Professional Documents
Culture Documents
تعتبر الزأمات المالية من أكثر مواضيع القاتصاد تداول،ا نظ ار لطبيعتها الدورية،ا و ارتباطها بدورات
العأمال،ا لذا سنتطرق لمفهوم الزأمات و أنواعأها و أسباب ظهورها فيما يلي :
المطلب الوأل :مفهوأم الزأمات
رغم تعدد المؤلفات حول الزأمات خلل القرون الماضية،ا يبقى تقسيم الزأمة و بحث جوانبها أمر
ليس هينا،ا لكن يمكن إدراج التعاريف التالية للزأمات:
تعرف الزأمة عألى أنها "لحظة حرجة و حاسمة تتعلق بمصير الكيان الداري الذي أصيب بها،ا
مشكلة بذلك صعوبة حادة أمام متخذ القرار تجعله في حيرة بالغة"، 1ا فالزأمة حسب ما سبق لها بعدين :
-1التهديد الخطير للمصالح و الهداف الحالية و المستقبلية.
-2الوقات المحدد المتاح لتخاذ القرار سريع و صائب لحل الزأمة،ا و إل فان القرار يصير غير ذي
جدوى في مواجهة الموقاف الجديد المفاجئ.2
الزأمة بمعنى آخر هي نتائج مجموعأة تتابعات تراكمية تغذي كل منها الخرى إلى أن تصل إلى
حالة النفجار.3
وتعرف أيضا الزأمة بأنها "حدث يهدد المصلحة القومية،ا يحدث في ظروف ضيق الوقات و عأدم
توفر المكانيات،ا و ينشأ عأن اختلف وجهات النظر أو وقاوع كوارث طبيعية أو اقاتصادية،ا تستغل كل
قاوى الدولة أو بعضها لمواجهتها من خلل حل توفيقي قاهري أو إجراء عأاجل.4
مما سبق نجد أن للزأمة خصائص أساسية هي :
المفاجئة العنيفة عأند حدوثها،ا و استقطابها لهتمام الجميع.
التعقيد،ا التشابك و التداخل في عأواملها و أسبابها.
نقص المعلومات و عأدم وضوح الرؤية حولها.
سيادة حالة من الخوف قاد تصل إلى حد الرعأب من المجاهيل التي يضمها إطار الزأمة.
و منه فان الزأمة ينظر لها من خلل تأثيراتها المستقبلية،ا باعأتبارها خطر حقيقي ل يتعلق بالماضي و
الحاضر،ا بل يشتد تأثيرها في المستقبل.
- 1محسن أحمد الخضيري ،إدارة الزأمات ،السإكندرية ،مكتب مدبولي ،السنة غير مذكورة ،ص . 54
- 2محمد نصر مهنا ،إدارة الزأمات ،السإكندرية ،مؤسإسة شباب الجامعة ، 2004 ،ص . 242
- 3محسن أحمد الخضيري ،مرجع سإابق ،ص . 55
- 4محمد نصر مهنا ،مرجع سإابق ،ص . 243
- 5أحمد يوسإف الشحات ،الزأمات المالية في السواق الناشئة مع إشارة خاصة لزأمة جنوب شرق آسيا ،مصر ،دار النيل للطباعة و النشر،
، 2001ص ص . 16 – 14
3
ماهية الزأمات المالية المبحث الوأل
-1أزأمات مديونية خارجية :و هي أزأمات تعني أن بلد أو مجموعأة من البلدان أصبحت غير قاادرة
عألى خدمة ديونها الخارجية )تسديدها(.
-2أزأمات مصرفية :و هي نوع من الزأمات التي يتعرض فيها بنك أو عأدد من البنوك لعدم القدرة
عألى مواجهة طلبات سحب الودائع،ا عأند حدوث تدافع شديد للمودعأين.
-3أزأمات عأملة :يحدث هذا النوع من الزأمات عأندما تتعرض عأملة بلد ما لهجوم مضاربي عأنيف،ا
يؤدي إلى انخفاض قايمتها انخفاضا كبيرا،ا أو إلى إكراه السلطات الحكومية لهذا البلد عألى الدفاع
عأن عأملتها عأن طريق إنفاق جانب كبير من احتياطاتها الدولية أو عأن طريق رفع أسعار الفائدة
عأليها بشكل حاد.
-4أزأمات مالية شاملة :هي أزأمات تتميزأ باضطرابات شديدة في السواق المالية،ا تضعف من
قادرتها عألى العمل بكفاءة،ا و تؤدي إلى آثار غير مرغوب فيها بالنسبة للقاتصاد الحقيقي،ا و
يتضمن هذا النوع صو ار مختلفة أهمها ما يلي :
-1أزأمة سيوألة :غالبا ما تنتج عأن الندفاع نحو سحب الودائع من البنوك،ا و التي قاد تكون
بسيطة إذا تعلق المر ببنك واحد،ا حيث يستطيع في هذه الحالة بيع بعض أصوله لمجابهة
طلبات المودعأين،ا لكن إذا كان التزأاحم عألى سحب الودائع ظاهرة عأامة تتعلق بكل النظام
المصرفي ،ا فان تنافس البنوك عألى التصرف في أصولها و محاولة تسييلها يؤدي إلى انهيار
قايمتها،ا و من ثم تتحول مشكلة السيولة إلى مشكلة عأدم القدرة عألى الوفاء باللتزأامات.
-2أزأمة التوأقاف عن الوأفاء باللتزأامات :و تنتج عأن اختلل الهياكل التمويلية للمشروعأات،ا و
عأدم توافق هياكل الستحقاق بين أصول و خصوم البنوك و محدودية رؤوس أموالها،ا عأندما
تتعرض المشروعأات و البنوك إلى التعثر و تصبح عألى وشك التوقاف عأن الوفاء بالتزأاماتها،ا
فتميل إلى الدخول في مجالت استثمار مرتفعة المخاطر أمل في الحصول عألى عأوائد
مرتفعة،ا كبديل من الدخول في مجالت استثمار آمنة منخفضة العائد،ا و في كثير من
الحيان ينتهي بها هذا السلوك إلى الفلس،ا كما حدث لبنوك القاراض و الدخار في
الو.م.أ مطلع الثمانينات.
-3أزأمة انفجار فقاقايع الصوأل :تحدث هذه الزأمة عأندما ترتفع أسعار الصول ارتفاعأا شديدا
بسبب هجوم مضاربي عأنيف،ا حيث يعتقد كل مضارب أنه بمعزأل عأن مخاطر انهيار السوق
لنه يستطيع الخروج منه في الوقات المناسب،ا أو لتحقيقه مكاسبا رأسمالية ضخمة تؤمنه ضد
مخاطر النهيار،ا و لكن بمجرد عأودة أسعار الصول إلى قايمتها الحقيقية يحدث النهيار،ا و
خير مثال عأن ذلك أزأمة الكساد العظيم في 1929في الو.م.أ،ا و انهيار سوق الوراق
المالية في اليابان عأام . 1990
-4أزأمة استراتيجيات وأقاف الخسائر :يحصل هذا النوع من الزأمات عأند إصدار المضاربين و
التجار أوامرهم بالبيع أو الشراء إلى السماسرة بسعر معين،ا فإذا ما انتشرت هذه الممارسات ،ا
4
ماهية الزأمات المالية المبحث الوأل
فان انخفاض السعار سيتفاقام بشكل ضخم،ا و من أشهر المثلة عألى ذلك أزأمة أكتوبر
1987في الو.م.أ.
المطلب الثالث :المؤشرات القاتصادية للزأمات
بالطبع ل توجد مؤشرات واضحة للدللة عألى حودث الزأمات مستقبل بشكل يقيني،ا و إل أمكن
معالجة الموقاف بمجرد ظهورها،ا ومن ثم إمكانية تجنب الزأمة،ا ففي الحقيقة هناك مجموعأة من المؤثرات
الدالة فقط عألى مواقاف تتسم بتزأايد مخاطر التعرض للزأمات،ا و المنهج الشائع للستخدام هو بناء "نظام
للنذار المبكر" ،ا يعني تحديد مجموعأة من المتغيرات القاتصادية التي يختلف سلوكها في الفترة التي
تسبق الزأمة عأن سلوكها المعتاد،ا فمن خلل مراقابة هذه المتغيرات يمكننا التنبؤ بوقاوع الزأمة.1
يتسع نطاق المتغيرات،ا و يتوقاف اختيار بعضها دون البعض الخر عألى فهم كل شخص لسباب
الزأمة،ا فإذا كان العأتقاد السائد أن أسبابها مالية،ا فسوف يعتمد عألى العجزأ المالي،ا الستهلك
الحكومي،ا الئتمانات المصرفية للقطاع العام....وغيرها،ا أما إذا كان يعتقد أن مشكلت القطاع الخارجي
مسؤولة أكثر من غيرها عأن الزأمات،ا فان الولوية سوف تعطى لمؤشرات أخرى مثل :سعر الصرف
الحقيقي،ا ميزأان الحساب الجاري،ا تغيرات معدل التبادل الدولي،ا تفاوت أسعار الفائدة المحلية و غيرها.
باستخدام المنهج السابق،ا أظهرت دراسة أجريت عألى عأينة شملت 53دولة متقدمة و متخلفة خلل
الفترة من 1997 – 1975أن سلوك بعض المتغيرات القاتصادية الساسية مثل أسعار الصرف،ا
مؤشرات السواق النقدية و المالية،ا قاد اختلفت عأن سلوكها المعتاد قابل حدوث الزأمة بسنة أو سنتين،2ا
يمكننا تصنيف أهم المؤشرات القاتصادية الدالة عألى إمكانية تعرض دولة ما لزأمات في سوق الوراق
المالية و العملت في صنفين هما : 3
التطورات في السياسة القاتصادية الكلية. (1
الخصائص الهيكلية للسوق )البنيوية(. (2
والجدول التالي يبين بشيء من التفصيل مؤشرات كل صنف
الجدوأل رقام : 01المؤشرات القاتصادية التقليدية للتعرض للزأمات المالية:
الخصائص الهيكلية أوأ البنيوأية التطوأرات في القاتصاد الكلي
-نظام جمود معدلت التبادل. -ارتفاع معدل التضخم
-إستراتجية النمو المتزأايد في الصادرات. -نمو سريع في الدفق النقدي
-قاطاع التصدير أكثر تركيزأا. -انخفاض حقيقي لمعدل نمو الصادرات.
-ارتفاع معدل التغير للديون الخارجية. -عأجزأ مالي متزأايد.
-ارتفاع حجم الدين الخارجي قاصير الجل. -ارتفاع معدل التبادل بالنسبة للتجاه
5
ماهية الزأمات المالية المبحث الوأل
6
ماهية الزأمات المالية المبحث الوأل
إن أحد أهم مصادر الزأمات الخارجية هو التقلبات في شروط التبادل التجاري،ا فعندما تنخفض
شروط التجارة يصعب عألى عأملء البنوك المشتغلين بنشاطات ذات العلقاة بالتصدير و الستيراد الوفاء
بالتزأاماتهم خصوصا خدمة الديون،ا و تشير بيانات البنك الدولي إلى أن حوالي %75من الدول النامية
التي حدثت بها أزأمة مالية،ا شهدت:
انخفاضا في شروط التبادل التجاري :بحوالي %10قابل حدوث (1
الزأمة،ا وهذا العامل يعد سببا رئيسيا للزأمة المالية في كل من فنزأويل و الكوادور،ا حيث العأتماد
الكبير عألى الصادرات النفط الخام مع صغر حجم القاتصاد و قالة تنوعأه.
كما أن تقلبات أسعار الفائدة العالمية :أحد المصادر الخارجية (2
المسببة للزأمات المالية في الدول النامية،ا فتغيراتها ل تؤثر فقط عألى تكلفة القاتراض بل الهم من
ذلك هو تأثيرها عألى تدفقات الستثمار الجنبي المباشر و درجة جاذبيته في هذه الدول.
التقلبات في معدل التضخم :هي عأامل حاسم في قادرة القطاع (3
المصرفي عألى القيام بدور الوساطة المالية)منح الئتمان و توفير السيولة(،ا و قاد اعأتبر الركود
القاتصادي الناتج عأن ارتفاع مستويات السعار سببا مباش ار لحدوث الزأمات المالية في دول أمريكا
الجنوبية و الدول النامية.
التقلبات في أسعار الصرف الحقيقية :يعتبر أحد مصادر (4
الضطرابات عألى مستوى القاتصاد الكلي و التي كانت سببا مباشر أو غير مباشر لحدوث العديد
من الزأمات المالية كما حدث في الدول النامية في أمريكا الجنوبية،ا التي عأانت من اضطرابات في
أسعار الصرف الحقيقية بمعدل أعألى من أي إقاليم في العالم بما في ذلك دول جنوب شرق آسيا،ا حيث
أن الرتفاع الحاد في أسعار الصرف الحقيقية أحد آثار إرتفاع الرباح في قاطاع التجارة الخارجية أو
ارتفاع أسعار الفائدة المحلية.
1
ثانيا :اضطرابات القطاع المالي
شكل التوسع في منح الئتمان في التدفقات الكبيرة لرؤوس الموال من الخارج و انهيار أسواق
الوراق المالية)*( القاسم المشترك الذي سبق حدوث الزأمات المالية في حالة دول جنوب شرق آسيا،ا
فلقد شهدا القطاع المالي في تلك الدول خلل حقبة الثمانيات و التسعينات توسعا كبيرا،ا تواكب مع
النفتاح القاتصادي و التجاري و التحرر المالي غير الوقاائي و غير الحذر بعد سنوات من النغلق
و سياسات الكبت المالي بما في ذلك ضغط القاتراض و صغر حجم و دور القطاع المالي في
القاتصاد.
فلقد عأانت تلك الدول من عأدم التهيئة الكافية للقطاع المالي و ضعف واضح في الطر
المؤسسية القانونية و التنظيمية،ا من ناحية أخرى أدى التوسيع في منح الئتمان إلى حدوث ظاهر
7
ماهية الزأمات المالية المبحث الوأل
تركزأ الئتمان سواء في نوع معين من القروض مثل القروض الستهلكية أو العقارية مثل ما حدث
في الزأمة المالية في كوريا الجنوبية،ا أو لقطاع واحد كالقطاع الحكومي أو الصناعأي أو التجاري كما
حدث في تايلندا.
من المور التقليدية التي شاهدتها الدول النامية في جميع الزأمات المالية حصول انتعاش كبير
في منح القروض،ا وهذه الظاهرة لم تقتصر عألى الدول النامية فقط بل شملت أيضا الدول الصناعأية
مثل فلندا،ا النرويج،ا السويد و الوليات المتحدة .كما كانت انتكاسة سوق الوراق المالية القاسم
المشترك في العديد من الزأمات المصرفية.
.1عأدم تلؤم أصول و خصوم المصارف :تظهر هذه المشكلة بسبب التوسع في منح القروض،ا
وعأدم الحتفاظ بقدر كافي من السيولة لمواجهة التزأاماتها الحاضرة و العاجلة في فترات تكون
فيها أسعار الفائدة العالمية مرتفعة و أكثر جاذبية من أسعار الفائدة المحلية،ا وقاد يتعرض
زأبائن البنوك كذلك إلى عأدم التلؤم بالنسبة للعملة الجنبية،ا و عأدم التلؤم أيضا بالنسبة
لفترات الستحقاق.
.2تحرر مالي غير وقاائي :إن التحرر المتسارع غير الحذر للسوق المالي،ا بعد فترة كبيرة من
النغلق و التقيد،ا قاد تؤدي إلى حدوث الزأمات المالية،ا فمثل عأند تحرير أسعار الفائدة فإن
البنوك المحلية تفقد الحماية التي كانت تتمتع بها في ضل تقييد أسعار الفائدة كما يسبب لها
التحرر المالي ضغوطا تنافسية نتيجة دخول بنوك أخرى للسوق المالي،ا بالضافة إلى ذلك
يؤدي إلى استحداث مخاطر ائتمانية جديدة قاد ل تتحملها البنوك نتيجة ضعف العأداد
التهيئة الرقاابية وقالة الموارد و الخبرات اللزأمة للتعامل معها،ا وخير مثال عألى ذلك الزأمات
المالية التي حدثت في الب ارزأيل،ا الشيلي،ا المكسيك و فنزأويل.
.3تدخل الحكومة في تخصيص الئتمان :في الكثير من الحيان كانت الحكومة تقوم بتوزأيع
الموارد المالية المتاحة عألى قاطاعأات اقاتصادية و أقااليم جغرافية بعينها في إطار خطة للتنمية
أو لخدمة أغراض أخرى قاد تكون سياسية بالدرجة الولى و ليست اقاتصادية.
وفي الدول العربية،ا ل يزأال القطاع المصرفي ملكا للدولة،ا مما يترتب عأنه من مشاكل من حيث
انخفاض النتاجية،ا قالة الكفاءة و الحافزأ عألى البداع،ا وفي كثير من الحيان يعاني القطاع
المصرفي من احتكار الحكومة لنشاطاته،ا فأدى هذا الوضع إلى حصول الفراد ذوي النفوذ و
التصالت الواسعة مع الحكومة عألى القروض دون الخذ في العأتبار سلمة المشروع الستثماري
أو القدرة المالية للمقترض.
.4ضعف النظام المحاسبي و التنظيمي :تعاني معظم الدول التي تعرضت لزأمات مالية من
الضعف في النظام و الجراء المحاسبية المتبعة و درجة الفصاح عأن المعلومات خصوصا
فيما يتعلق بالديون المعدومة و نسبتها في محفظة البنك الئتمانية،ا كما تعاني من ضعف
8
ماهية الزأمات المالية المبحث الوأل
النظام القانوني المساند للعمليات البنكية،ا و عأدم اللتزأام بالقانون الخاص بالحد القاصى
للقروض المقدمة لمفترض واحد و نسبتها من رأسمال البنك.
ثالثا :تشوأه نظام الحوأافزأ 1
إن ملك البنوك و الدارات العليا ل يتأثرون ماليا من جراء الزأمات المالية التي ساهموا في
حدوثها،ا فل يتم إنهاء خدماتهم أو تحميلهم الخسائر التي حدثت من جراء الزأمة،ا فلقد أثبتت الدارات
عأجزأها في تعديل هيكل البنك و تدوير المناصب الدارية،ا ودلت التجارب عألى أن الدارات العليا
كثي ار ما نجحت في إخفاء الديون المعدومة لسنوات وذلك نتيجة ضعف الرقاابة المصرفية من جهة
وضعف الجراءات المحاسبية من ناحية أخرى،ا هذا الوضع جعل من الصعب التعرف عألى العلمات
السابقة لحدوث الزأمة من أجل تفاديها.
1
رابعا :سياسات سعر الصرف
تعتبر الدول المعتمدة عألى سعر الصرف الثابت أكثر عأرضة للصدمات الخارجية،ا ففي ظل
هذا النظام يصعب عألى السلطات النقدية أن تقوم بدور البنك الملجأ الخير للقاتراض بالعملت
الجنبية حيث أن ذلك يعني فقدان السلطات النقدية لحتياطاتها من النقد الجنبي و حدوث أزأمة
العملة مثل المكسيك و الرجنتين وقاد تمخض عأن أزأمة العملة ظهور العجزأ في ميزأان المدفوعأات،ا
ومن ثم تنقص في عأرض النقود و ارتفاع أسعار الفائدة المحلية مما يزأيد من تفاقام الزأمة.
بالمقابل عأند انتهاج سياسة سعر الصرف المرن فإن حدوث أزأمة العملة سوف يؤدي فو ار إلى
تخفيض قايمة العملة و زأيادة في السعار المحلية مما يؤدي إلى تخفيض قايمة أصول و خصم
المصارف إلى مستوى أكثر توافق مع متطلبات المان المصرفي.
لقد تطرقانا في هدا المبحث الول لتعريف الزأمة المالية بأنها اضط ار بات تحدث في أسواق
المال،ا تضعف قادرة هده السواق عألى العمل بكفاءة،ا و تؤدي إلى أثار غير مرغوب فيها،ا و تتنوع
هاته الزأمات وتنقسم إلى أزأمة سيولة،ا التوقاف عأن الوفاء باللتزأامات،ا فقاقايع الصول و أزأمة
استراتيجيات وقاف الخسائر.
أما المؤشرات القاتصادية المستعملة للتنبؤ بالزأمات المالية فهي مختلفة حسب العأتقاد السائد
حول أسباب الزأمة لكنها تبقى عأاجزأة نسبيا عأن التنبؤ بالزأمات،ا و إل أمكن تفادي هده الخيرة
نهائيا.وترجع أهم أسباب الضطرابات المالية عأالميا إلى عأدم استقرار القاتصاد الكلي و مشاكل
القطاع المالي إضافة إلى تشوه إدارة البنوك و مختلف و المؤسسات المالية وأخي ار سياسات سعر
الصرف المتبعة،ا و سنتعرض في المبحث الموالي إلى أهم الزأمات المالية العالمية التي نتجت عأن
السباب سابقة الذكر.
- 1عبد العلي جبيلي و فيتالى كرمارينكو ،بلدان الشرق الوسإط و شمال إفريقيا هل تعوم عملتها أم تربطها بعملة أخرى؟ في مجلة تمويل
التنمية ،عدد مارس .2003
9