﻟ ﻰ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ .. ε‬ﻓﻠﻤ ﺎ رﺁﻩ‬
‫ﻓ ﻲ ﻣﺠﻠ ﺲ ﻋ ﺎم ‪ ..‬ﻓﺬآﺮ ﻗﺼﺔ وﻗﻌﺖ ﻟﻪ ﻣﻊ‬ ‫رﺳ ﻮل اﷲ ‪ .. ρ‬ﻗ ﺎل ‪ :‬ﺳ ﻬﻞ أﻣ ﺮآﻢ ‪ ..‬ﺛ ﻢ آﺘ ﺒﻮا‬
‫أﺣ ﺪ اﻟﺒﺎﺋﻌ ﻴﻦ ‪ ..‬ﻓﻘ ﺎل ﻓ ﻲ ﻣﻌ ﺮض ﺣﺪﻳ ﺜﻪ ‪:‬‬ ‫ﺑﻴﻨﻬﻢ ﺻﻠﺢ اﻟﺤﺪﻳﺒﻴﺔ ‪..‬‬
‫وه ﺬا اﻟ ﺒﺎﺋﻊ ﺿﺨﻢ ﺟﺪًا آﺄﻧﻪ ﺣﻤﺎر ‪ ..‬ﺛﻢ ﻗﺎل‬ ‫ه ﺬا ﺟﺎﻧ ﺐ ﻣ ﻦ ﻣﻌ ﺮﻓﺘﻪ ‪ ε‬ﻷﻧ ﻮاع اﻟ ﻨﺎس ‪..‬‬
‫‪ :‬ﻳﺸﺒﻪ ﺧﺎﻟﺪ !! وأﺷﺎر إﻟﻰ رﺟﻞ ﺑﺠﺎﻧﺒﻪ !!‬ ‫واﺳ ﺘﻌﻤﺎل اﻟﻤﻔ ﺘﺎح اﻟﻤﻨﺎﺳ ﺐ ﻓ ﻲ اﻟ ﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣ ﻊ آ ﻞ‬
‫ﻓ ﻼ أدري آ ﻴﻒ ﺻ ﺎر ﻳﺸ ﺒﻪ ﺧﺎﻟ ﺪًا ‪ ..‬وه ﻮ‬ ‫أﺣﺪ ‪..‬‬
‫آﺄﻧﻪ ﺣﻤﺎر !!‬ ‫وه ﺬﻩ اﻷﻧ ﻮاع ﻣ ﻦ ﻃﺒﺎع اﻟﻨﺎس ﺗﻼﺣﻈﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﻓﻲ‬
‫وﻗﺒﻞ اﻟﺨﺘﺎم ‪ ..‬هﻨﺎ ﺳﺆال آﺒﻴﺮ ‪..‬‬ ‫إﻟﻘﺎء اﻟﻜﻠﻤﺎت أو اﻟﺴﻮاﻟﻴﻒ ﻣﻌﻬﻢ ‪..‬‬
‫ه ﻞ ﻳﻤﻜ ﻨﻚ ﺗﻐﻴﻴ ﺮ ﻃﺒﺎﻋﻚ ﻟﺘﺘﻨﺎﺳﺐ ﻣﻊ ﻃﺒﺎع‬ ‫وﻳﻤﻜﻨﻚ أن ﺗﺸﺎهﺪ دﻟﻴﻞ ذﻟﻚ ﺑﻨﻔﺴﻚ ‪..‬‬
‫ﻣﻦ ﺗﺨﺎﻟﻄﻪ ‪..‬؟‬ ‫ﺣ ﺎول أن ﺗﻠﻘ ﻲ ﻗﺼ ﺔ ﻣﺒﻜ ﻴﺔ أﻣﺎم ﺟﻤﻊ ﻣﻦ اﻟﻨﺎس‬
‫ﻧﻌ ﻢ ‪ ..‬آ ﺎن ﻋﻤ ﺮ ‪ τ‬ﻣﺸ ﻬﻮرًا ﺑ ﻴﻦ اﻟ ﻨﺎس‬ ‫‪ ..‬واﻧﻈﺮ إﻟﻰ أﻧﻮاع ﺗﺄﺛﺮهﻢ ‪..‬‬
‫ﺑﻘﻮﺗﻪ وﺻﺮاﻣﺘﻪ ‪..‬‬ ‫أذآ ﺮ أﻧ ﻲ أﻟﻘ ﻴﺖ ﻳ ﻮﻣ ًﺎ ﺧﻄ ﺒﺔ ﺿﻤﻨﺘﻬﺎ ﻗﺼﺔ ﻣﻘﺘﻞ‬
‫وﻓ ﻲ ﻳ ﻮم ﻣ ﻦ اﻷﻳ ﺎم ‪ ..‬اﺧ ﺘﻠﻒ رﺟ ﻞ ﻣ ﻊ‬ ‫ﻋﻤﺮ ‪ .. τ‬وﻟﻤﺎ وﺻﻠﺖ إﻟﻰ آﻴﻔﻴﺔ ﻃﻌﻦ أﺑﻲ ﻟﺆﻟﺆة‬
‫زوﺟ ﺘﻪ ‪ ..‬وﺟ ﺎء ﻳﺴ ﺄل ﻋﻤ ﺮ آ ﻴﻒ ﻳ ﺘﻌﺎﻣﻞ‬
‫اﻟﻤﺠﻮﺳﻲ ﻟﻌﻤﺮ ‪ .. τ‬ﻗﻠﺖ – ﺑﺼﻮت ﻋﺎ ٍل ‪: -‬‬
‫ﻣﻌﻬﺎ ‪..‬‬
‫وﻓﺠﺄة ﺧﺮج أﺑﻮ ﻟﺆﻟﺆة ﻣﻦ اﻟﻤﺤﺮاب ﻋﻠﻰ ﻋﻤﺮ ‪..‬‬
‫‪46‬‬
‫‪Books-sea.com‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬ ‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫آ ﺎن ﻣ ﻦ ﺑﻴ ﻨﻬﻢ ﻃﺎﻟ ﺐ آﺒﻴ ﺮ اﻟﺠﺴ ﻢ ﺻ ﻐﻴﺮ‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎ وﻗ ﻒ ﻋ ﻨﺪ ﺑ ﻴﺖ ﻋﻤ ﺮ وآ ﺎد أن ﻳﻄ ﺮق اﻟ ﺒﺎب‬
‫اﻟﻌﻘ ﻞ ‪ ..‬ﻣﺸ ﺎآﺲ آﺜﻴ ﺮ اﻟﻤﺸ ﺎآﻞ ﺳ ﺮﻳﻊ‬ ‫ﺳﻤﻊ زوﺟﺔ ﻋﻤﺮ ﺗﺼﺮخ ﺑﻪ ‪ ..‬وﻋﻤﺮ ﺳﺎآﺖ ‪ ..‬ﻟﻢ‬
‫اﻟﻐﻀﺐ ﻣﺘﻬﻮر ‪ ..‬ﺻﺎح ﺑﺄﺳﺘﺎذﻩ ‪:‬‬ ‫ﻳﺼﺮخ ‪ ..‬ﻟﻢ ﻳﻀﺮب ‪..‬‬
‫ﻳ ﺎ أﺳ ﺘﺎذ ‪ ..‬ﻻ ﻧﺮﻳﺪ أن ﻧﺨﺘﺒﺮ ‪ ..‬ﻧﺤﻦ ﺑﺎﻟﻜﺎد‬ ‫ﻓﻮﻟﻰ اﻟﺮﺟﻞ ﻇﻬﺮﻩ ﻟﻠﺒﺎب وآ ّﺮ راﺟﻌ ًﺎ ﻣﺘﻌﺠﺒ ًﺎ ‪..‬‬
‫ﻧﺠ ﻴﺐ وﻧﺤ ﻦ ﻣﺬاآ ﺮون ‪ ..‬ﺑﺎﷲ آﻴﻒ إذا آﻨﺎ‬ ‫أﺣ ﺲ ﻋﻤ ﺮ ﺑﺼ ﻮت ﻋ ﻨﺪ اﻟ ﺒﺎب ﻓﺨ ﺮج وﻧ ﺎدى‬
‫ﻣﺎ ذاآﺮﻧﺎ ؟!!‬ ‫اﻟﺮﺟﻞ ‪ .. :‬ﻣﺎ ﺧﺒﺮك ؟‬
‫ﻗﺎﻟﻬﺎ اﻟﻄﺎﻟﺐ ﺑﻨﺒﺮة ﺣﺎدة ‪..‬‬ ‫ﻗ ﺎل ‪ :‬ﻳ ﺎ أﻣﻴ ﺮ اﻟﻤﺆﻣﻨ ﻴﻦ ‪ ..‬ﺟ ﺌﺖ أﺷ ﺘﻜﻲ إﻟ ﻴﻚ‬
‫ﺛ ﺎر اﻟﻤ ﺪرس وه ﺎج ‪ ..‬وﻗ ﺎل ‪ :‬ﻣ ﺎ ه ﻮ ﻋﻠﻰ‬ ‫اﻣﺮأﺗﻲ ﻓﺴﻤﻌﺖ اﻣﺮأﺗﻚ ﺗﺼﺮخ ﺑﻚ !!‬
‫آﻴﻔﻚ ‪ ..‬ﺗﺨﺘﺒﺮ ﻏﺼﺒ ًﺎ ﻋﻨﻚ ‪ ..‬ﻓﺎهﻢ ؟! إذا ﻣﺎ‬ ‫ﻓﻘﺎل ﻋﻤﺮ ‪ :‬ﻳﺎ رﺟﻞ إﻧﻬﺎ اﻣﺮأﺗﻲ ‪ ..‬ﺣﻠﻴﻠﺔ ﻓﺮاﺷﻲ‬
‫هﻮ ﻋﺎﺟﺒﻚ اﻃﻠﻊ َﺑﺮّا !!!‬ ‫‪ ..‬وﺻﺎﻧﻌﺔ ﻃﻌﺎﻣﻲ ‪ ..‬وﻏﺎﺳﻠﺔ ﺛﻴﺎﺑﻲ ‪ ..‬أﻓﻼ أﺻﺒﺮ‬
‫ﺛ ﺎر اﻟﻄﺎﻟ ﺐ ‪ ..‬وﺻ ﺎح ‪ :‬أﻧﺖ اﻟﻠﻲ ﺗﻄﻠﻊ َﺑﺮّا‬ ‫ﻣﻨﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ اﻟﺴﻮء ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫وﻋﻤ ﻮﻣ ًﺎ ‪ :‬ﺑﻌ ﺾ اﻟ ﻨﺎس ﻻ ﻋ ﻼج ﻟ ﻪ ﻓ ﻼ ﺑ ﺪ ﻣ ﻦ‬
‫ﺗ ﻮﺟﻪ اﻟﻤ ﺪرس إﻟ ﻰ اﻟﻄﺎﻟ ﺐ وه ﻮ ﻳﺼ ﻴﺢ‬ ‫اﻟﺘﻜﻴﻒ ﻣﻌﻪ ‪..‬‬
‫وﻳﺮدد ‪ :‬ﻳﺎ ﻗﻠﻴﻞ اﻷدب ‪ ..‬ﻳﺎ ﻋﺪﻳﻢ اﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ‪..‬‬ ‫ﻲ ﺑﻌ ﺾ اﻟﻨﺎس ﻣﻦ ﺷﺪة ﻏﻀﺐ أﺑﻴﻪ ‪..‬‬ ‫ﻳﺸ ﺘﻜﻲ إﻟ ﱠ‬
‫ﻳﺎ ‪ ..‬وﻳﻘﺘﺮب أآﺜﺮ وأآﺜﺮ ‪..‬‬ ‫أو ﺑﺨﻞ زوﺟﺘﻪ ‪ ..‬أو ‪..‬‬
‫ﻧﻬﺾ اﻟﻄﺎﻟﺐ واﻗﻔ ًﺎ ‪ ..‬ﺛﻢ ‪..‬‬ ‫ض ﻋﻠ ﻴﻪ ﺑﻌ ﺾ ﻃ ﺮق اﻟﻌ ﻼج ﻓﻴﻔﻴﺪﻧ ﻲ أﻧ ﻪ‬ ‫ﻋﺮ ُ‬ ‫ﻓ َﺄ ْ‬
‫ﻓﻈﻦ ﺷﺮًا‬ ‫آﺎن ﻣﺎ آﺎن ﻣﻤﺎ ﻟﺴﺖ أذآﺮﻩ‬ ‫ﺟﺮﺑﻬﺎ آﻠﻬﺎ وﻟﻢ ﺗﻨﻔﻊ ‪..‬‬
‫‪ ،‬وﻻ ﺗﺴﺄل ﻋﻦ اﻟﺨﺒﺮ!!‬ ‫ﻓﻤ ﺎ اﻟﺤ ﻞ ‪..‬؟! اﻟﺤ ﻞ أن ﻳﺼ ﺒﺮ ﻋﻠ ﻰ أﺧﻼﻗﻬ ﻢ ‪..‬‬
‫وﺻﻞ اﻷﻣﺮ إﻟﻰ إدارة اﻟﻤﺪرﺳﺔ ‪ ..‬ﻋﻮﻗﺐ‬ ‫ﺴ ِﻨﻬﺎ ‪ ..‬وﻳﺘﻜﻴﻒ‬ ‫ﺣ َ‬
‫وﻳﻐﻤ َﺮ ﺳﻲء أﺧﻼﻗﻬﻢ ﻓﻲ ﺑﺤﺮ َ‬
‫اﻟﻄﺎﻟﺐ ﺑﺨﺼﻢ درﺟﺘﻴﻦ وآﺘﺎﺑﺔ ﺗﻌﻬﺪ ﺑﺎﻟﺘﺰام‬ ‫ﻣﻊ واﻗﻌﻪ ﻗﺪر اﻟﻤﺴﺘﻄﺎع ‪..‬‬
‫اﻷدب ‪..‬‬ ‫ﻓﺒﻌﺾ اﻟﻤﺸﺎآﻞ ﻟﻴﺲ ﻟﻬﺎ ﺣﻞ ‪..‬‬
‫أﻣ ﺎ اﻟﻤ ﺪرس ﻓﺼ ﺎر ﺣﺪﻳﺚ اﻟﻘﺎﺻﻲ واﻟﺪاﻧﻲ‬
‫‪ ..‬وأﺻﺒﺢ ﻣﻀﺮب اﻷﻣﺜﺎل ‪ ..‬وﻣﺜﺎر أﺣﺎدﻳﺚ‬ ‫ﻧﺘﻴﺠﺔ ‪..‬‬
‫اﻟﻄ ﻼب ﻓ ﻲ آ ﻞ اﻟﻤﺪرﺳ ﺔ ‪ ..‬ﻳﻤﺸ ﻲ ﻓ ﻲ‬ ‫ﻣﻌﺮﻓﺘﻚ ﺑﻄﺒﻴﻌﺔ اﻟﺸﺨﺺ اﻟﺬي ﺗﺨﺎﻟﻄﻪ ﺗﺠﻌﻠﻚ‬
‫ﻣﻤ ﺮاﺗﻬﺎ وﻳﺴ ﻤﻊ اﻟﺘﻌﻠ ﻴﻘﺎت واﻟﻬﻤﺴ ﺎت ‪..‬‬ ‫ﻗﺎدرًا ﻋﻠﻰ آﺴﺐ ﻣﺤﺒﺘﻪ ‪..‬‬
‫ﺣﺘﻰ اﻧﺘﻘﻞ ﺑﻌﺪهﺎ إﻟﻰ ﻣﺪرﺳﺔ أﺧﺮى ‪..‬‬
‫ﺑﻴ ﻨﻤﺎ ﻣ ﺪرس ﺁﺧ ﺮ وﻗ ﻊ ﻟ ﻪ اﻟﻤﻮﻗ ﻒ ﻧﻔﺴ ﻪ‬ ‫‪ 21.‬أﺳﺘﺎذ اﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺎت ‪..‬‬
‫ﻟﻜﻨﻪ أﺣﺴﻦ اﻟﺘﺼﺮف ﻣﻌﻪ ‪..‬‬ ‫آ ﺎن ﻳ ﺪرس ﻣ ﺎدة اﻟﺮﻳﺎﺿ ﻴﺎت ﻟﻄ ﻼب اﻟﻤ ﺮﺣﻠﺔ‬
‫دﺧ ﻞ ﻋﻠﻰ ﻃﻼﺑﻪ ‪ ..‬وﻓﺎﺟﺄهﻢ ﺑﻘﻮﻟﻪ ‪ :‬أﺧﺮج‬ ‫اﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺔ ‪ ..‬اﻟﺴﻨﺔ اﻷﺧﻴﺮة ‪ ..‬آﺎن ﻳﻼﺣﻆ ﻋﻠﻰ ﻋﺪد‬
‫ورﻗﺔ وﻗﻠﻤ ًﺎ ‪ ..‬اﺧﺘﺒﺎر ﻣﻔﺎﺟﺊ ‪..‬‬ ‫ﻣ ﻨﻬﻢ اﻹهﻤ ﺎل وﻋ ﺪم اﻟﻤﺘﺎﺑﻌﺔ ‪ ..‬ﻓﺄراد أن ﻳﺆدﺑﻬﻢ‬
‫وآﺎن ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻃﺎﻟﺐ آﺬاك اﻟﻄﺎﻟﺐ ‪ ..‬ﺻﺎح‬ ‫‪..‬‬
‫‪ :‬ﻳﺎ أﺳﺘﺎذ !! ﻣﺎ هﻮ ﻋﻠﻰ آﻴﻔﻚ ‪..‬‬ ‫دﺧﻞ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻳﻮﻣ ًﺎ ‪..‬‬
‫ﻼ ﻳﺤ ﺲ ﺑ ﺜﻘﻞ اﻟﺮﺟﻞ اﻟﺘﻲ‬ ‫آ ﺎن اﻟﻤ ﺪرس ﺟ ﺒ ً‬ ‫وأول ﻣ ﺎ اﺳ ﺘﻘﺮ ﻋﻠ ﻰ آﺮﺳ ﻴﻪ ﻓﺎﺟﺄهﻢ ﺑﻘﻮﻟﻪ ‪ :‬آﻞ‬
‫ﻳﺤ ﺎول أن ﻳﺼ ﻌﺪ ﻋﻠ ﻴﻪ !!‪ ..‬ﻳﻔﻬ ﻢ أن‬ ‫واﺣﺪ ﻳﻀﻊ آﺘﺎﺑﻪ ﺟﺎﻧﺒ ًﺎ وﻳﺨﺮج ورﻗﺔ وﻗﻠﻤ ًﺎ !!‬
‫اﻟﻌﺼﺒﻲ ﻻ ﻳﻘﺎﺑﻞ ﺑﻌﺼﺒﻴﺔ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎﻟﻮا ‪ :‬ﻟﻤﺎذا ﻳﺎ أﺳﺘﺎذ ؟!‬
‫اﺑﺘﺴ ﻢ وﻧﻈ ﺮ إﻟ ﻰ اﻟﻄﺎﻟ ﺐ وﻗ ﺎل ‪ :‬ﻳﻌﻨ ﻲ ﻳ ﺎ‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬اﺧﺘﺒﺎر ‪ ..‬اﺧﺘﺒﺎر ﻣﻔﺎﺟﺊ ‪..‬‬
‫ﺧﺎﻟﺪ ﻣﺎ ﺗﺮﻳﺪ أن ﺗﺨﺘﺒﺮ ؟‬ ‫ﺑ ﺪأ اﻟﻄ ﻼب ﺑ ﻨﻮع ﻣ ﻦ اﻟﺘﺬﻣ ﺮ ﻳ ﻨﻔﺬون ﻣﺎ ﻃﻠﺐ ‪..‬‬
‫ﻓﻘﺎل ‪ -‬ﺻﺎرﺧ ًﺎ ‪ : -‬ﻻ ‪..‬‬ ‫وﻳﺘﻬﺎﻣﺴﻮن ﺑﺎﺳﺘﻴﺎء ‪..‬‬

‫‪47‬‬
‫‪Books-sea.com‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬ ‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫اﻟﺨﺎص ﺑﻤﺮﺗﻜﺒﻲ ﺟﺮاﺋﻢ اﻟﻘﺘﻞ ‪ ..‬ﻟﻤﺎ اﻧﺘﻬﻴﺖ‬ ‫ﻓﻘﺎل اﻟﻤﺪرس ﺑﻜﻞ هﺪووووء ‪ :‬ﺧﻼص ‪ ..‬اﻟﻠﻲ ﻣﺎ‬
‫ﻣ ﻦ ﻣﺤﺎﺿ ﺮﺗﻲ ‪ ..‬ﺗﻔ ﺮﻗﻮا إﻟ ﻰ ﻣﻬ ﺎﺟﻌﻬﻢ‬ ‫ﻳﺮﻳﺪ ﻳﺨﺘﺒﺮ ﻧﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻪ ﺑﺎﻟﻨﻈﺎم ‪..‬‬
‫وأﻗ ﺒﻞ إﻟ ﻲ أﺣﺪهﻢ ﺷﺎآﺮًا ‪ ..‬وﻋﺮﻓﻨﻲ ﺑﻨﻔﺴﻪ‬ ‫اآﺘ ﺒﻮا ﻳ ﺎ ﺷ ﺒﺎب ‪ :‬اﻟﺴ ﺆال اﻷول ‪ :‬أوﺟ ﺪ ﻧﺘ ﻴﺠﺔ‬
‫وأﻧ ﻪ اﻟﻤﺴ ﺌﻮل ﻋ ﻦ اﻷﻧﺸ ﻄﺔ اﻟﺜﻘﺎﻓ ﻴﺔ ﻓ ﻲ‬ ‫ه ﺬﻩ اﻟﻤﻌﺎدﻟﺔ ‪ :‬س ‪ +‬ص = ع ‪ .. 15 +‬وﻣﻀﻰ‬
‫اﻟﻌﻨﺒﺮ ‪..‬‬ ‫ﻳﺴﻮق اﻷﺳﺌﻠﺔ ‪..‬‬
‫ﺳ ﺄﻟﺘﻪ ﻋ ﻦ ﺳ ﺒﺐ ارﺗﻜ ﺎب ﺟﺮﻳﻤﺔ اﻟﻘﺘﻞ ﻋﻨﺪ‬ ‫ﻟ ﻢ ﻳﺼﺒﺮ اﻟﻄﺎﻟﺐ اﻟﻤﺸﺎآﺲ وﻗﺎل ‪ :‬أﻗﻮﻟﻚ ﻣﺎ أرﻳﺪ‬
‫أآﺜﺮ هﺆﻻء ‪..‬‬ ‫أن أﺧﺘﺒ ﺮ ‪ ..‬ﻧﻈ ﺮ إﻟﻴﻪ اﻟﻤﺪرس واﺑﺘﺴﻢ ﺑﻬﺪوووء‬
‫ﻓﻘ ﺎل ‪ :‬اﻟﻐﻀ ﺐ ‪ ..‬اﻟﻐﻀ ﺐ ‪ ..‬واﷲ ﻳ ﺎ ﺷ ﻴﺦ‬ ‫‪ ..‬وﻗ ﺎل ‪ :‬وه ﻞ أﻟ ﺰﻣﺘﻚ أن ﺗﺨﺘﺒ ﺮ ‪ ..‬أﻧ ﺖ رﺟ ﻞ‬
‫إن ﺑﻌﻀ ﻬﻢ ﻗ ﺘﻞ ﻷﺟ ﻞ ﺣﻔ ﻨﺔ رﻳﺎﻻت ﺗﺨﺎﺻﻢ‬ ‫وﻣﺴﺌﻮل ﻋﻦ ﺗﺼﺮﻓﺎﺗﻚ ‪..‬‬
‫ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻊ ﻋﺎﻣﻞ ﻓﻲ ﺑﻘﺎﻟﺔ أو ﻣﺤﻄﺔ وﻗﻮد ‪..‬‬ ‫ﻟ ﻢ ﻳﺠ ﺪ اﻟﻄﺎﻟ ﺐ ﻣ ﺎ ﻳﺜﻴ ﺮ ﻏﻀ ﺒﻪ أآﺜ ﺮ ‪ ..‬ﻓﻬ ﺪأ‬
‫ﺗﺬآﺮت ﻋﻨﺪهﺎ ﻗﻮل اﻟﻨﺒﻲ ‪ ) : ε‬ﻟﻴﺲ اﻟﺸﺪﻳﺪ‬ ‫وأﺧ ﺮج ورﻗ ﺔ وﻗﻠﻤ ًﺎ ‪ ..‬وﺑ ﺪأ ﻳﻜ ﺘﺐ اﻷﺳ ﺌﻠﺔ ﻣ ﻊ‬
‫ﺼ َﺮﻋَﺔ ‪ ..‬إﻧﻤ ﺎ اﻟﺸ ﺪﻳﺪ اﻟ ﺬي ﻳﻤﻠ ﻚ ﻧﻔﺴﻪ‬ ‫ﺑﺎﻟ ﱡ‬ ‫زﻣﻼﺋﻪ ‪ ..‬ﺛﻢ ﺑﻌﺪهﺎ ﺗﻤﺖ ﻣﺤﺎﺳﺒﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺳﻮء أدﺑﻪ‬
‫)‪(29‬‬
‫‪..‬‬ ‫ﻋﻨﺪ اﻟﻐﻀﺐ (‬ ‫ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ إدارة اﻟﻤﺪرﺳﺔ ‪..‬‬
‫ﻧﻌ ﻢ ﻟ ﻴﺲ اﻟ ﺒﻄﻞ ه ﻮ ﻗ ﻮي اﻟ ﺒﺪن اﻟ ﺬي ﻣ ﺎ‬ ‫ﺗﺬآ ﺮت ه ﺬﻩ اﻟﻤﻔﺎرﻗﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ‬
‫ﻳﺼ ﺎرع أﺣﺪًا إﻻ ﻏﻠﺒﻪ ‪ ..‬ﻻ ‪ ..‬ﻓﻠﻮ آﺎن هﺬا‬ ‫اﻟﻤﻮاﻗ ﻒ وأﻧ ﺎ أﺗﺄﻣ ﻞ ﻓ ﻲ ﻣﻬ ﺎرات اﻟ ﻨﺎس ﻋﻠ ﻰ‬
‫ه ﻮ ﻣﻘ ﻴﺎس اﻟ ﺒﻄﻮﻟﺔ ﻷﺻ ﺒﺤﺖ اﻟﺤ ﻴﻮاﻧﺎت‬ ‫إذآﺎء اﻟﻨﻴﺮان وإﺧﻤﺎدهﺎ ‪..‬‬
‫واﻟﻮﺣﻮش أﻓﺨﺮ ﻣﻦ اﻵدﻣﻴﻴﻦ ‪..‬‬ ‫ﻓﺎﻟ ﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣ ﻊ اﻟﻌﺼ ﺒﻲ ﺑﻌﺼ ﺒﻴﺔ ﻳ ﺆدي إﻟ ﻰ ﺗﻔﺠ ﺮ‬
‫إﻧﻤ ﺎ اﻟ ﺒﻄﻞ ه ﻮ اﻟﻌﺎﻗ ﻞ اﻟ ﺬي ﻳﻌ ﺮف آ ﻴﻒ‬ ‫اﻟﻤﻮﻗﻒ واﺣﺘﺪام اﻟﺨﻼف ‪..‬‬
‫ﻳ ﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣ ﻊ اﻟﻤﻮاﻗ ﻒ ﺑﻤﻬ ﺎرة ‪ ..‬ﻳ ﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣ ﻊ‬ ‫ﻓﻤﻦ اﻷﻣﻮر اﻟﻤﺴﻠﻤﺔ ﻋﻨﺪ اﻟﻌﻘﻼء ‪ ..‬أن ﻣﻦ ﻳﻼﻗﻲ‬
‫زوﺟﺘﻪ ‪ ..‬أوﻻدﻩ ‪ ..‬ﻣﺪﻳﺮﻩ ‪ ..‬زﻣﻼﺋﻪ ‪ ..‬دون‬ ‫اﻟﻨﺎر ﺑﺎﻟﻨﺎر ﻳﺰدهﺎ ﺷﺮرًا واﺣﺘﺪاﻣ ًﺎ ‪..‬‬
‫أن ﻳﻔﻘﺪهﻢ ‪..‬‬ ‫وﻓ ﻲ اﻟﺠﻬ ﺔ اﻟﻤﻘﺎﺑﻠ ﺔ ﺗﺠ ﺪ أﺣ ﻴﺎﻧ ًﺎ أن ﻣ ﻦ ﻳﻘﺎﺑ ﻞ‬
‫وﻓ ﻲ اﻟﺤ ﺪﻳﺚ ‪ :‬ﻻ ﻳﻘﻀ ﻲ اﻟﻘﺎﺿ ﻲ وه ﻮ‬ ‫اﻟﺒ ﺮود – داﺋﻤ ًﺎ – ﺑﺒ ﺮود ‪ ..‬ﻻ ﺗﺴ ﺘﻘﻴﻢ ﻟﻪ اﻷﻣﻮر‬
‫ﻏﻀﺒﺎن )‪.. (30‬‬ ‫‪..‬‬
‫وأﻣ ﺮ ‪ ε‬ﺑ ﺘﺪرﻳﺐ اﻟ ﻨﻔﺲ ﻋﻠ ﻰ اﻟﺤﻠ ﻢ ﻓﻘ ﺎل ‪:‬‬ ‫ﻓﻠﻴﻜﻦ راﺑﻄﻚ ﻣﻊ اﻟﻨﺎس ﺷﻌﺮة ﻣﻌﺎوﻳﺔ ‪..‬‬
‫إﻧﻤﺎ اﻟﺤﻠﻢ ﺑﺎﻟﺘﺤﻠﻢ )‪.. (31‬‬ ‫ﻓﻘﺪ ﺳﺌﻞ ﻣﻌﺎوﻳﺔ ‪ τ‬آﻴﻒ اﺳﺘﻄﻌﺖ أن ﺗﺤﻜﻢ اﻟﻨﺎس‬
‫ﻧﻌ ﻢ ﺑﺎﻟ ﺘﺤﻠﻢ ‪ ..‬ﻳﻌﻨ ﻲ ﻋ ﻨﺪ آﻈ ﻢ اﻟﻐﻀ ﺐ ﻓ ﻲ‬ ‫أﻣﻴ ﺮًا ﻋﺸ ﺮﻳﻦ ﺳﻨﺔ ‪ ..‬ﺛﻢ ﺗﺤﻜﻤﻬﻢ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﻋﺸﺮﻳﻦ‬
‫اﻟﻤ ﺮة اﻷوﻟ ﻰ ﺳ ﺘﺘﻌﺐ ‪ %100‬وﻟﻜ ﻦ ﻓ ﻲ‬ ‫ﺳﻨﺔ ؟‬
‫اﻟﺜﺎﻧ ﻴﺔ ﺳ ﺘﺘﻌﺐ ‪ %90‬ﺛ ﻢ ﻓ ﻲ اﻟﺜﺎﻟ ﺜﺔ إذا‬ ‫ﻓﻘ ﺎل ‪ :‬ﺟﻌﻠ ﺖ ﺑﻴﻨ ﻲ وﺑﻴ ﻨﻬﻢ ﺷﻌﺮة ‪ ..‬أﺣﺪ ﻃﺮﻓﻴﻬﺎ‬
‫آﻈﻤ ﺖ ﻏﻀ ﺒﻚ ﺳ ﺘﺘﻌﺐ ‪ %80‬وهﻜ ﺬا ﺣﺘ ﻰ‬ ‫ﻓ ﻲ ﻳ ﺪي واﻵﺧ ﺮ ﻓ ﻲ أﻳ ﺪﻳﻬﻢ ‪ ..‬ﻓ ﺈذا ﺷ ﺪوهﺎ ﻣ ﻦ‬
‫ﺗﺘﺪرب وﻳﺼﺒﺢ اﻟﺤﻠﻢ واﻟﻬﺪوء ﻋﻨﺪك ﻃﺒﻴﻌﺔ‬ ‫ﺟﻬ ﺘﻬﻢ أرﺧ ﻴﺖ ﻣ ﻦ ﺟﻬﺘ ﻲ ﺣﺘ ﻰ ﻻ ﺗﻨﻘﻄﻊ ‪ ..‬وإذا‬
‫‪..‬‬ ‫أرﺧﻮا ﻣﻦ ﺟﻬﺘﻬﻢ ﺷﺪدت ﻣﻦ ﺟﻬﺘﻲ ‪..‬‬
‫وﻣ ﻦ ﻃ ﺮاﺋﻒ ﻗﺼ ﺺ اﻟﻐﻀ ﺐ أﻧ ﻲ ذه ﺒﺖ‬ ‫ﺻﺪق رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﻪ ‪ ..‬ﻣﺎ أﺣﻜﻤﻪ !!‬
‫ﻳ ﻮﻣ ًﺎ ﻟﻤﺪﻳ ﻨﺔ أﻣﻠ ﺞ ) ‪300‬ك ﺟ ﻨﻮب ﺟ ﺪة (‬ ‫أﻇ ﻦ ﻣ ﻦ اﻟﻤﺴ ﻠﱠﻤﺎت ﻓ ﻲ ﺣﻴﺎﺗ ﻨﺎ أﻧ ﻪ ﻻ ﻳﻤﻜ ﻦ أن‬
‫ﻹﻟﻘﺎء ﻣﺤﺎﺿﺮة ‪..‬‬ ‫ﻳﻬ ﻨﺄ ﺑﺎﻟﻌ ﻴﺶ زوﺟ ﺎن آﻼهﻤ ﺎ ﻋﺼ ﺒﻲ ﻏﻀ ﻮب ‪..‬‬
‫آﻤ ﺎ ﻻ ﻳﻤﻜ ﻦ أن ﺗﻄ ﻮل ﻋﻼﻗ ﺔ ﺻ ﺎﺣﺒﻴﻦ آﻼهﻤ ﺎ‬
‫آﺬﻟﻚ ‪..‬‬
‫) ‪( 29‬‬ ‫أذآ ﺮ أﻧ ﻲ أﻟﻘ ﻴﺖ ﻣﺤﺎﺿ ﺮة ﻓ ﻲ أﺣﺪى اﻟﺴﺠﻮن ‪..‬‬
‫) ‪( 30‬‬ ‫وآ ﺎن ﻗ ﺪري أن ﺗﻜ ﻮن اﻟﻤﺤﺎﺿ ﺮة ﻓ ﻲ اﻟﻌﻨﺒ ﺮ‬
‫) ‪( 31‬‬
‫‪48‬‬
‫‪Books-sea.com‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬ ‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﻣﻨﻬﻢ ‪ ..‬اﺗﻘﺎء ﺷﺮورهﻢ ‪..‬‬ ‫آ ﺎن ﻣﻦ ﺑﻴﻦ اﻟﺤﺎﺿﺮﻳﻦ ﺷﺎب ﺳﺮﻳﻊ اﻟﻐﻀﺐ ﺛﺎﺋﺮ‬
‫آ ﻞ ذﻟ ﻚ ﺗﺼ ﺒﺢ ﻓ ﻴﻪ ﺑﺎرﻋ ًﺎ إذا ﻋ ﺮﻓﺖ‬ ‫اﻷﻋﺼﺎب ﺟﺪًا ‪..‬‬
‫ﻃﺒﺎﺋﻌﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﻼ‬
‫هﺬا اﻟﺸﺎب ﺳﺎﻓﺮ ﻣﺮة ﺑﺴﻴﺎرﺗﻪ وﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﺴﺘﻌﺠ ً‬
‫اﻓ ﺮض أن ﺷ ﺎﺑ ًﺎ وﻗ ﻊ ﺑﻴﻨﻪ وﺑﻴﻦ أﺑﻴﻪ ﺧﻼف‬ ‫ﻓﻜ ﺎن ﻳﻤﺸ ﻲ ﺑ ﺒﻂء ‪ ..‬آ ﺎن وراءﻩ ﺳﻴﺎرة ﻣﺴﺮﻋﺔ‬
‫‪ ..‬اﺷ ﺘﺪ اﻟﺨ ﻼف ﺣﺘ ﻰ ﻃﺮدﻩ أﺑﻮﻩ ﻣﻦ اﻟﺒﻴﺖ‬ ‫ﺗ ﺮﻳﺪﻩ أن ﻳﻔﺴ ﺢ ﻟﻬ ﺎ اﻟﻄ ﺮﻳﻖ ‪ ..‬وه ﻮ ﻳ ﺰداد ﺑﻄﺌ ًﺎ‬
‫‪ ..‬ﺣ ﺎول اﻻﺑ ﻦ اﻟﻌ ﻮدة ﻣﺮارًا ﻟﻜﻦ اﻷب آﺎن‬ ‫وﻳﺸﻴﺮ ﻟﻬﻢ ﺑﻴﺪﻩ أن ﺧﻔﻔﻮا اﻟﺴﺮﻋﺔ ‪..‬‬
‫ﻋﻨﻴﺪًا ﻣﺼﺮًا ‪..‬‬ ‫ﺿ ﺎق ﺻ ﺎﺣﺐ اﻟﺴ ﻴﺎرة اﻷﺧﺮى ﺑﺼﺎﺣﺒﻨﺎ ذرﻋ ًﺎ ‪..‬‬
‫دﺧﻠ ﺖ ﻟﻺﺻ ﻼح ﺑﻴ ﻨﻬﻤﺎ ‪ ..‬ﺣ ﺪﺛﺖ اﻷب‬ ‫وﺗﻌ ﺪاﻩ ﺑﺴ ﺮﻋﺔ واﻧﺤ ﺮف ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺴﻴﺎرﺗﻪ ﻣﺆدﺑ ًﺎ ‪..‬‬
‫ﺑﺎﻟﻨﺼ ﻮص اﻟﺸ ﺮﻋﻴﺔ ‪ ..‬ﺧﻮﻓ ﺘﻪ ﻣ ﻦ إﺛ ﻢ‬ ‫ﺛﻢ ﻣﻀﻰ ‪ ..‬وﻟﻢ ﻳﺼﺐ أﺣﺪ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﺑﻀﺮر ‪..‬‬
‫اﻟﻘﻄﻴﻌﺔ ‪..‬‬ ‫ﺛﺎرت أﻋﺼﺎب ﺻﺎﺣﺒﻨﺎ – وهﻲ ﺗﺜﻮر ﻋﻠﻰ أﻗﻞ ﻣﻦ‬
‫ﻟ ﻢ ﻳﻠ ﺘﻔﺖ إﻟ ﻴﻚ ‪ ..‬آ ﺎن ﻣﺸﺤﻮﻧ ًﺎ ﻏﺎﺿﺒ ًﺎ ﺟﺪًا‬ ‫ذﻟ ﻚ ﺑﻜﺜﻴﻴﻴﻴ ﺮ – ﻓ ﺰاد ﺳ ﺮﻋﺔ ﺳ ﻴﺎرﺗﻪ ‪ ..‬وأﺧ ﺬ‬
‫‪..‬‬ ‫ﻳﺼ ﺮخ وﻳﺰﻣﺠ ﺮ ‪ ..‬وﻳﺸ ﻴﺮ ﻟﻬ ﻢ ﺑﺄﺿﻮاء اﻟﺴﻴﺎرة‬
‫أردت أن ﺗﺴ ﺘﻌﻤﻞ أﺳ ﺎﻟﻴﺐ أﺧ ﺮى ﻟﻺﺻ ﻼح‬ ‫ﻣ ﺮارًا ﺣﺘ ﻰ ﺗﻮﻗﻔ ﻮا ‪ ..‬ﻓﺄﻟﻘ ﻰ ﻏﺘ ﺮﺗﻪ ﺟﺎﻧ ﺒ ًﺎ ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫وﺗ ﻨﺎول ﻗﻄﻌ ﺔ ﺣﺪﻳ ﺪ ‪ -‬ه ﻲ ﻓ ﻲ اﻷﺻ ﻞ ﻣﻔ ﻚ ﻟﻔ ﺘﺢ‬
‫ﻋ ﺮﻓﺖ ﻣﻦ ﻃﺒﻴﻌﺔ هﺬا اﻷب أﻧﻪ ﻋﺎﻃﻔﻲ ﺟﺪًا‬ ‫ﺑﺮاﻏ ﻲ اﻟﻌﺠ ﻼت ﻋ ﻨﺪ اﻟﺤﺎﺟ ﺔ ‪ .. -‬وﻧ ﺰل ﻣ ﻦ‬
‫‪ ..‬ﺟﺌﺖ إﻟﻴﻪ وﻗﻠﺖ ‪:‬‬ ‫اﻟﺴ ﻴﺎرة ﻣ ﺘﻮﺟﻬ ًﺎ إﻟ ﻴﻬﻢ ‪ ..‬واﻟﻐﻀ ﺐ ﺑ ﺎ ٍد ﻋﻠ ﻴﻪ‬
‫ﻳ ﺎ ﻓ ﻼن ‪ ..‬أﻣ ﺎ ﺗ ﺮﺣﻢ وﻟ ﺪك ‪ ..‬ﻳﻔﺘ ﺮش‬ ‫وﻗﻄﻌﺔ اﻟﺤﺪﻳﺪ ﻓﻲ ﻳﺪﻩ ‪..‬‬
‫اﻷرض ‪ ..‬وﻳﻠﺘﺤﻒ اﻟﺴﻤﺎء ‪!!..‬‬ ‫ﻓ ﺈذا ﺑﺎﻟﺴ ﻴﺎرة اﻟﻤﻘﺎﺑﻠ ﺔ ﻳﻨ ﺰل ﻣﻨﻬﺎ ﺛﻼﺛﺔ ﺷﺒﺎب ﻗﺪ‬
‫أﻧﺖ ﺗﺄآﻞ وﺗﺸﺮب ‪ ..‬واﻟﻤﺴﻜﻴﻦ ﻳﺒﻴﺖ ﻃﺎوﻳ ًﺎ‬ ‫ﺿ ﺎﻗﺖ ﻣﻼﺑﺴ ﻬﻢ ﺑﻌﻀ ﻼﺗﻬﻢ ‪ ..‬وﺗ ﺒﺎﻋﺪت أﻳ ﺪﻳﻬﻢ‬
‫وﻳﺼﺒﺢ ﺟﺎﺋﻌ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﻋﻦ ﺟﻨﻮﺑﻬﻢ ﻣﻦ ﻋﺮض أآﺘﺎﻓﻬﻢ ‪..‬‬
‫أﻣ ﺎ ﺗﺬآ ﺮﻩ إذا رﻓﻌ ﺖ آﺴ ﺮة اﻟﺨﺒ ﺰ إﻟﻰ ﻓﻤﻚ‬ ‫أﻗ ﺒﻠﻮا ﻳﺮآﻀﻮن ﺑﺎﻧﻔﻌﺎل إﻟﻰ ﺻﺎﺣﺒﻨﺎ ‪ ..‬وﻗﺪ رأوﻩ‬
‫‪ ..‬أﻣﺎ ﺗﺬآﺮ ﻣﺸﻴﻪ ﻓﻲ ﺣﺮ اﻟﺸﻤﺲ ‪..‬‬ ‫ﺗﻬﻴﺄ ﻟﻠﻘﺘﺎل !!‬
‫أﻣ ﺎ ﺗﺬآ ﺮ ﻟﻤﺎ آﻨﺖ ﺗﺤﻤﻠﻪ ﺻﻐﻴﺮًا ‪ ..‬وﺗﻀﻤﻪ‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎ رﺁه ﻢ اﻧ ﺘﻔﺾ ‪ ..‬وﻏ ﺺ ﺑ ﺮﻳﻘﻪ ‪ ..‬وه ﻢ‬
‫إﻟﻰ ﺻﺪرك ‪ ..‬وﺗﺸﻤﻪ وﺗﻘﺒﻠﻪ ‪..‬‬ ‫ﻳﻨﻈﺮون إﻟﻴﻪ وإﻟﻰ ﻣﺎ ﻓﻲ ﻳﺪﻩ ‪..‬‬
‫أﻳﺮﺿﻴﻚ أن ﻳﺴﺘﺠﺪي اﻟﻨﺎس وأﺑﻮﻩ ﺣﻲ!! ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤﺎ ﻻﺣﻆ أﻧﻬﻢ ﻳﺤﺪون اﻟﻨﻈﺮ إﻟﻰ ﻗﻄﻌﺔ اﻟﺤﺪﻳﺪ ‪..‬‬
‫ﺗﺠ ﺪ أن ﻋﺎﻃﻔ ﺔ اﻷب ﺗﻬ ﻴﺞ ﺑﻬ ﺬا ﻟﻜ ﻼم ‪..‬‬ ‫رﻓﻌﻬﺎ ﺑﺮﻓﻖ وﻗﺎل ‪:‬‬
‫وﻳﻘﺘﺮب أآﺜﺮ ﻣﻦ ﻧﻘﻄﺔ اﻻﻟﺘﻘﺎء ‪..‬‬ ‫ﻋﻔﻮًا ‪ ..‬أردت أن أﻧﺒﻬﻜﻢ إﻟﻰ أن هﺬﻩ ﺳﻘﻄﺖ ﻣﻨﻜﻢ‬
‫ﻼ ﻣﺤﺒ ًﺎ ﻟﻠﻤﺎل ‪ ..‬ﻗﻠﺖ ﻟﻪ ‪:‬‬
‫وإن آﺎن أﺑﻮﻩ ﺑﺨﻴ ً‬ ‫‪!! ..‬‬
‫ﻳ ﺎ ﻓ ﻼن أﻧﺘﺒﻪ ﻻ ﺗﻮرط ﻧﻔﺴﻚ ‪ ..‬أرﺟﻊ اﻟﻮﻟﺪ‬ ‫ﻓﺘ ﻨﺎوﻟﻬﺎ أﺣﺪهﻢ ﺑﺎﻧﻔﻌﺎل ‪ ..‬ووﻟﻮا إﻟﻰ ﺳﻴﺎرﺗﻬﻢ ‪..‬‬
‫ﺗﺤ ﺖ ﻧﻈ ﺮك وﺗﺼ ﺮﻓﻚ ‪ ..‬أﺧﺸ ﻰ أن ﻳﺴ ﺮق‬ ‫وهﻮ ﻳﺸﻴﺮ ﺑﻴﺪﻩ إﻟﻴﻬﻢ ﻣﻮدﻋ ًﺎ ‪!!..‬‬
‫أو ﻳﻌﺘﺪي ‪ ..‬ﻓﺘﻠﺰﻣﻚ اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺑﺴﺪاد ﻣﺎ أﺧﺬ‬
‫‪ ..‬وإﺻ ﻼح ﻣ ﺎ ﺧ ﺮب ‪ ..‬ﻓﺄﻧﺖ أﺑﻮﻩ ﻋﻠﻰ آﻞ‬ ‫ﻣﻌﺎدﻟﺔ ‪..‬‬
‫ﺣﺎل ‪ ..‬اﻧﺘﺒﻪ ‪..‬‬ ‫ﻋﺼﺒﻲ ‪ +‬ﻋﺼﺒﻲ = اﻧﻔﺠﺎر‬
‫ﺗﺠﺪ أن اﻷب اﻟﺒﺨﻴﻞ ﺳﻴﺒﺪأ ﻳﻌﻴﺪ ﻣﻮازﻳﻨﻪ ﻣﻦ‬
‫ﺟﺪﻳﺪ ‪..‬‬ ‫‪ 22.‬ﻣﺎذا ﺗﺴﺘﻔﻴﺪ ﻣﻦ هﺬﻩ اﻟﻤﻬﺎرة ؟‬
‫وإن آ ﺎن آﻼﻣ ﻚ ﻣ ﻮﺟﻬ ًﺎ إﻟ ﻰ اﻻﺑﻦ ‪ ..‬وآﺎن‬ ‫آ ﻞ ﺑ ﺎب ﻟ ﻪ ﻣﻔ ﺘﺎح ‪ ..‬واﻟﻤﻔ ﺘﺎح اﻟﻤﻨﺎﺳ ﺐ ﻟﻔ ﺘﺢ‬
‫ﺟﺸﻌ ًﺎ ﻣﺤﺒ ًﺎ ﻟﻠﻤﺎل ‪..‬‬ ‫ﻗﻠﻮب اﻟﻨﺎس هﻮ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻃﺒﺎﺋﻌﻬﻢ ‪..‬‬
‫ﻗﻠ ﺖ ﻟ ﻪ ‪ :‬ﻳ ﺎ ﻓ ﻼن ‪ ..‬ﻟ ﻦ ﻳ ﻨﻔﻌﻚ أﻻ أﺑﻮك ‪..‬‬ ‫ﺣ ﻞ ﻣﺸﺎآﻞ اﻟﻨﺎس ‪ ..‬اﻹﺻﻼح ﺑﻴﻨﻬﻢ ‪ ..‬اﻻﺳﺘﻔﺎدة‬

‫‪49‬‬
‫‪Books-sea.com‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬ ‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﻓﻲ وﻗﺖ ﺣﺰﻧﻪ ‪..‬‬ ‫ﻏﺪًا ﺳﺘﺤﺘﺎج أن ﺗﺘﺰوج ‪ ..‬ﻣﻦ ﻳﺴﺪد ﻣﻬﺮك ؟‬
‫ﻓﻤ ﻦ ﻏﻴ ﺮ اﻟﻤﻨﺎﺳﺐ أن ﺗﻄﻠﻖ ﺿﺤﻜﺔ ﻣﺪوﻳﺔ‬ ‫ﻟﻮ ﺗﻌﻄﻠﺖ ﺳﻴﺎرﺗﻚ ﻣﻦ ﻳﺼﻠﺤﻬﺎ ؟‬
‫ﻓ ﻲ ﻋ ﺰاء ‪ !!..‬ﻟﻜ ﻨﻬﺎ ﺗﺤ ﺘﻤﻞ ﻣ ﻨﻚ ﻓﻲ ﻧﺰهﺔ‬ ‫ﻟﻮ ﻣﺮﺿﺖ ‪ ..‬ﻣﻦ ﺳﻴﺤﺎﺳﺐ اﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ ؟‬
‫ﺑﺮﻳﺔ ‪..‬‬ ‫إﺧ ﻮاﻧﻚ ﻳﺴ ﺘﻔﻴﺪون آﻤ ﺎ ﺷ ﺎءوا ‪ ..‬ﻣﺼ ﺮوف ‪..‬‬
‫وه ﺬا أﻣ ﺮ ﻣﻘ ﺮر ﻋ ﻨﺪ ﺟﻤ ﻴﻊ اﻟﻌﻘ ﻼء وﻟ ﻴﺲ‬ ‫هﺪاﻳﺎ ‪ ..‬وأﻧﺖ ﺟﺎﻟﺲ هﻜﺬا ‪..‬‬
‫هﻮ اﻟﻤﻘﺼﻮد ﺑﺤﺪﻳﺜﻲ هﻨﺎ ‪..‬‬ ‫ﻣ ﺎ ﻳﻀ ﺮك أن ﺗﺼ ﻠﺢ ذﻟ ﻚ آﻠ ﻪ ﺑﻘﺒﻠﺔ ﺗﻄﺒﻌﻬﺎ ﻋﻠﻰ‬
‫إﻧﻤ ﺎ اﻟﻤﻘﺼ ﻮد ه ﻮ ﻣ ﺮاﻋﺎة اﻟﻨﻔﺴ ﻴﺎت‬ ‫ﺟﺒ ﻴﻦ أﺑ ﻴﻚ ‪ ..‬أو آﻠﻤ ﺔ أﺳﻒ ﺗﻬﻤﺲ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ أذﻧﻪ‬
‫واﻟﻤﺸ ﺎﻋﺮ اﻟﺸﺨﺼ ﻴﺔ ﻋ ﻨﺪ اﻟﺤ ﺪﻳﺚ ﻣ ﻊ‬ ‫‪..‬‬
‫اﻟﻨﺎس أو اﻟﺘﺼﺮف ﻣﻌﻬﻢ ‪..‬‬ ‫وآ ﺬﻟﻚ ﻟ ﻮ دﺧﻠﺖ ﻟﻺﺻﻼح ﺑﻴﻦ زوﺟﺔ وزوﺟﻬﺎ ‪..‬‬
‫اﻓ ﺮض أن اﻣ ﺮأة ﻃﻠﻘﻬ ﺎ زوﺟﻬ ﺎ وﻟ ﻴﺲ ﻟﻬ ﺎ‬ ‫ﻓﻌﻠ ﺖ ﻣ ﺜﻞ ذﻟ ﻚ ‪ ..‬وﻓ ﺘﺤﺖ ﺑ ﺎب آ ﻞ واﺣ ﺪ ﻣ ﻨﻬﻤﺎ‬
‫أب وﻻ أم ‪ ..‬ﻗ ﺪ ﻣﺎﺗ ﺎ ‪ ..‬وﺟﻌﻠ ﺖ ﺗﺠﻤ ﻊ‬ ‫ﺑﺎﻟﻤﻔﺘﺎح اﻟﻤﻨﺎﺳﺐ ‪..‬‬
‫أﻏﺮاﺿﻬﺎ ﻟﺘﻌﻴﺶ ﻣﻊ أﺧﻴﻬﺎ وزوﺟﺘﻪ ‪..‬‬ ‫وﻣﺜﻠﻪ ﻟﻮ أردت إﺟﺎزة ﻣﻦ ﻣﺪﻳﺮك ﻓﻲ اﻟﻌﻤﻞ ‪..‬‬
‫ﻓﺒﻴ ﻨﻤﺎ هﻲ آﺬﻟﻚ إذ دﺧﻠﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺟﺎرﺗﻬﺎ ﻓﻲ‬ ‫وﻋ ﺮﻓﺖ أﻧ ﻪ ﻻ ﻳﻠ ﺘﻔﺖ إﻟ ﻰ اﻟﻌﻮاﻃ ﻒ وﻻ أﻷﻣ ﻮر‬
‫اﻟﻀ ﺤﻰ زاﺋ ﺮة ‪ ..‬ﻓ ﺮﺣﺒﺖ اﻟﻤﻄﻠﻘ ﺔ ﺑﻬ ﺎ ‪..‬‬ ‫اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ‪ ..‬وإﻧﻤﺎ ﻋﻤﻞ ) وﺑﺲ ! ( ‪..‬‬
‫ووﺿ ﻌﺖ ﻟﻬ ﺎ اﻟﻘﻬ ﻮة واﻟﺸ ﺎي ‪ ..‬ﻓﺠﻌﻠ ﺖ‬ ‫ﻓﻘﻠ ﺖ ﻟ ﻪ ‪ :‬أﺣﺘﺎج إﻟﻰ إﺟﺎزة ﺛﻼﺛﺔ أﻳﺎم أﺟﺪد ﻓﻴﻬﺎ‬
‫اﻟﺰاﺋ ﺮة ﺗ ﺒﺤﺚ ﻋ ﻦ أﺣﺎدﻳ ﺚ ﻟﺘﺆاﻧﺴ ﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ﻧﺸﺎﻃﻲ ‪ ..‬وأﺳﺘﻌﻴﺪ ﺣﻴﻮﻳﺘﻲ ‪ ..‬أﺷﻌﺮ أن إﻧﺘﺎﺟﻴﺘﻲ‬
‫ﻓﺴﺄﻟﺘﻬﺎ اﻟﻤﻄﻠﻘﺔ ‪:‬‬ ‫ﻣ ﻊ ﺿ ﻐﻂ اﻟﻌﻤﻞ ﺗﻨﺤﺪر ﺗﺪرﻳﺠﻴ ًﺎ ‪ ..‬أﻋﻄﻨﻲ ﻓﺮﺻﺔ‬
‫ﺑﺎﻷﻣﺲ رأﻳﺘﻜﻢ ﺧﺎرﺟﻴﻦ ﻣﻦ اﻟﻤﻨﺰل ‪..‬‬ ‫ﻹراﺣ ﺔ ) رأﺳ ﻲ ( ﻓﻘ ﻂ ﺛﻼﺛﺔ أﻳﺎم ‪ ..‬ﻷﻋﻮد أﻧﺸﻂ‬
‫ﻓﻘﺎﻟ ﺖ اﻟﺠ ﺎرة ‪ :‬إي واﷲ ‪ ..‬أﺑ ﻮ ﻓ ﻼن أﺻ ﺮ‬ ‫وأﻗﺪر ‪..‬‬
‫ﻋﻠ ﻲ أن ﻧﺘﻌﺸﻰ ﺧﺎرج اﻟﺒﻴﺖ ﻓﺬهﺒﺖ ﻣﻌﻪ ‪..‬‬ ‫وإن آ ﺎن اﺟﺘﻤﺎﻋ ﻴ ًﺎ ‪ ..‬ﺗﻠﺤﻆ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﻌﺎﻣﻼﺗﻪ ‪..‬‬
‫ﺛ ﻢ ﻣ ﺮ اﻟﺴ ﻮق واﺷ ﺘﺮى ﻟ ﻲ ﻓﺴ ﺘﺎﻧ ًﺎ ﻟﻌ ﺮس‬ ‫أﻧﻪ ﺣﺮﻳﺺ ﻋﻠﻰ اﻷﺳﺮة واﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ‪ ..‬ﻗﻠﺖ ﻟﻪ ‪:‬‬
‫أﺧﺘ ﻲ ‪ ..‬ﺛ ﻢ وﻗ ﻒ ﻋ ﻨﺪ ﻣﺤ ﻞ ذه ﺐ وﻧ ﺰل‬ ‫ي ‪ ..‬أوﻻدي ‪ ..‬أﺷﻌﺮ أﻧﻬﻢ‬ ‫أرﻳ ﺪ إﺟ ﺎزة ﻷرى واﻟﺪ ﱠ‬
‫واﺷﺘﺮى ﻟﻲ ﺳﻮارًا أﻟﺒﺴﻪ ﻓﻲ اﻟﻌﺮس ‪..‬‬ ‫ﻓﻲ واد وأﻧﺎ ﻓﻲ واد ﺁﺧﺮ ‪ ..‬إﻟﻰ ﻏﻴﺮ ذﻟﻚ ‪..‬‬
‫وﻟﻤ ﺎ رﺟﻌ ﻨﺎ إﻟ ﻰ اﻟﺒﻴﺖ رأى اﻷوﻻد ﻓﻲ ﻣﻠﻞ‬ ‫أﺗﻘ ﻦ ه ﺬﻩ اﻟﻤﻬ ﺎرة ‪ ..‬وﺳﺘﺴ ﻤﻊ اﻟ ﻨﺎس ﻏ ﺪًا‬
‫ﻓﻮﻋﺪهﻢ ﺁﺧﺮ اﻷﺳﺒﻮع أن ﻳﺴﺎﻓﺮ ﺑﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﻳﻘﻮﻟ ﻮن ‪ :‬ﻣ ﺎ رأﻳ ﻨﺎ أﺑ ﺮع ﻓﻼﻧ ًﺎ ﻓ ﻲ اﻟﻘ ﺪرة ﻋﻠ ﻰ‬
‫واﻟﻤﻄﻠﻘﺔ اﻟﻤﺴﻜﻴﻨﺔ ﺗﺴﺘﻤﻊ إﻟﻰ ذﻟﻚ وﺗﺘﺨﻴﻞ‬ ‫اﻹﻗﻨﺎع ‪!!..‬‬
‫ﺣﺎﻟﻬﺎ ﺑﻌﺪ ﻗﻠﻴﻞ ﻓﻲ ﺑﻴﺖ زوﺟﺔ أﺧﻴﻬﺎ !!‬ ‫ﻧﺘﻴﺠﺔ ‪..‬‬
‫اﻟﺴ ﺆال ‪ :‬ه ﻞ ﻳﻨﺎﺳ ﺐ إﺛ ﺎرة ه ﺬا اﻟ ﻨﻮع ﻣ ﻦ‬ ‫آﻞ إﻧﺴﺎن ﻟﻪ ﻣﻔﺘﺎح ‪ ..‬وﻣﻌﺮﻓﺔ ﻃﺒﻴﻌﺔ اﻹﻧﺴﺎن‬
‫اﻷﺣﺎدﻳ ﺚ ﻣ ﻊ اﻣ ﺮأة ﻓﺸ ﻠﺖ ﻓ ﻲ ﻣﺸ ﺮوع‬ ‫ﺗﺪﻟّﻚ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻣﻔﺘﺎﺣﻪ اﻟﻤﻨﺎﺳﺐ ‪..‬‬
‫اﻟﺰواج ؟!!‬ ‫‪ 23.‬ﻣﺮاﻋﺎة اﻟﻨﻔﺴﻴﺎت ‪..‬‬
‫هﻞ ﺗﻈﻦ أن هﺬا اﻟﻤﻄﻠﻘﺔ ﺳﺘﺰداد ﻣﺤﺒﺔ ﻟﻬﺬﻩ‬ ‫ﺗ ﺘﻘﻠﺐ أﻣ ﺰﺟﺔ اﻟﻨﺎس ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ ﺑﻴﻦ ﺣﺰن وﻓﺮح‬
‫اﻟﺠ ﺎرة ؟‪ ..‬ورﻏ ﺒﺔ ﻓ ﻲ ﻣﺠﺎﻟﺴ ﺘﻬﺎ داﺋﻤ ًﺎ ؟‪..‬‬ ‫‪ ..‬وﺻ ﺤﺔ وﻣ ﺮض ‪ ..‬وﻏﻨ ﻰ وﻓﻘ ﺮ ‪ ..‬واﺳ ﺘﻘﺮار‬
‫وﻓﺮﺣ ًﺎ ﺑﺰﻳﺎرﺗﻬﺎ ﻟﻬﺎ ؟‪..‬‬ ‫واﺿﻄﺮاب ‪..‬‬
‫ﻧ ﺘﻔﻖ ﺟﻤ ﻴﻌ ًﺎ ﻋﻠ ﻰ ﺟ ﻮاب واﺣ ﺪ ﻧﺼ ﺮخ ﺑ ﻪ‬ ‫وﺑﺎﻟﺘﺎﻟ ﻲ ﻳﺘ ﻨﻮع ﺗﻘ ﺒﻠﻬﻢ ﻟ ﺒﻌﺾ اﻷﻧ ﻮاع ﻣ ﻦ‬
‫ﻗﺎﺋﻠﻴﻦ ‪ :‬ﻻااااا ‪..‬‬ ‫اﻟ ﺘﻌﺎﻣﻼت ‪ ..‬أو رده ﻢ ﻟﻬ ﺎ ﺑﺤﺴ ﺐ ﺣﺎﻟ ﺘﻬﻢ‬
‫ﺑﻞ ﺳﻴﻤﺘﻠﺊ ﻗﻠﺒﻬﺎ ﺣﻘﺪًا وﻗﻬﺮًا ‪..‬‬ ‫اﻟﺸﻌﻮرﻳﺔ وﻗﺖ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ‪..‬‬
‫إذن ﻣﺎ اﻟﺤﻞ ؟ هﻞ ﺗﻜﺬب ﻋﻠﻴﻬﺎ ؟‬ ‫ﻓﻘ ﺪ ﻳﻘ ﺒﻞ ﻣ ﻨﻚ اﻟﻨﻜﺘﺔ واﻟﻄﺮﻓﺔ وﻳﺘﻘﺒﻞ اﻟﻤﺰاح ﻓﻲ‬
‫ﻻ ‪ ..‬وﻟﻜ ﻦ ﺗ ﺘﻜﻠﻢ ﺑﺎﺧﺘﺼ ﺎر ‪ ..‬آ ﺄن ﺗﻘ ﻮل ‪:‬‬ ‫وﻗ ﺖ اﺳ ﺘﻘﺮارﻩ وراﺣ ﺔ ﺑﺎﻟ ﻪ ‪ ..‬ﻟﻜﻨﻪ ﻻ ﻳﺘﻘﺒﻞ ذﻟﻚ‬

‫‪50‬‬
‫‪Books-sea.com‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬ ‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﻣﻊ واﻟﺪ أﺑﻲ ﺑﻜﺮ ‪.. ψ‬‬ ‫واﷲ آ ﺎن ﻋ ﻨﺪﻧﺎ ﺑﻌ ﺾ اﻷﺷ ﻐﺎل ﻗﻀ ﻴﻨﺎهﺎ ‪ ..‬ﺛ ﻢ‬
‫ﻓﺈﻧ ﻪ ‪ ε‬ﻟﻤﺎ أﻗﺒﻞ ﺑﺠﻴﻮش اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ إﻟﻰ ﻣﻜﺔ‬ ‫ﺗﺼﺮف اﻟﻜﻼم إﻟﻰ ﻣﻮﺿﻮع ﺁﺧﺮ ﺗﺼﺒﺮهﺎ ﺑﻪ ﻋﻠﻰ‬
‫ﻟﻔﺘﺤﻬﺎ ‪..‬‬ ‫آﺮﺑﺘﻬﺎ ‪..‬‬
‫ﻗ ﺎل أﺑ ﻮ ﻗﺤﺎﻓ ﺔ أﺑ ﻮ أﺑ ﻲ ﺑﻜ ﺮ ‪ .. ψ‬وآ ﺎن‬ ‫أو اﻓ ﺮض ‪ ..‬أن ﺻ ﺪﻳﻘﻴﻦ اﺧﺘﺒ ﺮا ﻧﻬﺎﻳ ﺔ اﻟﻤ ﺮﺣﻠﺔ‬
‫ﺷ ﻴﺨ ًﺎ آﺒﻴ ﺮًا ‪ ..‬أﻋﻤ ﻰ ‪ ..‬ﻗ ﺎل ﻻﺑ ﻨﺔ ﻟ ﻪ ﻣ ﻦ‬ ‫اﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺔ ‪ ..‬ﻓﻨﺠﺢ أﺣﺪهﻤﺎ وﺗﺨﺮج ﺑﺘﻔﻮق ‪..‬‬
‫أﺻﻐﺮ وﻟﺪﻩ ‪:‬‬ ‫واﻟﺜﺎﻧ ﻲ رﺳ ﺐ ﻓ ﻲ ﻋ ﺪد ﻣ ﻦ اﻟﻤ ﻮاد ‪ ..‬أو ﺗﺨ ﺮج‬
‫أي ﺑﻨﻴﺔ ‪ ..‬اﻇﻬﺮي ﺑﻲ ﻋﻠﻰ ﺟﺒﻞ أﺑﻲ ﻗﺒﻴﺲ‬ ‫ﺑﻨﺴ ﺒﺔ ﺿ ﻌﻴﻔﺔ ﻻ ﺗ ﺆهﻠﻪ ﻟﻠﻘ ﺒﻮل ﻓ ﻲ ﺷ ﻲء ﻣ ﻦ‬
‫ﻷﻧﻈ ﺮ ﺻ ﺪق ﻣ ﺎ ﻳﻘﻮﻟ ﻮن ‪ ..‬ه ﻞ ﺟ ﺎء ﻣﺤﻤﺪ‬ ‫اﻟﺠﺎﻣﻌﺎت ‪..‬‬
‫؟‪..‬‬ ‫ق‬
‫ﻓﻬ ﻞ َﺗ ﺮَى ﻣ ﻦ اﻟﻤﻨﺎﺳ ﺐ ﻋ ﻨﺪﻣﺎ ﻳ ﺰور اﻟﻤ ﺘﻔﻮ ُ‬
‫ﻓﺄﺷ ﺮﻓﺖ ﺑ ﻪ اﺑﻨ ﺘﻪ ﻓﻮق اﻟﺠﺒﻞ ‪ ..‬ﻓﻘﺎل ‪ :‬أي‬ ‫ﺻ ﺎﺣﺒﻪ أن ﻳﺴ ﻬﺐ ﻓ ﻲ اﻟﺤ ﺪﻳﺚ ﺣ ﻮل اﻟﺠﺎﻣﻌ ﺎت‬
‫ﺑﻨﻴﺔ ﻣﺎذا ﺗﺮﻳﻦ ؟‬ ‫اﻟﺘ ﻲ ﺗ ﻢ ﻗ ﺒﻮﻟﻪ ﻓ ﻴﻬﺎ ‪ ..‬واﻟﻤﻴﺰات اﻟﺘﻲ ﺳﺘﻤﻨﺢ ﻟﻪ‬
‫ﻼ ‪..‬‬‫ﻗﺎﻟﺖ ‪ :‬أرى ﺳﻮادًا ﻣﺠﺘﻤﻌ ًﺎ ﻣﻘﺒ ً‬ ‫‪..‬؟‬
‫ﻗﺎل ‪ :‬ﺗﻠﻚ اﻟﺨﻴﻞ ‪..‬‬ ‫ﻗﻄﻌ ًﺎ ﺟﻮاﺑﻨﺎ ﺟﻤﻴﻌ ًﺎ ‪ :‬ﻻ ‪..‬‬
‫ﻼ ﻳﺴ ﻌﻰ ﺑ ﻴﻦ ﻳ ﺪي ذﻟ ﻚ‬ ‫ﻗﺎﻟ ﺖ ‪ :‬وأرى رﺟ ً‬ ‫إذن ﻣﺎ اﻟﺤﻞ ؟‬
‫ﻼ وﻣﺪﺑﺮًا ‪..‬‬ ‫اﻟﺴﻮاد ﻣﻘﺒ ً‬ ‫اﻟﺤ ﻞ أن ﻳﺬآ ﺮ ﻟ ﻪ ﻋﻤﻮﻣ ﻴﺎت ﻳﺨﻔ ﻒ ﺑﻬ ﺎ ﻋ ﻨﻪ ‪..‬‬
‫ﻗﺎل ‪ :‬أي ﺑﻨﻴﺔ ذﻟﻚ اﻟﻮازع اﻟﺬي ﻳﺄﻣﺮ اﻟﺨﻴﻞ‬ ‫آ ﺄن ﻳﺸ ﺘﻜﻲ ﻣ ﻦ آﺜ ﺮة اﻟ ﺰﺣﺎم ﻓ ﻲ اﻟﺠﺎﻣﻌ ﺎت ‪..‬‬
‫وﻳﺘﻘﺪم إﻟﻴﻬﺎ ‪..‬‬ ‫وﻗﻠ ﺔ اﻟﻘ ﺒﻮل ‪ ..‬وﺧ ﻮف آﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻤﺘﻘﺪﻣﻴﻦ إﻟﻴﻬﺎ‬
‫ﺖ اﻧﺘﺸﺮ اﻟﺴﻮاد ‪..‬‬ ‫ﺛﻢ ﻗﺎﻟﺖ ‪ :‬ﻗﺪ واﷲ ﻳﺎ أﺑ ِ‬ ‫ﻣ ﻦ ﻋ ﺪم اﻟﻘ ﺒﻮل ‪ ..‬ﺣﺘ ﻰ ﻳﺨﻔ ﻒ ﻋ ﻦ ﺻ ﺎﺣﺒﻪ‬
‫ﻓﻘ ﺎل ‪ :‬ﻗ ﺪ واﷲ إذًا دﻓﻌ ﺖ اﻟﺨ ﻴﻞ ووﺻ ﻠﺖ‬ ‫ﻣﺼ ﺎﺑﻪ ‪ ..‬ﻓﻴ ﺮﻏﺐ ﻋ ﻨﺪ ذﻟﻚ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻟﺴﺘﻪ أآﺜﺮ ‪..‬‬
‫ﻣﻜ ﺔ ‪ ..‬ﻓﺄﺳ ﺮﻋﻲ ﺑ ﻲ إﻟ ﻰ ﺑﻴﺘ ﻲ ‪ ..‬ﻓ ﺈﻧﻬﻢ‬ ‫وﻳﺤ ﺒﻪ وﻳ ﺄﻧﺲ ﺑﻘ ﺮﺑﻪ ‪ ..‬وﻳﺸ ﻌﺮ أﻧ ﻪ ﻗ ﺮﻳﺐ ﻣ ﻦ‬
‫ﻳﻘﻮﻟﻮن ﻣﻦ دﺧﻞ دارﻩ ﻓﻬﻮ ﺁﻣﻦ ‪..‬‬ ‫ﻗﻠﺒﻪ ‪..‬‬
‫ﻓﺎﻧﺤﻄﺖ اﻟﻔﺘﺎة ﺑﻪ ﻣﺴﺮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﺠﺒﻞ ‪..‬‬ ‫وﻗ ﻞ ﻣ ﺜﻞ ذﻟ ﻚ ﻟﻮ اﻟﺘﻘﻰ ﺷﺎﺑﺎن أﺣﺪهﻤﺎ أﺑﻮﻩ آﺮﻳﻢ‬
‫ﻓﺘﻠﻘ ﺘﻪ ﺧ ﻴﻞ اﻟﻤﺴ ﻠﻤﻴﻦ ‪ ..‬ﻗ ﺒﻞ أن ﻳﺼ ﻞ إﻟﻰ‬ ‫ﻳﻐﺪق ﻋﻠﻴﻪ اﻷﻣﻮال ‪..‬‬
‫ﺑﻴﺘﻪ ‪..‬‬ ‫واﻵﺧﺮ أﺑﻮﻩ ﺑﺨﻴﻞ ﻻ ﻳﻜﺎد ﻳﻌﻄﻴﻪ ﻣﺎ ﻳﻜﻔﻴﻪ ‪..‬‬
‫ﻓﺄﻗﺒﻞ أﺑﻮ ﺑﻜﺮ إﻟﻴﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﻤ ﻦ ﻏﻴﺮ اﻟﻤﻨﺎﺳﺐ أن ﻳﺘﺤﺪث اﺑﻦ اﻟﻜﺮﻳﻢ ﺑﺈﻏﺪاق‬
‫ﻓﺎﺣﺘﻔﻰ ﺑﻪ ﻣﺮﺣﺒ ًﺎ ‪..‬‬ ‫أﺑﻴﻪ ﻋﻠﻴﻪ ‪ ..‬وآﺜﺮة اﻟﻤﺎل ﻟﺪﻳﻪ ‪ ..‬و ‪..‬‬
‫ﺛ ﻢ أﺧ ﺬ ﺑ ﻴﺪﻩ ﻳﻘ ﻮدﻩ ‪ ..‬ﺣﺘ ﻰ أﺗ ﻰ ﺑ ﻪ رﺳ ﻮل‬ ‫ﻷن ه ﺬا اﻟ ﻨﻮع ﻣﻦ اﻟﻜﻼم ﻳﻀﻴﻖ ﺑﻪ ﺻﺪر ﺻﺪﻳﻘﻪ‬
‫اﷲ ‪ ρ‬ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺠﺪ ‪..‬‬ ‫‪ ..‬وﻳﺬآ ﺮﻩ ﺑﻤﺄﺳ ﺎﺗﻪ ﻣﻊ أﺑﻴﻪ ‪ ..‬وﻳﺴﺘﺜﻘﻞ اﻟﺠﻠﻮس‬
‫ﻓﻠﻤ ﺎ رﺁﻩ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ .. ρ‬ﻓﺈذا ﺷﻴﺦ آﺒﻴﺮ ‪..‬‬ ‫ﻣﻊ هﺬا اﻟﺼﺪﻳﻖ وﻳﺸﻌﺮ ﺑﺒﻌﺪﻩ ﻋﻨﻪ ﻓﻲ هﻤﻪ ‪..‬‬
‫ﻗﺪ ﺿﻌﻒ ﺟﺴﻤﻪ ‪ ..‬ورق ﻋﻈﻤﻪ ‪ ..‬واﻗﺘﺮﺑﺖ‬ ‫ﻟ ﺬﻟﻚ ﻧ ﺒﻪ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ ε‬إﻟ ﻰ ﻣ ﺮاﻋﺎة ﻣﺸ ﺎﻋﺮ اﻵﺧ ﺮﻳﻦ‬
‫ﻣﻨﻴﺘﻪ ‪..‬‬ ‫وﻧﻔﺴﻴﺎﺗﻬﻢ ‪ ..‬ﻓﻘﺎل ‪ :‬ﻻ ﺗﻄﻴﻠﻮا اﻟﻨﻈﺮ إﻟﻰ اﻟﻤﺠﺬوم‬
‫وإذا أﺑ ﻮ ﺑﻜ ﺮ ‪ .. τ‬ﻳﻨﻈ ﺮ إﻟ ﻰ أﺑ ﻴﻪ ‪ ..‬وﻗ ﺪ‬ ‫)‪ .. (32‬واﻟﻤﺠ ﺬوم ه ﻮ اﻟﻤﺼ ﺎب ﺑﻤﺮض ﻇﺎهﺮ ﻓﻲ‬
‫ﻓﺎرﻗﻪ ﻣﻨﺬ ﺳﻨﻴﻦ ‪ ..‬واﻧﺸﻐﻞ ﻋﻨﻪ ﺑﺨﺪﻣﺔ هﺬا‬ ‫ﺟﻠ ﺪﻩ ﻗ ﺪ ﺟﻌﻠ ﻪ ﻣﺸ ﻮه ًﺎ ﻓ ﻲ ﻣﻨﻈ ﺮﻩ ‪ ..‬ﻓﻤ ﻦ ﻏﻴ ﺮ‬
‫اﻟﺪﻳﻦ ‪..‬‬ ‫اﻟﻤﻨﺎﺳ ﺐ أﻧ ﻪ إذا ﻣ ﺮ ﺑﻘ ﻮم أن ﻳﻄ ﻴﻠﻮا اﻟﻨﻈ ﺮ إﻟ ﻰ‬
‫اﻟ ﺘﻔﺖ إﻟ ﻰ أﺑ ﻲ ﺑﻜ ﺮ ‪ τ‬ﻓﻘﺎل ﻣﻄﻴﺒ ًﺎ ﻟﻨﻔﺴﻪ ‪..‬‬ ‫ﺟﻠﺪﻩ ‪ ..‬ﻷن هﺬا ﻳﺬآﺮﻩ ﺑﻤﺼﻴﺒﺘﻪ ﻓﻴﺤﺰن ‪..‬‬
‫وﻣﺒﻴﻨ ًﺎ ﻗﺪرﻩ اﻟﺮﻓﻴﻊ ﻋﻨﺪﻩ ‪:‬‬ ‫وﻓ ﻲ ﻣﻮﻗﻒ ﻏﺎﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺮاﻋﺎة واﻟﻠﻄﻒ ﻳﺘﻌﺎﻣﻞ ‪ε‬‬
‫ه ﻼ ﺗ ﺮآﺖ اﻟﺸ ﻴﺦ ﻓ ﻲ ﺑﻴ ﺘﻪ ﺣﺘ ﻰ أآ ﻮن أﻧ ﺎ‬
‫ﺁﺗﻴﻪ ﻓﻴﻪ ؟!‬
‫) ‪( 32‬‬
‫‪51‬‬
‫‪Books-sea.com‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬ ‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫اﻟﺒﻄﺤﺎء‬ ‫آﺎن أﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﻳﻌﻠﻢ أﻧﻬﻢ ﻓﻲ ﺣﺮب ‪ ..‬ﻗﺎﺋﺪهﻢ رﺳﻮل‬
‫ﺧﺰرﺟ ﻲ ﻟ ﻮ ﻳﺴ ﺘﻄﻴﻊ ﻣ ﻦ اﻟﻐ ﻴـﻆ رﻣﺎﻧ ﺎ‬ ‫اﷲ ‪ .. ε‬وأن وﻗﺘﻪ أﺿﻴﻖ ‪ ..‬وأﺷﻌﺎﻟﻪ أآﺜﺮ ﻣﻦ أن‬
‫ﺑﺎﻟﻨﺴﺮ واﻟﻌﻮاء‬ ‫ﻳﺘﻔﺮغ ﻟﻠﺬهﺎب ﻟﺒﻴﺖ ﺷﻴﺦ ﻳﺪﻋﻮﻩ ﻟﻺﺳﻼم ‪..‬‬
‫ﻓﺎﻧﻬﻴ ﻨﻪ إﻧ ﻪ اﻷﺳ ﺪ اﻷﺳـﻮد واﻟﻠﻴﺚ واﻟ ٌﻎ ﻓﻲ‬ ‫ﻓﻘﺎل أﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺷﺎآﺮًا‪ :‬ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪ ..‬هﻮ أﺣﻖ أن‬
‫اﻟﺪﻣﺎء‬ ‫ﻳﻤﺸﻲ إﻟﻴﻚ ‪ ..‬ﻣﻦ أن ﺗﻤﺸﻲ أﻧﺖ إﻟﻴﻪ ‪..‬‬
‫ﻓﻠﺌﻦ أﻗﺤﻢ اﻟﻠﻮاء وﻧﺎدى ﻳﺎ ﺣﻤﺎة اﻟﻠﻮاء أهﻞ‬ ‫ﻓ ﺄﺟﻠﺲ اﻟﻨﺒ ﻲ ﻋﻠ ﻴﻪ اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم ‪ ..‬أﺑﺎ ﻗﺤﺎﻓﺔ‬
‫اﻟﻠﻮاء‬ ‫ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ ‪ ..‬ﺑﻜﻞ ﻟﻄﻒ وﺣﻨﺎن ‪..‬‬
‫ﻟ ﺘﻜﻮﻧﻦ ﺑﺎﻟ ﺒﻄﺎح ﻗﺮﻳﺶ ﺑﻘﻌ َﺔ اﻟﻘﺎع ﻓﻲ أآﻒ‬ ‫ﺛﻢ ﻣﺴﺢ ﻋﻠﻰ ﺻﺪرﻩ ‪..‬‬
‫اﻹﻣﺎء‬ ‫ﺛﻢ ﻗﺎل ‪ :‬أﺳﻠﻢ ‪..‬‬
‫إﻧ ﻪ ﻣﺼ ﻠﺖ ﻳ ﺮﻳﺪ ﻟﻬ ﺎ اﻟﻘ ﺘﻞ ﺻ ﻤﻮت آﺎﻟﺤﻴﺔ‬ ‫ﻓﺄﺷﺮق وﺟﻪ أﺑﻲ ﻗﺤﺎﻓﺔ ‪ ..‬وﻗﺎل ‪ :‬أﺷﻬﺪ أن ﻻ إﻟﻪ‬
‫اﻟﺼﻤﺎء‬ ‫إﻻ اﷲ ‪ ..‬وأﺷﻬﺪ أن ﻣﺤﻤﺪًا ﻋﺒﺪﻩ ورﺳﻮﻟﻪ ‪..‬‬
‫ﻓﻠﻤ ﺎ ﺳ ﻤﻊ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ .. ρ‬ه ﺬا اﻟﺸ ﻌﺮ ‪..‬‬ ‫اﻧ ﺘﻔﺾ أﺑ ﻮ ﺑﻜ ﺮ ﻣﻨﺘﺸ ﻴ ًﺎ ﻣﺴ ﺮورًا ‪ ..‬ﻟ ﻢ ﺗﺴ ﻌﻪ‬
‫دﺧﻠﻪ رﺣﻤﺔ ورأﻓﺔ ﺑﻬﻢ ‪..‬‬ ‫اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻓﺮﺣ ًﺎ ‪..‬‬
‫وأﺣﺐ أﻻ ﻳﺨﻴﺒﻬﺎ إذ رﻏﺒﺖ إﻟﻴﻪ ‪..‬‬ ‫ﺗﺄﻣ ﻞ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ ε‬ﻓ ﻲ وﺟ ﻪ اﻟﺸ ﻴﺦ ‪ ..‬ﻓ ﺈذا اﻟﺸ ﻴﺐ‬
‫وأﺣ ﺐ أﻻ ﻳﻐﻀﺐ ﺳﻌﺪًا ﺑﺄﺧﺬ اﻟﺮاﻳﺔ ﻣﻨﻪ ﺑﻌﺪ‬ ‫ﻳﻜﺴ ﻮﻩ ﺑﻴﺎﺿ ًﺎ ‪ ..‬ﻓﻘ ﺎل ‪ : ρ‬ﻏﻴ ﺮوا هﺬا ﻣﻦ ﺷﻌﺮﻩ‬
‫أن ﺷﺮﻓﻪ ﺑﻬﺎ ‪..‬‬ ‫‪ ..‬وﻻ ﺗﻘﺮﺑﻮﻩ ﺳﻮادًا ‪..‬‬
‫ﻓﺄﻣﺮ ﺳﻌﺪًا ﻓﻨﺎول اﻟﺮاﻳﺔ ﻻﺑﻨﻪ ﻗﻴﺲ ﺑﻦ ﺳﻌﺪ‬ ‫ﻧﻌﻢ آﺎن ﻳﺮاﻋﻲ اﻟﻨﻔﺴﻴﺎت ﻓﻲ ﺗﻌﺎﻣﻠﻪ ‪..‬‬
‫‪ ..‬ﻓ ﺪﺧﻞ ﺑﻬ ﺎ ﻣﻜ ﺔ‪ ..‬وأﺑ ﻮﻩ ﺳ ﻌﺪ ﻳﻤﺸ ﻲ‬ ‫ﺑ ﻞ إﻧ ﻪ ‪ ε‬ﻟﻤ ﺎ دﺧ ﻞ ﻣﻜﺔ ﻗﺴﻢ ﺟﻴﺸﻪ إﻟﻰ آﺘﺎﺋﺐ ‪..‬‬
‫ﺑﺠﺎﻧﺒﻪ ‪..‬‬ ‫وأﻋﻄ ﻰ راﻳ ﺔ إﺣ ﺪى اﻟﻜ ﺘﺎﺋﺐ ‪ ..‬إﻟ ﻰ اﻟﺼ ﺤﺎﺑﻲ‬
‫ﻓﺮﺿ ﻴﺖ اﻟﻤ ﺮأة وﻗ ﺮﻳﺶ ﻟﻤ ﺎ رأت ﻳ ﺪ ﺳ ﻌﺪ‬ ‫اﻟﺒﻄﻞ ﺳﻌﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺎدة ‪.. τ‬‬
‫ﺧﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﺮاﻳﺔ ‪..‬‬ ‫آﺎﻧ ﺖ اﻟ ﺮاﻳﺔ ﻣﻔﺨ ﺮة ﻟﻤ ﻦ ﻳﺤﻤﻠﻬﺎ ‪ ..‬ﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﻓﻘﻂ‬
‫وﻟ ﻢ ﻳﻐﻀ ﺐ ﺳ ﻌﺪ ﻷﻧ ﻪ ﺑﻘ ﻲ ﻗﺎﺋﺪًا ﻟﻜﻨﻪ أرﻳﺢ‬ ‫ﺑﻞ ﻟﻪ وﻟﻘﻮﻣﻪ ‪..‬‬
‫ﻣﻦ ﻋﻨﺎء ﺣﻤﻞ اﻟﺮاﻳﺔ وﺣﻤﻠﻬﺎ ﻋﻨﻪ اﺑﻨﻪ ‪..‬‬ ‫ﺟﻌ ﻞ ﺳ ﻌﺪ ﻳﻨﻈ ﺮ إﻟ ﻰ ﻣﻜ ﺔ وﺳ ﻜﺎﻧﻬﺎ ‪ ..‬ﻓ ﺈذا ه ﻢ‬
‫ﻓﻤ ﺎ أﺟﻤ ﻞ أن ﻧﺼ ﻴﺪ ﻋ ﺪة ﻋﺼ ﺎﻓﻴﺮ ﺑﺤﺠ ﺮ‬ ‫اﻟ ﺬﻳﻦ ﺣﺎرﺑ ﻮا رﺳ ﻮل اﷲ ‪ .. ε‬وﺿ ﻴﻘﻮا ﻋﻠ ﻴﻪ ‪..‬‬
‫واﺣﺪ ‪..‬‬ ‫وﺻﺪوا ﻋﻨﻪ اﻟﻨﺎس ‪..‬‬
‫ﺣ ﺎول أن ﻻ ﺗﻔﻘﺪ أﺣﺪًا ‪ ..‬آﻦ ﻧﺎﺟﺤ ًﺎ واآﺴﺐ‬ ‫وإذا هﻢ اﻟﺬﻳﻦ ﻗﺘﻠﻮا ﺳﻤﻴﺔ وﻳﺎﺳﺮ ‪ ..‬وﻋﺬﺑﻮا ﺑﻼ ًُﻻ‬
‫اﻟﺠﻤﻴﻊ ‪ ..‬وإن ﺗﻌﺎرﺿﺖ ﻣﻄﺎﻟﺒﻬﻢ ‪..‬‬ ‫وﺧﺒﺎﺑ ًﺎ ‪..‬‬
‫ﻼ ‪..‬‬
‫آﺎﻧﻮا ﻳﺴﺘﺤﻘﻮن اﻟﺘﺄدﻳﺐ ﻓﻌ ً‬
‫اﺗﻔﺎق ‪..‬‬ ‫ه ﺰ ﺳ ﻌﺪ اﻟ ﺮاﻳﻴﺔ ‪ ..‬وه ﻮ ﻳﻘ ﻮل ‪ :‬اﻟ ﻴﻮم ﻳ ﻮم‬
‫ﻧﺤﻦ ﻧﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻟﻘﻠﻮب ‪ ..‬ﻻ ﻣﻊ اﻷﺑﺪان ‪..‬‬ ‫اﻟﻤﻠﺤﻤﺔ ** اﻟﻴﻮم ﺗﺴﺘﺤﻞ اﻟﺤﺮﻣﺔ ‪..‬‬
‫ﺳ ﻤﻌﺘﻪ ﻗ ﺮﻳﺶ ﻓﺸ ﻖ ذﻟ ﻚ ﻋﻠ ﻴﻬﻢ ‪ ..‬وآﺒ ﺮ ﻓ ﻲ‬
‫‪ 24.‬اهﺘﻢ ﺑﺎﻵﺧﺮﻳﻦ ‪..‬‬ ‫أﻧﻔﺴﻬﻢ ‪ ..‬وﺧﺎﻓﻮا أن ﻳﻔﻨﻴﻬﻢ ﺑﻘﺘﺎﻟﻬﻢ ‪..‬‬
‫اﻟ ﻨﺎس ﻋﻤ ﻮﻣ ًﺎ ﻳﺤ ﺒﻮن أن ﻳﺸ ﻌﺮوا ﺑﻘﻴﻤ ﺘﻬﻢ‬ ‫ﻓﻌﺎرﺿ ﺖ اﻣ ﺮأة رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ρ‬وه ﻮ ﻳﺴ ﻴﺮ ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫ﻓﺸﻜﺖ إﻟﻴﻪ ﺧﻮﻓﻬﻢ ﻣﻦ ﺳﻌﺪ ‪ ..‬وﻗﺎﻟﺖ ‪:‬‬
‫ﻟﺬا ﺗﺠﺪهﻢ أﺣﻴﺎﻧ ًﺎ ﻳﻘﻮﻣﻮن ﺑﺒﻌﺾ اﻟﺘﺼﺮﻓﺎت‬ ‫ﻲ ﻗﺮﻳﺶ وﻻت ﺣﻴﻦ ﻟﺠﺎء‬ ‫ﻳﺎ ﻧﺒﻲ اﻟﻬﺪى إﻟﻴﻚ ﻟﺠﺎﺋ ﱡ‬
‫ﻟﻴﻠﻔﺘﻮا اﻟﻨﻈﺮ إﻟﻴﻬﻢ ‪!..‬‬ ‫ﺣ ﻴﻦ ﺿ ﺎﻗﺖ ﻋﻠ ﻴﻬﻢ ﺳ ﻌﺔ اﻷرض وﻋ ﺎداهﻢ إﻟ ﻪ‬
‫وﻗ ﺪ ﻳﺨﺘ ﺮﻋﻮن ﻗﺼﺼ ًﺎ وﺑﻄ ﻮﻻت ﻷﺟ ﻞ أن‬ ‫اﻟﺴﻤﺎء‬
‫ﻳﻬﺘﻢ اﻟﻨﺎس ﺑﻬﻢ أو ﻳﻌﺠﺒﻮا ﺑﻬﻢ أآﺜﺮ ‪..‬‬ ‫إن ﺳ ﻌﺪًا ﻳ ﺮﻳﺪ ﻗﺎﺳ ﻤﺔ اﻟﻈﻬـ ﺮ ﺑﺄه ﻞ اﻟﺤﺠ ﻮن و‬
‫‪52‬‬
‫‪Books-sea.com‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬ ‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﻓﺠﻠ ﺲ أﻣ ﺎم اﻟ ﺮﺟﻞ ‪ ..‬وﺟﻌ ﻞ ﻳﻠﻘﻨﻪ وﻳﻔﻬﻤﻪ‬ ‫ﻟ ﻮ رﺟ ﻊ رﺟ ﻞ إﻟ ﻰ ﺑﻴ ﺘﻪ ﻗﺎدﻣ ًﺎ ﻣﻦ ﻋﻤﻠﻪ ﻣﺘﻌﺒ ًﺎ ‪..‬‬
‫أﺣﻜﺎم اﻟﺪﻳﻦ ‪ ..‬ﺣﺘﻰ ﻓﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎ دﺧ ﻞ ﺻ ﺎﻟﺔ اﻟﺒ ﻴﺖ رأى أوﻻدﻩ اﻷرﺑﻌ ﺔ آ ﻞ‬
‫ﺛ ﻢ ﻗﺎم ﻣﻦ ﻋﻨﺪﻩ ‪ ..‬ورﺟﻊ إﻟﻰ ﻣﻨﺒﺮﻩ وأآﻤﻞ‬ ‫ﻣﻨﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺣﺎل ‪..‬‬
‫ﺧﻄﺒﺘﻪ ‪..‬‬ ‫أآﺒﺮهﻢ ﻋﻤﺮﻩ أﺣﺪى ﻋﺸﺮة ﺳﻨﺔ ‪ ..‬ﻳﺘﺎﺑﻊ ﺑﺮﻧﺎﻣﺠ ًﺎ‬
‫ﺁﺁﺁﻩ ﻣﺎ أﻋﻈﻤﻪ وأﺣﻠﻤﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﻲ اﻟﺘﻠﻔﺎز ‪..‬‬
‫ﺗﺮﺑ ﻰ أﺻ ﺤﺎﺑﺔ ﻓ ﻲ ﻣﺪرﺳ ﺘﻪ ‪ ..‬ﻓﻜﺎﻧ ﻮا‬ ‫واﻟﺜﺎﻧﻲ ﻳﺄآﻞ ﻃﻌﺎﻣ ًﺎ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ ‪..‬‬
‫ﻳﻈﻬ ﺮون اﻻه ﺘﻤﺎم ﺑﺎﻵﺧ ﺮﻳﻦ ‪ ..‬واﻻﺣ ﺘﻔﺎء‬ ‫واﻟﺜﺎﻟﺚ ﻳﻌﺒﺚ ﺑﺄﻟﻌﺎﺑﻪ ‪..‬‬
‫ﺑﻬﻢ ‪ ..‬وﻣﺸﺎرآﺘﻬﻢ أﻓﺮاﺣﻬﻢ وأﺗﺮاﺣﻬﻢ ‪..‬‬ ‫واﻟﺮاﺑﻊ ﻳﻜﺘﺐ ﻓﻲ دﻓﺎﺗﺮﻩ ‪..‬‬
‫وﻣﻦ ذﻟﻚ ﻣﺎ ﻓﻌﻠﻪ ﻃﻠﺤﺔ ﻣﻊ آﻌﺐ ‪.. ψ‬‬ ‫ﻓﺴﻠﻢ اﻷب ﺑﺼﻮت ﻣﺴﻤﻮع ‪ ..‬اﻟﺴﻼم ﻋﻠﻴﻜﻢ ‪..‬‬
‫آﻌﺐ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ ‪ τ‬ﺷﻴﺦ آﺒﻴﺮ ‪ ..‬ﻧﺠﻠﺲ إﻟﻴﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻢ ﻳﻠﺘﻔﺖ إﻟﻴﻪ أﺣﺪ ‪ ..‬ذاك ﻣﻨﻬﻤﻚ ﻣﻊ ﺑﺮﻧﺎﻣﺠﻪ ‪..‬‬
‫ﺑﻌ ﺪﻣﺎ آﺒ ﺮ ﺳ ﻨﻪ ‪ ..‬ورق ﻋﻈﻤ ﻪ ‪ ..‬وآ ﻒ‬ ‫واﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﺄﺧﻮذ ﺑﺄﻟﻌﺎﺑﻪ ‪ ..‬واﻟﺜﺎﻟﺚ ﻣﺸﻐﻮل ﺑﻄﻌﺎﻣﻪ‬
‫ﺑﺼﺮﻩ ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫وهﻮ ﻳﺤﻜﻲ ذآﺮﻳﺎت ﺷﺒﺎﺑﻪ ‪ ..‬ﻓﻲ ﺗﺨﻠﻔﻪ ﻋﻦ‬ ‫إﻻ اﻟ ﺮاﺑﻊ ‪ ..‬ﻓﺈﻧ ﻪ ﻟﻤ ﺎ اﻟ ﺘﻔﺖ ﻓ ﺮأى أﺑ ﺎﻩ ‪ ..‬ﻧﻔ ﺾ‬
‫ﻏﺰوة ﺗﺒﻮك ‪..‬‬ ‫ﻳ ﺪﻩ ﻣ ﻦ دﻓﺎﺗ ﺮﻩ وأﻗ ﺒﻞ ﻣ ﺮﺣﺒ ًﺎ ﺿ ﺎﺣﻜ ًﺎ ‪ ..‬وﻗ ﺒﻞ ﻳﺪ‬
‫وآﺎﻧﺖ ﺁﺧﺮ ﻏﺰوة ﻏﺰاهﺎ اﻟﻨﺒﻲ ‪.. ρ‬‬ ‫أﺑﻴﻪ ‪ ..‬ﺛﻢ رﺟﻊ إﻟﻰ دﻓﺎﺗﺮﻩ ‪..‬‬
‫ﺁذن اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ ρ‬اﻟ ﻨﺎس ﺑﺎﻟ ﺮﺣﻴﻞ وأراد أن‬ ‫أي هﺆﻻء اﻷرﺑﻌﺔ ﺳﻴﻜﻮن أﺣﺐ إﻟﻰ اﻷب ؟‬
‫ﻳﺘﺄهﺒﻮا أهﺒﺔ ﻏﺰوهﻢ ‪..‬‬ ‫أﺟ ﺰم أن ﺟﻮاﺑ ﻨﺎ ﺳ ﻴﻜﻮن واﺣ ﺪًا ‪ :‬أﺣ ﺒﻬﻢ إﻟ ﻴﻪ‬
‫وﺟﻤﻊ ﻣﻨﻬﻢ اﻟﻨﻔﻘﺎت ﻟﺘﺠﻬﻴﺰ اﻟﺠﻴﺶ ‪ ..‬ﺣﺘﻰ‬ ‫اﻟﺮاﺑﻊ ‪..‬‬
‫ﺑﻠﻎ ﻋﺪد اﻟﺠﻴﺶ ﺛﻼﺛﻴﻦ أﻟﻔ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﻟ ﻴﺲ ﻷﻧ ﻪ ﻳﻔ ﻮﻗﻬﻢ ﺟﻤ ﺎ ًﻻ أو ذآ ﺎ ًء ‪ ..‬وإﻧﻤ ﺎ ﻷﻧ ﻪ‬
‫وذﻟﻚ ﺣﻴﻦ ﻃﺎﺑﺖ اﻟﻈﻼل اﻟﺜﻤﺎر ‪..‬‬ ‫أﺷﻌﺮ أﺑﺎﻩ ﺑﺄﻧﻪ إﻧﺴﺎن ﻣﻬﻢ ﻋﻨﺪﻩ ‪..‬‬
‫ﻓ ﻲ ﺣ ﺮ ﺷ ﺪﻳﺪ ‪ ..‬وﺳ ﻔﺮ ﺑﻌﻴﺪ ‪ ..‬وﻋﺪو ﻗﻮي‬ ‫آﻠﻤﺎ أﻇﻬﺮت اﻻهﺘﻤﺎم ﺑﺎﻟﻨﺎس أآﺜﺮ ‪ ..‬آﻠﻤﺎ ازدادوا‬
‫ﻋﻨﻴﺪ ‪..‬‬ ‫ﻟﻚ ﺣﻴ ًﺎ وﺗﻘﺪﻳﺮًا ‪..‬‬
‫آ ﺎن ﻋ ﺪد اﻟﻤﺴ ﻠﻤﻴﻦ آﺜﻴ ﺮًا ‪ ..‬وﻟ ﻢ ﺗﻜ ﻦ‬ ‫آﺎن ﺳﻴﺪ اﻟﺨﻠﻖ ‪ ε‬ﻳﺮاﻋﻲ ذﻟﻚ ﻓﻲ اﻟﻨﺎس ‪ ..‬ﻳﺸﻌﺮ‬
‫أﺳﻤﺎؤهﻢ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻓﻲ آﺘﺎب ‪..‬‬ ‫آﻞ إﻧﺴﺎن أن ﻗﻀﻴﺘﻪ ﻗﻀﻴﺘﻪ ‪ ..‬وهﻤﻪ هﻤﻪ ‪..‬‬
‫ﻗﺎل آﻌﺐ ‪:‬‬ ‫ﻗﺎم ‪ ε‬ﻋﻠﻰ ﻣﻨﺒﺮﻩ ﻳﻮﻣ ًﺎ ﻳﺨﻄﺐ اﻟﻨﺎس ‪..‬‬
‫وأﻧ ﺎ أﻳﺴ ﺮ ﻣ ﺎ آﻨﺖ ‪ ..‬ﻗﺪ ﺟﻤﻌﺖ راﺣﻠﺘﻴﻦ ‪..‬‬ ‫ﻓ ﺪﺧﻞ رﺟ ﻞ ﻣﻦ ﺑﺎب اﻟﻤﺴﺠﺪ ‪ ..‬وﻧﻈﺮ إﻟﻰ رﺳﻮل‬
‫وأﻧﺎ أﻗﺪر ﺷﻲء ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺠﻬﺎد ‪..‬‬ ‫اﷲ ‪ ε‬ﺛﻢ ﻗﺎل ‪:‬‬
‫وأﻧ ﺎ ﻓ ﻲ ذﻟ ﻚ أﺻ ﻐﻲ إﻟ ﻰ اﻟﻈ ﻼل ‪ ..‬وﻃ ﻴﺐ‬ ‫ﻳ ﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ..‬رﺟﻞ ﻳﺴﺄل ﻋﻦ دﻳﻨﻪ ‪ ..‬ﻣﺎ ﻳﺪري‬
‫اﻟﺜﻤﺎر ‪..‬‬ ‫ﻣﺎ دﻳﻨﻪ ؟!‬
‫ﻓﻠ ﻢ أزل آ ﺬﻟﻚ ‪ ..‬ﺣﺘ ﻰ ﻗ ﺎم رﺳ ﻮل اﷲ ‪ρ‬‬ ‫ﻓﺎﻟ ﺘﻔﺖ ‪ ε‬إﻟﻴﻪ ‪ ..‬ﻓﺈذا رﺟﻞ أﻋﺮاﺑﻲ ‪ ..‬ﻗﺪ ﻻ ﻳﻜﻮن‬
‫ﻏﺎدﻳ ًﺎ ﺑﺎﻟﻐﺪاة ‪..‬‬ ‫ﻣﺴ ﺘﻌﺪًا أن ﻳﻨﺘﻈ ﺮ ﺣﺘﻰ ﺗﻨﺘﻬﻲ اﻟﺨﻄﺒﺔ ‪ ..‬وﻳﺘﻔﺮغ‬
‫ﻓﻘﻠ ﺖ ‪ :‬أﻧﻄﻠ ﻖ ﻏ ﺪا إﻟ ﻰ اﻟﺴ ﻮق ﻓﺄﺷ ﺘﺮي‬ ‫ﻟ ﻪ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ ε‬ﻟﻴﺤﺪﺛﻪ ﻋﻦ دﻳﻨﻪ ‪ ..‬وﻗﺪ ﻳﺨﺮج اﻟﺮﺟﻞ‬
‫ﺟﻬﺎزي ‪ ..‬ﺛﻢ أﻟﺤﻖ ﺑﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﻣﻦ اﻟﻤﺴﺠﺪ وﻻ ﻳﻌﻮد إﻟﻴﻪ ‪..‬‬
‫ﻓﺎﻧﻄﻠﻘﺖ إﻟﻰ اﻟﺴﻮق ﻣﻦ اﻟﻐﺪ ‪ ..‬ﻓﻌﺴﺮ ﻋﻠﻲ‬ ‫وﻗ ﺪ ﺑﻠ ﻎ اﻷﻣ ﺮ ﻋﻨﺪ اﻟﺮﺟﻞ أهﻤﻴﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ ‪ ..‬ﻟﺪرﺟﺔ‬
‫ﺑﻌﺾ ﺷﺄﻧﻲ ‪ ..‬ﻓﺮﺟﻌﺖ ‪..‬‬ ‫أﻧﻪ ﻳﻘﻄﻊ اﻟﺨﻄﺒﺔ ﻟﻴﺴﺄل ﻋﻦ أﺣﻜﺎم اﻟﺪﻳﻦ !!‬
‫ﻓﻘﻠ ﺖ ‪ :‬أرﺟ ﻊ ﻏ ﺪا إن ﺷ ﺎء اﷲ ﻓﺄﻟﺤ ﻖ ﺑﻬﻢ‬ ‫آ ﺎن ‪ ε‬ﻳﻔﻜ ﺮ ﻣ ﻦ وﺟﻬ ﺔ ﻧﻈ ﺮ اﻵﺧ ﺮ ﻻ ﻣﻦ وﺟﻬﺔ‬
‫ﻲ ﺑﻌﺾ ﺷﺄﻧﻲ أﻳﻀ ًﺎ ‪..‬‬ ‫‪ ..‬ﻓﻌﺴﺮ ﻋﻠ ﱠ‬ ‫ﻧﻈﺮﻩ هﻮ ﻓﻘﻂ ‪..‬‬
‫ﻓﻘﻠ ﺖ ‪ :‬أرﺟ ﻊ ﻏ ﺪا إن ﺷ ﺎء اﷲ ‪ ..‬ﻓﻠ ﻢ أزل‬ ‫ﻧ ﺰل ﻣ ﻦ ﻋﻠ ﻰ ﻣﻨﺒ ﺮﻩ اﻟﺸ ﺮﻳﻒ ‪ ..‬ودﻋ ﺎ ﺑﻜﺮﺳ ﻲ‬
‫‪53‬‬
‫‪Books-sea.com‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬ ‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﻋ ﻨﺪ ﻏﻴ ﺮك ﻣ ﻦ أه ﻞ اﻟﺪﻧ ﻴﺎ ‪ ..‬ﻟ ﺮأﻳﺖ أﻧ ﻲ‬ ‫آﺬﻟﻚ ‪..‬‬
‫أﺧﺮج ﻣﻦ ﺳﺨﻄﻪ ﺑﻌﺬر ‪ ..‬وﻟﻘﺪ أﻋﻄﻴﺖ ﺟﺪ ًﻻ‬ ‫ﺣﺘﻰ ﻣﻀﺖ اﻷﻳﺎم ‪ ..‬وﺗﺨﻠﻔﺖ ﻋﻦ رﺳﻮل اﷲ ‪.. ρ‬‬
‫‪..‬‬ ‫ﻓﺠﻌﻠﺖ أﻣﺸﻲ ﻓﻲ اﻷﺳﻮاق ‪ ..‬وأﻃﻮف ﺑﺎﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ‪..‬‬
‫وﻟﻜﻨ ﻲ واﷲ ﻟﻘ ﺪ ﻋﻠﻤ ﺖ ‪ ..‬أﻧ ﻲ إن ﺣﺪﺛ ﺘﻚ‬ ‫ﻼ ﻣﻐﻤﻮﺻ ًﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ اﻟﻨﻔﺎق ‪ ..‬أو‬ ‫ﻓ ﻼ أرى إﻻ رﺟ ً‬
‫اﻟ ﻴﻮم ﺣ ﺪﻳﺚ آ ﺬب ﺗﺮﺿ ﻰ ﺑ ﻪ ﻋﻠ ﻲ ‪..‬‬ ‫ﻼ ﻗﺪ ﻋﺬرﻩ اﷲ ‪..‬‬ ‫رﺟ ً‬
‫ﻟﻴﻮﺷﻜﻦ اﷲ أن ﻳﺴﺨﻄﻚ ﻋﻠﻲ ‪..‬‬ ‫ﻧﻌ ﻢ ﺗﺨﻠ ﻒ آﻌ ﺐ ﻓ ﻲ اﻟﻤﺪﻳ ﻨﺔ ‪ ..‬أﻣﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪ρ‬‬
‫ﻲ ﻓﻴﻪ‬ ‫وﻟ ﺌﻦ ﺣﺪﺛ ﺘﻚ ﺣ ﺪﻳﺚ ﺻ ﺪق ‪ ..‬ﺗﺠﺪ ﻋﻠ ﱠ‬ ‫ﻓﻘﺪ ﻣﻀﻰ ﺑﺄﺻﺤﺎﺑﻪ اﻟﺜﻼﺛﻴﻦ أﻟﻔ ًﺎ ‪..‬‬
‫‪ ..‬إﻧﻲ ﻷرﺟﻮ ﻓﻴﻪ ﻋﻔ َﻮ اﷲ ﻋﻨﻲ ‪..‬‬ ‫ﺣﺘﻰ إذا وﺻﻞ ﺗﺒﻮك ‪ ..‬ﻧﻈﺮ ﻓﻲ وﺟﻮﻩ أﺻﺤﺎﺑﻪ ‪..‬‬
‫ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪ ..‬واﷲ ﻣﺎ آﺎن ﻟﻲ ﻣﻦ ﻋﺬر ‪..‬‬ ‫ﻼ ﺻ ﺎﻟﺤ ًﺎ ﻣﻤ ﻦ ﺷ ﻬﺪوا ﺑ ﻴﻌﺔ‬ ‫ﻓ ﺈذا ه ﻮ ﻳﻔﻘ ﺪ رﺟ ً‬
‫واﷲ ﻣ ﺎ آ ﻨﺖ ﻗ ﻂ أﻗ ﻮى ‪ ..‬وﻻ أﻳﺴ ﺮ ﻣﻨ ﻲ‬ ‫اﻟﻌﻘﺒﺔ ‪..‬‬
‫ﺣﻴﻦ ﺗﺨﻠﻔﺖ ﻋﻨﻚ ‪..‬‬ ‫ﻓﻴﻘﻮل ‪ : ρ‬ﻣﺎ ﻓﻌﻞ آﻌﺐ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ ؟!‬
‫ﺛﻢ ﺳﻜﺖ آﻌﺐ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘ ﺎل رﺟ ﻞ ‪ :‬ﻳ ﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ..‬ﺧﻠّﻔﻪ ﺑﺮداﻩ واﻟﻨﻈﺮ‬
‫ﻓﺎﻟﺘﻔﺖ اﻟﻨﺒﻲ ‪ ρ‬إﻟﻰ أﺻﺤﺎﺑﻪ ‪ ..‬وﻗﺎل ‪:‬‬ ‫ﻓﻲ ﻋﻄﻔﻴﻪ ‪..‬‬
‫أﻣ ﺎ ه ﺬا ‪ ..‬ﻓﻘ ﺪ ﺻ ﺪﻗﻜﻢ اﻟﺤ ﺪﻳﺚ ‪ ..‬ﻓﻘ ﻢ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘ ﺎل ﻣﻌ ﺎذ ﺑﻦ ﺟﺒﻞ ‪ :‬ﺑﺌﺲ ﻣﺎ ﻗﻠﺖ ‪ ..‬واﷲ ﻳﺎ ﻧﺒﻲ‬
‫ﺣﺘﻰ ﻳﻘﻀﻲ اﷲ ﻓﻴﻚ ‪..‬‬ ‫اﷲ ﻣﺎ ﻋﻠﻤﻨﺎ ﻋﻠﻴﻪ إﻻ ﺧﻴﺮًا ‪..‬‬
‫ﻗ ﺎم آﻌ ﺐ ﻳﺠ ﺮ ﺧﻄ ﺎﻩ ‪ ..‬وﺧﺮج ﻣﻦ اﻟﻤﺴﺠﺪ‬ ‫ﻓﺴﻜﺖ رﺳﻮل اﷲ ‪.. ρ‬‬
‫‪ ..‬ﻣﻬﻤﻮﻣ ًﺎ ﻣﻜﺮوﺑ ًﺎ ‪ ..‬ﻻ ﻳﺪري ﻣﺎ ﻳﻘﻀﻲ اﷲ‬ ‫ﻗﺎل آﻌﺐ ‪:‬‬
‫ﻓﻴﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎ ﻗﻀ ﻰ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ ρ‬ﻏ ﺰوة ﺗ ﺒﻮك ‪ ..‬وأﻗ ﺒﻞ راﺟﻌ ًﺎ‬
‫ﻓﻠﻤ ﺎ رأى ﻗ ﻮﻣﻪ ذﻟ ﻚ ‪ ..‬ﺗ ﺒﻌﻪ رﺟﺎل ﻣﻨﻬﻢ ‪..‬‬ ‫إﻟﻰ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ‪ ..‬ﺟﻌﻠﺖ أﺗﺬآﺮ ‪ ..‬ﺑﻤﺎذا أﺧﺮج ﺑﻪ ﻣﻦ‬
‫وأﺧﺬوا ﻳﻠﻮﻣﻮﻧﻪ ‪ ..‬وﻳﻘﻮﻟﻮن ‪:‬‬ ‫ﺳ ﺨﻄﻪ ‪ ..‬وأﺳ ﺘﻌﻴﻦ ﻋﻠ ﻰ ذﻟ ﻚ ﺑﻜ ﻞ ذي رأي ﻣ ﻦ‬
‫واﷲ ﻣ ﺎ ﻧﻌﻠﻤ ﻚ أذﻧ ﺒﺖ ذﻧ ﺒ ًﺎ ﻗ ﻂ ﻗ ﺒﻞ ه ﺬا ‪..‬‬ ‫أهﻠﻲ ‪..‬‬
‫إﻧ ﻚ رﺟ ﻞ ﺷ ﺎﻋﺮ أﻋﺠﺰت أﻻ ﺗﻜﻮن اﻋﺘﺬرت‬ ‫ﺖ أﻧﻲ ﻻ أﻧﺠﻮ إﻻ‬ ‫ﺣﺘ ﻰ إذا وﺻ ﻞ اﻟﻤﺪﻳ ﻨﺔ ‪ ..‬ﻋ ﺮﻓ ُ‬
‫إﻟ ﻰ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ρ‬ﺑﻤﺎ اﻋﺘﺬر إﻟﻴﻪ اﻟﻤﺨﻠﻔﻮن‬ ‫ﺑﺎﻟﺼﺪق ‪..‬‬
‫!‪ ..‬هﻼ اﻋﺘﺬرت ﺑﻌﺬر ﻳﺮﺿﻰ ﻋﻨﻚ ﻓﻴﻪ ‪ ..‬ﺛﻢ‬ ‫ﻓﺪﺧﻞ اﻟﻨﺒﻲ ‪ ρ‬اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ‪ ..‬ﻓﺒﺪأ ﺑﺎﻟﻤﺴﺠﺪ ﻓﺼﻠﻰ ﻓﻴﻪ‬
‫ﻳﺴﺘﻐﻔﺮ ﻟﻚ ‪ ..‬ﻓﻴﻐﻔﺮ اﷲ ﻟﻚ ‪..‬‬ ‫رآﻌﺘﻴﻦ ‪ ..‬ﺛﻢ ﺟﻠﺲ ﻟﻠﻨﺎس ‪..‬‬
‫ﻗﺎل آﻌﺐ ‪:‬‬ ‫ﻓﺠ ﺎءﻩ اﻟﻤﺨﻠﻔ ﻮن ‪ ..‬ﻓﻄﻔﻘ ﻮا ﻳﻌ ﺘﺬرون إﻟ ﻴﻪ ‪..‬‬
‫ﻓﻠ ﻢ ﻳ ﺰاﻟﻮا ﻳﺆﻧﺒﻮﻧﻨ ﻲ ‪ ..‬ﺣﺘ ﻰ هﻤﻤ ﺖ أن‬ ‫وﻳﺤﻠﻔﻮن ﻟﻪ ‪..‬‬
‫أرﺟﻊ ﻓﺄآﺬب ﻧﻔﺴﻲ ‪..‬‬ ‫ﻼ ‪ ..‬ﻓﻘﺒﻞ ﻣﻨﻬﻢ رﺳﻮل‬ ‫وآﺎﻧ ﻮا ﺑﻀﻌﺔ وﺛﻤﺎﻧﻴﻦ رﺟ ً‬
‫ﻓﻘﻠﺖ ‪ :‬هﻞ ﻟﻘﻲ هﺬا ﻣﻌﻲ أﺣﺪ ؟‬ ‫اﷲ ‪ ρ‬ﻋﻼﻧﻴ ﺘﻬﻢ ‪ ..‬واﺳ ﺘﻐﻔﺮ ﻟﻬ ﻢ ‪ ..‬ووآ ﻞ‬
‫ﻗﺎﻟ ﻮا ‪ :‬ﻧﻌ ﻢ ‪ ..‬رﺟ ﻼن ﻗ ﺎﻻ ﻣ ﺜﻞ ﻣ ﺎ ﻗﻠ ﺖ ‪..‬‬ ‫ﺳﺮاﺋﺮهﻢ إﻟﻰ اﷲ ‪..‬‬
‫ﻓﻘﻴﻞ ﻟﻬﻤﺎ ﻣﺜﻞ ﻣﺎ ﻗﻴﻞ ﻟﻚ ‪..‬‬ ‫وﺟ ﺎءﻩ آﻌ ﺐ ﺑ ﻦ ﻣﺎﻟ ﻚ ‪ ..‬ﻓﻠﻤ ﺎ ﺳ ﻠﻢ ﻋﻠ ﻴﻪ ‪ ..‬ﻧﻈﺮ‬
‫ﻗﻠ ﺖ ‪ :‬ﻣ ﻦ هﻤ ﺎ ؟ ﻗﺎﻟ ﻮا ‪ :‬ﻣ ﺮارة ﺑﻦ اﻟﺮﺑﻴﻊ‬ ‫إﻟﻴﻪ اﻟﻨﺒﻲ ‪ .. ρ‬ﺛﻢ ﺗﺒﺴﱠﻢ ﺗﺒﺴﱡﻢ اﻟﻤﻐﻀﺐ ‪..‬‬
‫‪ ..‬وهﻼل ﺑﻦ أﻣﻴﺔ ‪..‬‬
‫أﻗﺒﻞ آﻌﺐ ﻳﻤﺸﻲ إﻟﻴﻪ ‪ .. ε‬ﻓﻠﻤﺎ ﺟﻠﺲ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ ‪..‬‬
‫ﻓ ﺈذا هﻤ ﺎ رﺟ ﻼن ﺻ ﺎﻟﺤﺎن ﻗ ﺪ ﺷﻬﺪا ﺑﺪرًا ‪..‬‬
‫ﻓﻘﺎل ﻟﻪ ‪ : ρ‬ﻣﺎ ﺧﻠﻔﻚ ‪ ..‬أﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻗﺪ اﺑﺘﻌﺖ ﻇﻬﺮك‬
‫ﻟﻲ ﻓﻴﻬﻤﺎ أﺳﻮة ‪..‬‬
‫؟ ﻳﻌﻨﻲ اﺷﺘﺮﻳﺖ داﺑﺘﻚ ‪..‬‬
‫ﻓﻘﻠ ﺖ ‪ :‬واﷲ ﻻ أرﺟ ﻊ إﻟ ﻴﻪ ﻓ ﻲ ه ﺬا أﺑ ﺪًا ‪..‬‬
‫ﻗﺎل ‪ :‬ﺑﻠﻰ ‪..‬‬
‫وﻻ أآﺬب ﻧﻔﺴﻲ ‪..‬‬
‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻓﻤﺎ ﺧﻠﻔﻚ ؟!‬
‫* * * * * * * * *‬
‫ﻓﻘ ﺎل آﻌ ﺐ ‪ :‬ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪ ..‬إﻧﻲ واﷲ ﻟﻮ ﺟﻠﺴﺖ‬
‫‪54‬‬
‫‪Books-sea.com‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬ ‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﻓ ﺈذا ه ﻮ ﻳﻘ ﻮل ‪ :‬ﻣ ﻦ ﻳﺪﻟﻨ ﻲ ﻋﻠ ﻰ آﻌ ﺐ ﺑ ﻦ‬ ‫ﺛ ﻢ ﻣﻀ ﻰ آﻌ ﺐ ‪ .. τ‬ﻳﺴﻴﺮ ﺣﺰﻳﻨ ًﺎ ‪ ..‬آﺴﻴﺮ اﻟﻨﻔﺲ‬
‫ﻣﺎﻟﻚ ‪ ..‬؟‬ ‫‪ ..‬وﻗﻌﺪ ﻓﻲ ﺑﻴﺘﻪ ‪..‬‬
‫ﻓﻄﻔ ﻖ اﻟ ﻨﺎس ﻳﺸﻴﺮون ﻟﻪ إﻟﻰ آﻌﺐ ‪ ..‬ﻓﺄﺗﺎﻩ‬ ‫ﺾ وﻗ ﺖ ‪ ..‬ﺣﺘﻰ ﻧﻬﻰ اﻟﻨﺒﻲ ‪ ρ‬اﻟﻨﺎس ﻋﻦ‬ ‫ﻓﻠ ﻢ ﻳﻤ ِ‬
‫‪ ..‬ﻓﻨﺎوﻟﻪ ﺻﺤﻴﻔﺔ ﻣﻦ ﻣﻠﻚ ﻏﺴﺎن ‪..‬‬ ‫آﻼم آﻌﺐ وﺻﺎﺣﺒﻴﻪ ‪..‬‬
‫ﻋﺠﺒ ًﺎ !! ﻣﻦ ﻣﻠﻚ ﻏﺴﺎن ‪!!..‬‬ ‫ﻗﺎل آﻌﺐ ‪:‬‬
‫إذن ﻗﺪ وﺻﻞ ﺧﺒﺮﻩ إﻟﻰ ﺑﻼد اﻟﺸﺎم ‪ ..‬واهﺘﻢ‬ ‫ﻓﺎﺟﺘﻨﺒ ﻨﺎ اﻟ ﻨﺎس ‪ ..‬وﺗﻐﻴ ﺮوا ﻟ ﻨﺎ ‪ ..‬ﻓﺠﻌﻠ ﺖ أﺧ ﺮج‬
‫ﺑ ﻪ ﻣﻠ ﻚ اﻟﻐﺴﺎﺳ ﻨﺔ ‪ ..‬ﻋﺠ ﺒ ًﺎ !! ﻓﻤ ﺎذا ﻳ ﺮﻳﺪ‬ ‫إﻟﻰ اﻟﺴﻮق ‪ ..‬ﻓﻼ ﻳﻜﻠﻤﻨﻲ أﺣﺪ ‪..‬‬
‫اﻟﻤﻠﻚ ؟!!‬ ‫وﺗﻨﻜﺮ ﻟﻨﺎ اﻟﻨﺎس ‪ ..‬ﺣﺘﻰ ﻣﺎ هﻢ ﺑﺎﻟﺬﻳﻦ ﻧﻌﺮف ‪..‬‬
‫ﻓﺘﺢ آﻌﺐ اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﻓﺈذا ﻓﻴﻬﺎ ‪:‬‬ ‫وﺗﻨﻜ ﺮت ﻟ ﻨﺎ اﻟﺤ ﻴﻄﺎن ‪ ..‬ﺣﺘ ﻰ ﻣ ﺎ ه ﻲ ﺑﺎﻟﺤ ﻴﻄﺎن‬
‫" أﻣ ﺎ ﺑﻌ ﺪ ‪ ..‬ﻳ ﺎ آﻌ ﺐ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ ‪ ..‬إﻧﻪ ﺑﻠﻐﻨﻲ‬ ‫اﻟﺘﻲ ﻧﻌﺮف ‪..‬‬
‫أن ﺻﺎﺣﺒﻚ ﻗﺪ ﺟﻔﺎك وأﻗﺼﺎك ‪ ..‬وﻟﺴﺖ ﺑﺪار‬ ‫وﺗﻨﻜ ﺮت ﻟﻨﺎ اﻷرض ‪ ..‬ﺣﺘﻰ ﻣﺎ هﻲ ﺑﺎﻷرض اﻟﺘﻲ‬
‫ﻣﻀﻴﻌﺔ وﻻ هﻮان ‪ ..‬ﻓﺎﻟﺤﻖ ﺑﻨﺎ ﻧﻮاﺳﻚ "‪..‬‬ ‫ﻧﻌﺮف ‪..‬‬
‫ﻓﻠﻤ ﺎ أﺗﻢ ﻗﺮاءة اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ‪ ..‬ﻗﺎل ‪ : τ‬إﻧﺎ ﷲ ‪..‬‬ ‫ﻓﺄﻣ ﺎ ﺻ ﺎﺣﺒﺎي ﻓﺠﻠﺴﺎ ﻓﻲ ﺑﻴﻮﺗﻬﻤﺎ ﻳﺒﻜﻴﺎن ‪ ..‬ﺟﻌﻼ‬
‫ﻲ أه ﻞ اﻟﻜﻔ ﺮ ‪ !!..‬ه ﺬا أﻳﻀ ًﺎ ﻣﻦ‬ ‫ﻗ ﺪ ﻃﻤ ﻊ ﻓ ﱠ‬ ‫ﻳﺒﻜ ﻴﺎن اﻟﻠ ﻴﻞ واﻟ ﻨﻬﺎر ‪ ..‬وﻻ ﻳﻄﻠﻌﺎن رؤوﺳﻬﻤﺎ ‪..‬‬
‫اﻟﺒﻼء واﻟﺸﺮ ‪..‬‬ ‫وﻳﺘﻌﺒﺪان آﺄﻧﻬﻤﺎ اﻟﺮهﺒﺎن ‪..‬‬
‫ﺛ ﻢ ﻣﻀ ﻰ ﺑﺎﻟﺮﺳ ﺎﻟﺔ ﻓ ﻮرًا إﻟ ﻰ اﻟﺘ ﻨﻮر ‪..‬‬ ‫ﺐ اﻟﻘ ﻮم وأﺟﻠ ﺪَهﻢ ‪ ..‬ﻓﻜ ﻨﺖ‬ ‫ﺷ ﱠ‬‫وأﻣ ﺎ أﻧ ﺎ ﻓﻜ ﻨﺖ أ َ‬
‫ﻓﺄﺷﻌﻠﻪ ﺛﻢ أﺣﺮﻗﻬﺎ ﻓﻴﻪ ‪..‬‬ ‫أﺧ ﺮج ﻓﺄﺷ ﻬﺪ اﻟﺼ ﻼة ﻣ ﻊ اﻟﻤﺴ ﻠﻤﻴﻦ ‪ ..‬وأﻃ ﻮف‬
‫وﻟﻢ ﻳﻠﺘﻔﺖ آﻌﺐ إﻟﻰ إﻏﺮاء اﻟﻤﻠﻚ ‪..‬‬ ‫ﻓﻲ اﻷﺳﻮاق ‪ ..‬وﻻ ﻳﻜﻠﻤﻨﻲ أﺣﺪ ‪..‬‬
‫ﻧﻌﻢ ﻓُﺘﺢ ﻟﻪ ﺑﺎب إﻟﻰ ﺑﻼط اﻟﻤﻠﻮك ‪ ..‬وﻗﺼﻮر‬ ‫وﺁﺗﻲ اﻟﻤﺴﺠﺪ ﻓﺄدﺧﻞ ‪..‬‬
‫اﻟﻌﻈﻤ ﺎء ‪ ..‬ﻳﺪﻋ ﻮﻧﻪ إﻟ ﻰ اﻟﻜ ﺮاﻣﺔ واﻟﺼﺤﺒﺔ‬ ‫وﺁﺗﻲ رﺳﻮل اﷲ ‪ ρ‬ﻓﺄﺳﻠﻢ ﻋﻠﻴﻪ ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫ﻓﺄﻗ ﻮل ﻓ ﻲ ﻧﻔﺴ ﻲ ‪ :‬ه ﻞ ﺣ ﺮك ﺷ ﻔﺘﻴﻪ ﺑ ﺮد اﻟﺴ ﻼم‬
‫واﻟﻤﺪﻳ ﻨﺔ ﻣ ﻦ ﺣ ﻮﻟﻪ ﺗ ﺘﺠﻬﻤﻪ ‪ ..‬واﻟﻮﺟ ﻮﻩ‬ ‫ﻋﻠﻲ أم ﻻ ؟‬
‫ﺗﻌﺒﺲ ﻓﻲ وﺟﻬﻪ ‪..‬‬ ‫ﺛ ﻢ أﺻ ﻠﻲ ﻗ ﺮﻳﺒ ًﺎ ﻣ ﻨﻪ ‪ ..‬ﻓﺄﺳ ﺎرﻗﻪ اﻟﻨﻈ ﺮ ‪ ..‬ﻓ ﺈذا‬
‫ﻳﺴﻠﻢ ﻓﻼ ﻳﺮد ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ‪..‬‬ ‫أﻗﺒﻠﺖ ﻋﻠﻰ ﺻﻼﺗﻲ ‪ ..‬أﻗﺒﻞ إﻟﻲ ‪..‬‬
‫وﻳﺴﺄل ﻓﻼ ﻳﺴﻤﻊ اﻟﺠﻮاب ‪..‬‬ ‫ﺖ ﻧﺤﻮﻩ ‪ ..‬أﻋﺮض ﻋﻨﻲ ‪..‬‬ ‫وإذا اﻟﺘﻔ ﱡ‬
‫وﻣﻊ ذﻟﻚ ﻟﻢ ﻳﻠﺘﻔﺖ إﻟﻰ اﻟﻜﻔﺎر ‪..‬‬ ‫* * * * * * * * *‬
‫وﻟ ﻢ ﻳﻔﻠ ﺢ اﻟﺸ ﻴﻄﺎن ﻓ ﻲ زﻋ ﺰﻋﺘﻪ ‪ ..‬أو‬ ‫وﻣﻀﺖ ﻋﻠﻰ آﻌﺐ اﻷﻳﺎم ‪ ..‬واﻵﻻم ﺗﻠﺪ اﻵﻻم ‪..‬‬
‫ﺗﻌﺒﻴﺪﻩ ﻟﺸﻬﻮﺗﻪ ‪..‬‬ ‫وهﻮ اﻟﺮﺟﻞ اﻟﺸﺮﻳﻒ ﻓﻲ ﻗﻮﻣﻪ ‪..‬‬
‫أﻟﻘﻰ اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻨﺎر ‪ ..‬وأﺣﺮﻗﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ﺑ ﻞ ه ﻮ ﻣ ﻦ أﺑﻠ ﻎ اﻟﺸ ﻌﺮاء ‪ ..‬ﻋ ﺮﻓﻪ اﻟﻤﻠ ﻮك‬
‫* * * * * * * * *‬ ‫واﻷﻣﺮاء ‪..‬‬
‫وﻣﻀ ﺖ اﻷﻳ ﺎم ﺗ ﺘﻠﻮهﺎ اﻷﻳ ﺎم ‪ ..‬واﻧﻘﻀ ﻰ‬ ‫وﺳ ﺎرت أﺷﻌﺎرﻩ ﻋﻨﺪ اﻟﻌﻈﻤﺎء ‪ ..‬ﺣﺘﻰ ﺗﻤﻨﻮا ﻟﻘﻴﺎﻩ‬
‫ﺷﻬﺮ آﺎﻣﻞ ‪ ..‬وآﻌﺐ ﻋﻠﻰ هﺬا اﻟﺤﺎل ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫واﻟﺤﺼ ﺎر ﻳﺸ ﺘﺪ ﺧ ﻨﺎﻗﻪ ‪ ..‬واﻟﻀ ﻴﻖ ﻳ ﺰداد‬ ‫ﺛﻢ هﻮ اﻟﻴﻮم ‪ ..‬ﻓﻲ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ‪ ..‬ﺑﻴﻦ ﻗﻮﻣﻪ ‪ ..‬ﻻ أﺣﺪ‬
‫ﺛﻘﻠﻪ ‪..‬‬ ‫ﻳﻜﻠﻤﻪ ‪ ..‬وﻻ ﻳﻨﻈﺮ إﻟﻴﻪ ‪..‬‬
‫ﻓ ﻼ اﻟﺮﺳﻮل ‪ ρ‬ﻳُﻤﻀﻲ ‪ ..‬وﻻ اﻟﻮﺣﻲ ﺑﺎﻟﺤﻜﻢ‬ ‫ﺣﺘ ﻰ ‪ ..‬إذا اﺷ ﺘﺪت ﻋﻠ ﻴﻪ اﻟﻐﺮﺑﺔ ‪ ..‬وﺿﺎﻗﺖ ﻋﻠﻴﻪ‬
‫ﻳﻘﻀﻲ ‪..‬‬ ‫اﻟﻜﺮﺑﺔ ‪ ..‬ﻧﺰل ﺑﻪ اﻣﺘﺤﺎن ﺁﺧﺮ ‪:‬‬
‫ﻓﻠﻤﺎ اآﺘﻤﻠﺖ أرﺑﻌﻮن ﻳﻮﻣ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﺒﻴﻨﻤﺎ هﻮ ﻳﻄﻮف ﻓﻲ اﻟﺴﻮق ﻳﻮﻣ ًﺎ ‪..‬‬
‫ﻓ ﺈذا رﺳ ﻮل ﻣ ﻦ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ ρ‬ﻳﺄﺗﻲ إﻟﻰ آﻌﺐ ‪..‬‬ ‫إذا رﺟﻞ ﻧﺼﺮاﻧﻲ ﺟﺎء ﻣﻦ اﻟﺸﺎم ‪..‬‬

‫‪55‬‬
‫‪Books-sea.com‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬ ‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫اﻟﻨﺎس إﻟﻴﻪ ‪ ..‬ﻻ ﻳﺪري أهﻮ ﻣﺆﻣﻦ أم ﻻ ؟‬ ‫ﻓﻴﻄﺮق ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺒﺎب ‪..‬‬
‫ﻓﻠ ﻢ ﻳﺴ ﺘﻄﻊ أن ﻳ ﺘﺠﻠﺪ ﻟﻤﺎ ﺳﻤﻌﻪ ‪ ..‬وﻓﺎﺿﺖ‬ ‫ﻓﻴﺨ ﺮج آﻌ ﺐ إﻟ ﻴﻪ ‪ ..‬ﻟﻌﻠ ﻪ ﺟ ﺎء ﺑﺎﻟﻔ ﺮج ‪ ..‬ﻓ ﺈذا‬
‫ﻋﻴﻨﺎﻩ ﺑﺎﻟﺪﻣﻮع ‪..‬‬ ‫اﻟﺮﺳﻮل ﻳﻘﻮل ﻟﻪ ‪:‬‬
‫ﺛﻢ اﻗﺘﺤﻢ اﻟﺤﺎﺋﻂ ﺧﺎرﺟ ًﺎ ‪..‬‬ ‫إن رﺳﻮل اﷲ ‪ ρ‬ﻳﺄﻣﺮك أن ﺗﻌﺘﺰل اﻣﺮأﺗﻚ ‪..‬‬
‫وذهﺐ إﻟﻰ ﻣﻨﺰﻟﻪ ‪ ..‬وﺟﻠﺲ ﻓﻴﻪ ‪..‬‬ ‫ﻃﻠﱢﻘﻬﺎ ‪ ..‬أم ﻣﺎذا ؟‬
‫ﻗﺎل ‪ُ :‬أ َ‬
‫ﻳﻘﻠﺐ ﻃﺮﻓﻪ ﺑﻴﻦ ﺟﺪراﻧﻪ ‪ ..‬ﻻ زوﺟﺔ ﺗﺠﺎﻟﺴﻪ‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻻ ‪ ..‬وﻟﻜﻦ اﻋﺘﺰﻟﻬﺎ وﻻ ﺗﻘﺮﺑﻬﺎ ‪..‬‬
‫‪ ..‬وﻻ ﻗﺮﻳﺐ ﻳﺆاﻧﺴﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓ ﺪﺧﻞ آﻌ ﺐ ﻋﻠ ﻰ اﻣ ﺮأﺗﻪ وﻗ ﺎل ‪ :‬اﻟﺤﻘ ﻲ ﺑﺄهﻠ ﻚ‬
‫وﻗ ﺪ ﻣﻀﺖ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺧﻤﺴﻮن ﻟﻴﻠﺔ ‪ ..‬ﻣﻦ ﺣﻴﻦ‬ ‫ﻓﻜﻮﻧﻲ ﻋﻨﺪهﻢ ﺣﺘﻰ ﻳﻘﻀﻲ اﷲ ﻓﻲ هﺬا اﻷﻣﺮ ‪..‬‬
‫ﻧﻬﻰ اﻟﻨﺒﻲ ‪ ρ‬اﻟﻨﺎس ﻋﻦ آﻼﻣﻬﻢ ‪..‬‬ ‫وأرﺳﻞ اﻟﻨﺒﻲ ‪ ρ‬إﻟﻰ ﺻﺎﺣﺒﻲ آﻌﺐ ﺑﻤﺜﻞ ذﻟﻚ ‪..‬‬
‫* * * * * * * * *‬ ‫ﻓﺠﺎءت اﻣﺮأة هﻼل ﺑﻦ أﻣﻴﺔ ‪ ..‬ﻓﻘﺎﻟﺖ ‪:‬‬
‫وﻓ ﻲ اﻟﻠ ﻴﻠﺔ اﻟﺨﻤﺴ ﻴﻦ ‪ ..‬ﻧ ﺰﻟﺖ ﺗﻮﺑﺘﻬﻢ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﻳ ﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ..‬إن ه ﻼل ﺑ ﻦ أﻣ ﻴﺔ ﺷ ﻴﺦ آﺒﻴ ﺮ‬
‫اﻟﻨﺒﻲ ‪ ρ‬ﻓﻲ ﺛﻠﺚ اﻟﻠﻴﻞ ‪..‬‬ ‫ﺿﻌﻴﻒ ‪ ..‬ﻓﻬﻞ ﺗﺄذن ﻟﻲ أن أﺧﺪﻣﻪ ‪..‬؟‬
‫وآﺎن ‪ ε‬ﻓﻲ ﺑﻴﺖ أم ﺳﻠﻤﺔ ‪ ..‬ﻓﺘﻼ اﻵﻳﺎت ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻧﻌﻢ ‪ ..‬وﻟﻜﻦ ﻻ ﻳﻘﺮﺑﻨﻚ ‪..‬‬
‫ﻓﻘﺎﻟﺖ أم ﺳﻠﻤﺔ ‪: τ‬‬ ‫ﻓﻘﺎﻟ ﺖ اﻟﻤ ﺮأة ‪ :‬ﻳ ﺎ ﻧﺒ ﻲ اﷲ ‪ ..‬واﷲ ﻣ ﺎ ﺑ ﻪ ﻣ ﻦ‬
‫ﻳﺎ ﻧﺒﻲ اﷲ ‪ ..‬أﻻ ﻧﺒﺸﺮ آﻌﺐ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ ‪..‬‬ ‫ﺣ ﺮآﺔ ﻟﺸ ﻲء ‪ ..‬ﻣ ﺎ زال ﻣﻜﺘﺌ ﺒ ًﺎ ‪ ..‬ﻳﺒﻜ ﻲ اﻟﻠ ﻴﻞ‬
‫ﻗ ﺎل ‪ :‬إذًا ﻳﺤﻄﻤﻜ ﻢ اﻟ ﻨﺎس ‪ ..‬وﻳﻤ ﻨﻌﻮﻧﻜﻢ‬ ‫واﻟﻨﻬﺎر ‪ ..‬ﻣﻨﺬ آﺎن ﻣﻦ أﻣﺮﻩ ﻣﺎ آﺎن ‪..‬‬
‫اﻟﻨﻮم ﺳﺎﺋﺮ اﻟﻠﻴﻠﺔ ‪..‬‬ ‫* * * * * * * * *‬
‫ﻓﻠﻤ ﺎ ﺻ ﻠﻰ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ ρ‬اﻟﻔﺠ ﺮ ‪ ..‬ﺁذن اﻟ ﻨﺎس‬ ‫وﻣ ﺮت اﻷﻳ ﺎم ﺛﻘ ﻴﻠﺔ ﻋﻠ ﻰ آﻌ ﺐ ‪..‬واﺷﺘﺪت اﻟﺠﻔﻮة‬
‫ﺑﺘﻮﺑﺔ اﷲ ﻋﻠﻴﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﻋﻠﻴﻪ ‪..‬ﺣﺘﻰ ﺻﺎر ﻳﺮاﺟﻊ إﻳﻤﺎﻧﻪ ‪..‬‬
‫ﻓﺎﻧﻄﻠﻖ اﻟﻨﺎس ﻳﺒﺸﺮوﻧﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﻳﻜﻠﻢ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ وﻻ ﻳﻜﻠﻤﻮﻧﻪ ‪..‬‬
‫ﻗﺎل آﻌﺐ ‪:‬‬ ‫وﻳﺴﻠﻢ ﻋﻠﻰ رﺳﻮل اﷲ ‪ ρ‬ﻓﻼ ﻳﺮد ﻋﻠﻴﻪ ‪..‬‬
‫وآ ﻨﺖ ﻗ ﺪ ﺻﻠﻴﺖ اﻟﻔﺠﺮ ﻋﻠﻰ ﺳﻄﺢ ﺑﻴﺖ ﻣﻦ‬ ‫ﻓﺈﻟﻰ أﻳﻦ ﻳﺬهﺐ ‪ !!..‬وﻣﻦ ﻳﺴﺘﺸﻴﺮ !؟‬
‫ﺑﻴﻮﺗﻨﺎ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل آﻌﺐ ‪: τ‬‬
‫ﻓﺒﻴ ﻨﺎ أﻧ ﺎ ﺟ ﺎﻟﺲ ﻋﻠ ﻰ اﻟﺤ ﺎل اﻟﺘ ﻲ ذآ ﺮ اﷲ‬ ‫ﻲ اﻟ ﺒﻼء ‪ ..‬ذه ﺒﺖ إﻟ ﻰ أﺑﻲ ﻗﺘﺎدة ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎ ﻃ ﺎل ﻋﻠ ﱠ‬
‫ﺗﻌﺎﻟ ﻰ ‪ ..‬ﻗ ﺪ ﺿ ﺎﻗﺖ ﻋﻠ ﻲ ﻧﻔﺴﻲ ‪ ..‬وﺿﺎﻗﺖ‬ ‫ﻲ ‪ ..‬ﻓ ﺈذا هﻮ‬‫وه ﻮ اﺑ ﻦ ﻋﻤ ﻲ ‪ ..‬وأﺣ ﺐ اﻟ ﻨﺎس إﻟ ﱠ‬
‫ﻲ اﻷرض ﺑﻤﺎ رﺣﺒﺖ ‪..‬‬ ‫ﻋﻠ ﱠ‬ ‫ﻓﻲ ﺣﺎﺋﻂ ﺑﺴﺘﺎﻧﻪ ‪ ..‬ﻓﺘﺴﻮرت اﻟﺠﺪار ﻋﻠﻴﻪ ‪..‬‬
‫ﻲ ‪ ..‬ﻣﻦ أن أﻣﻮت ‪..‬‬ ‫وﻣ ﺎ ﻣ ﻦ ﺷ ﻲء أه ﻢ إﻟ ّ‬ ‫ودﺧﻠﺖ ‪ ..‬ﻓﺴﻠﻤﺖ ﻋﻠﻴﻪ ‪..‬‬
‫ﻲ رﺳﻮ ُل اﷲ ‪ .. ρ‬أو ﻳﻤﻮت ‪..‬‬ ‫ﻓﻼ ﻳﺼﻠﻲ ﻋﻠ ﱠ‬ ‫ﻓﻮاﷲ ﻣﺎ رد ﻋﻠﻲ اﻟﺴﻼم ‪..‬‬
‫ﻓﺄآ ﻮن ﻣ ﻦ اﻟ ﻨﺎس ﺑ ﺘﻠﻚ اﻟﻤﻨ ﺰﻟﺔ ‪ ..‬ﻓ ﻼ‬ ‫ﻓﻘﻠ ﺖ ‪ :‬أﻧﺸ ﺪك اﷲ ‪ ..‬ﻳ ﺎ أﺑ ﺎ ﻗ ﺘﺎدة ‪ ..‬أﺗﻌﻠ ﻢ أﻧ ﻲ‬
‫ﻲ ‪..‬‬
‫ﻳﻜﻠﻤﻨﻲ أﺣﺪ ﻣﻨﻬﻢ ‪ ..‬وﻻ ﻳﺼﻠﻲ ﻋﻠ ﱠ‬ ‫أﺣﺐ اﷲ ورﺳﻮﻟﻪ ؟‬
‫ﻓﺒﻴﻨﻤﺎ أﻧﺎ ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ‪..‬‬ ‫ﻓﺴﻜﺖ ‪..‬‬
‫إذ ﺳ ﻤﻌﺖ ﺻ ﻮت ﺻ ﺎرخ ‪ ..‬ﻋﻠ ﻰ ﺟﺒﻞ ﺳﻠﻊ‬ ‫ﻓﻘﻠﺖ ‪ :‬ﻳﺎ أﺑﺎ ﻗﺘﺎدة ‪ ..‬أﺗﻌﻠﻢ أﻧﻲ أﺣﺐ اﷲ ورﺳﻮﻟﻪ‬
‫ﺑﺄﻋﻠﻰ ﺻﻮﺗﻪ ﻳﻘﻮل ‪:‬‬ ‫؟‬
‫ﻳﺎااااا آﻌﺐ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ ! ‪ ..‬أﺑﺸﺮ ‪..‬‬ ‫ﻓﺴﻜﺖ ‪..‬‬
‫ﻓﺨ ﺮرت ﺳ ﺎﺟﺪًا ‪ ..‬وﻋ ﺮﻓﺖ أن ﻗﺪ ﺟﺎء ﻓﺮج‬ ‫ﻓﻘﻠ ﺖ ‪ :‬أﻧﺸ ﺪك اﷲ ‪ ..‬ﻳ ﺎ أﺑ ﺎ ﻗ ﺘﺎدة ‪ ..‬أﺗﻌﻠ ﻢ أﻧ ﻲ‬
‫ﻣﻦ اﷲ ‪..‬‬ ‫أﺣﺐ اﷲ ورﺳﻮﻟﻪ ؟‬
‫ﻲ رﺟﻞ ﻋﻠﻰ ﻓﺮس ‪ ..‬واﻵﺧﺮ ﺻﺎح‬ ‫وأﻗ ﺒﻞ إﻟ ﱠ‬ ‫ﻓﻘﺎل ‪ :‬اﷲ ورﺳﻮﻟﻪ أﻋﻠﻢ ‪..‬‬
‫ﻣﻦ ﻓﻮق ﺟﺒﻞ ‪..‬‬ ‫ﺳ ﻤﻊ آﻌ ﺐ ه ﺬا اﻟﺠ ﻮاب ‪ ..‬ﻣ ﻦ اﺑ ﻦ ﻋﻤ ﻪ وأﺣ ﺐ‬

‫‪56‬‬
‫‪Books-sea.com‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬ ‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ب اﻟ ﱠﺮﺣِﻴ ُﻢ [‬
‫ﷲ ُه َﻮ اﻟ ﱠﺘﻮﱠا ُ‬
‫ن ا َﱠ‬
‫ﻋ َﻠ ْﻴ ِﻬ ْﻢ ِﻟ َﻴ ﺘُﻮﺑُﻮا ِإ ﱠ‬
‫َ‬ ‫وآﺎن اﻟﺼﻮت أﺳﺮع ﻣﻦ اﻟﻔﺮس ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎ ﺟﺎءﻧ ﻲ اﻟ ﺬي ﺳ ﻤﻌﺖ ﺻ ﻮﺗﻪ ﻳﺒﺸ ﺮﻧﻲ ‪..‬‬
‫واﻟﺸ ﺎهﺪ ﻣﻦ هﺬﻩ اﻟﻘﺼﺔ ‪ ..‬أن ﻃﻠﺤﺔ ‪ τ‬ﻟﻤﺎ‬ ‫ﻲ ﻓﻜﺴﻮﺗﻪ إﻳﺎهﻤﺎ ﺑﺒﺸﺮاﻩ ‪ ..‬واﷲ ﻣﺎ‬ ‫ﻧﺰﻋﺖ ﻟﻪ ﺛﻮﺑ ﱠ‬
‫رأى آﻌ ﺒ ًﺎ ﻗﺎم إﻟﻴﻪ واﻋﺘﻨﻘﻪ وهﻨﺄﻩ ‪ ..‬ﻓﺰادت‬ ‫أﻣﻠﻚ ﻏﻴﺮهﻤﺎ ‪..‬‬
‫ﻣﺤ ﺒﺔ آﻌ ﺐ ﻟ ﻪ ‪ ..‬ﺣﺘ ﻰ آﺎن ﻳﻘﻮل ﺑﻌﺪ ﻣﻮت‬ ‫واﺳﺘﻌﺮت ﺛﻮﺑﻴﻦ ‪ ..‬ﻓﻠﺴﺒﺘﻬﻤﺎ ‪..‬‬
‫ﻃﻠﺤ ﺔ ‪ ..‬وهﻮ ﻳﺤﻜﻲ اﻟﻘﺼﺔ ﺑﻌﺪهﺎ ﺑﺴﻨﻴﻦ ‪:‬‬ ‫واﻧﻄﻠﻘ ﺖ إﻟ ﻰ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ .. ρ‬ﻓﺘﻠﻘﺎﻧ ﻲ اﻟ ﻨﺎس‬
‫ﻓﻮاﷲ ﻻ أﻧﺴﺎهﺎ ﻟﻄﻠﺤﺔ ‪..‬‬ ‫ﻓﻮﺟ ًﺎ ‪ ..‬ﻓﻮﺟ ًﺎ ‪..‬‬
‫وﻣ ﺎذا ﻓﻌ ﻞ ﻃﻠﺤ ﺔ ﺣﺘ ﻰ ﻳﺄﺳ ﺮ ﻗﻠ ﺐ آﻌ ﺐ ؟‬ ‫ﻳﻬﻨﺌﻮﻧ ﻲ ﺑﺎﻟ ﺘﻮﺑﺔ ‪ ..‬ﻳﻘﻮﻟ ﻮن ‪ :‬ﻟﻴﻬ ﻨﻚ ﺗ ﻮﺑﺔ اﷲ‬
‫ﻓﻌ ﻞ ﻣﻬ ﺎرة راﺋ ﺪة ‪ ..‬اه ﺘ ﱠﻢ ﺑ ﻪ ‪ ..‬ﺷ ﺎرآﻪ‬ ‫ﻋﻠﻴﻚ ‪..‬‬
‫ﻓﺮﺣﺘﻪ ‪ ..‬ﻓﺼﺎر ﻟﻪ ﻋﻨﺪﻩ ﺣﻈﻮة ‪..‬‬ ‫ﺣﺘ ﻰ دﺧﻠ ﺖ اﻟﻤﺴ ﺠﺪ ‪ ..‬ﻓ ﺈذا رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ε‬ﺟﺎﻟﺲ‬
‫اﻻه ﺘﻤﺎم ﺑﺎﻟ ﻨﺎس وﻣﺸﺎرآﺘﻬﻢ ﻓﻲ ﻣﺸﺎﻋﺮهﻢ‬ ‫ﻲ‬
‫ﺑﻴﻦ أﺻﺤﺎﺑﻪ ‪ ..‬ﻓﻠﻤﺎ رأوﻧﻲ واﷲ ﻣﺎ ﻗﺎم ﻣﻨﻬﻢ إﻟ ﱠ‬
‫ﻳﺄﺳﺮ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ‪..‬‬ ‫إﻻ ﻃﻠﺤﺔ ﺑﻦ ﻋﺒﻴﺪ اﷲ ‪ ..‬ﻗﺎم ﻓﺎﻋﺘﻨﻘﻨﻲ وهﻨﺄﻧﻲ ‪..‬‬
‫ﻟ ﻮ آ ﻨﺖ ﻓ ﻲ زﺣﻤ ﺔ اﻻﻣ ﺘﺤﺎﻧﺎت ‪ ..‬ووﺻ ﻠﺖ‬ ‫ﺛﻢ رﺟﻊ إﻟﻰ ﻣﺠﻠﺴﻪ ‪ ..‬ﻓﻮاﷲ ﻣﺎ أﻧﺴﺎهﺎ ﻟﻄﻠﺤﺔ ‪..‬‬
‫إﻟ ﻰ هﺎﺗﻔ ﻚ اﻟﻤﺤﻤﻮل رﺳﺎﻟﺔ ﻣﻜﺘﻮب ﻓﻴﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﻤﺸ ﻴﺖ ﺣﺘ ﻰ وﻗ ﻒ ﻋﻠ ﻰ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ε‬ﻓﺴ ﻠﻤﺖ‬
‫ﺑﺸ ﺮﻧﻲ ﻋ ﻦ اﻣ ﺘﺤﺎﻧﺎﺗﻚ واﷲ إن ﺑﺎﻟ ﻲ‬ ‫ﻋﻠﻴﻪ ‪..‬‬
‫ﻣﺸ ﻐﻮل ﻋﻠ ﻴﻚ وأدﻋ ﻮ ﻟ ﻚ ‪ ،‬ﺻ ﺪﻳﻘﻚ ‪:‬‬ ‫ﺳ ﺮﱠ‬ ‫وه ﻮ ﻳﺒ ﺮق وﺟﻬ ﻪ ﻣ ﻦ اﻟﺴ ﺮور ‪ ..‬وآ ﺎن إذا ُ‬
‫إﺑﺮاهﻴﻢ ‪..‬‬ ‫اﺳﺘﻨﺎر وﺟﻬﻪ ‪ ..‬ﺣﺘﻰ آﺄﻧﻪ ﻗﻄﻌﺔ ﻗﻤﺮ ‪..‬‬
‫أﻟﻴﺲ ﺳﺘﺰداد ﻣﺤﺒﺘﻚ ﻟﻬﺬا اﻟﺼﺪﻳﻖ ؟ ﺑﻠﻰ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎ رﺁﻧ ﻲ ﻗ ﺎل ‪ :‬أﺑﺸ ﺮ ﺑﺨﻴ ﺮ ﻳ ﻮم ﻣ ﱠﺮ ﻋﻠ ﻴﻚ ﻣ ﻨﺬ‬
‫وﻟ ﻮ آ ﺎن أﺑ ﻮك ﻣﺮﻳﻀ ًﺎ ﻓ ﻲ اﻟﻤﺴﺘﺸ ﻔﻰ ‪..‬‬ ‫وﻟﺪﺗﻚ أﻣﻚ ‪..‬‬
‫ﻓﺒﻘ ﻴﺖ ﻣﻌ ﻪ ﻓ ﻲ ﻏ ﺮﻓﺘﻪ وأﻧ ﺖ ﻣﺸﻐﻮل اﻟﺒﺎل‬ ‫ﻗﻠ ﺖ ‪ :‬أﻣﻦ ﻋﻨﺪك ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪ ..‬أم ﻣﻦ ﻋﻨﺪ اﷲ‬
‫ﻋﻠ ﻴﻪ ‪ ..‬واﺗﺼ ﻞ ﺑ ﻚ ﺻ ﺪﻳﻖ وﺳ ﺄﻟﻚ ﻋﻨﻪ ‪..‬‬ ‫؟‬
‫وﻗﺎل ‪ :‬ﺗﺤﺘﺎج ﻣﺴﺎﻋﺪة ؟ ﻧﺤﻦ ﻓﻲ ﺧﺪﻣﺘﻚ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻻ ‪ ..‬ﺑﻞ ﻣﻦ ﻋﻨﺪ اﷲ ‪ ..‬ﺛﻢ ﺗﻼ اﻵﻳﺎت ‪..‬‬
‫ﻓﺸﻜﺮﺗﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﺠﻠﺴﺖ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ ‪..‬‬
‫ﺛ ﻢ ﻓ ﻲ اﻟﻤﺴ ﺎء اﺗﺼ ﻞ وﻗ ﺎل ‪ :‬إذا اﻷه ﻞ‬ ‫ﻓﻘﻠ ﺖ ‪ :‬ﻳ ﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ! إن ﻣ ﻦ ﺗﻮﺑﺘ ﻲ أن أﻧﺨﻠ ﻊ‬
‫ﻳﺤﺘﺎﺟﻮن أي ﺷﻲء أﺷﺘﺮﻳﻪ ﻟﻬﻢ ‪ ..‬ﻓﺄﺧﺒﺮﻧﻲ‬ ‫ﻣﻦ ﻣﺎﻟﻲ ﺻﺪﻗﺔ إﻟﻰ اﷲ ‪ ..‬وإﻟﻰ رﺳﻮﻟﻪ ‪..‬‬
‫‪ ..‬ﻓﺸﻜﺮﺗﻪ ودﻋﻮت ﻟﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل ‪ :‬أﻣﺴﻚ ﻋﻠﻴﻚ ﺑﻌﺾ ﻣﺎﻟﻚ ‪ ..‬ﻓﻬﻮ ﺧﻴﺮ ﻟﻚ ‪..‬‬
‫أﻻ ﺗﺸﻌﺮ أن ﻗﻠﺒﻚ ﻳﻨﺠﺬب إﻟﻴﻪ أآﺜﺮ ‪..‬؟‬ ‫ﻓﻘﻠ ﺖ ‪ :‬ﻳ ﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ! إن اﷲ إﻧﻤ ﺎ ﻧﺠﺎﻧ ﻲ‬
‫ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻟﻮ اﺗﺼﻞ ﺑﻚ ﺁﺧﺮ وﻗﺎل ‪ :‬ﻓﻼن ‪ ..‬ﻧﺤﻦ‬ ‫ﺑﺎﻟﺼ ﺪق ‪ ..‬وإن ﻣﻦ ﺗﻮﺑﺘﻲ أﻻ أﺣﺪث إﻻ ﺻﺪﻗ ًﺎ ﻣﺎ‬
‫ﺧﺎرﺟ ﻮن إﻟ ﻰ ﻧﺰهﺔ ﻓﻲ اﻟﺒﺤﺮ ‪ ..‬هﺎﻩ ﺗﺬهﺐ‬ ‫ﺑﻘﻴﺖ ‪..‬‬
‫ﻣﻌﻨﺎ ؟‬ ‫ﻧﻌ ﻢ ‪ ..‬ﺗﺎب اﷲ ﻋﻠﻰ آﻌﺐ وﺻﺎﺣﺒﻴﻪ ‪ ..‬وأﻧﺰل ﻓﻲ‬
‫ﻓﻘﻠﺖ ‪ :‬واﷲ واﻟﺪي ﻣﺮﻳﺾ وﻻ أﺳﺘﻄﻴﻊ ‪..‬‬ ‫ذﻟﻚ ﻗﺮءاﻧ ًﺎ ﻳﺘﻠﻰ ‪..‬‬
‫ﻓ ﺒﺪل أن ﻳﺪﻋ ﻮ ﻟ ﻪ وﻳﻌ ﺘﺬر أن ﻟ ﻢ ﻳﺴ ﺄل ﻋﻦ‬ ‫ﻓﻘﺎل ﻋﺰ وﺟﻞ ‪:‬‬
‫ﺣﺎﻟﻪ ‪ ..‬ﻗﺎل ﻟﻚ ‪ :‬أدري أﻧﻪ ﻣﺮﻳﺾ ﻟﻜﻦ هﻮ‬ ‫ﻦ وَا َْﻷ ْﻧﺼَﺎ ِر‬ ‫ﺟﺮِﻳ َ‬ ‫ﻲ وَا ْﻟ ُﻤﻬَﺎ ِ‬ ‫ﻋ َﻠ ﻰ اﻟ ﱠﻨ ِﺒ ﱢ‬
‫ﷲﱠ َ‬‫با ُ‬ ‫] َﻟ َﻘ ْﺪ َﺗ ﺎ َ‬
‫ﻓ ﻲ اﻟﻤﺴﺘﺸ ﻔﻰ وﻋ ﻨﺪﻩ ﻣﻤﺮﺿ ﻮن وﻟ ﻦ‬ ‫ﻦ َﺑ ْﻌ ِﺪ َﻣ ﺎ َآ ﺎ َد‬ ‫ﺴ َﺮ ِة ِﻣ ْ‬ ‫ﻋ ِﺔ ا ْﻟ ُﻌ ْ‬ ‫ﺳﺎ َ‬‫ﻦ اﺗﱠ َﺒﻌُﻮ ُﻩ ِﻓ ﻲ َ‬ ‫اﱠﻟ ﺬِﻳ َ‬
‫ﻳﺴ ﺘﻔﻴﺪ ﻣﻦ ﺑﻘﺎﺋﻚ ﺗﻌﺎل ﻣﻌﻨﺎ اﺳﺘﻤﺘﻊ واﺳﺒﺢ‬ ‫ﻋ َﻠ ْﻴ ِﻬ ْﻢ ِإﻧﱠ ُﻪ ِﺑ ِﻬ ْﻢ‬
‫ب َ‬ ‫ﻖ ِﻣ ْﻨ ُﻬ ْﻢ ُﺛ ﻢﱠ َﺗ ﺎ َ‬ ‫ب َﻓ ﺮِﻳ ٍ‬ ‫َﻳ ﺰِﻳ ُﻎ ُﻗُﻠ ﻮ ُ‬
‫و ‪ ..‬ﻗﺎﻟﻬ ﺎ وه ﻮ ﻳﻤﺎزﺣ ﻚ ﺿ ﺎﺣﻜ ًﺎ ‪ ..‬وآ ﺄن‬ ‫ﺣﺘﱠﻰ ِإذَا‬ ‫ﺧﻠﱢﻔُﻮا َ‬ ‫ﻦ ُ‬ ‫ﻋﻠَﻰ اﻟﺜﱠﻼ َﺛ ِﺔ اﱠﻟﺬِﻳ َ‬ ‫ﺣﻴ ٌﻢ * َو َ‬ ‫ف َر ِ‬ ‫َرؤُو ٌ‬
‫ﻣ ﺮض واﻟ ﺪك ﻻ ﻳﻌﻨ ﻴﻪ ‪ ..‬آ ﻴﻒ ﺳ ﺘﻜﻮن‬ ‫ﻋ َﻠ ْﻴ ِﻬ ْﻢ‬
‫ﺖ َ‬‫ﺖ َوﺿَﺎ َﻗ ْ‬ ‫ﺣ َﺒ ْ‬
‫ض ِﺑ َﻤ ﺎ َر ُ‬ ‫ﻋ َﻠ ْﻴ ِﻬ ُﻢ ا َْﻷ ْر ُ‬
‫ﺖ َ‬‫ﺿ ﺎ َﻗ ْ‬ ‫َ‬
‫ﻧﻈﺮﺗﻚ إﻟﻴﻪ ؟‬ ‫ب‬
‫ﷲ ِإ ﱠﻻ ِإ َﻟ ْﻴ ِﻪ ُﺛﻢﱠ ﺗَﺎ َ‬‫ﻦ ا ِﱠ‬ ‫ﺠ َﺄ ِﻣ َ‬‫ن ﻻ َﻣ ْﻠ َ‬ ‫ﻇﻨﱡﻮا َأ ْ‬ ‫ﺴ ُﻬ ْﻢ َو َ‬
‫َأ ْﻧ ُﻔ ُ‬

‫‪57‬‬
‫‪Books-sea.com‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬ ‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﻼ ‪..‬‬
‫إﻟﻰ ﺷﺨﺼﻪ ‪ ..‬ﻓﻘﺪ آﻨﺖ ﻻ أﻗﺎﺑﻠﻪ إﻻ ﻗﻠﻴ ً‬ ‫ﺑ ﻼ ﺷ ﻚ أن ﻗ ﺪرﻩ ﻓ ﻲ ﻗﻠ ﺒﻚ ﻳ ﻨﺨﻔﺾ ﻷﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻬﺘﻢ‬
‫وأراﻩ ﺑ ﺜﻮﺑﻪ وﻏﺘ ﺮﺗﻪ ‪ ..‬ﻓﻠﻤ ﺎ ﻟ ﺒﺲ اﻟﺒ ﻨﻄﺎل‬ ‫ﺑﻬﻤﻮﻣﻚ ‪..‬‬
‫وﺟﺎءﻧ ﻲ ﻓﺠ ﺄة ﻓ ﻲ زﺣﻤﺔ ﺷﺒﺎب ﻣﻦ ﺟﺪة ‪..‬‬ ‫ﻣﻦ أﺣﺮج ﻣﺎ وﻗﻊ ﻟﻲ ﻣﻦ ﻣﻮاﻗﻒ ‪..‬‬
‫ﻟﻢ ﻳﻘﻊ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻲ أﻧﻪ ﻓﻼن ‪..‬‬ ‫أﻧ ﻲ آ ﻨﺖ ﻣﺴ ﺎﻓﺮًا إﻟ ﻰ ﺟ ﺪة ﻟﻌ ﺪة أﻳ ﺎم ‪ ..‬آ ﻨﺖ‬
‫ﻓﻤ ﻦ اﻻه ﺘﻤﺎم ﺑﺎﻟ ﻨﺎس ﻣﺸ ﺎرآﺘﻬﻢ ﻓ ﻲ‬ ‫ﻣﺸﻐﻮ ًﻻ ﺟﺪًا ‪..‬‬
‫ﻣﺸ ﺎﻋﺮهﻢ وإﺷ ﻌﺎرهﻢ أن هﻤﻬﻢ هﻮ هﻤﻚ ‪..‬‬ ‫وﺻ ﻠﺘﻨﻲ رﺳ ﺎﻟﺔ ﺧﻼﻟﻬ ﺎ ﻋﻠ ﻰ هﺎﺗﻔ ﻲ ﻣ ﻦ أﺧ ﻲ‬
‫وأﻧﻚ ﺗﺤﺐ اﻟﺨﻴﺮ ﻟﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﺳﻌﻮد آﺘﺐ ﻓﻴﻬﺎ ‪:‬‬
‫وﻣ ﻦ ه ﺬا اﻟﻤ ﻨﻄﻠﻖ ﺗﺠ ﺪ أن اﻟﺸ ﺮآﺎت‬ ‫أﺣﺴ ﻦ اﷲ ﻋ ﺰاءك ﻓ ﻲ اﺑ ﻦ ﻋﻤ ﻨﺎ ﻓ ﻼن ﺗﻮﻓﻲ ﻓﻲ‬
‫اﻟﻤ ﺘﻄﻮرة ﻳﻜ ﻮن ﻋ ﻨﺪهﺎ إدارة ﻟﻠﻌﻼﻗ ﺎت‬ ‫أﻟﻤﺎﻧﻴﺎ ‪..‬‬
‫اﻟﻌﺎﻣ ﺔ ‪ ..‬ﻣﻬﻤ ﺘﻬﺎ إرﺳ ﺎل اﻟﺘﻬﺎﻧ ﻲ‬ ‫اﺗﺼ ﻠﺖ ﺑﺄﺧ ﻲ ﻓﺄﺧﺒﺮﻧ ﻲ أن اﺑ ﻦ ﻋﻤ ﻨﺎ هﺬا ‪ -‬وهﻮ‬
‫واﻟﺘﺒﺮﻳﻜﺎت ﻓﻲ اﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺎت ‪ ..‬وﺗﻘﺪﻳﻢ اﻟﻬﺪاﻳﺎ‬ ‫ﺷ ﻴﺦ آﺒﻴ ﺮ ‪ -‬ذه ﺐ ﻗ ﺒﻞ ﻳﻮﻣ ﻴﻦ ﻟﻌ ﻼج اﻟﻘﻠ ﺐ ﻓ ﻲ‬
‫‪ ..‬وﻧﺤﻮ ذﻟﻚ ‪..‬‬ ‫أﻟﻤﺎﻧﻴﺎ وﺗﻮﻓﻲ أﺛﻨﺎء إﺟﺮاء اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ‪ ..‬وأن ﺟﺜﻤﺎﻧﻪ‬
‫اﻟ ﻨﺎس آﻠﻤ ﺎ أﺷ ﻌﺮﺗﻬﻢ ﺑﻘﻴﻤ ﺘﻬﻢ وأﻇﻬ ﺮت‬ ‫ﺳﻴﺼ ﻞ ﻗ ﺮﻳﺒ ًﺎ إﻟ ﻰ ﻣﻄ ﺎر اﻟ ﺮﻳﺎض ‪ ..‬دﻋ ﻮت ﻟ ﻪ‬
‫اﻻهﺘﻤﺎم ﺑﻬﻢ ﻣﻠﻜﺖ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ وأﺣﺒﻮك ‪..‬‬ ‫وﺗﺮﺣﻤﺖ ﻋﻠﻴﻪ ‪ ..‬وأﻧﻬﻴﺖ اﻟﻤﻜﺎﻟﻤﺔ ‪..‬‬
‫ﺧﺬ أﻣﺜﻠﺔ ﺳﺮﻳﻌﺔ ﻣﻦ اﻟﻮاﻗﻊ ‪:‬‬ ‫ﺑﻌﺪهﺎ ﺑﻴﻮﻣﻴﻦ اﻧﺘﻬﺖ أﻋﻤﺎﻟﻲ ﻓﻲ ﺟﺪة وذهﺒﺖ إﻟﻰ‬
‫ﻟﻮ دﺧﻞ ﺷﺨﺺ إﻟﻰ ﻣﻜﺎن ﻣﻠﻲء ﺑﺎﻟﻨﺎس ﻓﻠﻢ‬ ‫اﻟﻤﻄﺎر أﻧﺘﻈﺮ وﻗﺖ إﻗﻼع رﺣﻠﺘﻲ ﻟﻠﺮﻳﺎض ‪..‬‬
‫ﻼ ‪..‬‬
‫ﻳﺠ ﺪ ﻣﻜﺎﻧ ًﺎ ﻳﺠﻠ ﺲ ﻓ ﻴﻪ ‪ ..‬ﻓﺘﻔﺴ ﺤﺖ ﻗﻠ ﻴ ً‬ ‫ﻓ ﻲ هﺬﻩ اﻷﺛﻨﺎء آﺎن ﻳﻤﺮ ﺑﻲ ﻋﺪد ﻣﻦ اﻟﺸﺒﺎب ﻓﺈذا‬
‫وأوﺳﻌﺖ ﻟﻪ ﻣﻜﺎﻧ ًﺎ وﻗﻠﺖ ‪:‬‬ ‫رأوﻧ ﻲ ﻋﺮﻓﻮﻧ ﻲ وأﻗ ﺒﻠﻮا ﻣﺴ ﻠﻤﻴﻦ وآﺎﻧ ﻮا أﺣ ﻴﺎﻧ ًﺎ‬
‫ﺗﻔﻀ ﻞ ﻳ ﺎ ﻓ ﻼن ‪ ..‬ﺗﻌ ﺎل ه ﻨﺎ ‪ ..‬ﻟﺸ ﻌﺮ‬ ‫ﻣﻦ اﻟﺸﺒﺎب اﻟﻤﺮاهﻘﻴﻦ ﻟﻬﻢ ﻗﺼﺎت ﺷﻌﺮ ﻏﺮﻳﺒﺔ ‪..‬‬
‫ﺑﺎهﺘﻤﺎﻣﻚ وأﺣﺒﻚ ‪..‬‬ ‫وﻣ ﻊ ذﻟ ﻚ آ ﻨﺖ أﻣ ﺎزﺣﻬﻢ وأﻃﻠﻖ اﻟﺘﻌﻠﻴﻘﺎت ﻋﻠﻴﻬﻢ‬
‫أو ﻟ ﻮ آﻨ ﺘﻢ ﻓ ﻲ ﺣﻔ ﻞ ﻋﺸ ﺎء ‪ ..‬وأﻗﺒﻞ ﻳﺤﻤﻞ‬ ‫ﺗﺤﺒﺒ ًﺎ وﺗﻠﻄﻔ ًﺎ ‪..‬‬
‫ﻃﻌﺎﻣ ﻪ ﻳ ﺘﻠﻔﺖ ﻳ ﺒﺤﺚ ﻋ ﻦ ﻃﺎوﻟ ﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻜﺎن‬ ‫اﻧﺸﻐﻠﺖ ﺑﻤﻜﺎﻟﻤﺔ هﺎﺗﻔﻴﺔ ‪ ..‬ﻓﻠﻤﺎ أﻧﻬﻴﺘﻬﺎ ﻓﺈذا ﺷﺎب‬
‫ﻓ ﺎرغ ‪ ..‬ﻓﺠﻬ ﺰت ﻟ ﻪ آﺮﺳ ﻴ ًﺎ وﻗﻠ ﺖ ‪ :‬ﺣ ﻴﺎك‬ ‫ﺴ ﻠّﻤ ًﺎ‬
‫ﻳﻠ ﺒﺲ ﺑ ﻨﻄﺎ ًﻻ وﻗﻤﻴﺼ ًﺎ ‪ ..‬ﻳﺮاﻧ ﻲ ﻓﻴﻘ ﺒﻞ ﻣ َ‬
‫اﻟﻪ ﻳﺎ ﻓﻼن ‪ ..‬ﺗﻔﻀﻞ هﻨﺎ ‪ ..‬ﻟﺸﻌﺮ ﺑﺎهﺘﻤﺎﻣﻚ‬ ‫ﻣﺼﺎﻓﺤ ًﺎ ‪..‬‬
‫أﻳﻀ ًﺎ ‪..‬‬ ‫رﺣ ﺒﺖ ﺑ ﻪ وﻗﻠ ﺖ ﻣﺎزﺣ ًﺎ ‪ :‬ﻣ ﺎ ه ﺬﻩ اﻷﻧﺎﻗ ﺔ ‪ ..‬أﻧﺖ‬
‫ﻋﻤﻮﻣ ًﺎ أﺷﻌﺮ اﻟﻨﺎس ﺑﻘﻴﻤﺘﻬﻢ ‪ ..‬ﻳﺤﺒﻮك ‪..‬‬ ‫اﻟﻴﻮم آﺄﻧﻚ ﻋﺮﻳﺲ ‪ ..‬وﻧﺤﻮ هﺬﻩ اﻟﻌﺒﺎرات ‪..‬‬
‫آ ﺎن رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ε‬ﻳﺤ ﺮص ﻋﻠ ﻰ ذﻟ ﻚ أﻳﻤ ﺎ‬ ‫ﻼ ﺛﻢ ﻗﺎل ‪:‬‬
‫ﺳﻜﺖ اﻟﺸﺎب ﻗﻠﻴ ً‬
‫ﺣﺮص ‪..‬‬ ‫ﻣ ﺎ ﻋﺮﻓﺘﻨﻲ ‪ ..‬أﻧﺎ ﻓﻼن ‪ ..‬اﻵن وﺻﻠﺖ ﻣﻦ أﻟﻤﺎﻧﻴﺎ‬
‫اﻧﻈ ﺮ إﻟ ﻴﻪ وﻗ ﺪ ﻗ ﺎم ﻳﺨﻄ ﺐ ﻋﻠ ﻰ ﻣﻨﺒ ﺮﻩ ﻳﻮم‬ ‫ﻣﻌﻲ ﺟﺜﻤﺎن أﺑﻲ ‪ ..‬وأﻧﺎ ﻣﺘﻮﺟﻪ إﻟﻰ اﻟﺮﻳﺎض اﻵن‬
‫ﺟﻤﻌﺔ ‪..‬‬ ‫ﻋﻠﻰ أﻗﺮب رﺣﻠﺔ ‪..‬‬
‫وﻓﺠ ﺄة ﻓ ﺈذا ﺑﺄﻋﺮاﺑ ﻲ ﻳ ﺪﺧﻞ إﻟ ﻰ اﻟﻤﺴ ﺠﺪ‬ ‫ﻓﻲ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ‪ ..‬آﺄﻧﻤﺎ ﺻﺐ ﻋﻠﻲ ﺑﺮﻣﻴﻞ ﻣﺎء ﺑﺎرد ‪..‬‬
‫وﻳﺘﺨﻄﻰ اﻟﺼﻔﻮف ‪ ..‬وﻳﻨﻈﺮ إﻟﻰ رﺳﻮل اﷲ‬ ‫ﺻ ﺮت ﻣﺤ ﺮﺟ ًﺎ ﺟ ﺪًا ‪ ..‬أﺑﻮﻩ ﻣﺎت ‪ ..‬وﺟﺜﻤﺎﻧﻪ ﻣﻌﻪ‬
‫ﻼ ‪ :‬ﻳ ﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ..‬رﺟ ﻞ‬ ‫‪ .. ε‬وﻳﺼ ﻴﺢ ﻗ ﺎﺋ ً‬ ‫ﻓ ﻲ اﻟﻄﺎﺋ ﺮة وأﻧ ﺎ أﻣﺎزﺣ ﻪ وأﺿ ﺤﻚ ‪ ..‬إن ه ﺬا‬
‫ﻻ ﻳﺪري ﻣﺎ دﻳﻨﻪ ! ﻓﻌﻠﻤﻪ دﻳﻨﻪ ‪..‬‬ ‫ﻟﺸﻲء ﻋﺠﺎب !!‬
‫ﻓﻨ ﺰل اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ ε‬ﻣ ﻦ ﻣﻨﺒ ﺮﻩ ‪ ..‬وﺗ ﻮﺟﻪ إﻟ ﻰ‬ ‫ﻼ ﺛ ﻢ ﻗﻠ ﺖ ‪ :‬ﺁﺁﺁﺁﺳﻒ ‪ ..‬واﷲ ﻣﺎ اﻧﺘﺒﻬﺖ‬ ‫ﺖ ﻗﻠ ﻴ ً‬‫ﺳﻜ ﱡ‬
‫اﻟﺮﺟﻞ وﻃﻠﺐ آﺮﺳﻴ ًﺎ ﻓﺠﻠﺲ ﻋﻠﻴﻪ ‪ ..‬ﺛﻢ ﺟﻌﻞ‬ ‫إﻟ ﻴﻚ ‪ ..‬ﻓﺄﻧ ﺎ ه ﻨﺎ ﻣ ﻨﺬ أﻳ ﺎم ‪ ..‬ﻓﺄﺣﺴ ﻦ اﷲ ﻋ ﺰاءك‬
‫ﻳ ﺘﺤﺪث ﻣ ﻊ اﻟﺮﺟﻞ وﻳﺸﺮح ﻟﻪ اﻟﺪﻳﻦ إﻟﻰ أن‬ ‫وﻏﻔﺮ ﻟﻮاﻟﺪك ‪..‬‬
‫ﻓﻬﻢ ‪ ..‬ﺛﻢ ﻋﺎد إﻟﻰ ﻣﻨﺒﺮﻩ ‪..‬‬ ‫ﺖ ﻓ ﻲ اﻟﺤﻘ ﻴﻘﺔ ﻣﻌ ﺬورًا ﻓ ﻲ ﻋ ﺪم اﻧﺘﺒﺎه ﻲ‬ ‫وإن آ ﻨ ُ‬

‫‪58‬‬
‫‪Books-sea.com‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬ ‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫وﺳ ﺄﻟﺘﻬﺎ ﻋ ﻦ ﻣﺮﺿ ﻬﺎ ‪ ..‬وﻋ ﻦ ﻓ ﻼن وﻟ ﺪهﺎ‬ ‫ﻗﻤ ﺔ اﻻه ﺘﻤﺎم ﺑﺎﻟ ﻨﺎس ‪ ..‬وﻣ ﻦ ﻳ ﺪري رﺑﻤ ﺎ ﻟ ﻮ‬
‫اﻟﺼﻐﻴﺮ ‪ ..‬وأﺧﺒﺎر وﻇﻴﻔﺘﻬﺎ ‪ ..‬و ‪..‬‬ ‫ﻼ ﺑﺪﻳ ﻨﻪ إﻟ ﻰ أن‬ ‫أهﻤﻠ ﻪ ﻟﺨ ﺮج اﻟ ﺮﺟﻞ وﺑﻘ ﻲ ﺟ ﺎه ً‬
‫ﻓﺘﺸ ﻌﺮ اﻟﻤﺮﻳﻀﺔ أن هﺬﻩ اﻟﻄﺒﻴﺒﺔ ﺗﺤﺒﻬﺎ ﺟﺪًا‬ ‫ﻳﻤﻮت ‪..‬‬
‫ﻟﺪرﺟ ﺔ أﻧﻬ ﺎ ﺗﺤﻔ ﻆ أﺳ ﻤﺎء أوﻻده ﺎ وﺗﺘﺬآ ﺮ‬ ‫وﻟﻮ ﻧﻈﺮت ﻓﻲ ﺷﻤﺎﺋﻠﻪ ‪ .. ε‬ﻟﻮﺟﺪت ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﺎ أﻧﻪ‬
‫ﻣﺮﺿﻬﺎ ‪ ..‬وﻟﻢ ﺗﻨﺲ ﻣﻜﺎن ﻋﻤﻠﻬﺎ ‪ ..‬ﻓﺘﺮﻏﺐ‬ ‫آ ﺎن إذا ﺻ ﺎﻓﺤﻪ أﺣ ﺪ ﻟ ﻢ ﻳﻨ ﺰع ‪ ε‬ﻳ ﺪﻩ ﻣ ﻦ ﻳ ﺪ‬
‫ﻓﻲ اﻟﻤﺠﻲء إﻟﻴﻬﺎ داﺋﻤ ًﺎ ‪..‬‬ ‫اﻟﻤﺼﺎﻓﺢ ‪ ..‬ﺣﺘﻰ ﻳﻨﺰع ذاك ﻳﺪﻩ أو ًﻻ ‪..‬‬
‫أرأﻳ ﺖ أن اﻣﺘﻼك اﻟﻘﻠﻮب وأﺳﺮهﺎ ﺳﻬﻞ ﺟﺪًا‬ ‫وآ ﺎن ‪ ε‬إذا آﻠﻤ ﻪ أﺣ ﺪ اﻟ ﺘﻔﺖ إﻟ ﻴﻪ ﺟﻤ ﻴﻌ ًﺎ ‪ ..‬أي‬
‫‪..‬‬ ‫اﻟﺘﻔﺖ ﺑﻮﺟﻬﻪ وﺟﺴﻤﻪ إﻟﻴﻪ ﻳﺴﺘﻤﻊ وﻳﻨﺼﺖ ‪..‬‬
‫وﻻ ﺑ ﺄس أن ﺗﻌﺒ ﺮ ﻋﻦ ﻣﺤﺒﺘﻚ ﻟﻶﺧﺮﻳﻦ ﺑﻜﻞ‬
‫ﺻ ﺮاﺣﺔ ‪ ..‬ﺳ ﻮاء آﺎﻧ ﻮا أﺑ ًﺎ أو أﻣ ًﺎ ‪ ..‬أو‬ ‫ﺗﺠﺮﺑﺔ ‪..‬‬
‫زوﺟﺔ أو أﺑﻨﺎء ‪ ..‬أو زﻣﻼء وﺟﻴﺮان ‪..‬‬ ‫اﻟﻨﺎس آﻠﻤﺎ أﺷﻌﺮﺗﻬﻢ ﺑﻘﻴﻤﺘﻬﻢ وأﻇﻬﺮت اﻻهﺘﻤﺎم‬
‫ﻻ ﺗﻜ ﺘﻢ ﻣﺸ ﺎﻋﺮك ﻧﺤﻮهﻢ ‪ ..‬ﻗﻞ ﻟﻤﻦ ﺗﺤﺒﻪ ‪:‬‬ ‫ﺑﻬﻢ ‪ ..‬ﻣﻠﻜﺖ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ‪ ..‬وأﺣﺒﻮك ‪..‬‬
‫أﻧﺎ أﺣﺒﻚ ‪ ..‬أﻧﺖ ﻏﺎ ٍل إﻟﻰ ﻗﻠﺒﻲ ‪..‬‬
‫ﺣﺘ ﻰ ﻟ ﻮ آ ﺎن ﻋﺎﺻ ﻴ ًﺎ ﻗﻞ ﻟﻪ ‪ :‬إﻧﻚ أﺣﺐ إﻟﻲ‬ ‫‪ 25.‬أﺷﻌﺮهﻢ أﻧﻚ ﺗﺤﺐ اﻟﺨﻴﺮ ﻟﻬﻢ ‪..‬‬
‫ﻣﻦ أﻧﺎس آﺜﻴﻴﻴﻴﺮ ‪..‬‬ ‫آﻠﻤ ﺎ آﺎن ﻗﻠﺒﻚ ﻣﻤﻠﻮءًا ﺑﺎﻟﻤﺤﺒﺔ واﻟﻨﺼﺢ ﻟﻶﺧﺮﻳﻦ‬
‫وﻟﻢ ﺗﻜﺬب ﻓﻬﻮ أﺣﺐ إﻟﻴﻚ ﻣﻦ ﻣﻼﻳﻴﻦ اﻟﻴﻬﻮد‬ ‫‪ ..‬آﻠﻤ ﺎ ﺻ ﺮت ﺻ ﺎدﻗ ًﺎ ﻓ ﻲ ﻣﻬﺎراﺗ ﻚ ﻓ ﻲ اﻟ ﺘﻌﺎﻣﻞ‬
‫‪ ..‬أﻟﻴﺲ آﺬﻟﻚ ‪ ..‬آﻦ ذآﻴ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﻣﻌﻬﻢ ‪..‬‬
‫أذآ ﺮ أﻧ ﻲ ذهﺒﺖ ﻣﺮة ﻷداء اﻟﻌﻤﺮة ‪ ..‬وآﻨﺖ‬ ‫وآﻠﻤﺎ أﺣﺲ اﻟﻨﺎس ﺑﺤﺒﻚ ﻟﻬﻢ ‪ ..‬ازدادوا هﻢ أﻳﻀ ًﺎ‬
‫ﺧﻼل ﻃﻮاﻓﻲ وﺳﻌﻴﻲ أدﻋﻮ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺟﻤﻴﻌًﺎ‬ ‫ﻟﻚ ﻣﺤﺒﺔ وﻗﺒﻮ ًﻻ ‪..‬‬
‫‪ ..‬ﺑ ﺎﻟﺤﻔﻆ واﻟﻨﺼ ﺮ واﻟﺘﻤﻜ ﻴﻦ ‪ ..‬ورﺑﻤﺎ ﻗﻠﺖ‬ ‫آﺎﻧ ﺖ إﺣ ﺪى اﻟﻄﺒﻴ ﺒﺎت ﺗﻤﺘﻠ ﺊ ﻋ ﻴﺎدﺗﻬﺎ اﻟﺨﺎﺻ ﺔ‬
‫‪ :‬اﻟﻠﻬ ﻢ اﻏﻔﺮ ﻟﻲ واﻏﻔﺮ ﻷﺣﺒﺎﺑﻲ وأﺻﺤﺎﺑﻲ‬ ‫داﺋﻤ ًﺎ ﺑﺎﻟﻤﺮاﺟِﻌﺎت ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫وآﺎﻧﺖ اﻟﻤﺮﻳﻀﺎت ﻳﺮﻏﺒﻦ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﻲء إﻟﻴﻬﺎ داﺋﻤ ًﺎ‬
‫وﺑﻌ ﺪ اﻧﺘﻬﺎﺋ ﻲ ﻣ ﻦ ﺷ ﻌﺎﺋﺮهﺎ ‪ ..‬ﺣﻤ ﺪت اﷲ‬ ‫وآ ﻞ واﺣ ﺪة ﺗﺸ ﻌﺮ أﻧﻬ ﺎ ﺻ ﺪﻳﻘﺔ ﺧﺎﺻ ﺔ ﻟﻬ ﺬﻩ‬
‫ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻴﺴﻴﺮ ‪..‬‬ ‫اﻟﻄﺒﻴﺒﺔ ‪..‬‬
‫ﺛ ﻢ اآﺘ ﺮﻳﺖ ﻓ ﻨﺪﻗ ًﺎ ﻷﺑ ﻴﺖ ﻓﻴﻪ ‪ ..‬ﻓﻠﻤﺎ وﺿﻌﺖ‬ ‫آﺎﻧ ﺖ هﺬﻩ اﻟﻄﺒﻴﺒﺔ ﺗﻤﺎرس ﻣﻬﺎرات ﻣﺘﻌﺪدة ﺗﺴﺤﺮ‬
‫رأﺳ ﻲ ﻋﻠ ﻰ وﺳ ﺎدﺗﻲ آﺘ ﺒﺖ رﺳ ﺎﻟﺔ ﻋﺒ ﺮ‬ ‫ﺑﻬﺎ ﻗﻠﻮب اﻵﺧﺮﻳﻦ ‪..‬‬
‫اﻟﻬﺎﺗﻒ اﻟﺠﻮال أﻗﻮل ﻓﻴﻬﺎ ‪:‬‬ ‫ﻣ ﻦ ذﻟ ﻚ ‪ ..‬أﻧﻬ ﺎ اﺗﻔﻘ ﺖ ﻣ ﻊ اﻟﺴ ﻜﺮﺗﻴﺮة أﻧﻬ ﺎ إذا‬
‫"اﻵن أﻧﻬ ﻴﺖ اﻟﻌﻤ ﺮة وﺗﺬآﺮت أﺣﺒﺎﺑﻲ وأﻧﺖ‬ ‫اﺗﺼ ﻠﺖ إﺣ ﺪى اﻟﻤﺮﻳﻀ ﺎت ﺗ ﺮﻳﺪ أن ﺗ ﺘﺤﺪث ﻣ ﻊ‬
‫ﻣ ﻨﻬﻢ ﻓﻠ ﻢ أﻧﺴ ﻚ ﻣ ﻦ اﻟ ﺪﻋﺎء اﷲ ﻳﺤﻔﻈ ﻚ‬ ‫اﻟﻄﺒﻴﺒﺔ أو ﺗﺴﺄﻟﻬﺎ ﻋﻦ ﺷﻲء ﻳﺨﺺ اﻟﻤﺮض ‪..‬‬
‫وﻳﻮﻓﻘﻚ " ‪..‬‬ ‫ﻓ ﺈن اﻟﺴﻜﺮﺗﻴﺮة ﺗﺴﺄﻟﻬﺎ ﻋﻦ اﺳﻤﻬﺎ ‪ ..‬وﺗﺮﺣﺐ ﺑﻬﺎ‬
‫اﻧﺘﻬﺖ اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ‪..‬‬ ‫‪ ..‬ﺛ ﻢ ﺗﻄﻠ ﺐ ﻣ ﻨﻬﺎ اﻟﺘﻜ ﺮم ﺑﺎﻻﺗﺼ ﺎل ﺑﻌ ﺪ ﺧﻤ ﺲ‬
‫أرﺳ ﻠﺘﻬﺎ إﻟ ﻰ اﻷﺳ ﻤﺎء اﻟﻤﺨ ﺰﻧﺔ ﻓ ﻲ ذاآ ﺮة‬ ‫دﻗﺎﺋﻖ ‪..‬‬
‫اﻟﻬﺎﺗﻒ ‪ ..‬آﺎﻧﺖ ﺧﻤﺴﻤﺎﺋﺔ اﺳﻢ ‪..‬‬ ‫ﺛﻢ ﺗﺄﺧﺬ اﻟﺴﻜﺮﺗﻴﺮة اﻟﻤﻠﻒ اﻟﺨﺎص ﺑﻬﺬﻩ اﻟﻤﺮﻳﻀﺔ‬
‫ﻟﻢ أآﻦ أﺗﺼﻮر اﻟﺘﺄﺛﻴﺮ اﻟﻌﺠﻴﺐ ﻟﻬﺬﻩ اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ‬ ‫‪ ..‬وﺗ ﻨﺎوﻟﻪ ﻟﻠﻄﺒﻴ ﺒﺔ ‪ ..‬ﻓﺘﻘ ﺮأ اﻟﻄﺒﻴ ﺒﺔ ﻣﻌﻠ ﻮﻣﺎت‬
‫ﻓﻲ ﻗﻠﻮب اﻵﺧﺮﻳﻦ ‪..‬‬ ‫اﻟﻤ ﺮض ‪ ..‬وﺗﻨﻈ ﺮ إﻟ ﻰ ﺑﻄﺎﻗ ﺘﻬﺎ اﻟﺨﺎﺻ ﺔ ‪..‬‬
‫ﻲ ‪ :‬واﷲ إﻧ ﻲ أﺑﻜﻲ وأﻧﺎ‬ ‫ﻣ ﻨﻬﻢ ﻣ ﻦ أرﺳ ﻞ إﻟ ّ‬ ‫وﻣﻌﻠ ﻮﻣﺎﺗﻬﺎ اﻟﻜﺎﻣﻠ ﺔ ﺑﻤ ﺎ ﻓ ﻴﻬﺎ وﻇﻴﻔ ﺘﻬﺎ وأﺳ ﻤﺎء‬
‫أﻗﺮأ رﺳﺎﻟﺘﻚ ‪ ..‬أﺷﻜﺮك أﻧﻚ ذآﺮﺗﻨﻲ ﺑﺪﻋﺎﺋﻚ‬ ‫أوﻻدهﺎ ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫ﻓ ﺈذا اﺗﺼ ﻠﺖ اﻟﻤﺮﻳﻀ ﺔ ‪ ..‬رﺣ ﺒﺖ ﺑﻬ ﺎ اﻟﻄﺒﻴ ﺒﺔ ‪..‬‬
‫‪59‬‬
‫‪Books-sea.com‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬ ‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫وآﺎﻧﺎ ﻳﺘﻨﺎﻓﺴﺎن ﻓﻲ اﻟﺨﻴﺮ دوﻣ ًﺎ ‪..‬‬ ‫وﺁﺧ ﺮ آﺘﺐ ‪ :‬واﷲ ﻳﺎ أﺑﺎ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ﻣﺎ أدري ﺑﻢ‬
‫وآ ﺎن أﺑ ﻮ ﺑﻜﺮ ﻳﺴﺒﻖ ﻏﺎﻟﺒ ًﺎ ‪ ..‬ﻓﺈن ﺑﻜﺮ ﻋﻤﺮ‬ ‫أرد ﻋﻠﻴﻚ ! وﻟﻜﻦ ﺟﺰاك اﷲ ﺧﻴﺮًا ‪..‬‬
‫ﻟﻠﺼ ﻼة وﺟ ﺪ أﺑ ﺎ ﺑﻜ ﺮ ﺳ ﺒﻘﻪ ‪ ..‬وإن أﻃﻌ ﻢ‬ ‫واﻟ ﺜﺎﻟﺚ آ ﺘﺐ ‪ :‬أﺳ ﺄل اﷲ أن ﻳﺴ ﺘﺠﻴﺐ دﻋ ﺎءك ‪..‬‬
‫ﻣﺴﻜﻴﻨ ًﺎ وﺟﺪ أﺑﺎ ﺑﻜﺮ ﺳﺒﻘﻪ ‪..‬‬ ‫وﻧﺤﻦ واﷲ ﻻ ﻧﻨﺴﺎك ‪..‬‬
‫وإن ﺻﻠﻰ ﻟﻴﻠﺔ ‪ ..‬وﺟﺪ اﺑﺎ ﺑﻜﺮ ﻗﺒﻠﻪ ‪..‬‬ ‫ﻧﺤ ﻦ ﻓ ﻲ اﻟﺤﻘ ﻴﻘﺔ ﻧﺤ ﺘﺎج ﺑﻴﻦ اﻟﻔﻴﻨﺔ واﻷﺧﺮى أن‬
‫وﻓ ﻲ ﻳ ﻮم أﻣ ﺮ اﻟﻨﺒﻲ ‪ ε‬اﻟﻨﺎس ﺑﺎﻟﺼﺪﻗﺔ ﻟﺴﺪ‬ ‫ُﻧ َﺬ ّآ ﺮ اﻟ ﻨﺎس ﺑﺄﻧ ﻨﺎ ﻧﺤ ﺒﻬﻢ ‪ ..‬وأن آﺜ ﺮة ﻣﺸ ﺎﻏﻞ‬
‫ﺣﺎﺟﺔ ﻧﺎزﻟﺔ ﻧﺰﻟﺖ ﺑﺎﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ‪..‬‬ ‫اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻟﻢ ﺗﻨﺴﻨﺎ إﻳﺎهﻢ ‪..‬‬
‫واﻓ ﻖ ذﻟ ﻚ اﻟ ﻮﻗﺖ أن ﻋﻤ ﺮ ﻋ ﻨﺪﻩ ﺳ ﻌﺔ ﻣ ﻦ‬ ‫وﻻ ﺑﺄس أن ﻳﻜﻮن ذﻟﻚ ﺑﻤﺜﻞ هﺬﻩ اﻟﺮﺳﺎﺋﻞ ‪..‬‬
‫اﻟﻤﺎل ‪..‬‬ ‫ﻳﻤﻜ ﻦ أن ﺗﻜ ﺘﺐ إﻟ ﻰ أﺣ ﺒﺎﺑﻚ ‪ :‬دﻋ ﻮت ﻟﻜ ﻢ ﺑ ﻴﻦ‬
‫ﻓﻘ ﺎل ‪ :‬اﻟ ﻴﻮم أﺳ ﺒﻖ أﺑ ﺎ ﺑﻜ ﺮ ‪ ..‬إن ﺳ ﺒﻘﺘﻪ‬ ‫اﻷذان واﻹﻗﺎﻣ ﺔ ‪ ..‬أو ﻓ ﻲ ﺳ ﺎﻋﺔ اﻟﺠﻤﻌ ﺔ اﻷﺧﻴﺮة‬
‫ﻳﻮﻣ ًﺎ ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫ذه ﺐ ﻋﻤ ﺮ ﻓﺠ ﺎء ﺑﻨﺼ ﻒ ﻣﺎﻟﻪ ‪ ..‬ﻓﺪﻓﻌﻪ إﻟﻰ‬ ‫وإذا آﺎﻧ ﺖ ﻧﻴ ﺘﻚ ﺻﺎﻟﺤﺔ ﻓﻠﻦ ﻳﻜﻮن ﻓﻲ هﺬا إﻇﻬﺎر‬
‫رﺳﻮل اﷲ ‪.. ρ‬‬ ‫ﻟﻠﻌﻤ ﻞ أو رﻳ ﺎء ‪ ..‬وإﻧﻤ ﺎ زﻳ ﺎدة أﻟﻔ ﺔ وﻣﺤ ﺒﺔ ﺑ ﻴﻦ‬
‫ﻓﻤﺎ أول آﻠﻤﺔ ﻗﺎﻟﻬﺎ ‪ ε‬ﻟﻌﻤﺮ ﻟﻤﺎ رأى اﻟﻤﺎل ؟‬ ‫اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ‪..‬‬
‫ه ﻞ ﺳ ﺄﻟﻪ ﻋ ﻦ ﻣﻘ ﺪار اﻟﻤ ﺎل ؟ أم ﺳ ﺄﻟﻪ ﻋ ﻦ‬ ‫أذآﺮ أﻧﻲ أﻟﻘﻴﺖ ﻣﺤﺎﺿﺮة ﻓﻲ ﻣﺨﻴﻢ دﻋﻮي ﺻﻴﻔﻲ‬
‫ﻧﻮﻋﻪ ذهﺐ أم ﻓﻀﺔ ؟‬ ‫ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ اﻟﻄﺎﻳﻒ ‪ ..‬ﻓﻲ ﺟﺒﺎل اﻟﺸﻔﺎء وهﻲ ﻣﺘﻨﺰﻩ‬
‫ﻻ ‪ ..‬ﺑ ﻞ ﻟﻤ ﺎ رأى ‪ ε‬آﺜ ﺮة اﻟﻤ ﺎل ‪ ..‬ﺗﻜﻠ ﻢ‬ ‫ﻳﺠﺘﻤﻊ ﻓﻴﻪ أﻋﺪاد آﺒﻴﺮة ﻣﻦ اﻟﺸﺒﺎب ‪..‬‬
‫ﺑﻜﻠﻤ ﺎت ﻳﺴ ﺘﻨﺘﺞ ﻣﻨﻬﺎ ﻋﻤﺮ أﻧﻪ ﻣﺤﺒﻮب ﻋﻨﺪ‬ ‫آ ﺎن أآﺜ ﺮ اﻟﺤﺎﺿﺮﻳﻦ هﻢ ﻣﻦ اﻟﺸﺒﺎب اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻈﻬﺮ‬
‫رﺳﻮل اﷲ ‪.. ε‬‬ ‫ﻋﻠ ﻴﻬﻢ اﻟﺨﻴ ﺮ واﻟﺼ ﻼح ‪ ..‬أﻣ ﺎ اﻟﺸ ﺒﺎب اﻵﺧ ﺮون‬
‫ﻗﺎل ﻟﻌﻤﺮ ‪ ) :‬ﻣﺎ أﺑﻘﻴﺖ ﻷهﻠﻚ ﻳﺎ ﻋﻤﺮ ؟ ( ‪..‬‬ ‫ﻓﻘ ﺪ ﺑﻘ ﻮا ﻓ ﻲ أﻃ ﺮاف اﻟﻤﺘﻨ ﺰهﺎت ﻣ ﺎ ﺑ ﻴﻦ ﻟﻬ ﻮ‬
‫ﻗ ﺎل ﻋﻤﺮ ‪ :‬ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪ ..‬أﺑﻘﻴﺖ ﻟﻬﻢ ﻣﺜﻠﻪ‬ ‫وﻃﺮب ‪..‬‬
‫" ‪..‬‬ ‫اﻧﺘﻬﺖ اﻟﻤﺤﺎﺿﺮة ‪..‬‬
‫وﻳﺠﻠ ﺲ ﻋﻤ ﺮ ﻋﻨﺪ رﺳﻮل اﷲ ‪ ρ‬ﻣﻨﺘﺸﻴ ًﺎ ‪..‬‬ ‫أﻗﺒﻞ ﺟﻤﻊ ﻣﻦ اﻟﺸﺒﺎب ﻳﺴﻠﻤﻮن ‪..‬‬
‫ﻳﻨﺘﻈﺮ أﺑﺎ ﺑﻜﺮ ‪..‬‬ ‫آ ﺎن ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﺷﺎب ﻟﻪ ﻗﺼﺔ ﺷﻌﺮ ﻏﺮﻳﺒﺔ وﻳﻠﺒﺲ‬
‫ﺑ ﻨﻄﺎل ﺟﻴﻨ ﺰ ﺿ ﻴﻖ ‪ ..‬أﻗ ﺒﻞ ﻳﺼ ﺎﻓﺢ وﻳﺸ ﻜﺮ ‪..‬‬
‫ﻓﻴﺄﺗ ﻲ أﺑ ﻮ ﺑﻜ ﺮ ‪ τ‬ﺑﻤ ﺎ ٍل آﺜﻴ ﺮ ﻓ ﻴﺪﻓﻌﻪ إﻟ ﻰ‬
‫ﻓﺴ ﻠﻤﺖ ﻋﻠ ﻴﻪ ﺑﺤ ﺮارة ‪ ..‬وﺷ ﻜﺮﺗﻪ ﻋﻠ ﻰ ﺣﻀ ﻮرﻩ‬
‫رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ρ‬وﻋﻤ ﺮ واﻗ ﻒ ﻣﻜﺎﻧ ﻪ ‪ ..‬ﻳ ﺮى‬
‫وه ﺰزت ﻳ ﺪﻩ وﻗﻠ ﺖ ‪ :‬وﺟﻬﻚ وﺟﻪ داﻋﻴﺔ ‪ ..‬ﺗﺒﺴﻢ‬
‫اﻟﻌﻄﺎء وﻳﺴﻤﻊ اﻟﺤﻮار ‪..‬‬
‫واﻧﺼﺮف ‪..‬‬
‫ﻓ ﺈذا ﺑﺎﻟﻨﺒ ﻲ ‪ ε‬ﻗ ﺒﻞ أن ﻳﻠﺘﻔﺖ إﻟﻰ ﻣﺎ ﻳﺤﺘﺎﺟﻪ‬ ‫ﺑﻌ ﺪهﺎ ﺑﺄﺳ ﺒﻮﻋﻴﻦ ﺗﻔﺎﺟ ﺄت ﺑﺎﺗﺼﺎل ﻳﻘﻮل ‪ :‬هﺎﻩ ﻣﺎ‬
‫ﻣﻦ ﻣﺎل ‪ ..‬ﻳﺴﺄل أﺑﺎ ﺑﻜﺮ ‪ ) :‬ﻳﺎ أﺑﺎ ﺑﻜﺮ ‪ ..‬ﻣﺎ‬ ‫ﻋﺮﻓﺘﻨ ﻲ ‪ ..‬ﻳ ﺎ ﺷﻴﺦ أﻧﺎ اﻟﺬي ﻗﻠﺖ ﻟﻲ وﺟﻬﻚ وﺟﻪ‬
‫أﺑﻘﻴﺖ ﻷهﻠﻚ ؟ ( ‪..‬‬ ‫داﻋ ﻴﺔ ‪ ..‬واﷲ ﻷﺻ ﺒﺤﻦ داﻋ ﻴﺔ إن ﺷﺎء اﷲ ‪ ..‬ﺛﻢ‬
‫ﻧﻌ ﻢ ﻓﻬ ﻮ ﻳﺤﺐ أﺑﺎ ﺑﻜﺮ ‪ ..‬وﻳﺤﺐ أهﻠﻪ ‪ ..‬وﻻ‬ ‫ﺻﺎر ﻳﺸﺮح ﻟﻲ ﻣﺸﺎﻋﺮﻩ ﺑﻌﺪ ﺗﻠﻚ اﻟﻜﻠﻤﺎت ‪..‬‬
‫ﻳﺮﺿﻰ ﺑﺎﻟﻀﺮر ﻋﻠﻴﻪ ‪..‬‬ ‫أرأﻳ ﺖ آ ﻴﻒ ﻳﺘﺄﺛ ﺮ اﻟ ﻨﺎس ﺑﺼ ﺪق اﻟﻌ ﺒﺎرة ‪..‬‬
‫ﻗ ﺎل أﺑ ﻮ ﺑﻜ ﺮ ‪ :‬ﻳ ﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ..‬أﺑﻘ ﻴﺖ ﻟﻬ ﻢ‬ ‫واﻟﻤﺤﺒﺔ ‪!..‬‬
‫اﷲ ورﺳﻮﻟﻪ ‪ ..‬أﻣﺎ اﻟﻤﺎل ﻓﻘﺪ أﺗﻴﺖ ﺑﻪ ﺟﻤﻴﻌًﺎ‬
‫أﻣ ﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ε‬ﻓﻘ ﺪ آ ﺎن ﻳﺎﺳ ﺮ ﻗﻠ ﻮب اﻟ ﻨﺎس‬
‫‪..‬‬
‫ﺑ ﺮوﻋﺔ أﺧﻼﻗ ﻪ ‪ ..‬وﻗﺪرﺗ ﻪ ﻋﻠ ﻰ إﻇﻬ ﺎر ﻣﺤﺒ ﺘﻪ‬
‫ﻟﻢ ﻳﺄت ﺑﻨﺼﻔﻪ ‪ ..‬وﻻ ﺑﺮﺑﻌﻪ ‪ ..‬وإﻧﻤﺎ أﺗﻰ ﺑﻪ‬
‫اﻟﺼﺎدﻗﺔ ﻟﻬﻢ ‪..‬‬
‫آﻠﻪ ‪..‬‬
‫آﺎن أﺑﻮ ﺑﻜﺮ وﻋﻤﺮ ‪ ..‬أﺟ ّﻞ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ‪..‬‬
‫ﻓﻤﺎ آﺎن ﻣﻦ ﻋﻤﺮ ‪ τ‬إﻻ أن ﻗﺎل ‪ ":‬ﻻ ﺟﺮَم ‪..‬‬
‫‪60‬‬
‫‪Books-sea.com‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬ ‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﺣ ﻴﺎك اﷲ ﻣ ﻦ اﻷخ ؟ ‪ ..‬أﻗ ﻮﻟﻬﺎ ﻟﻜ ﻞ واﺣ ﺪ‬ ‫ﻻ ﺳﺎﺑﻘﺖ أﺑﺎ ﺑﻜﺮ أﺑﺪًا " ‪..‬‬
‫أﺳﻠﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﻷﺑﺪي ﻟﻪ اهﺘﻤﺎﻣﻲ ﺑﻪ ‪ ..‬ﻓﻜﺎن آﻞ‬ ‫آﺎن اﻟﻨﺎس ﻳﺸﻌﺮون أﻧﻪ ‪ ε‬ﻳﺤﺒﻬﻢ‪..‬ﻓﻜﺎﻧﻮا ﻳﻬﻴﻤﻮن‬
‫واﺣ ﺪ ﻳﺠﻴﺒﻨ ﻲ ﻣﺴﺘﺒﺸ ﺮًا ‪ :‬أﺧ ﻮك زﻳ ﺎد ‪..‬‬ ‫ﺑ ﻪ ﺣ ﺒ ًﺎ ‪..‬ﺻ ﻠﻰ ﺑﻬ ﻢ ‪ ε‬إﺣ ﺪى اﻟﺼ ﻠﻮات ‪ ..‬ﻓﻜﺄﻧ ﻪ‬
‫اﺑﻨﻚ ﻳﺎﺳﺮ ‪..‬‬ ‫ﻼ ﺣﺘﻰ ﺑﺪت أﻗﺼﺮ ﻣﻦ ﻣﺜﻴﻼﺗﻬﺎ‬ ‫ﻋﺠ ﻞ ﺑﺼ ﻼﺗﻪ ﻗﻠ ﻴ ً‬
‫وأذآ ﺮ ﻳ ﻮﻣ ًﺎ أﻧ ﻪ ﺑﻌ ﺪﻣﺎ ﺳﻠﻢ ﻋﺪد آﺒﻴﺮ ﻣﻨﻬﻢ‬ ‫‪..‬‬
‫وﻣﻀ ﻮا ‪ ..‬ﻋ ﺎد أﺣ ﺪهﻢ ﻟﻴﺴ ﺄل ‪ ..‬ﻓ ﺄول ﻣ ﺎ‬ ‫ﻓﻠﻤﺎ اﻧﻘﻀﺖ اﻟﺼﻼة ‪ ..‬رأى ‪ ε‬ﺗﻌﺠﺐ أﺻﺤﺎﺑﻪ ‪..‬‬
‫ﻲ ﻗﻠ ﺖ ﻟ ﻪ ‪ :‬ﺣ ﻴﺎك اﷲ ﻳ ﺎ ﺧﺎﻟ ﺪ ‪..‬‬ ‫أﻗ ﺒﻞ ﻋﻠ ﱠ‬ ‫ﻓﻘﺎل ﻟﻬﻢ ‪ :‬ﻟﻌﻠﻜﻢ ﻋﺠﺒﺘﻢ ﻣﻦ ﺗﺨﻔﻴﻔﻲ ﻟﻠﺼﻼة ؟‬
‫ﻓﺎﺑ ﺘﻬﺞ وﻗﺎل ‪ :‬ﻣﺎ ﺷﺎء اﷲ !! ﺗﻌﺮف اﺳﻤﻲ‬ ‫ﻗﺎﻟﻮا ‪ :‬ﻧﻌﻢ ! ‪..‬‬
‫!!‬ ‫ﻓﻘﺎل ‪ : ε‬إﻧﻲ ﺳﻤﻌﺖ ﺑﻜﺎء ﺻﺒﻲ ﻓﺮﺣﻤﺖ أﻣﻪ ‪!!..‬‬
‫اﻟﻨﺎس ﻋﻤﻮﻣ ًﺎ ﻳﺤﺒﻮن ﻣﻨﺎداﺗﻬﻢ ﺑﺄﺳﻤﺎﺋﻬﻢ ‪..‬‬ ‫أرأﻳ ﺖ آ ﻴﻒ ﻳﺤ ﺐ اﻵﺧ ﺮﻳﻦ ‪ ..‬وﻳﻈﻬ ﺮ ﻟﻬ ﻢ ه ﺬﻩ‬
‫ﻣ ﻦ اﻟﻤﻌ ﺮوف أن اﻟﻤﻮﻇ ﻒ اﻟﻌﺴ ﻜﺮي ﻳﻌﻠﻖ‬ ‫اﻟﻤﺤﺒﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﻌﺎﻣﻠﻪ ‪..‬‬
‫ﻟﻮﺣﺔ ﺻﻐﻴﺮة ﻋﻠﻰ ﺻﺪرﻩ ﻓﻴﻬﺎ اﺳﻤﻪ ‪..‬‬ ‫ﻟﺴﺖ وﺣﺪك ‪..‬‬
‫ﻓﺄذآ ﺮ أﻧ ﻲ أﻟﻘ ﻴﺖ ﻣﺤﺎﺿ ﺮة ﻓ ﻲ إﺣ ﺪى‬ ‫أﻇﻬﺮ ﻋﻮاﻃﻔﻚ ‪ ..‬آﻦ ﺻﺮﻳﺤ ًﺎ ‪ :‬أﻧﺎ أﺣﺒﻚ ‪..‬‬
‫اﻟﻤﻨﺎﻃﻖ اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ‪ ..‬ﻓﺎزدﺣﻢ أآﺜﺮهﻢ ﻣﺴﻠﻤًﺎ‬ ‫ﻓﺮﺣﺖ ﺑﻠﻘﻴﺎك ‪ ..‬أﻧﺖ ﻏﺎل إﻟﻰ ﻗﻠﺒﻲ ‪..‬‬
‫ﺑﻌﺪ اﻟﻤﺤﺎﺿﺮة ‪..‬‬
‫آ ﺎن أﺣ ﺪهﻢ ﻳﻘﺘ ﺮب وﻳﺒ ﺘﻌﺪ ‪ ..‬وآﺄﻧ ﻪ ﻳ ﺮﻳﺪ‬ ‫‪ 26.‬اِﺣﻔﻆ اﻷﺳﻤﺎء ‪..‬‬
‫اﻟﺴﻼم ﻟﻜﻨﻪ ﻳﺨﺠﻞ ﻣﻦ ﻣﺰاﺣﻤﺔ اﻵﺧﺮﻳﻦ ‪..‬‬ ‫وهﺬا ﻣﻦ اﻻهﺘﻤﺎم ﺑﺎﻟﻨﺎس ‪..‬‬
‫اﻟ ﺘﻔﺖ إﻟ ﻴﻪ وﻟﻤﺤ ﺖ ﻟ ﻮﺣﺔ اﺳ ﻤﻪ ‪ ..‬ﻓﻤ ﺪدت‬ ‫ﻣ ﺎ أﺟﻤ ﻞ أن ﺗﻘﺎﺑ ﻞ ﺷﺨﺼ ًﺎ ﻣﺎ ﻓﻲ ﻣﻮﻗﻒ ﻋﺎرض‬
‫ﻳ ﺪي إﻟ ﻴﻪ وﻗﻠ ﺖ ‪ :‬ﻣ ﺮﺣﺒ ًﺎ ﻓ ﻼن !! ﻓﺘﻐﻴ ﺮ‬ ‫‪ ..‬آﻠﻘﺎء ﻋﻨﺪ ﺑﻨﻚ ‪ ..‬أو ﻓﻲ ﻃﺎﺋﺮة ‪ ..‬أو ﻓﻲ وﻟﻴﻤﺔ‬
‫وﺟﻬ ﻪ وﺗﻌﺠ ﺐ ‪ ..‬وﻣ ﺪ ﻳ ﺪﻩ ﻣﺼ ﺎﻓﺤ ًﺎ وه ﻮ‬ ‫ﻋﺎﻣﺔ ‪..‬‬
‫ﻳﺘﺒﺴﻢ وﻳﻘﻮل ‪ :‬هﺎﻩ !! آﻴﻒ ﻋﺮﻓﺖ اﺳﻤﻲ ؟‬ ‫ﻓﺘﺘﻌ ﺮف ﻋﻠ ﻰ اﺳﻤﻪ ‪ ..‬ﺛﻢ ﺗﺮاﻩ ﻓﻲ ﻣﻮﻗﻒ ﺁﺧﺮ ‪..‬‬
‫ﻓﻘﻠ ﺖ ‪ :‬ﻳ ﺎ أﺧ ﻲ اﻟﺬﻳﻦ ﻧﺤﺒﻬﻢ ‪ ..‬ﻻزم ﻧﻌﺮف‬ ‫ﻼ ‪ :‬ﻣﺮﺣﺒ ًﺎ ﻳﺎ ﻓﻼن ‪..‬‬
‫ﻓﺘﻘﺒﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﻗﺎﺋ ً‬
‫أﺳﻤﺎءهﻢ ‪..‬‬ ‫ﻻ ﺷﻚ أن ذﻟﻚ ﻳﻄﺒﻊ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻪ ﻟﻚ ﻣﺤﺒﺔ وﺗﻘﺪﻳﺮًا ‪..‬‬
‫ﻓﻜﺎن ﻟﻬﺬا ﺗﺄﺛﻴﺮ آﺒﻴﺮ ﻋﻠﻴﻪ ‪..‬‬ ‫ﺣﻔﻈ ﻚ ﻻﺳ ﻢ اﻟﺸ ﺨﺺ اﻟ ﺬي أﻣﺎﻣ ﻚ ﻳﺸ ﻌﺮﻩ‬
‫آﺜﻴ ﺮ ﻣ ﻦ اﻟ ﻨﺎس ﻳﻘﺘ ﻨﻊ ﺑﻬ ﺬا وﻳﺘﻤﻨ ﻰ ﻟ ﻮ‬ ‫ﺑﺎهﺘﻤﺎﻣﻚ ﺑﻪ ‪..‬‬
‫اﺳﺘﻄﺎع ﺣﻔﻆ أﺳﻤﺎء اﻵﺧﺮﻳﻦ ‪..‬‬ ‫ﻓ ﺮق ﺑ ﻴﻦ اﻟﻤ ﺪرس اﻟ ﺬي ﻳﺤﻔ ﻆ أﺳ ﻤﺎء ﻃﻼﺑ ﻪ ‪..‬‬
‫أﻣﺎ أﺳﺒﺎب ﻋﺪم ﺣﻔﻆ اﻷﺳﻤﺎء ‪ ..‬ﻓﻬﻲ آﺜﻴﺮة‬ ‫واﻟﺬي ﻻ ﻳﺤﻔﻆ ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫ﻗ ﻮﻟﻚ ﻟﻠﻄﺎﻟ ﺐ ‪ :‬ﻗ ﻢ ﻳ ﺎ ﻓ ﻼن ‪ ..‬أﺣﺴﻦ ﻣﻦ ‪ :‬ﻗﻢ ﻳﺎ‬
‫ﻣ ﻨﻬﺎ ‪ ..‬ﻋ ﺪم اﻻه ﺘﻤﺎم ﺑﺎﻷﺷ ﺨﺎص أﺛ ﻨﺎء‬ ‫ﻃﺎﻟﺐ ‪..‬‬
‫ﻣﻘﺎﺑﻠﺘﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﺣﺘ ﻰ ﻓ ﻲ اﻟ ﺮد ﻋﻠﻰ اﻟﻬﺎﺗﻒ ‪ ..‬أﻳﻬﻤﺎ أﺣﺐ إﻟﻴﻚ ‪..‬‬
‫وﻣﻨﻬﺎ ‪ ..‬اﻟﺘﺸﺎﻏﻞ وﻗﺖ اﻟﺘﻌﺎرف وﻋﺪم‬ ‫أن ﻳﺠﻴﺒﻚ ﻣﻦ ﺗﺘﺼﻞ ﺑﻪ ﺑﻘﻮﻟﻪ ‪ :‬ﻧﻌﻢ ‪..‬أو أﻟﻮ ‪..‬‬
‫اﻟﺘﺮآﻴﺰ أﺛﻨﺎء اﺳﺘﻤﺎع اﻻﺳﻢ ‪..‬‬ ‫أو ﻳﻘ ﻮل ﻣﺤﺘﻔ ﻴ ًﺎ ‪ :‬ﻣ ﺮﺣﺒ ًﺎ ﻳ ﺎ ﺧﺎﻟﺪ ‪ ..‬هﻼ أﺑﻮ ﻋﺒﺪ‬
‫وﻣﻨﻬﺎ ‪ ..‬ﻣﻮﻗﻔﻚ ﺗﺠﺎﻩ اﻟﺸﺨﺺ اﻟﻤﻘﺎﺑﻞ ‪..‬‬ ‫اﷲ ‪..‬‬
‫آﺎﻋ ﺘﻘﺎدك ﺑﺄﻧ ﻚ ﻟ ﻦ ﺗﻘﺎﺑﻠ ﻪ ﻣ ﺮة أﺧ ﺮى ‪..‬‬ ‫ﺑ ﻼ ﺷ ﻚ ان اﺳ ﺘﻤﺎﻋﻚ ﻻﺳ ﻤﻚ ﻟ ﻪ ﻓ ﻲ اﻟﻘﻠ ﺐ رﻧ ﺔ‬
‫ﻓﺘﻘﻮل ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻚ ‪ :‬ﻻ داﻋﻲ ﻟﺤﻔﻆ اﻻﺳﻢ ‪..‬‬ ‫ﻗﺒﻞ اﻷذن ‪..‬‬
‫أو آﺎن إﻧﺴﺎﻧ ًﺎ ﺑﺴﻴﻄ ًﺎ ﻻ ﻳﺴﺘﺜﻴﺮ اهﺘﻤﺎﻣﻚ ‪..‬‬ ‫ﺟ ﺮت اﻟﻌ ﺎدة ﺑﻌ ﺪ اﻟﻤﺤﺎﺿ ﺮات اﻟﻌﺎﻣ ﺔ أن ﻳ ﺰدﺣﻢ‬
‫أو ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻻ ﺗﺴﻤﻊ اﻻﺳﻢ ﺟﻴﺪًا وﺗﺸﻌﺮ‬ ‫ﻋﻠﻲ ﺑﻌﺾ اﻟﺸﺒﺎب ﻳﺼﺎﻓﺤﻮن وﻳﺸﻜﺮون ‪..‬‬
‫ﺑﺤﺮج ﻣﻦ ﻃﻠﺐ إﻋﺎدة اﺳﻤﻪ ‪..‬‬ ‫آ ﻨﺖ أﺣ ﺮص ﻋﻠ ﻰ ﺗ ﺮدﻳﺪ آﻠﻤ ﺔ ‪ :‬اﻻﺳ ﻢ اﻟﻜﺮﻳﻢ ؟‬
‫‪61‬‬
‫‪Books-sea.com‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬ ‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﻳﻌﺎﻣﻠﻮك ﺑﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﻬﺬﻩ أﺳﺒﺎب ﺗﺠﻌﻞ اﻟﻨﺎس ﻻ ﻳﺤﻔﻈﻮن اﻷﺳﻤﺎء ‪..‬‬
‫آﻴﻒ ‪..‬؟!‬ ‫أﻣﺎ اﻟﻌﻼج ﻟﺤﻔﻆ اﻷﺳﻤﺎء ‪ ..‬ﻓﻠﻪ ﻃﺮق ‪ ..‬ﻣﻨﻬﺎ ‪:‬‬
‫ﻼ ‪ ..‬اﻧﺘﺒﻪ ﻟﻪ‬ ‫رأﻳ ﺖ ﻋﻠ ﻰ ﺻ ﺎﺣﺒﻚ ﺛ ﻮﺑ ًﺎ ﺟﻤ ﻴ ً‬ ‫اﻻﻗﺘﻨﺎع ﺑﺄهﻤﻴﺔ ﺗﺬآﺮ اﻻﺳﻢ واﺳﺘﺸﻌﺎرك أﻧﻚ‬
‫‪ ..‬أﺛ ﻦ ﻋﻠ ﻴﻪ ‪ ..‬أﺳ ﻤﻌﻪ آﻠﻤ ﺎت رﻧﺎﻧ ﺔ ‪ ..‬ﻣ ﺎ‬ ‫ﺑﺴﻤﺎﻋﻚ ﻟﻪ ﺳﺘﺴﺄل ﻋﻨﻪ ﺑﻌﺪ دﻗﺎﺋﻖ ‪..‬‬
‫ﺷ ﺎء اﷲ !! ﻣ ﺎ ه ﺬا اﻟﺠﻤ ﺎل !! اﻟ ﻴﻮم آﺄﻧ ﻚ‬ ‫وﻣﻨﻬﺎ ‪ ..‬اﻟﺘﺮآﻴﺰ ﻋﻠﻰ وﺟﻪ اﻟﺸﺨﺺ أﺛﻨﺎء‬
‫ﻋﺮﻳﺲ !!‬ ‫اﻻﺳﺘﻤﺎع إﻟﻰ اﺳﻤﻪ ‪..‬‬
‫زارك ﻳ ﻮﻣ ًﺎ ﻓﺸ ﻤﻤﺖ ﻣ ﻦ ﺛ ﻴﺎﺑﻪ ﻋﻄﺮًا ﻓﻮاﺣ ًﺎ‬ ‫ﺣﺎول أن ﺗﻼﺣﻆ اﻟﺸﺨﺺ اﻟﻤﻘﺎﺑﻞ وﻃﺒﻴﻌﺔ ﺣﺪﻳﺜﻪ‬
‫ﻼ ‪ ..‬أﺛ ﻦ ﻋﻠ ﻴﻪ ‪ ..‬ﺗﻔﺎﻋ ﻞ ﻣﻌ ﻪ ‪ ..‬آ ﻦ‬ ‫ﺟﻤ ﻴ ً‬ ‫واﺑﺘﺴﺎﻣﺘﻪ ﻟﻴﻨﻄﺒﻊ ﻓﻲ ذاآﺮﺗﻚ ‪..‬‬
‫ﻟﻤﺎﺣ ًﺎ ‪ ..‬ﻓﻬﻮ ﻣﺎ وﺿﻊ اﻟﻄﻴﺐ إﻻ ﻷﺟﻠﻚ ‪..‬‬ ‫أﺛﻨﺎء ﺣﺪﻳﺜﻚ ﻣﻌﻪ ﻧﺎدﻩ ﺑﺎﺳﻤﻪ ﻣﺮارًا ‪ ..‬ﺻﺤﻴﺢ ﻳﺎ‬
‫ردد ﻋ ﺒﺎرات ﺟﻤ ﻴﻠﺔ ‪ ..:‬ﻣ ﺎ ه ﺬﻩ اﻟﺮواﺋﺢ ‪..‬‬ ‫ﻓﻼن ‪..‬؟ ﺳﻤﻌﺖ ﻳﺎ ﻓﻼن ‪..‬؟ أﻧﺖ ﻣﻌﻲ ﻳﺎ ﻓﻼن‬
‫ﻣﺎ أﺣﺴﻦ ذوﻗﻚ ‪..‬‬ ‫‪..‬؟ وآﺮرﻩ أآﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﺮة ‪..‬‬
‫دﻋ ﺎك ﺷ ﺨﺺ ﻟﻄﻌ ﺎم ‪ ..‬أﺛ ﻦ ﻋﻠﻰ ﻃﻌﺎﻣﻪ ‪..‬‬
‫ﻓﺈﻧ ﻚ ﺗﻌﻠ ﻢ أن أﻣﻪ أو زوﺟﺘﻪ أو أﺧﺘﻪ وﻗﻔﺖ‬ ‫ﺑﺎﺧﺘﺼﺎر ‪..‬‬
‫ﺳ ﺎﻋﺎت ﻓ ﻲ اﻟﻤﻄ ﺒﺦ ﻷﺟﻠ ﻚ ‪ ..‬أو ﻷﺟ ﻞ‬ ‫أﺷﻌﺮﻧﻲ ﺑﺎهﺘﻤﺎﻣﻚ ﺑﻲ ‪ ..‬ﺑﺤﻔﻈﻚ اﺳﻤﻲ ‪..‬‬
‫اﻟﻤﺪﻋﻮﻳﻴﻦ ﻋﻤﻮﻣ ًﺎ ‪ ..‬وأﻧﺖ ﻣﻨﻬﻢ ‪..‬‬ ‫وﻧﺎدﻧﻲ ﺑﻪ ‪ ..‬ﻷﺣﺒﻚ ‪..‬‬
‫أو أﻧ ﻪ ﻋﻠ ﻰ اﻷﻗ ﻞ ﺗﻌ ﺐ ﻓ ﻲ إﺣﻀ ﺎرﻩ ﻣ ﻦ‬
‫اﻟﻤﻄﻌ ﻢ وﻣﺤ ﻞ اﻟﺤﻠ ﻮﻳﺎت ‪ ..‬و ‪ ..‬ﻓﺄﺳ ﻤﻌﻪ‬ ‫‪ 27.‬آﻦ ﻟﻤﺎﺣًﺎ‬
‫آﻠﻤ ﺎت ﺗﺠﻌﻠ ﻪ ﻳﺸ ﻌﺮ أﻧ ﻚ ﻣﻤ ﺘﻦ ﻟ ﻪ ﺑﻤ ﺎ ﻗﺪم‬ ‫ﻗﺴﻢ آﺒﻴﺮ ﻣﻦ اﻷﺷﻴﺎء اﻟﺘﻲ ﻧﻤﺎرﺳﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺤﻴﺎة ‪..‬‬
‫ﺳﺪَى ‪..‬‬‫ﻟﻚ ‪ ..‬وأن ﺗﻌﺒﻪ ﻟﻢ ﻳﺬهﺐ ُ‬ ‫ﻧﻔﻌﻠﻬﺎ ﻷﺟﻞ اﻟﻨﺎس ﻻ ﻷﺟﻞ أﻧﻔﺴﻨﺎ ‪..‬‬
‫دﺧﻠ ﺖ ﺑ ﻴﺖ أﺣ ﺪ أﺻﺪﻗﺎﺋﻚ – أو دﺧﻠﺘﻲ ﺑﻴﺖ‬ ‫ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗُﺪﻋﻰ ﻟﻮﻟﻴﻤﺔ ﻋﺮس ‪ ..‬ﻓﺘﻠﺒﺲ أﺣﺴﻦ ﺛﻴﺎﺑﻚ‬
‫ﻼ ‪..‬‬‫إﺣ ﺪى ﺻ ﺪﻳﻘﺎﺗﻚ – ﻓ ﺮأﻳﺖ أﺛﺎﺛ ًﺎ ﺟﻤ ﻴ ً‬ ‫‪ ..‬إﻧﻤ ﺎ ﺗﻔﻌ ﻞ ذﻟ ﻚ ﻷﺟ ﻞ ﻟﻔ ﺖ اﻧﺘﺒﺎﻩ اﻟﻨﺎس وﺟﺬب‬
‫ﻓﺄﺛﻦ ﻋﻠﻰ اﻷﺛﺎث ‪ ..‬واﻟﺬوق اﻟﺮﻓﻴﻊ ‪ ) ..‬ﻟﻜﻦ‬ ‫إﻋﺠﺎﺑﻬﻢ ‪ ..‬ﻻ ﻷﺟﻞ ﻟﻔﺖ اﻧﺘﺒﺎﻩ ﻧﻔﺴﻚ ‪..‬‬
‫اﻧﺘ ﺒﻪ ﻻ ﺗ ﺒﺎﻟﻎ ﺣﺘ ﻰ ﻻ ﻳﺸﻌﺮ أﻧﻪ اﺳﺘﻬﺰاء (‬ ‫وﺗﻔ ﺮح إذا ﻻﺣﻈ ﺖ أﻧﻬ ﻢ أُﻋﺠﺒﻮا ﺑﺠﻤﺎل هﻴﺌﺘﻚ ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫أو روﻧﻖ ﺛﻴﺎﺑﻚ ‪..‬‬
‫ﺣﻀ ﺮت ﻓ ﻲ ﻣﺠﻠ ﺲ ﻋ ﺎم ‪ ..‬ﻓﺴ ﻤﻌﺖ ﺣﻤ ﺪ‬ ‫وﻋ ﻨﺪﻣﺎ ﺗ ﺆﺛﺚ ﻣﺠﻠ ﺲ ﺿ ﻴﻮﻓﻚ ‪ ..‬وﺗ ﺘﻜﻠﻒ ﻓ ﻲ‬
‫ﻳ ﺘﻜﻠﻢ ﻣ ﻊ اﻟﺤﺎﺿ ﺮﻳﻦ ﺑ ﺎﻧﻄﻼق ‪ ..‬وﻗ ﺪ أﺣ ﻴﺎ‬ ‫ﺗ ﺰوﻳﻘﻪ واﻟﻌ ﻨﺎﻳﺔ ﺑ ﻪ ‪ ..‬إﻧﻤ ﺎ ﺗﻔﻌﻞ ذﻟﻚ أﻳﻀ ًﺎ ﻷﺟﻞ‬
‫اﻟﻤﺠﻠ ﺲ ‪ ..‬وأﺳ ﻌﺪ اﻟﺤﺎﺿ ﺮﻳﻦ ‪ ..‬أﺛﻦ ﻋﻠﻴﻪ‬ ‫ﻧﻈ ﺮ اﻟ ﻨﺎس ‪ ..‬ﻻ ﻷﺟ ﻞ ﻧﻈ ﺮ ﻧﻔﺴ ﻚ ‪ ..‬ﺑﺪﻟ ﻴﻞ أﻧ ﻚ‬
‫‪ ..‬ﺧ ﺬ ﺑ ﻴﺪﻩ إذا ﻗﻤ ﺘﻢ ‪ ..‬ﻗﻞ ﻟﻪ ‪ :‬ﻣﺎ ﺷﺎء اﷲ‬ ‫ﺗﻌﺘﻨ ﻲ ﺑﻐ ﺮﻓﺔ اﺳ ﺘﻘﺒﺎل اﻟﻀ ﻴﻮف أآﺜ ﺮ ﻣﻦ ﻋﻨﺎﻳﺘﻚ‬
‫‪ !!..‬ﻣ ﺎ ه ﺬﻩ اﻟﻘ ﺪرات !! ﺑﺼ ﺮاﺣﺔ ﻣ ﺎ ﻣﱠﻠ ﺢ‬ ‫ﺑﺎﻟﺼﺎﻟﺔ اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ ‪ ..‬أو ﺑﺤﻤﺎم أﻃﻔﺎﻟﻚ !!‬
‫اﻟﻤﺠﻠﺲ إﻻ ﺣﻀﻮرك ‪..‬‬ ‫ﻋ ﻨﺪﻣﺎ ﺗﺪﻋ ﻮ أﺻ ﺤﺎﺑﻚ إﻟ ﻰ ﻃﻌ ﺎم ‪ ..‬أﻻ ﺗ ﺮى أن‬
‫ﺟﺮب اﻓﻌﻞ ذﻟﻚ ‪ ..‬ﻓﺴﻮف ﻳﺤﺒﻚ ‪..‬‬ ‫زوﺟ ﺘﻚ – ورﺑﻤ ﺎ أﻧ ﺖ ‪ -‬ﺗﻌﺘﻨ ﻲ ﺑﺘ ﺮﺗﻴﺐ اﻟﻄﻌ ﺎم‬
‫ﻼ ﻟﻮﻟﺪ ﻣﻊ أﺑﻴﻪ ‪ ..‬ﻗﺒﱠﻞ ﻳﺪَﻩ‬ ‫رأﻳ ﺖ ﻣ ﻮﻗﻔ ًﺎ ﺟﻤﻴ ً‬ ‫وﺗ ﻨﻮﻳﻌﻪ أآﺜ ﺮ ﻣ ﻦ اﻟﻌ ﺎدة ‪ ..‬ﺑﻠ ﻰ ‪ ..‬وآﻠﻤ ﺎ زادت‬
‫ب إﻟ ﻴﻪ ﻧﻌﻠ ﻴﻪ ‪ ..‬أﺛﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﻮﻟﺪ ‪ ..‬آﻦ‬ ‫‪ ..‬ﻗ ﱠﺮ َ‬ ‫أهﻤ ﻴﺔ ه ﺆﻻء اﻷﺻ ﺤﺎب ‪ ..‬زادت اﻟﻌ ﻨﺎﻳﺔ ﺑﺎﻟﻄﻌﺎم‬
‫ﻟﻤﺎﺣ ًﺎ ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫ﻟﺒﺲ ﺛﻮﺑ ًﺎ ﺟﺪﻳﺪًا ‪ ..‬أﺛﻦ ﻋﻠﻴﻪ ‪ ..‬آﻦ ﻟﻤﺎﺣ ًﺎ ‪..‬‬ ‫وآ ﻢ ﺗﻜ ﻮن ﺳ ﻌﺎدﺗﻨﺎ ﻏﺎﻣ ﺮة ﻋ ﻨﺪﻣﺎ ﻳﺜﻨﻲ أﺣﺪ ﻋﻠﻰ‬
‫زرت أﺧﺘﻚ ‪ ..‬رأﻳﺖ ﻋﻨﺎﻳﺘﻬﺎ ﺑﺄوﻻدهﺎ ‪ ..‬آﻦ‬ ‫ﻟﺒﺎﺳﻨﺎ أو دﻳﻜﻮرات ﺑﻴﻮﺗﻨﺎ ‪ ..‬أو ﻟﺬة ﻃﻌﺎﻣﻨﺎ ‪..‬‬
‫ﻟﻤﺎﺣ ًﺎ ‪ ..‬أﺛﻦ ﻋﻠﻴﻬﺎ ‪..‬‬ ‫وﻗ ﺪ ﻗ ﺎل ‪ " : ε‬وﻟ ﻴﺄت إﻟ ﻰ اﻟ ﻨﺎس اﻟ ﺬي ﻳﺤﺐ أن‬
‫رأﻳ ﺖ ﻋ ﻨﺎﻳﺔ ﺻ ﺎﺣﺒﻚ ﺑ ﺄوﻻدﻩ ‪ ..‬أو روﻋ ﺔ‬ ‫ﻳﺄﺗ ﻮا إﻟ ﻴﻪ " أي ﻋﺎﻣ ﻞ اﻟ ﻨﺎس ﺑﻤ ﺎ ﺗﺤ ﺐ أن‬

‫‪62‬‬
‫‪Books-sea.com‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬ ‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫اﻟ ﺮﺣﻤﻦ ‪ ..‬أﺷ ﻜﺮك ‪ ..‬واﷲ إﻧ ﻪ ﻋﻄﺮ ﻏﺎاال‬ ‫ﺗ ﺮﺣﻴﺒﻪ ﺑﻀ ﻴﻮﻓﻪ ‪ ..‬آ ﻦ ﺟ ﺮﻳﺌ ًﺎ ‪ ..‬ﻟﻤﺎﺣ ًﺎ ‪ ..‬أﺛ ﻦ‬
‫‪ ..‬وأﺿﻌﻪ داﺋﻤ ًﺎ واﻟﻨﺎس ﻣﺎ ﻳﻼﺣﻈﻮﻧﻪ ‪ ..‬ﺛﻢ‬ ‫ﻋﻠﻴﻪ ‪ ..‬أﺧﺮج ﻣﺎ ﻓﻲ ﺻﺪرك ﻣﻦ اﻹﻋﺠﺎب ﺑﻪ ‪..‬‬
‫ﺑ ﺪأ ﻳﺸ ﻤﻪ ﻣ ﻦ ﻃ ﺮف ﻏﺘ ﺮﺗﻪ وﻳﻘ ﻮل ‪ :‬ﺑ ﺎﷲ‬ ‫رآ ﺒﺖ ﻣ ﻊ ﺷ ﺨﺺ ﻓ ﻲ ﺳ ﻴﺎرﺗﻪ ‪ ..‬أو اﺳ ﺘﺄﺟﺮت‬
‫ﻋﻠﻴﻚ ‪ :‬ذوﻗﻲ ﺣﻠﻮ ‪..‬؟!‬ ‫ﻦ ﻗﻴﺎدﺗﻪ‬ ‫ﺗﺎآﺴ ﻲ ‪ ..‬ﻻﺣﻈ ﺖ ﻧﻈﺎﻓ ﺔ ﺳﻴﺎرﺗﻪ ‪ ..‬ﺣُﺴ َ‬
‫ﺁﺁﺁﻩ ‪ ..‬ﻣ ﺮ ﻋﻠﻰ هﺬا اﻟﻤﻮﻗﻒ أآﺜﺮ ﻣﻦ ﻋﺸﺮ‬ ‫‪ ..‬آﻦ ﻟﻤﺎﺣ ًﺎ ‪ ..‬أﺛﻦ ﻋﻠﻴﻪ ‪..‬‬
‫ﺳ ﻨﻮات ‪ ..‬ﻓﻘ ﺪ ﺗﺨ ﺮج ﻋ ﺒﺪ اﻟﻤﺠ ﻴﺪ ﻣ ﻦ‬ ‫ﻗ ﺪ ﺗﻘ ﻮل ‪ :‬ه ﺬﻩ أﻣ ﻮر ﻋﺎدﻳ ﺔ ‪ ..‬ﺻ ﺤﻴﺢ ﻟﻜ ﻨﻬﺎ‬
‫اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ وﺗﻌﻴﻦ ﻓﻲ وﻇﻴﻔﺔ ﻣﻨﺬ ﺳﻨﻮات ‪ ..‬إﻻ‬ ‫ﻣﺆﺛﺮة ‪..‬‬
‫أن ذﻟ ﻚ اﻟﻤﻮﻗ ﻒ ﻻ ﻳ ﺰال ﻋﺎﻟﻘ ًﺎ ﻓ ﻲ أذﻧ ﻪ ‪..‬‬ ‫ﻟﻘ ﺪ ﺟ ﺮﺑﺖ ذﻟ ﻚ ﺑﻨﻔﺴﻲ ‪ ..‬وﻣﺎرﺳﺖ هﺬﻩ اﻟﻤﻬﺎرة‬
‫رﺑﻤﺎ ذآﺮﻧﻲ ﺑﻪ ﻣﺎزﺣ ًﺎ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻟﻠﻘﺎءات ‪..‬‬ ‫ﻣ ﻊ أﻋ ﺪاد ﻣ ﻦ اﻟﻨﺎس ‪ ..‬آﺒﺎرًا وﺻﻐﺎرًا ‪ ..‬وﻋﻤﺎ ًﻻ‬
‫ﻧﻌ ﻢ ‪ ..‬آ ﻦ ﻟﻤﺎﺣ ًﺎ ‪ ..‬اﻟﺘﺤﻜﻢ ﺑﻌﻮاﻃﻒ اﻟﻨﺎس‬ ‫ﺑﺴﻄﺎء ‪ ..‬وﻣﺪرﺳﻴﻦ ‪ ..‬ﺑﻞ ﻣﺎرﺳﺘﻬﺎ ﻣﻊ أﺷﺨﺎص‬
‫وآﺴﺐ ﻣﺤﺒﺘﻬﻢ ﺳﻬﻞ ﺟﺪًا ‪ ..‬ﻟﻜﻨﻨﺎ ﻓﻲ أﺣﻴﺎن‬ ‫ﻳﺸ ﻐﻠﻮن ﻣﻨﺎﺻ ﺐ ﻋﻠ ﻴﺎ ‪ ..‬ورأﻳ ﺖ ﻣ ﻦ ﺗﺄﺛ ﺮهﻢ‬
‫آﺜﻴ ﺮة ﻧﻐﻔ ﻞ ﻋ ﻦ ﻣﻤﺎرﺳ ﺔ ﻣﻬ ﺎرات ﻋﺎدﻳ ﺔ‬ ‫أﻋﺎﺟﻴﺐ ‪..‬‬
‫ﻧﻜﺴﺒﻬﻢ ﺑﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ﺧﺎﺻ ﺔ ﻓ ﻲ اﻷﺷ ﻴﺎء اﻟﺘ ﻲ ﻳﻨﺘﻈ ﺮهﺎ اﻟ ﻨﺎس ﻣﻨﻚ ‪..‬‬
‫وﻻ ﺗﻌﺠﺐ إن ﻗﻠﺖ إن ﺻﺎﺣﺐ اﻟﺨﻠﻖ اﻟﻌﻈﻴﻢ‬ ‫آﻴﻒ ؟‬
‫‪ ε‬آ ﺎن ﻳﻤ ﺎرس ه ﺬﻩ اﻟﻤﻬ ﺎرات ‪ ..‬وأﺣﺴ ﻦ‬ ‫ﻋﺮﻳﺲ ‪ ..‬رأﻳﺘﻪ ﺑﻌﺪ زواﺟﻪ ﺑﺄﺳﺒﻮع ‪..‬‬
‫ﻣﻨﻬﺎ ‪..‬‬ ‫رﺟﻞ ﺣﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﺷﻬﺎدة ﻋﻠﻴﺎ ‪..‬‬
‫ﻓ ﻲ أول ﺳ ﻨﻴﻦ اﻹﺳ ﻼم ‪ ..‬ﻟﻤ ﺎ ﺿ ﻴﻖ ﻋﻠ ﻰ‬ ‫ﺷﺨﺺ ﺳﻜﻦ ﺑﻴﺘ ًﺎ ﺟﺪﻳﺪًا ‪..‬‬
‫اﻟﻤﺴ ﻠﻤﻴﻦ ﻓ ﻲ دﻳ ﻨﻬﻢ ﺑﻤﻜ ﺔ ‪ ..‬هﺎﺟ ﺮوا إﻟ ﻰ‬ ‫آﻠﻬ ﻢ ﺑ ﻼ ﺷ ﻚ ﻳﻨﺘﻈ ﺮون ﻣ ﻨﻚ آﻠﻤ ﺎت ‪ ..‬آ ﻦ آﻤ ﺎ‬
‫اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ‪..‬‬ ‫ﻳﺘﻮﻗﻌﻮن ‪..‬‬
‫ﺗﺮآﻮا دﻳﺎرهﻢ وأﻣﻮاﻟﻬﻢ ‪..‬‬ ‫آ ﺎن ﻋ ﺒﺪ اﻟﻤﺠ ﻴﺪ ‪ -‬اﺑ ﻦ ﻋﻤﻲ ‪ -‬ﺷﺎﺑ ًﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ‬
‫ﻗ ﺪم ﻋ ﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ﺑﻦ ﻋﻮف اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻣﻬﺎﺟﺮًا‬ ‫اﻟ ﺜﺎﻧﻮﻳﺔ ‪ ..‬ﺑﻌ ﺪ ﺗﺨ ﺮﺟﻪ ﻃﻠ ﺐ ﻣﻨ ﻲ اﻟ ﺬهﺎب ﻣﻌ ﻪ‬
‫‪ ..‬وآ ﺎن ﻓ ﻲ ﻣﻜ ﺔ ﺗﺎﺟ ﺮًا ﻣﻤﻜﻨ ًﺎ ‪ ..‬ﻟﻜﻨﻪ ﺟﺎء‬ ‫ﻟﻠﺠﺎﻣﻌ ﺔ ﻟﺘﺴ ﺠﻴﻠﻪ ﻓ ﻴﻬﺎ ‪ ..‬اﺗﺼ ﻠﺖ ﺑﻪ ذات ﺻﺒﺎح‬
‫اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻓﻘﻴﺮًا ﻣﻌﺪﻣ ًﺎ ‪..‬‬ ‫وﻣﺮرت ﻋﻠﻰ ﺑﻴﺘﻪ ﺑﺴﻴﺎرﺗﻲ ﻟﻴﺮاﻓﻘﻨﻲ ﻟﻠﺠﺎﻣﻌﺔ ‪..‬‬
‫آﺤ ﻞ ﺳ ﺮﻳﻊ ﻟﻠﻤﺸ ﻜﻠﺔ ‪ ..‬ﺁﺧ ﻰ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ ε‬ﺑ ﻴﻦ‬ ‫آﺎﻧ ﺖ اﻟﻤﺸ ﺎﻋﺮ ﺗﺘﺰاﺣﻢ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻪ ‪ ..‬ﻓﻬﻮ ﻳﻨﺘﻘﻞ إﻟﻰ‬
‫اﻟﻤﻬﺎﺟﺮﻳﻦ واﻷﻧﺼﺎر ‪..‬‬ ‫ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺟﺪﻳﺪة ‪ ..‬وﻳﻔﻜﺮ ﻓﻲ اﻟﻜﻠﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺳﺘﻘﺒﻠﻪ ‪..‬‬
‫ﺁﺧ ﻰ ﺑ ﻴﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ﺑﻦ ﻋﻮف وﺑﻴﻦ ﺳﻌﺪ‬ ‫أول ﻣ ﺎ رآ ﺐ ﺳ ﻴﺎرﺗﻲ ﺷ ﻤﻤﺖ راﺋﺤ ﺔ ﻋﻄ ﺮﻩ ‪..‬‬
‫ﺑﻦ اﻟﺮﺑﻴﻊ اﻷﻧﺼﺎري ‪..‬‬ ‫آﺎﻧ ﺖ راﺋﺤ ﺔ ﻧﻔﺎﺛ ﺔ ﺟ ﺪًا ‪ ..‬وﻳ ﺒﺪو أﻧ ﻪ ﻗ ﺪ أﻓ ﺮغ‬
‫آﺎﻧﺖ ﻧﻔﻮﺳﻬﻢ ﺳﻠﻴﻤﺔ ‪ ..‬وﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ﺻﺎﻓﻴﺔ ‪..‬‬ ‫اﻟﻌﻠﺒﺔ آﻠﻬﺎ ذﻟﻚ اﻟﻴﻮم ﻋﻠﻰ ﻣﻼﺑﺴﻪ ‪..‬‬
‫ﻲ ‪ ..‬أﻧ ﺎ‬
‫ﻓﻘ ﺎل ﺳ ﻌﺪ ﻟﻌ ﺒﺪ اﻟ ﺮﺣﻤﻦ ‪ :‬أي أُﺧ ﱠ‬ ‫ﺑﺼ ﺮاﺣﺔ ﺧﻨﻘﻨ ﻲ ﺑﺎﻟ ﺮاﺋﺤﺔ ‪ ..‬ﻓ ﺘﺤﺖ اﻟ ﻨﻮاﻓﺬ‬
‫أآﺜﺮ أهﻞ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻣﺎ ًﻻ ‪..‬‬ ‫ﻷﺗ ﻨﻔﺲ ‪ ..‬ﺷ ﻌﺮت أن اﻟﻤﺴ ﻜﻴﻦ ﺗﻜﻠﻒ ﻓﻲ ﺗﺰوﻳﻖ‬
‫ﻓﺄﻗﺴ ﻢ ﻣﺎﻟﻲ ﻧﺼﻔﻴﻦ ‪ ..‬ﻓﺨﺬ ﻧﺼﻔﻪ وأﺑﻖ ﻟﻲ‬ ‫ﺛﻴﺎﺑﻪ ‪ ..‬وﺗﻄﻴﻴﺒﻬﺎ ‪..‬‬
‫ﻧﺼﻔﻪ ‪..‬‬ ‫ﺖ إﻟﻴﻪ واﺑﺘﺴﻤﺖ وﻗﻠﺖ ‪:‬‬ ‫ﺛﻢ اﻟﺘﻔ ﱡ‬
‫ﺛ ﻢ ﺧﺸ ﻲ ﺳ ﻌﺪ أن ﻋ ﺒﺪ اﻟ ﺮﺣﻤﻦ ﻳ ﺮﻳﺪ أن‬ ‫ﻣ ﺎااا ﺷ ﺎااااء اﷲ !!‪ ..‬إﻳ ﺶ هﺎﻟ ﺮواﺋﺢ اﻟﺤﻠ ﻮة !!‬
‫ﻳﺘﺰوج ‪ ..‬وﻻ ﻳﺠﺪ زوﺟﺔ ‪..‬‬ ‫أﺧ ﺎف ﻋﻤ ﻴﺪ اﻟﻜﻠ ﻴﺔ أول ﻣﺎ ﻳﺸﻢ هﺎﻟﺮاﺋﺤﺔ اﻟﺤﻠﻮة‬
‫ﻓﻌﺮض ﻋﻠﻴﻪ أن ﻳﺰوﺟﻪ ‪..‬‬ ‫ﻳﺼﺮخ ﺑﺄﻋﻠﻰ ﺻﻮﺗﻪ ﻳﻘﻮل ‪ :‬ﻣﻘﺒﻮووووول ‪..‬‬
‫ﻓﻘ ﺎل ﻋ ﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ‪ :‬ﺑﺎرك اﷲ ﻟﻚ ﻓﻲ أهﻠﻚ‬ ‫ﻻ ﺗﺘﺼ ﻮر ﻣ ﺪى اﻟﺴ ﺮور اﻟﺬي ﻏﻄﻰ ﻋﻠﻰ ﻗﻠﺒﻪ ‪..‬‬
‫وﻣﺎﻟﻚ ‪ُ ..‬دﻟّﻨﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻮق ‪!!..‬‬ ‫واﻟﺒﺸﺮ اﻟﺬي ﻃﻔﺢ ﻋﻠﻰ وﺟﻬﻪ ‪..‬‬
‫ﺻ ﺤﻴﺢ ‪ ..‬ﻋ ﺒﺪ اﻟ ﺮﺣﻤﻦ ﺗ ﺮك ﻣﺎﻟ ﻪ ﻓﻲ ﻣﻜﺔ‬ ‫ﻲ ‪ ..‬وﻗ ﺎل ﺑﺤﻤ ﺎس ‪ :‬أﺷ ﻜﺮك ﻳ ﺎ أﺑﺎ ﻋﺒﺪ‬ ‫اﻟ ﺘﻔﺖ إﻟ ﱠ‬

‫‪63‬‬
‫‪Books-sea.com‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬ ‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫آﺎن ‪ ε‬ﻳﺮاهﺎ أﺣﻴﺎﻧ ًﺎ ‪ ..‬ﻓﻴﻌﺠﺐ ﺑﺤﺮﺻﻬﺎ ‪..‬‬ ‫واﺳﺘﻮﻟﻰ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻜﻔﺎر ‪..‬‬
‫ﻣ ﺮت أﻳ ﺎم ‪ ..‬ﻓﻔﻘ ﺪهﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ .. ρ‬ﻓﺴﺄل‬ ‫ﻟﻜ ﻨﻪ آﺎن ذا ﻋﻘﻞ راﺟﺢ ‪ ..‬وﺧﺒﺮة ﺗﺠﺎرﻳﺔ واﺳﻌﺔ‬
‫ﻋﻨﻬﺎ ؟‬ ‫‪..‬‬
‫ﻓﻘﺎﻟﻮا ‪ :‬ﻣﺎﺗﺖ ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪..‬‬ ‫دﻟ ﻪ ﺳ ﻌﺪ ﻋﻠ ﻰ اﻟﺴ ﻮق ‪ ..‬ﻓ ﺬهﺐ ﻓﺎﺷ ﺘﺮى وﺑ ﺎع‬
‫ﻓﻘﺎل ‪ :‬أﻓﻼ آﻨﺘﻢ ﺁذﻧﺘﻤﻮﻧﻲ ‪..‬‬ ‫ﻓﺮﺑﺢ ‪..‬‬
‫ﻓﺼﻐّﺮوا أﻣﺮهﺎ ‪ ..‬وأﻧﻬﺎ ﻣﺴﻜﻴﻨﺔ ﻣﻐﻤﻮرة ﻻ‬ ‫ﻳﻌﻨ ﻲ اﺷ ﺘﺮى ﺑﻀ ﺎﻋﺔ ﺑﺎﻵﺟ ﻞ ﺛ ﻢ ﺑﺎﻋﻬ ﺎ ﺣﺎﻟ ﺔ ‪..‬‬
‫ﺗﺴ ﺘﺤﻖ أن ﻳﺨﺒ ﺮ ﻋ ﻨﻬﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ‪.. ε‬‬ ‫ﻓﺼﺎر ﻋﻨﺪﻩ رأس ﻣﺎل ﺗﺎﺟﺮ ﻓﻴﻪ ‪..‬‬
‫وﻗﺎﻟ ﻮا أﻳﻀ ًﺎ ‪ :‬ﻣﺎﺗ ﺖ ﺑﻠ ﻴﻞ ‪ ..‬ﻓﻜ ﺮهﻨﺎ أن‬ ‫وآﺎن ﻳﺘﻘﻦ ﻓﻦ اﻟﺒﻴﻊ واﻟﺸﺮاء واﻟﻤﻤﺎآﺴﺔ ‪ ..‬ﺣﺘﻰ‬
‫ﻧﻮﻗﻈﻚ ‪..‬‬ ‫ﺟﻤﻊ ﻣﺎ ًﻻ ﻓﺘﺰوج ‪..‬‬
‫ﻓﺤ ﺮص ‪ ε‬ﻋﻠ ﻰ أن ﻳﺼ ﻠﻲ ﻋﻠ ﻴﻬﺎ ‪ ..‬ﻓﻌﻤﻠﻬﺎ‬ ‫ﺛ ﻢ ﺟﺎء إﻟﻰ اﻟﻨﺒﻲ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم ‪ ..‬وﻋﻠﻴﻪ‬
‫وإن رﺁﻩ اﻟﻨﺎس ﺻﻐﻴﺮًا ﻓﻬﻮ ﻋﻨﺪ اﷲ آﺒﻴﺮ ‪..‬‬ ‫ع زﻋﻔﺮان ‪ ..‬أي أﺛﺮ ﻃﻴﺐ ﻧﺴﺎء ‪!!..‬‬ ‫و ْد ُ‬
‫وﻟﻜ ﻦ آ ﻴﻒ ﻳﺼ ﻠﻲ ﻋﻠ ﻴﻬﺎ وﻗﺪ ﻣﺎﺗﺖ ودﻓﻨﺖ‬ ‫ﻟﻴﺲ ﻏﺮﻳﺒ ًﺎ ﻓﻬﻮ ) ﻋﺮﻳﺲ ( ‪..‬‬
‫؟!‬ ‫اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ ε‬ﻃﺒ ﻴﺐ اﻟ ﻨﻔﻮس ‪ ..‬آ ﺎن ﻟﻤﺎﺣ ًﺎ ‪ ..‬ﻳﺘ ﺮﻗﺐ‬
‫ﻗﺎل ‪ : ρ‬دﻟﻮﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﻗﺒﺮهﺎ ‪..‬‬ ‫اﻟﻔ ﺮص ﻻﺻ ﻄﻴﺎد اﻟﻘﻠ ﻮب ‪ ..‬أول ﻣ ﺎ رﺁﻩ ‪ ..‬اﻧﺘ ﺒﻪ‬
‫ﻓﻤﺸﻮا ﻣﻌﻪ ﺣﺘﻰ أوﻗﻔﻮﻩ ﻋﻠﻰ ﻗﺒﺮهﺎ ‪ ..‬دﻟﻮﻩ‬ ‫ﻟﻬ ﺬا اﻟﺘﻐﻴ ﺮ ‪ ..‬وﺟﻌﻞ ﻳﻨﻈﺮ إﻟﻰ أﺛﺮ اﻟﻄﻴﺐ وﻳﻘﻮل‬
‫ﻓﺼﻠﻰ ﻋﻠﻴﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ﻟﻌﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ‪ " :‬ﻣﻬﻴﻢ ؟ " ‪ ..‬أي ﻣﺎ اﻟﺨﺒﺮ ؟‬
‫ﺛ ﻢ ﻗﺎل ‪ : ε‬إن هﺬﻩ اﻟﻘﺒﻮر ‪ ..‬ﻣﻤﻠﻮءة ﻇﻠﻤﺔ‬ ‫اﺑ ﺘﻬﺞ ﻋ ﺒﺪ اﻟ ﺮﺣﻤﻦ ‪ ..‬وﻗ ﺎل ‪ :‬ﻳ ﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ‪..‬‬
‫ﻋﻠﻰ أهﻠﻬﺎ ‪ ..‬وإن اﷲ ﻋﺰ وﺟﻞ ﻳﻨﻮرهﺎ ﻟﻬﻢ‬ ‫ﺗﺰوﺟﺖ اﻣﺮأة ﻣﻦ اﻷﻧﺼﺎر ‪..‬‬
‫ﺑﺼﻼﺗﻲ ﻋﻠﻴﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﻋﺠ ﺐ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ .. ε‬آ ﻴﻒ اﺳ ﺘﻄﺎع أن ﻳﺘ ﺰوج وه ﻮ‬
‫ﻓ ﺒﺎﷲ ﻋﻠ ﻴﻚ ‪ ..‬ﻣ ﺎ ه ﻮ ﺷ ﻌﻮر ﻣ ﻦ رأوﻩ ‪ε‬‬ ‫ﺣﺪﻳﺚ ﻋﻬﺪ ﺑﻬﺠﺮة ‪!!..‬‬
‫ﻳﻨﺘ ﺒﻪ إﻟ ﻰ ه ﺬا اﻟﻌﻤ ﻞ اﻟﺼ ﻐﻴﺮ ﻣ ﻦ اﻣ ﺮأة‬ ‫ﻓﻘﺎل ‪ " :‬ﻓﻤﺎ أﺻﺪﻗﺘﻬﺎ ؟"‬
‫ﺿ ﻌﻴﻔﺔ ‪ ..‬آ ﻴﻒ ﺳ ﻴﻜﻮن ﺣﻤﺎﺳ ﻬﻢ ﻟﻠﻘ ﻴﺎم‬ ‫ﻓﻘﺎل ‪ :‬وزن ﻧﻮاة ﻣﻦ ذهﺐ ‪..‬‬
‫ﺑﻤﺜﻞ ﻓﻌﻠﻬﺎ وأﻋﻈﻢ ‪..‬‬ ‫ﻓ ﺄراد ‪ ρ‬أن ﻳ ﺰﻳﺪ ﻣ ﻦ ﻓ ﺮﺣﺘﻪ ‪ ..‬ﻓﻘ ﺎل " أو ِﻟ ْﻢ وﻟﻮ‬
‫دﻋﻨﻲ أهﻤﺲ ﻓﻲ أذﻧﻚ ‪:‬‬ ‫ﺑﺸﺎة " ‪..‬‬
‫ﻧﺤ ﻦ ﻓ ﻲ ﻣﺠ ﺘﻤﻊ ﻻ ﻳﻘ ﺪر أﺣ ﻴﺎﻧ ًﺎ ﻣ ﺜﻞ ه ﺬﻩ‬ ‫ﺛﻢ دﻋﺎ ﻟﻪ اﻟﻨﺒﻲ ‪ .. ε‬ﺑﺎﻟﺒﺮآﺔ ﻓﻲ ﻣﺎﻟﻪ وﺗﺠﺎرﺗﻪ ‪..‬‬
‫ﺳﻚ‬ ‫ﺊ ﺣﻤﺎ َ‬‫اﻟﻤﻬ ﺎرات ‪ ..‬ﻓﺎﻧﺘ ﺒﻪ !! ﻻ ﻳﻄﻔ ْ‬ ‫ﻓﺤﻠﺖ اﻟﺒﺮآﺔ ﻋﻠﻴﻪ ‪..‬‬
‫ﻓ ﺮﻳﻖ ﻣ ﻦ اﻟﺜﻘﻼء اﻟﻐﻼظ اﻟﺬﻳﻦ ﻣﻬﻤﺎ ﻟﻤﺤﺖ‬ ‫ﻗ ﺎل ﻋ ﺒﺪ اﻟ ﺮﺣﻤﻦ وه ﻮ ﻳﺼ ﻒ آﺴ ﺒﻪ وﺗﺠﺎرﺗ ﻪ ‪:‬‬
‫ﻣ ﺎ ﻋ ﻨﺪهﻢ ﻣ ﻦ ﻟﻄﺎﺋ ﻒ ‪ ..‬وأﺛﻨ ﻴﺖ ﻋﻠ ﻴﻬﻢ‬ ‫ﻓﻠﻘ ﺪ رأﻳﺘﻨ ﻲ وﻟ ﻮ رﻓﻌ ﺖ ﺣﺠﺮًا ﻟﺮﺟﻮت أن أﺻﻴﺐ‬
‫ﺑﺎﻟﻜﻠﻤﺎت اﻟﺮﻗﻴﻘﺔ اﻟﺮﻧﺎﻧﺔ ‪ ..‬ﻟﻢ ﻳﺘﺄﺛﺮوا ‪ ..‬أو‬ ‫ذهﺒ ًﺎ وﻓﻀﺔ ‪..‬‬
‫ردوا ﻋﻠ ﻰ ﺗﻠﻄﻔ ﻚ ﺑﻜﻠﻤﺎت ﺳﺎﻣﺠﺔ ﻣﻤﺠﻮﺟﺔ‬ ‫وآﺎن ‪ ε‬ﻟﻤﺎﺣ ًﺎ ﺣﺘﻰ ﻣﻊ اﻟﻀﻌﻔﺎء واﻟﻤﺴﺎآﻴﻦ ‪..‬‬
‫‪ ..‬ﻻ ﻃﻌﻢ ﻟﻬﺎ ‪ ..‬ﺑﻞ وﻻ ﻟﻮن وﻻ راﺋﺤﺔ !!‬ ‫ﻳﺸ ﻌﺮهﻢ ﺑﻘﻴﻤ ﺘﻬﻢ ‪ ..‬ﻳﺠﻌﻠﻬ ﻢ ﻳﺤﺴ ﻮن أﻧ ﻪ ﻣﻨﺘ ﺒﻪ‬
‫وﻣﻦ ﻟﻄﺎﺋﻒ هﺆﻻء ‪..‬‬ ‫ﻟﻬ ﻢ ‪ ..‬وأﻧﻬ ﻢ ﻣﻬﻤ ﻮن ﻋ ﻨﺪﻩ ‪ ..‬وأﻧ ﻪ ﻳﻘ ﺪر ﻟﻬ ﻢ‬
‫أن ﺷ ﺎﺑ ًﺎ – أﻋﺮﻓﻪ – دُﻋﻲ إﻟﻰ وﻟﻴﻤﺔ آﺒﻴﺮة‬ ‫أﻋﻤ ﺎﻟﻬﻢ اﻟﺘ ﻲ ﻳﻘﻮﻣ ﻮن ﺑﻬﺎ ﻣﻬﻤﺎ آﺎﻧﺖ ﻣﺘﻮاﺿﻌﺔ‬
‫‪ ..‬ﻓﻴﻬﺎ أﺷﺨﺎص ﻣﻬﻤﻮن ‪ ..‬ﻣﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻮق‬ ‫‪..‬‬
‫ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻘﻪ ‪ ..‬ودﺧﻞ ﻣﺤﻞ ﻋﻄﻮر وأﻇﻬﺮ أﻧﻪ‬ ‫ﻓ ﺈذا اﻓ ﺘﻘﺪهﻢ ‪َ ..‬ذ َآ ﺮهﻢ ﺑﺎﻟﺨﻴﺮ ‪ ..‬وﺗﻠﻤّﺢ أﻋﻤﺎﻟﻬﻢ‬
‫ﺳﻴﺸ ﺘﺮي ﻓﺠﻌ ﻞ اﻟﻤﻮﻇ ﻒ ﻳﺤﺘﻔ ﻲ ﺑ ﻪ ‪..‬‬ ‫‪ ..‬ﻓﺘﺸﺠﻊ اﻵﺧﺮون أن ﻳﻔﻌﻠﻮا آﻔﻌﻠﻬﻢ ‪..‬‬
‫وﻳﺮش ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ أﻧﻮاع اﻟﻌﻄﻮر ﻣﺎ ﻏﻼ ﺛﻤﻨﻪ‬ ‫آ ﺎن ﻓ ﻲ اﻟﻤﺪﻳ ﻨﺔ اﻣ ﺮأة ﺳ ﻮداء ‪ ..‬ﻣﺆﻣﻨﺔ ﺻﺎﻟﺤﺔ‬
‫وزآ ﺎ رﻳﺤ ﻪ ‪ ..‬ﻟﻴﺨ ﺘﺎر ﻣ ﻦ ﺑﻴ ﻨﻬﺎ ﻣﺎ ﻳﻨﺎﺳﺒﻪ‬ ‫‪ ..‬آﺎﻧﺖ ﺗﻜﻨﺲ اﻟﻤﺴﺠﺪ ‪..‬‬
‫‪64‬‬
‫‪Books-sea.com‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬ ‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﻟﻤﺎذا ﻻ ﺗﺸﺘﺮي ﺛﺮﻳﺎت ﺟﺪﻳﺪة !!‬ ‫‪..‬‬
‫ده ﺎن اﻟﺠ ﺪار ﻗﺪﻳﻴﻴﻴ ﻴﻢ ‪ ..‬ﻟﻤ ﺎذا ﻣ ﺎ ﺗﺪه ﻨﻪ‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎ اﻣ ﺘﻸت ﺛ ﻴﺎب ﺻ ﺎﺣﺒﻨﺎ ﻃﻴ ﺒ ًﺎ ‪ ..‬ﻗ ﺎل ﻟﻠ ﺒﺎﺋﻊ‬
‫ﺑﺄﻟﻮان ﺟﺪﻳﺪة !!‬ ‫ﺑﻠﻄ ﻒ ‪ :‬أﺷ ﻜﺮك ‪ ..‬وإن أﻋﺠﺒﻨ ﻲ ﺷ ﻲء ﻣﻨﻬﺎ ﻓﻘﺪ‬
‫ﻳ ﺎ أﺧ ﻲ ه ﻮ ﻟ ﻢ ﻳﻄﻠ ﺐ ﻣ ﻨﻚ اﻗﺘ ﺮاﺣﺎت ‪..‬‬ ‫أﻋﻮد إﻟﻴﻚ ‪..‬‬
‫وﻟﺴ ﺖ ﻣﻬ ﻨﺪس دﻳﻜ ﻮر اﺗﻔ ﻖ ﻣﻌ ﻚ ﻋﻠ ﻰ أن‬ ‫ذه ﺐ ﺳ ﺮﻳﻌ ًﺎ إﻟ ﻰ اﻟﻮﻟ ﻴﻤﺔ ﻣ ﺘﺪارآ ًﺎ راﺋﺤ ﺔ اﻟﻌﻄ ﺮ‬
‫ﻳﺴﺘﻔﻴﺪ ﻣﻦ ﺁراﺋﻚ ‪ ..‬اﺑﻖ ﺳﺎآﺘ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﻗﺒﻞ أن ﺗﺰول ‪..‬‬
‫ﻟﻌﻠﻪ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺗﻐﻴﻴﺮهﺎ ‪..‬‬ ‫ﺟﻠ ﺲ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻌﺸ ﺎء ﺑﺠﺎﻧ ﺐ ﺻ ﺪﻳﻘﻪ ﺧﺎﻟ ﺪ ‪ ..‬ﻟ ﻢ‬
‫ﻟﻌﻠﻪ ﻳﻤﺮ ﺑﻀﺎﺋﻘﺔ ﻣﺎﻟﻴﺔ ‪..‬‬ ‫ﻳﻼﺣﻆ ﺧﺎﻟﺪ اﻟﺮاﺋﺤﺔ ‪ ..‬وﻟﻢ ﻳﻌﻠﻖ ﺑﻜﻠﻤﺔ ‪..‬‬
‫ﻟﻌﻠﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل ﻟﻪ ﺻﺎﺣﺒﻨﺎ ﺑﺎﺳﺘﻐﺮاب ‪ :‬ﻣﺎ ﺗﺸﻢ راﺋﺤﺔ ﻋﻄﺮ‬
‫ﻟﻴﺲ أﺛﻘﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺎس ﻣﻤﻦ ﻳﺤﺮﺟﻬﻢ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ‬ ‫ﺟﻤﻴﻠﺔ ؟!‬
‫إﻟ ﻰ ﻣ ﺎ ﻳﺴ ﺘﺤﻮن ﻣ ﻨﻪ ‪ ..‬ﺛ ﻢ ﻳﺜﻴﺮﻩ وﻳﺒﺪأ ﻓﻲ‬ ‫ﻗﺎل ﺧﺎﻟﺪ ‪ :‬ﻻ ‪..‬‬
‫اﻟﺘﻌﻠﻴﻖ ﻋﻠﻴﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل ﺻﺤﺒﻨﺎ ‪ :‬أآﻴﺪ أﻧﻔﻚ ﻣﺴﺪود ‪!!..‬‬
‫وﻣﺜﻞ ذﻟﻚ ‪ ..‬ﻟﻮ آﺎن ﺛﻮﺑﻪ ﻗﺪﻳﻤ ًﺎ ‪ ..‬أو ﻣﻜﻴﻒ‬ ‫ﻓﺄﺟﺎب ﺧﺎﻟﺪ ﻓﻮرًا ‪ .. :‬ﻟﻮ آﺎن أﻧﻔﻲ ﻣﺴﺪودًا ‪ ..‬ﻣﺎ‬
‫ﺳﻴﺎرﺗﻪ ﻣﺘﻌﻄﻞ ‪ ..‬ﻗﻞ ﺧﻴﺮًا أو اﺻﻤﺖ ‪..‬‬ ‫ﺷﻤﻤﺖ راﺋﺤﺔ ﻋﺮﻗﻚ ‪!!..‬‬
‫ﻼ زار ﺻ ﺎﺣﺒ ًﺎ ﻟ ﻪ ﻓﻮﺿ ﻊ ﻟ ﻪ‬ ‫ذآ ﺮوا أن رﺟ ً‬
‫ﺧﺒﺰًا وزﻳﺘ ًﺎ ‪..‬‬ ‫اﻋﺘﺮاف ‪..‬‬
‫ﻓﻘ ﺎل اﻟﻀ ﻴﻒ ‪ :‬ﻟﻮ آﺎن ﻣﻊ هﺬا اﻟﺨﺒﺰ زﻋﺘﺮ‬ ‫ﻣﻬﻤﺎ ﺑﻠﻎ اﻟﺸﺨﺺ ﻣﻦ اﻟﻨﺠﺎح ‪ ..‬إﻻ أﻧﻪ ﻳﺒﻘﻰ‬
‫!!‬ ‫ﺑﺸﺮًا ﻳﻄﺮب ﻟﻠﺜﻨﺎء ‪..‬‬
‫ﻓ ﺪﺧﻞ ﺻ ﺎﺣﺐ اﻟ ﺪار وﻃﻠ ﺐ ﻣﻦ أهﻠﻪ زﻋﺘﺮًا‬
‫ﻟﻠﻀﻴﻒ ﻓﻠﻢ ﻳﺠﺪ ‪..‬‬ ‫‪ 28.‬اﻧﺘﺒﻪ ‪ :‬آﻦ ﻟ ّﻤـّﺎﺣًﺎ ﻟﻠﺠﻤﺎل ﻓﻘﻂ ‪..‬‬
‫ﻓﺨ ﺮج ﻟﻴﺸ ﺘﺮي وﻟ ﻢ ﻳﻜ ﻦ ﻣﻌﻪ ﻣﺎل ‪ !..‬ﻓﺄﺑﻰ‬ ‫ن ﻳﻜ ﻮن ﻟﻤﺎﺣ ًﺎ ‪..‬‬‫ﺑﻌ ﺾ اﻟ ﻨﺎس ﻳ ﺘﺤﻤﺲ آﺜﻴ ﺮًا ﻷ ْ‬
‫ﺻ ﺎﺣﺐ اﻟ ﺪآﺎن أن ﻳﺒ ﻴﻌﻪ ﺑﺎﻵﺟ ﻞ ‪ ..‬ﻓ ﺮﺟﻊ‬ ‫ﻓﻼ ﻳﻜﺎد ﻳﺴﻜﺖ ﻋﻦ اﻟﻤﻼﺣﻈﺔ واﻟﺜﻨﺎء ‪..‬‬
‫وأﺧ ﺬ وأﺧ ﺬ ﻣﻄﻬ ﺮﺗﻪ ) وه ﻲ اﻹﻧ ﺎء اﻟ ﺬي‬ ‫ﻟﻜ ﻨﻬﻢ ﻗﺎﻟ ﻮا ﻗ ﺪﻳﻤ ًﺎ ‪ :‬اﻟﺸ ﻲء إذا زاد ﻋ ﻦ ﺣ ﺪﻩ ‪..‬‬
‫ﻳﻀ ﻊ ﻓ ﻴﻪ اﻟﻤ ﺎء ﻟﻴﺘﻮﺿ ﺄ ﻣ ﻨﻪ ( ﻓﺨ ﺮج ﺑﻬ ﺎ‬ ‫اﻧﻘﻠﺐ إﻟﻰ ﺿﺪﻩ ‪..‬‬
‫ودﻓﻌﻬ ﺎ إﻟ ﻰ ﺻ ﺎﺣﺐ اﻟﺪآﺎن – رهﻨ ًﺎ – ﺣﺘﻰ‬ ‫وﻣ ﻦ ﺗﻌﺠ ﻞ اﻟﺸ ﻲء ﻗ ﺒﻞ أواﻧﻪ ‪ ..‬ﻋﻮﻗﺐ ﺑﺤﺮﻣﺎﻧﻪ‬
‫إذا ﻟ ﻢ ﻳﺴ ﺪد ﻟ ﻪ ﻗ ﻴﻤﺔ اﻟﺰﻋﺘ ﺮ ﻳﺒ ﻴﻊ ﺻ ﺎﺣﺐ‬ ‫‪..‬‬
‫اﻟﺪآﺎن اﻟﻤﻄﻬﺮة وﻳﺴﺘﻮﻓﻲ اﻟﺜﻤﻦ ﻟﻨﻔﺴﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﻜﻦ ﻟﻤﺎﺣ ًﺎ ﻟﻸﺷﻴﺎء اﻟﺠﻤﻴﻠﺔ اﻟﺮاﺋﻌﺔ ‪ ..‬اﻟﺘﻲ ﻳﻔﺮح‬
‫ﺛ ﻢ أﺧﺬ اﻟﺰﻋﺘﺮ ورﺟﻊ ﺑﻪ إﻟﻰ ﺿﻴﻔﻪ ‪ ..‬ﻓﺄآﻞ‬ ‫اﻟﺸ ﺨﺺ ﺑ ﺮؤﻳﺔ اﻟ ﻨﺎس ﻟﻬ ﺎ ‪ ..‬وﻳﻨﺘﻈ ﺮ ﺛ ﻨﺎءهﻢ‬
‫‪..‬‬ ‫ﻋﻠﻴﻬﺎ ‪ ..‬وﻳﻄﺮب ﻟﺴﻤﺎع أﻟﻔﺎظ اﻹﻋﺠﺎب ﺑﻬﺎ ‪..‬‬
‫ﻓﻠﻤ ﺎ اﻧﺘﻬ ﻰ اﻟﻀﻴﻒ ﻣﻦ اﻟﻄﻌﺎم ﻗﺎل ‪ :‬اﻟﺤﻤﺪ‬ ‫أﻣ ﺎ اﻷﺷﻴﺎء اﻟﺘﻲ ﻳﺴﺘﺤﻲ ﻣﻦ رؤﻳﺘﻬﺎ ‪ ..‬أو ﻳﺨﺠﻞ‬
‫ﷲ اﻟ ﺬي أﻃﻌﻤ ﻨﺎ وﺳ ﻘﺎﻧﺎ ‪ ..‬وﻗﻨﻌ ﻨﺎ ﺑﻤ ﺎ ﺁﺗﺎﻧﺎ‬ ‫ﻣﻦ ﻣﻼﺣﻈﺘﻬﺎ ﻓﺤﺎول أن ﺗﺘﻌﺎﻣﻰ ﻋﻨﻬﺎ ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫ﻼ‪:‬‬‫ﻣﺜ ً‬
‫ﻓ ﺘﺄوﱠﻩ ﺻ ﺎﺣﺐ اﻟﺪار ﺗﺄوﱡﻩ اﻟﺤﺰﻳﻦ وﻗﺎل ‪ :‬ﻟﻮ‬ ‫دﺧﻠﺖ ﺑﻴﺖ ﺻﺎﺣﺒﻚ ﻓﺮأﻳﺖ اﻟﻜﺮاﺳﻲ ﻗﺪﻳﻤﺔ ‪..‬‬
‫ﻗ ّﻨﻌَﻚ اﷲ ﺑﻤ ﺎ ﺁﺗ ﺎك ‪ ..‬ﻟﻤ ﺎ آﺎﻧ ﺖ ﻣﻄﻬﺮﺗ ﻲ‬ ‫ﻓﺎﻧﺘ ﺒﻪ ﻣ ﻦ أن ﺗﻜ ﻮن ﻣ ﻦ اﻟ ﺜﻘﻼء اﻟ ﺬي ﻻ ﻳﻜﻔ ﻮن‬
‫ﻣﺮهﻮﻧﺔ !!‬ ‫ﻋﻦ ﺗﻘﺪﻳﻢ اﻗﺘﺮاﺣﺎت ﻟﻢ ﺗﻄﻠﺐ ﻣﻨﻬﻢ ‪..‬‬
‫وآﺬﻟﻚ ﻟﻮ زرت ﻣﺮﻳﻀ ًﺎ ﻓﻼ ﺗﺮدد ﻋﻠﻴﻪ ‪:‬‬ ‫اﻧﺘ ﺒﻪ ﻣ ﻦ أن ﻳﻔ ﺮط ﻟﺴ ﺎﻧﻚ ﺑﻘ ﻮل ‪ :‬ﻟﻤ ﺎذا ﻣ ﺎ ﺗﻐﻴﺮ‬
‫أووووﻩ ‪ ..‬وﺟﻬ ﻚ أﺻ ﻔﺮ ‪ ..‬ﻋﻴ ﻨﺎك زاﺋﻐﺘﺎن‬ ‫اﻟﻜﺮاﺳﻲ ؟!‬
‫‪ ..‬ﺟﻠﺪك ﻳﺎﺑﺲ ‪..‬‬ ‫اﻟﺜﺮﻳﺎت ﻧﺼﻔﻬﺎ ﻣﺎ ﻳﺸﺘﻐﻞ ‪!!..‬‬

‫‪65‬‬
‫‪Books-sea.com‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬ ‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 29.‬ﻻ ﺗﺘﺪﺧﻞ ﻓﻴﻤﺎ ﻻ ﻳﻌﻨﻴﻚ ‪..‬‬ ‫ﻋﺠﺒ ًﺎ !! هﻞ أﻧﺖ ﻃﺒﻴﺒﻪ ؟ ﻗﻞ ﺧﻴﺮًا أو اﺻﻤﺖ ‪..‬‬
‫ﻣﻦ ﺣﺴﻦ إﺳﻼم اﻟﻤﺮء ﺗﺮآﻪ ﻣﺎ ﻻ ﻳﻌﻨﻴﻪ ‪..‬‬ ‫ﻼ‬
‫ﻼ زار ﻣﺮﻳﻀ ًﺎ ‪ ..‬ﻓﺠﻠﺲ ﻋﻨﺪﻩ ﻗﻠﻴ ً‬ ‫ذآ ﺮوا أن رﺟ ً‬
‫ﻣﺎ أﺟﻤﻞ هﺬﻩ اﻟﻌﺒﺎرة وأﻧﺖ ﺗﺴﻤﻌﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﻔﻢ‬ ‫‪ ..‬ﺛ ﻢ ﺳ ﺄﻟﻪ ﻋ ﻦ ﻋﻠ ﺘﻪ ‪ ..‬ﻓﺄﺧﺒ ﺮﻩ اﻟﻤﺮﻳﺾ ﺑﻬﺎ ‪..‬‬
‫اﻟﺰآﻲ اﻟﻄﺎهﺮ ‪ ..‬ﻓﻢ رﺳﻮل اﷲ ‪.. ρ‬‬ ‫وآﺎﻧﺖ ﻋﻠﺔ ﺧﻄﻴﺮة ‪..‬‬
‫ﺻﺤﻴﺢ ‪ ..‬ﺗﺮآﻪ ﻣﺎ ﻻ ﻳﻌﻨﻴﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﺼﺮخ اﻟﺰاﺋﺮ ‪:‬‬
‫آﻢ هﻢ ﺛﻘﻼء أوﻟﺌﻚ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺰﻋﺠﻮﻧﻚ ﺑﺎﻟﺘﺪﺧﻞ‬ ‫ﺁﺁﺁﺁ ‪ ..‬هﺬﻩ اﻟﻌﻠﺔ أﺻﺎﺑﺖ ﻓﻼﻧ ًﺎ ﺻﺎﺣﺒﻲ ﻓﻤﺎت ﻣﻨﻬﺎ‬
‫ﻓﻴﻤﺎ ﻻ ﻳﻌﻨﻴﻬﻢ ‪..‬‬ ‫‪ ..‬وأﺻ ﺎﺑﺖ ﻓﻼﻧ ًﺎ ﺻ ﺪﻳﻖ أﺧ ﻲ وﻻ ﻳ ﺰال ﻣﻘﻌ ﺪًا‬
‫ﻳﺸﻐﻠﻚ إذا رأى ﺳﺎﻋﺘﻚ ‪ ..‬ﺑﻜﻢ اﺷﺘﺮﻳﺘﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ﻣ ﻨﻬﺎ أﺷ ﻬﺮًا ﺛ ﻢ ﻣ ﺎت ‪ ..‬وأﺻﺎﺑﺖ ﻓﻼﻧ ًﺎ ﺟﺎر زوج‬
‫ﻓﺘﻘﻮل ‪ :‬ﺟﺎءﺗﻨﻲ هﺪﻳﻪ ‪..‬‬ ‫أﺧﺘﻲ وﻣﺎت ‪..‬‬
‫ﻓﻴﻘﻮل ‪ :‬هﺪﻳﺔ !! ﻣﻤﻦ ؟‬ ‫واﻟﻤﺮﻳﺾ ﻳﺴﺘﻤﻊ إﻟﻴﻪ وﻳﻜﺎد أن ﻳﻨﻔﺠﺮ ‪..‬‬
‫ﻓﺘﺠﻴﺐ ‪ :‬ﻣﻦ أﺣﺪ اﻷﺻﺪﻗﺎء ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎ أﻧﻬﻰ اﻟﺰاﺋﺮ آﻼﻣﻪ وأراد اﻟﺨﺮوج اﻟﺘﻔﺖ إﻟﻰ‬
‫ﻓ ﻴﻘﻮل ‪ :‬ﺻ ﺪﻳﻘﻚ ﻓ ﻲ اﻟﺠﺎﻣﻌ ﺔ ‪ ..‬أم ﻓ ﻲ‬ ‫اﻟﻤﺮﻳﺾ وﻗﺎل ‪ :‬هﺎﻩ ‪ ..‬ﺗﻮﺻﻴﻨﻲ ﺑﺸﻲء ؟‬
‫اﻟﺤﺎرة ‪ ..‬أم أﻳﻦ ؟!‬ ‫ﻗ ﺎل اﻟﻤ ﺮﻳﺾ ‪ :‬ﻧﻌ ﻢ ‪ ..‬إذا ﺧﺮﺟﺖ ﻓﻼ ﺗﺮﺟﻊ إﻟﻲ ﱠ‬
‫ﻓ ﺘﻘﻮل ‪ :‬واﷲ ‪ ..‬ﺁﺁﺁ ‪ ..‬ﺻ ﺪﻳﻘﻲ ﻓﻲ اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ‬ ‫‪ ..‬وإذا زرت ﻣﺮﻳﻀ ًﺎ ﻓﻼ ﺗﺬآﺮ ﻋﻨﺪﻩ اﻟﻤﻮﺗﻰ ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫وذآ ﺮوا آ ﺬﻟﻚ أن اﻣ ﺮأة ﻋﺠ ﻮزًا ﻣﺮﺿ ﺖ ﻋﺠ ﻮز‬
‫ﻓﻴﻘﻮل ‪ :‬ﻃﻴﺐ ‪ ..‬ﻣﺎ اﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ؟!‬ ‫ﺻﺪﻳﻘﺔ ﻟﻬﺎ ‪..‬‬
‫ﻓﺘﻘﻮل ‪ :‬ﻳﻌﻨﻲ ‪ ..‬ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ أﻳﺎم اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ‪..‬‬ ‫ﻓﺠﻌﻠ ﺖ ه ﺬﻩ اﻟﻌﺠ ﻮز ﺗﻠ ﺘﻤﺲ ﻣ ﻦ أﺑ ﻨﺎﺋﻬﺎ واﺣ ﺪًا‬
‫ﻓ ﻴﻘﻮل ‪ :‬ﻣﻨﺎﺳ ﺒﺔ إﻳ ﺶ ؟!! ﻧﺠ ﺎح ‪ ..‬أم آﻨﺘﻢ‬ ‫وَاﺣﺪًا أن ﻳﺬهﺒﻮا ﺑﻬﺎ ﻟﺘﻠﻚ اﻟﻤﺮﻳﻀﺔ ﻟﺰﻳﺎرﺗﻬﺎ وهﻢ‬
‫ﻓﻲ رﺣﻠﺔ ‪ ..‬أو ﻳﻤﻜﻦ ‪ ..‬أأ ‪..‬‬ ‫ﻳﺘﻌﻠﻠﻮن وﻳﻌﺘﺬرون ‪..‬‬
‫وﻳﺴﺘﻤﺮ ﻓﻲ اﺳﺘﺠﻮاﺑﻪ ﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﻗﻀﻴﺔ ﺗﺎﻓﻬﺔ‬ ‫ﺣﺘ ﻰ رﺿ ﻲ أﺣ ﺪ أﺑ ﻨﺎﺋﻬﺎ ﻋﻠ ﻰ ﻣﻀ ﺾ ‪ ..‬وذه ﺐ‬
‫‪!!..‬‬ ‫ﺑﻬﺎ ﺑﺴﻴﺎرﺗﻪ ‪..‬‬
‫ﺑ ﺎﷲ ﻋﻠﻴﻚ أﻻ ﺗﺤﺪﺛﻚ ﻧﻔﺴﻚ أن ﺗﺼﺮخ ﺑﻪ ‪:‬‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎ وﺻ ﻞ ﺑ ﻴﺖ اﻟﻌﺠ ﻮز اﻟﻤﺮﻳﻀ ﺔ ﻧ ﺰﻟﺖ أﻣ ﻪ‬
‫ﻻاااا ﺗﺘﺪﺧﻞ ﻓﻴﻤﺎ ﻻ ﻳﻌﻨﻴﻚ ‪..‬‬ ‫وﺟﻌﻞ ﻳﻨﺘﻈﺮهﺎ ﻓﻲ ﺳﻴﺎرﺗﻪ ‪..‬‬
‫وﻗ ﺪ ﻳ ﺰداد اﻷﻣ ﺮ ﺳﻮءًا ﻟﻮ أﺣﺮﺟﻚ ﺑﺎﻟﺴﺆال‬ ‫دﺧﻠ ﺖ اﻷم ﻋﻠ ﻰ اﻟﻤﺮﻳﻀﺔ ﻓﺈذا هﻲ ﻗﺪ ﺗﻤﻜّﻦ ﻣﻨﻬﺎ‬
‫ﻓﻲ ﻣﺠﻠﺲ ﻋﺎم ﻓﺴﺒﺐ ﻟﻚ إﺣﺮاﺟ ًﺎ ‪..‬‬ ‫اﻟﻤﺮض ‪ ..‬ﻓﺴﻠﻤﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ودﻋﺖ ﻟﻬﺎ ‪..‬‬
‫أذآ ﺮ أﻧ ﻲ آ ﻨﺖ ﻓ ﻲ ﻣﺠﻠ ﺲ ﻣ ﻊ ﻋ ﺪد ﻣ ﻦ‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎ ﻣﺸ ﺖ ﺧﺎرﺟ ﺔ ﻣ ﺮت ﺑﺒ ﻨﺎت اﻟﻤﺮﻳﻀ ﺔ وه ﻦ‬
‫اﻟﺰﻣﻼء ‪ ..‬ﺑﻌﺪ اﻟﻤﻐﺮب ‪..‬‬ ‫ﻳﺒﻜﻴﻦ ﻓﻲ ﺻﺎﻟﺔ اﻟﺒﻴﺖ ‪..‬‬
‫رن هﺎﺗﻒ أﺣﺪهﻢ ‪ ..‬آﺎن ﺟﺎﻟﺴ ًﺎ ﺑﺠﺎﻧﺒﻲ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎﻟﺖ ﺑﻜﻞ ﺑﺮاءة ‪ :‬أﻧﺎ ﻻ ﻳﺘﻴﺴﺮ ﻟﻲ اﻟﻤﺠﻲء أﻟﻴﻜﻦ‬
‫أﺟﺎب ‪ :‬ﻧﻌﻢ ؟‬ ‫آﻠﻤ ﺎ أردت ‪ ..‬وأﻣﻜ ﻢ ﻣﺮﻳﻀ ﺔ وﻳ ﺒﺪو ﻟ ﻲ أﻧﻬ ﺎ‬
‫زوﺟﺘﻪ ‪ :‬أﻟﻮ ‪ ..‬وﻳﻨﻚ ﻳﺎ ﺣﻤﺎر ؟!‬ ‫ﺳﺘﻤﻮت ‪ ..‬ﻓﺄﺣﺴﻦ اﷲ ﻋﺰاءآﻢ ﻣﻦ اﻵن ‪!!..‬‬
‫آ ﺎن ﺻ ﻮﺗﻬﺎ ﻋﺎﻟ ﻴ ًﺎ ﻟﺪرﺟ ﺔ أﻧ ﻲ ﺳ ﻤﻌﺖ‬ ‫ﻓﺎﻧﺘ ﺒﻪ ﻳ ﺎ ﻟﺒﻴﺐ ‪ ..‬آﻦ ﻟﻤﺎﺣ ًﺎ ﻟﻤﺎ ﻳﻔﺮح وﻳﺴﺮ ‪ ..‬ﻻ‬
‫ﺣﻮارهﻤﺎ ‪..‬‬ ‫ﻟﻤﺎ ﻳﺤﺰن ‪..‬‬
‫ﻗﺎل ‪ :‬ﺑﺨﻴﺮ ‪ ..‬اﷲ ﻳﺴﻠﻤﻚ ) !!! ( ‪..‬‬
‫) ﻳ ﺒﺪو أﻧﻪ آﺎن ﻗﺪ وﻋﺪهﺎ أن ﻳﺬهﺐ ﺑﻬﺎ ﺑﻌﺪ‬ ‫ﻣﺸﻜﻠﺔ ‪:‬‬
‫اﻟﻤﻐﺮب ﻟﺒﻴﺖ أهﻠﻬﺎ واﻧﺸﻐﻞ ﺑﻨﺎ ( ‪..‬‬ ‫إذا اﺿﻄﺮرت ﻟﻠﻤﺢ ﺳﻲء ‪ ..‬آﻮﺳﺦ ﺛﻮﺑﻪ ‪ ..‬أو‬
‫ﻏﻀ ﺒﺖ اﻟ ﺰوﺟﺔ ‪ :‬اﷲ ﻻ ﻳﺴ ﻠﻤﻚ ‪ ..‬أﻧ ﺖ‬ ‫راﺋﺤﺔ ﺳﻴﺌﺔ ‪ ..‬ﻓﺄﺣﺴﻦ اﻟﺘﻨﺒﻴﻪ ‪ ..‬آﻦ ﻟﻄﻴﻔًﺎ ذآﻴًﺎ‬
‫ﻣﺒﺴﻮط أﻧﻚ ﻣﻊ أﺻﺤﺎﺑﻚ وأﻧﺎ أﻧﺘﻈﺮ ‪ ..‬واﷲ‬ ‫‪..‬‬
‫اﻧﻚ ﺛﻮر ) !! ( ‪..‬‬

‫‪66‬‬
‫‪Books-sea.com‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬ ‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﻣﺸﻐﻮ ًﻻ ﺑﻌﺪد ﻣﻦ اﻟﻤﺤﺎﺿﺮات ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬اﷲ ﻳﺮﺿﻰ ﻋﻠﻴﻚ ‪ ..‬أﻣﺮﱡك ﺑﻌﺪ اﻟﻌﺸﺎء ‪..‬‬
‫ﻓﺎﺗﻔﻘ ﺖ ﻣ ﻊ ﺷﺎب ﻓﺎﺿﻞ أن ﻳﺄﺧﺬ وﻟﺪي ﻋﺒﺪ‬ ‫ﺖ أن آﻼﻣﻪ ﻻ ﻳﺘﻮاﻓﻖ ﻣﻊ آﻼﻣﻬﺎ ‪ ..‬ﻓﺄدرآﺖ‬ ‫ﻻﺣﻈ ُ‬
‫اﻟ ﺮﺣﻤﻦ وأﺧ ﺎﻩ ﺑﻌﺪ اﻟﻌﺼﺮ إﻟﻰ ﺣﻠﻘﺔ ﺗﺤﻔﻴﻆ‬ ‫أﻧﻪ ﻳﻔﻌﻞ ذﻟﻚ ﻟﻜﻴﻼ ﻳﺤﺮج ﻧﻔﺴﻪ ‪..‬‬
‫أو ﻣﺮآ ﺰ ﺻ ﻴﻔﻲ ﺗﺮﻓﻴﻬ ﻲ ‪ ..‬وﻳﻌ ﻴﺪهﻢ ﺑﻌ ﺪ‬ ‫اﻧ ﺘﻬﺖ ﻣﻜﺎﻟﻤ ﺘﻪ ‪ ..‬ﺟﻌﻠ ﺖ أﻟ ﺘﻔﺖ إﻟ ﻰ اﻟﺤﺎﺿ ﺮﻳﻦ‬
‫اﻟﻌﺸﺎء ‪..‬‬ ‫وأﺗﺨﻴﻞ أن واﺣﺪًا ﻣﻨﻬﻢ ﺳﺄﻟﻪ ‪:‬‬
‫آ ﺎن ﻋ ﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﺷﺮة ﻣﻦ ﻋﻤﺮﻩ ‪..‬‬ ‫ﻣﻦ آﻠﻤﻚ ؟ وﻣﺎذا ﻳﺮﻳﺪ ﻣﻨﻚ ؟ وﻟﻤﺎذا ﺗﻐﻴﺮ وﺟﻬﻚ‬
‫ﺧﺸ ﻴﺖ أن ﻳﺴ ﺄﻟﻪ ذﻟ ﻚ اﻟﺸ ﺎب ﻣ ﻦ ﺑ ﺎب‬ ‫ﺑﻌﺪ اﻟﻤﻜﺎﻟﻤﺔ ‪..‬؟!!‬
‫اﻟﻔﻀ ﻮل أﺳ ﺌﻠﺔ ﻻ داﻋﻲ ﻟﻬﺎ ‪ ..‬ﻣﺎ اﺳﻢ أﻣﻚ‬ ‫ﺣﻤَﻪ ﻷن أﺣﺪًا ﻟﻢ ﻳﺘﺪﺧﻞ ﻓﻴﻤﺎ ﻻ ﻳﻌﻨﻴﻪ ‪..‬‬ ‫ﻟﻜﻦ اﷲ ر ِ‬
‫؟ أﻳ ﻦ ﺑﻴ ﺘﻜﻢ ؟ آ ﻢ ﻋ ﺪد إﺧﻮاﻧﻚ ؟ آﻢ ﻳﻌﻄﻴﻚ‬ ‫وﻣ ﺜﻠﻪ ﻟ ﻮ زرت ﻣﺮﻳﻀ ًﺎ ‪ ..‬ﻓﺴ ﺄﻟﺘﻪ ﻋﻦ ﻣﺮﺿﻪ ‪..‬‬
‫أﺑﻮك ﻣﻦ اﻟﻤﺎل ؟‬ ‫ﻓﺄﺟﺎﺑ ﻚ ﺑﻜﻠﻤ ﺎت ﻋﺎﻣ ﺔ ‪ :‬اﻟﺤﻤﺪ ﷲ ‪ ..‬ﺷﻲء ﺑﺴﻴﻂ‬
‫ﻼ ‪ :‬إذا ﺳﺄﻟﻚ ﺳﺆا ًﻻ‬ ‫ﻓﻨ ﺒﻬﺖ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ﻗﺎﺋ ً‬ ‫‪ ..‬ﻣ ﺮض ﺻ ﻐﻴﺮ واﻧﺘﻬ ﻰ ‪ ..‬أو ﻧﺤ ﺮهﺎ ﻣ ﻦ‬
‫ﻏﻴ ﺮ ﻣﻨﺎﺳﺐ ‪ ..‬ﻓﻘﻞ ﻟﻪ ‪ :‬ﻗﺎل ‪ : ε‬ﻣﻦ ﺣﺴﻦ‬ ‫اﻟﻌ ﺒﺎرات اﻟﺘ ﻲ ﻻ ﺗﺤﻤ ﻞ ﺟ ﻮاﺑ ًﺎ ﺻ ﺮﻳﺤ ًﺎ ‪ ..‬ﻓ ﻼ‬
‫إﺳ ﻼم اﻟﻤ ﺮء ﺗ ﺮآﻪ ﻣ ﺎ ﻻ ﻳﻌﻨ ﻴﻪ ‪ ..‬وآ ﺮرت‬ ‫ﺗﺤ ﺮﺟﻪ ﺑﺎﻟﺘﺪﻗ ﻴﻖ ﻋﻠ ﻴﻪ ‪ :‬ﻋﻔ ﻮًا ‪ ..‬ﻳﻌﻨ ﻲ ﻣ ﺎ ه ﻮ‬
‫ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﺣﺘﻰ ﺣﻔﻈﻪ ‪..‬‬ ‫اﻟﻤ ﺮض ﺑﺎﻟﻀ ﺒﻂ ؟ وﺿ ﺢ أآﺜ ﺮ ‪ !!..‬ﻣ ﺎذا ﺗﻌﻨ ﻲ‬
‫رآ ﺐ ﻋ ﺒﺪ اﻟ ﺮﺣﻤﻦ وأﺧ ﻮﻩ ‪ ..‬ﻣ ﻊ اﻟﺸﺎب ‪..‬‬ ‫‪ !!..‬وﻧﺤﻮ ذﻟﻚ ‪..‬‬
‫آﺎن ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ﻣﺸﺪودًا ﻣﺘﻬﻴﺒ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﻋﺠ ﺒ ًﺎ !! ﻣﺎ اﻟﺪاﻋﻲ ﻹﺣﺮاﺟﻪ ‪..‬؟ ﻣﻦ ﺣﺴﻦ إﺳﻼم‬
‫ﻗ ﺎل اﻟﺸ ﺒﺎب ﻣ ﺘﻠﻄﻔ ًﺎ ‪ :‬ﺣ ﻴﺎك اﷲ ﻳ ﺎ ﻋ ﺒﺪ‬ ‫اﻟﻤ ﺮء ﺗ ﺮآﻪ ﻣ ﺎ ﻳﻌﻨ ﻴﻪ ‪ ..‬ﻳﻌﻨ ﻲ ‪ ..‬ﺗﻨﺘﻈﺮ أن ﻳﻘﻮل‬
‫اﻟﺮﺣﻤﻦ ‪..‬‬ ‫ﻟ ﻚ ‪ :‬أﻧ ﺎ ﻣ ﺮﻳﺾ ﺑﺎﻟﺒﻮاﺳ ﻴﺮ ‪ ..‬أو ﻣﺼ ﺎب ﺑﺠ ﺮح‬
‫ﻓﺄﺟﺎﺑﻪ ﺑﺤﺰم ‪ :‬اﷲ ﻳﺤﻴﻴﻚ ‪..‬‬ ‫ﻓﻲ ‪ ..‬أو ‪..‬‬
‫أراد اﻟﺸﺎب اﻟﻤﺴﻜﻴﻦ أن ﻳﻠﻄّﻒ اﻟﺠﻮ ‪ ..‬ﻓﻘﺎل‬ ‫ﻣ ﺎ دام أﻧ ﻪ أﺟ ﺎب إﺟﺎﺑ ﺔ ﻋﺎﻣ ﺔ ﻓﻼ داﻋﻲ ﻟﻠﺘﻄﻮﻳﻞ‬
‫‪ :‬اﻟﺸﻴﺦ ﻋﻨﺪﻩ ﻣﺤﺎﺿﺮة اﻟﻴﻮم ؟!‬ ‫ﻣﻌﻪ ‪..‬‬
‫ﺣ ﺎول اﻟ ﻮﻟﺪ أن ﻳﺘﺬآ ﺮ اﻟﺤ ﺪﻳﺚ ﻓﻠ ﻢ ﺗﺴ ﻌﻔﻪ‬ ‫وﻻ أﻋﻨﻲ ﺑﻬﺬا ﻋﺪم ﺳﺆال اﻟﻤﺮﻳﺾ ﻋﻦ ﻣﺮﺿﻪ ؟‬
‫ﻼ ‪ :‬ﻻ ﺗ ﺘﺪﺧﻞ ﻓ ﻴﻤﺎ ﻻ‬ ‫ذاآ ﺮﺗﻪ ‪ ..‬ﻓﺼ ﺮخ ﻗ ﺎﺋ ً‬ ‫إﻧﻤﺎ أﻋﻨﻲ ﻋﺪم اﻟﺘﺪﻗﻴﻖ ﻓﻲ اﻷﺳﺌﻠﺔ ‪..‬‬
‫ﻳﻌﻨﻴﻚ !!‬ ‫وﻣﺜﻠﻪ ‪ ..‬اﻟﺬي ﻳﻨﺎدي ﻃﺎﻟﺒ ًﺎ أﻣﺎم اﻟﻨﺎس ﻓﻲ ﻣﺠﻠﺲ‬
‫ﻗ ﺎل اﻟﺸ ﺎب ‪ :‬ﻻ ‪ ..‬أﻗﺼ ﺪ ‪ ..‬ﺑﻞ ﺣﺘﻰ أﺣﻀﺮ‬ ‫ﻋﺎم ‪ ..‬وﻳﺴﺄﻟﻪ ﺑﺼﻮت ﻋﺎ ٍل ‪:‬‬
‫وأﺳﺘﻔﻴﺪ ‪..‬‬ ‫هﺎﻩ ﻳﺎ أﺣﻤﺪ ‪ ..‬ﻧﺠﺤﺖ ‪..‬‬
‫ﻓﻈ ﻦ ﻋ ﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ أﻧﻪ ﻳﺘﺬاآﻰ ﻋﻠﻴﻪ ‪ :‬ﻓﺄﻋﺎد‬ ‫ﻓﻴﻘﻮل ‪ :‬ﻧﻌﻢ ‪..‬‬
‫اﻟﺠﻮاب ‪ :‬ﻻ ﺗﺘﺪﺧﻞ ﻓﻴﻤﺎ ﻻ ﻳﻌﻨﻴﻚ ‪..‬‬ ‫ﻓﻴﺴﺄﻟﻪ ‪ :‬آﻢ ﻧﺴﺒﺘﻚ ؟ آﻢ ﺗﺮﺗﻴﺒﻚ ﻓﻲ اﻟﻔﺼﻞ ؟‬
‫ﻗﺎل اﻟﺸﺎب ‪ :‬ﻋﻔﻮًا ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ أﻋﻨﻲ ‪..‬‬ ‫إن آ ﻨﺖ ﺻ ﺎدﻗ ًﺎ ﻓ ﻲ اه ﺘﻤﺎﻣﻚ ﺑ ﻪ ﻓﺎﺳ ﺄﻟﻪ ﻋﻠ ﻰ‬
‫ﻓﺼ ﺮخ ﻋ ﺒﺪ اﻟ ﺮﺣﻤﻦ ‪ :‬ﻻاااا ﺗ ﺘﺪﺧﻞ ﻓ ﻴﻤﺎ ﻻ‬ ‫اﻧﻔﺮاد ﺑﻴﻨﻚ وﺑﻴﻨﻪ ‪..‬‬
‫ﻳﻌﻨﻴﻚ !!‬ ‫ﺛﻢ ﻻ داﻋﻲ ﻟﻠﺘﺪﻗﻴﻖ ‪ ..‬آﻢ ﻧﺴﺒﺘﻚ ‪ ..‬ﻟﻤﺎذا ﻟﻢ ﺗﺬاآﺮ‬
‫وﻟﻢ ﻳﺰل هﺬا ﺣﺎﻟﻬﻤﺎ ﺣﺘﻰ رﺟﻌﺎ !!‬ ‫‪ ..‬ﻟﻤ ﺎذا ﻟ ﻢ ﺗﻘ ﺒﻞ ﻓ ﻲ اﻟﺠﺎﻣﻌ ﺔ ‪ ..‬إن آﻨﺖ ﻣﺴﺘﻌﺪًا‬
‫أﺧﺒﺮﻧ ﻲ ﻋ ﺒﺪ اﻟ ﺮﺣﻤﻦ ﺑﺎﻟﻘﺼ ﺔ ﻣﻔﺘﺨ ﺮًا ‪..‬‬ ‫ﻹﻋﺎﻧ ﺘﻪ ﻓﻘ ﻒ ﻣﻌ ﻪ ﺟﺎﻧ ﺒ ًﺎ وﺣﺪﺛ ﻪ ﺑﻤ ﺎ ﺗ ﺮﻳﺪ ‪ ..‬أﻣ ﺎ‬
‫ﻓﻀﺤﻜﺖ وﻓﻬﻤﺘﻪ اﻷﻣﺮ ﻣﺮة أﺧﺮى ‪..‬‬ ‫ﻧﺸﺮ ﻏﺴﻴﻠﻪ أﻣﺎم اﻟﻨﺎس ‪ ..‬ﻓﻼ ‪..‬‬
‫ﻗ ﺎل ‪ : ε‬ﻣ ﻦ ﺣﺴﻦ إﺳﻼم اﻟﻤﺮء ﺗﺮآﻪ ﻣﺎ ﻻ ﻳﻌﻨﻴﻪ‬
‫ورﺷﺔ ﻋﻤﻞ ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫ﻣﺠﺎهﺪة اﻟﻨﻔﺲ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺤﺮر ﻣﻦ اﻟﺘﺪﺧﻞ ﻓﻲ‬ ‫ﻟﻜﻦ اﻧﺘﺒﻪ !! ﻻ ﺗﻌﻂ اﻟﻤﻮﺿﻮع أآﺒﺮ ﻣﻦ ﺣﺠﻤﻪ ‪..‬‬
‫ﺷﺌﻮن اﻵﺧﺮﻳﻦ ‪ ..‬ﻣﺘﻌﺒﺔ ﻓﻲ اﻟﺒﺪاﻳﺔ ‪ ..‬ﻟﻜﻨﻬﺎ‬ ‫ﺳ ﺎﻓﺮت إﻟ ﻰ اﻟﻤﺪﻳ ﻨﺔ اﻟﻨ ﺒﻮﻳﺔ ﻗ ﺒﻞ ﻣ ﺪة ‪ ..‬آ ﻨﺖ‬

‫‪67‬‬
‫‪Books-sea.com‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬ ‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫وﻗ ﺪ ﻳﺘﺼ ﻞ ﺑ ﻚ ﻓﻴﺴ ﺄﻟﻚ أﻳ ﻦ أﻧ ﺖ ﻓ ﺘﻘﻮل "‬ ‫ﻣﺮﻳﺤﺔ ﻓﻲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ‪..‬‬
‫ﻃﺎﻟﻊ ﻣﺸﻮار " ﻓﻴﻘﻮل ‪ :‬أﻳﻦ ‪..‬؟ ﻣﻦ ﻣﻌﻚ ؟‬
‫ﻣﺠﻤ ﻮﻋﺔ ﻣ ﻦ اﻟ ﻨﺎس ﻧﺨ ﺎﻟﻄﻬﻢ ﻳﻌﺎﻣﻠﻮﻧ ﻨﺎ‬ ‫‪ 30.‬آﻴﻒ ﺗﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ "اﻟﻤﻼﻗﻴﻒ " )‪ (33‬؟‬
‫ﺑﻤﺜﻞ هﺬا اﻷﺳﻠﻮب ‪..‬‬ ‫أﺣ ﻴﺎﻧ ًﺎ ﻳﺘﻨﺎول ﺑﻌﺾ اﻟﻨﺎس هﺎﺗﻔﻚ اﻟﺠﻮال ‪ -‬ﺑﺪون‬
‫ﻓﻜﻴﻒ ﻧﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻬﻢ ؟‬ ‫اﺳﺘﺌﺬان ‪ -‬وﻳﻘﺮأ اﻟﺮﺳﺎﺋﻞ اﻟﺘﻲ ﻓﻴﻪ ‪..‬‬
‫أه ﻢ ﺷ ﻲء أن ﻻ ﺗﻔﻘ ﺪﻩ ‪ ..‬ﺣ ﺎول أن ﺗﺘﺠ ﻨﺐ‬ ‫آﺎن ﺻﺎﺣﺒﻲ ﻓﻲ دﻋﻮة ﻋﺎﻣﺔ ‪ ..‬وﻟﻴﻤﺔ ﻋﺸﺎء ﻋﻨﺪ‬
‫اﻟﻤﺼﺎدﻣﺔ ﻣﻌﻪ ‪..‬‬ ‫أﺣﺪ اﻟﻘﻀﺎة ‪ ..‬آﻞ ﻣﻦ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﻠﺲ ﻣﺸﺎﻳﺦ ﻓﻀﻼء‬
‫ﺣﺎول أن ﻻ ) ﻳﺰﻋﻞ ( ﻣﻨﻚ أﺣﺪ ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫آ ﻦ ذآ ﻴ ًﺎ ﻓ ﻲ اﻟﺨ ﺮوج ﻣ ﻦ اﻟﻤﻮﻗ ﻒ ‪ ..‬دون‬ ‫ﺟﻠ ﺲ ﺻ ﺎﺣﺒﻲ ﺑﻴ ﻨﻬﻢ ‪ ..‬ﻳ ﺘﺠﺎذب أﻃ ﺮاف اﻟﺤﺪﻳﺚ‬
‫أن ﻳﺤﺪث ﺑﻴﻨﻚ وﺑﻴﻨﻪ ﻣﺸﻜﻠﺔ ‪..‬‬ ‫ﻣﻌﻬﻢ ‪..‬‬
‫ﻻ ﺗﺘﺴ ﺎهﻞ ﺑﻜﺴ ﺐ اﻷﻋ ﺪاء أو ﻓﻘ ﺪان‬ ‫ﺿ ﺎﻳﻘﻪ وﺟ ﻮد هﺎﺗﻔ ﻪ اﻟﺠ ﻮال ﻓ ﻲ ﺟﻴ ﺒﻪ ﻓﺄﺧ ﺮﺟﻪ‬
‫اﻷﺻﺪﻗﺎء ‪ ..‬ﻣﻬﻤﺎ آﺎﻧﺖ اﻷﺳﺒﺎب ‪..‬‬ ‫ووﺿﻌﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻄﺎوﻟﺔ اﻟﺘﻲ ﺑﺠﺎﻧﺒﻪ ‪..‬‬
‫وﻣﻦ أﺣﺴﻦ اﻷﺳﺎﻟﻴﺐ ﻟﻠﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻟﻄﻔﻴﻠﻴﻴﻦ‬ ‫ﻼ ﻓﻲ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻣﻌﻪ‬ ‫آ ﺎن اﻟﺸﻴﺦ اﻟﺬي ﺑﺠﺎﻧﺒﻪ ﻣﺘﻔﺎﻋ ً‬
‫‪ ..‬ه ﻮ إﺟﺎﺑ ﺔ اﻟﺴ ﺆال ﺑﺴ ﺆال ‪ ..‬أو اﻻﻧ ﺘﻘﺎل‬ ‫‪..‬‬
‫إﻟﻰ ﻣﻮﺿﻮع ﺁﺧﺮ ﺗﻤﺎﻣ ًﺎ ﻟﻴﻨﺴﻰ ﺳﺆاﻟﻪ اﻷول‬ ‫ﻣ ﻦ ﺑﺎب اﻟﻌﺎدة أﺧﺬ اﻟﺸﻴﺦ اﻟﻬﺎﺗﻒ اﻟﺠﻮال ‪ ..‬رﻓﻊ‬
‫‪..‬‬ ‫إﻟ ﻴﻪ ‪ ..‬ﻓﻠﻤ ﺎ ﻧﻈ ﺮ إﻟ ﻰ اﻟﺸﺎﺷ ﺔ ﺗﻐﻴ ﺮ وﺟﻬ ﻪ ‪..‬‬
‫ﻼ ‪ :‬آﻢ ﻣﺮﺗﺒﻚ اﻟﺸﻬﺮي ؟‬ ‫ﻓﻠﻮ ﺳﺄﻟﻚ ﻣﺜ ً‬ ‫وأرﺟﻌﻪ ﻣﻜﺎﻧﻪ ‪..‬‬
‫ﻗ ﻞ ﻟ ﻪ ﺑﻠﻄ ﻒ وﺗﺒﺴ ﻢ ‪ :‬ﻟﻤ ﺎذا هﻞ وﺟﺪت ﻟﻲ‬ ‫آﺘﻢ ﺻﺎﺣﺒﻲ ﺿﺤﻜﺔ ﻣﺪوﻳﺔ ‪..‬‬
‫وﻇﻴﻔﺔ ﻣﻐﺮﻳﺔ ‪..‬‬ ‫ﻟﻤ ﺎ ﺧ ﺮج رآ ﺒﺖ ﻣﻌ ﻪ ﻓ ﻲ ﺳ ﻴﺎرﺗﻪ ‪ ..‬وﻗ ﺪ وﺿ ﻊ‬
‫ﺳﻴﻘﻮل ‪ :‬ﻻ ‪ ..‬ﻟﻜﻦ أرﻳﺪ أن أﻋﺮف ‪..‬‬ ‫ﻲ ‪ -‬آﻤ ﺎ ﻓﻌ ﻞ‬
‫هﺎﺗﻔ ﻪ اﻟﺠ ﻮال ﺑﺠﺎﻧ ﺒﻪ ‪ ..‬ﻓ ﺮﻓﻌﺘﻪ إﻟ ﱠ‬
‫ﻗ ﻞ ‪ :‬اﻟﻤ ﺮﺗﺒﺎت ه ﺬﻩ اﻷﻳ ﺎم ﻣﺸﺎآﻞ ‪ ..‬وﻳﺒﺪو‬ ‫اﻟﺸ ﻴﺦ – ﻓﻠﻤ ﺎ ﻧﻈ ﺮت إﻟ ﻰ اﻟﺸﺎﺷﺔ ﺿﺤﻜﺖ ‪ ..‬ﺑﻞ‬
‫أن ذﻟﻚ ﺑﺴﺒﺐ ارﺗﻔﺎع أﺳﻌﺎر اﻟﺒﺘﺮول !!‬ ‫ﻏﺮﻗﺖ ﻓﻲ اﻟﻀﺤﻚ ‪..‬‬
‫ﺳﻴﻘﻮل ‪ :‬ﻣﺎ دﺧﻞ اﻟﺒﺘﺮول ‪..‬‬ ‫ﺗﺪري ﻟﻤﺎذا ؟‬
‫ﻓﻘﻞ ‪ :‬اﻟﺒﺘﺮول هﻮ اﻟﺬي ﻳﺘﺤﻜﻢ ﻓﻐﻲ اﻷﺳﻌﺎر‬ ‫ﺟ ﺮت ﻋﺎدة ﺑﻌﻀﻬﻢ أن ﻳﻜﺘﺐ ﻋﺒﺎرات ﻋﻠﻰ ﺷﺎﺷﺔ‬
‫‪ ..‬أﻻ ﺗﻼﺣﻆ أن اﻟﺤﺮوب ﺗﻘﻮم ﻷﺟﻠﻪ ‪..‬‬ ‫اﻟﻬﺎﺗ ﻒ ‪ ..‬ﻳﻜ ﺘﺐ اﺳ ﻤﻪ ‪ ..‬أو "اذآ ﺮ اﷲ" ‪ ..‬أو‬
‫ﺳﻴﻘﻮل ‪ :‬ﻻ ‪ ..‬ﻟﻴﺲ ﺻﺤﻴﺤ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﻏﻴﺮهﺎ ‪..‬‬
‫ﻓﺎﻟﺤ ﺮوب ﻟﻬ ﺎ أﺳ ﺒﺎب أﺧ ﺮى ‪ ..‬واﻟﻬ ﺎﻟﻤﻢ‬ ‫أﻣﺎ ﺻﺎﺣﺒﻲ ﻓﻘﺪ آﺘﺐ ‪ " :‬أرﺟﻊ اﻟﺠﻬﺎز ﻳﺎ ﻣﻠﻘﻮف‬
‫اﻟﻴﻮم ﻣﻠﻲء ﺑﺎﻟﺤﺮوب ‪ ..‬و ‪..‬‬ ‫" ‪..‬‬
‫وﻳﻨﺴﻰ ﺳﺆاﻟﻪ اﻷول ‪..‬‬ ‫آﺜﻴ ﺮ ﻣﻦ اﻟﻨﺎس ﻣﻦ هﺬا اﻟﻨﻮع ﻳﺘﺪﺧﻠﻮن ﻓﻲ أﻣﻮر‬
‫) ه ﺎﻩ ‪ ..‬ﻣ ﺎ رأﻳ ﻚ أﻟ ﻢ ﺗﺨ ﺮج ﻣ ﻦ اﻟﻤﻮﻗ ﻒ‬ ‫اﻵﺧﺮﻳﻦ اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ‪..‬‬
‫ﺑﺬآﺎء ؟ ( ‪..‬‬ ‫ﻓﻤ ﻦ اﻟﻄﺒﻴﻌﻲ أن ﻳﺮآﺐ ﻣﻌﻚ ﻓﻲ ﺳﻴﺎرﺗﻚ ﺛﻢ ﻳﻔﺘﺢ‬
‫وآﺬﻟﻚ ﻟﻮ ﺳﺄﻟﻚ ﻋﻦ وﻇﻴﻔﺘﻚ ‪..‬‬ ‫اﻟﺪرج اﻟﺬي أﻣﺎﻣﻪ ‪ ..‬وﻳﻨﻈﺮ ﻣﺎ ﺑﺪاﺧﻠﻪ ‪!!..‬‬
‫أو أﻳﻦ ﺳﺘﺴﺎﻓﺮ ‪..‬‬ ‫واﻣ ﺮأة ﺗﻔ ﺘﺢ ﺣﻘﻴ ﺒﺔ اﻣ ﺮأة أﺧ ﺮى ﻟ ﺘﺄﺧﺬ أﺣﻤ ﺮ‬
‫اﺳﺄﻟﻪ ‪ :‬ﻟﻤﺎذا ‪ ..‬هﻞ ﺳﺘﺴﺎﻓﺮ ﻣﻌﻲ ‪..‬‬ ‫اﻟﺸﻔﺎﻩ أو ﻇﻞ اﻟﻌﻴﻨﻴﻦ ‪..‬‬
‫ﺳﻴﻘﻮل ‪ :‬ﻻ أدري!! أول ﺷﻲء أﺧﺒﺮﻧﻲ ‪..‬‬
‫ﻗ ﻞ ‪ :‬ﻟﻜﻦ إن ﺳﺎﻓﺮت ﻣﻌﻲ ‪ ..‬ﻓﺎﻟﺘﺬاآﺮ ﻋﻠﻴﻚ‬
‫‪..‬‬ ‫) ‪ ( 33‬ﻣﻼﻗﻴﻒ ‪ :‬ﻟﻔﻈﺔ ﻋﺎﻣﻴﺔ ‪ ،‬ﺟﻤﻊ " ﻣﻠﻘﻮف "‬
‫ﻋ ﻨﺪهﺎ ﺳ ﻴﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﻣﻮﺿﻮع اﻟﺘﺬاآﺮ وﻳﻨﺴﻰ‬ ‫وهﻮ اﻟﻤﺘﺪﺧﻞ ﻓﻴﻤﺎ ﻻ ﻳﻌﻨﻴﻪ ‪ ..‬وﻳﺴﻤﻴﻪ ﺑﻌﻀﻬﻢ " ﺣٍﺸﺮي‬
‫" ﻣﺘﻄﻔﻞ ‪..‬‬
‫‪68‬‬
‫‪Books-sea.com‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬ ‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﻓ ﻼ ﻳﻜ ﺎد ﻳﺴ ﻠﻢ أﺣ ﺪ ﻣ ﻦ اﻧ ﺘﻘﺎدﻩ ‪ ..‬داﺋ ﻢ‬ ‫اﻟﻤﻮﺿﻮع اﻷﺻﻠﻲ ‪..‬‬
‫اﻟﻤﻼﺣﻈﺎت ‪ ..‬ﻳﺪﻗﻖ ﻋﻠﻰ اﻟﻜﺒﻴﺮة واﻟﺼﻐﻴﺮة‬ ‫وهﻜ ﺬا ‪ ..‬ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ اﻟﺨﺮوج ﻣﻦ ﻣﺜﻞ هﺬﻩ اﻟﻤﻮاﻗﻒ‬
‫‪..‬‬ ‫ﻣﻦ ﻏﻴﺮ وﻗﻮع ﻣﺸﺎآﻞ ﺑﻴﻨﻨﺎ وﺑﻴﻦ أﻵﺧﺮﻳﻦ ‪..‬‬
‫ﻼ ﻓﻲ أﻳﺎم‬‫أﻋ ﺮف أﺣ ﺪ اﻟﻨﺎس ‪ ..‬زاﻣﻠﺘﻪ ﻃﻮﻳ ً‬
‫اﻟ ﺜﺎﻧﻮﻳﺔ واﻟﺠﺎﻣﻌ ﺔ ‪ ..‬وﻻ ﺗ ﺰال ﻋﻼﻗﺘ ﻨﺎ‬ ‫وﻗﻔﺔ ‪..‬‬
‫ﻣﺴ ﺘﻤﺮة ‪ ..‬إﻻ أﻧ ﻲ ﻻ ذآ ﺮ أﻧ ﻪ أﺛﻨ ﻰ ﻋﻠ ﻰ‬ ‫إذا اﺑﺘﻠﻴﺖ ﺑﻤﺘﺪﺧﻞ ﻓﻴﻤﺎ ﻻ ﻳﻌﻨﻴﻪ ‪ ..‬ﻓﻜﻦ ﺧﻴﺮًا ﻣﻨﻪ‬
‫ﺷﻲء ‪..‬‬ ‫‪ ..‬أﺣﺴﻦ اﻟﺨﺮوج ﻣﻦ اﻟﻤﻮﻗﻒ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ أن‬
‫أﺳ ﺄﻟﻪ ﻋ ﻦ آﺘﺎب أﻟﻔﺘﻪ وﻗﺪ أﺛﻨﻰ ﻋﻠﻴﻪ أﻧﺎس‬ ‫ﺗﺠﺮﺣﻪ ‪..‬‬
‫آﺜﻴ ﺮًا وﻃ ﺒﻊ ﻣﻨﻪ ﻣﺌﺎت اﻵﻻف ﻓﻴﻘﻮل ﺑﺒﺮود‬
‫‪ :‬واﷲ ﺟ ﻴﺪ ‪ ..‬وﻟﻜ ﻦ ﻓﻴﻪ ﻗﺼﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ‬ ‫‪ 31.‬ﻻ ﺗﻨﺘﻘﺪ !!‬
‫‪ ..‬وﺣﺠ ﻢ اﻟﺨ ﻂ ﻣ ﺎ أﻋﺠﺒﻨ ﻲ ‪ ..‬وﻧﻮﻋ ﻴﺔ‬ ‫رآ ﺐ ﺳ ﻴﺎرة ﺻ ﺎﺣﺒﻪ ‪ ..‬ﻓﻜﺎﻧ ﺖ أول آﻠﻤ ﺔ ﻗﺎﻟﻬ ﺎ ‪:‬‬
‫اﻟﻄﺒﺎﻋﺔ أﻳﻀ ًﺎ ﺳﻴﺌﺔ ‪ ..‬و ‪..‬‬ ‫ﻳﺎااﻩ !! ﻣﺎ أﻗﺪم ﺳﻴﺎرﺗﻚ !!‬
‫وأﺳ ﺄﻟﻪ ﻳ ﻮﻣ ًﺎ ﻋ ﻦ أداء ﻓ ﻼن ﻓ ﻲ ﺧﻄﺒ ﺘﻪ ‪..‬‬ ‫وﻟﻤ ﺎ دﺧ ﻞ ﺑﻴ ﺘﻪ ‪ ..‬رأى اﻷﺛ ﺎث ﻓﻘﺎل ‪ :‬أووووﻩ ‪..‬‬
‫ﻓﻼ ﻳﻜﺎد ﻳﺬآﺮ ﺟﺎﻧﺒ ًﺎ ﻣﺸﺮﻗ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﻣﺎ ﻏﻴﺮت أﺛﺎﺛﻚ ؟!‬
‫ﺣﺘ ﻰ ﺻ ﺎر أﺛﻘ ﻞ ﻋﻠ ﻲ ﻣﻦ اﻟﺠﺒﻞ ‪ ..‬وﺻﺮت‬ ‫وﻟﻤ ﺎ رأى أوﻻدﻩ ‪ ..‬ﻗ ﺎل ‪ :‬ﻣ ﺎ ﺷ ﺎء اﷲ ‪ ..‬ﺣﻠ ﻮﻳﻦ‬
‫ﻻ أﺳ ﺄﻟﻪ أﺑ ﺪًا ﻋ ﻦ رأﻳ ﻪ ﻓ ﻲ ﺷ ﻲء ﻷﻧ ﻲ‬ ‫‪ ..‬ﻟﻜﻦ ﻟﻤﺎذا ﻣﺎ ﺗﻠﺒﺴﻬﻢ ﻣﻼﺑﺲ أﺣﺴﻦ ﻣﻦ هﺬﻩ !!‬
‫أﻋﺮﻓﻪ ﺳﻠﻔ ًﺎ ‪..‬‬ ‫وﻟﻤ ﺎ ﻗ ﺪّﻣﺖ ﻟ ﻪ زوﺟ ﺘﻪ ﻃﻌﺎﻣ ﻪ ‪ ..‬وﻗ ﺪ وﻗﻔ ﺖ‬
‫ﻗ ﻞ ﻣ ﺜﻞ ذﻟ ﻚ ﻓ ﻴﻤﻦ ﻳﻔﺘ ﺮض اﻟﻤﺜﺎﻟ ﻴﺔ ﻓ ﻲ‬ ‫اﻟﻤﺴ ﻜﻴﻨﺔ ﻓ ﻲ اﻟﻤﻄ ﺒﺦ ﺳ ﺎﻋﺎت ‪ ..‬رأى أﻧ ﻮاﻋﻪ‬
‫ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻨﺎس ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل ‪ :‬ﻳﺎااا اﷲ ‪ ..‬ﻟﻤﺎذا ﻣﺎ ﻃﺒﺨﺘﻲ ر ّز ؟ أوووﻩ ‪..‬‬
‫ﻓﻴ ﺮﻳﺪ ﻣ ﻦ زوﺟ ﺘﻪ أن ﻳﻜﻮن ﺑﻴﺘﻬﺎ ﻧﻈﻴﻔ ًﺎ ‪24‬‬ ‫اﻟﻤﻠﺢ ﻗﻠﻴﻞ ! ﻟﻢ أآﻦ أﺷﺘﻬﻲ هﺬا اﻟﻨﻮع !!‬
‫ﺳﺎﻋﺔ ‪.. %100‬‬ ‫ﻼ ﻟﺒ ﻴﻊ اﻟﻔﺎآﻬ ﺔ ‪ ..‬ﻓ ﺈذا اﻟﻤﺤ ﻞ ﻣﻠ ﻲء‬ ‫دﺧ ﻞ ﻣﺤ ً‬
‫وﻳ ﺮﻳﺪهﺎ أﻳﻀ ًﺎ أن ﻳﺒﻘ ﻰ أﻃﻔﺎﻟﻬ ﺎ ﻧﻈﻴﻔ ﻴﻦ‬ ‫ﺑﺄﺻﻨﺎف اﻟﻔﻮاآﻪ ‪..‬‬
‫ﻣﺘﺰﻳﻨﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﻣﺪى اﻟﻴﻮم ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل ‪ :‬ﻋﻨﺪك ﻣﺎﻧﺠﻮ ؟‬
‫وإن زارﻩ ﺿ ﻴﻮف اﻓﺘ ﺮض أن ﺗﻄ ﺒﺦ أﺣﺴﻦ‬ ‫ﻗﺎل ﺻﺎﺣﺐ اﻟﻤﺤﻞ ‪ :‬ﻻ ‪ ..‬هﺬﻩ ﻓﻲ اﻟﺼﻴﻒ ﻓﻘﻂ ‪..‬‬
‫اﻟﻄﻌﺎم ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل ‪ :‬ﻋﻨﺪك ﺑﻄﻴﺦ ؟ ﻗﺎل ‪ :‬ﻻ ‪..‬‬
‫وإن ﺟﺎﻟﺴ ﻬﺎ اﻓﺘ ﺮض أن ﺗﺤﺪﺛ ﻪ ﺑﺄﺟﻤ ﻞ‬ ‫ﻓﺘﻐﻴ ﺮ وﺟﻬﻪ وﻗﺎل ‪ :‬ﻣﺎ ﻋﻨﺪك ﺷﻲء ‪ ..‬ﻟﻴﺶ ﻓﺎﺗﺢ‬
‫اﻷﺣﺎدﻳﺚ ‪..‬‬ ‫اﻟﻤﺤﻞ ! وﺧﺮج ‪..‬‬
‫وآﺬﻟﻚ هﻮ ﻣﻊ أوﻻدﻩ ‪ ..‬ﻳﺮﻳﺪهﻢ ‪ %100‬ﻓﻲ‬ ‫وﻧﺴ ﻲ أن ﻓ ﻲ اﻟﻤﺤ ﻞ أآﺜ ﺮ ﻣ ﻦ أرﺑﻌ ﻴﻦ ﻧ ﻮﻋ ًﺎ ﻣﻦ‬
‫آﻞ ﺷﻲء ‪..‬‬ ‫اﻟﻔﻮاآﻪ ‪..‬‬
‫وﻣ ﻊ زﻣﻼﺋ ﻪ ‪ ..‬وﻣ ﻊ آ ﻞ ﻣ ﻦ ﻳﺨﺎﻟﻄ ﻪ ﻓ ﻲ‬ ‫ﻧﻌﻢ ‪..‬‬
‫اﻟﺸﺎرع واﻟﺴﻮق ‪ ..‬و ‪..‬‬ ‫ﺑﻌﺾ اﻟﻨﺎس ﻳﺰﻋﺠﻚ ﺑﻜﺜﺮة اﻧﺘﻘﺎدﻩ ‪ ..‬وﻻ ﻳﻜﺎد أن‬
‫وإن ﻗﺼّﺮ أﺣﺪ ﻣﻦ هﺆﻻء أآﻠﻪ ﺑﻠﺴﺎﻧﻪ وأآﺜﺮ‬ ‫ﻳﻌﺠﺒﻪ ﺷﻲء ‪..‬‬
‫ﻋﻠ ﻴﻪ اﻻﻧﺘﻘﺎد وآﺮر اﻟﻤﻼﺣﻈﺎت ‪ ..‬ﺣﺘﻰ ﻳﻤﻞ‬ ‫ﻓﻼ ﻳﺮى ﻓﻲ اﻟﻄﻌﺎم اﻟﻠﺬﻳﺬ إﻻ اﻟﺸﻌﺮة اﻟﺘﻲ ﺳﻘﻄﺖ‬
‫اﻟ ﻨﺎس ﻣ ﻨﻪ ‪ ..‬ﻷﻧ ﻪ ﻻ ﻳ ﺮى ﻓ ﻲ اﻟﺼ ﻔﺤﺔ‬ ‫ﻓﻴﻪ ﺳﻬﻮًا ‪..‬‬
‫اﻟﺒﻴﻀﺎء إﻻ اﻷﺳﻮ َد ‪..‬‬ ‫وﻻ ﻓﻲ اﻟﺜﻮب اﻟﻨﻈﻴﻒ إﻻ ﻧﻘﻄﺔ اﻟﺤﺒﺮ اﻟﺘﻲ ﺳﺎﻟﺖ‬
‫ﻣ ﻦ آ ﺎن ه ﺬا ﺣﺎﻟ ﻪ ﻋ ﺬب ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻲ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ‬ ‫ﻋﻠﻴﻪ ﺧﻄﺌ ًﺎ ‪..‬‬
‫‪ ..‬وآ ﺮهﻪ أﻗ ﺮب اﻟ ﻨﺎس إﻟ ﻴﻪ واﺳ ﺘﺜﻘﻠﻮا‬ ‫وﻻ ﻓﻲ اﻟﻜﺘﺎب اﻟﻤﻔﻴﺪ إﻻ ﺧﻄﺌ ًﺎ ﻣﻄﺒﻌﻴ ًﺎ وﻗﻊ ﺳﻬﻮًا‬
‫ﻣﺠﺎﻟﺴﺘﻪ ‪..‬‬ ‫‪..‬‬

‫‪69‬‬
‫‪Books-sea.com‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬ ‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫آ ﺎن رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ε‬إذا ﻻﺣ ﻆ ﺧﻄ ﺌ ًﺎ ﻋﻠﻰ أﺣﺪ‬ ‫إذا أﻧﺖ ﻟﻢ ﺗﺸﺮب ﻣﺮارًا ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺬا‬
‫ﻟ ﻢ ﻳ ﻮاﺟﻬﻪ ﺑ ﻪ وإﻧﻤ ﺎ ﻳﻘ ﻮل ‪ :‬ﻣ ﺎ ﺑ ﺎل أﻗ ﻮام‬ ‫ﻇﻤﺌﺖ ‪ ,‬وأي اﻟﻨﺎس ﺗﺼﻔﻮ‬
‫ﻳﻔﻌﻠﻮن آﺬا وآﺬا ‪..‬‬ ‫ﻣﺸﺎرﺑﻪ؟!‬
‫ك أﻋﻨﻲ واﺳﻤﻌﻲ ﻳﺎ ﺟﺎرة ‪..‬‬ ‫ﻳﻌﻨﻲ ‪ :‬إﻳﺎ ِ‬ ‫إذا آـﻨﺖ ﻓـﻲ آﻞ اﻷﻣﻮر ﻣﻌﺎﺗﺒ ًﺎ‬
‫ﻓ ﻲ ﻳ ﻮم ﻣ ﻦ اﻟﺪه ﺮ أﻗ ﺒﻞ ﺛﻼﺛ ﺔ ﺷ ﺒﺎب‬ ‫رﻓـﻴﻘﻚ ﻟﻦ ﺗﻠـﻖ اﻟـﺬي‬
‫ﻣﺘﺤﻤﺴﻴﻦ ‪ ..‬إﻟﻰ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ اﻟﻨﺒﻮﻳﺔ ‪..‬‬ ‫ﺳﺘﻌﺎﺗﺒﻪ‬
‫آﺎﻧ ﻮا ﻳ ﺮﻳﺪون ﻣﻌ ﺮﻓﺔ آﻴﻔ ﻴﺔ ﻋ ﺒﺎدة اﻟﻨﺒﻲ ‪ε‬‬ ‫ﻗﺎﻟ ﺖ أﻣ ﻨﺎ ﻋﺎﺋﺸ ﺔ ‪ τ‬وه ﻲ ﺗﺼ ﻒ ﺣ ﺎل ﺗﻌﺎﻣﻠ ﻪ ‪ε‬‬
‫وﺻﻼﺗﻪ ‪..‬‬ ‫ﻣﻌﻬﻢ ‪:‬‬
‫ﺳ ﺄﻟﻮا أزواج اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ ρ‬ﻋ ﻦ ﻋﻤﻠ ﻪ ﻓ ﻲ اﻟﺴﺮ‬ ‫ﻣ ﺎ ﻋ ﺎب رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ρ‬ﻃﻌﺎﻣ ًﺎ ﻗ ﻂ ‪ ..‬إن اﺷ ﺘﻬﺎﻩ‬
‫‪..‬‬ ‫أآﻠ ﻪ وإﻻ ﺗ ﺮآﻪ ‪ .. (34) ..‬ﻧﻌ ﻢ ﻣ ﺎ آ ﺎن ﻳﺼ ﻨﻊ‬
‫ﻓﺄﺧﺒﺮﺗﻬﻢ زوﺟﺎت اﻟﻨﺒﻲ ‪ ρ‬أﻧﻪ ﻳﺼﻮم أﺣﻴﺎﻧ ًﺎ‬ ‫ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻣﻦ آﻞ ﺷﻲء ‪..‬‬
‫وﻳﻔﻄ ﺮ أﺣ ﻴﺎﻧ ًﺎ ‪ ..‬وﻳ ﻨﺎم ﺑﻌﻀ ًﺎ ﻣ ﻦ اﻟﻠ ﻴﻞ‬ ‫وﻗ ﺎل أﻧ ﺲ ‪ : τ‬واﷲ ﻟﻘ ﺪ ﺧ ﺪﻣﺖ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ρ‬‬
‫وﻳﺼﻠﻲ ﺑﻌﻀﻪ ‪..‬‬ ‫ﺗﺴ ﻊ ﺳ ﻨﻴﻦ ‪ ..‬ﻣ ﺎ ﻋﻠﻤ ﺘﻪ ﻗ ﺎل ﻟﺸﻲء ﺻﻨﻌﺘﻪ ‪ :‬ﻟﻢ‬
‫ﻓﻘ ﺎل ﺑﻌﻀ ﻬﻢ ﻟ ﺒﻌﺾ ‪ :‬هﺬا رﺳﻮل اﷲ ‪ ρ‬ﻗﺪ‬ ‫ﻲ ﺷﻴﺌ ًﺎ ﻗﻂ ‪ ..‬وواﷲ‬ ‫ﻓﻌﻠﺖ آﺬا وآﺬا ؟ وﻻ ﻋﺎب ﻋﻠ ّ‬
‫ﻏﻔﺮ اﷲ ﻟﻪ ﻣﺎ ﺗﻘﺪم ﻣﻦ ذﻧﺒﻪ ‪..‬‬ ‫ف ﻗﻂ ‪..‬‬
‫ﻣﺎ ﻗﺎل ﻟﻲ أ ﱠ‬
‫ﺛﻢ اﺗﺨﺬ آﻞ واﺣﺪ ﻣﻨﻬﻢ ﻗﺮارًا ‪!..‬‬ ‫هﻜﺬا آﺎن ‪ ..‬وهﻜﺬا ﻳﻨﺒﻐﻲ أن ﻧﻜﻮن ‪..‬‬
‫ﻓﻘ ﺎل أﺣ ﺪهﻢ ‪ :‬أﻧ ﺎ ﻟ ﻦ أﺗ ﺰوج ‪ ..‬أي ﺳ ﺄﺑﻘﻰ‬ ‫وأﻧ ﺎ ﺑﺬﻟﻚ ﻻ أدﻋﻮ إﻟﻰ ﺗﺮك اﻟﻨﺼﻴﺤﺔ أو اﻟﺴﻜﻮت‬
‫ﻋﺰﺑ ًﺎ ‪ ..‬ﻣﺘﻔﺮﻏ ًﺎ ﻟﻠﻌﺒﺎدة ‪..‬‬ ‫ﻋ ﻦ اﻷﺧﻄ ﺎء ‪ ..‬وﻟﻜ ﻦ ﻻ ﺗﻜﻦ ﻣﺪﻗﻘ ًﺎ ﻓﻲ آﻞ ﺷﻲء‬
‫وﻗ ﺎل اﻵﺧﺮ ‪ :‬وأﻧﺎ ﺳﺄﺻﻮم داﺋﻤ ًﺎ ‪ ..‬آﻞ ﻳﻮم‬ ‫‪ ..‬ﺧﺎﺻ ﺔ ﻓ ﻲ اﻷﻣ ﻮر اﻟﺪﻧ ﻴﻮﻳﺔ ‪ ..‬ﺗﻌﻮد أن ﺗﻤﺸّﻲ‬
‫‪..‬‬ ‫اﻷﻣﻮر ‪..‬‬
‫وﻗ ﺎل اﻟ ﺜﺎﻟﺚ ‪ :‬وأﻧ ﺎ ﻻ أﻧ ﺎم اﻟﻠ ﻴﻞ ‪ ..‬أي‬ ‫ﻟ ﻮ ﻃ ﺮق ﺑﺎﺑ ﻚ ﺿ ﻴﻒ ﻓ ﺮﺣﺒﺖ ﺑ ﻪ وأدﺧﻠ ﺘﻪ ﻏﺮﻓﺔ‬
‫ﺳﺄﻗﻮم اﻟﻠﻴﻞ آﻠﻪ ‪..‬‬ ‫اﻟﻀ ﻴﻮف ﻓﻠﻤ ﺎ أﺣﻀ ﺮت اﻟﺸ ﺎي ﺗﻨﺎول اﻟﻔﻨﺠﺎن ‪..‬‬
‫ﻓﺒﻠﻎ اﻟﻨﺒﻲ ‪ ρ‬ﻣﺎ ﻗﺎﻟﻮﻩ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎ ﻧﻈ ﺮ إﻟ ﻰ اﻟﺸ ﺎي ﺑﺪاﺧﻠ ﻪ ﻗ ﺎل ‪ :‬ﻟ ـ َﻢ ﻟ ﻢ ﺗﻤ ﻸ‬
‫ﻓﻘﺎم ﻋﻠﻰ ﻣﻨﺒﺮﻩ ‪ ..‬ﻓﺤﻤﺪ اﷲ وأﺛﻨﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺛﻢ‬ ‫اﻟﻔ ﻨﺠﺎن ؟ ﻓﻘﻠﺖ ‪ :‬أزﻳﺪك ؟ ﻗﺎل ‪ :‬ﻻ ‪ ..‬ﻻ ‪ ..‬ﻳﻜﻔﻲ‬
‫ﻗﺎل ‪:‬‬ ‫‪..‬‬
‫ﻣ ﺎ ﺑ ﺎل أﻗ ﻮام !! ) هﻜ ﺬا ﻣ ﺒﻬﻤ ًﺎ ‪ ،‬ﻟ ﻢ ﻳﻘﻞ ﻣﺎ‬ ‫ﻓﻄﻠ ﺐ ﻣ ﺎء ﻓﺄﺣﻀ ﺮت ﻟ ﻪ آ ﺄس ﻣ ﺎء ﻓﺸ ﻜﺮك‬
‫ﺑﺎل ﻓﻼن وﻓﻼن ( ‪..‬‬ ‫وﺷﺮﺑﻪ ‪ ..‬ﻓﻠﻤﺎ اﻧﺘﻬﻰ ﻗﺎل ‪ :‬ﻣﺎؤآﻢ ﺣﺎر ‪..‬‬
‫ﻣﺎ ﺑﺎل أﻗﻮام ﻗﺎﻟﻮا ‪ :‬آﺬا وآﺬا ‪ ..‬ﻟﻜﻨﻲ أﺻﻠﻲ‬ ‫ﺛ ﻢ اﻟ ﺘﻔﺖ إﻟ ﻰ اﻟﻤﻜ ﻴﻒ وﻗ ﺎل ‪ :‬ﻣﻜ ﻴﻔﻜﻢ ﻻ ﻳﺒﺮّد !!‬
‫وأﻧ ﺎم ‪ ..‬وأﺻ ﻮم وأﻓﻄ ﺮ ‪ ..‬وأﺗ ﺰوج اﻟﻨﺴﺎء‬ ‫وﺟﻌﻞ ﻳﺸﺘﻜﻰ اﻟﺤﺮ ‪ ..‬ﺛﻢ ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫أﻻ ﺗﺸ ﻌﺮ ﺑ ﺜﻘﻞ ه ﺬا اﻹﻧﺴ ﺎن ‪ ..‬وﺗﺘﻤﻨ ﻰ ﻟﻮ ﻳﺨﺮج‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(35‬‬
‫ﻓﻤﻦ رﻏﺐ ﻋﻦ ﺳﻨﺘﻲ ﻓﻠﻴﺲ ﻣﻨﻲ‬ ‫ﻣﻦ ﺑﻴﺘﻚ وﻻ ﻳﻌﻮد ‪..‬‬
‫وﻓ ﻲ ﻳ ﻮم ﺁﺧ ﺮ ‪ ..‬ﻻﺣ ﻆ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ ρ‬أن رﺟ ﺎ ًﻻ‬ ‫إذن اﻟﻨﺎس ﻳﻜﺮهﻮن اﻻﻧﺘﻘﺎد ‪..‬‬
‫ﻣ ﻦ اﻟﻤﺼ ﻠﻴﻦ ﻣﻌﻪ ‪ ..‬ﻳﺮﻓﻌﻮن أﺑﺼﺎرهﻢ إﻟﻰ‬ ‫ﻟﻜ ﻦ إن اﺣ ﺘﺠﺖ إﻟ ﻴﻪ ﻓﻐﻠﻔﻪ ﺑﻐﻼف ﺟﻤﻴﻞ ﺛﻢ ﻗﺪﻣﻪ‬
‫اﻟﺴﻤﺎء ﻓﻲ أﺛﻨﺎء ﺻﻼﺗﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﻟﻶﺧﺮﻳﻦ ‪..‬‬
‫وه ﺬا ﺧﻄ ﺄ ﻓﺎﻷﺻ ﻞ أن ﻳﻨﻈ ﺮ أﺣ ﺪهﻢ إﻟ ﻰ‬ ‫ﻗﺪﻣ ﻪ ﻓ ﻲ ﺻ ﻮرة اﻗﺘ ﺮاح ‪ ..‬أو ﺑﺄﺳ ﻠﻮب ﻏﻴ ﺮ‬
‫ﻣﻮﺿﻊ ﺳﺠﻮدﻩ ‪..‬‬ ‫ﻣﺒﺎﺷﺮ ‪ ..‬أو ﺑﺄﻟﻔﺎظ ﻋﺎﻣﺔ ‪..‬‬

‫ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ‬ ‫) ‪( 35‬‬ ‫) ‪( 34‬‬

‫‪70‬‬
‫‪Books-sea.com‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬ ‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫أﻧ ﺎ أﻋﺠ ﺐ ﻣ ﻦ ﻓ ﻼن اﺑ ﻦ ﺟﻴ ﺮاﻧﻨﺎ ﻣ ﺎ ﻧﻜ ﺎد‬ ‫ﻓﻘ ﺎل ‪ : ρ‬ﻣ ﺎ ﺑ ﺎل أﻗ ﻮام ﻳ ﺮﻓﻌﻮن أﺑﺼ ﺎرهﻢ إﻟ ﻰ‬
‫ﻧﻔﻘﺪﻩ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺠﺪ أﺑﺪًا ‪!!..‬‬ ‫اﻟﺴﻤﺎء ﻓﻲ ﺻﻼﺗﻬﻢ ‪..‬‬
‫ﻳﻌﻨﻲ ‪ ..‬إﻳﺎك أﻋﻨﻲ واﺳﻤﻌﻲ ﻳﺎ ﺟﺎرة !!‬ ‫ﻓﻠ ﻢ ﻳﻨ ﺘﻬﻮا ﻋ ﻦ ذﻟ ﻚ واﺳ ﺘﻤﺮوا ﻳﻔﻌﻠ ﻮﻧﻪ ‪ ..‬ﻓﻠ ﻢ‬
‫وﻳﺤ ﻖ ﻟ ﻚ أن ﺗﺴ ﺄل ‪ :‬ﻟﻤ ﺎذا ﻳﻜ ﺮﻩ اﻟ ﻨﺎس‬ ‫ﻳﻔﻀﺤﻬﻢ أو ﻳﺴﻤﻬﻢ ﺑﺄﺳﻤﺎﺋﻬﻢ ‪ ..‬وإﻧﻤﺎ ﻗﺎل ‪:‬‬
‫اﻻﻧﺘﻘﺎد ؟‬ ‫ﻦ ﻋﻦ ذﻟﻚ ‪ ..‬أو ﻟﺘﺨﻄﻔﻦ أﺑﺼﺎرهﻢ )‪.. (36‬‬ ‫ﻟﻴﻨﺘ ُﻬ ﱠ‬
‫ﻓﺄﻗ ﻮل ‪ :‬ﻷﻧ ﻪ ﻳﺸ ﻌﺮهﻢ ﺑﺎﻟ ﻨﻘﺺ ‪ ..‬ﻓﻜ ﻞ‬ ‫وآﺎﻧ ﺖ ﺑﺮﻳ ﺮة ﺟﺎرﻳ ﺔ أﻣ ًﺔ ﻣﻤﻠ ﻮآﺔ ﻓ ﻲ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ‪..‬‬
‫اﻟﻨﺎس ﻳﺤﺒﻮن اﻟﻜﻤﺎل ‪..‬‬ ‫أرادت أن ﺗﻌ ﺘﻖ ﻣ ﻦ اﻟ ﺮق ‪ ..‬ﻓﻄﻠ ﺒﺖ ذﻟ ﻚ ﻣ ﻦ‬
‫ﻼ ﺑﺴ ﻴﻄ ًﺎ أراد أن ﻳﻜ ﻮن ﻟ ﻪ‬ ‫ذآ ﺮوا أن رﺟ ً‬ ‫ﺳﻴﺪهﺎ ‪ ..‬ﻓﺎﺷﺘﺮط ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﺎ ًﻻ ﺗﺪﻓﻌﻪ إﻟﻴﻪ ‪..‬‬
‫ﺷﻲء ﻣﻦ اﻟﺘﺤﻜﻢ ‪..‬‬ ‫ﻓﺠ ﺎءت ﺑﺮﻳ ﺮة ‪ ..‬إﻟ ﻰ ﻋﺎﺋﺸ ﺔ ﺗﻠ ﺘﻤﺲ ﻣ ﻨﻬﺎ أن‬
‫ﻓﻌﻤ ﺪ إﻟ ﻰ ﺗﺮﻣﺴ ﻲ ﻣ ﺎء أﺣ ﺪهﻤﺎ أﺧﻀ ﺮ‬ ‫ﺗﻌﻴﻨﻬﺎ ﺑﻤﺎل ‪..‬‬
‫واﻟﺜﺎﻧﻲ أﺣﻤﺮ ‪ ..‬وﻋﺒﺄهﻤﺎ ﺑﺎﻟﻤﺎء اﻟﺒﺎرد ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎﻟ ﺖ ﻋﺎﺋﺸ ﺔ ‪ :‬إن ﺷ ﺌﺖ أﻋﻄ ﻴﺖ أهﻠ ﻚ ﺛﻤ ﻨﻚ ‪..‬‬
‫)‪(37‬‬
‫ﺛﻢ ﺟﻠﺲ ﻟﻠﻨﺎس ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻘﻬﻢ ‪ ..‬وﺟﻌﻞ ﻳﺼﻴﺢ‬ ‫ﻓﺘﻌﺘﻘﻴﻦ ‪ ..‬ﻟﻜﻦ ﻳﻜﻮن اﻟﻮﻻء ﻟﻲ ‪..‬‬
‫‪ :‬ﻣﺎء ﺑﺎرد ﻣﺠﺎﻧ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﺄﺧﺒ ﺮت اﻟﺠﺎرﻳ ﺔ أهﻠﻬ ﺎ ﻓﺄﺑ ﻮا ذﻟ ﻚ ‪ ..‬وأرادوا أن‬
‫ﻓﻜ ﺎن اﻟﻌﻄﺸ ﺎن ﻳﻘ ﺒﻞ ﻋﻠ ﻴﻪ وﻳﺘ ﻨﺎول اﻟﻜ ﺄس‬ ‫ﻳﺮﺑﺤﻮا اﻷﻣﺮﻳﻦ ‪ ..‬ﺛﻤﻦ ﻋﺘﻘﻬﺎ ‪ ..‬ووﻻءهﺎ !!‬
‫ﻟﻴﺼ ﺐ ﻟﻨﻔﺴ ﻪ وﻳﺸ ﺮب ‪ ..‬ﻓ ﺈذا رﺁﻩ ﺻ ﺎﺣﺒﻨﺎ‬ ‫ﻓﺴ ﺄﻟﺖ ﻋﺎﺋﺸ ﺔ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ .. ρ‬ﻓﻌﺠﺐ ‪ ε‬ﻣﻦ ﺣﺮﺻﻬﻢ‬
‫ﻗﺪ ﺗﻮﺟﻪ ﻟﻠﺘﺮﻣﺲ اﻷﺧﻀﺮ ‪..‬‬ ‫ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺎل ‪ ..‬وﻣﻨﻌﻬﻢ ﻟﻠﻤﺴﻜﻴﻨﺔ ﻣﻦ اﻟﺤﺮﻳﺔ !!‬
‫ﻗ ﺎل ﻟﻪ ‪ :‬ﻻ ‪ ..‬اﺷﺮب ﻣﻦ اﻷﺣﻤﺮ ‪ ..‬ﻓﻴﺸﺮب‬ ‫ﻓﻘ ﺎل ﻟﻌﺎﺋﺸ ﺔ ‪ :‬اﺑﺘﺎﻋ ﻴﻬﺎ ‪ ..‬ﻓﺄﻋﺘﻘ ﻴﻬﺎ ‪ ..‬ﻓﺈﻧﻤ ﺎ‬
‫ﻣﻦ اﻷﺣﻤﺮ ‪..‬‬ ‫اﻟﻮﻻء ﻟﻤﻦ أﻋﺘﻖ ‪..‬‬
‫وإذا أﻗ ﺒﻞ ﺁﺧ ﺮ ‪ ..‬وأراد أن ﻳﺸ ﺮب ﻣ ﻦ‬ ‫أي اﻟ ﻮﻻء ﻟ ﻚ ﻣ ﺎ دام أﻧ ﻚ دﻓﻌ ﺖ اﻟﻤ ﺎل ‪ ..‬وﻻ‬
‫اﻷﺣﻤﺮ ‪ ..‬ﻗﺎل ﻟﻪ ‪ :‬ﻻ ‪ ..‬اﺷﺮب ﻣﻦ اﻷﺧﻀﺮ‬ ‫ﺗﻠﺘﻔﺘﻲ إﻟﻰ ﺷﺮوﻃﻬﻢ ﻓﻬﻲ ﻇﺎﻟﻤﺔ ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫ﺛﻢ ﻗﺎم رﺳﻮل اﷲ ‪ ρ‬ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻨﺒﺮ ﻓﻘﺎل ‪:‬‬
‫ﻓﺈذا اﻋﺘﺮض أﺣﺪهﻢ ‪ ..‬وﻗﺎل ‪ :‬ﻣﺎ اﻟﻔﺮق ؟!‬ ‫ﻣ ﺎ ﺑ ﺎل أﻗ ﻮام ) وﻟ ﻢ ﻳﻘ ﻞ ﺁل ﻓ ﻼن ( ‪ ..‬ﻳﺸ ﺘﺮﻃﻮن‬
‫ﻗ ﺎل ‪ :‬أﻧ ﺎ اﻟﻤﺴﺌﻮل ﻋﻦ اﻟﻤﺎء ‪ ..‬ﻳﻌﺠﺒﻚ هﺬا‬ ‫ﺷ ﺮوﻃ ًﺎ ﻟﻴﺴ ﺖ ﻓﻲ آﺘﺎب اﷲ ‪ ..‬ﻣﻦ اﺷﺘﺮط ﺷﺮﻃ ًﺎ‬
‫اﻟﻨﻈﺎم أو دﺑﺮ ﻟﻨﻔﺴﻚ ﻣﺎ ًء ‪..‬‬ ‫ﻟ ﻴﺲ ﻓ ﻲ آ ﺘﺎب اﷲ ‪ ..‬ﻓﻠ ﻴﺲ ﻟ ﻪ ‪ ..‬وإن اﺷ ﺘﺮط‬
‫إﻧ ﻪ ﺷ ﻌﻮر اﻹﻧﺴ ﺎن اﻟ ﺪاﺋﻢ ﺑﺎﻟﺤﺎﺟ ﺔ إﻟ ﻰ‬ ‫ﻣﺎﺋﺔ ﺷﺮط )‪.. (38‬‬
‫اﻋﺘﺒﺎرﻩ واﻻهﺘﻤﺎم ﺑﻪ ‪..‬‬ ‫ﻧﻌ ﻢ هﻜﺬا ‪ ..‬ﻟﻮّح ﺑﺎﻟﻌﺼﺎ ﻣﻦ ﺑﻌﻴﺪ وﻻ ﺗﻀﺮب ﺑﻬﺎ‬
‫‪..‬‬
‫ﻧﺤﻠﺔ ‪ ..‬وذﺑﺎب !!‬ ‫ﻓﻤ ﺎ أﺟﻤ ﻞ أن ﺗﻘ ﻮل ﻟ ﺰوﺟﺘﻚ اﻟﻤﻬﻤﻠ ﺔ ﻓ ﻲ ﻧﻈﺎﻓ ﺔ‬
‫آﻦ ﻧﺤﻠﺔ ﺗﻘﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﻄﻴﺐ وﺗﺘﺠﺎوز اﻟﺨﺒﻴﺚ‬ ‫ﺑﻴ ﺘﻬﺎ ‪ :‬اﻟ ﺒﺎرﺣﺔ ﺗﻌﺸ ﻴﻨﺎ ﻋ ﻨﺪ ﺻ ﺎﺣﺒﻲ ﻓ ﻼن ‪..‬‬
‫‪ ..‬وﻻ ﺗﻚ آﺎﻟﺬﺑﺎب ﻳﺘﺘﺒﻊ اﻟﺠﺮوح !!‬ ‫وآﺎن اﻟﺠﻤﻴﻊ ﻳﺜﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﻧﻈﺎﻓﺔ ﻣﻨﺰﻟﻪ ‪..‬‬
‫أو ﺗﻘ ﻮل ﻟ ﻮﻟﺪك اﻟﻤﻬﻤ ﻞ ﻟﻠﺼ ﻼة ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺠﺪ ‪: ..‬‬
‫‪ 32.‬ﻻ ﺗﻜﻦ أُﺳﺘﺎذ ّﻳًﺎ !!‪..‬‬
‫ﻗ ﺎرن ﺑ ﻴﻦ ﺛﻼﺛ ﺔ ﺁﺑﺎء ‪ ..‬رأى آﻞ واﺣﺪ وﻟﺪﻩ‬
‫ﺟﺎﻟﺴ ًﺎ ﻋﻨﺪ اﻟﺘﻠﻔﺎز ﻓﻲ أﻳﺎم اﻻﻣﺘﺤﺎﻧﺎت ‪..‬‬ ‫) ‪ ( 36‬رواﻩ اﻟﺒﺨﺎري‬
‫ﻓﻘﺎل اﻷول ﻟﻮﻟﺪﻩ ‪ :‬ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ ‪ ..‬ذاآﺮ دروﺳﻚ‬ ‫) ‪ ( 37‬اﻟﻮﻻء ‪ :‬هﻮ إذا أﻋﺘﻖ اﻟﺸﺨﺺ ﻋﺒﺪًا ﻣﻤﻠﻮآ ًﺎ‬
‫‪..‬‬ ‫ﺻﺎر اﻟﻮﻻء ﻟﻠﻤﻌﺘﻖ ‪ ،‬ﺑﻤﻌﻨﻰ أن اﻟﻤﻌﺘﻖ ﻳﺪﺧﻞ ﺿﻤﻦ‬
‫وﻗ ﺎل اﻟﺜﺎﻧ ﻲ ‪ :‬ﻣﺎﺟ ﺪ ‪ ..‬إذا ﻣ ﺎ ذاآ ﺮت‬ ‫ورﺛﺔ هﺬا اﻟﻌﺒﺪ اﻟﻤﻤﻠﻮك ﺑﻌﺪ ﻣﻮﺗﻪ ‪ ،‬ﻓﻴﺸﺎرك أهﻞ اﻟﻌﺒﺪ‬
‫دروﺳ ﻚ واﷲ ﻷﺿ ﺮﺑﻚ ‪ ..‬وأﺣ ﺮﻣﻚ ﻣ ﻦ‬ ‫ﻓﻲ ورﺛﻪ ‪.‬‬
‫) ‪ ( 38‬رواﻩ اﻟﺒﺨﺎري‬
‫‪71‬‬
‫‪Books-sea.com‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬ ‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﻓﻤ ﺎ اﻟﻤ ﺜﻞ اﻟﻤﻨﺎﺳ ﺐ ﻟ ﻪ ‪..‬؟ ه ﻞ ﻳﻀ ﺮب ﻟ ﻪ‬ ‫اﻟﻤﺼﺮوف ‪ ..‬و ‪..‬‬
‫ﻼ ﺑﺎﻷﺷ ﺠﺎر ؟ أم ﺑﺎﻟ ﻨﺨﻞ ؟ أم ﺑﺎﻟ ُﻔ ﺮْس‬ ‫ﻣﺜً‬ ‫أﻣ ﺎ اﻟ ﺜﺎﻟﺚ ﻓﻘ ﺎل ‪ :‬ﺻ ﺎﻟﺢ ‪ ..‬ﻟ ﻮ ﺗﺬاآﺮ دروﺳﻚ ‪..‬‬
‫واﻟﺮوم ؟‬ ‫أﺣﺴﻦ ﻟﻚ ﻣﻦ اﻟﺘﻠﻔﺎز ‪ ..‬ﺻﺢ ؟!‬
‫ﻧﻈ ﺮ إﻟ ﻴﻪ ‪ ε‬ﻓﺈذا اﻟﺮﺟﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﺁﺛﺎر اﻟﺒﺎدﻳﺔ ‪..‬‬ ‫أﻳﻬﻢ أﺣﺴﻦ أﺳﻠﻮﺑ ًﺎ ‪..‬؟‬
‫وإذا ه ﻮ ﻣﻀﻄﺮب ﺗﺘﺰاﺣﻢ اﻷﻓﻜﺎر ﻓﻲ رأﺳﻪ‬ ‫ﻻ ﺷ ﻚ أﻧ ﻪ اﻟ ﺜﺎﻟﺚ ‪ ..‬ﻷﻧ ﻪ ﻗ ﺪم أﻣ ﺮﻩ ﻋﻠ ﻰ ﺷ ﻜﻞ‬
‫ﺣﻮل اﻣﺮأﺗﻪ ‪..‬‬ ‫اﻗﺘﺮاح ‪..‬‬
‫ﻓﻘﺎل ﻟﻪ ‪ : ε‬هﻞ ﻟﻚ ﻣﻦ إﺑﻞ ؟‬ ‫وآ ﺬﻟﻚ ﻓ ﻲ اﻟ ﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣ ﻊ زوﺟ ﺘﻚ ‪ ..‬ﺳ ﺎرة ﻟﻴ ﺘﻚ‬
‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻧﻌﻢ ‪..‬‬ ‫ﺗﻌﻤﻠﻴﻦ ﺷﺎي ‪ ..‬هﻨﺪ أﺗﻤﻨﻰ أﺗﻐﺪى ﻣﺒﻜﺮًا اﻟﻴﻮم ‪..‬‬
‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻓﻤﺎ أﻟﻮاﻧﻬﺎ ؟‬ ‫وآﺬﻟﻚ ‪..‬‬
‫ﻗﺎل ‪ :‬ﺣﻤﺮ ‪..‬‬ ‫ﻋ ﻨﺪﻣﺎ ﻳﺨﻄ ﺊ إﻧﺴ ﺎن ‪ ..‬ﻋ ﺎﻟﺞ ﺧﻄ ﺄﻩ ﺑﺄﺳ ﻠﻮب‬
‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻓﻬﻞ ﻓﻴﻬﺎ أﺳﻮد ؟‬ ‫ﻳﺠﻌﻠ ﻪ ﻳﺸ ﻌﺮ أن اﻟﻔﻜ ﺮة ﻓﻜ ﺮﺗﻪ هﻮ ‪ ..‬وﻟﺪك ﻳﻐﻴﺐ‬
‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻻ ‪..‬‬ ‫ﻋﻦ اﻟﺼﻼة ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺠﺪ ‪..‬‬
‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻓﻴﻬﺎ أورق ؟‬ ‫ﻼ – ‪ :‬ﺳﻌﺪ ‪ ..‬ﻣﺎ ﺗﺮﻳﺪ ﺗﺪﺧﻞ اﻟﺠﻨﺔ ‪..‬‬ ‫ﻗ ﻞ ﻟﻪ – ﻣﺜ ً‬
‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻧﻌﻢ ‪..‬‬ ‫ﺑﻠﻰ ‪ ..‬إذن ﺣﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ ﺻﻼﺗﻚ ‪..‬‬
‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻓﺄﻧﻰ آﺎن ذﻟﻚ ؟!‬ ‫ﻓ ﻲ ﻳ ﻮم ﻣ ﻦ اﻷﻳ ﺎم ‪ ..‬وﻓ ﻲ ﺧ ﻴﻤﺔ أﻋﺮاﺑ ﻲ ﻓ ﻲ‬
‫ﻳﻌﻨ ﻲ ‪ :‬ﻣ ﺎ دام أﻧﻬ ﺎ آﻠﻬ ﺎ ﺣﻤﺮ ذآﻮرًا وإﻧﺎﺛ ًﺎ‬ ‫اﻟﺼﺤﺮاء ‪..‬‬
‫‪ ..‬وﻟ ﻴﺲ ﻓ ﻴﻬﺎ أي ﻟ ﻮن ﺁﺧﺮ ‪ ..‬ﻓﻜﻴﻒ وﻟﺪت‬ ‫ﺟﻌﻠ ﺖ اﻣ ﺮأة ﺗ ﺘﺄوﻩ ﺗﻠ ﺪ ‪ ..‬وزوﺟﻬ ﺎ ﻋ ﻨﺪ رأﺳ ﻬﺎ‬
‫اﻟ ﻨﺎﻗﺔ اﻟﺤﻤ ﺮاء وﻟ ﺪًا أورق ‪ ..‬ﻳﺨ ﺘﻠﻒ ﻋ ﻦ‬ ‫ﻳﻨﺘﻈﺮ ﺧﺮوج اﻟﻤﻮﻟﻮد ‪..‬‬
‫ﻟﻮﻧﻬﺎ وﻟﻮن اﻷب ) اﻟﻔﺤﻞ ( ‪..‬‬ ‫اﺷﺘﺪ اﻟﻤﺨﺎض ﺑﺎﻟﻤﺮأة ﺣﺘﻰ اﻧﺘﻬﺖ ﺷﺪﺗﻬﺎ ووﻟﺪت‬
‫ﻼ ‪ ..‬ﺛﻢ ﻗﺎل ‪ :‬ﻋﺴﻰ أن ﻳﻜﻮن‬ ‫ﻓﻜﺮ اﻟﺮﺟﻞ ﻗﻠﻴ ً‬ ‫‪..‬‬
‫ﻧ ﺰﻋﻪ ﻋ ﺮق ‪ ..‬ﻳﻌﻨ ﻲ ﻗ ﺪ ﻳﻜ ﻮن ﻣ ﻦ أﺟ ﺪادﻩ‬ ‫ﻟﻜﻨﻬﺎ وﻟﺪت ﻏﻼﻣ ًﺎ أﺳﻮد !!‬
‫ﻣ ﻦ ه ﻮ أورق ‪ ..‬ﻓ ﻼ زال اﻟﺸ ﺒﻪ ﺑﺎﻗ ﻴ ًﺎ ﻓ ﻲ‬ ‫ﻧﻈ ﺮ اﻟ ﺮﺟﻞ إﻟ ﻰ ﻧﻔﺴ ﻪ ‪ ..‬وﻧﻈ ﺮ إﻟ ﻰ اﻣ ﺮأﺗﻪ ﻓ ﺈذا‬
‫اﻟﺴﻼﻟﺔ ‪ ..‬ﻓﻈﻬﺮ ﻓﻲ هﺬا اﻟﻮﻟﺪ ‪..‬‬ ‫ﺐ آﻴﻒ ﺻﺎر اﻟﻐﻼم أﺳﻮد !!‬ ‫ﺠ َ‬
‫هﻤﺎ أﺑﻴﻀﺎن ‪ ..‬ﻓﻌ ِ‬
‫‪..‬‬ ‫)‪(39‬‬
‫ﻓﻘﺎل ‪ : ε‬ﻓﻠﻌﻞ اﺑﻨﻚ هﺬا ﻧﺰﻋﻪ ﻋﺮق‬ ‫أوﻗﻊ اﻟﺸﻴﻄﺎن ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ اﻟﻮﺳﺎوس ‪..‬‬
‫ﻼ ﻓﺈذا‬ ‫ﺳ ﻤﻊ اﻟ ﺮﺟﻞ ه ﺬا اﻟﺠ ﻮاب ‪ ..‬ﻓﻜ ﺮ ﻗﻠ ﻴ ً‬ ‫ﻟﻌﻞ هﺬا اﻟﻮﻟﺪ ﻣﻦ ﻏﻴﺮك !!‬
‫ه ﻮ ﺟ ﻮاﺑﻪ ه ﻮ ‪ ..‬واﻟﻔﻜ ﺮة ﻓﻜ ﺮﺗﻪ ‪ ..‬ﻓﺎﻗﺘ ﻨﻊ‬ ‫ﻟﻌﻠﻬﺎ زﻧﻰ ﺑﻬﺎ رﺟﻞ أﺳﻮد ﻓﺤﻤﻠﺖ ﻣﻨﻪ !!‬
‫وأﻳﻘﻦ ‪ ..‬وﻣﻀﻰ إﻟﻰ اﻣﺮأﺗﻪ ‪..‬‬ ‫ﻟﻌﻞ ‪..‬‬
‫وﻓﻲ ﻳﻮم ﺁﺧﺮ ‪..‬‬ ‫اﺿ ﻄﺮب اﻟ ﺮﺟﻞ وذه ﺐ إﻟ ﻰ اﻟﻤﺪﻳ ﻨﺔ اﻟﻨ ﺒﻮﻳﺔ ‪..‬‬
‫ﺟﻠ ﺲ ‪ ε‬ﻣ ﻊ أﺻ ﺤﺎﺑﻪ ‪ ..‬ﻓﺠﻌ ﻞ ﻳﺤ ﺪﺛﻬﻢ ﻋﻦ‬ ‫ﺣﺘﻰ دﺧﻞ ﻋﻠﻰ رﺳﻮل اﷲ ‪ ε‬وﻋﻨﺪﻩ أﺻﺤﺎﺑﻪ ‪..‬‬
‫أﺑﻮب اﻟﺨﻴﺮ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘ ﺎل ‪ :‬ﻳ ﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ..‬إن اﻣﺮأﺗ ﻲ وﻟ ﺪت ﻋﻠ ﻰ‬
‫وآ ﺎن ﻣﻤ ﺎ ذآ ﺮﻩ ‪ ..‬أن ﻗ ﺎل ‪ :‬وﻓ ﻲ ﺑﻀ ﻊ‬ ‫ﻓﺮاﺷ ﻲ ﻏﻼﻣ ًﺎ أﺳﻮد !! وإﻧﺎ أهﻞ ﺑﻴﺖ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻓﻴﻨﺎ‬
‫أﺣﺪآﻢ ﺻﺪﻗﺔ ‪..‬‬ ‫أﺳﻮد ﻗﻂ !!‬
‫أي وطء أﺣﺪآﻢ اﻣﺮأﺗﻪ ﻟﻪ ﻓﻴﻪ أﺟﺮ ‪..‬‬ ‫ﻧﻈ ﺮ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ ε‬إﻟ ﻴﻪ ‪ ..‬وآ ﺎن ﻗﺎدرًا ﻋﻠﻰ أن ﻳﺴﻤﻌﻪ‬
‫ﻓﻌﺠ ﺐ اﻟﺼ ﺤﺎﺑﺔ وﻗﺎﻟ ﻮا ‪ :‬ﻳ ﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ‪..‬‬ ‫ﻣ ﻮﻋﻈﺔ ﺣ ﻮل ﺣﺴ ﻦ اﻟﻈ ﻦ ﺑﺎﻵﺧ ﺮﻳﻦ ‪ ..‬وﻋ ﺪم‬
‫ﻳﺄﺗﻲ أﺣﺪﻧﺎ ﺷﻬﻮﺗﻪ ‪ ..‬وﻳﻜﻮن ﻟﻪ أﺟﺮ ؟!!‬ ‫اﺗﻬﺎم اﻣﺮأﺗﻪ ‪..‬‬
‫ﻓﺄﺟ ﺎﺑﻬﻢ ‪ ε‬ﺑﺠ ﻮاب ﻳﺸ ﻌﺮون ﺑ ﻪ أن اﻟﻔﻜ ﺮة‬ ‫ﻟﻜﻨﻪ أراد أن ﻳﻤﺎرس ﻣﻌﻪ ﻓﻲ اﻟﺤﻞ أﺳﻠﻮﺑ ًﺎ ﺁﺧﺮ ‪..‬‬
‫أراد أن ﻳﺠﻌ ﻞ اﻟ ﺮﺟﻞ ﻳﺤ ﻞ ﻣﺸﻜﻠﺘﻪ ﺑﻨﻔﺴﻪ ‪ ..‬ﻓﺒﺪأ‬
‫ﻼ ﻳﻘﺮب ﻟﻪ اﻟﺠﻮاب ‪..‬‬ ‫ﻳﻀﺮب ﻟﻪ ﻣﺜ ً‬
‫رواﻩ ﻣﺴﻠﻢ ‪ ،‬واﺑﻦ ﻣﺎﺟﺔ واﻟﻠﻔﻆ ﻟﻪ‬ ‫) ‪( 39‬‬
‫‪72‬‬
‫‪Books-sea.com‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬ ‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫وﺛﺐ ﻋﻤﺮ ﻓﺄﺗﻰ أﺑﺎ ﺑﻜﺮ ‪ ..‬وأراد أن ﻳﻨﺎﻗﺸﻪ‬ ‫ﻓﻜﺮﺗﻬﻢ ‪ ..‬ﻓﻼ ﻳﺤﺘﺎﺟﻮن ﻟﻨﻘﺎش ﻹﻗﻨﺎﻋﻬﻢ ﺑﻬﺎ ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫ﻓﻘ ﺎل ‪ : ε‬أرأﻳ ﺘﻢ ﻟ ﻮ وﺿ ﻌﻬﺎ ﻓ ﻲ ﺣ ﺮام ‪ ..‬أآ ﺎن‬
‫ﻓﻤﻦ ﺣﻜﻤﺘﻪ ‪ ..‬ﻟﻢ ﻳﺒﺪأ ﺑﺎﻻﻋﺘﺮاض ‪ ..‬وإﻧﻤﺎ‬ ‫ﻋﻠﻴﻪ وزر ‪..‬‬
‫ﺑﺪأ ﺑﺎﻷﺷﻴﺎء اﻟﺘﻲ هﻤﺎ ﻣﺘﻔﻘﺎن ﻋﻠﻴﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎﻟﻮا ‪ :‬ﻧﻌﻢ ‪..‬‬
‫وﺟﻌﻞ ﻳﺴﺄل أﺑﺎ ﺑﻜﺮ أﺳﺌﻠﺔ ﺟﻮاﺑﻬﺎ ‪ ..‬ﺑﻠﻰ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻓﻜﺬﻟﻚ ﻟﻮ وﺿﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﻼل آﺎن ﻟﻪ أﺟﺮ ‪..‬‬
‫ﻧﻌﻢ ‪ ..‬ﺻﺤﻴﺢ ‪..‬‬ ‫ﺑﻞ ﺣﺘﻰ أﺛﻨﺎء اﻟﺤﻮار ﻣﻊ اﻵﺧﺮ ‪..‬‬
‫ﻓﻘﺎل ‪ :‬ﻳﺎ أﺑﺎ ﺑﻜﺮ ‪ ..‬أﻟﻴﺲ ﺑﺮﺳﻮل اﷲ ‪..‬؟!‬ ‫ﺗ ﺪرج ﻣﻌ ﻪ ﻋ ﻨﺪ اﻟﻨﺼ ﺢ ﻓ ﻲ اﻷﺷ ﻴﺎء اﻟﺘ ﻲ أﻧ ﺘﻤﺎ‬
‫ﻗﺎل ‪ :‬ﺑﻠﻰ ‪..‬‬ ‫ﻣﺘﻔﻘﺎن ﻋﻠﻴﻬﺎ ‪..‬‬
‫ﻗﺎل ‪ :‬أوﻟﺴﻨﺎ ﺑﺎﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ؟!‬ ‫ﺧﺮج ‪ ρ‬إﻟﻰ ﻣﻜﺔ ﻣﻌﺘﻤﺮًا ﻓﻲ أﻟﻒ وأرﺑﻌﻤﺎﺋﺔ ﻣﻦ‬
‫ﻗﺎل ‪ :‬ﺑﻠﻰ ‪..‬‬ ‫أﺻﺤﺎﺑﻪ ‪ ..‬ﻓﻤﻨﻌﺘﻬﻢ ﻗﺮﻳﺶ ﻣﻦ دﺧﻮل ﻣﻜﺔ ‪..‬‬
‫ﻗﺎل ‪ :‬أوﻟﻴﺴﻮا ﺑﺎﻟﻤﺸﺮآﻴﻦ ؟!‬ ‫ووﻗﻌﺖ أﺣﺪاث ﻗﺼﺔ اﻟﺤﺪﻳﺒﻴﺔ اﻟﻤﺸﻬﻮرة ‪..‬‬
‫ﻗﺎل ‪ :‬ﺑﻠﻰ ‪..‬‬ ‫ﻓﻲ ﺁﺧﺮ اﻷﻣﺮ وﺑﻌﺪ ﻣﺸﺎورات ﻃﻮﻳﻠﺔ ﺑﻴﻦ اﻟﻨﺒﻲ‬
‫ﻗﺎل ‪ :‬أوﻟﺴﻨﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﻖ ؟‬ ‫‪ ρ‬وﻗﺮﻳﺶ ‪ ..‬اﺗﻔﻘﻮا ﻋﻠﻰ ﺻﻠﺢ ‪..‬‬
‫ﻗﺎل ‪ :‬ﺑﻠﻰ ‪..‬‬ ‫آﺎن اﻟﺬي ﺗﻮﻟﻰ اﻻﺗﻔﺎق ﻋﻠﻰ ﺑﻨﻮد اﻟﺼﻠﺢ ﻣﻦ‬
‫ﻗﺎل ‪ :‬أوﻟﻴﺴﻮا ﻋﻠﻰ اﻟﺒﺎﻃﻞ ؟‬ ‫ﺟﺎﻧﺐ ﻗﺮﻳﺶ هﻮ ﺳﻬﻴﻞ ﺑﻦ ﻋﻤﺮو ‪..‬‬
‫ﻗﺎل ‪ :‬ﺑﻠﻰ ‪..‬‬ ‫اﺗﻔﻖ اﻟﻨﺒﻲ ‪ ρ‬ﻣﻊ ﺳﻬﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺷﺮوط ‪..‬‬
‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻓﻌﻼم ﻧﻌﻄﻲ اﻟﺪﻧﻴﺔ ﻓﻲ دﻳﻨﻨﺎ ؟!‬ ‫ﻣﻨﻬﺎ ‪:‬‬
‫ﻓﻘﺎل أﺑﻮ ﺑﻜﺮ ‪ :‬ﻳﺎ ﻋﻤﺮ ‪ ..‬أﻟﻴﺲ هﻮ رﺳﻮل‬ ‫أن ﻳﻌﻮد اﻟﻤﺴﻠﻤﻮن أدراﺟﻬﻢ إﻟﻰ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ‬
‫اﷲ ‪.‬؟‬ ‫ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﻋﻤﺮة ‪..‬‬
‫ﻗﺎل ‪ :‬ﺑﻠﻰ ‪..‬‬ ‫وأن ﻣﻦ دﺧﻞ ﻓﻲ اﻹﺳﻼم ﻣﻦ أهﻞ ﻣﻜﺔ‬
‫ﻏﺮْزﻩ ‪ ..‬ﻓﺈﻧﻲ أﺷﻬﺪ أﻧﻪ رﺳﻮل‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻓﺎﻟﺰم ِ‬ ‫وأراد أن ﻳﻬﺎﺟﺮ إﻟﻰ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻓﺈن‬
‫اﷲ ‪..‬‬ ‫اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻓﻲ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻻ ﻳﻘﺒﻠﻮﻧﻪ ‪..‬‬
‫أي آﻦ وراءﻩ ﺗﺎﺑﻌ ًﺎ ﻻ ﺗﺨﺎﻟﻔﻪ أﺑﺪًا ‪ ..‬آﻤﺎ أن‬
‫أﻣﺎ ﻣﻦ ارﺗﺪ ﻋﻦ إﺳﻼﻣﻪ وأراد اﻟﺬهﺎب إﻟﻰ‬
‫ﻏﺮزات اﻟﺨﻴﻂ ﻓﻲ اﻟﺜﻮب ﺗﻜﻮن ﻣﺘﺘﺎﺑﻌﺔ ‪..‬‬ ‫اﻟﻤﺸﺮآﻴﻦ ﻓﻲ ﻣﻜﺔ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻘﺒﻞ ‪!!..‬‬
‫ﻗﺎل ﻋﻤﺮ ‪ :‬وأﻧﺎ أﺷﻬﺪ أﻧﻪ رﺳﻮل اﷲ ‪..‬‬ ‫إﻟﻰ ﻏﻴﺮ ذﻟﻚ ﻣﻦ اﻟﺸﺮوط اﻟﺘﻲ ﻓﻲ ﻇﺎهﺮهﺎ أﻧﻬﺎ‬
‫ﻣﻀﻰ ﻋﻤﺮ ‪ ..‬ﺣﺎول أن ﻳﺼﺒﺮ ‪ ..‬ﻓﻠﻢ‬
‫هﺰﻳﻤﺔ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻦ وإذﻻل ﻟﻬﻢ ‪..‬‬
‫ﻳﺴﺘﻄﻊ ‪..‬‬ ‫آﺎﻧﺖ ﻗﺮﻳﺶ ﻓﻲ اﻟﻮاﻗﻊ ﺧﺎﺋﻔﺔ ﻣﻦ هﺬا اﻟﻌﺪد‬
‫ﻓﺬهﺐ إﻟﻰ رﺳﻮل اﷲ ‪.. ρ‬‬ ‫اﻟﻜﺒﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ‪ ..‬وﺗﻌﻠﻢ أن اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻟﻮ‬
‫ﻓﻘﺎل ‪ :‬ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪ ..‬أﻟﺴﺖ ﺑﺮﺳﻮل اﷲ‬ ‫ﺷﺎءوا ﻟﻔﺘﺤﻮا ﻣﻜﺔ ‪ ..‬وﻟﻬﺬا آﺎﻧﺖ ﻗﺮﻳﺶ ﺗﻀﻄﺮ‬
‫؟!‬ ‫إﻟﻰ اﻟﺘﻠﻄﻒ واﻟﻤﺼﺎﻧﻌﺔ ‪..‬‬
‫ﻗﺎل ‪ :‬ﺑﻠﻰ ‪..‬‬ ‫وآﺄﻧﻲ ﺑﻬﻢ ‪ ..‬ﻣﺎ آﺎﻧﻮا ﻳﺤﻠﻤﻮن أن ﻳﻈﻔﺮوا وﻻ‬
‫ﻗﺎل ‪ :‬أوﻟﺴﻨﺎ ﺑﺎﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ‪ ..‬؟‬ ‫ﺑﺮﺑﻊ هﺬﻩ اﻟﺸﺮوط ‪..‬‬
‫ﻗﺎل ‪ :‬ﺑﻠﻰ ‪..‬‬ ‫آﺎن أآﺜﺮ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻣﺘﻀﺎﻳﻘًﺎ ﻣﻦ ﺷﺮوط اﻟﻌﻘﺪ ‪..‬‬
‫ﻗﺎل ‪ :‬أوﻟﻴﺴﻮا ﺑﺎﻟﻤﺸﺮآﻴﻦ ‪ ..‬؟!‬ ‫ﻟﻜﻦ أﻧﻰ ﻟﻬﻢ أن ﻳﻌﺘﺮﺿﻮا ‪ ..‬واﻟﺬي ﻳﻜﺘﺐ اﻟﻌﻘﺪ‬
‫ﻗﺎل ‪ :‬ﺑﻠﻰ ‪..‬‬ ‫وﻳﻤﻀﻴﻪ رﺟﻞ ﻻ ﻳﻨﻄﻖ ﻋﻦ اﻟﻬﻮى ‪..‬‬
‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻓﻌﻼم ﻧﻌﻄﻲ اﻟﺪﻧﻴﺔ ﻓﻲ دﻳﻨﻨﺎ ؟!‬ ‫آﺎن ﻋﻤﺮ ﻣﺘﺤﻔﺰًا ‪ ..‬ﻳﻨﻈﺮ ﻳﻤﻴﻨ ًﺎ وﺷﻤﺎ ًﻻ ‪ ..‬ﻳﺘﻤﻨﻰ‬
‫ﻓﻘﺎل ‪ : ε‬أﻧﺎ ﻋﺒﺪ اﷲ ورﺳﻮﻟﻪ ‪ ..‬ﻟﻦ أﺧﺎﻟﻒ‬ ‫ﻟﻮ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﻋﻤﻞ ﺷﻲء ‪..‬‬
‫أﻣﺮﻩ ‪ ..‬وﻟﻦ ﻳﻀﻴﻌﻨﻲ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻢ ﻳﺼﺒﺮ ‪..‬‬
‫‪73‬‬
‫‪Books-sea.com‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬ ‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫اﷲ أﺳ ﻠﻮﺑ ًﺎ ﺣﺴ ﻨ ًﺎ ‪ ..‬وﻃﻼﺑ ﻚ ﻳﺤ ﺒﻮﻧﻚ آﺜﻴﺮًا‬ ‫ﺳﻜﺖ ﻋﻤﺮ ‪ ..‬وﻣﻀﻰ اﻟﻜﺘﺎب ‪ ..‬ورﺟﻊ اﻟﻤﺴﻠﻤﻮن‬
‫‪ ..‬و ‪..‬‬ ‫إﻟﻰ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ‪..‬‬
‫وﻟﻜ ﻦ ‪ :‬ﻟﻴ ﺘﻚ ﻣ ﺎ ﺗﺘﺄﺧ ﺮ ﻋﻠ ﻰ اﻟ ﺪوام ﻓ ﻲ‬ ‫وﻣﻀﺖ اﻷﻳﺎم ‪ ..‬وﻧﻘﻀﺖ ﻗﺮﻳﺶ اﻟﻌﻬﺪ ‪ ..‬وأﻗﺒﻞ‬
‫اﻟﺼﺒﺎح ‪..‬‬ ‫رﺳﻮل اﷲ ‪ ρ‬ﻓﺎﺗﺤ ًﺎ ﻣﻜﺔ ‪ ..‬ﻣﻄﻬﺮًا اﻟﺒﻴﺖ اﻟﺤﺮام‬
‫أﻧ ﺖ ﺟﻤ ﻴﻠﺔ ‪ ..‬واﻟﺒﻴﺖ ﻣﺮﺗﺐ ‪ ..‬وﻻ أﻧﻜﺮ أن‬ ‫ﻣﻦ اﻷﺻﻨﺎم ‪..‬‬
‫اﻷوﻻد ﻣﺘﻌﺒﻮن ‪ ..‬و ‪..‬‬ ‫وأدرك ﻋﻤﺮ أﻧﻪ آﺎن ﻓﻲ اﻋﺘﺮاﺿﻪ ﺣﻴﻨﺬاك ﻋﻠﻰ‬
‫وﻟﻜﻦ ‪ :‬أﺗﻤﻨﻰ أن ﺗﻬﺘﻤﻲ ﺑﻤﻼﺑﺴﻬﻢ أآﺜﺮ ‪..‬‬ ‫ﻏﻴﺮ اﻟﺴﺒﻴﻞ ‪..‬‬
‫هﻜ ﺬا آ ﺎن أﺳﻠﻮب ﺻﺎﻟﺢ ﻣﻊ اﻟﻨﺎس ‪ ..‬ﻳﺬآﺮ‬ ‫ﻓﻜﺎن ‪ τ‬ﻳﻘﻮل ‪:‬‬
‫اﻟﺠ ﻮاﻧﺐ اﻟﻤﺸ ﺮﻗﺔ ﻋ ﻨﺪ اﻟﻤﺨﻄ ﺊ ﺛ ﻢ ﻳﻨ ﺒﻬﻪ‬ ‫ﻣﺎ زﻟﺖ أﺻﻮم ‪ ..‬وأﺗﺼﺪق ‪ ..‬وأﺻﻠﻲ ‪ ..‬وأﻋﺘﻖ‬
‫ﻋﻠﻰ أﺧﻄﺎﺋﻪ ‪ ..‬ﻟﻴﻜﻮن ﻋﺎد ًﻻ ‪..‬‬ ‫‪ ..‬ﻣﻦ اﻟﺬي ﺻﻨﻌﺖ ﻳﻮﻣﺌﺬ ‪ ..‬ﻣﺨﺎﻓﺔ آﻼﻣﻲ اﻟﺬي‬
‫ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻨﺘﻘﺪ ﺣﺎول أن ﺗﺬآﺮ ﺟﻮاﻧﺐ اﻟﺼﻮاب‬ ‫ﺗﻜﻠﻤﺘﻪ ﻳﻮﻣﺌﺬ ‪ ..‬ﺣﺘﻰ رﺟﻮت أن ﻳﻜﻮن ﺧﻴﺮًا ‪..‬‬
‫ﻓﻲ اﻟﻤﺨﻄﺊ ‪ ..‬ﻗﺒﻞ ﻏﻴﺮهﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻠﻪ در ﻋﻤﺮ ‪ ..‬ودر رﺳﻮل اﷲ ‪ ρ‬ﻗﺒﻠﻪ ‪..‬‬
‫ﺣﺎول داﺋﻤ ًﺎ أن ﺗﺸﻌﺮ اﻟﺬي أﻣﺎﻣﻚ أن ﻧﻈﺮﺗﻚ‬ ‫آﻴﻒ ﻧﺴﺘﻔﻴﺪ أآﺜﺮ ﻣﻦ هﺬﻩ اﻟﻤﻬﺎرة ؟‬
‫إﻟ ﻴﻪ ﻣﺸ ﺮﻗﺔ ‪ ..‬وأﻧ ﻚ ﻋ ﻨﺪﻣﺎ ﺗﻨ ﺒﻬﻪ ﻋﻠ ﻰ‬ ‫ﻟﻮ آﺎن وﻟﺪك ﻻ ﻳﻌﺘﻨﻲ ﺑﺤﻔﻆ اﻟﻘﺮﺁن ‪ ..‬وﺗﺮﻳﺪﻩ أن‬
‫أﺧﻄﺎﺋ ﻪ ﻻ ﻳﻌﻨ ﻲ ذﻟ ﻚ أﻧﻪ ﺳﻘﻂ ﻣﻦ ﻋﻴﻨﻚ ‪..‬‬ ‫ﻳﺰداد ﺣﺮﺻ ًﺎ ‪..‬‬
‫أو أﻧ ﻚ ﻧﺴ ﻴﺖ ﺣﺴ ﻨﺎﺗﻪ وﻻ ﺗﺬآ ﺮ إﻻ ﺳﻴﺌﺎﺗﻪ‬ ‫اﺑ ﺪأ ﺑﺎﻷﺷﻴﺎء اﻟﺘﻲ أﻧﺘﻤﺎ ﻣﺘﻔﻘﺎن ﻋﻠﻴﻬﺎ ‪ ..‬أﻻ ﺗﺮﻳﺪ‬
‫‪..‬‬ ‫أن ﻳﺤ ﺒﻚ اﷲ ‪ ..‬أﻻ ﺗ ﺮﻳﺪ أن ﺗﺮﺗﻘ ﻲ ﻓ ﻲ درﺟ ﺎت‬
‫ﻻ ‪ ..‬ﺑ ﻞ أﺷ ﻌﺮﻩ أن ﻣﻼﺣﻈﺎﺗ ﻚ ﻋﻠﻴﻪ ﺗﻐﻮص‬ ‫اﻟﺠﻨﺔ ‪..‬‬
‫ﻓﻲ ﺑﺤﺮ ﺣﺴﻨﺎﺗﻪ ‪..‬‬ ‫ﺳﻴﺠﻴﺒﻚ ﺣﺘﻤ ًﺎ ‪ :‬ﺑﻠﻰ ‪..‬‬
‫آ ﺎن اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ ε‬ﻣﺤ ﺒﻮﺑ ًﺎ ﺑ ﻴﻦ أﺻﺤﺎﺑﻪ ‪ ..‬وآﺎن‬ ‫ﻋ ﻨﺪهﺎ ﻗ ﺪم اﻟﻨﺼ ﻴﺤﺔ ﻋﻠ ﻰ ﺷ ﻜﻞ اﻗﺘﺮاح ‪ : ..‬إذن‬
‫ﻳﻤﺎرس أﺳﺎﻟﻴﺐ راﺋﻌﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻮ أﻧﻚ ﺷﺎرآﺖ ﻓﻲ ﺣﻠﻘﺔ ﺗﺤﻔﻴﻆ اﻟﻘﺮﺁن ‪..‬‬
‫وﻗ ﻒ ﻣ ﺮة ﺑﻴ ﻨﻬﻢ ‪ ..‬ﻓﺸ ﺨﺺ ﺑﺒﺼ ﺮﻩ إﻟ ﻰ‬ ‫ﺖ اﻣﺮأة ﻻ ﺗﻌﺘﻨﻲ ﺑﺤﺠﺎﺑﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ﺖ ‪ :‬ﻟﻮ رأﻳ ِ‬ ‫وآﺬﻟﻚ أﻧ ِ‬
‫اﻟﺴﻤﺎء ‪ ..‬آﺄﻧﻪ ﻳﻔﻜﺮ أو ﻳﺘﺮﻗﺐ ﺷﻴﺌ ًﺎ ‪..‬‬ ‫اﺑﺪﺋﻲ ﻣﻌﻬﺎ ﺑﺎﻷﺷﻴﺎء اﻟﺘﻲ أﻧﺘﻤﺎ ﻣﺘﻔﻘﺘﺎن ﻋﻠﻴﻬﺎ ‪..‬‬
‫ن ﻳﺨﺘﻠﺲ اﻟﻌﻠﻢ ﻣﻦ اﻟﻨﺎس‬ ‫ﺛ ﻢ ﻗ ﺎل ‪ :‬ه ﺬا أوا ُ‬ ‫أﻧﺎ أﻋﻠﻢ أﻧﻚ ﻣﺴﻠﻤﺔ ‪ ..‬وﺣﺮﻳﺼﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺨﻴﺮ ‪..‬‬
‫‪ ..‬ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﻘﺪروا ﻣﻨﻪ ﻋﻠﻰ ﺷﻲء ‪..‬‬ ‫ﺳﺘﻘﻮل ‪ :‬ﺻﺤﻴﺢ ‪ ..‬اﻟﺤﻤﺪ ﷲ ‪..‬‬
‫أي ‪ :‬ﻳُﻌ ﺮض اﻟ ﻨﺎس ﻋ ﻦ اﻟﻘ ﺮﺁن وﺗﻌﻠﻤﻪ ‪..‬‬ ‫واﻣﺮأة ﻋﻔﻴﻔﺔ ‪ ..‬وﺗﺤﺒﻴﻦ اﷲ ‪..‬‬
‫وﻋ ﻦ اﻟﻌﻠ ﻢ اﻟﺸ ﺮﻋﻲ ‪ ..‬ﻓﻼ ﻳﺤﺮﺻﻮن ﻋﻠﻴﻪ‬ ‫ﺳﺘﻘﻮل ‪ :‬إي واﷲ ‪ ..‬اﻟﺤﻤﺪ ﷲ ‪..‬‬
‫وﻻ ﻳﻔﻬﻤﻮﻧﻪ ‪..‬‬ ‫ﻋ ﻨﺪهﺎ ﻗﺪﻣ ﻲ اﻟﻨﺼ ﻴﺤﺔ ﻋﻠ ﻰ ﺷ ﻜﻞ اﻗﺘ ﺮاح ‪ :‬ﻓﻠ ﻮ‬
‫ﺲ ﻣﻨﻬﻢ ‪ ..‬أي ‪ :‬ﻳﺮﻓﻊ ﻋﻨﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﻓﻴُﺨﺘﻠ ُ‬ ‫أﻧﻚ اﻋﺘﻨﻴﺖ ﺑﺤﺠﺎﺑﻚ أآﺜﺮ ‪ ..‬وﺣﺮﺻﺖ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﺘﺮ‬
‫ﻓﻘ ﺎم ﺻ ﺤﺎﺑﻲ ﺟﻠ ﻴﻞ ‪ ..‬ه ﻮ زﻳ ﺎد ﺑ ﻦ ﻟﺒ ﻴﺪ‬ ‫‪..‬‬
‫اﻷﻧﺼﺎري وﻗﺎل ﺑﻜﻞ ﺣﻤﺎس ‪:‬‬ ‫هﻜ ﺬا ﻳﻤﻜﻨ ﻨﺎ أن ﻧﺤﺼ ﻞ ﻋﻠ ﻰ ﻣ ﺎ ﻧ ﺮﻳﺪ ﻣ ﻦ اﻟﻨﺎس‬
‫ﻳ ﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ،‬وآ ﻴﻒ ﻳﺨ ﺘﻠﺲ ﻣ ﻨﺎ ؟! وﻗ ﺪ‬ ‫ﻣﻦ ﻏﻴﺮ أن ﻳﺸﻌﺮوا ‪..‬‬
‫ﻗ ﺮأﻧﺎ اﻟﻘ ﺮﺁن ! ﻓ ﻮاﷲ ﻟﻨﻘ ﺮأﻧﻪ ‪ ،‬وﻟﻨﻘ ﺮﺋﻨﻪ‬
‫ﻧﺴﺎءﻧﺎ وأﺑﻨﺎءﻧﺎ ‪..‬‬ ‫ﺑﺎرﻗﺔ ‪..‬‬
‫ﻓﻨﻈ ﺮ إﻟ ﻴﻪ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ .. ε‬ﻓ ﺈذا ﺷ ﺎب ﻳﺘﻔﺠ ﺮ‬ ‫ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﺗﺄآﻞ اﻟﻌﺴﻞ دون ﺗﺤﻄﻴﻢ اﻟﺨﻠﻴﺔ ‪..‬‬
‫ﺣﻤﺎﺳ ًﺎ وﻏﻴﺮة ﻋﻠﻰ اﻟﺪﻳﻦ ‪ ..‬ﻓﺄراد أن ﻳﻨﺒﻬﻪ‬
‫ﻋﻠﻰ ﻓﻬﻤﻪ ‪ ..‬ﻓﻘﺎل ‪:‬‬ ‫‪ 33.‬أﻣﺴﻚ اﻟﻌﺼﺎ ﻣﻦ اﻟﻨﺼﻒ !!‬
‫ﺛﻜﻠ ﺘﻚ أﻣ ﻚ ﻳ ﺎ زﻳ ﺎد ‪ ،‬إﻧ ﻲ آ ﻨﺖ ﻷﻋ ﺪك ﻣ ﻦ‬ ‫أﺷ ﻜﺮك ﻋﻠﻰ اﺧﺘﻴﺎرك ﻣﻬﻨﺔ اﻟﺘﺪرﻳﺲ ‪ ..‬وﻗﺪ ﺁﺗﺎك‬
‫‪74‬‬
‫‪Books-sea.com‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬ ‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﺧﺬ اﻟﻘﺼﺔ ﻣﻦ أوﻟﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﻬﺎء أهﻞ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ‪..‬‬
‫آﺎن ﺧﺎﻟﺪ ﻣﻦ أﺷﺪاء اﻟﻜﻔﺎر وﻗﺎدﺗﻬﻢ ‪..‬‬ ‫وه ﺬا ﺛ ﻨﺎء ﻋﻠﻰ زﻳﺎد ‪ ..‬أن ﻳﻘﻮل ﻟﻪ رﺳﻮل اﷲ ‪ε‬‬
‫ﻻ ﻳﻜﺎد ﻳﻔﻮت ﻓﺮﺻﺔ إﻻ ﺣﺎرب ﻓﻴﻬﺎ رﺳﻮل‬ ‫أﻣ ﺎم اﻟ ﻨﺎس إﻧ ﻪ ﻣ ﻦ ﻓﻘﻬ ﺎء اﻟﻤﺪﻳ ﻨﺔ ‪ ..‬ه ﺬا ذآ ﺮ‬
‫اﷲ ‪ ε‬أو ﺗﺮﺻّﺪ ﻟﻪ ‪..‬‬ ‫ﻟﺠﻮاﻧﺐ اﻟﺼﻮاب واﻟﺼﻔﺤﺎت اﻟﻤﺸﺮﻗﺔ ﻟﺰﻳﺎد ‪..‬‬
‫ﻓﻠﻤﺎ أﻗﺒﻞ رﺳﻮل اﷲ ‪ ρ‬ﻣﻊ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ إﻟﻰ‬ ‫ﺛ ﻢ ﻗ ﺎل ‪ : ε‬ه ﺬا اﻟ ﺘﻮراة واﻹﻧﺠ ﻴﻞ ﻋ ﻨﺪ اﻟ ﻴﻬﻮد‬
‫اﻟﺤﺪﻳﺒﻴﺔ ‪ ..‬وأرادوا اﻟﻌﻤﺮة ‪..‬‬ ‫واﻟﻨﺼﺎرى ﻓﻤﺎذا ﻳﻐﻨﻲ ﻋﻨﻬﻢ ؟! )‪.. (40‬‬
‫ﺧﺮج ﺧﺎﻟﺪ ﻓﻲ ﺧﻴﻞ ﻣﻦ اﻟﻤﺸﺮآﻴﻦ ‪ ..‬ﻓﻠﻘﻮا‬ ‫أي ﻟﻴﺴ ﺖ اﻟﻌﺒ ﺮة ﻳ ﺎ زﻳ ﺎد ﺑﻮﺟﻮد اﻟﻘﺮﺁن ‪ ..‬وإﻧﻤﺎ‬
‫اﻟﻨﺒﻲ ‪ ε‬وأﺻﺤﺎﺑﻪ ﺑﻤﻮﺿﻊ ﻳﻘﺎل ﻟﻪ ‪:‬‬ ‫اﻟﻌﺒ ﺮة ﺑﻘ ﺮاءﺗﻪ وﻣﻌ ﺮﻓﺔ ﻣﻌﺎﻧ ﻴﻪ واﻟﻌﻤ ﻞ ﺑﺄﺣﻜﺎﻣﻪ‬
‫ﻋﺴﻔﺎن ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫ﻓﻘﺎم ﺧﺎﻟﺪ ﻗﺮﻳﺒًﺎ ﻣﻨﻬﻢ ﻳﺘﺤﻴﻦ اﻟﻔﺮﺻﺔ‬ ‫هﻜﺬا آﺎن ﺗﻌﺎﻣﻠﻪ راﺋﻌ ًﺎ ‪..‬‬
‫ﻟﻴﺼﻴﺐ رﺳﻮل اﷲ ‪ ε‬ﺑﺮﻣﻴﺔ ﺳﻬﻢ أو ﺿﺮﺑﺔ‬ ‫وﻓ ﻲ ﻳ ﻮم ﺁﺧ ﺮ ‪ ..‬ﻳﻤ ﺮ ‪ ε‬ﺑ ﺒﻌﺾ ﻗ ﺒﺎﺋﻞ اﻟﻌ ﺮب‬
‫ﺳﻴﻒ ‪..‬‬ ‫ﻳﺪﻋ ﻮهﻢ إﻟ ﻰ اﻹﺳ ﻼم ‪ ..‬وآ ﺎن ﻳﺨ ﺘﺎر أﺣﺴ ﻦ‬
‫ﺟﻌﻞ ﻳﺘﺮﺻﺪ وﻳﺘﺮﻗﺐ ‪..‬‬ ‫اﻟﻌ ﺒﺎرات ﻷﺟ ﻞ ﺗ ﺮﻏﻴﺒﻬﻢ ﻓ ﻲ اﻻﺳ ﺘﺠﺎﺑﺔ ﻟ ﻪ‬
‫ﻓﺼﻠﻰ اﻟﻨﺒﻲ ‪ ε‬ﺑﺄﺻﺤﺎﺑﻪ ﺻﻼة اﻟﻈﻬﺮ‬ ‫واﻟﺪﺧﻮل ﻓﻲ اﻹﺳﻼم ‪..‬‬
‫أﻣﺎﻣﻬﻢ ‪ ..‬ﻓﻬﻤﻮا أن ﻳﻬﺠﻤﻮا ﻋﻠﻴﻬﻢ ‪ ..‬ﻓﻠﻢ‬ ‫ﻓﻤ ﺮ ﺑﻘﺒ ﻴﻠﺔ ﻣ ﻨﻬﻢ ‪ ..‬اﺳ ﻤﻬﻢ ‪ :‬ﺑ ﻨﻮ ﻋ ﺒﺪ اﷲ ‪..‬‬
‫ﻳﺘﻴﺴﺮ ﻟﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﻓﺪﻋﺎهﻢ إﻟﻰ اﷲ ‪ ..‬وﻋﺮض ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻧﻔﺴﻪ ‪ ..‬وﺟﻌﻞ‬
‫ﻓﻜﺄن اﻟﻨﺒﻲ ‪ ε‬ﻋﻠﻢ ﺑﻬﻢ ‪ ..‬ﻓﺼﻠﻰ ﺑﺄﺻﺤﺎﺑﻪ‬ ‫ﻳﻘﻮل ﻟﻬﻢ ‪:‬‬
‫ﺻﻼة اﻟﻌﺼﺮ ﺻﻼة اﻟﺨﻮف ‪..‬‬ ‫ﻳﺎ ﺑﻨﻲ ﻋﺒﺪ اﷲ ‪ ..‬إن اﷲ ﻗﺪ أﺣﺴﻦ اﺳﻢ أﺑﻴﻜﻢ ‪..‬‬
‫أي ﻗﺴﻢ أﺻﺤﺎﺑﻪ إﻟﻰ ﻓﺮﻳﻘﻴﻦ ‪ ..‬ﻓﺮﻳﻖ‬ ‫ﻳﻌﻨ ﻲ ﻟﺴﺘﻢ ﺑﺒﻨﻲ ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰى ‪ ..‬أو ﺑﻨﻲ ﻋﺒﺪ اﻟﻼت‬
‫ﻳﺼﻠﻲ ﻣﻌﻪ وﻓﺮﻳﻖ ﻳﺤﺮس ‪..‬‬ ‫‪ ..‬وإﻧﻤ ﺎ أﻧ ﺘﻢ ﺑ ﻨﻮ ﻋ ﺒﺪ اﷲ ‪ ..‬ﻓﻠ ﻴﺲ ﻓ ﻲ اﺳ ﻤﻜﻢ‬
‫ﻓﻮﻗﻊ ذﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﺎﻟﺪ وأﺻﺤﺎﺑﻪ ﻣﻮﻗﻌًﺎ ‪ ..‬وﻗﺎل‬ ‫ﺷﺮك ﻓﺎدﺧﻠﻮا ﻓﻲ اﻹﺳﻼم ‪..‬‬
‫ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ ‪ :‬اﻟﺮﺟﻞ ﻣﻤﻨﻮع ﻋﻨﺎ ‪ ..‬أي هﻨﺎك‬ ‫ﺑﻞ آﺎن ﻣﻦ ﺑﺮاﻋﺘﻪ ‪ ρ‬أﻧﻪ آﺎن ﻳﺮﺳﻞ رﺳﺎﺋﻞ ﻏﻴﺮ‬
‫ﻣﻦ ﻳﺤﻤﻴﻪ وﻳﻤﻨﻊ ﻋﻨﻪ اﻷذى !!‬ ‫ﻣﺒﺎﺷﺮة إﻟﻰ اﻟﻨﺎس ‪ ..‬ﻳﺬآﺮ ﻓﻴﻬﺎ إﻋﺠﺎﺑﻪ ﺑﻬﻢ ‪..‬‬
‫ﺛﻢ ارﺗﺤﻞ ‪ ε‬وأﺻﺤﺎﺑﻪ ‪ ..‬وﺳﻠﻜﻮا ﻃﺮﻳﻘًﺎ‬ ‫وﻣﺤﺒﺘﻪ اﻟﺨﻴﺮ ﻟﻬﻢ ‪ ..‬ﻓﺈذا ﺑﻠﻐﺘﻬﻢ هﺬﻩ اﻟﺮﺳﺎﺋﻞ ‪..‬‬
‫ذات اﻟﻴﻤﻴﻦ ‪ ..‬ﻟﺌﻼ ﻳﻤﺮوا ﺑﺨﺎﻟﺪ وأﺻﺤﺎﺑﻪ ‪..‬‬ ‫ﻋﻤﻠﺖ ﻓﻴﻬﻢ ﻣﻦ اﻟﺘﺄﺛﻴﺮ أآﺜﺮ ﻣﻤﺎ ﺗﻌﻤﻠﻪ – رﺑﱠﻤﺎ –‬
‫وﺻﻞ ‪ ε‬إﻟﻰ اﻟﺤﺪﻳﺒﻴﺔ ‪ ..‬ﺻﺎﻟﺢ ﻗﺮﻳﺸًﺎ ﻋﻠﻰ‬ ‫اﻟﺪﻋﻮة اﻟﻤﺒﺎﺷﺮة ‪..‬‬
‫أن ﻳﻌﺘﻤﺮ ﻓﻲ اﻟﻌﺎم اﻟﻘﺎدم ‪ ..‬ورﺟﻊ إﻟﻰ‬ ‫ﻼ‬
‫ﻼ ‪ ..‬وﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺑﻄ ً‬ ‫آﺎن ﺧﺎﻟﺪ ﺑﻦ اﻟﻮﻟﻴﺪ ‪ τ‬ﺑﻄ ً‬
‫اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ‪..‬‬ ‫ﻼ ﻣﻐﻮارًا ‪ ..‬ﻳﻀﺮب ﻟﻪ أﻟﻒ‬ ‫ﻋﺎدﻳ ًﺎ ‪ ..‬ﺑﻞ آﺎن ﺑﻄ ً‬
‫رأى ﺧﺎﻟﺪ أن ﻗﺮﻳﺸ ًﺎ ﻻ ﻳﺰال ﺷﺄﻧﻬﺎ ﻳﻨﺨﻔﺾ‬ ‫ﺣﺴﺎب ‪..‬‬
‫ﻓﻲ اﻟﻌﺮب ﻳﻮﻣ ًﺎ ﺑﻌﺪ ﻳﻮم ‪..‬‬ ‫وآﺎن اﻟﻨﺒﻲ ‪ ρ‬ﻳﺘﺸﻮق ﻹﺳﻼﻣﻪ ‪ ..‬ﻟﻜﻦ أﻧﻰ ﻟﻪ‬
‫ﻓﻘﺎل ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ ‪ :‬أي ﺷﻲء ﺑﻘﻲ ؟ أﻳﻦ أذهﺐ‬ ‫ذﻟﻚ ‪ ..‬وﺧﺎﻟﺪ ﻣﺎ ﺗﺮك ﺣﺮﺑًﺎ ﺿﺪ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ إﻻ‬
‫؟‬ ‫ﺧﺎﺿﻬﺎ ‪ ..‬ﺑﻞ آﺎن هﻮ ﻣﻦ أآﺒﺮ أﺳﺒﺎب هﺰﻳﻤﺔ‬
‫إﻟﻰ اﻟﻨﺠﺎﺷﻲ ؟ ‪ ..‬ﻻ ‪ ..‬ﻓﻘﺪ اﺗﺒﻊ ﻣﺤﻤﺪًا‬ ‫اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻓﻲ ﻣﻌﺮآﺔ أﺣﺪ ‪..‬‬
‫وأﺻﺤﺎﺑﻪ ﻋﻨﺪﻩ ﺁﻣﻨﻮن ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ﻓﻴﻪ اﻟﻨﺒﻲ ‪ ρ‬ﻳﻮﻣ ًﺎ ‪ ..‬ﻟﻮ ﺟﺎءﻧﺎ ﻷآﺮﻣﻨﺎﻩ ‪..‬‬
‫ﻓﺄﺧﺮج إﻟﻰ هﺮﻗﻞ ؟‪ ..‬ﻻ ‪ ..‬أﺧﺮج ﻣﻦ دﻳﻨﻲ‬ ‫وﻗﺪﻣﻨﺎﻩ ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺮﻩ ‪..‬‬
‫إﻟﻰ ﻧﺼﺮاﻧﻴﺔ ؟‪ ..‬أو ﻳﻬﻮدﻳﺔ ؟ وأﻗﻴﻢ ﻓﻲ‬ ‫ﻓﻜﻴﻒ آﺎن ﺗﺄﺛﻴﺮ ذﻟﻚ ؟‬
‫ﻋﺠﻢ ؟‪..‬‬
‫ﻓﺒﻨﻤﺎ ﺧﺎﻟﺪ ﻳﻔﻜﺮ ﻓﻲ ﺷﺄﻧﻪ ‪ ..‬وﻳﺘﺮدد ‪..‬‬
‫رواﻩ اﻟﺘﺮﻣﺬي واﻟﺤﺎآﻢ‬ ‫) ‪( 40‬‬
‫‪75‬‬
‫‪Books-sea.com‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬ ‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫وﺳﺮﻧﻲ ﺳﺆال رﺳﻮل اﷲ ‪ ρ‬ﻋﻨﻲ ‪..‬‬ ‫واﻷﻳﺎم واﻟﺸﻬﻮر ﺗﻤﻀﻲ ﻋﻠﻴﻪ ‪..‬‬
‫وأرى ﻓﻲ اﻟﻨﻮم آﺄﻧﻲ ﻓﻲ ﺑﻼد ﺿﻴﻘﺔ ﻣﺠﺪﺑﺔ‬ ‫إذ ﺟﺎء ﻣﻮﻋﺪ ﻋﻤﺮة اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ‪ ..‬ﻓﺄﻗﺒﻠﻮا إﻟﻰ‬
‫‪ ..‬ﻓﺨﺮﺟﺖ إﻟﻰ ﺑﻼد ﺧﻀﺮاء واﺳﻌﺔ ‪..‬‬ ‫اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ‪..‬‬
‫ﻓﻘﻠﺖ ‪ :‬إن هﺬﻩ ﻟﺮؤﻳﺎ ﺣﻖ ‪..‬‬ ‫دﺧﻞ ‪ ρ‬ﻣﻜﺔ ﻣﻌﺘﻤﺮًا ‪..‬‬
‫ﻓﻠﻤﺎ أﺟﻤﻌﺖ اﻟﺨﺮوج إﻟﻰ رﺳﻮل اﷲ ‪ ρ‬ﻗﻠﺖ‬ ‫ﻓﻠﻢ ﻳﺤﺘﻤﻞ ﺧﺎﻟﺪ رؤﻳﺔ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻣﺤﺮﻣﻴﻦ ‪..‬‬
‫‪:‬‬ ‫ﻓﺨﺮج ﻣﻦ ﻣﻜﺔ ‪ ..‬وﻏﺎب أﻳﺎﻣًﺎ أرﺑﻌﺔ وهﻲ اﻷﻳﺎم‬
‫ﻣﻦ أﺻﺎﺣﺐ إﻟﻰ رﺳﻮل اﷲ ‪ ρ‬؟!‬ ‫اﻟﺘﻲ ﻗﻀﺎهﺎ اﻟﻨﺒﻲ ‪ ε‬ﻓﻲ ﻣﻜﺔ ‪..‬‬
‫ﻓﻠﻘﻴﺖ ﺻﻔﻮان ﺑﻦ أﻣﻴﺔ ‪ ..‬ﻓﻘﻠﺖ ‪:‬‬ ‫ﻗﻀﻰ اﻟﻨﺒﻲ ‪ ε‬ﻋﻤﺮﺗﻪ ‪ ..‬وﺟﻌﻞ ﻳﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﻃﺮﻗﺎت‬
‫ﻳﺎ أﺑﺎ وهﺐ أﻣﺎ ﺗﺮى ﻣﺎ ﻧﺤﻦ ﻓﻴﻪ ؟ إﻧﻤﺎ ﻧﺤﻦ‬ ‫ﻣﻜﺔ وﺑﻴﻮﺗﻬﺎ ‪ ..‬وﻳﺴﺘﻌﻴﺪ اﻟﺬآﺮﻳﺎت ‪..‬‬
‫آﺄﺿﺮاس ﻳﻄﺤﻦ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺑﻌﻀ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﺗﺬآﺮ اﻟﺒﻄﻞ ﺧﺎﻟﺪ ﺑﻦ اﻟﻮﻟﻴﺪ ‪..‬‬
‫وﻗﺪ ﻇﻬﺮ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺮب واﻟﻌﺠﻢ ‪..‬‬ ‫ﻓﺎﻟﺘﻔﺖ إﻟﻰ اﻟﻮﻟﻴﺪ ﺑﻦ اﻟﻮﻟﻴﺪ ‪ ..‬وهﻮ أﺧﻮ ﺧﺎﻟﺪ ‪..‬‬
‫ﻓﻠﻮ ﻗﺪﻣﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺤﻤﺪ واﺗﺒﻌﻨﺎﻩ ‪ ..‬ﻓﺈن ﺷﺮف‬ ‫وآﺎن اﻟﻮﻟﻴﺪ ﻣﺴﻠﻤ ًﺎ ﻗﺪ دﺧﻞ ﻣﻊ اﻟﻨﺒﻲ ‪ ρ‬ﻣﻌﺘﻤﺮًا‬
‫ﻣﺤﻤﺪ ﻟﻨﺎ ﺷﺮف ؟‬ ‫‪..‬‬
‫ﻓﺄﺑﻰ أﺷﺪ اﻹﺑﺎء ‪ ..‬وﻗﺎل ‪ :‬ﻟﻮ ﻟﻢ ﻳﺒﻖ ﻏﻴﺮي‬ ‫وأراد ‪ ε‬أن ﻳﺒﻌﺚ إﻟﻰ ﺧﺎﻟﺪ رﺳﺎﻟﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﺒﺎﺷﺮة ‪..‬‬
‫ﻣﺎ اﺗﺒﻌﺘﻪ أﺑﺪًا ‪..‬‬ ‫ﻳﺮﻏﺒﻪ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺎﻟﺪﺧﻮل ﻓﻲ اﻹﺳﻼم ‪..‬‬
‫ﻓﺎﻓﺘﺮﻗﻨﺎ ‪ ..‬وﻗﻠﺖ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻲ ‪:‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ ε‬ﻟﻠﻮﻟﻴﺪ ‪ :‬أﻳﻦ ﺧﺎﻟﺪ ؟‬
‫هﺬا رﺟﻞ ﻣﺼﺎب ‪ ..‬ﻗﺘﻞ أﺧﻮﻩ وأﺑﻮﻩ ﺑﻤﻌﺮآﺔ‬ ‫ﻓﻮﺟﺊ اﻟﻮﻟﻴﺪ ﺑﺎﻟﺴﺆال ‪ ..‬وﻗﺎل ‪ :‬ﻳﺄﺗﻲ اﷲ ﺑﻪ ﻳﺎ‬
‫ﺑﺪر ‪..‬‬ ‫رﺳﻮل اﷲ ‪..‬‬
‫ﻓﻠﻘﻴﺖ ﻋﻜﺮﻣﺔ ﺑﻦ أﺑﻲ ﺟﻬﻞ ‪ ..‬ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻪ ﻣﺜﻞ‬ ‫ﻓﻘﺎل ‪ " : ε‬ﻣﺜﻠﻪ ﻳﺠﻬﻞ اﻹﺳﻼم !! وﻟﻮ آﺎن ﺟﻌﻞ‬
‫ﻣﺎ ﻗﻠﺖ ﻟﺼﻔﻮان ﺑﻦ أﻣﻴﺔ ‪..‬‬ ‫ﺣﺪﱠﻩ ﻣﻊ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ‪ ..‬آﺎن ﺧﻴﺮًا ﻟﻪ ‪..‬‬ ‫ﻧﻜﺎﻳﺘﻪ َو َ‬
‫ﻓﻘﺎل ﻟﻲ ﻣﺜﻞ ﻣﺎ ﻗﺎل ﻟﻲ ﺻﻔﻮان ﺑﻦ أﻣﻴﺔ ‪..‬‬ ‫ﺛﻢ ﻗﺎل ‪ :‬وﻟﻮ ﺟﺎءﻧﺎ ﻷآﺮﻣﻨﺎﻩ ‪ ..‬وﻗﺪﻣﻨﺎﻩ ﻋﻠﻰ‬
‫ﻗﻠﺖ ‪ :‬ﻓﺎآﺘﻢ ﻋﻠﻲ ﺧﺮوﺟﻲ إﻟﻰ ﻣﺤﻤﺪ ‪..‬‬ ‫ﻏﻴﺮﻩ ‪..‬‬
‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻻ أذآﺮﻩ ﻷﺣﺪ ‪.‬‬ ‫اﺳﺘﺒﺸﺮ اﻟﻮﻟﻴﺪ ‪ ..‬وﺟﻌﻞ ﻳﻄﻠﺐ ﺧﺎﻟﺪًا وﻳﺒﺤﺚ ﻋﻨﻪ‬
‫ﻓﺨﺮﺟﺖ إﻟﻰ ﻣﻨﺰﻟﻲ ‪ ..‬ﻓﺄﻣﺮت ﺑﺮاﺣﻠﺘﻲ‬ ‫ﻓﻲ ﻣﻜﺔ ‪ ..‬ﻓﻠﻢ ﻳﺠﺪﻩ ‪..‬‬
‫ﻓﺨﺮﺟﺖ ﺑﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤﺎ ﻋﺰﻣﻮا ﻋﻠﻰ اﻟﺮﺟﻮع ﻟﻠﻤﺪﻳﻨﺔ ‪..‬‬
‫إﻟﻰ أن ﻟﻘﻴﺖ ﻋﺜﻤﺎن ﺑﻦ ﻃﻠﺤﺔ ‪ ..‬ﻓﻘﻠﺖ ‪:‬‬ ‫آﺘﺐ اﻟﻮﻟﻴﺪ آﺘﺎﺑًﺎ إﻟﻰ أﺧﻴﻪ ‪:‬‬
‫إن هﺬا ﻟﻲ ﺻﺪﻳﻖ ‪ ..‬ﻓﻠﻮ ذآﺮت ﻟﻪ ﻣﺎ أرﺟﻮ‬ ‫ﺑﺴﻢ اﷲ اﻟﺮﺣﻤﻦ اﻟﺮﺣﻴﻢ ‪ ..‬أﻣﺎ ﺑﻌﺪ ‪ ..‬ﻓﺈﻧﻲ ﻟﻢ أر‬
‫‪..‬‬ ‫أﻋﺠﺐ ﻣﻦ ذهﺎب رأﻳﻚ ﻋﻦ اﻹﺳﻼم ‪ ..‬وﻋﻘﻠﻚ‬
‫ﺛﻢ ذآﺮت ﻣﻦ ﻗﺘﻞ ﻣﻦ ﺁﺑﺎﺋﻪ ﻓﻲ ﺣﺮﺑﻨﺎ ﻣﻊ‬ ‫ﻋﻘﻠﻚ ! وﻣﺜﻞ اﻹﺳﻼم ﻳﺠﻬﻠﻪ أﺣﺪ ؟‬
‫اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ‪ ..‬ﻓﻜﺮهﺖ أن أذآﱢﺮﻩ ‪..‬‬ ‫وﻗﺪ ﺳﺄﻟﻨﻲ رﺳﻮل اﷲ ‪ ρ‬ﻋﻨﻚ وﻗﺎل ‪ :‬أﻳﻦ ﺧﺎﻟﺪ ؟‬
‫ﺛﻢ ﻗﻠﺖ ‪ :‬وﻣﺎ ﻋﻠﻲ أن أﺧﺒﺮﻩ ‪ ..‬وأﻧﺎ راﺣﻞ‬ ‫ﻓﻘﻠﺖ ‪ :‬ﻳﺄﺗﻲ اﷲ ﺑﻪ ‪..‬‬
‫ﻓﻲ ﺳﺎﻋﺘﻲ هﺬﻩ !‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل ‪ " :‬ﻣﺜﻠﻪ ﺟﻬﻞ اﻹﺳﻼم !! وﻟﻮ آﺎن ﺟﻌﻞ‬
‫ﻓﺬآﺮت ﻟﻪ ﻣﺎ ﺻﺎر أﻣﺮ ﻗﺮﻳﺶ إﻟﻴﻪ ‪ ..‬وﻗﻠﺖ‬ ‫ﺣﺪﱠﻩ ﻣﻊ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ‪ ..‬آﺎن ﺧﻴﺮًا ﻟﻪ ‪ ..‬وﻟﻮ‬ ‫ﻧﻜﺎﻳﺘﻪ َو َ‬
‫‪:‬‬ ‫ﺟﺎءﻧﺎ ﻷآﺮﻣﻨﺎﻩ ‪ ..‬وﻗﺪﻣﻨﺎﻩ ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺮﻩ ‪..‬‬
‫إﻧﻤﺎ ﻧﺤﻦ ﺑﻤﻨﺰﻟﺔ ﺛﻌﻠﺐ ﻓﻲ ﺟﺤﺮ ‪ ..‬ﻟﻮ ﺻُﺐ‬ ‫ﻓﺎﺳﺘﺪرك ﻳﺎ أﺧﻲ ﻣﺎ ﻗﺪ ﻓﺎﺗﻚ ﻣﻦ ﻣﻮاﻃﻦ ﺻﺎﻟﺤﺔ‬
‫ﻋﻠﻴﻪ ذﻧﻮب ﻣﻦ ﻣﺎء ﻟﺨﺮج ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫ﻲ ‪ ..‬ﻓﺄﺳﺮع‬ ‫وﻗﻠﺖ ﻟﻪ ﻧﺤﻮًا ﻣﻤﺎ ﻗﻠﺖ ﻟﺼﺎﺣ َﺒ ْ‬ ‫ﻗﺎل ﺧﺎﻟﺪ ‪ :‬ﻓﻠﻤﺎ ﺟﺎءﻧﻲ آﺘﺎﺑﻪ ‪ ..‬ﻧﺸﻄﺖ ﻟﻠﺨﺮوج‬
‫اﻹﺳﺘﺠﺎﺑﺔ وﻋﺰم ﻋﻠﻰ اﻟﺨﺮوج ﻣﻌﻲ ﻟﻠﻤﺪﻳﻨﺔ‬ ‫‪ ..‬وزادﻧﻲ رﻏﺒﺔ ﻓﻲ اﻹﺳﻼم ‪..‬‬
‫‪76‬‬
‫‪Books-sea.com‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬ ‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪..‬‬ ‫!‪..‬‬
‫ﻗﺎل ‪ " :‬اﻟﻠﻬﻢ اﻏﻔﺮ ﻟﺨﺎﻟﺪ ﺑﻦ اﻟﻮﻟﻴﺪ ‪ ..‬آﻞ‬ ‫ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻪ ‪ :‬إﻧﻲ ﺧﺮﺟﺖ هﺬا اﻟﻴﻮم ‪ ..‬وأﻧﺎ أرﻳﺪ أن‬
‫ﻣﺎ َأوْﺿﻊ ﻓﻴﻪ ‪ ..‬ﻣﻦ ﺻﺪ ﻋﻦ ﺳﺒﻴﻞ اﷲ " ‪..‬‬ ‫أﻣﻀﻲ ﻟﻠﻤﺪﻳﻨﺔ ‪..‬‬
‫وﻣ ﻦ ﻳﻌ ﺪهﺎ آﺎن ﺧﺎﻟﺪ رأﺳ ًﺎ ﻣﻦ رؤوس هﺬا‬ ‫وهﺬﻩ راﺣﻠﺘﻲ ﻣﺠﻬﺰة ﻟﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻄﺮﻳﻖ ‪..‬‬
‫اﻟﺪﻳﻦ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻓﺘﻮاﻋﺪﻧﺎ أﻧﺎ وهﻮ ﻓﻲ ﻣﻮﺿﻊ ﻳﻘﺎل ﻟﻪ‬
‫أﻣ ﺎ إﺳ ﻼﻣﻪ ﻓﻜ ﺎن ﺑﺮﺳ ﺎﻟﺔ ﻏﻴ ﺮ ﻣﺒﺎﺷ ﺮة‬ ‫"ﻳﺄﺟﺞ " ‪ ..‬إن ﺳﺒﻘﻨﻲ أﻗﺎم ﻳﻨﺘﻈﺮﻧﻲ ‪ ..‬وإن‬
‫وﺻﻠﺖ إﻟﻴﻪ ﻣﻦ رﺳﻮل اﷲ ‪.. ε‬‬ ‫ﺳﺒﻘﺘﻪ أﻗﻤﺖ أﻧﺘﻈﺮﻩ ‪..‬‬
‫ﻓﻤﺎ أﺣﻠﻤﻪ ‪ ε‬وأﺣﻜﻤﻪ ‪..‬‬ ‫ﺳﺤَﺮًا ‪ ..‬ﺧﻮﻓ ًﺎ ﻣﻦ‬‫ﻓﺨﺮﺟﺖ ﻣﻦ ﺑﻴﺘﻲ ﺁﺧﺮ اﻟﻠﻴﻞ َ‬
‫ﻓﻠﻨﺘ ﺒﻊ ﻣ ﺜﻞ ه ﺬﻩ اﻟﻤﻬ ﺎرات ﻓ ﻲ اﻟﺘﺄﺛﻴ ﺮ ﻓ ﻲ‬ ‫أن ﺗﻌﻠﻢ ﻗﺮﻳﺶ ﺑﺨﺮوﺟﻨﺎ ‪..‬‬
‫اﻟﻨﺎس ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻢ ﻳﻄﻠﻊ اﻟﻔﺠﺮ ﺣﺘﻰ اﻟﺘﻘﻴﻨﺎ ﻓﻲ "ﻳﺄﺟﺞ" ‪..‬‬
‫ﻓﻠ ﻮ رأﻳ ﺖ ﺷﺨﺼ ًﺎ ﻳﺒ ﻴﻊ دﺧﺎﻧ ًﺎ ﻓ ﻲ ﺑﻘﺎﻟ ﺔ‬ ‫ﻓﻐﺪوﻧﺎ ﺣﺘﻰ اﻧﺘﻬﻴﻨﺎ إﻟﻰ اﻟﻬﺪة ‪..‬‬
‫ﻓﺄردت ﺗﻨﺒﻴﻬﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﻮﺟﺪﻧﺎ ﻋﻤﺮو ﺑﻦ اﻟﻌﺎص ﻋﻠﻰ ﺑﻌﻴﺮﻩ ‪..‬‬
‫ع ﻟﻪ‬
‫ﻓ ﺄﺛﻦ أو ًﻻ ﻋﻠ ﻰ ﺑﻘﺎﻟ ﺘﻪ وﻧﻈﺎﻓﺘﻬﺎ ‪ ..‬واد ُ‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻣﺮﺣﺒ ًﺎ ﺑﺎﻟﻘﻮم ‪ ..‬إﻟﻰ أﻳﻦ ﻣﺴﻴﺮآﻢ ؟‬
‫ﺑﺎﻟﺒ ﺮآﺔ ﻓ ﻲ اﻟ ﺮﺑﺢ ‪ ..‬ﺛ ﻢ ﻧ ﺒﻬﻪ ﻋﻠ ﻰ أهﻤ ﻴﺔ‬ ‫ﻓﻘﻠﻨﺎ ‪ :‬وﻣﺎ أﺧﺮﺟﻚ ؟‬
‫اﻟﻜﺴ ﺐ اﻟﺤ ﻼل ‪ ..‬ﻟﻴﺸ ﻌﺮ أﻧ ﻚ ﻟ ﻢ ﺗﻨﻈ ﺮ إﻟﻴﻪ‬ ‫ﻓﻘﺎل ‪ :‬وﻣﺎ أﺧﺮﺟﻜﻢ ؟‬
‫ﺑﻤ ﻨﻈﺎر أﺳ ﻮد ‪ ..‬ﺑ ﻞ أﻣﺴ ﻜﺖ اﻟﻌﺼ ﺎ ﻣ ﻦ‬ ‫ﻗﻠﻨﺎ ‪ :‬اﻟﺪﺧﻮل ﻓﻲ اﻹﺳﻼم ‪ ..‬واﺗﺒﺎع ﻣﺤﻤﺪ ‪.. ρ‬‬
‫اﻟﻨﺼﻒ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬وذاك اﻟﺬي أﻗﺪﻣﻨﻲ ‪.‬‬
‫آ ﻦ ذآ ﻴ ًﺎ ‪ ..‬اﺑﺤ ﺚ ﻋ ﻦ أي ﺣﺴ ﻨﺎت ﻓ ﻴﻤﻦ‬ ‫ﻓﺎﺻﻄﺤﺒﻨﺎ ﺟﻤﻴﻌًﺎ ﺣﺘﻰ دﺧﻠﻨﺎ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ‪..‬‬
‫أﻣﺎﻣ ﻚ ﺗﻐﻤ ﺮ ﻓ ﻴﻬﺎ ﺳ ﻴﺌﺎﺗﻪ ‪ ..‬أﺣﺴ ﻦ اﻟﻈ ﻦ‬ ‫ﻓﺄﻧﺨﻨﺎ ﺑﻈﻬﺮ اﻟﺤﺮة رآﺎﺑﻨﺎ ‪..‬‬
‫ﺑﺎﻵﺧ ﺮﻳﻦ ‪ ..‬ﻟﻴﺸ ﻌﺮوا ﺑﻌ ﺪﻟﻚ ﻣﻌﻬ ﻢ ﻓﻴﺤﺒﻮك‬ ‫ﻓﺄُﺧﺒﺮ ﺑﻨﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪ ρ‬ﻓﺴﺮ ﺑﻨﺎ ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫ﻓﻠﺒﺴﺖ ﻣﻦ ﺻﺎﻟﺢ ﺛﻴﺎﺑﻲ ‪ ..‬ﺛﻢ ﺗﻮﺟﻬﺖ إﻟﻰ رﺳﻮل‬
‫اﷲ ‪ .. ρ‬ﻓﻠﻘﻴﻨﻲ أﺧﻲ ﻓﻘﺎل ‪:‬‬
‫ﻟﻤﺤﺔ ‪..‬‬ ‫ﺴﺮﱠ‬‫أﺳﺮع ‪ ..‬ﻓﺈن رﺳﻮل اﷲ ‪ .. ρ‬ﻗﺪ أُﺧﺒﺮ ﺑﻚ ﻓ ُ‬
‫ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻘﺘﻨﻊ اﻟﻨﺎس أﻧﻨﺎ ﻧﻠﺤﻆ ﺣﺴﻨﺎﺗﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﺑﻘﺪوﻣﻚ وهﻮ ﻳﻨﺘﻈﺮآﻢ ‪..‬‬
‫آﻤﺎ ﻧﻠﺤﻆ ﺳﻴﺌﺎﺗﻬﻢ ‪ ..‬ﻳﻘﺒﻠﻮن ﻣﻨﺎ اﻟﺘﻮﺟﻴﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﺄﺳﺮﻋﻨﺎ اﻟﺴّﻴﺮ ‪ ..‬ﻓﺄﻗﺒﻠﺖ إﻟﻰ رﺳﻮل اﷲ أﻣﺸﻲ‬
‫ﻲ‬‫‪ ..‬ﻓﻠﻤﺎ رﺁﻧﻲ ﻣﻦ ﺑﻌﻴﺪ ﺗﺒﺴّﻢ ‪ ..‬ﻓﻤﺎ زال ﻳﺘﺒﺴﻢ إﻟ ﱠ‬
‫‪ 34.‬اﺟﻌﻞ ﻣﻌﺎﻟﺠﺔ اﻟﺨﻄﺄ ﺳﻬﻠﺔ ‪..‬‬ ‫ﺣﺘﻰ وﻗﻔﺖ ﻋﻠﻴﻪ ‪..‬‬
‫ﺗﺘ ﻨﻮع اﻷﺧﻄ ﺎء اﻟﺘ ﻲ ﺗﻘ ﻊ ﻣ ﻦ اﻟ ﻨﺎس آﺒ ﺮًا‬ ‫ﻓﺴﻠﻤﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺎﻟﻨﺒﻮة ‪ ..‬ﻓﺮد ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻼم ﺑﻮﺟﻪ‬
‫وﺻﻐﺮًا ‪..‬‬ ‫ﻃﻠْﻖ ‪..‬‬
‫وﻣﻬﻤﺎ آﺎن ﺣﺠﻢ اﻟﺨﻄﺄ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻤﻜﻦ ﻋﻼﺟﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﻠﺖ ‪ :‬إﻧﻲ أﺷﻬﺪ أن ﻻ إﻟﻪ إﻻ اﷲ ‪ ..‬وأﻧﻚ رﺳﻮل‬
‫ﻧﻌ ﻢ ﻗ ﺪ ﻻ ﻳﻔ ﻴﺪ اﻟﻌ ﻼج ﻓﻲ إﺻﻼح ﻣﺎ أﻓﺴﺪﻩ‬ ‫اﷲ ‪..‬‬
‫اﻟﺨﻄ ﺄ ‪ .. %100‬ﻟﻜ ﻨﻪ ﻋﻠ ﻰ اﻷﻗ ﻞ ﻳﺼ ﻠﺢ‬ ‫ﻓﻘﺎل ‪ " :‬اﻟﺤﻤﺪ ﷲ اﻟﺬي هﺪاك ‪ ..‬ﻗﺪ آﻨﺖ أرى ﻟﻚ‬
‫أآﺜﺮ اﻟﻔﺎﺳﺪ ‪..‬‬ ‫ﻼ ‪ ..‬رﺟﻮت أﻻ ﻳﺴﻠﻤﻚ إﻻ إﻟﻰ ﺧﻴﺮ " ‪..‬‬ ‫ﻋﻘ ً‬
‫ﻋ ﺪد ﻏﻴ ﺮ ﻗﻠ ﻴﻞ ﻣ ﻦ اﻟ ﻨﺎس ﻻ ﻳﺴ ﻌﻰ إﻟ ﻰ‬ ‫ﻗﻠﺖ ‪ :‬ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪ ..‬إﻧﻲ ﻗﺪ رأﻳﺖ ﻣﺎ آﻨﺖ أﺷﻬﺪ‬
‫ﻼ ﻋﻠﻰ‬ ‫إﺻ ﻼح أﺧﻄﺎﺋ ﻪ ﻟﺸ ﻜﻪ ﻓﻲ ﻗﺪرﺗﻪ أﺻ ً‬ ‫ﻣﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﻤﻮاﻃﻦ ﻋﻠﻴﻚ ‪ ..‬ﻣﻌﺎﻧﺪًا ﻟﻠﺤﻖ ‪ ..‬ﻓﺎدع‬
‫ﻋﻼﺟﻬﺎ ‪..‬‬ ‫اﷲ أن ﻳﻐﻔﺮهﺎ ﻟﻲ ‪..‬‬
‫وأﺣ ﻴﺎﻧ ًﺎ ﺗﻜ ﻮن ﻃ ﺮﻳﻘﺘﻨﺎ ﻓ ﻲ اﻟ ﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣ ﻊ‬ ‫ﻓﻘﺎل ‪ " : ρ‬اﻹﺳﻼم ﻳﺠﺐ ﻣﺎ آﺎن ﻗﺒﻠﻪ " ‪..‬‬
‫اﻷﺧﻄﺎء هﻲ ﺟﺰء ﻣﻦ اﻟﺨﻄﺄ ﻧﻔﺴﻪ ‪..‬‬ ‫ﻗﻠﺖ ‪ :‬ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪ ..‬ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ‪ ..‬ﻓﺎﺳﺘﻐﻔﺮ ﻟﻲ‬
‫‪77‬‬
‫‪Books-sea.com‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬ ‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﻣ ﺘﺎﻋﻬﻢ ﻟﻠ ﺮﺣﻴﻞ ‪..‬ﻓﺨ ﺮﺟﺖ ﻋﺎﺋﺸ ﺔ ﻟ ﺒﻌﺾ‬ ‫ﻳﻘ ﻊ وﻟ ﺪي ﻓ ﻲ ﺧﻄ ﺄ ﻓﺄﻟﻮﻣﻪ وأﺣﻘﺮﻩ وأﻋﻈﱢﻢ ﻋﻠﻴﻪ‬
‫ﺣﺎﺟ ﺘﻬﺎ ‪ ..‬وﻓ ﻲ ﻋ ﻨﻘﻬﺎ ﻋﻘ ﺪ ﻟﻬ ﺎ ﻓ ﻴﻪ ﺟ ﺰع‬ ‫اﻟﺨﻄ ﺄ ﺣﺘ ﻰ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﺄﻧﻪ ﺳﻘﻂ ﻓﻲ ﺑﺌﺮ ﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﻗﺎع‬
‫ﻇﻔﺎر ‪..‬‬ ‫!! ﻓﻴ ﻴﺄس ﻣ ﻦ اﻹﺻ ﻼح ‪ ..‬وﻳﺒﻘ ﻰ ﻋﻠ ﻰ ﻣ ﺎ ه ﻮ‬
‫ﻓﻠﻤ ﺎ ﻓ ﺮﻏﺖ ﻣ ﻦ ﺣﺎﺟ ﺘﻬﺎ ‪ ..‬اﻧﺴ ﻞ اﻟﻌﻘﺪ ﻣﻦ‬ ‫ﻋﻠﻴﻪ ‪..‬‬
‫ﻋﻨﻘﻬﺎ وهﻲ ﻻ ﺗﺪري ‪..‬‬ ‫وﻗﺪ ﺗﻘﻊ ﻓﻲ اﻟﺨﻄﺄ زوﺟﺘﻲ أو ﻳﻘﻊ ﻓﻴﻪ ﺻﺪﻳﻘﻲ ‪..‬‬
‫ﻓﻠﻤ ﺎ رﺟﻌ ﺖ اﻟﻌﺴ ﻜﺮ ‪ ..‬وأرادت اﻟﺪﺧﻮل ﻓﻲ‬ ‫ﻓﺈذا أﺷﻌﺮﺗﻪ أﻧﻪ أﺧﻄﺄ وﻟﻜﻦ اﻟﻄﺮﻳﻖ ﻟﻢ ﻳﻨﻘﻄﻊ ﺑﻌﺪ‬
‫ه ﻮدﺟﻬﺎ ‪ ..‬ﻟﻤﺴ ﺖ ﻋ ﻨﻘﻬﺎ ﻓﻠ ﻢ ﺗﺠ ﺪ اﻟﻌﻘﺪ ‪..‬‬ ‫ﻓﻤﻌﺎﻟﺠﺔ اﻟﺨﻄﺄ ﺳﻬﻠﺔ ‪ ..‬واﻟﺮﺟﻮع إﻟﻰ اﻟﺤﻖ ﺧﻴﺮ‬
‫وﻗﺪ ﺑﺪأ اﻟﻨﺎس ﻓﻲ اﻟﺮﺣﻴﻞ ‪..‬‬ ‫ﻣﻦ اﻟﺘﻤﺎدي ﻓﻲ اﻟﺒﺎﻃﻞ ‪..‬‬
‫ﻓ ﺮﺟﻌﺖ ﺳ ﺮﻳﻌ ًﺎ إﻟ ﻰ ﻣﻜﺎﻧﻬ ﺎ اﻟﺬي ﻗﻀﺖ ﻓﻴﻪ‬ ‫ﺟ ﺎء رﺟ ﻞ إﻟ ﻰ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ ρ‬ﻳ ﺒﺎﻳﻌﻪ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻬﺠ ﺮة ‪..‬‬
‫ﺣﺎﺟﺘﻬﺎ ‪ ..‬ﻓﺄﺧﺬت ﺗﺒﺤﺚ ﻋﻨﻪ ‪ ..‬وأﺑﻄﺄت ‪..‬‬ ‫وﻗ ﺎل ‪ :‬إﻧ ﻲ ﺟ ﺌﺖ أﺑﺎﻳﻌ ﻚ ﻋﻠﻰ اﻟﻬﺠﺮة ‪ ..‬وﺗﺮآﺖ‬
‫وﺟ ﺎء اﻟﻘ ﻮم ﻓﺤﻤﻠ ﻮا ه ﻮدﺟﻬﺎ وه ﻢ ﻳﻈ ﻨﻮن‬ ‫أﺑﻮي ﻳﺒﻜﻴﺎن ‪..‬‬
‫أﻧﻬ ﺎ ﻓ ﻴﻪ ‪ ..‬ﻓﺎﺣﺘﻤﻠﻮﻩ ‪ ..‬ﻓﺸﺪوﻩ ﻋﻠﻰ اﻟﺒﻌﻴﺮ‬ ‫ﻓﻠﻢ ﻳﻌﻨﻔﻪ ‪ .. ε‬أو ﻳﺤﻘﺮ ِﻓﻌْﻠﻪ ‪ ..‬أو ﻳﺼﻐﺮ ﻋﻘﻠﻪ ‪..‬‬
‫‪ ..‬ﺛﻢ أﺧﺬوا ﺑﺮأس اﻟﺒﻌﻴﺮ ﻓﺎﻧﻄﻠﻘﻮا ﺑﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﺎﻟ ﺮﺟﻞ ﺟ ﺎء ﺑﻨ ﻴﺔ ﺻﺎﻟﺤﺔ وﻳﺮى أﻧﻪ ﻓﻌﻞ اﻷﺻﻠﺢ‬
‫وﺳ ﺎر اﻟﺠ ﻴﺶ ‪ ..‬أﻣ ﺎ ﻋﺎﺋﺸ ﺔ ﻓ ﺒﻌﺪ ﺑﺤ ﺚ‬ ‫‪..‬‬
‫ﻃ ﻮﻳﻞ ‪ ..‬وﺟ ﺪت اﻟﻌﻘ ﺪ ‪ ..‬ﻓﻌ ﺎدت إﻟ ﻰ ﻣﻜ ﺎن‬ ‫أﺷ ﻌﺮﻩ ‪ ε‬أن ﻣﻌﺎﻟﺠ ﺔ اﻟﺨﻄ ﺄ ﺳ ﻬﻠﺔ ﻓﻘ ﺎل ﻟ ﻪ ﺑﻜ ﻞ‬
‫اﻟﺠﻴﺶ ‪..‬‬ ‫ﺑﺴ ﺎﻃﺔ ‪ :‬ارﺟ ﻊ إﻟ ﻴﻬﻤﺎ ﻓﺄﺿ ﺤﻜﻬﻤﺎ آﻤ ﺎ أﺑﻜﻴ ﺘﻬﻤﺎ‬
‫* * * * * * * * *‬ ‫‪.. (41)..‬‬
‫ﻗﺎﻟﺖ ﻋﺎﺋﺸﺔ ‪:‬‬ ‫واﻧﺘﻬﻰ اﻷﻣﺮ ‪..‬‬
‫‪ .‬ﻓﺠ ﺌﺖ ﻣ ﻨﺎزﻟﻬﻢ وﻟ ﻴﺲ ﺑﻬﺎ داع وﻻ ﻣﺠﻴﺐ‬ ‫آ ﺎن ‪ ε‬ﻳ ﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣ ﻊ اﻟ ﻨﺎس ﺑﺄﺳ ﺎﻟﻴﺐ ﺗﺮﺑ ﻲ ﻓ ﻴﻬﻢ‬
‫‪ ..‬ﻗﺪ اﻧﻄﻠﻖ اﻟﻨﺎس ‪..‬‬ ‫اﻟﺮﻏﺒﺔ ﻓﻲ اﻟﺨﻴﺮ وﺗﺸﻌﺮهﻢ أﻧﻬﻢ إﻟﻰ اﻟﺨﻴﺮ أﻗﺮب‬
‫ﻓﺘ ﻴﻤﻤﺖ ﻣﻨﺰﻟ ﻲ اﻟ ﺬي آ ﻨﺖ ﻓ ﻴﻪ وﻇﻨ ﻨﺖ أن‬ ‫‪ ..‬ﺣﺘﻰ وإن وﻗﻌﻮا ﻓﻲ أﺧﻄﺎء ‪..‬‬
‫اﻟﻘﻮم ﺳﻴﻔﻘﺪوﻧﻲ ﻓﻴﺮﺟﻌﻮن إﻟﻲ ‪..‬‬ ‫وﺑ ﻴﻦ ﻳ ﺪي ﺣﺎدﺛ ﺔ ﻣ ﺮوّﻋﺔ ‪ ..‬اﻟﺸﺎهﺪ ﻣﻨﻬﺎ ﺁﺧﺮُهﺎ‬
‫ﻓ ﺘﻠﻔﻔﺖ ﺑﺠﻠﺒﺎﺑ ﻲ ‪ ..‬ﻓﺒﻴ ﻨﻤﺎ أﻧ ﺎ ﺟﺎﻟﺴ ﺔ ﻓ ﻲ‬ ‫‪ ..‬ﻟﻜﻨﻲ ﺳﺄوردهﺎ ﻣﻦ أوﻟﻬﺎ رﻏﺒﺔ ﻓﻲ اﻟﻔﺎﺋﺪة ‪..‬‬
‫ﻣﻨﺰﻟﻲ إذ ﻏﻠﺒﺘﻨﻲ ﻋﻴﻨﻲ ﻓﻨﻤﺖ ‪..‬‬ ‫آ ﺎن رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ρ‬إذا أراد أن ﻳﺨ ﺮج ﺳ ﻔﺮًا أﻗﺮع‬
‫ﻓ ﻮاﷲ إﻧﻲ ﻟﻤﻀﻄﺠﻌﺔ إذ ﻣ ﱠﺮ ﺑﻲ ﺻﻔﻮان ﺑﻦ‬ ‫ﺑ ﻴﻦ ﻧﺴﺎﺋﻪ ‪ ..‬ﻓﺄﻳﺘﻬﻦ ﺧﺮج ﺳﻬﻤﻬﺎ ﺧﺮج ﺑﻬﺎ ﻣﻌﻪ‬
‫اﻟﻤﻌﻄﻞ ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫وآ ﺎن ﻗ ﺪ ﺗﺨﻠ ﻒ ﻋﻦ اﻟﻌﺴﻜﺮ ﻟﺒﻌﺾ ﺣﺎﺟﺎﺗﻪ‬ ‫ﻓﻠﻤﺎ أراد اﻟﺨﺮوج إﻟﻰ ﻏﺰوة ﺑﻨﻲ اﻟﻤﺼﻄﻠﻖ ‪..‬‬
‫‪ ..‬ﻓﻠﻢ ﻳﺒﺖ ﻣﻊ اﻟﻨﺎس ‪..‬‬ ‫أﻗﺮع ﺑﻴﻨﻬﻦ ﻓﺨﺮج ﺳﻬﻢ ﻋﺎﺋﺸﺔ ‪..‬‬
‫ﻓ ﺮأى ﺳ ﻮاد إﻧﺴ ﺎن ﻧ ﺎﺋﻢ ‪ ..‬ﻓﺄﺗﺎﻧ ﻲ ﻓﻌﺮﻓﻨ ﻲ‬ ‫ﻓﺨ ﺮﺟﺖ ﻣ ﻊ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ .. ρ‬وذﻟ ﻚ ﺑﻌ ﺪﻣﺎ أﻧ ﺰل‬
‫ﺣﻴﻦ رﺁﻧﻲ ‪ ..‬وﻗﺪ آﺎن ﻳﺮاﻧﻲ ﻗﺒﻞ أن ﻳﻀﺮب‬ ‫اﻟﺤﺠ ﺎب ‪..‬وآﺎﻧ ﺖ ﺗﺤﻤ ﻞ ﻓ ﻲ ه ﻮدج ‪ ..‬ﻓﺈذا ﻧﺰﻟﻮا‬
‫اﻟﺤﺠﺎب ﻋﻠﻴﻨﺎ ‪..‬‬ ‫ﻧ ﺰﻟﺖ ﻣ ﻦ ه ﻮدﺟﻬﺎ ‪ ..‬وﻗﻀ ﺖ ﺣﺎﺟﺎﺗﻬ ﺎ ‪ ..‬ﻓ ﺈذا‬
‫ﻓﻠﻤﺎ رﺁﻧﻲ ﻗﺎل ‪ :‬إﻧﺎ ﷲ وإﻧﺎ إﻟﻴﻪ راﺟﻌﻮن ‪..‬‬ ‫أرادوا اﻻرﺗﺤﺎل رآﺒﺖ ﻓﻴﻪ ‪..‬‬
‫ﻇﻌﻴﻨﺔ رﺳﻮل اﷲ ‪ ρ‬؟‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎ ﻓﺮغ رﺳﻮل اﷲ ‪ ρ‬ﻣﻦ ﻏﺰوﺗﻪ ‪ ..‬ﺗﻮﺟﻪ ﻗﺎﻓ ً‬
‫ﻼ‬
‫ﻓﺎﺳ ﺘﻴﻘﻈﺖ ﺑﺎﺳ ﺘﺮﺟﺎﻋﻪ ﺣ ﻴﻦ ﻋﺮﻓﻨ ﻲ‬ ‫إﻟﻰ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ‪ ..‬ﺣﺘﻰ إذا آﺎن ﻗﺮﻳﺒ ًﺎ ﻣﻦ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻧﺰل‬
‫ﻓﺨﻤﺮت وﺟﻬﻲ ﺑﺠﻠﺒﺎﺑﻲ ‪..‬‬ ‫ﻣﻨﺰ ًﻻ ﻓﺒﺎت ﺑﻪ ﺑﻌﺾ اﻟﻠﻴﻞ ‪..‬‬
‫وواﷲ ﻣ ﺎ آﻠﻤﻨ ﻲ آﻠﻤ ﺔ ‪ ..‬وﻻ ﺳ ﻤﻌﺖ ﻣ ﻨﻪ‬ ‫ﺛ ﻢ ﺁذن اﻟ ﻨﺎس ﺑﺎﻟ ﺮﺣﻴﻞ ‪ ..‬ﻓ ﺒﺪأ اﻟ ﻨﺎس ﻳﺠﻤﻌ ﻮن‬
‫ﻏﻴﺮ اﺳﺘﺮﺟﺎﻋﻪ ‪..‬‬
‫ﺣﺘ ﻰ أﻧ ﺎخ راﺣﻠ ﺘﻪ ‪ ..‬ﻓﻮﻃ ﺊ ﻋﻠ ﻰ ﻳ ﺪﻳﻬﺎ ‪..‬‬
‫) ‪ ( 41‬ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺘﺪرك وﺻﺤﺢ إﺳﻨﺎدﻩ ‪..‬‬
‫‪78‬‬
‫‪Books-sea.com‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬ ‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﻗﻠﺖ ‪ :‬أوﻗﺪ آﺎن هﺬا ؟‬ ‫ﻓ ﺮآﺒﺖ وأﺧ ﺬ ﺑ ﺮأس اﻟﺒﻌﻴ ﺮ ﻓﺎﻧﻄﻠ ﻖ ﺳﺮﻳﻌ ًﺎ ﻳﻄﻠﺐ‬
‫ﻗﺎﻟﺖ ‪ :‬ﻧﻌﻢ واﷲ ﻟﻘﺪ آﺎن ‪..‬‬ ‫اﻟﻨﺎس ‪..‬‬
‫ﻓ ﻮاﷲ ﻣ ﺎ ﻗ ﺪرت ﻋﻠ ﻰ أن أﻗﻀ ﻲ ﺣﺎﺟﺘ ﻲ‬ ‫ﻓ ﻮاﷲ ﻣ ﺎ أدرآ ﻨﺎ اﻟ ﻨﺎس وﻣ ﺎ اﻓﺘﻘﺪوﻧ ﻲ ﺣﺘ ﻰ‬
‫ورﺟﻌﺖ ‪ ..‬ﻓﺎزددت ﻣﺮﺿ ًﺎ إﻟﻰ ﻣﺮﺿﻲ ‪..‬‬ ‫أﺻﺒﺤﻨﺎ ‪ ..‬ﻓﻮﺟﺪﻧﺎهﻢ ﻧﺎزﻟﻴﻦ ‪ ..‬ﻓﺒﻴﻨﻤﺎ هﻢ آﺬﻟﻚ ‪..‬‬
‫ﻓﻮاﷲ ﻣﺎ زﻟﺖ أﺑﻜﻲ ‪ ..‬ﺣﺘﻰ ﻇﻨﻨﺖ أن اﻟﺒﻜﺎء‬ ‫إذ ﻃﻠﻊ اﻟﺮﺟﻞ ﻳﻘﻮد ﺑﻲ اﻟﺒﻌﻴﺮ ‪..‬‬
‫ﺳﻴﺼﺪع آﺒﺪي ‪..‬‬ ‫ﺞ اﻟﻌﺴ ﻜﺮ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘ ﺎل أه ﻞ اﻹﻓ ﻚ ﻣ ﺎ ﻗﺎﻟ ﻮا ‪ ..‬وارﺗ ﱠ‬
‫وﻗﻠ ﺖ ﻷﻣ ﻲ ‪ :‬ﻳﻐﻔ ﺮ اﷲ ﻟﻚ ‪ ..‬ﺗﺤﺪث اﻟﻨﺎس‬ ‫وواﷲ ﻣﺎ أﻋﻠﻢ ﺑﺸﻲء ﻣﻦ ذﻟﻚ ‪..‬‬
‫ﺑﻤ ﺎ ﺗﺤﺪﺛ ﻮا ﻳ ﻪ ‪ ..‬وﻻ ﺗﺬآ ﺮﻳﻦ ﻟ ﻲ ﻣ ﻦ ذﻟ ﻚ‬ ‫* * * * * * * * *‬
‫ﺷﻴﺌ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﺛﻢ ﻗﺪﻣﻨﺎ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ‪ ..‬ﻓﻠﻢ أﻟﺒﺚ أن ﻣﺮﺿﺖ واﺷﺘﻜﻴﺖ‬
‫ﻗﺎﻟﺖ ‪ :‬أي ﺑﻨﻴﺔ ﺧﻔﻔﻲ ﻋﻠﻴﻚ اﻟﺸﺄن ‪ ..‬ﻓﻮاﷲ‬ ‫ﺷ ﻜﻮى ﺷ ﺪﻳﺪة ‪ ..‬وأﻧ ﺎ ﻻ ﻳﺒﻠﻐﻨ ﻲ ﻣ ﻦ آ ﻼم اﻟﻨﺎس‬
‫ﻟﻘ ﱠﻞ ﻣ ﺎ آﺎﻧﺖ اﻣﺮأة ﺣﺴﻨﺎء ﻋﻨﺪ رﺟﻞ ﻳﺤﺒﻬﺎ‬ ‫ﺷﻲء ‪..‬‬
‫‪ ..‬وﻟﻬ ﺎ ﺿ ﺮاﺋﺮ إﻻ آ ّﺜ ﺮن ‪ ..‬وآ ّﺜ ﺮ اﻟ ﻨﺎس‬ ‫وﻗ ﺪ اﻧﺘﻬ ﻰ اﻟﺤ ﺪﻳﺚ إﻟﻰ رﺳﻮل اﷲ ‪ ρ‬وإﻟﻰ أﺑﻮ ﱠ‬
‫ي‬
‫ﻋﻠﻴﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ﻼ وﻻ آﺜﻴﺮًا ‪ ..‬إﻻ‬‫‪ ..‬وه ﻢ ﻻ ﻳﺬآ ﺮون ﻟ ﻲ ﻣ ﻨﻪ ﻗﻠ ﻴ ً‬
‫ﻗﻠﺖ ‪ :‬ﺳﺒﺤﺎن اﷲ وﻗﺪ ﺗﺤﺪث اﻟﻨﺎس ﺑﻬﺬا ؟‬ ‫أﻧ ﻲ ﻗ ﺪ أﻧﻜ ﺮت ﻣ ﻦ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ρ‬ﺑﻌﺾ ﻟﻄﻔﻪ ﺑﻲ‬
‫ﻓﺒﻜ ﻴﺖ ﺗﻠ ﻚ اﻟﻠ ﻴﻠﺔ ﺣﺘ ﻰ أﺻ ﺒﺤﺖ ‪ ..‬ﻻ ﻳ ﺮﻗﺄ‬ ‫‪..‬‬
‫ﻟﻲ دﻣﻊ ‪ ..‬وﻻ أآﺘﺤﻞ ﺑﻨﻮم ‪..‬‬ ‫آ ﻨﺖ إذا اﺷ ﺘﻜﻴﺖ رﺣﻤﻨ ﻲ وﻟﻄ ﻒ ﺑ ﻲ ‪ ..‬ﻓﻠﻢ ﻳﻔﻌﻞ‬
‫ﺛﻢ أﺻﺒﺤﺖ أﺑﻜﻲ ‪..‬‬ ‫ذﻟﻚ ﺑﻲ ﻓﻲ ﺷﻜﻮاي ﺗﻠﻚ ‪..‬‬
‫* * * * * * * * *‬ ‫ﺑﻞ آﺎن إذا دﺧﻞ ﻋﻠﻲ وﻋﻨﺪي أﻣﻲ ﺗﻤﺮﺿﻨﻲ ﻗﺎل ‪:‬‬
‫ه ﺬا ﺣ ﺎل ﻋﺎﺋﺸ ﺔ ‪ ..‬ﺗ ﺘﻬﻢ ﺑ ﺬﻟﻚ وه ﻲ اﻟﻔﺘﺎة‬ ‫آﻴﻒ ﺗﻴﻜﻢ ؟ ﻻ ﻳﺰﻳﺪ ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ‪..‬‬
‫اﻟﺘ ﻲ ﻟ ﻢ ﻳ ﺘﺠﺎوز ﻋﻤ ﺮهﺎ ﺧﻤﺲ ﻋﺸﺮة ﺳﻨﺔ‬ ‫ﺣﺘ ﻰ وﺟ ﺪت ﻓ ﻲ ﻧﻔﺴ ﻲ ‪..‬ﻓﻠﻤ ﺎ رأﻳ ﺖ ﺟﻔ ﺎءﻩ ﻟ ﻲ‬
‫‪..‬‬ ‫ﻗﻠﺖ ‪:‬‬
‫ﺗ ﺘﻬﻢ ﺑﺎﻟ ﺰﻧﺎ ‪ ..‬وه ﻲ اﻟﻌﻔ ﻴﻔﺔ اﻟﺸ ﺮﻳﻔﺔ ‪..‬‬ ‫ﻳ ﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ..‬ﻟ ﻮ أذﻧ ﺖ ﻟ ﻲ ﻓﺎﻧ ﺘﻘﻠﺖ إﻟ ﻰ أﻣ ﻲ‬
‫زوﺟ ﺔ أﻃﻬ ﺮ اﻟ ﻨﺎس ‪ ..‬اﻟﺘ ﻲ ﻣ ﺎ آﺸ ﻔﺖ‬ ‫ﻓﻤﺮﺿﺘﻨﻲ ‪..‬‬
‫ﺳ ﺘﺮهﺎ ‪ ..‬وﻻ ه ﺘﻜﺖ ﻋﺮﺿ ﻬﺎ ‪ ..‬ه ﺬا ﺣﺎﻟﻬﺎ‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻻ ﻋﻠﻴﻚ ‪..‬‬
‫ﺗﺒﻜﻲ ﻓﻲ ﺑﻴﺖ أﺑﻮﻳﻬﺎ ‪..‬‬ ‫* * * * * * * * *‬
‫أﻣ ﺎ ﺣ ﺎل رﺳ ﻮل اﷲ ‪ .. ρ‬ﻓ ﻼ ﻳ ﺒﻌﺪ ﺣ ﺰﻧ ًﺎ‬ ‫ﻓﺎﻧ ﺘﻘﻠﺖ إﻟ ﻰ أﻣ ﻲ وﻻ ﻋﻠ ﻢ ﻟ ﻲ ﺑﺸﻲء ﻣﻤﺎ آﺎن ‪..‬‬
‫وهﻤ ًﺎ ‪ ..‬ﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ ‪..‬‬ ‫ﺣﺘﻰ ﻧﻘﻬﺖ ﻣﻦ وﺟﻌﻲ ﺑﻌﺪ ﺑﻀﻊ وﻋﺸﺮﻳﻦ ﻟﻴﻠﺔ ‪..‬‬
‫ﻓ ﻼ ﺟﺒ ﺮﻳﻞ ﻳﺮﺳ ﻞ ‪ ..‬وﻻ اﻟﻘ ﺮﺁن ﻳﻨ ﺰل ‪..‬‬ ‫ﻓﺨﺮﺟﺖ ﻟﻴﻠﺔ ﻟﺒﻌﺾ ﺣﺎﺟﺘﻲ وﻣﻌﻲ أم ﻣﺴﻄﺢ ﺑﻨﺖ‬
‫وﻳﺒﻘ ﻰ ‪ ρ‬ﻣﺘﺤﻴﺮًا ﻓﻲ أﻣﺮﻩ ‪ ..‬وﻗﺪ آﺒﺮ ﻋﻠﻴﻪ‬ ‫ﺧﺎﻟﺔ أﺑﻲ ﺑﻜﺮ ‪.. τ‬‬
‫اﺗﻬ ﺎم اﻟﻤﻨﺎﻓﻘ ﻴﻦ ‪ ..‬وآﻼم اﻟﻨﺎس ﻓﻲ ﻋﺮﺿﻪ‬ ‫ﻓ ﻮاﷲ إﻧﻬ ﺎ ﻟﺘﻤﺸ ﻲ ﻣﻌ ﻲ إذ ﺗﻌﺜ ﺮت ﻓﻲ ﻣِﺮﻃﻬﺎ ‪..‬‬
‫زوﺟﻪ ‪..‬‬ ‫وﺳﻘﻄﺖ أو آﺎدت ‪..‬‬
‫* * * * * * * * *‬ ‫ﻓﻘﺎﻟﺖ ‪ :‬ﺗﻌﺲ ﻣﺴﻄﺢ ‪..‬‬
‫ﻓﻠﻤ ﺎ ﻃ ﺎل اﻷﻣ ﺮ ﻋﻠ ﻴﻪ ‪ ..‬ﻗ ﺎم ‪ ρ‬ﻓ ﻲ اﻟ ﻨﺎس‬ ‫ﻼ ﻗﺪ‬
‫ﻗﻠ ﺖ ‪ :‬ﺑ ﺌﺲ ﻟﻌﻤ ﺮ اﷲ ﻣ ﺎ ﻗﻠ ﺖ ‪ ..‬ﺗﺴﺒﻴﻦ رﺟ ً‬
‫ﻓﺨﻄ ﺒﻬﻢ ‪ ..‬ﻓﺤﻤ ﺪ اﷲ ‪ ..‬وأﺛﻨ ﻰ ﻋﻠ ﻴﻪ ‪ ..‬ﺛ ﻢ‬ ‫ﺷﻬﺪ ﺑﺪرًا ؟‬
‫ﻗﺎل ‪:‬‬ ‫ﻓﻘﺎﻟ ﺖ ‪ :‬أي هﻨ ﺘﺎﻩ ‪ ..‬أوﻟ ﻢ ﺗﺴ ﻤﻌﻲ ﻣﺎ ﻗﺎل ؟ أوﻣﺎ‬
‫أﻳﻬ ﺎ اﻟﻨﺎس ﻣﺎ ﺑﺎل رﺟﺎل ﻳﺆذوﻧﻨﻲ ﻓﻲ أهﻠﻲ‬ ‫ﺑﻠﻐﻚ اﻟﺨﺒﺮ ﻳﺎ ﺑﻨﺖ أﺑﻲ ﺑﻜﺮ ‪..‬‬
‫‪ ..‬وﻳﻘﻮﻟ ﻮن ﻋﻠ ﻴﻬﻢ ﻏﻴ ﺮ اﻟﺤ ﻖ ‪ ..‬واﷲ ﻣ ﺎ‬ ‫ﻗﻠﺖ ‪ :‬وﻣﺎ اﻟﺨﺒﺮ ؟‬
‫ﻋﻠﻤ ﺖ ﻋﻠ ﻴﻬﻢ إﻻ ﺧﻴ ﺮًا ‪ ..‬وﻳﻘﻮﻟ ﻮن ذﻟ ﻚ‬ ‫ﻓﺄﺧﺒﺮﺗﻨﻲ ﺑﺎﻟﺬي آﺎن ﻣﻦ ﻗﻮل أهﻞ اﻹﻓﻚ ‪..‬‬

‫‪79‬‬
‫‪Books-sea.com‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬ ‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﻓﻜ ﻨﺖ أﻋﺠ ﻦ ﻋﺠﻴﻨ ﻲ ‪ ..‬ﻓﺂﻣ ﺮهﺎ أن ﺗﺤﻔﻈ ﻪ‬ ‫ﻟﺮﺟﻞ ‪ ..‬واﷲ ﻣﺎ ﻋﻠﻤﺖ ﻣﻨﻪ إﻻ ﺧﻴﺮًا ‪ ..‬وﻻ ﻳﺪﺧﻞ‬
‫ﻓﺘﻨﺎم ﻋﻨﻪ ‪ ..‬ﻓﺘﺄﺗﻲ اﻟﺸﺎة ﻓﺘﺄآﻠﻪ ‪..‬‬ ‫ﺑﻴﺘ ًﺎ ﻣﻦ ﺑﻴﻮﺗﻲ إﻻ وهﻮ ﻣﻌﻲ ‪..‬‬
‫ﻧﻌ ﻢ ‪ ..‬آﻴﻒ ﺗﺮى اﻟﺠﺎرﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺋﺸﺔ رﻳﺒﺔ‬ ‫ﻓﻠﻤﺎ ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪ ρ‬ﺗﻠﻚ اﻟﻤﻘﺎﻟﺔ ‪..‬‬
‫‪ ..‬وه ﻲ اﻟﻔ ﺘﺎة اﻟﺼ ﺎﻟﺤﺔ اﻟﺘ ﻲ رﺑﺎهﺎ ﺻﺪﻳﻖ‬ ‫ﻗﺎم أﻣﻴﺮ اﻷوس ﺳﻌﺪ ﺑﻦ ﻣﻌﺎذ ﻓﻘﺎل ‪:‬‬
‫اﻷﻣﺔ أﺑﻮ ﺑﻜﺮ ‪ ..‬وﺗﺰوﺟﻬﺎ ﺳﻴﺪ وﻟﺪ ﺁدم ‪..‬‬ ‫ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ إن ﻳﻜﻮﻧﻮا ﻣﻦ اﻷوس ﻧﻜﻔﻚ إﻳﺎهﻢ ‪..‬‬
‫ﺑ ﻞ آ ﻴﻒ ﺗﻘ ﻊ ﻓ ﻲ رﻳﺒﺔ ‪ ..‬وهﻲ أﺣﺐ اﻟﻨﺎس‬ ‫وإن ﻳﻜﻮﻧ ﻮا ﻣ ﻦ إﺧﻮاﻧﻨﺎ ﻣﻦ اﻟﺨﺰرج ﻓﻤﺮﻧﺎ أﻣﺮك‬
‫إﻟ ﻰ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ..‬وﻟﻢ ﻳﻜﻦ ‪ ρ‬ﻳﺤﺐ إﻻ ﻃﻴﺒ ًﺎ‬ ‫ﻓﻮاﷲ إﻧﻬﻢ ﻷهﻞ أن ﺗﻀﺮب أﻋﻨﺎﻗﻬﻢ ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤﺎ ﺳﻤﻊ ذﻟﻚ أﻣﻴﺮ اﻟﺨﺰرج ﺳﻌﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺎدة ﻗﺎم ‪..‬‬
‫ﻓﻬﻲ اﻟﺒﺮﻳﺌﺔ اﻟﻤﺒﺮأة ‪ ..‬وﻟﻜﻦ اﷲ ﻳﺒﺘﻠﻴﻬﺎ‬ ‫ﻼ ﺻﺎﻟﺤ ًﺎ ‪ ..‬ﻟﻜﻦ أﺧﺬﺗﻪ اﻟﺤﻤﻴﺔ ‪..‬‬‫وآﺎن رﺟ ً‬
‫ﻟﻴﻌﻈﻢ أﺟﺮهﺎ ‪ ..‬وﻳﺮﻓﻊ ذآﺮهﺎ ‪..‬‬ ‫ﻗ ﺎم ﻓﻘ ﺎل ‪ :‬آ ﺬﺑﺖ ﻟﻌﻤﺮ اﷲ ‪ ..‬ﻣﺎ ﺗﻀﺮب أﻋﻨﺎﻗﻬﻢ‬
‫* * * * * * * * *‬ ‫‪ ..‬أﻣ ﺎ واﷲ ﻣﺎ ﻗﻠﺖ هﺬﻩ اﻟﻤﻘﺎﻟﺔ إﻻ أﻧﻚ ﻗﺪ ﻋﺮﻓﺖ‬
‫وﺗﻤﻀ ﻲ ﻋﻠ ﻰ ﻋﺎﺋﺸ ﺔ اﻷﻳ ﺎم ‪ ..‬واﻵﻻم ﺗﻠ ﺪ‬ ‫أﻧﻬ ﻢ ﻣ ﻦ اﻟﺨ ﺰرج ؟ وﻟ ﻮ آﺎﻧﻮا ﻣﻦ ﻗﻮﻣﻚ ﻣﺎ ﻗﻠﺖ‬
‫اﻵﻻم ‪ ..‬وهﻲ ﺗﺘﻘﻠﺐ ﻋﻠﻰ ﻓﺮاش ﻣﺮﺿﻬﺎ ‪..‬‬ ‫هﺬا ‪..‬‬
‫ﻻ ﺗﻬﻨﺄ ﺑﻄﻌﺎم وﻻ ﺷﺮاب ‪..‬‬ ‫ﻓﻘ ﺎل أﺳ ﻴﺪ ﺑ ﻦ ﺣﻀ ﻴﺮ ‪ :‬آ ﺬﺑﺖ ﻟﻌﻤ ﺮ اﷲ ‪ ..‬واﷲ‬
‫وﻗﺪ ﺣﺎول رﺳﻮل اﷲ ‪ ρ‬أن ﻳﺤﻞ اﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ‪..‬‬ ‫ﻟﻨﻘﺘﻠﻨﻪ ‪ ..‬وﻟﻜﻨﻚ ﻣﻨﺎﻓﻖ ﺗﺠﺎدل ﻋﻦ اﻟﻤﻨﺎﻓﻘﻴﻦ ‪..‬‬
‫ﺑﺨﻄﺒﺔ ﻋﻠﻰ رؤوس اﻟﻨﺎس ﻓﻜﺎدت أن ﺗﻘﻊ‬ ‫ﺛﻢ ﺛﺎر اﻟﻨﺎس ﺑﻌﻀﻬﻢ إﻟﻰ ﺑﻌﺾ ‪ ..‬ﺣﺘﻰ آﺎدوا أن‬
‫اﻟﺤﺮب ﺑﻴﻦ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ‪ ..‬وﺣﺎول أن ﻳﺤﻠﻬﺎ‬ ‫ﻳﻘﺘﺘﻠﻮا ‪..‬‬
‫ﻓﻲ ﺑﻴﺘﻪ وﻳﺴﺄل ﻋﻠﻴ ًﺎ وزﻳﺪًا ‪ ..‬ﻓﻠﻢ ﻳﺨﺮج‬ ‫ورﺳ ﻮل اﷲ ‪ ρ‬ﻗ ﺎﺋﻢ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻤﻨﺒ ﺮ ‪ ..‬ﻓﻠ ﻢ ﻳ ﺰل‬
‫ﺑﺸﻲء ‪..‬‬ ‫ﻳﺨﻔﻀﻬﻢ ﺣﺘﻰ ﺳﻜﺘﻮا ‪ ..‬وﺳﻜﺖ ‪..‬‬
‫ﻓﻠﻤ ﺎ رأى ذﻟ ﻚ ‪ ..‬أراد أن ﻳﻨﻬ ﻲ اﻷﻣ ﺮ ﻣ ﻦ‬ ‫ﻓﻠﻤﺎ رأى ‪ ρ‬ذﻟﻚ ‪ ..‬ﻧﺰل ﻓﺪﺧﻞ ﺑﻴﺘﻪ ‪..‬‬
‫ﺟﻬﺔ ﻋﺎﺋﺸﺔ ‪..‬‬ ‫* * * * * * * * *‬
‫ﻗﺎﻟﺖ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﻬﺎ ‪:‬‬ ‫وﻟﻤ ﺎ رأى أن اﻷﻣ ﺮ ﻻ ﻳﻤﻜ ﻦ ﺣﻠﻪ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﻋﻤﻮم‬
‫وﺑﻜﻴﺖ ﻳﻮﻣﻲ ذﻟﻚ ﻻ ﺗﺮﻗﺄ ﻟﻲ دﻣﻌﻪ ‪ ..‬وﻻ‬ ‫اﻟﻨﺎس ‪..‬‬
‫اآﺘﺤﻞ ﺑﻨﻮم ‪..‬‬ ‫ﻼ ﻣ ﻦ ﺟﻬ ﺔ أه ﻞ ﺑﻴ ﺘﻪ ‪ ..‬وأﺧ ﺺ‬ ‫أراد أن ﻳﺠ ﺪ ﺣ ً‬
‫ﺛﻢ ﺑﻜﻴﺖ ﻟﻴﻠﺘﻲ اﻟﻤﻘﺒﻠﺔ ﻻ ﺗﺮﻗﺄ ﻟﻲ دﻣﻌﻪ وﻻ‬ ‫اﻟﻨﺎس ﺑﻪ ‪..‬‬
‫أآﺘﺤﻞ ﺑﻨﻮم ‪..‬‬ ‫ﻓﺪﻋﺎ ﻋﻠﻴ ًﺎ وأﺳﺎﻣﺔ ﺑﻦ زﻳﺪ ‪ ..‬ﻓﺎﺳﺘﺸﺎرهﻤﺎ ‪..‬‬
‫وأﺑﻮاي ﻳﻈﻨﺎن أن اﻟﺒﻜﺎء ﻓﺎﻟﻖ آﺒﺪي ‪..‬‬ ‫ﻓﺄﻣ ﺎ أﺳ ﺎﻣﺔ ﻓﺄﺛﻨ ﻰ ﻋﻠ ﻰ ﻋﺎﺋﺸ ﺔ ﺧﻴ ﺮًا وﻗ ﺎل ‪ :‬ﻳ ﺎ‬
‫* * * * * * * * *‬ ‫رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ..‬أهﻠ ﻚ وﻣ ﺎ ﻧﻌﻠ ﻢ ﻣ ﻨﻬﻢ إﻻ ﺧﻴ ﺮًا ‪..‬‬
‫ﻓﺄﻗﺒﻞ ﻳﺤﺚ اﻟﺨﻄﻰ إﻟﻰ ﺑﻴﺖ أﺑﻲ ﺑﻜﺮ ‪..‬‬ ‫وهﺬا اﻟﻜﺬب واﻟﺒﺎﻃﻞ ‪..‬‬
‫ﻓﺎﺳ ﺘﺄذن ‪ ..‬ودﺧ ﻞ ﻋﻠ ﻴﻬﺎ وﻋ ﻨﺪهﺎ أﺑ ﻮهﺎ‬ ‫وأﻣ ﺎ ﻋﻠ ﻲ ﻓﺈﻧ ﻪ ﻗ ﺎل ‪ :‬ﻳ ﺎ رﺳ ﻮل اﷲ إن اﻟﻨﺴ ﺎء‬
‫وأﻣﻬﺎ‪ ..‬واﻣﺮأة ﻣﻦ اﻷﻧﺼﺎر ‪..‬‬ ‫ﻟﻜﺜﻴ ﺮ ‪ ..‬وإﻧ ﻚ ﻟﻘ ﺎدر ﻋﻠ ﻰ أن ﺗﺴ ﺘﺨﻠﻒ ‪ ..‬وﺳ ﻞ‬
‫وه ﻲ أول ﻣ ﺮة ﻳ ﺪﺧﻞ ﻓ ﻴﻬﺎ ﺑ ﻴﺖ أﺑ ﻲ ﺑﻜﺮ ‪..‬‬ ‫اﻟﺠﺎرﻳ ﺔ ﻓﺈﻧﻬ ﺎ ﺳﺘﺼ ﺪﻗﻚ ‪ ..‬ﻓ ﺪﻋﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ρ‬‬
‫ﻣ ﻨﺬ ﻗﺎل اﻟﻨﺎس ﻣﺎ ﻗﺎﻟﻮا ‪ ..‬وﻣﺎ رأى ﻋﺎﺋﺸﺔ‬ ‫ﺑﺮﻳﺮة ‪..‬‬
‫ﻣ ﻨﺬ ﻗ ﺮاﺑﺔ اﻟﺸ ﻬﺮ ‪ ..‬وﻗ ﺪ ﻟ ﺒﺚ ﺷ ﻬﺮًا ﻻ‬ ‫ﻓﻘﺎل ‪ :‬أي ﺑﺮﻳﺮة ‪ ..‬هﻞ رأﻳﺖ ﻣﻦ ﺷﻲء ﻳﺮﻳﺒﻚ‬
‫ﻳﻮﺣﻰ إﻟﻴﻪ ﻓﻲ ﺷﻲء ﻓﻲ ﺷﺄن ﻋﺎﺋﺸﺔ ‪..‬‬ ‫ﻣﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ ؟‬
‫دﺧﻞ ‪ ρ‬ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺋﺸﺔ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎﻟﺖ ﺑﺮﻳﺮة ‪ :‬ﻻ ‪ ..‬واﻟﺬي ﺑﻌﺜﻚ ﺑﺎﻟﺤﻖ ﻧﺒﻴ ًﺎ ‪..‬‬
‫ﻓ ﺈذا ﻃﺮﻳﺤﺔ اﻟﻔﺮاش ‪ ..‬وآﺄﻧﻬﺎ ﻓﺮخ ﻣﻨﺘﻮف‬ ‫واﷲ ﻣ ﺎ أﻋﻠ ﻢ إﻻ ﺧﻴ ﺮًا ‪ ..‬وﻣ ﺎ آ ﻨﺖ أﻋ ﻴﺐ ﻋﻠ ﻰ‬
‫ﻣﻦ ﺷﺪة اﻟﺒﻜﺎء واﻟﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﻋﺎﺋﺸ ﺔ ﺷ ﻴﺌ ًﺎ ‪ ..‬إﻻ أﻧﻬ ﺎ ﺟﺎرﻳ ﺔ ﺣﺪﻳ ﺜﺔ اﻟﺴ ﻦ ‪..‬‬

‫‪80‬‬
‫‪Books-sea.com‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬ ‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﻗﺎﻟ ﺖ ‪ :‬ﺛ ﻢ ﺗﺤ ﻮﻟﺖ ﻓﺎﺿﻄﺠﻌﺖ ﻋﻠﻰ ﻓﺮاﺷﻲ‬ ‫وإذا هﻲ ﺗﺒﻜﻲ ‪ ..‬واﻟﻤﺮأة ﺗﺒﻜﻲ ﻣﻌﻬﺎ ‪ ..‬ﻻ ﻳﻤﻠﻜﺎن‬
‫‪..‬‬ ‫ﻣﻦ اﻷﻣﺮ ﺷﻴﺌ ًﺎ ‪..‬‬
‫وأﻧ ﺎ واﷲ أﻋﻠ ﻢ أﻧ ﻲ ﺑ ﺮﻳﺌﺔ وأن اﷲ ﻣﺒﺮﺋ ﻲ‬ ‫ﻓﺠﻠ ﺲ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ .. ρ‬ﻓﺤﻤ ﺪ اﷲ وأﺛﻨ ﻰ ﻋﻠﻴﻪ ‪..‬‬
‫ﺑﺒﺮاءﺗﻲ ‪..‬‬ ‫ﺛﻢ ﻗﺎل ‪:‬‬
‫وﻟﻜ ﻦ واﷲ ﻣ ﺎ آﻨﺖ أﻇﻦ أن ﻳَﻨ ِﺰ َل ﻓﻲ ﺷﺄﻧﻲ‬ ‫أﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﻳﺎ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﻓﺈﻧﻪ ﻗﺪ ﺑﻠﻐﻨﻲ ﻋﻨﻚ آﺬا وآﺬا ‪..‬‬
‫ﻲ ﻳﺘﻠﻰ ‪..‬‬ ‫وﺣ ٌ‬ ‫وذآﺮ ‪ ε‬ﺧﺒﺮ اﻹﻓﻚ ‪ ..‬وﻣﺎ أﺷﻴﻊ ﻣﻦ وﻗﻮﻋﻬﺎ ﻓﻲ‬
‫وﻟﺸ ﺄﻧﻲ آ ﺎن أﺣﻘ َﺮ ﻓ ﻲ ﻧﻔﺴ ﻲ ﻣﻦ أن ﻳﺘﻜﻠﻢ‬ ‫ﺧﻄﺄ آﺒﻴﺮ ‪..‬ﺛﻢ أراد ‪ ε‬أن ﻳﺒﻴﻦ ﻟﻬﺎ أن اﻹﻧﺴﺎن‬
‫ﻲ ﺑﺄﻣﺮ ﻳﺘﻠﻰ ‪..‬‬ ‫اﷲ ﻓ ﱠ‬ ‫ﻣﻬﻤﺎ وﻗﻊ ﻓﻲ ﺧﻄﺄ ﻓﺈن ﻣﻌﺎﻟﺠﺔ هﺬا اﻟﺨﻄﺄ ﻟﻴﺴﺖ‬
‫وﻟﻜ ﻦ آ ﻨﺖ أرﺟ ﻮ أن ﻳﺮى رﺳﻮ ُل اﷲ ‪ ρ‬ﻓﻲ‬ ‫ﺻﻌﺒﺔ ‪ ..‬ﻓﻘﺎل ﻟﻬﺎ ‪:‬‬
‫اﻟﻨﻮم رؤﻳﺎ ﻳﺒﺮﺋﻨﻲ اﷲ ﻋﺰ وﺟﻞ ﺑﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﺈن آﻨﺖ ﺑﺮﻳﺌﻪ ﻓﺴﻴﺒﺮﺋﻚ اﷲ ﻋﺰ وﺟﻞ ‪..‬‬
‫* * * * * * * * *‬ ‫وإن آﻨﺖ أﻟﻤﻤﺖ ﺑﺬﻧﺐ ‪ ..‬ﻓﺎﺳﺘﻐﻔﺮي اﷲ ﻋﺰ وﺟﻞ‬
‫ﻓﻮاﷲ ﻣﺎ ﺑﺮح رﺳﻮل اﷲ ‪ ρ‬ﻣﺠﻠﺴﻪ ‪ ..‬وﻻ‬ ‫وﺗﻮﺑﻲ إﻟﻴﻪ ‪ ..‬ﻓﺈن اﻟﻌﺒﺪ إذا اﻋﺘﺮف ﺑﺬﻧﺐ ﺛﻢ ﺗﺎب‬
‫ﺧﺮج ﻣﻦ أهﻞ اﻟﺒﻴﺖ أﺣﺪ ‪..‬‬ ‫‪ ..‬ﺗﺎب اﷲ ﻋﻠﻴﻪ ‪..‬‬
‫ﺣﺘﻰ ﺗﻐﺸﺎﻩ ﻣﻦ اﷲ ﻣﺎ آﺎن ﻳﺘﻐﺸﺎﻩ ‪ ..‬وأﻧﺰل‬ ‫هﻜﺬا ‪ ..‬ﺣﻞ ﺳﻬﻞ ﻟﻠﺨﻄﺄ – إن آﺎن ﻗﺪ وﻗﻊ –‬
‫اﷲ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻴﻪ ‪..‬‬ ‫دون ﺗﻌﻘﻴﺪ وﺗﻄﻮﻳﻞ ‪..‬‬
‫ﻓﺄﻣ ﺎ أﻧ ﺎ ﺣ ﻴﻦ رأﻳ ﺘﻪ ﻳﻮﺣﻰ إﻟﻴﻪ ‪ ..‬ﻓﻮاﷲ ﻣﺎ‬ ‫ﻗﺎﻟﺖ ﻋﺎﺋﺸﺔ ‪:‬‬
‫ﻓ ﺰﻋﺖ ‪ ..‬وﻣﺎ ﺑﺎﻟﻴﺖ ‪ ..‬ﻗﺪ ﻋﺮﻓﺖ أﻧﻲ ﺑﺮﻳﺌﺔ‬ ‫ﻓﻠﻤﺎ ﻗﻀﻰ رﺳﻮل اﷲ ‪ ρ‬ﻣﻘﺎﻟﺘﻪ ‪ ..‬ﻗﻠﺺ دﻣﻌﻲ‬
‫‪ ..‬وأن اﷲ ﻏﻴﺮ ﻇﺎﻟﻤﻲ ‪..‬‬ ‫ﺣﺘﻰ ﻣﺎ أﺣﺲ ﻣﻨﻪ ﻗﻄﺮة ‪..‬‬
‫وأﻣ ﺎ أﺑﻮاي ﻓﻮاﻟﺬي ﻧﻔﺲ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺑﻴﺪﻩ ‪ ..‬ﻣﺎ‬ ‫ي أن ﻳﺠﻴﺒﺎ ﻋﻨﻲ رﺳﻮل اﷲ ‪ ρ‬ﻓﻠﻢ‬ ‫واﻧﺘﻈﺮت أﺑﻮ ﱠ‬
‫ﺳ ﺮّي ﻋ ﻦ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ρ‬ﺣﺘ ﻰ ﻇﻨ ﻨﺖ‬ ‫ُ‬ ‫ﻳﺘﻜﻠﻤﺎ ‪..‬‬
‫ﻟﺘﺨ ﺮﺟﻦ أﻧﻔﺴ ﻬﻤﺎ ‪ ..‬ﻓ ﺮﻗ ًﺎ ﻣ ﻦ أن ﻳﺄﺗ ﻲ ﻣﻦ‬ ‫ﻓﻘﻠﺖ ﻷﺑﻲ ‪ :‬أﺟﺐ ﻋﻨﻲ رﺳﻮل اﷲ ‪ ρ‬ﻓﻴﻤﺎ ﻗﺎل ‪..‬‬
‫اﷲ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻣﺎ ﻗﺎل اﻟﻨﺎس ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل ‪ :‬واﷲ ﻣﺎ أدري ﻣﺎ أﻗﻮل ﻟﺮﺳﻮل اﷲ ‪.. ! ρ‬‬
‫ﺳﺮّي ﻋﻨﻪ ‪ .. ρ‬ﻓﺈذا هﻮ ﻳﻀﺤﻚ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤﺎ ُ‬ ‫ﻓﻘﻠﺖ ﻷﻣﻲ ‪ :‬أﺟﻴﺒﻲ ﻋﻨﻲ رﺳﻮل اﷲ ‪.. ρ‬‬
‫ﻓﺠﻌﻞ ﻳﻤﺴﺢ اﻟﻌﺮق ﻋﻦ وﺟﻬﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎﻟﺖ ‪ :‬واﷲ ﻣﺎ أدري ﻣﺎ أﻗﻮل ﻟﺮﺳﻮل اﷲ ‪! ρ‬‬
‫وآﺎن أول آﻠﻤﺔ ﺗﻜﻠﻢ ﺑﻬﺎ أن ﻗﺎل ‪:‬‬ ‫وواﷲ ﻣﺎ أﻋﻠﻢ أهﻞ ﺑﻴﺖ دﺧﻞ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻣﺎ دﺧﻞ ﻋﻠﻰ‬
‫أﺑﺸﺮي ﻳﺎ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﻗﺪ أﻧﺰل اﷲ ﻋﺰ وﺟﻞ‬ ‫ﺁل أﺑﻲ ﺑﻜﺮ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻷﻳﺎم ‪..‬‬
‫ﺑﺮاءﺗﻚ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤﺎ اﺳﺘﻌﺠﻤﺎ ﻋﻠﻲ ‪ ..‬اﺳﺘﻌﺒﺮت ﻓﺒﻜﻴﺖ ؟‬
‫ﻓﻘﻠﺖ ‪ :‬اﻟﺤﻤﺪ ﷲ ‪..‬‬ ‫ﺛﻢ ﻗﻠﺖ ‪ :‬ﻻ ‪ ..‬واﷲ ﻻ أﺗﻮب إﻟﻰ اﷲ ﻣﻤﺎ ذآﺮت‬
‫ﻚ‬
‫ﻦ ﺟَﺎءُوا ﺑِﺎ ِْﻷ ْﻓ ِ‬ ‫ن اﱠﻟﺬِﻳ َ‬ ‫وأﻧﺰل اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ِ ] :‬إ ﱠ‬ ‫أﺑﺪًا ‪..‬‬
‫ﺷ ّﺮًا َﻟ ُﻜ ْﻢ َﺑ ْﻞ ُه َﻮ‬ ‫ﺴﺒُﻮ ُﻩ َ‬ ‫ﺤ َ‬‫ﺼ َﺒ ٌﺔ ِﻣ ْﻨ ُﻜ ْﻢ ﻻ َﺗ ْ‬ ‫ﻋ ْ‬ ‫ُ‬ ‫إﻧﻲ واﷲ ﻗﺪ ﻋﺮﻓﺖ أﻧﻜﻢ ﻗﺪ ﺳﻤﻌﺘﻢ ﺑﻬﺬا ﺣﺘﻰ‬
‫ﻦ‬‫ﺐ ِﻣ َ‬ ‫ﺴ َ‬‫ئ ِﻣ ْﻨ ُﻬ ْﻢ ﻣَﺎ ا ْآ َﺘ َ‬ ‫ﺧ ْﻴ ٌﺮ َﻟ ُﻜ ْﻢ ِﻟ ُﻜﻞﱢ ا ْﻣ ِﺮ ٍ‬ ‫َ‬ ‫اﺳﺘﻘﺮ ﻓﻲ أﻧﻔﺴﻜﻢ وﺻﺪﻗﺘﻢ ﺑﻪ ‪ ..‬وﻟﺌﻦ ﻗﻠﺖ ﻟﻜﻢ‬
‫ب‬‫ﻋﺬَا ٌ‬ ‫ا ِْﻷ ْﺛ ِﻢ وَاﱠﻟﺬِي َﺗ َﻮﻟﱠﻰ ِآ ْﺒ َﺮ ُﻩ ِﻣ ْﻨ ُﻬ ْﻢ َﻟ ُﻪ َ‬ ‫إﻧﻲ ﺑﺮﻳﺌﺔ ‪ -‬واﷲ ﻋﺰ وﺟﻞ ﻳﻌﻠﻢ إﻧﻲ ﺑﺮﻳﺌﺔ ‪ -‬ﻻ‬
‫ن‬‫ﻦ ا ْﻟ ُﻤ ْﺆ ِﻣﻨُﻮ َ‬ ‫ﻇﱠ‬
‫ﺳ ِﻤ ْﻌ ُﺘﻤُﻮ ُﻩ َ‬ ‫ﻋﻈﻴﻢ * َﻟﻮْﻻ ِإ ْذ َ‬ ‫ﺗﺼﺪﻗﻮﻧﻲ ‪..‬‬
‫ﻚ‬‫ﺧﻴْﺮًا َوﻗَﺎﻟُﻮا َهﺬَا ِإ ْﻓ ٌ‬ ‫ﺴ ِﻬ ْﻢ َ‬ ‫ت ِﺑ َﺄ ْﻧ ُﻔ ِ‬
‫وَا ْﻟ ُﻤ ْﺆ ِﻣﻨَﺎ ُ‬ ‫وإن اﻋﺘﺮﻓﺖ ﻟﻜﻢ ﺑﺄﻣﺮ ‪ -‬واﷲ ﻳﻌﻠﻢ أﻧﻲ ﻣﻨﻪ ﺑﺮﻳﺌﺔ‬
‫ﺷ َﻬﺪَا َء َﻓ ِﺈ ْذ‬
‫ﻋ َﻠ ْﻴ ِﻪ ِﺑَﺄ ْر َﺑ َﻌ ِﺔ ُ‬
‫ﻦ * َﻟﻮْﻻ ﺟَﺎءُوا َ‬ ‫ُﻣﺒِﻴ ٌ‬ ‫‪ -‬ﺗﺼﺪﻗﻮﻧﻲ ‪..‬‬
‫ﷲ ُه ُﻢ‬ ‫ﻋ ْﻨ َﺪ ا ِﱠ‬‫ﻚ ِ‬ ‫ﺸ َﻬﺪَا ِء َﻓﺄُو َﻟ ِﺌ َ‬ ‫َﻟ ْﻢ َﻳ ْﺄﺗُﻮا ﺑِﺎﻟ ﱡ‬ ‫ﻼ إﻻ آﻤ ﺎ ﻗ ﺎل أﺑﻮ‬
‫وإﻧ ﻲ واﷲ ﻻ أﺟ ﺪ ﻟ ﻲ وﻟﻜ ﻢ ﻣ ﺜ ً‬
‫ن [ ‪..‬‬‫ا ْﻟﻜَﺎ ِذﺑُﻮ َ‬ ‫ﻳﻮﺳ ﻒ ‪ ] :‬ﻓﺼ ﺒﺮ ﺟﻤ ﻴﻞ واﷲ اﻟﻤﺴ ﺘﻌﺎن ﻋﻠﻰ ﻣﺎ‬
‫ﻦ‬
‫ن اﱠﻟ ﺬِﻳ َ‬ ‫وﺗ ﻮﻋﺪ اﷲ أوﻟ ﺌﻚ ﺑﻘ ﻮﻟﻪ ‪ِ ] :‬إ ﱠ‬ ‫ﺗﺼﻔﻮن [ ‪..‬‬
‫‪81‬‬
‫‪Books-sea.com‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬ ‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫إذا ﺗﻌﺎﻣﻠ ﺖ ﻣ ﻊ اﻟﻨﺎس ﺑﻬﺬﻩ اﻷرﻳﺤﻴﺔ ‪ ..‬ﻓﻠﻢ‬ ‫ﻦ ﺁ َﻣ ﻨُﻮا َﻟ ُﻬ ْﻢ‬ ‫ﺸ ُﺔ ِﻓ ﻲ اﱠﻟ ﺬِﻳ َ‬‫ﺣ َ‬‫ﺸ ﻴ َﻊ ا ْﻟﻔَﺎ ِ‬
‫ن َﺗ ِ‬‫ن َأ ْ‬ ‫ﺤ ﺒﱡﻮ َ‬‫ُﻳ ِ‬
‫ﺗﻐﻀ ﺐ ﻋﻠ ﻰ آ ﻞ ﺻ ﻐﻴﺮة وآﺒﻴ ﺮة ‪ ..‬ﻋﺸ ﺖ‬ ‫ﷲﱠ َﻳ ْﻌ َﻠ ُﻢ َوَأ ْﻧ ُﺘ ْﻢ ﻻ‬
‫ﺧ َﺮ ِة وَا ُ‬
‫ﻵِ‬
‫ب َأ ِﻟ ﻴ ٌﻢ ِﻓ ﻲ اﻟ ﱡﺪ ْﻧ ﻴَﺎ وَا ْ‬‫ﻋ ﺬَا ٌ‬ ‫َ‬
‫ﺳﻌﻴﺪًا ‪..‬‬ ‫ن [ ‪..‬‬ ‫َﺗ ْﻌ َﻠﻤُﻮ َ‬
‫ﻗﺎﻟﺖ ﻋﺎﺋﺸﺔ ‪: τ‬‬ ‫ﺛ ﻢ ﺧ ﺮج رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ρ‬إﻟ ﻰ اﻟ ﻨﺎس ‪ ..‬ﻓﺨﻄ ﺒﻬﻢ ‪..‬‬
‫ﻣﺎ اﻧﺘﻘﻢ رﺳﻮل اﷲ ‪ ρ‬ﻟﻨﻔﺴﻪ ﻗﻂ ‪..‬‬ ‫وﺗ ﻼ ﻋﻠ ﻴﻬﻢ ﻣﺎ أﻧﺰل اﷲ ﻣﻦ اﻟﻘﺮان ﻓﻲ ذﻟﻚ ‪ ..‬ﺛﻢ‬
‫وﻣ ﺎ ﺿ ﺮب ﺷ ﻴﺌ ًﺎ ﻗ ﻂ ﺑ ﻴﺪﻩ ‪ ..‬وﻻ‬ ‫أﻗﺎم ﺣﺪ اﻟﻘﺬف ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻗﺬف ‪..‬‬
‫اﻣ ﺮأة ‪ ..‬وﻻ ﺧﺎدﻣ ًﺎ ‪ ..‬إﻻ أن ﻳﺠﺎه ﺪ‬ ‫إذن ‪ ..‬ﻳﻨﺒﻐ ﻲ أن ﺗ ﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣ ﻊ اﻟﻤﺨﻄ ﺊ ﻋﻠ ﻰ أﻧ ﻪ‬
‫ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ اﷲ ‪..‬‬ ‫ﻣ ﺮﻳﺾ ﻳﺤ ﺘﺎج إﻟ ﻰ ﻋ ﻼج ‪ ..‬ﻻ أن ﺗﺒﺎﻟﻎ ﻓﻲ آﺒﺘﻪ‬
‫وﻣ ﺎ ﻧ ﻴﻞ ﻣﻨﻪ ﺷﻲء ﻗﻂ ‪ ..‬ﻓﻴﻨﺘﻘﻢ ﻣﻦ‬ ‫وﺗﻌﻨ ﻴﻔﻪ ‪ ..‬ﻷﻧ ﻪ ﻗ ﺪ ﻳﺼ ﻞ إﻟ ﻰ درﺟ ﺔ ﻳﺸ ﻌﺮ ﻣﻌﻬﺎ‬
‫ﺻ ﺎﺣﺒﻪ ‪ ..‬إﻻ أن ﻳﻨ ﺘﻬﻚ ﺷ ﻲء ﻣ ﻦ‬ ‫ح ﺑﻬﺬا اﻟﺨﻄﺄ ‪..‬‬ ‫أﻧﻚ ﻓﺮ ٌ‬
‫)‪(42‬‬
‫ﻣﺤﺎرم اﷲ ﻓﻴﻨﺘﻘﻢ ﷲ ‪..‬‬ ‫واﻟﻄﺒ ﻴﺐ اﻟﻨﺎﺻ ﺢ ه ﻮ اﻟ ﺬي ﻳﻬ ﺘﻢ ﺑﺼ ﺤﺔ ﻣﺮﺿﺎﻩ‬
‫إذن ‪ ..‬آ ﺎن ‪ ρ‬ﻳﻐﻀ ﺐ ‪ ..‬ﻟﻜ ﻨﻪ ﻏﻀﺒﻪ ﷲ ‪..‬‬ ‫أآﺜﺮ ﻣﻦ اهﺘﻤﺎﻣﻬﻢ هﻢ ﺑﺄﻧﻔﺴﻬﻢ ‪..‬‬
‫ﻻ ﻳﻐﻀ ﺐ ﻟﻨﻔﺴ ﻪ ‪ ..‬وﺣﺘ ﻰ ﻧﻔﻬﻢ اﻟﻔﺮق ﺑﻴﻦ‬ ‫ﻗﺎل ‪: ρ‬‬
‫اﻟﻐﻀﺒﻴﻦ ‪:‬‬ ‫إﻧﻤﺎ ﻣﺜﻠﻲ وﻣﺜﻞ اﻟﻨﺎس ‪ ..‬آﻤﺜﻞ رﺟﻞ اﺳﺘﻮﻗﺪ ﻧﺎرًا‬
‫اﻓ ﺮض أن وﻟ ﺪك اﻟﺼﻐﻴﺮ ﺟﺎءك ذات ﺻﺒﺎح‬ ‫‪..‬‬
‫وﻃﻠﺐ رﻳﺎ ًﻻ أو رﻳﺎﻟﻴﻦ ﻣﺼﺮوﻓ ًﺎ ﻟﻠﻤﺪرﺳﺔ ‪..‬‬ ‫ش وه ﺬﻩ‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎ أﺿ ﺎءت ﻣ ﺎ ﺣ ﻮﻟﻪ ‪ ..‬ﺟﻌ ﻞ اﻟ َﻔ ﺮَا ُ‬
‫ﻓﺒﺤﺜﺖ ﻓﻲ ﻣﺤﻔﻈﺔ ﻧﻘﻮدك ‪ ..‬ﻓﻠﻢ ﺗﺠﺪ إﻻ ﻓﺌﺔ‬ ‫اﻟﺪواب اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻊ ﻓﻲ اﻟﻨﺎر ﻳﻘﻌﻦ ﻓﻴﻬﺎ ‪..‬‬
‫اﻟﺨﻤﺴﻤﺎﺋﺔ رﻳﺎل ‪ ..‬ﻓﺄﻋﻄﻴﺘﻬﺎ ﻟﻪ ‪ ..‬وﻗﻠﺖ ‪:‬‬ ‫ﻓﺠﻌﻞ ﻳﻨﺰﻋﻬﻦ ‪ ..‬وﻳﻐﻠﺒﻨﻪ ﻓﻴﻘﺘﺤﻤﻦ ﻓﻴﻬﺎ !!‬
‫ه ﺬﻩ ﺧﻤﺴ ﻤﺎﺋﺔ رﻳﺎل ‪ ..‬اﺻﺮف ﻣﻨﻬﺎ رﻳﺎﻟﻴﻦ‬ ‫ﺠ ِﺰآُﻢ ﻋﻦ اﻟﻨﺎر ‪ ..‬وأﻧﺘﻢ ﺗﻘﺤﻤﻮن ﻓﻴﻬﺎ‬ ‫ﻓﺄﻧﺎ ﺁﺧ ٌﺬ ﺑﺤ َ‬
‫‪ ..‬وأرﺟﻊ اﻟﺒﺎﻗﻲ ‪ ..‬وأآﺪت ﻋﻠﻴﻪ وآﺮرت ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫ﻓﻠﻤ ﺎ رﺟ ﻊ ﺑﻌ ﺪ اﻟﻈﻬ ﺮ ﻓ ﺈذا اﻟﻤ ﺎل آﻠ ﻪ ﻗ ﺪ‬
‫ﺻﺮﻓﻪ ‪..‬‬ ‫رأي ‪..‬‬
‫ﻓﻤ ﺎذا ﺳ ﺘﻔﻌﻞ ؟‪ ..‬وآﻴﻒ ﺳﻴﻜﻮن ﻏﻀﺒﻚ ‪..‬؟‬ ‫أﺣﻴﺎﻧ ًﺎ ﺗﻜﻮن ﻃﺮﻳﻘﺘﻨﺎ ﻓﻲ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻷﺧﻄﺎء‬
‫ﻗ ﺪ ﺗﻀ ﺮب وﺗﻌ ﻨﻒ وﺗﻤ ﻨﻌﻪ ﻣ ﻦ ﻣﺼ ﺮوﻓﻪ‬ ‫أآﺒﺮ ﻣﻦ اﻟﺨﻄﺄ ﻧﻔﺴﻪ ‪..‬‬
‫أﻳﺎﻣ ًﺎ ‪..‬‬
‫وﻟﻜ ﻦ ﻟ ﻮ رﺟﻌ ﺖ ﻣ ﺮة ﻣ ﻦ ﺻ ﻼة اﻟﻌﺼ ﺮ‬ ‫‪35.‬‬
‫ووﺟﺪﺗ ﻪ ﻳﻠﻌ ﺐ ﺑﺎﻟﻜﻤﺒﻴﻮﺗﺮ ‪ ..‬أو ﻋﻨﺪ اﻟﺘﻠﻔﺎز‬ ‫آﻤ ﺎ أن اﻟ ﻨﺎس ﻳﺨﺘﻠﻔﻮن ﻓﻲ ﻃﺒﺎﻋﻬﻢ وأﺷﻜﺎﻟﻬﻢ ‪..‬‬
‫‪ ..‬وﻟ ﻢ ﻳﺼ ﻞ ﻓ ﻲ اﻟﻤﺴ ﺠﺪ ‪ ..‬ﻓﻬ ﻞ ﺳﺘﻐﻀ ﺐ‬ ‫آ ﺬﻟﻚ ه ﻢ ﻳﺨ ﺘﻠﻔﻮن ﻓ ﻲ وﺟﻬ ﺎت ﻧﻈ ﺮهﻢ ‪ ..‬وﻓ ﻲ‬
‫آﻐﻀﺒﻚ اﻷول ؟‬ ‫ﻗﻨﺎﻋﺎﺗﻬﻢ وﺗﺼﺮﻓﺎﺗﻬﻢ ‪..‬‬
‫أﻇﻨ ﻨﺎ ﻧ ﺘﻔﻖ أن ﻏﻀ ﺒﻨﺎ أﻟ ﻮل ﺳ ﻴﻜﻮن أﺷ ﺪ‬ ‫ﻓ ﺈذا ﺷ ﻌﺮت أن أﺣ ﺪًا ﺧﺎﻟﻒ اﻟﺼﻮاب ‪ ..‬وﻧﺼﺤﺘﻪ‬
‫وأﻃﻮل وأآﺜﺮ ﺗﺄﺛﻴﺮًا ﻣﻦ ﻏﻀﺒﻨﺎ اﻟﺜﺎﻧﻲ ‪..‬‬ ‫وﺣﺎوﻟﺖ إﺻﻼح ﺧﻄﺌﻪ وﻟﻢ ﻳﻘﺘﻨﻊ ‪..‬‬
‫أﻣﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪ ρ‬ﻓﻜﺎن ﻏﻀﺒﻪ ﷲ ‪..‬‬ ‫ﻓ ﻼ ﺗﺼ ﻨﻒ اﺳ ﻤﻪ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ أﻋﺪاﺋﻚ ‪ ..‬وﺧﺬ اﻷﻣﻮر‬
‫وآ ﺎن ﻳﻌ ﺮض اﻟﻨﺼ ﻴﺤﺔ أﺣ ﻴﺎﻧ ًﺎ وﻻ ﺗﻘ ﺒﻞ ‪..‬‬ ‫ﺑﺄرﻳﺤﻴﺔ ﻗﺪر اﻟﻤﺴﺘﻄﺎع ‪..‬‬
‫ﻓ ﻴﺎﺧﺬ اﻷﻣ ﺮ ﺑﻬ ﺪووووء ‪ ..‬ﻓﺎﻟﻬﺪاﻳﺔ ﺑﻴﺪ اﷲ‬ ‫ﻓﻠ ﻮ ﺣﺎوﻟ ﺖ إﺻ ﻼح ﺧﻄ ﺄ ﻋ ﻨﺪ أﺣ ﺪ زﻣﻼﺋ ﻚ ﻓﻠ ﻢ‬
‫‪..‬‬ ‫ﻳﺴ ﺘﺠﺐ ‪ ..‬ﻓ ﻼ ﺗﻘﻠ ﺐ اﻟﺼ ﺪاﻗﺔ ﻋ ﺪاوة ‪ ..‬وإﻧﻤ ﺎ‬
‫ﻗ ﺪم رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ε‬إﻟ ﻰ ﺗ ﺒﻮك ﻋﻠ ﻰ ﺣ ﺪود‬ ‫اﺳ ﺘﻤﺮ ﻓﻲ اﻟﺘﻠﻄﻒ ﻓﻠﻌﻠﻪ أن ﻳﺒﻘﻰ ﻋﻠﻰ ﺧﻄﺌﻪ وﻻ‬
‫ﻳﺰﻳﺪ ‪..‬‬
‫وﻗﺪ ﻗﻴﻞ ‪ :‬ﺣﻨﺎﻧﻴﻚ ﺑﻌﺾ اﻟﺸﺮ أهﻮن ﻣﻦ ﺑﻌﺾ ‪..‬‬
‫رواﻩ اﻟﺒﺨﺎري‬ ‫) ‪( 42‬‬
‫‪82‬‬
‫‪Books-sea.com‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬ ‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫أﺑﻌﺜﻪ إﻟﻰ هﺬا اﻟﺮﺟﻞ ﺑﺠﻮاب آﺘﺎﺑﻪ ‪..‬‬ ‫اﻟﺸﺎم ‪..‬‬
‫ﻣﻀ ﻰ ذاك اﻟﺘﺠﻴﺒ ﻲ ‪ ..‬وﺟﺎء ﺑﺮﺟﻞ ﻣﻦ ﺑﻨﻲ‬ ‫اﻗﺘ ﺮب ﻣ ﻦ ﻣﻤﻠﻜ ﺔ اﻟ ﺮوم ‪ ..‬ﻓﺒﻌﺚ دﺣﻴﺔ اﻟﻜﻠﺒﻲ ‪τ‬‬
‫ﺗﻨﻮخ ‪ ..‬ﻣﻦ ﻧﺼﺎرى اﻟﻌﺮب ‪..‬‬ ‫رﺳﻮ ًﻻ إﻟﻰ هﺮﻗﻞ ﻣﻠﻚ اﻟﺮوم ‪..‬‬
‫دﻓ ﻊ ه ﺮﻗﻞ آ ﺘﺎﺑ ًﺎ ﻟﻬ ﺬا اﻟﺘﻨﻮﺧ ﻲ ﻟﻴﻮﺻ ﻠﻪ‬ ‫وﺻ ﻞ دﺣ ﻴﺔ ‪ τ‬إﻟ ﻰ ه ﺮﻗﻞ ‪ ..‬دﺧ ﻞ ﻋﻠ ﻴﻪ ‪ ..‬ﻧﺎوﻟ ﻪ‬
‫ﻟﺮﺳ ﻮل اﷲ ‪ .. ε‬وﻗ ﺎل ﻟ ﻪ ‪ :‬اذه ﺐ ﺑﻜﺘﺎﺑ ﻲ‬ ‫آﺘﺎب رﺳﻮل اﷲ ‪.. ε‬‬
‫إﻟﻰ هﺬا اﻟﺮﺟﻞ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎ أن رأى ه ﺮﻗﻞ اﻟﻜ ﺘﺎب دﻋ ﺎ ﻗﺴﻴﺴ ﻲ اﻟ ﺮوم‬
‫ﻓﻤ ﺎ ﺳ ﻤﻌﺖ ﻣ ﻦ ﺣﺪﻳﺜﻪ ﻓﺎﺣﻔﻆ ﻟﻲ ﻣﻨﻪ ﺛﻼث‬ ‫وﺑﻄﺎرﻗﺘﻬﺎ ‪ ..‬ﺛﻢ أﻏﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ وﻋﻠﻴﻬﻢ اﻟﺪار ﻓﻘﺎل ‪:‬‬
‫ﺧﺼﺎل ‪:‬‬ ‫ﻲ‬
‫" ﻗﺪ ﻧﺰل هﺬا اﻟﺮﺟﻞ ﺣﻴﺚ رأﻳﺘﻢ ‪ ..‬وﻗﺪ أرﺳﻞ إﻟ ﱠ‬
‫اﻧﻈ ﺮ ه ﻞ ﻳﺬآ ﺮ ﺻ ﺤﻴﻔﺘﻪ إﻟ ﻰ اﻟﺘ ﻲ‬ ‫أن ﻳﺪﻋﻮﻧﻲ إﻟﻰ ﺛﻼث ﺧﺼﺎل ‪ ..‬ﻳﺪﻋﻮﻧﻲ ‪:‬‬
‫آﺘﺐ ﺑﺸﻲء ‪..‬؟‬ ‫أن أﺗﺒﻌﻪ ﻋﻠﻰ دﻳﻨﻪ ‪..‬‬
‫واﻧﻈ ﺮ إذا ﻗﺮأ آﺘﺎﺑﻲ ﻓﻬﻞ ﻳﺬآﺮ اﻟﻠﻴﻞ‬ ‫أو ﻋﻠ ﻰ أن ﻧﻌﻄ ﻴﻪ ﻣﺎﻟ ﻨﺎ ﻋﻠ ﻰ أرﺿ ﻨﺎ‬
‫؟‬ ‫واﻷرض أرﺿﻨﺎ ‪..‬‬
‫واﻧﻈﺮ ﻓﻲ ﻇﻬﺮﻩ هﻞ ﺑﻪ ﺷﻲء ﻳﺮﻳﺒﻚ‬ ‫أو ﻧﻠﻘﻲ إﻟﻴﻪ اﻟﺤﺮب ‪..‬‬
‫؟‬ ‫ﺛﻢ ﻗﺎل هﺮﻗﻞ ‪:‬‬
‫ﻣﻀ ﻰ اﻟﺘﻨﻮﺧ ﻲ آﻔﺎرﻗ ًﺎ ﻟﻠﺸﺎم ‪ ..‬ﺣﺘﻰ وﺻﻞ‬ ‫واﷲ ﻟﻘ ﺪ ﻋ ﺮﻓﺘﻢ ﻓ ﻴﻤﺎ ﺗﻘ ﺮأون ﻣ ﻦ اﻟﻜ ﺘﺐ ﻟﻴﺄﺧﺬن‬
‫إﻟﻰ ﺗﺒﻮك ‪..‬‬ ‫أرﺿ ﻨﺎ ‪ ..‬ﻓﻬﻠ ﱠﻢ ﻓﻠﻨﺘ ﺒﻌﻪ ﻋﻠ ﻰ دﻳ ﻨﻪ ‪ ..‬أو ﻧﻌﻄ ﻴﻪ‬
‫ﻓ ﺈذا رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ε‬ﺟ ﺎﻟﺲ ﺑ ﻴﻦ ﻇﻬﺮاﻧ ﻲ‬ ‫ﻣﺎﻟﻨﺎ ﻋﻠﻰ أرﺿﻨﺎ ‪..‬‬
‫أﺻﺤﺎﺑﻪ ‪ ..‬ﻣﺤﺘﺒﻴ ًﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺎء ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎ ﺳ ﻤﻊ اﻟﻘﺴﺎوﺳ ﺔ ذﻟ ﻚ ‪ ..‬ورأوا أﻧ ﻪ ﻳﺪﻋ ﻮهﻢ‬
‫ﻓﻮﻗ ﻒ اﻟﺘﻨﻮﺧ ﻲ ﻋﻠ ﻴﻬﻢ ‪ ..‬وﻗ ﺎل ‪ :‬أﻳ ﻦ‬ ‫ﻟﺘ ﺮك دﻳ ﻨﻬﻢ ! ﻏﻀ ﺒﻮا ‪ ..‬وﻧﺨ ﺮوا ﻧﺨ ﺮة رﺟ ﻞ‬
‫ﺻﺎﺣﺒﻜﻢ ؟‬ ‫واﺣ ﺪ ﺣﺘ ﻰ ﺧ ﺮﺟﻮا ﻣ ﻦ ﺑﺮاﻧﺴ ﻬﻢ ‪ ..‬أي ﺳ ﻘﻄﺖ‬
‫ﻗﻴﻞ ‪ :‬هﺎ هﻮ ذا ‪..‬‬ ‫أردﻳﺘﻬﻢ ﻣﻦ ﺷﺪة اﻟﻐﻀﺐ واﻻﻧﺘﻔﺎض !!‬
‫ﻓﺄﻗﺒﻞ ﻳﻤﺸﻲ ﺣﺘﻰ ﺟﻠﺲ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ ‪..‬‬ ‫وﻗﺎﻟ ﻮا ‪ :‬ﺗﺪﻋ ﻮﻧﺎ إﻟ ﻰ أن ﻧ ﺬر اﻟﻨﺼ ﺮاﻧﻴﺔ ‪ ..‬أو‬
‫ﻓﻨﺎوﻟﻪ آﺘﺎب هﺮﻗﻞ ‪..‬‬ ‫ﻧﻜﻮن ﻋﺒﻴﺪًا ﻷﻋﺮاﺑﻲ ﺟﺎء ﻣﻦ اﻟﺤﺠﺎز ‪!!.‬‬
‫ﻓﺄﺧﺬﻩ ‪ .. ε‬ﻓﻮﺿﻌﻪ ﻓﻲ ِ‬
‫ﺣﺠْﺮﻩ ‪ ..‬ﺛﻢ ﻗﺎل ‪" :‬‬ ‫أﺳ ﻘﻂ ﻓ ﻲ ﻳ ﺪ ه ﺮﻗﻞ ‪ ..‬وأﻳﻘ ﻦ أﻧ ﻪ ﺗ ﻮرط ﺑﻌﺮﺿ ﻪ‬
‫ﻣﻤﻦ أﻧﺖ " ‪ ..‬؟‬ ‫ﻋﻠﻴﻬﻢ ‪..‬‬
‫ﻗﺎل ‪ :‬أﻧﺎ أﺧﻮ ﺗﻨﻮخ ‪..‬‬ ‫وآ ﺎن ه ﺆﻻء اﻟﻘﺴﺎوﻳﺔ ﻟﻬﻢ ﺳﻄﻮة وﺟﻤﻬﻮر ﻗﻮي‬
‫ﻓﻘ ﺎل ‪ " : ε‬ه ﻞ ﻟ ﻚ إﻟﻰ اﻹﺳﻼم ‪ ..‬اﻟﺤﻨﻴﻔﻴﺔ‬ ‫‪..‬‬
‫‪ ..‬ﻣﻠﺔ أﺑﻴﻚ إﺑﺮاهﻴﻢ ؟‬ ‫ﻓﻌﻠ ﻢ ه ﺮﻗﻞ أﻧﻬ ﻢ إن ﺧ ﺮﺟﻮا ﻣ ﻦ ﻋ ﻨﺪﻩ ‪ ..‬أﻓﺴﺪوا‬
‫آ ﺎن ‪ ε‬راﻏ ﺒ ًﺎ ﻓ ﻲ دﺧ ﻮل ه ﺬا اﻟ ﺮﺟﻞ ﻓ ﻲ‬ ‫ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺮوم ‪..‬‬
‫اﻹﺳﻼم ‪..‬‬ ‫ﻓﺠﻌ ﻞ ﻳﻬ ﺪﺋﻬﻢ ‪ ..‬وﻳﻘ ﻮل ‪ :‬إﻧﻤ ﺎ ﻗﻠ ﺖ ذﻟ ﻚ ﻷﻋﻠ ﻢ‬
‫ﻓ ﻲ اﻟﺤﻘ ﻴﻘﺔ ﻟ ﻢ ﻳﻜﻦ هﻨﺎك ﻣﺎ ﻳﻤﻨﻊ اﻟﺘﻨﻮﺧﻲ‬ ‫ﺻﻼﺑﺘﻜﻢ ﻋﻠﻰ أﻣﺮآﻢ ‪..‬‬
‫ﻣﻦ اﺗﺒﺎع اﻟﺤﻖ ‪ ..‬إﻻ اﻟﺘﻌﺼﺐ ﻟﺪﻳﻦ ﻗﻮﻣﻪ ‪..‬‬ ‫آﺎن هﺮﻗﻞ ﻳﻌﻠﻢ أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ ε‬هﻮ اﻟﺮﺳﻮل اﻟﺬي ﺑﺸﺮ‬
‫ﻓﺤﺴﺐ !!‬ ‫ﺑﻪ ﻋﻴﺴﻰ ‪.. ε‬‬
‫ﻓﻘ ﺎل اﻟﺘﻨﻮﺧ ﻲ ﺑﻜ ﻞ ﺻ ﺮاﺣﺔ ‪ :‬إﻧ ﻲ رﺳ ﻮل‬ ‫ﻓﺄراد أن ﻳﺘﺄآﺪ ﻣﻦ ذﻟﻚ ‪..‬‬
‫ﻗ ﻮم ‪ ..‬وﻋﻠ ﻰ دﻳ ﻦ ﻗﻮﻣ ﻲ ‪ ..‬ﻻ أرﺟ ﻊ ﻋ ﻨﻪ‬ ‫ﻼ ﻣﻦ ﻋﺮب ﻗﺒﻴﻠﺔ "ﺗﺠﻴﺐ" ‪ ..‬آﺎن‬ ‫دﻋ ﺎ ه ﺮﻗﻞ رﺟ ً‬
‫ﺣﺘﻰ أرﺟﻊ إﻟﻴﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﻣﻦ ﻧﺼﺎرى اﻟﻌﺮب ‪..‬‬
‫ﻓﻤﺎ رأى ‪ ε‬هﺬا اﻟﺘﻌﺼﺐ ‪ ..‬ﻟﻢ ﻳﻐﻀﺐ ‪ ..‬وﻟﻢ‬ ‫وﻗﺎل ﻟﻪ ‪:‬‬
‫ﻳﻌﻤﻞ ﻣﺸﻜﻠﺔ ‪ ..‬وإﻧﻤﺎ ﺿﺤﻚ وﻗﺎل ‪:‬‬ ‫ﻲ اﻟﻠﺴﺎن ‪..‬‬ ‫ﻼ ﺣﺎﻓﻈ ًﺎ ﻟﻠﺤﺪﻳﺚ ‪ ..‬ﻋﺮﺑ ﱠ‬ ‫ادع ﻟ ﻲ رﺟ ً‬
‫‪83‬‬
‫‪Books-sea.com‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬ ‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﻓﻮﺿﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﺠﺮ اﻟﺘﻨﻮﺧﻲ ‪..‬‬ ‫" إﻧ ﻚ ﻻ ﺗﻬ ﺪي ﻣ ﻦ أﺣﺒ ﺒﺖ وﻟﻜ ﻦ اﷲ ﻳﻬ ﺪي ﻣ ﻦ‬
‫ﺛﻢ ﻗﺎل ‪ ρ‬اﻟﻜﺮﻳﻢ ‪ " :‬أﻳﻜﻢ ﻳﻨﺰل هﺬا اﻟﺮﺟﻞ ؟‬ ‫ﻳﺸﺎء وهﻮ أﻋﻠﻢ ﺑﺎﻟﻤﻬﺘﺪﻳﻦ " ‪..‬‬
‫" ‪ ..‬ﻳﻌﻨﻲ ﻳﻘﻮم ﺑﺤﻖ ﺿﻴﺎﻓﺘﻪ !!‬ ‫ﺛﻢ ﻗﺎل ‪ ε‬ﺑﻜﻞ هﺪوء ‪:‬‬
‫ﻓﻘﺎل ﻓﺘﻰ ﻣﻦ اﻷﻧﺼﺎر ‪ :‬أﻧﺎ ‪..‬‬ ‫ﻳﺎ أﺧﺎ ﺗﻨﻮخ ‪..‬‬
‫ﻓﻘﺎم اﻷﻧﺼﺎري وﻗﺎم اﻟﺘﻨﻮﺧﻲ ﻳﻤﺸﻲ ﻣﻌﻪ ‪..‬‬ ‫إﻧ ﻲ آﺘ ﺒﺖ ﺑﻜ ﺘﺎب إﻟ ﻰ آﺴ ﺮى ﻓﻤﺰﻗﻪ واﷲ‬
‫وﺑﺎﻟ ﻪ ﻣﺸ ﻐﻮل ﺑﺎﻷﻣ ﺮ اﻟ ﺜﺎﻟﺚ اﻟ ﺬي أﻣ ﺮﻩ‬ ‫ﻣﻤﺰﻗﻪ وﻣﻤﺰق ﻣﻠﻜﻪ ‪..‬‬
‫ه ﺮﻗﻞ أن ﻳ ﺘﺄآﺪ ﻟ ﻪ ﻣ ﻨﻪ ‪ ..‬وهﻮ ﺧﺎﺗﻢ اﻟﻨﺒﻮة‬ ‫وآﺘ ﺒﺖ إﻟ ﻰ اﻟﻨﺠﺎﺷ ﻲ ﺑﺼ ﺤﻴﻔﺔ ﻓﺨ ﺮﻗﻬﺎ‬
‫ﺑﻴﻦ آﺘﻔﻲ اﻟﻨﺒﻲ ‪.. ε‬‬ ‫واﷲ ﻣﺨﺮق ﻣﻠﻜﻪ ‪..‬‬
‫ﻣﺸ ﻰ اﻟﺘﻨﻮﺧ ﻲ ﺧﻄ ﻮات ‪ ..‬وﻓﺠ ﺄة ‪ ..‬إذا‬ ‫وآﺘ ﺒﺖ إﻟ ﻰ ﺻ ﺎﺣﺒﻚ ﺑﺼ ﺤﻴﻔﺔ ﻓﺄﻣﺴﻜﻬﺎ ‪..‬‬
‫ﺑﺮﺳﻮل اﷲ ‪ ε‬ﻳﺼﻴﺢ ﺑﻪ ‪:‬‬ ‫ﻓﻠ ﻦ ﻳ ﺰال اﻟ ﻨﺎس ﻳﺠ ﺪون ﻣﻨﻪ ﺑﺄﺳ ًﺎ ﻣﺎ دام‬
‫" ﺗﻌﺎل ﻳﺎ أﺧﺎ ﺗﻨﻮخ " ‪!!..‬‬ ‫ﻓﻲ اﻟﻌﻴﺶ ﺧﻴﺮ " ‪..‬‬
‫ﻓﺄﻗ ﺒﻞ اﻟﺘﻨﻮﺧ ﻲ ﻳﻬ ﻮي ﻣﺴ ﺮﻋ ًﺎ ‪ ..‬ﺣﺘ ﻰ ﻗ ﺎم‬ ‫ﺗﺬآ ﺮ اﻟﺘﻨﻮﺧ ﻲ وﺻ ﻴﺔ ه ﺮﻗﻞ ‪ ..‬وﻗ ﺎل ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ ‪:‬‬
‫ﺑﻴﻦ ﻳﺪي اﻟﻨﺒﻲ ‪.. ε‬‬ ‫هﺬﻩ إﺣﺪى اﻟﺜﻼث اﻟﺘﻲ أوﺻﺎﻧﻲ ﺑﻬﺎ ﺻﺎﺣﺒﻲ ‪..‬‬
‫ﻓﺤﻞ ‪ ε‬ﺣﺒﻮﺗﻪ ‪ ..‬ﺛﻢ أﺳﻘﻂ رداءﻩ ﻋﻦ ﻇﻬﺮﻩ‬ ‫ﻓﺨﺸ ﻲ أن ﻳﻨﺴ ﺎهﺎ ‪ ..‬ﻓﺄﺧ ﺬ ﺳ ﻬﻤ ًﺎ ﻣ ﻦ ﺟﻌﺒ ﺘﻪ‬
‫‪ ..‬ﻓﺎﻧﻜﺸ ﻒ ﻇﻬ ﺮﻩ ﻟﻠﺘﻨﻮﺧ ﻲ ‪ ..‬ﻓﻘ ﺎل ‪" : ε‬‬ ‫ﻓﻜﺘﺒﻬﺎ ﻓﻲ ﺟﻨﺐ ﺳﻴﻔﻪ ‪..‬‬
‫هﺎهﻨﺎ اﻣﺾ ﻟﻤﺎ أﻣﺮت ﺑﻪ " ‪..‬‬ ‫ﻼﻋﻦ‬ ‫ﺛ ﻢ إن رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ε‬ﻧ ﺎول اﻟﺼ ﺤﻴﻔﺔ رﺟ ً‬
‫ﻗ ﺎل اﻟﺘﻨﻮﺧﻲ ‪ :‬ﻓﻨﻈﺮت ﻓﻲ ﻇﻬﺮﻩ ‪ ..‬ﻓﺈذا أﻧﺎ‬ ‫ﻳﺴﺎرﻩ ‪..‬‬
‫ﺑﺨ ﺎﺗﻢ ﻓ ﻲ ﻣﻮﺿ ﻊ ﻏﻀ ﻮن اﻟﻜ ﺘﻒ ﻣ ﺜﻞ‬ ‫ﻓﻘ ﺎل اﻟﺘﻨﻮﺧﻲ ‪ :‬ﻣﻦ ﺻﺎﺣﺐ آﺘﺎﺑﻜﻢ اﻟﺬي ﻳﻘﺮأ ﻟﻜﻢ‬
‫)‪(43‬‬
‫اﻟﺤﺠﻤﺔ اﻟﻀﺨﻤﺔ ‪..‬‬ ‫؟‬
‫ﻗﺎﻟﻮا ‪ :‬ﻣﻌﺎوﻳﺔ ‪..‬‬
‫ﻓﻜﺮة ‪..‬‬ ‫ﺑﺪأ ﻣﻌﺎوﻳﺔ ‪ τ‬ﻳﻘﺮأ ‪ ..‬ﻓﺈذا هﺮﻗﻞ ﻗﺪ آﺘﺐ إﻟﻰ اﻟﻨﺒﻲ‬
‫اﻟﻤﻘﺼﻮد أن ﻳﺪرك اﻟﻨﺎس أﺧﻄﺎءهﻢ ‪..‬‬ ‫‪:ε‬‬
‫وﻟﻴﺲ ﺷﺮﻃ ًﺎ أن ﻳﺼﺤﺤﻮهﺎ أﻣﺎﻣﻚ ‪ ..‬ﻓﻼ‬ ‫ﺗﺪﻋﻮﻧ ﻲ إﻟ ﻰ ﺟ ﻨﺔ ﻋﺮﺿ ﻬﺎ اﻟﺴ ﻤﻮات واﻷرض‬
‫ﺗﻐﻀﺐ ‪..‬‬ ‫أﻋﺪت ﻟﻠﻤﺘﻘﻴﻦ !! ﻓﺄﻳﻦ اﻟﻨﺎر ؟‬
‫ﻓﻘ ﺎل ‪ " : ρ‬ﺳ ﺒﺤﺎن اﷲ ! أﻳ ﻦ اﻟﻠ ﻴﻞ إذا ﺟ ﺎء‬
‫‪ 36.‬ﻗﺎﺑﻞ اﻹﺳﺎءة ﺑﺎﻹﺣﺴﺎن ‪..‬‬ ‫اﻟﻨﻬﺎر " ‪.‬‬
‫ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻟﻨﺎس ﻓﺈﻧﻬﻢ ﻳﻌﺎﻣﻠﻮﻧﻚ ﻓﻲ‬ ‫ﻓﺎﻧﺘ ﺒﻪ اﻟﺘﻨﻮﺧ ﻲ أن ه ﺬﻩ اﻟﺜﺎﻧ ﻴﺔ اﻟﺘ ﻲ أﻣ ﺮﻩ هﺮﻗﻞ‬
‫اﻟﻐﺎﻟ ﺐ ﻋﻠ ﻰ ﻣ ﺎ ﻳ ﺮﻳﺪون ُه ﻢ ‪ ..‬ﻻ ﻋﻠ ﻰ ﻣ ﺎ‬ ‫ﺑﺘ ﺮﻗﺒﻬﺎ ‪ ..‬ﻓﺄﺧ ﺬ ﺳ ﻬﻤ ًﺎ ﻣ ﻦ ﺟﻌﺒ ﺘﻪ ﻓﻜﺘ ﺒﻪ ﻓﻲ ﺟﻠﺪ‬
‫ﺗﺮﻳﺪ أﻧﺖ ‪..‬‬ ‫ﺳﻴﻔﻪ ‪..‬‬
‫ﻓﻠ ﻴﺲ آ ﻞ ﻣ ﻦ ﻗﺎﺑﻠﺘﻪ ﺑﺒﺸﺎﺷﺔ ﺑﺎدﻟﻚ ﺑﺸﺎﺷﺔ‬ ‫ﻓﻠﻤﺎ أن ﻓﺮغ ﻣﻌﺎوﻳﺔ ﻣﻦ ﻗﺮاءة اﻟﻜﺘﺎب ‪..‬‬
‫ﻣ ﺜﻠﻬﺎ ‪ ..‬ﻓﺒﻌﻀ ﻬﻢ ﻗ ﺪ ﻳﻐﻀ ﺐ وﻳﺴﻲء اﻟﻈﻦ‬ ‫اﻟ ﺘﻔﺖ ‪ ε‬إﻟ ﻰ اﻟﺘﻨﻮﺧ ﻲ ‪ ..‬اﻟﺬي ﻟﻢ ﻳﻘﺒﻞ اﻟﻨﺼﺢ ‪..‬‬
‫وﻳﺴﺄﻟﻚ ‪ :‬ﻣﻢ ﺗﻀﺤﻚ ؟!‬ ‫وﻟﻢ ﻳﺪﺧﻞ ﻓﻲ اﻟﺪﻳﻦ ‪ ..‬وﻗﺎل ﻟﻪ ﻣﺘﻠﻄﻔ ًﺎ ‪:‬‬
‫وﻻ آ ﻞ ﻣ ﻦ أه ﺪﻳﺖ ﻟﻪ هﺪﻳﺔ ‪ ..‬رد ﻟﻚ ﻣﺜﻠﻬﺎ‬ ‫إن ﻟ ﻚ ﺣﻘ ًﺎ وإﻧ ﻚ ﻟﺮﺳ ﻮل ‪ ..‬ﻓﻠ ﻮ وﺟ ﺪت ﻋ ﻨﺪﻧﺎ‬
‫‪ ..‬ﻓﺒﻌﻀ ﻬﻢ ﻗ ﺪ ﺗﻬ ﺪي إﻟ ﻴﻪ ﺛ ﻢ ﻳﻐ ﺘﺎﺑﻚ ﻓ ﻲ‬ ‫ﺳﻔْﺮ ﻣُﺮﻣِﻠﻮن ‪..‬‬ ‫ﺟﺎﺋﺰة ﺟﻮزﻧﺎك ﺑﻬﺎ ‪ ..‬إﻧﺎ ِ‬
‫اﻟﻤﺠ ﺎﻟﺲ وﻳ ﺘﻬﻤﻚ ﺑﺎﻟﺴ ﻔﻪ وﺗﻀ ﻴﻴﻊ اﻟﻤ ﺎل‬ ‫ﻳﻌﻨ ﻲ أﺗﻤﻨ ﻰ أن أﻋﻄ ﻴﻚ هﺪﻳ ﺔ ‪ ..‬ﻟﻜﻨ ﻨﺎ آﻤ ﺎ ﺗ ﺮاﻧﺎ‬
‫ﻣﺴﺎﻓﺮﻳﻦ ﺟﺎﻟﺴﻴﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﺮﻣﺎل !!‬
‫) ‪ ( 43‬ﻓ ﻲ ﻣﺴﻨﺪ أﺣﻤﺪ ‪ ..‬ﺑﺈﺳﻨﺎد ﻗﺎل ﻓﻴﻪ اﺑﻦ آﺜﻴﺮ‬ ‫ﻓﻘﺎل ﻋﺜﻤﺎن ‪ : τ‬أﻧﺎ أﺟﻮزﻩ ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪..‬‬
‫ﻻ ﺑﺄس ﺑﻪ ‪ ..‬ﺳﻴﺮة اﺑﻦ آﺜﻴﺮ ‪. 27/4‬‬ ‫ﺛ ﻢ ﻗ ﺎم ﻋ ﺜﻤﺎن ﻓﻔ ﺘﺢ رﺣﻠ ﻪ ‪ ..‬ﻓﺄﺗ ﻰ ﺑﺤﻠ ﺔ وﻟ ﺒﺎس‬
‫‪84‬‬
‫‪Books-sea.com‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬ ‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﻓﻘ ﺪ ﺗﻼﻗ ﻲ ﻣ ﻦ اﻟﻨﺎس ﻣﻦ هﻮ ﻣﺜﻞ أﺷﻌﺐ ‪..‬‬ ‫‪!!..‬‬
‫ﻼ ‪..‬‬
‫ﻓﻼ ﺗﺤﺰن ‪ ..‬وآﻦ ﺟﺒ ً‬ ‫وﻻ آ ﻞ ﻣ ﻦ ﺗﻔﺎﻋﻠ ﺖ ﻣﻌ ﻪ ﻓ ﻲ آﻼﻣ ﻪ ‪ ..‬أو أﺛﻨ ﻴﺖ‬
‫آ ﺎن اﻟﻤﺮﺑ ﻲ اﻷول ‪ ε‬ﻳ ﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣ ﻊ اﻟ ﻨﺎس‬ ‫ﻋﻠﻴﻪ وﺗﻠﻄﻔﺖ ﻣﻌﻪ ﻓﻲ ﻋﺒﺎراﺗﻚ ﻗﺎﺑﻠﻚ ﺑﻤﺜﻠﻬﺎ ‪..‬‬
‫ﺑﻌﻘﻠ ﻪ ﻻ ﺑﻌﺎﻃﻔ ﺘﻪ ‪ ..‬آ ﺎن ﻳ ﺘﺤﻤﻞ أﺧﻄ ﺎء‬ ‫ﻓﺈن اﷲ ﻗﺴﻢ اﻷﺧﻼق آﻤﺎ ﻗﺴﻢ اﻷرزاق ‪..‬‬
‫اﻵﺧﺮﻳﻦ وﻳﺮﻓﻖ ﺑﻬﻢ ‪..‬‬ ‫واﻟﻤ ﻨﻬﺞ اﻟﺮﺑﺎﻧﻲ هﻮ ‪ ) :‬وﻻ ﺗﺴﺘﻮي اﻟﺤﺴﻨﺔ وﻻ‬
‫واﻧﻈﺮ إﻟﻴﻪ ‪ ρ‬وﻗﺪ ﺟﻠﺲ ﻓﻲ ﻣﺠﻠﺲ ﻣﺒﺎرك‬ ‫اﻟﺴ ﻴﺌﺔ ادﻓ ﻊ ﺑﺎﻟﺘ ﻲ ه ﻲ أﺣﺴ ﻦ ﻓ ﺈذا اﻟ ﺬي ﺑﻴ ﻨﻚ‬
‫ﻳﺤﻴﻂ ﺑﻪ أﺻﺤﺎﺑﻪ ‪..‬‬ ‫وﺑﻴﻨﻪ ﻋﺪاوة آﺄﻧﻪ وﻟﻲ ﺣﻤﻴﻢ ( ‪..‬‬
‫ﻓﻴﺄﺗ ﻴﻪ أﻋﺮاﺑ ﻲ ﻳﺴ ﺘﻌﻴﻨﻪ ﻓ ﻲ دﻳ ﺔ ﻗﺘﻴﻞ ‪ ..‬ﻗﺪ‬ ‫وﺑﻌﺾ اﻟﻨﺎس ﻻ ﺣﻞ ﻟﻪ وﻻ إﺻﻼح إﻻ أن ﺗﺘﻌﺎﻣﻞ‬
‫ﻼ ‪ ..‬ﻓﺄﻗﺒﻞ ﻳﺮﻳﺪ ﻣﻦ‬ ‫ﻗ ﺘﻞ ‪ -‬ه ﻮ أو ﻏﻴﺮﻩ ‪-‬رﺟ ً‬ ‫ﻣﻌﻪ ﺑﻤﺎ هﻮ ﻋﻠﻴﻪ ‪ ..‬ﻓﺘﺼﺒﺮ ﻋﻠﻴﻪ أو ﺗﻔﺎرﻗﻪ ‪..‬‬
‫اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ ε‬أن ﻳﻌﻴ ﻨﻪ ﺑﻤﺎل ‪ ..‬ﻳﺆدﻳﻪ إﻟﻰ أوﻟﻴﺎء‬ ‫ذُآﺮ أن أﺷﻌﺐ ﺳﺎﻓﺮ ﻣﻊ رﺟﻞ ﻣﻦ اﻟﺘﺠﺎر ‪ ..‬وآﺎن‬
‫اﻟﻤﻘﺘﻮل ‪..‬‬ ‫ه ﺬا اﻟ ﺮﺟﻞ ﻳﻘ ﻮم ﺑﻜ ﻞ ﺷ ﻲء ﻣ ﻦ ﺧﺪﻣ ﺔ وإﻧ ﺰال‬
‫ﻓﺄﻋﻄ ﺎﻩ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ε‬ﺷ ﻴﺌ ًﺎ ‪ ..‬ﺛ ﻢ ﻗ ﺎل ﺗﻠﻄﻔ ًﺎ‬ ‫ﻣﺘﺎع وﺳﻘﻲ دواب ‪ ..‬ﺣﺘﻰ ﺗﻌﺐ وﺿﺠﺮ ‪..‬‬
‫ﻣﻌﻪ ‪ :‬أﺣﺴﻨﺖ إﻟﻴﻚ ؟‬ ‫وﻓﻲ ﻃﺮﻳﻖ رﺟﻮﻋﻬﻤﺎ ‪ ..‬ﻧﺰﻻ ﻟﻠﻐﺪاء ‪..‬‬
‫ﻗ ﺎل اﻷﻋﺮاﺑ ﻲ ‪ :‬ﻻ ‪ ..‬ﻻ أﺣﺴﻨﺖ وﻻ أﺟﻤﻠﺖ‬ ‫ﻓﺄﻧﺎﺧ ﺎ ﺑﻌﻴ ﺮﻳﻬﻤﺎ وﻧ ﺰﻻ ‪ ..‬ﻓﺄﻣ ﺎ أﺷﻌﺐ ﻓﺘﻤﺪد ﻋﻠﻰ‬
‫‪..‬‬ ‫اﻷرض ‪..‬‬
‫ﻓﻐﻀ ﺐ ﺑﻌ ﺾ اﻟﻤﺴ ﻠﻤﻴﻦ وهﻤ ﻮا أن ﻳﻘﻮﻣﻮا‬ ‫وأﻣﺎ ﺻﺎﺣﺒﻪ ﻓﻮﺿﻊ اﻟﻔﺮش ‪ ..‬وأﻧﺰل اﻟﻤﺘﺎع ‪..‬‬
‫إﻟﻴﻪ ‪ ..‬ﻓﺄﺷﺎر اﻟﻨﺒﻲ ‪ ε‬إﻟﻴﻬﻢ أن آﻔﻮا ‪..‬‬ ‫ﺛ ﻢ اﻟﺘﻔﺖ إﻟﻰ أﺷﻌﺐ وﻗﺎل ‪ :‬ﻗﻢ اﺟﻤﻊ اﻟﺤﻄﺐ وأﻧﺎ‬
‫ﺛ ﻢ ﻗ ﺎم ‪ ε‬إﻟ ﻰ ﻣﻨ ﺰﻟﻪ ‪ ..‬ودﻋﺎ اﻷﻋﺮاﺑﻲ إﻟﻰ‬ ‫أﻗﻄﻊ اﻟﻠﺤﻢ ‪..‬‬
‫اﻟﺒﻴﺖ ﻓﻘﺎل ﻟﻪ ‪:‬‬ ‫ﻓﻘ ﺎل أﺷ ﻌﺐ ‪ :‬أﻧ ﺎ واﷲ ﻣ ﺘﻌﺐ ﻣ ﻦ ﻃ ﻮل رآ ﻮب‬
‫إﻧﻚ ﺟﺌﺘﻨﺎ ﻓﺴﺄﻟﺘﻨﺎ ﻓﺄﻋﻄﻴﻨﺎك ‪ ..‬ﻓﻘﻠﺖ ﻣﺎ ﻗﻠﺖ‬ ‫اﻟﺪاﺑﺔ ‪ ..‬ﻓﻘﺎم اﻟﺮﺟﻞ وﺟﻤﻊ اﻟﺤﻄﺐ ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫ﺛ ﻢ ﻗ ﺎل ‪ :‬ﻳ ﺎ أﺷ ﻌﺐ ! ﻗ ﻢ أﺷ ﻌﻞ اﻟﺤﻄ ﺐ ‪ ..‬ﻓﻘﺎل ‪:‬‬
‫ﻳﺆذﻳﻨ ﻲ اﻟ ﺪﺧﺎن ﻓ ﻲ ﺻ ﺪري إن اﻗﺘ ﺮﺑﺖ ﻣ ﻨﻪ ‪..‬‬
‫ﺛﻢ زادﻩ ‪ ρ‬ﺷﻴﺌ ًﺎ ﻣﻦ ﻣﺎل وﺟﺪﻩ ﻓﻲ ﺑﻴﺘﻪ ‪..‬‬
‫ﻓﺄﺷﻌﻠﻬﺎ اﻟﺮﺟﻞ ‪..‬‬
‫ﻓﻘﺎل ‪ :‬أﺣﺴﻨﺖ إﻟﻴﻚ ؟‬
‫ﺛ ﻢ ﻗ ﺎل ‪ :‬ﻳ ﺎ أﺷ ﻌﺐ ! ﻗ ﻢ أﻣﺴﻚ ﻋﻠﻲ ﻷﻗﻄﻊ اﻟﻠﺤﻢ‬
‫ﻓﻘ ﺎل اﻷﻋﺮاﺑ ﻲ ‪ :‬ﻧﻌ ﻢ ﻓﺠ ﺰاك اﷲ ﻣ ﻦ أه ﻞ‬
‫‪ ..‬ﻓﻘ ﺎل ‪ :‬أﺧﺸﻰ أن ﺗﺼﻴﺐ اﻟﺴﻜﻴﻦ ﻳﺪي ‪ ..‬ﻓﻘﻄﻊ‬
‫وﻋﺸﻴﺮة ﺧﻴﺮًا ‪..‬‬
‫اﻟﺮﺟﻞ اﻟﻠﺤﻢ وﺣﺪﻩ ‪..‬‬
‫ﻓﺄﻋﺠ ﺒﻪ ‪ ρ‬ه ﺬا اﻟﺮﺿ ﻰ ﻣ ﻨﻪ ‪ ..‬ﻟﻜﻨﻪ ﺧﺸﻲ‬
‫ﺛ ﻢ ﻗ ﺎل ‪ :‬ﻳ ﺎ أﺷ ﻌﺐ ! ﻗ ﻢ ﺿ ﻊ اﻟﻠﺤ ﻢ ﻓ ﻲ اﻟﻘ ﺪر‬
‫أن ﻳﺒﻘ ﻰ ﻓ ﻲ ﻗﻠ ﻮب أﺻ ﺤﺎﺑﻪ ﻋﻠ ﻰ اﻟ ﺮﺟﻞ‬
‫واﻃ ﺒﺦ اﻟﻄﻌ ﺎم ‪ ..‬ﻓﻘ ﺎل ‪ :‬ﻳﺘﻌﺒﻨ ﻲ آﺜ ﺮة اﻟﻨﻈ ﺮ إﻟﻰ‬
‫ﺷﻲء ‪ ..‬ﻓﻴﺮاﻩ أﺣﺪهﻢ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻖ أو ﺳﻮق ‪..‬‬
‫اﻟﻄﻌﺎم ﻗﺒﻞ ﻧﻀﻮﺟﻪ ‪..‬‬
‫ﻓﻼ ﻳﺰال ﺣﺎﻗﺪًا ﻋﻠﻴﻪ ‪..‬‬
‫ﻓﺘﻮﻟ ﻰ اﻟ ﺮﺟﻞ اﻟﻄ ﺒﺦ واﻟ ﻨﻔﺦ ‪ ..‬ﺣﺘﻰ ﺟﻬﺰ اﻟﻄﻌﺎم‬
‫ﻓﺄراد أن ﻳﺴ ﱠﻞ ﻣﺎ ﻓﻲ ﺻﺪورهﻢ ‪..‬‬
‫وﻗ ﺪ ﺗﻌ ﺐ ‪ ..‬ﻓﺎﺿ ﺠﻊ ﻋﻠ ﻰ اﻷرض ‪ ..‬وﻗ ﺎل ‪ :‬ﻳ ﺎ‬
‫ﻓﻘ ﺎل ﻟ ﻪ ‪ : ε‬إﻧ ﻚ آ ﻨﺖ ﺟﺌﺘ ﻨﺎ ﻓﺄﻋﻄﻴ ﻨﺎك ‪..‬‬ ‫أﺷ ﻌﺐ ! ﻗ ﻢ ﺟﻬ ﺰ ﺳ ﻔﺮة اﻟﻄﻌ ﺎم ‪ ..‬وﺿ ﻊ اﻟﻄﻌ ﺎم‬
‫ﻓﻘﻠ ﺖ ﻣ ﺎ ﻗﻠ ﺖ ‪ ..‬وﻓ ﻲ ﻧﻔﺲ أﺻﺤﺎﺑﻲ ﻋﻠﻴﻚ‬ ‫ﻓﻲ اﻟﺼﺤﻦ ‪..‬‬
‫ﻣ ﻦ ذﻟ ﻚ ﺷﻲء ‪ ..‬ﻓﺈذا ﺟﺌﺖ ﻓﻘﻞ ﺑﻴﻦ أﻳﺪﻳﻬﻢ‬ ‫ﻓﻘﺎل أﺷﻌﺐ ‪ :‬ﺟﺴﻤﻲ ﺛﻘﻴﻞ وﻻ أﻧﺸﻂ ﻟﺬﻟﻚ ‪..‬‬
‫ﻣ ﺎ ﻗﻠ ﺖ ﺑ ﻴﻦ ﻳ ﺪي ‪ ..‬ﺣﺘ ﻰ ﻳ ﺬهﺐ ﻋ ﻦ‬ ‫ﻓﻘﺎم اﻟﺮﺟﻞ وﺟﻬﺰ اﻟﻄﻌﺎم ووﺿﻌﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻔﺮة ‪..‬‬
‫ﺻﺪورهﻢ ‪..‬‬ ‫ﺛﻢ ﻗﺎل ‪ :‬ﻳﺎ أﺷﻌﺐ ! ﻗﻢ ﺷﺎرآﻨﻲ ﻓﻲ أآﻞ اﻟﻄﻌﺎم ‪..‬‬
‫ﻓﻠﻤ ﺎ ﺟ ﺎء اﻷﻋﺮاﺑ ﻲ ‪ ..‬ﻗﺎل ‪ : ε‬إن ﺻﺎﺣﺒﻜﻢ‬ ‫ﻓﻘ ﺎل أﺷ ﻌﺐ ‪ :‬ﻗ ﺪ اﺳ ﺘﺤﻴﻴﺖ واﷲ ﻣ ﻦ آﺜﻴ ﺮة‬
‫آ ﺎن ﺟﺎءﻧ ﺎ ﻓﺴ ﺄﻟﻨﺎ ﻓﺄﻋﻄﻴ ﻨﺎﻩ ﻓﻘﺎل ﻣﺎ ﻗﺎل ‪..‬‬ ‫اﻋﺘﺬاري وهﺎ أﻧﺎ أﻃﻴﻌﻚ اﻵن ‪ ..‬ﺛﻢ ﻗﺎم وأآﻞ !!‬
‫وإﻧ ﺎ ﻗ ﺪ دﻋ ﻮﻧﺎﻩ ﻓﺄﻋﻄﻴ ﻨﺎﻩ ‪ ..‬ﻓ ﺰﻋﻢ أﻧ ﻪ ﻗ ﺪ‬
‫‪85‬‬
‫‪Books-sea.com‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬ ‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﻗ ﺎل ﻓﻀ ﺎﻟﺔ ‪ : ..‬ﺛ ﻢ وﺿﻊ رﺳﻮل اﷲ ‪ ρ‬ﻳﺪﻩ‬ ‫رﺿﻲ ‪..‬‬
‫ﻋﻠﻰ ﺻﺪري ‪ ..‬ﻓﺴﻜﻦ ﻗﻠﺒﻲ ‪..‬‬ ‫ﺛﻢ اﻟﺘﻔﺖ إﻟﻰ اﻷﻋﺮاﺑﻲ وﻗﺎل ‪ :‬أآﺬاك ؟‬
‫ﻓﻮاﷲ ﻣﺎ رﻓﻊ رﺳﻮل اﷲ ‪ ρ‬ﻳﺪﻩ ﻋﻦ ﺻﺪري‬ ‫ﻗ ﺎل اﻷﻋﺮاﺑ ﻲ ‪ :‬ﻧﻌﻢ ﻓﺠﺰاك اﷲ ﻣﻦ أهﻞ وﻋﺸﻴﺮة‬
‫‪..‬‬ ‫ﺧﻴﺮًا ‪..‬‬
‫ﺣﺘﻰ ﻣﺎ ﺧﻠﻖ اﷲ ﺷﻲء أﺣﺐ إﻟﻲ ﻣﻨﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤﺎ هﻢ اﻷﻋﺮاﺑﻲ أن ﻳﺨﺮج إﻟﻰ أهﻠﻪ ‪..‬‬
‫ﺛﻢ رﺟﻊ ﻓﻀﺎﻟﺔ إﻟﻰ أهﻠﻪ ‪ ..‬ﻓﻤﺮ ﺑﺎﻣﺮأة آﺎن‬ ‫أراد ‪ ρ‬أن ﻳﻌﻄ ﻲ أﺻ ﺤﺎﺑﻪ درﺳ ًﺎ ﻓ ﻲ آﺴ ﺐ‬
‫ﻳﺠﺎﻟﺴﻬﺎ ‪ ..‬وﻳﺘﺤﺪث إﻟﻴﻬﺎ ‪..‬‬ ‫اﻟﻘﻠﻮب ‪ ..‬ﻓﻘﺎل ﻟﻬﻢ ‪:‬‬
‫ﻓﻠﻤﺎ رأﺗﻪ ‪ ..‬ﻗﺎﻟﺖ ‪ :‬هﻠﻢ إﻟﻰ اﻟﺤﺪﻳﺚ ‪..‬‬ ‫إن ﻣﺜﻠ ﻲ وﻣ ﺜﻞ هﺬا اﻷﻋﺮاﺑﻲ آﻤﺜﻞ رﺟﻞ آﺎﻧﺖ ﻟﻪ‬
‫ﻓﻘﺎل ‪ :‬ﻻ ‪ ..‬ﺛﻢ ﻗﺎل ‪..‬‬ ‫ﻧﺎﻗ ﺔ ﻓﺸ ﺮدت ﻋﻠ ﻴﻪ ‪ ..‬ﻓﺎﺗ ﺒﻌﻬﺎ اﻟ ﻨﺎس ‪ ..‬ﻳﻌﻨ ﻲ‬
‫ﻗﺎﻟ ﺖ هﻠ ﻢ إﻟ ﻰ اﻟﺤ ﺪﻳﺚ ﻓﻘﻠ ﺖ ﻻ ** ﻳﺄﺑ ﻰ‬ ‫ﻳﺮآﻀﻮن وراءهﺎ ﻟﻴﻤﺴﻜﻮهﺎ ‪ ..‬وهﻲ ﺗﻬﺮب ﻣﻨﻬﻢ‬
‫ﻋﻠﻴﻚ اﷲ و اﻹﺳﻼم‬ ‫ﻓ ﺰﻋ ًﺎ ‪ ..‬وﻟ ﻢ ﻳ ﺰﻳﺪوهﺎ إﻻ ﻧﻔ ﻮرًا ‪ ..‬ﻓﻘ ﺎل ﺻ ﺎﺣﺐ‬
‫ﻟ ﻮ ﻣ ﺎ رأﻳ ﺖ ﻣﺤﻤ ﺪًا وﻗﺒ ﻴﻠﻪ ** ﺑﺎﻟﻔ ﺘﺢ ﻳ ﻮم‬ ‫اﻟﻨﺎﻗﺔ ‪:‬‬
‫ﺗﻜﺴﱠﺮ اﻷﺻﻨﺎ ُم‬ ‫ﺧﻠ ﻮا ﺑﻴﻨ ﻲ وﺑ ﻴﻦ ﻧﺎﻗﺘ ﻲ ‪ ..‬ﻓﺄﻧ ﺎ أرﻓ ﻖ ﺑﻬ ﺎ وأﻋﻠ ﻢ‬
‫ﻟ ﺮأﻳﺖ دﻳﻦ اﻟﻀﺤﻰ ﺑﻴﻨﺎ ** واﻟﺸﺮك ﻳﻐﺸﻰ‬ ‫ﺑﻬﺎ ‪..‬‬
‫وﺟﻬﻪ اﻹﻇﻼم‬ ‫ﻓ ﺘﻮﺟﻪ إﻟ ﻴﻬﺎ ﺻ ﺎﺣﺐ اﻟ ﻨﺎﻗﺔ ﻓﺄﺧ ﺬ ﻟﻬ ﺎ ﻣ ﻦ ﻗﺸ ﺎم‬
‫وآﺎن ﻓﻀﺎﻟﺔ ﺑﻌﺪهﺎ ﻣﻦ ﺻﺎﻟﺤﻲ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ‬ ‫اﻷرض ‪ ..‬ودﻋﺎهﺎ ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫ﺣﺘ ﻰ ﺟ ﺎءت واﺳ ﺘﺠﺎﺑﺖ ‪ ..‬وﺷ ﺪ ﻋﻠ ﻴﻬﺎ رﺣﻠﻬﺎ ‪..‬‬
‫آ ﺎن ‪ ε‬ﻳﻤﻠ ﻚ ﻗﻠ ﻮب اﻟ ﻨﺎس ﺑﺎﻟﻌﻔ ﻮ ﻋ ﻨﻬﻢ ‪..‬‬ ‫واﺳﺘﻮى ﻋﻠﻴﻬﺎ ‪..‬‬
‫ﻳ ﺘﺤﻤﻞ اﻷذى ﻓ ﻲ ﺳ ﺒﻴﻞ اﻟﺘﺄﺛﻴ ﺮ ﻓ ﻴﻬﻢ ‪..‬‬ ‫وﻟﻮ أﻧﻲ أﻃﻌﺘﻜﻢ ﺣﻴﺚ ﻗﺎل ﻣﺎ ﻗﺎل ‪ ..‬دﺧﻞ اﻟﻨﺎر ‪..‬‬
‫وﺟﺮهﻢ إﻟﻰ اﻟﺨﻴﺮ ‪..‬‬ ‫ﻳﻌﻨ ﻲ ﻟ ﻮ ﻃ ﺮدﺗﻤﻮﻩ ‪ ..‬ﻟﻌﻠ ﻪ ﻳ ﺮﺗ ّﺪ ﻋ ﻦ اﻟ ﺪﻳﻦ ‪..‬‬
‫)‪(44‬‬
‫آ ﺎن أﺑ ﻮ ﻃﺎﻟ ﺐ ﻳﻜ ﻒ ﻋﻦ اﻟﻨﺒﻲ ‪ ε‬آﺜﻴﺮًا ﻣﻦ‬ ‫ﻓﻴﺪﺧﻞ اﻟﻨﺎر ‪..‬‬
‫أذى ﻗﺮﻳﺶ ‪..‬‬ ‫وﻣﺎ آﺎن اﻟﺮﻓﻖ ﻓﻲ ﺷﻲء إﻻ زاﻧﻪ ‪ ..‬وﻣﺎ ﻧﺰع ﻣﻦ‬
‫ﻓﻠﻤﺎ ﻣﺎت أﺑﻮ ﻃﺎﻟﺐ ‪ ..‬ﺿﻴﻘﺖ ﻗﺮﻳﺶ آﺜﻴﺮًا‬ ‫ﺷﻲء إﻻ ﺷﺎﻧﻪ ‪.‬‬
‫ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺒﻲ ‪ ε‬ﻓﻲ ﻣﻜﺔ ‪..‬‬ ‫) وﻻ ﺗﺴ ﺘﻮي اﻟﺤﺴ ﻨﺔ وﻻ اﻟﺴﻴﺌﺔ ادﻓﻊ ﺑﺎﻟﺘﻲ هﻲ‬
‫وﻧﺎﻟﺖ ﻣﻦ اﻷذى ﻣﺎ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻧﺎﻟﺘﻪ ﻣﻨﻪ ﻓﻲ‬ ‫أﺣﺴ ﻦ ﻓ ﺈذا اﻟ ﺬي ﺑﻴ ﻨﻚ وﺑﻴ ﻨﻪ ﻋ ﺪاوة آﺄﻧ ﻪ وﻟ ﻲ‬
‫ﺣﻴﺎة ﻋﻤﻪ أﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ ‪..‬‬ ‫ﺣﻤﻴﻢ ( ‪..‬‬
‫ﻓﺠﻌﻞ ‪ ε‬ﻳﻔﻜﺮ ﻓﻲ ﻣﻜﺎن ﺁﺧﺮ ﻳﻠﺠﺄ إﻟﻴﻪ ‪..‬‬ ‫ذُآﺮ أﻧﻪ ‪ ρ‬ﻟﻤﺎ ﻓﺘﺢ ﻣﻜﺔ ‪ ..‬ﺟﻌﻞ ﻳﻄﻮف ﺑﺎﻟﺒﻴﺖ ‪..‬‬
‫ﻳﺠﺪ ﻓﻴﻪ اﻟﻨﺼﺮة واﻟﺘﺄﻳﻴﺪ ‪..‬‬ ‫ﻓﺄﻗﺒﻞ ﻓﻀﺎﻟﺔ ﺑﻦ ﻋﻤﻴﺮ ‪ ..‬رﺟﻞ ﻳﻈﻬﺮ اﻹﺳﻼم ‪..‬‬
‫ﻓﺨﺮج إﻟﻰ اﻟﻄﺎﺋﻒ ﻳﻠﺘﻤﺲ ﻣﻦ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﺛﻘﻴﻒ‬ ‫ﻓﺠﻌﻞ ﻳﻄﻮف ﺧﻠﻒ اﻟﻨﺒﻲ ‪ .. ε‬ﻳﻨﺘﻈﺮ ﻣﻨﻪ ﻏﻔﻠﺔ ‪..‬‬
‫اﻟﻨﺼﺮة واﻟﻤﻨﻌﺔ ‪..‬‬ ‫ﻟﻴﻘﺘﻠﻪ ‪!!..‬‬
‫دﺧﻞ اﻟﻄﺎﺋﻒ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤﺎ دﻧﺎ ﻣﻦ اﻟﻨﺒﻲ ‪.. ε‬‬
‫ﻓﺘﻮﺟﻪ إﻟﻰ ﺛﻼﺛﺔ رﺟﺎل هﻢ ﺳﺎدة ﺛﻘﻴﻒ‬ ‫اﻧﺘﺒﻪ ‪ ε‬إﻟﻴﻪ ‪ ..‬ﻓﺎﻟﺘﻔﺖ إﻟﻴﻪ وﻗﺎل ‪ :‬أﻓﻀﺎﻟﺔ !!‬
‫وأﺷﺮاﻓﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻧﻌﻢ ‪ ..‬ﻓﻀﺎﻟﺔ ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪..‬‬
‫وهﻢ أﺧﻮة ﺛﻼﺛﺔ ‪:‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻣﺎذا آﻨﺖ ﺗﺤﺪث ﺑﻪ ﻧﻔﺴﻚ ؟‬
‫ﻋﺒﺪ ﻳﺎﻟﻴﻞ ﺑﻦ ﻋﻤﺮو ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻻﺷﻲء ‪ ..‬آﻨﺖ أذآﺮ اﷲ ‪!!..‬‬
‫وأﺧﻮﻩ ﻣﺴﻌﻮد ‪..‬‬ ‫ﻓﻀﺤﻚ اﻟﻨﺒﻲ ‪ .. ρ‬ﺛﻢ ﻗﺎل ‪ :‬أﺳﺘﻐﻔﺮ اﷲ ‪..‬‬
‫وﺣﺒﻴﺐ ‪..‬‬
‫ﺟﻠﺲ اﻟﻴﻬﻢ ‪ ..‬دﻋﺎهﻢ إﻟﻰ اﷲ ‪ ..‬آﻠﻤﻬﻢ ﻟﻤﺎ‬ ‫واﻟﺤﺪﻳﺚ رواﻩ اﻟﺒﺰار وﻓﻲ ﺳﻨﺪﻩ ﻣﻘﺎل ‪..‬‬ ‫) ‪( 44‬‬
‫‪86‬‬
‫‪Books-sea.com‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬ ‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﻋﺎﻓﻴﺘﻚ هﻲ أوﺳﻊ ﻟﻲ ‪..‬‬ ‫ﺟﺎءهﻢ ﻟﻪ ﻣﻦ ﻧﺼﺮﺗﻪ ﻋﻠﻰ اﻹﺳﻼم ‪ ..‬واﻟﻘﻴﺎم‬
‫أﻋﻮذ ﺑﻨﻮر وﺟﻬﻚ اﻟﺬي أﺷﺮﻗﺖ ﻟﻪ اﻟﻈﻠﻤﺎت‬ ‫ﻣﻌﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﺧﺎﻟﻔﻪ ﻣﻦ ﻗﻮﻣﻪ ‪..‬‬
‫‪ ..‬وﺻﻠﺢ ﻋﻠﻴﻪ أﻣﺮ اﻟﺪﻧﻴﺎ واﻵﺧﺮة ‪..‬‬ ‫ﻓﻜﺎن ردهﻢ ﺑﺬﻳﺌًﺎ !!‬
‫ﻲ‬
‫ﻣﻦ أن ﺗﻨﺰل ﺑﻲ ﻏﻀﺒﻚ ‪ ..‬أو ﺗﺤﻞ ﻋﻠ ﱠ‬ ‫أﻣﺎ أﺣﺪهﻢ ﻓﻘﺎل ‪ :‬أﻧﺎ أﻣﺮط ﺛﻴﺎب اﻟﻜﻌﺒﺔ ‪ ..‬إن آﺎن‬
‫ﺳﺨﻄﻚ ‪..‬‬ ‫اﷲ أرﺳﻠﻚ !!‬
‫ﻟﻚ اﻟﻌﺘﺒﻰ ﺣﺘﻰ ﺗﺮﺿﻰ ‪ ..‬وﻻ ﺣﻮل وﻻ ﻗﻮة‬ ‫وﻗﺎل اﻵﺧﺮ ‪ :‬أﻣﺎ وﺟﺪ اﷲ أﺣﺪًا ﻳﺮﺳﻠﻪ ﻏﻴﺮك ؟!‬
‫اﻻ ﺑﻚ ‪..‬‬ ‫وﺟﻌﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ ﻳﺒﺤﺚ ﻣﺘﺤﺬﻟﻘًﺎ ﻋﻦ ﻋﺒﺎرة ﻳﺮد ﺑﻬﺎ‬
‫ﻓﺒﻴﻨﻤﺎ هﻮ آﺬﻟﻚ ‪ ..‬ﻓﺈذ ﺑﺴﺤﺎﺑﺔ ﺗﻈﻠﻪ ‪.. ε‬‬ ‫‪ ..‬ﺣﺮص ﻋﻠﻰ أن ﺗﻜﻮن أﺑﻠﻎ ﻣﻦ آﻼم ﺻﺎﺣﺒﻴﻪ ‪..‬‬
‫وإذا ﻓﻴﻬﺎ ﺟﺒﺮﻳﻞ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ‪ ..‬ﻓﻨﺎداﻩ ‪:‬‬ ‫ﻓﻘﺎل ‪ :‬واﷲ ﻻ أرد ﻋﻠﻴﻚ أﺑﺪًا ‪ ..‬ﻟﺌﻦ آﻨﺖ رﺳﻮ ًﻻ‬
‫ﻳ ﺎ ﻣﺤﻤ ﺪ ‪ ..‬إن اﷲ ﻗ ﺪ ﺳ ﻤﻊ ﻗ ﻮل ﻗﻮﻣﻚ ﻟﻚ‬ ‫ﻣﻦ اﷲ آﻤﺎ ﺗﻘﻮل ‪ ..‬ﻷﻧﺖ أﻋﻈﻢ ﺧﻄﺮًا ﻣﻦ أن أرد‬
‫‪ ..‬وﻣ ﺎ ردوا ﻋﻠ ﻴﻚ ‪ ..‬وﻗ ﺪ ﺑﻌ ﺚ ﻟ ﻚ ﻣﻠ ﻚ‬ ‫ﻋﻠﻴﻚ اﻟﻜﻼم ‪ ..‬وﻟﺌﻦ آﻨﺖ ﺗﻜﺬب ﻋﻠﻰ اﷲ ‪ ..‬ﻓﻤﺎ‬
‫اﻟﺠﺒﺎل ﻟﺘﺄﻣﺮﻩ ﺑﻤﺎ ﺷﺌﺖ ﻓﻴﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻲ أن أآﻠﻤﻚ ‪..‬‬
‫وﻗﺒﻞ أن ﻳﻨﻄﻖ ‪ ε‬ﺑﻜﻠﻤﺔ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎم ‪ ε‬ﻣﻦ ﻋﻨﺪهﻢ وﻗﺪ ﻳﺌﺲ ﻣﻦ ﺧﻴﺮ ﺛﻘﻴﻒ ‪..‬‬
‫ﻧ ﺎداﻩ ﻣﻠ ﻚ اﻟﺠ ﺒﺎل ‪ ..‬اﻟﺴﻼم ﻋﻠﻴﻚ ﻳﺎ رﺳﻮل‬ ‫وﺧﺸﻲ أن ﺗﻌﻠﻢ ﻗﺮﻳﺶ أﻧﻬﻢ ردوﻩ ‪ ..‬ﻓﻴﺰدادون‬
‫اﷲ ‪..‬‬ ‫أذى ﻟﻪ ‪..‬‬
‫ﻳ ﺎ ﻣﺤﻤ ﺪ ‪ ..‬إن اﷲ ﻗ ﺪ ﺳ ﻤﻊ ﻗ ﻮل ﻗﻮﻣﻚ ﻟﻚ‬ ‫ﻲ ‪..‬‬‫ﻓﻘﺎل ﻟﻬﻢ ‪ :‬إن ﻓﻌﻠﺘﻢ ﻣﺎ ﻓﻌﻠﺘﻢ ‪ ..‬ﻓﺎآﺘﻤﻮا ﻋﻠ ﱠ‬
‫‪ ..‬وأﻧ ﺎ ﻣﻠ ﻚ اﻟﺠ ﺒﺎل ‪ ..‬ﻗ ﺪ ﺑﻌﺜﻨ ﻲ اﻟ ﻴﻚ رﺑ ﻚ‬ ‫ﻓﻠﻢ ﻳﻔﻌﻠﻮا ‪ ..‬ﺑﻞ أﻏﺮوا ﺑﻪ ﺳﻔﻬﺎءهﻢ وﻋﺒﻴﺪهﻢ ‪..‬‬
‫ﻟﺘﺄﻣﺮﻧﻲ ﻣﺎ ﺷﺌﺖ ‪..‬‬ ‫ﻓﺠﻌﻠﻮا ﻳﺮآﻀﻮن وراء رﺳﻮل اﷲ ‪ .. ε‬ﻳﺴﺒﻮﻧﻪ‬
‫ﺛﻢ ﻗﺒﻞ أن ﻳﻨﻄﻖ ‪ ε‬أو ﻳﺨﺘﺎر ‪..‬‬ ‫وﻳﺼﻴﺤﻮن ﺑﻪ ‪..‬‬
‫ﺟﻌﻞ ﻣﻠﻚ اﻟﺠﺒﺎل ﻳﻌﺮض ﻋﻠﻴﻪ ‪ ..‬وﻳﻘﻮل ‪:‬‬ ‫وﻗﺪ اﺻﻄﻔﻮا ﺻﻔﻴﻦ ‪ ..‬وهﻮ ﻳﺴﺮع اﻟﺨﻄﻰ ﺑﻴﻨﻬﻢ‬
‫إن ﺷ ﺌﺖ ﺗﻄ ﺒﻖ ﻋﻠ ﻴﻬﻢ اﻷﺧﺸ ﺒﻴﻦ ‪ ..‬وهﻤ ﺎ‬ ‫ﻼ رﺿﺨﻮهﺎ ﺑﺎﻟﺤﺠﺎرة ‪..‬‬ ‫‪ ..‬وآﻠﻤﺎ رﻓﻊ رﺟ ً‬
‫ﺟﺒﻼن ﻋﻈﻴﻤﺎن ﻓﻲ ﺟﺎﻧﺒﻲ ﻣﻜﺔ ‪..‬‬ ‫وهﻮ ‪ ε‬ﻳﺤﺎول ‪ ..‬أن ﻳﺴﺮع ﻓﻴﺨﻄﺎﻩ ﻟﻴﺘﻘﻲ ﻣﺎ‬
‫وﺟﻌﻞ ﻣﻠﻚ اﻟﺠﺒﺎل ﻳﻨﺘﻈﺮ اﻷﻣﺮ ‪..‬‬ ‫ﻳﺮﻣﻮﻧﻪ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺣﺠﺎرة ‪..‬‬
‫ﻓ ﺈذا ﺑ ﻪ ‪ ε‬ﻳﻄ ﺄ ﻋﻠ ﻰ ﺣﻈ ﻮظ اﻟ ﻨﻔﺲ ‪..‬‬ ‫وﺟﻌﻠﺖ ﻗﺪﻣﺎﻩ اﻟﺸﺮﻳﻔﺘﺎن ‪ ε‬ﺗﺴﻴﻼن ﺑﺎﻟﺪﻣﺎء ‪..‬‬
‫وﺷﻬﻮة اﻻﻧﺘﻘﺎم ‪ ..‬وﻳﻘﻮل ‪:‬‬ ‫وهﻮ اﻟﻜﻬﻞ اﻟﺬي ﺟﺎوز اﻷرﺑﻌﻴﻦ ‪..‬‬
‫ﺑ ﻞ ‪ ..‬أﺳ ﺘﺄﻧﻲ ﺑﻬ ﻢ ‪ ..‬ﻓﺈﻧ ﻲ أرﺟﻮ أن ﻳﺨﺮج‬ ‫ﻓﺄﺑﻌﺪ ﻋﻨﻬﻢ ‪ ..‬وﻣﺸﻰ ‪ ..‬وﻣﺸﻰ ‪..‬‬
‫اﷲ ﻣ ﻦ أﺻ ﻼﺑﻬﻢ ﻣ ﻦ ﻳﻌ ﺒﺪ اﷲ ﻻ ﻳﺸ ﺮك ﺑﻪ‬ ‫ﺣﺘﻰ ﺟﻠﺲ ﻓﻲ ﻣﻮﺿﻊ ﺁﻣﻦ ﻳﺴﺘﺮﻳﺢ ‪ ..‬ﺗﺤﺖ ﻇﻞ‬
‫ﺷﻴﺌ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﻧﺨﻠﺔ ‪..‬‬
‫وهﻮ ﻣﻨﺸﻐﻞ اﻟﺒﺎل ‪ ..‬آﻴﻒ ﺳﺘﺴﺘﻘﺒﻠﻪ ﻗﺮﻳﺶ ‪..‬‬
‫ﻼ ‪..‬‬
‫آﻦ ﺑﻄ ً‬ ‫آﻴﻒ ﺳﻴﺪﺧﻞ ﻣﻜﺔ ‪..‬‬
‫وإن اﻟﺬي ﺑﻴﻨﻲ وﺑﻴﻦ ﺑﻨﻲ أﺑﻲ‬ ‫ﻓﺮﻓﻊ ﻃﺮﻓﻪ إﻟﻰ اﻟﺴﻤﺎء وﻗﺎل ‪:‬‬
‫وﺑﻴﻦ ﺑﻨﻲ ﻋﻤﻲ ﻟﻤﺨﺘﻠﻒ ﺟﺪًا‬ ‫اﻟﻠﻬﻢ اﻟﻴﻚ أﺷﻜﻮ ﺿﻌﻒ ﻗﻮﺗﻲ ‪ ..‬وﻗﻠﺔ ﺣﻴﻠﺘﻲ ‪..‬‬
‫ﻓﺈن أآﻠﻮا ﻟﺤﻤﻲ وﻓﺮت ﻟﺤﻮﻣﻬﻢ‬ ‫وهﻮاﻧﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺎس ‪..‬‬
‫وإن هﺪﻣﻮا ﻣﺠﺪي ﺑﻨﻴﺖ ﻟﻬﻢ ﻣﺠﺪًا‬ ‫ﻳﺎ أرﺣﻢ اﻟﺮاﺣﻤﻴﻦ ‪..‬‬
‫وﻟﻴﺴﻮا إﻟﻰ ﻧﺼﺮي ﺳﺮاﻋ ًﺎ وإن هﻢ‬ ‫أﻧﺖ رب اﻟﻤﺴﺘﻀﻌﻔﻴﻦ ‪ ..‬وأﻧﺖ رﺑﻲ ‪ ..‬إﻟﻰ ﻣﻦ‬
‫دﻋﻮﻧﻲ إﻟﻰ ﻧﺼﺮ أﺗﻴﺘﻬﻢ ﺷﺪًا‬ ‫ﺗﻜﻠﻨﻲ ! إﻟﻰ ﺑﻌﻴﺪ ﻳﺘﺠﻬﻤﻨﻲ ‪ ..‬أم إﻟﻰ ﻋﺪو ﻣﻠﻜﺘﻪ‬
‫وﻻ أﺣﻤﻞ اﻟﺤﻘﺪ اﻟﻘﺪﻳﻢ ﻋﻠﻴﻬﻢ‬ ‫أﻣﺮي !‬
‫وﻟﻴﺲ رﺋﻴﺲ اﻟﻘﻮم ﻣﻦ ﻳﺤﻤﻞ اﻟﺤﻘﺪ‬ ‫إن ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺑﻚ ﻏﻀﺐ ﻋﻠﻲ ﻓﻼ أﺑﺎﻟﻲ ‪ ..‬وﻟﻜﻦ‬

‫‪87‬‬
‫‪Books-sea.com‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﺑﺄﻣﻚ ‪..‬‬
‫ﻓﻘﺎل اﻷﻋﺮاﺑﻲ ‪ :‬أﻧﺎ ﺑﻬﺎ ﺑﺎر ‪..‬‬
‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻣﺎ ﺑﻠﻎ ﻣﻦ ﺑﺮك ﺑﻬﺎ ؟‬
‫ﻗﺎل ‪ :‬واﷲ ﻣﺎ ﻗﺮﻋﺘﻬﺎ ﺑﺴﻮط ﻗﻂ !!‬
‫ﻳﻌﻨ ﻲ إن اﺣ ﺘﺎج إﻟﻰ ﺿﺮﺑﻬﺎ ‪ ..‬ﺿﺮﺑﻬﺎ ﺑﻴﺪﻩ‬
‫أو ﻋﻤﺎﻣ ﺘﻪ ‪ ..‬أﻣ ﺎ اﻟﺴﻮط ﻓﻼ ﻳﻀﺮﺑﻬﺎ ﺑﻪ ‪..‬‬
‫ﻣﻦ ﺷﺪة اﻟﺒ ّﺮ!!‬
‫ﻓﺎﻟﻤﺴ ﻜﻴﻦ ﻣ ﺎ آ ﺎن ﻣﻴ ﺰان اﻟﺨﻄ ﺄ واﻟﺼ ﻮاب‬
‫ﻋﻨﺪﻩ ﻣﺴﺘﻘﻴﻤ ًﺎ ‪..‬‬
‫ﻓﻜ ﻦ رﻓ ﻴﻘ ًﺎ ﻟﻄ ﻴﻔ ًﺎ ‪ ..‬ﺣﺘﻰ ﻳﻘﺘﻨﻊ اﻟﺬي أﻣﺎﻣﻚ‬
‫ﺑﺨﻄﺌﻪ ‪..‬‬
‫آ ﺎن ﻓ ﻲ ﻋﻬ ﺪﻩ ‪ ε‬اﻣ ﺮأة ﻣ ﻦ ﺑﻨ ﻲ ﻣﺨ ﺰوم‬
‫ﺗﺴ ﺘﻠﻒ اﻟﻤ ﺘﺎع ﻣ ﻦ اﻟﻨﺴ ﺎء ‪ ..‬وﺗ ﺘﻐﺎﻓﻞ ﻋ ﻦ‬
‫ردﻩ ﻓ ﺈذا ﺳ ﺄﻟﻮهﺎ ﻋ ﻨﻪ ﺟﺤﺪﺗ ﻪ ‪ ..‬وأﻧﻜ ﺮت‬
‫أﻧﻬﺎ أﺧﺬت ﺷﻴﺌ ًﺎ ‪..‬‬
‫ﺣﺘ ﻰ زاد أذاه ﺎ ﻓ ﻲ اﻟﺠﺤ ﺪ واﻟﺴ ﺮﻗﺔ ﻓ ﺮﻓﻊ‬
‫أﻣ ﺮهﺎ إﻟ ﻰ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ .. ε‬ﻓﻘﻀ ﻰ ﻓ ﻴﻬﺎ أن‬
‫ﺗﻘﻄﻊ ﻳﺪهﺎ ‪..‬‬
‫ﻓﺸ ﻖ ﻋﻠ ﻰ ﻗ ﺮﻳﺶ أن ﺗﻘﻄ ﻊ ﻳ ﺪهﺎ وهﻲ ﻣﻦ‬
‫ﻗﺒﻴﻠﺔ ﻣﻦ آﺒﺎر ﻗﺒﺎﺋﻞ ﻗﺮﻳﺶ ‪..‬‬
‫ﻓ ﺄرادوا أن ﻳﻜﻠﻤ ﻮا اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ ε‬ﻟ ﻴﺨﻔﻒ ه ﺬا‬
‫اﻟﺤﻜ ﻢ إﻟ ﻰ ﺣﻜﻢ ﺁﺧﺮ ‪ ..‬آﺠﻠﺪ أو ﻏﺮاﻣﺔ ﻣﺎل‬
‫‪ ..‬أو ﻧﺤﻮ ذﻟﻚ ‪..‬‬
‫وآﻠﻤ ﺎ ﺗ ﻮﺟﻪ رﺟ ﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﻟﻨﻘﺎش اﻟﻨﺒﻲ ‪ ε‬ﻓﻲ‬
‫هﺬا اﻷﻣﺮ ‪ ..‬ﺗﺮدد ورﺟﻊ ‪..‬‬
‫ﻓﻘﺎﻟ ﻮا ﻟ ﻦ ﻳﺠﺘ ﺮئ ﻋﻠ ﻰ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ε‬إﻻ‬
‫ﺐ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ε‬واﺑ ﻦ‬ ‫ﺣ ﱡ‬
‫أﺳ ﺎﻣﺔ ﺑ ﻦ زﻳ ﺪ ‪ِ ..‬‬
‫ﺣ ﺒﱢﻪ ‪ ..‬ﺗﺮﺑ ﻰ ه ﻮ وأﺑ ﻮﻩ ﻓ ﻲ ﺑ ﻴﺖ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ε‬‬
‫ﺣﺘﻰ ﺻﺎر آﻮﻟﺪﻩ ‪..‬‬
‫ﻓﻜﻠﻤﻮا أﺳﺎﻣﺔ ‪..‬‬
‫أﻗ ﺒﻞ أﺳ ﺎﻣﺔ إﻟ ﻰ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ .. ε‬ﻓ ﺮﺣﺐ ﺑﻪ‬
‫وأﺟﻠﺴﻪ ﻋﻨﺪﻩ ‪..‬‬
‫ﺟﻌ ﻞ أﺳ ﺎﻣﺔ ﻳﻜﻠ ﻢ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ ε‬ﻟ ﻴﺨﻔﻒ اﻟﺤﻜﻢ ‪..‬‬
‫وﻳﺒﻴﻦ أن هﺬﻩ اﻟﻤﺮأة ﻣﻦ أﺷﺮاف اﻟﻨﺎس ‪..‬‬
‫وأﺳ ﺎﻣﺔ ﻳﻮاﺻ ﻞ اﻟﻜ ﻼم واﻟﻨﺒ ﻲ ‪ ε‬ﻳﺴﺘﻤﻊ ‪..‬‬
‫آﺎن أﺳﺎﻣﺔ ﻳﺤﺎول إﻗﻨﺎع اﻟﻨﺒﻲ ‪ ε‬ﺑﺮأﻳﻪ ‪..‬‬
‫ﻧﻈ ﺮ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ ε‬إﻟ ﻰ أﺳ ﺎﻣﺔ ‪ ..‬ﻓﺈذا هﻮ ﻳﺤﺎول‬
‫وﻳ ﻨﺎﻗﺶ ‪ ..‬ﺑﻜ ﻞ ﻗ ﻨﺎﻋﺔ ‪ ..‬وﻻ ﻳ ﺪري أﻧ ﻪ‬
‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫‪ 37.‬أﻗﻨﻌﻪ ﺑﺨﻄﺌﻪ ﻟﻴﻘﺒﻞ اﻟﻨﺼﺢ ‪..‬‬
‫ﺑﻌ ﺾ اﻟ ﻨﺎس ﻳﺸ ﻐﻞ اﻵﺧ ﺮﻳﻦ ﺑﻜﺜ ﺮة اﻟﺘﻮﺟ ﻴﻬﺎت‬
‫واﻟﻤﻼﺣﻈ ﺎت ﺣﺘ ﻰ ﻳﻮﺻ ﻠﻬﻢ إﻟ ﻰ ﻣ ﺮﺣﻠﺔ اﻟﻤﻠ ﻞ‬
‫واﻻﺳﺘﺜﻘﺎل ‪..‬‬
‫ﺧﺎﺻﺔ إذا آﺎﻧﺖ اﻟﻨﺼﺎﺋﺢ واﻟﺘﻮﺟﻴﻬﺎت ﻣﺒﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ‬
‫ﺁراء وأﻣﺰﺟﺔ ﺷﺨﺼﻴﺔ ‪..‬‬
‫آﻤ ﻦ ﻳﻨﺼ ﺤﻚ ﺑﻌ ﺪ وﻟ ﻴﻤﺔ دﻋ ﻮت اﻟ ﻨﺎس إﻟ ﻴﻬﺎ‬
‫وﺗﻌ ﺒﺖ ﻓ ﻲ إﻋ ﺪادهﺎ وﺗﻌﺐ ﻣﻌﻚ أهﻠﻚ وﻣﺎﻟﻚ ! ﺛﻢ‬
‫ﻳﻘ ﻮل ﻟ ﻚ ه ﺬا اﻟﻨﺎﺻ ﺢ ‪ :‬ﻳﺎ أﺧﻲ اﻟﻮﻟﻴﻤﺔ ﻣﺎ آﺎﻧﺖ‬
‫ﻣﻨﺎﺳ ﺒﺔ ‪ ..‬وﺗﻌ ﺒﻚ ذه ﺐ ه ﺪرًا ‪ ..‬وآ ﻨﺖ أﻇﻦ أﻧﻬﺎ‬
‫ﺳ ﺘﻜﻮن ﺑﻤﺴ ﺘﻮى أﻋﻠ ﻰ ﻣﻦ هﺬا ‪ ..‬ﻓﺘﻘﻮل ﻟﻤﺎذا ؟‬
‫ﻓ ﻴﻘﻮل ‪ :‬ﻳ ﺎ أﺧ ﻲ أآﺜ ﺮ اﻟﻠﺤ ﻢ آ ﺎن ﻣﺸ ﻮﻳ ًﺎ ‪ ..‬وأﻧ ﺎ‬
‫أﺣﺐ اﻟﻠﺤﻢ اﻟﻤﺴﻠﻮق !!‬
‫واﻟﺴ ﻠﻄﺎت آﺎﻧ ﺖ ﺣﺎﻣﻀﺔ ﺑﺴﺒﺐ اﻟﻠﻠﻴﻤﻮن ‪ ..‬وأﻧﺎ‬
‫ﻻ أﺣﺐ ذﻟﻚ ‪..‬‬
‫وآ ﺬﻟﻚ اﻟﺤﻠ ﻮﻳﺎت آﺎﻧ ﺖ ﻣ ﺰﻳﻨﺔ ﺑﺎﻟﻜ ﺮﻳﻤﺔ ‪ ..‬وه ﺬا‬
‫ﻳﺠﻌﻞ ﻃﻌﻤﻬﺎ ﻏﻴﺮ ﻣﻘﺒﻮل ‪..‬‬
‫ﺛﻢ ﻳﻘﻮل ﻟﻚ ‪ :‬وﻋﻤﻮﻣ ًﺎ أآﺜﺮ اﻟﻨﺎس أﻳﻀ ًﺎ ﺗﻀﺎﻳﻘﻮا‬
‫‪ ..‬وﻣﺎ أآﻠﻮا إﻻ ﻣﺠﺎﻣﻠﺔ ‪ ..‬أو ﻷﻧﻬﻢ اﺿﻄﺮوا إﻟﻴﻪ‬
‫‪..‬‬
‫ﻓﻘﻄﻌ ًﺎ ‪ ..‬أﻧ ﺖ ه ﻨﺎ ﺳ ﺘﻨﻈﺮ إﻟﻰ هﺬا اﻟﻨﺎﺻﺢ ﻧﻈﺮة‬
‫ازدراء وإﻋ ﺮاض ‪ ..‬وﻟ ﻦ ﺗﻘ ﺒﻞ ﻣ ﻨﻪ ﻧﺼ ﻴﺤﺘﻪ ؛‬
‫ﻷﻧﻬﺎ ﻣﺒﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺁراء وأﻣﺰﺟﺔ ﺷﺨﺼﻴﺔ ‪!!..‬‬
‫ﻗﻞ ﻣﺜﻞ ذﻟﻚ ﻓﻴﻤﻦ ﻳﻨﺼﺢ ﺁﺧﺮ ﺣﻮل ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺗﻌﺎﻣﻠﻪ‬
‫ﻣ ﻊ أوﻻدﻩ ‪ ..‬أو ﻣ ﻊ زوﺟ ﺘﻪ ‪ ..‬أو ﻃ ﺮﻳﻘﺔ ﺑ ﻨﺎﺋﻪ‬
‫ﻟﺒﻴ ﺘﻪ ‪ ..‬أو ﻧ ﻮع ﺳ ﻴﺎرﺗﻪ ‪ ..‬ﺑ ﻨﺎء ﻋﻠ ﻰ ذوﻗ ﻪ‬
‫اﻟﺨﺎص ‪..‬‬
‫ِ‬
‫اﻧﺘ ﺒﻪ داﺋﻤ ًﺎ أن ﺗﻜ ﻮن ه ﺬﻩ اﻟﻨﺼ ﺎﺋﺢ واﻻﻧ ﺘﻘﺎدات‬
‫ﻣﺒﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺠﺮد أﻣﺰﺟﺔ ﺷﺨﺼﻴﺔ ‪..‬‬
‫ﻧﻌ ﻢ ﻟ ﻮ ﻃﻠ ﺐ رأﻳ ﻚ ‪ ..‬أﺑ ﺪﻩ ﻟ ﻪ واﻋﺮﺿ ﻪ ﻋﻠﻴﻪ ‪..‬‬
‫أﻣ ﺎ أن ﺗ ﺘﻜﻠﻢ ﻣﻌ ﻪ وﺗﻨﺼﺢ آﻤﺎ ﺗﻨﺼﺢ اﻟﻤﺨﻄﺊ ‪..‬‬
‫ﻓﻼ ‪..‬‬
‫وأﺣ ﻴﺎﻧ ًﺎ ‪ ..‬اﻟﻤﻨﺼ ﻮح ﻻ ﻳﺸ ﻌﺮ أﻧ ﻪ ﻣﺨﻄ ﺊ ﻓ ﻼ ﺑﺪ‬
‫أن ﺗﻜﻮن ﺣﺠﺘﻚ ﻗﻮﻳﺔ ﻋﻨﺪ ﻧﺼﺤﻪ ‪..‬‬
‫ﺟﻠ ﺲ أﻋﺮاﺑﻲ ﺻﻠﻒ ﻣﻊ ﻗﻮم ﺻﺎﻟﺤﻴﻦ ‪ ..‬ﻓﺘﻜﻠﻤﻮا‬
‫ﺣﻮل ﺑﺮ اﻟﻮاﻟﺪﻳﻦ ‪ ..‬واﻷﻋﺮاﺑﻲ ﻳﺴﻤﻊ ‪..‬‬
‫ﻓﺎﻟ ﺘﻔﺖ إﻟ ﻴﻪ أﺣ ﺪهﻢ وﻗ ﺎل ‪ :‬ﻳ ﺎ ﻓ ﻼن ‪ ..‬آﻴﻒ ﺑﺮك‬
‫‪88‬‬
‫‪Books-sea.com‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬ ‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﻓﻘﺎل ﻟﻲ ‪ :‬أﻗﺎل ﻻ إﻟﻪ إﻻ اﷲ ‪ ..‬ﺛﻢ ﻗﺘﻠﺘﻪ ؟!‬ ‫ﻳﻄﻠﺐ ﻣﻨﻪ ﻣﺎ ﻻ ﻳﺠﻮز ‪!!..‬‬
‫ﻗﻠ ﺖ ‪ :‬إﻧ ﻪ ﻟ ﻢ ﻳﻘﻠﻬ ﺎ ﻣ ﻦ ِﻗ َﺒ ِﻞ ﻧﻔﺴ ﻪ ‪ ..‬إﻧﻤ ﺎ‬ ‫ﻓﺘﻐﻴ ﺮ اﻟﻨﺒ ﻲ وﻏﻀ ﺐ ‪ ε‬وآ ﺎن أول آﻠﻤﺔ ﻗﺎﻟﻬﺎ أن‬
‫ﻗﺎﻟﻬﺎ ﻓﺮﻗ ًﺎ ﻣﻦ اﻟﺴﻼح ‪..‬‬ ‫ﺑﻴﻦ ﻟﻪ ﺧﻄﺄﻩ ﻓﻘﺎل ‪:‬‬
‫ﻓﺄﻋ ﺎد ﻋﻠ ﻲ ‪ :‬أﻗ ﺎل ﻻ إﻟﻪ إﻻ اﷲ ‪ ..‬ﺛﻢ ﻗﺘﻠﺘﻪ‬ ‫أﺗﺸﻔﻊ ﻓﻲ ﺣﺪ ﻣﻦ ﺣﺪود اﷲ ﻳﺎ أﺳﺎﻣﺔ ؟‬
‫؟!‬ ‫ﻓﻜﺄﻧﻪ ﻳﺒﻴﻦ ﺳﺒﺐ ﻏﻀﺒﻪ ﻷﺳﺎﻣﺔ ‪ ..‬وأن ﺣﺪود اﷲ‬
‫ﻓﻬ ﻼ ﺷ ﻘﻘﺖ ﻋ ﻦ ﻗﻠ ﺒﻪ ‪ ..‬ﺣﺘﻰ ﺗﻌﻠﻢ أﻧﻪ إﻧﻤﺎ‬ ‫ﺗﻌﺎﻟ ﻰ اﻟﺘ ﻲ أوﺟ ﺐ ﻋﻠ ﻰ ﻋ ﺒﺎدﻩ إﻗﺎﻣ ﺘﻬﺎ ﻻ ﺗﺠ ﻮز‬
‫ﻗﺎﻟﻬﺎ ﻓﺮﻗ ًﺎ ﻣﻦ اﻟﺴﻼح ‪..‬‬ ‫اﻟﺸﻔﺎﻋﺔ ﻓﻴﻬﺎ ‪..‬‬
‫ﺳ ﻜﺖ أﺳ ﺎﻣﺔ ‪ ..‬ﻓﻬ ﻮ ﻟ ﻢ ﻳﺸ ﻖ ﻋ ﻦ ﻗﻠ ﺐ‬ ‫ﻓﺎﻧﺘﺒﻪ أﺳﺎﻣﺔ ‪ ..‬وﻗﺎل ﻓﻮرًا ‪ :‬اﺳﺘﻐﻔﺮ ﻟﻲ ﻳﺎ رﺳﻮل‬
‫ﻼ ‪ !!..‬ﻟﻜ ﻨﻪ آ ﺎن ﻓﻲ ﺳﺎﺣﺔ ﺣﺮب‬ ‫اﻟ ﺮﺟﻞ ﻓﻌ ً‬ ‫اﷲ ‪..‬‬
‫‪ ..‬واﻟﺮﺟﻞ ﻣﻘﺎﺗﻞ !!‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎ آ ﺎن اﻟﻠ ﻴﻞ ‪ ..‬ﻗ ﺎم ‪ ε‬ﻓﺨﻄﺐ ﻓﻲ اﻟﻨﺎس وأﺛﻨﻰ‬
‫ﻓﺄﻋﺎد ﻋﻠﻴﻪ ‪ ε‬اﻟﺴﺆال ﻣﺴﺘﻨﻜﺮًا ‪ :‬أﻗﺎل ﻻ إﻟﻪ‬ ‫ﻋﻠﻰ اﷲ ﺑﻤﺎ هﻮ أهﻠﻪ ‪ ..‬ﺛﻢ ﻗﺎل ‪:‬‬
‫إﻻ اﷲ ‪ ..‬ﺛﻢ ﻗﺘﻠﺘﻪ ؟!‬ ‫" أﻣﺎ ﺑﻌﺪ ‪ ..‬ﻓﺈﻧﻤﺎ أهﻠﻚ اﻟﺬﻳﻦ ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻜﻢ ‪:‬‬
‫ﻼ ﺑﻌ ﺪ أن ﻗ ﺎل ﻻ إﻟﻪ إﻻ‬ ‫ﻳ ﺎ أﺳ ﺎﻣﺔ ﻗ ﺘﻠﺖ رﺟ ً‬ ‫أﻧﻬ ﻢ آﺎﻧﻮا إذا ﺳﺮق ﻓﻴﻬﻢ اﻟﺸﺮﻳﻒ ﺗﺮآﻮﻩ ‪ ..‬وإذا‬
‫اﷲ !! آ ﻴﻒ ﺗﺼ ﻨﻊ ﺑ ﻼ إﻟ ﻪ إﻻ اﷲ ﻳ ﻮم‬ ‫ﺳﺮق ﻓﻴﻬﻢ اﻟﻀﻌﻴﻒ ‪ ..‬أﻗﺎﻣﻮا ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺤﺪ ‪..‬‬
‫اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ؟!‬ ‫وإﻧ ﻲ واﻟ ﺬي ﻧﻔﺴ ﻲ ﺑ ﻴﺪﻩ ‪ ..‬ﻟ ﻮ أن ﻓﺎﻃﻤ ﺔ ﺑ ﻨﺖ‬
‫ﻓﻤ ﺎ زال ﻳﻘ ﻮل ذﻟ ﻚ ﺣﺘ ﻰ وددت إﻧ ﻲ ﻟﻢ أآﻦ‬ ‫ﻣﺤﻤﺪ ﺳﺮﻗﺖ ﻟﻘﻄﻌﺖ ﻳﺪهﺎ ‪"..‬‬
‫أﺳﻠﻤﺖ إﻻ ﻳﻮﻣﺌﺬ )‪.. (46‬‬ ‫ﺛﻢ أﻣﺮ ﺑﺘﻠﻚ اﻟﻤﺮأة اﻟﺘﻲ ﺳﺮﻗﺖ ﻓﻘﻄﻌﺖ ﻳﺪهﺎ ‪..‬‬
‫ﻓ ﺘﺄﻣﻞ آﻴﻒ ﺗﺪرج ﻣﻌﻪ ﺑﺒﻴﺎن اﻟﺨﻄﺄ وإﻗﻨﺎﻋﻪ‬ ‫ﻗﺎﻟﺖ ﻋﺎﺋﺸﺔ ‪ : τ‬ﻓﺤﺴﻨﺖ ﺗﻮﺑﺘﻬﺎ ﺑﻌ ُﺪ ‪ ..‬وﺗﺰوﺟﺖ‬
‫ﺑﻪ ‪ ..‬ﺛﻢ وﻋﻈﻪ وﻧﺼﺤﻪ ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫وﻷﺟ ﻞ أن ﻳﻘﺘ ﻨﻊ اﻟﻤﻨﺼ ﻮح ﺑﻤ ﺎ ﺗﻘ ﻮل ‪..‬‬ ‫وآﺎﻧ ﺖ ﺗﺄﺗﻴﻨ ﻲ ﺑﻌ ﺪ ذﻟ ﻚ ‪ ..‬ﻓﺄرﻓ ﻊ ﺣﺎﺟ ﺘﻬﺎ إﻟ ﻰ‬
‫ﻧﺎﻗﺸ ﻪ ﺑﺄﻓﻜ ﺎرﻩ وﻣ ﺒﺎدﺋﻪ ه ﻮ ﻗ ﺪر اﻟﻤﺴﺘﻄﺎع‬ ‫رﺳﻮل اﷲ ‪.. (45) ε‬‬
‫‪..‬‬ ‫أﺳ ﺎﻣﺔ ‪ τ‬ﻟ ﻪ ﻣﻮاﻗ ﻒ ﻣ ﺘﻌﺪدة ﻣ ﻊ رﺳ ﻮل اﷲ ‪.. ε‬‬
‫ﻧﻌﻢ ﻓﻜﺮ ﻣﻦ وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮﻩ ‪..‬‬ ‫آﻠﻬﺎ ﺗﻔﻴﺾ ﺑﺎﻟﺮﺣﻤﺔ واﻟﺘﻌﺎﻣﻞ اﻟﺮاﻗﻲ ‪..‬‬
‫ﺑﻴ ﻨﻤﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ε‬ﻓ ﻲ ﻣﺠﻠﺴ ﻪ اﻟﻤ ﺒﺎرك ‪..‬‬ ‫ﻗ ﺎل أﺳ ﺎﻣﺔ ﺑ ﻦ زﻳ ﺪ ‪ :‬ﺑﻌﺜ ﻨﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ε‬إﻟ ﻰ‬
‫ﻳﺤﻴﻂ ﺑﻪ أﺻﺤﺎﺑﻪ أﻷﻃﻬﺎر ‪..‬‬ ‫اﻟﺤﺮﻗﺎت ﻣﻦ ﺟﻬﻴﻨﺔ ‪..‬‬
‫إذ دﺧ ﻞ ﺷ ﺎب إﻟ ﻰ اﻟﻤﺴ ﺠﺪ وﺟﻌ ﻞ ﻳﺘﻠ ﺘﻔﺖ‬ ‫ﻓﻬ ﺰﻣﻨﺎهﻢ وﺧ ﺮﺟﻨﺎ ﻓ ﻲ ﺁﺛ ﺎرهﻢ ‪ ..‬ﻓﻠﺤﻘ ﺖ أﻧ ﺎ‬
‫ﻳﻤﻴﻨ ًﺎ وﺷﻤﺎ ًﻻ آﺄﻧﻪ ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻦ أﺣﺪ ‪..‬‬ ‫ﻼ ﻣﻨﻬﻢ ‪..‬‬‫ورﺟﻞ ﻣﻦ اﻷﻧﺼﺎر رﺟ ً‬
‫وﻗﻌ ﺖ ﻋﻴ ﻨﺎﻩ ﻋﻠ ﻰ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ .. ε‬ﻓﺄﻗ ﺒﻞ‬ ‫ﻓﻼذ ﻣﻨﺎ ﺑﺸﺠﺮة ‪..‬‬
‫ﻳﻤﺸﻲ إﻟﻴﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎ أدرآ ﻨﺎﻩ ‪ ..‬ورﻓﻌ ﻨﺎ ﻋﻠ ﻴﻪ اﻟﺴ ﻴﻒ ‪ ..‬ﻗ ﺎل ‪ :‬ﻻ‬
‫آ ﺎن اﻟﻤ ﺘﻮﻗﻊ أن ﻳﺠﻠ ﺲ اﻟﺸ ﺎب ﻓ ﻲ اﻟﺤﻠﻘ ﺔ‬ ‫إﻟﻪ إﻻ اﷲ ‪..‬‬
‫وﻳﺴﺘﻤﻊ إﻟﻰ اﻟﺬآﺮ ‪ ..‬ﻟﻜﻨﻪ ﻟﻢ ﻳﻔﻌﻞ ‪!..‬‬ ‫ﻓﺄﻣﺎ ﺻﺎﺣﺒﻲ اﻷﻧﺼﺎري ﻓﺨﻔﺾ ﺳﻴﻔﻪ ‪..‬‬
‫إﻧﻤﺎ ﻧﻈﺮ اﻟﺸﺎب إﻟﻰ رﺳﻮل اﷲ ‪ ε‬وأﺻﺤﺎﺑﻪ‬ ‫وأﻣ ﺎ أﻧ ﺎ ﻓﻈﻨ ﻨﺖ أﻧ ﻪ ﻳﻘ ﻮﻟﻬﺎ ﻓ ﺮﻗ ًﺎ ﻣ ﻦ اﻟﺴ ﻼح ‪..‬‬
‫ﺣﻮﻟﻪ ‪ ..‬ﺛﻢ ﻗﺎل ﺑﻜﻞ ﺟﺮأة ‪:‬‬ ‫ﻓﺤﻤﻠﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻘﺘﻠﺘﻪ ‪..‬‬
‫ﻳ ﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ..‬اﺋ ﺬن ﻟ ﻲ ﺑ ـ ‪ ..‬ﺑﻄﻠﺐ اﻟﻌﻠﻢ‬ ‫ﻓﻌ ﺮض ﻓ ﻲ ﻧﻔﺴﻲ ﻣﻦ أﻣﺮﻩ ﺷﻲء ‪ ..‬ﻓﺄﺗﻴﺖ اﻟﻨﺒﻲ‬
‫؟!‬ ‫‪.. ε‬‬
‫ﻻ ‪ ..‬ﻟﻢ ﻳﻘﻠﻬﺎ ‪ ..‬وﻳﺎ ﻟﻴﺘﻪ ﻗﺎﻟﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﺄﺧﺒﺮﺗﻪ ‪..‬‬

‫ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ‬ ‫) ‪( 46‬‬ ‫ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ‬ ‫) ‪( 45‬‬

‫‪89‬‬
‫‪Books-sea.com‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬ ‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫اﺋﺬن ﻟﻲ ﺑﺎﻟﺠﻬﺎد ‪ ..‬ﻻ ‪ ..‬وﻳﺎ ﻟﻴﺘﻪ ﻗﺎﻟﻬﺎ ‪..‬‬
‫ﻗﺎﻋﺪة ‪..‬‬ ‫أﺗﺪري ﻣﺎذا ﻗﺎل ؟‬
‫إذا ﺷﻌﺮ اﻟﻤﺨﻄﺊ ﺑﺒﺸﺎﻋﺔ ﺧﻄﺌﻪ اﻗﺘﻨﻊ‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪ ..‬اﺋﺬن ﻟﻲ ﺑﺎﻟﺰﻧﺎ ‪..‬‬
‫ﺑﺤﺎﺟﺘﻪ ﻟﻠﻨﺼﻴﺤﺔ ‪ ..‬وﺻﺎر ﻗﺒﻮﻟﻪ أآﺜﺮ ‪..‬‬ ‫ﻋﺠﺒ ًﺎ !! هﻜﺬا ﺑﻜﻞ ﺻﺮاﺣﺔ ؟!!‬
‫وﻗﻨﺎﻋﺘﻪ أآﺒﺮ ‪..‬‬ ‫ﻧﻌﻢ ‪ ..‬هﻜﺬا ‪ :‬اﺋﺬن ﻟﻲ ﺑﺎﻟﺰﻧﺎ ‪..‬‬
‫ﻧﻈﺮ اﻟﻨﺒﻲ ‪ ε‬إﻟﻰ اﻟﺸﺎب ‪ ..‬آﺎن ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﻳﻌﻈﻪ‬
‫‪ 38.‬ﻻ ﺗﻠﻤﻨﻲ !! اﻧﺘﻬﻰ اﻷﻣﺮ ‪ ..‬؟‬ ‫ﺑﺂﻳﺎت ﻳﻘﺮؤهﺎ ﻋﻠﻴﻪ ‪ ..‬أو ﻧﺼﻴﺤﺔ ﻣﺨﺘﺼﺮة ﻳﺤﺮك‬
‫ﻳﻈ ﻦ ﺑﻌ ﺾ اﻟ ﻨﺎس أﻧﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻠﻮم اﻵﺧﺮﻳﻦ‬ ‫ﺑﻬ ﺎ اﻹﻳﻤ ﺎن ﻓ ﻲ ﻗﻠ ﺒﻪ ‪ ..‬ﻟﻜﻨﻪ ‪ ε‬ﺳﻠﻚ أﺳﻠﻮﺑ ًﺎ ﺁﺧﺮ‬
‫ﻋﻠ ﻰ أﺧﻄ ﺎﺋﻬﻢ اﻟﺘ ﻲ رﺑﻤ ﺎ ﺗﻜ ﻮن ﻻ ﺗ ﺮى إﻻ‬ ‫‪..‬‬
‫ﺑﺎﻟﻤﺠﻬﺮ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ﻟﻪ ‪ ε‬ﺑﻜﻞ هﺪوء ‪ :‬أﺗﺮﺿﺎﻩ ﻷﻣﻚ ؟‬
‫ﻳﻈ ﻦ أﻧ ﻪ ﻳﺘﻘ ﺮب ﻣﻨﻬﻢ أآﺜﺮ ‪ ..‬أو أﻧﻪ ﻳﻘﻮي‬ ‫ﻓﺎﻧ ﺘﻔﺾ اﻟﺸ ﺎب وﻗﺪ ﻣ ﱠﺮ ﻓﻲ ﺧﺎﻃﺮﻩ أن أﻣﻪ ﺗﺰﻧﻲ‬
‫ﺷﺨﺼﻴﺘﻪ ﺑﺬﻟﻚ ‪..‬‬ ‫‪ ..‬ﻓﻘﺎل ‪ :‬ﻻ ‪ ..‬ﻻ أرﺿﺎﻩ ﻷﻣﻲ ‪..‬‬
‫واﻟﺤﻖ أﻧﻪ ﻟﻴﺲ اﻟﺬآﺎء واﻟﻔﻄﻨﺔ أن ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ‬ ‫ﻓﻘ ﺎل ﻟ ﻪ ‪ ε‬ﺑﻜ ﻞ ه ﺪوء ‪ :‬آ ﺬﻟﻚ اﻟ ﻨﺎس ﻻ ﻳﺮﺿﻮﻧﻪ‬
‫اﻟﻠﻮم ‪ ..‬وإﻧﻤﺎ هﻮ أن ﺗﺘﺠﻨﺒﻪ ﻗﺪر اﻟﻤﺴﺘﻄﺎع‬ ‫ﻷﻣﻬﺎﺗﻬﻢ ‪..‬‬
‫‪ ..‬وﺗﺴ ﻌﻰ إﻟ ﻰ إﺻ ﻼح اﻷﺷ ﺨﺎص ﺑﺄﺳﺎﻟﻴﺐ‬ ‫ﻼ ‪ :‬أﺗﺮﺿﺎﻩ ﻷﺧﺘﻚ ؟!‬ ‫ﺛﻢ ﻓﺎﺟﺄﻩ ﺳﺎﺋ ً‬
‫ﻻ ﺗﺠﺮح ‪ ..‬وﻻ ﺗﺤﺮج ‪..‬‬ ‫ﻓﺎﻧ ﺘﻔﺾ اﻟﺸ ﺎب أﺧﺮى ‪ ..‬وﻗﺪ ﺗﺨﻴﻞ أﺧﺘﻪ اﻟﻌﻔﻴﻔﺔ‬
‫أﺣﻴﺎﻧ ًﺎ ﺗﺤﺘﺎج ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻷﻣﻮر أن ﺗﺘﻌﺎﻣﻰ ‪..‬‬ ‫ﺗﺰﻧﻲ ‪ ..‬وﻗﺎل ﻣﺒﺎدرًا ‪ :‬ﻻ ‪ ..‬ﻻ أرﺿﺎﻩ ﻷﺧﺘﻲ ‪..‬‬
‫ﺧﺎﺻ ﺔ اﻷﺷ ﻴﺎء اﻟﺪﻧ ﻴﻮﻳﺔ ‪ ..‬واﻟﺤﻘ ﻮق‬ ‫ﻓﻘﺎل ‪ : ε‬آﺬﻟﻚ اﻟﻨﺎس ﻻ ﻳﺮﺿﻮﻧﻪ ﻷﺧﻮاﺗﻬﻢ ‪..‬‬
‫اﻟﺨﺎﺻﺔ ‪..‬‬ ‫ﺛﻢ ﺳﺄﻟﻪ ‪ :‬أﺗﺮﺿﺎﻩ ﻟﻌﻤﺘﻚ ؟! أﺗﺮﺿﺎﻩ ﻟﺨﺎﻟﺘﻚ ؟!‬
‫ﻟﻴﺲ اﻟﻐﺒﻲ ﺑﺴﻴﺪ ﻓﻲ ﻗﻮﻣﻪ ‪ 00‬ﻟﻜﻦ ﺳﻴﺪ‬ ‫واﻟﺸﺎب ﻳﺮدد ‪ :‬ﻻ ‪ ..‬ﻻ ‪..‬‬
‫ﻗﻮﻣﻪ اﻟﻤﺘﻐﺎﺑﻲ‬ ‫ﻓﻘ ﺎل ‪ : ε‬ﻓﺄﺣ ﺐ ﻟﻠ ﻨﺎس ﻣ ﺎ ﺗﺤﺐ ﻟﻨﻔﺴﻚ ‪ ..‬واآﺮﻩ‬
‫واﻟﻤﻠ ﻮم ﻳﻌﺘﺒ ﺮ اﻟﻠ ﻮم ﺳ ﻬﻤ ًﺎ ﺣﺎدًا ﻳﻮﺟﻪ إﻟﻴﻪ‬ ‫ﻟﻠﻨﺎس ﻣﺎ ﺗﻜﺮﻩ ﻟﻨﻔﺴﻚ ‪..‬‬
‫‪ ..‬ﻷﻧﻪ ﻳﺸﻌﺮﻩ ﺑﻨﻘﺼﻪ ‪..‬‬ ‫أدرك اﻟﺸﺎب ﻋﻨﺪ ذﻟﻚ أﻧﻪ آﺎن ﻣﺨﻄﺌ ًﺎ ‪ ..‬ﻓﻘﺎل ﺑﻜﻞ‬
‫هﺬا أو ًﻻ ‪..‬‬ ‫ﺧﻀﻮع ‪:‬‬
‫ﺛﺎﻧ ﻴ ًﺎ ‪ :‬ﺗﺠ ﻨﺐ اﻟﻨﺼ ﺢ ﻓ ﻲ اﻟﻤ ﻸ ﻗ ﺪر‬ ‫ع اﷲ أن ﻳﻄﻬﺮ ﻗﻠﺒﻲ ‪..‬‬ ‫ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪ ..‬اد ُ‬
‫اﻟﻤﺴﺘﻄﺎع ‪..‬‬ ‫ﻓ ﺪﻋﺎﻩ ‪ .. ε‬ﻓﺠﻌ ﻞ اﻟﺸ ﺎب ﻳﻘﺘ ﺮب ‪ ..‬وﻳﻘﺘ ﺮب ‪..‬‬
‫ﺗﻐﻤﺪﻧﻲ ﺑﻨﺼﺤﻚ ﻓﻲ اﻧﻔﺮادي ‪..‬‬ ‫ﺣﺘ ﻰ ﺟﻠ ﺲ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ ‪ ..‬ﺛﻢ وﺿﻊ ﻳﺪﻩ ﻋﻠﻰ ﺻﺪرﻩ‬
‫وﺟﻨﺒﻨﻲ اﻟﻨﺼﻴﺤﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ‬ ‫‪ ..‬وﻗﺎل ‪:‬‬
‫ﻓﺈن اﻟﻨﺼﺢ ﺑﻴﻦ اﻟﻨﺎس ﻧﻮع ‪..‬‬ ‫اﻟﻠﻬﻢ اهﺪ ﻗﻠﺒﻪ ‪ ..‬واﻏﻔﺮ ذﻧﺒﻪ ‪ ..‬وﺣﺼﻦ ﻓﺮﺟﻪ ‪..‬‬
‫ﻣﻦ اﻟﺘﻮﺑﻴﺦ ﻻ أرﺿﻰ اﺳﺘﻤﺎﻋﻪ‬ ‫ﻓﺨ ﺮج اﻟﺸ ﺎب وه ﻮ ﻳﻘ ﻮل ‪ :‬واﷲ ﻟﻘ ﺪ دﺧﻠﺖ ﻋﻠﻰ‬
‫ﺑ ﻞ ‪ ..‬إذا اﻧﺘﺸ ﺮ ﺧﻄ ﺄ ﻣﻌ ﻴﻦ ‪ ..‬واﺿ ﻄﺮرت‬ ‫ﻲ ﻣﻦ اﻟﺰﻧﺎ ‪..‬‬ ‫رﺳ ﻮل اﷲ ‪ .. ε‬وﻣ ﺎ ﺷ ﻲء أﺣﺐ إﻟ ﱠ‬
‫إﻟ ﻰ اﻟﻨﺼ ﺢ اﻟﻌﺎم ‪ ..‬ﻓﺎﻋﻤﻞ ﺑﻘﺎﻋﺪة ‪ :‬ﻣﺎ ﺑﺎل‬ ‫ﻲ ﻣﻦ اﻟﺰﻧﺎ‬ ‫وﺧﺮﺟﺖ ﻣﻦ ﻋﻨﺪﻩ وﻣﺎ ﺷﻲء أﺑﻐﺾ إﻟ ﱠ‬
‫أﻗﻮام ﻳﻔﻌﻠﻮن آﺬا وآﺬا ‪ ..‬آﻤﺎ ﺗﻘﺪم ﻣﻌﻨﺎ ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫إذن ‪ ..‬اﻟﻠ ﻮم آﺎﻟﺴ ﻮط اﻟ ﺬي ﻳﺠﻠ ﺪ ﺑ ﻪ اﻟﻼﺋ ﻢ‬ ‫ﺛ ﻢ اﻧﻈ ﺮ إﻟﻰ اﺳﺘﻌﻤﺎل اﻟﻌﻮاﻃﻒ ‪ ..‬دﻋﺎﻩ ‪ ..‬وﺿﻊ‬
‫ﻇﻬﺮ اﻟﻤﻠﻮم ‪..‬‬ ‫ﻳﺪﻩ ﻋﻠﻰ ﺻﺪرﻩ ‪ ..‬دﻋﺎ ﻟﻪ ‪..‬‬
‫وﺑﻌﺾ اﻟﻨﺎس ﻳﻨﻔﺮ اﻵﺧﺮﻳﻦ إﻣﺎ ﺑﻜﺜﺮة ﻟﻮﻣﻪ‬ ‫ﻳﻌﻨ ﻲ اﺳ ﺘﻌﻤﻞ ﺟﻤﻴﻊ اﻷﺳﺎﻟﻴﺐ ﻹﺻﻼح ﻣﻦ أﻣﺎﻣﻪ‬
‫‪ ..‬أو ﺑﻠ ﻮﻣﻪ ﻋﻠ ﻰ أﻣ ﻮر اﻧ ﺘﻬﺖ وﻻ ﻳﻘ ﺪم‬ ‫‪ ..‬ﺑﻌ ﺪﻣﺎ ﺟﻌﻠ ﻪ ﻳﻘﺘ ﻨﻊ ﺑﺸ ﻨﺎﻋﺔ اﻟﻔﻌ ﻞ ﻟﻴﺘ ﺮآﻪ ﻋ ﻦ‬
‫اﻟﻠﻮم أو ﻳﺆﺧﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﺷﻴﺌ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﻗﻨﺎﻋﺔ ‪ ..‬ﻓﻼ ﻳﻔﻌﻠﻪ أﺑﺪًا ‪ ..‬ﻻ أﻣﺎﻣﻪ وﻻ ﺧﻠﻔﻪ ‪..‬‬
‫‪90‬‬
‫‪Books-sea.com‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬ ‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﺧﻄﺌﻪ ‪..‬‬ ‫ﻼ ﻓﻘﻴ ﺮًا ‪ ..‬ﺗﻐ ﺮب ﻋ ﻦ أهﻠ ﻪ إﻟ ﻰ ﺑﻠ ﺪ‬ ‫أذآ ﺮ أن رﺟ ً‬
‫آﺎن رﺳﻮل اﷲ ‪ ε‬ﻳﺮاﻋﻲ ذﻟﻚ آﺜﻴﺮًا ‪..‬‬ ‫ﺁﺧ ﺮ ‪ ..‬واﺷ ﺘﻐﻞ ﺳ ﺎﺋﻖ ﺷ ﺎﺣﻨﺔ ‪ ..‬آ ﺎن ﻓ ﻲ أﺣ ﺪ‬
‫ﻟﻤ ﺎ اﻧﺼ ﺮف ‪ ρ‬ﻣ ﻦ ﺧﻴﺒ ﺮ‪ ..‬أﻃﺎﻟ ﻮا اﻟﻤﺴ ﻴﺮ‬ ‫اﻷﻳ ﺎم ﻣﺘﻌ ﺒ ًﺎ ﻟﻜ ﻨﻪ رآ ﺐ اﻟﺸ ﺎﺣﻨﺔ وﻣﻀ ﻰ ﺑﻬ ﺎ ﻓﻲ‬
‫ﺣﺘﻰ ﺗﻌﺒﻮا ‪..‬‬ ‫ﻃﺮﻳﻖ ﻃﻮﻳﻞ ﺑﻴﻦ ﻣﺪﻳﻨﺘﻴﻦ ‪..‬‬
‫ﻓﻠﻤ ﺎ أﻗ ﺒﻞ اﻟﻠ ﻴﻞ ‪ ..‬ﻧ ﺰﻟﻮا ﻓ ﻲ ﻣﻮﺿ ﻊ ﻓ ﻲ‬ ‫ﻏﻠ ﺒﻪ اﻟ ﻨﻮم أﺛ ﻨﺎء اﻟﻄ ﺮﻳﻖ ‪ ..‬ﻓﺠﻌ ﻞ ﻳﺼ ﺎرﻋﻪ‬
‫اﻟﻄﺮﻳﻖ ﻟﻴﻨﺎﻣﻮا ‪..‬‬ ‫ﻼ ‪ ..‬ﻓ ﺘﺠﺎوز ﺳ ﻴﺎرة أﻣﺎﻣ ﻪ دون أن‬ ‫وأﺳ ﺮع ﻗﻠ ﻴ ً‬
‫ﻓﻘ ﺎل ‪ : ρ‬ﻣ ﻦ رﺟ ﻞ ﻳﺤﻔﻆ ﻋﻠﻴﻨﺎ اﻟﻔﺠﺮ ﻟﻌﻠﻨﺎ‬ ‫ﻳﻨﺘ ﺒﻪ إﻟ ﻰ اﻟﻄ ﺮﻳﻖ ﻓ ﺈذا أﻣ ﺎﻩ ﺳ ﻴﺎرة ﺻ ﻐﻴﺮﻩ ﻓﻴﻬﺎ‬
‫ﻧﻨﺎم ؟‬ ‫ﺛﻼﺛ ﺔ أﺷﺨﺎص ‪ ..‬ﺣﺎول أن ﻳﺘﻔﺎداهﺎ ‪ ..‬ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻄﻊ‬
‫آﺎن ﺑﻼل ‪ τ‬ﻣﺘﺤﻤﺴ ًﺎ ﻓﻘﺎل ‪ :‬أﻧﺎ ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ‬ ‫‪ ..‬ﻓﺎﺻﻄﺪم ﺑﻬﺎ وﺟﻬ ًﺎ ﻟﻮﺟﻪ ‪..‬‬
‫أﺣﻔﻈﻪ ﻋﻠﻴﻚ ؟‬ ‫ﺛ ﺎر اﻟﻐ ﺒﺎر ‪ ..‬وﺟﻌ ﻞ اﻟﻤ ﺎرة ﻳﻮﻗﻔ ﻮن ﺳ ﻴﺎراﺗﻬﻢ‬
‫ﻓﺎﺿ ﻄﺠﻊ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ .. ρ‬وﻧ ﺰل اﻟ ﻨﺎس‬ ‫وﻳﺘﻔﺮﺟﻮن ﻋﻠﻰ اﻟﺤﺎدث ‪..‬‬
‫ﻓﻨﺎﻣﻮا ‪..‬‬ ‫ﻧ ﺰل ﺳ ﺎﺋﻖ اﻟﺸ ﺎﺣﻨﺔ ‪ ..‬وﻧﻈ ﺮ إﻟ ﻰ اﻟﺴ ﻴﺎرة‬
‫وﻗ ﺎم ﺑ ﻼل ﻳﺼ ﻠﻲ ﺣﺘ ﻰ ﺗﻌ ﺐ ‪ ..‬وﻗ ﺪ آ ﺎن‬ ‫اﻟﻤﺼﺪوﻣﺔ ‪ ..‬وإﻟﻰ ﻣﻦ ﺑﺪاﺧﻠﻬﺎ ﻓﺈذا هﻢ ﻣﻮﺗﻰ ‪..‬‬
‫ﻣﺘﻌﺒ ًﺎ ﻣﻦ ﻃﻮل اﻟﻄﺮﻳﻖ ﻗﺒﻞ ذﻟﻚ ‪..‬‬ ‫أﻧﺰﻟﻬﻢ اﻟﻨﺎس واﺗﺼﻠﻮا ﺑﺎﻹﺳﻌﺎف ‪..‬‬
‫ﻓﻘﻌ ﺪ واﺳ ﺘﻨﺪ إﻟ ﻰ ﺑﻌﻴ ﺮﻩ ﻣﺴ ﺘﺮﻳﺤ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﻗﻌ ﺪ ﺳ ﺎﺋﻖ اﻟﺸ ﺎﺣﻨﺔ ﻳﻨﺘﻈ ﺮ ووﺻ ﻮل اﻹﺳ ﻌﺎف ‪..‬‬
‫واﺳ ﺘﻘﺒﻞ اﻟﻔﺠ ﺮ ﻳ ﺮﻣﻘﻪ ‪ ..‬ﻓﻐﻠﺒ ﺘﻪ ﻋﻴ ﻨﻪ ‪..‬‬ ‫وﻳﻔﻜ ﺮ ﻓ ﻴﻤﺎ ﺳﻴﺤﺼ ﻞ ﻟ ﻪ ﺑﻌ ﺪ اﻟﺤ ﺎدث ﻣ ﻦ ﺳ ﺠﻦ‬
‫ﻓﻨﺎااام ‪..‬‬ ‫ودﻳﺔ ‪ ..‬وﻳﻔﻜﺮ ﻓﻲ أوﻻدﻩ اﻟﺼﻐﺎر ‪ ..‬وزوﺟﺘﻪ ‪..‬‬
‫آ ﺎن اﻟﺠﻤ ﻴﻊ ﻓ ﻲ ﺗﻌ ﺐ ﺷ ﺪﻳﺪ ‪ ..‬ﻓﻄ ﺎل ﻧ ﻮﻣﻪ‬ ‫ﻣﺴﻜﻴﻦ ‪ ..‬هﻤﻮم اﻧﻬﺪت ﻋﻠﻴﻪ آﺎﻟﺠﺒﺎل ‪!!..‬‬
‫وﻧﻮﻣﻬﻢ ‪ ..‬وﻣﻀﻰ اﻟﻠﻴﻞ ‪ ..‬وﻃﻠﻊ ﻻﺻﺒﺢ ‪..‬‬ ‫ﺟﻌﻞ اﻟﻨﺎس ﻳﻤﺮون ﺑﻪ وﻳﻠﻮﻣﻮﻧﻪ ‪..‬‬
‫واﻟﻜ ﻞ ﻧ ﻴﺎم ‪ ..‬وﻟ ﻢ ﻳ ﻮﻗﻈﻬﻢ إﻻ ﺣ ﺮ اﻟﺸﻤﺲ‬ ‫ﻋﺠ ﺒ ًﺎ ‪ !!..‬أه ﺬا وﻗ ﺖ اﻟﻠ ﻮم ‪ ..‬أﻻ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﺆﺟﻞ‬
‫‪..‬‬ ‫ﻼ؟‬‫ﻗﻠﻴ ً‬
‫ﺐ اﻟ ﻨﺎس ﻣ ﻦ‬ ‫اﺳ ﺘﻴﻘﻆ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ .. ρ‬وه ﱠ‬ ‫ﻗ ﺎل أﺣ ﺪهﻢ ‪ :‬ﻟﻤﺎذا ﺗﺴﺮع ؟ هﺬﻩ ﻋﻮاﻗﺐ اﻟﺴﺮﻋﺔ‬
‫ﻧ ﻮﻣﻬﻢ ‪ ..‬ﻓﻠﻤ ﺎ رأوا اﻟﺸ ﻤﺲ اﺿ ﻄﺮﺑﻮا ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫وآﺜﺮ ﻟﻐﻄﻬﻢ ‪..‬‬ ‫وﻗ ﺎل ﺁﺧ ﺮ ‪ :‬أآ ﻴﺪ أﻧ ﻚ آ ﻨﺖ ﻧﻌﺴ ﺎن وﻣ ﻊ ذﻟ ﻚ‬
‫اﻟﻜﻞ ﻳﻨﻈﺮ إﻟﻰ ﺑﻼل ‪..‬‬ ‫اﺳ ﺘﻤﺮﻳﺖ ﻓ ﻲ اﻟﻘ ﻴﺎدة ‪ !..‬ﻟﻢ ﺗﻮﻗﻒ ﺳﻴﺎرﺗﻚ وﺗﻨﺎم‬
‫‪..‬؟‬
‫اﻟﺘﻔﺖ ‪ ρ‬إﻟﻰ ﺑﻼل وﻗﺎل ‪ :‬ﻣﺎذا ﺻﻨﻌﺖ ﺑﻨﺎ ﻳﺎ‬
‫وﻗ ﺎل ﺛﺎﻟ ﺚ ‪ :‬اﻟﻤﻔ ﺮوض أن ﻣ ﺜﻠﻚ ﻻ ﺗﺼ ﺮف ﻟﻬﻢ‬
‫ﺑﻼل ؟‬
‫رﺧﺺ ﻗﻴﺎدة !!‬
‫ﻓﺄﺟﺎب ﺑﻼل ﺑﺠﻮاب ﻣﺨﺘﺼﺮ ‪ ..‬ﻟﻜﻨﻪ ﻣﻮﺿﺢ‬
‫آﺎﻧ ﻮا ﻳﻘﻮﻟ ﻮن ه ﺬﻩ اﻟﻌ ﺒﺎرات ﺑﺄﺳﻠﻮب ﺣﺎد ‪ ..‬ﻓﻴﻪ‬
‫ﻟﻠﻮاﻗﻊ ﺗﻤﺎﻣ ًﺎ ‪..‬‬
‫ﺗﻌﻨﻴﻒ وﺻﺮاخ ‪..‬‬
‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪ ..‬أﺧﺬ ﺑﻨﻔﺴﻲ اﻟﺬي أﺧﺬ‬
‫آﺎن اﻟﺮﺟﻞ واﺟﻤ ًﺎ ‪ ..‬ﺟﺎﻟﺴ ًﺎ ﻋﻠﻰ ﺻﺨﺮة ﺳﺎآﺘ ًﺎ ‪..‬‬
‫ﺑﻨﻔﺴﻚ ‪..‬‬
‫ﻣﺘﻜﺌ ًﺎ ﺑﺮأﺳﻪ ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻳﻪ ‪..‬‬
‫ﻳﻌﻨ ﻲ أﻧ ﺎ ﺑﺸ ﺮ ‪ ..‬ﺣﺎوﻟ ﺖ أن أﻗ ﺎوم اﻟﻨﻮم ‪..‬‬
‫وﻓﺠﺄة هﻮى ﻋﻠﻰ ﺟﻨﺒﻪ ‪ ..‬و ‪ ..‬و ‪ ..‬ﻣﺎاات ‪..‬‬
‫ﻓﻠﻢ أﺳﺘﻄﻊ ‪ ..‬ﻏﻠﺒﻨﻲ اﻟﻨﻮم آﻤﺎ ﻏﻠﺒﻜﻢ !!‬
‫ﻼ ﻟﻜﺎن ﺧﻴﺮًا ﻟﻪ‬ ‫ﻗ ﺘﻠﻮﻩ ﺑﻠ ﻮﻣﻬﻢ ‪ ..‬وﻟ ﻮ ﺻ ﺒﺮوا ﻗﻠﻴ ً‬
‫ﻓﻘﺎل ‪ : ε‬ﺻﺪﻗﺖ ‪ ..‬وﺳﻜﺖ ﻋﻨﻪ ‪..‬‬
‫وﻟﻬﻢ ‪..‬‬
‫ﻧﻌﻢ ﻓﻤﺎ ﻓﺎﺋﺪة اﻟﻠﻮم هﻨﺎ ‪..‬‬
‫ﺿ ﻊ ﻧﻔﺴﻚ ﻣﻮﺿﻊ اﻟﻤﻠﻮم ‪..‬اﻟﻤﺨﻄﺊ ‪ ..‬وﻓﻜﺮ ﻣﻦ‬
‫ﻓﻠﻤ ﺎ رأى ‪ ρ‬اﺿ ﻄﺮاب اﻟ ﻨﺎس ‪ ..‬ﻗ ﺎل ‪: ρ‬‬ ‫وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮﻩ ‪..‬‬
‫ارﺗﺤﻠﻮا ‪..‬‬ ‫ﻓﺄﺣ ﻴﺎﻧ ًﺎ ﻟ ﻮ آ ﻨﺖ ﻣﻜﺎﻧ ﻪ ﻗ ﺪ ﺗﻘ ﻊ ﻓ ﻲ ﺧﻄﺄ أآﺒﺮ ﻣﻦ‬
‫ﻓﺎرﺗﺤﻠﻮا ‪ ..‬ﻓﻤﺸﻰ ﺷﻴﺌ ًﺎ ﻳﺴﻴﺮًا ‪..‬‬
‫‪91‬‬
‫‪Books-sea.com‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬ ‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫واﻧﻀ ﻢ إﻟ ﻴﻪ ﻣ ﻦ اﻟﻘ ﺒﺎﺋﻞ ﺣﻮﻟﻪ ﻣﺎﺋﺔ أﻟﻒ ‪..‬‬ ‫ﺛﻢ ﻧﺰل وﻧﺰﻟﻮا ‪ ..‬ﻓﺘﻮﺿﺄ وﺗﻮﺿﺌﻮا ‪..‬‬
‫ﻓﺼﺎر ﺟﻴﺶ اﻟﺮوم ﻣﺎﺋﺘﻲ أﻟﻒ ‪..‬‬ ‫ﺛﻢ ﺻﻠﻰ ﺑﺎﻟﻨﺎس ‪..‬‬
‫ﻓﻠﻤ ﺎ ﺗ ﻴﻘﻦ اﻟﻤﺴ ﻠﻤﻮن ﻣﻦ ذﻟﻚ ‪ ..‬أﻗﺎﻣﻮا ﻓﻲ‬ ‫ﻓﻠﻤﺎ ﺳﻠﻢ ‪ ..‬أﻗﺒﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺎس ﻓﻘﺎل ‪:‬‬
‫"ﻣﻌﺎن" ﻟﻴﻠﺘﻴﻦ ﻳﻨﻈﺮون ﻓﻲ أﻣﺮهﻢ ‪..‬‬ ‫إذا ﻧﺴﻴﺘﻢ اﻟﺼﻼة ‪ ..‬ﻓﺼﻠﻮهﺎ إذا ذآﺮﺗﻤﻮهﺎ ‪..‬‬
‫ﻓﻘ ﺎل ﺑﻌﻀ ﻬﻢ ‪ :‬ﻧﻜ ﺘﺐ إﻟ ﻰ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ρ‬‬ ‫ﻓﻠﻠﻪ درﻩ ﻣﺎ أﻋﻘﻠﻪ وأﺣﻜﻤﻪ ‪.. ε‬‬
‫ﻧﺨﺒﺮﻩ ﺑﻌﺪد ﻋﺪوﻧﺎ ‪..‬‬ ‫آﺎن ﻣﺪرﺳﺔ ﻟﻜﻞ ﻗﺎﺋﺪ ‪..‬‬
‫ﻓﺈﻣﺎ أن ﻳﻤﺪﻧﺎ ﺑﺎﻟﺮﺟﺎل ‪..‬‬ ‫ﻟ ﻴﺲ ﻣ ﺜﻞ ﺑﻌ ﺾ اﻟﺮؤﺳ ﺎء اﻟ ﻴﻮم ﻻ ﺗﻜ ﺎد ﻋﺼ ﺎ‬
‫أو ﻳﺄﻣﺮﻧﺎ ﺑﻤﺎ ﻳﺸﺎء ﻓﻨﻤﻀﻲ ﻟﻪ ‪ ..‬وآﺜﺮ آﻼم‬ ‫اﻟﻠﻮم واﻟﺘﻘﺮﻳﻊ ﺗﻨﺰل ﻣﻦ ﻳﺪﻩ ‪..‬‬
‫اﻟﻨﺎس ﻓﻲ ذﻟﻚ ‪..‬‬ ‫ﺑ ﻞ آ ﺎن ‪ ε‬ﻳﻀ ﻊ ﻧﻔﺴ ﻪ ﻣﻜ ﺎن ﻣ ﻦ ﺗﺤ ﺘﻪ وﻳﻔﻜ ﺮ‬
‫ﻓﻘ ﺎم ﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ رواﺣﺔ ‪ ..‬ﺛﻢ ﺻﺎح ﺑﺎﻟﻨﺎس‬ ‫ﺑﻌﻘﻮﻟﻬﻢ ‪ ..‬وﻳﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻟﻘﻠﻮب ﻗﺒﻞ اﻷﺟﺴﺎد ‪..‬‬
‫وﻗﺎل ‪:‬‬ ‫ﻳﻌﻠﻢ أﻧﻬﻢ ﺑﺸﺮ ‪ ..‬وﻟﻴﺴﻮا ﺁﻻت !!‬
‫ﻳ ﺎ ﻗ ﻮم ‪ ..‬واﷲ إن اﻟﺘ ﻲ ﺗﻜ ﺮهﻮن ه ﻲ اﻟﺘ ﻲ‬ ‫ﻓﻲ اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺜﺎﻣﻨﺔ ﻣﻦ اﻟﻬﺠﺮة ‪..‬‬
‫ﺧ ﺮﺟﺘﻢ ﺗﻄﻠﺒﻮن ‪ ..‬اﻟﺸﻬﺎدة ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ اﷲ ‪..‬‬ ‫ﺟﻤ ﻊ اﻟ ﺮوم ﺟﻴﺸ ًﺎ ‪ ..‬وأﻗ ﺒﻞ ﻣ ﻦ ﺟﻬ ﺔ اﻟﺸ ﺎم ‪..‬‬
‫ﺗﻔﺮون ﻣﻨﻬﺎ !!‬ ‫ﻟﻘﺘﺎل اﻟﻨﺒﻲ ‪ ρ‬وأﺻﺤﺎﺑﻪ ‪..‬‬
‫وﻣ ﺎ ﻧﻘﺎﺗ ﻞ اﻟ ﻨﺎس ﺑﻌ ﺪد وﻻ ﻗﻮة وﻻ آﺜﺮة ‪..‬‬ ‫وﻗﻴﻞ إﻧﻪ ‪ ρ‬ﺟﻤﻊ ﺟﻴﺸ ًﺎ ﻟﻐﺰوهﻢ اﺑﺘﺪا ًء ‪..‬‬
‫ﻣﺎ ﻧﻘﺎﺗﻠﻬﻢ إﻻ ﺑﻬﺬا اﻟﺪﻳﻦ اﻟﺬي أآﺮﻣﻨﺎ اﷲ ﺑﻪ‬ ‫ﺑﺪأ ‪ ρ‬ﻳﺠﻬﺰ ﺟﻴﺸ ًﺎ ﻹرﺳﺎﻟﻪ إﻟﻴﻬﻢ ‪ ..‬ﻓﻠﻢ ﻳﺰل ﻳﺤﺚ‬
‫‪ ..‬ﻓﺎﻧﻄﻠﻘ ﻮا ﻓﺈﻧﻤ ﺎ ه ﻲ إﺣ ﺪى اﻟﺤﺴ ﻨﻴﻴﻦ ‪..‬‬ ‫اﻟﻨﺎس ﺣﺘﻰ ﺟﻤﻊ ﺛﻼﺛﺔ ﺁﻻف ‪..‬‬
‫إﻣﺎ ﻇﻬﻮر وإﻣﺎ ﺷﻬﺎدة ‪..‬‬ ‫ﻓﺰودهﻢ ﺑﻤﺎ وﺟﺪ ﻣﻦ ﺳﻼح وﻋﺘﺎد ‪..‬‬
‫ﻓﻤﻀﻰ اﻟﻨﺎس ‪ ..‬ﻳﺴﻴﺮون ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ﻟﻬﻢ ‪ :‬أﻣﻴﺮآﻢ زﻳﺪ ﺑﻦ ﺣﺎرﺛﺔ ‪..‬‬
‫ﺣﺘﻰ إذا دﻧﻮا ﻣﻦ ﺟﻴﺶ اﻟﺮوم ‪ ..‬ﻓﻲ ﻣﻮﻗﻌﺔ‬ ‫ﻓ ﺈن أﺻ ﻴﺐ زﻳ ﺪ ‪ ..‬ﻓﺠﻌﻔ ﺮ ﺑ ﻦ أﺑ ﻲ ﻃﺎﻟ ﺐ ﻋﻠ ﻰ‬
‫"ﻣ ﺆﺗﺔ" ﻓ ﺈذا أﻋﺪاد ﻋﻈﻴﻤﺔ ﻻ ﻗﺒﻞ ﻷﺣﺪ ﺑﻬﺎ‬ ‫اﻟﻨﺎس ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫ﻓﺈن أﺻﻴﺐ ﺟﻌﻔﺮ ﻓﻌﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ رواﺣﺔ ‪..‬‬
‫ﻗﺎل أﺑﻮ هﺮﻳﺮة ‪ : τ‬ﺷﻬﺪت ﻳﻮم ﻣﺆﺗﺔ ‪ ..‬ﻓﻠﻤﺎ‬ ‫وﺧﺮج ﻣﻌﻬﻢ ‪ ρ‬ﻳﻮدﻋﻬﻢ ‪..‬‬
‫دﻧ ﺎ ﻣ ﻨﺎ اﻟﻤﺸ ﺮآﻮن ‪ ..‬رأﻳ ﻨﺎ ﻣ ﺎ ﻻ ﻗﺒﻞ ﻷﺣﺪ‬ ‫وﺧﺮج اﻟﻨﺎس ﻳﻮدﻋﻮن اﻟﺠﻴﺶ ‪..‬‬
‫ﺑ ﻪ ﻣ ﻦ اﻟﻌ ﺪة ‪ ..‬واﻟﺴ ﻼح ‪ ..‬واﻟﻜ ﺮاع ‪..‬‬ ‫وﻳﻘﻮﻟ ﻮن ‪ :‬ﺻ ﺤﺒﻜﻢ اﷲ ودﻓ ﻊ ﻋ ﻨﻜﻢ وردآ ﻢ إﻟﻴ ﻨﺎ‬
‫واﻟﺪﻳﺒﺎج ‪ ..‬واﻟﺤﺮﻳﺮ ‪ ..‬واﻟﺬهﺐ ‪..‬‬ ‫ﺻﺎﻟﺤﻴﻦ ‪..‬‬
‫ﻓﺒﺮق ﺑﺼﺮي ‪..‬‬ ‫آ ﺎن ﻋ ﺒﺪ اﷲ ﺑ ﻦ رواﺣ ﺔ ﻣﺸ ﺘﺎﻗ ًﺎ إﻟ ﻰ اﻟﺸ ﻬﺎدة ‪..‬‬
‫ﻓﻘ ﺎل ﻟ ﻲ ﺛﺎﺑ ﺖ ﺑ ﻦ أرﻗ ﻢ ‪ :‬ﻳ ﺎ أﺑ ﺎ هﺮﻳ ﺮة ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل ‪:‬‬
‫آﺄﻧﻚ ﺗﺮى ﺟﻤﻮﻋ ًﺎ آﺜﻴﺮة ؟‬ ‫ﻟﻜﻨﻨ ﻲ أﺳ ﺄل اﻟ ﺮﺣﻤﻦ ﻣﻐﻔ ﺮ ًة وﺿ ﺮﺑ ًﺔ ذات ﻓﺮغ‬
‫ﻗﻠﺖ ‪ :‬ﻧﻌﻢ ‪..‬‬ ‫ﺗﻘﺬف اﻟﺰﺑﺪا‬
‫ﻗﺎل ‪ :‬إﻧﻚ ﻟﻢ ﺗﺸﻬﺪ ﺑﺪرًا ﻣﻌﻨﺎ ‪ ..‬إﻧﺎ ﻟﻢ ﻧﻨﺼﺮ‬ ‫أو ﻃﻌ ﻨﺔ ﺑ ﻴﺪي ﺣ ﺮان ﻣﺠﻬ ﺰة ﺑﺤ ﺮﺑﺔ ﺗ ﻨﻔﺬ‬
‫ﺑﺎﻟﻜﺜﺮة ‪..‬‬ ‫اﻷﺣﺸﺎء واﻟﻜﺒﺪا‬
‫ﺛﻢ اﻟﺘﻘﻰ اﻟﻨﺎس ﻓﺎﻗﺘﺘﻠﻮا ‪..‬‬ ‫ﺣﺘ ﻰ ﻳﻘ ﺎل إذا ﻣ ﺮوا ﻋﻠ ﻰ ﺟﺪﺛ ﻲ ﻳﺎأرﺷ ﺪ اﷲ ﻣ ﻦ‬
‫ﻓﻘﺎﺗ ﻞ زﻳ ﺪ ﺑ ﻦ ﺣﺎرﺛ ﺔ ﺑ ﺮاﻳﺔ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ρ‬‬ ‫ﻏﺎ ٍزوَﻗﺪ رﺷﺪا‬
‫ﺣﺘ ﻰ آﺜ ﺮت ﻋﻠ ﻴﻪ اﻟ ﺮﻣﺎح وﺳ ﻘﻂ ﺻ ﺮﻳﻌ ًﺎ‬ ‫ﺛ ﻢ ﻣﻀ ﻰ اﻟﺠ ﻴﺶ ﺣﺘ ﻰ ﻧ ﺰﻟﻮا "ﻣﻌﺎن" ﻣﻦ أرض‬
‫ﺷﻬﻴﺪًا ‪.. τ‬‬ ‫اﻟﺸﺎم ‪..‬‬
‫ﻓﺄﺧﺬ اﻟﺮاﻳﺔ ﺟﻌﻔﺮ ﺑﻜﻞ ﺑﻄﻮﻟﺔ ‪ ..‬ﻓﺎﻗﺘﺤﻢ ﻋﻦ‬ ‫ﻓ ﺒﻠﻐﻬﻢ أن ه ﺮﻗﻞ ﻣﻠ ﻚ اﻟ ﺮوم ﻗ ﺪ ﻧ ﺰل ﻣ ﻦ أرض‬
‫ﻓ ﺮس ﻟ ﻪ ﺷ ﻘﺮاء ﻓﺠﻌ ﻞ ﻳﻘﺎﺗﻞ اﻟﻘﻮم ‪ ..‬وهﻮ‬ ‫اﻟﺒﻠﻘﺎء ﻓﻲ ﻣﺎﺋﺔ أﻟﻒ ﻣﻦ اﻟﺮوم ‪..‬‬
‫‪92‬‬
‫‪Books-sea.com‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬ ‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫اﻟﻜﺎﻓﺮون ‪..‬‬ ‫ﻳﻘﻮل ‪:‬‬
‫واﻟﺮاﻳﺔ ﺗﻄﺆهﺎ اﻟﺨﻴﻞ ‪ ..‬وﻳﻐﻠﻮهﺎ اﻟﻐﺒﺎر ‪..‬‬ ‫ﻳﺎ ﺣﺒﺬا اﻟﺠﻨﺔ واﻗـﺘﺮاﺑﻬﺎ ﻃﻴﺒﺔ وﺑﺎرد ﺷﺮاﺑﻬﺎ‬
‫ﻓﺄﻗﺒﻞ اﻟﺒﻄﻞ ﺛﺎﺑﺖ ﺑﻦ أرﻗﻢ ‪..‬‬ ‫واﻟﺮوم روم ﻗﺪ دﻧﺎ ﻋﺬاﺑﻬﺎ آﺎﻓﺮة ﺑﻌﻴﺪة أﻧﺴﺎﺑﻬﺎ‬
‫ﺛﻢ رﻓﻌﻬﺎ ‪ ..‬وﺻﺎح ‪..‬‬ ‫ﻋﻠﻲ إن ﻻﻗﻴﺘﻬﺎ ﺿﺮاﺑﻬﺎ‬
‫ﻳ ﺎ ﻣﻌﺎﺷ ﺮ اﻟﻤﺴ ﻠﻤﻴﻦ ‪ ..‬ه ﺬﻩ اﻟ ﺮاﻳﺔ ‪..‬‬ ‫أن ﺟﻌﻔﺮ أﺧﺬ اﻟﻠﻮاء ﺑﻴﻤﻴﻨﻪ ﻓﻘﻄﻌﺖ ‪..‬‬
‫ﻓﺎﺻﻄﻠﺤﻮا ﻋﻠﻰ رﺟﻞ ﻣﻨﻜﻢ ‪..‬‬ ‫ﻓﺄﺧﺬ اﻟﻠﻮاء ﺑﺸﻤﺎﻟﻪ ﻓﻘﻄﻌﺖ ‪..‬‬
‫ﻓﺘﺼﺎﻳﺢ ﻣﻦ ﺳﻤﻌﻪ وﻗﺎﻟﻮا ‪ :‬أﻧﺖ ‪ ..‬أﻧﺖ ‪..‬‬ ‫ﻓﺎﺣﺘﻀ ﻨﻪ ﺑﻌﻀ ﺪﻳﻪ ﺣﺘ ﻰ ﻗ ﺘﻞ وه ﻮ اﺑ ﻦ ﺛ ﻼث‬
‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻣﺎ أﻧﺎ ﺑﻔﺎﻋﻞ ‪..‬‬ ‫وﺛﻼﺛﻴﻦ ﺳﻨﺔ ‪..‬‬
‫ﻓﺄﺷﺎروا إﻟﻰ ﺧﺎﻟﺪ ﺑﻦ اﻟﻮﻟﻴﺪ ‪..‬‬ ‫ﻗ ﺎل اﺑ ﻦ ﻋﻤ ﺮ ‪ :‬وﻗﻔ ﺖ ﻋﻠ ﻰ ﺟﻌﻔﺮ ﻳﻮﻣﺌﺬ ‪ ..‬وهﻮ‬
‫ﻓﻠﻤ ﺎ أﺧ ﺬ اﻟ ﺮاﻳﺔ ‪ ..‬ﻗﺎﺗ ﻞ ﺑﻘ ﻮة ‪ ..‬ﺣﺘ ﻰ إﻧ ﻪ‬ ‫ﻗﺘ ﻴﻞ ‪ ..‬ﻓﻌ ﺪدت ﺑ ﻪ ﺧﻤﺴ ﻴﻦ ﺑ ﻴﻦ ﻃﻌ ﻨﺔ وﺿ ﺮﺑﺔ‬
‫آﺎن ﻳﻘﻮل ‪:‬‬ ‫ﻟﻴﺲ ﻣﻨﻬﺎ ﺷﻲء ﻓﻲ دﺑﺮﻩ ‪..‬‬
‫ق ﻓﻲ ﻳﺪي ﻳﻮم ﻣﺆﺗﺔ ﺗﺴﻌﺔ أﺳﻴﺎف ‪،‬‬ ‫ﻟﻘﺪ اﻧﺪ ﱠ‬ ‫ﻓﺄﺛﺎﺑ ﻪ اﷲ ﺑ ﺬﻟﻚ ﺟﻨﺎﺣ ﻴﻦ ﻓ ﻲ اﻟﺠ ﻨﺔ ﻳﻄﻴ ﺮ ﺑﻬﻤ ﺎ‬
‫ﻓﻤﺎ ﺑﻘﻲ ﻓﻲ ﻳﺪي إﻻ ﺻﻔﻴﺤﺔ ﻳﻤﺎﻧﻴﺔ ‪..‬‬ ‫ﺣﻴﺚ ﻳﺸﺎء ‪..‬‬
‫ﺛﻢ اﻧﺤﺎز ﺧﺎﻟﺪ ﺑﺎﻟﺠﻴﺶ ‪ ..‬واﻧﺤﺎز اﻟﺮوم إﻟﻰ‬ ‫ﻼ ﻣ ﻦ اﻟ ﺮوم ﺿ ﺮﺑﻪ ﻳﻮﻣ ﺌﺬ ﺿﺮﺑﺔ ﻓﻘﻄﻌﺘﻪ‬ ‫إن رﺟ ً‬
‫ﻣﻌﺴﻜﺮهﻢ ‪..‬‬ ‫ﻧﺼﻔﻴﻦ ‪..‬‬
‫ﺧﺸ ﻲ ﺧﺎﻟ ﺪ أن ﻳ ﺮﺟﻊ ﺑﺎﻟﺠ ﻴﺶ إﻟ ﻰ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎ ﻗ ﺘﻞ ﺟﻌﻔ ﺮ ‪ ..‬أﺧ ﺬ ﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ رواﺣﺔ اﻟﺮاﻳﺔ‬
‫ﻣﻦ ﻟﻴﻠﺘﻪ ‪ ..‬ﻓﻴﺘﺒﻌﻬﻢ اﻟﺮوم ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫ﻓﻠﻤﺎ أﺻﺒﺤﻮا ‪ ..‬ﻏﻴﺮ ﺧﺎﻟﺪ ﻣﻮاﻗﻊ اﻟﺠﻴﺶ ‪..‬‬ ‫ﺛﻢ ﺗﻘﺪم ﺑﻬﺎ وهﻮ ﻋﻠﻰ ﻓﺮﺳﻪ ‪..‬‬
‫ﻓﺠﻌﻞ ﻣﻘﺪﻣﺔ اﻟﺠﻴﺶ ‪ ..‬ﻓﻲ اﻟﻤﺆﺧﺮة ‪..‬‬ ‫ﻓﺠﻌ ﻞ ﻳﺴ ﺘﻨﺰل ﻧﻔﺴ ﻪ ‪ ..‬وﻳﺘ ﺮدد ﺑﻌ ﺾ اﻟﺘ ﺮدد ‪..‬‬
‫وﺟﻌﻞ ﻣﺆﺧﺮة اﻟﺠﻴﺶ ﻣﻘﺪﻣﺔ ‪..‬‬ ‫وﻳﻘﻮل ‪:‬‬
‫وﻣ ﻦ آﺎﻧ ﻮا ﻳﻘﺎﺗﻠ ﻮن ﻓ ﻲ ﻳﻤ ﻴﻦ اﻟﺠ ﻴﺶ ‪..‬‬ ‫ﻟﺘﻨﺰﻟﻦ أو ﻟﺘﻜﺮهﻨﻪ‬ ‫أﻗﺴﻤﺖ ﻳﺎ ﻧﻔﺲ ﻟﺘﻨﺰﻟﻨﻪ‬
‫أﻣﺮهﻢ ﺑﺎﻻﻧﺘﻘﺎل إﻟﻰ ﻳﺴﺎرﻩ ‪..‬‬ ‫ﻣﺎﻟ ﻲ أراك‬ ‫إن أﺟﻠ ﺐ اﻟ ﻨﺎس وﺷ ﺪوا اﻟ ﺮﻧﺔ‬
‫وأﻣﺮ ﻣﻦ ﻓﻲ اﻟﻤﻴﺴﺮة أن ﻳﺬهﺒﻮا ﻟﻠﻤﻴﻤﻨﺔ ‪..‬‬ ‫ﺗﻜﺮهﻴﻦ اﻟﺠﻨﺔ‬
‫ﻓﻠﻤﺎ اﺑﺘﺪأ اﻟﻘﺘﺎل ‪ ..‬وأﻗﺒﻞ اﻟﺮوم ‪..‬‬ ‫ﺛﻢ ﻗﺎل ‪:‬‬
‫ﻓ ﺈذا آ ﻞ ﺳ ﺮﻳﺔ ﻣ ﻨﻬﻢ ﺗ ﺮى راﻳ ﺎت ﺟﺪﻳ ﺪة ‪..‬‬ ‫هﺬا ﺣﻤﺎم اﻟﻤﻮت‬ ‫ﻳ ﺎ ﻧﻔ ﺲ إﻻ ﺗﻘﺘﻠ ﻲ ﺗﻤﻮﺗﻲ‬
‫ووﺟﻮه ًﺎ ﺟﺪﻳﺪة ‪..‬‬ ‫ﻗﺪ ﺻﻠﻴﺖ‬
‫ﻓﺎﺿ ﻄﺮب اﻟ ﺮوم ‪ ..‬وﻗﺎﻟ ﻮا ‪ :‬ﻗ ﺪ ﺟﺎءهﻢ ﻓﻲ‬ ‫إن ﺗﻔﻌﻠ ﻲ ﻓﻌﻠﻬﻤﺎ‬ ‫وﻣ ﺎ ﺗﻤﻨ ﻴﺖ ﻓﻘ ﺪ أﻋﻄ ﻴﺖ‬
‫اﻟﻠﻴﻞ ﻣﺪد ‪ ..‬ﻓﺮﻋﺒﻮا ﻓﻲ اﻟﻘﺘﺎل ‪..‬‬ ‫هﺪﻳﺖ‬
‫ﻓﻘ ﺘﻞ اﻟﻤﺴ ﻠﻤﻮن ﻣ ﻨﻬﻢ ﻣﻘﺘﻠﺔ ﻋﻈﻴﻤﺔ ‪ ..‬وﻟﻢ‬ ‫ﺛﻢ ﻧﺰل ‪ ..‬ﻓﻠﻤﺎ ﻧﺰل أﺗﺎﻩ اﺑﻦ ﻋﻢ ﻟﻪ ﺑﻌﺮق ﻣﻦ ﻟﺤﻢ‬
‫ﻼ ‪..‬‬
‫ﻳﻘﺘﻞ ﻣﻦ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ إﻻ اﺛﻨﺎ ﻋﺸﺮ رﺟ ً‬ ‫‪..‬‬
‫واﻧﺴ ﺤﺐ ﺧﺎﻟ ﺪ ﺑﺎﻟﺠ ﻴﺶ ‪ ..‬ﺁﺧ ﺮ اﻟ ﻨﻬﺎر ﻣ ﻦ‬ ‫ﺷﺪ ﺑﻬﺬا ﺻﻠﺒﻚ ‪ ..‬ﻓﺈﻧﻚ ﻗﺪ ﻟﻘﻴﺖ ﻓﻲ أﻳﺎﻣﻚ هﺬﻩ ﻣﺎ‬
‫ﺳ ﺎﺣﺔ اﻟﻘ ﺘﺎل ‪ ..‬ﺛ ﻢ واﺻ ﻞ ﻣﺴ ﻴﺮﻩ ﻧﺤ ﻮ‬ ‫ﻟﻘﻴﺖ ‪..‬‬
‫اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ‪..‬‬ ‫ﻓﺄﺧ ﺬﻩ ﻣ ﻦ ﻳ ﺪﻩ ﻓﺎﻧ ﺘﻬﺶ ﻣ ﻨﻪ ﻧﻬﺸ ﺔ ‪ ..‬ﺛ ﻢ ﺳ ﻤﻊ‬
‫ﻓﻠﻤﺎ أﻗﺒﻠﻮا إﻟﻰ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ‪..‬‬ ‫اﻟﺤﻄﻤﺔ ﻓﻲ ﻧﺎﺣﻴﺔ اﻟﻨﺎس ‪..‬‬
‫ﻟﻘ ﻴﻬﻢ اﻟﺼﺒﻴﺎن ﻳﺘﺮاآﻀﻮن إﻟﻴﻬﻢ ‪ ..‬وﻟﻘﻴﺘﻬﻢ‬ ‫ﻓﻘ ﺎل ‪ :‬وأﻧ ﺖ ﻓﻲ اﻟﺪﻧﻴﺎ ! ﻓﺄﻟﻘﺎﻩ ﻣﻦ ﻳﺪﻩ ‪ ..‬ﺛﻢ أﺧﺬ‬
‫اﻟﻨﺴﺎء ‪..‬‬ ‫ﺳﻴﻔﻪ ﺛﻢ ﺗﻘﺪم ‪..‬‬
‫ﻓﺠﻌﻠ ﻮا ﻳﺤ ﺜﻮن اﻟﺘﺮاب ﻓﻲ وﺟﻮﻩ اﻟﺠﻴﺶ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎﺗﻞ ﺣﺘﻰ ﻗﺘﻞ ‪.. τ‬‬
‫وﻳﻘﻮﻟﻮن ‪:‬‬ ‫ﻓ ﻮﻗﻌﺖ اﻟﺮاﻳﺔ ‪ ..‬واﺿﻄﺮب اﻟﻤﺴﻠﻤﻮن ‪ ..‬واﺑﺘﻬﺞ‬

‫‪93‬‬
‫‪Books-sea.com‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬ ‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﺛﻢ ﺧﺮج ﻣﻦ ﻋﻨﺪهﺎ ‪ ..‬إﻟﻰ ﻣﻮﻗﻊ "اﻟﺨﻨﺪﻣﺔ"‬ ‫ﻳﺎ ﻓﺮار ‪ ..‬ﻓﺮرﺗﻢ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ اﷲ ‪..‬‬
‫‪ ..‬ﺣﻴﺚ اﺟﺘﻤﻊ أﺻﺤﺎﺑﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤﺎ ﺳﻤﻊ اﻟﻨﺒﻲ ‪ ρ‬ذﻟﻚ ‪..‬‬
‫ﻓﻤ ﺎ ه ﻮ إﻻ أن ﻟﻘ ﻴﻬﻢ اﻟﻤﺴﻠﻤﻮن ‪ ..‬ﻳﺘﻘﺪﻣﻬﻢ‬ ‫ﻋﻠﻢ أﻧﻬﻢ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ أﻣﺎﻣﻬﻢ إﻻ ذﻟﻚ ‪..‬‬
‫ﺳﻴﻒ اﷲ ﺧﺎﻟﺪ ﺑﻦ اﻟﻮﻟﻴﺪ ‪..‬‬ ‫وأﻧﻬﻢ ﻓﻌﻠﻮا ﻣﺎ ﺑﻮﺳﻌﻬﻢ ‪..‬‬
‫ﻓﺎﺑﺘﺪأ اﻟﻘﺘﺎل ‪ ..‬وﺻﺎل اﻷﺑﻄﺎل ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل ‪ ρ‬ﻣﺪاﻓﻌ ًﺎ ﻋﻨﻬﻢ ‪:‬‬
‫ﻓﻘ ﺘﻞ ﻓ ﻲ ﻟﺤﻈ ﺔ واﺣ ﺪة ‪ ..‬أآﺜ ﺮ ﻣ ﻦ اﺛﻨ ﻲ‬ ‫ﻟﻴﺴ ﻮا ﺑﺎﻟﻔ ﺮار وﻟﻜ ﻨﻬﻢ اﻟﻜ ﺮار ‪ ..‬إن ﺷﺎء اﷲ ﻋﺰ‬
‫ﻋﺸﺮ أو ﺛﻼﺛﺔ ﻋﺸﺮ ‪ ..‬ﻣﻦ اﻟﻜﻔﺎر ‪..‬‬ ‫وﺟﻞ " ‪.‬‬
‫ﻓﻠﻤﺎ رأى ﺣﻤﺎس ﺑﻦ ﻗﻴﺲ ذﻟﻚ ‪..‬‬ ‫ﻧﻌﻢ اﻧﺘﻬﻰ اﻷﻣﺮ ‪ ..‬وهﻢ أﺑﻄﺎل ﻣﺎﻗﺼﺮوا ‪ ..‬ﻟﻜﻨﻬﻢ‬
‫اﻟ ﺘﻔﺖ إﻟ ﻰ ﺻ ﻔﻮان وﻋﻜ ﺮﻣﺔ ‪ ..‬ﻓ ﺈذا هﻤ ﺎ‬ ‫ﺑﺸﺮ واﻷﻣﺮ آﺎن ﻓﻮق ﻃﺎﻗﺘﻬﻢ ‪..‬‬
‫ﻳﻔﺮان إﻟﻰ ﺑﻴﻮﺗﻬﻤﺎ ‪..‬‬ ‫إذن اﻟﺼ ﻼة ﻋﻠ ﻰ اﻟﻤ ﻴﺖ اﻟﺤﺎﺿﺮ ‪ ..‬أﺣﻴﺎﻧ ًﺎ اﻧﺘﻬﻰ‬
‫ﻓﺎﻧﻬ ﺰم ﻣﻌﻬ ﻢ ‪ ..‬وذه ﺐ ﻳﻌ ﺪو إﻟ ﻰ ﺑﻴ ﺘﻪ ‪..‬‬ ‫اﻷﻣﺮ ﻓﻼ ﻓﺎﺋﺪة ﻣﻦ اﻟﻠﻮم ‪..‬‬
‫ﻓﺪﺧﻠﻪ ﺳﺮﻳﻌ ًﺎ ‪..‬‬ ‫آﺎن هﺬا ﻣﻨﻬﺠﻪ ‪ ε‬داﺋﻤ ًﺎ ‪..‬‬
‫وأﺧ ﺬ ﻳﺼ ﻴﺢ ﺑﺎﻣ ﺮأﺗﻪ ﻓ ﺰﻋ ًﺎ ‪ :‬أﻏﻠﻘ ﻲ ﻋﻠ ﻲ‬ ‫ﻟﻤ ﺎ ﺳ ﻤﻊ اﻟﻜﻔ ﺎر ﺑﺮﺳ ﻮل اﷲ ‪ ρ‬ﻗﺎدﻣ ًﺎ ﺑﺠﻴﺸﻪ إﻟﻰ‬
‫ﺑﺎﺑﻲ ‪ ..‬ﻓﺈﻧﻬﻢ ﻳﻘﻮﻟﻮن ﻣﻦ دﺧﻞ دارﻩ وأﻏﻠﻖ‬ ‫ﻣﻜﺔ ﻓﺎﺗﺤ ًﺎ ‪ ..‬دﺧﻠﻬﻢ اﻟﺮﻋﺐ ‪..‬‬
‫ﺑﺎﺑﻪ ﻓﻬﻮ ﺁﻣﻦ ‪!!..‬‬ ‫ﻓﺄرﺳﻞ إﻟﻴﻬﻢ رﺳﻮل اﷲ ‪ ρ‬ﻣﻦ ﻳﻘﻮل ﻟﻬﻢ ‪:‬‬
‫ﻓﻘﺎﻟﺖ ‪ :‬ﻓﺄﻳﻦ ﻣﺎ آﻨﺖ ﺗﻘﻮل ؟ أن ﺗﻬﺰﻣﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﻣ ﻦ دﺧ ﻞ دارﻩ وأﻏﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺎﺑﻪ ﻓﻬﻮ ﺁﻣﻦ‬
‫وﺗﺨﺪﻣﻨﻲ ﺑﻌﻀﻬﻢ ‪!!..‬‬ ‫‪..‬‬
‫ﻓﻘﺎل ‪:‬‬
‫وﻣﻦ دﺧﻞ اﻟﻤﺴﺠﺪ ﻓﻌﻮ ﺁﻣﻦ ‪..‬‬
‫إﻧ ﻚ ﻟ ﻮ ﺷ ﻬﺪت ﻳ ﻮم اﻟﺨ ﻨﺪﻣﺔ إذ ﻓ ﺮ‬
‫وﻣﻦ دﺧﻞ دار أﺑﻲ ﺳﻔﻴﺎن ﻓﻬﻮ ﺁﻣﻦ ‪..‬‬
‫ﺻﻔﻮان وﻓﺮ ﻋﻜﺮﻣﺔ‬
‫واﺳ ﺘﻘﺒﻠﺘﻬﻢ‬ ‫وأﺑ ﻮ ﻳ ﺰﻳﺪ ﻗ ﺎﺋﻢ آﺎﻟﻤ ﺆﺗﻤﺔ‬ ‫ﻓﺒﺪأ اﻟﻨﺎس ﻳﻔﺮون ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ ‪.. ρ‬‬
‫ﻓﺎﺟ ﺘﻤﻊ ﺑﻌ ﺾ ﻓﺮﺳ ﺎن ﻗ ﺮﻳﺶ ‪ ..‬وأردوا أن‬
‫ﺑﺎﻟﺴﻴﻮف اﻟﻤﺴﻠﻤﺔ‬
‫ﻳﻘﻄﻌ ﻦ آ ﻞ ﺳ ﺎﻋﺪ وﺟﻤﺠﻤ ﺔ ﺿ ﺮﺑ ًﺎ ﻓ ﻼ‬ ‫ﻳﺤﺎرﺑﻮا ‪ ..‬ﻓﺄﺑﻰ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻗﻮﻣﻬﻢ ‪..‬‬
‫ﻳﺴﻤﻊ إﻻ ﻏﻤﻐﻤﺔ‬ ‫ﻓﺎﺟﺘﻤﻊ ﻧﻔﺮ ﻣﻨﻬﻢ ﻓﻲ ﻣﻜﺎن ﻳﻘﺎل ﻟﻪ اﻟﺨﻨﺪﻣﺔ ‪..‬‬
‫اﺟ ﺘﻤﻊ ﺻﻔﻮان ﺑﻦ أﻣﻴﺔ ‪ ..‬وﻋﻜﺮﻣﺔ ﺑﻦ أﺑﻲ ﺟﻬﻞ‬
‫ﻟﻬ ﻢ ﻧﻬ ﻴﺖ ﺧﻠﻔﻨﺎ وهﻤﻬﻤﺔ ﻟﻢ ﺗﻨﻄﻘﻲ ﻓﻲ‬
‫اﻟﻠﻮم أدﻧﻰ آﻠﻤﺔ‬ ‫‪ ..‬وﺳﻬﻴﻞ ﺑﻦ ﻋﻤﺮو ‪..‬‬
‫ﺻ ﺤﻴﺢ ‪ ..‬ﻟ ﻮ رأت اﻣ ﺮأﺗﻪ ﻣﺎ رأى ﻣﻦ ﺷﺪة‬ ‫وﺟﻤﻌﻮا ﻧﺎﺳ ًﺎ ﻣﻌﻬﻢ ﺑﺎﻟﺨﻨﺪﻣﺔ ﻟﻴﻘﺎﺗﻠﻮا ‪..‬‬
‫اﻟﻘﺘﺎل ‪ ..‬ﻣﺎ ﻧﻄﻘﺖ ﻓﻲ ﻟﻮﻣﻪ آﻠﻤﺔ ‪..‬‬ ‫وآﺎن ﺣﻤﺎس ﺑﻦ ﻗﻴﺲ ‪..‬‬
‫وﻓﻲ ﻣﻮﻗﻒ ﺁﺧﺮ ‪..‬‬ ‫ﻳﻌﺪ ﺳﻼﺣ ًﺎ ﻗﺒﻞ ﻗﺪوم اﻟﻨﺒﻲ ‪ .. ε‬وﻳﺼﻠﺤﻪ ‪..‬‬
‫ﻟﻤ ﺎ دﺧ ﻞ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ .. ε‬ﻣﻜ ﺔ ﻓﺎﺗﺤ ًﺎ ‪ ..‬ﻓﻘ ﺪ آﺎن‬ ‫ﻓﻘﺎﻟﺖ ﻟﻪ اﻣﺮأﺗﻪ ‪ :‬ﻟﻤﺎذا ﺗﻌﺪ ﻣﺎ أرى ؟‬
‫ﻳﻌﻠﻢ ﻋﻈﻤﺔ اﻟﺒﻠﺪ اﻟﺤﺮام ‪ ..‬ﻓﻘﺎﺗﻞ ﻗﺘﺎ ًﻻ ﻳﺴﻴﺮًا‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻟﻤﺤﻤﺪ وأﺻﺤﺎﺑﻪ ‪!!..‬‬
‫‪..‬‬ ‫آﺎﻧﺖ اﻣﺮأﺗﻪ ﺗﻌﻠﻢ ﺑﻘﻮة اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ‪ ..‬ﻓﻘﺎﻟﺖ ‪ :‬واﷲ‬
‫ﺛ ﻢ ﻗ ﺎل ‪ :‬إن اﷲ ﺣ ﺮم ه ﺬا اﻟ ﺒﻠﺪ ﻳ ﻮم ﺧﻠ ﻖ‬ ‫ﻣﺎ أرى ﻳﻘﻮم ﻟﻤﺤﻤﺪ وأﺻﺤﺎﺑﻪ ﺷﻲء !‬
‫اﻟﺴ ﻤﻮات واﻷرض ‪ ..‬وإﻧﻤ ﺎ ﺣ ﱠﻞ ﻟ ﻲ ﺳ ﺎﻋﺔ‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬واﷲ إﻧﻲ ﻷرﺟﻮ أن أﺧﺪﻣﻚ ﺑﻌﻀﻬﻢ ‪ ..‬ﻳﻌﻴﻦ‬
‫ﻣﻦ ﻧﻬﺎر " ‪..‬‬ ‫ﻳﺎﺳﺮ ﺑﻌﻀﻬﻢ وﻳﺠﻲء ﺑﻬﻢ إﻟﻴﻬﺎ ﺧﺪﻣ ًﺎ ‪..‬‬
‫ﻓﻘ ﻴﻞ ﻟ ﻪ ‪ :‬ﻳ ﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ..‬أﻧ ﺖ ﺗﻨﻬ ﻰ ﻋ ﻦ‬ ‫ﺛﻢ ﻗﺎل ﻣﻔﺘﺨﺮًا ‪:‬‬
‫اﻟﻘ ﺘﻞ ‪ ..‬وه ﺬا ﺧﺎﻟ ﺪ ﺑ ﻦ اﻟﻮﻟﻴﺪ ﻓﻲ آﺘﻴﺒﺘﻪ ‪..‬‬ ‫ه ﺬا ﺳ ﻼح‬ ‫إن ﻳﻘ ﺒﻠﻮا اﻟ ﻴﻮم ﻓﻤ ﺎ ﻟ ﻲ ﻋﻠ ﺔ‬
‫ﻳﻘﺘﻞ ﻣﻦ ﻟﻘﻴﻪ ﻣﻦ اﻟﻤﺸﺮآﻴﻦ ؟‬ ‫آﺎﻣﻞ وأﻟﻪ‬
‫وذو ﻏﺮارﻳﻦ ﺳﺮﻳﻊ اﻟﺴﻠﺔ‬
‫‪94‬‬
‫‪Books-sea.com‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬ ‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﻗﻠﺖ ﻋﺠﺒ ًﺎ !!‬ ‫ﻓﻘ ﺎل ‪ " : ρ‬ﻗ ﻢ ﻳ ﺎ ﻓﻼن ‪ ..‬ﻓﺄت ﺧﺎﻟﺪ ﺑﻦ اﻟﻮﻟﻴﺪ ‪..‬‬
‫ﻗ ﺎل ‪ :‬ﻧﻌ ﻢ ‪ ..‬آ ﺎن ﻻ ﺑ ﺪ أن أﺻ ﺪم ‪ ..‬أﺗﺪري‬ ‫ﻓﻘﻞ ﻟﻪ ‪ :‬ﻓﻠﻴﺮﻓﻊ ﻳﺪﻩ ﻣﻦ اﻟﻘﺘﻞ " ‪.‬‬
‫ﻟﻤﺎذا ؟‬ ‫ه ﺬا اﻟﺮﺟﻞ ﻳﻌﻠﻢ أﻧﻬﻢ اﻵن ﻳﻌﻴﺸﻮن ﺣﺎﻟﺔ ﺣﺮب ‪..‬‬
‫ﻗﻠﺖ ‪ :‬ﻟﻤﺎذا ؟!‬ ‫وأن اﻟﻨﺒﻲ ‪ ε‬أﻣﺮهﻢ ﻗﺮﻳﺸ ًﺎ ﺑﺎﻟﺒﻘﺎء ﻓﻲ ﺑﻴﻮﺗﻬﻢ ﻟﺌﻼ‬
‫ﻗﺎل ‪:‬‬ ‫ﻳﻘ ﺘﻠﻮا ‪ ..‬ﻓﻤ ﻦ آﺎن ﻓﻲ ﻏﻴﺮ ﺑﻴﺘﻪ اﺳﺘﺤﻖ اﻟﻤﻘﺎﺗﻠﺔ‬
‫أﻗﺒﻠﺖ ﺑﺴﻴﺎرﺗﻲ ﻋﻠﻰ ﺟﺴﺮ ‪ ..‬وآﻨﺖ ﻣﺴﺮﻋ ًﺎ‬ ‫‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫ﻓﻔﻬ ﻢ ﻣ ﻦ ﻗ ﻮل اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ : ρ‬ﻳ ﺮﻓﻊ ﻳ ﺪﻩ ﻣ ﻦ اﻟﻘ ﺘﻞ ‪..‬‬
‫ﻓﻠﻤﺎ ﻧﺰﻟﺖ ﻣﻨﻪ ﻓﺈذا اﻟﺴﻴﺎرات أﻣﺎﻣﻲ ﻣﺘﻮﻗﻔﺔ‬ ‫أي ﻳﻘ ﺘﻞ آ ﻞ ﻣ ﻦ وﻗ ﻒ أﻣﺎﻣ ﻪ ‪ ..‬ﺣﺘ ﻰ ﻳ ﺮﻓﻊ ﻳ ﺪﻩ‬
‫ﺻﻔﻮﻓ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﺑﺎﻟﺴﻴﻒ ﻷﻧﻪ ﻻ ﻳﺠﺪ ﻣﻦ ﻳﻘﺘﻞ ‪!!..‬‬
‫ﻻ أدري ﻣﺎ اﻟﺴﺒﺐ ‪ ..‬ﺣﺎدث ﻓﻲ اﻷﻣﺎم ‪ ..‬أو‬ ‫ﻓﺄﺗ ﻰ اﻟ ﺮﺟﻞ ﺧﺎﻟ ﺪًا ﻓﺼ ﺎح ﺑ ﻪ ‪ :‬ﻳ ﺎ ﺧﺎﻟ ﺪ ‪ ..‬إن‬
‫ﻧﻘﻄ ﺔ ﺗﻔﺘ ﻴﺶ ‪ ..‬ﻻ أدري ‪ ..‬اﻟﻤﻬ ﻢ أﻧ ﻲ‬ ‫رﺳﻮل اﷲ ‪ .. ρ‬ﻳﻘﻮل ‪ :‬اﻗﺘﻞ ﻣﻦ ﻗﺪرت ﻋﻠﻴﻪ !‬
‫ﺗﻔﺎﺟﺎت ﺑﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺘﻞ ﺧﺎﻟﺪ ﺳﺒﻌﻴﻦ إﻧﺴﺎﻧ ًﺎ ‪..‬‬
‫آ ﺎن أﻣﺎﻣ ﻲ أرﺑﻌ ﺔ ﻣﺴ ﺎرات آﻠﻬ ﺎ ﻣﻠﻴ ﺌﺔ‬ ‫ﻓﺄﺗ ﻲ رﺟ ﻞ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ .. ρ‬ﻗﺎل ‪ :‬ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪ ..‬هﺬا‬
‫ﺑﺎﻟﺴ ﻴﺎرات ‪ ..‬وآ ﻨﺖ ﻣﺨﻴ ﺮًا ﺑﻴﻦ أن أﻧﺤﺮف‬ ‫ﺧﺎﻟﺪ ﻳﻘﺘﻞ ‪..‬‬
‫ﻋ ﻨﻬﺎ آﻠﻬ ﺎ وأﺳ ﻘﻂ ﻣ ﻦ ﻓ ﻮق اﻟﺠﺴ ﺮ ‪ ..‬أو‬ ‫ﻓﻌﺠﺐ اﻟﻨﺒﻲ ‪ .. ρ‬آﻴﻒ ﻳﻘﺘﻞ وﻗﺪ ﻧﻬﺎﻩ ‪..‬؟!‬
‫أﻣﺴ ﻚ ﻓ ﺮاﻣﻞ ﺑﺄﻗ ﻮى ﻣ ﺎ أﺳ ﺘﻄﻴﻊ وﻋ ﻨﺪهﺎ‬
‫ﻓﺄرﺳ ﻞ إﻟﻰ ﺧﺎﻟﺪ ﻟﻴﺄﺗﻴﻪ ‪ ..‬ﻓﺄﺗﺎﻩ ‪ ..‬ﻓﻘﺎل ‪ " : ε‬أﻟﻢ‬
‫ﺳﺘﻠﻌﺐ ﺑﻲ اﻟﺴﻴﺎرة ﻓﻲ اﻟﻄﺮﻳﻖ ‪..‬‬
‫أﻧﻬﻚ ﻋﻦ اﻟﻘﺘﻞ ؟ "‬
‫أو اﻻﺧﺘﻴﺎر اﻟﺜﺎﻟﺚ ‪ ..‬وهﻮ أهﻮﻧﻬﺎ ‪..‬‬
‫ﻓﻌﺠ ﺐ ﺧﺎﻟ ﺪ وﻗ ﺎل ‪ :‬ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪ ..‬ﺟﺎءﻧﻲ ﻓﻼن‬
‫ﻗﻠﺖ ‪ :‬وﻣﺎ هﻮ ؟!‬
‫ﻓﺄﻣﺮﻧﻲ أن أﻗﺘﻞ ﻣﻦ ﻗﺪرت ﻋﻠﻴﻪ ‪..‬‬
‫ﻗ ﺎل ‪ :‬أن أﺻ ﺪم إﺣ ﺪى اﻟﺴ ﻴﺎرات اﻷرﺑ ﻊ‬
‫ﻓﺄرﺳ ﻞ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ ρ‬إﻟ ﻰ ذاك اﻟ ﺮﺟﻞ ‪ ..‬ﻓﺠ ﺎء ورأى‬
‫اﻟﻮاﻗﻔﺔ أﻣﺎﻣﻲ ‪..‬‬
‫ﺿﺤﻜﺖ ‪ ..‬وﻗﻠﺖ ‪ ..‬هﺎﻩ وﻣﺎذا ﻓﻌﻠﺖ ؟‬ ‫ﺧﺎﻟﺪًا ‪ ..‬ﻓﻘﺎل ﻟﻪ ‪ " : ε‬أﻟﻢ أﻗﻞ ﻳﺮﻓﻊ ﻳﺪﻩ ﻣﻦ اﻟﻘﺘﻞ‬
‫ﻗ ﺎل ‪ :‬ﺧﻔﻔ ﺖ ﺳ ﺮﻋﺘﻲ ﻗ ﺪر اﺳ ﺘﻄﺎﻋﺘﻲ ‪..‬‬ ‫؟"‬
‫واﺧﺘﺮت أرﺧﺺ اﻟﺴﻴﺎرات اﻟﺘﻲ أﻣﺎﻣﻲ ‪ ..‬و‬ ‫ﻓ ﺄدرك اﻟﺮﺟﻞ ﺧﻄﺄﻩ ‪ ..‬ﻟﻜﻦ اﻷﻣﺮ اﻧﺘﻬﻰ ‪ ..‬ﻓﻘﺎل ‪:‬‬
‫‪ ..‬و ‪ ..‬ﺻﺪﻣﺘﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ت أﻣ ﺮًا ‪ ..‬وأراد اﷲ أﻣ ﺮًا ‪..‬‬ ‫ﻳ ﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ..‬أرد ﱠ‬
‫ﻓﻜ ﺮت ﻓ ﻴﻤﺎ ﻗ ﺎل ‪ ..‬ﻓ ﺮأﻳﺖ أﻧ ﻪ ﻻ ﻳﺴ ﺘﺤﻖ‬ ‫ﺖ إﻻ اﻟﺬي‬ ‫ﻓﻜﺎن أﻣ ُﺮ اﷲ ﻓﻮق أﻣﺮك ‪ ..‬وﻣﺎ اﺳﺘﻄﻌ ُ‬
‫اﻟﻠ ﻮم آﺜﻴ ﺮًا ‪ ..‬وذﻟ ﻚ أن اﻻﺧﺘ ﻴﺎرات اﻟﺘ ﻲ‬ ‫آﺎن ‪..‬‬
‫آﺎﻧﺖ أﻣﺎﻣﻪ ﻣﺤﺪودة ‪..‬‬ ‫ﻓﺴﻜﺖ ﻋﻨﻪ اﻟﻨﺒﻲ ‪ ρ‬وﻣﺎ ر ﱠد ﻋﻠﻴﻪ ﺷﻴﺌ ًﺎ ‪..‬‬
‫ﻳﻌﻨ ﻲ ﺑﻌ ﺾ اﻟﻤﺸ ﺎآﻞ ﻟ ﻴﺲ ﻟﻬ ﺎ ﺣ ﻞ ‪..‬‬ ‫ﻣ ﻦ ﺗﺄﻣ ﻞ ﻓ ﻲ ﻣﺴ ﻴﺮة اﻟﺤ ﻴﺎة ‪ ..‬وﺟ ﺪ ه ﺬا اﻷﻣ ﺮ‬
‫ﺷ ﺨﺺ أﺑ ﻮﻩ ﻋﺼ ﺒﻲ ‪ ..‬ﻧﺼ ﺤﻪ ﺑﺠﻤ ﻴﻊ‬ ‫ﻇﺎهﺮًا ‪..‬‬
‫اﻷﺳﺎﻟﻴﺐ ‪ ..‬ﻣﺎ ﻧﻔﻊ ‪ ..‬ﻣﺎذا ﻳﻔﻌﻞ ؟‬ ‫أﺣ ﻴﺎﻧ ًﺎ ﻳﻜ ﻮن اﻟﺸ ﺨﺺ ﻗ ﺪ ﻓﻌﻞ أﺣﺴﻦ ﻣﺎ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ‬
‫‪..‬‬
‫ﻟﻔﺘﺔ ‪..‬‬ ‫رآ ﺒﺖ ﻣ ﻊ أﺣ ﺪ اﻟﺸﺒﺎب ﻓﻲ ﺳﻴﺎرﺗﻪ ‪ ..‬ﻓﺈذا ﻗﻴﺎدﺗﻪ‬
‫ﺿﻊ ﻧﻔﺴﻚ ﻣﻮﺿﻊ اﻟﻤﻠﻮم وﻓﻜﺮ ﻣﻦ وﺟﻬﺔ‬ ‫ﺟﻴﺪة ‪..‬‬
‫ﻧﻈﺮﻩ ‪ ..‬ﺛﻢ اﺣﻜﻢ ﻋﻠﻴﻪ ‪..‬‬ ‫وآ ﻨﺖ أﻋﻠ ﻢ أﻧﻪ وﻗﻊ ﻟﻪ ﺣﺎدث ﺗﺼﺎدم ﻗﺒﻞ اﺳﺒﻮع‬
‫‪..‬‬
‫ﻓﺴ ﺄﻟﺘﻪ ‪ :‬أﻻﺣﻆ أن ﻗﻴﺎدﺗﻚ ﺟﻴﺪة ‪ ..‬ﻓﻠﻤﺎذا ﺻﺪﻣﺖ‬
‫‪ 39.‬ﺗﺄآﺪ ﻣﻦ اﻟﺨﻄﺄ ﻗﺒﻞ اﻟﻨﺼﻴﺤﺔ ‪..‬‬
‫ﻗﺒﻞ أﺳﺒﻮع ؟!‬
‫آ ﺎن واﺿ ﺤ ًﺎ ﻣ ﻦ ﻧﺒ ﺮة ﺻﻮﺗﻪ ﻟﻤﺎ اﺗﺼﻞ ﺑﻲ‬
‫ﻗﺎل ‪ :‬آﺎن ﻻ ﺑﺪ أن أﺻﺪم !!‬
‫‪95‬‬
‫‪Books-sea.com‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﻗ ﺎل ‪ :‬ﻣ ﻦ آﻞ اﻟﻤﺎل ‪ ..‬ﻣﻦ اﻹﺑﻞ ‪ ..‬واﻟﺮﻗﻴﻖ‬
‫‪ ..‬واﻟﺨﻴﻞ ‪ ..‬واﻟﻐﻨﻢ ‪..‬‬
‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻓﺈذا ﺁﺗﺎك اﷲ ﻣﺎ ًﻻ ‪ ..‬ﻓﻠﻴُﺮ ﻋﻠﻴﻚ ‪..‬‬
‫ﺛ ﻢ ﻗ ﺎل ‪ :‬ﺗﻨ ﺘﺞ إﺑ ﻞ ﻗ ﻮﻣﻚ ﺻ ﺤﺎح ﺁذاﻧﻬ ﺎ ‪..‬‬
‫ﻓﺘﻌﻤﺪ إﻟﻰ اﻟﻤﻮﺳﻰ ‪ ..‬ﻓﺘﻘﻄﻊ ﺁذاﻧﻬﺎ ‪..‬‬
‫ﻓ ﺘﻘﻮل ‪ :‬ه ﺬﻩ ﺑﺤﻴ ﺮة ‪ ..‬وﺗﺸ ﻘﻬﺎ ‪ ..‬أو ﺗﺸﻖ‬
‫ﺟﻠﻮدهﺎ ‪..‬‬
‫وﺗﻘ ﻮل ‪:‬ه ﺬﻩ ﺻﺮم ‪ ..‬ﻓﺘﺤﺮﻣﻬﺎ ﻋﻠﻴﻚ وﻋﻠﻰ‬
‫أهﻠﻚ ‪..‬‬
‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻧﻌﻢ ‪..‬‬
‫ﻗ ﺎل ‪ :‬ﻓ ﺈن ﻣ ﺎ أﻋﻄ ﺎك اﷲ ﻟﻚ ﺣﻞ ‪ ..‬ﻣﻮﺳﻰ‬
‫)‪(47‬‬
‫اﷲ أﺣﺪ ‪..‬‬
‫وﻓ ﻲ ﻋ ﺎم اﻟﻮﻓ ﻮد ‪ ..‬آﺎن ﺑﻌﺾ اﻟﻨﺎس ﻳﺄﺗﻲ‬
‫ﻣﺴ ﻠﻤ ًﺎ ‪ ..‬وﻳ ﺒﺎﻳﻊ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ .. ρ‬وﺑﻌﻀﻬﻢ ﻳﺄﺗﻲ‬
‫آﺎﻓﺮًا ‪ ..‬وﻳﺴﻠﻢ أو ﻳﻌﺎهﺪ ‪..‬‬
‫ﻓﺒﻴ ﻨﻤﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ρ‬ﻣﻊ أﺻﺤﺎﺑﻪ ﻳﻮﻣ ًﺎ ‪ ..‬إذ‬
‫ﺼﺪِف ‪ ..‬وهﻢ ﺑﻀﻌﺔ ﻋﺸﺮ راآﺒﺎ‬ ‫ﺟ ﺎء وﻓﺪ اﻟ ّ‬
‫‪ ..‬ﻓﺄﻗﺒﻠﻮا إﻟﻰ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﻨﺒﻲ ‪ .. ρ‬ﻓﺠﻠﺴﻮا و‬
‫ﻟﻢ ﻳﺴﻠﻤﻮا ‪..‬‬
‫ﻓﺴﺄﻷهﻢ ‪ " :‬أﻣﺴﻠﻤﻮن أﻧﺘﻢ ؟ "‬
‫ﻗﺎﻟﻮا ‪ :‬ﻧﻌﻢ ‪ ..‬ﻗﺎل ‪ " :‬ﻓﻬﻼ ﺳﻠﻤﺘﻢ ؟ " ‪..‬‬
‫ﻓﻘﺎﻣ ﻮا ﻗ ﻴﺎﻣ ًﺎ ﻓﻘﺎﻟ ﻮا ‪ :‬اﻟﺴ ﻼم ﻋﻠ ﻴﻚ أﻳﻬ ﺎ‬
‫اﻟﻨﺒﻲ ورﺣﻤﺔ اﷲ وﺑﺮآﺎﺗﻪ ‪..‬‬
‫ﻓﻘ ﺎل ‪ " :‬وﻋﻠ ﻴﻜﻢ اﻟﺴ ﻼم ‪ ..‬اﺟﻠﺴ ﻮا " ‪..‬‬
‫ﻓﺠﻠﺴ ﻮا ﺛ ﻢ ﺳ ﺄﻟﻮﻩ ‪ ρ‬ﻋ ﻦ أوﻗ ﺎت اﻟﺼﻠﻮات‬
‫‪..‬‬
‫وﻓﻲ ﻋﻬﺪ ﻋﻤﺮ ‪ .. τ‬ﺗﻮﺳﻌﺖ ﺑﻼد اﻹﺳﻼم ‪..‬‬
‫ﻓﻌ ﻴﻦ ﻋﻤ ﺮ ﺳ ﻌﺪ ﺑ ﻦ أﺑﻲ وﻗﺎص أﻣﻴﺮًا ﻋﻠﻰ‬
‫اﻟﻜﻮﻓﺔ ‪..‬‬
‫آ ﺎن أه ﻞ اﻟﻜ ﻮﻓﺔ ﺣﻴ ﻨﺬاك ﻣﺸ ﺎﻏﺒﻴﻦ ﻋﻠ ﻰ‬
‫وﻻﺗﻬﻢ ‪..‬‬
‫أرﺳ ﻞ ﻧﻔ ﺮ ﻣﻨﻬﻢ رﺳﺎﻟﺔ إﻟﻰ اﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﻋﻤﺮ ‪τ‬‬
‫‪ ..‬ﻳﺸﺘﻜﻮن إﻟﻴﻪ ﻣﻦ ﺳﻌﺪ ‪..‬‬
‫وذآ ﺮوا ﻋ ﻴﻮﺑ ًﺎ آﺜﻴ ﺮة ‪ ..‬ﺣﺘ ﻰ إﻧﻬ ﻢ ﻗﺎﻟ ﻮا ‪:‬‬
‫وﻻ ﻳﺤﺴﻦ أن ﻳﺼﻠﻲ !!‬
‫أﺧﺮﺟﻪ اﻟﺤﺎآﻢ وﺻﺤﺢ إﺳﻨﺎدﻩ ‪.‬‬
‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫‪ ..‬أﻧﻪ آﻦ ﻏﻀﺒﺎﻧ ًﺎ ﻳﻜﺘﻢ ﻏﻴﻈﻪ ﻗﺪر اﻟﻤﺴﺘﻄﺎع ‪..‬‬
‫ﻟﻴﺴﺖ هﺬﻩ هﻲ اﻟﻨﺒﺮة اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻮدت ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻓﻬﺪ‬
‫‪..‬‬
‫ﺷﻌﺮت أن ﻋﻨﺪﻩ ﺷﻴﺌ ًﺎ ‪..‬‬
‫ﺑ ﺪأ آﻼﻣ ﻪ ‪ ..‬ﻣ ﺘﺤﺪﺛ ًﺎ ﻋ ﻦ اﻟﻔ ﺘﻦ وﺗﻌ ﺮض اﻟ ﻨﺎس‬
‫ﻟﻬﺎ ‪..‬‬
‫ﺛ ﻢ اﺣ ﺘﺪت اﻟﻨﺒ ﺮة ‪ ..‬وﺟﻌ ﻞ ﻳﻜ ﺮر ‪ :‬أﻧﺖ داﻋﻴﺔ ‪..‬‬
‫وﻃﺎﻟﺐ ﻋﻠﻢ ‪ ..‬وأﻓﻌﺎﻟﻚ ﻣﺤﺴﻮﺑﺔ ﻋﻠﻴﻚ ‪..‬‬
‫ﻗﻠ ﺖ ‪ :‬أﺑ ﺎ ﻋ ﺒﺪ اﷲ ﻟﻴ ﺘﻚ ﺗ ﺪﺧﻞ ﻓ ﻲ اﻟﻤﻮﺿ ﻮع‬
‫ﻣﺒﺎﺷﺮة ‪..‬‬
‫ﻗﺎل ‪ :‬اﻟﻤﺤﺎﺿﺮة ﻟﺘﻲ أﻟﻘﻴﺘﻬﺎ ﻓﻲ ‪ ..‬وﻗﻠﺖ ‪..‬‬
‫ﺗﻌﺠﺒﺖ ‪ ..‬ﻗﻠﺖ ‪ :‬ﻣﺘﻰ آﺎن ذﻟﻚ ؟‬
‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻗﺒﻞ ﺛﻼﺛﺔ أﺳﺎﺑﻴﻊ ‪..‬‬
‫ﻗﻠﺖ ‪ :‬ﻟﻢ أذهﺐ ﻟﺘﻠﻚ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻣﻨﺬ ﺳﻨﺔ ‪..‬‬
‫ﻗﺎل ‪ :‬ﺑﻠﻰ ‪ ..‬وﺗﺤﺪﺛﺖ ﻋﻦ آﺬا ‪..‬‬
‫ﺛ ﻢ ﺗﺒ ﻴﻦ ﻟ ﻲ أن ﺻ ﺎﺣﺒﻲ ‪ ..‬ﺑﻠﻐﺘﻪ إﺷﺎﻋﺔ ﻓﺼﺪﻗﻬﺎ‬
‫‪ ..‬وﺑﻨ ﻰ ﻋﻠ ﻰ أﺳﺎﺳ ﻬﺎ ﻣﻨﺎﺻ ﺤﺘﻪ ‪ ..‬وﻣ ﻮﻗﻔﻪ ‪..‬‬
‫وآﻼﻣﻪ ‪..‬‬
‫ﺻ ﺤﻴﺢ أﻧﻨ ﻲ ﻻ أزال أﺣ ﺒﻪ ‪ ..‬ﻟﻜ ﻦ ﻧﻈﺮﺗ ﻲ إﻟ ﻴﻪ‬
‫ﻗﺼ ﺮت ‪ ..‬ﻷﻧﻨ ﻲ اآﺘﺸﻔﺖ أﻧﻪ ﻣﺘﺴﺮع ‪ ..‬وﻣﺜﻞ ﻣﺎ‬
‫ﻳﻘﻮﻟﻮن ) ﻳﻄﻴﺮ ﻓﻲ اﻟﻌﺠّﺔ ( ‪!!..‬‬
‫آ ﻢ ه ﻢ أوﻟ ﺌﻚ اﻟ ﺬﻳﻦ ﻳﺒ ﻨﻮن ﻣ ﻮاﻗﻔﻬﻢ وﻧﻈ ﺮاﺗﻬﻢ‬
‫ﻋﻠﻰ إﺷﺎﻋﺎت ‪..‬‬
‫ﻗﻠ ﻴﻞ ﻣ ﻨﻬﻢ ﻣ ﻦ ﻳﺄﺗ ﻴﻚ ﻣﻨﺎﺻ ﺤ ًﺎ ‪ ..‬ﻟﻴﻜﺘﺸ ﻒ ﺑﻌﺪهﺎ‬
‫أﻧﻪ آﺎن ﻳﺠﺮي وراء إﺷﺎﻋﺔ ‪..‬‬
‫وآﺜﻴ ﺮ ﻣ ﻨﻬﻢ ﻣ ﻦ ﺗﻨﻄ ﺒﻊ ه ﺬﻩ اﻹﺷﺎﻋﺔ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻪ ‪..‬‬
‫وﻳﻜﻮّن ﻋﻠﻰ أﺳﺎﺳﻪ ﺗﺼﻮرﻩ ﻋﻨﻚ ‪ ..‬وهﻲ آﺬﺑﺔ ‪..‬‬
‫أﺣﻴﺎﻧ ًﺎ ﻳﺸﺎع أن ﻓﻼﻧ ًﺎ ﻓﻌﻞ آﺬا وآﺬا ‪..‬‬
‫ﻓﻸﺟ ﻞ أن ﺗﺤ ﺘﻔﻆ ﺑﻘ ﺪرك ﻋ ﻨﺪﻩ ‪ ..‬ﺗﺄآ ﺪ ﻣ ﻦ اﻟﺨﺒﺮ‬
‫ﻗﺒﻞ اﻟﻜﻼم ﻋﻨﻪ ‪..‬‬
‫وهﺬا ﻣﻨﻬﺞ اﻟﻨﺒﻲ ‪.. ε‬‬
‫أﺗﻰ رﺟﻞ إﻟﻰ اﻟﻨﺒﻲ ‪ .. ρ‬ﻓﻨﻈﺮ اﻟﻨﺒﻲ ‪ ε‬إﻟﻴﻪ ‪..‬‬
‫ﻓ ﺈذا رﺟ ﻞ رث اﻟﻬﻴ ﺌﺔ ‪ ..‬ﻣﻐﺒ ﺮ اﻟﺸ ﻌﺮ ‪ ..‬ﻓ ﺄراد ‪ρ‬‬
‫أن ﻳﻨﺼ ﺤﻪ ﻟﻴﺼ ﻠﺢ ﻣ ﻦ هﻴﺌ ﺘﻪ ‪ ..‬ﻟﻜ ﻨﻪ ﺧﺸ ﻲ أن‬
‫ﻼ ‪ ..‬ﻟﻴﺲ ذا ﻣﺎل ‪..‬‬ ‫ﻳﻜﻮن اﻟﺮﺟﻞ ﻓﻘﻴﺮًا أﺻ ً‬
‫ﻓﻘﺎل ﻟﻪ ‪ :‬هﻞ ﻟﻚ ﻣﻦ ﻣﺎل ؟‬
‫ﻗﻠﺖ ‪ :‬ﻧﻌﻢ ‪..‬‬
‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻣﻦ أي اﻟﻤﺎل ‪..‬؟‬
‫) ‪( 47‬‬
‫‪96‬‬
‫‪Books-sea.com‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬ ‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﻓﻜ ﺎن ﻳﺠﻠ ﺲ وﺳ ﻂ اﻟﻄ ﺮﻳﻖ ﻳﺴﺄل اﻟﻨﺎس ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤﺎ ﻗﺮأ ﻋﻤﺮ اﻟﻜﺘﺎب ‪ ..‬ﻟﻢ ﻳﺘﺴﺮع ﺑﺎﺗﺨﺎذ ﻗﺮار ‪..‬‬
‫وﻗﺪ ﺳﻘﻂ ﺣﺎﺟﺒﺎﻩ ﻋﻠﻰ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﻣﻦ ﺷﺪة اﻟﻜﺒﺮ‬ ‫وﻻ آﺘﺎﺑﺔ ﻧﺼﻴﺤﺔ ‪..‬‬
‫‪ ..‬ﻓ ﺈذا ﻣ ﺮت ﺑ ﻪ اﻟﻨﺴ ﺎء ﻣ ﺪ ﻳ ﺪﻩ ﻳﻐﻤ ﺰهﻦ‬ ‫وإﻧﻤ ﺎ أرﺳ ﻞ ﻣﺤﻤ ﺪ ﺑ ﻦ ﻣﺴ ﻠﻤﺔ إﻟ ﻰ اﻟﻜ ﻮﻓﺔ ﻣﻌ ﻪ‬
‫وﻳﺘﻌﺮض ﻟﻬﻦ ‪..‬‬ ‫آﺘﺎب إﻟﻰ ﺳﻌﺪ ‪..‬‬
‫ﻓﻜ ﺎن اﻟ ﻨﺎس ﻳﺼ ﻴﺤﻮن ﺑ ﻪ ‪ ..‬وﻳﺴ ﺒﻮﻧﻪ ‪..‬‬ ‫وأﻣﺮﻩ أن ﻳﺴﻴﺮ ﻣﻊ ﺳﻌﺪ وﻳﺴﺄل اﻟﻨﺎس ﻋﻨﻪ ‪..‬‬
‫ﻓﻴﻘﻮل ‪:‬‬ ‫ﺟﻌ ﻞ ﻣﺤﻤ ﺪ ﺑ ﻦ ﻣﺴ ﻠﻤﺔ ﻳﺼ ﻠﻲ ﻣ ﻊ ﺳ ﻌﺪ ﻓ ﻲ‬
‫وﻣﺎذا أﻓﻌﻞ !! ﺷﻴﺦ آﺒﻴﺮ ﻣﻔﺘﻮن ‪ ..‬أﺻﺎﺑﺘﻨﻲ‬ ‫اﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ‪ ..‬وﻳﺴﺄل اﻟﻨﺎس ﻋﻦ ﺳﻌﺪ ‪..‬‬
‫دﻋﻮة اﻟﺮﺟﻞ اﻟﺼﺎﻟﺢ ﺳﻌﺪ ﺑﻦ أﺑﻲ وﻗﺎص ‪..‬‬ ‫وﻟ ﻢ ﻳ ﺪع ﻣﺴ ﺠﺪ إﻻ ﺳﺄل ﻋﻨﻪ ‪ ..‬وﻻ ﻳﺬآﺮون ﻋﻦ‬
‫ﺳﻌﺪ إﻻ ﻣﻌﺮوﻓ ًﺎ ‪..‬‬
‫ﺣﺪﻳﺚ ‪..‬‬ ‫ﺣﺘﻰ دﺧﻼ ﻣﺴﺠﺪًا ﻟﺒﻨﻲ ﻋﺒﺲ ‪..‬‬
‫ﺑﺌﺲ ﻣﻄﻴﺔ اﻟﺮﺟﻞ زﻋﻤﻮا ‪ ..‬وآﻔﻰ ﺑﺎﻟﻤﺮء‬ ‫ﻓﻘ ﺎم ﻣﺤﻤ ﺪ ﺑ ﻦ ﻣﺴ ﻠﻤﺔ ‪ ..‬وﺳ ﺄل اﻟ ﻨﺎس ﻋ ﻦ‬
‫إﺛﻤًﺎ أن ﻳﺤﺪث ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﺳﻤﻊ ‪..‬‬ ‫أﻣﻴﺮهﻢ ﺳﻌﺪ ؟؟‬
‫ﻓﺄﺛﻨﻮا ﻋﻠﻴﻪ ﺧﻴﺮًا ‪..‬‬
‫‪ 40.‬اﺟﻠﺪﻧﻲ ﺑﺮﻓﻖ !!‬ ‫ﻓﻘﺎل ﻣﺤﻤﺪ ‪ :‬أﻧﺸﺪآﻢ ﺑﺎﷲ ‪ ..‬هﻞ ﺗﻌﻠﻤﻮن ﻣﻨﻪ ﻏﻴﺮ‬
‫ﻻ ﻳﻌﻨﻲ ﻣﺎ ﺗﻘﺪم ﻣﻦ آﻼم ﻋﺪ ُم اﻟﻠﻮم أﺑﺪًا ‪..‬‬ ‫ذﻟﻚ ؟‬
‫ﺑﻠﻰ ‪ ..‬ﻓﻘﺪ ﺗﺤﺘﺎج ﻓﻲ أﺣﻴﺎن ﻣﺘﻜﺮرة أن‬ ‫ﻗﺎﻟﻮا ‪ :‬ﻻ ﻧﻌﻠﻢ إﻻ ﺧﻴﺮًا ‪..‬‬
‫ﺗﻠﻮم اﻵﺧﺮﻳﻦ ‪ ..‬وﻟﺪك ‪ ..‬زوﺟﺘﻚ ‪ ..‬ﺻﺪﻳﻘﻚ‬ ‫ﻓﻜﺮر ﻋﻠﻴﻬﻢ اﻟﺴﺆال ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫ﻋ ﻨﺪهﺎ ﻗ ﺎم رﺟﻞ ﻓﻲ ﺁﺧﺮ اﻟﻤﺴﺠﺪ ‪ ..‬اﺳﻤﻪ أﺳﺎﻣﺔ‬
‫ﻼ ‪ ..‬أو اﺳﺘﺨﺪام‬ ‫ﻟﻜﻦ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﺄﺟﻴﻠﻪ ﻗﻠﻴ ً‬ ‫ﺑﻦ ﻗﺘﺎدة ‪ ..‬ﻓﻘﺎل ‪:‬‬
‫أﺳﺎﻟﻴﺐ أﺧﻒ ‪..‬‬ ‫أﻣﺎ إذ ﻧﺸﺪﺗﻨﺎ ﺑﺎﷲ ‪ ..‬ﻓﺎﺳﻤﻊ ‪:‬‬
‫دع اﻟﻤﻠﻮم ﻳﺤﺘﻔﻆ ﺑﻤﺎء وﺟﻬﻪ ‪..‬‬ ‫إن ﺳ ﻌﺪًا آ ﺎن ﻻ ﻳﺴ ﻴﺮ ﺑﺎﻟﺴ ﻮﻳﺔ ‪ ..‬وﻻ ﻳﻌ ﺪل ﻓ ﻲ‬
‫ﺑﻌ ﺪﻣﺎ ﻓ ﺘﺢ ‪ ε‬ﻣﻜ ﺔ ‪ ..‬وﻗ ﺪ ﻗ ﻮي ﺷ ﺄﻧﻪ ﻋ ﻨﺪ‬ ‫اﻟﻘﻀﻴﺔ ‪..‬‬
‫اﻟﻌﺮب ‪..‬‬ ‫ﻓﻌﺠﺐ ﺳﻌﺪ وﻗﺎل ‪ :‬أﻧﺎ آﺬﻟﻚ ؟‬
‫وآﺜﺮ اﻟﺪاﺧﻠﻮن ﻓﻲ اﻹﺳﻼم ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل اﻟﺮﺟﻞ ﻧﻌﻢ ‪..‬‬
‫ﻏ ﺰا ‪ ε‬ﺑﺎﻟ ﻨﺎس ﺣﻨﻴ ﻨ ًﺎ ‪ ..‬ﻓﺠ ﺎء اﻟﻤﺸ ﺮآﻮن‬ ‫ﻓﻘﺎل ﺳﻌﺪ ‪ :‬أﻣﺎ واﷲ ﻷدﻋﻮن ﺑﺜﻼث ‪:‬‬
‫ﺑﺄﺣﺴﻦ ﺻﻔﻮف ‪ ..‬ﻓﺼﻔﺖ اﻟﺨﻴﻞ ‪..‬‬ ‫اﻟﻠﻬ ﻢ إن آ ﺎن ﻋ ﺒﺪك ه ﺬا آﺎذﺑ ًﺎ ‪ ..‬وﻗ ﺪ ﻗ ﺎم رﻳ ﺎء‬
‫ﺛ ﻢ ﺻ ﻔﺖ اﻟﻤﻘﺎﺗﻠ ﺔ ‪ ..‬ﺛ ﻢ ﺻ ﻔﺖ اﻟﻨﺴ ﺎء ﻣ ﻦ‬ ‫وﺳﻤﻌﺔ ‪..‬‬
‫وراء ذﻟﻚ ‪..‬‬ ‫اﻟﻠﻬﻢ ﻓـ ‪:‬‬
‫ﺛﻢ ﺻﻔﺖ اﻟﻐﻨﻢ ‪ ..‬ﺛﻢ اﻟﻨﻌﻢ ‪..‬‬ ‫أﻃﻞ ﻋﻤﺮﻩ ‪..‬‬
‫واﻟﻤﺴ ﻠﻤﻮن ﺑﺸ ﺮ آﺜﻴ ﺮ ‪ ..‬ﻗ ﺪ ﺑﻠﻐ ﻮا اﺛﻨ ﻲ‬ ‫وأﻃﻞ ﻓﻘﺮﻩ ‪..‬‬
‫ﻋﺸﺮ أﻟﻔ ًﺎ ‪..‬‬ ‫وﻋﺮﺿﻪ ﻟﻠﻔﺘﻦ ‪..‬‬
‫وآ ﺎن اﻟﻤﺸﺮآﻮن ﻗﺪ ﺳﺒﻘﻮا إﻟﻰ وادي ﺣﻨﻴﻦ‬ ‫ﺛﻢ ﺧﺮج ﺳﻌﺪ ﻣﻦ اﻟﻤﺴﺠﺪ ‪..‬‬
‫‪ ..‬واﺧﺘ ﺒﺄت آ ﺘﺎﺋﺐ ﻣ ﻨﻬﻢ ﻓ ﻲ ﺟﺎﻧﺒ ﻴﻪ ﺑ ﻴﻦ‬ ‫وﻣﻀﻰ إﻟﻰ ﻟﻤﺪﻳﻨﺔ وﻣﺎت ﺑﻌﺪهﺎ ﺑﺴﻨﻮات ‪..‬‬
‫اﻟﺼﺨﻮر ‪..‬‬ ‫أﻣﺎ ذﻟﻚ اﻟﺮﺟﻞ ﻓﻼ زاﻟﺖ دﻋﻮة ﺳﻌﺪ ﺗﻼﺣﻘﻪ ‪..‬‬
‫ﻓﻤ ﺎ هﻮ إﻻ أن اﺑﺘﺪأ اﻟﻘﺘﺎل ‪ ..‬ودﺧﻠﺖ ﺟﻤﻮع‬ ‫ﺣﺘ ﻰ آﺒ ﺮت ﺳ ﻨﻪ ‪ ..‬ورق ﻋﻈﻤ ﻪ ‪ ..‬واﺣ ﺪودب‬
‫اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻓﻲ اﻟﻮادي ‪..‬‬ ‫ﻇﻬﺮﻩ ‪..‬‬
‫ﺣﺘ ﻰ ﺗﻔﺠ ﺮ ﻋﻠ ﻴﻬﻢ اﻟﻜﻔ ﺎر ﻣ ﻦ آ ﻞ ﺟﺎﻧ ﺐ ‪..‬‬ ‫وﻃﺎل ﻋﻤﺮﻩ ﺣﺘﻰ ﻣﻞ ﻣﻦ ﺣﻴﺎﺗﻪ ‪ ..‬واﺷﺘﺪ ﻓﻘﺮﻩ ‪..‬‬
‫واﺿﻄﺮب اﻟﻨﺎس ‪..‬‬
‫‪97‬‬
‫‪Books-sea.com‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫وﻟﻮ آﺎن ﺟﺒﺎﻧ ًﺎ ﻟﻔ ّﺮ ﻣﻊ اﻟﻔﺎرﻳﻦ ‪..‬‬
‫وﻟﻮ آﺎن آﺬاﺑ ًﺎ ﻟﻤﺎ ﻧﺼﺮﻩ رب اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ ‪..‬‬
‫ﻣﻮاﻗﻔﻪ ‪ ε‬اﻟﺮاﺋﻌﺔ آﺜﻴﺮة ‪..‬‬
‫آ ﺎن ‪ ε‬ﻳﻤﺸ ﻲ ﻣ ﻊ ﺑﻌ ﺾ أﺻ ﺤﺎﺑﻪ ‪ ..‬ﻓﻤ ﺮ‬
‫ﺑﺎﻣﺮأة ﺗﺒﻜﻲ ﻋﻨﺪ ﻗﺒﺮ ‪ ..‬ﻋﻠﻰ ﺻﺒﻲ ﻟﻬﺎ ‪..‬‬
‫ﻓﻘﺎل ﻟﻬﺎ ‪ : ε‬اﺗﻘﻲ اﷲ واﺻﺒﺮي ‪..‬‬
‫وآﺎﻧ ﺖ اﻟﻤ ﺮأة ﺑﺎآ ﻴﺔ ﻣﻬﻤ ﻮﻣﺔ ‪ ..‬ﻓﻠﻢ ﺗﻌﺮف‬
‫اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ .. ε‬ﻓﻘﺎﻟ ﺖ ‪ :‬إﻟﻴﻚ ﻋﻨﻲ ‪ ..‬وﻣﺎ ﺗﺒﺎﻟﻲ‬
‫أﻧﺖ ﺑﻤﺼﻴﺒﺘﻲ ‪..‬؟!‬
‫ﻓﺴﻜﺖ اﻟﻨﺒﻲ ‪ .. ε‬وذهﺐ وﺗﺮآﻬﺎ ‪ ..‬ﻓﻘﺪ أدى‬
‫ﻣﺎ ﻋﻠﻴﻪ ‪..‬‬
‫وأدرك أن اﻟﻤ ﺮأة اﻵن ﻓ ﻲ وﺿ ﻊ ﻧﻔﺴ ﻲ ﻗ ﺪ‬
‫ﻻ ﻳﻨﺎﺳ ﺐ أن ﻳ ﺰاد ﻋﻠ ﻴﻬﺎ ﻓ ﻲ اﻟﻨﺼ ﺢ أآﺜ ﺮ‬
‫ﻣﻤﺎ ﺳﻤﻌﺖ ‪..‬‬
‫اﻟ ﺘﻔﺖ ﺑﻌ ﺾ اﻟﺼ ﺤﺎﺑﺔ إﻟ ﻴﻬﺎ وﻗﺎﻟ ﻮا ‪ :‬ه ﺬا‬
‫رﺳﻮل اﷲ ‪!!.. ε‬‬
‫ﻓ ﻨﺪﻣﺖ اﻟﻤ ﺮأة ﻋﻠ ﻰ ﻣ ﺎ ﻗﺎﻟ ﺖ ‪ ..‬وﻗﺎﻣ ﺖ‬
‫ﺗﺤ ﺎول أن ﺗﻠﺤ ﻖ ﺑﺎﻟﻨﺒ ﻲ ‪ .. ε‬ﺣﺘ ﻰ وﺻ ﻠﺖ‬
‫ﺑﻴﺘﻪ ‪..‬‬
‫ﻓﻠﻢ ﺗﺠﺪ ﻋﻠﻰ ﺑﺎﺑﻪ ﺑﻮاﺑﻴﻦ ‪..‬‬
‫ﻓﻘﺎﻟ ﺖ ﻣﻌ ﺘﺬرة ‪ :‬ﻳ ﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪ ..‬ﻟﻢ أﻋﺮﻓﻚ‬
‫‪ ..‬اﻵن أﺻﺒﺮ ‪..‬‬
‫ﻓﻘ ﺎل إﻧﻤ ﺎ اﻟﺼ ﺒﺮ ﻋ ﻨﺪ اﻟﺼ ﺪﻣﺔ اﻷوﻟ ﻰ ‪..‬‬
‫(‬
‫)‪48‬‬
‫اﻗﺘﻞ ﺑﺮﻓﻖ ‪..‬‬
‫إن اﷲ آﺘﺐ اﻹﺣﺴﺎن ﻋﻠﻰ آﻞ ﺷﻲء ‪ ..‬ﻓﺈذا‬
‫ﻗﺘﻠﺘﻢ ﻓﺄﺣﺴﻨﻮا اﻟﻘﺘﻠﺔ ‪ ..‬وإذا ذﺑﺤﺘﻢ ﻓﺄﺣﺴﻨﻮا‬
‫اﻟﺬﺑﺢ ‪ ..‬وﻟﻴﺤﺪ أﺣﺪآﻢ ﺷﻔﺮﺗﻪ ‪ ..‬وﻟﻴﺮح‬
‫ذﺑﻴﺤﺘﻪ ‪ ..‬ﺣﺪﻳﺚ رواﻩ ﻣﺴﻠﻢ‬
‫‪ِ 41.‬ﻓ ﱠﺮ ﻣﻦ اﻟﻤﺸﺎآﻞ !!‬
‫ﻼ ﻓ ﻲ ﻣﺴﺘﺸﻔﻰ ﺑﺪاﺋﻲ‬ ‫أﻇ ﻨﻪ ﻟ ﻮ أﺟ ﺮى ﺗﺤﻠ ﻴ ً‬
‫ﻻآﺘﺸ ﻒ ﻓ ﻲ ﺟﺴ ﻤﻪ ﻋﺸ ﺮة أﻧ ﻮاع ﻣ ﻦ‬
‫اﻷﻣﺮاض ‪ ..‬أهﻮﻧﻬﺎ اﻟﻀﻐﻂ واﻟﺴﻜﺮ ‪..‬‬
‫آ ﺎن اﻟﻤﺴﻜﻴﻦ ﻳﻌﺬب ﻧﻔﺴﻪ آﺜﻴﺮًا ﻷﻧﻪ ﻳﻄﺎﻟﺐ‬
‫رواﻩ اﻟﺒﺨﺎري‬
‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫وﺟﻌﻠ ﺖ ﺧ ﻴﻞ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ‪ ..‬ﺗﻠﻮذ ﺧﻠﻒ ﻇﻬﻮرهﻢ ‪..‬‬
‫ﻓﻠ ﻢ ﻳﻠﺒﺜﻮا أن اﻧﻜﺸﻔﺖ ﺧﻴﻠﻬﻢ ‪ ..‬وآﺎن أو ُل ﻣﻦ ﻓ ﱠﺮ‬
‫اﻷﻋﺮاب ‪ ..‬وﺗﺴﻠﻂ اﻟﻜﻔﺎر وﻇﻬﺮوا ‪..‬‬
‫ﻓﺎﻟ ﺘﻔﺖ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ .. ρ‬ﻓ ﺈذا اﻟﺠﻤ ﻮع ﺗﻔ ﺮ ‪..‬‬
‫واﻟ ﺪﻣﺎء ﺗﺴ ﻴﻞ ‪ ..‬واﻟﺨ ﻴﻞ ﻳﻀ ﺮب ﺑﻌﻀ ﻬﺎ ﻓ ﻲ‬
‫ﺑﻌﺾ ‪..‬‬
‫ﻓﺠﻌ ﻞ ﻳﺄﻣ ﺮ اﻟﻌﺒﺎس ﺑﺄن ﻳﻨﺎدي ‪ :‬ﻳﺎ ﻟﻠﻤﻬﺎﺟﺮﻳﻦ ﻳﺎ‬
‫ﻟﻸﻧﺼﺎر ؟‬
‫ﻓﺮﺟﻌﻮا ﺣﺘﻰ ﺛﺒﺖ ‪ ρ‬ﻓﻲ ﺛﻤﺎﻧﻴﻦ أو ﻣﺎﺋﺔ رﺟﻞ ‪..‬‬
‫ﺛﻢ ﻧﺼﺮ اﷲ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ‪ ..‬واﻧﺘﻬﻰ اﻟﻘﺘﺎل ‪..‬‬
‫وﺟﻤﻌﺖ اﻟﻐﻨﺎﺋﻢ ﺑﻴﻦ ﻳﺪي اﻟﻨﺒﻲ ‪.. ε‬‬
‫ﻓ ﺈذا اﻟ ﺬﻳﻦ ﻓ ﺮوا ﻣﻦ اﻟﻘﺘﺎل ‪ ..‬وﺧﺎﻓﻮا ﻣﻦ اﻟﺮﻣﺎح‬
‫واﻟﻨﺒﺎل ‪..‬‬
‫ه ﻢ أول ﻣ ﻦ اﺟ ﺘﻤﻊ ﻋﻠ ﻰ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ .. ρ‬ﻳ ﺮﻳﺪ‬
‫اﻟﻐﻨﺎﺋﻢ ‪..‬‬
‫ﺗﻌﻠﻘﺖ اﻷﻋﺮاب ‪ ..‬ﺑﺮﺳﻮل اﷲ ‪ ρ‬ﻳﻘﻮﻟﻮن ﻟﻪ ‪:‬‬
‫اﻗﺴ ﻢ ﻋﻠﻴ ﻨﺎ ﻓﻴﺌ ﻨﺎ ‪ ..‬اﻗﺴ ﻢ ﻋﻠﻴ ﻨﺎ ﻓﻴﺌ ﻨﺎ ‪ ..‬ﻳﺮﻳﺪون‬
‫اﻟﻐﻨﺎﺋﻢ ‪..‬‬
‫ﻋﺠ ﺒ ًﺎ ‪ !!..‬ﻳﻘﺴ ﻢ ﻓﻴ ﺌﻜﻢ ‪ ..‬ﻣﺘ ﻰ ﺻﺎر ﻓﻴﺆآﻢ وأﻧﺘﻢ‬
‫ﻟﻢ ﺗﻘﺎﺗﻠﻮا ‪..‬‬
‫آ ﻴﻒ ﺗﻄﻠ ﺒﻮن ﻣ ﻦ اﻟﻐﻨ ﻴﻤﺔ ‪ ..‬وه ﻮ اﻟ ﺬي آ ﺎن‬
‫ﻳﺼﺮخ ﺑﻜﻢ ﻟﺘﻌﻮدوا وأﻧﺘﻢ ﻻ ﺗﺴﺘﺠﻴﺒﻮن ‪!!..‬‬
‫ﻟﻜ ﻨﻪ ‪ ρ‬ﻟ ﻢ ﻳﻜ ﻦ ﻳﺪﻗ ﻖ ﻋﻠ ﻰ ﻣﺜﻞ هﺬا ‪ ..‬ﻓﺎﻟﺪﻧﻴﺎ ﻻ‬
‫ﺗﺴﺎوي ﻋﻨﺪﻩ ﺷﻴﺌ ًﺎ ‪..‬‬
‫ﺟﻌﻠﻮا ﻳﺘﺒﻌﻮﻧﻪ وﻳﺮددون ‪ :‬اﻗﺴﻢ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻓﻴﺌﻨﺎ ‪..‬‬
‫ﺣﺘ ﻰ ﺗﺰاﺣﻤﻮا ﻋﻠﻴﻪ ‪ ..‬وﺿﻴﻘﻮا اﻟﻄﺮﻳﻖ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ‬
‫‪..‬‬
‫واﺿ ﻄﺮوﻩ إﻟ ﻰ ﺷ ﺠﺮة ‪ ..‬ﻓﻤ ّﺮ ﻣ ﻦ ﺷ ﺪة اﻟ ﺰﺣﺎم‬
‫ﻣﻼﺻﻘ ًﺎ ﻟﻬﺎ ‪..‬‬
‫ﻓ ﺘﻌﻠﻖ رداؤﻩ ﺑﺄﻏﺼ ﺎﻧﻬﺎ ‪ ..‬ﺣﺘﻰ ﺳﻘﻂ ﻋﻦ ﻣﻨﻜﺒﻴﻪ‬
‫‪ ..‬وﺻﺎر ﺑﻄﻨﻪ وﻇﻬﺮﻩ ﻣﻜﺸﻮﻓ ًﺎ ‪..‬‬
‫ﻓﻠ ﻢ ﻳﻐﻀ ﺐ ‪ ..‬وإﻧﻤ ﺎ اﻟ ﺘﻔﺖ إﻟ ﻴﻬﻢ وﻗ ﺎل ‪ ..‬ﺑﻜ ﻞ‬
‫هﺪووووء ‪:‬‬
‫أﻳﻬ ﺎ اﻟﻨﺎس ‪ ..‬ردوا ﻋﻠﻲ رداﺋﻲ ‪ ..‬ﻓﻮاﻟﺬي ﻧﻔﺴﻲ‬
‫ﺑ ﻴﺪﻩ ﻟﻮ آﺎن ﻟﻲ ﻋﺪد ﺷﺠﺮ ﺗﻬﺎﻣﺔ ‪ ..‬ﻧَﻌﻤ ًﺎ ﻟﻘﺴﻤﺘﻪ‬
‫ﻋﻠﻴﻜﻢ ‪..‬‬
‫ﺛﻢ ﻻ ﺗﺠﺪوﻧﻲ ﺑﺨﻴﻼ ‪ ..‬وﻻ ﺟﺒﺎﻧ ًﺎ ‪ ..‬وﻻ آﺬاﺑ ًﺎ ‪..‬‬
‫ﻼ ﻷﻣﺴﻚ اﻷﻣﻮال ﻟﻨﻔﺴﻪ ‪..‬‬ ‫ﻧﻌﻢ ‪ ..‬ﻷﻧﻪ ﻟﻮ آﺎن ﺑﺨﻴ ً‬
‫) ‪( 48‬‬
‫‪98‬‬
‫‪Books-sea.com‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﺗﻨﻔﻌﻬﺎ ‪..‬‬
‫وراح ﻳﺴﺮد ﻣﻦ ﺻﻔﺎت اﻟﻜﻤﺎل اﻟﻤﺘﻔﺮﻗﺔ ﻓﻲ‬
‫اﻟﻨﺴﺎء وﻳﺠﻤﻌﻬﺎ ﻓﻲ اﻣﺮأة واﺣﺪة ‪..‬‬
‫ﻓﻠﻤ ﺎ أآﺜ ﺮ ﻋﻠ ﻰ اﻟﺸ ﻴﺦ ‪ ..‬ﻗﺎل ﻟﻪ ‪ :‬ﻳﺎ وﻟﺪي‬
‫‪ ..‬ﻋﻨﺪي ﻃﻠﺒﻚ ‪..‬‬
‫ﻗﺎل ‪ :‬أﻳﻦ ؟ ﻗﺎل ‪ :‬ﻓﻲ اﻟﺠﻨﺔ ﺑﺈذن اﷲ ‪ ..‬أﻣﺎ‬
‫ﻓﻲ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻓﻌﻮد ﻧﻔﺴﻚ اﻟﺘﺴﺎﻣﺢ ‪..‬‬
‫ﻧﻌ ﻢ ﻓ ﻲ اﻟﺪﻧ ﻴﺎ ﻋ ﻮد ﻧﻔﺴ ﻚ اﻟﺘﺴ ﺎﻣﺢ ‪ ..‬ﻻ‬
‫ﺗﻌ ﺬب ﻧﻔﺴﻚ ﺑﺎﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻣﺸﺎآﻞ ﻹﺛﺎرﺗﻬﺎ ‪..‬‬
‫واﻟﻨﻘﺎش ﺣﻮﻟﻬﺎ ‪..‬‬
‫ﻓ ﻴﻮﻣ ًﺎ ﺗﺼ ﺮخ ﻓ ﻲ وﺟ ﻪ ﺟﻠ ﻴﺲ ‪ :‬أﻧ ﺖ‬
‫ﺗﻘﺼﺪﻧﻲ ﺑﻜﻼﻣﻚ ؟‬
‫وﻳ ﻮﻣ ًﺎ ﻓ ﻲ وﺟ ﻪ وﻟ ﺪك ‪ :‬أﻧ ﺖ ﺗ ﺮﻳﺪ أن‬
‫ﺗﺤﺰﻧﻨﻲ ﺑﻜﺴﻠﻚ ؟‬
‫وﻳ ﻮﻣ ًﺎ ﻓ ﻲ وﺟ ﻪ زوﺟ ﺘﻚ ‪ :‬أﻧ ﺖ ﺗ ﺘﻌﻤﺪﻳﻦ‬
‫إهﻤﺎل ﺑﻴﺘﻚ ؟ ‪...‬‬
‫وﻗ ﺪ آ ﺎن ﻣﻨﻬﺞ اﻟﻨﺒﻲ ‪ .. ρ‬اﻟﺘﺴﺎﻣﺢ ﻋﻤﻮﻣ ًﺎ‬
‫‪ ..‬ﻓﻜﺎن ﻳﺴﺘﻤﺘﻊ ﺑﺤﻴﺎﺗﻪ ‪..‬‬
‫آ ﺎن ﻳ ﺪﺧﻞ ‪ ρ‬ﻋﻠ ﻰ أهﻠ ﻪ أﺣ ﻴﺎﻧ ًﺎ ‪ ..‬ﻓ ﻲ‬
‫اﻟﻀ ﺤﻰ ‪ ..‬وه ﻮ ﺟﺎﺋ ﻊ ‪ ..‬ﻓﻴﺴ ﺄﻟﻬﻢ ‪ :‬ه ﻞ‬
‫ﻋﻨﺪآﻢ ﻣﻦ ﺷﻲء ‪ ..‬ﻋﻨﺪآﻢ ﻃﻌﺎم ‪..‬‬
‫ﻓﻴﻘﻮﻟﻮن ‪ :‬ﻻ ‪..‬‬
‫ﻓﻴﻘﻮل ‪ : ρ‬إﻧﻲ إذا ﺻﺎﺋﻢ ‪..‬‬
‫وﻟ ﻢ ﻳﻜ ﻦ ﻳﺼﻨﻊ ﻷﺟﻞ ذﻟﻚ ﻣﺸﺎآﻞ ‪ ..‬ﻣﺎ آﺎن‬
‫ﻳﻘ ﻮل ‪ِ :‬ﻟ َﻢ ﻟ ﻢ ﺗﺼ ﻨﻌﻮا ﻃﻌﺎﻣ ًﺎ ‪ِ ..‬ﻟ ﻢ ﻟ ﻢ‬
‫ﺗﺨﺒﺮوﻧ ﻲ ﻷﺷ ﺘﺮي ‪ ..‬إﻧ ﻲ إذا ﺻ ﺎﺋﻢ ‪..‬‬
‫)‪(49‬‬
‫واﻧﺘﻬﻰ اﻷﻣﺮ ‪..‬‬
‫وآ ﺎن ﻓ ﻲ ﺗﻌﺎﻣﻠ ﻪ ﻣ ﻊ اﻟ ﻨﺎس ‪ ..‬ﻳ ﺘﻌﺎﻣﻞ ﺑﻜﻞ‬
‫ﺳﻤﺎﺣﺔ ‪..‬‬
‫ﻗ ﺎل آﻠ ﺜﻮم ﺑ ﻦ اﻟﺤﺼ ﻴﻦ ‪ ..‬آ ﺎن ﻣ ﻦ ﺧ ﻴﺎر‬
‫اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ‪..‬‬
‫ﻗ ﺎل ‪ :‬ﻏ ﺰوت ﻣﻊ رﺳﻮل اﷲ ‪ ρ‬ﻏﺰوة ﺗﺒﻮك‬
‫‪ ..‬ﻓﺴ ﺮت ذات ﻟ ﻴﻠﺔ ﻣﻌ ﻪ وﻧﺤ ﻦ ﺑ ﻮادي‬
‫"اﻷﺧﻀﺮ" ‪..‬‬
‫أﻃﺎﻟﻮا اﻟﻤﺸﻲ ‪ ..‬ﻓﺠﻌﻞ ﻳﻐﻠﺒﻪ اﻟﻨﻌﺎس ‪..‬‬
‫وﺟﻌﻠ ﺖ ﻧﺎﻗ ﺘﻪ ﺗﻘﺘ ﺮب ﻣ ﻦ ﻧﺎﻗ ﺔ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪.. ε‬‬
‫رواﻩ أﺑﻮ داود ‪ -‬ﺻﺤﻴﺢ‬
‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫اﻟﻨﺎس ﺑﺎﻟﻤﺜﺎﻟﻴﺔ اﻟﺘﺎﻣﺔ ‪ ..‬داﺋﻤ ًﺎ ﺗﺠﺪﻩ ﻣﺘﻀﺎﻳﻘ ًﺎ ﻣﻦ‬
‫زوﺟﺘﻪ ‪..‬‬
‫آﺴﺮت اﻟﺼﺤﻦ اﻟﺠﺪﻳﺪ ‪..‬‬
‫ﻧﺴﻴﺖ آﻨﺲ اﻟﺼﺎﻟﺔ ‪..‬‬
‫أﺣﺮﻗﺖ ﺛﻮﺑﻲ اﻟﺠﺪﻳﺪ ﺑﺎﻟﻤﻜﻮاة ‪..‬‬
‫وأوﻻدﻩ ‪ ..‬ﺧﺎﻟ ﺪ إﻟﻰ اﻵن ﻟﻢ ﻳﺤﻔﻆ ﺟﺪول اﻟﻀﺮب‬
‫‪..‬‬
‫وﺳﻌﺪ ‪ ..‬ﻟﻢ ﻳﻈﻔﺮ ﺑﺘﻘﺪﻳﺮ ﻣﻤﺘﺎز ‪..‬‬
‫وﺳﺎرة ‪ ..‬وهﻨﺪ ‪..‬‬
‫هﺬا ﺣﺎﻟﻪ ﻓﻲ ﺑﻴﺘﻪ ‪..‬‬
‫أﻣ ﺎ ﺑ ﻴﻦ زﻣﻼﺋﻪ ‪ ..‬ﻓﺄﻋﻈﻢ ‪ ..‬أﺑﻮ ﻋﺒﺪ اﷲ ﻗﺼﺪﻧﻲ‬
‫ﻟﻤﺎ ذآﺮ ﻗﺼﺔ اﻟﺒﺨﻴﻞ ‪!..‬‬
‫واﻟﺒﺎرﺣﺔ أﺑﻮ أﺣﻤﺪ ﻳﻌﻨﻴﻨﻲ ﻟﻤﺎ ﺗﻜﻠﻢ ﻋﻦ اﻟﺴﻴﺎرات‬
‫اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ‪ ..‬ﻧﻌﻢ ﻳﻘﺼﺪ ﺳﻴﺎرﺗﻲ ‪ ..‬ﻧﻌﻢ ‪ ..‬آﺎن ﻳﻨﻈﺮ‬
‫ﻲ ‪..‬‬
‫إﻟ ﱠ‬
‫إﻟﻰ ﺁﺧﺮ ﻣﻮاﻗﻒ وﺗﻔﻜﻴﺮات هﺬا اﻟﺮﺟﻞ اﻟﻤﺴﻜﻴﻦ ‪..‬‬
‫ﻗ ﺪﻳﻤ ًﺎ ﻗﺎﻟ ﻮا ﻓ ﻲ اﻟﻤ ﺜﻞ ‪ :‬إن أﻃﺎﻋ ﻚ اﻟ ﺰﻣﺎن وإﻻ‬
‫ﻓﺄﻃﻌﻪ ‪..‬‬
‫ﻼ‬
‫أذآ ﺮ أن أﻋ ﺮاﺑﻴ ًﺎ ‪ -‬ﻣﻦ أﺻﺪﻗﺎﺋﻲ ‪ -‬آﺎن ﻳﺮدد ﻣﺜ ً‬
‫ﺣﻔﻈ ﻪ ﻣ ﻦ ﺟ ﺪﻩ ‪ ..‬آ ﺎن ﻳﺴ ﻤﻌﻨﻲ إﻳ ﺎﻩ آﺜﻴ ﺮًا إذا‬
‫ﺑ ﺪأت أﺗﻔﻠﺴ ﻒ ﻋﻠ ﻴﻪ ﺑ ﺒﻌﺾ اﻟﻤﻌﻠ ﻮﻣﺎت ‪ ..‬ﻓﻜ ﺎن‬
‫ﻼ ﻣ ﻦ ﺻﺪرﻩ ﺛﻢ ﻳﻘﻮل ‪ :‬ﻳﺎااا‬ ‫ﻳﺨ ﺮج زﻓﻴ ﺮًا ﻃﻮﻳﻴﻴ ﻴ ً‬
‫ﺷﻴﺦ ‪ ..‬اﻟﻴﺪ اﻟﻠﻲ ﻣﺎ ﺗﻘﺪر ﺗﻠﻮﻳﻬﺎ ﺻﺎﻓﺤﻬﺎ ‪!!..‬‬
‫وإذا ﺗﻔﻜ ﺮت ﻓ ﻲ ه ﺬا وﺟﺪﺗ ﻪ ﺻﺤﻴﺤ ًﺎ ‪ ..‬ﻓﻨﺤﻦ إذا‬
‫ﻟ ﻢ ﻧﻌ ﻮد أﻧﻔﺴ ﻨﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺴﺎﻣﺢ وﺗﻤﺸﻴﺔ اﻷﻣﻮر ‪..‬‬
‫أو ﺑﻤﻌﻨ ﻰ ﺁﺧ ﺮ اﻟﺘﻐﺎﺑ ﻲ ‪ ..‬وﻋ ﺪم اﻹﻏ ﺮاق ﻓ ﻲ‬
‫اﻟﺘﻔﺴﻴﺮات واﻟﻈﻨﻮن ‪ ..‬وإﻻ ﻓﺴﻮف ﻧﺘﻌﺐ آﺜﻴﺮًا ‪..‬‬
‫ﻟﻴﺲ اﻟﻐﺒﻲ ﺑﺴﻴﺪ ﻓﻲ ﻗﻮﻣﻪ ‪ ..‬ﻟﻜﻦ ﺳﻴﺪ ﻗﻮﻣﻪ‬
‫اﻟﻤﺘﻐﺎﺑﻲ‬
‫وأذآ ﺮ أن ﺷﺎﺑ ًﺎ ﻣﺘﺤﻤﺴ ًﺎ أﻗﺒﻞ إﻟﻰ ﺷﻴﺨﻪ ﻳﺮﻳﺪﻩ أن‬
‫ﻳﺴ ﺎﻋﺪﻩ ﻓﻲ اﺧﺘﻴﺎر زوﺟﺔ ﺗﻜﻮن رﻓﻴﻘﺔ درﺑﻪ ﺣﺘﻰ‬
‫اﻟﻤﻤ ﺎت ‪ ..‬ﻓﻘ ﺎل اﻟﺸ ﻴﺦ ‪ :‬ﻣ ﺎ ه ﻲ اﻟﺼ ﻔﺎت اﻟﺘ ﻲ‬
‫ﺗﺮﻏﺐ وﺟﻮدهﺎ ﻓﻲ زوﺟﺘﻚ ؟‬
‫ﻓﻘ ﺎل ‪ :‬ﻣﻨﻈ ﺮهﺎ ﺟﻤ ﻴﻞ ‪ ..‬وﻗ ﻮاﻣﻬﺎ ﻃ ﻮﻳﻞ ‪..‬‬
‫وﺷ ﻌﺮهﺎ ﺣﺮﻳ ﺮ‪ ..‬وراﺋﺤ ﺘﻬﺎ ﻋﺒﻴﺮ ‪ ..‬ﻟﺬﻳﺬة اﻟﻄﻌﺎم‬
‫‪ ..‬ﻋﺬﺑ ﺔ اﻟﻜ ﻼم ‪ ..‬إن ﻧﻈﺮت إﻟﻴﻬﺎ ﺳﺮﺗﻨﻲ ‪ ..‬وإن‬
‫ﻏ ﺒﺖ ﻋ ﻨﻬﺎ ﺣﻔﻈﺘﻨ ﻲ ‪ ..‬ﻻ ﺗﺨﺎﻟ ﻒ ﻟﻲ أﻣﺮًا ‪ ..‬وﻻ‬
‫أﺧﺸ ﻰ ﻣ ﻨﻬﺎ ﺷ ﺮًا ‪ ..‬ﻟﻬ ﺎ دﻳ ﻦ ﻳ ﺮﻓﻌﻬﺎ ‪ ..‬وﺣﻜﻤ ﺔ‬
‫) ‪( 49‬‬
‫‪99‬‬
‫‪Books-sea.com‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﻇﻬﺮﻩ ‪..‬‬
‫ﻓﺈذا أراد ‪ ε‬أن ﻳﺮﻓﻊ رأﺳﻪ ‪ ..‬ﺗﻨﺎوﻟﻬﻤﺎ ﺑﻴﺪﻳﻪ‬
‫ﻣﻦ ﺧﻠﻔﻪ ﺗﻨﺎو ًﻻ رﻓﻴﻘ ًﺎ ‪..‬‬
‫ووﺿﻌﻬﻤﺎ ﻋﻦ ﻇﻬﺮﻩ ‪ ..‬ﻓﺠﻠﺴﺎ ﺟﺎﻧﺒ ًﺎ ‪..‬‬
‫ﻓ ﺈذا ﻋ ﺎد ﻟﺴﺠﻮدﻩ ‪ ..‬ﻋﺎدا ﻓﻮﺛﺒﺎ ﻋﻠﻰ ﻇﻬﺮﻩ‬
‫‪..‬‬
‫ﺣﺘﻰ ﻗﻀﻰ ‪ ε‬ﺻﻼﺗﻪ ‪..‬‬
‫ﻓﺄﺧ ﺬهﻤﺎ ﺑﻜ ﻞ رﻓﻖ ‪ ..‬وأﻗﻌﺪهﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﻓﺨﺬﻳﻪ‬
‫‪..‬‬
‫ﻓﻘﺎم أﺑﻮ هﺮﻳﺮة ‪ .. τ‬ﻓﻘﺎل ‪ :‬ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪..‬‬
‫أردﱡهﻤﺎ ‪..‬؟ ﻳﻌﻨﻲ أﻋﻴﺪهﻤﺎ ﻷﻣﻬﻤﺎ ‪..‬؟‬
‫ﻓﻠﻢ ﻳﻌﺠﻞ ‪ ε‬ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ‪..‬‬
‫ﻼ ‪ ..‬ﻓﺒﺮﻗﺖ ﺑﺮﻗﺔ ﻣﻦ اﻟﺴﻤﺎء ‪..‬‬ ‫ﺛﻢ ﻟﺒﺚ ﻗﻠﻴ ً‬
‫ﻓﻘ ﺎل ﻟﻬﻤ ﺎ ‪ : ε‬اﻟﺤﻘ ﺎ ﺑﺄﻣﻜﻤ ﺎ ‪ ..‬ﻓﻘﺎﻣﺎ ﻓﺪﺧﻼ‬
‫)‪(51‬‬
‫ﻋﻠﻰ أﻣﻬﻤﺎ ‪..‬‬
‫وﻓﻲ ﻳﻮم ﺁﺧﺮ ‪..‬‬
‫ﺧ ﺮج اﻟﻨﺒ ﻲ ﻋﻠ ﻴﻪ ‪ .. ε‬ﻋﻠ ﻰ أﺻ ﺤﺎﺑﻪ ﻓ ﻲ‬
‫إﺣﺪى ﺻﻼﺗﻲ اﻟﻈﻬﺮ أو اﻟﻌﺼﺮ ‪..‬‬
‫وهﻮ ﺣﺎﻣﻞ اﻟﺤﺴﻦ أو اﻟﺤﺴﻴﻦ ‪..‬‬
‫ﻓ ﺘﻘﺪم إﻟ ﻰ ﻣﻮﺿ ﻊ ﺻ ﻼﺗﻪ ‪ ..‬ﻓﻮﺿ ﻌﻪ ‪ ..‬ﺛ ﻢ‬
‫آﺒﺮ ﻣﺼﻠﻴ ًﺎ ﺑﺎﻟﻨﺎس ‪..‬‬
‫ﻓﺴﺠﺪ رﺳﻮل اﷲ ‪ ε‬ﺳﺠﺪة ‪ ..‬أﻃﺎﻟﻬﺎ ‪ ..‬ﺣﺘﻰ‬
‫ﺧﺸ ﻲ ﻋﻠ ﻴﻪ أﺻ ﺤﺎﺑﻪ أن ﻳﻜ ﻮن ﻗ ﺪ أﺻ ﺎﺑﻪ‬
‫ﺷﻲء ‪..‬‬
‫ﺛﻢ رﻓﻊ ﻣﻦ ﺳﺠﻮدﻩ ‪..‬‬
‫وﺑﻌ ﺪ اﻧ ﺘﻬﺎء اﻟﺼ ﻼة ‪ ..‬ﺳ ﺄﻟﻪ أﺻ ﺤﺎﺑﻪ ‪..‬‬
‫ﻗﺎﻟ ﻮا ‪ :‬ﻳ ﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ..‬ﻟﻘ ﺪ ﺳ ﺠﺪت ﻓ ﻲ‬
‫ﺻ ﻼﺗﻚ ه ﺬﻩ ﺳ ﺠﺪة ﻣ ﺎ آ ﻨﺖ ﺗﺴ ﺠﺪهﺎ ‪!!..‬‬
‫أﺷﻲء أﻣﺮت ﺑﻪ ؟ أو آﺎن ﻳﻮﺣﻰ إﻟﻴﻚ ؟‬
‫ﻓﻘ ﺎل ‪ : ε‬آ ﻞ ذﻟ ﻚ ﻟ ﻢ ﻳﻜ ﻦ ‪ ..‬وﻟﻜ ﻦ اﺑﻨ ﻲ‬
‫ارﺗﺤﻠﻨ ﻲ ‪ ..‬ﻓﻜ ﺮهﺖ أن أﻋﺠﻠ ﻪ ‪ ..‬ﺣﺘ ﻰ‬
‫ﻳﻘﻀﻲ ﺣﺎﺟﺘﻪ ‪.. (52) ..‬‬
‫ودﺧ ﻞ ‪ ε‬ﻳ ﻮﻣ ًﺎ ﻋﻠﻰ أم هﺎﻧﺊ ﺑﻨﺖ أﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ‬
‫‪ .. τ‬وآﺎن ﺟﺎﺋﻌ ًﺎ ‪..‬‬
‫ﻓﻘﺎل ‪ :‬هﻞ ﻋﻨﺪك ﻣﻦ ﻃﻌﺎم ﻧﺄآﻠﻪ ؟‬
‫رواﻩ أﺣﻤﺪ وﻗﺎل اﻟﻬﻴﺜﻤﻲ ‪ :‬رﺟﺎﻟﻪ ﺛﻘﺎت‬
‫اﻟﺤﺎآﻢ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺘﺪرك‬
‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫وﻳﺴ ﺘﻴﻘﻆ ﻓﺠ ﺄة ‪ ..‬ﻓﻴﺒﻌﺪهﺎ ‪ ..‬ﺧﻮﻓ ًﺎ ﻣﻦ أن ﻳﺼﻴﺐ‬
‫رﺣﻞ ﻧﺎﻗﺘﻪ رﺟﻞ اﻟﻨﺒﻲ ‪.. ε‬‬
‫ﺣﺘ ﻰ ﻏﻠﺒ ﺘﻪ ﻋﻴ ﻨﻪ ﻓ ﻲ ﺑﻌ ﺾ اﻟﻄ ﺮﻳﻖ ‪ ..‬ﻓﺰاﺣﻤﺖ‬
‫راﺣﻠ ﺘﻪ راﺣﻠ ﺔ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ .. ε‬وﺿ ﺮب رﺣﻠ ﻪ رﺟ ﻞ‬
‫اﻟﻨﺒﻲ ‪ .. ε‬ﻓﺂﻟﻤﻪ ‪..‬‬
‫ﺲ"‬‫ﻓﻘﺎل اﻟﻨﺒﻲ ‪ ε‬ﻣﻦ ﺣﺮ ﻣﺎ ﻳﺠﺪ ‪ " :‬ﺣ ّ‬
‫ﻓﺎﺳﺘﻴﻘﻆ آﻠﺜﻮم ‪ ..‬ﻓﺎﺿﻄﺮب وﻗﺎل ‪:‬‬
‫ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪ ..‬اﺳﺘﻐﻔﺮ ﻟﻲ ‪..‬‬
‫ﺳ ْﺮ ‪..‬‬
‫ﺳ ْﺮ ‪ِ ..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل ‪ ε‬ﺑﻜﻞ ﺳﻤﺎﺣﺔ ‪ِ :‬‬
‫ﺳ ْﺮ ‪ ..‬وﻟﻢ ﻳﻌﻤﻞ ﻗﻀﻴﺔ ‪ ..‬ﻟﻤﺎذا ﺗﻀﺎﻳﻘﻨﻲ ؟‬ ‫ﻧﻌﻢ ‪ِ :‬‬
‫اﻟﻄﺮﻳﻖ واﺳﻊ ! ﻣﺎ اﻟﺬي ﺟﺎء ﺑﻚ ﺑﺠﺎﻧﺒﻲ ؟! ﻻ ‪..‬‬
‫ﻟﻢ ﻳﺘﻌﺐ ﻧﻔﺴﻪ ‪ ..‬ﺿﺮﺑﺔ رﺟﻞ ‪ ..‬واﻧﺘﻬﺖ ‪..‬‬
‫آﺎن هﺬا أﺳﻠﻮﺑﻪ ‪ ε‬داﺋﻤ ًﺎ ‪..‬‬
‫ﺟﻠﺲ ﻳﻮﻣ ًﺎ ﺑﻴﻦ أﺻﺤﺎﺑﻪ ‪..‬‬
‫ﻓﺄﻗﺒﻠﺖ إﻟﻴﻪ اﻣﺮأة ﺑﺒﺮدة ‪ ..‬ﻗﻄﻌﺔ ﻗﻤﺎش ‪..‬‬
‫ﻓﻘﺎﻟﺖ ‪ :‬ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪ ..‬إﻧﻲ ﻧﺴﺠﺖ هﺬﻩ ﺑﻴﺪي ‪..‬‬
‫أآﺴﻮآﻬﺎ ‪..‬‬
‫ﻓﺄﺧﺬهﺎ اﻟﻨﺒﻲ ‪ .. ε‬وآﺎن ﻣﺤﺘﺎﺟ ًﺎ إﻟﻴﻬﺎ ‪..‬‬
‫وﻗ ﺎم ودﺧ ﻞ ﺑﻴ ﺘﻪ ‪ ..‬ﻓﻠﺒﺴ ﻬﺎ ‪ ..‬ﺛ ﻢ ﺧ ﺮج إﻟ ﻰ‬
‫أﺻﺤﺎﺑﻪ وهﻲ إزارﻩ ‪..‬‬
‫ﻓﻘﺎل رﺟﻞ ﻣﻦ اﻟﻘﻮم ‪ :‬ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪ ..‬اآﺴﻨﻴﻬﺎ ‪..‬‬
‫ﻓﻘﺎل ‪ : ε‬ﻧﻌﻢ ‪..‬‬
‫ﺛ ﻢ رﺟ ﻊ ‪ .. ε‬ﻓﺨﻠﻌﻬ ﺎ وﻃ ﻮاهﺎ ‪ ..‬وﻟ ﺒﺲ إزارًا‬
‫ﻗﺪﻳﻤ ًﺎ ‪..‬‬
‫ﺛﻢ أرﺳﻞ ﺑﻬﺎ إﻟﻰ اﻟﺮﺟﻞ ‪..‬‬
‫ﻓﻘ ﺎل اﻟ ﻨﺎس ﻟﻠ ﺮﺟﻞ ‪ :‬ﻣ ﺎ أﺣﺴ ﻨﺖ ‪ ..‬ﺳ ﺄﻟﺘﻪ إﻳﺎه ﺎ‬
‫ﻼ ؟!‬‫وﻗﺪ ﻋﻠﻤﺖ أﻧﻪ ﻻ ﻳﺮد ﺳﺎﺋ ً‬
‫ﻓﻘ ﺎل اﻟ ﺮﺟﻞ ‪ :‬واﷲ ﻣ ﺎ ﺳ ﺄﻟﺘﻪ ‪ ..‬إﻻ ﻟ ﺘﻜﻮن آﻔﻨ ﻲ‬
‫ﻳﻮم أﻣﻮت ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫)‪(50‬‬
‫ﻓﻠﻤﺎ ﻣﺎت اﻟﺮﺟﻞ ‪ ..‬آﻔﻨﻪ أهﻠﻪ ﻓﻴﻬﺎ‬
‫ﻣﺎ أﺟﻤﻞ اﺣﺘﻮاء اﻟﻨﺎس ﺑﻬﺬﻩ اﻟﺘﻌﺎﻣﻼت ‪..‬‬
‫ﻗﺎم ‪ ε‬ﻳﻮﻣ ًﺎ ﻳﺆم أﺻﺤﺎﺑﻪ ﻓﻲ ﺻﻼة اﻟﻌﺸﺎء ‪..‬‬
‫ﻓ ﺪﺧﻞ إﻟ ﻰ اﻟﻤﺴﺠﺪ ﻃﻔﻼن ‪ ..‬اﻟﺤﺴﻦ واﻟﺤﺴﻴﻦ ‪..‬‬
‫اﺑﻨﺎ ﻓﺎﻃﻤﺔ ‪.. τ‬‬
‫ﻓﺄﻗﺒﻼ إﻟﻰ ﺟﺪهﻤﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪ .. ε‬وهﻮ ﻳﺼﻠﻲ ‪..‬‬
‫ﻓﻜ ﺎن إذا ﺳ ﺠﺪ ‪ ..‬وﺛ ﺐ اﻟﺤﺴ ﻦ واﻟﺤﺴ ﻴﻦ ﻋﻠ ﻰ‬
‫) ‪( 51‬‬
‫) ‪( 52‬‬ ‫رواﻩ اﻟﺒﺨﺎري‬ ‫) ‪( 50‬‬
‫‪100‬‬
‫‪Books-sea.com‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬ ‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﻓﻠ ﻢ ﻳ ﺰد اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ ε‬ﻋﻠﻰ أن دﻋﺎ ﺑﻤﺎء ﻓﻨﻀﺤﻪ‬ ‫ﻓﻘﺎﻟ ﺖ ‪ :‬ﻟ ﻴﺲ ﻋ ﻨﺪي إﻻ آﺴ ﺮ ﻳﺎﺑﺴ ﺔ ‪ ..‬وإﻧ ﻲ‬
‫ﻋﻠﻰ أﺛﺮ اﻟﺒﻮل )‪.. (55‬‬ ‫ﻷﺳﺘﺤﻲ أن أﻗﺪﻣﻬﺎ إﻟﻴﻚ ‪..‬‬
‫واﻧﺘﻬﻰ اﻷﻣﺮ ‪ ..‬ﻟﻢ ﻳﻐﻀﺐ ‪ ..‬وﻟﻢ ﻳﻌﺒﺲ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل ‪ :‬هﻠﻤﻲ ﺑﻬﻦ ‪..‬‬
‫ﻓﻠﻤ ﺎذا ﻧﻌ ﺬب ﻧﺤﻦ أﻧﻔﺴﻨﺎ وﻧﺼﻨﻊ ﻣﻦ اﻟﺤﺒﺔ‬ ‫ﻓﺄﺗ ﺘﻪ ﺑﻬ ﻦ ‪ ..‬ﻓﻜﺴ ﺮهﻦ ﻓ ﻲ ﻣ ﺎء ‪ ..‬وﺟﺎءت ﺑﻤﻠﺢ‬
‫ﻗ ﺒﺔ ‪ ..‬ﻟ ﻴﺲ ﺷ ﺮﻃ ًﺎ أن ﻳﻜ ﻮن آ ﻞ ﻣ ﺎ ﻳﻘ ﻊ‬ ‫ﻓﺬرﺗﻪ ﻋﻠﻴﻪ ‪..‬‬
‫ﺣﻮﻟﻚ ﻣﺮﺿﻴ ًﺎ ﻟﻚ ‪.. %100‬‬ ‫ﻓﺠﻌﻞ ‪ .. ε‬ﻳﺄآﻞ هﺬا اﻟﺨﺒﺰ ﻣﺨﻠﻮﻃ ًﺎ ﺑﺎﻟﻤﺎء ‪..‬‬
‫وإن ﺗﺠﺪ ﻋﻴﺒ ًﺎ ﻓﺴ ﱠﺪ اﻟﺨﻠﻼ ﺟﻞ ﻣﻦ ﻻ‬ ‫ﻓﺎﻟﺘﻔﺖ إﻟﻰ أم هﺎﻧﺊ وﻗﺎل ‪ :‬هﻞ ﻣﻦ إدام ؟‬
‫ﻋﻴﺐ ﻓﻴﻪ وﻋﻼ‬ ‫ﻓﻘﺎﻟ ﺖ ‪ :‬ﻣ ﺎ ﻋ ﻨﺪي ﻳ ﺎ رﺳ ﻮل اﷲ إﻻ ﺷ ﻲء ﻣ ﻦ‬
‫ﺑﻌ ﺾ اﻟ ﻨﺎس ﻳﺤ ﺮق أﻋﺼ ﺎﺑﻪ ‪ ..‬وﻳﻜﺒ ﺮ‬ ‫"ﺧ ﱟﻞ" ‪..‬‬
‫اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ‪ ..‬وﺑﻌﺾ اﻵﺑﺎء واﻷﻣﻬﺎت آﺬﻟﻚ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل ‪ :‬هﻠﻤﻴﻪ ‪..‬‬
‫ورﺑﻤﺎ ﺑﻌﺾ اﻟﻤﺪرﺳﻴﻦ واﻟﻤﺪرﺳﺎت آﺬﻟﻚ ‪..‬‬ ‫ﻓﺠﺎءﺗﻪ ﺑﻪ ‪ ..‬ﻓﺼﺒﻪ ﻋﻠﻰ ﻃﻌﺎﻣﻪ ‪ ..‬ﻓﺄآﻞ ﻣﻨﻪ ‪..‬‬
‫وﻻ ﺗﻔﺘﺶ ﻋﻦ اﻷﺧﻄﺎء اﻟﺨﻔﻴﺔ ‪..‬‬ ‫ﺛ ﻢ ﺣﻤ ﺪ اﷲ ﻋ ﺰ وﺟﻞ ‪ ..‬ﺛﻢ ﻗﺎل ‪ :‬ﻧﻌﻢ اﻹدام اﻟﺨﻞ‬
‫وآ ﻦ ﺳ ﻤﺤ ًﺎ ﻓ ﻲ ﻗ ﺒﻮل أﻋ ﺬار اﻵﺧ ﺮﻳﻦ ‪..‬‬ ‫)‪.. (53‬‬
‫ﺧﺎﺻ ﺔ ﻣ ﻦ ﻳﻌ ﺘﺬرون إﻟ ﻴﻚ ﺣﻔﺎﻇ ًﺎ ﻋﻠ ﻰ‬ ‫ﻧﻌ ﻢ ‪ ..‬آ ﺎن ﻳﻌﻴﺶ ﺣﻴﺎﺗﻪ آﻤﺎ هﻲ ‪ ..‬ﻳﺘﻘﺒﻞ اﻷﻣﻮر‬
‫ﻣﺤﺒﺘﻬﻢ ﻣﻌﻚ ‪ ..‬ﻻ ﻷﺟﻞ ﻣﺼﺎﻟﺢ ﺷﺨﺼﻴﺔ ‪..‬‬ ‫ﺑﺤﺴﺐ ﻣﺎ هﻲ ﻋﻠﻴﻪ ‪..‬‬
‫اﻗﺒﻞ ﻣﻌﺎذﻳﺮ ﻣﻦ ﻳﺄﺗﻴﻚ ﻣﻌﺘﺬرًا‬ ‫وﻓﻲ رﺣﻠﺔ اﻟﺤﺞ ‪..‬‬
‫إن ﺑ ﱠﺮ ﻋﻨﺪك ﻓﻴﻤﺎ ﻗﺎل أو‬ ‫ﺧ ﺮج ‪ ε‬ﻣ ﻊ أﺻ ﺤﺎﺑﻪ ‪ ..‬ﻓﻨ ﺰﻟﻮا ﻣﻨ ﺰ ًﻻ ‪ ..‬ﻓ ﺬهﺐ‬
‫ﻓﺠﺮا‬ ‫اﻟﻨﺒﻲ ‪ ε‬ﻓﻘﻀﻰ ﺣﺎﺟﺘﻪ ‪..‬‬
‫ﻓﻘﺪ أﻃﺎﻋﻚ ﻣﻦ ﻳﺮﺿﻴﻚ ﻇﺎهﺮﻩ‬ ‫ﺛﻢ ﺟﺎء إﻟﻰ ﺣﻮض ﻣﺎء ﻓﺘﻮﺿﺄ ﻣﻨﻪ ‪..‬‬
‫وﻗﺪ أﺟﻠّﻚ ﻣﻦ ﻳﻌﺼﻴﻚ‬ ‫ﺛﻢ ﻗﺎم ‪ ε‬ﻟﻴﺼﻠﻲ ‪..‬‬
‫ﻣﺴﺘﺘﺮًا‬ ‫ﺟ ﺎء ﺟﺎﺑ ﺮ ﺑ ﻦ ﻋ ﺒﺪ اﷲ ‪ .. τ‬ﻓﻮﻗ ﻒ ﻋ ﻦ ﻳﺴ ﺎر‬
‫واﻧﻈ ﺮ إﻟ ﻰ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ .. ε‬وﻗﺪ رﻗﻰ ﻣﻨﺒﺮﻩ‬ ‫رﺳﻮل اﷲ ‪ .. ε‬وآﺒّﺮ ﻣﺼﻠﻴ ًﺎ ﻣﻌﻪ ‪..‬‬
‫ﻳﻮﻣ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﺄﺧﺬ اﻟﻨﺒﻲ ‪ ε‬ﺑﻴﺪﻩ ‪ ..‬ﻓﺄدارﻩ ﺣﺘﻰ أﻗﺎﻣﻪ ﻋﻦ ﻳﻤﻴﻨﻪ‬
‫وﺧﻄ ﺐ ﺑﺄﺻ ﺤﺎﺑﻪ ﻓ ﺮﻓﻊ ﺻ ﻮﺗﻪ ﺣﺘ ﻰ أﺳ ﻤﻊ‬ ‫‪..‬‬
‫اﻟﻨﺴ ﺎء اﻟﻌﻮاﺗ ﻖ ﻓ ﻲ ﺧ ﺪورهﺎ داﺧﻞ ﺑﻴﻮﺗﻬﻦ‬ ‫وﻣﻀﻴﺎ ﻓﻲ ﺻﻼﺗﻬﻤﺎ ‪..‬‬
‫‪!!..‬‬ ‫ﻓﺠﺎء ﺟﺒﺎر ﺑﻦ ﺻﺨﺮ ‪ .. τ‬ﻓﺘﻮﺿﺄ ‪..‬‬
‫ﻓﻘ ﺎل ‪ : ε‬ﻳ ﺎ ﻣﻌﺸ ﺮ ﻣ ﻦ ﺁﻣ ﻦ ﺑﻠﺴ ﺎﻧﻪ وﻟ ﻢ‬ ‫ﺛﻢ أﻗﺒﻞ ﻓﻘﺎم ﻋﻦ ﻳﺴﺎر رﺳﻮل اﷲ ‪.. ε‬‬
‫ﻳ ﺪﺧﻞ اﻹﻳﻤ ﺎن إﻟ ﻰ ﻗﻠ ﺒﻪ ‪ ..‬ﻻ ﺗﻐ ﺘﺎﺑﻮا‬
‫ﻓﺄﺧ ﺬ ‪ ε‬ﺑﺄﻳ ﺪﻳﻬﻤﺎ ﺟﻤ ﻴﻌ ًﺎ – ﺑﻜ ﻞ ه ﺪوء ‪ -‬ﻓ ﺪﻓﻌﻬﻤﺎ‬
‫اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ‪ ..‬وﻻ ﺗﺘﺒﻌﻮا ﻋﻮراﺗﻬﻢ ‪..‬ﻓﺈﻧﻪ ﻣﻦ‬
‫ﺣﺘﻰ أﻗﺎﻣﻬﻤﺎ ﺧﻠﻔﻪ )‪.. (54‬‬
‫ﻳﺘﺒﻊ ﻋﻮرة أﺧﻴﻪ ‪ ..‬ﻳﺘﺒﻊ اﷲ ﻋﻮرﺗﻪ ‪ ..‬وﻣﻦ‬
‫وﻓﻲ ﻳﻮم آﺎن ‪ ε‬ﺟﺎﻟﺴ ًﺎ ‪..‬‬
‫ﻳﺘ ﺒﻊ اﷲ ﻋ ﻮرﺗﻪ ‪ ..‬ﻳﻔﻀ ﺤﻪ وﻟ ﻮ ﻓ ﻲ ﺟﻮف‬
‫ﻓﺄﻗﻠ ﺒﺖ إﻟ ﻴﻪ أم ﻗﻴﺲ ﺑﻨﺖ ﻣﺤﺼﻦ ﺑﺎﺑﻦ ﻟﻬﺎ ﺣﺪﻳﺚ‬
‫ﺑﻴﺘﻪ ‪.. (56) ..‬‬
‫اﻟﻮﻻدة ‪ ..‬ﻟﻴﺤﻨﻜﻪ وﻳﺪﻋﻮ ﻟﻪ ‪..‬‬
‫ﻧﻌ ﻢ ﻻ ﺗﺘﺼ ﻴﺪ اﻷﺧﻄﺎء ‪ ..‬وﺗﺘﺒﻊ اﻟﻌﻮرات ‪..‬‬
‫آﻦ ﺳﻤﺤ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﺄﺧﺬﻩ ‪ ε‬ﻓﺠﻌﻠﻪ ﻓﻲ ﺣﺠﺮﻩ ‪ ..‬ﻓﻠﻢ ﻳﻠﺒﺚ اﻟﺼﻐﻴﺮ أن‬
‫وآ ﺎن ‪ ε‬ﺣﺮﻳﺼ ًﺎ ﻋﻠ ﻰ ﻋﺪم إﺛﺎرة اﻟﻤﺸﻜﻼت‬ ‫ﺑﺎل ﻓﻲ ﺣﺠﺮ اﻟﻨﺒﻲ ‪ .. ε‬وﺑﻠﻞ ﺛﻴﺎﺑﻪ ﺑﺎﻟﺒﻮل ‪..‬‬

‫رواﻩ اﻟﻄﺒﺮاﻧﻲ ﻓﻲ اﻷوﺳﻂ ‪ ،‬وأﺻﻠﻪ ﻓﻲ‬ ‫) ‪( 53‬‬

‫) ‪( 55‬‬ ‫اﻟﺼﺤﻴﺤﻴﻦ‬
‫أﺧﺮﺟﻪ أﺑﻮ ﻳﻌﻠﻰ ‪ ،‬ﺻﺤﻴﺢ ‪.‬‬ ‫) ‪( 56‬‬ ‫) ‪ ( 54‬رواﻩ ﻣﺴﻠﻢ‬
‫‪101‬‬
‫‪Books-sea.com‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬ ‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫أﻗﻞ ﻣﻨﻪ ﻓﻘﺎل ‪:‬‬ ‫ﻼ ‪..‬‬
‫أﺻ ً‬
‫إﻧﻤ ﺎ ه ﻢ إﺧ ﻮاﻧﻜﻢ ‪ ..‬ﺟﻌﻠﻬ ﻢ اﷲ ﺗﺤﺖ أﻳﺪﻳﻜﻢ‬ ‫ﻓﻲ ﻣﺠﻠﺲ هﺎدئ ﻣﻊ ﺑﻌﺾ أﺻﺤﺎﺑﻪ ‪ ..‬ﺻﻔﺖ ﻓﻴﻪ‬
‫‪ ..‬ﻓﻤ ﻦ آ ﺎن أﺧﻮﻩ ﺗﺤﺖ ﻳﺪﻩ ‪ ..‬ﻓﻠﻴﻄﻌﻤﻪ ﻣﻦ‬ ‫اﻟﻨﻔﻮس ‪ ..‬واﻃﻤﺄﻧﺖ اﻟﻘﻠﻮب ‪ ..‬ﻗﺎل ‪ ε‬ﻷﺻﺤﺎﺑﻪ ‪:‬‬
‫ﻃﻌﺎﻣ ﻪ ‪ ..‬وﻟﻴﻠﺒﺴ ﻪ ﻣ ﻦ ﻟﺒﺎﺳ ﻪ ‪ ..‬وﻻ ﻳﻜﻠﻔ ﻪ‬ ‫أﻻ ﻻ ﻳﺒﻠﻐﻨﻲ أﺣﺪ ﻣﻨﻜﻢ ﻋﻦ أﺣﺪ ﻣﻦ أﺻﺤﺎﺑﻲ ﺷﻴﺌًﺎ‬
‫ﻣ ﺎ ﻳﻐﻠ ﺒﻪ ‪ ..‬ﻓ ﺈن آﻠﻔ ﻪ ﻣﺎ ﻳﻐﻠﺒﻪ ﻓﻠﻴﻌﻨﻪ ﻋﻠﻴﻪ‬ ‫‪ ..‬ﻓﺈﻧ ﻲ أﺣﺐ أن أﺧﺮج إﻟﻴﻜﻢ وأﻧﺎ ﺳﻠﻴﻢ اﻟﺼﺪر ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫)‪.. (57‬‬
‫ﻓﻤﺎذا ﻓﻌﻞ أﺑﻮ ذر ‪ τ‬؟!‬ ‫ﻻ ﺗﻌﺬب ﻧﻔﺴﻚ ‪..‬‬
‫ﻣﻀ ﻰ أﺑﻮ ذر ﺣﺘﻰ ﻟﻘﻲ ﺑﻼ ًﻻ ‪ ..‬ﺛﻢ اﻋﺘﺬر ‪..‬‬ ‫ﻻ ﺗﺜﺮ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻚ اﻟﻐﺒﺎر ﻣﺎ دام ﺳﺎآﻨ ًﺎ ‪ ..‬وإن ﺛﺎر‬
‫وﻗﻌ ﺪ ﻋﻠ ﻰ اﻷرض ‪ ..‬ﺑ ﻴﻦ ﻳ ﺪي ﺑ ﻼل ‪ ..‬ﺛ ﻢ‬ ‫ﻓﺴ ﱠﺪ أﻧﻔﻚ ِﺑ ُﻜﻤﱢﻚ ‪ ..‬واﺳﺘﻤﺘﻊ ﺑﺤﻴﺎﺗﻚ ‪..‬‬
‫ﺟﻌ ﻞ ﻳﻘ ﺮب ﻣ ﻦ اﻷرض ﺣﺘ ﻰ وﺿ ﻊ ﺧ ﺪﻩ‬
‫ﻋﻠ ﻰ اﻟﺘ ﺮاب وﻗ ﺎل ‪ :‬ﻳ ﺎ ﺑ ﻼل ‪ ..‬ﻃ ﺄ ﺑ ﺮﺟﻠﻚ‬ ‫‪ 42.‬اﻋﺘﺮف ﺑﺨﻄﺌﻚ ‪ ..‬ﻻ ﺗﻜﺎﺑﺮ ‪..‬‬
‫)‪(58‬‬
‫ﻋﻠﻰ ﺧﺪي ‪..‬‬ ‫آﺜﻴ ﺮ ﻣ ﻦ اﻟﻤﺸ ﺎآﻞ اﻟﺘ ﻲ رﺑﻤ ﺎ ﺗﺴ ﺘﻤﺮ اﻟﻌ ﺪاوة‬
‫هﻜ ﺬا آ ﺎن اﻟﺼ ﺤﺎﺑﺔ ‪ ψ‬ﻓ ﻲ ﺣﺮﺻ ﻬﻢ ﻋﻠ ﻰ‬ ‫ﺑﺴ ﺒﺒﻬﺎ ‪ ..‬ﺳ ﻨﺔ وﺳ ﻨﺘﻴﻦ ‪ ..‬ورﺑﻤ ﺎ اﻟﻌﻤ ﺮ آﻠ ﻪ ‪..‬‬
‫إﻃﻔ ﺎء ﻧ ﺎر اﻟﻌ ﺪاوة ﻗ ﺒﻞ اﺷ ﺘﻌﺎﻟﻬﺎ ‪ ..‬ﻓ ﺈن‬ ‫ﻳﻜ ﻮن ﺣﻠﻬ ﺎ أن ﻳﻘ ﻮل أﺣﺪهﻤﺎ ﻟﻶﺧﺮ ‪ :‬أﻧﺎ أﺧﻄﺄت‬
‫اﺷﺘﻌﻠﺖ ﻣﻨﻌﻮهﺎ ﻣﻦ اﻻﻣﺘﺪاد ‪..‬‬ ‫‪ ..‬وأﻋﺘﺬر ‪..‬‬
‫وﻗﻌ ﺖ ﺑ ﻴﻦ أﺑ ﻲ ﺑﻜ ﺮ وﻋﻤ ﺮ ‪ ψ‬ﻣﺤ ﺎورة ‪..‬‬ ‫ﻣ ﻮﻋﺪ أﺧﻠﻔ ﺘﻪ ‪ ..‬أو ﻣ ﺰﺣﺔ ﺛﻘ ﻴﻠﺔ ‪..‬أو آﻠﻤﺔ ﻧﺎﺑﻴﺔ‬
‫ﻓﺄﻏﻀﺐ أﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﻋﻤ َﺮ ‪..‬‬ ‫‪ ..‬ﺳﺎرع إﻟﻰ إﻃﻔﺎء ﺷﺮارهﺎ ﻗﺒﻞ أن ﺗﻀﻄﺮم اﻟﻨﺎر‬
‫ﻓﺎﻧﺼﺮف ﻋﻨﻪ ﻋﻤ ُﺮ ﻣﻐﻀﺒ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﺑﺴﺒﺒﻬﺎ ‪..‬‬
‫ﻓﻠﻤ ﺎ رأى أﺑ ﻮ ﺑﻜﺮ ذﻟﻚ ‪ ..‬ﻧﺪم ‪ ..‬وﺧﺸﻲ أن‬ ‫ﻲ ‪ ..‬ﻣ ﺎ ﻳﺼ ﻴﺮ ﺧﺎﻃ ﺮك إﻻ‬ ‫أﻧ ﺎ ﺁﺳ ﻒ ‪ ..‬ﺣﻘ ﻚ ﻋﻠ ﱠ‬
‫ﻳﺘﻄﻮر اﻷﻣﺮ ‪..‬‬ ‫ﻃﻴﺐ ‪..‬‬
‫ﻓﺎﻧﻄﻠﻖ ﻳﺘﺒﻊ ﻋﻤﺮ ‪ ..‬وﻳﻘﻮل ‪ :‬اﺳﺘﻐﻔﺮ ﻟﻲ ﻳﺎ‬ ‫ﻣﺎ أﺟﻤﻞ أن ﻧﺘﻮاﺿﻊ وﻧﺴﻤﻊ اﻟﻨﺎس هﺬﻩ اﻟﻌﺒﺎرات‬
‫ﻋﻤﺮ ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫وﻋﻤ ﺮ ﻻ ﻳﻠ ﺘﻔﺖ إﻟ ﻴﻪ ‪ ..‬وأﺑ ﻮ ﺑﻜ ﺮ ﻳﻌ ﺘﺬر ‪..‬‬ ‫وﻗﻌ ﺖ ﺧﺼ ﻮﻣﺔ ﺑ ﻴﻦ أﺑ ﻲ ذر وﺑ ﻼل ‪ ..‬رﺿ ﻲ اﷲ‬
‫وﻳﻤﺸﻲ وراءﻩ ﺣﺘﻰ وﺻﻞ ﻋﻤﺮ إﻟﻰ ﺑﻴﺘﻪ ‪..‬‬ ‫ﻋﻨﻬﻤﺎ ‪ ..‬وهﻤﺎ ﺻﺤﺎﺑﻴﺎن ‪ ..‬ﻟﻜﻨﻬﻤﺎ ﺑﺸﺮ ‪..‬‬
‫وأﻏﻠﻖ ﺑﺎﺑﻪ ﻓﻲ وﺟﻬﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﻐﻀﺐ أﺑﻮ ذر ‪ ..‬وﻗﺎل ﻟﺒﻼل ‪ :‬ﻳﺎ اﺑﻦ اﻟﺴﻮداء ‪..‬‬
‫ﻓﻤﻀﻰ أﺑﻮ ﺑﻜﺮ إﻟﻰ رﺳﻮل اﷲ ‪.. ε‬‬ ‫ﻓﺸﻜﺎﻩ ﺑﻼل إﻟﻰ رﺳﻮل اﷲ ‪.. ε‬‬
‫ﻼ ﻣ ﻦ ﺑﻌ ﻴﺪ ‪ ..‬رﺁﻩ‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎ رﺁﻩ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ ε‬ﻣﻘ ﺒ ً‬ ‫ﻓﺪﻋﺎﻩ اﻟﻨﺒﻲ ‪ ε‬ﻓﻘﺎل ‪ :‬أﺳﺎﺑﺒﺖ ﻓﻼﻧ ًﺎ ؟‬
‫ﻣﺘﻐﻴﺮًا ‪ ..‬ﻓﻘﺎل ‪:‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻧﻌﻢ ‪..‬‬
‫أﻣﺎ ﺻﺎﺣﺒﻜﻢ هﺬا ﻓﻘﺪ ﻏﺎﻣﺮ ‪ ..‬ﺟﻠﺲ أﺑﻮ ﺑﻜﺮ‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻓﻬﻞ ذآﺮت أﻣﻪ ؟‬
‫ﺳﺎآﺘ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﻗ ﺎل ‪ :‬ﻣ ﻦ ﻳﺴ ﺎﺑﺐ اﻟ ﺮﺟﺎل ‪ ..‬ذُآ ﺮ أﺑ ﻮﻩ وأﻣ ﻪ ﻳ ﺎ‬
‫ﻓﻠ ﻢ ﺗﻤﺾ ﻟﺤﻈﺎت ‪ ..‬ﺣﺘﻰ ﻧﺪم ﻋﻤﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ‬ ‫رﺳﻮل اﷲ ‪..‬‬
‫آﺎن ﻣﻨﻪ ‪ ..‬وآﺎﻧﺖ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ﺑﻴﻀﺎء ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل ‪ : ε‬إﻧﻚ اﻣﺮؤ ﻓﻴﻚ ﺟﺎهﻠﻴﺔ ‪..‬‬
‫ﻓﺄﻗ ﺒﻞ إﻟ ﻰ ﻣﺠﻠ ﺲ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ .. ε‬ﻓﺴ ﻠﻢ‬ ‫ﻓﺘﻐﻴ ﺮ أﺑ ﻮ ذر ‪ ..‬وﻗ ﺎل ‪ :‬ﻋﻠ ﻰ ﺳ ﺎﻋﺘﻲ ﻣ ﻦ اﻟﻜﺒ ﺮ‬
‫وﺟﻠﺲ ﺑﺠﺎﻧﺐ اﻟﻨﺒﻲ ‪ .. ε‬وﻗﺺ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺨﺒﺮ‬ ‫‪..‬؟‬
‫‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻧﻌﻢ ‪..‬‬
‫وﺣﻜ ﻰ آ ﻴﻒ أﻋ ﺮض ﻋﻦ أﺑﻲ ﺑﻜﺮ وﻟﻢ ﻳﻘﺒﻞ‬ ‫ﺛ ﻢ أﻋﻄ ﺎﻩ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ ε‬ﻣ ﻨﻬﺠ ًﺎ ﻳ ﺘﻌﺎﻣﻞ ﺑ ﻪ ﻣ ﻊ ﻣ ﻦ هﻢ‬

‫رواﻩ ﻣﺴﻠﻢ ﻣﺨﺘﺼﺮ ًا‬ ‫) ‪( 58‬‬ ‫أﺧﺮﺟﻪ أﺑﻮ داود ‪ ،‬ﺻﺤﻴﺢ ‪.‬‬ ‫) ‪( 57‬‬
‫‪102‬‬
‫‪Books-sea.com‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬ ‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪..‬‬ ‫اﻋﺘﺬارﻩ ‪..‬‬
‫ﻼ ‪ ..‬ﻏﻴﺮ ﻣﺘﻜﺒﺮ‬ ‫ﻼ ﻟﻠﻨﺼﺢ أﺻ ً‬ ‫ﻓﻜ ﻦ أﻧﺖ ﻣﺘﻘﺒ ً‬ ‫ﻓﻐﻀﺐ رﺳﻮل اﷲ ‪.. ε‬‬
‫ﻋﻨﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎ رأى أﺑ ﻮ ﺑﻜﺮ ﻏﻀﺒﻪ ‪ ..‬ﺟﻌﻞ ﻳﻘﻮل ‪ :‬واﷲ ﻳﺎ‬
‫آﺎن آﺜﻴﺮًا ﻣﺎ ﻳﻘﻮل ﻟﻬﺎ ‪ :‬اﻋﺘﻦ ﺑﺄوﻻدك أآﺜﺮ‬ ‫رﺳﻮل اﷲ ‪ ..‬ﻷﻧﺎ آﻨﺖ أﻇﻠﻢ ‪ ..‬أﻧﺎ آﻨﺖ أﻇﻠﻢ ‪..‬‬
‫‪ ..‬اﻃﺒﺨ ﻲ ﺟ ﻴﺪًا ‪ ..‬إﻟ ﻰ ﻣﺘ ﻰ أﻗ ﻮل ‪ :‬رﺗﺒ ﻲ‬ ‫وﺟﻌﻞ ﻳﺪاﻓﻊ ﻋﻦ ﻋﻤﺮ وﻳﻌﺘﺬر ﻟﻪ ‪..‬‬
‫ﻏﺮﻓﺔ اﻟﻨﻮم ‪..‬‬ ‫ﻓﻘ ﺎل ‪ : ε‬ه ﻞ أﻧ ﺘﻢ ﺗﺎرآﻮن ﻟﻲ ﺻﺎﺣﺒﻲ ؟ هﻞ أﻧﺘﻢ‬
‫وآﺎﻧﺖ ﺗﺮدد داﺋﻤ ًﺎ ﺑﻜﻞ أرﻳﺤﻴﺔ ‪ :‬أﺑﺸﺮ ‪ ..‬إن‬ ‫ﺗﺎرآﻮن ﻟﻲ ﺻﺎﺣﺒﻲ ؟ إﻧﻲ ﻗﻠﺖ ‪ :‬ﻳﺄﻳﻬﺎ اﻟﻨﺎس إﻧﻲ‬
‫ﺷﺎء اﷲ ‪ ..‬أﻣﺮك ‪..‬‬ ‫رﺳ ﻮل اﷲ إﻟ ﻴﻜﻢ ﺟﻤ ﻴﻌ ًﺎ ‪ ..‬ﻓﻘﻠ ﺘﻢ ‪ :‬آﺬﺑﺖ ‪ ..‬وﻗﺎل‬
‫ﻗﺎﻟﺖ ﻟﻪ ﻳﻮﻣ ًﺎ – ﻧﺎﺻﺤﺔ ‪ : -‬اﻷوﻻد ﻓﻲ أﻳﺎم‬ ‫أﺑﻮ ﺑﻜﺮ ‪ :‬ﺻﺪﻗﺖ )‪.. (59‬‬
‫اﺧﺘ ﺒﺎرات وﻳﺤ ﺘﺎﺟﻮن وﺟ ﻮدك ﺑﻴ ﻨﻬﻢ ‪ ..‬ﻓ ﻼ‬ ‫واﻧﺘ ﺒﻪ أن ﺗﻜ ﻮن ﻣﻤﻦ ﻳﺼﻠﺢ اﻟﻨﺎس وﻳﻔﺴﺪ ﻧﻔﺴﻪ‬
‫ﺗﺘﺄﺧ ﺮ إذا ﺧ ﺮﺟﺖ ﻷﺻ ﺤﺎﺑﻚ ‪ ..‬ﻓﻤ ﺎ آ ﺎد‬ ‫‪ ..‬ﻳﺪور ﺑﻬﺎ آﻤﺎ ﻳﺪور اﻟﺤﻤﺎر ﻓﻲ اﻟﺮﺣﻰ ‪..‬‬
‫ﻳﺴﻤﻊ ﻣﻨﻬﺎ ذﻟﻚ ﺣﺘﻰ ﺻﺎح ﺑﻬﺎ ‪:‬‬ ‫ﻓ ﺈذا آﻨﺖ ﻓﻲ ﻣﻮﺿﻊ ﺗﻮﺟﻴﻪ أو اﻗﺘﺪاء ‪ ..‬آﻤﺪرس‬
‫ﻟﺴ ﺖ ﻣﺘﻔ ﺮﻏ ًﺎ ﻟﻬ ﻢ ‪ ..‬أﺗﺄﺧ ﺮ أو ﻻ أﺗﺄﺧ ﺮ ‪..‬‬ ‫ﻣ ﻊ ﻃﻼﺑ ﻪ ‪ ..‬وأب ﻣ ﻊ أوﻻدﻩ ‪ ..‬أو أم ‪ ..‬وآ ﺬﻟﻚ‬
‫ﻲ ‪..‬‬
‫ﻟﻴﺲ ﺷﻐﻠﻚ ‪ ..‬ﻟﻴﺲ ﻟﻚ دﺧﻞ ﻓ ﱠ‬ ‫اﻟﺰوﺟﺎن ﻣﻊ ﺑﻌﻀﻬﻤﺎ ‪..‬‬
‫ﻓ ﺒﺎﷲ ﻋﻠ ﻴﻚ ﻗ ﻞ ﻟ ﻲ ‪ :‬آ ﻴﻒ ﺗ ﺮﻳﺪهﺎ أن ﺗﻘﺒﻞ‬ ‫وزع ﻋﻤ ﺮ ‪ τ‬ﺛ ﻴﺎﺑ ًﺎ ﻋﻠ ﻰ اﻟ ﻨﺎس ‪ ..‬ﻓ ﻨﺎل آ ﻞ واﺣ ﺪ‬
‫ﻣﻨﻪ ﻧﺼﺤ ًﺎ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ !!‬ ‫ﻗﻄﻌﺔ ﻗﻤﺎش ﺗﻜﻔﻴﻪ إزارًا أو ردا ًء ‪..‬‬
‫وأﺧﻴﺮًا ‪..‬‬ ‫ﺛﻢ ﻗﺎم ﻳﺨﻄﺐ اﻟﻨﺎس ﻳﻮم اﻟﺠﻤﻌﺔ ‪..‬‬
‫اﻟﺬآ ﻲ ‪ ..‬ه ﻮ اﻟ ﺬي ﻳﺴﺪ اﻟﻔﺘﺤﺎت ﻓﻲ ﺟﺪارﻩ‬ ‫ﻓﻘ ﺎل ﻓ ﻲ أول ﺧﻄﺒ ﺘﻪ ‪ :‬إن اﷲ آ ﺘﺐ ﻟ ﻲ ﻋﻠ ﻴﻜﻢ‬
‫ﺣﺘ ﻰ ﻻ ﻳﺴ ﺘﻄﻴﻊ اﻟ ﻨﺎس أن ﻳﺴ ﺘﺮﻗﻮا اﻟﻨﻈ ﺮ‬ ‫اﻟﺴﻤﻊ واﻟﻄﺎﻋﺔ ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎم رﺟﻞ ﻣﻦ اﻟﻘﻮم وﻗﺎل ‪ :‬ﻻ ﺳﻤﻊ ﻟﻚ وﻻ ﻃﺎﻋﺔ‬
‫ﺑﻤﻌﻨ ﻰ ‪ :‬أن ﻻ ﺗﻔ ﺘﺢ ﻣﺠﺎ ًﻻ ﻟﺸﻚ اﻟﻨﺎس ﻓﻴﻚ‬ ‫‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل ﻋﻤﺮ ‪ :‬ﻟﻤﻪ ؟‬
‫أذآ ﺮ أن إﺣﺪى اﻟﺠﻤﻌﻴﺎت اﻟﺪﻋﻮﻳﺔ اﺳﺘﺪﻋﺖ‬ ‫ﻗ ﺎل ‪ :‬ﻷﻧ ﻚ ﻗﺴ ﻤﺖ ﻋﻠﻴ ﻨﺎ ﺛ ﻮﺑ ًﺎ ‪ ..‬ﺛ ﻮﺑ ًﺎ ‪ ..‬وأﻧ ﺖ‬
‫ﻣﺠﻤ ﻮﻋﺔ ﻣ ﻦ اﻟ ﺪﻋﺎة ﻟﻌﻘ ﺪ ﻣﺤﺎﺿ ﺮات ﻓ ﻲ‬ ‫ﺗﻠﺒﺲ ﺛﻮﺑﻴﻦ ﺟﺪﻳﺪﻳﻦ ‪..‬‬
‫أﻟﺒﺎﻧﻴﺎ ‪..‬‬ ‫أي إزارك ورداؤك ‪ ..‬آﻼهﻤﺎ ﻧﻠﺤﻆ أﻧﻪ ﺟﺪﻳﺪ ‪..‬‬
‫آ ﺎن رﺋ ﻴﺲ اﻟﻤﺮاآ ﺰ اﻟﺪﻋ ﻮﻳﺔ ﻓ ﻲ أﻟﺒﺎﻧ ﻴﺎ‬ ‫ﻓﻘ ﺎل ﻋﻤ ﺮ ‪ :‬ﻗ ﻢ ﻳ ﺎ ﻋ ﺒﺪ اﷲ ﺑ ﻦ ﻋﻤ ﺮ ‪ ..‬ﻓﻘ ﺎم ‪..‬‬
‫ﺣﺎﺿﺮًا اﻻﺟﺘﻤﺎع ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل ‪ :‬أﻟﺴﺖ دﻓﻌﺖ ﻟﻲ ﺛﻮﺑﻚ ﻷﺧﻄﺐ ﺑﻪ ‪..‬؟‬
‫ﻧﻈ ﺮﻧﺎ إﻟ ﻴﻪ ‪ ..‬ﻓ ﺈذا ﻟ ﻴﺲ ﻓ ﻲ ﺧﺪﻳ ﻪ ﺷ ﻌﺮة‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻧﻌﻢ ‪..‬‬
‫واﺣﺪة ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﻌ ﺪ اﻟﺮﺟﻞ وﻗﺎل ‪ :‬اﻵن ﻧﺴﻤﻊ وﻧﻄﻴﻊ ‪ ..‬واﻧﺘﻬﺖ‬
‫ﻓﻨﻈ ﺮ ﺑﻌﻀ ﻨﺎ إﻟ ﻰ ﺑﻌ ﺾ ﻣﺴ ﺘﻐﺮﺑ ًﺎ ‪ !!..‬ﻓﻘ ﺪ‬ ‫اﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ‪..‬‬
‫ﺟ ﺮت اﻟﻌﺎدة أن ﻳﻜﻮن اﻟﺪاﻋﻴﺔ ﻣﻠﺘﺰﻣ ًﺎ ﺑﻬﺪي‬ ‫ﻲ ‪ ..‬أﻧ ﺎ ﻣﻌ ﻚ أن أﺳ ﻠﻮب‬ ‫ﻋﺰﻳ ﺰي ﻻ ﺗﻌﺠ ﻞ ﻋﻠ ﱠ‬
‫رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ε‬ﻣﻌﻔ ﻴ ًﺎ ﻟﺤﻴﺘﻪ ‪ ..‬وﻟﻮ ﺑﻌﻀﻬﺎ ‪..‬‬ ‫اﻟ ﺮﺟﻞ ﻟﻤ ﺎ اﻋﺘ ﺮض ﻋﻠﻰ ﻋﻤﺮ ‪ ..‬ﻏﻴﺮ ﻣﻨﺎﺳﺐ ‪..‬‬
‫ﻓﻜﻴﻒ ﺑﺮﺋﻴﺲ اﻟﺪﻋﺎة ؟!‬ ‫ﻟﻜ ﻦ اﻟﻌﺠ ﺐ ه ﻮ ﻣ ﻦ ﻗ ﺪرة ﻋﻤ ﺮ ﻋﻠ ﻰ اﺳ ﺘﻴﻌﺎب‬
‫ﻓﻠﻤ ﺎ اﺑ ﺘﺪأ اﻻﺟ ﺘﻤﺎع ﻗ ﺎل ﻟ ﻨﺎ ﺿ ﺎﺣﻜ ًﺎ ‪ :‬ﻳ ﺎ‬ ‫اﻟﻤﻮﻗﻒ ‪ ..‬وإﻃﻔﺎء اﻟﻨﺎر ‪..‬‬
‫ﻼ ﻻ ﻳﻨ ﺒﺖ ﻟ ﻲ‬ ‫ﺟﻤﺎﻋ ﺔ ‪ ..‬أﻧ ﺎ أﻣ ﺮد ‪ ..‬أﺻ ً‬ ‫وأﺧﻴﺮًا ‪ ..‬إذا أردت أن ﻳﻘﺒﻞ اﻟﻨﺎس ﻣﻨﻚ ﻣﻼﺣﻈﺘﻚ‬
‫ﻟﺤﻴﺔ ‪ ..‬ﻻ ﺗﻌﻤﻠﻮا ﻟﻲ ﻣﺤﺎﺿﺮة إذا اﻧﺘﻬﻴﻨﺎ ‪..‬‬ ‫‪ ..‬وﻧﺼ ﺤﻚ ‪ ..‬أﻳ ًﺎ آﺎﻧ ﻮا ‪ ..‬زوﺟﺔ ‪ ..‬وﻟﺪًا ‪ ..‬أﺧﺘ ًﺎ‬
‫ﺗﺒﺴﻤﻨﺎ وﺷﻜﺮﻧﺎﻩ ‪..‬‬
‫وإن ﺷ ﺌﺖ ﻓﺎرﺣ ﻞ ﻣﻌ ﻲ إﻟ ﻰ اﻟﻤﺪﻳ ﻨﺔ ‪..‬‬
‫اﻟﺒﺨﺎري‬ ‫) ‪( 59‬‬
‫‪103‬‬
‫‪Books-sea.com‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬ ‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫اﻟﺠﻬﻨﻲ ‪ ..‬ﻟﻴﺴﺘﻘﻲ ﻟﻬﻢ أﻳﻀ ًﺎ ‪..‬‬ ‫واﻧﻈ ﺮ إﻟ ﻰ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ε‬وﻗ ﺪ آ ﺎن ﻣﻌ ﺘﻜﻔ ًﺎ ﻓ ﻲ‬
‫ﻓ ﺎزدﺣﻢ اﻟﻐﻼﻣ ﺎن ﻋﻠ ﻰ اﻟﻤ ﺎء ‪ ..‬ﻓﻜﺴ ﻊ‬ ‫ﻣﺴﺠﺪﻩ ﻓﻲ ﻟﻴﺎﻟﻲ رﻣﻀﺎن ‪..‬‬
‫أﺣ ﺪهﻤﺎ ﺻﺎﺣﺒﻪ ‪ ..‬أي ﺿﺮﺑﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺆﺧﺮﺗﻪ‬ ‫ﻓﺄﻗﺒﻠﺖ إﻟﻴﻪ زوﺟﻪ ﺻﻔﻴﺔ ﺑﻨﺖ ﺣﻴﻲ ‪ τ‬زاﺋﺮة ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫ﻼ ‪..‬‬
‫ﻓﻤﻜﺜﺖ ﻋﻨﺪﻩ ﻗﻠﻴ ً‬
‫ﻓﺼﺮخ اﻟﺠﻬﻨﻲ ‪ :‬ﻳﺎاااا ﻣﻌﺸﺮ اﻷﻧﺼﺎر ‪..‬‬ ‫ﺛﻢ ﻗﺎﻣﺖ ﻟﺘﻌﻮد ﻟﺒﻴﺘﻬﺎ ‪..‬‬
‫وﺻﺮخ ﺟﻬﺠﺎﻩ ‪ :‬ﻳﺎاااا ﻣﻌﺸﺮ اﻟﻤﻬﺎﺟﺮﻳﻦ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠ ﻢ ﻳﺸ ﺄ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ ε‬أن ﺗﻌ ﻮد ﻓ ﻲ ﻇﻠﻤﺔ اﻟﻠﻴﻞ وﺣﺪهﺎ‬
‫ﻓﺜﺎر اﻷﻧﺼﺎر ‪ ..‬وﺛﺎر اﻟﻤﻬﺎﺟﺮون ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫واﺷ ﺘﺪ اﻟﺨﻼف ‪ ..‬واﻟﻘﻮم ﻗﺎدﻣﻮن ﻣﻦ ﺣﺮب‬ ‫ﻓﻘﺎم ﻣﻌﻬﺎ ﻟﻴﻮﺻﻠﻬﺎ ‪..‬‬
‫‪ ..‬وﻻ ﻳﺰاﻟﻮن ﺑﺴﻼﺣﻬﻢ !!‬ ‫ﻓﻤﺸ ﻰ ﻣﻌﻬ ﺎ ﻓ ﻲ اﻟﻄ ﺮﻳﻖ ‪ ..‬ﻓﻤ ﺮ ﺑ ﻪ رﺟ ﻼن ﻣ ﻦ‬
‫ﻓﺎﻧﻄﻠﻖ ‪ .. ε‬ﺣﺘﻰ اﻃﻔﺄ ﻣﺎ ﺑﻴﻨﻬﻢ ‪..‬‬ ‫اﻷﻧﺼﺎر ‪..‬‬
‫ﻓﺘﺤﺮآﺖ اﻷﻓﺎﻋﻲ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤﺎ رأﻳﺎ اﻟﻨﺒﻲ ‪ ε‬واﻟﻤﺮأة ﻣﻌﻪ ‪ ..‬أﺳﺮﻋﺎ ‪..‬‬
‫ﻏﻀ ﺐ ﻋ ﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ أﺑﻲ ﺑﻦ ﺳﻠﻮل ‪ ..‬وﻋﻨﺪﻩ‬ ‫ﻓﻘ ﺎل ‪ ε‬ﻟﻬﻤﺎ ‪ :‬ﻋﻠﻰ رﺳﻠﻜﻤﺎ إﻧﻬﺎ ﺻﻔﻴﺔ ﺑﻨﺖ ﺣﻴﻲ‬
‫رهﻂ ﻣﻦ ﻗﻮﻣﻪ اﻷﻧﺼﺎر ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫ﻓﻘ ﺎل ‪ :‬أوﻗ ﺪ ﻓﻌﻠ ﻮهﺎ!! ﻗ ﺪ ﻧﺎﻓ ﺮوﻧﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎﻻ ‪ :‬ﺳﺒﺤﺎن اﷲ ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪ ..‬أي ‪ :‬أﻳُﻌﻘﻞ أن‬
‫وآﺎﺛ ﺮوﻧﺎ ﻓ ﻲ ﺑﻼدﻧ ﺎ ‪ ..‬واﷲ ﻣ ﺎ أﻋ ﺪﱡﻧﺎ‬ ‫ﻧﺸﻚ ﻓﻴﻚ أن ﻳﻜﻮن ﻣﻌﻚ اﻣﺮأة أﺟﻨﺒﻴﺔ ﻋﻨﻚ ‪!!..‬‬
‫وﺟﻼﺑ ﻴﺐ ﻗ ﺮﻳﺶ هﺬﻩ ‪ ..‬إﻻ آﻤﺎ ﻗﺎل اﻷول ‪:‬‬ ‫ﻓﻘ ﺎل ‪ : ε‬إن اﻟﺸ ﻴﻄﺎن ﻳﺠﺮي ﻣﻦ اﻹﻧﺴﺎن ﻣﺠﺮى‬
‫ﺳَـﻤﱢﻦ آﻠﺒﻚ ﻳﺄآﻠﻚ ‪ ..‬وﺟﻮﱢع آﻠﺒﻚ ﻳﺘﺒﻌﻚ !!‬ ‫اﻟﺪم ‪ ..‬وإﻧﻲ ﺧﺸﻴﺖ أن ﻳﻘﺬف ﻓﻲ ﻗﻠﻮﺑﻜﻤﺎ ﺷﺮًا ‪..‬‬
‫ﺛ ﻢ ﻗ ﺎل اﻟﺨﺒ ﻴﺚ ‪ :‬أﻣ ﺎ واﷲ ﻟ ﺌﻦ رﺟﻌ ﻨﺎ اﻟ ﻰ‬ ‫أو ﻗﺎل ﺷﻴﺌ ًﺎ ‪.. (60) ..‬‬
‫اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ‪ ..‬ﻟﻴﺨﺮﺟﻦ اﻷﻋ ﱡﺰ ﻣﻨﻬﺎ اﻷذ ﱠل ‪..‬‬
‫ﺛ ﻢ أﻗ ﺒﻞ ﻋﻠ ﻰ ﻣ ﻦ ﺣﻀ ﺮﻩ ﻣ ﻦ ﻗ ﻮﻣﻪ ﻓﻘﺎل ‪:‬‬ ‫ﺷﺠﺎﻋﺔ ‪..‬‬
‫ه ﺬا ﻣ ﺎ ﻓﻌﻠ ﺘﻢ ﺑﺄﻧﻔﺴ ﻜﻢ ‪ ..‬أﺣﻠﻠﺘﻤﻮهﻢ ﺑﻼدآﻢ‬ ‫ﻟﻴﺴﺖ اﻟﺸﺠﺎﻋﺔ أن ﺗﺼﺮ ﻋﻠﻰ ﺧﻄﺌﻚ ‪ ..‬وإﻧﻤﺎ أن‬
‫‪ ..‬وﻗﺎﺳ ﻤﺘﻤﻮهﻢ أﻣ ﻮاﻟﻜﻢ ‪ ..‬أﻣ ﺎ واﷲ ﻟ ﻮ‬ ‫ﺗﻌﺘﺮف ﺑﻪ ‪ ..‬وﻻ ﺗﻜﺮرﻩ ﻣﺮة أﺧﺮى ‪..‬‬
‫أﻣﺴ ﻜﺘﻢ ﻋ ﻨﻬﻢ ﻣ ﺎ ﺑﺄﻳ ﺪﻳﻜﻢ ‪ ..‬ﻟ ﺘﺤﻮﻟﻮا إﻟ ﻰ‬
‫ﻏﻴﺮ دارآﻢ ‪..‬‬
‫‪ 43.‬ﻣﻔﺎﺗﻴﺢ اﻷﺧﻄﺎء!‬
‫وﺟﻌﻞ اﻟﺨﺒﻴﺚ ﻳﻬﺪد وﻳﺘﻮﻋﺪ ‪ ..‬واﻟﺬﻳﻦ ﻋﻨﺪﻩ‬
‫اﻟ ﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣ ﻊ اﻷﺧﻄ ﺎء ﻓ ﻦ ‪ ..‬ﻓﻠﻜ ﻞ ﺑ ﺎب ﻣﻔ ﺘﺎح ‪..‬‬
‫ﻣ ﻦ أﻧﺼ ﺎرﻩ اﻟﻤﻨﺎﻓﻘ ﻴﻦ ‪ ..‬ﻳ ﺆﻳﺪوﻧﻪ‬
‫وﻟﻠﻘﻠﻮب دروب ‪..‬‬
‫وﻳﺸﺠﻌﻮﻧﻪ ‪..‬‬
‫إذا وﻗ ﻊ أﺣ ﺪ ﻓ ﻲ ﺧﻄ ﺄ آﺒﻴ ﺮ ‪ ..‬واﻧﺘﺸ ﺮ ﺧﺒ ﺮﻩ ﻓﻲ‬
‫آﺎن ﻣﻦ ﺑﻴﻦ اﻟﺠﺎﻟﺴﻴﻦ ﻏﻼم ﺻﻐﻴﺮ ‪ ..‬اﺳﻤﻪ‬
‫اﻟﻨﺎس ‪ ..‬وﺑﺪأ اﻟﻨﺎس ﻳﺘﺮﻗﺒﻮن ﻣﺎذا ﺗﻔﻌﻞ ﻓﺄﺷﻐﻠﻬﻢ‬
‫زﻳﺪ اﺑﻦ أرﻗﻢ ‪..‬‬
‫ﺑﺸﻲء ‪ ..‬ﺣﺘﻰ ﻳﻜﻮن ﻋﻨﺪك وﻗﺖ ﻟﺪراﺳﺔ اﻷﻣﺮ ‪..‬‬
‫ﻓﻤﻀﻰ إﻟﻰ رﺳﻮل اﷲ ‪ ε‬ﻓﺄﺧﺒﺮﻩ اﻟﺨﺒﺮ ‪..‬‬ ‫ﺣﺘ ﻰ ﻻ ﻳﺘﺠ ﺮّأ أﺣ ﺪ ﻋﻠ ﻰ ﻣ ﺜﻞ ﻓﻌﻠ ﻪ ‪ ..‬أو ﻳﺘﻌﻮدوا‬
‫وآ ﺎن ﻋﻤ ﺮ ﺑﻦ اﻟﺨﻄﺎب ﺟﺎﻟﺴ ًﺎ ﻋﻨﺪ اﻟﻨﺒﻲ ‪ε‬‬ ‫ﻋﻠﻰ ﻣﺜﻞ هﺬا اﻟﺨﻄﺄ ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫ﺧﺮج ‪ ε‬ﻣﻊ أﺻﺤﺎﺑﻪ ﻓﻲ ﻏﺰوة ﺑﻨﻲ اﻟﻤﺼﻄﻠﻖ ‪..‬‬
‫ﻓﺜﺎر ‪ ..‬آﻴﻒ ﻳﺠﺮؤ هﺬا اﻟﻤﻨﺎﻓﻖ ﻋﻠﻰ رﺳﻮل‬ ‫وأﺛﻨﺎء رﺟﻮﻋﻬﻢ ‪ ..‬ﻧﺰﻟﻮا ﻳﺴﺘﺮﻳﺤﻮن ‪..‬‬
‫اﷲ ‪ ε‬ﺑﻬ ﺬا اﻷﺳ ﻠﻮب اﻟﻘﺒ ﻴﺢ ‪ ..‬ورأى ﻋﻤ ﺮ‬ ‫ﻓﺄرﺳﻞ اﻟﻤﻬﺎﺟﺮون ﻏﻼﻣ ًﺎ ﻟﻬﻢ اﺳﻤﻪ ‪ :‬ﺟﻬﺠﺎﻩ ﺑﻦ‬
‫أن ﻗﺘﻞ اﻷﻓﻌﻰ أوﻟﻰ ﻣﻦ ﻗﻄﻊ ذﻳﻠﻬﺎ ‪ ..‬ورأى‬ ‫ﻣﺴﻌﻮد ‪ ..‬ﻟﻴﺴﺘﻘﻲ ﻟﻬﻢ ﻣﻦ اﻟﺒﺌﺮ ﻣﺎ ًء ‪..‬‬
‫أن ﻗ ﺘﻞ اﺑﻦ ﺳﻠﻮل ‪ ..‬ﻳﻘﻀﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﺘﻨﺔ ﻓﻲ‬ ‫وأرﺳﻞ اﻷﻧﺼﺎر ﻏﻼﻣ ًﺎ ﻟﻬﻢ اﺳﻤﻪ ‪ :‬ﺳﻨﺎن ﺑﻦ وﺑﺮ‬
‫ﻣﻬﺪهﺎ ‪..‬‬
‫وﻟﻜ ﻦ أن ﻳﻘ ﺘﻠﻪ رﺟ ﻞ ﻣ ﻦ ﻗ ﻮﻣﻪ اﻷﻧﺼ ﺎر ‪..‬‬
‫ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ‬ ‫) ‪( 60‬‬
‫‪104‬‬
‫‪Books-sea.com‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬ ‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﻳ ﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ..‬ارﻓ ﻖ ‪ ..‬ﻟﻘ ﺪ ﺟﺎءﻧﺎ اﷲ ﺑﻚ‬ ‫أﺳﻠﻢ ﻣﻦ أن ﻳﻘﺘﻠﻪ رﺟﻞ ﻣﻦ اﻟﻤﻬﺎﺟﺮﻳﻦ ‪..‬‬
‫وإن ﻗ ﻮﻣﻪ ﻟﻴ ﻨﻈﻤﻮن ﻟ ﻪ اﻟﺨ ﺮز ﻟﻴ ﺘﻮﺟﻮﻩ ‪..‬‬ ‫ﻓﻔﻘﺎل ﻋﻤﺮ ‪ :‬ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪..‬‬
‫ﻓﺈﻧﻪ ﻟﻴﺮى أﻧﻚ ﻗﺪ اﺳﺘﻠﺒﺘﻪ ﻣﻠﻜ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﻣﻦ ﻣﺮ ﺑﻪ ﻋﺒﺎد اﺑﻦ ﺑﺸﺮ اﻷﻧﺼﺎري ﻓﻠﻴﻘﺘﻠﻪ ‪..‬‬
‫ﻓﺴ ﻜﺖ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ .. ε‬وﻣﻀ ﻰ ﺑ ﺮاﺣﻠﺘﻪ ‪..‬‬ ‫ﻟﻜ ﻦ رﺳ ﻮل اﷲ آ ﺎن أﺣﻜ ﻢ ‪ ..‬ﻓﻬ ﻢ ﻗﺎدﻣ ﻮن ﻣ ﻦ‬
‫واﻟ ﻨﺎس ﻣ ﻨﻬﻢ ﻣ ﻦ ﻳﺠﻤ ﻊ ﻣ ﺘﺎﻋﻪ ‪ ..‬وﻣ ﻨﻬﻢ‬ ‫ﺣ ﺮب ‪ ..‬واﻟ ﻨﺎس ﺑﺴﻼﺣﻬﻢ ‪ ..‬واﻟﻨﻔﻮس ﻣﺸﺤﻮﻧﺔ‬
‫ﻣﻦ ﻳﺮﺣﻞ راﺣﻠﺘﻪ ‪..‬‬ ‫‪ ..‬وﻟﻴﺲ ﻣﻦ اﻟﻤﻨﺎﺳﺐ إﺛﺎرﺗﻬﻢ أآﺜﺮ ‪..‬‬
‫وﺟﻌﻠ ﺖ اﻟﺤﺎدﺛ ﺔ ﺗﻨﺘﺸ ﺮ ‪ ..‬وﺻﺎرت أﺣﺎدﻳﺚ‬ ‫ﻓﻘ ﺎل ‪ : ε‬ﻓﻜ ﻴﻒ ﻳ ﺎ ﻋﻤ ﺮ اذا ﺗﺤ ﺪث اﻟ ﻨﺎس أن‬
‫اﻟﺠ ﻴﺶ ‪ .. :‬ﻟﻤﺎذا ارﺗﺤﻠﻨﺎ ﻓﻲ هﺬا اﻟﻮﻗﺖ ‪..‬‬ ‫ﻣﺤﻤﺪًا ﻳﻘﺘﻞ أﺻﺤﺎﺑﻪ ؟!‬
‫ﻣ ﺎذا ﻗ ﺎل ؟ آ ﻴﻒ ﺗﻌﺎﻣ ﻞ ﻣﻌ ﻪ ؟ ﺻ ﺪق اﺑ ﻦ‬ ‫ﻻ ﻳﺎ ﻋﻤﺮ ‪ ..‬وﻟﻜﻦ ﺁذن اﻟﻨﺎس ﺑﺎﻟﺮﺣﻴﻞ ‪..‬‬
‫ﺳﻠﻮل ‪ ..‬ﻻ ﺑﻞ آﺬب ‪..‬‬ ‫وآ ﺎن اﻟ ﻨﺎس ﻗ ﺪ ﻧ ﺰﻟﻮا ﻟﻠ ﺘ ّﻮ واﺳ ﺘﻈﻠﻮا ‪ ..‬ﻓﻜ ﻴﻒ‬
‫وﺑ ﺪأت اﻟﺸ ﺎﺋﻌﺎت ﺗ ﺰﻳﺪ ‪ ..‬واﻟﻜ ﻼم ﻳ ﺰاد ﻓ ﻴﻪ‬ ‫ﻳﺄﻣﺮهﻢ ﺑﺎﻟﺮﺣﻴﻞ ‪ ..‬ﻓﻲ ﺷﺪة اﻟﺤﺮ واﻟﺸﻤﺲ ‪..‬‬
‫و ُﻳ ﻨﻘَﺺ ‪ ..‬واﺿ ﻄﺮب اﻟﺠ ﻴﺶ ‪ ..‬وه ﻢ ﻓ ﻲ‬ ‫وﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻋﺎدﺗﻪ ‪ ε‬أن ﻳﺮﺗﺤﻞ ﻓﻲ ﺷﺪة اﻟﺤﺮ ‪..‬‬
‫ﻃ ﺮﻳﻘﻬﻢ ﻣ ﻦ ﻗ ﺘﺎل ‪ ..‬وﻳﻤ ﺮون ﺑﻘﺒﺎﺋﻞ أﻋﺪاء‬ ‫ارﺗﺤﻞ اﻟﻨﺎس ‪..‬‬
‫ﻳﺘﺮﺑﺼﻮن ﺑﻬﻢ ‪..‬‬ ‫وﺑﻠ ﻎ ﻋ ﺒﺪ اﷲ ﺑ ﻦ ﺳ ﻠﻮل أن رﺳ ﻮل اﷲ ‪.. ε‬‬
‫ﻓﺸ ﻌﺮ ‪ ε‬أن اﻟﺠ ﻴﺶ ﺑ ﺪأ ﻳﻨﻘﺴ ﻢ ‪ ..‬ﻓ ﺄراد أن‬ ‫أﺧﺒﺮﻩ زﻳﺪ ﺑﻦ أرﻗﻢ ﺑﻤﺎ ﺳﻤﻊ ﻣﻨﻪ ‪..‬‬
‫ﻳﺸ ﻐﻠﻬﻢ ﻋ ﻦ اﻟﻤﺸ ﻜﻠﺔ ‪ ..‬وﻋﻦ اﻟﻨﻘﺎش ﻓﻴﻬﺎ‬ ‫ﻓﺄﻗﺒﻞ اﺑﻦ ﺳﻠﻮل إﻟﻰ رﺳﻮل اﷲ ‪ .. ε‬وﺟﻌﻞ ﻳﺤﻠﻒ‬
‫‪ ..‬ﻷﻧﻬ ﻢ ﻳﺰﻳﺪون أوارهﺎ ‪ ..‬وﻳﺸﻌﻠﻮن اﻟﻔﺘﻨﺔ‬ ‫ﻲ‬
‫ﺑ ﺎﷲ ‪ ..‬ﻣ ﺎ ﻗﻠ ﺖ ‪ ..‬وﻻ ﺗﻜﻠﻤ ﺖ ﺑ ﻪ ‪ ..‬آ ﺬب ﻋﻠ ﱠ‬
‫ﺑﻴﻦ اﻟﻤﻬﺎﺟﺮﻳﻦ واﻷﻧﺼﺎر ‪..‬‬ ‫اﻟﻐﻼم ‪..‬‬
‫وﺻ ﺎر اﻟ ﻨﺎس ﻳﺘ ﺮﻗﺒﻮن ﻣﺘ ﻰ ﻳﻨ ﺰﻟﻮن ﺣﺘ ﻰ‬ ‫وآﺎن اﺑﻦ ﺳﻠﻮل رﺋﻴﺴ ًﺎ ﻓﻲ ﻗﻮﻣﻪ ‪ ..‬ﺷﺮﻳﻔﺎ ﻋﻈﻴﻤﺎ‬
‫ﻳﺠ ﺘﻤﻊ ﺑﻌﻀ ﻬﻢ إﻟ ﻰ ﺑﻌ ﺾ وﻳ ﺘﺤﺪﺛﻮا ﻓ ﻲ‬ ‫‪..‬‬
‫اﻷﻣﺮ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘ ﺎل اﻷﻧﺼ ﺎر ‪ :‬ﻳ ﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ..‬ﻋﺴ ﻰ أن ﻳﻜﻮن‬
‫ﻓﻤﺸ ﻰ ‪ ε‬ﺑﺎﻟ ﻨﺎس ﻳ ﻮﻣﻬﻢ ذﻟ ﻚ واﻟﺸ ﻤﺲ‬ ‫اﻟﻐﻼم أوْه َﻢ ﻓﻲ ﺣﺪﻳﺜﻪ ‪ ..‬وﻟﻢ ﻳﺤﻔﻆ ﻣﺎ ﻗﺎل اﻟﺮﺟﻞ‬
‫ﻓﻮﻗﻬﻢ ‪ ..‬وﻣﺸﻰ وﻣﺸﻰ ﺣﺘﻰ ﻏﺎﺑﺖ اﻟﺸﻤﺲ‬ ‫‪..‬‬
‫‪ ..‬ﻓﻈ ﻦ اﻟ ﻨﺎس أﻧﻬ ﻢ ﺳ ﻴﻨﺰﻟﻮن ﻟﻠﺼ ﻼة‬ ‫وﺟﻌﻠﻮا ﻳﺪاﻓﻌﻮن ﻋﻦ اﺑﻦ ﺳﻠﻮل ‪..‬‬
‫وﻳ ﺮﺗﺎﺣﻮن ‪ ..‬ﻓﻠ ﻢ ﻳﻨ ﺰل إﻻ دﻗﺎﺋ ﻖ ﻣﻌﺪودات‬ ‫ﻓﺄﻗ ﺒﻞ ﺳ ﻴﺪ ﻣ ﻦ ﺳ ﺎدة اﻷﻧﺼﺎر ‪ ..‬أﺳﻴﺪ ﺑﻦ ﺣﻀﻴﺮ‬
‫‪ ..‬ﺻ ﻠﻮا ﺛ ﻢ أﻣ ﺮهﻢ ﻓﺎرﺗﺤﻠ ﻮا ‪ ..‬وواﺻ ﻞ‬ ‫‪ ..‬ﻓﺤﻴﺎﻩ ﺑﺘﺤﻴﺔ اﻟﻨﺒﻮة وﺳﻠﻢ ﻋﻠﻴﻪ ‪ ..‬وﻗﺎل ‪:‬‬
‫اﻟﻤﺸﻲ ﻟﻴﻠﺘﻬﻢ ﺣﺘﻰ أﺻﺒﺢ ‪..‬‬ ‫ﻳ ﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ..‬واﷲ ﻟﻘ ﺪ رﺣﺖ ﻓﻲ ﺳﺎﻋﺔ ﻣﻨﻜﺮة‬
‫ﺛ ﻢ ﻧ ﺰل ﻓﺼ ﻠﻰ اﻟﻔﺠﺮ ‪ ..‬ﺛﻢ أﻣﺮهﻢ ﻓﺎرﺗﺤﻠﻮا‬ ‫‪ ..‬ﻣﺎ آﻨﺖ ﺗﺮوح ﻓﻲ ﻣﺜﻠﻬﺎ !!‬
‫‪..‬‬ ‫ﻓﺎﻟ ﺘﻔﺖ إﻟﻴﻪ ‪ ε‬وﻗﺎل ‪ :‬أو ﻣﺎ ﺑﻠﻐﻚ ﻣﺎ ﻗﺎل ﺻﺎﺣﺒﻜﻢ‬
‫وﻣﺸ ﻮا ﺻ ﺒﺎﺣﻬﻢ ﺣﺘ ﻰ ﺗﻌ ﺒﻮا ‪ ..‬وﺁذﺗﻬ ﻢ‬ ‫؟‬
‫اﻟﺸﻤﺲ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬أي ﺻﺎﺣﺐ ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ ؟‬
‫ﻓﻠﻤ ﺎ ﺷﻌﺮ أن اﻹرهﺎق واﻟﺘﻌﺐ ﺳﻴﻄﺮ ﻋﻠﻴﻬﻢ‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ أﺑﻲ ‪..‬‬
‫‪ ..‬ﻓﻠﻴﺲ ﻓﻴﻬﻢ ﺟﻬﺪ ﻟﻠﻜﻼم ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬وﻣﺎ ﻗﺎل ؟‬
‫أﻣ ﺮهﻢ ﻓﻨ ﺰﻟﻮا ‪ ..‬ﻓﻤ ﺎ آ ﺎدت أﺟﺴﺎدهﻢ ﺗﻤﺲ‬ ‫ﻗ ﺎل ‪ :‬زﻋ ﻢ أﻧﻪ ان رﺟﻊ اﻟﻰ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ أﺧﺮج اﻷﻋ ﱡﺰ‬
‫اﻷرض ‪ ..‬ﺣﺘﻰ وﻗﻌﻮا ﻧﻴﺎﻣﺎ ‪..‬‬ ‫ﻣﻨﻬﺎ اﻷذ ﱠل ‪..‬‬
‫وإﻧﻤﺎ ﻓﻌﻞ ذﻟﻚ ﻟﻴﺸﻐﻞ اﻟﻨﺎس ﻋﻤﺎ ﺣﺪث ‪..‬‬ ‫ﻓﺜﺎر أﺳﻴﺪ وﻗﺎل ‪ :‬ﻓﺄﻧﺖ واﷲ ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ ﺗﺨﺮﺟﻪ‬
‫ﺛ ﻢ أﻳﻘﻈﻬ ﻢ ‪ ..‬وارﺗﺤ ﻞ ﺑﻬ ﻢ ‪ ..‬وواﺻﻞ ﺣﺘﻰ‬ ‫إن ﺷﺌﺖ ‪ ..‬هﻮ واﷲ اﻟﺬﻟﻴﻞ ‪ ..‬وأﻧﺖ اﻟﻌﺰﻳﺰ ‪..‬‬
‫دﺧ ﻞ اﻟﻤﺪﻳ ﻨﺔ ‪ ..‬وﺗﻔ ﺮق اﻟ ﻨﺎس ﻓ ﻲ ﺑ ﻴﻮﺗﻬﻢ‬ ‫ﺛﻢ ﻗﺎل أﺳﻴﺪ ﻣﺨﻔﻔ ًﺎ ﻋﻠﻰ رﺳﻮل اﷲ ‪: ε‬‬
‫‪105‬‬
‫‪Books-sea.com‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬ ‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﺴﺘَﺸﻔ ُﻊ ﺑﺎﷲ ﻋﻠﻰ أﺣﺪ ﻣﻦ‬ ‫وﻳﺤ ﻚ !! إﻧ ﻪ ﻻ ُﻳ ْ‬ ‫ﻋﻨﺪ أهﻠﻴﻬﻢ ‪..‬‬
‫ن اﷲ أﻋﻈﻢ ﻣﻦ ذﻟﻚ ‪..‬‬ ‫ﺧﻠﻘﻪ ‪ ..‬ﺷﺄ ُ‬ ‫وأﻧﺰل اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺳﻮرة اﻟﻤﻨﺎﻓﻘﻴﻦ ‪:‬‬
‫وﻳﺤ ﻚ !! أﺗ ﺪري ﻣ ﺎ اﷲ ؟! إن ﻋﺮﺷ ﻪ ﻋﻠ ﻰ‬ ‫ﻦ ﻋِﻨ َﺪ‬ ‫ﻋﻠَﻰ َﻣ ْ‬ ‫ن َﻻ ﺗُﻨ ِﻔﻘُﻮا َ‬ ‫ﻦ َﻳﻘُﻮﻟُﻮ َ‬ ‫) ُه ُﻢ اﱠﻟﺬِﻳ َ‬
‫ﺳ ﻤﺎواﺗﻪ ﻟﻬﻜ ﺬا ‪ ..‬وﻗ ﺎل ﺑﺄﺻﺎﺑﻌﻪ ﻣﺜﻞ اﻟﻘﺒﺔ‬ ‫ﻦ‬
‫ﺧ ﺰَا ِﺋ ُ‬ ‫ﷲ َ‬‫ﻀ ﻮا َو ﱠِ‬ ‫ﺣ ﱠﺘ ﻰ ﻳَﻨ َﻔ ﱡ‬ ‫ﷲ َ‬ ‫ﺳ ﻮ ِل ا ِﱠ‬ ‫َر ُ‬
‫ﻋﻠ ﻴﻪ ‪ ..‬وإﻧ ﻪ ﻟﻴﺌﻂ ﺑﻪ أﻃﻴﻂ اﻟﺮﺣﻞ ﺑﺎﻟﺮاآﺐ‬ ‫ﻦ َﻻ‬ ‫ﻦ ا ْﻟ ُﻤﻨَﺎ ِﻓ ِﻘ ﻴ َ‬ ‫ض َو َﻟ ِﻜ ﱠ‬ ‫ت وَا َْﻷ ْر ِ‬ ‫ﺴ ﻤَﺎوَا ِ‬ ‫اﻟ ﱠ‬
‫‪.. (61) ..‬‬ ‫ﺟ ْﻌ ﻨَﺎ ِإ َﻟ ﻰ ا ْﻟ َﻤﺪِﻳ َﻨ ِﺔ‬ ‫ن َﻟ ﺌِﻦ ﱠر َ‬ ‫ن * َﻳﻘُﻮُﻟ ﻮ َ‬ ‫َﻳ ْﻔ َﻘ ُﻬ ﻮ َ‬
‫وﻟﻜﻦ إذا وﻗﻊ اﻟﺨﻄﺄ ﻣﻦ اﻟﺸﺨﺺ ﻟﻮﺣﺪﻩ ﻗﺪ‬ ‫ﷲ ا ْﻟ ِﻌ ﺰﱠ ُة‬ ‫ﻋ ﱡﺰ ِﻣ ْﻨﻬَﺎ ا َْﻷ َذ ﱠل َو ﱠِ‬ ‫ﻦ ا َْﻷ َ‬ ‫ﺟﱠ‬ ‫ﺨ ِﺮ َ‬
‫َﻟ ُﻴ ْ‬
‫ﻳﻜﻮن هﻨﺎك ﺷﻲء ﻣﻦ اﻟﻠﻴﻦ ‪..‬‬ ‫ﻦ َﻻ‬ ‫ﻦ ا ْﻟ ُﻤﻨَﺎ ِﻓ ِﻘ ﻴ َ‬
‫ﻦ َو َﻟ ِﻜ ﱠ‬ ‫ﺳ ﻮ ِﻟ ِﻪ َو ِﻟ ْﻠ ُﻤ ْﺆ ِﻣ ِﻨ ﻴ َ‬ ‫َو ِﻟ َﺮ ُ‬
‫أﺗ ﻰ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ρ‬إﻟ ﻰ ﺑ ﻴﺖ ﻋﺎﺋﺸ ﺔ ‪ τ‬ﻓ ﻲ‬ ‫ن ( ‪..‬‬ ‫َﻳ ْﻌ َﻠﻤُﻮ َ‬
‫ﻟﻴﻠﺘﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺮأهﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪ .. ε‬ﺛﻢ أﺧﺬ ﺑﺄذن اﻟﻐﻼم زﻳﺪ ﺑﻦ‬
‫ﻓﻮﺿﻊ ﻧﻌﻠﻴﻪ ﻣﻦ رﺟﻠﻴﻪ ‪ ..‬ووﺿﻊ رداءﻩ ‪..‬‬ ‫أرﻗﻢ ‪ ..‬وﻗﺎل ‪ :‬هﺬا اﻟﺬي أوﻓﻰ ﷲ ﺑﺄذﻧﻪ ‪..‬‬
‫واﺿﻄﺠﻊ ﻋﻠﻰ ﻓﺮاﺷﻪ ‪..‬‬ ‫وﺑﺪأ اﻟﻨﺎس ﻳﺴﺒﻮن اﺑﻦ ﺳﻠﻮل ‪ ..‬وﻳﻠﻮﻣﻮﻧﻪ ‪..‬‬
‫ﻓﻠ ﺒﺚ آﺬﻟﻚ ‪ ..‬ﺣﺘﻰ ﻇﻦ أن ﻋﺎﺋﺸﺔ ﻗﺪ رﻗﺪت‬ ‫ﻓﺎﻟ ﺘﻔﺖ ‪ ε‬إﻟ ﻰ ﻋﻤ ﺮ وﻗ ﺎل ‪ :‬أرأﻳ ﺖ ﻳ ﺎ ﻋﻤ ﺮ ‪ ..‬ﻟﻮ‬
‫‪..‬‬ ‫ﻗﺘﻠ ﺘﻪ ﻳ ﻮم ذآ ﺮت ذﻟ ﻚ ‪ ..‬ﻷرﻋ ﺪت ﻟ ﻪ أﻧ ﻮف ﻟ ﻮ‬
‫ﻓﻘ ﺎم ﻣ ﻦ ﻋﻠ ﻰ ﻓﺮاﺷ ﻪ ‪ ..‬وﻟ ﺒﺲ رداءﻩ‬ ‫أﻣﺮﺗﻬﺎ اﻟﻴﻮم ﺑﻘﺘﻠﻪ ﻟﻘﺘﻠﺘﻪ ‪..‬‬
‫وﻧﻌﻠﻴﻪ ‪ ..‬روﻳﺪًا ‪..‬‬ ‫ﺛﻢ ﺳﻜﺖ ﻋﻨﻪ ‪ .. ε‬ﻓﻠﻢ ﻳﺘﻌﺮض ﻟﻪ ﺑﺸﻲء ‪..‬‬
‫ﺛ ﻢ ﻓ ﺘﺢ اﻟ ﺒﺎب روﻳ ﺪًا ‪ ..‬وﺧ ﺮج ‪ ..‬وأﻏﻠﻘ ﻪ‬ ‫وأﺣ ﻴﺎﻧ ًﺎ إذا وﻗ ﻊ اﻟﺨﻄ ﺄ أﻣ ﺎم اﻟ ﻨﺎس ﻗﺪ ﺗﺤﺘﺎج أن‬
‫روﻳﺪًا ‪..‬‬ ‫ﺗﻨﻜ ﺮ ﻋﻠ ﻴﻪ ﺑﺄﺳ ﻠﻮب ﻣﻨﺎﺳ ﺐ ‪ ..‬وإن آ ﺎن أﻣ ﺎم‬
‫ﻏ ْﻴ ﺮ ُة‬
‫ﻓﻠﻤ ﺎ رأت ﻋﺎﺋﺸ ﺔ ذﻟ ﻚ ‪ ..‬دﺧﻠ ﺘﻬﺎ َ‬ ‫اﻟﻨﺎس ‪..‬‬
‫اﻟﻨﺴ ﺎء ‪ ..‬وﺧﺸ ﻴﺖ أﻧ ﻪ ذه ﺐ إﻟ ﻰ ﺑﻌ ﺾ‬ ‫ﺑﻴ ﻨﻤﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ε‬ﺟﺎﻟﺴ ًﺎ ﻳ ﻮﻣ ًﺎ ﻣ ﻊ أﺻ ﺤﺎﺑﻪ ‪..‬‬
‫ﻧﺴﺎﺋﻪ ‪..‬‬ ‫وآﺎﻧ ﻮا ﻓ ﻲ أﻳ ﺎم ﻗﺤ ﻂ ‪ ..‬واﺣﺘ ﺒﺎس ﻣﻄ ﺮ ‪ ..‬وﻗﻠ ﺔ‬
‫ﻓﻘﺎﻣ ﺖ ‪ ..‬وﻟﺒﺴ ﺖ درﻋﻬ ﺎ ‪ ..‬وﺧﻤﺎره ﺎ ‪..‬‬ ‫زرع ‪..‬‬
‫واﻧﻄﻠﻘ ﺖ ﻓ ﻲ إﺛ ﺮﻩ ‪ ..‬ﺗﻤﺸﻲ وراءﻩ ‪ ..‬دون‬ ‫إذ أﺗﺎﻩ أﻋﺮاﺑﻲ ﻓﻘﺎل ‪:‬‬
‫أن ﻳﺸﻌﺮ ﺑﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ ﺟﻬﺪت اﻷﻧﻔﺲ ‪ ..‬وﺿﺎﻋﺖ اﻟﻌﻴﺎل ‪..‬‬
‫ﻓﺎﻧﻄﻠﻖ ‪ .. ρ‬ﻳﻤﺸﻲ ﻓﻲ ﻇﻠﻤﺔ اﻟﻠﻴﻞ ‪ ..‬ﺣﺘﻰ‬ ‫وﻧﻬﻜﺖ اﻷﻣﻮال ‪ ..‬وهﻠﻜﺖ اﻷﻧﻌﺎم ‪..‬‬
‫ﺟﺎء ﻣﻘﺒﺮة اﻟﺒﻘﻴﻊ ‪..‬‬ ‫ﻓﺎﺳﺘﺴ ﻖ اﷲ ﻟ ﻨﺎ ‪ ..‬ﻓﺈﻧ ﺎ ﻧﺴﺘﺸ ﻔﻊ ﺑ ﻚ ﻋﻠﻰ اﷲ ‪..‬‬
‫ﻓﻮﻗ ﻒ ﻋ ﻨﺪهﺎ ‪ ..‬ﻳﻨﻈﺮ إﻟﻰ ﻗﺒﻮر أﺻﺤﺎﺑﻪ ‪..‬‬ ‫وﻧﺴﺘﺸﻔﻊ ﺑﺎﷲ ﻋﻠﻴﻚ ‪..‬‬
‫اﻟﺬﻳﻦ ﻋﺎﺷﻮا ﻋﺎﺑﺪﻳﻦ ‪ ..‬وﻣﺎﺗﻮا ﻣﺠﺎهﺪﻳﻦ ‪..‬‬ ‫ﻓﺘﻐﻴ ﺮ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ .. ε‬ﻟﻤ ﺎ ﺳ ﻤﻌﻪ ﻳﻘ ﻮل ﻧﺴﺘﺸ ﻔﻊ‬
‫واﺟ ﺘﻤﻌﻮا ﺗﺤ ﺖ اﻟﺜﺮى ‪ ..‬ﻟﻴﺮﺿﻰ ﻋﻨﻬﻢ ﻣﻦ‬ ‫ﺑﺎﷲ ﻋﻠﻴﻚ ‪..‬‬
‫ﻳﻌﻠﻢ اﻟﺴ ﱠﺮ وأﺧﻔﻰ ‪..‬‬ ‫ﻓﺎﻟﺸﻔﺎﻋﺔ واﻟﻮاﺳﻄﺔ ﺗﻜﻮن ﻣﻦ اﻷدﻧﻰ إﻟﻰ اﻷﻋﻠﻰ‬
‫أﺧ ﺬ ‪ ρ‬ﻳﻨﻈ ﺮ إﻟ ﻰ ﻗ ﺒﻮرهﻢ ‪ ..‬وﻳﺘﺬآ ﺮ‬ ‫‪ ..‬ﻓ ﻼ ﻳﺠ ﻮز أن ﻳﻘ ﺎل إن اﷲ ﻳﺸ ﻔﻊ ﻋ ﻨﺪ ﺧﻠﻘ ﻪ ‪..‬‬
‫أﺣﻮاﻟﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﺑﻞ ﻳﺄﻣﺮهﻢ ﺟﻞ ﺟﻼﻟﻪ ‪ ..‬ﻷﻧﻪ أﻋﻠﻰ وأرﻓﻊ ‪..‬‬
‫ﺛ ﻢ رﻓ ﻊ ﻳﺪﻳ ﻪ ﻓ ﺪﻋﺎ ﻟﻬ ﻢ ‪ ..‬ﺛﻢ أﺧﺬ ﻳﻨﻈﺮ إﻟﻰ‬ ‫ﻓﻘﺎل ‪ : ε‬وﻳﺤﻚ !! أﺗﺪري ﻣﺎ ﺗﻘﻮل ؟!!‬
‫اﻟﻘﺒﻮر ‪ ..‬ﺛﻢ رﻓﻊ ﻳﺪﻳﻪ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﻓﺪﻋﺎ ﻟﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﺛ ﻢ ﺟﻌﻞ ‪ ε‬ﻳﻘﺪس اﷲ ‪ ..‬وﻳﺮدد ‪ ..‬ﺳﺒﺤﺎاان اﷲ ‪..‬‬
‫ﺛﻢ ﻟﺒﺚ ﻣﻠﻴ ًﺎ ‪ ..‬ﺛﻢ رﻓﻌﻬﺎ ﻓﺎﺳﺘﻐﻔﺮ ﻟﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﺳﺒﺤﺎاان اﷲ ‪..‬‬
‫وأﻃﺎل اﻟﻘﻴﺎم ‪ ..‬وﻋﺎﺋﺸﺔ ﺗﻨﻈﺮ إﻟﻴﻪ ﻣﻦ ﺑﻌﻴﺪ‬ ‫ﻓﻤﺎ زال ﻳﺴﺒﺢ ﺣﺘﻰ ﻋُﺮف ذﻟﻚ ﻓﻲ وﺟﻮﻩ أﺻﺤﺎﺑﻪ‬
‫‪..‬‬
‫ﺛﻢ ﻗﺎل ‪:‬‬
‫رواﻩ أﺑﻮ داود‬ ‫) ‪( 61‬‬
‫‪106‬‬
‫‪Books-sea.com‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬ ‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﺑ ﻞ ﻳﻐﻔ ﺮ ﺳ ﻴﺌﺘﻬﺎ ﻟﺤﺴ ﻨﺘﻬﺎ ‪ ..‬ﻓ ﺈذا رأى‬ ‫‪..‬‬
‫ﺧﻄﺄه ﺎ ﺗﺬآ ﺮ ﺻﻮاﺑﻬﺎ ‪ ..‬وإذا ﺷﺎهﺪ ﺳﻮءهﺎ‬ ‫ﺛﻢ اﻟﺘﻔﺖ ‪ ρ‬وراءﻩ راﺟﻌ ًﺎ ‪..‬‬
‫ﺗﺬآﺮ ﺣﺴﻨﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎ رأت ذﻟ ﻚ ﻋﺎﺋﺸ ﺔ ‪ ..‬اﻧﺤ ﺮﻓﺖ إﻟ ﻰ وراﺋﻬ ﺎ‬
‫وﻳﺘﻐﺎﺿ ﻰ ﻋﻤ ﺎ ﻳﻜ ﺮهﻪ ﻣ ﻦ ﺧﻠﻘﻬ ﺎ ‪ ..‬وﻣﺎ ﻻ‬ ‫راﺟﻌﺔ ‪ ..‬ﺧﺸﻴﺔ أن ﻳﺸﻌﺮ ﺑﻬﺎ ‪..‬‬
‫ﻳﺮﺿﺎﻩ ﻣﻦ ﺗﻌﺎﻣﻠﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﺄﺳﺮع ‪ ρ‬ﻣﺸﻴﻪ ‪ ..‬ﻓﺄﺳﺮﻋﺖ ﻋﺎﺋﺸﺔ ‪..‬‬
‫إﺿﺎءة ‪..‬‬ ‫ﺖ ‪ ..‬ﻓﺄﺣﻀ َﺮ – أي ﺟ ﺮى‬ ‫ﻓﻬ ﺮول ‪ ..‬ﻓﻬ ﺮوﻟ ْ‬
‫ﻟﻴﺲ اﻟﻠﻮم ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻻ ﻳﻘﺒﻞ اﻟﻨﺼﻴﺤﺔ ‪..‬‬ ‫ت وﺟﺮت ‪..‬‬ ‫ﻣﺴﺮﻋ ًﺎ ‪ -‬ﻓﺄﺣﻀﺮ ْ‬
‫وإﻧﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻳﻘﺪﻣﻬﺎ ﺑﺄﺳﻠﻮب ﻏﻴﺮ ﻣﻨﺎﺳﺐ‬ ‫ﺣﺘﻰ ﺳﺒﻘﺘﻪ إﻟﻰ اﻟﺒﻴﺖ ﻓﺪﺧﻠﺖ ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫وﻧ ﺰﻋﺖ درﻋﻬ ﺎ وﺧﻤﺎره ﺎ ‪ ..‬وأﻗ ﺒﻠﺖ إﻟﻰ ﻓﺮاﺷﻬﺎ‬
‫ﻓﺎﺿ ﻄﺠﻌﺖ ﻋﻠ ﻴﻪ ‪ ..‬آﻬﻴ ﺌﺔ اﻟ ﻨﺎﺋﻤﺔ ‪ ..‬وﻧﻔَﺴ ﻬﺎ‬
‫ﻓَـﻜﱢﻚ اﻟﺤﺰﻣﺔ ‪!!..‬‬ ‫‪44.‬‬ ‫ﻳﺘﺮدد ﻓﻲ ﺻﺪرهﺎ ‪..‬‬
‫إذا آ ﺎن اﻟﺨﻄ ﺄ واﻗﻌ ًﺎ ﻣ ﻦ ﻣﺠﻤ ﻮﻋﺔ ‪..‬‬ ‫ﻓﺪﺧﻞ ‪ ρ‬اﻟﺒﻴﺖ ‪ ..‬ﻓﺴﻤﻊ ﺻﻮت َﻧﻔَﺴﻬﺎ ‪ ..‬ﻓﻘﺎل ‪:‬‬
‫ﻓﺎﻷﺻﻞ أن ﺗﻨﺼﺤﻬﻢ وهﻢ ﻣﺠﺘﻤﻌﻮن ‪..‬‬ ‫ﻣﺎﻟﻚ ﻳﺎ ﻋﺎﺋﺶ ‪ ..‬ﺣﺸﻴ ًﺎ راﺑﻴﺔ ‪..‬‬
‫وﻟﻜ ﻦ ﻗ ﺪ ﺗﺤ ﺘﺎج أﺣ ﻴﺎﻧ ًﺎ أن ﺗﻔﻜ ﻚ اﻟﺤﺰﻣﺔ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎﻟﺖ ‪ :‬ﻻ ﺷﻲء ‪..‬‬
‫أﻋﻨ ﻲ ‪..‬أن ﺗﻜﻠ ﻢ آ ﻞ واﺣ ﺪ ﻋﻠى ﺎ ﺣ ﺪة ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻟﺘﺨﺒﺮﻧﻲ ‪ ..‬أو ﻟﻴﺨﺒﺮﻧﻲ اﻟﻠﻄﻴﻒ اﻟﺨﺒﻴﺮ ‪..‬‬
‫وﺗﻨﺼﺤﻪ ‪.‬‬ ‫ﻓﺄﺧﺒ ﺮﺗﻪ ﺑﺎﻟﺨﺒ ﺮ ‪ ..‬وأﻧﻬﺎ ﻏﺎرت ﻋﻠﻴﻪ ‪ ..‬ﻓﺎﻧﻄﻠﻘﺖ‬
‫ﻣ ﺜﺎل ‪ :‬ﻣ ﺮرت ﺑﻤﺠﻠ ﺲ ﻣﻨ ﺰﻟﻜﻢ ‪ ..‬وﺳ ﻤﻌﺖ‬ ‫ﺗﻨﻈﺮ أﻳﻦ ﻳﺬهﺐ ‪..‬‬
‫أﺧ ﺎك ﻳﺘﺤﺪث ﻣﻊ أﺻﺪﻗﺎﺋﻪ – وآﺎﻧﻮا ﺿﻴﻮﻓ ًﺎ‬ ‫ﺖ أﻣﺎﻣﻲ ؟‬ ‫ﻓﻘﺎل ‪ : ρ‬أﻧﺖ اﻟﺬي رأﻳ ُ‬
‫ﻋ ﻨﺪﻩ – وﻳﺨﻄﻄﻮن أن ﻳﺴﺎﻓﺮوا إﻟﻰ ﺑﻠﺪ آﺬا‬ ‫ﻗﺎﻟﺖ ‪ :‬ﻧﻌﻢ ‪..‬‬
‫‪ ..‬وه ﺬا اﻟ ﺒﻠﺪ ﻻ ﻳﺴ ﻠﻢ ﻣ ﻦ ﻳﺬهﺐ إﻟﻴﻪ ﻏﺎﻟﺒ ًﺎ‬ ‫ﻓﺪﻓﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﺻﺪرهﺎ ‪ ..‬دﻓﻌﺔ ‪ ..‬ﺛﻢ ﻗﺎل ‪:‬‬
‫ﻣ ﻦ اﻟﺘﻌ ﺮض ﻟﻠﻤﺤ ﺮﻣﺎت اﻟﻜ ﺒﺎر ‪ ..‬آﺎﻟ ﺰﻧﺎ‬ ‫أﻇﻨﻨﺖ أن ﻳﺤﻴﻒ اﷲ ﻋﻠﻴﻚ ورﺳﻮﻟﻪ ‪..‬‬
‫وﺷﺮب اﻟﺨﻤﺮ ‪..‬‬ ‫س ‪ ..‬ﻳﻌﻠﻤ ﻪ اﷲ‬ ‫ﻓﻘﺎﻟ ﺖ ﻋﺎﺋﺸ ﺔ ‪ :‬ﻣﻬﻤ ﺎ ﻳﻜ ﺘ ِﻢ اﻟ ﻨﺎ ُ‬
‫أردت أن ﺗﻨﺼﺢ ‪..‬‬ ‫ﻋﺰ وﺟﻞ ‪..‬؟‬
‫ﻣ ﻦ اﻷﺳ ﺎﻟﻴﺐ أن ﺗ ﺪﺧﻞ ﻋﻠ ﻴﻬﻢ وﺗﻨﺼ ﺤﻬﻢ‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻧﻌﻢ ‪ ..‬ﺛﻢ ﻗﺎل ‪ ρ‬ﻣﺒﻴﻨ ًﺎ ﻟﻬﺎ ﺧﺒﺮ ﺧﺮوﺟﻪ ‪:‬‬
‫ﺑﻜﻠﻤﺘ ﻴﻦ ‪ ..‬وﺗﺨ ﺮج ‪ ..‬ﻟﻜ ﻦ ﻧﺘﻴﺠﺔ ذﻟﻚ ﻗﺪ ﻻ‬ ‫إن ﺟﺒﺮﻳﻞ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ‪ ..‬أﺗﺎﻧﻲ ﺣﻴﻦ رأﻳﺖ ‪ ..‬وﻟﻢ‬
‫ﺗﻜﻮن ﻧﺎﺟﺤﺔ آﺜﻴﺮًا ‪..‬‬ ‫ﻳﻜﻦ ﻳﺪﺧﻞ ﻋﻠﻴﻚ وﻗﺪ وﺿﻌﺖ ﺛﻴﺎﺑﻚ ‪..‬‬
‫ﻓﻤ ﺎ رأﻳ ﻚ أن ﺗﻔﻜ ﻚ اﻟﺤ ﺰﻣﺔ ‪ ..‬وﺗﻜﺴ ﺮ آ ﻞ‬ ‫ﻓﻨﺎداﻧ ﻲ ‪ ..‬ﻓﺄﺧﻔ ﻰ ﻣ ﻨﻚ ﻓﺄﺟﺒ ﺘﻪ وأﺧﻔﻴ ﺘﻪ ﻣ ﻨﻚ ‪..‬‬
‫ﻋﻮد ﻋﻠﻰ ﺣﺪة ‪..‬‬ ‫وﻇﻨ ﻨﺖ أﻧ ﻚ ﻗ ﺪ رﻗ ﺪت ‪ ..‬ﻓﻜ ﺮهﺖ أن أوﻗﻈ ﻚ ‪..‬‬
‫آﻴﻒ ؟!‬ ‫وﺧﺸ ﻴﺖ أن ﺗﺴﺘﻮﺣﺸ ﻲ ‪ ..‬ﻓﺄﻣﺮﻧ ﻲ أن ﺁﺗ ﻲ أه ﻞ‬
‫إذا ﺗﻔ ﺮﻗﻮا اﺟﻠ ﺲ ﻣ ﻊ ﻣ ﻦ ﺗﻈ ﻨﻪ أﻋﻘﻠﻬ ﻢ ‪..‬‬ ‫اﻟﺒﻘﻴﻊ ﻓﺄﺳﺘﻐﻔ َﺮ ﻟﻬﻢ ‪.. (62) ..‬‬
‫وﻗ ﻞ ‪ :‬ﻳ ﺎ ﻓﻼن ‪ ..‬ﺑﻠﻐﻨﻲ أﻧﻜﻢ ﺳﺘﺴﺎﻓﺮون ‪..‬‬ ‫ﻼ ﻟـﻴﱢﻨ ًﺎ ﻻ ﻳﻜﺒﺮ اﻷﺧﻄﺎء ‪..‬‬ ‫ﻧﻌﻢ ‪ ..‬آﺎن ‪ .. ρ‬ﺳﻬ ً‬
‫وأﻧ ﺖ أﻋﻘﻠﻬﻢ ‪ ..‬وﺗﻌﻠﻢ أن هﺬا اﻟﺒﻠﺪ ﻻ ﻳﺴﻠﻢ‬ ‫ﺑﻞ آﺎن ﻳﺮددهﺎ ﻓﻲ اﻟﻨﺎس وﻳﻘﻮل ‪:‬‬
‫اﻟﻤﺴﺎﻓﺮ إﻟﻴﻪ ﻣﻦ اﻟﺒﻼﻳﺎ واﻟﻔﺘﻦ ‪ ..‬وﻗﺪ ﻳﻌﻮد‬ ‫آﻤﺎ ﻋﻨﺪ ﻣﺴﻠﻢ ‪ :‬ﻻ ﻳﻔﺮك ﻣﺆﻣﻦ ﻣﺆﻣﻨﺔ ‪ ..‬إن آﺮﻩ‬
‫ﻣﺮﻳﻀ ًﺎ أو ﻣﺒﺘﻠ ﻰ ‪ ..‬ﻓﻤ ﺎ رأﻳ ﻚ أن ﺗﻜﺴ ﺐ‬ ‫ﻣﻨﻬﺎ ﺧﻠﻘ ًﺎ ‪ ..‬رﺿﻲ ﻣﻨﻬﺎ ﺁﺧﺮ ‪..‬‬
‫أﺟ ﺮهﻢ ‪ ..‬وﺗﻘﺘ ﺮح ﻋﻠ ﻴﻬﻢ أن ﻳﺴ ﺎﻓﺮوا إﻟ ﻰ‬ ‫أي ﻻ ﻳﺒﻐﻀ ﻬﺎ ﺑﻐﻀ ًﺎ ﺗﺎﻣ ًﺎ ‪ ..‬ﻷﺟﻞ ﺧﻠﻖ ﻋﻨﺪهﺎ ‪..‬‬
‫ﺑﻠ ﺪ ﺁﺧ ﺮ ‪ ..‬ﺗﺴﺘﻤﺘﻌﻮن ﻓﻴﻪ ﺑﺎﻷﻧﻬﺎر واﻟﺒﺤﺎر‬ ‫أو ﻃﺒ ٍﻊ ﻳﻼزﻣﻬﺎ ‪..‬‬
‫‪ ..‬واﻟﻠﻌﺐ واﻷﻧﺲ ‪ ..‬ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﻣﻌﺼﻴﺔ ‪..‬‬
‫ﻻ ﺷ ﻚ أﻧ ﻪ إذا ﺳ ﻤﻊ ﻣ ﻨﻚ ه ﺬا اﻟﻜ ﻼم‬
‫رواﻩ اﻟﻨﺴﺎﺋﻲ ﺑﺴﻨﺪ ﺟﻴﺪ‬ ‫) ‪( 62‬‬
‫‪107‬‬
‫‪Books-sea.com‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬ ‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﺛﻢ ﺧﺮج إﻟﻰ ﻗﺮﻳﺶ ﻓﻘﺎل ‪:‬‬ ‫ﺑﺎﻷﺳﻠﻮب اﻟﺤﺴﻦ ‪ ..‬ﺳﻴﻘﻞ ﺣﻤﺎﺳﻪ إﻟﻰ اﻟﻨﺼﻒ ‪..‬‬
‫ﻳ ﺎ ﻣﻌﺸ ﺮ ﻗ ﺮﻳﺶ ‪ ..‬إن اﺑﻦ أﺧﻲ ﻗﺪ أﺧﺒﺮﻧﻲ‬ ‫اذهﺐ إﻟﻰ ﺁﺧﺮ ‪ ..‬وﻗﻞ ﻟﻪ ﻣﺜﻞ ذﻟﻚ ‪..‬‬
‫ﺑﻜﺬا وآﺬا ‪..‬‬ ‫ﺛﻢ ﻗﻞ ﻟﻠﺜﺎﻟﺚ ﻣﺜﻠﻪ ‪..‬‬
‫ﻓﻬﻠ ﱠﻢ ﺻﺤﻴﻔﺘﻜﻢ ‪..‬‬ ‫دون أن ﻳﺸﻌﺮ آﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﺑﺤﺪﻳﺜﻚ ﻟﺼﺎﺣﺒﻪ ‪..‬‬
‫ﻓ ﺈن آﺎﻧ ﺖ آﻤ ﺎ ﻗ ﺎل ﻓﺎﻧ ﺘﻬﻮا ﻋ ﻦ ﻗﻄﻴﻌﺘ ﻨﺎ‬ ‫ﻓ ﺘﺠﺪ أﻧﻬ ﻢ إذا اﺟﺘﻤﻌﻮا ‪ ..‬وﺗﺸﺠﱠﻊ أﺣﺪهﻢ واﻗﺘﺮح‬
‫واﻧﺰﻟﻮا ﻋﻨﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ﺗﻐﻴﻴﺮ اﻟﺒﻠﺪ ‪ ..‬وﺟﺪ ﻣﻦ ﻳﻌﺎوﻧﻪ ‪..‬‬
‫وإن آ ﺎن آﺎذﺑ ًﺎ ‪ ..‬دﻓﻌ ﺖ إﻟ ﻴﻜﻢ اﺑ ﻦ أﺧ ﻲ‬ ‫أو ﻟ ﻮ اآﺘﺸ ﻔﺖ ﻳ ﻮﻣ ًﺎ أن أوﻻدك ﻳﺠ ﺘﻤﻌﻮن ﻓ ﻲ‬
‫ﻓﺎﻓﻌﻠﻮا ﺑﻪ ﻣﺎ ﺷﺌﺘﻢ ‪..‬‬ ‫ﻏ ﺮﻓﺔ أﺣ ﺪهﻢ ‪ ..‬وﻳﻨﻈﺮون إﻟﻰ ﺷﺮﻳﻂ ﻓﻴﺪﻳﻮ ﺧﻠﻴﻊ‬
‫ﻓﻘﺎل اﻟﻘﻮم ‪ :‬ﻗﺪ رﺿﻴﻨﺎ ‪ ..‬ﻓﺘﻌﺎﻗﺪوا ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ‬ ‫‪ ..‬أو ﻣﻘﺎﻃ ﻊ ) ﺑﻠﻮﺗ ﻮث ( ﻓﻴﻬﺎ ﺻﻮر ﺧﻠﻴﻌﺔ ‪ ..‬أو‬
‫‪..‬‬ ‫ﻧﺤﻮ ذﻟﻚ ‪..‬‬
‫ﺛﻢ ﻧﻈﺮوا ﻓﺈذا هﻲ آﻤﺎ ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪.. ρ‬‬ ‫ﻼ ﻣﻨﻬﻢ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﻓﻘ ﺪ ﻳﻜ ﻮن ﻣ ﻦ اﻟﻤﻨﺎﺳ ﺐ أن ﺗﻨﺼﺢ آ ً‬
‫ﻓﺰادهﻢ ذﻟﻚ ﺷﺮًا ‪..‬‬ ‫ﺣﺪة ‪ ..‬ﻟﻜﻴﻼ ﺗﺄﺧﺬهﻢ اﻟﻌﺰة ﺑﺎﻹﺛﻢ ‪..‬‬
‫وﻇ ﻞ ﺑﻨﻮ هﺎﺷﻢ وﺑﻨﻮ اﻟﻤﻄﻠﺐ ﻓﻲ وادﻳﻬﻢ ‪..‬‬ ‫هﻞ ﻟﻬﺬا ﺷﺎهﺪ ﻣﻦ اﻟﺴﻴﺮة ؟ ﻧﻌﻢ ‪..‬‬
‫ﺣﺘﻰ آﺎدوا أن ﻳﻬﻠﻜﻮا ‪..‬‬ ‫ﻟﻤ ﺎ اﺷﺘﺪ اﻟﺨﻼف ﺑﻴﻦ رﺳﻮل اﷲ ‪ ρ‬وﺑﻴﻦ ﻗﺮﻳﺶ‬
‫وآﺎن ﻣﻦ آﻔﺎر ﻗﺮﻳﺶ رﺟﺎل رﺣﻤﺎء ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫ﻣ ﻨﻬﻢ ‪ :‬هﺸ ﺎم ﺑ ﻦ ﻋﻤ ﺮو ‪ ..‬وآﺎن ذا ﺷﺮف‬ ‫اﺟ ﺘﻤﻌﺖ ﻗﺮﻳﺶ وﻗﺎﻃﻌﺖ اﻟﻨﺒﻲ وﺟﻤﻴﻊ أﻗﺎرﺑﻪ ﻣﻦ‬
‫ﻓﻲ ﻗﻮﻣﻪ ‪..‬‬ ‫ﺑﻨ ﻲ هﺎﺷ ﻢ ‪ ..‬وآﺘ ﺒﺖ ﺻ ﺤﻴﻔﺔ أن ﺑﻨ ﻲ هﺎﺷ ﻢ ﻻ‬
‫ﻓﻜ ﺎن ﻳﺄﺗ ﻲ ﺑﺎﻟﺒﻌﻴ ﺮ ﻗ ﺪ ﺣﻤﻠ ﻪ ﻃﻌﺎﻣ ًﺎ ‪ ..‬وﺑﻨﻮ‬ ‫ﻳُﺸ ﺘﺮى ﻣ ﻨﻬﻢ ‪ ..‬وﻻ ُﻳ ﺒﺎع ﻋﻠﻴﻬﻢ ‪ ..‬وﻻ ﻳُﺰوﱠﺟﻮن‬
‫ﻼ ‪..‬‬‫هﺎﺷﻢ وﺑﻨﻮ اﻟﻤﻄﻠﺐ ﻓﻲ اﻟﺸﻌﺐ ﻟﻴ ً‬ ‫‪ ..‬وﻻ ﻳُﺘﺰوﱠج ﻣﻨﻬﻢ ‪..‬‬
‫ﺣﺘ ﻰ إذا ﺑﻠ ﻎ ﺑ ﻪ ﻓ ﻢ اﻟﺸ ﻌﺐ ‪ ..‬ﺧﻠ ﻊ ﺧﻄﺎﻣﻪ‬ ‫ﺣ ﺒﺲ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ ε‬ﻣ ﻊ أﺻ ﺤﺎﺑﻪ ﻓ ﻲ وا ٍد ﻏﻴ ﺮ ذي‬ ‫وُ‬
‫ﻣﻦ رأﺳﻪ ﺛﻢ ﺿﺮب ﻋﻠﻰ ﺟﻨﺒﻪ ﻓﺪﺧﻞ اﻟﺸﻌﺐ‬ ‫زرع ‪..‬‬
‫ﻋﻠﻴﻬﻢ ‪..‬‬ ‫واﺷ ﺘﺪت اﻟﻜﺮﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺣﺘﻰ أآﻠﻮا اﻟﺸﺠﺮ‬
‫وﻣﻀﺖ اﻟﻴﺎم ورأى هﺸﺎم ‪ ..‬أﻧﻪ ﻻ ﻃﺎﻗﺔ ﻟﻪ‬ ‫‪..‬‬
‫ﺑﺈﻃﻌﺎﻣﻬﻢ آﻞ ﻟﻴﻠﺔ ‪ ..‬وهﻢ آﺜﻴﺮ ‪..‬‬ ‫ﺑﻞ ﻣﻀﻰ أﺣﺪهﻢ ﻳﻮﻣ ًﺎ ﻟﻴﺒﻮل ‪ ..‬ﻓﺴﻤﻊ ﺻﻮﺗ ًﺎ ﺗﺤﺘﻪ‬
‫ﻓﻘ ﺮر أن ﻳﺴ ﻌﻰ ﻟﻨﻘﺾ اﻟﺼﺤﻴﻔﺔ اﻟﻈﺎﻟﻤﺔ ‪..‬‬ ‫‪ ..‬ﻓﻨﻈ ﺮ ﻓ ﺈذا ﻗﻄﻌ ﺔ ﻣ ﻦ ﺟﻠ ﺪ ﺑﻌﻴ ﺮ ‪ ..‬ﻓﺄﺧ ﺬهﺎ ‪..‬‬
‫وﻟﻜ ﻦ أﻧ ﻰ ﻟﻪ ذﻟﻚ وﻗﺮﻳﺶ ﻗﺪ أﺟﻤﻌﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ‬ ‫وﻏﺴ ﻠﻬﺎ وﺷ ﻮاهﺎ ﺑﺎﻟﻨﺎر ‪ ..‬ﺛﻢ ﻓﺘّـﺘَـﺘﻬﺎ ‪ ..‬وﺧﻠﻄﻬﺎ‬
‫‪..‬‬ ‫ﺑﺎﻟﻤﺎء ‪ ..‬وﺟﻌﻞ ﻳﺘﻤﻮﱠن ﺑﻬﺎ ﺛﻼﺛﺔ أﻳﺎم !!‬
‫ﻓﺎﺗﺒﻊ أﺳﻠﻮب ﺗﻔﻜﻴﻚ اﻟﺤﺰﻣﺔ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘ ﺎل ‪ ε‬ﻳ ﻮﻣ ًﺎ ﻟﻌﻤ ﻪ أﺑ ﻲ ﻃﺎﻟ ﺐ – وآ ﺎن ﻣﺤﺒﻮﺳ ًﺎ‬
‫ﻣﺸ ﻰ إﻟ ﻰ زهﻴﺮ ﺑﻦ أﺑﻲ أﻣﻴﺔ ‪ ..‬وآﺎﻧﺖ أﻣﻪ‬ ‫ﻣﻌﻬﻢ ﻓﻲ اﻟﺸﻌﺐ ‪: -‬‬
‫ﻋﺎﺗﻜﺔ ﺑﻨﺖ ﻋﺒﺪ اﻟﻤﻄﻠﺐ ‪..‬‬ ‫ﻳ ﺎ ﻋ ﻢ إن اﷲ ﻗ ﺪ ﺳ ﻠﻂ ا َﻷرَﺿ ﺔ ﻋﻠ ﻰ ﺻ ﺤﻴﻔﺔ‬
‫ﻓﻘ ﺎل ‪ :‬ﻳ ﺎ زهﻴ ﺮ أرﺿ ﻴﺖ أن ﺗﺄآ ﻞ اﻟﻄﻌ ﺎم‬ ‫ﻗﺮﻳﺶ ‪ ..‬ﻓﻠﻢ ﺗﺪع ﻓﻴﻬﺎ اﺳﻤ ًﺎ هﻮ ﷲ إﻻ أﺛﺒﺘﺘﻪ ﻓﻴﻬﺎ‬
‫وﺗﻠ ﺒﺲ اﻟﺜ ﻴﺎب وﺗ ﻨﻜﺢ اﻟﻨﺴ ﺎء ‪ ..‬وأﺧ ﻮاﻟﻚ‬ ‫‪ ..‬وﻧﻔﺖ ﻣﻨﻬﺎ اﻟﻈﻠﻢ واﻟﻘﻄﻴﻌﺔ واﻟﺒﻬﺘﺎن ‪..‬‬
‫ﺣﻴﺚ ﻋﻠﻤﺖ ؟ ﻻ ﻳﺒﺎع ﻟﻬﻢ وﻻ ﻳﺒﺘﺎع ﻣﻨﻬﻢ ‪..‬‬ ‫أي إن داﺑ ﺔ اﻷرﺿ ﺔ أآﻠ ﺖ ﺻ ﺤﻴﻔﺔ ﻗﺮﻳﺸ ﺲ ﻓﻠ ﻢ‬
‫ﺢ إﻟﻴﻬﻢ ؟!‬‫وﻻ ُﻳ َﻨﻜﱠﺤﻮن وﻻ ﻳُﻨﻜ ُ‬ ‫ﻳﺒﻖ ﻣﻨﻬﺎ إﻻ ﻋﺒﺎرة ‪ :‬ﺑﺎﺳﻤﻚ اﻟﻠﻬﻢ !!‬
‫أﻣ ﺎ إﻧ ﻲ أﺣﻠ ﻒ ﺑ ﺎﷲ ﻟ ﻮ آﺎﻧ ﻮا أﺧ ﻮال أﺑ ﻲ‬ ‫ﻓﻌﺠ ﺐ أﺑ ﻮ ﻃﺎﻟ ﺐ وﻗﺎل ‪ :‬أرﺑﻚ أﺧﺒﺮك ﺑﻬﺬا ؟ ﻗﺎل‬
‫اﻟﺤﻜ ﻢ ﺑﻦ هﺸﺎم ‪ - ..‬ﻳﻌﻨﻲ أﺑﺎ ﺟﻬﻞ ‪ ..‬وآﺎن‬ ‫‪ :‬ﻧﻌﻢ ‪..‬‬
‫أﺷ ﺪهﻢ ﻋ ﺪاوة ﻟﻠﻤﺆﻣﻨ ﻴﻦ وﺗﻌﺼ ﺒ ًﺎ ﻟﻠﻤﻘﺎﻃﻌﺔ‬ ‫ﻗ ﺎل ‪ :‬ﻓ ﻮاﷲ ﻣ ﺎ ﻳ ﺪﺧﻞ ﻋﻠ ﻴﻚ أﺣ ﺪ ‪ ..‬ﺣﺘ ﻰ أﺧﺒ ﺮ‬
‫‪ – ..‬ﻣﺎ ﺗﺮآﻬﻢ ﻋﻠﻰ هﺬا ﻻﺣﺎل ‪..‬‬ ‫ﻗﺮﻳﺸ ًﺎ ﺑﺬﻟﻚ ‪..‬‬

‫‪108‬‬
‫‪Books-sea.com‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬ ‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫اﻟﺼﺤﻴﻔﺔ ﺣﺘﻰ ﻳﻨﻘﻀﻮهﺎ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬وﻳﺤﻚ ﻳﺎ هﺸﺎم ‪ ..‬ﻓﻤﺎذا أﺻﻨﻊ ؟‬
‫وﻗ ﺎل زهﻴ ﺮ ‪ :‬أﻧ ﺎ أﺑ ﺪؤآﻢ ﻓﺄآ ﻮن أول ﻣ ﻦ‬ ‫إﻧﻤ ﺎ أﻧ ﺎ رﺟ ﻞ واﺣ ﺪ واﷲ ﻟ ﻮ آ ﺎن ﻣﻌﻲ رﺟﻞ ﺁﺧﺮ‬
‫ﻳﺘﻜﻠﻢ ‪ ..‬ﺛﻢ ﺗﻘﻤﻮا أﻧﺘﻢ ﻓﺘﺘﻜﻠﻤﻮن ‪..‬‬ ‫ﻟﻘﻤﺖ ﻓﻲ ﻧﻘﻀﻬﺎ ‪..‬‬
‫ﻓﻠﻤ ﺎ أﺻ ﺒﺤﻮا ﻏ ﺪوا إﻟ ﻰ ﻣﺠﺎﻟﺴ ﻬﻢ ﺣ ﻮل‬ ‫ﻼ ‪..‬‬‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻗﺪ وﺟﺪت رﺟ ً‬
‫اﻟﻜﻌﺒﺔ ‪ ..‬ﺣﻴﺚ ﻳﺠﺘﻤﻊ اﻟﻨﺎس وﻳﺘﺒﺎﻳﻌﻮن ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻣﻦ هﻮ ؟‬
‫وﻏﺪا زهﻴﺮ ﺑﻦ أﺑﻲ أﻣﻴﺔ ﻋﻠﻴﻪ ﺣﻠﺔ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬أﻧﺎ ‪..‬‬
‫ﻓﻄ ﺎف ﺑﺎﻟﺒ ﻴﺖ ﺳ ﺒﻌ ًﺎ ‪ ..‬ﺛ ﻢ أﻗ ﺒﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺎس‬ ‫ﻗﺎل زهﻴﺮ ‪ :‬أﺑﻐﻨﺎ ﺛﺎﻟﺜ ًﺎ ‪..‬‬
‫وﺻﺮخ ‪:‬‬ ‫ﻗﺎل هﺸﺎم ‪ :‬ﻓﺎآﺘﻢ ﻋﻨﻲ ‪..‬‬
‫ﻳ ﺎااا أه ﻞ ﻣﻜ ﺔ أﻧﺄآ ﻞ اﻟﻄﻌ ﺎم ‪..‬؟ وﻧﻠ ﺒﺲ‬ ‫ﻼ‬
‫ﻼ ﻋﺎﻗ ً‬
‫ﻓ ﺬهﺐ إﻟ ﻰ اﻟﻤﻄﻌ ﻢ ﺑ ﻦ ﻋﺪي ‪ ..‬وآﺎن رﺟ ً‬
‫اﻟﺜ ﻴﺎب ‪..‬؟ وﺑﻨﻮ هﺎﺷﻢ هﻠﻜﻲ !! ﻻ ﻳﺒﺎع ﻟﻬﻢ‬ ‫‪ ..‬ﻓﻘﺎل ﻟﻪ ‪ :‬ﻳﺎ ﻣﻄﻌﻢ ‪ ..‬أرﺿﻴﺖ أن ﻳﻬﻠﻚ ﺑﻄﻨﺎن‬
‫وﻻ ﻳﺒ ﺘﺎع ﻣ ﻨﻬﻢ ‪ ..‬واﷲ ﻻ أﻗﻌ ﺪ ﺣﺘ ﻰ ﺗﺸ ﻖ‬ ‫ﻣ ﻦ ﺑﻨ ﻲ ﻋ ﺒﺪ ﻣ ﻨﺎف ‪ ..‬وأﻧ ﺖ ﺷ ﺎهﺪ ﻋﻠ ﻰ ذﻟ ﻚ ‪..‬‬
‫هﺬﻩ اﻟﺼﺤﻴﻔﺔ اﻟﻘﺎﻃﻌﺔ اﻟﻈﺎﻟﻤﺔ ‪..‬‬ ‫ﻣﻮاﻓﻖ ﻟﻘﺮﻳﺶ ﻓﻴﻪ ؟!‬
‫ﻓﺼ ﺮخ أﺑ ﻮ ﺟﻬ ﻞ ‪..‬وآ ﺎن ﻓ ﻲ ﻣﺠﻠ ﺲ ﻣ ﻊ‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬وﻳﺤﻚ ﻓﻤﺎذا أﺻﻨﻊ ؟ إﻧﻤﺎ أﻧﺎ رﺟﻞ واﺣﺪ ‪..‬‬
‫أﺻﺤﺎﺑﻪ ‪ ..‬ﻗﺎل ‪ :‬آﺬﺑﺖ ‪ ..‬واﷲ ﻻ ﺗﺸﻖ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬وﺟﺪت ﻟﻚ ﺛﺎﻧﻴ ًﺎ ‪..‬‬
‫ﻓﻘ ﺎم زﻣﻌ ﺔ ﺑ ﻦ اﻷﺳ ﻮد وﺻ ﺮخ ‪ :‬ﺑ ﻞ أﻧ ﺖ‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻣﻦ ؟ ﻗﺎل ‪ :‬أﻧﺎ ‪..‬‬
‫واﷲ أآ ﺬب ‪ ..‬ﻣ ﺎ رﺿ ﻴﻨﺎ آﺘﺎﺑﺘﻬﺎ ﺣﻴﻦ آﺘﺒﺖ‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬أﺑﻐﻨﺎ ﺛﺎﻟﺜ ًﺎ ‪.‬‬
‫‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻗﺪ ﻓﻌﻠﺖ ‪ ..‬ﻗﺎل ‪ :‬ﻣﻦ هﻮ ؟‬
‫ﻓﺎﻟ ﺘﻔﺖ إﻟ ﻴﻪ أﺑ ﻮ ﺟﻬ ﻞ ﻟﻴ ﺮد ﻋﻠ ﻴﻪ ‪ ..‬ﻓﻔﺎﺟﺄﻩ‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬زهﻴﺮ ﺑﻦ أﺑﻲ أﻣﻴﺔ ‪..‬‬
‫اﻟﺒﺨﺘ ﺮى ﻗﺎﺋﻤ ًﺎ ﻳﻘ ﻮل ‪ :‬ﺻ ﺪق زﻣﻌ ﺔ ‪ ..‬ﻻ‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬أﺑﻐﻨﺎ راﺑﻌ ًﺎ ‪..‬‬
‫ﻧﺮﺿﻰ ﻣﺎ آﺘﺐ ﻓﻴﻬﺎ وﻻ ﻧﻘﺮ ﺑﻪ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻓﺎآﺘﻢ ﻋﻨﻲ ‪..‬‬
‫ﻓﺎﻟﺘﻔﺖ أﺑﻮ ﺟﻬﻞ إﻟﻰ اﻟﺒﺨﻨﺮي ‪..‬‬ ‫ﻓ ﺬهﺐ إﻟ ﻰ أﺑ ﻲ اﻟﺒﺨﺘ ﺮي ﺑ ﻦ هﺸﺎم ‪ ..‬ﻓﻘﺎل ﻟﻪ ﻣﺎ‬
‫ﻓ ﺈذا ﺑ ﺎﻟﻤﻄﻌﻢ ﺑ ﻦ ﻋ ﺪى ﻳﺼ ﺮخ ‪ :‬ﺻ ﺪﻗﺘﻤﺎ‬ ‫ﻗﺎل ﻟﺼﺎﺣﺒﻴﻪ ‪..‬‬
‫وآ ﺬب ﻣ ﻦ ﻗ ﺎل ﻏﻴ ﺮ ذﻟ ﻚ ‪ ..‬ﻧﺒ ﺮأ إﻟ ﻰ اﷲ‬ ‫ﻓﺘﺤﻤﺲ ﻟﺬﻟﻚ ‪ ..‬وﻗﺎل ‪ :‬وهﻞ ﺗﺠﺪ أﺣﺪا ﻳﻌﻴﻦ ﻋﻠﻰ‬
‫ﻣﻨﻬﺎ وﻣﻤﺎ آﺘﺐ ﻓﻴﻬﺎ ‪..‬‬ ‫هﺬا ؟‬
‫وﻗﺎم هﺸﺎم ﺑﻦ ﻋﻤﺮو وﻗﺎل ﻣﺜﻞ ﻗﻮﻟﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻧﻌﻢ ‪..‬‬
‫ﻓﺘﺤﻴ ﺮ أﺑ ﻮ ﺟﻬ ﻞ ‪ ..‬وﺳ ﻜﺖ هﻨ ﻴﺔ ﺛ ﻢ ﻗ ﺎل ‪:‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻣﻦ هﻮ ؟‬
‫ه ﺬا أﻣﺮ ُﻗﻀِﻲ ﺑﻠﻴﻞ ‪ ..‬ﺗﺸﻮور ﻓﻴﻪ ﺑﻐﻴﺮ هﺬا‬ ‫ﻗ ﺎل ‪ :‬زهﻴ ﺮ ﺑ ﻦ أﺑ ﻲ أﻣﻴﺔ واﻟﻤﻄﻌﻢ ﺑﻦ ﻋﺪي وأﻧﺎ‬
‫اﻟﻤﻜﺎن ‪..‬‬ ‫ﻣﻌﻚ ‪..‬‬
‫ﺛ ﻢ اﻧﻄﻠ ﻖ اﻟﻤﻄﻌ ﻢ ﺑ ﻦ ﻋ ﺪي إﻟ ﻰ اﻟﻜﻌ ﺒﺔ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬أﺑﻐﻨﺎ ﺧﺎﻣﺴ ًﺎ ‪..‬‬
‫وﺗ ﻮﺟﻪ إﻟ ﻰ اﻟﺼ ﺤﻔﻴﺔ ﻟﻴﺸﻘﻬﺎ ‪ ..‬ﻓﻮﺟﺪ داﺑﺔ‬ ‫ﻓ ﺬهﺐ هﺸﺎم إﻟﻰ زﻣﻌﺔ ﺑﻦ اﻷﺳﻮد ‪ ..‬ﻓﻜﻠﻤﻪ وذآﺮ‬
‫اﻷرﺿﺔ ﻗﺪ أآﻠﺘﻬﺎ ‪ ..‬إﻻ ﺑﺎﺳﻤﻚ اﻟﻠﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﻟﻪ ﻗﺮاﺑﺘﻬﻢ وﺣﻘﻬﻢ ‪..‬‬
‫ﻓﻘﺎل ﻟﻪ ‪ :‬وهﻞ ﻋﻠﻰ هﺬا اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﺗﺪﻋﻮﻧﻲ إﻟﻴﻪ‬
‫آﻦ ذآﻴ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﻣﻦ أﺣﺪ ؟‬
‫اﻟﻄﺒﻴﺐ اﻟﺤﺎذق ﻳﺘﻠﻤﺲ أو ًﻻ ﺑﺄﺻﺎﺑﻌﻪ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻧﻌﻢ ‪ ..‬ﻓﻼن وﻓﻼن ‪..‬‬
‫ﻓﻴﺨﺘﺎر اﻟﻤﻮﺿﻊ اﻟﻤﻨﺎﺳﺐ ﻗﺒﻞ ﻏﺮز اﻹﺑﺮة‬ ‫ﻓﺎﺗﻔﻘ ﻮا ﺟﻤ ﻴﻌ ًﺎ ﻋﻠ ﻰ ه ﺬا اﻟ ﺮأي ‪ ..‬وﺗ ﻮﻋﺪوا ﻋﻨﺪ‬
‫‪..‬‬ ‫ﻼ ﺑﺄﻋﻠ ﻰ ﻣﻜ ﺔ ‪ ..‬ﻓﺎﺟ ﺘﻤﻌﻮا‬‫"ﺣﻄ ﻢ اﻟﺤﺠ ﻮن " ﻟ ﻴ ً‬
‫هﻨﺎﻟﻚ ‪..‬‬
‫‪ 45.‬ﺟﻠﺪ اﻟﺬات !!‬ ‫وأﺟﻤﻌ ﻮا أﻣ ﺮهﻢ وﺗﻌﺎﻗ ﺪوا ﻋﻠ ﻰ اﻟﻘ ﻴﺎم ﻓ ﻲ‬

‫‪109‬‬
‫‪Books-sea.com‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬ ‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫رﻗ ﻢ واﺣ ﺪ ‪ ..‬ﻓﻤ ﺎ إن ﺷ ﻐﻞ اﻟﺴ ﻴﺎرة ﺣﺘ ﻰ‬ ‫ﻣﻦ اﻟﺬآﺮﻳﺎت ‪..‬‬
‫ﻗﻔ ﺰت اﻟﺴ ﻴﺎرة إﻟ ﻰ اﻷﻣ ﺎم وﺻ ﻜﺖ رآﺒﺘ ﻲ‬ ‫أﻧ ﺎ ﺧ ﺮﺟﻨﺎ ﻣ ﺮة ﻟﻠﺒ ﺮ ‪ ..‬وآ ﺎن ﻣﻌ ﻨﺎ أﺑ ﻮ ﺧﺎﻟ ﺪ ‪..‬‬
‫ﻃﺎرق ﺑﻴﻦ ﺻﺪاﻣﻲ اﻟﺴﻴﺎرﺗﻴﻦ ‪ ..‬ووﻗﻊ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺻﺪﻳﻖ ﻟﻨﺎ ﻧﻈﺮﻩ ﺿﻌﻴﻒ ﺟﺪًا ‪..‬‬
‫اﻷرض ﻣﺼﺎﺑ ًﺎ ‪..‬‬ ‫آ ﻨﺎ ﻧﺨﺪﻣﻪ ‪ ..‬ﻧﻘﺮب إﻟﻴﻪ اﻟﻤﺎء ‪ ..‬اﻟﺘﻤﺮ ‪ ..‬اﻟﻘﻬﻮة‬
‫وﺻ ﺎﺣﺒﻨﺎ ﻓ ﻲ اﻟﺴ ﻴﺎرة ﻳ ﺮدد ‪ :‬أﺷ ﻐﻞ ﻣ ﺮة‬ ‫‪ ..‬وه ﻮ ﻳ ﺮدد ‪ :‬ﻻ ﺑ ﺪ أن أﺳ ﺎﻋﺪآﻢ ‪ ..‬أرﻳ ﺪ أن‬
‫ﺛﺎﻧﻴﺔ ؟!!‬ ‫أﺷﺘﻐﻞ ﻣﻌﻜﻢ ‪ ..‬آﻠﻔﻮﻧﻲ ﺑﺄي ﻋﻤﻞ ‪..‬‬
‫أﺑﻌ ﺪﻧﺎ اﻟﺴ ﻴﺎرﺗﻴﻦ ‪ ..‬وﺳ ﺎﻋﺪﻧﺎ ﻃ ﺎرق ﻋﻠ ﻰ‬ ‫وﻧﺤﻦ ﻧﻨﻬﺎﻩ ﻋﻦ ذﻟﻚ ‪..‬‬
‫اﻟﻤﺸ ﻲ ‪ ..‬آ ﺎن ﻳﻌ ﺮج وﻳ ﺘﺄﻟﻢ ﻣ ﻦ رآﺒﺘ ﻴﻪ‬ ‫ذﺑﺤﻨﺎ ﺷﺎة ﻣﻌﻨﺎ ‪ ..‬وﻗﻄﻌﻨﺎهﺎ ووﺿﻌﻨﺎهﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﺪر‬
‫ﺑﺸﺪة ‪..‬‬ ‫‪ ..‬ﺗﻤﻬﻴﺪًا ﻟﻄﺒﺨﻬﺎ ‪ ..‬وﻟﻢ ﻧﺸﻌﻞ اﻟﻨﺎر ﺑﻌﺪ ‪..‬‬
‫ﻟﻜ ﻨﻪ أﻋﺠﺒﻨ ﻲ أﻧ ﻪ ﻟ ﻢ ﻳ ﺰد أﻟﻤ ﻪ ﺑﺼ ﺮاخ أو‬ ‫واﻧﺸﻐﻠﻨﺎ ﺑﻨﺼﺐ اﻟﺨﻴﻤﺔ ‪ ..‬وﺗﺮﺗﻴﺐ اﻷﻏﺮاض ‪..‬‬
‫ﺐ ‪ ..‬أو ﺗﻮﺑ ﻴﺦ ‪ ..‬ﺑ ﻞ اﺑﺘﺴ ﻢ وأﻇﻬ ﺮ‬ ‫ﺳ ّ‬ ‫ﺗﺤ ﺮآﺖ اﻟﺸ ﻬﺎﻣﺔ ﻓ ﻲ أﺑ ﻲ ﺧﺎﻟ ﺪ – وﻳ ﺎ ﻟﻴ ﺘﻬﺎ ﻟ ﻢ‬
‫اﻟﺮﺿﻰ ‪..‬‬ ‫ﺗﻔﻌ ﻞ ‪ -‬ﻓﻘ ﺎم وﺗ ﻮﺟﻪ إﻟ ﻰ اﻟﻘ ﺪر ‪ ..‬ﻓ ﺮأى اﻟﻠﺤﻢ ‪..‬‬
‫وﻣ ﺎ ﻓﺎﺋ ﺪة اﻟﺼ ﺮاخ ؟ واﻷﻣ ﺮ ﻗ ﺪ اﻧﺘﻬ ﻰ ‪..‬‬ ‫ﻓ ﺄدرك أن أول ﺷ ﻲء ﺳ ﻨﻔﻌﻠﻪ هﻮ أن ﻧﺼﺐ اﻟﻤﺎء‬
‫وﺻﺎﺣﺒﻨﺎ أدرك ﺧﻄﺄﻩ ‪..‬‬ ‫ﻋﻠ ﻰ اﻟﻠﺤ ﻢ ‪ ..‬ﻓ ﺘﻮﺟﻪ إﻟ ﻰ اﻷﻏ ﺮاض ﻓﻲ اﻟﺴﻴﺎرة‬
‫إذا أردت أن ﺗﺴﺘﻤﺘﻊ ﺑﺤﻴﺎﺗﻚ ‪ ..‬ﻓﺎﻋﻤﻞ ﺑﻬﺬﻩ‬ ‫‪ ..‬وﺟﻌ ﻞ ﻳ ﺘﻠﻤﺲ اﻷﻏ ﺮاض ‪ ..‬ﻣ ﻮﻟﺪ آﻬ ﺮﺑﺎء ‪..‬‬
‫اﻟﻘﺎﻋﺪة ‪:‬‬ ‫أﺳﻼك ‪ ..‬ﻣﺼﺎﺑﻴﺢ ‪ ..‬أرﺑﻊ ﻣﻄﺎرات ﺑﻼﺳﺘﻴﻚ ﻓﻴﻬﺎ‬
‫ﻻ ﺗﻬﺘﻢ ﺑﺼﻐﺎﺋﺮ اﻷﻣﻮر ‪..‬‬ ‫ﻣﺎء ‪ ..‬وﺑﻨﺰﻳﻦ ‪ ..‬وأﻏﺮاض أﺧﺮى ‪..‬‬
‫ﻧﺤﻦ أﺣﻴﺎﻧ ًﺎ ﻧﻌﺬب أﻧﻔﺴﻨﺎ ‪ ..‬وﻧﺠﻠﺪهﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﺎﻟﺘﻘﻂ أﻗﺮب ﻣﻄﺎرة إﻟﻴﻪ ‪ ..‬وأﻗﺒﻞ ﺑﻬﺎ ﻣﺒﺘﻬﺠ ًﺎ إﻟﻰ‬
‫وﻧﻀﻴﻖ وﻧﺘﺄﻟﻢ ‪ ..‬واﻷﻟﻢ ﻻ ﻳﺤﻞ اﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ‪..‬‬ ‫اﻟﻘﺪر ‪ ..‬وأﻓﺮغ ﻧﺼﻔﻬﺎ ﻓﻴﻪ ‪..‬‬
‫اﻓ ﺮض أﻧ ﻚ دﺧﻠ ﺖ إﻟ ﻰ ﺣﻔ ﻞ ﻋ ﺮس ‪ ..‬وﻗ ﺪ‬ ‫ﻟﻤﺤﻪ أﺣﺪﻧﺎ ‪ ..‬ﻓﺼﺮخ ﺑﻪ ‪ ..‬ﻻ ‪ ..‬ﻻ ‪ ..‬أﺑﻮ ﺧﺎﻟﺪ ‪..‬‬
‫ﻟﺒﺴ ﺖ ﺛ ﻮﺑ ًﺎ ﺣﺴ ﻨ ًﺎ ‪ ..‬ووﺿ ﻌﺖ ﻓ ﻮق رأﺳ ﻚ‬ ‫وهﻮ ﻳﺮدد ‪ :‬ﺧﻠﻮﻧﻲ أﺷﺘﻐﻞ ‪ ..‬ﺧﻠﻮﻧﻲ ‪..‬‬
‫ﻏﺘ ﺮة وﻋﻘ ﺎ ًﻻ ‪ ..‬ﺣﺘ ﻰ ﺻ ﺮت أﺟﻤ ﻞ ﻣ ﻦ‬ ‫ﻓﺴ ﺤﺒﻨﺎ اﻟﻤﻄﺎرة ﻣﻨﻪ ﻓﻮرًا ‪ ..‬وﻏﺮﻗﻨﺎ ﻓﻲ اﻟﻀﺤﻚ‬
‫اﻟﻌﺮﻳﺲ !!‬ ‫اﻟﺬي ﻳﻐﺎﻟﺒﻪ اﻟﺒﻜﺎء ‪..‬‬
‫وﺑﺪأت ﺗﺼﺎﻓﺢ اﻟﻨﺎس واﺣﺪًا واﺣﺪًا ‪ ..‬وﻓﺠﺄة‬ ‫ﻷﻧ ﻨﺎ اآﺘﺸ ﻔﻨﺎ أﻧﻬ ﺎ ﻣﻄ ﺎرة اﻟﺒﻨ ﺰﻳﻦ ‪ ..‬وﻟﻴﺴ ﺖ‬
‫أﻗ ﺒﻞ ﻃﻔ ﻞ ﻣ ﻦ وراﺋ ﻚ ‪ ..‬وﺗﻌﻠ ﻖ ﺑﻄ ﺮف‬ ‫ﻣﻄﺎرة اﻟﻤﺎء ‪!!..‬‬
‫ﻏﺘ ﺮﺗﻚ ‪ ..‬وﺳ ﺤﺒﻬﺎ ﻓﺴ ﻘﻄﺖ اﻟﻐﺘﺮة واﻟﻌﻘﺎل‬ ‫وﺗﻐﺪﻳﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺧﺒﺰ وﺷﺎي ‪..‬‬
‫‪ ..‬واﻟﻄﺎﻗﻴﺔ ‪ ..‬وﺻﺎر ﺷﻜﻠﻚ ﻣﻀﺤﻜ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﻟﻢ ﺗﻔﺴﺪ اﻟﺮﺣﻠﺔ ‪ ..‬ﺑﻞ آﺎﻧﺖ ﻣﻦ أﻣﺘﻊ اﻟﺮﺣﻼت ‪..‬‬
‫آﻴﻒ ﺗﺘﺼﺮف؟‬ ‫وﻟﻤﺎذا ﻧﻌﺬب أﻧﻔﺴﻨﺎ ﺑﺄﻣﺮ ﻗﺪ اﻧﺘﻬﻰ ‪..‬‬
‫آﺜﻴ ﺮ ﻣ ﻨﺎ ﻳ ﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣ ﻊ هﺬﻩ اﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﺑﺄﺳﻠﻮب‬ ‫وأذآﺮ أﻳﻀ ًﺎ ‪:‬‬
‫ﻼ ﻟﻬﺎ ‪..‬‬ ‫هﻮ ﻟﻴﺲ ﺣ ً‬ ‫ﻟﻤ ﺎ آ ﻨﺖ ﻓ ﻲ اﻟ ﺜﺎﻧﻮﻳﺔ ﺧ ﺮﺟﺖ ﻣ ﻊ ﺑﻌ ﺾ اﻟﺰﻣﻼء‬
‫ﻳ ﺮآﺾ وراء اﻟﺼ ﻐﻴﺮ ‪ ..‬ﻳﺼﺮخ ‪ ..‬ﻳﺴﺐ ‪..‬‬ ‫ﻓﻲ رﺣﻠﺔ ‪ ..‬ﺗﻌﻄﻠﺖ ﺑﻄﺎرﻳﺔ إﺣﺪى اﻟﺴﻴﺎرات ‪..‬‬
‫ﻳﻠﻌﻦ ‪..‬‬ ‫أﻗﺒﻠ ﻨﺎ ﺑﺴ ﻴﺎرة أﺧ ﺮى وأوﻗﻔﺎﻧﺎه ﺎ أﻣﺎﻣﻬ ﺎ ﻟﻨﻮﺻ ﻞ‬
‫واﻟﻨﺘ ﻴﺠﺔ ‪ :‬أﻧ ﻪ ﺣﻘ ﻖ ﻣ ﺎ آ ﺎن ﻳ ﺮﻳﺪﻩ اﻟﻄﻔ ﻞ‬ ‫ﺑﺒﻄﺎرﻳﺘﻬﺎ اﻟﺒﻄﺎرﻳﺔ اﻟﻤﺘﻌﻄﻠﺔ ‪..‬‬
‫ﻣ ﻦ ﺟ ﺬب اﻧﺘ ﺒﺎﻩ ‪ ..‬وﺿ ﺠﺔ ‪ ..‬وأﺿ ﺤﻚ‬ ‫أﻗ ﺒﻞ ﻃ ﺎرق ووﻗ ﻒ ﺑ ﻴﻦ اﻟﺴ ﻴﺎرﺗﻴﻦ ‪ ..‬وﺷ ﺒﻚ‬
‫اﻟﻨﺎس ﻋﻠﻴﻪ ‪..‬‬ ‫اﻷﺳ ﻼك ﻓ ﻲ ﺑﻄﺎرﻳ ﺔ اﻟﺴﻴﺎرة اﻷوﻟﻰ ‪ ..‬ﺛﻢ ﺷﺒﻜﻬﺎ‬
‫ورﺑﻤ ﺎ ﺻ ﻮرﻩ ﺑﻌﻀ ﻬﻢ وﺻ ﺎر ﺑﻠﻮﺗ ﻮﺛ ًﺎ‬ ‫ﻓﻲ اﻟﺒﻄﺎرﻳﺔ اﻟﻤﺘﻌﻄﻠﺔ ‪ ..‬ﺛﻢ أﺷﺎر ﻷﺣﺪ اﻟﺸﺒﺎب ‪..‬‬
‫ﻳﺘﻨﺎﻗﻠﻮﻧﻪ ‪!!..‬‬ ‫ﺷﻐﻞ اﻟﺴﻴﺎرة ‪..‬‬
‫أﻧ ﺖ ه ﻨﺎ – ﺣﻘ ﻴﻘﺔ – ﻻ ﺗﻌ ﺬب اﻟﻄﻔ ﻞ إﻧﻤ ﺎ‬ ‫رآﺐ ﺻﺎﺣﺒﻨﺎ ‪ ..‬وآﺎن ﻧﺎﻗﻞ اﻟﺤﺮآﺔ ) اﻟﻘﻴﺮ ( ﻋﻠﻰ‬

‫‪110‬‬
‫‪Books-sea.com‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﻳﻮم ﻋﺎد ‪ ε‬إﻟﻰ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ‪ ..‬وﻗﺪ ﻧﻘﺺ ﺳﺒﻌﻮن‬
‫ﻣ ﻦ أﺻ ﺤﺎﺑﻪ ‪ ..‬ﻓ ﺮأى اﻟﻨﺴ ﺎء اﻷراﻣ ﻞ‬
‫واﻷﻃﻔ ﺎل اﻟﻴﺘﺎﻣ ﻰ ‪ ..‬ﻳﺒﺤ ﺜﻮن ﻋ ﻦ أﺣ ﺒﺎﺑﻬﻢ‬
‫وﺁﺑﺎﺋﻬﻢ ‪..‬‬
‫ﻼ ‪ ..‬آﺎن ذﻟﻚ اﻟﻴﻮم ﻗﺎﺳﻴ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﻌ ً‬
‫آﺎﻧﺖ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺗﻨﺘﻈﺮ اﻟﺠﻮاب ‪ ..‬ﻓﻘﺎل ‪: ε‬‬
‫ﻣﺎ ﻟﻘﻴﺖ ﻣﻦ ﻗﻮﻣﻚ آﺎن أﺷﺪ ﻣﻨﻪ ‪..‬‬
‫ﻳﻮم اﻟﻌﻘﺒﺔ ‪ ..‬إذ ﻋﺮﺿﺖ ﻧﻔﺴﻲ ‪..‬‬
‫ﺛﻢ ذآﺮ ﻟﻬﺎ ﻗﺼﺔ اﺳﺘﻨﺼﺎرﻩ ﺑﺄهﻞ اﻟﻄﺎﺋﻒ ‪..‬‬
‫وﺗﻜﺬﻳ ﺒﻬﻢ ﻟ ﻪ ‪ ..‬ورﻣ ﻲ ﺳ ﻔﻬﺎﺋﻬﻢ ﻟ ﻪ‬
‫ﺑﺎﻟﺤﺠﺎرة ﺣﺘﻰ أدﻣﻮا ﻗﺪﻣﻴﻪ ‪.. (63) ..‬‬
‫وﻣﻊ وﺟﻮد هﺬﻩ اﻵﻻم ﻓﻲ ﺗﺎرﻳﺦ ﺣﻴﺎﺗﻪ ‪.. ε‬‬
‫إﻻ أﻧ ﻪ آ ﺎن ﻻ ﻳﺴ ﻤﺢ ﻟﻬ ﺎ أن ﺗ ﻨﻐﺺ ﻋﻠ ﻴﻪ‬
‫اﺳﺘﻤﺘﺎﻋﻪ ﺑﺎﻟﺤﻴﺎة ‪..‬‬
‫ﻻ ﺗﺴ ﺘﺤﻖ اﻻﻟ ﺘﻔﺎت إﻟ ﻴﻬﺎ ‪ ..‬وﻗ ﺪ ﻣﻀ ﺖ‬
‫ﺁﻻﻣﻬﺎ وﺑﻘﻴﺖ ﺣﺴﻨﺎﺗﻬﺎ ‪..‬‬
‫إذن ﻻ ﺗﻘﺘﻞ ﻧﻔﺴﻚ ﺑﺎﻟﻬ ّﻢ ‪..‬‬
‫وآﺬﻟﻚ ﻻ ﺗﻘﺘﻞ اﻟﻨﺎس ﺑﺎﻟﻬﻢ واﻟﻠﻮم ‪..‬‬
‫ﻧﺤ ﻦ أﺣ ﻴﺎﻧ ًﺎ ﻧ ﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣ ﻊ ﺑﻌ ﺾ اﻟﻤﺸ ﺎآﻞ‬
‫ﻼ ﻟﻬﺎ ‪..‬‬
‫ﺑﺄﺳﺎﻟﻴﺐ هﻲ ﻓﻲ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﺣ ً‬
‫آﺎن اﻷﺣﻨﻒ ﺑﻦ ﻗﻴﺲ ﺳﻴﺪ ﺑﻨﻲ ﺗﻤﻴﻢ ‪..‬‬
‫ﻟ ﻢ ﻳﻜ ﻦ ﺳ ﺎد ﻗ ﻮﻣﻪ ﺑﻘ ﻮة ﺟﺴ ﺪ ‪ ..‬وﻻ آﺜ ﺮة‬
‫ﻣﺎل ‪ ..‬وﻻ ارﺗﻔﺎع ﻧﺴﺐ ‪..‬‬
‫وإﻧﻤﺎ ﺳﺎدهﻢ ﺑﺎﻟﺤﻠﻢ واﻟﻌﻘﻞ ‪..‬‬
‫ﺣﻘﺪ ﻋﻠﻴﻪ ﻗﻮم ‪..‬‬
‫ﻓﺄﻗﺒﻠﻮا إﻟﻰ ﺳﻔﻴﻪ ﻣﻦ ﺳﻔﻬﺎﺋﻬﻢ وﻗﺎﻟﻮا ﻟﻪ ‪:‬‬
‫هﺬﻩ أﻟﻒ درهﻢ ﻋﻠﻰ أن ﺗﺬهﺐ إﻟﻰ ﺳﻴﺪ ﺑﻨﻲ‬
‫ﺗﻤ ﻴﻢ ‪ ..‬اﻷﺣ ﻨﻒ ﺑ ﻦ ﻗ ﻴﺲ ‪ ..‬ﻓ ﺘﻠﻄﻤﻪ ﻋﻠ ﻰ‬
‫وﺟﻬﻪ ‪..‬‬
‫ﻣﻀ ﻰ اﻟﺴ ﻔﻴﻪ ‪ ..‬ﻓ ﺈذا اﻷﺣ ﻨﻒ ﺟ ﺎﻟﺲ ﻣ ﻊ‬
‫رﺟ ﺎل ‪ ..‬ﻣﺤﺘﺒ ﻴ ًﺎ ﺑﻜ ﻞ رزاﻧ ﺔ ‪ ..‬ﻗ ﺪ ﺿ ﻢ‬
‫رآﺒﺘﻴﻪ إﻟﻰ ﺻﺪرﻩ ‪ ..‬وﺟﻌﻞ ﻳﺤﺪث ﻗﻮﻣﻪ ‪..‬‬
‫اﻗﺘ ﺮب اﻟﺴ ﻔﻴﻪ ﻣ ﻨﻪ ‪ ..‬ودﻧ ﺎ ‪ ..‬ودﻧ ﺎ ‪ ..‬ﻓﻠﻤﺎ‬
‫وﻗ ﻒ ﻋ ﻨﺪﻩ ‪ ..‬ﻣ ﱠﺪ اﻷﺣ ﻨﻒ إﻟ ﻴﻪ رأﺳ ﻪ ﻇﺎﻧ ًﺎ‬
‫أﻧﻪ ﺳﻴﺴ ّﺮ إﻟﻴﻪ ﺑﺸﻲء ‪..‬‬
‫ﻓ ﺈذا ﺑﺎﻟﺴ ﻔﻴﻪ ﻳ ﺮﻓﻊ ﻳ ﺪﻩ وﻳﻠﻄﻢ اﻷﺣﻨﻒ ﻋﻠﻰ‬
‫‪.‬‬ ‫ﺗﻘﺪﻣﺖ اﻟﻘﺼﺔ آﺎﻣﻠﺔ ص‬
‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ﺗﻌﺬب ﻧﻔﺴﻚ ‪..‬‬
‫أو اﻓﺮض أﻧﻚ ‪..‬‬
‫ﻟﺒﺴﺖ ﺛﻮﺑ ًﺎ ﺟﺪﻳﺪًا ‪ ..‬رﺑﻤﺎ ﻟﻢ ﺗﺴﺪد ﻗﻴﻤﺘﻪ ﺑﻌﺪ ‪..‬‬
‫وذهﺒﺖ إﻟﻰ ﺷﺮآﺔ ﻟﺘﻘﺪم ﻋﻠﻰ وﻇﻴﻔﺔ ‪..‬‬
‫ﻣ ﺮرت ﺑﺄﺣ ﺪ اﻷﺑﻮاب آﺎن ﻣﺪهﻮﻧ ًﺎ ﺑﺎﻟﻄﻼء ﻟﻠﺘ ّﻮ ‪..‬‬
‫وﺑﺠﺎﻧﺒﻪ ﻟﻮﺣﺔ ﺗﺤﺬﻳﺮﻳﺔ ﻟﻢ ﺗﻨﺘﺒﻪ ﻟﻬﺎ ‪..‬‬
‫وﻓﺠ ﺄة ﻣﺴ ﺤﺖ ﻧﺼ ﻒ اﻟﻄ ﻼء ﺑ ﺜﻮﺑﻚ ‪ ..‬وﻃﻔ ﻖ‬
‫ﻋﺎﻣﻞ اﻟﻄﻼء ﻳﺼﺮخ ﺑﻚ ﺳﺎﺑ ًﺎ ﻏﻀﺒﺎﺑ ًﺎ ‪..‬‬
‫آﻴﻒ ﺗﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ هﺬﻩ اﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ؟‬
‫ﻧﺤ ﻦ ﻓ ﻲ آﺜﻴ ﺮ ﻣ ﻦ اﻷﺣ ﻴﺎن أﻳﻀ ًﺎ ﻧ ﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻬ ﺎ‬
‫ﻼ ﻟﻬﺎ ‪..‬‬
‫ﺑﺄﺳﻠﻮب ﻟﻴﺲ ﺣ ً‬
‫ﺐ اﻟﻌﺎﻣﻞ ‪ِ ..‬ﻟ َﻢ ﻟﻢ ﺗﻀﻊ ﻟﻮﺣﺔ واﺿﺤﺔ‬ ‫ﻧﺜﻮر ‪ ..‬ﻧﺴ ﱡ‬
‫‪ ..‬ﻓﻴ ﺮد ﻋﻠ ﻴﻚ ﺑﻐﻀ ﺐ ‪ ..‬وﻗ ﺪ ﺗﻜ ﻮن اﻟﻨﺘ ﻴﺠﺔ أن‬
‫ﺗ ﺘﻠﻄﺦ ﺑﺘ ﺮاب اﻷرض أآﺜ ﺮ ﻣﻤ ﺎ ﺗﻠﻄﺨ ﺖ ﺑﻄ ﻼء‬
‫اﻟﺒﺎب !!‬
‫ﻋﻠ ﻰ رﺳ ﻠﻚ ‪ ..‬ﺗ ﺪري أﻧ ﺖ اﻵن ﻣﺎذا ﺗﻔﻌﻞ ؟! إﻧﻚ‬
‫ﺗﻌﺬب ﻧﻔﺴﻚ ‪ ..‬ﺗﺠﻠﺪ ذاﺗﻚ ‪..‬‬
‫وﻗ ﻞ ﻣ ﺜﻞ ذﻟ ﻚ ﻟ ﻮ ﺗ ﺰﻳﻨﺖ وذهﺒﺖ ﺧﺎﻃﺒ ًﺎ ‪ ..‬ﻓﻤﺮت‬
‫ﺑﻚ ﺳﻴﺎرة وأﻧﺖ ﺧﺎرج ﻣﻦ اﻟﺒﻴﺖ ‪ ..‬ورﺷﺖ ﻋﻠﻴﻚ‬
‫ﻣ ﻦ ﻣ ﺎء آﺎن ﻣﺠﺘﻤﻌ ًﺎ ﻋﻠﻰ اﻷرض ‪ ..‬هﻞ ﺳﺘﻌﺬب‬
‫ﻧﻔﺴﻚ ﻓﺘﺼﺮخ وﺗﺰﻋﻖ ﺑﺎﻟﺴﻴﺎرة ورآﺎﺑﻬﺎ ‪ ..‬وهﻲ‬
‫ﻗﺪ وﻟﱠﺘﻚ ﻇﻬﺮهﺎ ‪..‬‬
‫وآﺬﻟﻚ ‪..‬‬
‫ﻻ داﻋﻲ ﻟﻨﺘﺬآﺮ داﺋﻤ ًﺎ اﻵﻻم اﻟﺘﻲ ﻣﺴﺘﻨﺎ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ‬
‫‪..‬‬
‫ﻣﺤﻤﺪ ‪ ε‬ﻣﺮت ﺑﻪ ﻟﺤﻈﺎت ﺣﺰﻳﻨﺔ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ ‪..‬‬
‫ﺣﺘ ﻰ ﺟﻠ ﺲ ﻳ ﻮﻣ ًﺎ ﻣ ﻊ زوﺟ ﻪ اﻟﺤﻨﻮن ﻋﺎﺋﺸﺔ ‪.. τ‬‬
‫ﻓﻲ ﻟﺤﻈﺔ ﺳﺎآﻨﺔ ‪ ..‬ﻓﺴﺄﻟﺘﻪ ‪:‬‬
‫هﻞ أﺗﻰ ﻋﻠﻴﻚ ﻳﻮم أﺷﺪ ﻋﻠﻴﻚ ﻣﻦ ﻳﻮم أﺣﺪ ؟‬
‫ﻣﺮﱠت ﺗﻠﻚ اﻟﻤﻌﺮآﺔ ﻓﻲ ذاآﺮة اﻟﻨﺒﻲ ‪.. ε‬‬
‫ﺁﺁﺁﻩ ‪ ..‬ﻣﺎ أﻗﺴﻰ ذﻟﻚ اﻟﻴﻮم ‪ ..‬ﻳﻮم ﻗُﺘﻞ ﻋﻤﻪ ﺣﻤﺰة‬
‫وهﻮ ﻣﻦ أﺣﺐ اﻟﻨﺎس إﻟﻴﻪ ‪..‬‬
‫ﻳ ﻮم وﻗﻒ ﻳﻨﻈﺮ إﻟﻰ ﻋﻤﻪ وﻗﺮة ﻋﻴﻨﻪ ‪ ..‬وﻗﺪ ﺟُﺪع‬
‫ﺷ ﻖﱠ ﺑﻄ ﻨﻪ ‪ ..‬و ُﻣ ﺰﱢق‬‫أﻧﻔ ﻪ ‪ ..‬وﻗﻄﻌ ﺖ أذﻧ ﺎﻩ ‪ ..‬و ُ‬
‫ﺟﺴﺪﻩ ‪..‬‬
‫ﻳ ﻮم آﺴ ﺮت أﺳﻨﺎﻧﻪ ‪ .. ε‬وﺟُﺮح وﺟﻬﻪ ‪ ..‬وﺳﺎﻟﺖ‬
‫ﻣﻨﻪ اﻟﺪﻣﺎء ‪..‬‬
‫ﻳﻮم ﻗﺘﻞ أﺻﺤﺎﺑﻪ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ ‪..‬‬
‫) ‪( 63‬‬
‫‪111‬‬
‫‪Books-sea.com‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬ ‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫اﻟﻌﻤ ﻞ آﺜﻴﻴﻴ ﺮ ‪ ..‬أوووﻩ إﻟﻰ ﻣﺘﻰ ﻣﺎ ﻳﺰﻳﺪون‬ ‫وﺟﻬﻪ ﻟﻄﻤﺔ آﺎدت ﺗﻤﺰق ﺧﺪﻩ !!‬
‫رواﺗﺒ ﻨﺎ " ‪ ..‬وﻳ ﺪﺧﻞ ﻋﺎﺑﺴ ًﺎ ‪ ..‬وﻳﺨ ﺮج‬ ‫ﻧﻈ ﺮ اﻷﺣ ﻨﻒ إﻟﻴﻪ ‪ ..‬وﻟﻢ ﻳﺤ ّﻞ ﺣﺒﻮﺗﻪ ‪ ..‬وﻗﺎل ﺑﻜﻞ‬
‫ﺳﺎﺧﻄ ًﺎ ‪..‬‬ ‫هﺪوووء ‪:‬‬
‫ورﺑﻤ ﺎ أآﺜ ﺮ اﻟﺘﺸ ﻜﻲ ﻣ ﻦ ﺁﻻم ﺑﺪﻧ ﻪ ‪ ..‬أو‬ ‫ﻟﻤﺎذا ﻟﻄﻤﺘﻨﻲ ؟!!‬
‫إﻋﺎﻗﺔ وﻟﺪﻩ ‪..‬‬ ‫ﻗ ﺎل ‪ :‬ﻗ ﻮم أﻋﻄﻮﻧﻲ أﻟﻒ درهﻢ ﻋﻠﻰ أن أﻟﻄﻢ ﺳﻴﺪ‬
‫ﻻ ﺑﺪ أن ﻧﻘﺘﻨﻊ ﺟﻤﻴﻌ ًﺎ أﻧﻨﺎ ﺗﻮاﺟﻬﻨﺎ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ‬ ‫ﺑﻨﻲ ﺗﻤﻴﻢ ‪..‬‬
‫ﻣﺸ ﺎآﻞ ﻟ ﻴﺲ ﻟﻬ ﺎ ﺣ ﻞ ‪ ..‬ﻓ ﻼ ﺑ ﺪ أن ﻧ ﺘﻌﺎﻣﻞ‬ ‫ﻓﻘﺎل اﻷﺣﻨﻒ ‪ ..‬ﺁﺁﺁﻩ ‪ ..‬ﻣﺎ ﺻﻨﻌﺖ ﺷﻴﺌ ًﺎ ‪..‬‬
‫ﻣﻌﻬﺎ ﺑﺄرﻳﺤﻴﺔ ‪..‬‬ ‫ﻟﺴﺖ ﺳﻴﺪ ﺑﻨﻲ ﺗﻤﻴﻢ ‪!..‬‬
‫ﻗﺎل ‪ :‬اﻟﺴﻤﺎء آﺌﻴﺒﺔ وﺗﺠﻬﻤﺎ ***‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻋﺠﺒ ًﺎ !! ﻓﺄﻳﻦ ﺳﻴﺪ ﺑﻨﻲ ﺗﻤﻴﻢ ‪..‬‬
‫ﻗﻠﺖ ‪ :‬اﺑﺘﺴﻢ ‪ ،‬ﻳﻜﻔﻲ اﻟﺘﺠﻬﻢ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎ!‬ ‫ﻗ ﺎل ‪ :‬ه ﻞ ﺗ ﺮى ذاك اﻟ ﺮﺟﻞ اﻟﺠ ﺎﻟﺲ وﺣ ﺪﻩ ‪..‬‬
‫ﻗﺎل ‪ :‬اﻟﺼﺒﺎ وﻟﻰ ! ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻪ ‪ :‬اﺑﺘﺴﻢ ***‬ ‫وﺳﻴﻔﻪ ﺑﺠﺎﻧﺒﻪ ؟‬
‫ﻟﻦ ﻳﺮﺟﻊ اﻷﺳﻒ اﻟﺼﺒﺎ اﻟﻤﺘﺼﺮﻣﺎ‬ ‫وأﺷ ﺎر إﻟ ﻰ رﺟ ﻞ اﺳ ﻤﻪ ﺣﺎرﺛﺔ ﺑﻦ ﻗﺪاﻣﺔ ‪ ..‬اﻣﺘﻸ‬
‫ﻗﺎل ‪ :‬اﻟﺘﻲ آﺎﻧﺖ ﺳﻤﺎﺋﻲ ﻓﻲ اﻟﻬﻮى ***‬ ‫ﻏﻀ ﺒ ًﺎ وﻏ ﻴﻈ ًﺎ ‪ ..‬ﻟﻮ ُﻗﺴﱢﻢ ﻏﻀﺒﻪ ﻋﻠﻰ أﻣ ٍﺔ ﻟﻜﻔﺎهﻢ‬
‫ﺻﺎرت ﻟﻨﻔﺴﻲ ﻓﻲ اﻟﻐﺮام ﺟﻬﻨﻤﺎ‬ ‫‪..‬‬
‫ﺧﺎﻧﺖ ﻋﻬﻮدي ﺑﻌﺪﻣﺎ ﻣﻠﻜﺘﻬﺎ ***‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻧﻌﻢ أراﻩ ‪ ..‬اﻟﺠﺎﻟﺲ هﻨﺎك ‪..‬‬
‫ﻗﻠﺒﻲ ﻓﻜﻴﻒ أﻃﻴﻖ أن أﺗﺒﺴﻤﺎ‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻓﺎذهﺐ واﻟﻄﻤﻪ ﻟﻄﻤﺔ ‪ ..‬ﻓﺬاك ﺳﻴﺪ ﺑﻨﻲ ﺗﻤﻴﻢ‬
‫ﻗﻠﺖ ‪ :‬اﺑﺘﺴﻢ واﻃﺮب ﻓﻠﻮ ﻗﺎرﻧﺘﻬﺎ ***‬ ‫‪..‬‬
‫ﻗﻀﻴﺖ ﻋﻤﺮك آﻠﻪ ﻣﺘﺄﻟﻤﺎ‬ ‫ﻣﻀ ﻰ اﻟ ﺮﺟﻞ إﻟ ﻴﻪ ‪ :‬واﻗﺘ ﺮب ﻣ ﻦ ﺣﺎرﺛ ﺔ ‪ ..‬ﻓ ﺈذا‬
‫ﻗﺎل ‪ :‬اﻟﻌﺪى ﺣﻮﻟﻲ ﻋﻠﺖ ﺻﻴﺤﺎﺗﻬﻢ ***‬ ‫ﻋﻴﻨﺎ ﺣﺎرﺛﺔ ﺗﻠﺘﻤﻊ ﺷﺮرًا ‪..‬‬
‫ﺳ ﱡﺮ واﻷﻋﺪاء ﺣﻮﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﺤﻤﻰ‬ ‫َأُأ َ‬ ‫وﻗ ﻒ اﻟﺴ ﻔﻴﻪ ﻋﻠ ﻴﻪ ‪ ..‬ورﻓ ﻊ ﻳ ﺪﻩ وﻟﻄﻤ ﻪ ﻋﻠ ﻰ‬
‫ﻗﻠﺖ ‪ :‬اﺑﺘﺴﻢ ‪ ،‬ﻟﻢ ﻳﻄﻠﺒﻮك ﺑﺬﻣﻬﻢ ***‬ ‫وﺟﻬ ﻪ ‪ ..‬ﻓﻤ ﺎ آ ﺎدت ﻳ ﺪﻩ ﺗﻔ ﺎرق ﺧ ﺪﻩ ﺣﺘ ﻰ اﻟ ﺘﻘﻂ‬
‫ﻟﻮ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻣﻨﻬﻢ أﺟ ﱠﻞ وأﻋﻈﻤﺎ!‬ ‫ﺣﺎرﺛﺔ ﺳﻴﻔﻪ ‪ ..‬وﻗﻄﻊ ﻳﺪﻩ ‪!!..‬‬
‫ﻗﺎل ‪ :‬اﻟﻠﻴﺎﻟﻲ ﺟﺮﻋﺘﻨﻲ ﻋﻠﻘﻤًﺎ ***‬ ‫وﻗ ﺪﻳﻤ ًﺎ ﻗ ﻴﻞ ‪ :‬اﻟﻔﺎﺋ ﺰ هﻮ اﻟﺬي ﻳﻀﺤﻚ ﻓﻲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ‬
‫ﻗﻠﺖ ‪ :‬اﺑﺘﺴﻢ وﻟﺌﻦ ﺟﺮﻋﺖ اﻟﻌﻠﻘﻤﺎ‬ ‫!!‬
‫ﻓﻠﻌﻞ ﻏﻴﺮك إن رﺁك ُﻣ َﺮﻧﱢـﻤًﺎ ***‬
‫ﻃﺮح اﻟﻜﺂﺑﺔ ﺧﻠﻔﻪ وﺗﺮﻧﻤﺎ‬ ‫ﻗﻨﺎﻋﺔ ‪..‬‬
‫أﺗﺮاك ﺗﻐﻨﻢ ﺑﺎﻟﺘﺮﻧﻢ درهﻤ ًﺎ ***‬ ‫ﻼ ﻟﻬﺎ ‪..‬‬
‫اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﺑﺄﺳﺎﻟﻴﺐ ﻟﻴﺴﺖ ﺣ ً‬
‫أم أﻧﺖ ﺗﺨﺴﺮ ﺑﺎﻟﺒﺸﺎﺷﺔ ﻣﻐﻨﻤًﺎ‬ ‫ﻳﻌﺬﺑﻚ ‪ ..‬وﻻ ﻳﺤﻞ اﻟﻤﺸﻜﻠﺔ !!‬
‫ﻓﺎﺿﺤﻚ ﻓﺈن اﻟﺸﻬﺐ ﺗﻀﺤﻚ واﻟﺪﺟﻰ ***‬
‫ﻣﺘﻼﻃﻢ وﻟﺬا ﻧﺤﺐ اﻷﻧﺠﻤﺎ )‪.. (64‬‬ ‫‪ 46.‬ﻣﺸﺎآﻞ ﻟﻴﺲ ﻟﻬﺎ ﺣﻞ ‪..‬‬
‫ﻧﻌﻢ اﺳﺘﻤﺘﻊ ﺑﺤﻴﺎﺗﻚ ‪..‬‬ ‫آﻢ ﺗﺮى ﻣﻦ اﻟﻨﺎس ﻏﺎﺿﺒ ًﺎ وهﻮ ﻳﻘﻮد ﺳﻴﺎرﺗﻪ ‪..‬‬
‫اﻧﺘ ﺒﻪ أن ﺗﻜ ﻮن ﻇﺮوﻓﻚ ﻣﺆﺛﺮة ﻋﻠﻰ ﺳﻠﻮآﻚ‬ ‫ورﺑﻤ ﺎ ﺿ ﺮب ﺑ ﻴﺪﻳﻪ ﻋﻠ ﻰ ﻣﻘ ﻮدهﺎ ‪ ..‬وردد ‪..‬‬
‫‪ ..‬ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻚ ‪ ..‬أوﻻدك ‪ ..‬زﻣﻼﺋﻚ ‪..‬‬ ‫أوووﻩ داﺋﻤ ًﺎ زﺣﻤﺔ ‪ ..‬زﺣﻤﺔ ‪..‬‬
‫ﻓﻤ ﺎ ذﻧ ﺒﻬﻢ أن ﻳ ﺘﻌﺬﺑﻮا ﺑﺄﻣﻮر ﻟﻴﺲ هﻢ ﻃﺮﻓ ًﺎ‬ ‫أو ﻗ ﺪ ﺗ ﺮاﻩ ﻳﻤﺸ ﻲ ﻓ ﻲ اﻟﻄ ﺮﻳﻖ ‪ ..‬وﻻ ﻳﺤ ﺘﻤﻞ أن‬
‫ﻓﻴﻬﺎ ‪ ..‬وﻻ ﻳﻤﻠﻜﻮن ﺣﻠﻬﺎ ؟‬ ‫ﻳﻜﻠﻤﻪ أﺣﺪ ‪ ..‬ﺑﻞ ﻣﺘﻀﺎﻳﻖ أﺷﺪ اﻟﻀﻴﻖ ‪ ..‬وﻳﺮدد ‪:‬‬
‫ﻻ ﺗﺠﻌﻠﻬ ﻢ إذا رأوك ‪ ..‬أو ذآ ﺮوك ‪ .‬ذآ ﺮوا‬ ‫أوووف ﺣﺮرر ﺷﺪﻳﻴﻴﺪ ‪!!..‬‬
‫ﻼ ﻟ ﻪ ﻓ ﻲ ﻣﻜ ﺘﺐ واﺣ ﺪ ‪ ..‬ﺗﺒﺘﻠ ﻰ‬‫ورﺑﻤ ﺎ آ ﻨﺖ زﻣ ﻴ ً‬
‫‪64‬‬
‫أﺑﻴﺎت ﻹﻳﻠﻴﺎ أﺑﻮ ﻣﺎﺿﻲ ﻣﻦ دﻳﻮاﻧﻪ ص‬ ‫(‬ ‫)‬ ‫ﺑ ﺮؤﻳﺘﻪ آﻞ ﻳﻮم ‪ ..‬وﻳﺸﻐﻠﻚ آﻠﻤﺎ ﺟﻠﺲ ‪ " ..‬ﻳﺎﺧﻲ‬
‫‪656‬‬
‫‪112‬‬
‫‪Books-sea.com‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬ ‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ ..‬ﻟﻢ ُأرْزق ﺑﻐﻴﺮ هﺬا اﻟﻮﻟﺪ ‪ ..‬وﻗﺪ أﺻﺎﺑﻪ ﻣﺎ‬ ‫ﻣﻌﻚ اﻟﻬﻢ واﻟﺤﺰن ‪..‬‬
‫ﺗﺮى ‪..‬‬ ‫ﻟ ﺬا ﻧﻬ ﻰ ‪ ε‬ﻋ ﻦ اﻟﻨ ﻴﺎﺣﺔ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻤﻴﺖ ‪ ..‬واﻟﺼﺮاخ‬
‫ﻗﻠ ﺖ ﻟ ﻪ ‪ :‬ﺳ ﻌﺪ ‪ ..‬ﺑﻜ ﻞ اﺧﺘﺼ ﺎر ‪ ..‬ﻻ ﺗﻘ ﺘﻞ‬ ‫‪ ..‬وﺷﻖ اﻟﺠﻴﺐ ‪ ..‬وﺣﻠﻖ اﻟﺸﻌﺮ ‪ ..‬و ‪..‬‬
‫ﻧﻔﺴﻚ ﺑﺎﻟﻬﻢ ‪ ..‬ﻟﻦ ﻳﺼﻴﺒﻨﺎ إﻻ ﻣﺎ آﺘﺐ اﷲ ﻟﻨﺎ‬ ‫ﻟﻤﺎذا ؟‬
‫‪..‬‬ ‫ﻷن اﻟ ﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣ ﻊ اﻟﻤ ﻮت ﻳﻜ ﻮن ﺑﺘﻐﺴ ﻴﻞ اﻟﻤ ﻴﺖ‬
‫ﺛﻢ ﺧﻔﻔﺖ ﻋﻨﻪ ﻣﺼﺎﺑﻪ وذهﺒﺖ ‪..‬‬ ‫وﺗﻜﻔﻴﻨﻪ واﻟﺼﻼة ﻋﻠﻴﻪ ودﻓﻨﻪ ‪ ..‬واﻟﺪﻋﺎء ﻟﻪ ‪..‬‬
‫ﻧﻌ ﻢ ﻻ ﺗﻘ ﺘﻞ ﻧﻔﺴ ﻚ ﺑ ﺎﻟﻬﻢ ‪ ..‬ﻓ ﺎﻟﻬﻢ ﻻ ﻳﺨﻔﻒ‬ ‫أﻣ ﺎ اﻟﺼ ﺮاخ واﻟﻌ ﻮﻳﻞ ﻓ ﻼ ﻳﻨﻔﻊ ﺷﻴﺌ ًﺎ ‪ ..‬ﺳﻮى أﻧﻪ‬
‫اﻟﻤﺼﻴﺒﺔ ‪..‬‬ ‫ﻳﻘﻠﺐ ﻣﺘﻌﺔ اﻟﺤﻴﺎة إﻟﻰ أﺣﺰان ‪..‬‬
‫أذآ ﺮ أﻧ ﻲ ﻗ ﺒﻞ ﻓﺘ ﺮة ‪ ..‬ذه ﺒﺖ إﻟ ﻰ اﻟﻤﺪﻳ ﻨﺔ‬ ‫ﻣﺸ ﻰ اﻟﻤﻌﺎﻓ ﻰ ﺑ ﻦ ﺳ ﻠﻴﻤﺎن ﻣ ﻊ ﺻ ﺎﺣﺐ ﻟ ﻪ ‪..‬‬
‫اﻟﻨﺒﻮﻳﺔ ‪..‬‬ ‫ﻓﺎﻟ ﺘﻔﺖ إﻟ ﻴﻪ ﺻ ﺎﺣﺒﻪ ﻋﺎﺑﺴ ًﺎ وﻗ ﺎل ‪ :‬ﻣﺎ أﺷﺪ اﻟﺒﺮد‬
‫اﻟﺘﻘ ﻴﺖ ﺑﺨﺎﻟﺪ ‪ ..‬ﻗﺎل ﻟﻲ ‪ :‬ﻣﺎ رأﻳﻚ أن ﻧﺰور‬ ‫اﻟﻴﻮم ؟‬
‫اﻟﺪآﺘﻮر ‪ :‬ﻋﺒﺪ اﷲ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل اﻟﻤﻌﺎﻓﻰ ‪ :‬أﺳﺘﺪﻓﺄت اﻵن ؟‬
‫ﻗﻠﺖ ‪ :‬ﻟﻤﺎذا ‪ ..‬ﻣﺎ اﻟﺨﺒﺮ ؟‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻻ ‪..‬‬
‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻧﻌﺰﻳﻪ ‪..‬‬ ‫ﻗ ﺎل ‪ :‬ﻓﻤ ﺎذا اﺳ ﺘﻔﺪت ﻣ ﻦ اﻟ ﺬم ؟ ﻟ ﻮ ﺳ ﺒّﺤﺖ ﻟﻜﺎن‬
‫ﻗﻠﺖ ‪ :‬ﻧﻌﺰﻳﻪ ؟!!‬ ‫ﺧﻴﺮًا ﻟﻚ ‪..‬‬
‫ﻗ ﺎل ‪ :‬ﻧﻌﻢ ‪ ..‬ذهﺐ وﻟﺪﻩ اﻟﻜﺒﻴﺮ ﺑﺎﻟﻌﺎﺋﻠﺔ آﻠﻬﺎ‬ ‫ﻋﺶ ﺣﻴﺎﺗﻚ ‪..‬‬
‫ﻟﺤﻀ ﻮر ﺣﻔ ﻞ ﻋ ﺮس ﻓ ﻲ ﻣﺪﻳ ﻨﺔ ﻣﺠﺎورة ‪..‬‬ ‫ﻻ ﺗﻨﻘﺐ ﻋﻦ اﻟﻤﺸﻜﻼت ‪ ..‬وﻻ ﺗﺪﻗﻖ ﻓﻲ ﺻﻐﺎﺋﺮ‬
‫وﺑﻘﻲ هﻮ ﻓﻲ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻻرﺗﺒﺎﻃﻪ ﺑﺎﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ‪..‬‬ ‫اﻷﻣﻮر ‪ ..‬وإﻧﻤﺎ اﺳﺘﻤﺘﻊ ﺑﺤﻴﺎﺗﻚ ‪..‬‬
‫وﻓﻲ أﺛﻨﺎء ﻋﻮدﺗﻬﻢ وﻗﻊ ﻟﻬﻢ ﺣﺎدث ﻣﺮوع ‪..‬‬
‫ﻓﻤﺎﺗﻮا ﺟﻤﻴﻌ ًﺎ ‪ ..‬أﺣﺪى ﻋﺸﺮ ﻧﻔﺴ ًﺎ !!‬ ‫‪ 47.‬ﻻ ﺗﻘﺘﻞ ﻧﻔﺴﻚ ﺑﺎﻟﻬﻢ ‪..‬‬
‫ﻼ ﺻ ﺎﻟﺤ ًﺎ ﻗ ﺪ ﺟ ﺎوز‬ ‫آ ﺎن اﻟﺪآ ﺘﻮر رﺟ ً‬ ‫آﺎن أﺣﺪ ﻃﻼﺑﻲ ﻓﻲ اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ‪..‬‬
‫اﻟﺨﻤﺴﻴﻦ ‪ ..‬ﻟﻜﻨﻪ ﻋﻠﻰ آﻞ ﺣﺎل ‪ ..‬ﺑﺸﺮ ‪ ..‬ﻟﻪ‬ ‫ﻼ ‪ ..‬ﺛﻢ ﻟﻘﻴﺘﻪ ﻓﺴﺄﻟﺘﻪ ‪ :‬ﺳﻼﻣﺎت‬ ‫ﻏﺎب أﺳﺒﻮﻋ ًﺎ آﺎﻣ ً‬
‫ﻣﺸﺎﻋﺮ وأﺣﺎﺳﻴﺲ ‪..‬‬ ‫‪ ..‬ﺳﻌﺪ ‪..‬؟‬
‫ﻓ ﻲ ﺻ ﺪرﻩ ﻗﻠ ﺐ ‪ ..‬وﻟ ﻪ ﻋﻴ ﻨﺎن ﺗﺒﻜ ﻴﺎن ‪..‬‬ ‫ﻼ ‪..‬‬
‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻻ ﺷﻲء ‪ ..‬آﻨﺖ ﻣﺸﻐﻮ ًﻻ ﻗﻠﻴ ً‬
‫وﻧﻔﺲ ﺗﻔﺮح وﺗﺤﺰن ‪..‬‬ ‫آﺎن اﻟﺤﺰن واﺿﺤ ًﺎ ﻋﻠﻴﻪ ‪..‬‬
‫ﺗﻠﻘ ﻰ اﻟﺨﺒ ﺮ اﻟﻤﻔ ﺰع ‪ ..‬ﺻ ﻠﻰ ﻋﻠ ﻴﻬﻢ ‪ ..‬ﺛ ﻢ‬ ‫ﻗﻠﺖ ‪ :‬ﻣﺎ اﻟﺨﺒﺮ ؟‬
‫وﺳ ﺪهﻢ ﻓ ﻲ اﻟﺘ ﺮاب ﺑ ﻴﺪﻳﻪ ‪ ..‬إﺣ ﺪى ﻋﺸ ﺮ‬ ‫ﻗ ﺎل ‪ :‬آ ﺎن وﻟ ﺪي ﻣﺮﻳﻀ ًﺎ ‪ ..‬ﻋﻨﺪﻩ ﺗﻠﻴﻒ ﻓﻲ اﻟﻜﺒﺪ‬
‫ﻧﻔﺴ ًﺎ ‪..‬‬ ‫‪ ..‬وأﺻ ﺎﺑﻪ ﻗ ﺒﻞ أﻳ ﺎم ﺗﺴ ﻤﻢ ﻓ ﻲ اﻟ ﺪم ‪ ..‬وﺗﻔﺎﺟ ﺄت‬
‫ﺻ ﺎر ﻳﻄ ﻮف ﻓﻲ ﺑﻴﺘﻪ ﺣﻴﺮان ‪ ..‬ﻳﻤﺮ ﺑﺄﻟﻌﺎب‬ ‫أﻣﺲ أن اﻟﺘﺴﻤﻢ ﺗﺴﻠﻞ إﻟﻰ اﻟﺪﻣﺎغ ‪..‬‬
‫ﻣﺘﻨﺎﺛ ﺮة ‪ ..‬ﻗ ﺪ ﻣﻀﻰ ﻋﻠﻴﻬﺎ أﻳﺎم ﻟﻢ ﺗﺤﺮك ‪..‬‬ ‫ﻗﻠﺖ ‪ :‬ﻻ ﺣﻮل وﻻ ﻗﻮة إﻻ ﺑﺎﷲ ‪ ..‬اﺻﺒﺮ ‪ ..‬وأﺳﺄل‬
‫ﻷن ﺧﻠ ﻮد وﺳ ﺎرة اﻟﻠﺘﺎن آﺎﻧﺘﺎ ﺗﻠﻌﺒﺎن ﺑﻬﺎ ‪..‬‬ ‫اﷲ أن ﻳﺸﻔﻴﻪ ‪..‬‬
‫ﻣﺎﺗﺘﺎ ‪..‬‬ ‫وإن ﻗﻀ ﻰ اﷲ ﻋﻠ ﻴﻪ ﺑﺸ ﻲء ‪ ..‬ﻓﺄﺳ ﺄل اﷲ أن‬
‫ﻳ ﺄوي إﻟ ﻰ ﻓﺮاﺷ ﻪ ‪ ..‬ﻟ ﻢ ﻳ ﺮﺗﺐ ‪ ..‬ﻷن أم‬ ‫ﻳﺠﻌﻠﻪ ﺷﺎﻓﻌ ًﺎ ﻟﻚ ﻳﻮم اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ‪..‬‬
‫ﺻﺎﻟﺢ ‪ ..‬ﻣﺎﺗﺖ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﺷﺎﻓﻊ ؟ ﻳﺎ ﺷﻴﺦ ‪ ..‬اﻟﻮﻟﺪ ﻟﻴﺲ ﺻﻐﻴﺮًا ‪..‬‬
‫ﻳﻤ ﺮ ﺑﺪراﺟﺔ ﻳﺎﺳﺮ ‪ ..‬ﻟﻢ ﺗﺘﺤﺮك ‪ ..‬ﻷن اﻟﺬي‬ ‫ﻗﻠﺖ ‪ :‬آﻢ ﻋﻤﺮﻩ ؟‬
‫آﺎن ﻳﻘﻮدهﺎ ‪ ..‬ﻣﺎاات ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﺳﺒﻊ ﻋﺸﺮة ﺳﻨﺔ ‪..‬‬
‫ﻳ ﺪﺧﻞ ﻏ ﺮف اﺑﻨ ﺘﻪ اﻟﻜﺒ ﺮى ‪ ..‬ﻳ ﺮى ﺣﻘﺎﺋ ﺐ‬ ‫ﻗﻠﺖ ‪ :‬اﷲ ﻳﺸﻔﻴﻪ ‪ ..‬وﻳﺒﺎرك ﻟﻚ ﻓﻲ إﺧﻮاﻧﻪ ‪..‬‬
‫ﻋﺮﺳ ﻬﺎ ﻣﺼ ﻔﻮﻓﺔ ‪ ..‬وﻣﻼﺑﺴ ﻬﺎ ﻣﻔﺮوﺷ ﺔ‬ ‫ﻓﺨﻔ ﺾ رأﺳ ﻪ وﻗ ﺎل ‪ :‬ﻳ ﺎ ﺷﻴﺦ ‪ ..‬ﻟﻴﺲ ﻟﻪ إﺧﻮان‬

‫‪113‬‬
‫‪Books-sea.com‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬ ‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫آ ﺎن ذﻟ ﻚ اﻟ ﺒﻠﺪ ﻣﺸ ﻬﻮرًا ﺑﻮﺟ ﻮد ﻣﺴﺘﺸ ﻔﻰ‬ ‫ﻋﻠ ﻰ ﺳ ﺮﻳﺮهﺎ ‪ ..‬ﻣﺎﺗ ﺖ ‪ ..‬وه ﻲ ﺗ ﺮﺗﺐ أﻟ ﻮاﻧﻬﺎ‬
‫آﺒﻴ ﺮ ﻟﻸﻣ ﺮاض اﻟﻌﻘﻠ ﻴﺔ ‪..‬أو آﻤ ﺎ ﻳﺴ ﻤﻴﻪ‬ ‫وﺗﻨﺴﻘﻬﺎ ‪..‬‬
‫اﻟﻨﺎس "ﻣﺴﺘﺸﻔﻰ اﻟﻤﺠﺎﻧﻴﻦ" ‪..‬‬ ‫ﺳﺒﺤﺎن ﻣﻦ ﺻﺒّﺮﻩ ‪ ..‬وﺛﺒﺖ ﻗﻠﺒﻪ ‪..‬‬
‫أﻟﻘ ﻴﺖ ﻣﺤﺎﺿ ﺮﺗﻴﻦ ﺻ ﺒﺎﺣ ًﺎ ‪ ..‬وﺧ ﺮﺟﺖ وﻗ ﺪ‬ ‫آ ﺎن اﻟﻀ ﻴﻮف ﻳﺄﺗ ﻮن ‪ ..‬ﻣﻌﻬ ﻢ ﻗﻬ ﻮﺗﻬﻢ ‪ ..‬ﻷﻧ ﻪ ﻻ‬
‫ﺑﻘﻲ ﻋﻠﻰ أذان اﻟﻈﻬﺮ ﺳﺎﻋﺔ ‪..‬‬ ‫أﺣﺪ ﻋﻨﺪﻩ ﻳﺨﺪم أو ﻳُﻌﻴﻦ ‪..‬‬
‫آ ﺎن ﻣﻌ ﻲ ﻋ ﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳ ﺰ ‪ ..‬رﺟ ﻞ ﻣ ﻦ أﺑ ﺮز‬ ‫اﻟﻌﺠﻴﺐ أﻧﻚ إذا رأﻳﺖ اﻟﺮﺟﻞ ﻓﻲ اﻟﻌﺰاء ‪ ..‬ﺣﺴﺒﺖ‬
‫اﻟﺪﻋﺎة ‪..‬‬ ‫أﻧﻪ أﺣﺪ اﻟﻤﻌﺰﻳﻦ ‪ ..‬وأن اﻟﻤﺼﺎب ﻏﻴﺮﻩ ‪..‬‬
‫اﻟ ﺘﻔﺖ إﻟﻴﻪ وﻧﺤﻦ ﻓﻲ اﻟﺴﻴﺎرة ‪ ..‬ﻗﻠﺖ ‪ :‬ﻋﺒﺪ‬ ‫آ ﺎن ﻳ ﺮدد ‪ ..‬إﻧ ﺎ ﷲ وإﻧ ﺎ إﻟ ﻴﻪ راﺟﻌ ﻮن ‪ ..‬ﷲ ﻣ ﺎ‬
‫اﻟﻌﺰﻳ ﺰ ‪ ..‬ه ﻨﺎك ﻣﻜ ﺎن أود أن أذهﺐ إﻟﻴﻪ ﻣﺎ‬ ‫أﺧ ﺬ وﻟ ﻪ ﻣ ﺎ أﻋﻄ ﻰ ‪ ..‬وآ ﻞ ﺷ ﻲء ﻋ ﻨﺪﻩ ﺑﺄﺟ ﻞ‬
‫دام ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ ﻣﺘﺴﻊ ‪..‬‬ ‫ﻣﺴﻤﻰ ‪..‬‬
‫ﻗ ﺎل ‪ :‬أﻳ ﻦ ؟ ﺻ ﺎﺣﺒﻚ اﻟﺸ ﻴﺦ ﻋ ﺒﺪ اﷲ ‪..‬‬ ‫وه ﺬا ه ﻮ ﻗﻤ ﺔ اﻟﻌﻘ ﻞ ‪ ..‬ﻓﻠﻮ ﻟﻢ ﻳﻔﻌﻞ ذﻟﻚ ‪ ..‬ﻟﻤﺎت‬
‫ﻣﺴ ﺎﻓﺮ ‪ ..‬واﻟﺪآ ﺘﻮر أﺣﻤ ﺪ اﺗﺼ ﻠﺖ ﺑ ﻪ وﻟ ﻢ‬ ‫هﻤ ًﺎ ‪..‬‬
‫ﻳﺠ ﺐ ‪ ..‬أو ﺗ ﺮﻳﺪ أن ﻧﻤﺮ اﻟﻤﻜﺘﺒﺔ اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ ‪..‬‬ ‫أﻋ ﺮف أﺣﺪ اﻟﻨﺎس أراﻩ داﺋﻤ ًﺎ ﺳﻌﻴﺪ ‪ ..‬وإذا ﺗﺄﻣﻠﺖ‬
‫أو ‪..‬‬ ‫ﺣﺎﻟﻪ وﺟﺪت ‪:‬‬
‫ﻗﻠ ﺖ ‪ :‬آ ﻼ ‪ ..‬ﺑ ﻞ ‪ :‬ﻣﺴﺘﺸ ﻔﻰ اﻷﻣ ﺮاض‬ ‫وﻇﻴﻔﺘﻪ ﻣﺘﻮاﺿﻌﺔ‬
‫اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ‪..‬‬ ‫ﺑﻴﺘﻪ وﺿﻴﻖ ‪ ..‬إﻳﺠﺎر ‪..‬‬
‫ﻗﺎل ‪ :‬اﻟﻤﺠﺎﻧﻴﻦ !! ﻗﻠﺖ ‪ :‬اﻟﻤﺠﺎﻧﻴﻦ ‪..‬‬ ‫ﺳﻴﺎرﺗﻪ ﻗﺪﻳﻤﺔ ‪..‬‬
‫ﻓﻀﺤﻚ وﻗﺎل ﻣﺎزﺣ ًﺎ ‪ :‬ﻟﻤﺎذا ‪ ..‬ﺗﺮﻳﺪ أن ﺗﺘﺄآﺪ‬ ‫أوﻻدﻩ آﺜﻴﺮون ‪..‬‬
‫ﻣﻦ ﻋﻘﻠﻚ ‪..‬‬ ‫وﻣﻊ ذﻟﻚ آﺎن داﺋﻢ اﻻﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ‪ ..‬ﻣﺤﺒﻮﺑ ًﺎ ‪ ..‬ﻳﻌﻴﺶ‬
‫ﻗﻠ ﺖ ‪ :‬ﻻ ‪ ..‬وﻟﻜﻦ ﻧﺴﺘﻔﻴﺪ ‪ ..‬ﻧﻌﺘﺒﺮ ‪ ..‬ﻧﻌﺮف‬ ‫ﺣﻴﺎﺗﻪ ‪..‬‬
‫ﻧﻌﻤﺔ اﷲ ﻋﻠﻴﻨﺎ ‪..‬‬ ‫ﺻﺤﻴﺢ ‪ ..‬ﻻ ﻳﻘﺘﻞ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﺎﻟﻬﻢ ‪..‬‬
‫ﺳﻜﺖ ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ ﻳﻔﻜﺮ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﻬﻢ ‪ ..‬ﺷﻌﺮت‬ ‫وﻻ ﺗﻜﺜﺮ اﻟﺘﺸﻜﻲ‪..‬ﻓﻴﻤﻠّﻚ اﻟﻨﺎس‪..‬‬
‫أﻧ ﻪ ﺣ ﺰﻳﻦ ‪ ..‬آ ﺎن ﻋ ﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳ ﺰ ﻋﺎﻃﻔﻴ ًﺎ أآﺜﺮ‬ ‫ﻋ ﻨﺪﻩ وﻟ ﺪ ﻣﻌ ﻮق ‪ ..‬وﻟ ﺪي ﻣ ﺮﻳﺾ ‪ ..‬ﺿ ﺎﻳﻖ‬
‫ﻣﻦ اﻟﻼزم ‪..‬‬ ‫ﺻ ﺪري ‪ ..‬ﻳﺎ أﺧﻲ ﻣﺴﻜﻴﻦ وﻟﺪي ‪ ..‬ﺧﻼص ﻓﻬﻤﻨﺎ‬
‫أﺧﺬﻧﻲ ﺑﺴﻴﺎرﺗﻪ إﻟﻰ هﻨﺎك ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫أﻗﺒﻠ ﻨﺎ ﻋﻠ ﻰ ﻣﺒﻨ ﻰ آﺎﻟﻤﻐ ﺎرة‪..‬اﻷﺷ ﺠﺎر ﺗﺤ ﻴﻂ‬ ‫راﺗﺒﻲ ﻗﻠﻴﻞ ‪..‬‬
‫ﺑ ﻪ ﻣ ﻦ آ ﻞ ﺟﺎﻧ ﺐ‪..‬آﺎﻧ ﺖ اﻟﻜﺂﺑ ﺔ ﻇﺎه ﺮة‬ ‫اﻣ ﺮأة ﻣﻊ زوﺟﻬﺎ ‪ :‬ﺑﻴﺘﻨﺎ ﻗﺪﻳﻢ ‪ ..‬ﺳﻴﺎرﺗﻨﺎ ﻣﺘﻬﺎﻟﻜﺔ‬
‫ﻋﻠﻴﻪ‪..‬‬ ‫‪ ..‬ﺛﻴﺎﺑﻲ ﻟﻴﺴﺖ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻮﺿﺔ ‪..‬‬
‫ﻗﺎﺑﻠ ﻨﺎ أﺣ ﺪ اﻷﻃﺒﺎء ‪ ..‬رﺣﺐ ﺑﻨﺎ ﺛﻢ أﺧﺬﻧﺎ ﻓﻲ‬ ‫أﻓﻨﻴﺖ ﻳﺎ ﻣﺴﻜﻴﻦ ﻋﻤﺮك ﺑﺎﻟﺘﺄوﻩ واﻟﺤﺰن‬
‫ﺟﻮﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ ‪..‬‬ ‫وﻇﻠﻠﺖ ﻣﻜﺘﻮف اﻟﻴﺪﻳﻦ ﺗﻘﻮل ﺣﺎرﺑﻨﻲ اﻟﺰﻣﻦ‬
‫أﺧﺬ اﻟﻄﺒﻴﺐ ﻳﺤﺪﺛﻨﺎ ﻋﻦ ﻣﺂﺳﻴﻬﻢ ‪ ..‬ﺛﻢ ﻗﺎل ‪:‬‬ ‫إن ﻟﻢ ﺗﻘﻢ ﺑﺎﻟﻌﺐء أﻧﺖ ﻓﻤﻦ ﻳﻘﻮم ﺑﻪ إذن‬
‫وﻟﻴﺲ اﻟﺨﺒﺮ آﺎﻟﻤﻌﺎﻳﻨﺔ ‪..‬‬
‫دﻟ ﻒ ﺑ ﻨﺎ إﻟ ﻰ أﺣ ﺪ اﻟﻤﻤ ﺮات ‪ ..‬ﺳ ﻤﻌﺖ‬ ‫إﺿﺎءة‬
‫أﺻﻮاﺗ ًﺎ هﻨﺎ وهﻨﺎك ‪..‬‬ ‫ﻋﺶ ﺣﻴﺎﺗﻚ ﺑﻤﺎ ﺑﻴﻦ ﻳﺪك ﻣﻦ ﻣﻌﻄﻴﺎت ‪ ..‬ﻟﺘﺴﻌﺪ‬
‫آﺎﻧ ﺖ ﻏ ﺮف اﻟﻤﺮﺿ ﻰ ﻣ ﻮزﻋﺔ ﻋﻠ ﻰ ﺟﺎﻧﺒ ﻲ‬
‫اﻟﻤﻤﺮ ‪..‬‬ ‫‪ 48.‬ارض ﺑﻤﺎ ﻗﺴﻢ اﷲ ﻟﻚ ‪..‬‬
‫ﻣ ﺮرﻧﺎ ﺑﻐ ﺮﻓﺔ ﻋ ﻦ ﻳﻤﻴﻨ ﻨﺎ ‪ ..‬ﻧﻈ ﺮت داﺧﻠﻬ ﺎ‬ ‫آ ﻨﺖ ﻓ ﻲ رﺣﻠ ﺔ إﻟ ﻰ أﺣ ﺪ اﻟ ﺒﻠﺪان ﻹﻟﻘ ﺎء ﻋ ﺪد ﻣ ﻦ‬
‫ﻓ ﺈذا أآﺜ ﺮ ﻣ ﻦ ﻋﺸ ﺮة أﺳ ﺮة ﻓﺎرﻏ ﺔ ‪ ..‬إﻻ‬ ‫اﻟﻤﺤﺎﺿﺮات ‪..‬‬

‫‪114‬‬
‫‪Books-sea.com‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬ ‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫رﺑﻄﺘﻤﻮهﻢ دون اﻟﺒﺎﻗﻴﻦ ؟‬ ‫واﺣ ﺪًا ﻣ ﻨﻬﺎ ﻗ ﺪ اﻧ ﺒﻄﺢ ﻋﻠ ﻴﻪ رﺟ ﻞ ﻳﻨ ﺘﻔﺾ ﺑ ﻴﺪﻳﻪ‬
‫ﻓﻘ ﺎل ‪ :‬ه ﺆﻻء إذا رأوا ﺷ ﻴﺌ ًﺎ أﻣﺎﻣﻬﻢ اﻋﺘﺪوا‬ ‫ورﺟﻠﻴﻪ ‪..‬‬
‫ﻋﻠ ﻴﻪ ‪ ..‬ﻳﻜﺴ ﺮون اﻟ ﻨﻮاﻓﺬ ‪ ..‬واﻟﻤﻜ ﻴﻔﺎت ‪..‬‬ ‫ﺖ إﻟﻰ اﻟﻄﺒﻴﺐ وﺳﺄﻟﺘﻪ ‪ :‬ﻣﺎ هﺬا !!‬ ‫اﻟﺘﻔ ﱡ‬
‫واﻷﺑﻮاب ‪..‬‬ ‫ﻗ ﺎل ‪ :‬ه ﺬا ﻣﺠ ﻨﻮن ‪ ..‬وﻳﺼ ﺎب ﺑ ﻨﻮﺑﺎت ﺻ ﺮع ‪..‬‬
‫ﻟ ﺬﻟﻚ ﻧﺤ ﻦ ﻧ ﺮﺑﻄﻬﻢ ﻋﻠ ﻰ ه ﺬا اﻟﺤ ﺎل ‪ ..‬ﻣ ﻦ‬ ‫ﺗﺼﻴﺒﻪ آﻞ ﺧﻤﺲ أو ﺳﺖ ﺳﺎﻋﺎت ‪..‬‬
‫اﻟﺼﺒﺎح إﻟﻰ اﻟﻤﺴﺎء ‪..‬‬ ‫ﻗﻠ ﺖ ‪ :‬ﻻ ﺣ ﻮل وﻻ ﻗ ﻮة إﻻ ﺑ ﺎﷲ ‪ ..‬ﻣﻨﺬ ﻣﺘﻰ وهﻮ‬
‫ﻗﻠﺖ وأﻧﺎ أداﻓﻊ ﻋﺒﺮﺗﻲ ‪ :‬ﻣﻨﺬ ﻣﺘﻰ وهﻢ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﻋﻠﻰ هﺬا اﻟﺤﺎل ؟‬
‫هﺬا اﻟﺤﺎل ؟‬ ‫ﻗﺎل ‪:‬ﻣﻨﺬ أآﺜﺮ ﻣﻦ ﻋﺸﺮ ﺳﻨﻮات ‪..‬آﺘﻤﺖ ﻋﺒﺮة ﻓﻲ‬
‫ﻗ ﺎل ‪ :‬ه ﺬا ﻣ ﻨﺬ ﻋﺸ ﺮ ﺳ ﻨﻮات ‪ ..‬وه ﺬا ﻣ ﻨﺬ‬ ‫ﻧﻔﺴﻲ ‪ ..‬وﻣﻀﻴﺖ ﺳﺎآﺘ ًﺎ ‪..‬‬
‫ﺳﺒﻊ ‪ ..‬وهﺬا ﺟﺪﻳﺪ ‪ ..‬ﻟﻢ ﻳﻤﺾ ﻟﻪ إﻻ ﺧﻤﺲ‬ ‫ﺑﻌ ﺪ ﺧﻄ ﻮات ﻣﺸﻴﻨﺎهﺎ ‪ ..‬ﻣﺮرﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﻏﺮﻓﺔ أﺧﺮى‬
‫ﺳﻨﻴﻦ !!‬ ‫‪ ..‬ﺑﺎﺑﻬﺎ ﻣﻐﻠﻖ ‪ ..‬وﻓﻲ اﻟﺒﺎب ﻓﺘﺤﺔ ﻳﻄﻞ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ‬
‫ﺧﺮﺟﺖ ﻣﻦ ﻏﺮﻓﺘﻬﻢ ‪ ..‬وأﻧﺎ أﺗﻔﻜﺮ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﻬﻢ‬ ‫رﺟ ﻞ ﻣ ﻦ اﻟﻐ ﺮﻓﺔ ‪ ..‬وﻳﺸ ﻴﺮ ﻟ ﻨﺎ إﺷ ﺎرات ﻏﻴ ﺮ‬
‫‪ ..‬وأﺣﻤﺪ اﷲ اﻟﺬي ﻋﺎﻓﺎﻧﻲ ﻣﻤﺎ اﺑﺘﻼهﻢ ‪..‬‬ ‫ﻣﻔﻬﻮﻣﺔ ‪..‬‬
‫ﺳﺄﻟﺘﻪ ‪ :‬أﻳﻦ ﺑﺎب اﻟﺨﺮوج ﻣﻦ اﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ ؟‬ ‫ﺣﺎوﻟ ﺖ أن أﺳ ﺮق اﻟﻨﻈ ﺮ داﺧ ﻞ اﻟﻐ ﺮﻓﺔ ‪ ..‬ﻓ ﺈذا‬
‫ﻗ ﺎل ‪ :‬ﺑﻘ ﻲ ﻏ ﺮﻓﺔ واﺣ ﺪة ‪ ..‬ﻟﻌ ﻞ ﻓ ﻴﻬﺎ ﻋﺒﺮة‬ ‫ﺟﺪراﻧﻬﺎ وأرﺿﻬﺎ ﺑﺎﻟﻠﻮن اﻟﺒﻨﻲ ‪..‬‬
‫ﺟﺪﻳﺪة ‪ ..‬ﺗﻌﺎل ‪..‬‬ ‫ﺳﺄﻟﺖ اﻟﻄﺒﻴﺐ ‪ :‬ﻣﺎ هﺬا ؟!! ﻗﺎل ‪ :‬ﻣﺠﻨﻮن ‪..‬‬
‫وأﺧ ﺬ ﺑ ﻴﺪي إﻟ ﻰ ﻏ ﺮﻓﺔ آﺒﻴ ﺮة ‪ ..‬ﻓ ﺘﺢ اﻟﺒﺎب‬ ‫ﺷﻌﺮت أﻧﻪ ﻳﺴﺨﺮ ﻣﻦ ﺳﺆاﻟﻲ ‪ ..‬ﻓﻘﻠﺖ ‪ :‬أدري أﻧﻪ‬
‫ودﺧﻞ ‪ ..‬وﺟﺮﻧﻲ ﻣﻌﻪ ‪..‬‬ ‫ﻼ ﻟﻤﺎ رأﻳﻨﺎﻩ هﻨﺎ ‪ ..‬ﻟﻜﻦ ﻣﺎ‬ ‫ﻣﺠ ﻨﻮن ‪ ..‬ﻟ ﻮ آﺎن ﻋﺎﻗ ً‬
‫آ ﺎن ﻣ ﺎ ﻓ ﻲ اﻟﻐ ﺮﻓﺔ ﺷ ﺒﻴﻬ ًﺎ ﺑﻤ ﺎ رأﻳ ﺘﻪ ﻓ ﻲ‬ ‫ﻗﺼﺘﻪ ؟‬
‫ﻏ ﺮﻓﺔ ﺳ ﺎﺑﻘﺔ ‪ ..‬ﻣﺠﻤ ﻮﻋﺔ ﻣ ﻦ اﻟﻤﺮﺿ ﻰ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘ ﺎل ‪ :‬ه ﺬا اﻟ ﺮﺟﻞ إذا رأى ﺟ ﺪارًا ‪ ..‬ﺛ ﺎر وأﻗ ﺒﻞ‬
‫آﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺣﺎل ‪ ..‬راﻗﺺ ‪ ..‬وﻧﺎﺋﻢ ‪..‬‬ ‫ﻳﻀ ﺮﺑﻪ ﺑ ﻴﺪﻩ ‪ ..‬وﺗ ﺎرة ﻳﻀ ﺮﺑﻪ ﺑ ﺮﺟﻠﻪ ‪ ..‬وأﺣ ﻴﺎﻧ ًﺎ‬
‫و ‪ ..‬و ‪ ..‬ﻋﺠﺒ ًﺎ ﻣﺎذا أرى ؟؟‬ ‫ﺑﺮأﺳﻪ ‪..‬‬
‫رﺟﻞ ﺟﺎوز ﻋﻤﺮﻩ اﻟﺨﻤﺴﻴﻦ ‪ ..‬اﺷﺘﻌﻞ رأﺳﻪ‬ ‫ﻓ ﻴﻮﻣ ًﺎ ﺗﺘﻜﺴ ﺮ أﺻ ﺎﺑﻌﻪ ‪ ..‬وﻳ ﻮﻣ ًﺎ ﺗﻜﺴ ﺮ رﺟﻠ ﻪ ‪..‬‬
‫ﺷ ﻴﺒ ًﺎ ‪ ..‬وﺟﻠ ﺲ ﻋﻠ ﻰ اﻷرض اﻟﻘﺮﻓﺼ ﺎء ‪..‬‬ ‫وﻳﻮﻣ ًﺎ ﻳﺸﺞ رأﺳﻪ ‪ ..‬وﻳﻮﻣ ًﺎ ‪ ..‬وﻟﻢ ﻧﺴﺘﻄﻊ ﻋﻼﺟﻪ‬
‫ﻗ ﺪ ﺟﻤ ﻊ ﺟﺴ ﻤﻪ ﺑﻌﻀ ﻪ ﻋﻠ ﻰ ﺑﻌﺾ ‪ ..‬ﻳﻨﻈﺮ‬ ‫‪ ..‬ﻓﺤﺒﺴ ﻨﺎﻩ ﻓ ﻲ ﻏ ﺮﻓﺔ آﻤ ﺎ ﺗ ﺮى ‪ ..‬ﺟ ﺪراﻧﻬﺎ‬
‫إﻟﻴﻨﺎ ﺑﻌﻴﻨﻴﻦ زاﺋﻐﺘﻴﻦ ‪ ..‬ﻳﺘﻠﻔﺖ ﺑﻔﺰع ‪..‬‬ ‫وأرﺿﻬﺎ ﻣﺒﻄﻨﺔ ﺑﺎﻹﺳﻔﻨﺞ ‪ ..‬ﻓﻴﻀﺮب آﻤﺎ ﻳﺸﺎء ‪..‬‬
‫آﻞ هﺬا ﻃﺒﻴﻌﻲ ‪..‬‬ ‫ﺛﻢ ﺳﻜﺖ اﻟﻄﺒﻴﺐ ‪ ..‬وﻣﻀﻰ أﻣﺎﻣﻨﺎ ﻣﺎﺷﻴ ًﺎ ‪..‬‬
‫ﻟﻜﻦ اﻟﺸﻲء اﻟﻐﺮﻳﺐ اﻟﺬي ﺟﻌﻠﻨﻲ أﻓﺰع ‪ ..‬ﺑﻞ‬ ‫أﻣ ﺎ أﻧ ﺎ وﺻ ﺎﺣﺒﻲ ﻋ ﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳ ﺰ ‪ ..‬ﻓﻈﻠﻠ ﻨﺎ واﻗﻔ ﻴﻦ‬
‫أﺛﻮر ‪ ..‬هﻮ أن اﻟﺮﺟﻞ آﺎن ﻋﺎرﻳ ًﺎ ﺗﻤﺎﻣ ًﺎ ﻟﻴﺲ‬ ‫ﻧﺘﻤﺘﻢ ‪ :‬اﻟﺤﻤﺪ ﷲ اﻟﺬي ﻋﺎﻓﺎﻧﺎ ﻣﻤﺎ اﺑﺘﻼك ﺑﻪ‬
‫ﻋﻠ ﻴﻪ ﻣ ﻦ اﻟﻠ ﺒﺎس وﻻ ﻣ ﺎ ﻳﺴ ﺘﺮ اﻟﻌ ﻮرة‬ ‫ﺛﻢ ﻣﻀﻴﻨﺎ ﻧﺴﻴﺮ ﺑﻴﻦ ﻏﺮف اﻟﻤﺮﺿﻰ ‪..‬‬
‫اﻟﻤﻐﻠﻈﺔ ‪..‬‬ ‫ﺣﺘ ﻰ ﻣ ﺮرﻧﺎ ﻋﻠ ﻰ ﻏﺮﻓﺔ ﻟﻴﺲ ﻓﻴﻬﺎ أﺳﺮة ‪ ..‬وإﻧﻤﺎ‬
‫ﺗﻐﻴ ﺮ وﺟﻬﻲ ‪ ..‬واﻣﺘﻘﻊ ﻟﻮﻧﻲ ‪ ..‬واﻟﺘﻔﺖ إﻟﻰ‬ ‫ﻼ ‪ ..‬آﻞ واﺣﺪ ﻣﻨﻬﻢ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﻓ ﻴﻬﺎ أآﺜﺮ ﻣﻦ ﺛﻼﺛﻴﻦ رﺟ ً‬
‫اﻟﻄﺒﻴﺐ ﻓﻮرًا ‪ ..‬ﻓﻠﻤﺎ رأى ﺣﻤﺮة ﻋﻴﻨﻲ ‪..‬‬ ‫ﺣ ﺎل ‪ ..‬هﺬا ﻳﺆذن ‪ ..‬وهﺬا ﻳﻐﻨﻲ ‪ ..‬وهﺬا ﻳﺘﻠﻔﺖ ‪..‬‬
‫ﻗ ﺎل ﻟ ﻲ ‪ ..‬ه ﺪئ ﻣ ﻦ ﻏﻀﺒﻚ ‪ ..‬ﺳﺄﺷﺮح ﻟﻚ‬ ‫وهﺬا ﻳﺮﻗﺺ ‪..‬‬
‫ﺣﺎﻟﻪ ‪..‬‬ ‫وإذا ﻣ ﻦ ﺑﻴ ﻨﻬﻢ ﺛﻼﺛ ﺔ ﻗ ﺪ أُﺟﻠﺴ ﻮا ﻋﻠﻰ آﺮاﺳﻲ ‪..‬‬
‫ه ﺬا اﻟﺮﺟﻞ آﻠﻤﺎ أﻟﺒﺴﻨﺎﻩ ﺛﻮﺑ ًﺎ ﻋﻀﻪ ﺑﺄﺳﻨﺎﻧﻪ‬ ‫ورﺑﻄ ﺖ أﻳ ﺪﻳﻬﻢ وأرﺟﻠﻬ ﻢ ‪ ..‬وهﻢ ﻳﺘﻠﻔﺘﻮن ﺣﻮﻟﻬﻢ‬
‫وﻗﻄﻌ ﻪ ‪ ..‬وﺣ ﺎول ﺑﻠﻌ ﻪ ‪ ..‬وﻗ ﺪ ﻧﻠﺒﺴ ﻪ ﻓ ﻲ‬ ‫‪ ..‬وﻳﺤﺎوﻟﻮن اﻟﺘﻔﻠﺖ ﻓﻼ ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮن ‪..‬‬
‫اﻟﻴﻮم اﻟﻮاﺣﺪ أآﺜﺮ ﻣﻦ ﻋﺸﺮة ﺛﻴﺎب ‪ ..‬وآﻠﻬﺎ‬ ‫ﺗﻌﺠ ﺒﺖ وﺳ ﺄﻟﺖ اﻟﻄﺒ ﻴﺐ ‪ :‬ﻣ ﺎ ه ﺆﻻء ؟ وﻟﻤ ﺎذا‬

‫‪115‬‬
‫‪Books-sea.com‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬ ‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫أﻋﻄ ﺎك اﻟﺼ ﺤﺔ ‪ ..‬وإن ﺣ ﺮﻣﻚ ﻣ ﻨﻬﺎ ‪ ..‬ﻓﻘ ﺪ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﻣﺜﻞ هﺬا اﻟﺤﺎل ‪..‬‬
‫أﻋﻄ ﺎك اﻟﻌﻘ ﻞ ‪ ..‬ﻓ ﺈن ﻓﺎﺗ ﻚ ‪ ..‬ﻓﻘ ﺪ أﻋﻄ ﺎك‬ ‫ﻓﺘ ﺮآﻨﺎﻩ هﻜ ﺬا ﺻ ﻴﻔ ًﺎ وﺷ ﺘﺎ ًء ‪ ..‬واﻟ ﺬﻳﻦ ﺣ ﻮﻟﻪ‬
‫اﻹﺳ ﻼم ‪ ..‬هﻨﻴﺌ ًﺎ ﻟﻚ أن ﺗﻌﻴﺶ ﻋﻠﻴﻪ وﺗﻤﻮت‬ ‫ﻣﺠﺎﻧﻴﻦ ﻻ ﻳﻌﻘﻠﻮن ﺣﺎﻟﻪ ‪..‬‬
‫ﻋﻠﻴﻪ ‪..‬‬ ‫ﺧ ﺮﺟﺖ ﻣ ﻦ ه ﺬﻩ اﻟﻐﺮﻓﺔ ‪ ..‬وﻟﻢ أﺳﺘﻄﻊ أن أﺗﺤﻤﻞ‬
‫ﻓﻘ ﻞ ﺑﻤ ﻞء ﻓ ﻴﻚ اﻵن ﺑﺄﻋﻠ ﻰ ﺻ ﻮﺗﻚ ‪:‬‬ ‫أآﺜ ﺮ ‪ ..‬ﻗﻠ ﺖ ﻟﻠﻄﺒ ﻴﺐ ‪ :‬دﻟﻨ ﻲ ﻋﻠ ﻰ اﻟ ﺒﺎب ‪..‬‬
‫اﻟﺤﻤﻤﻤﻤﺪ ﷲ ‪..‬‬ ‫ﻟﻠﺨﺮوج ‪..‬‬
‫وآﺬﻟﻚ آﺎن اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ اﻟﻜﺮام ‪.. ψ‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﺑﻘﻲ ﺑﻌﺾ اﻷﻗﺴﺎم ‪..‬‬
‫ﺑﻌ ﺚ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ .. ρ‬ﻋﻤ ﺮو ﺑ ﻦ اﻟﻌ ﺎص ‪τ‬‬ ‫ﻗﻠﺖ ‪ :‬ﻳﻜﻔﻲ ﻣﺎ رأﻳﻨﺎﻩ ‪..‬‬
‫ﺟﻬﺔ اﻟﺸﺎم ‪ ..‬ﻓﻲ ﻏﺰوة ذات اﻟﺴﻼﺳﻞ ‪..‬‬ ‫ﻣﺸ ﻰ اﻟﻄﺒ ﻴﺐ وﻣﺸ ﻴﺖ ﺑﺠﺎﻧ ﺒﻪ ‪ ..‬وﺟﻌ ﻞ ﻳﻤ ﺮ ﻓﻲ‬
‫ﻓﻠﻤﺎ ﺻﺎر إﻟﻰ هﻨﺎك رأى آﺜﺮة ﻋﺪوﻩ ‪..‬‬ ‫ﻃﺮﻳﻘﻪ ﺑﻐﺮف اﻟﻤﺮﺿﻰ ‪ ..‬وﻧﺤﻦ ﺳﺎآﺘﺎن ‪..‬‬
‫ﻓﺒﻌﺚ إﻟﻰ رﺳﻮل اﷲ ‪ ρ‬ﻳﺴﺘﻤﺪﻩ ‪..‬‬ ‫ﻲ وآﺄﻧﻪ ﺗﺬآﺮ ﺷﻴﺌ ًﺎ ﻧﺴﻴﻪ ‪ ..‬وﻗﺎل‬ ‫وﻓﺠ ﺄة اﻟ ﺘﻔﺖ إﻟ ّ‬
‫ﻓ ﺒﻌﺚ إﻟ ﻴﻪ ‪ ρ‬أﺑﺎ ﻋﺒﻴﺪة ﺑﻦ اﻟﺠﺮاح ‪ ..‬أﻣﻴﺮًا‬ ‫‪:‬‬
‫ﻋﻠ ﻰ ﻣ ﺪد ‪ ..‬ﻓ ﻴﻪ اﻟﻤﻬﺎﺟ ﺮون اﻷوﻟ ﻮن ‪..‬‬ ‫ﻳ ﺎ ﺷ ﻴﺦ ‪ ..‬ه ﻨﺎ رﺟ ﻞ ﻣ ﻦ آ ﺒﺎر اﻟ ﺘﺠﺎر ‪ ..‬ﻳﻤﻠ ﻚ‬
‫وﻓﻴﻬﻢ أﺑﻮ ﺑﻜﺮ وﻋﻤﺮ ‪ ..‬وﻗﺎل ‪ ρ‬ﻷﺑﻲ ﻋﺒﻴﺪة‬ ‫ﻣ ﺌﺎت اﻟﻤﻼﻳ ﻴﻦ ‪ ..‬أﺻ ﺎﺑﻪ ﻟ ﻮﺛﺔ ﻋﻘﻠ ﻴﺔ ﻓﺄﺗ ﻰ ﺑ ﻪ‬
‫ﺣﻴﻦ وﺟﻬﻪ ‪ :‬ﻻ ﺗﺨﺘﻠﻔﺎ ‪..‬‬ ‫أوﻻدﻩ وأﻟﻘﻮﻩ هﻨﺎ ﻣﻨﺬ ﺳﻨﺘﻴﻦ ‪..‬‬
‫ﻓﺨﺮج أﺑﻮ ﻋﺒﻴﺪة ‪..‬‬ ‫وه ﻨﺎ رﺟ ﻞ ﺁﺧ ﺮ آﺎن ﻣﻬﻨﺪﺳ ًﺎ ﻓﻲ ﺷﺮآﺔ ‪ ..‬وﺛﺎﻟﺚ‬
‫ﺣﺘ ﻰ إذا ﻗ ﺪم ﻋﻠ ﻰ ﻋﻤ ﺮو ﻗ ﺎل ﻟ ﻪ ﻋﻤ ﺮو ‪:‬‬ ‫آﺎن ‪..‬‬
‫إﻧﻤﺎ ﺟﺌﺖ ﻣﺪدًا ﻟﻲ ‪..‬‬ ‫وﻣﻀ ﻰ اﻟﻄﺒ ﻴﺐ ﻳﺤﺪﺛﻨ ﻲ ﺑﺄﻗ ﻮام ذﻟ ﻮا ﺑﻌ ﺪ ﻋ ﺰ ‪..‬‬
‫ﻓﻘ ﺎل ﻟ ﻪ أﺑ ﻮ ﻋﺒ ﻴﺪة ‪ :‬ﻻ وﻟﻜ ﻦ ﻋﻠ ﻰ ﻣ ﺎ أﻧ ﺎ‬ ‫وﺁﺧﺮﻳﻦ اﻓﺘﻘﺮوا ﺑﻌﺪ ﻏﻨﻰ ‪ ..‬و ‪..‬‬
‫ﻋﻠﻴﻪ وأﻧﺖ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ أﻧﺖ ﻋﻠﻴﻪ ‪..‬‬ ‫أﺧﺬت أﻣﺸﻲ ﺑﻴﻦ ﻏﺮف اﻟﻤﺮﺿﻰ ﻣﺘﻔﻜﺮًا ‪..‬‬
‫ﻼ ‪ ..‬هﻴ ﻨ ًﺎ‬
‫ﻼ ﻟﻴ ﻨ ًﺎ ﺳ ﻬ ً‬
‫وآ ﺎن أﺑ ﻮ ﻋﺒ ﻴﺪة رﺟ ً‬ ‫ﺳﺒﺤﺎن ﻣﻦ ﻗﺴﻢ اﻷرزاق ﺑﻴﻦ ﻋﺒﺎدﻩ ‪..‬‬
‫ﻋﻠﻴﻪ أﻣﺮ اﻟﺪﻧﻴﺎ ‪..‬‬ ‫ﻳﻌﻄﻲ ﻣﻦ ﻳﺸﺎء ‪ ..‬وﻳﻤﻨﻊ ﻣﻦ ﻳﺸﺎء ‪..‬‬
‫ﻓﻘﺎل ﻟﻪ ﻋﻤﺮو ‪ :‬ﺑﻞ أﻧﺖ ﻣﺪدي ‪..‬‬ ‫ﻗ ﺪ ﻳ ﺮزق اﻟ ﺮﺟﻞ ﻣ ﺎ ًﻻ وﺣﺴ ﺒ ًﺎ وﻧﺴ ﺒ ًﺎ وﻣﻨﺼ ﺒ ًﺎ ‪..‬‬
‫ﻓﻘﺎل ﻟﻪ أﺑﻮ ﻋﺒﻴﺪة ‪ :‬ﻳﺎ ﻋﻤﺮو إن رﺳﻮل اﷲ‬ ‫ﻟﻜ ﻨﻪ ﻳﺄﺧ ﺬ ﻣ ﻨﻪ اﻟﻌﻘ ﻞ ‪ ..‬ﻓ ﺘﺠﺪﻩ ﻣ ﻦ أآﺜ ﺮ اﻟ ﻨﺎس‬
‫‪ .. ρ‬ﻗﺪ ﻗﺎل ﻟﻲ ‪:‬‬ ‫ﻣ ﺎ ًﻻ ‪ ..‬وأﻗ ﻮاهﻢ ﺟﺴ ﺪًا ‪ ..‬ﻟﻜ ﻨﻪ ﻣﺴ ﺠﻮن ﻓ ﻲ‬
‫ﻻ ﺗﺨﺘﻠﻔﺎ ‪ ..‬وإﻧﻚ إن ﻋﺼﻴﺘﻨﻲ أﻃﻌﺘﻚ ‪..‬‬ ‫ﻣﺴﺘﺸﻔﻰ اﻟﻤﺠﺎﻧﻴﻦ ‪..‬‬
‫ﻓﻘ ﺎل ﻟ ﻪ ﻋﻤ ﺮو‪ :‬ﻓﺈﻧ ﻲ أﻣﻴ ﺮ ﻋﻠ ﻴﻚ ‪ ..‬وإﻧﻤ ﺎ‬ ‫وﻗ ﺪ ﻳ ﺮزق ﺁﺧ ﺮ ﺣﺴ ﺒ ًﺎ رﻓ ﻴﻌ ًﺎ ‪ ..‬وﻣ ﺎ ًﻻ وﻓﻴ ﺮًا ‪..‬‬
‫أﻧﺖ ﻣﺪد ﻟﻲ ‪..‬‬ ‫ﻼ آﺒﻴ ﺮًا ‪ ..‬ﻟﻜ ﻨﻪ ﻳﺴﻠﺐ ﻣﻨﻪ اﻟﺼﺤﺔ ‪ ..‬ﻓﺘﺠﺪﻩ‬ ‫وﻋﻘ ً‬
‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻓﺪوﻧﻚ ‪..‬‬ ‫ﻣﻘﻌ ﺪًا ﻋﻠ ﻰ ﺳ ﺮﻳﺮﻩ ‪ ..‬ﻋﺸ ﺮﻳﻦ أو ﺛﻼﺛﻴﻦ ﺳﻨﺔ ‪..‬‬
‫ﻣﺎ أﻏﻨﻰ ﻋﻨﻪ ﻣﺎﻟﻪ وﺣﺴﺒﻪ ‪!!..‬‬
‫ﻓ ﺘﻘﺪم ‪ ..‬ﻋﻤﺮو ﺑﻦ اﻟﻌﺎص ‪ τ‬ﻓﺼﻠﻰ ﺑﺎﻟﻨﺎس‬
‫ﻼ ‪..‬‬‫وﻣ ﻦ اﻟ ﻨﺎس ﻣ ﻦ ﻳﺆﺗ ﻴﻪ اﷲ ﺻﺤﺔ وﻗﻮة وﻋﻘ ً‬
‫‪..‬‬
‫ﻟﻜ ﻨﻪ ﻳﻤ ﻨﻌﻪ اﻟﻤ ﺎل ﻓﺘ ﺮاﻩ ﻳﺸ ﺘﻐﻞ ﺣﻤ ﺎل أﻣ ﺘﻌﺔ ﻓ ﻲ‬
‫وﺑﻌ ﺪ اﻟﻐ ﺰوة ‪ ..‬آ ﺎن أول ﻣﻦ وﺻﻞ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ‬
‫ﺳ ﻮق أو ﺗ ﺮاﻩ ﻣﻌ ﺪﻣ ًﺎ ﻓﻘﻴ ﺮًا ﻳﺘ ﻨﻘﻞ ﺑ ﻴﻦ اﻟﺤ ﺮف‬
‫‪ ..‬ﻋﻮف ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ ‪.. τ‬‬
‫اﻟﻤﺘﻮاﺿﻌﺔ ﻻ ﻳﻜﺎد ﻳﺠﺪ ﻣﺎ ﻳﺴﺪ ﺑﻪ رﻣﻘﻪ ‪..‬‬
‫ﻓﻤﻀﻰ إﻟﻰ رﺳﻮل ‪.. ρ‬‬ ‫وﻣ ﻦ اﻟﻨﺎس ﻣﻦ ﻳﺆﺗﻴﻪ ‪ ..‬وﻳﺤﺮﻣﻪ ‪ ..‬ورﺑﻚ ﻳﺨﻠﻖ‬
‫ﻓﻠﻤﺎ رﺁﻩ ‪ ..‬ﻗﺎل ﻟﻪ ‪ .. ρ‬أﺧﺒﺮﻧﻲ ‪..‬‬ ‫ﻣﺎ ﻳﺸﺎء وﻳﺨﺘﺎر ‪ ..‬ﻣﺎ آﺎن ﻟﻬﻢ اﻟﺨﻴﺮة ‪..‬‬
‫ﻓﺄﺧﺒ ﺮﻩ ﻋ ﻦ اﻟﻐ ﺰوة ‪ ..‬وﻣ ﺎ آ ﺎن ﺑ ﻴﻦ أﺑ ﻲ‬ ‫ﻓﻜ ﺎن ﺣ ﺮﻳ ًﺎ ﺑﻜ ﻞ ﻣﺒﺘﻠ ﻰ أن ﻳﻌ ﺮف ه ﺪاﻳﺎ اﷲ إﻟ ﻴﻪ‬
‫ﻋﺒﻴﺪة وﻋﻤﺮو ﺑﻦ اﻟﻌﺎص ‪..‬‬ ‫ﻗﺒﻞ أن ﻳﻌﺪ ﻣﺼﺎﺋﺒﻪ ﻋﻠﻴﻪ ‪ ..‬ﻓﺈن ﺣﺮﻣﻚ اﻟﻤﺎل ﻓﻘﺪ‬
‫ﻓﻘﺎل ‪ : ρ‬ﻳﺮﺣﻢ اﷲ أﺑﺎ ﻋﺒﻴﺪة ﺑﻦ اﻟﺠﺮاح ‪..‬‬
‫‪116‬‬
‫‪Books-sea.com‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬ ‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﻳﺎ ﺟﻤﺎﻋﺔ ‪ ..‬ﺧﻠﻮا اﻟﺸﻴﺦ ﻳﻮﺿﺢ ﻗﺼﺪﻩ ‪..‬‬ ‫ﻧﻌﻢ ‪ ..‬ﻳﺮﺣﻢ اﷲ أﺑﺎ ﻋﺒﻴﺪة ‪.. τ‬‬
‫ﻓﺴ ﻜﺘﻮا ‪ ..‬ﻓﺸ ﻜﺮت ﻟ ﻪ ﻋﻤﻠ ﻪ ‪ ..‬ﺛﻢ اﻋﺘﺬرت‬ ‫ﻓﻜﺮة ‪..‬‬
‫وأﺛﻨ ﻴﺖ ﻋﻠ ﻴﻬﻢ – وﻋﻠ ﻰ ﺑ ﻨﺎﺗﻬﻢ ‪ -‬ووﺿﺤﺖ‬ ‫اﻧﻈﺮ ﻟﻠﺠﻮاﻧﺐ اﻟﻤﺸﺮﻗﺔ ﻣﻦ ﺣﻴﺎﺗﻚ ‪ ..‬ﻗﺒﻞ أن‬
‫ﻣﺮادي ‪..‬‬ ‫ﺗﻨﻈﺮ ﻟﻠﻤﻈﻠﻤﺔ ‪ ..‬ﻟﺘﻜﻮن أﺳﻌﺪ ‪..‬‬
‫ﻋ ﻨﺪ ﺗﻌﺎﻣﻠ ﻚ ﻣ ﻊ اﻟ ﻨﺎس ‪ ..‬أﻧ ﺖ ﻓﻲ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ‬
‫ﺗﺼ ﻨﻊ ﺷﺨﺼ ﻴﺘﻚ ‪ ..‬وﺗﺒﻨ ﻲ ﻓ ﻲ ﻋﻘ ﻮﻟﻬﻢ‬ ‫ﻼ ‪..‬‬
‫‪ 49.‬آﻦ ﺟﺒ ً‬
‫ﺗﺼ ﻮرات ﻋ ﻨﻚ ‪ ..‬ﻳﺒ ﻨﻮن ﻋﻠ ﻰ أﺳﺎﺳ ﻬﺎ‬ ‫ﻓ ﻲ ﺑﺪاﻳ ﺔ ﺳ ﻠﻮآﻲ ﻓ ﻲ ﻃ ﺮﻳﻖ اﻟﺪﻋ ﻮة ‪ ..‬دﻋ ﻴﺖ‬
‫أﺳﺎﻟﻴﺐ ﺗﻌﺎﻣﻠﻬﻢ ﻣﻌﻚ ‪ ..‬واﺣﺘﺮاﻣﻬﻢ ﻟﻚ ‪..‬‬ ‫ﻹﻟﻘﺎء ﻣﺤﺎﺿﺮة ﻓﻲ إﺣﺪى اﻟﻘﺮى ‪..‬‬
‫ﺗﺄآﺪ أن اﻷﺷﺠﺎر اﻟﺜﺎﺑﺘﺔ ﻻ ﺗﻘﺘﻠﻌﻬﺎ اﻟﺮﻳﺎح ‪..‬‬ ‫اﺳ ﺘﻘﺒﻠﻨﻲ اﻟﻤﺴ ﺌﻮل ﻋ ﻦ اﻟﺪﻋ ﻮة ه ﻨﺎك ‪ ..‬رآ ﺒﺖ‬
‫ﻣﻬﻤﺎ اﺷﺘﺪت ‪ ..‬وإﻧﻤﺎ اﻟﻨﺼﺮ ﺻﺒﺮ ﺳﺎﻋﺔ ‪..‬‬ ‫ﺳﻴﺎرﺗﻪ ‪ ..‬آﺎﻧﺖ ﻗﺪﻳﻤﺔ ﻣﺘﻬﺎﻟﻜﺔ ‪..‬‬
‫آﻠﻤ ﺎ زاد ﻋﻘﻠ ﻚ ‪ ..‬ﻗ ﻞ ﺟﻬﻠ ﻚ ‪ ..‬وإذا زاد‬ ‫ﺗﺤﺪﺛﺖ ﻣﻌﻪ ‪ ..‬أﺧﺒﺮﻧﻲ أﻧﻪ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﻬﺪ ﺑﺰواج ‪..‬‬
‫ﻗﺪرك ‪ ..‬ﻗﻞ ﻏﻀﺒﻚ ‪..‬‬ ‫ﻲ ﻣ ﻦ ﻏ ﻼء اﻟﻤﻬ ﻮر ﻓ ﻲ ﻗ ﺮﻳﺘﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﺛ ﻢ اﺷ ﺘﻜﻰ إﻟ ﱠ‬
‫آﺎﻟﺒﺤ ﺮ ﻻ ﻳﺤ ﺮآﻪ أي ﺷ ﻲء ‪ ..‬وﻳ ﺎ ﺟ ﺒﻞ ﻣ ﺎ‬ ‫ﺣﺘ ﻰ إﻧ ﻪ ﻟ ﻢ ﻳﺴ ﺘﻄﻊ أن ﻳﺸ ﺘﺮي ﺳ ﻴﺎرة ﺟﺪﻳﺪة ‪..‬‬
‫ﺗﻬﺰك رﻳﺢ ‪!..‬‬ ‫أو ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ أﺣﺴﻦ ﻣﻦ ﺳﻴﺎرﺗﻪ ‪..‬‬
‫ﺑﻞ إﻧﻚ ﻟﻮ اﺳﺘﺜﺎرك ﺷﺨﺺ ﻣﺎ ‪ ..‬ﻓﻲ ﻣﺠﻠﺲ‬ ‫دﻋﻮت ﻟﻪ ﺑﺎﻟﺘﻮﻓﻴﻖ ‪..‬‬
‫‪ ..‬أو ﺑﻴﺖ ‪ ..‬أو ﻗﻨﺎة ﻓﻀﺎﺋﻴﺔ ‪ ..‬أو ﻣﺤﺎﺿﺮة‬ ‫ﺛ ﻢ دﺧﻠ ﺖ وأﻟﻘ ﻴﺖ اﻟﻤﺤﺎﺿ ﺮة ‪ ..‬وﻓ ﻲ ﺁﺧ ﺮهﺎ ‪..‬‬
‫ﻋﺎﻣﺔ ‪..‬‬ ‫ﻲ اﻷﺳﺌﻠﺔ ‪ ..‬وآﺎن ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﺳﺆال ﻋﻦ‬ ‫ﻗ ﺮﺋﺖ ﻋﻠ ﱠ‬
‫ﻓﺈﻧ ﻚ إذا ﺑﻘ ﻴﺖ هﺎدﺋ ًﺎ ﻟ ﻢ ﺗﻐﻀ ﺐ وﻟ ﻢ ﺗﺜﺮ ‪..‬‬ ‫ﻏﻼء اﻟﻤﻬﻮر ‪..‬‬
‫ﻣﺎل اﻟﻨﺎس ﻣﻌﻚ ﺿﺪﻩ ‪..‬‬ ‫ﻓﻔﺮﺣﺖ ﺑﻪ وﻗﻠﺖ ‪ :‬ﺟﺎءك ﻳﺎ ﻣﻬﻨﺎ ﻣﺎ ﺗﺘﻤﻨﺎ !!‬
‫ﻼ ﺑﻘﺎﻓﻠﺔ ﺗﺠﺎرة‬ ‫آﺎن أﺑﻮ ﺳﻔﻴﺎن ﺑﻦ ﺣﺮب ﻣﻘﺒ ً‬ ‫واﻧﻄﻠﻘ ﺖ أﺗﻜﻠ ﻢ ﻋ ﻦ ﻏ ﻼء اﻟﻤﻬ ﻮر وﺗﺄﺛﻴ ﺮﻩ ﻋﻠ ﻰ‬
‫ﻣﻦ اﻟﺸﺎم ‪ ..‬ﻓﺨﺮج إﻟﻴﻬﻢ اﻟﻤﺴﻠﻤﻮن ﻟﻘﺘﺎﻟﻬﻢ‬ ‫اﻟﺸﺒﺎب واﻟﻔﺘﻴﺎت ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫ﺛﻢ ذآﺮت إن رﺳﻮل اﷲ ‪ ε‬ﻣﺎ زوج ﺑﻨﺎﺗﻪ ﺑﺄآﺜﺮ ﻣﻦ‬
‫ﻓﻔ ﺮ أﺑ ﻮ ﺳ ﻔﻴﺎن ﺑﺎﻟﻘﺎﻓﻠ ﺔ ‪ ..‬وأرﺳ ﻞ إﻟ ﻰ‬ ‫ﻼ ‪ :‬ﻳﻌﻨﻲ‬‫ﺧﻤﺴ ﻤﺎﺋﺔ دره ﻢ ‪ ..‬ﺛﻢ رﻓﻌﺖ ﺻﻮﺗﻲ ﻗﺎﺋ ً‬
‫ﻗﺮﻳﺶ ﻓﺨﺮﺟﺖ ﺑﺠﻴﺶ ﻋﺮﻣﺮم ‪..‬‬ ‫ﺑﻨﺎﺗﻜﻢ أﺣﺴﻦ ﻣﻦ ﺑﻨﺎت اﻟﻨﺒﻲ ‪ ε‬؟!!‬
‫ووﻗﻌ ﺖ ﻣﻌ ﺮآﺔ ﺑ ﺪر ﺑ ﻴﻦ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ وﻗﺮﻳﺶ‬ ‫ﻼ ‪ :‬إﻳﺶ‬ ‫ﻓﺼ ﺮخ رﺟﻞ ﻣُﺴﻦ ﻣﻦ ﻃﺮف اﻟﺼﻒ ﻗﺎﺋ ً‬
‫‪ ..‬واﻧﺘﺼﺮ اﻟﻤﺴﻠﻤﻮن ‪..‬‬ ‫ﻓﻴﻬﻢ ﺑﻨﺎﺗﻨﺎ ؟‬
‫ﻗ ﺘﻞ ﻣ ﻦ آﻔﺎر ﻗﺮﻳﺶ ﺳﺒﻌﻮن ‪ ..‬وُأﺳِﺮ ﻣﻨﻬﻢ‬ ‫ﻓﺜﺎر ﺁﺧﺮ وﻗﺎل ‪ :‬ﻳﺘﻜﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﺑﻨﺎﺗﻨﺎ !!‬
‫ﺳﺒﻌﻮن ‪..‬‬ ‫وﻧﻬ ﺾ اﻟ ﺜﺎﻟﺚ ﺟﺎﺛ ﻴ ًﺎ ﻋﻠ ﻰ رآﺒﺘ ﻴﻪ وﻗﺎل ‪ :‬أوووﻩ‬
‫رﺟ ﻊ ﻣ ﻦ ﺗﺒﻘ ﻰ ﻣ ﻦ ﺟ ﻴﺶ ﻗ ﺮﻳﺶ ‪ ..‬وه ﻢ‬ ‫ﺗﺘﻜﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﺑﻨﺎﺗﻨﺎ ؟!!‬
‫ﺟﺮﺣﻰ ‪ ..‬وﺟﻮﻋﻰ ‪..‬‬ ‫آ ﻨﺖ ﻓ ﻲ ﺣ ﺎل ﻻ أﺣﺴ ﺪ ﻋﻠ ﻴﻪ ‪ ..‬وآ ﻨﺖ ﻓ ﻲ أواﺋﻞ‬
‫ﺛﻢ وﺻﻞ أﺑﻮ ﺳﻔﻴﺎن ﺑﻘﺎﻓﻠﺘﻪ إﻟﻰ ﻣﻜﺔ ‪..‬‬ ‫ﻃﺮﻳﻖ اﻟﺪﻋﻮة ‪ ..‬وﺣﺪﻳﺚ اﻟﺘﺨﺮج ﻣﻦ اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ‪..‬‬
‫ﻓﻤﺸ ﻰ ﻋ ﺒﺪ اﷲ ﺑ ﻦ أﺑ ﻲ رﺑﻴﻌﺔ وﻋﻜﺮﻣﺔ ﺑﻦ‬ ‫ﺑﻘ ﻴﺖ ﺳ ﺎآﺘ ًﺎ ﻟ ﻢ أﻧ ﺒﺲ ﺑﺒ ﻨﺖ ﺷ ﻔﺔ ‪ ..‬ﻧﻈ ﺮت إﻟ ﻰ‬
‫أﺑﻲ ﺟﻬﻞ وﺻﻔﻮان اﺑﻦ أﻣﻴﺔ ‪..‬‬ ‫اﻷول ﻟﻤ ﺎ ﺗﻜﻠ ﻢ وﺗﺒﺴ ﻤﺖ ‪ ..‬ﻓﻠﻤ ﺎ ﺗﻜﻠ ﻢ اﻟﺜﺎﻧ ﻲ ‪..‬‬
‫ﻓ ﻲ رﺟ ﺎل ﻣ ﻦ ﻗ ﺮﻳﺶ ﻣﻤ ﻦ أﺻ ﻴﺐ ﺁﺑ ﺎؤهﻢ‬ ‫ﻧﻈﺮت إﻟﻴﻪ أﻳﻀ ًﺎ وﺗﺒﺴﻤﺖ ‪ ..‬وآﺬﻟﻚ اﻟﺜﺎﻟﺚ ‪..‬‬
‫وأﺑﻨﺎؤهﻢ وإﺧﻮاﻧﻬﻢ ﻳﻮم ﺑﺪر ‪..‬‬ ‫آ ﺎن ﺑﻌ ﺾ اﻟﺸ ﺒﺎب ﻓ ﻲ ﺁﺧ ﺮ اﻟﻤﺴﺠﺪ ﻳﺘﻀﺎﺣﻜﻮن‬
‫ﻓﻜﻠﻤ ﻮا أﺑ ﺎ ﺳ ﻔﻴﺎن وﻣ ﻦ آﺎﻧ ﺖ ﻟ ﻪ ﻓ ﻲ ﺗﻠ ﻚ‬ ‫‪ ..‬وﺑﻌﻀ ﻬﻢ ﻗﺎﻣ ﻮا وﻗ ﻮﻓ ًﺎ ﻳﻨﻈ ﺮون ‪ ..‬وآﺄﻧ ﻲ ﺑﻬ ﻢ‬
‫اﻟﻌﻴﺮ ﻣﻦ ﻗﺮﻳﺶ ﺗﺠﺎرة ‪..‬‬ ‫ﻳﻘﻮﻟﻮن ‪ :‬وﻗﻒ ﺣﻤﺎر اﻟﺸﻴﺦ ﻓﻲ اﻟﻌﻘﺒﺔ !!‬
‫ﻓﻘﺎﻟ ﻮا ‪ :‬ﻳ ﺎ ﻣﻌﺸ ﺮ ﻗ ﺮﻳﺶ ‪ ..‬إن ﻣﺤﻤ ﺪًا ﻗ ﺪ‬ ‫ﻟﻤﺎ رأوا هﺪوﺋﻲ ‪ ..‬هﺪؤوا ‪ ..‬ﺛﻢ ﻗﺎم أﺣﺪهﻢ وﻗﺎل ‪:‬‬
‫‪117‬‬
‫‪Books-sea.com‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬ ‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﺧﻴﺜﻤﺔ ‪:‬‬ ‫وﺗ ﺮآﻢ وﻗ ﺘﻞ ﺧ ﻴﺎرآﻢ ‪ ..‬ﻓﺄﻋﻴ ﻨﻮﻧﺎ ﺑﻬﺬا اﻟﻤﺎل ﻋﻠﻰ‬
‫أﻧﺎ ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪..‬‬ ‫ﺣﺮﺑﻪ ﻟﻌﻠﻨﺎ ﻧﺪرك ﻣﻨﻪ ﺛﺄرًا ‪ ..‬ﻓﻔﻌﻠﻮا ‪..‬‬
‫ﻓﺴ ﻠﻚ ﺑ ﻪ ﻓ ﻲ أرض ﺑﻨ ﻲ ﺣﺎرﺛ ﺔ وﺑ ﻴﻦ‬ ‫وﻗ ﺪ ﻗ ﺎل اﷲ ﻓ ﻴﻬﻢ ‪ " :‬إن اﻟ ﺬﻳﻦ آﻔ ﺮوا ﻳ ﻨﻔﻘﻮن‬
‫أﻣﻮاﻟﻬﻢ وﻣﺰارﻋﻬﻢ ‪..‬‬ ‫أﻣ ﻮاﻟﻬﻢ ﻟﻴﺼ ﺪوا ﻋ ﻦ ﺳ ﺒﻴﻞ اﷲ ﻓﺴ ﻴﻨﻔﻘﻮﻧﻬﺎ ﺛ ﻢ‬
‫ﺣﺘ ﻰ ﺳ ﻠﻚ ﺑ ﻪ ﻓ ﻲ ﻣ ﺎل ﻟﺮﺟﻞ اﺳﻤﻪ ‪ :‬ﻣﺮﺑﻊ‬ ‫ﺗﻜ ﻮن ﻋﻠ ﻴﻬﻢ ﺣﺴﺮة ﺛﻢ ﻳﻐﻠﺒﻮن واﻟﺬﻳﻦ آﻔﺮوا إﻟﻰ‬
‫اﺑﻦ ﻗﻴﻈﻲ ‪..‬‬ ‫ﺟﻬﻨﻢ ﻳﺤﺸﺮون " ‪.‬‬
‫ﻼ ﻣﻨﺎﻓﻘ ًﺎ ﺿﺮﻳﺮ اﻟﺒﺼﺮ ‪..‬‬ ‫وآﺎن رﺟ ً‬ ‫ﻓﺨ ﺮﺟﺖ ﻗ ﺮﻳﺶ ‪ ..‬ﺑﺤ ﺪهﺎ وﺣﺪﻳ ﺪهﺎ ‪ ..‬وﺟ ﺪهﺎ‬
‫ﺲ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ .. ρ‬وﻣﻦ ﻣﻌﻪ‬ ‫ﺣ ّ‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎ ﺳ ﻤﻊ ِ‬ ‫وأﺣﺎﺑﻴﺸﻬﺎ ‪..‬‬
‫ﻣﻦ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ‪..‬‬ ‫وﺧ ﺮج ﻣﻌﻬ ﺎ ﻣ ﻦ ﺗﺎﺑﻌﻬ ﺎ ﻣ ﻦ ﺑﻨ ﻲ آ ﻨﺎﻧﺔ وأه ﻞ‬
‫ﻗ ﺎم ﻳﺤﺜ ﻲ ﻓ ﻲ وﺟ ﻮهﻬﻢ اﻟﺘﺮاب ‪ ..‬وﻳﻘﻮل ‪:‬‬ ‫ﺗﻬﺎﻣ ﺔ ‪ ..‬وﺧ ﺮﺟﻮا ﻣﻌﻬﻢ ﺑﺎﻟﻨﺴﺎء ﻟﺌﻼ ﻳﻔﺮ اﻟﺮﺟﺎل‬
‫إن آﻨﺖ رﺳﻮل اﷲ ﻓﺈﻧﻲ ﻻ أﺣﻞ ﻟﻚ أن ﺗﺪﺧﻞ‬ ‫ﻣﻦ اﻟﻘﺘﺎل ‪..‬‬
‫ﻓﻲ ﺣﺎﺋﻄﻲ ‪..‬‬ ‫ﻓﺨﺮج أﺑﻮ ﺳﻔﻴﺎن ﺑﺰوﺟﺘﻪ هﻨﺪ ﺑﻨﺖ ﻋﺘﺒﺔ ‪..‬‬
‫ﺛ ﻢ أﺧ ﺬ اﻟﺨﺒ ﻴﺚ ﺣﻔﻨﺔ ﻣﻦ اﻟﺘﺮاب ﻓﻲ ﻳﺪﻩ ‪..‬‬ ‫وﺧﺮج ﻋﻜﺮﻣﺔ ﺑﻦ أﺑﻲ ﺟﻬﻞ ﺑﺰوﺟﺘﻪ أم ﺣﻜﻴﻢ ﺑﻨﺖ‬
‫ﺛﻢ ﻗﺎل ‪:‬‬ ‫اﻟﺤﺎرث ‪..‬‬
‫واﷲ ﻟ ﻮ أﻋﻠ ﻢ أﻧ ﻲ ﻻ أﺻ ﻴﺐ ﺑﻬ ﺎ ﻏﻴ ﺮك ﻳ ﺎ‬ ‫وﺧ ﺮج اﻟﺤ ﺎرث ﺑ ﻦ هﺸ ﺎم ﺑﻔﺎﻃﻤﺔ ﺑﻨﺖ اﻟﻮﻟﻴﺪ ﺑﻦ‬
‫ﻣﺤﻤﺪ ﻟﻀﺮﺑﺖ ﺑﻬﺎ وﺟﻬﻚ ‪..‬‬ ‫اﻟﻤﻐﻴﺮة ‪..‬‬
‫ﻓﺎﺑﺘﺪرﻩ اﻟﻘﻮم ‪..‬‬ ‫ﻓﺄﻗ ﺒﻞ اﻟﻜﻔ ﺎر ‪ ..‬ﺣﺘ ﻰ ﻧ ﺰﻟﻮا ﻋﻠ ﻰ ﺷ ﻔﻴﺮ اﻟ ﻮادي‬
‫ﻓﻘﺎل اﻟﻨﺒﻲ ‪: ε‬‬ ‫ﻣﻘﺎﺑﻞ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ‪..‬‬
‫" ﻻ ﺗﻘ ﺘﻠﻮﻩ ‪ ..‬ﻓﻬ ﺬا اﻷﻋﻤﻰ ‪ ..‬أﻋﻤﻰ اﻟﻘﻠﺐ‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎ ﺳ ﻤﻊ ﺑﻬ ﻢ رﺳﻮل اﷲ ‪ .. ρ‬اﺳﺘﺸﺎر أﺻﺤﺎﺑﻪ‬
‫‪ ..‬أﻋﻤﻰ اﻟﺒﺼﺮ ‪" ..‬‬ ‫‪ ..‬ﻣﺎ رأﻳﻜﻢ ؟‬
‫وﻣﻀ ﻰ رﺳﻮل اﷲ ‪ .. ρ‬وﻟﻢ ﻳﻠﺘﻔﺖ إﻟﻰ ذﻟﻚ‬ ‫ﻧﺒﻘﻰ ﻓﻲ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻓﺈذا دﺧﻠﻮهﺎ ﻋﻠﻴﻨﺎ ‪..‬‬
‫اﻟﻤﻨﺎﻓﻖ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘ ﺎل ﻟ ﻪ ﻧ ﺎس ﻟ ﻢ ﻳﻜﻮﻧ ﻮا ﺷ ﻬﺪوا ﺑﺪرًا ‪ :‬ﻧﺨﺮج ﻳﺎ‬
‫ﻧﻌﻢ ‪..‬‬ ‫رﺳﻮل اﷲ إﻟﻴﻬﻢ ﻧﻘﺎﺗﻠﻬﻢ ﺑـ "أﺣﺪ" ‪..‬‬
‫ﻟﻮ آﻞ آﻠﺐ ﻋﻮى أﻟﻘﻤﺘﻪ ﺣﺠﺮًا‬ ‫ورﺟ ﻮا أن ﻳﺼ ﻴﺒﻬﻢ ﻣ ﻦ اﻟﻔﻀ ﻴﻠﺔ ﻣ ﺎ أﺻ ﺎب أه ﻞ‬
‫ﻷﺻ ﺒﺢ اﻟﺼﺨﺮ ﻣﺜﻘﺎ ًﻻ‬ ‫ﺑﺪر ‪..‬‬
‫ﺑﺪﻳﻨﺎر‬ ‫ﻓﻤﺎ زاﻟﻮا ﺑﺮﺳﻮل اﷲ ‪ ρ‬ﺣﺘﻰ ﻟﺒﺲ أداة اﻟﺤﺮب ‪..‬‬
‫واﻟﻜﻼب ﺗﻨﺒﺢ ‪ ..‬واﻟﻘﺎﻓﻠﺔ ﺗﺴﻴﻴﻴﻴﻴﺮ ‪..‬‬ ‫ﺛ ﻢ ﻧﺪﻣ ﻮا ‪ ..‬وﻗﺎﻟ ﻮا ‪ :‬ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ أﻗﻢ ‪ ..‬ﻓﺎﻟﺮأي‬
‫ﻗﻨﺎﻋﺔ ‪..‬‬ ‫رأﻳﻚ ‪..‬‬
‫اﻟﺮﻳﺎح ﻻ ﺗﺤﺮك اﻟﺠﺒﺎل ‪ ..‬ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﻠﻌﺐ‬ ‫ﻓﻘ ﺎل ﻟﻬ ﻢ ‪ :‬ﻣ ﺎ ﻳﻨﺒﻐ ﻲ ﻟﻨﺒ ﻲ أن ﻳﻀﻊ أداﺗﻪ ﺑﻌﺪ ﻣﺎ‬
‫ﺑﺎﻟﺮﻣﺎل ‪ ..‬وﺗﺸﻜﻠﻬﺎ آﻤﺎ ﺗﺸﺎء ‪..‬‬ ‫ﻟﺒﺴﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﻳﺤﻜﻢ اﷲ ﺑﻴﻨﻪ وﺑﻴﻦ ﻋﺪوﻩ ‪..‬‬
‫ﻓﻠﻤ ﺎ ﻧﺰل أﺑﻮ ﺳﻔﻴﺎن واﻟﻤﺸﺮآﻮن ﺑﺄﺻﻞ أﺣﺪ ﻓﺮح‬
‫‪ 50.‬ﻻ ﺗﻠﻌﻨﻪ ‪ ..‬إﻧﻪ ﻳﺸﺮب ﺧﻤﺮًا ‪!!..‬‬ ‫اﻟﻤﺴ ﻠﻤﻮن اﻟ ﺬﻳﻦ ﻟ ﻢ ﻳﺸ ﻬﺪوا ﺑ ﺪرًا ﺑﻘ ﺪوم اﻟﻌ ﺪو‬
‫أآﺜ ﺮ اﻟ ﻨﺎس اﻟ ﺬﻳﻦ ﻧﺨ ﺎﻟﻄﻬﻢ ﻣﻬﻤ ﺎ ﺑﻠ ﻎ ﻣ ﻦ‬ ‫ﻋﻠﻴﻬﻢ ‪..‬‬
‫اﻟﺴ ﻮء ‪ ..‬إﻻ أﻧ ﻪ ﻻ ﻳﺨﻠﻮ ﻣﻦ ﺧﻴﺮ وإن آﺎن‬ ‫وﻗﺎﻟﻮا ‪ :‬ﻗﺪ ﺳﺎق اﷲ ﻋﻠﻴﻨﺎ أﻣﻨﻴﺘﻨﺎ ‪..‬‬
‫ﻼ ‪..‬‬
‫ﻗﻠﻴ ً‬ ‫ﺛﻢ ﻗﺎل اﻟﻨﺒﻲ ‪ ρ‬ﻷﺻﺤﺎﺑﻪ ‪:‬‬
‫ﻓﻠ ﻮ اﺳ ﺘﻄﻌﻨﺎ أن ﻧﻌﺜ ﺮ ﻋﻠ ﻰ ﻣﻔ ﺘﺎح اﻟﺨﻴ ﺮ‬ ‫" ﻣ ﻦ رﺟ ﻞ ﻳﺨ ﺮج ﺑ ﻨﺎ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻘ ﻮم ﻣﻦ آﺜﺐ ـ أي‬
‫ﻟﻜﺎن ﺣﺴﻨ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﻣﻦ ﻗﺮﻳﺐ ـ ﻣﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﻻ ﻳﻤﺮ ﺑﻨﺎ ﻋﻠﻴﻬﻢ " ؟‬
‫اﺷ ﺘﻬﺮ ﻋ ﻦ ﺑﻌ ﺾ اﻟﻤﺠ ﺮﻣﻴﻦ ‪ ..‬أﻧ ﻪ آ ﺎن‬ ‫ﻓﻘ ﺎل رﺟ ﻞ ﻣ ﻦ ﺑﻨ ﻲ ﺣﺎرﺛ ﺔ ﺑﻦ اﻟﺤﺎرث اﺳﻤﻪ أﺑﻮ‬

‫‪118‬‬
‫‪Books-sea.com‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬ ‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﻳﺴ ﻄﻮ ﻋﻠ ﻰ ﺑ ﻴﻮت اﻟ ﻨﺎس وﻳﺴ ﺮق أﻣ ﻮاﻟﻬﻢ ‪..‬‬
‫‪ 51.‬إذا ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﺎ ﺗﺮﻳﺪ ﻓﺄرد ﻣﺎ ﻳﻜﻮن‬ ‫ﻟﻴ ﻨﻔﻖ ﺑﻌﻀ ﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺿﻌﻔﺎء وأﻳﺘﺎم !! أو ﻳﺒﻨﻲ ﺑﻬﺎ‬
‫‪!!..‬‬ ‫ﻣﺴﺎﺟﺪ !!‬
‫ﻣﺎ دﻣﺖ ﻣُﻠﺰﻣﺎ ﻓﺎﺳﺘﻤﺘﻊ ‪ ..‬هﻜﺬا آﻨﺖ أﻗﻮل‬ ‫أو آﺎﻟﺘ ﻲ ﺗ ﺮى أﻳ ﺘﺎﻣ ًﺎ ﺟﻮﻋ ﻰ ﻓﺘﺰﻧ ﻲ ﻟﺘﺤﺼﻞ ﻣﺎ ًﻻ‬
‫ﻟﺸﺎب أﺻﻴﺐ ﺑﻤﺮض اﻟﺴﻜﺮ ‪ ..‬ﻓﻜﺎن ﻳﺸﺮب‬ ‫ﺗﺴﺪ ﺑﻪ ﺟﻮﻋﻬﻢ ‪..‬‬
‫اﻟﺸﺎي ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺳﻜﺮ ‪ ..‬وﻳﺘﺄﺳﻒ ﻟﺤﺎﻟﻪ ‪..‬‬ ‫ﺑﻨﻰ ﻣﺴﺠﺪًا ﷲ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺣﻠﻪ **‬
‫آﻨﺖ أﻗﻮل ﻟﻪ ‪ :‬هﻞ إذا ﺗﺄﺳﻔﺖ وﺣﺰﻧﺖ أﺛﻨﺎء‬ ‫ﻓﻜﺎن ﺑﺤﻤﺪ اﷲ ﻏﻴﺮ ﻣﻮﻓﻖ‬
‫ﺷﺮﺑﻚ اﻟﺸﺎي ‪ ..‬هﻞ ﺗﻨﻘﻠﺐ اﻟﻤﺮارة ﺣﻼوة‬ ‫آﻤﻄﻌﻤﺔ اﻷﻳﺘﺎم ﻣﻦ آ ﱢﺪ ﻋﺮﺿﻬﺎ ! **‬
‫‪..‬‬ ‫ﻟﻚ اﻟﻮﻳﻞ ﻻ ﺗﺰﻧﻲ وﻻ‬
‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻻ ‪..‬‬ ‫ﺗﺘﺼﺪﻗﻲ‬
‫ﻗﻠﺖ ‪ :‬ﻣﺎ دﻣﺖ ﻣﻠﺰﻣ ًﺎ ‪ ..‬ﻓﺎﺳﺘﻤﺘﻊ ‪..‬‬ ‫وآ ﻢ ﻣ ﻦ ﺣﺎﻣ ﻞ ﺳ ﻜﻴﻦ ﻟ ﻴﻄﻌﻦ ﺑﻬ ﺎ ‪ ..‬ﻓﺎﺳ ﺘﻌﻄﻔﻪ‬
‫أﻋﻨﻲ ﻟﻦ ﺗﺄﺗﻲ اﻟﺪﻧﻴﺎ داﺋﻤ ًﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻧﺤﺐ ‪..‬‬ ‫ﻃﻔﻞ أو اﻣﺮأة ﻓﺮق ﻗﻠﺒﻪ ‪ ..‬وأﻟﻘﻰ ﺳﻜﻴﻨﻪ ﻋﻨﻪ ‪..‬‬
‫وهﺬا ﻳﻘﻊ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ آﺜﻴﺮًا ‪..‬‬ ‫إذن ﻋﺎﻣﻞ اﻟﻨﺎس ﺟﻤﻴﻌ ًﺎ ﺑﻤﺎ ﺗﻌﻠﻢ ﻓﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﺧﻴﺮ ‪..‬‬
‫ﺳﻴﺎرﺗﻚ ﻗﺪﻳﻤﺔ ‪ ..‬ﻣﻜﻴﻒ ﻻ ﻳﺸﺘﻐﻞ ‪ ..‬ﻣﺮاﺗﺐ‬ ‫ﻗﺒﻞ أن ﺗﺴﻲء اﻟﻈﻦ ﺑﻬﻢ ‪..‬‬
‫ﻣﻤ ﺰﻗﺔ ‪ ..‬وﻻ ﺗﺴ ﺘﻄﻴﻊ ﺣﺎﻟ ﻴ ًﺎ ﺗﻐﻴﻴ ﺮهﺎ ‪ ..‬ﻣ ﺎ‬ ‫ﻣﺤﻤﺪ ‪ .. ε‬ﺑﻠﻎ ﻣﻦ ﺧﻠﻘﻪ أﻧﻪ آﺎن ﻳﻠﺘﻤﺲ اﻟﻤﻌﺎذﻳﺮ‬
‫اﻟﺤﻞ ؟‬ ‫ﻟﻠﻤﺨﻄﺌﻴﻦ ‪ ..‬وﻳﺤﺴﻦ اﻟﻈﻦ ﺑﺎﻟﻤﺬﻧﺒﻴﻦ ‪ ..‬وآﺎن إذا‬
‫ﺗﻘﺪﻣﺖ ﻟﻠﺪراﺳﺔ ﺑﺎﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ‪ ..‬ﻓﻘﺒﻠﺖ ﻓﻲ آﻠﻴﺔ‬ ‫ﻗﺎﺑ ﻞ ﻋﺎﺻ ﻴ ًﺎ ﻳﻨﻈ ﺮ ﻓ ﻴﻪ إﻟ ﻰ ﺟ ﻮاﻧﺐ اﻹﻳﻤ ﺎن ﻗ ﺒﻞ‬
‫ﻻ ﺗ ﺮﻏﺐ ﻓﻲ اﻟﺪراﺳﺔ ﻓﻴﻬﺎ ‪ ..‬ﺣﺎوﻟﺖ ﺗﻌﺪﻳﻞ‬ ‫ﺟﻮاﻧﺐ اﻟﺸﻬﻮة واﻟﻌﺼﻴﺎن ‪..‬‬
‫اﻟﺤ ﺎل ﻓﻠ ﻢ ﺗﺴ ﺘﻄﻊ ‪ ..‬ﻓﺎﺿ ﻄﺮرت ﻟﻤﻮاﺻ ﻠﺔ‬ ‫ﻣﺎ آﺎن ﻳﺴﻲء اﻟﻈﻦ ﺑﺄﺣﺪ ‪ ..‬ﻳﻌﺎﻣﻠﻬﻢ آﺄﻧﻬﻢ أوﻻدﻩ‬
‫اﻟﺪراﺳ ﺔ ‪ ..‬وأآﻤﻠ ﺖ ﺳ ﻨﺘﻴﻦ وﺛ ﻼث ‪ ..‬ﻓﻤ ﺎ‬ ‫وإﺧﻮاﻧﻪ ‪ ..‬ﻳﺤﺐ ﻟﻬﻢ اﻟﺨﻴﺮ آﻤﺎ ﻳﺤﺒﻪ ﻟﻨﻔﺴﻪ ‪..‬‬
‫اﻟﺤﻞ ؟‬ ‫آﺎن رﺟﻞ ﻓﻲ ﻋﻬﺪ اﻟﻨﺒﻲ ‪ ε‬ﻗﺪ اﺑﺘﻠﻲ ﺑﺸﺮب اﻟﺨﻤﺮ‬
‫ﺗﻘﺪﻣﺖ ﻟﻮﻇﻴﻔﺔ ﻓﻠﻢ ﺗﻘﺒﻞ ‪ ..‬وﻗﺒﻠﺖ ﻓﻲ أﺧﺮى‬ ‫‪..‬‬
‫‪ ..‬وﺑﺪأت دواﻣﻚ ﻓﻴﻬﺎ ‪ ..‬ﻓﻤﺎ اﻟﺤﻞ؟‬ ‫ﻲ ﺑﻪ ﻳﻮﻣ ًﺎ إﻟﻰ رﺳﻮل اﷲ ‪ ε‬ﻓﺄﻣﺮ ﺑﻪ ﻓﺠُﻠﺪ ‪..‬‬ ‫ﻓﺄُﺗ َ‬
‫ﺧﻄﺒﺖ ﻓﺘﺎﺗ ًﺎ ﻓﺮﻓﻀﺖ ‪ ..‬وﺗﺰوﺟﺖ ﺁﺧﺮ ‪ ..‬ﻣﺎ‬ ‫ﺛ ﻢ ﻣ ﺮت أﻳ ﺎم ‪ ..‬ﻓﺸﺮب ﺧﻤﺮًا ‪ ..‬ﻓﺠﻲء ﺑﻪ أﺧﺮى‬
‫اﻟﺤﻞ ؟‬ ‫ﻓﺠﻠﺪ ‪..‬‬
‫آﺜﻴ ﺮ ﻣ ﻦ اﻟ ﻨﺎس ﻳﺠﻌ ﻞ اﻟﺤ ﻞ ه ﻮ اﻻآﺘ ﺌﺎب‬ ‫وﻣﺮت أﻳﺎم ‪ ..‬ﺛﻢ ﺟﻲء ﺑﻪ ﻗﺪ ﺷﺮب ﺧﻤﺮًا ‪ ..‬ﻓﺠﻠﺪ‬
‫اﻟ ﺪاﺋﻢ ‪ ..‬واﻟ ﺘﺄﻓﻒ ﻣ ﻦ واﻗﻌ ﻪ ‪ ..‬وآﺜ ﺮة‬ ‫‪..‬‬
‫اﻟﺘﺸ ﻜﻲ إﻟ ﻰ ﻣ ﻦ ﻋ ﺮف وﻣ ﻦ ﻟ ﻢ ﻳﻌ ﺮف !‬ ‫ﻓﻠﻤﺎ وﻟﻰ ﺧﺎرﺟ ًﺎ ‪ ..‬ﻗﺎل رﺟﻞ ﻣﻦ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ‪:‬‬
‫وه ﺬا ﻻ ﻳ ﺮد إﻟ ﻴﻪ رزﻗ ًﺎ ﻓﺎﺗ ﻪ ‪ ..‬وﻻ ﻳﻌﺠ ﻞ‬ ‫ﻟﻌﻨﻪ اﷲ ‪ ..‬ﻣﺎ أآﺜﺮ ﻣﺎ ﻳﺆﺗﻰ ﺑﻪ !!‬
‫ﺑﺮزق ﻟﻢ ﻳﻜﺘﺐ ﻟﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﺎﻟ ﺘﻔﺖ إﻟ ﻴﻪ ‪ .. ε‬وﻗ ﺪ ﺗﻐﻴ ﺮ وﺟﻬ ﻪ ﻓﻘ ﺎل ﻟ ﻪ ‪ :‬ﻻ‬
‫إذن ﻣﺎ اﻟﺤﻞ ؟‬ ‫ﺗﻠﻌ ﻨﻪ ‪ ..‬ﻓ ﻮاﷲ ﻣ ﺎ ﻋﻠﻤ ﺖ أﻧ ﻪ ﻳﺤ ﺐ اﷲ ورﺳ ﻮﻟﻪ‬
‫اﻟﻌﺎﻗ ﻞ ﻓﻬ ﻮ اﻟ ﺬي ﻳﺘﻜ ﻴﻒ ﻣ ﻊ واﻗﻌ ﻪ آ ﻴﻔﻤﺎ‬ ‫)‪(65‬‬
‫‪..‬‬
‫آﺎن ‪ ..‬ﻣﺎدام ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ اﻟﺘﻐﻴﻴﺮ إﻟﻰ اﻷﺣﺴﻦ‬
‫‪..‬‬ ‫ﻓﻦ ‪..‬‬
‫أﺣ ﺪ أﺻ ﺪﻗﺎﺋﻲ آﺎن ﻳﺸﺮف ﻋﻠﻰ ﺑﻨﺎء ﻣﺴﺠﺪ‬ ‫ﻗﺒﻞ أن ﺗﺒﺪأ ﻓﻲ ﻧﺰع ﺷﺠﺮة اﻟﺸﺮ ﻓﻲ اﻵﺧﺮﻳﻦ ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫اﺑﺤﺚ ﻋﻦ ﺷﺠﺮة اﻟﺨﻴﺮ واﺳﻘﻬﺎ ‪..‬‬
‫ﻓﻀ ﺎﻗﺖ ﺑﻬ ﻢ اﻟ ﻨﻔﻘﺔ ‪ ..‬ﻓ ﺘﻮﺟﻬﻮا إﻟ ﻰ أﺣ ﺪ‬
‫اﻟﺘﺠﺎر ﻟﻼﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ﺑﻪ ﻓﻲ إآﻤﺎل اﻟﺒﻨﺎء ‪..‬‬
‫ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ‬ ‫) ‪( 65‬‬
‫‪119‬‬
‫‪Books-sea.com‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬ ‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪..‬‬ ‫ﻼ ‪ ..‬وأﻋﻄﺎهﻢ‬ ‫ﻓ ﺘﺢ ﻟﻬ ﻢ اﻟ ﺒﺎب ‪ ..‬ﺟﻠ ﺲ ﻣﻌﻬ ﻢ ﻗﻠ ﻴ ً‬
‫ﻓﺘﻜﻠﻢ رﺟﻞ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﻠﺲ ﺑﺤﺪﻳﺚ ‪..‬‬ ‫ﻣ ﺎ ﺗﻴﺴ ﺮ ‪ ..‬ﺛ ﻢ أﺧ ﺮج دواء ﻣ ﻦ ﺟﻴ ﺒﻪ وﺟﻌ ﻞ‬
‫ﻓﺎﺳ ﺘﻐﺮب اﻟﻌ ﺎﻟﻢ ﻣ ﻨﻪ ‪ ..‬وﻗ ﺎل ‪ :‬ﻣ ﺎ ه ﺬا‬ ‫ﻳﺘﻨﺎوﻟﻪ ‪..‬‬
‫اﻟﺤ ﺪﻳﺚ !! ﻣ ﻦ أﻳ ﻦ ﺟ ﺌﺖ ﺑ ﻪ ؟ ﺗﻜ ﺬب ﻋﻠ ﻰ‬ ‫ﻗﺎل ﻟﻪ أﺣﺪهﻢ ‪ :‬ﺳﻼﻣﺎت ‪ ..‬ﻋﺴﻰ ﻣﺎ ﺷﺮ !!‬
‫رﺳﻮل اﷲ ‪ ε‬؟‬ ‫ﻗ ﺎل ‪ :‬ﻻ ‪ ..‬هﺬﻩ ﺣﺒﻮب ﻣﻨﻮﻣﺔ ‪ ..‬ﻣﻨﺬ ﻋﺸﺮ ﺳﻨﻴﻦ‬
‫ﻓﻘﺎل اﻟﺮﺟﻞ ‪ :‬ﺑﻞ هﺬا ﺣﺪﻳﺚ ‪ ..‬ﺛﺎﺑﺖ ‪..‬‬ ‫ﻻ أﻧﺎم إﻻ ﺑﻬﺎ ‪..‬‬
‫ﻗ ﺎل اﻟﻌﺎﻟﻢ ‪ :‬ﻻ ‪ ..‬هﺬا ﺣﺪﻳﺚ ﻟﻢ ﻧﺴﻤﻊ ﺑﻪ ‪..‬‬ ‫دﻋﻮا ﻟﻪ ‪ ..‬وﺧﺮﺟﻮا ‪..‬‬
‫وﻟﻢ ﻧﺤﻔﻈﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﻤ ﺮوا ﻋﻠ ﻰ ﺣﻔ ﺮﻳﺎت وأﻋﻤ ﺎل ﻃ ﺮق ﻋ ﻨﺪ ﻣﺨ ﺮج‬
‫وآﺎن ﻓﻲ اﻟﻤﺠﻠﺲ وزﻳﺮ ﻋﺎﻗﻞ ‪..‬‬ ‫اﻟﻤﺪﻳ ﻨﺔ ‪ ..‬وﻗ ﺪ وﺿ ﻊ ﻋ ﻨﺪهﺎ أﻧ ﻮار ﺗﻌﻤ ﻞ ﺑﻤ ﻮﻟﺪ‬
‫ﻓﺎﻟ ﺘﻔﺖ إﻟ ﻰ اﻟﻌﺎﻟﻢ وﻗﺎل ﺑﻬﺪوء ‪ :‬ﻳﺎ ﺷﻴﺦ ‪..‬‬ ‫آﻬﺮﺑﺎﺋﻲ ﻗﺪ ﻣﻸ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﺿﺠﻴﺠ ًﺎ ‪..‬‬
‫هﻞ ﺣﻔﻈﺖ ﺟﻤﻴﻴﻴﻴﻊ أﺣﺎدﻳﺚ اﻟﻨﺒﻲ ‪.. ε‬؟‬ ‫ﻟﻴﺲ هﺬا هﻮ اﻟﻐﺮﻳﺐ ‪..‬‬
‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻻ ‪..‬‬ ‫اﻟﻐ ﺮﻳﺐ أن ﺣ ﺎرس اﻟﻤ ﻮﻟﺪ ه ﻮ ﻋﺎﻣ ﻞ ﻓﻘﻴ ﺮ ﻗ ﺪ‬
‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻓﻬﻞ ﺣﻔﻈﺖ ﻧﺼﻔﻬﺎ ؟‬ ‫اﻓﺘﺮش ﻗﺼﺎﺻﺎت ﺟﺮاﺋﺪ ‪ ..‬وﻧﺎاااام ‪..‬‬
‫ﻗﺎل ‪ :‬رﺑﻤﺎ ‪..‬‬ ‫ﻧﻌ ﻢ ‪ ..‬ﻋ ﺶ ﺣﻴﺎﺗﻚ ‪ ..‬ﻻ وﻗﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﻟِﻠﻬ ﱢﻢ ‪ ..‬ﺗﻌﺎﻣﻞ‬
‫ﻓﻘﺎل ‪ :‬ﻓﺎﻋﺘﺒﺮ هﺬا اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻣﻦ اﻟﻨﺼﻒ اﻟﺬي‬ ‫ﻣﻊ اﻟﻤﻌﻄﻴﺎت اﻟﺘﻲ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻚ ‪..‬‬
‫ﻟﻢ ﺗﺤﻔﻈﻪ ‪..‬‬ ‫ﺧ ﺮج ‪ ε‬ﻣ ﻊ أﺻ ﺤﺎﺑﻪ ﻓ ﻲ ﻏ ﺰوة ﻓﻘ ﱠﻞ ﻃﻌ ﺎﻣﻬﻢ ‪..‬‬
‫واﻧﺘﻬﺖ اﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ‪..‬‬ ‫وﺗﻌﺒﻮا ‪..‬‬
‫آ ﺎن اﻟﻔﻀ ﻴﻞ ﺑ ﻦ ﻋ ﻴﺎض وﻋ ﺒﺪ اﷲ ﺑ ﻦ‬ ‫ﻓﺄﻣﺮهﻢ ‪ ..‬أن ﻳﺠﻤﻌﻮا ﻣﺎ ﻋﻨﺪهﻢ ﻣﻦ ﻃﻌﺎم ‪..‬‬
‫اﻟﻤﺒﺎرك ﺻﺎﺣﺒﻴﻦ ﻻ ﻳﻔﺘﺮﻗﺎن ‪..‬‬ ‫وﻓ ﺮش رداءﻩ ‪ ..‬وﺻ ﺎر اﻟ ﺮﺟﻞ ﻳﺄﺗ ﻲ ﺑﺎﻟﺘﻤ ﺮة ‪..‬‬
‫وآﺎﻧﺎ ﻋﺎﻟﻤﻴﻦ زاهﺪﻳﻦ ‪..‬‬ ‫واﻟﺘﻤ ﺮﺗﻴﻦ ‪ ..‬وآﺴﺮة اﻟﺨﺒﺰ ‪ ..‬وآﻠﻬﺎ ﺗﺠﺘﻤﻊ ﻓﻮق‬
‫ﻦ ﻟﻌ ﺒﺪ اﷲ ﺑ ﻦ اﻟﻤ ﺒﺎرك ﻓﺨ ﺮج ﻟﻠﻘ ﺘﺎل‬ ‫ﻋ ﱠ‬ ‫هﺬا اﻟﺮداء ‪ ..‬ﺛﻢ أآﻠﻮا ‪ ..‬وهﻢ ﻣﺴﺘﻤﺘﻌﻮن ‪..‬‬
‫واﻟﺮﺑﺎط ﻓﻲ اﻟﺜﻐﻮر ‪..‬‬
‫وﺑﻘ ﻲ اﻟﻔﻀ ﻴﻞ ﺑ ﻦ ﻋ ﻴﺎض ﻓﻲ اﻟﺤﺮم ﻳﺼﻠﻲ‬ ‫ﻟﻤﺤﺔ ‪..‬‬
‫وﻳﺘﻌﺒﺪ ‪..‬‬ ‫ﻣﺎ آﻞ ﻣﺎ ﻳﺘﻤﻨﻰ اﻟﻤﺮء ﻳﺪرآﻪ ‪..‬‬
‫وﻓ ﻲ ﻳ ﻮم رق ﻓ ﻴﻪ اﻟﻘﻠﺐ ‪ ..‬وأﺳﺒﻠﺖ اﻟﺪﻣﻌﺔ‬ ‫ﺗﺠﺮي اﻟﺮﻳﺎح ﺑﻤﺎ ﻻ ﺗﺸﺘﻬﻲ‬
‫‪..‬‬ ‫اﻟﺴﻔﻦ‬
‫آ ﺘﺐ اﻟﻔﻀ ﻴﻞ إﻟ ﻰ اﺑ ﻦ اﻟﻤﺒﺎرك آﺘﺎﺑ ًﺎ ﻳﺪﻋﻮﻩ‬
‫ﻓ ﻴﻪ إﻟ ﻰ اﻟﻤﺠ ﻲء واﻟﺘﻌ ﺒﺪ ﻓ ﻲ اﻟﺤ ﺮم ‪..‬‬ ‫‪ 52.‬ﻧﺨﺘﻠﻒ وﻧﺤﻦ إﺧﻮان !‬
‫واﻻﺷﺘﻐﺎل ﺑﺎﻟﺬآﺮ وﻗﺮاءة اﻟﻘﺮﺁن ‪..‬‬ ‫ذُآﺮ أن اﻟﺸﺎﻓﻌﻲ رﺣﻤﻪ اﷲ ﺗﻨﺎﻇﺮ ﻳﻮﻣًﺎ ﻣﻊ أﺣﺪ‬
‫ﻓﻠﻤﺎ ﻗﺮأ اﺑﻦ اﻟﻤﺒﺎرك اﻟﻜﺘﺎب ‪..‬‬ ‫اﻟﻌﻠﻤﺎء ﺣﻮل ﻣﺴﺄﻟﺔ ﻓﻘﻬﻴﺔ ﻋﻮﻳﺼﺔ ‪..‬‬
‫أﺧﺬ رﻗﻌﺔ وآﺘﺐ إﻟﻰ اﻟﻔﻀﻴﻞ ‪:‬‬ ‫ﻓﺎﺧ ﺘﻠﻔﺎ ‪ ..‬وﻃ ﺎل اﻟﺤ ﻮار ‪ ..‬ﺣﺘﻰ ﻋﻠﺖ أﺻﻮاﺗﻬﻤﺎ‬
‫ﻳﺎ ﻋﺎﺑﺪ اﻟﺤﺮﻣﻴﻦ ﻟﻮ أﺑﺼﺮﺗﻨﺎ ***‬ ‫‪..‬‬
‫ﻟﻌﻠﻤﺖ أﻧﻚ ﻓﻲ‬ ‫وﻟﻢ ﻳﺴﺘﻄﻊ أﺣﺪهﻤﺎ أن ﻳﻘﻨﻊ ﺻﺎﺣﺒﻪ ‪..‬‬
‫اﻟﻌﺒﺎدة ﺗﻠﻌﺐ‬ ‫وآﺄن اﻟﺮﺟﻞ ﺗﻐﻴﺮ وﻏﻀﺐ ‪ ..‬ووﺟﺪ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ ‪..‬‬
‫ﻣﻦ آﺎن ﻳﺨﻀﺐ ﺧﺪﻩ ﺑﺪﻣﻮﻋﻪ ***‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎ اﻧﺘﻬ ﻰ اﻟﻤﺠﻠ ﺲ وﺗ ﻮﺟﻬﺎ ﻟﻠﺨ ﺮوج ‪ ..‬اﻟ ﺘﻔﺖ‬
‫ﻓﻨﺤﻮرﻧﺎ ﺑﺪﻣﺎﺋﻨﺎ‬ ‫اﻟﺸﺎﻓﻌﻲ إﻟﻰ ﺻﺎﺣﺒﻪ ‪ ..‬وأﺧﺬ ﺑﻴﺪﻩ وﻗﺎل ‪:‬‬
‫ﺗﺘﺨﻀﺐ‬ ‫أﻻ ﻳﺼﺢ أن ﻧﺨﺘﻠﻒ وﻧﺒﻘﻰ إﺧﻮاﻧ ًﺎ ‪!..‬‬
‫أو آﺎن ﻳﺘﻌﺐ ﺧﻴﻠﻪ ﻓﻲ ﺑﺎﻃﻞ ***‬ ‫وﺟﻠﺲ ﺑﻌﺾ ﻋﻠﻤﺎء اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻳﻮﻣ ًﺎ ‪ ..‬ﻋﻨﺪ اﻟﺨﻠﻴﻔﺔ‬

‫‪120‬‬
‫‪Books-sea.com‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬ ‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫راﺟﻌ ًﺎ إﻟﻰ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ‪..‬‬ ‫ﻓﺨﻴﻮﻟﻨﺎ ﻳﻮم اﻟﺼﺒﻴﺤﺔ ﺗﺘﻌﺐ‬
‫ووﺿ ﻊ اﻟﻤﺴ ﻠﻤﻮن اﻟﺴ ﻼح ‪ ..‬ورﺟﻌ ﻮا إﻟ ﻰ‬ ‫رﻳﺢ اﻟﻌﺒﻴﺮ ﻟﻜﻢ وﻧﺤﻦ ﻋﺒﻴﺮﻧﺎ ***‬
‫ﺑﻴﻮﺗﻬﻢ ‪..‬‬ ‫رهﺞ اﻟﺴﻨﺎﺑﻚ واﻟﻐﺒﺎر اﻷﻃﻴﺐ‬
‫ودﺧ ﻞ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ρ‬ﺑﻴﺘﻪ ‪ ..‬ووﺿﻊ اﻟﺴﻼح‬ ‫وﻟﻘﺪ أﺗﺎﻧﺎ ﻣﻦ ﻣﻘﺎل ﻧﺒﻴﻨﺎ ***‬
‫واﻏﺘﺴﻞ ‪..‬‬ ‫ﻗﻮل ﺻﺤﻴﺢ ﺻﺎدق ﻻ‬
‫ﻓﻠﻤﺎ آﺎﻧﺖ اﻟﻈﻬﺮ ‪ ..‬ﺟﺎءﻩ ﺟﺒﺮﻳﻞ ‪..‬‬ ‫ﻳﻜﺬب‬
‫ﻓﻨﺎدى رﺳﻮل اﷲ ‪ .. ρ‬ﻣﻦ ﺧﺎرج اﻟﺒﻴﺖ ‪..‬‬ ‫ﻻ ﻳﺴﺘﻮي وﻏﺒﺎر ﺧﻴﻞ اﷲ ﻓﻲ ***‬
‫ﻓﻘﺎم رﺳﻮل اﷲ ‪ ρ‬ﻓﺰﻋ ًﺎ ‪..‬‬ ‫أﻧﻒ اﻣﺮيء ودﺧﺎن ﻧﺎر‬
‫ﻓﻘ ﺎل ﻟ ﻪ ﺟﺒﺮﻳﻞ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ‪ :‬أوﻗﺪ وﺿﻌﺖ‬ ‫ﺗﻠﻬﺐ‬
‫اﻟﺴﻼح ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ ؟‬ ‫هﺬا آﺘﺎب اﷲ ﻳﻨﻄﻖ ﺑﻴﻨﻨﺎ ***‬
‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻧﻌﻢ ‪..‬‬ ‫ﻟﻴﺲ اﻟﺸﻬﻴﺪ ﺑﻤﻴﺖ ﻻ ﻳﻜﺬب‬
‫ﻗ ﺎل ﺟﺒ ﺮﻳﻞ ‪ :‬ﻣ ﺎ وﺿ ﻌﺖ اﻟﻤﻼﺋﻜ ﺔ اﻟﺴ ﻼح‬ ‫ﺛﻢ ﻗﺎل ‪:‬‬
‫ﺑﻌ ﺪ ‪ ..‬وﻣ ﺎ رﺟﻌ ﺖ اﻵن إﻻ ﻣ ﻦ ﻃﻠ ﺐ اﻟﻘﻮم‬ ‫إن ﻣﻦ ﻋﺒﺎد ﻣﻦ ﻓﺘﺢ اﷲ ﻓﻲ اﻟﺼﻴﺎم ‪ ..‬ﻓﻴﺼﻮم ﻣﺎ‬
‫‪ ..‬ﻃﻠﺒﻨﺎهﻢ ﺣﺘﻰ ﺑﻠﻐﻨﺎ ﺣﻤﺮاء اﻷﺳﺪ ‪..‬‬ ‫ﻻ ﻳﺼ ﻮﻣﻪ ﻏﻴ ﺮﻩ ‪ ..‬وﻣ ﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻓﺘﺢ ﻟﻪ ﻓﻲ ﻗﺮاءة‬
‫إن اﷲ ﻳﺄﻣ ﺮك ﺑﺎﻟﻤﺴ ﻴﺮ إﻟ ﻰ ﺑﻨ ﻲ ﻗ ﺮﻳﻈﺔ ‪..‬‬ ‫اﻟﻘ ﺮﺁن ‪ ..‬وﻣ ﻨﻬﻢ ﻣ ﻦ ﻓ ﺘﺢ ﻟ ﻪ ﻓ ﻲ ﻃﻠ ﺐ اﻟﻌﻠ ﻢ ‪..‬‬
‫ﻓﺈﻧﻲ ﻋﺎﻣﺪ إﻟﻴﻬﻢ ﻓﻤﺰﻟﺰل ﺑﻬﻢ ‪..‬‬ ‫وﻣ ﻨﻬﻢ ﻣ ﻦ ﻓ ﺘﺢ ﻓ ﻲ اﻟﺠﻬﺎد ‪ ..‬وﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻓﺘﺢ ﻟﻪ‬
‫ﻓﺄﻣﺮ رﺳﻮل اﷲ ‪ ρ‬ﻣﺆذﻧ ًﺎ ﻓﺄذن ﻓﻲ اﻟﻨﺎس ‪:‬‬ ‫ﻓﻲ ﻗﻴﺎم اﻟﻠﻴﻞ ‪..‬‬
‫" ﻣ ﻦ آ ﺎن ﺳ ﺎﻣﻌ ًﺎ ﻣﻄ ﻴﻌ ًﺎ ‪ ..‬ﻓ ﻼ ﻳﺼ ﻠﻴﻦ‬ ‫وﻟﻴﺲ ﻣﺎ أﻧﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺄﻓﻀﻞ ﻣﻤﺎ أﻧﺎ ﻋﻠﻴﻪ ‪..‬‬
‫اﻟﻌﺼﺮ إﻻ ﻓﻲ ﺑﻨﻲ ﻗﺮﻳﻈﺔ " ‪..‬‬ ‫وﻣﺎ أﻧﺎ ﻋﻠﻴﻪ ‪ ..‬ﻟﻴﺲ ﺑﺄﻓﻀﻞ ﻣﻤﺎ أﻧﺖ ﻋﻠﻴﻪ ‪..‬‬
‫ﻓﺘﺴ ﺎﺑﻖ اﻟ ﻨﺎس إﻟ ﻰ ﺳ ﻼﺣﻬﻢ ‪ ..‬وﺳ ﻤﻌﻮا‬ ‫وآﻼﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﺧﻴﺮ ‪..‬‬
‫وأﻃﺎﻋﻮا ‪ ..‬وﻣﻀﻮا إﻟﻰ دﻳﺎر ﺑﻨﻲ ﻗﺮﻳﻈﺔ ‪..‬‬ ‫وهﻜﺬا آﺎن ﻣﻨﻬﺞ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ‪..‬‬
‫ﻓ ﺪﺧﻞ ﻋﻠ ﻴﻬﻢ وﻗ ﺖ اﻟﻌﺼ ﺮ وهﻢ ﻓﻲ اﻟﻄﺮﻳﻖ‬ ‫اﺟﺘﻤﻊ اﻟﻜﻔﺎر وﺗﺄﻟﺒﻮا ﻟﺤﺮب اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻓﻲ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ‬
‫‪..‬‬ ‫‪ ..‬وﺟ ﺎؤوا ﻓ ﻲ ﺟ ﻴﺶ ﻟ ﻢ ﺗﺸ ﻬﺪ اﻟﻌﺮب ﻣﺜﻠﻪ آﺜﺮة‬
‫ﻓﻘ ﺎل ﺑﻌﻀ ﻬﻢ ﻻ ﻧﺼ ﻠﻲ اﻟﻌﺼ ﺮ إﻻ ﻓ ﻲ ﺑﻨ ﻲ‬ ‫وﻋﺘﺎدًا ‪..‬‬
‫ﻗﺮﻳﻈﺔ ‪..‬‬ ‫ﻓﺤﻔ ﺮ اﻟﻤﺴ ﻠﻤﻮن ﺧ ﻨﺪﻗ ًﺎ ﻟ ﻢ ﻳﺴ ﺘﻄﻊ اﻟﻜﻔ ﺎر أن‬
‫وﻗ ﺎل ﺑﻌﻀﻬﻢ ‪ :‬ﺑﻞ ﻧﺼﻠﻲ ﻟﻢ ﻳﺮد ﻣﻨﺎ ذﻟﻚ ‪..‬‬ ‫ﻳﺘﺠﺎوزوﻩ ﻟﺪﺧﻮل اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ‪..‬‬
‫ﻳﻌﻨﻲ إﻧﻤﺎ أراد اﻹﺳﺮاع إﻟﻴﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﻓﻌﺴﻜﺮ اﻟﻜﻔﺎر وراء اﻟﺨﻨﺪق ‪..‬‬
‫ﻓﺼﻠﻮا اﻟﻌﺼﺮ وأآﻤﻠﻮا ﻣﺴﻴﺮهﻢ ‪..‬‬ ‫وآ ﺎن ﻓ ﻲ اﻟﻤﺪﻳ ﻨﺔ ﻗﺒ ﻴﻠﺔ ﺑﻨﻲ ﻗﺮﻳﻈﺔ ‪ ..‬وهﻢ ﻳﻬﻮد‬
‫وأﺧ ﺮهﺎ اﻵﺧ ﺮون ‪ ..‬ﺣﺘ ﻰ وﺻ ﻠﻮا ﺑﻨ ﻲ‬ ‫ﻳﺘﺮﺑﺼﻮن ﺑﺎﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ‪..‬‬
‫ﻗﺮﻳﻈﺔ ‪ ..‬ﻓﺼﻠﻮهﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﺄﻗ ﺒﻠﻮا إﻟ ﻰ اﻟﻜﻔ ﺎر ﻳﻤ ﺪوﻧﻬﻢ ‪ ..‬وﻳﻌﻴ ﺜﻮن ﻓ ﻲ‬
‫ﻓﺬآ ﺮ ذﻟ ﻚ ﻟﻠﻨﺒ ﻲ ‪ ρ‬ﻓﻠ ﻢ ﻳﻌ ﻨﻒ واﺣ ﺪًا ﻣ ﻦ‬ ‫اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻓﺴﺎدًا وﻧﻬﺒ ًﺎ ‪..‬‬
‫اﻟﻔﺮﻳﻘﻴﻦ ‪..‬‬ ‫وﻗ ﺪ اﻧﺸ ﻐﻞ اﻟﻤﺴﻠﻤﻮن ﻋﻨﻬﻢ ﺑﺎﻟﺮﺑﺎط ﻋﻨﺪ اﻟﺨﻨﺪق‬
‫ﻓﺤﺎﺻ ﺮهﻢ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ .. ρ‬ﺣﺘ ﻰ ﻧﺼ ﺮﻩ اﷲ‬ ‫‪..‬‬
‫ﻋﻠﻴﻬﻢ ‪..‬‬ ‫وﻣﻀ ﺖ اﻷﻳ ﺎم ﻋﺼ ﻴﺒﺔ ‪ ..‬ﺣﺘ ﻰ أرﺳ ﻞ اﷲ ﻋﻠ ﻰ‬
‫اﻟﻜﻔ ﺎر رﻳﺤ ًﺎ وﺟ ﻨﻮدًا ‪ ..‬ﻣ ﻦ ﻋﻨﺪﻩ ﻓﺘﻤﺰق ﺟﻴﺸﻬﻢ‬
‫‪ ..‬واﻧﻘﻠ ﺒﻮا ﺧﺎﺋﺒ ﻴﻦ ‪ ..‬ﻳﺠﺮون أذﻳﺎل هﺰﻳﻤﺘﻬﻢ ﻓﻲ‬
‫وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ ‪..‬‬
‫ﻇﻠﻤﺔ اﻟﻠﻴﻞ ‪..‬‬
‫ﻟﻴﺴﺖ اﻟﻐﺎﻳﺔ أن ﻧﺘﻔﻖ ‪ ..‬ﻟﻜﻦ اﻟﻐﺎﻳﺔ أن ﻻ‬
‫ﻧﺨﺘﻠﻒ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎ أﺻ ﺒﺢ رﺳﻮل اﷲ ‪ .. ρ‬اﻧﺼﺮف ﻋﻦ اﻟﺨﻨﺪق‬

‫‪121‬‬
‫‪Books-sea.com‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬ ‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ اﻟﺮاﺋﻊ ‪..‬‬
‫ﻣ ﻦ أﺷ ﻬﺮ ﻃ ﻼب ﻋﻠﻤ ﺎء اﻟﺤﻨﻔ ﻴﺔ اﻹﻣﺎم أﺑﻮ‬ ‫‪ 53.‬اﻟﺮﻓﻖ ‪ ..‬إﻻ زاﻧﻪ ‪..‬‬
‫ﻳﻮﺳﻒ اﻟﻘﺎﺿﻲ ‪..‬‬ ‫ﻳﺘﻜ ﺮر ﻋﻠ ﻰ أﻟﺴ ﻨﺘﻨﺎ آﺜﻴ ﺮًا ﻋ ﻨﺪﻣﺎ ﻧﻌﺠ ﺐ ﺑﺸﺨﺺ‬
‫هﻮ أﺷﻬﺮ ﻃﻼب أﺑﻲ ﺣﻨﻴﻔﺔ ‪..‬‬ ‫ﻣﺎ ‪ ..‬أن ﻧﺼﻔﻪ ﻗﺎﺋﻠﻴﻦ ‪:‬‬
‫آ ﺎن أﺑ ﻮ ﻳﻮﺳ ﻒ ﻓ ﻲ ﺻ ﻐﺮﻩ ﻓﻘﻴ ﺮًا ‪ ..‬وآ ﺎن‬ ‫ﻓﻼن رزﻳﻦ ‪ ..‬ﻓﻼن ﺛﻘﻴﻞ ‪ ..‬ﻓﻼن راآﺪ ‪..‬‬
‫أﺑ ﻮﻩ ﻳﻤ ﻨﻌﻪ ﻣﻦ ﺣﻀﻮر درس أﺑﻲ ﺣﻨﻴﻔﺔ ‪..‬‬ ‫وإذا أردﻧ ﺎ ﻣﺬﻣ ﺔ ﺷ ﺨﺺ ﻗﻠ ﻨﺎ ‪ :‬ﻓ ﻼن ﻋﺠ ﻮل ‪..‬‬
‫وﻳﺄﻣﺮﻩ ﺑﺎﻟﺬهﺎب ﻟﻠﺴﻮق ﻟﺘﻜﺴﺐ ‪..‬‬ ‫ﻓﻼن ﺧﻔﻴّﻒ ‪..‬‬
‫آ ﺎن أﺑ ﻮ ﺣﻨ ﻴﻔﺔ ﺣﺮﻳﺼ ًﺎ ﻋﻠ ﻴﻪ ‪ ..‬وإذا ﻏ ﺎب‬ ‫أﻣﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪ ε‬ﻓﻴﻘﻮل ‪ :‬ﻣﺎ آﺎن اﻟﺮﻓﻖ ﻓﻲ ﺷﻲء‬
‫)‪(66‬‬
‫ﻋﺎﺗﺒﻪ ‪..‬‬ ‫إﻻ زاﻧﻪ ‪ ..‬وﻣﺎ ﻧﺰع ﻣﻦ ﺷﻲء إﻻ ﺷﺎﻧﻪ ‪..‬‬
‫ﻓﺎﺷ ﺘﻜﻰ أﺑ ﻮ ﻳﻮﺳ ﻒ ﻳ ﻮﻣ ًﺎ إﻟ ﻰ أﺑ ﻲ ﺣﻨ ﻴﻔﺔ‬ ‫هﻞ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺗﺤﺮﻳﻚ ﻃﻦ اﻟﺤﺪﻳﺪ ﺑﺄﺻﺒﻊ ؟‬
‫ﺣﺎﻟ ﻪ ﻣﻊ واﻟﺪﻩ ‪ ..‬ﻓﺎﺳﺘﺪﻋﻰ أﺑﻮ ﺣﻨﻴﻔﺔ واﻟﺪ‬ ‫ﻧﻌ ﻢ ‪ :‬إذا أﺣﻀ ﺮت راﻓﻌ ﺔ ‪ ..‬ﺛ ﻢ رﺑﻄ ﺘﻪ ﺑ ﺮﻓﻖ ‪..‬‬
‫أﺑ ﻲ ﻳﻮﺳ ﻒ وﺳ ﺄﻷﻩ ‪ :‬آ ﻢ ﻳﻜﺴ ﺐ اﻟ ﻮﻟﺪ آ ﻞ‬ ‫وأﺣﻜﻤﺖ رﺑﻄﻪ ‪..‬‬
‫ﻳﻮم ؟‬ ‫ﺛﻢ رﻓﻌﺘﻪ ‪ ..‬ﻓﺈذا ﺗﻌﻠﻖ ﻓﻲ اﻟﻬﻮاء ‪ ..‬ﺣﺮآﻪ ﺑﺄﺻﻐﺮ‬
‫ﻗﺎل ‪ :‬درهﻤﺎن ‪..‬‬ ‫أﺻﺎﺑﻌﻚ ‪..‬‬
‫ﻗ ﺎل ‪ :‬أﻧ ﺎ أﻋﻄ ﻴﻚ اﻟﺪرهﻤﻴﻦ ‪ ..‬ودﻋﻪ ﻳﻄﻠﺐ‬ ‫اﺗﻔﻖ ﺻﺪﻳﻘﺎن ﻋﻠﻰ أن ﻳﺘﻘﺪﻣﺎ ﻟﺮﺟﻞ ﻟﺨﻄﺒﺔ اﺑﻨﺘﻴﻪ‬
‫اﻟﻌﻠﻢ ‪..‬‬ ‫‪ ..‬آﺎﻧﺖ إﺣﺪاهﻤﺎ أآﺒﺮ ﻣﻦ اﻷﺧﺮى ‪..‬‬
‫ﻓﻼزم أﺑﻮ ﻳﻮﺳﻒ ﺷﻴﺨﻪ ﺳﻨﻴﻦ ‪..‬‬ ‫ﻗ ﺎل أﺣ ﺪهﻤﺎ ﻟﻶﺧ ﺮ ‪ :‬أﻧ ﺎ ﺁﺧ ﺬ اﻟﺼ ﻐﻴﺮة ‪ ..‬وأﻧ ﺖ‬
‫ﻓﻠﻤ ﺎ ﺑﻠ ﻎ أﺑ ﻮ ﻳﻮﺳ ﻒ ﺳ ﻦ اﻟﺸ ﺒﺎب ‪ ..‬وﻧ ﺒﻎ‬ ‫ﺗﺄﺧﺬ اﻟﻜﺒﻴﺮة ‪..‬‬
‫ﻋﻠﻰ أﻗﺮاﻧﻪ ‪ ..‬أﺻﺎﺑﻪ ﻣﺮض أﻗﻌﺪﻩ ‪..‬‬ ‫ﻓﺼ ﺎح ﺻ ﺎﺣﺒﻪ ‪ :‬ﻻاااا ‪ ..‬ﺑ ﻞ أﻧ ﺖ ﺧ ﺬ اﻟﻜﺒﻴ ﺮة ‪..‬‬
‫ﻓ ﺰارﻩ أﺑ ﻮ ﺣﻨ ﻴﻔﺔ ‪ ..‬وآ ﺎن اﻟﻤ ﺮض ﺷ ﺪﻳﺪًا‬ ‫وأﻧﺎ ﺁﺧﺬ اﻟﺼﻐﻴﺮة ‪..‬‬
‫ﻣﺘﻤﻜ ﻨ ًﺎ ﻣ ﻨﻪ ‪ ..‬ﻓﻠﻤ ﺎ رﺁﻩ أﺑ ﻮ ﺣﻨ ﻴﻔﺔ ﺣﺰن ‪..‬‬ ‫ﻓﻘ ﺎل اﻷول ‪ :‬ﻃ ﻴﺐ ‪ ..‬أﻧ ﺖ ﺗﺄﺧ ﺬ اﻟﺼﻐﻴﺮة ‪ ..‬وأﻧﺎ‬
‫وﺧﺎف ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻬﻼك ‪..‬‬ ‫ﺁﺧﺬ اﻟﺘﻲ أﺻﻐﺮ ﻣﻨﻬﺎ ‪..‬‬
‫ﻼ ‪ :‬ﺁﺁﺁﻩ ﻳ ﺎ أﺑ ﺎ‬
‫وﺧ ﺮج وه ﻮ ﻳﻜﻠ ﻢ ﻧﻔﺴ ﻪ ﻗ ﺎﺋ ً‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻣﻮاﻓﻖ ‪!!..‬‬
‫ﻳﻮﺳﻒ ‪ ..‬ﻟﻘﺪ آﻨﺖ أرﺟﻮك ﻟﻠﻨﺎس ﻣﻦ ﺑﻌﺪي‬ ‫وﻟ ﻢ ﻳ ﺪرك أن ﺻﺎﺣﺒﻪ ﻣﺎ ﻏﻴﺮ ﻗﺮارﻩ ‪ ..‬ﺳﻮى أﻧﻪ‬
‫!!‬ ‫ﻏﻴﺮ أﺳﻠﻮب اﻟﻜﻼم ﺑﺮﻓﻖ ‪..‬‬
‫وﻣﻀ ﻰ أﺑ ﻮ ﺣﻨ ﻴﻔﺔ ﻳﺠ ﺮ ﺧﻄ ﺎﻩ ﺣ ﺰﻳﻨ ًﺎ إﻟ ﻰ‬ ‫وﻓ ﻲ اﻟﺤ ﺪﻳﺚ ‪ :‬إذا أراد اﷲ ﺑﺄهﻞ ﺑﻴﺖ ﺧﻴﺮًا أدﺧﻞ‬
‫ﺣﻠﻘﺘﻪ وﻃﻼﺑﻪ ‪..‬‬ ‫ﻋﻠ ﻴﻬﻢ اﻟ ﺮﻓﻖ ‪ ..‬وإذا أراد اﷲ ﺑﺄه ﻞ ﺑ ﻴﺖ ﺷ ﺮًا ‪..‬‬
‫)‪(67‬‬
‫وﻣﻀ ﺖ ﻳ ﻮﻣﺎن ‪ ..‬ﻓﺸ ﻔﻲ أﺑ ﻮ ﻳﻮﺳ ﻒ ‪..‬‬ ‫ﻧﺰع ﻣﻨﻬﻢ اﻟﺮﻓﻖ ‪..‬‬
‫واﻏﺘﺴ ﻞ وﻟ ﺒﺲ ﺛ ﻴﺎﺑﻪ ﻟ ﻴﺬهﺐ ﻟﺪرس ﺷﻴﺨﻪ‬ ‫وﻓ ﻴﻪ ‪ :‬إن اﷲ رﻓ ﻴﻖ ﻳﺤﺐ اﻟﺮﻓﻖ ‪ ..‬وﻳﻌﻄﻲ ﻋﻠﻰ‬
‫‪..‬‬ ‫اﻟ ﺮﻓﻖ ﻣ ﺎ ﻻ ﻳﻌﻄ ﻲ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻌ ﻨﻒ ‪ ..‬وﻣ ﺎ ﻻ ﻳﻌﻄ ﻲ‬
‫)‪(68‬‬
‫ﻓﺴﺄﻟﻪ ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻪ ‪ :‬إﻟﻰ أﻳﻦ ﺗﺬهﺐ ؟‬ ‫ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺳﻮاﻩ ‪..‬‬
‫ﻗﺎل ‪ :‬إﻟﻰ درس اﻟﺸﻴﺦ ‪..‬‬ ‫اﻟ ﺮﻓﻴﻖ ‪ ..‬اﻟﻬ ﻴﻦ اﻟﻠ ﻴﻦ ‪ ..‬ﻣﺤ ﺒﻮب ﻋ ﻨﺪ اﻟﻨﺎس ‪..‬‬
‫ﻗﺎﻟ ﻮا ‪ :‬إﻟ ﻰ اﻵن ﺗﻄﻠ ﺐ اﻟﻌﻠ ﻢ ؟ أﻧ ﺖ ﻗ ﺪ‬ ‫ﺗﻄﻤﺌﻦ إﻟﻴﻪ اﻟﻨﻔﻮس ‪ ..‬وﺗﺜﻖ ﻓﻴﻪ ‪..‬‬
‫اآﺘﻔﻴﺖ ‪ ..‬أﻣﺎ ﺑﻠﻐﻚ ﻣﺎ ﻗﺎل ﻓﻴﻚ اﻟﺸﻴﺦ ؟‬ ‫ﺧﺎﺻﺔ إذا ﺻﺎﺣﺐ ذﻟﻚ وزن ﻟﻠﻜﻼم ‪ ..‬وﻗﺪرة ﻋﻠﻰ‬
‫ﻗﺎل ‪ :‬وﻣﺎ ﻗﺎل ؟!‬
‫ﻗﺎﻟ ﻮا ‪ :‬ﻗ ﺪ ﻗ ﺎل ‪ :‬آ ﻨﺖ أرﺟ ﻮك ﻟﻠ ﻨﺎس ﻣ ﻦ‬
‫ﺑﻌ ﺪي ‪ ..‬أي أﻧ ﻚ ﻗ ﺪ ﺣﺼ ﻠﺖ آ ﻞ ﻋﻠ ﻢ أﺑ ﻲ‬ ‫) ‪( 66‬‬
‫ﺣﻨ ﻴﻔﺔ ‪ ..‬ﻓﻠ ﻮ ﻣ ﺎت اﻟﺸ ﻴﺦ اﻟ ﻴﻮم ﺟﻠﺴ ﺖ‬ ‫رواﻩ اﻟﺒﺨﺎري‬ ‫) ‪( 67‬‬
‫رواﻩ اﻟﺒﺨﺎري‬ ‫) ‪( 68‬‬
‫‪122‬‬
‫‪Books-sea.com‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬ ‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﻓﻌﺠ ﺐ أﺑ ﻮ ﻳﻮﺳ ﻒ ‪ ..‬وﺗﺄﻣ ﻞ ﻓ ﻲ اﻟﻤﺴ ﺄﻟﺔ‬ ‫ﻣﻜﺎﻧﻪ ‪..‬‬
‫أآﺜﺮ ‪ ..‬ﺛﻢ ﻗﺎل ‪ :‬ﻻ ‪ ..‬ﻻ ﻳﺴﺘﺤﻖ اﻷﺟﺮة ‪..‬‬ ‫ﻓﺄﻋﺠﺐ أﺑﻮ ﻳﻮﺳﻒ ﺑﻨﻔﺴﻪ ‪..‬‬
‫ﻓﻘﺎل اﻟﺴﺎﺋﻞ ‪ :‬أﺧﻄﺄت ‪..‬‬ ‫وﻣﻀ ﻰ إﻟ ﻰ اﻟﻤﺴ ﺠﺪ ورأى ﺣﻠﻘ ﺔ أﺑ ﻲ ﺣﻨ ﻴﻔﺔ ﻓﻲ‬
‫ﻓﻨﻈﺮ أﺑﻮ ﻳﻮﺳﻒ إﻟﻴﻪ ‪ ..‬ﺛﻢ ﺳﺄﻟﻪ ‪ :‬ﺑﺎﷲ ﻣﻦ‬ ‫ﻧﺎﺣ ﻴﺔ ‪ ..‬ﻓﺠﻠ ﺲ ﻓ ﻲ اﻟﻨﺎﺣ ﻴﺔ اﻷﺧ ﺮى ‪ ..‬وﺑ ﺪأ‬
‫أرﺳﻠﻚ ‪..‬‬ ‫ﻳﺪرس وﻳﻔﺘﻲ ‪..‬‬
‫ﻓﺄﺷ ﺎر إﻟ ﻰ أﺑ ﻲ ﺣﻨ ﻴﻔﺔ ‪ ..‬وﻗ ﺎل ‪ :‬أرﺳ ﻠﻨﻲ‬ ‫اﻟ ﺘﻔﺖ أﺑ ﻮ ﺣﻨ ﻴﻔﺔ إﻟ ﻰ اﻟﺤﻠﻘ ﺔ اﻟﺠﺪﻳ ﺪة ‪ ..‬ﻓﺴﺄل ‪:‬‬
‫اﻟﺸﻴﺦ ‪..‬‬ ‫ﺣﻠﻘﺔ ﻣﻦ هﺬﻩ ؟‬
‫ﻓﻘﺎم أﺑﻮ ﻳﻮﺳﻒ ﻣﻦ ﻣﺠﻠﺴﻪ ‪ ..‬وﻣﻀﻰ ﺣﺘﻰ‬ ‫ﻗﺎﻟﻮا ‪ :‬هﺬا أﺑﻮ ﻳﻮﺳﻒ ‪..‬‬
‫وﻗ ﻒ ﻋﻠ ﻰ ﺣﻠﻘﺔ أﺑﻲ ﺣﻨﻴﻔﺔ وﻗﺎل ‪ :‬ﻳﺎ ﺷﻴﺦ‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﺷُﻔﻲ ﻣﻦ ﻣﺮﺿﻪ ؟!‬
‫‪ ..‬ﻣﺴﺄﻟﺔ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎﻟﻮا ‪ :‬ﻧﻌﻢ ‪..‬‬
‫ﻓﻠﻢ ﻳﻠﺘﻔﺖ أﺑﻮ ﺣﻨﻴﻔﺔ إﻟﻴﻪ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻓﻠﻢ ﻟﻢ ﻳﺄت إﻟﻰ درﺳﻨﺎ ؟!‬
‫ﻓﺄﻗ ﺒﻞ أﺑ ﻮ ﻳﻮﺳ ﻒ ﺣﺘ ﻰ ﺟﺜ ﻰ ﻋﻠ ﻰ رآﺒﺘ ﻴﻪ‬ ‫ﻗﺎﻟ ﻮا ‪ :‬ﺣﺪﺛ ﻮﻩ ﺑﻤ ﺎ ﻗﻠ ﺖ ‪ ..‬ﻓﺠﻠ ﺲ ﻳ ﺪرس اﻟ ﻨﺎس‬
‫ﺑ ﻴﻦ ﻳﺪي اﻟﺸﻴﺦ ‪ ..‬وﻗﺎل ﺑﻜﻞ أدب ‪ :‬ﻳﺎ ﺷﻴﺦ‬ ‫واﺳﺘﻐﻨﻰ ﻋﻨﻚ ‪..‬‬
‫‪ ..‬ﻣﺴﺄﻟﺔ ‪..‬‬ ‫ﻓﻔﻜﺮ أﺑﻮ ﺣﻨﻴﻔﺔ آﻴﻒ ﻳﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻟﻤﻮﻗﻒ ﺑﺮﻓﻖ ‪..‬‬
‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻣﺎ ﻣﺴﺄﻟﺘﻚ ؟‬ ‫وﺟﻌﻞ ﻳﻔﻜﺮ ﺛﻢ ﻗﺎل ‪:‬‬
‫ﻗﺎل ‪ :‬ﺗﻌﺮﻓﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ﻳﺄﺑﻰ أﺑﻮ ﻳﻮﺳﻒ إﻻ أن ﻧﻘﺸﱢﺮ ﻟﻪ اﻟﻌﺼﺎ!!‬
‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻣﺴﺄﻟﺔ اﻟﺨﻴﺎط واﻟﺜﻮب ؟‬ ‫ﺛﻢ اﻟﺘﻔﺖ إﻟﻰ أﺣﺪ ﻃﻼﺑﻪ اﻟﺠﺎﻟﺴﻴﻦ وﻗﺎل ‪:‬‬
‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻧﻌﻢ ‪..‬‬ ‫ﻳ ﺎ ﻓ ﻼن ‪ ..‬اذه ﺐ إﻟ ﻰ اﻟﺸ ﻴﺦ اﻟﺠ ﺎﻟﺲ ه ﻨﺎك ‪..‬‬
‫ﻗﺎل ‪ :‬اذهﺐ وأﺟﺐ ‪.‬ز أﻟﺴﺖ ﺷﻴﺨ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﻳﻌﻨ ﻲ أﺑ ﺎ ﻳﻮﺳ ﻒ ‪ ..‬ﻓﻘ ﻞ ﻟ ﻪ ‪ :‬ﻳ ﺎ ﺷ ﻴﺦ ‪ ..‬ﻋ ﻨﺪي‬
‫ﻗﺎل ‪ :‬اﻟﺸﻴﺦ أﻧﺖ ‪..‬‬ ‫ﻣﺴﺄﻟﺔ ‪..‬‬
‫ﻓﻘ ﺎل اﺑ ﻮ ﺣﻨ ﻴﻔﺔ ‪ :‬ﻧﻨﻈ ﺮ ﻓ ﻲ ﻣﻘ ﺪار ﺗﻘﺼ ﻴﺮ‬ ‫ﻓﺴﻴﻔﺮح ﺑﻚ وﻳﺴﺄﻟﻚ ﻋﻦ ﻣﺴﺄﻟﺘﻚ ‪ ..‬ﻓﻤﺎ ﺟﻠﺲ إﻻ‬
‫اﻟﺨ ﻴﺎط ﻟﻠ ﺜﻮب ‪ ..‬ﻓ ﺈن آ ﺎن ﻗﺼ ﺮﻩ ﻋﻠ ﻰ‬ ‫ﻟﻴﺴﺄل !!‬
‫ﻣﻘ ﺎس اﻟ ﺮﺟﻞ ‪ ..‬ﻓﻤﻌﻨ ﻰ ذﻟﻚ أﻧﻪ ﻗﺎم ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ‬ ‫ﻓﻘ ﻞ ﻟ ﻪ ‪ :‬رﺟ ﻞ دﻓﻊ ﺛﻮﺑ ًﺎ ﻟﻪ إﻟﻰ ﺧﻴﺎط ﻟﻴﻘﺼﺮﻩ ‪..‬‬
‫ﻼ ‪ ..‬ﺛﻢ ﺑﺪا ﻟﻪ أن ﻳﺠﺤﺪ اﻟﺜﻮب ‪ ..‬ﻓﻴﻜﻮن‬ ‫آﺎﻣ ً‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎ ﺟ ﺎءﻩ ﺑﻌ ﺪ أﻳ ﺎم ﻳ ﺮﻳﺪ ﺛ ﻮﺑﻪ ﺟﺤ ﺪﻩ اﻟﺨ ﻴﺎط ‪..‬‬
‫ﻗ ﺎم ﺑﺎﻟﻌﻤ ﻞ ﻷﺟ ﻞ اﻟ ﺮﺟﻞ ‪ ..‬ﻓﻴﺴ ﺘﺤﻖ ﻋﻠ ﻴﻪ‬ ‫وأﻧﻜ ﺮ أﻧ ﻪ أﺧ ﺬ ﻣ ﻨﻪ ﺛ ﻮﺑ ًﺎ ‪ ..‬ﻓ ﺬهﺐ اﻟ ﺮﺟﻞ إﻟ ﻰ‬
‫اﻷﺟﺮة ‪..‬‬ ‫اﻟﺸ ﺮﻃﺔ ﻓﺎﺷ ﺘﻜﺎﻩ ﻓﺄﻗ ﺒﻠﻮا واﺳ ﺘﺨﺮﺟﻮا اﻟﺜﻮب ﻣﻦ‬
‫وإن آﺎن ﻗﺼﺮﻩ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺎس ﻧﻔﺴﻪ ‪ ..‬ﻓﻤﻌﻨﻰ‬ ‫اﻟﺪآﺎن ‪..‬‬
‫ذﻟ ﻚ أﻧ ﻪ ﻗ ﺎم ﺑﺎﻟﻌﻤ ﻞ ﻷﺟ ﻞ ﻧﻔﺴ ﻪ ‪ ..‬ﻓ ﻼ‬ ‫واﻟﺴ ﺆال ‪ :‬ه ﻞ ﻳﺴ ﺘﺤﻖ اﻟﺨ ﻴﺎط أﺟ ﺮة ﺗﻘﺼ ﻴﺮ‬
‫ﻳﺴﺘﺤﻖ ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ أﺟﺮة ‪..‬‬ ‫اﻟﺜﻮب أم ﻻ ﻳﺴﺘﺤﻖ ؟‬
‫ﻓﻘﺒﻞ أﺑﻮ ﻳﻮﺳﻒ رأس أﺑﻲ ﺣﻨﻴﻔﺔ ‪ ..‬وﻻزﻣﻪ‬ ‫ﻓﺈن أﺟﺎﺑﻚ وﻗﺎل ‪ :‬ﻳﺴﺘﺤﻖ ‪ ..‬ﻓﻘﻞ ﻟﻪ ‪ :‬أﺧﻄﺄت ‪..‬‬
‫ﺣﺘ ﻰ ﻣ ﺎت أﺑ ﻮ ﺣﻨ ﻴﻔﺔ ‪ ..‬ﺛ ﻢ ﻗﻌﺪ أﺑﻮ ﻳﻮﺳﻒ‬ ‫وإن ﻗﺎل ‪ :‬ﻻ ﻳﺴﺘﺤﻖ ‪ ..‬ﻓﻘﻞ ﻟﻪ ‪ :‬أﺧﻄﺄت ‪..‬‬
‫ﻟﻠﻨﺎس ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻩ ‪..‬‬ ‫ﻓ ﺮح اﻟﻄﺎﻟ ﺐ ﺑﻬ ﺬﻩ اﻟﻤﺴ ﺄﻟﺔ اﻟﻤﺸ ﻜﻠﺔ ‪ ..‬وﻣﻀ ﻰ‬
‫ﻓﻠﻮ اﺳﺘﻌﻤﻞ اﻟﺰوﺟﺎن اﻟﺮﻓﻖ ﻣﻊ ﺑﻌﻀﻬﻤﺎ ‪..‬‬ ‫ﻋﻠﻰ أﺑﻲ ﻳﻮﺳﻒ وﻗﺎل ‪ :‬ﻳﺎ ﺷﻴﺦ ‪ ..‬ﻣﺴﺄﻟﺔ ‪..‬‬
‫وآﺬﻟﻚ اﻷﺑﻮان ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻣﺎ ﻣﺴﺄﻟﺘﻚ ؟‬
‫واﻟﻤﺪراء ‪ ..‬واﻟﻤﺪرﺳﻮن ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬رﺟﻞ دﻓﻊ ﺛﻮﺑ ًﺎ إﻟﻰ ﺧﻴﺎط ‪..‬‬
‫ﻧﺴ ﺘﻌﻤﻞ اﻟ ﺮﻓﻖ داﺋﻤ ًﺎ ‪ ..‬ﻓﻲ ﺳﻮاﻗﺔ اﻟﺴﻴﺎرة‬ ‫ﻼ ‪ :‬ﻧﻌﻢ ﻳﺴﺘﺤﻖ‬ ‫ﻓﺄﺟﺎب أﺑﻮ ﻳﻮﺳﻒ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻮر ﻗﺎﺋ ً‬
‫‪ ..‬ﻓﻲ اﻟﺘﺪرﻳﺲ ‪ ..‬ﻓﻲ اﻟﺒﻴﻊ واﻟﺸﺮاء ‪..‬‬ ‫اﻷﺟﺮة ‪ ..‬ﻣﺎ دام أﺗﻢ اﻟﻌﻤﻞ ‪..‬‬
‫وإن آ ﺎن اﻟﻤ ﺮء ﻗ ﺪ ﻳﺤ ﺘﺎج اﻟﺸ ﺪة أﺣ ﻴﺎﻧ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ت ‪..‬‬
‫ﻓﻘﺎل اﻟﺴﺎﺋﻞ ‪ :‬أﺧﻄﺄ َ‬

‫‪123‬‬
‫‪Books-sea.com‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬ ‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﻋﻠﻰ أﻣﺮ ﻋﻈﻴﻢ ‪..‬‬ ‫ﺣﺘﻰ ﻓﻲ اﻟﻨﺼﺢ ‪ ..‬وهﺬا هﻮ اﻟﺤﻜﻤﺔ ﻓﻲ اﻟﻨﺼﻴﺤﺔ‬
‫ﻓﺒﻴﻨﻤﺎ هﻢ ﻓﻲ ذﻟﻚ ‪ ..‬إذ ﻃﻠﻊ رﺳﻮل اﷲ ‪.. ε‬‬ ‫‪ ..‬وهﻲ وﺿﻊ اﻷﻣﻮر ﻓﻲ ﻣﻮاﺿﻌﻬﺎ ‪..‬‬
‫ﻓﺄﻗﺒﻞ ﻳﻤﺸﻲ ﺣﺘﻰ اﺳﺘﻠﻢ اﻟﺮآﻦ ‪..‬‬ ‫وﻗ ﺪ آ ﺎن ﻏﻀ ﺒﻪ ‪ ρ‬داﺋﻤ ًﺎ – إن ﻏﻀ ﺐ – ﻓ ﻲ‬
‫ﺛﻢ ﻣﺮ ﺑﻬﻢ ﻃﺎﺋﻔ ًﺎ ﺑﺎﻟﺒﻴﺖ ‪..‬‬ ‫اﻷﻣﻮر اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ‪..‬‬
‫ﻓﻐﻤﺰوﻩ ﺑﺒﻌﺾ اﻟﻘﻮل ‪..‬‬ ‫ﻓﻤ ﺎ ﻏﻀ ﺐ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ε‬ﻟﻨﻔﺴ ﻪ ﻗ ﻂ ‪ ..‬إﻻ أن‬
‫ﻓﺘﻐﻴ ﺮ وﺟ ﻪ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ .. ε‬ﻓ ﺮﻓﻖ ﺑﻬ ﻢ ‪..‬‬ ‫ﺗﻨﺘﻬﻚ ﺣﺮﻣﺔ ﻣﻦ ﻣﺤﺎرم اﷲ ‪..‬‬
‫وﺳﻜﺖ ﻋﻨﻬﻢ ‪ ..‬وﻣﻀﻰ ‪..‬‬ ‫ﻼ ﻣﻦ اﻟﻴﻬﻮد ‪..‬‬ ‫ﻗﺎﺑﻞ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ اﻟﺨﻄﺎب ‪ τ‬ﻳﻮﻣ ًﺎ رﺟ ً‬
‫ﻓﻠﻤﺎ ﻣﺮ ﺑﻬﻢ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ‪ ..‬ﻏﻤﺰوﻩ ﺑﻤﺜﻠﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﺄﻃﻠﻌ ﻪ ﻋﻠﻰ آﻼم ﻓﻲ اﻟﺘﻮراة ‪ ..‬ﻓﺄﻋﺠﺒﻪ ‪ ..‬ﻓﺄﻣﺮﻩ‬
‫ﻓﺘﻐﻴ ﺮ وﺟﻬ ﻪ أﻳﻀ ًﺎ ‪ ..‬ﻓﺴ ﻜﺖ ﻋ ﻨﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﻓﻨﺴﺨﻪ ﻟﻪ ‪..‬‬
‫وﻣﻀﻰ ﻓﻲ ﻃﻮاﻓﻪ ‪..‬‬ ‫ﺛ ﻢ ﺟ ﺎء ﻋﻤ ﺮ ﺑﻬ ﺬﻩ اﻟﺼ ﺤﻴﻔﺔ ﻣ ﻦ اﻟ ﺘﻮراة إﻟ ﻰ‬
‫ﻓﻤﺮ ﺑﻬﻢ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ‪ ..‬ﻓﻐﻤﺰوﻩ ﺑﻤﺜﻠﻬﺎ ‪..‬‬ ‫رﺳﻮل اﷲ ‪.. ε‬‬
‫ﻓ ﺮأى أن اﻟ ﺮﻓﻖ ﻻ ﻳﺼ ﻠﺢ ﻣ ﻊ أﻣ ﺜﺎل ه ﺆﻻء‬ ‫ﻓﻘﺮأهﺎ ﻋﻠﻴﻪ ‪..‬‬
‫‪ ..‬ﻓﻮﻗﻒ ﻋﻠﻴﻬﻢ وﻗﺎل ‪:‬‬ ‫ﻓﻼﺣ ﻆ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ ε‬أن ﻋﻤ ﺮ ﻣﻌﺠ ﺐ ﺑﻤ ﺎ ﻣﻌ ﻪ ‪ ..‬وأن‬
‫أﺗﺴ ﻤﻌﻮن ﻳ ﺎ ﻣﻌﺸ ﺮ ﻗ ﺮﻳﺶ !! أﻣ ﺎ واﻟ ﺬي‬ ‫اﻟﺘﻠﻘﻲ ﻋﻦ اﻟﺪﻳﺎﻧﺎت اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ‪ ..‬إن ﻓُﺘﺢ اﻟﻤﺠﺎل ﻟﻪ‬
‫ﻧﻔﺴ ﻲ ﺑ ﻴﺪﻩ ﻟﻘ ﺪ ﺟﺌ ﺘﻜﻢ ﺑﺎﻟ ﺬﺑﺢ ‪ ..‬ووﻗ ﻒ‬ ‫‪ ..‬اﺧ ﺘﻠﻂ ذﻟ ﻚ ﺑﺎﻟﻘ ﺮﺁن ‪ ..‬واﻟﺘ ﺒﺲ اﻷﻣ ﺮ ﻋﻠ ﻰ‬
‫أﻣﺎﻣﻬﻢ ‪..‬‬ ‫اﻟﻨﺎس ‪..‬‬
‫ﻓﻠﻤ ﺎ ﺳ ﻤﻊ اﻟﻘ ﻮم ه ﺬا اﻟ ﺘﻬﺪﻳﺪ ‪ ..‬اﻟ ﺬﺑﺢ ‪..‬‬ ‫وآ ﻴﻒ ﻳﻔﻌ ﻞ ﻋﻤ ﺮ ذﻟ ﻚ ‪ ..‬وﻳﻨﺴ ﺦ ‪ ..‬وﻳﻜ ﺘﺐ ‪..‬‬
‫وهﻮ اﻟﺼﺎدق اﻷﻣﻴﻦ ‪..‬‬ ‫دون اﺳﺘﺌﺬان اﻟﻨﺒﻲ ‪!! ε‬‬
‫اﻧﺘﻔﻀ ﻮا ‪ ..‬ﺣﺘ ﻰ ﻣ ﺎ ﻣ ﻨﻬﻢ ﻣ ﻦ رﺟ ﻞ إﻻ‬ ‫ﻓﻐﻀ ﺐ ‪ .. ε‬وﻗ ﺎل ‪ :‬أﻣ ﺘﻬﻮآﻮن ﻓ ﻴﻬﺎ ﻳ ﺎ اﺑ ﻦ‬
‫وآﺄﻧﻤ ﺎ ﻋﻠ ﻰ رأﺳ ﻪ ﻃﺎﺋ ﺮ وﻗ ﻊ ‪ ..‬ﺣﺘ ﻰ أن‬ ‫اﻟﺨﻄﺎب ؟! أي ﺷﺎآّﻮن ﻓﻲ ﺷﺮﻳﻌﺘﻲ ‪..‬‬
‫أﺷ ﺪهﻢ ﻋﻠ ﻴﻪ ﻟﻴ ﺘﻠﻄﻒ ﻣﻌ ﻪ ‪ ..‬وﺻ ﺎروا‬ ‫واﻟ ﺬي ﻧﻔﺴ ﻲ ﺑ ﻴﺪﻩ ﻟﻘ ﺪ ﺟﺌ ﺘﻜﻢ ﺑﻬﺎ ﺑﻴﻀﺎء ﻧﻘﻴﺔ ‪..‬‬
‫ﻳﻘﻮﻟ ﻮن ‪ :‬اﻧﺼ ﺮف أﺑ ﺎ اﻟﻘﺎﺳﻢ راﺷﺪا ‪ ..‬ﻓﻤﺎ‬ ‫ﻻ ﺗﺴﺄﻟﻮهﻢ ﻋﻦ ﺷﻲء ‪ ..‬ﻓﻴﺨﺒﺮوآﻢ ﺑﺤﻖ ﻓﺘﻜﺬﺑﻮا‬
‫آﻨﺖ ﺟﻬﻮ ًﻻ ‪..‬‬ ‫ﺑ ﻪ ‪ ..‬أو ﺑ ﺒﺎﻃﻞ ﻓﺘﺼﺪﻗﻮا ﺑﻪ ‪ ..‬واﻟﺬي ﻧﻔﺴﻲ ﺑﻴﺪﻩ‬
‫ﻓﺎﻧﺼﺮف رﺳﻮل اﷲ ‪ ε‬ﻋﻨﻬﻢ ‪..‬‬ ‫)‪(69‬‬
‫ﻟ ﻮ أن ﻣﻮﺳﻰ ﺣﻴ ًﺎ ﻣﺎ وﺳﻌﻪ إﻻ أن ﻳﺘﺒﻌﻨﻲ ‪..‬‬
‫ﻧﻌﻢ ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫إذا ﻗﻴﻞ ‪ :‬ﺣﻠﻢ ‪ ،‬ﻗﻞ ‪ :‬ﻓﻠﻠﺤﻠﻢ ﻣﻮﺿﻊ **‬ ‫واﷲ ﻳﺎ ﻣﻌﺸﺮ ﻗﺮﻳﺶ ﻟﻘﺪ ﺟﺌﺘﻜﻢ ﺑﺎﻟﺬﺑﺢ ‪..‬‬
‫وﺣﻠ ﻢ اﻟﻔﺘ ﻰ ﻓﻲ ﻏﻴﺮ‬ ‫ﻓﻲ أواﺋﻞ ﺑﻌﺜﺔ اﻟﻨﺒﻲ ‪ .. ε‬آﺎن ‪ ε‬ﻳﺄﺗﻲ ﻋﻨﺪ اﻟﻜﻌﺒﺔ‬
‫ﻣﻮﺿﻌﻪ ﺟﻬﻞ‬ ‫وﻗ ﺮﻳﺶ ﻓ ﻲ ﻣﺠﺎﻟﺴ ﻬﻢ ‪ ..‬وﻳﺼ ﻠﻲ ‪ ..‬وﻻ ﻳﻠ ﺘﻔﺖ‬
‫وإن آ ﺎن اﻟﻤﺘﺘ ﺒﻊ ﻟﺴ ﻴﺮة اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ ρ‬ﻳﺠ ﺪ أﻧ ﻪ‬ ‫إﻟﻴﻬﻢ ‪..‬‬
‫آﺎن ﻳﻐﻠﺐ اﻟﺮﻓﻖ داﺋﻤ ًﺎ ‪..‬‬ ‫وآﺎﻧﻮا ﻳﺆذوﻧﻪ ﺑﺄﻧﻮاع اﻷذى ‪ ..‬وهﻮ ﺻﺎﺑﺮ ‪..‬‬
‫اﻧﺘ ﺒﻪ !! ﻟ ﻴﺲ اﻟﻀ ﻌﻒ واﻟﺠ ﺒﻦ ‪ ..‬وإﻧﻤ ﺎ‬ ‫وﻓﻲ ﻳﻮم ‪..‬‬
‫اﻟﺮﻓﻖ ‪..‬‬ ‫اﺟ ﺘﻤﻊ أﺷ ﺮاﻓﻬﻢ ﻓ ﻲ اﻟﺤﺠﺮ ‪ ..‬ﻓﺬآﺮوا رﺳﻮل اﷲ‬
‫وﻣﻦ ﻣﻮاﻗﻒ اﻟﺮﻓﻖ ‪:‬‬ ‫‪ ε‬ﻓﻘﺎﻟﻮا ‪:‬‬
‫أﻧ ﻪ ﺑﻌﺪ وﻗﻌﺔ ﺑﺪر ﺑﺸﻬﺮ ‪ ..‬أراد أﺑﻮ اﻟﻌﺎص‬ ‫ﻣﺎ رأﻳﻨﺎ ﻣﺜﻞ ﻣﺎ ﺻﺒﺮﻧﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ هﺬا اﻟﺮﺟﻞ ﻗﻂ ‪..‬‬
‫زوج زﻳ ﻨﺐ ﺑ ﻨﺖ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ ε‬أن ﻳﺮﺳ ﻠﻬﺎ إﻟ ﻰ‬ ‫ﺳ ّﻔ َﻪ أﺣﻼﻣ ﻨﺎ ‪ ..‬وﺷ ﺘﻢ ﺁﺑﺎءﻧ ﺎ ‪ ..‬وﻋ ﺎب دﻳﻨ ﻨﺎ ‪..‬‬
‫اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻋﻨﺪ أﺑﻴﻬﺎ ‪..‬‬ ‫وﻓ ﺮق ﺟﻤﺎﻋﺘ ﻨﺎ ‪ ..‬وﺳ ﺐ ﺁﻟﻬﺘ ﻨﺎ ‪ ..‬وﺻ ﺮﻧﺎ ﻣ ﻨﻪ‬
‫ﻓﺒﻌﺚ رﺳﻮل اﷲ ‪ ρ‬زﻳﺪ ﺑﻦ ﺣﺎرﺛﺔ ‪ ..‬ورﺟ ً‬
‫ﻼ‬
‫ﻣﻦ اﻷﻧﺼﺎر ‪..‬‬
‫رواﻩ أﺣﻤﺪ وأﺑﻮ ﻳﻌﻠﻰ واﻟﺒﺰار‬ ‫) ‪( 69‬‬
‫‪124‬‬
‫‪Books-sea.com‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬ ‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫وأﺧﺬوا ﻳﻨﻈﺮون إﻟﻴﻪ ﻣﻦ ﺑﻌﻴﺪ ‪ ..‬ﻻ هﻮ ﻳﻘﺪر‬ ‫ﻓﻘ ﺎل ‪:‬آ ﻮﻧﺎ ﺑ ﺒﻄﻦ ﻳ ﺄﺟﺢ ﺣﺘ ﻰ ﺗﻤ ﺮ ﺑﻜﻤ ﺎ زﻳ ﻨﺐ‬
‫ﻋﻠ ﻰ اﻟ ﺬهﺎب ‪ ..‬وﻻ ه ﻢ ﻳﺠﺘ ﺮﺋﻮن ﻋﻠ ﻰ‬ ‫ﻓﺘﺼﺤﺒﺎهﺎ ﻓﺘﺄﺗﻴﺎﻧﻲ ﺑﻬﺎ ‪..‬‬
‫اﻻﻗﺘﺮاب ﻣﻨﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﺨﺮﺟﺎ ﻣﻜﺎﻧﻬﻤﺎ ‪..‬‬
‫ﺣﺘ ﻰ ﺑﻠ ﻎ أﺑ ﺎ ﺳ ﻔﻴﺎن أن زﻳ ﻨﺐ ﺧ ﺮﺟﺖ إﻟ ﻰ‬ ‫ﻓﺄﻣ ﺮهﺎ أﺑ ﻮ اﻟﻌ ﺎص ﺑﺎﻟﺘﺠﻬ ﺰ ‪ ..‬ﻓ ﺒﺪأت ﻓ ﻲ ﺟﻤ ﻊ‬
‫أﺑﻴﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ﻣﺘﺎﻋﻬﺎ ‪..‬‬
‫ﻓﺄﻗ ﺒﻞ ﻓ ﻲ ﺟﻠﺔ ﺟﻤﻊ ﻣﻦ ﻗﺮﻳﺶ ‪ ..‬ﻓﻠﻤﺎ رأى‬ ‫ﻓﺒﻴﻨﺎ هﻲ ﺗﺘﺠﻬﺰ ‪ ..‬ﻟﻘﻴﺘﻬﺎ هﻨﺪ ﺑﻨﺖ ﻋﺘﺒﺔ ‪ ..‬زوﺟﺔ‬
‫آ ﻨﺎﻧﺔ ﻗ ﺪ ﺗﺠﻬ ﺰ ﺑﻨ ﺒﻠﻪ ‪ ..‬ورأى اﻟﻘ ﻮم ﻗ ﺪ‬ ‫أﺑﻲ ﺳﻔﻴﺎن ‪..‬‬
‫اﺳﺘﻮﻓﺰوا ﻟﻘﺘﺎﻟﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎﻟ ﺖ ‪ :‬ﻳ ﺎ اﺑ ﻨﺔ ﻣﺤﻤ ﺪ ‪ ..‬أﻟ ﻢ ﻳﺒﻠﻐﻨ ﻲ أﻧﻚ ﺗﺮﻳﺪﻳﻦ‬
‫ﺻﺎح ﺑﻪ وﻗﺎل ‪:‬‬ ‫اﻟﻠﺤﻮق ﺑﺄﺑﻴﻚ ؟‬
‫ﻳ ﺎ أﻳﻬ ﺎ اﻟ ﺮﺟﻞ ‪ ..‬آ ﻒ ﻋﻨﺎ ﻧﺒﻠﻚ ﺣﺘﻰ ﻧﻜﻠﻤﻚ‬ ‫ﻗﺎﻟﺖ ‪ :‬ﻣﺎ أردت ذﻟﻚ ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎﻟﺖ ‪ :‬أي اﺑﻨﺔ ﻋﻢ ‪ ..‬أن أردت أن ﺗﻔﻌﻠﻲ ‪..‬‬
‫ﻓﻜ ﻒ ﻧ ﺒﻠﻪ ‪ ..‬ﻓﺄﻗ ﺒﻞ أﺑ ﻮ ﺳ ﻔﻴﺎن ﺣﺘ ﻰ وﻗ ﻒ‬ ‫ﻓﺈن آﺎن ﻟﻚ ﺣﺎﺟﺔ ﺑﻤﺘﺎع ﻣﻤﺎ ﻳﺮﻓﻖ ﺑﻚ ﻓﻲ ﺳﻔﺮك‬
‫ﻋﻠﻴﻪ ‪ ..‬ﻓﻘﺎل ‪:‬‬ ‫‪ ..‬أو ﺑﻤﺎل ﺗﺘﺒﻠﻐﻴﻦ ﺑﻪ إﻟﻰ أﺑﻴﻚ ‪..‬‬
‫إﻧ ﻚ ﻟ ﻢ ﺗﺼ ﺐ ‪ ..‬ﺧ ﺮﺟﺖ ﺑﺎﻟﻤ ﺮأة ﻋﻠ ﻰ‬ ‫ﻓ ﺈن ﻋ ﻨﺪي ﺣﺎﺟ ﺘﻚ ﻓ ﻼ ﺗﻀ ﻄﻨﻲ ﻣﻨ ﻲ ‪ ..‬أي ﻻ‬
‫رؤوس اﻟﻨﺎس ﻋﻼﻧﻴﺔ ‪..‬‬ ‫ﺗﺨﺠﻠﻲ ‪..‬‬
‫وﻗﺪ ﻋﺮﻓﺖ ﻣﺼﻴﺒﺘﻨﺎ وﻧﻜﺒﺘﻨﺎ ﻓﻲ ﺑﺪر ‪ ..‬و ﻣﺎ‬ ‫ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﻳﺪﺧﻞ ﺑﻴﻦ اﻟﻨﺴﺎء ﻣﺎ ﺑﻴﻦ اﻟﺮﺟﺎل ‪..‬‬
‫دﺧ ﻞ ﻋﻠﻴ ﻨﺎ ﻣ ﻦ ﻣﺤﻤ ﺪ ‪ ..‬ﻗ ﺘﻞ أﺷ ﺮاﻓﻨﺎ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎﻟﺖ زﻳﻨﺐ ‪ :‬واﷲ ﻣﺎ أراهﺎ ﻗﺎﻟﺖ ذﻟﻚ إﻻ ﻟﺘﻔﻌﻞ ‪..‬‬
‫ورﻣﻞ ﻧﺴﺎءﻧﺎ ‪..‬‬ ‫وﻟﻜﻨﻲ ﺧﻔﺘﻬﺎ ﻓﺄﻧﻜﺮت أن أآﻮن أرﻳﺪ ذﻟﻚ ‪..‬‬
‫ﻓﺈذا رﺁك اﻟﻨﺎس ‪.‬ز وﺗﺴﺎﻣﻌﺖ اﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ‪ ..‬أﻧﻚ‬ ‫ﻓﻠﻤﺎ أﺗﻤﺖ ﺟﻬﺎزهﺎ ‪ ..‬ﻗﺪّم إﻟﻴﻬﺎ أﺧﻮ زوﺟﻬﺎ آﻨﺎﻧﺔ‬
‫ﺧﺮﺟﺖ ﺑﺎﺑﻨﺘﻪ ﻋﻼﻧﻴﺔ ‪ ..‬ﻋﻠﻰ رؤوس اﻟﻨﺎس‬ ‫ﺑﻦ اﻟﺮﺑﻴﻊ ﺑﻌﻴﺮًا ‪..‬‬
‫ﻣﻦ ﺑﻴﻦ أﻇﻬﺮﻧﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﺮآﺒﺘﻪ و أﺧﺬ ﻗﻮﺳﻪ و آﻨﺎﻧﺘﻪ ‪..‬‬
‫أن ذﻟ ﻚ ﻋ ﻦ ذل أﺻ ﺎﺑﻨﺎ ‪ ..‬وأن ذﻟﻚ ﺿﻌﻒ‬ ‫ﺛ ﻢ ﺧ ﺮج ﺑﻬﺎ ﻧﻬﺎرًا ﻳﻘﻮد ﺑﻬﺎ و هﻲ ﻓﻲ هﻮدج ﻟﻬﺎ‬
‫ﻣﻨﺎ ووهﻦ ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫وﻟﻌﻤ ﺮي ﻣﺎﻟ ﻨﺎ ﺑﺤﺒﺴ ﻬﺎ ﻣﻦ أﺑﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺣﺎﺟﺔ‬ ‫ﻓﺮﺁهﺎ اﻟﻨﺎس ‪ ..‬و ﺗﺤﺪث ﺑﺬﻟﻚ رﺟﺎل ﻣﻦ ﻗﺮﻳﺶ ‪..‬‬
‫‪ ..‬وﻣﺎﻟﻨﺎ ﻣﻦ ﺛﺄر ﻋﻠﻴﻬﺎ ‪..‬‬ ‫آﻴﻒ ﺗﺨﺮج إﻟﻴﻪ اﺑﻨﺘﻪ وﻗﺪ ﻓﻌﻞ ﺑﻨﺎ ﻣﺎ ﻓﻌﻞ ﻓﻲ ﺑﺪر‬
‫وﻟﻜ ﻦ ارﺟ ﻊ ﺑﺎﻟﻤ ﺮأة ‪ ..‬ﺣﺘ ﻰ إذا ه ﺪأت‬ ‫‪..‬‬
‫اﻷﺻ ﻮات ‪ ..‬وﺗﺤ ﺪث اﻟ ﻨﺎس أن ﻗ ﺪ رددﻧﺎه ﺎ‬ ‫ﻓﺨﺮﺟﻮا ﻓﻲ ﻃﻠﺒﻬﺎ ﺣﺘﻰ أدرآﻮهﺎ ﺑﺬي ﻃﻮى ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫وآ ﺎن أول ﻣ ﻦ ﺳ ﺒﻖ إﻟ ﻴﻬﺎ ه ﺒﺎر ﺑ ﻦ اﻷﺳ ﻮد ‪..‬‬
‫ﺴﻠّﻬﺎ ﺳﺮًا ‪ ..‬وأﻟﺤﻘﻬﺎ ﺑﺄﺑﻴﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓ ُ‬ ‫ﻓﺮوﻋﻬﺎ ﺑﺎﻟﺮﻣﺢ و هﻲ ﻓﻲ اﻟﻬﻮدج ‪..‬‬
‫ﻓﻠﻤ ﺎ ﺳ ﻤﻊ آ ﻨﺎﻧﺔ ذﻟ ﻚ ‪ ..‬اﻗﺘ ﻨﻊ ﺑ ﻪ ‪ ..‬وﻋ ﺎد‬ ‫ﻼ ﻓﻔ ﺰﻋﺖ ‪ ..‬وﻃ ﺮﺣﺖ‬ ‫ﻓﻘ ﻴﻞ ‪ :‬إﻧﻬ ﺎ آﺎﻧ ﺖ ﺣ ﺎﻣ ً‬
‫ﺑﻬﺎ ‪..‬‬ ‫وﻟﺪهﺎ ‪..‬‬
‫ﻓﺄﻗﺎﻣﺖ ﻟﻴﺎﻟﻲ ﻓﻲ ﻣﻜﺔ ‪..‬‬ ‫وأﻗﺒﻞ اﻟﻜﻔﺎر ﻳﺘﺴﺎﺑﻘﻮن إﻟﻴﻬﺎ ‪ ..‬وﻋﻬﻢ اﻟﺴﻼح ‪..‬‬
‫ﺣﺘ ﻰ إذا ه ﺪأت اﻷﺻ ﻮات ‪ ..‬ﺧ ﺮج ﺑﻬ ﺎ ﻟﻴﻠﺔ‬ ‫وهﻲ ﻟﻴﺲ ﻣﻌﻬﺎ إﻻ أﺧﻮ زوﺟﻬﺎ آﻨﺎﻧﺔ ‪..‬‬
‫ﻣﻦ اﻟﻠﻴﺎﻟﻲ ‪ ..‬ﻓﻤﺸﻰ ﺑﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤﺎ رأى ذﻟﻚ ‪..‬‬
‫ﺣﺘﻰ أﺳﻠﻤﻬﺎ إﻟﻰ زﻳﺪ ﺑﻦ ﺣﺎرﺛﺔ وﺻﺎﺣﺒﻪ ‪..‬‬ ‫وﺑ ﺮك ﻋﻠ ﻰ اﻷرض ‪ ..‬ﺛ ﻢ ﻧﺜ ﺮ آﻨﺎﻧ ﺘﻪ وﺻ ﻒ‬
‫ﻼ ﻋﻠﻰ رﺳﻮل اﷲ ‪.. ρ‬‬ ‫ﻓﻘﺪﻣﺎ ﺑﻬﺎ ﻟﻴ ً‬ ‫رﻣﺎﺣﻪ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ ‪ ..‬ﺛﻢ ﻗﺎل ‪:‬‬
‫و اﷲ ﻻ ﻳﺪﻧ ﻮ ﻣﻨ ﻲ رﺟ ﻞ إﻻ وﺿﻌﺖ ﻓﻴﻪ ﺳﻬﻤﺎ ‪..‬‬
‫وﺣﻲ ‪..‬‬ ‫وآﺎن راﻣﻴ ًﺎ ‪ ..‬ﻓﺘﻜﺮآﺮ اﻟﻨﺎس ﻋﻨﻪ وﺗﺮاﺟﻌﻮا ‪..‬‬

‫‪125‬‬
‫‪Books-sea.com‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬ ‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﺷﻬﺎدة اﻟﺪآﺘﻮراﻩ ﻋﻨﺪ اﻟﺪآﺘﻮر ‪..‬‬ ‫ﻣﺎ آﺎن اﻟﺮﻓﻖ ﻓﻲ ﺷﻲء إﻻ زاﻧﻪ ‪ ..‬وﻣﺎ ﻧﺰع ﻣﻦ‬
‫وه ﺬا اﻟﻤﻮﻟ ﻮد ﻋ ﻨﺪ ﺻ ﺎﺣﺒﻚ أﻏﻠﻰ ﻋﻨﺪﻩ ﻣﻦ‬ ‫ﺷﻲء إﻻ ﺷﺎﻧﻪ ‪..‬‬
‫اﻟﺪﻧ ﻴﺎ ‪ ..‬آﻠﻤﺎ رﺁﻩ و ﱠد أن ﻳﺸﻖ ﻗﻠﺒﻪ وﻳﺴﻜﻨﻪ‬
‫ﻓ ﻴﻪ ‪ ..‬أﻓ ﻼ ﻳﺴ ﺘﺤﻖ ﻣ ﻨﻚ ﺣ ﺒﻚ ﻟﺼ ﺎﺣﺒﻚ أن‬ ‫‪ 54.‬ﺑﻴﻦ اﻟﺤﻲ ‪ ..‬واﻟﻤﻴﺖ ‪..‬‬
‫ﺗﺸﺎرآﻪ وﻟﻮ ﺑﻌﺾ ﺷﻌﻮرﻩ ‪..‬‬ ‫ﻼ ﻋﻠ ﻰ اﻟ ﻨﺎس ‪ ..‬ﻋﻠ ﻰ زﻣﻼﺋﻪ ‪ ..‬ﺟﻴﺮاﻧﻪ‬ ‫آ ﺎن ﺛﻘ ﻴ ً‬
‫أﺣ ﻴﺎﻧ ًﺎ ﻳﻜ ﻮن ﺑﻌ ﺾ اﻟ ﻨﺎس ﻣﺘﺤﻤﺴ ًﺎ ﻟﺸ ﻲء‬ ‫‪ ..‬إﺧﻮاﻧﻪ ‪ ..‬ﺣﺘﻰ ﻋﻠﻰ أوﻻدﻩ ‪..‬‬
‫ﻣﻌﻴﻦ ‪..‬‬ ‫ﻧﻌﻢ ‪ ..‬آﺎن ﺛﻘﻴﻞ اﻟﺪم ‪..‬‬
‫ﻟ ﺬﻟﻚ ﺗﺠ ﺪ اﻟ ﺬﻳﻦ ﻻ ﻳ ﺘﻔﺎﻋﻠﻮن ﻣ ﻊ اﻟ ﻨﺎس‬ ‫ﻃﺎﻟﻤ ﺎ ﺳ ﻤﻌﻬﻢ ﻣ ﺮارًا ﻳﻘﻮﻟ ﻮن ‪ :‬ﻳ ﺎ أﺧﻲ ﻣﺎ ﻋﻨﺪك‬
‫ﻳﺸﺘﻜﻲ أﺣﺪهﻢ داﺋﻤ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﻣﺸﺎﻋﺮ !!‬
‫ﻟﻤ ﺎذا أوﻻدي ﻻ ﻳﺤ ﺒﻮن ) اﻟﺴ ﻮاﻟﻒ ( ﻣﻌ ﻲ‬ ‫ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﺘﻔﺎﻋﻞ ﻣﻌﻬﻢ أﺑﺪًا ‪..‬‬
‫‪ ..‬ﻓ ﻨﻘﻮل ‪ :‬ﻷﻧﻬ ﻢ ﻳﺤﻜ ﻮن ﻟ ﻚ اﻟﻨﻜ ﺘﺔ ﻓ ﻼ‬ ‫أﺗ ﺎﻩ وﻟ ﺪﻩ ﻳ ﻮﻣ ًﺎ ﻓ ﺮﺣ ًﺎ ﻣﺴﺘﺒﺸ ﺮًا ‪ ..‬ﻳﻠ ﻮّح ﺑﺪﻓﺘ ﺮ‬
‫ﺗ ﺘﻔﺎﻋﻞ ‪ ..‬وﻳ ﺮوون ﻗﺼﺼ ﻬﻢ ﻓ ﻲ ﻣﺪارﺳﻬﻢ‬ ‫اﻟﻮاﺟﺐ وﻗﺪ وﻗﻊ اﻟﻤﺪرس ﻓﻴﻪ آﻠﻤﺔ " ﻣﻤﺘﺎز " ‪..‬‬
‫‪ ..‬وآﺄﻧﻬﻢ ﻳﻜﻠﻤﻮن ﺟﺪارًا ‪..‬‬ ‫ﻟ ﻢ ﻳﻠ ﺘﻔﺖ اﻷب إﻟﻴﻪ ‪ ..‬وإﻧﻤﺎ ﻗﺎل ‪ :‬ﻃﻴﺐ ‪ ..‬ﻋﺎدي‬
‫ﺣﺘﻰ ذآﺮ ﻟﻚ ﺷﺨﺺ ﻗﺼﺔ ‪ ..‬أﻧﺖ ﺗﻌﺮﻓﻬﺎ ‪..‬‬ ‫‪ ..‬واﷲ ﻟﻮ أﻧﻚ ﺟﺎﻳﺐ ﺷﻬﺎدة اﻟﺪآﺘﻮراﻩ !!‬
‫ﻓﻼ ﻣﺎﻧﻊ ﻣﻦ اﻟﺘﻔﺎﻋﻞ ﻣﻌﻪ ‪..‬‬ ‫آﺎن اﻟﻤﻨﺘﻈﺮ ﻏﻴﺮ ذﻟﻚ ‪..‬‬
‫ﻗ ﺎل ﻋ ﺒﺪ اﷲ اﺑ ﻦ اﻟﻤﺒﺎرك ‪ :‬واﷲ إن اﻟﺮﺟﻞ‬ ‫ﻃﺎﻟﺐ ﻋﻨﺪﻩ ﻓﻲ اﻟﻔﺼﻞ ‪ ..‬آﺎن ﺧﻔﻴﻒ اﻟﺪم ‪ ..‬ﻻﺣﻆ‬
‫ﻟﻴﺤﺪﺛﻨ ﻲ ﺑﺎﻟﺤ ﺪﻳﺚ وأﻧ ﺎ أﻋ ﺮﻓﻪ ﻣ ﻦ ﻗ ﺒﻞ أن‬ ‫ﺛﻘ ﻞ اﻟ ﺪرس ) واﻟﻤ ﺪرس !!( ﻓﻠﻄ ﻒ اﻟﺠ ﱠﻮ ﺑﻨﻜ ﺘﺔ‬
‫ﺗﻠ ﺪﻩ أﻣ ﻪ ﻓﺄﺳ ﻤﻌﻪ ﻣ ﻨﻪ ‪ ..‬وآﺄﻧ ﻲ أول ﻣ ﺮة‬ ‫أﻃﻠﻘﻬ ﺎ ‪ ..‬ﻓﻠ ﻢ ﺗﺘﺤ ﺮك ﺗﻌﺎﺑﻴﺮ وﺟﻪ اﻟﻤﺪرس وإﻧﻤﺎ‬
‫أﺳﻤﻌﻪ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﺗﺴﺘﺨﻒ دﻣﻚ ؟!‬
‫ﻣﺎ أﺟﻤﻞ هﺬﻩ اﻟﻤﻬﺎرة ‪..‬‬ ‫آﻨﺖ أﺗﻤﻨﻰ أن ﻳﻜﻮن ﺗﺼﺮﻓﻪ ﻏﻴﺮ ذﻟﻚ ‪..‬‬
‫ﻗﺒﻴﻞ ﻣﻌﺮآﺔ اﻟﺨﻨﺪق ‪..‬‬ ‫دﺧ ﻞ إﻟ ﻰ اﻟ ﺒﻘﺎﻟﺔ ‪ ..‬ﻓﻘ ﺎل ﻟ ﻪ اﻟﻌﺎﻣ ﻞ اﻟﺒﺴ ﻴﻂ ‪:‬‬
‫ﻋﻤ ﻞ اﻟﻤﺴ ﻠﻤﻮن ﻓ ﻲ ﺣﻔ ﺮ اﻟﺨ ﻨﺪق ﺣﺘ ﻰ‬ ‫اﻟﺤﻤ ﺪ ﷲ ‪ ..‬ﺟﺎءﺗﻨ ﻲ رﺳ ﺎﻟﺔ ﻣ ﻦ أهﻠ ﻲ ‪ ..‬ﻟ ﻢ‬
‫أﺣﻜﻤﻮﻩ ‪..‬‬ ‫ﻳﺘﻔﺎﻋﻞ ‪..‬‬
‫وآ ﺎن ﻣ ﻦ ﺑﻴ ﻨﻬﻢ رﺟﻞ اﺳﻤﻪ ﺟﻌﻴﻞ ‪ ..‬ﻓﻐﻴﺮﻩ‬ ‫ﻼ ‪ ..‬ﻟﻴﺸ ﺎرآﻪ‬ ‫ه ﻼ ﺳ ﺄل ﻧﻔﺴ ﻪ ﻟﻤ ﺎذا أﺧﺒ ﺮﻩ أﺻ ً‬
‫اﻟﻨﺒﻲ ‪ ε‬إﻟﻰ ﻋﻤﺮو ‪..‬‬ ‫ﻓﺮﺣﺘﻪ ‪..‬‬
‫ﻓﻜﺎن اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻳﺸﺘﻐﻠﻮن ‪ ..‬وﻳﻌﻤﻠﻮن ‪..‬‬ ‫زار أﺣ ﺪ زﻣﻼﺋ ﻪ ‪ ..‬ﻓﻮﺿ ﻊ ﻟ ﻪ اﻟﻘﻬﻮة واﻟﺸﺎي ‪..‬‬
‫وﻳﺮددون ﻗﺎﺋﻠﻴﻦ ‪:‬‬ ‫ﺛﻢ دﺧﻞ اﻟﺒﻴﺖ وﺟﺎء ﺑﻄﻔﻠﻪ اﻷول ﺣﺪﻳﺚ ﻻوﻻدﻩ ‪..‬‬
‫ﺳﻤﺎﻩ ﻣﻦ ﺑﻌﺪ ﺟﻌﻴﻞ ﻋﻤﺮًا ***‬ ‫ﻗ ﺪ ﻟﻔﻪ ﻓﻲ ﻣﻬﺎدﻩ ‪ ..‬وﻟﻮ اﺳﺘﻄﺎع أن ﻳﻠﻔﻪ ﺑﺠﻔﻮن‬
‫وآﺎن ﻟﻠﺒﺎﺋﺲ ﻳﻮﻣ ًﺎ‬ ‫ﻋﻴﻨ ﻴﻪ ﻟﻔﻌ ﻞ ‪ ..‬ﺛ ﻢ وﻗ ﻒ ﺑ ﻪ ﺑ ﻴﻦ ﻳﺪﻳ ﻪ وﻗ ﺎل ‪ :‬ﻣ ﺎ‬
‫ﻇﻬﺮًا‬ ‫رأﻳﻚ ﻓﻲ هﺬا اﻟﺒﻄﻞ ؟‬
‫ﻓﻜﺎﻧ ﻮا إذا ﻗﺎﻟ ﻮا ‪ :‬ﻋﻤ ﺮوًا ‪ ..‬ﻗ ﺎل ﻣﻌﻬ ﻢ‬ ‫ﻓﻨﻈ ﺮ إﻟ ﻴﻪ ﺑﺒ ﺮود ‪ ..‬وﻗ ﺎل ‪ ..‬ﻣ ﺎ ﺷ ﺎء اﷲ ‪ ..‬اﷲ‬
‫رﺳﻮل اﷲ ‪ : ρ‬ﻋﻤﺮوًا ‪..‬‬ ‫ﻳﺨﻠﻲ ﻟﻚ إﻳﺎﻩ ‪ ..‬ﺛﻢ رﻓﻊ ﻓﻨﺠﺎل اﻟﺸﺎي ﻟﻴﺸﺮب ‪..‬‬
‫وإذا ﻗﺎﻟﻮا ‪ :‬ﻇﻬﺮًا ‪ ..‬ﻗﺎل ﻟﻬﻢ ‪ :‬ﻇﻬﺮًا ‪..‬‬ ‫آ ﺎن اﻟﻤﻨﺘﻈ ﺮ أن ﻳ ﺘﻔﺎﻋﻞ أآﺜ ﺮ ‪ ..‬ﻳﺄﺧ ﺬ اﻟﻐﻼم ﺑﻴﻦ‬
‫ﻓﻴﺘﺤﻤﺴﻮن أآﺜﺮ ‪ ..‬وﻳﺸﻌﺮون أﻧﻪ ﻣﻌﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﻳﺪﻳﻪ ‪ ..‬ﻳﻘﺒﻠﻪ ‪ ..‬ﻳﻤﺪح ﺟﻤﺎﻟﻪ ‪ ..‬وﺻﺤﺘﻪ ‪..‬‬
‫واﷲ ﻟﻮﻻ اﷲ ﻣﺎ اهﺘﺪﻳﻨﺎ ‪..‬‬ ‫ﻟﻜﻦ ﺻﺎﺣﺒﻨﺎ آﺎن ) ﻏﺒﻴ ًﺎ ( ‪..‬‬
‫وﻟﻤﺎ أﻗﺒﻞ اﻟﻠﻴﻞ ﻋﻠﻴﻬﻢ اﺷﺘﺪ اﻟﺒﺮد ‪..‬‬ ‫ﻋ ﻨﺪﻣﺎ ﺗ ﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣ ﻊ اﻟﻨﺎس ‪ ..‬ﻗﺲ اﻷﻣﻮر ﺑﺄهﻤﻴﺘﻬﺎ‬
‫واﺳﺘﻤﺮوا ﻳﺤﻔﺮون ‪..‬‬ ‫ﻋﻨﺪهﻢ ‪ ..‬ﻻ ﻋﻨﺪك أﻧﺖ ‪..‬‬
‫ﻓﺨﺮج ﻋﻠﻴﻬﻢ رﺳﻮل اﷲ ‪.. ε‬‬ ‫ﻓﻜﻠﻤ ﺔ "ﻣﻤ ﺘﺎز" ﺑﺎﻟﻨﺴ ﺒﺔ ﻟ ﻮﻟﺪك أﻏﻠ ﻰ ﻋ ﻨﺪﻩ ﻣ ﻦ‬

‫‪126‬‬
‫‪Books-sea.com‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬ ‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﻓﻘﺎل ﻟﻪ ‪ ε‬ﻣﺘﻠﻄﻔ ًﺎ ‪ :‬أﺑﺸﺮ ‪..‬‬ ‫ﻓﺮﺁهﻢ ﻳﺤﻔﺮون ﺑﺄﻳﺪﻳﻬﻢ راﺿﻴﻦ ﻣﺴﺘﺒﺸﺮﻳﻦ ‪..‬‬
‫وهﻞ هﻨﺎك آﻠﻤﺔ أرق ﻣﻨﻬﺎ ‪!!..‬‬ ‫ﻓﻠﻤﺎ رأوا رﺳﻮل اﷲ ‪ ε‬ﻗﺎﻟﻮا ‪:‬‬
‫ﻓﻘﺎل اﻷﻋﺮاﺑﻲ ﺑﻜﻞ ﺻﻼﻓﺔ ‪ :‬ﻗﺪ أآﺜﺮت ﻋﻠﻲ‬ ‫ﻧﺤﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﺑﺎﻳﻌﻮا ﻣﺤﻤﺪًا *** ﻋﻠﻰ اﻟﺠﻬﺎد ﻣﺎ‬
‫ﻣﻦ أﺑﺸﺮ !‬ ‫ﺑﻘﻴﻨﺎ أﺑﺪا‬
‫ﻓﻐﻀ ﺐ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ ε‬ﻣ ﻦ ﻋ ﺒﺎرﺗﻪ ‪ ..‬ﻟﻜ ﻨﻪ آ ﺘﻢ‬ ‫ﻓﻘﺎل ﻣﺠﻴﺒ ًﺎ ﻟﻬﻢ ‪:‬‬
‫ﻏ ﻴﻈﻪ ‪ ..‬واﻟ ﺘﻔﺖ إﻟ ﻰ أﺑ ﻲ ﻣﻮﺳ ﻰ وﺑ ﻼل‬ ‫اﻟﻠﻬﻢ إن اﻟﻌﻴﺶ ﻋﻴﺶ اﻵﺧﺮة ‪ ،‬ﻓﺎﻏﻔﺮ ﻟﻸﻧﺼﺎر‬
‫وآﺎﻧﺎ ﺟﺎﻟﺴﻴﻦ ﺑﺠﺎﻧﺒﻪ ‪ ..‬ﻓﻘﺎل ‪:‬‬ ‫واﻟﻤﻬﺎﺟﺮة ‪..‬‬
‫رد اﻟﺒﺸﺮى ﻓﺎﻗﺒﻼ أﻧﺘﻤﺎ ‪..‬‬ ‫وﻳﺴﺘﻤﺮ ﺗﻔﺎﻋﻠﻪ ﻣﻌﻬﻢ ‪ ..‬ﻃﻮال اﻷﻳﺎم ‪..‬‬
‫ﻓﺎﺳﺘﺒﺸﺮا ‪..‬‬ ‫ﻓﺴﻤﻌﻬﻢ وﻗﺪ ﻋﻼهﻢ اﻟﻐﺒﺎر ‪ ..‬وهﻢ ﻳﺮددون ‪:‬‬
‫ﺛ ﻢ دﻋﺎ ‪ ε‬ﺑﻘﺪح ﻓﻴﻪ ﻣﺎء ﻓﻐﺴﻞ ﻳﺪﻳﻪ ووﺟﻬﻪ‬ ‫وﻻ ﺗﺼﺪﻗﻨﺎ وﻻ‬ ‫واﷲ ﻟﻮﻻ اﷲ ﻣﺎ اهﺘﺪﻳﻨﺎ‬
‫ﺞ ﻓﻴﻪ ‪..‬‬
‫ﻓﻴﻪ وﻣ ﱠ‬ ‫ﺻﻠﻴﻨﺎ‬
‫ﺛ ﻢ ﻗ ﺎل ‪ :‬اﺷﺮﺑﺎ ﻣﻨﻪ وأﻓﺮﻏﺎ ﻋﻠﻰ وﺟﻮهﻜﻤﺎ‬ ‫وﺛﺒﺖ اﻷﻗﺪام إن ﻻﻗﻴﻨﺎ‬ ‫ﻓﺄﻧﺰﻟﻦ ﺳﻜﻴﻨﺔ ﻋﻠﻴﻨﺎ‬
‫وﻧﺤ ﻮرآﻤﺎ وأﺑﺸ ﺮا ‪ ..‬أي ﺑﺒ ﺮآﺔ ه ﺬا اﻟﻤ ﺎء‬ ‫إذا أرادوا ﻓﺘﻨﺔ أﺑﻴﻨﺎ‬ ‫إن اﻷﻟﻰ ﻗﺪ ﺑﻐﻮا ﻋﻠﻴﻨﺎ‬
‫‪..‬‬ ‫ﻼ ‪ :‬أﺑﻴﻨﺎ ‪..‬‬ ‫ﻼ ﻣﻌﻬ ﻢ ﻗ ﺎﺋ ً‬ ‫ﻓﻜ ﺎن ﻳ ﺮﻓﻊ ﺻ ﻮﺗﻪ ﻣ ﺘﻔﺎﻋ ً‬
‫ﻓﺄﺧﺬا اﻟﻘﺪح ﻓﻔﻌﻼ ‪..‬‬ ‫أﺑﻴﻨﺎ ‪.‬‬
‫وآﺎﻧ ﺖ أم ﺳ ﻠﻤﺔ ‪ τ‬ﻗ ﺮﻳﺒﺔ ﻣ ﻨﻬﻢ ‪ ..‬ﺟﺎﻟﺴ ﺔ‬ ‫وآ ﺎن ‪ ε‬إذا ﻣﺎزﺣ ﻪ أﺣ ﺪ ﺗﻔﺎﻋ ﻞ ﻣﻌ ﻪ ‪ ..‬وﺿ ﺤﻚ‬
‫وراء ﺳ ﺘﺎر ‪ ..‬ﻓ ﺄرادت أن ﻻ ﺗﻔ ﻮﺗﻬﺎ اﻟﺒ ﺮآﺔ‬ ‫وﺗﺒﺴﻢ ‪..‬‬
‫‪ ..‬ﻓﻨﺎدت ﻣﻦ وراء اﻟﺴﺘﺮ ‪ :‬أﻓﻀﻼ ﻷﻣﻜﻤﺎ ‪..‬‬ ‫دﺧ ﻞ ﻋﻠ ﻴﻪ ﻋﻤ ﺮ وه ﻮ ‪ ρ‬ﻏﻀ ﺒﺎن ﻋﻠ ﻰ ﻧﺴ ﺎﺋﻪ ‪..‬‬
‫أي أﺑﻘﻴﺎ ﻟﻬﺎ ﻣﻨﻪ ‪..‬‬ ‫ﻟﻤﺎ أآﺜﺮن ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻄﺎﻟﺒﺘﻪ ﺑﺎﻟﻨﻔﻘﺔ ‪ ..‬ﻓﻘﺎل ﻋﻤﺮ ‪ :‬ﻳَﺎ‬
‫)‪(70‬‬
‫‪..‬‬ ‫ﻓﺄﻓﻀﻼ ﻟﻬﺎ ﻣﻨﻪ ﻃﺎﺋﻔﺔ ‪..‬‬ ‫ﺶ ‪..‬‬‫ﺸ َﺮ ُﻗ َﺮ ْﻳ ٍ‬ ‫ﷲ ‪َ ..‬ﻟ ْﻮ َرَأ ْﻳ َﺘ ﻨﺎ َو ُآ ﻨﱠﺎ َﻣ ْﻌ َ‬ ‫ﺳ ﻮ َل ا ِﱠ‬ ‫َر ُ‬
‫إذن آﺎن ﻟﻄﻴﻒ اﻟﻤﻌﺸﺮ ‪ ..‬أﻧﻴﺲ اﻟﻤﺠﻠﺲ ‪..‬‬ ‫ﺐ اﻟ ﱢﻨﺴَﺎ َء ‪..‬‬ ‫َﻧ ْﻐ ِﻠ ُ‬
‫ﻼ ‪ ..‬ﻻ ﻳﻌﻤ ﻞ ﻗﻀ ﻴﺔ وﺧﻼﻓ ًﺎ ﻣ ﻦ آ ﻞ‬ ‫ﻣ ﺘﺤﻤ ً‬ ‫ﻓﻜ ﻨﺎ إذا ﺳ ﺄﻟﺖ أﺣ ﺪَﻧﺎ اﻣ ﺮأﺗُﻪ ﻧﻔﻘ ًﺔ ﻗﺎم إﻟﻴﻬﺎ ﻓﻮﺟﺄ‬
‫ﺷﻲء ‪..‬‬ ‫ﻋﻨﻘﻬﺎ ‪..‬‬
‫ﺟﻠﺲ ‪ ε‬ﻳﻮﻣ ًﺎ ﻣﻊ ﻋﺎﺋﺸﺔ ‪..‬‬ ‫ﺴ ﺎ ُؤ ُه ْﻢ ‪..‬‬
‫َﻓ َﻠ ﱠﻤ ﺎ َﻗ ِﺪ ْﻣ ﻨَﺎ ا ْﻟ َﻤ ِﺪﻳ َﻨ َﺔ ِإذَا َﻗ ْﻮ ٌم َﺗ ْﻐ ِﻠ ُﺒ ُﻬ ْﻢ ِﻧ َ‬
‫ﻓﺄﺧ ﺬت ﺗﺤﺪﺛ ﻪ ﺑﺄﺣﺎدﻳ ﺚ ﻧﺴ ﺎء ‪ ..‬وه ﻮ‬ ‫ﻓﻄﻔﻖ ﻧﺴﺎؤﻧﺎ ﻳﺘﻌﻠﻤﻦ ﻣﻦ ﻧﺴﺎﺋﻬﻢ ‪..‬‬
‫ﻳﺘﻔﺎﻋﻞ ﻣﻌﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ﻲ ‪ .. ρ‬ﺛ ﻢ زاد ﻋﻤ ﺮ اﻟﻜ ﻼم ‪ ..‬ﻓ ﺎزداد‬ ‫ﺴ َﻢ اﻟ ﱠﻨ ِﺒ ﱡ‬‫َﻓ َﺘ َﺒ ﱠ‬
‫وه ﻲ ﺗﻔﺼ ﻞ اﻟﻜ ﻼم وﺗﻄ ﻴﻞ ‪ ..‬وه ﻮ ﻋﻠ ﻰ‬ ‫ﺗﺒﺴﻢ اﻟﻨﺒﻲ ‪.. ρ‬‬
‫آﺜﺮة ﻣﺸﺎﻏﻠﻪ ﻳﺴﺘﻤﻊ وﻳﺘﻔﺎﻋﻞ وﻳﻌﻠﻖ ‪..‬‬ ‫وﺗﻘﺮأ ﻓﻲ أﺣﺎدﻳﺚ أﻧﻪ ﺗﺒﺴﻢ ﺣﺘﻰ ﺑﺪت ﻧﻮاﺟﺬﻩ ‪..‬‬
‫ﺣﺘﻰ ﻗﻀﺖ ﺣﺪﻳﺜﻬﺎ ‪..‬‬ ‫وآ ﺎن ‪ ε‬ﻳ ﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣ ﻊ أﻧ ﻮاع ﻣ ﻦ اﻟ ﻨﺎس ﻻ ﻳﻘﺪرون‬
‫ﻓﺤﺪﺛﺘﻪ أﻧﻪ ﺟﻠﺴﺖ إﺣﺪى ﻋﺸﺮة اﻣﺮأة –‬ ‫اﻟ ﺘﻌﺎﻣﻞ اﻟﺮاﻗ ﻲ ‪ ..‬وﻻ ﻳ ﺘﻔﺎﻋﻠﻮن ﻣﻌ ﻪ ‪ ..‬ﺑ ﻞ‬
‫ﻓﻲ أﻳﺎم اﻟﺠﺎهﻠﻴﺔ ‪ -‬ﻓﺘﻌﺎهﺪن وﺗﻌﺎﻗﺪن أن ﻻ‬ ‫ﻳﻨﻐﻠﻘﻮن وﻳﺘﻌﺠﻠﻮن ‪..‬‬
‫ﻳﻜﺘﻤﻦ ﻣﻦ أﺧﺒﺎر أزواﺟﻬﻦ ﺷﻴﺌًﺎ ‪..‬‬ ‫وﻣﻊ ذﻟﻚ آﺎن ﻳﺼﺒﺮ ﻋﻠﻴﻬﻢ ‪..‬‬
‫ﻓﺠﻌﻠﻦ ﻳﺘﺬاآﺮن أزواﺟﻬﻦ ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻬﻢ وﻻ‬ ‫آ ﺎن ‪ .. ρ‬ﻳ ﻮﻣ ًﺎ ﻧ ﺎز ًﻻ ﺑﻤﻮﺿ ﻊ ﻳﻘﺎل ﻟﻪ "اﻟﺠﻌﺮاﻧﺔ‬
‫ﻳﻜﺬﺑﻦ !!‬ ‫" ﺑﻴﻦ ﻣﻜﺔ واﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ‪..‬‬
‫ﻗﺎﻟﺖ اﻷوﻟﻰ ‪:‬‬ ‫وﻣﻌ ﻪ ﺑ ﻼل ‪ ..‬ﻓﺠ ﺎءﻩ ‪ ρ‬أﻋﺮاﺑ ﻲ ﻳﺒﺪو أﻧﻪ آﺎن ﻗﺪ‬
‫زوﺟﻲ ﻟﺤﻢ ﺟﻤﻞ ﻏﺚ ﻋﻠﻰ رأس ﺟﺒﻞ ‪..‬‬ ‫ﻃﻠ ﺐ ﻣ ﻦ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ ε‬ﺣﺎﺟ ﺔ ﻓ ﻮﻋﺪﻩ ﺑﻬ ﺎ وﻟ ﻢ ﺗﺘﻴﺴ ﺮ‬
‫ﻼ ‪ ..‬ﻓﻘﺎل ‪:‬‬ ‫ﺑﻌﺪ ‪ ..‬وآﺎن اﻷﻋﺮاﺑﻲ ﻣﺴﺘﻌﺠ ً‬
‫) ‪( 70‬‬
‫ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ ‪ ..‬أﻻ ﺗﻨﺠﺰ ﻟﻲ ﻣﺎ وﻋﺪﺗﻨﻲ ؟‬
‫‪127‬‬
‫‪Books-sea.com‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬ ‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫وﻻ ﻳﺴﺄل ﻋﻤﺎ ﻋَـﻬِﺪ ‪..‬‬ ‫ﻻ ﺳﻬﻞ ﻓﻴﺮﺗﻘﻰ وﻻ ﺳﻤﻴﻦ ﻓﻴﻨﺘﻘﻞ ‪..‬‬
‫) أي ‪ :‬إذا دﺧﻞ ﺑﻴﺘﻪ ﺻﺎر آﺎﻟﻔﻬﺪ وهﻮ‬ ‫) ﺗﺸﺒﻪ زوﺟﻬﺎ ﺑﺎﻟﺠﺒﻞ اﻟﻮﻋﺮ اﻟﺬي وﺿﻌﻮا ﻓﻮﻗﻪ‬
‫اﻟﺤﻴﻮان اﻟﻤﻌﺮوف وهﻮ آﺮﻳﻢ ﻧﺸﻴﻂ ‪ ..‬وﻏﺬا‬ ‫ﻟﺤﻢ ﺟﻤﻞ آﺒﻴﺮ ﻏﻴﺮ ﺟﻴﺪ ‪ ..‬ﻓﻼ ﻳﺤﺮص أﺣﺪ‬
‫ﺧﺮج ﻣﻦ اﻟﺒﻴﺖ وﺧﺎﻟﻂ اﻟﻨﺎس ﻓﻬﻮ أﺳﺪ‬ ‫ﻟﻠﻮﺻﻮل إﻟﻴﻪ ﻟﺼﻌﻮﺑﺔ اﻟﻮﺻﻮل إﻟﻴﻪ ‪ ..‬وهﻮ ﻻ‬
‫ﺢ ﻻ ﻳﺪﻗﻖ ﻓﻲ‬ ‫ﻟﺸﺠﺎﻋﺘﻪ ‪ ..‬وهﻮ أﻳﻀًﺎ ﺳﻤ ٌ‬ ‫ﻳﺴﺘﺤﻖ اﻟﺘﻌﺐ ﻷﺟﻠﻪ ‪ ..‬أي ‪ :‬ﻟﺴﻮء ﺧﻠﻘﺔ ‪ ..‬وأﻧﻪ‬
‫اﻟﺴﺆال ﻋﻦ ﻣﺎ ﻳﺄﺧﺬﻩ أهﻠﻪ أو ﻳﺼﺮﻓﻮﻧﻪ ‪(..‬‬ ‫ﻳﺘﻜﺒﺮ ‪ ..‬ﻣﻊ أﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻋﻨﺪﻩ ﻣﺎ ﻳﺘﻜﺒﺮ ﺑﺴﺒﺒﻪ ﻓﻬﻮ‬
‫ﻗﺎﻟﺖ اﻟﺴﺎدﺳﺔ ‪:‬‬ ‫ﺑﺨﻴﻞ ﻓﻘﻴﺮ ( ‪..‬‬
‫ﻒ ‪..‬‬
‫زوﺟﻲ إن أآﻞ ﻟ ﱠ‬ ‫ﻗﺎﻟﺖ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ‪:‬‬
‫ﻒ ‪..‬‬
‫وإن ﺷﺮب اﺷﺘ ﱠ‬ ‫زوﺟﻲ ﻻ أﺑﺚ ﺧﺒﺮﻩ ‪..‬‬
‫ﻒ ‪..‬‬
‫وإن اﺿﻄﺠﻊ اﻟﺘ ﱠ‬ ‫إﻧﻲ أﺧﺎف أن ﻻ أذرﻩ ‪..‬‬
‫ﺚ ‪..‬‬‫ﻒ ‪ ..‬ﻟﻴﻌﻠﻢ اﻟﺒ ﱠ‬ ‫وﻻ ﻳُﻮﻟِﺞ اﻟﻜ ﱠ‬ ‫إن أذآﺮﻩ أذآﺮ ﻋﺠﺮﻩ وﺑﺠﺮﻩ ‪..‬‬
‫)أي ‪ :‬إن زوﺟﻬﺎ ﻳﻜﺜﺮ اﻷآﻞ ﺣﺘﻰ ﻳﻠﻔﻪ ﻟﻔًﺎ‬ ‫) أي ‪ :‬زوﺟﻬﺎ آﺜﻴﺮ اﻟﻌﻴﻮب ‪ ..‬وﺗﺨﺸﻰ إذا ذآﺮت‬
‫ﻓﻼ ﻳﺒﻘﻲ ﻟﻬﻢ ﺷﻴﺌًﺎ ‪ ..‬واﻟﺸﺮاف ﻳﺸﻔّﻪ ﺷﻔًﺎ‬ ‫ﻣﺎ ﻓﻴﻪ أن ﻳﺒﻠﻐﻪ ذﻟﻚ ﻓﻴﻄﻠﻘﻬﺎ ‪ ..‬وهﻲ ﻣﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﻪ‬
‫ﻒ ﺑﺎﻟﻠﺤﺎف وﻟﻢ‬ ‫‪ ..‬ﻳﺸﺮﺑﻪ آﻠﻪ ‪ ..‬وإذا ﻧﺎم اﻟﺘ ﱠ‬ ‫ﺑﺴﺒﺐ أوﻻدهﺎ ‪..‬‬
‫ﻳﺪع ﻟﺰوﺟﺘﻪ ﺷﻴﺌًﺎ ‪ ..‬وإذا ﺣﺰﻧﺖ ﻟﻢ ﻳﻘﺮب‬ ‫ﻋﺠَﺮ و ُﺑﺠَﺮ !! واﻟﻌﺠﺮ ‪:‬‬ ‫ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻤﺪﺣﻪ ﻓﺈن ﻟﻪ ُ‬
‫آﻔﻪ إﻟﻴﻬﺎ أو ﻳﻼﻃﻔﻬﺎ ﻟﻴﻌﻠﻢ ﺳﺒﺐ ﺣﺰﻧﻬﺎ ‪( ..‬‬ ‫أن ﺗﻨﻌﻘﺪ اﻟﻌﺮوق ﻓﻲ اﻟﺠﺴﺪ ﺣﺘﻰ ﺗﺼﻴﺮ ﻣﻨﺘﻔﺨﺔ‬
‫‪..‬‬ ‫‪ ..‬ﻓﺘﺆﻟﻢ ‪..‬‬
‫ﻗﺎﻟﺖ اﻟﺴﺎﺑﻌﺔ ‪:‬‬ ‫واﻟ ُﺒﺠَﺮ اﻧﺘﻔﺎخ ﻋﺮوق ﻓﻲ اﻟﺒﻄﻦ ‪(!! ..‬‬
‫زوﺟﻲ ﻏﻴﺎﻳﺎء أو ﻋﻴﺎﻳﺎء ) أي ﻏﺒﻲ !! (‬ ‫ﻗﺎﻟﺖ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ‪:‬‬
‫ﻃﺒﺎﻗﺎء ) أﺣﻤﻖ !(‬ ‫ﺸﻨﱠﻖ ‪..‬‬ ‫زوﺟﻲ اﻟ َﻌ َ‬
‫آﻞ داء ﻟﻪ داء ) ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻌﻴﻮب ﻓﻴﻪ !(‬ ‫إن أﻧﻄﻖ أﻃﻠﻖ ‪..‬‬
‫إن ﺣﺪﺛﺘﻪ ﺳﺒﻚ ‪ ) ..‬ﻻ ﻳﻘﺒﻞ ﺣﺪﻳﺜ ًﺎ وﻻ‬ ‫وإن أﺳﻜﺖ أُﻋﻠﱠﻖ ‪..‬‬
‫ﻣﺆاﻧﺴﺔ ‪ .‬ﺑﻞ ﻳﺴﺐ وﻳﻠﻌﻦ دوﻣًﺎ ( ‪..‬‬ ‫وهﻮ ﻋﻠﻰ ﺣﺪ اﻟﺴﱢﻨﺎن اﻟـ ُﻤ َﺬﻟﱠﻖ ‪..‬‬
‫وإن ﻣﺎزﺣﺘﻪ ‪ :‬ﺷﺠًﻚ ) ﺿﺮب رأﺳﻚ‬ ‫) أي ‪ :‬زوﺟﻬﺎ ﻃﻮﻳﻞ ﻗﺒﻴﺢ ‪ ..‬ﺳﻲء اﻟﺨﻠﻖ ‪ ..‬وﻻ‬
‫ﻓﺠﺮﺣﻪ !( ‪..‬‬ ‫ﻳﺘﺴﺎﻣﺢ ﻣﻌﻬﺎ ﺑﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﺜﻞ ﺣﺪ اﻟﺴﻴﻒ !! ﻓﻬﻲ‬
‫أو ﻓﻠًﻚ ) ﺿﺮب اﻟﺠﻠﺪ ﻓﺠﺮﺣﻪ ( ‪..‬‬ ‫ﻣﻬﺪدة ﺑﺎﻟﻄﻼق آﻞ ﻟﺤﻈﺔ ‪ ..‬ﻻ ﻳﺤﺘﻤﻞ آﻼﻣﻬﺎ ‪..‬‬
‫ﻚ ‪ ) ..‬ﻳﻀﺮب آﻞ اﻟﻤﻮاﺿﻊ‬ ‫آﻼ ﻟ ِ‬
‫أو ﺟﻤﻊ ًّ‬ ‫وﻣﺘﻰ اﺷﺘﻜﺖ إﻟﻴﻪ ﺷﻴﺌًﺎ ﻃﻠﻘﻬﺎ ‪ ..‬وﻻ ﻳﻌﺎﻣﻠﻬﺎ‬
‫اﻟﺮأس واﻟﺠﺴﺪ ! ( ‪..‬‬ ‫ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ اﻷزواج ‪ ..‬ﻓﻬﻲ ﻋﻨﺪﻩ آﺎﻟﻤﻌﻠﻘﺔ ( ‪..‬‬
‫ﻗﺎﻟﺖ اﻟﺜﺎﻣﻨﺔ ‪:‬‬ ‫ﻗﺎﻟﺖ اﻟﺮاﺑﻌﺔ ‪:‬‬
‫زوﺟﻲ ‪ ..‬اﻟﻤﺲ ﻣﺲ أرﻧﺐ ‪ ) ..‬أي ﻧﺎﻋﻢ‬ ‫زوﺟﻲ آـ ﻟَـﻴْـ ِﻞ ﺗِﻬﺎﻣﺔ ‪..‬‬
‫رﻗﻴﻖ ( ‪..‬‬ ‫ﺣ ٌﺮ وﻻ َﻗ ٌﺮ ‪..‬‬
‫ﻻ َ‬
‫واﻟﺮﻳﺢ رﻳﺢ زرﻧﺐ ‪ ) ..‬وهﻮ ﻧﺒﺎت ﻃﻴﺐ‬ ‫وﻻ ﻣﺨﺎﻓﺔ وﻻ ﺳﺂﻣﺔ ‪..‬‬
‫اﻟﺮاﺋﺤﺔ ( ‪..‬‬ ‫) ﻟﻴﻞ ﺗﻬﺎﻣﺔ ﻻ رﻳﺎح ﻓﻴﻪ ﻓﻴﻄﻴﺐ ﻷهﻠﻪ ‪ ..‬ﻓﻮﺻﻔﺖ‬
‫وأﻧﺎ اﻏﻠﺒﻪ واﻟﻨﺎس ﻳﻐﻠﺐ ‪ ) ..‬أي ﺳﻬﻞ‬ ‫زوﺟﻬﺎ ﺑﺠﻤﻴﻞ اﻟﻌﺸﺮة ‪ ..‬واﻋﺘﺪال اﻷﺧﻼق ‪ ..‬ﻓﻼ‬
‫ﻣﻌﻬﺎ ﻳﻨﺼﺎع ﻟﻤﺎ ﺗﺮﻳﺪ ‪ ..‬ﻟﻜﻨﻪ ﺑﻄﻞ ﻳﻐﻠﺐ‬ ‫أذى ﻋﻨﺪﻩ ( ‪..‬‬
‫اﻟﻨﺎس وﺷﺨﺼﻴﺘﻪ أﻣﺎﻣﻬﻢ ﻗﻮﻳﺔ ( ‪..‬‬ ‫ﻗﺎﻟﺖ اﻟﺨﺎﻣﺴﺔ ‪:‬‬
‫ﻗﺎﻟﺖ اﻟﺘﺎﺳﻌﺔ ‪:‬‬ ‫زوﺟﻲ إن دﺧﻞ ﻓَـﻬِﺪ ‪..‬‬
‫زوﺟﻲ رﻓﻴﻊ اﻟﻨﺠﺎد ‪ ) ..‬ﺑﻴﺘﻪ واﺳﻊ ﻣﻔﺘﻮح‬ ‫وإن ﺧﺮج َأﺳِﺪ ‪..‬‬

‫‪128‬‬
‫‪Books-sea.com‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬ ‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﻳﻨﺘﻘﺪ آﻼﻣﻬﺎ ( ‪..‬‬ ‫ﻟﻠﻀﻴﻮف ( ‪..‬‬
‫وأرﻗﺪ ﻓﺄﺗﺼﺒﺢ ‪ ) ..‬ﺗﺸﺒﻊ ﻧﻮﻣًﺎ إﻟﻰ اﻟﺼﺒﺎح‬ ‫ﻋﻈﻴﻢ اﻟﺮﻣﺎد ‪ ) ..‬آﺜﻴﺮ إﺷﻌﺎل اﻟﻨﺎر اﺳﺘﻘﺒﺎ ًﻻ‬
‫‪ ..‬ﻟﻜﺜﺮة اﻟﺨﺪم ( ‪..‬‬ ‫ﻟﻠﻀﻴﻮف وﻃﺒﺨ ًﺎ ﻟﻬﻢ ( ‪..‬‬
‫وأﺷﺮب ﻓﺄﺗﻘﻨﺢ ‪ ) ..‬ﺟﻤﻴﻊ اﻷﺷﺮﺑﺔ ﻋﻨﺪهﺎ‬ ‫ﻗﺮﻳﺐ اﻟﺒﻴﺖ ﻣﻦ اﻟﻨﺎد ‪ ) ..‬اﻟﻤﺠﻠﺲ اﻟﺬي ﻳﺠﻠﺲ‬
‫‪ ..‬ﺗﺮوى ﻣﻨﻬﺎ ( ‪..‬‬ ‫ﻓﻴﻪ ﻣﻊ أﺻﺤﺎﺑﻪ وهﻮ اﻟﻨﺎدي ﻗﺮﻳﺐ ﻣﻦ ﺑﻴﺘﻪ‬
‫أم أﺑﻲ زرع ؟! ﻓﻤﺎ أم أﺑﻲ زرع !!‬ ‫ﻟﺤﺮﺻﻪ ﻋﻠﻰ أهﻠﻪ ( ‪..‬‬
‫ﻋﻜﻮﻣﻬﺎ رداح ‪ ) ..‬ﺳﻤﻴﻨﺔ ﺟﻤﻴﻠﺔ ( ‪..‬‬ ‫ﻻ ﻳﺸﺒﻊ ﻟﻴﻠﻪ ﻳﻀﺎف ‪ ) ..‬ﻻ ﻳﺄآﻞ آﺜﻴﺮًا ﻋﻨﺪ اﻟﻨﺎس‬
‫وﺑﻴﺘﻬﺎ ﻓﺴﺎح ‪ ) ..‬ﺑﻴﺘﻬﺎ واﺳﻊ ( ‪..‬‬ ‫( ‪..‬‬
‫اﺑﻦ أﺑﻲ زرع ؟! ﻓﻤﺎ ﺑﻦ أﺑﻲ زرع !!‬ ‫وﻻ ﻳﻨﺎم ﻟﻴﻠﺔ ُﻳﺨَﺎف ‪ ) ..‬إذا آﺎن هﻨﺎك ﺧﻄﺮ ﺑﺎﻟﻠﻴﻞ‬
‫ﻣﻀﺠﻌﻪ آﻤﺴﻞ ﺷﻄﺒﺔ ‪ ) ..‬ﻳﻨﺎم ﻧﻮﻣ ًﺎ رﻓﻴﻘًﺎ‬ ‫ﻣﻦ ﻋﺪو أو ﻏﻴﺮﻩ ‪ ..‬ﻳﻈﻞ ﻣﺴﺘﻴﻘﻈ ًﺎ ﻳﺤﺮس‬
‫ﺑﺄدب ( ‪..‬‬ ‫وﻳﺮاﻗﺐ ( ‪..‬‬
‫وﻳﺸﺒﻌﻪ ذراع اﻟﺠﻔﺮة ‪ ) ..‬ﻻ ﻳﺄآﻞ آﺜﻴﺮًا (‬ ‫ﻗﺎﻟﺖ اﻟﻌﺎﺷﺮة ‪:‬‬
‫‪..‬‬ ‫زوﺟﻲ ﻣﺎﻟﻚ ‪..‬‬
‫ﺑﻨﺖ أﺑﻲ زرع ؟! ﻓﻤﺎ ﺑﻨﺖ أﺑﻲ زرع !!‬ ‫وﻣﺎ ﻣﺎﻟﻚ ؟! ‪..‬‬
‫ﻃﻮع أﺑﻴﻬﺎ وﻃﻮع أﻣﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ﻣﺎﻟﻚ ﺧﻴﺮ ﻣﻦ ذﻟﻚ ‪..‬‬
‫وﻣﻞء آﺴﺎﺋﻬﺎ ‪ ) ..‬ﻣﺘﺴﺘﺮة ( ‪..‬‬ ‫ﻟﻪ إﺑﻞ آﺜﻴﺮات اﻟﻤﺒﺎرك ‪..‬‬
‫وﻏﻴﻆ ﺟﺎرﺗﻬﺎ ‪ ) ..‬ﺗﻐﺎر ﺟﺎراﺗﻬﺎ ﻣﻦ ﺟﻤﺎﻟﻬﺎ‬ ‫ﻗﻠﻴﻼت اﻟﻤﺴﺎرح ‪..‬‬
‫وﻟﺬة ﻋﻴﺸﻬﺎ ( ‪..‬‬ ‫ﻦ أﻧﻬﻦ هﻮاﻟﻚ ‪..‬‬ ‫وإذا ﺳﻤﻌﻦ اﻟﻤﺰهﺮ ‪ ..‬أﻳﻘ ﱠ‬
‫ﺟﺎرﻳﺔ أﺑﻲ زرع ؟! ﻓﻤﺎ ﺟﺎرﻳﺔ أﺑﻲ زرع !!‬ ‫) زوﺟﻬﺎ اﺳﻤﻪ ﻣﺎﻟﻚ ‪ ..‬ﻣﻬﻤﺎ وﺻﻔﺘﻪ ﻟﻦ ﺗﺤﻴﻂ‬
‫) اﻟﺨﺎدﻣﺔ !! (‬ ‫ﺑﺄوﺻﺎﻓﻪ اﻟﺠﻤﻴﻠﺔ ‪ ..‬إﺑﻠﻪ داﺋﻤ ًﺎ ﻗﺮﻳﺒﺔ ﻣﻨﻪ وﻗﻞ ﻣﺎ‬
‫ﻻ ﺗﺒﺚ ﺣﺪﻳﺜﻨﺎ ﺗﺒﺜﻴﺜ ًﺎ ‪ ) ..‬ﻻ ﺗﻨﺸﺮ أﺳﺮار‬ ‫ﺗﺴﺮح أي ﺗﺬهﺐ ﻟﻠﺮﻋﻲ ‪..‬ﻟﺘﻜﻮن ﺟﺎهﺔ ﻟﻠﺤﻠﺐ‬
‫اﻟﺒﻴﺖ ( ‪..‬‬ ‫ﻣﻨﻬﺎ وﻧﺤﺮهﺎ ﻟﻠﻀﻴﻮف ‪ ..‬وإذا ﺳﻤﻌﺖ اﻓﺒﻞ ﺻﻮت‬
‫وﻻ ﺗﻨﻔﺚ ﻣﻴﺮﺗﻨﺎ ﺗﻨﻔﻴﺜًﺎ ‪ ) ..‬ﻻ ﺗﺒﺪد ﻃﻌﺎم‬ ‫ﺤﺪّ وﺗﺠﻬّﺰ ‪ ..‬ﻋﻠﻤﺖ أﻧﻪ ﺳﻴﻬﻠﻚ‬ ‫اﻟﻤﺰهﺮ اﻟﺴﻜﻴﻦ ُﺗ َ‬
‫اﻟﺒﻴﺖ وﺗﻌﺒﺚ ﺑﻪ ( ‪..‬‬ ‫ﺑﻌﻀﻬﻦ ذﺑﺤًﺎ ﻟﻠﻀﻴﻮف ( ‪..‬‬
‫وﻻ ﺗﻤﻸ ﺑﻴﺘﻨﺎ ﺗﻌﺸﻴﺸًﺎ ‪ ) ..‬ﻻ ﺗﻬﻤﻞ اﻟﺒﻴﺖ‬ ‫ﻗﺎﻟﺖ اﻟﺤﺎدﻳﺔ ﻋﺸﺮة ‪:‬‬
‫ﻓﻴﻤﺘﻸ ﺑﺎﻷوﺳﺎخ ( ‪..‬‬ ‫زوﺟﻲ أﺑﻮ زرع ؟! ) اﺳﻤﻪ أﺑﻮ زرع ( ‪..‬‬
‫ﺛﻢ ﻗﺎﻟﺖ ‪:‬‬ ‫ﻓﻤﺎ أﺑﻮ زرع ‪..‬‬
‫ﺧﺮج أﺑﻮ زرع واﻷوﻃﺎب ﺗﻤﺨﺾ ‪ ) ..‬ﺧﺮج‬ ‫أﻧﺎس ﻣﻦ ﺣﻠﻲ أذﻧﻲ ‪ ) ..‬أﻟﺒﺴﻬﺎ اﻟﺤﻠﻲ واﻟﺬهﺐ (‬
‫ﻣﻦ ﺑﻴﺘﻪ ﻳﻮﻣ ًﺎ ﻓﻲ وﻗﺖ رﺑﻴﻊ ( ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫ﻓﻠﻘﻰ اﻣﺮأة ﻣﻌﻬﺎ وﻟﺪان ﻟﻬﺎ آﺎﻟﻔﻬﺪﻳﻦ ‪) ..‬‬ ‫وﻣﻸ ﻣﻦ ﺷﺤﻢ ﻋﻀﺪي ‪ ) ..‬ﺳﻤﻨﺖ ﻋﻨﺪﻩ ( ‪..‬‬
‫رأى اﻣﺮأة ﺟﺎﻟﺴﺔ ﺣﻮﻟﻬﺎ ﻃﻔﻼن ﺟﻤﻴﻼن‬ ‫وﺑﺠﺤﻨﻲ ﻓﺒﺠﺤﺖ إﻟﻰ ﻧﻔﺴﻲ ‪ ) ..‬ﻣﺪﺣﻨﻲ ﺣﺘﻰ‬
‫ﻗﻮﻳﺎ اﻟﺒﻨﻴﺔ ( ‪..‬‬ ‫أﻋﺠﺒﺖ ﺑﻨﻔﺴﻲ ( ‪..‬‬
‫ﻳﻠﻌﺒﺎن ﻣﻦ ﺗﺤﺖ ﺧﺼﺮهﺎ ﺑﺮﻣﺎﻧﺘﻴﻦ ‪) ..‬‬ ‫ﻖ ‪ ) ..‬آﺎن اهﻠﻬﺎ‬ ‫ﺸﱟ‬‫وﺟﺪﻧﻲ ﻓﻲ أهﻞ ﻏﻨﻴﻤﺔ ﺑ ِ‬
‫ﻳﻠﻌﺒﺎن ﺑﺜﺪﻳﻴﻬﺎ ( ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺮاء ﻻ ﻳﻤﻠﻜﻮن إﻻ ﻏﻨﻴﻤﺎت ( ‪..‬‬
‫ﻓﻄﻠﻘﻨﻲ وﻧﻜﺤﻬﺎ ‪ ) ..‬أﻋﺠﺒﺘﻪ ‪ ..‬ﻓﻄﻠﻖ أم‬ ‫ﻓﺠﻌﻠﻨﻲ ﻓﻲ أهﻞ ﺻﻬﻴﻞ وأﻃﻴﻂ ) ﻧﻘﻠﻬﺎ إﻟﻰ ﺑﻴﺖ‬
‫زرع وﺗﺰوﺟﻬﺎ !! ( ‪..‬‬ ‫ﻓﻴﻪ ﺧﻴﻞ وإﺑﻞ ( ‪..‬‬
‫ﻓﻨﻜﺤﺖ ﺑﻌﺪﻩ رﺟﻼ ﺳﺮﻳًﺎ ‪ ) ..‬ﺗﺰوﺟﺖ ام‬ ‫وداﺋﺲ وﻣﻨﻖ ) أي دواب آﺜﻴﺮة ( ‪..‬‬
‫ﻼ آﺮﻳﻤًﺎ ( ‪..‬‬‫زرع رﺟ ً‬ ‫ﻓﻌﻨﺪﻩ أﻗﻮل ﻓﻼ أﻗﺒﺢ ‪ ) ..‬ﺗﺘﻜﻠﻢ ﺑﻤﺎ ﺷﺎءت وﻻ‬

‫‪129‬‬
‫‪Books-sea.com‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬ ‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫وﻗﺪ ﺑﻘﻰ ﻣﻨﻬﺎ ﺟﻤﻞ وهﻮ ﻧﺎﺣﻞ ذاﺑﻞ آﺄﻧﻪ‬ ‫ﻼ ﺳﺎﺑﻘ ًﺎ ( ‪..‬‬‫رآﺐ ﺷﺮﻳًﺎ ‪ ) ..‬رآﺐ ﺧﻴ ً‬
‫ﻳﻨﺰع روﺣﻪ ‪..‬‬ ‫وأﺧﺬ ﺧﻄﻴ ًﺎ ‪..‬‬
‫ﻓﻘﺎل ﻟﻲ اﻟﻐﻼم ‪ :‬أﻧﺖ ﺿﻴﻒ ‪ ..‬وﻟﻚ ﺣﻖ ‪..‬‬ ‫وأراح ﻋﻠﻲ ﻧﻌﻤًﺎ ﺛﺮﻳ ًﺎ ‪ ) ..‬أآﺮﻣﻬﺎ وأهﺪاهﺎ ﻷﻧﻪ‬
‫ﻲ إﻟﻰ ﻣﻮﻻي ‪ ..‬ﻓﺈﻧﻪ ﻣﻜﺮم ﻟﻀﻴﻔﻪ‬ ‫ﻓﺘﺸﻔﻊ ﻓ ﱠ‬ ‫ﺛﺮي ( ‪..‬‬
‫‪ ..‬ﻓﻼ ﻳﺮد ﺷﻔﺎﻋﺘﻚ ﻓﻲ هﺬا اﻟﻘﺪر ‪ ..‬ﻓﻌﺴﺎﻩ‬ ‫وأﻋﻄﺎﻧﻲ ﻣﻦ آﻞ راﺋﺤﺔ زوﺟ ًﺎ ‪ ) ..‬أآﺜﺮ ﻟﻬﺎ ﻣﻦ‬
‫ﻳﺤﻞ اﻟﻘﻴﺪ ﻋﻨﻲ ‪..‬‬ ‫اﻷﻃﻴﺎب وﻳﻌﻄﻴﻬﺎ اﺛﻨﻴﻦ ﻣﻦ آﻞ ﺷﻲء ﻟﺘﺴﺘﻌﻤﻞ‬
‫ﻓﺴﻜﺖ ﻋﻨﻪ ‪ ..‬وﻟﻢ أدر ﻣﺎ ﺟﺮﻣﻪ ‪..‬‬ ‫وﺗﻬﺪي إن ﺷﺎءت ( ‪..‬‬
‫ﻓﻠﻤﺎ أﺣﻀﺮوا اﻟﻄﻌﺎم ‪ ..‬اﻣﺘﻨﻌﺖ ‪ ..‬وﻗﻠﺖ ‪:‬‬ ‫وﻗﺎل ‪ :‬آﻠﻲ أم زرع ‪..‬‬
‫ﻻ ﺁآﻞ ‪ ..‬ﻣﺎ ﻟﻢ أﺷﻔﻊ ﻓﻲ هﺬا اﻟﻌﺒﺪ ‪..‬‬ ‫وﻣﻴﺮي أهﻠﻚ ‪ ) ..‬أهﺪي ﻷهﻠﻚ وأﻋﻄﻴﻬﻢ ( ‪..‬‬
‫ﻓﻘﺎل اﻟﺴﻴﺪ ‪ :‬إن هﺬا اﻟﻌﺒﺪ ﻗﺪ أﻓﻘﺮﻧﻲ ‪..‬‬ ‫ﺛﻢ ﻗﺎﻟﺖ ‪:‬‬
‫ﻚ ﺟﻤﻴ َﻊ ﻣﺎﻟﻲ ‪..‬‬ ‫وأه َﻠ َ‬ ‫ﻓﻠﻮ ﺟﻤﻌﺖ آﻞ ﺷﻲء أﻋﻄﺎﻧﻴﻪ ‪..‬‬
‫ﻓﻘﻠﺖ ‪ :‬ﻣﺎذا ﻓﻌﻞ ؟!‬ ‫ﻣﺎ ﺑﻠﻎ أﺻﻐﺮ ﺁﻧﻴﺔ أﺑﻲ زرع ‪ ) ..‬ﻻ ﻳﺰال ﻗﻠﺒﻬﺎ‬
‫ﻓﻘﺎل ‪ :‬إن ﻟﻪ ﺻﻮﺗًﺎ ﻃﻴﺒ ًﺎ ‪ ..‬وإﻧﻲ آﻨﺖ‬ ‫ﻣﻌﻠﻘًﺎ ﺑﺄﺑﻲ زرع ‪ !!..‬ﻣﺎ اﻟﺤﺐ إﻻ ﻟﻠﺤﺒﻴﺐ اﻷول (‬
‫أﻋﻴﺶ ﻣﻦ ﻇﻬﻮر هﺬﻩ اﻟﺠﻤﺎل ‪ ..‬ﻓﺤﻤﱠﻠﻬﺎ‬ ‫آﺎن ‪ ε‬ﻳﺴﺘﻤﻊ ﺑﻜﻞ ﻏﻨﺼﺎت إﻟﻰ ﻋﺎﺋﺸﺔ وهﻲ‬
‫أﺣﻤﺎ ًﻻ ﺛﻘﺎ ًﻻ ‪..‬‬ ‫ﻼ ‪ ..‬ﻣﻊ‬ ‫ﺗﺤﺪﺛﻪ ‪ ..‬وﻟﻢ ﻳﻈﻬﺮ ﻟﻬﺎ ﺿﺠﺮًا وﻻ ﻣﻠ ً‬
‫وآﺎن ﻳﻨﺸﺪ اﻷﺷﻌﺎر وﻳﺤﺪو ﺑﻬﺎ ‪ ..‬ﺣﺘﻰ‬ ‫ﺗﻌﺒﻪ وآﺜﺮة ﻣﺸﺎﻏﻠﻪ ‪ ..‬وﺗﺮاآﻢ هﻤﻮﻣﻪ ‪..‬‬
‫ﻗﻄﻌﺖ ﻣﺴﻴﺮة ﺛﻼﺛﺔ أﻳﺎم ﻓﻲ ﻟﻴﻠﺔ واﺣﺪة ﻣﻦ‬ ‫ﺣﺘﻰ إذا اﻧﺘﻬﺖ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺜﻬﺎ ‪:‬‬
‫ﻃﻴﺐ ﻧﻐﻤﺘﻪ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ : ε‬آﻨﺖ ﻟﻚ آﺄﺑﻲ زرع ﻷم زرع ‪..‬‬
‫ﻓﻠﻤﺎ ﺣﻄﺖ أﺣﻤﺎﻟﻬﺎ ‪ ..‬ﻣﺎﺗﺖ آﻠﻬﺎ ‪ ..‬إﻻ هﺬا‬ ‫إذن ‪ ..‬اﺗﻔﻘ ﻨﺎ ‪ ..‬ﻋﻠ ﻰ أهﻤ ﻴﺔ إﻇﻬ ﺎر اﻟﻠﻄ ﻒ‬
‫اﻟﺠﻤﻞ اﻟﻮاﺣﺪ ‪..‬‬ ‫واﻻهﺘﻤﺎم ﺑﺎﻟﻨﺎس ‪..‬‬
‫وﻟﻜﻦ أﻧﺖ ﺿﻴﻔﻲ ‪ ..‬ﻓﻠﻜﺮاﻣﺘﻚ ﻗﺪ وهﺒﺘﻪ ﻟﻚ‬ ‫ﻓﺈذا ﺟﺎءك وﻟﺪك ﻣﺘﺰﻳﻨ ًﺎ ﺑﺜﻮب ﺟﻤﻴﻞ ‪ ..‬ﻣﺎ رأﻳﻚ ﻳﺎ‬
‫‪ ..‬وأﻃﻠﻖ اﻟﻐﻼم ﻣﻦ ﻗﻴﺪﻩ ‪..‬‬ ‫أﺑﻲ ؟ ‪ ..‬ﺗﻔﺎﻋﻞ ‪..‬‬
‫ﻓﺎﺷﺘﻘﺖ إﻟﻰ ﺳﻤﺎع هﺬا اﻟﺼﻮت ‪..‬‬ ‫اﺑﻨﺘﻚ ‪ ..‬زوﺟﺘﻚ ‪..‬‬
‫ﻓﻠﻤﺎ أﺻﺒﺤﻨﺎ أﻣﺮﻩ أن ﻳﺤﺪو ﻋﻠﻰ ﺟﻤﻞ‬ ‫زوﺟﻚ ‪ ..‬وﻟﺪك ‪ ..‬زﻣﻴﻠﺘﻚ ‪..‬‬
‫ﻳﺴﺘﻘﻰ اﻟﻤﺎء ﻣﻦ ﺑﺌﺮ هﻨﺎك ‪ ..‬ﻟﻴﻨﺸﻂ اﻟﺠﻤﻞ‬ ‫ﻼ ‪..‬‬
‫آﻞ ﻣﻦ ﺗﺨﺎﻟﻄﻬﻢ آﻦ ﺣﻴ ًﺎ ﻣﺘﻔﺎﻋ ً‬
‫ﻟﻠﻌﻤﻞ ‪..‬‬ ‫ﻼ‪-‬‬ ‫أﺣ ﻴﺎﻧ ًﺎ ﺗﻜﻮن ﻧﺎﺳﻴ ًﺎ اﻟﻤﻮﺿﻮع ‪ ..‬ﻗﺎل ﻟﻚ – ﻣﺜ ً‬
‫ﻓﺎﻧﻄﻠ ﻖ اﻟﻐ ﻼم ﺑﺼ ﻮت ﺣﺴ ﻦ ‪ ..‬ﻓﻠﻤ ﺎ رﻓ ﻊ‬ ‫ﺷ ﻔﻲ ﻣ ﻦ ﻣﺮﺿ ﻪ ‪ ..‬ﻓ ﻼ ﺗﻘ ﻞ ‪:‬‬ ‫‪ :‬أﺑﺸ ﺮك اﻟ ﻮاﻟﺪ ُ‬
‫ﺻﻮﺗﻪ ‪..‬‬ ‫ﻼ ‪ ..‬ﻣﺘﻰ ﻣﺮض ؟!!‬ ‫أﺻ ً‬
‫ﺳ ﻤﻌﻪ اﻟﺠﻤ ﻞ ﻓﻬ ﺎم وه ﺎج وﻧﺴ ﻲ ﻧﻔﺴ ﻪ ‪..‬‬ ‫أو ‪ :‬أﺧ ﻲ ﺧ ﺮج ﻣ ﻦ اﻟﺴ ﺠﻦ ‪ ..‬ﻻ ﺗﻘ ﻞ ‪ :‬واﷲ ﻣ ﺎ‬
‫ﺣﺘﻰ ﻗﻄﻊ ﺣﺒﺎﻟﻪ ‪..‬‬ ‫ﻼ أﻧﻪ دﺧﻞ اﻟﺴﺠﻦ ‪..‬‬ ‫درﻳﺖ أﺻ ً‬
‫ووﻗﻌ ﺖ أﻧ ﺎ ﻋﻠ ﻰ وﺟﻬ ﻲ ﻣﻦ ﺣﺴﻦ اﻟﺼﻮت‬ ‫وأﺧﻴﺮًا ‪ ..‬ﻳﺎ ﺟﻤﺎﻋﺔ ‪..‬‬
‫‪ ..‬ﻓﻤﺎ أﻇﻦ أﻧﻲ ﺳﻤﻌﺖ ﻗﻂ ﺻﻮﺗ ًﺎ أﻃﻴﺐ ﻣﻨﻪ‬ ‫اﻟﺘﺸﺠﻴﻊ واﻟﺘﻔﺎﻋﻞ ﻳﻨﻔﻊ ﺣﺘﻰ ﻣﻊ اﻟﺤﻴﻮاﻧﺎت ‪..‬‬
‫)‪(71‬‬
‫‪..‬‬ ‫ﻗﺎل أﺑﻮ ﺑﻜﺮ اﻟﺮﻗﻲ ‪:‬‬
‫ﻃﻮر ﻧﻔﺴﻚ ﺑﺎﻟﺘﺪرﻳﺐ ‪..‬‬ ‫آﻨﺖ ﺑﺎﻟﺒﺎدﻳﺔ ‪..‬‬
‫آﻦ ﺣﻴ ًﺎ ﻻ ﻣﻴﺘ ًﺎ ‪ ..‬ﺗﻔﺎﻋﻞ ﺑﻜﻼﻣﻚ ‪..‬‬ ‫ﻓﻮاﻓﻴﺖ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﺎﺋﻞ اﻟﻌﺮب ‪ ..‬ﻓﺄﺿﺎﻓﻨﻲ رﺟﻞ‬
‫ﺑﺘﻌﺒﻴﺮات وﺟﻬﻚ ‪ ..‬ﺣﺘﻰ ﻳﺄﻧﺲ اﻵﺧﺮون ﺑﻚ‬ ‫ﻣﻨﻬﻢ وأدﺧﻠﻨﻲ ﺧﺒﺎءﻩ ‪..‬‬
‫ﻓﺮأﻳﺖ ﻓﻲ اﻟﺨﺒﺎء ﻋﺒﺪا أﺳﻮد ﻣﻘﻴﺪًا ﺑﻘﻴﺪ ‪ ..‬ورأﻳﺖ‬
‫ﺟِﻤﺎﻻ ﻗﺪ ﻣﺎﺗﺖ ﺑﻴﻦ ﻳﺪي اﻟﺒﻴﺖ ‪..‬‬
‫إﺣﻴﺎء ﻋﻠﻮم اﻟﺪﻳﻦ ‪275/2‬‬ ‫) ‪( 71‬‬
‫‪130‬‬
‫‪Books-sea.com‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬ ‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫أراد ‪ ε‬ﻳ ﻮﻣ ًﺎ أن ﻳ ﻮﺟﻪ ﻋ ﺒﺪ اﷲ ﺑ ﻦ ﻋﻤ ﺮ‬ ‫‪..‬‬
‫ﻟﻠﺘﻌﺒﺪ ﺑﺼﻼة اﻟﻠﻴﻞ ‪..‬‬
‫ﻓﻤﺎ دﻋﺎﻩ وﻗﺎل ‪ :‬ﻳﺎ ﻋﺒﺪ اﷲ ﻗﻢ اﻟﻠﻴﻞ ‪..‬‬ ‫‪ 55.‬اﺟﻌﻞ ﻟﺴﺎﻧﻚ ﻋﺬﺑ ًﺎ ‪..‬‬
‫وإﻧﻤ ﺎ ﻗ ﺪم اﻟﻨﺼ ﻴﺤﺔ ﻋﻠ ﻰ ﺷ ﻜﻞ اﻗﺘ ﺮاح ‪..‬‬ ‫ﻻ ﺗﺨﻠ ﻮ ﺣﻴﺎﺗ ﻨﺎ ﻣ ﻦ ﻣﻮاﻗﻒ ﻧﺤﺘﺎج ﻓﻴﻬﺎ إﻟﻰ ﺗﻘﺪﻳﻢ‬
‫وﻗ ﺎل ‪ :‬ﻧﻌ ﻢ اﻟ ﺮﺟﻞ ﻋ ﺒﺪ اﷲ ﻟ ﻮ آ ﺎن ﻳﻘ ﻮم‬ ‫ﺗﻮﺟﻴﻬﺎت وﻧﺼﺎﺋﺢ ﻟﻶﺧﺮﻳﻦ ‪..‬‬
‫اﻟﻠﻴﻞ ‪..‬‬ ‫اﻟﻮﻟﺪ ‪ ..‬اﻟﺰوج ‪ ..‬اﻟﺼﺪﻳﻖ ‪ ..‬اﻟﺠﺎر ‪ ..‬اﻷﺑﻮﻳﻦ ‪..‬‬
‫وﻓ ﻲ رواﻳ ﺔ ﻗ ﺎل ‪ :‬ﻳ ﺎ ﻋ ﺒﺪ اﷲ ﻻ ﺗﻜ ﻦ ﻣ ﺜﻞ‬ ‫ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻧﻬﺎﻳﺎت اﻟﻨﺼﺎﺋﺢ ‪ ..‬ﺑﺎﺧﺘﻼف ﺑﺪاﻳﺎﺗﻬﺎ ‪..‬‬
‫ﻓﻼن ‪ ..‬آﺎن ﻳﻘﻮم اﻟﻠﻴﻞ ‪..‬‬ ‫أﻋﻨ ﻲ ‪ :‬إن آﺎﻧ ﺖ اﻟ ﺒﺪاﻳﺔ ﺑﺄﺳ ﻠﻮب ﻣﻨﺎﺳ ﺐ ‪..‬‬
‫ﺑ ﻞ إن اﺳﺘﻄﻌﺖ أن ﺗﻠﻔﺖ ﻧﻈﺮﻩ إﻟﻰ اﻷﺧﻄﺎء‬ ‫وﻣﺪﺧﻞ ﻟﻄﻴﻒ ‪..‬‬
‫ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻻ ﻳﺸﻌﺮ ﻓﻬﻮ أوﻟﻰ ‪..‬‬ ‫اﻧﺘﻬﺖ آﺬﻟﻚ ‪..‬‬
‫ﻋﻄﺲ رﺟﻞ ﻋﻨﺪ ﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ اﻟﻤﺒﺎرك ‪ ..‬ﻓﻠﻢ‬ ‫وإن آﺎﻧ ﺖ ﺑﺄﺳ ﻠﻮب ﺟ ﺎف ‪ ..‬وﻣ ﺪﺧﻞ ﻋﻨ ﻴﻒ ‪..‬‬
‫ﻳﻘ ﻞ اﻟﺤﻤ ﺪ ﷲ ‪ ..‬ﻓﻘ ﺎل ﻋﺒﺪ اﷲ ‪ :‬ﻣﺎذا ﻳﻘﻮل‬ ‫اﻧﺘﻬﺖ آﺬﻟﻚ ‪..‬‬
‫اﻟﻌ ﺎﻃﺲ إذا ﻋﻄ ﺲ ؟ ﻗ ﺎل ‪ :‬اﻟﺤﻤ ﺪ ﷲ ‪..‬‬ ‫ﻋ ﻨﺪﻣﺎ ﻧﻨﺼ ﺢ اﻟ ﻨﺎس ‪ ..‬ﻓ ﻨﺤﻦ ﻓ ﻲ اﻟﻮاﻗ ﻊ ﻧﺘﻌﺎﻣﻞ‬
‫ﻓﻘﺎل ‪ :‬ﻋﺒﺪ اﷲ ‪ :‬ﻳﺮﺣﻤﻚ اﷲ ‪..‬‬ ‫ﻣﻊ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ‪ ..‬ﻻ أﺟﺴﺎدهﻢ ‪..‬‬
‫وآﺎن رﺳﻮل اﷲ ‪ ρ‬آﺬﻟﻚ ‪..‬‬ ‫ﻟ ﺬﻟﻚ ﺗﺠ ﺪ ﺑﻌ ﺾ اﻷﺑ ﻨﺎء ﻳﺘﻘ ﺒﻞ ﻣ ﻦ أﻣﻪ وﻻ ﻳﺘﻘﺒﻞ‬
‫آ ﺎن إذا اﻧﺼ ﺮف ﻣ ﻦ ﺻ ﻼة اﻟﻌﺼ ﺮ ‪ ..‬دﺧﻞ‬ ‫ﻣﻦ أﺑﻴﻪ ‪ ..‬أو اﻟﻌﻜﺲ ‪..‬‬
‫ﻋﻠﻰ ﻧﺴﺎﺋﻪ واﺣﺪة واﺣﺪة ‪..‬‬ ‫واﻟﻄﻼب ﻳﺘﻘﺒﻠﻮن ﻣﻦ ﻣﺪرس ‪ ..‬دون اﻵﺧﺮ ‪..‬‬
‫ﻓﻴﺪﻧﻮ ﻣﻦ إﺣﺪاهﻦ ‪ ..‬وﻳﺘﺤﺪث ﻣﻌﻬﺎ ‪..‬‬ ‫وأول اﻟﺒﺮاﻋﺔ ﻓﻲ اﻟﻨﺼﻴﺤﺔ ‪..‬‬
‫ﻓ ﺪﺧﻞ ﻋﻠ ﻰ زﻳ ﻨﺐ ﺑﻤ ﻦ ﺟﺤ ﺶ ‪ ..‬ﻓ ﻮﺟﺪ‬ ‫أن ﻻ ﺗﻜﺜ ﺮ ﻣ ﻨﻬﺎ وﺗﺪﻗ ﻖ ﻋﻠ ﻰ آﻞ ﺻﻐﻴﺮ وآﺒﻴﺮ ‪..‬‬
‫ﻼ ‪ ..‬وآ ﺎن ‪ ρ‬ﻳﺤ ﺐ اﻟﻌﺴ ﻞ‬ ‫ﻋ ﻨﺪهﺎ ﻋﺴ ً‬ ‫ﺣﺘ ﻰ ﻻ ﻳﺸ ﻌﺮ اﻵﺧ ﺮون أﻧ ﻚ ﻣ ﺮاﻗﺐ ﻟﺤ ﺮآﺎﺗﻬﻢ‬
‫واﻟﺤﻠﻮاء ‪..‬‬ ‫وﺳﻜﻨﺎﺗﻬﻢ ‪ ..‬ﻓﺘﺜﻘﻞ ﻋﻠﻴﻬﻢ ‪..‬‬
‫ﻓﺎﺣﺘ ﺒﺲ ﻋ ﻨﺪهﺎ أآﺜ ﺮ ﻣ ﺎ آ ﺎن ﻳﺤﺘ ﺒﺲ ﻋ ﻨﺪ‬ ‫ﻟﻴﺲ اﻟﻐﺒﻲ ﺑﺴﻴﺪ ﻓﻲ ﻗﻮﻣﻪ *** ﻟﻜﻦ ﺳﻴﺪ ﻗﻮﻣﻪ‬
‫ﻏﻴﺮهﺎ ‪..‬‬ ‫اﻟﻤﺘﻐﺎﺑﻲ‬
‫ﻓﻐ ﺎرت ﻋﺎﺋﺸ ﺔ وﺣﻔﺼ ﺔ ‪ ..‬وﺗﻮاﺻ ﺘﺎ ﻣ ﻦ‬ ‫وإن اﺳ ﺘﻄﻌﺖ أن ﺗﻘﺪم اﻧﺼﻴﺤﺔ ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ اﻗﺘﺮاح‬
‫دﺧﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺗﻘﻮل ﻟﻪ ‪:‬‬ ‫‪ ..‬ﻓﺎﻓﻌﻞ ‪..‬‬
‫أﺟ ﺪ ﻣ ﻨﻚ رﻳ ﺢ ﻣﻐﺎﻓﻴ ﺮ ‪ ..‬وه ﻮ ﺷ ﺮاب ﺣﻠ ﻮ‬ ‫ﻟﻮ ﻗﻠﻠﺖ اﻟﻤﻠﺢ ﻓﻲ اﻟﻄﻌﺎم ‪ ..‬ﻟﻜﺎن أﺣﺴﻦ ‪..‬‬
‫ﻳﺸﺒﻪ اﻟﻌﺴﻞ ‪ ..‬وﻟﻜﻦ ﻟﻪ راﺋﺤﺔ ﺳﻴﺌﺔ ‪..‬‬ ‫ﻟﻮ ﺗﻐﻴﺮ ﻣﻼﺑﺴﻚ ﺑﺜﻴﺎب أﺟﻤﻞ ‪..‬‬
‫وآ ﺎن ‪ ρ‬ﻳﺸ ﺘﺪ ﻋﻠ ﻴﻪ أن ﻳ ﻮﺟﺪ ﻣ ﻨﻪ اﻟ ﺮﻳﺢ‬ ‫ﻟﻮ ﻣﺎ ﺗﺘﺄﺧﺮ ﻋﻦ ﻣﺪرﺳﺘﻚ ﻣﺮة أﺧﺮى ‪ ..‬أﻓﻀﻞ ‪..‬‬
‫ﻣ ﻦ ﺑﺪﻧ ﻪ أو ﻓﻤ ﻪ ‪ ..‬ﻷﻧ ﻪ ﻳﻨﺎﺟ ﻲ ﺟﺒ ﺮﻳﻞ ‪..‬‬ ‫ﻣﺎ رأﻳﻚ ﻟﻮ ﻓﻌﻠﺖ آﺬا ‪ ..‬أﻗﺘﺮح ﻋﻠﻴﻚ آﺬا وآﺬا ‪..‬‬
‫وﻳﻨﺎﺟﻲ اﻟﻨﺎس ‪..‬‬ ‫أﺣﺴﻦ ﻣﻦ ﻗﻮﻟﻚ ‪..‬‬
‫ﻓﻠﻤﺎ دﺧﻞ ﻋﻠﻰ ﺣﻔﺼﺔ ‪ ..‬ﺳﺄﻟﺘﻪ ﻣﺎذا أآﻞ ؟‬ ‫ﻳ ﺎ ﻗﻠ ﻴﻞ اﻷدب ‪ ..‬آ ﻢ ﻣﺮة ﻗﻠﺖ ﻟﻚ ‪ ..‬أﻧﺖ ﻣﺎ ﺗﻔﻬﻢ‬
‫ﻼ ﻋﻨﺪ زﻳﻨﺐ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل ‪ :‬ﺷﺮﺑﺖ ﻋﺴ ً‬ ‫‪ ..‬إﻟﻰ ﻣﺘﻰ أﻋﻠﻤﻚ ؟!!‬
‫ﻓﻘﺎﻟﺖ ‪ :‬إﻧﻲ أﺟﺪ ﻣﻨﻚ رﻳﺢ ﻣﻐﺎﻓﻴﺮ ‪..‬‬ ‫اﺟﻌﻠ ﻪ ﻳﺤ ﺘﻔﻆ ﺑﻤ ﺎء وﺟﻬﻪ ‪ ..‬وﻳﺸﻌﺮ ﺑﻘﻴﻤﺘﻪ ﺣﺘﻰ‬
‫ﻼ ‪ ..‬وﻟﻦ أﻋﻮد ﻟﻪ‬ ‫ﻓﻘ ﺎل ‪ :‬ﻻ ﺑ ﻞ ﺷ ﺮﺑﺖ ﻋﺴ ً‬ ‫وهﻮ ﻣﺨﻄﺊ ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫ﻷن اﻟﻤﻘﺼ ﻮد ﻋ ﻼج أﺧﻄﺎﺋ ﻪ ﻻ اﻻﻧ ﺘﻘﺎم ﻣ ﻨﻪ‬
‫ﺛ ﻢ ﻗ ﺎم ودﺧ ﻞ ﻋﻠ ﻰ ﻋﺎﺋﺸ ﺔ ‪ ..‬ﻓﻘﺎﻟ ﺖ ﻟ ﻪ‬ ‫أوإهﺎﻧﺘﻪ ‪..‬‬
‫ﻋﺎﺋﺸﺔ ﻣﺜﻞ ذﻟﻚ ‪..‬‬ ‫ﻳﻌﻨﻲ ﻳﺎ ﺟﻤﺎﻋﺔ ‪ ..‬ﺑﺎﻟﻌﺒﺎرة اﻟﺼﺮﻳﺤﺔ ‪:‬‬
‫وﻣﻀ ﺖ اﻷﻳ ﺎم ‪ ..‬وآﺸ ﻒ اﷲ ﻟ ﻪ اﻟﻘﻀ ﻴﺔ‬ ‫ﻻ أﺣﺪ ﻳﺤﺐ أن ﻳﺘﻠﻘﻰ اﻷواﻣﺮ ‪..‬‬

‫‪131‬‬
‫‪Books-sea.com‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬ ‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﻓﺄﻗﺒﻠﺖ زوﺟﺘﻪ ﻟﺘﺄﺧﺬ ﻣﺎ ﻳﺘﻴﺴﺮ ‪..‬آﺎﻟﻌﺎدة !!‬ ‫آﻠﻬﺎ ‪..‬‬
‫أﻗ ﺒﻠﺖ إﻟ ﻰ اﻟ ﺜﻮب ﺗﻤﺸ ﻲ روﻳ ﺪًا ‪ ..‬أدﺧﻠ ﺖ‬ ‫وﺑﻌﺪ أﻳﺎم ‪ ..‬أﺳﺮ إﻟﻰ ﺣﻔﺼﺔ ‪ τ‬ﺣﺪﻳﺜ ًﺎ ‪ ..‬ﻓﺄﻇﻬﺮﺗﻪ‬
‫ﻳﺪهﺎ ﺑﻬﺪوووء ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫ﻓﻠﻤﺴﺖ اﻟﻀﻔﺪع ‪ ..‬ﻓﺘﺤﺮك ﻓﺠﺄة ‪ ..‬ﻓﺼﺮﺧﺖ‬ ‫ﻓﺪﺧﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻳﻮﻣ ًﺎ ‪ ..‬وﻋﻨﺪهﺎ اﻟﺸﻔﺎء ﺑﻨﺖ ﻋﺒﺪ اﷲ‬
‫‪ :‬ﺁﺁﺁﺁﻩ‪ ..‬ﻳﺪي ‪..‬‬ ‫‪ ..‬وآﺎﻧ ﺖ ﺻ ﺤﺎﺑﻴﺔ ﺗ ﺘﻌﻠﻢ اﻟﻄ ﺐ ‪ ..‬وﺗﻌ ﺎﻟﺞ اﻟﻨﺎس‬
‫ﻓﻔ ﺘﺢ اﻟﺰوج ﻋﻴﻨﻴﻪ ‪ ..‬وﻗﺎل ‪ :‬وأﻧﺎ ‪ ..‬ﺁﺁﺁﻩ ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫ﺟﻴﺒﻲ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘ ﺎل ‪ ε‬ﻟﻠﺸ ﻔﺎء ‪ :‬أﻻ ﺗﻌﻠﻤﻴﻦ هﺬﻩ رﻗﻴﺔ اﻟﻨﻤﻠﺔ آﻤﺎ‬
‫ﻟﻴﺘ ﻨﺎ ﻧﺴ ﺘﻌﻤﻞ ه ﺬا اﻷﺳ ﻠﻮب ‪ ..‬ﻣ ﻊ ﺟﻤ ﻴﻊ‬ ‫ﻋﻠﻤﺘﻴﻬﺎ اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ‪..‬‬
‫اﻟﻨﺎس ‪..‬‬ ‫ورﻗ ﻴﺔ اﻟ ﻨﻤﻠﺔ آ ﻼم آﺎﻧ ﺖ ﻧﺴ ﺎء اﻟﻌ ﺮب ﺗﻘ ﻮﻟﻪ ‪..‬‬
‫أوﻻدﻧ ﺎ إذا وﻗﻌ ﻮا ﻓ ﻲ أﺧﻄﺎء ‪ ..‬وﻣﻊ ﻃﻼﺑﻨﺎ‬ ‫ﻳﻌﻠﻢ آﻞ ﻣﻦ ﺳﻤﻌﻪ أﻧﻪ آﻼم ﻻ ﻳﻀﺮ وﻻ ﻳﻨﻔﻊ ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫ورﻗﻴﺔ اﻟﻨﻤﻠﺔ اﻟﺘﻲ آﺎﻧﺖ ﺗﻌﺮف ﺑﻴﻨﻬﻦ أن ﻳﻘﺎل ‪:‬‬
‫ﻧﺎﻳﻒ أﺣﺪ اﻷﺻﺪﻗﺎء ‪ ..‬آﺎن ﻟﻪ أم ﺻﺎﻟﺤﺔ ‪..‬‬ ‫اﻟﻌ ﺮوس ﺗﺤ ﺘﻔﻞ ‪ ..‬وﺗﺨﺘﻀ ﺐ وﺗﻜ ﺘﺤﻞ ‪ ..‬وآ ﻞ‬
‫ﻻ ﺗﺮﺿ ﻰ ن ﻳﺒﻘ ﻰ ﻓ ﻲ اﻟﺒ ﻴﺖ ﺻ ﻮر أﺑ ﺪًا ‪..‬‬ ‫ﺷﻲء ﺗﻔﺘﻌﻞ ‪ ..‬ﻏﻴﺮ أن ﻻ ﺗﻌﺼﻲ اﻟﺮﺟﻞ ‪..‬‬
‫ﻷن اﻟﻤﻼﺋﻜ ﺔ ﻻ ﺗ ﺪﺧﻞ ﺑﻴ ﺘ ًﺎ ﻓ ﻴﻪ آﻠ ﺐ وﻻ‬ ‫ﻓ ﺄراد ‪ ρ‬ﺑﻬ ﺬا اﻟﻤﻘ ﺎل ﺗﺄﻧ ﻴﺐ ﺣﻔﺼ ﺔ واﻟﺘﺄدﻳﺐ ﻟﻬﺎ‬
‫ﺻﻮرة ‪..‬‬ ‫ﺗﻌﺮﻳﻀ ًﺎ ‪ ..‬ﺑ ﺄن ﺗ ﺮدد ﺟﻤﻠ ﺔ ‪ :‬ﻏﻴ ﺮ أن ﻻ ﺗﻌﺼ ﻲ‬
‫آ ﺎن ﻋ ﻨﺪهﺎ ﻃﻘﻠ ﺔ ﺻ ﻐﻴﺮة ‪ ..‬ﻋ ﻨﺪهﺎ أﻟﻌ ﺎب‬ ‫اﻟﺮﺟﻞ ‪..‬‬
‫ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ ‪ ..‬إﻻ اﻟﺪﱡﻣﻰ ‪ ..‬اﻟﻌﺮاﺋﺲ ‪..‬‬ ‫أﺣ ﺪ اﻟﺴ ﻠﻒ اﺳ ﺘﻠﻒ ﻣ ﻨﻪ رﺟ ﻞ آ ﺘﺎﺑ ًﺎ ‪ ..‬ﻓﺮدﻩ إﻟﻴﻪ‬
‫أه ﺪت إﻟ ﻴﻬﺎ ﺧﺎﻟ ﺘﻬﺎ دُﻣ ﻴﺔ ‪ ..‬ﻋﺮوﺳ ﺔ ‪..‬‬ ‫ﺑﻌﺪ أﻳﺎم وﻋﻠﻴﻪ ﺁﺛﺎر ﻃﻌﺎم ‪ ..‬آﺄﻧﻪ ﺣﻤﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﺧﺒﺰًا‬
‫وﻗﺎﻟ ﺖ ﻟﻬ ﺎ ‪ :‬اﻟﻌﺒ ﻲ ﺑﻬ ﺎ ﻓ ﻲ ﻏ ﺮﻓﺘﻚ ‪..‬‬ ‫أو ﻋﻨﺒ ًﺎ ‪ ..‬ﻓﺴﻜﺖ ﺻﺎﺣﺐ اﻟﻜﺘﺎب ‪..‬‬
‫واﺣﺬري أن ﺗﺮاهﺎ أﻣﻚ ‪..‬‬ ‫وﺑﻌ ﺪ أﻳ ﺎم ﺟﺎءﻩ ﺻﺎﺣﺒﻪ ﻳﺴﺘﻌﻴﺮ ﻣﻨﻪ آﺘﺎﺑ ًﺎ ﺁﺧﺮ ‪..‬‬
‫وﺑﻌﺪ ﻳﻮﻣﻴﻦ ‪ ..‬ﻋﻠﻤﺖ اﻷم ‪..‬‬ ‫ﻓﺄﻋﻄﺎﻩ اﻟﻜﺘﺎب ﻓﻲ ﻃﺒﻖ ‪!!..‬‬
‫ﻓ ﺄرادت أن ﺗﻘ ﺪم اﻟﻨﺼ ﻴﺤﺔ ﺑﺄﺳ ﻠﻮب ﻣﻨﺎﺳﺐ‬ ‫ﻓﻘ ﺎل اﻟ ﺮﺟﻞ ‪ :‬إﻧﻤ ﺎ أرﻳﺪ اﻟﻜﺘﺎب ‪ ..‬ﻓﻤﺎ ﺑﺎل اﻟﻄﺒﻖ‬
‫‪..‬‬ ‫؟!‬
‫ﺟﻠﺴ ﻮا ﻋﻠ ﻰ اﻟﻄﻌ ﺎم ‪ ..‬ﻓﻘﺎﻟ ﺖ أم ﻧﺎﻳ ﻒ ‪ :‬ﻳﺎ‬ ‫ﻓﻘ ﺎل ‪ :‬اﻟﻜ ﺘﺎب ﻟﺘﻘ ﺮأ ﻓ ﻴﻪ ‪ ..‬واﻟﻄ ﺒﻖ ﻟﺘﺤﻤﻞ ﻋﻠﻴﻪ‬
‫أوﻻد ‪ !!..‬ﻣﻦ ﻳﻮﻣﻴﻦ ‪ ..‬وأﻧﺎ أﺷﻌﺮ أن اﻟﺒﻴﺖ‬ ‫ﻃﻌﺎﻣﻚ !!‬
‫ﻟﻴﺲ ﻓﻴﻪ ﻣﻼﺋﻜﺔ !! ﻻ أدري ﻟﻤﺎذا ﺧﺮﺟﺖ ‪..‬‬ ‫ﻓﺄﺧﺬ اﻟﻜﺘﺎب ‪ ..‬وﻣﻀﻰ ‪ ..‬ﻓﻘﺪ وﺻﻠﺖ اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ‪..‬‬
‫ﻻ ﺣﻮل وﻻ ﻗﻮة إﻻ ﺑﺎﷲ ‪..‬‬ ‫ﻼ ‪..‬‬‫وأذآ ﺮ أن أن أﺣ ﺪهﻢ آ ﺎن ﻳﻌ ﻮد إﻟ ﻰ ﺑﻴ ﺘﻪ ﻟ ﻴ ً‬
‫واﻟﺒﻨﺖ اﻟﺼﻐﻴﺮة ﺗﺴﻤﻊ وهﻲ ﺳﺎآﺘﻪ ‪..‬‬ ‫وﻳﻨﺰع ﺛﻮﺑﻪ ‪ ..‬ﻳﻌﻠﻘﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺸﻤﺎﻋﺔ ‪ ..‬وﻳﻨﺎم ‪..‬‬
‫وﺑﻌ ﺪ اﻟﻐﺪاء رﺟﻌﺖ اﻟﺼﻐﻴﺮة إﻟﻰ ﻏﺮﻓﺘﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﺘﺄﺗ ﻲ زوﺟﺘﻪ ‪ ..‬وﺗﻔﺘﺢ ﻣﺤﻔﻈﺔ اﻟﻨﻘﻮد ‪ ..‬ﺛﻢ ﺗﺄﺧﺬ‬
‫ﻓ ﺈذا ﺑ ﻴﻦ ﻳ ﺪﻳﻬﺎ أﻟﻌ ﺎب آﺜﻴ ﺮة ‪ ..‬واﻟﻌﺮوﺳ ﺔ‬ ‫اﻟﺼ ﺮف اﻟﻤﻮﺟ ﻮد ‪ ..‬ﻣ ﻦ ﻓﺌﺔ اﻟﺮﻳﺎل ‪ ..‬واﻟﺨﻤﺴﺔ‬
‫ﻣ ﻦ ﺑﻴ ﻨﻬﺎ ‪ ..‬ﻓﺎﻟﺘﻘﻄ ﺘﻬﺎ ‪ ..‬وﺟ ﺎءت ﺑﻬ ﺎ إﻟ ﻰ‬ ‫‪..‬‬
‫اﻷم وﻗ ﺎل ‪ :‬ﻣﺎﻣ ﺎ ‪ ..‬هﺬﻩ اﻟﺘﻴﻄﺮدت اﻟﻤﻼﺋﻜﺔ‬ ‫ﻓ ﺈذا اﺳﺘﻴﻘﻆ ﺻﺒﺎﺣ ًﺎ وذهﺐ إﻷى ﻋﻤﻠﻪ ‪ ..‬واﺣﺘﺎج‬
‫‪ ..‬اﻓﻌﻠﻲ ﺑﻬﺎ ﻣﺎﺷﺌﺖ !!‬ ‫أن ﻳﺤﺎﺳﺐ ﻓﻲ ﺑﻘﺎﻟﺔ وﻧﺤﻮهﺎ ‪ ..‬ﻟﻢ ﻳﺠﺪ ﺻﺮﻓ ًﺎ ‪..‬‬
‫ﻳﻌﻨ ﻲ دع اﻟﻤﻨﺼ ﻮح ﻳﺤ ﺘﻔﻆ ﺑﻤ ﺎء وﺟﻬ ﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﺮاﻗﺒﻬﺎ ‪ ..‬ﺣﺘﻰ ﻓﻬﻢ اﻟﻘﻀﻴﺔ ‪..‬‬
‫وﻳﻤﻜ ﻦ أن ﺗﺄآ ﻞ اﻟﻌﺴ ﻞ ﻣ ﻦ ﻏﻴ ﺮ أن ﺗﺤﻄ ﻢ‬ ‫ﻓ ﺮﺟﻊ إﻟ ﻰ ﺑﻴ ﺘﻪ ﻳ ﻮﻣ ًﺎ ‪ ..‬وﻗ ﺪ ﺟﻌ ﻞ ﻓ ﻲ ﺟﻴ ﺒﻪ‬
‫اﻟﺨﻠﻴﺔ ‪..‬‬ ‫ﺿﻔﺪﻋ ًﺎ ‪..‬‬
‫ﻻ ﺗﻨﺼﺤﻪ آﺄﻧﻪ ﻗﺪ آﻔﺮ ﺑﻔﻌﻠﻪ ‪..‬‬ ‫وﻧ ﺰع ﺛ ﻮﺑﻪ آﺎﻟﻌ ﺎدة ‪ ..‬واﺿ ﻄﺠﻊ آﻬﻴ ﺌﺔ اﻟﻨﺎﺋﻢ ‪..‬‬
‫ﺑ ﻞ وأﺣﺴ ﻦ اﻟﻈﻦ ﺑﻪ ‪ ..‬واﻋﺘﺒﺮ أﻧﻪ وﻗﻊ ﻓﻲ‬ ‫وأﺧﺬ ﻳﺸﺨﺮ ‪ ..‬وهﻮ ﻳﺮاﻗﺐ اﻟﺜﻮب ‪..‬‬

‫‪132‬‬
‫‪Books-sea.com‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬ ‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫وإﻧﻤﺎ ﺑﺄﺳﻠﻮب اﻟﻨﺎﺻﺢ ‪..‬‬ ‫اﻟﺨﻄﺄ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﻗﺼﺪ ‪ ..‬أو ﻣﻦ ﻏﻴﺮ أن ﻳﻌﻠﻢ ‪..‬‬
‫ﻓﺎﺧﺘﺼ ﺮ ﻗ ﺪر اﻟﻤﺴ ﺘﻄﺎع ‪ ..‬إذا أردت أن‬ ‫آﺎﻧﺖ اﻟﺨﻤﺮ ﻓﻲ أول اﻹﺳﻼم ﻟﻢ ﺗﺤﺮم ﺑﻌﺪ ‪..‬‬
‫ﺗﻨﺼﺤﻪ ﻓﻼ ﺗﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﺤﺎﺿﺮة ‪!!..‬‬ ‫وﻓ ﻲ ﻳ ﻮم أﻗ ﺒﻞ ﻋﺎﻣ ﺮ ﺑ ﻦ رﺑ ﻴﻌﺔ ‪ ..‬اﻟﺼ ﺤﺎﺑﻲ‬
‫ﺧﺎﺻ ﺔ إذا آ ﺎن اﻷﻣ ﺮ ﻣ ﺘﻔﻘ ًﺎ ﻋﻠ ﻴﻪ ‪ ..‬آﻤ ﻦ‬ ‫اﻟﺠﻠﻴﻞ ‪..‬‬
‫ﺗﻨﺼ ﺤﻪ ﻋ ﻦ اﻟﻐﻀ ﺐ ‪ ..‬أو ﺷ ﺮب اﻟﺨﻤ ﺮ ‪..‬‬ ‫ﻣ ﻦ ﺳ ﻔﺮ ‪ ..‬ﻓﺄه ﺪى ﻟﺮﺳﻮل اﷲ ‪ ρ‬راوﻳﺔ ﺧﻤﺮ ‪..‬‬
‫أو ﺗﺮك اﻟﺼﻼة ‪ ..‬أو ﻋﻘﻮق اﻟﻮاﻟﺪﻳﻦ ‪ ..‬اﻟﺦ‬ ‫ﺟﺮة آﺎﻣﻠﺔ ﻣﻤﻠﻮءة ﺧﻤﺮًا ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫ﻧﻈ ﺮ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ ε‬إﻟ ﻰ اﻟﺨﻤ ﺮ ﻣﺴﺘﻐﺮﺑ ًﺎ ‪ ..‬واﻟﺘﻔﺖ إﻟﻰ‬
‫ﺗﺄﻣﻠﺖ اﻟﻨﺼﺎﺋﺢ اﻟﻨﺒﻮﻳﺔ اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ اﻟﻤﺒﺎﺷﺮة‬ ‫ﻋﺎﻣ ﺮ ﺑ ﻦ رﺑ ﻴﻌﺔ ‪ ..‬وﻗ ﺎل ‪ :‬أﻣ ﺎ ﻋﻠﻤ ﺖ أﻧﻬ ﺎ ﻗ ﺪ‬
‫‪ ..‬ﻓ ﻮﺟﺪﺗﻬﺎ ﻻ ﺗ ﺰﻳﺪ اﻟﻮاﺣﺪة ﻣﻨﻬﺎ ﻋﻦ ﺳﻄﺮ‬ ‫ﺣﺮﻣﺖ ‪..‬؟‬
‫واﺣﺪ ‪ ..‬أو ﺳﻄﺮﻳﻦ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﺣﺮﻣﺖ ؟! ﻻ ‪ ..‬ﻣﺎ ﻋﻠﻤﺖ ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪..‬‬
‫اﺳﻤﻊ ‪ :‬ﻳﺎ ﻋﻠﻲ ‪ ..‬ﻻ ﺗﺘﺒﻊ اﻟﻨﻈﺮة اﻟﻨﻈﺮة ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻗﺪ ﺣﺮﻣﺖ ‪..‬‬
‫ﻓﺈن ﻟﻚ اﻷوﻟﻰ وﻟﻴﺴﺖ ﻟﻚ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ‪..‬‬ ‫ﻓﺤﻤﻠﻬﺎ ﻋﺎﻣﺮ ‪ ..‬ﻓﺄﺳ ﱠﺮ إﻟﻴﻪ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺑﺄن ﻳﺒﻴﻌﻬﺎ ‪..‬‬
‫اﻧﺘﻬﻰ ‪ ..‬ﻧﺼﻴﺤﺔ ﺑﺎﺧﺘﺼﺎر ‪..‬‬ ‫ﻓﺴ ﻤﻌﻪ اﻟﻨﺒﻲ ‪ ε‬ﻓﻘﺎل ‪ :‬ﻻ ‪ ..‬إن اﷲ إذا ﺣﺮم ﺷﻴﺌ ًﺎ‬
‫ﻳ ﺎ ﻋ ﺒﺪ اﷲ ﺑ ﻦ ﻋﻤ ﺮ ‪ ..‬آ ﻦ ﻓ ﻲ اﻟﺪﻧ ﻴﺎ آﺄﻧﻚ‬ ‫‪ ..‬ﺣﺮم ﺛﻤﻨﻪ ‪..‬‬
‫ﻏﺮﻳﺐ ‪ ..‬أو ﻋﺎﺑﺮ ﺳﺒﻴﻞ ‪..‬‬ ‫)‪(72‬‬
‫ﻓﺄﺧﺬهﺎ ‪ τ‬ﻓﺎهﺮاﻗﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺮاب ‪..‬‬
‫اﻧﺘﻬﻰ ‪..‬‬ ‫واﻧﺘ ﺒﻪ أن ﺗﻤ ﺪح ﻧﻔﺴ ﻚ وأﻧ ﺖ ﺗﻨﺼ ﺢ ‪ ..‬ﻓﺘ ﺮﻓﻊ‬
‫ﻳ ﺎ ﻣﻌ ﺎذ ‪ ..‬واﷲ إﻧ ﻲ أﺣ ﺒﻚ ‪ ..‬ﻓﻼ ﺗﺪﻋﻦ ﻓﻲ‬ ‫ﻧﻔﺴ ﻚ وﺗﺴ ﺤﺐ اﻟﻤﻨﺼ ﻮح إﻟ ﻰ اﻟﻘ ﺎع ‪ ..‬ﻻ أﺣ ﺪ‬
‫دﺑ ﺮ آ ﻞ ﺻ ﻼة أن ﺗﻘ ﻮل ‪ :‬اﻟﻠﻬ ﻢ أﻋﻨﻲ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﻳﺮﺿﻰ ﺑﺬﻟﻚ ‪..‬‬
‫ذآﺮك ‪ ..‬وﺷﻜﺮك ‪ ..‬وﺣﺴﻦ ﻋﺒﺎدﺗﻚ ‪..‬‬ ‫ﻼ‪ .. -‬إذا ﻧﺼ ﺢ وﻟ ﺪﻩ ﺑﺪأ ﻳﺬآﺮ‬ ‫ﺑﻌ ﺾ اﻵﺑ ﺎء – ﻣ ﺜ ً‬
‫ﻳ ﺎ ﻋﻤ ﺮ ‪ ..‬إﻧ ﻚ رﺟ ﻞ ﻗ ﻮي ‪ ..‬ﻓ ﻼ ﺗ ﺰاﺣﻤﻦ‬ ‫أﻣﺠﺎدﻩ ‪..‬أﻧﺎ آﻨﺖ وآﻨﺖ ‪ ..‬وﻟﻌﻞ اﻟﻮﻟﺪ ﻳﻌﻠﻢ ﺗﺎرﻳﺦ‬
‫ﻋﻨﺪ اﻟﺤﺠﺮ ‪..‬‬ ‫واﻟﺪﻩ ‪!!..‬‬
‫وآﺬﻟﻚ آﺎن اﻟﻌﻘﻼء ﺑﻌﺪﻩ ‪..‬‬
‫ﻟﻘﻲ أﺑﻮ هﺮﻳﺮة ‪ τ‬اﻟﻔﺮزدق اﻟﺸﺎﻋﺮ ﻓﻘﺎل ‪:‬‬ ‫ﺑﺎﺧﺘﺼﺎر ‪..‬‬
‫ﻳ ﺎ اﺑ ﻦ أﺧ ﻲ إﻧ ﻲ أرى ﻗﺪﻣ ﻴﻚ ﺻ ﻐﻴﺮﺗﻴﻦ ‪..‬‬ ‫اﻟﻜﻠﻤﺔ اﻟﻄﻴﺒﺔ ‪ ..‬ﺻﺪﻗﺔ ‪..‬‬
‫وﻟﻦ ﺗﻌﺪم ﻟﻬﻤﺎ ﻣﻮﺿﻌﺎ ﻓﻲ اﻟﺠﻨﺔ ‪..‬‬
‫ﻳﻌﻨ ﻲ ﻓﺎﻋﻤ ﻞ ﻟﻬ ﺎ ‪ ..‬ودع ﻋ ﻨﻚ ﻗ ﺬف‬ ‫اﺧﺘﺼﺮ ‪ ..‬وﻻ ﺗﺠﺎدل ‪..‬‬ ‫‪56.‬‬
‫ﻟﻤﺤﺼﻨﺎت ﻓﻲ ﺷﻌﺮك ‪..‬‬ ‫ﻳﻘﻮﻟﻮن ‪ :‬إن اﻟﻨﺎﺻﺢ آﺎﻟﺠﻼد ‪..‬‬
‫وﻋﻤ ﺮ ‪ .. τ‬آ ﺎن ﻋﻠ ﻰ ﻓ ﺮاش اﻟﻤ ﻮت ‪..‬‬ ‫وﺑﻘﺪر ﻣﻬﺎرة اﻟﺠﻼد ﻓﻲ اﻟﺠﻠﺪ ‪ ..‬ﻳﺒﻘﻰ اﻷﻟﻢ ‪..‬‬
‫ﻓﺠﻌﻠﻮا اﻟﻨﺎس ﻳﺜﻨﻮن ﻋﻠﻴﻪ ‪..‬‬ ‫أﻗﻮل ‪ :‬ﻣﻬﺎرة اﻟﺠﻠﺪ ‪ ..‬ﻻ ﻗﻮة اﻟﺠﻠﺪ !!‬
‫وﺟ ﺎء ﺷ ﺎب ﻓﻘ ﺎل ‪ :‬أﺑﺸ ﺮ ﻳﺎ أﻣﻴﺮ اﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ‬ ‫ﻓ ﺎﻟﺠﻼد اﻟﻌﻨ ﻴﻒ اﻟ ﺬي ﻳﻀ ﺮب ﺑﻘ ﻮة ‪ ..‬ﻳ ﺘﺄﻟﻢ‬
‫ﺑﺒﺸ ﺮى اﷲ ﻟ ﻚ ﻣ ﻦ ﺻ ﺤﺒﺔ رﺳﻮل اﷲ ‪.. ε‬‬ ‫اﻟﻤﻀﺮوب وﻗﺖ وﻗﻮع اﻟﺴﻴﺎط ‪ ..‬ﺛﻢ ﻣﺎ ﻳﻠﺒﺚ ﺣﺘﻰ‬
‫وﻗ ﺪم ﻓ ﻲ اﻹﺳ ﻼم ﻣ ﺎ ﻗ ﺪ ﻋﻠﻤ ﺖ ‪ ..‬ﺛﻢ َوﻟِﻴﺖ‬ ‫ﻳﻨﺴﺎهﺎ ‪..‬‬
‫ﻓﻌﺪﻟﺖ ‪ ..‬ﺛﻢ ﺷﻬﺎدة ‪..‬‬ ‫أﻣ ﺎ اﻟﺠ ﻼد اﻷﺳ ﺘﺎذ ﻓ ﻲ ﺻ ﻨﻌﺘﻪ ‪..‬ﻓﻘ ﺪ ﻻ ﻳﻀ ﺮب‬
‫ﻓﻘ ﺎل ﻋﻤ ﺮ ‪ :‬وددت أن ذﻟ ﻚ آﻔ ﺎف ﻻ ﻋﻠ ﻲ‬ ‫ﺑﻘﻮة ‪ ..‬ﻟﻜﻨﻪ ﻳﻌﻠﻢ أن ﻳﻮﻗﻊ اﻟﺴﻮط ‪..‬‬
‫وﻻ ﻟﻲ ‪..‬‬ ‫آ ﺬﻟﻚ اﻟﻨﺎﺻﺢ ‪ ..‬ﻟﻴﺴﺖ اﻟﻌﺒﺮة ﺑﻜﺜﺮة اﻟﻜﻼم ‪ ..‬وﻻ‬
‫ﻓﻠﻤﺎ أدﺑﺮ اﻟﺸﺎب ‪ ..‬ﻓﺈذا إزارﻩ ﻳﻤﺲ اﻷرض‬ ‫ﻃﻮل اﻟﻨﺼﻴﺤﺔ ‪..‬‬
‫‪ ..‬ﻣﺴﺒﻞ ‪..‬‬
‫ﻓﺄراد ﻋﻤﺮ ‪ τ‬أن ﻳﻘﺪم اﻟﻨﺼﻴﺤﺔ ﻟﻠﺸﺎب ‪..‬‬
‫رواﻩ اﻟﻄﺒﺮاﻧﻲ‬ ‫) ‪( 72‬‬
‫‪133‬‬
‫‪Books-sea.com‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬ ‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫آﺄن ﺗﻘﻮل ‪ :‬ﺻﺤﻴﺢ ‪ ..‬وأﻧﺎ ﻣﻌﻚ أن اﻹﻧﺴﺎن‬ ‫ﻓﻘﺎل ‪ :‬ردوا ﻋﻠﻲ اﻟﻐﻼم ‪..‬‬
‫ﻳﻔﻘﺪ أﻋﺼﺎﺑﻪ ﻏﺼﺒ ًﺎ ﻋﻨﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤﺎ وﻗﻒ اﻟﺸﺎب ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ ‪ ..‬ﻗﺎل ‪ :‬ﻳﺎ ﺑﻦ أﺧﻲ ‪..‬‬
‫وأﺛ ﻦ ﻋﻠ ﻴﻪ ‪ ..‬ﺛ ﻢ ﻗ ﻞ ‪ :‬وﻟﻜ ﻦ ‪ ..‬ﺛ ﻢ اﻧﺴ ﻒ‬ ‫ارﻓ ﻊ ﺛ ﻮﺑﻚ ‪ ..‬ﻓﺈﻧ ﻪ أﻧﻘ ﻰ ﻟ ﺜﻮﺑﻚ ‪ ..‬وأﺗﻘ ﻰ ﻟ ﺮﺑﻚ‬
‫آﻼﻣﻪ إن آﺎن ﺧﺎﻃﺌ ًﺎ ‪..‬‬ ‫)‪.. (73‬‬
‫اﻧﺘﻬﻰ ‪ ..‬ﺑﺎﺧﺘﺼﺎر ‪ ..‬اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ وﺻﻠﺖ ‪..‬‬
‫وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ ‪..‬‬ ‫واﺗﺮك اﻟﺠﺪال ﻗﺪر اﻟﻤﺴﺘﻄﺎع ‪..‬‬
‫ﻧﺒﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺨﻄﺄ ‪ ..‬وﻻ ﺗﻠﻖ ﻣﺤﺎﺿﺮة ‪..‬‬ ‫ﺧﺎﺻ ﺔ إذا ﺷ ﻌﺮت أن اﻟ ﺬي أﻣﺎﻣ ﻚ ﻳﻜﺎﺑ ﺮ ‪..‬‬
‫ﻓﺎﻟﻤﻘﺼﻮد إﻳﺼﺎل اﻟﻨﺼﻴﺤﺔ إﻟﻴﻪ ‪..‬‬
‫‪ 57.‬ﻻ ﺗﺒﺎل ﺑﻜﻼم اﻟﺨﻠﻖ ‪..‬‬ ‫وﻗﺪ ذم اﷲ اﻟﺠﺪال ‪ ) :‬ﻣﺎ ﺿﺮﺑﻮﻩ ﻟﻚ إﻻ ﺟﺪ ًﻻ ( ‪..‬‬
‫أﻋﺠﺒﺘﻨ ﻲ ﻋ ﺒﺎرة ردده ﺎ اﺑﻨ ﻲ ﻋ ﺒﺪ اﻟ ﺮﺣﻤﻦ‬ ‫وﻗ ﺎل ‪ : ε‬ﻣ ﺎ ﺿﻞ ﻗﻮم ﺑﻌﺪ هﺪى آﺎﻧﻮا ﻋﻠﻴﻪ ‪ ..‬إﻻ‬
‫ﻳ ﻮﻣ ًﺎ ‪ ..‬وأﻇ ﻨﻪ ﻓ ﻲ ذﻟ ﻚ اﻟﺴ ﻦ ﻟ ﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﻔﻘﻪ‬ ‫أوﺗﻮا اﻟﺠﺪل ‪..‬‬
‫ﻣﻌﻨﺎهﺎ‪..‬‬ ‫وﻗ ﺎل ‪ :‬أﻧ ﺎ زﻋ ﻴﻢ ﻟﺒﻴﺖ ﻓﻲ رﺑﺾ اﻟﺠﻨﺔ ﻟﻤﻦ ﺗﺮك‬
‫آﺎن ﻳﻘﻮل ‪ :‬ﻃﻨﱢﺶ ﺗﻌِﺶ ﺗَـﻨْـﺘَـﻌِﺶ ‪!!..‬‬ ‫اﻟﺠﺪال وإن آﺎن ﻣﺤﻘ ًﺎ ‪..‬‬
‫ﺗﺄﻣﻠ ﺖ ﻓ ﻲ ه ﺬﻩ اﻟﻌ ﺒﺎرة وأﻧ ﺎ أﻻﺣ ﻆ ﺣﻮﻟ ﻲ‬ ‫أﺣ ﻴﺎﻧ ًﺎ ﻳﻘﺘ ﻨﻊ اﻟﺸ ﺨﺺ ﺑﺎﻟﻔﻜ ﺮة ‪ ..‬ﻟﻜ ﻦ أآﺜ ﺮ‬
‫اﻧﺘﻘﺎدات اﻟﻨﺎس ‪ ..‬وﺁراءهﻢ ‪ ..‬وأﺣﺎدﻳﺜﻬﻢ ‪..‬‬ ‫اﻟﻨﻔﻮس ﻓﻴﻬﺎ أﻧﻔﺔ وآﺒﺮ ‪..‬‬
‫ﻓ ﻮﺟﺪت أن اﻟ ﻨﺎس ﻓ ﻲ آﻼﻣﻬ ﻢ وذﻣﻬ ﻢ ﻟ ﻨﺎ‬ ‫) وﺟﺤ ﺪوا ﺑﻬ ﺎ واﺳﺘﻴﻘﻨﺘﻬﺎ أﻧﻔﺴﻬﻢ ﻇﻠﻤ ًﺎ وﻋﻠﻮًا (‬
‫ﻳﺘﻨﻮﻋﻮن ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫ﻓ ﻴﻬﻢ اﻟﻨﺎﺻ ﺢ اﻟﺼ ﺎدق اﻟ ﺬي ﻻ ﻳ ﺘﻘﻦ ﻓ ﻦ‬ ‫ﻼ أن ﻳﻌﺮف اﻟﺨﻄﺄ ﻟﻴﺘﺠﻨﺒﻪ‬ ‫ﻓﺎﻟﻐﺎﻳ ﺔ ﻋ ﻨﺪك أﻧﺖ أﺻ ً‬
‫اﻟﻨﺼ ﻴﺤﺔ ‪ ..‬وﺑﺎﻟﺘﺎﻟ ﻲ ﻳﺤ ﺰﻧﻚ ﺑﺄﺳ ﻠﻮب‬ ‫ﻓ ﻲ اﻟﻤﺮة اﻟﻘﺎدﻣﺔ ‪ ..‬وﻟﻴﺲ اﻟﻐﺎﻳﺔ أن ﺗﻨﺘﺼﺮ أﻧﺖ‬
‫ﻧﺼﺤﻪ أآﺜﺮ ﻣﻤﺎ ﻳﻔﺮﺣﻚ ‪..‬‬ ‫ﻋﻠﻴﻪ ‪ ..‬ﻓﻠﺴﺘﻤﺎ ﻓﻲ ﺣﻠﺒﺔ ﻣﺼﺎرﻋﺔ ‪..‬‬
‫وﻓ ﻴﻬﻢ اﻟﺤﺎﺳ ﺪ ‪ ..‬اﻟ ﺬي ﻳﻘﺼﺪ ﺣﺰﻧﻚ وهﻤﻚ‬ ‫دﺧﻞ اﻟﻨﺒﻲ ‪ ε‬ﻋﻠﻰ ﻋﻠﻲ وﻓﺎﻃﻤﺔ ‪ .. τ‬ﻟﻴ ً‬
‫ﻼ ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل ﻟﻬﻤﺎ ‪ :‬أﻻ ﺗﺼﻠﻴﺎن ‪ ..‬أي أﻻ ﺗﻘﻮﻣﺎ اﻟﻠﻴﻞ ‪..‬‬
‫وﻓ ﻴﻬﻢ ﻗﻠ ﻴﻞ اﻟﺨﺒ ﺮة ‪ ..‬اﻟ ﺬي ﻳﻬ ﺬي ﺑﻤ ﺎ ﻻ‬ ‫ﻓﻘ ﺎل ﻋﻠﻲ ‪ :‬أﻧﻔﺴﻨﺎ ﺑﻴﺪ اﷲ ‪ ..‬ﻣﺘﻰ ﺷﺎء أن ﻳﺒﻌﺜﻨﺎ‬
‫ﻳﺪري ‪ ..‬وﻟﻮ ﺳﻜﺖ ﻟﻜﺎن ﺧﻴﺮًا ﻟﻪ ‪..‬‬ ‫‪ ..‬ﺑﻌﺜﻨﺎ ‪..‬‬
‫ﻼ ‪ ..‬ﻓﻬ ﻮ‬ ‫وﻓ ﻴﻬﻢ ﻣ ﻦ ﻃﺒﻴﻌ ﺘﻪ اﻻﻧ ﺘﻘﺎد أﺻ ً‬ ‫ﻓ ﻮﻻهﻤﺎ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ ε‬ﻇﻬ ﺮﻩ ‪ ..‬وﻣﻀ ﻰ وه ﻮ ﻳﻀ ﺮب‬
‫ﻳﻨﻈﺮ ﻟﻠﺤﻴﺎة ﺑﻨﻈﺎرة ﺳﻮداء ‪..‬‬ ‫ﺑ ﻴﺪﻩ ﻋﻠ ﻰ ﻓﺨ ﺬﻩ وﻳﻘ ﻮل ‪ :‬وآ ﺎن اﻹﻧﺴ ﺎن أآﺜ ﺮ‬
‫وﻗ ﺪﻳﻤ ًﺎ ﻗ ﻴﻞ ‪ :‬ﻟ ﻮ اﺗﺤ ﺪت اﻷذواق ﻟ ﺒﺎرت‬ ‫ﺷﻲء ﺟﺪ ًﻻ ‪.. (74) ..‬‬
‫اﻟﺴﻠﻊ ‪..‬‬ ‫وأﺣ ﻴﺎﻧ ًﺎ ﻗ ﺪ ﻳﺬآ ﺮ اﻟﻤﻨﺼ ﻮح ‪ ..‬آﻼﻣ ًﺎ ﻳﻌ ﺘﺬر ﺑﻪ ‪..‬‬
‫ذآ ﺮوا أن ﺟﺤ ﺎ رآ ﺐ ﻋﻠ ﻰ ﺣﻤ ﺎر ‪ ..‬ووﻟ ﺪﻩ‬ ‫وه ﻮ ﻟ ﻴﺲ ﻋ ﺬرًا ﻣﻘ ﻨﻌ ًﺎ ﻟﻜ ﻨﻪ ﻳﻘ ﻮﻟﻪ ‪..‬ﻟ ﻴﺤﻔﻆ ﻣﺎء‬
‫ﻳﻤﺸﻲ ﺑﺠﺎﻧﺒﻪ ‪..‬‬ ‫وﺟﻬﻪ ‪..‬‬
‫ﻓﻤ ﺮوا ﺑ ﻨﺎس ‪ ..‬ﻓﻘ ﺎل اﻟ ﻨﺎس ‪ :‬اﻧﻈﺮوا ﻟﻬﺬا‬ ‫ﻓﻜﻦ ﺳﻤﺤ ًﺎ ‪..‬‬
‫اﻷب اﻟﻐﻠ ﻴﻆ ﻳ ﺮآﺐ ﻣ ﺮﺗﺎﺣ ًﺎ ‪ ..‬وﻳ ﺪع وﻟ ﺪﻩ‬ ‫وﻻ ﺗﻐﻠ ﻖ ﻋﻠ ﻴﻪ اﻷﺑ ﻮاب ﺑ ﻞ أﺑﻘﻬ ﺎ ﻣﻔ ﺘﻮﺣﺔ أﻣﺎﻣﻪ‬
‫ﻳﻤﺸﻲ ﻓﻲ اﻟﺸﻤﺲ ‪..‬‬ ‫وأﻧﺖ ﺗﻨﺼﺢ ‪..‬‬
‫ﺳ ﻤﻌﻬﻢ ﺟﺤ ﺎ ‪ ..‬ﻓﺄوﻗ ﻒ اﻟﺤﻤ ﺎر ‪ ..‬وﻧ ﺰل ‪..‬‬ ‫وﺣﺘ ﻰ ﻟ ﻮ ﺗﻜﻠ ﻢ ﺑﻜ ﻼم ﺧﺎﻃ ﺊ ‪ ..‬ﻓ ﻴﻤﻜﻦ أن ﺗﻌ ﺎﻟﺞ‬
‫وأرآﺐ وﻟﺪﻩ ‪..‬‬ ‫ﺧﻄﺄﻩ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻻ ﻳﺸﻌﺮ ‪..‬‬
‫ﺛﻢ ﻣﺸﻴﺎ ‪ ..‬وﺟﺤﺎ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﻨﻮع ﻣﻦ اﻟﺰهﻮ ‪..‬‬
‫ﻓﻤ ﺮا ﺑﻘ ﻮم ﺁﺧ ﺮﻳﻦ ‪ ..‬ﻓﻘ ﺎل أﺣﺪهﻢ ‪ :‬اﻧﻈﺮوا‬
‫إﻟ ﻰ ه ﺬا اﻻﺑ ﻦ اﻟﻌ ﺎق ‪ ..‬ﻳ ﺮآﺐ وﻳ ﺪع أﺑ ﺎﻩ‬ ‫اﻟﺒﺨﺎري‬ ‫) ‪( 73‬‬
‫) ‪( 74‬‬
‫‪134‬‬
‫‪Books-sea.com‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬ ‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﻟﻠﺨﺼﻮﻣﺎت ‪ ..‬أآﺜﺮ اﻟﺘﻨﻘﻞ !!‬ ‫ﻳﻤﺸﻲ ﻓﻲ اﻟﺸﻤﺲ ‪..‬‬
‫ﺳﻤﻌﻬﻢ ﺟﺤﺎ ‪..‬‬
‫‪ 58.‬اﺑﺘﺴﻢ ‪ ..‬ﺛﻢ اﺑﺘﺴﻢ ‪ ..‬ﺛﻢ اﺑﺘﺴـ ‪ ..‬ﺛﻢ‬ ‫ﻓ ﺄوق اﻟﺤﻤ ﺎر ‪ ..‬ﺛ ﻢ رآ ﺐ ﻣ ﻊ وﻟ ﺪﻩ ‪ ..‬ﻟﻴﺘﻘﻮ آﻼم‬
‫أﺑﺘـ ‪..‬‬ ‫اﻟﻨﺎس واﻧﺘﻘﺎداﺗﻬﻢ ‪..‬‬
‫أﻋ ﺮﻓﻪ ﻣ ﻨﺬ ﺳ ﻨﻴﻦ ‪ ..‬ﻓﻬ ﻮ أﺣ ﺪ زﻣﻼﺋ ﻲ ﻓ ﻲ‬ ‫ﻓﻤ ﺮا ﺑﻘﻮم ‪ ..‬ﻓﻘﺎﻟﻮا ‪ :‬اﻧﻈﺮوا إﻟﻰ هﺬﻳﻦ اﻟﻐﻠﻴﻈﻴﻦ‬
‫ﻋﻤﻠﻲ ‪ ..‬ﻋﻠﻰ آﻞ ﺣﺎل ‪..‬‬ ‫‪ ..‬ﻻ ﻳﺮﺣﻤﻮن اﻟﺤﻴﻮان ‪..‬‬
‫ﻟﻜ ﻦ ه ﻞ ﺗﺼ ﺪق أﻧﻨ ﻲ إﻟﻰ اﻵن ﻻ أدري هﻞ‬ ‫ﻓﻨﺰل ﺟﺤﺎ ‪ ..‬وﻗﺎل ‪ :‬ﻳﺎ وﻟﺪي ‪ ..‬اﻧﺰل ‪..‬‬
‫ﻧﺒﺘﺖ ﻟﻪ أﺳﻨﺎن أم ﻻ !!‬ ‫ﻓﻨ ﺰل اﻟ ﻮﻟﺪ وﺟﻌ ﻞ ﻳﻤﺸ ﻲ ﺑﺠﺎﻧﺐ أﺑﻴﻪ ‪ ..‬واﻟﺤﻤﺎر‬
‫داﺋﻢ اﻟﺘﺠﻬﻢ ‪ ..‬واﻟﻌﺒﻮس ‪ ..‬وآﺄﻧﻪ إذا اﺑﺘﺴﻢ‬ ‫ﻟﻴﺲ ﻓﻮﻗﻪ أﺣﺪ ‪..‬‬
‫ﻧﻘﺺ ﻋﻤﺮﻩ ‪ ..‬أو ﻗ ﱠﻞ ﻣﺎﻟﻪ !!‬ ‫ﻓﻤﺮا ﺑﻘﻮم ‪ ..‬ﻓﻘﺎﻟﻮا ‪ :‬اﻧﻈﺮوا إﻟﻰ هﺬﻳﻦ اﻟﺴﻔﻴﻬﻴﻦ‬
‫ﻗ ﺎل ﺟﺮﻳ ﺮ ﺑ ﻦ ﻋ ﺒﺪ اﷲ اﻟﺒﺠﻠ ﻲ ‪ :‬ﻣ ﺎ رﺁﻧ ﻲ‬ ‫‪ ..‬ﻳﻤﺸﻴﺎن واﻟﺤﻤﺎر ﻓﺎرغ ‪ ..‬وهﻞ ﺧﻠﻖ اﻟﺤﻤﺎر إﻻ‬
‫رﺳﻮل اﷲ ‪ ε‬إﻻ ﺗﺒﺴﻢ ﻓﻲ وﺟﻬﻲ ‪..‬‬ ‫ﻟﻴُﺮآﺐ ‪..‬‬
‫اﻻﺑﺘﺴﺎﻣﺔ أﻧﻮاع ‪ ..‬وﻣﺮاﺗﺐ ‪..‬‬ ‫ﻓﺼ ﺮخ ﺟﺤ ﺎ وﺟ ّﺮ وﻟ ﺪﻩ ﻣﻌ ﻪ ‪ ..‬ودﺧ ﻼ ﺗﺤ ﺖ‬
‫ﻓﻤ ﻨﻬﺎ اﻟﺒﺸﺎﺷ ﺔ اﻟﺪاﺋﻤ ﺔ ‪ ..‬أن ﻳﻜ ﻮن وﺟﻬﻚ‬ ‫اﻟﺤﻤﺎر ‪ ..‬وﺣﻤﻼﻩ ‪!!..‬‬
‫ﺻﺒﻮﺣ ًﺎ ﻣﺒﺘﻬﺠ ًﺎ داﺋﻤ ًﺎ ‪..‬‬ ‫وﻟﻮ رأﻳﺖ ﺟﺤﺎ وﻗﺘﻬﺎ ﻟﻘﻠﺖ ﻟﻪ ‪ :‬ﻳﺎ ﺣﺒﻴﺐ اﻟﻘﻠﺐ ‪..‬‬
‫ﻓﻠﻮ آﻨﺖ ﻣﺪرﺳ ًﺎ ودﺧﻠﺖ اﻟﻔﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﻃﻼﺑﻚ‬ ‫اﻓﻌ ﻞ ﻣ ﺎ ﺗﺸ ﺎء ‪ ..‬وﻻ ﺗ ﺒﺎل ﺑﻜ ﻼم اﻟﺨﻠ ﻖ ‪ ..‬ﻓﺮﺿﺎ‬
‫‪ ..‬ﻓﺎﻟﻘﻬﻢ ﺑﻮﺟﻪ ﺑﺸﻮش ‪..‬‬ ‫اﻟﻨﺎس ﻏﺎﻳﺔ ﻻ ﺗﺪرك ‪..‬‬
‫رآ ﺒﺖ ﻃﺎﺋ ﺮة ‪ ..‬وﻣﺸ ﻴﺖ ﻓﻲ اﻟﻤﻤﺮ واﻟﻨﺎس‬ ‫وﻣﻦ اﻟﺬي ﻳﻨﺠﻮ ﻣﻦ اﻟﻨﺎس ﺳﺎﻟﻤ ًﺎ‬
‫ﻳﻨﻈﺮون إﻟﻴﻚ ‪ ..‬آﻦ ﺑﺸﻮﺷ ًﺎ ‪..‬‬ ‫وﻟﻮ ﻏﺎب ﻋﻨﻬﻢ ﺑﻴﻦ ﺧﺎﻓﻴﺘﻲ ﻧﺴﺮ ‪..‬‬
‫دﺧﻠ ﺖ ﺑﻘﺎﻟ ﺔ ‪ ..‬أو ﻣﺤﻄ ﺔ وﻗﻮد ‪ ..‬ﻣﺪدت ﻟﻪ‬ ‫ﺑﻌ ﺾ اﻟ ﻨﺎس ‪ ..‬ﻻ ﻳﻔﻜ ﺮ ﻓ ﻲ رأﻳﻪ ﻗﺒﻞ أن ﻳﻄﺮﺣﻪ‬
‫اﻟﺤﺴﺎب ‪ ..‬اﺑﺘﺴﻢ ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫ﻓﻲ اﻟﻤﺠﻠﺲ ‪ ..‬ودﺧﻞ ﺷﺨﺺ وﺳﻠﻢ ﺑﺼﻮت‬ ‫ﻳﺄﺗ ﻴﻚ ﺑﻌ ﺪﻣﺎ ﺗﺘ ﺰوج ‪ ..‬وﻳﻘ ﻮل ‪ ..‬ﻟ ﻴﺶ ﺗﺨﻄ ﺐ‬
‫ﻋﺎل ‪ ..‬وﻣﺮ ﺑﻨﻈﺮﻩ ﻋﻠﻰ اﻟﺠﺎﻟﺴﻴﻦ ‪ ..‬اﺑﺘﺴﻢ‬ ‫ﻓﻼﻧﺔ ؟‬
‫‪..‬‬ ‫وآﺄﻧﻲ ﺑﻚ ‪ ..‬ﺗﺘﻤﻨﻰ أن ﺗﺼﺮخ ﻓﻲ وﺟﻬﻪ وﺗﻘﻮل ‪:‬‬
‫دﺧﻠ ﺖ ﻋﻠ ﻰ ﻣﺠﻤ ﻮﻋﺔ ‪ ..‬وﺻ ﺎﻓﺤﺘﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﻳ ﺎ أﺧﻲ ﺗﺰوﺟﺖ ‪ ..‬ﺧﻼص ‪ ..‬اﻧﺘﻬﻰ اﻟﻤﻮﺿﻮع ‪..‬‬
‫اﺑﺘﺴﻢ ‪..‬‬ ‫ﻣﺎ أﺣﺪ ﻃﻠﺐ ﻣﻨﻚ اﻗﺘﺮاﺣﺎت ‪..‬‬
‫وﻋﻤ ﻮﻣ ًﺎ ‪ :‬اﻻﺑﺘﺴ ﺎﻣﺔ ﻟﻬ ﺎ ﻣﻦ اﻟﺘﺄﺛﻴﺮ اﻟﻜﺒﻴﺮ‬ ‫أو ﻳﺄﺗ ﻴﻚ وﻗ ﺪ ﺑﻌ ﺖ ﺳ ﻴﺎرﺗﻚ ‪ ..‬ﻓ ﻴﻘﻮل ‪ ..‬ﻟﻴ ﺘﻚ‬
‫ﻓ ﻲ اﻣﺘﺼﺎص اﻟﻐﻀﺐ واﻟﺸﻚ واﻟﺘﺮدد ‪ ..‬ﻣﺎ‬ ‫أﺧﺒﺮﺗﻨﻲ ‪ ..‬ﻓﻼن آﺎن ﺳﻴﻌﻄﻴﻚ أآﺜﺮ ‪..‬‬
‫ﻻ ﻳﺸﺎرآﻬﺎ ﻏﻴﺮهﺎ ‪..‬‬ ‫ﻳ ﺎ أﺧ ﻲ ‪ ..‬ﺑ ﺲ !! اﻟﺮﺟﺎل ﺑﺎع ﺳﻴﺎرﺗﻪ ‪ ..‬ﺧﻼص‬
‫اﻟ ﺒﻄﻞ ه ﻮ اﻟ ﺬي ﻳﺴ ﺘﻄﻴﻊ اﻟ ﺘﻐﻠﺐ ﻋﻠ ﻰ‬ ‫واﻧﺘﻬﻰ ‪ ..‬ﻻ ﺗﺸﻐﻠﻪ ﺑﺎﻻﻟﺘﻔﺎت وراءﻩ !!‬
‫ﻋﻮاﻃﻔﻪ ‪ ..‬واﻟﺘﺒﺴﻢ ‪..‬‬ ‫وﻋﻤﻮﻣ ًﺎ ‪..‬‬
‫آ ﺎن أﻧ ﺲ ﺑ ﻦ ﻣﺎﻟ ﻚ ‪ τ‬ﻳﻤﺸ ﻲ ﻣ ﻊ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ρ‬‬ ‫ﻟﻴﺲ ﻳﺨﻠﻮ اﻟﻤﺮء ﻣﻦ ﺿﺪ وﻟﻮ **‬
‫ﻳ ﻮﻣ ًﺎ‪ ..‬واﻟﻨﺒ ﻲ ‪ ε‬ﻋﻠ ﻴﻪ ُﺑ ﺮد ﻧﺠﺮاﻧ ﻲ ﻏﻠ ﻴﻆ‬ ‫ﻃﻠ ﺐ اﻟﻌ ﺰﻟﺔ ﻓ ﻲ رأس ﺟ ﺒﻞ‬
‫اﻟﺤﺎﺷﻴﺔ ‪..‬‬ ‫‪!!..‬‬
‫ﻓﻠﺤﻘﻬﻤﺎ أﻋﺮاﺑﻲ ‪..‬‬ ‫ﻓﻼ ﺗﻌﺬب ﻧﻔﺴﻚ ‪..‬‬
‫أﻗ ﺒﻞ ه ﺬا اﻷﻋﺮاﺑ ﻲ ﻳﺠ ﺮي وراء اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ε‬‬
‫ﻳﺮﻳﺪ أن ﻳﻠﺤﻖ ﺑﻪ ‪ ..‬ﺣﺘﻰ إذا اﻗﺘﺮب ﻣﻨﻪ ‪..‬‬ ‫ﺗﺠﺮﺑﺔ ‪..‬‬
‫ﺟ ﺒﺬﻩ ﺑ ﺮداﺋﻪ ﺟ ﺒﺬة ﺷﺪﻳﺪة ‪ ..‬ﻓﺘﺤﺮك اﻟﺮداء‬ ‫ﻗﺎل أﺣﺪ اﻟﺴﻠﻒ ‪ :‬ﻣﻦ ﺟﻌﻞ دﻳﻨﻪ ﻋﺮﺿﺔ‬

‫‪135‬‬
‫‪Books-sea.com‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬ ‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﻗﺎل ‪ :‬ﺑﻠﻰ ‪ ..‬وﺟﻌﻼ ﻳﺘﺠﺎذﺑﺎ اﻟﺠﺮاب ‪..‬‬ ‫ﺑﻌﻨﻒ ﻋﻠﻰ رﻗﺒﺔ اﻟﻨﺒﻲ ‪.. ρ‬‬
‫ﻓﻤ ﺮ ﺑﻬﻤ ﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ .. ρ‬ﻓ ﺮﺁهﻤﺎ ‪ ..‬وهﻤﺎ‬ ‫ﻗ ﺎل أﻧ ﺲ ‪ :‬ﺣﺘ ﻰ ﻧﻈﺮت إﻟﻰ ﺻﻔﺤﺔ ﻋﺎﺗﻖ رﺳﻮل‬
‫ﻳﺘﺠﺎذﺑﺎن اﻟﺠﺮاب ‪..‬‬ ‫اﷲ ‪ .. ρ‬ﻗ ﺪ أﺛ ﺮت ﺑﻬ ﺎ ﺣﺎﺷ ﻴﺔ اﻟ ُﺒ ﺮد ﻣ ﻦ ﺷ ﺪة‬
‫ﻓﺘﺒﺴ ﻢ ‪ ρ‬ﺿ ﺎﺣﻜ ًﺎ ‪ ..‬ﺛﻢ ﻗﺎل ﻟﺼﺎﺣﺐ اﻟﻤﻐﺎﻧﻢ‬ ‫ﺟﺒﺬﺗﻪ ‪..‬‬
‫‪:‬‬ ‫ﻓﻤ ﺎذا ﻳ ﺮﻳﺪ ه ﺬا اﻟ ﺮﺟﻞ ؟! ﻟﻌﻞ ﺑﻴﺘﻪ ﻳﺤﺘﺮق وأﻗﺒﻞ‬
‫ﻻ أﺑﺎﻟﻚ ‪ ..‬ﺧﻞ ﺑﻴﻨﻪ وﺑﻴﻨﻪ ‪..‬‬ ‫ﻳ ﺮﻳﺪ ﻣﻌ ﻮﻧﺔ ‪ ..‬أو أﺣﺎﻃ ﺖ ﺑﻬ ﻢ ﻏ ﺎرة ﻣ ﻦ‬
‫ﻓﺘ ﺮآﻪ ‪ ..‬ﻓﺎﻧﻄﻠ ﻖ ﺑ ﻪ ﻋ ﺒﺪ اﷲ إﻟ ﻰ رﺣﻠ ﻪ‬ ‫اﻟﻤﺸﺮآﻴﻦ ‪..‬‬
‫وأﺻﺤﺎﺑﻪ ‪ ..‬ﻓﺄآﻠﻮﻩ ‪..‬‬ ‫اﺳ ﻤﻊ ﻣ ﺎذا ﻳ ﺮﻳﺪ ‪ ..‬ﻗ ﺎل ‪ :‬ﻳ ﺎ ﻣﺤﻤ ﺪ ‪ ) ..‬ﻻﺣﻆ ﻟﻢ‬
‫وأﺧﻴﺮًا ‪ ..‬ﺗﺒﺴﻤﻚ ﻓﻲ وﺟﻪ أﺧﻴﻚ ﺻﺪﻗﺔ ‪..‬‬ ‫ﻳﻘﻞ ‪ :‬ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ ( ‪..‬‬
‫ﻗﺎل ﻟﻲ ‪:‬‬ ‫ﻗ ﺎل ‪ :‬ﻳ ﺎ ﻣﺤﻤﺪ ‪ ..‬ﻣُﺮ ﻟﻲ ﻣﻦ ﻣﺎل اﷲ اﻟﺬي ﻋﻨﺪك‬
‫ﻓﻼن ﺳﺤﺮﻧﻲ ﺑﺄﺧﻼﻗﻪ ‪ ..‬ﺣﺘﻰ ﺗﻌﻠﻘﺖ ﺑﻪ‬ ‫‪ ..‬ﻓﺎﻟﺘﻔﺖ رﺳﻮل اﷲ ‪ .. ρ‬ﺛﻢ ﺿﺤﻚ ‪ ..‬ﺛﻢ أﻣﺮ ﻟﻪ‬
‫ﻧﻔﺴﻲ ‪ ..‬ﻗﻠﺖ ‪ :‬ﻟﻢ ؟! ﻗﺎل ‪ :‬داﺋﻤًﺎ ﺑﺸﻮش ‪..‬‬ ‫ﺑﻌﻄﺎء ‪..‬‬
‫وﻣﺎ رﺁﻧﻲ إﻻ ﺗﺒﺴﻢ !!‬ ‫ﻼ ﻻ ﺗﺴ ﺘﻔﺰﻩ ﻣ ﺜﻞ ه ﺬﻩ‬ ‫ﻧﻌ ﻢ ‪ ..‬آ ﺎن ‪ ρ‬ﺑﻄ ً‬
‫اﻟﺘﺼ ﺮﻓﺎت ‪ ..‬وﻻ ﻳﻌﺎﻗ ﺐ أو ﺗ ﺜﻮر أﻋﺼ ﺎﺑﻪ ﻋﻠ ﻰ‬
‫‪ 59.‬اﻟﺨﻄﻮط اﻟﺤﻤﺮ ‪..‬‬ ‫اﻟﺘﺎﻓﻬﺎت ‪..‬‬
‫آﺎن ﻣﻦ ﻃﻼﺑﻲ ﻓﻲ اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ‪..‬‬ ‫آ ﺎن واﺳﻊ اﻟﺒﻄﺎن ‪ ..‬ﻗﻮﻳ ًﺎ ﻳﻀﺒﻂ أﻋﺼﺎﺑﻪ ‪ ..‬داﺋﻢ‬
‫آﺎن واﺳﻊ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ‪ ..‬ﺣﺮﻳﺼ ًﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﻜﻮﻳﻦ‬ ‫اﻻﺑﺘﺴ ﺎﻣﺔ ﺣﺘ ﻰ ﻓ ﻲ أﺣﻠ ﻚ اﻟﻈ ﺮوف ‪ ..‬ﻳﻔﻜ ﺮ ﻓ ﻲ‬
‫ﻋﻼﻗﺎت ﻣﻊ اﻟﻨﺎس ‪ ..‬ﻟﻜﻨﻪ آﺎن ﺛﻘﻴﻞ اﻟﺪم‬ ‫ﻋﻮاﻗﺐ اﻷﻣﻮر ﻗﺒﻞ أن ﻳﻔﻌﻠﻬﺎ ‪..‬‬
‫ﻋﻠﻴﻬﻢ ‪..‬‬ ‫وﻣﺎذا ﻳﻔﻴﺪ ﻟﻮ أﻧﻪ ﺻﺮخ ﺑﺎﻟﺮﺟﻞ أو ﻃﺮدﻩ !‬
‫ﺟﺎءﻧﻲ ﻳﻮﻣ ًﺎ ‪ ..‬وﻗﺎل ‪:‬‬ ‫ه ﻞ ﺳﻴﺸﻔﻰ ﺟﺮح ﻋﻨﻘﻪ ! أو ﻳﺼﻠﺢ أدب اﻟﺮﺟﻞ !‬
‫ﻳ ﺎ دآ ﺘﻮر ‪ ..‬زﻣﻼﺋ ﻲ ﻳﻐﻀﺒﻮن ﻣﻨﻲ داﺋﻤ ًﺎ ‪..‬‬ ‫آﻼ ‪..‬‬
‫ﻻ ﻳﺘﺤﻤﻠﻮن ﻣﺰﺣﻲ ‪..‬‬ ‫إذن ﻟﻴﺲ ﻣﺜﻞ اﻟﺼﺒﺮ واﻟﺘﺤﻤﻞ ‪..‬‬
‫ﻗﻠ ﺖ ﻓ ﻲ ﻧﻔﺴ ﻲ ‪ :‬أﻧ ﺎ ﻻ أﺣ ﺘﻤﻠﻚ ﺳ ﺎآﺘ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﻧﻌ ﻢ ﺑﻌ ﺾ اﻷﻣ ﻮر ﻧﺜﻮر ﻟﻬﺎ وﻧﻐﻀﺐ ‪ ..‬وﻋﻼﺟﻬﺎ‬
‫ﻓﻜ ﻴﻒ أﺣ ﺘﻤﻠﻚ ﻣ ﺘﻜﻠﻤ ًﺎ ‪..‬؟! ﺧﺎﺻ ﺔ إذا آ ﻨﺖ‬ ‫ﺷﻲء ﺁﺧﺮ ﺗﻤﺎﻣ ًﺎ ‪..‬‬
‫ﺗﺴﺘﺨﻒ دﻣﻚ وﺗﻤﺰح ‪!..‬‬ ‫وﺻﺪق ‪ ε‬ﻟﻤﺎ ﻗﺎل ‪ :‬ﻟﻴﺲ اﻟﺸﺪﻳﺪ ﺑﺎﻟﺼﺮﻋﺔ ‪ ..‬إﻧﻤﺎ‬
‫ﺳﺄﻟﺘﻪ ‪ :‬ﻟﻤﺎذا ﻻ ﻳﺤﺘﻤﻠﻮن ﻣﺰﺣﻚ ؟! أﻋﻄﻨﻲ‬ ‫اﻟﺸﺪﻳﺪ اﻟﺬي ﻳﻤﻠﻚ ﻧﻔﺴﻪ ﻋﻨﺪ اﻟﻐﻀﺐ ‪..‬‬
‫ﻣﺜﺎ ًﻻ ‪..‬‬ ‫آ ﺎن اﻟﻨﺒ ﻲ اﻟﻜ ﺮﻳﻢ ‪ .. ε‬ﻳﺠ ﺬب اﻟ ﻨﺎس ﺑﺎﻟﺘﺒﺴ ﻢ‬
‫ﻗ ﺎل ‪ :‬ﻋﻄ ﺲ أﺣ ﺪهﻢ ﻓﻘﻠﺖ ‪ :‬اﷲ ﻳﻠﻌﻨﻚ ‪) ..‬‬ ‫واﻟﺒﺸﺎﺷﺔ ‪..‬‬
‫ﻼ‪:‬‬‫ﺖ ( ‪ ..‬ﻓﻠﻤ ﺎ ﻏﻀ ﺐ ‪ ..‬أآﻤﻠﺖ ﻗﺎﺋ ً‬ ‫ﺛﻢ ﺳﻜ ﱡ‬ ‫ﺧﺮﺟﻮ إﻟﻰ ﻏﺰوة ﺧﻴﺒﺮ ‪ ..‬وﻓﻲ أﺛﻨﺎء اﻟﻘﺘﺎل ‪..‬‬
‫ﻳﺎ إﺑﻠﻴﺲ ‪ ..‬وﻳﺮﺣﻤﻚ ﻳﺎ ﻓﻼن ‪!!..‬‬ ‫وﻗ ﻊ ﻣ ﻦ ﺣﺼ ﻦ اﻟ ﻴﻬﻮد ﺟ ﺮاب ﻓ ﻴﻪ ﺷﺤﻢ ‪ ..‬ﻗﺮﺑﺔ‬
‫ﻣﺴ ﻜﻴﻦ آ ﺎن ﻳﻈ ﻦ ﻧﻔﺴ ﻪ ﺑ ﺬﻟﻚ ‪ ..‬ﺧﻔ ﻴﻒ‬ ‫آﺎﻣﻠﺔ ﻣﻤﻠﻮءة ﺳﻤﻨ ًﺎ ‪..‬‬
‫اﻟﺪم!!‬ ‫ﺣﻤﻠ ﻪ ﻋ ﺒﺪ اﷲ ﺑ ﻦ ﻣﻐﻔ ﻞ ‪ τ‬ﻋﻠ ﻰ ﻋﺎﺗﻘ ﻪ ﻓ ﺮﺣ ًﺎ‬
‫اﻟ ﻨﺎس ﻣﻬﻤ ﺎ ﻗﺒﻠﻮا ﻣﺰاﺣﻚ وﻣﺪاﻋﺒﺎﺗﻚ ‪ ..‬إﻻ‬ ‫وﻣﻀﻰ ﺑﻪ إﻟﻰ رﺣﻠﻪ وأﺻﺤﺎﺑﻪ ‪..‬‬
‫أﻧ ﻪ ﺗﺒﻘ ﻰ هﻨﺎك ﺧﻄﻮط ﺣﻤﺮاء ﻻ ﻳﺤﺒﻮن أن‬ ‫ﻓﻠﻘ ﻴﻪ اﻟ ﺮﺟﻞ اﻟﻤﺴ ﺌﻮل ﻋﻦ ﺟﻤﻊ اﻟﻐﻨﺎﺋﻢ وﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ‬
‫ﺗﺘﻌﺪاهﺎ ‪..‬‬ ‫‪ ..‬ﻓﺠﺬب اﻟﺠﺮاب إﻟﻴﻪ ‪ ..‬وﻗﺎل ‪:‬‬
‫ﺧﺎﺻﺔ إذا آﺎن ذﻟﻚ أﻣﺎم اﻵﺧﺮﻳﻦ ‪..‬‬ ‫ت هﺬا ﻧﻘﺴﻤﻪ ﺑﻴﻦ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ‪..‬‬ ‫هﺎ ِ‬
‫ﺑﻌﺾ اﻟﻨﺎس ﻻ ﻳﺮاﻋﻲ ذﻟﻚ ‪..‬‬ ‫ﻓ ﺘﻌﻠﻖ ﺑ ﻪ ﻋ ﺒﺪ اﷲ ‪ :‬ﻻ واﷲ ‪ ..‬ﻻ أﻋﻄ ﻴﻜﻪ ‪ ..‬أﻧ ﺎ‬
‫ﻓﺘﺠﺪ أﻧﻪ ﻳﻌﺘﺪي ﻋﻠﻰ ﺣﺎﺟﺎﺗﻬﻢ ‪..‬‬ ‫أﺻﺒﺘﻪ ‪..‬‬
‫‪136‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﻓﻠﻤ ﺎ ﺳ ﻤﻌﻮا ﻣ ﻨﻪ ذﻟ ﻚ ‪ ..‬ﺻ ﺎﺣﻮا ‪ ..‬وﺛﺎروا‬
‫أن ﻳﺘﺮآﻮا ﺁﻟﻬﺘﻬﻢ ‪..‬‬
‫ورﻣﻮﻩ ﺑﺎﻟﻨﺒﻞ ﻣﻦ آﻞ ﺟﻬﺔ ‪..‬‬
‫ﺣﺘﻰ وﻗﻊ ﺻﺮﻳﻌ ًﺎ ‪.. τ‬‬
‫ﻓﺄﻗ ﺒﻞ إﻟ ﻴﻪ أﺑﻨﺎء ﻋﻤﻪ ‪ ..‬وهﻮ ﻳﻨﺎزع اﻟﻤﻮت‬
‫‪..‬‬
‫وﻗﺎل ‪ :‬ﻳﺎ ﻋﺮوة ‪ :‬ﻣﺎ ﺗﺮى ﻓﻲ دﻣﻚ ؟‬
‫ﻓﻘ ﺎل ‪ :‬آ ﺮاﻣﺔ أآﺮﻣﻨ ﻲ اﷲ ﺑﻬ ﺎ ‪ ..‬وﺷ ﻬﺎدة‬
‫ﺳﺎﻗﻬﺎ اﷲ إﻟﻲ ‪..‬‬
‫ﻲ إﻻ ﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺸﻬﺪاء اﻟﺬﻳﻦ ﻗﺘﻠﻮا ﻣﻊ‬ ‫ﻓﻠﻴﺲ ﻓ ﱠ‬
‫رﺳ ﻮل اﷲ ‪ .. ρ‬ﻓ ﻼ ﺗﻘﺘ ﺘﻠﻮا ﻷﺟﻠ ﻲ ‪ ..‬وﻻ‬
‫ﺗﺄﺧﺬوا ﺑﺜﺄري ﻣﻦ أﺣﺪ ‪..‬‬
‫ﻓﻘﻴﻞ إن اﻟﻨﺒﻲ ‪ .. ε‬ﻟﻤﺎ ﺑﻠﻐﻪ ﺧﺒﺮ ﻣﻘﺘﻠﻪ ‪..‬‬
‫ﻗ ﺎل ﻓ ﻴﻪ ‪ :‬إن ﻣ ﺜﻠﻪ ﻓ ﻲ ﻗ ﻮﻣﻪ ‪ ..‬آﻤ ﺜﻞ‬
‫ﺻﺎﺣﺐ ﻳﺎﺳﻴﻦ ﻓﻲ ﻗﻮﻣﻪ ‪.. τ ..‬‬
‫ﻓﺎﻧﺘ ﺒﻪ ! اﻟ ﻨﺎس ﻟﻬ ﻢ أﺣﺎﺳ ﻴﺲ ﻣﻬﻤ ﺎ ﺑﻠﻐ ﺖ‬
‫ﻓ ﻲ اﻟﻘ ﺮب ﻣ ﻨﻬﻢ ‪ ..‬وإن آﺎﻧ ﻮا ﻓ ﻲ ﻣﻨ ﺰﻟﺔ‬
‫اﻷخ واﻟﻮﻟﺪ ‪..‬‬
‫ﻟ ﺬا ﻧ ﺒﻪ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ ε‬ﻋﻠ ﻰ ذﻟ ﻚ ‪ ..‬ﻓﻨﻬ ﻰ ﻋ ﻦ‬
‫ﺗﺮوﻳﻊ اﻟﻤﺆﻣﻦ ‪..‬‬
‫آﺎن ‪ ε‬ﻳﻮﻣ ًﺎ ﻳﺴﻴﺮ ﻣﻊ أﺻﺤﺎﺑﻪ ‪..‬‬
‫وآ ﺎن آ ﻞ واﺣ ﺪ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﻌﻪ ﻣﺘﺎﻋﻪ ‪ ..‬ﺳﻼﺣﻪ‬
‫‪ ..‬ﻓﺮاﺷﻪ ‪ ..‬ﻃﻌﺎﻣﻪ ‪..‬‬
‫ﻧﺰﻟﻮا ﻣﻨﺰ ًﻻ ‪ ..‬ﻓﻨﺎم رﺟﻞ ﻣﻨﻬﻢ ‪..‬‬
‫ﻓﺄﻗ ﺒﻞ ﺻﺎﺣﺒﻪ إﻟﻰ ﺣﺒﻞ ﻣﻌﻪ ﻓﺄﺧﺬﻩ ‪ ..‬ﻣﺎزﺣ ًﺎ‬
‫‪..‬‬
‫ﻓﺎﺳ ﺘﻴﻘﻆ اﻟ ﺮﺟﻞ ‪ ..‬ﻓ ﻮﺟﺪ ﻣ ﺘﺎﻋﻪ ﻧﺎﻗﺼ ًﺎ ‪..‬‬
‫ﻓﻔﺰع ‪ ..‬وأﺧﺬ ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺣﺒﻠﻪ ‪..‬‬
‫ﻓﻘ ﺎل ‪ : ε‬ﻻ ﻳﺤ ﻞ ﻟﻤﺴ ﻠﻢ أن ﻳ ﺮوع ﻣﺴ ﻠﻤ ًﺎ‬
‫)‪.. (75‬‬
‫وﻓﻲ ﻳﻮم ﺁﺧﺮ ‪..‬‬
‫آﺎﻧﻮا ﻳﺴﻴﺮون ﻣﻊ اﻟﻨﺒﻲ ‪ ε‬ﻓﻲ ﻣﺴﻴﺮ ‪..‬‬
‫ﻓﻨﻌﺲ رﺟﻞ وهﻮ ﻋﻠﻰ راﺣﻠﺘﻪ ‪..‬‬
‫ﻓﻐﺎﻓﻠﻪ ﺻﺎﺣﺒﻪ واﻧﺘﺰع ﺳﻬﻤ ًﺎ ﻣﻦ آﻨﺎﻧﺘﻪ ‪..‬‬
‫ﻓﺸ ﻌﺮ اﻟ ﺮﺟﻞ ﺑﻤ ﻦ ﻳﻌ ﺒﺚ ﺑﺴ ﻼﺣﻪ ‪ ..‬ﻓﺎﻧﺘ ﺒﻪ‬
‫ﻓﺰﻋ ًﺎ ﻣﺬﻋﻮرًا ‪..‬‬
‫رواﻩ أﺑﻮ داود‬
‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ﻼ ﻣ ﻦ ﺑ ﺎب ) اﻟﻤ ﻴﺎﻧﺔ ( ﻳﺄﺧ ﺬ هﺎﺗﻔ ﻚ اﻟﺠ ﻮال‬ ‫ﻓﻤ ﺜ ً‬
‫وﻳﺘﺼ ﻞ ﺑﻪ آﻤﺎ ﻳﺮﻳﺪ ‪ ..‬أو رﺑﻤﺎ أرﺳﻞ رﺳﺎﺋﻞ إﻟﻰ‬
‫أﺷ ﺨﺎص أﻧ ﺖ ﻻ ﺗ ﺮﻏﺐ أن ﻳﻈﻬ ﺮ رﻗ ﻢ هﺎﺗﻔ ﻚ‬
‫ﻋﻨﺪهﻢ ‪..‬‬
‫أو ﻳﺄﺧ ﺬ ﺳ ﻴﺎرﺗﻚ ﺑﻐﻴ ﺮ إذﻧﻚ ‪ ..‬أو ﻳﺤﺮﺟﻚ ﺑﻄﻠﺒﻬﺎ‬
‫ﺣﺘﻰ ﺗﺄذن ﻋﻠﻰ ﻣﻀﺾ ‪..‬‬
‫أو ﺗﺠ ﺪ ﻣﺠﻤ ﻮﻋﺔ ﻃ ﻼب ﻓ ﻲ ﻳﺴ ﻜﻨﻮن ﻓ ﻲ ﺷ ﻘﺔ‬
‫واﺣ ﺪة ‪ ..‬ﻳﺴ ﺘﻴﻘﻆ أﺣ ﺪهﻢ ﻟ ﻴﺬهﺐ إﻟ ﻰ ﺟﺎﻣﻌ ﺘﻪ ‪..‬‬
‫ﻓ ﻴﺠﺪ أن ﻣﻌﻄﻔ ﻪ ﻟﺒﺴ ﻪ ﻓ ﻼن ‪ ..‬وﺣ ﺬاءﻩ ﻓﻲ رﺟﻞ‬
‫ﻓﻼن ‪..‬‬
‫وﻣ ﻦ ﺗﻌ ﺪي اﻟﺨﻄ ﻮط اﻟﺤﻤ ﺮاء أﻧ ﻚ ‪ ..‬ﺗﺠ ﺪ ﺑﻌ ﺾ‬
‫اﻟ ﻨﺎس ﻳﺤ ﺮج ﺻ ﺎﺣﺒﻪ ﺑﻤ ﺰﺣﺔ ﺛﻘ ﻴﻠﺔ أو ﺳ ﺆال‬
‫ﻣﺤﺮج ﻓﻲ ﻣﺠﻠﺲ ﻋﺎم ‪..‬‬
‫واﻟﺸ ﺨﺺ ﻣﻬﻤ ﺎ ﺑﻠ ﻎ ﻣ ﻦ اﻟﻤﺤ ﺒﺔ ﻟ ﻚ ‪ ..‬إﻻ أﻧ ﻪ‬
‫ﻳﺒﻘﻰ ﺑﺸﺮًا ﻳﺮﺿﻰ وﻳﻐﻀﺐ ‪ ..‬وﻳﻔﺮح وﻳﺴﺨﻂ ‪..‬‬
‫ﻟﻤ ﺎ أﻗ ﺒﻞ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ρ‬إﻟ ﻰ اﻟﻤﺪﻳ ﻨﺔ راﺟﻌ ًﺎ ﻣ ﻦ‬
‫ﺗﺒﻮك ‪..‬‬
‫ﻗﺪم ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﺸﻬﺮ ﻋﺮوة ﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮد اﻟﺜﻘﻔﻲ‬
‫‪ ..‬وآ ﺎن ﺳ ﻴﺪًا ﺟﻠ ﻴﻞ اﻟﻘ ﺪر ‪ ..‬رﻓ ﻴﻊ اﻟﻤﻜﺎﻧ ﺔ ﻋ ﻨﺪ‬
‫ﻗﻮﻣﻪ ﺛﻘﻴﻒ ‪..‬‬
‫ﻓﺄدرك اﻟﻨﺒﻲ ‪ ε‬ﻗﺒﻞ أن ﻳﺼﻞ إﻟﻰ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ‪ ..‬ﻓﺄﺳﻠﻢ‬
‫‪..‬‬
‫وﺳ ﺄﻟﻪ أن ﻳ ﺮﺟﻊ إﻟﻰ ﻗﻮﻣﻪ ﻓﻴﺪﻋﻮهﻢ إﻟﻰ اﻹﺳﻼم‬
‫‪..‬‬
‫ﻓﺨﺎف ﻋﻠﻴﻪ ‪ ..‬وﻗﺎل ﻟﻪ ‪ :‬إﻧﻬﻢ ﻗﺎﺗﻠﻮك ‪..‬‬
‫وﻋ ﺮف ‪ ρ‬أن ﻗﺒ ﻴﻠﺔ ﺛﻘ ﻴﻒ ﻓﻴﻬﻢ ﻧﺨﻮة اﻻﻣﺘﻨﺎع ‪..‬‬
‫واﻟﺼ ﺮاﻣﺔ ﻓ ﻲ اﻟ ﺘﻌﺎﻣﻞ ‪ ..‬ﺣﺘ ﻰ ﻟ ﻮ آ ﺎن ﻣ ﻊ‬
‫رﺋﻴﺴﻬﻢ ‪..‬‬
‫ﻓﻘ ﺎل ﻋ ﺮوة ‪ :‬ﻳ ﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪ ..‬أﻧﺎ أﺣﺐ إﻟﻴﻬﻢ ﻣﻦ‬
‫أﺑﻜﺎرهﻢ ‪ ..‬وأﺑﺼﺎرهﻢ ‪..‬‬
‫وآﺎن ﻣﺤﺒﺒ ًﺎ ﻣﻄﺎﻋ ًﺎ ﻓﻴﻬﻢ ‪..‬‬
‫ﻓﺨ ﺮج ﻳﺪﻋ ﻮ ﻗ ﻮﻣﻪ إﻟ ﻰ اﻹﺳ ﻼم رﺟ ﺎء أن ﻻ‬
‫ﻳﺨﺎﻟﻔﻮﻩ ‪ ..‬ﻟﻌﻈﻢ ﻣﻨﺰﻟﺘﻪ ﻓﻴﻬﻢ ‪..‬‬
‫ﻓﻠﻤ ﺎ وﺻ ﻞ إﻟ ﻰ دﻳ ﺎر ﻗ ﻮﻣﻪ ‪ ..‬رﻗ ﻰ ﻋﻠ ﻰ ﻣ ﺮﺗﻔﻊ‬
‫وﺻﺎح ﺑﻬﻢ ﺣﺘﻰ اﺟﺘﻤﻌﻮا ‪ ..‬وهﻮ ﺳﻴﺪهﻢ ‪..‬‬
‫ﻓ ﺪﻋﺎهﻢ إﻟ ﻰ اﻹﺳ ﻼم ‪ ..‬وأﻇﻬ ﺮ ﻟﻬ ﻢ أﻧ ﻪ أﺳ ﻠﻢ ‪..‬‬
‫وﺟﻌ ﻞ ﻳ ﺮدد ‪ :‬أﺷ ﻬﺪ أن ﻻ إﻟ ﻪ إﻻ اﷲ وأﺷ ﻬﺪ أن‬
‫ﻣﺤﻤﺪًا رﺳﻮل اﷲ ‪..‬‬
‫) ‪( 75‬‬
‫‪137‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬ ‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫)‪(76‬‬
‫ﻓﻴﺸﻴﺮون ﻋﻠﻴﻚ ‪ ..‬ﺛﻢ ﻳﻔﻀﺤﻮن ﺳﺮك ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل ‪ : ε‬ﻻ ﻳﺤﻞ ﻟﺮﺟﻞ أن ﻳﺮوع ﻣﺴﻠﻤ ًﺎ ‪..‬‬
‫ﻓﻴﺴ ﻘﻄﻮن ﻣ ﻦ ﻋﻴ ﻨﻚ ‪ ..‬وﻳﺼ ﺒﺤﻮن ﻣ ﻦ‬ ‫وﻣ ﺜﻠﻪ اﻟ ﺬي ﻳﻤ ﺰح ﻓﻴ ﺮاك أوﻗﻔ ﺖ ﺳ ﻴﺎرﺗﻚ ﻋ ﻨﺪ‬
‫أﺑﻐﺾ اﻟﻨﺎس إﻟﻴﻚ ‪..‬‬ ‫ﻼ ‪ -‬وه ﻲ ﺗﺸ ﺘﻐﻞ ﻓﻴﺄﺗ ﻲ وﻳﻘ ﻮدهﺎ ‪..‬‬ ‫ﺑﻘﺎﻟ ﺔ – ﻣ ﺜ ً‬
‫وﻣﻦ أﻋﺠﺐ ﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺘﺎرﻳﺦ ‪..‬‬ ‫وﻳﻮهﻤﻚ أﻧﻬﺎ ﺳﺮﻗﺖ ‪ ..‬ﻣﺎزﺣ ًﺎ‪..‬‬
‫أﻧﻪ ﻗﺒﻞ ﻣﻌﺮآﺔ ﺑﺪر ‪..‬‬ ‫ﻗ ﺪ ﻳﺠﺎﻣﻠ ﻚ ﺻ ﺎﺣﺒﻚ وﻳﻀ ﺤﻚ أﺣ ﻴﺎﻧ ًﺎ ﻋﻠ ﻰ ﻣ ﺰﺣﺔ‬
‫ﻟﻤ ﺎ ﺳ ﻤﻊ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ .. ε‬ﺑﻘﺎﻓﻠ ﺔ ﻗ ﺮﻳﺶ ﻣﻘ ﺒﻠﺔ‬ ‫ﻣﺮوﻋﺔ ‪ ..‬ﻟﻜﻨﻪ ﻣﺘﺄﻟﻢ ‪..‬‬
‫وأراد ﻗﺘﺎﻟﻬﺎ ‪..‬‬ ‫وﻟﺮﺑﻤﺎ ﺻﺒﺮ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻠﻰ اﻷذى‬
‫ﺧ ﺮج ‪ ρ‬إﻟﻴﻬﺎ ﻣﻊ أﺻﺤﺎﺑﻪ ‪ ..‬ﻓﻠﻤﺎ ﺷﻌﺮ ﺑﻬﻢ‬ ‫وﻓﺆادﻩ ﻣﻦ ﺣﺮﻩ ﻳﺘﺄوﻩ‬
‫ﻼ اﺳﻤﻪ ﺿﻤﻀﻢ‬ ‫أﺑ ﻮ ﺳ ﻔﻴﺎن ‪ ..‬اﺳ ﺘﺄﺟﺮ رﺟ ً‬ ‫وﻟﺮﺑﻤﺎ ﺷﻜﻞ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻟﺴﺎﻧﻪ‬
‫ﺑ ﻦ ﻋﻤ ﺮو اﻟﻐﻔ ﺎري ‪ ..‬وﻗ ﺎل اذه ﺐ وأﺧﺒ ﺮ‬ ‫ﺣﺬر اﻟﻜﻼم وإﻧﻪ ﻟﻤﻔﻮﻩ‬
‫ﻗﺮﻳﺸ ًﺎ ﺑﺎﻟﺨﺒﺮ ‪..‬‬
‫ﻓﻤﻀ ﻰ ﺿﻤﻀ ﻢ ‪ ..‬ﻣﺴ ﺮﻋ ًﺎ إﻟﻰ ﻣﻜﺔ ‪ ..‬آﺎن‬ ‫وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ ‪..‬‬
‫وﺻﻮﻟﻪ ﻣﻜﺔ ﻳﺤﺘﺎج أن ﻳﺴﻴﺮ أﻳﺎﻣ ًﺎ ‪..‬‬ ‫آﻞ ﻣﺎ زاد ﻋﻦ ﺣﺪﻩ ‪ ..‬اﻧﻘﻠﺐ ﺿﺪﻩ ‪ ..‬وآﻢ ﻣﺰﺣﺔ‬
‫وأهﻞ ﻣﻜﺔ ﻻ ﻳﺪرون ﻋﻦ ﺷﻲء ﻣﻦ ذﻟﻚ ‪..‬‬ ‫اﻧﺘﻬﺖ ﺷﺠﺎرًا !!‬
‫وﻓ ﻲ ﻟ ﻴﻠﺔ ﻣ ﻦ اﻟﻠﻴﺎﻟ ﻲ رأت ﻋﺎﺗﻜﺔ ﺑﻨﺖ ﻋﺒﺪ‬
‫اﻟﻤﻄﻠ ﺐ ‪ ..‬رؤﻳ ﺎ أﻓ ﺰﻋﺘﻬﺎ ‪ ..‬ﻓﻠﻤ ﺎ أﺻ ﺒﺤﺖ‬ ‫‪ 60.‬ﺣﻔﻆ اﻟﺴﺮ ‪..‬‬
‫ﺑﻌ ﺜﺖ إﻟﻰ أﺧﻴﻬﺎ اﻟﻌﺒﺎس ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻤﻄﻠﺐ ‪..‬‬ ‫اﺷﺘﻬﺮ ﻗﺪﻳﻤ ًﺎ ‪ :‬آﻞ ﺳ ٍﺮ ﺟﺎوز اﻹﺛﻨﻴﻦ ‪ ..‬ﺷﺎع ‪..‬‬
‫ﻓﻘﺎﻟﺖ ﻟﻪ ‪:‬‬ ‫وﻣ ﻦ اﻟﻠﻄﺎﺋ ﻒ أن أﺣ ﺪهﻢ ﺳ ﺌﻞ ‪ :‬ﻣ ﻦ اﻹﺛﻨ ﻴﻦ ؟‬
‫ﻳ ﺎ أﺧ ﻲ ‪ ..‬واﷲ ﻟﻘ ﺪ رأﻳ ﺖ اﻟﻠ ﻴﻠﺔ رؤﻳ ﺎ‬ ‫ﻓﺄﺷﺎر إﻟﻰ ﺷﻔﺘﻴﻪ ‪ ..‬وﻗﺎل ‪ :‬هﺬان !!‬
‫أﻓﻈﻌﺘﻨ ﻲ ‪ ..‬وﺗﺨ ﻮﻓﺖ أن ﻳ ﺪﺧﻞ ﻋﻠ ﻰ ﻗ ﻮﻣﻚ‬ ‫ﻻ أذآ ﺮ أﻧ ﻲ هﻤﺴ ﺖ ﻓﻲ أذن أﺣﺪ ﻣﻦ اﻟﻨﺎس ﺑﺴ ّﺮ‬
‫ﻲ ﻣﺎ أﺣﺪﺛﻚ‬ ‫ﻣ ﻨﻬﺎ ﺷ ﺮ وﻣﺼ ﻴﺒﺔ ‪ ..‬ﻓﺎآ ﺘﻢ ﻋﻠ ﱠ‬ ‫ﻼ ‪ :‬ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ ‪..‬‬
‫‪ ..‬واﺳﺘﺄﻣﻨﺘﻪ إﻳﺎﻩ ‪ ..‬ﺛﻢ ﻓﺎﺟﺄﻧﻲ ﻗﺎﺋ ً‬
‫‪ ..‬وﻻ ﺗﺤﺪث ﺑﻪ أﺣﺪًا ‪..‬‬ ‫اﺳﻤﺢ ﻟﻲ ﻻ أﺳﺘﻄﻴﻊ أن أآﺘﻤﻪ ‪..‬‬
‫ﻗﺎل ﻟﻬﺎ ‪ :‬ﻧﻌﻢ ‪ ..‬وﻣﺎ رأﻳﺖ ؟‬ ‫ﺑ ﻞ آ ﻞ ﺷ ﺨﺺ ﻳﻀ ﺮب ﺑ ﻴﺪﻩ ﺻ ﺪرﻩ ‪ ..‬وﻳﻘ ﻮل ‪:‬‬
‫ﻗﺎﻟ ﺖ ‪ :‬رأﻳ ﺖ راآ ﺒ ًﺎ أﻗ ﺒﻞ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﻴﺮ ‪ ..‬ﺣﺘﻰ‬ ‫واﷲ ﻟﻮ وﺿﻌﻮا اﻟﺸﻤﺲ ﻓﻲ ﻳﻤﻴﻨﻲ ‪ ..‬واﻟﻘﻤﺮ ﻓﻲ‬
‫وﻗ ﻒ ﺑ ﻮادي "اﻷﺑﻄ ﺢ" ‪ ..‬ﺛ ﻢ ﺻﺮخ ﺑﺄﻋﻠﻰ‬ ‫ﺷﻤﺎﻟﻲ ‪ ..‬أو اﻟﺴﻴﻒ ﻋﻠﻰ رﻗﺒﺘﻲ ‪ ..‬ﻋﻠﻰ أن أﺧﺒﺮ‬
‫ﺻ ﻮﺗﻪ ‪ :‬أﻻ اﻧﻔ ﺮوا ﻳ ﺎ ﺁل ﻏ ﺪر إﻟ ﻰ‬ ‫ﺑﺴﺮك ‪ ..‬ﻣﺎ أﺧﺒﺮت !!‬
‫ﻣﺼﺎرﻋﻜﻢ ﻓﻲ ﺛﻼث ‪!..‬‬ ‫ﺛ ﻢ إذا اﻃﻤﺄﻧﻨﺖ ووﺛﻘﺖ ‪ ..‬وآﺸﻔﺖ ﻟﻪ أﺳﺮارك ‪..‬‬
‫ﻓ ﺄرى اﻟ ﻨﺎس ﻗ ﺪ اﺟ ﺘﻤﻌﻮا إﻟ ﻴﻪ ‪ ..‬ﺛ ﻢ ﻣﻀ ﻰ‬ ‫ﺗﺼﺒّﺮ ﺷﻬﺮﻳﻦ أو ﺛﻼﺛﺔ ‪ ..‬ﺛﻢ ﺣﺪث ﺑﻪ ‪ ..‬ﻓﻼ ﻳﺰال‬
‫ﻓﺪﺧﻞ اﻟﻤﺴﺠﺪ واﻟﻨﺎس ﻳﺘﺒﻌﻮﻧﻪ ‪..‬‬ ‫ﻳُﺘﻨﺎﻗﻞ ﺣﺘﻰ ﻳﺼﻠﻚ ‪..‬‬
‫ﻓﺒﻴ ﻨﻤﺎ ه ﻢ ﺣ ﻮﻟﻪ ‪ ..‬إذ ﺻ ﻌﺪ ﺑ ﻪ ﺑﻌﻴ ﺮﻩ ﻓﻮق‬ ‫ﻓ ﻮﺟﺪت أن ﺳ ﺮك ﻻ ﻳﻨﺒﻐ ﻲ أن ﻳﺠ ﺎوز ﺷ ﻔﺘﻴﻚ ‪..‬‬
‫اﻟﻜﻌ ﺒﺔ ‪ ..‬ﺛ ﻢ ﺻ ﺮخ ﺑﻤ ﺜﻠﻬﺎ ‪ :‬اﻧﻔ ﺮوا ﻳ ﺎ ﺁل‬ ‫ﻓﻼ ﺗﻜﻠﻒ اﻟﻨﺎس ﻣﺎ ﻻ ﻳﻄﻴﻘﻮن ‪..‬‬
‫ﻏﺪر إﻟﻰ ﻣﺼﺎرﻋﻜﻢ ﻓﻲ ﺛﻼث ‪..‬‬ ‫إذا ﺿﺎق ﺻﺪر اﻟﻤﺮء ﻋﻦ ﺳﺮ ﻧﻔﺴﻪ‬
‫ﺛ ﻢ ﺻ ﻌﺪ ﺑ ﻪ ﺑﻌﻴ ﺮﻩ ﻋﻠ ﻰ رأس ﺟ ﺒﻞ أﺑ ﻲ‬ ‫ﻓﺼ ﺪر اﻟ ﺬي ﻳﺴ ﺘﻮدع اﻟﺴ ﺮ‬
‫ﻗﺒﻴﺲ ‪ ..‬ﻓﺼﺮخ ﺑﻤﺜﻠﻬﺎ ‪:‬‬ ‫أﺿﻴﻖ‬
‫اﻧﻔ ﺮوا ﻳ ﺎ ﺁل ﻏ ﺪر إﻟ ﻰ ﻣﺼ ﺎرﻋﻜﻢ ﻓﻲ ﺛﻼث‬ ‫ﺟﺮﺑﺖ آﺜﻴﺮًا ﻣﻦ اﻟﻨﺎس ‪ ..‬ﻓﻮﺟﺪﺗﻬﻢ آﺬﻟﻚ ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫واﻟﻤﺸ ﻜﻠﺔ أﻧ ﻚ ﺗﺄﺗ ﻴﻬﻢ ﻋﻠ ﻰ ﺳ ﺒﻴﻞ اﻻﺳﺘﺸ ﺎرة ‪..‬‬
‫ﺛ ﻢ أﺧ ﺬ ﺻ ﺨﺮة ﻓﻘ ﺬﻓﻬﺎ ﻣ ﻦ أﻋﻠ ﻰ اﻟﺠ ﺒﻞ ‪..‬‬
‫ﻓﺄﻗ ﺒﻠﺖ ﺗﻬ ﻮي ﻣ ﻦ ﻓ ﻮق اﻟﺠ ﺒﻞ ‪ ..‬ﺣﺘ ﻰ إذا‬
‫رواﻩ اﻟﻄﺒﺮاﻧﻲ وﻏﻴﺮﻩ‬ ‫) ‪( 76‬‬
‫‪138‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬ ‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﺛﻢ ﺗﻔﺮﻗﻮا ‪..‬‬ ‫آﺎﻧﺖ ﺑﺄﺳﻔﻞ اﻟﺠﺒﻞ ﺗﻜﺴﺮت ‪..‬‬
‫ﻓﻠﻤﺎ أﻗﺒﻞ اﻟﻌﺒﺎس إﻟﻰ ﺑﻴﺘﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﻤ ﺎ ﺑﻘ ﻲ ﺑ ﻴﺖ ﻣﻦ ﺑﻴﻮت ﻣﻜﺔ إﻻ دﺧﻠﺘﻪ آﺴﺮة ﻣﻦ‬
‫ﻟ ﻢ ﺗ ﺒﻖ اﻣ ﺮأة ﻣ ﻦ ﺑﻨ ﻲ ﻋ ﺒﺪ اﻟﻤﻄﻠ ﺐ ‪ ..‬إﻻ‬ ‫اﻟﺼ ﺨﺮة ‪ ..‬ﻓﺎﺿ ﻄﺮب اﻟﻌ ﺒﺎس وﻗ ﺎل ‪ :‬واﷲ إن‬
‫ﺟ ﺎءت إﻟ ﻴﻪ ﻏﺎﺿ ﺒﺔ ‪ ..‬ﺗﻘ ﻮل ‪ :‬أﻗ ﺮرﺗﻢ ﻟﻬﺬا‬ ‫هﺬﻩ ﻟﺮؤﻳﺎ !‬
‫اﻟﻔﺎﺳ ﻖ اﻟﺨﺒﻴﺚ أن ﻳﻘﻊ ﻓﻲ رﺟﺎﻟﻜﻢ ‪ ..‬ﺛﻢ ﻗﺪ‬ ‫ﺛ ﻢ ﺧﺸ ﻲ أن ﺗﻨﺘﺸ ﺮ ﻓﻴﺼ ﻴﺒﻪ أذى ‪ ..‬ﻓﻘ ﺎل ﻟﻬ ﺎ‬
‫ﺗﻨﺎول اﻟﻨﺴﺎء وأﻧﺖ ﺗﺴﻤﻊ ‪ ..‬أﻣﺎ ﻓﻴﻜﻢ ﺣﻤﻴﺔ‬ ‫ﻣﺤﺬرًا ‪ :‬وأﻧﺖ ﻓﺎآﺘﻤﻴﻬﺎ ﻻ ﺗﺬآﺮﻳﻬﺎ ﻷﺣﺪ ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫ﺛ ﻢ ﺧﺮج اﻟﻌﺒﺎس ﻣﻨﺸﻐﻞ اﻟﺒﺎل ﺑﺄﻣﺮ هﺬﻩ اﻟﺮؤﻳﺎ ‪..‬‬
‫ﻓﺎﺣﺘﻤ ﻰ اﻟﻌ ﺒﺎس ‪ ..‬وﺛ ﺎر ‪ ..‬وﻗ ﺎل ‪ :‬واﷲ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻘ ﻲ اﻟﻮﻟ ﻴﺪ ﺑ ﻦ ﻋﺘ ﺒﺔ وﺳ ﻂ اﻟﻄ ﺮﻳﻖ ‪ ..‬وآﺎن ﻟﻪ‬
‫ﻟ ﺌﻦ ﻋ ﺎد أﺑ ﻮ ﺟﻬﻞ إﻟﻰ ﻣﺜﻞ آﻼﻣﻪ ‪ ..‬ﻷﻓﻌﻠﻦ‬ ‫ﺻﺪﻳﻘ ًﺎ ‪..‬‬
‫وأﻓﻌﻠﻦ ‪..‬‬ ‫ﻓﺤﺪﺛ ﻪ ﺑﺎﻟ ﺮؤﻳﺎ ‪ ..‬وﻗ ﺎل ﻟ ﻪ ‪ :‬اآ ﺘﻤﻬﺎ ‪ ..‬ﻓ ﻼ ﺗﺨﺒ ﺮ‬
‫ﻓﻠﻤﺎ آﺎن اﻟﻴﻮم اﻟﺜﺎﻟﺚ ‪ ..‬ﻣﻦ رؤﻳﺎ ﻋﺎﺗﻜﺔ ‪..‬‬ ‫ﺑﻬﺎ أﺣﺪًا ‪..‬‬
‫ذه ﺐ اﻟﻌ ﺒﺎس إﻟ ﻰ اﻟﻤﺴ ﺠﺪ ‪ ..‬وه ﻮ ﻣﻐﻀﺐ‬ ‫ﻓﻤﻀﻰ اﻟﻮﻟﻴﺪ ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻘﻲ اﺑﻨﻪ ﻋﺘﺒﺔ ﻓﺤﺪﺛﻪ ﺑﻬﺎ ‪..‬‬
‫ﻓﻠﻤ ﺎ دﺧ ﻞ اﻟﻤﺴ ﺠﺪ رأى أﺑ ﺎ ﺟﻬ ﻞ ‪ ..‬ﻓﻤﺸ ﻲ‬ ‫ﺛﻢ ﻟﻢ ﻳﻤﺾ ﺳﻮﻳﻌﺎت ‪..‬‬
‫ﻧﺤ ﻮﻩ ﻳﺘﻌﺮﺿﻪ ﻟﻴﻌﻮد ﻟﺒﻌﺾ ﻣﺎ ﻗﺎل ﻓﻴﻘﻊ ﺑﻪ‬ ‫ﺣﺘ ﻰ ﺣﺪث ﺑﻬﺎ ﻋﺘﺒﺔ ‪ ..‬ﺛﻢ ﺗﻨﺎﻗﻠﻬﺎ اﻟﻨﺎس ‪ ..‬وﻓﺸﺎ‬
‫‪..‬‬ ‫اﻟﺤ ﺪﻳﺚ ﺑﻬ ﺎ ﻓ ﻲ أه ﻞ ﻣﻜ ﺔ ‪ ..‬ﺣﺘ ﻰ ﺗﺤ ﺪﺛﺖ ﺑﻬ ﺎ‬
‫ﻓﺈذا ﺑﺄﺑﻲ ﺟﻬﻞ ﻳﺨﺮج ﻣﻦ ﺑﺎب اﻟﻤﺴﺠﺪ ﻳﺸﺘﺪ‬ ‫ﻗﺮﻳﺶ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻟﺴﻬﺎ ‪..‬‬
‫ﻣﺴﺮﻋ ًﺎ ‪..‬‬ ‫وﻓﻲ اﻟﻀﺤﻰ ذهﺐ اﻟﻌﺒﺎس ﻟﻴﻄﻮف ﺑﺎﻟﻜﻌﺒﺔ ‪..‬‬
‫ﻓﻌﺠ ﺐ اﻟﻌ ﺒﺎس ﻣ ﻦ ﺳ ﺮﻋﺘﻪ ‪ !!..‬ﻓﻘ ﺪ آ ﺎن‬ ‫ﻓ ﺈذا أﺑ ﻮ ﺟﻬ ﻞ ﺟ ﺎﻟﺲ ﻓ ﻲ َر ْه ﻂ ﻣﻦ ﻗﺮﻳﺶ ‪ ..‬ﻓﻲ‬
‫ﻣﺴ ﺘﻌﺪًا ﻟﺨﺼ ﻮﻣﺔ وﻋ ﺮاك ‪ ..‬ﻓﻘ ﺎل اﻟﻌ ﺒﺎس‬ ‫ﻇﻞ اﻟﻜﻌﺒﺔ ‪ ..‬ﻳﺘﺤﺪﺛﻮن ﺑﺮؤﻳﺎ ﻋﺎﺗﻜﺔ !!‬
‫ف‬
‫ﻓ ﻲ ﻧﻔﺴ ﻪ ‪ :‬ﻣﺎﻟ ﻪ ﻟﻌﻨﻪ اﷲ ؟! أآ ّﻞ هﺬاﺧﻮ ٌ‬ ‫س ﻗﺎل ‪:‬‬‫ﻓﻠﻤﺎ رأى أﺑﻮ ﺟﻬﻞ اﻟﻌﺒﺎ َ‬
‫ﻣﻨﻲ أن أﺷﺎﺗﻤﻪ ؟!‬ ‫ﻳ ﺎ أﺑ ﺎ اﻟﻔﻀ ﻞ ‪ ..‬إذا ﻓﺮﻏﺖ ﻣﻦ ﻃﻮاﻓﻚ ﻓﺄﻗﺒﻞ إﻟﻴﻨﺎ‬
‫وإذا أﺑ ﻮ ﺟﻬ ﻞ ﻗ ﺪ ﺳ ﻤﻊ ﺻ ﻮت ﺿﻤﻀ ﻢ ﺑﻦ‬ ‫‪..‬‬
‫ﻋﻤ ﺮو اﻟﻐﻔ ﺎري اﻟ ﺬي أرﺳ ﻠﻪ أﺑ ﻮ ﺳ ﻔﻴﺎن‬ ‫ﻓﻠﻤﺎ أﻗﺒﻞ إﻟﻴﻪ اﻟﻌﺒﺎس وﺟﻠﺲ ﻣﻌﻬﻢ ‪..‬‬
‫ﻟﻴﺴﺘﻌﻴﻦ ﺑﺄهﻞ ﻣﻜﺔ ‪..‬‬ ‫ﻗ ﺎل ﻟ ﻪ أﺑ ﻮ ﺟﻬ ﻞ ‪ :‬ﻳ ﺎ ﺑﻨ ﻲ ﻋ ﺒﺪ اﻟﻤﻄﻠ ﺐ ‪ ..‬ﻣﺘ ﻰ‬
‫وإذا ﺿﻤﻀ ﻢ ﻳﺼ ﺮخ ﻓﻲ اﻟﻮادي واﻗﻔ ًﺎ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺣﺪﺛﺖ ﻓﻴﻜﻢ هﺬﻩ اﻟﻨﺒﻴﺔ ؟‬
‫ﺑﻌﻴﺮﻩ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬وﻣﺎ ذاك ؟‬
‫ﻗ ﺪ ﺟ ﺪع أﻧ ﻒ ﺑﻌﻴ ﺮﻩ ‪ ..‬واﻟ ﺪم ﻳﺴ ﻴﻞ ﻋﻠ ﻰ‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﺗﻠﻚ اﻟﺮؤﻳﺎ اﻟﺘﻲ رأت ﻋﺎﺗﻜﺔ ‪..‬‬
‫وﺟﻪ اﻟﺒﻌﻴﺮ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل اﻟﻌﺒﺎس ‪ :‬وﻣﺎ رأت ؟‬
‫وﻗ ﺪ ﺷ ﻖ ﺿﻤﻀ ﻢ ﻗﻤﻴﺼ ﻪ وه ﻮ ﻳﻘ ﻮل ‪ :‬ﻳ ﺎ‬ ‫ﻗ ﺎل ‪ :‬ﻳ ﺎ ﺑﻨ ﻲ ﻋ ﺒﺪ اﻟﻤﻄﻠﺐ ‪ ..‬أﻣﺎ رﺿﻴﺘﻢ أن ﻳﺘﻨﺒﺄ‬
‫ﻣﻌﺸﺮ ﻗﺮﻳﺶ اﻟﻠﻄﻴﻤﺔ ‪ ..‬اﻟﻠﻄﻴﻤﺔ ‪..‬‬ ‫رﺟﺎﻟﻜﻢ ﺣﺘﻰ ﺗﺘﻨﺒﺄ ﻧﺴﺎؤآﻢ ؟‬
‫أﻣﻮاﻟﻜﻢ ﻣﻊ أﺑﻲ ﺳﻔﻴﺎن ﻗﺪ ﻋﺮض ﻟﻬﺎ ﻣﺤﻤﺪ‬ ‫ﻗ ﺪ زﻋﻤﺖ ﻋﺎﺗﻜﺔ ﻓﻲ رؤﻳﺎهﺎ أﻧﻪ ﻗﺎل ‪ :‬اﻧﻔﺮوا ﻓﻲ‬
‫ﻓﻲ أﺻﺤﺎﺑﻪ ﻻ أرى أن ﺗﺪرآﻮهﺎ ‪..‬‬ ‫ﺛﻼث ‪ ..‬ﻓﺴﻨﻨﺘﻈﺮ ﺑﻜﻢ ﺛﻼﺛﺔ أﻳﺎم ‪..‬‬
‫ﺛﻢ ﺻﺎح ﺑﺄﻋﻠﻰ ﺻﻮﺗﻪ ‪ :‬اﻟﻐﻮث ‪ ..‬اﻟﻐﻮث ‪..‬‬ ‫ﻓﺈن ﻳﻚ ﺣﻘ ًﺎ ﻣﺎ ﺗﻘﻮل ‪ ..‬ﻓﺴﻴﻜﻮن ‪..‬‬
‫ﻋﻨﺪهﺎ ﺗﺠﻬﺰت ﻗﺮﻳﺶ وﺧﺮﺟﺖ ‪ ..‬وآﺎن ﻣﻦ‬ ‫وإن ﺗﻤ ﺾ اﻟ ﺜﻼث وﻟ ﻢ ﻳﻜ ﻦ ﻣ ﻦ ذﻟ ﻚ ﺷ ﺊ ﻧﻜ ﺘﺐ‬
‫أﻣﺮهﺎ ﻓﻲ ﻣﻌﺮآﺔ ﺑﺪر ﻣﺎ آﺎن ‪..‬‬ ‫ﻋﻠﻴﻜﻢ آﺘﺎﺑ ًﺎ أﻧﻜﻢ أآﺬب أهﻞ ﺑﻴﺖ اﻟﻌﺮب ‪..‬‬
‫ﻓ ﺘﺄﻣﻞ آ ﻴﻒ اﻧﺘﺸ ﺮ اﻟﺴ ﺮ ﻓ ﻲ ﻟﻤﺤ ﺔ ﻋﻴﻦ ‪..‬‬ ‫ﻓﺎﺿ ﻄﺮب اﻟﻌﺒﺎس ‪ ..‬وﻣﺎ رد ﻋﻠﻴﻪ ﺷﻴﺌ ًﺎ ‪ ..‬وﺟﺤﺪ‬
‫ﻣﻊ ﻗﻮة اﻟﺤﺮص وﺷﺪة اﻻﺳﺘﺌﻤﺎن ‪!!..‬‬ ‫اﻟﺮؤﻳﺎ ‪ ..‬وأﻧﻜﺮ أن ﺗﻜﻮن رأت ﺷﻴﺌ ًﺎ ‪..‬‬

‫‪139‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬ ‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫اﻟﻘ ﺮﺁن آ ﻞ ﺳ ﻨﺔ ﻣ ﺮة وإﻧ ﻪ ﻋﺎرﺿ ﻨﻲ اﻟﻌ ﺎم‬ ‫وﻣﻦ ﻧﺸﺮ اﻟﺴﺮ أﻳﻀ ًﺎ ‪..‬‬
‫ﻣ ﺮﺗﻴﻦ ‪ ..‬وﻻ أراﻩ إﻻ ﺣﻀ ﺮ أﺟﻠ ﻲ ‪ ..‬وإﻧ ﻚ‬ ‫أن ﻋﻤﺮ ‪ τ‬ﻟﻤﺎ أﺳﻠﻢ ‪ ..‬أراد أن ﻳﻨﺸﺮ اﻟﺨﺒﺮ ‪..‬‬
‫أول أهﻞ ﺑﻴﺘﻲ ﻟﺤﺎﻗ ًﺎ ﺑﻲ ‪ ..‬ﻓﺒﻜﻴﺖ ‪..‬‬ ‫ﻓﺄﻗ ﺒﻞ إﻟ ﻰ رﺟ ﻞ ﻣ ﻨﻬﻢ ‪ ..‬ه ﻮ أﻋﻈﻤﻬ ﻢ ﻧﺸ ﺮًا‬
‫ﻓﻘ ﺎل ‪ :‬أﻣ ﺎ ﺗﺮﺿ ﻴﻦ أن ﺗﻜﻮﻧ ﻲ ﺳ ﻴﺪة ﻧﺴ ﺎء‬ ‫ﻟﻺﺷﺎﻋﺔ ‪..‬‬
‫أهﻞ اﻟﺠﻨﺔ ‪ ..‬أو ﻧﺴﺎء اﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ‪ ..‬ﻓﻀﺤﻜﺖ‬ ‫ﻓﻘ ﺎل ‪ :‬ﻳ ﺎ ﻓ ﻼن ‪ ..‬إﻧﻲ ﻣﺤﺪﺛﻚ ﺑﺴ ٍﺮ ‪ ..‬ﻓﺎآﺘﻢ ﻋﻨﻲ‬
‫ﻟﺬﻟﻚ ‪..‬‬ ‫‪!..‬‬
‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻣﺎ ﺳﺮك ؟‬
‫ﻗﺎﻟﻮا ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬أﺷﻌﺮت أﻧﻲ ﻗﺪ أﺳﻠﻤﺖ ‪ ..‬ﻓﺎﻧﺘﺒﻪ ‪ ..‬ﻻ ﺗﺨﺒﺮ‬
‫ﻣﻦ ﻋﺮف ﺳﺮك أﺳﺮك ‪..‬‬ ‫أﺣﺪًا ‪..‬‬
‫ﺛﻢ ﺗﻮﻟﻰ ﻋﻨﻪ ﻋﻤﺮ ‪..‬‬
‫‪ 61.‬ﻗﻀﺎء اﻟﺤﺎﺟﺎت ‪..‬‬ ‫ﻓﻤ ﺎ آ ﺎد ﻳﻐ ﻴﺐ ﻋ ﻨﻪ ‪ ..‬ﺣﺘ ﻰ ﺟﻌ ﻞ اﻟ ﺮﺟﻞ ﻳﻄ ﻮف‬
‫ت ﻓ ﻲ دراﺳ ﺔ اﻟﻤﺎﺟﺴ ﺘﻴﺮ ‪ ..‬اﻃﻠﻌ ﺖ‬ ‫ﻟﻤ ﺎ ﺑ ﺪأ ُ‬ ‫ﺖ أن ﻋﻤ ﺮ أﺳ ﻠﻢ ‪!!..‬‬ ‫ﺑﺎﻟ ﻨﺎس وﻳ ﺮدد ‪ :‬أﻋﻠﻤ َ‬
‫ﻋﻠﻰ ﻋﺪد أوﺳﻊ ﻣﻦ آﺘﺐ اﻟﻔﺮق واﻟﻄﻮاﺋﻒ‬ ‫ﺖ أن ﻋﻤﺮ أﺳﻠﻢ ‪!!..‬‬ ‫أﻋﻠﻤ َ‬
‫‪..‬‬ ‫ﻋﺠﺒ ًﺎ !! وآﺎﻟﺔ أﻧﺒﺎء ﻣﺘﻨﻘﻠﺔ ‪..‬‬
‫ﻣ ﻦ ﺑ ﻴﻦ ه ﺬﻩ اﻟﻤ ﺬاهﺐ ‪ ..‬اﻟﻤ ﺬهﺐ‬ ‫وﻓﻲ ﻳﻮم ﻣﻦ اﻷﻳﺎم ﺑﻌﺚ اﻟﻨﺒﻲ ‪ ε‬أﻧﺴًﺎ ‪ τ‬ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺔ‬
‫اﻟﺒﺮاﺟﻤﺎﺗﻲ ‪bragmatizem ..‬‬ ‫‪..‬‬
‫وﺗﺮﺟﻤﺘﻪ ﺑﺎﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ‪ :‬اﻟﻤﺬهﺐ اﻟﻨﻔﻌﻲ ‪..‬‬ ‫ﻓﻤ ﱠﺮ ﺑﺄﻣﻪ ‪ ..‬ﻓﺴﺄﻟﺘﻪ ‪ ..‬إﻟﻰ ﻣﺎذا أرﺳﻠﻚ اﻟﻨﺒﻲ ‪ ε‬؟‬
‫ﻟﻤ ﺎ ﺗﺒﺤ ﺮت ﻓ ﻲ دراﺳ ﺔ هﺬا اﻟﻤﺬهﺐ أدرآﺖ‬ ‫ﻓﻘ ﺎل ‪ :‬واﷲ ‪ ..‬ﻣ ﺎ آ ﻨﺖ ﻷﻓﺸﻲ ﺳ ّﺮ رﺳﻮل اﷲ ‪ρ‬‬
‫ﻟﻤ ﺎذا آ ﻨﺎ ﻧﺴ ﻤﻊ ﻓ ﻲ أوروﺑ ﺎ وأﻣﺮﻳﻜﺎ ‪ ..‬أﻧﻪ‬ ‫‪..‬‬
‫ﻓ ﻲ آﺜﻴ ﺮ ﻣ ﻦ اﻷﺣ ﻴﺎن ﻳﻬﺠ ﺮ اﻻﺑ ﻦ أﺑ ﺎﻩ ‪..‬‬ ‫هﻜ ﺬا آ ﺎن أﻧ ﺲ وه ﻮ ﺻ ﻐﻴﺮ ‪ ..‬ﻓ ﻲ ﺷ ﺪة ﺣﻔﻈ ﻪ‬
‫وإذا ﻗﺎﺑﻠ ﻪ ﻓ ﻲ ﻣﻄﻌ ﻢ ﻓﻜ ﻞ واﺣ ﺪ ﻣ ﻨﻬﻤﺎ‬ ‫ﻟﻠﺴﺮ ‪..‬‬
‫ﻳﺤﺎﺳﺐ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻪ ‪..‬‬ ‫وأﻧﻰ ﻟﻚ اﻟﻴﻮم أن ﺗﺠﺪ ﻣﺜﻞ أﻧﺲ ‪..‬‬
‫ﻼ ‪ ..‬ﻣ ﺎدام أﻧ ﻲ ﻟ ﻦ أﺳ ﺘﻔﻴﺪ ﻣ ﻨﻚ ﻓﻠﻤ ﺎذا‬‫ﻓﻌ ً‬ ‫ﻗﺎﻟﺖ ﻋﺎﺋﺸﺔ ‪.. τ‬‬
‫أﺧﺪﻣﻚ ؟!‬ ‫أﻗ ﺒﻠﺖ ﻓﺎﻃﻤ ﺔ ﺗﻤﺸ ﻲ ‪ ..‬آ ﺄن ﻣﺸﻴﺘﻬﺎ ﻣﺸﻴﺔ اﻟﻨﺒﻲ‬
‫ﻟﻤ ﺎذا أﻧﻔ ﻖ ﻣﺎﻟ ﻲ ؟! واﺻ ﺮف وﻗﺘ ﻲ ؟!‬ ‫‪.. ρ‬‬
‫وأﺑ ﺬل ﺟﻬ ﺪي ؟! دون ﻣ ﺮدود ﻣ ﺎدي ﻳﻌ ﻮد‬ ‫ﻓﻘ ﺎل اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ : ρ‬ﻣ ﺮﺣﺒ ًﺎ ﺑﺎﺑﻨﺘ ﻲ ‪ ..‬ﺛ ﻢ أﺟﻠﺴﻬﺎ ﻋﻦ‬
‫ﻋﻠﻲ ‪..‬‬ ‫ﻳﻤﻴﻨﻪ ‪ -‬أو ﻋﻦ ﺷﻤﺎﻟﻪ ‪.. -‬‬
‫اﻹﺳﻼم ﻗﻠﺐ هﺬا اﻟﻤﻴﺰان ‪..‬‬ ‫ﺛﻢ أﺳ ﱠﺮ إﻟﻴﻬﺎ ﺣﺪﻳﺜ ًﺎ ‪ ..‬ﻓﺒﻜﺖ ‪..‬‬
‫ﻓﻘﺎل اﷲ ) وأﺣﺴﻨﻮا إن اﷲ ﻳﺤﺐ اﻟﻤﺤﺴﻨﻴﻦ‬ ‫ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻬﺎ ‪ :‬ﻟﻢ ﺗﺒﻜﻴﻦ ‪..‬‬
‫(‪.‬‬ ‫ﺛﻢ أﺳ ﱠﺮ إﻟﻴﻬﺎ ﺣﺪﻳﺜ ًﺎ ‪ ..‬ﻓﻀﺤﻜﺖ ﻓﻘﻠﺖ ‪:‬‬
‫وﻗ ﺎل ‪ ) : ε‬ﻟ ﺌﻦ اﻣﺸ ﻲ ﻣ ﻊ اﺧ ﻲ ﻓ ﻲ ﺣﺎﺟﺔ‬ ‫ﻣﺎ رأﻳﺖ آﺎﻟﻴﻮم ‪ ..‬ﻓﺮﺣ ًﺎ أﻗﺮب ﻣﻦ ﺣﺰن ‪..‬‬
‫ﻲ ﻣﻦ أن أﻋﺘﻜﻒ‬ ‫ﺣﺘ ﻰ أﺛﺒ ﺘﻬﺎ ﻟ ﻪ ‪ ..‬أﺣ ﺐ إﻟ ﱠ‬ ‫ﻓﺴﺄﻟﺖ ﻓﺎﻃﻤﺔ ﻋﻤﺎ ﻗﺎل ﻟﻬﺎ اﻟﻨﺒﻲ ‪ ε‬؟‬
‫ﻓﻲ ﻣﺴﺠﺪي هﺬا ﺷﻬﺮًا ( ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎﻟﺖ ‪ :‬ﻣﺎ آﻨﺖ ﻷﻓﺸﻲ ﺳﺮ رﺳﻮل اﷲ ‪.. ρ‬‬
‫وﻣ ﻦ آ ﺎن ﻓ ﻲ ﺣﺎﺟ ﺔ أﺧ ﻴﻪ ‪ ..‬آ ﺎن اﷲ ﻓ ﻲ‬ ‫ﺣﺘﻰ ﻗﺒﺾ اﻟﻨﺒﻲ ‪.. ρ‬‬
‫ﺣﺎﺟﺘﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﺴﺄﻟﺘﻬﺎ ؟‬
‫وآ ﺎن ‪ ε‬ﻳﻤﺸ ﻲ ﻓﻲ اﻟﻄﺮﻳﻖ ﻓﺘﻮﻗﻔﻪ اﻟﺠﺎرﻳﺔ‬ ‫)‪(77‬‬
‫ﻲ ‪ :‬إن ﺟﺒﺮﻳﻞ آﺎن ﻳﻌﺎرﺿﻨﻲ‬ ‫ﻓﻘﺎﻟﺖ ‪ :‬أﺳﺮ إﻟ ﱠ‬
‫وﺗﻘ ﻮل ‪ :‬ﻟﻲ إﻟﻴﻚ ﺣﺎﺟﺔ ‪ ..‬ﻓﻴﻘﻒ ﻣﻌﻬﺎ ﺣﺘﻰ‬
‫ﻳﺴ ﻤﻊ ﺣﺎﺟ ﺔ ‪ ..‬وﻗ ﺪ ﻳﻤﻀ ﻲ ﻣﻌﻬ ﺎ إﻟﻰ ﺑﻴﺖ‬
‫ﻳﻌﺎرﺿﻪ اﻟﻘﺮﺁن ‪ :‬ﻳﺮاﺟﻊ اﻟﻘﺮﺁن ﻣﻌﻪ ‪.‬‬ ‫) ‪( 77‬‬
‫‪140‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬ ‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫وﻗﺎل ‪:‬‬ ‫ﺳﻴﺪهﺎ ﻟﻴﻘﻀﻴﻬﺎ ﻟﻬﺎ ‪..‬‬
‫ﺗﺼ ﺪﻗﻮا ﻗ ﺒﻞ أن ﻻ ﺗﺼ ﺪﻗﻮا ‪ ..‬ﺗﺼ ﺪﻗﻮا ﻗ ﺒﻞ‬ ‫ﺑﻞ آﺎن ‪ ρ‬ﻳﺨﺎﻟﻂ اﻟﻨﺎس وﻳﺼﺒﺮ ﻋﻠﻰ أذاهﻢ ‪..‬‬
‫أن ﻳﺤﺎل ﺑﻴﻨﻜﻢ وﺑﻴﻦ اﻟﺼﺪﻗﺔ ‪..‬‬ ‫آ ﺎن ﻳﻌ ﺎﻣﻠﻬﻢ ﺑ ﻨﻔﺲ رﺣ ﻴﻤﺔ ‪ ..‬وﻋ ﻴﻦ داﻣﻌ ﺔ ‪..‬‬
‫ﺗﺼ ﺪق اﻣ ﺮؤ ﻣ ﻦ دﻳ ﻨﺎرﻩ ‪ ..‬ﻣ ﻦ درهﻤ ﻪ ‪..‬‬ ‫وﻟﺴﺎن داع ‪ ..‬وﻗﻠﺐ ﻋﻄﻮف ‪..‬‬
‫ﻣ ﻦ ﺑ ﺮﻩ ‪ ..‬ﻣﻦ ﺷﻌﻴﺮﻩ ‪ ..‬وﻻ ﻳﺤﻘﺮن أﺣﺪآﻢ‬ ‫آ ﺎن ﻳﺸ ﻌﺮ أﻧ ﻪ ه ﻮ وه ﻢ ‪ ..‬ﺟﺴ ﺪ واﺣ ﺪ ‪ ..‬ﻳﺸ ﻌﺮ‬
‫ﺷ ﻴﺌ ًﺎ ﻣ ﻦ اﻟﺼ ﺪﻗﺔ ‪ ..‬وﺟﻌ ﻞ ﻳﻌ ﺪد أﻧ ﻮاع‬ ‫ﺑﻔﻘ ﺮ اﻟﻔﻘﻴ ﺮ ‪ ..‬وﺣ ﺰن اﻟﺤ ﺰﻳﻦ ‪ ..‬وﻣ ﺮض‬
‫اﻟﺼﺪﻗﺎت ﺣﺘﻰ ﻗﺎل ‪:‬‬ ‫اﻟﻤﺮﻳﺾ ‪ ..‬وﺣﺎﺟﺔ اﻟﻤﺤﺘﺎج ‪..‬‬
‫وﻟﻮ ﺑﺸﻖ ﺗﻤﺮة ‪..‬‬ ‫اﻧﻈ ﺮ إﻟ ﻴﻪ ‪ .. ρ‬وﻗ ﺪ ﺟﻠ ﺲ ﻓ ﻲ ﻣﺴ ﺠﺪﻩ ﻳﺤ ﺪث‬
‫ﻓﻘ ﺎم رﺟ ﻞ ﻣ ﻦ اﻷﻧﺼ ﺎر ﺑﺼ ﺮة ﻓ ﻲ آﻔ ﻪ ‪..‬‬ ‫أﺻﺤﺎﺑﻪ ‪..‬‬
‫ﻓﻨﺎوﻟﻬﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪ ρ‬وهﻮ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﺒﺮﻩ ‪..‬‬ ‫ﻼ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﺑﻌﻴﺪ ‪..‬‬ ‫ﻓﺈذا ﺑﻪ ﻳﺮى ﺳﻮادًا ﻣﻘﺒ ً‬
‫ﻓﻘﺒﻀ ﻬﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ρ‬ﻳﻌ ﺮف اﻟﺴﺮور ﻓﻲ‬ ‫ﻧﻈ ﺮ إﻟ ﻴﻬﻢ ‪ ..‬ﻓ ﺈذا ه ﻢ ﻗﻮم ﻓﻘﺮاء أﻗﺒﻠﻮا ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ‬
‫وﺟﻬﻪ ‪..‬‬ ‫ﻣﻀﺮ ‪ ..‬ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻧﺠﺪ ‪..‬‬
‫وﻗ ﺎل ‪ :‬ﻣ ﻦ ﺳ ﻦ ﺳ ﻨﺔ ﺣﺴ ﻨﺔ ‪ ..‬ﻓﻌﻤ ﻞ ﺑﻬ ﺎ‬ ‫وﻣﻦ ﺷﺪة ﻓﻘﺮهﻢ ﻗﺪ اﺟﺘﺎﺑﻮا اﻟﻨﻤﺎر ‪..‬‬
‫آ ﺎن ﻟﻪ أﺟﺮهﺎ ‪ ..‬وﻣﺜﻞ أﺟﺮ ﻣﻦ ﻋﻤﻞ ﺑﻬﺎ ﻻ‬ ‫ﻳﻌﻨ ﻲ ﻳﻤﻠ ﻚ أﺣ ﺪهﻢ ﻗﻄﻌ ﺔ ﻗﻤ ﺎش ﻓ ﻼ ﻳﺠ ﺪ ﺛﻤ ﻦ‬
‫ﻳﻨﻘﺺ ﻣﻦ أﺟﻮرهﻢ ﺷﻲء ‪..‬‬ ‫اﻹﺑ ﺮة واﻟﺨ ﻴﻂ ‪ ..‬ﻓﻴﺨ ﺮق اﻟﻘﻤ ﺎش ﻣ ﻦ وﺳﻄﻪ ﺛﻢ‬
‫وﻣ ﻦ ﺳ ﻦ ﺳ ﻨﺔ ﺳ ﻴﺌﺔ ‪ ..‬ﻓﻌﻤ ﻞ ﺑﻬ ﺎ ‪ ..‬آ ﺎن‬ ‫ﻳﺨﺮج رأﺳﻪ وﻳﺴﺪل ﺑﺎﻗﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﺟﺴﺪﻩ ‪..‬‬
‫ﻋﻠ ﻴﻪ وزره ﺎ ‪ ..‬وﻣ ﺜﻞ وزر ﻣ ﻦ ﻋﻤﻞ ﺑﻬﺎ ﻻ‬ ‫أﻗ ﺒﻠﻮا ﻗ ﺪ اﺟ ﺘﺎﺑﻮا اﻟ ﻨﻤﺎر ‪ ..‬وﺗﻘﻠ ﺪوا اﻟﺴ ﻴﻮف ‪..‬‬
‫ﻳﻨﻘﺺ ﻣﻦ أوزارهﻢ ﺷﻲء ‪..‬‬ ‫وﻟ ﻴﺲ ﻋﻠ ﻴﻬﻢ أزر وﻻ ﺷ ﻲء ﻏﻴ ﺮُهﺎ ‪ ..‬ﻻ ﻋﻤﺎﻣ ﺔ‬
‫ﻓﻘ ﺎم اﻟ ﻨﺎس ‪ ..‬ﻓﺘﻔ ﺮﻗﻮا إﻟ ﻰ ﺑ ﻴﻮﺗﻬﻢ ‪..‬‬ ‫وﻻ ﺳﺮاوﻳﻞ وﻻ رداء ‪..‬‬
‫وﺟ ﺎءوا ﺑﺼ ﺪﻗﺎت ‪ ..‬ﻓﻤﻦ ذي دﻳﻨﺎر ‪ ..‬وﻣﻦ‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎ رأى رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ρ‬اﻟ ﺬي ﺑﻬ ﻢ ﻣ ﻦ اﻟﺠﻬ ﺪ‬
‫ذي درهﻢ ‪..‬‬ ‫واﻟﻌﺮي واﻟﺠﻮع ‪ ..‬ﺗﻐﻴﺮ وﺟﻬﻪ ‪..‬‬
‫وﻣﻦ ذي ﺗﻤﺮ ‪ ..‬وﻣﻦ ذي ﺛﻴﺎب ‪..‬‬ ‫ﺛ ﻢ ﻗ ﺎم ‪ ..‬ﻓ ﺪﺧﻞ ﺑﻴ ﺘﻪ ‪ ..‬ﻓﻠﻢ ﻳﺠﺪ ﺷﻴﺌ ًﺎ ﻳﺘﺼﺪق ﺑﻪ‬
‫ﺣﺘ ﻰ اﺟﺘﻤﻊ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ ‪ ρ‬آﻮﻣﺎن ‪ ..‬آﻮم ﻣﻦ‬ ‫ﻋﻠﻴﻬﻢ ‪..‬‬
‫ﻃﻌﺎم ‪ ..‬وآﻮم ﻣﻦ ﺛﻴﺎب ‪..‬‬ ‫ﻓﺨ ﺮج ‪ ..‬ودﺧﻞ ﺑﻴﺘﻪ اﻵﺧﺮ ‪ ..‬وﺧﺮج ‪ ..‬ﻳﺒﺤﺚ ‪..‬‬
‫ﻓﻠﻤ ﺎ رأى ‪ ρ‬ذﻟ ﻚ ﺗﻬﻠ ﻞ وﺟﻬ ﻪ ﺣﺘ ﻰ آﺄﻧ ﻪ‬ ‫ﻳﻠﺘﻤﺲ ﺷﻴﺌ ًﺎ ﻟﻬﻢ ‪ ..‬ﻓﻠﻢ ﻳﺠﺪ ‪..‬‬
‫ﻓﻠﻘﺔ ﻣﻦ ﻗﻤﺮ ‪..‬‬ ‫ﺛ ﻢ راح إﻟ ﻰ اﻟﻤﺴ ﺠﺪ ‪ ..‬ﻓﺼ ﻠﻰ اﻟﻈﻬﺮ ‪ ..‬ﺛﻢ ﺻﻌﺪ‬
‫ﺛﻢ ﻗﺴﻤﻪ ﺑﻴﻦ اﻟﻔﻘﺮاء ‪ ..‬رواﻩ ﻣﺴﻠﻢ ‪..‬‬ ‫ﻣﻨﺒﺮﻩ ‪..‬‬
‫وﻟﻤ ﺎ ﺳ ﺌﻠﺖ ﻋﺎﺋﺸ ﺔ ﻋﻦ ﺣﺎﻟﻪ ‪ ε‬ﻓﻲ ﺑﻴﺘﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﺤﻤﺪ اﷲ وأﺛﻨﻰ ﻋﻠﻴﻪ ‪ ..‬ﺛﻢ ﻗﺎل ‪:‬‬
‫ﻗﺎﻟﺖ ‪:‬‬ ‫أﻣﺎ ﺑﻌﺪ ‪ ..‬ﻓﺈن اﷲ ﻋﺰ وﺟﻞ ‪ ..‬أﻧﺰل ﻓﻲ آﺘﺎﺑﻪ ‪) :‬‬
‫آ ﺎن ﻳﻜ ﻮن ﻓ ﻲ ﺣﺎﺟ ﺔ أهﻠ ﻪ ‪ ..‬أو ﻓ ﻲ ﻣﻬ ﻨﺔ‬ ‫ﺲ‬‫ﻦ َﻧ ْﻔ ٍ‬‫ﺧ َﻠ َﻘ ُﻜ ْﻢ ِﻣ ْ‬ ‫س ا ﱠﺗ ُﻘ ﻮا َر ﱠﺑ ُﻜ ُﻢ اﱠﻟ ﺬِي َ‬‫َﻳ ﺎ َأ ﱡﻳ َﻬ ﺎ اﻟ ﻨﱠﺎ ُ‬
‫أهﻠﻪ ‪..‬‬ ‫ﺟ ﺎ ًﻻ‬
‫ﺚ ِﻣ ْﻨ ُﻬﻤَﺎ ِر َ‬ ‫ﺟ َﻬ ﺎ َو َﺑ ﱠ‬ ‫ﻖ ِﻣ ْﻨﻬَﺎ َز ْو َ‬ ‫ﺧ َﻠ َ‬‫ﺣ َﺪ ٍة َو َ‬ ‫وَا ِ‬
‫أﻓ ﻼ ﺗﺠﻌ ﻞ ﻣ ﻦ ﻃ ﺮق دﺧ ﻮﻟﻚ إﻟ ﻰ ﻗﻠ ﻮب‬ ‫ن ِﺑ ِﻪ‬ ‫ﺴ ﺎ َءﻟُﻮ َ‬ ‫ﷲ اﱠﻟ ﺬِي َﺗ َ‬ ‫ﺴ ﺎ ًء وَا ﱠﺗ ُﻘ ﻮا ا َﱠ‬ ‫َآﺜِﻴ ﺮًا َو ِﻧ َ‬
‫اﻟﻨﺎس ‪ ..‬ﻗﻀﺎء ﺣﺎﺟﺎﺗﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﻋ َﻠ ْﻴ ُﻜ ْﻢ َرﻗِﻴﺒ ًﺎ ( ‪..‬‬‫ن َ‬ ‫ﷲ آَﺎ َ‬‫ن ا َﱠ‬ ‫وَا َْﻷ ْرﺣَﺎ َم ِإ ﱠ‬
‫اﺣ ﺘﺎج ﺷ ﺨﺺ إﻟ ﻰ ﻣﺴﺘﺸ ﻔﻰ ‪ ..‬ﻓﺄوﺻ ﻠﺘﻪ‬ ‫ﺛﻢ ﻗﺮأ ‪..‬‬
‫إﻟﻴﻪ ‪..‬‬ ‫ﺲ ﻣَﺎ‬
‫ﻈ ْﺮ َﻧ ْﻔ ٌ‬ ‫ﷲ َو ْﻟ َﺘ ْﻨ ُ‬‫ﻦ ﺁ َﻣ ﻨُﻮا ا ﱠﺗ ُﻘ ﻮا ا َﱠ‬ ‫) َﻳ ﺎ َأ ﱡﻳ َﻬ ﺎ اﱠﻟ ﺬِﻳ َ‬
‫اﺳﺘﻌﺎن ﺑﻚ ﻓﻲ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻓﺄﻋﻨﺘﻪ ﻋﻠﻴﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ن(‬ ‫ﺧﺒِﻴ ٌﺮ ِﺑﻤَﺎ َﺗ ْﻌ َﻤﻠُﻮ َ‬ ‫ﷲ َ‬‫ن ا َﱠ‬‫ﷲ ِإ ﱠ‬‫ﺖ ِﻟ َﻐ ٍﺪ وَا ﱠﺗ ُﻘ ﻮا ا َﱠ‬‫َﻗ ﱠﺪ َﻣ ْ‬
‫ﻳﺮاك ﺗﻘﻀﻲ ﺣﺎﺟﺘﻪ ‪ ..‬وﺗﻘﻒ ﻣﻌﻪ ﻓﻲ آﺮﺑﺘﻪ‬ ‫‪..‬‬
‫‪ ..‬وهﻮ ﻳﻌﻠﻢ أﻧﻚ ﻻ ﺗﺮﺟﻮ ﻣﻦ ذﻟﻚ ﺟﺰاء وﻻ‬ ‫وﺟﻌ ﻞ ﻳ ﺘﻠﻮا اﻵﻳ ﺎت واﻟﻤﻮاﻋﻆ ‪ ..‬ﺛﻢ ﺻﺎح ﺑﻬﻢ ‪..‬‬

‫‪141‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬ ‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫وه ﻮ رﺟ ﻞ ﻋ ﺎدي ﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﻗﺪرات آﺒﻴﺮة وﻻ‬ ‫ﺷﻜﻮرًا ‪..‬‬
‫ﻋﻼﻗﺎت اﻟﻮاﺳﻌﺔ ‪ ..‬وﻻ وﺟﺎهﺔ ﻣﺘﻤﻴّﺰة ‪..‬‬ ‫أﺣﺴﻦ إﻟﻰ اﻟﻨﺎس ﺗﺴﺘﻌﺒﺪ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ‬
‫وآﺎن اﻟﻤﺴﻜﻴﻦ ﻳﻐﻠﺒﻪ اﻟﺤﻴﺎء واﻟﺨﺠﻞ ﻣﻦ آﻞ‬ ‫ﻓﻄﺎﻟﻤﺎ اﺳﺘﻌﺒﺪ اﻹﻧﺴﺎن‬
‫أﺣﺪ ‪ ..‬ﻓﻼ ﻳﻘﺪر أن ﻳﻌﺘﺬر ﻣﻦ أﺣﺪ أﺑﺪًا ‪..‬‬ ‫إﺣﺴﺎن‬
‫ﺑﻞ ﻳﺄﺧﺬ ﻣﻌﺮوض هﺬا وﻳﻌﺪﻩ ﺑﺴﺪاد دﻳﻨﻪ ‪..‬‬ ‫رؤﻳﺔ ‪..‬‬
‫وﻳﻜ ﺘﺐ رﻗ ﻢ هﺎﺗ ﻒ اﻟﺜﺎﻧ ﻲ ‪ ..‬وﻳﻌﺪﻩ أن ﻳﻘﺒﻞ‬ ‫ﻣﻦ ﻋﺎش ﻟﻐﻴﺮﻩ ﻓﺴﻴﻌﻴﺶ ﻣﺘﻌﺒ ًﺎ ‪ ..‬ﻟﻜﻨﻪ ﺳﻴﺤﻴﺎ‬
‫ﻓﻲ اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ‪..‬‬ ‫آﺒﻴﺮًا ‪ ..‬وﻳﻤﻮت آﺒﻴﺮًا ‪..‬‬
‫وﻳﻘﻮل ﻟﻠﺜﺎﻟﺚ ‪ :‬ﺗﻌﺎل ﺑﻌﺪ ﻳﻮﻣﻴﻦ وﺗﺠﺪ ورﻗﺔ‬
‫دﺧﻮل اﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ ﺟﺎهﺰة ‪..‬‬ ‫‪ 62.‬ﻻ ﺗﺘﻜﻠﻒ ﻣﺎ ﻻ ﺗﻄﻴﻖ !!‬
‫وهﻜﺬا دواﻟﻴﻚ ‪..‬‬ ‫آ ﺎن ﺻ ﺎﺣﺒﻲ ﻣﻦ ﺧﻴﺎر اﻟﻨﺎس ‪ ..‬ﺧﻠﻘ ًﺎ ‪ ..‬ودﻳﻨ ًﺎ ‪..‬‬
‫ﻓ ﻴﺄﺗﻮﻧﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻮﻋﺪ ‪ ..‬وﻳﻌﺘﺬر ‪ ..‬وﻳﻌﻄﻴﻬﻢ‬ ‫ﻼ ‪..‬‬
‫وﻋﻘ ً‬
‫ﻣﻮاﻋﻴﺪ أﺧﺮى ‪..‬‬ ‫آﺎن إﻣﺎم ﻣﺴﺠﺪ ﺑﺠﺎﻧﺐ ﺑﻴﺘﻪ ‪..‬‬
‫ﺣﺘ ﻰ ﺻ ﺎر ﻳﺘﻬ ﺮب ﻣ ﻨﻬﻢ ‪ ..‬وﻻ ﻳ ﺮد ﻋﻠ ﻰ‬ ‫ﻟﻜﻨﻲ آﻨﺖ أﺳﻤﻊ ذﻣﻪ ﻋﻠﻰ أﻟﺴﻨﺔ أﻧﺎس آﺜﻴﺮﻳﻦ ‪..‬‬
‫هﺎﺗﻔﻪ ‪ ..‬ﺑﻞ وأﺣﻴﺎﻧ ًﺎ ﻻ ﻳﺨﺮج ﻣﻦ ﺑﻴﺘﻪ ‪!!..‬‬ ‫آﻨﺖ أﺗﻌﺠﺐ ﻣﻦ ذﻟﻚ ‪ ..‬وﻻ أﺟﺪ ﻟﻪ ﺟﻮاﺑ ًﺎ ‪..‬‬
‫وﺻ ﺎر ﻣ ﻦ ﻳﻠﻘ ﺎﻩ ﻣﻨﻬﻢ ‪ ..‬إن وﺟﺪﻩ ‪ ..‬ﻳﺴﺒﻪ‬ ‫ﺣﺘ ﻰ ﺟﺎءﻧ ﻲ ﻳ ﻮﻣ ًﺎ ﺟ ﺎرﻩ ‪ ..‬ﻗ ﺎل ‪ :‬ﻳ ﺎ ﺷ ﻴﺦ ‪..‬‬
‫وﻳﺼﺮخ ﺑﻪ ‪ ..‬وﻳﺮدد ‪ :‬ﻃﻴﺐ ﻟﻤﺎذا ﺗﻌﺪﻧﻲ ‪..‬‬ ‫ﺻﺎﺣﺒﻚ ‪ ..‬ﻻ ﻳﺼﻠﻲ ﺑﻨﺎ ‪ ..‬وﻻ ﻣﻌﻨﺎ !!‬
‫ﻟﻤﺎذا ﺗﺠﻌﻠﻨﻲ أﺑﻨﻲ اﻵﻣﺎل ﻋﻠﻴﻚ ‪..‬‬ ‫ﻗﻠﺖ ‪ :‬ﻟﻢ ؟!!‬
‫واﻟﺜﺎﻧ ﻲ ﻳﻘ ﻮل ‪ :‬ﻟ ﻢ أآﻠ ﻢ إﻻ أﻧ ﺖ ‪ ..‬وﺗ ﺮآﺖ‬ ‫ﻗ ﺎل ‪ :‬ﻻ أدري ‪ ..‬ﻟﻜ ﻨﻪ ه ﻮ اﻹﻣ ﺎم ‪ ..‬وﻣ ﻊ ذﻟ ﻚ‬
‫ﻏﻴﺮك ﻟﻤﺎ وﻋﺪﺗﻨﻲ ‪..‬‬ ‫ﻳﻐﻴﺐ آﺜﻴﻴﻴﻴﺮًا ﻋﻦ اﻟﻤﺴﺠﺪ ‪..‬‬
‫ﻟﻤ ﺎ ﻋ ﺮﻓﺖ ﺣﺎﻟ ﻪ ‪ ..‬أﻳﻘ ﻨﺖ أﻧ ﻪ ﺣﻔ ﺮ ﻟﻨﻔﺴ ﻪ‬ ‫ﻓﺠﻌﻠﺖ أﻟﺘﻤﺲ ﻟﻪ اﻷﻋﺬار ‪ ..‬ﻓﻘﻠﺖ ‪ :‬ﻟﻌﻠﻪ ﻣﺸﻐﻮل‬
‫ﺣﻔﺮة ‪ ..‬ﺛﻢ ﺗﺮدى ﻓﻴﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ﺑﺄﻣﺮ ﺿﺮوري ‪ ..‬ﻟﻌﻠﻪ ﻏﻴﺮ ﻣﻮﺟﻮد ﺑﺎﻟﺒﻴﺖ ‪..‬‬
‫ﺳﻤﻌﺘﻪ ﻣﺮة ﻳﻌﺘﺬر ﻣﻦ أﺣﺪهﻢ ‪ ..‬وﻳﻘﻮل ‪:‬‬ ‫ﻗ ﺎل ‪ :‬ﻳ ﺎ ﺷ ﻴﻴﻴﻴﺦ ‪ ..‬ﺳ ﻴﺎرﺗﻪ واﻗﻔ ﺔ ﻋ ﻨﺪ اﻟﺒﺎب ‪..‬‬
‫ﺁﺳ ﻒ ‪ ..‬ﻟ ﻢ أﺳ ﺘﻄﻊ أن أﻓﻌ ﻞ ﺷ ﻴﺌ ًﺎ ﻓ ﻲ‬ ‫وأﻧﺎ ﻣﺘﺄآﺪ أﻧﻪ ﻓﻲ ﺑﻴﺘﻪ ‪..‬‬
‫ﻣﻮﺿﻮﻋﻚ ‪..‬‬ ‫ﺟﻌﻠﺖ أﺗﻘﺼﻰ اﻟﺴﺒﺐ ﻟﻨﺼﺢ ﺻﺎﺣﺒﻲ ‪..‬‬
‫وذاك ﻳﻘ ﻮل ﺑﻜ ﻞ ﻗ ﻮة ‪ :‬ﻃ ﻴﺐ أﻧ ﺖ ﺿ ﻴﻌﺖ‬ ‫ﺣﺘﻰ وﺟﺪت اﻟﺴﺒﺐ ‪..‬‬
‫ﻲ ‪ ..‬ﻟﻴﺘﻚ أﺧﺒﺮﺗﻨﻲ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ‪..‬‬ ‫اﻟﻮﻗﺖ ﻋﻠ ﱠ‬ ‫اﻟﺮﺟﻞ ﺑﺤﻜﻢ إﻣﺎﻣﺘﻪ ﻟﻠﻤﺴﺠﺪ ‪..‬‬
‫ﺗﺬآ ﺮت ﻋ ﻨﺪهﺎ ﻗ ﻮل اﻟﺤﻜ ﻴﻢ ‪ :‬اﻻﻋ ﺘﺬار ﻓ ﻲ‬ ‫ﻳﺄﺗ ﻲ إﻟ ﻴﻪ اﻟ ﻨﺎس وﻳﻠﺘﻤﺴ ﻮن ﻣ ﻨﻪ اﻹﻋﺎﻧ ﺔ ﻓ ﻲ‬
‫اﻟﺒﺪاﻳﺔ ﺧﻴﺮ ﻣﻦ اﻻﻋﺘﺬار ﻓﻲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ‪..‬‬ ‫ﺣﺎﺟﺎﺗﻬﻢ ‪..‬‬
‫ﻣﺎ أﺟﻤﻞ أن ﻳﻌﺮف اﻟﻤﺮء ﻗﺪراﺗﻪ ‪ ..‬وﻳﺘﺤﺮك‬ ‫هﺬا ﻋﻠﻴﻪ دﻳﻦ ﻳﺮﻳﺪ أن ﻳﺒﺤﺚ ﻟﻪ ﻋﻤﻦ ﻳﺴﺪدﻩ ‪..‬‬
‫ﻓﻲ ﺣﺪود اﻟﺪاﺋﺮة اﻟﻤﺮﺳﻮﻣﺔ ﺣﻮﻟﻪ ‪..‬‬ ‫وه ﺬا ﻣﺘﺨ ﺮج ﻣ ﻦ اﻟ ﺜﺎﻧﻮﻳﺔ وﻳ ﺮﻳﺪ ﺷﻔﺎﻋﺔ ﻟﺪﺧﻮل‬
‫وﻟﻘﺪ ﺟﺮﺑﺖ ذﻟﻚ ﺑﻨﻔﺴﻲ ‪..‬‬ ‫اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ‪..‬‬
‫أذآﺮ أﻧﻲ أﻟﻘﻴﺖ ﻣﺤﺎﺿﺮة ﻓﻲ أﺣﺪ اﻟﻤﺠﻤﻌﺎت‬ ‫وه ﺬا ﻣ ﺮﻳﺾ ﻳﺮﻳﺪ إﻋﺎﻧﺘﻪ ﻋﻠﻰ دﺧﻮل اﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ‬
‫اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺑﺎﻟﺮﻳﺎض ‪..‬‬ ‫اﻟﻔﻼﻧﻲ ‪..‬‬
‫وﺑﻌﺪهﺎ ﺟﺎءﻧﻲ أﺣﺪهﻢ وﻗﺎل ‪ :‬ﻳﺎ ﺷﻴﺦ أرﻳﺪك‬ ‫وهﺬا ﻋﻨﺪﻩ ﺑﻨﺎت آﺒﺎر وﻳﺮﻳﺪ ﻟﻬﻦ أزواج ‪..‬‬
‫ﻓﻲ ﻣﻮﺿﻮع ﺿﺮوري ﺟﺪًا ‪..‬‬ ‫وهﺬا ﻋﻠﻴﻪ أﻳﺠﺎر ﻟﺒﻴﺘﻪ ﻟﻢ ﻳﺴﺪدﻩ ‪..‬‬
‫ﻗﻠﺖ ‪ :‬ﺗﻔﻀﻞ ‪ ..‬ﻣﺎ هﻮ ؟‬ ‫وه ﺬا أﻋﻄ ﺎﻩ ورﻗ ﺔ اﺳ ﺘﻔﺘﺎء ﻓﻲ ﻃﻼق ﻟﻴﺬهﺐ ﺑﻬﺎ‬
‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻻ ‪ ..‬ﻣﺎ ﻳﺼﻠﺢ أن أذآﺮﻩ اﻵن ‪ ..‬ﻻ ﺑ ّﺪ‬ ‫ﻟﻠﻤﻔﺘﻲ اﻟﻌﺎم ‪..‬‬
‫أن أﻗﺎﺑﻠﻚ ﻓﻲ وﻗﺖ واﺳﻊ ‪..‬‬ ‫وهﺬا ‪..‬‬

‫‪142‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬ ‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫أآﺘﺐ ﻟﻚ ﺷﻔﺎﻋﺔ ﻟﻠﻤﺴﺌﻮل ﻓﻴﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ﻈ ﻢ ﺣﺠ ﻢ اﻟﻤﻮﺿﻮع وأﻧﺎ أﺳﺘﻤﻊ ﻟﻪ ﺑﻠﻄﻒ‬ ‫ﺟﻌ ﻞ ُﻳ َﻌ ّ‬
‫ﻼ ‪ ..‬اﻧﺘﻈﺮت أن ﻳﻮدﻋﻨﻲ ‪..‬‬ ‫ﺳﻜﺖ اﻟﺮﺟﻞ ﻗﻠﻴ ً‬ ‫‪ ..‬ﻟﻜﻨ ﻲ ﻗﺪ ﻋﻠﻤﺘﻨﻲ اﻟﺤﻴﺎة أن أآﺜﺮ اﻟﻨﺎس ﻳﻌﻄﻮن‬
‫ﻟﻜﻨﻲ ﺗﻔﺎﺟﺄت أﻧﻪ ﻗﺎل ﻟﻲ ‪ :‬ﺑﻴﺾ اﷲ وﺟﻬﻚ‬ ‫اﻷﻣ ﻮر أآﺒ ﺮ ﻣ ﻦ ﺣﺠﻤﻬ ﺎ ‪ ..‬وﺻ ﺎﺣﺐ اﻟﺤﺎﺟ ﺔ‬
‫‪ ..‬واﷲ ﻳ ﺎ ﺷ ﻴﺦ ‪ ..‬ﺳ ﺒﻖ أن آﻠﻤ ﺖ اﻷﻣﻴ ﺮ‬ ‫ﻣﺠﻨﻮن ﺑﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﺗﻘﻀﻰ ‪..‬‬
‫ﻓ ﻼن ﻓ ﻲ ﻣﻮﺿ ﻮع أﺧ ﻲ ﻣ ﻨﺬ ﺳ ﻨﺔ ‪ ..‬ﻓﺄﺧ ﺬ‬ ‫ﻗ ﺎل ﻟ ﻲ ‪ :‬أﻇﻦ ﻟﻚ ﻣﺤﺎﺿﺮة ﻏﺪًا ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ آﺬا ‪..‬‬
‫اﻟﻮرﻗﺔ ‪ ..‬وﻟﻢ ﻳﺘﺼﻞ ﺑﻲ إﻟﻰ اﻵن ‪..‬‬ ‫وهﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺪ ‪200‬آﻢ ﻣﻦ اﻟﺮﻳﺎض ‪..‬‬
‫وﻣ ﺮة آﻠﻤ ﺖ اﻟﻠ ﻮاء ﻓ ﻼن ‪ ..‬ﻓﺄﺧ ﺬ اﻟ ﻮرﻗﺔ‬ ‫ﻗﻠﺖ ‪ :‬ﺻﺤﻴﺢ ‪..‬‬
‫أﻳﻀ ًﺎ ‪ ..‬وﻟﻢ ﻳﺘﺼﻞ وﻟﻢ ﻳﻬﺘﻢ ‪ ..‬هﺆﻻء أﻧﺎس‬ ‫ﻗ ﺎل ‪ :‬ﺳﺂﺗﻲ إﻟﻴﻚ هﻨﺎك ‪ ..‬وأﻗﺎﺑﻠﻚ ﺑﻌﺪ اﻟﻤﺤﺎﺿﺮة‬
‫ﻣ ﺎ ﻳﻬ ﺘﻤﻮن ﺑﺎﻟﻀ ﻌﻔﺎء ‪ ..‬اﷲ ﻳﻨ ﺘﻘﻢ ﻣﻨﻬﻢ ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫اﷲ ‪ ..‬وﺑﺪأ ﻳﺪﻋﻮ ﻋﻠﻴﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﺗﻌﺠﺒﺖ ﻣﻦ ﺣﺮﺻﻪ ‪..‬‬
‫ﻓﻘﻠ ﺖ ﻓ ﻲ ﻧﻔﺴ ﻲ ‪ ..‬اﻟﺤﻤ ﺪ ﷲ ‪ ..‬ﻟ ﻮ أﺧ ﺬت‬ ‫ﻼ ‪ ..‬ﺧ ﺮﺟﺖ ﺑﻌ ﺪ اﻟﻤﺤﺎﺿ ﺮة ﻓﺨ ﺮج اﻟ ﺮﺟﻞ‬ ‫وﻓﻌ ً‬
‫اﻟﻮرﻗﺔ ﻟﺼﺮت ﺛﺎﻟﺜﻬﻢ ‪..‬‬ ‫وراءي ﻣﺴ ﻌ ًﺎ ﺣﺎﻓ ﻲ اﻟﻘﺪﻣ ﻴﻦ ‪ ..‬ﻳﺤﻤ ﻞ ورﻗ ﺔ‬
‫ﻧﻌ ﻢ ‪ ..‬اﻻﻋ ﺘﺬار ﻓ ﻲ اﻟﺒﺪاﻳﺔ ﺧﻴﺮ ﻣﻦ إﺧﻼف‬ ‫ﺻﻐﻴﺮة ﻓﻲ ﻳﺪﻩ ‪..‬‬
‫اﻟﻮﻋﺪ ‪..‬‬ ‫وﻗﻔ ﺖ ﻣﻌ ﻪ ﺟﺎﻧ ﺒ ًﺎ ‪ ..‬ﻗﻠ ﺖ ‪ :‬ﺗﻔﻀ ﻞ ‪ ..‬ﺷ ﻜﺮ اﷲ‬
‫ﻣ ﺎ أﺟﻤ ﻞ أن ﻧﻜ ﻮن ﺻ ﺮﺣﺎء ﻣﻊ اﻵﺧﺮﻳﻦ ‪..‬‬ ‫ﺣﺮﺻﻚ ‪ ..‬ﻣﺎ ﺣﺎﺟﺘﻚ ؟‬
‫ﻋﺎرﻓﻴﻦ ﻟﺤﺪود ﻗﺪراﺗﻨﺎ ‪..‬‬ ‫ﻗ ﺎل ‪ :‬ﻳ ﺎ ﺷ ﻴﺦ ‪ ..‬ﻋ ﻨﺪي أخ ﻳﺤﻤ ﻞ اﻟﺸ ﻬﺎدة‬
‫أﺣ ﻴﺎﻧ ًﺎ ﻋﻨﺪ ﺧﺮوﺟﻚ ﻣﻦ اﻟﺒﻴﺖ ‪ ..‬ﺗﺼﺮخ ﺑﻚ‬ ‫اﻻﺑﺘﺪاﺋﻴﺔ ‪ ..‬وأرﻳﺪك أن ﺗﺪﺑﺮ ﻟﻪ وﻇﻴﻔﺔ ‪..‬‬
‫زوﺟﺘﻚ ‪..‬‬ ‫ﻗﻠﺖ ‪ :‬ﺑﺲ ؟!!‬
‫أﺣﻀ ﺮ ﻣﻌ ﻚ ﺣﻠﻴ ﺒ ًﺎ ‪ ..‬وﺳ ﻜﺮًا ‪ ..‬وﺣﻔ ﺎﺋﻆ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﺑﺲ ؟!!‬
‫وﻋﺸﺎء ‪..‬‬ ‫آ ﺎن اﻟ ﺮﺟﻞ ﻣﺘﺤﻤﺴ ًﺎ ‪ ..‬وﻣﻨﻈ ﺮﻩ ﻳﺜﻴ ﺮ اﻟﺸ ﻔﻘﺔ ‪..‬‬
‫ﻓﺎﻧﺘ ﺒﻪ ‪ ..‬ﻻ ﺗ ﺮدد ‪ :‬ﻃ ﻴﺐ ‪ ..‬ﻃ ﻴﺐ ‪ ..‬وإﻧﻤ ﺎ‬ ‫ﻼ ‪..‬‬
‫وﻳﺒﺪو أن أﺧﺎﻩ ﻳﻤﺮ ﺑﻈﺮوف ﺻﻌﺒﺔ ﻓﻌ ً‬
‫اﺻﺮخ ﺑﻬﺎ أﻧﺖ أﻳﻀ ًﺎ وﻗﻞ ‪:‬‬ ‫أﻳﻘﻨﺖ أﻧﻲ ﻟﻮ وﻋﺪﺗﻪ ﺳﺄﺧﻠﻒ ‪ ..‬ﻓﻨﺤﻦ ﻓﻲ زﻣﻦ ﻻ‬
‫ﻣ ﺎاااااا أﻗ ﺪر ‪ !! ..‬ﻓﻬ ﻲ ﺧﻴ ﺮ ﻣ ﻦ اﻻﻋ ﺘﺬار‬ ‫ﻼ‬
‫ﻳﻜ ﺎد ﺣﺎﻣ ﻞ اﻟﺒﻜﺎﻟﻮرﻳﻮس أن ﻳﺠﺪ وﻇﻴﻔﺔ ‪ ..‬ﻓﻀ ً‬
‫ﻋ ﻨﺪ اﻟﻌ ﻮدة ‪ ..‬ﺿ ﺎق وﻗﺘ ﻲ ‪ ..‬أﻗﻔﻠ ﺖ‬ ‫ﻋ ﻦ ﺣﺎﻣ ﻞ اﻻﺑﺘﺪاﺋﻴﺔ ‪ ..‬وأﻧﺎ أﻋﺮف ﺣﺪود ﻗﺪراﺗﻲ‬
‫اﻟﻤﺤﻼت ‪ ..‬ﻧﺴﻴﺖ ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫وآﺬﻟﻚ ﻣﻊ زﻣﻼﺋﻚ ‪ ..‬وإﺧﻮاﻧﻚ ‪..‬‬ ‫ﻗﻠ ﺖ ‪ :‬ﻳ ﺎ أﺧ ﻲ ‪ ..‬واﷲ أﺗﻤﻨ ﻰ أن أﺳ ﺎﻋﺪك ‪..‬‬
‫أرﺟﻮ أن ﺗﻜﻮن اﻟﻔﻜﺮة وﺻﻠﺖ ‪..‬‬ ‫وأﺧﻮك أﺧﻲ ‪ ..‬وأﻧﺎ أﺗﺄﻟﻢ ﻟﻪ آﻤﺎ ﺗﺘﺄﻟﻢ ‪..‬‬
‫ﻟﻜﻨﻲ ﻻ أﺳﺘﻄﻴﻊ ﻣﺴﺎﻋﺪﺗﻚ أﺑﺪًا ‪ ..‬أﺗﻤﻨﻰ أن ﺗﺘﻜﺮم‬
‫ﺗﺠﺮﺑﺔ ‪..‬‬ ‫ﻲ وﺗﻌﻔﻴﻨﻲ ‪..‬‬ ‫ﻋﻠ ﱠ‬
‫اﻻﻋﺘﺬار ﻓﻲ اﻟﺒﺪاﻳﺔ ‪ ..‬ﺧﻴﺮ ﻣﻦ اﻻﻋﺘﺬار ﻓﻲ‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻳﺎ ﺷﻴﺦ ‪ ..‬ﺣﺎول ‪..‬‬
‫اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ‪..‬‬ ‫ﻗﻠﺖ ‪ :‬ﻻااا أﻗﺪر ‪..‬‬
‫ﻓﻨﺎوﻟﻨﻲ اﻟﻮرﻗﺔ اﻟﺘﻲ ﻓﻲ ﻳﺪﻩ ‪ ..‬وﻗﺎل ‪ :‬ﻃﻴﺐ ‪ ..‬ﻳﺎ‬
‫‪ 63.‬ﻣﻦ رآﻞ اﻟﻘﻄﺔ ؟!‬ ‫ﺷ ﻴﺦ ﺧ ﺬ ه ﺬﻩ اﻟ ﻮرﻗﺔ ﻓ ﻴﻬﺎ أرﻗ ﺎم هﻮاﺗﻔ ﻨﺎ ‪ ..‬إذا‬
‫ﻗ ﺒﻞ أن ﺗﺠ ﻴﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﺆال ‪ ..‬اﺳﻤﻊ اﻟﻘﺼﺔ‬ ‫وﺟﺪت ﻟﻪ وﻇﻴﻔﺔ ﻓﺎﺗﺼﻞ ﺑﻨﺎ ‪..‬‬
‫آﺎﻣﻠﺔ ‪..‬‬ ‫أدرآ ﺖ أﻧﻪ ﻳﺮﻳﺪ أن ﻳﺮﺑﻄﻨﻲ ﺑﺤﺒﻞ أﻣﻞ ‪ ..‬وﺳﻴﻈﻞ‬
‫آ ﺎن ﻳﻌﻤ ﻞ ﺳﻜﺮﺗﻴﺮًا ﻟﻤﺪﻳﺮ ﺳﻲء اﻷﺧﻼق ‪..‬‬ ‫ﻳﻨﺘﻈﺮ اﻻﺗﺼﺎل ‪..‬‬
‫ﻻ ﻳﻄ ﺒﻖ ﻣﻬ ﺎرة واﺣﺪة ﻣﻦ ﻣﻬﺎرات اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ‬ ‫ﻓﻘﻠ ﺖ ‪ :‬ﺑ ﻞ دع اﻟﻮرﻗﺔ ﻣﻌﻚ ‪ ..‬وﺧﺬ رﻗﻤﻲ أﻧﺖ ‪..‬‬
‫ﻣﻊ اﻟﻨﺎس ‪..‬‬ ‫وإن وﺟ ﺪت ﻟ ﻪ وﻇ ﻴﻔﺔ ﻓﺎﺗﺼ ﻞ ﺑ ﻲ ‪ ..‬ﻟﻌﻠ ﻲ أن‬

‫‪143‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬ ‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫واﻷﺷ ﻴﺎء اﻟﺘ ﻲ ﻻ ﻧﻘ ﺪر ﻋﻠ ﻴﻬﺎ ﻧﻘ ﻮل ﺑﻜ ﻞ‬ ‫آ ﺎن ه ﺬا اﻟﻤﺪﻳ ﺮ ﻳ ﺮاآﻢ اﻷﻋﻤ ﺎل ﻋﻠ ﻰ ﻧﻔﺴ ﻪ ‪..‬‬
‫ﺷ ﺠﺎﻋﺔ ‪ ..‬ه ﺬﻩ ﻟﻴﺴ ﺖ ﻓ ﻲ أﻳﺪﻳﻨﺎ ‪ ..‬ﻻ ﻧﻘﺪر‬ ‫وﻳﺤﻤﻠﻬﺎ ﻣﺎ ﻻ ﺗﻄﻴﻖ ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫ﺻﺎح ﺑﺴﻜﺮﺗﻴﺮﻩ ﻳﻮﻣ ًﺎ ‪ ..‬ﻓﺪﺧﻞ ووﻗﻒ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ ‪..‬‬
‫ﺧﺎﺻ ﺔ أن ﺗﺼ ﺮﻓﺎﺗﻚ ﻗ ﺪ ﻳﺘﻌﺪى ﺿﺮرهﺎ إﻟﻰ‬ ‫ﺳ ْﻢ ‪ ..‬ﺗﻔﻀﻞ ؟‬ ‫ﻗﺎل ‪َ :‬‬
‫ﻼ ‪..‬‬
‫أﻗﻮام ﻟﻢ ﻳﻜﻮﻧﻮا ﻃﺮﻓ ًﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﺸﻜﻠﺔ أﺻ ً‬ ‫ﺻﺮخ ﺑﻪ ‪ :‬اﺗﺼﻠﺖ ﺑﻬﺎﺗﻒ ﻣﻜﺘﺒﻚ ‪ ..‬وﻟﻢ ﺗﺮد ‪..‬‬
‫واﻧﺘﺒﻪ أن ﻳﺴﺘﺜﻴﺮك اﻵﺧﺮون ‪ ..‬وﻳﺤﺮﺟﻮﻧﻚ‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬آﻨﺖ ﻓﻲ اﻟﻤﻜﺘﺐ اﻟﻤﺠﺎور ‪ ..‬ﺁﺳﻒ ‪..‬‬
‫ﻓﺘﻀﻄﺮ ﻟﻮﻋﻮد ‪ ..‬ﻗﺪ ﻻ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺗﻨﻔﻴﺬهﺎ ‪..‬‬ ‫ﻗ ﺎل ﺑﻀ ﺠﺮ ‪ :‬آ ﻞ ﻣ ﺮة ﺁﺳ ﻒ ‪ ..‬ﺁﺳ ﻒ ‪ ..‬ﺧﺬ هﺬﻩ‬
‫اﻧ ﺘﻘﻞ ﻣﻌ ﻲ إن ﺷ ﺌﺖ إﻟ ﻰ اﻟﻤﺪﻳ ﻨﺔ ‪ ..‬واﻧﻈﺮ‬ ‫اﻷوراق ‪ ..‬ﻧﺎوﻟﻬ ﺎ ﻟ ﺮﺋﻴﺲ ﻗﺴ ﻢ اﻟﺼ ﻴﺎﻧﺔ ‪ ..‬وﻋ ﺪ‬
‫إﻟ ﻰ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ε‬وﻗ ﺪ ﺟﻠ ﺲ ﻓ ﻲ ﻣﺠﻠﺴ ﻪ‬ ‫ﺑﺴﺮﻋﺔ ‪..‬‬
‫اﻟﻤ ﺒﺎرك ‪ ..‬ﺑﻌﺪﻣﺎ اﻧﺘﺸﺮ اﻟﺪﻳﻦ ‪ ..‬و ُوﺣﱢﺪ رب‬ ‫ﻣﻀﻰ ﻣﺘﻀﺠﺮًا ‪ ..‬وأﻟﻘﺎهﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻜﺘﺐ رﺋﻴﺲ ﻗﺴﻢ‬
‫اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ ‪..‬‬ ‫اﻟﺼﻴﺎﻧﺔ ‪ ..‬وﻗﺎل ‪ :‬ﻻ ﺗﺆﺧﺮهﺎ ﻋﻠﻴﻨﺎ ‪..‬‬
‫ﺟﻌ ﻞ رؤﺳ ﺎء اﻟﻘ ﺒﺎﺋﻞ ﻳﺄﺗ ﻮن إﻟ ﻴﻪ ﻣﺬﻋﻨ ﻴﻦ‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻃﻴﺐ ﺿﻌﻬﺎ ﺑﺄﺳﻠﻮب ﻣﻨﺎﺳﺐ ‪..‬‬
‫ﻣﺆﻣﻨﻴﻦ ‪ ..‬وﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ آﺎﻧﻮا ﻳﺄﺗﻮن ﺻﺎﻏﺮﻳﻦ‬ ‫ﻗ ﺎل ‪ :‬ﻣﻨﺎﺳ ﺐ ‪ ..‬ﻏﻴ ﺮ ﻣﻨﺎﺳ ﺐ ‪ ..‬اﻟﻤﻬ ﻢ ﺧﻠﺼ ﻬﺎ‬
‫ﺣﺎﻗﺪﻳﻦ ‪..‬‬ ‫ﺑﺴﺮﻋﺔ ‪..‬‬
‫وﻓ ﻲ ﻳ ﻮم أﻗ ﺒﻞ رﺋﻴﺲ ﻣﻦ رؤﺳﺎء اﻟﻌﺮب ‪..‬‬ ‫ﺗﺸﺎﺗﻤﺎ ‪ ..‬ﺣﺘﻰ ارﺗﻔﻌﺖ أﺻﻮاﺗﻬﻤﺎ ‪..‬‬
‫ﻟﻪ ﻓﻲ ﻗﻮﻣﻪ ﻣﻠﻚ وﻣﻨﻌﻪ ‪..‬‬ ‫وﻣﻀﻰ اﻟﺴﻜﺮﺗﻴﺮ إﻟﻰ ﻣﻜﺘﺒﻪ ‪..‬‬
‫أﻗ ﺒﻞ ﻋﺎﻣ ﺮ ﺑ ﻦ اﻟﻄﻔ ﻴﻞ ‪ ..‬وآ ﺎن ﻗ ﻮﻣﻪ‬ ‫ﺑﻌ ﺪ ﺳ ﺎﻋﺘﻴﻦ أﻗ ﺒﻞ أﺣ ﺪ اﻟﻤﻮﻇﻔ ﻴﻦ اﻟﺼ ﻐﺎر ﻓ ﻲ‬
‫ﻳﻘﻮﻟ ﻮن ﻟ ﻪ ﻟﻤ ﺎ رأوا اﻧﺘﺸ ﺎر اﻹﺳ ﻼم ‪ :‬ﻳ ﺎ‬ ‫اﻟﺼ ﻴﺎﻧﺔ ‪ ..‬إﻟ ﻰ رﺋﻴﺴ ﻪ وﻗ ﺎل ‪ :‬ﺳ ﺄذهﺐ ﻷﺧ ﺬ‬
‫ﻋﺎﻣ ﺮ إن اﻟ ﻨﺎس ﻗ ﺪ أﺳ ﻠﻤﻮا ﻓﺄﺳﻠﻢ ‪ ..‬وآﺎن‬ ‫أوﻻدي ﻣﻦ اﻟﻤﺪرﺳﺔ وأﻋﻮد ‪..‬‬
‫ﻣﺘﻜﺒﺮًا آﺘﻐﻄﺮﺳ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﺻﺮخ اﻟﺮﺋﻴﺲ ‪ :‬وأﻧﺖ آﻞ ﻳﻮم ﺗﺨﺮج ‪..‬‬
‫ﻓﻜ ﺎن ﻳﻘ ﻮل ﻟﻬ ﻢ ‪ :‬واﷲ ﻟﻘﺪ آﻨﺖ أﻗﺴﻤﺖ أﻻ‬ ‫ﻗ ﺎل ‪ :‬ه ﺬا ﺣﺎﻟ ﻲ ﻣ ﻦ ﻋﺸ ﺮ ﺳ ﻨﻮات ‪ ..‬أول ﻣ ﺮة‬
‫أﻣ ﻮت ﺣﺘ ﻰ ﺗﻤﻠﱢﻜﻨ ﻲ اﻟﻌ ﺮب ﻋﻠ ﻴﻬﻢ وﺗﺘ ﺒ َﻊ‬ ‫ﻲ ‪..‬‬
‫ﺗﻌﺘﺮض ﻋﻠ ﱠ‬
‫ﻋﻘﺒ ﻲ ‪ ..‬ﻓﺄﻧ ﺎ أﺗ ﺒﻊ ﻋﻘ ﺐ ه ﺬا اﻟﻔﺘ ﻰ ﻣ ﻦ‬ ‫ﻗ ﺎل ‪ :‬أﻧ ﺖ ﻣ ﺎ ﻳﺼ ﻠﺢ ﻣﻌ ﻚ إﻻ اﻟﻌ ﻴﻦ اﻟﺤﻤ ﺮاء ‪..‬‬
‫ﻗﺮﻳﺶ !!‬ ‫ارﺟﻊ ﻟﻤﻜﺘﺒﻚ ‪..‬‬
‫ﺛ ﻢ ﻟﻤ ﺎ رأى ﺗﻤﻜ ﻦ اﻹﺳ ﻼم ‪ ..‬واﻧﺼ ﻴﺎع‬ ‫ﻣﻀ ﻰ اﻟﻤﺴ ﻜﻴﻦ إﻟ ﻰ ﻣﻜﺘ ﺒﻪ ‪ ..‬وﺗﻮﻟ ﻰ أﺣ ﺪ‬
‫اﻟ ﻨﺎس ﻟﺮﺳ ﻮل اﷲ ‪ .. ε‬رآ ﺐ ﻧﺎﻗ ﺘﻪ ﻣ ﻊ‬ ‫اﻟﻤﺪرﺳ ﻴﻦ إﻳﺼ ﺎﻟﻬﻢ ‪ ..‬ﻟﻤ ﺎ ﻃ ﺎل وﻗ ﻮﻓﻬﻢ ﻓ ﻲ‬
‫ﺑﻌﺾ أﺻﺤﺎﺑﻪ وﻣﻀﻰ إﻟﻰ رﺳﻮل اﷲ ‪.. ε‬‬ ‫اﻟﺸﻤﺲ ‪..‬‬
‫دﺧ ﻞ اﻟﻤﺴ ﺠﺪ ﻋﻠ ﻰ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ε‬وه ﻮ ﺑ ﻴﻦ‬ ‫ﻋ ﺎد ه ﺬا اﻟﻤﻮﻇ ﻒ إﻟ ﻰ ﺑﻴ ﺘﻪ ﻏﺎﺿﺒ ًﺎ ‪ ..‬ﻓﺄﻗﺒﻞ إﻟﻴﻪ‬
‫أﺻﺤﺎﺑﻪ اﻟﻜﺮام ‪..‬‬ ‫وﻟﺪﻩ اﻟﺼﻐﻴﺮ ﻣﻌﻪ ﻟﻌﺒﺔ ‪ ..‬وﻗﺎل ‪:‬‬
‫ﻓﻠﻤ ﺎ وﻗ ﻒ ﺑ ﻴﻦ ﻳ ﺪي اﻟﻨﺒ ﻲ ﻋﻠ ﻴﻪ اﻟﺼ ﻼة‬ ‫ﺑﺎﺑﺎ ‪ ..‬هﺬﻩ أﻋﻄﺎﻧﻴﻬﺎ اﻟﻤﺪرس ﻷﻧﻨﻲ ‪..‬‬
‫واﻟﺴ ﻼم ﻗ ﺎل ‪ :‬ﻳ ﺎ ﻣﺤﻤ ﺪ ﺧﺎﻟﻨ ﻲ ‪ ..‬أي ﻗ ﻒ‬ ‫ﺻﺎح ﺑﻪ اﻷب ‪ :‬اذهﺐ ﻷﻣﻚ ‪ ..‬ودﻓﻌﻪ ﺑﻴﺪﻩ ‪..‬‬
‫ﻣﻌﻲ ﻋﻠﻰ اﻧﻔﺮاد ‪..‬‬ ‫ﻣﻀ ﻰ اﻟﻄﻔ ﻞ ﺑﺎآ ﻴ ًﺎ ‪ ..‬ﻓﺄﻗ ﺒﻠﺖ إﻟ ﻴﻪ ﻗﻄ ﺘﻪ اﻟﺠﻤ ﻴﻠﺔ‬
‫وآ ﺎن ‪ ε‬ﺣ ﺬرًا ﻣﻦ أﻣﺜﺎل هﺆﻻء ‪ ..‬ﻓﻘﺎل ‪ :‬ﻻ‬ ‫ﺗﺘﻤﺴ ﺢ ﺑ ﺮﺟﻠﻴﻪ آﺎﻟﻌﺎدة ‪ ..‬ﻓﺮآﻠﻬﺎ ﺑﺮﺟﻠﻪ ﻓﻀﺮﺑﺖ‬
‫واﷲ ﺣﺘﻰ ﺗﺆﻣﻦ ﺑﺎﷲ وﺣﺪﻩ ‪..‬‬ ‫ﺑﺎﻟﺠﺪار ‪..‬‬
‫ﻓﻘﺎل ‪ :‬ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺧﺎﻟﻨﻲ ‪..‬‬ ‫اﻟﺴﺆال ‪ :‬ﻣﻦ رآﻞ اﻟﻘﻄﺔ ؟‬
‫ﻓﺄﺑﻰ اﻟﻨﺒﻲ ‪ .. ε‬ﻓﻼ زال ﻳﻜﺮر ‪ ..‬ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﻗﻢ‬ ‫أﻇﻨﻚ ‪ ..‬ﺗﺒﺘﺴﻢ ‪ ..‬وﺗﻘﻮل ‪ :‬اﻟﻤﺪﻳﺮ ‪..‬‬
‫ﻣﻌﻲ أآﻠﻤْﻚ ‪ ..‬ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﻗﻢ ﻣﻌﻲ أآﻠﻤْﻚ ‪..‬‬ ‫ﺻﺤﻴﺢ اﻟﻤﺪﻳﺮ ‪..‬‬
‫ﻦ ﺗﻮزﻳﻊ اﻷدوار ‪..‬‬ ‫ﻟﻤﺎذا ﻻ ﻧﺘﻌﻠﻢ ﻓ ﱠ‬
‫ﺣﺘ ﻰ ﻗ ﺎم ﻣﻌ ﻪ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ .. ε‬ﻓﺎﺟﺘﺮ ﻋﺎﻣﺮ‬
‫‪144‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬ ‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫وﻧﺎم ﻓﻲ ﺑﻴﺘﻬﺎ ‪..‬‬ ‫إﻟ ﻴﻪ أﺣ ﺪ أﺻ ﺤﺎﺑﻪ اﺳ ﻤﻪ إرﺑ ﺪ ‪ ..‬وﻗ ﺎل ‪ :‬إﻧ ﻲ‬
‫ﻓﺎﺧﺬﺗﻪ ﻏﺪة واﻧﺘﻔﺎخ ﻓﻲ ﺣﻠﻘﻪ آﻤﺎ ﻳﻈﻬﺮ ﻓﻲ‬ ‫ﺳﺄﺷ ﻐﻞ ﻋ ﻨﻚ وﺟﻬ ﻪ ﻓ ﺈذا ﻓﻌﻠ ﺖ ذﻟ ﻚ ﻓﺎﺿ ﺮﺑﻪ‬
‫أﻋﻨﺎق اﻹﺑﻞ ﻓﻴﻘﺘﻠُﻬﺎ ‪ ..‬ﻓﻔﺰع واﺿﻄﺮب ‪..‬‬ ‫ﺑﺎﻟﺴﻴﻒ ‪ ..‬ﻓﺠﻌﻞ إرﺑﺪ ﻳﺪﻩ ﻋﻠﻰ ﺳﻴﻔﻪ واﺳﺘﻌﺪ ‪..‬‬
‫وﺟﻌ ﻞ ﻳ ﺘﻠﻤﺲ اﻟ ﻮرم وﻳﻘ ﻮل ‪ :‬ﻏ ﺪة آﻐ ﺪة‬ ‫ﻓﺎﻧﻔﺮد اﻻﺛﻨﺎن إﻟﻰ اﻟﺠﺪار ‪ ..‬ووﻗﻒ ﻣﻌﻬﻤﺎ رﺳﻮل‬
‫اﻟﺒﻌﻴﺮ ‪ ..‬وﻣﻮت ﻓﻲ ﺑﻴﺖ ﺳﻠﻮﻟﻴﺔ ‪..‬‬ ‫اﷲ ‪ ε‬ﻳﻜﻠ ﻢ ﻋﺎﻣ ﺮًا ‪ ..‬وﻗ ﺒﺾ أرﺑ ﺪ ﺑ ﻴﺪﻩ ﻋﻠ ﻰ‬
‫أي ‪ :‬ﻻ ﻣﻮت ﻳﺸﺮّف ‪ ..‬وﻻ ﻣﻜﺎن ﻳﺸﺮّف ‪..‬‬ ‫اﻟﺴ ﻴﻒ ‪ ..‬ﻓﻜﻠﻤ ﺎ أراد أن ﻳﺴ ﻠﻪ ﻳﺒﺴ ﺖ ﻳ ﺪﻩ ‪ ..‬ﻓﻠ ﻢ‬
‫آ ﺎن ﻳﺘﻤﻨ ﻰ أن ﻳﻤ ﻮت ﻓ ﻲ ﺳ ﺎﺣﺔ ﻗ ﺘﺎل ‪..‬‬ ‫ﻳﺴﺘﻄﻊ ﺳﻞ اﻟﺴﻴﻒ ‪..‬‬
‫ﺑﺴ ﻴﻮف اﻷﺑﻄ ﺎل ‪ ..‬ﻓ ﺈذا ﺑ ﻪ ﻳﻤ ﻮت ﺑﻤ ﺮض‬ ‫وﺟﻌ ﻞ ﻋﺎﻣ ﺮ ﻳﺸ ﺎﻏﻞ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ .. ε‬وﻳﻨﻈ ﺮ إﻟﻰ‬
‫ﺣﻴﻮاﻧﺎت ‪ ..‬ﻓﻲ ﺑﻴﺖ ﻓﺎﺟﺮة !!‬ ‫إرﺑﺪ ‪ ..‬وإرﺑﺪ ﺟﺎﻣﺪ ﻻ ﻳﺘﺤﺮك ‪..‬‬
‫ﺗﺒ ًﺎ ‪ ..‬ﻟﻠﺬل واﻟﻤﻬﺎﻧﺔ ‪..‬‬ ‫ﻓﺎﻟﺘﻔﺖ ‪ ε‬ﻓﺮأى أرﺑﺪ وﻣﺎ ﻳﺼﻨﻊ ‪..‬‬
‫ﻓﺄﺧﺬ ﻳﺼﻴﺢ ﺑﻬﻢ ‪ :‬ﻗﺮﺑﻮا ﻓﺮﺳﻲ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل ‪ :‬ﻳﺎ ﻋﺎﻣﺮ ﺑﻦ اﻟﻄﻔﻴﻞ ‪ ..‬أﺳﻠﻢ ‪..‬‬
‫ﻓﻘ ﺮﺑﻮﻩ ‪ ..‬ﻓﻮﺛﺐ ﻋﻠﻰ ﻓﺮﺳﻪ ‪ ..‬وأﺧﺬ رﻣﺤﻪ‬ ‫ﻓﻘﺎل ﻋﺎﻣﺮ ‪ :‬ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﻣﺎ ﺗﺠﻌﻞ ﻟﻲ إن أﺳﻠﻤﺖ ؟‬
‫‪ ..‬وﺻﺎر ﻳﺠﻮل ﺑﻪ اﻟﻔﺮس ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل ‪ ε‬ﻟﻚ ﻣﺎ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻦ وﻋﻠﻴﻚ ﻣﺎ ﻋﻠﻴﻬﻢ ‪..‬‬
‫وه ﻮ ﻳﺼ ﻴﺢ ﻣ ﻦ ﺷ ﺪة اﻷﻟ ﻢ ‪ ..‬وﻳﺘﺤﺴ ﺲ‬ ‫ﻗﺎل ﻋﺎﻣﺮ ‪ :‬أﺗﺠﻌﻞ ﻟﻲ اﻟﻤﻠﻚ ﻣﻦ ﺑﻌﺪك إن أﺳﻠﻤﺖ‬
‫ﻋﻨﻘﻪ ﺑﻴﺪﻩ وﻳﻘﻮل ‪ :‬ﻏﺪة آﻐﺪة اﻟﺒﻌﻴﺮ وﻣﻮت‬ ‫؟‬
‫ﻓﻲ ﺑﻴﺖ ﺳﻠﻮﻟﻴﺔ ‪..‬‬ ‫ﻟ ﻢ ﻳﺸ ﺄ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ ε‬أن ﻳﻌﺪ ﻋﺎﻣﺮًا ﺑﻮﻋﺪ ﻗﺪ ﻻ ﻳﺘﺤﻘﻖ‬
‫ﻓﻠ ﻢ ﺗ ﺰل ﺗﻠ ﻚ ﺣﺎﻟ ﻪ ﻳ ﺪور ﺑ ﻪ ﻓﺮﺳ ﻪ ‪ ..‬ﺣﺘﻰ‬ ‫‪..‬‬
‫ﺳﻘﻂ ﻋﻦ ﻓﺮﺳﻪ ﻣﻴﺘ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﻜ ﺎن ﺻ ﺮﻳﺤ ًﺎ ﺟ ﺮﻳﺌ ًﺎ ﻣﻌ ﻪ ‪ ..‬وﻗﺎل ‪ :‬ﻟﻴﺲ ذﻟﻚ ﻟﻚ‬
‫ﺗﺮآﻪ أﺻﺤﺎﺑﻪ ‪ ..‬ورﺟﻌﻮا إﻟﻰ ﻗﻮﻣﻬﻢ ‪..‬‬ ‫وﻻ ﻟﻘﻮﻣﻚ ‪..‬‬
‫ﻓﻠﻤ ﺎ دﺧﻠ ﻮا دﻳ ﺎرهﻢ ‪ ..‬أﻗ ﺒﻞ اﻟﻨﺎس إﻟﻰ إرﺑﺪ‬ ‫ﻼ ‪ ..‬وﻗﺎل ‪ :‬أﺳﻠﻢ ﻋﻠﻰ أن‬ ‫ﻓﺨﻔﻒ ﻋﺎﻣﺮ اﻟﻄﻠﺐ ﻗﻠﻴ ً‬
‫ﻳﺴﺄﻟﻮﻧﻪ ‪ :‬ﻣﺎ وراءك ﻳﺎ أرﺑﺪ ؟‬ ‫ﻟﻲ اﻟﻮﺑﺮ وﻟﻚ اﻟﻤﺪر ‪ ..‬أي أآﻮن ﻣﻠﻜ ًﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺒﺎدﻳﺔ‬
‫ﻓﻘﺎل ‪ :‬ﻻ ﺷﻲء ‪ ..‬واﷲ ﻟﻘﺪ دﻋﺎﻧﺎ ﻣﺤﻤﺪ إﻟﻰ‬ ‫وأﻧﺖ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﺎﺿﺮة ‪..‬‬
‫ﻋ ﺒﺎدة ﺷ ﻲء ‪ ..‬ﻟ ﻮددت ﻟ ﻮ أﻧ ﻪ ﻋ ﻨﺪي اﻵن‬ ‫ﻓ ﺈذا ﺑ ﻪ ‪ .. ε‬أﻳﻀ ًﺎ ﻻ ﻳ ﺮﻳﺪ أن ﻳﻠ ﺰم ﻧﻔﺴﻪ ﺑﻮﻋﻮد‬
‫ﻓﺄرﻣ ﻴﻪ ﺑﺎﻟﻨ ﺒﻞ ﺣﺘ ﻰ أﻗ ﺘﻠﻪ ‪..‬‬ ‫‪ ..‬ﻻ ﻳﺪري ﺗﺘﺤﻘﻖ أم ﻻ ‪ ..‬ﻓﻘﺎل ‪ :‬ﻻ ‪..‬‬
‫ﻓﺨ ﺮج ﺑﻌ ﺪ ﻣﻘﺎﻟﺘﻪ ﺑﻴﻮم أو ﻳﻮﻣﻴﻦ ﻣﻌﻪ ﺟﻤﻞ‬ ‫ﻋ ﻨﺪهﺎ ﻏﻀ ﺐ ﻋﺎﻣ ﺮ وﺗﻐﻴ ﺮ وﺟﻬ ﻪ ‪ ..‬وﺻ ﺎح‬
‫ﻟ ﻪ ﻟﻴﺒ ﻴﻌﻪ ‪ ..‬ﻓﺄرﺳ ﻞ اﷲ ﻋﻠ ﻴﻪ وﻋﻠ ﻰ ﺟﻤﻠ ﻪ‬ ‫ﺑﺄﻋﻠﻰ ﺻﻮﺗﻪ ‪:‬‬
‫ﺻﺎﻋﻘﺔ ﻓﺄﺣﺮﻗﺘﻬﻤﺎ ‪..‬‬ ‫ﻼ ﺟ ﺮدًا ‪..‬‬ ‫واﷲ ﻳ ﺎ ﻣﺤﻤ ﺪ ‪ ..‬ﻷﻣﻸﻧﻬ ﺎ ﻋﻠ ﻴﻚ ﺧ ﻴ ً‬
‫وأﻧ ﺰل اﷲ ﻋ ﺰ وﺟﻞ ﻓﻲ ﺣﺎل ﻋﺎﻣﺮ وأرﺑﺪ ‪:‬‬ ‫ورﺟﺎ ًﻻ ﻣﺮدًا ‪ ..‬وﻷرﺑﻄﻦ ﺑﻜﻞ ﻧﺨﻠﺔ ﻓﺮﺳ ًﺎ ‪..‬‬
‫ﺤ ِﻤ ُﻞ ُآ ﱡﻞ أُﻧ َﺜ ﻰ َو َﻣ ﺎ‬ ‫ﷲّ َﻳ ْﻌ َﻠ ُﻢ َﻣ ﺎ َﺗ ْ‬ ‫"ا ُ‬ ‫وﻷﻏﺰوك ﺑﻐﻄﻔﺎن ﺑﺄﻟﻒ أﺷﻘﺮ وأﻟﻒ ﺷﻘﺮاء ‪..‬‬
‫ﻲ ٍء‬ ‫ﺷ ْ‬ ‫ﺣ ﺎ ُم َو َﻣ ﺎ َﺗ ْﺰدَا ُد َو ُآﻞﱡ َ‬ ‫ﺾ ا َﻷ ْر َ‬ ‫َﺗ ِﻐ ﻴ ُ‬ ‫ﺛﻢ ﺧﺮج ﻳﺰﺑﺪ وﻳﺮﻋﺪ ‪..‬‬
‫ﻋِﻨ َﺪ ُﻩ ِﺑ ِﻤ ْﻘﺪَا ٍر *‬
‫ﻓﺠﻌﻞ ‪ ε‬ﻳﻨﻈﺮ إﻟﻴﻪ وهﻮ ﻣﻮ ﱟل ‪..‬‬
‫ﺸﻬَﺎ َد ِة ا ْﻟ َﻜﺒِﻴ ُﺮ ا ْﻟ ُﻤ َﺘﻌَﺎ ِل *‬‫ﺐ وَاﻟ ﱠ‬ ‫ﻋَﺎ ِﻟ ُﻢ ا ْﻟ َﻐ ْﻴ ِ‬
‫ﺛ ﻢ رﻓ ﻊ ‪ ε‬ﺑﺼ ﺮﻩ إﻟﻰ اﻟﺴﻤﺎء وﻗﺎل ‪ :‬اﻟﻠﻬﻢ اآﻔﻨﻲ‬
‫ﺟ َﻬ َﺮ‬ ‫ﺳ ﱠﺮ ا ْﻟ َﻘ ْﻮ َل َوﻣَﻦ َ‬ ‫ﻦ َأ َ‬ ‫ﺳﻮَاء ﻣﱢﻨﻜُﻢ ﱠﻣ ْ‬ ‫َ‬
‫ﻋﺎﻣﺮًا ‪ ..‬وا ْه ِﺪ ﻗﻮﻣﻪ ‪..‬‬
‫ب‬
‫ﺳ ﺎ ِر ٌ‬ ‫ﻒ ﺑِﺎﻟﱠﻠ ْﻴ ِﻞ َو َ‬ ‫ﺨ ٍ‬‫ﺴ َﺘ ْ‬‫ﻦ ُه َﻮ ُﻣ ْ‬ ‫ِﺑ ِﻪ َو َﻣ ْ‬
‫ﺧﺮج ﻋﺎﻣﺮ ﻣﻊ أﺻﺤﺎﺑﻪ ﺣﺘﻰ إذا ﻓﺎرق اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ‪..‬‬
‫ﺑِﺎﻟ ﱠﻨﻬَﺎ ِر *‬
‫ﺗﻌ ﺐ ﻣﻦ اﻟﻤﺴﻴﺮ ‪ ..‬ﻓﺼﺎدف اﻣﺮأة ﻣﻦ ﻗﻮﻣﻪ ﻳﻘﺎل‬
‫ﺧ ْﻠ ِﻔ ِﻪ‬
‫ﻦ َ‬ ‫ﻦ َﻳ َﺪ ْﻳ ِﻪ َو ِﻣ ْ‬ ‫ت ﻣﱢﻦ َﺑ ْﻴ ِ‬ ‫َﻟ ُﻪ ُﻣ َﻌ ﱢﻘﺒَﺎ ٌ‬
‫ﻟﻬ ﺎ ﺳ ﻠﻮﻟﻴﺔ وآﺎﻧﺖ ﻓﻲ ﺧﻴﻤﺔ ﻟﻬﺎ ‪ ..‬وآﺎﻧﺖ اﻣﺮأة‬
‫ﷲ َﻻ ُﻳ َﻐﻴﱢ ُﺮ‬ ‫ن ا َّ‬ ‫ﷲ ِإ ﱠ‬
‫ﻦ َأ ْﻣ ِﺮ ا ِّ‬ ‫ﺤ َﻔﻈُﻮ َﻧ ُﻪ ِﻣ ْ‬ ‫َﻳ ْ‬
‫ﻓﺎﺟﺮة ‪ ..‬ﻳﺬﻣﻬﺎ اﻟﻨﺎس وﻳﺘﻬﻤﻮن ﻣﻦ دﺧﻞ ﺑﻴﺘﻬﺎ ‪..‬‬
‫ﺴ ِﻬ ْﻢ َوِإذَا‬‫ﺣﺘﱠﻰ ُﻳ َﻐ ﱢﻴﺮُو ْا ﻣَﺎ ِﺑ َﺄ ْﻧ ُﻔ ِ‬ ‫ﻣَﺎ ِﺑ َﻘ ْﻮ ٍم َ‬
‫ﻓﻠ ﻢ ﻳﺠ ﺪ ﻣ ﺄوى ﺁﺧ ﺮ ‪ ..‬ﻓﻨ ﺰل ﻋ ﻦ ﻓﺮﺳﻪ ﻣﻀﻄﺮًا‬
‫‪145‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬ ‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﻓ ﺘﺤﺪث أﺣ ﺪ ﻣ ﻦ رﺁﻩ اﺳ ﺘﻐﻨﻰ ! وﻗ ﺎل ﻓ ﻲ‬ ‫ﻼ َﻣ َﺮ ﱠد َﻟ ُﻪ َوﻣَﺎ َﻟﻬُﻢ‬ ‫ﷲّ ِﺑ َﻘ ْﻮ ٍم ﺳُﻮءًا َﻓ َ‬ ‫َأرَا َد ا ُ‬
‫أﺛﻨﺎء ﺣﺪﻳﺜﻪ ‪:‬‬ ‫ﻣﱢﻦ دُو ِﻧ ِﻪ ﻣِﻦ وَا ٍل *‬
‫‪ ..‬وﻣ ﺮرت ﺑﺄﺣ ﺪ اﻟﻌﻤ ﺎل ‪ ..‬ﻓﻤ ّﺪ ﻳ ﺪﻩ‬ ‫ﻃ َﻤﻌًﺎ َو ُﻳ ْﻨﺸِﻰ ُء‬ ‫ﺧ ْﻮﻓًﺎ َو َ‬ ‫ق َ‬ ‫ُه َﻮ اﱠﻟﺬِي ُﻳﺮِﻳ ُﻜ ُﻢ ا ْﻟ َﺒ ْﺮ َ‬
‫ﻟﻴﺼ ﺎﻓﺤﻨﻲ ‪ ..‬ﻓﺘ ﺮددت ﺛ ﻢ ﻣ ﺪدت ﻳ ﺪي‬ ‫ب اﻟ ﱢﺜﻘَﺎ َل *‬ ‫ﺴﺤَﺎ َ‬ ‫اﻟ ﱠ‬
‫وﺻﺎﻓﺤﺘﻪ ‪..‬‬ ‫ﻦ ﺧِﻴ َﻔ ِﺘ ِﻪ‬ ‫ﻼ ِﺋ َﻜ ُﺔ ِﻣ ْ‬ ‫ﺤ ْﻤ ِﺪ ِﻩ وَا ْﻟ َﻤ َ‬
‫ﻋ ُﺪ ِﺑ َ‬ ‫ﺢ اﻟ ﺮﱠ ْ‬ ‫ﺴ ﺒﱢ ُ‬
‫َو ُﻳ َ‬
‫ﺛﻢ ﻗﺎل ‪ :‬ﻣﻊ أﻧﻲ ﻻ أﻋﻄﻲ ﻳﺪي ﻷي أﺣﺪ ‪..‬‬ ‫ﺸ ﺎء‬ ‫ﺐ ِﺑ َﻬ ﺎ َﻣ ﻦ َﻳ َ‬ ‫ﺼﻴ ُ‬ ‫ﻖ َﻓ ُﻴ ِ‬ ‫ﻋ َ‬ ‫ﺼ ﻮَا ِ‬ ‫ﺳ ُﻞ اﻟ ﱠ‬ ‫َو ُﻳ ْﺮ ِ‬
‫ﻣ ﺎ ﺷ ﺎء اﷲ ﻳﻘ ﻮل ‪ :‬ﻻ أﻋﻄﻲ ﻳﺪي ﻷي أﺣﺪ‬ ‫ﺷﺪِﻳ ُﺪ ا ْﻟ ِﻤﺤَﺎ ِل *‬ ‫ﷲ َو ُه َﻮ َ‬ ‫ن ﻓِﻲ ا ِّ‬ ‫َو ُه ْﻢ ُﻳﺠَﺎ ِدﻟُﻮ َ‬
‫‪..‬‬ ‫ن ِﻣ ﻦ دُو ِﻧ ِﻪ َﻻ‬ ‫ﻋﻮ َ‬ ‫ﻦ َﻳ ْﺪ ُ‬‫ﻖ وَاﱠﻟ ﺬِﻳ َ‬ ‫ﺤ ﱢ‬ ‫ﻋ َﻮ ُة ا ْﻟ َ‬‫َﻟ ُﻪ َد ْ‬
‫أﻣ ﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ .. ρ‬ﻓﻜﺎﻧ ﺖ اﻷﻣ ﺔ اﻟﻤﻤﻠﻮآﺔ‬ ‫ﻂ َآ ﱠﻔ ْﻴ ِﻪ ِإﻟَﻰ ا ْﻟﻤَﺎء‬ ‫ﺳِ‬
‫ﻲ ٍء ِإ ﱠﻻ َآﺒَﺎ ِ‬ ‫ﺸ ْ‬ ‫ن َﻟ ُﻬ ﻢ ِﺑ َ‬‫ﺴ َﺘﺠِﻴﺒُﻮ َ‬ ‫َﻳ ْ‬
‫اﻟﻀ ﻌﻴﻔﺔ ‪ ..‬ﺗﻠﻘ ﺎﻩ ﻓ ﻲ وﺳ ﻂ اﻟﻄ ﺮﻳﻖ ‪..‬‬ ‫ﻦ ِإ ﱠﻻ ﻓِﻲ‬ ‫ِﻟ َﻴ ْﺒُﻠ َﻎ ﻓَﺎ ُﻩ َوﻣَﺎ ُه َﻮ ِﺑﺒَﺎ ِﻟ ِﻐ ِﻪ َوﻣَﺎ ُدﻋَﺎء ا ْﻟﻜَﺎ ِﻓﺮِﻳ َ‬
‫ﻓﺘﺸ ﺘﻜﻲ إﻟ ﻴﻪ ﻣ ﻦ ﻇﻠ ﻢ أهﻠﻬ ﺎ ‪ ..‬أو آﺜ ﺮة‬ ‫ﻼ ٍل " ‪..‬‬ ‫ﺿَ‬ ‫َ‬
‫ﺷ ﻐﻠﻬﺎ ‪ ..‬ﻓ ﻴﺠﻌﻞ ﻳ ﺪﻩ ﻓ ﻲ ﻳ ﺪهﺎ ‪ ..‬ﻓﻴ ﻨﻄﻠﻖ‬ ‫ﻧﻌﻢ ‪ ..‬ﻻ ﺗﻠﺘﺰم إﻻ ﺑﻤﺎ ﺗﺜﻖ أﻧﻪ ﻳﻤﻜﻨﻚ اﻟﻮﻓﺎء ﺑﻪ ‪..‬‬
‫ﻣﻌﻬﺎ إﻟﻰ أهﻠﻬﺎ ﻟﻴﺸﻔﻊ ﻟﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ﺑﻌﻮن اﷲ ‪..‬‬
‫وآ ﺎن ﻳﻘ ﻮل ‪ :‬ﻻ ﻳ ﺪﺧﻞ اﻟﺠ ﻨﺔ ﻣ ﻦ آ ﺎن ﻓ ﻲ‬ ‫ﻗ ﺎم ‪ ε‬ﻣ ﺮة ﺧﻄﻴ ﺒ ًﺎ ﻓﻲ اﻟﻨﺎس ‪ ..‬ﻓﺘﻜﻠﻢ ﻋﻦ اﻵﺧﺮة‬
‫ﻗﻠﺒﻪ ﻣﺜﻘﺎل ذرة ﻣﻦ آﺒﺮ ‪..‬‬ ‫ﻼ ‪ :‬ﻳﺎ ﻓﺎﻃﻤﺔ ﺑﻨﺖ ﻣﺤﻤﺪ‬ ‫وأﺣ ﻮاﻟﻬﺎ ‪ ..‬ﺛﻢ ﺻﺎح ﻗﺎﺋ ً‬
‫آ ﻢ ﺳ ﻤﻌﻨﺎ اﻟﻨﺎس ﻳﺮددون ‪ :‬ﻳﺎ أﺧﻲ ‪ ..‬ﻓﻼن‬ ‫‪ ..‬ﺳﻠﻴﻨﻲ ﻣﻦ ﻣﺎﻟﻲ ﻣﺎ ﺷﺌﺖ ‪ ..‬ﻓﺈﻧﻲ ﻻ أﻏﻨﻲ ﻋﻨﻚ‬
‫ﻣﺘﻜﺒﺮ ‪ ..‬ﻓﻼن "ﺷﺎﻳﻒ ﻧﻔﺴﻪ " ‪..‬‬ ‫ﻣﻦ اﷲ ﺷﻴﺌ ًﺎ ‪..‬‬
‫وﺗﺴ ﺄﻟﻪ ‪ :‬ﻟﻤ ﺎذا ﻟ ﻢ ﺗﺴﺘﻌﻦ ﺑﺠﺎرك ﻓﻲ آﺬا ؟‬ ‫وأﺧﻴﺮًا ‪..‬‬
‫ﻓﻴﻘﻮل ‪ :‬ﻓﻼن ﻣﺘﻜﺒﺮ ﻋﻠﻴﻨﺎ ‪ ..‬ﻣﺎ ﻳﻌﻄﻴﻨﺎ وﺟﻪ‬ ‫ﻣ ﻊ اﻟﺘﺄآ ﻴﺪ ﻋﻠ ﻰ أهﻤ ﻴﺔ ﻋ ﺪم اﻻﻟﺘ ﺰام ﺑﺎﻟﺸﻲء إﻻ‬
‫!!‬ ‫وأﻧﺖ ﻗﺎدر ﻋﻠﻴﻪ ‪ ..‬إﻻ أﻧﻪ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻋﻨﺪ اﻻﻋﺘﺬار أن‬
‫آ ﻢ ه ﻢ ﻣﺒﻐﻮﺿ ﻮن أوﻟ ﺌﻚ اﻟ ﺬﻳﻦ ﻳﺘﻜﺒ ﺮون‬ ‫ﻧﺴﺘﻌﻤﻞ أﺳﻠﻮﺑ ًﺎ ذآﻴ ًﺎ ‪..‬‬
‫ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺎس ‪ ..‬وﻳﻌﺎﻣﻠﻮﻧﻬﻢ ﺑﺎﺳﺘﻌﻼء ‪..‬‬ ‫ﻼ ‪ :‬ﺟﺎء إﻟﻴﻚ ﻟﺘﺒﺤﺚ ﻷﺧﻴﻪ ﻋﻦ وﻇﻴﻔﺔ ‪ ..‬ﻷن‬ ‫ﻓﻤﺜ ً‬
‫آ ﻢ ه ﻮ ﻣﻨ ﺒﻮذ ‪ ..‬ذاك اﻟ ﺬي ﻳﻄﻐ ﻰ أن رﺁﻩ‬ ‫أﺑﺎك ﻣﺴﺌﻮل آﺒﻴﺮ ‪ ..‬أو أﺧﺎك ‪ ..‬أو أﻧﺖ ‪..‬‬
‫اﺳﺘﻐﻨﻰ ‪..‬‬ ‫ﻓﺎﻋ ﺘﺬر ﺑﺄﺳ ﻠﻮب ﻳﺤﻔ ﻆ ﻣ ﺎء وﺟﻬﻪ وﻳﺠﻌﻠﻪ ﻳﺸﻌﺮ‬
‫ذاك اﻟ ﺬي ﻳﺼ ﻌﺮ ﺧ ﺪﻩ ﻟﻠ ﻨﺎس وﻳﻤﺸ ﻲ ﻓ ﻲ‬ ‫ﻼ‪:-‬‬ ‫أﻧﻚ ﺗﺸﺎرآﻪ اﻟﻬﻢ ‪ ..‬ﻗﻞ – ﻣﺜ ً‬
‫اﻷرض ﻣﺮﺣ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﻳ ﺎ ﻓ ﻼن ‪ ..‬أﻧ ﺎ أﺷ ﻌﺮ ﺑﻤﻌﺎﻧﺎﺗ ﻚ ‪ ..‬وأﺧ ﻮك أﻋﺘﺒﺮﻩ‬
‫ذاك اﻟ ﺬي ﻳﺘﻜﺒ ﺮ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻌﻤ ﺎل ‪ ..‬واﻟﺨ ﺪام ‪..‬‬ ‫أﺧﻲ ‪ ..‬وﻟﺌﻦ آﺎن إﺧﻮاﻧﻲ ﺧﻤﺴﺔ ﻓﻬﻮ اﻟﺴﺎدس ‪..‬‬
‫واﻟﻔﻘﺮاء ‪..‬‬ ‫ﻟﻜ ﻦ اﻟﻤﺸ ﻜﻠﺔ أﻧﻨ ﻲ ﻻ أﺳﺘﻄﻴﻊ أن أﻓﻌﻞ ﺷﻴﺌ ًﺎ اﻵن‬
‫ﻳﺘﻜﺒ ﺮ ﻋ ﻦ ﻣﺤﺎدﺛ ﺘﻬﻢ ‪ ..‬وﻣﺼ ﺎﻓﺤﺘﻬﻢ ‪..‬‬ ‫‪ ..‬ﻓﺎﻋﺬرﻧﻲ ‪ ..‬وأﺳﺄل اﷲ أن ﻳﻮﻓﻖ أﺧﺎك ‪..‬‬
‫وﻣﺠﺎﻟﺴﺘﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﻣﻊ ﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﻟﻄﻴﻔﺔ ‪ ..‬وﺗﻌﺒﻴﺮات وﺟﻪ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ‪..‬‬
‫ﻟﻤ ﺎ دﺧ ﻞ ‪ ε‬ﻣﻜ ﺔ ﻓﺎﺗﺤ ًﺎ ‪ ..‬ﺟﻌﻞ ﻳﻤﺮ ﺑﻄﺮﻗﺎت‬ ‫ﻓﻜﺄﻧ ﻚ ﺑﻬ ﺬا اﻟ ﺮد اﻟﺠﻤ ﻴﻞ ﻗﻀ ﻴﺖ ﻟ ﻪ ﻣ ﺎ ﻳ ﺮﻳﺪ ‪..‬‬
‫ﻣﻜ ﺔ اﻟﺘﻲ ﻃﺎﻟﻤﺎ أوذي ﻓﻴﻬﺎ ‪ ..‬واﺳﺘُﻬﺰئ ﺑﻪ‬ ‫أﻟﻴﺲ آﺬﻟﻚ ‪..‬؟‬
‫‪..‬‬ ‫وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ ‪..‬‬
‫آﻢ ﺳﻤﻊ ﻓﻲ ﻃﺮﻗﺎﺗﻬﺎ ‪ ..‬ﻳﺎ ﻣﺠﻨﻮن ‪ ..‬ﺳﺎﺣﺮ‬ ‫آﻦ ﺻﺮﻳﺤ ًﺎ ﻣﻊ ﻧﻔﺴﻚ ‪ ..‬ﺟﺮﻳﺌ ًﺎ ﻣﻊ اﻟﻨﺎس ‪..‬‬
‫‪ ..‬آﺎهﻦ ‪ ..‬آﺬاب ‪..‬‬ ‫واﻋﺮف ﻗﺪراﺗﻚ واﻟﺘﺰم ﺑﺤﺪودهﺎ ‪..‬‬
‫وه ﻮ اﻟ ﻴﻮم ﻳ ﺪﺧﻠﻬﺎ ﻗﺎﺋ ﺪًا ﻋﺰﻳﺰًا ‪ ..‬ﻣﻤﻜﻨ ًﺎ ‪..‬‬
‫ﻗﺪ أذل اﷲ أهﻠﻬﺎ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ ‪..‬‬ ‫‪ 64.‬اﻟـﺘـﻮاﺿـﻊ ‪..‬‬
‫ﻓﻜﻴﻒ آﺎن ﺷﻌﻮرﻩ وهﻮ داﺧﻞ ؟‬ ‫آﻨﺖ ﻓﻲ ﻣﺠﻠﺲ ﻓﻴﻪ ﻋﺪد ﻣﻦ اﻟﻮﺟﻬﺎء ‪..‬‬

‫‪146‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬ ‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﻗﺎم وأﺧﺬ إﻧﺎ ًء ﻣﻦ ﻣﺎء ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ أﺑﻲ ﺑﻜﺮ ‪:‬‬
‫ﻇﻨﻨﺖ أﻧﻪ ذهﺐ ﻟﻴﻘﻀﻲ ﺣﺎﺟﺘﻪ ‪..‬‬ ‫ﻟﻤ ﺎ وﺻ ﻞ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ε‬إﻟ ﻰ ذي ﻃ ﻮى ‪ ..‬وﻗ ﻒ‬
‫أﺑﻄ ﺄ ﻋﻠﻴ ﻨﺎ ‪ ..‬ﻓﻘﻤ ﺖ أﺗ ﺮﻗﺒﻪ ‪ ..‬ﻓ ﺮأﻳﺘﻪ ﺑﻌﻴﺪًا‬ ‫ﻋﻠﻰ راﺣﻠﺘﻪ ﻣﻌﺘﺠﺮًا ﺑﻘﻄﻌﺔ ﺑﺮد ﺣﻤﺮاء ‪..‬‬
‫ﻋ ﻨﺎ ‪ ..‬ﻗ ﺪ ﻟ ﻒ ﺟﺴ ﺪﻩ ﺑ ﺮداء ﻣﻦ ﺷﺪة اﻟﺒﺮد‬ ‫وأن رﺳﻮل اﷲ ‪ ε‬ﻟﻴﻀﻊ رأﺳﻪ ﺗﻮاﺿﻌ ًﺎ ﷲ ‪ ..‬ﺣﻴﻦ‬
‫وه ﻮ ﺳ ﺎﺟﺪ ﻋﻠ ﻰ اﻟﺘ ﺮاب ‪ ..‬ﻓ ﻲ ﻇﻠﻤ ﺔ ‪..‬‬ ‫رأى ﻣ ﺎ أآ ﺮﻣﻪ اﷲ ﺑ ﻪ ﻣ ﻦ اﻟﻔ ﺘﺢ ‪ ..‬ﺣﺘ ﻰ إن‬
‫ﻳﺘﻤﻠﻖ رﺑﻪ وﻳﺘﺤﺒﺐ إﻟﻴﻪ ‪..‬‬ ‫ﻋﺜ ﻨﻮﻧﻪ ) ﻃ ﺮف ﻟﺤﻴ ﺘﻪ ( ﻟ ﻴﻜﺎد ﻳﻤ ﺲ واﺳ ﻄﺔ‬
‫ﻋ ﺰًا ﻓ ﻲ‬‫أﻳﻘ ﻨﺖ أن ﻟﻬ ﺬﻩ اﻟﻌ ﺒﺎدة اﻟﺨﻔ ﻴﺔ ‪ِ ..‬‬ ‫اﻟﺮﺣﻞ ‪..‬‬
‫اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻗﺒﻞ اﻵﺧﺮة ‪..‬‬ ‫وﻗ ﺎل أﻧ ﺲ ‪ :‬دﺧ ﻞ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ε‬ﻣﻜ ﺔ ﻳ ﻮم اﻟﻔ ﺘﺢ‬
‫ﻣﻀﺖ اﻟﺴﻨﻮات ‪..‬‬ ‫وذﻗﻨﻪ ﻋﻠﻰ راﺣﻠﺘﻪ ﻣﺘﺨﺸﻌ ًﺎ ‪..‬‬
‫وأﻋﺮﻓﻪ اﻟﻴﻮم ‪ ..‬ﻗﺪ وﺿﻊ اﷲ ﻟﻪ اﻟﻘﺒﻮل ﻓﻲ‬ ‫وﻗ ﺎل اﺑ ﻦ ﻣﺴ ﻌﻮد ‪ :‬أﻗ ﺒﻞ رﺟ ﻞ إﻟ ﻰ رﺳﻮل اﷲ ‪ε‬‬
‫اﻷرض ‪..‬‬ ‫ﻓﻜﻠﻤﻪ ﻓﻲ ﺷﻲء ‪ ..‬ﻓﺄﺧﺬﺗﻪ اﻟﺮﻋﺪة ‪..‬‬
‫ﻟ ﻪ ﻣﺸ ﺎرآﺎت ﻓ ﻲ اﻟﺪﻋ ﻮة ‪ ..‬وهﺪاﻳ ﺔ اﻟﻨﺎس‬ ‫ﻓﻘ ﺎل ‪ : ε‬ه ﻮن ﻋﻠ ﻴﻚ ‪ ..‬ﻓﺈﻧﻤ ﺎ أﻧ ﺎ اﺑ ﻦ اﻣ ﺮأة ﻣﻦ‬
‫‪..‬‬ ‫ﻗﺮﻳﺶ ﺗﺄآﻞ اﻟﻘﺪﻳﺪ ‪ ) ..‬اﻟﻠﺤﻢ اﻟـﻤﺠﻔﻒ ( ‪..‬‬
‫إذا ﻣﺸ ﻰ ﻓ ﻲ اﻟﺴ ﻮق أو اﻟﻤﺴ ﺠﺪ ‪ ..‬رأﻳ ﺖ‬ ‫وآ ﺎن ‪ ε‬ﻳﻘ ﻮل ‪ :‬أﺟﻠ ﺲ آﻤ ﺎ ﻳﺠﻠﺲ اﻟﻌﺒﺪ ‪ ..‬وﺁآﻞ‬
‫اﻟﺼ ﻐﺎر ﻗ ﺒﻞ اﻟﻜ ﺒﺎر ﻳﺘﺴ ﺎﺑﻘﻮن إﻟ ﻴﻪ ‪..‬‬ ‫آﻤﺎ ﻳﺄآﻞ اﻟﻌﺒﺪ ‪..‬‬
‫ﻣﺼﺎﻓﺤﻴﻦ ‪ ..‬وﻣﺤﺒﻴﻦ ‪..‬‬ ‫ﻧﻌﻢ ‪..‬‬
‫آ ﻢ ﻳﺘﻤﻨ ﻰ اﻟﻜﺜﻴ ﺮون ﻣ ﻦ ﺗﺠﺎر ‪ ..‬وأﻣﺮاء ‪..‬‬ ‫ﺗﻮاﺿﻊ ﺗﻜﻦ آﺎﻟﻨﺠﻢ ﻻح ﻟﻨﺎﻇﺮ‬
‫وﻣﺸ ﻬﻮرﻳﻦ ‪ ..‬أن ﻳ ﻨﺎﻟﻮا ﻓ ﻲ ﻗﻠ ﻮب اﻟ ﻨﺎس‬ ‫ﻋﻠ ﻰ ﺻ ﻔﺤﺎت اﻟﻤ ﺎء‬
‫ﻣﻦ اﻟﻤﺤﺒﺔ ﻣﺜﻞ ﻣﺎ ﻧﺎل ‪..‬‬ ‫وهﻮ رﻓﻴﻊ‬
‫وﻟﻜﻦ هﻴﻬﺎااات ‪..‬‬ ‫ﻚ آﺎﻟﺪﺧﺎن ﻳﻌﻠﻮ ﺑﻨﻔﺴﻪ‬ ‫وﻻ ﺗ ُ‬
‫أأﺑ ﻴﺖ ﺳ ﻬﺮان اﻟﺪﺟ ﻰ ‪ ..‬وﺗﺒﻴﺘﻪ *** ﻧﻮﻣ ًﺎ !‬ ‫ﻋﻠ ﻰ ﻃ ﺒﻘﺎت اﻟﺠ ّﻮ وه ﻮ‬
‫وﺗﺒﻐﻲ ﺑﻌﺪ ذاك ﻟﺤﺎﻗﻲ ؟‬ ‫رﻓﻴﻊ‬
‫ﻧﻌ ﻢ ‪ ) ..‬إن اﻟ ﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮا وﻋﻤﻠﻮا اﻟﺼﺎﻟﺤﺎت‬
‫ﺑﺎﺧﺘﺼﺎر ‪..‬‬
‫ﺳ ﻴﺠﻌﻞ ﻟﻬﻢ اﻟﺮﺣﻤﻦ وُدًا ( ‪ ..‬أي ﻳﺠﻌﻞ ﻟﻬﻢ‬
‫ﻣﻦ ﺗﻮاﺿﻊ ﷲ رﻓﻌﻪ ‪ ..‬وﻣﺎ زاد اﷲ ﻋﺒﺪًا‬
‫ﻣﺤﺒﺔ ﻓﻲ ﻗﻠﻮب اﻟﺨﻠﻖ ‪..‬‬
‫ﺑﺎﻟﺘﻮاﺿﻊ إﻻ ﻋﺰًا ‪..‬‬
‫إذا أﺣﺒﻚ اﷲ ﺟﻌﻞ ﻟﻚ اﻟﻘﺒﻮل ﻓﻲ اﻷرض ‪..‬‬
‫ﻗ ﺎل ‪ : ε‬إن اﷲ إذا أﺣ ﺐ ﻋ ﺒﺪًا ﻧ ﺎدى ﺟﺒﺮﻳﻞ‬
‫‪ 65.‬اﻟﻌﺒﺎدة اﻟﺨﻔﻴﺔ ‪..‬‬
‫‪ ..‬ﻓﻘﺎل ‪:‬‬
‫ﻗ ﺒﻞ ﻋﺸ ﺮ ﺳ ﻨﻮات ‪ ..‬ﻓ ﻲ أﻳ ﺎم رﺑ ﻴﻊ ‪ ..‬وﻓ ﻲ ﻟﻴﻠﺔ‬
‫إﻧﻲ ﻗﺪ أﺣﺒﺒﺖ ﻓﻼﻧ ًﺎ ﻓﺄﺣﺒﻪ ‪..‬‬
‫ﺑﺎردة آﻨﺖ ﻓﻲ اﻟﺒﺮ ﻣﻊ أﺻﺪﻗﺎء ‪..‬‬
‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻓﻴﺤﺒﻪ ﺟﺒﺮﻳﻞ ‪..‬‬
‫ﺗﻌﻄﻠﺖ إﺣﺪى اﻟﺴﻴﺎرات ‪ ..‬ﻓﺎﺿﻄﺮرﻧﺎ إﻟﻰ اﻟﻤﺒﻴﺖ‬
‫ﺛ ﻢ ُﻳ ﻨﺎدى ﻓ ﻲ أه ﻞ اﻟﺴ ﻤﺎء ‪ :‬إن اﷲ ﻳﺤ ﺐ‬
‫ﻓﻲ اﻟﻌﺮاء ‪..‬‬
‫ﻓﻼﻧ ًﺎ ﻓﺄﺣﺒﻮﻩ ‪..‬‬
‫أذآ ﺮ أﻧ ﺎ أﺷ ﻌﻠﻨﺎ ﻧ ﺎرًا ﺗﺤﻠﻘ ﻨﺎ ﺣ ﻮﻟﻬﺎ ‪ ..‬وﻣﺎ أﺟﻤﻞ‬
‫ﻓﻴﺤﺒﻪ أهﻞ اﻟﺴﻤﺎء ‪..‬‬
‫أﺣﺎدﻳﺚ اﻟﺸﺘﺎء ﻓﻲ دفء اﻟﻨﺎر ‪..‬‬
‫ﻗﺎل ‪ :‬ﺛﻢ ﺗﻨﺰل ﻟﻪ اﻟﻤﺤﺒﺔ ﻓﻲ أهﻞ اﻷرض ‪..‬‬
‫ﻃ ﺎل ﻣﺠﻠﺴ ﻨﺎ ﻓﻼﺣﻈﺖ أﺣﺪ اﻹﺧﻮة اﻧﺴ ﱠﻞ ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻨﺎ‬
‫ﻓ ﺬﻟﻚ ﻗ ﻮل اﷲ " إن اﻟ ﺬﻳﻦ ﺁﻣ ﻨﻮا وﻋﻤﻠ ﻮا‬
‫‪..‬‬
‫اﻟﺼﺎﻟﺤﺎت ﺳﻴﺠﻌﻞ ﻟﻬﻢ اﻟﺮﺣﻤﻦ ُو ّدًا " ‪..‬‬
‫ﻼ ﺻﺎﻟﺤ ًﺎ ‪ ..‬آﺎﻧﺖ ﻟﻪ ﻋﺒﺎدات ﺧﻔﻴﺔ ‪..‬‬ ‫آﺎن رﺟ ً‬
‫وإذا أﺑﻐ ﺾ اﷲ ﻋ ﺒﺪًا ‪ ..‬ﻧ ﺎدى ﺟﺒﺮﻳﻞ ‪ :‬إﻧﻲ‬
‫آ ﻨﺖ أراﻩ ﻳ ﺘﻮﺟﻪ إﻟ ﻰ ﺻ ﻼة اﻟﺠﻤﻌ ﺔ ﻣﺒﻜ ﺮًا ‪ ..‬ﺑﻞ‬
‫أﺑﻐﻀ ﺖ ﻓﻼﻧ ًﺎ ﻓﺄﺑﻐﻀ ﻪ ‪ ..‬ﻓﻴﺒﻐﻀﻪ ﺟﺒﺮﻳﻞ ‪..‬‬
‫أﺣﻴﺎﻧ ًﺎ وﺑﺎب اﻟﺠﺎﻣﻊ ﻟﻢ ﻳﻔﺘﺢ ﺑﻌﺪ ‪!!..‬‬
‫‪147‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬ ‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫إﻟﻰ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ‪..‬‬ ‫ﺛ ﻢ ُﻳ ﻨﺎدى ﻓ ﻲ أه ﻞ اﻟﺴ ﻤﺎء ‪ :‬إن اﷲ ﻳ ﺒﻐﺾ ﻓﻼﻧ ًﺎ‬
‫ﻓﻌﺠ ﺐ ﻋﻤ ﺮ ‪ τ‬ﻣ ﻦ ﺧ ﺮوﺟﻪ ‪ ..‬ﻓﺘ ﺒﻌﻪ ﻳ ﻮﻣ ًﺎ‬ ‫ﻓﺄﺑﻐﻀﻪ ‪..‬‬
‫ﺧﻔﻴﺔ ﺑﻌﺪﻣﺎ ﺻﻠﻰ اﻟﻔﺠﺮ ‪..‬‬ ‫ﻓﻴﺒﻐﻀﻪ أهﻞ اﻟﺴﻤﺎء ‪..‬‬
‫)‪(78‬‬
‫ﻓ ﺈذا أﺑ ﻮ ﺑﻜ ﺮ ﻳﺨﺮج ﻣﻦ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ وﻳﺄﺗﻲ ﻋﻠﻰ‬ ‫‪..‬‬ ‫ﺛﻢ ﺗﻨﺰل ﻟﻪ اﻟﺒﻐﻀﺎء ﻓﻲ اﻷرض ‪..‬‬
‫ﺧﻴﻤﺔ ﻗﺪﻳﻤﺔ ﻓﻲ اﻟﺼﺤﺮاء ‪ ..‬ﻓﺎﺧﺘﺒﺄ ﻟﻪ ﻋﻤﺮ‬ ‫ﻗ ﺎل اﻟﺰﺑﻴ ﺮ ﺑ ﻦ اﻟﻌ ﻮام ‪ : τ‬ﻣ ﻦ اﺳ ﺘﻄﺎع ﻣ ﻨﻜﻢ أن‬
‫ﺧﻠﻒ ﺻﺨﺮة ‪..‬‬ ‫ﻳﻜﻮن ﻟﻪ ﺧﺒﻴﺌﺔ ﻣﻦ ﻋﻤﻞ ﺻﺎﻟﺢ ﻓﻠﻴﻔﻌﻞ ‪..‬‬
‫ﻓﻠ ﺒﺚ أﺑ ﻮ ﺑﻜ ﺮ ﻓﻲ اﻟﺨﻴﻤﺔ ﺷﻴﺌ ًﺎ ﻳﺴﻴﺮًا ‪ ..‬ﺛﻢ‬ ‫واﻟﻌﺒﺎدة اﻟﺨﻔﻴﺔ أﻧﻮاع ‪..‬‬
‫ﺧﺮج ‪..‬‬ ‫ﻣ ﻨﻬﺎ ‪ ..‬اﻟﺤﻔ ﺎظ ﻋﻠ ﻰ ﺻ ﻼة اﻟﻠ ﻴﻞ ‪ ..‬وﻟ ﻮ رآﻌ ﺔ‬
‫ﻓﺨ ﺮج ﻋﻤ ﺮ ﻣ ﻦ وراء ﺻ ﺨﺮﺗﻪ ودﺧ ﻞ‬ ‫واﺣ ﺪة وﺗ ﺮًا آ ﻞ ﻟ ﻴﻠﺔ ‪ ..‬ﺗﺼ ﻠﻴﻬﺎ ﺑﻌ ﺪ اﻟﻌﺸ ﺎء‬
‫اﻟﺨ ﻴﻤﺔ ‪ ..‬ﻓ ﺈذا ﻓﻴﻬﺎ اﻣﺮأة ﺿﻌﻴﻔﺔ ﻋﻤﻴﺎء ‪..‬‬ ‫ﻣﺒﺎﺷ ﺮة ‪ ..‬أو ﻗ ﺒﻞ أن ﺗ ﻨﺎم ‪ ..‬أو ﻗ ﺒﻞ اﻟﻔﺠ ﺮ ‪..‬‬
‫وﻋﻨﺪهﺎ ﺻﺒﻴﺔ ﺻﻐﺎر ‪..‬‬ ‫ﻟﺘﻜﺘﺐ ﻋﻨﺪ اﷲ ﻣﻦ ﻗﻮام اﻟﻠﻴﻞ ‪..‬‬
‫ﻓﺴﺄﻟﻬﺎ ﻋﻤﺮ ‪ :‬ﻣﻦ هﺬا اﻟﺬي ﻳﺄﺗﻴﻜﻢ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ : ε‬إن اﷲ وﺗﺮ ﻳﺤﺐ اﻟﻮﺗﺮ ‪ ..‬ﻓﺄوﺗﺮوا ﻳﺎ أهﻞ‬
‫ﻓﻘﺎﻟﺖ ‪ :‬ﻻ أﻋﺮﻓﻪ ‪ ..‬هﺬا رﺟﻞ ﻣﻦ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ‬ ‫اﻟﻘﺮﺁن ‪..‬‬
‫‪ ..‬ﻳﺄﺗﻴﻨﺎ آﻞ ﺻﺒﺎح ‪ ..‬ﻣﻨﺬ آﺬا وآﺬا ‪..‬‬ ‫وﻣ ﻨﻬﺎ ‪ ..‬اﻟﺴ ﻌﻲ ﻓ ﻲ اﻹﺻ ﻼح ﺑﻴﻦ اﻟﻨﺎس ‪ ..‬ﺑﻴﻦ‬
‫ﻗ ﺎل ﻓﻤ ﺎذا ﻳﻔﻌ ﻞ ‪ :‬ﻗﺎﻟ ﺖ ‪ :‬ﻳﻜ ﻨﺲ ﺑﻴﺘ ﻨﺎ ‪..‬‬ ‫اﻟ ﺰﻣﻼء اﻟﻤﺘﺨﺎﺻ ﻤﻴﻦ ‪ ..‬ﺑ ﻴﻦ اﻟﺠﻴ ﺮان ‪ ..‬ﺑ ﻴﻦ‬
‫وﻳﻌﺠ ﻦ ﻋﺠﻴﻨ ﻨﺎ ‪ ..‬وﻳﺤﻠ ﺐ داﺟﻨ ﻨﺎ ‪ ..‬ﺛ ﻢ‬ ‫اﻟﺰوﺟﻴﻦ ‪..‬‬
‫ﻳﺨﺮج ‪..‬‬ ‫ﻗ ﺎل ‪ : ε‬اﻻ أﺧﺒ ﺮآﻢ ﺑﺄﻓﻀ ﻞ ﻣ ﻦ درﺟ ﺔ اﻟﺼ ﻼة‬
‫ﻓﺨ ﺮج ﻋﻤﺮ وهﻮ ﻳﻘﻮل ‪ :‬ﻟﻘﺪ أﺗﻌﺒﺖ اﻟﺨﻠﻔﺎء‬ ‫واﻟﺼﻴﺎم واﻟﺼﺪﻗﺔ ؟‬
‫ﻣ ﻦ ﺑﻌ ﺪك ﻳ ﺎ أﺑ ﺎ ﺑﻜ ﺮ ‪ ..‬ﻟﻘ ﺪ أﺗﻌ ﺒﺖ اﻟﺨﻠﻔ ﺎء‬ ‫ﻗﺎﻟﻮا ‪ :‬ﺑﻠﻰ ‪..‬‬
‫ﻣﻦ ﺑﻌﺪك ﻳﺎ أﺑﺎ ﺑﻜﺮ ‪..‬‬ ‫ﻗ ﺎل ‪ :‬إﺻﻼح ذات اﻟﺒﻴﻦ ‪ ..‬وﻓﺴﺎد ذات اﻟﺒﻴﻦ هﻲ‬
‫)‪(79‬‬
‫* * * * * * * *‬ ‫اﻟﺤﺎﻟﻘﺔ‬
‫وﻟ ﻢ ﻳﻜ ﻦ ﻋﻤ ﺮ ‪ τ‬ﺑﻌ ﻴﺪًا ﻓ ﻲ ﺗﻌﺒﺪﻩ وإﺧﻼﺻﻪ‬ ‫وﻣﻨﻬﺎ اﻹآﺜﺎر ﻣﻦ ذآﺮ اﷲ ‪..‬‬
‫ﻋﻦ أﺑﻲ ﺑﻜﺮ ‪..‬‬ ‫ﻓﺈن ﻣﻦ أﺣﺐ ﺷﻴﺌ ًﺎ أآﺜﺮ ﻣﻦ ذآﺮﻩ ‪..‬‬
‫ﻓﻘﺪ رﺁﻩ ﻃﻠﺤﺔ ﺑﻦ ﻋﺒﻴﺪ اﷲ ‪..‬‬ ‫وﻓ ﻲ اﻟﺤ ﺪﻳﺚ ‪ ..‬ﻗ ﺎل ‪ : ε‬أﻻ أﻧﺒ ﺌﻜﻢ ﺑﺨﻴﺮ أﻋﻤﺎﻟﻜﻢ‬
‫ﺧ ﺮج ﻓ ﻲ ﺳ ﻮاد اﻟﻠ ﻴﻞ ‪ ..‬ﻓ ﺪﺧﻞ ﺑﻴ ﺘ ًﺎ ﺛ ﻢ ‪..‬‬ ‫‪ ..‬وأزآﺎهﺎ ﻋﻨﺪ ﻣﻠﻴﻜﻜﻢ ‪ ..‬وأرﻓﻌﻬﺎ ﻓﻲ درﺟﺎﺗﻜﻢ ‪..‬‬
‫ﺧﺮج ﻣﻨﻪ ودﺧﻞ ﺑﻴﺘ ًﺎ ﺁﺧﺮ ‪ ..‬ﻓﻌﺠﺐ ﻃﻠﺤﺔ ‪..‬‬ ‫وﺧﻴﺮ ﻟﻜﻢ ﻣﻦ إﻋﻄﺎء اﻟﺬهﺐ واﻟﻮرق ‪ ..‬وﺧﻴﺮ ﻟﻜﻢ‬
‫ﻣﺎذا ﻳﻔﻌﻞ ﻋﻤﺮ ﻓﻲ هﺬﻩ اﻟﺒﻴﻮت !!‬ ‫ﻣ ﻦ أن ﺗﻠﻘ ﻮا ﻋ ﺪوآﻢ ﻓﺘﻀﺮﺑﻮا أﻋﻨﺎﻗﻬﻢ وﻳﻀﺮﺑﻮا‬
‫ﻓﻠﻤ ﺎ أﺻ ﺒﺢ ﻃﻠﺤ ﺔ ذه ﺐ إﻟ ﻰ اﻟﺒ ﻴﺖ‬ ‫أﻋﻨﺎﻗﻜﻢ ‪..‬؟‬
‫اﻷول‪..‬ﻓﺈذا ﻋﺠﻮز ﻋﻤﻴﺎء ﻣﻘﻌﺪة‪..‬‬ ‫ﻗﺎﻟﻮا ‪ :‬ﺑﻠﻰ ‪ ..‬وﻣﺎ ذاك ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ ؟‬
‫ﻓﻘﺎل ﻟﻬﺎ ‪ :‬ﻣﺎ ﺑﺎل هﺬا اﻟﺮﺟﻞ ﻳﺄﺗﻴﻚ ؟‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ذآﺮ اﷲ ﻋﺰ وﺟﻞ )‪.. (80‬‬
‫ﻗﺎﻟﺖ ‪ :‬إﻧﻪ ﻳﺘﻌﺎهﺪﻧﻲ ﻣﻨﺬ آﺬا وآﺬا ‪ ..‬ﻳﺄﺗﻴﻨﻲ‬ ‫وﻣ ﻨﻬﺎ ‪ ..‬ﺻ ﺪﻗﺔ اﻟﺴ ﺮ ‪ ..‬ﻓﺼ ﺪﻗﺔ اﻟﺴ ّﺮ ﺗﻄﻔ ﺊ‬
‫ﺑﻤﺎ ﻳﺼﻠﺤﻨﻲ وﻳﺨﺮج ﻋﻨﻲ اﻷذى ‪..‬‬ ‫ﻏﻀﺐ اﻟﺮب ‪..‬‬
‫ﻓﺨ ﺮج ﻃﻠﺤ ﺔ وه ﻮ ﻳﻘ ﻮل‪ :‬ﺛﻜﻠ ﺘﻚ أﻣ ﻚ ﻳ ﺎ‬ ‫آ ﺎن أﺑ ﻮ ﺑﻜ ﺮ ‪ τ‬إذا ﺻ ﻠﻰ اﻟﻔﺠ ﺮ ﺧ ﺮج إﻟ ﻰ‬
‫ت ﻋﻤ َﺮ ﺗﺘﺒﻊ؟‬
‫ﻃﻠﺤﺔ‪..‬أﻋﺜﺮا ُ‬ ‫اﻟﺼ ﺤﺮاء ‪ ..‬ﻓﺎﺣﺘ ﺒﺲ ﻓﻴﻬﺎ ﺷﻴﺌ ًﺎ ﻳﺴﻴﺮًا ‪ ..‬ﺛﻢ ﻋﺎد‬
‫* * * * * * * *‬
‫وﺧ ﺮج ﻣ ﺮة ‪ τ‬إﻟ ﻰ ﺿ ﻮاﺣﻲ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ‪ ..‬ﻓﺈذا‬
‫ﺑ ﺮﺟﻞ ﻋﺎﺑ ﺮ ﺳ ﺒﻴﻞ ﻧ ﺎزل وﺳ ﻂ اﻟﻄ ﺮﻳﻖ ‪..‬‬ ‫رواﻩ اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ ‪ ،‬واﻟﺘﺮﻣﺬي واﻟﻠﻔﻆ ﻟﻪ ‪.‬‬ ‫) ‪( 78‬‬
‫وﻗﺪ ﻧﺼﺐ ﺧﻴﻤﺔ ﻗﺪﻳﻤﺔ ‪ ..‬وﻗﻌﺪ ﻋﻨﺪ ﺑﺎﺑﻬﺎ ‪..‬‬ ‫رواﻩ أﺣﻤﺪ وﻏﻴﺮﻩ ‪.‬‬ ‫) ‪( 79‬‬
‫رواﻩ أﺣﻤﺪ واﻟﺘﺮﻣﺬي وﻏﻴﺮهﻤﺎ ‪ ،‬ﺻﺤﻴﺢ ‪.‬‬ ‫) ‪( 80‬‬
‫‪148‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬ ‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﻇﻬ ﺮﻩ ﺑﺎﻟﻠ ﻴﻞ ‪ ..‬ﻓﻴﺘﺼ ﺪق ﺑﻬ ﺎ‪..‬وﻳﻘ ﻮل ‪ :‬إن‬ ‫ب اﻟﺤﺎل ‪ ..‬ﻓﺴﺄﻟﻪ ﻋﻤﺮ ‪ :‬ﻣﻦ اﻟﺮﺟﻞ ؟‬ ‫ﻣﻀﻄﺮ َ‬
‫ﺻﺪﻗﺔ اﻟﺴﺮ ﺗﻄﻔﻰء ﻏﻀﺐ اﻟﺮب ‪..‬‬ ‫ﻗ ﺎل ‪ :‬ﻣﻦ أهﻞ اﻟﺒﺎدﻳﺔ ‪ ..‬ﺟﺌﺖ إﻟﻰ أﻣﻴﺮ اﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ‬
‫ﻓﻠﻤ ﺎ ﻣ ﺎت وﺟ ﺪوا ﻓ ﻲ ﻇﻬ ﺮﻩ ﺁﺛ ﺎر ﺳ ﻮاد ‪..‬‬ ‫أﺻﻴﺐ ﻣﻦ ﻓﻀﻠﻪ ‪..‬‬
‫ﻓﻘﺎﻟ ﻮا ‪ :‬ه ﺬا ﻇﻬ ﺮ ﺣﻤ ﺎل ‪ ..‬وﻣ ﺎ ﻋﻠﻤ ﻨﺎﻩ‬ ‫ﻓﺴ ﻤﻊ ﻋﻤ ﺮ أﻧ ﻴﻦ اﻣ ﺮأة داﺧ ﻞ اﻟﺨ ﻴﻤﺔ ‪ ..‬ﻓﺴ ﺄﻟﻪ‬
‫اﺷﺘﻐﻞ ﺣﻤﺎ ًﻻ ‪..‬‬ ‫ﻋﻨﻪ ؟‬
‫ﻓﺎﻧﻘﻄ ﻊ اﻟﻄﻌ ﺎم ﻋﻦ ﻣﺎﺋﺔ ﺑﻴﺖ ﻓﻲ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل ‪ :‬اﻧﻄﻠﻖ رﺣﻤﻚ اﷲ ﻟﺤﺎﺟﺘﻚ ‪..‬‬
‫ﻣ ﻦ ﺑ ﻴﻮت اﻷراﻣ ﻞ واﻷﻳ ﺘﺎم ‪ ..‬آ ﺎن ﻳﺄﺗ ﻴﻬﻢ‬ ‫ﻗﺎل ﻋﻤﺮ ‪ :‬هﺬا ﻣﻦ ﺣﺎﺟﺘﻲ ‪..‬‬
‫ﻃﻌ ﺎﻣﻬﻢ ﺑﺎﻟﻠ ﻴﻞ ‪ ..‬ﻻ ﻳ ﺪرون ﻣ ﻦ ﻳﺤﻀ ﺮﻩ‬ ‫ﻓﻘ ﺎل ‪ :‬اﻣﺮأﺗ ﻲ ﻓ ﻲ اﻟﻄﻠ ﻖ ‪ -‬ﻳﻌﻨ ﻲ ﺗﻠ ﺪ ‪ -‬وﻟ ﻴﺲ‬
‫إﻟﻴﻬﻢ ‪ ..‬ﻓﻌﻠﻤﻮا أﻧﻪ اﻟﺬي ﻳﻨﻔﻖ ﻋﻠﻴﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﻋﻨﺪي ﻣﺎل وﻻ ﻃﻌﺎم وﻻ أﺣﺪ ‪..‬‬
‫وﺻ ﺎم أﺣ ﺪ اﻟﺴ ﻠﻒ ﻋﺸ ﺮﻳﻦ ﺳ ﻨﺔ ‪ ..‬ﻳﺼ ﻮم‬ ‫ﻓ ﺮﺟﻊ ﻋﻤ ﺮ إﻟ ﻰ ﺑﻴ ﺘﻪ ﺳ ﺮﻳﻌ ًﺎ ‪ ..‬ﻓﻘ ﺎل ﻻﻣ ﺮأﺗﻪ أم‬
‫ﻳ ﻮﻣ ًﺎ وﻳﻔﻄ ﺮ ﻳ ﻮﻣ ًﺎ ‪ ..‬وأهﻠ ﻪ ﻻ ﻳ ﺪرون ﻋﻨﻪ‬ ‫آﻠ ﺜﻮم ﺑ ﻨﺖ ﻋﻠﻲ ‪ :‬هﻞ ﻟﻚ ﻓﻲ ﺧﻴﺮ ﺳﺎﻗﻪ اﷲ إﻟﻴﻚ‬
‫‪ ..‬آ ﺎن ﻟ ﻪ دآ ﺎن ﻳﺨ ﺮج إﻟ ﻴﻪ إذا ﻃﻠﻌ ﺖ‬ ‫؟‬
‫اﻟﺸ ﻤﺲ وﻳﺄﺧ ﺬ ﻣﻌﻪ ﻓﻄﻮرﻩ وﻏﺪاءﻩ ‪ ..‬ﻓﺈذا‬ ‫ﻗﺎﻟ ﺖ ‪ :‬وﻣ ﺎ ذاك ‪ ..‬ﻓﺄﺧﺒ ﺮهﺎ ﺑﺨﺒ ﺮ اﻟ ﺮﺟﻞ ‪..‬‬
‫آﺎن ﻳﻮم ﺻﻮﻣﻪ ﺗﺼﺪق ﺑﺎﻟﻄﻌﺎم ‪ ..‬وإذا آﺎن‬ ‫ﻓﺤﻤﻠ ﺖ اﻣ ﺮأﺗﻪ ﻣﻌﻬ ﺎ ﻣ ﺘﺎﻋ ًﺎ ‪ ..‬وﺣﻤ ﻞ ه ﻮ ﺟ ﺮاﺑ ًﺎ‬
‫ﻳﻮم ﻓﻄﺮﻩ أآﻠﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓ ﻴﻪ ﻃﻌ ﺎم ‪ ..‬وﻗ ﺪرًا وﺣﻄ ﺒ ًﺎ ‪ ..‬وﻣﻀ ﻰ إﻟﻰ اﻟﺮﺟﻞ‬
‫ﻓ ﺈذا ﻏ ﺮﺑﺖ اﻟﺸ ﻤﺲ ‪ ..‬رﺟ ﻊ إﻟ ﻰ أهﻠ ﻪ‬ ‫‪..‬‬
‫وﺗﻌﺸﻰ ﻣﻌﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ودﺧﻠﺖ اﻣﺮأة ﻋﻤﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺮأة ﻓﻲ ﺧﻴﻤﺘﻬﺎ ‪..‬‬
‫ﻧﻌ ﻢ ‪ ..‬آﺎﻧ ﻮا ﻳﺴﺘﺸ ﻌﺮون اﻟﻌ ﺒﻮدﻳﺔ ﷲ ﻓ ﻲ‬ ‫وﻗﻌ ﺪ ه ﻮ ﻋ ﻨﺪ اﻟ ﺮﺟﻞ ‪ ..‬ﻓﺄﺷ ﻌﻞ اﻟ ﻨﺎر وأﺧﺬ ﻳﻨﻔﺦ‬
‫ﺟﻤﻴﻊ أﺣﻮاﻟﻬﻢ ‪..‬‬ ‫اﻟﺤﻄ ﺐ ‪ ..‬وﻳﺼ ﻨﻊ اﻟﻄﻌ ﺎم ‪ ..‬واﻟ ﺪﺧﺎن ﻳ ﺘﺨﻠﻞ‬
‫ﻦ‬
‫ن ِﻟ ْﻠ ُﻤ ﱠﺘﻘِﻴ َ‬‫هﻢ اﻟﻤﺘﻘﻮن ‪ ..‬واﷲ ﻳﻘﻮل ‪ِ } :‬إ ﱠ‬ ‫ﻟﺤﻴﺘﻪ ‪ ..‬واﻟﺮﺟﻞ ﻗﺎﻋﺪ ﻳﻨﻈﺮ إﻟﻴﻪ ‪..‬‬
‫ﺐ َأ ْﺗﺮَاﺑًﺎ‬ ‫ﻋ َ‬ ‫ﻋﻨَﺎﺑًﺎ * َو َآﻮَا ِ‬
‫ﻖ َوَأ ْ‬‫ﺣﺪَا ِﺋ َ‬
‫َﻣ َﻔ ﺎزًا * َ‬ ‫ﻓﺒﻴ ﻨﻤﺎ ه ﻮ ﻋﻠ ﻰ ذﻟ ﻚ ‪ ..‬إذ ﺻ ﺎﺣﺖ اﻣ ﺮأﺗﻪ ﻣ ﻦ‬
‫ن ﻓِﻴﻬَﺎ َﻟ ْﻐﻮًا‬ ‫ﺴ َﻤﻌُﻮ َ‬
‫* َو َآ ْﺄﺳًﺎ ِدهَﺎﻗًﺎ * ﱠﻻ َﻳ ْ‬ ‫داﺧﻞ اﻟﺨﻴﻤﺔ ‪ ..‬ﻳﺎ أﻣﻴﺮ اﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ‪ ..‬ﺑﺸﺮ ﺻﺎﺣﺒﻚ‬
‫ﻄ ﺎء‬ ‫ﻋَ‬ ‫ﻚ َ‬ ‫ﺟ ﺰَاء ﱢﻣ ﻦ ﱠر ﱢﺑ َ‬ ‫َو َﻻ ِآ ﺬﱠاﺑًﺎ * َ‬ ‫ﺑﻐﻼم ‪..‬‬
‫ﺣﺴَﺎﺑًﺎ { ‪..‬‬‫ِ‬ ‫ﻓﻠﻤﺎ ﺳﻤﻊ اﻟﺮﺟﻞ ‪ ..‬أﻣﻴﺮ اﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ‪ ..‬ﻓﺰع وﻗﺎل ‪:‬‬
‫ﻓﺎﻃﻠ ﺐ ﻣﺤ ﺒﺔ اﻟﺨﺎﻟ ﻖ ‪ ..‬وه ﻮ ﻳ ﺘﻜﻔﻞ ﺑ ﺰرع‬ ‫أﻧ ﺖ ﻋﻤ ﺮ ﺑ ﻦ اﻟﺨﻄ ﺎب ‪ ..‬ﻗ ﺎل ‪ :‬ﻧﻌﻢ ‪ ..‬ﻓﺎﺿﻄﺮب‬
‫ﻣﺤﺒﺘﻚ ﻓﻲ ﻗﻠﻮب ﺧﻠﻘﻪ ‪..‬‬ ‫اﻟﺮﺟﻞ ‪ ..‬وﺟﻌﻞ ﻳﺘﻨﺤﻰ ﻋﻦ ﻋﻤﺮ‪ ..‬ﻓﻘﺎل ﻟﻪ ﻋﻤﺮ ‪:‬‬
‫ﻣﻜﺎﻧﻚ ‪..‬‬
‫إﺿﺎءة ‪..‬‬ ‫ﺛ ﻢ ﺣﻤ ﻞ ﻋﻤ ﺮ اﻟﻘﺪر ‪ ..‬وﻗﺮﺑﻪ إﻟﻰ اﻟﺨﻴﻤﺔ وﺻﺎح‬
‫ﻟﻴﺲ اﻟﻐﺎﻳﺔ أن ﺗﻜﻮن ﻇﻮاهﺮ اﻵﺧﺮﻳﻦ ﺗﺤﺒﻚ‬ ‫ﺑﺎﻣﺮأﺗﻪ ‪ ..‬أﺷﺒﻌﻴﻬﺎ ‪..‬‬
‫‪ ..‬إﻧﻤﺎ اﻟﻐﺎﻳﺔ أن ﺗﺤﺒﻚ ﺑﻮاﻃﻨﻬﻢ أﻳﻀ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﺄآﻠ ﺖ اﻟﻤ ﺮأة ﻣ ﻦ اﻟﻄﻌ ﺎم ‪ ..‬ﺛ ﻢ أﺧ ﺮﺟﺖ ﺑﺎﻗ ﻲ‬
‫اﻟﻄﻌﺎم ﺧﺎرج اﻟﺨﻴﻤﺔ ‪..‬‬
‫‪ 66.‬أﺧﺮﺟﻬﻢ ﻣﻦ اﻟﺤﻔﺮة ‪..‬‬ ‫ﻓﻘ ﺎم ﻋﻤﺮ ﻓﺄﺧﺬﻩ ﻓﻮﺿﻌﻪ ﺑﻴﻦ ﻳﺪي اﻟﺮﺟﻞ ‪ ..‬وﻗﺎل‬
‫أﻟ ﻢ ﻳﻘ ﻊ ﻣﺮة أن أﺣﺮﺟﻚ ﺷﺨﺺ ﻓﻲ ﻣﺠﻠﺲ‬ ‫ﻟﻪ ‪ :‬آﻞ ‪ ..‬ﻓﺈﻧﻚ ﻗﺪ ﺳﻬﺮت ﻣﻦ اﻟﻠﻴﻞ ‪..‬‬
‫ﻋﺎم ﺑﻜﻠﻤﺔ ﺟﺎرﺣﺔ ‪..‬‬ ‫ﺛﻢ ﻧﺎدى ﻋﻤﺮ اﻣﺮأﺗﻪ ﻓﺨﺮﺟﺖ إﻟﻴﻪ ‪..‬‬
‫أو رﺑﻤ ﺎ ﺳ ﺨﺮ ﻣ ﻨﻚ ‪ ..‬ﺑ ﺄي ﺷ ﻲء وإن آ ﺎن‬ ‫ﻓﻘ ﺎل ﻟﻠ ﺮﺟﻞ ‪ :‬إذا آ ﺎن ﻣ ﻦ اﻟﻐ ﺪ ‪ ..‬ﻓﺄﺗ ﻨﺎ ﻧﺄﻣ ﺮ ﻟﻚ‬
‫ﺻ ﻐﻴﺮًا ‪ ..‬ﺑﻠﺒﺎﺳ ﻚ أو آﻼﻣ ﻚ ‪ ..‬أو أﺳ ﻠﻮﺑﻚ‬ ‫ﺑﻤﺎ ﻳﺼﻠﺤﻚ ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫* * * * * * * *‬
‫ﻓﺪاﻓ ﻊ ﻋ ﻨﻚ ﺷ ﺨﺺ ﻣ ﺎ ‪ ..‬ﻓﺸ ﻌﺮت ﺑﺎﻣﺘ ﻨﺎن‬ ‫وآ ﺎن ﻋﻠ ﻲ ﺑ ﻦ اﻟﺤﺴ ﻴﻦ ﻳﺤﻤ ﻞ ﺟﺮاب اﻟﺨﺒﺰ ﻋﻠﻰ‬

‫‪149‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬ ‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﻓﺄﺗ ﺖ اﻟﺮﻳﺢ ﻓﺤﺮآﺖ ﺛﻮﺑﻪ وآﺸﻔﺖ ﺳﺎﻗﻴﻪ ‪..‬‬ ‫ﻋﻈ ﻴﻢ ﻟ ﻪ ‪ ..‬ﻷﻧﻪ آﺄﻧﻤﺎ أﻣﺴﻚ ﺑﻄﺮف ﺛﻮﺑﻚ ﻋﻨﺪﻣﺎ‬
‫ﻓﺈذا هﻤﺎ ﺳﺎﻗﺎن دﻗﻴﻘﺘﺎن ﺻﻐﻴﺮﺗﺎن ‪..‬‬ ‫دﻓﻌﻚ ﻏﻴﺮك إﻟﻰ هﺎوﻳﺔ ‪..‬‬
‫ﻓﻀﺤﻚ اﻟﻘﻮم ﻣﻦ دﻗﺔ ﺳﺎﻗﻴﻪ ‪..‬‬ ‫ﻣ ﺎرس ه ﺬﻩ اﻟﻤﻬ ﺎرة ﻣ ﻊ اﻵﺧﺮﻳﻦ ‪ ..‬وﺳﺘﺮى ﻟﻬﺎ‬
‫ﻓﻘ ﺎل اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ : ρ‬ﻣ ّﻢ ﺗﻀﺤﻜﻮن ؟! ‪ ..‬ﻣﻦ دﻗﺔ‬ ‫ﺗﺄﺛﻴﺮًا ﺳﺎﺣﺮًا ‪..‬‬
‫ﺳﺎﻗﻴﻪ ؟!‬ ‫ﻟﻮ دﺧﻠﺖ ﻋﻠﻰ ﺷﺨﺺ وأﻗﺒﻞ وﻟﺪﻩ ﻳﺤﻤﻞ ﻃﺒﻘ ًﺎ ﻓﻲ‬
‫واﻟ ﺬي ﻧﻔﺴ ﻲ ﺑ ﻴﺪﻩ إﻧﻬﻤ ﺎ أﺛﻘ ﻞ ﻓ ﻲ اﻟﻤﻴ ﺰان‬ ‫ﻼ ‪ ..‬ﻓﻜﺎد أن ﻳﻘﻊ اﻟﻄﺒﻖ‬ ‫ﻃﻌ ﺎم ‪ ..‬ﻟﻜﻨﻪ اﺳﺘﻌﺠﻞ ﻗﻠﻴ ً‬
‫)‪(81‬‬
‫ﻣﻦ أﺣﺪ ‪..‬‬ ‫ﻋﻠ ﻰ اﻷرض ‪ ..‬ﻓﺎﻧﻄﻠ ﻖ اﻷب ﻋﻠ ﻴﻪ ﺛﺎﺋﺮًا ‪ ..‬ﻟﻤﺎذا‬
‫اﻟﻌﺠﻠﺔ ؟ آﻢ ﻣﺮة أﻋﻠﻤﻚ ؟ ‪..‬‬
‫وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ ‪..‬‬ ‫ﻓﺎﺣﻤ ﱠﺮ وﺟﻪ اﻟﻮﻟﺪ واﺻﻔ ﱠﺮ ‪..‬‬
‫آﺴﺐ ﻣﺤﺒﺔ اﻟﻨﺎس ﻓﺮص ﻳﻘﺘﻨﺼﻬﺎ اﻷذآﻴﺎء‬ ‫ﻓﻘﻠﺖ أﻧﺖ ‪ :‬ﻻ ‪ ..‬ﺑﻞ ﻓﻼن ﺑﻄﻞ ‪ ..‬رﺟُﻞ ‪ ..‬ﻣﺎ ﺷﺎء‬
‫‪..‬‬ ‫اﷲ ﻋﻠ ﻴﻪ ﻳﺤﻤ ﻞ آ ﻞ ه ﺬا ﻟﻮﺣﺪﻩ ‪ ..‬وﻟﻌﻠﻪ اﺳﺘﻌﺠﻞ‬
‫ﻷن ﻓﻴﻪ أﻏﺮاض أﺧﺮى أﻳﻀ ًﺎ ‪..‬‬
‫‪ 67.‬اﻻهﺘﻤﺎم ﺑﺎﻟﻤﻈﻬﺮ ‪..‬‬ ‫أي اﻣﺘﻨﺎن ﺳﻴﺸﻌﺮ ﺑﻪ اﻟﻐﻼم ﻟﻚ ‪..‬‬
‫آ ﺎن أﺑ ﻮ ﺣﻨ ﻴﻔﺔ ﺟﺎﻟﺴ ًﺎ ﻳ ﻮﻣ ًﺎ ﺑ ﻴﻦ ﻃﻼﺑﻪ ﻓﻲ‬ ‫هﺬا ﻣﻊ اﻟﺼﻐﺎر ‪ ..‬ﻓﻤﺎ ﺑﺎﻟﻚ ﻣﻊ اﻟﻜﺒﺎر ‪..‬‬
‫اﻟﻤﺴﺠﺪ ﻳﺪرس ‪..‬‬ ‫ﻟ ﻮ أﺛﻨ ﻴﺖ ﻋﻠ ﻰ زﻣ ﻴﻞ ﻓ ﻲ اﺟ ﺘﻤﺎع ‪ ..‬ﺑﻌﺪﻣﺎ ﺻﺒﻮا‬
‫وآ ﺎن ﺑ ﻪ أﻟ ﻢ ﻓ ﻲ رآﺒ ﺘﻪ ‪ ..‬وﻗﺪ ﻣﺪ رﺟﻠﻪ ‪..‬‬ ‫ﻼ ﻣﻦ اﻟﻠﻮم ‪..‬‬ ‫ﻋﻠﻴﻪ واﺑ ً‬
‫واﺗﻜﺄ ﻋﻠﻰ ﺟﺪار ‪..‬‬ ‫أو أﺛﻨ ﻴﺖ ﻋﻠ ﻰ أﺣ ﺪ إﺧ ﻮاﻧﻚ ‪ ..‬ﺑﻌ ﺪﻣﺎ اﻧﻜﺐ اﻹراد‬
‫ﻓ ﻲ ه ﺬﻩ اﻷﺛ ﻨﺎء ‪ ..‬أﻗ ﺒﻞ رﺟ ﻞ ﻋﻠ ﻴﻪ ﻟ ﺒﺎس‬ ‫اﻷﺳﺮة ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻌﺎﺗﺒﻴﻦ ‪..‬‬
‫ﺣﺴ ﻦ ‪ ..‬وﻋﻤﺎﻣ ﺔ ﺣﺴ ﻨﺔ ‪ ..‬وﻣﻈﻬ ﺮ ﻣﻬ ﻴﺐ‬ ‫ﺸ ْﺮ ﻳﺎ‬
‫ﺷﺎب أﺣﺮﺟﻪ ﺷﺨﺺ ﺑﺴﺆال أﻣﺎم اﻟﻨﺎس ‪َ :‬ﺑ ﱠ‬
‫ﻼﻓ ﻲ‬ ‫‪ ..‬آ ﺎن وﻗ ﻮرًا ﻓ ﻲ ﻣﺸ ﻴﺘﻪ ‪ ..‬ﺟﻠ ﻴ ً‬ ‫ﻓﻼن ‪ ..‬آﻢ ﻧﺴﺒﺘﻚ ﻓﻲ اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ؟!‬
‫ﺧﻄﻮﺗﻪ ‪..‬‬ ‫ﺑ ﺎﷲ ﻋﻠ ﻴﻚ ‪ ..‬ه ﻞ ه ﺬا ﺳ ﺆال ﻳﺴ ﺄﻟﻪ ﻋﺎﻗ ﻞ أﻣ ﺎم‬
‫أﻓﺴ ﺢ ﻟ ﻪ ﻟﻄ ﻼب ﺣﺘ ﻰ ﺟﻠ ﺲ ﺑﺠﺎﻧ ﺐ أﺑ ﻲ‬ ‫اﻟﻨﺎس ؟!!‬
‫ﺣﻨﻴﻔﺔ ‪..‬‬ ‫ﻼ ﺑﻠﻄﻒ‬ ‫ﻓﺎﻧﻘﻠ ﺐ وﺟﻪ اﻟﺸﺎب ﻣﺘﻠﻮﻧ ًﺎ ‪ ..‬ﻓﺄﻧﻘﺬﺗﻪ ﻗﺎﺋ ً‬
‫ﻓﻠﻤ ﺎ رأى اﺑ ﻮ ﺣﻨ ﻴﻔﺔ ﻣﻈﻬ ﺮﻩ ‪ ..‬ورزاﻧﺘﻪ ‪..‬‬ ‫‪ :‬ﻟ ﻴﺶ ﻳ ﺎ أﺑ ﺎ ﻓ ﻼن ‪ ..‬ﺳ ﺘﺰوﺟﻪ ؟!! أو ﻋ ﻨﺪك‬
‫ورﺗﺎﺑ ﺔ هﻴﺌ ﺘﻪ ‪ ,,‬اﺳﺘﺤﻰ ﻣﻦ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺟﻠﺴﺘﻪ‬ ‫وﻇﻴﻔﺔ ﻟﻪ ؟ أو ‪..‬‬
‫وﺛﻨﻰ رﺟﻠﻪ ‪ ..‬وﺗﺤﻤﻞ أﻟﻢ رآﺒﺘﻪ ﻷﺟﻠﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﻀﺤﻜﻮا وﻧُﺴﻲ اﻟﺴﺆال ‪..‬‬
‫اﺳ ﺘﻤﺮ أﺑ ﻮ ﺣﻨ ﻴﻔﺔ ﻓﻲ درﺳﻪ واﻟﺮﺟﻞ ﻳﺴﻤﻊ‬ ‫أو ﻟ ﻮ ﻋﺎﺗ ﺒﻪ ﻋﻠ ﻰ دﻧ ﱢﻮ ﻣﻌﺪﻟﻪ اﻟﺪراﺳﻲ ‪ ..‬ﻓﻘﻠﺖ ‪:‬‬
‫‪..‬‬ ‫ﻳ ﺎ أﺧ ﻲ ﻻ ﺗﻠﻤ ﻪ ‪ ..‬ﺗﺨﺼﺼﻪ ﺻﻌﺐ ‪ ..‬ﻟﻜﻦ ﺳﻴﺸﺪ‬
‫ﻓﻠﻤﺎ اﻧﺘﻬﻰ ﻣﻦ اﻟﺪرس ‪..‬‬ ‫ﺣﻴﻠﻪ إن ﺷﺎء اﷲ ‪..‬‬
‫ﺑ ﺪأ اﻟﻄﻼب ﻳﺴﺄﻟﻮن ‪ ..‬ﻓﺮﻓﻊ ذﻟﻚ اﻟﺮﺟﻞ ﻳﺪﻩ‬ ‫آﺴﺐ ﻣﺤﺒﺔ اﻟﻨﺎس ﻓﺮص ﻳﻘﺘﻨﺼﻬﺎ اﻷذآﻴﺎء ‪..‬‬
‫ﻟﻴﺴﺄل ‪..‬‬ ‫إذا ه ﺒﺖ رﻳﺎﺣ ﻚ ﻓﺎﻏﺘ ﻨﻤﻬﺎ *** ﻓ ﺈن ﻟﻜ ﻞ ﺧﺎﻓﻘ ﺔ‬
‫اﻟﺘﻔﺖ إﻟﻴﻪ اﻟﺸﻴﺦ ‪ ..‬وﻗﺎل ‪ :‬ﻣﺎ ﺳﺆاﻟﻚ ؟‬ ‫ﺳﻜﻮن‬
‫ﻓﻘ ﺎل ‪ :‬ﻳ ﺎ ﺷ ﻴﺦ ‪ ..‬ﻣﺘﻰ وﻗﺖ ﺻﻼة اﻟﻤﻐﺮب‬ ‫آ ﺎن ﻋ ﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮد ‪ .. τ‬ﻳﻤﺸﻲ ﻣﻊ اﻟﻨﺒﻲ ‪ρ‬‬
‫؟‬ ‫‪..‬‬
‫ﻗﺎل ‪ :‬إذا ﻏﺮﺑﺖ اﻟﺸﻤﺲ ‪!! ..‬‬ ‫ﻓﻤ ﺮا ﺑﺸ ﺠﺮة ﻓﺄﻣ ﺮﻩ اﻟﻨﺒ ﻲ أن ﻳﺼ ﻌﺪهﺎ وﻳﺤﺘ ﱠﺰ ﻟﻪ‬
‫ﻗ ﺎل ‪ :‬وإذا ﺟ ﺎء اﻟﻠﻴﻞ واﻟﺸﻤﺲ ﻟﻢ ﺗﻐﺮب ‪..‬‬ ‫ﻋﻮدًا ﻳﺘﺴﻮك ﺑﻪ ‪..‬‬
‫ﻓﺮﻗ ﻰ اﺑ ﻦ ﻣﺴ ﻌﻮد وآﺎن ﺧﻔﻴﻔ ًﺎ ‪ ..‬ﻧﺤﻴﻞ اﻟﺠﺴﻢ ‪..‬‬
‫ﻓﺄﺧﺬ ﻳﻌﺎﻟﺞ اﻟﻌﻮد ﻟﻘﻄﻌﻪ ‪..‬‬
‫رواﻩ أﺣﻤﺪ وأﺑﻮ ﻳﻌﻠﻰ وﻏﻴﺮهﻤﺎ‬ ‫) ‪( 81‬‬
‫‪150‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬ ‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫وﻗ ﺎل أﻧ ﺲ ‪ ) τ‬آ ﺎن رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ρ‬ﻻ ﻳ ﺮد‬ ‫ﻓﻤﺎذا ﻧﻔﻌﻞ ؟!‬
‫اﻟﻄﻴﺐ ( ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل أﺑﻮ ﺣﻨﻴﻔﺔ ‪ :‬ﺁن ﻷﺑﻲ ﺣﻨﻴﻔﺔ أن ﻳﻤﺪ رﺟﻠﻴﻪ ‪..‬‬
‫ﻗ ﺎل أﻧ ﺲ ‪ :‬ﻣ ﺎ ﻣﺴﺴ ﺖ ﺣﺮﻳ ﺮًا وﻻ دﻳ ﺒﺎﺟ ًﺎ‬ ‫وﻣﺪ رﺟﻠﻪ آﻤﺎ آﺎﻧﺖ ‪..‬‬
‫أﻟﻴﻦ ﻣﻦ آﻒ رﺳﻮل اﷲ ‪.. ε‬‬ ‫وﺳ ﻜﺖ ﻋ ﻦ ه ﺬا اﻟﺴ ﺆال اﻟﻤﺘ ﻨﺎﻗﺾ !!‪ ..‬إذ آ ﻴﻒ‬
‫وآ ﺎن ‪ ρ‬أﺣﺴﻦ اﻟﻨﺎس وﺟﻬ ًﺎ ‪ ..‬آﺎن وﺟﻬﻪ‬ ‫ﻳﺄﺗﻲ اﻟﻠﻴﻞ واﻟﺸﻤﺲ ﻟﻢ ﺗﻐﺮب ؟!!‬
‫ﻣﺴﺘﻨﻴﺮًا آﺎﻟﺸﻤﺲ ‪..‬‬ ‫ﻳﻘﻮﻟ ﻮن إن اﻟﻨﻈ ﺮة اﻷوﻟ ﻰ إﻟ ﻴﻚ ﺗﻜ ﻮﱢن ﻓ ﻲ ذه ﻦ‬
‫ﺳ ﺮّ اﺳ ﺘﻨـﺎر وﺟﻬ ﻪ ‪ ..‬ﺣﺘ ﻰ آ ﺄن‬ ‫وآ ﺎن إذا ُ‬ ‫اﻟﻤﻘﺎﺑﻞ أآﺜﺮ ﻣﻦ ‪ %70‬ﻣﻦ ﺗﺼﻮرﻩ ﻋﻨﻚ ‪..‬‬
‫وﺟﻬﻪ ﻗﻄﻌﺔ ﻗﻤﺮ ‪..‬‬ ‫وﻳ ﺒﺪو أﻧ ﻪ ﻋ ﻨﺪ اﻟ ﺘﺄﻣﻞ ﺳ ﺘﺠﺪ أن اﻟﻨﻈ ﺮة اﻷوﻟ ﻰ‬
‫ﻗ ﺎل ﺟﺎﺑ ﺮ ﺑﻦ ﺳﻤﺮة رأﻳﺖ رﺳﻮل اﷲ ‪ ρ‬ﻓﻲ‬ ‫ﺗﻜ ﻮن أآﺜ ﺮ ﻣ ﻦ ‪ %95‬ﻋ ﻨﻚ ‪ ..‬ﺣﺘ ﻰ ﺗ ﺘﻜﻠﻢ ‪ ..‬أو‬
‫ﻟﻴﻠﺔ ﻣﻀﻴﺌﺔ ﻣﻘﻤﺮة ‪..‬‬ ‫ﺗﻌﺮﱢف ﺑﻨﻔﺴﻚ ‪..‬‬
‫ﻓﺠﻌﻠ ﺖ أﻧﻈﺮ إﻟﻰ رﺳﻮل اﷲ ‪ ρ‬وإﻟﻰ اﻟﻘﻤﺮ‬ ‫وﻟ ﻮ ﻣﺸ ﻴﺖ ﻓ ﻲ ﻣﻤ ﺮ ﻓ ﻲ ﻣﺴﺘﺸ ﻔﻰ أو ﺷ ﺮآﺔ‬
‫‪ ..‬وﻋﻠ ﻴﻪ ﺣﻠ ﺔ ﺣﻤ ﺮاء ‪ ..‬ﻓ ﺈذا ه ﻮ ﻋ ﻨﺪي‬ ‫وﺑﺠﺎﻧﺒﻚ ﺷﺨﺺ ﻋﻠﻴﻪ ﺛﻴﺎب ﺣﺴﻨﺔ ‪ ..‬وﻋﻠﻴﻪ وﻗﺎر‬
‫أﺣﺴﻦ ﻣﻦ اﻟﻘﻤﺮ ‪..‬‬ ‫ﻓﻲ ﻣﺸﻴﺘﻪ ‪ ..‬ﻟﺮأﻳﺖ أﻧﻚ – رﺑﻤﺎ ﻻ ﺷﻌﻮرﻳ ًﺎ – إذا‬
‫وآ ﺎن ﻳﺄﻣ ﺮ اﻟﻤﺴ ﻠﻤﻴﻦ ﺑ ﺬﻟﻚ ﻳﺄﻣﺮ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ‬ ‫ﺖ إﻟﻴﻪ وﻗﻠﺖ ﻟﻪ ‪:‬‬ ‫وﺻ ﻠﺖ إﻟ ﻰ ﺑﺎب ﻓﻲ اﻟﻤﻤﺮ اﻟﺘﻔ ﱠ‬
‫ﺑﻤﺮاﻋﺎة اﻟﻤﻈﻬﺮ ‪..‬‬ ‫ﺗﻔﻀﻞ ‪ ..‬ﻃﺎل ﻋﻤﺮك !!‬
‫ﻋ ﻦ أﺑ ﻲ اﻷﺣ ﻮص ﻋ ﻦ أﺑ ﻴﻪ ‪ .. τ‬ﻗ ﺎل ‪:‬‬ ‫وﻟﻮ رآﺒﺖ ﺳﻴﺎرة أﺣﺪ أﺻﺪﻗﺎﺋﻚ ﻓﺮأﻳﺘﻬﺎ ﻓﻮﺿﻰ ‪..‬‬
‫ه ﻨﺎ ﻓ ﺮدة ﺣ ﺬاء ﻣﺮﻣ ﻲ ‪ ..‬وه ﻨﺎ روق ﺷ ﺎورﻣﺎ ‪..‬‬
‫ﻲ ﺛﻮب دون ) أي ردئ‬ ‫أﺗ ﻴﺖ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ ρ‬وﻋﻠ ّ‬
‫وهﻤﺎ ﻣﻨﺪﻳﻞ ‪ ..‬وأﺷﺮﻃﺔ آﺎﺳﻴﺖ ﻣﺘﻨﺎﺛﺮة ‪..‬‬
‫( ‪..‬‬
‫ﻟﻜ ﻮﻧﺖ ﻓﻜ ﺮة ﻋ ﻦ اﻟﺸ ﺨﺺ ﻣﺒﺎﺷ ﺮة أﻧﻪ ﻓﻮﺿﻮي‬
‫ﻓﻘﺎل ‪ : ρ‬أﻟﻚ ﻣﺎل ؟ ﻗﻠﺖ ‪ :‬ﻧﻌﻢ ‪..‬‬
‫‪ ..‬ﻏﻴﺮ ﻣﺒﺎل ﺑﺎﻟﺘﺮﺗﻴﺐ ‪..‬‬
‫ﻗ ﺎل ‪ :‬ﻣ ﻦ أي اﻟﻤ ﺎل ؟ ﻗﻠ ﺖ ‪ :‬ﻣ ﻦ اﻹﺑ ﻞ‬
‫وآﺬﻟﻚ ﻓﻲ ﻟﺒﺎس اﻟﻨﺎس ‪ ..‬وﻣﻈﻬﺮهﻢ اﻟﻌﺎم ‪..‬‬
‫واﻟﺒﻘﺮ واﻟﻐﻨﻢ واﻟﺨﻴﻞ واﻟﺮﻗﻴﻖ ‪..‬‬
‫واﻟ ﺬي أﻋﻨ ﻴﻪ ه ﻨﺎ ه ﻮ اﻻه ﺘﻤﺎم ﺑﺎﻟﻤﻈﻬ ﺮ ﻻ‬
‫ﻓﻘ ﺎل ‪ : ρ‬ﻓ ﺈذا ﺁﺗ ﺎك اﷲ ﻣ ﺎ ًﻻ ‪ ..‬ﻓﻠُﻴ َﺮ أﺛ ُﺮ‬ ‫اﻹﺳ ﺮاف ﻓ ﻲ اﻟﻠ ﺒﺎس أو اﻟﺴ ﻴﺎرة ‪ ..‬أو اﻷﺛﺎث ‪..‬‬
‫ﻧﻌﻤﺔ اﷲ ﻋﻠﻴﻚ وآﺮاﻣﺘِﻪ ‪..‬‬ ‫أوﻏﻴﺮهﺎ ‪..‬‬
‫وﻗ ﺎل ‪ ) : ρ‬ﻣ ﻦ أﻧﻌ ﻢ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻧﻌﻤﺔ ‪ ..‬ﻓﺈن‬ ‫آﺎن رﺳﻮل اﷲ ‪ ε‬ﻳﻌﺘﻨﻲ ﺑﻬﺬﻩ اﻟﻨﻮاﺣﻲ آﺜﻴﺮًا ‪..‬‬
‫اﷲ ﻳﺤﺐ أن ﻳﺮى أﺛﺮ ﻧﻌﻤﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﻋﺒﺪﻩ ( ‪.‬‬ ‫ﻓﻜ ﺎن ﻟ ﻪ ﺣﻠ ﺔ ﺣﺴﻨﺔ ﻳﻠﺒﺴﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﻴﺪﻳﻦ واﻟﺠﻤﻌﺔ‬
‫وﻋﻦ ﺟﺎﺑﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪاﷲ ‪ τ‬ﻗﺎل ‪:‬‬ ‫‪..‬‬
‫أﺗﺎﻧﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪ .. ρ‬زاﺋﺮًا ﻓﻲ ﻣﻨﺰﻟﻨﺎ ﻓﺮأى‬ ‫وآﺎﻧﺖ ﻟﻪ ﺣﻠﺔ ﻳﻠﺒﺴﻬﺎ ﻓﻲ اﺳﺘﻘﺒﺎل اﻟﻮﻓﻮد ‪..‬‬
‫ﻼ ﺷﻌﺜ ًﺎ ﻗﺪ ﺗﻔﺮق ﺷﻌﺮﻩ ‪..‬‬ ‫رﺟ ً‬ ‫آﺎن ﻳﻌﺘﻨﻲ ﺑﻤﻈﻬﺮﻩ وراﺋﺤﺘﻪ ‪..‬‬
‫ﻓﻘ ﺎل ‪ :‬أﻣ ﺎ آﺎن ﻳﺠﺪ هﺬا ﻣﺎ ﻳُﺴﻜﻦ ﺑﻪ ﺷﻌﺮﻩ‬ ‫وآﺎن ﻳﺤﺐ اﻟﻄﻴﺐ ‪..‬‬
‫؟‬ ‫ﻗ ﺎل أﻧ ﺲ ‪ : τ‬آ ﺎن رﺳ ﻮل اﷲ ‪ .. ρ‬أزه ﺮ اﻟﻠﻮن‬
‫ﻼ ﺁﺧﺮ وﻋﻠﻴﻪ ﺛﻴﺎب وﺳﺨﺔ ﻓﻘﺎل ‪:‬‬ ‫ورأى رﺟ ً‬ ‫آﺄن ﻋﺮﻗﻪ اﻟﻠﺆﻟﺆ ‪ ..‬إذا ﻣﺸﺎ ﺗﻜﻔﺄ ‪..‬‬
‫أﻣﺎ آﺎن هﺬا ﻳﺠﺪ ﻣﺎء ﻳﻐﺴﻞ ﺑﻪ ﺛﻮﺑﻪ ؟ ‪..‬‬ ‫وﻣ ﺎ ﻣﺴﺴ ﺖ دﻳ ﺒﺎﺟ ًﺎ وﻻ ﺣﺮﻳ ﺮًا أﻟ ﻴﻦ ﻣ ﻦ آ ﻒ‬
‫وﻗﺎل ‪ ) :‬ﻣﻦ آﺎن ﻟﻪ ﺷﻌﺮ ﻓﻠﻴﻜﺮﻣﻪ ( ‪..‬‬ ‫رﺳﻮل اﷲ ‪.. ρ‬‬
‫وآ ﺎن ﻳﺤﺮّص ﻋﻠﻰ ﺣﺴﻦ اﻟﺴﻤﺖ ‪ ..‬وﺟﻤﺎل‬ ‫وﻻ ﺷ ﻤﻤﺖ ﻣﺴ ﻜ ًﺎ وﻻ ﻋﻨﺒ ﺮًا أﻃ ﻴﺐ ﻣ ﻦ راﺋﺤ ﺔ‬
‫اﻟﺸﻜﻞ ‪ ..‬واﻟﻠﺒﺎس ‪ ..‬وﻃﻴﺐ اﻟﺮاﺋﺤﺔ ‪..‬‬
‫اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ .. ρ‬وآﺎﻧ ﺖ ﻳ ﺪُﻩ ﻣﻄﻴﺒ ًﺔ آﺄﻧﻤﺎ أﺧﺮﺟﺖ ﻣﻦ‬
‫ﻼ ‪ ) :‬إن اﷲ ﺟﻤﻴﻞ‬ ‫وآﺎن ﻳﺮدد ﻓﻲ اﻟﻨﺎس ﻗﺎﺋ ً‬
‫ﺟﺆﻧﺔ ﻋﻄﺎر ‪..‬‬
‫وآﺎن ‪ .. ρ‬ﻳﻌﺮف ﺑﺮﻳﺢ اﻟﻄﻴﺐ إذا أﻗﺒﻞ ‪..‬‬
‫‪151‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﻹﺻﻼﺣﻬﺎ ‪!!..‬‬
‫آ ﺎن اﻟﻤﺴﻜﻴﻦ ﻣﻀﻄﺮﺑ ًﺎ ﻣﺘﻮرﻃ ًﺎ ‪ ..‬ﻓﻀﺤﻜﺖ‬
‫ودﺧﻞ ﻟﻴﻤﺘﺤﻦ ‪..‬‬
‫ﻧﻌ ﻢ ‪ ..‬ﻣﺎ أﻗﺒﺢ أن ﻳﻜﺘﺸﻒ اﻟﻨﺎس أﻧﻚ ﺗﻜﺬب‬
‫ﻋﻠﻴﻬﻢ ‪..‬‬
‫اﻟﻜ ﺬب ﻳﻨﻔ ﺮ اﻟ ﻨﺎس ﻋ ﻨﻚ ‪ ..‬وﻳﻔﻘ ﺪك‬
‫اﻟﻤﺼﺪاﻗﻴﺔ ﻋﻨﺪهﻢ ‪..‬‬
‫وﻳﺠﻌﻠﻬﻢ ﻻ ﻳﺜﻘﻮن ﻓﻴﻚ ‪..‬‬
‫ﻓﻠ ﻮ وﻗﻌ ﺖ ﻷﺣ ﺪهﻢ ﻣﺸ ﻜﻠﺔ ‪ ..‬ﻓﻠ ﻦ ﻳﺸ ﻜﻮهﺎ‬
‫إﻟﻴﻚ ‪..‬‬
‫وﻟﻮ ﺗﻜﻠﻤﺖ ﺑﺸﻲء ﻟﻦ ﻳﺴﻤﻌﻮﻩ ﺑﺘﻘﺒﻞ ‪..‬‬
‫ﻗ ﺎل ‪ : ε‬ﻳﻄ ﺒﻊ اﻟﻤ ﺆﻣﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﺨﻼل آﻠﻬﺎ إﻻ‬
‫)‪(83‬‬
‫اﻟﺨﻴﺎﻧﺔ واﻟﻜﺬب‬
‫وﺳ ﺌﻞ ‪ .. ε‬ﻓﻘ ﻴﻞ ﻟ ﻪ ‪ :‬ﻳ ﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ‪..‬‬
‫أﻳﻜﻮن اﻟﻤﺆﻣﻦ ﺟﺒﺎﻧ ًﺎ ؟‬
‫ﻓﻘﺎل ‪ :‬ﻧﻌﻢ ‪..‬‬
‫ﻼ؟‬‫ﻓﻘﻴﻞ ‪ :‬أﻳﻜﻮن اﻟﻤﺆﻣﻦ ﺑﺨﻴ ً‬
‫ﻓﻘﺎل ‪ :‬ﻧﻌﻢ ‪..‬‬
‫ﻓﻘﻴﻞ ‪ :‬أﻳﻜﻮن اﻟﻤﺆﻣﻦ آﺬاﺑ ًﺎ ؟‬
‫)‪(84‬‬
‫ﻓﻘﺎل ‪ :‬ﻻ ‪..‬‬
‫وﻗﺎل ﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ ﻋﺎﻣﺮ ‪: τ‬‬
‫دﻋﺘﻨﻲ أﻣﻲ ﻳﻮﻣ ًﺎ ‪ ..‬ورﺳﻮل اﷲ ‪ ε‬ﻗﺎﻋﺪ ﻓﻲ‬
‫ﺑﻴﺘﻨﺎ ‪ ..‬ﻓﻘﺎﻟﺖ ‪:‬‬
‫هﺎ ‪ ..‬ﺗﻌﺎل أﻋﻄﻴﻚ ‪..‬‬
‫ﻓﻘ ﺎل ﻟﻬ ﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ : ε‬وﻣ ﺎ أردت أن‬
‫ﺗﻌﻄﻴﻪ ؟‬
‫ﻗﺎﻟﺖ ‪ :‬أﻋﻄﻴﻪ ﺗﻤﺮًا ‪..‬‬
‫ﻓﻘ ﺎل ﻟﻬ ﺎ ‪ :‬أﻣ ﺎ إﻧ ﻚ ﻟ ﻮ ﻟ ﻢ ﺗﻌﻄ ﻴﻪ ﺷ ﻴﺌ ًﺎ ‪..‬‬
‫(‬
‫آﺘﺒﺖ ﻋﻠﻴﻚ آﺬﺑﺔ )‪85‬‬
‫وآ ﺎن ‪ ε‬إذا اﻃﻠ ﻊ ﻋﻠ ﻰ أﺣ ﺪ ﻣ ﻦ أه ﻞ ﺑﻴ ﺘﻪ‬
‫آﺬب آﺬﺑﺔ ‪ ..‬ﻟﻢ ﻳﺰل ﻣﻌﺮﺿ ًﺎ ﻋﻨﻪ ‪..‬‬
‫ﻓ ﻲ آﺜﻴ ﺮ ﻣ ﻦ اﻷﺣ ﻴﺎن ﻳ ﻨﺪﻓﻊ ﺑﻌ ﺾ اﻟ ﻨﺎس‬
‫إﻟ ﻰ اﻟﻜ ﺬب ‪ ..‬ﻷﺟ ﻞ إﻇﻬ ﺎر أﻧﻔﺴﻬﻢ ﺑﺼﻮرة‬
‫أآﺒﺮ ﻣﻦ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ‪..‬‬
‫رواﻩ أﺣﻤﺪ وأﺑﻮ ﻳﻌﻠﻰ وﻏﻴﺮهﻤﺎ‬
‫ﻣﺎﻟﻚ ﻓﻲ اﻟﻤﺆﻃﺄ‬
‫رواﻩ أﺑﻮ داود‬
‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ﻳﺤﺐ اﻟﺠﻤﺎل ( )‪.. (82‬‬
‫ﺗﺠﺮﺑﺔ ‪..‬‬
‫اﻟﻨﻈﺮة اﻷوﻟﻰ إﻟﻴﻚ ﺗﻄﺒﻊ ﻓﻲ ذهﻦ اﻟﻤﻘﺎﺑﻞ ‪%70‬‬
‫ﻣﻦ ﺗﺼﻮرﻩ ﻋﻨﻚ ‪..‬‬
‫‪ 68.‬اﻟﺼﺪق ‪..‬‬
‫أذآ ﺮ أﻧﻲ آﻨﺖ أراﻗﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﻄﻼب ﻳﻮﻣ ًﺎ ﻓﻲ ﻗﺎﻋﺔ‬
‫اﻻﻣ ﺘﺤﺎن ‪ ..‬وآ ﺎن اﻻﻣ ﺘﺤﺎن ﻳ ﻮم ﺧﻤ ﻴﺲ ‪ ..‬وﻣﻊ‬
‫ﻼ إﻻ أﻧ ﻨﺎ‬‫أن ﻳ ﻮم اﻟﺨﻤ ﻴﺲ ه ﻮ إﺟ ﺎزة أﺻ ً‬
‫اﺿﻄﺮرﻧﺎ أن ﻧﺠﻌﻞ ﻓﻴﻪ اﻣﺘﺤﺎﻧ ًﺎ ﻟﺰﺣﻤﺔ اﻟﻤﻮاد ‪..‬‬
‫ﺑﻌ ﺪ ﻣﻀ ﻲ رﺑﻊ ﺳﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺑﺪاﻳﺔ اﻻﻣﺘﺤﺎن ‪ ..‬أﻗﺒﻞ‬
‫أﺣ ﺪ اﻟﻄ ﻼب ﻣﺘﺄﺧ ﺮًا ‪ ..‬آ ﺎن اﻟﻤﺴ ﻜﻴﻦ ﻳ ﺒﺪو ﻋﻠﻴﻪ‬
‫اﻻﺿﻄﺮاب اﻟﺸﺪﻳﺪ ‪..‬‬
‫ﻗﻠ ﺖ ﻟ ﻪ ‪ :‬ﻋﻔ ﻮًا ‪ ..‬أﺗ ﻴﺖ ﻣﺘﺄﺧ ﺮًا وﻟ ﻦ أﺳ ﻤﺢ ﻟ ﻚ‬
‫ﺑﺪﺧﻮل اﻻﻣﺘﺤﺎن ‪..‬‬
‫ﻓﺒﺪأ ﻳﺮﺟﻮﻧﻲ أن أﺳﻤﺢ ﻟﻪ ‪..‬‬
‫ﻗﻠﺖ ‪ :‬ﻣﺎ اﻟﺬي أﺧﺮك ؟!‬
‫ﻗﺎل ‪ :‬واﷲ ﻳﺎ دآﺘﻮر ‪ ..‬راﺣﺖ ﻋﻠﻲ ﻧﻮﻣﺔ !!‬
‫أﻋﺠﺒﻨ ﻲ ﺻ ﺪﻗﻪ ‪ ..‬وﻗﻠ ﺖ ﺗﻔﻀﻞ ‪ ..‬ﻓﺪﺧﻞ واﻣﺘﺤﻦ‬
‫‪..‬‬
‫ﺑﻌﺪﻩ ﺑﺪﻗﺎﺋﻖ أﻗﺒﻞ ﻃﺎﻟﺐ ﺁﺧﺮ ‪ ..‬ﻗﻠﺖ ‪ :‬ﻣﺎ أﺧﺮك ؟‬
‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻳﺎ دآﺘﻮر واﷲ اﻟﻄﺮﻳﻖ زﺣﺤﺤﺤﻤﺔ ‪ ..‬ﺗﻌﺮف‬
‫اﻟﻨﺎس ﻓﻲ اﻟﺼﺒﺎح ﻃﺎﻟﻌﻴﻦ ﻟﺪواﻣﺎﺗﻬﻢ ‪ ..‬هﺬا راﻳﺢ‬
‫ﺟﺎﻣﻌﺘﻪ ‪ ..‬وهﺬا ﻟﺸﺮآﺘﻪ ‪ ..‬وهﺬا ‪..‬‬
‫ﻲ ﻟﻴﻘﻨﻌﻨﻲ أن اﻟﻄﺮﻳﻖ زﺣﻤﺔ ‪..‬‬ ‫وﺟﻌﻞ ﻳﻌﺪد ﻋﻠ ﱠ‬
‫وﻧﺴ ﻲ اﻟﻤﺴ ﻜﻴﻦ أن اﻟ ﻴﻮم إﺟ ﺎزة ﻟﻠﻤﻮﻇﻔ ﻴﻦ ‪..‬‬
‫ورﺑﻤﺎ ﻟﻴﺲ ﻓﻲ اﻟﻄﺮق إﻻ ﻃﻼﺑﻨﺎ !!‬
‫ﻗﻠ ﺖ ﻟ ﻪ ‪ :‬ﻳﻌﻨ ﻲ اﻟﺸ ﻮارع زﺣﻤ ﺔ ‪ ..‬واﻟﺴ ﻴﺎرات‬
‫ﺗﻤﻸ اﻟﻄﺮق ؟‬
‫ﻗﺎل ‪ :‬إي واﷲ ﻳﺎ دآﺘﻮر آﺄﻧﻚ ﺗﺮى ‪..‬‬
‫ﻗﻠ ﺖ ‪ :‬ﻳ ﺎ ﺷ ﺎﻃﺮ !! إذا أردت أن ﺗﻜ ﺬب ﻓﺎﺿ ﺒﻂ‬
‫اﻟﻜﺬﺑ ﺔ ‪ ..‬ﻳ ﺎ أﺧﻲ اﻟﻴﻮم ﺧﻤﻴﻴﻴﻴﺲ ‪ ..‬ﻳﻌﻨﻲ ﻣﺎ ﻓﻴﻪ‬
‫دواﻣﺎت ‪ ..‬ﻣﻦ أﻳﻦ ﺟﺎءت اﻟﺰﺣﻤﺔ ؟!!‬
‫ﻗﺎل ‪ :‬ﺁﻩ ﻳﺎ دآﺘﻮر ‪ ..‬ﻧﺴﻴﺖ ‪ " ..‬ﺑﻨﺸﺮ ﻋﻠﻲ اﻟﻜﻔﺮ‬
‫" ‪ ..‬أي ﺗﻌﻄﻠ ﺖ إﺣ ﺪى إﻃ ﺎرات اﻟﺴ ﻴﺎرة ﻓﻮﻗ ﻒ‬
‫) ‪( 83‬‬
‫) ‪( 84‬‬
‫) ‪( 85‬‬ ‫رواﻩ ﻣﺴﻠﻢ‬ ‫) ‪( 82‬‬
‫‪152‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬ ‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﻗﻠﺖ ﻟﻪ ‪ :‬ﻣﻤﺘﺎاااز ‪ ..‬هﻞ ﻓﻌﻠﺖ ؟‬ ‫ﻓ ﺘﺠﺪﻩ ﻳﻜ ﺬب ﻓ ﻲ ﺑﻄ ﻮﻻت ﻳ ﺆﻟﻔﻬﺎ ‪ ..‬وﻣﻮاﻗ ﻒ‬
‫ﻗﺎل ‪ :‬ﺑﺼﺮاﺣﺔ ‪ ..‬ﻻ ‪ ..‬ﺧﺠﻠﺖ ‪..‬‬ ‫ﻳﺨﺘﺮﻋﻬﺎ ‪..‬‬
‫ﺳ ﻜﺖ ‪ ..‬وآﻈﻤ ﺖ ﻏﻴﻈ ﻲ وأﻧ ﺎ أﻗ ﻮل ﻓ ﻲ‬ ‫أو ﻳﺰﻳﺪ ﻓﻲ اﻟﻘﺼﺺ ‪ ..‬ﻟﻴﻤﻠّﺤﻬﺎ ‪..‬‬
‫ﺠﺒْﻦ ؟!!‬ ‫ﻧﻔﺴﻲ ‪ :‬ﺗﺒ ًﺎ ﻟﻠـ ُ‬ ‫أو ﻳﺪﻋ ﻲ أﺷ ﻴﺎء ﻋ ﻨﺪﻩ ‪ ..‬وه ﻮ آ ﺎذب ‪ ..‬ﻓﻴﺘﺸ ﺒﻊ‬
‫اﻣ ﺮأة ﺗﺴ ﺄﻟﻬﺎ ‪ :‬ﻟﻤ ﺎذا ﻟ ﻢ ﺗﺼ ﺎرﺣﻲ زوﺟ ﻚ‬ ‫ﺑﻤﺎ ﻟﻢ ﻳﻌﻂ ‪..‬‬
‫ﺑﺎﻟﻤﻮﺿﻮع ؟‬ ‫أو ﺗﺠﺪ اﻟﻜﺬاب ﻳﻌﺪ وﻳﺨﻠﻒ ‪..‬‬
‫ﻓ ﺘﻘﻮل ‪ :‬أﺳ ﺘﺤﻲ !! ﺧﻔ ﺖ ﻳ ﺰﻋﻞ !! ﺧﻔ ﺖ‬ ‫أو ﻳ ﺘﻮرط ﺑﺄﻣ ﻮر ‪ ..‬ﻓﻴﺨ ﺘﻠﻖ أﻋ ﺬارًا ﻣﺘ ﻨﻮﻋﺔ ‪..‬‬
‫ﻳﻬﺠﺮﻧﻲ ‪ ..‬ﺧﻔﺖ ‪..‬‬ ‫وﺳﺮﻋﺎن ﻣﺎ ﻳﻜﺘﺸﻒ اﻟﻨﺎس آﺬﺑﻪ ﻓﻴﻬﺎ ‪..‬‬
‫ﺷ ﺎب ﺗﺴ ﺄﻟﻪ ‪ :‬ﻟ ـ َﻢ ﻟ ﻢ ﺗﺨﺒ ﺮ أﺑ ﺎك ﺑﺎﻟﻤﺸ ﻜﻠﺔ‬ ‫وﻗ ﻒ أﺣ ﺪ اﻟﻌﻠﻤ ﺎء أﻣ ﺎم اﻟﺴ ﻠﻄﺎن ‪ ..‬ﻓﺸ ﻬﺪ ﻋﻠ ﻰ‬
‫ﻗﺒﻞ أن ﺗﺘﻔﺎﻗﻢ ؟!‬ ‫ﺷﻲء ‪..‬‬
‫ﻓﻴﻘﻮل ‪ :‬أﺧﺎف ‪ ..‬ﻣﺎ أﺗﺠﺮأ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل اﻟﺴﻠﻄﺎن ‪ :‬آﺬﺑﺖ ‪..‬‬
‫أو رﺑﻤﺎ رﻓﻊ أﺣﺪهﻢ ﺿﻐﻄﻚ ﺑﻘﻮﻟﻪ ‪ :‬أﺳﺘﺤﻲ‬ ‫ﻓﺼ ﺎح اﻟﻌ ﺎﻟﻢ ‪ :‬أﻋ ﻮذ ﺑ ﺎﷲ ‪ ..‬واﷲ ﻟ ﻮ ﻧﺎدى ﻣﻨﺎ ٍد‬
‫أﺑﺘﺴﻢ ‪ ..‬أﺧﺠﻞ أﺛﻨﻲ ﻋﻠﻴﻪ ‪..‬‬ ‫ﻣ ﻦ اﻟﺴ ﻤﺎء ‪ :‬إن اﷲ أﺣ ﱠﻞ اﻟﻜ ﺬب ‪ ..‬ﻟﻤ ﺎ آﺬﺑﺖ ‪..‬‬
‫أﺧﺎف ﻳﻘﻮﻟﻮن ﻳﺠﺎﻣﻞ ‪ ..‬ﻳﺴﺘﺨﻒ دﻣﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﻜﻴﻒ وهﻮ ﺣﺮام !!‬
‫أﺳ ﻤﻊ ه ﺬﻩ اﻟﺘﺼ ﺮﻓﺎت آﺜﻴ ﺮًا ‪ ..‬ﻓﺄﺗﻤﻨ ﻰ أن‬
‫أﺻﺮخ ﻓﻴﻬﻢ ‪ :‬ﻳﺎ ﺟﺒﻨﺎااااء ‪ ..‬إﻟﻰ ﻣﺘﻰ ؟!‬ ‫ﺣﻘﻴﻘﺔ ‪..‬‬
‫اﻟﺠ ﺒﺎن ﻻ ﻳﺒﻨ ﻲ ﻣﺠ ﺪًا ‪ ..‬ه ﻮ ﺻ ﻔﺮ ﻋﻠ ﻰ‬ ‫اﻟﻜﺬب ﻟﻮن واﺣﺪ آﻠﻪ أﺳﻮد ‪..‬‬
‫اﻟﺸﻤﺎل داﺋﻤ ًﺎ ‪..‬‬
‫إن ﺣﻀ ﺮ ﻣﺠﻠﺴ ًﺎ ﺗﻠﺤّﻒ ﺑـﺠُـﺒْﻨﻪ وﻟﻢ ﻳﺸﺎرك‬ ‫‪ 69.‬اﻟﺸﺠﺎﻋﺔ ‪..‬‬
‫ﺑﺮأي ‪ ..‬أو ﻳﻨﻄﻖ ﺑﻜﻠﻤﺔ ‪..‬‬ ‫ﻗ ﺎل ﻟ ﻲ ﺑﻌ ﺪﻣﺎ ﺧ ﺮﺟﻨﺎ ﻣ ﻦ اﻟﻮﻟ ﻴﻤﺔ ‪ :‬ﺗﺼﺪق آﻨﺖ‬
‫وإن ذآ ﺮوا ﻧﻜ ﺘﺔ ﺿ ﺤﻜﻮا وﻋﻠّﻘ ﻮا ‪ ..‬وﻟ ﻢ‬ ‫أﻋﺮف اﺳﻢ اﻟﺼﺤﺎﺑﻲ اﻟﺬي ﺗﻜﻠﻤﺘﻢ ﻋﻨﻪ ‪..‬‬
‫ﻳﺴ ﺘﻄﻊ أن ﻳ ﺰﻳﺪ ﻋﻠ ﻰ أن ﺧﻔ ﺾ رأﺳ ﻪ‬ ‫ﻗﻠ ﺖ ‪ :‬ﻋﺠ ﺒ ًﺎ !! ﻟ ﻴﺶ ﻣ ﺎ ذآ ﺮﺗﻪ ‪ ..‬وﻗ ﺪ رأﻳﺘ ﻨﺎ‬
‫وﺗﺒﺴﻢ ‪..‬‬ ‫ﻣﺘﺤﻴﺮﻳﻦ ؟!‬
‫وإن ﺣﻀ ﺮ ﻣﺠﻠﺴ ًﺎ ‪ ..‬ﻟ ﻢ ﻳﻨﺘ ﺒﻪ أﺣﺪ ﻟﻮﺟﻮدﻩ‬ ‫ﺧﻔﺾ رأﺳﻪ وﻗﺎل ‪ :‬ﺧﺠﻠﺖ أﺗﻜﻠﻢ ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫ﻗﻠﺖ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻲ ‪ :‬ﺗﺒ ًﺎ ﻟﻠﺠُﺒﻦ ‪..‬‬
‫واﻷﻋﻈ ﻢ ﻣ ﻦ ذﻟﻚ إن آﺎن أﺑ ًﺎ ‪ ..‬أو زوﺟ ًﺎ ‪..‬‬ ‫وﺁﺧ ﺮ آ ﺎن ﻳﺪرس ﻓﻲ اﻟﺴﻨﺔ اﻷﺧﻴﺮة ﻣﻦ اﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺔ‬
‫أو ﻣﺪﻳﺮًا ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫أو ﺣﺘﻰ زوﺟﺔ أو أﻣ ًﺎ ‪..‬‬ ‫اﻟﺘﻘ ﻴﺖ ﺑ ﻪ ﻳ ﻮﻣ ًﺎ ﻓﻘ ﺎل ﻟ ﻲ ‪ :‬ﻗ ﺒﻞ ﻳﻮﻣ ﻴﻦ دﺧﻠ ﺖ‬
‫اﻟﻨﺎس ﻳﻜﺮهﻮن اﻟﺠﺒﺎن ‪ ..‬وﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﻗﺪر ‪..‬‬ ‫اﻟﻔﺼ ﻞ ‪ ..‬ﻓ ﺮأﻳﺖ اﻟﻄ ﻼب واﺟﻤ ﻴﻦ ‪ ..‬واﻟﻤ ﺪرس‬
‫ﻓﻌﻮد ﻧﻔﺴﻚ ﻋﻠﻰ اﻟﺸﺠﺎﻋﺔ ﻓﻲ اﻹﻟﻘﺎء ‪..‬‬ ‫ﺟﺎﻟﺲ ﻋﻠﻰ آﺮﺳﻴﻪ ‪ ..‬ﺑﺪون ﺷﺮح ‪..‬‬
‫اﻟﺸﺠﺎﻋﺔ ﻓﻲ اﻟﻨﺼﺢ ‪..‬‬ ‫ﺟﻠﺴﺖ وﺳﺄﻟﺖ اﻟﺬي ﺑﺠﺎﻧﺒﻲ ‪ :‬ﻣﺎ اﻟﺨﺒﺮ ؟!‬
‫اﻟﺸ ﺠﺎﻋﺔ ﻓ ﻲ ﺗﻄﺒ ﻴﻖ ﻣﻬ ﺎرات اﻟ ﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣ ﻊ‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬زﻣﻴﻠﻨﺎ ﻋﺴﺎف ﻣﺎت اﻟﺒﺎرﺣﺔ ‪..‬‬
‫اﻟﻨﺎس ‪..‬‬ ‫آ ﺎن ﻓ ﻲ اﻟﻔﺼ ﻞ ﻋ ﺪد ﻣ ﻦ أﺻ ﺪﻗﺎء ﻋﺴ ﺎف ‪..‬‬
‫ﺗﺎرآﻮن ﻟﻠﺼﻼة ‪ ..‬واﻟﻐﻮن ﻓﻲ ﻋﺪد ﻣﻦ اﻟﻤﺤﺮﻣﺎت‬
‫وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫ﻋﻮّد ﻧﻔﺴﻚ ودرﺑﻬﺎ ‪ ..‬وإﻧﻤﺎ اﻟﻨﺼﺮ ‪ :‬ﺻﺒﺮ‬ ‫آ ﺎن ﺗﺄﺛﻴ ﺮ اﻟﺨﺒﺮ ﻋﻠﻴﻬﻢ واﺿﺤ ًﺎ ‪ ..‬ﺣﺪﺛﺘﻨﻲ ﻧﻔﺴﻲ‬
‫ﺳﺎﻋﺔ ‪..‬‬ ‫أن أﻟﻘ ﻲ ﻋﻠ ﻴﻬﻢ آﻠﻤ ﺔ وﻋﻈ ﻴﺔ أﺣ ﺜﻬﻢ ﻓ ﻴﻬﺎ ﻋﻠ ﻰ‬
‫اﻟﺼﻼة ‪ ..‬وﺑﺮ اﻟﻮﻟﺪﻳﻦ ‪ ..‬وإﺻﻼح اﻟﻨﻔﺲ ‪..‬‬

‫‪153‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬ ‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﺻﻨﻢ ‪..‬‬ ‫‪ 70.‬اﻟﺜﺒﺎت ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺒﺎدئ ‪..‬‬
‫ﻓﻘ ﺎل ‪ :‬وﻳﺤﻜ ﻢ ﻳﺎ ﻣﻌﺸﺮ ﺛﻘﻴﻒ !! ﻣﺎ أﺟﻬﻠﻜﻢ‬ ‫آﻠﻤﺎ آﺎﻧﺖ ﺷﺨﺼﻴﺔ اﻟﺸﺨﺺ أﻗﻮى ‪ ..‬وﺛﺒﺎﺗﻪ ﻋﻠﻰ‬
‫!! إﻧﻤﺎ اﻟﺮﺑﺔ ﺣﺠﺮ ‪..‬‬ ‫ﻣﺒﺎدﺋﻪ أﺷﺪ ‪ ..‬آﺎن أهﻢ ﻓﻲ اﻟﺤﻴﺎة ‪..‬‬
‫ﻓﻐﻀ ﺒﻮا ‪ ..‬وﻗﺎﻟ ﻮا ‪ :‬إﻧ ﺎ ﻟ ﻢ ﻧﺄﺗ ﻚ ﻳ ﺎ اﺑ ﻦ‬ ‫أﺣﻴ ﻨ ًﺎ ﻳﻜﻮن ﻣﻦ ﻣﺒﺎدﺋﻚ ﻋﺪم أﺧﺬ اﻟﺮﺷﻮة ‪ ..‬ﻣﻬﻤﺎ‬
‫اﻟﺨﻄﺎب ‪..‬‬ ‫ﻣﻠﱠﺤﻮا أﺳﻤﺎءهﺎ ‪ ..‬ﺑﺨﺸﻴﺶ ‪ ..‬هﺪﻳﺔ ‪ ..‬ﻋﻤﻮﻟﺔ ‪..‬‬
‫ﻓﺴﻜﺖ ﻋﻤﺮ ‪..‬‬ ‫زوﺟ ﺔ ﻳﻜ ﻮن ﻣ ﻦ ﻣ ﺒﺎدﺋﻬﺎ ‪ ..‬ﻋ ﺪم اﻟﻜ ﺬب ﻋﻠ ﻰ‬
‫ﻓﻘﺎﻟ ﻮا ‪ :‬ﻧﺸ ﺘﺮط أن ﺗ ﺪع ﻟ ﻨﺎ اﻟﻄﺎﻏ ﻴﺔ ﺛ ﻼث‬ ‫زوﺟﻬ ﺎ ‪ ..‬ﻣﻬﻤﺎ زﻳﻨﻮﻩ ﻟﻬﺎ ‪ ..‬ﺗﻤﺸﻴﺔ ﺣﺎل ‪ ..‬آﺬب‬
‫ﺳﻨﻴﻦ ‪ ..‬ﺛﻢ ﺗﻬﺪﻣﻪ ﺑﻌﺪهﺎ إن ﺷﺌﺖ ‪..‬‬ ‫أﺑﻴﺾ ‪..‬‬
‫ﻓ ﺮأى اﻟﻨﺒﻲ ‪ ε‬أﻧﻬﻢ ﻳﺴﺎوﻣﻮﻧﻪ ﻋﻠﻰ أﻣﺮ ﻓﻲ‬ ‫ﻣ ﻦ اﻟﻤ ﺒﺎدئ ‪ ..‬ﻋ ﺪم ﺗﻜ ﻮﻳﻦ ﻋﻼﻗ ﺎت ﻣﺤ ﺮﻣﺔ ﻣ ﻊ‬
‫اﻟﻌﻘ ﻴﺪة !! ه ﻮ أﺻ ﻞ ﻣ ﻦ أﺻ ﻮل اﻹﺳ ﻼم ‪..‬‬ ‫اﻟﺠﻨﺲ اﻵﺧﺮ ‪ ..‬ﻋﺪم ﺷﺮب اﻟﺨﻤﺮ ‪..‬‬
‫ﻓﻤ ﺎ دام أﻧﻬ ﻢ ﺳﻴﺴ ﻠﻤﻮن ‪ ..‬ﻓﻤ ﺎ اﻟﺪاﻋ ﻲ‬ ‫ﺷ ﺨﺺ ﻻ ﻳ ﺪﺧﻦ ‪ ..‬ﺟﻠ ﺲ ﻣ ﻊ أﺻ ﺤﺎﺑﻪ ‪ ..‬ﻟﻴﺜ ﺒﺖ‬
‫ﻟﻠﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺼﻨﻢ ‪!! ..‬‬ ‫ﻋﻠﻰ ﻣﺒﺎدﺋﻪ ‪..‬‬
‫ﻓﻘﺎل ‪ : ε‬ﻻ ‪..‬‬ ‫اﻟﺸﺨﺺ اﻟﺜﺎﺑﺖ ﻋﻠﻰ ﻣﺒﺎدﺋﻪ وإن اﻧﺘﻘﺪﺗﻪ أﺻﺤﺎﺑﻪ‬
‫ﻗﺎﻟﻮا ‪ :‬ﻓﺪﻋﻪ ﺳﻨﺘﻴﻦ ‪ ..‬ﺛﻢ اهﺪﻣﻪ ‪..‬‬ ‫أﺣ ﻴﺎﻧ ًﺎ ‪ ..‬واﺗﻬﻤ ﻮﻩ ﺑﻌ ﺪم اﻟﻤ ﺮوﻧﺔ ‪ ..‬إﻻ أن‬
‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻻ ‪..‬‬ ‫ﻣﺸﺎﻋﺮهﻢ اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ ﺗﺆﻣﻦ أﻧﻬﺎ أﻣﺎم ﺑﻄﻞ ‪..‬‬
‫ﻗﺎﻟﻮا ‪ :‬ﻓﺪﻋﻪ ﺳﻨﺔ واﺣﺪة ‪..‬‬ ‫ﻓﺘﺠﺪ أن أآﺜﺮهﻢ ﻳﻠﺠﺄ إﻟﻴﻪ وﻳﺸﻌﺮ ﺑﺄهﻤﻴﺘﻪ أآﺜﺮ ن‬
‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻻ ‪..‬‬ ‫ﻏﻴﺮﻩ ‪..‬‬
‫ﻗﺎﻟﻮا ‪ :‬ﻓﺪﻋﻪ ﺷﻬﺮًا واﺣﺪًا !!‬ ‫وﻟﻴﺶ هﺬا ﺧﺎﺻ ًﺎ ﺑﺄﺣﺪ اﻟﺠﻨﺴﻴﻦ دون اﻵﺧﺮ ‪ ..‬ﺑﻞ‬
‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻻ ‪..‬‬ ‫اﻟﺮﺟﺎل واﻟﻨﺴﺎء ﻓﻲ ذﻟﻚ ﺳﻮاء ‪..‬‬
‫ﻓﻠﻤ ﺎ رأوا أﻧ ﻪ ﻟ ﻢ ﻳﺴ ﺘﺠﺐ ﻟﻬ ﻢ ﻓ ﻲ ذﻟ ﻚ ‪..‬‬ ‫ﻓﺎﺛ ﺒﺖ ﻋﻠ ﻰ ﻣ ﺒﺎدﺋﻚ وﻻ ﺗﻘ ﺪم ﺗ ﻨﺎزﻻت ‪ ..‬ﻋ ﻨﺪهﺎ‬
‫ﻓﺎﻟﻤﺴ ﺄﻟﺔ ﺷ ﺮك وإﻳﻤ ﺎن ‪ ..‬ﻻ ﻣﺠ ﺎل ﻓ ﻴﻬﺎ‬ ‫ﺳﻴﺮﺿﺦ اﻟﻨﺎس ﻟﻬﺎ ‪..‬‬
‫ﻟﻠﻤﻔﺎوﺿﺔ !!‬ ‫ﻟﻤ ﺎ ﻇﻬﺮ اﻹﺳﻼم ﻓﻲ اﻟﻨﺎس ﺟﻌﻠﺖ ﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﺗﻔﺪ إﻟﻰ‬
‫ﻗﺎﻟ ﻮا ‪ :‬ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪ ..‬ﻓﺘﻮ ﱠل أﻧﺖ هﺪﻣﻬﺎ ‪..‬‬ ‫رﺳﻮل اﷲ ‪.. ε‬‬
‫أﻣﺎ ﻧﺤﻦ ﻓﺈﻧﺎ ﻟﻦ ﻧﻬﺪﻣﻬﺎ أﺑﺪًا ‪..‬‬ ‫ﻼ‬
‫ﻓﺠ ﺎء وﻓ ﺪ ﻗﺒ ﻴﻠﺔ ﺛﻘ ﻴﻒ وآﺎﻧ ﻮا ﺑﻀﻌﺔ ﻋﺸﺮ رﺟ ً‬
‫ﻓﻘﺎل ‪ : ε‬ﺳﺄﺑﻌﺚ إﻟﻴﻜﻢ ﻣﻦ ﻳﻜﻔﻴﻜﻢ هﺪﻣﻬﺎ ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫ﻓﻘﺎﻟ ﻮا ‪ :‬واﻟﺼ ﻼة ‪ ..‬ﻻ ﻧ ﺮﻳﺪ أن ﻧﺼ ﻠﻲ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎ ﻗﺪﻣﻮا أﻧﺰﻟﻬﻢ رﺳﻮل اﷲ ‪ ε‬اﻟﻤﺴﺠﺪ ﻟﻴﺴﻤﻌﻮا‬
‫ﻓﺈﻧﻨﺎ ﻧﺄﻧﻒ أن ﺗﻌﻠﻮ إﺳﺖ اﻟﺮﺟﻞ رأﺳﻪ !!‬ ‫اﻟﻘﺮﺁن ‪..‬‬
‫ﻓﻘ ﺎل ‪ : ε‬أﻣ ﺎ آﺴ ﺮ أﺻ ﻨﺎﻣﻜﻢ ﺑﺄﻳ ﺪﻳﻜﻢ‬ ‫ﻓﺴﺄﻟﻮﻩ ‪ :‬ﻋﻦ اﻟﺮﺑﺎ واﻟﺰﻧﺎ واﻟﺨﻤﺮ ؟‬
‫ﻓﺴﻨﻌﻔﻴﻜﻢ ﻣﻦ ذﻟﻚ ‪..‬‬ ‫ﻓﺤﺮم ﻋﻠﻴﻬﻢ ذﻟﻚ آﻠﻪ ‪..‬‬
‫وأﻣ ﺎ اﻟﺼ ﻼة ‪ ..‬ﻓ ﻼ ﺧﻴ ﺮ ﻓ ﻲ دﻳ ﻦ ﻻ ﺻ ﻼة‬ ‫وآ ﺎن ﻟﻬ ﻢ ﺻ ﻨﻢ ورﺛ ﻮا ﻋ ﺒﺎدﺗﻪ وﺗﻌﻈ ﻴﻤﻪ ﻋ ﻦ‬
‫ﻓﻴﻪ ‪!!..‬‬ ‫ﺁﺑ ﺎﺋﻬﻢ ‪ ..‬اﺳ ﻤﻪ " اﻟ ﺮﺑﺔ " ‪ ..‬وﻳﺼ ﻔﻮﻧﻪ ﺑ ـ "‬
‫ﻓﻘﺎﻟﻮا ‪ :‬ﺳﻨﺆﺗﻴﻜﻬﺎ ‪ ..‬وإن آﺎﻧﺖ دﻧﺎءة ‪..‬‬ ‫اﻟﻄﺎﻏ ﻴﺔ " ‪ ..‬وﻳﻨﺴ ﺠﻮن ﺣ ﻮﻟﻪ اﻟﻘﺼ ﺺ‬
‫ﻓﻜﺎﺗﺒﻮﻩ ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ‪..‬‬ ‫واﻟﺤﻜﺎﻳﺎت ﻟﻠﺪﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﺗﻪ ‪..‬‬
‫وذه ﺒﻮا إﻟ ﻰ ﻗﻮﻣﻬﻢ ‪ ..‬ودﻋﻮهﻢ إﻟﻰ اﻹﺳﻼم‬ ‫ﻓﺴﺄﻟﻮﻩ ﻋﻦ " اﻟﺮﺑﺔ " ﻣﺎ هﻮ ﺻﺎﻧﻊ ﺑﻬﺎ ؟‬
‫‪ ..‬ﻓﺄﺳﻠﻤﻮا ﻋﻠﻰ ﻣﻀﺾ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬اهﺪﻣﻮهﺎ ‪..‬‬
‫ﺛ ﻢ ﻗﺪم ﻋﻠﻴﻬﻢ رﺟﺎل ﻣﻦ أﺻﺤﺎب رﺳﻮل اﷲ‬ ‫ﻓﻔ ﺰﻋﻮا ‪ ..‬وﻗﺎﻟ ﻮا ‪ :‬ه ﻴﻬﺎت ‪ ..‬ﻟ ﻮ ﺗﻌﻠﻢ اﻟﺮﺑﺔ أﻧﻚ‬
‫‪ ε‬ﻟﻬﺪم اﻟﺼﻨﻢ ‪..‬‬ ‫ﺗﺮﻳﺪ أن ﺗﻬﺪﻣﻬﺎ ‪ ..‬ﻗﺘﻠﺖ أهﻠﻬﺎ !!‬
‫ﻓ ﻴﻬﻢ ﺧﺎﻟ ﺪ ﺑ ﻦ اﻟﻮﻟ ﻴﺪ ‪ ..‬واﻟﻤﻐﻴﺮة ﺑﻦ ﺷﻌﺒﺔ‬ ‫وآ ﺎن ﻋﻤ ﺮ ﺣﺎﺿﺮًا ‪ ..‬ﻓﻌﺠﺐ ﻣﻦ ﺧﻮﻓﻬﻢ ﻣﻦ هﺪم‬

‫‪154‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬ ‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﻳﻮﻣﻴ ًﺎ ؟!‬ ‫اﻟﺜﻘﻔﻲ ‪..‬‬
‫ﺟﺎء دور ﺻﺎﺣﺒﻨﺎ ‪ ..‬ﻓﺪﺧﻞ ‪ ..‬وﺗﺘﺎﺑﻌﺖ ﻋﻠﻴﻪ‬ ‫ﻓﺘﻮﺟﻪ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ إﻟﻰ اﻟﺼﻨﻢ ‪..‬‬
‫اﻷﺳ ﺌﻠﺔ ‪ ..‬ﺣﺘ ﻰ ﺳ ﺄﻟﻮﻩ ‪ :‬آ ﻢ ﺗﺸ ﺮب ﻣ ﻦ‬ ‫ﻓﻔ ﺰﻋﺖ ﺛﻘ ﻴﻒ ‪ ..‬وﺧ ﺮج اﻟ ﺮﺟﺎل واﻟﻨﺴ ﺎء‬
‫اﻟﺨﻤﺮ ؟‬ ‫واﻟﺼﺒﻴﺎن ‪..‬‬
‫ﻓﻘﺎل ‪ :‬أﻧﺎ ﻻ أﺷﺮب اﻟﺨﻤﺮ ‪..‬‬ ‫وﺟﻌﻠﻮا ﻳﺮﻗﺒﻮن اﻟﺼﻨﻢ ‪ ..‬وﻗﺪ وﻗﻊ ﻓﻲ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ أﻧﻪ‬
‫ﻗﺎﻟﻮا ‪ :‬ﻟﻤﺎذا !! هﻞ أﻧﺖ ﻣﺮﻳﺾ ؟!‬ ‫ﻟﻦ ﻳﻨﻬﺪم ‪ ..‬وأن اﻟﺼﻨﻢ ﺳﻴﻤﻨﻊ ﻧﻔﺴﻪ ‪..‬‬
‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻻ ‪ ..‬ﻟﻜﻨﻲ ﻣﺴﻠﻢ ‪ ..‬واﻟﺨﻤﺮ ﺣﺮام ‪..‬‬ ‫ﻓﻘ ﺎم اﻟﻤﻐﻴ ﺮة ﺑ ﻦ ﺷﻌﺒﺔ ‪ ..‬ﻓﺄﺧﺬ اﻟﻔﺄس ‪ ..‬واﻟﺘﻔﺖ‬
‫ﻗﺎﻟﻮا ‪ :‬ﻳﻌﻨﻲ ﻻ ﺗﺸﺮﺑﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﻓﻲ ﻋﻄﻠﺔ ﺁﺧﺮ‬ ‫إﻟﻰ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ اﻟﺬﻳﻦ ﻣﻌﻪ وﻗﺎل ‪:‬‬
‫اﻷﺳﺒﻮع ؟!!‬ ‫واﷲ ﻷﺿﺤﻜﻨﻜﻢ ﻣﻦ ﺛﻘﻴﻒ !!‬
‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻻ ‪..‬‬ ‫ﺛﻢ اﻗﺒﻞ إﻟﻰ اﻟﺼﻨﻢ ‪ ..‬ﻓﻀﺮب اﻟﺼﻨﻢ ﺑﺎﻟﻔﺄس ‪ ..‬ﺛﻢ‬
‫ﻓﻨﻈﺮ ﺑﻌﻀﻬﻢ إﻟﻰ ﺑﻌﺾ ﻣﺘﻌﺠﺒﻴﻦ ‪..‬‬ ‫ﺳﻘﻂ وﺟﻌﻞ ﻳﺮﻓﺲ ﺑﺮﺟﻠﻪ ‪..‬‬
‫ﻓﻠﻤ ﺎ ﻇﻬ ﺮت اﻟﻨ ﺘﺎﺋﺞ ‪ ..‬ﻓﺈذا اﺳﻤﻪ ﻓﻲ أواﺋﻞ‬ ‫ﻓﺼﺎﺣﺖ ﺛﻘﻴﻒ ‪ ..‬وارﺗﺠﻮا ‪ ..‬وﻓﺮﺣﻮا ‪ ..‬وﻗﺎﻟﻮا ‪:‬‬
‫اﻟﻤﻘﺒﻮﻟﻴﻦ ‪..‬‬ ‫أﺑﻌﺪ اﷲ اﻟﻤﻐﻴﺮة ‪ ..‬ﻗﺘﻠﺘﻪ اﻟﺮﺑﺔ ‪..‬‬
‫ﺑﺪأ ﻋﻤﻠﻪ ﻣﻌﻬﻢ ‪ ..‬وﻣﻀﻰ ﻋﻠﻴﻪ أﺷﻬﺮ ‪..‬‬ ‫ﺛﻢ اﻟﺘﻔﺘﻮا إﻟﻰ ﺑﻘﻴﺔ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ وﻗﺎﻟﻮا ‪:‬‬
‫وﻓ ﻲ ﻳ ﻮم ﻟﻘ ﻲ أﺣ ﺪ اﻟﻤﺴ ﺌﻮﻟﻴﻦ ﻓ ﻲ ﺗﻠ ﻚ‬ ‫ﻣﻦ ﺷﺎء ﻣﻨﻜﻢ ﻓﻠﻴﻘﺘﺮب ‪..‬‬
‫اﻟﻤﻘﺎﺑﻠﺔ وﺳﺄﻟﻪ ‪ :‬ﻟﻤﺎذا آﻨﺘﻢ ﺗﻜﺮرون ﺳﺆاﻟﻲ‬ ‫ﻋﻨﺪهﺎ ﻗﺎم اﻟﻤﻐﻴﺮة ﺿﺎﺣﻜ ًﺎ ‪ ..‬وﻗﺎل ‪:‬‬
‫ﻋﻦ اﻟﺨﻤﺮ ؟!‬ ‫وﻳﺤﻜ ﻢ ﻳ ﺎ ﻣﻌﺸ ﺮ ﺛﻘ ﻴﻒ ‪ ..‬إﻧﻤ ﺎ ه ﻲ ﻟﻜ ﺎع ) أي‬
‫ﻓﻘ ﺎل ‪ :‬ﻷن اﻟﻮﻇ ﻴﻔﺔ اﻟﻤﻄﻠ ﻮﺑﺔ ه ﻲ ﻓ ﻲ‬ ‫ﻣ ﺰﺣﺔ ( ‪ ..‬وه ﺬا ﺻﻨﻢ ‪ ..‬ﺣﺠﺎرة وﻣﺪر ‪ ..‬ﻓﺎﻗﺒﻠﻮا‬
‫اﻟﺤﺮاﺳ ﺎت ‪ ..‬وآﻠﻤ ﺎ ﺗﻮﻇ ﻒ ﻓ ﻴﻬﺎ ﺷ ﺎب ‪..‬‬ ‫ﻋﺎﻓﻴﺔ اﷲ واﻋﺒﺪوﻩ ‪..‬‬
‫ﻓﻮﺟﺌ ﻨﺎ ﺑ ﻪ ﻳﺸ ﺮب اﻟﺨﻤ ﺮ وﻳﺴﻜﺮ ‪ ..‬ﻓﻴﻀﻴﻊ‬ ‫ﺛ ﻢ أﻗ ﺒﻞ ﻳﻬ ﺪم اﻟﺼﻨﻢ ‪ ..‬واﻟﻨﺎس ﻣﻌﻪ ‪ ..‬ﻓﻤﺎ زاﻟﻮا‬
‫ﻣﻜﺎﻧ ﻪ ‪ ..‬وﻳﻬﺠ ﻢ ﻋﻠ ﻰ اﻟﺸ ﺮآﺔ ﻣ ﻦ ﻳﺴﺮﻗﻬﺎ‬ ‫ﻳﻬﺪﻣ ﻮﻧﻬﺎ ﺣﺠ ﺮًا ﺣﺠ ﺮًا ‪ ..‬ﺣﺘ ﻰ ﺳ ﻮوهﺎ ﺑﺎﻻرض‬
‫‪ ..‬ﻓﻠﻤ ﺎ وﺟ ﺪﻧﺎك ﻻ ﺗﺸﺮب اﻟﺨﻤﺮ ﻋﺮﻓﻨﺎ أﻧﻨﺎ‬ ‫‪..‬‬
‫وﻗﻌﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺒﺘﻐﺎﻧﺎ ‪ ..‬ﻓﻮﻇﻔﻨﺎك هﻨﺎ !!‬
‫ﻣ ﺎ أﺟﻤ ﻞ اﻟﺜ ﺒﺎت ﻋﻠ ﻰ اﻟﻤ ﺒﺎدئ وإن آﺜ ﺮت‬ ‫ﻲ ‪..‬‬
‫وﺣْـ ْ‬
‫اﻹﻏﺮاءات ‪..‬‬ ‫"ﻣﻦ ﻃﻠﺐ رﺿﺎ اﻟﻨﺎس ﺑﺴﺨﻂ اﷲ ﺳﺨﻂ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ‬
‫اﻟﻤﺸ ﻜﻠﺔ أﻧ ﻨﺎ ﻧﻌ ﻴﺶ ﻓ ﻲ ﻣﺠ ﺘﻤﻌﺎت ﻗ ﱠﻞ أن‬ ‫وأﺳﺨﻂ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻨﺎس ‪ ،‬وﻣﻦ ﻃﻠﺐ رﺿﺎ اﷲ ﺑﺴﺨﻂ‬
‫ﺗﺠ ﺪ ﻓ ﻴﻬﺎ ﻣ ﻦ ﻳﺘﻤﺴ ﻚ ﻣ ﺒﺎدﺋﻪ ‪ ..‬ﻳﻌ ﻴﺶ ﻣ ﻦ‬ ‫اﻟﻨﺎس رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﻪ وأرﺿﻰ ﻋﻨﻪ اﻟﻨﺎس "‬
‫أﺟﻠﻬ ﺎ وﻳﻤ ﻮت ﻣ ﻦ أﺟﻠﻬ ﺎ ‪ ..‬وﻳﺜ ﺒﺖ ﻋﻠ ﻰ‬
‫اﻻﻟﺘﺰام ﺑﻬﺎ ‪ ..‬وإن آﺜﺮت اﻹﻏﺮاءات ‪..‬‬ ‫‪ 71.‬إﻏﺮاءات ‪..‬‬
‫إذا ﻣﺸ ﻴﺖ ﻋﻠ ﻰ اﻟﺼ ﺤﻴﺢ ‪ ..‬واﻟﺘ ﺰﻣﺖ‬ ‫ﻗ ﺮأت أن ﺷ ﺎﺑ ًﺎ ﻣﺴ ﻠﻤ ًﺎ ﻓ ﻲ ﺑ ﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ ‪ ..‬اﻃﻠﻊ ﻋﻠﻰ‬
‫ﺑﺎﻟﺼ ﺮاط اﻟﻤﺴ ﺘﻘﻴﻢ ‪ ..‬ﻓﺄﺻ ﺤﺎب اﻟﻤ ﺒﺎدئ‬ ‫ﻗ ﺮأ إﻋ ﻼن ﻹﺣ ﺪى اﻟﺸ ﺮآﺎت ﺣ ﻮل ﺣﺎﺟ ﺘﻬﺎ إﻟ ﻰ‬
‫اﻷﺧﺮى ﻟﻦ ﻳﺘﺮآﻮك ‪..‬‬ ‫ﻣﻮﻇﻔﻴﻦ ﻳﻌﻤﻠﻮن ﻓﻲ اﻟﺤﺮاﺳﺎت ‪..‬‬
‫ﻓﻌ ﺪم ﻗ ﺒﻮﻟﻚ ﻟﻠﺮﺷ ﻮة ﻳﻐﻀ ﺐ زﻣ ﻼءك‬ ‫أﻗ ﺒﻞ إﻟ ﻰ اﻟﻠﺠ ﻨﺔ اﻟﻤﺨﺘﺼ ﺔ ﺑﻤﻘﺎﺑﻠ ﺔ اﻟﻤﺘﻘﺪﻣ ﻴﻦ ‪..‬‬
‫اﻟﻤﺮﺗﺸﻴﻦ ‪..‬‬ ‫ﻓ ﺈذا ﺟﻤ ﻊ آﺒﻴ ﺮ ﻣ ﻦ اﻟﺸ ﺒﺎب ‪ ..‬ﻣ ﺎ ﺑ ﻴﻦ ﻣﺴ ﻠﻤﻴﻦ‬
‫واﻣﺘﻨﻌﺎك ﻋﻦ اﻟﺰﻧﺎ ‪ ..‬ﻳﻐﻀﺐ اﻟﻔﺎﻋﻠﻴﻦ !!‬ ‫وﻏﻴﺮ ﻣﺴﻠﻤﻴﻦ ‪..‬‬
‫ﺲ ﻟﻴﻠﺔ‬‫ذُآ ﺮ أن ﻋﻤ ﺮ ﺑ ﻦ اﻟﺨﻄ ﺎب ‪ τ‬آﺎن ﻳ ِﻌ ّ‬ ‫آﻠﻤ ﺎ ﺧﺮج ﺷﺨﺺ ﻣﻦ اﻟﻤﻘﺎﺑﻠﺔ ﺳﺄﻟﻪ اﻟﻮاﻗﻔﻮن ‪..‬‬
‫ﻣﻦ اﻟﻠﻴﺎﻟﻲ ‪..‬‬ ‫ﻋﻦ ﻣﺎذا ﺳﺄﻟﻮك ؟ وﺑﻤﺎذا أﺟﺒﺖ ؟‬
‫ﻳﺮاﻗﺐ وﻳﻨﻈﺮ ‪..‬‬ ‫آﺎن ﻣﻦ أهﻢ أﺳﺌﻠﺘﻬﻢ ‪ :‬آﻢ آﺄﺳ ًﺎ ﺗﺸﺮب ﻣﻦ اﻟﺨﻤﺮ‬

‫‪155‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬ ‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﻋ ﻦ ﻣ ﺒﺎدﺋﻪ ‪ ..‬ﻓﻘ ﺎل اﷲ ﻟ ﻪ ‪ ) :‬ودوا ﻟ ﻮ‬ ‫ﻓﻤ ﺮ ﺑﺄﺣ ﺪ اﻟﺒ ﻴﻮت ﻓ ﻲ ﻇﻠﻤ ﺔ اﻟﻠ ﻴﻞ ‪ ..‬ﻓﺴ ﻤﻊ ﻓ ﻴﻪ‬
‫ُﺗﺪْهﻦ ﻓﻴﺪهﻨﻮن ( ‪..‬‬ ‫ﻼ‬
‫رﺟﺎل ﺳﻜﺎرى ‪ ..‬ﻓﻜﺮﻩ أن ﻳﻄﺮق ﻋﻠﻴﻬﻢ اﻟﺒﺎب ﻟﻴ ً‬
‫ﻼ ﻟﻴﺤﺎﻓﻈﻮا‬
‫ﻳﻌﻨ ﻲ أﻧﻬ ﻢ ﻻ ﻣ ﺒﺎدئ ﻋﻨﺪهﻢ أﺻ ً‬ ‫‪ ..‬وﺧﺸﻲ أن ﻳﻜﻮن ﻇﻨﻪ ﺧﺎﻃﺌ ًﺎ ‪ ..‬وأراد أن ﻳﺘﺜﺒﺖ‬
‫ﻋﻠ ﻴﻬﺎ ‪ ..‬وﺑﺎﻟﺘﺎﻟ ﻲ ﻻ ﻣﺎﻧ ﻊ ﻋ ﻨﺪهﻢ ﻣ ﻦ‬ ‫ﻣﻦ اﻷﻣﺮ ‪..‬‬
‫اﻟﺘ ﻨﺎزل ﻋ ﻦ ﻣ ﺒﺎدﺋﻬﻢ ‪ ..‬ﻓﺎﻧﺘ ﺒﻪ أن ﻳﻐ ﺮوك‬ ‫ﻓﺘﻨﺎول آﺴﺮة ﻓﺤﻢ ﻣﻦ ﻋﻠﻰ اﻷرض ‪ ..‬ووﺿﻊ ﺑﻬﺎ‬
‫ﺑﺘﺮك ﻣﺒﺎدﺋﻚ ‪..‬‬ ‫ﻋﻼﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺒﺎب ‪ ..‬وﻣﻀﻰ ‪..‬‬
‫ﺳ ﻤﻊ ﺻ ﺎﺣﺐ اﻟ ﺪار ﺻﻮﺗ ًﺎ ﻋﻦ اﻟﺒﺎب ‪ ..‬ﻓﺨﺮج ‪..‬‬
‫ﻗﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪:‬‬ ‫ﻓ ﺮأى اﻟﻌﻼﻣ ﺔ ‪ ..‬ورأى ﻇﻬ ﺮ ﻋﻤ ﺮ ﻣﻮﻟﻴ ًﺎ ‪ ..‬ﻓﻔﻬﻢ‬
‫" ﻓﻼ ﺗﻄﻊ اﻟﻤﻜﺬﺑﻴﻦ * ودوا ﻟﻮ ﺗﺪهﻦ‬ ‫اﻟﻘﺼﺔ ‪..‬‬
‫ﻓﻴﺪهﻨﻮن "‬ ‫ﻓﻜ ﺎن اﻷﺻ ﻞ أن ﻳﻤﺴ ﺢ اﻟﻌﻼﻣ ﺔ وﻳﻨﺘﻬ ﻲ اﻷﻣ ﺮ ‪..‬‬
‫ﻟﻜﻨﻦ اﻟﺮﺟﻞ ﻟﻢ ﻳﻔﻌﻞ ذﻟﻚ ‪!!..‬‬
‫‪ 72.‬اﻟﻌﻔﻮ ﻋﻦ اﻵﺧﺮﻳﻦ ‪..‬‬ ‫وإﻧﻤﺎ أﺧﺬ آﺴﺮة اﻟﻔﺤﻢ وأﻗﺒﻞ إﻟﻰ ﺑﻴﻮت ﺟﻴﺮاﻧﻪ ‪..‬‬
‫ﻻ ﺗﺨﻠ ﻮ اﻟﺤ ﻴﺎة ﻣ ﻦ ﻋﺜ ﺮات ﺗﺼ ﻴﺒﻨﺎ ﻣ ﻦ‬ ‫وﺟﻌﻞ ﻳﺮﺳﻢ ﻋﻠﻰ أﺑﻮاﺑﻬﺎ ﻋﻼﻣﺎت !!‬
‫اﻟﻨﺎس ‪..‬‬ ‫وآﺄﻧ ﻪ ﻳ ﺮﻳﺪ أن ﻳﻨ ﺰل اﻟ ﻨﺎس إﻟ ﻰ ﻣﺴ ﺘﻮاﻩ ‪..‬‬
‫ﻓﻬ ﺬﻩ ﻣ ﺰﺣﺔ ﺛﻘ ﻴﻠﺔ ‪ ..‬وﺗﻠ ﻚ آﻠﻤ ﺔ ﻧﺎﺑ ﻴﺔ ‪..‬‬ ‫وﻳﻜﻮﻧ ﻮن ﻣ ﺜﻠﻪ ‪ ..‬وﻻ ﻳ ﺮﻳﺪ أن ﻳ ﺮﺗﻔﻊ إﻟ ﻰ‬
‫وﺗﻌ ﱟﺪ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﺟﺎت ﺷﺨﺼﻴﺔ ‪..‬‬ ‫ﻣﺴﺘﻮاهﻢ ‪!!..‬‬
‫ﺧﺼ ﻮﻣﺔ ﺑ ﻴﻦ اﺛﻨ ﻴﻦ ﻓ ﻲ ﻣﺠﻠ ﺲ ‪ ..‬أو‬ ‫وﻓ ﻲ اﻟﻤ ﺜﻞ ‪ :‬ودت اﻟ ﺰاﻧﻴﺔ ﻟ ﻮ أن اﻟﻨﺴ ﺎء آﻠﻬ ﻦ‬
‫اﺧﺘﻼف ﻓﻲ وﺟﻬﺎت ﻧﻈﺮ ‪ ..‬أو ﺁراء ‪..‬‬ ‫زﻧﻴﻦ ‪..‬‬
‫وﺑﻌﻀ ﻨﺎ ﻳﻜﺒﺮ اﻟﻤﻮﺿﻮع ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ ‪ ..‬وﻟﻴﺲ‬ ‫ﻣ ﻦ اﻟ ﺘﺠﺎرب ﻓ ﻲ ﺣﻴﺎﺗ ﻨﺎ ‪ ..‬أن ﺗﺠ ﺪ زوﺟ ﺔ آﺜﻴ ﺮة‬
‫ﻋﻨﺪﻩ اﺳﺘﻌﺪاد ﻟﻠﻌﻔﻮ أو اﻟﻨﺴﻴﺎن ‪..‬‬ ‫اﻟﻜﺬب ﻋﻠﻰ زوﺟﻬﺎ ‪ ..‬ﺗﺮﺑﺖ ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ‪ ..‬وﺗﻌﻮدت‬
‫أو رﺑﻤ ﺎ ﻟ ﻢ ﻳﻤﻠ ﻚ اﺳ ﺘﻌﺪادًا ﻟﻘ ﺒﻮل أﻋ ﺬار‬ ‫ﻋﻠ ﻴﻪ ‪ ..‬ﻓ ﺈذا رأت ﻣ ﻦ ﺗﻨﻜ ﺮ ﻋﻠ ﻴﻬﺎ ‪ ..‬وﺗﻨﺼ ﺤﻬﺎ‬
‫اﻵﺧﺮﻳﻦ واﻟﻌﻔﻮ ﻋﻨﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﺑﺎﻟﺼ ﺪق ‪ ..‬ﺣﺎوﻟ ﺖ أن ﺗﺠ ﺮهﺎ إﻟ ﻰ ﻣﺴ ﺘﻨﻘﻌﻬﺎ ‪..‬‬
‫ﺑﻌﺾ اﻟﻨﺎس ﻳﻌﺬب ﻧﻔﺴﻪ ﺑﻌﺪم ﻋﻔﻮﻩ ‪ ..‬ﻳﻤﻸ‬ ‫ﻓﻜﺮرت ﻋﻠﻴﻬﺎ ‪ :‬اﻟﺮﺟﺎل ﻣﺎ ﻳﺼﻠﺢ ﻣﻌﻬﻢ إﻻ آﺬا ‪..‬‬
‫ﺻﺪرﻩ ﺑﺄﺣﻘﺎد ﺗﺸﻐﻠﻪ ﺗﻌﺬﺑﻪ ‪..‬‬ ‫ﻣﺎ ﺗﻤﺸﻲ أﻣﻮرك ﻣﻌﻪ إﻻ ﺑﺎﻟﻜﺬب ‪..‬‬
‫وﷲ در اﻟﺤﺴ ﺪ ﻣ ﺎ أﻋﺪﻟ ﻪ ‪ ..‬ﺑ ﺪأ ﺑﺼ ﺎﺣﺒﻪ‬ ‫ﻓﻼ ﺗﺰال ﺑﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﺗﺘﻨﺎزل ﻋﻦ ﻣﺒﺎدﺋﻪ وﺗﺘﻐﻴﺮ ‪ ..‬أو‬
‫ﻓﻘﺘﻠﻪ ‪..‬‬ ‫رﺑﻤﺎ ﺗﺜﺒﺖ ‪ ..‬وﻟﻌﻠﻬﺎ ‪..‬‬
‫ﻓ ﻼ ﺗﻌ ﺬب ﻧﻔﺴﻚ ‪ ..‬هﻨﺎك أﺷﻴﺎء ﻻ ﻳﻤﻜﻦ أن‬ ‫وﻗ ﻞ ﻣ ﺜﻞ ذﻟ ﻚ ﻓ ﻲ ﻣﺴ ﺌﻮل ﺣﺴ ﻦ اﻟﺨﻠ ﻖ ﻣ ﻊ‬
‫ﺗﻌﺎﻗﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ﻣﻮﻇﻔ ﻴﻪ ‪ ..‬وﻳ ﺮى أن ه ﺬا ﻣﻤ ﺎ ﻳﻔ ﻴﺪ اﻟﻌﻤ ﻞ ‪..‬‬
‫ﺲ اﻟﻤﺎﺿﻲ ‪ ..‬وﻋﺶ ﺣﻴﺎﺗﻚ ‪..‬‬ ‫اِﻧ َ‬ ‫وﻳﺰرث اﻟﺮاﺣﺔ ﻓﻲ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ‪ ..‬وﻳﺰﻳﺪ اﻹﻧﺘﺎج ‪..‬‬
‫ﻟﻤﺎ دﺧﻞ رﺳﻮل اﷲ ‪ ε‬ﻣﻜﺔ ﻓﺎﺗﺤ ًﺎ ‪ ..‬واﻃﻤﺄن‬ ‫ﻓ ﻴﻠﻘﺎﻩ ﻣﺴ ﺌﻮل ﺳ ﻲء اﻟﺨﻠ ﻖ ‪ ..‬ﻣ ﺒﻐﻮض ﻣ ﻦ ِﻗﺒَﻞ‬
‫اﻟﻨﺎس ‪..‬‬ ‫ﻣﻮﻇﻔ ﻴﻪ ‪ ..‬ﻓﻴﺤﺴ ﺪﻩ – رﺑﻤ ﺎ – أو ﻳ ﺮﻳﺪ أن ﻳﻘﻨﻌﻪ‬
‫ﺧﺮج ﺣﺘﻰ ﺟﺎء اﻟﻜﻌﺒﺔ ﻓﻄﺎف ﺑﻬﺎ ﺳﺒﻌ ًﺎ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺑﺄﺳ ﻠﻮب ﺁﺧ ﺮ ﻓ ﻲ اﻟ ﺘﻌﺎﻣﻞ ‪ ..‬ﻓ ﻴﻘﻮل ﻟ ﻪ ‪ :‬ﻻ ﺗﻔﻌﻞ‬
‫راﺣﻠﺘﻪ ‪..‬‬ ‫آﺬا ‪ ..‬واﻓﻌﻞ آﺬا ‪ ..‬وﻻ ﺗﺒﺘﺴﻢ ‪ ..‬وﻻ ‪..‬‬
‫ﻓﻠﻤ ﺎ ﻗﻀ ﻰ ﻃ ﻮاﻓﻪ ‪ ..‬دﻋ ﺎ ﻋ ﺜﻤﺎن ﺑﻦ ﻃﻠﺤﺔ‬ ‫أو ﺻ ﺎﺣﺐ ﺑﻘﺎﻟ ﺔ ﻻ ﻳﺒ ﻴﻊ اﻟﺴ ﺠﺎﺋﺮ ‪ ..‬ﻓ ﻴﺤﻮل أن‬
‫ﻓﺄﺧﺬ ﻣﻨﻪ ﻣﻔﺘﺎح اﻟﻜﻌﺒﺔ ‪ ..‬ﻓﻔﺘﺤﺖ ﻟﻪ ﻓﺪﺧﻠﻬﺎ‬ ‫ﻳﻘﻨﻌﻪ ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫ﻼ واﺛ ﺒﺖ ﻋﻠ ﻰ ﻣ ﺒﺎدﺋﻚ ‪ ..‬وﻗ ﻞ ﺑﺄﻋﻠ ﻰ‬ ‫ﻓﻜ ﻦ ﺑﻄ ً‬
‫ﻓﺮأى ﻓﻴﻪ ﺻﻮر اﻟﻤﻼﺋﻜﺔ وﻏﻴﺮهﻢ ‪..‬‬ ‫ﺻﻮﺗﻚ ‪ :‬ﻻااااا ‪ ..‬ﻣﻬﻤﺎ أﻏﺮوك ‪..‬‬
‫ورأى إﺑ ﺮاهﻴﻢ ﻋﻠ ﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﻣﺼﻮرًا ﻓﻲ ﻳﺪﻩ‬ ‫وﻗ ﺪﻳﻤ ًﺎ ﺣ ﺎول اﻟﻜﻔ ﺎر ﻣ ﻊ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ε‬أن ﻳﺘﻨﺎزل‬

‫‪156‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬ ‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫وﺿﻌﻔﻬﻢ ‪..‬‬ ‫اﻷزﻻم ﻳﺴﺘﻘﺴﻢ ﺑﻬﺎ ‪..‬‬
‫ﻓ ﻲ ﻣﻜ ﺎن ﻃﺎﻟﻤ ﺎ آﺬﺑ ﻮﻩ ﻓ ﻴﻪ ‪ ..‬وأهﺎﻧ ﻮﻩ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘ ﺎل ‪ : ε‬ﻗ ﺎﺗﻠﻬﻢ اﷲ ‪ ..‬ﺟﻌﻠ ﻮا ﺷ ﻴﺨﻨﺎ ﻳﺴﺘﻘﺴ ﻢ‬
‫وأﻟﻘﻮا اﻷوﺳﺎخ ﻋﻠﻰ رأﺳﻪ وهﻮ ﺳﺎﺟﺪ ‪..‬‬ ‫ﺑﺎﻷزﻻم !! ﻣﺎ ﺷﺄن اﺑﺮاهﻴﻢ واﻷزﻻم ؟!‬
‫وآﻔ ﺎر ﻗ ﺮﻳﺶ ﺑ ﻴﻦ ﻳﺪﻳ ﻪ ‪ ..‬ﻣﻬ ﺰوﻣﻴﻦ ‪..‬‬ ‫ﻣ ﺎ آ ﺎن إﺑ ﺮاهﻴﻢ ﻳﻬ ﻮدﻳ ًﺎ وﻻ ﻧﺼ ﺮاﻧﻴ ًﺎ وﻟﻜ ﻦ آ ﺎن‬
‫أذﻻء ‪ ..‬ﺻﺎﻏﺮﻳﻦ ‪..‬‬ ‫ﺣﻨﻴﻔ ًﺎ ﻣﺴﻠﻤ ًﺎ وﻣﺎ آﺎن ﻣﻦ اﻟﻤﺸﺮآﻴﻦ ‪..‬‬
‫ﺛ ﻢ ﻗ ﺎل ‪ :‬ﻳ ﺎ ﻣﻌﺸ ﺮ ﻗ ﺮﻳﺶ ‪ ..‬ﻣ ﺎ ﺗﺮون أﻧﻲ‬ ‫ﺛﻢ أﻣﺮ ‪ ε‬ﺑﺘﻠﻚ اﻟﺼﻮر آﻠﻬﺎ ﻓﻄﻤﺴﺖ ‪..‬‬
‫ﻓﺎﻋﻞ ﻓﻴﻜﻢ ؟‬ ‫ﺛ ﻢ وﺟ ﺪ ﻓ ﻴﻬﺎ ﺣﻤﺎﻣ ﺔ ﻣ ﻦ ﻋ ﻴﺪان ﻓﻜﺴﺮهﺎ ﺑﻴﺪﻩ ‪..‬‬
‫ﻓﺎﻧﺘﻨﻔﻀﻮا ‪ ..‬وﻗﺎﻟﻮا ‪ :‬ﺗﻔﻌﻞ ﺑﻨﺎ ﺧﻴﺮًا ‪ ..‬أﻧﺖ‬ ‫ﺛﻢ ﻃﺮﺣﻬﺎ ‪..‬‬
‫أخ آﺮﻳﻢ ‪ ..‬واﺑﻦ أخ آﺮﻳﻢ ‪..‬‬ ‫ﺛﻢ وﻗﻒ ﻋﻠﻰ ﺑﺎب اﻟﻜﻌﺒﺔ ‪..‬‬
‫ﻋﺠ ﺒ ًﺎ !! ه ﻞ ﻧﺴ ﻮا ﻣ ﺎ آﺎﻧ ﻮا ﻳﻔﻌﻠ ﻮﻧﻪ ﺑﻬ ﺬا‬ ‫وﻗ ﺪ اﺟ ﺘﻤﻊ ﻟ ﻪ اﻟ ﻨﺎس ﻓ ﻲ اﻟﻤﺴ ﺠﺪ ﻣﺴ ﻠﻤﻴﻦ‬
‫اﻷخ اﻟﻜﺮﻳﻢ ‪ ..‬أﻳﻦ ﺳﺒﻜﻢ ‪ :‬ﻣﺠﻨﻮن ‪ ..‬ﺳﺎﺣﺮ‬ ‫واﻟﻜﻔﺎر ﻳﻨﻈﺮون إﻟﻴﻪ ‪..‬‬
‫‪ ..‬آﺎهﻦ ؟!‬ ‫ﺛ ﻢ ﺻ ﻠﻰ رآﻌﺘ ﻴﻦ ﺛ ﻢ اﻧﺼﺮف إﻟﻰ زﻣﺰم ‪ ..‬ﻓﺎﻃﻠﻊ‬
‫ﻣ ﺎ دام أﺧ ًﺎ آ ﺮﻳﻤ ًﺎ ‪ ..‬وأﺑ ﻮﻩ أخ آ ﺮﻳﻢ !!‬ ‫ﻓﻴﻬﺎ ‪ ..‬ودﻋﺎ ﺑﻤﺎء ﻓﺸﺮب ﻣﻨﻬﺎ وﺗﻮﺿﺄ ‪..‬‬
‫ﻓﻠﻤﺎذا ﺣﺎرﺑﺘﻤﻮﻩ ؟!‬ ‫واﻟﻨﺎس ﻳﺒﺘﺪرون وﺿﻮءﻩ ‪..‬‬
‫أﻳﻦ ﺗﻌﺬﻳﺒﻜﻢ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻦ اﻟﻀﻌﻔﺎء ‪..‬‬ ‫واﻟﻤﺸ ﺮآﻮن ﻳﺘﻌﺠ ﺒﻮن ﻣ ﻦ ذﻟ ﻚ ‪ ..‬وﻳﻘﻮﻟﻮن ‪ :‬ﻣﺎ‬
‫هﺬا ﺑﻼل واﻗﻒ ‪ ..‬وﺁﺛﺎر اﻟﺘﻌﺬﻳﺐ ﻻ ﺗﺰال ﻓﻲ‬ ‫رأﻳﻨﺎ ﻣﻠﻜ ًﺎ ﻗﻂ وﻻ ﺳﻤﻌﻨﺎ ﺑﻪ ﻣﺜﻞ هﺬا ‪..‬‬
‫ﻇﻬﺮﻩ ‪..‬‬ ‫ﺛ ﻢ أﻗ ﺒﻞ إﻟ ﻰ ﻣﻘ ﺎم إﺑ ﺮاهﻴﻢ ﻓﺄﺧ ﺮﻩ ﻋ ﻦ اﻟﻜﻌ ﺒﺔ ‪..‬‬
‫وﺗﻠ ﻚ ﻧﺨﻠ ﺔ ﻗ ﺮﻳﺒﺔ ﻗ ﺘﻠﺖ ﻋ ﻨﺪهﺎ أﻣ ﻴﺔ ‪..‬‬ ‫وآﺎن ﻣﻠﺼﻘﺎ ﺑﻬﺎ ‪..‬‬
‫وزوﺟﻬ ﺎ ﻳﺎﺳ ﺮ ‪ ..‬وه ﺬا اﺑ ﻨﻬﻤﺎ ﻋﻤ ﺎر ﻣ ﻊ‬ ‫ﺛﻢ ﻗﺎم ‪ ε‬ﻋﻠﻰ ﺑﺎب اﻟﻜﻌﺒﺔ ﻓﻘﺎل ‪:‬‬
‫اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻳﺸﻬﺪ ‪..‬‬ ‫ﻻ إﻟﻪ إﻻ اﷲ ‪ ..‬وﺣﺪﻩ ﻻ ﺷﺮﻳﻚ ﻟﻪ ‪ ..‬ﺻﺪق وﻋﺪﻩ‬
‫أﻳ ﻦ ﺣﺒﺴ ﻜﻢ ﻟ ﻪ ﻣ ﻊ اﻟﻤﺴ ﻠﻤﻴﻦ اﻟﻀ ﻌﻔﺎء ‪..‬‬ ‫‪ ..‬وﻧﺼﺮ ﻋﺒﺪﻩ ‪ ..‬وهﺰم اﻻﺣﺰاب وﺣﺪﻩ ‪..‬‬
‫ﺛ ﻼث ﺳ ﻨﻴﻦ ﻓ ﻲ ﺷ ﻌﺐ ﺑﻨ ﻲ ﻋﺎﻣ ﺮ ‪ ..‬ﺣﺘ ﻰ‬ ‫أﻻ آ ﻞ ﻣﺄﺛ ﺮة ‪ ..‬أو دم ‪ ..‬أو ﻣ ﺎل ُﻳﺪﱠﻋ ﻰ ‪ ..‬ﻓﻬ ﻮ‬
‫أآﻠﻮا ورق اﻟﺸﺠﺮ ﻣﻦ ﺷﺪة اﻟﺠﻮع ‪..‬؟!! ﻣﺎ‬ ‫ﻣﻮﺿ ﻮع ﺗﺤﺖ ﻗﺪﻣﻲ هﺎﺗﻴﻦ ‪ ..‬إﻻ ﺳﺪاﻧﺔ اﻟﺒﻴﺖ ‪..‬‬
‫رﺣﻤ ﺘﻢ ﺑﻜ ﺎء اﻟﺼ ﻐﻴﺮ ‪ ..‬وﻻ أﻧ ﻴﻦ اﻟﺸ ﻴﺦ‬ ‫وﺳ ﻘﺎﻳﺔ اﻟﺤ ﺎج ‪ ..‬ﺛ ﻢ ﺟﻌ ﻞ ﻳﻘ ﺮر ﺑﻌ ﺾ اﻷﺣﻜ ﺎم‬
‫ﻼ وﻻ ﻣﺮﺿﻌ ًﺎ !!‬ ‫اﻟﻜﺒﻴﺮ ‪ ..‬وﻻ ﺣﺎﻣ ً‬ ‫اﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﻓﻘﺎل ‪:‬‬
‫أﻳ ﻦ ﺣ ﺮﺑﻜﻢ ﻟ ﻪ ﻓﻲ ﺑﺪر ‪ ..‬وأﺣﺪ ‪ ..‬وﺗﺤﺰﺑﻜﻢ‬ ‫َأ َﻻ وﻗﺘ ﻴﻞ اﻟﺨﻄ ﺄ ﺷ ﺒﻪ اﻟﻌﻤ ﺪ ﺑﺎﻟﺴ ﻮط واﻟﻌﺼ ﺎ ‪..‬‬
‫ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ اﻟﺨﻨﺪق ؟‬ ‫ﻓﻔ ﻴﻪ اﻟﺪﻳ ﺔ ﻣﻐﻠﻈﺔ ﻣﺎﺋﺔ ﻣﻦ اﻻﺑﻞ ‪ ..‬أرﺑﻌﻮن ﻣﻨﻬﺎ‬
‫أﻳ ﻦ ﻣ ﻨﻌﻜﻢ ﻟﻪ ﻣﻦ دﺧﻮل ﻣﻜﺔ ﻣﻌﺘﻤﺮًا ‪ ..‬ﻟﻤﺎ‬ ‫ﻓﻲ ﺑﻄﻮﻧﻬﺎ أوﻻدهﺎ ‪..‬‬
‫ﺟ ﺎءآﻢ ﻗ ﺒﻞ ﺳﻨﻴﻦ ‪ ..‬وﺗﺮآﺘﻤﻮﻩ ﻣﺤﺒﻮﺳ ًﺎ ﻓﻲ‬ ‫ﺛ ﻢ ﻧﻈ ﺮ إﻟ ﻰ رؤوس ﻗ ﺮﻳﺶ وﺳ ﺎداﺗﻬﺎ ‪ ..‬ﻓﺼ ﺎح‬
‫اﻟﺤﺪﻳﺒﻴﺔ ‪ ..‬ﻣﻤﻨﻮﻋﺎًﻣﻦ دﺧﻮل ﻣﻜﺔ ؟‬ ‫ﺑﻬﻢ ‪:‬‬
‫أﻳ ﻦ ﺻ ﺪآﻢ ﻟﻌﻤ ﻪ أﺑ ﻲ ﻃﺎﻟ ﺐ ﻋ ﻦ اﻹﺳ ﻼم‬ ‫ﻳ ﺎ ﻣﻌﺸ ﺮ ﻗ ﺮﻳﺶ ‪ ..‬إن اﷲ ﻗ ﺪ أذه ﺐ ﻋ ﻨﻜﻢ ﻧﺨ ﻮة‬
‫وهﻮ ﻋﻠﻰ ﻓﺮاش اﻟﻤﻮت ؟‬ ‫اﻟﺠﺎهﻠﻴﺔ ‪ ..‬وﺗﻌﻈّﻤﻬﺎ ﺑﺎﻵﺑﺎء ‪..‬‬
‫أﻳ ﻦ ‪..‬؟ أﻳ ﻦ ‪..‬؟ ﺷ ﺮﻳﻂ ﻃﻮﻳﻴﻴﻴ ﻴﻞ ﻣ ﻦ‬ ‫اﻟﻨﺎس ﻣﻦ ﺁدم ‪ ..‬وﺁدم ﻣﻦ ﺗﺮاب ‪..‬‬
‫اﻟﺬآﺮﻳﺎت اﻟﻤﺆﻟﻤﺔ ﻳﻤﺮ أﻣﺎم ﻧﺎﻇﺮﻳﻪ ‪.. ε‬‬ ‫ﺧَﻠ ْﻘﻨَﺎآُﻢ ﻣﱢﻦ َذ َآ ٍﺮ‬‫س ِإﻧﱠﺎ َ‬ ‫ﺛﻢ ﺗﻼ " ﻳَﺎ َأ ﱡﻳﻬَﺎ اﻟﻨﱠﺎ ُ‬
‫ﻟ ﻴﺲ ه ﻮ ﻓﻘ ﻂ ‪ ..‬ﺑ ﻞ أﻣ ﺎم ﻧﺎﻇ ﺮي أﺑ ﻲ ﺑﻜ ﺮ‬ ‫ن‬
‫ﺷﻌُﻮﺑًﺎ َو َﻗﺒَﺎ ِﺋ َﻞ ِﻟ َﺘﻌَﺎ َرﻓُﻮا ِإ ﱠ‬ ‫ﺟ َﻌ ْﻠ ﻨَﺎ ُآ ْﻢ ُ‬
‫َوأُﻧ َﺜ ﻰ َو َ‬
‫وﻋﻤ ﺮ ‪ ..‬وﻋﺜﻤﺎن وﻋﻠﻲ ‪ ..‬وﺑﻼل وﻋﻤﺮ ‪..‬‬ ‫ﺧﺒِﻴ ٌﺮ "‬ ‫ﻋﻠِﻴ ٌﻢ َ‬
‫ﷲ َ‬ ‫ن ا َﱠ‬ ‫ﷲ َأ ْﺗﻘَﺎ ُآ ْﻢ ِإ ﱠ‬‫َأ ْآ َﺮ َﻣ ُﻜ ْﻢ ﻋِﻨ َﺪ ا ِﱠ‬
‫ﻓﻜ ﻞ واﺣ ﺪ ﻣﻦ هﺆﻻء ‪ ..‬ﻟﻪ ﻣﻊ ﻗﺮﻳﺶ ﻗﺼﺔ‬ ‫ﺛﻢ ﺟﻌﻞ ﻳﺘﺄﻣﻞ ﻓﻲ وﺟﻮﻩ اﻟﻜﻔﺎر ‪..‬‬
‫ﺣﺰﻳﻨﺔ ‪..‬‬ ‫وه ﻮ ﻓﻲ ﻋﺰﻩ وﻣﻠﻜﻪ ﻋﻨﺪ اﻟﻜﻌﺒﺔ ‪ ..‬وهﻢ ﻓﻲ ذﻟﻬﻢ‬

‫‪157‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬ ‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﻓﻘ ﺎل ‪ :‬ﻳ ﺎ ﺻﻔﻮان ‪ ..‬ﻓﺪاك أﺑﻲ وأﻣﻲ ‪ ..‬اﷲ‬ ‫آﺎن ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﻳﻨﺰل ﺑﻬﻢ أﻗﺴﻰ أﻧﻮاع اﻟﻌﻘﻮﺑﺔ ‪..‬‬
‫‪ ..‬اﷲ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻚ أن ﺗﻬﻠﻜﻬﺎ ‪ ..‬ﻓﻬﺬا أﻣﺎن ﻣﻦ‬ ‫ﻓﻬﻢ أﻋﺪاء ﻣﺤﺎرﺑﻮن ‪ ..‬ﻣﻌﺘﺪون ‪ ..‬ﺧﻮﻧﺔ ‪..‬‬
‫رﺳﻮل اﷲ ‪ ρ‬ﻗﺪ ﺟﺌﺘﻚ ﺑﻪ ‪..‬‬ ‫ﻧﻌﻢ ﺧﻮﻧﺔ ‪ ..‬ﺧﺎﻧﻮا ﺻﻠﺢ اﻟﺤﺪﻳﺒﻴﺔ ‪ ..‬واﻋﺘﺪوا ‪..‬‬
‫ﻓﻘ ﺎل ﺻ ﻔﻮان ‪ :‬وﻳﺤ ﻚ ‪ ..‬أﻏ ﺮب ﻋﻨ ﻲ ﻓ ﻼ‬ ‫آﺎﻧ ﻮا ﻣﺠ ﺮﻣﻴﻦ ‪ ..‬ﻣﺘﺤﻴ ﺮﻳﻦ ‪ ..‬ﻻ ﻳ ﺪرون ﻣ ﺎذا‬
‫ﺗﻜﻠﻤﻨ ﻲ ‪ ..‬ﻓﺈﻧ ﻚ آ ﺬاب ‪ ..‬وآ ﺎن ﺧﺎﺋﻔ ًﺎ ﻣ ﻦ‬ ‫ﺳﻴُﻔﻌﻞ ﺑﻬﻢ ‪..‬‬
‫ﻣﻐﺒﺔ ﻣﺎ آﺎن ﻓﻌﻠﻪ ﺑﺎﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ‪..‬‬ ‫ﻓ ﺈذا ﺑ ﻪ ‪ ε‬ﻳ ﺪوس ﻋﻠ ﻰ اﻷﺣﻘ ﺎد ‪ ..‬وﻳﺤﻠ ﻖ ﺑﻬﻤ ﺘﻪ‬
‫ﻗ ﺎل ‪ :‬أي ﺻ ﻔﻮان ‪ ..‬ﻓ ﺪاك أﺑ ﻲ وأﻣ ﻲ ‪..‬‬ ‫ﻋﺎاااﻟﻴ ًﺎ ‪..‬‬
‫رﺳﻮل اﷲ ‪ ..‬أﻓﻀﻞ اﻟﻨﺎس ‪ ..‬وأﺑﺮ اﻟﻨﺎس ‪..‬‬ ‫وﻳﻘ ﻮل آﻠﻤ ﺔ ﻳﻬ ﺘﻒ ﺑﻬﺎ اﻟﺘﺎرﻳﺦ ‪ :‬اذهﺒﻮا ‪ ..‬ﻓﺄﻧﺘﻢ‬
‫وأﺣﻠ ﻢ اﻟ ﻨﺎس ‪..‬وﺧﻴ ﺮ اﻟ ﻨﺎس ‪ ..‬وه ﻮ اﺑ ﻦ‬ ‫اﻟﻄﻠﻘﺎء ‪..‬‬
‫ﻋﻤ ﻚ ‪ ..‬ﻋ ﺰﱡﻩ ﻋ ﺰك ‪ ..‬وﺷ ﺮﻓُﻪ ﺷ ﺮﻓﻚ ‪..‬‬ ‫ﻓﻴﻨﻄﻠﻘﻮن ‪ ..‬ﻣﺴﺘﺒﺸﺮﻳﻦ ‪ ..‬ﺗﻜﺎد أرﺟﻠﻬﻢ ﺗﻄﻴﺮ ﻣﻦ‬
‫وﻣﻠﻜُﻪ ﻣﻠﻜﻚ ‪..‬‬ ‫اﻟﻔﺮح ‪..‬‬
‫ﻗﺎل ‪ :‬إﻧﻲ أﺧﺎﻓﻪ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻲ ‪..‬‬ ‫أﺣﻘ ًﺎ ﻋﻔﺎ ﻋﻨﺎ ؟!!‬
‫ﻗﺎل ‪ :‬هﻮ أﺣﻠﻢ ﻣﻦ ذاك وأآﺮم ‪..‬‬ ‫ﺛ ﻢ ﺗﻠﻔ ﺖ ‪ ε‬ﻳﻨﻈ ﺮ ﺣ ﻮل اﻟﻜﻌ ﺒﺔ ‪ ..‬ﻓ ﺈذا ﺛﻠ ﺜﻤﺎﺋﺔ‬
‫ﻓﺮﺟﻊ ﺻﻔﻮان ﻣﻌﻪ ‪..‬‬ ‫وﺳ ﺘﻮن ﺻ ﻨﻤ ًﺎ ‪ ..‬ﺗﻌ ﺒﺪ ﻣ ﻦ دون اﷲ ‪ ..‬ﻋ ﻨﺪ ﺑﻴ ﺘﻪ‬
‫ﺣﺘ ﻰ وﺻ ﻼ إﻟ ﻰ ﻣﻜ ﺔ ‪ ..‬ﻓﻤﻀ ﻰ ﺑ ﻪ ﻋﻤﻴ ﺮ‬ ‫اﻟﻤﻌﻈّﻢ ‪!!..‬‬
‫ﺣﺘﻰ وﻗﻒ ﺑﻪ ﻋﻠﻰ رﺳﻮل اﷲ ‪.. ρ‬‬ ‫ﻓﺠﻌ ﻞ ‪ ε‬ﻳﻀ ﺮﺑﻬﺎ ﺑﻴﺪﻩ اﻟﻜﺮﻳﻤﺔ ‪ ..‬ﻓﺘﻬﻮي ‪ ..‬وهﻮ‬
‫ﻓﻘ ﺎل ﺻﻔﻮان ‪ :‬إن هﺬا ﻳﺰﻋﻢ أﻧﻚ ﻗﺪ أﻣﻨﺘﻨﻲ‬ ‫ﻳﻘﻮل ‪:‬‬
‫‪..‬‬ ‫ﺟ ﺎء اﻟﺤ ﻖ ‪ ..‬وزه ﻖ اﻟﺒﺎﻃﻞ ‪ ..‬ﺟﺎء اﻟﺤﻖ ‪ ..‬وﻣﺎ‬
‫ﻗﺎل ‪ : ε‬ﺻﺪق ‪..‬‬ ‫ﻳﺒﺪئ اﻟﺒﺎﻃﻞ وﻣﺎ ﻳﻌﻴﺪ ‪..‬‬
‫ﻗ ﺎل ﺻ ﻔﻮان ‪ :‬أﻣ ﺎ دﺧﻮﻟ ﻲ ﻓ ﻲ اﻹﺳ ﻼم ‪..‬‬ ‫ﻋ ﺪد ﻣ ﻦ آﻔ ﺎر ﻗ ﺮﻳﺶ اﻟﻌ ﺘﺎة اﻟ ﺒﻐﺎة ‪ ..‬اﻟ ﺬﻳﻦ ﻟﻬ ﻢ‬
‫ﻓﺎﺟﻌﻠﻨﻲ ﺑﺎﻟﺨﻴﺎر ﻓﻴﻪ ﺷﻬﺮﻳﻦ ‪..‬‬ ‫ﺗ ﺎرﻳﺦ أﺳ ﻮد ﻣ ﻊ اﻟﻤﺴ ﻠﻤﻴﻦ ‪ ..‬ﻓ ﺮوا ﻣﻦ ﻣﻜﺔ ﻗﺒﻞ‬
‫ﻓﻘﺎل ‪ : ρ‬أﻧﺖ ﺑﺎﻟﺨﻴﺎر ﻓﻴﻪ أرﺑﻌﺔ أﺷﻬﺮ ‪..‬‬ ‫دﺧﻮل اﻟﻨﺒﻲ ‪ ε‬وأﺻﺤﺎﺑﻪ إﻟﻴﻬﺎ ‪..‬‬
‫ﺛﻢ أﺳﻠﻢ ﺻﻔﻮان ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ‪..‬‬ ‫ﻣﻨﻬﻢ ﺻﻔﻮان ﺑﻦ أﻣﻴﺔ ‪..‬‬
‫ﻣ ﺎ أﺟﻤ ﻞ اﻟﻌﻔ ﻮ ﻋ ﻦ اﻟ ﻨﺎس ‪ ..‬وﻧﺴ ﻴﺎن‬ ‫ﻓﺈﻧﻪ ﻓﺮ ﻣﻨﻬﺎ هﺎرﺑ ًﺎ ‪ ..‬وﻗﺪ ﺗﺤﻴﺮ أﻳﻦ ﻳﺬهﺐ ‪..‬‬
‫اﻟﻤﺎﺿ ﻲ اﻷﻟ ﻴﻢ ‪ ..‬ه ﺬا ﺧﻠ ﻖ ﺑ ﻼ ﺷ ﻚ ﻻ‬ ‫ﻓﻤﻀﻰ إﻟﻰ ﺟﺪة ﻟﻴﺮآﺐ ﻣﻨﻬﺎ إﻟﻰ اﻟﻴﻤﻦ ‪..‬‬
‫ﻳﺴ ﺘﻄﻴﻌﻪ إﻻ اﻟﻌﻈﻤ ﺎء ‪ ..‬اﻟ ﺬﻳﻦ ﻳﺘ ﺮﻓﻌﻮن‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎ رأى اﻟ ﻨﺎس ﻋﻔ ﻮ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ .. ε‬وﻧﺴ ﻴﺎﻧﻪ‬
‫ﺑ ﺄﺧﻼﻗﻬﻢ ﻋ ﻦ ﺳ ﻔﺎﻟﺔ اﻻﻧ ﺘﻘﺎم ‪ ..‬واﻟﺤﻘ ﺪ ‪..‬‬ ‫ﻟﻠﻤﺎﺿﻲ اﻷﻟﻴﻢ ‪..‬‬
‫وﺷ ﻔﺎء اﻟﻐ ﻴﻆ ‪ ..‬ﻓﺎﻟﺤ ﻴﺎة ﻗﺼ ﻴﺮة ‪ -‬ﻋﻠﻰ آﻞ‬ ‫ﺟﺎء ﻋﻤﻴﺮ ﺑﻦ وهﺐ إﻟﻰ رﺳﻮل اﷲ ‪ ε‬ﻓﻘﺎل ‪:‬‬
‫ﺣ ﺎل ‪ .. -‬ﻧﻌ ﻢ ه ﻲ أﻗﺼ ﺮ ﻣ ﻦ أن ﻧﺪﻧﺴ ﻬﺎ‬ ‫ﻳ ﺎ ﻧﺒﻲ اﷲ إن ﺻﻔﻮان ﺑﻦ أﻣﻴﺔ ﺳﻴﺪ ﻗﻮﻣﻪ ‪ ..‬وﻗﺪ‬
‫ﺑﺤﻘﺪ وﺿﻐﻴﻨﺔ ‪..‬‬ ‫ﺧ ﺮج هﺎرﺑ ًﺎ ﻣ ﻨﻚ ‪ ..‬ﻟ ﻴﻘﺬف ﻧﻔﺴ ﻪ ﻓ ﻲ اﻟﺒﺤ ﺮ ‪..‬‬
‫ﺣﺘ ﻰ ﻓ ﻲ اﻟﺤﺎﺟ ﺎت اﻟﺨﺎﺻ ﺔ ‪ ..‬آ ﺎن ‪ ε‬هﻴ ﻨ ًﺎ‬ ‫ﻓّﺄﻣﱢﻨﻪ ‪ ..‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴﻚ ‪..‬‬
‫ﻟﻴﻨ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ ρ‬ﺑﻜﻞ ﺑﺴﺎﻃﺔ ‪ :‬هﻮ ﺁﻣﻦ ‪..‬‬
‫ﻗ ﺎل اﻟﻤﻘ ﺪاد ﺑ ﻦ اﻷﺳ ﻮد ‪ : τ‬ﻗ ﺪﻣﺖ اﻟﻤﺪﻳ ﻨﺔ‬ ‫ﻗ ﺎل ﻋﻤﻴ ﺮ ‪ :‬ﻳ ﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ..‬ﻓﺄﻋﻄﻨ ﻲ ﺁﻳﺔ ﻳﻌﺮف‬
‫أﻧﺎ وﺻﺎﺣﺒﺎن ﻟﻲ ‪..‬‬ ‫ﺑﻬ ﺎ أﻣﺎﻧ ﻚ ‪ ..‬ﻓﺄﻋﻄ ﺎﻩ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ρ‬ﻋﻤﺎﻣ ﺘﻪ اﻟﺘﻲ‬
‫ﻓﺘﻌﺮﺿﻨﺎ ﻟﻠﻨﺎس ﻓﻠﻢ ﻳﻀﻔﻨﺎ أﺣﺪ ‪..‬‬ ‫دﺧﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻜﺔ ‪ ..‬ﺣﺘﻰ إذا رﺁهﺎ ﺻﻔﻮان ‪ ..‬ﻋﺮﻓﻬﺎ‬
‫ﻓﺄﺗﻴ ﻨﺎ إﻟ ﻰ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ .. ρ‬ﻓﺬآﺮﻧﺎ ﻟﻪ ‪ ..‬ﻓﺄﺿﺎﻓﻨﺎ‬ ‫ﻓﻮﺛﻖ ﻓﻲ ﺻﺪق ﻋﻤﻴﺮ ‪..‬‬
‫ﻓﻲ ﻣﻨﺰل وﻋﻨﺪﻩ أرﺑﻊ أﻋﻨﺰ ‪..‬‬ ‫ﺧ ﺮج ﺑﻬ ﺎ ﻋﻤﻴ ﺮ ﺣﺘ ﻰ أدرآ ﻪ ‪ ..‬وه ﻮ ﻳ ﺮﻳﺪ أن‬
‫ﻓﻘ ﺎل ‪ :‬اﺣﻠ ﺒﻬﻦ ﻳ ﺎ ﻣﻘ ﺪاد ‪ ..‬وﺟﺰﺋﻬﻦ أرﺑﻌﺔ‬ ‫ﻳﺮآﺐ ﻓﻲ اﻟﺒﺤﺮ ‪..‬‬
‫‪158‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬ ‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫آﺒﻴﺮ ‪ ..‬ﻓﻤﻸﻩ ﺣﺘﻰ ﻋﻠﺖ رﻏﻮﺗﻪ ‪..‬‬ ‫أﺟ ﺰاء ‪ ..‬وأﻋ ﻂ آ ﻞ إﻧﺴ ﺎن ﺟﺰءًا ﻓﻜﻨﺖ أﻓﻌﻞ ذﻟﻚ‬
‫ﺛﻢ أﺗﻰ ﺑﻪ اﻟﻨﺒﻲ ‪ .. ρ‬ﻓﻘﺎل ‪ :‬اﺷﺮب ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫ﻓﻠﻤﺎ رأى رﺳﻮل اﷲ ‪ ρ‬آﺜﺮة اﻟﻠﺒﻦ ‪ ..‬ﻗﺎل ‪:‬‬ ‫ﻓﻜ ﺎن اﻟﻤﻘ ﺪاد آ ﻞ ﻣﺴ ﺎء ‪ ..‬ﻳﺤﻠ ﺐ ﻓﻴﺸ ﺮب ه ﻮ‬
‫أﻣﺎ ﺷﺮﺑﺘﻢ ﺷﺮاﺑﻜﻢ اﻟﻠﻴﻠﺔ ﻳﺎ ﻣﻘﺪاد ؟‬ ‫وﺻ ﺎﺣﺒﺎﻩ ‪ ..‬وﻳﺒﻘ ﻰ ﺟ ﺰء اﻟﻨﺒ ﻲ ﻋﻠ ﻴﻪ اﻟﺼ ﻼة‬
‫ﻓﻘ ﺎل ‪ :‬اﺷ ﺮب ﻳ ﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ..‬ﻓﻘ ﺎل ‪ :‬ﻣ ﺎ‬ ‫واﻟﺴ ﻼم ‪ ..‬ﻓ ﺈن آ ﺎن ﻣﻮﺟ ﻮدًا ﺷ ﺮﺑﻪ ‪ ..‬وإن آ ﺎن‬
‫اﻟﺨﺒﺮ ﻳﺎ ﻣﻘﺪاد ؟‬ ‫ﻏﺎﺋﺒ ًﺎ ﺣﻔﻈﻮﻩ ﻟﻪ ﺣﺘﻰ ﻳﺮﺟﻊ ‪..‬‬
‫ﻗ ﺎل ‪ :‬اﺷﺮب ﺛﻢ اﻟﺨﺒﺮ ‪ ..‬ﻓﺸﺮب اﻟﻨﺒﻲ ‪ ε‬ﺛﻢ‬ ‫وﻓ ﻲ ﻟ ﻴﻠﺔ ﻣ ﻦ اﻟﻠﻴﺎﻟ ﻲ ‪ ..‬ﺗﺄﺧ ﺮ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ ρ‬ﻓ ﻲ‬
‫ﻧﺎول اﻟﻘﺪح ﻟﻠﻤﻘﺪاد ‪ ..‬ﻓﻘﺎل اﻟﻤﻘﺪاد ‪ :‬اﺷﺮب‬ ‫اﻟﻤﺠﻲء إﻟﻴﻬﻢ ‪..‬‬
‫ﻳ ﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ‪..‬ﻓﺸ ﺮب ﺛ ﻢ ﻧﺎوﻟ ﻪ اﻟﻘ ﺪح ‪..‬‬ ‫واﺿﻄﺠﻊ اﻟﻤﻘﺪاد ﻋﻠﻰ ﻓﺮاﺷﻪ ‪ ..‬ﻓﻘﺎل ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ ‪:‬‬
‫ﻗﺎل ‪ :‬اﺷﺮب ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪..‬‬ ‫إن اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ .. ρ‬ﻗ ﺪ أﺗ ﻰ أه ﻞ ﺑ ﻴﺖ ﻣ ﻦ اﻷﻧﺼ ﺎر ‪..‬‬
‫ﻗ ﺎل اﻟﻤﻘ ﺪاد ‪ ..‬ﻓﻠﻤﺎ ﻋﺮﻓﺖ أن رﺳﻮل اﷲ ‪ρ‬‬ ‫ﻓﺄﻃﻌﻤﻮﻩ ‪..‬‬
‫ﻗﺪ روي ‪ ..‬وأﺻﺎﺑﺘﻨﻲ دﻋﻮﺗﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻮ ﻗﻤﺖ ﻓﺸﺮﺑﺖ هﺬﻩ اﻟﺸﺮﺑﺔ ‪..‬‬
‫ﺿﺤﻜﺖ ﺣﺘﻰ أﻟﻘﻴﺖ إﻟﻰ اﻷرض ‪..‬‬ ‫ﻓﻠ ﻢ ﺗ ﺰل ﺑ ﻪ ﻧﻔﺴ ﻪ ﺣﺘ ﻰ ﻗ ﺎم ﻓﺸ ﺮﺑﻬﺎ ‪ ..‬وﻟ ﻢ ﻳ ﺒﻖ‬
‫ﻓﻘ ﺎل رﺳ ﻮل اﷲ ‪ :‬إﺣ ﺪى ﺳﻮﺁﺗﻚ ﻳﺎ ﻣﻘﺪاد !‬ ‫ﻟﻠﻨﺒﻲ ‪ ρ‬ﺷﻴﺌ ًﺎ ‪..‬‬
‫‪.‬‬ ‫ﻗﺎل اﻟﻤﻘﺪاد ‪ :‬ﻓﻠﻤﺎ دﺧﻞ ﻓﻲ ﺑﻄﻨﻲ وﺗﻘﺎر ‪ ..‬أﺧﺬﻧﻲ‬
‫ﻓﻘﻠﺖ ‪ :‬ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪ ..‬إﻧﻚ ﻗﺪ أﺑﻄﺄت ﻋﻠﻴﻨﺎ‬ ‫ﻣﺎ ﻗﺪم وﻣﺎ ﺣﺪث ‪..‬‬
‫اﻟﻠ ﻴﻠﺔ ‪ ..‬وآ ﻨﺖ ﺟﺎﺋﻌ ًﺎ ﻓﻘﻠ ﺖ ﻓ ﻲ ﻧﻔﺴ ﻲ ﻟﻌﻞ‬ ‫ﻓﻘﻠ ﺖ ‪ :‬ﻳﺠ ﻲء اﻵن اﻟﻨﺒﻲ ‪ ρ‬ﺟﺎﺋﻌ ًﺎ ‪..‬ﻇﻤﺂﻧ ًﺎ ‪ ..‬ﻓﻼ‬
‫رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ρ‬ﻗ ﺪ ﺗﻌﺸ ﻰ ﻋﻨﺪ ﺑﻌﺾ اﻷﻧﺼﺎر‬ ‫ﻳﺮى ﻓﻲ اﻟﻘﺪح ﺷﻴﺌ ًﺎ ‪ ..‬ﻓﻴﺪﻋﻮ ﻋﻠﻲ ‪..‬‬
‫‪ ..‬وﻗ ﺺ ﻋﻠ ﻴﻪ اﻟﻘﺼ ﺔ آﻠﻬ ﺎ ‪ ..‬وآ ﻴﻒ أن‬ ‫ﻓﺴﺠﻴﺖ ﺛﻮﺑ ًﺎ ﻋﻠﻰ وﺟﻬﻲ ‪ ..‬ﻳﻌﻨﻲ ﻣﻦ اﻟﻬﻢ ‪..‬‬
‫اﻷﻋﻨ ﺰ ﺣﻠﺒﺖ ﻓﻲ ﻟﻴﻠﺔ واﺣﺪة ﻣﺮﺗﻴﻦ ‪ ..‬ﻋﻠﻰ‬ ‫ﻓﻠﻤﺎ ﻣﻀﻰ ﺑﻌﺾ اﻟﻠﻴﻞ ‪..‬‬
‫ﻏﻴﺮ اﻟﻌﺎدة ‪..‬‬ ‫وﺟ ﺎء اﻟﻨﺒﻲ ‪ .. ρ‬ﻓﺴﻠﻢ ﺗﺴﻠﻴﻤﺔ ﺗﺴﻤﻊ اﻟﻴﻘﻈﺎن ‪..‬‬
‫آﺎن ﻣﻦ أﻣﺮي آﺬا ‪ ..‬ﻓﺼﻨﻌﺖ آﺬا وآﺬا ‪..‬‬ ‫وﻻ ﺗﻮﻗﻆ اﻟﻨﺎﺋﻢ ‪..‬‬
‫ﻓﻘ ﺎل ‪ :‬ﻣ ﺎ آﺎﻧ ﺖ ه ﺬﻩ إﻻ رﺣﻤ ﺔ اﷲ ‪ ..‬أﻻ‬ ‫واﻟﻤﻘﺪاد ﻋﻠﻰ ﻓﺮاﺷﻪ ‪ ..‬ﻳﻨﻈﺮ إﻟﻴﻪ ‪ ..‬ﻓﺄﻗﺒﻞ ‪ ρ‬إﻟﻰ‬
‫آ ﻨﺖ ﺁذﻧﺘ ﻲ ﺗ ﻮﻗﻆ ﺻ ﺎﺣﺒﻴﻚ ه ﺬﻳﻦ ﻓﻴﺼ ﻴﺒﺎن‬ ‫إﻧﺎﺋﻪ ‪..‬‬
‫ﻣﻨﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﻜﺸ ﻒ ﻋ ﻨﻪ ﻓﻠ ﻢ ﻳ ﺮ ﺷ ﻴﺌ ًﺎ ‪ ..‬ﻓ ﺮﻓﻊ ﺑﺼ ﺮﻩ إﻟ ﻰ‬
‫ﻓﻘﻠ ﺖ ‪ :‬واﻟ ﺬي ﺑﻌ ﺜﻚ ﺑﺎﻟﺤ ﻖ ﻣ ﺎ أﺑﺎﻟ ﻲ إذا‬ ‫اﻟﺴﻤﺎء ‪..‬‬
‫أﺻ ﺒﺘَﻬﺎ ‪ ..‬وأﺻ ﺒﺘُﻬﺎ ﻣﻌ ﻚ ﻣ ﻦ أﺻ ﺎﺑﻬﺎ ﻣ ﻦ‬ ‫ﻲ ‪..‬‬‫ﻓﻔﺰع اﻟﻤﻘﺪاد ‪ ..‬وﻗﺎل ‪ :‬اﻵن ﻳﺪﻋﻮ ﻋﻠ ﱠ‬
‫اﻟﻨﺎس ‪..‬‬ ‫ﻓﺘﺴﻤﻊ ﻣﺎذا ﻳﻘﻮل ‪ ..‬ﻓﺈذا ﺑﻪ ‪ .. ρ‬ﻳﻘﻮل ‪:‬‬
‫وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ ‪..‬‬ ‫اﻟﻠﻬﻢ اﺳﻖ ﻣﻦ ﺳﻘﺎﻧﻲ ‪ ..‬وأﻃﻌﻢ ﻣﻦ أﻃﻌﻤﻨﻲ ‪..‬‬
‫اﻟﺤﻴﺎة أﺧﺬ وﻋﻄﺎء ‪ ..‬ﻓﺎﺟﻌﻞ ﻋﻄﺎءك‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎ ﺳﻤﻊ اﻟﻤﻘﺪاد ذﻟﻚ ‪ ..‬أَﻏﺘﻨﻢ دﻋﻮة اﻟﻨﺒﻲ ﻋﻠﻴﻪ‬
‫أآﺜﺮ ﻣﻦ أﺧﺬك ‪..‬‬ ‫اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم ‪..‬‬
‫ﻗ ﺎم ﻓﺄﺧ ﺬ اﻟﺸ ﻔﺮة اﻟﺴ ﻜﻴﻦ ‪ ..‬ﻓ ﺪﻧﺎ إﻟ ﻰ اﻷﻋﻨ ﺰ ‪..‬‬
‫‪ 73.‬اﻟﻜﺮم ‪..‬‬ ‫ﻟﻴﺬﺑﺢ إﺣﺪاهﺎ ‪ ..‬ﻟﻴﻄﻌﻢ اﻟﻨﺒﻲ ‪.. ρ‬‬
‫ﻗﺎل ﻟﻬﻢ ‪ :‬ﻣﻦ ﺳﻴﺪآﻢ ؟‬ ‫ﻓﺠﻌﻞ ﻳﺠﺴﻬﻦ ﻳﻨﻈﺮ أﻳﺘﻬﻦ أﺳﻤﻦ ﻟﻴﺬﺑﺤﻬﺎ ‪..‬‬
‫ﻗﺎﻟﻮا ‪ :‬ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻓﻼن ‪ ..‬ﻋﻠﻰ أﻧﻨﺎ ﻧﺒﺨﱢﻠﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓ ﻮﻗﻌﺖ ﻳ ﺪﻩ ﻋﻠ ﻰ ﺿﺮع إﺣﺪاهﻦ ﻓﺈذا هﻲ ﺣﺎﻓﻞ ‪..‬‬
‫ﻓﻘ ﺎل ‪ :‬وأي داء أدوُأ ﻣ ﻦ اﻟ ﺒﺨﻞ ؟!! ﺑ ﻞ‬ ‫ﻣﻠﻴﺌﺔ ﺑﺎﻟﻠﺒﻦ ‪..‬‬
‫ﺳﻴﺪآﻢ اﻷﺑﻴﺾ اﻟﺠﻌﺪ ﻓﻼن ‪..‬‬ ‫وﻧﻈﺮ إﻟﻰ اﻷﺧﺮى ﻓﺈذا هﻲ ﺣﺎﻓﻞ ‪..‬‬
‫هﻜ ﺬا ﺟ ﺮى اﻟﻨﻘﺎش ﺑﻴﻦ إﺣﺪى اﻟﻘﺒﺎﺋﻞ وﺑﻴﻦ‬ ‫ﻓﻨﻈ ﺮت ﻓ ﺈذا ه ﻲ آﻠﻬ ﻦ ﺣﻔ ﻞ ‪ ..‬ﻓﺤﻠ ﺐ ﻓ ﻲ إﻧ ﺎء‬
‫‪159‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬ ‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﺛ ﻢ ﻧﺸ ﻎ أﺑ ﻮ هﺮﻳ ﺮة ﻧﺸ ﻐﺔ ) ﺷ ﻬﻖ ( ‪..‬‬ ‫رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ε‬ﻟﻤ ﺎ أﺳ ﻠﻤﻮا ﻓﺴ ﺄﻟﻬﻢ ﻋ ﻦ ﺳ ﻴﺪهﻢ‬
‫ﻼ ‪ ..‬ﺛﻢ أﻓﺎق ‪..‬‬‫ﻓﻤﻜﺚ ﻗﻠﻴ ً‬ ‫ﻟﻴﻘﺮﻩ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺑﻌﺪ إﺳﻼﻣﻬﻢ أو ﻳﻐﻴﺮﻩ ‪..‬‬
‫ﻓﻘ ﺎل ‪ :‬ﻷﺣﺪﺛ ﻨﻚ ﺣﺪﻳ ﺜ ًﺎ ﺣﺪﺛﻨﻴﻪ رﺳﻮل اﷲ ‪ε‬‬ ‫ﻧﻌﻢ وأي داء أدوأ ﻣﻦ اﻟﺒﺨﻞ ‪..‬‬
‫‪ ..‬وأﻧ ﺎ وه ﻮ ﻓﻲ هﺬا اﻟﺒﻴﺖ ‪ ..‬ﻟﻴﺲ ﻓﻴﻪ أﺣﺪ‬ ‫ﻣ ﺎ أﻗ ﺒﺢ اﻟ ﺒﺨﻞ وﻣ ﺎ أﻋ ﺮض اﻟ ﻨﺎس ﻋ ﻨﻪ ‪ ..‬وﻣ ﺎ‬
‫ﻏﻴﺮي وﻏﻴﺮﻩ ‪..‬‬ ‫أﺛﻘﻠﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ‪..‬‬
‫ﺛ ﻢ ﻧﺸ ﻎ أﺑ ﻮ هﺮﻳ ﺮة ﻧﺸ ﻐﺔ أﺧ ﺮى ‪ ..‬ﻓﻤﻜ ﺚ‬ ‫ﻻ ﻳﻜ ﺎد ﻳﻘ ﻴﻢ ﻓ ﻲ ﺑﻴ ﺘﻪ وﻟ ﻴﻤﺔ ﻳﺘﺤ ﺒﺐ ﺑﻬ ﺎ إﻟﻴﻬﻢ ‪..‬‬
‫ﺑﺬﻟﻚ ‪ ..‬ﺛﻢ أﻓﺎق ‪ ..‬وﻣﺴﺢ وﺟﻬﻪ ‪ ..‬ﻓﻘﺎل ‪:‬‬ ‫وﻻ ﻳﻜ ﺎد ﻳﻬ ﺪي هﺪﻳ ﺔ ‪ ..‬وﻻ ﻳﻜ ﺎد ﻳﻌﺘﻨ ﻲ ﺑﺠﻤ ﺎل‬
‫أﻓﻌ ﻞ ‪ ..‬ﻷﺣﺪﺛ ﻨﻚ ﺑﺤ ﺪﻳﺚ ﺣﺪﺛﻨ ﻴﻪ رﺳﻮل اﷲ‬ ‫ﻣﻈﻬ ﺮﻩ ‪ ..‬وﻻ ﻳﻬ ﺘﻢ ﺑ ﺰآﺎء ﺑ ﺮاﺋﺤﺘﻪ ‪ ..‬ﺗﻮﻓﻴ ﺮًا‬
‫‪ .. ε‬وأﻧ ﺎ وه ﻮ ﻓ ﻲ ه ﺬا اﻟﺒ ﻴﺖ ‪ ..‬ﻟ ﻴﺲ ﻓ ﻴﻪ‬ ‫ﻟﻠﻤﺎل ‪ ..‬ورﺿ ًﺎ ﺑﺎﻟﺪون ‪..‬‬
‫أﺣﺪ ﻏﻴﺮي وﻏﻴﺮﻩ ‪..‬‬ ‫أﻣﺎ اﻟﻜﺮﻳﻢ ﻓﻬﻮ ﻣﻔﻀﺎل ﻋﻠﻰ أﺻﺤﺎﺑﻪ ‪ ..‬ﻗﺮﻳﺐ ﻣﻦ‬
‫ﺛ ﻢ ﻧﺸ ﻎ أﺑ ﻮ هﺮﻳ ﺮة ﻧﺸ ﻐﺔ أﺧﺮى ‪ ..‬ﺛﻢ ﻣﺎل‬ ‫أﺣ ﺒﺎﺑﻪ ‪ ..‬إن اﺷﺘﺎﻗﻮا ﻟﻼﺟﺘﻤﺎع واﻷﻧﺲ ﻓﻔﻲ ﺑﻴﺘﻪ‬
‫ﻼ ‪ ..‬ﺛ ﻢ‬
‫ﺧ ﺎ ّرًا ﻋﻠ ﻰ وﺟﻬ ﻪ ‪ ..‬وأﺳ ﻨﺪﺗﻪ ﻃ ﻮﻳ ً‬ ‫‪ ..‬وإن ﻧﻘﺺ ﻋﻠﻰ أﺣﺪهﻢ ﺷﻲء ﺗﻔﻀﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻪ ‪..‬‬
‫أﻓﺎق ‪ ..‬ﻓﻘﺎل ‪:‬‬ ‫ﻓﻴﺄﺳ ﺮ ﻧﻔﻮﺳ ﻬﻢ ﺑﻜ ﺮﻣﻪ ‪ ..‬وﻳﺴ ﺘﻌﺒﺪ ﻗﻠ ﻮﺑﻬﻢ‬
‫ﺣﺪﺛﻨﻲ رﺳﻮل اﷲ ‪: ε‬‬ ‫ﺑﺈﺣﺴﺎﻧﻪ ‪..‬‬
‫إن اﷲ ﻋﺰ وﺟﻞ إذا آﺎن ﻳﻮم اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ‪ ..‬ﻧﺰل‬ ‫أﺣﺴﻦ إﻟﻰ اﻟﻨﺎس ﺗﺴﺘﻌﺒﺪ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ‬
‫إﻟ ﻰ اﻟﻌ ﺒﺎد ﻟﻴﻘﻀ ﻲ ﺑﻴﻨﻬﻢ ‪ ..‬وآﻞ أﻣﺔ ﺟﺎﺛﻴﺔ‬ ‫ﻓﻄﺎﻟﻤ ﺎ اﺳ ﺘﻌﺒﺪ اﻹﻧﺴ ﺎن‬
‫‪..‬‬ ‫إﺣﺴﺎن‬
‫ﻓ ﺄول ﻣ ﻦ ﻳﺪﻋ ﻮ ﺑ ﻪ ‪ :‬رﺟ ﻞ ﺟﻤ ﻊ اﻟﻘ ﺮﺁن ‪..‬‬ ‫وﻳﻨﺒﻐ ﻲ ﻋﻨﺪ إآﺮام ﻏﻴﺮك أن ﺗﻜﻮن ﻧﻴﺘﻚ ﺣﺴﻨﺔ ‪..‬‬
‫ورﺟ ﻞ ﻳﻘ ﺘﻞ ﻓ ﻲ ﺳ ﺒﻴﻞ اﷲ ‪ ..‬ورﺟ ﻞ آﺜﻴ ﺮ‬ ‫ﻟﻠ ﺘﺂﻟﻒ ﻣ ﻊ إﺧ ﻮاﻧﻚ اﻟﻤﺴ ﻠﻤﻴﻦ ‪ ..‬وآﺴ ﺐ ﻣﻮدﺗﻬﻢ‬
‫اﻟﻤﺎل ‪..‬‬ ‫‪ ..‬واﻟﺘﻘ ﺮب إﻟ ﻰ اﷲ ﺑﺎﻹﺣﺴ ﺎن إﻟ ﻴﻬﻢ ‪ ..‬ﻻ ﻷﺟ ﻞ‬
‫ﻓ ﻴﻘﻮل اﷲ ﻟﻠﻘ ﺎرىء ‪ :‬أﻟ ﻢ أﻋﻠﻤ ﻚ ﻣ ﺎ أﻧﺰﻟﺖ‬ ‫ﺷﻬﺮة أو رﺋﺎﺳﺔ أو آﺴﺐ ﻣﺪﻳﺤﻬﻢ وﺛﻨﺎﺋﻬﻢ ‪..‬‬
‫ﻋﻠﻰ رﺳﻮﻟﻲ ؟‬ ‫ﻗ ﺎل ‪ : ε‬أول ﻣ ﻦ ﺗﺴ ﻌﺮ ﺑﻬ ﻢ اﻟ ﻨﺎر ﺛﻼﺛ ﺔ ‪ ..‬وذآﺮ‬
‫ﻗﺎل ‪ :‬ﺑﻠﻰ ﻳﺎ رب ‪..‬‬ ‫ﻼ آﺎن ﻳﻨﻔﻖ ﻟﻴﻘﺎل ﺟﻮاد أي آﺮﻳﻢ ‪ ..‬ﻓﻠﻢ‬ ‫ﻣ ﻨﻬﻢ رﺟ ً‬
‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻓﻤﺎذا ﻋﻤﻠﺖ ﻓﻴﻤﺎ ﻋﻠﻤﺖ ؟‬ ‫ﻳﻌﻤ ﻞ اﺑ ﺘﻐﺎء وﺟ ﻪ اﻟﺨﺎﻟ ﻖ وإﻧﻤ ﺎ اﺑﺘﻐ ﻰ وﺟ ﻪ‬
‫ﻗ ﺎل ‪ :‬آ ﻨﺖ أﻗ ﻮم ﺑ ﻪ ﺁﻧﺎء اﻟﻠﻴﻞ وﺁﻧﺎء اﻟﻨﻬﺎر‬ ‫اﻟﻤﺨﻠﻮق ‪ ..‬رﻳﺎ ًء وﺳﻤﻌﺔ ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫ﻼ‪:‬‬‫وإﻟﻴﻚ اﻟﺤﺪﻳﺚ آﺎﻣ ً‬
‫ﻓﻴﻘﻮل اﷲ ﻟﻪ ‪ :‬آﺬﺑﺖ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ﺳﻔﻴﺎن ‪:‬‬
‫وﺗﻘﻮل اﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﻟﻪ ‪ :‬آﺬﺑﺖ ‪..‬‬ ‫دﺧﻠ ﺖ اﻟﻤﺪﻳ ﻨﺔ ‪ ..‬ﻓ ﺈذا أﻧ ﺎ ﺑ ﺮﺟﻞ ﻗﺪ اﺟﺘﻤﻊ اﻟﻨﺎس‬
‫ﻓﻴﻘﻮل اﷲ ﻋﺰ وﺟﻞ ‪ :‬أردت أن ﻳﻘﺎل ‪ :‬ﻓﻼن‬ ‫ﻋﻠﻴﻪ ‪..‬‬
‫ﻗﺎرىء ‪ ..‬ﻓﻘﺪ ﻗﻴﻞ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﻠﺖ ‪ :‬ﻣﻦ هﺬا ؟‬
‫وﻳﺆﺗ ﻰ ﺑﺼ ﺎﺣﺐ اﻟﻤ ﺎل ﻓ ﻴﻘﻮل ‪ :‬أﻟ ﻢ أوﺳ ﻊ‬ ‫ﻗﺎﻟﻮا ‪ :‬أﺑﻮ هﺮﻳﺮة ‪..‬‬
‫ﻋﻠﻴﻚ ﺣﺘﻰ ﻟﻢ أدﻋﻚ ﺗﺤﺘﺎج إﻟﻰ أﺣﺪ ؟‬ ‫ﻓﺪﻧ ﻮت ﻣ ﻨﻪ ﺣﺘ ﻰ ﻗﻌ ﺪت ﺑ ﻴﻦ ﻳﺪﻳ ﻪ ‪ ..‬وهﻮ ﻳﺤﺪث‬
‫ﻗﺎل ‪ :‬ﺑﻠﻰ ‪..‬‬ ‫اﻟﻨﺎس ‪..‬‬
‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻓﻤﺎذا ﻋﻤﻠﺖ ﻓﻴﻤﺎ ﺁﺗﻴﺘﻚ ؟‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎ ﺳ ﻜﺖ وﺧ ﻼ ‪ ..‬ﻗﻠ ﺖ ‪ :‬أﻧﺸ ﺪك اﷲ ‪ ..‬ﺑﺤ ﻖ‬
‫ﻗﺎل ‪ :‬آﻨﺖ أﺻﻞ اﻟﺮﺣﻢ ‪ ..‬وأﺗﺼﺪق ‪..‬‬ ‫وﺣ ﻖ ‪ ..‬ﻟﻤﺎ ﺣﺪﺛﺘﻨﻲ ﺣﺪﻳﺜﺎ ﺳﻤﻌﺘﻪ ﻣﻦ رﺳﻮل اﷲ‬
‫ﻓﻴﻘﻮل اﷲ ‪ :‬آﺬﺑﺖ ‪..‬‬ ‫‪ .. ε‬وﻋﻠﻤﺘﻪ ‪..‬‬
‫وﺗﻘﻮل اﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ‪ :‬آﺬﺑﺖ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘ ﺎل أﺑ ﻮ هﺮﻳ ﺮة ‪ :‬أﻓﻌﻞ ‪ ..‬ﻷﺣﺪﺛﻨﻚ ﺣﺪﻳﺜ ًﺎ ﺣﺪﺛﻨﻴﻪ‬
‫وﻳﻘﻮل اﷲ ‪ :‬ﺑﻞ أردت أن ﻳﻘﺎل ‪ :‬ﻓﻼن ﺟﻮاد‬ ‫رﺳﻮل اﷲ ‪ .. ε‬ﻋﻘﻠﺘﻪ وﻋﻠﻤﺘﻪ ‪..‬‬

‫‪160‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬ ‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﺳﺄﻟﺘﻪ إﻻ ﻟﻴﺴﺘﺘﺒﻌﻨﻲ ‪ ..‬ﻓﻤﺮ ﻓﻠﻢ ﻳﻔﻌﻞ ‪..‬‬ ‫‪ ..‬ﻓﻘﺪ ﻗﻴﻞ ذﻟﻚ ‪..‬‬
‫ﺛﻢ ﻣ ﱠﺮ ﺑﻲ أﺑﻮ اﻟﻘﺎﺳﻢ ‪ .. ρ‬ﻓﺘﺒﺴﻢ ﺣﻴﻦ رﺁﻧﻲ‬ ‫وﻳﺆﺗﻰ ﺑﺎﻟﺮﺟﻞ اﻟﺬي ﻗﺘﻞ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ اﷲ ‪ ..‬ﻓﻴﻘﺎل ﻟﻪ‬
‫‪ ..‬وﻋﺮف ﻣﺎ ﻓﻲ وﺟﻬﻲ وﻣﺎ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻲ ‪..‬‬ ‫‪ :‬ﻓﻴﻢ ﻗﺘﻠﺖ ؟‬
‫ﺛﻢ ﻗﺎل ‪ :‬أﺑﺎ هﺮ ‪ ..‬ﻗﻠﺖ ‪ :‬ﻟﺒﻴﻚ ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ‬ ‫ﻓﻴﻘﻮل ‪ :‬أﻣﺮت ﺑﺎﻟﺠﻬﺎد ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻠﻚ ‪ ..‬ﻓﻘﺎﺗﻠﺖ ﺣﺘﻰ‬
‫ﻖ ‪..‬‬
‫ﺤ ْ‬
‫‪ ..‬ﻗﺎل ‪ِ :‬ا ْﻟ َ‬ ‫ﻗﺘﻠﺖ ‪..‬‬
‫وﻣﻀ ﻰ ‪ ..‬ﻓﺎﺗﺒﻌ ﺘﻪ ‪ ..‬ﻓ ﺪﺧﻞ ‪ ..‬ﻓﺎﺳ ﺘﺄذن ‪..‬‬ ‫ﻓﻴﻘﻮل اﷲ ‪ :‬آﺬﺑﺖ ‪..‬‬
‫ﻓﺄذن ﻟﻲ ‪ ..‬ﻓﺪﺧﻠﺖ ‪..‬‬ ‫وﺗﻘﻮل اﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﻟﻪ ‪ :‬آﺬﺑﺖ ‪..‬‬
‫ﻓ ﻮﺟﺪ ﻟﺒ ﻨ ًﺎ ﻓ ﻲ ﻗ ﺪح ‪ ..‬ﻓﻘ ﺎل ‪ :‬ﻣ ﻦ أﻳ ﻦ ه ﺬا‬ ‫وﻳﻘ ﻮل اﷲ ‪ :‬ﺑ ﻞ أردت أن ﻳﻘ ﺎل ‪ :‬ﻓ ﻼن ﺟﺮيء ‪..‬‬
‫اﻟﻠﺒﻦ ؟‬ ‫ﻓﻘﺪ ﻗﻴﻞ ذﻟﻚ ‪..‬‬
‫ﻗﺎﻟﻮا ‪ :‬أهﺪاﻩ ﻟﻚ ﻓﻼن ‪ ..‬أو ﻓﻼﻧﺔ ‪..‬‬ ‫ﺛﻢ ﺿﺮب رﺳﻮل اﷲ ‪ ε‬ﻋﻠﻰ رآﺒﺘﻲ ﻓﻘﺎل ‪:‬‬
‫ﻗﺎل ‪ :‬أﺑﺎ هﺮ ‪ ..‬ﻗﻠﺖ ‪ :‬ﻟﺒﻴﻚ ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪..‬‬ ‫ﻳ ﺎ أﺑﺎ هﺮﻳﺮة ‪ ..‬أوﻟﺌﻚ اﻟﺜﻼﺛﺔ أول ﺧﻠﻖ اﷲ ﺗﺴﻌﺮ‬
‫ﻖ أهﻞ اﻟﺼﻔﺔ ‪ ..‬ﻓﺎدﻋﻬﻢ ﻟﻲ ‪..‬‬ ‫ﺤ ْ‬ ‫ﻗﺎل ‪ِ :‬ا ْﻟ َ‬ ‫ﺑﻬﻢ اﻟﻨﺎر ﻳﻮم اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ )‪.. (86‬‬
‫ﻗ ﺎل ‪ :‬وأه ﻞ اﻟﺼ ﻔﺔ أﺿ ﻴﺎف اﻹﺳ ﻼم ‪ ..‬ﻻ‬ ‫ﻓﺈذا أﺣﺴﻨﺖ اﻟﻨﻴﺔ ﻓﻲ آﺮﻣﻚ ﻓﺄﺑﺸﺮ ﺑﺎﻟﺨﻴﺮ ‪..‬‬
‫ﻳ ﺄوون إﻟ ﻰ أه ﻞ وﻻ إﻟ ﻰ ﻣ ﺎل ‪ ..‬إذا أﺗ ﺘﻪ‬ ‫وأوﻟﻰ ﻣﻦ ﺗﺤﺴﻦ إﻟﻴﻬﻢ ﻟﻴﺤﺒﻮك وﻳﻜﺮﻣﻮك ‪ ..‬أهﻞ‬
‫ﺻ ﺪﻗﺔ ﺑﻌﺚ ﺑﻬﺎ إﻟﻴﻬﻢ وﻟﻢ ﻳﺘﻨﺎول ﻣﻨﻬﺎ ﺷﻴﺌ ًﺎ‬ ‫ﺑﻴ ﺘﻚ ‪ ..‬اﻷم ‪ ..‬اﻷب ‪ ..‬اﻟ ﺰوﺟﺔ ‪ ..‬اﻷوﻻد ‪ ..‬ﺛ ﻢ‬
‫‪ ..‬وإذا أﺗ ﺘﻪ هﺪﻳ ﺔ أرﺳ ﻞ إﻟ ﻴﻬﻢ ‪ ..‬وأﺻ ﺎب‬ ‫اﻷﻗ ﺮب ﻗﺎﻷﻗ ﺮب ‪ ..‬اﺑ ﺪأ ﺑﻨﻔﺴ ﻚ ﺛ ﻢ ﺑﻤ ﻦ ﺗﻌ ﻮل ‪..‬‬
‫ﻣﻨﻬﺎ وأﺷﺮآﻬﻢ ﻓﻴﻬﺎ ‪ ..‬ﻓﺴﺎءﻧﻲ ذﻟﻚ ‪..‬‬ ‫وآﻔﻰ ﺑﺎﻟﻤﺮء إﺛﻤ ًﺎ أن ﻳﻀﻴﻊ ﻣﻦ ﻳﻌﻮل ‪..‬‬
‫وﻗﻠ ﺖ ‪ :‬وﻣ ﺎ ه ﺬا اﻟﻠ ﺒﻦ ﻓ ﻲ أه ﻞ اﻟﺼ ﻔﺔ !!‬ ‫وﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ اﻟﺘﻔﺮﻳﻖ ﺑﻴﻦ اﻟﻜﺮم واﻹﺳﺮاف ‪..‬‬
‫آ ﻨﺖ أﺣ ﻖ أن أﺻ ﻴﺐ ﻣ ﻦ ه ﺬا اﻟﻠ ﺒﻦ ﺷ ﺮﺑﺔ‬ ‫دﻟ ﻒ رﺟ ﻞ ﻓ ﻲ ﺷ ﺎرع ﻗ ﺪﻳﻢ ﻓﻤ ﺮ ﺑﺒ ﻴﺖ ﻣ ﺘﻬﺎﻟﻚ ‪..‬‬
‫أﺗﻘ ﻮى ﺑﻬﺎ ‪ ..‬ﻓﺈذا ﺟﺎءوا ‪ ..‬أﻣﺮﻧﻲ ‪ ..‬ﻓﻜﻨﺖ‬ ‫ﻓ ﺈذا ﻓ ﺘﺎة ﺻ ﻐﻴﺮة ﻗ ﺪ ﺟﻠﺴ ﺖ ﻋﻠ ﻰ ﻋﺘ ﺒﺔ اﻟ ﺒﺎب‬
‫أﻧﺎ أﻋﻄﻴﻬﻢ ‪ ..‬وﻣﺎ ﻋﺴﻰ أن ﻳﺒﻠﻐﻨﻲ ﻣﻦ هﺬا‬ ‫ﺑﺜﻴﺎب رﺛﺔ ‪ ..‬وهﻴﺌﺔ ﻓﻘﻴﺮة ‪ ..‬ﻓﺴﺄﻟﻬﺎ ‪ :‬ﻣﻦ أﻧﺖ ؟‬
‫اﻟﻠﺒﻦ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎﻟﺖ ‪ :‬أﻧﺎ اﺑﻨﺔ ﺣﺎﺗﻢ اﻟﻄﺎﺋﻲ ‪..‬‬
‫وﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﻦ ﻃﺎﻋﺔ اﷲ ‪ ..‬وﻃﺎﻋﺔ رﺳﻮﻟﻪ ﺑ ٌﺪ‬ ‫ﻓﻘ ﺎل ‪ :‬ﻋﺠ ﺒ ًﺎ !! اﺑ ﻨﺔ ﺣ ﺎﺗﻢ اﻟﻄﺎﺋ ﻲ اﻟﻜﺮﻳﻢ اﻟﺠﻮاد‬
‫‪ ..‬ﻓﺄﺗﻴﺘﻬﻢ ‪ ..‬ﻓﺪﻋﻮﺗﻬﻢ ‪..‬‬ ‫‪ ..‬ﻋﻠﻰ هﺬا اﻟﺤﺎل ؟!!‬
‫ﻓﺄﻗﺒﻠﻮا ‪ ..‬ﻓﺄذن ﻟﻬﻢ ‪ ..‬وأﺧﺬوا ﻣﺠﺎﻟﺴﻬﻢ ﻣﻦ‬ ‫ﻓﻘﺎﻟﺖ ‪ :‬آﺮم أﺑﻲ ﺻﻴﺮﻧﺎ إﻟﻰ ﻣﺎ ﺗﺮى !!‬
‫اﻟﺒﻴﺖ ‪ ..‬ﻓﻘﺎل ‪ :‬ﻳﺎ أﺑﺎ هﺮ ‪..‬‬ ‫آ ﺎن رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ε‬أآ ﺮم اﻟ ﻨﺎس ‪ ..‬وﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺟﺸﻌ ًﺎ‬
‫ﻗﻠ ﺖ ‪ :‬ﻟﺒ ﻴﻚ ﻳ ﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ..‬ﻗ ﺎل ‪ :‬ﺧ ﺬ ‪..‬‬ ‫ﻳﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﻧﻔﺴﻪ وﻻ ﻳﻠﺘﻔﺖ إﻟﻰ ﻏﻴﺮﻩ ‪..‬‬
‫ﻓﺄﻋﻄﻬﻢ ‪..‬‬ ‫آﻼ ‪..‬‬
‫ﻓﺄﺧ ﺬت اﻟﻘ ﺪح ‪ ..‬ﻓﺠﻌﻠ ﺖ أﻋﻄ ﻴﻪ اﻟ ﺮﺟ َﻞ‬ ‫ﻗﺎل اﺑﻮ هﺮﻳﺮة ‪: τ‬‬
‫ﻲ اﻟﻘﺪح ‪..‬‬ ‫ﻓﻴﺸﺮب ﺣﺘﻰ ﻳﺮوى ‪ ..‬ﺛﻢ ﻳﺮد ﻋﻠ ﱠ‬ ‫واﷲ اﻟ ﺬي ﻻ إﻟ ﻪ إﻻ ه ﻮ إن آ ﻨﺖ ﻷﻋ ﺘﻤﺪ ﻋﻠ ﻰ‬
‫ﻓﺄﻋﻄ ﻴﻪ اﻵﺧ ﺮ ‪ ..‬ﻓﻴﺸ ﺮب ﺣﺘﻰ ﻳﺮوى ‪ ..‬ﺛﻢ‬ ‫اﻷرض ﻣﻦ اﻟﺠﻮع ‪ ..‬وإن آﻨﺖ ﻷﺷﺪ اﻟﺤﺠﺮ ﻋﻠﻰ‬
‫ﻳ ﺮد ﻋﻠ ﻲ اﻟﻘ ﺪح ‪ ..‬ﻓﺄﻋﻄ ﻴﻪ اﻵﺧ ﺮ ﻓﻴﺸ ﺮب‬ ‫ﺑﻄﻨﻲ ﻣﻦ اﻟﺠﻮع ‪..‬‬
‫ﺣﺘﻰ ﻳﺮوى ‪ ..‬ﺛﻢ ﻳﺮد ﻋﻠﻲ اﻟﻘﺪح ‪..‬‬ ‫وﻟﻘﺪ ﻗﻌﺪت ﻳﻮﻣ ًﺎ ﻋﻠﻰ ﻃﺮﻳﻘﻬﻢ اﻟﺬي ﻳﺨﺮﺟﻮن ﻣﻨﻪ‬
‫ﺣﺘﻰ اﻧﺘﻬﻴﺖ إﻟﻰ اﻟﻨﺒﻲ ‪ .. ρ‬وﻗﺪ روي اﻟﻘﻮم‬ ‫‪ ..‬ﻓﻤﺮ أﺑﻮ ﺑﻜﺮ ‪ ..‬ﻓﺴﺄﻟﺘﻪ ﻋﻦ ﺁﻳﺔ ﻣﻦ آﺘﺎب اﷲ ‪..‬‬
‫آﻠﻬ ﻢ ‪ ..‬ﻓﺄﺧ ﺬ اﻟﻘ ﺪح ﻓﻮﺿ ﻌﻪ ﻋﻠ ﻰ ﻳ ﺪﻩ ‪..‬‬ ‫ﻣﺎ ﺳﺄﻟﺘﻪ إﻻ ﻟﻴﺴﺘﺘﺒﻌﻨﻲ ‪ ..‬ﻓﻠﻢ ﻳﻔﻌﻞ ‪..‬‬
‫ﻲ ﻓﺘﺒﺴ ﻢ ﻓﻘ ﺎل ‪ :‬أﺑ ﺎ ه ﺮ ‪ ..‬ﻗﻠ ﺖ ‪:‬‬ ‫ﻓﻨﻈ ﺮ إﻟ ﱠ‬ ‫ﺛﻢ ﻣ ﱠﺮ ﻋﻤﺮ ‪ ..‬ﻓﺴﺄﻟﺘﻪ ﻋﻦ ﺁﻳﺔ ﻣﻦ آﺘﺎب اﷲ ‪ ..‬ﻣﺎ‬
‫ﻟﺒﻴﻚ ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪ ..‬ﻗﺎل ‪:‬‬
‫ﺑﻘ ﻴﺖ أﻧ ﺎ وأﻧ ﺖ ؟ ﻗﻠ ﺖ ‪ :‬ﺻ ﺪﻗﺖ ﻳ ﺎ رﺳ ﻮل‬
‫رواﻩ اﻟﺘﺮﻣﺬي واﻟﺤﺎآﻢ ‪ ،‬وهﻮ ﺻﺤﻴﺢ‬ ‫) ‪( 86‬‬
‫‪161‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫هﺪﻳﺔ ﻋﻨﺪي ‪..‬‬
‫وﻗﺪ ﻣﺮ ﻋﻠﻰ ﺗﺨﺮﺟﻪ ﺳﺒﻊ ﺳﻨﻴﻦ ‪..‬‬
‫ﺑﻘ ﻲ أن ﺗﻌﻠ ﻢ أن ه ﺬﻩ اﻟﺴ ﺎﻋﺔ ﻟ ﻢ ﺗﻜﻠ ﻒ إﻻ‬
‫ﺷ ﻴﺌ ًﺎ ﻳﺴ ﻴﺮًا ‪ ..‬ﻟﻜ ﻦ ﻗﻴﻤ ﺘﻬﺎ اﻟﻤﻌ ﻨﻮﻳﺔ أﻋﻠ ﻰ‬
‫وأآﺒﺮ ‪..‬‬
‫وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ ‪..‬‬
‫آﺴﺐ ﻗﻠﻮب اﻟﻨﺎس ﻓﺮص ﻗﺪ ﻻ ﺗﺘﻜﺮر‬
‫‪ 74.‬آﻒ اﻷذى ‪..‬‬
‫آﺎن اﻟﻨﺎس ﻳﺒﻐﻀﻮﻧﻪ ‪..‬‬
‫ﻣﺎ ﻳﻜﺎد أﺣﺪ ﻳﺴﻠﻢ ﻣﻦ أذاﻩ ‪..‬‬
‫إن ﺳ ﻠﻤﺖ ﻣ ﻦ ﻳ ﺪﻩ ﻓﻠ ﻦ ﺗﺴ ﻠﻢ ﻣ ﻦ ﻟﺴﺎﻧﻪ ‪..‬‬
‫وإن ﻓﺎﺗ ﻪ أن ﻳﺠﻠ ﺪك ﺑﺴ ﻮط ﻟﺴ ﺎﻧﻪ ﻓ ﻲ‬
‫ﺣﻀﺮﺗﻚ ﻓﻠﻦ ﻳﻔﻮﺗﻪ أن ﻳﺠﻠﺪك ﻓﻲ ﻏﻴﺒﺘﻚ ‪..‬‬
‫ﻼ ﻣﻜ ﺮوه ًﺎ ‪ ..‬أﺛﻘ ﻞ ﻋﻠ ﻰ‬ ‫ﻼ ‪ ..‬آ ﺎن رﺟ ً‬
‫اﻟﻨﺎس ﻣﻦ ﺻﻢ اﻟﺠﺒﺎل اﻟﺮاﺳﻴﺎت ‪..‬‬
‫وإذا ﺗﺄﻣﻠ ﺖ ﻓ ﻲ أﺣ ﻮال اﻟ ﻨﺎس ﻓﺴﻮف ﺗﺼﻞ‬
‫إﻟ ﻰ ﻳﻘ ﻴﻦ ﺑﺄﻧ ﻪ ﻻ ﻳ ﺆذي ﻏﺎﻟ ﺒ ًﺎ إﻻ ﻣ ﻦ آ ﺎن‬
‫ﻋﻨﺪﻩ ﻧﻌﻤﺔ ﺗﻔﻮق ﻣﻦ ﻳﻘﺎﺑﻠﻪ ‪..‬‬
‫ﻓﺎﻟﻘ ﻮي ﻳﺘﺠﺮأ ﻋﻠﻰ إﻳﺬاء اﻟﻀﻌﻴﻒ ‪ ..‬ﻳﺪﻓﻌﻪ‬
‫ﺑﻴﺪﻩ ‪ ..‬أو ﻳﺮآﻠﻪ ﺑﺮﺟﻠﻪ ‪ ..‬ﻳﻀﺮب وﻳﺤﻘّﺮ ‪..‬‬
‫ﻓﻴﺼ ﻴﺮ أﺳ ﺪًا ﻋﻠ ﻴﻪ ﻟﻜ ﻨﻪ ﻓﻲ اﻟﺤﺮوب ﻧﻌﺎﻣﺔ‬
‫!!‬
‫واﻟﻐﻨ ﻲ ﻳ ﺘﻌﺪى ﻋﻠ ﻰ اﻟﻔﻘﻴ ﺮ ‪ ..‬ﻓﻴﻬﻴ ﻨﻪ ﻓ ﻲ‬
‫اﻟﻤﺠﺎﻟﺲ ‪ ..‬ﻳﻘﺎﻃﻌﻪ ﻓﻲ آﻼﻣﻪ ‪..‬‬
‫أﻣﺎ ﺻﺎﺣﺐ اﻟﻤﻨﺼﺐ واﻟﺠﺎﻩ ‪ ..‬ﻓﻠﻪ ﺣﻆ آﺒﻴﺮ‬
‫ﻣﻦ ذﻟﻚ ‪..‬‬
‫وﻗﻞ ﻣﺜﻞ ذﻟﻚ ﻓﻴﻤﻦ ﺟﻌﻞ اﷲ ﻧﺴﺒﻪ رﻓﻴﻌ ًﺎ ‪..‬‬
‫وه ﺆﻻء ﻓ ﻲ اﻟﺤﻘ ﻴﻘﺔ ‪ ..‬إﺿ ﺎﻓﺔ إﻟ ﻰ ﺑﻐ ﺾ‬
‫اﻟ ﻨﺎس ﻟﻬ ﻢ ‪ ..‬وﺗﻤﻨ ﻴﻬﻢ زوال ﻋ ﺰهﻢ ‪..‬‬
‫وﻓﺮﺣﻬﻢ ﺑﻤﺼﺎﺋﺒﻬﻢ ‪..‬‬
‫هﻢ أﻳﻀ ًﺎ ﻣﻔﻠﺴﻮن ‪..‬‬
‫واﻧﻈ ﺮ إﻟ ﻰ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ .. ε‬وﻗ ﺪ ﺟﻠ ﺲ ﻣ ﻊ‬
‫أﺻﺤﺎﺑﻪ ﻳﻮﻣ ًﺎ ﻓﻘﺎل ﻟﻬﻢ ‪:‬‬
‫أﺗﺪرون ﻣﺎ اﻟﻤﻔﻠﺲ ؟‬
‫ﻗﺎﻟ ﻮا ‪ :‬اﻟﻤﻔﻠ ﺲ ﻓﻴ ﻨﺎ ﻣ ﻦ ﻻ دره ﻢ ﻟ ﻪ وﻻ‬
‫ﻣﺘﺎع ‪..‬‬
‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫اﷲ ‪ ..‬ﻗ ﺎل ‪ :‬اﻗﻌ ﺪ ﻓﺎﺷ ﺮب ‪ ..‬ﻓﻘﻌ ﺪت ﻓﺸ ﺮﺑﺖ ‪..‬‬
‫ﻓﻘﺎل ‪ :‬اﺷﺮب ‪ ..‬ﻓﺸﺮﺑﺖ ‪..‬‬
‫ﻓﻤﺎ زال ﻳﻘﻮل ‪ :‬اﺷﺮب ‪ ..‬ﺣﺘﻰ ﻗﻠﺖ ‪ :‬ﻻ ‪ ..‬واﻟﺬي‬
‫ﺑﻌ ﺜﻚ ﺑﺎﻟﺤ ﻖ ‪ ..‬ﻣ ﺎ أﺟ ﺪ ﻟﻪ ﻣﺴﻠﻜ ًﺎ ‪ ..‬ﻗﺎل ‪ :‬ﻓﺄرﻧﻲ‬
‫‪ ..‬ﻓﺄﻋﻄﻴ ﺘﻪ اﻟﻘ ﺪح ‪ ..‬ﻓﺤﻤ ﺪ اﷲ وﺳﻤﱠﻰ ‪ ..‬وﺷﺮب‬
‫)‪(87‬‬
‫اﻟﻔﻀﻠﺔ ‪..‬‬
‫وﻟﻠﻜﺮم أﺳﺮار ‪..‬‬
‫أﺣ ﻴﺎﻧ ًﺎ ﻻ ﺗﺘﻜ ﺮم ﻋﻠ ﻰ اﻟﺸ ﺨﺺ ﻣﺒﺎﺷ ﺮة ‪ ..‬وإﻧﻤ ﺎ‬
‫ﺗﺘﻜﺮم ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻳﺤﺒﻬﻢ ‪ ..‬ﻓﻴﺤﺒﻚ ‪..‬‬
‫زارﻧ ﻲ أﺣ ﺪ اﻷﺻ ﺪﻗﺎء ﻳ ﻮﻣ ًﺎ ‪ ..‬وآ ﺎن ﻳﺤﻤ ﻞ آﻴﺴ ًﺎ‬
‫ﻓﻴﻪ ﻋﺪد ﻣﻦ اﻟﺤﻠﻮﻳﺎت واﻷﻟﻌﺎب ‪ ..‬أﻇﻨﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻜﻠﻔﻪ‬
‫ﺑﻀﻌﺔ رﻳﺎﻻت ‪ ..‬وﺿﻌﻬﺎ ﺑﺠﺎﻧﺐ اﻟﺒﺎب ﻟﻤﺎ دﺧﻞ ‪..‬‬
‫وﻗﺎل ‪ :‬هﺬﻩ ﻟﻸوﻻد ‪..‬‬
‫ﻓ ﺮح ﺑﻬﺎ اﻟﺼﻐﺎر ‪ ..‬وﻓﺮﺣﺖ ﺑﻬﺎ أﻧﺎ ﻷﻧﻪ أﺷﻌﺮﻧﻲ‬
‫أﻧﻪ ﻳﺤﺐ إدﺧﺎل اﻟﺴﺮور ﻋﻠﻰ أوﻻدي ‪..‬‬
‫ﻓﻌ ً‬ ‫آﺎن أﺣﺪ اﻟﺴﻠﻒ ﻋﺎﻟﻤ ًﺎ ‪ ..‬ﻟﻜﻨﻪ آﺎن ﻓﻘﻴﺮًا ‪..‬‬
‫ﻓﻜ ﺎن ﻃﻼﺑ ﻪ ﻳﻬ ﺪون إﻟ ﻴﻪ ﺑ ﻴﻦ ﻓﺘ ﺮة وأﺧ ﺮى ‪..‬‬
‫أﻧﻮاﻋ ًﺎ ﻣﻦ اﻟﻬﺪاﻳﺎ ‪ ..‬ﺗﻤﺮ ‪ ..‬دﻗﻴﻖ ‪..‬‬
‫وآ ﺎن اﻟﻄﺎﻟ ﺐ إذا أه ﺪى إﻟ ﻴﻪ ‪ ..‬ﻟ ﻢ ﻳ ﺰل اﻟﺸ ﻴﺦ‬
‫ﻼ ﻋﻠﻴﻪ ‪ ..‬ﻣﺎ داﻣﺖ هﺪﻳﺘﻪ ﺑﺎﻗﻴﺔ ‪..‬‬ ‫ﻣﻜﺮﻣ ًﺎ ﻣﻘﺒ ً‬
‫ﻓﺈذا اﻧﺘﻬﺖ ‪ ..‬رﺟﻊ إﻟﻰ ﻃﺒﻌﻪ اﻷول ‪..‬‬
‫ﻓﻔﻜ ﺮ أﺣ ﺪ ﻃﻼﺑ ﻪ ﺑﻬﺪﻳ ﺔ ﻳﺤﻤﻠﻬ ﺎ إﻟ ﻰ اﻟﺸ ﻴﺦ ‪..‬‬
‫ﺗﻜﻮن ﻣﻌﻘﻮﻟﺔ اﻟﺜﻤﻦ ‪ ..‬وﺗﻄﻮل ﻣﺪة ﺑﻘﺎﺋﻬﺎ ‪..‬‬
‫ﻓﺄهﺪى إﻟﻴﻪ آﻴﺲ ﻣﻠﺢ ‪..‬‬
‫وﻟ ﻮ اﺳﺘﺸ ﺮﺗﻨﻲ ﻓ ﻲ هﺪﻳﺘﻴﻦ ﺳﺘﻬﺪي إﺣﺪاهﻤﺎ إﻟﻰ‬
‫ﺻﺪﻳﻖ ‪..‬‬
‫أوﻟﻬﻤﺎ زﺟﺎﺟﺔ ﻋﻄﺮ راﺋﻊ ‪ ..‬ﺛﻤﻴﻦ ‪..‬‬
‫أو ﺳﺎﻋﺔ ﺣﺎﺋﻄﻴﺔ ﺗﻜﺘﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ إهﺪا ًء ﺑﺎﺳﻤﻪ ‪..‬‬
‫ﻻﺧﺘ ﺮت اﻟﺴ ﺎﻋﺔ ‪ ..‬ﻷﻧﻬﺎ ﻳﻄﻮل ﺑﻘﺎؤهﺎ ‪ ..‬وﻳﺮاهﺎ‬
‫داﺋﻤ ًﺎ ‪..‬‬
‫وأذآ ﺮ أن أﺣ ﺪ ﻃﻼﺑ ﻲ أهﺪﻳﺘﻪ ﺳﺎﻋﺔ ﺣﺎﺋﻄﻴﺔ ﻓﻴﻬﺎ‬
‫إهﺪاء ﺑﺎﺳﻤﻪ ‪..‬‬
‫وﺗﺨﺮج ﻣﻦ اﻟﻜﻠﻴﺔ ‪ ..‬وﻣﺮت اﻟﺴﻨﻴﻦ ‪..‬‬
‫ﺛ ﻢ زرت إﺣ ﺪى اﻟﻤ ﺪن ﻓ ﺘﻔﺎﺟﺄت ﺑ ﻪ ﻳﺤﻀ ﺮ‬
‫اﻟﻤﺤﺎﺿﺮة وﻳﺪﻋﻮﻧﻲ إﻟﻰ ﺑﻴﺘﻪ ‪..‬‬
‫ﻓﻠﻤ ﺎ دﺧﻠ ﺖ ﻣﺠﻠ ﺲ اﻟﻀ ﻴﻮف ﻓ ﺈذا ﺑ ﻪ ﻳﺸ ﻴﺮ إﻟ ﻰ‬
‫اﻟﺴﺎﻋﺔ ﻣﻌﻠﻘﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﺎﺋﻂ ‪ ..‬وﻳﻘﻮل ‪ :‬هﺬﻩ أﻏﻠﻰ‬
‫رواﻩ اﻟﺒﺨﺎري‬ ‫) ‪( 87‬‬
‫‪162‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬ ‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﻲ ﺑﻌﺪ أﻳﺎم ﻳﺸﻜﻮ اﻷﻟﻢ ﻧﻔﺴﻪ ‪ ..‬ﻗﺮأت‬ ‫رﺟﻊ إﻟ ﱠ‬ ‫ﻓﻘ ﺎل ‪ :‬إن اﻟﻤﻔﻠ ﺲ ﻣ ﻦ أﻣﺘ ﻲ ﻳﺄﺗ ﻲ ﻳ ﻮم اﻟﻘ ﻴﺎﻣﺔ‬
‫ﻋﻠ ﻴﻪ ‪ ..‬ذه ﺐ ورﺟ ﻊ ‪ ..‬وﻗ ﺮأت ﻋﻠ ﻴﻪ ‪ ..‬ﻟﻢ‬ ‫ﺑﺼ ﻼة ‪ ..‬وﺻ ﻴﺎم ‪ ..‬وزآ ﺎة ‪ ..‬وﻳﺄﺗ ﻲ ﻗﺪ ﺷﺘﻢ هﺬا‬
‫ﻳﻈﻬﺮ ﻋﻠﻴﻪ أي ﺗﺤﺴﻦ ‪..‬‬ ‫‪ ..‬وﻗ ﺬف ه ﺬا ‪ ..‬وأآ ﻞ ﻣ ﺎل ه ﺬا ‪ ..‬وﺳﻔﻚ دم هﺬا‬
‫ﻗﻠ ﺖ ﻟ ﻪ ﻟﻤ ﺎ اﺷ ﺘﺪ ﻋﻠ ﻴﻪ اﻟﻠ ﻢ ‪ :‬ﻗ ﺪ ﻳﻜ ﻮن ﻣﺎ‬ ‫‪ ..‬وﺿﺮب هﺬا ‪..‬‬
‫أﺻ ﺎﺑﻚ ه ﻮ ﻋﻘ ﻮﺑﺔ ﻋﻠ ﻰ ﺷﻲء ﻓﻌﻠﺘﻪ ‪ ..‬ﻣﻦ‬ ‫ﻓﻴﻌﻄ ﻰ ه ﺬا ﻣ ﻦ ﺣﺴ ﻨﺎﺗﻪ ‪ ..‬وه ﺬا ﻣ ﻦ ﺣﺴﻨﺎﺗﻪ ‪..‬‬
‫ﻇﻠ ﻢ أﺣ ﺪ اﻟﻀ ﻌﻔﺎء ‪ ..‬أو أآ ﻞ ﺣﻘﻮﻗﻬﻢ ‪ ..‬أو‬ ‫ﻓ ﺈن ﻓﻨ ﻴﺖ ﺣﺴ ﻨﺎﺗﻪ ﻗﺒﻞ أن ﻳﻘﻀﻰ ﻣﺎ ﻋﻠﻴﻪ ‪ ..‬أﺧﺬ‬
‫ﻇﻠﻤ ﺖ أﺣﺪًا ﻓﻲ ﻣﺎﻟﻪ ﻓﻤﻨﻌﺘﻪ ﺣﻘﻪ ‪ ..‬أو ﻏﻴﺮ‬ ‫ﻣ ﻦ ﺧﻄﺎﻳ ﺎهﻢ ﻓﻄ ﺮﺣﺖ ﻋﻠ ﻴﻪ ‪ ..‬ﺛﻢ ﻃﺮح ﻓﻲ اﻟﻨﺎر‬
‫ذﻟﻚ ‪ ..‬ﻓﺈن آﺎن هﻨﺎك ﺷﻲء ﻣﻦ ذﻟﻚ ﻓﺴﺎرع‬ ‫)‪.. (88‬‬
‫إﻟ ﻰ اﻟ ﺘﻮﺑﺔ ﻣﻤ ﺎ ﺟﻨﻴﺖ ‪ ..‬وأﻋﺪ اﻟﺤﻘﻮق إﻟﻰ‬ ‫ﻟﺬا آﺎن ﻳﺘﺠﻨﺐ ‪ ε‬أذى اﻟﻨﺎس ﺑﺸﺘﻰ أﺷﻜﺎﻟﻪ ‪..‬‬
‫أهﻠﻬﺎ ‪ ..‬واﺳﺘﻐﻔﺮ اﷲ ﻣﻤﺎ ﻣﻀﻰ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎﻟﺖ ﻋﺎﺋﺸﺔ ‪ : τ‬ﻣﺎ ﺿﺮب رﺳﻮل اﷲ ‪ ε‬ﺷﻴﺌ ًﺎ ﻗﻂ‬
‫اﻟﺘﺎﺟﺮ ﻟﻢ ﻳﺮق ﻟﻪ آﻼﻣﻲ ‪ ..‬وﻗﺎل ‪ -‬ﺑﻜﺒﺮ ‪: -‬‬ ‫ﺑ ﻴﺪﻩ ‪ ..‬وﻻ اﻣ ﺮأة ‪ ..‬وﻻ ﺧﺎدﻣ ًﺎ ‪ ..‬إﻻ أن ﻳﺠﺎه ﺪ‬
‫أﺑ ﺪًا ‪ ..‬ﻣ ﺎ ﻇﻠﻤ ﺖ أﺣ ﺪًا ‪ ..‬وﻟ ﻢ أﻋ ﺘ ِﺪ ﻋﻠ ﻰ‬ ‫ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ اﷲ ‪ ..‬وﻣﺎ ﻧﻴﻞ ﻣﻨﻪ ﺷﻲء ﻗﻂ ﻓﻴﻨﺘﻘﻢ ﻣﻦ‬
‫ﺷ ﻲء ﻣ ﻦ ﺣﻘ ﻮق اﻟ ﻨﺎس ‪ ..‬وأﺷ ﻜﺮك ﻋﻠ ﻰ‬ ‫ﺻ ﺎﺣﺒﻪ ‪ ..‬إﻻ أن ﻳﻨ ﺘﻬﻚ ﺷ ﻲء ﻣ ﻦ ﻣﺤ ﺎرم اﷲ ‪..‬‬
‫ﻧﺼﻴﺤﺘﻚ ‪ ..‬وﺧﺮج ‪..‬‬ ‫ﻓﻴﻨﺘﻘﻢ ﷲ ﻋﺰ وﺟﻞ )‪.. (89‬‬
‫ﻣ ﺮت أﻳ ﺎم وﻏ ﺎب اﻟﺮﺟﻞ ﻋﻨﻲ ‪ ..‬ﺧﺸﻴﺖ أن‬ ‫وﻋﻤ ﻮﻣ ًﺎ ‪ ..‬ﻣ ﻦ اﺳ ﺘﻌﻤﻞ ه ﺬﻩ اﻟ ﻨﻌﻢ ﻷذى اﻟ ﻨﺎس‬
‫ﻲ‬‫ﻳﻜ ﻮن وﺟ ﺪ ﻋﻠ ﻲ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ ‪ ..‬وﻟﻜﻦ ﻻ ﻋﻠ ﱠ‬ ‫أﺑﻐﻀ ﻮﻩ ‪ ..‬وﻗ ﺪ ﻳﺒﺘﻠﻴﻪ اﷲ ﻓﻲ دﻧﻴﺎﻩ ﻗﺒﻞ أﺧﺮاﻩ ‪..‬‬
‫ﻓﻬ ﻲ ﻧﺼ ﻴﺤﺔ أﺳ ﺪﻳﺘﻬﺎ إﻟ ﻴﻪ ‪ ..‬ﺗﻔﺎﺟ ﺄت ﺑ ﻪ‬ ‫ﻓﻴﺸﻔﻲ ﺻﺪورهﻢ ‪..‬‬
‫ﻲ ﻣﺴﻠﻤ ًﺎ‬‫ﻳﻮﻣ ًﺎ ﻓﻲ ﻣﻜﺎن ﻣﺎ ‪ ..‬ﻟﻘﻴﻨﻲ ﻓﺄﻗﺒﻞ إﻟ ﱠ‬ ‫أذآ ﺮ أن أﺣ ﺪ اﻷﺻ ﺪﻗﺎء ﻣ ﻦ ﻃﻠ ﺒﺔ اﻟﻌﻠ ﻢ وﺣﻔﻈ ﺔ‬
‫ﻣﺴﺮورًا ‪..‬‬ ‫ﻼ ﺻﺎﻟﺤ ًﺎ ‪ ..‬ﻳﺄﺗﻴﻪ ﺑﻌﺾ اﻟﻨﺎس‬ ‫اﻟﻘ ﺮﺁن ‪ ..‬آﺎن رﺟ ً‬
‫ﺳﺄﻟﺘﻪ ‪ :‬هﺎﻩ ‪ ..‬ﻣﺎ اﻷﺧﺒﺎر ؟‬ ‫أﺣﻴﺎﻧ ًﺎ ﻳﻘﺮأ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺷﻴﺌ ًﺎ ﻣﻦ اﻟﻘﺮﺁن آﺮﻗﻴﺔ ﺷﺮﻋﻴﺔ‬
‫ﻗ ﺎل ‪ :‬اﻟﺤﻤ ﺪ ﷲ ‪ ..‬اﻵن ﻳ ﺪي ﺑﺨﻴ ﺮ ‪ ..‬ﺑﻐﻴ ﺮ‬ ‫‪ ..‬وﻗﺪ ﺷﻔﻰ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻩ ﻣﻦ ﺷﺎء ‪..‬‬
‫ﻃﺐ وﻻ ﻋﻼج !!‬ ‫دﺧ ﻞ ﻋﻠ ﻴﻪ ﻳ ﻮﻣ ًﺎ ﻣ ﻦ اﻷﻳ ﺎم رﺟ ﻞ ﺗ ﺒﺪو ﻋﻠ ﻴﻪ‬
‫ﻗﻠﺖ ‪ :‬آﻴﻒ ؟‬ ‫ﻋﻼﻣ ﺎت اﻟﺜ ﺮاء ‪ ..‬ﺟﻠ ﺲ ﺑ ﻴﻦ ﻳﺪي اﻟﺸﻴﺦ وﻗﺎل ‪:‬‬
‫ﻗ ﺎل ‪ :‬ﻟﻤ ﺎ ﺧ ﺮﺟﺖ ﻣ ﻦ ﻋ ﻨﺪك ‪ ..‬ﺟﻌﻠﺖ أﻓﻜﺮ‬ ‫ﻳ ﺎ ﺷ ﻴﺦ ‪ ..‬أﻧ ﺎ ﻋ ﻨﺪي ﺁﻻم ﻓ ﻲ ﻳ ﺪي اﻟﻴﺴ ﺮى ﺗﻜﺎد‬
‫ﻓﻲ ﻧﺼﻴﺤﺘﻚ ‪ ..‬وأﺳﺘﻌﻴﺪ ﺷﺮﻳﻂ ذآﺮﻳﺎﺗﻲ ﻓﻲ‬ ‫ﺗﻘﺘﻠﻨﻲ ‪ ..‬ﻻ أﻧﺎم ﻓﻲ ﻟﻴﻞ ‪ ..‬وﻻ أرﺗﺎح ﻓﻲ ﻧﻬﺎر ‪..‬‬
‫ذهﻨ ﻲ ‪ ..‬وأﻓﻜ ﺮ !! ﺗ ﺮى ه ﻞ ﻇﻠﻤﺖ أﺣﺪًا ؟!‬ ‫ذه ﺒﺖ إﻟ ﻰ ﻋ ﺪد آﺒﻴ ﺮ ﻣ ﻦ اﻷﻃ ﺒﺎء ‪ ..‬أﺟ ﺮوا ﻟ ﻲ‬
‫ه ﻞ أآﻠ ﺖ ﺣ ﻖ أﺣ ﺪ ؟! ﻓﺘﺬآ ﺮت أﻧ ﻲ ﻗ ﺒﻞ‬ ‫اﻟﻔﺤﻮﺻ ﺎت ‪ ..‬ﻋﻤﻠﻮا ﺗﻤﺎرﻳﻦ ‪ ..‬ﻣﺎ ﻓﻴﻪ ﻓﺎﺋﺪة أﺑﺪًا‬
‫ﺳﻨﻮات ﻟﻤﺎ آﻨﺖ أﺑﻨﻲ ﻗﺼﺮي ‪ ..‬آﺎن ﺑﺠﺎﻧﺒﻪ‬ ‫‪..‬‬
‫أرض رﻏﺒﺖ ﻓﻲ ﺿﻤﻬﺎ إﻟﻴﻪ ﻟﻴﻜﻮن أﺟﻤﻞ ‪..‬‬ ‫اﻷﻟﻢ ﻳﺰﻳﺪ وﻳﺸﺘﺪ ﺣﺘﻰ اﻧﻘﻠﺒﺖ ﺣﻴﺎﺗﻲ ﻋﺬاﺑ ًﺎ ‪..‬‬
‫آﺎﻧ ﺖ اﻷرض ﻣﻠﻜ ًﺎ ﻻﻣ ﺮأة أرﻣﻠ ﺔ ﺗﻮﻓ ﻲ‬ ‫ﻳ ﺎ ﺷ ﻴﺦ ‪ ..‬أﻧ ﺎ ﺗﺎﺟﺮ وﻋﻨﺪي ﻋﺪد ﻣﻦ اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت‬
‫زوﺟﻬﺎ وﺧﻠّﻒ أﻳﺘﺎﻣ ًﺎ ‪..‬‬ ‫واﻟﺸ ﺮآﺎت ‪ ..‬ﻓﺄﺧﺸ ﻰ أن أآ ﻮن أﺻ ﺒﺖ ﺑﻌ ﻴﻦ‬
‫أردﺗﻬ ﺎ أن ﺗﺒ ﻴﻊ اﻷرض ﻓﺄﺑ ﺖ ‪ ..‬وﻗﺎﻟ ﺖ ‪:‬‬ ‫ﺣﺎﺳﺪة ‪ ..‬أو وﺿﻊ ﻟﻲ أﺣﺪ اﻷﺷﺮار ﺳﺤﺮًا ‪..‬‬
‫وﻣ ﺎذا أﻓﻌ ﻞ ﺑﻘ ﻴﻤﺔ اﻷرض ‪ ..‬ﺑ ﻞ ﺗﺒﻘ ﻰ‬ ‫ﻗ ﺎل اﻟﺸ ﻴﺦ ‪ :‬ﻗ ﺮأت ﻋﻠ ﻴﻪ ﺳ ﻮرة اﻟﻔﺎﺗﺤﺔ ‪ ..‬وﺁﻳﺔ‬
‫ﻟﻬ ﺆﻻء اﻷﻳ ﺘﺎم ﺣﺘ ﻰ ﻳﻜﺒ ﺮوا ‪ ..‬أﺧﺸ ﻰ أن‬ ‫اﻟﻜﺮﺳﻲ ‪ ..‬وﺳﻮرة اﻹﺧﻼص واﻟﻤﻌﻮذﺗﻴﻦ ‪..‬‬
‫أﺑﻴﻌﻬﺎ وﻳﺘﺸﺘﺖ اﻟﻤﺎل ‪..‬‬ ‫ﻟﻢ ﻳﻈﻬﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﺗﺄﺛﺮ ‪ ..‬ﺧﺮج ﻣﻦ ﻋﻨﺪي ﺷﺎآﺮًا ‪..‬‬
‫أرﺳ ﻠﺖ إﻟ ﻴﻬﺎ ﻣ ﺮارًا ﻟﺸ ﺮاﺋﻬﺎ ‪ ..‬وه ﻲ ﺗﺄﺑﻰ‬
‫ﻋﻠﻲ ذﻟﻚ ‪..‬‬
‫ﻗﻠﺖ ‪ :‬ﻓﻤﺎذا ﻓﻌﻠﺖ ؟‬ ‫رواﻩ ﻣﺴﻠﻢ‬ ‫) ‪( 88‬‬
‫رواﻩ ﻣﺴﻠﻢ‬ ‫) ‪( 89‬‬
‫‪163‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬ ‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫أذآ ﺮ ﻟﻤﺎ آﻨﺖ ﺷﺎﺑ ًﺎ – وأﻇﻨﻨﻲ ﻻ أزال آﺬﻟﻚ‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬اﻧﺘﺰﻋﺖ اﻷرض ﻣﻨﻬﺎ ﺑﻄﺮﻗﻲ اﻟﺨﺎﺻﺔ ‪..‬‬
‫– أﻋﻨﻲ ﻟﻤﺎ آﻨﺖ ﻓﻲ أواﺋﻞ اﻟﺪراﺳﺔ اﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺔ‬ ‫ﻗﻠﺖ ‪ :‬ﻃﺮﻗﻚ اﻟﺨﺎﺻﺔ !!‬
‫‪ ..‬أﻗ ﺒﻞ ﻋﻠﻴ ﻨﺎ ﺿ ﻴﻒ ﺛﻘ ﻴﻞ ‪ ..‬ﻻ أدري ه ﻞ‬ ‫ﻗ ﺎل ‪ :‬ﻧﻌ ﻢ ‪ ..‬ﻋﻼﻗﺎﺗ ﻲ اﻟﻮاﺳ ﻌﺔ ‪ ..‬وﻣﻌﺎرﻓ ﻲ ‪..‬‬
‫أآﻤ ﻞ دراﺳ ﺘﻪ اﻻﺑﺘﺪاﺋ ﻴﺔ أم ﻻ ؟ ﻟﻜ ﻦ اﻟ ﺬي‬ ‫اﺳ ﺘﺨﺮﺟﺖ ﺗﺮﺧﻴﺼ ًﺎ ﺑﺒ ﻨﺎء اﻷرض وﺿﻤﻤﺘﻬﺎ إﻟﻰ‬
‫أﺟﺰم ﺑﻪ أﻧﻪ ﻳﻘﺮأ وﻳﻜﺘﺐ ‪..‬‬ ‫أرﺿﻲ ‪..‬‬
‫وآ ﻨﺖ ﻣﺸﻐﻮ ًﻻ وﻗﺖ دﺧﻮﻟﻪ ﺑﻤﺴﺄﻟﺔ ﺷﺮﻋﻴﺔ‬ ‫ﻗﻠﺖ ‪ :‬وأم اﻷﻳﺘﺎم ؟!!‬
‫ﻟﻢ أﺟﺪ ﻟﻬﺎ ﺟﻮاﺑ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﻗ ﺎل ‪ :‬ﺳ ﻤﻌﺖ ﺑﻤ ﺎ ﺣﺼ ﻞ ﻷرﺿ ﻬﺎ ﻓﻜﺎﻧ ﺖ ﺗﺄﺗ ﻲ‬
‫وﺿﻌﺖ ﻟﻪ ﻣﺎ ﻳﻮﺿﻊ ﻟﻠﻀﻴﻒ ﻣﻦ ﻗِﺮى ‪ ..‬ﺛﻢ‬ ‫وﺗﺼﺮخ ﺑﺎﻟﻌﻤﺎل اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﻤﻠﻮن ﻟﺘﻤﻨﻌﻬﻢ ﻣﻦ اﻟﺒﻨﺎء‬
‫ﺗ ﻨﺎوﻟﺖ اﻟﻬﺎﺗ ﻒ وﺟﻌﻠ ﺖ أآ ﺮر اﻻﺗﺼ ﺎل‬ ‫‪ ..‬وه ﻢ ﻳﻀ ﺤﻜﻮن ﻣ ﻨﻬﺎ ﻳﻈ ﻨﻮﻧﻬﺎ ﻣﺠﻨﻮﻧﺔ ‪ ..‬وﻓﻲ‬
‫ﺑﺎﻟﺸﻴﺦ اﺑﻦ ﺑﺎز رﺣﻤﻪ اﷲ ﻟﺴﺆاﻟﻪ ﻋﻨﻬﺎ ‪..‬‬ ‫اﻟﻮاﻗﻊ أﻧﻨﻲ أﻧﺎ اﻟﻤﺠﻨﻮن ﻟﻴﺲ هﻲ ‪..‬‬
‫ﻟﻢ أﺟﺪ اﻟﺸﻴﺦ ‪..‬‬ ‫آﺎﻧ ﺖ ﺗﺒﻜ ﻲ وﺗ ﺮﻓﻊ ﻳ ﺪﻳﻬﺎ إﻟ ﻰ اﻟﺴ ﻤﺎء ‪ ..‬ه ﺬا ﻣ ﺎ‬
‫ﻼ إﻟ ﻰ ه ﺬا اﻟﺤ ﺪ ‪..‬‬ ‫رﺁﻧ ﻲ ﺻ ﺎﺣﺒﻲ ﻣﻨﺸ ﻐ ً‬ ‫رأﻳ ﺘﻪ ﺑﻌﻴﻨ ﻲ ‪ ..‬وﻟﻌﻞ دﻋﺎءهﺎ ﻓﻲ ﻇﻠﻤﺔ اﻟﻠﻴﻞ آﺎن‬
‫ﻓﺴﺄﻟﻨﻲ ‪ :‬ﺑﻤﻦ ﺗﺘﺼﻞ ‪..‬‬ ‫أﻋﻈﻢ ‪..‬‬
‫ﻗﻠ ﺖ ‪ :‬ﺑﺎﻟﺸ ﻴﺦ اﺑ ﻦ ﺑ ﺎز ‪ ..‬ﻋ ﻨﺪي اﺳ ﺘﻔﺘﺎء‬ ‫ﻗﻠﺖ ‪ :‬هﺎﻩ ‪ ..‬أآﻤﻞ ‪..‬‬
‫ﻣﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﻗ ﺎل ‪ :‬رﺣ ﺖ أﺳ ﺄل وأﺑﺤ ﺚ ﻋ ﻨﻬﺎ ‪ ..‬ﺣﺘ ﻰ ﻋﺜ ﺮت‬
‫ﻼ ﺑﻜﻞ ﺛﻘﺔ ‪ :‬ﺳﺒﺤﺎن اﷲ ‪ ..‬اﺑﻦ‬ ‫ﻓﺒﺎدرﻧ ﻲ ﻗ ﺎﺋ ً‬ ‫ﻋﻠ ﻴﻬﺎ ‪ ..‬ﻓﺒﻜ ﻴﺖ واﻋ ﺘﺬرت ‪ ..‬وﻻ زﻟ ﺖ ﺑﻬ ﺎ ﺣﺘ ﻰ‬
‫ﺑﺎز ‪ ..‬وأﻧﺎ ﻣﻮﺟﻮد ؟!! ) ﻟﻮﻻ اﻟﺤﻴﺎء ﻟﺠﻌﻠﺖ‬ ‫ﻗ ﺒﻠﺖ ﻣﻨﻲ ﺗﻌﻮﻳﻀ ًﺎ ﻋﻦ ﺗﻠﻚ اﻷرض ‪ ..‬ودﻋﺖ ﻟﻲ‬
‫ﺑﻘﻴﺔ اﻟﻜﺘﺎب ﻋﻼﻣﺎت ﺗﻌﺠﺐ !! (‬ ‫وﺳﺎﻣﺤﺘﻨﻲ ‪..‬‬
‫ﺗﺠ ﺪ ﻣ ﻦ اﻟ ﻨﺎس آﺜﻴ ﺮﻳﻦ آ ﺬﻟﻚ ‪ ..‬ﻓ ﺘﺤﻤﻞ‬ ‫ﻓ ﻮاﷲ ﻣ ﺎ إن ﺧﻔﻀ ﺖ ﻳ ﺪﻳﻬﺎ ‪ ..‬ﺣﺘ ﻰ دﺑ ﺖ اﻟﻌﺎﻓ ﻴﺔ‬
‫ﺛﻘﻠﻬﻢ ‪ ..‬وﻋﺎﻣﻠﻬﻢ ﺑﻠﻄﻒ ‪ ..‬واآﺴﺒﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﻓﻲ ﺑﺪﻧﻲ ‪..‬‬
‫ﺣﺎول ﺑﻘﺪر اﺳﺘﻄﺎﻋﺘﻚ أن ﻻ ﺗﻜﺴﺐ ﻋﺪاوات‬ ‫ﻼ ‪ ..‬ﺛﻢ رﻓﻌﻪ وﻗﺎل ‪:‬‬ ‫ﺛ ﻢ أﻃ ﺮق اﻟﺘﺎﺟ ﺮ ﺑﺮأﺳ ﻪ ﻗﻠ ﻴ ً‬
‫‪..‬‬ ‫وﻧﻔﻌﻨ ﻲ دﻋﺎؤه ﺎ – ﺑ ﺈذن اﷲ – ﻧﻔﻌ ًﺎ ﻋﺠ ﺰ ﻋ ﻨﻪ‬
‫ﻼ ‪ ..‬أﻧﻘ ﺬ ﻣ ﺎ ﻳﻤﻜ ﻦ‬‫ﻓﻠ ﻢ ﺗ ﺒﻌﺚ ﻋﻠ ﻴﻬﻢ وآ ﻴ ً‬ ‫ﻃﺐ اﻷﻃﺒﺎء ‪..‬‬
‫إﻧﻘﺎذﻩ ‪ ..‬وﻻ ﺗﻌﺬب ﻧﻔﺴﻚ ‪..‬‬
‫ﺧﺎﻃﺮة ‪..‬‬ ‫ﻗﺎﻟﻮا ‪..‬‬
‫اﻟﺤﻴﺎة اﻗﺼﺮ ﻣﻦ أن ﺗﺸﻐﻠﻬﺎ ﺑﺎآﺘﺴﺎب‬ ‫ﻧﺎﻣ ﺖ ﻋ ﻴﻮﻧﻚ واﻟﻤﻈﻠﻮم ﻣﻨﺘﺒﻪ*ﻳﺪﻋﻮ ﻋﻠﻴﻚ وﻋﻴﻦ‬
‫ﻋﺪاوات‬ ‫اﷲ ﻟﻢ ﺗﻨﻢ‬

‫‪ 76.‬اﻟﻠﺴﺎن ‪ ..‬ﻣﻠﻚ !!‬ ‫‪ 75.‬ﻻ ﻟﻠﻌﺪاوات ‪..‬‬

‫ﺗﺄﻣﻠ ﺖ ﻓ ﻴﻤﺎ ﻳﺤ ﺪث اﻟﺘ ﺒﺎﻏﺾ واﻟﺸ ﻘﺎق ﺑﻴﻦ‬ ‫ﺗﺠﺪ أن اﻟﻨﺎس ﻋﻨﺪ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻬﻢ ﻟﻬﻢ ﻃﺒﺎﺋﻊ ‪..‬‬
‫اﻟ ﻨﺎس ‪ ..‬وﻳﺠﻌ ﻞ ﺑﻌﻀ ﻬﻢ أﺛﻘ ﻞ ﻣ ﻦ اﻟﺠ ﺒﻞ‬ ‫ﻣ ﻨﻬﻢ اﻟﻐﻀ ﻮب وﻣ ﻨﻬﻢ اﻟ ﺒﺎرد ‪ ..‬وﻣ ﻨﻬﻢ اﻟﺬآ ﻲ‬
‫ﻋﻠ ﻰ اﻵﺧ ﺮﻳﻦ ‪ ..‬ﻓ ﻼ ﻳﺤ ﺒﻮن رؤﻳ ﺘﻪ وﻻ‬ ‫وﻣﻨﻬﻢ اﻟﻐﺒﻲ ‪ ..‬واﻟﻤﺘﻌﻠﻢ واﻟﺠﺎهﻞ ‪..‬‬
‫ﻣﺠﺎﻟﺴ ﺘﻪ ‪ ..‬وﻻ اﻟﺴ ﻔﺮ ﻣﻌ ﻪ ‪ ..‬وﻻ ﺣﻀ ﻮر‬ ‫وﻣﻨﻬﻢ ﺣﺴﻦ اﻟﻈﻦ وﺳﻲء اﻟﻈﻦ ‪ ..‬و ‪:‬‬
‫وﻟﻴﻤﺔ هﻮ ﻣﺪﻋﻮ إﻟﻴﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ﻣﻦ ﻋﺎﻣﻞ اﻟﻨﺎس ﻻﻗﻰ ﻣﻨﻬﻢ ﻧﺼﺒ ًﺎ ‪..‬‬
‫وﺟ ﺪت أن أآﺜ ﺮ ﻳﻮﺻ ﻞ اﻟﺸ ﺨﺺ إﻟ ﻰ ه ﺬا‬ ‫ﻲ وﻃﻐﻴﺎن‬ ‫ﺳ ْﻮﺳَﻬﻢ ﺑـﻐ ٌ‬
‫ﻓﺈن َ‬
‫اﻟﻤﺴﺘﻮى اﻟﺒﻐﻴﺾ هﻮ اﻟﻠﺴﺎن ‪..‬‬ ‫ﻓﺎﻟﻈﺎﻟﻢ ﻳﻐﻔﻞ ﻋﻦ ﻇﻠﻤﻪ وﻳﺮى أﻧﻪ أﻋﺪل اﻟﻨﺎس ‪..‬‬
‫ﻓﻜ ﻢ ﻣ ﻦ ﺧﺼ ﻮﻣﺎت وﻗﻌ ﺖ ﺑ ﻴﻦ إﺧ ﻮان ‪..‬‬ ‫واﻟﻐﺒﻲ ﻳﺮى أﻧﻪ أذآﻰ اﻟﻨﺎس ‪..‬‬
‫وأزواج ‪ ..‬و ‪ ..‬ﺑﺴ ﺒﺐ ﻣﺴ ﺒﺔ أو ﻏﻴ ﺒﺔ أو‬ ‫واﻷﺧﺮق اﻟﺴﻔﻴﻪ ‪ ..‬ﻳﺮى أﻧﻪ ﺣﻜﻴﻢ زﻣﺎﻧﻪ ‪..‬‬

‫‪164‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬ ‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﻟ ﻢ ﻳﻜ ﻦ أﺑ ﻮ ﻋ ﺒﺪ اﷲ ﻳﺨﺘﻠﻒ آﺜﻴﺮًُا ﻋﻦ ﺑﻘﻴﺔ‬ ‫ﺷﺘﻢ ‪!!..‬‬
‫أﺻ ﺪﻗﺎﺋﻲ ‪ ..‬ﻟﻜ ﻨﻪ – واﷲ ﻳﺸ ﻬﺪ – ﻣ ﻦ‬ ‫ﻟﺴ ﺎن اﻟﻔﺘ ﻰ ﻧﺼ ﻒ وﻧﺼ ﻒ ﻓ ﺆادﻩ ‪ ..‬ﻓﻠ ﻢ ﻳﺒﻖ إﻻ‬
‫أﺣﺮﺻﻬﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﺨﻴﺮ ‪..‬‬ ‫ﺻﻮرة اﻟﻠﺤﻢ واﻟﺪم‬
‫ﻟﻪ ﻋﺪة ﻧﺸﺎﻃﺎت دﻋﻮﻳﺔ ﻣﻦ أﺑﺮزهﺎ ﻣﺎ ﻳﻘﻮم‬ ‫ذُآ ﺮ أن ﻣﻠﻜ ًﺎ ﻣﻌﻈﻤ ًﺎ رأى ﻓ ﻲ ﻣ ﻨﺎﻣﻪ أن أﺳ ﻨﺎﻧﻪ‬
‫ﺑ ﻪ أﺛ ﻨﺎء ﻋﻤﻠ ﻪ ‪ ..‬ﻓﻬ ﻮ ﻳﻌﻤ ﻞ ﻣﺘ ﺮﺟﻤﺎ ﻓ ﻲ‬ ‫ﺗﺴﺎﻗﻄﺖ ‪..‬‬
‫ﻣﻌﻬﺪ اﻟﺼﻢ اﻟﺒﻜﻢ ‪.‬‬ ‫ﻓﺎﺳ ﺘﺪﻋﻰ أﺣ ﺪ اﻟﻤﻌﺒ ﺮﻳﻦ ‪ ..‬وﻗ ﺺ ﻋﻠ ﻴﻪ اﻟ ﺮؤﻳﺎ‬
‫اﺗﺼ ﻞ ﺑ ﻲ ﻳ ﻮﻣﺎ وﻗ ﺎل ‪ :‬ﻣ ﺎ رأﻳﻚ أن أﺣﻀﺮ‬ ‫وﺳﺄﻟﻪ ﻋﻦ ﺗﻌﺒﻴﺮهﺎ ؟!‬
‫إﻟﻰ ﻣﺴﺠﺪك اﺛﻨﻴﻦ ﻣﻦ ﻣﻨﺴﻮﺑﻲ ﻣﻌﻬﺪ اﻟﺼﻢ‬ ‫ﻓﺘﻐﻴ ﺮ اﻟﻤﻌﺒ ﺮ ﻟﻤ ﺎ ﺳ ﻤﻌﻬﺎ ‪ ..‬وﺟﻌ ﻞ ﻳ ﺮدد ‪ :‬أﻋ ﻮذ‬
‫ﻹﻟﻘﺎء آﻠﻤﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺼﻠﻴﻦ ‪..‬‬ ‫ﺑ ﺎﷲ ‪ ..‬أﻋ ﻮذ ﺑ ﺎﷲ ‪ ..‬ﺗﻤﻀ ﻲ ﻋﻠ ﻴﻚ اﻟﺴ ﻨﻴﻦ ‪..‬‬
‫ﺗﻌﺠ ﺒﺖ !! وﻗﻠ ﺖ ‪ :‬ﺻ ﻢ ﻳﻠﻘ ﻮن آﻠﻤ ﺔ ﻋﻠ ﻰ‬ ‫وﻳﻤ ﻮت أوﻻدك وأهﻠ ﻚ ﺟﻤ ﻴﻌ ًﺎ ‪ ..‬وﺗﺒﻘﻰ ﻓﻲ ﻣﻠﻜﻚ‬
‫ﻧﺎﻃﻘﻴﻦ ؟‬ ‫وﺣﺪك ‪..‬‬
‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻧﻌﻢ ‪ ..‬وﻟﻴﻜﻦ ﻣﺠﻴﺌﻨﺎ ﻳﻮم اﻷﺣﺪ ‪..‬‬ ‫ﻓﺼ ﺎح اﻟﻤﻠ ﻚ ‪ ..‬وﻏﻀ ﺐ ‪ ..‬وﺳ ﺐ وﻟﻌﻦ ‪ ..‬وأﻣﺮ‬
‫اﻧﺘﻈﺮت ﻳﻮم اﻷﺣﺪ ﺑﻔﺎرغ اﻟﺼﺒﺮ ‪..‬‬ ‫ﺑﺎﻟﻤﻌﺒﺮ أن ﻳﺴﺤﺐ وﻳﺠﻠﺪ ‪..‬‬
‫وﺟﺎء اﻟﻤﻮﻋﺪ ‪..‬‬ ‫ﺛﻢ دﻋﺎ ﺑﻤﻌﺒﺮ ﺁﺧﺮ ‪ ..‬وﻗﺺ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺮؤﻳﺎ ‪ ..‬وﺳﺄﻟﻪ‬
‫وﻗﻔﺖ ﻋﻨﺪ ﺑﺎب اﻟﻤﺴﺠﺪ أﻧﺘﻈﺮ ‪..‬‬ ‫ﻋﻦ ﺗﻌﺒﻴﺮهﺎ ‪..‬‬
‫ﻓﺈذا ﺑﺄﺑﻲ ﻋﺒﺪ اﷲ ﻳﻘﺒﻞ ﺑﺴﻴﺎرﺗﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﺎﺳ ﺘﻬﻞ ذاك اﻟﻤﻌﺒﺮ ‪ ..‬وﺗﺒﺴﻢ ‪ ..‬وأﻇﻬﺮ اﻟﺒﺸﺎﺷﺔ‬
‫وﻗ ﻒ ﻗ ﺮﻳﺒ ًﺎ ﻣ ﻦ اﻟ ﺒﺎب ‪ ..‬ﻧﺰل وﻣﻌﻪ رﺟﻼن‬ ‫‪ ..‬وﻗﺎل ‪ :‬أﺑﺸﺮ ‪ ..‬ﺧﻴﺮ ‪ ..‬ﺧﻴﺮ ‪ ..‬أﻳﻬﺎ اﻟﻤﻠﻚ ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫ه ﺬا ﻣﻌ ﻨﺎﻩ أﻧ ﻚ ﺳ ﻴﻄﻮل ﻋﻤﺮك ﺟﺪًا ‪ ..‬ﺣﺘﻰ ﺗﻜﻮن‬
‫أﺣﺪهﻤﺎ آﺎن ﻳﻤﺸﻲ ﺑﺠﺎﻧﺒﻪ ‪..‬‬ ‫ﺁﺧﺮ أهﻠﻚ ﻣﻮﺗ ًﺎ ‪ ..‬وﺗﺒﻘﻰ ﻃﻮل ﻋﻤﺮك ﻣﻠﻜ ًﺎ ‪..‬‬
‫واﻟﺜﺎﻧ ﻲ ﻗ ﺪ أﻣﺴ ﻜﻪ أﺑ ﻮ ﻋ ﺒﺪ اﷲ ﻳﻘﻮدﻩ ﺑﻴﺪﻩ‬ ‫ﻓﺎﺳﺘﺒﺸ ﺮ اﻟﻤﻠ ﻚ وأﻣ ﺮ ﻟ ﻪ ﺑﺎﻷﻋﻄ ﻴﺎت ‪ ..‬وﺑﻘ ﻲ‬
‫‪..‬‬ ‫راﺿﻴ ًﺎ ﻋﻠﻴﻪ ‪ ..‬ﺳﺎﺧﻄ ًﺎ ﻋﻠﻰ اﻵﺧﺮ !!‬
‫ﻧﻈ ﺮت إﻟ ﻰ اﻷول ﻓ ﺈذا ه ﻮ أﺻ ﻢ أﺑﻜ ﻢ ‪ ..‬ﻻ‬ ‫ﻣ ﻊ أﻧ ﻚ ﻟ ﻮ ﺗﺄﻣﻠﺖ ﻟﻮﺟﺪت أن اﻟﺘﻌﺒﻴﺮﻳﻦ ﻣﺘﻤﺎﺛﻼن‬
‫ﻳﺴﻤﻊ وﻻ ﻳﺘﻜﻠﻢ ‪ ..‬ﻟﻜﻨﻪ ﻳﺮى ‪..‬‬ ‫ﻣﺘﻄﺎﺑﻘﺎن ‪ ..‬ﻟﻜﻦ اﻷول ﻋﺒﺮ ﺑﺄﺳﻠﻮب واﻵﺧﺮ ﻋﺒﺮ‬
‫واﻟﺜﺎﻧ ﻲ أﺻ ﻢ ‪ ..‬أﺑﻜ ﻢ ‪ ..‬أﻋﻤ ﻰ ‪ ..‬ﻻ ﻳﺴ ﻤﻊ‬ ‫ﺑﺄﺳﻠﻮب ﺁﺧﺮ ‪..‬‬
‫وﻻ ﻳﺘﻜﻠﻢ وﻻ ﻳﺮى ‪..‬‬ ‫ﻧﻌﻢ ‪ ..‬اﻟﻠﺴﺎن ﺳﻴﺪ اﻷﻋﻀﺎء ‪..‬‬
‫ﻣﺪدت ﻳﺪي وﺻﺎﻓﺤﺖ أﺑﺎ ﻋﺒﺪ اﷲ ‪..‬‬ ‫وﻓﻲ اﻟﺤﺪﻳﺚ ‪ ..‬ﻗﺎل ‪: ε‬‬
‫آ ﺎن اﻟ ﺬي ﻋ ﻦ ﻳﻤﻴ ﻨﻪ – وﻋﻠﻤ ﺖ ﺑﻌ ﺪهﺎ أن‬ ‫إذا أﺻﺒﺢ اﺑﻦ ﺁدم ﻓﺈن اﻷﻋﻀﺎء آﻠﻬﺎ ﺗﻜﻔﺮ اﻟﻠﺴﺎن‬
‫ﻲ ﻣﺒﺘﺴ ﻤ ًﺎ ‪ ..‬ﻓﻤﺪدت‬ ‫اﺳ ﻤﻪ أﺣﻤ ﺪ ‪ -‬ﻳﻨﻈ ﺮ إﻟ ّ‬ ‫‪ ..‬ﻓﺘﻘﻮل ‪:‬‬
‫ﻳﺪي إﻟﻴﻪ ﻣﺼﺎﻓﺤ ًﺎ ‪..‬‬ ‫اﺗ ﻖ اﷲ ﻓﻴ ﻨﺎ ‪ ..‬ﻓﺈﻧﻤ ﺎ ﻧﺤ ﻦ ﺑ ﻚ ‪ ..‬ﻓ ﺈن اﺳ ﺘﻘﻤﺖ‬
‫ﻓﻘﺎل ﻟﻲ أﺑﻮ ﻋﺒﺪ اﷲ ‪ -‬وأﺷﺎر إﻟﻰ اﻷﻋﻤﻰ ‪-‬‬ ‫اﺳﺘﻘﻤﻨﺎ ‪ ..‬وإن اﻋﻮﺟﺠﺖ اﻋﻮﺟﺠﻨﺎ ‪.. (90) ..‬‬
‫‪:‬‬ ‫ﻧﻌﻢ ‪ ..‬واﷲ إﻧﻪ ﻟﺴﻴﺪ ‪..‬‬
‫ﺳ ﻠﻢ أﻳﻀ ًﺎ ﻋﻠﻰ ﻓﺎﻳﺰ ‪ ..‬ﻗﻠﺖ ‪ :‬اﻟﺴﻼم ﻋﻠﻴﻜﻢ‬ ‫ﺳ ﻴﺪ ﻓﻲ ﺧﻄﺒﺔ اﻟﺠﻤﻌﺔ ‪ ..‬وﺳﻴﺪ ﻓﻲ اﻹﺻﻼح ﺑﻴﻦ‬
‫‪ ..‬ﻓﺎﻳﺰ ‪..‬‬ ‫اﻟ ﻨﺎس ‪ ..‬وﺳ ﻴﺪ ﻓ ﻲ اﻟﺘﺴ ﻮﻳﻖ ‪ ..‬وﺳ ﻴﺪ ﻓ ﻲ‬
‫ﻓﻘ ﺎل أﺑ ﻮ ﻋ ﺒﺪ اﷲ ‪ :‬أﻣﺴ ﻚ ﻳ ﺪﻩ ‪ ..‬ه ﻮ ﻻ‬ ‫اﻟﻤﺤﺎﻣﺎة ‪..‬‬
‫ﻳﺴﻤﻌﻚ وﻻ ﻳﺮاك ‪..‬‬ ‫وﻻ ﻳﻌﻨ ﻲ ه ﺬا أﻧ ﻪ إذا ﻓﻘ ﺪﻩ اﻹﻧﺴ ﺎن ‪ ..‬اﻧ ﺘﻬﺖ‬
‫ﺟﻌﻠﺖ ﻳﺪي ﻓﻲ ﻳﺪﻩ ‪ ..‬ﻓﺸﺪﻧﻲ وهﺰ ﻳﺪي ‪..‬‬ ‫ﻼ ‪..‬‬ ‫ﺣﻴﺎﺗﻪ ‪ ..‬آﻼ ﺑﻞ ﺻﺎﺣﺐ اﻟﻬﻤﺔ ﻳﺒﻘﻰ ﺑﻄ ً‬
‫دﺧ ﻞ اﻟﺠﻤ ﻴﻊ اﻟﻤﺴﺠﺪ ‪ ..‬وﺑﻌﺪ اﻟﺼﻼة ﺟﻠﺲ‬
‫أﺑ ﻮ ﻋﺒﺪ اﷲ ﻋﻠﻰ اﻟﻜﺮﺳﻲ وﻋﻦ ﻳﻜﻴﻨﻪ أﺣﻤﺪ‬
‫رواﻩ أﺣﻤﺪ واﻟﺘﺮﻣﺬي‬ ‫) ‪( 90‬‬
‫‪165‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬ ‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫دﻣﻮﻋﻪ ‪..‬‬ ‫‪ ..‬وﻋﻦ ﻳﺴﺎرﻩ ﻓﺎﻳﺰ ‪..‬‬
‫اﻟﺘﻔﺖ أﺑﻮ ﻋﺒﺪ اﷲ إﻟﻰ ﻓﺎﻳﺰ ‪..‬‬ ‫آ ﺎن اﻟ ﻨﺎس ﻳﻨﻈ ﺮون ﻣﻨﺪهﺸ ﻴﻦ ‪ ..‬ﻟ ﻢ ﻳﺘﻌﻮدوا أن‬
‫ﻗﻠﺖ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻲ ‪ :‬هﻪ ؟؟ ﻣﺎذا ﺳﻴﻔﻌﻞ ؟!!‬ ‫ﻳﺠﻠﺲ ﻋﻠﻰ آﺮﺳﻲ اﻟﻤﺤﺎﺿﺮات أﺻﻢ ‪..‬‬
‫ﺿﺮب أﺑﻮ ﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﺄﺻﺎﺑﻌﻪ ﻋﻠﻰ رآﺒﺔ ﻓﺎﻳﺰ‬ ‫اﻟﺘﻔﺖ أﺑﻮ ﻋﺒﺪ اﷲ إﻟﻰ أﺣﻤﺪ وأﺷﺎر إﻟﻴﻪ ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫ﻓ ﺒﺪأ أﺣﻤ ﺪ ﻳﺸ ﻴﺮ ﺑ ﻴﺪﻳﻪ ‪ ..‬واﻟ ﻨﺎس ﻳﻨﻈﺮون ‪ ..‬ﻟﻢ‬
‫ﻓﺎﻧﻄﻠ ﻖ ﻓﺎﻳ ﺰ آﺎﻟﺴ ﻬﻢ ‪ ..‬وأﻟﻘﻰ آﻠﻤﺔ ﻣﺆﺛﺮة‬ ‫ﻳﻔﻬﻤﻮا ﺷﻴﺌ ًﺎ ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫ﻓﺄﺷ ﺮت إﻟ ﻰ أﺑ ﻲ ﻋ ﺒﺪ اﷲ ‪ ..‬ﻓﺎﻗﺘ ﺮب إﻟ ﻰ ﻣﻜﺒ ﺮ‬
‫ﺗﺪري آﻴﻒ أﻟﻘﺎهﺎ ؟‬ ‫اﻟﺼﻮت وﻗﺎل ‪:‬‬
‫ﺑﺎﻟﻜﻼم ؟ آﻼ ‪ ..‬ﻓﻬﻮ أﺑﻜﻢ ‪ ..‬ﻻ ﻳﺘﻜﻠﻢ ‪..‬‬ ‫أﺣﻤ ﺪ ﻳﺤﻜ ﻲ ﻟﻜ ﻢ ﻗﺼ ﺔ هﺪاﻳ ﺘﻪ ‪ ..‬وﻳﻘ ﻮل ﻟﻜ ﻢ ‪..‬‬
‫ﺑﺎﻹﺷﺎرة ؟ آﻼ ‪ ..‬ﻓﻬﻮ أﻋﻤﻰ ‪ ..‬ﻟﻢ ﻳﺘﻌﻠﻢ ﻟﻐﺔ‬ ‫وﻟ ﺪت أﺻ ﻢ ‪ ..‬وﻧﺸ ﺄت ﻓ ﻲ ﺟ ﺪة ‪ ..‬وآ ﺎن أهﻠ ﻲ‬
‫اﻹﺷﺎرة ‪..‬‬ ‫ﻲ ‪ ..‬آ ﻨﺖ أرى اﻟ ﻨﺎس‬ ‫ﻳﻬﻤﻠﻮﻧﻨ ﻲ ‪ ..‬ﻻ ﻳﻠﺘﻔ ﺘﻮن إﻟ ّ‬
‫أﻟﻘ ﻰ اﻟﻜﻠﻤﺔ ﺑـ ) اﻟﻠﻤﺲ ( ‪ ..‬ﻧﻌﻢ ﺑﺎﻟﻠﻤﺲ ‪..‬‬ ‫ﻳﺬه ﺒﻮن إﻟ ﻰ اﻟﻤﺴ ﺠﺪ ‪ ..‬وﻻ أدري ﻟﻤ ﺎذا ! أرى‬
‫ﻳﺠﻌﻞ أﺑﻮ ﻋﺒﺪ اﷲ ) اﻟﻤﺘﺮﺟﻢ ( ﻳﺪﻩ ﺑﻴﻦ ﻳﺪي‬ ‫أﺑ ﻲ أﺣ ﻴﺎﻧ ًﺎ ﻳﻔ ﺮش ﺳﺠﺎدﺗﻪ وﻳﺮآﻊ وﻳﺴﺠﺪ ‪ ..‬وﻻ‬
‫ﻓﺎﻳ ﺰ ‪ ..‬ﻓﻴﻠﻤﺴ ﻪ ﻓﺎﻳ ﺰ ﻟﻤﺴﺎت ﻣﻌﻴﻨﺔ ‪ ..‬ﻳﻔﻬﻢ‬ ‫أدري ﻣﺎذا ﻳﻔﻌﻞ ‪..‬‬
‫ﻣ ﻨﻬﺎ اﻟﻤﺘﺮﺟﻢ ﻣﺮادﻩ ‪ ..‬ﺛﻢ ﻳﻤﻀﻲ ﻳﺤﻜﻲ ﻟﻨﺎ‬ ‫وإذا ﺳ ﺄﻟﺖ أهﻠ ﻲ ﻋ ﻦ ﺷ ﻲء ‪ ..‬اﺣﺘﻘﺮوﻧ ﻲ وﻟ ﻢ‬
‫ﻣ ﺎ ﻓﻬﻤ ﻪ ﻣﻦ ﻓﺎﻳﺰ ‪ ..‬وﻗﺪ ﻳﺴﺘﻐﺮق ذﻟﻚ رﺑﻊ‬ ‫ﻳﺠﻴﺒﻮﻧﻲ ‪..‬‬
‫ﺳﺎﻋﺔ ‪..‬‬ ‫ﺛ ﻢ ﺳﻜﺖ أﺑﻮ ﻋﺒﺪ اﷲ واﻟﺘﻔﺖ إﻟﻰ أﺣﻤﺪ وأﺷﺎر ﻟﻪ‬
‫وﻓﺎﻳ ﺰ ﺳ ﺎآﻦ ه ﺎدئ ﻻ ﻳ ﺪري ه ﻞ اﻧﺘﻬ ﻰ‬ ‫‪..‬‬
‫اﻟﻤﺘﺮﺟﻢ أم ﻻ ‪ ..‬ﻷﻧﻪ ﻻ ﻳﺴﻤﻊ وﻻ ﻳﺮى ‪..‬‬ ‫ﻓﻮاﺻ ﻞ أﺣﻤ ﺪ ﺣﺪﻳ ﺜﻪ ‪ ..‬وأﺧ ﺬ ﻳﺸ ﻴﺮ ﺑ ﻴﺪﻳﻪ ‪ ..‬ﺛ ﻢ‬
‫ﻓ ﺈذا اﻧﺘﻬ ﻰ اﻟﻤﺘ ﺮﺟﻢ ﻣ ﻦ آﻼﻣ ﻪ ‪ ..‬ﺿ ﺮب‬ ‫ﺗﻐﻴﺮ وﺟﻬﻪ ‪ ..‬وآﺄﻧﻪ ﺗﺄﺛﺮ ‪..‬‬
‫رآﺒﺔ ﻓﺎﻳﺰ ‪ ..‬ﻓﻴﻤﺪ ﻓﺎﻳﺰ ﻳﺪﻳﻪ ‪..‬‬ ‫ﺧﻔﺾ أﺑﻮ ﻋﺒﺪ اﷲ رأﺳﻪ ‪..‬‬
‫ﻓﻴﻀ ﻊ اﻟﻤﺘ ﺮﺟﻢ ﻳ ﺪﻩ ﺑ ﻴﻦ ﻳﺪﻳ ﻪ ‪ ..‬ﺛ ﻢ ﻳﻠﻤﺴﻪ‬ ‫ﺛﻢ ﺑﻜﻰ أﺣﻤﺪ ‪ ..‬وأﺟﻬﺶ ﺑﺎﻟﺒﻜﺎء ‪..‬‬
‫ﻓﺎﻳﺰ ﻟﻠﻤﺴﺎت أﺧﺮ ‪..‬‬ ‫ﺗﺄﺛﺮ آﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻨﺎس ‪ ..‬ﻻ ﻳﺪرون ﻟﻤﺎذا ﻳﺒﻜﻲ ‪..‬‬
‫ﻇ ﻞ اﻟ ﻨﺎس ﻳﺘ ﻨﻘﻠﻮن ﺑﺄﻋﻴ ﻨﻬﻢ ﺑ ﻴﻦ ﻓﺎﻳ ﺰ‬ ‫واﺻﻞ ﺣﺪﻳﺜﻪ وإﺷﺎراﺗﻪ ﺑﺘﺄﺛﺮ ‪ ..‬ﺛﻢ ﺗﻮﻗﻒ ‪..‬‬
‫واﻟﻤﺘ ﺮﺟﻢ ‪ ..‬ﺑ ﻴﻦ ﻋﺠ ﺐ ﺗ ﺎرة ‪ ..‬وإﻋﺠ ﺎب‬ ‫ﻓﻘ ﺎل أﺑ ﻮ ﻋ ﺒﺪ اﷲ ‪ :‬أﺣﻤ ﺪ ﻳﺤﻜ ﻲ ﻟﻜ ﻢ اﻵن ﻓﺘ ﺮة‬
‫أﺧﺮى ‪..‬‬ ‫اﻟ ﺘﺤﻮل ﻓ ﻲ ﺣ ﻴﺎﺗﻪ ‪ ..‬وآ ﻴﻒ أﻧ ﻪ ﻋ ﺮف اﷲ‬
‫وﺟﻌ ﻞ ﻓﺎﻳ ﺰ ﻳﺤﺚ اﻟﻨﺎس ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻮﺑﺔ ‪ ..‬آﺎن‬ ‫واﻟﺼ ﻼة ﺑﺴ ﺒﺐ ﺷ ﺨﺺ ﻓ ﻲ اﻟﺸﺎرع ﻋﻄﻒ ﻋﻠﻴﻪ‬
‫أﺣ ﻴﺎﻧ ًﺎ ﻳﻤﺴ ﻚ أذﻧ ﻴﻪ ‪ ..‬وأﺣ ﻴﺎﻧ ًﺎ ﻟﺴ ﺎﻧﻪ ‪..‬‬ ‫وﻋﻠﻤ ﻪ ‪ ..‬وآ ﻴﻒ أﻧ ﻪ ﻟﻤ ﺎ ﺑ ﺪأ ﻳﺼ ﻠﻲ ﺷ ﻌﺮ ﺑﻘ ﺪر‬
‫وأﺣﻴﺎﻧ ًﺎ ﻳﻀﻊ آﻔﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﻋﻴﻨﻴﻪ ‪..‬‬ ‫ﻗ ﺮﺑﻪ ﻣ ﻦ اﷲ ‪ ..‬وﺗﺨ ﻴﻞ اﻷﺟ ﺮ اﻟﻌﻈ ﻴﻢ ﻟ ﺒﻼﺋﻪ ‪..‬‬
‫ﻓ ﺈذا ه ﻮ ﻳﺄﻣ ﺮ اﻟ ﻨﺎس ﺑﺤﻔ ﻆ اﻷﺳ ﻤﺎع‬ ‫وآﻴﻒ أﻧﻪ ذاق ﺣﻼوة اﻹﻳﻤﺎن ‪..‬‬
‫واﻷﺑﺼﺎر ﻋﻦ اﻟﺤﺮام ‪..‬‬ ‫وﻣﻀﻰ أﺑﻮ ﻋﺒﺪ اﷲ ﻳﺤﻜﻲ ﻟﻨﺎ ﺑﻘﻴﺔ ﻗﺼﺔ أﺣﻤﺪ ‪..‬‬
‫آﻨﺖ أﻧﻈﺮ إﻟﻰ اﻟﻨﺎس ‪ ..‬ﻓﺄرى ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻳﺘﻤﺘﻢ‬ ‫آﺎن أآﺜﺮ اﻟﻨﺎس ﻣﺸﺪودًا ﻣﺘﺄﺛﺮًا ‪..‬‬
‫‪ :‬ﺳ ﺒﺤﺎن اﷲ ‪ ..‬وﺑﻌﻀ ﻬﻢ ﻳﻬﻤ ﺲ إﻟﻰ اﻟﺬي‬ ‫ﻼ ‪ ..‬أﻧﻈﺮ إﻟﻰ أﺣﻤﺪ ﺗﺎرة ‪ ..‬وإﻟﻰ‬ ‫ﻟﻜﻨﻲ آﻨﺖ ﻣﻨﺸﻐ ً‬
‫ﺑﺠﺎﻧ ﺒﻪ ‪ ..‬وﺑﻌﻀ ﻬﻢ ﻳ ﺘﺎﺑﻊ ﺑﺸ ﻐﻒ ‪..‬‬ ‫ﻓﺎﻳ ﺰ ﺗ ﺎرة أﺧ ﺮى ‪ ..‬وأﻗ ﻮل ﻓ ﻲ ﻧﻔﺴ ﻲ ‪ ..‬هﺎه ﻮ‬
‫وﺑﻌﻀﻬﻢ ﻳﺒﻜﻲ ‪..‬‬ ‫أﺣﻤ ﺪ ﻳ ﺮى وﻳﻌ ﺮف ﻟﻐ ﺔ اﻹﺷﺎرة ‪ ..‬وأﺑﻮ ﻋﺒﺪ اﷲ‬
‫أﻣﺎ أﻧﺎ ﻓﻘﺪ ذهﺒﺖ ﺑﻌﻴﻴﻴﻴﻴﺪًا ‪..‬‬ ‫ﻳ ﺘﻔﺎهﻢ ﻣﻌ ﻪ ﺑﺎﻹﺷ ﺎرة ‪ ..‬ﺗ ﺮى آ ﻴﻒ ﺳ ﻴﺘﻔﺎهﻢ ﻣ ﻊ‬
‫أﺧ ﺬت أﻗ ﺎرن ﺑ ﻴﻦ ﻗﺪراﺗ ﻪ وﻗ ﺪراﺗﻬﻢ ‪ ..‬ﺛ ﻢ‬ ‫ﻓﺎﻳﺰ ‪ ..‬وهﻮ ﻻ ﻳﺮى وﻻ ﻳﺴﻤﻊ وﻻ ﻳﺘﻜﻠﻢ ‪!!..‬‬
‫أﻗﺎرن ﺑﻴﻦ ﺧﺪﻣﺘﻪ ﻟﻠﺪﻳﻦ وﺧﺪﻣﺘﻬﻢ ‪..‬‬ ‫اﻧﺘﻬ ﻰ أﺣﻤ ﺪ ﻣ ﻦ آﻠﻤ ﺘﻪ ‪ ..‬وﻣﻀ ﻰ ﻳﻤﺴ ﺢ ﺑﻘﺎﻳ ﺎ‬

‫‪166‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬ ‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫واﻗﻌﻬﻢ ‪..‬‬ ‫اﻟﻬ ﻢ اﻟ ﺬي ﻳﺤﻤﻠ ﻪ رﺟ ﻞ أﻋﻤ ﻰ أﺻ ﻢ أﺑﻜ ﻢ ‪ ..‬ﻟﻌﻠﻪ‬
‫ﻣ ﺎ أﺟﻤ ﻞ أن ﻳﺒﺘﻠ ﻲ اﷲ ﻋ ﺒﺪﻩ ﺛ ﻢ ﻳﻨﻈ ﺮ إﻟ ﻰ‬ ‫ﻳﻌﺪل اﻟﻬﻢ اﻟﺬي ﻳﺤﻤﻠﻪ هﺆﻻء ﺟﻤﻴﻌ ًﺎ ‪..‬‬
‫ﻗﻠﺒﻪ ﻓﻴﺮاﻩ ﺷﺎآﺮًا راﺿﻴ ًﺎ ﻣﺤﺘﺴﺒ ًﺎ ‪..‬‬ ‫واﻟ ﻨﺎس أﻟ ﻒ ﻣ ﻨﻬﻢ آ ﻮاﺣﺪ ** وواﺣ ﺪ آﺎﻷﻟ ﻒ إن‬
‫ﻣ ﺮت اﻷﻳ ﺎم ‪ ..‬وﻻ ﺗ ﺰال ﺻ ﻮرة ﻓﺎﻳ ﺰ‬ ‫أﻣﺮ ﻋﻨﺎ‬
‫ﻣﺮﺳﻮﻣﺔ أﻣﺎم ﻧﺎﻇﺮي ‪..‬‬ ‫رﺟ ﻞ ﻣﺤ ﺪود اﻟﻘ ﺪرات ‪ ..‬ﻟﻜ ﻨﻪ ﻳﺤﺘ ﺮق ﻓ ﻲ ﺳ ﺒﻴﻞ‬
‫ﺣﻘﻴﻘﺔ ‪..‬‬ ‫ﺧﺪﻣ ﺔ ه ﺬا اﻟ ﺪﻳﻦ ‪ ..‬ﻳﺸ ﻌﺮ أﻧ ﻪ ﺟ ﻨﺪي ﻣ ﻦ ﺟ ﻨﻮد‬
‫اﻹﻧﺴﺎن ﻻ ﻟﺤﻤﻪ ﻳﺆآﻞ ‪ ..‬وﻻ ﺟﻠﺪﻩ‬ ‫اﻹﺳﻼم ‪ ..‬ﻣﺴﺌﻮل ﻋﻦ آﻞ ﻋﺎص وﻣﻘﺼﺮ ‪..‬‬
‫ﻳﻠﺒﺲ ‪ ..‬ﻓﻤﺎذا ﻓﻴﻪ ﻏﻴﺮ ﺣﻼوة اﻟﻠﺴﺎن‬ ‫آ ﺎن ﻳﺤ ﺮك ﻳﺪﻳ ﻪ ﺑﺤ ﺮﻗﺔ ‪ ..‬وآﺄﻧ ﻪ ﻳﻘ ﻮل ﻳ ﺎ ﺗ ﺎرك‬
‫!!‬ ‫اﻟﺼ ﻼة إﻟ ﻰ ﻣﺘ ﻰ ‪..‬؟ ﻳ ﺎ ﻣﻄﻠ ﻖ اﻟﺒﺼﺮ ﻓﻲ اﻟﺤﺮام‬
‫ﻼ‬
‫إﻟ ﻰ ﻣﺘ ﻰ ‪..‬؟ ﻳ ﺎ واﻗﻌ ًﺎ ﻓ ﻲ اﻟﻔ ﻮاﺣﺶ ؟ ﻳ ﺎ ﺁآ ً‬
‫‪ 77.‬اﺿﺒﻂ ﻟﺴﺎﻧﻚ ‪..‬‬ ‫ﻟﻠﺤﺮام ؟ ﺑﻞ ﻳﺎ واﻗﻌ ًﺎ ﻓﻲ اﻟﺸﺮك ؟‬
‫إن اﻟ ﺮﺟﻞ ﻟﻴ ﺘﻜﻠﻢ ﺑﺎﻟﻜﻠﻤ ﺔ ﻣ ﻦ ﺳ ﺨﻂ اﷲ ﻻ‬ ‫آﻠﻜﻢ إﻟﻰ ﻣﺘﻰ ‪ ..‬أﻣﺎ ﻳﻜﻔﻲ ﺣﺮب اﻷﻋﺪاء ﻟﺪﻳﻨﻨﺎ ‪..‬‬
‫ﻳﻠﻘﻲ ﻟﻬﺎ ﺑﺎ ًﻻ ﻳﻜﺘﺐ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻬﺎ ﺳﺨﻄﻪ إﻟﻰ‬ ‫ﻓﺘﺤﺎرﺑﻮﻧﻪ أﻧﺘﻢ أﻳﻀ ًﺎ !!‬
‫ﻳﻮم ﻳﻠﻘﺎﻩ ‪..‬‬ ‫آ ﺎن اﻟﻤﺴ ﻜﻴﻦ ﻳ ﺘﻠﻮن وﺟﻬ ﻪ وﻳﻌﺘﺼ ﺮ ﻟﻴﺴ ﺘﻄﻴﻊ‬
‫هﻜ ﺬا ﺣ ﺬر اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ ε‬اﻟﻨﺎس ﻣﻦ إﻃﻼق اﻟﻜﻼم‬ ‫إﺧﺮاج ﻣﺎ ﻓﻲ ﺻﺪرﻩ ‪..‬‬
‫ﻋﻠﻰ ﻋﻮاهﻨﻪ ‪ ..‬دون اﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ اﻟﻌﻮاﻗﺐ ‪..‬‬ ‫ﺗﺄﺛ ﺮ اﻟ ﻨﺎس آﺜﻴ ﺮًا ‪ ..‬ﻟ ﻢ أﻟ ﺘﻔﺖ إﻟ ﻴﻬﻢ ‪ ..‬ﻟﻜﻨ ﻲ‬
‫ﻋﺪم ﺿﺒﻂ اﻟﻠﺴﺎن ﻗﺪ ﻳﺆدي إﻟﻰ اﻟﻤﻬﺎﻟﻚ ‪..‬‬ ‫ﺳﻤﻌﺖ ﺑﻜﺎء وﺗﺴﺒﻴﺤﺎت ‪..‬‬
‫اﺣﻔﻆ ﻟﺴﺎﻧﻚ أﻳﻬﺎ اﻹﻧﺴﺎن‬ ‫اﻧﺘﻬ ﻰ ﻓﺎﻳ ﺰ ﻣ ﻦ آﻠﻤ ﺘﻪ ‪ ..‬وﻗ ﺎم ‪ ..‬ﻳﻤﺴﻚ اﺑﻮ ﻋﺒﺪ‬
‫ﻻ ﻳﻠﺪﻏﻨﻚ إﻧـﻪ ﺛـﻌﺒﺎن‬ ‫اﷲ ﺑﻴﺪﻩ ‪ ..‬ﺗﺰاﺣﻢ اﻟﻨﺎس ﻋﻠﻴﻪ ﻳﺴﻠﻤﻮن ‪..‬‬
‫آﻢ ﻓﻲ اﻟﻤﻘﺎﺑﺮ ﻣﻦ ﻗﺘﻴﻞ ﻟﺴﺎﻧﻪ‬ ‫آ ﻨﺖ أراﻩ ﻳﺴ ﻠﻢ ﻋﻠ ﻰ اﻟ ﻨﺎس ‪ ..‬وأﺣ ﺲ أﻧﻪ ﻳﺸﻌﺮ‬
‫آﺎﻧ ﺖ ﺗﻬ ﺎب ﻟﻘ ﺎءﻩ‬ ‫أن اﻟﻨﺎس ﻋﻨﺪﻩ ﺳﻮاﺳﻴﻪ ‪..‬‬
‫اﻟﺸﺠﻌﺎن‬ ‫ﻳﺴ ﻠﻢ ﻋﻠ ﻰ اﻟﺠﻤ ﻴﻊ ‪ ..‬ﻻ ﻳﻔ ﺮق ﺑ ﻴﻦ ﻣﻠﻚ وﻣﻤﻠﻮك‬
‫آﻢ ﻣﻦ اﻣﺮأة ﻃﻠﻘﻬﺎ زوﺟﻬﺎ ﺑﺴﺒﺐ اﻟﻠﺴﺎن ‪..‬‬ ‫‪ ..‬ورﺋﻴﺲ وﻣﺮؤوس ‪..‬وأﻣﻴﺮ وﻣﺄﻣﻮر ‪..‬‬
‫ﻳﺨ ﺘﻠﻒ ﻣﻌﻬ ﺎ ‪ ..‬ﻓﺘ ﺮدد ﻗﺎﺋﻠ ﺔ ﻟﻪ ‪ :‬ﻃﻠﻘﻨﻲ ‪..‬‬ ‫ﻳﺴ ﻠﻢ ﻋﻠ ﻴﻪ اﻷﻏﻨ ﻴﺎء واﻟﻔﻘ ﺮاء ‪ ..‬واﻟﺸ ﺮﻓﺎء‬
‫ﻼ ﻃﻠﻘﻨ ﻲ ‪..‬‬‫أﺗﺤ ﺪاك ﺗﻄﻠﻘﻨ ﻲ ‪ ..‬إن آ ﻨﺖ رﺟ ً‬ ‫واﻟﻮﺿﻌﺎء ‪ ..‬واﻟﺠﻤﻴﻊ ﻋﻨﺪﻩ ﺳﻮاء ‪..‬‬
‫ﻓﻴﺄﻣ ﺮهﺎ ﺑﺎﻟﺴ ﻜﻮت ‪ ..‬ﻳﺼ ﺮخ ﺑﻬﺎ ‪ ..‬ﻳﻨﻬﺮهﺎ‬ ‫آ ﻨﺖ أﻗ ﻮل ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻲ ﻟﻴﺖ ﺑﻌﺾ اﻟﻨﻔﻌﻴﻴﻦ ﻣﺜﻠﻚ ﻳﺎ‬
‫‪ ..‬ﻳﺸ ﺘﺪ اﻷﻣ ﺮ ﺑﻴ ﻨﻬﻤﺎ ‪ ..‬ﻓﻴ ﻨﻬﺪم اﻟﺒ ﻨﺎء ‪..‬‬ ‫ﻓﺎﻳﺰ ‪..‬‬
‫وﻳﻄﻠﻘﻬﺎ ‪..‬‬ ‫أﺧﺬ أﺑﻮ ﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﻴﺪ ﻓﺎﻳﺰ ‪ ..‬وﻣﻀﻰ ﺑﻪ ﺧﺎرﺟًﺎ ﻣﻦ‬
‫اﻟﻤﺴﺠﺪ ‪..‬‬
‫ﻟ ﺬا أﻣ ﺮ ‪ ε‬اﻟﺸﺨﺺ إذا ﻏﻀﺐ أن ﻳﺴﻜﺖ ‪..‬‬
‫أﺧﺬت أﻣﺸﻲ ﺑﺠﺎﻧﺒﻬﻤﺎ ‪ ..‬وهﻤﺎ ﻣﺘﻮﺟﻬﺎن ﻟﻠﺴﻴﺎرة‬
‫ﻧﻌﻢ ﻳﺴﻜﺖ ‪..‬‬
‫‪..‬‬
‫ﻷﻧ ﻪ إن ﻟ ﻢ ﻳﻀ ﺒﻂ ﻟﺴ ﺎﻧﻪ ‪ ..‬أرداﻩ ﻓ ﻲ‬
‫واﻟﻤﺘﺮﺟﻢ وﻓﺎﻳﺰ ﻳﺘﻤﺎزﺣﺎن ﻓﻲ ﺳﻌﺎدة ﻏﺎﻣﺮة ‪..‬‬
‫اﻟﻤﻬﺎﻟﻚ ‪..‬‬
‫ﺁﺁﺁﻩ ﻣﺎ أﺣﻘﺮ اﻟﺪﻧﻴﺎ ‪..‬‬
‫ﻳﻤﻮت اﻟﻔﺘﻰ ﻣﻦ زﻟﺔ ﺑﻠﺴﺎﻧﻪ‬
‫آ ﻢ ﻣ ﻦ أﺣ ﺪ ﻟ ﻢ ﻳﺼ ﺐ ﺑ ﺮﺑﻊ ﻣﺼ ﺎﺑﻚ ﻳ ﺎ ﻓﺎﻳ ﺰ وﻟ ﻢ‬
‫وﻟﻴﺲ ﻳﻤﻮت اﻟﻤﺮء ﻣﻦ‬
‫ﻳﺴﺘﻄﻊ أن ﻳﻨﺘﺼﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﻀﻴﻖ واﻟﺤﺰن ‪..‬‬
‫زﻟﺔ اﻟﺮﺟﻞ‬
‫أﻳ ﻦ أﺻ ﺤﺎب اﻷﻣ ﺮاض اﻟﻤﺰﻣﻨﺔ ‪ ..‬ﻓﺸﻞ آﻠﻮي ‪..‬‬
‫أذآ ﺮ أﻧ ﻲ دﺧﻠ ﺖ ﻗ ﺒﻞ ﻓﺘ ﺮة ﻓ ﻲ ﻣﺸ ﻜﻠﺔ ﺑ ﻴﻦ‬
‫ﺷﻠﻞ ‪ ..‬ﺟﻠﻄﺎت ‪ ..‬ﺳﻜﺮي ‪ ..‬إﻋﺎﻗﺎت ‪..‬‬
‫ﻋﺎﺋﻠﺘﻴﻦ ﻟﻺﺻﻼح ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ‪..‬‬
‫ﻟﻤ ﺎذا ﻻ ﻳﺴ ﺘﻤﺘﻌﻮن ﺑﺤ ﻴﺎﺗﻬﻢ‪..‬وﻳﺘﻜ ﻴﻔﻮن ﻣ ﻊ‬
‫ﻼ آﺒﻴ ﺮًا ﻓﻲ‬
‫ﻼ ﻋ ﺎﻗ ً‬‫وﻗﺼ ﺔ اﻟﺨ ﻼف ‪ :‬أن رﺟ ً‬
‫‪167‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬ ‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﻓﻼﻧ ًﺎ ‪ ..‬واﻵن ﻗ ﺪ ﺷ ﻔﻴﺖ ﺻ ﺪري ﻓﺎﻗﺘﻠﻮﻧ ﻲ‬ ‫اﻟﺴ ﻦ أﻇ ﻨﻪ ﻗ ﺪ ﺗﺠ ﺎوز اﻟﺴﺘﻴﻦ ﻣﻦ ﻋﻤﺮﻩ ‪ ..‬ﺧﺮج‬
‫أو أﺣﺮﻗﻮﻧ ﻲ أو اﺳ ﺠﻨﻮﻧﻲ ‪ ..‬اﻓﻌﻠﻮا ﻣﺎﺷﺌﺘﻢ‬ ‫ﻓ ﻲ ﻧ ﺰهﺔ ﺻ ﻴﺪ ﻣ ﻊ ﻣﺠﻤ ﻮﻋﺔ ﻣ ﻦ أﺻ ﺪﻗﺎﺋﻪ ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫وﺳﻨﻬﻢ ﺟﻤﻴﻌ ًﺎ ﻣﺘﻘﺎرب ‪..‬‬
‫أدﺧﻠ ﻮﻩ إﻟ ﻰ ﻏ ﺮﻓﺔ اﻟﺘﻮﻗ ﻴﻒ ‪ ..‬وﺧ ﺮج‬ ‫دارت ﺑﻴ ﻨﻬﻢ اﻷﺣﺎدﻳ ﺚ وذآ ﺮﻳﺎت اﻟﺼ ﺒﺎ ‪ ..‬ﺛ ﻢ‬
‫اﻟﻀ ﺎﺑﻂ ﻟﻤﻌﺎﻳ ﻨﺔ ﻣﻜ ﺎن اﻟﺤﺎدث ‪ ..‬ﻓﻠﻤﺎ اﻃﻠﻊ‬ ‫ﺗﻜﻠﻤ ﻮا ﻋ ﻦ أراض ﻷﺟ ﺪادهﻢ ﺑﺎﻟﻘ ﺮﻳﺔ ‪ ..‬ﻓ ﺜﺎر‬
‫ﻋﻠﻰ ﺑﻄﺎﻗﺔ اﻟﻤﻘﺘﻮل ﻓﺈذا اﻟﻤﻔﺎﺟﺄة اﻟﻜﺒﺮى !!‬ ‫ﺧ ﻼف ﺑﻴﻦ اﺛﻨﻴﻦ ﻣﻨﻬﻢ ﺣﻮل أﺣﺪ اﻷراﺿﻲ ﻳﻤﻠﻜﻬﺎ‬
‫إذا ﺑﺎﻟﻘﺘ ﻴﻞ ﻟ ﻴﺲ ه ﻮ ﺻ ﺎﺣﺒﻪ اﻟ ﺬي أراد أن‬ ‫أﺣﺪهﻤﺎ وادﻋﻰ اﻵﺧﺮ أﻧﻬﺎ ﻟﺠﺪﻩ ‪..‬‬
‫ﻳﺸ ﻔﻲ ﺻ ﺪرﻩ ﻣ ﻨﻪ وإﻧﻤ ﺎ ه ﻮ ﺷ ﺨﺺ ﺁﺧ ﺮ‬ ‫اﺷ ﺘﺪ ﺑﻴ ﻨﻬﻤﺎ اﻟ ﻨﻘﺎش ﺣﺘ ﻰ ﻗ ﺎل ﻣﺎﻟ ﻚ اﻷرض‬
‫ﻟﻴﺲ ﻟﻪ دﺧﻞ ﺑﺎﻟﻘﻀﻴﺔ ‪..‬‬ ‫ﻟﺼ ﺎﺣﺒﻪ ‪ :‬واﷲ ﻹن رأﻳ ﺘﻚ ﻗ ﺮﻳﺒ ًﺎ ﻣ ﻦ أرﺿ ﻲ‬
‫ﻓﺄﻗ ﺒﻞ اﻟﻀ ﺎﺑﻂ ﻳﻤﺸ ﻲ ﺑﺴ ﺮﻋﺔ ‪ ،‬واﻟ ﺮﺟﻞ‬ ‫ﻷﻓﺮﻏﻦ هﺬا ﻓﻲ رأﺳﻚ ‪..‬‬
‫اﻟﻤﺴ ﻦ اﻟﻤﻘﺼ ﻮد ﺑﺎﻟﻘ ﺘﻞ ﻳﻤﺸ ﻲ ﺑﺠﺎﻧ ﺒﻪ ‪..‬‬ ‫ﺛﻢ ﺗﻨﺎول ﺑﻨﺪﻗﻴﺔ اﻟﺼﻴﺪ اﻟﺘﻲ ﺑﺠﺎﻧﺒﻪ ووﺟﻬﻬﺎ أﻋﻠﻰ‬
‫ﺣﺘ ﻰ أدﺧﻠ ﻪ ﻣﺨﻔ ﺮ اﻟﺸ ﺮﻃﺔ وأوﻗﻔ ﻪ أﻣ ﺎم‬ ‫ﻣ ﻦ رأس ﺻ ﺎﺣﺒﻪ ﺑﻤﺘﺮﻳﻦ أو ﺛﻼﺛﺔ ﺛﻢ أﻃﻠﻖ ﻣﻨﻬﺎ‬
‫اﻟﺰﻧ ﺰاﻧﺔ ‪ ..‬وﻗ ﺎل ‪ :‬ﻳ ﺎ ﻓ ﻼن ! أﺗﺪﻋ ﻲ أﻧ ﻚ‬ ‫رﺻﺎﺻﺔ ‪..‬‬
‫ﻗ ﺘﻠﺖ ه ﺬا ؟! اﻟﺮﺻ ﺎص أﺻﺎب ﺷﺨﺼ ًﺎ ﺁﺧﺮ‬ ‫ﺛ ﺎر اﻟ ﺮﺟﻼن وآ ﺎدا أن ﻳﻘﺘ ﺘﻼ ‪ ..‬ﻟﻜ ﻦ أﺻ ﺤﺎﺑﻬﻤﺎ‬
‫!!‬ ‫هﺪؤوهﻤﺎ وﺗﻔﺮﻗﻮا إﻟﻰ ﺑﻴﻮﺗﻬﻢ ‪..‬‬
‫ﻓﺼ ﺮخ اﻟﻤﺴ ﻜﻴﻦ وأﺻﺎﺑﻪ ﺣﺎﻟﺔ هﺴﺘﻴﺮﻳﺔ ‪..‬‬ ‫ﻟ ﻢ ﻳﺴ ﺘﻄﻊ اﻟ ﺮﺟﻞ اﻟﺬي أﻃﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺮﺻﺎص أن‬
‫ﺛ ﻢ أﻏﻤ ﻲ ﻋﻠ ﻴﻪ وﻣﻜ ﺚ ﻓ ﻲ ﻏﻴ ﺒﻮﺑﺔ أﻳﺎﻣ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﻳﻨﺎم ﻣﻦ ﺷﺪة اﻟﻐﻴﻆ ‪ ..‬ﻓﻤﺎ آﺎد أن ﻳﺼﺒﺢ ﺣﺘﻰ آﺎن‬
‫ﺛﻢ ﺷﻔﻲ وأدﺧﻞ اﻟﺴﺠﻦ وﺣﻜﻢ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻘﺎﺿﻲ‬ ‫ﻗ ﺪ أﺟﻤ ﻊ أن ﻳﺸ ﻔﻲ ﻏ ﻴﻈﻪ ﻣ ﻦ ﺻ ﺎﺣﺒﻪ ‪ ..‬ﻓﺤﻤ ﻞ‬
‫اﻟﺸﺮﻋﻲ ﺑﺈﻗﺎﻣﺔ ﺣﺪ اﻟﻘﺘﻞ ﻋﻠﻴﻪ ‪..‬‬ ‫ﺳ ﻼﺣ ًﺎ ﻣ ﻦ ﻧ ﻮع " آﻼﺷ ﻴﻨﻜﻮف " وﻣﻀ ﻰ ﻳ ﺒﺤﺚ‬
‫وﺻ ﺪق أﺑ ﻮ ﺑﻜ ﺮ ﻟﻤ ﺎ ﻗ ﺎل ‪ :‬ﻣ ﺎ ﺷﻲء أﺣﻮج‬ ‫ﻋ ﻦ ﺻ ﺎﺣﺒﻪ ‪ ..‬ﺣﺘﻰ رﺁﻩ ﻓﻲ ﺳﻴﺎرﺗﻪ ﻋﻨﺪ ﻣﺪرﺳﺔ‬
‫إﻟﻰ ﻃﻮل ﺳﺠﻦ ﻣﻦ ﻟﺴﺎن ‪..‬‬ ‫ﺑﻨﺎت ‪..‬‬
‫ﻻ أﻧ ﺲ ﺧﺒ ﺮ ذﻟ ﻚ اﻟﺨﻠ ﻴﻔﺔ اﻟ ﺬي ﺟﻠﺲ ﻳﻮﻣ ًﺎ‬ ‫آ ﺎن ﺻ ﺎﺣﺒﻪ ﻣ ﺘﻘﺎﻋﺪًا ﻣ ﻦ وﻇﻴﻔ ﺘﻪ وﻳﻌﻤ ﻞ ﺳ ﺎﺋﻘﺎ‬
‫ﻣ ﻊ ﻧﺪﻳﻤ ﻪ ‪ ..‬ﻳﻀ ﺎﺣﻜﻪ وﻳﻤﺎزﺣ ﻪ ‪ ..‬ﻓﻠﻌ ﺐ‬ ‫ﻟﺴ ﻴﺎرة ﺧﺎﺻ ﺔ ﻟ ﻨﻘﻞ اﻟﻤﺪرﺳ ﺎت ‪ ..‬وﻗ ﺪ أوﻗ ﻒ‬
‫اﻟﺸ ﻴﻄﺎن ﺑﺮؤوﺳ ﻬﻤﺎ ﻓﺸ ﺮﺑﺎ ﺧﻤ ﺮًا ‪ ..‬ﻓﻠﻤ ﺎ‬ ‫ﺳ ﻴﺎرﺗﻪ ﻋ ﻨﺪ ﺑ ﺎب اﻟﻤﺪرﺳﺔ وﺟﻠﺲ داﺧﻠﻬﺎ ﻳﻨﺘﻈﺮ‬
‫ﻏﺎﺑ ﺖ اﻟﻌﻘ ﻮل ‪ ..‬وﺳ ﻴﻄﺮت أم اﻟﺨ ﺒﺎﺋﺚ ‪..‬‬ ‫ﺧ ﺮوﺟﻬﻦ ‪ ..‬وﺑﺠﺎﻧ ﺒﻪ ﻣﺠﻤ ﻮﻋﺔ ﻣ ﻦ اﻟﺴ ﻴﺎرات‬
‫وﺻﺎر اﻟﻮاﺣﺪ ﻣﻨﻬﻤﺎ أﺿﻞ ﻣﻦ اﻟﺤﻤﺎر ‪..‬‬ ‫ﺗﺸ ﺒﻪ ﺳ ﻴﺎرﺗﻪ آﻠﻬ ﺎ ﻣﺨﺼﺼﺔ ﻟﻨﻘﻞ اﻟﻤﺪرﺳﺎت أو‬
‫اﻟ ﺘﻔﺖ اﻟﺨﻠ ﻴﻔﺔ إﻟ ﻰ ﺣﺎﺟ ﺒﻪ وأﺷ ﺎر ﻟ ﻪ إﻟ ﻰ‬ ‫اﻟﻄﺎﻟﺒﺎت ‪..‬‬
‫اﻟﻨﺪﻳﻢ وﻗﺎل ‪ :‬اﻗﺘﻠﻮﻩ ‪..‬‬ ‫اﺧﺘ ﺒﺄ اﻟ ﺮﺟﻞ ﺧﻠ ﻖ ﺷ ﺠﺮة ﺑﻌﻴﺪة ﻟﺌﻼ ﻳﻨﺘﺒﻪ إﻟﻴﻪ ‪..‬‬
‫وآﺎن اﻟﺨﻠﻴﻔﺔ إذا أﻣﺮ أﻣﺮًا ﻟﻢ ﻳﺮاﺟَﻊ ﻓﻴﻪ ‪..‬‬ ‫وآﺎن ﺿﻌﻴﻒ اﻟﺒﺼﺮ ‪ ..‬ووﺟﻪ ﺳﻼﺣﻪ إﻟﻰ اﻟﺴﺎﺋﻖ‬
‫ﻓﺎﻧﻄﻠ ﻖ اﻟﺤﺎﺟ ﺐ إﻟ ﻰ اﻟﻨﺪﻳﻢ وﺗﻠﻪ ﺑﺮﺟﻠﻴﻪ ‪..‬‬ ‫‪ ..‬وﺣﺎول ﺟﺎهﺪًا أن ﻳﺴﺪد اﻟﻄﻠﻘﺔ إﻟﻰ رأﺳﻪ ‪ ..‬ﺛﻢ‬
‫وه ﻮ ﻳﺼ ﺮخ ‪ ..‬وﻳﺴ ﺘﻐﻴﺚ ﺑﺎﻟﺨﻠ ﻴﻔﺔ ‪..‬‬ ‫ﺿ ﻐﻂ ﻋﻠ ﻰ اﻟ ﺰﻧﺎد ‪ ..‬ودوى ﺻ ﻮت اﻟﺮﺻ ﺎص‬
‫واﻟﺨﻠ ﻴﻔﺔ ﻳﻀ ﺤﻚ وﻳ ﺮدد ‪ :‬اﻗ ﺘﻠﻮﻩ ‪ ..‬اﻗ ﺘﻠﻮﻩ‬ ‫واﻧﻄﻠﻘ ﺖ ﺛ ﻼث رﺻﺎﺻ ﺎت واﺳ ﺘﻘﺮت ﻓ ﻲ رأس‬
‫‪..‬‬ ‫اﻟﺴ ﺎﺋﻖ ‪ ..‬ﺛ ﺎر اﻟ ﻨﺎس واﺿ ﻄﺮﺑﻮا ‪ ..‬وﻓ ﺰﻋﺖ‬
‫ﻓﻘﺘﻠﻮﻩ ‪ ..‬وأﻟﻘﻮﻩ ﻓﻲ ﺑﺌﺮ ﻣﻬﺠﻮرة ‪..‬‬ ‫اﻟﻄﺎﻟﺒﺎت ‪ ..‬وارﺗﻔﻊ اﻟﺼﺮاخ ‪..‬‬
‫ﻓﻠﻤ ﺎ أﺻ ﺒﺢ اﻟﺨﻠ ﻴﻔﺔ ‪ ..‬اﺷ ﺘﺎق إﻟ ﻰ ﻣ ﻦ‬ ‫واﺟﺘﻤﻊ اﻟﺸﺮﻃﺔ ‪ ..‬وأﺣﺎﻃﻮا ﺑﺎﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ‪ ..‬واﻟﺮﺟﻞ‬
‫ﻳﺆاﻧﺴﻪ ‪ ..‬ﻓﻘﺎل ‪ :‬ادﻋﻮا ﻟﻲ ﻧﺪﻳﻤﻲ ﻓﻼن ‪..‬‬ ‫ﻗﺪ هﺸﻤﺖ اﻟﻄﻠﻘﺎت ﺟﻤﺠﻤﺘﻪ ‪ ..‬وﻣﺎت ‪..‬‬
‫ﻗﺎﻟ ﻮا ‪ :‬ﻗﺘﻠﻨﺎﻩ !! ﻗﺎل ‪ :‬ﻗﺘﻠﺘﻤﻮﻩ ؟!! ﻣﻦ ﻗﺘﻠﻪ‬ ‫أﻣ ﺎ اﻟﻘﺎﺗ ﻞ ﻓﻘ ﺪ ﺗ ﻮﺟﻪ ﺑﻜ ﻞ ه ﺪووووء إﻟ ﻰ ﻣﺨﻔ ﺮ‬
‫؟! وﻟﻤ ﺎذا ؟ وﻣ ﻦ أﻣ ﺮآﻢ ؟! وﺟﻌ ﻞ ﻳﺪاﻓ ﻊ‬ ‫اﻟﺸ ﺮﻃﺔ وأﺧﺒ ﺮهﻢ ﺑﺎﻟﻘﺼ ﺔ ‪ ..‬وﻗ ﺎل ‪ :‬أﻧ ﺎ ﻗ ﺘﻠﺖ‬

‫‪168‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬ ‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﺗﻤﻜ ﻨﺖ اﻟﺤﻤ ﻰ ﻣ ﻦ ﺟﺴ ﺪهﺎ ‪ ..‬وﺗﻨﺘﻈﺮ أﻳﻀ ًﺎ‬ ‫ﻋﺒﺮاﺗﻪ ‪..‬‬
‫اﻟﻤﻮﻇ ﻒ أن ﻳﻔ ﺮغ ﻣ ﻦ ﻗ ﺮاءة أﺧ ﺒﺎر ﻧﺎدﻳ ﻪ‬ ‫ﻓﻘﺎﻟ ﻮا ‪ :‬أﻧ ﺖ أﻣﺮﺗﻨﺎ اﻟﺒﺎرﺣﺔ ‪ ..‬وأﺧﺒﺮوﻩ ﺑﺎﻟﻘﺼﺔ‬
‫اﻟﻤﻔﻀﻞ ﻟﻴﺤﻮﻟﻬﺎ ﻟﻄﺒﻴﺐ اﻷﻃﻔﺎل ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫ﻟﻤ ﺎ رأﻳ ﺖ هﺬا اﻟﻤﻨﻈﺮ ﺛﺎرت أﻋﺼﺎﺑﻚ – وﻻ‬ ‫ﻓﺴ ﻜﺖ ‪ ..‬وﺧﻔ ﺾ رأﺳ ﻪ ﻣﺘ ﻨﺪﻣ ًﺎ ﺛ ﻢ ﻗ ﺎل ‪ :‬رب‬
‫ﻧﻠ ﻮﻣﻚ ﻋﻠ ﻰ ذﻟ ﻚ – ﻓﺼ ﺮﺧﺖ ﺑﺎﻟﻤﻮﻇ ﻒ ‪:‬‬ ‫آﻠﻤﺔ ﻗﺎﻟﺖ ﻟﺼﺎﺣﺒﻬﺎ دﻋﻨﻲ ‪..‬‬
‫ه ﻴﻪ !! أﻧ ﺖ ﺟ ﺎﻟﺲ ﻓﻲ ﻣﺴﺘﺸﻔﻰ أو ﻓﻲ ‪...‬‬ ‫أﻋ ﻮد وأﻗ ﻮل ‪ :‬آ ﻢ ﻣ ﻦ ﺷ ﺨﺺ ﻧﻔ ﺮ اﻟ ﻨﺎس ﻋ ﻦ‬
‫ﻣ ﺎ ﺗﺨ ﺎف اﷲ ؟!! اﻟﻤﺮﺿ ﻰ ﻳﺌ ﻨﻮن ﻣﻦ اﻷﻟﻢ‬ ‫ﺷﺨﺼ ﻪ ‪ ..‬وﺑﻐﻀ ﻬﻢ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ ‪ ..‬وﺟﺮ إﻟﻰ ﻧﻔﺴﻪ‬
‫وأﻧ ﺖ ﺗﻘ ﺮأ ﺟ ﺮﻳﺪة !! ﻻ وﺗ ﺪﺧﻦ أﻳﻀ ًﺎ !!‬ ‫اﻟﻮﻳﻼت ﺑﺴﺒﺐ ﻋﺪم ﺿﺒﻄﻪ ﻟﻠﺴﺎﻧﻪ ‪..‬‬
‫واﷲ ﻋﺠ ﺐ ‪ ..‬ﻣ ﺜﻠﻚ ﻣ ﺎ ﻳ ﺮﺑﻴﻪ إﻻ ﺷ ﻜﻮى‬ ‫ﻗﺎل اﺑﻦ اﻟﺠﻮزي ‪:‬‬
‫ﻟﻤﺪﻳﺮ اﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ ‪ ..‬أو اﻟﻤﻔﺮوض أن ﺗﻔﺼﻞ‬ ‫وﻣﻦ اﻟﻌﺠﺐ أن ﻣﻦ اﻟﻨﺎس ﻣﻦ ﻳﻘﻮى ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺤﺮز‬
‫ﻣﻦ ﻋﻤﻠﻚ ‪..‬‬ ‫ﻣ ﻦ أآ ﻞ اﻟﺤﺮام ‪ ..‬وﻣﻦ اﻟﺰﻧﺎ ‪ ..‬واﻟﺴﺮﻗﺔ ‪ ..‬ﻟﻜﻨﻪ‬
‫وﺑﺪأت ﺗﻬﻴﻞ هﺬﻩ اﻟﻌﺒﺎرات آﺎﻟﺒﺮق ﻋﻠﻴﻪ ‪..‬‬ ‫ﻻ ﻳﻘ ﻮى ﻋﻠ ﻰ أن ﻳﺘﺤ ﺮز ﻣ ﻦ ﺣ ﺮآﺔ ﻟﺴ ﺎﻧﻪ ‪..‬‬
‫ه ﺐ أﻧ ﻪ ‪ ..‬ﻟ ﻢ ﻳ ﺮد ﻋﻠ ﻴﻚ ‪ ..‬وﻟ ﻢ ﻳﻘﺎﺑ ﻞ‬ ‫ﻓﻴ ﺘﻜﻠﻢ ﻓ ﻲ أﻋ ﺮاض اﻟ ﻨﺎس ‪ ..‬وﻻ ﻳﻘ ﺪر ﻋﻠﻰ ﻣﻨﻊ‬
‫ﺻﺮاﺧﻚ ﺑﺼﺮاخ ‪..‬‬ ‫ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻦ ذﻟﻚ ‪..‬‬
‫ﻼ أﻧﻪ أﻟﻘﻰ ﺟﺮﻳﺪﺗﻪ ‪ ..‬وأﻧﻬﻰ ﺗﺤﻮﻳﻞ‬ ‫ه ﺐ ﻓﻌ ً‬
‫اﻟﻤﺮﺿﻰ إﻟﻰ اﻷﻃﺒﺎء ‪..‬‬ ‫ﻋﺠﻴﺒﺔ ‪..‬‬
‫ه ﻞ ﺗﻌﺘﺒ ﺮ ﻧﻔﺴ ﻚ ﻧﺠﺤﺖ ﻓﻲ ﺣﻞ اﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ‪..‬‬ ‫اﻟﺤﻴﻮان ﻟﺴﺎﻧﻪ ﻃﻮﻳﻞ وﻻ ﻳﻨﻄﻖ ‪ ..‬واﻹﻧﺴﺎن‬
‫آ ﻼ ‪ ..‬أﻧ ﺖ ه ﻨﺎ ﻋﺎﻟﺠ ﺖ اﻟﻤﻮﻗ ﻒ ﻟﻜ ﻨﻚ ﻟ ﻢ‬ ‫ﻟﺴﺎﻧﻪ ﻗﺼﻴﺮ وﻻ ﻳﺼﻤﺖ !!‬
‫ﺗﻌ ﺎﻟﺞ اﻟﻤﺸ ﻜﻠﺔ ‪ ..‬ﻷﻧ ﻪ وإن اﺳ ﺘﺠﺎب إﻟ ﻴﻚ‬
‫اﻵن إﻻ أﻧﻪ ﺳﻴﻌﻮد إﻟﻰ ﺗﺼﺮﻓﻪ اﻟﻤﺸﻴﻦ ﻏﺪًا‬ ‫‪ 78.‬اﻟﻤﻔﺘﺎح ‪..‬‬
‫وﺑﻌﺪ ﻏ ٍﺪ ‪..‬‬ ‫اﻟﻤﺪح ‪ ..‬هﻮ ﻣﻔﺘﺎح اﻟﻘﻠﻮب ‪..‬‬
‫إذن آﻴﻒ أﺗﺼﺮف ؟!!‬ ‫ﻧﻌ ﻢ ‪ ..‬ﻣ ﻦ أﺟﻤ ﻞ ﻣﻬ ﺎرات اﻟﻜﻼم أن ﺗﻜﻮن ﻣﺒﺪﻋ ًﺎ‬
‫ﺗﻌ ﺎل إﻟ ﻴﻪ واآﻈ ﻢ ﻏ ﻴﻈﻚ ‪ ..‬ﺗﻌﺎﻣ ﻞ ﻣ ﻊ‬ ‫ﻓﻲ ﺗﻌﻮﻳﺪ ﻧﻔﺴﻚ ﻋﻠﻰ اآﺘﺸﺎف ﺻﻮاب اﻵﺧﺮﻳﻦ ‪..‬‬
‫اﻟﻤﻮﻗ ﻒ ﺑﻌﻘ ﻞ ﻻ ﺑﻌﺎﻃﻔ ﺔ ‪ ..‬ﻻ ﺗ ﺪع اﻟﻤﻨﺎﻇﺮ‬ ‫وﻣ ﺪﺣﻬﻢ واﻟﺜ ﻨﺎء ﻋﻠ ﻴﻬﻢ ﺑ ﻪ ‪ ..‬ﻗ ﺒﻞ اﻻﻧﺘ ﺒﺎﻩ إﻟ ﻰ‬
‫اﻟﻤﺆذﻳﺔ ﺗﺆﺛﺮ ﻓﻲ ﺗﺼﺮﻓﺎﺗﻚ ‪ ..‬اﺑﺘﺴﻢ – وإن‬ ‫ﺧﻄﺌﻬﻢ ‪..‬‬
‫آ ﻨﺖ ﻣﻐﻀ ﺒ ًﺎ ‪ ،‬وإن آﺎﻧﺖ اﻻﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﺻﻔﺮاء‬ ‫وﻳ ﺘﺄآﺪ ذﻟ ﻚ ﻋ ﻨﺪﻣﺎ ﺗﺮﻳﺪ أن ﺗﻨﺒﻪ ﺷﺨﺼ ًﺎ إﻟﻰ ﺧﻄﺄ‬
‫ﻻ ﻣﺸﻜﻠﺔ ‪ ،‬اﺑﺘﺴﻢ – وﻗﻞ ‪ :‬اﻟﺴﻼم ﻋﻠﻴﻜﻢ ‪..‬‬ ‫ﻣﺎ ‪..‬‬
‫ﺳ ﻴﻘﻮل وه ﻮ ﻳﻨﻈ ﺮ إﻟ ﻰ ﻻﻋ ﺒﻪ اﻟﻤﻔﻀ ﻞ ‪:‬‬ ‫آﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻨﺎس ﻳﺮد اﻟﻨﺼﻴﺤﺔ ﻻ ﻷﺟﻞ ﺗﻜﺒﺮﻩ ﻋﻨﻬﺎ‬
‫ﻋﻠﻴﻜﻢ اﻟﺴﻼم ‪ ..‬اﻧﺘﻈﺮ ﻟﺤﻈﺔ ‪..‬‬ ‫‪ ..‬أو ﻋﺪم اﻗﺘﻨﺎﻋﻪ ﺑﺨﻄﺌﻪ ‪ ..‬وإﻧﻤﺎ ﻷن اﻟﻨﺎﺻﺢ ﻟﻢ‬
‫ﻗ ﻞ أي آﻠﻤﺔ ﺗﺠﻌﻠﻪ ﻳﻠﺘﻔﺖ إﻟﻴﻚ ‪ ..‬آﺄن ﺗﻘﻮل‬ ‫ﻳﺴﻠﻚ اﻟﻄﺮﻳﻖ اﻟﺼﺤﻴﺢ ﻟﺘﻘﺪﻳﻢ اﻟﻨﺼﻴﺤﺔ ‪..‬‬
‫‪ :‬آﻴﻒ اﻟﺤﺎل ؟ ‪ ..‬ﻣﺴﺎك اﷲ ﺑﺎﻟﺨﻴﺮ ‪..‬‬ ‫هﺐ أﻧﻚ ذهﺒﺖ إﻟﻰ ﻣﺴﺘﺸﻔﻰ ﺣﻜﻮﻣﻲ ﻟﻌﻼج ‪..‬‬
‫ﺳﻴﺮﻓﻊ رأﺳﻪ ‪ -‬ﺣﺘﻤ ًﺎ – إﻟﻴﻚ وﻳﻘﻮل ‪ :‬اﻟﺤﻤﺪ‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎ أﻗ ﺒﻠﺖ إﻟ ﻰ ﻣﻮﻇ ﻒ اﻻﺳ ﺘﻘﺒﺎل ﻓ ﺈذا وراء‬
‫ﷲ ﺑﺨﻴﺮ ‪..‬‬ ‫اﻟ ﺰﺟﺎج ﺷ ﺎب ﻣ ﺮاهﻖ ﻳﻘﻠ ﺐ ﺟ ﺮﻳﺪة ﺑ ﻴﻦ ﻳﺪﻳ ﻪ ‪..‬‬
‫ﻓ ﻲ ه ﺬﻩ اﻟﻤ ﺮﺣﻠﺔ ﺗﻜ ﻮن ﻗ ﺪ ﻗﻄﻌ ﺖ ﻧﺼ ﻒ‬ ‫وﺑﻴﺪﻩ ﺳﻴﺠﺎرﻩ ‪ ..‬ﻏﻴﺮ ﻣﺒﺎل ﺑﻤﺎ ﺣﻮﻟﻪ ‪..‬‬
‫اﻟﻤﺸﻮار ‪..‬‬ ‫وإذا ﺷ ﻴﺦ آﺒﻴ ﺮ أﻋﻤ ﻰ ﻳﻘ ﻒ ﻣﺘﻌﺒ ًﺎ ﻓﻲ ﻳﺪﻩ اﻟﻴﻤﻨﻰ‬
‫ﺗﻠﻄ ﻒ إﻟ ﻴﻪ ﺑ ﺄي ﻋﺒﺎرة ﺗﻤﺪﺣﻪ ﺑﻬﺎ ‪ ..‬ﻗﻞ ﻟﻪ‬ ‫ﻃﻔ ﻞ ﺻﻐﻴﺮ ‪ ..‬وﻓﻲ اﻷﺧﺮى ورﻗﺔ ﻣﺮاﺟﻌﺔ ﻳﻨﺘﻈﺮ‬
‫ﻼ ‪ :‬ﺗﺼ ﺪق ! اﻟﻤﻔ ﺮوض ﻣ ﺜﻠﻚ ﻣ ﺎ ﻳﻌﻤ ﻞ‬ ‫ﻣﺜ ً‬ ‫أن ﻳﺤﻮﻟﻪ اﻟﻤﻮﻇﻒ إﻟﻰ اﻟﻄﺒﻴﺐ ‪..‬‬
‫ﻓﻲ اﺳﺘﻘﺒﺎل ﻣﺴﺘﺸﻔﻰ ‪..‬‬ ‫وإذا ﺑﺠﺎﻧ ﺒﻪ ﻋﺠ ﻮز آﺒﻴ ﺮة ﺑ ﻴﺪهﺎ ﻃﻔﻠ ﺔ ﺗﺒﻜ ﻲ وﻗﺪ‬

‫‪169‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬ ‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪..‬‬ ‫ﺳﻴﺘﻐﻴﺮ وﻳﻘﻮل ‪ :‬ﻟﻤﺎذا ؟‬
‫ﻗ ﻞ ﻟﻪ ‪ :‬أﻧﺎ ﻣﺎ أﻧﺼﺤﻚ إﻻ ﻷﻧﻲ أﻋﻠﻢ ‪ ..‬أﻧﻚ‬ ‫ﻗ ﻞ ‪ :‬ﻷن ه ﺬا اﻟﻮﺟﻪ اﻟﻤﻨﻴﺮ إذا رﺁﻩ اﻟﻤﺮﻳﺾ زال‬
‫ﺗﻘﺒﻞ اﻟﻨﺼﺢ ‪..‬‬ ‫ﻣﺮﺿﻪ ﻓﻼ ﻳﺤﺘﺎج إﻟﻰ ﻃﺒﻴﺐ ‪..‬‬
‫وﻓﻲ اﻟﺘﻨﺰﻳﻞ اﻟﻌﺰﻳﺰ ﻳﻘﻮل اﷲ ‪ ) :‬إذا ﻧﺎﺟﻴﺘﻢ‬ ‫ﺳﻴﺒﺘﺴﻢ ﻣﺘﻌﺠﺒ ًﺎ ﻣﻦ ﺟﺮأﺗﻚ – ﻳﺎ ﺑﻄﻞ ‪ .. -‬وﺗﻨﺒﻠﺞ‬
‫اﻟﺮﺳ ﻮل ﻓﻘﺪﻣ ﻮا ﺑ ﻴﻦ ﻳ ﺪي ﻧﺠ ﻮاآﻢ ﺻﺪﻗﺔ (‬ ‫أﺳﺎرﻳﺮﻩ ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫وﻗ ﺪ ﺻ ﺎر اﻵن ﻣﻬﻴ ﺌ ًﺎ ﻟﻘﺒﻮل ﻟﻨﺼﻴﺤﺔ ‪ ..‬وﻳﻘﻮل ‪:‬‬
‫وﻗ ﺪ آ ﺎن اﻟﻤﺮﺑ ﻲ اﻟﺤﻜ ﻴﻢ ‪ ε‬ﻳﺴ ﺘﻌﻤﻞ ﻃ ﺮﻗ ًﺎ‬ ‫ﻣﺎذا ﻋﻨﺪك ؟‬
‫وﻣﻬ ﺎرات ﺗﺠﻌ ﻞ ﻣ ﻦ ﻳﻌ ﺪل ﺳ ﻠﻮآﻬﻢ ﻻ‬ ‫ﻋ ﻨﺪهﺎ ﻗ ﻞ ‪ :‬ﻳ ﺎ أﺧ ﻲ اﻟﺤﺒ ﻴﺐ ﺗ ﺮى ه ﺬا اﻟﺸ ﻴﺦ‬
‫ﻳﻤﻠﻜﻮن إﻻ أن ﻳﻘﺒﻠﻮا ﻣﻨﻪ ‪..‬‬ ‫اﻟﻜﺒﻴ ﺮ ‪ ..‬وه ﺬﻩ اﻟﻌﺠ ﻮز اﻟﻤﺴ ﻜﻴﻨﺔ ‪ ..‬ﻟﻴ ﺘﻚ ﺗﻨﻬ ﻲ‬
‫أراد ﻳ ﻮﻣ ًﺎ أن ﻳﻌﻠﻢ ﻣﻌﺎذ ﺑﻦ ﺟﺒﻞ ذآﺮًا ﻳﻘﻮﻟﻪ‬ ‫ﻟﻬﻤﺎ إﺟﺮاءات اﻟﺪﺧﻮل ﻋﻠﻰ اﻟﻄﺒﻴﺐ ‪..‬‬
‫ﺑﻌﺪ اﻟﺼﻼة ‪..‬‬ ‫ﺳ ﻴﺘﻨﺎول أوراﻗﻬﻤ ﺎ ‪ ..‬وﻳﺤ ﻮﻟﻬﻤﺎ ﻟﻠﻄﺒ ﻴﺐ ‪ ..‬ﺛ ﻢ‬
‫ﻓﺄﻗ ﺒﻞ إﻟ ﻰ ﻣﻌ ﺎذ وﻗﺎل ‪ :‬ﻳﺎ ﻣﻌﺎذ ‪ ..‬واﷲ إﻧﻲ‬ ‫ﻳﺘ ﻨﺎول ورﻗ ﺘﻚ ‪ ..‬ﻓ ﺈذا اﻧﺘﻬﻰ ﻣﻨﻚ وﺳﻠﻤﻚ اﻟﻮرﻗﺔ‬
‫أﺣ ﺒﻚ ‪ ..‬ﻓ ﻼ ﺗ ﺪﻋﻦ ﻓ ﻲ دﺑ ﺮ آ ﻞ ﺻ ﻼة أن‬ ‫‪..‬‬
‫ﺗﻘ ﻮل ‪ :‬اﻟﻠﻬ ﻢ أﻋﻨ ﻲ ﻋﻠ ﻰ ذآ ﺮك وﺷ ﻜﺮك‬ ‫ﻓﻘ ﻞ ﻟ ﻪ ‪ :‬ﺳ ﺒﺤﺎن اﷲ ‪ ..‬ه ﺬﻩ أول ﻣﺮة أراك وﻣﻊ‬
‫وﺣﺴﻦ ﻋﺒﺎدﺗﻚ ‪..‬‬ ‫ذﻟﻚ ﻓﻘﺪ دﺧﻠﺖ إﻟﻰ ﻗﻠﺒﻲ ‪ ..‬ﻻ أدري آﻴﻒ !! واﷲ‬
‫ﺑ ﺎﷲ ﻋﻠ ﻴﻚ ‪ ..‬ﻣ ﺎ ﻋﻼﻗ ﺔ اﻟﻤﻘﻄ ﻊ اﻷول ﻣ ﻦ‬ ‫ﻼ أﻧ ﺖ‬‫ﻲ ﻣ ﻦ ﺁﻻف اﻟ ﻨﺎس ‪ ) ..‬وﻓﻌ ً‬ ‫إﻧ ﻚ أﺣ ﺐ إﻟ ﱠ‬
‫اﻟﻜﻼم "واﷲ إﻧﻲ أﺣﺒﻚ " ﺑﺎﻟﻤﻘﻄﻊ اﻟﺜﺎﻧﻲ "‬ ‫ﺻﺎدق ﻓﻬﻮ ﻣﺴﻠﻢ أﺣﺐ إﻟﻴﻚ ﺣﺘﻤ ًﺎ ﻣﻦ ﻣﻼﻳﻴﻦ ﻏﻴﺮ‬
‫ﻻ ﺗ ﺪﻋﻦ أن ﺗﻘ ﻮل اﻟﻠﻬ ﻢ أﻋﻨ ﻲ ﻋﻠ ﻰ ذآ ﺮك‬ ‫اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ( ‪..‬‬
‫"‪..‬‬ ‫ﺳﻴﻔﺮح وﻳﺸﻜﺮ ﻟﻚ ﻟﻄﻔﻚ ‪..‬‬
‫ﻗ ﺪ ﻳﻜ ﻮن اﻷﻧﺴ ﺐ ﻟﻘ ﻮﻟﻪ إﻧﻲ أﺣﺒﻚ أن ﻳﻘﻮل‬ ‫ﻓﻘ ﻞ ‪ :‬وﻋﻨﺪي آﻠﻤﺎت أود أن ﺗﺴﻤﻌﻬﺎ ﻟﻜﻨﻲ أﺧﺎف‬
‫ﻼ – أو‬ ‫ﺑﻌ ﺪهﺎ وأرﻳ ﺪ أن أزوﺟﻚ اﺑﻨﺘﻲ – ﻣﺜ ً‬ ‫أن ﺗﻐﻀﺒﻚ ‪..‬‬
‫أﻋﻄﻴﻚ ﻣﺎ ًﻻ ‪ ..‬أو أدﻋﻮك إﻟﻰ ﻃﻌﺎم ‪..‬‬ ‫ﺳﻴﻘﻮل ‪ :‬ﻻ ‪ ..‬ﻻ ‪ ..‬ﺗﻔﻀﻞ ‪..‬‬
‫وﻟﻜ ﻦ أن ﻳﺘ ﺒﻊ ﺧﺒﺮ اﻟﻤﺤﺒﺔ ﺗﻌﻠﻴﻤﻪ ذآﺮًا ﻣﻦ‬ ‫ﻦ اﷲ ﻋﻠﻴﻚ‬ ‫ﻋ ﻨﺪهﺎ ﻗ ﺪم ﻟ ﻪ اﻟﻨﺼ ﻴﺤﺔ ‪ ..‬أﻧ ﺖ ﻗﺪ ﻣ ّ‬
‫أذآﺎر اﻟﺼﻼة ‪ !!..‬ﻓﻬﺬا ﻳﺤﺘﺎج إﻟﻰ ﺗﺄﻣﻞ ‪..‬‬ ‫ﺑﻬﺬﻩ اﻟﻮﻇﻴﻔﺔ ‪ ..‬وﻓﻲ واﺟﻬﺔ اﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ ‪ ..‬وأﻧﺖ‬
‫أﺗﺪري ﻣﺎ ﻣﻮﻗﻊ ﻗﻮﻟﻪ ‪ " :‬واﷲ إﻧﻲ أﺣﺒﻚ "‬ ‫ﻼ ﻣﻊ اﻟﻤﺮاﺟﻌﻴﻦ‬ ‫ﻗ ﺪوة ﻟﻐﻴ ﺮك ‪ ..‬ﻓﻠﻴﺘﻚ ﺗﺘﻠﻄﻒ ﻗﻠﻴ ً‬
‫؟ إﻧ ﻪ اﻟﺘﻬﻴ ﺌﺔ ﻟﻘ ﺒﻮل اﻟﻨﺼ ﻴﺤﺔ ‪ ..‬ﻓ ﺈذا‬ ‫‪ ..‬وﺗﻬ ﺘﻢ ﺑﻬ ﻢ ‪ ..‬ﻟﻌ ﻞ دﻋ ﻮة ﺻ ﺎﻟﺤﺔ ﺗﺮﻓﻊ ﻟﻚ ﻓﻲ‬
‫ارﺗﺎﺣ ﺖ ﻧﻔ ﺲ ﻣﻌ ﺎذ واﺳﺘﺒﺸ ﺮ ‪ ،‬أﻋﻄ ﺎﻩ‬ ‫ﻇﻠﻤ ﺔ اﻟﻠ ﻴﻞ ﻣﻦ ﻓﻢ ﻋﺠﻮز ﻋﺎﺑﺪة ‪ ..‬أو ﺷﻴﺦ زاهﺪ‬
‫اﻟﻨﺼﻴﺤﺔ ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫وﻓ ﻲ ﻣﻮﻗ ﻒ ﺁﺧ ﺮ ‪ ..‬ﻗﺒﺾ ‪ ε‬ﻳﺪ ﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ‬ ‫أﺟ ﺰم أﻧ ﻪ ﺳﻴﺨﻔﺾ رأﺳﻪ وأﻧﺖ ﺗﺘﻜﻠﻢ ‪ ..‬وﻳﺮدد ‪:‬‬
‫ﻣﺴ ﻌﻮد ﺑﻴﺪﻩ اﻟﻴﻤﻨﻰ ‪ ،‬ﺛﻢ وﺿﻊ ﻳﺪﻩ اﻟﻴﺴﺮى‬ ‫أﺷﻜﺮك ‪ ..‬ﺟﺰاك اﷲ ﺧﻴﺮًا ‪..‬‬
‫ﻓﻮﻗﻬﺎ ‪ ،‬آﻨﻮع ﻣﻦ اﻟﻌﻄﻒ واﻟﺘﻬﻴﺌﺔ ‪ ،‬ﺛﻢ ﻗﺎل‬ ‫وآ ﺬﻟﻚ اﺳ ﺘﻌﻤﻞ ه ﺬﻩ اﻷﺳ ﺎﻟﻴﺐ ﻣ ﻊ آ ﻞ ﺷ ﺨﺺ‬
‫‪ :‬ﻳﺎ ﻋﺒﺪ اﷲ ‪ ..‬إذا ﺟﻠﺴﺖ ﻓﻲ اﻟﺘﺸﻬﺪ ﻓﻘﻞ ‪:‬‬ ‫ﺗﻌﺎﻟﺞ ﺳﻠﻮآﻪ ‪..‬‬
‫اﻟﺘﺤ ﻴﺎت ﷲ واﻟﺼ ﻠﻮﻻت واﻟﻄﻴﺒﺎت ‪ ،‬اﻟﺴﻼم‬ ‫ﻣﺜﻞ ﺷﺨﺺ ﻳﺘﻬﺎون ﺑﺎﻟﺼﻼة ‪ ..‬أو أب ﻳﻬﻤﻞ ﺑﻨﺎﺗﻪ‬
‫ﻋﻠﻴﻚ أﻳﻬﺎ اﻟﻨﺒﻲ ورﺣﻤﺔ اﷲ وﺑﺮآﺎﺗﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﻴﺘﻜﺸﻔﻦ ‪ ..‬وﻳﺘﺴﺎهﻠﻦ ﺑﺎﻟﺤﺠﺎب ‪..‬‬
‫وﻣﻀﺖ اﻟﺴﻨﻴﻦ وﻣﺎت رﺳﻮل اﷲ ‪ .. ε‬ﻓﻜﺎن‬ ‫أو ﺷﺎب ﻋﺎق ﻟﻮاﻟﺪﻳﻪ ‪..‬‬
‫ﻋ ﺒﺪ اﷲ ﻳﻔﺨ ﺮ ﺑﺬﻟﻚ وﻳﻘﻮل ‪ :‬ﻋﻠﻤﻨﻲ رﺳﻮل‬ ‫ﻷﺟ ﻞ أن ﻳﻘ ﺒﻠﻮا ﻣ ﻨﻚ ﻻ ﺑ ﺪ أن ﺗﻤ ﺎرس اﻟﻤﻬ ﺎرات‬
‫اﷲ ‪ ε‬اﻟﺘﺸﻬﺪ وآﻔﻲ ﺑﻴﻦ آﻔﻴﻪ ‪..‬‬ ‫اﻟﻤﻨﺎﺳ ﺒﺔ ‪ ..‬ﻧﻌ ﻢ ‪ ..‬اﺳ ﺘﺨﺪم اﻟﻌﺒﺎرات اﻟﻠﻄﻴﻔﺔ ﻓﻲ‬
‫وﻓ ﻲ ﻳ ﻮم ﺁﺧ ﺮ ﻻﺣ ﻆ ‪ ε‬أن ﻋﻤﺮ ‪ τ‬إذا ﻃﺎف‬ ‫إﺻ ﻼح ﺧﻄ ﺄ اﻵﺧﺮ ‪ ..‬آﻦ ﻣﺆدﺑ ًﺎ ‪ ..‬ﻣﺤﺘﺮﻣ ًﺎ ﻟﺮأﻳﻪ‬

‫‪170‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬ ‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﻗ ﺪم ﺳ ﻮﻳﺪ ﺑ ﻦ اﻟﺼﺎﻣﺖ ﻳﻮﻣ ًﺎ إﻟﻰ ﻣﻜﺔ ﺣﺎﺟ ًﺎ‬ ‫ﺑﺎﻟﻜﻌ ﺒﺔ وﺣ ﺎذى اﻟﺤﺠ ﺮ اﻷﺳ ﻮد ‪ ..‬زاﺣ ﻢ اﻟ ﻨﺎس‬
‫‪ ..‬أو ﻣﻌﺘﻤﺮًا ‪..‬‬ ‫وﻗ ﺒﻠﻪ ‪ ..‬وآ ﺎن ﺻ ﻠﺒ ًﺎ ﻗ ﻮي اﻟ ﺒﺪن ‪ ..‬ورﺑﻤ ﺎ زاﺣﻢ‬
‫ﻓ ﺘﺤﺪث اﻟ ﻨﺎس ﺑﺪﺧ ﻮﻟﻪ ﻣﻜ ﺔ ‪ ..‬وأﻗ ﺒﻠﻮا‬ ‫اﻟﻀﻌﻔﺎء ‪..‬‬
‫ﻟ ﺮؤﻳﺘﻪ ‪ ..‬ﻓﺴ ﻤﻊ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ ε‬ﺑ ﻪ ﻓﺄﻗﺒﻞ ﻋﻠﻴﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓ ﺄراد ‪ ε‬أن ﻳﻌ ﺪل ﺳ ﻠﻮآﻪ ‪ ..‬ﻓﻘ ﺎل – ﻋﻠ ﻰ ﺳ ﺒﻴﻞ‬
‫ﻓ ﺪﻋﺎﻩ إﻟ ﻰ اﷲ ‪ ..‬وإﻟ ﻰ اﻹﺳ ﻼم ‪ ..‬وﺟﻌ ﻞ‬ ‫اﻟﺘﻬﻴ ﺌﺔ ﻟﻘ ﺒﻮل اﻟﻨﺼ ﻴﺤﺔ ‪ : -‬ﻳ ﺎ ﻋﻤ ﺮ إﻧ ﻚ رﺟ ﻞ‬
‫ﻳﺤﺪﺛ ﻪ ﺑﺎﻟﺘﻮﺣ ﻴﺪ واﻟﺮﺳ ﺎﻟﺔ وأﻧ ﻪ ﻧﺒﻲ ﻳﻮﺣﻰ‬ ‫ﻗﻮي ‪..‬‬
‫إﻟ ﻴﻪ ﻗ ﺮﺁن ‪ ..‬وأن ه ﺬا اﻟﻘ ﺮﺁن ه ﻮ آ ﻼم اﷲ‬ ‫ﻓ ﺮح ﻋﻤ ﺮ ﺑﻬ ﺬا اﻟﺜ ﻨﺎء ‪ ..‬ﻓﻘ ﺎل ‪ : ε‬ﻓ ﻼ ﺗ ﺰاﺣﻤﻦ‬
‫ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ ..‬ﻓﻴﻪ ﻋﺒﺮ وأﺣﻜﺎم ‪..‬‬ ‫ﻋﻨﺪ اﻟﺤﺠﺮ ‪..‬‬
‫ﻓﻘ ﺎل ﻟ ﻪ ﺳ ﻮﻳﺪ ‪ :‬ﻓﻠﻌ ﻞ اﻟﺬي ﻣﻌﻚ ﻣﺜﻞ اﻟﺬي‬ ‫وﻣﺮة أراد أن ﻳﻨﺼﺢ اﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﺑﻘﻴﺎم اﻟﻠﻴﻞ ‪ ..‬ﻓﻘﺎل‬
‫ﻣﻌﻲ ؟‬ ‫‪:‬‬
‫ﻓﻘﺎل ﻟﻪ رﺳﻮل اﷲ ‪ : ρ‬ﻣﺎ اﻟﺬي ﻣﻌﻚ ؟‬ ‫ﻧﻌ ﻢ اﻟ ﺮﺟﻞ ﻋ ﺒﺪ اﷲ ﻟ ﻮ آ ﺎن ﻳﻘ ﻮم اﻟﻠ ﻴﻞ ‪ ..‬وﻓ ﻲ‬
‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻣﻌﻲ ﻣﺠﻠﺔ ﻟﻘﻤﺎن ‪ -‬ﻳﻌﻨﻲ ﺣﻜﻤﺔ ﻟﻘﻤﺎن‬ ‫رواﻳ ﺔ ﻗ ﺎل ‪ :‬ﻳ ﺎ ﻋ ﺒﺪ اﷲ ﻻ ﺗﻜ ﻦ ﻣﺜﻞ ﻓﻼن ‪ ..‬آﺎن‬
‫‪.. -‬‬ ‫ﻳﻘﻮم اﻟﻠﻴﻞ ‪..‬‬
‫ﻓﻠ ﻢ ﻳﻌ ﻨﻔﻪ ‪ ε‬أو ﻳﺤﻘ ﺮﻩ ‪ - ..‬ﻣﻊ أﻧﻪ ﻳﻀﺎهﻲ‬ ‫ﻻ ﺗﻜ ﻦ ﻣ ﺜﻞ ﻓ ﻼن ‪ ..‬آ ﺎن ﻳﻘﻮم اﻟﻠﻴﻞ ‪ ..‬ﻓﺘﺮك ﻗﻴﺎم‬
‫آ ﻼم اﷲ ﺑﻜ ﻼم اﻟﺒﺸﺮ ‪ .. -‬وإﻧﻤﺎ ﺗﻠﻄﻒ ﻣﻌﻪ‬ ‫اﻟﻠﻴﻞ ‪..‬‬
‫‪ ..‬وﻗﺎل ‪ : ρ‬اﻋﺮﺿﻬﺎ ﻋﻠﻲ ‪..‬‬ ‫ﻧﻌ ﻢ ‪ ..‬آ ﺎن ‪ ε‬ﻳﺴ ﺘﻌﻤﻞ ه ﺬا اﻷﺳ ﻠﻮب اﻟ ﺮاﺋﻊ ﻣ ﻊ‬
‫ﻓﺸ ﺮع ﺳ ﻮﻳﺪ ﻳﻘ ﺮأ ﻣﺎ ﻳﺤﻔﻆ ﻣﻦ آﻼم ﻟﻘﻤﺎن‬ ‫ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻨﺎس ‪ ..‬وﻣﻊ اﻟﻮﺟﻬﺎء ﺧﺎﺻﺔ ‪..‬‬
‫ﺣ َﻜ ِﻤ ﻪ ‪ ..‬ورﺳ ﻮل اﷲ ‪ ε‬ﻳﺴ ﺘﻤﻊ إﻟ ﻴﻪ ﺑﻜ ﻞ‬ ‫وِ‬ ‫ﻓﻲ ﺑﺪاﻳﺔ ﺑﻌﺜﺔ اﻟﻨﺒﻲ ‪ .. ε‬آﺎن اﻟﻨﺎس ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﻣﻘﺒﻞ‬
‫هﺪوووء ‪..‬‬ ‫وﻣﺪﺑﺮ ‪..‬‬
‫ﻓﻠﻤ ﺎ اﻧﺘﻬ ﻰ ﺳ ﻮﻳﺪ ‪ ..‬ﻗ ﺎل ‪ ε‬ﻟ ﻪ ‪ :‬إن ه ﺬا‬ ‫وآ ﺎن رﺟ ﻞ ﻓ ﻲ اﻟﻤﺪﻳ ﻨﺔ اﺳﻤﻪ ﺳﻮﻳﺪ ﺑﻦ اﻟﺼﺎﻣﺖ‬
‫ﻟﻜﻼم ﺣﺴﻦ ‪..‬‬ ‫ﻼ ﺷﺎﻋﺮًا ‪..‬‬‫ﻼ ﺷ ﺮﻳﻔ ًﺎ ﻓ ﻲ ﻗ ﻮﻣﻪ ‪ ..‬ﻋ ﺎﻗ ً‬
‫وآ ﺎن رﺟ ً‬
‫ﺛ ﻢ ﻗ ﺎل ‪ -‬ﻣﺸ ﻮﻗ ًﺎ ﻟﺴ ﻮﻳﺪ ‪ : -‬واﻟ ﺬي ﻣﻌ ﻲ‬ ‫ﻳﺤﻔﻆ آﻼم اﻟﺤﻜﻤﺎء ‪ ..‬ﺣﺘﻰ ﻗﻴﻞ إﻧﻪ آﺎن ﻳﺤﻔﻆ آﻞ‬
‫أﻓﻀﻞ ﻣﻦ هﺬا ‪ ..‬ﻗﺮﺁن أﻧﺰﻟﻪ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻠﻲ‬ ‫ﻣﺎ روي ﻋﻦ ﻟﻘﻤﺎن اﻟﺤﻜﻴﻢ ‪..‬‬
‫‪ ..‬هﻮ هﺪى وﻧﻮر ‪..‬‬ ‫ﺣﺘ ﻰ ﺑﻠ ﻎ ﻣ ﻦ إﻋﺠ ﺎب اﻟ ﻨﺎس ﺑ ﻪ أﻧﻬ ﻢ آﺎﻧ ﻮا‬
‫ﺛ ﻢ ﺗ ﻼ ﻋﻠ ﻴﻪ رﺳﻮل اﷲ ‪ ρ‬اﻟﻘﺮﺁن ‪ ..‬ودﻋﺎﻩ‬ ‫ﻳﺴ ﻤﻮﻧﻪ ‪ :‬اﻟﻜﺎﻣ ﻞ ‪ ..‬ﻟﺠﻠ ﺪﻩ وﺷ ﻌﺮﻩ ‪ ..‬وﺷ ﺮﻓﻪ‬
‫إﻟﻰ اﻹﺳﻼم ‪ ..‬وﺳﻮﻳﺪ ﻳﺴﺘﻤﻊ ﻣﻨﺼﺘًﺎ ‪ ..‬ﻓﻠﻤﺎ‬ ‫وﻧﺴﺒﻪ ‪ ..‬وهﻮ اﻟﺬي ﻳﻘﻮل ‪:‬‬
‫ﻓ ﺮغ ‪ ε‬ﻣﻦ آﻼﻣﻪ ‪ ..‬ﻇﻬﺮ ﻋﻠﻰ ﺳﻮﻳﺪ اﻟﺘﺄﺛﺮ‬ ‫أﻻ رب ﻣﻦ ﺗﺪﻋﻮ ﺻﺪﻳﻘ ًﺎ وﻟﻮ ﺗﺮى‬
‫‪ ..‬وﻗﺎل ‪ :‬إن هﺬا ﻟﻘﻮل ﺣﺴﻦ ‪..‬‬ ‫ﻣﻘﺎﻟ ﺘﻪ ﺑﺎﻟﻐ ﻴﺐ ﺳ ﺎءك ﻣ ﺎ‬
‫ﺛ ﻢ اﻧﺼﺮف ﺳﻮﻳﺪ ﻋﻦ اﻟﻨﺒﻲ ‪ .. ε‬وﻻ ﻳﺰال‬ ‫ﻳﻔﺮي‬
‫ﻣﺘﺄﺛﺮًا ﺑﻤﺎ ﺳﻤﻊ ‪..‬‬ ‫ﻣﻘﺎﻟﺘﻪ آﺎﻟﺸﻬﺪ ﻣﺎ آﺎن ﺷﺎهﺪًا‬
‫ﻓﻘﺪم اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﻣﻪ ‪ ..‬ﻓﻠﻢ ﻳﻠﺒﺚ أن وﻗﻊ‬ ‫وﺑﺎﻟﻐ ﻴﺐ ﻣﺄﺛ ﻮر ﻋﻠ ﻰ ﺛﻐ ﺮة‬
‫ﻗ ﺘﺎل ﺑ ﻴﻦ ﻗﺒﻴﻠﺘ ﻲ اﻷوس واﻟﺨ ﺰرج ‪ ..‬وآﺎن‬ ‫اﻟﻨﺤﺮ‬
‫ﻣﻦ ﻗﺒﻴﻠﺔ اﻷوس ﻓﻘﺘﻠﺘﻪ اﻟﺨﺰرج ‪..‬‬ ‫ﻳﺴﺮك ﺑﺎدﻳﻪ وﺗﺤﺖ أدﻳﻤﻪ‬
‫وذﻟﻚ ﻗﺒﻞ أن ﻳﻬﺎﺟﺮ اﻟﻨﺒﻲ ‪ ε‬إﻟﻰ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ‪..‬‬ ‫ﻧﻤ ﻴﻤﺔ ﻏ ﺶ ﺗﺒﺘ ﺮي ﻋﻘ ﺐ‬
‫وﻻ ﻳ ﺪرى ه ﻞ أﺳ ﻠﻢ أم ﻻ ؟ وإن آ ﺎن رﺟ ﻞ‬ ‫اﻟﻈﻬﺮ‬
‫ﻣ ﻦ ﻗ ﻮﻣﻪ ﻟ ﻴﻘﻮﻟﻮن ‪ :‬إﻧ ﺎ ﻟﻨ ﺮاﻩ ﻗﺪ ﻗﺘﻞ وهﻮ‬ ‫ﺗﺒﻴﻦ ﻟﻚ اﻟﻌﻴﻨﺎن ﻣﺎ هﻮ آﺎﺗﻢ‬
‫ﻣﺴﻠﻢ ‪..‬‬ ‫ﻣ ﻦ اﻟﻐ ﻞ واﻟﺒﻐﻀ ﺎء ﺑﺎﻟﻨﻈ ﺮ‬
‫اﻟﺸﺰر‬

‫‪171‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬ ‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ووﻗﻌ ﺖ ﻳ ﻮﻣ ًﺎ ﻣ ﺎ ﻓ ﻲ ﻣﻮﻗﻒ أﻏﺎﻇﻪ ﻓﺴﺤﺒﺖ‬ ‫ﺑﺎﺧﺘﺼﺎر ‪..‬‬
‫ﻣ ﻦ رﺻ ﻴﺪك اﻟﻌﺎﻃﻔ ﻲ ﻣﻘ ﺪارًا ﻣﻌﻴ ﻨ ًﺎ ‪ ..‬ﻓ ﺈن‬ ‫أﺳﺮف ﻓﻲ اﻟﻤﺪﻳﺢ ‪ ..‬واﻗﺘﺼﺪ ﻓﻲ اﻟﻨﻘﺪ ‪..‬‬
‫ه ﺬا ﻟ ﻦ ﻳﺆﺛ ﺮ آﺜﻴ ﺮًا ﻷن رﺻ ﻴﺪك اﻟﻌﺎﻃﻔ ﻲ‬ ‫اﻟﺮﺻﻴﺪ اﻟﻌﺎﻃﻔﻲ‬ ‫‪79.‬‬
‫ﻋﻨﺪﻩ آﺜﻴﺮ ‪..‬‬ ‫ﺗﺼﻮرات اﻟﻨﺎس ﻋﻨﺎ ﻧﺤﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﻧﺼﻨﻌﻬﺎ ‪..‬‬
‫وإذا اﻟﺤﺒﻴﺐ أﺗﻰ ﺑﺬﻧﺐ واﺣﺪ‬ ‫ﻓﻠﻮ ﻟﻘﻴﻚ ﺷﺨﺺ ﻓﻲ اﻟﺴﻮق ﻓﻌﺒﺲ ﻓﻲ وﺟﻬﻚ ‪..‬‬
‫ﺟ ﺎءت ﻣﺤﺎﺳ ﻨﻪ‬ ‫ﺛﻢ ﻟﻘﻴﻚ ﻓﻲ ﺑﻘﺎﻟﺔ ‪ ..‬ﻓﻌﺒﺲ ﻓﻲ وﺟﻬﻚ أﻳﻀ ًﺎ ‪..‬‬
‫ﺑﺄﻟﻒ ﺷﻔﻴﻊ‬ ‫ﺛ ﻢ ﺻ ﺎدﻓﺘﻪ ﻓﻲ ﻋﺮس ‪ ..‬ﻓﻠﻘﻴﻚ ﻋﺎﺑﺴ ًﺎ ‪ ..‬ﻟﺮﺳﻤﺖ‬
‫أﻣ ﺎ إن ﻟ ﻢ ﻳﻜ ﻦ ﻋ ﻨﺪﻩ ﻟ ﻚ رﺻ ﻴﺪ ﻋﺎﻃﻔ ﻲ‬ ‫ﻋ ﻨﻪ ﺻ ﻮرة ﻗﺎﺗﻤ ﺔ ﻓ ﻲ ﻣﺨﻴﻠ ﺘﻚ ‪ ..‬ﻓ ﺈذا رأﻳ ﺖ‬
‫وﺟﻌﻠ ﺖ ﺗﺴ ﺤﺐ ﻣ ﻦ اﻟﺮﺻ ﻴﺪ وﻟ ﻴﺲ ﻓ ﻴﻪ‬ ‫ﺻ ﻮرﺗﻪ أو ﺳ ﻤﻌﺖ اﺳ ﻤﻪ ﻓ ﻲ ﻣﻜ ﺎن ﺗ ﺒﺎدر إﻟ ﻰ‬
‫ﻼ ‪ ..‬ﻓ ﺈن ﺣﺴ ﺎﺑﻚ ﻋ ﻨﺪﻩ ﺳ ﻴﻜﻮن‬ ‫ﺷ ﻲء أﺻ ً‬ ‫ذهﻨﻚ ذاك اﻟﻮﺟﻪ اﻟﻌﺎﺑﺲ ‪..‬‬
‫ﺑﺎﻟ ﻨﺎﻗﺺ !! وﺑﺎﻟﺘﺎﻟ ﻲ ﻗ ﺪ ﻳﻘ ﻊ ﻓ ﻲ ﻗﻠ ﺒﻪ ﻟ ﻚ‬ ‫وﻟ ﻮ ﻟﻘ ﻴﻚ ﺷ ﺨﺺ ﺑﺎﺑﺘﺴ ﺎﻣﺔ ﻓ ﻲ ﻣﻮﻗ ﻒ ‪ ..‬ﺛ ﻢ‬
‫آ ﺮﻩ ‪ ..‬أو اﺳ ﺘﺜﻘﺎل ‪ ..‬ﻷﻧ ﻚ ﺗﺴ ﺤﺐ ﻣ ﻦ‬ ‫اﺑﺘﺴ ﻢ ﻓﻲ ﻟﻘﺎء ﺁﺧﺮ ‪ ..‬وﺛﺎﻟﺚ ‪ ..‬ﻻﻧﻄﺒﻊ ﻓﻲ ذهﻨﻚ‬
‫رﺻﻴﺪك اﻟﻌﺎﻃﻔﻲ وﻻ ﺗﻮدع ‪..‬‬ ‫ﻋﻨﻪ ﺻﻮرة ﻣﺸﺮﻗﺔ ‪..‬‬
‫أﻟ ﻢ ﺗﺴ ﻤﻊ ﻳﻮﻣ ًﺎ ﻋﻦ زوﺟﺔ ﻃﻠﻘﻬﺎ زوﺟﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ه ﺬا ﻓ ﻴﻤﻦ ﻻ ﻳﻜﻮن ﺑﻴﻨﻚ وﺑﻴﻨﻪ ﻋﻼﻗﺔ داﺋﻤﺔ وإﻧﻤﺎ‬
‫ﻓ ﺈذا ﺳﺌﻠﺖ ﻋﻦ ﺳﺒﺐ اﻟﻄﻼق ﻗﺎﻟﺖ ‪ :‬اﻟﺴﺒﺐ‬ ‫هﻲ ﻟﻘﺎءات ﻋﺎﺑﺮة ‪..‬‬
‫ﺗﺎﻓ ﻪ ‪ ..‬ﻃﻠ ﺐ ﻣﻨﻲ اﻟﺬهﺎب ﻣﻌﻪ ﻟﺰﻳﺎرة أﺧﺘﻪ‬ ‫أﻣ ﺎ اﻷﺷ ﺨﺎص اﻟ ﺬي ﻧﻠﻘ ﺎهﻢ داﺋﻤ ًﺎ آﺰوﺟﺔ وأوﻻد‬
‫ﻓﺮﻓﻀ ﺖ ‪ ..‬ﻓﻐﻀ ﺐ وﺟﻌﻞ ﻳﺴﺒﻨﻲ وﻳﺸﺘﻤﻨﻲ‬ ‫‪ ..‬وزﻣ ﻼء ﻓﻲ ﻣﻜﺘﺐ ‪ ..‬وﺟﻴﺮان ﻓﻲ ﺣﺎرة ‪ ..‬ﻓﺈن‬
‫ﺛﻢ ﻃﻠﻘﻨﻲ !!‬ ‫ﺗﻌﺎﻣﻠﻨﺎ ﻣﻌﻬﻢ ﻟﻦ ﻳﻜﻮن ﺑﺄﺳﻠﻮب واﺣﺪ داﺋﻤ ًﺎ ‪ ..‬ﻧﻌﻢ‬
‫وﻟ ﻮ ﺗﺄﻣﻠ ﺖ ﺑ ﺬآﺎء ﻓ ﻲ ﺳ ﺒﺐ اﻟﻄ ﻼق ‪ ..‬ﻟﻤ ﺎ‬ ‫ه ﻢ ﺳ ﻴﺮوﻧﻨﺎ ﺿ ﺎﺣﻜﻴﻦ ﻟﻄﻴﻔ ﻴﻦ ‪ ..‬ﻟﻜ ﻨﻬﻢ ﺣ ﺘﻤ ًﺎ‬
‫وﺟ ﺪت اﻟﺴ ﺒﺐ ه ﻮ ه ﺬا اﻟﻤﻮﻗ ﻒ اﻟ ﺘﺎﻓﻪ ‪..‬‬ ‫ﺳ ﻴﺮوﻧﻨﺎ ﺗ ﺎرة ﻏﺎﺿ ﺒﻴﻦ ‪ ..‬وﺗ ﺎرة ﻋﺎﺑﺴ ﻴﻦ ‪ ..‬أو‬
‫وإﻧﻤ ﺎ ه ﺬا اﻟﻤﻮﻗ ﻒ ه ﻮ اﻟﻘﺸ ﺔ اﻟﺘﻲ ﻗﺼﻤﺖ‬ ‫ﻣﺨﺎﺻﻤﻴﻦ ‪ ..‬أو ﺷﺎﺗﻤﻴﻦ ‪ ..‬ﻷﻧﻨﺎ ﺑﺸﺮ ‪..‬‬
‫ﻇﻬﺮ اﻟﺒﻌﻴﺮ ‪..‬‬ ‫وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﺈن ﻣﺤﺒﺘﻬﻢ ﻟﻨﺎ ﺗﺘﺤﺪد ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺐ ﻃﻐﻴﺎن‬
‫ﻼ آﺎن ﻟﻪ ﺟﻤﻞ ﺟﻠﺪ ﻗﻮي ‪..‬‬ ‫ﻓﻘ ﺪ ذُآ ﺮ أن رﺟ ً‬ ‫ﺣﺴﻨﺎﺗﻨﺎ ﻋﻨﺪهﻢ أو ﺳﻴﺌﺎﺗﻨﺎ ‪ ..‬أو ﻗﻞ ﺑﻌﺒﺎرة أﺧﺮى‬
‫ﻓ ﺄراد ﺳ ﻔﺮًا ‪ ..‬ﻓﺠﻌ ﻞ ﻳﺤﻤ ﻞ ﻣ ﺘﺎﻋﻪ ﻋﻠﻴﻪ ‪..‬‬ ‫‪ :‬ﺗ ﺘﺤﺪد ﻣﺤﺒ ﺘﻬﻢ ﻟ ﻨﺎ ﺑﺤﺴ ﺐ ﻣﻘ ﺪار اﻟﺮﺻ ﻴﺪ‬
‫وﻳ ﺮﺑﻄﻪ ﻋﻠ ﻰ ﻇﻬ ﺮﻩ ‪ ..‬واﻟﺠﻤﻞ ﻣﺘﻤﺎﺳﻚ ‪..‬‬ ‫اﻟﻌﺎﻃﻔﻲ اﻟﺬي ﻓﻲ ﺣﺴﺎﺑﻨﺎ ﻋﻨﺪهﻢ ‪..‬‬
‫ﺣﺘﻰ آﻮم ﻋﻠﻰ ﻇﻬﺮﻩ ﻣﺎ ﻳﺤﻤﻠﻪ أرﺑﻌﺔ ﺟﻤﺎل‬ ‫آﻴﻒ ؟!‬
‫‪ ..‬ﻓ ﺒﺪأ اﻟﺒﻌﻴ ﺮ ﻳﻬﺘ ﺰ ﻣﻦ ﺛﻘﻞ اﻟﺤﻤﻞ واﻟﻨﺎس‬ ‫ﻋ ﻨﺪﻣﺎ ﻳﻘ ﻊ ﻟ ﻚ ﻣﻮﻗ ﻒ ﺟﻤ ﻴﻞ ﻣ ﻊ إﻧﺴ ﺎن ﻓﺈﻧ ﻚ‬
‫ﻳﺼ ﻴﺤﻮن ﺑﺎﻟﺮﺟﻞ ‪ :‬ﻳﻜﻔﻲ ﻣﺎ ﺣﻤﻠﺖ ﻋﻠﻴﻪ ‪..‬‬ ‫ﺗﻀ ﻴﻒ إﻟ ﻰ ﺳ ﺠﻞ ذآ ﺮﻳﺎﺗﻪ ذآ ﺮى ﺟﻤ ﻴﻠﺔ ﻋﻨﻚ ‪..‬‬
‫ﻓﺄﺧ ﺬ ﺣ ﺰﻣﺔ ﻣ ﻦ ﺗ ﺒﻦ وﻗ ﺎل ‪ :‬ه ﺬﻩ ﺧﻔ ﻴﻔﺔ‬ ‫أو ﺑﻌ ﺒﺎرة أﺧ ﺮى ﺗﻔ ﺘﺢ ﻟ ﻚ ﻓ ﻲ ﻗﻠ ﺒﻪ ﺣﺴ ﺎﺑ ًﺎ ﺗﻮدع‬
‫وهﻲ ﺁﺧﺮ اﻟﻤﺘﺎع ‪ ..‬ﻓﻠﻤﺎ ﻃﺮﺣﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻇﻬﺮﻩ‬ ‫ﻓﻴﻪ ﻣﺤﺒﺔ ﻟﻚ واﺣﺘﺮاﻣ ًﺎ ‪ ..‬ﺛﻢ ﺗﺘﻮﻟﻰ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ زﻳﺎدة‬
‫ﺳ ﻘﻂ اﻟﺒﻌﻴ ﺮ ﻋﻠ ﻰ اﻷرض ‪ ..‬ﻓﻘ ﻴﻞ ‪ :‬ﻗﺸ ﺔ‬ ‫رﺻﻴﺪك اﻟﻌﺎﻃﻔﻲ أو اﻟﺴﺤﺐ ﻣﻨﻪ ‪..‬‬
‫ﻗﺼﻤﺖ ﻇﻬﺮ ﺑﻌﻴﺮ !!‬ ‫ﻓﻜ ﻞ اﺑﺘﺴ ﺎﻣﺔ ﺗﻘﺎﺑﻠ ﻪ ﺑﻬ ﺎ ‪ ..‬ﺗ ﺰﻳﺪ ﻣ ﻦ رﺻ ﻴﺪك‬
‫وﻟ ﻮ ﺗﻔﻜ ﺮت ﻟ ﺮأﻳﺖ أن اﻟﻘﺸ ﺔ ﻣﻈﻠ ﻮﻣﺔ‬ ‫اﻟﻌﺎﻃﻔﻲ ﻋﻨﺪﻩ ‪..‬‬
‫ﻓﻠﻴﺴ ﺖ ه ﻲ اﻟﺘ ﻲ ﻗﺼﻤﺖ ﻇﻬﺮ اﻟﺒﻌﻴﺮ وإﻧﻤﺎ‬ ‫وآﻞ هﺪﻳﺔ ‪ ..‬ﺗﺰﻳﺪ رﺻﻴﺪك اﻟﻌﺎﻃﻔﻲ ‪..‬‬
‫اﻧﻘﺼ ﻢ ﻇﻬ ﺮ اﻟﺒﻌﻴ ﺮ ﺑﺴ ﺒﺐ ﺗ ﺮاآﻤﺎت آ ﺒﺎر‬ ‫وآﻞ ﻣﺠﺎﻣﻠﺔ ‪ ..‬ﺗﺰﻳﺪ رﺻﻴﺪك اﻟﻌﺎﻃﻔﻲ ‪..‬‬
‫ﺻ ﺒﺮ اﻟﺒﻌﻴ ﺮ ﻋﻠ ﻰ أوﻟﻬﺎ ‪ ..‬وﺻﺒﺮ ‪ ..‬وﺻﺒﺮ‬ ‫وآ ﻞ إهﺎﻧ ﺔ ﺗﻘ ﻊ ﻣﻨﻚ ﻟﻪ ‪ ..‬أو ﻣﺴﺒﺔ ‪ ..‬أو ﺷﺘﻢ ‪..‬‬
‫‪ ..‬ﺣﺘ ﻰ ﻟ ﻢ ﻳﻄ ﻖ ﺻ ﺒﺮًا ‪ ..‬ﻓﺎﻧﻘﺼ ﻢ ﻇﻬ ﺮﻩ‬ ‫ﻓﺈﻧﻚ ﺗﺴﺤﺐ ﻣﻦ رﺻﻴﺪك اﻟﻌﺎﻃﻔﻲ ‪..‬‬
‫ﺑﺸﻲء ﺻﻐﻴﺮ ‪..‬‬ ‫وﺑﺎﻟﺘﺎﻟ ﻲ إذا آ ﺎن رﺻ ﻴﺪك اﻟﻌﺎﻃﻔﻲ ﻋﻨﺪﻩ آﺜﻴﺮًا ‪..‬‬
‫‪172‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬ ‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 80.‬اﻟﺴﺎﺣﺮ ‪..‬‬ ‫وهﻜ ﺬا اﻟﻤ ﺮأة اﻟﺘ ﻲ ﻃﻠﻘﻬ ﺎ زوﺟﻬ ﺎ ‪ ..‬أﺟ ﺰم أن‬
‫ﺳﻤﱢﻌﻨﺎ آﻠﻤﺔ ﺣﻠﻮة‬ ‫اﻟﻜ ﻼم ﺑ ﺒﻼش ‪ ..‬ﻳ ﺎ أﺧ ﻲ َ‬ ‫اﻟﺴ ﺒﺐ ﻟ ﻴﺲ ه ﻮ ﺗ ﺮآﻬﺎ زﻳ ﺎرة أﺧ ﺘﻪ ﻓﺤﺴ ﺐ ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫وإﻧﻤ ﺎ ﺗ ﺮاآﻤﺎت ﻗ ﺒﻠﻪ ‪ ..‬ﻣ ﻦ ﻋﺼ ﻴﺎن ﻟﻄﻠ ﺒﺎﺗﻪ ‪..‬‬
‫هﻜﺬا ﺑﺪأت اﻟﻤﺴﻜﻴﻨﺔ ﺗﻌﺎﺗﺐ زوﺟﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ﻋ ﺪم ﺗﺤﻘ ﻴﻖ ﻟ ﺮﻏﺒﺎﺗﻪ ‪ ..‬ﻋ ﺪم ﺗﺤﺒ ﺒﻬﺎ إﻟ ﻴﻪ ‪..‬‬
‫ﺻ ﺤﻴﺢ ه ﻮ ﻣ ﺎ ﻗﺼ ﺮ ﻣﻌﻬ ﺎ ﻓ ﻲ ﻃﻌ ﺎم وﻻ‬ ‫ﺗﻜﺒ ﺮهﺎ ﻋﻠ ﻴﻪ ‪ ..‬ﻋ ﺪم اﺣﺘﺮام رأﻳﻪ ‪ ..‬ﻓﻬﻲ ﺗﺴﺤﺐ‬
‫ﻟ ﺒﺎس ‪ ..‬وﻟﻜ ﻨﻪ ﻟ ﻢ ﻳﻜ ﻦ ﻳﺴ ﺤﺮهﺎ ﺑﻤﻌﺴ ﻮل‬ ‫دوﻣ ًﺎ ﻣ ﻦ رﺻ ﻴﺪهﺎ اﻟﻌﺎﻃﻔ ﻲ ﻋ ﻨﺪﻩ دون أن ﺗ ﻮدع‬
‫اﻟﻜﻼم ‪!! ..‬‬ ‫ﻓﻴﻪ ﺷﻴﺌ ًﺎ ‪ ..‬وﺗﺠﺮح وﻻ ﺗﺪاوي ‪..‬‬
‫ﻳﺠﻤ ﻊ اﻟﻌﻘ ﻼء أن أه ﻢ ﺻ ﻔﺎت اﻟﺒﺎﺋﻊ اﻟﻤﺎهﺮ‬ ‫وه ﻮ ﻳﺤ ﺘﻤﻞ وﻳﺤ ﺘﻤﻞ ‪ ..‬ﺣﺘ ﻰ ﺟ ﺎء ه ﺬا اﻟﻤﻮﻗ ﻒ‬
‫أن ﻳﻜ ﻮن ﺳ ﺎﺣﺮًا ﻓ ﻲ آﻼﻣ ﻪ ‪ ..‬ﻓﻴ ﺮدد ‪ :‬ﻣﻦ‬ ‫ﻓﻘﺼﻢ ﻇﻬﺮ اﻟﺒﻌﻴﺮ ‪..‬‬
‫ﻋﻴﻮﻧ ﻲ ‪ ..‬ﺗﻔﻀ ﻞ ‪ ..‬ﺧ ﻞ اﻟﺤﺴ ﺎب ﻋﻠﻴ ﻨﺎ ‪..‬‬ ‫وﻟ ﻮ أﻧﻬ ﺎ اﻋﺘ ﻨﺖ ﺑﻜﺜ ﺮة اﻹﻳ ﺪاع ﻓ ﻲ رﺻ ﻴﺪهﺎ‬
‫ﺗﻌﺒﻚ راﺣﺔ ‪..‬‬ ‫اﻟﻌﺎﻃﻔ ﻲ ‪ ..‬ﻣ ﻦ ﺣﺴ ﻦ ﻟﻘﺎء ﻟﻪ ‪ ..‬وﺗﻐﻨﺞ ودﻻل ‪..‬‬
‫وﺗﺰﻳﺪ ﻗﻴﻤﺔ اﻟﺒﺎﺋﻊ آﻠﻤﺎ زادت ﻋﺒﺎراﺗﻪ ﺟﻤﺎ ًﻻ‬ ‫وﺗﺤ ﺒﺐ إﻟ ﻴﻪ ‪ ..‬وﻣﻤﺎزﺣ ﺔ وﺧﻔ ﺔ ﻇ ﻞ ‪ ..‬وﻋ ﻨﺎﻳﺔ‬
‫‪ ..‬ﻓ ﺈن أﺿ ﺎف إﻟ ﻰ ﺣﺴ ﻦ اﻟﻌﺒﺎرة ﺟﻮدة ﻓﻲ‬ ‫ﺑﻄﻌﺎﻣ ﻪ وﻟﺒﺎﺳ ﻪ ‪ ..‬واﺣﺘ ﺮام ﻟ ﺮأﻳﻪ ‪ ..‬ﻟﺼ ﺎر‬
‫وﺻ ﻒ اﻟﺴ ﻠﻌﺔ ‪ ..‬وﻗﺪرة ﻋﻠﻰ إﻗﻨﺎع اﻟﺰﺑﻮن‬ ‫رﺻ ﻴﺪهﺎ اﻟﻌﺎﻃﻔ ﻲ آﺒﻴ ﺮًا ‪ ..‬وﻣﻠﻜ ﺖ ﻣﻠ ﻴﺎرات ﻓ ﻲ‬
‫ﺑﺎﻟﺸ ﺮاء ‪ ..‬ﺻ ﺎر ﻗ ﺪ اآﺘﺴﺐ ﻧﻮرًا ﻋﻠﻰ ﻧﻮر‬ ‫ﻗﻠ ﺒﻪ ‪ ..‬وﺑﺎﻟﺘﺎﻟ ﻲ ﻟ ﻦ ﻳﻀ ﺮ ﻟﻮ وﻗﻊ ﻣﻮﻗﻒ ﺳﺤﺒﺖ‬
‫‪..‬‬ ‫ﺑﻪ ﻣﻦ رﺻﻴﺪهﺎ اﻟﻌﺎﻃﻔﻲ ‪..‬‬
‫وﻳﺠﻤ ﻊ اﻟﻤﺠ ﺮﺑﻮن أن ﻣ ﻦ أه ﻢ ﺻ ﻔﺎت‬ ‫وﻗﻞ ﻣﺜﻞ ذﻟﻚ ﻓﻲ اﻟﻄﺎﻟﺐ اﻟﻤﺸﺎآﺲ اﻟﺬي ﻳﻘﻊ ﻣﻨﻪ‬
‫اﻟﺴﻜﺮﺗﻴﺮ أن ﻳﻜﻮن ﻟﺴﺎﻧﻪ ﻋﺬﺑ ًﺎ ‪ ..‬وﻋﺒﺎراﺗﻪ‬ ‫ﻣﻮﻗ ﻒ ﺻ ﻐﻴﺮ ﻓﻴﻐﻀ ﺐ اﻟﻤ ﺪرس ﻏﻀ ﺒ ًﺎ ﺷ ﺪﻳﺪًا ‪..‬‬
‫ﺳ ْﻢ ‪..‬‬
‫ﺣﻠ ﻮة ‪ ..‬ﻓﻴﻄ ﺮب اﻷﺳ ﻤﺎع ﺑﻘ ﻮﻟﻪ ‪َ :‬‬ ‫وﻗ ﺪ ﻳﻀ ﺮﺑﻪ وﻳﻄ ﺮدﻩ ﻣﻦ اﻟﻔﺼﻞ ‪ ..‬و ‪ ..‬ﺛﻢ ﻳﻘﻮل‬
‫أﺑﺸﺮ ‪ ..‬ﻧﺤﻦ ) ﺧﺪّاﻣﻴﻨﻚ ( ‪..‬‬ ‫اﻟﻄﺎﻟ ﺐ أﻧﺎ ﻣﺎ ﻓﻌﻠﺖ ﺷﻴﺌ ًﺎ هﻲ ﻣﺠﺮد ﻧﻜﺘﺔ أﻃﻠﻘﺘﻬﺎ‬
‫ورﺑﻤ ﺎ ﺷ ﻐﻔﺖ زوﺟ ﺔ ﺑ ﺰوﺟﻬﺎ ﺣ ﺒ ًﺎ ‪ ..‬وه ﻮ‬ ‫ﻣ ﻦ ﻏﻴ ﺮ اﺳ ﺘﺌﺬان ‪ ..‬وﻻ ﻳﻨﺘﺒﻪ إﻟﻰ أن هﺬﻩ اﻟﻨﻜﺘﺔ‬
‫آﺜﻴ ﺮ اﻟ ﺒﺨﻞ ﻗﻠ ﻴﻞ اﻟﺠﻤ ﺎل ‪ ..‬ﻟﻜ ﻨﻪ ﻳﺴ ﺤﺮهﺎ‬ ‫هﻲ اﻟﻘﺸﺔ اﻟﺘﻲ ﻗﺼﻤﺖ ﻇﻬﺮ اﻟﺒﻌﻴﺮ ‪..‬‬
‫ﺑﻌﺒﺎراﺗﻪ ‪..‬‬ ‫ﻗ ﻞ ﻣ ﺜﻠﻪ ﻓ ﻲ زﻣ ﻼء ﺗﺨﺎﺻ ﻤﻮا ‪ ..‬أو ﺟﻴ ﺮان‬
‫أذآ ﺮ أن ﺷ ﺎﺑ ًﺎ ﻣ ﺮاهﻘ ًﺎ آ ﺎن ﻣﻐ ﺮﻣ ًﺎ ﺑﻤﻐﺎزﻟ ﺔ‬ ‫ﺗﻨﺎزﻋﻮا ‪..‬‬
‫اﻟﻔﺘ ﻴﺎت ‪ ..‬وآ ﺎن ﻟ ﻪ ﻗ ﺪرة ﻋﺠﻴ ﺒﺔ ﻋﻠ ﻰ‬ ‫إذن ‪ ..‬ﻧﺤ ﻦ ﻧﺤ ﺘﺎج داﺋﻤ ًﺎ إﻟ ﻰ ﻧ ﻮدع ﻓ ﻲ ﻗﻠ ﺐ آﻞ‬
‫اﻹﻳﻘ ﺎع ﺑﻬ ﻦ ‪ ..‬وآ ﻢ ﻣ ﻦ ﻣﺴ ﻜﻴﻨﺔ ﺻ ﺎرت‬ ‫واﺣﺪ ﻧﻠﻘﺎﻩ رﺻﻴﺪًا ﻋﺎﻃﻔﻴ ًﺎ ‪..‬‬
‫ﻣﺘ ﻴﻤﺔ ﺑﺤ ﺒﻪ ‪ ..‬ﻋﺎﻟﻘ ﺔ ﺑﺸ ﺮاآﻪ ‪ ..‬وﻣ ﻦ‬ ‫اﻟ ﺰوج ﻳﺘﺤ ﻴﻦ اﻟﻔ ﺮص ﻟ ﻴﻮدع ﻓ ﻲ ﻗﻠﺐ زوﺟﺘﻪ ‪..‬‬
‫اﻟﻌﺠ ﺐ أﻧ ﻪ ﻟ ﻢ ﻳﻜ ﻦ ﻳﻤﻠ ﻚ ﺳ ﻴﺎرة ﻓﺎره ﺔ‬ ‫وﻳﺴﺠﻞ ﻧﻘﺎﻃ ًﺎ أآﺜﺮ وأآﺜﺮ ‪..‬‬
‫ﻳﻐ ﺮﻳﻬﻦ ﺑ ﺮآﻮﺑﻬﺎ ‪ ..‬وﻟ ﻢ ﺗﻜ ﻦ ﺟﻴ ﺒﻪ ﻣﻠﻴ ﺌﺔ‬ ‫واﻟﺰوﺟﺔ ﺗﺤﺘﺎج أﻳﻀ ًﺎ ‪..‬‬
‫ﺑﺎﻟﻤﺎل ﻟﻴﻐﺪق ﻋﻠﻴﻬﻦ اﻟﻬﺪاﻳﺎ ‪..‬‬ ‫واﻟﻮﻟﺪ ﻳﺤﺘﺎج أن ﻳﻮدع ﻓﻲ ﻗﻠﺐ واﻟﺪﻩ ‪..‬‬
‫وﻻ ﺗﻈ ﻨﻦ أﻧ ﻪ أوﺗﻲ وﺳﺎﻣﺔ أو ﺟﻤﺎ ًﻻ ‪ ..‬آﻼ‬ ‫واﻟﻤﺪرس ﻣﻊ ﻃﻼﺑﻪ ‪ ..‬واﻷخ ﻣﻊ أﺧﻴﻪ ‪..‬‬
‫‪ ..‬ﻓﺈﻧﻲ أﺳﺄل اﷲ ﻟﻚ أن ﻻ ﺗﺒﺘﻠﻰ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ إﻟﻰ‬ ‫ﺑ ﻞ ﺣﺘ ﻰ اﻟﻤﺪﻳﺮ ﻣﻊ ﻣﻦ هﻢ ﺗﺤﺖ إدارﺗﻪ ‪ ..‬ﻳﺤﺘﺎج‬
‫وﺟﻬﻪ !!‬ ‫إﻟﻰ ذﻟﻚ ‪..‬‬
‫ﻟﻜ ﻨﻪ آ ﺎن ﻳﻐﻠ ﻖ ﻓﻤ ﻪ ﻋﻠ ﻰ ﻟﺴ ﺎن ‪ ..‬ﻟﻮ ﺗﻜﻠﻢ‬
‫ﻣﻊ ﺣﺠﺮ ﻟﻔﻠﻘﻪ ‪ ..‬وﻟﻮ ﺳﻤﻌﻪ ﻧﻬﺮ ﻟﺪﻓّﻘﻪ ‪..‬‬ ‫ﺑﺎﺧﺘﺼﺎر ‪..‬‬
‫ﻓﻜﺎن ﻳﺼﻄﺎد اﻟﻔﺘﻴﺎت ﺑﻠﺴﺎﻧﻪ اﺻﻄﻴﺎدًا ‪ ..‬ﺑﻞ‬ ‫وإذا اﻟﺤﺒﻴﺐ أﺗﻰ ﺑﺬﻧﺐ واﺣﺪ‬
‫ﻳﺴﺤﺮهﻦ ﺳﺤﺮًا ‪..‬‬ ‫ﺟﺎءت ﻣﺤﺎﺳﻨﻪ ﺑﺄﻟﻒ ﺷﻔﻴﻊ‬
‫وﺣﺪﻳﺜﻬﺎ اﻟﺴﺤﺮ اﻟﺤﻼل ﻟﻮ أﻧﻪ‬

‫‪173‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬ ‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫وﻟﻮ ﻗﺎل ‪ ..‬ﻟﻜﻦ ﻳﺎ ﻓﻼن ﻋﻨﺪي ﻃﻠﺐ ‪ :‬اﻃﻠﺐ‬ ‫ﻟﻢ ﻳﺠﻦ ﻗﺘﻞ اﻟﻤﺴﻠﻢ اﻟﻤﺘﺤﺮز‬
‫ﺳ ْﻢ ‪..‬‬
‫ﻋﻴﻮﻧﻲ ‪َ ..‬‬ ‫إن ﻃﺎل ﻟﻢ ﻳﻤﻠﻞ وإن هﻲ أوﺟﺰت‬
‫أرﻳ ﺪ ﻣ ﻨﻚ ﺧﺪﻣﺔ ‪ :‬ﺗﻔﻀﻞ ‪ ..‬ﺧﺪﻣﻨﺎ أﻧﺎﺳ ًﺎ ﻣﺎ‬ ‫ود اﻟﻤﺤﺪث أﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻮﺟﺰ‬
‫ﻳﺴﺎوون أﺛﺮ رﺟﻠﻴﻚ ‪..‬‬ ‫أﻗ ﺒﻞ ﻳ ﻮﻣ ًﺎ إﻟﻰ رﺳﻮل اﷲ ‪ ε‬ﺛﻼﺛ ُﺔ رﺟﺎل ﺳﺎدة ﻓﻲ‬
‫ﻣ ﺎرس ه ﺬا اﻷﺳﻠﻮب اﻟﺬي ﻳﺪﻏﺪغ اﻟﻤﺸﺎﻋﺮ‬ ‫ﻗﻮﻣﻬﻢ ‪..‬‬
‫‪ ..‬ﻣﻊ أﻣﻚ ‪ ..‬ﻧﻌﻢ أﺳﻤﻌﻬﺎ آﻠﻤﺎت رﻗﻴﻘﺔ ﻟﻴﻨﺔ‬ ‫ﻗ ﻴﺲ ﺑ ﻦ ﻋﺎﺻ ﻢ ‪ ..‬واﻟﺰﺑﺮﻗﺎن ﺑﻦ ﺑﺪر ‪ ..‬وﻋﻤﺮو‬
‫‪..‬‬ ‫ﺑﻦ اﻷهﺘﻢ ‪..‬‬
‫ﻣﻊ أﺑﻴﻚ ‪ ..‬زوﺟﺘﻚ ‪ ..‬أوﻻدك ‪ ..‬زﻣﻼﺋﻚ ‪..‬‬ ‫وآﻠﻬﻢ ﻣﻦ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﺗﻤﻴﻢ ‪..‬‬
‫ﻓﻬ ﺬا اﻷﺳ ﻠﻮب ﻻ ﻳﺨﺴ ﺮك ﺷ ﻴﺌ ًﺎ ‪ ..‬وﺗﺴ ﺤﺮ‬ ‫ﻓﺒﺪؤوا ﻳﺘﻔﺎﺧﺮون ‪..‬‬
‫ﺑﻪ اﻵﺧﺮﻳﻦ ‪ ..‬وﺗﺰﻳﻞ ﻣﺎ ﻓﻲ ﻧﻔﻮﺳﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘ ﺎل اﻟﺰﺑ ﺮﻗﺎن ‪ :‬ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪ ..‬أﻧﺎ ﺳﻴﺪ ﺗﻤﻴﻢ ‪..‬‬
‫واﻧﻈ ﺮ إﻟ ﻰ ﺣ ﺎل اﻷﻧﺼ ﺎر ‪ ψ‬ﺑﻌ ﺪ ﻣﻌ ﺮآﺔ‬ ‫واﻟﻤﻄ ﺎع ﻓ ﻴﻬﻢ ‪ ..‬واﻟﻤﺠ ﺎب ﻓ ﻴﻬﻢ ‪ ..‬أﻣ ﻨﻌﻬﻢ ﻣ ﻦ‬
‫ﺣﻨﻴﻦ ‪..‬‬ ‫اﻟﻈﻠﻢ ‪ ..‬ﻓﺂﺧﺬ ﻟﻬﻢ ﺑﺤﻘﻮﻗﻬﻢ ‪..‬‬
‫اﻷﻧﺼﺎر اﻟﺬﻳﻦ ﻗﺎﺗﻠﻮا ﻣﻊ اﻟﻨﺒﻲ ‪ τ‬ﻓﻲ ﺑﺪر ﺛﻢ‬ ‫ﺛ ﻢ أﺷ ﺎر إﻟ ﻰ اﻟﺴ ﻴﺪ اﻵﺧ ﺮ ﻋﻤ ﺮو ﺑ ﻦ اﻷه ﺘﻢ ‪..‬‬
‫ﻗ ﺘﻠﻮا ﻓ ﻲ أﺣ ﺪ ‪ ..‬وﺣﻮﺻ ﺮوا ﻓﻲ اﻟﺨﻨﺪق ‪..‬‬ ‫وﻗﺎل ‪ :‬وهﺬا ﻳﻌﻠﻢ ذاك ‪..‬‬
‫وﻻ زاﻟ ﻮا ﻣﻌ ﻪ ﻳﻘﺎﺗﻠ ﻮن وﻳُﻘ ﺘَﻠﻮن ‪ ..‬ﺣﺘ ﻰ‬ ‫ﻓﺄﺛﻨ ﻰ ﻋﻤ ﺮو ﻋﻠ ﻴﻪ وﻗ ﺎل ‪ :‬واﷲ ﻳ ﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ‪..‬‬
‫ﻓ ﺘﺤﻮا ﻣﻌ ﻪ ﻣﻜ ﺔ ‪ ..‬ﺛ ﻢ ﻣﻀ ﻮا إﻟ ﻰ ﻣﻌ ﺮآﺔ‬ ‫إﻧ ﻪ ﻟﺸ ﺪﻳﺪ اﻟﻌﺎرﺿ ﺔ ‪ ..‬ﻣﺎﻧ ﻊ ﻟﺠﺎﻧﺒﻪ ‪ ..‬ﻣﻄﺎع ﻓﻲ‬
‫ﺣﻨﻴﻦ ‪..‬‬ ‫ﻧﺎدﻳﻪ ‪..‬‬
‫ﻓﻔﻲ اﻟﺼﺤﻴﺤﻴﻦ ‪..‬‬ ‫ﺛﻢ ﺳﻜﺖ ﻋﻤﺮو ‪..‬‬
‫أن اﻟﻘ ﺘﺎل اﺷ ﺘﺪ أول اﻟﻤﻌ ﺮآﺔ ‪ ..‬واﻧﻜﺸ ﻒ‬ ‫ﻓﻐﻀ ﺐ اﻟﺰﺑ ﺮﻗﺎن ‪ ..‬وو ﱠد ﻟ ﻮ ﻷن ﻋﻤ ﺮوًا زاد ﻓ ﻲ‬
‫اﻟﻨﺎس ﻋﻦ رﺳﻮل اﷲ ‪ ..‬ﻓﺈذا اﻟﻬﺰﻳﻤﺔ ﺗﻠﻮح‬ ‫اﻟﺜﻨﺎء ‪ ..‬وﻇﻦ أﻧﻪ ﺣﺴﺪﻩ ﻋﻠﻰ ﺳﻴﺎدﺗﻪ ‪..‬‬
‫أﻣﺎم اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل اﻟﺰﺑﺮﻗﺎن ‪ :‬واﷲ ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪ ..‬ﻟﻘﺪ ﻋﻠﻢ ﻣﺎ‬
‫ﻓﺎﻟﺘﻔﺖ ‪ ε‬إﻟﻰ أﺻﺤﺎﺑﻪ ‪ ..‬ﻓﺈذا هﻢ ﻳﻔﺮون ﻣﻦ‬ ‫ﻗﺎل ‪ ..‬وﻣﺎ ﻣﻨﻌﻪ أن ﻳﺘﻜﻠﻢ ﺑﻪ إﻻ اﻟﺤﺴﺪ ‪..‬‬
‫ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﻐﻀ ﺐ ﻋﻤ ﺮو ‪ ..‬وﻗ ﺎل ‪ :‬أﻧ ﺎ أﺣﺴ ﺪك ؟!! ﻓ ﻮاﷲ‬
‫ﻓﺼﺎح ﺑﺎﻷﻧﺼﺎر ‪..‬‬ ‫إﻧﻚ ﻟﺌﻴﻢ اﻟﺨﺎل ‪ ..‬ﺣﺪﻳﺚ اﻟﻤﺎل ‪ ..‬أﺣﻤﻖ اﻟﻤﻮاﻟﺪ ‪..‬‬
‫ﻳﺎ ﻣﻌﺸﺮ اﻷﻧﺼﺎر ‪ ..‬ﻓﻘﺎﻟﻮا ‪ :‬ﻟﺒﻴﻚ ﻳﺎ رﺳﻮل‬ ‫ﻣﻀ ﻴﻊ ﻓ ﻲ اﻟﻌﺸ ﻴﺮة ‪ ..‬واﷲ ﻳ ﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ﻟﻘ ﺪ‬
‫اﷲ ‪..‬‬ ‫ﺻﺪﻗﺖ ﻓﻴﻤﺎ ﻗﻠﺖ أو ًﻻ ‪ ..‬وﻣﺎ آﺬﺑﺖ ﻓﻴﻤﺎ ﻗﻠﺖ ﺁﺧﺮًا‬
‫وﻋﺎدوا إﻟﻴﻪ ‪ ..‬وﺻﻔﻮا ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ ‪..‬‬ ‫ﻦ ﻣ ﺎ ﻋﻠﻤ ﺖ ‪..‬‬ ‫‪ ..‬ﻟﻜﻨ ﻲ رﺟ ﻞ رﺿ ﻴﺖ ﻓﻘﻠ ﺖ أﺣﺴ َ‬
‫وﻻ زاﻟ ﻮا ﻳﺪﻓﻌ ﻮن اﻟﻌ ﺪو ﺑﺴ ﻴﻮﻓﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﺢ ﻣ ﺎ وﺟ ﺪت ‪ ..‬وواﷲ ﻟﻘ ﺪ‬ ‫ﺖ أﻗ ﺒ َ‬
‫وﻏﻀ ﺒﺖ ﻓﻘﻠ ُ‬
‫وﻳﻔ ﺪون رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ε‬ﺑ ﻨﺤﻮرهﻢ ‪ ..‬ﺣﺘﻰ ﻓﺮ‬ ‫ﺻﺪﻗﺖ ﻓﻲ اﻷﻣﺮﻳﻦ ﺟﻤﻴﻌ ًﺎ ‪..‬‬
‫اﻟﻜﻔﺎر واﻧﺘﺼﺮ اﻟﻤﺴﻠﻤﻮن ‪..‬‬ ‫ﻓﻌﺠ ﺐ ‪ ε‬ﻣ ﻦ ﺳ ﺮﻋﺔ ﺣﺠ ﺘﻪ ‪ ..‬وﻗ ﻮة ﺑ ﻴﺎﻧﻪ ‪..‬‬
‫وﺑﻌ ﺪﻣﺎ اﻧ ﺘﻬﺖ اﻟﻤﻌ ﺮآﺔ‪ ..‬وﺟﻤﻌ ﺖ اﻟﻐ ﻨﺎﺋﻢ‬ ‫وﻣﻬﺎرات ﻟﺴﺎﻧﻪ ‪..‬‬
‫ﺑ ﻴﻦ ﻳ ﺪي اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ .. ε‬أﺧ ﺬوا ﻳﻨﻈ ﺮون إﻟﻴﻬﺎ‬ ‫ﻓﻘ ﺎل ‪ :‬إن ﻣ ﻦ اﻟﺒ ﻴﺎن ﻟﺴ ﺤﺮًا ‪ ..‬إن ﻣ ﻦ اﻟﺒ ﻴﺎن‬
‫‪..‬‬ ‫ﻟﺴﺤﺮًا )‪.. (91‬‬
‫وأﺣ ﺪهﻢ ﻳﺘﺬآ ﺮ أوﻻدﻩ اﻟﺠﻮﻋ ﻰ ‪ ..‬وأه َﻠ ﻪ‬ ‫ﻓﻜ ﻦ ﻣ ﺒﺪﻋ ًﺎ ﻓ ﻲ ﻣﻬ ﺎرات ﻟﺴ ﺎﻧﻚ ‪ ..‬ﻓﻠ ﻮ ﻗ ﺎل ﻟﻚ ‪:‬‬
‫اﻟﻔﻘ ﺮا ‪ ..‬وﻳ ﺮﺟﻮ أن ﻳ ﻨﺎﻟﻪ ﻣ ﻦ ه ﺬﻩ اﻟﻐ ﻨﺎﺋﻢ‬ ‫ﻧﺎوﻟﻨﻲ اﻟﻘﻠﻢ ‪ ..‬ﻗﻞ ‪ :‬ﻣﻦ ﻋﻴﻮﻧﻲ ‪ ..‬ﺗﻔﻀﻞ ‪..‬‬
‫ﺷﻲء ﻳﻮﺳﻊ ﺑﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ‪..‬‬
‫ﻓﺒﻴﻨﻤﺎ هﻢ ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ‪..‬‬
‫ﻓ ﺈذا ﺑﺮﺳ ﻮل اﷲ ‪ .. ε‬ﻳﺪﻋ ﻮ اﻷﻗ ﺮع ﺑ ﻦ‬ ‫رواﻩ اﻟﺤﺎآﻢ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺘﺪرك ‪ ،‬وأﺻﻠﻪ ﻓﻲ‬ ‫) ‪( 91‬‬
‫اﻟﺼﺤﻴﺤﻴﻦ‬
‫‪174‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬ ‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﻗﺎﻟ ﻮا ‪ :‬وﺑﻤ ﺎذا ﻧﺠﻴ ﺒﻚ ﻳ ﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪ ..‬وﷲ‬ ‫ﺣ ﺎﺑﺲ ‪ -‬ﻣ ﺎ أﺳ ﻠﻢ إﻻ ﻗ ﺒﻞ أﻳ ﺎم ﻓ ﻲ ﻓ ﺘﺢ ﻣﻜ ﺔ ‪..‬‬
‫وﻟﺮﺳﻮﻟﻪ اﻟﻤﻨﺔ واﻟﻔﻀﻞ ‪..‬‬ ‫ﻓﻴﻌﻄ ﻴﻪ ﻣﺎﺋ ﺔ ﻣ ﻦ اﻹﺑ ﻞ ‪ ..‬ﺛ ﻢ ﻳﺪﻋ ﻮ أﺑ ﺎ ﺳ ﻔﻴﺎن‬
‫ﺼ ﺪَﻗﺘﻢ‬‫ﻗ ﺎل ‪ :‬أﻣ ﺎ واﷲ ﻟ ﻮ ﺷ ﺌﺘﻢ ﻟﻘﻠ ﺘﻢ ‪ ..‬ﻓﻠ َ‬ ‫وﻳﻌﻄﻴﻪ ﻣﺎﺋﺔ ﻣﻦ اﻹﺑﻞ ‪..‬‬
‫ﺼﺪﱢﻗﺘﻢ ‪..‬‬‫وﻟ ُ‬ ‫وﻻ ﻳ ﺰال ﻳﻘﺴﻢ اﻟﻨﻌﻢ ‪ ..‬ﺑﻴﻦ أﻗﻮام ‪ ..‬ﻣﺎ ﺑﺬﻟﻮا ﺑﺬل‬
‫ﻟ ﻮ ﺷ ﺌﺘﻢ ﻟﻘﻠ ﺘﻢ ‪ :‬أﺗﻴﺘ ﻨﺎ ﻣﻜ ﺬﺑ ًﺎ ﻓﺼ ﺪﻗﻨﺎك ‪..‬‬ ‫اﻷﻧﺼ ﺎر ‪ ..‬وﻻ ﺟﺎه ﺪوا ﺟﻬ ﺎدهﻢ ‪ ..‬وﻻ ﺿ ﺤﻮا‬
‫وﻣﺨ ﺬو ًﻻ ﻓﻨﺼ ﺮﻧﺎك ‪ ..‬وﻃ ﺮﻳﺪًا ﻓﺂوﻳ ﻨﺎك ‪..‬‬ ‫ﺗﻀﺤﻴﺘﻬﻢ ‪..‬‬
‫ﻼ ﻓﻮاﺳﻴﻨﺎك ‪..‬‬ ‫وﻋﺎﺋ ً‬ ‫ﻓﻠﻤﺎ رأى اﻷﻧﺼﺎر ذﻟﻚ ‪..‬‬
‫ﺛ ﻢ ﻗ ﺎل ‪ :‬ﻳ ﺎ ﻣﻌﺸ ﺮ اﻷﻧﺼﺎر ‪ ..‬أوﺟﺪﺗﻢ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﻗ ﺎل ﺑﻌﻀ ﻬﻢ ﻟ ﺒﻌﺾ ‪ :‬ﻳﻐﻔ ﺮ اﷲ ﻟﺮﺳ ﻮل اﷲ ‪..‬‬
‫رﺳ ﻮل اﷲ ﻓ ﻲ أﻧﻔﺴ ﻜﻢ ‪ ..‬ﻓ ﻲ ﻟﻌﺎﻋ ﺔ ﻣ ﻦ‬ ‫ﻳﻌﻄ ﻲ ﻗﺮﻳﺸ ًﺎ وﻳﺘ ﺮآﻨﺎ ‪ ..‬وﺳ ﻴﻮﻓﻨﺎ ﺗﻘﻄ ﺮ ﻣ ﻦ‬
‫اﻟﺪﻧ ﻴﺎ ‪ ..‬ﺗﺄﻟﻔﺖ ﺑﻬﺎ ﻗﻮﻣ ًﺎ ﻟﻴﺴﻠﻤﻮا ‪ ..‬ووآﻠﺘﻢ‬ ‫دﻣﺎﺋﻬﻢ ‪..‬‬
‫اﻟﻰ إﺳﻼﻣﻜﻢ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎ رأى ﺳ ﻴﺪهﻢ ﺳ ﻌﺪ ﺑ ﻦ ﻋ ﺒﺎدة ‪ τ‬ذﻟ ﻚ ‪ ..‬دﺧ ﻞ‬
‫إن ﻗﺮﻳﺸ ًﺎ ﺣﺪﻳﺜﻮا ﻋﻬﺪ ﺑﺠﺎهﻠﻴﺔ وﻣﺼﻴﺒﺔ ‪..‬‬ ‫ﻋﻠﻰ رﺳﻮل اﷲ ‪ .. ε‬ﻓﻘﺎل ‪:‬‬
‫وإﻧﻲ أردت أن أﺟﺒﺮهﻢ ‪ ..‬وأﺗﺄﻟﻔﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﻳ ﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ..‬إن أﺻ ﺤﺎﺑﻚ ﻣﻦ اﻷﻧﺼﺎر وﺟﺪوا‬
‫أﻻ ﺗﺮﺿ ﻮن ﻳ ﺎ ﻣﻌﺸ ﺮ اﻷﻧﺼ ﺎر ‪ ..‬أن ﻳﺬهﺐ‬ ‫ﻋﻠﻴﻚ ﻓﻲ أﻧﻔﺴﻬﻢ ‪ ..‬ﻗﺎل ‪ :‬وﻣﺎ ذاك ؟!!‬
‫اﻟ ﻨﺎس ﺑﺎﻟﺸ ﺎة واﻟﺒﻌﻴﺮ ‪ ..‬وﺗﺮﺟﻌﻮن ﺑﺮﺳﻮل‬ ‫ﻗ ﺎل ‪ :‬ﻟﻤ ﺎ ﺻ ﻨﻌﺖ ﻓ ﻲ ه ﺬا اﻟﻔ ﺊ اﻟ ﺬي أﺻ ﺒﺖ ‪..‬‬
‫اﷲ ‪ ε‬إﻟﻰ ﺑﻴﻮﺗﻜﻢ ‪..‬‬ ‫ﻗﺴﻤﺖ ﻓﻲ ﻗﻮﻣﻚ ‪ ..‬وأﻋﻄﻴﺖ ﻋﻄﺎﻳ ًﺎ ﻋﻈﺎﻣ ًﺎ ‪ ..‬ﻓﻲ‬
‫ﻟ ﻮ ﺳ ﻠﻚ اﻟ ﻨﺎس وادﻳ ًﺎ أو ﺷ ﻌﺒ ًﺎ ‪ ..‬وﺳ ﻠﻜﺖ‬ ‫ﻗﺒﺎﺋﻞ اﻟﻌﺮب ‪..‬‬
‫اﻷﻧﺼ ﺎر وادﻳ ًﺎ أو ﺷ ﻌﺒ ًﺎ ‪ ..‬ﻟﺴ ﻠﻜﺖ وادي‬ ‫وﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻓﻲ اﻷﻧﺼﺎر ﻣﻨﻪ ﺷﺊ ‪..‬‬
‫اﻷﻧﺼﺎر ‪ ..‬أو ﺷﻌﺐ اﻷﻧﺼﺎر ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل ‪ : ε‬ﻓﺄﻳﻦ أﻧﺖ ﻣﻦ ذﻟﻚ ﻳﺎ ﺳﻌﺪ ؟‬
‫ﻓﻮاﻟﺬي ﻧﻔﺲ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻴﺪﻩ ‪ ..‬إﻧﻪ ﻟﻮﻻ اﻟﻬﺠﺮة‬ ‫ﻗ ﺎل ‪ :‬ﻳ ﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ..‬ﻣ ﺎ أﻧﺎ إﻻ اﻣﺮؤ ﻣﻦ ﻗﻮﻣﻲ‬
‫‪ ..‬ﻟﻜ ﻨﺖ اﻣ ﺮءًا ﻣ ﻦ اﻷﻧﺼ ﺎر ‪ ..‬اﻟﻠﻬ ﻢ ارﺣﻢ‬ ‫‪..‬‬
‫اﻷﻧﺼ ﺎر ‪ ..‬وأﺑ ﻨﺎء اﻷﻧﺼ ﺎر ‪ ..‬وأﺑ ﻨﺎء أﺑﻨﺎء‬ ‫ﻓﻘ ﺎل ‪ :‬ﻓﺎﺟﻤ ﻊ ﻟ ﻲ ﻗ ﻮﻣﻚ‪ ..‬ﻓﻠﻤﺎ اﺟﺘﻤﻌﻮا ‪ ..‬أﺗﺎهﻢ‬
‫اﻷﻧﺼﺎر ‪..‬‬ ‫رﺳﻮل اﷲ ‪..‬‬
‫ﻓﺒﻜﻰ اﻟﻘﻮم ﺣﺘﻰ أﺧﻀﻠﻮا ﻟﺤﺎهﻢ ‪ ..‬وﻗﺎﻟﻮا ‪:‬‬ ‫ﻓﺤﻤ ﺪ اﷲ وأﺛﻨ ﻰ ﻋﻠ ﻴﻪ ‪ ..‬ﺛ ﻢ ﻗ ﺎل ‪ :‬ﻳ ﺎ ﻣﻌﺸ ﺮ‬
‫ﺴ ﻤ ًﺎ وﺣﻈ ًﺎ‪ ..‬ﺛ ﻢ‬ ‫رﺿ ﻴﻨﺎ ﺑﺮﺳ ﻮل اﷲ َﻗ ْ‬ ‫اﻷﻧﺼﺎر ‪ ..‬ﻣﺎ ﻗﺎﻟﺔ ﺑﻠﻐﺘﻨﻲ ﻋﻨﻜﻢ ؟‬
‫اﻧﺼﺮف رﺳﻮل اﷲ وﺗﻔﺮﻗﻮا ‪..‬‬ ‫ﻗﺎﻟ ﻮا ‪ :‬أﻣ ﺎ رؤﺳ ﺎؤﻧﺎ ﻳ ﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ﻓﻠ ﻢ ﻳﻘﻮﻟ ﻮا‬
‫ﺑﻞ إﻧﻚ ﺑﺎﻟﻌﺒﺎرات اﻟﺠﻤﻴﻠﺔ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﺗﺨﺪر‬ ‫ﺷ ﻴﺌﺎ وأﻣ ﺎ ﻧ ﺎس ﻣ ﻨﺎ ﺣﺪﻳ ﺜﺔ أﺳ ﻨﺎﻧﻬﻢ ﻓﻘﺎﻟ ﻮا ﻳﻐﻔﺮ‬
‫اﻟﻨﺎس أﺣﻴﺎﻧ ًﺎ ‪..‬‬ ‫اﷲ ﻟﺮﺳ ﻮل اﷲ ﻳﻌﻄ ﻲ ﻗ ﺮﻳﺶ وﻳﺘ ﺮآﻨﺎ وﺳ ﻴﻮﻓﻨﺎ‬
‫ذآ ﺮ أﻧ ﻪ آ ﺎن ﻓ ﻲ ﺻ ﻌﻴﺪ ﻣﺼ ﺮ رﺟ ﻞ ﻏﻨ ﻲ‬ ‫ﺗﻘﻄﺮ ﻣﻦ دﻣﺎﺋﻬﻢ ‪..‬‬
‫ﻣﺘﺴ ﻠﻂ ﻳﺴ ﻤﻮﻧﻪ " اﻟﺒﺎﺷ ﺎ " آ ﺎن ﻳﻤﻠ ﻚ‬ ‫ﻓﻘ ﺎل ‪ : ε‬ﻳ ﺎ ﻣﻌﺸ ﺮ اﻷﻧﺼ ﺎر ‪ ..‬أﻟ ﻢ ﺗﻜﻮﻧﻮا ﺿﻼ ًﻻ‬
‫ﻓ ﺪادﻳﻦ ﻣ ﻦ اﻟﻤ ﺰارع ‪ ..‬آ ﺎن ﻣﺘﻐﻄﺮﺳ ًﺎ‬ ‫ﻓﻬﺪاآﻢ اﷲ ﺑﻲ ‪..‬‬
‫ﻳﻤ ﺎرس أﺻ ﻨﺎف اﻹذﻻل ﻋﻠ ﻰ اﻟﻤ ﺰارﻋﻴﻦ‬ ‫ﻗﺎﻟﻮا ‪ :‬ﺑﻠﻰ وﷲ ورﺳﻮﻟﻪ ‪ ..‬اﻟﻤﻨﺔ اﻟﻔﻀﻞ ‪..‬‬
‫اﻟﺼﻐﺎر ‪..‬‬ ‫ﻗ ﺎل ‪ :‬أﻟ ﻢ ﺗﻜﻮﻧ ﻮا ﻋﺎﻟ ﺔ ﻓﺄﻏ ﻨﺎآﻢ اﷲ ‪ ..‬وأﻋ ﺪا ًء‬
‫دارت اﻟ ﺰﻣﺎن دورﺗ ﻪ ﻓﺄﺻ ﺎب أرﺿ ﻪ ﻣ ﺎ‬ ‫ﻓﺄﻟﻒ ﺑﻴﻦ ﻗﻠﻮﺑﻜﻢ ‪..‬‬
‫أﺗﻠﻔﻬﺎ ‪ ..‬ﻓﺄﺻﺒﺢ ﻓﻘﻴﺮًا ﺑﻌﺪ ﻏﻨﻰ ‪ ..‬آﺴﻴﺮًا‬ ‫ﻗﺎﻟﻮا ‪ :‬ﺑﻠﻰ وﷲ ورﺳﻮﻟﻪ ‪ ..‬اﻟﻤﻨﺔ اﻟﻔﻀﻞ ‪..‬‬
‫ﺟ ﺎع أوﻻدﻩ وه ﻮ ﻟﻴﺲ ﻋﻨﺪﻩ ﻣﺼﺪر ﻳﺘﻜﺴﺐ‬ ‫ﺛ ﻢ ﺳ ﻜﺖ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ .. ε‬وﺳ ﻜﺘﻮا ‪ ..‬واﻧﺘﻈ َﺮ ‪..‬‬
‫ﻣ ﻨﻪ ‪ ..‬وﻻ ﻳﻌ ﺮف ﺻ ﻨﻌﺔ ﻏﻴ ﺮ اﻟ ﺰراﻋﺔ ‪..‬‬ ‫واﻧﺘﻈﺮوا ‪..‬‬
‫ﻟﻜﻦ أرﺿﻪ ﺗﺎﻟﻔﺔ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل ‪ :‬أﻻ ﺗﺠﻴﺒﻮﻧﻲ ﻳﺎ ﻣﻌﺸﺮ اﻷﻧﺼﺎر ‪..‬‬
‫‪175‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬ ‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﺑﺎﻟ ﺜﻮر اﻷﺑ ﻴﺾ ورﺑﻄ ﻪ ﺑﺎﻟﺤ ﺒﺎل ﻟﻴﺠ ﺮ‬ ‫ﻓﺨﺮج ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻋﻤﻞ ‪ ..‬أي ﻋﻤﻞ ‪..‬‬
‫اﻟﻤﺤ ﺮاث ‪ ..‬ﺛ ﻢ ﺗ ﻮﺟﻪ إﻟﻰ اﻟﺒﺎﺷﺎ وهﻮ ﻳﺮدد‬ ‫أﻗ ﺒﻞ ﻋﻠ ﻰ ﻣ ﺰرﻋﺔ ﻷﺣ ﺪ اﻟﻔﻼﺣﻴﻦ اﻟﻀﻌﻔﺎء اﻟﺬﻳﻦ‬
‫ﻼ ‪ :‬ﻳ ﺎ أﺣﺴ ﻦ ﺑﺎﺷ ﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ ‪ ..‬ﻳﺎ ﻗﻮي‬ ‫ﻗ ﺎﺋ ً‬ ‫ذاﻗ ﻮا ﻣ ﻦ إذﻻﻟ ﻪ ﻗ ﺪﻳﻤ ًﺎ ‪ ..‬دﺧﻞ ﻋﻠﻴﻪ ‪ ..‬وﻗﺎل ﺑﻜﻞ‬
‫‪ ..‬ﻳ ﺎ ﺑﻄ ﻞ ‪ ..‬واﻟﺒﺎﺷ ﺎ ﻳ ﺘﻠﻔﺖ ﻓ ﻲ زهﻮ ‪ ..‬ﺛﻢ‬ ‫ﻼ ‪ ..‬أﻗﻄﻒ اﻟﺜﻤﺮ ‪ ..‬أو‬ ‫ﻣﺬﻟ ﺔ ‪ :‬ه ﻞ أﺟ ﺪ ﻋ ﻨﻚ ﻋﻤ ً‬
‫رﺑ ﻂ اﻟﺤ ﺒﺎل ﻓ ﻲ آﺘﻔ ﻲ اﻟﺒﺎﺷ ﺎ ‪ ..‬ورآ ﺐ هﻮ‬ ‫أﻧﻘﻲ اﻟﺤﺒﻮب ‪ ..‬أو أﻗﻠﻢ اﻷﺷﺠﺎر ‪ ..‬أو ‪..‬‬
‫ﻋﻠﻰ اﻟﺤﺮاﺛﺔ ﻣﻌﻪ اﻟﺴﻮط !! وﺻﺎح ‪ :‬اﻣﺶ‬ ‫ﻓ ﺜﺎر اﻟﻤ ﺰارع ﻓﻲ وﺟﻬﻪ وﻗﺎل ‪ :‬أﻧﺖ ﺗﻌﻤﻞ ﻋﻨﺪي‬
‫‪ ..‬وﺿ ﺮب ﻇﻬ ﺮ اﻟ ﺜﻮر ﻓﺘﺤ ﺮك ‪ ..‬وﺗﺤ ﺮك‬ ‫!! أﻧ ﺖ اﻟﻤﺘﻜﺒ ﺮ اﻟﻤﺘﻐﻄ ﺮس ‪ ..‬اﻟﺤﻤ ﺪ ﷲ أن‬
‫اﻟﺒﺎﺷ ﺎ ﻳﺠ ﺮ اﻟﻤﺤ ﺮاث ‪ ..‬واﻟﻔ ﻼح ﻳ ﺮدد ‪:‬‬ ‫اﺳ ﺘﺠﺎب دﻋﺎءﻧ ﺎ ﻋﻠ ﻴﻚ وأذﻟ ﻚ ‪ ..‬ﺛ ﻢ ﻃ ﺮدﻩ ﻣ ﻦ‬
‫ﺟﻤ ﻴﻞ ﻳ ﺎ ﺑﺎﺷ ﺎ ‪ ..‬ﻣﻤ ﺘﺎز ﻳﺎ ﻣﻠﻚ ‪ ..‬وﻳﻀﺮب‬ ‫ﺑﺴﺘﺎﻧﻪ ‪..‬‬
‫ﻇﻬ ﺮ اﻟ ﺜﻮر ‪ ..‬وﻳﺼ ﻴﺢ أﻗ ﻮى ﻳ ﺎ ﺑﺎﺷ ﺎ ‪..‬‬ ‫ﻣﻀ ﻰ ﻳﺠ ﺮ ﻗﺪﻣﻲ ﺧﻴﺒﺘﻪ ‪ ..‬ﺣﺘﻰ دﺧﻞ ﺑﺴﺘﺎﻧ ًﺎ ﺁﺧﺮ‬
‫أﺣﺴﻦ ﻳﺎ ﺑﺎﺷﺎ ‪..‬‬ ‫‪ ..‬ﻓﺈذا ﺑﻔﻼح ﻟﻪ ﻣﻌﻪ ذآﺮﻳﺎت أﻟﻴﻤﺔ ‪ ..‬ﻓﻄﺮدﻩ آﻤﺎ‬
‫واﻟﺒﺎﺷﺎ اﻟﻤﺴﻜﻴﻦ ﻟﻢ ﻳﺘﻌﻮد ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ‪ ..‬ﻟﻜﻨﻪ‬ ‫ﻃﺮدﻩ اﻷول ‪..‬‬
‫آ ﺎن ﻳﺠ ﺮ ﺑﻜ ﻞ ﻗ ﻮﺗﻪ ‪ ..‬ﻣ ﻦ اﻟﺼ ﺒﺎح ﺣﺘ ﻰ‬ ‫ﻣﻀ ﻰ اﻟﺒﺎﺷﺎ ) !! ( اﻟﻤﺴﻜﻴﻦ ﻻ ﻳﻠﻮي ﻋﻠﻰ ﺷﻲء‬
‫ﻏﺎﺑﺖ اﻟﺸﻤﺲ ‪ ..‬وآﺄﻧﻪ ﻏﺎﺋﺐ اﻟﻌﻘﻞ ‪..‬‬ ‫‪ ..‬وﻻ ﻳﺮﻳﺪ أن ﻳﺮﺟﻊ إﻟﻰ أوﻻدﻩ ﺧﺎﻟﻴ ًﺎ ‪..‬‬
‫ﻓﻠﻤ ﺎ اﻧﺘﻬ ﻰ ﻓ ﻚ اﻟﻔ ﻼح ﻋ ﻨﻪ اﻟﺤ ﺒﺎل ‪ ..‬وهﻮ‬ ‫ﻣ ﺮ ﻋﻠ ﻰ ﻣ ﺰرﻋﺔ ﻟﻔ ﻼح ﺛﺎﻟ ﺚ ‪ ..‬ﻓ ﺪﺧﻞ ﻟﻴﺠ ﺮب‬
‫ﻳﻘ ﻮل ‪ :‬واﷲ ﺷ ﻐﻠﻚ ﺟﻤ ﻴﻞ ﻳ ﺎ ﺑﺎﺷ ﺎ ‪ ..‬ه ﺬا‬ ‫ﺣﻈﻪ ﻣﻌﻪ ‪..‬‬
‫أﺣﺴﻦ ﻳﻮم ﻣﺮ ﻋﻠﻲ ﻳﺎ ﺑﺎﺷﺎ ‪..‬‬ ‫رﺁﻩ اﻟﻔﻼح ﻓﺎﻧﺒﻬﺮ ‪ ..‬وﻗﺪ ذاق أﻳﻀ ًﺎ ﻣﻦ إذﻻﻟﻪ ﻣﻦ‬
‫ﺛ ﻢ ﺑﻀﻊ ﺟﻨﻴﻬﺎت ‪ ..‬وﻣﻀﻰ اﻟﺒﺎﺷﺎ إﻟﻰ ﺑﻴﺘﻪ‬ ‫ﻗ ﺒﻞ ‪ ..‬ﻗﺎل اﻟﺒﺎﺷﺎ ‪ :‬أﻧﺎ أﺑﺤﺚ ﻋﻦ ﻋﻤﻞ ‪ ..‬أوﻻدي‬
‫‪..‬‬ ‫ﺟﻮﻋﻰ ‪..‬‬
‫دﺧ ﻞ ﻋﻠ ﻰ أوﻻدﻩ ‪ ..‬وﻗ ﺪ ﺗﻘ ﺮﺣﺖ آ ﺘﻔﺎﻩ ‪..‬‬ ‫ﻓ ﺄراد اﻟﻔ ﻼح أن ﻳﺬﻟ ﻪ ‪ ..‬وأن ﻳﻨ ﺘﻘﻢ ﻣ ﻨﻪ ﺑﺄﺳ ﻠﻮب‬
‫وﺳ ﺎﻟﺖ اﻟ ﺪﻣﺎء ﻣ ﻦ أﺳ ﻔﻞ ﻗﺪﻣﻴﻪ ‪ ..‬واﻟﻌﺮق‬ ‫ذآﻲ ‪..‬‬
‫ﻳﻐ ﺮق ﺛ ﻴﺎﺑﻪ ‪ ..‬و ‪ ..‬ﻟﻜ ﻨﻪ ﻻ ﻳ ﺰال ﻣﻨﺘﺸ ﻴ ًﺎ‬ ‫ﻼ أﻳﻬ ﺎ اﻟﺒﺎﺷ ﺎ !! ﻧ ﻮرت ﺑﺴ ﺘﺎﻧﻲ !!‬ ‫ﻓﻘ ﺎل ﻟ ﻪ ‪ :‬أه ً‬
‫ﻣﺨﺪرًا ‪..‬‬ ‫ﻣﻦ ﻣﺜﻠﻲ اﻟﻴﻮم اﻟﺒﺎﺷﺎ اﻟﻜﺒﻴﺮ ﻳﺪﺧﻞ أرﺿﻲ !! أﻧﺖ‬
‫ﻼ ‪..‬‬
‫ﺳﺄﻟﻪ أوﻻدﻩ ‪ :‬هﺎﻩ ‪ ..‬هﻞ وﺟﺪت ﻋﻤ ً‬ ‫اﻟﺒﺎﺷﺎ اﻟﻜﺒﻴﺮ ‪ ..‬أﻧﺖ اﻟﺒﺎﺷﺎ اﻟﻮﺟﻴﻪ !! أﻧﺖ ‪..‬‬
‫ﻓﻘ ﺎل ‪ -‬ﺑﻜ ﻞ ﻓﺨ ﺮ ‪ : -‬ﻧﻌ ﻢ ‪ ..‬أﻧ ﺎ اﻟﺒﺎﺷ ﺎ ‪..‬‬ ‫وﺟﻌ ﻞ ﻳﺨ ﺪّرﻩ ﺑﻬ ﺬﻩ اﻟﻌﺒﺎرات ‪ ..‬ﺣﺘﻰ ﺻﺎر اﻟﺒﺎﺷﺎ‬
‫ﻼ ‪..‬‬‫آﻴﻒ ﻻ أﺟﺪ ﻋﻤ ً‬ ‫ﻣﻨﻮﻣ ًﺎ ﺗﻨﻮﻳﻤ ًﺎ ﻣﻐﻨﺎﻃﻴﺴﻴ ًﺎ !!‬
‫ﻓﻘﺎﻟﻮا ‪ :‬ﻓﻤﺎذا اﺷﺘﻐﻠﺖ ؟!‬ ‫ﻼ ‪ ..‬ﻋ ﻨﺪي ﻋﻤ ﻞ ‪..‬‬ ‫ﺛ ﻢ ﻗ ﺎل اﻟﻔ ﻼح ‪ :‬ﻣ ﺮﺣﺒ ًﺎ وأه ً‬
‫ﻓﻘﺎل ‪ :‬اﺷﺘﻐﻠﺖ ‪ ..‬هﺎﻩ !! اﺷﺘﻐﻠﺖ !!‬ ‫ﻟﻜﻨﻲ ﻻ أدري هﻞ ﻳﻨﺎﺳﺒﻚ أم ﻻ ؟‬
‫وﺑﺪأ ﻳﺼﺤﻮ ﻣﻦ ﺗﺨﺪﻳﺮﻩ ‪ ..‬وﻳﺪرك ﻣﺎ أﺻﺎﺑﻪ‬ ‫ﻗﺎل اﻟﺒﺎﺷﺎ ‪ :‬وﻣﺎ هﻮ ؟‬
‫‪..‬‬ ‫ﻗ ﺎل ‪ :‬اﻟ ﻴﻮم ﺳ ﻮف أﺣ ﺮث اﻷرض ‪ ..‬وﻋ ﻨﺪي‬
‫ﻗﺎل ‪ :‬اﺷﺘﻐﻠﺖ ﺛﻮرًا !!!‬ ‫ﻣﺤﺮاث ﻳﺠﺮﻩ ﺛﻮران ‪ ..‬ﺛﻮر أﺑﻴﺾ وﺛﻮر أﺳﻮد ‪..‬‬
‫واﻟ ﺜﻮر اﻷﺳ ﻮد اﻟ ﻴﻮم ﻣ ﺮﻳﺾ وﻻ ﻳﺴ ﺘﻄﻴﻊ أن‬
‫ﻗﺮار ‪..‬‬ ‫ﻳﻌﻤ ﻞ ‪ ..‬واﻟ ﺜﻮر اﻷﺑ ﻴﺾ ﻻ ﻳﻄ ﻴﻖ ﺟ ﺮ اﻟﺤ ﺮاﺛﺔ‬
‫اﺧﺘﺮ أﻃﻴﺐ اﻟﻜﻼم آﻤﺎ ﺗﺨﺘﺎر أﻃﻴﺐ اﻟﺜﻤﺮ ‪..‬‬ ‫وﺣ ﺪﻩ ‪ ..‬ﻓﺄرﻳ ﺪك أن ﺗﻘ ﻮم اﻟ ﻴﻮم ﺑﻮﻇ ﻴﻔﺔ اﻟ ﺜﻮر‬
‫اﻷﺳ ﻮد ‪ ..‬ﻓﺄﻧ ﺖ ﻗ ﻮي أﻳﻬ ﺎ اﻟﺒﺎﺷ ﺎ ‪ ..‬أﻧ ﺖ ﻗﺎﺋﺪ ‪..‬‬
‫‪ 81.‬ﻓﻠﻴﺴﻌﺪ اﻟﻨﻄﻖ إن ﻟﻢ ﺗﺴﻌﺪ اﻟﺤﺎل !!‬ ‫أﻧﺖ رﺋﻴﺲ ‪ ..‬ﺗﺴﻴﺮ ﻓﻲ اﻷﻣﺎم داﺋﻤ ًﺎ ‪..‬‬
‫ﻣ ﻦ أﺣ ﺮج اﻟﻤﻮاﻗ ﻒ أن ﻳﻘﺼ ﺪك ﺻ ﺎﺣﺐ‬ ‫ﺗ ﻮﺟﻪ اﻟﺒﺎﺷ ﺎ ﺑﻜ ﻞ آﺒ ﺮﻳﺎء إﻟ ﻰ اﻟﺤ ﺮاﺛﺔ ‪ ..‬ووﻗ ﻒ‬
‫ﺣﺎﺟﺔ ‪ ..‬ﺛﻢ ﻳﺮﺟﻊ ﺧﺎﺋﺒ ًﺎ ﻏﻴﺮ ﻣﻘﻀﻴﺔ ﺣﺎﺟﺘﻪ‬ ‫ﺑﺠﺎﻧ ﺐ اﻟ ﺜﻮر اﻷﺑ ﻴﺾ ‪ ..‬أﻗ ﺒﻞ اﻟﻤ ﺰارع إﻟﻴﻪ وﺑﺪأ‬

‫‪176‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬ ‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫وأﻧ ﺖ ﻟ ﻢ ﺗﻜ ﺬب ﻓﻘ ﺪ ﻳﻜﻮن ﺷﻐﻠﻚ هﺬا ﺟﻠﺴﺔ‬ ‫‪..‬‬
‫ﻣ ﻊ أوﻻدك ‪ ..‬أو ﻗ ﺮاءة ﻓﻲ آﺘﺎب ‪ ..‬أو ﻧﻮم‬ ‫ﻧﻌﻢ ﻗﻀﺎء ﺣﺎﺟﺎت اﻟﻨﺎس ﻃﺎﻋﺔ ﻋﻈﻴﻤﺔ ‪ ..‬وﻟﻮ ﻟﻢ‬
‫!! ﻓﻬﻲ آﻠﻬﺎ أﺷﻐﺎل ‪..‬‬ ‫ﻳﻜ ﻦ ﻓ ﻴﻬﺎ إﻻ ﻗ ﻮﻟﻪ ‪ : ε‬ﻟ ﺌﻦ أﻣﺸ ﻲ ﻣ ﻊ أﺧ ﻲ ﻓ ﻲ‬
‫وﻗﺪ آﺎن ﻣﺤﻤﺪ ‪ ε‬ﻳﻤﻠﻚ اﻟﻨﺎس ﺑﺄﺧﻼق ﻳﺄﺳﺮ‬ ‫ﺣﺎﺟ ﺔ ﺣﺘ ﻰ أﺛﺒ ﺘﻬﺎ ﻟ ﻪ ‪ ،‬أﺣ ﺐ إﻟﻲ ﻣﻦ أن أﻋﺘﻜﻒ‬
‫ﺑﻬﺎ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﻓﻲ ﻣﺴﺠﺪي هﺬا ﺷﻬﺮًا " )‪ (92‬ﻟﻜﻔﻰ ﻓﻲ ﻓﻀﻠﻬﺎ ‪..‬‬
‫اﻧﻈ ﺮ إﻟ ﻴﻪ ﻋﻠ ﻴﻪ اﻟﺴ ﻼم ‪ ..‬وﻗ ﺪ ﺟﻠ ﺲ ﻣ ﻊ‬ ‫ﻟﻜ ﻦ ﺑﻌ ﺾ اﻟﺤﺎﺟﺎت ﻳﺼﻌﺐ ﻗﻀﺎؤهﺎ ‪ ..‬ﻓﻠﻴﺲ آﻞ‬
‫أﺻﺤﺎﺑﻪ اﻟﻜﺮام ‪..‬‬ ‫ﻣ ﻦ ﻃﻠ ﺐ ﻣ ﻨﻚ أن ﺗﺴﻠﻔﻪ ﻣﺎ ًﻻ ﻗﺪرت ﻋﻠﻰ إﻋﻄﺎﺋﻪ‬
‫ﺖ اﻟﺤﺮام ‪ ..‬وﻓﻀ ِﻞ اﻟﻌﻤﺮة‬ ‫ﻓﺤ ﺪﺛﻬﻢ ﻋ ﻦ اﻟﺒﻴ ِ‬ ‫‪..‬‬
‫واﻹﺣﺮام ‪..‬‬ ‫وﻻ آ ﻞ ﻣ ﻦ ﻃﻠ ﺐ ﻣ ﻨﻚ ﻣ ﺮاﻓﻘﺘﻪ ﻓ ﻲ ﺳ ﻔﺮ ﻗ ﺪرت‬
‫ﻓﻄﺎرت أﻓﺌﺪﺗﻬﻢ ﺷﻮﻗ ًﺎ إﻟﻰ ذاك اﻟﻤﻘﺎم ‪..‬‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺗﻠﺒﻴﺔ ﻃﻠﺒﻪ ‪..‬‬
‫ﻓﺄﻣﺮهﻢ ﺑﺎﻟﺘﺠﻬﺰ ﻟﻠﺮﺣﻴﻞ إﻟﻴﻪ ‪ ..‬وﺣﺜﻬﻢ ﻋﻠﻰ‬ ‫وﻻ آ ﻞ ﻣ ﻦ ﻃﻠ ﺐ ﺣﺎﺟ ﺔ ﻣﻌ ﻚ آﻘﻠ ﻢ أو ﺳ ﺎﻋﺔ أو‬
‫اﻟﺘﺴﺎﺑﻖ ﻋﻠﻴﻪ ‪..‬‬ ‫ﻏﻴﺮهﺎ ‪ ..‬اﺳﺘﻄﻌﺖ إﻋﻄﺎءهﺎ ﻟﻪ ‪..‬‬
‫ﻓﻤ ﺎ ﻟﺒ ﺜﻮا أن ﺗﺠﻬ ﺰوا ‪ ..‬وﺣﻤﻠ ﻮا ﺳ ﻼﺣﻬﻢ‬ ‫ﺐ ﺣﺎﺟ ﺎﺗﻬﻢ‬‫واﻟﻤﺸ ﻜﻠﺔ أن أآﺜ ﺮ اﻟ ﻨﺎس إذا ﻟ ﻢ ﺗﻠ ﱢ‬
‫وﺗﺤﺮزوا ‪..‬‬ ‫وﺟ ﺪوا ﻋﻠ ﻴﻚ ﻓ ﻲ أﻧﻔﺴ ﻬﻢ ‪ ..‬وﻗ ﺪ ﻳﺬﻣ ﻮﻧﻚ ﻓ ﻲ‬
‫ﻓﺨﺮج ‪ ε‬ﻣﻊ أﻟﻒ وأرﺑﻌﻤﺎﺋﺔ ﻣﻦ أﺻﺤﺎﺑﻪ ‪..‬‬ ‫اﻟﻤﺠ ﺎﻟﺲ ‪ ..‬وﻳ ﺘﻬﻤﻮﻧﻚ ﺗ ﺎرة ﺑﺎﻟ ﺒﺨﻞ ‪ ..‬وﺗ ﺎرة‬
‫ﻣﻬﻠﻴﻦ ﺑﺎﻟﻌﻤﺮة ﻣﻠﺒﻴﻦ ‪ ..‬ﻳﺘﺴﺎﺑﻘﻮن إﻟﻰ اﻟﺒﻠﺪ‬ ‫ﺑﺎﻷﻧﺎﻧﻴﺔ ‪ ..‬وﺗﺎرة ‪..‬‬
‫اﻷﻣﻴﻦ ‪..‬‬ ‫إذن ﻣﺎ اﻟﻌﻤﻞ ؟!‬
‫ﻓﻠﻤﺎ اﻗﺘﺮﺑﻮا ﻣﻦ ﺟﺒﺎل ﻣﻜﺔ ‪..‬‬ ‫آ ﻦ ﻣﺎه ﺮًا ﻓ ﻲ اﻟﺨ ﺮوج ﻣﻦ اﻟﻤﻮﻗﻒ ‪ ..‬ﻓﺈذا ﻃﻠﺐ‬
‫ﺑ ﺮآﺖ اﻟﻘﺼﻮاء ‪ -‬ﻧﺎﻗﺔ اﻟﻨﺒﻲ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ‪-‬‬ ‫ﻣﻨﻚ أﺣﺪ ﺷﻴﺌ ًﺎ وﻟﻢ ﺗﺴﺘﻄﻊ ﻗﻀﺎءﻩ ﻓﻌﻠﻰ اﻷﻗﻞ ردﻩ‬
‫‪ ..‬ﻓﺤﺎول أن ﻳﺒﻌﺜﻬﺎ ﻟﺘﺴﻴﺮ ‪ ..‬ﻓﺄﺑﺖ ﻋﻠﻴﻪ ‪..‬‬ ‫ﺑﻌﺒﺎرات ﺟﻤﻴﻠﺔ ‪ ..‬آﻤﺎ ﻗﺎل ‪:‬‬
‫ﻓﻘ ﺎل اﻟ ﻨﺎس ‪ :‬ﺧ ﻸت اﻟﻘﺼ ﻮاء ‪ ) ..‬أي‬ ‫ﻻ ﺧ ﻴﻞ ﻋ ﻨﺪك ﺗﻬ ﺪﻳﻬﺎ وﻻ ﻣ ﺎل *** ﻓﻠﻴﺴ ﻌﺪ‬
‫ﻋﺼﺖ ( ﻓﻘﺎل ‪: ε‬‬ ‫اﻟﻨﻄﻖ إن ﻟﻢ ﺗﺴﻌﺪ اﻟﺤﺎل‬
‫ﻣ ﺎ ﺧ ﻸت اﻟﻘﺼﻮاء ‪ ..‬وﻣﺎ ذاك ﻟﻬﺎ ﺑﺨﻠﻖ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻮ ﻋﻠﻢ ﺷﺨﺺ ﺑﺄﻧﻚ ﺳﺘﺴﺎﻓﺮ إﻟﻰ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ ‪..‬‬
‫وﻟﻜ ﻦ ﺣﺒﺴ ﻬﺎ ﺣ ﺎﺑﺲ اﻟﻔ ﻴﻞ ) ﻳﻌﻨ ﻲ ﻓ ﻴﻞ‬ ‫ﻓﺤ ﺎءك وﻗ ﺎل ‪ :‬أرﻳ ﺪك أن ﺗﺸ ﺘﺮي ﻟ ﻲ ﺣﺎﺟ ﺔ ﻣ ﻦ‬
‫أﺑﺮهﺔ ﻟﻤﺎ أﻗﺒﻞ ﺑﻪ ﻣﻊ ﺟﻴﺶ ﻣﻦ اﻟﻴﻤﻦ ﻳﺮﻳﺪ‬ ‫اﻟﻤﺪﻳ ﻨﺔ اﻟﺘ ﻲ أﻧ ﺖ ﻣﺴ ﺎﻓﺮ إﻟ ﻴﻬﺎ ‪ ..‬وأﻧﺖ ﻻ رﻏﺒﺔ‬
‫هﺪم اﻟﻜﻌﺒﺔ ﻓﺤﺒﺴﻬﻢ اﷲ ﻋﻦ ذﻟﻚ ( ‪..‬‬ ‫ﻟﻚ ﻓﻲ ﻗﻀﺎء ﺣﺎﺟﺘﻪ ﻷي ﺳﺒﺐ ‪ ..‬ﻓﻜﻴﻒ ﺗﺠﻴﺐ ؟‬
‫ﺛ ﻢ ﻗ ﺎل ‪ : J‬واﻟ ﺬي ﻧﻔﺴ ﻲ ﺑ ﻴﺪﻩ ﻻ ﻳﺴ ﺄﻟﻮﻧﻲ‬ ‫ﻓﻠﻴﺴ ﻌﺪ اﻟﻨﻄﻖ إن ﻟﻢ ﺗﺴﻌﺪ اﻟﺤﺎل ‪ ..‬ﻗﻞ ﻟﻪ ‪ :‬واﷲ‬
‫ﺧﻄ ﺔ ﻳﻌﻈﻤ ﻮن ﻓ ﻴﻬﺎ ﺣ ﺮﻣﺎت اﷲ ‪ ..‬إﻻ‬ ‫ﻲ ﻣﻦ‬ ‫ﻳ ﺎ ﻓ ﻼن أﺧ ﺪﻣﻚ ﺑﻌﻴﻮﻧ ﻲ ‪ ..‬وأﻧ ﺖ أﺣ ﺐ إﻟ ّ‬
‫أﻋﻄﻴﺘﻬﻢ إﻳﺎهﺎ ‪..‬‬ ‫أﻧ ﺎس آﺜﻴ ﺮ ‪ ..‬ﻟﻜﻨ ﻲ أﺧﺸ ﻰ أن ﻳﻀ ﻴﻖ وﻗﺘ ﻲ ‪..‬‬
‫ﺛﻢ زﺟﺮهﺎ ﻓﻮﺛﺒﺖ ‪ ..‬ﻓﺘﻮﺟﻪ إﻟﻰ ﻣﻜﺔ ‪ ..‬ﺣﺘﻰ‬ ‫وﻋ ﻨﺪي ﺑﻌ ﺾ اﻟﻈ ﺮوف ﺗﻤﻨﻌﻨﻲ ﻣﻦ إﺣﻀﺎرهﺎ ‪..‬‬
‫ﻧ ﺰل ﺑﺎﻟﺤﺪﻳﺒ ﻴﺔ ﻗﺮﻳﺒ ًﺎ ﻣﻦ ﻣﻜﺔ ‪ ..‬ﻓﺘﺴﺎﻣﻊ ﺑﻪ‬ ‫و ‪..‬‬
‫آﻔ ﺎر ﻗ ﺮﻳﺶ ‪ ..‬ﻓﺨ ﺮج إﻟ ﻴﻪ آ ﺒﺎرهﻢ ﻟﻴ ﺮدوﻩ‬ ‫وﻟ ﻮ دﻋ ﺎك إﻟ ﻰ وﻟ ﻴﻤﺔ وأردت أن ﺗﻌ ﺘﺬر وﺧﺸﻴﺖ‬
‫ﻋﻦ ﻣﻜﺔ ‪ ..‬ﻓﺄﺑﻰ إﻻ أن ﻳﺪﺧﻠﻬﺎ ﻣﻌﺘﻤﺮًا ‪..‬‬ ‫أن ﻳﺠ ﺪ ﻓ ﻲ ﻧﻔﺴﻪ ﻋﻠﻴﻚ ‪ ..‬ﻓﻘﺪم ﻣﻘﺪﻣﺎت ‪ ..‬ﻗﻞ –‬
‫ﻓﻤ ﺎ زاﻟ ﺖ اﻟ ﺒﻌﻮث ﺑﻴ ﻨﻪ وﺑ ﻴﻦ ﻗ ﺮﻳﺶ‪..‬ﺣﺘ ﻰ‬ ‫ﻼ – أﻧ ﺎ ﻣ ﺎ أﻋﺘﺒ ﺮك إﻻ آ ﻮاﺣﺪ ﻣ ﻦ إﺧﻮاﻧ ﻲ ‪..‬‬ ‫ﻣﺜ ً‬
‫أﻗﺒﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﺳﻬﻴﻞ ﺑﻦ ﻋﻤﺮو ‪..‬‬ ‫وأﻧ ﺖ ﻣ ﻦ أﻏﻠﻰ اﻟﻨﺎس إﻟﻰ ﻗﻠﺒﻲ ‪ ..‬ﻟﻜﻨﻲ ﻣﺸﻐﻮل‬
‫ﻓﺼ ﺎﻟﺢ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ ε‬ﻋﻠ ﻰ أن ﻳﻌ ﻮدوا إﻟ ﻰ‬ ‫اﻟﻠﻴﻠﺔ ‪..‬‬
‫اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ‪..‬وﻳﻌﺘﻤﺮوا ﻓﻲ اﻟﻌﺎم اﻟﻘﺎدم‪..‬‬
‫ﺛﻢ آﺘﺒﻮا ﺑﻴﻨﻬﻢ ﺻﻠﺤ ًﺎ ﻋﺎﻣ ًﺎ ‪ ..‬وﻓﻴﻪ ‪:‬‬
‫) ‪( 92‬‬
‫‪177‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬ ‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﻣ ﻊ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ε‬إﻟ ﻰ اﻟﻤﺪﻳ ﻨﺔ ‪ ..‬وه ﻢ ﻓ ﻲ‬ ‫اﺷ ﺘﺮط ﺳ ﻬﻴﻞ ‪ :‬أﻧ ﻪ ﻻ ﻳﺨ ﺮج ﻣ ﻦ ﻣﻜ ﺔ ﻣﺴ ﻠﻢ‬
‫ﺣ ﻨﻖ ﺷ ﺪﻳﺪ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻜﺎﻓ ﺮﻳﻦ ‪ ..‬وﺣ ﺰن ﻋﻠ ﻰ‬ ‫ﻣﺴﺘﻀ ﻌﻒ ﻳ ﺮﻳﺪ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ‪ ..‬إﻻ ُردﱠ إﻟﻰ ﻣﻜﺔ ‪ ..‬أﻣﺎ‬
‫اﻟﻤﺴ ﻠﻤﻴﻦ اﻟﻤﺴﺘﻀ ﻌﻔﻴﻦ ‪ ..‬ﺛ ﻢ اﺷﺘﺪ اﻟﻌﺬاب‬ ‫ﻣ ﻦ ﺧ ﺮج ﻣ ﻦ اﻟﻤﺪﻳ ﻨﺔ وﺟ ﺎء إﻟ ﻰ ﻣﻜﺔ ﻣﺮﺗﺪًا إﻟﻰ‬
‫ﻋﻠﻰ اﻟﻀﻌﻔﺎء ﻓﻲ ﻣﻜﺔ ‪ ..‬ﺣﺘﻰ ﻟﻢ ﻳﻄﻴﻘﻮا ﻟﻪ‬ ‫اﻟﻜﻔﺮ ‪ ..‬ﻓﻴُﻘﺒﻞ ﻓﻲ ﻣﻜﺔ ‪..‬‬
‫اﺣﺘﻤﺎ ًﻻ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل اﻟﻤﺴﻠﻤﻮن ‪ :‬ﺳﺒﺤﺎن اﷲ !! ﻣﻦ ﺟﺎءﻧﺎ ﻣﺴﻠﻤًﺎ‬
‫ﻓ ﺒﺪأ أﺑ ﻮ ﺟ ﻨﺪل ‪ ..‬وﺻ ﺎﺣﺒﻪ أﺑ ﻮ ﺑﺼ ﻴﺮ ‪..‬‬ ‫ﻧ ﺮدﻩ إﻟ ﻰ اﻟﻜﺎﻓ ﺮﻳﻦ !! آ ﻴﻒ ﻧ ﺮدﻩ إﻟ ﻰ اﻟﻤﺸﺮآﻴﻦ‬
‫واﻟﻤﺴﺘﻀ ﻌﻔﻮن ﻓﻲ ﻣﻜﺔ ‪ ..‬ﻳﺤﺎوﻟﻮن اﻟﺘﻔﻠﺖ‬ ‫وﻗ ﺪ ﺟﺎء ﻣﺴﻠﻤ ًﺎ ‪ ..‬ﻓﺒﻴﻨﻤﺎ هﻢ آﺬﻟﻚ إذ أﻗﺒﻞ ﻋﻠﻴﻬﻢ‬
‫ﻣﻦ ﻗﻴﻮدهﻢ ‪..‬‬ ‫‪ ..‬ﺷ ﺎب ﻳﺴ ﻴﺮ ﻋﻠ ﻰ اﻟﺮﻣﻀ ﺎء ‪ ..‬ﻳ ﺮﻓﻞ ﻓﻲ ﻗﻴﻮدﻩ‬
‫ﺣﺘ ﻰ اﺳ ﺘﻄﺎع أﺑ ﻮ ﺑﺼ ﻴﺮ ‪ τ‬أن ﻳﻬ ﺮب ﻣ ﻦ‬ ‫‪ ..‬وه ﻮ ﻳﺼ ﻴﺢ ‪ :‬ﻳ ﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪ ..‬ﻓﻨﻈﺮوا إﻟﻴﻪ ‪..‬‬
‫ﺣﺒﺴ ﻪ ‪ ..‬ﻓﻤﻀ ﻰ ﻣﻦ ﺳﺎﻋﺘﻪ إﻟﻰ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ‪..‬‬ ‫ﻓ ﺈذا ه ﻮ أﺑ ﻮ ﺟ ﻨﺪل وﻟ ﺪ ﺳﻬﻴﻞ ﺑﻦ ﻋﻤﺮو ‪ ..‬وآﺎن‬
‫ﻳﺤﻤﻠ ﻪ اﻟﺸ ﻮق ‪ ..‬وﻳﺤ ﺪوﻩ اﻷﻣ ﻞ ‪ ..‬ﻓ ﻲ‬ ‫ﻗ ﺪ أﺳ ﻠﻢ ﻓﻌﺬﺑ ﻪ أﺑ ﻮﻩ وﺣﺒﺴ ﻪ ‪ ..‬ﻓﻠﻤ ﺎ ﺳ ﻤﻊ‬
‫ﺻ ﺤﺒﺔ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ ε‬وأﺻ ﺤﺎﺑﻪ ‪ ..‬ﻣﻀ ﻰ ﻳﻄ ﻮي‬ ‫ﺑﺎﻟﻤﺴ ﻠﻤﻴﻦ ‪ ..‬ﺗﻔﻠ ﺖ ﻣﻦ اﻟﺤﺒﺲ وأﻗﺒﻞ ﻳﺠﺮ ﻗﻴﻮدﻩ‬
‫ﻗﻔ ﺎر اﻟﺼ ﺤﺮاء ‪ ..‬ﺗﺤﺘ ﺮق ﻗ ﺪﻣﺎﻩ ﻋﻠ ﻰ‬ ‫‪ ..‬ﺗﺴﻴﻞ ﺟﺮاﺣﻪ دﻣ ًﺎ ‪ ..‬وﺗﻔﻴﺾ ﻋﻴﻮﻧﻪ دﻣﻌ ًﺎ ‪..‬‬
‫اﻟﺮﻣﻀﺎء ‪..‬‬ ‫ﺛ ﻢ رﻣ ﻰ ﺑﺠﺴ ﺪﻩ اﻟﻤ ﺘﻬﺎﻟﻚ ﺑ ﻴﻦ ﻳ ﺪي اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ε‬‬
‫ﺣﺘ ﻰ وﺻ ﻞ اﻟﻤﺪﻳ ﻨﺔ ‪ ..‬ﻓ ﺘﻮﺟﻪ إﻟﻰ ﻣﺴﺠﺪهﺎ‬ ‫‪..‬واﻟﻤﺴﻠﻤﻮن ﻳﻨﻈﺮون إﻟﻴﻪ ‪..‬‬
‫‪ ..‬ﻓﺒﻴ ﻨﻤﺎ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ ε‬ﻓ ﻲ اﻟﻤﺴ ﺠﺪ ﻣ ﻊ أﺻﺤﺎﺑﻪ‬ ‫ﻓﻠﻤﺎ رﺁﻩ ﺳﻬﻴﻞ ‪ ..‬ﻏﻀﺐ !! آﻴﻒ ﺗﻔﻠﺖ هﺬا اﻟﻔﺘﻰ‬
‫‪ ..‬إذ دﺧ ﻞ ﻋﻠ ﻴﻬﻢ أﺑ ﻮ ﺑﺼ ﻴﺮ ‪ ..‬ﻋﻠ ﻴﻪ أﺛ ُﺮ‬ ‫ﻣ ﻦ ﺣﺒﺴ ﻪ ‪ ..‬ﺛ ﻢ ﺻ ﺎح ﺑﺄﻋﻠ ﻰ ﺻ ﻮﺗﻪ ‪ :‬ه ﺬا ﻳ ﺎ‬
‫اﻟﻌ ﺬاب ‪ ..‬ووﻋ ﺜﺎ ُء اﻟﺴ ﻔﺮ ‪ ..‬وه ﻮ أﺷ ﻌﺚ‬ ‫ﻣﺤﻤﺪ أول ﻣﻦ أﻗﺎﺿﻴﻚ ﻋﻠﻴﻪ أن ﺗﺮدﻩ إﻟﻲ ‪..‬‬
‫أﻏﺒﺮ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل ‪ : ε‬إﻧﺎ ﻟﻢ ﻧﻘﺾ اﻟﻜﺘﺎب ﺑﻌﺪ ‪..‬‬
‫ﻓﻤ ﺎ آ ﺎد ﻳﻠ ﺘﻘﻂ أﻧﻔﺎﺳ ﻪ ‪ ..‬ﺣﺘ ﻰ أﻗ ﺒﻞ رﺟﻼن‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻓﻮاﷲ إذًا ﻻ أﺻﺎﻟﺤﻚ ﻋﻠﻰ ﺷﻲء أﺑﺪًا ‪..‬‬
‫ﻣ ﻦ آﻔ ﺎر ﻗ ﺮﻳﺶ ﻓ ﺪﺧﻼ اﻟﻤﺴ ﺠﺪ ‪ ..‬ﻓﻠﻤ ﺎ‬ ‫ﻓﻘ ﺎل ‪ : ε‬ﻓﺄﺟ ﺰﻩ ﻟﻲ ‪ ..‬ﻗﺎل ‪ :‬ﻣﺎ أﻧﺎ ﺑﻤﺠﻴﺰﻩ ﻟﻚ ‪..‬‬
‫رﺁهﻤ ﺎ أﺑ ﻮ ﺑﺼ ﻴﺮ ‪ ..‬ﻓ ﺰع واﺿ ﻄﺮب ‪..‬‬ ‫ﻗ ﺎل ‪ :‬ﺑﻠ ﻰ ﻓﺎﻓﻌ ﻞ ‪ ..‬ﻗ ﺎل ‪ :‬ﻣﺎ أﻧﺎ ﺑﻔﺎﻋﻞ ‪ ..‬ﻓﺴﻜﺖ‬
‫وﻋ ﺎدت إﻟ ﻴﻪ ﺻ ﻮرة اﻟﻌ ﺬاب ‪ ..‬ﻓ ﺈذا هﻤ ﺎ‬ ‫اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ .. ε‬وﻗ ﺎم ﺳ ﻬﻴﻞ ﺳ ﺮﻳﻌ ًﺎ إﻟ ﻰ وﻟ ﺪﻩ ﻳﺠ ﺮﻩ‬
‫ﻳﺼ ﻴﺤﺎن ‪ ..‬ﻳ ﺎ ﻣﺤﻤ ﺪ ‪ ..‬ردﻩ إﻟﻴ ﻨﺎ ‪ ..‬اﻟﻌﻬ ُﺪ‬ ‫ﺑﻘﻴﻮدﻩ ‪ ..‬وأﺑﻮ ﺟﻨﺪل ﻳﺼﻴﺢ وﻳﺴﺘﻐﻴﺚ ﺑﺎﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ‬
‫اﻟ ﺬي ﺟﻌﻠ ﺖ ﻟ ﻨﺎ ‪ ..‬ﻓﺘﺬآ ﺮ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ ε‬ﻋﻬ ﺪﻩ‬ ‫‪ ..‬ﻳﻘﻮل ‪:‬‬
‫ﻟﻘ ﺮﻳﺶ أن ﻳ ﺮد إﻟ ﻴﻬﻢ ﻣ ﻦ ﻳﺄﺗ ﻴﻪ ﻣﻦ ﻣﻜﺔ ‪..‬‬ ‫أي ﻣﻌﺸﺮ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ أرد إﻟﻰ اﻟﻤﺸﺮآﻴﻦ وﻗﺪ ﺟﺌﺖ‬
‫ﻓﺄﺷ ﺎر إﻟ ﻰ أﺑ ﻲ ﺑﺼ ﻴﺮ ‪ ..‬أن ﻳﺨ ﺮج ﻣ ﻦ‬ ‫ﻣﺴ ﻠﻤ ًﺎ ‪ ..‬أﻻ ﺗ ﺮون ﻣﺎ ﻗﺪ ﻟﻘﻴﺖ ﻣﻦ اﻟﻌﺬاب ‪ ..‬وﻻ‬
‫اﻟﻤﺪﻳ ﻨﺔ ‪ ..‬ﻓﺨ ﺮج ﻣﻌﻬﻤ ﺎ أﺑ ﻮ ﺑﺼ ﻴﺮ ‪ ..‬ﻓﻠﻤﺎ‬ ‫زال ﻳﺴﺘﻐﻴﺚ ﺑﻬﻢ ﺣﺘﻰ ﻏﺎب ﻋﻨﻬﻢ ‪..‬‬
‫ﺟ ﺎوزا اﻟﻤﺪﻳ ﻨﺔ ‪ ..‬ﻧ ﺰﻻ ﻟﻄﻌ ﺎم ‪ ..‬وﺟﻠ ﺲ‬ ‫واﻟﻤﺴ ﻠﻤﻮن ﺗ ﺬوب أﻓﺌﺪﺗﻬﻢ ﺣﺰﻧ ًﺎ ﻋﻠﻴﻪ ‪ ..‬ﻓﺘﻰ ﻓﻲ‬
‫أﺣﺪهﻤﺎ ﻋﻨﺪ أﺑﻲ ﺑﺼﻴﺮ ‪..‬‬ ‫رﻳﻌﺎن اﻟﺸﺒﺎب ‪ ..‬ﻳُﺸﺪد ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻌﺬاب ‪..‬‬
‫وﻏﺎب اﻵﺧﺮ ﻟﻴﻘﻀﻲ ﺣﺎﺟﺘﻪ ‪..‬‬ ‫وﻳﻨﻘﻞ ﻣﻦ اﻟﻌﻴﺶ اﻟﺮﻏﻴﺪ ‪ ..‬إﻟﻰ اﻟﺒﻼء اﻟﺸﺪﻳﺪ ‪..‬‬
‫ﻓﺄﺧ ﺮج اﻟﻘﺎﻋ ﺪ ﻋ ﻨﺪ أﺑ ﻲ ﺑﺼ ﻴﺮ ﺳ ﻴﻔﻪ ‪ ..‬ﺛﻢ‬ ‫وه ﻮ اﺑ ﻦ ﺳ ﻴﺪ ﻣ ﻦ اﻟﺴ ﺎدات‪..‬ﻃﺎﻟﻤ ﺎ ﺗ ﻨﻌﻢ‬
‫أﺧ ﺬ ﻳﻬﺰﻩ ‪ ..‬وﻳﻘﻮل ﻣﺴﺘﻬﺰءًا ﺑﺄﺑﻲ ﺑﺼﻴﺮ ‪:‬‬ ‫ﺑﺎﻟﻤﻠﺬات‪..‬وﺗﻠﺬذ ﺑﺎﻟﺸﻬﻮات ‪..‬‬
‫ﻷﺿ ﺮﺑﻦ ﺑﺴ ﻴﻔﻲ ه ﺬا ﻓ ﻲ اﻷوس واﻟﺨ ﺰرج‬ ‫ﺛ ﻢ ﻳﺠﺮ أﻣﺎم اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺑﻘﻴﻮدﻩ ‪ ..‬ﻟﻴﻌﺎد إﻟﻰ ﺳﺠﻨﻪ‬
‫ﻳﻮﻣ ًﺎ إﻟﻰ اﻟﻠﻴﻞ ‪..‬‬ ‫وﺣﺪﻳﺪﻩ ‪..‬‬
‫ﻓﻘ ﺎل ﻟ ﻪ أﺑ ﻮ ﺑﺼ ﻴﺮ ‪ :‬واﷲ إﻧﻲ ﻷرى ﺳﻴﻔﻚ‬ ‫وه ﻢ ﻻ ﻳﻤﻠﻜ ﻮن ﻟ ﻪ ﺷ ﻴﺌ ًﺎ ‪ ..‬ﻣﻀ ﻰ أﺑ ﻮ ﺟﻨﺪل إﻟﻰ‬
‫ه ﺬا ﻳ ﺎ ﻓ ﻼن ﺟ ﻴﺪًا ‪ ..‬ﻓﻘ ﺎل ‪ :‬أﺟ ﻞ واﷲ إﻧ ﻪ‬ ‫ﻣﻜ ﺔ وﺣ ﻴﺪًا ‪ ..‬ﻳﺴ ﺄل رﺑ ﻊ اﻟﺜ ﺒﺎت ﻋﻠ ﻰ اﻟ ﺪﻳﻦ ‪..‬‬
‫ﻟﺠ ﻴﺪ ﻟﻘﺪ ﺟﺮﺑﺖ ﺑﻪ ‪ ..‬ﺛﻢ ﺟﺮﺑﺖ ‪ ..‬ﻓﻘﺎل أﺑﻮ‬ ‫واﻟﻌﺼ ﻤﺔ واﻟﻴﻘ ﻴﻦ ‪ ..‬أﻣ ﺎ اﻟﻤﺴ ﻠﻤﻮن ﻓﻘ ﺪ رﺟﻌ ﻮا‬

‫‪178‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬ ‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫وﻋﻬﻮد ‪..‬‬ ‫ﺑﺼ ﻴﺮ ‪ :‬أرﻧ ﻲ أﻧﻈﺮ إﻟﻴﻪ ‪ ..‬ﻓﻨﺎوﻟﻪ إﻳﺎﻩ ‪ ..‬ﻓﻤﺎ آﺎد‬
‫ﻓﻤﻀ ﻰ إﻟ ﻰ ﺳ ﻴﻒ اﻟﺒﺤ ﺮ ﻗ ﺮﻳﺒ ًﺎ ﻣ ﻦ ﺟ ﺪة ‪..‬‬ ‫اﻟﺴ ﻴﻒ ﻳﺴ ﺘﻘﺮ ﻓ ﻲ ﻳ ﺪﻩ ‪ ..‬ﺣﺘ ﻰ رﻓﻌﻪ ﺛﻢ هﻮى ﺑﻪ‬
‫ﻓﻨﺰل هﻨﺎك ‪ ..‬ﻓﻲ ﺻﺤﺮاء ﻗﺎﺣﻠﺔ ‪ ..‬ﻻ أﻧﻴﺲ‬ ‫ﻋﻠﻰ رﻗﺒﺔ اﻟﺮﺟﻞ ﻓﺄﻃﺎر رأﺳﻪ ‪ ..‬ﻓﻠﻤﺎ رﺟﻊ اﻵﺧﺮ‬
‫ﻓﻴﻬﺎ وﻻ ﺟﻠﻴﺲ ‪..‬‬ ‫ﻣﻦ ﺣﺎﺟﺘﻪ ‪..‬‬
‫ﻓﺘﺴ ﺎﻣﻊ ﺑ ﻪ اﻟﻤﺴ ﻠﻤﻮن اﻟﻤﺴﺘﻀ ﻌﻔﻮن ﺑﻤﻜ ﺔ‬ ‫رأى ﺟﺴ ﺪ ﺻ ﺎﺣﺒﻪ ﻣﻤ ﺰﻗ ًﺎ ‪ ..‬ﻣﺠ ﻨﺪ ًﻻ ﻣﻤ ﺰﻗ ًﺎ ‪..‬‬
‫‪ ..‬ﻓﻌﻠﻤ ﻮا أﻧ ﻪ ﺑ ﺎب ﻓ ﺮج اﻧﻔ ﺘﺢ ﻟﻬ ﻢ ‪..‬‬ ‫ﻓﻔ ﺰع ‪ ..‬وﻓ ﱠﺮ ﺣﺘ ﻰ أﺗ ﻰ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ‪ ..‬ﻓﺪﺧﻞ اﻟﻤﺴﺠﺪ‬
‫ﻓﺎﻟﻤﺴ ﻠﻤﻮن ﻓ ﻲ اﻟﻤﺪﻳ ﻨﺔ ﻻ ﻳﻘ ﺒﻠﻮﻧﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﻳﻌﺪو ‪..‬‬
‫واﻟﻜﻔﺎر ﻓﻲ ﻣﻜﺔ ﻳﻌﺬﺑﻮﻧﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﻼ ‪ ..‬ﻓ ﺰﻋ ًﺎ ‪ ..‬ﻗ ﺎل ‪ :‬ﻟﻘ ﺪ رأى ه ﺬا‬‫ﻓﻠﻤ ﺎ رﺁﻩ ‪ ε‬ﻣﻘ ﺒ ً‬
‫ﻓ ﺘﻔﻠﺖ أﺑ ﻮ ﺟ ﻨﺪل ﻣ ﻦ ﻗ ﻴﻮدﻩ ‪ ..‬ﻓﻠﺤ ﻖ ﺑﺄﺑ ﻲ‬ ‫ذﻋﺮًا ‪..‬‬
‫ﺑﺼ ﻴﺮ ‪ ..‬ﺛ ﻢ ﺟﻌ ﻞ اﻟﻤﺴﻠﻤﻮن ﻳﺘﻮاﻓﺪون إﻟﻴﻪ‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎ وﻗ ﻒ ﺑ ﻴﻦ ﻳﺪﻳ ﻪ ‪ ε‬ﺻ ﺎح ﻣ ﻦ ﺷ ﺪة اﻟﻔ ﺰع ‪..‬‬
‫ﻓ ﻲ ﻣﻜﺎﻧ ﻪ ‪ ..‬ﺣﺘ ﻰ آﺜ ﺮ ﻋ ﺪدهﻢ ‪ ..‬واﺷ ﺘﺪت‬ ‫ﻗﺎل ‪ُ :‬ﻗﺘِﻞ واﷲ ﺻﺎﺣﺒﻲ ‪ ..‬وإﻧﻲ ﻟﻤﻘﺘﻮل ‪..‬‬
‫ﻗﻮﺗﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻢ ﻳﻠﺒﺚ أن دﺧﻞ ﻋﻠﻴﻬﻢ أﺑﻮ ﺑﺼﻴﺮ ‪ ..‬ﺗﻠﺘﻤﻊ ﻋﻴﻨﺎﻩ‬
‫ﻓﺠﻌﻠ ﺖ ﻻ ﺗﻤ ﺮ ﺑﻬ ﻢ ﻗﺎﻓﻠ ﺔ ﺗﺠ ﺎرة ﻟﻘ ﺮﻳﺶ ‪..‬‬ ‫ﺷﺮرًا ‪ ..‬واﻟﺴﻴﻒ ﻓﻲ ﻳﺪﻩ ﻳﻘﻄﺮ دﻣ ًﺎ ‪ ..‬ﻓﻘﺎل ‪:‬‬
‫إﻻ اﻋﺘﺮﺿﻮا ﻟﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ﻳ ﺎ ﻧﺒ ﻲ اﷲ ‪ ..‬ﻗ ﺪ أوﻓ ﻰ اﷲ ذﻣ ﺘﻚ ‪ ..‬ﻗ ﺪ رددﺗﻨ ﻲ‬
‫ﻓﻠﻤ ﺎ آﺜ ﺮ ذﻟ ﻚ ﻋﻠ ﻰ ﻗ ﺮﻳﺶ ‪ ..‬أرﺳ ﻠﻮا إﻟ ﻰ‬ ‫إﻟ ﻴﻬﻢ ﺛﻢ أﻧﺠﺎﻧﻲ اﷲ ﻣﻨﻬﻢ ‪ ..‬ﻓﻀﻤﻨﻲ إﻟﻴﻜﻢ ‪ ..‬ﻗﺎل‬
‫اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ ε‬ﻧﺎﺷ ﺪوﻧﻪ ﺑ ﺎﷲ أن ﻳﻀ ﻤﻬﻢ إﻟ ﻴﻪ ‪..‬‬ ‫‪ :‬ﻻ ‪..‬‬
‫ﻓﺄرﺳ ﻞ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ ε‬إﻟ ﻴﻬﻢ أن ﻳﺄﺗ ﻮا اﻟﻤﺪﻳ ﻨﺔ ؟‬ ‫ﻓﺼ ﺎح أﺑ ﻮ ﺑﺼ ﻴﺮ ﺑﺄﻋﻠ ﻰ ﺻﻮﺗﻪ ‪ ..‬ﻗﺎل ‪ :‬أو ‪ ..‬ﻳﺎ‬
‫ﻓﻠﻤ ﺎ وﺻ ﻞ إﻟ ﻴﻬﻢ اﻟﻜ ﺘﺎب ‪ ..‬اﺳﺘﺒﺸ ﺮوا‬ ‫رﺳﻮل اﷲ ‪ ..‬أﻋﻄﻨﻲ رﺟﺎ ًﻻ أﻓﺘﺢ ﻟﻚ ﻣﻜﺔ ‪..‬‬
‫وﻓﺮﺣﻮا ‪..‬‬ ‫ﻓﺄﻋﺠ ﺐ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ ε‬ﺑﺸ ﺠﺎﻋﺘﻪ ‪ ..‬ﻟﻜﻨﻪ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ أن‬
‫ﻟﻜ ﻦ أﺑ ﺎ ﺑﺼ ﻴﺮ آﺎن ﻗﺪ أﻟﻢ ﺑﻪ ﻣﺮض اﻟﻤﻮت‬ ‫ﻳﻨﻔﺬ ﻟﻪ ﻃﻠﺒﻪ ﻓﺒﻴﻨﻪ وﺑﻴﻦ أهﻞ ﻣﻜﺔ ﻋﻬﺪ ‪..‬‬
‫ﻼ ‪ :‬رﺑ ﻲ اﻟﻌﻠ ﻲ اﻷآﺒﺮ ﻣﻦ‬ ‫‪ ..‬وه ﻮ ﻳ ﺮدد ﻗ ﺎﺋ ً‬ ‫ﻟﻜ ﻨﻪ ‪ ε‬أراد أن ﻳ ﺮدﻩ ﺑﻠﻄ ﻒ ‪ ..‬ﻓﻠﻴﺴ ﻌﺪ اﻟﻨﻄﻖ إن‬
‫ﻳﻨﺼﺮ اﷲ ﻓﺴﻮف ﻳﻨﺼﺮ ‪..‬‬ ‫ﻟﻢ ﻳﺴﻌﺪ اﻟﺤﺎل ‪..‬‬
‫ﻓﻠﻤ ﺎ دﺧﻠ ﻮا ﻋﻠ ﻴﻪ وأﺧﺒ ﺮوﻩ أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ ε‬أذن‬ ‫اﻟ ﺘﻔﺖ ‪ ε‬إﻟ ﻰ أﺻ ﺤﺎﺑﻪ وﻗ ﺎل ﻣﺎدﺣ ًﺎ ﻷﺑ ﻲ ﺑﺼﻴﺮ ‪:‬‬
‫ﻟﻬ ﻢ ﺑﺴ ﻜﻨﻰ اﻟﻤﺪﻳ ﻨﺔ ‪ ..‬وأن ﻏ ﺮﺑﺘﻬﻢ اﻧ ﺘﻬﺖ‬ ‫وﻳﻞ أﻣﻪ !! ﻣﺴﻌﱢﺮ ﺣﺮب ﻟﻮ آﺎن ﻣﻌﻪ رﺟﺎل ‪..‬‬
‫‪ ..‬وﺣﺎﺟﺘﻬﻢ ﻗﻀﻴﺖ ‪ ..‬وﻧﻔﻮﺳﻬﻢ أﻣﻨﺖ ‪..‬‬ ‫ﻓﻜﺎﻧ ﺖ ه ﺬﻩ اﻟﻜﻠﻤ ﺎت ﺑﻤ ﺜﺎﺑﺔ اﻟﺘﺨﻔ ﻴﻒ واﻻﻋ ﺘﺬار‬
‫ﻓﺎﺳﺘﺒﺸ ﺮ أﺑ ﻮ ﺑﺼﻴﺮ ‪ ..‬ﺛﻢ ﻗﺎل وهﻮ ﻳﺼﺎرع‬ ‫ﻣﻦ أﺑﻲ ﺑﺼﻴﺮ ‪..‬‬
‫اﻟﻤ ﻮت ‪ :‬أروﻧ ﻲ آ ﺘﺎب رﺳ ﻮل اﷲ ‪.. ε‬‬ ‫وﻇ ﻞ أﺑ ﻮ ﺑﺼ ﻴﺮ واﻗﻔ ًﺎ ﻋ ﻨﺪ ﺑ ﺎب اﻟﻤﺴ ﺠﺪ ﻳﻨﺘﻈ ﺮ‬
‫ﻓﻨﺎوﻟﻮﻩ إﻳﺎﻩ ‪..‬‬ ‫إذن اﻟﻨﺒﻲ ‪ ε‬ﻟﻪ ﺑﺎﻟﻤﻜﻮث ﻓﻲ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ‪..‬‬
‫ﻓﺄﺧﺬﻩ ﻓﻘﺒﻠﻪ ‪ ..‬ﺛﻢ ﺟﻌﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺻﺪرﻩ ‪ ..‬وﻗﺎل‬ ‫ﻟﻜ ﻨﻪ ‪ ε‬ﺗﺬآ ﺮ ﻋﻬ ﺪﻩ ﻣ ﻊ ﻗ ﺮﻳﺶ ﻓﺄﻣ ﺮ أﺑ ﺎ ﺑﺼ ﻴﺮ‬
‫‪ :‬أﺷ ﻬﺪ أن ﻻ إﻟ ﻪ إﻻ اﷲ ‪ ..‬وأﺷ ﻬﺪ أن‬ ‫ﺑﺎﻟﺨ ﺮوج ﻣ ﻦ اﻟﻤﺪﻳ ﻨﺔ ‪ ..‬ﻓﺴﻤﻊ أﺑﻮ ﺑﺼﻴﺮ وأﻃﺎع‬
‫ﻣﺤﻤ ﺪًا رﺳﻮل اﷲ ‪ ..‬أﺷﻬﺪ أن ﻻ إﻟﻪ إﻻ اﷲ‬ ‫‪..‬‬
‫‪ ..‬وأﺷ ﻬﺪ أن ﻣﺤﻤﺪًا رﺳﻮل اﷲ ‪ ..‬ﺛﻢ ﺷﻬﻖ‬ ‫ﻧﻌ ﻢ ‪ ..‬وﻣ ﺎ ﺣﻤ ﻞ ﻓ ﻲ ﻧﻔﺴ ﻪ ﻋﻠ ﻰ اﻟ ﺪﻳﻦ ‪ ..‬وﻻ‬
‫وﻣﺎت ‪..‬‬ ‫اﻧﻘﻠﺐ ﻋﺪوًا ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ‪..‬‬
‫ﻓ ﺮﺣﻢ اﷲ أﺑ ﺎ ﺑﺼ ﻴﺮ ‪ ..‬وﺻ ﻠﻰ ﻋﻠ ﻰ ﻧﺒ ﻲ‬ ‫ﻓﻬ ﻮ ﻳ ﺮﺟﻮ ﻣ ﺎ ﻋ ﻨﺪ اﻟﺤﻠ ﻴﻢ اﻟﻜ ﺮﻳﻢ ‪ ..‬ﻣ ﻦ اﻟ ﺜﻮاب‬
‫اﻟﺮﺣﻤﺔ وﺳﻠﻢ ﺗﺴﻠﻴﻤ ًﺎ آﺜﻴﺮًا ‪..‬‬ ‫اﻟﻌﻈﻴﻢ ‪ ..‬اﻟﺬي ﻣﻦ أﺟﻠﻪ ﺗﺮك أهﻠﻪ ‪ ..‬وﻓﺎرق وﻟﺪﻩ‬
‫وﻣ ﻦ اﻹﺳﻌﺎد ﺑﺎﻟﻨﻄﻖ واﻟﺴﺤﺮ ﺑﺎﻟﻜﻼم ‪ ..‬أن‬ ‫‪ ..‬وأﺗﻌﺐ ﻧﻔﺴﻪ ‪ ..‬وﻋﺬب ﺟﺴﺪﻩ ‪..‬‬
‫ﺗﺮاﻋ ﻲ ﻣﻦ ﻣﻌﻚ إذا ﺟﺎﻣﻠﻚ ‪ ..‬وﺗﺘﻠﻄﻒ ﻣﻌﻪ‬ ‫ﺧ ﺮج أﺑ ﻮ ﺑﺼﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ‪ ..‬ﻓﺎﺣﺘﺎر أﻳﻦ ﻳﺬهﺐ‬
‫‪..‬‬ ‫‪ ..‬ﻓﻔ ﻲ ﻣﻜﺔ ﻋﺬاب وﻗﻴﻮد ‪ ..‬وﻓﻲ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻣﻮاﺛﻴﻖ‬
‫‪179‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫اهﺪﻧﻲ ﻷﺣﺴﻦ اﻷﺧﻼق ‪ ..‬ﻻ ﻳﻬﺪي ﻷﺣﺴﻨﻬﺎ‬
‫إﻻ أﻧﺖ ‪..‬‬
‫واﺻ ﺮف ﻋﻨ ﻲ ﺳ ﻴﺌﻬﺎ ‪ ..‬إﻧ ﻪ ﻻ ﻳﺼ ﺮف‬
‫ﺳﻴﺌﻬﺎ إﻻ أﻧﺖ ‪..‬‬
‫)‪(93‬‬
‫ﻟﺒﻴﻚ وﺳﻌﺪﻳﻚ واﻟﺨﻴﺮ ﺑﻴﺪﻳﻚ ‪.. ( ..‬‬
‫ﻧﻌ ﻮد إﻟ ﻰ أﺻﻞ آﻼﻣﻨﺎ ‪ ..‬آﻴﻒ ﺗﺠﻌﻞ اﻟﺪﻋﺎء‬
‫ﻣﻬﺎرة ﻓﻲ آﺴﺐ ﻗﻠﻮب اﻟﻨﺎس ‪..‬؟‬
‫اﻟ ﻨﺎس ﻋﻤ ﻮﻣ ًﺎ ﻳﺤ ﺒﻮن اﻟ ﺪﻋﺎء ﻟﻬ ﻢ ‪ ..‬ﺣﺘ ﻰ‬
‫ﻋ ﻨﺪ اﻟﺴ ﻼم ﻋﻠ ﻴﻬﻢ وﻟﻘ ﺎﺋﻬﻢ ﻳﻔ ﺮﺣﻮن إن‬
‫دﻋﻮت ﻟﻬﻢ ‪..‬‬
‫ﻓﻤ ﻊ ﻗ ﻮﻟﻚ ‪ :‬آ ﻴﻒ اﻟﺤ ﺎل وﻣ ﺎ اﻷﺧ ﺒﺎر ؟‬
‫أﺿ ﻒ إﻟ ﻴﻬﺎ ‪ :‬اﷲ ﻳﺤﺮﺳ ﻚ ‪ ..‬اﷲ ﻳﺠﻌﻠ ﻚ‬
‫ﻣﺒﺎرآ ًﺎ ‪ ..‬اﷲ ﻳﺜﺒﺖ ﻗﻠﺒﻚ ‪..‬‬
‫وﻻ ﺗﻜ ﻦ ﻋ ﺒﺎرات دﻋﺎﺋ ﻚ ﻣﺴ ﺘﻬﻠﻜﺔ أو‬
‫اﻋﺘ ﻴﺎدﻳﺔ ﻣﺜﻞ ‪ :‬اﷲ ﻳﻮﻓﻘﻚ ‪ ..‬اﷲ ﻳﺤﻔﻈﻚ ‪..‬‬
‫ﻧﻌ ﻢ ه ﻲ دﻋ ﺎء ﺣﺴ ﻦ ﻟﻜ ﻦ اﻟﺴ ﺎﻣﻊ اﻋ ﺘﺎد‬
‫ﻋﻠ ﻴﻪ ﺣﺘﻰ ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻳﺮن ﻓﻲ أذﻧﻪ ﻋﻨﺪ ﺳﻤﺎﻋﻪ‬
‫‪..‬‬
‫وإن ﻗﺎﺑﻠ ﺖ أﺣ ﺪًا ﻣﻌ ﻪ أوﻻدﻩ ‪ ..‬ﻓ ﺎدع ﻟﻬ ﻢ‬
‫وه ﻮ ﻳﺴ ﻤﻊ ‪ ..‬اﷲ ﻳﻘ ﺮ ﺑﻬ ﻢ ﻋﻴ ﻨﻚ ‪ ..‬اﷲ‬
‫ﻳﺠﻤ ﻊ ﺷ ﻤﻠﻜﻢ ‪ ..‬اﷲ ﻳ ﺮزﻗﻚ ﺑ ﺮهﻢ ‪ ..‬وﻧﺤ ﻮ‬
‫ذﻟﻚ ‪..‬‬
‫أﻧﺎ أﺣﻜﻲ هﺬا ﻋﻦ ﺗﺠﺮﺑﺔ ‪ ..‬ﻟﻘﺪ ﺟﺮﺑﺘﻪ آﺜﻴﺮًا‬
‫آﺜﻴﺮًا ‪ ..‬ﻓﺮأﻳﺘﻪ ﻳﺴﻠﺐ ﻗﻠﻮب اﻟﻨﺎس ﺳﻠﺒ ًﺎ ‪..‬‬
‫دﻋ ﻴﺖ ﻓ ﻲ ﻟﻴﻠﺔ ﻣﻦ ﻟﻴﺎﻟﻲ ﺷﻬﺮ رﻣﻀﺎن ﻗﺒﻞ‬
‫ﺳ ﻨﺘﻴﻦ إﻟ ﻰ ﻟﻘ ﺎء ﻣﺒﺎﺷ ﺮ ﻓ ﻲ إﺣﺪى اﻟﻘﻨﻮات‬
‫اﻟﻔﻀﺎﺋﻴﺔ ‪..‬‬
‫آ ﺎن اﻟﻠﻘ ﺎء ﺣ ﻮل أﺣﻮال اﻟﻌﺒﺎدة ﻓﻲ رﻣﻀﺎن‬
‫‪ ..‬وآ ﺎن اﻧﻌﻘ ﺎد اﻟﻠﻘ ﺎء ﻓﻲ ﻣﻜﺔ اﻟﻤﻜﺮﻣﺔ ﻓﻲ‬
‫ﻏﺮﻓﺔ ﺑﺄﺣﺪ اﻟﻔﻨﺎدق ﻣﻄﻠﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﺮم ‪ ..‬آﻨﺎ‬
‫ﻧ ﺘﺤﺪث ﻋ ﻦ رﻣﻀﺎن ‪ ..‬واﻟﻤﺸﺎهﺪون ﻳﺮون‬
‫ﻣ ﻦ ﺧ ﻼل اﻟ ﻨﺎﻓﺬة اﻟﺘ ﻲ ﺧﻠﻔ ﻨﺎ اﻟﻤﻌﺘﻤ ﺮﻳﻦ‬
‫واﻟﻄﺎﺋﻔﻴﻦ ﺧﻠﻔﻨﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻬﻮاء ﻣﺒﺎﺷﺮة ‪..‬‬
‫آ ﺎن اﻟﻤﻨﻈﺮ ﻣﻬﻴﺒ ًﺎ ‪ ..‬واﻟﻜﻼم ﻣﺆﺛﺮًا ‪ ..‬ﺣﺘﻰ‬
‫إن ﻣﻘ ﺪم اﻟﺒ ﺮﻧﺎﻣﺞ رق ﻗﻠ ﺒﻪ وﺑﻜ ﻰ أﺛ ﻨﺎء‬
‫اﻟﺤﻠﻘﺔ ‪..‬‬
‫آ ﺎن اﻟﺠ ﻮ إﻳﻤﺎﻧ ﻴ ًﺎ ‪ ..‬ﻣﺎ أﻓﺴﺪﻩ ﻋﻠﻴﻨﺎ إﻻ أﺣﺪ‬
‫أﺧﺮﺟﻪ أﺑﻮ ﻋﻮاﻧﺔ‬
‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ذآ ﺮ أن اﻣ ﺮأة ﻓﻘﻴ ﺮة اﺿ ﻄﺠﻌﺖ ﺑﺠﺎﻧ ﺐ زوﺟﻬ ﺎ‬
‫ﻋﻠ ﻰ ﻓ ﺮاش ﻋﺘ ﻴﻖ ‪ ..‬ﻓ ﻲ آ ﻮخ ﻗ ﺪﻳﻢ ‪ ..‬ﺟﺪراﻧ ﻪ‬
‫ﻣﺮﻗﻌﺔ ‪ ..‬وﺳﻘﻔﻪ ﻣﻦ ﺟﺬوع اﻟﻨﺨﻞ ‪..‬‬
‫ﻓﺠﺎﻟ ﺖ ﺑﺒﺼ ﺮهﺎ ﺗﻨﻈ ﺮ إﻟ ﻰ ﺟ ﺪران ﺑﻴ ﺘﻬﺎ ‪ ..‬ﺛ ﻢ‬
‫ر ّآ ﺰت ﺑﺼ ﺮهﺎ إﻟ ﻰ اﻟﺴ ﻘﻒ ‪ ..‬وﺳ ﺮﺣﺖ ﺑﻔﻜ ﺮهﺎ‬
‫ﺑﻌﻴﺪًا ‪ ..‬ﺛﻢ ﻗﺎﻟﺖ ‪:‬‬
‫ﺗﺪري ﻣﺎذا أﺗﻤﻨﻰ ؟‬
‫ﻗﺎل ‪ :‬هﺎﻩ !! ﻣﺎذا ﺗﺘﻤﻨﻴﻦ ؟‬
‫ﻗﺎﻟ ﺖ ‪ :‬أﺗﻤﻨ ﻰ أن ﻧﻤﻠ ﻚ ﺑﻴ ﺘ ًﺎ آﺒﻴ ﺮًا ﺗﺴ ﻌﺪ ﻓ ﻴﻪ ﻣ ﻊ‬
‫أوﻻدك ‪ ..‬وﺗﺪﻋ ﻮ إﻟ ﻴﻪ أﺻﺪﻗﺎءك ‪ ..‬وﻧﻤﻠﻚ ﺳﻴﺎرة‬
‫ﻓﺎره ﺔ ‪ ..‬ﺗ ﺮﺗﺎح إذا ﺳ ﻘﺘﻬﺎ ‪ ..‬وﻳ ﺰﻳﺪ راﺗ ﺒﻚ‬
‫ﺿ ﻌﻔﻴﻦ ﺣﺘ ﻰ ﺗﺴ ﺪد دﻳ ﻮﻧﻚ ‪ ..‬و ‪ ..‬وﻣﻀ ﺖ‬
‫اﻟﻤﺴ ﻜﻴﻨﺔ ﺗﺴ ﺮد ﻟ ﻪ ﺑﺤﻤﺎس أﺳﺒﺎب اﻟﺴﻌﺎدة اﻟﺘﻲ‬
‫ﺗﺘﻤﻨﺎهﺎ ﻟﻪ ‪..‬‬
‫واﻟ ﺮﺟﻞ ﻏ ﺎرق ﻓ ﻲ أﺣ ﻼم ﺧﻴﺒ ﺘﻪ ‪ ..‬ﻳ ﺎﺋﺲ ﻣ ﻦ‬
‫ﺻ ﻼح ﺣﺎﻟ ﻪ ‪ ..‬ﻻ ﻳﻤﻠ ﻚ أﻳ ﺔ ﻣﻬ ﺎرة ﻣ ﻦ ﻣﻬ ﺎرات‬
‫اﻟﻜﻼم ‪..‬‬
‫ﻓﻠﻤﺎ ﺗﻌﺒﺖ ﻗﺎﻟﺖ ﻟﻪ ‪ :‬وأﻧﺖ ﻣﺎذا ﺗﺘﻤﻨﻰ ؟!‬
‫ﻼ ﺛﻢ ﻗﺎل ‪ :‬أﺗﻤﻨﻰ أن ﻳﻨﻄﻠﻖ‬ ‫ﻓﻨﻈﺮ إﻟﻰ اﻟﺴﻘﻒ ﻃﻮﻳ ً‬
‫ﺟ ﺬع ﻣ ﻦ ه ﺬا اﻟﺴ ﻘﻒ وﻳﻘ ﻊ ﻋﻠ ﻰ رأﺳﻚ ﻓﻴﻘﺴﻤﻪ‬
‫ﻧﺼﻔﻴﻦ ‪..‬‬
‫ﺣﺪﻳﺚ ‪..‬‬
‫ﺳﺄﻟﻮﻩ ‪ : ε‬ﻣﺎ أآﺜﺮ ﻣﺎ ﻳﺪﺧﻞ اﻟﻨﺎس اﻟﻨﺎر ؟ ﻓﻘﺎل ‪:‬‬
‫هﺬا وهﺬا ‪ ..‬ﻳﻌﻨﻲ اﻟﻔﺮج واﻟﻠﺴﺎن‬
‫‪ 82.‬اﻟﺪﻋﺎء ‪..‬‬
‫ﻻ أﻋﻨ ﻲ ه ﻨﺎ اﻟﻜ ﻼم ﻋ ﻦ ﻓﻀ ﻞ اﻟ ﺪﻋﺎء ‪ ..‬وﺁداﺑ ﻪ‬
‫وﺷﺮوط إﺟﺎﺑﺘﻪ ‪..‬‬
‫ﻓﻬ ﺬا ﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﻋﻼﻗﺔ ﻣﺒﺎﺷﺮة ﺑﻤﺎ ﻧﻨﺎﻗﺸﻪ هﻨﺎ وهﻮ‬
‫ﻣﻬﺎرات اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻟﻨﺎس ‪..‬‬
‫وإﻧﻤﺎ أﻋﻨﻲ ‪ :‬آﻴﻒ ﺗﺠﻌﻞ اﻟﺪﻋﺎء ﻣﻬﺎرة ﻓﻲ آﺴﺐ‬
‫اﻟﻨﺎس ؟‬
‫وﻣﻦ ذﻟﻚ أن ﺗﺪﻋﻮ اﷲ أﻳﻀ ًﺎ أن ﻳﻬﺪﻳﻚ إﻟﻰ أﺣﺴﻦ‬
‫ﻼ‪:‬‬‫اﻷﺧﻼق ‪ ..‬آﻤﺎ آﺎن اﻟﺤﺒﻴﺐ ‪ ε‬ﻳﺪﻋﻮ ﻗﺎﺋ ً‬
‫)اﻟﻠﻬ ﻢ ﻟ ﻚ اﻟﺤﻤ ﺪ ‪ ..‬ﻻ إﻟ ﻪ إﻻ أﻧ ﺖ ‪ ..‬ﺳ ﺒﺤﺎﻧﻚ‬
‫وﺑﺤﻤﺪك ‪ ..‬ﻇﻠﻤﺖ ﻧﻔﺴﻲ ‪ ..‬واﻋﺘﺮﻓﺖ ﺑﺬﻧﺒﻲ ‪..‬‬
‫ﻓﺎﻏﻔﺮ ﻟﻲ ذﻧﻮﺑﻲ ‪ ..‬ﻻ ﻳﻐﻔﺮ اﻟﺬﻧﻮب إﻻ أﻧﺖ ‪..‬‬
‫) ‪( 93‬‬
‫‪180‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬ ‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ ..‬ﻗﻠ ﺖ ‪ :‬اﻟﻠﻬ ﻢ ارﻓ ﻊ درﺟ ﺘﻪ واﺟﻤﻌ ﻪ ﻣ ﻊ‬ ‫اﻟﻤﺼ ﻮرﻳﻦ !! آ ﺎن ﻳﻤﺴﻚ آﺎﻣﻴﺮا اﻟﺘﺼﻮﻳﺮ ﺑﻴﺪ ‪..‬‬
‫أﺣﺒﺎﺑﻪ ﻓﻲ اﻟﺠﻨﺔ ‪ ..‬اﻟﻠﻬﻢ ‪..‬‬ ‫واﻟ ﻴﺪ اﻟﺜﺎﻧ ﻴﺔ ﻓ ﻴﻬﺎ ﺳ ﻴﺠﺎرة ‪ ..‬وآﺄﻧ ﻪ ﻳ ﺮﻳﺪ أن ﻻ‬
‫وﻻ زﻟﺖ أدﻋﻮ ﺣﺘﻰ رق ﻗﻠﺒﻪ وﺑﻜﻰ ‪ ..‬وأﺧﺬ‬ ‫ﺗﻀ ﻴﻊ ﻋﻠ ﻴﻪ ﻟﺤﻈ ﺔ ﻣﻦ ﻟﻴﻞ رﻣﻀﺎن إﻻ وﻗﺪ أﺷﺒﻊ‬
‫ﻳﺮدد ‪ :‬ﺁﻣﻴﻦ ‪ ..‬ﺁﻣﻴﻦ ‪..‬‬ ‫رﺋﺘﻴﻪ ﺳﻴﺠﺎرًا !!‬
‫ﻓﻠﻤ ﺎ أردت أن أﺧ ﺘﻢ اﻟ ﺪﻋﺎء ‪ ..‬ﻗﻠ ﺖ ‪ :‬اﻟﻠﻬ ﻢ‬ ‫أزﻋﺠﻨ ﻲ ه ﺬا آﺜﻴ ﺮًا ‪ ..‬وﺧﻨﻘﻨ ﻲ وﺻﺎﺣﺒﻲ اﻟﺪﺧﺎن‬
‫إن ﺗ ﺮك اﻟﺘﺪﺧ ﻴﻦ ﻓﺎﺳ ﺘﺠﺐ ه ﺬا اﻟﺪﻋﺎء وإن‬ ‫‪ ..‬ﻟﻜ ﻦ ﻟ ﻢ ﻳﻜﻦ ﺑﺪ ﻣﻦ اﻟﺼﺒﺮ ‪ ..‬ﻓﺎﻟﻠﻘﺎء ﻣﺒﺎﺷﺮ ‪..‬‬
‫ﻟﻢ ﻳﺘﺮآﻪ ﻓﺎﺣﺮﻣﻪ ﻣﻨﻪ ‪..‬‬ ‫وﻣﺎ ﺣﻴﻠﺔ اﻟﻤﻀﻄﺮ إﻻ رآﻮﺑﻬﺎ !!‬
‫ﻓﺎﻧﻔﺠ ﺮ اﻟ ﺮﺟﻞ ﺑﺎآ ﻴ ًﺎ ‪ ..‬وﻏﻄﻰ وﺟﻬﻪ ﺑﻴﺪﻳﻪ‬ ‫ﻣﻀﺖ ﺳﺎﻋﺔ آﺎﻣﻠﺔ ‪ ..‬واﻧﺘﻬﻰ اﻟﻠﻘﺎء ﺑﺴﻼم ‪..‬‬
‫وﺧﺮج ﻣﻦ اﻟﻐﺮﻓﺔ ‪..‬‬ ‫ﻲ اﻟﻤﺼ ﻮر ‪ -‬واﻟﺴ ﻴﺠﺎرة ﻓﻲ ﻳﺪﻩ ‪ -‬ﺷﺎآﺮًا‬ ‫أﻗ ﺒﻞ إﻟ ّ‬
‫ﻣﻀ ﺖ ﻋ ﺪة ﺷ ﻬﻮر ‪ ..‬ﻓﺪﻋ ﻴﺖ إﻟ ﻰ ﻣﻘﺮ ﺗﻠﻚ‬ ‫ﻣﺜﻨ ﻴ ًﺎ ‪ ..‬ﻓﺸ ﺪدت ﻋﻠ ﻰ ﻳ ﺪﻩ وﻗﻠ ﺖ ‪ ..‬وأﻧ ﺖ أﻳﻀ ًﺎ‬
‫اﻟﻘﻨﺎة ﻟﻠﻘﺎء ﻣﺒﺎﺷﺮ ‪..‬‬ ‫أﺷ ﻜﺮك ﻋﻠ ﻰ ﻣﺸ ﺎرآﺘﻚ ﻓ ﻲ ﺗﺼ ﻮﻳﺮ اﻟﺒ ﺮاﻣﺞ‬
‫ﻓﻠﻤ ﺎ دﺧﻠ ﺖ اﻟﻤﺒﻨ ﻰ ﻓ ﺈذا ﺑ ﺮﺟﻞ ﺑ ﺪﻳﻦ ﻳﻘ ﺒﻞ‬ ‫اﻟﺪﻳﻨ ﻴﺔ ‪ ..‬وﻟ ﻲ إﻟ ﻴﻚ آﻠﻤ ﺔ ﻟﻌﻠ ﻚ ﺗﻘ ﺒﻠﻬﺎ ‪ ..‬ﻗ ﺎل ‪:‬‬
‫ﻲ ﺛ ﻢ ‪ ..‬ﻳﺴ ﻠﻢ ﻋﻠ ﻲ ﺑﺤ ﺮارة ‪ ..‬وﻳﻘ ﺒﻞ‬ ‫ﻋﻠ ﱠ‬ ‫ﺗﻔﻀﻞ ‪ ..‬ﺗﻔﻀﻞ ‪..‬‬
‫رأﺳ ﻲ ‪ ..‬وﻳﻨﺤﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﻳﺪي ﻟﻴﻘﺒﻠﻬﺎ ‪ ..‬وهﻮ‬ ‫ﻗﻠ ﺖ ‪ :‬اﻟ ﺪﺧﺎن واﻟﺴ ﺠﺎ ‪ ..‬ﻓﻘﺎﻃﻌﻨﻲ ‪ :‬ﻻ ﺗﻨﺼﺤﻨﻲ‬
‫ﻣﺘﺄﺛﺮ ﺟﺪًا ‪..‬‬ ‫‪ ..‬واﷲ ﻣﺎ ﻓﻴﻪ ﻓﺎﺋﺪة ﻳﺎ ﺷﻴﺦ ‪..‬‬
‫ﻓﻘﻠ ﺖ ﻟ ﻪ ‪ :‬ﺷ ﻜﺮ اﷲ ﻟﻄﻔ ﻚ ‪ ..‬وأدﺑ ﻚ ‪..‬‬ ‫ﻗﻠ ﺖ ‪ :‬ﻃ ﻴﺐ اﺳ ﻤﻊ ﻣﻨ ﻲ ‪ ..‬أﻧﺖ ﺗﻌﻠﻢ أن اﻟﺴﺠﺎﻳﺮ‬
‫وأﻗ ﺪر ﻟ ﻚ ﻣﺤﺒ ﺘﻚ ‪ ..‬ﻟﻜ ﻦ اﺳ ﻤﺢ ﻟ ﻲ ﻓﺄﻧﺎ ﻟﻢ‬ ‫ﺣ ﺮام وأن اﷲ ﻳﻘ ﻮل ‪ ..‬ﻓﻘﺎﻃﻌﻨ ﻲ ﻣ ﺮة أﺧﺮى ‪ :‬ﻳﺎ‬
‫أﻋﺮﻓﻚ ‪..‬‬ ‫ﺷ ﻴﺦ ﻻ ﺗﻀ ﻊ وﻗ ﺘﻚ ‪ ..‬أﻧ ﺎ ﻣﻀ ﻰ ﻟ ﻲ أآﺜ ﺮ ﻣ ﻦ‬
‫ﻓﻘ ﺎل ‪ :‬ه ﻞ ﺗﺬآﺮ اﻟﻤﺼﻮر اﻟﺬي ﻧﺼﺤﺘﻪ ﻗﺒﻞ‬ ‫أرﺑﻌ ﻴﻦ ﺳ ﻨﺔ وأﻧ ﺎ أدﺧ ﻦ ‪ ..‬اﻟ ﺪﺧﺎن ﻳﺠ ﺮي ﻓ ﻲ‬
‫ﺳﻨﺘﻴﻦ ﻟﻴﺘﺮك اﻟﺘﺪﺧﻴﻦ ؟!‬ ‫ﻋﺮوﻗﻲ ‪ ..‬ﻣﺎ ﻓﻴﻪ ﻓﺎااﺋﺪة ‪ ..‬آﺎن ﻏﻴﺮك أﺷﻄﺮ !!‬
‫ﻗﻠﺖ ‪ :‬ﻧﻌﻢ ‪..‬‬ ‫ﻗﻠﺖ ‪ :‬ﻳﻌﻨﻲ ﻣﺎ ﻓﻴﻪ ﻓﺎﺋﺪة ؟!!‬
‫ﻗ ﺎل ‪ :‬أﻧ ﺎ ه ﻮ ‪ ..‬واﷲ ﻳ ﺎ ﺷ ﻴﺦ إﻧ ﻲ ﻟ ﻢ‬ ‫ﻓﺄﺣﺮج ﻣﻨﻲ وﻗﺎل ‪ :‬ادع ﻟﻲ ‪ ..‬ادع ﻟﻲ ‪..‬‬
‫ﺳﻴﺠﺎرة ﻓﻲ ﻓﻤﻲ ﻣﻨﺬ ﺗﻠﻚ اﻟﻠﺤﻈﺔ ‪..‬‬ ‫ﻓﺄﻣﺴﻜﺖ ﻳﺪﻩ وﻗﻠﺖ ‪ :‬ﺗﻌﺎل ﻣﻌﻲ ‪..‬‬
‫ﻣﺎ أﺟﻤﻞ اﻟﺬآﺮﻳﺎت إذا آﺎﻧﺖ ﺳﺎرة ‪..‬‬ ‫ﻗﻠﺖ ﺗﻌﺎل ﻧﻨﻈﺮ إﻟﻰ اﻟﻜﻌﺒﺔ ‪..‬‬
‫ﻓ ﻲ ﻣﻮﺳ ﻢ اﻟﺤﺞ ﻗﺒﻞ ﺛﻼث ﺳﻨﻮات ‪ ..‬ذهﺒﺖ‬ ‫ﻓﻮﻗﻔ ﻨﺎ ﻋ ﻨﺪ اﻟ ﻨﺎﻓﺬة اﻟﻤﻄﻠﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﺮم ‪ ..‬ﻓﺈذا آﻞ‬
‫ﻹﻟﻘ ﺎء آﻠﻤﺔ ﻓﻲ إﺣﺪى ﺣﻤﻼت اﻟﺤﺞ اﻟﻜﺒﺮى‬ ‫ﺷﺒﺮ ﻓﻴﻪ ﻣﻠﻲء ﺑﺎﻟﻨﺎس ‪ ..‬ﻣﺎ ﺑﻴﻦ راآﻊ وﺳﺎﺟﺪ ‪..‬‬
‫ﻓﻲ ﺻﻼة اﻟﻌﺼﺮ ‪..‬‬ ‫ﻼ ﻣﺆﺛﺮًا ‪..‬‬‫وﻣﻌﺘﻤﺮ وﺑﺎك ‪ ..‬آﺎن اﻟﻤﻨﻈﺮ ﻓﻌ ً‬
‫ﺑﻌ ﺪ اﻟﻜﻠﻤﺔ ازدﺣﻢ اﻟﻨﺎس ﻳﺴﺄﻟﻮن وﻳﺴﻠﻤﻮن‬ ‫ﻗﻠﺖ ‪ :‬هﻞ ﺗﺮى هﺆﻻء ؟‬
‫‪ ..‬ﺣﺎوﻟ ﺖ اﻟ ﺘﺨﻠﺺ اﻟﺴ ﺮﻳﻊ ﻻرﺗﺒﺎﻃ ﻲ‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻧﻌﻢ ‪..‬‬
‫ﺑﻤﺤﺎﺿﺮة ﺑﻌﺪهﻢ ﻓﻮرًا ﻓﻲ ﺣﻤﻠﺔ أﺧﺮى ‪..‬‬ ‫ﻗﻠ ﺖ ‪ :‬ﺟ ﺎؤوا ﻣ ﻦ آ ﻞ ﻣﻜ ﺎن ‪ ..‬ﺑ ﻴﺾ وﺳ ﻮد ‪..‬‬
‫ﻼ وﻳﺆﺧﺮ‬ ‫ﻻﺣﻈ ﺖ ﻣ ﻦ ﺑﻴ ﻨﻬﻢ ﺷ ﺎب ﻳﻘ ﺪم رﺟ ً‬ ‫ﻋ ﺮب وأﻋ ﺎﺟﻢ ‪ ..‬أﻏﻨ ﻴﺎء وﻓﻘ ﺮاء ‪..‬آﻠﻬ ﻢ ﻳﺪﻋ ﻮن‬
‫ﺢ أن ﻳﺰاﺣﻢ اﻟﻨﺎس ‪..‬‬ ‫أﺧﺮى ‪ ..‬ﻣﺴﺘ ٍ‬ ‫اﷲ أن ﻳﺘﻘﺒﻞ ﻣﻨﻬﻢ وﻳﻐﻔﺮ ﻟﻬﻢ ‪..‬‬
‫اﻟ ﺘﻔﺖ إﻟ ﻴﻪ ‪ ..‬وﻣ ﺪدت ﻳﺪي ﻧﺤﻮﻩ ﻓﺼﺎﻓﺤﻨﻲ‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﺻﺤﻴﺢ ‪ ..‬ﺻﺤﻴﺢ ‪..‬‬
‫‪ ..‬ﺛ ﻢ ﺳ ﺄﻟﺘﻪ ﻓ ﻲ وﺳ ﻂ اﻟ ﺰﺣﺎم ‪ : ..‬ﻋ ﻨﺪك‬ ‫ﻗﻠ ﺖ أﻓﻼ ﺗﺘﻤﻨﻰ أن ﻳﻌﻄﻴﻚ اﷲ ﻣﺎ ﻳﻌﻄﻴﻬﻢ ؟ ﻗﺎل ‪:‬‬
‫ﺳﺆال ؟‬ ‫ﺑﻠﻰ ‪..‬‬
‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻧﻌﻢ ‪..‬‬ ‫ﻗﻠ ﺖ ‪ :‬ارﻓ ﻊ ﻳ ﺪﻳﻚ ‪ ..‬وﺳ ﺄدﻋﻮ ﻟ ﻚ ‪.‬ز أﻣ ﻦ ﻋﻠ ﻰ‬
‫ﻲ واﻟ ﻨﺎس ﻣ ﺰدﺣﻤﻮن ‪ ..‬ﺣﺘ ﻰ‬ ‫ﻓﺠ ﺮرﺗﻪ إﻟ ﱠ‬ ‫دﻋﺎﺋﻲ ‪..‬‬
‫اﻗﺘﺮب ‪..‬‬ ‫رﻓﻌ ﺖ ﻳ ﺪي وﻗﻠ ﺖ ‪ :‬اﻟﻠﻬﻢ اﻏﻔﺮ ﻟﻪ ‪ ..‬ﻗﺎل ‪ :‬ﺁﻣﻴﻦ‬

‫‪181‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬ ‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﻗ ﺪم ﻣﻜ ﺔ ﻳ ﻮﻣ ًﺎ ﻓ ﻲ ﺣﺎﺟ ﺔ ‪ ..‬ﻓﻠﻤ ﺎ دﺧﻠﻬ ﺎ ‪..‬‬ ‫ﻗﻠﺖ ‪ :‬ﻣﺎ ﺳﺆاﻟﻚ ؟‬
‫رﺁﻩ أﺷﺮاف ﻗﺮﻳﺶ ‪ ..‬ﻓﺄﻗﺒﻠﻮا ﻋﻠﻴﻪ ‪ ..‬وﻗﺎﻟﻮا‬ ‫ﻓﻘ ﺎل وه ﻮ ﻣﺴ ﺘﻌﺠﻞ ‪ :‬ذه ﺒﺖ ﻟﺮﻣ ﻲ اﻟﺠﻤ ﺮات ‪..‬‬
‫‪ :‬ﻣ ﻦ أﻧ ﺖ ؟ ﻗ ﺎل ‪ :‬أﻧ ﺎ اﻟﻄﻔﻴﻞ ﺑﻦ ﻋﻤﺮو ‪..‬‬ ‫ﻣﻌﻲ ﺟﺪﺗﻲ وأﺧﺘﻲ ‪ ..‬وآﺎن زﺣﺎﻣ ًﺎ ﺷﺪﻳﺪًا ‪ ..‬و ‪..‬‬
‫ﺳﻴﺪ دوس ‪..‬‬ ‫اﻧﺘﻬﻰ ﻣﻦ ﺳﺆاﻟﻪ ‪ ..‬ﻓﺄﺟﺒﺘﻪ ﻋﻠﻴﻪ ‪..‬‬
‫ﻓﻘﺎﻟ ﻮا ‪ :‬إن هﻬ ﻨﺎ رﺟ ﻞ ﻓ ﻲ ﻣﻜ ﺔ ﻳ ﺰﻋﻢ أﻧ ﻪ‬ ‫ﺷ ﻤﻤﺖ ﻣ ﻨﻪ ﺧ ﻼل ذﻟ ﻚ راﺋﺤ ﺔ دﺧ ﺎن ‪ ..‬ﻓﺘﺒﺴ ﻤﺖ‬
‫ﻧﺒ ﻲ ‪ ..‬ﻓﺎﺣ ﺬر أن ﺗﺠﻠ ﺲ ﻣﻌ ﻪ أو ﺗﺴ ﻤﻊ‬ ‫وﺳﺄﻟﺘﻪ ‪ :‬ﺗﺪﺧﻦ ؟‬
‫آﻼﻣ ﻪ ‪ ..‬ﻓﺈﻧ ﻪ ﺳ ﺎﺣﺮ ‪ ..‬إن اﺳ ﺘﻤﻌﺖ إﻟ ﻴﻪ‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻧﻌﻢ ‪..‬‬
‫ذهﺐ ﺑﻌﻘﻠﻚ ‪..‬‬ ‫ﻗﻠ ﺖ ‪ :‬أﺳ ﺄل اﷲ أن ﻳﻐﻔ ﺮ ﻟ ﻚ ‪ ..‬وﻳﺘﻘ ﺒﻞ ﺣﺠ ﻚ ‪..‬‬
‫ﻗﺎل اﻟﻄﻔﻴﻞ ‪ :‬ﻓﻮ اﷲ ﻣﺎ زاﻟﻮا ﺑﻲ ﻳﺨﻮﻓﻮﻧﻨﻲ‬ ‫إن ﺗﺮآﺖ اﻟﺘﺪﺧﻴﻦ ﻣﻦ هﺬﻩ اﻟﻠﺤﻈﺔ ‪..‬‬
‫ﻣ ﻨﻪ ‪ ..‬ﺣﺘ ﻰ أﺟﻤﻌ ﺖ أﻻ أﺳ ﻤﻊ ﻣﻨﻪ ﺷﻴﺌ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﺳ ﻜﺖ اﻟﺸ ﺎب ‪ ..‬آ ﺎن واﺿ ﺤ ًﺎ ﻣ ﻦ وﺟﻬﻪ أﻧﻪ ﺗﺄﺛﺮ‬
‫ﻲ آﺮﺳﻔﺎ ‪-‬‬ ‫وﻻ أآﻠﻤ ﻪ ‪ ..‬ﺑ ﻞ ﺣﺸ ﻮت ﻓ ﻲ أذﻧ ﱠ‬ ‫ﺑﺎﻟﻜﻼم ‪..‬‬
‫وه ﻮ اﻟﻘﻄ ﻦ – ﺧ ﻮﻓ ًﺎ ﻣ ﻦ أن ﻳﺒﻠﻐﻨ ﻲ ﺷ ﻲء‬ ‫ﻣﻀﺖ ﺛﻤﺎﻧﻴﺔ أﺷﻬﺮ ‪..‬‬
‫ﻣﻦ ﻗﻮﻟﻪ ‪ ..‬وأﻧﺎ ﻣﺎ ّر ﺑﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﺬهﺒﺖ ﻹﻟﻘﺎء ﻣﺤﺎﺿﺮة ﻓﻲ إﺣﺪى اﻟﻤﺪن ‪..‬‬
‫ﻗ ﺎل اﻟﻄﻔ ﻴﻞ ‪ :‬ﻓﻐ ﺪوت إﻟ ﻰ اﻟﻤﺴ ﺠﺪ ‪ ..‬ﻓ ﺈذا‬ ‫أﻗ ﺒﻠﺖ إﻟ ﻰ اﻟﻤﺴ ﺠﺪ ‪ ..‬ﻓ ﺈذا ﺷ ﺎب وﻗ ﻮر ﻳﻨﺘﻈﺮﻧ ﻲ‬
‫رﺳﻮل اﷲ ‪ ρ‬ﻗﺎﺋﻢ ﻳﺼﻠﻲ ﻋﻨﺪ اﻟﻜﻌﺒﺔ ‪..‬‬ ‫ﻲ‬
‫ﻋ ﻨﺪ ﺑﺎﺑ ﻪ ‪ ..‬ﺗﻔﺎﺟ ﺄت ﺑ ﻪ ﻟﻤ ﺎ رﺁﻧ ﻲ ‪ ..‬ﻳﻘ ﺒﻞ ﻋﻠ ّ‬
‫ﻓﻘﻤﺖ ﻣﻨﻪ ﻗﺮﻳﺒ ًﺎ ‪ ..‬ﻓﺄﺑﻰ اﷲ إﻻ أن ﻳﺴﻤﻌﻨﻲ‬ ‫ﻣﺘﺤﻤﺴ ًﺎ وﻳﺴﻠﻢ ﺑﺤﺮارة ‪..‬‬
‫ﺑﻌﺾ ﻗﻮﻟﻪ ‪..‬‬ ‫ﻟﻢ أﻋﺮﻓﻪ ‪ ..‬ﻟﻜﻨﻲ ﺑﺎدﻟﺘﻪ اﻟﺴﻼم واﻟﺘﺮﺣﻴﺐ ‪..‬‬
‫ﻓﺴ ﻤﻌﺖ آﻼﻣ ًﺎ ﺣﺴ ﻨ ًﺎ ‪ ..‬ﻓﻘﻠ ﺖ ﻓ ﻲ ﻧﻔﺴ ﻲ ‪:‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬هﻞ ﻋﺮﻓﺘﻨﻲ ‪..‬‬
‫واﺛﻜ ﻞ أﻣ ﻲ ! واﷲ إﻧ ﻲ ﻟ ﺮﺟﻞ ﻟﺒ ﻴﺐ ‪ ..‬ﻣ ﺎ‬ ‫ﻗﻠ ﺖ ‪ :‬أﺷ ﻜﺮ ﻟ ﻚ ﻟﻄﻔ ﻚ ‪ ..‬وﻣﺤﺒ ﺘﻚ ‪ ..‬ﻟﻜﻨ ﻲ ﻟ ﻢ‬
‫ﻦ ﻣ ﻦ اﻟﻘﺒ ﻴﺢ ‪ ..‬ﻓﻤ ﺎ‬ ‫ﻲ اﻟﺤﺴ ُ‬ ‫ﻳﺨﻔ ﻰ ﻋﻠ ﱠ‬ ‫أﻋﺮﻓﻚ ‪..‬‬
‫ﻳﻤﻨﻌﻨﻲ أن أﺳﻤﻊ ﻣﻦ هﺬا اﻟﺮﺟﻞ ﻣﺎ ﻳﻘﻮل ‪..‬‬ ‫ﻗ ﺎل ‪ :‬ه ﻞ ﺗﺬآ ﺮ اﻟﺸ ﺎب اﻟﻤ ﺪﺧﻦ اﻟ ﺬي ﻗﺎﺑﻠ ﺘﻪ ﻓ ﻲ‬
‫ﻓ ﺈن آ ﺎن اﻟ ﺬي ﺑ ﻪ ﺣﺴ ﻨ ًﺎ ﻗﺒﻠ ﺘﻪ ‪ ..‬وإن آ ﺎن‬ ‫اﻟﺤﺞ ‪ ..‬وﻧﺼﺤﺘﻪ ﺑﺘﺮك اﻟﺘﺪﺧﻴﻦ ؟‬
‫ﻗﺒﻴﺤ ًﺎ ﺗﺮآﺘﻪ ‪ ..‬ﻓﻤﻜﺜﺖ ﺣﺘﻰ ﻗﻀﻰ ﺻﻼﺗﻪ ‪..‬‬ ‫ﻗﻠﺖ ‪ :‬ﻧﻌﻢ ‪ ..‬ﻧﻌﻢ ‪..‬‬
‫ﻓﻠﻤﺎ ﻗﺎم ﻣﻨﺼﺮﻓ ًﺎ إﻟﻰ ﺑﻴﺘﻪ ﺗﺒﻌﺘﻪ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬أﻧﺎ هﻮ ‪ ..‬أﺑﺸﺮك وﷲ اﻟﺤﻤﺪ أﻧﻲ ﻣﺎ وﺿﻌﺖ‬
‫ﺣﺘ ﻰ إذا دﺧﻞ ﺑﻴﺘﻪ دﺧﻠﺖ ﻋﻠﻴﻪ ‪ ..‬ﻓﻘﻠﺖ ‪ :‬ﻳﺎ‬ ‫اﻟﺴ ﻴﺠﺎرة ﻓ ﻲ ﻓﻤ ﻲ ﻣ ﻨﺬ ﺗﻠ ﻚ اﻟﻠﺤﻈ ﺔ ‪ ..‬ﺗ ﺮآﺖ‬
‫ﻣﺤﻤﺪ ‪ ..‬إن ﻗﻮﻣﻚ ﻗﺎﻟﻮا ﻟﻲ آﺬا وآﺬا ‪..‬‬ ‫اﻟﺘﺪﺧﻴﻦ ‪ ..‬ﻓﺼﻠﺤﺖ آﺜﻴﺮ ﻣﻦ أﻣﻮر ﺣﻴﺎﺗﻲ ‪..‬‬
‫وواﷲ ﻣ ﺎ ﺑ ﺮﺣﻮا ﻳﺨﻮﻓﻮﻧﻨ ﻲ ﻣ ﻨﻚ ﺣﺘ ﻰ‬ ‫ه ﺰزت ﻳ ﺪﻩ ﻣﺸ ﺠﻌ ًﺎ ‪ ..‬وﻣﻀ ﻴﺖ ‪ ..‬وﻗ ﺪ أﻳﻘﻨﺖ أن‬
‫ﺳ ﺪدت أذﻧ ﻲ ﺑﻜﺮﺳ ﻒ ﻟ ﺌﻼ أﺳ ﻤﻊ ﻗ ﻮﻟﻚ ‪..‬‬ ‫اﻟ ﺪﻋﺎء ﻟﻠ ﻨﺎس ﻓ ﻲ وﺟ ﻮهﻬﻢ ‪ ..‬وه ﻢ ﻳﺴ ﻤﻌﻮن ‪..‬‬
‫وﻗ ﺪ ﺳ ﻤﻌﺖ ﻣ ﻨﻚ ﻗ ﻮ ًﻻ ﺣﺴ ﻨ ًﺎ ‪ ..‬ﻓﺎﻋ ﺮض‬ ‫رﺑﻤﺎ ﻳﻜﻮن أآﺜﺮ ﺗﺄﺛﻴﺮًا ﻣﻦ اﻟﻨﺼﺢ اﻟﻤﺒﺎﺷﺮ ‪..‬‬
‫ﻲ أﻣﺮك ‪..‬‬
‫ﻋﻠ ﱠ‬ ‫وﻣ ﺜﻠﻪ ﻟ ﻮ رأﻳ ﺖ ﺷ ﺎﺑ ًﺎ ﺑ ﺎرًا ﺑﺄﺑ ﻴﻪ ‪ ..‬ﻓﻘﻠ ﺖ ﻟ ﻪ ‪:‬‬
‫ﻓﺎﺑ ﺘﻬﺞ اﻟﻨﺒ ﻲ ﻋﻠ ﻴﻪ اﻟﺼ ﻼة واﻟﺴ ﻼم ‪..‬‬ ‫ﺟ ﺰاك اﷲ ‪ ..‬اﷲ ﻳ ﻮﻓﻘﻚ ‪ ..‬اﷲ ﻳﺠﻌ ﻞ أوﻻدك‬
‫وﻓ ﺮح ‪..‬وﻋ ﺮض اﻹﺳ ﻼم ﻋﻠ ﻰ اﻟﻄﻔ ﻴﻞ ‪..‬‬ ‫ﺑﺎرﻳﻦ ﺑﻚ ‪..‬‬
‫وﺗ ﻼ ﻋﻠ ﻴﻪ اﻟﻘﺮﺁن ‪ ..‬ﻓﺘﻔﻜﺮ اﻟﻄﻔﻴﻞ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﻪ‬ ‫ﺑﻼ ﺷﻚ أن هﺬا اﻟﺪﻋﺎء ﺳﻴﻜﻮن داﻓﻌ ًﺎ ﻟﻪ أآﺜﺮ ‪..‬‬
‫‪ ..‬ﻓﺈذا آﻞ ﻳﻮم ﻳﻌﻴﺸﻪ ﻳﺰﻳﺪﻩ ﻣﻦ اﷲ ﺑﻌﺪًا ‪..‬‬ ‫آ ﺎن اﻟﻨﺒﻲ اﻟﻜﺮﻳﻢ ‪ ..‬ﻋﻠﻴﻪ أﻓﻀﻞ اﻟﺼﻼة واﻟﺘﺴﻠﻴﻢ‬
‫وإذا ه ﻮ ﻳﻌ ﺒﺪ ﺣﺠ ﺮًا ‪ ..‬ﻻ ﻳﺴ ﻤﻊ دﻋ ﺎءﻩ إذا‬ ‫‪ ..‬ﻣ ﺒﺪﻋ ًﺎ ﻓ ﻲ اﺳ ﺘﻌﻤﺎل اﻟ ﺪﻋﺎء ﻟﺪﻋ ﻮة اﻟ ﻨﺎس‬
‫دﻋ ﺎﻩ ‪ ..‬وﻻ ﻳﺠ ﻴﺐ ﻧ ﺪاءﻩ إذا ﻧ ﺎداﻩ ‪ ..‬وه ﺬا‬ ‫وآﺴﺒﻬﻢ واﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﻓﻴﻬﻢ ﻟﺘﻘﺮﻳﺒﻬﻢ ﻟﻠﺪﻳﻦ ‪..‬‬
‫اﻟﺤﻖ ﻗﺪ ﺗﺒﻴﻦ ﻟﻪ ‪..‬‬ ‫آ ﺎن اﻟﻄﻔ ﻴﻞ ﺑ ﻦ ﻋﻤ ﺮو ﺳ ﻴﺪًا ﻣﻄﺎﻋ ًﺎ ﻓ ﻲ ﻗﺒﻴﻠ ﺘﻪ‬
‫ﺛﻢ ﺑﺪأ اﻟﻄﻔﻴﻞ ﻳﺘﻔﻜﺮ ﻓﻲ ﻋﺎﻗﺒﺔ إﺳﻼﻣﻪ ‪..‬‬ ‫دوس ‪..‬‬

‫‪182‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬ ‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﻗﺎل ‪ :‬أي ﺑﻨﻲ دﻳﻨﻲ دﻳﻨﻚ ‪..‬‬ ‫آ ﻴﻒ ﻳﻐﻴ ﺮ دﻳ ﻨﻪ ودﻳ ﻦ ﺁﺑﺎﺋ ﻪ !!‪ ..‬ﻣ ﺎذا ﺳ ﻴﻘﻮل‬
‫ﻗ ﺎل ‪ :‬ﻓﺎذه ﺐ ﻓﺎﻏﺘﺴ ﻞ وﻃﻬ ﺮ ﺛ ﻴﺎﺑﻚ ‪ ..‬ﺛ ﻢ‬ ‫اﻟﻨﺎس ﻋﻨﻪ ؟!‬
‫اﺋﺘﻨﻲ ﺣﺘﻰ أﻋﻠﻤﻚ ﻣﻤﺎ ﻋﻠﻤﺖ ‪..‬‬ ‫ﺣ ﻴﺎﺗﻪ اﻟﺘﻲ ﻋﺎﺷﻬﺎ ‪ ..‬أﻣﻮاﻟﻪ اﻟﺘﻲ ﺟﻤﻌﻬﺎ ‪ ..‬أهﻠﻪ‬
‫ﻓ ﺬهﺐ أﺑﻮﻩ واﻏﺘﺴﻞ وﻃﻬﺮ ﺛﻴﺎﺑﻪ ‪ ..‬ﺛﻢ ﺟﺎء‬ ‫‪ ..‬وﻟﺪﻩ ‪ ..‬ﺟﻴﺮاﻧﻪ ‪ ..‬ﺧﻼﻧﻪ ‪ ..‬آﻞ هﺬا ﺳﻴﻀﻄﺮب‬
‫ﻓﻌﺮض ﻋﻠﻴﻪ اﻹﺳﻼم ﻓﺄﺳﻠﻢ ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫ﺛ ﻢ ﻣﺸ ﻰ اﻟﻄﻔ ﻴﻞ إﻟ ﻰ ﺑﻴ ﺘﻪ ‪ ..‬ﻓﺄﺗ ﺘﻪ زوﺟ ﺘﻪ‬ ‫ﺳﻜﺖ اﻟﻄﻔﻴﻞ ‪ ..‬ﻳﻔﻜﺮ ‪ ..‬ﻳﻮازن ﺑﻴﻦ دﻧﻴﺎﻩ وﺁﺧﺮﺗﻪ‬
‫ﻣﺮﺣﺒﺔ ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫ﻓﻘ ﺎل ‪ :‬إﻟﻴﻚ ﻋﻨﻲ ‪ ..‬ﻓﻠﺴﺖ ﻣﻨﻚ وﻟﺴﺖ ﻣﻨﻲ‬ ‫وﻓﺠﺄة إذا ﺑﻪ ﻳﻀﺮب ﺑﺪﻧﻴﺎﻩ ﻋﺮض اﻟﺤﺎﺋﻂ ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫ﻧﻌ ﻢ ﺳ ﻮف ﻳﺴ ﺘﻘﻴﻢ ﻋﻠ ﻰ اﻟ ﺪﻳﻦ ‪ ..‬وﻟﻴ ﺮض ﻣ ﻦ‬
‫ﻗﺎﻟﺖ ‪ :‬وﻟﻢ ؟ ﺑﺄﺑﻲ أﻧﺖ وأﻣﻲ ‪..‬‬ ‫ﻳﺮﺿﻰ ‪ ..‬وﻟﻴﺴﺨﻂ ﻣﻦ ﻳﺴﺨﻂ ‪ ..‬وﻣﺎذا ﻳﻜﻮن أهﻞ‬
‫ﻗ ﺎل ‪ :‬ﻓ ﺮﱠق ﺑﻴﻨ ﻲ وﺑﻴ ﻨﻚ اﻹﺳ ﻼم ‪ ..‬وﺗﺎﺑﻌﺖ‬ ‫اﻷرض ‪ ..‬إذا رﺿﻲ أهﻞ اﻟﺴﻤﺎء ‪..‬‬
‫دﻳﻦ ﻣﺤﻤﺪ ‪.. ρ‬‬ ‫ﻣﺎﻟﻪ ورزﻗﻪ ﺑﻴﺪ ﻣﻦ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء ‪ ..‬ﺻﺤﺘﻪ وﺳﻘﻤﻪ‬
‫ﻗﺎﻟﺖ ‪ :‬ﻓﺪﻳﻨﻲ دﻳﻨﻚ ‪..‬‬ ‫ﺑ ﻴﺪ ﻣ ﻦ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء ‪ ..‬ﻣﻨﺼﺒﻪ وﺟﺎهﻪ ﺑﻴﺪ ﻣﻦ ﻓﻲ‬
‫ﻗ ﺎل ‪ :‬ﻓﻘﻠ ﺖ ﻓﺎذهﺒ ﻲ ﻓﺘﻄﻬ ﺮي ‪ ..‬ﺛﻢ ارﺟﻌﻲ‬ ‫اﻟﺴﻤﺎء ‪ ..‬ﺑﻞ ﺣﻴﺎﺗﻪ وﻣﻮﺗﻪ ﺑﻴﺪ ﻣﻦ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء ‪..‬‬
‫ﻲ ‪ ..‬ﻓﻮاّﺗﻪ ﻇﻬﺮهﺎ ذاهﺒﺔ ‪..‬‬ ‫إﻟ ﱠ‬ ‫ﻓ ﺈذا رﺿ ﻲ أه ﻞ اﻟﺴ ﻤﺎء ‪ ..‬ﻓ ﻼ ﻋﻠ ﻴﻪ ﻣﺎ ﻓﺎﺗﻪ ﻣﻦ‬
‫ﺛﻢ ﺧﺎﻓﺖ ﻣﻦ ﺻﻨﻤﻬﻢ أن ﻳﻌﺎﻗﺒﻬﺎ ﻓﻲ أوﻻدهﺎ‬ ‫اﻟﺪﻧﻴﺎ ‪..‬‬
‫إن ﺗﺮآﺖ ﻋﺒﺎدﺗﻪ ‪..‬‬ ‫إذا أﺣ ﺒﻪ اﷲ ‪ ..‬ﻓﻠﺒﻴﻐﻀ ﻪ ﺑﻌ ﺪهﺎ ﻣ ﻦ ﺷ ﺎء ‪..‬‬
‫ﻓﺮﺟﻌﺖ إﻟﻴﻪ وﻗﺎﻟﺖ ‪ :‬ﺑﺄﺑﻲ أﻧﺖ وأﻣﻲ ‪ ..‬أﻣﺎ‬ ‫وﻟﻴﺘﻨﻜﺮ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺷﺎء ‪ ..‬وﻟﻴﺴﺘﻬﺰئ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺷﺎء ‪..‬‬
‫ﺗﺨﺸﻰ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﺒﻴﺔ ﻣﻦ ذي اﻟﺸﺮى ‪ ..‬؟‬ ‫ﻓﻠﻴﺘﻚ ﺗﺤﻠﻮ واﻟﺤﻴﺎة ﻣﺮﻳﺮة‬
‫وذو اﻟﺸ ﺮى ﺻﻨﻢ ﻋﻨﺪهﻢ ﻳﻌﺒﺪوﻧﻪ ‪ ..‬وآﺎﻧﻮا‬ ‫وﻟﻴﺘﻚ ﺗﺮﺿﻰ واﻷﻧﺎم ﻏﻀﺎب‬
‫ﻳ ﺮون أن ﻣ ﻦ ﺗﺮك ﻋﺒﺎدﺗﻪ أﺻﺎﺑﻪ أو أﺻﺎب‬ ‫وﻟﻴﺖ اﻟﺬي ﺑﻴﻨﻲ وﺑﻴﻨﻚ ﻋﺎﻣﺮ‬
‫وﻟﺪﻩ ﺑﺄذى ‪..‬‬ ‫وﺑﻴﻨﻲ وﺑﻴﻦ اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ ﺧﺮاب‬
‫ﻓﻘﺎل اﻟﻄﻔﻴﻞ ‪ :‬اذهﺒﻲ ‪ ..‬أﻧﺎ ﺿﺎﻣﻦ ﻟﻚ أن ﻻ‬ ‫إذا ﺻﺢ ﻣﻨﻚ اﻟﻮد ﻓﺎﻟﻜﻞ هﻴﻦ‬
‫ﻳﻀﺮهﻢ ذو اﻟﺸﺮى ‪..‬‬ ‫وآﻞ اﻟﺬي ﻓﻮق اﻟﺘﺮاب ﺗﺮاب‬
‫ﻓﺬه ﺒﺖ ﻓﺎﻏﺘﺴ ﻠﺖ ‪ ..‬ﺛ ﻢ ﻋ ﺮض ﻋﻠ ﻴﻬﺎ‬ ‫ﻧﻌ ﻢ ‪ ..‬أﺳ ﻠﻢ اﻟﻄﻔ ﻴﻞ ﻓ ﻲ ﻣﻜﺎﻧ ﻪ ‪ ..‬وﺷ ﻬﺪ ﺷ ﻬﺎدة‬
‫اﻹﺳﻼم ﻓﺄﺳﻠﻤﺖ ‪..‬‬ ‫اﻟﺤﻖ ‪..‬‬
‫ﺛﻢ ﺟﻌﻞ اﻟﻄﻔﻴﻞ ﻳﻄﻮف ﻓﻲ ﻗﻮﻣﻪ ‪ ..‬ﻳﺪﻋﻮهﻢ‬ ‫ﺛ ﻢ ارﺗﻔﻌ ﺖ هﻤ ﺘﻪ ‪ ..‬ﻓﻘ ﺎل ‪ :‬ﻳ ﺎ ﻧﺒ ﻲ اﷲ ‪ ..‬إﻧ ﻲ‬
‫إﻟ ﻰ اﻹﺳ ﻼم ﺑﻴ ﺘ ًﺎ ﺑﻴ ﺘ ًﺎ ‪ ..‬وﻳﻘ ﺒﻞ ﻋﻠ ﻴﻬﻢ ﻓ ﻲ‬ ‫اﻣ ﺮؤ ﻣﻄ ﺎع ﻓ ﻲ ﻗﻮﻣ ﻲ ‪ ..‬وإﻧ ﻲ راﺟ ﻊ إﻟ ﻴﻬﻢ‬
‫ﻧﻮادﻳﻬﻢ ‪ ..‬وﻳﻘﻒ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻓﻲ ﻃﺮﻗﺎﺗﻬﻢ ‪..‬‬ ‫وداﻋﻴﻬﻢ إﻟﻰ اﻹﺳﻼم ‪..‬‬
‫ﻟﻜ ﻨﻬﻢ َأ َﺑ ﻮْا إﻻ ﻋ ﺒﺎدة اﻷﺻ ﻨﺎم ‪ ..‬ﻓﻐﻀ ﺐ‬ ‫ﺛ ﻢ ﺧ ﺮج اﻟﻄﻔ ﻴﻞ ﻣﻦ ﻣﻜﺔ ‪ ..‬ﻣﺴﺮﻋ ًﺎ إﻟﻰ ﻗﻮﻣﻪ ‪..‬‬
‫اﻟﻄﻔﻴﻞ ‪ ..‬وذهﺐ إﻟﻰ ﻣﻜﺔ ‪..‬‬ ‫ﻼ ه ﱠﻢ هﺬا اﻟﺪﻳﻦ ‪..‬‬‫ﺣﺎﻣ ً‬
‫ﻓﺄﻗ ﺒﻞ ﻋﻠ ﻰ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ρ‬ﻓﻘ ﺎل ‪ :‬ﻳﺎ رﺳﻮل‬ ‫ﻳﺼﻌﺪ ﺑﻪ ﺟﺒﻞ ‪ ..‬وﻳﻨﺰل ﺑﻪ واد ‪..‬‬
‫اﷲ ‪ ..‬إن دوﺳ ًﺎ ﻗﺪ ﻋﺼﺖ وأﺑﺖ ‪ ..‬ﻳﺎ رﺳﻮل‬ ‫ﺣﺘ ﻰ وﺻ ﻞ دﻳﺎر ﻗﻮﻣﻪ ‪ ..‬ﻓﻠﻤﺎ دﺧﻠﻬﺎ ‪ ..‬أﻗﺒﻞ إﻟﻴﻪ‬
‫اﷲ ‪ ..‬ﻓﺎدع اﷲ ﻋﻠﻴﻬﻢ ‪..‬‬ ‫أﺑﻮﻩ ‪ ..‬وآﺎن ﺷﻴﺨ ًﺎ آﺒﻴﺮًا ‪..‬‬
‫ﻓﺘﻐﻴ ﺮ وﺟ ﻪ اﻟﻨﺒ ﻲ ﻋﻠ ﻴﻪ اﻟﺼ ﻼة واﻟﺴﻼم ‪..‬‬ ‫ﻓﻘ ﺎل اﻟﻄﻔ ﻴﻞ ‪ :‬إﻟ ﻴﻚ ﻋﻨ ﻲ ﻳ ﺎ أﺑ ﺖ ‪ ..‬ﻓﻠﺴ ﺖ ﻣ ﻨﻚ‬
‫ورﻓﻊ ﻳﺪﻳﻪ إﻟﻰ اﻟﺴﻤﺎء ‪..‬‬ ‫وﻟﺴﺖ ﻣﻨﻲ ‪..‬‬
‫ﻓﻘﺎل اﻟﻄﻔﻴﻞ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ ‪ ..‬هﻠﻜﺖ دوْس ‪..‬‬ ‫ﻗ ﺎل ‪ :‬وﻟ ﻢ ﻳ ﺎ ﺑﻨ ﻲ ؟ ﻗ ﺎل ‪ :‬أﺳ ﻠﻤﺖ وﺗﺎﺑﻌ ﺖ دﻳ ﻦ‬
‫ﻓ ﺈذا ﺑﺎﻟ ﺮﺣﻴﻢ اﻟﺸﻔﻴﻖ ‪ .. ρ‬ﻳﻘﻮل ‪ " :‬اﻟﻠﻬﻢ‬ ‫ﻣﺤﻤﺪ ‪.. ρ‬‬

‫‪183‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬ ‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﻻﻳﺪرون ‪ ..‬ﺣﻲ أو ﻣﻴﺖ !!‬ ‫اهﺪ دوﺳ ًﺎ ‪ ..‬اﻟﻠﻬﻢ اهﺪ دوﺳ ًﺎ ‪..‬‬
‫ﻇ ﻞ أﺑ ﻮ ﻗﺤﺎﻓﺔ واﻟﺪ أﺑﻲ ﺑﻜﺮ ‪ ..‬ﻣﻊ ﻗﻮﻣﻪ ‪..‬‬ ‫ﺛ ﻢ اﻟ ﺘﻔﺖ إﻟ ﻰ اﻟﻄﻔ ﻴﻞ وﻗ ﺎل ‪ :‬ارﺟﻊ إﻟﻰ ﻗﻮﻣﻚ ‪..‬‬
‫واﻗﻔ ﻴﻦ ﻋ ﻨﺪ أﺑ ﻲ ﺑﻜ ﺮ ‪ ..‬ﻳﻜﻠﻤ ﻮﻧﻪ ‪ ..‬ﻓ ﻼ‬ ‫ﻓﺎدﻋُﻬﻢ ‪ ..‬وارﻓﻖ ﺑﻬﻢ ‪..‬‬
‫ﻳﺠﻴﺒﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﻓﺮﺟﻊ إﻟﻴﻬﻢ ‪ ..‬ﻓﻠﻢ ﻳﺰل ﺑﻬﻢ ‪ ..‬ﺣﺘﻰ أﺳﻠﻤﻮا ‪..‬‬
‫وأﻣﻪ ﺗﺒﻜﻲ ﻋﻨﺪ رأﺳﻪ ‪..‬‬ ‫ﻧﻌﻢ ‪ ..‬ﻣﺎ أﺣﺴﻦ ﻗﺮع أﺑﻮاب اﻟﺴﻤﺎء ‪..‬‬
‫ﻓﻠﻤ ﺎ آ ﺎن ﺁﺧ ﺮ اﻟﻨﻬﺎر ‪ ..‬ﻓﺘﺢ ﻋﻴﻨﻴﻪ ‪ ..‬ﻓﻜﺎن‬ ‫ﻟﻴﺲ اﻟﻄﻔﻴﻞ وﻗﻮﻣﻪ ﻓﻘﻂ ‪ ..‬وإﻧﻤﺎ ﻏﻴﺮهﻢ آﺜﻴﺮ ‪..‬‬
‫أول آﻠﻤﺔ ﻗﺎﻟﻬﺎ ‪:‬‬ ‫آﺎن اﻟﻤﺴﻠﻤﻮن ﻓﻲ ﺑﺪاﻳﺔ اﻟﺪﻋﻮة اﻟﻨﺒﻮﻳﺔ ﻗﻠﺔ ‪ ..‬ﻟﻢ‬
‫ﻣﺎ ﻓﻌﻞ رﺳﻮل اﷲ ‪ .. ε‬؟!‬ ‫ﻳﺘﻌﺪوا ﺛﻤﺎﻧﻴﺔ وﺛﻼﺛﻴﻦ رﺟﻼ ‪..‬‬
‫رﺿﻲ اﷲ ﻋﻦ أﺑﻲ ﺑﻜﺮ ‪ ..‬آﺎن ﻳﻬﻴﻢ ﺑﺮﺳﻮل‬ ‫ﺢ أﺑ ﻮ ﺑﻜ ﺮ ﻳ ﻮﻣ ًﺎ ﻋﻠ ﻰ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ε‬ﻓ ﻲ‬ ‫ﻓ ﺄﻟـ ﱠ‬
‫اﷲ ‪ ε‬ﺣ ﺒ ًﺎ ‪ ..‬ﻳﺨ ﺎف ﻋﻠ ﻴﻪ أآﺜ ﺮ ﻣﻤ ﺎ ﻳﺨ ﺎف‬ ‫اﻟﻈﻬﻮر أﻣﺎم اﻟﻨﺎس ﺑﺎﻟﺪﻋﻮة وﻻﺟﻬﺮ ﺑﺎﻹﺳﻼم ‪..‬‬
‫ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل ‪ : ε‬ﻳﺎ أﺑﺎ ﺑﻜﺮ ‪ ..‬إﻧﺎ ﻗﻠﻴﻞ ‪..‬‬
‫آ ﺎن آ ﻞ ﻣ ﻦ ﺣ ﻮﻟﻪ ‪ ..‬أﺑ ﻮﻩ أﻣ ﻪ ‪ ..‬ﻗ ﻮﻣﻪ ‪..‬‬ ‫ﺢ ﻋﻠ ﻰ‬ ‫آ ﺎن أﺑ ﻮ ﺑﻜ ﺮ ‪ τ‬ﻣﺘﺤﻤﺴ ًﺎ ‪ ..‬ﻓﻠ ﻢ ﻳ ﺰل ﻳﻠ ّ‬
‫ﻣﺸﺮآﻴﻦ ‪..‬‬ ‫رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ε‬ﺣﺘ ﻰ اﺟ ﺘﻤﻌﻮا ﻓﺨ ﺮﺟﻮا ‪ ..‬ﻳ ﺘﻘﺪﻣﻬﻢ‬
‫ﻓﻐﻀﺒﻮا ‪ ..‬وﺟﻌﻠﻮا ﻳﺴﺒﻮن رﺳﻮل اﷲ ‪.. ε‬‬ ‫رﺳﻮل اﷲ ‪.. ε‬‬
‫ﺛ ﻢ ﻗﺎﻣ ﻮا ‪ ..‬وﻗﺎﻟ ﻮا ﻷم أﺑ ﻲ ﺑﻜ ﺮ ‪ :‬أﻃﻌﻤ ﻴﻪ‬ ‫ﺗﻮﺟﻬﻮا إﻟﻰ اﻟﻤﺴﺠﺪ ‪..‬‬
‫ﺷﻴﺌ ًﺎ أو اﺳﻘﻴﻪ ‪..‬‬ ‫ﺗﻔ ﺮﻗﻮا ﻓ ﻲ ﻧﻮاﺣ ﻲ اﻟﻤﺴ ﺠﺪ ‪ ..‬آ ﻞ رﺟ ﻞ ﻓ ﻲ‬
‫ﻓﺠﻌﻠﺖ أﻣﻪ ﺗﻠﺢ ﻋﻠﻴﻪ ‪..‬‬ ‫ﻋﺸﻴﺮﺗﻪ ‪..‬‬
‫ﻼ ‪ :‬ﻣﺎ ﻓﻌﻞ رﺳﻮل اﷲ ‪.. ε‬؟‬ ‫وهﻮ ﻳﺮدد ﻗﺎﺋ ً‬ ‫وﻗ ﺎم أﺑ ﻮ ﺑﻜ ﺮ ﻓ ﻲ اﻟ ﻨﺎس ﺧﻄﻴ ﺒ ًﺎ ‪ ..‬ﻳﺪﻋ ﻮ إﻟ ﻰ‬
‫ﻓﻘﺎﻟﺖ ‪ :‬واﷲ ﻣﺎﻟﻲ ﻋﻠﻢ ﺑﺼﺎﺣﺒﻚ ‪..‬‬ ‫اﻹﺳﻼم ‪ ..‬وﻳﺬم ﺁﻟﻬﺘﻬﻢ ‪..‬‬
‫ﻓﻘ ﺎل ‪ :‬اذهﺒ ﻲ إﻟﻰ أم ﺟﻤﻴﻞ ﺑﻨﺖ اﻟﺨﻄﺎب ‪..‬‬ ‫وﺛ ﺎر اﻟﻤﺸﺮآﻮن ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ‪ ..‬ﻓﻀﺮﺑﻮهﻢ ﻓﻲ‬
‫ﻓﺴﻠﻴﻬﺎ ﻋﻨﻪ ‪..‬‬ ‫ﻧﻮاﺣﻲ اﻟﻤﺴﺠﺪ ﺿﺮﺑ ًﺎ ﺷﺪﻳﺪًا ‪..‬‬
‫وآﺎﻧﺖ أم ﺟﻤﻴﻞ ﻣﺴﻠﻤﺔ ﺗﻜﺘﻢ إﺳﻼﻣﻬﺎ ‪..‬‬ ‫آﺎن اﻟﻤﺸﺮآﻮن آﺜﻴﺮ ‪ ..‬ﻓﺘﻔﺮق اﻟﻤﺴﻠﻤﻮن ‪..‬‬
‫ﺧﺮﺟﺖ أﻣﻪ ﺣﺘﻰ ﺟﺎءت أم ﺟﻤﻴﻞ ‪ ..‬ﻓﻘﺎﻟﺖ ‪:‬‬ ‫أﻗ ﺒﻞ ﺟﻤ ﻊ ﻣ ﻨﻬﻢ إﻟ ﻰ أﺑ ﻲ ﺑﻜ ﺮ ‪ ..‬وﺿﺮﺑﻮﻩ ﺿﺮﺑ ًﺎ‬
‫إن أﺑﺎ ﺑﻜﺮ ﻳﺴﺄﻟﻚ ﻋﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﷲ ‪..‬‬ ‫ﺷﺪﻳﺪًا ‪..‬‬
‫ﻓﻘﺎﻟ ﺖ ‪ :‬ﻣ ﺎ أﻋ ﺮف أﺑﺎ ﺑﻜﺮ ‪ ..‬وﻻ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ‬ ‫ﻓﻮﻗﻊ ﻋﻠﻰ اﻷرض ﻓﻲ ﺷﺪة اﻟﺮﻣﻀﺎء ‪..‬‬
‫ﻋ ﺒﺪ اﷲ ‪ ..‬ﻟﻜ ﻦ أﺗﺤﺒﻴﻦ أن أﻣﻀﻲ ﻣﻌﻚ إﻟﻰ‬ ‫ﻓﺪﻧﺎ ﻣﻨﻪ اﻟﻔﺎﺳﻖ ﻋﺘﺒﺔ ﺑﻦ رﺑﻴﻌﺔ ‪ ..‬ﻓﺠﻌﻞ ﻳﻀﺮﺑﻪ‬
‫اﺑﻨﻚ ؟‬ ‫ﺑﻨﻌﻠﻴﻦ ﻣﺨﺼﻮﻓﻴﻦ ‪ ..‬وﻳﻔﺮآﻬﻤﺎ ﻋﻠﻰ وﺟﻬﻪ ‪..‬‬
‫ﻗﺎﻟﺖ ‪ :‬ﻧﻌﻢ ‪..‬‬ ‫ﺛ ﻢ ﻗ ﺎم ﻋﻠ ﻰ ﺑﻄ ﻦ أﺑ ﻲ ﺑﻜ ﺮ ‪ ..‬ﺣﺘ ﻰ ﺳﺎﻟﺖ اﻟﺪﻣﺎء‬
‫ﻓﻤﻀﺖ ﻣﻌﻬﺎ ‪ ..‬ﺣﺘﻰ دﺧﻠﺖ ﻋﻠﻰ أﺑﻲ ﺑﻜﺮ ‪..‬‬ ‫ﻣ ﻦ وﺟ ﻪ أﺑ ﻲ ﺑﻜ ﺮ ‪ ..‬وﺗﻤ ﺰق ﻟﺤﻢ وﺟﻬﻪ ‪ ..‬ﺣﺘﻰ‬
‫ﻓ ﻮﺟﺪﺗﻪ ﺻ ﺮﻳﻌ ًﺎ دﻧﻔ ًﺎ ‪ ..‬ﻣﻤ ﺰق اﻟ ﻮﺟﻪ ‪..‬‬ ‫ﻣﺎ ﻳﻌﺮف ﻓﻤﻪ ﻣﻦ أﻧﻔﻪ ‪..‬‬
‫ﻣﺮهﻖ اﻟﺠﺴﺪ ‪..‬‬ ‫وﺟﺎء ﺑﻨﻮ ﺗﻴﻢ ﻗﺒﻴﻠﺔ أﺑﻲ ﺑﻜﺮ ‪ ..‬ﻳﺘﻌﺎدون ‪..‬‬
‫ﻓﻠﻤﺎ رأﺗﻪ أم ﺟﻤﻴﻞ ﺻﺎﺣﺖ ‪ ..‬وﻗﺎﻟﺖ ‪:‬‬ ‫وأﺑﻌ ﺪوا اﻟ ﻨﺎس ﻋ ﻦ أﺑﻲ ﺑﻜﺮ ‪ ..‬وﺣﻤﻠﻮﻩ ﻓﻲ ﺛﻮب‬
‫واﷲ إن ﻗ ﻮﻣ ًﺎ ﻧﺎﻟ ﻮا ه ﺬا ﻣ ﻨﻚ ﻷه ﻞ ﻓﺴ ﻖ‬ ‫ﺣﺘﻰ أدﺧﻠﻮﻩ ﻣﻨﺰﻟﻪ ‪..‬‬
‫وآﻔ ﺮ ‪ ..‬وإﻧ ﻲ ﻷرﺟﻮ أن ﻳﻨﺘﻘﻢ اﷲ ﻟﻚ ﻣﻨﻬﻢ‬ ‫وهﻢ ﻻ ﻳﺸﻜﻮن أﻧﻪ ﻣﻴﺖ ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫ﺛ ﻢ رﺟ ﻊ ﻗ ﻮﻣﻪ ﺑ ﻨﻮ ﺗ ﻴﻢ ‪ ..‬ﻓﺪﺧﻠ ﻮا اﻟﻤﺴ ﺠﺪ ‪..‬‬
‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻓﻤﺎ ﻓﻌﻞ رﺳﻮل اﷲ ‪.. ε‬‬ ‫وﺟﻌﻠﻮا ﻳﺼﺮﺧﻮن ﻓﻲ اﻟﻤﺸﺮآﻴﻦ ‪ ..‬ﻳﻘﻮﻟﻮن ‪:‬‬
‫وآﺎﻧ ﺖ أم أﺑ ﻲ ﺑﻜ ﺮ ﺑﺠﺎﻧ ﺒﻬﺎ ‪ ..‬ﻓﺨﺎﻓ ﺖ أم‬ ‫واﷲ ﻟﺌﻦ ﻣﺎت أﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﻟﻨﻘﺘﻠﻦ ﻋﺘﺒﺔ ﺑﻦ رﺑﻴﻌﺔ ‪..‬‬
‫ﺟﻤ ﻴﻞ أن ﻳﻔﻀ ﺢ أﻣ ﺮ إﺳ ﻼﻣﻬﺎ ‪ ..‬ﻓ ﻴﺆذوﻧﻬﺎ‬ ‫ﺛ ﻢ رﺟﻌ ﻮا اﻟ ﻰ أﺑ ﻲ ﺑﻜ ﺮ ‪ ..‬وه ﻮ ﻣﻐﻤ ﻰ ﻋﻠ ﻴﻪ ‪..‬‬
‫‪184‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬ ‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫رﺳﻮل اﷲ ‪ ε‬وهﻮ ﻳﺒﻜﻲ ‪ ..‬ﻓﻘﺎل ‪:‬‬ ‫‪..‬‬
‫ﻳ ﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ..‬إﻧ ﻲ آ ﻨﺖ أدﻋ ﻮ أﻣ ﻲ إﻟ ﻰ‬ ‫ﻓﻘﺎﻟﺖ ‪ :‬ﻳﺎ أﺑﺎ ﺑﻜﺮ ‪ ..‬هﺬﻩ أﻣﻚ ﺗﺴﻤﻊ ‪..‬‬
‫اﻹﺳ ﻼم ﻓﺘﺄﺑ ﻰ ﻋﻠ ﻲ ‪ ..‬وإﻧ ﻲ دﻋ ﻮﺗﻬﺎ اﻟ ﻴﻮم‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻓﻼ ﺷﻲء ﻋﻠﻴﻚ ﻓﻴﻬﺎ ‪..‬‬
‫ﻓﺄﺳ ﻤﻌﺘﻨﻲ ﻓ ﻴﻚ ﻣ ﺎ أآ ﺮﻩ ‪ ..‬ﻓ ﺎدع اﷲ ﻳ ﺎ‬ ‫ﻗﺎﻟﺖ ‪ :‬أﺑﺸﺮ ‪ ..‬ﻓﺮﺳﻮل اﷲ ‪ .. ε‬ﺳﺎﻟﻢ ﺻﺎﻟﺢ ‪..‬‬
‫رﺳ ﻮل اﷲ أن ﻳﻬ ﺪي أم أﺑ ﻲ هﺮﻳ ﺮة إﻟ ﻰ‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻓﺄﻳﻦ هﻮ ؟‬
‫اﻹﺳﻼم ‪..‬‬ ‫ﻗﺎﻟﺖ ‪ :‬ﻓﻲ دار أﺑﻲ اﻷرﻗﻢ ‪..‬‬
‫ﻓﺪﻋﺎ ﻟﻬﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪.. ε‬‬ ‫ﻓﻘﺎﻟ ﺖ أﻣ ﻪ ‪ :‬ﻗ ﺪ ﻋﻠﻤ ﺖ ﺧﺒ ﺮ ﺻﺎﺣﺒﻚ ‪ ..‬ﻓﻘﻢ ﻓﺄآﻞ‬
‫ﻓﺮﺟﻊ أﺑﻮ هﺮﻳﺮة إﻟﻰ أﻣﻪ ‪..‬‬ ‫ﻃﻌﺎﻣ ًﺎ ‪ ..‬أو اﺷﺮب ‪..‬‬
‫ﻓﻠﻤ ﺎ آ ﺎن ﻋﻠ ﻰ اﻟ ﺒﺎب ‪ ..‬ﻓ ﺈذا ه ﻮ ﻣﻐﻠ ﻖ ‪..‬‬ ‫ﻲ أن ﻻ أذوق ﻃﻌﺎﻣ ًﺎ أو ﺷﺮاﺑ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻓﺈن ﷲ ﻋﻠ ﱠ‬
‫ﻓﺤﺮآﻪ ﻟﻴﺪﺧﻞ ‪..‬‬ ‫ﺣﺘﻰ أرى رﺳﻮل اﷲ ‪ ε‬ﺑﻌﻴﻨﻲ ‪..‬‬
‫ﻓ ﺈذا ﺑﺄﻣ ﻪ ﺗﻔ ﺘﺢ ﻟ ﻪ اﻟ ﺒﺎب ‪ ..‬وﺗﻘﻮل ‪ :‬أﺷﻬﺪ‬ ‫ﻓﺎﻧﺘﻈ ﺮﺗﺎ ‪ ..‬ﺣﺘ ﻰ إذا ه ﺪأ اﻟ ﻨﺎس ‪ ..‬ﺧ ﺮﺟﺘﺎ ﺑ ﻪ‬
‫أن ﻻ إﻟ ﻪ إﻻ اﷲ ‪ ..‬وأن ﻣﺤﻤ ﺪًا رﺳ ﻮل اﷲ‬ ‫ﻳﺘﻜﻲء ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ‪ .‬ﻓﺬهﺒﺘﺎ ﺑﻪ إﻟﻰ ﺑﻴﺖ أﺑﻲ اﻷرﻗﻢ ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫ﺣﺘﻰ أدﺧﻠﺘﺎﻩ ﻋﻠﻰ رﺳﻮل اﷲ ‪.. ε‬‬
‫ﻓ ﺮﺟﻊ أﺑ ﻮ هﺮﻳ ﺮة إﻟ ﻰ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ε‬وه ﻮ‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎ دﺧ ﻞ ﻓ ﺈذا وﺟ ﻪ ﺟ ﺮﻳﺢ ‪ ..‬ودﻣ ﺎء ﺗﺴ ﻴﻞ ‪..‬‬
‫ﻳﺒﻜﻲ ﻣﻦ اﻟﻔﺮح ‪..‬‬ ‫وﺛﻴﺎب ﻣﻤﺰﻗﺔ ‪..‬‬
‫وﺟﻌ ﻞ ﻳﻘ ﻮل ‪ :‬أﺑﺸ ﺮ ﻳ ﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ..‬ﻗ ﺪ‬ ‫ﻓﺮﺁﻩ رﺳﻮل اﷲ ‪ .. ε‬ﻓﺄآﺐ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻨﺒﻲ ‪ ε‬ﻳﻘﺒﻠﻪ ‪..‬‬
‫اﺳ ﺘﺠﺎب اﷲ دﻋ ﻮﺗﻚ ‪ ..‬وه ﺪى اﷲ أم أﺑ ﻲ‬ ‫وأآﺐ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻤﺴﻠﻤﻮن ﻳﻘﺒﻠﻮﻧﻪ ‪..‬‬
‫هﺮﻳﺮة إﻟﻰ اﻹﺳﻼم ‪..‬‬ ‫ق ﻟ ﻪ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ε‬رﻗ ﺔ ﺷ ﺪﻳﺪة ‪ ..‬ﺣﺘ ﻰ ﻇﻬ ﺮ‬ ‫ور ﱠ‬
‫ﺛﻢ ﻗﺎل أﺑﻮ هﺮﻳﺮة ‪ :‬ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪ ..‬أدع اﷲ‬ ‫اﻟﺘﺄﺛﺮ ﻋﻠﻰ وﺟﻬﻪ اﻟﺸﺮﻳﻒ ‪.. ε‬‬
‫أن ﻳﺤﺒﺒﻨ ﻲ وأﻣ ﻲ إﻟ ﻰ ﻋ ﺒﺎدﻩ اﻟﻤﺆﻣﻨ ﻴﻦ ‪..‬‬ ‫ﻓ ﺄراد أﺑ ﻮ ﺑﻜ ﺮ أن ﻳﺨﻔ ﻒ ﻋﻠ ﻴﻪ ‪ ..‬ﻓﻘ ﺎل ‪ :‬ﺑﺄﺑ ﻲ‬
‫وﻳﺤﺒﺒﻬﻢ إﻟﻴﻨﺎ ‪..‬‬ ‫وأﻣﻲ ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪ ..‬ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺑﺄس ‪ ..‬إﻻ ﻣﺎ ﻧﺎل‬
‫ﻓﻘ ﺎل ‪ : ε‬اﻟﻠﻬ ﻢ ﺣ ﺒﺐ ﻋﺒ ﻴﺪك ه ﺬا وأﻣﻪ إﻟﻰ‬ ‫اﻟﻔﺎﺳﻖ ﻣﻦ وﺟﻬﻲ ‪..‬‬
‫ﻋﺒﺎدك اﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ‪ ..‬وﺣﺒﺒﻬﻢ إﻟﻴﻬﻤﺎ ‪..‬‬ ‫ﺛﻢ ﻗﺎل أﺑﻮ ﺑﻜﺮ ‪ ..‬اﻟﺒﻄﻞ اﻟﺬي ﻳﺤﻤﻞ هﻢ اﻟﺪﻋﻮة ‪..‬‬
‫ﻗ ﺎل أﺑ ﻮ هﺮﻳ ﺮة ‪ :‬ﻓﻤ ﺎ ﻋﻠ ﻰ اﻷرض ﻣ ﺆﻣﻦ‬ ‫وﻳﺤﺴﻦ اﺳﺘﺜﻤﺎر اﻟﻤﻮاﻗﻒ ‪..‬‬
‫)‪(94‬‬
‫وﻻ ﻣﺆﻣﻨﺔ ‪ ..‬إﻻ وهﻮ ﻳﺤﺒﻨﻲ وأﺣﺒﻪ ‪..‬‬ ‫آ ﺎن ﺟ ﺮﻳﺤ ًﺎ ‪ ..‬ﺟﺎﺋﻌ ًﺎ ﻋﻄﺸﺎﻧ ًﺎ ‪ ..‬وﻣﻊ ذﻟﻚ ‪ ..‬ﻗﺎل‬
‫‪ :‬ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪ ..‬هﺬﻩ أﻣﻲ ﺑﺮة ﺑﻮاﻟﺪﻳﻬﺎ ‪ ..‬وأﻧﺖ‬
‫إﺿﺎءة ‪..‬‬ ‫ﻣ ﺒﺎرك ‪ ..‬ﻓﺎدﻋﻬ ﺎ اﻟ ﻰ اﷲ ﻋ ﺰ وﺟ ﻞ ‪ ..‬وادع اﷲ‬
‫) وﻗﺎل رﺑﻜﻢ ادﻋﻮﻧﻲ أﺳﺘﺠﺐ ﻟﻜﻢ (‬ ‫ﻟﻬﺎ ‪ ..‬ﻋﺴﻰ اﷲ أن ﻳﺴﺘﻨﻘﺬهﺎ ﺑﻚ ﻣﻦ اﻟﻨﺎر ‪..‬‬
‫ﻓ ﺪﻋﺎ ﻟﻬ ﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ .. ε‬ﺛ ﻢ دﻋﺎه ﺎ اﻟ ﻰ اﷲ ﻋ ﺰ‬
‫‪ 83.‬اﻟﺘﺮﻗﻴﻊ !!‬ ‫وﺟﻞ ‪ ..‬ﻓﺄﺳﻠﻤﺖ ﻓﻮرًا ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻧﻬﺎ ‪..‬‬
‫أﺣ ﻴﺎﻧ ًﺎ ﻋ ﻨﺪ ﻣﻤﺎرﺳ ﺘﻨﺎ ﻟ ﺒﻌﺾ اﻟﻤﻬ ﺎرات ﻣﻊ‬ ‫ﻼ ﻣﻦ اﻷﺻﻮل اﻟﺘﻲ ﻳﺘﻌﺎﻣﻠﻮن ﺑﻬﺎ‬ ‫آ ﺎن اﻟﺪﻋﺎء أﺻ ً‬
‫اﻵﺧﺮﻳﻦ ﻧﻜﺘﺸﻒ ﺑﺄﻧﻨﺎ أﺧﻄﺄﻧﺎ ﺗﻘﺪﻳﺮ اﻟﻤﻬﺎرة‬ ‫‪..‬‬
‫اﻟﻤﻨﺎﺳ ﺒﺔ ﻟﻠﺸﺨﺺ ‪ ..‬أو ﻗﺪ ﻧﻜﻮن وﺿﻌﻨﺎهﺎ‬ ‫أﺳﻠﻢ أﺑﻮ هﺮﻳﺮة ‪.. τ‬‬
‫ﻓﻲ ﻏﻴﺮ ﻣﻮﺿﻌﻬﺎ ‪..‬‬ ‫وﺑﻘﻴﺖ أﻣﻪ آﺎﻓﺮة ‪..‬‬
‫ﻣ ﺜﻞ ﻣ ﻦ رأى ﺷ ﺎﺑ ًﺎ وﺳ ﻴﻤ ًﺎ ‪ ..‬ﻓ ﺄراد أن‬ ‫آﺎن ﻳﺪﻋﻮهﺎ إﻟﻰ اﻹﺳﻼم ﻓﺘﺄﺑﻰ ‪..‬‬
‫ﻳﻤ ﺎرس ﻣﻌ ﻪ ﻣﻬ ﺎرة " آﻦ ﻟﻤﺎﺣ ًﺎ " ﻓﻘﺎل ﻟﻪ‬ ‫ﺢ ﻓﺄﺳ ﻤﻌﺘﻪ ﻓﻲ رﺳﻮل اﷲ ‪ε‬‬ ‫ﻓ ﺪﻋﺎهﺎ ﻳ ﻮﻣ ًﺎ ‪ ..‬وأﻟ ـ ﱠ‬
‫ﻣﺎ ﻳﻜﺮﻩ ‪..‬‬
‫رواﻩ ﻣﺴﻠﻢ‬ ‫) ‪( 94‬‬
‫ﻓﻀ ﺎق ﺻ ﺪر أﺑ ﻲ هﺮﻳ ﺮة ﺑ ﺬﻟﻚ ‪ ..‬وذه ﺐ إﻟ ﻰ‬
‫‪185‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬ ‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﻓﻤ ﺎ اﻟﺤ ﻞ ؟ ه ﻞ ﻧﺴ ﻤﺢ ﻟﻬ ﺬﻩ اﻟﻤﻮاﻗ ﻒ أن‬ ‫‪ :‬ﻣ ﺎ ﺷ ﺎء اﷲ ﻣ ﺎ ه ﺬﻩ اﻟﺜ ﻴﺎب اﻟﺠﻤ ﻴﻠﺔ واﻟ ﺮوﻧﻖ‬
‫ﺗﻔﻘ ﺪﻧﺎ اﻟ ﻨﺎس واﺣ ﺪًا ﺗﻠ ﻮ اﻵﺧ ﺮ ‪ ..‬وﻧﺤ ﻦ‬ ‫اﻟﺒﻬ ﻲ واﻟ ﻮﺟﻪ اﻟﻤﺴ ﻔﺮ ‪ ..‬ﺛ ﻢ ﺑ ﺪل أن ﻳﻘ ﻮل ‪ :‬ﻣ ﺎ‬
‫ﻧﺘﻌﺐ ﻓﻲ اﺳﺘﻘﻄﺎﺑﻬﻢ واﻟﺘﺤﺒﺐ إﻟﻴﻬﻢ ‪..‬‬ ‫أﺳ ﻌﺪ زوﺟ ﺘﻚ ﺑ ﻚ‪ ..‬ﻗ ﺎل ‪ :‬ﻳ ﺎ ﻟﻴ ﺘﻚ ﺑﻨ ﺘ ًﺎ ﺣﺘ ﻰ‬
‫آﻼ ‪..‬‬ ‫أﺗﺰوﺟﻚ !!!‬
‫إذن ﻣﺎ اﻟﺘﺼﺮف اﻟﺼﺤﻴﺢ ؟‬ ‫ﻣﺰﺣﺔ ﺛﻘﻴﻴﻴﻴﻠﺔ ﺟﺪًا ‪ ..‬أﻟﻴﺲ آﺬﻟﻚ ؟!‬
‫اﻟﺠ ﻮاب ‪ :‬أﻧ ﻚ إذا أﺣﺴﺴ ﺖ أن أﺣ ﺪًا ﺿ ﺎق‬ ‫ﻗﺎل أﺣﺪ اﻟﺰﻣﻼء ‪:‬‬
‫ﺻ ﺪرﻩ ﻣ ﻦ آﻠﻤ ﺔ ﻣ ﻨﻚ ‪ ..‬أو ﺗﻀ ﺎﻳﻖ ﻣ ﻦ‬ ‫ﻓ ﻲ اﻟﺠﺎﻣﻌ ﺔ آ ﺎن ﻟ ﺪي ﻃﺎﻟ ﺐ ﺑﻠ ﻴﺪ ﻟﻜ ﻦ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ‬
‫ﺗﺼ ﺮف ﻣﻌ ﻴﻦ ﻓﺴ ﺎرع ﻓ ﻮرًا إﻟ ﻰ ﻣ ﺪاواة‬ ‫ﻋﻮﺿ ﻪ ﻋ ﻦ ﺑﻼدﺗ ﻪ ﺑﺸ ﻲء ﻣﻦ اﻟﻮﺳﺎﻣﺔ ‪ ..‬وآﺎن‬
‫اﻟﺠ ﺮح ﻗ ﺒﻞ أن ﻳﻠ ﺘﻬﺐ ‪ ..‬ﺑﺎﺳ ﺘﻌﻤﺎل أي‬ ‫ﻳﺠﻠ ﺲ ﻓ ﻲ ﺁﺧ ﺮ اﻟﻘﺎﻋ ﺔ داﺋﻤ ًﺎ ‪ ..‬وﻳﺴ ﺮح ﺑﻔﻜ ﺮﻩ‬
‫ﻣﻬﺎرة أﺧﺮى ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ‪..‬‬ ‫ﺑﻌﻴﻴﻴﻴﺪًا ‪..‬‬
‫آﻴﻒ ؟!‬ ‫آ ﻨﺖ أﻃﻠ ﺐ ﻣ ﻨﻪ داﺋﻤ ًﺎ أن ﻳﺠﻠﺲ ﻓﻲ اﻷﻣﺎم ﻟﻴﺘﺎﺑﻊ‬
‫ﺧﺬ ﻣﺜﺎ ًﻻ ‪..‬‬ ‫‪ ..‬وهﻮ ﻳﺘﻐﺎﻓﻞ ﻋﻦ ذﻟﻚ ‪ ..‬آﻨﺖ أﺗﺠﻨﺐ إﺣﺮاﺟﻪ أو‬
‫آﺎﻧ ﺖ ﻣﻜ ﺔ ﻗ ﺒﻞ أن ﻳﻔ ﺘﺤﻬﺎ اﻟﻤﺴ ﻠﻤﻮن ﺗﺤﺖ‬ ‫إﺣ ﺮاج ﻏﻴ ﺮﻩ ﻣ ﻦ اﻟﻄ ﻼب ﻓﻬ ﻢ آ ﺒﺎر ﻓﻲ اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ‬
‫ﻗﺒﻀﺔ آﻔﺎر ﻗﺮﻳﺶ ‪..‬‬ ‫اﻟﺠﺎﻣﻌﻴﺔ ‪..‬‬
‫وآﺎﻧ ﻮا ﻗ ﺪ ﺿ ﻴﻘﻮا ﻋﻠ ﻰ اﻟﻤﺴ ﻠﻤﻴﻦ‬ ‫دﺧﻠﺖ ﻳﻮﻣ ًﺎ ﻓﺈذا هﻮ ﻣﻨﺸﻐﻞ ﺁﺧﺮ اﻟﻘﺎﻋﺔ آﻌﺎدﺗﻪ ‪..‬‬
‫اﻟﻤﺴﺘﻀ ﻌﻔﻴﻦ ﻓ ﻴﻬﺎ ‪ ..‬وﺳ ﻴﻄﺮوا ﻋﻠ ﻰ أﺑﻨﺎء‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎ ﺟﻠﺴ ﺖ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻜﺮﺳ ﻲ ﻗﻠ ﺖ ﻟ ﻪ ‪ :‬ﻳ ﺎ ﻋ ﺒﺪ‬
‫اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ اﻟﺬﻳﻦ هﺎﺟﺮوا وﻟﻢ ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮا أﺧﺬ‬ ‫اﻟﻤﺤﺴ ﻦ ‪ ..‬ﺗﻌ ﺎل ﻓ ﻲ اﻷﻣ ﺎم ‪ ..‬ﻓﻘ ﺎل ‪ :‬ﻳ ﺎ دآ ﺘﻮر‬
‫أﺑﻨﺎﺋﻬﻢ ﻣﻌﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﻣﻜﺎﻧﻲ ﻣﻨﺎﺳﺐ وﺳﺄﻧﺘﺒﻪ ﻣﻌﻚ ‪..‬‬
‫ﻼ آﺎﻧﺖ ﺣﺎل اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻋﺼﻴﺒﺔ ‪..‬‬ ‫ﻓﻌ ً‬ ‫ﻼ ﺧﻠ ﻨﺎ ﻧﺸ ﻮف‬ ‫ﻓﻘﻠ ﺖ ‪ " :‬ﻳ ﺎ أﺧ ﻲ اﻗﺘ ﺮب ﻗﻠ ﻴ ً‬
‫أﻗ ﺒﻞ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ ε‬إﻟﻰ ﻣﻜﺔ ﻣﻌﺘﻤﺮًا ﻓﺮدﺗﻪ ﻗﺮﻳﺶ‬ ‫ﺧ ﺪودك اﻟﺤﻠ ﻮة " ‪ ..‬اﻟ ﺘﻔﺖ ﺑﻌ ﺾ اﻟﻄ ﻼب إﻟ ﻴﻪ‬
‫‪ ..‬وآﺎن ﻣﺎ آﺎن ﻣﻦ ﻗﺼﺔ اﻟﺤﺪﻳﺒﻴﺔ ‪ ..‬وآﺘﺐ‬ ‫ﻣﻌﻠﻘﻴﻦ ‪ ..‬ﻓﺎﻧﻘﻠﺐ وﺟﻬﻪ أﺣﻤﺮ ‪..‬‬
‫‪ ε‬ﺑﻴ ﻨﻪ وﺑ ﻴﻦ ﻗ ﺮﻳﺶ ﺻ ﻠﺤ ًﺎ ‪ ..‬واﺗﻔ ﻖ ﻧﻌﻬ ﻢ‬ ‫ﺷ ﻌﺮت أﻧﻲ وﻗﻌﺖ ﻓﻲ ﺣﻔﺮة ‪ ..‬ﻓﻘﻠﺖ ‪ -‬ﻣﺮﻗﻌ ًﺎ ‪: -‬‬
‫أن ﻳ ﺮﺟﻊ إﻟ ﻰ اﻟﻤﺪﻳ ﻨﺔ ﻣ ﻦ ﻏﻴ ﺮ ﻋﻤﺮة ﻋﻠﻰ‬ ‫" اﷲ ﻳ ﺎ ه ﻲ ﺑﺘﻨﺒﺴ ﻂ اﻟﺒﻨﺖ اﻟﻠﻲ ﺑﺘﺘﺰوﺟﻚ ‪ ..‬أﻣﺎ‬
‫أن ﻳﺄﺗﻲ ﻓﻲ اﻟﻌﺎم اﻟﻘﺎدم وﻳﻌﺘﻤﺮ ‪..‬‬ ‫ه ﺆﻻء ﻓﺴ ﻴﺘﻌﺒﻮن ﻟﻴﺠﺪوا ﻣﻦ ﺗﻮاﻓﻖ ﻋﻠﻰ اﻟﺰواج‬
‫وﻣﻀﻰ ‪ ε‬إﻟﻰ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ‪..‬‬ ‫ﺑﻬﻢ !!"‪..‬‬
‫وﺑﻌ ﺪ ﺳ ﻨﺔ أﻗ ﺒﻞ ‪ ε‬ﻣ ﻊ اﻟﺼ ﺤﺎﺑﺔ ﻣﺤ ﺮﻣﻴﻦ‬ ‫ﺛ ﻢ ﺑ ﺪأت ﻓ ﻲ ﺷ ﺮح اﻟ ﺪرس ﻓ ﻮرًا دون أن أﺗ ﺮك‬
‫ﻣﻠﺒﻴﻦ ‪ ..‬ودﺧﻠﻮا ﻣﻜﺔ ‪ ..‬واﻋﺘﻤﺮوا ‪..‬‬ ‫ﻼ ‪ ..‬ﺗﺒﺴ ﻢ‬ ‫ﻓﺮﺻ ﺔ ﻷﺣ ﺪ ﻟﻴﻔﻜ ﺮ ﻓ ﻲ اﻟﻤﻮﻗ ﻒ أﺻ ً‬
‫ﻟ ﺒﺚ ‪ ε‬ﻓﻴﻬﺎ أرﺑﻌﺔ أﻳﺎم ‪ ..‬ﻓﻠﻤﺎ ﺗﻮﺟﻪ ﺧﺎرﺟ ًﺎ‬ ‫اﻟﻄﺎﻟﺐ واﻧﺒﻠﺠﺖ أﺳﺎرﻳﺮﻩ وﺟﻠﺲ ﻓﻲ اﻟﻤﻘﺪﻣﺔ ‪..‬‬
‫ﻣ ﻨﻬﺎ إﻟ ﻰ اﻟﻤﺪﻳ ﻨﺔ ﺗﺒﻌ ﺘﻪ ﻃﻔﻠ ﺔ ﺻ ﻐﻴﺮة ه ﻲ‬ ‫وإن آﺎﻧ ﺖ ه ﺬﻩ اﻷﺧﻄ ﺎء ﻗﺪ ﺗﻘﻊ ﻓﻲ ﺑﺪاﻳﺔ اﻟﺘﺪرب‬
‫اﺑﻨﺔ ﺣﻤﺰة ‪ .. τ‬وآﺎن ﻗﺪ ﻗﺘﻞ ﻓﻲ ﻣﻌﺮآﺔ أﺣﺪ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﻣﻤﺎرﺳﺔ اﻟﻤﻬﺎرات ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺳﺮﻋﺎن ﻣﺎ ﺗﺰول ‪..‬‬
‫‪ ..‬وﺑﻘﻴﺖ اﺑﻨﺘﻪ ﻳﺘﻴﻤﺔ ﻓﻲ ﻣﻜﺔ ‪..‬‬ ‫وأﺣ ﻴﺎﻧ ًﺎ ﻳﻜ ﻮن ﺗﺼ ﺮﻓﻚ اﻟﻤﺤ ﺮج ﻟﻶﺧ ﺮﻳﻦ أو‬
‫اﻟﻤﺤ ﺰن ﻟﻬ ﻢ ﻟ ﻴﺲ ﺧﺎﻃﺌ ًﺎ ‪ ..‬ﻟﻜﻦ اﻟﻤﻮﻗﻒ ﻳﻔﺮﺿﻪ‬
‫أﺧﺬت اﻟﺼﻐﻴﺮة ﺗﻨﺎدي رﺳﻮل اﷲ ‪.. ρ‬‬
‫ﻋﻠﻴﻨﺎ ‪..‬‬
‫ﺗﻘﻮل ‪ :‬ﻳﺎ ﻋﻢ ﻳﺎ ﻋﻢ ‪..‬‬
‫ﻣ ﺜﻞ أن ﻳﺨ ﺘﻠﻒ اﺛ ﻨﺎن ﻣ ﻦ زﻣﻼﺋ ﻚ ‪ ..‬ﻓﺘ ﺮى أن‬
‫وآﺎن ﻋﻠﻲ ﻳﺴﻴﺮ ﺑﺠﺎﻧﺐ اﻟﻨﺒﻲ ‪ ε‬ﻣﻊ زوﺟﺘﻪ‬
‫اﻟﺤ ﻖ ﻣ ﻊ أﺣ ﺪهﻤﺎ ﻓ ﺘﻘﻒ ﻣﻌ ﻪ ‪..‬وﻗﺪ ﺗﻌﺎﺗﺐ اﻵﺧﺮ‬
‫ﻓﺎﻃﻤﺔ ﺑﻨﺖ رﺳﻮل اﷲ ‪.. ε‬‬ ‫‪..‬‬
‫ﻓﺘﻨﺎوﻟﻬﺎ ﻋﻠﻲ ‪ τ‬ﻓﺄﺧﺬ ﺑﻴﺪهﺎ وﻧﺎوﻟﻬﺎ ﻟﻔﺎﻃﻤﺔ‬ ‫أو ﻗﺪ ﻳﻘﻊ ذﻟﻚ ﺑﻴﻦ اﺛﻨﻴﻦ ﻣﻦ أوﻻدك أو ﻃﻼﺑﻚ أو‬
‫وﻗﺎل ‪ :‬دوﻧﻚ اﺑﻨﺔ ﻋﻤﻚ ‪..‬‬ ‫ﺟﻴﺮاﻧﻚ ‪ ..‬أو ﻏﻴﺮهﻢ ‪..‬‬
‫ﻓﺤﻤﻠﺘﻬﺎ ﻓﺎﻃﻤﺔ ‪..‬‬
‫‪186‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫وﻟﻜﻨ ﻨﺎ ﻗﻠﻤ ﺎ ﻧ ﺒﺪع ﻓ ﻲ رؤﻳ ﺔ اﻟﺨﻴ ﺮ اﻟ ﺬي‬
‫ﻋ ﻨﺪهﻢ ‪ ..‬واﻻﻧﺘ ﺒﺎﻩ إﻟ ﻰ اﻟﺼ ﻮاب اﻟ ﺬي‬
‫ﻳﻤﺎرﺳﻮﻧﻪ ‪ ..‬ﻟﻨﻤﺪﺣﻬﻢ ﺑﻪ ‪..‬‬
‫ﻗ ﻞ ذﻟ ﻚ ﻓ ﻲ اﻟﻤ ﺪرس ﻣ ﻊ ﻃﻼﺑ ﻪ ‪ ..‬ﻓﻜ ﻞ‬
‫اﻟﻤﺪرﺳ ﻴﻦ ﻳﺬﻣ ﻮن اﻟﻄﺎﻟﺐ اﻟﺒﻠﻴﺪ اﻟﻤﻬﻤﻞ ﻓﻲ‬
‫واﺟ ﺒﺎﺗﻪ ‪ ..‬اﻟﻜﺴ ﻮل اﻟﻤﺘﺄﺧ ﺮ ﻓ ﻲ اﻟﺤﻀ ﻮر‬
‫ﻼ ﻣ ﻨﻬﻢ ﻣ ﻦ ﻳﻤ ﺪح اﻟﻄﺎﻟ ﺐ‬ ‫داﺋﻤ ًﺎ ‪ ..‬ﻟﻜ ﻦ ﻗﻠ ﻴ ً‬
‫اﻟﻤﺠ ﺪ ‪ ..‬اﻟ ﺬي ﻳﺤﻀ ﺮ ﻣﺒﻜ ﺮًا وﺧﻄ ﻪ ﺣﺴ ﻦ‬
‫وآﻼﻣﻪ ﺟﻴﺪ ‪..‬‬
‫آﺜﻴ ﺮًا ﻣ ﺎ ﻧﻨﺒﻪ أوﻻدﻧﺎ إﻟﻰ أﺧﻄﺎﺋﻬﻢ ‪ ..‬ﻟﻜﻨﻬﻢ‬
‫ﻼ ‪..‬‬
‫ﻳﺤﺴﻨﻮن وﻻ ﻧﻨﺘﺒﻪ إﻻ ﻗﻠﻴ ً‬
‫ﻣﻤﺎ ﻳﺠﻌﻠﻨﺎ أﺣﻴﺎﻧ ًﺎ ﻧﻔﻮت ﻓﺮﺻ ًﺎ آﺜﻴﺮة آﻨﺎ ﻣﻦ‬
‫ﺧﻼﻟﻬﺎ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﻧﻨﻔﺬ إﻟﻰ ﻗﻠﻮب اﻟﻨﺎس ‪..‬‬
‫ﻓﻤﻦ أﺑﺪع ﻣﻬﺎرات اﻟﻜﻼم ‪ ..‬أن ﺗﻤﺘﺪح اﻟﺨﻴﺮ‬
‫اﻟﺬي ﻋﻨﺪ اﻟﻨﺎس ‪..‬‬
‫آﺎن ﻗﻮم أﺑﻲ ﻣﻮﺳﻰ اﻷﺷﻌﺮي ‪ τ‬ﻟﻬﻢ اهﺘﻤﺎم‬
‫ﺑ ﺘﻼوة اﻟﻘ ﺮﺁن وﺣﻔﻈﻪ ‪ ..‬ورﺑﻤﺎ ﻓﺎﻗﻮا آﺜﻴﺮًا‬
‫ﻣ ﻦ اﻟﺼ ﺤﺎﺑﺔ ﻓ ﻲ آﺜ ﺮة ﺗﻼوﺗ ﻪ وﺗﺤﺴ ﻴﻦ‬
‫اﻟﺼﻮت ﺑﻪ ‪..‬‬
‫ﻓﺮاﻓﻘﻮا اﻟﻨﺒﻲ ‪ ε‬ﻳﻮﻣ ًﺎ ﻓﻲ ﺳﻔﺮ ‪..‬‬
‫ﻓﻠﻤ ﺎ أﺻ ﺒﺢ اﻟ ﻨﺎس ‪ ..‬واﺟ ﺘﻤﻌﻮا ﻗ ﺎل ﻋﻠ ﻴﻪ‬
‫اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم ‪:‬‬
‫إﻧ ﻲ ﻷﻋ ﺮف أﺻ ﻮات رﻓﻘ ﺔ اﻷﺷ ﻌﺮﻳﻴﻦ‬
‫ﺑﺎﻟﻘ ﺮﺁن ﺣ ﻴﻦ ﻳﺪﺧﻠ ﻮن ﺑﺎﻟﻠ ﻴﻞ ‪ ..‬وأﻋ ﺮف‬
‫ﻣ ﻨﺎزﻟﻬﻢ ‪ ..‬ﻣ ﻦ أﺻ ﻮاﺗﻬﻢ ﺑﺎﻟﻘ ﺮﺁن ﺑﺎﻟﻠ ﻴﻞ ‪..‬‬
‫وإن آ ﻨﺖ ﻟ ﻢ أر ﻣﻨﺎزﻟﻬﻢ ﺣﻴﻦ ﻧﺰﻟﻮا ﺑﺎﻟﻨﻬﺎر‬
‫‪.. (95)..‬‬
‫ﻓﻜﺄﻧ ﻚ ﺑﺄﻟﺸ ﻌﺮﻳﻴﻦ وهﻢ ﻳﺴﺘﻤﻌﻮن هﺬا ﻻﺛﻨﺎء‬
‫أﻣ ﺎم اﻟ ﻨﺎس ﻳ ﺘﻮﻗﺪون ﺣﺮﺻ ًﺎ ﺑﻌ ﺪهﺎ ﻋﻠ ﻰ‬
‫اﻟﺨﻴﺮ ‪..‬‬
‫وﻓ ﻲ ذات ﺻ ﺒﺎح ‪ ..‬ﻟﻘﻲ اﻟﻨﺒﻲ ‪ ε‬أﺑﺎ ﻣﻮﺳﻰ‬
‫‪ ..‬ﻓﻘﺎل ﻟﻪ ‪:‬‬
‫ﻟ ﻮ رأﻳﺘﻨ ﻲ اﻟﺒﺎرﺣﺔ وأﻧﺎ أﺳﺘﻤﻊ ﻟﻘﺮاءﺗﻚ ‪..‬‬
‫ﻟﻘﺪ أوﺗﻴﺖ ﻣﻦ ﻣﺰاﻣﻴﺮ ﺁل داود ‪..‬‬
‫ﻓﻘ ﺎل أﺑ ﻮ ﻣﻮﺳ ﻰ ‪ :‬ﻟ ﻮ ﻋﻠﻤ ﺖ أﻧ ﻚ ﺗﺴ ﺘﻤﻊ‬
‫ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ‬
‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ﻓﻠﻤﺎ رﺁهﺎ زﻳﺪ ‪ .. τ‬ﺗﺬآﺮ أن رﺳﻮل اﷲ ‪ ε‬ﻗﺪ ﺁﺧﻰ‬
‫ﺑﻴ ﻨﻪ وﺑ ﻴﻦ ﺣﻤ ﺰة ﻟﻤ ﺎ هﺎﺟ ﺮ إﻟﻰ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ‪ ..‬ﻓﺄﻗﺒﻞ‬
‫زﻳ ﺪ إﻟ ﻴﻬﺎ ﻟ ﻴﺄﺧﺬهﺎ وه ﻮ ﻳﻘ ﻮل ‪ :‬ﺑ ﻨﺖ أﺧ ﻲ ‪ ..‬أﻧ ﺎ‬
‫أﺣﻖ ﺑﻬﺎ ‪..‬‬
‫ﻓﺄﻗ ﺒﻞ ﺟﻌﻔ ﺮ وﻗ ﺎل ‪ :‬اﺑ ﻨﺔ ﻋﻤ ﻲ وﺧﺎﻟ ﺘﻬﺎ ﺗﺤﺘﻲ ‪..‬‬
‫ﻳﻌﻨ ﻲ أﺳﻤﺎء ﺑﻨﺖ ﻋﻤﻴﺲ زوﺟﺘﻪ ‪ ..‬وأﻧﺎ أﺣﻖ ﺑﻬﺎ‬
‫‪..‬‬
‫ﻓﻘﺎل ﻋﻠﻲ ‪ :‬أﻧﺎ أﺧﺬﺗﻬﺎ وهﻲ اﺑﻨﺔ ﻋﻤﻲ ‪..‬‬
‫ﻓﻠﻤﺎ رأى ‪ ε‬اﺧﺘﻼﻓﻬﻢ ‪ ..‬ﻗﻀﻰ ﺑﻬﺎ ﻟﺨﺎﻟﺘﻬﺎ ودﻓﻌﻬﺎ‬
‫إﻟ ﻰ ﺟﻌﻔﺮ ﻟﻴﻜﻔﻠﻬﺎ ‪ ..‬وﻗﺎل ‪ " :‬اﻟﺨﺎﻟﺔ ﺑﻤﻨﺰﻟﺔ اﻷم‬
‫" ‪..‬‬
‫ﺛ ﻢ ﺧﺸ ﻲ ‪ ε‬أن ﻳﺠ ﺪ ﻋﻠ ﻲ أو زﻳ ﺪ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻴﻬﻤﺎ ‪..‬‬
‫ﻟﻤﺎ ﻧﺰﻋﻬﺎ ﻣﻨﻬﻤﺎ ‪..‬‬
‫ﻓﻘﺎل ﻣﻮاﺳﻴ ًﺎ ﻟﻌﻠﻲ ‪ " :‬أﻧﺖ ﻣﻨﻲ و أﻧﺎ ﻣﻨﻚ " ‪..‬‬
‫وﻗﺎل ﻟﺰﻳﺪ ‪ " :‬أﻧﺖ أﺧﻮﻧﺎ و ﻣﻮﻻﻧﺎ " ‪..‬‬
‫ﺛ ﻢ اﻟ ﺘﻔﺖ إﻟ ﻰ ﺟﻌﻔ ﺮ وﻗ ﺎل ‪ " :‬أﺷ ﺒﻬﺖ ﺧﻠﻘ ﻲ‬
‫وﺧﻠﻘﻲ " ‪..‬‬
‫ﻓﺎﻧﻈ ﺮ آ ﻴﻒ آ ﺎن ‪ ε‬ﺣﻜ ﻴﻤ ًﺎ ﻣﺎهﺮًا ﻓﻲ ﻏﺴﻞ ﻗﻠﻮب‬
‫اﻵﺧﺮﻳﻦ وآﺴﺐ ﻣﺤﺒﺘﻬﻢ ‪..‬‬
‫ﻃ ﻴﺐ ﻣ ﺎ رأﻳ ﻚ أن ﻧﻌ ﻮد إﻟ ﻰ ﻗﺼ ﺔ ﺻ ﺎﺣﺒﻨﺎ اﻟ ﺬي‬
‫ﻗ ﺎل ‪ :‬ﻳ ﺎ ﻟﻴﺘﻚ ﺑﻨﺘ ًﺎ ﺣﺘﻰ أﺗﺰوﺟﻚ !! آﻴﻒ ﻳﺮﻗﻊ ﻣﺎ‬
‫ﺧﺮّق ؟!!‬
‫ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ ﻋﺪة أﺑﻮاب ﻟﻠﻬﺮب ‪..‬‬
‫ﻣ ﻨﻬﺎ أن ﻳ ﺪﺧﻞ ﻓ ﻲ ﻣﻮﺿ ﻮع ﺁﺧ ﺮ ﻣﺒﺎﺷ ﺮة –ﻟ ﺌﻼ‬
‫ﻳﺘ ﺮك ﻟﻠﺴ ﺎﻣﻊ ﻓﺮﺻ ﺔ ﻟﻴﻔﻜ ﺮ ﻓ ﻲ اﻟﺠﻤﻠ ﺔ اﻟﺠﺎرﺣﺔ‬
‫ﻼ ‪ :‬اﷲ ﻳ ﺮزﻗﻚ‬ ‫اﻟﺘ ﻲ ﺳ ﻤﻌﻬﺎ ﻣ ﻨﻪ – ﻓ ﻴﻘﻮل ﻣ ﺜ ً‬
‫ﺣﻮرﻳﺔ أﺟﻤﻞ ﻣﻨﻚ ‪ ..‬ﻗﻞ ‪ :‬ﺁﻣﻴﻦ ‪..‬‬
‫أو ﻳﻄﺮح ﻣﻮﺿﻮﻋ ًﺎ ﺑﻌﻴﺪًا ﺗﻤﺎﻣ ًﺎ ‪ ..‬آﺄن ﻳﺴﺄﻟﻪ ﻋﻦ‬
‫أﺧ ﻴﻪ اﻟﻤﺴﺎﻓﺮ ‪ ..‬أو ﺳﻴﺎرﺗﻪ اﻟﺠﺪﻳﺪة ‪ ..‬أو ﻧﺤﻮهﺎ‬
‫‪ ..‬ﻟ ﺌﻼ ﻳﺘ ﺮك ﻟﻪ أو ﻟﻐﻴﺮﻩ ﻣﻦ اﻟﺴﺎﻣﻌﻴﻦ ﺣﻮﻟﻪ أي‬
‫ﻓﺮﺻﺔ ﻟﻠﻮﻗﻮع ﻓﻲ اﻟﺤﺮج ‪..‬‬
‫ﺗﺠﺮﺑﺔ ‪..‬‬
‫ﻟﻴﺲ اﻟﻌﻴﺐ أن ﺗﺨﻄﺊ إﻧﻤﺎ اﻟﺨﻄﺄ أن ﺗﺼﺮ ﻋﻠﻴﻪ‬
‫‪ 84.‬اﻧﻈﺮ ﺑﻌﻴﻨﻴﻦ ‪..‬‬
‫ﻧﺤ ﻦ ﻧ ﺒﺪع ﻓ ﻲ أﺣ ﻴﺎن آﺜﻴ ﺮة ﻓ ﻲ رؤﻳ ﺔ أﺧﻄ ﺎء‬
‫اﻟﻨﺎس وﻣﻼﺣﻈﺘﻬﺎ ‪ ..‬ورﺑﻤﺎ ﻓﻲ ﺗﻨﺒﻴﻬﻬﻢ ﻋﻠﻴﻬﺎ ‪..‬‬
‫) ‪( 95‬‬
‫‪187‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬ ‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ ..‬وآ ﺎن أﺑ ﻮﻩ ﻳﺤ ﺒﻪ وﻳﻘ ﺮﺑﻪ ‪ ..‬ﻟﺪرﺟ ﺔ أﻧ ﻪ‬ ‫ﻟﻘﺮاءﺗﻲ ‪ ..‬ﻟﺤﺒﺮﺗﻬﺎ ﻟﻚ ﺗﺤﺒﻴﺮًا )‪.. (96‬‬
‫آﺎن ﻳﺤﺒﺴﻪ ﻓﻲ اﻟﺒﻴﺖ ﺧﻮﻓ ًﺎ ﻋﻠﻴﻪ ‪..‬‬ ‫ﻼ ﻣﻦ ﻋﺎﻣﺔ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ‬ ‫وآﺎن ﻋﻤﺮو ﺑﻦ ﺗﻐﻠﺐ ‪ τ‬رﺟ ً‬
‫أدﺧﻞ اﷲ اﻹﻳﻤﺎن ﻓﻲ ﻗﻠﺐ ﺳﻠﻤﺎن ‪.. τ‬‬ ‫‪ ..‬ﻟﻢ ﻳﺘﻤﻴﺰ ﺑﻌﻠﻢ آﻤﺎ ﺗﻤﻴﺰ أﺑﻮ ﺑﻜﺮ ‪ ..‬وﻻ ﺑﺸﺠﺎﻋﺔ‬
‫ﺧﺮج ﻣﻦ ﺑﻴﺖ أﺑﻴﻪ ‪..‬‬ ‫آﻤ ﺎ ﺗﻤﻴ ﺰ ﻋﻤ ﺮ ‪ ..‬وﻻ ﺑﻘ ﻮة ﺣﻔ ﻆ آﺄﺑ ﻲ هﺮﻳﺮة ‪..‬‬
‫ﺳ ﺎﻓﺮ إﻟ ﻰ اﻟﺸ ﺎم ﺑﺎﺣ ﺜ ًﺎ ﻋ ﻦ اﻟﺤ ﻖ ‪ ..‬اﺣﺘﺎل‬ ‫ﻟﻜﻦ ﻗﻠﺒﻪ آﺎن ﻣﻤﻠﻮءًا إﻳﻤﺎﻧ ًﺎ ‪ ..‬وآﺎن ‪ ε‬ﻳﻠﺤﻆ ذﻟﻚ‬
‫ﺑﻌﺾ اﻟﻨﺎس ﻋﻠﻴﻪ وﺑﺎﻋﻮﻩ إﻟﻰ ﻳﻬﻮدي ﻋﻠﻰ‬ ‫ﻓﻴﻪ ‪..‬‬
‫أﻧﻪ ﻋﺒﺪ ﻣﻤﻠﻮك ‪..‬‬ ‫ﻓﺒﻴﻨﻤﺎ اﻟﻨﺒﻲ ‪ ε‬ﺟﺎﻟﺴ ًﺎ ﻳﻮﻣ ًﺎ ‪..‬‬
‫وﺣﺼ ﻠﺖ ﻟ ﻪ ﻗﺼ ﺔ ﻃﻮﻳﻴﻴ ﻴﻠﺔ ‪ ..‬ﺣﺘ ﻰ وﺻ ﻞ‬ ‫إذ ﺟ ﻲء إﻟ ﻴﻪ ﺑﻤ ﺎل ﻓﺠﻌ ﻞ ﻳﻘﺴ ﻤﻪ ﺑ ﻴﻦ ﺑﻌ ﺾ‬
‫إﻟﻰ رﺳﻮل اﷲ ‪.. ε‬‬ ‫أﺻﺤﺎﺑﻪ ‪..‬‬
‫ﻓﻜﺎن اﻟﻨﺒﻲ ‪ ε‬ﻳﻘﺪر ﻟﻪ ذﻟﻚ ‪..‬‬ ‫ﻓﺄﻋﻄﻰ رﺟﺎ ًﻻ ‪ ..‬وﺗﺮك رﺟﺎ ًﻻ ‪..‬‬
‫ﻓﺒﻴ ﻨﻤﺎ آ ﺎن ‪ ε‬ﺟﺎﻟﺴ ًﺎ ﺑ ﻴﻦ أﺻ ﺤﺎﺑﻪ ﻳ ﻮﻣ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﻜ ﺄن اﻟ ﺬﻳﻦ ﺗ ﺮآﻬﻢ وﺟ ﺪوا ﻓﻲ أﻧﻔﺴﻬﻢ ‪ ..‬وﻋﺘﺒﻮا‬
‫إذا أﻧﺰﻟﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺳﻮرة اﻟﺠﻤﻌﺔ ‪..‬‬ ‫‪ ..‬ﻟﻤﺎذا ﻟﻢ ﻳﻌﻄﻨﺎ ‪..‬‬
‫ﻓﺠﻌ ﻞ ‪ ε‬ﻳﻘ ﺮؤهﺎ ﻋﻠ ﻰ أﺻ ﺤﺎﺑﻪ ‪ ..‬وه ﻢ‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎ ﻋﻠ ﻢ ‪ ε‬ﺑ ﺬﻟﻚ ‪ ..‬ﻗ ﺎم أﻣ ﺎم اﻟﻨﺎس ‪ ..‬ﻓﺤﻤﺪ اﷲ‬
‫ﻳﺴﺘﻤﻌﻮن ‪..‬‬ ‫ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺛﻢ أﺛﻨﻰ ﻋﻠﻴﻪ ‪ ..‬ﺛﻢ ﻗﺎل ‪:‬‬
‫ﺚ ِﻓ ﻲ‬ ‫وه ﻮ ﻳﻘ ﺮأ ‪ُ " :‬ه َﻮ اﱠﻟ ﺬِي َﺑ َﻌ َ‬ ‫أﻣ ﺎ ﺑﻌ ﺪ ‪ ..‬ﻓ ﻮاﷲ إﻧ ﻲ ﻷﻋﻄ ﻲ اﻟ ﺮﺟﻞ ‪ ..‬وأدع‬
‫ﻋ َﻠ ْﻴ ِﻬ ْﻢ ﺁﻳَﺎ ِﺗ ِﻪ‬
‫ﻦ َرﺳُﻮ ًﻻ ﱢﻣ ْﻨ ُﻬ ْﻢ َﻳ ْﺘﻠُﻮ َ‬ ‫ا ُْﻷ ﱢﻣﻴﱢﻴ َ‬ ‫ﻲ ﻣﻦ اﻟﺬي أُﻋﻄﻲ ‪..‬‬ ‫ﺐ إﻟ ﱠ‬ ‫اﻟﺮﺟﻞ ‪ ..‬واﻟﺬي أدع أﺣ ﱡ‬
‫ﺤ ْﻜ َﻤ َﺔ َوإِن‬ ‫ب وَا ْﻟ ِ‬ ‫َو ُﻳ َﺰآﱢﻴ ِﻬ ْﻢ َو ُﻳ َﻌﻠﱢ ُﻤ ُﻬ ُﻢ ا ْﻟ ِﻜﺘَﺎ َ‬ ‫وﻟﻜﻨ ﻲ أﻋﻄ ﻲ أﻗ ﻮاﻣ ًﺎ ﻟﻤ ﺎ أرى ﻓ ﻲ ﻗﻠ ﻮﺑﻬﻢ ﻣ ﻦ‬
‫ﻦ"‬ ‫ﻼ ٍل ﱡﻣﺒِﻴ ٍ‬ ‫ﺿَ‬ ‫آَﺎﻧُﻮا ﻣِﻦ َﻗ ْﺒ ُﻞ َﻟﻔِﻲ َ‬ ‫اﻟﺠﺰع واﻟﻬﻠﻊ ‪..‬‬
‫ﺤﻘُﻮا‬ ‫ﻦ ِﻣ ْﻨ ُﻬ ْﻢ َﻟﻤﱠﺎ َﻳ ْﻠ َ‬ ‫ﺧ ﺮِﻳ َ‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎ ﻗ ﺮأ ‪" :‬وَﺁ َ‬ ‫وَأ ِآ ُﻞ أﻗﻮاﻣ ًﺎ إﻟﻰ ﻣﺎ ﺟﻌﻞ اﷲ ﻓﻲ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ﻣﻦ اﻟﺨﻴﺮ‬
‫ﺤﻜِﻴ ُﻢ " ‪..‬‬ ‫ِﺑ ِﻬ ْﻢ َو ُه َﻮ ا ْﻟ َﻌﺰِﻳ ُﺰ ا ْﻟ َ‬ ‫‪ ..‬ﻣﻨﻬﻢ ‪ :‬ﻋﻤﺮو ﺑﻦ ﺗﻐﻠﺐ ‪..‬‬
‫ﻗ ﺎل رﺟ ﻞ ﻣ ﻦ اﻟﺼ ﺤﺎﺑﺔ ‪ :‬ﻣ ﻦ ه ﺆﻻء ﻳ ﺎ‬ ‫ﻓﻠﻤﺎ ﺳﻤﻊ ﻋﻤﺮو ﺑﻦ ﺗﻐﻠﺐ هﺬا اﻟﺜﻨﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻸ ‪..‬‬
‫رﺳﻮل اﷲ ؟‬ ‫ﻃﺎر ﻓﺮﺣ ًﺎ ‪..‬‬
‫ﻓﺴﻜﺖ اﻟﻨﺒﻲ ‪.. ε‬‬ ‫وآﺎن ﻳﺤﺪث ﺑﻬﺬا اﻟﺤﺪﻳﺚ ﺑﻌﺪهﺎ ‪ ..‬وﻳﻘﻮل ‪ :‬ﻓﻮاﷲ‬
‫)‪(97‬‬
‫ﻓﺄﻋﺎد اﻟﺮﺟﻞ اﻟﺴﺆال ‪ ..‬ﻣﻦ هﺆﻻء ﻳﺎ رﺳﻮل‬ ‫ﻣﺎ أﺣﺐ أن ﻟﻲ ﺑﻜﻠﻤﺔ رﺳﻮل اﷲ ‪ ε‬ﺣﻤﺮ اﻟﻨﻌﻢ‬
‫اﷲ ؟‬ ‫‪..‬‬
‫ﻓﻠﻢ ﻳﺮد ﻋﻠﻴﻪ ‪..‬‬ ‫وﻓﻲ ﻳﻮم ﺁﺧﺮ ‪..‬‬
‫ﻓﺄﻋﺎد ‪ ..‬ﻣﻦ هﺆﻻء ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ ؟‬ ‫ﻼ ‪ :‬ﻣﻦ‬ ‫أﻗ ﺒﻞ أﺑﻮ هﺮﻳﺮة ‪ .. τ‬ﻓﺴﺄل اﻟﻨﺒﻲ ‪ .. ε‬ﻗﺎﺋ ً‬
‫ﻓﻠﺘﻔﺖ اﻟﻨﺒﻲ ‪ ε‬إﻟﻰ ﺳﻠﻤﺎن ‪..‬‬ ‫أﺳﻌﺪ اﻟﻨﺎس ﺑﺸﻔﺎﻋﺘﻚ ﻳﻮم اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ‪..‬‬
‫ﺛ ﻢ وﺿ ﻊ ﻳ ﺪﻩ ﻋﻠ ﻴﻪ وﻗ ﺎل ‪ :‬ﻟ ﻮ آﺎن اﻹﻳﻤﺎن‬ ‫ﻓﻘ ﺎل ‪ - ε‬ﻣﺸ ﺠﻌ ًﺎ – ‪ :‬ﻟﻘ ﺪ آ ﻨﺖ أﻇ ﻦ أن ﻻ أﺣ ﺪ‬
‫ﻋﻨﺪ اﻟﺜﺮﻳﺎ ‪ ..‬ﻟﻨﺎﻟﻪ رﺟﺎل ﻣﻦ هﺆﻻء )‪.. (98‬‬ ‫ﻳﺴ ﺄل ﻋﻦ هﺬا ﻗﺒﻠﻚ ‪ ..‬ﻟﻤﺎ رأﻳﺖ ﻣﻦ ﺣﺮﺻﻚ ﻋﻠﻰ‬
‫اﻟﻌﻠﻢ ‪..‬‬
‫وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ ‪..‬‬ ‫أﺳﻌﺪ اﻟﻨﺎس ﺑﺸﻔﺎﻋﺘﻲ ﻳﻮم اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ‪ ..‬ﻣﻦ ﻗﺎل ‪ :‬ﻻ‬
‫ﺗﻔﺎءل وأﺣﺴﻦ اﻟﻈﻦ ﺑﺎﻟﻨﺎس ‪..‬وﺷﺠﻌﻬﻢ‬ ‫إﻟﻪ إﻻ اﷲ ﺧﺎﻟﺼ ًﺎ ﻣﻦ ﻗﻠﺒﻪ ‪..‬‬
‫‪..‬ﻟﻴﻨﻄﻠﻘﻮا أآﺜﺮ‬ ‫وﺳﻠﻤﺎن اﻟﻔﺎرﺳﻲ ‪ ..‬آﺎن ﻣﻦ ﺧﻴﺎر اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ‪..‬‬
‫ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﻦ اﻟﻌﺮب ‪ ..‬ﺑﻞ آﺎن اﺑﻨ ًﺎ ﻷﺣﺪ آﺒﺎر ﻓﺎرس‬
‫‪ 85.‬ﻓﻦ اﻻﺳﺘﻤﺎع ‪..‬‬
‫رواﻩ ﻣﺴﻠﻢ‬ ‫) ‪( 96‬‬
‫رواﻩ ﻣﺴﻠﻢ‬ ‫) ‪( 98‬‬ ‫رواﻩ اﻟﺒﺨﺎري‬ ‫) ‪( 97‬‬
‫‪188‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬ ‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﺗ ﺘﺤﺪث وﻗ ﺪ رآ ﺰ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﺑﺮﻓﻖ ﻳﻨﻈﺮ إﻟﻴﻚ ‪..‬‬ ‫ﻣﻬ ﺎرات ﺟ ﺬب اﻟ ﻨﺎس وآﺴ ﺐ ﻗﻠ ﻮﺑﻬﻢ ‪ ..‬ﺑﻌﻀ ﻬﺎ‬
‫وﺗﺸ ﻌﺮ ﺑﻤﺘﺎﺑﻌ ﺘﻪ ‪ ..‬ﻓﻬ ﻮ ﺗ ﺎرة ﻳﻬ ﺰ رأﺳ ﻪ‬ ‫ﻳﻜﻮن ﺑﻔﻌﻞ اﻟﺸﻲء ‪ ..‬وﺑﻌﻀﻬﺎ ﻳﻜﻮن ﺑﺘﺮآﻪ ‪..‬‬
‫ﻣﻮاﻓﻘ ًﺎ ‪ ..‬وﺗﺎرة ﻳﺘﺒﺴﻢ ‪ ..‬وﺗﺎرة ﻳﻀ ّﻢ ﺷﻔﺘﻴﻪ‬ ‫ﻓﺎﻻﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﺗﺠﺬب ‪ ..‬آﻤﺎ أن ﺗﺮك اﻟﻌﺒﻮس ﻳﺠﺬﺑﻬﻢ‬
‫ﻣﺘﻌﺠ ﺒ ًﺎ ‪ ..‬ورﺑﻤ ﺎ ردد ‪ :‬ﻋﺠ ﻴﺐ ‪ ..‬ﺳ ﺒﺤﺎن‬ ‫‪..‬‬
‫اﷲ ‪..‬‬ ‫واﻷﺣﺎدﻳ ﺚ اﻟﺠﻤ ﻴﻠﺔ واﻟ ﻨﻜﺎت واﻟﻠﻄﺎﺋ ﻒ ﺗﺠ ﺬب‬
‫أي هﺆﻻء ﺳﺘﻜﻮن راﻏﺒ ًﺎ داﺋﻤ ًﺎ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻟﺴﺘﻪ‬ ‫اﻟ ﻨﺎس ‪ ..‬آﻤ ﺎ أن اﻻﺳ ﺘﻤﺎع إﻟ ﻴﻬﻢ واﻟ ﺘﻔﺎﻋﻞ ﻣ ﻊ‬
‫‪ ..‬وﺗﻔ ﺮح ﺑ ﺰﻳﺎرﺗﻪ ‪ ..‬وﺗﻨ ﺒﻠﺞ أﺳ ﺎرﻳﺮك ﻓ ﻲ‬ ‫أﺣﺎدﻳﺜﻬﻢ ‪ ..‬ﻳﺠﺬﺑﻬﻢ ‪..‬‬
‫اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻣﻌﻪ ‪..‬؟ ﻻ أﺷﻚ أﻧﻪ اﻷﺧﻴﺮ ‪..‬‬ ‫ﻓﻤ ﺎ رأﻳ ﻚ أن أﺗﻜﻠ ﻢ ﻣﻌ ﻚ ه ﻨﺎ ﻋ ﻦ ‪ :‬اﻟﻬ ﺪووووء‬
‫إذن ﺟ ﺬب ﻗﻠ ﻮب اﻟ ﻨﺎس ‪ ..‬ﻻ ﻳﻜ ﻮن ﻓﻘ ﻂ‬ ‫اﻟﺠﺬاب !!‬
‫ﺑﺈﺳ ﻤﺎﻋﻬﻢ ﻣ ﺎ ﻳﺤ ﺒﻮن ‪ ..‬ﺑ ﻞ وﺑﺎﻻﺳ ﺘﻤﺎع‬ ‫ﻧﻌ ﻢ ‪ ..‬ﺑﻌ ﺾ اﻟ ﻨﺎس ﻻ ﻳ ﺘﻜﻠﻢ آﺜﻴ ﺮًا ‪ ..‬وﻻ ﺗﻜ ﺎد‬
‫ﻣﻨﻬﻢ ﻟﻤﺎ ﻳﺤﺒﻮن !!‬ ‫ﺗﺴﻤﻊ ﺻﻮﺗﻪ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺎﻟﺲ واﻟﻤﺘﺠﻤﻌﺎت ‪..‬‬
‫أذآ ﺮ أن أﺣ ﺪ اﻟ ﺪﻋﺎة اﻟ ﺒﺎرزﻳﻦ ﻣﻤ ﻦ أوﺗ ﻲ‬ ‫ﺑ ﻞ ﻟ ﻮ راﻗﺒ ﺘﻪ ﻓ ﻲ ﺟﻠﺴ ﺔ أو ﻧ ﺰهﺔ ‪ ..‬ﻟ ﺮأﻳﺘﻪ ﻻ‬
‫ﻣ ﻨﻄﻘ ًﺎ وﻟﺴ ﺎﻧ ًﺎ ‪ ..‬آﺎن ﻳﺘﻨﻘﻞ ﻣﺘﺤﺪﺛ ًﺎ داﺋﻤ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﻳﺘﺤ ﺮك ﻣ ﻨﻪ إﻻ رأﺳ ﻪ وﻋﻴ ﻨﺎﻩ ‪ ..‬ﻧﻌ ﻢ ﻗ ﺪ ﻳﺘﺤ ﺮك‬
‫ﻣ ﺎ ﺑ ﻴﻦ ﻣﻨﺒ ﺮ ﺟﻤﻌ ﺔ ‪ ..‬وآﺮﺳ ﻲ ﻓ ﺘﻮى ‪..‬‬ ‫ﻓﻤﻪ أﺣﻴﺎﻧ ًﺎ ﺑﺎﻟﺘﺒﺴﻢ ‪ ..‬ﻻ ﺑﺎﻟﻜﻼم !!‬
‫وﻣﺤﺎﺿ ﺮة ﻓﻲ ﺟﺎﻣﻌﺔ ‪ ..‬ﻓﻬﻮ داﺋﻤ ًﺎ ﻳﺘﻜﻠﻢ ‪..‬‬ ‫وﻣﻊ ذﻟﻚ ﻳﺤﺒﻪ اﻟﻨﺎس ‪ ..‬وﻳﺄﻧﺴﻮن ﺑﻤﺠﺎﻟﺴﺘﻪ ‪..‬‬
‫وﻳﺘﻜﻠﻢ ‪ ..‬وﻳﺘﻜﻠﻢ ‪..‬‬ ‫ﺗﺪري ﻟﻤﺎذا ؟!‬
‫وآ ﺎن اﻟ ﻨﺎس ﻳ ﺮوﻧﻪ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻤﻨﺎﺑﺮ واﻟﻘﻨﻮات‬ ‫ﻷﻧﻪ ﻳﻤﺎرس اﻟﻬﺪووووء اﻟﺠﺬااااب ‪..‬‬
‫اﻟﻔﻀ ﺎﺋﻴﺔ وﻳﺤ ﺒﻮﻧﻪ وﻳ ﺮﻏﺒﻮن ﻓ ﻲ اﺳ ﺘﻤﺎع‬ ‫ﻓﻦ اﻻﺳﺘﻤﺎع ﻟﻪ ﻣﻬﺎرات ﻣﺘﻌﺪدة ‪ ..‬ﺑﻞ ﺣﺪﺛﻨﻲ أﺣﺪ‬
‫ﺣﺪﻳ ﺜﻪ ‪ ..‬إﻻ زوﺟ ﺘﻪ ‪ ..‬ﻓﻬﻮ ﻣﻌﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺒﻴﺖ‬ ‫اﻟﻤﻬﺘﻤ ﻴﻦ أﻧ ﻪ ﺣﻀﺮ أآﺜﺮ ﻣﻦ ﺧﻤﺲ ﻋﺸﺮة دورة‬
‫داﺋﻤ ًﺎ ‪ ..‬وﻻ ﻳﻜ ﺎد ﻳﺴ ﺘﻤﻊ ﻣ ﻨﻬﺎ ﺣﺪﻳ ﺜ ًﺎ أو‬ ‫ﺗﺪرﻳﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﻬﺎرات اﻻﺳﺘﻤﺎع ‪!!..‬‬
‫ﻗﺼﺔ ‪ ..‬ﺑﻞ ﻋﻠﻰ ﻋﺎدﺗﻪ ﻳﺘﻜﻠﻢ ‪ ..‬وﻳﺘﻜﻠﻢ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎرن ﺑﻴﻦ اﺛﻨﻴﻦ ‪:‬‬
‫آﺎﻧ ﺖ آﺜﻴ ﺮة اﻟﺘﺬﻣ ﺮ ﻣ ﻨﻪ دون أن ﻳﻨﺘ ﺒﻪ إﻟ ﻰ‬ ‫رﺟ ﻞ إذا ﺗﻜﻠﻤ ﺖ ﺑ ﻴﻦ ﻳﺪﻳ ﻪ ﺑﻘﺼ ﺔ وﻗﻌ ﺖ ﻟ ﻚ ‪..‬‬
‫ﺳﺒﺐ ذﻟﻚ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎﻃﻌ ﻚ ﻓﻲ أوﻟﻬﺎ وﻗﺎل ‪ :‬وأﻧﺎ أﻳﻀ ًﺎ وﻗﻊ ﻟﻲ ﺷﻲء‬
‫آ ﺎن آ ﻞ اﻟ ﻨﺎس ﻳﻜ ﺮﻣﻮﻧﻪ وﻳﻤﺪﺣﻮﻧﻪ إﻻ هﻲ‬ ‫ﻣﺸﺎﺑﻪ ‪..‬‬
‫‪ ..‬ﻓﻘ ﺮر أن ﻳﺼ ﻄﺤﺒﻬﺎ ﻣﻌ ﻪ ﻳﻮﻣ ًﺎ إﻟﻰ إﺣﺪى‬ ‫ﻓﺘﻘﻮل ‪ :‬ﻟﻪ اﺻﺒﺮ ﺣﺘﻰ أآﻤﻞ ‪..‬‬
‫ﻣﺤﺎﺿﺮاﺗﻪ ﻟﺘﺮى ﻣﺎ ﻟﻢ ﺗﺮ ‪..‬‬ ‫ﻼ ‪ ..‬ﻓ ﺈذا اﻧﺴ ﺠﻤﺖ ﻓ ﻲ ﻗﺼ ﺘﻚ ‪..‬‬ ‫ﻓﻴﺴ ﻜﺖ ﻗﻠ ﻴ ً‬
‫ﻗﺎل ﻟﻬﺎ ﻳﻮﻣ ًﺎ ‪ :‬ﺗﺮاﻓﻘﻴﻨﻲ ؟‬ ‫ﻼ ‪ :‬ﺻ ﺤﻴﺢ ‪ ..‬ﺻ ﺤﻴﺢ ‪ ..‬ﻧﻔﺲ اﻟﻘﺼﺔ‬ ‫ﻗﺎﻃﻌ ﻚ ﻗ ﺎﺋ ً‬
‫ﻗﺎﻟﺖ ‪ :‬إﻟﻰ أﻳﻦ ؟‬ ‫اﻟﺘﻲ وﻗﻌﺖ ﻟﻲ وهﻮ أﻧﻨﻲ ذات ﻣﺮة ذهﺒﺖ ‪..‬‬
‫ﻗ ﺎل ‪ :‬ﻣﺤﺎﺿﺮة ﻷﺣﺪ اﻟﺪﻋﺎة ‪ ..‬ﻧﺴﺘﻔﻴﺪ ﻣﻨﻬﺎ‬ ‫ﻓﺘﻘﻮل ﻟﻪ ‪ :‬أﺧﻲ اﻧﺘﻈﺮ ‪ ..‬ﻓﻴﺴﻜﺖ ‪ ..‬ﺛﻢ ﻣﺎ ﻳﺼﺒﺮ‬
‫‪..‬‬ ‫ﻼ ‪ :‬ﻋﺠﻞ ‪ ..‬ﻋﺠﻞ ‪..‬‬ ‫ﻓﻴﻘﺎﻃﻌﻚ ﻗﺎﺋ ً‬
‫رآﺒﺖ ﻣﻌﻪ ﻓﻲ ﺳﻴﺎرﺗﻪ ‪ ..‬ﻣﺸﻴﺎ ‪ ..‬وﻗﻔﺎ ﻋﻨﺪ‬ ‫هﺬا اﻷول ‪..‬‬
‫اﻟﻤﺴ ﺠﺪ ‪ ..‬آﺎﻧ ﺖ اﻟﺠﻤﺎهﻴ ﺮ ﻏﻔﻴ ﺮة ‪ ..‬آﻠﻬ ﻢ‬ ‫اﻟﺜﺎﻧﻲ ‪..‬‬
‫ﺟﺎؤوا ﻳﺴﺘﻤﻌﻮن إﻟﻰ هﺬا اﻟﻤﺤﺎﺿﺮ اﻟﻔﺬ ‪..‬‬ ‫آ ﺎن وأﻧ ﺖ ﺗ ﺘﺤﺪث ﻣﻌ ﻪ أو ﻣﻌﻬ ﻢ ‪ ..‬ﻳ ﺘﻠﻔﺖ ﻳﻤﻴ ﻨ ًﺎ‬
‫دﺧﻠ ﺖ ه ﻲ إﻟ ﻰ ﻗﺴ ﻢ اﻟﻨﺴ ﺎء ‪ ..‬ودﺧ ﻞ ه ﻮ‬ ‫وﻳﺴ ﺎرًا ‪ ..‬وﻗ ﺪ ﻳﺨ ﺮج ﺟﻬ ﺎز هﺎﺗﻔ ﻪ ﻣ ﻦ ﺟﻴ ﺒﻪ ‪..‬‬
‫وﺳ ﻂ ﺟﻤﻬ ﺮة اﻟ ﻨﺎس واﻋﺘﻠ ﻰ اﻟﻜﺮﺳﻲ وﺑﺪأ‬ ‫وﻳﻜﺘﺐ رﺳﺎﻟﺔ أو ﻳﻘﺮأ ﺷﻴﺌ ًﺎ ﻣﻦ اﻟﺮﺳﺎﺋﻞ ‪ ..‬أو ﻣﻦ‬
‫ﻣﺤﺎﺿﺮﺗﻪ ‪..‬‬ ‫ﻳ ﺪري ﻟﻌﻠ ﻪ ﻳﻠﻌ ﺐ ﺑﺎﻷﻟﻌ ﺎب اﻻﻟﻜﺘﺮوﻧﻴﺔ اﻟﻤﻮﺟﻮدة‬
‫آ ﺎن اﻟ ﻨﺎس ﻳﻨﺼ ﺘﻮن ﻣﻌﺠﺒ ﻴﻦ ‪ ..‬ﺣﺘ ﻰ‬ ‫ﻓﻴﻪ !!‬
‫زوﺟﺘﻪ ﻳﺒﺪو أﻧﻬﺎ آﺎﻧﺖ ﻣﻌﺠﺒﺔ ‪!..‬‬ ‫أﻣﺎ اﻟﺜﺎﻟﺚ ‪ ..‬ﻓﻴﻤﻠﻚ ﻣﻬﺎرات اﻻﺳﺘﻤﺎع ‪ ..‬ﺗﺠﺪ أﻧﻚ‬

‫‪189‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬ ‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫واﻟﻨﺒ ﻲ ‪ ε‬ﻳﻨﺼ ﺖ إﻟ ﻴﻪ ‪ ..‬وذاك ﻳ ﺘﻜﻠﻢ ‪..‬‬ ‫اﻧ ﺘﻬﺖ اﻟﻤﺤﺎﺿ ﺮة ‪ ..‬ﺧ ﺮج إﻟ ﻰ ﺳ ﻴﺎرﺗﻪ وﺳ ﻂ‬
‫واﻟﻨﺒ ﻲ ‪ ε‬ﻳﻨﺼ ﺖ ‪ ..‬أﺗ ﺪري ﻳﻨﺼﺖ إﻟﻰ ﻣﺎذا‬ ‫ﻧﺸ ﻮة اﻟ ﻨﺠﺎح ‪ ..‬وأﻗ ﺒﻠﺖ زوﺟ ﺘﻪ ورآﺒﺖ اﻟﺴﻴﺎرة‬
‫؟ ﻳﻨﺼ ﺖ إﻟ ﻰ آ ﻼم رﺟ ﻞ آﺎﻓ ﺮ ﺟﺎء ﻟﻴﻌﺎﻟﺠﻪ‬ ‫ﺑﺠﺎﻧﺒﻪ ‪..‬‬
‫ﻣﻦ ﻣﺮض اﻟﺠﻨﻮن !!‬ ‫ﻟ ﻢ ﻳ ﺪع ﻟﻬ ﺎ ﻓﺮﺻ ﺔ ‪ ..‬ﺑ ﺪأ ﻳ ﺘﻜﻠﻢ ﻓ ﻮرًا ﻋ ﻦ زﺣﻤﺔ‬
‫ﺁﺁﺁﻩ ﻣﺎ أﺣﻜﻤﻪ ‪.. ε‬‬ ‫اﻟ ﻨﺎس ‪ ..‬وﺟﻤ ﺎل اﻟﻤﺴ ﺠﺪ ‪ ..‬و ‪ ..‬ﺛ ﻢ ﺳ ﺄﻟﻬﺎ ‪ :‬ﻣﺎ‬
‫ﺣﺘﻰ إذا اﻧﺘﻬﻰ ﺿﻤﺎد ﻣﻦ آﻼﻣﻪ ‪..‬‬ ‫رأﻳﻚ ﻓﻲ اﻟﻤﺤﺎﺿﺮة ؟‬
‫ﻗ ﺎل ‪ ε‬ﺑﻜ ﻞ ه ﺪوووء ‪ :‬إن اﻟﺤﻤ ﺪ ﷲ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎﻟ ﺖ ‪ :‬آﺎﻧ ﺖ ﺟﻤ ﻴﻠﺔ وﻣﺆﺛ ﺮة ‪ ..‬وﻟﻜ ﻦ ﻣ ﻦ‬
‫ﻧﺤﻤ ﺪﻩ وﻧﺴ ﺘﻌﻴﻨﻪ ‪ ..‬ﻣ ﻦ ﻳﻬﺪﻩ اﷲ ﻓﻼ ﻣﻀﻞ‬ ‫اﻟﻤﺤﺎﺿﺮ ؟‬
‫ﻟﻪ وﻣﻦ ﻳﻀﻠﻞ ﻓﻼ هﺎدي ﻟﻪ ‪ ..‬وأﺷﻬﺪ أن ﻻ‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻋﺠﺒ ًﺎ ﻟﻢ ﺗﻌﺮﻓﻲ ﺻﻮﺗﻪ ‪ ..‬ﻗﺎﻟﺖ ‪ :‬ﻣﻊ زﺣﻤﺔ‬
‫إﻟﻪ إﻻ اﷲ وﺣﺪﻩ ﻻ ﺷﺮﻳﻚ ﻟﻪ ‪..‬‬ ‫اﻟﻨﺎس ‪ ..‬وﺿﻌﻒ ﺳﻤﺎﻋﺎت اﻟﺼﻮت ﻟﻢ أﻧﺘﺒﻪ آﺜﻴﺮًا‬
‫ﻓﺎﻧ ﺘﻔﺾ ﺿ ﻤﺎد وﻗ ﺎل ‪ :‬أﻋ ﺪ ﻋﻠ ﻲ آﻠﻤﺎﺗ ﻚ‬ ‫‪..‬‬
‫هﺆﻻء ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل – ﻣﻨﺘﺸﻴ ًﺎ ‪ : -‬أﻧﺎ ‪ ..‬أﻧﺎ اﻟﻤﺤﺎﺿﺮ ‪..‬‬
‫ﻓﺄﻋﺎدهﺎ ‪ ε‬ﻋﻠﻴﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎﻟﺖ ‪ :‬ﺁﺁﺁ ‪ ..‬وأﻧﺎ أﻗﻮل ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻲ ﻃﻮال ﺟﻠﻮﺳﻲ‬
‫ﻓﻘﺎل ﺿﻤﺎد ‪ :‬واﷲ ﻟﻘﺪ ﺳﻤﻌﺖ ﻗﻮل اﻟﻜﻬﻨﺔ ‪،‬‬ ‫‪ :‬ﻣﺎ أآﺜﺮ آﻼﻣﻪ ‪..‬‬
‫وﻗ ﻮل اﻟﺴ ﺤﺮة ‪ ،‬وﻗ ﻮل اﻟﺸ ﻌﺮاء ‪ ،‬ﻓﻤ ﺎ‬ ‫إذن ‪ ..‬اﻻﺳﺘﻤﺎع إﻟﻰ اﻟﻨﺎس ﻓﻦ وﻣﻬﺎرة ‪..‬‬
‫ﺳ ﻤﻌﺖ ﻣ ﺜﻞ ه ﺆﻻء اﻟﻜﻠﻤ ﺎت ‪ ..‬ﻓﻠﻘ ﺪ ﺑﻠﻐ ﻦ‬ ‫ﺑﻌ ﺾ اﻟ ﻨﺎس ﻳﻨﺴ ﻰ أن اﷲ ﺟﻌ ﻞ ﻟ ﻚ ﻓﻤ ًﺎ واﺣ ﺪًا‬
‫ﻧﺎﻋﻮس اﻟﺒﺤﺮ ‪..‬‬ ‫وأذﻧﻴﻦ ‪ ..‬ﻟﻴﺴﺘﻤﻊ أآﺜﺮ ﻣﻤﺎ ﺗﻜﻠﻢ ‪..‬‬
‫ﻓﻬﻠﻢ ﻳﺪك أﺑﺎﻳﻌﻚ ﻋﻠﻰ اﻹﺳﻼم ‪..‬‬ ‫وأﻇ ﻨﻪ ﻟ ﻮ اﺳ ﺘﻄﺎع ﻟﻘﻠ ﺐ اﻟﻤﻌﺎدﻟ ﺔ ‪ ..‬ﻣ ﻦ ﺷ ﺪة‬
‫ﻓﺒﺴ ﻂ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ ε‬ﻳ ﺪﻩ ‪ ..‬وأﺧ ﺬ ﺿ ﻤﺎد ﻳﺨﻠ ﻊ‬ ‫ﻣﺤﺒﺘﻪ ﻟﻠﺤﺪﻳﺚ ‪..‬‬
‫ﺛ ﻮب اﻟﻜﻔ ﺮ وﻳ ﺮدد ‪ :‬أﺷﻬﺪ أن ﻻ إﻟﻪ إﻻ اﷲ‬ ‫ﻓﻌ ﻮد ﻧﻔﺴ ﻚ ﻋﻠ ﻰ اﻹﻧﺼ ﺎت ‪ ..‬ﺣﺘ ﻰ ﻟ ﻮ آ ﺎن ﻟ ﻚ‬
‫وأﺷﻬﺪ أن ﻣﺤﻤﺪًا ﻋﺒﺪﻩ ورﺳﻮﻟﻪ ‪..‬‬ ‫ﻋﻠﻰ اﻟﻜﻼم ﻣﻼﺣﻈﺔ ‪..‬‬
‫ﻓﻌﻠ ﻢ ‪ ε‬أن ﻟ ﻪ ﻋ ﻨﺪ ﻗﻮﻣﻪ ﺷﺮﻓ ًﺎ ‪ ..‬ﻓﻘﺎل ﻟﻪ ‪:‬‬ ‫ﻓ ﻲ أواﺋ ﻞ ﺑﻌ ﺜﺔ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ .. ε‬آ ﺎن ﻋ ﺪد اﻟﻤﺴ ﻠﻤﻴﻦ‬
‫وﻋﻠﻰ ﻗﻮﻣﻚ ؟ أي ﺗﺪﻋﻮهﻢ إﻟﻰ اﻹﺳﻼم ؟‬ ‫ﻼ ‪ ..‬وآﺎن اﻟﻜﻔﺎر ﻳﻜﺬﺑﻮﻧﻪ وﻧﻔﺮون اﻟﻨﺎس ﻋﻨﻪ‬ ‫ﻗﻠﻴ ً‬
‫ﻓﻘ ﺎل ﺿ ﻤﺎد ‪ :‬وﻋﻠ ﻰ ﻗﻮﻣ ﻲ ‪ ..‬ﺛ ﻢ ذهﺐ إﻟﻰ‬ ‫‪ ..‬وﻳﺸﻴﻌﻮن أﻧﻪ ‪ ε‬آﺎهﻦ وآﺬاب ‪ ..‬ورﺑﻤﺎ أﺷﺎﻋﻮا‬
‫ﻗﻮﻣﻪ هﺎدﻳ ًﺎ داﻋﻴ ًﺎ ‪..‬‬ ‫أﻧﻪ ﻣﺠﻨﻮن أو ﺳﺎﺣﺮ ‪..‬‬
‫إذن ﻟﺘﻜﻮن ﻣﺴﺘﻤﻌ ًﺎ ﻣﺎهﺮًا ‪:..‬‬ ‫ﻓ ﻲ ﻳﻮم ﻣﻦ اﻷﻳﺎم ﻗﺪم إﻟﻰ ﻣﻜﺔ رﺟﻞ اﺳﻤﻪ ﺿﻤﺎد‬
‫أﻧﺼﺖ ‪ ..‬هﺰ رأﺳﻚ ﻣﺘﺎﺑﻌ ًﺎ ‪..‬‬ ‫‪ ..‬وه ﻮ ﺣﻜ ﻴﻢ ﻟ ﻪ ﻋﻠ ﻢ ﺑﺎﻟﻄ ﺐ واﻟﻌ ﻼج ‪ ..‬ﻳﻌ ﺎﻟﺞ‬
‫ﺗﻔﺎﻋ ﻞ ﺑﺘﻌﺎﺑﻴ ﺮ وﺟﻬ ﻚ آﺘﻘﻄﻴﺐ اﻟﺠﺒﻴﻦ ﺣﻴﻨ ًﺎ‬ ‫اﻟﻤﺠﻨﻮن واﻟﻤﺴﺤﻮر ‪..‬‬
‫‪ ..‬ورﻓﻊ اﻟﺤﺎﺟﺒﻴﻦ ﺣﻴﻨ ًﺎ ﺁﺧﺮ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠﻤﺎ ﺧﺎﻟﻂ اﻟﻨﺎس ﺳﻤﻊ ﺳﻔﻬﺎء اﻟﻜﻔﺎر ﻳﻘﻮﻟﻮن ﻋﻦ‬
‫واﻟﺘﺒﺴﻢ ‪ ..‬وﺗﺤﺮﻳﻚ اﻟﺸﻔﺘﻴﻦ ﺑﺘﻌﺠﺐ ‪..‬‬ ‫رﺳ ﻮل اﷲ ‪ : ε‬ﺟ ﺎء اﻟﻤﺠ ﻨﻮن ‪ ..‬ورأﻳﻨﺎ اﻟﻤﺠﻨﻮن‬
‫واﻧﻈ ﺮ إﻟ ﻰ أﺛ ﺮ ذﻟ ﻚ ﻓ ﻴﻤﻦ ﻳ ﺘﻜﻠﻢ ﻣﻌ ﻚ ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫ﺳﻮاء آﺎن ﺻﻐﻴﺮًا أو آﺒﻴﺮًا ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل ﺿﻤﺎد ‪ :‬أﻳﻦ هﺬا اﻟﺮﺟﻞ ؟ ﻟﻌﻞ اﷲ أن ﻳﺸﻔﻴﻪ‬
‫ﺳ ﺘﺠﺪ أﻧ ﻪ ﻳﺮآ ﺰ ﻧﻈﺮﻩ ﻋﻠﻴﻚ ‪ ..‬وﻳﻘﺒﻞ ﺑﻘﻠﺒﻪ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﻳﺪي ؟‬
‫إﻟﻴﻚ ‪..‬‬ ‫ﻓﺪﻟﻪ اﻟﻨﺎس ﻋﻠﻰ رﺳﻮل اﷲ ‪.. ε‬‬
‫ﻓﻠﻤ ﺎ ﻟﻘ ﻴﻪ ‪ ..‬ﻗ ﺎل ﺿ ﻤﺎد ‪ :‬ﻳ ﺎ ﻣﺤﻤ ﺪ ‪ ..‬إﻧ ﻲ أرﻗ ﻰ‬
‫ﻧﺘﻴﺠﺔ ‪..‬‬ ‫ﻣ ﻦ ه ﺬﻩ اﻟ ﺮﻳﺎح ‪ ..‬وإن اﷲ ﻳﺸ ﻔﻲ ﻋﻠ ﻰ ﻳﺪي ﻣﻦ‬
‫ﺑﺮاﻋﺘﻨﺎ ﻓﻲ اﻻﺳﺘﻤﺎع إﻟﻰ اﻵﺧﺮﻳﻦ ‪..‬‬ ‫ﺷ ﺎء ‪ ..‬ﻓﻬﻠ ﻢ أﻋﺎﻟﺠ ﻚ ‪ ..‬وﺟﻌ ﻞ ﻳﺘﻜﻠﻢ ﻋﻦ ﻋﻼﺟﻪ‬
‫ﺗﺠﻌﻠﻬﻢ ﺑﺎرﻋﻴﻦ ﻓﻲ ﻣﺤﺒﺘﻨﺎ واﻻﺳﺘﺌﻨﺎس ﺑﻨﺎ‬ ‫وﻗﺪراﺗﻪ ‪..‬‬

‫‪190‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬ ‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﻓﻠﻤﺎ أﻗﺒﻞ اﻟﻨﺒﻲ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم ‪ ..‬إﻟﻰ‬ ‫‪..‬‬
‫ﻣﻜﺔ ﻧﺰل ﻗﺮﻳﺒ ًﺎ ﻣﻨﻬﺎ ‪..‬‬
‫وﻟﻢ ﺗﻌﻠﻢ ﻗﺮﻳﺶ ﺑﺸﻲء ‪..‬‬ ‫‪ 86.‬ﻓﻦ اﻟﺤﻮار ‪..‬‬
‫وﻟﻜﻨﻬﻢ آﺎﻧﻮا ﻳﺘﻮﺟﺴﻮن وﻳﺘﺮﻗﺒﻮن ‪..‬‬ ‫أﻻ ﺗﺬآ ﺮ ﻳ ﻮﻣ ًﺎ ﻣ ﻦ اﻟﺪه ﺮ أﻧ ﻚ ﺟﻠﺴ ﺖ ﻓ ﻲ ﻣﻜ ﺎن‬
‫ﻓﺨ ﺮج ﻓ ﻲ ﺗﻠ ﻚ اﻟﻠ ﻴﻠﺔ اﻟﺘ ﻲ ﻧ ﺰل ﻓ ﻴﻬﺎ اﻟﻨﺒﻲ‬ ‫ﻓﺎﺣ ﺘﺪ اﻟﺤ ﻮار ﺑﻴ ﻨﻚ وﺑ ﻴﻦ ﺷ ﺨﺺ ﻣﺎ ‪ ..‬ﻓﺒﻘﻲ ﻓﻲ‬
‫ﻋﻠ ﻴﻪ اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم ‪ ..‬أﺑﻮ ﺳﻔﻴﺎن ﻓﻲ ﻧﻔﺮ‬ ‫ﻧﻔﺴﻚ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻐﺾ أو ﻏﻀﺐ أﻳﺎﻣ ًﺎ ‪..‬‬
‫ﻣﻌ ﻪ ﻳﺘﺠﺴﺴ ﻮن اﻷﺧ ﺒﺎر ‪ ..‬وﻳﻨﻈ ﺮون ه ﻞ‬ ‫أو ﻟﻌﻠﻚ ﺗﺬآﺮ ﺟﺪا ًﻻ ﺣﺼﻞ ﺑﻴﻦ اﺛﻨﻴﻦ – وﻗﺪ ﻳﻜﻮن‬
‫ﻳﺠﺪون ﺧﺒﺮًا ‪ ..‬أو ﻳﺴﻤﻌﻮن ﺑﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﻲ ﻗﻀﻴﺔ ﺗﺎﻓﻬﺔ – وأﻧﺖ ﺗﻨﻈﺮ إﻟﻴﻬﻤﺎ وﻗﺪ ارﺗﻔﻌﺖ‬
‫وﺟﻌﻞ اﻟﻨﺒﻲ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم ‪ ..‬ﻳﺘﺮﻗﺐ‬ ‫اﻷﺻﻮات واﺣﻤﺮت اﻟﻌﻴﻮن ‪ ..‬ﺛﻢ ﺗﻔﺮﻗﺎ ‪ ..‬واﺳﺜﻘﻞ‬
‫اﻟﺼﺒﺢ ﻟﻴﻐﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﻗﺮﻳﺶ ‪..‬‬ ‫آﻞ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﺻﺎﺣﺒﻪ ﺑﻌﺪهﺎ ‪..‬‬
‫ﻓﻠﻤﺎ رأى اﻟﻌﺒﺎس ‪ .. τ‬ذﻟﻚ ‪..‬‬ ‫إذن ﻧﺤ ﻦ ﻧ ﺘﻌﺐ ﻓ ﻲ ﺟ ﺬب ﺑﻌ ﺾ اﻟ ﻨﺎس إﻟﻴ ﻨﺎ‬
‫ﻗ ﺎل ‪ :‬واﺻ ﺒﺎح ﻗ ﺮﻳﺶ ! واﷲ ﻟ ﺌﻦ دﺧ ﻞ‬ ‫ﺑﻤﻤﺎرﺳ ﺔ ﻣﻬ ﺎرات ﻣﺘ ﻨﻮﻋﺔ ‪ ..‬ﺛ ﻢ ﻧﻔ ﺮﻗﻬﻢ ﻋ ﻨﺎ‬
‫رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ρ‬ﻣﻜ ﺔ ﻋ ﻨﻮة أي ﺑﺎﻟﻘ ﻮة ‪ ..‬ﻗ ﺒﻞ‬ ‫ﺑﻤﻮﻗﻒ ﻻ ﻧﺤﺴﻦ اﻟﺘﺼﺮف ﻓﻴﻪ ‪..‬‬
‫أن ﻳﺄﺗﻮﻩ ﻓﻴﺴﺘﺄﻣﻨﻮﻩ ‪ ..‬إﻧﻪ ﻟﻬﻼك ﻗﺮﻳﺶ إﻟﻰ‬ ‫وﻣﻦ ذﻟﻚ ﻋﺪم إﺗﻘﺎن ﻓﻦ اﻟﺤﻮار ‪..‬‬
‫ﺁﺧﺮ اﻟﺪهﺮ ‪..‬‬ ‫ﻼ وﻋ ﺮًا ‪ ..‬ﻳﻨﺒﻐ ﻲ أن‬ ‫اﻟﻤﺤ ﺎور آﺎﻟ ﺬي ﻳﺼ ﻌﺪ ﺟ ﺒ ً‬
‫ﻓﻘﺎم اﻟﻌﺒﺎس ‪ ..‬ﻓﺎﺳﺘﺄذن اﻟﻨﺒﻲ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼﻼة‬ ‫ﻳﻌﺘﻨ ﻲ ﺑﻤﻮﺿﻊ ﻳﺪﻩ وﻣﻮﺿﻊ رﺟﻠﻪ ‪ ..‬ﻓﺘﺠﺪ ﺻﺎﻋﺪ‬
‫واﻟﺴﻼم ‪..‬‬ ‫اﻟﺠ ﺒﻞ ﻳﻨﻈﺮ إﻟﻰ اﻟﺼﺨﺮة اﻟﺘﻲ ﻳﺮﻳﺪ أن ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻬﺎ‬
‫ﻓ ﺄذن ﻟ ﻪ ‪ ..‬ﻓ ﺮآﺐ ﻋﻠ ﻰ ﺑﻐﻠ ﺔ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ρ‬‬ ‫‪ ..‬وﻳﻔﺤﺼﻬﺎ ﺑﻨﻈﺮﻩ وﻳﺘﺄﻣﻞ ﻓﻲ ﻗﻮة ﺛﺒﺎﺗﻬﺎ ﻗﺒﻞ أن‬
‫اﻟﺒﻴﻀﺎء ‪..‬‬ ‫ﻳﻀ ﻊ ﻋﻠ ﻴﻬﺎ ﻗﺒﻀ ﺘﻪ ‪ ..‬وآ ﺬﻟﻚ ﻓ ﻲ اﻟﺼ ﺨﺮة اﻟﺘﻲ‬
‫وﻣﻀﻰ ﻳﻤﺸﻲ ﺑﻬﺎ ‪..‬‬ ‫ﻳﺜ ﺒﺖ ﻋﻠ ﻴﻬﺎ ﻗﺪﻣ ﻪ ‪ ..‬ﺛ ﻢ إذا أراد أن ﻳ ﺮﻓﻊ ﻗﺪﻣ ﻪ‬
‫وأﺑ ﻮ ﺳ ﻔﻴﺎن ﻓ ﻲ أﺻ ﺤﺎﺑﻪ ‪ ..‬ﻳﻘﺘ ﺮب وﻳﻨﻈﺮ‬ ‫ﻋ ﻦ ﺻ ﺨﺮة ﻧﻈ ﺮ إﻟ ﻰ اﻟﺼ ﺨﺮة ﻗ ﺒﻞ أن ﻳﻐﺎدره ﺎ‬
‫إﻟﻰ ﻧﻴﺮان اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ‪ ..‬وﻳﻘﻮل ‪:‬‬ ‫ﺧﺸ ﻴﺔ أن ﻻ ﻳﺤﺴ ﻦ رﻓ ﻊ رﺟﻠﻪ ﻣﻦ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﺘﻬﻮي‬
‫ﻣ ﺎ رأﻳﺖ آﺎﻟﻠﻴﻠﺔ ﻧﻴﺮاﻧ ًﺎ ﻗﻂ وﻻ ﻋﺴﻜﺮًا ‪ ..‬ﻣﺎ‬ ‫ﺑﻪ ‪..‬‬
‫أﻋﻈﻢ هﺬا ‪ ..‬ﻣﻦ ﺗﺮى هﺆﻻء ‪..‬؟‬ ‫ﻟﻦ أﻃﻴﻞ ﻋﻠﻴﻚ اﻟﻜﻼم ‪ ..‬ﻓﺨﻴﺮﻩ ﻣﺎ ﻗﻞ ودل ‪..‬‬
‫ﻓﻘ ﺎل ﺻ ﺎﺣﺒﻪ ‪ :‬ه ﺬﻩ واﷲ ﺧ ﺰاﻋﺔ ﺣﻤﺸ ﺘﻬﺎ‬ ‫اﻟﺪﺧ ﻮل ﻓ ﻲ ﺣ ﻮار أو ﺟ ﺪال أﻣ ﺮ ﻏﻴ ﺮ ﻣﺤﻤ ﻮد ‪..‬‬
‫اﻟﺤﺮب ‪..‬‬ ‫وﻟﻌﻠ ﻚ ﺗﻮاﻓﻘﻨ ﻲ أن أآﺜﺮ ﻣﻦ ‪ %90‬ﻣﻦ اﻟﺤﻮارات‬
‫ﻗ ﺎل ‪ :‬ﺧ ﺰاﻋﺔ أذل وأﻗ ﻞ ﻣ ﻦ أن ﺗﻜ ﻮن ه ﺬﻩ‬ ‫واﻟﻤﺠﺎدﻻت ﻏﻴﺮ ﻣﻔﻴﺪة ‪..‬‬
‫ﻧﻴﺮاﻧﻬﺎ وﻋﺴﻜﺮهﺎ ‪..‬‬ ‫ﻓﺤﺎول ﺗﺠﻨﺐ اﻟﺠﺪال ﻗﺪر اﻟﻤﺴﺘﻄﺎع ‪ ..‬وﻻ ﺗﻐﻀﺐ‬
‫ﻓﺒﻴﻨﻤﺎ اﻟﻌﺒﺎس ﻳﺴﻴﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﺒﻐﻠﺔ ‪..‬‬ ‫إذا اﻋﺘ ﺮض ﻋﻠ ﻴﻚ أﺣ ﺪ أو ﺟﺎدﻟ ﻚ ‪ ..‬ﺧ ﺬ اﻷﻣ ﺮ‬
‫إذا ﺑﺄﺑ ﻲ ﺳ ﻔﻴﺎن وأﺻ ﺤﺎﺑﻪ ‪ ..‬ﻗ ﺪ ﻗﺒﻀ ﺖ‬ ‫ﺑﺄرﻳﺤ ﻴﺔ ﻗ ﺪر اﻟﻤﺴﺘﻄﺎع وﻻ ﺗﻌﺬب ﻧﻔﺴﻚ ﺑﺎﻟﺘﻔﻜﻴﺮ‬
‫ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺧﻴﻞ اﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ‪..‬‬ ‫ﻓ ﻲ ﻧ ﻴﺔ اﻟﻤﻌﺘ ﺮض ‪ ..‬وﻣ ﺎذا ﻳﻘﺼ ﺪ ‪ ..‬وﻟﻤ ﺎذا‬
‫ﻓﺄﻗ ﺒﻞ أﺑ ﻮ ﺳ ﻔﻴﺎن ﻓ ﺰﻋ ًﺎ ‪ ..‬ﻓ ﺮآﺐ ﺧﻠ ﻒ‬ ‫أﺣﺮﺟﻨﻲ أﻣﺎﻣﻬﻢ ‪ ..‬ﻻ ﺗﻘﺘﻞ ﻧﻔﺴﻚ ﺑﺎﻟﻬﻢ ‪ ..‬وﺗﻌﺎﻣﻞ‬
‫اﻟﻌﺒﺎس ‪..‬‬ ‫ﻣ ﻊ اﻟﻤﻮﻗ ﻒ ﺑﻬ ﺪووووء ‪ ..‬ﻓﺎﻟ ﺮﻳﺎح ﻻ ﺗﻬ ﺰ إﻻ‬
‫وﺟﻌ ﻞ أﺻ ﺤﺎﺑﻪ ﻳﺘ ﺒﻌﻮﻧﻪ ﻓ ﺰﻋﻴﻦ ‪..‬‬ ‫ﻼ ‪..‬‬‫اﻟﺼﺨﻮر اﻟﺼﻐﻴﺮة ‪ ..‬ﻓﻜﻦ ﺟﺒ ً‬
‫واﻟﻤﺆﻣﻨﻮن ﺧﻠﻔﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﻟﻤ ﺎ ﻗ ﺪم اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ ρ‬إﻟ ﻰ ﻣﻜ ﺔ ﻓﺎﺗﺤ ًﺎ ‪ ..‬ﺑﻌﺪﻣﺎ ﻧﻘﻀﺖ‬
‫ﻓﺠﻌ ﻞ اﻟﻌ ﺒﺎس ﻳﺴ ﺮع ﺑﺄﺑ ﻲ ﺳ ﻔﻴﺎن ‪ ..‬إﻟ ﻰ‬ ‫ﻗﺮﻳﺶ اﻟﻌﻬﺪ ‪..‬‬
‫رﺳﻮل اﷲ ‪.. ρ‬‬ ‫آ ﺎن ‪ .. ρ‬ﻗ ﺪ دﻋ ﺎ اﷲ أن ﻳﻌﻤ ﻲ ﻋ ﻨﻪ ﻗ ﺮﻳﺶ ‪..‬‬
‫وآﻠﻤ ﺎ ﻣﺮ ﺑﻨﺎر ﻣﻦ ﻧﻴﺮان اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ‪ ..‬ﻗﺎﻟﻮا‬ ‫ﻟﻴﺒﻐﺘﻬﻢ ‪ ..‬ﻗﺒﻞ أن ﻳﺴﺘﻌﺪوا ﻟﻠﻘﺘﺎل ‪..‬‬

‫‪191‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬ ‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﻼ ﻳﺎ ﻋﺒﺎس ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ﻋﻤﺮ ﺑﻜﻞ هﺪووووء ‪ :‬ﻣﻬ ً‬ ‫‪ :‬ﻣﻦ هﺬا ؟‬
‫ﻼ ‪..‬‬
‫ﻣﻬ ً‬ ‫ﻓ ﺈذا رأوا ﺑﻐﻠ ﺔ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ .. ρ‬ورأوا اﻟﻌ ﺒﺎس‬
‫ﻓﻮاﷲ ﻹﺳﻼﻣﻚ ﻳﻮم أﺳﻠﻤﺖ ‪ ..‬آﺎن أﺣﺐ إﻟﻲ‬ ‫ﻋﻠﻴﻬﺎ ‪..‬‬
‫ﻣﻦ إﺳﻼم أﺑﻲ اﻟﺨﻄﺎب ﻟﻮ أﺳﻠﻢ !‬ ‫ﻗﺎﻟ ﻮا ‪ :‬ﻋ ﻢ رﺳﻮل اﷲ ‪ .. ρ‬ﻋﻠﻰ ﺑﻐﻠﺔ رﺳﻮل اﷲ‬
‫ﻷﻧ ﻲ ﻗﺪ ﻋﺮﻓﺖ أن إﺳﻼﻣﻚ ‪ ..‬آﺎن أﺣﺐ إﻟﻰ‬ ‫‪.. ρ‬‬
‫رﺳﻮل اﷲ ‪ ρ‬ﻣﻦ إﺳﻼم اﻟﺨﻄﺎب ‪..‬‬ ‫واﻟﻌ ﺒﺎس ﻳﺴ ﺮع ﺑﻬ ﺎ ‪ ..‬ﻳﺨ ﺎف أن ﻳﻔﻄ ﻨﻮا ﻷﺑ ﻲ‬
‫ﻓﻠﻤﺎ ﺳﻤﻊ اﻟﻌﺒﺎس ‪ τ‬ذﻟﻚ ﺳﻜﺖ ‪..‬‬ ‫ﺳ ﻔﻴﺎن ‪ ..‬ﻓﻴﻘ ﺘﻠﻪ أﺣ ﺪ ﻗ ﺒﻞ أن ﻳﺆﻣ ﻨﻪ اﻟﻨﺒ ﻲ ﻋﻠ ﻴﻪ‬
‫اﻧﺘﻬﻰ اﻟﺤﻮار ‪ ..‬ﻣﻊ أﻧﻪ آﺎن ﻓﻲ إﻣﻜﺎن ﻋﻤﺮ‬ ‫اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم ‪..‬‬
‫أن ﻳﻄﻴﻠﻪ وﻳﺰﻳﺪﻩ ‪ ..‬ﻓﻴﻘﻮل ‪ :‬ﻣﺎذا ﺗﻘﺼﺪ ؟!!‬ ‫ﺣﺘ ﻰ ﻣ ﺮ ﺑ ﻨﺎر ﻋﻤﺮ ﺑﻦ اﻟﺨﻄﺎب ‪ τ‬ﻓﻘﺎل ‪ :‬ﻣﻦ هﺬا‬
‫ه ﻞ ﺗ ﺘﻬﻢ ﻧﻴﺘ ﻲ ؟! ه ﻞ ﺗﻌﻠ ﻢ ﻣ ﺎ ﻓ ﻲ ﻗﻠﺒﻲ ؟!‬ ‫؟‬
‫ﻟﻤﺎذا ﺗﺜﻴﺮ اﻟﻨﻌﺮة اﻟﻘﺒﻠﻴﺔ ؟!‬ ‫وﻗ ﺎم إﻟ ﻴﻬﻢ ‪ ..‬ﻓﻠﻤ ﺎ رأى أﺑ ﺎ ﺳ ﻔﻴﺎن ﻋﻠ ﻰ ﻋﺠ ﺰ‬
‫آﻼ ﻟﻢ ﻳﻘﻞ ذﻟﻚ ‪ ..‬ﻓﻬﻢ ﺟﻤﻴﻌ ًﺎ آﺎﻧﻮا أرﻓﻊ ﻣﻦ‬ ‫اﻟﺪاﺑﺔ ‪..‬‬
‫أن ﻳﻨﺰغ اﻟﺸﻴﻄﺎن ﺑﻴﻨﻬﻢ ‪..‬‬ ‫ﺻ ﺎح ﺑﺎﻟ ﻨﺎس ﻗ ﺎل ‪ :‬أﺑ ﻮ ﺳ ﻔﻴﺎن ﻋ ﺪو اﷲ ! ‪..‬‬
‫ﺳ ﻜﺖ ﻋﻤ ﺮ واﻟﻌ ﺒﺎس ‪ ..‬وأﺑﻮ ﺳﻔﻴﺎن واﻗﻒ‬ ‫اﻟﺤﻤﺪ ﷲ اﻟﺬي أﻣﻜﻦ ﻣﻨﻚ ﺑﻐﻴﺮ ﻋﻘﺪ وﻻ ﻋﻬﺪ ‪..‬‬
‫ﻳﻨﺘﻈﺮ أن ﻳﺄﻣﺮ اﻟﻨﺒﻲ ‪ ε‬ﻓﻴﻪ ﺑﺸﻲء ‪..‬‬ ‫ﻓﻤﻨﻌﻪ اﻟﻌﺒﺎس ‪..‬‬
‫ﻓﻘﺎل ‪ : ρ‬اذهﺐ ﺑﻪ ﻳﺎ ﻋﺒﺎس إﻟﻰ رﺣﻠﻚ ﻓﺈذا‬ ‫ﺛ ﻢ ذه ﺐ ﻋﻤ ﺮ ﻳﺸ ﺘﺪ ‪ ..‬ﻧﺤ ﻮ رﺳ ﻮل اﷲ ‪.. ρ‬‬
‫أﺻﺒﺤﺖ ﻓﺄﺗﻨﻲ ﺑﻪ ‪..‬‬ ‫واﻟﻌ ﺒﺎس ﻳﺴ ﺮع ﺑﺎﻟﺪاﺑ ﺔ ‪ ..‬ﺣﺘ ﻰ ﺳ ﺒﻘﻪ ‪ ..‬ﻓﻠﻤ ﺎ‬
‫ﻓﺬهﺐ ﺑﻪ اﻟﻌﺒﺎس ‪ ..‬إﻟﻰ ﺧﻴﻤﺘﻪ ‪..‬‬ ‫وﺻ ﻞ إﻟ ﻰ ﻣﻮﺿ ﻊ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ .. ρ‬اﻗﺘﺤﻢ اﻟﻌﺒﺎس ﻋﻦ‬
‫ﻓ ﺒﺎت ﻋ ﻨﺪﻩ ‪ ..‬ﻓﻠﻤ ﺎ أﺻ ﺒﺢ أﺑ ﻮ ﺳ ﻔﻴﺎن‬ ‫اﻟﺒﻐﻠﺔ ﺳﺮﻳﻌ ًﺎ ‪..‬‬
‫ﺻﺒﻴﺤﺔ ﺗﻠﻚ اﻟﻠﻴﻠﺔ ‪..‬‬ ‫ﻓﺪﺧﻞ ﻋﻠﻰ رﺳﻮل اﷲ ‪.. ρ‬‬
‫ورأى اﻟﻨﺎس ﻳﺠﻨﺤﻮن ﻟﻠﺼﻼة ‪ ..‬وﻳﻨﺘﺸﺮون‬ ‫ﻓﺪﺧﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﻋﻤﺮ ‪..‬‬
‫ﻓ ﻲ اﺳ ﺘﻌﻤﺎل اﻟﻄﻬ ﺎرة ‪ ..‬ﺧ ﺎف ‪ ..‬وﻗ ﺎل‬ ‫وﺟﻌ ﻞ ﻳﻘ ﻮل ‪ :‬ﻳ ﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪ ..‬هﺬا أﺑﻮ ﺳﻔﻴﺎن ‪..‬‬
‫ﻟﻠﻌﺒﺎس ‪ :‬ﻣﺎ ﺑﺎﻟﻬﻢ ؟‬ ‫ﻗ ﺪ أﻣﻜ ﻦ اﷲ ﻣ ﻨﻪ ﺑﻐﻴ ﺮ ﻋﻘ ﺪ وﻻ ﻋﻬ ﺪ ‪ ..‬ﻓﺪﻋﻨ ﻲ‬
‫ﻗ ﺎل ‪ :‬إﻧﻬ ﻢ ﻗ ﺪ ﺳ ﻤﻌﻮا اﻟﻨﺪاء ﻓﻬﻢ ﻳﻨﺘﺸﺮون‬ ‫ﻓﻸﺿﺮب ﻋﻨﻘﻪ ؟ ‪..‬‬
‫ﻟﻠﺼﻼة ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل اﻟﻌﺒﺎس ‪ :‬ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪ ..‬إﻧﻲ ﻗﺪ أﺟﺮﺗﻪ ‪..‬‬
‫ﻓﻠﻤ ﺎ ﺣﻀ ﺮت اﻟﺼ ﻼة ‪ ..‬ورﺁه ﻢ ﻳ ﺮآﻌﻮن‬ ‫ﺛ ﻢ ﺟﻠ ﺲ إﻟ ﻰ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ .. ρ‬ﻓﺄﺧ ﺬ ﺑﺮأﺳ ﻪ ‪..‬‬
‫ﺑﺮآﻮﻋﻪ ‪ ..‬وﻳﺴﺠﺪون ﺑﺴﺠﻮدﻩ ‪..‬‬ ‫وﺟﻌﻞ ﻳﻨﺎﺟﻴﻪ ﻓﻲ أذﻧﻪ ‪..‬‬
‫أﻗﺒﻞ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻌﺒﺎس ﺑﻌﺪﻣﺎ ﺻﻠﻰ ‪ ..‬ﻟﻴﻤﻀﻲ ﺑﻪ‬ ‫وﻋﻤﺮ ﻳﺮدد ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪ ..‬اﺿﺮب ﻋﻨﻘﻪ ‪..‬‬
‫إﻟﻰ رﺳﻮل اﷲ ‪.. ρ‬‬ ‫ﻓﻠﻤﺎ أآﺜﺮ ﻋﻤﺮ ﻓﻲ ﺷﺄﻧﻪ ‪..‬‬
‫ﻓﻘﺎل ‪ :‬ﻳﺎ ﻋﺒﺎس ﻣﺎ ﻳﺄﻣﺮهﻢ ﺑﺸﻲء إﻻ ﻓﻌﻠﻮﻩ‬ ‫اﻟﺘﻔﺖ إﻟﻴﻪ اﻟﻌﺒﺎس وﻗﺎل ‪:‬‬
‫؟‬ ‫ﻼ ﻳ ﺎ ﻋﻤ ﺮ ! ﻓ ﻮاﷲ أن ﻟ ﻮ آ ﺎن ﻣ ﻦ رﺟﺎل ﺑﻨﻲ‬ ‫ﻣﻬ ً‬
‫ﻗ ﺎل ‪ :‬ﻧﻌ ﻢ ‪ ..‬واﷲ ﻟ ﻮ أﻣ ﺮهﻢ ﺑﺘ ﺮك اﻟﻄﻌ ﺎم‬ ‫ﻋ ﺪي ﺑ ﻦ آﻌ ﺐ ‪ ..‬ﻣ ﺎ ﻗﻠ ﺖ ه ﺬا ‪ ..‬أي ﻟﻮ آﺎن ﻣﻦ‬
‫واﻟﺸﺮاب ﻷﻃﺎﻋﻮﻩ ‪..‬‬ ‫ﻗ ﺮاﺑﺘﻚ ‪ ..‬ﻣﺎ ﻗﻠﺖ هﺬا ‪ ..‬وﻟﻜﻨﻚ ﻗﺪ ﻋﺮﻓﺖ أﻧﻪ ﻣﻦ‬
‫ﻓﻘ ﺎل أﺑ ﻮ ﺳ ﻔﻴﺎن ‪ :‬ﻳ ﺎ ﻋ ﺒﺎس ‪ ..‬ﻣ ﺎ رأﻳ ﺖ‬ ‫رﺟﺎل ﺑﻨﻲ ﻋﺒﺪ ﻣﻨﺎف ‪..‬‬
‫آﺎﻟﻠﻴﻠﺔ ‪ ..‬وﻻ ﻣﻠﻚ آﺴﺮى وﻗﻴﺼﺮ !‬ ‫ﻓﺸ ﻌﺮ ﻋﻤ ﺮ أﻧ ﻪ ﺳ ﻴﺪﺧﻞ ﻓ ﻲ ﺟ ﺪال ﻻ ﻳﺘﻨﺎﺳﺐ ﻣﻊ‬
‫ﻓﻠﻤ ﺎ اﻧﻘﻀ ﺖ اﻟﺼ ﻼة ‪ ..‬ﻏ ﺪا ﺑ ﻪ إﻟﻰ رﺳﻮل‬ ‫اﻟﺤ ﺎل اﻟ ﺬي ه ﻢ ﻓﻴﻪ ‪ ..‬ﺛﻢ ﻣﺎ اﻟﻔﺎﺋﺪة اﻟﻤﺮﺟﻮة ﻣﻦ‬
‫اﷲ ‪.. ρ‬‬ ‫اﻟﻨﻘﺎش ﻓﻲ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﻟﻮ آﺎن ﻣﻦ ﺑﻨﻲ آﻌﺐ رﻏﺐ ﻓﻲ‬
‫ﻓﻠﻤﺎ رﺁﻩ ‪ ρ‬ﻗﺎل ‪:‬‬ ‫إﺳﻼﻣﻪ أﻣﺎ ﻣﻦ ﻏﻴﺮهﻢ ﻓﻼ ﻳﻬﻤﻪ !!‬
‫‪192‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬ ‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫" وﻳﺤﻚ ﻳﺎ أﺑﺎ ﺳﻔﻴﺎن ‪ ..‬أﻟﻢ ﻳﺄن ﻟﻚ أن ﺗﻌﻠﻢ أﻧﻪ ﻻ‬
‫ﻓﻜﺮة ‪..‬‬ ‫إﻟﻪ إﻻ اﷲ ؟‬
‫ﻟﻴﺲ اﻟﺬآﺎء أن ﺗﻨﺘﺼﺮ ﻋﻨﺪ اﻟﺠﺪال ‪ ..‬وإﻧﻤﺎ‬ ‫ﻓﻘ ﺎل ‪ :‬ﺑﺄﺑ ﻲ أﻧ ﺖ وأﻣ ﻲ ! ﻣ ﺎ أﺣﻠﻤ ﻚ وأآ ﺮﻣﻚ‬
‫ﻼ ‪..‬‬
‫اﻟﺬآﺎء أن ﻻ ﺗﺪﺧﻞ ﻓﻲ اﻟﺠﺪال أﺻ ً‬ ‫وأوﺻﻠﻚ !‬
‫واﷲ ﻟﻘ ﺪ ﻇﻨ ﻨﺖ أن ﻟ ﻮ آ ﺎن ﻟ ﻲ ﻣ ﻊ اﷲ إﻟ ٌﻪ ﻏﻴﺮﻩ‬
‫‪ 87.‬اﻗﻄﻊ اﻟﻄﺮﻳﻖ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻌﺘﺮﺿﻴﻦ ‪..‬‬ ‫ﻷﻏﻨﻰ ﻋﻨﻲ ﺷﻴﺌ ًﺎ!‬
‫ﻣﻦ أآﺜﺮ ﻣﺎ ﻳﻮﻏﺮ ﺻﺪور ﺑﻌﺾ اﻟﻨﺎس ﻋﻠﻰ‬ ‫ﻓﻘ ﺎل ‪ : ρ‬وﻳﺤ ﻚ ﻳﺎ أﺑﺎ ﺳﻔﻴﺎن أﻟﻢ ﻳﺄن ﻟﻚ أن ﺗﻌﻠﻢ‬
‫ﺑﻌﺾ ﻣﺎ ﻳﺠﻨﻴﻪ اﻟﻠﺴﺎن ﻣﻦ ﻣﻔﺎﺳﺪ ‪..‬‬ ‫أﻧﻲ رﺳﻮل اﷲ ؟‬
‫وﻣ ﻦ ذﻟ ﻚ اﺳ ﺘﻌﺠﺎل ﺑﻌ ﺾ اﻟ ﻨﺎس‬ ‫ﻓﻘ ﺎل أﺑ ﻮ ﺳ ﻔﻴﺎن ‪ :‬ﺑﺄﺑ ﻲ أﻧ ﺖ وأﻣ ﻲ ﻣ ﺎ أﺣﻠﻤ ﻚ‬
‫ﺑﺎﻻﻋﺘ ﺮاض ﻋﻠ ﻰ اﻟﺤ ﺪﻳﺚ وﻣﻘﺎﻃﻌﺔ اﻟﻤﺘﻜﻠﻢ‬ ‫وأآﺮﻣﻚ وأوﺻﻠﻚ !‬
‫دون ﺗ ﺮ ﱟو وﻧﻈ ﺮ ‪ ..‬ﻓﻴ ﺜﻮر ﻋ ﻨﺪ ذﻟ ﻚ ﺟ ﺪال‬ ‫أﻣﺎ هﺬﻩ واﷲ ﻓﺈن ﻓﻲ اﻟﻨﻔﺲ ﻣﻨﻬﺎ ﺣﺘﻰ اﻵن ﺷﻴﺌ ًﺎ‬
‫ﻋﻘﻴﻢ ﻳﻮﻏﺮ اﻟﺼﺪور وﻳﻔﺴﺪ اﻟﻨﻔﻮس ‪..‬‬ ‫!‬
‫ﻟ ﻦ ﺗﺴ ﺘﻄﻴﻊ إﺻ ﻼح ﺟﻤ ﻴﻊ اﻟ ﻨﺎس وﺗﺄدﻳﺒﻬﻢ‬ ‫ﻓﻘ ﺎل ﻟ ﻪ اﻟﻌ ﺒﺎس ‪ :‬وﻳﺤ ﻚ أﺳ ﻠﻢ واﺷ ﻬﺪ أن ﻻ إﻟﻪ‬
‫ﺑ ﺎﻵداب اﻟﺸ ﺮﻋﻴﺔ ‪ ..‬أو ﺗﺪرﻳ ﺒﻬﻢ ﻋﻠ ﻰ‬ ‫إﻻ اﷲ ‪ ..‬وأن ﻣﺤﻤ ﺪ رﺳ ﻮل اﷲ ﻗ ﺒﻞ أن ﺗﻀ ﺮب‬
‫ﻣﻬﺎرات ﻣﺘﻤﻴﺰة ‪..‬‬ ‫ﻋﻨﻘﻚ ؟‬
‫ودﻋ ﻨﺎ ﻧ ﺘﺠﺎوز ﻣ ﺮﺣﻠﺔ اﻟﺘﻨﻈﻴ ﺮ اﻟﺘ ﻲ ﺗﺤﻠ ﻮ‬ ‫ﻼ ﺛﻢ ﻗﺎل ‪ :‬أﺷﻬﺪ ‪..‬‬ ‫ﻓﺴﻜﺖ ﻗﻠﻴ ً‬
‫ﻟﺒﻌﺾ اﻟﻨﺎس أن ﻳﺪﻧﺪن ﻋﻠﻴﻬﺎ داﺋﻤ ًﺎ ﺑﻘﻮﻟﻪ ‪:‬‬ ‫ﻓﺴ ﺮ اﻟﻨﺒ ﻲ ﻋﻠ ﻴﻪ اﻟﺼ ﻼة واﻟﺴ ﻼم ‪ ..‬ﺳ ﺮورًا‬
‫اﻟﻤﻔ ﺮوض اﻟ ﻨﺎس ﻳﻔﻌﻠ ﻮن آ ﺬا ‪..‬‬ ‫ﻋﻈﻴﻤ ًﺎ ‪..‬‬
‫واﻟﻤﻔ ﺮوض ﻳ ﺘﻌﻮدون ﻋﻠ ﻰ آﺬا ‪ ..‬دﻋﻚ ﻣﻦ‬ ‫ﻓﻘ ﺎل اﻟﻌ ﺒﺎس ‪ :‬ﻳ ﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ..‬إن أﺑ ﺎ ﺳ ﻔﻴﺎن‬
‫ه ﺬا ‪ ..‬وأ ﱢد اﻟﺼ ﻼة ﻋﻠ ﻰ اﻟﻤ ﻴﺖ اﻟﺤﺎﺿ ﺮ –‬ ‫رﺟﻞ ﻳﺤﺐ اﻟﻔﺨﺮ ﻓﺎﺟﻌﻞ ﻟﻪ ﺷﻴﺌ ًﺎ ‪..‬‬
‫آﻤﺎ ﻳﻘﺎل ‪.. -‬‬ ‫ﻓﻘ ﺎل ‪ " : ρ‬ﻧﻌ ﻢ ‪ ..‬ﻣ ﻦ دﺧﻞ دار أﺑﻲ ﺳﻔﻴﺎن ﻓﻬﻮ‬
‫أﻋﻨﻲ أﻧﻨﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻋﻨﺪ ﺗﻌﺎﻣﻠﻨﺎ ﻣﻊ اﻷﺧﻄﺎء أن‬ ‫ﺁﻣﻦ " ‪..‬‬
‫ﻻ ﻧﻨﺸ ﻐﻞ ﺑ ﺒﺤﺚ ﻣ ﺎ ﻳﺠ ﺐ ﻋﻠ ﻰ اﻵﺧﺮﻳﻦ أن‬ ‫ﻓﻘﺎل أﺑﻮ ﺳﻔﻴﺎن ‪:‬‬
‫ﻳﻔﻌﻠﻮﻩ ﺑﻞ ﻣﺎذا ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻧﺤﻦ أن ﻧﻔﻌﻠﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﺄﻧﺸ ﺪ أﺑ ﻮ ﺳ ﻔﻴﺎن ‪ τ‬ﺑ ﻴﻦ ﻳ ﺪي رﺳ ﻮل اﷲ ‪.. ρ‬‬
‫ﻋ ﻨﺪﻣﺎ ﺗ ﺮﻳﺪ أن ﺗ ﺘﻜﻠﻢ ﺑﺸ ﻲء ﻏ ﺮﻳﺐ ﻗ ﺪ‬ ‫أﺑﻴﺎﺗ ًﺎ ‪ ..‬ﻳﻌﺘﺬر إﻟﻴﻪ ﻣﻤﺎ آﺎن ﻣﻀﻰ ﻣﻨﻪ ‪..‬‬
‫ﻳﺴﺘﻌﺠﻞ اﻵﺧﺮون اﻻﻋﺘﺮاض ﻋﻠﻴﻪ ‪ ..‬ﻳﻨﺒﻐﻲ‬ ‫ﻟﻌﻤﺮك إﻧﻲ ﻳﻮم أﺣﻤﻞ راﻳﺔ‬
‫ﻋﻠ ﻴﻚ أن ﺗﻐﻠ ﻖ ﻋﻠ ﻴﻬﻢ أﺑ ﻮاب اﻻﻋﺘ ﺮاض‬ ‫ﻟﺘﻐﻠﺐ ﺧﻴﻞ اﻟﻼت ﺧﻴﻞ ﻣﺤﻤﺪ‬
‫ﺑﻤﻘ ﺪﻣﺎت ﺗﺠﻴ ﺒﻬﻢ ﻓ ﻴﻬﺎ ﻋ ﻦ أﺳﺌﻠﺘﻬﻢ ﻗﺒﻞ أن‬ ‫ﻟﻜﺎﻟﻤﺪﻟﺞ اﻟﺤﻴﺮان أﻇﻠﻢ ﻟﻴﻠﻪ‬
‫ﻳﻄ ﺮﺣﻮهﺎ ‪ ..‬ﺑ ﻞ وﺗ ﺰﻳﻞ ﺑﻬ ﺎ اﺳ ﺘﻐﺮاﺑﻬﻢ ﻗﺒﻞ‬ ‫ﻓﻬ ﺬا أواﻧ ﻲ ﺣ ﻴﻦ أه ﺪي و‬
‫أن ﻳﺘﻜﻠﻤﻮا ﺑﻪ ‪..‬‬ ‫أهﺘﺪي‬
‫ﻼ أن ﻳﻐﻠﻖ اﻷﺑﻮاب‬ ‫وﺑﻌ ﺾ اﻟﻨﺎس ﻳﺤﺴﻦ ﻓﻌ ً‬ ‫هﺪاﻧﻲ هﺎد ﻏﻴﺮ ﻧﻔﺴﻲ و ﻧﺎﻟﻨﻲ‬
‫ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻌﺘﺮض ﻗﺒﻞ أن ﻳﺸﻌﺮﻩ ﺑﺎﻋﺘﺮاﺿﻪ ‪..‬‬ ‫ﻣﻊ اﷲ ﻣﻦ ﻃﺮدت آﻞ ﻣﻄﺮد‬
‫أذآ ﺮ أن ﺷﻴﺨ ًﺎ آﺒﻴﺮ اﻟﺴﻦ ﺟﻠﺲ ﻓﻲ ﻣﺠﻠﺲ‬ ‫أﺻﺪ و أﻧﺄى ﺟﺎهﺪًا ﻋﻦ ﻣﺤﻤﺪ‬
‫ﻓ ﺘﻜﻠﻢ ﻋ ﻦ ﺣﺎدﺛ ﺔ ﺧﺼ ﻮﻣﺔ رﺁه ﺎ ﺑ ﻴﻦ اﺛﻨ ﻴﻦ‬ ‫وأدﻋ ﻰ و إن ﻟﻢ أﻧﺘﺴﺐ ﻣﻦ‬
‫ﻓ ﻲ ﻣﺤﻄﺔ وﻗﻮد ‪ ..‬وآﻴﻒ أن ﺷﺠﺎرهﻤﺎ زاد‬ ‫ﻣﺤﻤﺪ‬
‫واﺷﺘﺪ ﺣﺘﻰ ﺣﻤﻼ إﻟﻰ ﻣﺨﻔﺮ اﻟﺸﺮﻃﺔ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘ ﻴﻞ إﻧﻪ ﺣﻴﻦ ﻗﺎل ‪ :‬وﻧﺎﻟﻨﻲ ‪ ..‬ﻣﻊ اﷲ ﻣﻦ ﻃﺮدت‬
‫ﻓﻘﻔ ﺰ أﺣ ﺪ اﻟﺠﺎﻟﺴ ﻴﻦ – ﻣ ﻦ اﻟﺜ ﺮﺛﺎرﻳﻦ –‬ ‫آ ﻞ ﻣﻄ ﺮد ‪ ..‬ﺿ ﺮب رﺳﻮل اﷲ ‪ ρ‬ﺑﻴﺪﻩ ﻓﻲ ﺻﺪرﻩ‬
‫ﻣﺸ ﺎرآ ًﺎ ﻓ ﻲ اﻟﻘﺼ ﺔ ﻓﻘ ﺎل ‪ :‬ﻧﻌ ﻢ ﺻ ﺤﻴﺢ ‪..‬‬ ‫وﻗﺎل ‪ " :‬أﻧﺖ ﻃﺮدﺗﻨﻲ آﻞ ﻣﻄﺮد " ‪..‬‬

‫‪193‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬ ‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﻓﺈﻧﻪ إﻧﻤﺎ ﺧﺮج ﻣﺴﺘﻜﺮهﺎ ‪..‬‬ ‫وﺣﺼ ﻞ ﺑﻴ ﻨﻬﻤﺎ آﺬا ‪ ..‬وﻓﻼن هﻮ اﻟﻤﺨﻄﺊ ‪ ..‬وﺑﺪأ‬
‫ﻓﻤﻀ ﻰ اﻟﺼ ﺤﺎﺑﺔ ﻋﻠ ﻰ ذﻟ ﻚ ‪ ..‬وﺑ ﺪؤوا‬ ‫ﻳﺬآﺮ ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ ﻟﻢ ﺗﺤﺪث ‪..‬‬
‫ﻳﺘﺤﺪﺛﻮن ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻟﺴﻬﻢ ﺑﺬﻟﻚ ‪..‬‬ ‫ﻓﺎﻟ ﺘﻔﺖ إﻟ ﻴﻪ اﻟﺸ ﻴﺦ وآﺄﻧ ﻲ ﺑﻪ ﻳﻜﺎد ﻳﻨﻔﺠﺮ ‪ ..‬ﻟﻜﻨﻪ‬
‫ﻓﻘ ﺎل أﺑ ﻮ ﺣﺬﻳﻔ ﺔ ﺑﻦ ﻋﺘﺒﺔ ﺑﻦ رﺑﻴﻌﺔ ‪ :‬أﻧﻘﺘﻞ‬ ‫ﺗﻤﺎﺳﻚ وﻗﺎل ﺑﻜﻞ هﺪووووء ‪:‬‬
‫ﺁﺑﺎءﻧﺎ وأﺑﻨﺎءﻧﺎ وإﺧﻮاﻧﻨﺎ وﻧﺘﺮك اﻟﻌﺒﺎس ‪..‬‬ ‫أﻧﺖ هﻞ ﺣﻀﺮت اﻟﺤﺎدﺛﺔ ؟ ﻗﺎل ‪ :‬ﻻ‬
‫واﷲ ﻟﺌﻦ ﻟﻘﻴﺘﻪ ﻷﻟﺤﻤﻨﻪ ﺑﺎﻟﺴﻴﻒ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻓﻬﻞ ﺣﺪﺛﻚ أﺣﺪ ﻣﻤﻦ ﺣﻀﺮوهﺎ ؟ ﻗﺎل ‪ :‬ﻻ‬
‫ﻓ ﺒﻠﻐﺖ اﻟﻜﻠﻤ ﺔ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ .. ρ‬ﻓﺎﻟ ﺘﻔﺖ إﻟ ﻰ‬ ‫ﻗ ﺎل ‪ :‬ﻓﻬ ﻞ اﻃﻠﻌﺖ ﻋﻠﻰ ﻣﺤﺎﺿﺮ اﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ؟ ﻗﺎل ‪:‬‬
‫ﻋﻤﺮ ﻓﻘﺎل ‪ " :‬ﻳﺎ أﺑﺎ ﺣﻔﺺ " ‪..‬‬ ‫ﻻ‬
‫ﻗ ﺎل ﻋﻤ ﺮ ‪ :‬واﷲ إﻧ ﻪ ﻷول ﻳ ﻮم آﻨﺎﻧ ﻲ ﻓ ﻴﻪ‬ ‫ﻋ ﻨﺪهﺎ ﺻ ﺎح اﻟﺸ ﻴﺦ وﻗ ﺎل ‪ :‬ﻃ ﻴﺐ ﻳ ﺎ ‪ ...‬آ ﻴﻒ‬
‫رﺳﻮل اﷲ ‪ ρ‬ﺑﺄﺑﻲ ﺣﻔﺺ ‪..‬‬ ‫ﺗﻜﺬﺑﻨﻲ وأﻧﺖ ﻻ ﺗﺪري ﻋﻦ ﺷﻲء !!‬
‫ﻗ ﺎل ‪ ρ‬ﻳ ﺎ أﺑ ﺎ ﺣﻔ ﺺ ‪ ) :‬أﻳﻀ ﺮب وﺟ ﻪ ﻋ ﻢ‬ ‫ﻓﺄﻋﺠﺒﺘﻨﻲ ﻣﻘﺪﻣﺎﺗﻪ ﻗﺒﻞ اﻋﺘﺮاﺿﻪ ‪..‬‬
‫رﺳﻮل اﷲ ﺑﺎﻟﺴﻴﻒ ! ( ‪..‬‬ ‫وﻟ ﻮ أﻧﻪ اﻋﺘﺮض دون أن ﻳﺬآﺮ ﻣﻘﺪﻣﺎت ﻳﻐﻠﻖ ﺑﻬﺎ‬
‫ﻓﺎﺳﺘﺒﺸ ﻊ ذﻟ ﻚ ‪ ..‬واﻧ ﺘﻔﺾ ‪ ..‬آﻴﻒ ﻳﺮد أﻣﺮ‬ ‫اﻷﺑ ﻮاب ﻋﻠ ﻰ ﺻ ﺎﺣﺒﻪ ‪ ..‬ﻟﻜ ﺎن ﻟﺼ ﺎﺣﺒﻪ ﻣﺠ ﺎل‬
‫رﺳ ﻮل اﷲ ‪ .. ρ‬أﻟ ﻴﺲ ﻣﺴﻠﻤ ًﺎ ‪ ..‬ﻓﺼﺎح ﻗﺎل‬ ‫واﺳﻊ ﻟﻠﺨﺮوج ﻣﻦ اﻟﻤﻮﻗﻒ وﻟﻮ ﺑﺎﻟﻜﺬب ‪..‬‬
‫‪:‬‬ ‫ﻓ ﻨﺤﻦ أﺣ ﻴﺎﻧ ًﺎ ﻧﺤ ﺘﺎج ﻋ ﻨﺪﻣﺎ ﻧ ﺮﻳﺪ أن ﻧﻘ ﺮر أﺷ ﻴﺎء‬
‫ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ دﻋﻨﻲ ﻓﻸﺿﺮب ﻋﻨﻘﻪ ﺑﺎﻟﺴﻴﻒ‬ ‫أن ﻧﻘ ﺪم ﺑﻤﻘ ﺪﻣﺎت ﻧﻘ ﻨﻊ ﺑﻬ ﺎ اﻟﻤﺨﺎﻟﻔ ﻴﻦ ﻗ ﺒﻞ أن‬
‫‪ ..‬ﻓﻮاﷲ ﻟﻘﺪ ﻧﺎﻓﻖ ‪..‬‬ ‫ﻳﻌﺘﺮﺿﻮا ‪..‬‬
‫ﻓ ﻨﺪم أﺑ ﻮ ﺣﺬﻳﻔ ﺔ ‪ .. ψ‬ﻋﻠ ﻰ ﻣ ﺎ ﺗﻜﻠ ﻢ ﺑ ﻪ ‪..‬‬ ‫ﻟﻤ ﺎ ﺧ ﺮﺟﺖ ﻗ ﺮﻳﺶ ﻟﻘ ﺘﺎل اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ ε‬وأﺻ ﺤﺎﺑﻪ ﻓ ﻲ‬
‫وﻗﺎل ‪:‬‬ ‫ﺑﺪر ‪ ..‬آﺎن ﺑﻌﺾ اﻟﻌﻘﻼء ﻓﻴﻬﺎ ﻻ ﻳﺮﻳﺪون اﻟﺨﺮوج‬
‫ﻣ ﺎ أﻧ ﺎ ﺑﺂﻣﻦ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﻜﻠﻤﺔ اﻟﺘﻲ ﻗﻠﺖ ﻳﻮﻣﺌﺬ‬ ‫‪ ..‬ﻟﻜﻦ ﻗﻮﻣﻬﻢ أآﺮهﻮهﻢ ﻋﻠﻴﻪ ‪..‬‬
‫‪ ..‬و ﻻ أزال ﻣ ﻨﻬﺎ ﺧﺎﺋﻔ ًﺎ إﻻ أن ﺗﻜﻔﺮهﺎ ﻋﻨﻲ‬ ‫ﻓﻌﻠ ﻢ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ ε‬ﺑﻬ ﻢ ‪ ..‬وﺗﺄآ ﺪ أﻧﻬ ﻢ وإن ﺣﻀ ﺮوا‬
‫اﻟﺸﻬﺎدة ‪..‬‬ ‫اﻟﻤﻌﺮآﺔ ﻓﻠﻦ ﻳﻘﻊ ﻣﻨﻬﻢ ﻗﺘﺎل ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ‪..‬‬
‫ﻓﻘﺘﻞ ﻳﻮم اﻟﻴﻤﺎﻣﺔ ﺷﻬﻴﺪًا ‪.. ψ‬‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎ اﻗﺘ ﺮب ‪ ε‬ﻣﻦ ﻣﻴﺪان اﻟﻤﻌﺮآﺔ ‪ ..‬أراد أن ﻳﻨﺒﻪ‬
‫أﺻ ﺤﺎﺑﻪ ﻟ ﺬﻟﻚ ‪ ..‬وأن ﻳ ﻨﻬﺎهﻢ ﻋ ﻦ ﻗ ﺘﻠﻬﻢ ‪ ..‬ﻟﻜ ﻨﻪ‬
‫ﻧﺼﻴﺤﺔ ‪..‬‬ ‫ﻳﻌﻠ ﻢ أﻧ ﻪ ﺳ ﻴﻘﻊ ﻓ ﻲ ﻗﻠ ﻮب ﺑﻌ ﺾ اﻟ ﻨﺎس ﺳ ﺆال ‪:‬‬
‫آﻦ ذآﻴ ًﺎ وﺗﻐ ﱠﺪ ﺑﻬﻢ ﻗﺒﻞ أن ﻳﺘﻌﺸﻮا ﺑﻚ !‬ ‫آ ﻴﻒ ﻻ ﻧﻘ ﺘﻠﻬﻢ وه ﻢ ﺧ ﺮﺟﻮا ﻟﺤ ﺮﺑﻨﺎ !! ﻟﻤ ﺎذا‬
‫اﺳﺘﺜﻨﻰ هﺆﻻء ﺑﺎﻟﺬات ؟!‬
‫‪ 88.‬اﻧﺘﻈﺮ ‪ ..‬ﻻ ﺗﻌﺘﺮض ‪!!..‬‬ ‫ﻓﻘ ﺪم ﻣﻘﺪﻣ ﺔ أزال ﺑﻬ ﺎ اﻻﻋﺘﺮاﺿ ﺎت ﺛ ﻢ ذآ ﺮ‬
‫أذآ ﺮ أن ﻣﺤﺎﺿﺮًا آﺎن ﻳﺘﻜﻠﻢ ﻋﻦ ﻓﻦ اﻟﺤﻮار‬ ‫اﻟﺘﻮﺟ ﻴﻪ ‪ ..‬ﻗ ﺎم ‪ ε‬ﻓ ﻲ أﺻ ﺤﺎﺑﻪ وﻗ ﺎل ‪ :‬إﻧ ﻲ ﻗ ﺪ‬
‫‪..‬‬ ‫ﻋ ﺮﻓﺖ أن رﺟ ﺎ ًﻻ ﻣ ﻦ ﺑﻨ ﻲ هﺎﺷ ﻢ وﻏﻴ ﺮهﻢ ﻗ ﺪ‬
‫ﻓﻌ ﺮض ﺷ ﻴﺌ ًﺎ ﻣﻦ ﻗﺼﺔ ﻳﻮﺳﻒ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم‬ ‫أﺧﺮﺟﻮا آﺮه ًﺎ ﻻ ﺣﺎﺟﺔ ﻟﻬﻢ ﺑﻘﺘﺎﻟﻨﺎ ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫اﻧﺘﻬﻰ هﺬﻩ ﻣﻘﺪﻣﺔ ‪..‬‬
‫ﻓﻠﻤ ﺎ وﺻ ﻞ إﻟ ﻰ ﻗ ﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟ ﻰ ) ودﺧ ﻞ ﻣﻌ ﻪ‬ ‫ﺛ ﻢ ﻗ ﺎل ‪ :‬ﻓﻤ ﻦ ﻟﻘ ﻲ ﻣ ﻨﻜﻢ أﺣ ﺪًا ﻣﻦ ﺑﻨﻲ هﺎﺷﻢ ﻓﻼ‬
‫اﻟﺴﺠﻦ ﻓﺘﻴﺎن ﻗﺎل أﺣﺪهﻤﺎ إﻧﻲ أراﻧﻲ أﻋﺼﺮ‬ ‫ﻳﻘﺘﻠﻪ ‪..‬‬
‫ﺧﻤ ﺮًا وﻗ ﺎل اﻵﺧ ﺮ إﻧ ﻲ أراﻧ ﻲ أﺣﻤ ﻞ ﻓ ﻮق‬ ‫وﻣ ﻦ ﻟﻘ ﻲ أﺑ ﺎ اﻟﺒﺨﺘ ﺮي ﺑ ﻦ هﺸ ﺎم ﺑﻦ اﻟﺤﺎرث ﺑﻦ‬
‫رأﺳﻲ ﺧﺒﺰًا ﺗﺄآﻞ اﻟﻄﻴﺮ ﻣﻨﻪ ( ‪..‬‬ ‫أﺳﺪ ﻓﻼ ﻳﻘﺘﻠﻪ ‪..‬‬
‫ﺟﻌﻞ ﻳﺘﺄﻣﻞ ﻓﻲ اﻟﺤﺎﺿﺮﻳﻦ ﺛﻢ ﺳﺄﻟﻬﻢ ‪:‬‬ ‫وﻣ ﻦ ﻟﻘ ﻲ اﻟﻌ ﺒﺎس ﺑ ﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻤﻄﻠﺐ ‪ ..‬ﻋﻢ رﺳﻮل‬
‫ودﺧ ﻞ ﻣﻌ ﻪ اﻟﺴﺠﻦ ﻓﺘﻴﺎن ؟! أﻳﻬﻤﺎ دﺧﻞ ﻗﺒﻞ‬ ‫اﷲ ‪ ρ‬ﻓﻼ ﻳﻘﺘﻠﻪ ‪..‬‬
‫‪194‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬ ‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ع ﻟﻼﻋﺘ ﺮاض واآﺘﺴ ﺎب‬ ‫اﻟﻘﺼ ﺔ ﻓ ﻼ دا ٍ‬ ‫اﻵﺧﺮ ‪ ..‬ﻳﻮﺳﻒ أم اﻟﻔﺘﻴﺎن ؟‬
‫اﻟﻌﺪاوات ‪ ..‬ﻓﺂﺛﺮت اﻟﺜﺎﻧﻲ وﺳﻜﺖ ‪..‬‬ ‫ﻓﺼﺎح أﺣﺪهﻢ ‪ :‬ﻳﻮﺳﻒ ‪..‬‬
‫وأﺣ ﻴﺎﻧ ًﺎ ﻗ ﺪ ﺗﻌﺘ ﺮض ﻋﻠ ﻰ ﺷ ﻲء أﻧ ﺖ ﻏﻴ ﺮ‬ ‫ﻓﺼﺎح ﺁﺧﺮ ‪ :‬ﻻ ‪ ..‬ﻻ ‪ ..‬اﻟﻔﺘﻴﺎن ‪..‬‬
‫ﻼ ‪..‬‬
‫ﻓﺎهﻤﻪ أﺻ ً‬ ‫ﻓﺎﻧﻄﻠﻖ ﺛﺎﻟﺚ ‪ :‬ﻻ ‪ ..‬ﻻ ‪ ..‬ﺑﻞ ﻳﻮﺳﻒ ‪ ..‬ﻳﻮﺳﻒ ‪..‬‬
‫ﻟﻌﻞ ﻟﻪ ﻋﺬرًا وأﻧﺖ ﺗﻠﻮم ‪..‬‬ ‫ﻓﺎﺳﺘﺬآﻰ راﺑﻊ وﻗﺎل ‪ :‬دﺧﻠﻮا ﻣﻊ ﺑﻌﺾ !!‬
‫آﺎن زﻳﺎد ﻟﻄﻴﻔ ًﺎ ﺣﺮﻳﺼ ًﺎ ﻋﻠﻰ ﻧﺼﺢ اﻟﻨﺎس ‪..‬‬ ‫وﺗﻜﻠ ﻢ ﺧ ﺎﻣﺲ ‪ ..‬وارﺗﻔ ﻊ اﻟﻠﻐ ﻂ ‪ ..‬ﺣﺘ ﻰ ﺿ ﺎع‬
‫وﻗ ﻒ ﻳ ﻮﻣ ًﺎ ﻋ ﻨﺪ إﺷﺎرة ﻣﺮور ﻓﺈذا ﺑﻪ ﻳﺴﻤﻊ‬ ‫اﻟﻤﻮﺿﻮع اﻷﺳﺎﺳﻲ ‪..‬‬
‫ﺻ ﻮﺗ ًﺎ ﻋﺎﻟﻴ ًﺎ ﻷﻏﺎﻧﻲ ﻏﺮﺑﻴﺔ ‪ ..‬ﺗﺤﻴﺮ ﻣﻦ أﻳﻦ‬ ‫وﻳﺒﺪو أن اﻟﻤﺤﺎﺿﺮ ﻗﺼﺪ ذﻟﻚ ‪..‬‬
‫ه ﺬا اﻟﺼ ﻮت ‪ ..‬وأﺧ ﺬ ﻳ ﺘﻠﻔﺖ ﻳ ﺒﺤﺚ ﻋ ﻦ‬ ‫ﻓﺠﻌﻞ ﻳﺘﺄﻣﻞ وﺟﻮهﻬﻢ ‪ ..‬واﻟﻮﻗﺖ ﻳﻤﻀﻲ ‪..‬‬
‫ﻣﺼ ﺪرﻩ ‪ ..‬ﻓ ﺈذا ه ﻮ ﻣ ﻦ اﻟﺴ ﻴﺎرة اﻟﻤﺠ ﺎورة‬ ‫ﺛ ﻢ اﺑﺘﺴ ﻢ اﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﻋﺮﻳﻀﺔ ‪ ..‬وأﺷﺎر ﻟﻬﻢ ﺑﺨﻔﺾ‬
‫ﻟﻪ ‪..‬‬ ‫اﻷﺻﻮات وﻗﺎل ‪:‬‬
‫وإذا ﺻ ﺎﺣﺒﻬﺎ ﻗ ﺪ زاد ﺻ ﻮت اﻟﻤ ﺬﻳﺎع إﻟ ﻰ‬ ‫وﻣ ﺎ اﻟﻤﺸ ﻜﻠﺔ !! دﺧ ﻞ ﻗﺒﻠﻬﻢ أو دﺧﻠﻮا ﻗﺒﻠﻪ !! هﻞ‬
‫أﻋﻠ ﻰ درﺟﺎﺗﻪ ‪ ..‬ﺣﺘﻰ أﺳﻤﻊ اﻟﺒﻌﻴﺪ واﻟﻘﺮﻳﺐ‬ ‫ﺗﺴﺘﺤﻖ اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ آﻞ هﺬا اﻟﺨﻼف ؟!‬
‫‪..‬‬ ‫ﻼ ‪ ..‬ﻟ ﻮ ﺗﺄﻣﻠ ﺖ واﻗﻌ ﻨﺎ ﻟ ﻮﺟﺪت أﻧ ﻨﺎ ﻓ ﻲ أﺣ ﻴﺎن‬ ‫ﻓﻌ ً‬
‫ﺟﻌ ﻞ ﺻ ﺎﺣﺒﻲ ﻳﻀ ﺮب ﻋﻠ ﻰ ﻣﻨ ﺒﻪ ﺳ ﻴﺎرﺗﻪ‬ ‫آﺜﻴ ﺮة ﻧﻜﻮن ﺛﻘﻼء ﻋﻠﻰ اﻵﺧﺮﻳﻦ ﺑﻜﺜﺮة اﻋﺘﺮاﺿﻨﺎ‬
‫وﻳﺤ ﺎول أن ﻳﻨ ﺒﻪ ذاك اﻟ ﺮﺟﻞ إﻟ ﻰ ﺧﻔ ﺾ‬ ‫ﻋﻠ ﻰ ﻣ ﺎ ﻳﻘﻮﻟ ﻮن ﻓﻴﻜﻮن أﺣﺪهﻢ ﻣﺘﺤﻤﺴ ًﺎ ﻓﻲ ﻗﺼﺔ‬
‫ﺻ ﻮت ﻣﺬﻳﺎﻋ ﻪ ‪ ..‬ﻟﻜ ﻦ اﻟ ﺮﺟﻞ ﻻ ﻳﻠ ﺘﻔﺖ وﻻ‬ ‫ﻳﺤﻜ ﻴﻬﺎ ‪ ..‬ﺛ ﻢ ﻳﻔﺎﺟ ﺄ ﺑﻤ ﻦ ﻳﻌﺘ ﺮض وﻳﻔﺴ ﺪ ﻋﻠ ﻴﻪ‬
‫ﻳ ﺮد ‪ ..‬ﻳ ﺒﺪوا أﻧ ﻪ ﻟﺸ ﺪة اﻧﺴ ﺠﺎﻣﻪ ﻣ ﻊ ﻣ ﺎ‬ ‫ﻣ ﺘﻌﺔ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﺑﺎﻻﻋﺘﺮاض ﻋﻠﻰ أﺷﻴﺎء ﻻ ﺗﺆﺛﺮ ﻓﻲ‬
‫ﻳﺴﻤﻊ ﺻﺎر ﻻ ﻳﺪري ﻋﻤﺎ ﺣﻮﻟﻪ ‪..‬‬ ‫اﻟﻘﺼﺔ ﺷﻴﺌ ًﺎ ‪..‬‬
‫ﺣ ﺎول زﻳ ﺎد أن ﻳﺘﺒ ﻴﻦ وﺟ ﻪ اﻟﺴ ﺎﺋﻖ اﻟ ﺬي‬ ‫ﻼ ﺗﻌﺘﺮض ﻋﻠﻰ آﻞ ﺷﻲء ‪..‬‬ ‫ﻧﻌﻢ ‪ ..‬ﻻ ﺗﻜﻦ ﺛﻘﻴ ً‬
‫أﺳ ﺪل ﻏﺘ ﺮﺗﻪ ﻋﻠ ﻰ ﺟﺎﻧﺒ ﻲ وﺟﻬ ﻪ ‪ ..‬وﺑﻌ ﺪ‬ ‫ﻼ ﻓﻲ‬ ‫أذآ ﺮ أن أﺧ ﻲ اﻷﺻ ﻐﺮ ﺳ ﻌﻮد ﻟﻤ ﺎ آ ﺎن ﻃﻔ ً‬
‫ﺟﻬﺪ رﺁﻩ ﻓﺈذا ﻟﺤﻴﺘﻪ ﺗﻤﻸ وﺟﻬﻪ !!‬ ‫اﻟﺴ ﺎﺑﻌﺔ ‪ ..‬دﺧ ﻞ اﻟﻤﺴﺠﺪ ﻟﺼﻼة اﻟﻌﺸﺎء ‪ ..‬وﻳﺒﺪو‬
‫ازداد اﻟﻌﺠ ﺐ ‪ ..‬ﺷﺨﺺ ﺑﻬﺬﻩ اﻟﻬﻴﺌﺔ ﺑﺪل أن‬ ‫ﻼ وﺗﺄﺧ ﺮ اﻹﻣ ﺎم ﻓ ﻲ اﻟﻤﺠ ﻲء‬ ‫أﻧ ﻪ آ ﺎن ﻣﺴ ﺘﻌﺠ ً‬
‫ﻳﺴ ﺘﻤﻊ إﻟ ﻰ اﻟﻘ ﺮﺁن ﻳﺴ ﺘﻤﻊ اﻷﻏﺎﻧ ﻲ !! ﻻ‬ ‫ﻹﻗﺎﻣ ﺔ اﻟﺼ ﻼة ‪ ..‬ﻓﻠﻤ ﺎ ﺿ ﺎق ﺑ ﺬﻟﻚ ذرﻋ ًﺎ ﺗ ﻮﺟﻪ‬
‫وﺑﺼﻮت ﻋﺎ ٍل أﻳﻀ ًﺎ !!‬ ‫ﻧﺤ ﻮ اﻟﻤ ﺆذن وآ ﺎن ﺷ ﻴﺨ ًﺎ آﺒﻴ ﺮًا ﺿ ﻌﻴﻒ اﻟﺴ ﻤﻊ‬
‫أﺿ ﺎءت اﻹﺷ ﺎرة ﺧﻀﺮاء ‪ ..‬وﻣﺸﻰ اﻟﺠﻤﻴﻊ‬ ‫ووﻗ ﻒ ﺧﻠﻔ ﻪ ‪ ..‬ﺛﻢ ﻗﺎل ﻣﺤﺎو ًﻻ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﺻﻮﺗﻪ ‪ :‬أﻗﻢ‬
‫‪..‬‬ ‫اﻟﺼﻼة ‪ ..‬وآﺎن ﻗﺪ ﻗﺒﺾ ﻋﻠﻰ ﻃﺮف أﻧﻔﻪ ﺑﻴﺪﻩ ‪..‬‬
‫أﺻ ّﺮ زﻳ ﺎد ﻋﻠ ﻰ ﻣﻨﺎﺻ ﺤﺔ اﻟ ﺮﺟﻞ ﻓﺠﻌ ﻞ‬ ‫ﺛﻢ وﻟﻰ هﺎرﺑ ًﺎ ‪..‬‬
‫ﻳﻤﺸ ﻲ وراءﻩ ‪ ..‬وﻗ ﻒ اﻟ ﺮﺟﻞ ﻋ ﻨﺪ دآ ﺎن ‪..‬‬ ‫أﻣﺎ اﻟﻤﺆذن ﻓﻤﺎ آﺎد ﻳﺴﻤﻊ ذﻟﻚ ﺣﺘﻰ ﺗﺤﺮك ﻧﺎهﻀ ًﺎ‬
‫وﻧﺰل ﻟﻴﺸﺘﺮي ﻣﻨﻪ ﺣﺎﺟﺔ ‪..‬‬ ‫ﻟﻴﻘﻴﻢ اﻟﺼﻼة ‪ ..‬ﻓﻨﺒﻬﻪ ﺑﻌﺾ اﻟﻤﺄﻣﻮﻣﻴﻦ ‪ ..‬ﻓﺠﻠﺲ‬
‫أوﻗ ﻒ زﻳ ﺎد ﺳ ﻴﺎرﺗﻪ وراءﻩ وﺻ ﺎر ﻳ ﺘﺄﻣﻠﻪ‬ ‫‪..‬‬
‫وه ﻮ ﻳﻤﺸ ﻲ ﻓ ﺈذا اﻟ ﺜﻮب ﻗﺼ ﻴﺮ ‪ ..‬واﻟﻠﺤ ﻴﺔ‬ ‫آﺎن ﻣﻮﻗﻔ ًﺎ ﻃﺮﻳﻔ ًﺎ ‪ ..‬ﻟﻜﻨﻲ ﻟﻢ أوردﻩ ﻟﻄﺮاﻓﺘﻪ ‪..‬‬
‫ﺗﻤﻸ ﻋﺎرﺿﻴﻪ ‪..‬‬ ‫وإﻧﻤ ﺎ ﻷﻧ ﻲ ﺟﻠﺴ ﺖ ﺑﻌ ﺪهﺎ ﻓ ﻲ ﻣﺠﻠ ﺲ ﻓﺬآ ﺮ أﺣ ﺪ‬
‫ﺗﺴ ﺎﺑﻘﺖ إﻟ ﻰ ﻗﻠ ﺒﻪ اﻟﻮﺳ ﺎوس ‪ ..‬أﻇ ﻨﻪ ﻧ ﺰل‬ ‫اﻟﺠﺎﻟﺴ ﻴﻦ اﻟﻘﺼ ﺔ وﻗ ﺎل ﻓ ﻲ أﺛﻨﺎﺋﻬﺎ ‪ :‬وآﺎن ﺳﻌﻮد‬
‫ﻟﻴﺨﺮج اﻵن ﺑﻌﻠﺒﺔ ﺳﺠﺎﺋﺮ !!‬ ‫ﻼ ﻷﻧ ﻪ ﺳ ﻴﺬهﺐ إﻟ ﻰ اﻟﺒﺤﺮ ﻣﻊ أﺑﻴﻪ _ ﻣﻊ‬ ‫ﻣﺴ ﺘﻌﺠ ً‬
‫ﺧﺮج اﻟﺮﺟﻞ ﻓﺈذا ﻓﻲ ﻳﺪﻩ ﻣﺠﻠﺔ إﺳﻼﻣﻴﺔ !!‬ ‫اﻟﻌﻠ ﻢ ﺑ ﺄن اﻟ ﺮﻳﺎض ﻓ ﻲ ﺻ ﺤﺮاء وﻻ ﺗﻘ ﻊ ﻋﻠ ﻰ‬
‫ﻟ ﻢ ﻳﺼ ﺒﺮ زﻳ ﺎد ‪ ..‬وأﺧ ﺬ ﻳ ﻨﺎدي ﺑﻠﻄ ﻒ ‪ :‬ﻳ ﺎ‬ ‫ﺳ ﺎﺣﻞ ﺑﺤ ﺮ ‪ .. -‬ﻓﺘﺤﻴ ﺮت ه ﻞ أﻓﺴ ﺪ ﻋﻠ ﻴﻪ ﻗﺼ ﺘﻪ‬
‫أﺧﻲ ‪ ..‬ﻟﻮ ﺳﻤﺤﺖ ‪ ..‬هﻴﻪ ‪..‬‬ ‫وأﻋﺘ ﺮض ‪ ..‬أم أن اﻟﻤﻌﻠ ﻮﻣﺔ ﻏﻴ ﺮ ﻣﺆﺛ ﺮة ﻓ ﻲ‬

‫‪195‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬ ‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ ..‬ﻟﻨﺎﺳ ﺐ أن ﺗﻘ ﻮل ﻗ ﺒﻞ ذﻟ ﻚ ‪ ..‬ﺑﺼ ﺮاﺣﺔ‬ ‫ﻟﻢ ﻳﺮد ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺮﺟﻞ وﻟﻢ ﻳﻠﺘﻔﺖ ‪..‬‬
‫ﻃﻌﺎﻣ ﻚ ﻟﺬﻳ ﺬ ‪ ..‬ﺟﻤﻴﻊ أﺻﺪﻗﺎﺋﻲ ﻳﻔﺮﺣﻮن إذا‬ ‫رﻓﻊ ﺻﻮﺗﻪ ‪ :‬هﻴﻪ ‪ ..‬هﻴﻪ ‪ ..‬ﻟﻮ ﺳﻤﺤﺖ ‪ ..‬ﻳﺎ أﺧﻲ‬
‫دﻋ ﻮﺗﻬﻢ ﻷﺟ ﻞ أن ﻳﺄآﻠ ﻮا ﻣ ﻦ ﻋﻤ ﻞ ﻳ ﺪك ‪..‬‬ ‫‪ ..‬اﺳﻤﻊ ‪..‬‬
‫ﺗﺼ ﺪﻗﻴﻦ !! ﻟﻘ ﺪ أآﻠ ﺖ ﻓ ﻲ أرﻗﻰ اﻟﻤﻄﺎﻋﻢ ‪..‬‬ ‫وﺻﻞ اﻟﺮﺟﻞ ﺳﻴﺎرﺗﻪ ورآﺒﻬﺎ ‪ ..‬وﻟﻢ ﻳﻠﺘﻔﺖ ‪..‬‬
‫وﻣ ﺎ ذﻗﺖ ﻟﺬة آﻠﺬة ﻃﻌﺎﻣﻚ أﺑﺪًا ‪ ..‬وﺑﺼﺮاﺣﺔ‬ ‫ﻧﺰل زﻳﺎد وﻗﺪ ﻏﻀﺐ وأﻗﺒﻞ إﻟﻴﻪ ‪ ..‬وﻗﺎل ‪ :‬ﻳﺎ أﺧﻲ‬
‫رأﻳ ﺖ اﻟ ﺒﺎرﺣﺔ ﺻ ﺪﻳﻘ ًﺎ ﻟ ﻲ ﺟ ﺎء ﻣ ﻦ ﺳﻔﺮ ‪..‬‬ ‫‪ ..‬اﷲ ﻳﻬﺪﻳﻚ ‪ ..‬ﻣﺎ ﺗﺴﻤﻊ ‪..‬‬
‫وﻣ ﻦ ﺑﺎب اﻟﻤﺠﺎﻣﻠﺔ ﻗﻠﺖ ﻟﻪ ﺗﻐﺪ ﻣﻌﻲ ﻏﺪًا ‪..‬‬ ‫ﻧﻈﺮ اﻟﺮﺟﻞ إﻟﻴﻪ واﺑﺘﺴﻢ وﺷﻐﻞ ﺳﻴﺎرﺗﻪ ‪ ..‬ﻓﺎﺷﺘﻐﻞ‬
‫ﻓ ﺘﻔﺎﺟﺄت ﺑ ﻪ أن واﻓ ﻖ ‪ !!..‬ﻓﺪﻋ ﻮت ﻣﻌ ﻪ‬ ‫اﻟﻤﺬﻳﺎع ﻣﺒﺎﺷﺮة ﺑﺼﻮت ﻣﺰﻋﺞ ﺟﺪًا ‪..‬‬
‫ﺑﻌ ﺾ اﻷﺻ ﺪﻗﺎء ‪ ..‬ﻓﻠﻴ ﺘﻚ ﺗﻌﻤﻠ ﻴﻦ ﻟﻨﺎ ﻃﻌﺎﻣ ًﺎ‬ ‫ﻓ ﺜﺎر زﻳ ﺎد ‪ ..‬وﻗ ﺎل ‪ :‬ﻳ ﺎ أﺧ ﻲ ﺣ ﺮام ﻋﻠ ﻴﻚ ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫أزﻋﺠ ﺖ اﻟ ﻨﺎس ‪ ..‬ﺗ ﺮﻳﺪ ﺗﺴ ﻤﻊ اﻷﻏﺎﻧ ﻲ اﺳ ﻤﻌﻬﺎ‬
‫ه ﺬا اﻷﺳﻠﻮب أﺣﺴﻦ ﻣﻦ ﺻﺮاﺧﻚ إذا دﺧﻠﺖ‬ ‫ن ؟!‬
‫ﻟﻮﺣﺪك ‪ ..‬ﺑﺪل ﻣﺎ ﺗﺴﻤﻊ ﻗﺮﺁن ﺗﺴﻤﻊ أﻏﺎ ٍ‬
‫ﺑﻴﺘﻚ ‪ :‬ﻳﺎ ﻓﻼﻧﺔ ‪ ..‬ﻓﻼﻧﺔ ‪..‬‬ ‫ﻓﺠﻌ ﻞ اﻟ ﺮﺟﻞ ﻳ ﺰﻳﺪ اﺑﺘﺴ ﺎﻣﺘﻪ ‪ ..‬واﻷﻏﺎﻧ ﻲ ﺑﺄﻋﻠ ﻰ‬
‫ﻓﺘﺠﻴ ﺒﻚ ‪ :‬ﻟﺒ ﻴﻚ ‪ ..‬أﻧ ﺎ ﻗﺎدﻣ ﺔ ‪ ..‬وه ﻲ ﺗﻈ ﻦ‬ ‫ﺻﻮت ‪..‬‬
‫أﻧﻚ ﺳﺘﺪﻋﻮهﺎ إﻟﻰ ﻧﺰهﺔ ‪..‬‬ ‫ﺛ ﺎر زﻳ ﺎد أآﺜ ﺮ ‪ ..‬وﺟﻌ ﻞ وﺟﻬ ﻪ ﻳﺤﻤ ّﺮ ‪ ..‬وﺻ ﺎر‬
‫ﻓ ﺘﻘﻮل ‪ :‬ﺑﺴ ﺮﻋﺔ ‪ ..‬ﺑﺴ ﺮﻋﺔ ‪ ..‬اﻟﻤﻄ ﺒﺦ ‪..‬‬ ‫ﻳﺮﻓﻊ ﺻﻮﺗﻪ ﻟﻴﺴﻤﻌﻪ ‪..‬‬
‫اﻟﻤﻄ ﺒﺦ ‪ ..‬ﻋ ﻨﺪي رﺟ ﺎل ﺳ ﻴﺄﺗﻮن ‪ ..‬ﻻ‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎ رأى اﻟ ﺮﺟﻞ أن اﻷﻣ ﺮ وﺻﻞ إﻟﻰ هﺬا اﻟﺤﺪ ‪..‬‬
‫ﺗﺘﺄﺧ ﺮي ﺑﺎﻟﻐﺪاء ‪ ..‬واﻧﺘﺒﻬﻲ أﺛﻨﺎء إﻋﺪادﻩ ‪..‬‬ ‫ﺟﻌﻞ ﻳﺸﻴﺮ ﺑﻴﺪﻳﻪ إﻟﻰ أذﻧﻴﻪ وﻳﻨﻔﻀﻬﻤﺎ ‪..‬‬
‫و ‪..‬‬ ‫ﺛ ﻢ أﺧ ﺮج دﻓﺘ ﺮًا ﺻ ﻐﻴﺮًا ﻣ ﻦ ﺟﻴ ﺒﻪ وﻣﻜ ﺘﻮب ﻋﻠﻰ‬
‫وﻣ ﺜﻠﻪ ﻟ ﻮ أردت أن ﺗﻄﻠﺐ إﺟﺎزة ﻣﻦ ﻣﺪﻳﺮك‬ ‫أول ورﻗﺔ ﻣﻨﻪ ‪:‬‬
‫‪..‬‬ ‫ﻼ اآﺘﺐ ﻣﺎ ﺗﺮﻳﺪ !!‬ ‫أﻧﺎ رﺟﻞ أﺻﻢ ﻻ أﺳﻤﻊ ‪ ..‬ﻓﻀ ً‬
‫أو ﺗﺨﺒﺮ أﻣﻚ أو أﺑﺎك ﺑﺨﺒﺮ ‪..‬‬
‫وﻗ ﺪ ﻗ ﺮأت ﻓ ﻲ ﺳ ﻴﺮة اﻟﻨﺒ ﻲ اﻷآ ﺮم ‪ .. ε‬ﻣ ﺎ‬ ‫ﻟﻤﺤﺔ ‪..‬‬
‫ﻳﺪل ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪" :‬وآﺎن اﻹﻧﺴﺎن ﻋﺠﻮ ًﻻ " ﻓﺎﻧﺘﺒﻪ‬
‫آ ﺎن اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ ρ‬ﻗ ﺪ رﺿﻊ ﻓﻲ ﺻﻐﺮﻩ ﻗﺮﻳﺒ ًﺎ ﻣﻦ‬ ‫ﻻ ﺗﻐﻠﺐ ﻋﺠﻠﺘﻚ ﺗﺆدﺗﻚ ‪..‬‬
‫دﻳﺎر هﻮازن ‪ ..‬وآﺎن ﻳﺮﺟﻮ أن ﻳﺴﻠﻤﻮا ‪..‬‬
‫ﻓ ﺒﻠﻐﻪ ‪ ..‬أن ه ﻮازن ﻗ ﺪ ﺟﻤﻌ ﺖ ﺟﻤ ﻮﻋﻬﺎ ‪..‬‬ ‫‪ 89.‬ﻗﺒﻞ ﻧﺠﻮاآﻢ ‪ ..‬ﺻﺪﻗﺔ ‪..‬‬
‫ﻓﺨﺮج إﻟﻴﻬﻢ ‪ ..‬وﻗﺎﺗﻠﻬﻢ ‪..‬‬ ‫اﻟﻄﻠ ﺒﺎت اﻟﻜﺒﻴ ﺮة ﺗﺤ ﺘﺎج إﻟ ﻰ ﺗﻬﻴ ﺌﺔ اﻟﻤﻄﻠﻮب ﻣﻨﻪ‬
‫ﻓﻨﺼﺮ اﷲ ﻧﺒﻴﻪ ‪ ρ‬ﻋﻠﻴﻬﻢ ‪ ..‬ﻓﺴﺎق اﻟﻐﻨﺎﺋﻢ ‪..‬‬ ‫ﻗﺒﻞ ﻃﻠﺒﻬﺎ ‪ ..‬ﻟﺌﻼ ﻳﺴﺎرع إﻟﻰ اﻟﺮﻓﺾ ‪..‬‬
‫ﻓﺄﻗ ﺒﻞ ﺑﻌﻀ ﻬﻢ إﻟ ﻰ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ .. ρ‬وه ﻮ‬ ‫وهﺬا ﻋﺎم ﻓﻲ اﻟﻄﻠﺒﺎت اﻟﺸﻔﻬﻴﺔ واﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ‪..‬‬
‫ﻧﺎزل ﺑﺎﻟﺠﻌﺮاﻧﺔ ‪..‬‬ ‫ﻓﻠ ﻮ أردت أن ﺗﻜ ﺘﺐ إﻟﻰ ﻏﻨﻲ ﺗﻄﻠﺐ ﻣﻨﻪ ﺣﺎﺟﺔ ‪..‬‬
‫وﻗ ﺪ ﻗ ﺘﻞ ﻣ ﻦ ﻗ ﺘﻞ ﻣ ﻦ رﺟ ﺎﻟﻬﻢ ‪ ..‬وﺟﻌ ﻞ‬ ‫ﻟﻨﺎﺳ ﺐ أن ﺗﻜﺘﺐ ﻗﺒﻞ ﺣﺎﺟﺘﻚ ﺷﻴﺌ ًﺎ ﻣﻦ اﻟﺜﻨﺎء ﻋﻠﻰ‬
‫رﺳﻮل اﷲ ‪ ρ‬اﻟﻨﺴﺎء واﻷﻃﻔﺎل ﻓﻲ ﻣﻜﺎن ‪..‬‬ ‫ﺟ ﻮدﻩ وآ ﺮﻣﻪ وﻣﺤﺒ ﺘﻪ ﻟﻠﺨﻴﺮ ‪ ..‬ﺛﻢ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﺗﻜﺘﺐ‬
‫ﻓﻘﺎم ﻣﻨﻬﻢ ﺧﻄﻴﺒﻬﻢ زهﻴﺮ ﺑﻦ ﺻﺮد ﻓﻘﺎل ‪:‬‬ ‫ﺣﺎﺟﺘﻚ ‪..‬‬
‫ﻳ ﺎ رﺳ ﻮل اﷲ إﻧﻤ ﺎ ﻓ ﻲ اﻟﺤﻈﺎﺋ ﺮ ﻣﻦ اﻟﺴﺒﺎﻳﺎ‬ ‫وﻣﺜﻠﻪ ﻟﻮ أردت ﺣﺎﺟﺔ ﻣﻦ أﺑﻴﻚ أو أﺧﻴﻚ أو – ﻣﻦ‬
‫ﺧﺎﻻﺗ ﻚ ‪ ..‬وﺣﻮاﺿ ﻨﻚ ‪ ..‬اﻟﻼﺗ ﻲ آ ﻦ ﻳﻜﻔﻠ ﻨﻚ‬ ‫ﻳ ﺪري رﺑﻤ ﺎ – زوﺟ ﺘﻚ ‪ ..‬ﻳﻨﺎﺳ ﺐ أن ﺗﻘ ﺪم ﻗ ﺒﻠﻬﺎ‬
‫‪..‬‬ ‫ﺑﻤﻘﺪﻣﺔ ‪..‬‬
‫وﻟ ﻮ أﻧ ﺎ ﻣﻠﺤﻨﺎ ﻻﺑﻦ أﺑﻲ ﺷﻤﺮ ‪ ..‬أو اﻟﻨﻌﻤﺎن‬ ‫ﻓﻠ ﻮ دﻋ ﻮت ﻧﻔﺮًا ﻣﻦ أﺻﺪﻗﺎﺋﻚ إﻟﻰ ﻣﺄدﺑﺔ ﻏﺪاء ‪..‬‬
‫ﺑﻦ اﻟﻤﻨﺬر ‪..‬‬ ‫وأردت أن ﺗﺨﺒﺮ زوﺟﺘﻚ ﻟﺘﻌﺪ اﻟﻄﻌﺎم وﺗﻬﻴﺊ اﻟﺒﻴﺖ‬

‫‪196‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬ ‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﻓﻠﻤ ﺎ ﻣﻀ ﻰ ﻣ ﻦ هﺪﻧ ﺔ اﻟﺤﺪﻳﺒ ﻴﺔ ‪ ..‬ﻧﺤ ﻮ‬ ‫ﺛ ﻢ أﺻ ﺎﺑﻨﺎ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻣﺜﻞ اﻟﺬي أﺻﺎﺑﻨﺎ ﻣﻨﻚ ‪ ..‬رﺟﻮﻧﺎ‬
‫اﻟﺴﺒﻌﺔ أو اﻟﺜﻤﺎﻧﻴﺔ ﻋﺸﺮ ﺷﻬﺮًا ‪..‬‬ ‫ﻋﺎﺋﺪﺗﻬﻢ وﻋﻄﻔﻬﻢ ‪..‬‬
‫ﻼ ﺑﻤﺎء ﻳﻘﺎل‬ ‫وﺛﺐ ﺑﻨﻮ ﺑﻜﺮ ﻋﻠﻰ ﺧﺰاﻋﺔ ‪ ..‬ﻟﻴ ً‬ ‫وأﻧ ﺖ رﺳ ﻮل اﷲ ﺧﻴﺮ اﻟﻤﻜﻔﻮﻟﻴﻦ ‪ ..‬ﺛﻢ أﻧﺸﺄ ﻳﻘﻮل‬
‫ﻟﻪ اﻟﻮﺗﻴﺮ ‪ ..‬وهﻮ ﻗﺮﻳﺐ ﻣﻦ ﻣﻜﺔ ‪ ..‬وﻃﻠﺒﻮا‬ ‫‪:‬‬
‫اﻹﻋﺎﻧﺔ ﻣﻦ ﻗﺮﻳﺶ ‪..‬‬ ‫اﻣﻨﻦ ﻋﻠﻴﻨﺎ رﺳﻮل اﷲ ﻓﻲ آﺮم‬
‫ﻓﻘﺎﻟﺖ ﻗﺮﻳﺶ ‪ :‬ﻣﺎ ﻳﻌﻠﻢ ﺑﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ وهﺬا اﻟﻠﻴﻞ‬ ‫ﻓﺈﻧﻚ اﻟﻤﺮء ﻧﺮﺟﻮﻩ و ﻧﻨﺘﻈﺮ‬
‫وﻣﺎ ﻳﺮاﻧﺎ ﻣﻦ أﺣﺪ ‪..‬‬ ‫اﻣﻨﻦ ﻋﻠﻰ ﻧﺴﻮة ﻗﺪ آﻨﺖ ﺗﺮﺿﻌﻬﺎ‬
‫ﻓﺄﻋﺎﻧ ﻮهﻢ ﻋﻠ ﻴﻬﻢ ﺑﺎﻟﻜ ﺮاع واﻟﺴ ﻼح ‪..‬‬ ‫إذ ﻓ ﻮك ﺗﻤﻠ ﺆﻩ ﻣ ﻦ ﻣﺤﻀ ﻬﺎ‬
‫وﻗﺎﺗﻠﻮهﻢ ﻣﻌﻬﻢ ‪..‬‬ ‫اﻟﺪرر‬
‫ﻓﻔﺰﻋﺖ ﺧﺰاﻋﺔ ‪..‬‬ ‫ﻻ ﺗﺠﻌﻠﻨﺎ آﻤﻦ ﺷﺎﻟﺖ ﻧﻌﺎﻣﺘﻪ‬
‫وﻗ ﺘﻞ ﻣ ﻦ ﻗ ﺘﻞ ﻣ ﻦ رﺟ ﺎﻟﻬﻢ وﻧﺴ ﺎﺋﻬﻢ‬ ‫و اﺳﺘﺒﻖ ﻣﻨﺎ ﻓﺈﻧﺎ ﻣﻌﺸﺮ زهﺮ‬
‫وذرارﻳﻬﻢ ‪..‬‬ ‫إﻧﺎ ﻟﻨﺸﻜﺮ ﺁﻻء و إن آﻔﺮت‬
‫ﻓﻠﻤ ﺎ رأى رﺟ ﻞ ﻣ ﻨﻬﻢ وه ﻮ ﻋﻤ ﺮو ﺑﻦ ﺳﺎﻟﻢ‬ ‫وﻋﻨﺪﻧﺎ ﺑﻌﺪ هﺬا اﻟﻴﻮم ﻣﺪﺧﺮ‬
‫‪ ..‬ﻣ ﺎ ﺣ ﻞ ﺑﻘ ﻮﻣﻪ ‪ ..‬رآ ﺐ ﺑﻌﻴ ﺮﻩ ‪ ..‬وه ﺮب‬ ‫ﻦ‬
‫وﻗ ﺪ أدب اﷲ اﻟﻤﺆﻣﻨ ﻴﻦ ‪ ..‬ﻓﻘ ﺎل ‪َ ":‬ﻳ ﺎ َأ ﱡﻳ َﻬ ﺎ اﱠﻟﺬِﻳ َ‬
‫ﻣﻦ ﻳﺪ ﻗﺮﻳﺶ ‪..‬‬ ‫ﺠﻮَا ُآ ْﻢ‬
‫ي َﻧ ْ‬
‫ﻦ َﻳ َﺪ ْ‬ ‫ﺟ ْﻴ ُﺘ ُﻢ اﻟ ﱠﺮﺳُﻮ َل َﻓ َﻘ ﱢﺪﻣُﻮا َﺑ ْﻴ َ‬
‫ﺁ َﻣﻨُﻮا ِإذَا ﻧَﺎ َ‬
‫ﺣﺘﻰ ﻗﺪم ﻋﻠﻰ رﺳﻮل اﷲ ‪ ρ‬ﻓﻲ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ‪..‬‬ ‫ﺻ َﺪ َﻗ ًﺔ" )‪.. (99‬‬ ‫َ‬
‫ﻓﺪﺧﻠﻬﺎ ﻓﺰﻋ ًﺎ ‪ ..‬ﻣﺼﺎﺑ ًﺎ ﻣﻜﺮوﺑ ًﺎ ‪..‬‬ ‫وآﺎﻧﺖ اﻟﻌﺮب ‪ ..‬إذا أرادت أن ﺗﺴﺘﻨﺠﺪ ﺑﺄﺣﺪ ‪ ..‬أو‬
‫ﺛ ﻢ أﻗ ﺒﻞ إﻟ ﻰ اﻟﻤﺴ ﺠﺪ ‪ ..‬ﻋﻠ ﻴﻪ أﺛ ﺮ اﻟﻄ ﺮﻳﻖ‬ ‫ﺗﻄﻠ ﺐ ﻋ ﻮﻧﻪ ‪ ..‬أول ﻣ ﺎ ﺗﻠﺠ ﺄ إﻟﻰ اﻟﻜﻼم واﻷﺷﻌﺎر‬
‫ووﻋﺜﺎء اﻟﺴﻔﺮ ‪..‬‬ ‫‪ ..‬ﻓﺘﺤﺪث ﻓﻲ اﻟﻨﻔﻮس ﻣﺎﻻ ﺗﻔﻌﻠﻪ اﻟﺴﻴﻮف ‪..‬‬
‫ووﻗﻒ ﺑﻴﻦ ﻳﺪي رﺳﻮل اﷲ ‪ .. ρ‬ﻓﻘﺎل ‪:‬‬ ‫ﻟﻤ ﺎ أﻗ ﺒﻞ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ .. ρ‬ﻳ ﺮﻳﺪ اﻟﻌﻤ ﺮة ‪ ..‬ﺧﺎﻓ ﺖ‬
‫ﻳﺎ رب إﻧﻲ ﻧﺎﺷﺪ ﻣﺤﻤﺪًا‬ ‫ﻗﺮﻳﺶ ‪..‬‬
‫ﺣﻠﻒ أﺑﻴﻪ وأﺑﻴﻨﺎ اﻷﺗﻠﺪا‬ ‫وآ ﺎد اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ ρ‬أن ﻳﻘ ﺎﺗﻠﻬﻢ ‪ ..‬ﻟ ﻮﻻ أﻧﻬ ﻢ ‪ ..‬أﻟﺤ ﻮا‬
‫ﻗﺪ آﻨﺘﻢ ِوﻟْﺪًا وآﻨﺎ واﻟﺪًا‬ ‫ﻋﻠ ﻴﻪ ﺣﺘ ﻰ آ ﺘﺐ ﺑﻴ ﻨﻪ وﺑﻴ ﻨﻬﻢ ‪ ..‬هﺪﻧﺔ ﻟﻤﺪة ﻋﺸﺮ‬
‫ﺛﻤﺖ أﺳﻠﻤﻨﺎ ﻓﻠﻢ ﻧﻨﺰع ﻳﺪا‬ ‫ﺳﻨﻮات ‪ ..‬وﻗﻒ ﻟﻠﻘﺘﺎل ‪..‬‬
‫ﻓﺎﻧﺼﺮ رﺳﻮل اﷲ ﻧﺼﺮًا أﺑﺪا‬ ‫وآ ﺎن ﻓ ﻲ ﺻ ﻠﺢ اﻟﺤﺪﻳﺒ ﻴﺔ ‪ ..‬ﻟﻤ ﺎ آ ﺘﺐ ‪ ..‬أﻧ ﻪ ﻣ ﻦ‬
‫وادع ﻋﺒﺎد اﷲ ﻳﺄﺗﻮا ﻣﺪدا‬ ‫ﺷ ﺎء ﻣ ﻦ اﻟﻘ ﺒﺎﺋﻞ أن ﻳ ﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﻋﻘﺪ ﻣﺤﻤﺪ وﻋﻬﺪﻩ‬
‫ﻓﻴﻬﻢ رﺳﻮل اﷲ ﻗﺪ ﺗﺠﺮدا‬ ‫دﺧﻞ وﻣﻦ ﺷﺎء أن ﻳﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﻋﻘﺪ ﻗﺮﻳﺶ وﻋﻬﺪهﻢ‬
‫إن ﺳﻴﻤﺎ ﺧﺴﻔ ًﺎ وﺟﻬﻪ ﺗﺮﺑﺪا‬ ‫دﺧﻞ ‪..‬‬
‫ﻓﻲ ﻓﻴﻠﻖ آﺎﻟﺒﺤﺮ ﻳﺠﺮي ﻣﺰﺑﺪا‬ ‫ﻓﺘﻮاﺛ ﺒﺖ ﺧ ﺰاﻋﺔ وﻗﺎﻟ ﻮا ‪ :‬ﻧﺤ ﻦ ﻧ ﺪﺧﻞ ﻓ ﻲ ﻋﻘ ﺪ‬
‫إن ﻗﺮﻳﺸ ًﺎ أﺧﻠﻔﻮك اﻟﻤﻮﻋﺪا‬ ‫ﻣﺤﻤﺪ وﻋﻬﺪﻩ ‪..‬‬
‫وﻧﻘّﻀﻮا ﻣﻴﺜﺎﻗﻚ اﻟﻤﺆآﺪا‬ ‫وﺗﻮاﺛ ﺒﺖ ﺑ ﻨﻮ ﺑﻜ ﺮ وﻗﺎﻟ ﻮا ‪ :‬ﻧﺤ ﻦ ﻧ ﺪﺧﻞ ﻓ ﻲ ﻋﻘ ﺪ‬
‫وﺟﻌﻠﻮا ﻟﻲ ﻓﻲ آﺪاء رﺻﺪًا‬ ‫ﻗﺮﻳﺶ وﻋﻬﺪهﻢ ‪..‬‬
‫وزﻋﻤﻮا أن ﻟﺴﺖ أدﻋﻮأﺣﺪا‬ ‫وآﺎن ﺑﻴﻦ هﺬﻳﻦ اﻟﺤﻴﻴﻦ دﻣﺎء وﻗﺘﺎل ‪..‬‬
‫ﻓﻬﻢ أذل وأﻗﻞ ﻋﺪدًا‬ ‫واﺷ ﺘﺪت ﺿ ﻐﻴﻨﺔ ﻗ ﺮﻳﺶ ﻋﻠ ﻰ ﺧ ﺰاﻋﺔ ‪ ..‬ﻟﻜ ﻨﻬﻢ‬
‫هﻢ ﺑﻴﺘﻮﻧﺎ ﺑﺎﻟﻮﺗﻴﺮ هﺠﺪا‬ ‫ﺧﺎﻓ ﻮا أن ﻳﺼ ﻴﺒﻮهﻢ ﺑﺸ ﻲء ﻓﻴﻨﺘﺼ ﺮ ﻟﻬﻢ اﻟﻨﺒﻲ ‪ρ‬‬
‫وﻗﺘﻠﻮﻧﺎ رآﻌ ًﺎ وﺳﺠﺪا‬ ‫‪..‬‬
‫ﻓﻠﻤ ﺎ ﺳ ﻤﻊ اﻟﻨﺒﻲ ‪ ρ‬هﺬا اﻟﻜﻼم ‪ ..‬واﻟﺸﻌﺮ ‪..‬‬
‫واﻟﻨﺪاء ‪ ..‬اﻧﺘﻔﺾ ‪ ..‬وﻏﻀﺐ ‪..‬‬
‫ﺳﻮرة اﻟﻤﺠﺎدﻟﺔ ) ‪.. ( 12‬‬ ‫) ‪( 99‬‬
‫‪197‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬ ‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﺣﺘ ﻰ وﺻﻞ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ‪ ..‬ﻓﺘﻮﺟﻪ إﻟﻰ ﺑﻴﺖ اﺑﻨﺘﻪ‬ ‫وﻗﺎل ‪ " :‬ﻧﺼﺮت ﻳﺎ ﻋﻤﺮو ﺑﻦ ﺳﺎﻟﻢ " ‪..‬‬
‫أم ﺣﺒﻴﺒﺔ زوج رﺳﻮل اﷲ ‪.. ρ‬‬ ‫ﺛﻢ ﻗﺎم ‪ ..‬ﻣﺴﺮﻋ ًﺎ ‪ ..‬وأﻣﺮ اﻟﻨﺎس ﺑﺎﻟﺘﺠﻬﺰ ﻟﻠﺨﺮوج‬
‫ﻓﻠﻤ ﺎ دﺧ ﻞ أﻗ ﺒﻞ ﻟ ﻴﺠﻠﺲ ﻋﻠ ﻰ ﻓ ﺮاش رﺳﻮل‬ ‫ﻟﻠﻘﺘﺎل ‪..‬‬
‫اﷲ ‪ .. ρ‬ﻓﻄﻮﺗﻪ ﻣﻦ ﺗﺤﺘﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﻔ ﺰع اﻟ ﻨﺎس ﻳﺘﺠﻬ ﺰون ‪ ..‬وه ﻢ ﻻ ﻳﻌﻠﻤ ﻮن أﻳ ﻦ‬
‫ﻓﻘ ﺎل ‪ :‬ﻳﺎ ﺑﻨﻴﺔ ﻣﺎ أدري أرﻏﺒﺖ ﺑﻲ ﻋﻦ هﺬا‬ ‫ﺳﻴﻜﻮن اﻟﻘﺘﺎل ‪..‬‬
‫اﻟﻔﺮاش ‪ ..‬أو رﻏﺒﺖ ﺑﻪ ﻋﻨﻲ ؟‬ ‫وﻗ ﺪ ﺧﺸ ﻲ ‪ ρ‬أن ﻳﺨﺒ ﺮ ﺑﻮﺟﻬ ﺘﻪ ‪ ..‬ﻓﻴﺼ ﻞ اﻟﺨﺒ ﺮ‬
‫ﻓﻘﺎﻟ ﺖ ‪ :‬ﺑ ﻞ ه ﻮ ﻓ ﺮاش رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ρ‬وأﻧﺖ‬ ‫إﻟ ﻰ ﻗ ﺮﻳﺶ ‪ ..‬وﺳ ﺄل اﷲ أن ﻳﻌﻤ ﻲ ﻋﻠ ﻰ ﻗ ﺮﻳﺶ‬
‫ﻣﺸ ﺮك ﻧﺠ ﺲ ‪ ..‬ﻓﻠ ﻢ أﺣ ﺐ أن ﺗﺠﻠ ﺲ ﻋﻠ ﻰ‬ ‫ﺧﺒﺮﻩ ﺣﺘﻰ ﻳﺒﻐﺘﻬﻢ ﻓﻲ ﺑﻼدهﻢ ‪..‬‬
‫ﻓﺮاﺷﻪ ‪..‬‬ ‫ورﺳ ﻮل اﷲ ‪ ..ρ‬ﻗ ﺪ اﺷ ﺘﺪ ﻏﻀ ﺒﻪ ﻋﻠ ﻰ ﻗ ﺮﻳﺶ‬
‫ﻓﻌﺠ ﺐ ﻣ ﻨﻬﺎ ‪ ..‬وﻗ ﺎل ‪ :‬ﻳ ﺎ ﺑﻨ ﻴﺔ واﷲ ﻟﻘ ﺪ‬ ‫ﻟﺨﻴﺎﻧ ﺘﻬﻢ ‪ ..‬ﻓﻜ ﺎن ﻳﺘﺠﻬ ﺰ وﻳﻘ ﻮل ‪ :‬آ ﺄﻧﻜﻢ ﺑﺄﺑ ﻲ‬
‫أﺻﺎﺑﻚ ﺑﻌﺪي ﺷﺮ !‬ ‫ﺳﻔﻴﺎن ﻗﺪ ﺟﺎءآﻢ ﻳﺸﺪ ﻓﻲ اﻟﻌﻘﺪ وﻳﺰﻳﺪ ﻓﻲ اﻟﻤﺪة "‬
‫ﺛ ﻢ ﻣﻀ ﻰ أﺑ ﻮ ﺳ ﻔﻴﺎن إﻟ ﻰ رﺳ ﻮل اﷲ ‪.. ρ‬‬ ‫‪.‬‬
‫ﻓﻘ ﺎل ‪ :‬ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ اﺷﺪد اﻟﻌﻘﺪ وزدﻧﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﺪة‬ ‫ﺛ ﻢ أﻗ ﺒﻞ ﻧﻔﺮ ﻣﻦ ﺧﺰاﻋﺔ ﺁﺧﺮﻳﻦ إﻟﻰ رﺳﻮل اﷲ ‪ρ‬‬
‫‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫ﻓﻘ ﺎل ‪ : ρ‬وﻟ ﺬﻟﻚ ﻗ ﺪﻣﺖ ؟ هﻞ آﺎن ﻣﻦ ﺣﺪث‬ ‫ﻓ ﻴﻬﻢ ﺑ ﺪﻳﻞ ﺑ ﻦ ورﻗ ﺎء ‪ ..‬ﺣﺘ ﻰ ﻗﺪﻣ ﻮا ﻋﻠﻰ رﺳﻮل‬
‫ﻗﺒﻠﻜﻢ ؟!‬ ‫اﷲ ‪.. ρ‬‬
‫ﻗ ﺎل ‪ :‬ﻣﻌ ﺎذ اﷲ ! ﻧﺤﻦ ﻋﻠﻰ ﻋﻬﺪﻧﺎ وﺻﻠﺤﻨﺎ‬ ‫ﻓﺄﺧﺒﺮوﻩ ﺑﻤﺎ أﺻﻴﺐ ﻣﻨﻬﻢ ‪ ..‬وﻣﻈﺎهﺮة ﻗﺮﻳﺶ ﺑﻨﻲ‬
‫ﻳﻮم اﻟﺤﺪﻳﺒﻴﺔ ﻻ ﻧﻐﻴﺮ وﻻ ﻧﺒﺪل ‪..‬‬ ‫ﺑﻜﺮ ﻋﻠﻴﻬﻢ ‪..‬‬
‫ﻓﺴ ﻜﺖ ﻋ ﻨﻪ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ .. ρ‬ﻓﻜ ﺮر ﻋﻠ ﻴﻪ أﺑ ﻮ‬ ‫ﻓﻮﻋﺪهﻢ اﻟﻨﺒﻲ ‪ ρ‬ﺑﺎﻟﻨﺼﺮ ‪ ..‬وﻗﺎل ﻟﻬﻢ ‪ " :‬ارﺟﻌﻮا‬
‫ﺳﻔﻴﺎن ‪ ..‬ورﺳﻮل اﷲ ‪ ρ‬ﻻ ﻳﺠﻴﺒﻪ ‪..‬‬ ‫ﻓﺘﻔ ﺮﻗﻮا ﻓ ﻲ اﻟ ﺒﻠﺪان " ‪ ..‬وﺧﺸ ﻲ أن ﺗﻌﻠ ﻢ ﻗﺮﻳﺶ‬
‫ﻓﺨﺮج ﻣﻦ ﻋﻨﺪ رﺳﻮل اﷲ ‪.. ρ‬‬ ‫ﺑﺨﺒﺮهﻢ ﻣﻌﻪ ‪ ..‬ﻓﺘﻘﺎﺗﻠﻬﻢ ‪ ..‬ﻗﺒﻞ وﺻﻮﻟﻪ إﻟﻴﻬﻢ ‪..‬‬
‫وأﺗ ﻰ أﺑﺎ ﺑﻜﺮ ﻓﻘﺎل ‪ :‬اﺷﻔﻊ ﻟﻲ ﻋﻨﺪ ﻣﺤﻤﺪ ‪..‬‬ ‫ﻓﺎﻧﺼﺮﻓﻮا راﺟﻌﻴﻦ إﻟﻰ دﻳﺎرهﻢ ‪..‬‬
‫أن ﻳﺠ ﺪد اﻟﻌﻘ ﺪ ‪ ..‬وﻳ ﺰﻳﺪ ﻓ ﻲ اﻟﻤ ﺪة ‪ ..‬أو‬ ‫ﻓﻠﻘ ﻮا أﺑ ﺎ ﺳ ﻔﻴﺎن ﺑﻌﺴ ﻔﺎن ‪ ..‬ﻗ ﺪ ﺑﻌﺜ ﺘﻪ ﻗﺮﻳﺶ إﻟﻰ‬
‫اﻣﻨﻌﻨﻲ وﻗﻮﻣﻲ ‪..‬‬ ‫رﺳﻮل اﷲ ‪.. ρ‬‬
‫ﻓﻘﺎل أﺑﻮ ﺑﻜﺮ ‪ :‬ﺟﻮاري ﻓﻲ ﺟﻮار رﺳﻮل اﷲ‬ ‫ﻳﺸﺪ اﻟﻌﻘﺪ وﻳﺰﻳﺪ ﻓﻲ اﻟﻤﺪة ‪ ..‬وﻗﺪ رهﺒﻮا أن ﻳﻜﻮن‬
‫‪ .. ρ‬وﻻ أﻣﻨﻊ أﺣﺪًا ﻣﻨﻪ ‪ ..‬وأﻣﺎ أﻧﺎ ﻓﻮاﷲ ﻟﻮ‬ ‫ﺑﻠﻐﻪ ﻣﺎ ﻓﻌﻠﻮا ‪..‬‬
‫وﺟﺪت اﻟﺬر ﺗﻘﺎﺗﻠﻜﻢ ﻷﻋﻨﺘﻬﺎ ﻋﻠﻴﻜﻢ ‪..‬‬ ‫ﻼ ‪ ..‬ﺧﺸﻲ أن ﻳﻜﻮن أﻗﺒﻞ‬ ‫ﻓﻠﻤ ﺎ ﻟﻘﻲ أﺑﻮ ﺳﻔﻴﺎن ﺑﺪﻳ ً‬
‫ﻓﺨ ﺮج أﺑ ﻮ ﺳﻔﻴﺎن ‪ ..‬ﻓﺄﺗﻰ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ اﻟﺨﻄﺎب‬ ‫ﻣ ﻦ ﻋ ﻨﺪ رﺳﻮل اﷲ ‪ .. ρ‬ﻓﻘﺎل ‪ :‬ﻣﻦ أﻳﻦ أﻗﺒﻠﺖ ﻳﺎ‬
‫ﻓﻜﻠﻤ ﻪ ‪ ..‬ﻓﻘ ﺎل ﻋﻤﺮ ﺑﻦ اﻟﺨﻄﺎب ‪ :‬أﻧﺎ أﺷﻔﻊ‬ ‫ﺑﺪﻳﻞ ؟‬
‫ﻟﻜﻢ ﻋﻨﺪ رﺳﻮل اﷲ ‪ ρ‬؟‬ ‫ﻓﻘﺎل ﺑﺪﻳﻞ ‪ :‬ﺳﺮت ﻓﻲ ﺧﺰاﻋﺔ ﻓﻲ هﺬا اﻟﺴﺎﺣﻞ ﻓﻲ‬
‫ﺑﻞ ﻣﺎ آﺎن ﻣﻦ ﺣﻠﻔﻨﺎ ﺟﺪﻳﺪًا ﻓﺄﺧﻠﻘﻪ اﷲ ‪..‬‬ ‫ﺑﻄﻦ هﺬا اﻟﻮادي ‪..‬‬
‫وﻣﺎ آﺎن ﻣﻨﻪ ﻣﺜﺒﺘ ًﺎ ﻓﻘﻄﻌﻪ اﷲ ‪..‬‬ ‫ﻓﺴﻜﺖ أﺑﻮ ﺳﻔﻴﺎن ‪..‬‬
‫وﻣﺎ آﺎن ﻣﻨﻪ ﻣﻘﻄﻮﻋ ًﺎ ﻓﻼ وﺻﻠﻪ اﷲ !‬ ‫ﻓﻠﻤﺎ ﺟﺎوزﻩ ﺑﺪﻳﻞ ‪..‬أﻗﺒﻞ أﺑﻮ ﺳﻔﻴﺎن إﻟﻰ ﻣﺒﺮك ﻧﺎﻗﺔ‬
‫ﻓﻠﻤ ﺎ ﺳ ﻤﻊ أﺑﻮ ﺳﻔﻴﺎن ذﻟﻚ ‪ ..‬ﺗﻐﻴﺮ ‪ ..‬ﻓﻜﺄﻧﻤﺎ‬ ‫ﺑ ﺪﻳﻞ ‪ ..‬ﻓﺄﺧ ﺬ ﻣ ﻦ ﺑﻌ ﺮهﺎ ﻓﻔ ﺘﻪ ﺑ ﻴﺪﻩ ‪ ..‬ﻓ ﺮأى ﻓ ﻴﻪ‬
‫ُﻟﻄِﻢ ‪..‬‬ ‫ﻧﻮى اﻟﺘﻤﺮ ‪ ..‬ﻓﻌﻠﻢ أن اﻟﻨﺎﻗﺔ آﺎﻧﺖ ﺑﺎﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ‪ ..‬ﻓﻬﻢ‬
‫ﻓﺨ ﺮج أﺑ ﻮ ﺳ ﻔﻴﺎن وه ﻮ ﻳﻘ ﻮل ‪ :‬ﺟ ﺰﻳﺖ ﻣﻦ‬ ‫اﻟ ﺬﻳﻦ ﻳﻄﻌﻤ ﻮن دواﺑﻬ ﻢ ﻧ ﻮى اﻟﺘﻤ ﺮ ‪ ..‬ﻓﻘ ﺎل أﺑ ﻮ‬
‫ذي رﺣﻢ ﺷﺮًا ‪..‬‬ ‫ﺳﻔﻴﺎن ‪ :‬أﺣﻠﻒ ﺑﺎﷲ ﻟﻘﺪ ﺟﺎء ﺑﺪﻳﻞ ﻣﺤﻤﺪًا ‪..‬‬
‫ﻓﻠﻤ ﺎ ﻳ ﺌﺲ ﻣﻤ ﺎ ﻋ ﻨﺪهﻢ دﺧ ﻞ ﻋﻠ ﻰ ﻋﻠ ﻲ ‪..‬‬ ‫ﺛﻢ ﻣﻀﻰ أﺑﻮ ﺳﻔﻴﺎن ‪..‬‬
‫‪198‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬ ‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﻓﻘﺎل ‪ :‬ﻻ واﷲ ﻣﺎ وﺟﺪت ﻏﻴﺮ ذﻟﻚ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘﺎل ﻟﻪ ‪:‬‬
‫ﻓﺎﻏ ﺘﻢ أﺑ ﻮ ﺳ ﻔﻴﺎن ‪ ..‬ودﺧ ﻞ ﻋﻠ ﻰ اﻣ ﺮأﺗﻪ‬ ‫ﻳ ﺎ ﻋﻠ ﻲ أﻧ ﺖ أﻗ ﺮﺑﻬﻢ ﺑ ﻲ ﻧﺴ ﺒ ًﺎ ‪ ..‬ﻓﺎﺷ ﻔﻊ ﻟ ﻲ إﻟ ﻰ‬
‫ﻓﺤﺪﺛﻬﺎ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻓﻘﺎﻟﺖ ‪:‬‬ ‫رﺳﻮل اﷲ ‪.. ρ‬‬
‫ﻗﺒﺤﻚ اﷲ ﻣﻦ واﻓﺪ ﻗﻮم ! ﻓﻤﺎ ﺟﺌﺖ ﺑﺨﻴﺮ ‪..‬‬ ‫ﻓﻘ ﺎل ﻟ ﻪ ﻋﻠﻲ ‪ :‬ﻳﺎ أﺑﺎ ﺳﻔﻴﺎن ‪ ..‬إﻧﻪ ﻟﻴﺲ أﺣﺪ ﻣﻦ‬
‫ﺛﻢ أﻗﺒﻞ رﺳﻮل اﷲ ‪ .. ρ‬إﻟﻰ ﻣﻜﺔ ﻓﺎﺗﺤ ًﺎ ‪..‬‬ ‫أﺻ ﺤﺎب رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ρ‬ﻳﻔ ﺘﺎت ﻋﻠﻰ رﺳﻮل اﷲ ‪ρ‬‬
‫ﺑﺠ ﻮار ‪ ..‬أي ﻻ ﻳﺴ ﺘﻄﻴﻊ أﺣ ﺪ ﻣ ﻨﻌﻪ ﻋ ﻦ أﺣ ﺪ إن‬
‫‪ ..‬ﺑﺎﻹﺷﺎرة ﻳﻔﻬ ُﻢ ‪..‬‬ ‫أرادﻩ ‪ ..‬ﻓﻬﻮ ﻻ ﻳﻨﻄﻖ ﻋﻦ اﻟﻬﻮى ‪..‬‬
‫اﻟﻠﻘﻤﺔ اﻟﻜﺒﻴﺮة ﺗﺤﺘﺎج ﻟﻤﻀﻎ ﺟﻴﺪ ﻗﺒﻞ‬ ‫وأﻧ ﺖ ﺳ ﻴﺪ ﻗﺮﻳﺶ ‪ ..‬وأآﺒﺮهﺎ ‪ ..‬وأﻣﻨﻌﻬﺎ ‪ ..‬ﻓﺄﺟﺮ‬
‫اﺑﺘﻼﻋﻬﺎ‬ ‫ﺑ ﻴﻦ ﻋﺸ ﻴﺮﺗﻚ ‪ ..‬واﻣ ﻨﻊ ﻧﻔﺴ ﻚ ‪ ..‬ﻳﻌﻨ ﻲ ‪ :‬ﺻ ﺢ‬
‫ﺑﺎﻟﻨﺎس إﻧﻲ ﻗﺪ ﻣﻨﻌﺖ ﻧﻔﺴﻲ ‪..‬ﺛﻢ اﻟﺤﻖ ﺑﺄرﺿﻚ ‪..‬‬
‫‪ 90.‬ﻟﻴﺲ ﻣﻬﻤ ًﺎ أن ﺗﻨﺠﺢ داﺋﻤًﺎ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل أﺑﻮ ﺳﻔﻴﺎن ‪ :‬أو ﺗﺮى ذﻟﻚ ﻳﻐﻨﻲ ﻋﻨﻲ ﺷﻴﺌ ًﺎ ‪..‬‬
‫آ ﺎن ﻓﻬﺪ ﻳﻤﺸﻲ ﻣﻊ ﺻﺎﺣﺒﻪ ‪ -‬اﻟﻌﻨﻴﺪ اﻟﻤﻜﺎﺑﺮ‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻻ ‪ ..‬وﻟﻜﻦ هﻮ رأي أراﻩ ‪..‬‬
‫‪ -‬ﻓ ﻲ ﺻ ﺤﺮاء ﻓ ﺮأﻳﺎ ﺳ ﻮادًا راﺑﻀ ًﺎ ﻋﻠ ﻰ‬ ‫ﻓﺨﺮج أﺑﻮ ﺳﻔﻴﺎن إﻟﻰ اﻟﻨﺎس ﻓﻲ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺛﻢ ﺻﺎح‬
‫اﻟﺘ ﺮاب ‪ ..‬ﺗﺨﻔ ﻴﻪ اﻟ ﺮﻳﺢ ﺗ ﺎرة وﺗﻈﻬ ﺮﻩ ﺗﺎرة‬ ‫‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫أﻻ إﻧ ﻲ ﻗ ﺪ أﺟ ﺮت ﺑﻴﻦ اﻟﻨﺎس ‪ ..‬وﻻ واﷲ ﻣﺎ أﻇﻦ‬
‫اﻟﺘﻔﺖ ﻓﻬﺪ إﻟﻰ ﺻﺎﺣﺒﻪ وﺳﺄﻟﻪ ‪ :‬ﺗﺘﻮﻗﻊ ‪ ..‬ﻣﺎ‬ ‫أن ﻳﺨﻔﺮﻧﻲ أﺣﺪ ‪..‬‬
‫هﺬا ؟!‬ ‫ﻓﻘ ﺎم أﺑ ﻮ ﺳ ﻔﻴﺎن ﻓ ﻲ اﻟﻤﺴ ﺠﺪ ﻓﻘ ﺎل ‪ :‬أﻳﻬ ﺎ اﻟﻨﺎس‬
‫ﻓﻘﺎل ﺻﺎﺣﺒﻪ ‪ :‬هﺬﻩ ﻋﻨﺰ !!‬ ‫إﻧﻲ ﻗﺪ أﺟﺮت ﺑﻴﻦ اﻟﻨﺎس ‪..‬‬
‫ﻗﺎل ﻓﻬﺪ ‪ :‬ﺑﻞ ﻏﺮاب ‪..‬‬ ‫ﺛﻢ رآﺐ ﺑﻌﻴﺮﻩ ﻓﺎﻧﻄﻠﻖ إﻟﻰ ﻣﻜﺔ ‪..‬‬
‫ﻗ ﺎل ﺻ ﺎﺣﺒﻪ ‪ :‬أﻗ ﻮل ﻟﻚ ‪ :‬ﻋﻨﺰ ‪ ..‬ﻳﻌﻨﻲ ﻋﻨﺰ‬ ‫ﻓﻠﻤﺎ أن ﻗﺪم ﻋﻠﻰ ﻗﺮﻳﺶ ﻗﺎﻟﻮا ‪ :‬ﻣﺎ وراءك ؟‬
‫‪..‬‬ ‫هﻞ ﺟﺌﺖ ﺑﻜﺘﺎب ﻣﻦ ﻣﺤﻤﺪ أو ﻋﻬﺪ ؟‬
‫ﻗﺎل ﻓﻬﺪ ‪ :‬ﻃﻴﺐ ﻧﻘﺘﺮب وﻧﺘﺄآﺪ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻻ واﷲ ﻟﻘﺪ أﺑﻰ ﻋﻠﻲ ‪..‬‬
‫اﻗﺘ ﺮﺑﺎ ‪ ..‬وﺟﻌ ﻼ ﻳﺮآ ﺰان اﻟﻨﻈ ﺮ أآﺜ ﺮ وأآﺜ ﺮ‬ ‫وﻗ ﺪ ﺗﺘ ﺒﻌﺖ أﺻ ﺤﺎﺑﻪ ﻓﻤ ﺎ رأﻳ ﺖ ﻗ ﻮﻣ ًﺎ ﻟﻤﻠﻚ ﻋﻠﻴﻬﻢ‬
‫‪..‬‬ ‫أﻃﻮع ﻣﻨﻬﻢ ﻟﻪ ‪..‬‬
‫آﺎن واﺿﺤ ًﺎ أن اﻟﺬي أﻣﺎﻣﻬﻤﺎ ﻏﺮاب !!‬ ‫وﻟﻘ ﺪ ﺟ ﺌﺖ ﻣﺤﻤ ﺪًا ﻓﻜﻠﻤ ﺘﻪ ‪ ..‬ﻓ ﻮاﷲ ﻣ ﺎ رد ﻋﻠ ﻲ‬
‫ﻗﺎل ﻓﻬﺪ ‪ :‬ﻳﺎ أﺧﻲ ‪ ..‬واﷲ ﻏﺮاب ‪..‬‬ ‫ﺷﻴﺌ ًﺎ ‪..‬‬
‫ه ﺰ ﺻ ﺎﺣﺒﻪ رأﺳ ﻪ ﺑﻜ ﻞ ﺣ ﺰام وﻗ ﺎل ‪:‬‬ ‫ﺛﻢ ﺟﺌﺖ اﺑﻦ أﺑﻲ ﻗﺤﺎﻓﺔ ﻓﻮاﷲ ﻣﺎ وﺟﺪت ﻓﻴﻪ ﺧﻴﺮًا‬
‫ﻋﻨـﺰزززز‬ ‫‪..‬‬
‫ﺳ ﻜﺖ ﻓﻬ ﺪ ‪ ..‬واﻗﺘ ﺮﺑﺎ أآﺜﺮ ‪ ..‬ﻓﺸﻌﺮ اﻟﻐﺮاب‬ ‫ﺛﻢ ﺟﺌﺖ ﻋﻤﺮ ﻓﻮﺟﺪﺗﻪ أﻋﺪى ﻋﺪو‪..‬‬
‫ﺑﺎﻗﺘﺮاﺑﻬﻤﺎ ﻓﻄﺎاار ‪..‬‬ ‫ﺛﻢ ﺟﺌﺖ ﻋﻠﻴ ًﺎ ﻓﻮﺟﺪﺗﻪ أﻟﻴﻦ اﻟﻘﻮم ‪..‬‬
‫ﻓﺼ ﺎح ﻓﻬ ﺪ ‪ :‬اﷲ أآﺒ ﺮ ‪ ..‬ﻏ ﺮاب ‪ ..‬أرأﻳ ﺖ‬ ‫وﻗﺪ أﺷﺎر ﻋﻠﻲ ﺑﺄﻣﺮ ﺻﻨﻌﺘﻪ ‪ ..‬ﻓﻮاﷲ ﻣﺎ أدري هﻞ‬
‫ﻏ ﺮاب ‪ ..‬ﻃ ﺎر ‪..‬ﻓﻘ ﺎل ﺻ ﺎﺣﺒﻪ ‪ :‬ﻋﻨﻨﻨﻨـ ﺰ ‪..‬‬ ‫ﻳﻐﻨﻲ ﻋﻨﺎ ﺷﻴﺌ ًﺎ أم ﻻ ؟‬
‫ﻟﻮ ﻃﺎر !!‬ ‫ﻗﺎﻟﻮا ‪ :‬ﺑﻤﺎذا أﻣﺮك ؟‬
‫ﻟﻤﺎذا أوردت هﺬﻩ اﻟﻘﺼﺔ ؟‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬أﻣﺮﻧﻲ أن أﺟﻴﺮ ﺑﻴﻦ اﻟﻨﺎس ﻓﻔﻌﻠﺖ ‪..‬‬
‫أوردﺗﻬ ﺎ ﻷﺟ ﻞ أن أﺑ ﻴﻦ ‪ :‬أن ه ﺬﻩ اﻟﻤﻬﺎرات‬ ‫ﻗﺎﻟﻮا ‪ :‬هﻞ أﺟﺎز ذﻟﻚ ﻣﺤﻤﺪ ؟‬
‫اﻟﺘ ﻲ ﺗﻘ ﺪﻣﺖ ﻓ ﻴﻤﺎ ﻣﻀ ﻰ ﻣ ﻦ ﺻ ﻔﺤﺎت ‪..‬‬ ‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻻ ‪..‬‬
‫ﺗﺼﻠﺢ ﻣﻊ اﻟﻨﺎس ﻋﻤﻮﻣ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﻗﺎﻟﻮا ‪ :‬وﻳﺤﻚ ﻣﺎ زادك اﻟﺮﺟﻞ ﻋﻠﻰ أن ﻟﻌﺐ ﺑﻚ ‪..‬‬
‫ﻟﻜ ﻦ ﻣ ﻊ ذﻟ ﻚ ﻳﺒﻘ ﻰ أن ﺑﻌ ﺾ اﻟ ﻨﺎس ﻣﻬﻤ ﺎ‬ ‫ﻓﻤﺎ ﻳﻐﻨﻲ ﻋﻨﺎ ﻣﺎ ﻗﻠﺖ ‪..‬‬

‫‪199‬‬
‫ﺤـﻴـﺎ ِﺗـﻚ‬
‫ِﺑـ َ‬ ‫ﺳـ َﺘـﻤـﺘـ ْﻊ‬
‫ا ْ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ ..‬وأﻧ ﺖ ﺗﻌﻠ ﻢ أﻧﻲ ﺳﺄﻋﻴﺪ اﻟﻜﻼم ﻧﻔﺴﻪ ‪!! ..‬‬ ‫ﻣﺎرﺳﺖ ﻣﻌﻪ ﻣﻬﺎرات ﻻ ﻳﺘﻔﺎﻋﻞ ﻣﻌﻚ ‪..‬‬
‫واﻟﻤﺬآﺮة اﻟﺘﻲ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻚ هﻲ ﻧﻔﺴﻬﺎ اﻟﻤﺬآﺮة‬ ‫ﻓﻠ ﻮ ﻣﺎرﺳ ﺖ ﻣﻌﻪ ﻣﻬﺎرة اﻟﻠﻤﺢ ‪ ..‬ﻓﻘﻠﺖ ‪ :‬ﻣﺎ ﺷﺎء‬
‫اﻟﺴ ﺎﺑﻘﺔ !! واﻟﺸ ﻬﺎدة اﻟﺘ ﻲ ﺳﺘﺤﺼ ﻞ ﻋﻠ ﻴﻬﺎ‬ ‫اﷲ ﻣﺎ أﺟﻤﻞ ﺛﻴﺎﺑﻚ ‪ ..‬آﺄﻧﻚ ﻋﺮﻳﺲ ‪ ..‬وأﻧﺖ ﺗﺘﻮﻗﻊ‬
‫ه ﻲ اﻟﺸ ﻬﺎدة ﻧﻔﺴ ﻬﺎ !! ﻳﻌﻨ ﻲ ﻟ ﻦ ﺗﺴ ﺘﻔﻴﺪ‬ ‫ﻣ ﻨﻪ أن ﻳﺘﺒﺴ ﻢ وﻳﺸ ﻜﺮك ﻋﻠ ﻰ ﻟﻄﻔ ﻚ ‪ ..‬ﻓﺈﻧ ﻪ ﻻ‬
‫ﺷﻴﺌ ًﺎ ‪..‬‬ ‫ﻳﻔﻌ ﻞ ذﻟ ﻚ ‪ ..‬وإﻧﻤ ﺎ ﻳﻨﻈ ﺮ إﻟ ﻴﻚ ﺷ ﺰرًا ‪ ..‬وﻳﻘﻮل ‪:‬‬
‫ﻓﻘ ﺎل ﻟ ﻲ ‪ :‬ﺗﺼ ﺪق !! واﷲ إن أﺻ ﺤﺎﺑﻲ‬ ‫ﻃ ﻴﺐ ‪ ..‬ﻃ ﻴﺐ ‪ ..‬ﻻ ﺗﺠﺎﻣ ﻞ ‪ ..‬ﻻ ﺗﺴ ﺘﺨﻒ دﻣ ﻚ ‪..‬‬
‫وزﻣﻼﺋ ﻲ ﻳﻘﻮﻟ ﻮن ﻟ ﻲ ‪ :‬ﻳ ﺎ ﻋ ﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ أﻧﺖ‬ ‫وﻧﺤ ﻮ ذﻟ ﻚ ﻣ ﻦ اﻟﻌ ﺒﺎرات اﻟﺴﺎﻣﺠﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺪل ﻋﻠﻰ‬
‫ﺗﻐﻴﺮت ﻓﻲ ﺗﻌﺎﻣﻠﻚ ﻣﻌﻨﺎ ﻣﻨﺬ ﺷﻬﺮ ‪..‬‬ ‫ﻋﺪم ﺧﺒﺮﺗﻪ ﻓﻲ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻟﻨﺎس ‪..‬‬
‫ﻓﻔﻜ ﺮت ﻓﻲ ذﻟﻚ ﻓﺈذا أﻧﺎ أﻃﺒﻖ ﻣﺎ ﺗﻌﻠﻤﺘﻪ ﻣﻦ‬ ‫وﻣﺜﻠﻪ اﻟﻤﺮأة اﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﺗﻤﺎرس ﻣﻊ زوﺟﻬﺎ ﻣﻬﺎرات‬
‫ﻣﻬ ﺎرات ﻓ ﻲ اﻟ ﺪورة اﻟﺴ ﺎﺑﻘﺔ ‪ ..‬ﻓﺠ ﺌﺖ‬ ‫ﻼ ‪ ..‬ﻓﻴﺤﻜ ﻲ ﻧﻜ ﺘﺔ ﺑﺎردة ‪..‬‬‫‪ ..‬آﻤﻬ ﺎرة اﻟ ﺘﻔﺎﻋﻞ ﻣ ﺜ ً‬
‫ﻷﺣﻀ ﺮ اﻟﺪورة ﻣﺮة أﺧﺮى ﻟﺘﺄآﻴﺪ ﻣﺎ ﺗﻌﻠﻤﺘﻪ‬ ‫ﻓﺘ ﺘﻔﺎﻋﻞ ﻣﻌ ﻪ ﺿ ﺎﺣﻜﺔ ‪ ..‬ﻓ ﻴﻘﻮل ‪ :‬ﻃ ﻴﺐ ‪ ..‬ﻻ‬
‫ﻣﻦ ﻣﻬﺎرات ‪..‬‬ ‫ﺗﻐﺼﺒﻲ ﻧﻔﺴﻚ ﻋﻠﻰ اﻟﻀﺤﻚ ؟!!‬
‫ﻼ واﺑ ﺪأ‬
‫إذا آ ﻨﺖ ﺟ ﺎدًا ﻓ ﻲ اﻟﺘﻐﻴﻴ ﺮ ﻓﻜ ﻦ ﺑﻄ ً‬ ‫إذا واﺟﻬ ﺖ ه ﺬﻩ اﻟﻨﻮﻋ ﻴﺎت ﻣﻦ اﻟﻨﺎس ﻓﺎﻋﻠﻢ أﻧﻬﻢ‬
‫اﻵﺁﺁﺁن ‪..‬‬ ‫ﻻ ﻳﻤﺜﻠﻮن اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ‪..‬‬
‫وﻟﻘ ﺪ ﺟ ﺮﺑﺖ ه ﺬﻩ اﻟﻤﻬ ﺎرات ﺑﻨﻔﺴ ﻲ ‪ ..‬ﻧﻌ ﻢ واﷲ‬
‫ﺟ ﺮﺑﺘﻬﺎ ﺑﻨﻔﺴ ﻲ ﻓ ﺮأﻳﺖ ﺁﺛﺎرهﺎ ﻓﻲ اﻟﻨﺎس ‪ ..‬آﺒﺎرًا‬
‫وﺻ ﻐﺎرًا ‪ ..‬ﺑﺴ ﻄﺎء وأذآﻴﺎء ‪ ..‬وأﺻﺤﺎب ﻣﻨﺎﺻﺐ‬
‫ﻋﻠ ﻴﺎ ‪ ..‬وﻃ ﻼب ﻋ ﻨﺪي ﻓ ﻲ اﻟﻜﻠﻴﺔ ‪ ..‬وﻣﻊ أوﻻدي‬
‫‪ ..‬ﻓﺮأﻳﺖ ﻟﻬﺎ أﻋﺎﺟﻴﺐ ‪..‬‬
‫ﺑ ﻞ ﺟ ﺮﺑﺘﻬﺎ ﻣ ﻊ ﻣﺨ ﺘﻠﻒ اﻷﺟ ﻨﺎس واﻟﺠﻨﺴ ﻴﺎت ‪..‬‬
‫ﻓﺮأﻳﺖ ﺁﺛﺎرهﺎ ‪..‬‬
‫واﷲ إﻧﻲ ﻟﻚ ﻧﺎﺻﺢ ‪..‬‬
‫ﺑﺎﺧﺘﺼﺎر ‪..‬‬
‫هﻞ أﻧﺖ ﺟﺎد ﻓﻲ اﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ؟‬

‫ﻼ واﺑﺪأ اﻵن‬ ‫‪ 91.‬آﻦ ﺑﻄ ً‬

‫أذآ ﺮ أﻧ ﻲ أﻟﻘ ﻴﺖ دورة ﻓ ﻲ ﻣﻬ ﺎرات اﻟ ﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣ ﻊ‬
‫اﻟ ﻨﺎس ‪ ..‬آ ﺎن ﻋ ﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳ ﺰ ﻣ ﻦ ﺑ ﻴﻦ اﻟﺤﻀ ﻮر ‪..‬‬
‫آﺎن ﺗﺄﺛﺮﻩ واﺿﺤ ًﺎ ‪..‬‬
‫ﻻﺣﻈﺘﻪ ﻳﻜﺘﺐ آﻞ ﺷﺎردة وواردة ‪..‬‬
‫ﻣﻀﺖ أﻳﺎم اﻟﺪورة اﻟﺜﻼﺛﺔ ‪ ..‬وﺗﻔﺮﻗﻨﺎ ‪..‬‬
‫ﺑﻌ ﺪهﺎ ﺑﺸ ﻬﺮ أﻟﻘ ﻴﺖ اﻟ ﺪورة ﻧﻔﺴ ﻬﺎ ﻣﺮة أﺧﺮى ‪..‬‬
‫ﻓﻠﻤ ﺎ ﻧﻈ ﺮت إﻟ ﻰ اﻟﺤﻀ ﻮر ‪ ..‬ﻓ ﺈذا ﻋ ﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳ ﺰ‬
‫ﻳﺠﻠﺲ ﻓﻲ اﻟﺼﻒ اﻷول !!‬
‫ﺗﻤﻠﻜﻨﻲ اﻟﻌﺠﺐ !! ﻟﻤﺎذا ﻳﺤﻀﺮهﺎ ﻣﺮة أﺧﺮى وهﻮ‬
‫ﻳﻌﻠﻢ أﻧﻲ ﺳﺄﻋﻴﺪ اﻟﻜﻼم ﻧﻔﺴﻪ !‬
‫ﻟﻤ ﺎ أذن ﻟﻠﺼ ﻼة ‪ ..‬أﺧﺬﺗ ﻪ وﻣﺸ ﻴﺖ ﺑ ﻪ ﺟﺎﻧ ﺒ ًﺎ ‪..‬‬
‫وﺳ ﺄﻟﺘﻪ ‪ :‬ﻋ ﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ ‪ ..‬ﻟﻤﺎذا ﺗﺤﻀﺮ ﻣﺮة أﺧﺮى‬

‫‪200‬‬