You are on page 1of 7

‫ماهية الزأمات المالية‬ ‫المبحث الوأل‬

‫المبحث الوأل‪ :‬ماهية الزأمات المالية‬

‫تعتبر الزأمات المالية من أكثر مواضيع القاتصاد تداول‪،‬ا نظ ار لطبيعتها الدورية‪،‬ا و ارتباطها بدورات‬
‫العأمال‪،‬ا لذا سنتطرق لمفهوم الزأمات و أنواعأها و أسباب ظهورها فيما يلي ‪:‬‬
‫المطلب الوأل ‪ :‬مفهوأم الزأمات‬
‫رغم تعدد المؤلفات حول الزأمات خلل القرون الماضية‪،‬ا يبقى تقسيم الزأمة و بحث جوانبها أمر‬
‫ليس هينا‪،‬ا لكن يمكن إدراج التعاريف التالية للزأمات‪:‬‬
‫تعرف الزأمة عألى أنها "لحظة حرجة و حاسمة تتعلق بمصير الكيان الداري الذي أصيب بها‪،‬ا‬
‫مشكلة بذلك صعوبة حادة أمام متخذ القرار تجعله في حيرة بالغة"‪، 1‬ا فالزأمة حسب ما سبق لها بعدين ‪:‬‬
‫‪ -1‬التهديد الخطير للمصالح و الهداف الحالية و المستقبلية‪.‬‬
‫‪ -2‬الوقات المحدد المتاح لتخاذ القرار سريع و صائب لحل الزأمة‪،‬ا و إل فان القرار يصير غير ذي‬
‫جدوى في مواجهة الموقاف الجديد المفاجئ‪.2‬‬
‫الزأمة بمعنى آخر هي نتائج مجموعأة تتابعات تراكمية تغذي كل منها الخرى إلى أن تصل إلى‬
‫حالة النفجار‪.3‬‬
‫وتعرف أيضا الزأمة بأنها "حدث يهدد المصلحة القومية‪،‬ا يحدث في ظروف ضيق الوقات و عأدم‬
‫توفر المكانيات‪،‬ا و ينشأ عأن اختلف وجهات النظر أو وقاوع كوارث طبيعية أو اقاتصادية‪،‬ا تستغل كل‬
‫قاوى الدولة أو بعضها لمواجهتها من خلل حل توفيقي قاهري أو إجراء عأاجل‪.4‬‬
‫مما سبق نجد أن للزأمة خصائص أساسية هي ‪:‬‬
‫‪ ‬المفاجئة العنيفة عأند حدوثها‪،‬ا و استقطابها لهتمام الجميع‪.‬‬
‫‪ ‬التعقيد‪،‬ا التشابك و التداخل في عأواملها و أسبابها‪.‬‬
‫‪ ‬نقص المعلومات و عأدم وضوح الرؤية حولها‪.‬‬
‫‪ ‬سيادة حالة من الخوف قاد تصل إلى حد الرعأب من المجاهيل التي يضمها إطار الزأمة‪.‬‬
‫و منه فان الزأمة ينظر لها من خلل تأثيراتها المستقبلية‪،‬ا باعأتبارها خطر حقيقي ل يتعلق بالماضي و‬
‫الحاضر‪،‬ا بل يشتد تأثيرها في المستقبل‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬أنوأاع الزأمات القاتصادية وأ المالية‬


‫تعدد أنواع الزأمات القاتصادية و المالية و تختلف‪،‬ا إل أنه يمكن تصنيفها عألى النحو التالي ‪: 5‬‬

‫‪ - 1‬محسن أحمد الخضيري‪ ،‬إدارة الزأمات ‪ ،‬السإكندرية‪ ،‬مكتب مدبولي‪ ،‬السنة غير مذكورة‪ ،‬ص ‪. 54‬‬
‫‪ - 2‬محمد نصر مهنا‪ ،‬إدارة الزأمات‪ ،‬السإكندرية‪ ،‬مؤسإسة شباب الجامعة‪ ، 2004 ،‬ص ‪. 242‬‬
‫‪ - 3‬محسن أحمد الخضيري ‪ ،‬مرجع سإابق‪ ،‬ص ‪. 55‬‬
‫‪ - 4‬محمد نصر مهنا‪ ،‬مرجع سإابق‪ ،‬ص ‪. 243‬‬
‫‪ - 5‬أحمد يوسإف الشحات‪ ،‬الزأمات المالية في السواق الناشئة مع إشارة خاصة لزأمة جنوب شرق آسيا‪ ،‬مصر‪ ،‬دار النيل للطباعة و النشر‪،‬‬
‫‪ ، 2001‬ص ص ‪. 16 – 14‬‬

‫‪3‬‬
‫ماهية الزأمات المالية‬ ‫المبحث الوأل‬

‫‪ -1‬أزأمات مديونية خارجية ‪ :‬و هي أزأمات تعني أن بلد أو مجموعأة من البلدان أصبحت غير قاادرة‬
‫عألى خدمة ديونها الخارجية )تسديدها(‪.‬‬
‫‪ -2‬أزأمات مصرفية ‪ :‬و هي نوع من الزأمات التي يتعرض فيها بنك أو عأدد من البنوك لعدم القدرة‬
‫عألى مواجهة طلبات سحب الودائع‪،‬ا عأند حدوث تدافع شديد للمودعأين‪.‬‬
‫‪ -3‬أزأمات عأملة ‪ :‬يحدث هذا النوع من الزأمات عأندما تتعرض عأملة بلد ما لهجوم مضاربي عأنيف‪،‬ا‬
‫يؤدي إلى انخفاض قايمتها انخفاضا كبيرا‪،‬ا أو إلى إكراه السلطات الحكومية لهذا البلد عألى الدفاع‬
‫عأن عأملتها عأن طريق إنفاق جانب كبير من احتياطاتها الدولية أو عأن طريق رفع أسعار الفائدة‬
‫عأليها بشكل حاد‪.‬‬
‫‪ -4‬أزأمات مالية شاملة ‪ :‬هي أزأمات تتميزأ باضطرابات شديدة في السواق المالية‪،‬ا تضعف من‬
‫قادرتها عألى العمل بكفاءة‪،‬ا و تؤدي إلى آثار غير مرغوب فيها بالنسبة للقاتصاد الحقيقي‪،‬ا و‬
‫يتضمن هذا النوع صو ار مختلفة أهمها ما يلي ‪:‬‬
‫‪ -1‬أزأمة سيوألة ‪ :‬غالبا ما تنتج عأن الندفاع نحو سحب الودائع من البنوك‪،‬ا و التي قاد تكون‬
‫بسيطة إذا تعلق المر ببنك واحد‪،‬ا حيث يستطيع في هذه الحالة بيع بعض أصوله لمجابهة‬
‫طلبات المودعأين‪،‬ا لكن إذا كان التزأاحم عألى سحب الودائع ظاهرة عأامة تتعلق بكل النظام‬
‫المصرفي ‪،‬ا فان تنافس البنوك عألى التصرف في أصولها و محاولة تسييلها يؤدي إلى انهيار‬
‫قايمتها‪،‬ا و من ثم تتحول مشكلة السيولة إلى مشكلة عأدم القدرة عألى الوفاء باللتزأامات‪.‬‬
‫‪ -2‬أزأمة التوأقاف عن الوأفاء باللتزأامات ‪ :‬و تنتج عأن اختلل الهياكل التمويلية للمشروعأات‪،‬ا و‬
‫عأدم توافق هياكل الستحقاق بين أصول و خصوم البنوك و محدودية رؤوس أموالها‪،‬ا عأندما‬
‫تتعرض المشروعأات و البنوك إلى التعثر و تصبح عألى وشك التوقاف عأن الوفاء بالتزأاماتها‪،‬ا‬
‫فتميل إلى الدخول في مجالت استثمار مرتفعة المخاطر أمل في الحصول عألى عأوائد‬
‫مرتفعة‪،‬ا كبديل من الدخول في مجالت استثمار آمنة منخفضة العائد‪،‬ا و في كثير من‬
‫الحيان ينتهي بها هذا السلوك إلى الفلس‪،‬ا كما حدث لبنوك القاراض و الدخار في‬
‫الو‪.‬م‪.‬أ مطلع الثمانينات‪.‬‬
‫‪ -3‬أزأمة انفجار فقاقايع الصوأل ‪ :‬تحدث هذه الزأمة عأندما ترتفع أسعار الصول ارتفاعأا شديدا‬
‫بسبب هجوم مضاربي عأنيف‪،‬ا حيث يعتقد كل مضارب أنه بمعزأل عأن مخاطر انهيار السوق‬
‫لنه يستطيع الخروج منه في الوقات المناسب‪،‬ا أو لتحقيقه مكاسبا رأسمالية ضخمة تؤمنه ضد‬
‫مخاطر النهيار‪،‬ا و لكن بمجرد عأودة أسعار الصول إلى قايمتها الحقيقية يحدث النهيار‪،‬ا و‬
‫خير مثال عأن ذلك أزأمة الكساد العظيم في ‪ 1929‬في الو‪.‬م‪.‬أ‪،‬ا و انهيار سوق الوراق‬
‫المالية في اليابان عأام ‪. 1990‬‬
‫‪ -4‬أزأمة استراتيجيات وأقاف الخسائر ‪ :‬يحصل هذا النوع من الزأمات عأند إصدار المضاربين و‬
‫التجار أوامرهم بالبيع أو الشراء إلى السماسرة بسعر معين‪،‬ا فإذا ما انتشرت هذه الممارسات ‪،‬ا‬

‫‪4‬‬
‫ماهية الزأمات المالية‬ ‫المبحث الوأل‬

‫فان انخفاض السعار سيتفاقام بشكل ضخم‪،‬ا و من أشهر المثلة عألى ذلك أزأمة أكتوبر‬
‫‪ 1987‬في الو‪.‬م‪.‬أ‪.‬‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬المؤشرات القاتصادية للزأمات‬
‫بالطبع ل توجد مؤشرات واضحة للدللة عألى حودث الزأمات مستقبل بشكل يقيني‪،‬ا و إل أمكن‬
‫معالجة الموقاف بمجرد ظهورها‪،‬ا ومن ثم إمكانية تجنب الزأمة‪،‬ا ففي الحقيقة هناك مجموعأة من المؤثرات‬
‫الدالة فقط عألى مواقاف تتسم بتزأايد مخاطر التعرض للزأمات‪،‬ا و المنهج الشائع للستخدام هو بناء "نظام‬
‫للنذار المبكر" ‪،‬ا يعني تحديد مجموعأة من المتغيرات القاتصادية التي يختلف سلوكها في الفترة التي‬
‫تسبق الزأمة عأن سلوكها المعتاد‪،‬ا فمن خلل مراقابة هذه المتغيرات يمكننا التنبؤ بوقاوع الزأمة‪.1‬‬
‫يتسع نطاق المتغيرات‪،‬ا و يتوقاف اختيار بعضها دون البعض الخر عألى فهم كل شخص لسباب‬
‫الزأمة‪،‬ا فإذا كان العأتقاد السائد أن أسبابها مالية‪،‬ا فسوف يعتمد عألى العجزأ المالي‪،‬ا الستهلك‬
‫الحكومي‪،‬ا الئتمانات المصرفية للقطاع العام‪....‬وغيرها‪،‬ا أما إذا كان يعتقد أن مشكلت القطاع الخارجي‬
‫مسؤولة أكثر من غيرها عأن الزأمات‪،‬ا فان الولوية سوف تعطى لمؤشرات أخرى مثل ‪ :‬سعر الصرف‬
‫الحقيقي‪،‬ا ميزأان الحساب الجاري‪،‬ا تغيرات معدل التبادل الدولي‪،‬ا تفاوت أسعار الفائدة المحلية و غيرها‪.‬‬
‫باستخدام المنهج السابق‪،‬ا أظهرت دراسة أجريت عألى عأينة شملت ‪ 53‬دولة متقدمة و متخلفة خلل‬
‫الفترة من ‪ 1997 – 1975‬أن سلوك بعض المتغيرات القاتصادية الساسية مثل أسعار الصرف‪،‬ا‬
‫مؤشرات السواق النقدية و المالية‪،‬ا قاد اختلفت عأن سلوكها المعتاد قابل حدوث الزأمة بسنة أو سنتين‪،2‬ا‬
‫يمكننا تصنيف أهم المؤشرات القاتصادية الدالة عألى إمكانية تعرض دولة ما لزأمات في سوق الوراق‬
‫المالية و العملت في صنفين هما ‪: 3‬‬
‫التطورات في السياسة القاتصادية الكلية‪.‬‬ ‫‪(1‬‬
‫الخصائص الهيكلية للسوق )البنيوية(‪.‬‬ ‫‪(2‬‬
‫والجدول التالي يبين بشيء من التفصيل مؤشرات كل صنف‬
‫الجدوأل رقام ‪ : 01‬المؤشرات القاتصادية التقليدية للتعرض للزأمات المالية‪:‬‬
‫الخصائص الهيكلية أوأ البنيوأية‬ ‫التطوأرات في القاتصاد الكلي‬
‫‪ -‬نظام جمود معدلت التبادل‪.‬‬ ‫‪ -‬ارتفاع معدل التضخم‬
‫‪ -‬إستراتجية النمو المتزأايد في الصادرات‪.‬‬ ‫‪ -‬نمو سريع في الدفق النقدي‬
‫‪ -‬قاطاع التصدير أكثر تركيزأا‪.‬‬ ‫‪ -‬انخفاض حقيقي لمعدل نمو الصادرات‪.‬‬
‫‪ -‬ارتفاع معدل التغير للديون الخارجية‪.‬‬ ‫‪ -‬عأجزأ مالي متزأايد‪.‬‬
‫‪ -‬ارتفاع حجم الدين الخارجي قاصير الجل‪.‬‬ ‫‪ -‬ارتفاع معدل التبادل بالنسبة للتجاه‬

‫‪ - 1‬أحمد يوسإف الشحات‪ ،‬مرجع سإابق‪ ،‬ص ‪. 18‬‬


‫‪ - 2‬نفس المرجع السابق‪ ،‬ص ‪. 19‬‬
‫‪ - 3‬عبد الحكيم مصطفى الشرقاوي‪ ،‬العولمة المالية و إمكانات التحكم عدوى الزأمات المالية‪ .‬السإكندرية‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪، 2005 ،‬‬
‫ص ‪.38‬‬

‫‪5‬‬
‫ماهية الزأمات المالية‬ ‫المبحث الوأل‬

‫‪ -‬تحرر سوق المال الحديث‪.‬‬ ‫السائد‪.‬‬


‫‪ -‬النمو السريع في العأتمادات المالية‬
‫المحلية كنسبة مئوية من الناتج القومي‬
‫‪ -‬إطار ضعيف للشراف عألى الموال و‬
‫الجمالي‪.‬‬
‫تنظيمها‪.‬‬
‫‪ -‬ارتفاع نسبة القروض غير المنتجة إلى‬
‫‪ -‬أسواق الئتمان مضمونة بأصول مالية أو‬
‫إجمالي القروض‪.‬‬
‫عأقارية‪.‬‬
‫‪ -‬ارتفاع نسبة العجزأ في الحسابات الجارية‬
‫كنسبة مئوية من الناتج القومي الجمالي‪.‬‬
‫‪ -‬انخفاض الكتتاب في سوق السهم‪.‬‬ ‫‪ -‬نمو الديون الخارجية و زأيادة الديون في‬
‫العملت الجنبية‪.‬‬
‫‪ -‬سيطرة بعض المؤسسات عألى سوق‬
‫‪ -‬انخفاض الحتياطي العالمي‪.‬‬
‫السهم‪.‬‬
‫‪ -‬سيطرة بعض الصناعأات عألى سوق‬ ‫‪ -‬انخفاض النمو القاتصادي الحقيقي‪.‬‬
‫السهم‪.‬‬
‫‪ -‬الرقاابة عألى دخول السوق و الخروج منه‪.‬‬ ‫‪ -‬ارتفاع معدل السعار و الرباح‪.‬‬

‫ارتفاع معدلت الفائدة المحلية و ارتفاع‬ ‫‪-‬‬


‫معدل البطالة‪.‬‬
‫المصدر‪ :‬عبد الحكيم مصطفى الشرقاوي‪ ،‬مرجع سإابق‪،‬ص ‪39‬‬
‫إن التدفق السريع للموال و نمو العأتمادات المالية المحلية التي تشجع عألى إزأدهار سوق‬
‫السهم‪،‬ا يشكل ضغطا عألى العملة المحلية في حين أن إرتفاع معدلت الفائدة المطلوب لحماية العملت‬
‫المتدنية بشكل تدريجي بمحو شهرة و بريق الستثمارات في السهم العادية‪،‬ا كما أن تزأايد معدلت البطالة‬
‫يشير إلى عأدم استعداد الدولة للتضحية بالنمو القاتصادي مقابل تحقيق زأيادة معدل التبادل‪.‬‬
‫يبدو لنا الن أننا نعرف بعض الشيء عأن محددات النهيارات في سوق السهم‪،‬ا فالحركات في‬
‫الحتياطات العالمية‪،‬ا عأملية التصدير و النمو القاتصادي الحقيقي‪،‬ا التضخم المالي المحلي و التحركات‬
‫في معدل التبادل الحقيقي هي من بين المؤشرات المفيدة جدا في التنبؤ بالزأمات في الدول المتقدمة و‬
‫أسواق الدول النامية‪.‬‬
‫المطلب الرابع ‪ :‬أسباب الزأمات المالية‬
‫ل يمكن إرجاع الزأمات المالية إلى سبب واحد أو سببين‪،‬ا فهناك جملة من السباب تتضافر في آن‬
‫واحد لحداث أزأمة مالية‪،‬ا و يمكن تلخيص أهم هذه السباب فيما يلي‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫أوأل‪ :‬عدم الستقرار القاتصاد الكلي‬

‫‪ www.univ-batna.dz - 1‬التاريخ ‪. 28/02/2006‬‬

‫‪6‬‬
‫ماهية الزأمات المالية‬ ‫المبحث الوأل‬

‫إن أحد أهم مصادر الزأمات الخارجية هو التقلبات في شروط التبادل التجاري‪،‬ا فعندما تنخفض‬
‫شروط التجارة يصعب عألى عأملء البنوك المشتغلين بنشاطات ذات العلقاة بالتصدير و الستيراد الوفاء‬
‫بالتزأاماتهم خصوصا خدمة الديون‪،‬ا و تشير بيانات البنك الدولي إلى أن حوالي ‪ %75‬من الدول النامية‬
‫التي حدثت بها أزأمة مالية‪،‬ا شهدت‪:‬‬
‫انخفاضا في شروط التبادل التجاري‪ :‬بحوالي ‪ %10‬قابل حدوث‬ ‫‪(1‬‬
‫الزأمة‪،‬ا وهذا العامل يعد سببا رئيسيا للزأمة المالية في كل من فنزأويل و الكوادور‪،‬ا حيث العأتماد‬
‫الكبير عألى الصادرات النفط الخام مع صغر حجم القاتصاد و قالة تنوعأه‪.‬‬
‫كما أن تقلبات أسعار الفائدة العالمية‪ :‬أحد المصادر الخارجية‬ ‫‪(2‬‬
‫المسببة للزأمات المالية في الدول النامية‪،‬ا فتغيراتها ل تؤثر فقط عألى تكلفة القاتراض بل الهم من‬
‫ذلك هو تأثيرها عألى تدفقات الستثمار الجنبي المباشر و درجة جاذبيته في هذه الدول‪.‬‬
‫التقلبات في معدل التضخم‪ :‬هي عأامل حاسم في قادرة القطاع‬ ‫‪(3‬‬
‫المصرفي عألى القيام بدور الوساطة المالية)منح الئتمان و توفير السيولة(‪،‬ا و قاد اعأتبر الركود‬
‫القاتصادي الناتج عأن ارتفاع مستويات السعار سببا مباش ار لحدوث الزأمات المالية في دول أمريكا‬
‫الجنوبية و الدول النامية‪.‬‬
‫التقلبات في أسعار الصرف الحقيقية‪ :‬يعتبر أحد مصادر‬ ‫‪(4‬‬
‫الضطرابات عألى مستوى القاتصاد الكلي و التي كانت سببا مباشر أو غير مباشر لحدوث العديد‬
‫من الزأمات المالية كما حدث في الدول النامية في أمريكا الجنوبية‪،‬ا التي عأانت من اضطرابات في‬
‫أسعار الصرف الحقيقية بمعدل أعألى من أي إقاليم في العالم بما في ذلك دول جنوب شرق آسيا‪،‬ا حيث‬
‫أن الرتفاع الحاد في أسعار الصرف الحقيقية أحد آثار إرتفاع الرباح في قاطاع التجارة الخارجية أو‬
‫ارتفاع أسعار الفائدة المحلية‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫ثانيا‪ :‬اضطرابات القطاع المالي‬
‫شكل التوسع في منح الئتمان في التدفقات الكبيرة لرؤوس الموال من الخارج و انهيار أسواق‬
‫الوراق المالية)*( القاسم المشترك الذي سبق حدوث الزأمات المالية في حالة دول جنوب شرق آسيا‪،‬ا‬
‫فلقد شهدا القطاع المالي في تلك الدول خلل حقبة الثمانيات و التسعينات توسعا كبيرا‪،‬ا تواكب مع‬
‫النفتاح القاتصادي و التجاري و التحرر المالي غير الوقاائي و غير الحذر بعد سنوات من النغلق‬
‫و سياسات الكبت المالي بما في ذلك ضغط القاتراض و صغر حجم و دور القطاع المالي في‬
‫القاتصاد‪.‬‬
‫فلقد عأانت تلك الدول من عأدم التهيئة الكافية للقطاع المالي و ضعف واضح في الطر‬
‫المؤسسية القانونية و التنظيمية‪،‬ا من ناحية أخرى أدى التوسيع في منح الئتمان إلى حدوث ظاهر‬

‫‪ - 1‬نفس المرجع السابق‪.‬‬


‫)*(‪ -‬سإوق الوراق المالية أو البورصة و يقصد بها سإوق يتم فيه شراء و بيع الوراق المالية مثل أسإهم الشركات و سإندات الحكومة‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫ماهية الزأمات المالية‬ ‫المبحث الوأل‬

‫تركزأ الئتمان سواء في نوع معين من القروض مثل القروض الستهلكية أو العقارية مثل ما حدث‬
‫في الزأمة المالية في كوريا الجنوبية‪،‬ا أو لقطاع واحد كالقطاع الحكومي أو الصناعأي أو التجاري كما‬
‫حدث في تايلندا‪.‬‬
‫من المور التقليدية التي شاهدتها الدول النامية في جميع الزأمات المالية حصول انتعاش كبير‬
‫في منح القروض‪،‬ا وهذه الظاهرة لم تقتصر عألى الدول النامية فقط بل شملت أيضا الدول الصناعأية‬
‫مثل فلندا‪،‬ا النرويج‪،‬ا السويد و الوليات المتحدة‪ .‬كما كانت انتكاسة سوق الوراق المالية القاسم‬
‫المشترك في العديد من الزأمات المصرفية‪.‬‬
‫‪ .1‬عأدم تلؤم أصول و خصوم المصارف‪ :‬تظهر هذه المشكلة بسبب التوسع في منح القروض‪،‬ا‬
‫وعأدم الحتفاظ بقدر كافي من السيولة لمواجهة التزأاماتها الحاضرة و العاجلة في فترات تكون‬
‫فيها أسعار الفائدة العالمية مرتفعة و أكثر جاذبية من أسعار الفائدة المحلية‪،‬ا وقاد يتعرض‬
‫زأبائن البنوك كذلك إلى عأدم التلؤم بالنسبة للعملة الجنبية‪،‬ا و عأدم التلؤم أيضا بالنسبة‬
‫لفترات الستحقاق‪.‬‬
‫‪ .2‬تحرر مالي غير وقاائي‪ :‬إن التحرر المتسارع غير الحذر للسوق المالي‪،‬ا بعد فترة كبيرة من‬
‫النغلق و التقيد‪،‬ا قاد تؤدي إلى حدوث الزأمات المالية‪،‬ا فمثل عأند تحرير أسعار الفائدة فإن‬
‫البنوك المحلية تفقد الحماية التي كانت تتمتع بها في ضل تقييد أسعار الفائدة كما يسبب لها‬
‫التحرر المالي ضغوطا تنافسية نتيجة دخول بنوك أخرى للسوق المالي‪،‬ا بالضافة إلى ذلك‬
‫يؤدي إلى استحداث مخاطر ائتمانية جديدة قاد ل تتحملها البنوك نتيجة ضعف العأداد‬
‫التهيئة الرقاابية وقالة الموارد و الخبرات اللزأمة للتعامل معها‪،‬ا وخير مثال عألى ذلك الزأمات‬
‫المالية التي حدثت في الب ارزأيل‪،‬ا الشيلي‪،‬ا المكسيك و فنزأويل‪.‬‬
‫‪ .3‬تدخل الحكومة في تخصيص الئتمان‪ :‬في الكثير من الحيان كانت الحكومة تقوم بتوزأيع‬
‫الموارد المالية المتاحة عألى قاطاعأات اقاتصادية و أقااليم جغرافية بعينها في إطار خطة للتنمية‬
‫أو لخدمة أغراض أخرى قاد تكون سياسية بالدرجة الولى و ليست اقاتصادية‪.‬‬
‫وفي الدول العربية‪،‬ا ل يزأال القطاع المصرفي ملكا للدولة‪،‬ا مما يترتب عأنه من مشاكل من حيث‬
‫انخفاض النتاجية‪،‬ا قالة الكفاءة و الحافزأ عألى البداع‪،‬ا وفي كثير من الحيان يعاني القطاع‬
‫المصرفي من احتكار الحكومة لنشاطاته‪،‬ا فأدى هذا الوضع إلى حصول الفراد ذوي النفوذ و‬
‫التصالت الواسعة مع الحكومة عألى القروض دون الخذ في العأتبار سلمة المشروع الستثماري‬
‫أو القدرة المالية للمقترض‪.‬‬
‫‪ .4‬ضعف النظام المحاسبي و التنظيمي‪ :‬تعاني معظم الدول التي تعرضت لزأمات مالية من‬
‫الضعف في النظام و الجراء المحاسبية المتبعة و درجة الفصاح عأن المعلومات خصوصا‬
‫فيما يتعلق بالديون المعدومة و نسبتها في محفظة البنك الئتمانية‪،‬ا كما تعاني من ضعف‬

‫‪8‬‬
‫ماهية الزأمات المالية‬ ‫المبحث الوأل‬

‫النظام القانوني المساند للعمليات البنكية‪،‬ا و عأدم اللتزأام بالقانون الخاص بالحد القاصى‬
‫للقروض المقدمة لمفترض واحد و نسبتها من رأسمال البنك‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬تشوأه نظام الحوأافزأ ‪1‬‬
‫إن ملك البنوك و الدارات العليا ل يتأثرون ماليا من جراء الزأمات المالية التي ساهموا في‬
‫حدوثها‪،‬ا فل يتم إنهاء خدماتهم أو تحميلهم الخسائر التي حدثت من جراء الزأمة‪،‬ا فلقد أثبتت الدارات‬
‫عأجزأها في تعديل هيكل البنك و تدوير المناصب الدارية‪،‬ا ودلت التجارب عألى أن الدارات العليا‬
‫كثي ار ما نجحت في إخفاء الديون المعدومة لسنوات وذلك نتيجة ضعف الرقاابة المصرفية من جهة‬
‫وضعف الجراءات المحاسبية من ناحية أخرى‪،‬ا هذا الوضع جعل من الصعب التعرف عألى العلمات‬
‫السابقة لحدوث الزأمة من أجل تفاديها‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫رابعا‪ :‬سياسات سعر الصرف‬
‫تعتبر الدول المعتمدة عألى سعر الصرف الثابت أكثر عأرضة للصدمات الخارجية‪،‬ا ففي ظل‬
‫هذا النظام يصعب عألى السلطات النقدية أن تقوم بدور البنك الملجأ الخير للقاتراض بالعملت‬
‫الجنبية حيث أن ذلك يعني فقدان السلطات النقدية لحتياطاتها من النقد الجنبي و حدوث أزأمة‬
‫العملة مثل المكسيك و الرجنتين وقاد تمخض عأن أزأمة العملة ظهور العجزأ في ميزأان المدفوعأات‪،‬ا‬
‫ومن ثم تنقص في عأرض النقود و ارتفاع أسعار الفائدة المحلية مما يزأيد من تفاقام الزأمة‪.‬‬
‫بالمقابل عأند انتهاج سياسة سعر الصرف المرن فإن حدوث أزأمة العملة سوف يؤدي فو ار إلى‬
‫تخفيض قايمة العملة و زأيادة في السعار المحلية مما يؤدي إلى تخفيض قايمة أصول و خصم‬
‫المصارف إلى مستوى أكثر توافق مع متطلبات المان المصرفي‪.‬‬
‫لقد تطرقانا في هدا المبحث الول لتعريف الزأمة المالية بأنها اضط ار بات تحدث في أسواق‬
‫المال‪،‬ا تضعف قادرة هده السواق عألى العمل بكفاءة‪،‬ا و تؤدي إلى أثار غير مرغوب فيها‪،‬ا و تتنوع‬
‫هاته الزأمات وتنقسم إلى أزأمة سيولة‪،‬ا التوقاف عأن الوفاء باللتزأامات‪،‬ا فقاقايع الصول و أزأمة‬
‫استراتيجيات وقاف الخسائر‪.‬‬
‫أما المؤشرات القاتصادية المستعملة للتنبؤ بالزأمات المالية فهي مختلفة حسب العأتقاد السائد‬
‫حول أسباب الزأمة لكنها تبقى عأاجزأة نسبيا عأن التنبؤ بالزأمات‪،‬ا و إل أمكن تفادي هده الخيرة‬
‫نهائيا‪.‬وترجع أهم أسباب الضطرابات المالية عأالميا إلى عأدم استقرار القاتصاد الكلي و مشاكل‬
‫القطاع المالي إضافة إلى تشوه إدارة البنوك و مختلف و المؤسسات المالية وأخي ار سياسات سعر‬
‫الصرف المتبعة‪،‬ا و سنتعرض في المبحث الموالي إلى أهم الزأمات المالية العالمية التي نتجت عأن‬
‫السباب سابقة الذكر‪.‬‬

‫‪ - 1‬عبد العلي جبيلي و فيتالى كرمارينكو‪ ،‬بلدان الشرق الوسإط و شمال إفريقيا هل تعوم عملتها أم تربطها بعملة أخرى؟ في مجلة تمويل‬
‫التنمية‪ ،‬عدد مارس ‪.2003‬‬

‫‪9‬‬

You might also like