You are on page 1of 231

‫الصراع فى سوريّا لتدعيم اإلستقالل الوطنى ‪1966 -1945‬‬

‫األول‬
‫الفصل ّ‬

‫سوريّا فى السنوات األولى بعد نيل اإلستقالل (‪)1949 - 1945‬‬

‫‪ )-1‬إلغاء نظام اإلنتداب‬


‫و إعالن اإلستقالل ‪::‬‬

‫سلطة ((اإلنتداب الفرنسى)) على ((إلغاء نظام اإلنتداب)) عام ‪ 1936‬الذى أُقيم بعد الحرب العالميّة األولى و ((إنهيار‬ ‫((وافقت)) ُ‬
‫سلطة‬ ‫ُ‬ ‫و‬ ‫اإلمبراطوريّة العُثمانيّة)) على أن يجرى إستبدالُه ب (( ُمعاهدة الصداقة و ال ُمساعدة)) المعقودة بين (( ُممثّلى البرجوازيّة الوطنيّة‬
‫اإلنتداب)) و اإلعالن عام ‪ 1939‬ب ((وحدة و إستقالل سوريّا ‪ -‬لبنان)) ب شروط ‪(( ::‬حق إقامة قواعد عسكريّة على أراضى هذا البلد ‪+‬‬
‫قوات عسكريّة فى الالذقيّة و جبل الدروز خالل ‪ 5‬سنوات))‬ ‫اإلشراف على جيش سوريّا الوطنى ‪ +‬اإلحتفظ ب ّ‬

‫لكن و كما المتو ّقع‪(( ،‬ماطلت فرنسا)) فى ((الموافقة)) كى ((ال تُصادق)) على ال ُمعاهدة من أجل الحصول على المزيد من المكاسب‬
‫((السياسيّة‪ ،‬اإلقتصاديّة))‪ .‬و يتّضح ذلك جليّا ً فى إستطاعة ((فرنسا)) من إنتزاع ((موافقة‪ ،‬سوريّا ‪ -‬لبنان)) عام ‪ 1936‬على ((تمديد‬
‫إحتكار فرنسا ل بنك سوريّا ‪ -‬لبنان ل إصدار العُملة السوريّا ‪ +‬الكشف عن مكامن النفط ‪ +‬الموافقة على توسيع العالقات التُجاريّة نظير‬
‫ّ‬
‫األقليّات المسيحيّة)) باإلضافة إلى ((منح‪ ،‬الجزيرة ‪ +‬جبل الدروز ‪ +‬الالذقيّة‪ُ ،‬حكم‬ ‫ُمساعدات ماليّة من بنوك فرنسا ‪ +‬حق فرنسا فى حماية‬
‫ذاتى يُديره ُخبراء من فرنسا))‬

‫أقدمت ((فرنسا)) على تحقيق مطالب ((تُركيا)) عن طريق إعطاءها ((لواء إسكندرون)) عشيّة إقتراب الحرب العالميّة ‪2‬‬

‫" رفض " ((البرلمان الفرنسى)) عام ‪(( 1939‬ال ُمصادقة على ال ُمعاهدة الفرنسيّة السوريّا)) التى تم توقيعها عام ‪ 1936‬بل و أقدمت‬
‫((فرنسا)) على ((إلغاء الدستور)) المعمول به فى البالد من طرف واحد باإلضافة إلى تشكيل ((مجلس ال ُمدراء)) من أجل تشغيل‬
‫يتألف من ‪ 5‬أشخاص تحت سيطرة و إشراف ل ((قوميسار فرنسا األعلى))‪ .‬األمر الذى قوبل ب ُمظاهرات عارمة‬ ‫((الوظائف اإلداريّة)) ّ‬
‫ّ‬
‫ب جميع أنحاء سوريّا ‪ +‬إمتناع ((حكومة سوريّا الوطنيّة)) ال ُمشكلة عام ‪ 1936‬عن التعاون مع ((اإلنتداب))‬

‫تم تعيين الجنرال ((دينتسه)) عام ‪(( 1940‬قوميسار أعلى ل سوريّا و لبنان)) بعد ((إستسالم فرنسا)) من قِ َبل ((حكومة فيشى)) مع إعطاءه‬
‫قواتهما))‪ .‬لكن و مع إشتداد ((ال ُمقاومة‬
‫تحرك ّ‬
‫الصالحيّات ال ُمناسبة ل إستخدام ((ألمانيا النازيّة ل هذين البلدين ك جسر إستراتيجى ل ُّ‬
‫((قوات بريطانيا ‪ +‬فرنسا ال ُح ّرة)) فى حزيران ‪ -‬تموز ‪ 1941‬تم إعالن النصر على حكومة ((فيشى))‪ .‬عندها وعد‬ ‫السوريّا)) بالتعاون مع ّ‬
‫س ّكان البلدين فى يوم ((بدء العمليّات الحربيّة)) ‪ 8‬حزيران ‪ 1941‬ب‬ ‫((الجنرال كاترو‪ ،‬قائد قُ ّوات فرنسا ال ُح ّرة)) فى بيان خاص وجّههُ ل ُ‬
‫وضع حد ل نظام ((اإلنتداب)) ‪(( +‬منح سوريّا ‪ -‬لبنان اإلستقالل)) بعد تحريرهما من حكومة ((فيشى)) ب ((موافقة‪ ،‬بريطانيا)) فى نفس‬
‫اليوم‪ .‬غير أنّه و بعد إنقضاء شهرين أى فى ‪ 7‬آب ‪ 1941‬و ّقع ((الجنرال ديغول‪ ،‬زعيم فرنسا ال ُح ّرة)) مع ((ليتون‪ ،‬السفير اإلنجليزى‬
‫فوض فى الشرق األوسط)) إتّفاقيّة تقضى ب ((إعتراف بريطانيا ب حق فرنسا بعد إعالن إستقالل سوريّا‪ -‬لبنان على إمتالك مواقع‬ ‫ال ُم ّ‬
‫إمتياز بال ُمقارنة مع أيّة دولة أوروبّيّة فى هذين البلدين دون المساس ب إستقاللهما الوطنى)) وسط‬
‫" تشكيك " حول نوايا ((بريطانيا)) فى ((إقصاء فرنسا من المنطقة)) باألخص بعد تصريح ((وينستن تشرشل)) يوم ‪ 9‬أيلول ‪ 1941‬أمام‬
‫((جمعيّة العموم))‪ ،‬صفحة ‪8‬‬

‫ضطرة فى ‪ 27‬أيلول ‪ 1941‬على ((تأكيد‪ ،‬بيان ‪ 8‬حزيران)) شريطة أن يكون ((اإلستقالل ُمقيّدا ً ب‬ ‫ّ‬ ‫كانت الحكومة ((الفرنسيّة)) ُم‬
‫ُمتطلّبات زمن الحرب)) عن طريق (( ُمعاهدات مع فرنسا)) يليها السماح ب إجراء ((إنتخابات برلمانيّة ‪ +‬إعادة الدستور)) فى آذار ‪1943‬‬

‫عُقدت إتّفاقيّة ((فرنسيّة ‪ -‬سوريّا ‪ -‬لبنانيّة)) فى ديسمبر ‪ 1943‬إنتقلت ب موجبها ُكل ((الوظائف اإلداريّة و التشريعيّة)) باإلضافة إلى‬
‫(( ُمؤسّسة المصالح العا ّمة)) إلى ((سوريّا و لبنان)) ُمنذ ‪ 1943‬على أن تظل (( ُمؤسّسة التبغ‪ ،‬الريجى ‪ +‬إدارة الجمارك)) تحت إشراف‬
‫((سورى ‪ -‬لبنانى ُمشترك)) ب قيادة ((جهاز ُجمركى موحّد)) من ‪ 6‬أفراد أُطلق عليه ((المجلس األعلى للمصالح ال ُمشتركة))‬

‫أن العالقات ((الدبلوماسيّة)) بين ((سوريّا ‪ -‬اإلتّحاد‬


‫إعترفت ‪ 14‬دولة ب ((إستقالل سوريّا)) حتّى بداية عام ‪ 1945‬و من المعروف ّ‬
‫السوفييتّى)) قد أُقيمت فى حزيران ‪ 1944‬و بين ((سوريّا ‪ -‬أميركا)) ‪ 9‬أيلول ‪44‬‬

‫نظمة قوميّة)) تُدعى ((جامعة الدول العربيّة)) فى ‪ 22‬آذار ‪1945‬‬‫إستطاعت ((سوريّا)) ب اإلشتراك مع ‪ 5‬دول عربيّة أُخرى إنشاء (( ُم ّ‬
‫ّ‬ ‫ُ‬
‫بجانب إعالن الحرب على ((ألمانيا الفاشيّة)) فى شباط ‪ 1945‬م ّما س ّهل توقيع ((سوريّا)) على بيان هيئة ((األمم ال ُمتحدة)) فى‬
‫‪ 12‬نيسان ‪.1945‬‬
‫‪ )-2‬خصائص التركيب الطبقى ‪ -‬اإلجتماعى لل ُمجتمع السورى‬

‫أهم األحزاب و‬
‫ال ُم ّ‬
‫نظمات السياسيّة‬

‫س ّكان فى تاريخ سوريّا عام ‪ 1960‬فقط بينما جرى ّأول إحصاء إنتخابى للمواطنين الراشدين فى ‪1962 - 1961‬‬
‫جرى ّأول تعداد عام لل ُ‬

‫قدره حوالى ‪ 6864‬مليون ليرة‬ ‫عملت فى ((سوريّا)) ‪ 192‬شركة ((أجنبيّة)) نشطت فى جميع فروع اإلقتصاد منها ‪ 59‬شركة ب رأسمال ُ‬
‫سوريّا عادت ل ((أميركا‪ ،‬فرنسا‪ ،‬بريطانيا))‪.‬‬
‫ّ‬
‫الموظف فى ((الصناعة)) قد بلغ ‪ 287‬مليون ليرة فقط فى مجال ((الخدمات‪ ،‬التجارة‪ ،‬األعمال الثابتة))‬ ‫أن الرأسمال ((الوطنى))‬ ‫فى حين ّ‬
‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬
‫باإلضافة إلى ((غياب‪ ،‬نظام مصرفى)) الذى وقع فترة طويلة فى أيد ((األجانب)) حتى ((بعد)) إنتزاع ((اإلستقالل)) علما أن ((القروض‬
‫األجنبيّة)) العاملة فى البلد كانت تُفضّل تقديم ((القروض)) ل ((التجارة الداخليّة و الخارجيّة)) و ((ليس ل الصناعة)) و هكذا فقد ذهب‬
‫أن نصيب‬ ‫‪ %71‬من ((القروض)) التى قدّمتها ((البنوك)) ل مجال ((التجارة)) بجانب ‪ %13.5‬فقط ل ((الصناعة)) مع العلم ّ‬
‫((الصناعة)) من ((الدخل القومى)) خالل ع ّدة أعوام كان ‪ %16 - 14‬و ((الزراعة)) ‪ 46% - 43‬و ((التجارة)) ‪.29% - 27‬‬

‫كانت الغالبيّة العُظمى من ((البرجوازيّة)) تتألّف من ((ال ُمتوسّطين)) ب رأسمال من ‪ 100‬ألف إلى ‪ 500‬ألف ليرة سوريّا باإلضافة إلى‬
‫الشرائح ((ال ُمتديّنة)) فيها ‪ 100 - 20‬ألف ليرة سوريّا‪.‬‬

‫((قبل)) تطبيق قانون ((اإلصالح الزراعى)) عام ‪ ،1958‬كان يعود أكثر من ‪ 2/1‬األراض ((الصالحة للزراعة)) ل ((كبار ُم ّالك‬
‫األراض)) ‪ 3/2 +‬األراض ((المزروعة)) حوالى ‪ 7000‬أُسرة من ((كبار ُم ّالك األراض)) إمتلكت أكثر من ‪ 3‬ماليين هكتار من األرض‬
‫‪ 4/3 +‬المساحات ((المرويّة)) أى ‪ 400‬ألف هكتار إمتلكها ‪ 1600‬أُسرة‪.‬‬

‫دلت على أنّه كان يعود ‪ %13‬فقط من ((األراض‬ ‫أجرت بعثة ((البنك الدولى)) ل ((اإلصالح و التطوير)) عام ‪ 1953‬العديد من األبحاث ّ‬
‫الصالحة ل اإلستعمال)) ل ((صغار ال ُم ّالك)) ب حيازات من ‪ 2‬إلى ‪ 7‬هكتار بجانب ‪ %38‬ل (( ُمتوسّطى ال ُم ّالك)) ب حيازات من ‪10‬‬
‫إلى ‪ 100‬هكتار باإلضافة إلى ‪ %49‬ل ((كبار ال ُم ّالك)) ب حيازات من ‪ 100‬إلى ‪ 500‬هكتار‪ .‬فيما قدّم ‪ 344‬مالك أراض معلومات بعد‬
‫س ّكان تملُك‬
‫إصدار قانون ((اإلصالح الزراعى)) عن وجود ملكيّة فى حوزتهم تبلُغ ‪ 2375‬ألف هيكتار أى من ((أقل)) من ‪ %6‬من ال ُ‬
‫فالحيّة مساحة ‪ %20‬من األراض الصالحة ل الزراعة علما ً ب أنّ‬ ‫‪ %35‬من ُكل األراض ال ُمستعملة فى حين كانت تملُك ‪ 500‬ألف أُسرة ّ‬
‫ع ّمال زراعيّين))‬ ‫ُ‬ ‫‪-‬‬ ‫حاصصة‬ ‫م‬
‫ُ‬ ‫((ال‬ ‫على‬ ‫للعمل‬ ‫ة‬‫ضطر‬
‫ّ‬ ‫م‬‫ُ‬ ‫كانت‬ ‫و‬ ‫ً‬ ‫ا‬‫أبد‬ ‫‪ 350‬ألف أُسرة ّ‬
‫فالحيّة من عدادهم أو ‪ %70‬كانت ((ال)) تملُك أرضا ً‬

‫بلغت نسبة األراض ((ال ُمصادرة)) ‪ 15.7%‬فقط من ُمجمل مساحة ((األراض المرويّة))‪ .‬و يرجع السبب ل ((عدم)) شمول العديد من‬
‫يتصرفون ب ‪ 750‬ألف هكتارا ً‬
‫ّ‬ ‫األراض ل قانون ((اإلصالح الزراعى)) بسبب الحجج ال ُمختلفة التى قدّمها (( ُم ّالك األراض)) الذين ظلّوا‬
‫من أفضل األراضى‬

‫ّ‬
‫لإلطالع على النسب ال ُمختلفة ل ((البرجوازيّة السوريّا))‪ ،‬هااااااام‬
‫صفحة ‪ 14‬و ‪15‬‬

‫صا ً فى تركيب ال ُمجمع السورى بسبب ((كثرة عددها‪ ،‬قلّة‬ ‫ّ‬


‫((الفالحين و فُقراء ال ُمدن)) مكانا ً خا ّ‬ ‫إحتلّت طبقات و قطاعات إجتماعيّة ك‬
‫للفالحين السوريّين ‪ %20‬فقط من األراض ال ُمستعملة ((قبل)) إجراء اإلصالح الزراعى عام ‪ 1958‬و كان ‪%70‬‬ ‫ملكيّتها)) إذ كان يعود ّ‬
‫الفالحون المالكون ل‬‫الفالحين ((دون أرض)) أو يملكون القليل منها ف يعملون ب ((ال ُمحاصصة عند كبار ُم ّالك األراض))‪ .‬و ص ّنف ّ‬ ‫من ّ‬
‫‪ 30 - 20‬هكتاراً من األراض ((البعليّة)) فى مناطق ((زراعة الحبوب)) أو ‪ 5 - 2‬هكتاراً من األراض ((المرويّة)) فى ((ضواحى ال ُمدن‬
‫(الفالحين ال ُمتوسّطين‪ ،‬برجوازيّة صغيرة)‬ ‫ّ‬ ‫و المناطق القريبة من السوق)) فى عداد‬

‫((إزداد)) عدد ((الُع ّمال الزراعيّين)) على الرغم من ((تطبيق)) قانون ((اإلصالح الزراعى)) بسبب ((عدم إمكانيّة إستعمال األراض التى‬
‫ّ‬
‫((الفالحين‬ ‫قدّمها لهم اإلصالح)) م ّما دفعهم إلى ((تأجير األراض إلى ّ‬
‫الفالحين األكثر يُسراً))‪ .‬بينما تر ّكز تج ُّمع الفئة الجديدة من‬
‫الميسورين)) بشكل أسالى فى ((ضواحى ال ُمدن ال ُكبرى)) فى مجاالت ((غرس الحدائق‪ ،‬اليساتين‪ ،‬إلخ ‪))...‬‬

‫س ّكان ((العاملين))‪.‬‬‫((الفالحين)) فى سوريّا ‪ 765 - 755‬ألف إنسان حتّى عام ‪ 1961‬ش ّكلوا ‪ %53 - 52‬من مجموع ال ُ‬‫ّ‬ ‫بلغ عدد‬
‫س ّكان العام‪.‬‬‫بينما وصل عدد ((فُقراء ال ُمدُن)) إلى ‪ 350 - 330‬ألف إنسان عام ‪ 1961‬ش ّكلوا ‪ %24 - 23‬من مجموع ال ُ‬

‫نظمات تموز السياسيّة)) فى مرحلة ما بعد ((اإلطاحة ب نظام اإلنفصال)) كان‬ ‫ظهرت فى ((سوريّا)) جماعة أطلقت على نفسها إسم (( ُم ّ‬
‫ّ‬ ‫هدفها ((إعادة الوحدة مع مصر)) ّ‬
‫تتألف من ‪(( ::‬اإلتّحاد اإلشتراكى العربى ‪ -‬حركة اإلشتراكيّين العرب ‪ُ -‬منظمة اإلشتراكيّين التموزيّين‪،‬‬
‫إلخ)) و كان يُعتبر ((أكبرها)) عددا ً هو ((اإلتّحاد اإلشتراكى العربى)) ال ُمؤسّس عام ‪ 1964‬على أساس ((اإلتّحاد القومى ‪ -‬ال ُم ّ‬
‫نظمة‬
‫حلت محل األحزاب السياسيّة ((الممنوعة فى عهد الوحدة)) ُمماثالً ل ((ميثاق العمل الوطنى ل اإلتّحاد اإلشتراكى العربى‬ ‫السياسيّة)) التى ّ‬
‫فى مصر))‪.‬‬
‫القوات األجنبيّة‬
‫صة)) ل سوريّا و جالء ّ‬
‫‪ )-3‬النضال فى سبيل تسليم ((الوحدات الخا ّ‬

‫من صفحة ‪ 22‬إلى صفحة ‪29‬‬

‫العلوين)) من كتاب ّ‬
‫(فالحو سوريّا))‪ ،‬من ‪ 303‬إلى ‪308‬‬ ‫ّ‬ ‫ضبّاط‬
‫((أسباب النفوذ القوى لل ُ‬

‫‪http://www.mod.gov.sy/index.php?node=554&cat=1172‬‬

‫‪http://defense-arab.com/vb/threads/116393/‬‬

‫‪ )-4‬نشاط الحكومة البرجوازيّة ‪ -‬اإلقطاعيّة ‪1949 - 1946‬‬

‫سلطة من سياسى المدرسة ((القديمة)) أمثال ‪(( ::‬شُكرى القوتلى ‪ +‬جميل مردم ‪ +‬إلخ ‪))...‬‬ ‫إتّكل ((البرجوازيّين الوطنيّين)) القائمين على ال ُ‬
‫من ال ُمتعاونين مع طبقة ((اإلقطاعيّين ‪ُ +‬م ّالك األراض)) التى لها تمثيل فى ((البرلمان)) ‪ ،‬على ((ال ُمساعدات األجنبيّة)) بدالً من العمل ل‬
‫بناء ((إقتصاد ُمستقل))‬

‫((إنهار)) إبان الحملة اإلنتخابيّة حزب ((التكتُّل الوطنى)) الحاكم فى البلد بشكل فعلى و ش ّكل ((السياسيّون الخارجيّون)) عليه تج ُّمعات و‬
‫ُكتل جديدة‪ ،‬لكن ((أكثريّتهم)) فضّلوا إعتبار أنفسهم ك ((مثستقلّين)) " ال " ينتمون ل أى حزب‪ .‬و دخلت فى بداية نيسان‪ 1947‬مجكوعة‬
‫من ُزعماء ((التكتُّل الوطنى)) البارزين أمثال ‪(( ::‬عبد الرحمن الكيالى ‪ +‬ميخائيل اليان ‪ +‬خالد العظم ‪ +‬جميل مردم ‪ +‬صبرى العسلى))‬
‫سه ((سعد هللا الجابرى)) و الذى أصبح فيما بعد أساس ((الحزب الوطنى))‪.‬‬ ‫فى ((الجمهورى العربى)) الذى أسّسهُ ((نبيه العظمة)) و ترأ ّ ُ‬
‫أ ّما ُزعماء التكتُّل الوطنى اآلخرون أمثال ‪ُ (( ::‬منير العجالنى ‪ +‬على بوظو ‪ +‬زكى الكاتب ‪ +‬حسن الحكيم ‪ُ +‬رشدى الكيخيا)) فقد تج ّمعوا‬
‫سه ((حزب الشعب))‪.‬‬ ‫ش ّكل على أسا ُ‬ ‫حول الحزب ((الليبرالى)) الذى ُ‬

‫أدّت إنتخابات ‪ 22‬نيسان ‪ 1947‬إلى ((فشل)) ُزعماء حزب ((التكتُّل الوطنى)) الحاكم و " إنتصار " ((ال ُمعارضة)) التى حصلت على ‪53‬‬
‫مقعدا ً و كانت غالبيّة المقاعد ((أكثر)) من ‪ %50‬من نصيب ((ال ُمستقلّين))‪.‬‬

‫بدأت أزمة سياسيّة خالل إنعقاد الدورة األولى من البرلمان ((أيلول ‪ ))1947‬كان سببها ((إنعدام)) الرغبة لدى ((الحزب الوطنى ‪ +‬حزب‬
‫الشعب)) فى تشكيل وزارة ((واحدة)) عندما فضّل ((الحزب الوطنى)) أن ينضوى تحت جناح ((ال ُمعارضة)) بينما طالب ((حزب الشعب))‬
‫ب ضم ُممثّلى مجموعتين سياسيّتين قد ((توحّدتا)) ّ‬
‫لتوهما ((داخل‪ ،‬الحزب الوطنى)) و هُما ‪ ::‬المجموعة ((الليبراليّة ‪ +‬الشعبيّة))‪ .‬لكن فى‬
‫صل إلى إتّفاق مع ((المجموعة الشعبيّة)) و من ث ّم تشكيل حكومة ((ض ّمت المجموعتين))‬ ‫نهاية األمر‪ ،‬إستطاع ((الحزب الوطنى)) أن يتو ّ‬
‫يتولى ((جميل مردم)) منصب (( رئاسة الوزراء و وزير الخارجيّة)) بينما يتولّى ((أحمد الشرباتى)) منصب ((وزير الدفاع)) و‬ ‫على أن ّ‬
‫الذى خاض اإلنتخابات ك (( ُمستقل)) " قبل " أن ينضم ل (الحزب الوطنى)‬

‫كان على الحكومة أن تُناقش ((تعديالت الدستور)) التى قدّمها مجموعة من أعضاء البرلمان ُمه ّمتها ((إعادة إنتخاب الرئيس شُكرى‬
‫القواتلى)) لفترة جديدة‪ ،‬و ((تثبيت تجربة إنتخاب الرئيس من قِبَل البرلمان)) و لقد قام ((البعث)) ب توجيه ((نقد)) شديد فردّت الحكومة‬
‫على ذلك ب (( ُمصادرة جريدة البعث ‪ +‬منع نشاط الحزب)) و لكن ((وافقت)) أغلبيّة أعضاء البرلمان فى نهاية األمر على ((التعديل‬
‫الدستورى)) و أُعيد فى ‪ 18‬نيسان ‪(( 1948‬إنتخاب القواتلى‪ ،‬رئيسا ً للجمهوريّة))‪.‬‬

‫كانت العالقات ((الماليّة)) بين ((سوريّا ‪ -‬لبنان)) من جهه و ((فرنسا‪ ،‬ال ُمنتدبة)) من جهه أُخرى إحدى أهم الوسائل التى ((لم)) تلق ّ‬
‫حالً‬
‫القوات األجنبيّة)) و كانت ال ُمفاوضات حول تسوية هذه ال ُمشكلة بدأت فى ((باريس)) ‪ 1‬أكتوبر ‪1947‬‬
‫بعد ((إلغاء اإلنتداب ‪ +‬جالء ّ‬

‫إقترحت ((فرنسا)) ب تحويل ‪ 3/1‬موجودات بنك ((سوريّا ‪ -‬لبنان)) الذى يُشرف على إصدار ((األوراق النقديّة السوريّا ‪ -‬اللبنانيّة)) عن‬
‫طريق ((تصدير البضائع ‪ +‬العُملة الصعبة ُجزئيّاً‪ ،‬إلى سوريّا ‪ -‬لبنان)) و كذلك ((ضمان)) سعر عُمتليهما من ((ال ُخسارة)) فى حال تم‬
‫أن الحكومة‬ ‫((خفض قيمة الفرنك الفرنسى)) خالل ‪ 10‬سنوات ‪ +‬تحويل ال ُممتلكات الفرنسيّة الواقعة فى البلدين إلى ((فرنسا)) غير ّ‬
‫((السوريّا)) أعربت فى ‪ 31‬يناير ‪ 1848‬عن ((عدم موافقتها)) على جميع الشروط ال ُمقدّمة و أعلنت ((سعر العُملة السوريّا)) بشكل‬
‫(( ُمستقل عن فرنسا))‬

‫لإلطالع على قوانين ((العُ ّمال))‬ ‫ّ‬


‫التى ((لم ))تُطبّق عمليّاً‪،‬‬
‫صفحة ‪ 33‬و ‪34‬‬

‫أخذت الحكومة ((تُضيّق)) ب ُكل الوسائل على ((ال ُح ّريّات الدي ُمقراطيّة)) بعدما تصاعدت الدعوات ((اإلصالح الزراعى ‪ +‬نظام ديمقراطى‬
‫فى اإلنتخابات ‪ُ +‬ح ّريّة الصحافة و األحزاب و النقابات)) خوفا ً من ((توسيع و تعميق الحركة الدي ُمقراطيّة)) فى البالد عن طريق إت ّخاذ‬
‫اإلجراءات اآلتية ‪(( ::‬منع الحزب الشيوعى فى شباط عام ‪ + 1947‬إغالق صحيفتُه)) باإلضافة إلى ((إعتقاالت جماعيّة ل البعث و‬
‫الشيوعيّة فى آيار ‪))1948‬‬
‫لإلطالع على أحداث ((اإلضطرابات و األحكام العُرفيّة)) فى البالد نتيجة ((توقيع ُمعاهدات إقتصاديّة ‪ -‬بتروليّة)) مع ((الغرب)) بجانب‬ ‫ّ‬
‫الهزيمة فى حرب ((فلسطين))‪(( ،‬هاااااااااااااااااااااااااااااااااااااام))‬
‫صفحة ‪ 34‬إلى صفحة ‪40‬‬

‫‪------------------------------‬‬
‫‪------------------------------‬‬
‫‪------------------------------‬‬

‫الفصل الثانى‬

‫نضال الشعب السورى ضد أنظمة الديكتاتوريّة العسكريّة‬


‫((‪))1954 - 1949‬‬

‫‪ )-1‬إنقالب (( ُحسنى الزعيم))‬


‫‪ 30‬آذار ‪1949‬‬

‫إتّهم (( ُحسنى الزعيم)) فى بيانه الخاص ب توضيح أسباب إنقالب ‪ 30‬آذار ‪ 1949‬العسكرى‪(( ،‬الحكومة السابقة ‪ ::‬الفساد ‪ +‬خرق‬
‫الدستور ‪ +‬قوانين البلد ‪ +‬الثراء الغير مشروع ‪ +‬تدهور أوضاع العُ ّمال و ّ‬
‫الفالحين ‪ +‬اإلقطاعيّة))‬

‫كانت ل عدد من الدول ((العربيّة)) بجانب ((إنجلترا‪ ،‬فرنسا‪ ،‬أميركا)) علما ً ُمسبقا ً ب موعد اإلنقالب بدليل وصول ((برقيّة من ُ‬
‫ع ّمان إلى‬
‫السفارة األردنية ب إنجلترا)) تفيدها علما ً ب ((بدء زحف الفيلق العربى نحو الحدود السوريّا)) بالتوازى مع قيام ((العراق)) ب تيسير‬
‫جموعها على ((الحدود السوريّا ‪ -‬العراقيّة))‪ .‬كما قام ((سفير فرنسا فى دمشق)) ب إبالغ (( ُحسنى الزعيم)) ب ُمباركة ((فرنسا لإلنقالب و‬
‫إستعدادها ل تقديم دعما ً ((ال)) محدود لصد أيّة ُمحاولة تهدف القضاء على اإلستقالل))‪.‬‬

‫إستلم (( ُحسنى الزعيم)) منصب ((رئيس الوزراء ‪ +‬وزير الداخليّة ‪ +‬وزير الدفاع)) ب ُمباركة ((البعث ‪ +‬حزب الشعب ‪ +‬إلخ ‪))....‬‬

‫على عكس التوقُّعات‪ ،‬قام (( ُحسنى الزعيم)) ب ((رفع رواتب ال ُ‬


‫ضبّاط ‪ +‬فرض ضرائب جديدة ‪ +‬تجنيد المواطنين من أعمار ُمختلفة ‪+‬‬
‫منع ‪ 19‬صحيفة فى دمشق وحدها عن الصدور ‪ +‬إصدار مرسوم قضائى ل تجريم اإلضراب و تشكيل مجلس قضائى ل ُمحاكمة‬
‫ال ُمجرمين))‬

‫قرار يوم ‪ 1‬نيسان ‪ 1949‬ب ((حل البرلمان)) باإلضافة إلى ((إجبار‪ ،‬القواتلى على اإلستقالة))‬
‫ً‬ ‫أصدر‬

‫قدم ((وفد عراقى)) إلى ((دمشق)) لعرض مشروع ((كونفدرالى)) باإلضافة إلى إجراء ُمباحثات حول عقد ((إتّفاقيّة عسكريّة)) فى المرحلة‬
‫أن ((سوريّا تدعو لإلتّحاد مع العراق))‬
‫األولى ((بعد)) إعالن (( ُحسنى الزعيم)) فى نيسان ‪ 1949‬ب ّ‬

‫إقترحت ((فرنسا)) على (( ُحسنى الزعيم)) قرضا ً ب ‪ 3‬مليون فرنك فرنسى باإلضافة إلى ((وعد بالوقوف بجانب سوريّا ضد أى عدوان))‪.‬‬
‫األمر الذى أدّى إلى ‪::‬‬

‫أ‪ )-‬عقد إتّفاقيّة ((نقديّة))‬


‫مع ((فرنسا))‬

‫ب‪ )-‬شراء صفقة ((أسلحة)) كبيرة من ((فرنسا)) ب ((القرض)) ‪ 3‬ماليين فرنك‬

‫ج‪(( )-‬التصديق)) على إتّفاقيّة ((التابالين األمريكيّة)) حول تمديد أنابيب النفط ((بدون)) إخبار ((الحكومة)) بذلك‬

‫للتقارب مع العراق))‪ .‬األمر الذى دعا ((ملك‬


‫ُ‬ ‫((قبل)) " ُحسنى الزعيم " ال ُمساعدات الماليّة من ((مصر ‪ +‬السعوديّة)) بعدما أعلن ((إمتناعُه‬
‫السعوديّة)) ب الردعلى تصريحات ((عبدهللا)) قائالً ‪( ::‬سينظر إلى أى إعتداء على سوريّا ك عدوان ضد السعوديّة) م ّما ساهم فى إرسال‬
‫وفود ((سوريّا)) يوم ‪ 12‬نيسان إلى ((الرياض)) من ث ّم إلى ((القاهرة)) يوم ‪ 13‬نيسان‪.‬‬
‫((عزام باشا‪ ،‬أمين عام جامعة الدول العربيّة)) إلى ((دمشق)) فى نيسان ل‬‫ّ‬ ‫و بال ُمقابل قامت ((القاهرة)) ب رد الزيارة عن طريق إرسال‬
‫إجراء ُمحادثات‬

‫إعترفت ((مصر ‪ +‬السعوديّة)) ب ُحكم " الزعيم " رسميّا ً يوم ‪ 23‬نيسان بعد زيارتُه ل ((القاهرة)) يوم ‪ 21‬نيسان و ما ترتّب عليه من‬
‫إعالنه ل ((إغالق الحدود مع العراق و األردن))‪ .‬كما إعترفت (((أميركا و فرنسا)) يوم ‪ 27‬نيسان ب " الزعيم " رسميّا ً من أجل‬
‫الحصول على (دعم إقتصادى و عسكرى من أميركا) و أعلنت إنّها ستكون ((ضد أى تغيير فى خارطة الشرق األوسط ال ُجغرافيّة))‬
‫سرعان ما ((أُعتقل)) عدد من أعضاء ((حزب الشعب)) إحتجاجا ً على نهج الحكومة‬
‫((إستقال‪ ،‬فوزى األتاسى)) من وزارة " الزعيم " و ُ‬
‫الجديد بالتوازى مع قيام (( ُحسنى الزعيم)) ب إصدار مرسوما ً يوم ‪ 29‬آيار يقضى ب (حل جميع األحزاب ال ُمعارضة ‪ +‬منع تشكيل أى‬
‫حزب جديد حتّى إقرار الدستور)‬

‫تم تشكيل حكومة (( ُمحسن البرازى)) بعد أن ((فاز)) ُحسنى الزعيم فى إستفتاء ((رئاسة ال ُجمهوريّة)) يوم ‪ 25‬حزيران ب ُمشاركة ‪%10‬‬
‫من مجموع الناخبين‪.‬‬

‫ّ‬
‫لإلطالع على أحداث ((الشغب ‪ +‬إضراب المساجين))‪،‬‬
‫صفحة ‪48‬‬

‫‪ )-2‬إنقالب العقيد سامى حنّاوى‬

‫ُ‬
‫حيث أرسل‬ ‫قام العقيد ((الحنّاوى)) فى آب ‪ 1949‬ب إنقالب عسكرى ناجح ب دعم ((حزب الشعب ‪ +‬العراق)) و إشراف ((بريطانى))‬
‫((إيتلى‪ ،‬رئيس وزراء بريطانيا)) فى بيان إذاعى ((التهنئة)) إلى ((هاشم األتاسى‪ ،‬زعيم حزب الشعب))‪.‬‬

‫كون من ‪ 11‬عُضو بقيادة (الحنّاوى)‪.‬‬


‫سلطة إلى أيدى ((مجلس عسكرى أعلى)) ُم ّ‬
‫إنتقلت ال ُ‬

‫((أعاد)) " الحنّاوى " نشاط ((األحزاب)) مع تكليف السيّد ((هاشم األتاسى)) ب تشكيل ((حكومة ُمؤقّتة)) ُمه ّمتها ((التحضير‪ ،‬إنتخابات‬
‫المجلس التأسيسى ‪ +‬صياغة الدستور)) م ّما زاد من شعبيته و أدّى إلى إدخال ((عفلق ‪ +‬الحورانى)) فى التشكيل ((الوزارى)) ‪(( +‬لجنة‬
‫إعداد الدستور))‪.‬‬

‫أصدر الحكومة قرارا ً ب ((إلغاء مراسيم و قوانين الزعيم)) مثل ‪(( ::‬إتّفاقيّة ((التابالين)) ‪ +‬اإلتّفاقيّة ((النقديّة)) مع فرنسا))‪.‬‬

‫((وافقت)) حكومة ((العراق)) على المطالب ((السوريّا)) و التى تقضى ب ((الحفاظ على نظام سوريّا الجمهورى)) إذا قامت ((الوحدة))‬
‫بيا البلدين‪ ،‬لكن ((عارضت)) ُمقترح ((سورى)) يقضى ب ((تعيين ُممثّلين ل المجلس األعلى ال ُمقترح لإلتّحاد السورى ‪ -‬العراقى)) و‬
‫اإلكتفاء ب‬
‫(( ُممثّل واحد))‬

‫خططت الحكومة ل ضرورة إجراء ((إنتخابات المجلس التأسيسى)) ّأوالً ثُم ((إعداد الدستور الجديد)) ك خطوة ّأوليّة على طريق تنفيذ‬
‫((الوحدة)) بسبب إشتداد الحركات ((ال ُمناهضة)) ل الوحدة أه ّمها ((الحزب الشيوعى السورى))‪،‬‬
‫صفحة ‪51‬‬

‫((رشدى الكيخيا)) فى منصب ((رئيس المجلس التأسيسى)) و تعيين السيّد ((هاشم األتاسى)) فى منصب ((رئاسة‬
‫نتج عن اإلنتخابات تعيين ُ‬
‫ال ُجمهوريّة ُمؤقّتاً))‬

‫‪ )-3‬إنقالب أديب الشيشكلى‬


‫‪1951 - 1949‬‬

‫درعة)) يوم ‪ 19‬ديسمبر ل ((إغالق دمشق من‬ ‫بعد أن شعر ((الحنّاوى)) ب زيادة اإلستياء العام فى البلد‪ ،‬أعطى أوامره إلى ((الوحدات ال ُم ّ‬
‫التحرك ال ُمرتقب للجيش)) لكن أعدا ُءه قد سبقوه و باغتوا ب ((إنقالب عسكرى)) بقيادة ((الشيشكلى)) ب ُمباركة ((الحورانى))‬‫ُّ‬ ‫أجل عرقلة‬
‫الذى طمح ل تطبيق ((اإلصالح الزراعى))‬

‫إكتفى ((الشيشكلى)) بمنصب ((رئاسة األركان)) على أن يقوم بفرض ((فيتو)) على أى تشكيل ((وزارى)) " ال " يُناسبه كما ((لم)) يجر‬
‫تعيين أى وزير ((دون)) إستشارة ُمسبقة من ِق َبل ((الرئيس ‪ +‬رئيس الوزراء)) مع ((أديب الشيشكلى)) الذى كان يُسيطر هو و جماعتُه‬
‫سلطات ((الشيشكلى)) ب طلبه‬ ‫على ((الجيش ‪ +‬الشُرطة ‪ +‬الجندرما ‪ +‬ال ُمخابرات))‪ .‬حين حاول حزب ((الشعب)) أن ((يُضعف)) من ُ‬
‫تسليم ((الجندرما)) إلى ((وزارة الداخليّة)) ‪ +‬تعيين شخصيّة ((مدنيّة)) فى وزارة ((الدفاع))‪ ،‬قوبل طلبه ب ((الرفض)) ألّن مسألة تعيين‬
‫((وزير الدفاع)) من إختصاص ((الجيش)) فقط‪.‬‬

‫تبدّل فى سوريّا ُمنذ ‪ 27‬ديسمبر ‪ 1949‬إلى أكتوبر ‪ 1951‬أى خالل فترة ((أقل)) من عامين‪ 6 ،‬حكومات‪.‬‬

‫ما ساعد فى تزطيد موقف ((حزب الشعب)) هو قيام ((العراض)) باإلرسال الفورى للسالح من ضمنها الطائرات على عكس ((مصر))‬
‫التى ((تأ ّخرت)) فى إرسال شُحنة السالح خالل فترة توقيع ((ال ُهدنة مع إسرائيل)) ‪1951‬‬
‫بعث ((الشيشكلى)) من جديد ُكل اإلتّفاقيّات الخارجيّة ال ُمصادق عليها إبان فترة ُحكم (( ُحسنى الزعيم)) بما فيها ‪::‬‬

‫أ‪ )-‬إتّفاقيّة ((التابالين))‬

‫ب‪ )-‬شركة ((نفط العراق))‬

‫ج‪ )-‬اإلتّفاقيّة ((النقديّة)) مع فرنسا‬

‫د‪ )-‬إتّفاقيّة مع شركة ((باكتيل)) فى ‪ 28‬آب ‪ 1951‬حول تمديد أنابيب النفط عبر األراض السوريّا باإلشتراك مع شركة ((نفط الكويت))‬
‫كما حصلت على ((موافقة)) شركة ((نفط العراق)) لل ُمشاركة فى تمديد خط أنابيب آخر إلى ((بانياس))‬

‫م ّما ساهم فى ((رفع)) ُمستوى التمثيل ((الدبلوماسى األميركى فى سوريّا)) إلى ((سفارة)) عام ‪1950‬‬

‫لإلطالع على موقف الحكومات ((السوريّا)) من ((البيان الثُالثى)) الصادر عن القوال الغربيّة ((بريطانيا ‪ +‬فرنسا ‪ +‬أميركا)) ‪-‬‬ ‫ّ‬
‫((هاااااااااااااااااااااام))‪ ،‬صفحة ‪ 56‬و ‪57‬‬

‫ّ‬
‫لإلطالع على ((برنامج ترومان)) ‪(( +‬قيادة الشرق األوسط)) ال ُمقترح من ((أميركا‪ ،‬إنجلترا‪ ،‬فرنسا‪ ،‬تُركيا))‪ ،‬صفحة ‪ 57‬و ‪58‬‬

‫لقد رافقت ُمحاوالت ((إستبعاد سوريّا)) على ال ُمستوى ((السياسى ‪ +‬اإلقتصادى)) من قِبَل الدول ((الغربيّة)) نشاطات محمومة لل‬
‫((إحتكارات األجنبيّة ال ُم ّ‬
‫تسلطة داخل البلد)) ‪:‬‬

‫أ‪ )-‬التالعب الدائم من قِبَل ((إدارة الشركات األجنبيّة)) فى تنفيذ قانون العمل عام ‪1946‬‬

‫مركيّة ‪ +‬اإلشراف على الدخل‬


‫ب‪ )-‬حصول تلك الشركات على عدد من ((اإلمتيازات)) من أه ّمها ‪(( ::‬اإلعفاء من الرسوم و الضرائب ال ُج ُ‬
‫‪ +‬إلخ ‪))....‬‬

‫ُ‬
‫حيث تم‬ ‫ج‪(( )-‬تسهيل)) عمليّة ((تدفُّق البضائع األجنبيّة الرخيص)) م ّما أدّى إلى ((إغالق الكثير من المعامل السوريّا ‪ +‬طرد العُ ّمال))‬
‫طرد ‪ 5400‬عامل فى ((حلب)) وحدها عام ‪1950‬‬

‫ّ‬
‫لإلطالع على أحداث ((إضراب العُ ّمال)) ‪ +‬تصويت البرلمان يوم ‪ 29‬ديسمبر على تأميم شركتى ((الماء و الكهرباء))‪ ،‬صفحة ‪59‬‬

‫((أول)) دستور يُقر حقوق ((الش ّغيلة اإلجتماعيّة و‬


‫تم إقرار ((الدستور)) الجديد من قِبَل ((المجلس التأسيسى)) فى ‪ 1950/9/5‬و كان ّ‬
‫اإلقتصاديّة)) بشكل واسع على ((حق العُ ّمال ‪ُ +‬ح ّريّة الكلمة‪ ،‬الصحافة اإلجتماع‪ ،‬التظاهُر‪ ،‬التج ّمه فى النقابات ‪ +‬إلخ ‪ ))....‬فى ظل‬
‫صة‬
‫حيث سعت ((اللجنة الخا ّ‬ ‫ُ‬ ‫خالفات دائمة بين ((المجلس التأسيسى و جزب الشعب من جهه)) و ((مجموعة الشيشكلى)) من جهه أُخرى‪،‬‬
‫سلطات الرئيس))‬ ‫ب إعداد الدستور)) و التى كان أغلبها ((حزب الشعب)) إلى العمل على ((توطيد و توسيع حقوق البرلمان ‪ +‬الحد من ُ‬
‫إقراره‪ ،‬أصبحت وظيفة ((الرئيس)) بمثابة الدور ((الشكلى)) فقط تمحصر فى ((ال ُمصادقة على‬ ‫ُ‬ ‫ف بناء على دستور ‪ 1950‬الذى تم‬
‫قرارات البرلمان ‪ +‬مجلس الوزراء)) التى صيغت نهائىّاً‪.‬‬

‫وقّعت ((سوريّا)) فى نيسان ‪(( 1950‬ميثاق الدفاع الجماعى و التعاون اإلقتصادى)) مع عدد من البلدان ((العربيّة))‬

‫ُ‬
‫حيث قال ‪(( ::‬يُمكن إنقاذ الشرق األوسط من الحرب ال ُمقبلة فى حالة واحدة‬ ‫نُشرت تصريحات ل ((معروف الدواليبى)) فى نيسان ‪1950‬‬
‫فقط إذا وقّعنا ُمعاهدة ((عدم إعتداء)) بين الشعوب العربيّة و اإلتّحاد السوفييتّى))‪ ،‬األمر الذى القى ((إستحسان)) الرأى العام السورى‬

‫بعد إستقالة حكومة ((حسن الحكيم))‪ ،‬بقيت البالد ((بدون)) حكومة ل ُمدّة ‪ 18‬بوما ً بسبب الخالفات بين السياسيّين و الجيش حتّى تم تكليف‬
‫((معروف الدواليبى)) لتشكيل الحكومة مساء ‪ُ 1950/28/10‬معظمها من ((حزب الشعب)) ب تمثيل ‪ 7‬من أصل ‪ 10‬بينما شغل‬
‫((الدواليبى)) منصبى ((رئيس الوزراء ‪ +‬وزير الدفاع))‪ ،‬صفحة ‪61‬‬

‫قام ((حزب الشعب)) بإعداد و تسليم مجموعة من المشاريع إلى ((هاشم األتاسى‪ ،‬رئيس ال ُجمهوريّة)) فى ((السر)) من وراء ((الشيشكلى))‬
‫تتض ّمن ‪::‬‬

‫((القوات ال ُمسلّحة)) تحت إشراف‬


‫ّ‬ ‫تصرف ((مجلس الوزراء)) بعد أن يتم وضع‬
‫ُّ‬ ‫أ‪ )-‬وضع ُم ّ‬
‫نظمات ((الدفاع الوطنى)) تحت إشراف و‬
‫((حزب الشعب))‬

‫ب‪ )-‬نقل ((الجندرما ‪ +‬الشُرطة ‪ +‬إدارة التجسُّس ‪ +‬مكافحة الجاسوسيّة)) إلى ((وزارة الداخليّة))‬

‫ج‪ )-‬تولّى ((مدنى)) لمنصب ((وزير الدفاع))‬


‫خشى ((الشيشكلى)) من قيام ((الدواليبى)) بتقديم طلب ل ((عزل الشيشكلى)) من منصب ((رئاسة األركان)) بصفته ((وزير الدفاع)) بعد‬
‫درعات ب أمر من الشيشكلى إلى ((دمشق)) ليلة ‪ 29 - 28‬أكتوبر‬ ‫إسبوعين فقط إلى ((البرلمان ‪ +‬رئيس ال ُجمهوريّة)) لذلك تم نزل ال ُم ّ‬
‫التى لعبت دورا ً حاسما ً فى إنقالب ‪ 19‬كانون ‪ 1949‬باإلضافة إلى تطبيق ((قانون حالة الحرب ل عام ‪ ))1948‬الذى ُ‬
‫بموجبه تم‬
‫نواب مجلس الشعب))‪.‬‬ ‫حيث تم إعتقال ((الدوليبى‪ ،‬رئيس الوزراء ‪ +‬هشم األتاسى‪ ،‬رئيس ال ُجمهوريّة ‪ّ +‬‬ ‫ُ‬ ‫((إعتقال)) أى شخص‬

‫قام ((الشيشكلى)) بإرسال طلب إلى ((الدواليبى)) يدعوه فى إلى ((إسقالة أعضاء حزب الشعب من المناصب الوزاريّة ‪ +‬حل البرلمان))‬
‫ف ر ّد عليه ((الدواليبى)) ب " موافقته " يوم ‪ 1‬ديسمبر هو و ((هاشم األتاسى)) يوم ‪ 2‬ديسمبر على تقديم ((اإلستقالة)) لكن ((إمتنعوا عن‬
‫حل البرلمان))‬

‫((فشلت)) ُمحاوالت النائب ((حامد الخوجة)) على تشكيل الوزارة بسبب ((رفض أكثريّة األحزاب)) لإلنضواء فى تلك الوزارة التى تم‬
‫تكليفها ب ((حل البرلمان))‬

‫نشر ((الشيشكلى)) مرسوما ً يوم ‪ 2‬ديسمبر يقضى ب ((نقل ال ُ‬


‫سلطات التشريعيّة و التنفيذيّة إلى المجلس العسكرى األعلى‬
‫‪ +‬حل البرلمان))‬

‫سلطة الفرديّة ال ُمطلقة‪ ،‬قام ((الشيشكلى)) بإصدار مرسوم يوم ‪ 3‬ديسمبر ‪ 1951‬بتعيين ((العقيد‪ ،‬فوزى سلو))‬ ‫فى ُمحاولة ل ((إخفاء)) ال ُ‬
‫فى منصب ((رئاسة الوزراء ‪ +‬وزارة الدفاع)) مع نقل كا ّفة ال ُ‬
‫سلطات ((التشريعيّة ‪ +‬التنفيذيّة)) إليه‬

‫تغلغلت ((اإلحتكارات الفرنسيّة ‪ -‬األمريكيّة)) إلى داخل ((اإلقتصاد السورى)) بإصدار ما ال يقل عن ‪ 150‬قانونا ً ُمختلفا ً ‪ 300 +‬مرسوما ً‬
‫قضت على جميع ُمنجزات الشعب السورى‬

‫أ‪ )-‬إشراف الحكومة الكامل على الخدمات المدنيّة و المحاكم‬

‫سلطة‬
‫ب‪ )-‬إنهاء المحكمة العُليا و تحويل وظيفتها إلى وزارة العدليّة بمكتب إدارة من ‪ 3‬أشخاص عيّنتهم ال ُ‬

‫ج‪ )-‬تبديل ال ُمحافظين المدنيّين ب ((عسكريّين)) مع منحهم حق ((القضاء)) على أى تجم ُهر‬

‫د‪ )-‬منع العاملين فى الدولة من اإلشتراك فى اإلضطرابات أو النشاط السياسى‬

‫ص ُحف مثل ((السالم)) ‪ -‬لسان حال أنصار السلم ‪(( +‬اإلشتراكيّة)) ‪(( +‬الدستور)) ‪(( +‬البالد)) ‪(( +‬إلخ‬
‫ه‪ )-‬منع صدور عدد من ال ُ‬
‫‪)).........‬‬

‫و‪ )-‬فرض الخدمة اإللزاميّة و تحضير كبير لإلحتياط و إلغاء البدل عن الخدمة العسكريّة‬

‫ز‪ )-‬بلغت ((الميزانيّة الحربيّة)) فى ّأول موازنة للحكومة السوريّا يوم ‪ 5‬ديسمبر ‪ 1952‬حوالى ((النصف)) تقريبا ً ‪%54‬‬

‫ح‪ )-‬شراء ك ّميّات كبيرة من ((األسلحة الفرنسيّة)) و بناء ((الطرقات)) ذات األه ّميّة ((العسكريّة ‪ -‬اإلستراتيجيّة))‬
‫و توسيع ((المطارات))‬

‫ّ‬
‫لإلطالع على حركات ((العُ ّمال و ّ‬
‫الفالحين)) " ال ُمناهضة " ل ((الشيشكلى)) باإلضافة إلى اإلجراءات ((التعسُّفيّة))من قِبَل ((أجهزة األمن‬
‫ً‬
‫و الجيش)) مثل ((حصار‪ ،‬حلب)) بدءا من ‪ 27‬ديسمبر ل ُمدّة إسبوعين‪ ،‬صفحة ‪ 64‬إلى صفحة ‪68‬‬

‫أصدر ((الشيشكلى)) مرسوما ً فى ‪ 952/12/30‬حول ((توزيع أراض الدولة‪ ،‬غير المشغولة)) مع تحديد ملكيّة الفرد ب ‪ 150‬هكتارا ً فى‬
‫منطقة ((الجزيرة و الفرات)) ‪ 50 +‬هكتارا ً فى المناطق ((الصحراويّة‪ ،‬قليلة المياه))‪ ,‬و كانت أراض الدولة بصفة عا ّمة تقع فى مناطق‬
‫حولوها ب عملهم‬ ‫ّ‬
‫((الفالحين)) الذين كانوا قد ّ‬ ‫((صحراويّة غير صالحة لإلستعمال)) عالوة على ذلك كان ُجزء ((كبير)) يقع فى أيدى‬
‫الشاق إلى ((حقول صالحة)) و كان من أصل ‪ 560‬ألف هكتارا ً ((العائدة للبيع حسب المرسوم)) ‪ 543‬ألف هكتارا ً من هذه األراض م ّما‬
‫يتعرض المرسوم ل مصالح ((اإلقطاعيّين و كبار ال ُم ّالك)) بل على العكس‬ ‫ّ‬ ‫سبّب فى ((طرد جماعى ّ‬
‫للفالحين من أراض الدولة))‪((.‬لم))‬
‫صة مالك أراضى الدولة ب ‪ 200‬هكتاراً أى بزيادة ‪ 50‬هكتاراً))‪.‬‬ ‫فقد تم إصدار مرسوم جديد بتاريخ ‪ 3‬أكتوبر ‪ُ 1952‬حدّدت بموجبه ((ح ّ‬
‫على أيّة حال‪(( ،‬لم)) يتم تطبيق ((المرسومين))‪.‬‬
‫حاول " الشيشكلى " ((تقليص الرأسماليّة األجنبيّة)) عن طريق‬

‫أ‪ )-‬تعديل إتّفاقيّة ((التابالين)) فى حزيران ‪ 1952‬ل ((يتضاعف)) دخل الحكومة السوريّا من نسبة األرباح إلستغالل خطوط النفط من‬
‫‪ 450‬ألف إلى ‪ 1.1‬مليون دوالر ‪ +‬تزويد سوريّا بالنفط الخام حسب أسعار السوق الدوليّة‬

‫ب‪ )-‬فرض مرسوم ‪ 3‬آذار ‪ 1953‬على الشركات ((األجنبيّة)) فى ((سوريّا)) مع وجود أكثريّة من ((السوريّين فى قيادتها)) و كذلك‬
‫(( ُمدير سورى))‬

‫ج‪ )-‬تأميم شركات ((المياه ‪ +‬الكهرباء)) العائدة للرأسمال األجنبى باإلضافة إلى شركات ((نقليّات‪ ،‬دمشق‪ ،‬حلب‪ ،‬التبغ الفرنسيّة)) و التى‬
‫أعطى ل ُمساهميها ((تعويض ‪ 2.5‬مليون ليرة سوريّا))‬

‫أعلن " الشيشكلى " عن إعداده ل مشروع ((دستور)) فى صيف ‪ 1953‬على غرار ((دستور أميركا)) ّ‬
‫ألن تيسير األمور عن طريق‬
‫ُ‬
‫حيث يقضى الدستور الجديد ‪::‬‬ ‫((البرلمان)) قد ((إنقرض)) منذ القرن ال ‪ 18‬و ((ال)) يصلح لبلد مثل (سوريّا)‪.‬‬

‫((إنتخاب الرئيس ل ُمدّة ‪ 5‬سنوات ‪ +‬تعيين ((رئيس الوزراء)) من ِقبَل الرئيس ‪ +‬إعطاؤ المجلس الجديد صالحيّات ((تشريعيّة)) من أجل‬
‫((تصديق ال ُمعاهدات)) فقط ‪ +‬إعطاء ((الرئيس)) حق ((الفيتو)) على أى قانون يصدره ((المجلس)) ‪ +‬لل ((رئيس)) فقط حق ((تعديل‬
‫الدستور)) أو بموافقة ‪ 4/1‬أعضاء المجلس ‪(( +‬عدم)) ُمناقشة أى تعديالت فى مواد الدستور ّإال بعد عامين‬

‫تم إجراء إنتخابات ((رئاسيّة)) أُختير على إثرها ((الشيشكلى)) فى منصب ((رئيس ال ُحمهوريّة)) و كان هو نفسه قد أصبح ((نائبا ً ل رئيس‬
‫الوزراء ‪ +‬رئيس األركان)) فى آب ‪ 1952‬ثُم حصل على ((وزارة الداخليّة)) فى نيسان ‪ 1953‬كما أصدر مرسوما ً فى ‪ 15‬حزيران من‬
‫أجل ((توحيد)) منصبى ((رئاسة الجمهوريّة ‪ +‬رئاسة الوزراء))‬

‫فى ُمحاولة ل إعادة كسب ود الشعب و السياسيّين‪ ،‬أصدر ((الشيشكلى)) مرسوما ً يوم ‪ 19‬حزيران ‪ 1953‬يقضى ب ((إلغاء الحظر على‬
‫األحزاب السياسيّة الممنوعة)) ‪ +‬التأكيد على سالمة ((عودة‪ُ ،‬زعماء حزب البعث ‪ +‬اإلشتراكى‪ ،‬المنفيّين)) كما تم إصدار قانون إنتخابى‬
‫ى ((التحرير‬ ‫جديد يوم ‪ 30‬حزيران يقضى ب ((تخفيض)) عدد أعضاء البرلمان من ‪ 108‬إلى ‪ 82‬عُضوا ً و إشترك فى الحملة حزب ّ‬
‫العربى ‪ +‬السورى القومى اإلجتماعى)) باإلضافة إلى ((الحزب الشيوعى)) مع ((إمتناع‪ ،‬البعث ‪ +‬اإلشتراكى)) و كانت نتيجة اإلنتخابات‪،‬‬
‫فوز ‪ 72‬عُضوا ً من ((التحريرالعربى ‪ُ 9 +‬مسقلّين ‪ +‬نائب واحد من السورى القومى)) مع إنتخال ((مأمون الكزبرى‪ ،‬رئيسا ً للبرلمان))‪.‬‬

‫كما أصدر قانونا يوم ‪ 24‬أكتوبر ‪(( 1953‬إفتتاح البرلمان)) يقضى ب ((فك الحظر على صدور الجرائد لكن تلك التى تستطيع الظهور ‪6‬‬
‫مرات فى اإلسبوع ب تعداد ال يقل عن ‪ 2000‬نُسخة فى دمشق و ‪ 1500‬نُسخة فى حلب)) م ّما يتطلّب إمكانيّات ((ماليّة)) كبيرة‬
‫ّ‬

‫كما أصدر مرسوم يوم ‪ 1953/12/21‬أُعطيت ب موجبه ُكل حقوق ((إستخراج الثروات الباطنيّة فى سوريّا ل الدولة ‪ +‬و أن تكون تلك‬
‫الشركات كاملة من السوريّين ‪ +‬يعود ‪ 3/2‬من رأس مالها إلى سوريّا))‬

‫‪ )-4‬اإلطاحة ب دكتاتوريّة ((الشيشكلى))‬

‫تم تنظيم إضراب فى ((جامعة حلب ‪ +‬مدارسها ال ُمتوسّطة)) يوم ‪ 10‬ديسمبر ‪ 1953‬إحتجاجا ً على عرض مسرحيّة فى مدرسة أمريكيّة‬
‫أهانت مشاعر العرب‪ ،‬فتم إصدار أوامر من الحكومة ب ((إغالق المدارس)) ‪ +‬شن حملة إعتقاالت واسعة م ّما أدّى إلى إندالع ُمظاهرات‬
‫ى حمص)) القيام ب إضراب مع إرسال برقيّات بالتعاون مع (( ُمعلّمى حمص)) إلى‬ ‫تضا ُمن فى شتّى أنحاء سوريّا على إثرها أعلن ((محام ّ‬
‫مرضات مشفى دمشق))‬ ‫الشيشكلى ضد األعمال التعسُّفيّة بجانب تنظيم إضراب تضا ُمنى من قِبَل (( ُم ّ‬

‫ّ‬
‫لإلطالع على أحداث ((حبل العرب‪ ،‬الدروز)) خالل األزمة‪ ،‬صفحة ‪73‬‬

‫الزعماء السياسيّين من بينهم ((صبرى العسلى ‪ +‬أكرم الحورانى ‪ +‬ميشيل عفلق ‪ +‬البيطار)) فى يناير ‪1954‬‬‫تم ((إعتقال)) عدد من ُ‬
‫ضبّاط))‬
‫بجانب وضع ((هاشم األتاسى)) تحت ((اإلقامة الجبريّة)) باإلضافة إلى ((إعتقال و تسريح ُ‬

‫تم إعالن حالة ((الطوارئ)) فى ‪(( ::‬دمشق ‪ +‬حلب ‪ +‬حمص ‪ +‬حماه ‪ +‬السويداء)) بالتوازى مع إعالن ((الشيشكلى)) نفسه ((حاكما ً‬
‫عسكريّاً)) ‪ 28‬ديسمبر‬

‫وقفت جميع الوحدات العسكريّة ال ُمرابطة فى ((الشمال)) بالقُرب من ((حلب)) يوم ‪ 25‬شباط بقيادة (( ُمصطفى حمدون))‬
‫ّ‬
‫((محطة إذاعة حلب))‪.‬‬ ‫" ضد " الحكومة فقامت بالتعاون مع ((العُ ّمال ‪ +‬ال ُ‬
‫ط ّالب)) من أجل إحتالل مبان حكوميّة و باألخص‬

‫حررة)) و التى إنضم إليها وحدات من مناطق‬ ‫ش ّكلت ((القيادة العسكريّة)) ما بات يُعرف ب ((مجلس قيادة القُ ّوات ال ُمسلّحة للمناطق ال ُم ّ‬
‫البالد ((الشرقيّة ‪ -‬الجزيرة ‪ +‬حوض الفُرات‪ ،‬الالذقيّة من الغرب)) و فى اليوم التالى إنض ّمت ((السويداء ‪ +‬القنيطرة)) بحيث ((لم)) يبق‬
‫((قوات دمشق)) فقط‬
‫بقيادة الشيشكلى سوى ّ‬
‫أن الجيش السورى قد إنتفض ضد الشيشكلى ُمطالبا ً ب ((اإلستقالة)) و فى اليوم نفسه تم الدعوة ل إجتماع‬ ‫أعلن ((راديو سوريّا ال ُح ّرة)) ّ‬
‫يث تم إختيار ((هاشم األتاسى)) فى منصب ((رئيسا ً للجمهوريّة ُمؤقّتاً))‬
‫ضبّاط الجيش فى ((حمص)) ح ُ‬ ‫عدد من الشخصيّات السياسيّة ‪ُ +‬‬
‫م ّما دفع ((الشيشكلى)) إلى ُمغادرة سوريّا إلى ((لبنان)) منها إلى ((السعوديّة)) بعد أن حصل على حق ((اللجوء السياسى))‪.‬‬

‫قام ((البرلمان السورى)) ب إعالن ((مأمون الكزبرى‪ ،‬رئيس المجلس)) فى منصب ((رئيسا ً ُمؤقّتا ً ل الجمهوريّة)) لكن على الفور أعلنت‬
‫تمردة)) " ال " تعترف ب أيّة أوامر من ((دمشق)) و تُطالب " ال ُكزبرى " ب‬
‫القوات ال ُم ّ‬ ‫((إذاعة حلب)) فى اليوم نفسه ّ‬
‫أن ((قيادات ّ‬
‫((اإلستقالة)) فوراً‬

‫كانت ((األركان العا ّمة ‪ +‬الفرق العسكريّة)) فى منطقة ((دمشق)) مع حكومة ((ال ُكزبرى)) بينما إنض ّمت ((قُ ّوات الشمال ‪ +‬المناطق‬
‫ّ‬
‫سكانها ل‬ ‫تمردين إلى ((دمشق)) بالتوازى مع إلقاء مناشير فوق ((العاصمة)) ل دعوة ُ‬ ‫((التمرد)) و لكن مع زحف ال ُم ّ‬
‫ُّ‬ ‫الوسطى)) إلى جانب‬ ‫ُ‬
‫حرروا‬ ‫((اإلنتفاضة ضد أنصار الشيشكلى))‪ ،‬إستجاب الدمشقيّون إلى تلك النداءات و قاموا ب اإلستيالء على مبنى ((مواقع الشُرطة)) و ّ‬
‫ُ‬
‫حيث يختبئ أنصار الشيشكلى‪.‬‬ ‫ال ُمعتقلين ثُم توجّهوا إلى مبنى ((إذاعة دمشق))‬

‫من جديد‪ ،‬أ ّكد ((راديو حلب)) على طلبه من ((مأمون الكزبرى)) ب ضرورة تقديم ((إستقالته)) األمر الذى دفع اللواء ((شوكت شقير‪،‬‬
‫تمردين يوم ‪ 28‬شباط و منها أعلن ((حل البرلمان ‪ +‬اإلعتراف ب هاشم‬ ‫رئيس األركان)) للتوجُّه إلى ((حمص)) من أجل اإلجتماع مع ال ُم ّ‬
‫قوات اإلنتفاضة إلى ((دمشق)) فى ‪ 28‬شباط‪.‬‬ ‫األتاسى‪ ،‬رئيسا ً ل ال ُجمهوريّة)) م ّما ساهم فى دخول ّ‬

‫‪ )-5‬إنتخابات ‪ 1954‬البرلمانيّة‬

‫تم تشكيل حكومة جديدة برئاسة ((صبرى العسلى)) بتوجيه من ((الرئيس‪ ،‬هاشم األتاسى)) دخل فيها ُممثّلو عن حزب ((الشعب ‪+‬‬
‫الوطنى)) بجانب ((ال ُم ّ‬
‫ستقلين)) ب تأييد من ((الشيوعي)) وسط ((إمتناع‪ ،‬البعث ‪ +‬اإلشتراكى)) و كانت ُمه ّمة الوزارة ‪(( ::‬إجراء‬
‫إنتخابات برلمانيّة ‪ +‬إنتخاب ئيس لل ُجمهوريّة))‬

‫أصدر الحكومة قرارا ً يقضى ب ((حل البرلمان ‪ +‬إلغاء قرارات و مراسيم الشيشكلى ‪ +‬إعادة الدستور ‪ +‬إعادة ال ُمحكمة العُليا ب نصابها‬
‫القديم ‪ +‬إعادة الجندرما و الشُرطة إلى وزارة الداخليّة ‪ +‬تطهير الجيش من أعوان الشيشكلى)) بجانب إصدار قرارا يوم ‪ 27‬آيار ‪1954‬‬
‫بالقوة)) باإلضافة إلى‬
‫ّ‬ ‫سلطة‬ ‫يقضى ب فرض ((عقوبة على جميع أصحاب المراكز الذين يُنفّذون أوامر مسؤوليهم بهدف اإلستيالء على ال ُ‬
‫نواب البرلمان‪ ،‬فى حالة الخروج عن الدستور)) صدور قرار‬ ‫وضع قانون يقضى ب ((فرض عقوبة قانونيّة للرئيس ‪ +‬رئيس الوزراء ‪ّ +‬‬
‫يوم ‪ 15‬آذار ب ((منع ‪ 13‬نائبا ً م ّمن تعاونوا مع الشيشكلى من اإلشتراك فى أعمال البرلمان))‬

‫ّ‬
‫لإلطالع على ((إضراب العُ ّمال))‪ ،‬صفحة ‪ 77‬و ‪79‬‬

‫قام ((جون داالس‪ ،‬ال ُمستشار الحكومى ل أميركا)) بزيارة ل بلدان الشرق األوسط و جنوب شرق آسيا فى آيار ‪ 1953‬من أجل ُمناقشة‬
‫مشروع مشروع جديد ل حلف عسكرى أس ّمته ب ((الخط الشمالى لدفاع الشرق األوسط و األدنى)) و الذى يهدف فى البداية إلى عقد‬
‫إتّفاقيّات ((ثُنائيّة)) بين ((تُركيا و إيران)) ‪(( -‬باكستان و أفغانستان)) و من ث ّم مع بلدان الدول ((العربيّة)) ُمعيّنة مع إعطاء دور ال ُم ّ‬
‫نظم‬
‫األساسى فى هذا المشروع إلى ((تُركيا))‪.‬‬

‫وصل ((جنرال ترود‪ ،‬رئيس إدارة ال ُمخابرات لجيش أميركا)) فى أواسط ‪ 1954‬إلى ((دمشق)) حامالً معه إقتراح ب تقديم (( ُمساعدات‬
‫عسكريّة))‪ ،‬صفحة ‪78‬‬

‫قدّمت حكومة ((صبرى العسلى)) إستقالتها يوم ‪ 11‬حزيران مع تكليف السيّد ((سعيد الغزى‪ُ ،‬ممثّل ال ُمستقلّين)) بتشكيل حكونة إنتقاليّة يوم‬
‫إضطرت الحكومة إلى ((تأجيل اإلنتخابات البرلمانيّة ل ُمدّة شهر))‪ ،‬صفحة ‪80‬‬ ‫ّ‬ ‫‪ 19‬حزيران‪ .‬و لكن مع إشتداد اإلضطرابات ((العُ ّماليّة))‪،‬‬

‫تش ّكل ((إتّحاد وطنى)) خالل الحملة اإلنتخابيّة و قد جاء فى برنامجه فى ((السياسة الخارجيّة‬

‫أ‪ )-‬تحقيق اإلستقالل الكامل‬

‫ب‪ )-‬اإلمتناع عن اإلنضمام إلى أى أحالف أو ُمعاهدات عدوانيّة‬

‫ج‪ )-‬تطوير عالقات الصداقة السياسيّة و اإلقتصاديّة مع ُكل البلدان ال ُمحبّة للسالم و فى ُمقدّمتها ((اإلتّحاد السوفيتّى))‬

‫أ ّما بخصوص ما جاء فى برنامجه فى ((السياسة الداخليّة‬

‫أ‪ )-‬توطيد النظام البرلمانى‬

‫ب‪ )-‬تنظيم النقابات و األحزاب السياسيّة و غيرها‬


‫ج‪ )-‬تطبيق اإلصالح الزراعى‬

‫د‪ )-‬زيادة األجور ‪ +‬تحديد يوم العمل ب ‪ 8‬ساعات يوميّا ً‬

‫ه‪ )-‬تجريم رؤوس األموال األجنبيّة مع تحرير اإلقتصاد الوطنى ‪ +‬دعم الصناعة الوطنيّة و الزراعة و غيرها‬

‫كانت نتائج اإلنتخابات على النحو التالى ‪ 64 ::‬مقعداً ل ((ال ُمستقلّين)) ‪ 30 +‬مقعدا ً ل ((حزب الشعب)) ‪ 19 +‬مقعدا ً ل ((الحزب‬
‫الوطنى)) ‪ 22 +‬مقعدا ً ل ((حزب البعث)) ‪ 1 +‬مقعد ل الحزب ((السورى القومى اإلجتماعى)) ‪ 1 +‬مقعد ل ((الشيوعى)) ‪ +‬مقعدين ل‬
‫((اإلشتراكى التعاونى)) ‪ 9 +‬مقاعد ل (( ُممثّلى القبائل))‬

‫أشارت الصحافة ((البرجوازيّة)) إلى أ ّنه قد ((إنتصر)) فى إنتخابات ‪ُ 1954‬مر ّ‬


‫شحى ((السياسة الخارجيّة ال ُمحايدة)) أ ّما األحزاب التقليديّة‬
‫القديمة ‪ -‬أنصار التوجّه ل ((الغرب)) فقد حصلوا على ‪ 45‬مقعدا ً فقط من أصل ‪142‬‬

‫عندما تم تكليف ((خالد العظم)) لتأليف الوزارة‪(( ،‬رفض)) ُممثّلى حزب ((البعث ‪ +‬الشعب)) اإلنضواء فى تلك الحكومة بسبب سياسته‬
‫الموالية ل ((مصر‪ ،‬السعوديّة ‪ +‬ميوله ل اإلحتكارات األجنبيّة)) لهذا تم ((فارس الخورى)) ب تشكيل الوزارة يوم ‪ 3‬نوفمبر ‪ 1954‬على‬
‫أن تضم ((‪ 5‬حزب الشعب ‪ 3 +‬حزب وطنى ‪ُ 2 +‬مستقلّين ‪ 1 +‬قبائل))‪.‬‬

‫‪------------------------------‬‬
‫‪------------------------------‬‬
‫‪------------------------------‬‬

‫الفصل الثالث‬

‫نضال الشعب السورى ضد األحالف و ال ُمعاهدات اإلمبرياليّة العدوانيّة و من أجل تعميق الدي ُمقراطيّة‬
‫‪1957 - 1954‬‬

‫‪ )-1‬النضال ضد ضم سوريّا إلى حلف بغداد العدوانى‬

‫بعض الشخصيّات ((السوريّا)) قامت باإلتّصال مع ((السفير األميركى فى باريس)) بإستمرار فى ُمحاولة ل الوصول إلى إتّفاق حول‬
‫((تزويد أتباع الشيشكلى فى سوريّا بالسالح عبر األراض التُركيّا)) حسب تصريحات جريدة ((اإلتّحاد اللبنانى)) فى ديسمبر ‪.1955‬‬

‫أعلنت حكومتا ((العراق ‪ +‬تُركيا)) فى ‪ 1955/1/12‬قرارهُما عقد إتّفاقيّة حول ((التعاون السياسى ‪ -‬اإلقتصادى ‪ -‬العسكرى)) و العمل‬
‫على إستقطاب ((الدول العربيّة)) األُخرى إليها و الدليل على ذلك وصول وفد ((تُركى)) برئاسة ((مندريس‪ ،‬رئيس الوزراء التُركى)) يوم‬
‫‪ 1955/1/14‬م ّما أدّى إلى إشتعال ُمظاهرات عارمة فى عدد من ال ُمدن السوريّا و صدام مع ((الشُرطة)) األمر الذى أجبر ((مندريس))‬

‫صرح ((فوزى األتاسى‪ ،‬وزير الخارجيّة)) زيارة الوفد ((التُركى)) ب رئاسة ((مندريس)) ب أ ّنه جاء لإلتّفاق حول ما يتعلّق ب تكوين‬ ‫ّ‬
‫((لجنة ُمشتركة ل دراسة المسائل ال ُمرتبطة ب دعاوى ال ُممتلكات ال ُمشتركة)) باإلضافة إلى التحذير من أ ّنه ((ال يوجد سوءا ً فى تحسين‬
‫أن ال ُمعاهدة ((ال تملُك مزايا سيّئة ُمعيّنة))‬
‫العالقات مع تُركيا)) بالتوازى مع التصريح الصادر عن ((فارس الخورى‪ ،‬رئيس الوزراء)) ب ّ‬

‫قدّمت ((اللجنة البرلمانيّة للشؤون الخارجيّة)) مجموعلى من المطالب للوفد ((السورى)) ال ُمشارك فى ((إجتماع الق ّمة فى القاهرة)) يوم ‪19‬‬
‫شباط تتل ّخص فى ‪(( ::‬إستنكار ال ُمعاهدة التُركيّا ‪ -‬العراقيّة ‪ +‬إتّباع سياسة ُمحايدة ‪ +‬اإلمتناع عن اإلشتراك فى أيّه أحالف عسكريّة)) و‬
‫الذى شارك فيه رؤساء حكومات و وزراء خارجيّة ((مصر‪ ،‬السعوديّة‪ ،‬سوريّا‪ ،‬لبنان‪ ،‬األردن‪ ،‬ليبيا‪ ،‬اليمن‪ ،‬غيرها)) مع ((إمتناع)) السيّد‬
‫((نورى السعيد)) عن الحضور بحجّة المرض‪.‬‬

‫حاول ال ُمجتمعين إتّخاذ قرار ((يُدين العراق ل ُمخالفتها ميثاق األمن ال ُمشترك ل عام ‪ ))1950‬لكن قام الوفد ((السورى)) فى إجتماع‬
‫((الدول العربيّة)) فى ديسمبر ‪ 1954‬ب إسلوب ((ال ُمراوغة)) الذى نوقشت فيه مسألة ((عدم السماح ب تعاون البلدان العربيّة مع الغرب))‬
‫صل إلى‬‫بجانب مؤتمر ((القاهرة)) ل قادة الدول العربيّة فى يناير ‪ُ (( 55‬مشابه)) ل موقف الوفد ((اللبنانى)) م ّما أدّى إلى ((فشل)) التو ُّ‬
‫(إجماع)‬

‫تعرضت له بسبب موقفها فى إجتماع القاهرة‬


‫فضّلت حكومة ((فارس الخورى)) ب تقديم ((اإلستقالة)) بعد الهجوم الذى ّ‬

‫تم تكليف السيّد ((صبرى العسلى)) ب تشكيل الحكومة بعد صراع شديد مع القوى الداخليّة ال ُمتناحرة مع إسناد منصب ((وزارة الداخليّة))‬
‫صرح ب ّ‬
‫أن الحكومة ستسلك سياسة ((اإلمتناع‪ ،‬عن ال ُمعاهدات العسكريّة مع الدول العربيّة و ال ُمساعدات‬ ‫إلى السيّد ((خالد العظم)) بعد أن ّ‬
‫العسكريّة)) و ستنطلق فى سياستها مع الدول العربيّة من ميثاق ((جامعة الدول العربيّة ‪ُ +‬معاهدة األمن الجماعى ‪ ))1950‬صفحة ‪ 89‬و‬
‫‪90‬‬
‫((التقارب مع مصر و السعوديّة)) بدالً‬
‫ُ‬ ‫((لم)) يستطع قادة حزب ((الشعب)) أن يتّخذوا أى موقف ((عدائى)) بشكل ((علنى)) تجاه سياسة‬
‫من ذلك إقترحت على السيّد ((صبرى العسلى‪ ،‬رئيس الوزراء)) يقضى ب ‪(( ::‬فصل القسم الشمالى من سوريّا ‪ +‬إنشاء حكومة سوريّا‬
‫ال ُح ّرة على الحدود العراقيّة ‪ +‬طلب تد ُّخل عسكرى من العراق))‬

‫سعى حزب ((الشعب)) بهذه التصريحات إلى ((عرقلة)) عقد أى ((تحالُف عربى)) باألخص مع صدور تصريحات تُفيد ب قُرب توقيع‬
‫ُمعاهدة ثُالثيّة بين ((مصر ‪ -‬السعوديّة ‪ -‬سوريّا)) على الرغم من قيام حكومة ((العسلى)) ب إتّباع سياسة ((ال ُمماطلة)) على توقيع اإلتّفاق‬
‫ضطرة إلى بدء ُمباحثات الوحدة الثُالثيّة يوم ‪ 26‬شباط‪.‬‬
‫ّ‬ ‫لكن و تحت ضغط قوى ((الغرب)) وجدت الحكومة نفسها ُم‬

‫سلّم ((سفير أميركا فى دمشق)) ُمذ ّكرة يوم ‪ 26‬شباط إلى ((خالد العظم‪ ،‬وزير الخارجيّة)) يوم إفتتاح ال ُمباحثات المصريّة ‪ -‬السوريّا يدعوه‬
‫فيها إلى ((التخلّى عن تشكيل تنظيم دفاعى قومى على أساس ميثاق الدفاع الجماعى الغير واقعى بزعامة جامعة الدول العربيّة)) مع الوعود‬
‫ب بتطوير قُدرة البلدان التى تنضم إلى حلف ((تُركيا ‪ -‬العراق))‪ ،‬صفحة ‪92‬‬

‫ّ‬
‫لإلطالع على ((توتُر)) العالقات بين ((سوريّا ‪ -‬سوريّا))‪ ،‬صفحة ‪ 92‬إلى صفحة ‪95‬‬

‫‪ )-2‬تراص القوى الوطنيّة ‪1956 - 1955‬‬

‫إُغتيل ((العقيد‪ ،‬عدنان المالكى‪ُ ،‬مساعد رئيس الدائرة ال ‪ 3‬لهيئة أركان الجيش السورى)) يوم ‪ 22‬نيسان ‪ 1955‬المعروف ب موله‬
‫((المصريّة‪ ،‬ال ُمعادية للغرب)) و كان القاتل ال ُمتّهم ينتمى للحزب ((السورى القومى اإلجتماعى)) و قد أظهرت التحقيقات ضلوع ((السفارة‬
‫األمريكيّة فى دمشق))‬

‫ُ‬
‫حيث تم تقديم ‪75‬‬ ‫تم صدور قرار ب ((منع)) نشاط الحزب ((السورى القومى اإلجتماعى)) فى ‪ 7‬آيار مع (( ُمصادرة جميع أمال ُكه))‬
‫شخصا ً ((مدنيّاً)) ‪ 25 +‬ضابطا ً من أعضاء الحزب إلى ال ُمحاكمة لكن إستطاع عدد من ((قادة)) الحزب ((الهرب إلى لبنان)) بعد أن‬
‫منحتهم الحكومة ((اللبنانيّة)) حق ((اللجوء السياسى))‬

‫نشب ((خالف)) بين أعضاء حزب ((البعث)) إذ طالب ((الحورانى)) أن يُر ّكز الحزب على ((توسيع نفوذه داخل البلد و الجيش ‪ +‬التعاون‬
‫مع أى جهه كانت طالما ُمعادية للغرب مثل الحزب الشيوعى)) بينما طالب ((عفلق ‪ +‬البيطار)) بضرورة التمسّط ب شعارات الحزب م ّما‬
‫النواب منهم ((جالل السيّد ‪ -‬أمين‬
‫صة بعد خروج بعض الكوادر و أعضاء ّ‬ ‫دعى الحزب يواجه خطر ((اإلنقسام)) حتّى أيلول ‪ 1955‬خا ّ‬
‫فرع الجزيرة))‬

‫شح ل منصب الرئاسة ُك ّالً من ‪(( ::‬خالد العظم ‪ +‬القواتلى ‪ +‬ناظم القُدسى))‬
‫تر ّ‬

‫وقف فيها حزب ((البعث)) على الرغم من تحالفُه مع ((الوطنى)) " ضد " ترشيح ((القواتلى)) م ّما أدّى إلى ((فرط التحالف الهش))‬
‫و لكن ((لم)) يحصل أيّا ً من الطرفين على ((أغلبيّة األصوات)) م ّما دعى ((ناظم القًدسى)) إلى ((اإلنسحاب)) داعما ً ل ((القواتلى)) الذى‬
‫أُعلن فوزه أخيرا ً يوم ‪ 18‬آب ‪.1955‬‬

‫كان على حزب ((الشعب)) أن ي ُكف ُمؤقّتا ً على ميوله ((الغربيّة ‪ -‬العراقيّة)) باإلضافة إلى ضرورة قيام ((القواتلى)) ب رد الجميل ت‬
‫ش ّكلت ف أيلول ‪ 1955‬حيث أصبح ((على بوظو‪ ،‬أمين‬ ‫((تأييد حزب الشعب)) عن طريق تعيين عدد منهم فى وزارة ((سعيد العزى)) التى ُ‬
‫عام الحزب‪ ،‬وزيرا ً للداخليّة))‬

‫صل إلى إتّفاق حول عقد ُمعاهدة ((دفاع ثُنائيّة بين مصر و سوريّا)) يوم ‪ 20‬أكتوبر بجانب التو ُّ‬
‫صل إلى إتّفاق بين ((سوريّا و‬ ‫تم التو ُّ‬
‫السعوديّة)) يوم ‪ 24‬أكتوبر و فى نفس اليوم بين ((سوريّا‪ ،‬مصر‪ ،‬السعوديّة))‬

‫ّ‬
‫للطالع على ُمفاوضات ((سوريّا ‪ -‬السوفييت)) و توقيع إتّفاقيّة ((تبادُل تُجاري))‪ ،‬صفحة ‪100‬‬

‫وصلت مجموعة من قطع ((األسطول ال ‪ 6‬األميركى)) يوم ‪ 1955/10/23‬إلى ((بيروت)) بينم وصلت مجموعة أخرى يوم ‪ 28‬أكتوبر‬
‫القوات ((اإلسرائيليّة)) ليل ‪ 1‬نوفمبر‬ ‫القوات ((التُركيّة ‪ -‬اإلسرائيليّة)) على الحدود السوريّا‪ .‬قامت ّ‬
‫إلى ((إسطنبول)) و من جديد بدأ حشد ّ‬
‫فى منطقة ((بُحيرة طبريا)) ب قصف ((خفر الحدود السورى)) و دخلت قريتى ((كاتلجا ‪ +‬دكداك))‪ .‬قامت الطائرات ((التُركيّا ‪-‬‬
‫زودتان ب أسلحة‬ ‫اإلسرائيليّة)) ب خرق المجال ((الجوى السورى)) يوم ‪ 7‬نوفمبر‪ .‬أ ّما فى يوم ‪ 12‬نوفمبر فقد تغلغلت ((كتيبتان)) ُم ّ‬
‫إحتلت ‪ 4‬حدود م ّما أدّى‬ ‫((المدفعيّة و اآلليّات)) من ((الجيش اإلسرائيلى)) فى عُمق األراض ((السوريّا)) قُرب ((منابع نهر األُردن)) و ّ‬
‫إلى إستشهاد ‪ 37‬عُنصرا ً من (الجيش السورى)) و ‪ 12‬مواطنا ً مدنى‪.‬‬

‫((أول فرقة عسكريّة إسرائيليّة)) قوامها ‪ُ 300‬جندى ب ُمهاجمة المواقع السوريّا على ((الشاطئ الشرقى ل‬
‫كما قامت فى ليل ‪ 12‬ديسمبر ّ‬
‫بُحيرة طبريا)) فقتلت ‪ 50‬سوريّا و أسرت ‪ُ 30‬جنديّاً‪.‬‬
‫قامت الحكومة السوريّا ب تقديم شكوى إلى ((مجلس األمن)) فى ‪ 13‬ديسمبر لكن تم ((تأجيل)) مناقشة الشكوى بسبب تصريحات‬
‫((همرشولد‪ ،‬األمين العام ل هيئة األُمم ال ُمتّحدة)) الذى قال فيه أنّه ((ينتظر تقرير لجنة ال ُمصالحة السوريّا ‪ -‬اإلسرائيليّة))‬

‫لجأت الدول الغربيّة ل فرض ((ضغط إقتصادى)) على سوريّا فى وقت تُعانى فيه من وصع إقتقادى (( ُمتدهور)) فى أواخر ‪ - 1955‬أوائل‬
‫التطور)) إستعداده ل منح سوريّا‬
‫ّ‬ ‫‪ 1956‬باإلضافة إلى حالة ((الجفاف)) الشديد عام ‪ 1956‬عن طريق إعالن ((البنك الدولى لإلنعاش و‬
‫((قرضاً)) بقيمة ‪ 40‬مليون دوالر لتنفيذ مجموعة من المشاريع اإلقتصاديّة التى درستها لجنة البنك المذكور عام ‪.1954‬‬

‫عُقد إجتماع ((رؤساء وزارة)) ُك ّالً من ((مصر‪ ،‬سوريّا‪ ،‬السعوديّة)) خالل الفترة ‪ 12 - 6‬آذار ‪ 1956‬فى ((القاهرة)) لبحث مسألة التدابير‬
‫الفعليّة ل تنظيم ((دفاع الدول العربيّة))‪.‬‬

‫كما ت ّم إجتماعات فى ((القاهرة ‪ +‬دمشق)) فى الفترة ال ُممتدّة من آذار إلى آيار ‪ 1956‬بين ُممثّلى ((مصر‪ ،‬السعوديّة‪ ،‬سوريّا‪ ،‬اليمن‪ ،‬إلخ))‬
‫إلجراء ُمباحثات‪.‬‬

‫ّ‬
‫لإلطالع على التقارب ((السورى ‪ -‬السوفيتّى))‪ ،‬صفحة ‪102‬‬

‫ّ‬
‫لإلطالع على (إضراب العُ ّمال) ‪ُ ( +‬مفاوضات تعديل إتّفاقيّات ((التابالين ‪ +‬نفط العراق))‪ ،‬من صفحة ‪ 103‬إلى ‪104‬‬

‫ّ‬
‫لإلطالع على دعوات ((الحزب الشيوعى)) من أجل قيام ((جبهه موحّدة ُمعادية لإلمبرياليّة))‪ ،‬صفحة ‪ 106‬و ‪107‬‬

‫ّ‬
‫لإلطالع على ((الميثاق الوطنى)) لذى تم إقراره بإشراف ((ناظم القدسى‪ ،‬رئيس البرلمان)) بدعوة من (القواتلى)‪ ،‬صفحة ‪107‬‬

‫ُ‬
‫حيث تم تعيين ((البيطار))‬ ‫ألّف ((صبرى العسلى)) وزارة جديدة فى ‪ 14‬تموز ‪ 1956‬دخل فيها ُممثّلين عن ((الحزب))‬
‫فى وزارة ((الخارجيّة السوريّا))‬

‫ّ‬
‫لإلطالع على ُمباحثات الوحدة بين ((مصر ‪ -‬سوريّا))‪ ،‬صفحة ‪ 108‬و ‪109‬‬

‫ّ‬
‫لإلطالع على الدور ((السورى)) إبان أحداث ((العدوان الثُالثى))‪ ،‬صفحة ‪ 109‬و ‪110‬‬

‫ّ‬
‫محطات ضخ على خطوط بترول شركة ((نفط العراق)) م ّما أدّى ل وقف الضخ علما ً أ ّنه كان يمر ‪ 77‬مليون طن من النفط‬ ‫تم تفجير ‪3‬‬
‫ً‬
‫عبر ((قناة السويس)) سنويّا و ‪ 25‬مليون طن عبر ((سوريّا)) م ّما ((حرم أوروبّا)) من ‪ %70‬من واردتها النفطيّة‪.‬‬

‫ُكشف النقاب عن مؤامرة ضد أمن البلد يوم ‪ 23‬نوفمبر ‪ 1956‬حين إستولت قوى ((األمن الداخلى)) فى ((جبل العرب)) على ك ّميّة كبيرة‬
‫أن ال ُمتآمرين‬ ‫صنع)) أُرسلت من ((العراق)) إلى ((سوريّا)) " ّ‬
‫سرا ً " و أعلنت الحكومة يوم ‪ 22‬ديسمبر ّ‬ ‫من األسلحة و الذخيرة ((إنجليزيّة ال ُ‬
‫هم وزراء سابقون من حزب ((الشعب ‪ +‬الوطنى)) منهم ‪(( ::‬عدنان األتاسى ‪ +‬ميخائيل إليان ‪ +‬حسن األطرش ‪ُ +‬زعماء العشائر))‬
‫بجانب أعضاء الحزب ((السورى القومى)) باإلضافة إلى ((الشيشكلى)) و وجّهت التُهمة بشأن التحضير للمؤامرة أيضا ً ل ((وزير خارجيّة‬
‫موال ال ُمتآمرين ب السالح‪.‬‬
‫العراق ‪ +‬نائب رئيس أركان الجيش العراقى)) اللذان ّ‬

‫كان من ال ُمفترض أن ت ُ ّ‬
‫مول المؤامرة على ‪ 3‬مراحل ‪::‬‬

‫أ‪ )-‬تهريب السالح من العراق إلى سوريّا من أجل القيام ب أعمال تخريب و إغتيال ((الحورانى ‪ +‬القواتلى ‪ +‬الحورانى ‪ +‬بكداش ‪ +‬إلخ‬
‫‪))..‬‬

‫ب‪ )-‬تطلب حكومة ((اإلنقالب)) ال ُمساعدة من ((العراق)) الذى سيتد ّخل فوراً تحت ستار‬
‫ّ‬
‫قوات ((المظالت))‬
‫((صد العدوان اإلسرائيلى)) ‪ +‬ضمان حماية خطوط ((بترول العراق)) بالتوازى مع إنزال ((فرنسى ‪ -‬إنجليزى)) ل ّ‬
‫على الشواطئ السوريّا‪.‬‬

‫ج‪(( )-‬إلغاء)) دستور عام ‪(( + 1950‬حل البرلمان)) ‪ +‬توقيع ُمعاهدة مع ((العراق)) ‪ +‬تنصيب ((ولى عهد العراق‪ ،‬عبدهللا)) نائبا ً لل ملك‬
‫فى سوريّا‪.‬‬

‫محطة ((اإلذاعة البريطانيّة)) فى ((قبرص)) أن تعطى إشارة الهجوم بعد أن سلّمت ((العراق)) أمواالً إلى ال ُمتآمرين حصلت‬
‫ّ‬ ‫كان على‬
‫عليها من ((إنجلترا ‪ +‬فرنسا)) على أن يلى ذلك ((إعتراف ‪ ::‬إنجلترا ‪ +‬فرنسا ‪ +‬تُركيا)) بالحكومة و كان ل ((أميركا)) دور ف ّعال فى‬
‫تنظيم و إعداد ال ُمؤامرة‪.‬‬
‫كان اإلعتماد األساس على ((حزب الشعب)) ‪(( +‬السورى القومى اإلجتماعى)) بعد أن أنشأ ُمعسكر تدريب خاص فى ((لبنان)) مع إعطاء‬
‫الدور الفعّال ل ((الشيشكلى)) الذى سافر بعدها إلى ((فرنسا)) و حصل ال ُم ّ‬
‫خطط على دعم األوساط اإلحتكاريّة فى ((أميركا)) حسب‬
‫إعترافات ((عدنان األتاسى))‪ ،‬صفحة ‪ 112‬و ‪113‬‬

‫‪ )-3‬فشل ُمحاوالت ربط سوريّا ب ((مبادئ مشروع أيزنهاور))‬

‫قامت األوساط ((األمريكيّة اإلحتكاريّة)) الساعية منذ قدم إلى ((إزاحة‪ ،‬بريطانيا ‪ +‬فرنسا)) من الشرق األوسط‬

‫س ّميت فيما بعد ب ((مبادئ أيزنهاور))‪،‬‬


‫صة إلى ((الكونجرس)) ُ‬
‫توجّه الرئيس ((أيزنهاور)) يوم ‪ 5‬يناير ‪ 1957‬برسالة خا ّ‬
‫صفحة ‪ 114‬و ‪115‬‬

‫بيّد أنّه أُشير بوضوح إلى األسباب الحقيقيّة لظهور مشروع ((أيزنهاور)) حيث جاء فيه ‪::‬‬

‫أن الشرق األوسط يُس ّهل اإلتّصال و التبادل‬


‫((الشرق األوسط يملك أه ّميّة إقتصاديّة و سياسة بالغة بالنسبة لألوساط اإلحتكاريّة األمريكيّة ‪ّ +‬‬
‫التجارى بين أوروبّا ‪ +‬آسيا ‪ +‬إفريقيا))‬

‫طولة ل ((أميركا)) قابل خاللها عدد من‬


‫التسرع فى رفض المشروع)) و قام ب زيارة ُم ّ‬
‫ّ‬ ‫دعا ((صالح الدين البيطار)) إلى ((التريُّث و عدم‬
‫ينظم مجموعة من ال ُمحاضرات ل ((أعضاء البعث)) عن‬ ‫الشخصيّات المسؤولة فى ((اإلدارة األمريكيّة)) ثم عاد بعدها إلى البالد ل ّ‬
‫إضطر إلى (إستنكار المشروع)‬
‫ّ‬ ‫((اإلشتراكيّة األمريكيّة)) لكن فى نهاية األمر‬

‫أرسلت ((أميركا)) يوم ‪ 12‬آذار ‪(( 1957‬جيمس ريتشاردز‪ُ ،‬ممثّل شخصى لرئيس أميركا)) و الذى كان عليه زيارة ‪ 15‬دولة فى الشرق‬
‫صا ً من خالل الترويج ل ((إتّحاد ثُالثى بين‪ ،‬السعوديّة ‪ +‬األردن ‪ +‬العراق)) على أن ينضم‬
‫األوسط و أعطى ((السعوديّة)) دورا ً رياديّا ً خا ّ‬
‫إليه فى المستقبل ((اإلمارات العربيّة ‪ +‬الجزء الجنوبى ل شبه الجزيرة العربيّة)) لمواجهه التحالف ((المصرى ‪ -‬السورى))‬

‫تم لقاء بين حكومتى ((أميركا ‪ +‬بريطانيا)) على ُجزر ((البرمود)) بالتزامن مع رحلة ((ريتشاردز)) و الذى إتّضج هدفه فيما بعد ل‬
‫خططات ُمحدّدة ل ((نشاط تخريبى ضد سوريّا‪ ،‬مصر‪ ،‬األردن)) و كانت أولى نتائج هذا اإلجتماع هو إعالن ((أميركا)) دخولها‬ ‫صياغة ُم ّ‬
‫إلى ((اللجنة العسكريّة ل حلف بغداد)) يوم ‪ 22‬آذار و التى كانت أيضا ً عضوة فى ُم ّ‬
‫نظمتين تابعتين ل الحلف هُما ((لجنة النضال ضد‬
‫النشاط التخريبى ‪ +‬اللجنة اإلقتصاد ّية))‪ ،‬صفحة ‪118‬‬

‫أعلنت ((العراق ‪ -‬لبنان ‪ -‬األردن ‪ -‬السعوديّة)) قبولها ب مبادئ ((أيزنهاور))‬

‫قواتها على الحدود مع ((سوريّا)) إبتداء من ((نيسان)) حين هدّد ((بن غوريون‪ ،‬رئيس وزراء سوريّا)) ب‬ ‫أخذت ((إسرائيل)) تحشد ّ‬
‫((القوات التُركيّا)) على‬
‫ّ‬ ‫ص ُحف فى أواسط آيار ‪ 1957‬أنباء عن زيادة تمر ُكز‬ ‫القوة ضد ((سوريّا السوفيتيّة))‪ .‬كما ظهرت فى ال ُ‬
‫إستخدام ّ‬
‫صنع ((أميركا)) باإلضافة‬ ‫الحدود مع سوريّا و بناء مجموعة كبيرة من ((المطارات الصغيرة)) ال ُمعدّة ل الطائرات ال ُمقاتلة و القاذفة من ُ‬
‫صة ((تُركيا ‪ -‬إسرائيل))‪.‬‬
‫إلى (( ُمضاعفة تزويد)) البلدان التى وافقت على أيزنهاور ب السالح خا ّ‬

‫ّ‬
‫لإلطالع على ((الحصار اإلقتصادى الغربى ‪ -‬األميركى)) المفروض على ((سوريّا))‪ ،‬صفحة ‪120 ،119‬‬

‫إشترك عدد من أعضاء ((حزب الشعب)) بالمؤامرة ((األمريكيّة)) التى تستهدف البالد عام ‪ 1956‬و حاولوا خلق أزمة فى بداية تموز‬
‫‪1957‬‬
‫و على الرغم من ((طردهم من الوزارة)) إال أنّهم كانوا يستحوذون على ‪ 65‬مقعدا ً فى ((البرلمان)) بينما تستحوذ الحكومة على ‪ 64‬مقعداً‪.‬‬
‫حدثت ُمشادّة كالميّة بين ((خالد بكداش)) و ((رشدى الكيخيا‪ ،‬رئيس حزب الشعب ‪ +‬ناظم القدسى‪ ،‬رئيس البرلمان ‪ 62 +‬نائباً)) م ّما دفعهم‬
‫إلى ((تجميد نشاطهم))‪.‬‬

‫" وافق " ((البرلمان)) فى آذار ‪ 1957‬على منح ((تشيكوسلوفاكيا)) ُرخصة بناء ((مصفاه البترول فى سوريّا)) بجانب توقيع إتّفاقيّة‬
‫((التجارة)) فى آيار عام ‪.1957‬‬

‫نظمة حلف بغداد فى حزيران ‪ ))1957‬عن طريق تكليف‬ ‫تم إتّخاذ قرار اإلطاحة ب الحكم القائم فى سوريّا خالل إجتماع ((الدورة ال ‪ 3‬ل ُم ّ‬
‫((غوفار ستون‪ ،‬سكرتير سفارة أميركا ‪ +‬ف‪.‬جيتن‪ ،‬نائب القنصل ‪ +‬ميللو‪ ،‬الملحق العسكرى)) ب إقامة صالت مع أعضاء ((الحزب‬
‫ضبّاط الموالين ل ((أديب الشيشكلى))‪.‬‬
‫السورى القومى اإلجتماعى)) و بعض أعضاء ((حزب الشعب)) بجانب ال ُ‬

‫سرا ً " إلى ((دمشق))‪.‬‬


‫وصل ((أديب الشيشكلى ‪ +‬إبراهيم ُحسين‪ ،‬الملحق العسكرى السورى فى روما)) " ّ‬
‫تم اإلعالن فى إجتماع ((قادة اإلنقالب)) المعقود بتاريخ ‪ 11‬آب فى ((بيروت)) ّ‬
‫أن حكومة ((أميركا)) سوف تمنح ((سوريّا)) ُمساعدة‬
‫إقتصاديّة بحدود ‪ 400 - 300‬مليون دوالر فى حالة اإلطاحة بالنظام‪ .‬و كان يلزم لذلك‪ ،‬نقل األسلحة من ((العراق ‪ +‬األردن))‪.‬‬

‫((تمرد فى دمشق و حلب)) و بعدها يأتى أعضاء من الحزب ((‬


‫ُّ‬ ‫ضبّاط الجيش السورى ب‬ ‫الخطة تفترض أن تقوم مجموعة من ُ‬‫ّ‬ ‫كانت‬
‫السورى القومى اإلجتماعى فى لبنان)) للسيطرة على (( ُمؤسّسات الحكومة)) و تصفية عدد من القادة أبرزهم ((أكرم الحورانى ‪ +‬خالد‬
‫بكداش ‪ +‬عفيف البزرى ‪ +‬إلخ ‪))......‬‬

‫صة فى ((لبنان ‪ +‬األردن))‪.‬‬


‫مرت ب دورة خا ّ‬
‫و لتنفيذ هذه العمليّات كان ((غوفارستون)) قد إختار عناصر ُمرتزقة ّ‬

‫قامت ((السعوديّة)) قبل شهرين فقط من تنفيذ المؤامرة ب ((سحب سفيرها من دمشق)) بالتزامن مع وصول إنذار ((أردنى)) يوم ‪ 3‬آب و‬
‫آخر من ((لبنان)) يُهدّدان ب ((قطع العالقات))‪.‬‬

‫ُحدّد موعد تنفيذ المؤامرة فى أواسط آب عند عودة ((الوفد الحكومى السورى)) من ((اإلتّحاد السوفيتّى ‪ +‬تشيكوسلوفاكيا)) من أجل إظهار‬
‫ضبّاط الجيش تم كشف النقاب عن المؤامرة فى ‪ 13‬آب و‬ ‫حالة ((عدم الرضى داخل الجيش تجاه التعاون السوفيتّى)) لكن بفضل يقظة ُ‬
‫طالبت الحكومة السوريّا فى ‪ 16‬آب رحيل ‪ 3‬دبلوماسيّين من (سفارة أميركا)‪.‬‬

‫ضبّاط كبار من‬


‫أظهرت التحقيقات إشتراك اللواء ((توفيق نظام الدين)) فقامت الحكومة فى ‪ 17‬آب ب ((تسريحه)) ب ((سحب ‪ُ 9‬‬
‫مراكزهم)) مع تعيين اللواء ((عفيف البزرى)) فى منصب ((رئاسة األركان))‬

‫ي)) و ((مصر ‪ +‬السوفييت))‪ ،‬صفحة ‪124‬‬ ‫ّ‬


‫لإلطالع على توثيق العالقات بين ((سور ّ‬

‫ّ‬
‫لإلطالع على توتّر العالقات بين ((سوريّا ‪ -‬تُركيا))‪(( ،‬هاااااااام)) من صفحة ‪ 125‬إلى ‪131‬‬

‫تم إنتخاب ((أكرم الحورانى)) فى منصب ((رئيس البرلمان)) يوم ‪ 19‬أكتوبر ‪ 1957‬بعد تنافُس شديد مع ((ناظم القدسى))‬

‫كما إتّخذ ((البرلمان)) قرارا ً ب اإلجماع يوم ‪ 21‬أكتوبر ب تأييد ((السياسة الخارجيّة)) ل حكومة السيّد ((صبرى العسلى))‬

‫‪------------------------------‬‬
‫‪------------------------------‬‬
‫‪------------------------------‬‬

‫الفصل الرابع ((هااااااااااااااااام))‬

‫الوحدة بين سوريّا و مصر و قيام الجمهوريّة العربيّة ‪1961 - 1958‬‬

‫من صفحة ‪ 134‬إلى ‪146‬‬

‫تطور سوريّا السياسى و اإلجتماعى و اإلقتصادى فى مرحلة الوحدة مع مصر‬


‫‪ّ )-2‬‬

‫من صفحة ‪ 147‬إلى ‪162‬‬

‫‪------------------------------‬‬
‫‪------------------------------‬‬
‫‪------------------------------‬‬

‫الفصل الخامس‬

‫خروج سوريّا من الجمهوريّة العربيّة المتّحدة و نشاط البرجوازيّة ‪ -‬اإلقطاعيّة ‪1963 - 1961‬‬

‫‪ )-1‬اإلنقالب العسكرى ‪1961‬‬

‫تحرك ((لواء الضُمير)) ال ُمتواجد على بُعد ‪ 60‬كم من ((دمشق)) ب قيادة ((حيدر ال ُكزبرى)) إذ دخلت‬
‫فى يوم ‪ 28‬آيلول ‪ 1961‬عندما ّ‬
‫قطعات من هذا اللواء إلى ((دمشق)) و إحتل بعضها مبنى ((رئاسة األركان ‪ +‬اإلذاعة ‪ +‬قيادة الفرقة األولى ‪ +‬مقر ال ُمشير عامر)) ب‬
‫درع فى ((قطنا)) ب قيادة ((عبد الكريم النحالوى))‪.‬‬
‫تحرك اللواء ال ُم ّ‬
‫قيادة ((العميد‪ ،‬غبد الغنى قنوت)) بالتوازى مع ُّ‬
‫ضبّاط الوارد أسماؤهم أعاله‪ ،‬على عالقة وثيقة ب األوساط ((اإلقطاعيّة ‪ -‬البرجوازيّة)) و على وجه الخصوص‬
‫كان جميع هؤالء ال ُ‬
‫((حيدر ال ُكزبرى‪ ،‬قريب مأمون ال ُكزبرى ‪ -‬الرئيس السابق ل حزب تحرير عربى))‬

‫تحرك قطعات من الجيش فى صباح ‪ 28‬آيلول ‪ 1961‬بالتوازى مع سير مفاوضات فى ((مجلس األركان)) ببين ُك ّالً من‬ ‫صدر ّأول بيان عن ُّ‬
‫األول‪ ،‬اللواء‬‫ّ‬ ‫اللواء‬ ‫قائد‬ ‫‪+‬‬ ‫عامر‬ ‫الحكيم‬ ‫عبد‬ ‫شير‬‫م‬‫ُ‬ ‫((ال‬ ‫و‬ ‫عصاصة))‬ ‫موفق‬ ‫العميد‬ ‫ّة‪،‬‬ ‫ي‬‫الجو‬
‫ّ‬ ‫القوى‬ ‫قائد‬ ‫‪+‬‬ ‫النحالوى‬ ‫‪(( ::‬العقيد‪ ،‬عبد الكريم‬
‫جمال فيصل))‪.‬‬

‫التمرد)) بعد أن علم ب ((عدم إنضمام القطعات‬


‫ُّ‬ ‫ضبّاط من قادة‬
‫" رفض " ((عبد الناصر)) توقيع البيان ال ُمشترك و أصدر أمر ((تسريح ‪ُ 6‬‬
‫ظالت من ‪ 120‬مظلّيّا ً فى جبلة)) بجانب تجهيز فوجين‬
‫قوة ((إنزال م ّ‬
‫العسكريّة فى " حلب ‪ +‬الالذقيّة " إلى اإلنقالب)) باإلضافة إلى إرسال ّ‬
‫من ((الجيش المصرى ‪ 2000 +‬مظلّى ‪ +‬تسخير البوارج العسكريّة البحريّة))‪.‬‬

‫أُعلن رسميّا ً يوم ‪ 28‬أيلول ((مساءاً)) عن ((خروج سوريّا من ال ُجمهوريّة ال ُمتّحدة)) مع ((إجبار‪ ،‬ال ُمشير عامر ‪ +‬اللواء جمال فيصل))‬
‫صة بجانب ((إعتقال‪ ،‬نائب الرئيس عبد الحميد السراج)) بالتوازى مع إعالن‬ ‫على (( ُمغادرة دمشق إلى القاهرة)) على متن طائرة خا ّ‬
‫(إنضمام (حلب) إلى اإلنقالب)‬

‫التحرر‬
‫ُّ‬ ‫القوات ال ُمسلّحة يوم ‪ 28‬آيلول ‪ 1961‬عن قرارها ب تكليف ((مأمون ال ُكزبرى‪ ،‬الزعيم السابق ل حركة‬
‫أعلنت القيادة العُليا ل ّ‬
‫العربى)) ل تشكيل ((حكومة ُمؤقّتة))‬

‫يتكون من (( ُممثّلى القيادة العسكريّة ‪ +‬الرئيس ‪ 5 +‬وزراء أساسيّين))‬


‫تم تشكيل هيئة تُدعى ((مجلس األمن القومى)) الذى ّ‬
‫من أجل ُمراقبة نشاط الحكومة‪.‬‬

‫ّ‬
‫لإلطالع على برنامج ((الحكومة ال ُمؤقّتة)) يوم ‪ 30‬أيلول ‪ ،1961‬صفحة ‪168 ،167‬‬

‫تم اإلعالن عن ((حل التنظيم السورى ل اإلتّحاد القومى)) ‪(( +‬منع نشاط جميع األحزاب السياسيّة)) ‪(( +‬إطالق سراح عدّة آالف من‬
‫سراج))‪.‬‬‫ال ُمعتقلين السياسيّين من ِقبَل أجهزة العقيد ّ‬

‫إعترف ((عبد الناصر)) ب إنفصال سوريّا يوم ‪ 5‬أكتوبر‪ .‬كما حصل نظام ((اإلنفصال)) على إعتراف ُمباشر من ((األردن ‪ +‬تُركيا))‬
‫باإلضافة إلى إعتراف ‪ 59‬دولة عربيّة و أجنبيّة يوم ‪ 26‬أكتوبر من بينهم ‪(( ::‬تونس‪ ،‬الكويت‪ ،‬السعوديّة‪ ،‬ليبيا‪ ،‬اليمن‪ ،‬أميركا‪ ،‬إنجلترا‪،‬‬
‫السوفييت))‪ .‬كما تم قبول عُضويّة ((سوريّا)) من جديد فى ((األُمم ال ُمتّحدة)) يوم ‪ 13‬أكتوبر ‪ +‬قبول عُضويّتها فى ((جامعة الدول‬
‫العربيّة)) يوم ‪ 28‬نوفمبر‬

‫صدر بيانا ً يوم ‪ 2‬أكتوبر من قِبَل مجموعة من ((السياسيّين)) يُعلنون فيه ((دعمهم)) الكامل ل نظام اإلنقالب ‪(( ::‬الحورانى ‪ +‬البيطار ‪+‬‬
‫ُ‬
‫سلطان األطرش))‬ ‫خالد العظم ‪ +‬صبرى العسلى ‪ +‬إلخ‪ ))...‬ب دعم واضح من ((القواتلى ‪ +‬فارس الخورى ‪ُ +‬‬

‫أصدر حزب ((البعث)) بيانين (( ُمتناقضين)) فأحدهما كان ((ضد)) اإلنقالب و اآلخر ((معه)) فيما إعترف الحزب ب ((البيان ال ُمناهض))‬
‫و فى وقت الحق إنضم ((البيطار)) ل الرأى ((ال ُمناهض)) ل اإلنفصال‬

‫ّ‬
‫لإلطالع على نتائج إجتماع ((الغُرف التُجاريّة)) فى أكتوبر ‪ + 1961‬تطبيق قرارات الحكومة‪ ،‬صفحة ‪170‬‬

‫أعلنت حكومة اإلنفصال عن تب ّنيها ((الوحدة على أساس فدرالى)) الذى يقضى ب ((عدم التد ُّخل فى الشؤون الداخليّة ‪ +‬إحترام ال ُح ّريّات‬
‫الدستوريّة))‬

‫أن ((مشروع اإلتّحاد الفدرالى يتطابق مع سياسة العراق العراقيّة))‬


‫أعلنت حكومة ((العراق)) ب زعامة ((عبد الكريم القاسم)) الذى أعلن ّ‬
‫األمر الذى دعى ((جامعة الدول العربيّة)) إلى إعالن ((عدم موافقتها))‪.‬‬

‫ّ‬
‫لإلطالع على اإلتّفاقيّات مع ((العراق ‪ -‬السعوديّة))‪ ،‬صفحة ‪(( 171‬هاااااااااااااااااام))‬

‫مولة إلى أصحابها ‪ +‬تعديل‬ ‫أعلن ((مأمون ال ُكزبرى)) فى مؤتمر صحفى يوم ‪ 3‬أكتوبر ب ّ‬
‫أن الحكومة عازمة على (إعادة الشركات ال ُم ّ‬
‫جذرى فى قانون اإلصالح الزراعى عام ‪)1958‬‬

‫كما أصدرت الحكومة عدد من القرارات تهدف إلى ((تهدئة الرأى العام)) ‪::‬‬

‫أ‪ )-‬إتّخاد قرار يوم ‪ 3‬أكتوبر ب دفع ح ّ‬


‫صة ‪ %25‬من أرباح الشركات للعُ ّمال على أن يبدأ صرف األرباح ‪ 1‬يناير ‪1961‬‬
‫ب‪ )-‬تشكيل ((مجالس إدارة الشركات ال ُمساهمة يدخل فيها ُممثّل واحد عن ال ُمساهمين))‬

‫ج‪(( )-‬وقف)) ُمالحقة األشخاص الذين ((إستدانوا من المصرف العقارى الزراعى))‬

‫د‪ )-‬إنتخاب أعضاء ((المجلس الوطنى)) الذى كان عليه أن يقوم ب عدّة مهام فى ُمقدّمتها ((إعداد صيفة دستور دائم للبالد أو الموافقة على‬
‫الدستور القديم الذى ساد ُمنذ ‪ ))1950‬من أجل التمهيد إلقامة نظام ((برلمانى))‬

‫دُعى ‪ 70‬نائبا ً سابق إلى إجتماع برلمانى فى ((دمشق)) بناء على قرار إجراء اإلنتخابات فى ‪ 9‬نوفمبر و أعلنوا فيه ‪::‬‬

‫أ‪ )-‬العمل على تحقيق ((الوحدة العربيّة الالمؤكزيّة))‬

‫ب‪(( )-‬تجنيب‪ ،‬الخالفات الحزبيّة)) خالل فترة ‪ 4‬سنوات‬

‫و قد " وافقت " ((القيادة العُليا)) على اإلتّفاقيّة يوم ‪ 12‬نوفمبر‬

‫أصبحت ((سوريّا)) ُجمهوريّة دستوريّة ((برلمانيّة)) بعد إصدار ((دستور ُمؤ ّقت)) فى نوفمبر و الذى يوجب ب وضع ((دستور دائم))‬
‫للبالد فى ُمدّة أقصاها ‪ 6‬أشهر‪.‬‬

‫((عزت عرنوس)) بعد أن تقدّم ((مأمون ال ُكزبرى)) ب طلب ترشيحه ل ((عضويّة البرلمان)) و التى‬ ‫ّ‬ ‫تم تشكيل ((حكومة ُمؤقّتة)) برئاسة‬
‫كانت من أولى أهدافها ((إجراء إنتخابات برلمانيّة))‬

‫فاز فى اإلنتخابات ((القبائل‪ 62 ،‬مقعدا ً = ‪ + %42‬حزب الشعب‪ 33 ،‬مقعدا ً = ‪ + %22‬الحزب الوطنى‪ 21 ،‬مقعداً = ‪ + %14‬حزب‬
‫البعث‪ 21 ،‬مقعدا ً = ‪ ))%14‬أ ّما باقى المقاعد فكانت من نصيب ((اإلخوان ال ُمسلمين ‪ +‬القومى اإلجتماعى))‬

‫تم إنتخاب ((مأمون ال ُكزبرى‪ ،‬رئيسا ً للبرلمان)) ‪(( +‬معروف الدواليبى‪ ،‬رئيسا ً للوزراء ‪ +‬ناظم القدسى‪ ،‬رئيسا ً للجمهوريّة)‬

‫ّ‬
‫لإلطالع على برنامج الحكومة الجديدة ال ُمعلن يوم ‪ 8‬يناير ‪ ،62‬منها ((إلغاء أو تعديل التأميم))‪ ،‬صفحة ‪175 ،174‬‬

‫ّ‬
‫لإلطالع على قانون ((اإلصالح الزراعى ال ُمعدّل)) ‪ 20‬شباط ‪ 62‬صفحة ‪ 175‬و ‪176‬‬

‫ّ‬
‫لإلطالع على قانون ((إلغاء أو تعديل تأميم الشركات))‪ ،‬صفحة ‪177 + 176‬‬

‫طالبت األوساط البرجوازيّة و اإلقطاعيّة ((العودة إلى نظام التملُّك الذى ساد ((قبل)) الوحدة)) بينما طالب القوى اليساريّة ((خالد العظم ‪+‬‬
‫الحورانى)) ّ‬
‫أن ال ُمه ّمة األساسيّة هى ((تدعيم القطاع العام و التعاون فيما بينه و بين القطاع الخاص))‬

‫كما طالبت األوساط البرجوازيّة ب ((منع تأميم البنوك و السماح كذلك ل ‪ %25‬من األسهم للبنوك األجنبيّة تحت رقابة البنك المركزى و‬
‫مجلس النقد)) م ّما أجبر الحكومة على ((إعفاء الرقابة على العُملة الصعبة)) فى آذار ‪ 1962‬التى باشرت ((تهريبها من قِبَل أصحاب البنوك‬
‫صة))‬ ‫الخا ّ‬

‫لإلطالع على قرارات ((تحسين المدفوعات)) ‪ُ (( ::‬مباحثات التابالين ‪ +‬صندوق النقد العالمى)) ‪(( +‬قرض تمويل سد الفرات من ألمانيا‬ ‫ّ‬
‫الغربيّة))‪(( ،‬هااااااااااااااااام))‪ ،‬صفحة ‪178‬‬

‫توجّهت سوريّا ب شكوى إلى ((مجلس األمن)) فى شباط ‪ 1962‬على تهديدات ((إسرائيل و نواياها ب تحويل مجرى بحيرة طبرية و‬
‫ض ّخها))‬

‫بدأت ال ُمباحثات بين ((سوريّا ‪ -‬العراق)) فى يناير ‪ 1962‬من أجل ((تدعيم العالقات العسكريّة)) كما جرى لقاء فى ((الرطبة)) بين ُك ّالً من‬
‫‪(( ::‬الرئيس السورى‪ ،‬ناظم القدسى ‪ +‬الرئيس العراقى‪ ،‬قاسم)) فى آذار ‪ 1962‬أعقبه صدور بيان جاء فيه ‪(( ::‬رفض مشروع الهالل‬
‫الخصيب ‪ +‬قيام عالقات سياسيّة و عسكريّة بين البلدين))‬

‫‪ )-2‬فترة الغموض فى حياه القُطر السياسيّة ((إفالس الحكومات))‬


‫قدّمت حكومة ((الدواليبى)) فى أواسط آذار ‪ 1962‬إقتراح إلى ((البرلمان)) من أجل التصويت على ‪(( ::‬إلغاء األحكام اإلستثنائيّة‪ +‬إحالل‬
‫ال ُح ّريات ‪ +‬إلغاء الرقابة)) بعد ضغط شديد من ((خالد العظم ‪ +‬الحورانى)) و فى النتيجة تم التصويت على ((تأليف حكومة إئتالفيّة)) على‬
‫أن يتقدّم ((الدواليبى)) ب طلب ((إستقالة حكومته)) فى ‪ 25‬آذار‬

‫ضبّاط إنقالب اإلنفصال ((العقيد عبد الكريم النحالوى ‪ +‬اللواء عبد الغنى دهمان ‪ +‬موفق عصاصة ‪ +‬العقيد حيدر الكزبرى))‬ ‫قام عدد من ُ‬
‫يوم ‪ 28‬آذار ب تنفيذ إنقالب ثان إحتجاجا ً على إجراءات الحكومة و أصدرت ((القيادة العسكريّة العُليا)) أمرا ً ب‬

‫أ‪ )-‬حل المجلس النيابى‬

‫ب‪ )-‬إعتقال ‪ 100‬مواطن من ضمنهم ((الرئيس ‪ +‬جميع أعضاء الحكومة ‪ +‬عدد كبير من أعضاء المجلس النيابى ‪ +‬قادة الشركة ال ُخماسيّة‬
‫‪ +‬أعضاء اللجان اإلقتصاديّة و الماليّة))‬

‫صة فى ((الشمال))‬ ‫أن من أهدافها ((إعادة الوحدة مع مصر)) لكن أخذت ((تُماطل)) م ّما إستدعى بعض قطعات الجيش خا ّ‬ ‫أعلنت الحركة ّ‬
‫((تمردت حامية حلب)) يوم ‪ 31‬آذار و التى يقودها ((جاسم علوان)) ُمعتمدة على الدعم ال ُمنتظر من‬
‫ّ‬ ‫ُ‬
‫حيث‬ ‫ل‬ ‫ه‬
‫ُّ‬ ‫تم‬ ‫دون‬ ‫الوحدة‬ ‫اإلعالن عن‬
‫((اللجنة العسكريّة)) الذين تم تسريحهم من الجيش ((بعد اإلنفصال)) عام ‪ 1961‬و تم رفع علم الوحدة ((فوق قلعة حلب)) و أصدرت‬
‫س ّميت ب ((إذاعة الجمهوريّة‬ ‫ضبّاط األحرار)) و ُ‬
‫((إذاعة مدينة حلب)) البيانات ب إستمرار خالل ‪ 3‬أيّام األولى من نيسان بإسم ((حركة ال ُ‬
‫ضبّاط ب الوقوف ((ضد)) الحركة و ((فشلها ب حمص))‬ ‫العربيّة ال ُمتّحدة فى حلب)) و لقد أدّى تصريح ((جاسم علوان)) ب دفع بعض ال ُ‬
‫القوات التى أُرسلت من ((دمشق)) لترويض اإلنتفاضة‪.‬‬ ‫القوات ال ُمرابطة حول ((مدينة حمص)) و بين ّ‬ ‫و حدث صدام ُمسلّح بين ّ‬

‫أعلنت القيادة العُليا فى ‪ 2‬نيسان ب أنّها سوف ((تُدافع عن الوحدة و مبادئها مع جميع الدول العربيّة خا ّ‬
‫صة ((مصر)) بشرط أن تقوم الوحدة‬
‫سس سليمة تضمن إستقالل سوريّا و سوف يتم اإلقتراع الشعبى العام على قضيّة الوحدة))‪.‬‬ ‫على أ ُ ُ‬

‫إجتمع ((الرئيس‪ ،‬ناظم القُدسى)) يوم ‪ 1‬نيسان فى ((حمص)) مع بعض الشخصيّات المسؤولة و ُممث ّلى الجاه ال ُمتنازعة فى ((الجيش)) حيث‬
‫تم اإلتّفاق على‬

‫للقوات ال ُمسلّحة)) على أن يكون أغلبها من ال ُ‬


‫ضبّاط القياديّين الذين ((لم يُشاركوا فى أى إنقالب عسكرى‬ ‫أ‪ )-‬تشكيل ((قيادة عسكريّة موحّدة ّ‬
‫سابقاً))‬

‫ضبّاط ال ُمغامرون من كال القُطرين))‬


‫ب‪ُ (( )-‬مغادرة ال ُ‬

‫ج‪ )-‬تشكيل ((حكومة ُمؤقّتة)) من شأنها إجراء إقتراع عام على ((الوحدة مع مصر))‬

‫ضبّاط الذين قادوا إنقالبى ((أيلول ‪ +‬آذار)) و من بينهم ‪(( ::‬عبد الكريم النحالوى ‪ +‬عبد الغنى دهمان ‪ +‬هاشم هبد‬
‫((غادر)) ‪ 3‬من كبار ال ُ‬
‫ربّه ‪ +‬غيرهم)) أ ّما بخصوص ((جاسم علون)) فقد فضّل ((اإلختفاء خوفا ً من القتل بسبب حلب)) بجني ((تسريح)) عدد كبير من ال ُ‬
‫ضبّاط‬
‫ال ُمؤيّدين ل المنفيّين‪.‬‬

‫تم تشكيل ‪ 6‬لجان من قِبَل ((القيادة العسكريّة الجديدة)) يوم ‪ 9‬نيسان لتقديم اإلقتراحات فى ُمدّة أقصاها ‪ 10‬أيّام من أجل دراسة مسائل‬
‫((اإلقتصاد ‪ +‬الماليّة ‪ +‬اإلصالح الزراعى ‪ +‬اإلعالم))‬

‫عاد ((ناظم القدسى)) إلى منصب ((رئاسة الجمهوريّة)) يوم ‪ 13‬نيسان و أعلن ((رفضه لعودة المجلس النيابى)) كما أعلن ((اللواء عبد‬
‫الكريم زهر الدين)) ب ّ‬
‫أن ((الجيش سيعود لتنفيذ مهامه األساسيّة فى الدفاع عن المصالح القوميّة العُليا))‪.‬‬

‫صائيّين ((لم)) يُمارسوا نشاطات ((سياسيّة)) سابقا ً و التى أدلت ب‬


‫تم تشكيل حكومة ((بشير العظمة)) يوم ‪ 16‬نيسان ُمعظمها من األخ ّ‬
‫تصريح يوم ‪ 21‬نيسان ‪ 1962‬جاء فيه ‪:‬‬

‫أ‪ )-‬تطبيق قانون ((اإلصالح الزراعى)) الصادر عام ‪(( + 1958‬إلغاء)) جميع التعديالت التى أُحدثت عليه ((بعد اإلنفصال))‬

‫ب‪(( )-‬تأميم جميع الشركات ال ُكبرى)) من جديد‬


‫إضطرت الحكومة يوم ‪ 30‬نيسان إلى إتّخاذ مرسوم يقضى ب ((إلغاء)) قرار رقم ‪ 3‬الصادر فى ‪ 20‬شباط ‪ 1962‬و العودة إلى قانون رقم‬
‫ّ‬
‫‪ 161‬لعام ‪1958‬‬
‫صفحة ‪ 184‬و ‪185‬‬

‫بدأت الحكومة فى آيار ‪ 1962‬ب تطبيق مرسوم ((تأميم جكيع البنوك فى سوريّا و إعادة البنوك السوريّا إلى أصحابها على أن تُشارك‬
‫الدولة ب ‪ %25‬فى أسهم البنوك و ‪ %40‬فى البنوك العربيّة)) ‪ +‬إصدار مرسوم آخر ل ((تأميم الشركة ال ُخماسيّة))‬

‫تابعت الحكومة ب نفس الوقت جهودها ل ((إستالف قروض)) من ((أميركا ‪ +‬ألمانيا الغربيّة ‪ +‬إيطاليا ‪ +‬النقد الدولى)) فى آب‪.‬‬
‫كما بدأت ُمحادثات مع شركة ((كونكورد)) بخصوص إستغالل ((النفط فى السويديّة))‬

‫((التقارب مع العراق))‪ .‬ف فى نهاية تموز ‪ 1962‬طرحت ((اللجنة‬


‫ُ‬ ‫أ ّما فى مجال ((الوحدة العربيّة)) فقد إتّخذت الحكومة عدّة قرارات ل‬
‫ال ُمشتركة من ُممثّلى العراق و سوريّا)) المسألة التى بدأ بحثها فى شهر حزيران السابق فى ((دمشق)) و هى ‪::‬‬
‫سمح لنقل السلع العراقيّة فى سوريّا دون أىّة جمارك و رقابة ‪ +‬تشكيل مكتب خاص‬‫((توسيع توزع البضائع بين البلدين)) و فى النتيجة (( ُ‬
‫قررة من قِ َبل حكومتى سوريّا ‪ +‬العراق))‬
‫تابع ل وزارة الصناعة من مهامه تنفيذ برامج التنسيق الصناعى ال ُم ّ‬

‫أعلن ((بشير العظمة)) فى ‪ 6‬حزيران ‪ 1962‬عزم الحكومة على بدء ُمحادثات ((الوحدة مع مصر)) حول عقد ((إتّحاد فدرالى ب نظام‬
‫برلمانى)) على أن تتم بقرار من ((المجلس النيابى))‬

‫ّ‬
‫لإلطالع على ((إنقسام حزب البعث))‪ ،‬صفحة ‪ 186‬و ‪187‬‬

‫تحركات عسكريّة جديدة)) على الرغم من إصرار‬ ‫أصر ((بشر العظمة)) على قراره ب ((عدم دعوة البرلمان إلى اإلنعقاد‪ ،‬خوفا ً من ُّ‬
‫ّ‬
‫((معروف الدواليبى ‪ +‬خالد العظم)) على ((عودة المجلس)) حين بعثوا رسالة إلى ((ناظم القدسى‪ ،‬رئيس ال ُجمهوريّة)) فى حزيران ‪1962‬‬
‫يُطالبون فيها ب ((دعوة البرلمان إلى اإلنعقاد ل منح الثقة إلى الحكومة))‪ ،‬صفحة ‪188‬‬

‫إضطر الوزراء الموالون ل ((عبد الناصر)) إلى تقديم ((إستقالتهم)) بسبب ضغط جماعة ((الحورانى‪ ،‬الديمقراطيّة قبل الوحدة)) ‪ +‬إعالن‬
‫القيادة العسكريّة العُليا للجيش السورى الصادر يوم ‪ 19‬تموز ‪ 1962‬ب تقديم ‪ 17‬ضابطا ً من الذين ساهموا فى حوادث ((حلب‪ ،‬شهر‬
‫نيسان)) إلى ُمحاكمة عسكريّة‬

‫السريّة فى منزل ((خالد العظم)) و التى نتج عنها ((الموافقة على تعديل دستور ‪ + 1950‬إقرار الدستور‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫لإلطالع على سلسلة اإلجتماعات‬
‫ال ُمؤقّت لعام ‪ ))1961‬على الرغم من (( ُمقاطعة الناصريّين)) لإلجتماع‪ ،‬صفحة ‪189‬‬

‫فى اليوم ال ‪ 2‬أى فى يوم ‪ 14‬أيلول تقدّم ((بشير العظمة)) ب ((إستقالة حكومته)) بجانب ((تنازل‪ ،‬مأمون ال ُكزبرى)) عن منصب ((رئيس‬
‫المجلس النيابى)) باإلضافة إلى ((إستقالة‪ ،‬سعيد الغزى)) مع تكليف السيّد ((خالد العظم)) ب تشكيل ((الحكومة الجديدة)) التى دخل فيها ‪21‬‬
‫ستقلين و أحزاب أُخرى))‪.‬‬
‫وزيرا ً منهم ‪ 3‬أعضاء ((البعث)) ‪ 8 +‬أعضاء (( ُم ّ‬

‫من حزمة القرارات التى أتّخذتها حكومة ((خالد العظم)) ‪::‬‬

‫أ‪ )-‬إصدار مرسوم ‪ 25‬أيلول و الذى يقضى ب ((إعفاء ّ‬


‫الفالحين الذين حصلوا على أراض ((بعد)) اإلصالح من دفع ‪ 2/1‬قيمة األراض و‬
‫النسب و المصروفات ال ُمتعلّقة ب توزيع األراض))‬

‫ب‪(( )-‬إلغاء قرارات تأميم الشركات))‬

‫ج‪ )-‬صدور قرار يوم ‪ 25‬يناير ‪ 1962‬يقضى ب ((إلغاء وضع اإلستنفار فى جميع أنحار سوريّا ((ماعدا)) المنطقة الجنوبيّة و مناطق‬
‫الحدود ‪ +‬إصدار قانون جديد يقضى ب ((وجود الحصول على موافقة ‪ 3/2‬أعضاء المجلس إلتّخاذ قرار اإلستنفار))‬

‫ّ‬
‫لإلطالع على ُمفاوضات الحكومة مع ((فرنسا ‪ +‬ألمانيا الغربيّة)) حول ((سد الفُرات))‪ ،‬صفحة ‪ 191‬و ‪192‬‬

‫ّ‬
‫لإلطالع على اإلتّفاقيّات مع ((السوفييت ‪ +‬العراق))‪ ،‬صفحة ‪193‬‬

‫جرت ُمحاولة ((إنقالب عسكرى)) يوم ‪ 3‬يناير ‪ 63‬كان سببها ال ُمباشر تلك اإلجراءات الطارئة التى قامت بها ((القيادة العسكريّة العُليا))‬
‫ضبّاط المسؤولين ‪ +‬نقل بعضهم اآلخر إلى أماكن أُخرى بهدف تقوية مواقع الفئة العسكريّة القياديّة))‪.‬‬
‫ال ُمتمثّلة فى ((تسريح ال ُ‬

‫أنصاره)) و ُحكم عليهم ب ((النفى خارج سوريّا)) حسب قرار إجتماع ((حمص)) فى نيسان‬
‫ُ‬ ‫كان من بينهم ‪(( ::‬عبد الكريم النحالوى و‬
‫‪.1962‬‬
‫عندما علم ((العقيد‪ ،‬عبد الكريم النحالوى)) بهذا القرار‪(( ،‬عاد مع ‪ 3‬من أنصاره ‪ ::‬مح ّمد هنيدى ‪ +‬فايز الرفاعى ‪ +‬فخرى عُمر)) يوم ‪3‬‬
‫تتحرك القطعات ال ُمرابطة فى ((قطنا)) و فى ضواحى ((دمشق)) مع‬‫ّ‬ ‫يناير إلى ((دمشق)) و كان من ال ُمفترض أن‬

‫أ‪ )-‬إرسال ((إحتجاجا ً على تسريح النحالوى و ال ُمطالبة ب عودتهم إلى الجيش))‬

‫ضبّاط اليساريّين))‬
‫ب‪ )-‬ال ُمطالبة ب ((تسريح اللواء زهر الدين و ال ُ‬

‫ج‪ )-‬ال ُمطالبة ب إصدار مرسوم يقضى ب ((منع‪ ،‬خالد بكداش‪ ،‬من العودة إلى سوريّا))‬

‫((تمرد حلب))‬
‫ُّ‬ ‫د‪(( )-‬إلغاء)) األحكام على ال ُمشاركين فى‬

‫ضبّاط اإلنقالبيّون)) حضره ُك ّالً من (( ُممثّلوا القيادة العسكريّة العُليا ‪ +‬أكرم الحورانى ‪+‬‬
‫تم عقد إجتماع بين ((الرئيس ناظم القُدسى)) و ((ال ُ‬
‫ضبّاط)) و تم إرسال عدد منهم إلى ((خارج القُطر ‪ +‬إعتقال‬ ‫العطار‪ ،‬زعيم اإلخوان)) و نتج عن هذا اإلجتماع ((رفض مطالب ال ُ‬ ‫ّ‬ ‫عصام‬
‫‪ 24‬عُنصرا ً من الضبّاط الصغار))‬

‫طالب الوزراء ((اإلشتراكيّين)) ب اآلتى ‪::‬‬

‫أ‪ )-‬العودة إلى الحياه الدستوريّة و السياسيّة السابقة بما فيها ((السماح ل جميع األحزاب السياسيّة بالعمل ال ُحر))‬

‫تقارب مع الدول اإلشتراكيّة بما فيها ‪ ::‬إتّفاقيّات بناء السدود ‪ +‬إستثمار آبار النفط السوريّا وطن ّياً))‬
‫ب‪ )-‬إقامة عالقات ُ‬

‫بينما طالبت جماعة ((الحلف اإلسالمى)) ب اآلتى ‪::‬‬

‫تقارب بين سوريّا و الدول اإلشتراكيّة))‬


‫أ‪ُ (( )-‬مناهضة أى ُ‬

‫ب‪ُ (( )-‬مناهضة عودة بكداش))‬

‫ّ‬
‫العطار‪ ،‬زعيم اإلخوان ‪ +‬أكرم‬ ‫عُقد إجتماع يوم ‪ 26‬يناير ‪ 1963‬بين ((الرئيس‪ ،‬ناظم القدسى)) و عدد من السياسيّين أبرزهم ‪(( ::‬عصام‬
‫الحورانى ‪ +‬إلخ ‪ ))...‬نتج عنه ‪(( ::‬إستقالة الوزراء اإلشتراكيّين بسبب موقف الحكومة السلبى من هجوم اإلخوان‪ ،‬حسب تصريحات‬
‫الحورانى)) باإلضافة إلى ((إنسحاب وزراء اإلخوان)) حتّى أواسط شباط‬

‫دعت جماعة كبيرة من كبار الشيوخ فى أواسط شباط من بينهم ‪(( ::‬مح ّمد كتانى ‪ +‬مح ّمد المبارك)) ُمتحالفة مع عدد من ُممثّلى رجال‬
‫األ عمال و السياسة منهم ‪(( ::‬صبرى العسلى ‪ +‬مأمون الكزبرى ‪ +‬رشيد الجابرى ‪ +‬معروف الدواليبى ‪ +‬إلخ ‪ ))........‬فى عريضة‬
‫أن الحل الوحيد لألزمة الراهنة هو ((إجراء إنتخابات برلمانيّة ((قبل)) موعدها ‪ +‬إعطاء‬ ‫موجّهه إلى ((الرئيس‪ ،‬ناظم القُدسى)) جاء فيها ّ‬
‫سلطات التنفيذيّة و التشريعيّة إلى البرلمان الجديد))‬
‫ال ُ‬

‫أعرب الوزراء ((اإلشتراكيّون)) عن (( ُمعارضتهم)) ل نص العريضة ال ُمقترحة و قالوا ّ‬


‫أن ((اإلنتخابات البرلمانيّة الدي ُمقراطيّة يجب أن تتم‬
‫بعد أن تُصدر الحكومة قانونا ً جديدا ً لإلقتراع الدي ُمقراطى ‪ +‬إعطاء ال ُح ّريّات السياسيّة لألحزاب حتّى يستطيع ُكل حزب تعريف الناخبين‬
‫عن برنامجه فى فترة زمنيّة ُمحدّدة))‬

‫التقارب مع ((بعث العراق)) " بعد " ((إنقالب ‪ 8‬شباط ‪ 1963‬العسكرى فى‬
‫ُ‬ ‫ّ‬
‫لإلطالع على تأثير ((إنقسامات حزب البعث السورى)) فى‬
‫العراق))‪ ،‬صفحة ‪ 196‬و ‪197‬‬

‫‪------------------------------‬‬
‫‪------------------------------‬‬
‫‪------------------------------‬‬

‫الفصل السادس‬

‫التطور اإلجتماعى‪1966 - 1963 ،‬‬


‫ّ‬ ‫سوريّا على طريق‬

‫سلطة‬
‫‪ )-1‬ثورة ‪ 8‬آذار و إستالم حزب البعث لل ُ‬

‫إتّجهت بعض القطاعات العسكريّة بقيادة ((العقيد‪ ،‬زياد الحريرى)) التى كانت تتمركز على ((الحدود اإلسرائيليّة)) يوم ‪ 8‬إذار ‪ 1963‬إلى‬
‫((دمشق)) على أن يُدعّمه فور وصوله ((سليم حاطوم ‪ +‬عثمان كنعان ‪ +‬سليم حداد ‪ +‬مصطفى الحاج على ‪ +‬إلخ ‪ ))....‬م ّمن كانول فى‬
‫((اللجنة العسكريّة)) التى يشرف عليها ((مح ّمد عُمران ‪ +‬صالح جديد ‪ +‬عبد الكريم الجندى ‪ ::‬الذين تم تسريحهم ((بعد)) اإلنفصال عام‬
‫‪.))1961‬‬

‫ضبّاط ((الناصريّين)) ب قيادة ((رئيس ال ُمخابرات فى قيادة األركان‪ ،‬اللواء‬


‫أ ّما الجماعة ال ‪ 3‬التى شاركت فى األحداث فكانت جماعة ال ُ‬
‫راشد قطينى)) ‪(( +‬قائد القطعات العسكريّة فى حمص‪ ،‬اللواء مح ّمد الصوفى)) اللذان ((رفضا)) اإلشتراك فى اإلنقالب فى بادئ االمر ثُم‬
‫عدلوا عن رأيهم و شاركوا‪.‬‬

‫التحرك هو القرار الصادر عن ((القيادة العُليا)) الذى يقضى ب ((تسريح ((زياد الحريرى)) و عدد من‬
‫ُّ‬ ‫و كان السببب الرئيسى وراء ذاك‬
‫ضبّاط))‬
‫ضبّاط من سلك ال ُ‬
‫ال ُ‬

‫تم تكليف السيّد ((لؤى األتاسى)) ب منصب ((رئيس ال ُجمهوريّة)) باإلضافة إلى تشكيل ((مجلسا ً ل قيادة الثورة)) الذى أصبح عدد‬
‫أعضاءه ‪ 16 ::‬عُضوا ً من بينهم‬

‫أ‪(( )-‬زياد الحريرى‪ ،‬الذى ترفّع إلى ُرتبة لواء))‬

‫ب‪(( )-‬أعضاء اللجنة العسكريّة ‪ ::‬مح ّمد عُمران ‪ +‬صالح جديد ‪ +‬موسى ُ‬
‫الزعبى))‬

‫ج‪(( )-‬الوحدويّين ‪ ::‬راشد قطينى ‪ +‬مح ّمد الصوفى))‬

‫د‪ُ )-‬زعماء ((حزب البعث ‪ ::‬ميشيل عفلق ‪ +‬صالح البيطار ‪ +‬شبلى العيسمى))‬

‫ضبّاط ال ُمشار أعاله على القيام ب حركة (( ُمضادّة للجماعة‬ ‫جرت ّأول ُمحاولة للقيام ب إنقالب فى بداية نيسان ‪ 1962‬حين إتّفق ال ُ‬
‫سلطة فى ‪ 28‬آذار ‪ ))1961‬و لكن بسبب ((رفض)) بعض الشخصيّات القياديّة فى ((الجيش)) أن يُشاركوا‬ ‫العسكريّة التى إستولت على ال ُ‬
‫قررة ضد نظام‬ ‫فى إجتماع ((حمص)) الذى إتّخذ قراراً ب ((اإلجماع)) ب تقييم الوضع السياسى م ّما أدّى إلى تضييق ُرقعات العمليّات ال ُم ّ‬
‫اإلنفصال بما فى ذلك‪ ،‬حلب ‪ -‬دير الزور))‬

‫تتكون من ‪ 20‬وزيرا ً تنقسم إلى ((‪ 10‬وزراء من البعث)) بجانب توزيع باقى المناصب‬ ‫تم تكليف ((صالح البيطار)) ب تشكيل ((حكومة)) ّ‬
‫نواب ل رئيس الوزارة و هُم ‪(( :‬نهاد القاسم ‪ -‬الجبهه العربيّة‬
‫على ((اللواء‪ ،‬زياد الحريرى ‪ +‬قادة التنظيمات الوحدويّة)) مع تعيين ‪ّ 4‬‬
‫ال ُمتّحدة ‪ +‬سامى صوفان ‪ -‬حركة الوحدويّين اإلشتراكيّين ‪ +‬هانى الهندى و جهاد ضاحى ‪ -‬حركة القوميّين العرب))‬

‫أ‪ )-‬تعيين ((أمين الحافظ)) فى منصب ((وزير الداخليّة ‪ +‬القائم ب أعمال الحاكم العسكرى))‬

‫ب‪ )-‬تعيين ((زياد الحريرى)) فى منصب ((رئيس هيئة األركان))‬

‫للقوات ال ُمسلّحة السوريّا))‬


‫ج‪ )-‬تعيين ((راشد قُطينى)) فى منصب ((نائب القائد العام ّ‬

‫أعلنت الحكومة فى بيان لها ب ّ‬


‫أن ُمه ّمتها ال ُملحّة ((توحيد ‪ -‬مصر‪ ،‬سوريّا‪ ،‬العراق))‬

‫سرحين ‪ -‬أنصار اللجنة العسكريّة)) إلى صفوف الجيش و عيّنهم فى‬ ‫أصدر ((سليم حاطوم)) قرارا ً ب ((عودة جميع ال ُ‬
‫ضبّاط البعثيّين ال ُم ّ‬
‫ضبّاط)) و أصبح أعضاء ((اللجنة العسكريّة)) يُسيطرون على المراكز القياديّة‬ ‫مراكز قياديّة و إعتمد على عدد كبير من ((صغار ال ُ‬

‫ّ‬
‫لإلطالع على قرارات ((تأميم البنوك و الشركات)) ‪(( +‬اإلصالح الزراعى ل عام ‪ ،))1958‬صفحة ‪ 202‬و ‪203‬‬

‫وصل وفد ((عراقى)) يوم ‪ 10‬آّذار إلى ((دمشق)) برئاسة ((على صالح السعدى‪ ،‬نائب رئيس الوزراء العراقى و وزير الداخليّة)) و إتّفقوا‬
‫على ضرورة إقامة ((وحدة فدراليّة ثُالثيّة بين ‪ ::‬مصر‪ ،‬سوريّا‪ ،‬العراق)) و التتى على إثرها سافر وفد ((سورى)) إلى ((القاهرة)) ل‬
‫إستكمال ال ُمباحثات و إنضم إليهم الوفد ((العراقى)) فيما بعد‪.‬‬

‫إتّفقت القوى السياسيّة على أن يُش ّكل ((الوفد السورى)) إلى ال ُمباحثات من ‪ُ 4‬م ّ‬
‫نظمات سياسيّة ‪ 3(( ::‬وحدويّة ُمشتركة ‪ 1 +‬حزب البعث))‬
‫األوليّة ل ((ميثاق العمل القومى))‪.‬‬
‫سس ّ‬ ‫بجانب صياغة و إقرار األ ُ ُ‬

‫بدأت مرحلة جديدة من ال ُمفاوضات بعد ُمباحثات ‪ 6‬نيسان مع تغيير شكل الوفد ال ُمفاوض حيث تم اإلتّفاق ((قبل)) ُمغادرة الوفد بين ((البعث‬
‫نظمات الوحدويّة)) على أن تكون الوحدة القادمة بين ((مصر ‪ -‬سوريّا ‪ -‬العراق))‪.‬‬‫و ال ُم ّ‬

‫و بالفعل تم توقيع مثياق ((اإلتّحاد الفدرالى الثُالثى)) يوم ‪ 17‬نيسان ‪ 1963‬فى ((القاهرة)) على أن يخضع ل ((إستفتاء عام)) كما ُحدّدت‬
‫أطول فترة زمنيّة ُممكنة ((سنتان)) ك مرحلة ((إنتقاليّة)) من أجل ((الدمج الكامل))‪.‬‬
‫عوقات التى برزت هى ((إقناع)) جميع القوى الوطنيّة فى الدول ال ‪ 3‬ب ((الموافقة على ميثاق اإلتّحاد و تشكيل تنظيمات‬ ‫كان من أبرز ال ُم ّ‬
‫ُمشتركة)) بسبب ((اإلختالف األيدلوجى)) بين شتّى التنظيمات السياسيّة فى هذه الدول ال ‪.3‬‬

‫قرر أت ((تتّحد)) جميع التنظيمات السياسيّة فى ُكل بلد ُم ّ‬


‫كونة ((جبهه قوميّة وحدويّة))‪ ،‬و لتنسيق النشاط بين هذه القوى‬ ‫فكان من ال ُم ّ‬
‫قرر ّأوالً ((تكوين قيادة سياسيّة ُمشتركة ل ُكل جبهه على حدة)) و أخيرا ً ((قيادة ُمشتركة)) ل قيادات الجبهات فى البلدان‬
‫الوطنيّة كان من ال ُم ّ‬
‫ال ‪ 3‬ال ُمشاركة فى ((الفدراليّة))‪.‬‬

‫أُصدر قانونا ً يح ُكم على ‪ 140‬مواطنا ً ب ((الحرمان من الحقوق المدنيّة و السياسيّة)) ب تُهمة ال ُمساهمة فى ((اإلنفصال عن مصر)) من‬
‫بينهم ‪(( ::‬مأمون ال ُكزبرى ‪ +‬عبد الكريم النحالوى ‪ +‬حيدر ال ُكزبرى ‪ +‬موفق عصاصة ‪ +‬مطيع السامى ‪ +‬عبد الغنى دهمان ‪ +‬إلخ ‪))...‬‬

‫كما أُصدر مرسوم آخر يقضى ب ُمحاكمة ((‪ 12‬مواطنا ً من عداد القيادة العُليا فى الجيش)) من بينهم ‪(( ::‬كاظم القُدسى ‪ +‬خالد العظم ‪+‬‬
‫عبد الكريم زهر الدين ‪ +‬أكرم الحورانى ‪ +‬معروف الدواليبى ‪ +‬أمين النافورى ‪ +‬خليل كالس))‪.‬‬

‫كانت العالقة بين ((البعث ‪ +‬الوحدويّين)) آخذه فى ((التدهور)) نتيجة ((توسيع نشاط الوحدويّين)) بعد إقرار ميثاق ‪ 17‬نيسان م ّما دفع إلى‬
‫((تسريح ‪ 47‬ضابطا ً وحدو ّيا ً من صفوف الجيش ب تُهمة التحضير لإلنقالب)) األمر الذى دعى ((‪ 5‬وزراء وحدويّين)) إلى التقدُّم ب‬
‫((اإلستقالة)) يوم ‪ 2‬آيار ‪ 1963‬بما فيهم ((اللواء مح ّمد الصوفى‪ ،‬وزير الدفاع ‪ +‬اللواء راشد قطينى‪ ،‬نائب رئيس األركان))‪.‬‬
‫قررة يوم ‪ 12‬آيار‪.‬‬
‫كما أعلنت ((مصر)) يوم ‪ 3‬آيار عن ((تأجيل)) ال ُمحادثات ال ُم ّ‬

‫سلحة فى منطقة ((القابون ب دمشق)) ب نهاية آيار بعد أن طلب‬‫حدثت أعمال شغب فى ((حلب)) يوم ‪ 8‬آيار باإلضافة إلى صدامات ُم ّ‬
‫أنصار ((الوحدويّين)) تطبيق شروط ((الوحدة الفوريّة)) مدعومين ب فرقة ((دبّابات و قطعات ُمشاه))‬

‫حيث إقترح ((البعث)) أن يُش ّكل‬


‫ُ‬ ‫تضاربت األنباء حول مسألة نشاط ((المكتب السياسى)) ال ُمزمع تكوينه ل قيادة ((جبهه وطنيّة موحّدة))‬
‫المكتب على أساس اإلتّفاق السابق فى أيّام ((الحكومة اإلئتالفيّة)) ‪ُ 6 ::‬ممثّلين عن ((البعث) ‪ 6 +‬عن ((الوحدويّين)) ‪ُ (( 1 +‬مستقل)) و‬
‫على هذا األساس إقترح ((البعث)) ب أن يكون ((المكتب السياسى)) من ‪ 3(( ::‬بعثيّين ‪ 3 +‬وحدويّين ‪ُ 1 +‬مستقل)) و يجب أن توافق على‬
‫نظمات ((الوحدويّة)) ب ُممثّلين لها فى المكتب‬ ‫شحين لهذا المكتب ((جميع الجهات ال ُمشاركة فى الجبهه الوطنيّة)) بينما طالبت ال ُم ّ‬
‫ال ُمر ّ‬
‫السياسى‪.‬‬

‫إضطرت حكومة ((البيطار)) إلى تقديم ((اإلستقالة)) يوم ‪ 10‬آيار مع تكليف السيّد ((سامى الجندى)) ب تشكيل الحكومة الجديدة و الذى‬ ‫ّ‬
‫كان ينتمى ل ((حركة الوحدويّين اإلشتراكيّين)) قبل ((ينشق)) عنه نتيجة ((خالف داخلى)) لكن و بعد ((فشل)) تشكيل الحكومة تم إعادة‬
‫للتقارب مع الوحدويّين))‪ .‬كانت تلك ال ُمحاوالت ((ظاهريّة))‬
‫ُ‬ ‫تكليف السيّد ((البيطار)) ل تشكيل الحكومة ك ُمحاولة جديدة من قِبَل ((البعث‬
‫ضبّاط‬
‫صة ((بعد تسريح ال ُ‬
‫سلطة الحقيقيّة ل ((الجيش)) ضمن صالحيّات ((اللجنة العسكريّة)) و خا ّ‬ ‫فى حقيقة األمر نظرا ً ل ّ‬
‫تحول ال ُ‬
‫الوحدويّين))‪.‬‬

‫شغل ((أمين الحافظ)) منصب ((وزير الداخليّة ‪ +‬نائب رئيس الوزراء))‪.‬‬

‫بالتوازى مع زيارة الوفد ((السورى)) ب رئاسة ((لؤى األتاسى)) إلى ((اإلسكندريّة)) ل ُمقابلة ((عبد الناصر)) يوم ‪ 18‬تموز‪ ،‬دخلت‬
‫ضبّاط ((الوحدويّين)) ب قيادة ((النقيب مح ّمد نبهان)) إلى ((لواء الهندسة ‪ +‬سرقة مستودعات السالح)) و حاولوا ب دعم من‬ ‫جماعة من ال ُ‬
‫بعض الوحدات فى ((حامية دمشق ‪ +‬فرقة مظلّيّين فى ُك ّليّة اإلتّصال)) اإلستيالء على بناية ((رئاسة األركان ‪ +‬اإلذاعة)) لكن فى النهاية‬
‫(فشل اإلنقالب)‪.‬‬

‫أن هدف هذه الحركة كان ((قلب نظام البعث فى سوريّا ‪ +‬عزل العراق ثُم عقد وحدة مع مصر))‪.‬‬
‫صرح ((مح ّمد نبهان)) ّ‬
‫ّ‬

‫نتج عنها ((إعتقال ال ُمشاركين ‪ 58 +‬من قادة الوحدويّين من بينهم ‪ ::‬جاسم علوان ‪ +‬سامى صوفان ‪ +‬راشد قطينى ‪ +‬إلخ ‪))....‬‬
‫و ُحكم عليهم ب ((اإلعدام))‪.‬‬

‫ضبّاط البعثيّين أنصار اللجنة العسكريّة ب‬


‫حدث خالف واسع بين ((وزير الدفاع و اللواء زياد الحريرى‪ ،‬رئيس األركان)) من جهه و ((ال ُ‬
‫زعامة أمين الحافظ)) من جهه أُخرى بسبب ((تسريح ال ُ‬
‫ضبّاط الوحدويّين))‪.‬‬

‫كان ((اللواء زياد الحريرى)) مدعوما ً من اإلقطاعيّين و البرجوازيّة للوقوف ((ضد تعديالت البعث على قانون اإلصالح الزراعى ل عام‬
‫صيصا ً فترة غيابه عن سوريّا فى حزيران ‪.))1963‬‬ ‫‪ 1958‬التى إتُّخذت خ ّ‬

‫إستغل ((أمين الحافظ)) فُرصة سفر ((زياد الحريرى)) ضمن الوفد ال ُمرافق ل ((صالح البيطار)) إلى ((الجزائر)) و قام ب تسريح ‪30‬‬
‫ّ‬
‫موظفا ً قياديّا ً فى الدوائر الحكوميّة الحسّاسة)) و بدّلهم‬ ‫ضابطا ً من الموالين ل الحريرى و وضع ((بعثيّين)) فى أماكنهم بجانب ((إعفاء ‪40‬‬
‫ّ‬
‫موظفين ((بعثيّين))‪.‬‬ ‫ب‬
‫((إستقال‪ ،‬الحريرى)) من منصبى ((وزير الدفاع ‪ +‬رئيس األركان)) فور عودته يوم ‪ 9‬تموز و أُرسل ك (( ُملحق عسكرى فى أميركا))‬
‫كما تقدّم السيّد ((لؤى األتاسى)) يوم ‪ 27‬تموز ‪ 1963‬ب ((إستقالته)) األمر الذى أدّى فى النهاية إلى إنتقال مناصب ((وزير الدفاع ‪+‬‬
‫القوات ال ُمسلّحة)) إلى ((أمين الحافظ))‬
‫رئيس األركان ‪ +‬القائد العام ل ّ‬

‫إتّجه ((وفد سورى)) إلى ((العراق)) فى حزيران ‪ 1963‬يضُم ُممثّلين عن القطاع ((العسكرى ‪ +‬اإلقتصادى ‪ +‬إلخ)) من أجل تطبيق‬
‫قرارات ((مؤتمر القاهرة)) حتّى فى ((غياب مصر)) و صدر بيان أعرب فيه الجانبان عن عزمهما فى ((توسيع تبادُل السلع بين الدولتين‬
‫‪ +‬تدعيم العالقات التُجاريّة و اإلقتصاديّة)) كما إتُّخذ قرارا ً فى ‪ 1‬تموز ب ((فتح الحدود بين سوريّا ‪ -‬مصر ‪ -‬العراق))‪.‬‬

‫ّ‬
‫لإلطالع على ((إعتداء إسرائيل على الحدود السوريّا ‪ +‬شق قنوات تحويل مياه نهر األردن)) صفحة ‪ 211‬و ‪212‬‬

‫تصرف ((سوريّا)) فى حال قيام أيّة ((عدوان‬‫ُّ‬ ‫قوات عراقيّة)) و وضعها تحت‬
‫أعلنت الحكومة ((العراقيّة)) عن إستعدادها ل ((إرسال ّ‬
‫إسرائيلى)) على ((سوريّا)) ‪ +‬إصدار أمرا ً ب وضع ((جميع ّ‬
‫القوات العسكريّة فى حالة إستنفار عام))‪.‬‬

‫إتّجهت بعثة حكوميّة ((سوريّا)) فى شهر آب ب رئاسة ((صالح البيطار)) من بين أعضاءها ((ميشيل عفلق ‪ +‬عبد الكريم الجندى)) من‬
‫صة ب ((الوحدة))‪.‬‬
‫أجل بحث جميع المسائل الخا ّ‬

‫صة ل ((تقوية التعاون العسكرى بين البلدين ‪+‬‬


‫وصل وفد ((عسكرى عراقى)) فى ‪ 20‬آب ‪ 1963‬إلى ((دمشق)) إلجراء ُمحادثات خا ّ‬
‫الجويّة ال ُمشتركة))‪.‬‬
‫التحرك ال ُمشترك للقوى ّ‬
‫ُّ‬ ‫توسيع قواعد‬

‫سلح)) بين ُك ّالً من ((القاهرة)) و ((سوريّا)) عن طريق إرسال بعثة‬


‫حاولت ((العراق)) أن تقوم ب دور ((الوسيط)) فى ُمحاولة ل ((ال ً‬
‫((عراقيّة)) يوم ‪ 21‬آب برئاسة ((عبد السالم عارف)) ل بحث قضيّة إجراء ((إستفتاء عام على الوحدة)) بعد أن ((ينتهى الخالف المصرى‬
‫‪ -‬السورى)) لكن ((فشلت)) الوساطة نهائيّاً‪.‬‬

‫تم تشكيل لجنة ((عسكريّة لتنسيق التعاون العسكرى ال ُمشترك)) ‪ +‬لجنة ل ((دراسة الوضع اإلقتصادى)) خالل ُمباحثات الوحدة التى جرت‬
‫يوم ‪ 26‬آب بين ((سوريّا ‪ -‬العراق)) و إتّفق الجانبان على ضرورة عقد ((وحدة إقتصاديّة كاملة))‪.‬‬

‫كما تم عقد إتّفاقيّة ((عسكريّة)) يوم ‪ 8‬أكتوبر ‪ 1963‬بين البلدين‬

‫تم ((تجميد)) تنفيذ قرارى ((اإلصالح الزراعى ‪ +‬التأميم)) صفحة ‪ 213‬و ‪(( 214‬هاااااام))‬

‫دخل إلى ((القيادة القوميّة)) عدد ال بأس به من أنصار ((اليسار ال ُمناهض للرأسماليّة)) بجانب ‪ 3‬أعضاء من ((اللجنة العسكريّة ‪ ::‬حمد‬
‫عبيد ‪ +‬حافظ األسد ‪ +‬مح ّمد ربّاح الطويل)) باإلضافة إلى ‪ 5‬أعضاء ((مدنيّين ‪ ::‬ح ّمود الشوفى ‪ +‬أحمد صالح ‪ +‬نور الدين األتاسى ‪+‬‬
‫خالد الحكيم ‪ +‬مح ّمد نور هللا))‪.‬‬

‫كما إنتُخب ((ح ّمود الشوفى)) فى منصب ((أمينا ً قُطريّا ً ل حزب البعث فى سوريّا)) بالتوازى مع ((سقوط‪ ،‬صالح البيطار)) فى ((القيادة‬
‫القُطريّة))‬

‫كانت أهم توصية ناجمة عن المؤتمر ((القُطرى)) ل حزب ((البعث)) فى ((سوريّا)) و المؤتمر ((القُطرى)) ل حزب ((البعث)) فى‬
‫((العراق)) ال ُمنعقد فى أيلول من العام نفسه (( تكوين إتّحاد بين سوريّا ‪ -‬العراق ‪ +‬توحيد ال ُم ّ‬
‫نظمتين الحزبيّتين ‪ +‬إجراء تعديالت على‬
‫أيديلوجيّات الحزب))‬

‫أصدرت ((القيادة القوميّة)) بيانا ً وضعت فيه مسؤوليّة ((تأخير إستفتاء ‪ 17‬آيلول على الوحدة الفدراليّة الثُالثيّة على مصر))‬

‫كانت ((أكثريّة)) المندوبين ال ُمشاركين فى ((المؤتمر القومى ال ‪ ))6‬ال ُمنعقد يوم ‪ 5‬أكتوبر ‪ 1963‬من ((القوى اليساريّة من البعث ب نسبة‬
‫‪ ))%75‬أ ّما باقى المندوبين فكانوا من ((القوميّين التقليديّين ‪ ::‬ميشيل عفلق ‪ +‬صالح البيطار))‪ ،‬صفحة ‪216‬‬

‫القوات ال ُمسلّحة)) حيث نال أعضاء الحزب فى ((الجيش حقّهم بال ُمساواه مع‬
‫تم تشكيل ((لجنة تابعة للقيادة القوميّة)) مسؤولة عن ((تنظين ّ‬
‫الرفقاء المدنيّين)) عدا ذلك أُسّست فى ((الجيش‪ ،‬لجان للعمل األيدلوجى))‬
‫ُ‬

‫تم إنتخاب ((قيادة قوميّة)) جديدة للحزب ذات ((أغلبيّة يساريّة ُمعاديّة للغرب الرأسمالى)) و ((لم)) يدخا فيها من ((اليمين التقليدى)) سوى‬
‫‪(( ::‬عفلق ‪ +‬أمين الحافظ ‪ +‬صالح جديد ‪ +‬ح ّمود الشوفى)) و تم ((إسقاط عُضويّة صالح البيطار))‪.‬‬

‫قررات المؤتمر هو ((تشكيل إتّحاد فدرالى بين سوريّا ‪ -‬العراق)) ‪(( +‬تعميم اإلشتراكيّة فى اإلقتصاد))‪ ،‬صفحة ‪217‬‬
‫كان من أهم ُم ّ‬

‫تم تكليف ((القيادة القوميّة)) ب إجراء إتّصاالت ب بعض الجماعات التى كانت تابعه ل ((حزب البعث)) من أجل ((عودتهم)) إلى صفوف‬
‫الحزب و بالفعل قد ((عاد)) إلى الحزب ((قادة القُطريّين ‪ ::‬يوسف ُزعين ‪ُ +‬مسلّم صالح ‪ +‬إلخ ‪ ))...‬لكن ((لم)) يعود إلى صفوف الحزب‬
‫جماعة ((الحورانى ‪ +‬الوحدويّين)) بفضل جهود ((صالح جديد)) الذى إستطاع إقناع ((القيادتين القُطريّتين فى البلدين)) فى الوقوف إلى‬
‫جانب ((اللجنة العسكريّة))‬

‫((بعد سقوط)) حزب ((البعث)) فى ((العراق)) فى نوفمبر ‪ 1963‬إثر (إنقالب عسكرى)‪ ،‬إشتد ((الصراع)) داخل صفوف الحزب فى‬
‫صة على إثر المطالب التى قدّمتها جماعة ((ح ّمود الشوفى)) ب ضرورة إجراء تغييرات سياسيّة راديكاليّة ‪ +‬نظام‬ ‫((سوريّا)) و خا ّ‬
‫صرح أحد هذه جماعة يُدعى ((يس الحافظ)) إذا قال ‪(( ::‬على هذا النظام أن يُحد من ال ُح ّريّات الدي ُمقراطيّة‬ ‫((ديمقراطى شعبى))‪ ،‬بينما ّ‬
‫لألوساط الرجعيّة و يُعطى ال ُح ّريّات الكاملة للطبقة العاملة و يجب أن يبقى الجيش بعيدا ً عن السياسة))‬

‫تم تكليف السيّد ((اللواء أمين الحافظ)) ب تشكيل الحكومة يوم ‪ 11‬نوفمبر ‪ 1963‬بعد أن تقدّم السيّد ((صالح البيطار)) ب تقديم‬
‫((إستقالته)) إثر ((سقوطه فى عُضويّة القيادة القوميّة)) و التى قد تم تشكيلها من ((البعثيّين فقط)) مع تعيين السيّد ((مح ّمد عُمران)) فى‬
‫منصب ((نائب رئيس الوزراء)) بجانب تعيين السيّد ((حمد عبيد)) فى منصب ((قائد الحرس القومى))‪.‬‬

‫قامت الحكومة ب إصدار ((عفو عام عن ال ُمعتقلين السياسيّين)) حيث تم إطالق سراح ‪ 74‬شخصا ً يوم ‪ 21‬نوفمبر ‪ 1963‬من العناصر‬
‫السياسيّة التى تم ((إعتفالهم)) بعد ‪ 8‬آذار بمن فيهم ‪(( ::‬ناظم القُدسى ‪ +‬خالد العظم)) اللذان ((غادرا سوريّا)) بعد سماح من الحكومة كما‬
‫تم إطالق سراح ((لحورانى))‪.‬‬

‫صدر قرار من ((المجلس الوطنى ل قيادة الثورة)) فى بداية ديسمبر ينص على ((العفو عن جميع ال ُمعتقلين السياسيّين ‪ +‬خفض اإلعدام‬
‫على قادة أحداث ‪ 18‬تموز ‪ ::‬جاسم علوان ‪ +‬رئيس معرى ‪ +‬مح ّمد نبهان ‪ ::‬إلى السجن مدى الحياه ‪ +‬عفو عام عن ال ُمتّهمين بالوقوف‬
‫ضد ثورة ‪ 8‬آذار))‬

‫كما تم أحالة ال ُمتّهمين ب اإلشتراك فى حركة ((اإلنفصال‪ 28‬أيلول ‪ ))1961‬ل ((محكمة األمن القومى فى دمشق)) و تم إصدار أحكام‬
‫على الشخصيّات ال ُمنفّذة ل ((اإلنقالب)) من بينهم ‪(( ::‬عبد الكريم النحالوى ‪ +‬عبد الغنى الدهمان ‪ُ +‬مهيب هندى ‪ +‬فخرى عُمر ‪ +‬هشام‬
‫عبد ربُّه)) ب ((السجن مدى الحياه)) بجانب إصدار ُحكم ‪ 15‬عاما ً على ((مأمون ال ُكزبرى)) باإلضافة إلى ‪ 10‬سنوات على باقى ال ُمتّهمين‪.‬‬

‫كان ((إنقالب نوفمبر ‪ 1963‬للعراق)) بمثابة نقطة ((النهاية)) ل مشروع ((اإلتّحاد الفدرالى بين سوريّا ‪ -‬العراق ‪ +‬إتّفاق القضايا‬
‫اإلقتصاديّة للوحدة ‪ +‬وحدة الجنسيّة))‬

‫ّ‬
‫لإلطالع على تفاصيل مرسوم ((المعونات اإلقتصاديّة ّ‬
‫للفالحين ‪ُ +‬مستأجرى أراض الدولة))‪ ،‬صفحة ‪ 219‬و ‪224‬‬

‫ّ‬
‫لإلطالع على قرارات ((تأميم الشركات))‪ ،‬صفحة ‪220‬‬

‫ّ‬
‫لإلطالع على ((الدستور الجديد ال ُمؤ ّقت))‪ ،‬صفحة ‪220‬‬

‫تم تشكيل ((نقابات ُم ّ‬


‫ستقلة يجمع بينها مبدأ المركزيّة الدي ُمقراطيّة)) بعد إصدار قانون ((النقابات)) يوم ‪ 2‬آذار ‪1964‬‬

‫سلطة‬
‫سلطة التشريعيّة ‪ +‬الرقابة على نشاط األجهزة التنفيذيّة)) من مهام ‪(( ::‬المجلس الوطنى للثورة)) لكن كانت مهام ((ال ُ‬
‫كانت ((ال ُ‬
‫التنفيذيّة)) فى يد ((المجلس التأسيسى‪ ،‬ال ُمنتخب من مجلس الثورة))‪.‬‬

‫ّ‬
‫لإلطالع على العالقات (السوريّا ‪ -‬العربيّة)‪ ،‬صفحة ‪221‬‬

‫قامت ((إسرائيل)) فى نهاية ‪ 1963‬ب مشروع ((تحويل مياه نهر األردن))‪ .‬على أثره‪ ،‬طالبت (الدول العربيّة) فى ديسمبر ‪ 1963‬من‬
‫دول العالم ( ُمقاطعة إسرائيل)‪ ،‬صفحة ‪221‬‬

‫أصدرت الحكومة ((السوريّا)) قراراً يوم ‪ 13‬ديسمبر ب ((منع إجراء أيّة إتّصاالت مع ‪ 50‬شركة تُجاريّة إنجليزيّة)) بما فى ذلك ((منع‬
‫إستيراد البضائع اإلنجليزيّة)) بسبب ُمحاولة تلك الشركات فى ((كسر حصار العرب ل إسرائيل))‪ .‬تم عقد إجتماعا ً فى بداية يناير ‪ 1964‬ل‬
‫((رؤساء الدول العربيّة)) و الذى إتّخذ إجراءات ُمضادّة ل ((تحويل مياه نهر األردن بما يخدم مصلحة إستعمال األراض العربيّة ال ُمحيطة‬
‫ب النهر)) و قد تم تخصيص مبلغ ‪ 6.4‬مليون جنيه مصرى من أجل تنفيذ المشروع فى ‪ 18‬شهرا ً مع ضرورة ((توحيد القيادة العسكريّة ب‬
‫صة‬
‫صة و إدارة ذاتيّة)) لكن و بسبب ((الخالفات المصريّة ‪ -‬السوريّا ‪ -‬العراقيّة)) تم ((عرقلة تنفيذ المشروع العربى و بخا ّ‬ ‫ميزانيّة خا ّ‬
‫القيادة العسكريّة ال ُموحّدة))‪.‬‬

‫بعد ((بدء إسرائيل ل العمليّات التجريبيّة ل ضخ مياه بُحيرة طبرية بواسطة شبكة من القنوات و األنابيب ل رى أراض صحراء النقب))‪،‬‬
‫توجّهت الحكومة ((السوريّا)) ب نداء إلى جميع الدول ((العربيّة)) و إلى جميع ((ال ُم ّ‬
‫نظمات العالميّة))‬

‫ّ‬
‫لإلطالع على مشاريع ((التنقيب عن النفط ‪ +‬قروض ألمانيا الغربيّة و النقد العالمى))‪،‬‬
‫صفحة ‪ 222‬و ‪223‬‬
‫((رفضت)) البرجوازيّة أن تضع رؤوس أموالها فى ((بناء ال ُمؤسّسات الصناعيّة الجديدة)) و باشر أصحاب عدّة ُمؤسّسات ((تُجاريّة و‬
‫صناعيّة ُمنذ عام ‪ ))1964‬إلى ((إغالف المشاريع و الحد من اإلنتاج)) بحجّة الصعوبات الكثيرة فى ((اإلنتاج ‪ +‬غياب اإلمكانيّات))‬

‫وجّه ((صالح البيطار)) اإلتّهام إلى ((على صالح السعدى‪ ،‬زعيم البعث فى العراق)) فى بداية يناير ‪ 1964‬بسبب ((سقوط النظامالبعثى‬
‫فى العراق ب نوفمبر ‪ ))1963‬األمر الذى إستدعى طلب ُك ّالً من ((القيادة القُطريّة ‪ +‬جماعة ح ّمود الشوفى)) يوم ‪ 24‬يناير ‪ 1964‬ل‬
‫((طرد البيطار من الحزب))‪.‬‬

‫تم " إبعاد " ((ح ّمود الشوفى)) و أنصاره من عُضويّة بعد أن تم ((إعادة تشكيل القيادة القُطريّة السوريّا)) بسبب " الخالفات " التى ظهرت‬
‫بين سياسة ((أمين الحافظ‪ ،‬ال ُمعتدلة)) و بين سياسة ((ح ّمود الشوفى‪ ،‬اليساريّة))‪.‬‬

‫تم إنتخاب ‪ 7‬من أعضاء ((اللجنة العسكريّة)) من أصل ‪ 15‬فى ((القيادة القُطريّة)) و هم ((أمين الحافظ ‪ +‬مح ّمد عُمران ‪ +‬صالح جديد‪،‬‬
‫درعات بعد حركة أكتوبر ‪ + 1963‬حافظ األسد‪ ،‬قائد القوى‬ ‫رئيس األركان ‪ +‬حمد عُبيد‪ ،‬القائد السابق للحرس القومى ثُم قائد لواء ُم ّ‬
‫الجويّو ‪ +‬الرائد‪ ،‬ربّاح الطويل ‪ +‬العقيد‪ ،‬عبد الكريم الجندى))‪.‬‬
‫ّ‬

‫تم الدعوة إلى عقد ال ُمؤتمر القومى ال ‪ 7‬فى ((دمشق)) يوم ‪ 12‬شباط ‪ 1964‬الذى دار فيه الصراع بين جماعتى ((ميشيل عفلق)) من جهه‬
‫و ((ح ّمود الشوفى)) المدعوم من ((صالح السعدى)) من جهه أُخرى‪.‬‬

‫أدّى الصراع فى المؤتمر إلى ((طرد أنصار‪ ،‬ح ّمود الشوفى)) و اإلكتفاء ب ((عدم إنتخاب‪ ،‬على صالح السعدى)) فى ((القيادة القوميّة))‪.‬‬
‫فمن أصل ‪ 16‬عُضوا ً فى ((القيادة القوميّة))‪ ،‬كان ‪ 6‬أعضاء فقط من فرع الحزب فى ((سوريّا)) ب من فيهم ‪::‬‬
‫((عفلق ‪ +‬أمين الحافظ ‪ +‬مح ّمد عُمران ‪ +‬صالح جديد))‬

‫ظهرت بوادر أزمة جديدة داخل الحزب بين ((بعد أحداث العراق)) بين ُك ّالً من ((مح ّمد عُمران ‪ ::‬الذى طالب ب العفو عن ال ُمعتقلين‬
‫السياسيّين)) من جهه و بين ((أمين الحافظ ‪ ::‬الذى وقف إلى جانب الوحدويّين اإلشتراكيّين ‪ +‬عودة الحورانى إلى سوريّا بعد اإلفراج عنه))‬
‫سرحين أنصار أمين الحافظ))‪.‬‬ ‫من جهه أُخرى و باألخص بعد عودة ((ال ُ‬
‫ضبّاط ال ُم ّ‬

‫ُ‬
‫((تنازل مح ّمد عُمران عن صالبة موقفه))‪.‬‬ ‫لكن تم تسوية الخالف بين الطرفين بعد‬

‫ظهرت بوادر أزمة أُخرى بين ُك ّالً من ‪(( ::‬مح ّمد عُمران‪ ،‬رئيس األركان ُمنذ نوفمبر ‪ - 1963‬مدعوما ً من أمين الحافظ ‪ ::‬الذين طالبوا‬
‫تجديد ال ُمباحثات حول الوحدة مع مصر)) من جهه و ((صالح جديد ‪ +‬بقيّة أعضاء اللجنة العسكريّة ‪ ::‬الذين رأؤوا فى مسألة الوحدة أمرا ً‬
‫التحوالت اإلجتماعيّة و اإلقتصاديّة على أ ُ ُ‬
‫سس إشتراكيّة)‬ ‫ّ‬ ‫سابق ل أوانه و يجب العمل ّأوالً ب تطبيق‬

‫قدّم ((مح ّمد عُمران)) " إستقالتُه " ُمتّهما ً ((صالح جديد)) ب ‪(( ::‬الفساد ‪ +‬اإلنحالل)) بعد حركة ((ترقيّات ال ُ‬
‫ضبّاط)) لكن ((لم)) يتم قبول‬
‫((اإلستقالة)) و صدر قرار ب ((نفى‪ ،‬مح ّمد عُمران‪ ،‬من سوريّا))‪،‬‬
‫صفحة ‪227‬‬

‫ُ‬
‫حيث‬ ‫تم تأسيس ((مجلس رئاسة)) حسب بنود ((الدستور ال ُمؤ ّقت)) دخل فيه ‪(( ::‬مح ّمد عُمران ‪ +‬منصور األطرش ‪ +‬نور الدين األتاسى))‬
‫تم تعيين ((أمين الحافظ)) فى منصب ((رئاسة المجلس)) كما تم تعيين ((صالح البيطار)) فى منصب ((نائب الرئيس))‪ .‬كما تم تكليف‬
‫السيّد ((صالح البيطار)) ب تشكيل الحكومة الجديدة يوم ‪ 14‬آيار‪.‬‬

‫األول حيث قامت ب ((دعم القطاع الخاص)) بدل من تطبيق ((اإلشتراكيّة))‪،‬‬


‫لكن سياسة الحكومة الجديدة جاءت ُمغايرة ل بيان الحكومة ّ‬
‫صفحة ‪228‬‬

‫التحوالت اإلجتماعيّة و اإلقتصاديّة أيّام ((أمين الحافظ))‬


‫ّ‬ ‫‪)-2‬‬

‫إضطر ((صالح البيطار)) إلى تقديم ((إستقالته)) يوم ‪ 3‬أكتوبر ‪ 1964‬من مناصب ((رئاسة الوزراء ‪ +‬عضويّة مجلس الرئاسة))‬ ‫ّ‬
‫بالتوازى مع قيام ((منصور األطرش)) هو أيضا ً إلى تقديم ((إستقالته)) من ((عُضويّة مجلس الرئاسة)) و ح ّل مكانهما ((صالح جديد‪،‬‬
‫رئيس األركان ‪ +‬يوسف ُزعين‪ُ ،‬ممثّل القُطريّين)) فى (المجلس)‪.‬‬

‫بهذا الشكل‪ ،‬إستطاع ((الجناح اليسارى فى الحزب ‪ +‬الجيش)) أن يقوم ب ((عزل التيّار الموال لإلقطاعيّة و البرجوازيّة))‬
‫ُ‬
‫حيث ((إحتفظ)) السيّد ((أمين الحافظ)) ب منصب ((رئاسة الحكومة))‬ ‫فى نهاية ‪،1964‬‬

‫أصدرت الحكومة يوم ‪ 22‬ديسمبر ‪ 1964‬مرسوم يقضى ب ((تأميم جميع مصادر الثروة المعدنيّة ‪ +‬منع إستخراجها و تصنيعها من قِبَل‬
‫الشركات األجنبيّة أو من قِبَل رأس المال المحلّى)) بهذا الشكل أصبحت ((سوريّا)) " ّأول " دولة ((عربيّة)) تأ ُخذ على عاتقها كامل مهام‬
‫((إستخراج الثروات الوطنيّة ‪ +‬تصنيعها وطنيّاً))‬

‫تفاصيل ((تأميم ال ُمؤسّسات الصناعيّة و التُجاريّة))‪ ،‬من صفحة ‪ 230‬إلى ‪233‬‬


‫عمليّة ((التأميم)) نفسها ((لم)) تكن مدروسة جيّدا ً من قِبَل الحكومة م ّما أدّى إلى الوقوع فى ((األخطاء وقت التطبيق)) بعد أن تم تأميم‬
‫مركيّة على الحدود‬‫أمالك بعض ((ال ُمنتجين ‪ +‬التُجّار الصغار ‪ +‬الوسطاء التُجاريّين)) على الرغم من ُمحاولة ((تدعيم نظام ال ُمراقبة ال ُج ُ‬
‫السوريّا اللبنانيّة من أجل منع تهريب رؤوس أموال ال ُمؤسّسات و الشركات ال ُمؤ ّممة)) عن طريق قيام ((وزارة العمل ب تعيين نفسها ُمدراء‬
‫صة مركزيّة)) تقود نشاط القطاع‬ ‫‪ُ +‬مشرفين من أجل توجيه و إدارة أعمال ال ُمؤسّسات ال ُمؤ ّممة)) و على إثر ذلك تم تشكيل ((لجنة خا ّ‬
‫((الصناعى اإلشتراكى))‪.‬‬

‫ُ‬
‫حيث ((لعن الشيوخ مشاريع التأميم ‪ +‬الدعوة‬ ‫علت فى ((جوامع دمشق)) يوم ‪ 22‬يناير ُمحاضرات ((سياسيّة دعائيّة)) بدالً من ((الصاله))‬
‫((التبرعات من التُجّار)) تحت إشراف و تدريب‬
‫ُّ‬ ‫للجهاد ال ُمقدّس ضد الحكومة))‪ .‬بدأ العمل على تنظيم ((طالئع ُمح ّمد)) القائم على حساب‬
‫تنظيم ((اإلخوان ال ُمسلمين))‪.‬‬

‫صرا ً من ((التُجّار الكبار)) فى ((دمشق)) بتُهمة ((التحريض على اإلضراب))‬


‫((أعتقلت)) الحكومة ‪ 23‬عُن ُ‬

‫ّ‬
‫لإلطالع على إنتخابات ((إتّحاد نقابات العُ ّمال))‪ ،‬صفحة ‪234‬‬

‫أثناء إنعقاد ((المؤتمر ال ‪ ))2‬فى آذار ‪ 1965‬ظهرت بوادر ((الخالف)) بين ُك ّالً من القيادة ((القوميّة ‪ ::‬التى يُسيطر اليمين الموال لرأس‬
‫المال)) و ((القُطريّة ‪ ::‬التى يُسيطر عليها العسكريّين اليسارىّين الموال لإلشتراكيّة)) حيث تم إعادة تشكيل القيادة ((القُطريّة)) بعد ((التجديد‬
‫ل أمين الحافظ)) فى منصب ((أمين عام القيادة القُطريّة)) مع عُضويّة ((حمد عبيد ‪ +‬نور الدين األتاسى ‪ +‬جميل شيا ‪ +‬يوسف زعين))‬

‫عُقد ال ُمؤتمر ((القومى)) فى نيسان ‪ 1965‬من أجل ((حل الخالفات)) بين القيادتين ((القُطريّة و القوميّة)) نتج عنه ((موافقة القيادة‬
‫((القوميّة)) على ((إلغاء)) ُجملة القرارات التى إتّخذتها فى ديسمبر ‪ ))1964‬تحت ضغط من ((القيادة القُطريّة)) باإلضافة إلى ((حل اللجنة‬
‫العسكريّة ‪ +‬تشكيل مكتب عسكرى داخل الحزب))‪.‬‬

‫أُعيد حق (( ُمراقبة السياسة الخارجيّة و اإلقتصاديّة فى سوريّا)) إلى القيادة ((القوميّة)) بُناء على إقتراح من ((قادة اللجنة العسكريّة السابقين‬
‫‪ ::‬صالح جديد ‪ +‬أمين الحافظ))‬

‫ّ‬
‫الرزاز)) فى منصب ((أمين عام الحزب)) كما دخلت إلى القيادة ((القوميّة)) شخصيّات بارزة فى ((اللجنة العسكريّة)) مثل‬ ‫إنتُخب ((منيف‬
‫((أمين الحافظ ‪ +‬حافظ األسد ‪ +‬شبلى العيسى ‪ +‬منصور األطرش ‪ +‬ميشيل عفلق)) باإلضافة إلى ((إبراهيم ماخوس)) فى منصب‬
‫(( ُممثّل عن القطريّين))‬

‫وقعت ((خالفات)) حادّة بين عناصر ((القيادة العسكريّة العُليا)) مع الشخصيّات الحزبيّة الذين شغلوا مناصب ((ثُنائيّة)) مسؤولة فى أجهزة‬
‫الدولة ب وقت واحد ((الجيش ‪ +‬مجلس الرئاسة ‪ -‬المجلس الوطنى ل قيادة الثورة))‪ .‬تم عقد إجتماع لل ُم ّ‬
‫نظمات ((الحزبيّة العسكريّة)) تحت‬
‫إشراف ((األمين العام للحزب)) ب ُمشاركة جماع قادة ((فروع الحزب)) مع حضور ُك ّالً من ((شبلى العيسمى ‪ +‬نور الدين األتاسى))‬
‫سمح فيها ل‬ ‫لإلجتماع من أجل وضع حد للقضايا ال ُمعقّدة من قِبَل ((القيادة القُطريّة ‪ +‬اللجنة العسكريّة)) و كانت هذه هى ّ‬
‫المرة األولى التى ُ‬
‫((قادة الحزب المدنيّين)) ال ُمشاركة فى أعمال ((اللجان الحزبيّة العسكريّة))‪.‬‬

‫ضبّاط من ال ُممثّلين العسكريّين فى القيادة القُطريّة ‪ +‬القوميّة ‪ +‬المكتب العسكرى ‪ُ +‬‬


‫ضبّاط آخرين)) تكون‬ ‫إتُّخذ قرارا ً ل تكوين ((لجنة لل ُ‬
‫ضبّاط ‪ +‬ترفيعهم ‪ +‬إلخ‪)).....‬‬ ‫من أولى مهامها تولّى مسائل ((نقل ال ُ‬

‫فى الحقيقة‪ ،‬إتّخاذ قرار ((حل الجنة العسكريّة)) " لم " يقل من أه ّميّة و مكانة أعضاءها السابقين ألّنهم شغلوا مناصب حسّاسة فى ((قيادة‬
‫الحزب ‪ +‬الجيش ‪ +‬الحكومة)) بعد إنتخاب ُك ّالً من ((أمين الحافظ ‪ +‬صالح جديد ‪ +‬حافظ األسد ‪ +‬حمد عبيد)) فى ((عُضويّة المكتب‬
‫العسكرى))‪ُ .‬كل ما هُنالك أنّه أصبحت ((القيادة القُطريّة تحت نفوذ األعضاء السابقين فى اللجنة العسكريّة بعدما كانت خاضعة ل جماعة‬
‫المكتب العسكرى))‬

‫طرحت فيه مسألة ((عزل الجيش ُكلّيّا ً عن الحياه السياسيّة)) فى ُمحاولة لل‬ ‫تم الدعوة إلى مؤتمر قُطرى إستثنائى يوم ‪ 11‬حزيران ‪ُ 1965‬‬
‫نظمات الحزبيّة القياديّة فقط للبت فى قضايا الدولة ‪-‬‬‫((تقليل من تأثير الجناح اليسارى)) من ِق َبل ((أمين الحافظ)) مع األح ّقيّة ل ((ال ُم ّ‬
‫السياسة العا ّمة فى القُطر و خار ُجه))‪.‬‬

‫إتُّخذ قرارا ً ب ((منع العناصر القياديّة)) أن تقوم ب ((أكثر من قيادتين فى آن واحد‪ ،‬الحزب ‪ -‬الحكومة)) بُناء على هذا‪ ،‬أصدر ((أمين‬
‫ضبّاط الذين يعملون ب السياسة إلى مناصب مدنيّة)) من بينهم‬ ‫الحافظ‪ ،‬رئيس المكتب العسكرى)) قرارا ً يقضى ب ((إحالة العديد من ال ُ‬
‫هؤالء ((أعضاء اللجنة العسكريّة ‪ ::‬سليم حاطوم ‪ +‬عُثمان كنعان ‪ +‬سليم حدّاد))‪ .‬كما إقترح السيّد ((أمين الحافظ)) على ((صالح جديد ‪-‬‬
‫عُضو فى مجلس الرئاسة)) ب ضرورة تنفيذ قرارات ال ُمؤتمر و ((يتنازل عن منصبه ‪ -‬رئاسة األركان)) ُمعتمدا ً على دعم ((القيادة‬
‫التنازل عن عضويّة‬‫ُ‬ ‫قرر ((صالح جديد)) أن ((يحتفظ ب منصبه ((رئيس األركان)) مع‬ ‫القوميّة))‪ .‬و لكن إستنادا ً إلى قرار المؤتمر نفسه ّ‬
‫مجلس الرئاسة))‬
‫إحتمد الخالف بين ((أمين الحافظ و صالح جديد)) بشكل علنى بعد القرار ال ُمفاجئ الذى إتّخذه ((صالح جديد)) ب ((التنازل عن مصبه‬
‫فى رئاسة األركان)) باإلضافة إلى ((تحفّظ أمين الحافظ فى قبول ترشيح ((مح ّمد عُمران)) ل منصب رئاسة األركان من قِبَل صالح‬
‫ضبّاط و أجبروا ((أمين الحافظ)) على تقديم ((إسقالته)) من ((القيادة القُطريّة)) مع تكليف ((صالح جديد)) ب‬ ‫جديد)) م ّما أثار سخط ال ُ‬
‫األول لألمين العام فى القيادة القُطريّة))‬
‫منصب ((النائب ّ‬

‫ّ‬
‫لإلطالع على أحداث مؤتمر ((الدار البيضاء))‪ ،‬صفحة ‪237‬‬

‫أجبر ((أمين الحافظ)) على تقديم ((إستقالته)) من منصب ((رئاسة الوزراء)) نتيجة أحداث ((الق ّمة العربيّة فى الدار البيضاء)) و تم تكليف‬
‫السيّد ((يوسف ُ‬
‫الزعين)) يوم ‪ 23‬أيلول ‪ 1965‬بتشكيل الحكومة‪.‬‬

‫ضبّاط موالين ل أمين الحافظ و‬ ‫أصدر ((وزير الدفاع‪ ،‬حمد عبيد)) بناء على تعليمات من ((صالح جديد)) قرارا ً يقضى ب ((تسريح ‪ُ 3‬‬
‫ضبّاط اإلنصياع لألمر و أعلنت ((القيادة القوميّة)) يوم‬‫القيادة القوميّة‪ ،‬يُشرفون على فرقة الدبّابات ال ‪ 4‬فى مدينة حمص))‪(( .‬رفض)) ال ُ‬
‫‪ 21‬ديسمبر ‪ 1965‬قرارا ً ب ((حل القيادة القُطريّة)) و بهذا الشكل أصبحت ُك ّالً من ال ُ‬
‫سلطتين ((المدنيّة ‪ +‬العسكريّة)) فى يد القيادة‬
‫((القوميّة)) مع تشكيل ((لجنة)) بقيادة السيّد ((ميشيل عفلق)) لتتولّى مهام ((القيادة القُطريّة ُمؤقّتاً)) من بين أعضاءها ((صالح البيطار))‬
‫األمر أدّى ُمباشرة إلى ((إستقالة حكومة يوسف ُزعين)) مع تكليف السيّد ((صالح البيطار)) ب تشكيل حكومة جديدة‪ .‬و على إثر هذا‬
‫((خرج من مجلس الرئاسة)) جميع الموالين ل ((صالح جديد ‪ ::‬نور الدين األتاسى ‪ +‬جميل شيا ‪ +‬فايز الجاسم))‬

‫((قوتها الداخليّة)) بل على العكس ((إنقسمت)) القيادة إلى ‪ 3‬جماعات‬


‫((لم)) تكن القرارات الحاسمة من قِ َبل ((القيادة القوميّة)) ل تدُل على ّ‬
‫((ميشيل عفلق ‪ +‬أمين الحافظ و حافظ األسد ‪ +‬إبراهيم ماخوس)) و تمتاز الجماعة ((األخيرة)) ب صالت وثيقة مع أعضاء ((القيادة‬
‫القُطريّة ال ُم ّ‬
‫نحلة))‪.‬‬

‫فى إجتماع ((المجلس الوطنى لقيادة الثورة)) يوم ‪ 27‬ديسمبر تم تعيين شخصيّات جديدة مكان ((البعثيّين اليساريّين ال ‪ ))3‬الذين خرجوا‬
‫عيّين مكانهم ‪::‬‬
‫من ((مجلس الرئاسة)) حيث ُ‬

‫((شبلى العيسمى‪ ،‬رئيسا ً ل المجلس الوطنى لقيادة الثورة ‪ +‬أحمد الخطيب‪ ،‬رئيسا ً ل نقابة ال ُمعلّمين ‪ +‬عبد الفتّاح البوشى‪ ،‬نائبرئيس مجلس‬
‫الوزراء فى الحكومة ال ُمستقيلة)) كما بقى ُك ّالً من ((أمين الحافظ‪ ،‬رئيس المجلس ‪ +‬حسّان مريود)) فى ((مجلس الرئاسة))‪ .‬كما ((وافق‪،‬‬
‫مجلس الرئاسة)) على ((إستقالة‪ ،‬وزارة يوسف ُ‬
‫الزعين))‪.‬‬

‫تم تكليف السيّد ((صالح البيطار)) ب تكليف حكومة جديدة يوم ‪ 2‬يناير ‪ 1966‬و طلب بدوره من ((وزير الدفاع)) على الفور إصدار‬
‫قرارا ً ب ((تسريح عدد من ال ُ‬
‫ضبّاط الكبار الذين وقفوا ((ضد)) القيادة القوميّة)) و على رأسهم ((سليم حاطوم ‪ّ +‬‬
‫عزت جديد ‪ +‬أحمد‬
‫سويدانى))‬

‫كان من الضرورى إعادة تشكيل ((المجلس الوطنى لقيادة الثورة)) ألن أغلبيّة أعضاءه من أنصار ((صالح جديد))‪ ،‬صفحة ‪239‬‬

‫‪---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬
‫‪---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬
‫‪---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫الصراع على السلطة في سورية‬


‫تُعتبر هذه الدراسة نُسخة ُمنقّحة و حديثة ألطروحة دكتوراه قُدّمت فى األصل لجامعة أمستردام فى آذار ‪ 1977‬تحت عنوان ‪::‬‬

‫*‬
‫سلطة السياسيّة فى سوريّا‬
‫دور الطائفيّة و اإلقليميّة و العشائريّة فى الصراع على ال ُ‬
‫‪De Rol van Sektarisme, Regionalisme en Tribalisme bij de Strijd om de politieke Macht in Syrie‬‬

‫‪------------------------------‬‬
‫‪----------------------------- -‬‬
‫‪------------------------------‬‬

‫إستهالل‬

‫*‬
‫‪Moshe Ma'oz,‬‬
‫‪"Alawi military officers in Syrian politics, 1966 - 1974", Military state in Modern Asia (Jerusalem, 1976), P. 279‬‬
‫*‬
‫(( نضال حزب البعث ))‬
‫‪ -‬دار الطليعة‬

‫*‬
‫‪" Israeli sectarian propaganda during the october, 1973, war",‬‬
‫‪Muslim world, Vol. LXVII‬‬
‫*‬
‫"‪"Sectarian & Regional factionalism in the Syrian political Elite‬‬

‫‪------------------------------‬‬

‫األول‬
‫الفصل ّ‬

‫ال ُمقدّمة‬

‫((‪ ))%82.5‬من السوريّين يتحدّثون (( اللغة العربيّة ))‬

‫((‪ ))%68.7‬من السوريّين‬


‫سنّة ))‬
‫(( ُمسلمين ُ‬

‫سنّة )) الذين يتحدّثون (( اللغة العربيّة ))‬


‫((‪ ))%57.4‬من (( ال ُمسلمين ال ُ‬

‫يُمثّل (( العلويّين )) نسبة ((‪ ))11.5%‬من مجموع السُ ّكان ‪ (( +‬الدروز )) نسبة (( ‪ ))3.5%‬من مجموع ال ُ‬
‫س ّكان ‪ (( +‬اإلسماعيليّين )) نسبة (( ‪))1.5%‬‬
‫‪(( +‬المسيحيّين الروم األرثودوكس )) نسبة (( ‪ ))4.7%‬فيما يبلُغ مجموع (( الجاليات المسيحيّة )) فى سوريّا (( ‪)) 14.1%‬‬

‫نسبة األقلّيات (( العرقيّة )) ‪::‬‬

‫(( األكراد‪ (( + )) %8.5 ،‬األرمن‪ (( + ))%4 ،‬التُركمان‪))%3 ،‬‬

‫*‬
‫‪"Minorities in the Arab world", A.H.Hourani‬‬

‫(( التصدُّع القديم )) عبر القرون بين (( األقلّيات الدينيّة )) ال ُمختلفة و بين (( ال ُ‬
‫سنّة )) تع ّمق فى القرن ال ‪ 19‬و ال ‪20‬‬

‫أ‪ )-‬نتيجة تد ُّخل (( فرنسا‪ ،‬بريطانيا‪ ،‬روسيا )) فى (( اإلمبراطوريّة العُثمانيّة )) خالل القرن ال ‪19‬‬
‫فرض (( فرنسا )) الحماية على (( المسيحيّن الموارنة فى لبنان ))‪ ،‬فرضت (( روسيّا )) الحماية على (( الروم األرثودُكس ))‪ ،‬فرضت (( بريطانيا ))‬
‫الحماية على (( الدروز و اليهود ))‬

‫*‬
‫‪" The British - Druze connection & the Druze Rising of 1896 in the Hawran", Shakeeb Salih‬‬

‫ب‪ )-‬عمد اإلنتداب (( الفرنسى )) على إثارة النعرات (( الطائفيّة )) من أجل (( منع قيام القوميّة العربيّة )) عن طريق تشجيع ظاهرة (( اإلنفصال الطائفى‬
‫بال ُحكم الذاتى )) ما عدا منطقة (( الجزيرة )) التى خضعت ل سُلطة‬
‫(( اإلدارة الفرنسيّة ال ُمباشرة ))‬

‫"التجربة السياسيّة فى لواء إسكندرون " ل قارن ذكى األرسوزى‬

‫ج‪ )-‬شجّع (( الفرنسيّن )) على تجنيد األقلّيّات الدينيّة و العرقيّة (( الدروز‪ ،‬العلويّين‪ ،‬األكراد‪ ،‬الشركس‪ ،‬التُركمان‪ ،‬ألخ )) فيما عُرف ب (( القُ ّوات‬
‫صة للشرق األدنى )) مع ُمناصرة قائد عشائرى ضد اآلخر‬ ‫الخا ّ‬

‫هُناك ‪ 3‬عوامل جعلت من (( الوالءات و اإللتزامات اإلقليميّة )) قاعدة ها ّمة لل ُمشاركة فى (( الحياه السياسيّة )) من قِبَل العديد من السوريّين (( خالل فترة‬
‫اإلستقالل )) ‪::‬‬

‫أ‪ )-‬نمو الوعى السياسى (( القومى )) و (( اإلقليمى )) على حساب اإللتزام ب (( الدولة الوطنيّة ك ُكل )) فنجد ُمراعاه (( الهويّة العربيّة )) أقوى بكثير من‬
‫(( الهويّة السوريّا )) بسبب وجود العديد من (( اإلقتطاعات العديدة الغير ُمتالحمة داخل سوريّا ))‬

‫لذلك‪،‬فعندما نالت سوريّا إستقاللها عام ‪ 1946‬كانت دولة فى كثير من النواحى دون أن تكون أ ُ ّمة‪ ،‬فكانت كيانا ً سياسيّا ً دون أن تكون ُمجتمعا ً سياسيّا ً‬

‫*‬
‫‪"Political integration & regionalism in Syria", Michael H. Van Dusen‬‬
‫ب‪ (( )-‬لم )) تفلح كثيراً خطط (( التنمية الحديثة )) من (( إضعاف )) (( اإلكتفاء الذاتى التقليدى ل ُمختلف مراكز سوريّا اإلقليميّة )) فمن المعروف فى‬
‫عرف على أساس ((‬ ‫بلدان من (( العراق و سوريّا )) أن مركز (( الوالءات اإلقليميّة )) هو ((المدينة الزراعيّة ))‪ ،‬كانت السياسة الوطنيّة كثيرا ً ما ت ُ ّ‬
‫المصالح الوطنيّة أو اإلقليميّة الفرعيّة )) فى فترة اإلستقالل‬
‫كما أن حلقة اإلتّصال بين (( العاصمة دمشق )) و أى قرية سوريّا عادة ما تكون (( المدينة اإلقليميّة )) التى تقع فى منطقتها‪ ،‬م ّما يعكس (( تضا ُءل‬
‫اإلتّصال )) بين ال ُمدن الزراعيّة‬

‫ُكل واحدة من ال ُمدُن الزراعيّة التالية فى سوريّا تُمثّل مركزاً لشبكة من العديد من ال ُمدُن و المئات من القُرى بالمناطق الريفيّة النائية ‪::‬‬

‫فى الجنوب ‪ (( ::‬دمشق ‪ +‬السويداء ‪ +‬درعا ‪ +‬القُنيطرة ))‬

‫فى الشمال و الشمال الشرقى ‪ (( ::‬حلب و دير الزور ))‬

‫فى (( الوسط و الشمال الغربى )) ‪ُ (( ::‬حماه ‪ +‬حمص ‪ +‬الالذقيّة ))‬

‫ملحوظة ‪::‬‬

‫كانت (( إدلب و جسر الشغور )) تُمثّل فى الواقع ُجزء من (( مدينة حلب الزراعيّة)) بينما (( الرقّة و الحسكة و البوكمال )) يُش ّكلون ُجزء من (( مدينة‬
‫تطورت (( طرطوس )) لتُصبح مدينة زراعيّة بديلة عن (( الالذقيّة )) التى تُعد معقالً لكثير من (( العلويّين‬ ‫دير الزور الزراعيّة ))‪ ،‬و فى العقد الماضى ّ‬
‫))‪ ،‬و فى عام ‪ 1966‬تم إقتطاع (( ُمحافظة طرطوس الجديدة )) من (( ُمحافظة الالذقيّة القديمة ))‪ ،‬بينما أُعتبر منطقة (( الجزيرة )) منطقة واحدة يُطلق‬
‫تتكون من ‪ (( ::‬دير الزور‪ ،‬الرقّة‪ ،‬الحسكة ))‬
‫عليها (( دير الزور )) ّ‬

‫يُش ّكل (( العلويُّون )) األغلبيّة فى (( ُمحافظة الالذقيّة )) بنسبة ‪ (( + %62.1‬الروم األرثودُكس )) الذين يُقيمون فى (( ريف الالذقيّة )) بنسبة ‪%12.8‬‬
‫بال ُمقارنة بنسبتهم على ال ُمستوى الوطنى ‪%0.4‬‬

‫سنّة )) بنسبة ‪ %2‬مع وجود طوائف كبيرة نسبيّا ً من (( الروم‬


‫يُش ّكل (( الدروز )) األغلبيّة الساحقة فى (( ُمحافظة السويداء )) بنسبة ‪ (( + %87.6‬ال ُ‬
‫األرثو ُكس و غيرهم ))‬

‫يُش ّكل (( ال ُ‬
‫سنّة )) األغلبيّة فى (( ُمحافظة ُحماه )) بنسبة ‪ (( + %64.6‬اإلسماعيليّين )) الذين يُقيمون فى (( مصياف و السلميّة )) بنسبة (( ‪+ (( %13.2‬‬
‫(( الروم األرثو ُدكس )) بنسبة ‪ %11‬فى (( الريف ))‬

‫قديماً‪ ،‬كانت (( ُمحافظة الالذقيّة )) تضُم ‪ (( ::‬مصياف ‪ +‬وادى النصارى )) لكن بعد ‪ 1966‬أصبحت (( مصياف )) تتبع (( ُحماه )) و يقع (( وادى‬
‫النصارى )) فى (( جنوب شرق جبال العلويّين )) الذى يقطنه أساسا ً (( الروم األرثودُكس ))‬

‫العلويّين ‪::‬‬

‫((‪ ))%75‬من العلويّين يعيشون فى (( ُمحافظة الالذقيّة )) ُمش ّكلين األغلبيّة الساحقة فى (( الريف ))‬

‫فالحى الريف العلويّين )) يُرغمون على التنازُ ل عن ُجزء كبير من عائداتهم إلى (( مبار ُم ّالك األراض و التُجّار )) نتيجة الهيمنة اإلجتماعيّة و‬
‫كان (( ّ‬
‫اإلقتصاديّة ل (( المدينة )) على (( الريف ))‬

‫كانت (( ال ُمدن الساحليّة )) تُمثّل قواعد أماميّة ل (( العاصمة‪ ،‬دمشق )) فى األربعينيّات من القرن الماضى‬

‫يُمكن تقسيم العلويّين عشائريّا ً إلى ‪ 4‬إتّحادات ‪(( ::‬الخيّاطين‪ ،‬الحدّادين‪ ،‬المتاورة‪ ،‬الكلبية))‬

‫من بين هذه اإلتّحادات‪ ،‬إنشقّت مجموعتان دينيّتان ها ّمتان ‪::‬‬

‫أ‪ (( )-‬الحيدريّون )) الذين يُش ّكلون وحدة دينيّة إال أنّهم إحتفظوا بصالتهم العشائريّة األصليّة‬

‫سه زعيما ً دينيّا ً و جذب ورا ُءه ‪ 4000‬تابع و لكن بعد‬


‫ب‪ (( )-‬الغساسنة )) الذين ظهروا بعد الحرب العالميّة األولى بقيادة (( سليمان ال ُمرشد )) الذى عيّن نف ُ‬
‫وفاته‪ ،‬عاد أتباعُه و إنض ّموا لعشائرهم األصليّة‪،‬‬
‫يذكر (( منير مشابك موسى )) طائفة العلويّين ال ُمس ّماه ب (( الكالزية ))‬

‫ان ل ُكل عشيرة (( ر ُجل دين )) يتمتّع بنفوذ (( أقل )) من (( زعيم العشيرة )) لكن فى بعض الحاالت كان ل هؤالء (( رجال الدين )) نفوذ دينى قوى يصل‬
‫إلى حد (( إضعاف )) (( زعيم العشيرة )) أو إستبدالهُ و حرمانُه من ُمؤيّديه‬

‫فى عهد (( اإلنتداب الفرنسى ))‪ ،‬كانت العالقات (( الدينيّة العشائريّة اإلقطاعيّة )) قائمة بين العائالت العلويّة القويّة (( عبّاس‪ ،‬كنج‪ُ ،‬مرشد )) و أبناء‬
‫سه (( زعيم العشيرة )) مصحوبة ب (( ملكيّة األراضى )) و تمتد ل تفوق حدود ما يمتلكونُه من أراض‬ ‫ُ‬
‫حيث كان (( رجل الدين )) هو نف ُ‬ ‫ملّتهم‪،‬‬

‫رقم ‪ 28‬صفحة ‪28‬‬


‫*‬
‫‪"The remnants of the Feudal system in Palestine, Syria &Lebanon",‬‬
‫‪Issam Y.Ashour‬‬
‫*‬
‫‪"The Metayer system & the survival of certain Feudal features",‬‬
‫*‬
‫"‪"The regional equalization of health care & education in Syria since the Ba'thi revolution‬‬
‫*‬
‫‪"The Syrian political Elite, 1966-1976: A spatial & social analysis",‬‬
‫‪Alasdair Drysdale‬‬
‫*‬
‫‪"Local politics in Syria: Organization & Mobilization in 4 village cases",‬‬
‫‪"The role of the mass organizations in the syrian political system",‬‬
‫‪"Peasant & Bureaucracy in Ba'thist Syria: The political economy of Rural development",‬‬

‫‪Raymond A. Hinnebusch‬‬

‫الدروز‬

‫ُ‬
‫حيث تزيد نسبة تمر ُكزهم اإلقليمى عن نسبة (( العلويّين فى الالذقيّة )) (( ‪ 87.6%‬و‬ ‫يقطن ((‪ ))90%‬من الدروز السوريّين فى (( ُمحافظة السويداء ))‬
‫‪)) %62.1‬‬
‫على التوالى و يعملون فى‬
‫(( الزراعة ))‬

‫س ّكان األصليّن قاطنى (( جبل و سهل حوران ال ُمنخفض ))‬


‫فروا من (( لبنان )) إلى سوريّا عن ال ُ‬
‫يختلف (( الدروز و المسيحيّن )) الذين ّ‬

‫(( لم )) يح ُج بين الدروز عالقات (( دينيّة عشائريّة إقطاعيّة )) كتلك القائمة داخل ال ُمجتمع (( العلوى )) ف لقد (( إنحصرت )) تلك التناقُضات ((‬
‫اإلجتماعيّة اإلقتصاديّة الطبقيّة )) داخل طائفة وحدة فقط ((الدرزيّة ))‬

‫*‬
‫(( الثورة السوريّا ال ُكبرى ))‪ ،‬سالمة عبيد‬

‫*‬
‫‪"The origins of the Druze people & religion", Philip K. Hitti‬‬

‫روع ّ‬
‫الفالحين و تُعاملهم ك العبيد و تحرمهم من‬ ‫إستأثرت عائلة (( آل حمدان )) ب زعامة ال ُمجتمع الدرزى فى منطقة السويداء ل ُمدّة طويلة‪ ،‬و كانت (( ت ُ ّ‬
‫ستمرة فى سياسة (( القمع و الحرمان )) مع ّ‬
‫الفالحين‬ ‫ّ‬ ‫ملكيّة األراض )) حتّى فقدت تلك العائلة زعامتها عام ‪ 1868‬و تولّى عائلة (( األطرش )) الزعامة ُم‬
‫الفالحيّة فى جبل العرب )) ضد اإلقطاع عام ‪ 1890‬م ّما أجبر (( آل األطرش )) على تقديم تنازُ الت تمثّلت ب ((‬ ‫حتّى إندالع (( إنتفاضة العا ّميّة ّ‬
‫الفالحين المحلّيّين ل ُجزء من األراض الزراعيّة ))‬
‫اإلعتراف ب ملكيّة ّ‬

‫*‬
‫(( الثورة السوريّا ال ُكبرى ‪،)) 1927 - 1925‬سالمة عبيد‬
‫*‬
‫(( إنتفاضة العا ّميّة ّ‬
‫الفالحيّة فى جبل العرب ))‪ ،‬هيثم العودات‬
‫*‬
‫(( التعريف ب ُمحافظة السويداء ))‪ ،‬شبلى العيسمى‬

‫اإلسماعيليّون‬

‫الوسطى )) يعملون أساسا ً ب (( الزراعة ))‬


‫يعيش ((‪ ))80%‬من اإلسماعيليّين فى مدينتى (( مصياف و السلميّة )) ب (( ُمحافظة ُحماه ُ‬

‫تُعتبر (( السلميّة )) مركزاً للطائفة ُمنذ القرن ال ‪ 9‬و ‪10‬‬

‫إستقروا فى‬
‫ّ‬ ‫ُ‬
‫حيث‬ ‫فر )) ُمعظم اإلسماعيليّين إلى (( جبال الالذقيّة )) فى القرن ال ‪11‬‬ ‫(( ّ‬
‫مر الزمان‪ ،‬أُجبروا على النزوح تدريج ّيا ً من هذه (( الضواحى الريفيّة )) إلى تلك (( ال ُمدُن )) التى سيطروا عليها‬‫(( مصياف و القدموس )) لكن على ّ‬
‫حيث أبدى (( العلويّون )) عداءهم بصفة عا ّمة تجاه (( اإلسماعيليّين )) الذين عادوا إلى مركزهم فى (( السلميّة )) ُمنذ أن‬‫ُ‬ ‫(( إجتماعيّا ً و إقتصاد ّيا ً ))‬
‫سلطان عبد الحميد الثانى )) ُجزءاً من‬ ‫منحهم (( ال ُ‬
‫(( أمالك اإلمبراطوريّة ))‬
‫هُناك فى عام ‪1845‬‬
‫شغل (( اإلسماعيليّون )) العديد من (( المناصب الحكوميّة )) على مر العقود فى مجال (( التعليم و المهن ال ُح ّرة )) حتّى (( قبل )) أن يتولّى حزب البعث‬
‫السُلطة عام ‪1963‬‬

‫*‬
‫(( السلميّة فى ‪ 50‬قرنا ً ))‪ ،‬محمود أمين‬

‫*‬
‫‪"Authorization power & state formation in Ba'thist Syria: Army, Party & Peasant",‬‬
‫‪Raymond A. Hinnebusch‬‬
‫*‬
‫‪"Class & State in Ba'thist Syria" in", Richard T. Antoun‬‬
‫*‬
‫‪"Syria: Society, Culture & polity", Michael H. Van Dusen‬‬
‫*‬
‫‪"Intra & Inter - generational conflict in the syrian army ( PHD dissertation, Baltimore, Maryland, 1971)", Ronald R.‬‬
‫‪Macintyre‬‬
‫*‬
‫‪"The Arab Ba'th socialist party: Ideology, politics, sociology & organization ( PHD thesis, Australian national university,‬‬
‫‪1969)",‬‬
‫‪Ronald R. Macintyre‬‬
‫*‬
‫‪"Syrian political age differentials 1958 - 1966", Middle-East‬‬

‫*‬
‫صار‬
‫(( نحو ُمجتمع جديد ))‪ ،‬ناصيف ن ّ‬
‫*‬
‫‪"Class analysis & the dialectics of Modernization in the Middle east",‬‬
‫‪ILYA F. Harik‬‬
‫*‬
‫‪"The ethnic revolution & political integration in the Middle east", C.A.O van Nieuwenhuijze‬‬

‫حيث تتر ّكز (( األقلّيّات الدينيّة ال ُمتماسكة فى الريف الفقير المحروم ))‬
‫ُ‬ ‫من السهل ُمالحظة البُعد الطائفى لإلنقسام الثُنائى (( الريف ‪ -‬المدينة )) فى سوريّا‪،‬‬
‫سنّة فى ال ُمدن الثريّة )) لدرجة تصل إلى حد (( العداء )) فيُصبح باإلمكان التحدُّث عن شعبين ُمختلفين يتعايشان داخل إطار سياسى واحد‬ ‫بينما يتر ّكز (( ال ُ‬
‫دون أن يختلطا‬

‫‪------------------------------‬‬

‫الفصل الثانى‬

‫ظهور األقلّيّات فى القُ ّوات ال ُمسلّحة و حزب البعث‬

‫‪ )-1‬التمثيل القوى ألعضاء األقلّيّات فى حزب البعث ‪::‬‬

‫تكونت من خالل قنوات إجتماعيّة تقليديّة التى كانت العامل المسؤول عن إستمرار وجود‬ ‫إن الجماعات السياسيّة بغض النظر عن آرائها السياسيّة غالبا ً ما ّ‬
‫والءات طائفيّة و عشائريّة و إقليميّة فى الحياه السياسيّة على الرغم من وجود (( إيدلوجيّة حزبيّة )) تعمل على إستبدال تلك النعرات (( الطائفيّة و اإلقليميّة‬
‫و العشائريّة )) ب المبادئ (( القوميّة و المشاعر اإلجتماعيّة اإلقتصاديّة الجماعيّة ))‬

‫مثال ‪::‬‬

‫تم بناء (( الحزب الشيوعى )) من خالل قنوات إجتماعيّة تقليديّة على الرغم من وجود توجُّهات أيدلوجيّة نظرا ً للتمثيل القوى لل (( أكراد )) فقد (( فشل ))‬
‫الحزب فى الحصول على تأييد واسع بين المجموعات األُخرى من ُ‬
‫س ّكان سوريّا‬

‫تأسّس (( حزب البعث )) على يد (( ميشيل عفلق‪ ،‬الروم األرثُودكسى )) و (( صالح الدين البيطار‪ ،‬ال ُ‬
‫سنّى )) اللذان ينتميان إلى (( الطبقة الدمشقيّة‬
‫درسين فى مدرسة التجهيز الثانويّة ))‬‫البرجوازيّة )) ب العاصمة (( دمشق عام ‪ )) 1940‬و قد كانا يعمالن (( ُم ّ‬

‫ُمعظم من إنضم ل حزب البعث األوائل كانوا من (( ال ُمهاجرين من الريف )) الذين قدموا إلى (( العاصمة )) من أجل‬
‫(( إستكمال دراستهم ))‬
‫تم ّكن الحزب من حشد العديد من ال ُمؤيّدين فى منطقة (( جبل العرب‪ ،‬الدروز )) بشكل يفوق ما حدث فى أى منطقة أُخرى بسبب العالقة الخا ّ‬
‫صة بين ((‬
‫ُ‬
‫حيث كان ل (( عفلق )) ب ُحكم إنتما ُءه إلى عائلة (( مسيحيّة )) تعيش فى (( حى الميدان ب دمشق )) تتعامل‬ ‫عفلق )) و بعض (( عائالت جبل الدروز ))‬
‫سرعة إلى (( ُ‬
‫ط ّالب الدروز فى الثانويّات ب دمشق و السويداء ))‬ ‫مع (( حوران و جبل العرب فى الجنوب )) م ّما ساعد فى إنتقال الحزب ب ُ‬

‫*‬
‫(( فى سبيل البعث ))‪ ،‬ميشيل عفلق‬

‫*‬
‫ّ‬
‫الرزاز‬ ‫(( التجربة ال ُم ّرة ))‪ ،‬منيف‬
‫*‬
‫(( حزب البعث العربى اإلشتراكى‪ ،‬مرحلة األربعينات التأسيسيّة‪ ،))1949 - 1940 ،‬شبلى العيسمى‬
‫*‬
‫(( حقيقة األ ُ ّمة العربيّة و عوامل حفظها و تمزيقها ))‪ ،‬جالل السيّد‬
‫*‬
‫(( تجربتى فى الثورة ))‪ ،‬مح ّمد عُمران‬

‫*‬
‫‪"The Arab Ba'th socialist party",‬‬
‫‪John F. Devlin‬‬
‫*‬
‫‪"The Ba'th Party, A History from its origins to 1966", R.R. Macintyr‬‬
‫*‬
‫‪"Arab Nationalism, an Anthology", Berkeley‬‬
‫*‬
‫‪"Religion & State in Syria", Asian affairs‬‬
‫*‬
‫‪"syria & Lebanon", Hourani‬‬

‫سع الطبيعى لحزب البعث‬


‫‪ )-2‬الحواجز اإلجتماعيّة التقليديّة أمام التو ُ‬

‫ش ّكل إنضمام (( األقلّيّات الريفيّة )) عائقا ً أمام ُمحاولة إنضمام أبناء (( ال ُمدُن و ال ُ‬
‫سنّة )) و ظهر هذا جليّا فى فترة الستّينيّات عندما وصل البعث إلى السُلطة‬

‫أ‪ )-‬فرع دمشق ‪::‬‬

‫توجد وثيقة حزبيّة (( داخليّة )) يرجع تاريخها إلى عام ‪ 1965‬ذُكر فيها أن عدد أعضاء الحزب من ُ‬
‫س ّكان (( العاصمة )) يُعتبر (( قليل نسبيّا ً )) ُمقارنة‬
‫أن (( دمشق نفسها أغلقت أبوابها ذات يوم فى وجه الحزب و ثورة ‪ 8‬آذار ‪ )) 1963‬بسبب تلك ((‬ ‫بعدد أعضاء الحزب من (( الريفيّين )) كما ذُكر ّ‬
‫التناقُضات بين المدينة و الريف )) التى ظهرت بوضوح فى (( فرع دمشق ))‬

‫(( توقّفت )) نشاطات الحزب بالفعل عام ‪ 1964‬بسبب كون ُمعظم (( قيادة فرع دمشق من غير الدمشقيّين )) م ّما سبّب (( ركود نشاطات الحزب فى‬
‫العاصمة دمشق ))‬

‫قررت القيادة القُطريّة ل حزب البعث فى أوائل ‪ (( 1965‬إستبدال ‪ 3‬أعضاء ريفيّين من قيادة فرع دمشق ب آخرين دمشقيّين )) مع (( فصل الريفيّين و‬
‫ّ‬
‫المدنيّين القاطنين فى دمشق تنظيميّا ً )) عن طريق (( فصل شُعبة الغوطتين عن فرع الحزب ))‬

‫تكون (( فرع حزبى ُمنفصل )) عُرف ب (( فرع األطراف للمناطق ال ُمحيطة األُخرى و ضواحى دمشق ))‬
‫فى عام ‪ّ 1963‬‬

‫*‬
‫‪"Some observations on the Social Roots of syria's ruling, Military group & the causes for its dominance", Hanna‬‬
‫*‬
‫‪"Composition of the membership of the Ba'th party in the Kuneitra region", Hamizrah Hedadash‬‬

‫ب‪ )-‬فرع ُحماه ‪::‬‬

‫حدث (( عصيان )) ذو مسحة طائفيّة فى نيسان ‪ (( 1964‬ضد البعث )) لعب فيه (( اإلخوان ال ُمسلمون )) فيه دوراً ها ّما ً تسبّب فى (( ركود )) نشاط‬
‫حزب البعث عام ‪1964‬‬

‫تم قمع العصيان بطريقة وحشيّة على يد (( العقيد الدرزى البعثى‪ ،‬حمد عُبيد )) إنتقاما ً للقمع العنيف الذى ّ‬
‫تعرض لهُ (( عصيان جبل العرب )) على يد ((‬
‫سنّى من ُحماه ))‬
‫سنّة من ُحماه )) ساندوا فيما بعد (( أديب الشيشكلى‪ ،‬ال ُ‬
‫ضبّاط ُ‬
‫ُ‬
‫إقترح بعض قادة الحزب المحلّيّين‪ ،‬إنشاء (( فرع ُمنفصل فى مدينة ُحماه )) يكون (( غير ُمرتبط ب المناطق الريفيّة ب أقلّياتها الدينيّة ))‪ ،‬إال أن هذا‬
‫اإلقتراح (( ُرفض )) تماما ً بحجّه أنّهُ (( لن يفعل سوى أن يزيد من روح اإلقليميّة و الطائفيّة الموجودة داخل فرع الحزب فى ُحماه ))‬

‫*‬
‫(( الدروز‪ُ ،‬مؤامرات و تاريخ و حقائق ))‪ ،‬فُؤاد األطرش‬

‫ج‪ )-‬تنظيم ّ‬
‫الفالحين ‪::‬‬

‫الفالحين )) للحزب يُوضّح الصعوبات و الوضع السلبى السائد فى تنظيم ّ‬


‫الفالحين أثناء العمل فى‬ ‫تم نشر تقرير تنظيمى عام ‪ 1965‬من قِ َبل (( مكتب ّ‬
‫الريف‪::‬‬

‫األول إليها‪ ،‬م ّما أدّى إلى أن تقف األطراف األُخرى فى القرية ((‬
‫اإلقتصار فى التنظيم الحزبى على (( عائلة واحدة‪ ،‬طائفة واحدة )) أو على قبول الوافدين ّ‬
‫نظمين الحزبيّين فى القرية )) و تدّعى أنّها هى التى تُؤيّد الحزب و تقف جانبُه ‪ +‬العناصر الضعيفة التى ن ّ‬
‫ُظمت‬ ‫ضد الحزب و ال ُم ّ‬

‫غيره من ّ‬
‫الفالحين‬ ‫تر ُّكز المسؤوليّات ُكلّها فى يد أحد ال ُم ّ‬
‫نظمين فى الحزب‪ ،‬يقترح (( اإلتّحاد أو الرابطة أو الغُرفة الزراعيّة‪ ،‬ألخ )) و كأن ليس فى القرية ُ‬
‫الفالحين ‪ +‬وضع حاجز بين الحزب و بقيّة ّ‬
‫الفالحين فى القرية ))‬ ‫ال ُمخلصين الشُرفاء‪ ،‬م ّما أدّى إلى (( خلق وجاهات جديدة بين ّ‬

‫الفالحين )) بسبب (( غياب األسلوب الواعى الهادف عن ذهن الرفاق الحزبيّين الذين يعملون‬ ‫نظمهم من ّ‬ ‫عدم اإلنتقاء السليم و الصحيح لمن يجب أن (( ت ُ ّ‬
‫فى الريف )) (( كأن ن ّ‬
‫ُنظم ُمختار القرية أو المالكين ال ُمتوسّطين أو ال ُمنفّذين فى العائالت )) و هؤالء (( ُوجهاء سابقا ً يعودون إلى وجاهاتهم من جديد و‬
‫فالحين الذين ال يشعرون أبداً بأى تغيير جدّى ملموس فى عهد الحزب ))‬ ‫لكن تحت ستار التنظيم الحزبى )) و يعملون على (( تنظيم أنصارهم من ال ّ‬

‫مثال ‪::‬‬

‫الفالحين )) من ّ‬
‫فالحى (( الطائفة اإلسماعيليّة )) بمنطقة ُمعيّنة فى المرحلة األولى قد (( حرم )) ((‬ ‫نجد أن (( تجنيد و إنضمام )) أعضاء ُجدد ل (( تنظيم ّ‬
‫سنّيّة )) من اإلنضمام للحزب فى مراحل الحقة‬ ‫ّ‬
‫فالحى الطائفة ال ُ‬

‫‪ )-3‬الشقاق الحزبى اإلنصرافى داخل جهاز حزب البعث المدنى‬

‫كان عدد أعضاء حزب البعث (( المدنيّين )) قليل ج ّداً حوالى ‪ 400‬عُضو (( غير قادرين )) على (( تح ُّمل مسؤوليّة الحكومة الكبيرة )) عكس (( القادة‬
‫العسكريّين البعثيّين )) عقب ‪ 8‬آذار ‪1963‬‬

‫قرر المكتب التنظيمى ل قطاع الحزب (( المدنى )) السورى ال ُمش ّكل حديثاً‪ (( ،‬زيادة )) أعضاء الحزب (( المدنيّين )) بدرجة كبيرة مع إصدار قرار ب ((‬
‫ّ‬
‫ترقية ال أنصار إلى عضو عامل مع الحق فى اإلشتراك ب إنتخابات الحزب و ترشيح أشخاص للعضويّة ))‪ ،‬على الرغم من قانون الحزب الذى يُلزم أى‬
‫عضو جديد أن ينتظر ‪ 18‬شهراً ك نصير و ‪ 18‬شهراً ك عُضو ُمنتدب‬

‫بسبب (( غياب )) وثائق حزبيّة رسميّة تساهم فى التحقُّق من (( عدد و هويّة األعضاء السابقين و ُرتبهم و طريقة قبولهم ))‪ ،‬قام (( القادة ال ُجدد و‬
‫تكون عدد من (( ال ُكتل الحزبيّة )) إرتبط أعضاؤُها ببعضهم‬ ‫أنصارهم )) بتحويل بعض (( فروع الحزب جذريّا ً ل مصلحتهم الشخصيّة ))‪ ،‬نتك عن ذلك ّ‬
‫البعض عن طريق خلفيّة (( إقليميّة‪ ،‬عشائريّة‪ ،‬طائفيّة ُمشتركة )) أكثر من كونها (( مبادئ عقائديّة ))‪ ،‬رقم ‪63‬و ‪ 64‬صفحة ‪47‬‬

‫(( قبل )) اللوحدة بين (( مصر و سوريّا )) كان ل حزب البعث تنظيم كبير فى سوريّا‪ ،‬لكن تم (( ح ّل )) الحزب بقرار من عبد الناصر فى شباط ‪1958‬‬
‫قرر القيادة القُطريّة ل حزب البعث (( إعادة بناء الجهاز الحزبى )) ّإال فى آيار ‪ ،1962‬أى بعد أكثر من نصف عام و من ((‬ ‫شرطا ً للوحدة‪ ،‬و (( لم )) ت ُ ّ‬
‫صة فى منطقة (( حوران‪ ،‬دير الزور‪ ،‬الالذقيّة )) و لعب هؤالء دوراً‬ ‫سرى )) خا ّ‬ ‫اإلنفصال )) و لكن هُناك بعض البعثيّين القُدامى ظلّوا فى (( تنظيم ّ‬
‫سلطة فى ‪ (( ،1963‬لم ينضم )) األعضاء‬ ‫بارزاً فى الجهاز الحزبى (( المدنى )) السورى بسبب روابطهم القويّة مع (( القادة العسكريّين )) الذين تقلّدوا ال ُ‬
‫البعثيّين القُدامى بل إنض ّموا إلى حركات سياسيّة (( ناصريّة )) أو أحزاب سياسيّة تم تشكيلها مؤ ّخراً مثل (( الوحدويّين اإلشتراكيّين ))‪،‬‬

‫‪ )-4‬إنتخابات الحزب المحلّيّة ‪::‬‬

‫تم رصد أنواع شتّى من الشقاق الحزبى فى معظم فروع الحزب خالل إنتخابات التى ت ّمت عام ‪ 1965‬للمؤتمر القُطرى السورى الثانى ل حزب البعث‪(( ،‬‬
‫س ّكان حى آخر )) ‪ (( +‬التكتُّل الطائفى )) ‪ (( +‬التكتُّل العشائرى )) ‪(( +‬‬
‫س ّكان حى ضد ُ‬
‫التكتُّل التنظيمى ‪ :‬المدينة ضد الريف‪ ،‬أبناء المنطقة ضد الغُرباء‪ُ ،‬‬
‫تكتُّل الشخصيّة ال ُمتعاطفة مع ال ُمنشقّين " اإلنتهازى" ))‪ ،‬م ّما أثّر (( سلبا ً )) على حق األعضاء فى إختيار (( قياداتهم ))‬

‫و فى بعض المناطق تد ّخل أعضاء من (( ال ُمؤسّسات )) التى يُسيطر عليها البعث فى اإلنتخابات ل (( فرض قوائم أسماء إنتخابيّة على فروع الحزب )) و‬
‫تد ّخل على وجه الخصوص‪ ،‬أعضاء (( الحرس القومى )) و فى بعض األحيان (( وفّروا الحماية ألعضاء معنيّين من ُكتل حزبيّة )) و وصل الحد لقيامهم‬
‫صل (( شيخ عشيرة )) إلى‬ ‫ب (( الدعاية ل ُهم )) و قد تد ّخل أيضا ً أشخاص (( غير ُمنتمين لل بعث )) فى (( اإلنتخابات المحلّيّة )) و فى إحدى الحاالت تو ّ‬
‫شحين أنفُسهم )) كان يُساند قائمة ُمعيّنة و قام ب (( توصيل الناخبين ب سيّارتُه إلى المكتب اإلنتخابى و تابع اإلجراءات اإلنتخابيّة عن‬‫تفاهُم مع (( ال ُمر ّ‬
‫قُرب ل يتسنّى لهُ التأثير على النتائج ))‬

‫ُ‬
‫حيث أعضاء‬ ‫أدّت (( ال ُمخالفات )) الواضحة فى فرعين ألن تدعو (( القيادة القُطريّة )) إلى إجراء (( إنتخابات جديدة )) كما حدث فى فرع (( الرقّة ))‬
‫شحين ل عُضو من ّ‬
‫الفالحين طالبين منه حلف اليمين على القُرآن الكريم بأنّهُ سوف ينتخب هذه القائمة ))‬ ‫الحزب يُقدّمون قائمة بأسماء (( ال ُمر ّ‬

‫ملحوظة ‪::‬‬
‫(( ال ُمنشقّون )) عن الحزب‪ ،‬هُم أحد أجنحة الحزب السابقة‪ ،‬تم (( إستبعادهم أو إنشقّوا )) فى الفترة التى تلت شباط ‪ 1964‬تحت قيادة (( ح ّمود الشوفى‪،‬‬
‫إختياره فى منصب (( أمين عام ّأول قيادة قُطريّة سوريّا للحزب بعد ‪ 8‬آذار ‪)) 1963‬‬‫ُ‬ ‫الدرزى )) الذى ت ّم‬

‫*‬
‫‪"A study of political forces in syria based on a survey of the 1954 elections", Ralph Crow‬‬

‫أ‪ )-‬المحلّيّة فى فرع إدلب ‪::‬‬

‫قرر القيادة القُطريّة (( تحطيم جمود )) نشاطات الحزب عام ‪ 1967‬فى إدلب عن طريق (( توحيد ُمختلف الشُعب فى وحدات جديدة و ُكبرى‬ ‫(( قبل )) أن ت ُ ّ‬
‫شى (( األ ُ ّميّة )) بين أعضاء الحزب ألسباب إنتخابية عندما تم ((‬ ‫))‪ ،‬كانت (( النزاعات الداخليّة القائمة على الوالء للقرية‪ ،‬العشيرة‪ ،‬الدين )) بجانب تف ّ‬
‫إستبعاد الكثير من األعضاء ال ُمثقّفين قبل اإلنتخابات الحزبيّة ل عام ‪ 1965‬ل يُحل محلّهم األ ُ ّميّون ))‪ ،‬تُش ّكل عائقا ً أمام (( قمع التنافُس )) بين القُرى م ّما‬
‫بحيث كان لكُل قرية ذات أه ّميّة‪ ،‬تنظيم حزبى على ُمستوى الشُعبة ))‬ ‫ُ‬ ‫ساهم فى (( زيادة عدد الشُعب‬

‫ب‪ )-‬فرع الالذقيّة ‪::‬‬

‫(( فاق )) عدد أعضاء جزب البعث فرع الالذقيّة ب كثيرعدد أعضاء الفروع األُخرى حسب التقرير التنظيمى ال ُمقدّم إلى (( ال ُمؤتمر القُطرى السورى ))‬
‫ل حزب البعث ال ُمنعقد فى آذار‪ ،‬نيسان ‪ ،1965‬م ّما أثار الشكوك حول ما إذا كان قادة الفرع ب (( الالذقيّة )) قد طبّقوا لوائح الحزب ال ُمتعلّقة ب (( قبول‬
‫أو تصفية األعضاء )) كما حدث فى مناطق أُخرى‪،‬‬

‫ملحوظة ‪::‬‬

‫ضبّاط علويّين من الالذقيّة ))‬


‫كانت (( القيادة العُليا )) ل تنظيم حزب البعث (( العسكرى )) فى أيد (( ُ‬

‫صة بهم عن طريق شغل (( الجهاز الحزبى المدنى ب‬ ‫حاول العديد من (( قادة التنظيم العسكرى )) للحزب‪ ،‬أن ي ّ‬
‫ُنظموا (( فصائل حزبيّة مدنيّة )) خا ّ‬
‫أنصارهم )) لكى يحصلوا على مركز (( أقوى )) من (( ُمنافسيهم العسكريّين )) داخل إطار الحزب‪،‬‬

‫كما حاول العديد من أعضاء الحزب (( المدنيّين )) الحصول على تأييد (( فصائل عسكريّة للحزب )) تابعة ل ُهم عن طريق (( إستغالل ال ُمنافسات بين‬
‫العسكريّين البعثيّين ب تحريضهم الواحد ضد اآلخر ))‬

‫سلطة )) من (( إئتالفات عسكريّة دائمة التغيير )) و‬


‫تكونت المجموعان المعنيّة ب (( الصراع على ال ُ‬
‫بعد إستيالء البعث على السُلطة فى ‪ 8‬آذار ‪ّ 1963‬‬
‫سلطتهم و إزاحة ُمعارضيهم من المسرح السياسى فى آن واحد ))‬ ‫من (( بعثيّين مدنيّين )) حاولوا ب إستمرار إستغالل بعضهم البعض بغيّة (( توطيد ُ‬

‫ملحوظة ‪::‬‬

‫تقرر أن يُمثّل ُكل فرع حزب ما ال يقل عن ‪ُ 5‬ممثّلين و ال يزيد عن ‪ 9‬من أجل (( تفادى تح ُّكم الفروع‬
‫(( قبل )) إنعقاد المؤتمر القُطرى السورى الثانى‪ّ ،‬‬
‫الحزبيّة ال ُكبرى عدديّا ً فى الفروع ال ُ‬
‫صغرى أثناء المؤتمر ))‬

‫‪ )-5‬أعضاء األقلّيّات فى القُ ّوات ال ُمسلّحة السوريّا قبل عام ‪1963‬‬

‫أ‪ )-‬تحت ال ُحكم الفرنسى‬


‫(( ‪)) 1946 - 1920‬‬

‫ضبّاط البعثيّين على السُلطة عام ‪ 1963‬يعود إلى سياسة (( اإلنتداب الفرنسى فى‬ ‫كان التمثيل القوى لل (( األقلّيات )) فى (( الجيش )) (( قبل )) إستيالء ال ُ‬
‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫تطورت فيما بعد لتصبح (( الق ّوات ال ُمسلحة‬
‫صة بالشرق األدنى )) و التى ّ‬ ‫سوريّا )) فى تفضيل تجنيد ُمختلف (( األقلّيات )) فيما سُ ّمى ب (( القُ ّوات الخا ّ‬
‫تطوراً النائية عن ((‬
‫ضبّاط من بين المجموعات العشائريّة ال ُمنحدرة من المناطق األقل ّ‬ ‫السوريّا و اللبنانيّة )) عن طريق البدء ب تجنيد العاملين ثُم ُ‬
‫العاصمة‪ ،‬دمشق )) من ذوى التطلُّعات (( المحدودة نحو اإلستقالل )) من أجل (( منع )) األغلبيّة ال ُ‬
‫سنّيّة فى الوصول إلى مكانة قويّة ب (( العاصمة‬
‫دمشق )) عمالً ب مبدأ (( ّ‬
‫فرق تسد ))‬

‫قام (( الفرنسيّين )) ب تجنيد أعداد أكبر نسب ّيا ً من (( العلويّين و الدروز )) ب براعة شديدة عن طريق القيام ب (( تجنيد أفراد من العشائر و العائالت‬
‫تمردت سابقا ً على اإلنتداب الفرنسى )) و التى وقفت الحقا (( على الحياد )) أو ُمظهرةً (( الوالء ))‬
‫الكتبيرة و باألخص تلك التى ّ‬

‫سنّيّة )) الثريّة (( زراعيّا ً أو تُجاريّا ً )) بطريقة ساذجة غير ُمباشرة عن غير عمد‪ ،‬فى التمثيل (( القوى ألعضاء األقلّيات بالجيش ))‬ ‫ساعدت العائالت (( ال ُ‬
‫ضبّاط تخدم المصالح الفرنسيّة )) عن طريق (( دفع سداد ل رسوم اإلعفاء‬ ‫بسبب قيامهم ب (( منع أوالدهم باإللتحاق بالتدريب العسكرى حتّى فى سلك ال ُ‬
‫تمردين و ال ُمتخلّفين أكاديميّا ً )) و لم يلتحق‬
‫من الخدمة )) بجانب (( إحتقارها للجيش ك مهنة و إعتبارها ال ُكليّة العسكريّة ب حمص‪ ،‬مكان لل ُكسالى و ال ُم ّ‬
‫أى فرد من تلك العائالت ب ال ُكلّيّة العسكريّة ّإال فى حاالت (( فشلهم الدراسى أو طردهم من المدرسة ))‬

‫سنّيّة الثريّة‪ ،‬فى حال إرسالها ألبناءها للجيش ف سوف (( يتساووا مع أبناء المناطق الريفيّة )) الذين يروا فى السلك العسكرى فُرصة‬
‫كما رأت العائالت ال ُ‬
‫جيّدة ل تسلٌّق السلم اإلجتماعى و التمتُّع بحياه رفاهية أفضل عن تلك التى يوفّرها القطاع الزراعى ))‬
‫ضبّاط و المجال السياسى و قُ ّوات الدرك‬
‫جاء تمثيل (( العلويّين )) عام ‪ 1944‬قويّا ً بين (( الجنود فى الجيش )) بينما جاء تمثيل ُهم (( ضعيف فى (( سلك ال ُ‬
‫و الشُرطة ))‬

‫ضبّاط قويّا ً )) حتّى عام ‪ 1963‬بخالف اإلنطباع الذى كان شائعاً‪ ،‬و حتّى عام ‪ 1955‬إندهش (( رئيس ال ُمخابرات‬
‫سنّة )) فى (( سلك ال ُ‬
‫كان تمثيل (( ال ُ‬
‫ضبّاط )) هُم من (( العلويّين ))‬ ‫العسكريّة‪ ،‬العقيد عبد الحميد سراج )) لدى إكتشافُه ّ‬
‫أن ما ال يقل عن ‪ (( %65‬صف ال ُ‬

‫*‬
‫‪"Army forces in Arab politics & society",‬‬
‫‪Morris Janowitz‬‬
‫*‬
‫‪"Some observations on the social roots of Syria's ruling, Military group & the causes for its dominance",‬‬

‫ب‪ )-‬ال ُجمهوريّة السوريّا ال ُمستقلّة (( ‪)) 1958 - 1946‬‬

‫تزايد عدد ال ُملتحقين من (( الطبقات الفقيرة و الريفيّة )) بالكُلّيّة العسكريّة فى حمص سنويّا ً عام ‪ ،1946‬بعدما كان عدد ال ُملتحقين قليالً و ُمقتصراً على‬
‫العائالت (( ال ُمتوسّكة و العُليا )) بسبب إنتشار المدارس الثانويّة الجديدة فى القُرى و ال ُمدن الصغيرة فى الريف‪ ،‬م ّما ساعد بصورة غير ُمباشرة فى إزدايا‬
‫ضبّاط األقلّيّات )) الذين يقومون بدورهم بإستدعاء و مد العون ألقاربهم من ُمجتمعاتهم الطائفيّة و اإلقليميّة و العشائريّة من أجل اإللتحاق بال ُكلّيّة‬
‫عدد (( ُ‬
‫العسكريّة فور وصولهم إلى مناصب قياديّة بالجيش‬

‫ضبّاط (( األقلّيّات )) على الحياه السياسيّة فى سوريّا بعد عام ‪ 1949‬عندما بدأت سلسلة طويلة من‬
‫و قد سيطر هؤالء ال ُ‬
‫(( اإلنقالبات العسكريّة ))‬

‫و على الرغم من حقيقة أن أعضاء (( األقلّيّات الدينيّة )) كان لهم تمثيل قوى (( غير )) ُمتناسب فى الجيشو شغلوا مناصب عسكريّة ها ّمة سياسيّة و‬
‫سنّة‬ ‫إستراتيجيّة‪ ،‬إال أن أبرز الفصائل التى كانت تملُك زمام السُلطة (( قبل )) وصول البعث إلى السُلطة فى عام ‪ 1963‬كانت أساسا ً تحت قيادة (( ُ‬
‫ضبّاط ُ‬
‫))‬

‫كان زُ عماء (( اإلنقالبات )) العسكريّة الثالثة (( األولى )) فى سوريّا ‪ُ (( ::‬حسنى الزعيم ‪ + 1949‬سامى الحنّاوى ‪ +‬أديب الشيشكلى ‪)) 1954 - 1949‬‬
‫سنّة ))‪ ،‬و قد كان لل (( زعيم و الحنّاوى )) خلفيّة (( كُرديّة )) أيضا ً‬
‫كانوا (( ُ‬

‫ضبّاط الذين ينتمون ل نفس الخلفيّة العرقيّة و اإلقليميّة )) فى (( اإلحتفاط بالسُلطة ))‪ ،‬فقد لعب (( األكراد‬
‫إعتمد (( الزعيم و الشيشكلى ))على ُمساندة (( ال ُ‬
‫ضبّاط القادمين من مسقط (( الشيشكلى‪ ،‬حموى )) تسلُّق وظائف عسكريّة ها ّمة‬ ‫و الشركس )) دوراً ها ّما ً تحت قيادة (( الزعيم )) بينما إستطاع العديد من ال ُ‬
‫تحت قيادتُه‬

‫مثال ‪::‬‬

‫ضبّاط األكراد )) من أعلى المناصب‬


‫كان حرس (( ُحسنى الزعين )) ال ُمحيط ب (( قصر الرئاسة ب دمشق )) من (( الشركس ))‪ ،‬كما تم نقل (( ال ُ‬
‫العسكريّة فى حملة التطهير التى تلت (( اإلنقالب )) العسكرى الذى أطاح ب (( أديب الشيشكلى فى شباط ‪)) 1954‬‬

‫ضبّاط السورى )) ل فصائل ُمتنافسة يقودها أساسا ً (( ال ُ‬


‫سنّة )) فى الفترة من (( شباط ‪ 1954‬إلى فبراير ‪ + )) 1958‬فترة (( الوحدة بين‬ ‫(( إنقسم سلك ال ُ‬
‫مصر و سوريّا ))‪ ،‬مثل ‪ ::‬بيان (( تع ُّهد الوحدة )) ال ُموقّع من ‪ 16‬ضابط سورى‬

‫فرض (( الشيشكلى )) العديد من األحكام أثناء عهدُه منها (( إنهاك األكراد و األشوريّين و األرمن و العلويّين و األقلّيّات المسيحيّة بأنواعها )) بهدف خلق‬
‫(( دولة عربيّة إسالميّة ُمتجانسة ))‬

‫سنّة )) على‬ ‫سنّى من دير الزور‪ ،‬ذو التوجُّه الناصرى )) بوجوب تفضيل (( العرب ال ُمسلمين ال ُ‬ ‫أصدر (( الشيشكلى )) أمراً إلى (( العقيد جاسم علوان‪ُ ،‬‬
‫باقى (( األقلّيّات الدينيّة و العرقيّة )) داخل فصول العقيد بال ُكلّيّة العسكريّة‪ ،‬األمر الذى قوبل ب (( الرفض )) من ِق َبل (( العقيد )) حيث كان (( ُم ّ‬
‫دربا ً‬
‫ضبّاط علويّين أمثال حافظ األسد و على أصالن و مح ّمد نبهان ))‬ ‫بالفصل الذى كان يضُم ُ‬

‫*‬
‫(( أعاصير دمشق ))‪،‬‬
‫فضل هللا أبو منصور‬
‫*‬
‫(( أيّام الزعيم ))‪ ،‬نذير فنصة‬
‫*‬
‫(( ُمذ ّكراتى عن فترة اإلنفصال ))‪ ،‬زهر الدين‬
‫*‬
‫‪"Aspects of the political elite in Syria",‬‬
‫‪Gordon H. Torrey‬‬
‫*‬
‫‪"Intra- & Inter - generation conflict in the syrian army",‬‬
‫‪Van Dusen‬‬
‫*‬
‫‪"Syrian politics & the military 1945 - 1958", Gorddon H. Torrey‬‬
‫*‬
‫‪"Syria under the Ba'th 1963 - 1966", Rabinovich‬‬
‫*‬
‫‪"Army officers in Arab politics & society", Be'eri‬‬

‫ج‪ )-‬فترة اإلنفصال (( ‪)) 1963 - 1961‬‬

‫س ّنى‬
‫فى زمن (( الوحدة )) بين مصر و سوريّا‪ (( ،‬إعترضت )) القيادة العسكريّة تحت السيطرة (( المصريّة )) على تعيين (( ضابط سورى ُمسلم " غير ُ‬
‫األول الميدانى )) لذلك تم (( رفض )) إقتراح تعيين (( ال ُمقدّم جادو عز الدين )) لكونُه (( درزيّا ً )) على الرغم من تو ُّجهُ‬
‫" )) فى منصب (( قائد الجيش ّ‬
‫(( الناصرى ))‬

‫سنّة )) بقيادة (( ال ُمقدّم عبد الكريم النحالوى )) الذين أُسندت إليهم (( قيادة المناطق العسكريّة السوريّا )) أساساً‪ ،‬القيام ب‬
‫ضبّاط الدمشقيّون ال ُ‬
‫إستطاع (( ال ُ‬
‫(( إنقالب عسكرى )) ناجح فى ‪ 28‬آيلول ‪ 1961‬تسبّب فى (( إنفصال سوريّا عن مصر )) ُمحتلّين مراكز القوى على نحو إستثنائى‬

‫ضبّاط الذين ساندوه إلى وحدات الجيش التى لها أه ّميّة سياسيّة و إستراتيجيّة لخطط اإلنقالب التى رسمها‬ ‫سنّى من دمشق )) نقل ال ُ‬
‫إستطاع (( النحالوى‪ُ ،‬‬
‫سه ال ُمباشر (( مصريّا ً )) بالتالى‬ ‫ُ‬
‫حيث كان رئي ُ‬ ‫ضبّاط ))‬
‫ضبّاط الدمشقيّن عن طريق منصبُه العسكرى الرئيسى (( نائب ُمدير شئون ال ُ‬‫مع زُ مال ُءه من ال ُ‬
‫كادت عمليّة اإلنقالب أن تكون عمليّة (( دمشقيّة )) بحتة‬

‫ضبّاط )) ل مجموعة (( النحالوى الدمشقيّة )) أجبرت قادة إنقالب ‪ 28‬أيلول ‪ 1961‬على تعيين (( غير‬ ‫إن (( ال ُمعارضة )) القويّة داخل صفوف (( ال ُ‬
‫دمشقى )) فى منصب (( قائد أعلى للجيش و القُ ّوات ال ُمسلّحة ))‪ ،‬فتم إختيار (( اللواء عبد الكريم زهر الدين‪ ،‬درزى )) و كان ترتيبُه ال ‪ 4‬مع إستبعاد ‪3‬‬
‫قومات الشخصيّة المطلوبة‪،‬‬ ‫آخرين ألن ‪ 2‬من ُهم مسيحيّين و ال ‪ 3‬علوى لكن تعوزه ال ُم ّ‬

‫تكونت (( بعد )) إنقالب ‪ 28‬آيلول ‪ُ 1961‬مباشرة‪ ،‬فمن بين أعضائها‬


‫ضبّاط الدمشقيّين )) البارز فى تركيب قيادة الجيش السورى التى ّ‬
‫إنعكس مركز (( ال ُ‬
‫سنّيين أحدهم شركسى و الخامس درزى ))‬ ‫سنّين ممن دمشق )) بينما كان (( من بين الخمسة اآلخرون‪ُ 4 ،‬‬
‫(( العشرة )) كان هُناك (( ‪ 5‬أعضاء ُ‬

‫ضبّاط دمشقيّين )) ُجزئيّا ً إلى أن النحالوى (( لم )) يتلق الدعم الكامل من ((‬


‫كونة من (( ُ‬‫يرجع سبب اإلنهيارات السريعة ل جماعة (( النحالوى )) ال ُم ّ‬
‫غير الدمشقيّين )) لذلك قام ب محاولة إنقالبيّة فاشلة فى ‪ 28‬آذار ‪ 1962‬من أجل (( إعادة إحكام قبضتُه ال ُمتراخية على جهاز الجيش و الحكومة )) م ّما‬
‫تسبّب فى (( طرده من سوريّا مع ‪ 5‬من رفاقُه العسكريّين الدمشقيّين ))‬

‫ضبّاط الدمشقيّين )) فى تكوين قيادة الجيش السورى ال ُمنتقاه فى ‪ 2‬نيسان ‪ 1962‬إذ كان هُناك (( عُضو دمشقى‬ ‫لقد تم التعبير عن (( ضعف )) وضع (( ال ُ‬
‫تقرر عقد (( ُمؤتمر عسكرى ب حمص فى ‪ 1‬نيسان )) حضرهُ ُممثّلون من ((‬ ‫واحد من بين ال ‪ 8‬أعضاء )) و عندما فشل إنقالب ‪ 1962‬بقيادة النحالوى‪ّ ،‬‬
‫جميع المناطق العسكريّة و الوحدات الرئيسيّة ))‬
‫حيث طالب (( العميد‬ ‫ُ‬ ‫بمجموع ‪ 41‬ضابطا ً فى المجموع‪ ،‬م ّما جعلّهُ يُمثّل الهويّة و المصالح ال ُمشتركة ل سلك ال ُ‬
‫ضبّاط السوريّين من أجل تفادى سفك الدماء‪،‬‬
‫ضبّاط " غير دمشقيّين "‬ ‫الدمشقى‪ ،‬مطيع الس ّمان )) الذى يشغل منصب (( األمين العام ل وزارة الدفاع و ُممثّل القيادة العسكريّة ب دمشق )) ب (( طرد ‪ُ 6‬‬
‫تورط ُهم فى أحداث ‪ 28‬آذار ‪ 1962‬ك نوع من (( التعويض عن طرد النحالوى و ‪ 5‬من زُ مال ُءه من‬ ‫تورط ُهم أو عدم ّ‬ ‫من سوريّا )) بغض النظر عن ّ‬
‫سنّيّين )) ب ‪ 36‬عُضو‪ ،‬بينما من وجهه النظر اإلقليميّة‬ ‫ضبّاط الدمشقيّين ))‪ ،‬و من الجدير بالذكر أن من بين ال ‪ 41‬ضابطا ً كان هُناك تمثيل قوى لل (( ُ‬ ‫ال ُ‬
‫سنّة )) كانوا أكبر مجموعة‪ ،‬كما كان هُناك ‪ 4‬مسيحيّين (( ‪ 3‬من الالذقيّة و ‪ 1‬من ُحماه ))‪ ،‬كما كان‬ ‫ضبّاط الدمشقيّين‪ 13 ،‬فى المجموع‪ُ ،‬كلّهم ُ‬ ‫نجد أن (( ال ُ‬
‫هُناك (( ضابط علوى من إسكندرون ))‪،‬‬

‫ضبّاط الدمشقيّين ))‬


‫و خالل الفترة الالحقة تم (( تطهير )) ُمعظم وحدات الجيش ذات األه ّميّة (( اإلستراتيجيّة السياسيّة حول دمشق )) و غيرها من (( ال ُ‬
‫ضبّاط ال يُضمرون إلى دمشق و أهلها ّإال الحقد و العداء )) ُمعظهم من (( الريف )) غالبا ً ما عُملوا ب (( إزدراء من قِبَل‬ ‫عن طريق (( إستبدالهم ب ُ‬
‫الدمشقيّين )) حسب وصف (( القائد األعلى للجيش و القُ ّوات ال ُمسلّحة‪ ،‬اللواء زهر الدين‪ ،‬درزى ))‬

‫سنّيّون " )) قد أدّى إلى (( إضعاف‬‫ضبّاط ذوى المناصب العُليا " ُ‬ ‫سلطة السياسيّة بين ال ُ‬
‫إن عمليّات (( التصفية )) العديدة الناجمة عن (( الصراع على ال ُ‬
‫ضبّاط األقلّيّات الدينيّة الناطقة بالعربيّة )) (( أقل )) نشاطا ً فى المجال ((‬ ‫سنّى فى الدرجات العُليا ل سلك ال ُ‬
‫ضبّاط )) إلى حد كبير‪ ،‬بينما كان (( ُ‬ ‫التمثيل ال ُ‬
‫السياسى )) خالل الخمسينيّات بالتالى كانت ُمعاناتهم (( أقل )) بينما إستطاعوا فى فترة (( الستّينيّات )) شغل مراكز ها ّمة فى القيادة التى أصبحت ((‬
‫سنّيّن )) من طرف أو من آخر‬ ‫شاغرة )) جراء (( الطرد ال ُمتتالى لل ُ‬

‫د‪ )-‬اإلحتكار البعثى للسُلطة ‪1963‬‬

‫ضبّاط (( البعثيّين و الناصريّين و الوحدويّين ال ُمستقلّين )) فى اإلطاحة ب (( نظام اإلنفصال )) فى ‪ 8‬آذار ‪ ،1963‬قام القادة العسكريّين‬ ‫بعد نجاح إئتالف ال ُ‬
‫ضبّاط )) الذين تربطهم بهم أواصر (( عائليّة‪ ،‬عشائريّة‪ ،‬إقليميّة )) و‬
‫ضبّاط و صف ال ُ‬ ‫(( البعثيّين )) الذين شاركوا فى اإلنقالب ب إستدعاء العديد من (( ال ُ‬
‫سرعة م ّما ساهم فى (( زيادة‬ ‫كانوا من األقلّيّات الدينيّة (( العلويّة‪ ،‬الدروز‪ ،‬اإلسماعيليّة )) من أجل تقوية مراكزهم جديدة التى حصول عليها على وجه ال ُ‬
‫سنّة ))‬
‫ضبّاط )) على حساب (( ال ُ‬ ‫)) عدد األعضاء من (( األقلّيّات )) فى سلك (( ال ُ‬

‫السريّة ))‪ ،‬رقم ‪ 93‬صفحة ‪ 58‬و ‪ & 59‬رقم ‪ 95‬و ‪ 96‬صفحة ‪60‬‬
‫ّ‬ ‫نبذة عن (( اللجنة العسكريّة‬

‫فى إحد وثائق الحزب (( الداخليّة )) تم وصف هذا اإلسلوب ب اآلتى ‪::‬‬
‫ضبّاط )) حزبيّين و ُمؤيّدين ل (( ملء‬
‫ضبّاط و صف ُ‬ ‫ألحّت ظروف الثورة األولى و مرحلتها الصعبة على دعوة عدد كبير من (( العسكريّين اإلحتياط‪ُ ،‬‬
‫الشواغر التى نجمت عن تصفيات الخصوم و ل تدعيم مواقف الثورة و حمايتها ))‪ ،‬و لم يسمح ذلك اإللحاح آنذاك ب إعتماد (( أُسُس موضوعيّة فى‬
‫عمليّة اإلستدعاء )) و إنّما كانت عوامل (( صداقة و القرابة و أحيانا ً ُم ّ‬
‫جرد المعرفة الشخصيّة )) هى األساس‪ ،‬م ّما أدّى إلى (( تس ُّرب عدد ُمعيّن من‬
‫العناصر الغريبة البعيدة عن منطق الحزب و ُمنطلقاتُه ))‪ ،‬و سبّب بالنتيجة ‪ -‬و بعد تجاوز المرحلة الصعبة ‪ -‬إستخدام هذا الموضوع سالحا ً لل (( طعن فى‬
‫نوايا بعض الرفاق و التشكيك بهم ))‪ ،‬رقم ‪ 94‬صفحة ‪ & 60‬ال ُملحق ج صفحة‬

‫ضبّاط الذين كان عليهم شغل (( فراغات )) الجيش بعد (( تصفية القوى السياسيّة ال ُمعارضة ))‬‫طبقا ً ل أحد التقارير‪ ،‬كان (( العلويّون )) ضمن هؤالء ال ُ‬
‫سرحين )) البالغ عددهم نحو ‪ 700‬ب (( علويّين ))‬‫ضبّاط ال ُم ّ‬ ‫ُ‬
‫حيث تم إستبدال (( نصف )) عدد (( ال ُ‬ ‫عقب إنقالب ‪ 8‬آذار ‪ُ 1963‬مباشرة‪،‬‬

‫سرعة مراكز القوى الجديدة التى حصلوا عليها نتيجة التنظيم و التخطيط ال ُكفء م ّما ساهم فى‬ ‫إستطاع قادة (( اللجنة العسكريّة )) أن ي ّ‬
‫ُعززوا على وجه ال ُ‬
‫سنّيّة ))‬
‫(( إزاحة أهم ال ُمعارضين العسكريّين )) ذو الفكر (( الصارى و الوحدوى ال ُمستقل )) الذين كانوا من األغلبيّة (( ال ُ‬

‫ضبّاط الناصرين )) بقيادة (( جاسم علوان )) فى ‪ 18‬تموز ‪ 1963‬على يد ((‬


‫جاء أوج إحتكار البعثيّين للسُلطة بعد (( إفشال )) إنقالب ل مجموعة من (( ال ُ‬
‫ضبّاط علويّون ))‪،‬‬
‫ُ‬

‫و على الرغم من خلو الموضوع من البُعد (( الطائفى )) إال أنّه تم إستغاللُه على هذا النحو من قِبَل (( ُمعارضى البعث السياسيّين )) من أجل تشويه‬
‫سنّيّة ))‬
‫صورة الحزب فى نظر (( األغلبيّة ال ُ‬

‫ُ‬
‫حيث تم تفسير ُمشاركة (( الضابط العلوى‪ ،‬مح ّمد نبهان )) فى إنقالب (( جاسم علوان )) الفاشل‪ ،‬من قِبَل (( ال ُمعارضة )) على أنّها (( مؤامرة من نبهان‬
‫ضبّاط الناصريّين على القيام ب إنقالب داخلى ))‬
‫ل خدمة مصالح رفاق عقيدته من البعثيّين‪ ،‬عن طريق حث ال ُ‬

‫سنّة " )) من صفوف الجيش‬ ‫ضبّاط البعثيّين )) ب إنتهاز الفُرصة السانحة ل (( تصفية و إزاحة بقيّة ال ُ‬
‫ضبّاط الناصريّين " ال ُ‬ ‫لكن هذا ال يمنع من قيام (( ال ُ‬

‫ملحوظة ‪::‬‬

‫ستقالن‪ ،‬لؤى اآلتاسى و زياد الحريرى )) ‪ (( +‬الناصريُّون‪ ،‬مح ّمد الصوفى و راشد‬ ‫ضبّاط الذين شملتهم عملية التصفية ‪ (( ::‬الوحدويّان ال ُم ّ‬
‫جميع ال ُ‬
‫سلطة العُليا للدولة )) عقب إنقالب ‪ 8‬آذار ‪ 1963‬و‬
‫ُ‬ ‫ال‬ ‫((‬ ‫صفته‬ ‫ب‬ ‫))‬ ‫الثورة‬ ‫قيادة‬ ‫ل‬ ‫الوطنى‬ ‫فواز ُمحارب )) الذين كانوا أعضاء فى (( المجلس‬ ‫القُطينى و ّ‬
‫سنّيّة ))‬
‫ضبّاط كانوا من الطائفة (( ال ُ‬‫جراح ))‪ ،‬جميع هؤالء ال ُ‬‫أيضا ً (( الناصريّون‪ ،‬جاسم علوان و مح ّمد ّ‬

‫فى حين كان (( سليمان حدّاد و سليمان العلى و على ُمصطفى )) الذين أفشلوا إنقالب (( جاسم علوان )) من الطائفة (( العلويّة ))‬

‫*‬
‫(( حصيلة اإلنقالبات الثوريّة فى بعض األقطار العربيّة ))‪،‬‬
‫مح ّمد سعيد النجدى‬
‫*‬
‫(( نحو سوريّا الحديثة ))‪ ،‬الصفدى‬
‫*‬
‫(( من ملفّات الجوالن ))‪،‬‬
‫خليل ُمصطفى‬
‫*‬
‫(( وثائق النكسة تحت أضواء التجربة ال ُم ّرة ))‪ ،‬قدرى القلعجى‬

‫‪------------------------------‬‬

‫الفصل الثالث‬

‫سنّيّين و األقلّيّات الدينيّة‬


‫اإلستقطاب الطائفى فى القُ ّوات ال ُمسلّحة السوريّا بين ال ُ‬

‫‪ )-1‬التكتيل الطائفى و اإلقليمى و العشائرى فى النُخبة العسكريّة البعثيّة‬

‫ُ‬
‫حيث لجأ هؤالء القادة إلى تجميع رجال‬ ‫سلطة بين قادة (( اللجنة العسكريّة البعثيّة )) عقب (( فشل )) إنقالب ‪ 18‬تموز ‪1963‬‬ ‫بدأ الصراع على ال ُ‬
‫عسكريّين حولهم م ّمن تربُطهم بهم روابط (( طائفيّة أو عشائريّة أو إقليميّة )) بغيّة (( تقوية مراكزهُم ))‪ ،‬نتج عن ذلك (( تقويض بُنية القيادة و اإلنضباط‬
‫صدر عن (( أمين المكتب التنظيمى البعثى )) فى ‪ 19‬أكتوبر ‪1965‬‬ ‫داخل القُ ّوات ال ُمسلّحة و تنظيم الحزب العسكرى ))‪ ،‬حسب تقرير ُ‬
‫رقم ‪ 102‬صفحة ‪63‬‬

‫سنّيّين فى القُ ّوات ال ُمسلّحة السوريّا ‪::‬‬


‫أ‪ )-‬التمييز الطائفى ضد ال ُ‬

‫حيث تأثّر ((‬


‫ُ‬ ‫ضبّاط الذين دُعوا إلى الخدمة فى أوائل إنقالب ‪ 8‬آذار ‪)) 1963‬‬
‫ضبّاط و صف ال ُ‬ ‫ُ‬
‫طبّقت المعايير الطائفيّة فى الجيش السورى فى (( تسريح ال ُ‬
‫سنّة )) على وجه الخصوص من جراء هذه التسريحات‬ ‫ال ُ‬
‫تكرر األمر لدى (( السماح ألشخاص العسكريّين‬ ‫سنّة )) من التمييز لدى (( اإللتحاق ب ال ُكلّيّة العسكريّة و مراكز التدريب األُخرى )) ‪ّ +‬‬‫كما عانى (( ال ُ‬
‫سلطة البعثيّة‬
‫سسات ال ُ‬
‫ال ُجدُد باإلنضمام لتنظيم حزب البعث العسكرى أو لدى تجنيد أعضاء بالحرس الوطنى البعثى أو الشُعبة السياسيّة أو ال ُمخابرات أو ُمؤ ّ‬
‫)) بينما كان يحظى (( العلويّين و الدروز و اإلسماعيليّون و الروم األرثوكُس )) باألفضليّة‬

‫ضبّاط " الموثوقين " عادة ما كانوا (( يُكتّلون فى قطاعات الجيش الها ّمة سياسيّا ً و‬ ‫ضبّاط داخل القُ ّوات ال ُمسلّحة ))‪ ،‬فال ُ‬
‫كما بدا التمييز فى حركة (( تنقُّالت ال ُ‬
‫إستراتيجيّا ً القريبة من دمشق )) نظراً ل روابط ُهم (( الطائفيّة و العشائريّة ال ُمشتركة مع القادة العسكريّين الذين ينحدرون من مجموعات األقلّيّات )) بينما‬
‫سنّيّين )) بعيداً عن (( دمشق ))‬
‫تم (( إستبعاد )) " غير الموثوقين " ف كثيراً ما كانوا يُنقلون إلى (( حلب أو الالذقيّة )) لكونهم (( ُ‬

‫شملت أيضا ً عمليّة التمييز تلك (( ال ُمستويات الدُنيا )) فى الجيش و لم تقتصر على (( المراكز العسكريّة العُليا ))‪ ،‬فقد تش ّكلت الوحدات العسكريّة أساسا ً من‬
‫ضبّاط القادة )) من أصول ُمختلفة‪،‬‬
‫أعضاء (( طائفة دينيّة ُمعيّنة )) بينما قد يكون (( ال ُ‬

‫بعض (( كتائب الدبّابات التابعة ل اللواء السبعين )) ال ُمتمركز ب (( القُرب من الكسوة جنوب دمشق ))‪ ،‬كان ُمعظم طاقمها من (( العلويّين )) بينما كان‬
‫سنّة ))‬
‫قادتها (( ُ‬

‫سنّيّين )) إلى الصفر على (( الطواقم العلويّة )) ب ُكل سهولة إذا قام أحد (( ال ُ‬
‫ضبّاط العلويّين‬ ‫كان من ال ُممكن ُمالحظة (( تالشى سُلطة )) هؤالء (( القادة ال ُ‬
‫)) العاملين فى الوحدات العسكريّة األُخرى بإعطاء تعليمات ألقرانهم فى (( العقيدة الدينيّة )) ب وجوب (( عدم إطاعة األمر ))‬

‫سنّة بالجيش و تقليل عدم ثقتهم فى‬


‫األول (( إرضاء ال ُ‬‫سنّة )) فى (( مراكز عسكريّة عُليا )) كان أحيانا ً يُقصد به فى المقام ّ‬ ‫ضبّاط ُ‬ ‫و يبدو أن تعيين (( ُ‬
‫العسكريّين ال ُمنتمين ألقلّيّات دينيّة )) م ّما ساعد فى (( إبطال اإلنطباع السائد بأن المراكز القياديّة فى القُ ّوات ال ُمسلّحة )) كانت مشغولة أساسا ً ب أعضاء ((‬
‫سلطة ُمستقلّة ))‬‫طوائف دينيّة ُمعيّنة )) ‪ ،‬بيد أن شغل وظيفة عسكريّة (( عُليا )) (( لم )) يكن يعنى بالضرورة (( التمتُّع ب ُ‬

‫األمر الذى تسبّب فى (( تقويض بُنية قيادة الجيش و اإلنضباط)) من جراء سيطرة (( الوالءات الطائفيّة )) م ّما إستدعى قيام باإلجراءات القانونيّة ال ُمناسبة‬
‫سنّى " من " الجناح العسكرى ل حزب البعث " فى أكتوبر ‪ )) 1965‬بسبب قيا ُمه ب (( تحريض عدّة مجموعات‬ ‫منها (( تعليق عُضويّة ضابط " غير ُ‬
‫سس طائفيّة و قيا ُمه بإعطاء تعليمات ل ُمساعد ال ُمعسكر التابع ل طائفتُه الدينيّة بأن يكون على إستعداد‬ ‫داخل وحدته العسكريّة ضد بعضها البعض على أ ُ ُ‬
‫جرد إصدار األوامر له هاتفيّا ً ))‬
‫سنّيّين بوحدته العسكريّة ب ُم ّ‬
‫ضبّاط ال ُ‬
‫للقبض على جميع أفراد صف ال ُ‬

‫مثال ‪::‬‬

‫كلمات (( اللواء مح ّمد عُمران‪ ،‬العلوى )) خالل إحد إجتماعات الحزب فى أوائل ‪ 1966‬بخصوص (( اإلتّصاالت الجانبيّة )) ‪::‬‬

‫ضبّاط فى الكتيبة )) يقودهم‬ ‫سنّى‪ ،‬محمود ُحمرا‪ ،‬الحموى )) ال يستطيع قيادة الكتيبة فى (( اللواء السبعين ال ُم ّ‬
‫درع )) ألن (( ‪ 70%‬من صف ال ُ‬ ‫(( الضابط ال ُ‬
‫فعليّا ً (( الضابط العلوى‪ ،‬على ُمصطفى‪ ،‬ال ُمؤيّد ل مح ّمد عُمران ))‬

‫ضبّاط )) يقودهم‬ ‫سنّى )) ال يستطيع قيادة الكتيبة فى (( اللواء السبعين ال ُم ّ‬


‫درع )) ألن (( أغلب طاقم صف ال ُ‬ ‫سنّى‪ ،‬مح ّمد الحاج رحمون‪ ،‬ال ُ‬
‫(( الضابط ال ُ‬
‫فعليّا ً (( الضابط العلوى‪ ،‬كاسر محمود‪ ،‬ال ُمؤيّد ل مح ّمد عُمران ))‬

‫سلطة )) قادة عسكريّين ب (( السيطرة على الوالءات الطائفيّة )) التى تتبع ُهم (( لم )) ي ُكن بظاهرة جديدة فى الجيش السورى‪ ،‬فقد تم‬ ‫إن (( تقويض ُ‬
‫إستخدام مثل هذه التكتيكات خالل فترات عدّة منها (( فترة اإلنفصال ))‬

‫مثال ‪::‬‬

‫سلطته على الجيش عندما إستعان ب بعض (( ُمؤيّديه‬ ‫سنّى )) فى إسترداد ُ‬‫فى بداية ‪ (( ،1963‬فشل )) إنقالب (( ال ُمقدّم الدمشقى‪ ،‬عبد الكريم النحالوى‪ ،‬ال ُ‬
‫ضبّاط اإلنقالبيّين للسيطرة على جنودهم الذين رفضوا اإلمتثال لمزيد من األوامر من قِبَل‬‫(( الدمشقيّين )) الذين تم (( تسريحهم )) بسبب (( فُقدان بعض ال ُ‬
‫سنّة ))‬
‫سنّة )) ‪ +‬الذين (( هجروا وحداتهم العسكريّة ب تحريض من الشيوخ العلويّين و ال ُ‬ ‫قادتهم الدمشقيّين ال ُ‬

‫ب‪ )-‬فشل سياسة الطائفيّة العلنيّة ك تكتيك ‪ ::‬إبعاد عُمران‬

‫سلطة إلى حد كبير داخل القُ ّوات ال ُمسلّحة السوريّا‬


‫ضبّاط )) بعد عبر إتّجاهات (( طائفيّة )) على الرغم (( إرتباط عالقات ال ُ‬
‫(( لم )) ينقسم سلك (( ال ُ‬
‫ضبّاط الذين بدورهم إنضم إليهم ُمعظم أتباعهم عبر إرتباطات طائفيّة و صالت عشائريّة و إقليميّة ))‬ ‫بالتحالُفات الشخصيّة بين قادة جماعات ال ُ‬

‫طه بهم عالقات شخصيّة قويّة‪ ،‬لكن هذا ال يعنى بالضرورة أن (( جميع‬ ‫ضبّاط علويّين )) ترب ُ‬
‫فى عام ‪ 1965‬حظى (( اللواء صالح جديد )) بتأييد (( ُ‬
‫سنّى من حوران )) كان واحداً‬ ‫أنصاره من (( العلويّين )) فقط‪ ،‬ف مثال نجد أن (( ال ُمقدّم أحمد سويدانى‪ُ ،‬‬
‫ُ‬ ‫ضبّاط العلويّين قد أيّدوا صالح جديد )) أو أن‬
‫ال ُ‬
‫سنّة )) إال أن هؤالء (( لم )) يُش ّكلوا‬
‫ضبّاط حوران ال ُ‬
‫حيث كان بدوره يعتمد على دعم (( ُ‬ ‫ُ‬ ‫ضمن الكثيرين من أنصار صالح جديد ال (( غير علويّين ))‬
‫ُكتلة واحدة ُمتماسكة و إنّما كانوا (( ُمنقسمين إلى عدّة جماعات )) يقودها (( أحمد سويدانى ‪ُ +‬مصطفى الحاج على ‪ +‬موسى الزُ عبى )) و جميعهم أعضاء‬
‫فى‬
‫سلطتهم أو‬‫تعرض (( مراكز ُ‬ ‫ضبّاط عن المبادئ األيديولوجيّة )) إذا ما ّ‬‫(( اللجنة العسكريّة البعثيّة ))‪ ،‬و كان يس ُهل (( تحطيم التحالُفات و تغاضى ال ُ‬
‫مصالحهم الشخصيّة للخطر ))‬

‫مثال ‪::‬‬

‫سنّى ))‬
‫شجاره مع (( أمين الحافظ‪ ،‬ال ُ‬
‫ُ‬ ‫سنّى )) و وال ُءه ل (( صالح جديد‪ ،‬العلوى )) فى‬
‫(( ُمصطفى طالس‪ ،‬ال ُ‬
‫رقم ‪ 114‬صفحة ‪ 68‬و ‪69‬‬

‫تتكون أساسا ً من أفراد طائفة دينيّة واحدة‪ ،‬إال أنّهُ كان من السهل أن (( تتبع ُمعسكرات ال ُمعارضة المنُاهضة للنظام ))‪،‬‬‫ضبّاط كانت ّ‬ ‫رغم أن جماعات من ال ُ‬
‫و قد بدى ذلك واضحا ً فى (( ديسمبر ‪ )) 1964‬عندما تم إبعاد (( اللواء ُمح ّمد عُمران‪ ،‬العلوى )) من سوريّا من قِبَل أعضاء آخرين فى (( اللجنة العسكريّة‬
‫األول عن جو اإلرتياب الطائفى السائد آنذاك ))‪ ،‬و لم يقتصر إتّهام (( عُمران‬ ‫)) بتُهمة بناء (( ُكتلة طائفيّة علويّة داخل الجيش )) و ل كونه (( المسؤول ّ‬
‫سنّة )) فقط مثل (( أمين الحافظ ‪ +‬موسى الزُ عبى )) بل أيضا ً من قِبَل (( كبار ال ُ‬
‫ضبّاط العلويّين )) مثل ((‬ ‫ضبّاط ال ُ‬
‫)) ب شنر الطائفيّة من قِبَل (( كبار ال ُ‬
‫حافظ األسد و صالح جديد ))‬

‫أنصارهما الشخصيّين على أُسس الوالءات الطائفيّة و العشائريّة من ((‬ ‫ُ‬ ‫و على الرغم من إعتماد (( صالح جديد ‪ +‬حافظ األسد )) بصورة واسعة على‬
‫بحيث (( لم يُعلنا ))عن ذلك صراحة‬ ‫ُ‬ ‫العسكريّين العلويّين )) ل تقوية مراكزهُما و اإلحتفاظ ب مراكز سُلطتهما‪ ،‬إال أنّ ُهما تمتّعا ب قدر من (( الحكمة ))‬
‫ضبّاط البعثيّين ذو األيديلوجيا البعثيّة‬
‫صرح ‪ " ::‬إن الفاطميّة يجب أن تأخُذ دورها "‪ ،‬م ّما أثار سخط ُمعظم ال ُ‬
‫مثلنا فعل (( مح ّمد عُمران‪ ،‬العلوى )) عندما ّ‬
‫العلمانيّة‪،‬‬
‫ضبّاط البعثيّين‪ ،‬ثبت مراراً فى التحليل النهائى أن أولئك الذين تحدّثوا عالنية ل صالح تعزيز مراكز‬ ‫سلطة بين ال ُ‬‫و فى فترات الحقة من الصراع على ال ُ‬
‫طوائفهم الدينيّة‪ ،‬قد أُضعفوا من مراكزهم أكثر من إضعافهم ل ل مراكز خصومهم من ال ُمعارضين الذين دعّموا مراكز قوتّهم على أُسس طائفيّة فى ّ‬
‫سراً ))‬

‫ملحوظة ‪::‬‬

‫قربا ً من حركة (( حورانى )) إال أنّهُ أبداً (( لم )) ي ُكن أحد رجال (( حورانى )) كما (( لم‬
‫كان (( ُمح ّمد عُمران‪ ،‬العلوى )) من منطقة (( ُحماه ))‪ُ ،‬م ّ‬
‫يستجب )) لإلعتبارات الدينيّة التى تعكس اإلستيعاب األكبر لل (( علويّين و اإلسماعيليّين )) ب منطقة (( ُحماه )) عنه ب المناطق (( الساحليّة ))‪ ،‬و لقد‬
‫ضبّاط (( ُممثّالً عن ُحماه )) فى وقت تم التخلُّص فيه من أهم فروع ُحماه ب الجيل الرابع أثناء الصراعات بين األجيال‪ ،‬عندما ساق ((‬ ‫إعتبرهُ الكثير من ال ُ‬
‫صالح جديد )) فرع (( الالذقيّة )) الذى كان يزداد أه ّميّة فى الجيش‬

‫ج‪ )-‬اإلستقطاب الطائفى فى القُ ّوات ال ُمسلّحة‬

‫تطورت التوتُّرات بين (( كبار قادة اللجنة العسكريّة و األعضاء األقل ُرتبة فى التنظيم العسكرى ل حزب البعث‬
‫سلطة عام ‪ّ ،1963‬‬ ‫ُمنذ أن ّ‬
‫تقلد البعث ل ال ُ‬
‫)) الذين لعب بعض ُهم دوراً فعّاالً فى إنقالب ‪ 8‬آذار ‪ 1963‬و بالتالى شغلوا (( مناصب عسكريّة قياديّة حسّاسة )) و لكن (( لم يتم تعيينهم فى أعلى ُ‬
‫الرتب‬
‫العسكريّة أو مراكز الدولة و الحزب العُليا )) مثل (( الرائد‪ ،‬سليم حاطوم‪ ،‬قائد نُخبة جنود المغاوير ال ُمتمركزة ب القُرب من دمشق‪ ،‬الدرزى ))‬

‫فى نيسان ‪ 1965‬إقتحم (( الرائد‪ ،‬سليم حاطوم‪ ،‬الدرزى )) منزل (( اللواء‪ ،‬صالح جديد‪ ،‬العلوى )) ُمهدّداً أيّاه ب ُمسدّس طالبا ً منه تقديم إستقالتُه من‬
‫منصب (( رئيس أركان الجيش السورى )) بسبب قيام (( صالح جديد )) ب تفضيل (( قادة اللجنة العسكريّة )) فى التعيين ب مراكز الدولة العُليا على‬
‫سلطة على الرغم من دورهم الرئيسى فى‬ ‫ضبّاط األصغر شأنا ً فى تقسيم كعكة ال ُ‬
‫المستوى العسكرى و الحزبى‪ ،‬ضاربا ً ب عرض الحائط‪ ،‬الدور الفعلى لل ُ‬
‫إنجاح إنقالب ‪ 8‬آذار ‪1963‬‬

‫و بالفعل قام (( صالح جديد )) ب تقديم إستقالته ل (( الفريق‪ ،‬أمين الحافظ )) الذى (( رفض )) قبول اإلستقالة ألنّه من غير المقبول إجبار رئيس األركان‬
‫على اإلستقالة ب هذه الطريقة بجانب (( عدم )) إتّخاذ أى إجراء تأديبى بحق (( حاطوم ))‬

‫فى النصف الثانى من ‪ 1965‬غدت المواجهه بين أبرز ال ُمنافسين (( العسكريّين )) واضحة خالل اإلجتماعات (( الحزبيّة و العسكريّة )) بقيام (( أمين‬
‫بالتطرق ب إستمرار ل موضوع (( الطائفيّة )) ُمتّهما ً (( صالح جديد )) ب بناء ُكتلة (( علوية طائفيّة )) داخل الجيش لكن (( لم )) تُكسب تلك‬ ‫ُّ‬ ‫الحافظ ))‬
‫اإلتّهامات أى ُمساندة على غرار تجربتها مع (( مح ّمد عُمران )) بل على العكس كان لها تأثير ُمعاكس أدّى ل (( زيادة النفور من أمين الحافظ من قِبَل‬
‫ضبّاط العلويّين بشكل عام عندما إنحازوا بأعداد كبيرة ل ُمعسكر صالح جديد ب دافع حفظ الذات من ُمعسكر أمين ال ُمنافس على الرغم من ُمعارضتهم ل‬ ‫ال ُ‬
‫سنّة )) حول (( أمين الحافظ )) ل شعورهم ب األمان داخل ُمعسكر يُسيطر عليه إخوانهم فى ((‬ ‫ضبّاط ال ُ‬
‫ألتف العديد من (( ال ُ‬
‫ّ‬ ‫سياسات صالح ))‪ ،‬كما‬
‫العقيدة الدينيّة )) رغم ُمعارضتهم الشديدة ل تكوين (( ُكتلة طائفيّة ))‬

‫سنّيّة )) ُمتماسكة داخل الجيش ل (( ُمعارضة ال ُ‬


‫ضبّاط العلويّين و الدروز )) على وجه‬ ‫سنّى )) عمداً‪ ،‬خلق ُكتلة (( ُ‬
‫حاول أنصار (( أمين الحافظ‪ ،‬ال ُ‬
‫سنّيّين حاولوا تشجيع الشقاق الطائفى داخل وحداتهم و‬ ‫حيث تم إثبات فى محاضر التحقيقات التى جرت الحقاً‪ ،‬إن (( بعض هؤالء ال ُ‬
‫ضبّاط ال ُ‬ ‫ُ‬ ‫الخصوص‪،‬‬
‫ضبّاط األقل ُرتبة أن العسكريّين العلويّين و الدروز يتأهّبون للقيام ب إنقالب ب غيّة اإلطاحة ب‬ ‫وحدات الجيش األُخرى‪ ،‬قائلين ل صف ال ُ‬
‫ضبّاط و ال ُ‬
‫سنّيين ))‬
‫سنّى و بالتالى إخضاع و إذالل المواطنيين ال ُ‬ ‫الرئيس أمين الحافظ ال ُ‬

‫سنّة ب (( ال ُمخابرات السوريّة )) عن طريق (( إمداد ُمختلف المجموعات ذات األغلبيّة‬


‫أنصاره ال ُ‬
‫ُ‬ ‫حاول (( أمين الحافظ )) تعضيد مركزُ ه ب ُمساعدة‬
‫تمردت على نظام البعث‪ ،‬ب السالح و ال ُمساندة )) ‪ +‬التشجيع على قيام (( عصيان مدنى ب حماه )) حسب وثيقة داخليّة ل‬ ‫سنّيّة و التى سبق لها أن ّ‬
‫ال ُ‬
‫حزب البعث ترجع ل عام ‪ 1966‬أُطلق عليها (( رجعيّون و ناصريّون و حورانيّون و ُمحايدون ))‬

‫مثال ‪::‬‬

‫سنّى )) ب توزيع (( السالح )) على عدد من أتباع (( أكرم الحورانى " المدنيّين " ))‬
‫قام أحد أنصار (( أمين الحافظ )) يُدعى (( الرائد‪ ،‬عبد الغنى برو‪ُ ،‬‬
‫للقيام ب (( عصيام مدنى و أعمال تخريبيّة فى ُحماه ))‬

‫سنّيّين الوحدويّين‬
‫قيام أحد أنصار (( أمين الحافظ )) ال ُمخلصين يُدعى (( رئيس إدارة أمن حلب‪ ،‬بدر ُجمعة )) ب ُمحاولة (( إمداد السالح ل " مجموعات ال ُ‬
‫" )) تأهُّبا ً لل وقوع الحتمى فى (( حرب طائفيّة ))‬

‫صة (( سليم حاطوم ‪ +‬حمد عُبيد )) الذين تم‬


‫فى النصف الثانى من عام ‪ 1965‬فقد (( أمين الحافظ )) دعم أبرز ُمؤيّديه من (( العسكريّين الدروز )) خا ّ‬
‫ضبّاط (( اإلسماعيليّين )) " ليس ُكلّهم " مثل (( أحمد المير ‪ +‬عبد الكريم الجندى‬
‫التأثير عليهما لإلنضمام إلى جانب (( صالح جديد )) ‪ +‬إنضمام أبرز ال ُ‬
‫سنّة )) بارزين مثل (( ُمصطفى طالس ‪ +‬أحمد سويدانى )) على موقفهم ضمن ُمعسكر (( صالح‬
‫ضبّاط (( ُ‬
‫)) بتأييد (( صالح جديد )) ‪ +‬ثبات قادة ُ‬
‫جديد ))‬

‫تم تعيين (( حمد عُبيد‪ ،‬الدرزى )) فى منصب (( وزيراً للدفاع )) فى أيلول ‪ 1965‬كما ّ‬
‫تحول والء (( جميل شيا‪ ،‬العُضو الدرزى الوحيد فى القيادة‬
‫القُطريّة فى حزب البعث )) إلى (( اللواء‪ ،‬صالح جديد ))‬

‫سنّة )) بينما يضُم الثانى (( العلويّين و الدروز و اإلسماعيليّين ))‪ ،‬على‬


‫األول يضُم (( تمثيل كبير لل ُ‬
‫ضبّاط إلى ُمعسكرين ُمتنافسين‪ّ ،‬‬
‫(( إنقسم )) سلك ال ُ‬
‫أساس (( ّأال ثقة الطائفيّة )) بهدف تعضيد مركزهم ك (( مجموعة دينيّة و إقليميّة و عشائريّة )) ضد مصلحة المجموعات األُخرى‬

‫و لم تقف ال ُمنافسة بين ال ُمعسكرين داخل صفوف الجيش و حسب‪ ،‬بل إمتدّت ل تصل بين (( المؤسّسات المدنيّة الرئيسة ل حزب البعث ))‪ ،‬كما ظهر جليّا ً‬
‫فى ال ُمنافسة القائمة بين (( القيادة القُطريّة ل حزب البعث ب قيادة " صالح جديد )) و (( القيادة القوميّة ل حزب البعث ب قيادة " أمين الحافظ " و قُدامى‬
‫البعثيّين أمثال " ميشيل عفلق " )) التى كادت أن تفقد سيطرتها الكُلّيّة على جهاز الحزب الذى يتبعها رسميّا ً فى سوريّا‬

‫التقرب من (( القيادة القوميّة‬


‫ُّ‬ ‫تم عزل (( األمين الحافظ )) من داخل (( القيادة القُطريّة )) عام ‪ 1965‬من ِق َبل أنصار (( صالح جديد )) الذى حاول بدوره‬
‫)) فى ديسمبر ‪ 1964‬ب أمل تقوية مركزُ ه فى جهاز الحزب فى القُطر السورى‬

‫قرر فى ‪ 19‬ديسمبر ‪ 1965‬أن (( تُحل القيادة‬


‫سعت (( القيادة القوميّة )) للتوسُّط بين (( أمين الحافظ و صالح جديد )) فى ُمحاولة لتقوية مركزها‪ ،‬قبل أن ت ُ ّ‬
‫سلطة صالح جديد على جهاز الحزب السورى ))‬ ‫سلطة بالكامل فى ُمحاولة ل (( تحطيم ُ‬‫القُطريّة )) لتتقلّد زمام ال ُ‬

‫تتكون من (( مؤيّدى صالح جديد ))‪ ،‬إستقالتها فى ‪ 22‬ديسمبر ‪ 1965‬بعد (( حل القيادة القُطريّة )) بوقت‬
‫قدّمت حكومة (( الدكتور‪ ،‬يوسف زُ عين )) التى ّ‬
‫قصير‬

‫سنّى و األقلّيّات )) ليكون قادراً على ((‬


‫وجدت (( القيادة القوميّة )) صعوبة بالغة فى إيجاد (( وزير دفاع )) جديد يكون مقبوالً لدى ال ُمعسكرين (( ال ُ‬
‫سنّى )) فى منصب (( وزيراً للدفاع )) ك (( إهانة للعلويّين )) لذلك تم ((‬ ‫إستعادة اإلنضباط العسكرى )) و كان من ال ُمحتمل أن يُفسّر تعيين (( ضابط ُ‬
‫سنّى‪ ،‬من الالذقيّة )) فى المنصب المذكور أنفا ً‬
‫رفض )) إقتراح تعيين (( مح ّمد ربّاح الطويل‪ ،‬ال ُ‬

‫تم ترشيح (( مح ّمد عُمران‪ ،‬العلوى )) و (( فهد الشاعر‪ ،‬الدرزى )) ل عدم إنتما ُءهما إلحد األطراف ال ُمتنافسة‪ ،‬فمثالً ‪ ::‬نجد (( مح ّمد عُمران )) هو‬
‫الضابط (( العلوى الوحيد )) الذى لم ينضم إلى ُمعسكر (( صالح جديد )) ألنّهُ كان المسؤول مع (( أمين الحافظ )) عن إبعاده عن سوريّا فى ديسمبر‬
‫‪،1964‬‬

‫و أخيراً فضّلت الغالبيّة داخل (( القيادة القوميّة )) تعيين (( مح ّمد عُمران )) فى منصب (( وزير الدفاع )) و إنضما ُمه إلى حكومة (( صالح الدين البيطار‬
‫)) فى ‪ 2‬يناير ‪ 1966‬الذى كان (( ُمؤيّد لبعض أنصار مح ّمد عُمران من العلويّين ))‬

‫و كانت الحجّة الرئيسيّة ال ُمستخدمة فى صالح تعيين (( مح ّمد عُمران )) أنّها ُربّما (( تُزيل الصبغة الطائفيّة عن طريق تهدئة ال ُ‬
‫ضبّاط العلويّين )) لكن كان‬
‫من ال ُمتوقّع أن يكون ل تعيينه مزايا تكتيكيّة ل (( أمين الحافظ و ُمعظم القيادة القوميّة )) فى تنفيض ُم ّ‬
‫خططها أنُّه يُمكن أن يُسبّب (( تص ُّدع فى اإلجماع‬
‫حيث يتج ّمع ُجزء منهم حول " مح ّمد عُمران " و بينما يبقى ال ُجزء اآلخر موال ل " صالح جديد " ))‬ ‫ُ‬ ‫ضبّاط العلويّين‬
‫النسبى عن طريق إحداث شقاق بين ال ُ‬

‫صرح (( حافظ األسد )) فيما بعد‪ ،‬أن (( القيادة القوميّة )) آنذاك إقترحت تعيين (( مح ّمد عُمران‪ ،‬العلوى )) فى منصب (( وزير الدفاع )) لإلستفادة من ((‬ ‫ّ‬
‫أواصر عُمران ‪ +‬أواصر أمين الحافظ )) مع بعض ال ُكتل العسكريّة داخل القُ ّوات ال ُمسلّحة‪ ،‬من أجل (( تصفية القيادة القُطريّة ب ُمساعدت ُهما )) و بالتالى‬
‫التخلُّص من (( عُمران )) بتحريض ُهما بعضهم ضد بعض‬

‫فقد (( أمين الحافظ )) الثقة فى ُكل من ينتمى للطائفة (( العلويّة )) م ّما وتّر العالقات بينُه و بين (( مح ّمد عُمران )) بعد تعيينُه فى منصب (( وزير الدفاع‬
‫)) خالل أيّام قليلة و جعل أى نوع من (( التعاون ال ُمثمر )) بينُه و بين (( مح ّمد عُمران )) أمراً ُمستبعداً‪ ،‬األمر الذى نتج عنه (( صعوبة إجراء تنقُّالت ل‬
‫سنّى "‬ ‫وحدات عسكريّة أقل حساسيّة لمن هُم أكثر تهديداً لنظام " القيادة القوميّة " ‪ " ::‬سليم حاطوم‪ ،‬الدرزى ‪ّ +‬‬
‫عزت جديد‪ ،‬العلوى ‪ +‬أحمد السويدانى‪ ،‬ال ُ‬
‫))‬

‫سنّى )) كان‬‫عزت جديد‪ ،‬العلوى ‪ +‬أحمد السويدانى‪ ،‬ال ُ‬ ‫ضبّاط الثالث (( سليم حاطوم‪ ،‬الدرزى ‪ّ +‬‬ ‫الرزاز )) إن إجراء تنقُّالت ل هؤالء ال ُ‬
‫ّ‬ ‫رأى (( منيف‬
‫ُممكنا ً خالل ‪ 20‬فبراير ‪ 1966‬ب ُمساعدة أبرز (( أنصار عُمران من العلويّين )) مثل ‪ (( ::‬على ُمصطفى‪ ،‬قائد كتيبة دبّابات فى اللواء ال ‪ )) 70‬الذى ساند‬
‫الرزاز )) ب (( حشد وحداتُه‬ ‫ّ‬ ‫ُمعظم (( القيادة القوميّة )) و معروف ب (( ُمعارضتُه العسكريّة ل " حاطوم ‪ +‬جديد ‪ +‬سويدانى "‪ ،‬لذا أمرهُ (( منيف‬
‫العسكريّة )) لكن أمر (( أمين الحافظ )) ب (( إلغاء هذه الخطوة فوراً )) بسبب (( العُقدة النفسيّة )) لدى (( أمين الحافظ )) " الخوف ‪ :‬من (( العلويّين ))‬

‫خطط لهُ فى إحداث (( شقاق بين صفوف‬ ‫كما ثبت (( الضعف النسبى )) ل (( ُكتلة العلويّين )) الذين تج ّمعوا حول (( مح ّمد عُمران )) عكس ما كان ُم ّ‬
‫ضبّاط الغير‬
‫ُ‬ ‫ال‬ ‫((‬ ‫جميع‬ ‫بين‬ ‫الجيش‪،‬‬ ‫داخل‬ ‫حيث قُبل تعيين (( عُمران )) ب نقد شديد‬
‫ُ‬ ‫العلويّين فى الجيش )) من ِق َبل (( أمين الحافظ و القيادة القوميّة ))‬
‫ضبّاط العلويّين )) الذين (( إنتقدوا )) ب شدّة ُممارساتُه (( الطائفيّة )) التى يُحيكُها من خلف الكواليس‪ ،‬و طلب بعض‬
‫علويّين ‪ +‬الغالبيّة العُظمى من ال ُ‬
‫سلطة معاً‪ ،‬و بلغ بهم الحد ب إقتراح (( ُمحاكمة األشخاص الذين يقعوا‬‫أعضاء (( الجناح العسكرى فى حزب البعث )) إبعاد مح ّمد عُمران من الحزب و ال ُ‬
‫تحت تأثير هذه العوامل ))‬

‫و فى ‪ 23‬شباط ‪ 1966‬ت ّمت اإلطاحة ب (( أمين الحافظ )) و (( ُمعارضى صالح جديد )) اآلخرين فى (( القيادة القوميّة )) عن طريق (( إنقالب عسكرى‬
‫عزت جديد )) دوراً رئيسيّا ً‬
‫)) لعب فيه (( سليم حاطوم ‪ّ +‬‬

‫ضبّاط العلويّين و الدروز )) وراء اإلنقالب بينما‬


‫و قد إحتشدت على الفور الوحدات العسكريّة ال ُمتمركزة حول (( دمشق )) و الواقعة تحت سيطرة (( ال ُ‬
‫سنّيّين )) ال ُمساندين ل (( أمين الحافظ )) تحويل الموقف العسكرى و السياسى لصالحهم لكن باءت ُمحاولتهم ب (( الفشل ))‬ ‫ضبّاط ال ُ‬
‫حاول العديد من (( ال ُ‬
‫سنّة الغير موثوقين )) إلى (( الجوالن‪ ،‬حلب‪ُ ،‬حماه‪ ،‬حمص‪ ،‬الالذقيّة ))‬ ‫نتيجة تكتيكات و سياسات أعضاء (( األقلّيّات العسكريّة )) فى نقل (( ال ُ‬
‫ضبّاط ال ُ‬
‫بالقُرب من شمال البالد (( بعيداً عن دمشق ))‬

‫يُذكر أن (( أمين الحافظ )) كان ُمؤيّداً ب شكل خاص من قِ َبل (( ُ‬


‫ضبّاط من " ال ُمخابرات " و ال سيّما ال ُمتمركزين فى " دمشق‪ ،‬حمص‪ ،‬حلب‪ ،‬الالذقيّة‪،‬‬
‫القنيطرة‬

‫سنّة )) البارزين‪ ،‬كما تم (( تسريح )) أهم أعضاء ُكتلة (( عُمران )) بجانب (( تصفيتهم ))‬ ‫ضبّاط ال ُ‬
‫و أسفر اإلنقالب عن (( تصفية )) بعض جماعات (( ال ُ‬
‫ب صفة رسميّة فى غضون ‪ 1966‬من (( الجناح العسكرى للحزب )) بتُهمة (( تكوين ُكتل طائفيّة و إقليميّة أو عشائريّة داخل القُ ّوات ال ُمسلّحة ))‬

‫مثال ‪::‬‬

‫إتُّهم (( ُمصطفى عُمران‪ ،‬العلوى )) باإلشتراك فى قيادة ُكتلة (( طائفيّة و عشائريّة )) أو بعبارة أُخرى‪ ،‬اإلشتراك فى قيادة جماعة من (( ال ُ‬
‫ضبّاط العلويّين‬
‫)) التى لعبت فيها (( عائلة عُمران )) دوراً رئيسا ً‬

‫سرحين ))‪ ،‬تحميل من موقع ‪::‬‬


‫ضبّاط ال ُم ّ‬
‫صول على بيان ب أسماء (( ال ُ‬
‫للح ُ‬

‫‪nikolaosvandam.com‬أو ‪academia.edu‬‬

‫البحث اآلتى ‪::‬‬

‫"‪"De Rol van Sektarisme, regionalisme en tribalisme bij de strijd om de Politieke Macht in Syrie 1961 - 1976‬‬

‫*‬
‫(( ل ُمركب األقلّيّة ))‪ ،‬ويلرس‬

‫‪------------------------------‬‬

‫الفصل الرابع‬

‫ضبّاط الدروز ك ُكتل ُمنفصلة داخل القُ ّوات ال ُمسلّحة‬


‫تصفية ال ُ‬

‫السرى للقيادة القوميّة المخلوعة‬


‫ّ‬ ‫التنظيم‬

‫الرزاز )) فى تشكيل (( تنظيم جديد )) ل حزب البعث بعد نجاتُه من اإلعتقال عقب نجاح إنقالب ‪ 23‬شباط ‪ُ 1966‬مختبئا ً فى (( دمشق ))‬ ‫ّ‬ ‫بدأ (( منيف‬
‫ّ‬
‫الرزاز )) و (( عسكرى‪ ،‬بقيادة اللواء فهد الشاعر‪ ،‬الدرزى‬ ‫كون من جناحين ‪ (( ::‬مدنى‪ ،‬بقيادة منيف‬
‫ُ ّ‬‫م‬ ‫))‬ ‫لطة‬‫س‬
‫ُ‬ ‫لل‬ ‫ّة‬ ‫ي‬‫القوم‬ ‫القيادة‬ ‫تقليد‬ ‫إعادة‬ ‫الهدف منه ((‬
‫))‪،‬‬

‫و بالرغم أن الجهاز (( المدنى )) كان يقبل أفرادا ً من جميع الطوائف بما فيها (( العلويّين ))‪ ،‬إال أن الجهاز (( العسكرى )) كان يستثنى (( العلويّين )) ب‬
‫صة خوفا ً من أن تنكشف خططهم ل أنصار (( صالح جديد و حافظ األسد ))‬ ‫صفة خا ّ‬

‫تكون (( الجناح العسكرى )) فى (( القيادة القوميّة )) " المخلوعة " على النحو التالى ‪::‬‬
‫ّ‬

‫سنّى )) ‪ (( +‬مجلى القائد‪ ،‬مسيحى من بلدة البصير فى حوران )) ‪ (( +‬على سلطان ))‬ ‫(( اللواء فهد الشاعر‪ ،‬الدرزى‪ ،‬أمينا ً عا ّما ً )) ‪ (( +‬صالح نمور‪ُ ،‬‬
‫ُ‬
‫حيث لم تبق عُضويّة المكتب‬ ‫سنّى من حوران )) و هكذا كان (( ال ُمقدّم‪ ،‬إسماعيل هالل )) عُضواً ل ُمدّة قصيرة‬
‫‪ (( +‬شريف سعود )) ‪ (( +‬على الضماد‪ُ ،‬‬
‫العسكرى على حالها‬

‫الرزاز )) بقترا ُحه على (( اللواء فهد الشاعر )) ب ضرورة إشراك (( على ُمصطفى‪ ،‬قائد كتيبة الدبّابات فى اللواء ال ‪ ،70‬العلوى )) فى ((‬ ‫ّ‬ ‫أقر (( منيف‬
‫ّ‬
‫ُ‬
‫حيث كان يُمكن إستغالل‬ ‫المكتب العسكرى )) بالتنسيق مع (( ميشيل عفلق‪ ،‬المنفى فى بيروت )) عن طريق رسالة مبعوثة من بيروت بعد سفره إلى هُناك‪،‬‬
‫(( على ُمصطفى )) فى الفصل بين (( حافظ األسد و صالح جديد )) ف رغم خروج (( على ُمصطفى )) من الجيش و تعيينه ب (( السلك الدبلوماسى‬
‫السورى ب الخارج )) إال و أنّهُ كان يأتى إلى سوريّا و يجتمع مع (( حافظ األسد )) بجانب إنتما ُءه ل ُمعسكر (( ُمح ّمد عُمران )) ال ُمعارض ل سياسات ((‬
‫صالح جديد ))‪ ،‬إال أن اإلقتراح قُوبل ب (( رفض شديد )) من (( القيادة العسكريّة )) التى هدّدت ب (( حل نفسها )) فى حالة إنضمام (( على ُمصطفى‬
‫))‬

‫ضبّاط فى (( دمشق )) عام ‪ 1967‬بتُهمة (( إشتراكهم فى مؤامرة القيادة القوميّة المخلوعة )) التى (( قشلت )) فى أيلول ‪ ،1966‬منهم على‬ ‫ُحكم عدد من ال ُ‬
‫سنّى ‪+‬‬‫صة (( الرائد‪ُ ،‬مصطفى الحاج على‪ ،‬ال ُ‬ ‫ضبّاط خا ّ‬‫الرزاز )) ب إعطاء تعليمات ل بعض ال ُ‬ ‫ّ‬ ‫سبيل المثال ‪ ::‬إتّهام (( القيادة القُطريّة )) ل (( منيف‬
‫سنّى )) لقبول أعضاء من طوائف ُمعيّنة فقط ضمن تنظي ُمهما لكى يُثيروا و يستغلّوا المشاعر الطائفيّة فى ُمحاولة ل (( إسقاط القيادة‬ ‫ال ُمقدّم صالح نامور‪ ،‬ال ُ‬
‫القُطريّة ))‬
‫السرى‬
‫ّ‬ ‫‪ )-1‬تنظيم سليم حاطوم‬

‫عقد ُح ّكام سوريّا ال ُجدُد (( ُمؤتمراً قُطريّا ً )) إستثنائيّا ً ل ُمناقشة األسباب ال ُمؤ ّديّة ل إنقالب ‪ 23‬شباط ‪ ،1966‬و من ال ُملفت إنّهُ فى نهاية ال ُمؤتمر القُطرى‪،‬‬
‫ضبّاط الدروز ‪ ::‬سليم حاطوم ‪ +‬حمد عبيد )) فى (( التنظيم العسكرى ل القيادة القُطريّة الجديدة )) على الرغم من أنّها‬ ‫(( لم )) يتم (( إعادة ‪ 2‬من أبرز ال ُ‬
‫كانا (( القيادة القُطريّة ال ُمؤقّتة )) التى تقلّدت زمام ال ُحكم رسميّا ً فى سوريّا عقب ‪ 23‬شباط ‪1966‬‬

‫تم تعيين (( حافظ األسد )) فى منصب (( وزيرا الدفاع )) فى ‪ 23‬شباط ‪ 1966‬حتّى (( قبل إعالن مجلس الوزراء ال ُجدُد ))‪ ،‬األمر الذى قُوبل ب ((‬
‫الرفض )) الشديد من قِبَل (( حمد عبيد‪ ،‬الدرزى )) الذى كان فى ذاك المنصب ب حكومة (( الدكتور يوسف زُ عين )) التى إستقالت فى ‪ 22‬ديسمبر‬
‫‪ 1965‬عقب قرار (( أمين الحافظ )) الذى يقضى ب (( حل القيادة القُطريّة )) لذلك إعتقد من الحق (( إستعادة منصب وزير الدفاع )) ُمكافأه لهُ فى‬
‫ال ُمساهمة ب اإلطاحة ب (( أمين الحافظ ‪ +‬القيادة القوميّة ))‪ ،‬و بعد أن خاب أملُه بفترة وجيزة‪ ،‬قامت ب التنسيق مع (( أنصار أمين الحافظ " المخلوع "‬
‫)) من أجل خلق أوضاع فى (( حلب )) تُساعد على القيام ب (( إنقالب ُمضاد )) لكن باءت ُمحاولتهم ب (( الفشل )) و تم (( القبض )) على (( حمد عبيد‬
‫)) بتُهمة (( الثراء الغير مشروع ‪ +‬سوء إستخدام السُلطة )) بجانب ُمعظم ال ُم ّ‬
‫تورطين فى اإلنقالب‬

‫كانت تتردّد شائعات حول نشاطات (( حمد عبيد )) الفاسدة‪ ،‬حتّى (( قبل )) تعيينه (( وزيراً للدفاع )) و إفتقادُه ل ُمؤهّالت (( القيادة الالزمة )) لمثل هذا‬
‫ضبّاط الوحدات فى قطنا ))‬ ‫ضبّاط بسبب (( ضفع شخصيتُه و عدم قُدرته على تزعُّم رجالُه ))‪ ،‬حسب شكوى (( ُ‬ ‫المنصب كان أمراً معروفا ً داخل سلك ال ُ‬
‫ب قيام (( قادة الوحدات ب قطنا )) ب تيسير أموز وحداتهم العسكريّة ب " التيسير الذاتى " عندما كان (( حمد عبيد )) (( قائد ل لوائين )) قبل تعيينُه فى‬
‫منصب (( وزير الدفاع ))‬

‫كما (( ضعف )) وضع (( الرائد‪ ،‬سليم حاطوم )) فى الحزب بسبب (( النقد )) الشديد للطريقة (( الوحشيّة )) التى تم بها إتّخاذ (( أمين الحافظ )) سجيناً‪،‬‬
‫حيث تطلّع إلى إعطا ُءه‬
‫ُ‬ ‫بجانب شعور (( سليم حاطوم )) ب خيبة أمل بسبب (( عدم ُمكافئتُه )) على دوره فى إنجاح ‪ 8‬آذار ‪ 1963‬و ‪ 23‬شباط ‪،1966‬‬
‫درع ‪ +‬مسؤوليّة إدارة شئون األمن بالجيش )) بدالً من (( قائد كتيبة المغاوير ب الجيش ))‬‫منصب (( قائد لواء ُم ّ‬

‫ضبّاط الصغار من جبل الدروز )) ‪ +‬بعض الضُباط البارزين‬ ‫ُ‬


‫حيث كانت (( غالبيّة ال ُ‬ ‫سرى )) خاص به‪،‬‬ ‫لذلك‪ ،‬بدأ " حاطوم " فى بناء (( تنظيم عسكرى ّ‬
‫ضبّاط‬
‫مثل ‪ (( ::‬ال ُمقدّم طالل أبو عسلى‪ ،‬قائد وحدات الجيش السورى على الجبهه مع إسرائيل و أمين فرع الحزب العسكرى ال ُمتطابق )) بجانب بعض ال ُ‬
‫سنّى من حوران ))‬
‫من (( غير الدروز )) مثل ‪ُ (( ::‬مصطفى الحاج على‪ ،‬قائد جهاز ال ُمخابرات العسكريّة‪ُ ،‬‬

‫كما أتّصل " حاطوم " فى (( القطاع المدنى )) ب (( ال ُمتبقّيين )) من أعضاء جماعة (( الشوفيّين الدرزيّة )) عام ‪ 1966‬الذين إختاروا " حاطوم " كى‬
‫سلطتهم داخل الحزب )) ُمنذ ‪1963‬‬ ‫يكون (( قائدهم العسكرى )) عندما بدؤوا (( يفقدون ُ‬

‫تكونت جماعة (( الشوفيّين )) بقيادة (( ح ّمود الشوفى‪ ،‬الدرزى‪ ،‬أمين عام القيادة القُطريّة ل حزب البعث من آيلول ‪ 1963‬حتّى شباط ‪ )) 1964‬لعب فيها‬
‫ّ‬
‫دوراً فى إعادة بناء (( الجهاز المدنى )) ل حزب البعث فى سوريّا‪ ،‬و التى كانت أكثر عدداً من فى (( فرح الحزب )) ب منطقة (( جبل الدروز )) مسقط‬
‫رأس (( حاطوم ))‪ ،‬و قد تمتّعت ب إتّجاهات أيديلوجيّة قويّة و باألخص الفكر الماركسى‪ ،‬لكن تم (( تصفيتهم )) فى ‪ 1964‬و ‪ 1965‬بما فيهم (( ح ّمود‬
‫الشوفى )) بسبب مواقفهم ال ُمناهضة ل (( قادة اللجنة العسكريّة ))‬

‫ّ‬
‫الرزاز )) بدون إحداث إندماج بين‬ ‫السرى ل منيف‬
‫ّ‬ ‫قرر (( سليم حاطوم‪ ،‬الدرزى )) التعاون مع (( اللواء فهد الشاعر‪ ،‬قائد الجناح العسكرى فى التنظيم‬ ‫ّ‬
‫الفصيلين بسبب العالقة السلبيّة بين " سليم حاطوم " و " القيادة القوميّة "‬

‫خطط لهُ (( اللواء‪ ،‬فهد الشاعر )) قبل أيّام من ساعة الصفر فقط‪ ،‬حتّى ال يتسنّى ل (( حاطوم ))‬ ‫تم إطالع (( حاطوم )) على تفاصيل اإلنقالب الذى ّ‬
‫معرفة وحدات الجيش التى تضُم أعضاء من (( الجناح العسكرى ل القيادة القوميّة )) بسبب (( إنعدام )) الثقة بين " القيادة القوميّة " و " سليم حاطوم "‬

‫‪ )-2‬اإلستقطاب الطائفى (( العلوى ‪ -‬الدرزى )) و إنقالب (( سليم حاطوم )) " الفاشل " فى ‪ 8‬أيلول ‪:: 1966‬‬

‫صدفة (( اإلنقالب ال ُمدبّر )) من قِ َبل (( سليم حاطوم و القيادة القوميّة المخلوعة )) فى ‪ 10‬أغس ُ‬
‫طس ‪ 1966‬و‬ ‫إكتشفت (( القيادة القُطريّة )) ب محض ال ُ‬
‫تم ّكنت تدريجيّا ً خالل بقيّة الشهر من معرفة أسماء األشخاص ال ُم ّ‬
‫تورطين فى (( اإلنقالب ال ُمدبّر ))‬

‫و قد إختار (( اللواء‪ ،‬فهد الشاعر )) بالفعل يوم ‪ 3‬آيلول ‪ 1966‬موعداً ُمناسبا ً لل (( إنقالب العسكرى )) لكن بيّد أنّه تك ّ‬
‫شف ال ُجزء األكبر من (( الجناح‬
‫ضبّاط (( فهد الشاعر )) و أصبح من‬ ‫السرى للقيادة القوميّة المخلوعة )) فى الفترة بين ‪ 25‬آب و ‪ 3‬آيلول ‪ 1966‬و تم (( إعتقال )) العديد من ُ‬ ‫ّ‬ ‫العسكرى‬
‫ّ‬
‫الرزاز ))‬ ‫فر (( فهد الشاعر )) ُمختبئا ً بُناء على تعليمات ((‬
‫غير ال ُمحتمل القيام بأى عمليّة إنقالبيّة ضد النظان القائم‪ ،‬و ّ‬

‫تورطين فى المؤامرة التى‬


‫ضبّاط ال ُم ّ‬
‫شرع (( سليم حاطوم ‪ +‬طالل أبو عسلى ‪ُ +‬مصطفى الحاج على )) فى اإلنتقاد العلنى لإلعتقاالت التى جرت لل ُ‬
‫شفت‪ ،‬و ر ّكزوا على (( عدم )) وجود أيّة (( ضابط علوى )) من بين ال ُ‬
‫ضبّاط ال ُمعتقلين أو المطلوبين لإلعتقال‪،‬‬ ‫تك ّ‬

‫ضبّاط دروز )) بارزين بدءاً من (( حمد عبيد )) مروراً ب إعتقال (( طالل‬


‫صرح (( حاطوم )) ‪ ::‬أنّهُ ُمنذ إنقالب ‪ 23‬فبراير ‪ 1966‬تم تصفية (( ُ‬ ‫ُ‬
‫حيث ّ‬
‫شفت أخيرا ً‬
‫التورط فى المؤامرة التى تك ّ‬
‫ّ‬ ‫ضبّاط الدروز فى الجيش السورى بتُهمة‬
‫الرتب بين ال ُ‬
‫أبو عسلى )) بجانب (( فهد الشاعر )) الذى يشغل أعلى ُ‬

‫ضبّاط الدروز )) ألن غالبيّة‬ ‫فى حقيقة األمر‪ (( ،‬لم )) ي ُكن غريبا ً (( خلو )) اإلعتقاالت من (( ال ُ‬
‫ضبّاط العلويّين )) و تركيزها ب نسبة كبيرة على (( ال ُ‬
‫ال ُمنض ّمين إلى تنظيم " حاطوم " كانوا من (( الدروز )) بجانب إصرار " فهد الشاعر " على (( عدم )) إنضمام أيّة (( ضابط )) علوى )) إلى (( الجناح‬
‫السرى ل القيادة القوميّة ل حزب البعث ))‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫العسكرى‬

‫كما (( فشل )) " سليم حاطوم " فى زرع إسفين بين (( الدروز و العلويّين )) على غرار التوتُّر الطائفى بين (( العلويّين و ال ُ‬
‫سنّة )) أثناء الصراع بين ((‬
‫أمين الحافظ و صالح جديد ))‪ ،‬األمر الذى خلق حالة من اإلنطباع ب وجود (( إستقطاب علوى ‪ -‬درزى )) فى القُ ّوات ال ُمسلّحة السوريّا‪،‬‬
‫ضبّاط (( الدروز )) الذين أيّدوا و إشتركوا فى إنقالب (( ‪ 23‬شباط ‪ )) 1966‬بدالً من (( ُمكافئتهم )) بجانب تعيين (( صالح جديد و‬
‫إن (( إعتقال )) ال ُ‬
‫حافظ األسد )) و أنصارهم فى المراكز السياسيّة و اإلستراتيجيّة الها ّمة داخل الجيش التى كان يُسيطر عليها أعضاء (( دروز )) من جماعة (( حاطوم ))‪،‬‬
‫صة ل (( صالح جديد )) وضّحت‬ ‫سبّب قلقا ً و فزعا ً فى (( فرع الحزب ب جبل الدروز )) و بالتالى قامت قيادتها فى ‪ 7‬أيلول ‪ 1966‬ب تقديم ُمذ ّكرة خا ّ‬
‫فيها وجهه نظر ( الغالبيّة )) من أعضاء (( فرع السويداء ))‬

‫السرى للقيادة القوميّة المخلوعة )) من الحزب‪ ،‬ما دامت ((‬


‫ّ‬ ‫و قُد أُعلن أن هؤالء األعضاء مازالوا يُؤيّدون تصفية " العناصر اليمينيّة " (( الجناح العسكرى‬
‫ضبّاط (( ال ُمشاركين فى إنقالب ‪ 23‬شباط ‪ ،)) 1966‬كما شدّد (( فراع السويداء )) فى ال ُمذ ّكرة‪ ،‬على ضرورة (( إعادة جميع من نقلوا ل‬ ‫ال )) تشمل ال ُ‬
‫تورطهم ال ُمزمع ب صورة قاطعة فى المؤامرة ضد القياة القُطريّة ألعضاء الحزب األقل‬ ‫مراكز أقل أه ّميّة أو أُعتُقلوا إلى مراكزهم السابقة‪ ،‬حتّى يتم ثبوت ّ‬
‫ُرتبة‪ ،‬كما إقتُرح إنعقاد مؤتمر قُطرى أو إجتماع على ُمستوى (( أقل )) ل بحث أزمة الحزب‪،‬‬

‫و فى الختام‪ ،‬هدّد أعضاء (( جبل الدروز )) فى ُمذ ّكرتهم ب (( تجاهُل ُهم ل أيّة تعليمات أُخرى صادرة عن القيادة القُطريّة و ب ُمقاطعتهم ل أيّة إنتخابات‬
‫ضبّاط الدروز ال ُمشاركين فى إنقالب ‪ 23‬شباط ‪ 1966‬حتّى إنعقاد المؤتمر ال ُمقترح‬ ‫إستمرت تصفية ال ُ‬
‫ّ‬ ‫ُمستقبليّة لل حزب‪ ،‬إذا ما‬

‫و قد نجح " سليم حاطوم " بالتعاون مع " أبو عسلى " فى كسب تأييد الغالبيّة العُظمى ل (( فرع الحزب المدنى ب جبل الدروز ))‪ ،‬و كذلك أعضاء ((‬
‫السرى ل القيادة القوميّة المخلوعة )) ال ُمتمركزة فى جبل الدروز‬
‫ّ‬ ‫الجناح العسكرى‬

‫تورطين فى المؤامرة ضد (( القيادة القُطريّة ل حزب البعث )) إتُّهمت جماعة (( سليم‬ ‫خالل ال ُمحاكمات التى جرت فى (( دمشق )) فى أوائل ‪ 1967‬لل ُم ّ‬
‫ّ‬
‫الخطة‪ ،‬أخذ ال ُمتآمرون يُبثّون الشائعات‬ ‫حاطوم )) بإثارة المشاعر الطائفيّة عن عمد‪ ،‬و كانت حجّة النائب العام أثناء ال ُمحاكمة ك اآلتى ‪ " ::‬عندما ُكشفت‬
‫ال ُمغرضة فى السويداء عن طريق ال ُمتآمر (( عبد الرحيم بطحيش‪ ،‬رئيس فرع ال ُمخابرات المحلّى )) م ّما دعا بعض (( الحزبيّين فى السويداء )) إلى رفع‬
‫ُمذ ّكرة ل (( القيادة القُطريّة ل حزب البعث العربى اإلشتراكى ))‬

‫قررت (( القيادة القُطريّة )) إرسال (( لجنة حزبيّة إلى السويداء )) ّ‬


‫تتكون من (( الرئيس السورى و األمين العام للقيادة‬ ‫و ك رد فعل على ال ُمذ ّكرة‪ّ ،‬‬
‫القُطريّة‪ ،‬نور الدين األتاسى )) ‪ (( +‬األمين العام ال ُمساعد‪ ،‬صالح جديد )) ‪ (( +‬العُضو الدرزى الوحيد فى القيادة القُطريّة‪ ،‬جميل شيا )) من أجل شرح‬
‫خلفيّة " أزمة الحزب " ل أعضاء الحزب فى السويداء‬

‫أنصاره )) فُرصة وصول اللجنة و قام ب (( إعتقال )) ُك ّالً من ‪ (( ::‬صالح جديد ‪ +‬نور الدين األتاسى )) ل إستغاللهم ك (( رهائن ))‬
‫ُ‬ ‫إغتنم (( حاطوم و‬
‫ضبّاط بارزين آخرين مثل ‪(( ::‬‬
‫أثناء ال ُمفاوضات الالحقة مع سُلطات الحزب و الجيش بما فيها " حافظ األسد " الذى بقى فى " دمشق "‪ ،‬كما تم إعتقال ُ‬
‫قائد الحرس القومى‪ ،‬النقيب مح ّمد إبراهيم العلى‪ ،‬العلوى )) الذى تم إعتقالُه ب (( السويجاء )) على يد (( ال ُمالزم ّأول‪ ،‬عبد الرحيم بطحيش‪ ،‬رئيس فرع‬
‫ال ُمخابرات العسكريّة المحلّى‪ ،‬الدرزى )) عندما نصب ف ّخا ً ب دعوتهم إلى " وليمة "‬

‫كما نجح أنصار عسكريُّون ل " حاطوم " فى اإلستيالء على (( لواء السويداء )) بطريقة ُمفاجئة‬

‫إختياره ل يلعب دور (( الوسيط )) بين (( صالح جديد و حافظ األسد مع‬
‫ُ‬ ‫(( إمتنع )) حاطوم عن إعتقال (( جميل شيا )) ألنّه (( درزى )) بل قام ب‬
‫حاطوم ))‬

‫ت ُجدر اإلشارة إلى أنّ ُهه بعد إنقالب ‪ 23‬شباط ‪ 1966‬تم إرسال (( جميل شيا‪ ،‬الدرزى )) إلى (( حلب )) من أجل ( التوسُّط )) بين (( نظام صالح الجديد‪،‬‬
‫العلوى و حمد عبيد‪ ،‬الدرزى )) ال ُمناعض للنظام‬

‫من المطالب البارزة ل " سليم حاطوم " أثناء إجرا ُءه ُمفاوضات تليفونيّة مع (( رئيس الحكومة‪ ،‬يوسف الزُ عين ‪ +‬وزير الدفاع‪ ،‬حافظ األسد )) ‪::‬‬

‫أ‪ )-‬عودة أهم ُمؤيّدى حاطوم إلى مراكزهم العسكريّة التى ُ‬


‫طردوا أو نُقلوا منها بعد ‪ 23‬فبراير ‪1966‬‬

‫ب‪ )-‬إطالق سراح أتباعُه أو زُ مال ُءه الذين إعتُقلوا ُمؤ ّخراً فيما يتعلّق ب إكتشاف ال ُمؤامرة ضد القيادة القُطريّة‬

‫ج‪ )-‬إبعاد بعض من أهم و أبرز أنصار (( صالح جديد )) من الجيش‬

‫د‪ )-‬إعادة قبول " اليساريّين الشوفيّين " فى الحزب‬

‫ه‪ )-‬إستقالة (( القيادة القُطريّة )) التى أُختيرت فى آذار ‪ 1966‬و تعيين (( قيادة قُطريّة ُمؤقّتة )) جديدة تضُم ‪ 5‬أعضاء على األقل من جماعة (( الشوفيّين‬
‫)) إلى جانب بعض األعضاء الحاليّين ب (( القيادة القُطريّة ))‬

‫(( رفضت )) قيادة الجيش (( الرضوخ )) تماما ً ألى من هذه المطالب‪ ،‬و عوضا ً عن ذلك‪ ،‬قامت ب (( إرسال وحدات عسكريّة تضُم كتيبة الصواريخ‬
‫للسويداء ُمهدّداً بقصف عاصمة ال ُمحافظة ))‬

‫قرر أخيراً (( سليم حاطوم ‪ +‬أبو عسلى )) الفرار إلى (( األُردُن )) و ذلك ل (( تفادى‬
‫فى النهاية (( فشل)) إنقالب " سليم حاطوم " فى ‪ 8‬أيلول ‪ 1966‬و ّ‬
‫أى إشتباك ُمسلّح على مثل هذا المدى القريب من الجبهه مع إسرائيل )) حسب قول (( أبو عسلى ))‬

‫*‬
‫(( الغجريّة ( المرابى " ‪ ،)) ) " 5‬ل مح ّمد إبراهيم العلى‬
‫‪ )-3‬الدعاية الطائفيّة‬
‫ضد العلويّين ‪::‬‬

‫ع ّمان )) فى ‪ 13‬آيلول ‪ 1966‬بجانب إصدار تصريحا ً فى ‪ 28‬آيلول ‪ 1966‬من أجل سرد " أحداث السويداء " فى‬
‫عقد (( حاطوم )) ُمؤتمراً صحفيّا ً ب (( ُ‬
‫ُمحاولة ل زيادة التوتُّر الطائفى بين (( الشعب السورى )) و (( الجيش السورى ))‬

‫ملحوظة ‪::‬‬

‫تتشابه تلميحات (( سليم حاطوم )) مع التصريح (( الكاذب )) الذى نُشر من قِبَل (( ُمعارضى البعث عام ‪ )) 1969‬ب جريدة (( الحياه اللندنيّة )) ‪ +‬فى‬
‫مضمون ُمذ ّكرات (( رئيس الوزراء األُردنى‪ ،‬سعد ُجمعة )) بعنوان (( كُجتمع الكراهية ))‪ ،‬على لسان (( الشيخ العلوى‪ ،‬عبد الرحمن الخير )) ‪ (( ::‬على‬
‫العلويّين السوريّين ُمقاومة ما يُس ّمى سوء إستخدام صالح جديد لل ديانة العلويّة من أجل أغراض سياسيّة بحتة‪ ،‬و سعيُه إلى إنشاء دولة علويّة ))‬

‫*‬
‫(( ُمجتمع الكراهية ))‪ ،‬رئيس الوزراء األردنى األسبق‪،‬‬
‫سعد ُجمعة‬
‫*‬
‫(( الدروز‪ ،‬مؤامرات و تاريخ و حقائق ))‪ ،‬فؤاد األطرش‬

‫‪ )-4‬التصفية الالحقة إلنقالب حاطوم الفاشل ‪::‬‬

‫ضبّاط الدروز )) فى (( الجيش السورى )) ‪ (( +‬حزب البعث )) حتّى عام ‪ 1967‬بسبب دعمهم ل إنقالب " سليم حاطوم و أبو‬ ‫تم تصفية أغلبيّة (( ال ُ‬
‫ضبّاط علويّين ))‬
‫عسلى " (( الفاشل ))‪ ،‬مع تسليم زمام (( القيادة بالوحدات العسكريّة )) التى ت ّمت تصفيتها إلى (( ُ‬

‫ظ ّل (( فرع الحزب )) فى منطقة (( جبل الدروز )) " ُمعلّقا ً " عن العمل ل ُمدّة ‪ 6‬شهور‬

‫سلطان باشا األطرش‪ ،‬قائد الثورة السوريّا ال ُكبرى ‪ )) 1927 - 1925‬ب إرسال برقيّة مفتوحة ل (( رئيس األركان السورى )) فى‬‫األمر الذى إستدعى (( ُ‬
‫صها كاآلتى ‪::‬‬
‫ديسمبر ‪ 1966‬ن ّ‬

‫" أوالدنا فى السجون ُمضربون‪ ،‬نُح ّمل ُكم مسؤوليّة النتائج‪ ،‬لقد إعتاد الجبل و ما يزال أن يقوم ب الثورات ل طرد الخائن و ال ُمستعمر لكن شهامتُه تأبى عليه‬
‫أن يثور ضد أخيه و يغدُر ب بنى قومة‪ ،‬هذا الرادع الوحيد‪ ،‬نقتصر مبدئيّا ً على ال ُمفاوضات "‬

‫س ّكان ُحوران‬
‫و قد كان من الصعب على (( ُح ّكام دمشق‪ ،‬العلويّين )) تهدئة (( الطائفة الدرزيّة )) بعد أن توتّرت عالقتها ب ُ‬

‫سرحين ))‪ ،‬تحميل من موقع ‪::‬‬


‫ضبّاط ال ُم ّ‬
‫صول على بيان ب أسماء (( ال ُ‬
‫للح ُ‬

‫‪nikolaosvandam.com‬أو ‪academia.edu‬‬

‫البحث اآلتى ‪::‬‬

‫"‪"De Rol van Sektarisme, regionalisme en tribalisme bij de strijd om de Politieke Macht in Syrie 1961 - 1976‬‬

‫ش ّكلت فى (( دمشق )) ب‬ ‫تورطين (( أكثرهم غيابيّا ً )) ب المؤامرة الفاشلة فى آذار ‪ 1967‬إلى ُمحاكمة عسكريّة خا ّ‬
‫صة ُ‬ ‫قُدّم العديد من األشخاص ال ُم ّ‬
‫تُهمتين ‪::‬‬

‫أ‪ )-‬اإلشتراك فى فى مؤامرة إلطاحة بنظام ال ُحكم‬

‫ب‪ )-‬التحريض على حرب أهليّة و إنقسام طائفى‬

‫و قد طالب (( النائب العام )) أن يصدُر ُحكم (( اإلعدام )) ضد ُك ّالً من ‪ (( ::‬فهد الشاعر ‪ +‬سليم حاطوم ‪ +‬طالل أبو عسلى ‪ +‬عبد الرحيم بطحيش ‪+‬‬
‫فواز أبو الفضل ))‬‫ّ‬

‫حيث إعتقلتُه السُلطات و إتّهمتُه ب التآ ُمر‬


‫ُ‬ ‫عاد " سليم حاطوم " إلى سوريّا للقيام ب ُمحاولة (( إنقالبيّة ثانية )) عندما إندلعت (( حرب حزيران ‪،)) 1967‬‬
‫صدر‬ ‫مع الدوائر اإلمبرياليّة األنجلو أمريكيّة و األلمانيّة الغربيّة لإلطاحة بالنظام السورى ضمن ُم ّ‬
‫خطط (( إمبريالى شامل )) و ت ّمت ُمحاكمتُه عسكريّا ً و ُ‬
‫ضدُّه ُحكم باإلعدام و نُفّذ فى ‪ 26‬حزيران ‪1967‬‬

‫‪ )-5‬التصفية الجماعات الحورانيّة البارزة‬

‫خالل الشهور األولى من عام ‪ ،1967‬قدّم (( قادة )) بعض (( الفروع و الفرق و الشُعب )) إستقالتهم من مهام وظائفهم (( الحزبيّة )) ل (( رفضهم‬
‫اإلشتراك فى أيّه إجتماعات أو نشاطات حزبيّة أُخرى )) تعبيراً عن قلقهم تجاه (( التوتُّرات الطائفيّة و اإلقليميّة الجماعيّة ال ُمتداخلة فى جهاز الحزب و‬
‫صة " العلويّين " سواء كانت " طائفيّة أو إقليميّة أو عشائريّة " ))‬ ‫الجيش )) بجانب إظهار قلقهم تجاه (( سيطرة جماعات ُمعيّنة خا ّ‬
‫و قد تم التعبير ظاهريّا ً عن هذه التوتُّرات عندما (( هدّد ‪ُ 3‬وزراء من حوران )) ب تقديم (( إستقالتهم من الحكومة )) و هُم ‪ (( ::‬مح ّمد الزُ عبى‪ ،‬ال ُ‬
‫سنّى ‪+‬‬
‫سنّى ‪ +‬مشهور زيتون‪ ،‬مسيحى ))‬ ‫صالح محاميد‪ ،‬ال ُ‬

‫و فى أعقاب حرب (( يونيو ‪ )) 1967‬فقط بعض (( البعثيّين المدنيّين )) البارزين من (( حوران )) مراكزهم فى قيادة (( الحزب و الحكومة ))‬

‫و لم يكن القلق من سيطرة " العلويّين " ُمقتصراً على " الجناح المدنى ل حزب البعث " فقط‪ ،‬بل إمتد إلى (( الجناح العسكرى )) مثل ‪ (( ::‬رئيس‬
‫سنّى ))كالهُما من (( حوران ))‬
‫سنّى ‪ +‬مح ّمد الزُ عبى‪ ،‬ال ُ‬
‫األركان‪ ،‬أحمد السويدانى‪ ،‬ال ُ‬

‫ف فى ‪ 14‬شباط ‪ ،1968‬تم إعفاء (( أحمد سويدانى‪ ،‬الحورانى )) من منصب (( رئاسة األركان )) على الرغم كونه من أنصار (( صالح جديد )) و‬
‫إستبدالُه ب (( ُمصطفى طالس‪ ،‬ال ُ‬
‫سنّى ))‪ ،‬م ّما يعنى (( خلع )) الشخصيّة العسكريّة الرئيسة ال ُمتبقّية من (( حوران ))‪ ،‬كما تم تسريح (( موسى الزُ عبى ‪+‬‬
‫سنّيّان من حوران )) اآلخران ب (( اللجنة العسكريّة البعثيّة السابقة ))‬
‫ُمصطفى الحاج على )) فى ‪ 1967‬و ‪ 1968‬و هُما العُضويّان (( ال ُ‬

‫ضبّاط حورانيّين )) ب (( الجيش و الجناح العسكرى للحزب )) أو ّ‬


‫أن (( البعثيّين الحورانيّين أتباع‬ ‫و هذا (( لم )) ي ُكن يعنى (( عدم )) وجود أى (( ُ‬
‫الجناح المدنى للحزب )) قد " ُحرموا " من شغل (( مناصب عُليا فى جهاز الحزب ))‪ ،‬بل كان يعنى نهاية دورهم ك مجموعة قُ ّوة لها وزنها حتّى ال يُمنح‬
‫لهم فُرصة إعادة تجميع أنفُسهم ك جماعات ذات قُ ّوة فى القُ ّوات ال ُمسلّحة ُمش ّكلين تهديداً خطيراً للفصائل األُخرى ك " العلويّين " داخل الجيش أو الحزب‬

‫حيث ألقت السُلطات السوريّا القبض عليه عندما توقّفت طائرتُه ب ((‬‫ُ‬ ‫تورط (( أحمد السويدانى )) فى إنقالب (( فاشل ))‬ ‫فى آب ‪ 1968‬تم التبليغ عن ُّ‬
‫مطار دمشق )) فى طريقها من (( بغداد إلى القاهرة )) ل تمتُّعُه ب (( اللجوء السياسى )) هُناك ُمنذ ‪ ،1968‬و تال ذلك إعتقال العديد من ُمؤيّديه ((‬
‫المزة )) ‪ 25‬عاما ً‬
‫العسكريّين الحورانيّين )) الذين كانوا ال يزالوا فى الجيش‪ ،‬تم اإلفراج عن (( السويدانى )) فى شباط ‪ 1994‬بعد أن قضى فى (( سجن ّ‬

‫كما ت ّمت إعتقاالت جديدة ‪ ،1970‬بين (( المدنيّين و العسكريّين )) ال ُمتّهمين ب (( التخطيط ل (( اإلطاحة ب النظام السورى ل صالح النظام العراقى‬
‫سنّيّين " من (( حوران و إدلب و حلب ))‪ ،‬و كان ُمعظم ال ُ‬
‫ضبّاط ال ُمعتقلين من (( حلب و إدلب )) من أنصار ((‬ ‫ضبّاط ُمعظمهم " ُ‬
‫ال ُمعارض ))‪ ،‬ض ّمت ُ‬
‫أمين الحافظ‪ ،‬حلبى عاش بالمنفى فى بغداد ُمنذ ‪)) 1968‬‬

‫‪------------ ------------------‬‬

‫الفصل الخامس‬

‫سلطة داخل الطائفة العلويّة‬


‫الصراع على ال ُ‬

‫‪ )-1‬التنافُس بين األسد و جديد ‪::‬‬

‫ضبّاط البعثيّين ‪ +‬أعضاء الحزب‬


‫صة بعد إنقالب " سليم حاطوم " (( الفاشل ))‪ ،‬تج ّمع ُمعظم (( ال ُ‬
‫بعد سقوط (( القيادة القوميّة )) فى شباط ‪ 1966‬و خا ّ‬
‫المدنيّون )) إ ّما حول (( صالح جديد )) أو (( حافظ األسد ))‬

‫عيّن ب‬‫إستُبدل (( صالح جديد )) من منصبُه فى (( رئاسة األركان )) ُمنذ آب ‪ 1965‬و لم يعُد له أى منصب (( عسكرى رسمى )) داخل الجيش‪ ،‬و ُ‬
‫منصب (( مدنى‪ ،‬أمين عام ُمساعد القيادة القُطريّة ل حزب البعث )) لكن كان مازال يح ُكم قبضتُه (( ُجزئيّا ً )) على ُجزء كبير من (( سلك ال ُ‬
‫ضبّاط )) من‬
‫خالل ُمؤيّديه فى(( المكتب العسكرى )) الذى كان يتولّى اإلشراف على (( الجناح العسكرى ل حزب البعث ))‬

‫ضبّاط )) ب كونُه (( وزيراً للدفاع )) كما شغل " حافظ األسد " منصب ((‬ ‫ُ‬
‫حيث التأثير على (( سلك ال ُ‬ ‫بينما (( حافظ األسد )) كان فى وضع أفضل من‬
‫الجويّة )) ُمنذ عام ‪ 1964‬مسؤوالً عن تعزيزها‪ ،‬لذلك إستطاع تعيين الكثير من (( ُمؤيّديه العسكريّين )) فى مراكز إستراتيجيّة ها ّمة بجانب‬
‫قائد القُ ّوات ّ‬
‫كونه قائد ُمخضرم فى (( اللجنة العسكريّة البعثيّة )) التى كانت مسؤولة ل عدّة سنوات عن نشاطات (( الجناح العسكرى ))‬

‫ظهر (( توتُّر غير ُمعلن )) بين " حافظ األسد و صالح جديد " بعد إنقالب ‪ 23‬شباط ‪ 1966‬و إزداد النزاع بعد الهزيمة العسكريّة فى (( حزيران ‪1967‬‬
‫)) بسبب اإلختالفات فى الرأى حول السياسات (( العسكريّة )) و (( الخارجيّة )) و (( اإلقتصاديّة اإلجتماعيّة )) التى كان ال بُد من إتّباعها‬

‫و قد باتت الخالفات فى الرأى بين " صالح جديد " و " حافظ األسد " واضحة جليّة فى (( المؤتمرات القُطريّة و القوميّة ل حزب البعث )) التى عُقدت فى‬
‫حيث ظهر إتّجاهات واضحان ‪::‬‬
‫ُ‬ ‫(( دمشق )) فى أيلول و أكتوبر ‪،1968‬‬

‫األول‪ ،‬إعطاء األولويّة لما يُس ّمى ب (( التحويل اإلشتراكى لل ُمجتمع السورى )) مع (( رفض )) فكرة التعاون (( السياسى أو العسكرى )) مع األنظمة ((‬ ‫ّ‬
‫الرجعيّة الموالية لل غرب ك األُردُن و العراق و لبنان ))‪ ،‬و قد ضم هذا اإلتّجاه (( الجناح المدنى ))‪ (( ::‬صالح جديد ‪ +‬عبد الكريم الجندى ‪ +‬يوسف‬
‫الزُ عين ‪ +‬إبراهيم ماخوس‪ ،‬العلوى‪ ،‬وزير الخارجيّة )) و (( لم )) ي ُكن ل هذه الجماعة (( إعتراض )) على (( زيادة اإلعتماد على اإلتّحاد السوفييت و‬
‫الدول الشيوعيّة األُخرى من ال ُكتلة الشرقيّة )) مادام هذا لصالح (( التحويل اإلشتراكى ))‬

‫الثانى‪ ،‬إعطاء األولويّة لل (( قوميّة العربيّة و الكفاح ال ُمسلّح ضد إسرائيل مع تقوية اإلمكانات العسكريّة العربيّة حتّى و لو على أحدث ذلك تأثيرات سلبيّة "‬
‫التحول اإلشتراكى ل سوريّا )) مع (( تأييد )) سياسة (( التعاون و التنسيق العسكرى و السياسى مع الدول العربيّة " دون " اإلهتمام ب‬ ‫ُّ‬ ‫ُمؤقّتة " على‬
‫ألوانها السياسيّة ك األُردُن و العراق و مصر و السعوديّة )) و قد ض ّم هذا اإلتّجاه القومى (( الجناح العسكرى )) ‪ (( ::‬وزير الدفاع‪ ،‬حافظ األسد ‪ +‬رئيس‬
‫األركان‪ُ ،‬مصطفى طالس ))‬

‫و كانت ال ُمشكلة الرئيسة هى (( العثور على أنسب الطُ ُرق لل ربط بين هذه السياسات اإلشتراكيّة و القوميّة العربيّة )) بغيّة إستخالص النتائج التى يُمكن أن‬
‫تُعتبر على المدى الطويل " األمثل " من وجهه النظر البعثيّة‬
‫أنصاره من (( الجناح المدنى )) ب أغلبيّة ساحقة خالل ال ُمؤتمر و تم ّكنوا من جعل أفكارهم السياسيّة مقبولة و ُمعتمدة‬
‫ُ‬ ‫(( فاز )) فريق " صالح جديد " و‬
‫قررات رسميّة ل سياسة الحزب بعد (( رفضُهم )) القاطع ل إقتراح " حافظ األسد " ال ُمتمثّلة ب (( بدء ُمفاوضات مع نظام البعث ‪ -‬العراقى بعد‬ ‫ك ُم ّ‬
‫سلطة فى تموز ‪ 1968‬ل صالح التعاون العسكرى ضد " إسرائيل " ‪ " +‬التقليل من عُزلة سوريّا السياسيّة فى العالم العربى )) بسبب إرتباطهم‬ ‫وصوله لل ُ‬
‫ب القيادة القوميّة السوريّا المخلوعة فى ‪ 23‬شباط ‪1966‬‬

‫*‬
‫‪"Ba'th VS Ba'th: The conflict between Syria & Iraq 1968 - 1989",‬‬
‫‪Eberhard Kienle‬‬
‫*‬
‫‪"Union in the fertile crescent", Van Dam‬‬

‫(( لم )) يقبل " حافظ األسد " نتائج المؤتمر و أعلن (( رفضُه )) حضور إجتماعات أُخرى لل (( قيادة القُطريّة أو اإلجتماعات ال ُمشتركة لل قيادة القُطريّة‬
‫أو القيادة القوميّة )) و بالرغم من إنتخابُه فى (( القيادة القُطريّة‪ ،‬إال أنُّه يُعتبر فى ُحكم " ال ُمستقيلين " منها ))‪ ،‬و قد قرر إحكام سيطرتُه على (( القُ ّوات‬
‫ال ُمسلّحة )) عن طريق (( فصل " الجناح المدنى عن الجناح العسكرى داخل الحزب )) كما أصدر أوامر ب (( منع أعضاء القيادة القُطريّة أو مسؤولى‬
‫ضبّاط الجيش ب دورهم من إجراء أيّة إتّصاالت ُمباشرة مع‬ ‫الحزب المدنيّين من إجراء إتّصاالت ُمباشرة أو زيارة أقسام الجناح العسكرى )) ‪ (( +‬منع ُ‬
‫سياسى الحزب المدنيّين‪ّ ،‬إال عن طريق القنوات الرسميّة ل قيادة الجناح العسكرى )) ‪ +‬قامت (( ال ُمخابرات العسكريّة ب حظر العالقات العاديّة بين أقسام‬
‫الحزب المدنيّة و العسكريّة عن طريق فتح ُمراسالت الحزب و إعاقة التوزيع العادى ل نشراتُه الصادرة عن القيادة القُطريّة و ال ُموجّهه ل جهاز الحزب ))‬

‫كما تم (( نقل بعض أنصار صالح جديد من " العسكريّين العلويّين " إلى مناصب " أقل حساسية فى القُ ّوات ال ُمسلّحة " دون سابق تشاور مع " المكتب‬
‫العسكرى " الذى يُسيطر عليه " أنصار صالح جديد‪ ،‬العلويّين " و الذى كان فى الظروف ال ُمعتادة هو صاحب إتّخاذ القرارات بشأن التنقُّالت العسكريّة ))‬

‫تم وضع (( اإلمتياز )) الممنوح ل (( قيادة الجيش )) من أجل (( إجراء تنقُّالت بين مسؤولى الجيش الذين هُم فوق ُرتبة ُمعيّنة )) أثناء اإلجتماعات‬
‫تقرر أن يكون نقل قادة ألوية الجيش ضمن إختاصا اإلجتماع ال ُمشترك‪ ،‬و رغم ذلك‪ ،‬إستمر األسد‬ ‫ال ُمشتركة للقيادتين ‪ (( ::‬القُطريّة و القوميّة )) مثال ‪ّ (( ::‬‬
‫عزت جديد‪ ،‬العلوى )) أحد أبرز أنصار " صالح جديد " من " العلويّين العسكريّين " من قيادة (( اللواء ال ‪)) 70‬‬ ‫فى خططه و أعفى كما ذُكر (( ال ُمقدّم‪ّ ،‬‬
‫الذى كان لهُ أه ّميتُه السياسيّة و اإلستراتيجيّة ))‬

‫سلطة السوريّا الرئيسيّتان‪ ،‬و هُما ‪ (( ::‬الجيش و القُ ّوات ال ُمسلّحة بقيادة " حافظ األسد " ))‬
‫هكذا تم خلق ما يُس ّمى ب (( إزدواجيّة السُلطة )) بين ُمؤسّستا ال ُ‬
‫و (( الجناح المدنى فى الحزب ب قيادة " صالح جديد )) يتعارض ُكل من ُهما بشدّة مع اآلخر و يتبع ُكل من ُهما سياسات ُمختلفة‬

‫سلطة داخل الطائفة العلويّة ‪::‬‬


‫‪ )-2‬الصراع على ال ُ‬

‫ضبّاط " العلويّين " باللجنة العسكريّة البعثيّة أى (( ُمح ّمد عُمران و صالح جديد ‪ +‬حافظ األسد ))‬ ‫إنعكس الصراع على السُلطة الذى إندلع بين أبرز ال ُ‬
‫بوضوح فى (( الشقاق الداخلى فى فرع الحزب ب ُمحافظة الالذقيّة )) ذى األغلبيّة " العلويّة "‬
‫سلطة أ ُ‬
‫شدُّه بيم (( حافظ األسد و صالح جديد )) و كالهُما من "‬ ‫و قد ظهر إنشقاق ُمماثل فى نفس الفرع عام ‪ 1969‬و ‪ 1970‬عندما بلغ الصراع على ال ُ‬
‫الالذقيّة " و ذلك حين سعى ُكل من ُهما إلى (( بسط سيطرتُه داخل حزب البعث على ال ُمستوى الوطنى و تقوية قبضتُه على فروع الحزب و ُمؤسّسات ُه‬
‫سه ))‬‫األُخرى ب مسقط رأ ُ‬

‫أنصاره ))‬
‫ُ‬ ‫عندما حاول أنصار " صالح جديد " (( ال ُمسيطرين على فرع الحزب فى الالذقيّة )) التخلُّص من تأثير " حافظ األسد " عن طريق (( تصفية‬
‫أوامره ب (( إعتقال قيادة فرع الحزب ب الالذقيّة ‪ +‬إستبدال أعضائها ب‬
‫ُ‬ ‫حيث أصدر " حافظ األسد "‬‫ُ‬ ‫فى شباط ‪ ،1969‬تلى ذلك إجراءات ُمضادّة عنيفة‪،‬‬
‫أنصاره الذين تم فصل ُهم من قبل )) بجانب (( فرض اإلقامة الجبريّة على " ُمحافظ الالذقيّة‪ ،‬القيادى فى فرع الحزب المحلّى " فى ‪ 27‬شباط ‪ 1969‬و ُمنع‬
‫ُ‬
‫من دخول مكتبُه أو المقر المحلّى للحزب ))‬

‫كما تم اإلغارة على (( الشُعب المحلّيّة )) ‪ (( +‬فرع الحزب فى طرطوس‪ ،‬أغلب أعضا ُءه من " العلويّين " )) من قِبَل (( قُ ّوات كتيبة المغاوير )) التى‬
‫حيث تم إعتقال (( عادل نعيسة‪ ،‬العلوى‪ ،‬أمين عام‬ ‫ُ‬ ‫كانت ُمكلّفة ب حراسة ال ُمنشئات الحيويّة ب ال ُمحافظة‪ ،‬بقصد (( إعتقال أعضاء فرع قيادة الحزب ))‬
‫فرع الحزب فى الالذقيّة و العُضو العلوى الوحيد ب القيادة القُطريّة ب جانب " حافظ األسد " و " صالح جديد " )) و أُجبر على (( ُمغادرة ال ُمحافظة تحت‬
‫حراسة عسكريّة ))‬

‫من بين األعضاء ال ُجدُد ال ُمعيّنين ب قيادة فرع الالذقيّة " أنصار حافظ األسد " الذين سبق (( فصلهم من الحزب ))‪ ،‬ل وقوفهم ك ُمر ّ‬
‫شحين ُمنافسين ل ((‬
‫إنتخابات نقابة العُ ّمال ضد القائمة اإلنتخابيّة )) التى قدّمتها قيادة الفرع‪ ،‬و عند ما جرى فصلهم ك إجراء إنتقامى‪ ،‬كا رد فعل " حافظ األسد " هو " إغالق‬
‫نقابة العُ ّمال المحلّيّة " تماما ً‬

‫كونة من (( ال ُمهاجرين من إقليم هاتاى‪ ،‬لواء‬


‫كونة من (( سوريّين ب المولد )) و الثانية‪ُ ،‬م ّ‬ ‫ضبّاط " العلويّين " ل مجموعتين ‪ ::‬األولى‪ُ ،‬م ّ‬
‫(( إنقسم )) ال ُ‬
‫ضبّاط ال ُمهاجرين ال ُمنتمين للعائالت األكثر تحضُّرا ً و األقل فقراً )) و باألخص‬
‫إسكندرون ))‪ ،‬و قد شغل " المناصب العُليا " من كلتا المجموعتان (( ال ُ‬
‫ضبّاط العلويّين من " لواء إسكندرون " هو ‪ (( ::‬توفيق ال ُجهنى‪ ،‬قائد اللواء ال ‪ 70‬عشيّة الكركة‬ ‫أؤلئك ال ُمنحدرين من (( الالذقيّة ))‪ ،‬و أحد أبرز ال ُ‬
‫التصحيحيّة فى نوفمبر ‪ + 1970‬شقيقُه " اللواء جالل ال ُجهنى "‪ُ ،‬مدير اإلدارة السياسيّة فى الجيش عام ‪)) 2000‬‬

‫حيث إحتلّت القُ ّوات الموالية ل "‬


‫ُ‬ ‫فى الواقع كانت اإلجراءات التى إتّخذها " حافظ األسد " فى أواخر شباط ‪ 1969‬أشبه ما تكون ب (( إنقالب عسكرى ))‬
‫حافظ األسد " (( مبنى اإلذاعة فى دمشق و مبنى اإلذاعة فى حلب )) ‪ +‬مكاتب أكبر جريدتين سوريّتين (( البعث و الثورة )) مع فرض (( الرقابة‬
‫العسكريّة )) على نشرات األخبار و التعليقات السياسيّة و جميع البرامج السياسيّة و الثقافيّة و اإلعالميّة‪ ،‬و فى ‪ 20‬آذار ‪ 1969‬بدأت جماعة (( صالح‬
‫حيث كانت فقدت تماما ً القُدرة على " ُح ّريّة التعبير فى جريدتى البعث و‬
‫ُ‬ ‫جديد البعثيّة )) فى إصدار جريدة بديلة فى (( بيروت )) ب إسم (( الراية ))‬
‫الثورة )) و نتيجة لذلك‪ " ،‬فقدت " (( القيادة القُطريّة السوريّا )) ُمعظم قُ ّوتها‪ ،‬بغض النظر عن إستمرارها رسميّا ً و توا ُجدها‬
‫ب منصبها‬

‫تم إنعقاد (( ُمؤتمر قُطرى )) إستثنائى فى آذار ‪ 1969‬ب " دمشق " بُناء على طلب من (( القيادة القُطريّة )) فى ُمحاولة للتو ُّ‬
‫صل إلى حل وسط بين ال ُكتل‬
‫التى تج ّمعت بين (( حافظ األسد )) و (( صالح جديد ))‬

‫قُبيل إنعقاد ال ُمؤتمر ب وقت قصير‪ ،‬قامت القُ ّوات الموالية ل " حافظ األسد " ب ُمحاصرة (( مقر قيادة العقيد " عبد الكريم الجندى "‪ ،‬من الطائفة‬
‫اإلسماعيليّة‪ ،‬من أنصار صالح جديد )) و الذى كان يشغل منصب (( رئيس األمن القومى ‪ +‬رئيس إدارة ال ُمخابرات العا ّمة )) و قاموا ب " إختطاف عدد‬
‫صة ب مكتبُه )) األمر الذى أدّى إلى (( إنتحار )) العقيد " عبد الكريم الجندى "‪ ،‬م ّما ساعد فى إسدال‬
‫أنصاره ‪ُ +‬مصادرة السيّارات الخا ّ‬
‫ُ‬ ‫من ُمساعديه و‬
‫ضبّاط أو العسكريّين من أنصار " صالح جديد " (( ال غير علويّين )) بمن فيهم (( أحمد السويدانى و أحمد المير‬ ‫الستار على فترة (( تحييد أو تصفية )) ال ُ‬
‫ى ‪ (( ::‬العسكرى‪ ،‬بقيادة حافظ األسد و المدنى‪ ،‬بقيادة صالح‬ ‫)) و أصبح الصراع على السُلطة ُمقتصر فقط على أعضاء (( الطائفة العلويّة )) بين ُمعسكر ّ‬
‫جديد ))‬

‫حيث عمل " حافظ األسد " على تقوية مركزُ ة خالل ال ُمؤتمر بإصدار أوامر إلى القُ ّوات ال ُموالية لهُ ب (( إحتالل‬
‫ُ‬ ‫صل إلى " ُمصالحة فعليّة "‬ ‫لم يتم التو ُّ‬
‫مراكز إستراتيجيّة ها ّمة ))‬

‫(( أحمد المير )) كان عُضو فى (( اللجنة العسكريّة البعثيّة )) ‪ (( +‬قائد للوحدات العسكريّة على الجبهه السوريّا ‪ -‬اإلسرائيليّة )) خالل حرب (( حزيران‬
‫مرة أُخرى‬
‫إختياره (( عُضواً فى القيادة القوميّة ل حزب البعث فى أيلول ‪ )) 1967‬ثُم أُعفى ّ‬
‫ُ‬ ‫‪ )) 1967‬و قد أُعفى من منصبُه بعد ذلك ب فترة قصيرة و تم‬
‫من منصبُه ليتم تعيينُه ب (( السفارة السوريّا فى مدريد ))‬

‫حاول أنصار " صالح جديد " اإلستفادة من (( قُ ّوات الصاعقة )) التى تم تشكيلها فى سوريّا عقب حرب (( حزيران ‪ )) 1967‬بوضعها تحت اإلشراف‬
‫ال ُمباشر ل (( القيادة القُطريّة )) لتحويلها إلى (( أداق قُ ّوة بديلة )) يُمكن إستخدامها ُمقابل (( القُ ّوات ال ُمسلّحة الموالية ل " حافظ األسد " ب الجيش السورى‬
‫))‬

‫إتّخذ قادة سوريّا السياسيّون فى أيلول ‪ 1970‬قراراً ب (( التد ُّخل العسكرى فى الحرب األهليّة ب األُردُن بين الفصائل الفلسطينيّة و الجيش األُردُنى تحت‬
‫قيادة الملك ُحسين )) لكن مع (( فشل )) التد ُّخل‪ ،‬أُشعلت من جديد نيران المواجهه بين " حافظ األسد " و " صالح جديد "‬

‫قُبيل إنعقد المؤتمر القُطرى اإلستثنائى العاشر ل حزب البعث‪ ،‬ب (( دمشق )) فى أكتوبر ‪ 1970‬ل حل أزمة الحزب ال ُمتجدّدة‪ ،‬قام (( حافظ األسد )) ب‬
‫(( نقل بعض أنصار صالح جديد العسكريّين إستعداداً ألى حدث ُمحتمل ))‪ ،‬ليكون قادراً على فرض إرادتُه على " خ ُ‬
‫صو ُمه السياسيّين إذا ما سار ال ُمؤتمر‬
‫أن " وزير الدفاع‪ ،‬حافظ األسد ‪ +‬رئيس األركان‪ُ ،‬مصطفى طالس " معزولين تماما ً بينما‬ ‫ل غير صال ُحه "‪ ،‬و بالفعل أثناء إنعقاد ال ُمؤتمر‪ ،‬بات واضحا ً ّ‬
‫حيث إتُّخذ قرار ب (( عزل‪ ،‬وزير الدفاع ‪ -‬حافظ األسد ‪ +‬رئيس األركان ‪ُ -‬مصطفى طالس )) و‬ ‫ُ‬ ‫تمتّع " صالح جديد " بتأييد غالبيّة أعضاء ال ُمؤتمر‪،‬‬
‫تكليف ُهما ب مهام حزبيّة‪،‬‬

‫سرعة‪ ،‬تمثّلت فى إصدار أوامر ل " القُ ّوات العسكريّة الموالية " فى ‪ 13‬نوفمبر ‪ 1970‬ب ((‬ ‫إتّخذ " حافظ األسد " إجراءات ُمضادّة ف ّعالة على وجه ال ُ‬
‫إحتالل مكاتب الجناح المدنى ل الحزب ‪ +‬ال ُم ّ‬
‫نظمات الشعبيّة البعثيّة )) بجانب إلقاء القبض على أبرز قادة الحزب " المدنيّين " ب من فيهم (( صالح جديد‬
‫و الرئيس‪ ،‬نور الدين األتاسى ))‪ ،‬األمر الذى إستدعى (( فرار الكثير من أعضاء المؤتمر إلى " لبنان " ))‬

‫بالقرب من "‬
‫ُ‬ ‫ظ ّل (( اللواء‪ ،‬صالح جديد )) فى السجن حتّى وفاتُه فى ‪ 19‬آب ‪ 1993‬ب (( سجن ّ‬
‫المزة فى دمشق )) و قد دُفن فى اليوم التالى ب قريتُه‬
‫الالذقيّة " وسط إحتفال كبير‪،‬‬
‫أ ّما (( نور الدين األتاسى )) فقد أُطلق سرا ُحه بعد أكثر من ‪ 20‬عاما ً ب السجن و مات بعد ذلك بقليل‪،‬‬

‫*‬
‫‪"Middle east watch, Syria unmasked: The suppression of human rights by the Asad regime 1991",‬‬
‫‪pp. 166 - 169‬‬

‫صل (( الجناح المدنى )) تحت نظام ُحكم " حافظ األسد " على مراكز القُوى التى حظى بها ل بعض الوقت خالل ال ُمدّة السابقة‪ ،‬و بهذا تم‬ ‫و (( لم )) يح ُ‬
‫تطور " العلويّين " سياسيّا ً من طائفة دينيّة (( ُمتخلّفة إقتصاديّا ً‬
‫سنّيّا ً )) كما كان هذا األمر ب مثابة رمز ل ّ‬
‫وضع حد للتقليد السورى ب أن يكون الرئيس (( ُ‬
‫حيث كادت جماعة (( حافظ األسد‪ ،‬أول رئيس علوى ل‬ ‫ُ‬ ‫تحررين وطنيّا ً و فى مركز قُ ّوة و سيطرة‪،‬‬ ‫و ُمضّطهدة إجتماعيّا ً )) إلى مجموعة من ال ُ‬
‫س ّكان ال ُم ّ‬
‫سوريّا فى شباط ‪ )) 1971‬أن تحتكر السُلطة السياسيّة‬

‫حيث الشكل و إستطاعوا فرض سيطرتهم على طالما خاضعين ل سياسات الرئيس‪ّ ،‬إال أنّ ُهم لم‬ ‫ُ‬ ‫تقلّد (( ال ُ‬
‫ضبّاط " الغير علويّين " )) مهام عسكريّة عُليا من‬
‫كونوا قادرين على القيام ب (( عصيان عسكرى أو مدنى )) و من ال ُممكن إزاحتهم جانبا ً من قِبَل أنصار الرئيس العسكريّين " العلويّين" ‪ ،‬مثال ‪::‬‬

‫سنّى من دير الزور )) سالح (( الجو السورى )) من نوفمبر ‪ 1970‬حتّى آذار ‪ 1978‬لكن (( لم )) يكُن فى إستطاعتُه إستخدام‬
‫قاد (( اللواء ناجى جميل‪ُ ،‬‬
‫لجويّة الرئيسيّة ))‬
‫سالح الجو ب فاعليّة فى أى (( عصيان عسكرى )) ضد الرئيس بسبب تعيين " أنصار حافظ األسد " فى (( قيادة القواعد ّ‬

‫سنّى )) فى منصب (( وزيراً للدفاع )) فى آذار ‪1972‬‬


‫تعيين (( اللواء‪ُ ،‬مصطفى طالس‪ ،‬ال ُ‬

‫تعيين (( اللواء يوسف شكور‪ ،‬الروم األرثودُكس‪ ،‬حمص )) فى منصب (( رئيس األركان ))‬
‫سنّة )) و ((‬
‫سنّة )) فى مثل هذه المراكز العسكريّة العُليا‪ ،‬أمثال (( طالس و ناجى جميل )) كان من أجل (( تهدئة ال ُ‬
‫ضبّاط ُ‬
‫و فى الحقيقة‪ ،‬ف إن تعيين (( ُ‬
‫تبديد اإلنطباع ب أن أهم المراكز مقصورة على العلويّين دون غيرهم ))‬

‫ضبّاط )) عام ‪ 1975‬كانت ‪ (( ::‬رفعت‬ ‫من أبرز (( األعضاء العلويّين )) فى جماعة " حافظ األسد "‪ ،‬أعضاء (( اللجنة العسكريّة المسؤولة عن تنقُّالت ال ُ‬
‫صة ‪ +‬مح ّمد توفيق ال ُجهنى‪ ،‬قائد الفرقة األولى ‪ +‬على دوبا‪ ،‬رئيس ال ُمخابرات العسكريّة ‪ +‬على‬‫األسد‪ ،‬قائد سرايا الدفاع ‪ +‬على حيدر‪ ،‬قائد القُ ّوات الخا ّ‬
‫ضبّاط ))‪ ،‬و من بين أنصار " حافظ األسد " من (( العلويّين العسكريّين )) ‪ (( ::‬عبد الغنى‬‫الجوى ‪ +‬على ح ّماد‪ ،‬رئيس شئون ال ُ‬ ‫الصالح‪ ،‬قائد الدفاع ّ‬
‫إبراهيم ‪ +‬على أصالن ‪ +‬حكمت إبراهيم ‪ +‬على حسين ))‬

‫نجحت جماعة " حافظ األسد " فى تقليل فُرص (( تشكيل ُكتل قُوى ُمستقلّة قادرة على تهديد مركز النظام القائم )) عن طريق (( تصفية أو تحييد جماعات‬
‫سنّة )) تحت قيادة (( ُمصطفى طالس ‪ +‬ناجى‬ ‫سنّيّين و الدروز ة اإلسماعيليّين قبل عام ‪ )) 1970‬عكس ما تم الترويج لهُ ب وجود (( ُ‬
‫ضبّاط ُ‬ ‫ضبّاط ال ُ‬
‫ال ُ‬
‫ّ‬
‫المجالت و النشرات‬ ‫جميل ‪ +‬رئيس الوزراء‪ ،‬عبد الرحمن خليفاوى‪ ،‬دمشق من أصل جزائرى )) الذين يُش ّكلون تهديداً ل نظام األسد‪ ،‬من قِبَل ال ُ‬
‫ص ُحف و‬
‫سلطة فى ‪ 17‬تموز ‪ 1968‬الذي كان ل ُهم إرتباط تنظيمى ب (( القيادة القوميّة التى‬ ‫ص ُحف (( العراق )) بعد تقلُّد البعثيّين العراقيّين لل ُ‬
‫الدوريّة اللبنانيّة و ُ‬
‫أُطيح بها فى ‪ 23‬شباط ‪)) 1966‬‬

‫إن مخاطر التحدّى ل نظام " حافظ األسد " نابعة فى األصل من (( داخل الطائفة العلويّة )) ذاتها‪ ،‬و يُمكننا أن نستنتج من (( اإلعتقاالت و التسريحات ))‬
‫تورطين ب صورة رئيسيّة فى ال ُمؤامرت التى تم الكشف عنها ُمنذ نوفمبر‬ ‫ضبّاط العلويّين و المدنيّين البعثيّين من الالذقيّة )) كانوا ُم ّ‬
‫التى حدثت‪ ،‬أن (( ال ُ‬
‫‪1970‬‬

‫مثال ‪::‬‬

‫التورط فى نشاطات تخريبيّة ضد النظام‪ ،‬ح ُ‬


‫يث تم (( عزل‬ ‫ُّ‬ ‫إعتُقل عدد من (( أنصار صالح جديد ‪ +‬أبرز أعضاء الحزب ب قيادة فرع الالذقيّة )) ب تُهمة‬
‫ّ‬
‫"عزت جديد " ))‬ ‫‪ 12‬ضابط‪10 ،‬منهم " علويّين "‪ ،‬من ضمهم‬

‫و فى ديسمبر ‪ 1972‬تم إعتقال المزيد من (( أنصار " صالح جديد " من العسكريّين و المدنيّين )) ب تُهمة التآمر ضد النظام ‪ ،‬و كانت النسبة ال ُكبرى من‬
‫حيث تم إعتقال (( ‪ 15‬ضابط من بينهم ‪ 12‬علوى )) بجانب (( إعتقال ُمعظم المدنيّين نم فروع الحزب ب الالذقيّة و‬‫ُ‬ ‫اإلعتقاالت تستهدف (( العلويّين ))‬
‫طرطوس و حلب ))‬

‫*‬
‫(( متاعب و ُمشكالت الرئيس األسد ))‪،‬‬

‫ضبّاط‬ ‫و قد تم إغتيال (( اللواء مح ّمد عُمران‪ ،‬العلوى )) فى ‪ 4‬آذار ‪ 1974‬فى منفاه ب (( طرابلُس‪ ،‬لبنان )) ُمنذ ‪ ،1967‬األمر الذى (( ّ‬
‫قوض ثقة ال ُ‬
‫ورط (( ال ُمخابرات السوريّة ))‬
‫العلويّين تجاه األسد )) بسبب كثرة الشائعات حول ت ُّ‬

‫و ليس واضحا ً ما إذا كانت التغييرات فى (( قيادة الجيش السورى )) فى ‪ 26‬آذار ‪ُ 1972‬متعلّقة ب (( إغتيال مح ّمد عُمران )) أو ال‬

‫ألقت (( إذاعة بغداد )) فى ‪ 4‬أكتوبر ‪ 1976‬إتّهاماتها على (( نظام البعث السورى ))‬

‫*‬
‫(( حوار حول سوريّا ))‪ ،‬محمود صادق‬

‫تم إنتخاب (( رفعت األسد )) عُضواً فى (( القيادة القُطريّة ل حزب البعث )) فى نيسان ‪ 1975‬على الرغم من كثرة الشائعات داخل البالد و خارجها‬
‫أوحت ب وجود ُمنافسة بين األخوين و أن " رفعت األسد" مصدر تهديد مركز أخيه‬

‫كما تم تعيين (( جميل األسد )) عُضواً فى (( القيادة القُطريّة ل حزب البعث )) فى نيسان ‪ 1975‬على الرغم إنتخابُه عُضواً فى (( مجلس الشعب )) فى‬
‫آذار ‪1973‬‬

‫أ ّما (( أحمد على سليمان )) من بين األخوة ال ‪ 3‬اآلخرون لل رئيس‪ ،‬فقد تقلّد ل فترة ما منصبا ً ب (( المجلس المحلّى ب ُمحافظة الالذقيّة ))‬

‫يُذكر أن األخوة ال ‪ 3‬اآلخرون ل " حافظ األسد " هُم ‪ (( ::‬إسماعيل ‪ +‬مح ّمد ‪ +‬أحمد على سليمان ))‬

‫فى مقال نُشر فى جريدة " الراية " بتاريخ ‪ 10‬نيسان ‪ 1972‬ب عنوان *(( ُمقابلة بين القرداحة و تكريت و المنوفيّة ))*‪،‬‬
‫سخرية على أنّه تقارب بين ‪ 3‬أنظمة يُسيطر عليها ُح ّكام من مسقط رأس ُمعيّن‪ ،‬و‬ ‫التقارب السياسى بين (( مصر‪ ،‬سوريّا‪ ،‬العراق )) فى ‪ 1972‬ب ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُوصف‬
‫م ّما يُثير اإلنتباه أنّه فى عام ‪ 1977‬إتّبع (( العراق )) رسميّا ً سياسة (( حذف اإلنتساب إلى عشيرة أو منطقة لدى ذكر األسماء الشخصيّة )) و يبدو أن هذا‬
‫اإلجراء الذى (( لم )) ي ُكن (( ُملزما ً )) ل (( غير العسكريّين )) كان لهُ هدفان ‪ (( ::‬التشويش على الوالءات العشائريّة و اإلقليميّة ‪ +‬منع عا ّمة الشعب من‬
‫التعرف بسهولة على منطقة أو عشيرة البعثيّين الحاكمين فى العراق ))‬ ‫ُّ‬

‫أوامره ب التد ُّخل فى (( الحرب األهليّة اللبنانيّة )) لصالح (( األحزاب‬


‫ُ‬ ‫سلطة " حافظ األسد " إلى خطر شديد فى عام ‪ 1976‬عندما أصدر‬ ‫تعرضت ُ‬ ‫ّ‬
‫تكونة أساسا ً من المسيحيّين الموارنة )) ضد (( األحزاب السياسيّة اليساريّة التى كان ُمعظم أتباعها من الطوائف اإلسالميّة و‬
‫السياسيّة اليمينيّة اللبنانيّة ال ُم ّ‬
‫التى ُد ّعمت الحقا ً من قِبَل ال ُم ّ‬
‫نظمات الفدائيّة الفلسطينيّة )) الذين كانوا فى السابق (( ُحلفاء تقليديّون ل نظام البعث السورى ))‬

‫*‬
‫(( المسألة الفلسطينيّة و الموقف العربى السورى ))‪،‬‬
‫صابر فلحوط‬
‫*‬
‫(( حافظ األسد‪ :‬قائد و رسالة ))‪ ،‬غالب كيالى‬

‫إرتفعت أصوات (( ال ُمعارضة )) ضد التد ُّخل فى (( لبنان )) و تم إكتشاف و إحباط " مؤامرات " ل (( إسقاط النظام القائم )) نتج عنها‪ (( ،‬إعتقال العديد‬
‫من العسكريّين فى الجيش و المدنيّين فى الجهاز المدنى للحزب ))‬

‫كما وقعت سلسلة من (( اإلغتياالت السياسيّة )) الغامضة على (( قادة حزب البعث فى سوريّا )) من (( العلويّين )) و " لم " ي ُكن واضحا ً ما إذا كانت تلك‬
‫األحداث وليدة (( ال ُمعارضة السياسيّة الداخليّة ال ُمناهضة للتدخُل السورى فى لبنان )) أو نتيجة ل (( التنافس بين الحزب العراقى و الحزب السورى )) أن‬
‫كانت الهدف منها إثارة (( اإلنقسامات الطائفيّة )) مثال ‪::‬‬

‫(( الرائد على حيدر‪ ،‬قائد حامية ُحماه )) قُتل فى نهاية ‪،1976‬‬
‫(( مح ّمد الفاضل‪ ،‬رئيس جامعة دمشق )) قُتل فى ‪ 22‬شباط ‪،1977‬‬
‫(( العميد عبد الكريم رزوق‪ ،‬قائد فيلق الصواريخ ب الجيش السورى )) قُتل فى ‪ 19‬حزيران ‪،1977‬‬
‫(( على عبد العُلى‪ ،‬األستاذ ب جامعة حلب ))‪ ،‬قُتل فى ‪ 1‬نوفمبر ‪،1977‬‬
‫(( الدُكتور يوسف عيد‪ ،‬أحد أقرباء اللواء مح ّمد عيد‪ ،‬القائد العسكرى للمنطقة الشماليّة ))‪ ،‬قُتل فى ‪ 6‬آذار ‪،1978‬‬
‫(( الدُكتور إبراهيم نعامة‪ ،‬عميد أطبّاء األسنان السوريّين و نائب مجلس إدارة جمعيّة الصداقة السوفيتيّة السوريّا )) قُتل فى ‪ 18‬آذار ‪،1978‬‬
‫طس ‪1978‬‬ ‫قرب من " حافظ األسد )) قُتل فى ‪ 1‬أغُس ُ‬ ‫(( ال ُمقدّم أحمد خليل‪ُ ،‬مدير الشُرطة ب وزارة الداخليّة‪ ،‬ال ُم ّ‬
‫و قد كان (( العلى ‪ +‬نعامة )) صهرى الرئيس السورى و ينتميان ل قرية تُجاور قريتُه‬

‫إتّهمت (( إذاعة دمشق )) ما أس ّمتُه ب (( الزُ مرة الفاشية العشائريّة التكريتيّة )) الحاكمة فى (( بغداد )) ب تدبير بعض تلك اإلغتياالت‪ ،‬و من ناحية‬
‫أُخرى‪ ،‬إتّهم (( النظام العراقى )) ما أس ّماه ب (( نظام أُسرة األسد )) و بالذات (( رفعت األسد )) ب أنّهُ وراء تلك اإلغتياالت‬

‫و قُرب نهاية أيلول ‪ (( ،1978‬خمدت )) الحرب اإلعالميّة فجأة‪ ،‬و قام (( حافظ األسد )) فى الفترة من ‪ 24‬إلى ‪ 26‬أكتوبر ‪ 1978‬ب زيارة (( بغداد ))‬
‫التفارب بين البعثين ال ُمتنافسين ل ُمعارضت ُهما ال ُمشتركة ل " إتّفاقيّة السالم المصريّة ‪ -‬اإلسرائيليّة " فيما يتعلّق ب "‬
‫ُ‬ ‫من أجل تعزيز (( ال ُمصالحة و زيادة‬
‫إطار عمل للسالم فى الشرق األوسط " و إطار ُمعاهدة سالم بين مصر و إسرائيل‪ُ ،‬وقّعت فى " كامب ديفيد " بتاريخ ‪ 17‬أيلول ‪ )) 1978‬و قد إختُتمت‬
‫الزيارة ب توقيع (( ميثاق للعمل القومى ال ُمشترك بين سوريّا و العراق ))‬

‫عزت الجهود المبذولة لإلطاحة ب نظام األسد‪ ،‬ليس فقط دوافع سياسيّة‪ ،‬بل أيضا ً لإلستيالء المزعوم ضد‬
‫أ ّما المصادر (( ال ُمعارضة السوريّا )) فقد أ ّ‬
‫الهيمنة العلويّة فى سوريّا‪،‬‬

‫مثال ‪::‬‬

‫التمرد‬
‫ُّ‬ ‫ضبّاط السوريّون )) فى بداية ‪ 1976‬باآلتى ‪(( ::‬‬ ‫وصفت (( إذاعة القاهرة )) فى ‪ 26‬نيسان ‪ُ ،1976‬محاولة (( اإلنقالب الفاشل )) التى قام به (( ال ُ‬
‫ضبّاط صف و الجنود فى حزب البعث ضد قيادة الحزب ل فرضها سُلطة الطائفة العلويّة الدينيّة على البالد ))‪ ،‬و فى بث آخر بتاريخ ‪5‬‬ ‫الذى قام به ُ‬
‫مرة أُخرى نظام " األسد " فى ُمصطلح دعائى ب أنّهُ (( نظام البعث السورى العلوى ))‪ ،‬و فى آذار ‪1978‬‬ ‫حزيران ‪ 1976‬وصفت (( إذاعة القاهرة )) ّ‬
‫أن نظام البعث فى سوريّا (( ّأوالً علويّاً‪ ،‬ثانيا ً بعثيّاً‪ ،‬ثالثا ُ سوريّا )) ر ّداً على اإلنتقادات التى ُوجّهت لهُ من قِبَل " سوريّا " ل‬
‫صرح " أنور السادات " ب ّ‬
‫ّ‬
‫الوزراء اإلسرائيلى مناحم بيجن ))‬ ‫قيا ُمه ب (( زيارة إسرائيل فى نوفمبر ‪ 1977‬لبدء ال ُمباحثات مع رئيس ُ‬

‫الرشوة و بسط النفوذ و اإلختالس و إستغالل‬ ‫قرر " حافظ األسد " تكوين للتحقيق فى (( الكسب الغير مشروع )) عن طريق (( ِ‬ ‫فى ‪ 18‬آب ‪ّ 1977‬‬
‫سبُل ُمعالجة الحكومة للسياسة‬ ‫المناصب )) أمالً فى إستعادة بعض اإلعتبار الذى فقدُه إثر تد ُّخلُه العسكرى فى لبنان عن طريق تبديد السخط الشعبى ضد ُ‬
‫شى فى البيروقراطيّة الحكوميّة و القطاع العام‪ ،‬لكن فى حقيقة األمر‪ ،‬كانت الحملة محكوم عليها ب (( اإلخفاق )) ُمنذ البداية‪،‬‬ ‫اإلقتصاديّة و ضد الفساد ال ُمتف ّ‬
‫ضبّاط أغلبهم ((‬‫ضبّاط العسكريّين من ذوى المناصب العُليا فى الحاشية ال ُمباشرة للرئيس األسد و الذين يُش ّكلون لُب جماعتُه من ال ُ‬ ‫أن بعض (( ال ُ‬ ‫ُ‬
‫حيث ّ‬
‫بالتورط فى ُممارسات الفساد )) و لو تم إتّخاذ إجراءات تأديبيّة صارمة ض ّدهُم أو تصفيه بعضهم‪ ،‬كان من ال ُممكن أن‬‫ُّ‬ ‫علويّين )) قد ُوجدوا (( ُمذنبين‬
‫ُقوض مركز قُ ّوة جماعة األسد بشكل ُمباشر )) و بالتالى النظام ك ُكل نتيجة لذلك‪ ،‬تمت ال ُمخاطرة ب مصداقيّة النظام فى تدبير الحملة ضد الفساد‬ ‫ي ّ‬

‫ملحوظة ‪::‬‬

‫كان يُعتقد أن (( العلويّين )) قد تقلّدوا حوالى ‪ 18‬منصبا ً من بين ال ‪ 25‬منصبا ً بقيادات الجيش‬

‫‪------------------------------‬‬

‫الفصل السادس‬

‫الشقاق الحزبى الطائفى و اإلقليمى فى نُخبة السياسيّين السوريّين ‪ ::‬تحليل إحصائى‬

‫سلطة السياسيّة السوريّا‬


‫تحليل إحصائى ل ُمؤسّسات ال ُ‬

‫تكونت (( سوريّا )) ك كيان سياسى ب حدودها الحالية فى يناير ‪ ،1942‬و كانت الوزارة المسؤولة حينذاك هى ‪ 31‬وزارة ُمنذ (( إنفصال سوريّا عن‬
‫ّ‬
‫اإلمبراطوريّة العُثمانيّة )) لذلك نجد أن ترقيم الوزارات ُمنذ ‪ 1942‬يبدأ برقم ‪ 31‬بجدول ‪ 1‬و ‪ 4‬صفحة ‪ 225‬و ‪ ، 231‬أ ّما فى جدول ‪ 2‬صفحة ‪ 227‬فقد تم‬
‫الوزراء من الالذقيّة )) و بالتحديد ‪ (( ::‬فايز إسماعيل ‪ +‬أدهم ُمصطفى ‪ +‬عدنان ُمصطفى )) "‬
‫إدراج وزراء من (( لواء إسكندرون )) ضمن قائمة (( ُ‬
‫العلويّين‬

‫*‬
‫(( ُمذ ّكراتى‪ ،‬صفحات من تاريخ سوريّا الحديث ‪ ،)) 1958 - 1920‬حسن الحكيم‬
‫*‬
‫(( من هو فى سوريّا ))‪،‬‬
‫جورج فارس‬
‫*‬
‫(( من هُم فى العالم العربى ))‪ ،‬جورج فارس‬
‫*‬
‫‪"The regional equalization of Health care & education in syria since the Ba'thi revolution",‬‬
‫*‬
‫‪"The Syrian Elite 1966 - 1976: A satial & social analsis",‬‬
‫*‬
‫‪"Authoritarian power & state formation in Ba'thist Syria",‬‬
‫*‬
‫‪"The Arab Ba'th socialist party",‬‬
‫*‬
‫‪"Syria: Downfall of a traditional elite",‬‬
‫*‬
‫‪"Political elites & political development in the Middle east",‬‬
‫*‬
‫‪"Aspects of the political elite in Syria",‬‬
‫*‬
‫‪"political elites in the middle east",‬‬
‫*‬
‫‪"Syrian deputies & cabinet ministers: 1919 - 1959",‬‬
‫*‬
‫‪" l'evolution constitutionelle de la Syria independante",‬‬
‫*‬
‫‪"Representation of religious communities in the government of the united arab republic: 1958 - 1961",‬‬

‫‪ )-1‬ثورة تاريخيّة فى النُخب السياسيّة السوريّا ‪:: 1963‬‬

‫سنّة )) و (( األغنياء‬
‫سنّة و غير ال ُ‬
‫سلطة فى ‪ 8‬آذار ‪ 1963‬إلى تغيير ُمفاجئ فى العالقة بين (( الريف و ال ُمدُن )) و (( ال ُ‬ ‫أدّى إستيالء حزب البعث على ال ُ‬
‫و الفُقراء )) و (( السياسيّين ال ُمحافظين و التقدُّميّين )) م ّما أدّى إلى تغيير فى البنية الجديدة للنُخبة السياسيّة السوريّا‬

‫سنّة )) ُمعظم ُهم من (( دمشق يليهم حلب )) و أبناء الطبقة الغنيّة و أعضاء‬ ‫فمن ‪ 1942‬حتّى ‪ ،1963‬شغل أعلى و أقوى المناصب‪ ،‬أهل أبناء (( ال ُمدُن‪ ،‬ال ُ‬
‫سنّة )) و أبناء (( الريف )) فقد كان تمثيلهم " ضئيالً " ج ّداً ب ال ُمؤسّسات الهاّمة‪ ،‬كما عانوا‬ ‫األحزاب السياسيّة ال ُمحافظة‪ ،‬أ ّما أعضاء (( األقلّيّات الغير ُ‬
‫من (( التفرقة السياسيّة و اإلجتماعيّة اإلقتصاديّة ))‬
‫جدول ‪ 1‬و ‪ 4‬صفحة ‪ 225‬و ‪231‬‬

‫حيث أحرز أعضاء (( األقلّيّات الدينيّة " الغير ُ‬


‫سنّة " ‪ +‬المناطق الريفيّة باألخص "‬ ‫ُ‬ ‫لكن بعد إنقالب ‪ 8‬آذار ‪ ،1963‬إنقلبت العالقة رأسا ً على عقب‪،‬‬
‫سلطة الها ّمة )) و باتت الحياه السياسيّة تحت سيطرة أشخاص من الطبقى (( البرجوازيّة الصغيرة )) و من‬ ‫الالذقيّة " )) تمثيالً فائقا ً نسبيّا ً ب (( ُمؤسّسات ال ُ‬
‫(( األحزاب السياسيّة التقدُّميّة ))‬
‫جدول ‪ 2‬صفحة ‪ & 227‬جدول ‪ 7‬صفحة ‪234‬‬

‫وصف (( سامى الجندى‪ ،‬وزير اإلعالم السورى و أحد ُمؤسّسى حزب البعث )) التغير ال ُمفاجئ الذى شمل ُم ّ‬
‫وظفى الوزارات ‪::‬‬

‫بعد ‪ 3‬أيّام من دخول الوزراء‪ ،‬جاء الرفاق يُطالبون ب عمليّة تنظيف واسعة‪ ،‬كان مقياس نجاح الوزير تُح ّددُه قوائم التسريحات‪ ،‬ف الحزبيّون و أقرباؤهم و‬
‫تترك القُرى و السهول و الجبال إلى‬
‫بنو عشائرهم جاؤوا يُطالبون ب حقوق النضال و القُربى‪ ،‬و بدأت قوافل القرويّين ُمنذ ما ظهر الحزب على المسرح ُ‬
‫دمشق‪ ،‬و طغت ال ق ال ُمقلقة فى شوارعها و مقاهيها و غُرف اإلنتظار فى الوزارات‪ ،‬فكان التسريح لزاما ً من أجل التعيين‬

‫كان أهم (( عدم )) اإلستقرار السياسى فى القرن ال ‪ (( 20‬قبل )) إستيالء (( البعث )) على السُلطة‪ ،‬هو ما يُس ّمى ب (( الصراع التقليدى )) داخل النُخب‬
‫سنّيّة )) ب (( دون )) إشراك أهل (( الريف و الفُقراء )) أى صراع على السُلطة بين نُخب (( إجتماعيّة إقتصاديّة )) تنتمى تقريبا ً ل نفس الطبقات‪،‬‬ ‫(( ال ُ‬
‫تُحاول إسقاط ُمنافسيها السياسيّين‪ ،‬بغيّة تحقيق مصالحها الشخصيّة المحدودة‪،‬‬

‫لكن (( بعد )) إستيالء البعث على السُلطة فى ‪ ،1963‬إستمر هذا الصراع التقليدى على السُلطة بين النُخب السياسيّة ال ُمتنافسة ذات الخلفيّات (( اإلقتصاديّة‬
‫ال ُمتقاربة )) لكن الفرق الجوهرى‪ ،‬أصبح هذا الصراع فى أيد أفراد من أهل " الريف " و " البرجوازيّة الصغيرة " و أبناء األقلّيّات الدينيّة " ))‬
‫‪ )-2‬الوزارات السوريّا و القيادات القُطريّة‬

‫فى غضون (( الوحدة بين مصر و سوريّا ‪ (( )) 1961 - 1958‬لم )) يتقلّد أى (( مسيحى )) منصبا ً ب الوزارات فى (( سوريّا )) بينما كان نسبة تمثيل‬
‫سنّى القوى )) الذى يرجع إلى الوضع ال ُمسيطر ل‬‫سنّة )) ‪ 94.7%‬أقوى م ّما كان عليه فى الفترات التى " سبقت و تلت " الوحدة‪ ،‬بسبب (( التثقيف ال ُ‬ ‫(( ال ُ‬
‫سنّيّة ))‪ ،‬ففى الفترة " قبل و بعد " قيام " الجمهوريّة العربيّة ال ُمتّحدة " كان تمثيل (( المسيحيّين‪ ،‬الروم األرثودكس )) على‬ ‫(( المصريّين ذى األغلبيّة ال ُ‬
‫نحو " واف فى الوزارات "‪ ،‬إال أن (( القيادة القُطريّة )) ل حزب البعث التى تر ّكزت فى أيديها السُلطة السياسيّة بعد آذار ‪ 1963‬تُعطى ب صورة أدق‬
‫للتمثيل ال ُمتزايد ل (( الطبقات الفقيرة و الريفيّة باألخص " الالذقيّة " و األقلّيّات الدينيّة ))‬

‫فى الفترة بين ‪ 23‬شباط ‪ 1966‬و نوفمبر ‪ (( ،1970‬لم )) ي ُكن ل سُ ّكان " ال ُمدُن ال ُكبرى " (( دمشق و حلب )) أيّة تمثيل فى " القيادة القُطريّة ل حزب‬
‫البعث " فكان ُمعظم أعضاء " القيادة القُطريّة " ينتمون إلى (( ريف الالذقيّة ‪ + %29.7‬حوران ‪ + %20.3‬دير الزور " الجزيرة " ‪ )) %15.6‬و لم ي ُكن‬
‫صدفة‪ ،‬فقد كان (( اللواء صالح جديد )) يعتمد على أعضاء تلك المناطق فى (( الجناح المدنى )) الذى يُسيطر عليه‪ ،‬بينما أظهر "‬ ‫األمر من قبيل ال ُ‬
‫العلويّين " تمثيل أقوى بين األقلّيّات الدينيّة ب نسبة ‪%23.4‬‬

‫مرة أُخرى فى (( الوزارات السوريّا و القيادة القُطريّة )) على‬


‫سنّة و أهل ال ُمدُن )) لل " زيادة " ّ‬
‫بعد نجاح " الحركة التصحيحيّة "‪ ،‬عاودت نسبة (( ال ُ‬
‫حساب أهل (( الريف و األقلّيّات الدينيّة ))‬

‫سنّة )) ب " القيادات القُطريّة " فى الفترة بين ‪ 1980 - 1970‬ليصل إلى ‪ ،%25‬بسبب رغبة‬ ‫كما إزداد عدد (( الدمشقيّين )) بين األعضاء (( المدنيّين ال ُ‬
‫أكثرتحرراً تجاه (( البرجوازيّة‬
‫ُّ‬ ‫ضبّاط البعثيّين الدمشقيّين )) مع إتّباع سياسة إقتصاديّة‬
‫الرئيس العلوى" حافظ األسد " فى التعاون مع بعض كبار (( ال ُ‬
‫سنّيّة )) من أجل إستمالة سُ ّكان ال ُمدُن إلى جانبُه على عكس سابقيه أمثال (( صالح جديد )) الذى إتّبع إسلوب صارم تجاه " البرجوازيّة ال ُ‬
‫سنّيّة " و من‬ ‫ال ُ‬
‫تبقّى من " كبار ُم ّالك األراض )) فى الفترة بين " ‪" 1970 - 1966‬‬

‫‪ )-3‬العسكريُّون فى القيادات القُطريّة السوريّا ‪::‬‬

‫ش ّكل ال ُ‬
‫ضبّاط من منطقة (( الالذقيّة )) " أعلى " نسبة تمثيل بين (( األعضاء العسكريّين )) وصلت إلى ‪ %49‬كما وصلت إلى ذروتها ‪ %63.2‬فى عهد "‬
‫صالح جديد " فى الفترة بين ‪ 1966‬إلى ‪1970‬‬

‫ُ‬
‫حيث وصل ال ُمتوسّط إلى ‪ %37.7‬يليه (( الدروز‬ ‫ضبّاط العلويّين )) بعد إنقالب ‪ 8‬آذار ‪ 1963‬ب (( القيادة القُطريّة )) كان على أ ُ‬
‫شدُّه‪،‬‬ ‫كان تمثيل (( ال ُ‬
‫بنسبة ‪ )) %9.4‬ثُم (( اإلسماعيليّين بنسبة ‪)) %9.4‬‬
‫جدول ‪ 6‬صفحة ‪ & 233‬جدول ‪ 7‬صفحة ‪234‬‬

‫سنّة )) بنسبة ‪ %43.4‬إال أن ذلك ال يعكس سُلطتهم الحقيقيّة بسبب إنتماءهم إلى مناطق ُمختلفة م ّما يُصعّب تدعيم أو‬ ‫ضبّاط ال ُ‬
‫على الرغم من تمثيل (( ال ُ‬
‫تقوية الوالءات الطائفيّة عن طريق الروابط اإلقليميّة ال ُمشتركة‬

‫ضبّاط مسيحيّين )) ببن أعضاء (( الجناح العسكرى ب القيادة القُطريّة )) على الرغم أنّهم فى بعض األحيان شغلوا مناصب عُليا فى‬ ‫(( ال )) يُوجد (( ُ‬
‫القُ ّوات ال ُمسلّحة‪ ،‬فقد كانت أه ّميّتهم تك ُمن فى المجال (( العسكرى التقنى ))‪ ،‬أ ّما فى المجال ((السياسى )) فقد إستطاعوا أن يلعبوا أدواراً ها ّمة على ((‬
‫ال ُمستوى الفردى )) و (( ليس على ال ُمستوى الجماعى )) بسبب إنتماءهم إلى مناطق ُمختلفة غير ُمترابطة‬

‫سنّى‪ ،‬من حلب )) ‪ (( ::‬أمين الحافظ )) ‪ +‬آخر (( ال ُ‬


‫ضبّاط الدروز‪ ،‬سليم حاطوم ‪ +‬حمد عُبيد‬ ‫بعد إنقالب ‪ 23‬شباط ‪،1966‬تم (( إزاحة )) آخر (( ضابط ُ‬
‫ضبّاط الحورانيّين أى تمثيل بالقيادة القُطريّة ُمنذ أكتوبر ‪ 1968‬أ ولل ُ‬
‫ضبّاط اإلسماعيليّين ُمنذ آذار ‪)) 1969‬‬ ‫)) و (( لم )) يعُد لل (( ُ‬

‫فوق التام و تمثيلهم ل ُكتل الجيش‬‫سنّة )) مع تمتُّع " العلويّين " بالت ّ‬ ‫(( لم )) يبق فى (( الجناح العسكرى ل القيادة القُطريّة )) غير ال ُ‬
‫ضبّاط (( العلويّين و ال ُ‬
‫ضبّاط العلويّين )) ب (( الجناح العسكرى للقيادة القُطريّة ))‬ ‫سنّة على ال ُ‬‫ضبّاط ال ُ‬
‫التفوق العددى )) البسيط لل (( ُ‬
‫القويّة‪ ،‬على الرغم من (( ُّ‬

‫‪------------------------------‬‬

‫الفصل السابع‬

‫التحريض الطائفى و المواجهه‬

‫‪ )-1‬التحريض الطائفى‪ ،‬مذبحة حلب ‪::‬‬

‫شف هويّة المسؤول الحقيقى عن عمليّات (( اإلغتياالت السياسيّة و الهجمات‬ ‫بعد (( ال ُمصالحة ال ُمؤقّتة )) بين (( العراق و سوريّا )) فى أكتوبر ‪ ،1978‬تك ّ‬
‫على القادة السياسيّين البعثيّين )) التى بدأت بعد (( التد ُّخل العسكرى السورى فى لبنان ))‪ ،‬و قد كانت (( الطليعة ال ُمقاتلة‪ ،‬الجناح العسكرى ال ُمنشق عن‬
‫ُ‬
‫حيث تم ذكر نبأ (( إغتيال الرائد‪،‬‬ ‫اإلخوان )) هو من أعلن مسؤوليتُه عن تلك الحوادث فى مقالة إفتتاحيّة تم اإلعالن عنها فى نشرتها السريّة "النذير "‬
‫ُمح ّمد غ ُّرة‪ُ ،‬مدير األمن ب ُحماه ))‬

‫تحت عنوان ‪ (( ::‬ال ُمجاهدون‪ :‬من هُم و ماذا يُريدون ؟! ))‪ ،‬رقم ‪ 254‬صفحة ‪129‬‬

‫حادثة (( مدرسة المدفعيّة )) ب (( حلب ))‬


‫رقم ‪ 259‬صفحة ‪ & 130‬رقم ‪ 260‬إلى ‪263‬صفحة ‪ & 131‬رقم ‪ 264‬صفحة ‪132‬‬
‫*‬
‫(( سؤال الساعة‪ :‬ما هو البديل ؟! ))‪ ،‬صالح‬
‫*‬
‫(( حقائق عن الطائفة النُصيريّة فى سوريّا ))‬

‫*‬
‫‪"Le Mecontentement populaire favorise le renouveau de l' Islam integriste", Le Monde‬‬
‫*‬
‫‪"Islam & colonialism, The doctrine of Jihad in Modern History", Rudolph Peters‬‬
‫*‬
‫‪"Campaign of terror is leading to war",‬‬
‫‪David Hirst‬‬
‫*‬
‫‪"Divisine rulers threaten to send Syria along road to civil war", David Hirst‬‬
‫*‬
‫‪"Divisine rulers Campaign of terror & heads must roll if Assad cleanup succeeds", Hirst‬‬

‫تم إطالق حملة عسكريّة فور وقوع (( مذبحة حلب )) من أجل (( إستئصال تنظيم اإلخوا ن ال ُمسلمين )) بدأت ب (( إعدام ‪ 15‬عُضواً بالتنظيم كانوا‬
‫حرضتا عُمال ُءهما فى بالدنا‬ ‫نص قرار (( محكمة أمن الدولة العُليا )) فى ‪ 27‬حزيران ‪ 1979‬على ّ‬
‫أن ‪ (( ::‬اإلمبرياليّة و الصهيونيّة ّ‬ ‫بالسجون ))‪ ،‬و قد ّ‬
‫على إرتكاب أعمال إجراميّة من قتل و تدمير و بذر بذور القتنة بين أبناء شعبنا‪ ،‬كل ذلك تحت ستار الدين‪ ،‬و هو منهم براء )) كما إتّهم القرار (( السادات‬
‫صهيونيّة بأنّ ُهما إعتمدا على عصابة اإلخوان ال ُمسلمين من أجل تحقيق هدف السادات فى تسديد ضربة للوحدة الداخليّة ))‬
‫و ال ُ‬

‫*‬
‫‪"Vague d'Agitation confessionnelle en Syrie", Le Monde‬‬
‫*‬
‫‪"Die andere ablehnungsfront: Stimmen Radikalislamischer Kreise zur friedensinitiative Anwar as Sadat's",‬‬
‫‪Johannes Reissner‬‬
‫*‬
‫‪"Ideologie und politik der Muslimbruder Syriens. Von den Wahlen 1947 bis zum verbot unter Adib ash-Shishakli‬‬
‫‪1952", Johannes Reissner‬‬

‫‪ )-2‬الدعاية اإلعالميّة ال ُمضادّة للطائفة العلويّة ‪::‬‬

‫أن (( السادات )) قد حاول (( تقويض الوحدة السوريّا الداخليّة )) بدون أساس من الصحّة‪ ،‬ف ُمنذ (( الخالف‬ ‫(( لم )) ت ُكن اإلتّهامات " السوريّا " ب ّ‬
‫ّ‬
‫المحطات اإلذاعيّة اإلقليميّة ال ُمعادية ل سوريّا مثل ‪::‬‬ ‫المصرى ‪ -‬السورى )) حول توقيع (( إتّفاقيّة السالم بين مصر و إسرائيل ))‪ّ ،‬‬
‫تفوقت " مصر " على‬
‫ُديره حزب الكتائب اللبنانيّة المارونيّة )) فى التحريض ضد نظام " البعث السورى "‪ ،‬كما (( لم ))‬‫(( إذاعة إسرائيل ‪ +‬صوت لبنان غير الشرعى الذى ي ُ‬
‫يستغل " البعث العراقى " المسألة الطائفيّة فى حملتُه اإلعالميّة ضد النظام السورى‪ ،‬بينما ر ّكز على (( الروابط العائليّة فقط ال غير ))‬

‫سب (( السادات )) ل النظام السورى و " الطائفة العلويّة " رقم ‪ 268‬صفحة ‪ & 134‬رقم ‪ 269‬صفحة ‪134‬‬

‫تعليق (( جريدة األخبار القاهريّة )) على (( مذبحة حلب )) ‪ ::‬رقم ‪ 270‬صفحة ‪135‬‬

‫تعليق الرئيس (( حافظ األسد )) على حادثة " حلب " فى ‪ 30‬حزيران ‪ :: 1979‬رقم ‪271‬صفحة ‪ 135‬و ‪136‬‬

‫*‬
‫‪"Islam & political values in Saudi Arabia, Egypt, Syria", R. Stephen Humphreys‬‬
‫*‬
‫‪"Arab politics, The search for legitimacy", Michael C. Hudson‬‬

‫‪ )-3‬تهديدات الحرب األهليّة الطائفيّة ‪::‬‬

‫ُ‬
‫حيث ((‬ ‫سنّة " من‬ ‫سنّة )) فرض مواجهه " طائفيّة ُمباشرة " بين (( األقلّيّة العلويّة و األغلبيّة ال ُ‬
‫سنّيّة )) ُمعتمدين على ُّ‬
‫تفوق " ال ُ‬ ‫تطرفُون من ال ُ‬
‫حاول (( ال ُم ّ‬
‫سلطويّة حسّاسة فى (( الجيش و الشُرطة و قُوى األمن )) لذلك‪ ،‬من المتوقّع أن تكون نتائج هذه المواجهه‬ ‫العدد )) ُمتناسين أن "العلويّين " يحتلّون مراكز ُ‬
‫(( غير ُمتوقّعة ))‬

‫سنّة )) على إستعداد ل دفع البالد إلى (( حرب أهليّة )) على الطريقة (( اللبنانيّة )) فى ُمحاولة ل (( إجبار قادة الجيش النظامى فى‬ ‫تطرفون من ال ُ‬
‫بدا (( ال ُم ّ‬
‫تعرض للقدر الكافى من الضغوط )) لكن حل ُمهم فى‬ ‫سنّة " و بالتالى " إضعاف وال ُءه للنظام إذا ما ّ‬ ‫القتال ضد الشعب‪ ،‬بحجّة أن الجيش ُمعظ ُمه من " ال ُ‬
‫سنّة و ُحلفاءهم ال ُمؤقّتون األقل تطرذُفا ً " غير العلويّين " من السيطرة‬ ‫إسقاط النظام بهذه الطريقة كان بعيد المنال نظراً ل (( عدم تم ُّكن ال ُم ّ‬
‫تطرفون من ال ُ‬
‫على على ك ّميّات كبيرة من األسلحة و على وحدات الجيش ذات األه ّميّة اإلستراتيجيّة ))‬
‫ضبّاط‬ ‫فى ظل هذه الظروف‪ ،‬و خالفا ً لما قد يُستنتج من الدعاية الطائفيّة‪ ،‬فإن " ال ُمعارضة " األكثر خطراً على النظام جاءت فى المقام ّ‬
‫األول من (( ال ُ‬
‫العلويّين‪ ،‬الذين كانوا ُجزءاً من الحلقة الداخليّة للنظام البعثى )) ف ُهم وحدهُم ال ُم ّ‬
‫طلعين على خبايا األمور‪ ،‬و القادرين على التح ُّكم فى موارد التنظيم و‬
‫ضبّاط " من طوائف أُخرى أو بدون ُمساعدتهم‬ ‫مصادر المعلومات من أجل القيام ب إنقالب حاسم )) سواء ب ُمساعدة " ُ‬

‫سخرية القدر‪ ،‬أن الجماعات التى سيطر عليها (( العلويّون )) سواء "داخل " (( الجيش أو حزب البعث )) كانت مدينة (( ُجزئيّا ً )) ب مراكزهُم‬ ‫و من ُ‬
‫القويّة‪ ،‬ل (( حمالت التصفية داخل الجيش ضد الجماعات البعثيّة التى كانت تُجرى على أساس طائفى أو إقليمى )) ‪ (( +‬الجماعات ال ُمعارضة األُخرى‬
‫سلطة و الذين أدّت ُمعارضتهم إلى تقوية اإلتّجاه الذى‬ ‫ّ‬
‫إستفزتهم تمثيل العلويّين القوى غير ال ُمتوازن داخل ُمؤسّسات ال ُ‬ ‫سنّة‪ ،‬الذين‬
‫تطرفون من ال ُ‬
‫مثل ال ُم ّ‬
‫عارضوه ))‬

‫الحمالت اإلثنتى عشر القمعيّة التى واجهتها الحركة (( ‪ 23‬شباط ‪ 1966‬أى البعثيّون ال ُمؤيّدون ل اللواء العلوى السجين صالح جديد )) ُمنذ ‪ 1970‬هى‬
‫أعظم بُرهان على أنّ ُهم (( يُش ّكلون أكبر خطر على النظام القائم))‬

‫النشرة الداخليّة ل جماعة (( جمال األتاسى )) ل حزب (( اإلتّحاد اإلشتراكى العربى فى سوريّا )) " ال ُمعارض ل نظام البعث تحت ُحكم األسد " ‪ ::‬تُشير‬
‫إلى حركة (( الرائد اللبنانى‪ ،‬سعد حداد )) الذى أعلن فى ‪ 1979‬عن (( ُجمهوريّة لبنان ال ُح ّرة ب جنوب لبنان )) تحت ظل (( الحماية اإلسرائيليّة ))‬
‫صفحة ‪ & 141‬رقم ‪ 283‬صفحة ‪142‬‬

‫*‬
‫‪tat'",‬ة ‪"La Societe Syrienne contre son‬‬
‫‪Paul Maler‬‬
‫*‬
‫‪"Israel & Arab national integration: Pluralism versus arabism",‬‬
‫‪Van Dam‬‬

‫‪ )-4‬الطائفيّة و الفساد و غياب اإلنضباط الحزبى ‪::‬‬

‫يجب ّأال نُحدّد األسباب األكثر عُمقا ً ل (( عدم إستقرار )) النظام السورى فى الخلفيّة (( الطائفيّة )) للنُخبة الحاكمة فقط‪ ،‬و إنّما فى مزيج من عوامل ُمختلفة‬
‫مثل ‪ (( ::‬الفساد‪ ،‬الصعوبات اإلقتصاديّة‪ ،‬األساليب القمعيّة‪ ،‬غياب الدي ُمقراطيّة‪ ،‬غياب اإلنضباط الحزبى‪ ،‬ال ُممارسات الطائفيّة )) التى طفت إلى السطح‪،‬‬
‫صة فى فترة (( التد ُّخل العسكرى السورى فى الحرب األهليّة اللبنانيّة ))‪ ،‬حسب تصريح (( ح ّمود الشوفى‪ ،‬ال ُممثّل الدائم لل ُجمهوريّة العربيّة السوريّا فى‬‫خا ّ‬
‫األُمم ال ُمتّحدة )) ُمعلنا ً (( إستقالتُه )) من منصبُه فى ‪ 27‬ديسمبر ‪ ،1979‬نتيجة لذلك‪ ،‬أصبح من ال ُممكن توجيه السخط الشعبى و التوتُّرات (( اإلجتماعيّة‬
‫اإلقتصاديّة )) عبر قنوات (( طائفيّة )) مثلما بدا واضحا ً فى اإلضطرابات " المدنيّة " العنيفة و الدمويّة بطول البالد و عرضها فى ربيع ‪1980‬‬

‫عندما بدأت الحملة الثانية ل " حافظ األسد " ضد " الفساد "‪ ،‬واجهت العديد من العوائق البنيويّة ذاتها التى عرقلت التنفيذ الجذرى ل حملة األولى ضد‬
‫الفساد عام ‪ 1977‬و بدت إحتماالت نجاح اإلصالحات الشمالة " غامضة " فى ظل‬
‫(( ضعف التنظيم الحزبى ))‪ ،‬حسب تصريح (( ح ّمود الشوفى‪ ،‬ال ُممثّل الدائم لل ُجمهوريّة العربيّة السوريّا فى األُمم ال ُمتّحدة )) ُمعلنا ً (( إستقالتُه )) من‬
‫منصبُه فى‬
‫‪ 27‬ديسمبر ‪1979‬‬

‫*‬
‫‪"Bourgeoisie, Petite - Bourgeoisie et couches moyennes en Syrie', Peuples Mediterraneens", Elizabeth longuenesse‬‬

‫يُل ّخص التقرير التنظيمى ال ُمقدّم لل ُمؤتمر القُطرى السابع ل حزب البعث‪ ،‬ال ُمنعقد فى (( دمشق )) من ‪ 22‬ديسمبر ‪ 1979‬إلى ‪ 6‬يناير ‪ ،1980‬أكبر ‪5‬‬
‫تح ّديّات و صعوبات التى أعاقت النشاطات التنظيميّة للحزب ‪::‬‬
‫رقم ‪ 287‬صفحة ‪ & 144‬رقم ‪ 288‬صفحة ‪145‬‬

‫(( لم )) يسمح النظام السورى ب تداول ُكتب تتحدّث عن (( اإلشتراكيّة القوميّة العربيّة )) فى سوريّا بسبب إنتماء ُكتّابها إلى (( البعث العراقى ال ُمنافس ))‬
‫و هؤالء إنّا " إُبعدوا " أو " ّ‬
‫فروا " من سوريّا إلى العراق‬

‫تم إتّخاذ قرار ب تشكيل (( لجنة مركزيّة تألّف من ‪ 75‬عُضواً )) تُمارس صالحيات (( القيادة القُطريّة )) خالل فترة إنعقاد المؤتمر‪ ،‬و ليس من ال ُمدهش‬
‫ضبّاط العلويّين )) ب تمثيل قوى فى (( األعضاء العسكريّين ال ُمنتخبين فى اللجنة المركزيّة )) من بينهم ‪ (( ::‬حافظ األسد ‪ +‬رفعت األسد ‪+‬‬ ‫أن يتمتّع (( ال ُ‬
‫صة ‪ +‬اللواء على‬‫العماد على أصالن‪ ،‬نائب رئيس هيئة األركان ‪ +‬العماد على دوبا‪ُ ،‬مدير ال ُمخابرات العسكريّة ‪ +‬اللواء على حيدر‪ ،‬قائد القُ ّوات الخا ّ‬
‫صالح‪ ،‬قائد قُ ّوات الدفاع ّ‬
‫الجوى ‪ +‬اللواء إبراهيم الصافى‪ ،‬قائد الفرقة ال ‪ + 3‬اللواء شفيق فيّاض‪ ،‬قائد الفرقة األولى‪ ،‬من أقرباء األسد )) ‪ (( +‬اللواء‬
‫عدنان بدر الحسن ))‬

‫حضر فى المؤتمر القُطرى السابع‪ 518 ،‬عُضواً عامالً‪ ،‬قام ‪ 160‬منهم ب (( تمثيل القُ ّوات ال ُمسلّحة )) بنسبة ‪ %30.88‬من عدد وفود األعضاء العاملين‪،‬‬
‫ض ّموا (( جميل األسد ‪ +‬عبد الغنى إبراهيم ‪ +‬على حسين ‪ +‬حكمت إبراهيم ‪ +‬عدنان إبراهيم األسد‪ ،‬بن عم الرئيس ‪ +‬مح ّمد الخولى‪ ،‬نائب قائد القُ ّوات‬
‫الجويّة ‪ُ +‬معين ناصيف‪ ،‬نائب ُمدير ال ُمخابرات المسؤول عن األمن و صهر رفعت األسد ))‬
‫الجويّة و ُمدير ال ُمخابرات ّ‬
‫ّ‬

‫بلغ عدد األعضاء العاملين (( المدنيّين )) ب جهاز الحزب السورى وقت إنعقاد ال ُمؤتمر قد وصل إلى ‪ ،45381‬بينما وصل عدد أعضاء الحزب فى نهاية‬
‫‪ 1978‬بما فيهم " الفئات األُخرى غير األعضاء العاملين " إلى ‪501 - 237‬‬
‫سنّى من بينهم ‪ 3‬عسكريّين‬‫إختارت (( اللجنة المركزيّة )) من بين أعضائها (( قيادة قُطريّة جديدة )) تألّفت من ‪ 21‬عُضواً فى ‪ 5‬يناير ‪ 1980‬تضُم (( ‪ُ 14‬‬
‫‪ 4 +‬علويّين من بينهم ‪ 2‬عسكريّين ‪ 2 +‬مسيحيّين ‪ 1 +‬درزى )) بالطبع كان " حافظ األسد ‪ +‬رفعت األسد " من بين الذين أُعيد إنتخابهم‬

‫سنّة من حلب )) فى (( القيادة القُطريّة الجديدة )) و ُهما ‪ (( ::‬اللواء حكمت الشهابى‪ ،‬رئيس‬
‫للمرة األولى ُمنذ ‪ 23‬شباط ‪ 1966‬تم إختيار (( ضابطين ُ‬
‫ّ‬
‫األركان فى آب ‪ 1974‬خلفا ً ل اللواء يوسف شكور )) ‪ (( +‬اللواء ناصر الدين ناصر‪ ،‬وزيراً للداخليّة فى حكومة عبد الرؤوف الكسم التى تش ّكلت فى ‪14‬‬
‫يناير ‪ ،)) 1980‬الجدول ‪ 5‬صفحة ‪ & 232‬الجدول ‪ 6‬صفحة ‪233‬‬

‫سنّة الدمشقيّين )) هُم ‪ (( (( ::‬عبد الرحمن الخليفاوى ‪- 1976‬‬


‫أ ّما الوزارات من رقم ‪ 96‬إلى ‪ )) 1996 - 1976 (( 103‬التابعة ل رؤساء الوزراء (( ال ُ‬
‫سنّى من درعا ))‪ " ،‬لم " يتم‬
‫‪ + 1978‬مح ّمد على الحلبى ‪ + 1980 - 1978‬عبد الرؤوف الكسم ‪ + 1987 - 1980‬محمود الزُ عبى ‪ُ ،1996 - 1987‬‬
‫إدراجها ب الجدول ‪ 2‬صفحة ‪ 227‬على الرغم من إرتفاع عدد (( الدمشقيّين )) ب نسبة ‪ %35‬فى وزارتى (( محمود الزُ عبى ))‬

‫‪ )-5‬الفشل البنيوى فى كبح الطائفيّة ‪::‬‬

‫سنّة ))‬
‫سنّة )) تربُط ُهم أواصر " إقليميّة و عشائريّة " على سبيل المثال (( الحمويّين‪ ،‬ال ُ‬ ‫كونة " نظريًّا " من (( ال ُ‬ ‫لو ّ‬
‫أن النُخبة (( البعثيّة الحاكمة )) كانت ُم ّ‬
‫سنّة )) لكان حصل النظام على بُعد (( ُحكم األقلّيّة‪ُ ،‬حكما ً ُ‬
‫سنّيّا ً عشائريّا ً إقليميّا ً )) لكانت قضيّة الطائفيّة " أصعب إستغالالً " ألن "‬ ‫أو (( الحورانيّين‪ ،‬ال ُ‬
‫سنّة " هُم األكثريّة بشكل عام‪ ،‬لكن الطائفيّة عند " العلويّين " كانت أسهل " إستغالالً " لدى أقوى أعضاء النُخبة البعثيّة على أساس أنّ ُهم كانوا ينتمون‬ ‫ال ُ‬
‫سنّة اإلعتراف بهم ك ُمسلمين ))‬ ‫بدرجة كبيرة إلى طائفة دينيّة عانت تقليديّا ً من (( تفرقة فى ال ُمعاملة ‪ +‬رفض ال ُ‬

‫س ّكان (( حلب و ُحماه ))‪ ،‬ف عقب القالئل الدامية فى آذار و‬‫صة )) بقيادة (( على حيدر )) ضد ُ‬ ‫حول األعمال " اإلنتقاميّة " من قِبَل أعضاء ((القُ ّوات الخا ّ‬
‫صة بقيادة على حيدر و سرايا الدفاع بقيادة رفعت األسد )) بحثا ً‬
‫نيسان ‪ 1980‬تم (( حصار المدينتين و تمشيط ُهما )) بالتعاون بين وحدات (( القُ ّوات الخا ّ‬
‫سنّة المسؤولين عن اإلغتياالت و ال ُمتعاطفين مع ُهم‬ ‫تطرفين من ال ُ‬
‫عن ال ُم ّ‬

‫*‬
‫ستمرة ))‪ ،‬دار النذير‬
‫ّ‬ ‫(( تد ُمر‪ ،‬المجزرة ال ُم‬
‫*‬
‫(( ُحماه‪ ،‬مأساه العصر ))‪ ،‬منشورات التحالُف الوطنى ل تحرير سوريّا‬
‫*‬
‫(( السقوط األخير لإلقليميّين فى الوطن العربى ))‪ ،‬حبيب عيسى‬
‫*‬
‫(( الصوت الحيوى ))‪،‬‬
‫رائق النُقرى‬

‫*‬
‫‪"Middle eastern political Clishes: Takriti & the sunni rule in Iraq; Alawi rule in Syria:, Van Dam‬‬
‫*‬
‫‪"The old social classes & the revolutionary movements of Iraq, A study of Iraq's old landed & commercial classes & of‬‬
‫‪its communists, Ba'thists & free officers",‬‬
‫‪Hanna Batatu‬‬
‫*‬
‫‪"Some reflections on the Sunni/Shi'i questions in Iraq",‬‬
‫‪Peter Sluglett‬‬

‫‪------------------------------‬‬

‫الفصل الثامن‬

‫المواجهه الطائفيّة‪ :‬القضاء على اإلخوان ال ُمسلمين‬

‫‪ )-1‬تسليح البعثيّين المدنيّين ‪::‬‬

‫إتّخذت (( القياجة القُطريّة )) عقب " ال ُمؤتمر القُطرى ال ‪ " 7‬بتاريخ ‪ 7‬يناير ‪ 1980‬قراراً ب (( تسليح و تدريب اآلالف من أعضاء حزب البعث و‬
‫أنصاره من " المدنيّين (( الجهاز المدنى )) فى ُمختلف فروح الحزب على ُمستوى البالد على يد " الجناح العسكرى ل حزب البعث " ))‬
‫ُ‬

‫‪ )-2‬مذبحة تد ُمر ‪:: 1980‬‬

‫(( فشلت )) ُمحاولة " الطليعة ال ُمقاتلة " يوم ‪ 26‬حزيران ‪ 1980‬فى (( إغتيال )) الرئيس السورى " حافظ األسد " ب (( دمشق ))‪ ،‬نتج عنها قسم ((‬
‫رفعت األسد )) باإلنتقام ألخيه‪ ،‬فقام بإصدار أوامر إلى (( الرائد‪ُ ،‬معين ناصيف‪ ،‬نائب رفعت األسد )) بالتوجُّه إلى (( تد ُمر )) عن طريق (( الهيليكوبتر‬
‫)) و (( قتل جميع أعضاء اإلخوان ال ُمسلمين المسجونين هُناك البالغ عددهم ‪ 550‬سجينا ً ))‬
‫جرد العُضويّة فى " اإلخوان ال ُمسلمين " (( جريمة‬
‫كما أصدر (( مجلس الشعب السورى )) فى ‪ 7‬تموز ‪ 1980‬قانون رقم (( ‪ )) 49‬يقضى ب إعتبار ُم ّ‬
‫عُظمى ))‬

‫تم القبض على " أسيرين سوريّين (( عيسى إبراهيم فيّاض ‪ +‬أكرم بيشانى )) فى (( األُردُن )) تم تكليفهم من قِبَل " النظام السورى " ب (( إغتيال رئيس‬
‫الوزراء األُردُنى‪ ،‬مضر بدران )) ال ُمتّهم من قِبَل سوريّا ب (( تسليح و تدريب جماعة اإلخوان ال ُمسلمين ))‬
‫ُ‬

‫ملحوظة ‪::‬‬

‫ستمرة ))‬
‫ّ‬ ‫نص (( اإلعترافات )) المنشور ب جريدة " الرأى " بتاريخ ‪ 26‬شباط ‪ (( 1981‬يختلف )) عن نص اإلعترافات فى كتاب (( تد ُمر‪ ،‬المجزرة ال ُم‬

‫" أُغتيل " (( صالح الدين البيطار‪ ،‬أحد ُمؤسّسى حزب البعث )) بتاريخ ‪ 21‬تموز ‪ 1980‬فى (( باريس )) عقب ُ‬
‫نشره عدّة مقاالت (( إنتقاديّة )) ب‬
‫سه رسميّا ً عام ‪)) 1947‬‬
‫جريدتُه " ال ُمعارضة " (( اإلحياء العربى )) تي ُّمنا ً ب " اإلسم األصلى ل حزب البعث قبل تأسي ُ‬

‫‪ )-3‬الجبهه اإلسالميّة فى سوريّا‬

‫تطرفة )) فى نهاية ‪ 1980‬بإسم (( الجبهه اإلسالميّة )) تحت قيادة (( اإلخوان ال ُمسلمين ))‪ ،‬و فى‬ ‫تكون " تحالُف " بين العديد من الجماعات " ال ُ‬
‫سنّيّة ال ُم ّ‬ ‫ّ‬
‫نوفمبر ‪ 1980‬أصدرت " الجبهه " بيانا ً سياسيّا ً تحت عنوان (( بيان الثورة اإلسالميّة فى سوريّا و مناهجها )) ُموقّعا ً عليه من قِبَل " قادتها " ‪ (( ::‬سعيد‬
‫الحوى ‪ +‬على البيانونى ‪ +‬عدنان سعد الدين )) التابعين ل " اإلخوان ال ُمسلمين "‪ ،‬البيان رقم ‪ 306‬صفحة ‪154‬‬ ‫ّ‬

‫تزايدت أعمال العُنف من قِبَل " الجبهه اإلسالميّة " و نجحت فى نقل معركتها اإلرهابيّة إلى (( دمشق )) عن طريق " قذف ال ُمؤسّسات الحكوميّة‬
‫بال ُمتفجّرات " مثل ‪::‬‬

‫الوزراء فى أغُسطُس ‪ + 1981‬مقر القُ ّوات ّ‬


‫الجويّة فى أيلول ‪ + 1981‬مركز خُبراء روسى فى أكتوبر ‪ُ + 1981‬مج ّمع للتجنيد العسكرى‬ ‫(( مكتب رئيس ُ‬
‫المارة ‪ +‬إغتيال الدكتور يوسف صائغ‪ ،‬الطبيب الشخصى ل الرئيس األسد ب عيادتهُ‬
‫ّ‬ ‫بحى األزبكيّة فى ‪ 29‬نوفمبر ‪ 1981‬م ّما أدّى إلى إصابة المئات من‬
‫فى دمشق فى ‪ 16‬ديسمبر ‪)) 1980‬‬

‫*‬
‫(( ملفّات ال ُمعارضة السوريّا ))‪ ،‬تمام البرازى‬

‫*‬
‫‪"The Islamic struggle in Syria", F. Abd Allah‬‬
‫*‬
‫‪"The Islamic opposition in syria: 1961 - 1982",‬‬
‫*‬
‫‪"Ba'th VS Ba'th: The conflict between Syria & Iraq 1968 - 1989",‬‬

‫سنّيّة ضد العلويّين ‪::‬‬


‫‪ )-4‬الدعاية الدينيّة ال ُ‬

‫سنّة ))‪ ،‬قام ب " إعادة طبع العديد من‬


‫تطرفين من ال ُ‬
‫فى ُمحاولة من نظام البعث ل ُمواجهه الدعاية الطائفيّة ال ُمعادية ل " الطائفة العلويّة " من قِبل (( ال ُم ّ‬
‫المنشورات فى صالح التاريخ العلوى و تداولها فى المكتبات " من بينها ‪ (( ::‬ال ُمسلمون العلويّون‪ ،‬من هُم و أين هُم‪ُ ،‬منير الشريف )) ‪ (( +‬تاريخ‬
‫العلويّين‪ ،‬مح ّمد أمين غالب الطويل‪ ،‬الذى قام ب كتابة ال ُمقدّمة " الشيخ العلوى‪ ،‬عبد الرحمن الخير " )) ‪ (( +‬إسالم بال مذاهب‪ُ ،‬مصطفى الشكعة )) ‪(( +‬‬
‫صافيتا و ُمحيطها فى القرن ال ‪ ،19‬جورج جبور ))‬

‫يُعتبر كتاب (( العلويّين بين األُسطورة و الحقيقة )) الذى نشرهُ (( ال ُمحامى هاشم عُثمان‪ ،‬علوى سورى من الالذقيّة )) فى (( بيروت عام ‪ّ )) 1980‬أول‬
‫رد فعل " غير رسمى " من ِق َبل النظام على الدعاية الطائفيّة‪،‬‬

‫(( لم )) تُنشر دراسة رسميّة حول العقيدة العلويّة ّإال فى الكتاب الشهير ‪ (( ::‬عقيدتُنا و واقعُنا نحن ال ُمسلمين الجعفريّين " العلويّين " )) لل " شيخ العلوى‪،‬‬
‫عبد الرحمن الخير "‬

‫سلطة فى ‪ 1963‬فعندما طلب (( سامى الجندى )) من (( اللواء صالح‬ ‫يُعتبر نشر كتاب حول " العقيدة العلويّة " أمراً غير عادى ُمنذ تقلّد حزب البعث لل ُ‬
‫السريّة للحد من األفكار الخاطئة ال ُمتداولة حول العلويّين‪ ،‬رد عليه "‬
‫ّ‬ ‫جديد‪ ،‬رئيس األركان‪ ،‬العلوى )) أن يقوم " العلويّون " ب نشر ُكتُب عن عقيدتهم‬
‫صالح جديد (( ب لو فعلنا ل سحقنا المشايخ العلويّين ))‬

‫*‬
‫(( البعث ))‪ ،‬سامى الجندى‬

‫‪ )-5‬معركة " ُحماه (( ‪)) 1982‬‬


‫قام ُمقاتلى " الطليعة ال ُمقاتلة " فى " ُحماه " ب " تحصين أنفُسهم داخل شبكة واسعة من المخابئ ال ُم ّ‬
‫زودة ب السالح "‬

‫*‬
‫(( ُحماه‪ ،‬مأساه العصر ))‪،‬‬

‫أعلن ُمقاتلى " الطليعة ال ُمقاتلة " عن ثورة إسالميّة شاملة واسعة النطاق عن طريق (( ُمكبّرات الصوت فى مساجد ُحماه ))‪ ،‬بجانب (( إقتحام المنازل و‬
‫تحررت ))‬ ‫أقسام الشُرطة مع نهب السالح و قتل ‪ 70‬من المسؤولين و القادة الحزبيّين )) و أعلنوا فى نهاية اليوم ّ‬
‫إن " ُحماه " (( ّ‬

‫األول‪ ،‬قام ُمقاتلى التنظيم‪ ،‬ب (( ُمحاصرة منزل " مح ّمد حربا "‪ُ ،‬محافظ ُحماه ‪ +‬منزل " أمين فرع حزب البعث فى ُحماه‪ ،‬أحمد األسعد ))‬
‫خالل اليوم ّ‬
‫لكنّهم إستطاعوا أن يص ُمدوا حتّى وصول قُ ّوات األمن و الجيش‬

‫وفقا ً ل تقرير " اإلخوان ال ُمسلمين "‪ ،‬فإن النظام السورى كان قد تأهّب للمعركة عن طريق تركيز "صفوة العسكريّين العلويّين " حول المدينة‪ ،‬من أجل شن‬
‫سنّة " ‪ ::‬وحدات من (( سرايا الدفاع‪ ،‬التابعة ل رفعت األسد بقيادة " ال ُمقدّم على ديب‪ ،‬العلوى " )) ‪+‬‬ ‫هجوم ُمسلّح واسع المدى ضد " ال ُم ّ‬
‫تطرفين ال ُ‬
‫درعة ال ‪ 3‬ب قيادة اللواء‬‫م‬
‫ُ ّ‬ ‫ال‬ ‫الفرقة‬ ‫ل‬ ‫التابعة‬ ‫ع‬ ‫در‬‫م‬
‫ُ ّ‬ ‫ال‬ ‫‪47‬‬ ‫اللواء‬ ‫((‬ ‫من‬ ‫وحدات‬ ‫‪+‬‬ ‫))‬ ‫العلوى‬ ‫حيدر‪،‬‬ ‫على‬ ‫اللواء‬ ‫"‬ ‫ل‬ ‫صة التابعة‬‫وحدات من (( القُ ّوات الخا ّ‬
‫العلوى‪ ،‬شفيق فيّاض " بقيادة العقيد النديم عبّاس‪ ،‬العلوى " )) ‪ (( +‬اللواء ‪ 21‬الميكانيكى‪ ،‬ب قيادة العقيد فُؤاد إسماعيل‪ ،‬العلوى )) ‪ +‬وحدات من ((‬
‫ال ُمخابرات العسكريّة بقيادة " العقيد يحيى زيدان‪ ،‬العلوى ))‬

‫سنّة لجانب ُهم نظراً لكونهم " األغلبيّة " فى الجيش النظامى‬
‫سنّة داخل الجيش )) بغيّة جذب ال ُ‬
‫حاول ُمقاتلى التنظيم‪ ،‬إثارة إستقطاب طائفى بين (( العلويّين و ال ُ‬
‫)) إال أن الصفوة العسكريّين كانوا من " العلويّين "‬

‫درع ))‬
‫درع ‪ +‬اللواء ‪ُ 47‬م ّ‬
‫تم " إقصاء " (( جميع العسكريّين من أصل حموى )) من الوحدات الها ّمة ب الجيش مثل ‪ (( ::‬اللواء ‪ 21‬ميكانيكى ُم ّ‬

‫سنّة ))داخل الوحدات العسكريّة المتنقّلة ال ُمحيطة ب " ُحماه " تح ُكمها عوامل سياسيّة إستراتيجيّة‪ ،‬مثال ‪::‬‬
‫طبقا ً ل تحليل اإلخوان‪ ،‬فإن نسبة (( العلويّين و ال ُ‬

‫درع‪ ،‬تصل نسبتهم إفتراضا ً إلى " ‪ %70‬غير علويّين ‪ %30 " +‬علويّين " )) أ ّما بالنسبة إلى " ال ُ‬
‫ضبّاط " تصل نسبتهم إلى ((‬ ‫(( جنود اللواء ‪ 47‬ال ُم ّ‬
‫‪ %70‬علويّين ‪ %30 +‬غير علويّين ))‬

‫درع‪ ،‬تصل نسبتهم إفتراضيّا ً إلى ‪ %70‬غير علويّين ‪ %30 +‬علوى )) أ ّما بالنسبة إلى " ال ُ‬
‫ضبّاط " تصل نسبتهم إلى ((‬ ‫(( جنود اللواء ‪ 21‬ميكانيكى ُم ّ‬
‫‪)) %80‬‬

‫ضبّاط تصل نسبتهم إلى‬


‫صة التابعة ل اللواء على حيدى‪ ،‬تصل نسبتهم إلى ‪ %55‬غير علوىّين ‪ %45 +‬علويّين )) أ ّما بالنسبة إلى ال ُ‬
‫(( جنود الوحدات الخا ّ‬
‫‪)) %95‬‬

‫ضبّاط و الجنود " ب ‪ %90‬من مجموع القُ ّوات ‪ " %10 +‬غير علوى " فى كال‬
‫أ ّما (( سرايا الدفاع )) ف تم تقدير نسبة " العلويّين " فى كال سلك " ال ُ‬
‫ضبّاط و الجنود ))‬
‫سلك ال ُ‬

‫قام " حزب البعث " ب (( فصل )) العديد من أعضاء و أنصار الحزب من " الجناح المدنى " عقب إنتهاء " معركة ُحماه " من بينهم ‪ %52 (( ::‬من‬
‫فرع ُحماه ))‬

‫*‬
‫‪"From Beirut to Jerusalem, London, 1989, Chapter 4: Hama Rules",‬‬
‫‪Thomas Friedman‬‬
‫*‬
‫‪"The Ba'th & the creation of modern Syria", David Roberts‬‬
‫*‬
‫‪"Authoritarian power & state formation in Ba'thist syria", Raymond Hinnebusch‬‬
‫*‬
‫‪"Social bases for the Hamah revolt", Fred H.‬‬
‫*‬
‫‪"November/December 1982", Merip Reports‬‬
‫*‬
‫‪"Syria's Muslim Brethern", Hanna Batat‬‬
‫*‬
‫‪"Some observations on the Social roots of syria's ruling, Military group & the causes for its dominance", Batatu‬‬
‫‪------------------------------‬‬

‫الفصل التاسع‬
‫سلطة فى عهد الرئيس حافظ األسد ‪::‬‬
‫نُخبة ال ُ‬

‫‪ )-1‬األخوة األسد ‪::‬‬

‫تتكون من ‪::‬‬‫سداسيّة )) تُدير األمور اليوميّة عندما إشتد عليه " المرض " و بات طريح الفراش‪ ،‬و ّ‬ ‫أصدر " الرئيس‪ ،‬حافظ األسد " أمراً بتشكيل (( لجنة ُ‬
‫الوزراء‪ ،‬عبد الرؤوف الكسم ‪ +‬األمين العام ال ُمساعد للقيادة القوميّة " عبد‬‫(( وزير الدفاع‪ُ ،‬مصطفى طالس ‪ +‬رئيس األركان‪ ،‬حكمت الشهابى ‪ +‬رئيس ُ‬
‫هللا األحمر " ‪ +‬األمين العام ال ُمساعد للقيادة القُطريّة " زُ هير مشارقة " )) ينتمون جميعهم إلى الطائفة‬
‫سنّيّة "‪ ،‬بيّد أن األمر " الغير طبيعى " هو (( إستبعاد " رفعت األسد "‪ ،‬الذى كان ترتيبُه ضمن أعلى ‪ 10‬مراكز ب الحزب )) على الرغم كونهُ يتمتّع‬ ‫" ال ُ‬
‫تتصرف ك تشكيالت (( ُمستقلّة )) مع ثبوت تبعيّتها إلى " وزير الدفاع أو رئيس‬ ‫ّ‬ ‫ب قاعدة رائعة داخل الجيش باألخص " سرايا الدفاع " التى كانت‬
‫األركان " (( ظاهريّا ً ))‪،‬‬

‫سداسيّة )) التى إعتبروها " صوريّة فقط ال غير "‪ ،‬فقاموا ب تحريض (( القيادة‬ ‫كان أقوى (( اللواءات العلويّين )) " غير " راضين عن (( اللجنة ال ُ‬
‫سداسيّة ب القيادة القُطريّة )) فى إدارة شئون البالد‪،‬‬ ‫القُطريّة )) على عقد إجتماع كامل فى غياب موافقة الرئيس ّ‬
‫تقررفيه (( إستبدال اللجنة ال ُ‬

‫أيّد " اللواءات العلويّين " ظاهريّا ً " رفعت األسد " من ضمنهم ‪ (( ::‬على دوبا ‪ +‬على حيدر ‪ +‬إبراهيم صافى ‪ +‬شفيق فيّاض )) لكنّ ُهم فى الواقع‪ ،‬كانوا‬
‫يستعدُّون ل (( منعُه من خالفة أخيه و تقلُّد زمام ال ُحكم ))‬

‫إعتباره مصدر‬
‫ُ‬ ‫لكن مع إسترداد " الرئيس حافظ األسد " ل عافيته بطريقة ُمفاجئة‪ ،‬سارع اللواءات العلويّين الذين إلتفّوا وراء " رفعت " فى البداية إلى‬
‫تهديد من بينهم ‪ (( ::‬قائدا الفرق العسكريّة‪ ،‬شفيق فيّاض و إبراهيم صافى ‪ +‬نائب رئيس األركان‪ ،‬العماد على أصالن ‪ +‬قائد قُ ّوات الدفاع ّ‬
‫الجوى‪ ،‬العميد‬
‫على صالح )) و مع بداية ‪ 1984‬شرعوا جميعا ً إلى كبح جماح ُم ّ‬
‫خططاتُه‪،‬‬

‫بعد إكتمال شفاء " الرئيس حافظ األسد "‪ ،‬أدلى ب تعليماتُه إلى (( رئيس شُعبة ال ُمخابرات العسكريّة‪ ،‬العماد على دوبا )) ب وضع (( رفعت األسد و‬
‫صة‪ ،‬على حيدر ‪+‬قائد الفرق العسكريّة‪ ،‬شفيق فيّاض )) ب إحضار وحداتهم‬ ‫أنصاره )) تحت ال ُمراقبة‪ ،‬بجانب إصدار األوامر إلى (( قائد القُ ّوات الخا ّ‬
‫ُ‬
‫العسكريّة إلى (( دمشق )) لتكون ب مثابة " ثقل عسكرى " ُموازن ل (( سرايا الدفاع )) التابعة ل " رفعت األسد "‬

‫إجتمعت (( القيادة القُطريّة )) فى جلسة طارئة عقب قيام وحدات ُمدجّجة ب السالح من (( سرايا الدفاع )) ب ُمجابهه (( القُ ّوات الخا ّ‬
‫صة التابع ل على‬
‫حيدر ‪ +‬الحرس ال ُجمهورى التابع ل " عدنان مخلوف " )) و وافقت أن يكون الحل هو ما نص عليه القرار ال ُجمهورى الصادر فى ‪ 11‬آذار ‪ 1984‬ب‬
‫تعيين ‪ 3‬ن ُّواب للرئيس ‪ (( ::‬عبد الحليم خدّام ‪ +‬زُ هير ُمشارقة )) ‪ (( +‬رفعت األسد‪ ،‬لكن بدون مهام ُمحدّدة مع نزع قيادة سرايا الدفاع بقرار ُجمهورى‬
‫آخر ))‬

‫قرر فى ‪ 30‬آذار ‪ 1980‬إصدار تعليماتُه إلى (( سرايا الدفاع )) بالتوجُّه إلى (( دمشق )) من‬ ‫(( لم )) يرض (( رفعت األسد )) اإلذعان للوضع الجديد و ّ‬
‫درع التابع ل شفيق فيّاض ‪ +‬جنود الصدام ب القُ ّوات الخا ّ‬
‫صة التابعة ل‬ ‫سلطة )) لكن قُوبل ب " نشر سريع ل " دبّابات اللواء ال ُم ّ‬‫أجل اإلستيالء على (( ال ُ‬
‫على حيدر )) ل " منع اإلنقالب "‬

‫نزل " الرئيس حافظ األسد " ب شخصه إلى الشارع ُمصطحبا ً معهُ " نجلُه‪ ،‬باسل األسد " دون حراسه أو موكب و توجّه ب " السيّارة " ل مواقع شقيقُه‬
‫حيث " لم " ي ُكن من ال ُممكن (( تجنُّب مواجهه دامية و إرغام رفعت على التخلّى عن موقفه ّإال ب‬
‫ُ‬ ‫ضبّاط المسؤولين بالعودة إلى ثكناتهم‪،‬‬
‫الحصينة و أمر ال ُ‬
‫التد ُّخل الشخصى للرئيس األسد ))‬

‫أمر " الرئيس‪ ،‬حافظ األسد " ب (( نفى ‪ 70‬ضابطا ً بالطائرة " بعيداً عن سوريّا " من بينهم ‪ (( ::‬على حيدر ‪ +‬شفيق فيّاض ‪ +‬رفعت األسد )) حتّى تهدأ‬
‫األمور و " لم " ي ُكن أيّا ً منهم يعلم متى سيعود‪ ،‬لكن بعد فترة وجيزة‪ ،‬تم " إستدعائُهم جميعا ُ ل ُمباشرة مهامهم " (( بإستثناء رفعت ))‬

‫فى الواقع‪ ،‬تم (( تقليص حجم سرايا الدفاع )) مع (( إعادة توزيع أفرادها )) على العديد من الوحدات منها ‪ (( ::‬الحرس ال ُجمهورى ‪ +‬القُ ّوات الخا ّ‬
‫صة ))‬
‫مع إلقاء القبض على بعض أعضائها‬

‫قام (( رفعت األسد )) ببناء شبكة من (( ال ُم ّ‬


‫نظمات البديلة )) التى ترسّخت داخل الحزب إال أنّها ظلّت (( ُمستقلّة )) عنه فى نفس الوقت‪ ،‬مثل (( رابطة‬
‫خريجى الدراسات العُليا )) مع مجلّتها الدوريّة (( الفُرسان )) التى ض ّمت آالف من حاملى الدرجات العلميّة فى جميع أنحاء سوريّا‪ ،‬و ش ّكلت نوعا ً من‬‫ّ‬
‫المنابر " ال ُمناظرة ال ُمناهضة " لل ُمؤسّسات " خارج حزب البعث "‪ ،‬لكن فى أعقاب األزمة تم إتّخاذ التدابير ل (( تفكيك شبكات القُوى البديلة التابعة ل‬
‫رفعت األسد ))‬

‫و على الرغم من (( إعادة إنتخاب " رفعت األسد " )) رسميّا ً فى (( القيادة القُطريّة )) خالل ال ُمؤتمر القُطرى ال ‪ 8‬ل حزب البعث الذى إنعقد فى ((‬
‫دمشق )) من ‪ 5‬حتّى ‪ 20‬يناير ‪ 1985‬إال أنّهُ فى الواقع قد غادر البالد عائداً إلى " أوروبّا "‪ ،‬ليبقى فى " المنفى " حتّى عاد إلى سوريّا عام ‪ 1992‬ل‬
‫سفراء أجانب ُجدُد بين الحين و اآلخر )) فى زيارات‬ ‫تشييع جنازة أ ُ ُّمه (( ناعسة‪ 82 ،‬عاما ً )) ك " نائب للرئيس " دوره الوحيد هو (( إستقبال ُ‬
‫بروتوكوليّة‪ ،‬على أن يتم " إستبعادُه " من ال ُمناسبات و اإلحتفاالت الرسميّة الها ّمة التى كان يحضرها نائبى الرئيس ‪ ::‬عبد الحليم خدّام ‪ +‬زُ هير مشارقة ))‬

‫درعات فى نيسان ‪))1965‬‬ ‫فى عام ‪ 1995‬كشف (( وزير الدفاع‪ ،‬العماد ُمصطفى طالس )) أنّهُ وجد لدى تعيينُه (( رئيسا ً ل اللجنة الفاحصة ل مدرسة ال ُم ّ‬
‫األول‬
‫الجوى‪ ،‬وقتذاك "‪ ،‬ترتيب (( ّ‬ ‫الجويّة و الدفاع ّ‬
‫عزت جديد‪ ،‬العلوى )) قد أعطت " رفعت األسد‪ ،‬قائد القوى ّ‬ ‫أن " قيادة المدرسة (( ُمديرها‪ ،‬ال ُمقدّم ّ‬
‫على الدورة )) بجانب إعطاء " بن أخ طالس " ترتيب (( الثانى على الدورة )) و عندما شكّ (( ُمصطفى طالس )) فى صحّة هذه النتائج‪ّ ،‬‬
‫قرر أن "‬
‫يُصحّح " األوضاع و يكون (( دقيقا ً ك السيف فى وضع العالمات )) ل " تتراجع " مرتبة " رفعت األسد " إلى ‪ 31‬من أصل ‪ 35‬بينما " تراجع " ترتيب‬
‫بن أخ طالس إلى (( ‪ 15‬من أصل ‪ )) 35‬مع " عدم " إبداء أى (( إعتراض )) من الرئيس (( حافظ األسد ))‬
‫أصدر الرئيس " حافظ األسد " أمرا ً ب (( حل جمعيّة على ال ُمرتضى العلويّة )) فى ديسمبر ‪ )) 1983‬التى تم تأسيسها عام ‪ 1981‬على يد (( جميل األسد‬
‫س ّكان هذه‬
‫)) من أجل (( علونة " البدو ‪ +‬ال ُمزارعين من الجزيرة و المناطق الصحراويّة و شبه الجدباء " من مناطق " حمص و ُحماه " بحجّة أن ُ‬
‫سنّيّين ))‬
‫سلطات العُثمانيّة " أن يصبحوا " ُ‬
‫إضطروا تحت ضغط " ال ُ‬
‫ّ‬ ‫المناطق كانوا فى األصل " علويّين " و‬

‫*‬
‫‪"The succession question in Syria", Alasdair Drysdale‬‬
‫*‬
‫‪"Syria: Society, Culture & Policy", T. Antoun‬‬
‫‪*"Asad between institutions & autocracy", Saele‬‬

‫سلطة العسكريّة البعثيّة‬


‫‪ )-2‬نُخبة ال ُ‬

‫قام " الرئيس حافظ األسد " (( شخصيّا ً )) ب تعيين (( اللجنة المركزيّة الجديدة )) و التى إرتفع أعضا ُءها من ‪ 75‬إلى ‪ 90‬عُضواً‪ (( ،‬نصف ُهم من " الجناح‬
‫المدنى " لم ي ُكن عُضواً فى اللجنة المركزيّة سابقا ً‬

‫كان هُناك " ‪ 10‬أعضاء " علويّين " من بين األعضاء العسكريّين ال ‪ 16‬ب اللجنة المركزيّة‪ُ ،‬منتمين ل " ذات العشيرة " التى ينحدر منها " حافظ األسد "‬
‫أو كانت تربطهم صلة قرابة أو صداقة طويلة‪ ،‬الذين تم إختيارهم يناير عام ‪ 1985‬خالل المؤتمر القُطرى ال ‪ 8‬ال ُمنعقد فى " دمشق " & رقم ‪ 336‬صفحة‬
‫‪174‬‬

‫كان (( رفعت األسد )) عُضواً فى " القيادة القُطريّة الجديدة " إال أنّهُ " لم " يتقلّد منصبا ً " عسكريّا ً " عدا كونه (( نائب الرئيس ل شئون األمن الوطنى‬
‫سلطة حقيقيّة )) بقرار ُجمهورى فى ‪ 10‬نوفمبر ‪1984‬‬ ‫بدون أى ُ‬

‫من األنصار العسكريّين ل " الرئيس حافظ األسد " ‪::‬‬

‫(( اللواء مح ّمد ناصيف خير بك‪ ،‬نائب رئيس ال ُمخابرات المدنيّة و المسؤول عن أمن دمشق‪ ،‬علوى ‪ +‬اللواء عدنان مخلوف‪ ،‬قائد الحرس ال ُجمهورى‪،‬‬
‫ضبّاط‪ ،‬علوى ))‬
‫علوى ‪ +‬اللواء عدنان إبراهيم األسد‪ ،‬المسؤول عن سرايا الدفاع‪ ،‬علوى ‪ +‬اللواء حكمت إبراهيم‪ُ ،‬مدير إدارة شؤون ال ُ‬

‫كان مبدأ " حافظ األسد " يقوم على تعيين ُك ّالً من (( وزير الدفاع ‪ +‬رئيس األركان )) أعضاء فى " القيادة القُطريّة "‪ ،‬بينما يتم تعيين (( كبار القادة‬
‫العسكريّين )) أعضاء فى " اللجنة المركزيّة " بجانب تقلُّدهُم وظائف حزبيّة رئيسيّة أُخرى ب " القُ ّوات ال ُمسلّحة " مثل ‪ (( ::‬أُمناء فروع ‪ +‬قطاعات‬
‫الحزب العسكريّة ))‬

‫*‬
‫(( الغجريّة " ال ُمرابى ‪ ،)) " 5‬مح ّمد إبراهيم العلى‬
‫*‬
‫(( حافظ األسد‪ :‬الدولة الدي ُمقراطيّة الشعبيّة ))‪،‬‬
‫هانى خليل‬
‫*‬
‫‪"The Ba'th & the creation of modern Syria", David Roberts‬‬

‫‪ )-3‬جهاز حزب البعث المدنى ‪ ::‬تحليل إحصائى‬

‫كانت عُضويّة حزب البعث (( أقل )) إنتشاراً فى " ال ُمدُن ال ُكبرى ‪ ::‬دمشق ‪ +‬حلب لكن (( أكثر )) إنتشاراً فى (( الريف باألخص الالذقيّة ‪ +‬المناطق‬
‫الجنوبيّة ))‬

‫سط ب درجة ‪ )) %201‬أى " ضعف " عدد أعضاء‬ ‫كان عدد " األعضاء العاملين " فى فرع الحزب ب (( طرطوس )) إحصائّا ً ُممثّالً (( أكثر من ال ُمتو ّ‬
‫ّ‬
‫سكان سوريّا‪ ،‬يليه فرع الحزب‬ ‫وزعا ً ب (( التساوى )) على جميع ُ‬ ‫الحزب ال ُمتوقّع وجودهم على أساس التعداد المحلّى (( لو )) أن " حزب البعث " كان ُم ّ‬
‫سنّة ))‪،‬‬ ‫فى (( الالذقيّة )) إحصائيّا ً ُممثّالً ب نسبة (( ‪ )) 146%‬بسبب " إرتفاع " عدد ُ‬
‫س ّكانها " المدنيّين " من (( ال ُ‬
‫(( ‪ %41.8‬مدنيّون فى الالذقيّة ُمقابل ‪ %20.2‬فى طرطوس فقط ))‪ ،‬و لدى إعتبار " الالذقيّة و طرطوس " سويّا ً يكون التمثيل " أكثر من ال ُمتوسّط ب‬
‫نسبة ‪)) %170.5‬‬

‫كان عدد " األعضاء العاملين " فى فرع الحزب ب (( دمشق و حلب )) إحصائيّا ً ُممثّالً (( أقل من ال ُمتوسّط )) نسبيّا ً حوالى (( ‪ %71‬و ‪ %41‬على‬
‫ُ‬
‫حيث أن العديد من (( البعثيّين الريفيّين الذين هاجروا الريف‪ ،‬نُقلت عُضويّتهم إلى فروع‬ ‫التوالى ))‪ ،‬مع األخذ ب اإلعتبار أن هذه النسبة " ُمحسّنة "‬
‫الحزب التابعة للمدينة ال ُكبرى التى إنتقلوا إليها ))‬

‫كان عدد " األعضاء العاملين " فى فروح الحزب ب (( المناطق الجنوبيّة )) إحصائيّا ً ُممثّالً (( أعلى من ال ُمتوسّط )) ‪::‬‬

‫سنّيّة )) بلغ ‪،%131‬‬


‫فرع الحزب فى (( السويداء ذات األغلبيّة الدرزيّة )) بلغ ‪ ،%202‬بينما فرع الحزب فى (( درعا ب حوران ذات األغلبيّة ال ُ‬
‫بلغ عدد " األعضاء العاملين " فى فرح الحزب ب (( القُنيطرة )) إحصائيّا ً ُممثّالً (( أعلى من ال ُمتوسّط )) بلغ ‪ ،%186‬بسبب " التمثيل العالى لإلحتالل‬
‫سلطات قرارا ً ب التعامل مع " فرع القُنيطرة "‬‫س ّكان الجوالن على أن يكونوا الجئين بعد عام ‪ )) 1976‬بجانب إتّخاذ ال ُ‬‫حرض ُ‬ ‫اإلسرائيلى ب الجوالن الذى ّ‬
‫س ّكان الجوالن إلى فروع المناطق التى نزحوا إليها ))‬ ‫ك (( وحدة ُمستقلّة )) و " لم " يُسمح ب (( تحويل عُضويّة ُ‬

‫س ّكان ُكل منطقة " ال ُمؤهّلين " ألن يصبحوا أعضاء (( أى‪ 14 ،‬عاما ً فأكثر )) تظهر لنا صورة ُمشابهه ب تمثيل "‬
‫و عند ُمقارنة أعداد العُضويّة ك نسبة ُ‬
‫أعلى من ال ُمتوسّط "‪ ،‬ف بينما " ُمتوسّط العُضويّة " فى جميع أنحاء الدولة يصل إلى " ‪ " %8.36‬من مجموع السُ ّكان‪ ،‬إال أن فروع الالذقيّة " ‪%14.91‬‬
‫" و طرطوس " ‪ " %14.85‬و السويداء " ‪ " %16.53‬و القُنيطرة " ‪ ،" %14.12‬و إذا أخذنا معا ً فرعى (( الالذقيّة و طرطوس ‪ ،‬العلويّين أساسا ً )) من‬
‫حيث األعداد ال ُمطلقة " ‪ " %19.15‬نجدهُما يُش ّكالن ال ُجزء األكبر من تنظيم الحزب الكُلّى‪ ،‬الجدول ‪ 8‬صفحة ‪ & 235‬الجدول ‪ 9‬صفحة ‪236‬‬ ‫ُ‬

‫*‬
‫(( الجوالن‪ :‬دراسة فى ال ُجغرافيا اإلقليميّة ))‪ ،‬أديب سليمان باغ‬

‫تقرر (( فصل ‪ 133580‬عُضوا ُ نُصيرى )) أى حوالى " ثُلُث " عدد " أنصار الحزب " بجانب تصفية ‪3242‬‬
‫و بعد ذلك فى الفترة بين ‪ 1980‬إلى ‪ّ 1984‬‬
‫من (( األعضاء العاملين )) بنسبة ال تتعدّى ‪%4‬‬

‫و طبقا ً لإلحصائيّات المنشورة فى التقرير التنظيمى ‪ 1985‬فإن حوالى ‪ %39.5‬من ‪ 133580‬عُضوى نُصير تم فصلُه خالل ‪ 1981 - 1980‬عقب‬
‫المؤتمر القُطرى السابع‪ ،‬و كان الفصل األكبر لألعضاء يقع فى فرع " الالذقيّة " الذى كان ب تمثيل " أقوى من ال ُمتوسّط " بشكل واضح‪ ،‬و فى عام‬
‫‪ 1982‬نجد أكثر من " نصف األعضاء " األنصار المفصولين " ‪ %52‬البالغ عددهم ‪ 14584‬كان من فرع (( ُحماه )) بسبب فترة اإلضطرابات التى‬
‫عصفت ب ال ُمحافظة خالل أزمة اإلخوان ال ُمسلمين‬

‫‪ )-4‬مسألة الخالفة‪ ،‬أبناء األسد‬

‫كان " باسل األسد " ب ُرتبة (( رائد )) فى القُ ّوات ال ُمسلّحة حين أُسند إليه اآلتى ‪::‬‬
‫عُضواً فى (( الحرس ال ُجمهورى )) ‪ (( +‬رئيس أمن الرئاسة )) ‪ (( +‬قائد لواء ُم ّ‬
‫درع ))‬

‫*‬
‫عواد‬ ‫(( الشهيد الحى باسل األسد ))‪ ،‬رياض سيف ّ‬
‫*‬
‫(( منارة األجيال باسل حافظ األسد ))‪ ،‬غازى الموسى‬
‫*‬
‫(( المنظومة الفكريّة للبطل باسل األسد ))‪ ،‬بهجت سليمان‬
‫*‬
‫(( شهادات فى معالم الشهيد باسل األسد ))‪ ،‬مح ّمد سليمان‬
‫*‬
‫‪"Basil's sudden death threatens syria's future", Le Monde‬‬
‫‪19/8/1994‬‬

‫*‬
‫(( الملل و النحل و األعراق ))‪ ،‬سعد الدين إبراهيم‬
‫*‬
‫‪"Syria & the middle east Peace process", Raymond A. Hinnebu‬‬
‫*‬
‫‪"Th Ba'th & the creation of modern Syria", David Roberts‬‬

‫شار األسد " فى ال ُكلّيّة العسكريّة ب " حمص خالل اإلحتفال بالذكرى ال ‪ 24‬للحركة التصحيحيّة فى ‪ 16‬نوفمبر ‪ " ،1994‬ب ُرتبة " نقيب " ك‬ ‫تخرج " ب َّ‬
‫ّ‬
‫األول بينما حصل " بن عدنان مخلوف " على المركز الثانى‪ ،‬كما‬
‫حيث حصل على المركز ّ‬ ‫ُ‬ ‫" ضابط قيادى " بعد نجا ُحه فى دورة (( قائد كتيبة دبّابات ))‬
‫درعات ))‬ ‫رحّب (( وزير الدفاع‪ُ ،‬مصطفى طالس )) فى ذات ال ُمناسبة على إنضمام ب َّ‬
‫شار إلى (( سالح ال ُم ّ‬

‫فى يناير ‪ 1995‬ت ّمت ترقية " ب َّ‬


‫شار " إلى ُرتبة (( رائد فى الحرس ال ُجمهورى ))‬

‫التحرر اإلقتصادى )) فى سوريّا " ال " يُؤدّى بالضرورة إلى‬‫ُّ‬ ‫من الجدير بال ُمالحظة‪ ،‬أن ((‬
‫(( الدي ُمقراطيّة ))‪ ،‬فخالل ال ُمؤتمر الذى عُقد فى (( لندن )) عام ‪ 1993‬حول " التغيير اإلقتصادى و السياسى فى سوريّا "‪ ،‬نزع الحاضرون إلى أن ‪(( ::‬‬
‫التحرر السياسى الكامل أو حتّى‬
‫ُّ‬ ‫التحرر اإلقتصادى فى سوريّا غالبا ً ما سوف يفضى إلى تغيير سياسى محدود‪ ،‬و أنّهُ فى غياب ضغوط إضافيّة لن يتحقّق‬‫ُّ‬
‫الدي ُمقراطيّة‪ ،‬حتّى رغم إحتمال عودة الحياه السياسيّة ))‬

‫يُالحظ " فولكر برتس "‪ ،‬أحد ال ُمشتركين فى ال ُمؤتمر ‪::‬‬

‫التحرر‬
‫ُّ‬ ‫الحالة السوريّا تتعارض مع الحجج ال ُمناسبة التى كثيرا ً ما تتردّد فى نقاشات غربيّة حول سياسة التنمية و التى ت ُفيد بأنّهُ ال يُمكن الفصل بين‬
‫التحرر السياسى و الدي ُمقراطى و ينتهى باإلعتماد عليهما‪ ،‬و من ال ُممكن‬
‫ُّ‬ ‫التحرر اإلقتصادى يُؤدّى إلى مزيد من‬
‫ُّ‬ ‫التحرر اإلقتصادى‪ ،‬و أن‬
‫ُّ‬ ‫السياسى و‬
‫التحرر السياسى الملموس‪،‬‬
‫ُّ‬ ‫إعتبار التعدُّديّة المحدودة و اإلنتقائيّة التى يمنحها النظام بمثابة أسلوب " للحفاظ على النظام " أكثر منه أسلوب للدي ُمقراطيّة أو‬
‫التحرر اإلقتصادى أمر ُممكن و ناجح دون الحاجة ألن يصحبهُ تغيير سياسى حقيقى‬ ‫ُّ‬ ‫فالحالة السوريّا تقول لنا أن‬
‫*‬
‫‪"State & civil society in Syria", Raymond A. Hin‬‬
‫*‬
‫‪"Contemporary syria", Eberhard Kienle‬‬
‫*‬
‫‪"ibid", Volker Perthes‬‬

‫‪------------------------------‬‬

‫الفصل العاشر‬

‫إستنتاجات‬

‫‪ )-2‬التجانُس الطائفى و اإلستقرار و السياسات ‪::‬‬

‫بتأ ُّمل إمتداد فترات بعض األنظمة العسكريّة العربيّة‪ ،‬البُد أن يأخُذ فى اإلعتبار التقدُّم التكنولوجى العظيم لجيوشها و أن يُف ّكر فى إحتمال أن يكون‬
‫صة جهاز شُرطة الدولة‬
‫اإلستقرار الذى شهدناه ُمنذ ‪ 1970‬يُعزى غلى حد كبير آلليه الدولة اآلخذة فى اإلنتشار خا ّ‬

‫*‬
‫‪"Arab Military in Politics: from revolutionary plot to authoritarian state", in " Albert Hourani, Elizabeth Picard‬‬

‫‪ )-3‬الطائفيّة بين الواقعيّة و المثاليّة ‪::‬‬

‫س ّكان ريف سوريّا أو العراق أو من منهم ُمتحضّر نسبيّا ً و الذين كانوا من المحرومين من قبل للتمسُّك بأعضاء عشيرتهم أو طائفتهم أو‬‫(( عندما يميل ُ‬
‫يتصرفون بشكل تلقائى و يتبعون المنطق الناجم عن وضعهم‬
‫ّ‬ ‫ديانتهم أو التعاون معهم‪ ،‬فهذا ليس دليل على التكتُّليّة‪ ،‬رغم أن هذا ما يبدو‪ ،‬بل إنّهم فى الواقع‬
‫التركيبى ))‬

‫*‬
‫‪"Some observations on the social roots of Syria's ruling, Military group & the causes for its dominance", Hanna‬‬

‫سنّيّن و األقلّيّات‪ ،‬بين ال ُمدُن و الريف‪ ،‬بين الطبقات العُليا و الدُنيا ُمنذ ‪ (( 1963‬هاااااااااااااااااااااام )) ‪،‬صفحة ‪ 194‬إلى ‪196‬‬
‫‪ )-4‬القسمة الثُنائيّة بين ال ُ‬

‫*‬
‫(( ترييف المدينة و مدننة الريف ))‪ ،‬سمير عبدُه‬

‫*‬
‫‪"Class & State in Ba'thist syria", Raymond A. Hinneb‬‬
‫*‬
‫‪"Syria's parliamentary elections: remodeling Asad's political base", Volker Perthes‬‬
‫*‬
‫‪"Staat und Gessellschaft in Syrien", Volker Perthes‬‬

‫‪ )-5‬الفشل فى إقتالع الفساد من داخل النُخبة العلويّة ‪ (( ::‬هااااااااااااااااااااااااااااام ))‬

‫التحرر‪ ،‬تاركة وراءها الصرامة التى إتّصفت بها خالل الفترة‬


‫ُّ‬ ‫تدرج نحو الواقعيّة و‬
‫خالل عهد " األسد"‪ ،‬أخذت السياسات اإلجتماعيّة اإلقتصاديّة فى ُّ‬
‫صة بعد التد ًّخل العسكرى السورى فى لبنان‪ ،‬إستغلّت النُخبة‬‫األولى من ُحكم البعث تحت سيطرة " صالح جديد " اليسارى الصارم‪ ،‬لكن بعد عام ‪ 1970‬خا ّ‬
‫شى دخل الجهاز الحزبى و النظام‪ ،‬و لم يُكتب للعديد من الحمالت التى كانت ترمى إلقتالع‬ ‫سلطتها لتزداد ثراء‪ ،‬و أخد الفساد يتف ّ‬ ‫السياسيّة و العسكريّة ُ‬
‫حيث كان من الصعب النيل من العناصر الفاسدة من النُخبة العسكريّة العلويّة و الغير علويّة التى كانت تتمتّع بمراكز مرموقة‬ ‫ُ‬ ‫الفساد ّإال تجاح محدود ج ّداً‪،‬‬
‫و التى كانت تنتمى ل حاشية الرئيس و ما يتبعها‪ ،‬فأتّخاذ أى إجراء تأديبى ضد أهم ُمؤيّدى الرئيس كان من شأنُه تقويض وضع السُلطة ك ُكل داخل النظام‬
‫ذاتُه بشكل ُمباشر‪ ،‬و لذلك لم تُتّخذ مثل هذه اإلجراءات‪ ،‬و قد كانت النُخبة العلويّة تُش ّكل فى األصل إحدى القوى العُظمى داخل النظام التى كانت تميل إلى‬
‫التغيير الجذرى‪ ،‬و بعد أن إزدادت ثراء و حصلت على شتّى أشكال الكزايا الحصينة‪ ،‬أصبحت هذه النُخبة بعينها حجر عثرة كبيرة أمام عمليّة إصالح‬
‫ضبّاط العلويّون الثراء و عائالتهم نوعا ً من اإلئتالف مع البرجوازيّة الثريّة من أهل المدينة‪ ،‬و بالذات مع الدمشقيّين‬
‫كون ال ُ‬
‫التعسُّفات التى شملت الدولة‪ ،‬لقد ّ‬
‫سنّة‪ ،‬و أيضا ً مع آخرين‪ ،‬بما فيهم المسيحيّين‪ ،‬و تولّد لدى األخيرة رغبة ُمباشرة فى الحفاظ على نظام البعث الواقع تحت سيطرة العلويّين‪ ،‬طالماكان‬ ‫ال ُ‬
‫بإمكانهم اإلستمرار فى أعمالهم الناجحة‬

‫*‬
‫‪"Patronage & the Baith: Corruption & control in contemporary syria", Yahya M. Sadowski‬‬
‫*‬
‫‪"The Bourgeois & the Ba'th, Volker Perthes‬‬
‫‪------------------------------‬‬

‫المراجع‬

‫(( أيّام ُحسنى الزعيم‪ 137 ،‬يوما ً ّ‬


‫هزت سوريّا ))‪ ،‬نذير فنصة‬

‫(( حرب العصابات ))‪ُ ،‬مصطفى طالس‬

‫(( حصيلة اإلنقالبات الثوريّة فى بعض األقطار العربيّة ))‪ ،‬مح ّمد سعيد النجدى‬

‫(( ُمحاكمة بائع الجوالن))‪،‬‬


‫(( من ملفّات الجوالن))‪ ،‬خليل ُمصطفى‬

‫(( تأ ُّمالت فى مسألة األقلّيّات ))‪ ،‬سعد الدين إبراهيم‬

‫عواد‬
‫(( حافظ األسد و تجربة الجبهه الوطنيّة التقدُّميّة فى سوريّا ))‪ ،‬رياض سليمان ّ‬

‫(( الصاله و الصيام وفق المذهب الجعفرى " العلوى " ))‪ ،‬عبد الرحمن الخير‬

‫(( نقد و تقريظ كتاب تاريخ العلويّين ))‪ ،‬عبد الرحمن الخير‬

‫الفصل الحادى عشر‬

‫الواليات ال ُمتّحدة و روسيا‬


‫و القوى الخارجيّة‬

‫قالت (( كاثى )) من (( وزارة الخارجيّة األمريكيّة )) إن إدارة (( أوباما )) كانت ُمتخبّطة حتّى (( نيسان ‪ )) 2012‬عندما قدّمت أميركا مبلغ و ُ‬
‫قدره ((‬
‫مزق من أجل (( الرواتب و ال ُمعدّات ))‬‫‪ 100‬مليون دوالر )) إلى (( المجلس الوطنى السورى )) ال ُم ّ‬

‫فى عام ‪ ،1927‬بدأت حقول النفط (( العراقيّة )) بجانب (( كركوك )) بإنتاج النفط‬

‫و قد ش ّكلت القُوى اإلستعماريّة شركات نفط دوليّة ‪ (( ::‬شركة نفط العراق )) التى كانت ملكيّتها ُم ّ‬
‫وزعة بين (( فرنسا ‪ +‬بريطانيا ‪ +‬أميركا ))‬

‫فيما كان نصيب (( شركات التفط األميركيّة )) ‪ 23.75%‬من ملكيّة ذاك (( التج ُّمع النفطى ))‬

‫تُصدّر بالد (( الخليج )) ‪ (( ::‬السعوديّة ‪ +‬الكويت ‪ +‬العراق ‪ +‬إيران ‪ +‬اإلمارات )) ما يُعادل ‪ %30‬من إنتاج (( النفط العالمى )) و تحتوى على ((‬
‫‪ %55‬من إحتياطات النفط العالميّة ))‬

‫‪" American unhinged ", National interest, Jan-Feb, 2014‬‬

‫تجسّست (( وكالة األمن القومى )) على (( رئيسة البرازيل‪ ،‬ديلما روسيف )) و على شركة النفط العمالقة (( بتروبرازر )) التى تملُكها (( البرازيل ))‬

‫‪" NSA accused of spying on Brazilian oil company petrobras ", September 9, 2013‬‬

‫عرض (( قطر )) لمد (( خط أنابيب الغاز الطبيعى )) عام ‪ 2009‬ي ُمر عبر (( السعوديّة و األردن و سوريّا و تُركيا ))‬

‫‪" Moscow rejects Saudi offer to drop Assad for Arms Deal ", AFP, August 8, 2013‬‬

‫عرض (( إيران )) لمد (( خط أنابيب الغاز الطبيعى )) عام ‪ 2009‬ي ُمر عبر (( العراق و سوريّا و لبنان ))‬

‫‪" Syria's pipelineistan War ", Al-Jazeera, August 6, 2012‬‬

‫‪Syria intervention plan flued by oil interest, not chemical weapon concern, Guardian, August 30, 2013 424‬‬

‫الثوار )) إلى (( المخابرات المركزيّة )) تجنُّبا ً للقانون الدولى فى حال قامت (( وزارة الدفاع )) بتلك ال ُمه ّمة‬
‫أوكلت إدارة (( أوباما )) ُمه ّممة تسليح (( ّ‬

‫‪" Obama's uncertain path amid Syria bloodshed ", NYTiMeS, October 22, 2013‬‬

‫(( بيوكانان )) إتّهم (( الجيش األمريكى )) فى عمود صحفى بإنّهُ (( مأجور من الشيوخ العرب و شبّه ُهم ب جنود إيسن )) إبان حملة (( أميركا )) لقصف‬
‫(( سوريّا )) فى أيلول ‪2013‬‬
‫‪" Syria :: Just whose war is it ?! ", wnd, September 5, 2013‬‬

‫رأى (( توماس فريدمان )) فى حتميّة التد ُّخل الدولى فى (( سوريّا ))‬

‫‪Thomas L.Friedman, " A war for oil ", NYTiMeS, Jan 5, 2003‬‬
‫‪archive.aawsat.com‬‬

‫آراء حول (( التد ُّخل العسكرى )) ب (( ليبيا ))‪ ،‬صفحة (( ‪ 240‬و ‪)) 241‬‬

‫(( لجنة أميركا لحماية األصدقاء )) ‪ (( +‬أصدقاء ألجل عالم بال عُنف ))‬

‫‪" War in syria ", afsc, May 10, 2013‬‬

‫وافقة (( روسيا )) على (( إعفاء سوريّا )) من (( ‪ 4/3‬ديونها )) خالل الفترة (( السوفيتيّة )) أى ما يُعادل (( ‪ 9.8‬مليار دوالر من أصل ‪ 13.4‬مليار‬
‫دوالر ))و مع حلول ‪ ،2011‬كان لدى (( روسيا )) ما قيمتُه (( ‪ 20‬مليار دوالر )) من (( التجارة و اإلستثمار فى سوريّا ))‬

‫‪" Why Russia is blocking international action against Syria ", csmonitor, September 19, 2011‬‬

‫إتّفاق (( الطائف )) فى (( لبنان ))‬

‫‪" Do Lebanon's Taif accords offer lessons for Syrian peace ?! ", Global-post, august 2, 2013‬‬

‫‪-----------------------------‬‬
‫‪------------------------------‬‬
‫‪-----------------------------‬‬

‫شرير أو تآ ُمرى أو حتّى خاطئ فى أن تُدعّم أدوات الضغط ال ُمرتبطة مع‬


‫المدير القومى ل لجنة (( اآليباك‪ ،‬أبراهام فوكسمان )) قال ‪ (( ::‬ال يوجد أى أمر ّ‬
‫إسرائيل و الشرق األوسط ّ‬
‫خطة الرئيس فى هذه القضيّة ))‬

‫‪" Lobbying group for Israel to press congress on syria ", NYTiMeS, September 9, 2013‬‬

‫تكونت ال (( آيباك )) عام ‪ 1951‬بهدف تعزيز العالقة بين أميركا و إسرائيل كما بيّن تصريح اللجنة ال ُمتعلّق بأهدافها ‪ (( ::‬إن هدف آيباك هو أن ت ُ ّ‬
‫قوى و‬ ‫ّ‬
‫طور عالقة الواليات ال ُمتّحدة مع إسرائيل بطرائق ت ُ ّ‬
‫عزز أمن إسرائيل و أميركا ))‬ ‫تحمى و ت ُ ّ‬

‫" ‪" AIPAC, " Our mission‬‬

‫أصدر مجلس األمن قرار ‪ 242‬يدعو إسرائيل إلى اإلنسحاب من األراض التى إحتلّتها عام ‪1967‬‬

‫" ‪" UN security council resolution 242, November 22, 1967‬‬


‫‪unispal.un.org‬‬

‫أصدر مجلس األمن و بالغجماع قرار ‪ 497‬و باإلجماع الذى إعتبر قرار ضم إسرائيل ل الجوالن السورى‪ ،‬باطالً و الغيا َ‬

‫" ‪" UN resolution 497, Dec 17, 1981‬‬


‫‪unispal.un.org‬‬

‫شرح ال ُمحلّل السياسى هيلر لنقاط الخالف بين سوريّا و إسرائيل فى ُمباحثات السالم‬

‫‪" Golan Heights profile ", BBC, May 21, 2013‬‬

‫فى عام ‪ ،2008‬حاولت ُك ّال من سوريّا و إسرائيل التو ّ‬


‫صل إلى إتفاقية سالم غير مباشرة بوساطة تُركيا‬

‫‪" Syria : The fall of the house of Assad " (( Yale university press, 2012 )), P. 36‬‬

‫ُورد عن األسد شخصيّا ً أنّه قال بإن هنالك إتفاق على وشك التو ُّ‬
‫صل إليه مع رئيس الوزراء اإلسرائيلى‪ ،‬أولمرت‬

‫‪" Syria strongman : Time fpr reform ", WallStreetJournal, Jan 31, 2011‬‬

‫فى عام ‪ ،2010‬عرض نتنياهو أن يُعيد كامل الجوالن إلى األسد إذا إنفصل عن محور إيران‬
‫‪" Netanyahu agreed to full Golan heights withdrawal ", YNet news, October 12, 2012‬‬

‫‪---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬
‫‪---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬
‫‪---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫باتريك سيل ‪ ..‬الصراع على سورية‬

‫دراسة للسياسة العربيّة بعد الحرب ‪1958 - 1945‬‬


‫ُمقدّمة‬

‫لقد صحب التصفية التدريجيّة‪ ،‬لل إحتالل (( العسكرى و اإلدارة السياسيّة )) ل ُكل من " فرنسا و بريطانيا "‪ ،‬تغيير فى مضمون التطلُّعات‬
‫تحولت الطاقات العربيّة بصورة ُمتزايدة من (( ال ُمساجلة مع األجنبى )) إلى نوع آخر‬ ‫العربيّة‪ .‬ف منُذُ منتصف الجيل الذى تال الحرب‪ّ ،‬‬
‫منها قلّما يكون (( أقل عُنفا ً )) و يتم فيما بينها‪ .‬لقد لحق النضال من أجل (( الوحدة )) بالسباق من أجل (( اإلستقالل ))‪ ،‬و ان هذان‬
‫األمران (( اإلستقالل و الوحدة )) يبدوان كالسوائل فى األوانى ال ُمستطرقة‪ .‬ف حين " تُقطع " الخيوط (( الغربيّة )) ال ُموجّهة‪ ،‬يتّخذ ((‬
‫التوتُّر )) بين الدول العربيّة و فى داخلها أه ّميّة غير ُمتوقّعة‪ .‬أ ّما حين (( يتضاءل النفوذ الغربى )) فإن ال ُمشكالت " المحلّيّة " ل ُكل من "‬
‫القيادة و التنظيمات السياسيّة " لألُسرة العربيّة (( تزداد ظهورا ً ))‬

‫من يريد (( قيادة الشرق األوسط ))‪ ،‬البُد لهُ من (( السيطرة على سوريّا )) بسبب موقعها اإلستراتيجى فهى تُشرف على‬

‫صلة إلى مصر ))‬


‫الممرات الشماليّة الشرقيّة ال ُمو ّ‬
‫ّ‬ ‫أ‪(( )-‬‬

‫البرى ما بين العراق و البحر األبيض ال ُمتوسّط ))‬


‫ب‪ (( )-‬الطريق ّ‬

‫ج‪ (( )-‬شمال الجزيرة العربيّة و الحدود الشماليّة للعالم العربى ))‬

‫إن الصراع ما بين (( سادة دجلة فى العراق )) و (( سادة النيل فى مصر )) فى (( السيطرة على سوريّا )) يوضّح أه ّميّة موقع " سوريّا "‬
‫صة معها‪،‬‬ ‫ل كال الطرفين فى ال ُمنافسة القديمة من أجل (( قيادة الشرق األوسط ))‪ ،‬ف من يُسيطر على " سوريّا " أو يتمتّع ب صداقة خا ّ‬
‫تفوق محلّى )) يُم ّكنة من (( عزل الطرف اآلخر )) و لن يكون فى حاجة إلى (( اإلنحناء أمام أى ترابُط للدول العربيّة ))‪ .‬إن‬ ‫يتمتّع ب (( ّ‬
‫ُّ‬
‫تتحرك نحو هذه أو تلك حسب (( تقلب الميزان ))‬‫ّ‬ ‫(( مصر و العراق )) هُما ال ُمتنافستان‪ ،‬أ ّما (( سوريّا )) فما عليها إال أن‬

‫(( القضيّة الفلسطينيّة )) ل وحدها ف تظل ذات شأن (( قليل فى السياسة العربيّة الداخليّة )) لهذه الفترة‪ ،‬إذا ُ‬
‫طرح جانبا ً ه ّم (( الهاشميّين ))‬
‫الدائب و توقّهم إلى (( ضم سوريّا )) و ما يُقابل ذلك و يُساويه من تصميم (( مصرى ‪ -‬سعودى )) على (( منع )) أى إنضمام كهذا‬

‫إن موقع (( سوريّا )) الخاص يمنحها (( مركز ُمراقبة جيّد )) يُم ّكن منه رصد سياسات (( الدول ال ُكبرى فى المنطقة ))‪ .‬ف كما أنّها ((‬
‫التحركات الدبلوماسيّة التى يُمارسها الغرب و‬
‫ُّ‬ ‫مركز ال ُمنافسات بين الدول العربيّة ))‪ ،‬فهى أيضا ً (( المحور الذى تدور حولُه أعظم‬
‫السوفييت )) ف على حقل السياسة (( الداخليّة السوريّا )) جرت المعارك الحاسمة من أجل (( حلف بغداد ‪ +‬مبدأ أيزنهاور ‪ +‬عزم‬
‫ُقرر عليه أخيراً (( الفشل أو النجاح ))‬
‫السوفييت على ضم سوريّا إلى منطقة النفوذ السوفييت عام ‪ ،)) 1957‬هذا هو ال ُمستوى الذى ي ّ‬

‫تعرضت ل النتائج السلبيّة ل مأساه (( الهزيمة فى فلسطين عام ‪ )) 1948‬ب قيام (( إنقالب‬ ‫كانت (( سوريّا )) الدولة العربيّة األولى التى ّ‬
‫عسكرى عام ‪ )) 1949‬أطاح ب ال ُحكم القائم فى سوريّا و أقام أسلوبا ً ل تد ُّخل (( العسكريّين فى السياسة )) م ّما ش ّكل نموذج ُمشجّعا ً‬
‫للجيوش فى باقى األقطار العربيّة‪ .‬لكن صعود (( الجيش )) لم يفض إلى (( عزل المدنيّين )) فى الحياه السياسيّة (( السوريّا )) مثلما حدث‬
‫تقطعة ُمتباعدة )) لعدم وثوقه من قُ ّوته‪ ,‬لذا يُحق ل سوريّا أن تفخر بأنّها كانت‬‫فى (( مصر))‪ ،‬ذلك أن " الجيش " حكم وحدُه فترات (( ُم ّ‬
‫بُرجا ً ل (( األحزاب السياسيّة )) فى الفترة التى (( سبقت و تلت " الوحدة مع مصر عام ‪ )) " 1958‬ب كونها غنيّة فى الحياه السياسيّة‬
‫بصورة ال يُجاريها فيها أيّة دولة عربيّة أُخرى‪،‬‬

‫إن (( إنحالل األحزاب الوطنيّة التقليديّة )) قد تجلّى هُنا ب وضوح تام بعد الحرب‪ ،‬ذلك أنّها غدت (( عاجزة عن تشخيص ال ُمشكالت التى‬
‫ّ‬
‫فتخطاها الزمن بعد أن إستكانت أثر فوزها على الدولة ال ُمنتدبة‪ ،‬و خلفتها مجموعات (( أصغر سنّا ً و أكثر راديكاليّة‬ ‫أوجدها اإلستقالل ))‬
‫النواب )) م ّما جعلها عُرضة ألن‬‫))‪ ،‬ف على سبيل المثال‪ ،‬تُعتبر (( سوريّا )) ّأول دولة عربيّة تدفع ب (( نائب شيوعى )) فى (( مجلس ّ‬
‫تصبح دولة تابعة تسبح فى فلك (( السوفييت ))‪ ،‬األمر الذى جعلها ترفع شعار (( الحياد )) قبل أن تتبنّاه (( مصر ))‬
‫القوة ال ُمؤثّرة فى السياسة ال ُمعاصرة )) حتّى ظهر الحركة‬
‫كانت مسيرة النضال من أجل تحقيق (( الوحدة العربيّة )) يشوبها (( الغموض و ّ‬
‫السياسيّة ذات المنشأ " السورى " تُدعى (( حزب البعث )) الذى إستطاع (( صهر فكرة الوحدة و تحويلها ل أداه سياسيّة قويّة )) عن‬
‫سلطة عام ‪1963‬‬ ‫طريق التحالُف مع (( عبد الناصر )) عام ‪ 1958‬و ما تال ذلك بصعود البعث إلى ال ُ‬

‫‪------------------------------‬‬
‫‪------------------------------‬‬
‫‪------------------------------‬‬

‫الفصل الثانى‬

‫الهاشميّون و الهالل الخصيب‬

‫مرت عبر (( دمشق )) قوافل (( شرقى األُردن ‪ +‬فلسطين ‪ +‬نجد ‪ +‬الحجاز ))‪ ،‬كما قامت (( حلب )) بإدارة (( الشؤون التُجاريّة‬ ‫لقد ّ‬
‫لألناضول ‪ +‬كيليكيا ‪ +‬الموصل ‪ +‬بغداد ‪ +‬فارس )) أ ّما ال ُمدُن السوريّا مثل (( حمص ‪ُ +‬حماه )) فقد أمدّت (( القبائل البدويّة ‪ +‬جبل شمر‬
‫حيث لم ي ُكن يفصل (( آسيا العربيّة )) ما بين (( األناضول ‪ +‬مصر )) أيّه حدود وطنيّة فى القرن ال ‪ ،19‬ف كان‬ ‫ُ‬ ‫‪ +‬الح ّماد )) ب ال ُمؤن‪،‬‬
‫الرجال و البضائع ينتقلون ب ُح ّريّة عبر (( سوريّا )) إلى جميع أطراف (( اإلمبراطوريّة العُثمانيّة )) بسبب غياب الحدود اللغويّة و‬
‫الطبيعيّة ذات األه ّميّة‪ ،‬ف كانت الموانئ القائمة على البحر ال ُمتوسّط ك (( اإلسكندريّة ‪ +‬بيروت ‪ +‬طرابلُس )) تلعب دورا ً ها ّما ً فى خدمة‬
‫(( الموانئ الصحراويّة )) التى بدورها تُقدّم الخدمات الجلى إلى (( المناطق الصحراويّة ))‪،‬‬

‫لكن هذه البُقعة قد ُج ّزئت من قِبَل (( الفرنسيّين و اإلنجليز )) عام ‪ 922‬إلى ما ال يقل عن ‪ 8‬وحدات ذات (( إستقالل إدارى داخلى )) ف‬
‫غدت " سوريّا " قد فُصلت عنها مناطقها (( الداخليّة )) جذعا ً بال فروع‪،‬‬

‫عالقة (( سوريّا ب العراق )) ما بين الحربين‪ ،‬صفحة ‪ 12‬و ‪ 13‬و ‪14‬‬

‫وظفى الحكومة البريطانيّة )) ل سلوك األُسرة (( الهاشميّة ))‪ ،‬صفحة ‪ 15‬و ‪16‬‬
‫وصف (( السير الك كيركبرايد‪ ،‬أحد ُم ّ‬

‫تأسيس إمارة (( شرق األُردن )) تحت ُحكم (( عبد هللا‪ ،‬االبن األوسك ل الشريف حسين ))‪ ،‬صفحة ‪ 16‬و ‪17‬‬

‫توفّى (( غازى )) نجل (( فيصل‪ ،‬ملك العراق )) عام ‪ ،1933‬و كان طفلهُ صغيراً‪ ،‬األمر الذى إستدعى إرسال (( عبد هللا بن األمير على‬
‫)) إلى (( العراق )) ك (( وصى على ال ُحكم )) ُمتّخذا ً موقفا ُمناهض للقوميّة العربيّة حتّى مقتلُه عام ‪ 1958‬على يد الجيش العراقى‪،‬‬

‫قدّم (( رئيس الوزراء العراقى‪ ،‬رشيد عالى الكيالنى )) طلبا ً إلى الحكومة (( البريطانيّة )) فى ‪ 31‬آذار ‪ ،1940‬ب ضرورة تعجيل تنفيذ ما‬
‫ُورد فى (( الكتاب األبيض الفلسطينى عام ‪ )) 1939‬بوضع " فلسطين " على طريق اإلستقالل‪ُ ،‬مقابل موافقة " العراق " على إعالن‬
‫الحرب على (( إيطاليا ))‪،‬‬

‫و حين رفضت بريطانيا تلك المطالب‪ ،‬أقدم (( رشيد عالى الكيالنى )) على القيام ب إنقالب فى ‪ 1‬نيسان ‪ُ 1941‬معتديا ً على (( القُ ّوات‬
‫البريطانيّة )) ب ُمساندة (( الرئيس السورى‪ ،‬شُكرى القوتلى )) الذى ّألف لجنة سوريّا ل جمع المال ل دعم إنقالب رشيد على‪ ،‬مع قيام ((‬
‫ضبّاط ُمندفعا ً بهم إلى نجدة رشيد على ))‪ ،‬األمر الذى إستدعى هروب (( عبد هللا )) ُمتخفّيا ً إلى ((‬
‫أكرم الحورانى ب تجنيد صغار ال ُ‬
‫جواً‪ ،‬منها إلى (( فلسطين )) ثُم إلى (( األُردُن فى حمى ع ّمه عبد هللا )) ل يعود بعد ‪ 3‬أسابيع إلى ب ُمساندة (( بريطانيا و الجيش‬
‫البصرة )) ّ‬
‫األُردنى )) إلى ُحكم (( العراق ))‬

‫سلطات " اإلنتداب الفرنسى " ب‬


‫حين (( إنهارت )) ثورة " رشيد عالى "‪ ،‬عادت حفنة من (( ال ُمؤيّدين السوريّين )) إلى سوريّا فقامت ُ‬
‫إحتجازهم ب (( دير الزور )) و كان من بينهم (( أكرم الحورانى ‪ +‬عفيف البرزى‪ ،‬رئيس األركان السوريّا ‪ +‬جمال األتاسى‪ ،‬أحد‬
‫ُمؤسّسى البعث ))‬

‫الوزراء‪ ،‬نورى السعيد )) خالل الحرب العالميّة الثانية‬ ‫(( مشروع وحدة الهالل الخصيب )) ُ‬
‫طرح من قِ َبل (( السياسى العراقى و رئيس ُ‬

‫بعد سقوط (( فرنسا ))‪ ،‬إعتقد " نورى السعيد " إن بات بإمكان (( بريطانيا )) تأييد العرب بسعيهم فى تحقيق أهدافهم القوميّة‪ ،‬ف سافر‬
‫إلى (( القاهرة )) و إجتمع مع (( ريتشارد كاسى‪ ،‬وزير الدولة البريطانى ل شؤون الشرق األوسط )) فى أوائل عام ‪ ،1942‬و حين طلب‬
‫منه " كاسى " كتابة ال ُمقترح كتابةً‪ ،‬قام " نورى " ب تقديم وثيقة تحت عنوان (( ُمذ ّكرة حول القضيّة العربيّة مع إشارة خا ّ‬
‫صة إلى فلسطين‬
‫((سرا ً )) على الجهات ال ُمخت ّ‬
‫صة‬ ‫ّ‬ ‫و إقتراحات تسوية دائمة )) إلى الوزير و توزيعها‬

‫ّ‬
‫الخطة على مرحلتين ‪::‬‬ ‫إقترح " نورى السعيد " تنفيذ‬
‫األولى تقتضى ضم (( سوريّا و لبنان و فلسطين و األُردُن )) فى دولة واحدة‪ ،‬أ ّما شكل حكومتها و كونها (( ملكيّة أم جمهوريّة ))‪(( ،‬‬
‫ُقره الشعب نفسه‪ ،‬مع منح األقلّيّة (( اليهوديّة فى فلسطين )) ُحكما ً ذاتيّاً‪ ،‬و توفير الحماية الالزمة ل (( المسيحيّين فى‬
‫وحدويّة أم إتّحاديّة )) ي ُّ‬
‫لبنان ))‪،‬‬
‫أ ّما الثانية تقتضى ربط (( سوريّا ال ُكبرى )) بعد قيامها ب (( العراق )) فى (( جامعة عربيّة )) تنضم إليها دول عربيّة أُخرى وفق مشيئتها‪،‬‬
‫سه أحد (( ال ُح ّكام العرب )) ال ُمنتخب ب‬
‫و على رأس هذه الجامعة يقوم (( مجلس دائم )) يُس ّمى أفرادُه (( الدول العربيّة األعضاء ))‪ ،‬و يرئ ُ ُ‬
‫ّ‬
‫األقليّات ))‬ ‫إسلوب ترضى به الدول المعنيّة‪ ،‬و سيكون المجلس مسؤوالً عن (( الدفاع ‪ +‬الشؤون الخارجيّة ‪ +‬النقد ‪ +‬حماية‬

‫خطط (( عبدهللا‪ ،‬ملك شرق األُردن )) فى قيام (( سوريّا ال ُكبرى )) يقوم أيضا ً على مرحلتين ‪::‬‬
‫ُم ّ‬

‫األولى‪ ،‬توحيد (( سوريّا و لبنان و فلسطين و األردن )) تحت قيادتُه‪ ،‬مع حل ُمشكلة (( اليهود فى فلسطين ب منحهم إستقالالً ذاتيّا ً إداريّا ً ))‬
‫الثانية‪ ،‬ضم (( سوريّا و شرق األردن ) حاالً تحت قيادتُه مع التهيئة ل ضم (( فلسطين و لبنان ))‪ ،‬مع تشكيل " إتّحاد " على نمط ((‬
‫الواليات ال ُمتّحدة األمريكيّة )) أو (( اإلتّحاد السويسرى الكونفدرالى )) صفحة ‪ 27‬و ‪ 28‬و ‪ 29‬و ‪30‬‬

‫بحث (( عبدهللا‪ ،‬ملك شرق األردن )) خالل عامى ‪ 1946 - 1945‬مع بن أخيه (( عبدهللا بن على‪ ،‬الوصى على العراق )) فكرة توحيد ((‬
‫العراق و شرق األردن )) تحت قيادتُه طالما على قيد الحياه‪ ،‬على أن تنتقل الخالفة إلى (( ساللة الملك فيصل )) و ليس أبنا ُءه‪ ،‬األمر الذى‬
‫قُوبل ب " الرفض الشديد " من قِ َبل (( سوريّا و لبنان )) اللتين رأتا فيهما الخطوة األولى نحو (( سوريّا ال ُكبرى )) بجانب الرفض الشديد‬
‫من قِبَل (( مصر و السعوديّة )) اللتين تُعارضان أى توسُّع ل األُسرة الهاشميّة‪ ،‬نتج عن هذه المفاوضات توقيع ُمعاهدة مائعة ال قيمة لها‬
‫تحت ُمس ّمى (( تحالف و إخاء )) مع العراق فى ‪ 15‬نيسان ‪ 1947‬وضعت تحت التنفيذ فى ‪ 10‬حزيران‬

‫تم تأسيس (( الجامعة العربيّة )) عام ‪ 1945‬ك نتيجة ل ال ُمجابهة ال ُكبرى حول (( الوحدة العربيّة )) التى دعى إليها (( ُمصطفى النحّاس‪،‬‬
‫رئيس وزراء مصر )) الدول العربيّة عام ‪1943‬‬

‫*‬
‫((تقصف األشواك))‪ ،‬السير الك كيركبرايد‬
‫*‬
‫((مشروع الهالل الخصيب ‪ -‬دراسة فى العالقات العربيّة الداخليّة))‪ ،‬مجيد خضورى‬
‫*‬
‫((زمن الحرب))‪ ،‬كيرك‬
‫*‬
‫((إستقالل العرب و الوحدة))‪ ،‬نورى السعيد‬
‫*‬
‫((معضالت السياسة فى الشرقين االدنى و االوسط)‪ ،‬ج‪.‬سى‪.‬هورويتز‬
‫*‬
‫((الكتاب األردنى األبيض‪ :‬الوثائق القوميّة فى وحدة سوريّا الطبيعيّة ))‬
‫*‬
‫(( ُمذ ّكرات الملك عبدهللا))‪،‬‬
‫ملك شرق األردُن‬

‫‪------------------------------‬‬
‫‪------------------------------‬‬
‫‪------------------------------‬‬

‫الفصل الثالث‬

‫مصر و الوحدة العربيّة‬

‫كانت (( مصر )) " ُمتأ ّخرة " فى إيمانها ب قضيّة (( الوحدة العربيّة )) و " تخلّفت " فى العقود األولى عن حركة (( القوميّة العربيّة فى‬
‫تحولت إلى " حركة ثوريّة " عام ‪ 1916‬ضد ال ُحكم‬ ‫آسيا )) التى ظهرت بعد عام ‪ 1908‬ك رد فعل على (( القوميّة التُركيّة )) و التى ّ‬
‫العُثمانى‬

‫سلطان‬
‫سلطة (( ال ُ‬
‫إنشغلت " مصر " ب (( اإلحتالل البريطانى )) عام ‪ 1882‬و رأت بقا ُءها و صالتها ب (( األستانة )) خاضعة ل ُ‬
‫العُثمانى )) واقيا ً رئيسيّا ً من قيام (( بريطانيا )) ب إلحاق " مصر " رسميّا ً ب إمبراطوريّتها‪ ،‬لكن إعالن (( الحماية )) عام ‪ 1914‬وضع‬
‫ح ّدا ً ل تفكير ك هذا‬
‫الحريّة فى (( السياسة الخارجيّة )) بعد إبرام ُمعاهدة ‪ 1936‬مع بريطانيا‬
‫ّ‬ ‫إستطاعت " مصر " أن تشعر ب هامش من‬

‫كانت (( عاطفة )) الشعب المصرى تجاه دور مصر الريادى فى الشرق األوسط‪ ،‬قائمة على الدور (( اإلسالمى ))‪ ،‬و التى تُرجمت فى‬
‫سياستها الخارجيّة عن طريق التضامن جميع الفئات اإلسالميّة ال ُمضطهدة‪ ،‬مثال ‪ ::‬كانت إحتجاجات المصريّين و ُمعارضتهم ل (( قصف‬
‫فرنسا ل دمشق عام ‪ + 1925‬سحق إيطاليا ل ثورة بُرقة عام ‪ )) 1930‬ذات طابع (( إسالمى أكثر منه قومي عروبى ))‬

‫قوتها نتيجة (( اإلستعمار الصهيونى ‪ +‬إضطرابات العرب و ثوراتهم ال ُمتك ّررة ما بين‬ ‫نمت ال ُم ّ‬
‫نظمات (( السياسيّة اإلسالميّة )) و تزايدت ّ‬
‫عامى ‪ )) 1939 - 1936‬و قدّم لها موضوعاتها (( الدعاويّة الرئيسة )) ذات طابع (( إسالمى أكثر منه عربى ))‪ ،‬م ّما جعل (( ُزعماء‬
‫األحزاب المصريّة )) يستشعرون الخطر و يرون أن سياسة (( تأييد العرب ال ُمضطهدين أكثر ربحا ً فى مصر ))‬

‫شبّان ال ُمسلمين ‪ +‬حزب مصر الفُتاه ))‬ ‫من أشهر تلك ال ُم ّ‬


‫نظمات السياسيّة اإلسالميّة كانت ‪ (( ::‬اإلخوان ال ُمسلمين ‪ +‬ال ُ‬

‫إن اإلنفجار العربى فى (( فلسطين )) عام ‪ 1936‬قد شهد بذور آراء (( على ماهر‪ ،‬رئيس وزراء مصر )) ك ّأول سياسى مصرى رأى‬
‫صة بعد أن أصبح الرجل القوى فى مصر بالتدريج منذ وفاة الملك فؤاد فى نيسان‬ ‫من الضرورى جعل " مصر " بطلة العالم العربى‪ ،‬خا ّ‬
‫‪ُ ،1936‬متنقّالً بين رئاسة الوزراء و رئاسة الديوان حتّى إنسحب من الحكومة فى حزيران ‪ ،1940‬و فى ُمحاولة ل خلق سياسة مصريّة‬
‫تجاه فلسطين‪ ،‬قام (( على ماهر ‪ +‬عبد الرحمن ّ‬
‫عزام‪ّ ،‬أول أمين عام الجامعة العربيّة )) ب حضور المؤتمر الذى إنعُقد فى (( لندن عام‬
‫مرة ب قبول بريطانيا و العرب ب زعامة مصر للعرب‬ ‫‪ )) 1939‬مؤ ّكدين ل ّأول ّ‬

‫برزت فكرة (( الوحدة العربيّة )) عبر الهجمات حول (( فلسطين )) و القلق اإلجتماعى المحلّى بواسطة (( حزب الوفد و فاروق نفسه ))‬
‫فى أوائل الحرب عام ‪1943‬‬

‫كانت مصلحة (( مصر )) تكمن فى اإلشتراك و حتّى قيادة الحركة نحو (( وحدة إقليميّة )) بدت خطوة فى (( تجميع آسيا العربيّة )) حسب‬
‫بيانات (( أنطونى أيدن )) فى عامى ‪ 1941‬و ‪ 1943‬و التى تع ّهدت فيها (( بريطانيا )) بدعم (( الوحدة العربيّة ))‪ ،‬األمر الذى ساهم فى‬
‫ظمات اإلسالميّة )) فى‬ ‫تشجيع اإلستقالالت اإلقليميّة الذى أ ُ ّ‬
‫قر فى ميثاق األطلسى فى (( دمبارتون أوكس )) م ّما أثّر سلبا ً على نشاط (( ال ُمن ّ‬
‫مصر‪ ،‬فتم (( قمع‪ ،‬حزب مصر الفُتاه ‪ +‬تعليق نشاط اإلخوان ال ُمسلمين و سجن حسن البنّا ‪ +‬فقدان جمعيّة ال ُ‬
‫شبّان ال ُمسلمين فعاليّتها ب‬
‫موت رئيسها عبد الحميد سعيد ))‬

‫أُقيم خالل الحرب‪ُ ،‬م ّ‬


‫نظمة (( مركز تموين الشرق األوسط )) و هى عُبارة عن (( إدارة مركزيّة للشؤون اإلقتصاديّة )) دعما ً للمجهود‬
‫الحربى لل ُحلفاء تُديرها (( بريطانيا وحدها ))‪ ،‬و كانت مسؤولة ُمنذ عام ‪ 1941‬على أمور (( الشحن و التموين )) باإلشتراك مع ((‬
‫الحكومات المحلّيّة )) أمام (( وزير الدولة البريطانى فى القاهرة )) و كان لها القول الحاسم فى اإلنتاج (( الزراعى و الصناعى )) فى‬
‫المنطقة‪،‬‬

‫فى شباط ‪ 1942‬قام (( البريطانيّون )) ب إحاطة (( قصر عابدين )) ب الدبّابات و فرضوا على (( فاروق )) تعيين (( النحّاس‪ ،‬رئيسا ً‬
‫للوزراء )) لبدأ سلسلة من ال ُمحادثات حول (( الوحدة العربيّة )) مع زعماء (( العراق ‪ +‬األردن ‪ +‬سوريّا ‪ +‬لبنان ‪ +‬اليمن ‪ +‬السعوديّة ))‬
‫ما بين تموز و أكتوبر عام ‪ ،1943‬نجم عنها توقيع (( بروتوكول اإلسكندريّة فى أكتوبر ‪ )) 1944‬ثُم (( ميثاق الجامعة العربيّة عام ‪1945‬‬
‫))‪ ،‬لكن قام (( فاروق )) فى اليوم الذى تال توقيع البروتوكول ل (( طرد النحّاس من الحكومة )) ليقوم ب تقديم نفسه ك بطل معترف به ل‬
‫(( مصر و الوحدة العربيّة )) عن طريق الخطب و الرحالت الخارجيّة والحمالت الصحفيّة المدفوعة‬

‫قال الدكتور (( نجيب األرمنازى‪ ،‬سفير سورى سابق‪ ،‬شغل منصب األمين العام للقصر الجمهورى عام ‪ )) 1943‬لل ُمؤلّف فى حديث جرى‬
‫ب (( دمشق يوم ‪ )) 1961/7/9‬و كان أحد أعضاء (( الوفد السورى )) إلى المباحثات فيما بعد ‪ (( ::‬لقد لحظنا ب إهتمام و دهشة الصراع‬
‫بين فاروق و النحّاس و قد أدركنا أن ه ّمهما الوحيد من إنشاء الجامعة كان من أجل وضعهم داخل مصر و ليس من أجل العرب و لكننا‬
‫أغمضنا عيوننا على ما رأينا‪ ،‬فقد كنّا سعداء بأن مصر‪ ،‬مهما كان الدافع‪ ،‬أخذت تعتبر نفسها جزءاً من العالم العربى ))‬

‫للمرة األولى و لألبد مسؤوليّة العالم العربى ُكلُّه )) و لكن بسبب‬‫كان إحد نتائج (( بروتوكول اإلسكندريّة )) جعل المشكلة (( الفلسطينيّة ّ‬
‫صة فى (( سوريّا و لبنان )) كانت ((‬ ‫قوات أجنبيّة‪ ،‬ف بصفة خا ّ‬ ‫غياب اإلستقالل التام ل معظم الدول العربيّة و كان فى أراضيها كثير من ّ‬
‫صا ً هُناك ))‪ ،‬جعل البروتوكول يبدو و‬ ‫فرنسا )) ترفض التنازل عن حقّها فى اإلنتداب من غير توقيع (( معاهدة جديدة تكفُل لها مركزا ً خا ّ‬
‫جرد (( خدعة )) من "‬‫ُ ّ‬ ‫م‬ ‫))‬ ‫ّة‬
‫ي‬ ‫العرب‬ ‫الجامعة‬ ‫كأنّه إتّجاها ً عربيّا ً عا ّما ً نحو العالم الخارجى‪ ،‬األمر الذى أثار الشكوك لدى (( فرنسا )) بأن ((‬
‫بريطانيا " ل طرد " فرنسا " من المشرق‬

‫صحيح أن (( بريطانيا )) كفلت (( إستقالل سوريّا و لبنان )) عام ‪ 1941‬بجانب تقديم الدعم الحاسم ل (( الزعماء الوطنيّين السوريّين ))‬
‫فى معركتهم األخيرة ضد (( فرنسا )) عام ‪ ،1945‬إال أنّها كانت تسبح فقط مع التيّار فى محاولة ل إسترضاء (( الرأى العام العربى فى‬
‫تلك الفترة الحرجة من الحرب‪ ،‬فهى لم تخلق فكرة الوحدة العربيّة و لم تخترع الجامعة العربيّة إال أنّها حاولت توجيهها بما يخدم مصالحها‬
‫قوة مسيطرة فى المشرق )) حسب ما جاء فى خطاب (( أيدن )) فى مقر (( بلديّة لندن )) فى أيار ‪1941‬‬ ‫ك أكبر ّ‬
‫تعرض ُزعماء (( سوريّا و العراق )) إلى ضغوط (( بريطانيّة )) شديدة من أجل التسليم ب ريادة مصر فى زعامة المنطقة‪ ،‬األمر الذى‬‫ّ‬
‫جعل (( نورى السعيد‪ ،‬الرئيس العراقى ‪ +‬سعد هللا الجابرى‪ ،‬الرئيس السورى )) فى وضع قُ ّواهما إلى جانب غرور (( النحّاس )) فى‬
‫قوة عاطفة (( مصر )) التى كانت تكتنفها شكوك قويّة آنذاك‬
‫محاولة ل إختبار ّ‬

‫خططات (( الوحدة فى آسيا العربيّة )) عن طريق إجهاض مشروع ((‬ ‫كانت النتيجة الرئيسة ل قيام (( الجامعة العربيّة )) هى ضرب ُم ّ‬
‫سوريّا ال ُكبرى‪ ،‬عبد هللا )) ‪ +‬مشروع (( إتّحاد الهالل الخصيب‪ ،‬نورى السعيد )) عن طريق إصدار (( دستور خاص ب الجامعة العربيّة‬
‫)) يشدّد على (( منع )) أى ُمحاولة من قِبَل (( العراق أو األردن )) فى اإلندماج مع (( سوريّا )) مع تحريض (( مصر )) على توجيه‬
‫ضغوط شديدة على (( نورى السعيد )) عام ‪ 1944‬حين سرت معلومات حول رغبة (( عراقيّة )) ب منفذ على (( البحر ال ُمتوسّط ))‬

‫قوة قادرة على تحدّيها فى المشرق‪،‬‬


‫أدركت (( مصر )) أن مصلحتها الوطنيّة تك ُمن فى (( إحتواء الهاشميّين )) بجانب (( منع )) ظهور أيّة ّ‬
‫عن طريق الحفاظ على الوضع القائم ب شكل (( دول صغيرة ُمستقلّة تابعة لها )) مع اإلصرار على منع وقوع (( سوريّا )) فريسة نفوذ ل‬
‫(( العراق أو األردن ))‬

‫*‬
‫((تطور مصر‪ ،)) 1950 - 1924 :‬مارسيل كولمب‬
‫ّ‬

‫‪------------------------------‬‬
‫‪------------------------------‬‬
‫‪------------------------------‬‬

‫الفصل الرابع‬

‫إسقاط الوطنيّين القُدامى‬

‫إستطاع (( رئيس األركان السورى‪ ،‬حسنى الزعيم )) بالقيام ب إنقالب عسكرى ناجح فى ‪ 30‬آذار ‪ 1949‬أطاح ب الحكم القائم و ز ّج‬
‫بالجيش الفتى فى السياسة و ب البالد فى عقد من الفوضى و المتاعب (( قبل الوحدة مع مصر ))‬

‫‪ )-1‬الكتلة الوطنيّة ‪::‬‬

‫تكونت ال ُكتلة من رجال وطنيّين طمسوا ُكل خالفاتهم من أجل توحيد معركة النضال ضد ال ُمحتل الفرنسى ما بين الحربين‪ ،‬ف لقد بلغ‬‫ّ‬
‫سطوع نجم ال ُكتلة فى الثالثينات أثناء ال ُمفاوضات التى أجراها أعضائها مع (( حكومة بلوم عام ‪ )) 1936‬من أجل إبرام ُمعاهدة مع ((‬
‫فرنسا )) تالها تشكيل حكومة (( ُكتلويّة )) ب رئاسة (( جميل مردم بك )) ض ّمت أعضاء بارزين ب الجبهه أمثال (( سعد هللا الجابرى‪،‬‬
‫حلب ‪ +‬شُكرى القوتلى‪ ،‬دمشق ‪ +‬هاشم األتاسى‪ ،‬رئيس وزراء حكومة فيصل فى دمشق عام ‪ ،1920‬رئيسا ً لل ُجمهوريّة ‪ +‬فارس الخورى‪،‬‬
‫رئيسا ً للمجلس التشريعى‪ ،‬بروستانتى ))‬

‫و لكن مع (( رفض البرلمان الفرنسى )) لل ُمصادقة على ال ُمعاهجة بعد تأجيالت عدّة ‪ +‬اإلخفاق فى منع ضياع (( لواء إسكندرون )) و‬
‫إلحاقُه ب (( تُركيا )) عام ‪ّ ،1939‬‬
‫تقوضت شعبيّة ال ُكتلة بسبب وجود عدد كبير من (( ال ُ‬
‫ضبّاط و ال ُمستشارين الفرنسيّين ))‬

‫سلطات (( التشريعيّة و التنفيذيّة و القُ ّوات ال ُم ّ‬


‫سلحة‬ ‫على الرغم من اإلعتراف رسميّا ً ب (( إستقالل لبنان و سوريّا عام ‪ ،)) 1941‬إال أن ال ُ‬
‫صة ب الشرق )) جهود الحكومة فى قيام (( جيش‬ ‫تصرف ال ُمحتل (( الفرنسى ))‪ ،‬كما (( أعاق )) وجود (( القُ ّوات الخا ّ‬
‫ُّ‬ ‫)) كانت تحت‬
‫صة ب الشرق‪ ،‬األمر‬ ‫صة مع سوريّا ُمقابل (( حل )) القُ ّوات الخا ّ‬ ‫وطنى )) بسبب إصرار فرنسا على إبرام ُمعاهدة تضمن لها حقوق خا ّ‬
‫الذى أدّى إلى ُمواجهات دامية بين (( الشعب السورى )) و " فرنسا " تد ّخلت على إثرها (( بريطانيا )) م ّما ساهم فى جالء ال ُمحتل الفرنسى‬
‫فى ‪ 17‬نيسان ‪ ،1946‬على الرفم من الشعور السلبى لدى (( السوريّين )) تجاه (( بريطانيا )) التى تركت (( فرنسا )) تستبيح األراض‬
‫السوريّا و دماء السوريّين عام ‪1919‬‬

‫سلطة أثر إنتخاب (( شُكرى القوتلى‪ ،‬رئيسا ً لل ُجمهوريّة فى تموز ‪ )) 1943‬بجانب قيام‬ ‫إستطاعت (( ال ُكتلة الوطنيّة )) العودة ب ّ‬
‫قوة إلى ال ُ‬
‫(( سعد هللا الجابرى‪ ،‬ب تأليف الحكومة ب تمثيل قوى ل الحرس الوطنى القديم ))‬

‫جاءت الفُرصة ل (( القوتلى )) من أجل قيادة ال ُكتلة الوطنيّة أثر (( إغتيال )) الدكتور (( عبد الرحمن الشهبندر‪ ،‬ال ُمناهض لل ُكتلة )) فى ‪7‬‬
‫تموز ‪ ،1940‬بجانب (( هروب )) ‪ُ 3‬زعماء كبار من ال ُكتلة إلى (( العراق )) و هُم (( جميل مردم بك ‪ +‬لُطفى الحفّار ‪ +‬سعد هللا الجابرى‬
‫)) تاركين (( القوتلى )) ل ُمفرده فى الميدان‪ ،‬فإستغ ّل ُمحاوالت (( األلمان )) و ُمحاوالت (( لجنة ال ُهدنة اإليطاليّة )) ب اإلتّصال به من‬
‫أجل تشجيع فكرة (( القوميّة العربيّة ))‪ ،‬لكن مع القدوم ال ُمفاجئ ل (( جيش ال ُحلفاء )) إلى " سوريّا "‪ ،‬هرب (( القوتلى )) إلى (( السعوديّة‬
‫)) قبل أن يعود إلى (( دمشق )) فى ربيع ‪ 1942‬ب (( وساطة سعوديّة مع إدارة فرنسا فى مشق )) حتّى تم إنتخابُه (( رئيسا ً لل ُجمهوريّة‬
‫عام ‪1943‬‬
‫كانت (( السعوديّة )) تتمتّع ب مكانة خا ّ‬
‫صة لدى " القوتلى " بسبب عمل أفراد عائلته ك وكالء تُجاريّين اللسعوديّة فى دمشق ‪ +‬إرسال‬
‫ال ُمتعلّمين السوريّن للعمل ُمساعدين ل ملك السعوديّة مثل (( يوسف ياسين‪ُ ،‬مستشار الملك السعودى الرئيسى فى الشؤون الخارجيّة ))‬

‫فى عهد رئاسة " القوتلى " تناوب على (( رئاسة الحكومة )) فى الفترة ما بين أيلول ‪ 1943‬و ‪ 3 ،1947‬أعضاء بارزين من ال ُكتلة (( سعد‬
‫هللا الجابرى ‪ +‬جميل مردم بك ‪ +‬فارس الخولى )) فاقدى الشعبيّة فى فترة (( األربعينات )) بسبب كفاحهم ال ُمستمر ضد ‪ 3‬أمور شاذّة‬
‫صة فى سوريّا ))‬‫أه ّمها ‪ (( ::‬العمل ضد توقيع ُمعاهدة تمنح ل فرنسا إمتيازات خا ّ‬

‫كانت (( ال ُمعارضة )) تنمو داخل (( ال ُكتلة الوطنيّة )) ُمنذ عام ‪ 1936‬مع فشل إبرام ُمعاهدة (( بلوم ))‪ ،‬إال أن حدث اإلنشقاق فى (( حلب‬
‫)) عام ‪ 1939‬حيث إنفصل (( ُرشدى الكيخيا ‪ +‬ناظم القُدسى )) عن (( سعد هللا الجابرى ))‬

‫مع وفاة (( سعد هللا الجابرى )) فى ‪ 20‬حزيران ‪ ،1947‬قوى شوكة (( القوتلى )) و تلقّت (( ال ُكتلة الوطنيّة )) ضربة ُموجعه‪ ،‬ف لقد كان‬
‫(( الجابرى )) الوحيد الذى وقف ضد طموح " القوتلى " فى (( تعديل الدستور بشكل يسمح إعادة إنتخابه ل ‪ 5‬سنوات أُخر ))‬

‫‪ )-2‬الحزب الوطنى ‪::‬‬

‫توحّدت شتات " الجناح الحاكمة من ال ُكتلة الوطنيّة " فى ربيع عام ‪ 1947‬ب (( الحزب الوطنى )) قبل اإلنتخابات التا ّمة ب بضعة شهور‪،‬‬
‫مقره فى (( دمشق ))‪ ،‬حيث يوجد ل رجال أمثال (( شُكرى القوتلى ‪ +‬فارس الخولى ‪ +‬لُطفى الحفّار ‪ +‬صبرى العسلى )) أتباع‬ ‫و ُّ‬
‫صل ‪ +‬عدم ُممارسة أى نظام‬ ‫شخصيّون‪ .‬لقد عكس (( الحزب )) السياسة الدمشقيّة فى أضيق صورها بسبب (( عدم طرح أى منهاج ُمف ّ‬
‫على أفرادُه بسبب غياب قيادة ذات بنية تنظيميّة واضحة )) بجانب إعتماد قُ ّوته اإلنتخابيّة على (( سحر السجل الوطنى و ليس الخصائص‬
‫الفرديّة التى يتحلّى بها القادة ُمدعوما ً ب الروابط العائليّة و اإلرتباط ب األحياء البلديّة ال ُمختلفة التى كانت أهم من الفرد فى دمشق ))‪ .‬كانت‬
‫رابطة (( النسب )) التى أوجدتها اإلقامة فى شارع واحد أو الطائفة نفسها (( أقوى )) من الوالء ل قضيّة سياسيّة عا ّمة‬

‫عمل (( القبضايات )) على حظر نشر األفكار و اآلراء فى (( اإلنتخابات )) فى مختلف أحياء المدينة التى يقطنها وفرة من (( الطبقة‬
‫ال ُمتوسّطة الدُنيا ك التُجّار و المهنيّين )) ُم ّ‬
‫جزأة إلى مجموعات (( دينيّة و عرقيّة و مهنيّة ُمختلفة ))‪ .‬كان " القبضايات " عُبارة عن ((‬
‫سلطانهم عليها‪ ،‬و‬‫ُزعماء محلّيّن )) يعملون على حماية الضعيف من القوى و تلقّى الرشاوى من األثرياء فى شبكة الشوارع التى يفرضون ُ‬
‫شحى اإلنتخابات ال ُمتنافسون على كسب تأييدهم‪ .‬أكتراهم (( الفرنسيّون )) أنفسهم خالل فترة اإلنتداب إلى أن تهدّم وضعهم مع‬ ‫عمل ُمر ّ‬
‫الزمن ال سيّما بعد عام ‪ 1950‬بسبب خروجهم من أحياءهم القديمة و العيش فى المناطق السكنيّة الحديثة‬

‫‪ )-3‬حزب الشعب ‪::‬‬

‫لم يكن (( الجناح ال ُمنشق عن ال ُكتلة الوطنيّة )) قد ن ّمى الترابط الداخلى ل تكوين (( حزب سياسى )) فى فترة إنتخابات ‪ 1947‬على الرغم‬
‫من إتّفاق ُكل األطراف على (( ُمعارضة القوتلى )) فقد ّ‬
‫تألف هذا الجناح من ُكتل برلمانيّة ُمنفصلة و ُمف ّككة مثل (( ال ُكتلة البرلمانيّة‬
‫ُ‬
‫الدستوريّة ‪ +‬ال ُكتلة البرلمانيّة الشعبيّة )) قادها فى البدء (( ُزعماء حلبيّون )) أمثال ‪ُ (( ::‬رشدى الكيخيا ‪ +‬ناظم القدسى ‪ُ +‬مصطفى برمدا‬
‫سمعة الطيّبة ل نزاهتهم الشخصيّة التى تفوق ُمنافسيهم فى (( ُزعماء الحزب الوطنى من ال ُكتلة الوطنيّة )) و إستقالتهم عام ‪1939‬‬ ‫)) ذوى ال ُ‬
‫من ال ُكتلة بدون اإلستمتاع ب ثمار المناصب فى الدولة‪ .‬لكن فى ‪ 3‬آب ‪ 1948‬إتّحدت تلك ال ُكتل البرلمانيّة ال ُمف ّككة و ش ّكلت (( حزب الشعب‬
‫)) الذى يُمثّل المصالح (( التُجاريّة فى حلب و المنطقة الشماليّة )) بتأييد من عائلة (( األتاسى اإلقطاعيّة فى حمص ال ُمناهضة ل القوتلى و‬
‫ساسة دمشق ))‬

‫كانت الحدود التى أُقيمت بين ‪ 1923 - 1920‬أكثر جورا ً على (( حلب )) منها على (( دمشق )) إذ أن سوريّا منطقة داخليّة جد صغيرة‬
‫بالنسبة ل حلب التى لطالما حلمت ب إمكانيّات ُجغرافيّة أكثر إتّساعاً‪ ،‬بجانب موقع (( حلب )) الذى جعلها تُسيطر على (( الطريق الت ُجارى‬
‫بين أوروبّا و األناضول إلى بالد الرافدين و فارس و الهند )) ف إزدهرت أثناء وحدة اإلمبراطوريّة العُثمانيّة‬

‫على الرغم أن (( حزب الشعب )) لم ي ُكن حزبا ً (( هاشميّا ً أو ملكيّا ً )) و إرتبط ك ُمنافسه فى دمشق ب ال ُمؤسّسات ال ُجمهوريّة‪ ،‬لك ُّنه ((‬
‫حلبى ّأوالً على صلة وثيقة ل الموصل و بغداد )) لذلك ألقى ب ثقله السياسى كى (( يُزيل الحدود السوريّا ‪ -‬العراقيّة ‪ +‬تحطيم الحواجز‬
‫حطمت سوريّا )) فقام فى ‪ 32‬نوفمبر ‪ 1948‬أى بعد ‪ 4‬شهور على تشكيلُه ب رفع ُمذ ّكرة إلى (( الرئيس‬ ‫التُجاريّة و الحدود السياسيّة التى ّ‬
‫القوتلى )) داعيا ً إلى إت ّحاد عربى مع (( العراق )) ك وسيلة وحيدة ل ُمجابهه (( التهديد اإلسرائيلى )) األمر الذى جعل الحزب يحظى ب‬
‫ط ّالبيّة )) ب إستمرار‪ ،‬قبل أن‬ ‫تأييد الحركة العربيّة النامية (( حزب البعث )) التى كانت تستند فى مطالبها إلى السيطرة على (( الهيئة ال ُ‬
‫تنفضح ميول (( حزب الشعب )) العراقيّة‬

‫تحليل (( ميشيل عفلق‪ ،‬زعيم البعث )) للوضع القائم ‪ ::‬صفحة ‪ 68‬و ‪ 69‬و ‪70‬‬

‫‪ )-4‬إنتخابات ‪:: 1947‬‬

‫ش ّكل (( حزب البعث ‪ +‬حزب الشعب )) جبهه ُمشتركة فى إنتخابات تموز ‪ 1947‬ل شن حملة (( إصالح إنتخابى ))‬
‫طرقات ‪ +‬مد‬ ‫حاولت (( الجبهه ال ُمشتركة )) كسب الناخبين إلى جانب منهاجها عن طريق إلقاء ال ُخطب حول الحاجة إلى مزيد من (( ال ُ‬
‫أنابيب المياه إلى القُرى )) و غيرها من اإلصالحات‪ ،‬على عكس (( الحزب الوطنى )) الذى كان يقتصر حديثه على (( نجاحاته السابقة فى‬
‫ُمقاومة اإلستعمار ))‬

‫إستطاعت (( حملة ال ُمعارضة من أجل إنتخابات ُمباشرة )) النجاح على مرحلة واحدة بالفوز ب ‪ 33‬مقعدا ً جديدا ً م ّما رفع تمثيلها فى‬
‫تسقلين من رجال األعمال و ُم ّالك‬ ‫المجلس إلى ‪ 53‬نائبا ً ُمقابل ‪ 24‬نائب ل ((الحزب الوطنى ))‪ ،‬يُضاف إليهم (( ُكتلة مائعة من ال ُم ّ‬
‫القوة‪ ،‬ال ينتسبون إلى حزب أو ينتموا إلى عقيدة بل إعتمدوا على الوالء‬ ‫ّ‬
‫األقليّات و رئساء العائالت بالغة ّ‬ ‫األراضى و ُزعماء القبائل و‬
‫المحلّى و التقليدى‪ ،‬يزيد عددهم داخل المجلس عن ال ‪ )) 50‬تعمل على تحقيق (( التوازن )) بين (( الجبهه ال ُمشتركة من حزب الشعب و‬
‫حزب البعث )) و (( الحزب الوطنى )) ُمش ّكلين أرضا ً صالحة لل (( إنتهازيّين السياسيّين )) حتّى إختفاء البرلمان السورى عام ‪1958‬‬

‫عاد جميع ُزعماء (( ال ُمعارضة من حلب )) مثل ‪ُ (( ::‬رشدى الكيخيا ‪ +‬ناظم القدسى ‪ +‬مصطفى برمدا ‪ +‬وهبى الحريرى ‪ +‬أحمد‬
‫الرفاعى ))‪ ،‬بينما (( أخفق )) ُزعماء (( ال ُمعارضة من دمشق " الحزب الوطنى " )) فى نيل نسبة ‪ %40‬من األصوات الضروريّة لل ((‬
‫نجاح )) فى الدورى األولى‪ ،‬لكنّهم عادوا بأغلبيّة ساحقة ُمريبة فى الدورى الثانية حين غدت األغلبيّة القليلة كافية‪ ،‬األمر الذى أثار األقاويل‬
‫عن تد ُّخل (( الحكومة بواسطة وزارة الداخليّة )) فى إنجاح تلك ال ُكتلة‪،‬‬

‫تم إنتخاب (( فارس الخورى‪ ،‬رئيسا ً للمجلس )) فى جلستُه األولى المعقودة يوم ‪ 27‬أيلول ‪ 1947‬مع تكليف (( جميل مردم بك )) ب تشكيل‬
‫الحكومة‬

‫حال البرلمان السورى حسب وصف (( حبيب كحالة )) فى كتابه (( ُمذ ّكرات نائب )) ‪ ::‬صفحة ‪ 72‬و ‪73‬‬

‫دفع (( الرئيس القوتلى )) الحكومة فى تشرين ‪ 1947‬ب تقديم مشروع (( قانون إلصالح المادّة ‪ 68‬من الدستور )) كى (( تتم إعادة إنتخابُه‬
‫‪ 5‬سنوات أُخر )) فى ‪ 18‬نيسان ‪ ،1948‬إبتهج ال ُمنتفعون ُمستغلّين عجز و ضعف شخصيّة القوتلى فى أخذ حصص من الغنيمة بال ُمحاباه‬
‫لألقارب فى (( إجازات اإلستيراد ‪ +‬وكاالت المواد ال ُمستوردة ))‪ ،‬األمر الذى تسبّب فى (( إرتفاع األسعار ‪ +‬سوء المحصول نتيجة‬
‫الجفاف )) ف تعالت األصوات الساخطة من (( النقابات العُ ّماليّة )) حديثة الظهور‬

‫(( إنهار النظام البرلمان )) بعد ‪ 14‬شهرا ً فقط من إنشا ُءه و تم (( إعاقة حركة اإلصالح )) بسبب (( التعديل الدستورى الذى أجراه القوتلى‬
‫)) بجانب ما يلى (( تداعى الوالءات العائليّة و الرشاوى الحكوميّة و ال ُمؤسّسات القليلة التجربة و الجيش سئ التدريب و التجهيز )) األمر‬
‫الذى أصاب ب جراح ثخينة فى (( حرب فلسطين ))‬

‫‪ )-5‬حرب فلسطين ‪::‬‬

‫ظهر (( ضعف الجيش السورى )) فى األيّام العشر األولى من (( حرب فلسطين )) بعد قرار (( الجامع العربيّة )) بالتد ُّخل فى آيار ‪،1948‬‬
‫الوزراء )) مع إجراء تغيير‬ ‫(( إستقال وزير الدفاع‪ ،‬أحمد الشرباتى فى ‪ 24‬آيار )) و تولّى وزارة الدفاع السيّد (( جميل مردم بك‪ ،‬رئيس ُ‬
‫فى القيادة نتج عنه (( إعفاء‪ ،‬عبد هللا عطفة‪ ،‬من رئاسة األركان )) و إستبدالُه ب (( ُحسنى الزعيم‪ ،‬مدير األمن العام ))‬

‫وبالمقابل فإن الهيئات السياسية الحاكمة‪ ،‬سواء على المستوى التشريعي(مجلس النواب)‪ ،‬أم على المستوى التنفيذي(رئيس الجمهورية‬
‫والحكومة)‪ ،‬كانت تأخذ على القيادة العسكرية أن النتائج التي حصل عليها الجيش في حرب فلسطين (احتالل ثالث مستعمرات وتَّليْن‬
‫ومساحات صغيرة من المناطق الحدودية) كانت أدنى من المأمول‪ ،‬ولذلك عملت على إقالة قائد الجيش(الزعيم عبد هللا عطفة)‪ ،‬وقائد الرتل‬
‫السوري المكلف بالهجوم(العقيد عبد الوهاب الحكيم) بعد فشل الهجوم السوري على مستعمرتي(دكانيا ـ آ) و(دكانيا ـ ب) في الثلث األخير‬
‫من شهر أيار ‪1948‬‬

‫كشفت الحرب مدى (( ضعف )) السياسيّون العرب )) و إفتقادهم إلى اإلستعداد ال ُمتمثّل ب (( الفقر فى القيادة ال ُمشرفة ‪ +‬المواصالت ‪+‬‬
‫القوات السوريّا بعتاد ال‬
‫صل إلى (( تضامن عربى )) و إرسال ّ‬ ‫النقص فى السالح و الذخيرة ‪ +‬الخدمات الطبّيّة ))‪ ،‬بجانب تعذُّر التو ُّ‬
‫يتجاوز مئات من الطلقات ل قطعة سالح واحدة بسبب عدم شراء السالح من فرنسا قُبيل اإلنسحاب عام ‪1946‬‬

‫تم توجيه إتّهامات ب (( الرشوة و الربح الفاحش )) ال سيّما فى قضيّة (( الضابط فُؤاد مردم )) الذى أُرسل فى ُمه ّمة عسكريّة إلى ((‬
‫إيطاليا )) ف إبتاع سالحا ً (( لم يصل إلى إسرائيل )) بسبب اإلهمال أو الخيانة‬

‫*‬
‫قصيدة أمتي‪ ،‬عمر أبو ريشة‬

‫بعد أن ع ّم السخط فى الشارع العربى‪ ،‬أصدر (( مردم )) قرارا ً ب إلقاء القبض على (( ميشيل عفلق‪ ،‬زعيم حزب البعث )) فى أيلول‬
‫‪ 1948‬بتُهمة تويع منشورات تش ُجب أخفاق الحكومة و تُطالب ب (( حل المجلس ))‪ ،‬كما تخلّى ‪ 3‬وزراء عم (( مردم )) فى نوفمبر ‪1948‬‬
‫يُدعو ‪ (( ::‬صبرى العسلى ‪ +‬لُطفى الحفّار ‪ +‬ميخائيل اليان ))‬
‫فى الذكرى السنويّة األولى ل قرار (( التقسيم )) التابع ل األُمم ال ُمتّحدة عام ‪ ،1947‬أُغلقت األسواق و أمر (( حزب البعث )) ال ُ‬
‫ط ّالب ب‬
‫خروج فى ُمظاهرات تُطالب ب (( إستئناف القتال و رفض جمشع األحالف مع األجانب و إلغاء مرسوم زيادة أسعار ال ُخبز ))‪ ،‬كما شهد‬
‫سمع (( رئيس‬ ‫حيث تضارب (( وزير الدفاع السابق‪ ،‬أحمد الشُرباتلى )) مع أحد أعضاء المجلس بينما ُ‬ ‫ُ‬ ‫سه حالة من الهيجان‬ ‫المجلس نف ُ‬
‫الوزراء ي ُّلوح ب تقديم إستقالتُه ))‬

‫تم إعالن (( حالة الطوارئ )) بعد أن هدّد ال ُمتظاهرون ب إقتحام المجلس‪ ،‬ف ردّت الشُرطة ُمستخدمة (( قنابل غاز ُمسيلة للدموع و‬
‫تجول من ‪ 6‬مساء إلى ‪ 6‬صباحا ً )) ‪+‬‬
‫الرصاص الحى )) ل يُقتل ‪ُ 4‬متظاهرين‪ ،‬األمر الذى إستدعى نزول (( الجيش )) و فرض (( حظر ّ‬ ‫ُ‬
‫(( حظر إجتماع يزيد عن ‪ 3‬أشخاص ))‬

‫للوزراء )) بعد إستقالة (( جميل مردم )) فى ‪ 1‬ديسمبر ‪ (( ،1948‬رفض )) ُك ّالً من‬


‫أخد (( القوتلى )) يبحث ع ّما ً يشغل منصب (( رئيسا ً ُ‬
‫(( الكيخيا ‪ +‬القُدسى‪ ،‬زعيما حزب الشعب )) أن يُشاركا فى تأليف حكومة‪ ،‬ف قُدّم الطلب إلى (( الرئيس السابق‪ ،‬هاشم األتاسى‪ ،‬العجوز‬
‫)) فسافر و هو ُمنهك من (( حمص )) إلى (( العاصمة )) ل يعود إليها بعد ‪ 3‬أيّام فقط بسبب إخفاقه فى تشكيل حكومة‪ ،‬و (( فشلت ))‬
‫أيضا ً مساعى (( عادل أرسالن‪ ،‬الدرزى ال ُمستقل )) فى تشكيل الحكومة‪ ،‬األمر الذى أجبر " القوتلى " على إستدعاء (( خالد العظم‪ ،‬الوزير‬
‫فى باريس‪ ،‬مليونير‪ ،‬خبير فى الشؤون الماليّة‪ ،‬أجدادُه كانوا ُح ّكام دمشق فى القرن ال ‪ )) 18‬على عجل ل تشكيل الحكومة‬

‫‪ )-6‬وزارة (( خالد العظم )) ‪::‬‬

‫على الرغم من (( عُمق فهم خالد العظم ل ُمؤلّفات السياسة الدوليّة و الماليّة )) إال أ ّنه كان (( قليل الوطنيّة ))‪ ،‬ف لقد كان أباه أحد الوجهاء‬
‫الذين يرون ب أنّهم (( أتراك أكثر م ّما هُم عربا ً ))‪ ،‬كما (( لم )) يشترك " خالد العظم " فى (( ال ُكتلة الوطنيّة )) بل قام ب تشكيل (( وزارة‬
‫حياديّة )) ل تضع ح ّدا ً لل إضطرابات و الفوضى القائمة فى سوريّا حين كانت فرنسا فى الحضيض ب نيسان ‪ ،1941‬و فى وقت (( أخفق‬
‫صل إلى إتّفاق مع الوطنيّين‪ ،‬و قد دامت تلك الوزارة طيلة فترة (( إحتالل‬ ‫)) فيه (( الجنرال دنتز‪ ،‬المندوب السامى الفيشى )) فى التو ّ‬
‫طلب من " العظم " اإلستقالة فى أيلول ‪ 1941‬و أن تُفسح المجال ل‬ ‫ال ُحلفاء ل سوريّا و إخراج الفيشيّين و إنهاء إحتالل فرنسا ُح ّرة )) حتّى ُ‬
‫حكومة أُخرى يُعلن فى ظلّها اإلستقالل‪ ،‬و على الرغم ثقافته و تعليمه الغربى إلى أنّه تحالف مع (( الشيوعيّين السوفييت )) عام ‪ 1957‬ف‬
‫أخاف العالم حين أدخل سوريّا فى خطر السقوط تحت التسلُّط السوفييت‬

‫إستجاب " خالد العظم " إلى طلب " القوتلى " ف هرع من (( باريس )) إلى سوريّا عام ‪ 1948‬ليُش ّكل الوزارة من خارج البرلمان فى ‪16‬‬
‫ُ‬
‫حيث إنشغلت الحكومة الثارة ي قضيّتين ‪::‬‬ ‫ديسمبر ‪ 1948‬بعد أن ّ‬
‫ظلت سوريّا بال وزارة ل أسبوعين‪ ،‬ثم واجه مجلس نيابيّا ً ثائراً‪،‬‬

‫أ‪ )-‬الحاجة إلى عقد إتّفاق نقدى مع فرنسا‪ ،‬األمر الذى لقى إستنكارا ً من ِق َبل ال ُمعارضة التى إعتبرتُه ُمقدّمة ل إحياء النفوذ الفرنسى‬

‫ب‪ )-‬قضيّة منح شركة األنابيب األمريكيّة (( التابالين )) تسهيالت عبور من (( السعوديّة إلى سوريّا )) و التى كانت تعمل ُمنذ عام ‪1947‬‬
‫على مد خط أنابيب يصل حقول (( البترول )) التابعة ل شركة (( أرامكو )) ب (( ميناء صيدا ب لبنان )) على أن ينتهى بناء هذا الخط‬
‫صل إلى إتّفاقيّة مرور عبر األقطار العربيّة األربعة " السعوديّة‬ ‫عام ‪ 1950‬لوال أنّه ّ‬
‫تعطل بسبب (( الحرب الفلسطينيّة )) ‪ (( +‬صعوبة التو ُّ‬
‫‪ -‬األردن ‪ -‬سوريّا ‪ -‬لبنان " )) بسبب ال ُمعارضة السوريّا الشديدة التى كانت ترى فى المشروع (( إستعمار أميركى ))‬

‫خططات (( خالد العظم )) تهدف إلى (( تدعيم الليرة السوريّا ال ُمهت ّزة ‪ +‬سد النقص فى خزانة الدولة )) عن طريق (( التفاوض مع‬ ‫كانت ُم ّ‬
‫صة‪ ،‬األمر الذى قوبل ب (( ُمعارضة شديدة داخل المجلس من قِبَل حزب الشعب ‪ +‬اإلخوان‬ ‫فرنسا و أميركا )) من أجل توقيع إتّفاقيّات خا ّ‬
‫ط ّالبُه )) لكن تم فى نهاية األمر توقيع إتّفاقيّة (( فرنسيّة ‪ -‬سوريّا فى دمشق فى ‪ 7‬شباط ‪)) 1949‬‬ ‫ال ُمسلمين )) بجانب (( حزب البعث و ُ‬
‫ّ‬
‫ت ّمت بموجبها تسوية جميع ال ُمشكالت الماليّة ال ُمعلقة نتيجة إنتهاء اإلنتداب ‪ +‬توقيع إتّفاقيّة مع (( التابالين فى ‪ 16‬شباط ‪ )) 1949‬لكن كان‬
‫البُد من (( تصديق البرلمان حتّى تد ُخل تلك اإلتّفاقيّات حيّذ التنفيذ‬

‫رأى (( خالد العظم )) فى إنقالب (( ُحسنى الزعيم )) و عالقتُه ب تنفيذ إتّفاقيّة (( التابالين ))‪ ،‬صفحة ‪ 81‬و ‪82‬‬

‫يرى (( اللواء‪ ،‬شوكت شقير‪ ،‬رئيس مكتب ُحسنى الزعيم ثُم رئيس األركان‪ ،‬الدرزى اللبنانى )) أن تصديق " حسنى الزعيم " على‬
‫اإلتّفاقيّتين يجد أن يُؤخذ على أنّه إنعكاس عن حاجته إلى كسب األصدقاء إثر اإلنقالب أكثر م ّما هو دعم أميركى ‪ -‬فرنسى له قبل القيام به‬

‫ويربط مؤ لف روسي بين انقالب الزعيم وبين خطط تسويق البترول وشحنه من منطقة الشرق األوسط إلى بلدان الغرب األوربي‬
‫واألمريكي حيث يقول‪« :‬كان للحرب العربية ‪ -‬اإلسرائيلية عام ‪ 1948‬أعظم األثر على مصير اتفاق التابالين مع سورية‪ ،‬طالب الكثيرين‬
‫في العالم العربي باستخدام سالح ال نفط كوسيلة للضغط على الغرب‪ .‬وكانت سورية بالنسبة لتصدير النفط من أهم األقطار العربية على‬
‫اإلطالق‪ ،‬رغم كونها أكثرها تحسسا ً بالهزيمة‪ ،‬فقد شهد عام ‪ 1948‬صراعا ً نفسيا ً مريرا ً حول اتفاق التابالين‪ ،‬واستجابة لموقف الرأي العام‬
‫السوري المعارض بعنف لهذا االتفاق عمد البرلمان إلى تأجيل مناقشة االتفاق‪ ،‬وفي نهاية شهر آذار ‪ 1949‬أطاح انقالب حسني الزعيم‬
‫بالحكومة‪ ،‬و ُح ّل البرلمان فأخرج االتفاق من دائرة الجمود بعد أن زالت عقبة قانونية من طريقه‪».‬‬
‫أما وكالة تاس السوفيتية فإنها تجعل االنقالب «إنتاجا ً مشتركا ً» بين الواليات المتحدة األمريكية وفرنسا‪ ،‬حيث تقول في نشرة لها أصدرتها‬
‫عند وقوع االنقالب‪« :‬وكان انقالب حسني الزعيم في ‪ 30‬آذار مؤامرة دبرتها وكالة المخابرات المركزية األمريكية‪ ،‬بالتعاون مع السفارة‬
‫الفرنسية بدمشق‪ ،‬لإلطاحة بالنفوذ البريطاني في المنطقة‪ ،‬فمن المعروف أن هذه المنطقة الغنية بالنفط تشهد اليوم صراع الحلفاء من أجل‬
‫الثروة‪».‬‬

‫األخطاء التي ارتكبت في فترة حكم الزعيم‬

‫إن اإلنجازات التي جرت خالل هذه الفترة في المجالين المدني والعسكري ال يمكنها أن تمحو األخطاء التي اقترفت في المجال الخارجي فقد‬
‫كبّل الزعيم سورية بعدد من االتفاقيات الدولية المجحفة بحق الخزينة السورية والسيادة السورية‪ ،‬ويصف العياشي ذلك بقوله‪« :‬انهالت عليه‬
‫االتفاقيات االقتصادية السياسية والعسكرية من الدول الغربية‪ ..‬تلك االتفاقات الجائرة التي قاومتها البالد وحالت دون تنفيذها في زمن الحكام‬
‫السابقين وأصبحت تبرم من قبل حسني الزعيم وبجرة قلم وبإرادة دكتاتورية فردية دون أن يكون لألمة رأي أو كلمة فيها‪».‬‬
‫والمعروف أن الدستور السوري الذي كان مطبقا ً قبل االنقالب هو دستور ‪ ،1930‬الذي كان يمنح الحكومة حق التفاوض على المعاهدات‬
‫واالتفاقيات األجنبية وتوقيعها‪ ،‬بينما كان يترك سلطة التصديق ‪RATIFICATION‬لمجلس النواب‪ ،‬وسلطة اإلبرام ‪PROMULGTION‬لرئيس‬
‫الجمهورية فلما وقع انقالب ‪ 30‬آذار ‪ 1949‬أصبح الزعيم حسني الزعيم يمسك بالسلطتين التنفيذية والتشريعية معاً‪ ،‬وبهذا تمكن من إقرار‬
‫خمس اتفاقيات دولية‪ ،‬مع حكومات وشركات أجنبية كان قد تعذر إقرارها في الحكم الدستوري الشرعي السابق وهي حسب التسلسل الزمني‬
‫واألهمية‪:‬‬

‫‪1‬ـ اتفاقية التابالين‬

‫وذلك إلمرار أنابيب البترول لشركة آرامكو األمريكية من شرقي السعودية وعبر منطقتي حوران والجوالن إلى مصفاة (الزهراني) في‬
‫لبنان‪ ،‬وكانت الحكومة السورية قد سبق وعقدت هذه االتفاقية مع الشركة ولكن مجلس النواب السوري لم يصدق عليها بسبب طول مدة‬
‫االمتياز(‪ 70‬سنة) وقلة رسوم العائدات السنوية التي تدفعها الشركة إلى الخزينة السورية‪ ،‬وقد أعادت الشركة تفاوضها مع حسني الزعيم‬
‫فصدق االتفاقية كما هيـ بالمرسوم التشريعي رقم ‪ /74/‬تاريخ ‪ 16‬أيار ‪.1949‬‬

‫وحاول المحامي فتح هللا صقال‪ ،‬المسؤول عن وزارة االقتصاد الوطني في تلك الفترة‪ ،‬بعد أن أدرك فداحة الغبن الذي ح ّل بالسيادة السورية‬
‫جراء هذه االتفاقية‪ ،‬أن يتدارك األمر‪ ،‬فرفع مذكرة إلى رئيس مجلس الوزراء يقترح فيها تعديل بنودها تعديالً جوهرياً‪،‬‬ ‫بالخزينة العامة من ّ‬
‫ويلخص تلك التعديالت في النقاط التالية‪:‬‬

‫‪1‬ـ أن تكون لإلنشاءات صلة وثيقة بالمشروع نفسه‪ ،‬وأن ال تتحدى السيادة القومية‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ أن تخضع الشركة لدفع جميع الرسوم والضرائب ألن المشروع تجاري بحت‪ ،‬تقوم به أربع شركات هي والشك أغنى شركات العالم‪.‬‬
‫‪3‬ـ أن تتعهد الشركة بإنشاء مرفأ على أحد السواحل السورية نخص بالذكر ساحل الالذقية‪.‬‬
‫‪4‬ـ أن تتعهد الشركة بطرح قسم من أسهمها على األسواق السورية‪.‬‬
‫‪5‬ـ أن تتعهد الشركة باستخدام موظفين سوريين بنسبة ‪75‬بالمئة‪ ،‬وعمال سوريين بنسبة تسعين في المئة‪.‬‬
‫‪6‬ـ أن تحدد للحكومة حصة سنوية بمبلغ يتناسب وضخامة المشروع‪.‬‬
‫‪7‬ـ أن يباع الزيت الخام بالعملة السورية ال بالدوالرات المفقودة في البالد‪.‬‬

‫ولكن مقترحات الصقال لم يؤخذ بها‪.‬‬

‫‪2‬ـ اتفاقية أنابيب الشرق األوسط‬

‫وهي اتفاقية كانت الحكومة السورية قد عقدتها مع (شركة خطوط أنابيب الشرق األوسط البريطانية)‪ ،‬التابعة لشركة البترول العراقية‪ ،‬وقد‬
‫صدقها الزعيم كسلطة تشريعية وأبرمها كرئيس دولة‪ ،‬بالمرسوم التشريعي رقم ‪ /140/‬تاريخ ‪ 20‬حزيران ‪.1949‬‬

‫‪3‬ـ اتفاقية إنشاء المصافي‪:‬‬

‫وهي اتفاقية إنشاء مصفاة بحرية أو أكثر(مصفاة بانياس) تم توقيعها مع (شركة المصافي البحرية البريطانية)‪ ،‬وقد صدقها وأبرمها حسني‬
‫الزعيم بالمرسوم التشريعي رقم ‪ /141/‬تاريخ ‪20‬حزيران ‪.1949‬‬

‫‪4‬ـ االتفاقيات السورية الفرنسية‪:‬‬

‫بموجب المرسوم التشريعي رقم ‪ /22/‬تاريخ ‪ 20‬نيسان ‪ 1949‬قام الزعيم بتصديق ثالث اتفاقيات معقودة بين الحكومة السورية وحكومة‬
‫صرح الزعيم بعد ذلك إلى مندوب‬
‫الجمهورية الفرنسية‪ ،‬وهي على التوالي‪ :‬اتفاقية التصفية‪ ،‬اتفاقية المطاليب‪ ،‬واتفاقية المدفوعات‪ ،‬وقد ّ‬
‫جريدة سويسرية ناطقة بالفرنسية حول ضرورة هذه االتفاقية‪« :‬إن فرنسا صديقتنا‪ ،‬وسيُفتح عهد من التعاون والتفاهم بين باريس ودمشق‪».‬‬
‫‪5‬ـ اتفاقية الهدنة السورية ـ اإلسرائيلية‪:‬‬

‫التي تم التوقيع عليها في «مرتفع ‪ 232‬قرب مستعمرة ماهانايم» يوم ‪ 20‬تموز ‪ ،1949‬وكانت مجحفة بحق سورية‪ ،‬وقضت بانسحاب‬
‫الوحدات السورية من األراضي الفلسطينية التي كانت قد احتلتها (ومنها مستعمرة مشمارهاياردن)‪ ،‬وقد مثّل الجانب السوري في هذه‬
‫االتفاقية العقيد فوزي سلو‪ ،‬والمقدم محمد ناصر‪ ،‬والنقيب عفيف البرزي‪ ،‬واألستاذ صالح الطرزي‪.‬‬

‫ويضاف إلى هذه االتفاقيات الخمس المكتوبة‪ ،‬التي تشكل أخطاء خطيرة تم ارتكابها خالل حكم حسني الزعيم‪ ،‬وخطيئة أخرى غير مكتوبة‪،‬‬
‫وهي خرقه لواجبات الضيافة العربية وتسليمه الدكتور أنطوان سعادة الالجئ السياسي إلى الحكومة اللبنانية‪ .‬وملخص هذه الحادثة هو أن‬
‫الدكتور أنطوان سعادة‪ ،‬رئيس الحزب السوري القومي االجتماعي‪ ،‬حرض حزبه على القيام بعصيان مسلح ضد الحكومة اللبنانية‪ ،‬وعندما‬
‫فشل هذا العصيان لجأ إلى سورية فقبل حسني الزعيم لجوءه إليها وعيّنه للعمل كصحافي في جريدة «األيام» وبعد تشكيل حكومة الدكتور‬
‫محسن البرازي واستالمها الحكم في دمشق‪ ،‬استغل رئيس وزراء لبنان رياض الصلح قرابته للبرازي فأتى إلى دمشق حامالً رسالة من‬
‫رئيس الجمهورية بشارة الخوري يطلب فيها تسليم أنطوان سعادة إلى الحكومة اللبنانية‪ ،‬وبعد إقناع البرازي بذلك قابل رئيسا الحكومتين‬
‫السورية واللبنانية الزعيم حسني الزعيم فوافق على التسليم يوم ‪ 7‬تموز ‪ .1949‬وت ّم إعدام أنطوان سعادة بأمر الحكومة اللبنانية‪ ،‬بعد‬
‫محاكمة عاجلة‪ ،‬في يوم ‪ /8‬تموز‪ .1949/‬وقد دفع الزعيم ورئيس وزرائه البرازي حياتيهما ثمنا ً لهذه الخطيئة‪ ،‬حيث ت ّم إعدامهما بيد‬
‫الضابط القومي السوري فضل هللا أبو منصور صبيحة يوم انقالب الحناوي على الزعيم بتاريخ ‪.1949/8/14‬‬

‫*‬
‫((لعبة األُمم))‪ ،‬مايلزكوبالند‬
‫*‬
‫(( الميول اإلقليميّة و الوحدويّة فى سوريّا ))‪ ،‬بييرروندو‬

‫‪http://mod.gov.sy/index.php?node=554&cat=952‬‬

‫‪------------------------------‬‬
‫‪------------------------------‬‬
‫‪------------------------------‬‬

‫الفصل الخامس‬

‫األول‬
‫اإلنقالب ّ‬

‫يتخرج منها‬‫ّ‬ ‫بعد رحيل (( الفرنسيّين )) فى ‪ 17‬نيسان ‪ ،1946‬أصبحت (( ال ُكلّيّة العسكريّة فى حمص )) قبلة (( ال ُ‬
‫ط ّالب الثانويّين ))‬
‫ضبّاط الوطنيّين )) الذين قاموا ب تحويل (( القُ ّوات‬ ‫األول من ال ُ‬
‫ضبّاط الوطنيّن و باألخص دُفعة ‪ 1947 - 1946‬التى ض ّمت (( الجيل ّ‬ ‫ال ُ‬
‫صة إلى جيش وطنى )) و لم يُكملوا ُمدّة الدراسة (( سنتين )) بسبب إندالع (( حرب فلسطين )) و أُرسلوا إلى (( وادى األردن )) حيث‬ ‫الخا ّ‬
‫يُرابط ُزمالءهم من (( القُ ّوات السوريّا ‪ -‬سيّئة التدريب و التجهيز و ال ُمرابطة ))‬

‫ضبّاط القُدامى )) فى الجيش السورى من أفراد (( عائالت كبيرة ُمتنفّذة )) أدرجهم (( الفرنسيّون ))فى سلك (( ّ‬
‫القوات‬ ‫ينحدر ُمعظم (( ال ُ‬
‫ُ‬
‫حيث إلتحق أبناء (( الطبقة‬ ‫ّ‬
‫األقليّات التى إنحدروا منها )) و لكن بعد الجالء عام ‪ 1946‬تغيّر الوضع‬ ‫صة )) كى يحفظوا (( والء‬ ‫الخا ّ‬
‫الوسطى الدُنيا )) التى تربّت فكريّا على مقاعد الدراسة فى مدارس (( حركات الشباب النظريّة التى ظهرت للوجود فى الثالثينات و‬
‫األربعينات ))‬

‫سنّيّة‪ ،‬كبار مالكى األراض )) كانت (( تحتقر العسكريّة )) التى تعتبر فكرة اإلنتساب إليها‬ ‫من الجدير بال ُمالحظة ّ‬
‫أن (( العائالت ال ُمسلمة ال ُ‬
‫تمردون‪ ،‬المغمورون إجتماعيّاً‪،‬‬
‫ُ ّ‬‫م‬ ‫ال‬ ‫سالى‪،‬‬ ‫ُ‬
‫ك‬ ‫ال‬ ‫((‬ ‫يأوى‬ ‫مكان‬ ‫ها‬ ‫ّ‬ ‫ن‬‫إ‬ ‫"‬ ‫ّة‬ ‫ي‬‫العسكر‬ ‫ّة‬ ‫ي‬‫ّ‬ ‫ل‬‫ك‬‫ُ‬ ‫ال‬ ‫"‬ ‫عن‬ ‫الموروثة‬ ‫الفكرة‬ ‫بجانب‬ ‫(( خدمة للفرنسيّين ))‬
‫ال ُمتأ ّخرون دراس ّياً‪ ،‬المفصولين من المعاهد ))‬

‫‪ )-1‬أكرم الحورانى و الجيش ‪ ::‬صفحة ‪ 88‬إلى‬

‫ُمقتطفات ها ّمة ‪::‬‬


‫ضبّاط )) عام ‪ 1941‬و إلتحق بهم إلى (( ثورة رشيد عالى فى العراق ))‪ .‬و فى عام ‪1944‬‬ ‫جمع " أكرم الحورانى " ُزمرة من (( صغار ال ُ‬
‫ضبّاط الشباب )) ل تنفيذ غارات فدائيّة على (( الحاميات الفرنسيّة فى ُحماه )) حين توتّرت‬ ‫إنضم " الحورانى " إلى مجموعات (( ال ُ‬
‫القوة و التأثير المحلّى م ّما حدا (( الحكومة السوريّا )) إلى الطلب منه فى ((‬
‫العالقات السوريّا ‪ -‬الفرنسيّة‪ ،‬و كان لهذه ال ُمحاوالت أثر بالغ ّ‬
‫برقيّة )) أن (( يتجنّب تدمير ال ُمنشآت العسكريّة التى ستؤول إلى سوريّا بعد رحيل الفرنسيّين ))‪ .‬فى ربيع عام ‪ 1945‬إقتحم (( الحورانى‬
‫ضبّاط ‪ ::‬أديب و صالح الشيشكلى )) ‪ +‬بعض رجال " الحزب السورى القومى" (( قلعة ُحماه )) و (( طردوا الحامية الفرنسيّة‬ ‫‪ +‬اإلخوة ال ُ‬
‫منها )) و إستعدّوا بعدها ُمباشرة ل الزحف إلى (( دمشق )) لكن تم (( إحباط )) هذا ال ُم ّ‬
‫خطط بعد تد ُّخل (( اإلنجليز ))‬

‫السريّا ))‬
‫ّ‬ ‫فى آيار عام ‪ 1945‬قام " الحورانى " ب تأسيس (( الحزب العربى اإلشتراكى )) ك واجهه ل إنتماءاتُه (( القوميّة السوريّا‬

‫ط ّالب ال ُك ّليّة العسكريّة فى حمص )) ب عدد من‬


‫صال ب ُ‬
‫بعد إنتهاء الحرب‪ ،‬حاول " الحورانى " توسيع نفوذه فى الجيش عن طريق (( اإلت ّ‬
‫درس التاريخ ))‪ ،‬الذى أصبح أحد إخوته يُدعى (( خليل كالس)) (( ّأول وزير بعثى لإلقتصاد‬ ‫الوسطاء )) أشهرهم ‪ (( ::‬نخلة كالس‪ُ ،‬م ّ‬
‫(( ُ‬
‫عام ‪ )) 1955‬بينما كان شقيقُه األكبر (( بهيج كالس‪ ،‬ضابط ب الجيش )) و على صلة وثيقة ب " الحورانى "‬

‫كان (( أكرم الحورانى و أديب الشيشكلى )) من أوائل الذين قادوا جماعات (( ال ُمناضلين عبر الحدود الفلسطينيّة فى يناير ‪ )) 1948‬فى‬
‫الهجوم على (( ال ُمستعمرات اليهوديّة ))‪ ،‬رقم ‪ 2‬صفحة ‪104‬‬

‫إستغ ّل " أكرم الحورانى " تأسيس حزبه " اإلشتراكى " للعمل على إستمالة (( ّ‬
‫الفالحين ضد اإلقطاع )) فى القُرى ال ُمحيطة ب (( ُحماه‪،‬‬
‫مقطع اإلقطاع )) حيث السهل العظيم ال ُممتد بين (( دمشق و حلب )) تقوم بلدتا (( حمص و ُحماه )) ك مراكز للمناطق (( الريفيّة الكثيفة‬
‫س ّكان )) حيث شملت األمالك الواسعة ألراض الصالحة للزراعة (( قبل اإلصالح الزراعى عام ‪ )) 1958‬و كانت (( الملكيّات الصغيرة‪،‬‬ ‫ال ُ‬
‫مجهولة تماما ً )) بجانب (( سوء شراء المحاصيل ))‪ .‬كانت شروط " الفقر ال ُمدقّع " واضحة فى قُرى (( الملكيّات الواسعة )) فى تلك‬
‫بالجرارات )) لكنّها ظلّت (( ُمؤجّرة )) فى عقليّتها تعيش‬
‫ّ‬ ‫المنطقة‪ ،‬ف لقد أقامت العائالت العريقة (( القنوات و نصبت المض ّخات و أتت‬
‫على عمل (( شُركاء المحصول )) فى تقديم البذور لل ُمزارعين و تقرضهم األموال ُمقابل (( ‪ 3‬أرباع ُمجمل المحصول ))‬

‫كره " الحورانى " عائالت (( العظم و البرازى و الكيالنى )) التى حكمت (( ُحماه )) و عاشت فى قصور ضخمة يحرسها (( ُمسلّحون ))‬
‫ّ‬
‫موظفو اإلدارات الحكوميّة‬ ‫يمتلكوا قطعان الماشية‪ ،‬يتس ّكع أبناءهم فى (( مالهى بيروت ))‪ ،‬يسهر (( جهاز الدولة ‪ +‬رجال الدرك ‪+‬‬
‫حث ّ‬
‫الفالحين على اللجوء إلى (( العنف و حرق محاصيلهم و رفض العمل )) فى أواخر األربعينات‪،‬‬ ‫المحلّيّة )) على راحتهم‪ ،‬ف ّ‬

‫كانت القوى السياسيّة ال ُم ّ‬


‫نظمة فى ذلك الوقت هى (( ال ُكتلة الوطنيّة )) التى عادت ل تستلم زمام األمور بعد إنتخابات عام ‪ 1943‬التى تُعتبر‬
‫األولى من نوعها ُمنذ إعالن اإلستقالل عام ‪ ،1941‬ف خاض (( أكرم الحورانى )) اإلنتخابات بجانب (( ال ُكتلة )) و إنتُخب (( نائبا ً عن‬
‫ُحماه ))‬

‫درسين شابّين (( ميشيل عفلق‪ ،‬المسيحى ‪ +‬صالح‬ ‫فور وصول " الحورانى " إلى " دمشق " نائبا ً فى مجلس الشعب عام ‪ ،1943‬إلتقى ب ُم ّ‬
‫الدين البيطار‪ ،‬ال ُمسلم )) تالزما ُمنذ دراستهما فى (( باريس )) فى الثالثينات‪ُ ،‬مؤسّسين (( حزب البعث العربى اإلشتراكى ))‪ ،‬و على‬
‫الرغم من عدم قيام " الحورانى " فى بداية األمر ب القيام ب أيّة إتّصاالت مع هذه المجموعة‪ ،‬إال أنّه أثار فى فى (( مجلس ّ‬
‫النواب ))‬
‫سلحة ضد الفرنسيّين فى آيار‬ ‫العديد من (( القضايا النيايبّة )) عنها بجانب زياراتُه الدائمة ل (( مقر الحزب ))‪ .‬مع إنالع (( الثورة ال ُم ّ‬
‫ضبّاط‬
‫ُ‬ ‫ال‬ ‫((‬ ‫دعوا‬ ‫عندما‬ ‫‪،‬‬‫ً‬ ‫ال‬ ‫‪ )) 1945‬توثّقت العالقة بين " الحورانى " و " مجموعة البعث " التى لعب فيها (( قادة البعث )) دورا ً ف ّعا‬
‫صة التى يقودها فرنسيّين ))‬
‫القوات الخا ّ‬
‫القوميّين )) إلى (( الهرب )) من (( ّ‬

‫قوة ديناميكيّة فى (( السياسة السوريّا )) على الرغم من اإلختالف األيدلوجى فى (( تطبيق‬ ‫أصبحت تحالُف (( الحورانى و البعث )) أكبر ّ‬
‫األفكار اإلشتراكيّة ))‪ ،‬ف " مجموعة البعث " ترى وجوب تطبيق (( اإلشتراكيّة الماركسيّة )) التى أت ّموا دراستها فى (( السوربون ))‬
‫سجلثه (( الثورى‪ ،‬النضالى ضد اإلستعمار )) فى إقناع السياسيّين ب أفكاره اإلشتراكيّة‪ ،‬األمر الذى تسبّب‬ ‫ّ‬ ‫بينما إعتمد " الحورانى " على‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫فى (( ضغينة )) تجاه جماعة (( البعث ))‪ .‬و لكن ر ُجال ك (( عفلق )) لم يكن ب " ضعيف الشخصيّة " أو " أقل عُنفا من الحورانى " ف‬
‫على الرغم المعروف عن " عفلق " ك ر ُجل ودود ليّنا ً تجاه سيّدُه التركى فى أعراف التمثيل النيابى‪ ،‬إال أنّه أيضا ً يتأجّج ب األفكار الثوريّة‬
‫مثل الحورانى‬

‫‪ )-2‬فضيحة السمن ‪::‬‬

‫قام (( الجيش )) و (( الساسة )) ب توجيه اللوم بعضهم ضد بعض فى نتائج (( نكبة فلسطين ))‪ .‬و على الرغم من تضاؤول تراشق‬
‫يتبرم ثانية بعد أن زاد وضوحا ً‬
‫عيّن (( حسنى الزعيم )) فى منصب (( رئيس األركان ))‪ ،‬إال أن (( الجيش )) عاد ل ّ‬ ‫اإلتّهامات بينهم حيث ُ‬
‫يوما ً بعد يوم أن (( الحكومة )) لم تقُم ب أى إستعدادات لل حرب‪ ،‬ف (( ّ‬
‫قوات الخطوط األماميّة )) قد ُز ّودت ب (( سالح فاسد و عتاد‬
‫قليل )) ‪ (( +‬إخفاق بعثة " فؤاد مردم " ال ُمرسلة إلى " إيطاليا " من أجل " شراء سالح " )) ‪ (( +‬إقتطاع العالوات )) ‪ (( +‬عدم إنتظام‬
‫صصات الغذائيّة إلى الجبهه ))‪.‬‬‫إرسال ال ُمخ ّ‬

‫تعرضت (( مناقب الجيش و طاقاته القتاليّة )) ل هجوم ُمهين فى (( المجلس النيابى )) من ِق َبل (( فيصل العسلى‪ ،‬نائب‬
‫فى الوقت نفسه ّ‬
‫منطقة الزبدانى و زعيم فئة يمينيّة صغيرة س ّمت نفسها " الحزب التعاونى اإلشتراكى )) صاحب العداء الشخصى تجاه (( ُحسنى الزعيم ))‪.‬‬
‫رقم ‪ 6‬صفحة ‪105‬‬

‫تولّى (( ُحسنى الزعيم‪ ،‬رئاسة األركان )) عام ‪ ،1949‬و أجرى تعديالت فى عدد من المناصب ال ُكبرى و عيّن (( أنطون البستانى )) فى‬
‫صحبة (( رئيس‬ ‫منصب (( ُمدير ل تموين الجيش ))‪ .‬عندما قام (( الرئيس شُكرى القوتلى )) ب جولة على المواقع األماميّة للجيش ب ُ‬
‫الوزراء‪ ،‬خالد العظم ))‪ ،‬ش ّم رائحة نفّاذة تنبعث من مطبخ الميدان و حين حاول أن يستفهم‪ ،‬تم إجابته ب أنّها رائحة سمن يحترق‪ ،‬و عندما‬
‫تذوقه‪ ،‬إنبعثت رائحة كريهه تزكم األنوف‪ ،‬ف أمر ب إرسال عيّنات إلى المعمل و تبيّن أن ((‬ ‫أمر ب فتح علبة سمن و قلى بيض أمامه ل ّ‬
‫السمن مأخوذة من بقايا الطعام و ليس من الحليب )) لذلك أمر " القوتلى " ب إلقاء القبض على (( أنطون البستانى )) ب تُهمة (( اإلثراء‬
‫غرفة علويّة ب مبنى وزارة‬ ‫على حساب الجيش )) و لكن بدل ان يُنفّذ (( ُحسنى الزعيم )) األمر‪ ،‬قام ب إحتجاز " أنطون البستانى " فى (( ُ‬
‫الدفاع )) حتّى ال يوضع البُستانى فى وضع يُرغم فيه على الكالم‪ .‬حين علم (( القوتلى )) أن (( البُستانى )) يتوارى فى (( وزارة الدفاع ))‬
‫المزة ))‪ .‬بعث (( البُستانى )) من داخل السجن ب رسالة إلى (( ُحسنى الزعيم )) عن طريق رسوالً يقول لهُ ‪(( ::‬‬ ‫أمر ب نقله إلى (( سجن ّ‬
‫أخبر الزعيم أنّه إذا كان هُناك إستجواب‪ ،‬فسأرغم على قول ُكل شئ ))‪ ،‬رقم ‪ 8‬صفحة ‪106‬‬

‫سلطات الفيشيّة )) ُمه ّمة ((‬ ‫صة ))‪ ،‬عهدت إليه (( ال ُ‬ ‫شرف‪ .‬ف حين كان (( ضابطا ً فى ّ‬
‫القوات الخا ّ‬ ‫إن سجل (( ُحسنى الزعيم )) ليس ب ال ُم ّ‬
‫القوات اإلمبراطوريّة الفرنسيّة ال ُح ّرة نحو سوريّا عام ‪ )) 1941‬مع وضع‬ ‫تنظيم عمليّات فدائيّة ضد الغُزاه األلمان )) ل حين وصول (( ّ‬
‫تصرفه‪ .‬و لكن (( هرب ُحسنى الزعيم ب األموال )) حين إضطربت األحوال و بدت قضيّة الفيشيّين أمرا ً‬ ‫ّ‬ ‫‪ 300‬ألف ليرة سوريّا تحت‬
‫ميؤوسا ً منه‪ .‬و بعد إنتهاء الحملة القصيرة األجل‪ ،‬فضح (( الفيشيّون )) شأن (( هرب الزعيم )) فى (( نداء إذاعى إلى خصومهم‪ " ،‬قُ ّوات‬
‫فرنسا ال ُح ّرة " )) ف تم إلقاء القبض عليه و ُحكم عليه عام ‪ 1942‬ب (( ‪ 10‬سنوات مع األشغال الشاقّة )) و لكن حين تم تأسيس (( الجيش‬
‫ضبّاط‬
‫الوطنىالسورى )) أمر (( القوتلى )) ب اإلفراج عن " ُحسنى " و إعادته إلى سلط ال ُ‬

‫ُولد (( الزعيم )) فى (( حلب )) فى أواخر القرن الماضى فى (( أُسرة غنيّة من التُجّار )) تعود أصولها إلى (( األكراد )) حيث بدأ عمله‬
‫فى (( الجيش العُثمانى )) و قام (( اإلنجليز )) ب " أسره " فى الحرب العالميّة األولى‪ ،‬ثم إنضم إلى (( القُ ّوات الخا ّ‬
‫صة )) أثناء اإلنتداب و‬
‫التى تُش ّكل ُجزءا ً من (( الجيش الفرنسى )) فى (( المشرق ))‬

‫‪ )-3‬اإلنقالب ‪::‬‬

‫" لم " يقُم (( الحورانى )) ب تخطيط " اإلنقالب " ب نفسه‪ ،‬لكن إثنين من " ُمساعدى الحورانى العسكريّين " شاركوا ب حماسة فى‬
‫قربين من " حسنى الزعيم " حيث تم تعيين (( بهيج كالس فى منصب نائب الزعيم فى‬ ‫التخطيط ‪ (( ::‬بهيج الكالس و أديب الشيشكلى )) ال ُم ّ‬
‫درعات ال ُمتمركزة فى قطنا‪ 20 ،‬ميالً عن دمشق )) التى زحفت فى ال ‪2.30‬‬
‫القيادة )) و (( أديب الشيشكلى‪ ،‬قائد وحدات ال ُمشاه و ال ُم ّ‬
‫صباحا ً إلى (( العاصمة )) يوم ‪ 30‬آذار ‪,1949‬‬

‫قام " فصيل ‪ " 1‬ب إلقاء القبض على (( الرئيس القوتلى‪ ،‬الذى كان يُعالج فى المستشفى من قرحة فى المعدة و مرض فى القلب )) بينما قام‬
‫ّ‬
‫محطة اإلذاعة )) بالتوازى مع‬ ‫" فصيل ‪ " 2‬ب إلقاء القبض على (( رئيس الوزراء‪ ،‬خالد العظم )) ‪ +‬قيام " فصيل ‪ " 3‬ب إحتالل ((‬
‫ً‬
‫قيام " فصيل ‪ " 4‬ب إحتالل (( قيادة الشُرطة و األمن العام )) و قيام " فصيل ‪ " 5‬ب إحتالل (( قيادة الدرك )) و أخيرا قيام " فصيل ‪ 6‬ب‬
‫إحتالل (( بناء الهاتف اآللى ))‪،‬‬

‫بينما كانت (( المدينة نائمة )) تسلّلت وحدات أُخرى إلى أهدافها المرسومة ل (( تقبض على مدير الشُرطة ‪ +‬قائد الدرك ‪ +‬عدد من‬
‫والنواب باألخص " فيصل العسلى " )) بجانب (( قطع اإلتّصاالت السلكيّة و الالسلكيّة مع العالم الخارجى )) بجانب (( إغالق‬ ‫ّ‬ ‫الوزراء‬
‫الحدود ))‪ .‬فى ضُحى ذاك اليوم تم إطالق سراح (( أنطون البستانى )) و أُعيد إلى منصبه (( مدير التموين ب الجيش )) مع إتّهام ((‬
‫التُجّار الذين قدّموا السمن الردئ إلى ال ُمحاكمة ))‬

‫كان " إنقالب الزعيم " الناجح (( ّأول تد ُّخل للجيش فى السياسة فى منطقة الشرق األوسط )) أطاح ب " عهد قديم غير مأسوف عليه " كان‬
‫التمرس فى الشؤون‬
‫ُّ‬ ‫قائما ً على رجال سياسة (( لم تتح لهم الظروف ل كى يتعلّموا حرفة " بناء دولة " حرمتها سياسة دولة االنتداب من‬
‫الحكوميّة مع تقاسم السلطة ب االسلوب التقليدى بعد الجالء و إدراك محدود لما تعنيه حكومة نيابيّة شعبيّة األ ُ ُ‬
‫سس ))‪ ،‬األمر الذى أدّى إلى‬
‫سعادة غامرة لدى (( الشعب )) عند سماع نبأ اإلنقالب الذى أطاح ب سياسيّين ال جذور لهم بين الشعب ))‬

‫‪------------------------------‬‬
‫‪------------------------------‬‬
‫‪------------------------------‬‬

‫الفصل السادس‬
‫تنافس فى المزايدات على سوريّا‬

‫سلطة ب ‪ 3‬أسابيع فقط‪ ،‬أن أى توتّر (( داخلى فى ظل فترة األزمات ب قيادة حكومات ضعيفة‬ ‫إكتشف (( ُحسنى الزعيم )) بعد تسلُّ ُمه ل ال ُ‬
‫)) سيجعل " سوريّا " ك مثل ال ُكره تتقاذفها جاراتها ال ُمتنافسات من (( مصر‪ ،‬السعوديّة‪ ،‬األردن‪ ،‬لبنان‪ ،‬العراق )) بالتوازى مع قدوم ((‬
‫الرسل )) من تلك البلدان إلى (( دمشق )) بعد اإلنقالب ُمباشرة ل إستكشاف (( من يسنج الزعيم و أى سبيل س يسل ُكه ))‬ ‫ُ‬

‫كانت (( مصر )) غير ُمبالية ب أيّة إندماجات فى (( آسيا العربيّة )) ُمكتفية ب تأسيس (( الجامعة العربيّة )) عام ‪ 1945‬ل تفرض من‬
‫خاللها نمطا ً من العالقات تمنحها (( الزعامة )) فيها بعد القضاء على مشروعى (( الهالل الخصيب ‪ +‬سوريّا ال ُكبرى ))‪ .‬لكن غدى تحقيق‬
‫ط ّرت (( مصر‬ ‫ض ُ‬
‫(( التضا ُمن العربى )) أسطورة خياليّة و بعد نزع الثقة فى (( الجامعة العربيّة )) إثر اإلخفاق فى (( حرب فلسطين )) إ ّ‬
‫القوة (( اإلسرائيليّة ))‪ ،‬ش ّكل دافعا ً نحو (( الوحدة )) فى األقطار العربيّة‬
‫)) ل دخول حالة من (( اإلنعزاليّة ))‪ .‬أ ّما التهديد ال ُمباشر ل ّ‬
‫اآلسيويّة‪ ،‬و كانت فُرص قيام وحدة (( سوريّا ‪ -‬عراقيّة )) ليست مسألة ميؤوس منها‪ ،‬حسبما عبّر عنها (( الزعيم الفلسطينى‪ ،‬موسى العلمى‬
‫)) فى كتابه (( عيرة فلسطين ))‬

‫فى سوريّا‪ ،‬رحّب (( حزب الشعب )) ب فكرة الوحدة مع (( العراق )) ألنّه رأى فيها خير ضمان لل إستقرار و اإلزدهار بجانب المنفذ‬
‫الوحيد ل إزدهار مصالح (( حلب و الشمال السورى ))‪ .‬بينما مال (( الحزب الوطنى ب قيادة القوتلى )) تجاه (( مصر و السعوديّة ))‬

‫كان (( عاهر السعوديّة‪ ،‬بن سعود )) سيُصاب ب كابوس لو رأى حلم (( الهاشميّين فى العراق و األُردن )) يتحقّق ب تحقيق الوحدة مع ((‬
‫سوريّا )) من أجل السيطرة على المنطقة التى تصل (( البحر المتوسّط ب الخليج العربى ))‪ ،‬لذلك عمل على تعطيل اإلتّصاالت التى جرت‬
‫بين (( حزب الشعب و العراق )) فى أواخر األربعينات‪ .‬و قبل قيام اإلنقالب فى ‪ 1949‬ب عام واحد‪ ،‬أخذت (( العراق و السعوديّة ))‬
‫تتسابق ُك ّال منهما على مساندة ُ‬
‫الزمر السياسيّة السوريّا ال ُمؤيّدة لها عن طريق (( المنح و الرشاوى ))‪ .‬و فى السنوات العشر التاليه‪ ،‬كان‬
‫توجُّه (( السعوديّة )) ينصب فى دق إسفين بين (( العراق و سوريّا )) لذلك كانت أولى خطوات " حسنى الزعيم " هى اإلستدارة نحو ((‬
‫العراق للحصول على التأييد )) بعد عزل القوتلى الموالى للسعوديّة‬

‫‪ )-1‬طلبات حسنى الزعيم من العراق ‪::‬‬

‫قرر عقد (( ُمباحثات ال ُهدنة مع إسرائيل )) فى أواخر آذار ‪ 1949‬لكن بسبب إنقالب الزعيم‪ ،‬تم تأجيل ال ُمباحثات إلى ‪ 12‬نيسان‬
‫كان من ال ُم ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫‪ .1949‬و ألن الزعيم ر ُجل عسكرى‪ ،‬إعتقد أنه من األفضل إقامة (( إتفاقيّة عسكريّة بين العراقى و سوريّا )) من أجل تدعيم موقفة فى‬
‫ال ُمباحثات لذلك إستقبل ُك ّالً من (( جميل بابان‪ ،‬السفير العراقى فى لبنان ‪ +‬عونى الخالدى‪ ،‬المندوب العراقى فى ُمباحثات الهدنة مع‬
‫النواب‬
‫حيث حمل (( بابان )) رسالة من (( نورى السعيد‪ ،‬رئيس الوزراء العراقى )) إلى (( فارس الخورى‪ ،‬رئيس مجلس ّ‬ ‫ُ‬ ‫إسرائيل ))‬
‫السورى ))‬

‫أرسل (( بابان )) تقريرا ً فى ‪ 1‬نيسان ‪ 1949‬إلى (( بغداد )) ذكر فيه ب أنّه رأى (( حسنى الزعيم )) و نقل إليه إستعداد (( العراق )) ل‬
‫مدُّه ب المعونة التى تعوزه بجانب سؤال " الزعيم " حول طبيعة ال ُحكم الذى يعتزم إقامته فى سوريّا (( ملكى أم جمهورى ))‪ ،‬لكن جواب "‬
‫الزعيم " كان ُملتبسا ً‬

‫و كان " حسنى الزعيم " قد أنبا ً (( وزراء بريطانيا و أميركا )) إستعدادُه للتو ّ‬
‫صل إلى (( إتّفاقيّات مع دولتيهما و اإلفادة من معونات‬
‫مارشال ))‬

‫قام (( بابان )) ب ُمقابلة (( فارس الخورى )) و أ ّكد له ُمسانده (( العراق )) إذا قام بتشكيل حكومة و " أنقذ الوضع "‪ ،‬لكن (( فارس‬
‫خورى )) إعترض و أعلن أنّه مريض عجوز و (( ُمعارض لإلنقالب )) و يعتبره (( غير شرعى )) و الذى يُعد ثان أسوأ كارثة حلّت ب‬
‫(( سوريّا )) بعد تصفية جماعة (( تُركيا الفُتاه ))‪ .‬كما وجّه (( الخورى )) تحذير ل (( بابان )) ب (( األّا يلجأ إلى ّ‬
‫القوة فى ُمقاموتة للزعيم‬
‫))‬

‫كما ذكر (( بابان )) فى تقريره ل (( وزارة الخارجيّة العراقيّة )) نتائج زيارته ل (( رئيس حزب الشعب )) حيث رأى أن " رئيس الحزب‬
‫" بالغ الخوف و غير قادر على إبداء رأى و ربّما سيتسبّب هذا الرجل فى إنهيار (( حزب الشعب و يُتلف عمل رشدى الكيخيا و ناظم‬
‫القدسى ))‬

‫كانت الشكوك حول (( شرعيّة اإلنقالب )) تُسيطر على " الزعيم "‪ ،‬لذلك طلب من (( فارس الخورى )) الذهاب إلى (( القوتلى فى‬
‫المستشفى العسكرى )) و الطلب منه تقديم (( إستقالته من رئاسة الدولة ))‪ ،‬األمر الذى قابله (( القوتلى ب الرفض القاطع )) و ّ‬
‫حث "‬
‫صة و إعالن (( عدم شرعيّة اإلنقالب )) و لكن فشلت تلك المساعى بسبب إحاطة‬ ‫النواب )) ل عقد دورة خا ّ‬‫فارس " على دعوة (( مجلس ّ‬
‫إستمرت طيلة ليلة ‪31‬‬
‫ّ‬ ‫النواب ))‪ ،‬بل تم إدخال ‪ 76‬نائبا ً من أصل ‪ 136‬ل عقد دورة فى‬
‫القوات العسكريّة ل مبنى البرلمان و منع دخول ّ‬
‫(( ّ‬
‫آذار ‪ 1949‬فى (( مبنى وزارة الخارجيّة )) ُمعلنين (( تأييدهم للزعيم ))‬

‫النواب )) فى ‪ 1‬نيسان ‪ 1949‬مع تعيين ُك ّالً من ‪::‬‬


‫إعتبر " الزعيم " هذا األمر غير كاف ف أمر ب (( حل مجلس ّ‬
‫(( عادل أرسالن فى منصب رئيس ال ُمعاونين السياسيّين ))‪،‬‬
‫(( فارس الخورى فى منصب رئاسة الحكومة ))‪،‬‬
‫(( أكرم الحورانى‪ُ ،‬مستشار الزعيم القانونى ))‪،‬‬
‫و إتّخذ لهما مكاتب فى (( وزارة الدفاع )) بعد نقلها من مقر اإلنقالب ال ُمؤ ّقت فى‬
‫(( دائرة األمن العام ))‬

‫فى ‪ 3‬نيسان ‪ ،1949‬أبلغ (( السفير العراقى فى دمشق )) حكومته فى (( بغداد )) أن األمير (( عادل أرسالن )) أنبأهُ ب ّ‬
‫أن (( الوحدة مع‬
‫العراق على أساس اإلستقالل الذاتى الداخلى ل ُكل إقليم مع إستثناء شرقى األُردُن )) و قد " رحّبت الحكومة العراقيّة " ب هذا المشروع الذى‬
‫ّ‬
‫يتطلب دراسة دقيقة و ال يُمكن أن يُنفّذ ّإال ب أساليب شرعيّة‪،‬‬

‫كما أرسل (( وزير الخارجيّة العراقى )) برقيّة إلى (( سفير العراق ب القاهرة )) فى ‪ 3‬نيسان ‪ 1949‬يُعلمه أن (( العراق يتّخذ موقف‬
‫ال ُمتريّث تجاه دمشق و يوصى السفير ب جس نبض الرأى العام المصرى مع تحذير الغير مسؤولين فى " الجامعة العربيّة " من التد ُّخل ل‬
‫عرقلة مشروع الوحدة فى إشارة واضحة إلى " ّ‬
‫عزام باشا‪ ،‬األمين العام للجامعة العربيّة " ))‪،‬‬

‫ط لب (( رئيس الوزراء المصرى )) أثناء إستقباله ل (( السفير العراقى )) بضرورة نقل رسالة إلى (( نورى السعيد‪ ،‬رئيس وزراء العراق‬
‫)) تفيد ب أن (( أمانة الجامعة لن يسمح لها أن تكون حكونة فوق الحكومات و أن األمين العام لن يسافر إلى دمشق ))‬

‫علق الصحافة " المصريّة " على نبأ خلع " القواتلى‪ ،‬حليف مصر و السعوديّة " حتّى يوم ‪ 2‬نيسان ‪ 1949‬لتُرحّب ب حرارة على‬ ‫" لم " ت ُ ّ‬
‫تأكيدات " حسنى الزعيم " أ ّنه (( سيُدافع ب ّ‬
‫قوة عن اإلستقالل السورى ))‪ ،‬بالتزامن مع قيام (( الملك فارق )) ب إرسال مبعوثين إلى "‬
‫الزعيم " يحمالن رسائل شفويّة "‪.‬‬

‫كما إنضم (( بن سعود إلى فاروق )) فى نداءه إلى ضرورة إنقاذ (( القواتلى )) و تحذير (( الملك عبدهللا )) الذى بارك اإلنقالب‪ّ ،‬‬
‫أن أى‬
‫إعتداء على (( سوريّا )) يُعتبر إعتداء على (( السعوديّة ))‬

‫بعث " حسنى الزعيم " ‪ 2‬من ُمعاونيه فى ُمه ّمة مستعجلة من أجل إزالة مخاوف الملكين‪ ،‬إحدهما (( عديلة نزيه فنصة )) إلى (( الرياض‬
‫فى ‪ 12‬نيسان )) و (( القاهرة فى ‪ 13‬نيسان )) يحمالن إحتراماته و تطميناته‬

‫أرسلت (( وزارة الخارجيّة العراقيّة )) برقيّة مستعجلة إلى (( سفارتها ب القاهرة )) تستفهم على عجل صحّة األنباء الواردة ب عزم ((‬
‫أن ‪ (( ::‬رئيس الوزراء المصرى وعد ب إعالم‬ ‫القاهرة على اإلعتراف ب الحكم الجديد القائم فى دمشق )) و كان رد " السفارة " ّ‬
‫ُقرر اإلعتراف ب حسنى الزعيم و إقترح عقد إجتماع للدول العربيّة لتدارس الوضع فى دمشق )) ف ردّت ((‬ ‫الحكومات األُخرى حين ي ّ‬
‫بغداد )) ب أنّها تُرحّب ب أى مسؤول مصرى قادم ل إجراء ُمباحثات فى العاصمة العراقيّة‪ ،‬األمر الذى رفضه " رئيس الوزراء المصرى‬
‫" و أعرب عن أمله أن تظل الحكومتان على إتّصال‬

‫و بسبب قُرب إنعقاد (( ُمباحثات ال ُهدنة مع إسرائيل )) فى ‪ 12‬نيسان ‪ ،1949‬أحس " الزعيم " بحاجته ال ُملحّة ل الدعم (( العراقى )) لذلك‬
‫أن " الزعيم " عرض أن يُرسل ُمفاوضين إلى بغداد من أجل توقيع (( ُمعاهدة‬ ‫ذكرت (( السفارة العراقيّة فى دمشق )) يوم ‪ 9‬نيسان ‪ّ 1949‬‬
‫عسكريّة دفاعيّة ))‬

‫‪ )-2‬ال ُمفاوضات ‪::‬‬

‫ردّت الحكومة (( العراقيّة )) على " حسنى الزعيم " ب وجوب إجراء ال ُمفاوضات فى سوريّا‪ ،‬و بعد ‪ 3‬أيّام أى فى ‪ 12‬نيسان ‪1949‬‬
‫أرسلت (( فريقها ال ُمفاوض إلى دمشق )) ب رئاسة الزعيم العراقى (( عبد المطلب األمين ))‪ .‬طلب " حسنى الزعيم " من " األمين " ((‬
‫عالً ضرورة (( توفّر ّ‬
‫القوات العسكريّة و شرح‬ ‫إذاعة بيان ُمشترك يُعلن فيه عقد ميثاق سورى ‪ -‬عراقى )) ف (( إعترض )) " األمين " ُم ّ‬
‫القوات العراقيّة فى سوريّا ))‪ ،‬ف طلب منه " حسنى الزعيم " بيانا ً عن (( حجم‬ ‫الحاجة إلى قواعد و خطوط مواصالت تستعملها ّ‬
‫درعات و األسلحة ال ُمقاومة للدرع و الطائرات ))‪،‬‬ ‫ال ُمساعدات العسكريّة القُصوى التى س تمنحها العراق إلى سوريّا خا ّ‬
‫صة " المدفعيّة و ال ُم ّ‬
‫األمر الذى دفع " األمين " إلى إرسال برقيّة فى اليوم ذاته إلى حكومته فى (( بغداد )) يطلب منها إيجابات واضحة للرد على تساؤالت‬
‫السوريّين و ألح فى البرقيّة على ضرورة إستغالل الفُرصة التى أتاحتها ُمحادثات ال ُهدنة مع إسرائيل ل إمكانيّة حدوث ُمعاهدة مع سوريّا‬

‫فى اليوم التالى‪ ،‬عُقد إجتماع آخر فى (( دمشق )) و أبلغ " السوريّون " ُمتطلّباتهم ال ُمف ّ‬
‫صلة ل " ال ُمفاوضين العراقيّن " و أعربوا عن قبلوا‬
‫القوات العراقيّة أيّة تسهيالت تعوزها على األراض السوريّا‬
‫ب منح ّ‬

‫لكن بينما كانت هذه ال ُمداوالت تأ ُخذ مجراها فى " دمشق "‪ ،‬علم (( سفير العراق فى جدّة )) ب قيام " ُحسنى الزعيم " ب إرسال مبعوث‬
‫إلى (( بن سعود‪ ،‬الذى يعتبر عقد أى إتّفاق إقتصادى أو عسكرى بي سورىّا و العراق ب مثابة عدوان على السعوديّة ))‪ ،‬األمر الذى دفعه‬
‫ب إرسال برقيّة إلى حكومته فى (( بغداد ))‬
‫أرسلت (( بغداد )) برقيّة إلى (( سفارتها فى دمشق )) تطلب ستفسارات من " حسنى الزعيم " حول موقفه فى حالة (( ُمعارضة مصر و‬
‫السعوديّة منح سوريّا أيّة ُمساعدات عراقيّة ))‬

‫فى ‪ 13‬نيسان ‪ 1949‬تم إيفاد (( بعثة سوريّا إلى بغداد )) ل تضع أمام الحكومة " العراقيّة " مشروع " إتّفاقيّة عسكريّة " يتض ّمن ‪(( ::‬‬
‫إقامة تعاون فورى فى حالة قيام عدوام إسرائيلى ‪ +‬قيادة موحّدة يرئسها ضابط من البلد الذى وقع عليه العدوان ّأوالً فى زمن الحرب ‪+‬‬
‫هيئة تخطيط موحّدة فى زمن السلم و إلخ )) بجانب برقيّة شخصيّة من " حسنى الزعيم " ل " رئيس الوزراء العراقى نورى السعيد‪" ،‬تُحثّة‬
‫على عقد إتّفاقيّة سريعة"‬

‫أن الزعيم ر ُجل بالغ الخطورة يصعب التعامل‬ ‫ّ‬


‫الفظة الالدستوريّة )) و أحس ّ‬ ‫" لم " يستحسن (( نورى السعيد )) إجراءات ُحسنى الزعيم ((‬
‫معه‪ ،‬و كانت (( السياسة الخارجيّة ل سوريّا )) يشوبها (( اإللتباس و الغموض‪ ،‬فاقدة ل اإلستقالليّة‪ ،‬لم ت ُحدّد موقفها من الشرق و الغرب‪،‬‬
‫ُربّما تُحاول اإلتّفاق أو ُمعاداه األثنين معا ً فى آن واحد ))‬

‫صة الروابط‬‫ألقى (( نورى السعيد )) فى ‪ 14‬نيسان ‪ 1949‬أثناء إجتماعه مع (( المبعوثين السوريّين )) فى (( بغداد )) كلمة بدأها ب ق ّ‬
‫التاريخيّة ما بين سوريّا و العراق ‪ +‬ال ُمساعدات العراقيّة ل سوريّا ُمنذ الحرب العالميّة األولى و ذ ّكر أنّه (( بحث فى عام ‪ 1946‬إمكانيّة‬
‫تعاون سورى ‪ -‬عراقى مع رئيس الوزراء السورى الراحل‪ ،‬سعد هللا الجابرى )) لكن الموضوع " أُهمل " ألن " سعد هللا " لم يرد إغضاب‬
‫" القاهرة و الرياض "‪ .‬ثُم وجّه " نورى السعيد " سؤاالً إلى " الوفد السورى " ‪ (( ::‬ل َِم أرسل ُحسنى الزعيم بعثتين إلى القاهرة و الرياض‬
‫؟! ))‪ .‬كما أشار " نورى السعيد " أنّه من الصعب الحديث عن عقد إتّفاقيّة مع سوريّا حتّى عودة (( الحياه الدستوريّة )) إليها و نصح الوفد‬
‫السورى ب ُمراجعه (( محضر إجتماع " نورى السعيد " مع " سعد هللا الجابرى " ال ُمتواجد فى محفوظات وزارة الخارجيّة السوريّا ))‬
‫باإلضافة إلى وجوب إعالم (( بريطانيا )) ب أيّة إتّفاقيّة تتم مع (( العراق )) بسبب وجود معاهدة بين (( العراق و بريطانيا )) و حتّى اآلن‬
‫(( السياسة الخارجيّة ل سوريّا )) يشوبها (( اإللتباس و الغموض‪ ،‬فاقدة ل اإلستقالليّة ))‪ ،‬األمر الذى دفع (( فريد زين الدين‪ ،‬المبعوث‬
‫السورى )) ب الرد قائالَ ‪ (( ::‬أن وجوب تبنّى البلدين سياسة خارجيّة واحدة ل هو وجهه نظر حكومته ))‬

‫لم يو ّقع (( نورى السعيد )) أيّة إتّفاقيّة مع " الوفد السورى " و لم يوافق على إذاعة بيان عام ُمشترك لك ّنه تع ّهد ب ‪ (( ::‬إرسال الجيش‬
‫تعرضها ل عدوان صهيونى بدون الحاجة إلى إتّفاقيّة عسكريّة ُمسبقة أو طلب سورى صريح ))‬ ‫العراقى ل ُمساعدة سوريّا فى حال ُّ‬

‫و فى اليوم نفسه‪ ،‬أى فى ‪ 14‬نيسان ‪ ،1949‬عاد (( مبعوثى سوريّا )) من (( القاهرة و الرياض )) إلى (( دمشق )) ل ينقلوا إليه ب‬
‫ص ُحف‬
‫عبارات واضحة‪ ،‬أن (( الملك فاروق و بن سعود ينتظران منه حماية اإلستقالل السورى من التعدّيات الهاشميّة )) مع قيام ال ُ‬
‫المصريّة ب تنبيه " ُحسنى الزعيم " قائلة (( إنّك تسلّمت من القوتلى سوريّا ُمستقلّة‪ ،‬فحافظ عليها ُمستقلّة ))‬

‫‪ )-3‬إعاقة من فرنسا ‪::‬‬

‫إنشغلت (( فرنسا )) ب األوضاع الجارية ب (( سوريّا )) ُمنذ قيام إنقالب " الزعيم " من أجل (( منع قيام تحالف سورى مع الهاشميّين ب‬
‫قوتها العسكريّة ‪ +‬إستمرار بريطانيا ب اإلعتراف ب‬ ‫العراق أو األردن )‪ .‬و يجب أخذ (( ُمعارضة فرنسا )) ب عين اإلعتبار بسبب (( ّ‬
‫سيادة فرنسا فى سوريّا )) على الرغم من " الشك العميق " من " فرنسا " تجاه نوايا " بريطانيا " ألن إرتباط " سوريّا " ب أى بلد ُمجاور‪،‬‬
‫ستمرة ب ّ‬
‫أن ال مصلحة لها فى قيام‬ ‫ّ‬ ‫سيجعلها تدخل فى فلك النفوذ البريطانى و خروج فرنسا من اللعبة‪ ،‬على الرغم من تأكيد بريطانيا ال ُم‬
‫وحدة عربيّة‬

‫قاومت (( فرنسا )) مشروع (( الوحدة العربيّة و باألخص تلك التى بين سوريّا و العراق أو األردن )) بالتوازة مع قيام " بريطانيا " ب‬
‫إتّباع سياسة غامضة تفضى ب (( عدم تشجيع المطامع الوحدويّة ل وصى العراق أو ملك األردن ‪ +‬عدم العمل على إغضاب مصر و بن‬
‫سعود ‪ +‬عدم اإلعتراف عالنية ب رفض مشاريع الوحدة تجنُّبا ً للسخط من الوطنيّين العرب )) بسبب إيمان الرأى العام (( السورى )) ب‬
‫أن مشاريع (( الهالل الخصيب و سوريّا ال ُكبرى )) شكل من أشكال اإلمبرياليّة البريطانيّة‪ ،‬األمر الذى ظهر جليّا ً فى البيان الذى ألقاء ((‬
‫ّ‬
‫وزير الدولة فى مجلس العموم )) يوم‪ 14‬تموز ‪1947‬‬
‫رقم ‪ 6‬صفحة ‪133‬‬

‫حرصت (( بريطانيا )) على اإلعتراف ب أحقّيّة فرنسا على أى دولة أوروبّيّة أُخرى ب سوريّا )) بعد يوم واحد فقط من غزو (( ال ُحلفاء ل‬
‫سوريّا )) حسب الرسائل ال ُمتبادلة فى ‪ 15‬آب ‪ 1941‬بين (( أوليفر ليتلتون‪ ،‬وزير الدولة البريطانى فى الشرق األوسط )) و‬
‫(( الجنرال ديغول )) ‪ +‬تأكيدات (( تشرشل فى مجلس العموم )) يوم ‪ 9‬آيلول ‪،1941‬‬
‫صفحة ‪122‬‬
‫رقم ‪ 3‬و ‪ 4‬صفحة ‪133‬‬

‫لكن بسبب شكوك " فرنسا " التى لم تتبدّد تجاه " بريطانيا " ‪ ،‬و عملت على إعادة توكيد سيطرتها على سوريّا و لبنان على الرغم من ((‬
‫إعالن كاترو اإلستقالل فى ‪ 8‬حزيران ‪ )) 1941‬بالألخص بعد قيام (( بريطانيا ) بالتد ُّخل فى سوريّا فى آيار ‪ 1945‬لل (( فصل بين‬
‫ال ُمتحاربين السوريّين و الفرنسيّين ))‪ ،‬األمر الذى أدّى إلى (( إنتهاء السيطرة العسكريّة الفرنسيّة فى سوريّا )) بعد توقيع إتّفاقيّة بين ((‬
‫بريطانيا و فرنسا )) حول الجالء فى ‪ 13‬ديسمبر‪ ،‬صفحة ‪ 123‬و رقم ‪ 5‬صفحة ‪133‬‬
‫كانت (( فرنسا )) تعلم أن (( القوتلى )) " يُناهض " مشاريع " الهالل الخصيب ‪ +‬سوريّا ال ُكبرى " على الرغم من ُمطالبة سوريّا بها فى‬
‫ال ُمحادثات األولى التى جرت فى القاهرة عامى ‪ 1944 - 1943‬و التى نجم عنها (( بروتوكول إسكندريّة ))‪ ،‬لكنّها أبدا ً لم تثق به بسبب‬
‫تاريخى (( النضالى ضد اإلتعمار الفرنسى و إتّصاالته الوثيقة ل العراق وقتئذ ))‬

‫القوات الفرنسيّة و تلقّى تدريبه العسكرى على يد فرنس ّيين‬


‫فضّلت " فرنسا " التعامل مع (( ُحسنى الزعيم )) الذى خدم نصف عُمره مع (( ّ‬
‫)) باإلضافة إلى تجهيز (( الجيش السورى ب السالح الفرنسى مع عدم إمكانيّة تبديل القطع التالفة من مكان آخر غير فرنسا )) و بذلت‬
‫جهود حثيثة ل حث البلدان األُخرى على (( اإلعتراف )) به‬

‫ل مزيد من الضوء على عالقات (( الزعيم ب فرنسا ))‪ ،‬أنظر ُمقابلة " صحيفة الحياه " مع (( األمير عادل أرسالن ))‪ ،‬رقم ‪ 7‬صفحة‬
‫‪134‬‬

‫‪ )-4‬نُقطة اإلنعطاف ‪::‬‬

‫تضائل إهتمام " ُحسنى الزعيم " ب عقد إتّفاقيّة مع " العراق " فى اإلسبوع الثان من نيسان ‪ 1949‬بعد أن تلقّى من (( فرنسا )) تأكيدات‬
‫ّ‬
‫األدلة (( السعوديّة و المصريّة )) و يظهر ذلط جليّا ً فى (( الفتور )) الذى أبداه " ُحسنى الزعيم " تجاه الزيارة‬ ‫بالدعم و تأثّر ب الحجج و‬
‫التى قام بها الوفد العراقى على ُمسستوى عال فى ‪ 16‬نيسان و كان من بينهم ‪ (( ::‬نورى السعيد ‪ +‬وزير الدفاع ‪ +‬وزير الخارجيّة ‪+‬‬
‫رئيس األركان العا ّمة )) بالتزامن مع إعالن " الزعيم " عن تشكيل وزارته األولى ل يتولّى وحده ‪ (( ::‬رئاسة الجمهوريّة ‪ +‬نائب رئيس‬
‫الوزراء ‪ +‬وزير الخارجيّة ))‪.‬‬

‫بزة لواء ب حزام ُمسدّس )) أثناء اإلجتماع و تحدّث ب لهجة النصير الحامى ل سوريّا ف هو يرغب فى‬ ‫كان (( نورى السعيد )) يرتدى (( ّ‬
‫التعرض ل هجوم صهيونى‪ ،‬لكن شدّد على ضرورة فهم األهداف‬ ‫ُّ‬ ‫حالة‬ ‫فى‬ ‫العراق‬ ‫على‬ ‫اإلعتماد‬ ‫ّا‬ ‫ي‬‫سور‬ ‫طمئنة " الزعيم " أنّه فى مقدور‬
‫بعيدة المدى ل الزعيم ألن " العراق ُمتحالفا مع بريطانيا ب ُمعاهدة ستنتهى بعد بشع سنوات " و العالم يتغيّر ب وتيرة سريعة و " العراق "‬
‫يطمح فى عقد (( ميثاق يشمل جميع أقطار الشرق األوسط أو ُمعظمها ال إتّفاقيّة بين قُطرين فقط )) مع التذكير ب المحادثات مع (( سعد هللا‬
‫الجابرى عام ‪,)) 1946‬‬

‫كان رد " الزعيم " موجز و قاطعا ً ب (( عدم علمه ب ُمحادثات سعد هللا الجابرى و لكن إذا كانت فى ملفّات وزارة الخارجيّة فسيلقى نظرة‬
‫القوات السوريّا شحنات من األسلحة لصد أى هجوم صهيونى مرتقب‪ ،‬و ج ّل ما يُف ّكر به‬ ‫عليها‪ ،‬و اليهود أوقفوا هجوماتهم بجانب ُّ‬
‫تسلم ّ‬
‫ُ‬
‫الزعيم حاليا تقوية سالح الجو و إنشاء خط حديدى ما بين حمص و دير الزور ألغراض إستراتيجيّة‪ ،‬بالتوازى مع إمكانيّة جر " تركيا " ل‬
‫تشترك فى الدفاع عن المنطقة كلها و ضرورة التعاون ضد الشيوعيّة‪ ،‬مع عدم اإلصرار على موضوع ميثاق الدفاع ))‬

‫فى يوم ُمغادرة (( الوفد العراقى )) الموافق ‪ 17‬نيسان ‪ 1949‬إلى (( بغداد ))‪ ،‬وصل (( ّ‬
‫عزام باشا‪ ،‬أمين عام جامعة الدول العربيّة )) إلى‬
‫(( دمشق )) ل إتمام (( إبعاد الزعيم عن الهاشميّين على الرغم من التأكيدات المصريّة للعراق ب عدم التد ُّخل ))‬

‫سريّة إلى (( مصر و اإلفطار مع الملك فاروق فى حدائق أنشاظ )) و عند ُمغادرة " الزعيم " رافقته (( طائرات‬ ‫قام " الزعيم " ب زيارة ّ‬
‫مصريّة من طراز سبتفاير )) للحماية‪ ،‬و لم تمض أيّام حتّى إعترفت (( مصر‪ ،‬السعوديّة‪ ،‬لبنان )) ب نظام " الزعيم " مع إخالء سبيل ((‬
‫القوتلى ب إتّفاق مع مصر ليُغادر إلى منفاه ))‬

‫هرع (( توفيق أبو الهدى‪ ،‬رئيس الوزراء األردنى )) إلى (( العراق )) للتباحث مع (( نورى السعيد )) فى ُمجريات األمور‬

‫ّ‬
‫لإلطالع على تصريح (( عادل أرسالن‪ ،‬وزير الخارجيّة السورى )) حول ُمجريات زيارة " الزعيم " إلى " مصر "‪ ،‬رقم ‪ 9‬صفحة ‪134‬‬

‫ّ‬
‫لإلطالع على تصريح (( ُحسنى الزعيم )) فى ‪ 26‬نيسان حول (( مناهضة المشاريع الهاشميّة العراقيّة منها أو األردنيّة و إغالق الحدود مع‬
‫األردن ))‪ ،‬صفحة ‪ 130‬و ‪ 131‬و ‪ & 132‬رقم ‪ 10‬و ‪ 11‬صفحة ‪134‬‬

‫*‬
‫(( عبرة فلسطين ))‪،‬‬
‫موسى العلمى‬

‫‪------------------------------‬‬
‫‪------------------------------‬‬
‫‪------------------------------‬‬
‫الفصل السابع‬

‫ُحكم الزعيم‬

‫خالل ال ‪ 4‬شهور و نصف من ُحمن الزعيم‪ ،‬تم (( تعزيز الجيش ب إعادة تسليحه و إلحاق الشُرطة و الدرك به )) م ّما سبّت قدم الجيش‬
‫صة ‪ +‬أدخل تحديثات‬ ‫ّ‬
‫الموظفين الحكوميّين )) ُمهلة ‪ 10‬أيّام لإلختيار بين المصلحة العا ّمة أو الخا ّ‬ ‫فى (( الحياه السياسيّة )) ‪ +‬أعطى ((‬
‫على النظام األساى و " المناهج " فى (( جامعة دمشق )) ‪ +‬عقد (( إتّفاقيّات ل مرور أنابيب النفط عبر سوريّا )) ‪ +‬منح (( المرأة ال ُمتعلّمة‬
‫)) الحق فى (( اإلنتخاب )) ‪ +‬إحالل قوانين (( الشريعة اإلسالميّة )) ب قوانين (( مدنيّة و تُجاريّة و جنائيّة )) ‪ +‬تعيين (( ُمحافظون ُجدُد‬
‫)) يتمتّعون ب ال ُ‬
‫سلطتين (( المدنيّة و العسكريّة )) كلتيهما‬

‫قاد طموح الزعيم فى أن يتساوى مع رؤساء و ملوك الدول التى يتعامل معها بجانب مزاجه العصبى‪ ،‬إلى (( إبعاد كبار مؤيّديه واحدا ً بعد‬
‫اآلخر )) ‪ (( +‬حل البرلمان فى آيار ‪ + )) 1949‬عقد (( هُدنة مع إسرائيل تُم ّكنة من سحب الجيش إلى داخل البالد ب ذريعة ُمجابهه‬
‫التحدّى الهاشمى على الحدود مع األرن و العراق )) حسب وصف (( عادل أرسالن ))‬

‫تبدّل موقف " حزب الشعب " تجاه الزعيم من (( التأييد )) إلى (( ال ُمعارضة )) حين إتّضح (( العداء )) الشديد الذى يكمنه الزعيم تجاه ((‬
‫العراق ))‪ ،‬إستقال على أثره (( وزير حزب الشعب‪ ،‬فيضى األتاسى )) فى ‪ 16‬نيسان من ‪ 3‬أيّام فقط من تشكيل الحكومة ‪ +‬إتّخاذ " حزب‬
‫البعث " موقف (( ال ُمعارض )) تجاه القيود التى فُرضت على الصحافة و (( نمو جيش ال ُمخبرين فى جهاز ال ُمخابرات )) و الوقوع فى‬
‫أخطاء سابقيه فى إلتزام ذلك الجانب أو ذاك فى الخالفات ما بين الدول العربيّة حسب ال ُمذ ّكرة التى رفعها الحزب إلى الزعيم فى ‪ 24‬آيار‬
‫‪1949‬‬

‫كان رد الزعيم ب (( سجن )) ُك ّالً من ‪ (( ::‬ميشيل عفلق ‪ُ +‬زعماء حزب الشعب‪ُ ،‬رشدى الكيخيا و ناظم القُسى و فيضى األتاسى ))‬

‫مع إقتراب موعد اإلستفتاء و إنتخابات رئاسة الجمهوريّة السوريّا يوم‪ 25‬حزيران ‪ ،1949‬ش ّنت ُك ّالً من (( األُردن و العراق )) حمالت‬
‫إعالميّة " صحفيّة و إذاعيّة " على ُحكم الزعيم بالتوازى مع ال ُمحاولة العراقيّة الفاشلة فى إزالة سوء التفاهم العراقى ‪ -‬المصرى " التى قام‬
‫بها (( مزاحم الباجة جه‪ ،‬رئيس وزراء العراق األسبق )) إلى (( القاهرة )) بتكليف من (( نورى السعيد ))‬

‫أعلن ُحسنى الزعيم فى ‪ 16‬حزيران أنّه يعتمد على ُمثلّث (( القاهرة ‪ -‬دمشق ‪ -‬الرياض )) من أجل ال ُمساندة‪ ،‬رقم ‪ 3‬صفحة ‪146‬‬

‫شح الوحيد للرئاسة‪ُ ،‬حسنى الزعيم )) فى ‪ 25‬حزيران‪ ،‬أعلن تخلّيه عن منصب (( رئاسة الوزراء )) و تكليف (( ُمحسن‬ ‫بعد فوز (( ال ُمر ّ‬
‫البرازى )) ب تشكيل الحكومة بعد إقصاء (( الحورانى‪ ،‬عدو أُسرة البرازى فى ُحماه ))‪ ،‬و البرازى هو الذى صاغ األسئلة األربعة‬
‫الموجودة على البطاقة اإلنتخابيّة الموجّهه فى اإلستفتاء إلى الناخبين و دافع عن شرعيّتها الدستوريّة‪ ،‬لذلك أطلق عليه خصومه لقب (( ُمفتى‬
‫الجمهوريّة )) الذى يتل ّخص دوره فى إعطاء (( الطالء الشرعى = الصبغة القانونيّة )) و تسهيل بعض الصفقات المريبة منها (( تحويل‬
‫أموال حكوميّة إلى حساب الزعيم الخاص ))‪ ،‬رقم ‪ 4‬و ‪ 5‬و ‪ 6‬صفحة ‪147‬‬

‫عيّن قبل اإلنقالب فى منصب (( مدير مكتب القوتلى و كاتب‬ ‫تعلّم (( البرازى )) فى " فرنسا " و إشتغل ب (( ال ُمحاماه )) و كان قد ُ‬
‫خطاباتُه و كبير ُمعاونيه فى القصر الرئاسى ))‪ .‬شغل " البرازى " منصب (( وزيرا ً للداخليّة )) أثناء عمله مع (( ُحسنى الزعيم‪ُ ،‬مدير‬
‫أن من أبرز األسباب التى دفعت "‬‫األمن العام )) فى األشهر التى سبقت (( حرب فلسطين )) و اإلثنان من أصل (( ُكردى )) و يُقال ّ‬
‫البرازى " ل خيانة " القوتلى " هو التطلُّع فى إستتغالل الزعيم من أجل قيام (( جولة ُكرديّة ُمستقلّة ))‬

‫ّ‬
‫لإلطالع على إنحيازات " الزعيم " الدوليّة تجاه (( فرنسا‪ ،‬أميركا‪ ،‬القاهرة‪ ،‬الرياض )) و شكوكه تجاه (( بريطانا )) فى إستمرار دعمها ل‬
‫ّ‬ ‫ُ‬
‫مشروعى (( الهالل الخصيب و سوريّا الكبرى )) و (( ُمناهضته ل الشيوعيّة و اإلتحاد السوفييت ))بعد فوزة فى اإلنتخابات الرئاسيّة‬
‫صفحة ‪ 140‬و ‪141‬‬

‫و لكن أدّى مرض (( جنون العظمة )) الذى أصاب ُحسنى الزعيم " إلى تقويض ُحكمه بعد أن أصدر مرسوم رئاسى فى اليوم التالى ل‬
‫بزة عسكريّة فخمة معها‬‫رجالً عسكريّا ً )) ‪ +‬إرتدا ُءه ّ‬
‫ُ‬ ‫نجاحه فى اإلنتخابات الرئاسيّة ب (( ترقية رئيس الدولة إلى ُرتبة " ُمشير " إذا كان‬
‫(( عصا المارشال ثمنها ‪ 3‬آالف دوالر )) ‪ +‬إهداء " أرفع وسام سورى " مصنوع فى " باريس " إلى " فاروق " ‪ +‬إصرار (( مدير مكتبه‬
‫العسكرى ب وضع الخطط على تنظيم حرس خاص من ال ُمسلمين اليوغوسالفيّين )) يُقسمون الوالء له‪ ،‬رقم ‪ 8‬و ‪ 9‬صفحة ‪ 147‬و ‪148‬‬

‫صال إلى إتّفاقيّة لل ُهدنة لو لم يص ُمد (( فوزى سلو‪ ،‬رئيس الوفد السورى )) ُمطالبا ً ب شروط " أفضل " من‬
‫كادت " سوريّا و إسرائيل " يتو ّ‬
‫القوات السوريّا )) قد إحتلّت ‪ 3‬مناطق صغيرة فى (( الجانب الفلسطينى‬‫تلك التى كان " الزعيم ‪ :‬على إستعداد ل اإلعتراف بها‪ .‬كانت (( ّ‬
‫من خط الحدود و فى منطقة ُمنحت ل إسرائيل ب ُمقتضى قرار الجمعيّة العا ّمة فى نوفمبر ‪ )) 1947‬و كان من أهم تلك المناطق و التى‬
‫أصرت " سوريّا " على اإلحتفاظ بها ‪ (( ::‬تلك المنطقة الواقعة على ضفّ تى نهر األردن إلى الجنوب من بحيرة الحولة )) و إقترح ((‬‫ّ‬
‫الوسيط الدولى )) ّ‬
‫حالً وسطا ل ُمعالجة تلك القضيّة ال ُمستعصية و هو ‪ (( ::‬جعل هذه المنطقة مع بعض األراضى ال ُمحاذية لها و التى ت ُسيطر‬
‫وظف تُعيّنه األُمم ال ُمتّحدة )) و ض ّمن هذا الحل فى إتّفاقيّة‬
‫جردة تُشرف عليها لجنة هُدنة ُمشتركة يرئسها ُم ّ‬
‫عليها " إسرائيل "‪ ،‬منطقة ُم ّ‬
‫ال ُهدنة ال ُموقّعة فى ‪ 20‬تموز ‪ ، 1949‬رقم ‪ 10‬صفحة ‪148‬‬

‫سرا ً )) طيلة ال ُمفاوضات من أجل عقد إجتماع على ُمسستوى عال مع (( زعيم إسرائيلى ))‪ ،‬فقد إقترح "‬
‫و قد ناور " ُحسنى الزعيم " (( ّ‬
‫الزعيم " اإلجت ماع مع " بن غوريون " نفسه‪ ،‬األمر الذى أرعب (( الوفد السورى )) من نوايا الزعيم لكن جاء رد " غوريون " ب أن‬
‫يكون اإلجتماع على مستوى (( وزراء الخارجيّة ))‪ ،‬رقم ‪ 11‬صفحة ‪148‬‬

‫سلطة‪ ،‬ف وثّق تحالفه مع " فرنسا " التى كانت تحتل سوريّا قبلها ب ‪3‬‬ ‫عمل " الزعيم " على توطيد عالقته ب الدول التى أتت به إلى ال ُ‬
‫سنوات فقط ل درجة (( تردُّد السفير الفرنسى إلى قصر الرئاسة بشكل دائم ))‪ ،‬بجانب تسليمه (( مهام الحاميات فى المدن الرئيسة )) إلى‬
‫(( الوحدات ال ُكرديّة و الشركسيّة )) مع العمل على (( إبعاد ّ‬
‫القوات العربيّة إلى الجبهه )) بالتوازى مع السعى إلى (( التقارب مع تُركيا ))‬
‫و تجلّى ذلك السعى خالل زيارة (( رئيس األركان العا ّمة التُركى السابق )) من أجل (( إعادة تنظيم الجيش السورى ))‪ ،‬األمر الذى "‬
‫ضبّاط الشباب ‪ +‬الشعب السورى الذى مازال ساخطا ً على سقوط لواء إسكندرون فى يد األتراك عام ‪)) 1939‬‬ ‫أغضب " (( ال ُ‬

‫خلق " الزعيم " ُمنذ األسابيع األولى فقط من ُحكمه‪ ،‬عدد ال يُستهان به من (( األعداء )) ‪ (( ::‬القوتلى و أصدقا ُءه الذين أقصاهم ‪ +‬أكرم‬
‫ضبّاط ‪ +‬البعث و أتباعُه من الطلبة ‪ +‬حزب الشعب و أفرادُه البرجوازيّين )) الذين مألتهم الشكوك ل (( تزايُد‬ ‫الحورانى و أصدقا ُءه من ال ُ‬
‫النفوذ الفرنسى ‪ -‬المصرى )) مع إتّهام " الزعيم " لهم ب " والئهم للهاشميّين ب العراق أو األردن ))‪ ،‬لكن الزعيم فاجأ الجميع عندما قام‬
‫ب ُمحاولة فاشلة ل التحالف فى أسابيعه األخيرة مع (( الثورى اللبنانى‪ ،‬أنطون سعادة ))‬

‫‪------------------------------‬‬
‫‪------------------------------‬‬
‫‪------------------------------‬‬

‫الفصل الثامن‬

‫أنطون سعاده و حزبُه‬

‫ُ‬
‫حيث‬ ‫كان " الدكتور‪ ،‬خليل سعادة " أحد أبناء الطائفة (( اليونانيّة األرثودكسيّة فى لبنان ))‪ ،‬ذهب إلى (( مصر )) فى أواخر القرن ال ‪19‬‬
‫يُذكر ك ُمؤلّف ل ُمعجم إنجليزى ‪ -‬عربى مؤلّف من ُمجلّدين "‪ ،‬ثُم هاجر إلى (( البرازيل‪ ،‬أميركا الالتينيّة ))‪ُ ،‬مصطحبا ً معه فكرة ((‬
‫حيث أصدر (( مجلّه )) قام فيها نجلُه ((‬
‫ُ‬ ‫القوميّة السوريّا )) التى كانت فكرة رائدة فى (( لبنان )) فترة الثمانينات من القرن ال ‪،19‬‬
‫أنطون‪ ،‬مواليد ‪ )) 1904‬ب أولى ُمحاوالتُه الصحفيّة‪،‬‬

‫عاد (( أنطون )) إلى " الشرق األدنى " ك شاب يافع فى أواخر ‪ 1920‬و عمل فى " الصحيفة الدمشقيّة " ‪ (( ::‬األيّام ))‪ ،‬و لكن بسبب‬
‫الفقر الفكرى الذى ساد سوريّا فترة اإلنتداب الفرنسى‪ ،‬إنتقل " أنطون " إلى (( بيروت )) بال مال أو مهنة و كان يُعيل نفسه ب إعطاء ((‬
‫صة فى اللغة األلمانيّة ))‪،‬‬
‫دروس خا ّ‬

‫و ألن (( الجامعة األمريكيّة فى بيروت )) كانت تُعد مركزا ً فكريّا ً ل ذلك البلد‪ ،‬عمل " أنطون " على شق طريق له إلى ُ‬
‫غرفة (( اإلدارة‬
‫سخرية بسبب مظهره مع إصراره على الدفاع عن‬ ‫حيث كان يرخى ب لحية كبيرة ك لحية القس و كان محط قدر وافر من ال ُ‬ ‫ُ‬ ‫العا ّمة ))‬
‫آرا ُءه‪ ،‬إستطاع جمع أتباعه األوائل عن طريق المشاركة فى دروس السباحة الخاصة ب الكليه‪،‬‬

‫سريّة من ‪ 5‬أعضاء )) ُملتزمة ب قسم الوالء لهُ و ل حزبه السورى القومى‪،‬‬ ‫إستطاع (( أنطون سعادة )) فى نوفمبر ‪ 1932‬تأسيس (( هيئة ّ‬
‫و لكن بسبب نشوء بوادر ُمعادية لفكرة الحزب من بين ُحلفا ُءه‪ ،‬قام " أنطون " ب (( حل هذه الهيئة )) ثُم أعاد فى اليوم نفسه هذا الجمع مع‬
‫إبقاء (( عُضوين فقط ))‪ ،‬فى عام ‪ 1935‬كان رحاب الجامعة ُممتلئا ً ب األتباع ال ُمخلصين مع تجنيد اآلالف منهم فى (( سوريّا و لبنان ))‬
‫سلطة أنطون‪،‬‬‫فى تنظيم قُطرى ُمتسلسل تحت ُ‬

‫فى ذلك العام‪ ،‬خرج " أنطون " من السر إلى العلن ُمعلنا ً عن حزبه فى (( المؤتمر التأسيسى ّ‬
‫األول )) بكامل أعضاءه‪ ،‬األمر الذى أثار‬
‫سلطات (( اإلنتدابيّة الفرنسيّة )) ف ألقوا القبض عليه فى ‪ 10‬ديسمبر ‪ 1935‬مع بعض قادة الحزب‪،‬‬‫إهتمام ال ُ‬

‫رأى (( أنطون سعادة )) عن (( الحزب السورى القومى اإلجتماعى )) و فكرة (( سوريّا ال ُكبرى ))‬
‫صفحة ‪ 151‬و ‪ 152‬و ‪ & 153‬رقم ‪ 1‬و ‪ 2‬و ‪ 3‬و ‪ 4‬صفحة ‪167‬‬

‫فسّر (( أنطون سعادة )) نظريّاته فى كتابه (( نشوء األُمم )) الذى بدأه فى (( السجن )) و نشره فى (( بيروت )) عام ‪،1938‬‬
‫صفحة ‪ 153‬و ‪ & 154‬رقم ‪ 5‬و ‪ 6‬صفحة ‪167‬‬

‫تلخيص (( سامى الخورى‪ ،‬أحد أتباع سعادة )) نظريّات أنطون ‪،‬صفحة ‪ 154‬و ‪ 155‬و ‪ & 156‬رقم ‪ 7‬و ‪ 8‬صفحة ‪167‬‬
‫يُعتبر " أنطون سعادة " أ ّ ّول عربى " يأتى ب صورة ّ‬
‫محليّة تماما ً عن (( تشكيالت الشباب )) التى إنتشرت فى (( إيطاليا و ألمانيا )) فى‬
‫الثالثينات من هذا القرن بجانب أه ّميّة الجناح (( شبه العسكرى )) فى الحزب‪،‬‬

‫طالب " الحزب " فى مجال السياسة العمليّة ب ضرورة (( فصل الكنيسة عن الدولة ‪ +‬إلغاء ُكل أشكال اإلنفصاليّة المحلّيّة بما فيها إنفصال‬
‫لبنان ))‪ ،‬حيث أن الرابط القومى السورى لن يتح ّقق ما لم تتح ّقق الوحدة السوريّا‪ ،‬كما خالف الفرضيّة التى تقول ّ‬
‫أن (( اللغة العربيّة )) أو‬
‫(( اإلسالم )) هم أساس فكرة (( القوميّة ))‪ ،‬باإلضافة إلى ال ُمطالبة ب (( إلغاء اإلقطاع و ُمعارضة قيام اإلتّحادات التُجاريّة مع العمل على‬
‫تنظيم اإلقتصاد الوطنى على أساس القُدرة على اإلنتاج ))‪ ،‬رقم ‪ 10‬و ‪ 11‬و ‪ & 12‬صفحة ‪168‬‬

‫(( لم )) ي ُكم أمرا ً غير طبيعي أن تُواجه هذه المبادئ ب عداوة شديدة من قِبَل (( الشيوعيّين و الحركات اليساريّة ك البعث )) على عكس‬
‫الترحيب الشديد من ِقبَل (( القوميّين اللبنانيّين ))‪،‬‬

‫رأى (( ميشيل عفلق‪ ،‬زعيم البعث )) فى السورى القومى‪ ،‬صفحة ‪ & 158‬رقم ‪ 13‬صفحة ‪168‬‬

‫زادت شُهرة الحزب بعد أحداث ُمحاكمة " أنطون " عام ‪ 1936‬من ِقبَل " الفرنسيّين " ف عندما إتّهموا ب (( التآ ُمر على الدولة ))‪ ،‬جابه‬
‫ال ُمدّعى ب قوله ‪ (( ::‬الفرنسيّون أنفسهم هم ال ُمتآمرون ماداموا قد وقّعوا إتّفاق ّية سايكس ‪ -‬بيكو ))‪ ،‬رقم ‪ 14‬صفحة ‪168‬‬

‫فى عام ‪ 1938‬غادر أنطون " لبنان " و زار (( إيطاليا و ألمانيا )) فى طريقه إلى (( البرازيل )) قبل إندالع (( الحرب )) و قد إتّهمه "‬
‫الفرنسيّون " ب دعم األلمان من خالل العمل ب (( اإلذاعة من راديو برلين خالل الحرب ‪ +‬إستالم رشاوى ألمانيّة )) و لكن بعد ‪ 9‬سنوات‬
‫أى فى ‪ 3‬آذار ‪ 1947‬عاد إلى (( لبنان )) ليُجدّد تحريضه من أجل إقامة وطن سورى مع إضافة ُك ّالً من (( قُبرص و العراق )) إلى‬
‫مشروع (( سوريّا ال ُكبرى ))‪ ،‬األمر الذى أحدث تعديالً فى المبدأ ال ‪ 5‬للحزب‪،‬‬

‫حدثت إصطدامات بين رجال (( أنطون سعادة )) فى (( بيروت )) فى بداية حزيران ‪ 1949‬مع رجال (( الكتائب اللبنانيّة‪ ،‬التى أسّسها بيير‬
‫الجميل‪ ،‬المارونى فى ‪ )) 1936‬ال ُمعادية ل األفكار (( الوحدويّة ))‪ .‬و يدّعى (( الحزب السورى القومى )) ّ‬
‫أن (( الحكومة اللبنانيّة )) قد‬
‫دفعت عن قصد (( الكتائب )) ل تُشن هجوما ً ُمسلّحا ً على مكاتب (( صحف الحزب و نشراته المطبوعة )) فى ُمحاولة ل (( تدمير‪ ،‬أنطون‬
‫فر " أنطون " إلى (( سوريّا ))‪ ،‬إستولت " الشُرطة " على مكاتب حزبه و إدّعت الحكومة أنّها أمسكت ب ((‬ ‫سعادة ))‪ .‬و لكن بعد أن ّ‬
‫سلطة ب دعم من الصهيونيّة ))‪،‬‬‫خططات ل ُمعسكرات و أبنية عا ّمة و وثائق )) تُثبت أنّه كان يتآمر لإلستيالء على (( ال ُ‬ ‫ُم ّ‬

‫سلطة‬ ‫كانت (( ال ُمعارضة اللبنانيّة )) دوما ً تجد دعما ً لها فى (( دمشق ))‪ ،‬و ُربّما إعتقد " أنطون سعادة " ّ‬
‫أن ب إمكانه (( اإلستيالء على ال ُ‬
‫فى لبنان ب إنقالب عسكرى )) على غرار (( إنقالب ُحسنى الزعيم فى سوريّا ))‪ .‬لذلك‪ ،‬رحّب " الزعيم " ب " أنطون " و شجّعه على‬
‫تنفيذ اإلنقالب السورى فى لبنان‪،‬‬

‫صلح ))‬
‫كان (( ُحسنى الزعيم )) يرى أن ب إمكانه إستخدام " أنطون " ك أداه ل (( تحطيم رئيس وزراء لبنان و الرائد القومى‪ ،‬رياض ال ُ‬
‫أن ب إمكانه إستخدام " ُحسنى الزعيم " ك أداه لإلطاحة ب‬ ‫الذى كان صديقا ً حميما ً ل (( شُكرى القوتلى ))‪ .‬بينما رأى (( أنطون سعادة )) ّ‬
‫سلطة فى سوريّا من أجل تنفيذ مشروع " سوريّا ال ُكبرى " ))‪،‬‬‫حكومة لبنان ثُم القيام ب (( إنقالب آخر لإلستيالء على ال ُ‬

‫ضيّا ً إلى (( أنطون )) ك رمز لل صداقة و وعده ب تقديم (( السالح و الرجال )) دعما ً لإلنقالب فى‬
‫قدّم (( ُحسنى الزعيم )) ُمسدّسا ً ف ّ‬
‫لبنان‪ .‬لكن " أنطون " تقبّل السالح و رفض الرجال خشية من أن يفرض عليه ُحسنى الزعيم أوامره فى لبنان‪.‬‬

‫األول من تموز‪ 1949‬عددا ً من الهجمات الصغيرة على (( مخافر بوليس ُمنعزلة فى الجبال اللبنانيّة ))‬ ‫شن رجال (( أنطون )) فى األسبوع ّ‬ ‫ّ‬
‫سه الحرب على الحكومة اللبنانيّة فى بيروت من مراكز الثورة اإلجتماعيّة العا ّمة األولى‪ .‬كانت فكرة اإلنقالب العسكرى ((‬
‫بينما أعلن هو نف ُ‬
‫التمرد عن بكرة أبيه‪.‬‬
‫ُّ‬ ‫القوات اللبنانيّة للقيام ب هجوم كبير فى مكان آخر )) لذلك تم سحق‬
‫خياليّة )) قائمة على جلب ّ‬

‫سلّم (( ُحسنى الزعيم )) فى ليلة ‪ 6‬تموز ‪ (( 1949‬أنطون سعادة )) إلى مبعوثين لبنانيّين ‪ُ (( ::‬مدير األمن اللبنانى‪ ،‬األمير فريد شهاب ‪+‬‬
‫أن ‪ (( ::‬حثّت ضغطت على‬ ‫نور الدين الرفاعى )) و ال تزال حقيقة الصفقة التى على أساسها‪ ،‬غدر ُحسنى الزعيم ب أنطون‪ ،‬لكن يُقال ّ‬
‫صلح ))‬
‫ُ‬ ‫ال‬ ‫رياض‬ ‫اللبنانى‪،‬‬ ‫الزعيم ل يقوم ب تسليمه إلى لبنان )) ُمقابل توقيع إتّفاقيّة إقتصاديّة بين (( ُحسنى الزعيم مع رئيس الوزراء‬
‫أنهت النزاع‬

‫كان يُعتقد أن هُنالك أوامر صدرت إلى (( ُمدير األمن العام و الرفاعى )) ب (( إغتيال أنطون سعادة أثناء إجتياز الحدود السوريّا ‪ -‬اللبنانيّة‬
‫قررا عدم تلويث أيديهما ب دم سعادة و تحدّى قرار (( الحكومة اللبنانيّة )) عن‬ ‫ب تُهمة ُمحاولة الهرب )) لكن م الواضح ّ‬
‫أن الر ُجلين ّ‬
‫طريق أخذه إلى (( بيروت )) مقبوضا ً عليه‪ .‬و بالفعل تم إحالته إلى ُمحاكمة عسكريّة خالل ‪ 24‬ساعة و إتّهامه ب (( الخيانة العُظمى )) و‬
‫الرصاص فى فجر ‪ 8‬تموز ‪ ،49‬بالتوازى مع صدور قرار ب (( حل الحزب )) فى ‪ 16‬تموز ‪49‬‬ ‫إعدامه رميا ً ب ُ‬

‫بعد موت سعادة‪ ،‬تم منح لقب (( األمينة الفخريّة األولى )) ل أرملة أنطون ‪ (( ::‬جولييت المير )) ‪ +‬إعطاء القيادة الفعليّة ل واحد من‬
‫مريديه ‪ (( ::‬جورج عبد المسيح )) الذى جمع " ال ُمخلصين " و أقسم على اإلنتقام‬
‫‪------------------------------‬‬
‫‪------------------------------‬‬
‫‪------------------------------‬‬

‫الفصل التاسع‬

‫إنقالب الحنّاوى ال ُمضاد‬

‫حرك األساسى فى سياسة (( العراق )) الهادفة إلى ((‬ ‫كانت سياسة " ُحسنى الزعيم " (( اإليجابيّة‪ ،‬تجاه ‪ ::‬مصر و السعوديّة )) هى ال ُم ّ‬
‫ضبّاط و سياسيّين سوريّين )) الذين كانوا من بينهم ‪ (( ::‬قائد اللواء‬
‫إزاحة الزعيم ))‪ ،‬لذلك عمل (( العراق )) على تقوية صالته مع (( ُ‬
‫القواص ‪ +‬رئيس‬ ‫سلحة الرئيسة فى جنوب سوريّا ‪ +‬صهره‪ ،‬أسعد طلس ‪ُ +‬مساعده العقيد‪ ،‬علم الدين ّ‬ ‫القوة ال ُم ّ‬
‫األول‪ ،‬سامى الحنّاوى‪ ،‬قائد ّ‬
‫ّ‬
‫الجويّة السوريّا‪ ،‬عصام مريود‪ ،‬الذى كان لديه طائرة جاهزة ل نقل ال ُمتآمرين فى حالة‬ ‫ّ‬ ‫القوى‬ ‫من‬ ‫ّار‬
‫ي‬ ‫ط‬ ‫‪+‬‬ ‫معروف‬ ‫ُمخابرات الجيش‪ ،‬مح ّمد‬
‫فشل إنقالب الحنّاوى ))‬

‫تجاوب (( الحورانى )) فى التخطيط فى إنقالب (( الحنّاوى )) بعد أن ‪ (( ::‬أطاح به الزعيم و تحالف أعداء الحورانى التقليديّين " عشيرة‬
‫البرازى فى ُمحافظة " ُحماه " )) بجانب قيام " الزعيم " ب (( تسريح ‪ ::‬ال ُمق ّدم أديب الشيشكلى ‪ +‬بهيج الكالس ‪ +‬عدد من أصدقاء‬
‫الحورانى العسكريّين )) فى آب ‪1949‬‬

‫كان من بين الذين إشتركوا فى اإلنقالب ‪ (( ::‬ال ُمالزم ّأول‪ ،‬فضل هللا أبو منصور )) الذى روى فى ُمذ ّكراته (( أعاصير دمشق )) أن ُهناك‬
‫تواطؤ (( عراقى )) ب إمتياز‪ .‬و يُعرف عن (( فضل هللا )) إنتما ُءه إلى (( الحزب السورى القومى اإلجتماعى )) على رأس جماعة من ((‬
‫ُمصفّحات اللواء ّ‬
‫األول السورى الذى يُرابط على خط الدفاع السورى ‪ -‬اإلسرائيلى )) م ّما يُس ّهل وصوله إلى (( دمشق ))‬

‫إجتمع (( ُحسنى الزعيم )) ب الوجيه " الدرزى " (( حسن األطرش )) قبل قيامه ب اإلنقالب من أجل (( ضمان دعم الدروز ضد القوتلى‬
‫سرعان ما إلتفت إلى (( مصر و السعوديّة )) و أدار الزعيم ظهره إلى (( والء الدروز )) حتّى وصل‬ ‫))‪ .‬و لكن بعد أن " نجح " اإلنقالب‪ُ ،‬‬
‫س ّكانه‪ .‬رأى (( ال ُمالزم ّأول‪ ،‬فضل هللا )) ‪(( +‬‬
‫الرعب فى نفوس ُ‬ ‫به األمر إلى إرسال قوى كبيرة إلى (( حامية جبل الدروز )) ل يلقى ُ‬
‫التحرك تهديدا ً ل بيوتهم و عائالتهم باألخص عندما أصدر الزعيم أمرا ً ل (( كتيبة‬
‫ُّ‬ ‫ال ُمقدّم‪ ،‬أمين أبو عسّاف‪ ،‬قائد الكتيبة ال ُمسلّحة )) فى هذا‬
‫ّ‬
‫جراس‪ ،‬قائد الحامية المحليّة ))‬
‫تصرف (( ال ُمقدّم‪ُ ،‬حسنى ّ‬
‫ُّ‬ ‫درعة )) ل التوجُّه إلى (( جبل الدروز )) و تضع نفسها تحت‬ ‫ُم ّ‬

‫ضبّاط الدروز فى اإلطاحة بالزعيم )) أثناء ال ُمقابلة التى أجراها مع (( حسن األطرش ))‪ ،‬إال ّ‬
‫أن‬ ‫رأى (( الحورانى )) وجوب مشاركة (( ال ُ‬
‫سرا ً بدون علم األطرش‬
‫ّ‬ ‫((‬ ‫صال‬‫ّ‬ ‫ت‬‫اإل‬ ‫ب‬ ‫"‬ ‫الحورانى‬ ‫"‬ ‫م‬ ‫قا‬ ‫لكن‬ ‫السجن))‪.‬‬ ‫يودع‬ ‫و‬ ‫عليه‬ ‫ُقبض‬ ‫" األطرش " لم يوافق و ر ّد ‪ (( ::‬يكفى أن ي‬
‫ضبّاط الدروز " ال ُمنتمين ل‬
‫)) ب عدد من " ال ُ‬
‫(( حزب السورى القومى)) اإلجتماعى‬

‫قام (( الحناوى )) قبل اإلنقالب ب إسبوع ب نقل قُ ّوة تتألّف من ُمصفّحات إلى منطقة (( قطنا )) التى تبعُد ‪ 20‬ميالً عن (( العاصمة ))‪ ،‬و‬
‫سئل عن السبب وراء (( سحب ال ُمصفّحات من الجبهه )) كان ردّه ‪ (( ::‬تحتاج للصيانة ))‬ ‫عندما ُ‬

‫القوة إلى (( العاصمة )) و إتّجهت (( مفارز أمنيّة صغيرة )) ّ‬


‫يتألف ُكل‬ ‫نُفّذ إنقالب (( الحنّاوى )) فى فجر يوم ‪ 14‬آب ‪ 1949‬و ّ‬
‫تحركت ّ‬
‫منها من (( سيّارتين أو ‪ )) 3‬إلى منزل ُك ّالً من ‪ (( ::‬رئيس الوزراء‪ُ ،‬محسن البرازى )) ‪ (( +‬رئيس الشُرطة العسكريّة‪ ،‬ال ُمقدّم إبراهيم‬
‫ّ‬
‫محطو اإلذاعة و البنك المركزى ))‬ ‫ال ُحسينى )) ‪ (( +‬مراكز الدرك و الشُرطة و الهاتف اآللى و‬

‫جردت دوريّة من‬ ‫قوة ُمؤلّفة من ‪ُ 6‬مص ّفحات إخترقت شوارع العاصمة بعد أن (( ّ‬ ‫فيما تولّى (( ال ُمالزم ّأول‪ ،‬فضل هللا أبو منصور )) قيادة ّ‬
‫الدراجات الناريّة من أسلحتها )) و إستطاع إختراق (( القصر الرئاسى )) بعد أن إستسلم رجال الحرس الرئاسى بسبب قيام‬ ‫راكبى ّ‬
‫اإلنقالبيّون ب تقديم (( رشوة إلى رئيس الحرس‪ ،‬الشركسى )) ل ضمان (( غيابه )) وقت اإلنقالب‪ ،‬و أخيرا ً واجه " فضل هللا " فى القاعة‬
‫" ُحسنى الزعيم " ُمرتديا ً البيجامة و صفعه على وجهه و وجّه إليه تُهمة (( قتل أنطون سعادة ))‪،‬‬

‫أن (( القيادة العُليا )) قد حكمت على (( الزعيم ‪ُ +‬محسن البرازى )) ب " الموت " و‬‫قام (( الرئيس‪ ،‬مريود )) ب إبالغ (( فضل هللا )) ّ‬
‫وجب تنفيذ ال ُحكم فورا ً و بالفعل تم إعدامه (( رميا ً بالرصاص )) ليُعلن أخيرا ً لل جماهير السوريّا نبأ اإلنقالب فى الساعة ‪ 7‬صباحا ً‬

‫التقارب مع العراق ‪::‬‬


‫ُ‬ ‫‪)-1‬‬

‫تطورا ً أبعد فى اإلتّجاه العام بعد نجاح (( إنقالب الحنّاوى )) و إهتمامات (( األحزاب الرئيسة المعنيّة ))‪،‬‬
‫شهد صيف و خريف عام ‪ّ 1949‬‬
‫إذ أرسل ُك ّالً من (( ملك العراق‪ ،‬عبد هللا ‪ +‬رئيس الوزراء العراقى‪ ،‬نورى السعيد )) وفودا ً إلى (( سوريّا )) تُر ّحب ب الزعيم السورى‬
‫الجديد‪ ،‬بينما تلقّت (( مصر )) الخبر ب صدمة ُكبرى إذ أعلنت (( الحداد )) ‪ 3‬أيّام على روح (( ُحسنى الزعيم ))‪،‬‬
‫ضبّاطا ً بريطانيّين ))‪.‬‬
‫أن ‪ (( ::‬المجلس الحربى الذى حاكم و حكم على الزعيم كان يضُم ُ‬ ‫أعلنت (( وكالة تاس الروسيّة ‪ +‬راديو موسكو )) ّ‬
‫بينما نسبت (( صحيفة لوموند الفرنسيّة )) اإلنقالب إلى ‪ُ (( ::‬زمرة ستيرلنغ ‪ -‬فرير ‪ -‬سبيرز ‪ -‬جلوب ‪ +‬فئة تعتبر أن أى نهج قومى سليم‬
‫فى سوريّا أمر شاذ و يجب أن يُزاح و جميعهم من الرسميّين البريطانيّين ال ُمهت ّمين ب المنطقة ))‪ ،‬رقم ‪ 4‬صفحة ‪193‬‬

‫أصدر (( المجلس الحربى األعلى )) فى صباح ‪ 14‬آب ‪ 1949‬بالغا ً يتّهم فيه " الطاغية ُحسنى الزعيم " ‪ (( ::‬جر البالد إلى الفوضى و‬
‫اإلضطراب و ب إتّباع سياسة خارجيّة ُمسيئة ل بعض الدول العربيّة ال ُمجاورة و بتشجيع عودة ال ُمؤيّدين لإلنتداب و بتزوير ننائج اإلستفتاء‬
‫و إقامة ُحكم بوليسى و نهب خزينة الدولة ))‬

‫كانت خطوات (( الحنّاوى )) األولى تقضى ب ‪ (( ::‬رفع الحظر عن األحزاب السياسيّة ب إستثناء " الشيوعيّين ‪ +‬الحزب اإلشتراكى‬
‫سلطة إلى (( الوطنيّين ال ُمخلصين ال ُمستقّلين ))‬
‫التعاونى اليمينى )) مع العمل على تسليم ال ُ‬

‫من بين الموضوعات التى طغت على الساحة فى السنوات القليلة التى تلت الصراع ‪ (( ::‬الصراع بين الجيش مع السياسيّين ال ُمنقسمين‪،‬‬
‫الذين باتوا يبحثون عن صداقات فى الجيش يستعملونها ضد خصومهم المدنيّين )) األمر الذى أدّى فى النهاية إلى (( خضوع السياسيّين إلى‬
‫ضبّاط األشد سيطرة و طموحا ً فى صوغ القرارات ))‬
‫ال ُ‬

‫أعلن (( الحنّاوى )) عن عزمة إلى (( عزل الجيش عن السياسة )) ف دعا ال ُمناضل ال ُمحنّك‪ ،‬ال ُمناضل ضد اإلستعمار (( هاشم األتاسى ))‬
‫إلى تشكيل الحكومة‪ .‬نال (( حزب الشعب )) نصيب األسد من خيرة المناصب‪ ،‬فتم تعيين ‪ُ (( ::‬رشدى الكيخيا‪ ،‬وزيراً للداخليّة ‪ +‬ناظم‬
‫القُدسى‪ ،‬وزير الخارجيّة ‪ +‬فيضى األتاسى‪ ،‬وزير اإلقتصاد الوطنى )) بينما من حظى " حزب البعث " (( ميشيل عفلق‪ ،‬وزيرا ً للتربية‪،‬‬
‫الفالحين باألخص‬ ‫لقوة نفوذه المتزايدة بين ّ‬
‫الطالبى )) بينما تم تعيين (( أكرم الورانى‪ ،‬وزير الزراعة‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬ ‫إعترافا ً ب تأثيره ال ُمتزايد فى الوسط‬
‫فى الوسط السورى )) بالتوازى مع تعيين (( خالد العظم‪ ،‬وزيرا ً للماليّة‪ ،‬ال ُمستقل حزبيّا ً ))‪ ،‬رقم ‪ 5‬صفحة ‪193‬‬

‫أصدر (( الح ّناوى )) قرارا ً يقضى ب ‪ ::‬وجوب (( إعادة العسكريّين الذين أقالهم ُحسنى الزعيم ب ّ‬
‫القوة إلى مراكزهم )) و قد شمل القرار‬
‫من بينهم (( أديب الشيشكلى )) الذى أُعطى (( قائد اللواء ّ‬
‫األول الهام ))‪.‬‬

‫أ ّما بالنسبة ل (( الحزب الوطنى )) فقد كان تمثيله (( ضعيف )) بسبب عدم إستعداد الحزب بعد للعودة ف زعيماه (( القوتلى ‪ +‬مردم ))‬
‫مازاال فى (( المنفى‪ ،‬خارج البالد )) أ ّما من بقى أمثال (( عبد الرحمن الكيالى ‪ +‬صبرى العسلى )) ف لم يكن لهم أتباع‪ .‬لذا فقد إنحصر‬
‫تمثيل الحزب ب تعيين (( عادل العظمة‪ ،‬وزيرا ً للدولة )) فقط ال غير‬

‫نُشر قانون إنتخابى فى أيلول ‪ 1949‬يُعطى حق اإلنتخاب ل (( الرجل ‪ +‬المرأة‪ ،‬فوق سن ال ‪ 18‬شرط أن تكون المرأة حاصلة على‬
‫الشهادة اإلبتدائيّة على األقل )) مع اإلعالن عن إجراء (( إنتخابات ل جمعيّة تأسيسيّة فى منتصف نوفمبر ))‬
‫رقم ‪ 6‬صفحة ‪193‬‬

‫مرة باألخص بعد تعيين (( أسعد طلس‪ ،‬صهر الحنّاوى ال ُمتن ّفذ )) فى منصب ((‬
‫سلطة ل ّأول ّ‬
‫بعد أن شعر (( حزب الشعب )) ب نشوة ال ُ‬
‫أمينا ً عا ّما ً ُمساعدا ً ل وزارة الخارجيّة ))‪ ،‬وضع " دُعاه الوحدة فى سوريّا و العراق " هدف ُمحدّد يقضى ب ضرورة اإلسراع ب المضى‬
‫فى مشروع (( الوحدة )) مع التحذير من النتائج الوخيمة فى حال إبداء " الحذر " على غرار المفاوضات مع (( ُحسنى الزعيم ))‪،‬‬

‫أعلن (( الحزب الوطنى )) بطريقة مفاجأة تبديل موقف من (( ال ُمعارض )) إلى (( ُمؤيّد )) ل مشروع (( الهالل الخصيب ‪ +‬سوريّا‬
‫سخرية )) تجاه (( حزب الشعب )) من قِبَل (( صبرى العسلى‪ ،‬القيادى فى الحزب الوطنى ))‬ ‫ال ُكبرى )) فى حركة بدى منها فقط (( إبداء ال ُ‬

‫حطت طائرته فى (( مطار دمشق )) فى يوم ‪5‬‬ ‫فى طريق عودة (( الوصى ملك العراق‪ ،‬عبد هللا )) خالل رحلته من (( لندن إلى بغداد ))‪ّ ،‬‬
‫أكتوبر ‪ 1949‬حيث أمضى ساعة و نصف فى المطار‪ ،‬و كان فى إستقباله ُك ّالً من ‪ (( ::‬الحنّاوى ‪ +‬رئيس الوزراء‪ ،‬األتاسى )) باإلضافة‬
‫ى الحزب الوطنى )) الذين قدّما إلى (( عبدهللا )) بيانا ً سياس ّيا ً عن السياسة الجديدة للحزب‬
‫إلى (( صبرى العسلى و فارس الخورى‪ ،‬قياد ّ‬
‫التى تقف (( مع العراق‬

‫كانت منا قشات (( الوحدة مع العراق )) هى الشاغل األساسى للحكومة التى لم تستطع أن تحسم أمرها بعد‪ ،‬بسبب (( اإلنقسام الداخلى ‪+‬‬
‫الضغوط الخارجيّة ال ُمتصارعة )) و التى عبّر عنها (( رئيس الوزراء‪ ،‬األتاسى )) حينما قال ‪ (( ::‬ان حكومتى هى محض إنتقاليّة و ال‬
‫ُقرر األمور سوى برلمان ُمنتخب يُمثّل‬
‫يُمكنها أت تلزم البلد ب سياسة طويلة األمد قد يكون لها تأثير حاسم على ُمستقبلها و ال يُمكن أن ي ّ‬
‫إرادة الشعب ))‬

‫ش ّكل (( الحورانى ‪ +‬عفلق )) جبهه (( ُمعارضة ضد الوحدة‪ ،‬رقم ‪ 8‬و ‪ 9‬صفحة ‪194‬‬

‫ّ‬
‫لإلطالع على قول (( عفلق ))‪ ،‬صفحة ‪ 181‬و ‪182‬‬

‫قرر " الحزب الوطنى " (( ُمقاطعة اإلنتخابات )) حيث كان " النظام الحزبى " (( معدوم )) باإلضافة إلى (( مظاهر تعاون عدّة ُمر ّ‬
‫شحين‬ ‫ّ‬
‫أمرا ً غامضا ً ))‪ .‬لذلك حملت ُكل " صحيفة "‪ (( ،‬نتائج إنتخابيّة ُمختلفة )) وفقا ً ل (( مصدر تمويلها ))‪ ،‬رقم ‪ 10‬صفحة ‪194‬‬
‫مرة فى ‪ 12‬ديسمبر ‪ 1949‬و إنتُخب (( ُرشدى الكيخيا‪ ،‬زعيم حزب الشعل )) رئيسا ً لها‪ .‬بينما "‬ ‫ألول ّ‬
‫إجتمعت (( الجمعيّة التأسيسيّة )) ّ‬
‫إستقال " (( عفلق )) من (( وزارة األتاسى )) بعد فترة قصيرة من إنتخابه و تبعهُ (( الحورانى )) فى أوائل ديسمبر‬

‫‪ )-2‬عقبات أمام (( الوحدة السوريّا ‪ -‬العراقيّة ))‬

‫شعر (( حزب الشعب )) ب نشوة النصر بعد أن حصل على ‪ 51‬من أصل ‪ 114‬مقعدا ً فى (( البرلمان السورى )) بعد إنتخابات ‪17‬‬
‫نوفمبر‪ ،‬األمر الذى دفعه إلى إستغالل ايّة (( ُمعارضة )) ك أمر شرعى من أجل قيام (( إتّفاق مع العراق ))‪،‬‬
‫لكن " لم " ينتج عنها شئ‪.‬‬

‫سه‪ ،‬لقد كان (( يُؤيّد الوحدة مع العراق ‪ُّ +‬‬


‫تطلع ُمؤيّدوه من التُجّار الحلبيّين نحو الموصل‬ ‫قسما ً من اإليضاح يك ُمن فى (( حزب الشعب )) نف ُ‬
‫و بغداد أكثر من تطلُّعهم نحو دمشق )) لكن حين يوشك إتّفاق الوحدة على التنفيذ‪ ،‬يُظهر الحزب تح ُّفظان (( ينسجمان )) مع تحفُّظات‬
‫(( ال ُمعارضة ))‪::‬‬

‫أ‪ )-‬عدم الرغبة فى التضحية ب النظام السورى الجمهورى على مذبح عرش يقوم عليه عبدهللا ‪.‬‬

‫ب‪ )-‬الخشية من أن تتّسع (( ال ُمعاهدة العراقيّة البريطانيّة )) ف تشمل " سوريّا " فى سياق عمليّة الوحدة‪.‬‬

‫ّ‬
‫لإلطالع على رأى (( وزير الخارجيّة السورى‪ ،‬ناظم القُدسى )) فى ُمباحثات (( الوحدة ))‪ ،‬رقم ‪ 12‬صفحة ‪ & 195‬صفحة ‪ 184‬و ‪185‬‬

‫ّ‬
‫لإلطالع على رأى (( صديق شنشل‪ ،‬زعيم حزب اإلستقالل العراقى )) فى ُمباحثات (( الوحدة ))‪ ،‬صفحة ‪ 185‬و ‪186‬‬

‫و كان واضحا ً ل ( الحكومة السوريّا )) ّ‬


‫أن أى إت ّفاق قد يتم التو ُّ‬
‫صل إليه مع (( العراق ))‪ ،‬يستطيع (( الجيش )) بين ليله و ضُحاها أن ((‬
‫يُطيح )) به‬

‫كانت العناصر القويّة فى (( الجيش السورى )) تتبنّى الفكر (( الجمهورى )) " ال " يرغبوا فى اإلرتباط مع (( بريطانيا )) باإلضافة إلى‬
‫خوفهم من (( إحتالل المكانة الثانية فى جيش عراقى أقوى من ُهم )) لذا كانوا شديدى (( ال ُمعارضة ل الوحدة ))‬

‫إستعملت ُك ًّل من (( فرنسا ‪ +‬السعوديّة )) كامل نفوذهما فى داخل (( الجيش )) من أجل (( منع قيام الوحدة بين سوريّا و العراق )) و كانت‬
‫(( إسرائيل )) بدورها (( ُمعادية ل ُكل تمر ُكز فى ا ّ‬
‫لقوة العربيّة ))‬

‫رأى (( ميشيل عفلق )) فى موقف (( بريطانيا )) فى ُمباحثات (( الوحدة ))‪ ،‬صفحة ‪ 187‬و ‪199‬‬

‫رأى (( خالد العظم )) فى موقف (( بريطانيا )) فى ُمباحثات (( الوحدة ))‪ ،‬صفحة ‪188‬‬

‫رأى (( نجيب األرمنازى )) فى موقف (( بريطانيا )) فى ُمباحثات (( الوحدة ))‪ ،‬صفحة ‪189‬‬

‫قال (( دبلوماسى بريطانى )) خالل زيارته إلى (( صبرى العسلى‪ ،‬رئيس الحزب الوطنى )) أثناء مروره عبر سوريّا فى طريقة إلى ((‬
‫العراق )) ‪::‬‬

‫(( الوحدة العربيّة ك قطار لن نُحاول دفعُه أو إيقافُه‪ ،‬و لكن ل ُربّما قفزنا إلى ظهره إذا ما رأينا و قد بدأ يزيد من ُ‬
‫سرعته ))‬

‫كان عدد (( الدبلوماسيّين العراقيّين )) الذين تبنّوا موضوع " الوحدة مع سوريّا " (( قليل ج ّدا ً ))‪ .‬ف (( عبدهللا‪ ،‬الوصى على العراق ))‬
‫خطة واضحة المعالم ل تحقيق هدفة باألخص مع إقتراب (( الملك الفيصل فى الوصول إلى‬ ‫كان يطمح فى الوصول إلى " الوحدة " بدون ّ‬
‫الرشد )) على عكس الدبلوماسيّين " العراقيّين " مثل ‪ (( ::‬نورى السعيد )) الذى إستغل موضوع الوحدة ل خلق هامش من المناورة فى‬ ‫سن ُ‬
‫صرفت فى (( سوريّا )) " لم " تكن هباء منثورا فقد (( صرفت‬ ‫(( السياسة العراقيّة الخارجيّة )) ُمعتبرين ّ‬
‫أن األموال (( الرشوة )) التى ُ‬
‫إنتباه الوصى إلى اإلهتمام بالشأن الداخلى للعراق ))‬

‫ُ‬
‫حيث عمل (( فاضل‬ ‫أراد عدد من (( الدبلوماسيّين العراقيّين )) إستغالل (( الخالف بين الوصى و نورى السعيد )) فى الترقّى بالمناصب‪،‬‬
‫الجمالى )) على اإلنحياز إلى (( الوصى )) ب تشجيعه على المطامع الهاشميّة فى سوريّا ُمستغلّين شكوك نورى السعيد ل يتآمروا مع‬
‫الوصى ضدّه )) من أجل كسب " ُمساندة الوصى " على مسرح (( السياسة الداخليّة ))‪.‬‬

‫كان (( نورى السعيد‪ ،‬رئيس الوزراء العراقى )) " غير محبوب " فى " سوريّا "‪ .‬و يوضّح (( حسين الجميل‪ ،‬ر ُجل الدولة العراقى )) أنّهُ‬
‫" لم " يمض فترة وجيزة على (( اإلنتخابات السوريّا )) حتّى أرسل (( ناظم القُدسى‪ ،‬وزير الخارجيّة السورى )) رسالة إلى (( وصى ))‬
‫فى نوفمبر ‪ 1949‬تدعوه إلى إستبدال (( نورى السعيد )) فى إنتخابات ديسمبر ‪ 1949‬الذى يُمثّل عقبة فى ُمباحثات الوحدة ب رجال مثل ‪::‬‬
‫(( على جودت أو جميل المدفعى ))‬

‫و بالفعل فى ُمنتصف نوفمبر ‪ 1949‬جرت ُمشاورات بين (( الوصى )) و (( على جودت )) حول إمكانيّة تأليف وزارة‪ .‬و بعد نقاشات مع‬
‫بعض (( الوطنيّين العراقيّن الوطنيّين )) أمثال ‪ (( ::‬كامل جادرجى ‪ +‬مح ّمد حديد ‪ +‬حسين جميل ‪ُ +‬زعماء حزب اإلستقالل ))‪ ،‬إستطاع‬
‫(( على جودت )) تأليف وزارة فى ‪ 10‬ديسمبر ‪ 1949‬ض ّمت (( حسين جميل )) أى قبل يومين فقط من إنعقاد الجلسة األولى ل (( الجمعيّة‬
‫التأسيسيّة السوريّا ))‬

‫كان ّأول طلب من (( الوصى )) إلى أعضاء الوزارة أثناء لقاءهم بالقصر هو (( الطلب من ناظم القُدسى زيارة بغداد ))‪ .‬لكن تجرى الرياح‬
‫حيث قام (( العقيد أديب الشيشكلى )) ب إنقالب فى ‪ 19‬ديسمبر ‪ 1949‬أطاح ب حكومة (( األتاسى و الحنّاوى ))‬‫ُ‬ ‫سفُن‪،‬‬
‫بما ال تشتهى ال ُ‬

‫*‬
‫(( أعاصير دمشق ))‪ ،‬فضل هللا‬
‫*‬
‫(( ذكرياتى ))‪ ،‬أمين أبو عسّاف‬

‫‪http://mod.gov.sy/index.php?node=554&cat=958‬‬

‫‪------------------------------‬‬
‫‪------------------------------‬‬
‫‪------------------------------‬‬

‫الفصل العاشر‬

‫الشيشكلى يقوم ب إنقالب ‪3‬‬

‫ف ب سهولة كبيرة فى ‪ 19‬ديسمبر ‪ 1949‬بعد إسبوع واحد فقط من الجلسة‬‫من الصعب إستطالع ُمحتوى إيدلوجى من إنقالب أبيض نُ ّ‬
‫النواب التى إنبثقت عن إنتخابات ُمنتصف نوفمبر‬
‫التأسيسيّة ل مجلس ّ‬

‫ُ‬
‫أحرزه ((‬ ‫كانت (( حكومة األتاسى )) تنتظر نتائج (( اإلنتخابات )) قبل أن تلزم الوطن ب قرار ذى تبعات‪ ،‬على الرغم من النصر الذى‬
‫حزب الشعب )) ال ُمتمثّل فى تعيين ‪ُ (( ::‬رشدى الكيخيا‪ ،‬رئيس حزب الشعب‪ ،‬فى منصب‪ ،‬رئيس المجلس النيابى الجديد )) فى ‪ 12‬ديسمبر‬
‫صة‪ّ ،‬‬
‫تعلق إعالن‬ ‫‪ 1949‬بعد يومين فقط من إنتخاب (( هاشم األتاسى فى منصب‪ ،‬رئيس الدولة ال ُمؤقّت‪ ،‬ب ُ‬
‫سلطات تشريعيّة و تنفيذيّة خا ّ‬
‫الدستور ))‬

‫كان الخالف على النص الذى سيُؤدّيه (( رئيس الدولة ‪ +‬أعضاء الجمعيّة التأسيسيّة )) على أ ُ‬
‫شدّه بين (( ال ُمؤيّدين مع ال ُمعارضين )) ل‬
‫طفهم مع (( الهاشميّين )) و هُم ‪ُ (( ::‬حسنى البرازى ‪ +‬حسن الحكيم ‪ +‬زكى الخطيب ))‬ ‫نواب معروف تعا ُ‬ ‫مشروع " الوحدة "‪ .‬إذا قام ‪ّ 3‬‬
‫ب إعداد مسودّة القسم يتع ّهد المحلّفون ب (( تحقيق وحدة البالد العربيّة )) بدون اإلشارة إلى (( النظام ال ُجمهورى فى سوريّا ))‬

‫قام (( الحورانى ‪ +‬عبد الباقى نظام الدين )) ب تشكيل جبهه (( جمهوريّة ُمعارضة )) فى " المجلس النيابى " بالتعاون مع (( ُمصطفى‬
‫السباعى‪ ،‬زعيم الجبهه اإلسالميّة ال ُمشتركة )) باإلضافة إلى (( ال ُمنشقّون عن حزب الشعب ‪ ::‬عبد الو ّهاب حومد ))‪،‬‬

‫لكن إستطاع (( حزب الشعب )) فى نهاية المطاف الحصول على (( أغلبيّة سهلة )) و تم فى ‪ 17‬ديسمبر (( الموافقة )) على‬
‫(( نص لقسم ))‪،‬‬

‫التحرك بعد (( تصويت المجلس التشريعى إلى جانب قيام الوحدة )) بسبب ضيق الوقت‬
‫ُّ‬ ‫شعر (( الحورانى ‪ +‬أديب الشيشكلى )) بضرورة‬
‫فى القيام ب تكيك (( تعبئة الرأى العام ))‬

‫فى ليلة التصويت‪ ،‬زار (( الحورانى )) ُك ّالً من ‪ (( ::‬الضابطين الدرزيّين ‪ ::‬ال ُمقدّم‪ ،‬أمين أبو عسّاف ‪ +‬الرئيس‪ ،‬فضل هللا أبو منصور ))‬
‫األول )) و قال ل ُهما ‪ (( ::‬أنتُما فقط تستطيعان أن تُنقذا البلد و تضعا نهاية لهذا الفساد و‬
‫اللذان كانا ال يزاالن على رأس سالح (( اللواء ّ‬
‫سيُسجّل التاريخ ُمنجزات ُكما و يُقدّر عمل ُكما‪ ،‬فإذا ما ترددتُما و لو لبضعة أيّام فإن الفُرصة ستضيعو سيد ُخل جيش إمبريالى سوريّا تحت ستار‬
‫من الجيش العراقى و سيُستعبد و يخضع بلدُنا من جديد ))‬
‫صبحى عبارة‬
‫درعة )) ب (( ال ُمقدّم‪ُ ،‬‬
‫قرر فى اليوم التالى أن (( يستبدل رئيس الكتيبة ال ُم ّ‬
‫بعد أن إشتم (( الحورانى )) رائحة " العصيان "‪ّ ،‬‬
‫)) الذى ذهب إلى (( مركز الكتيبة )) برفقة (( حامية من الشُرطة العسكريّة ))‬

‫فى نهاية تلك الليلة‪ ،‬نفّذ (( الشيشكلى )) اإلنقالب و نفّذوا حملة من اإلعتقاالت طالت (( ال ُمقدّم‪ُ ،‬‬
‫صبحى عُبارة ‪ +‬اللواء الحنّاوى ‪ +‬أسعد‬
‫طلس ‪ +‬مح ّمد معروف‪ ،‬رئيس الشُرطة العسكريّة ‪ +‬محمود الرفاعى‪ ،‬رئيس المكتب الثانى )) باإلضافة إلى عدد آخر من‬
‫ضبّاط الصغار ))‪ ،‬رقم ‪ 2‬صفحة ‪228‬‬ ‫(( ال ُ‬

‫‪ )-1‬الشيشكلى و الحورانى ‪::‬‬

‫صة‬‫القوات الخا ّ‬
‫ُقرر اإللتحاق ب (( ّ‬‫ُولد (( الشيشكلى )) فى (( ُحماه عام ‪ )) 1909‬و إنتسب فى البدء إلى (( مدرسة زراعيّة )) قبل أن ي ّ‬
‫))‪ ،‬ف دخل الجيش عام ‪ 1930‬و لك ُّنه (( هرب )) منه فى آيار ‪ 1945‬ليُساهم مع (( الحورانى )) فى (( الثورة على الفرنسيّين ))‪ .‬كانا فى‬
‫أوائل شبابهما عُضوين فى (( الحزب السورى القومى )) و قاد كال الر ُجلين‪ ،‬مجموعات من " ال ُمناضلين " فى يناير ‪ 1948‬فى الهجوم‬
‫على (( ال ُمستعمرات اليهوديّة فى فلسطين )) ف كثيراً ما شوهد " الشيشكلى " ك أحد أمهر القادة السوريّين فى " فلسطين " أثناء قيادتُه فى‬
‫منطقة (( صفد ))‪.‬‬

‫أن " الحورانى ‪ +‬أديب الشيشكلى " هُما الشخصيّتان البارزتان اللتان عاشتا (( إنقالبات ‪ ،)) 1949‬ف ((‬ ‫لو تطلّعنا إلى الخلف‪ ،‬لوجدنا ّ‬
‫درعة )) التى قلبت ُحكم (( القوتلى )) فى آذار‬‫الشيشكلى )) هو الضابط الذى إختراُه (( ُحسنى الزعيم )) ل يكون على رأس (( الفرقة ال ُم ّ‬
‫حيث (( أُقيل الشيشكلى من الجيش‬
‫ُ‬ ‫قرب لل زعيم‪ .‬لكن حدث و أن " إختلفا " معه فيما بعد‬ ‫‪ 1949‬بينما أصبح (( الحورانى )) ال ُمستشار ال ُم ّ‬
‫األول )) عندما إستعان به (( الحنّاوى‬
‫ب ُرتبة عقيد فى ‪ 6‬آب ‪ )) 1949‬قبل أن يعود إلى الجيش بعد (( إسبوعين )) فقط ل (( قيادة اللواء ّ‬
‫)) ل تنفيذ إنقالبه‪،‬‬

‫قرر " الحورانى " أن يُعيد حزبه (( العربى اإلشتراكى )) ك ستار لل حزب (( السورى القومى اإلجتماعى )) الذى بدأ دورة فى ُمنتصف‬ ‫ّ‬
‫ى األراض فى ُحماه و دعا فيه إلى‬ ‫للتمرد ال ُمب ّكر على إقطاع ّ‬
‫ُّ‬ ‫عام ‪ ،1940‬ثُم نشر منهاجا ً حزبيّا ً فى يناير ‪ 1950‬مثل ‪ (( ::‬تقييم و تصفيه‬
‫سلطة و السيادة ‪ +‬سياسة خارجيّة ُح ّرة من ُكل تأثير خارجى ‪ +‬إخماد الطائفيّة الدينيّة ‪+‬‬ ‫توزيع األراضى على الفُقراء ك مصدر ّ‬
‫للقوة و ال ُ‬
‫تحرير المرأة ‪ +‬التعليم اإلبتدائى و الثانوى ال ُحر ‪ +‬الخدمة العسكريّة اإلجباريّة ‪ +‬إنشاء صناعة األسلحة ‪ +‬إفتتاح مدارس زراعيّة و‬
‫تُجاريّة و مهنيّة ‪ +‬إقامة نظام ُجمهورى دستورى و برلمانى فى األ ُ ّمة العربيّة ك ُكل ))‬

‫رأى (( ميشيل عفلق )) فى منح (( الحورانى )) لقب (( بطل إستقالل سوريّا )) ‪ ::‬صفحة ‪204‬‬

‫جرد أداة يحتكم إليه ل يدعو (( السياسيّين )) إلى اإلنتظام فى لحظات (( األزمات الوطنيّة )) "‬ ‫كان (( الجيش )) فى نظر " الشيشكلى " ُم ّ‬
‫ال " أن يكون أداه " لل ُحكم "‪ .‬و بحق ف إن من أهداف حركتُه األولى (( ترك البلد ل ُح ّكا ُمه الشرعيّين ‪ +‬السماح لهم ب القيام ب أعمالهم‬
‫التقليديّة فى تأليف الوزارة دون أن يقدر تماما ً إلى أى حد تُع ّكر هذا بسبب التد ُّخالت العسكريّة ال ُمتتالية فى األشهر القليلة الماضية ))‬

‫حرص " الشيشكلى " على ّأال يرتكب (( خطيئة‪ُ ،‬حسنى الزعيم )) فى ُمزاولة (( ال ُ‬
‫سلطة ال ُمطلقة ب إلقا ُءه مسؤوليّة كاملة على أكتاف‬
‫سه ب ذلك ل لوم الجماهير )) بل شجّع (( السياسيّين )) على اإلسترار فى لعبتهم (( البرلمانيّة العشوائيّة‬ ‫عرضا ً نف ُ‬
‫الحكومة بشكل ُمب ّكر‪ُ ،‬م ّ‬
‫أن الكلمة األولى و األخيرة لل ((‬ ‫فى كتابة مسودّات دساتير ‪ +‬تصدير بيانات ‪ُ +‬محاكاه الدسائس مع قوى أجنبيّة )) مع " إغفالهم " ب ّ‬
‫أركان العا ّمة ))‬

‫‪ )-2‬إنتصارات مصر الدبلوماسيّة ‪::‬‬

‫قام (( رئيس الوزراء العراقى‪ ،‬على جودت )) ب تعيين (( مزاحم الباجه جى )) فى منصب (( نائب رئيس الوزراء )) و الذى كان ((‬
‫محبوبا ً فى مصر )) و عمل على (( تهدئة الخالفات بين مصر و العراق )) فيما ي ُخص (( سوريّا ))‪،‬‬

‫عقد (( الباجه جى )) إتّفاقا ً مع (( القاهرة )) ب دون إستشارة وزرا ُءه و غير ُمكترث ل ُمعارضة الوصى‪ ،‬يُدعى إتّفاق (( جنتلمان ))‬
‫يقضى ب أن (( تتع ّهد العراق و مصر ب عدم التد ُّخل ب شؤون سوريّا ل فترة ‪ 5‬سنوات ‪ +‬منع التد ُّخل ال ُمباشر و الغير ُمباشر ‪ +‬إشارة‬
‫صة إلى مشروعى " الهالل الخصيب ‪ +‬سوريّا ال ُكبرى " ))‪ ،‬رقم ‪ 4‬صفحة ‪228‬‬ ‫خا ّ‬

‫و بعد أن عاد (( الباجج جى )) يوم ‪ 31‬يناير ‪ 1950‬إلى (( بغداد )) فى حوالى الساعة ‪ 3‬بعد الظهر‪ ،‬دعى " الوصى " ل إجتماع عاجل‬
‫مع " الوزراء " فى (( قصر الرحاب )) بمن فيهم من (( ال ُمعارضة )) أمثال ‪ (( ::‬صالح جبر ‪ +‬صديق شنشل ‪ +‬مهدى كبّة )) ل ُمناقشة‬
‫حيث أمر " الوصى " (( الوزراء ال ُمستقلّين )) ب ضرورة (( اإلستقالة )) من أجل (( إسقاط‬
‫ُ‬ ‫التداعيات السلبيّة ل إتّفاقيّة ال جنتلمان‪،‬‬
‫حكومة على جودت ))‪ .‬و بالفعل تم " إسقاط " حكومة على جودت و معها " إتّفاقيّة جنتلمان " و تعيين (( توفيق السويدى )) فى منصب‬
‫(( رئيس الوزراء ))‬

‫أعلنت الحكومة العراقيّة الجديدة تب ّنيها ل مشروع (( اإلتّحاد الفدرالى السورى ‪ -‬العراقى )) حيث أعلن (( رئيس الوزراء )) فى شباط‬
‫‪ 1950‬أمام (( مجلس الشيوخ )) ب أن الشعب " السورى و العراقى " يشعُران ب حاجة ُملحّة ل (( الوحدة ))‬
‫صلوا إلى إتّفاق مع (( بغداد ))‪ ،‬قابلتهم (( مصر )) ب إقتراح إقامة‬‫أن (( حزب الشعب ب ُمساندة الحنّاوى )) على وشك أن يتو ّ‬ ‫عندما بدا ّ‬
‫(( حلف ضمان جماعى عربى )) عُرف ب إسم (( ُمعاهدة الدفاع ال ُمشترك و التعاون اإلقتصادى )) يعمل على (( تنسيق دفاع الدول‬
‫العربيّة و يجعل من أى إتّفاق ثُنائى ك اإلت ّفاق العراقى السورى ال ُمقترح أمرا ً ضروريّا ً ))‬

‫وافق (( مجلس الجامعة العربيّة )) يوم ‪ 7‬نيسان ‪ 1950‬على إقتراح (( مصر )) عندما تقدّمت به فى إجتماع الجامعة فى أكتوبر ‪ .1949‬و‬
‫قد تع ّهدت ب (( ُمساندة جماعيّة ل أى عُضو يُجابه العدوان ‪ +‬زجزب التشاور فى حالة أى تهديد خارجى ‪ +‬تنسيق و تدعيم القوى ال ُمسلّحة‬
‫خططات للدفاع الجماعى ‪ +‬مجلس دفاع ُمشترك وزارى ل يقوم ب اإلشراف على تنفيذها ‪ +‬نص ل‬ ‫‪ +‬تعيين لجنة عسكريّة دائمة ل تضع ُم ّ‬
‫إقامة تعاون إقتصادى ))‪،‬‬
‫رقم ‪ 6‬صفحة ‪229‬‬

‫(( وافقت )) الدول ال ُمتنازعة على أن تلتزم ب قرارات المجلس التى تتبنّاها غالبيّة الثُلثين (( المادّة السادسة )) باإلضافة إلى التع ُّهد ب ((‬
‫عدم إبرام أى إتّفاقيّة دوليّة ال تتّفق مع ال ُمعاهدة الحالية و أن ال تتبع فى عالقاتها الدوليّة سبيالً " ال " يتالءم مع أغراض ال ُمعاهدة الحالية "‬
‫المادّة ال ‪،)) " 10‬‬

‫فى الحقيقة‪ ،‬تلك اإلتّفاقيّة " لم " تعكس شيئا ً أكبر من (( سياسة مصر التقليديّة )) ال ُمتجسّدة فى (( الجامعة )) و القائمة على (( سد الطريق‬
‫أمام ُكل تج ُّمع قُطرى عربى )) و على األخص (( تج ُّمع العراق و سوريّا )) ذلك كى تُدافع عن الوضع اإلقليمى الراهن فى (( آسيا العربيّة‬
‫)) و بهذا تحتفظ ل نفسها ب (( الدور الرئيسى )) ب كونها (( أقوى دولة عربيّة ))‪.‬‬

‫(( رفضت )) الدول الواقعة تحت ال ُحكم (( الهاشمى )) مثل ‪ (( ::‬العراق ‪ +‬األُردن )) عن التوقيع فى بدأ األمر‪ ،‬ثُم و ّقعاها على التوالى فى‬
‫‪ 2‬شباط ‪ 1951‬و ‪ 16‬شباط ‪ 1952‬بينما ترواحت فترة التصديق الرسمى ما بين ‪ 31‬أكتوبر ‪ 1951‬إلى ‪ 11‬أكتوبر ‪1953‬‬
‫حيث (( لم تتش ّكل هيئة أركان عا ّمة ُمشتركة ‪ +‬لم يتحقّق أى تنسيق فى أى‬
‫ُ‬ ‫عقد (( مجلس الدفاع )) عددا ً من اإلجتماعات (( الشخصيّة ))‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫حقل عسكرى )) و بقيت اإلتّفاقيّة من الناحية (( العسكريّة )) ل ُمدّة ‪ 5‬سنوات حرفا (( ميّتا ))‪ ،‬ل تعود (( مصر )) و تنعشها من جديد و‬
‫ُ‬
‫صة مادّتها الها ّمة ال ‪ 10‬التى (( تحظر إختالف السياسة الخارجيّة )) و تستعملها ك سالح (( ضد العراق حول ميثاق بغداد الذى عقد‬ ‫خا ّ‬
‫عام ‪)) 1955 - 1954‬‬

‫‪https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AD%D9%84%D9%81_%D8%A8%D8%BA%D8%AF%D8%A7%D8%AF‬‬

‫‪ )-3‬إنهيار حزب الشعب ‪::‬‬

‫فى الفترة ما بين ‪ 20‬و ‪ 23‬أكتوبر ‪ 1949‬واجهه عدد من السياسيّين (( صعوبات فى تشكيل الحكومة )) عُرف من ُهم ‪ (( ::‬خالد العظم و‬
‫سامى ُكبّارة‪ ،‬من ال ُمستقلّين ‪ +‬أكرم الحورانى و عبد الباقى نظام الدين‪ُ ،،‬زعماء الجبهه الجمهوريّة ‪ُ +‬مصطفى السباعى‪ ،‬زعيم الجبهه‬
‫اإلسالميّة اإلشتراكيّة ‪ +‬شاكر العاص‪ ،‬عضو بارز فى " حزب الشعب " ))‪ .‬و عندما إستطاع (( ناظم القُدسى )) تأليف وزارة يُسيطر‬
‫عليها " حزب الشعب"‪ ،‬قُوبل ب (( رفض الجيش ))‪ ،‬األمر الذى دفع (( هاشم األتاسى‪ ،‬رئيس الدولة )) على تقديم (( اإلستقالة )) و أُجبر‬
‫(( ناظم القُدسى )) على (( اإلنسحاب )) فى اليوم التالى‪ ،‬رقم ‪ 8‬صفحة ‪229‬‬

‫و أخيرا ً قدّم (( خالد العظم )) الئحة ُمصالحة فى ‪ 27‬ديسمبر ‪ُ 1949‬متّفق عليها و تشمل ‪ (( ::‬الزعيم فوزي سلو‪ ،‬مديرا ً لوزارة الدفاع‬
‫الوطني ‪ +‬الزعيم أنور بنود رئيسا ً لألركان العامة )) بينما اكتفى هو بمنصب «نائب رئيس األركان العامة»‪ ،‬ولو أنه كان يمارس مهام‬
‫«القائد األعلى للجيش والقوى المسلحة» من الناحية الفعلية‪ .‬بينما أصبح على (( حزب الشعب )) أن يقتنع ب (( ‪ 4‬حقائب وزاريّة ثانويّة ))‬
‫بعد أن كان ُمسيطرا ً‪ ،‬رقم ‪ 9‬صفحة ‪229‬‬

‫وما قام به الشيشكلي ذلك اليوم لم يكن «انقالبا ً» بالمعنى الدقيق‪ ،‬حيث بقي رئيس الدولة‪ ،‬السيد هاشم األتاسي‪ ،‬في منصبه‪ ،‬وبقي مجلس‬
‫النواب ‪ -‬الذي كان «مجلسا ً تأسيسيا ً» ‪ -‬يمارس عمله في صياغة الدستور تحت رئاسة السيد رشدي الكيخيا‪ ،‬رئيس حزب الشعب‪ ،‬وأما‬
‫الحكومة (الوزارة) فكانت مستقيلة أصالً‪ ،‬منذ ‪ 1949/12/12‬حين تم انتخاب رئيسها السيد هاشم األتاسي لمنصب «رئيس دولة‪».‬‬

‫ُ‬
‫حيث قطع‬ ‫كان البيان الوزارى الذى ألقاه (( خالد العظم )) فى ‪ 4‬يناير ‪ 1950‬أمام (( المجلس النيابى )) أكثر تف ُّهما ً ل وضع سوريّا الجديد‪،‬‬
‫سه ب أن يُدافع عن (( نظامها ال ُجمهورى ال ُمستقل )) ‪ +‬تقديم الدعم الحكومى الكامل ل (( ميثاق الضمان اإلجتماعى العربى‬ ‫عهدا ً على نف ُ‬
‫)) الذى كان يُتفاوض ب شأنه فى (( القاهرة ))‬

‫على الرغم من (( إنعدام )) الخط الواضح ل " حزب الشعب " داخل " المجلس النيابى "‪ ،‬إلى ّ‬
‫أن المجال قد أنفسح أمام عدد من ((‬
‫ال ُمستقلّين ال ُمؤيّدين ل الهاشميّين )) عُرف من ُهم ‪ُ (( ::‬حسنى البرازى ‪ُ +‬منير العجالنى ‪ +‬حسن الحكيم )) ُمطالبين ب (( وحدة عربيّة‬
‫شاملة ‪ +‬إتّحاد فيدرالى بين الدول التى تقع تحت تهديد إسرائيل ال ُمباشر ‪ " ::‬العراق‪ ،‬األُردُن‪ ،‬سوريّا‪ ،‬لبنان ))‪ .‬لكن كانت هذه اإلحتجاجات‬
‫سابقة ل أوانها و " لم " تنضج بعد‪ ،‬ف ت ّمت (( الموافقة على سياسة العظم فى ‪ 7‬يناير ‪ 1950‬ب أغلبيّة ‪ 93‬صوتا ً ُمقابل ‪ 6‬أصوات مع‬
‫إمتناع عُضو عن التصويت ))‬

‫إنطلق (( أديب الشيشكلى )) فى اليوم التالى إلى (( القاهرة و الرياض )) ل يُصلح الصدع الذى سبّبتُه سياسة (( الح ّناوى ))‪ .‬و فى ُمقابل‬
‫قدره ‪ 6‬ماليين دوالر )) إلى ((‬‫إستقاللُه عن " الهاشميّين " و إنضما ُمه ل " جناح القاهرة و الرياض"‪ ،‬تم إعطاء (( قرض بدون فوائد ُ‬
‫وزير اإلقتصاد السورى‪ ،‬معروف الدواليبى )) أثناء زيارتُه إلى (( القاهرة )) فى شباط‪ ،‬مع وعد ب مبلغ (( ‪ 5‬ماليين جنيه إسترلينى‬
‫تُقدّمها مصر ))‪.‬‬

‫بسبب تبدُّل ال ُمناخ السياسى‪ ،‬عقد (( صبرى العسلى‪ ،‬أمين عام الحزب الوطنى )) ُمؤتمرا ً فى (( حمص )) أعلن فيه (( سحب تصري ُحه‬
‫صه إلى الجمهوريّة ))‪ .‬و فى ‪ 27‬يناير ‪ 1950‬ترأّس وفدا ً حزب ّيا ً إلى (( مصر )) ل‬‫الداعى إلى قيام وحدة مع العراق مع التأكيد على إخال ُ‬
‫إعادة العالقات الطيّبة مع مصر و " الجامعة العربيّة " ‪ +‬للتصالُح مع السياسيّين ال ُمبعدين مثل ‪ (( ::‬القوتلى ‪ +‬جميل مردم )) و التى رأى‬
‫فيها " القوتلى " فُرصة ل إنتعاش حزبه من جديد‬

‫فى ُمحاولة من (( حزب الشعب )) ل إستغالل الفُرصة األخيرة ال ُمتب ّقية فى يده (( مجلس ّ‬
‫النواب = الجمعيّة التأسيس ّية ))‪ ،‬قام (( القُدسى ))‬
‫ب تشكيل لجنة من (( ‪ 33‬عُضوا َ )) من أجل وضع (( مسودّة دستور )) التى (( إنتُقدت )) بشكل واسع يوم ‪ 10‬نيسان‪ " .‬لم " ي ُكن هُناك‬
‫أن (( سوريّا جمهوريّة برلمانيّة ذات سيادة )) بجانب (( الخالف )) حول المادّة‬ ‫من (( خالف )) حول المادّة (( األولى )) التى تنُص على ّ‬
‫ال ‪ " 5‬التى أعلنت (( دمشق عاصمة الدولة على أن ال يكون ذلك قطعيّا ً )) م ّما إعتبرتهُ (( ال ُمعارضة )) مؤامرة من " حزب الشعب " ل‬
‫نقل العاشمة إلى (( حلب )) فى أقرب فُرصة ُممكنة‪ ،‬بينما كان (( الخالف )) على المادّة ال ‪ 3‬من الدستور التى تنُص على (( اإلسالم دينا ً‬
‫أن ‪ 235‬طالبا ً جامعيّا ً قد إلتمس من‬
‫للدولة )) بين " ال ُمسلمين ال ُمحافظين " ‪ " +‬ال ُمدافعين عن العلمانيّة "‪ .‬و قد نشرت صحيفة (( البعث )) ّ‬
‫(( رئيس الدولة )) ب أن (( يقضى على الفوارق الطائفيّة ))باإلضافة إلى إهتمام (( الطوائف المسيحيّة )) ب األمر فى كثير من عظات‬
‫أن الحق إلى جانب ُكم و‬ ‫عيد الفصح مثال‪ ،‬عندما قال (( بطريرك اليونان الكاثوليك )) ل جموع ال ُم ّ‬
‫صلين ‪ (( ::‬علي ُكم أن تُناضلوا ل تُبرهنوا ّ‬
‫إنّ ُكم لستُم الجئين فى وطن ُكم ))‬

‫(( إستقال )) " الحورانى " فى ‪ 25‬نيسان من الوزارة‪ُ ،‬معلنا ً ب أنّه (( يعترض على ‪ 15‬مادّة من الدستور على األقل ‪ +‬لم يُؤخذ رأى‬
‫لربّما كانت إستقالتُه عائدة إلى إدرا ُكه (( عاصفة إقتصاديّة قد تُطيح ب " حكومة العظم " بسبب فساد العالقات‬
‫الحكومة فى هذا األمر )) و ُ‬
‫مركيّة و تنظيم ال ُجمرك )) ف آثر اإلنسحاب ُمب ّكراً‬
‫مع لبنان حول ال ُمشكلة القديمة للسياسة ال ُج ُ‬

‫كانت إدارة (( الجمارك مع عدد من المرافق األُخرى ك ‪ ::‬البريد ‪ +‬البرق ‪ُ +‬مراقبة الشركات ذات اإلمتياز ‪ +‬إنتاج التبغ )) تحت عُهدة‬
‫سلطة (( المندوب السامى )) ألنّها إعتُبرت أمورا ً ذات أه ّميّة عا ّمة ل ُكل أجزاء األقاليم ال ُمنتدبة و بالتالى " ال " يُمكن السماح ل حكومات‬ ‫ُ‬
‫األقطار ال ُمختلفة أن تتولّى اإلشراف عليها ُكلّيّاً‪،‬‬

‫صل إلى إتّفاق حول‬ ‫وافقت الحكومتان (( السوريّا ‪ +‬اللبنانيّة )) فى عام ‪ 1937‬على مبدأ (( إدارة جمركة ُمفصلة )) لكنّ ُهما (( فشلتا فى التو ُّ‬
‫وزع على ُكل دولة ))‪ .‬فى عام ‪ 1938‬فرضت الحكومة " السوريّا " ضريبة على ال ُمنتجات " اللبنانيّة " و‬ ‫مركيّة التى ست ّ‬
‫نسبة العائدات ال ُج ُ‬
‫ر ّد " لبنان " ب المثل لكن اإلجراءات لم تُنفّذ بشكل فعلى و بقى النزاع دون حل خالل الحرب‪ .‬فى نهاية الحرب عام ‪ 1944‬سلّمت ((‬
‫فرنسا )) إدارة الجمارك إلى (( مجلس أعلى سورى ‪ -‬لبنانى )) لكن أعمالُه " لم " ت ُكم ُمنسجمة و إنتهى ب خالف فى شباط ‪.1948‬‬

‫حصل (( ُحسنى الزعيم )) على صفقة تقضى ب (( إنهاء الخالفات اإلقتصاديّة بين سوريّا و لبنان )) فى تموز ‪ 1949‬فى حال قام ب ((‬
‫تسليم أنطون سعادة )) لكنّها " لم " تعش طويالً و أُبطل مفعولها‬

‫قام الرأى العام ب الضغط على الحكومة وقت إثارة خطط بناء (( مرفأ طرطوس )) ل تضع حد ل ذلك (( اإلتّحاد )) الذى تضحى فيه‬
‫مصالح ‪ 4‬ماليين سورى على مذبح (( التجارة اللبنانيّة ))‬

‫عندما (( رفضت )) الحكومة " اللبنانيّة " إقتراح (( خالد العظم )) فى ذج (( وحدة إقتصاديّة بين البلدين ))‪ ،‬جرى (( حل إتّحاد الجمارك‬
‫ُ‬
‫حيث كتبت (( صحيفة تشرين )) فى ‪ 1‬آيار‬ ‫فى آذار ‪ .)) 1950‬األمر الذى تسبّب فى موجة من (( إرتفاع األسعار فى السوق السوريّا ))‬
‫‪ (( :: 1950‬أنّنا فى سوريّا نعيش أسوأ أيّام مررنا بها فى تاريخنا ))‬

‫أن ‪ (( ::‬الجيش سيمنع ب ُكل ثمن تكرار هذه المهزلة التى‬


‫فى مساء ذلك اليوم‪ ،‬أعلن (( الشيشكلى )) فى خطاب ُموجّه إلى (( الجنود )) ّ‬
‫ّ‬
‫تحطمت تقريباً‪ ،‬و يشهد هللا على أن الجيش يريد فقط أن يحمى إستقالل سوريّا و النظام الجمهورى فيها ))‬ ‫كانت سوريّا مسرحا ً لها‪ ،‬و التى‬

‫و فى اليوم التالى‪ ،‬بعد تداول كبير بين " الجيش مع رئيس الدولة "‪ ،‬تم تكليف (( ناظم القُدسى )) ب تشكيل وزارة و التى تألّفت يوم ‪4‬‬
‫حزيران مع تعيين (( الزعيم‪ ،‬فوزى سلو )) فى منصب (( وزير الدفاع ))‪ .‬على أن تكون حكومة (( إنتقاليّة‪ ،‬ال تتّخذ أيّه قرارات فى‬
‫سياسة الدولة ‪ +‬التعليق على موافقة الدستور الجديد ))‪ ،‬رقم ‪ 15‬صفحة ‪230‬‬

‫عمل (( صبرى العسلى‪ ،‬القيادى فى الحزب الوطنى )) على إعادة بث الروح فى مبادئ (( القوتلى )) ف ذهب إلى حد أنّه (( ربط الحزب‬
‫تطرف " )) من أجل تشكيل (( جبهه ُمعارضة ))‪ ،‬رقم ‪ 16‬صفحة ‪ 230‬و ‪231‬‬ ‫الوطنى مع الحزب اإلشتراكى التعاونى " التنظيم ال ُم ّ‬
‫إنفجرت قُنبلة فى (( مبنى البرلمان )) يوم ‪ 26‬حزيران و ألقت " الحكومة " التبعة على (( الحزب الوطنى ))‬

‫تصريح (( ُرشدى الكيخيا )) حول حملة " التشهير " التى قام بها (( الحزب الوطنى )) ‪ ::‬صفحة ‪222‬‬

‫فى خرق صريح ل " منفاه ب اإلسكندريّة "‪ ،‬دعا (( القوتلى )) فى ‪ 7‬آب السوريّين للدفاع عن إستقاللهم‪ .‬فقام ُمؤيّدوه ب الدعوة إلى ((‬
‫إضراب فى أسواق دمشق ‪ +‬تنظيم ُمظاهرات )) باإلضافة إلى عقد إجتماع يوم ‪ 5‬أيلول الذى ُحدّد ل (( المجلس النيابى )) ل (( التصويت‬
‫على مسودّة الدستور )) من أجل التنديد ب نظام ال ُحكم ‪ (( +‬شجب قرار الجمعيّة التأسيسيّة ب تحويل نفسها إلى هيئة تشريعيّة ل فترة ‪4‬‬
‫سنوات‪ ،‬الغاية منها تمديد فترة ُحكم " حزب الشعب " ))‪.‬‬

‫لكن ت ّمت (( الموافقة )) فى نهاية المطاف على (( الدستور الجديد ‪ +‬إنتخاب " هاشم األتاسى " رئيسا ً للجمهوريّة ‪ +‬ناظم القُدسى رئيسا ً‬
‫للوزراء ))‪ ،‬رقم ‪ 18‬صفحة ‪231‬‬ ‫ُ‬

‫للتفرغ ل عدد من (( ال ُم ّ‬
‫ستقليم ال ُموالين ل الهاشميّين ‪ُ ::‬منير‬ ‫ُّ‬ ‫إستغل (( الجيش )) الصراع القائم بين (( حزب الشعب مع الحزب الوطنى ))‬
‫ُ‬
‫حيث قال ‪(( ::‬‬ ‫تجرأ (( العجالنى )) على أن يشن هجوما ً فى (( البرلمان )) على (( الجيش ))‬ ‫العجالنى ‪ +‬حسن الحكيم ))‪ .‬و فى ‪ 2‬آب ّ‬
‫السرى‪ ،‬حتّى ب ُمراقبة أعضاء من هذه‬ ‫ّ‬ ‫الجيش يحشُر نفسه فى ُكل شئ‪ ،‬بقضايا التهريب‪ ،‬واجبات الشُرطة‪ ،‬وزارة الداخليّة‪ ،‬البوليس‬
‫الجمعيّة ))‬

‫بعد عودة (( العجالنى من األُردن )) ب عدّة أسابيع‪ ،‬أمر الجيش ب (( إلقاء القبض عليه )) و تقدي ُمه إلى (( ُمحاكمة عسكريّة ب تُهمة‬
‫التآمر مع األردن على سالمة الدولة )) لكن تم (( تبرأتُه ))‪ .‬هذه الفُرصة إنتهزها (( ال ُمدّعى العام )) من أجل ُمهاجمة مشروع (( سوريّا‬
‫ال ُكبرى )) ُمعتبرا ً إيّاُه (( جريمة قوميّة‪ ،‬يهدف إلى تحطيم إستقالل سوريّا و النظام ال ُجمهورى ))‪ ،‬األمر الذى أدّى إلى (( إستقالة‪ ،‬حسن‬
‫الحكيم‪ ،‬من الوزارة فى أكتوبر )) و الذى يُعتبر (( ناقد دائم لتد ُّخل الجيش فى الشؤون العا ّمة ))‬

‫حيث قُتل (( العقيد‪ ،‬مح ّمد ناصر ‪ -‬قائد القوى‬


‫ُ‬ ‫سلطة )) فى النصف ال ‪ 2‬من عام ‪،1950‬‬ ‫قامت أعمال (( عُنف )) فى (( صراع على ال ُ‬
‫الجويّة السوريّا )) ب القُرب من (( دمشق )) فى ‪ 31‬تموز عن عُمر يُناهز ال ‪ 37‬عاما ً و الذى يُعتبر (( أقوى ُمنافس ل الشيشكلى ))‪.‬‬ ‫ّ‬
‫ص ُحف (( القاهرة ‪ -‬بغداد ‪ -‬بيروت )) ُك ّالً من ‪ (( ::‬إبراهيم ال ُحسينى‪ ،‬رئيس المكتب الثانى ‪ +‬عبد الغنى قنوت‪ ،‬نائبُه )) لكن تم ((‬
‫إتّهمت ُ‬
‫تبرأة )) الر ُجلين و (( منعت وزارة الدفاع السوريّا )) أى تعليق صحفى‪ .‬جرت ُمحاولة فاشلة فى ‪ 12‬أكتوبر ل (( قتل العقيد الشيشكلى ))‪،‬‬
‫األمر الذى أدّى إلى كشف تنظيم إرهابى يُدعى (( كتائب الفداء العربى )) التى تأسّست على يد ‪ 4‬إرهابيّيين عُرف من ُهم ‪ (( ::‬توفيق الهندى‬
‫‪ +‬هانى الهندى ))‪ .‬و قد تم توجيه ل (( توفيق )) إتّهاما ً ب قتل (( عُثمان أمين‪ ،‬وزير مصرى سابق )) و قد " هرب من (( سجن القاهرة‬
‫حيث ((رفضت مصر تسلي ُمه))‪ ،‬رقم ‪ 20‬صفحة ‪231‬‬ ‫ُ‬ ‫)) و إلتجأ فى البدء إلى (( األُردُن )) و بعد ذلك إلى (( سوريّا ))‬

‫جرى إعتقال ‪ 11‬عُضوا ً من التنظيم مع إتّهامهم ب جرائم ‪ (( ::‬وضع قنابل فى معبد اليهود فى سوريّا ‪ُ +‬محاولة قتل الكولونيل و‪.‬ف‪.‬‬
‫مفوضات بريطانيا و أميركا فى دمشق ‪ +‬الهجوم على الحى اليهودى فى‬ ‫سترلنج ‪ +‬إقتحام مدرسة يهوديّة فى بيروت ‪ +‬وضع قنابل فى ّ‬
‫دمشق ‪ +‬تفجير المكتب المحلّى ل ُم ّ‬
‫نظمة إغاثة الالجئيين الفلسطينيّين ‪ُ +‬محاولة قتل الملك عبد هللا و العقيد الشيشكلى ))‪،‬‬
‫رقم ‪ 21‬صفحة ‪232‬‬

‫تكاثرت األقاويل حول صلة عدد من الشخصيّات السياسيّة ب هذا التنظيم‪ ،‬عُرف من ُهم ‪ (( ::‬أحمد الشراباتى‪ ،‬وزير الدفاع السابق ‪ -‬الذى‬
‫إعتباره فى " حرب فلسطين " )) باإلضافة إلى (( نشأت شيخ األرض‪ ،‬أخو الطبيب ل الملك سعود ‪ -‬الذى إتُّهم ب نقلُه ال ُمساعدات‬ ‫ُ‬ ‫فقد‬
‫السعوديّة إلى اإلرهابيّين ))‪.‬‬

‫أن العالقات " السوريّا " مع (( مصر ‪ -‬السعوديّة )) قد (( توتّرت ب شدّة )) بعد‬
‫على الرغم من (( إطالق سراح ال ُمتّهمين السابقين )) إلى ّ‬
‫سلطة ))‬ ‫التأ ُّكد ّ‬
‫أن هاتين الدولتين تعمالن على (( عودة القوتلى إلى ال ُ‬

‫*‬
‫ّ‬
‫الرزاق ال ُحسينى‬ ‫((تاريخ الوزارات العراقيّة))‪ ،‬عبد‬

‫*‬
‫((الوحدة العربيّة))‪ ،‬فائز‪.‬أ‪.‬الصايغ‬

‫‪http://mod.gov.sy/index.php?node=554&cat=959‬‬

‫‪http://mod.gov.sy/index.php?node=554&cat=960‬‬

‫‪------------------------------‬‬
‫‪------------------------------‬‬
‫‪------------------------------‬‬

‫الفصل ال حادى عشر‬

‫دفاع الشرق األوسط عام ‪1951‬‬

‫كان (( الغرب )) قلقا ً من (( ال ُمبااله العرب )) ب (( التمدُّد الشيوعى )) و إنشغالهم ب (( إسرائيل ‪ +‬طرد الجنود البريطانيّين من‬
‫أراضيهم ‪ +‬الصراع المحلّى حول الزعامة العربيّة ‪ +‬نزاع األشقّة فى الدول العربيّة ال ُمستقلّة حديثا ً )) بل إتّهمهم " الغرب " ب (( السذاجة‬
‫و عدم النُضج السياسى )) بسبب ‪ (( ::‬تحالُف بعضهم مع المانيا النازيّة خالل الحرب فى الشرق األوسط ))‪.‬‬

‫كما (( فشل الغرب )) فى الحصول على (( معونة العرب )) فى إقامة (( خطط دفاعيّة ل جبهه ُمتّحدة إزاء أى تهديد خارجى )) و قد قادهم‬
‫هذا إلى (( خطأ )) فى (( ال ُحكم على المزاج العربى ‪ +‬إقتراف أخطاء فى التوقيت الذى قدّموا به ُمقترحات الدفاع ‪ +‬اإلنحياز بشكل غبى و‬
‫فاضح إلى أحد الفُرقاء فى الصراع العربى الداخلى )) باإلضافة إلى نظرتهم " السلبيّة " إلى " الشرق األوسط " من خالل منظور ((‬
‫حيث يرونُه ‪ُ (( ::‬ملحقا ً ل الدبلوماسيّة األوروبّيّة ‪ +‬ساحة ل الحرب الباردة )) ضاربين ب عرض الحائط ل (( التوتّرات‬
‫ُ‬ ‫مصالحهم ))‬
‫المحلّيّة القائمة فى الدول العربيّة ُك ّل على حدة ))‬

‫‪ )-1‬الحياد العربى ‪::‬‬

‫كان " الحياد " واضحا ً فى (( سوريّا )) للجميع عام ‪ ،1951 - 1950‬فقد تبنّاه عدد من ُ‬
‫الزعماء السوريّين ال ُجدد (( قبل )) إندالع ((‬
‫حيث دعا (( الحزب العربى اإلشتراكى ب‬ ‫ُ‬ ‫اإلنقالب المصرى و ذهاب عبد الناصر فى نيسان ‪ 1955‬إلى باندونغ ل شراء سالح سوفييت ))‬
‫قيادة الحورانى )) فى يناير ‪1950‬إلى (( سياسة خارجيّة ُح ّرة من أى تأثير خارجى ))‪.‬‬

‫إستأنفت (( بريطانيا )) شحن السالح إلى (( مصر‪ ،‬العراق‪ ،‬األُردُن )) بينما كانت (( إسرائيل )) تشترى ال ُمعدّات الحربيّة حيثما أرادت مع‬
‫صل‬‫أن (( بريطانيا ‪ +‬أميركا )) تضغطان على (( العرب )) من أجل التو ُّ‬ ‫(( الزيادة فى إنتاج األسلحة الصغيرة ))‪ .‬و حين إنتشرت شائعة ّ‬
‫صلح مع إسرائيل )) فى وقت بدا " النزاع العربى اإلسرائيلى " ُمهدّدا ً ب (( اإلنفجار )) ثانية على شكل (( إصطدام ُمسلّح ))‪،‬‬
‫إلى (( ُ‬
‫مرة أن يقعوا بين أحضان (( روسيّا )) على أن يقعوا فريسة ل‬ ‫سرت نغمة مريرة ب ّ‬
‫أن (( العرب )) يُفضّلون ألف ّ‬
‫(( إسرائيل ))‬

‫ّ‬
‫لإلطالع على إعالن (( الجبهه اإلشتراكيّة اإلسالميّة )) حول (( التعاون مع السوفييت )) بعد إجتماعها يوم ‪ 12‬آذار ‪::‬‬
‫رقم ‪ 2‬صفحة ‪ & 271‬صفحة ‪237‬‬

‫قبل إنفجار (( الحرب الكوريّة )) ب شهر‪ ،‬أصدرت (( بريطانيا ‪ +‬فرنسا ‪ +‬أميركا )) بيان ثالثى يوم ‪ 25‬آيار ‪ 1950‬تُعلن فيه (( إلتزامها‬
‫القوة بين أى من دول المنطقة )) باإلضافة إلى‬
‫القوة أو التهديد ب ّ‬
‫ب حفظ السالم على الحدود الفلسطينيّة ‪ +‬ال ُمعارضة ال ُمطلقة ل إستعمال ّ‬
‫التزود ب السالح مشروط ب عدم اإلعتداء ))‪ ,‬رقم ‪ 3‬صفحة ‪271‬‬ ‫ّ‬ ‫جعلها ((‬

‫" قبلت " ُك ّالً من ‪ (( ::‬مصر ‪ +‬سوريّا ‪ +‬العراق ‪ +‬األُردُن ‪ +‬لبنان ‪ +‬إسرائيل )) هذه الشروط و حدّدت (( تزويد الشرق األوسط ب‬
‫ُ‬
‫حيث هيمنت (( الحرب الكوريّة )) على السنة‬ ‫السالح حتّى عام ‪)) 1955‬‬

‫(( تُركيا )) هى الدولة الوحيدة فى (( الشرق األوسط )) التى (( وافقت )) على (( إرسال فرقة ُمسلّحة إلى كوريّا )) بينما عمل " الرأى‬
‫تصرف (( األُمم ال ُمتّحدة )) مع (( الصهيونيّة و اإلعتداء على كوريا الشماليّة ))‬
‫ُّ‬ ‫العام العربى " على عمل ُمقارنة‬

‫ص ُحف العربيّة " علنا ً "‬


‫سمعة الطيّبة بسبب (( إمتناعها عن التصويت فى مجلس األمن )) بينما إبتهجت ال ُ‬
‫" كسبت " (( مصر )) بعض ال ُ‬
‫قوات األُمم ال ُمتّحدة ))‪ .‬أعلن سياسى سورى من (( حزب الشعب )) يُدعى (( معروف الدواليبى )) الذى أصبح فيما بعد ((‬
‫ب (( فشل ّ‬
‫أن الطريقة الوحيدة ل " منع حرب عالميّة ‪ " 3‬هى (( توقيع ميثاق عدم اإلعتداء مع السوفييت ))‪ ،‬رقم ‪ 4‬صفحة ‪271‬‬ ‫رئيسا ً ل الوزراء )) ّ‬

‫‪ )-2‬الجنرال روبرتسون‬
‫و السيّد ماك غى ‪::‬‬
‫عقد (( الرؤساء العسكريّون البريطانيّون و األمريكيّون )) سلسلة من المؤتمرات فى (( مالطا )) فى يناير ‪ -‬آذار عام ‪ ،1951‬و إلتحق بهم‬
‫(( قادة البحريّة اإليطاليّة و الفرنسيّة )) فى نيسان ‪1951‬باإلضافة إلى قيام ُك ّالً من ‪::‬‬

‫البريّة البريطانيّة فى الشرق األوسط )) ب زيارة عدد من " العواصم العربيّة " فى‬
‫القوات ّ‬
‫أ‪ (( )-‬الجنرال‪ ،‬سيبر بريان روبرتسون‪ ،‬قائد ّ‬
‫يناير و فبراير‬

‫ب‪ )-‬قيام (( الجنرال‪ ،‬فاليرى‪ُ ،‬مراقب الجيش الفرنسى )) مدينة (( دمشق )) فى يناير‬

‫ج‪ )-‬عقد (( الدبلوماسيّون الفرنسيّون فى الشرق األوسط )) إجتماعا ً فى مدينة (( بيروت )) فى نيسان‪ ،‬برئاسة (( السيّد‪ ،‬كوف دو مورفيل‪،‬‬
‫السفير الفرنسى فى القاهرة ))‬

‫د‪ )-‬ترأّس (( السيّد‪ ،‬ج ‪ .‬ك ‪ .‬ماك غى‪ُ ،‬مساعد وزير الخارجيّة األميركى ل شؤون الشرق األوسط و إفريقيا و جنوب آسيا )) إجتماعا ً ب‬
‫سفراء الواليات ال ُمتّحدة ))‬
‫مدينة (( إسطنبول )) فى شباط ل (( ُ‬

‫أعرب (( بريان )) عن رضاه تجاه ‪ (( ::‬التقدُّم الكبير الذى أحرزتُه ُكل من " تُركيا ‪ +‬اليونان ‪ +‬إيران " فى السنة التى إنصرمت فى بناء‬
‫دفاعها )) على عكس رأى (( ماك غى )) الذى (( لم يُؤ ّكد )) هذا التفاؤل عندما جاب المنطقة فى شهرى شباط و آذار‬

‫دعا ُكل من حزب (( البعث ‪ +‬العربى اإلشتراكى ‪ +‬الجبهه اإلسالميّة )) فى ‪ 7‬شباط إلى ضرورة تبنّى سياسة (( الحياد الصارم تجاه‬
‫ال ُمعسكرين العالميّين )) قُبيل زيارة (( الحنرال‪ ،‬روبرتسون )) إلى (( دمشق )) ب أسابيع قليلة‪ .‬األمر الذى نتج عنه وضع ُمتفجّرات فى‬
‫ط ّالب " لل خروج ب‬ ‫صليّة البريطانيّة ب حلب )) فى ‪ 20‬يناير بالتزا ُمن مع قيام (( حزب البعث )) ب تقديم دعوة إلى " ال ُ‬
‫(( القُن ُ‬
‫ُمظاهرات إحتجاجيّة فى (( دمشق ‪ +‬حمص ‪ +‬درعا ‪ +‬دير الزور ))‬

‫ّ‬
‫لإلطالع على البيان " التحذيرى " ل (( حزب البعث )) إلى (( الجامعة العربيّة )) يوم ‪ 24‬يناير‪ ،‬صفحة ‪ 240‬و ‪241‬‬

‫ط ّالب جامعة دمشق " إلتماسا ً إلى (( رئيس الوزراء )) يُطالبون منه فيه أن (( يمنع الجنرال روبرتسون من دخول سوريّا ))‬ ‫و قد قدّم " ُ‬
‫ع ّمالى ))‬
‫ُ‬ ‫وفد‬ ‫((‬ ‫ل‬ ‫ب‬
‫َِ‬ ‫ق‬ ‫من‬ ‫))‬ ‫ّة‬ ‫ي‬‫البريطان‬ ‫ّة‬ ‫ي‬‫ض‬‫المفو‬
‫ّ‬ ‫((‬ ‫ل‬ ‫"‬ ‫إحتجاج‬ ‫"‬ ‫رة‬ ‫ّ‬
‫ك‬ ‫ذ‬ ‫م‬
‫ُ‬ ‫تسليم‬ ‫بالتزا ُمن مع‬

‫صل أو يُعطى أى تع ُّهد )) و لكن مصادر‬ ‫أن أحدا ً من الطرفين (( لم يُحاول أن يح ُ‬‫(( بعد )) زيارة الجنرال‪ ،‬صدر بيان رسمى قال ب ّ‬
‫ألن بريطانيا فى حاجة‬‫ط ُرق و السكك الحديديّة و المرافئ فى حالة حدوث عدوان‪ّ ،‬‬ ‫أن (( الجنرال قد طلب إستعمال ال ُ‬‫صرحت ب ّ‬ ‫سوريّا ّ‬
‫القوات البريطانيّة القويّة ال ُمرابطة فى قناة السويس و المراكز األماميّة فى العراق ال ُمحاذية ل اإلتّحاد‬
‫إلى سوريّا ك رباط ودّى بين ّ‬
‫القوة البريطانيّة من القناة‬
‫أن ‪ (( ::‬سماحها ب ُح ّريّة مرور ّ‬ ‫السوفييت )) األمر الذى قُوبل ب (( الرفض من قِ َبل الحكومة السوريّا )) ُمعتبرة ّ‬
‫ّ‬
‫إلى الفُرات سيعنى فتح الحدود الفلسطينيّة و التعاون مع إسرائيل )) و هذا أمر (( ُمستبعد ال يُمكن حتى التفكير به ))‬

‫ُ‬
‫حيث قال ل ُهم ‪ (( ::‬الحياد يُساعد العدو فقط )) و‬ ‫زيارة (( ماك غى )) جعلت (( السوريّين )) على معرفة سابقة ب ذلك الحماس التبشيرى‬
‫أن (( الحياد )) كان فى (( تقهقُر )) إذ ال يُمكن أن يكون هُنالك حياد بين ال ُمعتدين و ال ُمدافعين عن‬
‫لكنّه شعر ب " السعادة " إذ الحظ ّ‬
‫ال ُح ّريّة‬

‫رسالة (( صالح حرب‪ ،‬رئيس جمعيّة الشباب ال ُمسلم )) إلى (( األمين العام ل جامعة الدول العربيّة )) فى (( مصر ))‪ ،‬صفحة ‪243‬‬

‫من بين السوريّين (( القالئل )) الذين تبنّوا (( علنا ً )) سياسة ((مولية ل الغرب عام ‪ ))1951‬سياسى يُدعى (( حسن الحكيم‪ ،‬الموالى ل‬
‫الهاشميّين ))‪ ،‬رقم ‪ 7‬صفحة ‪ & 271‬صفحة ‪244‬‬

‫قام (( ‪ 200‬طالب جامعى )) ب تقديم ُمذ ّكرة إحتجاج إلى (( رئيس ال ُجمهوريّة )) يعلنون فيها ‪ (( ::‬الشعب السورى ال يرغب فى القتال‬
‫إلى جانب سفّاحيه ))‬

‫‪ )-3‬سقوط (( ناظم القُدسى ))‬

‫" فشل " (( ناظم القُدسى‪ ،‬األمين العام ل حزب الشعب ‪ +‬رئيسا ً ل الوزراء ُمنذ حزيران الماضى )) فى الوقوف أما ((الجيش )) ُمنذ أن "‬
‫ستمرة من ِق َبل ((حزب البعث ‪ +‬الحزب الوطنى))‬
‫ّ‬ ‫سلطات حزبه " باإلضافة إلى ال ُمضايقات ال ُم‬ ‫قُ ّوضت ُ‬
‫سلطاته و ُ‬

‫دخل (( رشاد برمدا‪ ،‬وزير الداخليّة )) فى صراع مع (( وزير الدفاع‪ ،‬فوزى سلو )) من أجل (( اإلشراف على الدرك ))‪ ،‬فقد شعر ُك ّالً‬
‫من الطرفين ب أ ّنه (( لن يستطيع التسليم ‪ ::‬ف لو ُج ّردت الحكومة من الدرك‪ ،‬ستفقد ُكل الوسائل الما ّديّة ب فرض إرادتها فى أرجاء البالد‬
‫‪ +‬لم ي ُكن الجيش واثقا ً من أ ّنه يستطيع أن يُسيطر على أى نتائج إنتخابيّة فى ال ُمستقبل ب دونه ))‬
‫إستمر (( ناظم القُدسى )) فى الدفع من أجل (( إتّحاد فدرالى عراقى )) على الرغم من اإلرباك الذى ّ‬
‫تعرض له من قِ َبل (( الشيشكلى ))‪.‬‬
‫فى يناير ‪ 1951‬قام (( ناظم القُدسى )) ب توجيه دعوة إلى (( الجامعة العربيّة )) ل ترى ما يُمكن إتّخاذُه من خطوات ضروريّة ل (( إقامة‬
‫مثل هذا اإلتّحاد ))‪ ،‬األمر الذى (( أ ّكد شكوك الجيش فى تآمر حزب الشعب مع الهاشميّين ))‬

‫كان (( التردُّد )) واضحا ً على (( ناظم القُدسى )) خالل " جلسة البرلمان " ال ُمنعقدة يوم ‪ 5‬آذار من أجل ُمناقشة (( السياسة الخارجيّة للبالد‬
‫حيث " لم " يستطع أن (( يُنادى ب الحياد )) كما " لم " يسمح له حزبه ب إتّخاذ مو قف واضح تجاه (( الغرب )) على غرار ‪(( ::‬‬ ‫ُ‬ ‫))‪،‬‬
‫حسن الحكيم ‪ +‬منير العجالنى ))‬

‫رأى (( الحورانى )) " الساخر " فى حق حكومة "حزب الشعب"‪ ،‬صفحة ‪246‬‬

‫ً‬
‫حيث قال ‪::‬‬ ‫" إستقال " (( ناظم القُدسى )) بعد ‪ 4‬أيّام فى ‪ 9‬آذار ُمح ّمالً (( الفرنسيّين )) ُجزءا ً من مسؤوليّة سقو ُ‬
‫طه‪،‬‬

‫(( لقد وجدوا أنّهم ال يُمكن أن يحتملوا كوننا نعمل من أجل الوحدة العربيّة‪ ،‬و كانوا يخشون أيضا ً من أن نعمل على "إنتزاع بنك سوريّا و‬
‫لبنان من سيطرة فرنسا"‪ .‬إن حكومتى هى ّأول من أ ّمم المشروعات األجنبيّة فى الشرق األوسط‪ .‬لقد إستولينا على "شركات المياه و‬
‫الكهرباء الفرنسيّة فى حلب ‪ +‬شركة الكهرباء الفرنسيّة فى حمص ‪ +‬شركات الكهرباء و النقل اإلنجليزيّة فى دمشق ‪ +‬إدارة حصر التبغ‬ ‫ُ‬
‫أن لدينا بالنسبة ل " البنك " خططا ً ُمماثلة ))‬
‫الفرنسى‪ ،‬ف إعتقد " الفرنسيّون " من ث ّم ّ‬

‫‪ )-4‬مشاكل حول بُحيرة الحولة ‪:‬‬

‫بعد سقوط حكومة " ناظم القُدسى "‪ ،‬بقيت سوريّا (( بدون حكومة )) ‪ 18‬يوما ً نشب خاللها قتال مع (( إسرائيل )) من أجل ((ضفاف‬
‫األُردن الموبوءة ب المالريا جنوبى بُحيرة الحولة‪ ،‬منزوعة السالح)) حسب إتّفاقيّة ((ال ُهدنة السوريّا‪-‬اإلسرائيليّة )) المعقودة فى تموز عام‬
‫‪.1949‬‬

‫أن ُكل المنطقة قد ((عادت إليهم)) بموجب قرار‬


‫بدأ (( اإلسرائيليّون )) القيام ب أعمال (( التجفيف فى حوض الحولة )) ُمدّعين ب ّ‬
‫حيث كانوا ي ّ‬
‫ُخططون ل (( توطين آالف من ال ُمهاجرين فى هذه المنطقة اإلستراتيجيّة ))‬ ‫ُ‬ ‫((الجمعيّة العا ّمة)) الصادر فى نوفمبر ‪،1947‬‬
‫وسط ((إحتجاج سورى)) على هذا الخرق ل إتّفاقيّة ال ُهدنة‪.‬‬

‫"رفض" ((حزب الشعب)) اإلنضواء فى وزارة ((خالد العظم)) التى تُمثّل الوحدة الوطنيّة‪ ،‬و عمل هو على تشكيل الوزارة فى ‪ 23‬آذار ب‬
‫قيادة ((ناظم القُدسى)) لكن بسبب (( فيتو الجيش))‪ ،‬تم إرغام ((ناظم القُدسى)) على "اإلنسحاب" مع قيام (( ُرشدى الكيخيا‪ ،‬زعيم الحزب‬
‫)) ب تقديم (( إستقالتُه من رئاسة المجلس )) ُمحت ّجا ً‬

‫ظن ((خالد العظم)) أنّه نجح فى إنهاء األزمة ب تشكيل حكومة من ((ال ُمستقلّين)) فى ‪ 27‬آذار ب ُمباركة ((الحورانى ‪ +‬الجيش)) يشغل‬ ‫ّ‬
‫سه وجها ً ل وجه فى "عداء علنى" مع ((حزب الشعب)) الذى‬ ‫سرعان ما وجد نف ُ‬ ‫فيها ((الزعيم‪ ،‬فوزى سلو)) منصب ((وزارة الدفاع)) لكن ُ‬
‫حيث "لم" تسنح الفُرصة ل ((خالد العظم))‬ ‫ُ‬ ‫إستعمل ُكل وسيلة توفّرت له من جراء (( سيطرتُه على البرلمان )) من أجل "عرقلة الحكومة"‬
‫من أجل ((ال ُمصالحة)) بين األطراف ال ُمتنافسة عام ‪ 1950‬ال ُمتمثّلة فى (( الجمعيّة التأسيسيّة و األركان العا ّمة ))‪ ،‬األمر الذى دفعُه إلى ((‬
‫اإلعتماد ُكلّ ّيا ً على الجيش )) و اإلذعان له‪ ،‬رقم ‪ 12‬صفحة ‪272‬‬

‫ص ُحف قائالً ‪(( ::‬إن الخطوة األولى هى جمع تلك البالد التى ترتبط تاريخيّا ً و ُجغرافيّا ً و‬
‫صرح (( السفير العراقى ب سوريّا )) سريعا ً ل ال ُ‬‫ّ‬
‫لها مصالح ُمشتركة)) مع توجيه اإلتّهام ل من ((يُعارضون الوحدة المحدودة)) بأنّهم يضعون العثرات أمام مسيرة عجلة ((القضيّة‬
‫تحطمت و أطاحت بها العاصفة التى هبّت فى‬ ‫ّ‬ ‫العربيّة))‪ .‬األمر الذى دفع ((خالد العظم)) إلى التعقيب قائالً ‪(( ::‬بشأن العثرات‪ ،‬برأيى‪ ،‬قد‬
‫العام قبل السابق)) فى إشارة منه إلى ((إنقالب الشيشكلى)) فى ديسمبر ‪1949‬‬

‫قدّمت ((سوريّا)) إلى ((مجلس الجامعة)) دعوة ل إجتماع عاجل فى ((دمشق)) يوم ‪ 14‬آيار بسبب تجدُّد اإلشتباكات على ((الحدود‬
‫السوريّا)) تُطالب ُكالً من ((مصر و العراق)) ب تقديم ال ُمساعدة‬

‫النواب العراقى)) قائالً ‪::‬‬


‫فى يوم ‪ 16‬آيار قام ((نورى السعيد)) ب إخبار ((مجلس ّ‬

‫فى هذه اللحظة التى أتدّث فيها إلي ُكم‪ ،‬تكون مدفعيّتُنا ال ُمضادّة ل الطائرات فى طريقها إلى سوريّا ل تُساعدها ضد إعتداء الطيران‬
‫تصرف قيادة سوريّا ما دعت الحاجة إلى ذلك))‬
‫ُّ‬ ‫الصهيونى‪ ،‬إن وحداتُنا و مدفعيّتُنا و ُمحاربينا سيبقون على األرض السوريّا و تحت‬

‫((مر الجنود العراقيّون فى عرض ب شوارع دمشق‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬


‫حيث‬ ‫على عكس موقف " مصر " ((الصامت و ال ُمتخاذل))‪ ،‬تجاوبت "العراق" سريعا ً‬
‫يوم ‪ 17‬آيار )) م ّما ساهم فى إنتعاش (( حسن الحكيم ‪ُ +‬منير العجالنى )) داخل " المجلس النيابى " فى تقديم المديح إلى العراق على أنّها‬
‫الدولة العربيّة الوحيدة التى أتت ل نجدة سوريّا‪ ،‬رقم ‪ 13‬صفحة ‪272‬‬
‫((المفوض‬
‫ّ‬ ‫ص ُحف ((المصريّة)) أن يكون فى ُمساعدة ((العراق)) إيعازا ً ل فرض مشروع ((الهالل الخصيب)) ب ّ‬
‫القوة‪ ،‬بينما نقل‬ ‫خشيت ال ُ‬
‫القوات العراقيّة فى سوريّا))‬
‫الفرنسى فى بيروت م‪.‬كالرك )) إلى ((العراق)) إهتمام ((الحكومة الفرنسيّة ب نزول ّ‬

‫شن ((حزب الشعب)) إرتباطات ((خالد العظم)) الناجمة عن أعمالُه ب ((فرنسا)) وقت كان ((سفير سوريّا فى باريس أوائل ‪+ 1941‬‬ ‫ّ‬
‫رئيس للوزراء فى عهد اإلنتداب)) فى شن هجوما ً حا ّدا ً على حكومة ((خالد العظم)) ُمتّهما ً إيّاه ب ((الرضى عن النشاط اإلستعمارى الذى‬
‫حيث قام ((حزب الشعب)) فى جلسة أُخر ب‬
‫ُ‬ ‫يقوم به بنك سوريّا ‪ +‬تشجيع الرأسماليّين السوريّن و األجانب على إستغالل الشعب ))‪.‬‬
‫ّ‬
‫الموظفين ))‬ ‫((تجميد أعمال المجلس النيابى ‪ +‬رفض التصويت إلى جانب إعتمادات إضافيّة للدفاع أو السماح ب زيادة رواتب‬

‫"فشلت " ُمحاولة " خالد العظم " فى (( حل البرلمان )) بسبب " ُمعارضة" ((الرئيس‪ ،‬األتاسى))‪ .‬كما تو ّقف ُكل العمل الرسمى يوم ‪30‬‬
‫ُوزع أى بريد ز "لم" تُجر أىّة إتّصاالت هاتفيّة ف (( إنقطع البلد تماما ً‬ ‫ّ‬
‫موظف فى سوريّا )) و "لم" يُجمع أو ي ّ‬ ‫تموز إذ (( أضرب ‪175000‬‬
‫عن العالم الخارجى ))‪ ،‬األمر الذى أدّى إلى "إستقالة" ((حكومة‪ ،‬خالد العظم))‪ .‬كان تكليف ((حسن الحكيم)) لتشكيل الحكومة ُمفاجئة ل‬
‫الجميع بسبب ميوله ل ((الغرب و تأييدُه لل هاشميّين)) و قبل أن يفرغ من تشكيل الحكومة‪ ،‬سافر ((الشيشكلى)) فى ذات اليوم إلى‬
‫((الرياض)) ل يحصل على دُفعة من ((أقساط القرض السعودى ل سوريّا ‪ +‬يتباحث مع بن سعود الوضع فى "األُردن" عقب مقتل‬
‫"عبدهللا" فى ‪ 20‬تموز))‪ ،‬األمر الذى أدّى إلى ((التريّث فى تشكيل الوزارة حتّى عودة الشيشكلى إلى سوريّا يوم ‪ 9‬آب))‬
‫رقم ‪ 16‬صفحة ‪273‬‬

‫‪ )-5‬وزارة ((حسن الحكيم)) ‪::‬‬

‫سلطة على الرغم من إنتما ُءلل ُمعسكر ((الهاشمى ‪ -‬الغربى))‪ ،‬صفحة ‪ 253‬و ‪254‬‬ ‫ّ‬
‫لإلطالع على رأى ((حسن الحكيم))‪ ،‬كيف وصل إلى ال ُ‬

‫كانت أكثر ‪ُ 3‬مشكالت إلحاحا ً على جدول أعمال ((حسن الحكيم)) ‪::‬‬

‫أ‪(( )-‬نقص فى القمح)) ‪ ::‬كان اإلحتياطى ال يكفى أكثر من نصف شهر‪ .‬قام ب اإلتّصال ب عدد من البلدان حتّى حصل على عرض‬
‫((‪ 50,000‬طن من " تُركيا " ))‬

‫ّ‬
‫الموظفين)) ‪ ::‬حاول ّأوالً إقناع ُزعماء اإلضراب ب أنّه "ال" يستطيع ((زيادة ال ُمرتّب)) فى الوقت الحالى أل ّنه عليه واجب‬ ‫ب‪(( )-‬إضراب‬
‫ّ‬
‫الموظفين ال ُمضربين مع‬ ‫تجاه ((دافعى الضرائب)) أيضاً‪ ،‬لكن عندما باءت ُكل ال ُمحاوالت ب "الفشل" أع ّد مشروع قانون يقضى ب ((طرد‬
‫صا ً ))‬
‫منع توظيفهم فى أى عمل حتّى لو كان عمالً خا ّ‬

‫ج‪(( )-‬العجز فى الميزانيّة)) ‪ ::‬كان " الجيش " ((يرفُض أى تخفيض فى ميزانيّته)) ف عمل ب التحايل على ((تأخير إصدار الميزانيّة‬
‫الكاملة)) شهرا ً بعد شهر للضغط على " المجلس النيابى " من أجل ((الموافقة على ميزانيّة اثنى عشريّة تم إحكامها ب حيث تسمح ب‬
‫توازن الميزانيّة الكاملة مع تج ُّنب أى صدام ُمباشر مع أى مصلحة حكوميّة ))‬

‫ُ‬
‫حيث أعلن فى "‬ ‫التطرق إلى حاجة سوريّا ل اإلتّحاد مع جاراتها و التعاون مع الغرب ))‬ ‫ُّ‬ ‫وجد ((حسن الحكيم)) أنّه من األفضل ((عدم‬
‫أن ((النظام الجمهورى هو أساس وجود سوريّا و سر إنبعاثها‪ ،‬فستكون سياسة‬ ‫المجلس النيابى " عندما ألقى بيانه الوزارى فى ‪ 3‬آب ّ‬
‫الحكومة " صداقة نحو الجميع " بما يتالءم مع مصالحنا الوطنيّة و بما يتّفق مع ميثاق األُمم ال ُمتّحدة و القانون الدولى))‬

‫ّ‬
‫لإلطالع على عالقة ((حسن الحكيم)) ب ((الجيش السورى))‪ ،‬صفحة ‪ 255‬و ‪256‬‬

‫كان ((جالل السيّد‪ ،‬نائب ُمحافظة دير الزور‪ ،‬البعثى))‪ ،‬هو من أثار فى "المجلس النيابى" يوم ‪ 24‬آيلول قضيّة (( التد ُّخل العسكرى فى‬
‫((رشدى الكيخيا‪ ،‬رئيس المجلس )) على ((نقض الجيش ل وعوده ال ُمتمثّلة فى ‪::‬‬ ‫القضايا العا ّمة )) بالتوازى مع الهجوم العنيف الذى شنُّه ُ‬
‫السماح ل الحكومة ب ُممارسة سيادتها الكاملة ‪ +‬تجنيب سيطرة الجيش على قوى األمن الداخلى))‪ ،‬صفحة ‪256‬‬

‫‪ُ )-6‬مقترحات الدفاع لعام ‪:: 1951‬‬

‫"وافقت" ((السعوديّة)) فى ‪ 18‬حزيران ‪ 1951‬على ((تجديد إيجار قاعدة الظهران إلى الواليات ال ُمتّحدة لفترة ‪ 5‬سنوات أُخرى))‪ .‬أوصى‬
‫مجلس ُم ّ‬
‫نظمة ((حلف الناتو)) فى ‪ 20‬آيلول ب إدخال ُكل من ((اليونان و تُركيا فى الحلف)) بالتوازى مع عمل الحكومات ((البريطانيّة و‬
‫ّ‬
‫الفرنسيّة و التُركيّا و أميركا)) على اإلعداد ل ُمخطط يهدف إلى ((تدويل قاعدة السويس)) من أجل عرضه على ((مصر)) فى ‪ 13‬أكتوبر‬
‫حيث إشترطت (( ُمذ ّكرة بريطانيّة ُمرفقة))‬
‫ُ‬ ‫ل تكون ((عضو ُمؤسّس فى تحالف ل قيادة الشرق األوسط على أساس التساوى و ال ُمشاركة))‬
‫طة))‪ ،‬األمر الذى قويب ب ((رفض مصر)) فى الحال‪.‬‬ ‫أن ((الجالء عن منطقة السويس رهين ب قبول مصر لل ُخ ّ‬
‫ّ‬

‫قدّم ((النحّاس باشا‪ ،‬رئيس وزراء مصر)) فى خطاب العرش يوم نوفمبر ‪ 1950‬مطالب ((مصر)) البسيطة ال ُمتمثّلة ب ‪ (( ::‬جالء ّ‬
‫القوات‬
‫البريطانيّة عن مصر‪ ،‬جال ًء تا ّما ً ‪ +‬وحدة مصر و السودان فى ظل التاج المصرى)) و لكن مع ((التعنُّت البريطانى))‪ ،‬أعلنت "مصر"‬
‫((رفضها لإلنضمام إلى الحلف ‪ +‬اإلمتناع عن ُمساندة األُمم ال ُمتّحدة فى كوريا)) بالتوازى مع هجوم الجماهير على ((سفارتى إنجلترا و‬
‫أميركا فى آب ‪ ))1951‬فى ذكرى توقيع ((ال ُمعاهدة البريطانيّة ‪ -‬المصريّة عام ‪ ))1936‬و التى ((نقضها اإلنذار)) الذى وجّههُ‬
‫((البيرطانيّون)) إلى ((فاروق)) فى شباط ‪.1942‬‬

‫قدّم ((النحّاس باشا)) مشاريع قوانين إلى ((المجلس النيابى)) يوم ‪ 8‬أكتوبر تُطالب ب ‪::‬‬
‫(( إلغاء ُمعاهدة ‪ 1936‬من جانب واحد ‪ +‬إلغاء إتّفاقيّة اإلحتالل ‪ +‬إعالن فاروق ملكا ً ل مصر و السودان ‪ +‬تبنّى مصر ل سياسة الحياد))‬
‫سفراء ((إنجلترا ‪ +‬فرنسا ‪ +‬أميركا ‪ +‬تُركيا)) يوم ‪ 13‬أكتوبر ُمقترحاتهم إلى ((وزير‬‫لكن و كما عادة ((الغرب)) فى أقل من إسبوع قدّم ُ‬
‫الخارجيّة المصرى))‬

‫‪ )-7‬الوقع فى سوريّا ‪::‬‬

‫قام ((قناصل الدول األربع)) ب نفس اليوم ب إبالغ ((فيضى األتاسى‪ ،‬وزير الخارجيّة السورى)) ب وجوب تسليم " ال ُمذ ّكرة ال ُمشتركة "‬
‫إلى ((مصر)) بدون تقديم أى طلب إلى ((سوريّا)) لإلنضمام إلى الحلف‪ .‬األمر الذى تسبّب ب قيام ((مح ّمد ال ُمبارك‪ ،‬زعيم الجبهه‬
‫اإلسالميّة ال ُمشتركة ‪ +‬وزير الزراعة فى حكومة " حسن الحكيم ")) ب قيادة ُمظاهرة إحتجاج خرج فيها اآلالف بعد صاله ال ُجمعة ))‬
‫نظمات الشعبيّة و اإلسالميّة)) ال ُمجتمعة فى ((جامع أُميّة)) ب إرسال برقيّات ل ((رئيس الوزراء ‪ +‬مجلس األمن ‪+‬‬‫باإلضافة إلى قيام ((ال ُم ّ‬
‫الدول اإلسالميّة و العربيّة ‪ +‬عدد من الدول األجنبيّة)) تُطالب فيها ب ((تأييد القضيّة المصريّة و التى هى قضيّة العرب مع إستنكار‬
‫المؤامرة اإلمبرياليّة إلقامة دفاع ُمشترك))‬

‫حديث ((رئيس الوزراء‪ ،‬حسن الحكيم)) "ال ُمعادى ل ُم ّ‬


‫خطط الدفاع و الغرب " بخصوص نتائج األحداث‪،‬‬
‫صفحة ‪ 260‬و ‪ & 261‬رقم ‪ 19‬و ‪ 20‬صفحة ‪273‬‬

‫‪ )-8‬سقوط ((حسن الحكيم)) ‪::‬‬

‫قدّم " حسن الحكيم " ((إستقالتُه)) فى اليوم التالى الموافق ‪ 24‬أكتوبر إلى ((الرئيس)) بسبب ((الشقاق العلنى بين أعضاء الوزارة)) و بعد‬
‫سلطة‬ ‫ّ‬
‫الموظفين ‪ +‬عجز الميزانيّة )) لكن "وافق" على البقاء ل ((فترة إنتقاليّة)) إلتاحة إنتقال ال ُ‬ ‫سوا مشاكل ((تموين الحبوب ‪ +‬إضراب‬ ‫ّ‬
‫أن ّ‬
‫بهدوء إلى الحكومة التالية‪.‬‬

‫ألن ((القُدسى)) عمل على ((تأجيل‬‫أن خطاب ((فيضى األتاسى)) " ُمناورة " قام بها ((حزب الشعب)) من أجل ((اإلطاحة به)) ّ‬ ‫كان يشُك ّ‬
‫إجتماعات المجلس النيابى)) فى الفترة اإلنتقاليّة من ‪ 24‬أكتوبر إلى يوم ‪ 10‬نوفمبر الذى أرسل فيه ((إستقالة ّ‬
‫خطيّة )) إلى ((الرئيس‪،‬‬
‫األتاسى ‪ +‬القُدسى‪ ،‬رئيس المجلس النيابى)) ُمعلنا ً فيه (( ُمعارضتُه ل خطاب " األتاسى " ‪ +‬تأييده ل ّ‬
‫خطة الدفاع ال ُمشترك ))‬

‫قبل يومين من " سقوط " وزارة ((حسن الحكيم))‪ ،‬قدّم ((رشاد برمدا‪ ،‬وزير الداخليّة)) " إستقالتُه " إحتجاجا ً على ((رفض وزير الدفاع‪،‬‬
‫نقل الدرك إلى وزارتُه))‬

‫شن فيها هجوما ً عنيفا ً على ُمقترحات‬


‫كتب ((األمين العام ل حزب الشعب‪ ،‬معروف الدواليبى)) مقالة ب صحيفة ((األيّام)) فى أيلول ‪ّ 1957‬‬
‫((الدفاع ال ُمشترك)) ‪ +‬دفع ((وزير الخارجيّة)) إلى ُمهاجمة المشروع فى ((المجلس النيابى))‪ .‬األمر الذى أثبت شكوك ((حسن الحكيم))‬
‫سلطة هو الذى طعنُه‬ ‫بعد ‪ 6‬سنوات على ترك منصبه‪ّ ،‬‬
‫أن ((حزب الشعب)) الذى أتى به إلى ال ُ‬

‫تشبّث ((حزب الشعب)) ب مباد ُءه ال ُمتمثّلة فى ((نقل الدرك إلى وزارة الداخليّة ‪ +‬إعطاء وزارة الدفاع إلى شخص مدنى))‪ ،‬األمر الذى‬
‫شح آخر فى تشكيل الوزارة حتّى "نجح" ((معروف‬ ‫أدّى إلى بقاء " سوريّا " بدون حكومة ُمدّة ‪ 19‬يوماً‪ ،‬و نتيجة لذلك فقد "فشل" ُمر ّ‬
‫الدواليبى)) فى تشكيل الحكومة يوم ‪ 28‬نوفمبر و الذى كان معروفا ً ب " عدم ميلُه إلى الهاشميّين على الرغم أنّه عُضو فى حزب الشعب "‬
‫و قد نادى ب ((اإلصالح الزراعى ‪ +‬توسيع التسهيالت التربويّة ‪ +‬إعادى توزيع الثروة)) باإلضافة إلى تبنّى سياسة ((الحياد)) على شرط‬
‫إقامة (( ُمعاهدة عدم إعتداء مع روسيّا ‪ +‬شراء السالح من الشرق ل كسر إحتكار السالح الغربى))‪ .‬و بسبب (( ُمعارضتُه ل تد ُّخل الجيش‬
‫صة األسد فى ((المراكز الوزاريّة)) األُخرى‬‫فى السياسة)) تولّى منصب ((وزير الدفاع)) ب نفسه مع إعطاء ((حزب الشعب)) ح ّ‬

‫‪http://www.mod.gov.sy/index.php?node=554&cat=959‬‬

‫‪ )-9‬إنقالب الشيشكلى الثانى ‪::‬‬

‫ضطرا ً إلى إتّخاذ إجراء لطالما‬


‫ّ‬ ‫قام ((الشيشكلى)) ب تقديم تحذير ب ّ‬
‫أن ((القائمة الوزاريّة التى قدّمها لم تكن مقبولة)) األمر الذى سيدفعه ُم‬
‫عمل على " تجنّبه " أال و هو ((حل المجلس النيابى))‬

‫أمر ((الشيشكلى)) ليلة ‪ 29 - 28‬نوفمبر ب إلقاء القبض على ((الدواليبى‪ ،‬رئيس الوزراء ‪ +‬ناظم القُدسى‪ ،‬األمين العام ل حزب الشعب ‪+‬‬
‫أن ((الجيش)) قد تولّى‬
‫ؤرخ ب تاريخ ‪ 29‬نوفمبر ّ‬ ‫أعضاء الحكومة‪ُ +‬حسنى البرازى و غيره من الموالين لل هاشميّين))‪ .‬و فى بيان ُم ّ‬
‫المسؤوليّة من أجل السالمة و األمن العام مع توجيه اإلتّهام إلى ((حزب الشعب)) ب التآ ُمر على ((تخريب الجيش ‪ +‬إعادة الملكيّة)) و بأنّه‬
‫نواب يُمثّلون ‪ (( ::‬البعث ‪ +‬اإلشتراكى ‪ +‬الجبهه اإلسالميّة اإلشتراكيّة ‪+‬‬
‫المسؤول عن ((اإلنقالبات ال‪ .))3‬كما دعى ((الشيشكلى)) ‪ّ 5‬‬
‫الجمهوريّين ‪ +‬القوميّين السوريّين)) من أجل إبالغهم ب اإلجراءات التى إتُّخذت فى تلك الليلة‬

‫طلب ((الشيشكلى)) من ((األتاسى‪ ،‬رئيس الدولة)) أن يكون ((وسيط)) ينقل عرض إلى ((الدواليبى فى السجن)) يتض ّمن ‪(( ::‬إطالق سراح‬
‫سجناء ُمقابل إستقالة الدواليبى و الموافقة على حل المجلس النيابى)) حتّى يقوم ب ((تحطيم)) " حزب الشعب "‬
‫ال ُ‬

‫فى البداية تم ((رفض)) العرض من قِ َبل ((الدواليبى)) يوم ‪ 30‬نوفمبر و لكنُّه ما لبث أن ((وافق)) عليها يوم ‪ 1‬ديسمبر و هو "ال يزال‬
‫رهن اإلعتقال"‬

‫إستدعى ((هاشم األتاسى‪ ،‬رئيس الدولة)) فى اليوم التالى السيّد ((حامد الخوجا)) و كلّفه ب تشكيل الحكومة ‪(( +‬حل المجلس النيابى)) مع‬
‫إجراء ((إنتخابات)) جديدة‪ .‬و لكن بسبب (( ُمعارضة البرنامج )) بشدّة من قِ َبل ((حزب الشعب))‪ ،‬قام ((هاشم األتاسى)) بتقديم ((إستقالتُه))‬
‫من منصبه ك ((رئيس جمهوريّة))‪ .‬األمر الذى إستدعى ((الشيشكلى)) إلى إصدار مرسوم عسكرى ب نفس اليوم يُعلن فيه ((إستالمه مهام‬
‫رئيس الجمهوريّة))‬

‫سلطات " التشريعيّة و التنفيذيّة " كاملة باإلضافة إلى ُمه ّمات " رئيس ال ُجمهوريّة ‪ +‬وزير الدفاع‬
‫قام ((الشيشكلى)) فى ‪ 3‬ديسمبر ب تسليم ال ُ‬
‫‪ +‬رئاسة الوزراء " إلى ((فوزى سلو)) على أن يُعاونه فى ذلك ((أُمناء عا ّمون من ُمختلف الوزارات))‬

‫رأى ((حسن الحكيم)) فى اإلنقالب ال ‪ 2‬ل ((الشيشكلى))‪ ،‬صفحة ‪ & 268‬رقم ‪ 22‬و ‪ 23‬صفحة ‪274‬‬

‫حذّرت ((نيويورك تايمز)) من ُمحاوالت ((الشيوعيّين)) فى السيطرة على منطقة ((الشرق األوسط)) على غرار ُمحاوالتهم للسيطرة على‬
‫إن الموقف الحرج السائد فى ((الشرق األوسط)) هو اإلختيار بين ((الشيوعيّة أو‬ ‫((أوروبّا)) لجعلها شيوعيّة حسب بيان ‪ .1848‬إذ ّ‬
‫إن ((الغرب لن‬‫الديمقراطيّة الغربيّة)) و يجب أن يكون الجواب على ذاك اإلختيار هو ((الدي ُمقراطيّة الغربيّة)) ألنّه إذا لم ي ُكن كذلك ف ّ‬
‫يتم ّكن من اإلستمرار))‬

‫*‬
‫(( ُمذ ّكرات الدكتور معروف الدواليبى))‪ ،‬رئيس الوزراء السورى‬

‫‪http://www.kadl.sa/Browse.aspx?id=p9wgfi3rveo0ovgkykqmkq66zsx8n2jwtzjzfrtjxu86bzqvg1haz3i1zr3zr‬‬
‫‪b&p=1&m=263‬‬

‫‪http://www.mod.gov.sy/index.php?node=554&cat=960‬‬

‫‪------------------------------‬‬
‫‪------------------------------‬‬
‫‪------------------------------‬‬

‫الفصل الثانى عشر‬

‫الدكتاتوريّة العسكريّة‬

‫نما ((حجم ‪ +‬قُ ّوة‪ ،‬الجيش)) فى عهد ((الشيشكلى)) بالتوازى مع ((خبرته السياسيّة)) ُمستفيدا ً من الدروس القاسية التى ظهرت ((بعد‪،‬‬
‫حرب فلسطين)) ال ُمتمثّلة فى ‪(( ::‬سوء‪ ،‬التدريب ‪ +‬القيادة ‪ +‬التجهيز))‪ ،‬لذا عمل ((الشيشكلى)) على تحويل ((الجيش)) إلى قُ ّوة ُمحاربة‬
‫حديثة ب ُمساعدة ((فرنسا))‪.‬‬

‫فأجرى عدد من التبديالت الها ّمة‬

‫صة)) و أح ّل محلّهم (( ُ‬
‫ضبّاط شباب قوميّين)) مع‬ ‫((القوات الخا ّ‬
‫ّ‬ ‫أ‪ )-‬أحال عددا ً من ((ال ُمسنّين)) إلى ((التقاعُد)) م ّمن تأثّرت عقولهم ب‬
‫إرسال عددا ً منهم إلى ((فرنسا ‪ +‬إيطاليا ‪ +‬ألمانيا الغربيّة ‪ +‬أميركا)) لل ((تدريب)) ليعودا أكثر كفاءةً‬

‫التحول إلى صراع بين فئات ُه)) ‪.‬‬


‫ّ‬ ‫عمل ((الشيشكلى)) خالل فترة ُحك ُمه على ((توحيد الجيش من حوله)) ُمحاوالً ((منع تد ُّخلُه فى السياسة و‬
‫سلطة ((الشيشكلى)) بسبب عملهم تأثيرهم فى مجرى‬ ‫فى السنوات التى تلت أفوله‪" ،‬لم" يستطع أىّة من القادة العسكرىّين أن يتمتّعوا ب ُ‬
‫السياسة ك ((فرق غير ُمتآلفة)) نتج عنها ((تقسيم إنتحارى لل جيش إلى أجنحة ُمتنافسة))‪ ،‬األمر الذى كان واحدا ً من أسباب ((الوحدة مع‬
‫مصر))‬
‫((شوكت شقير‪ -‬أمين النفورى ‪ -‬أحمد عبد الكريم ‪ -‬عبد الحميد السراج ‪ -‬إبراهيم ال ُحسينى ‪ -‬طعمة العودة هللا ‪ -‬أحمد حنيدى ‪ -‬برهان‬
‫أدهم))‬

‫"لم" يتّخذ ((الشيشكلى)) أى لقب رسمى فى ((القيادة السياسيّة)) حتّى بعد إنقالبه الثانى فى أواخر نوفمبر‪ ،‬بل إختار بدالً من ذلك ((فوزى‬
‫حيث منحه مناصب ((رئيس الدولة ‪ +‬وزير الدفاع ‪ +‬رئيس الوزراء)) بشكل ((صورى)) على أن يُمسك‬ ‫ُ‬ ‫سلو)) ستارا ً يح ُكم من خاللُه‬
‫القوات ال ُمسلّحة))‬
‫ُمه ّمة ((القائد األعلى للجيش و ّ‬

‫صه األصلى هو‬ ‫ّ‬


‫((الفالحين و العُ ّمال)) الذى أعلناه فى يناير عام ‪(( 1952‬سئ اإلعداد)) فكان ن ُّ‬ ‫كان منهج ((الحورانى و الشيشكلى)) تجاه‬
‫ألن ((مساحة و مواقع األراضى غير ال ُمسجّلة‬‫((مرسوم توزيع أراض الدولة رقم ‪ 96‬الصادر فى ‪ 30‬يناير ‪ُ " ))1952‬مستحيل التطبيق "‪ّ ،‬‬
‫كانا مجهولين))‪ ،‬رقم ‪ 1‬صفحة ‪304‬‬

‫الفالحين)) ب حملة عُنف و إرهاب ((ضد ُم ّالك األراض فى أواسط سوريّا فى صيف عام‬ ‫كان ((الحورانى)) السبب فى قيام ((تشجيع ّ‬
‫الفالحين)) أعضاء هذه األُسر أمثال ((البرازى)) و حبسوهم عن أرضهم و تربّصوا بهم فى منازلهم‪ .‬عندما أعلم‬ ‫حيث هاجم (( ّ‬
‫ُ‬ ‫‪.))1951‬‬
‫للفالحين))‪ ،‬إستاء ((الشيوعيّن)) الذين شعروا أ ّنه يسرق شعاراتهم‪ .‬قام (( ُم ّالك األراض)) بإرسال برقيّات إلى‬
‫أن ((األرض ّ‬ ‫"الحورانى" ّ‬
‫((الحكومة المركزيّة)) يلتمسوا منها ((ال ُمساعدة ضد الحزب العربى اإلشتراكى)) التى تسبّبت مباد ُءه فى ((شل اإلنتاج الزراعى ‪ +‬شل‬
‫عمليّة الحصاد))‪.‬‬

‫إستمر ‪3‬‬
‫ّ‬ ‫إستمر " الحورانى " فى حملتُه حين عقد إجتماع ُمعاد لإلقطاعيّة فى ((حلب)) بحضور آالف ّ‬
‫الفالحين فى منتصف أيلول ‪1951‬‬
‫أيّام‪.‬‬

‫صة‬
‫الفالحين فى مشاريع الرى الخا ّ‬ ‫تطلع إلى ((توطين فُقراء ّ‬ ‫ُربّما كان نهج " الحورانى " ((التشريعى)) أن يكون أكثر فعاليّة لو أنّه ّ‬
‫بالدولة)) أكثر من تطلُّعه إلى ((تحديد حجم الملكيّات فى مناطق الزراعة البعليّة ال ُمزدادة ب إضّطراد فى الشمال)) و بذلك يُجازف‬
‫بال ُمخاطرة ب ((منع تشغيل رأس المال ال ُمؤتمن هُناك دون أن يستفيد من ذلك أيّة من ال ُمستوطنين ال ُجدُد))‬

‫صر ّية))‬ ‫ّ‬


‫األقليّات العُن ُ‬ ‫كانت إجراءات " الشيشكلى " ((الشوفينيّة)) تهدف إلى " ردع تأثير " ُك ّالً من ‪(( ::‬األجانب ‪ُ +‬زعماء الدين ‪+‬‬

‫صة و األجنبيّة)) مع " منع " إفتتاح ((المدارس التبشيريّة))‬


‫أب‪ " )-‬التوسُّع " فى ((إشراف الحكومة على المدارس السوريّا الخا ّ‬

‫نظمات الشباب و النوادى)) من ُممارسة أى نشاط ((سياسى)) بالتوازى مع إصدار مرسوم يقضى ب ((إعادة تنظيم‬ ‫ب‪ " )-‬منع " (( ُم ّ‬
‫الجمعيّات الكشفيّة و الرياضيّة)) لكى " يستبعد " إمكانيّة وجود أعضاء ذوى إتّجاهات ((طائفيّة و عُن ُ‬
‫صريّة))‬

‫ج‪ )-‬أمر " رجال الدين " ب إرتداء ((عمامة و زى ُموحّد)) مع " تحريم " إرتيادهم إلى ((المقاهى و أماكن اللهو))‬

‫د‪ " )-‬لم " يسمح لل ((أجانب)) ب ((شراء أى عقار))‬

‫" منع " إستعمال ((الشفرة)) فى ُكل ((ال ُمراسالت الغير حكوميّة))‬

‫ه‪ " )-‬فقدت " ُك ّالً من ((الجامعة السوريّا ‪ +‬المجمع العربى ‪ +‬مصلحة اآلثار)) حق اإلتّصال ((ال ُمباشر)) ب ُمؤسّسات ((أجنبيّة))‬

‫لقد كان على ((الرسميّين)) فى ُكل ((وزارة أو هيئة شعبيّة)) أن يدعوا " بريدهم " ي ُمر عن طريق ((وزارة الخارجيّة))‬

‫تبرعات من الخارج ل أغراض تربويّة )) منوطا ً ب ((موافقة وزير التربية))‬


‫و‪ )-‬جعل ((إستالم ُّ‬

‫ز‪ )-‬جعل ((إستالم النقود من األجانب ل أغراض دعائيّة)) ُجرم قانونى (( ُجنحة يُعاقب عليها بالسجن و الغرامة))‬

‫قام ((الشيشكلى)) ب سلسلة من اإلجراءات تهدف إلى ((القضاء على ال ُمعارضة)) تتمثّل فى ‪::‬‬

‫أ‪ " )-‬حل " فرع ((اإلخوان ال ُمسلمين فى سوريّا)) فى منتصف يناير ‪ 1952‬مع " إغالق " ((مكاتبهم و مدارسهم))‬

‫ب‪" )-‬حل " الحزب ((اإلشتراكى التعاونى بزعامه " فيصل العسلى ")) مع " إغالق" (( مكاتبهم و مدارسهم))‬

‫ج‪ " )-‬حظر عام " على ُكل ((األحزاب السياسيّة)) فى نيسان‬

‫ّ‬
‫((الموظين المدنيّين ‪ +‬اإلتّحادات الت ُجاريّة)) من ال ُمساهمة فى النشاط ((السياسى))‬ ‫د‪ " )-‬منع "‬
‫سرح " عدد من ((أساتذة المدارس و ُمحاضرو الجامعة))‪ ،‬إذ ((رفضوا)) أن يُقسموا‬ ‫ه‪ " )-‬طرد " عدد من ((كبار ال ُم ّ‬
‫وظفين)) بينما " ّ‬
‫اليمين‬

‫ُ‬
‫حيث قدّر ُمراسلها ّ‬
‫أن " أوتوقراطيّة‬ ‫صرحت جريدة ((التايمز)) أنّه " ليس" هُناك بلد فى الشرق األوسط " أكثر تنظيما ً " مثل ((سوريّا))‬
‫ّ‬
‫ُديرها ((أُمناء عا ّمون للوزارات)) يوجّه ُهم ((صوريّا‪ ،‬فوزى سلو)) قد قامت خالل األش ُهر ال ‪ 6‬األولى ب إصدار‬
‫الشيشكلى " التى ي ُ‬
‫مراسيم تُقدّر ب ((مرسوم و ُربع باليوم))‬

‫‪ )-1‬سياسة الشيشكلى العربيّة ‪::‬‬

‫بعد أن أطاح " الشيشكلى " ب ((حزب الشعب)) تماماً‪ ،‬شعر ((السياسيّون العراقيّون)) بضرورة التد ُّخل ل ((إنقاذ سوريّا))‪ ،‬بينما طالبت‬
‫ُ‬
‫حيث‬ ‫((الحكومة العراقيّة)) من الدول العربيّة أن يحذو حذوها فى ((سحب إعترافها ب الشيشكلى)) لكن كانت تلك المجهودات " هباء "‬
‫أعلنت " الدول العربيّة " يوم ‪ 6‬ديسمبر ‪(( 1961‬إعترافها)) بالوضع الراهن فى ((دمشق))‪ .‬كما قدم ُممثّلين عن ((بريطانيا ‪ +‬فرنسا ‪+‬‬
‫أميركا ‪ +‬تُركيا)) بعد عشرة أيّام فقط أى يوم ‪ 17‬ديسمبر ل زيارة ((فوزى سلو)) ل يبلغوا ب ((إعتراف)) بالدهم ب الوضع الراهن‬
‫خططهم الذى رفضته مصر))‬ ‫بجانب ُمحاولة إقناع ((الشيشكلى)) من أجل ((إنضمام سوريّا إلى ُم ّ‬

‫تقارب بين الدول العربيّة و حلف األطلسى على أساس التساوى)) بدون المساس ب‬ ‫" لم " ي ُكن لدى ((الشيشكلى)) أيّة (( ُمعارضة ألى ُ‬
‫قربين ‪ +‬آخرين يدينون سياسة ((الحياد)) و ُمعتبرين أي‬
‫سيادة البالد من خالل نظام غربى و لو ل غرض الدفاع بسبب وجود عديد من ال ُم ّ‬
‫تعاون مع " الغرب )) درب من ((الخيانة)) األمر الذى دفع ((الشيشكلى)) إلى ‪(( ::‬رفض ُمساعدة النُقطة الرابعة األمريكيّة‪ ،‬خشية من‬
‫تسلُّل فنيّى النُقطة الرابعة و قيامهم ب نشاطات ال عالقة لها ب ُمه ّمتهم الرسميّة))‬

‫فى الغالب‪ ،‬يقوم ُح ّكام سوريّا بإرسال مبعوثين إلى الدول ال ُمجاورة ((بعد تنفيذ إنقالبهم)) من أجل الدفاع عن ((شرعيّتهم و إستقرار‬
‫سوريّا))‪.‬‬

‫قام " الشيشكلى " ب عدد من الزيارات تهدف إلى ((غضب العراق)) و إبراز ((عدا ُءه إلى الهاشميّين)) منها على سبيل المثال ‪ ::‬زيارة‬
‫ع ّمان)) يوم ‪ 19‬آذار‪ .‬يليها ب إسبوع ُمباشرة ً زيارة إلى ((بيروت)) من أجل عقد ((إتّفاق إقتصادى سورى ‪ -‬لبنانى))‬ ‫((لملك طالل‪ ،‬ب ُ‬
‫ُ‬
‫حيث زار (( ُمنشآت نفطيّة ‪ُ +‬محادثات مع‬ ‫إستمرت عامين))‪ .‬و أخيرا ً السفر إلى ((السعوديّة)) يوم ‪ 8‬نيسان‬
‫ّ‬ ‫يهدف إلى ((إنهاء القطيعة التى‬
‫الملك ‪ +‬القيام ب عُمرة))‬

‫سريّة)) مع الحزب ((السورى القومى اإلجتماعى)) على الرغم من " إختالف األيديلوجيا " بينهم‬ ‫كان يجمع ((الشيشكلى)) عالقة ((شبه ّ‬
‫حيث يؤمن الحزب ب شعار ((سوريّا ال ُكبرى)) بينما يؤمن " الشيشكلى " ب ((القوميّة العربيّة)) لكن حاول ُك ُّالً من ((الشيشكلى و الحزب‬
‫ُ‬
‫حيث بدا أن صالت "‬ ‫ُ‬ ‫السورى القومى)) اإلستفادة من حالة ((الفراغ السياسى)) تلك‪ ،‬بعد أن تم ((ح ّل األحزاب السياسيّة فى سوريّا))‪،‬‬
‫الحزب السورى القومى " على وشك اإلزدهار أوائل عام ‪1952‬‬

‫رافق " الشيشكلى " قيادى فى الحزب يُدعى ((عصام ال ُمحايرى)) خالل رحالتُه‪ ،‬الذى شغل فيما بعد منصب ((أمين عام الحزب السورى‬
‫القومى)) المعروف ب طبعه ((الدكتاتورى))‬

‫لكن فى النهاية‪ ،‬رضخ " الشيشكلى " إلى العمل ب شعار ((القوميّة العربيّة)) حين أعلن عنها أثناء ((قسم يمين الوالء التقليدى فى ُكلّيّة‬
‫أركان حلب))‬

‫‪ )-2‬حركة التحرير العربى ‪::‬‬

‫سلطتُه‬
‫أصدر ((الشيشكلى)) مرسوم فى ‪ 8‬حزيران ‪ 1952‬يقضى ب إقامة ((مجلس وزراء)) ل يُساعد ((رئيس الدولة)) على ُممارسة ُ‬
‫((التشريعيّة و التنفيذيّة))‪ .‬ش ّكل ((فوزى سلو)) الوزارة فى اليوم التالى ل صدور البيان‪ ،‬رقم ‪ 4‬صفحة ‪305‬‬

‫كما أصدر ((الشيشكلى)) مرسوم آخر فى ‪ 2‬آب يقضى ب تعيين ((نائب رئيس الوزراء)) على أن يشغله ((الشيشكلى)) إلى جانب مهام‬
‫((القائد العام للجيش))‬

‫أمر ((الشيشكلى)) ب إفتتاح ((المراكز الدمشقيّة)) من أجل ((حركة التحرير العربى)) يوم ‪ 25‬آب فى وقت كانت األنظمة العربيّة فى‬
‫الشرق األوسك تشعُر ب ُ‬
‫طغيان مد الثورة المصريّة))‬

‫إفتتح ((الشيشكلى)) حركتُه فى مدينة ((حلب)) يوم ‪ 24‬أكتوبر على رأس عرض ُم ّ‬
‫ؤلف من ‪ 1000‬سيّارة‬
‫كان ((الشيشكلى)) " ّأول " من إستخدم ((الدعاية اإلذاعيّة)) سالحا ً فى ((النزاعات العربيّة الداخليّة))‪ .‬ف كانت ((إذاعة دمشق)) " ّأول "‬
‫من سبق ((إذاعة صوت العرب من القاهرة))‪ ،‬رقم ‪ 6‬صفحة ‪305‬‬

‫ّ‬
‫لإلطالع على " أهداف " حركة ((التحريرالعربى)) صفحة ‪ 290‬و ‪ 291‬و ‪292‬‬

‫إحتفل ((الدمشقيّون)) ب الذكرى األولى ل قيام الحركة فى ديسمبر ‪ 1952‬ب أضخم عرض عسكرى ّ‬
‫تخللهُ ((إختراق دبّابة ل جمع غفير‬
‫من الناس ل تقتُل ‪ 52‬شخصا ً ))‬

‫‪ )-3‬الشيشكلى رئيس لل ُجمهوريّة‬

‫قام ((الشيشكلى)) ب زيارة ((القاهرة)) فى ‪ 11‬ديسمبر من أجل إجراء ُمباحثات مع ((اللواء‪ ،‬مح ّمد نجيب)) بخصوص مسألة ((إستمرار‬
‫دعم مصر ل سوريّا فى وجه العداء العراقى))‬

‫فور وصول ((الشيشكلى)) إلى ((مطار دمشق)) يوم ‪ 16‬ديسمبر فوجئ ب ضابط صغير يُدعى ((العقيد‪ ،‬عدنان المالكى)) قدّم إليه ‪ 3‬مطال‬
‫ثوريّة ُملحّة داخل المطار ‪(( ::‬حل حركة التحرير العربى ‪ +‬إعادة ال ُح ّريّات السياسيّة و الحياه الحزبيّة الدي ُمقراطيّة)) باإلضافة إلى ((إنهاء‬
‫تبرعات من أجل الجيش كانت تذهب إلى حركة التحرير))‬ ‫اإلكتتاب الشعبى ل تسليح الجيش‪ ،‬عُبارة عن ُّ‬

‫ضبّاط و الشخصيّات السياس ّية ‪+‬‬


‫طعم حين صدّق ((موافقة الشيشكلى)) على المطالب و قدّم لهُ ((الئحة بأسماء ال ُ‬ ‫" إبتلع " ((المالكى)) ال ُ‬
‫ً‬
‫حيث أمر " الشيشكلى " ب ((سجنهم جميعا)) بعدما أمر ب ضرورة إستدعاء ((العقيد‪ ،‬إبراهيم‬ ‫ُ‬ ‫أساتذة الجامعة الذين يُشاركونه أهدافُه))‪،‬‬
‫ال ُحسينى)) من ((القاهرة))‬

‫المتورطين فى ((مؤامرة ضد نظام ال ُحكم)) كانوا‬


‫ّ‬ ‫ضبّاط))‬
‫أعلن ((رئيس األركان)) يوم ‪ 24‬ديسمبر عن ((إلقاء القبض على مجموعة من ال ُ‬
‫يقومون ب نشر بيانات تحريضيّة تتض ّمن ((إرتباط الحكومة ب مشروع دفاع الشرق األوسط‪ +‬الموافقة على توطين الالجئيين الفلسطينيّين‬
‫فى سوريّا))‪ ،‬األمر الذى دفع إلى ((هروب)) ُك ّالً من ‪(( ::‬أكرم الحورانى ‪ +‬صالح الدين البيطار ‪ +‬ميشيل عفلق)) إلى ((بيروت‪ّ ،‬‬
‫سراً))‬
‫لكى ((يتجنّبوا اإلعتقال))‬

‫إتّهم ((الحورانى)) فى بيان نُشر ب صحيفة ((الدستور اللبنانيّة)) يوم ‪ 4‬يناير ‪(( 1953‬الشيشكلى)) ب اآلتى ‪(( ::‬كبت ال ُح ّريّات ‪ +‬تقييد‬
‫ط ُرق و المطارات‬ ‫الصحافة ‪ +‬إضطهاد ال ُمعارضين تنفيذ خطط الدفاع الغربيّة)) و تساءل ((كيف يُمكن لإلنسان أن يُفسّر بناء هذه ال ُ‬
‫اإلستراتيجيّة ب أموال الضرائب ؟! و ميناء الالذقيّة ؟! و اإلتّفاقيّات التى ُوقّعت مع الشركات البتروليّة ؟!))‬

‫" رفض " ((لبنان)) تسليم ((الحورانى ‪ +‬صالح الدين البيطار ‪ +‬ميشيل عفلق)) فى بادئ األمرعلى الرغم من ((الضغوط)) التى مارستها‬
‫((سوريّا)) عن طريق ‪(( ::‬إغالق الحدود ل فترة ‪ 24‬ساعة ‪ +‬قطع ال ُمباحثات اإلقتصاديّة)) لكن ُ‬
‫طلب منهم فى حزيران ‪ُ ( 1953‬مغادرة‬
‫لبنان))‬

‫أن ظل ((الحرب األهليّة يُخيّم على المدينة‪ ،‬ف السجون مملوءة ب‬‫كتبت صحيفة ((لوموند)) فى تقرير لها من ((دمشق)) يوم ‪ 20‬يناير ّ‬
‫مرة ل عدّة أش ُهر))‬
‫ّ‬ ‫ل‬ ‫ألو‬
‫ّ‬ ‫و‬ ‫اإلضراب‬ ‫ب‬ ‫ت‬ ‫إستمر‬
‫ّ‬ ‫التى‬ ‫الجامعة‬ ‫إلى‬ ‫ال ُمشتبه بهم‪ ،‬غادر أناس كثيرون البالد ‪ +‬إنتشرت القالئل من الجيش‬

‫ص ُحف ((مسودّة دستور جديد)) يوم ‪ 21‬حزيران تمهيدا ً ل ((اإلستفتاء)) ال ُمزمع إجرا ُءه يوم ‪ 10‬تموز من أجل ((الموافقة‬ ‫نشرت عدد من ال ُ‬
‫األول‪ ،‬رقم ‪ 8‬صفحة ‪305‬‬‫ّ‬ ‫النص‬ ‫من‬ ‫ّة))‬ ‫ي‬‫((برلمان‬ ‫كلمة‬ ‫ف))‬ ‫((حذ‬ ‫إلى‬ ‫اإلشاره‬ ‫مع‬ ‫ّة))‬ ‫ي‬‫مهور‬ ‫ج‬
‫ُ‬ ‫ال‬ ‫رئيس‬ ‫إنتخاب‬ ‫على الدستور ‪+‬‬

‫كان العُضو ((ال ُمعارض)) الوحيد فى تلك الفترة‪ ،‬صحيفة ((حمصيّة)) تُدعى ((السورى الجديد)) هى من نشرت بيانا ً ((يستنكر)) فيه ((‪25‬‬
‫ُمحاميّاً)) إجراء ((اإلستفتاء)) و يصفونُه على أ ّنه شكل من " القيصريّة "‬

‫ش ّكل ((الشيشكلى)) يوم ‪ 15‬تموز‪ ،‬أى بعد ‪ 5‬أيّام من تنصيبُه ((رئيسا ً لل جمهوريّة ‪ +‬إقرار الدستور)) " وزارة " من (( ُمحامين ‪ +‬رجال‬
‫أعمال ‪ُ +‬م ّالك)) وسط ((غياب)) ملحوظ ل أسماء كانت من قبل ُمقترنة ب الحياه السياسيّة العا ّمة‬

‫أ ّما ((فوزى سلو)) الذى بات ((عديم القيمة)) فقد ((تقاعد)) وسط شائعات سرت عن نشوب ((خالف)) بينُه و بين ((الشيشكلى)) بالتوازى‬
‫مع تعيين ((شوكت شُقير)) فى منصب ((رئيس األركان))‪ ،‬رقم ‪ 9‬صفحة ‪305‬‬

‫تم ((إستبدال)) قانون أيلول ‪ 1949‬ب نص قانون إنتخابى جديد يوم ‪ 30‬تموز ل ((تشكيل مجلس نيابى)) ُم ّ‬
‫ؤلف من ‪ 82‬عُضوا ً ‪69(( ::‬‬
‫ُمسلمون ‪ 9 +‬مسيحيّون ‪ُ 4 +‬ممثّلين عن العشائر‪ ،‬يُمثّل ُكل واحد فيهم ‪ 50‬ألف من ال ُ‬
‫س ّكان)) مع تحديد يوم ‪ 9‬أكتوبر لل ((إنتخابات))‬

‫تم إصدار قانون ((األحزاب)) الذى يتض ّمن أن تكون الشرائع الحزبيّة ((دي ُمقراطيّة))‬

‫سرى))‬
‫سريّة أو شبه عسكرى‪ّ ،‬‬ ‫أ‪ّ )-‬‬
‫((أال)) تضُم أى إقتراح ب ((جمعيّة ّ‬
‫ب‪ّ )-‬‬
‫((أال)) يكون هُناك أى تج ُّمع ((عرقى أو طائفى))‬

‫ج‪ّ )-‬‬
‫((أال)) يسمح ب إنتماء أفراد من ((الجيش أو الشُرطة)) إلى ((الحزب ))‬

‫د‪(( )-‬حظر)) القطاع ((ال ُ‬


‫ط ّالبى)) عن أى نشاط ((سياسى))‬

‫األمر الذى جعل ال ُمشاركة فى اإلنتخابات ((تقتصر )) على ‪ (( ::‬حركة التحرير العربى ‪ +‬الحزب السورى القومى)) فقط ال غير بسبب‬
‫(( ُمقاطعة)) باقى " األحزاب " ل اإلجراءات‪ .‬كانت النتيجة ال ُمتوقّعة حصول ((الحركة)) على ((‪ 60‬مقعداً)) من أصل ‪ ،82‬بينما حصل‬
‫((الحزب القومى السورى)) على ((مقعدا ً واحداً)) أ ّما باقى المقاعد فقط أُعطيت ل (( ُممثّلى العشائر ‪ +‬ال ُمر ّ‬
‫شحين ال ُمستقلّين)) باإلضافة إلى‬
‫تعيين ((مأمون ال ُكزبرى)) فى منصب ((رئيس المجلس))‬

‫األول للمجلس‪ ،‬يوم ‪ 24‬أكتوبر & صفحة ‪301‬‬


‫ُجزء من خطاب ((الشيشكلى)) فى اإلجتماع ّ‬

‫األول ب ‪ 3‬أيّام‪(( ،‬عاد)) إلى سوريّا ُك ّالً من ‪(( ::‬الحورانى ‪ +‬البيطار ‪ +‬عفلق)) بموجب ((عفو عام)) أصدره "‬
‫((قبل)) إنعقاد اإلجتماع ّ‬
‫الشيشكلى " بعد إنتخابُه ل الرئاسة‬

‫ّ‬
‫لإلطالع على " نقد " ((صالح الدين البيطار)) ل ((شرعيّة ))الشيشكلى‪ ،‬صفحة ‪302‬‬

‫((لم)) تُكن " الحنكة السياسيّة " أو " القمع الوحشى " السبب وراء ((طول)) عهد الشيشكلى فى ال ُحكم‪ ،‬بل ((إزدهار الزراعة السوريّا‪،‬‬
‫أواخر األربعينات و أوائل الخمسينيّات)) ُمتمثّالُ فى ‪:‬‬

‫أ‪(( )-‬حرث)) مساحات ضخمة من ((األراضى البكر)) التى بقيت ((بوراً)) عدّة قرون فى ((الحزام ال ُمعتمد على المطر ال ُممتد من شمالى‬
‫غربى البالد حتّى حدود العراق عبر الفُرات و مناطق الجزيرة))‬

‫ب‪(( )-‬تضاعُف)) إنتاج ((القمح)) بالتوازى مع ((إزدياد)) إنتاج ((القُطن)) إلى ‪ 10‬أمثالُه بين عامى ‪1953 - 1943‬‬

‫أن الفضل يرجع لها فى ((توسُّع الزراعة البعليّة)) بل يعود الفضل (( ُكلّيّاً)) إلى ((مشاريع التُجّار‬
‫((ال)) تستطيع الحكومة أن تدّعى ّ‬
‫السوريّين)) و بشكل أساسى ((تُجّار حلب)) الذين إستعملوا رؤوس أموالهم فى ((إدخال اآلله إلى الزراعة))‬

‫ج‪ )-‬تأسيس ((مكتب القُطن)) عام ‪ 1952‬عندما إصطدم ((إزدياد القُطن السريع)) ب ((هبوط اآلسعار ‪ +‬آفات المحاصيل ‪ +‬إظدياد نفقات‬
‫الحراثة))‪ ،‬ف لجأ المكتب إلى ((بيع بذور ُمحسّنة ‪ +‬فرض عددا ً من إجراءات ال ُمراقبة))‬

‫‪------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫الفصل الثالث عشر‬

‫إسقاط الشيشكلى‬

‫األول ‪::‬‬
‫‪ )-1‬الهجوم ّ‬

‫أعتاد " الشيشكلى " أن يقول ‪(( ::‬إن أعدائى يُشبهون األفعى‪ ،‬رأسها فى جبل العرب‪ ،‬معدتها حمص و ذنبها حلب))‬

‫سلطان األطرش)) ب طلب ((اللجوء السياسى)) من‬ ‫كان ((الدروز)) على عالقة وثيقة ب ((الهاشميّبن ب األُردُن)) ظهرت جليّا ً فى قيام (( ُ‬
‫مرة ثانية إلى‬
‫ّ‬ ‫((العودة))‬ ‫إستطاع‬ ‫ى‬‫ّ‬ ‫ت‬‫ح‬ ‫ّين))‬ ‫ي‬‫((الفرنس‬ ‫((الملك عبد هللا)) بعد أن " فشلت " ((الثورة السوريّا ال ُكبرى)) عام ‪ " 1925‬ضد "‬
‫((سوريّا)) عام ‪ 1936‬بعد صدور ((العفو)) عنه من قِبَل ((فرنسا))‪.‬‬

‫أصبح ((جبل العرب)) ُجزءا ً من ((سوريّا)) عام ‪ 1945‬لكن ((فاقد ل ال ُحكم الذاتى)) الذى كان يتمتّع به إبان ((اإلنتداب))‬

‫الفالحين الدروز على الوقوف ضد أسيادهم من‬ ‫عزم ((القوتلى)) عام ‪ 1947‬على لجم نفوذ عائلة ((األطرش)) فى الجبل‪ ،‬فقام ب ((تشجيع ّ‬
‫عائلة األطرش)) ب دعم من ((آل سعود)) بعد أن إستطاع إقناع " الملك بن سعود " أ ّنه من ((خطط الدروز‪ ،‬تنصيب الملك عبد هللا‪ ،‬ملكا ً‬
‫على سوريّا))‬
‫س ّميت ب ((الشعبيّين)) قاموا على أثرها ب إشعال النيران ب بيوت ((آل األطرش))‬
‫الفالحون " العاملون ب ((ال ُمحاصصة)) حركة ُ‬ ‫ّ‬
‫نظم " ّ‬
‫ُ‬
‫فى ‪ 6‬قرى ‪ُ +‬مطالبة ((األطرش)) فى معقله ((القريا)) ب ((اإلستسالم))‬

‫لكن حدث و أن قام ((األطرش)) ب عقد ((مجلس حرب)) إستدعى على أثره ((ال ُمحاربين من رجالُه)) الذين إستطاعوا ((هزيمة))‬
‫تمردين فى معركة حامية قُرب قرية ((بكا))‬
‫ال ُم ّ‬

‫صحبة ((فوج من قُ ّوات الحكومة)) على مسافة ‪ 20‬ميالً‪ُ ،‬متحفّزا ً ل‬‫كان ((وزير الدفاع السورى‪ ،‬أحمد الشُرباتى)) ينتظر نتيجة المعركة ب ُ‬
‫صلح‬‫ُ‬ ‫ال‬ ‫يعقدوا‬ ‫لكى‬ ‫"‬ ‫الدروز‬ ‫ً‬ ‫ا‬‫تارك‬ ‫"‬ ‫دمشق))‬ ‫إلى‬ ‫ات‬ ‫القو‬
‫ّ‬ ‫((سحب‬ ‫التمرد‪ ،‬قام ب‬
‫ُّ‬ ‫((إحتالل الجبل ‪ +‬طرد آل األطرش)) لكن مع " فشل "‬
‫فيما بينهم‪ ،‬حسب إدّعاء ((األمير حسن))‬

‫سلطان األطرش)) وديّة بل أخذت تزداد ((سوءاً)) بعد أن تم إلقاء القبض على ((على منصور‪،‬‬ ‫" لم " ت ُكن العالقة بين ((الشيشكلى)) و (( ُ‬
‫أحد أبناء األطرش)) ب تُهمة اإلشتراك فى (( ُمظاهرة بعثيّة ضد الشيشكلى))‬

‫كما زادد " شكوك " الشيشكلى ‪ ،‬بعد أن قام ((شوكت شُقير‪ ،‬رئيس األركان)) ب إفاد معلومات تُفيد ب ((تخطيط الدروز من أجل القيام ب‬
‫عصيان فى الجبل‪ ،‬يتّسع إلى أن يشمل البلد بأكمله))‬

‫سلطة ((اإلقطاعيّة)) ل عائلة ((األتاسى)) التى تُسيطر على ((الريف و‬‫تُعتبر مدينة ((حمص)) معقل ((ال ُمعارضة)) التى تقع تحت ال ُ‬
‫سلطانها ((اإلقتصادى)) فى وجه تحدّى فئة ((صغيرة)) من ((الصناعيّين)) باإلضافة إلى طبقة من ((التُجّار ُم ّالك‬ ‫المدينة)) و تُحاول فرض ُ‬
‫الجرارات)) الذين كانوا يفتحون أبواب ((الزراعة التُجاريّة)) التى تعتمد على ((اآلالت)) فى األراض ((البكر)) فى ((الشمال الشرقى))‬
‫ّ‬
‫رقم ‪ 4‬صفحة ‪342‬‬

‫كما ينحدر منها‪(( ::‬هاشم األتاسى)) ال ُمنضم إلى ((حزب الشعب)) الذى تش ّكل عام ‪(( 1948‬ضد)) ((الحزب الوطنى التابع ل القوتلى)) و‬
‫الذى ساهم فى إصدار الصحيفة ((ال ُمعارضة الوحيدة)) آنذاك التى تُدعى ((السورى الجديد))‬

‫((سرى)) ُممثّلين عن جميع األحزاب ((الوطنى ‪ +‬الشعب ‪ +‬البعث ‪ +‬الشيوعيّين)) باإلضافة إلى عدد‬
‫ّ‬ ‫إجتمع فى ((مدينة حمص)) و بشكل‬
‫حيث إتّفق ال ُمجتمعون‬
‫ُ‬ ‫من ((ال ُمستقلّيين)) يوم ‪ 4‬تموز ‪ 1953‬من أجل التوقيع على ((ميثاق وطنى)) يهدف إلى ((اإلطاحة ب الشيشكلى))‬
‫أن إشارة البدء ب العصيان الذى يشمل البلد ب أكملُه تكون فى قيام حركة فى‬
‫على ((قيام ُكل ُمحافظة فى سوريّا ب تحرير نفسها‪ ،‬غير ّ‬
‫جبل الدروز))‬

‫ّ‬
‫لإلطالع على رأى ((حسن األطرش‪ ،‬قائد الدروز)) فى وصف أحداث ((جبل العرب))‪ ،‬صفحة ‪ 313‬و ‪314‬‬

‫تحرك مدينة ((حلب)) بسبب إتّخاذ ((حزب الشعب)) ل المدينة معقالً له فحسب‪ ،‬بل بسبب شعور العديد من ُ‬
‫س ّكان ((شمال‬ ‫" لم " ي ُكن سبب ُّ‬
‫((التنوع العرقى و الطائفى)) ّ‬
‫أن " الشيشكلى " يُحاول حلق دولة ((إسالميّة عربيّة ُمتجانسة)) ب واسطة سيل من‬ ‫ّ‬ ‫حلب)) التى تمتاز ب‬
‫المراسيم التى أمرت ب اآلتى ‪::‬‬

‫أ‪ )-‬إصباغ ((أسماء عربيّة)) على الفنادق و المقاهى و دور السينما‬

‫ب‪(( )-‬اللغة العربيّة)) هى اللغة ((المسموح التكلُّم بها)) فى اإلجتماعات و المهرجانات و اإلحتفاالت‬

‫ّ‬
‫((األقليات الغير ُمسلمة)) عدد (( ُمتساو)) من المقاعد سواء كانت تلك المجالس‬ ‫ج‪ )-‬أن يكون ل ((ال ُمسلمين)) فى ُكل ((المجالس)) التابعة ل‬
‫((ثقافيّة‪ ،‬إجتماعيّة‪ ،‬رياضيّة))‬

‫((رؤساء األقلّيّات الروحيّين)) من التحدُّث فى إجتماعات عا ّمة ((خارج)) أمكنة عبادتهم‬


‫د‪(( )-‬منع)) ُ‬

‫ّ‬
‫((المحالت التُجاريّة)) تضا ُمنا ً‬ ‫ط ّالب)) و ((الشُرطة)) فى أوائل ديسمبر ‪ 1953‬ب مدينة ((حلب)) كما " أُغلقت "‬ ‫حدث إصطدام بين ((ال ُ‬
‫إن ُمحاميّى حلب قاموا ب اإلضراب إحتجاجا ً على‬ ‫مع ال ُمتظاهرين‪ .‬كتبت صحيفة ((السورى الجديد)) أنّه تم ((جرح أساتذه و ُ‬
‫ط ّالب و ّ‬
‫ظم " القضيّة حين قامت ((الشُرطة)) ب إلقاء القبض على ((‪ُ 3‬محاميّين)) م ّما أدّى إلى‬ ‫أعمال الشُرطة الوحشيّة))‪ .‬لكن ما أدّى إلى " تعا ُ‬
‫حيث جرت إعتقاالت عديدة و ((عُلّق التدريس فى الجامعة))‬ ‫ُ‬ ‫((نزول الطلبة إلى الشارع فى حمص)) كما حدث ذلك فى (( ُحماه ‪ +‬دمشق))‬
‫رقم ‪ 7‬صفحة ‪342‬‬

‫أمر ((الشيشكلى)) ب إلقاء القبض على ((‪ 24‬من القادة السياسيّين)) يوم ‪ 28 - 27‬يناير ك خطوة " إستباقيّة " كما تم فرض ((اإلقامة‬
‫الجبريّة)) على السيّد ((هاشم األتاسى)) فى داره ب ((حمص)) بجانب إعالن ((حالة الطوارئ)) باإلضافة إلى تعيين عدد من ((قادة‬
‫الجيش)) فى مناصب ((نُ ّواب ُمحافظين)) فى ُك ّالً من ُمحافظات ((حلب‪ ،‬حمص‪ُ ،‬حماه‪ ،‬جبل الدروز)) ما عدا ُمحافظة ((دمشق)) فقد تم‬
‫شقير‪ ،‬رئيس األركان)) نائبا ً لها‪ ،‬رقم ‪ 8‬صفحة ‪342‬‬
‫تعيين ((شوكت ُ‬
‫أن ((األمن)) قد عاد إلى البالد بعد إذاعة بيان من ((الشيشكلى)) إلى األ ُ ّمة يوم ‪ 28‬يناير‪ ،‬يُحذّرهم من‬
‫أعلنت ((الحكومة)) يوم ‪ 31‬يناير ب ّ‬
‫خربين‬
‫تمردين و ال ُم ّ‬
‫اإلنسياق وراء ال ُم ّ‬

‫التجول الذى كان مفروضا ً على جبل‬


‫ّ‬ ‫ص ُحف)) ‪(( +‬إلغاء منع‬
‫و مع بداية شهر ((شباط)) قامت الحكومة ب ((رفع الرقابة ال ُمشدّدة على ال ُ‬
‫العرب)) ‪(( +‬إعادة فتح فتح الحدود السوريّا ‪ -‬اللبنانيّة التى كانت قد أُغلقت ب شكل ُمؤقّت))‬

‫‪ )-2‬دور ((العراق)) ‪::‬‬

‫كان ((الملك عبدهللا‪ ،‬وصى العراق)) يُراقب رسوخ ُحكم " الشيشكلى " ب ((قلق و غم))‪ .‬فقد كان ُمستقبله ((غير واضح)) باإلضافة إلى‬
‫قُرب ((إنتهاء وصيّته على العراق)) يوم ‪ 1‬آيار ‪ 1953‬و ذلك مع إعتالء ((فيصل ال‪ ))2‬لل عرش‬

‫هزي ((سوريّا)) ّإال عام ‪ 1958‬أى بعد ‪ 4‬سنوات أثناء ُمحاكمة خدم‬ ‫" لم " يتم ((الكشف)) عن عالقة ((العراق)) ب اإلضطرابات التى ّ‬
‫األدلة التى ظهرت للمحكمة ب ّ‬
‫أن‬ ‫ّ‬ ‫النظام ((الملكى)) من قِبَل حكومة ((الزعيم قاسم)) " الثوريّة " عندها تجلّت الحقيقة واضحة من خالل‬
‫مرات عديدة األموال منها))‪ .‬فقد كان‬‫((أعدادا ً كثيرة من الساسة السوريّين‪ ،‬كانت لهم إتّصاالت وثيقة مع الحكومة العراقيّة التى إستلموا فى ّ‬
‫صلة)) تهدف إلى ((غزو سوريّا‪ ،‬غزوا ً ُمسلّحا ً يقوم به العراق))‪ .‬و قد إعترف ب وجودها ((غازى الداغستانى‪ ،‬نائب‬ ‫ّ‬
‫((خطة ُمف ّ‬ ‫هُناك‬
‫رئيس األركان العراقى)) أثناء ُمحاكمتُه بأنّه ورثها من الذى سبقه فى ّأول عام ‪ 1954‬و من ال ُمعتقد ّ‬
‫أن ((عبدهللا األمين‪ ،‬ال ُملحق العسكرى‬
‫ّ‬
‫((الخطة س)) عام ‪1953‬‬ ‫العراقى فى دمشق)) هو الذى وضه‬
‫رقم ‪ 9‬و ‪ 10‬صفحة ‪342‬‬

‫ُ‬
‫حيث‬ ‫األول عن تشكيل ((حكومة سوريّا ال ُح ّرة)) ب رئاسة ((العقيد‪ ،‬مح ّمد صفا)) فى ((بغداد))‬
‫كتبت صحيفة ((لوموند)) يوم ‪ 17‬تشرين ّ‬
‫جدّدت إتّهاماتها ل ((بريطانيا)) فى دعم ((ال ُمعارضة السوريّا ضد الشيشكلى))‪ ،‬رقم ‪ 11‬صفحة ‪344‬‬

‫أ ّما الصحافة ((السوريّا)) فقامت ب ((تضخيم اإلتّهامات)) القائمة على ((العمالة ل بريطانيا)) التى تهدف إلى ((جر سوريّا إلى إتّحاد‬
‫الهالل الخصيب ‪ +‬الدخول مع إسرائيل فى حلف دفاعى إقليمى ‪ +‬عزل سوريّا عن مصر و السعوديّة)) من أجل خدمة المصالح‬
‫((البريطانيّة)) التى ((تُناهض المصالح األمريكيّة فى المنطقة))‬

‫كانت مصلحة ((بريطانيا)) تتمثّل فى ((ال ُمحافظة على صداقة سوريّا و إستقرارها ل تُؤ ّمن سالمة أنابيب شركة بترول العراق الذاهبة إلى‬
‫البحر ال ُمتوسّط)) حيث ((إرتفع)) إنتاج ((النفط العراقى)) من ‪ 6‬ماليين طن عام ‪ 1950‬فى الخمسينيّات إلى ‪ 30‬مليون طن عام ‪1954‬‬

‫إستغل ((فيضل الجمالى‪ ،‬رئيس وزراء العراق)) اإلتّجاه ((ال ُمنهاض)) ل " الشيشكلى " حيث قام فى يناير ‪ 1954‬ب وضع ّ‬
‫خطة ((إتّحاد‬
‫فدرالى عربى)) أمام ((الجامعة العربيّة)) يبدأ ب إتّحاد ((سورى ‪ -‬عراقى ‪ -‬أُردنى))‪ .‬كما قدّم ((وزير الخارجيّة العراقى)) إقتراحا ً يقضى‬
‫ب قيام ((العراق ب تمويل إنشاء جيش عربى من عائداتُه البتروليّة)) لكن تم ((رفض)) المشروع من قِبَل ((مصر ‪ +‬السعوديّة ‪ +‬سوريّا))‬
‫اللتين رأتا فيه تجسيد ل مشروع ((الهالل الخصيب))‬

‫النواب العراقى)) ب حث ((رئيس الوزراء العراقى)) على تقديم‬ ‫صام‪ ،‬رئيس لجنة العالقات الخارجيّة فى مجلس ّ‬ ‫قام السيّد ((صادق الب ّ‬
‫ألن قضيّة ((سوريّا)) ليست مسألة داخليّة فحسب بل هى مسألة تُهم ُكل العرب‪.‬‬
‫طلب عقد جلسة عاجلة ل ((جامعة الدول العربيّة)) ّ‬
‫طلبت ((سوريّا)) يوم ‪ 4‬شباط ((سحب ال ُملحق العسكرى العراقى من دمشق)) ل قيا ُمه ب أعمال تتجاوز مجال واجباتُه الرسميّة‪ ،‬فقد تم‬
‫((فضح ما دفعُه من أموال ل السياسيّين السوريّين و الجرائد))‬

‫سلطات السوريّا)) يوم ‪ 6‬شباط ب ((إغالق الحدود السوريّا ‪ -‬اللبنانيّة)) ر ّدا ً على تصريحات ((كمال جنبالط)) أثناء عقد‬
‫كما قامت ((ال ُ‬
‫((زعماء الطائفة الدرزيّة)) فى ((بيروت)) من أجل ((فضح الشيشكلى)) أمام ((الصليب األحمر و الرأى العام العالمى)) لكن تم‬ ‫ُمؤتمر ل ُ‬
‫إعادة فتح الحدود بعد ‪ 24‬ساعة فقط نتيجة ل ((وساطة‪ ،‬الشيخ عبدالعزيز بن زيد‪ ،‬السفير السعودى فى دمشق))‬

‫ّ‬
‫((يتقلص)) التوتُّر فى سوريّا‪ ،‬قام ((عبدهللا اليافى‪ ،‬رئيس وزراء لبنان)) بزيارة العاصمة ((دمشق)) حامالً عرضا ً ل التوسُّط فور‬ ‫بعد أن‬
‫صلح))‬
‫وصول ((الرئيس العراقى‪ ،‬الجمالى)) فى ُمه ّمة من أجل ((ال ُ‬

‫‪ )-3‬ثورة الجيش ‪::‬‬

‫" لم " ي ُكن بإستطاعة أيّة قوى " إسقاط الشيشكلى " غير ((الجيش السورى)) حيث ّ‬
‫أن أغلب ((السياسيّين المدنيّين)) قابعين فى ((السجن))‪.‬‬
‫لذا قام ((النقيب‪ُ ،‬مصطفى حمدون‪ ،‬من حامية حلب)) يوم ‪ 25‬شباط ‪ 1954‬الساعة ‪ 6.30‬صباحا ً ب إذاعة ّأول نداء الثورة طالبا ً من‬
‫الشيشكلى ُمغادرة البالد ‪ ،‬صفحة ‪328‬‬

‫أصدر ((النقيب‪ُ ،‬مصطفى حمدون)) قبل إذاعة بيان ب ساعة أو ساعتين فقط‪ ،‬أوامر إلى ((ال ُمقدّم‪ ،‬فيصل األتاسى‪ ،‬ضابط أركان اللواء ال‬
‫‪ 2‬ال ُمتمركز فى حلب)) ب إعتقال ُك ّالً من ‪(( ::‬العقيد عُمر خان تامر‪ ،‬رئيس اللواء ‪ُ +‬محافظ حلب ‪ +‬األعضاء الرئيسيّين فى حركة‬
‫التحرير العربى)) فى الوقت الذى قامت قُ ّوات ب إحتالل ((مركز البريد ‪ +‬مبنى اإلذاعة ‪ +‬أبنية الحكومة))‪ .‬كما أعلن ((العقيد‪ ،‬أمين أبو‬
‫عسّاف‪ ،‬قائد اللواء الثالث فى دير الزور)) الساعة ‪ 8.30‬تأييده للحراك‪ .‬و ما إن دانت الساعة ‪ 9‬صباحا ً حتّى قام ((ال ُمقدّم‪ ،‬عبدى ّ‬
‫الجواد‬
‫رسالن‪ ،‬قائد حامية الساحل الغربى فى الالذقيّة)) بإعالنه اإلنضمام أيضا ً إلى الحراك‪ .‬فيما تبعهُ بعد ساعات قليلة ((العقيد‪ ،‬محمود شوكت‪،‬‬
‫الوسطى فى سوريّا " حمص ‪ُ +‬حماه "))‬ ‫قائد المنطقة ُ‬

‫أن ((فيصل األتاسى)) كان " أب أخ " ((الرئيس السابق‪ ،‬هاشم األتاسى))‬ ‫ُ‬
‫حيث ّ‬ ‫كان ل ُكل من هؤالء ال ‪ 3‬دوافعه الخا ّ‬
‫صة وراء اإلنقالب‪.‬‬
‫القابع فى ((حمص)) كما ينحدر ((أمين أبو عسّاف)) إلى ((جبل الدروز)) باإلضافة إلى إنتماء ((النقيب‪ ،‬حمدون)) إلى (( ُحماه)) و تتلمذ‬
‫على يد ((الحورانى))‬

‫قام ((ال ُمقدّم‪ ،‬األتاسى)) ب إستدعاء ((القناصل األجانب فى حلب)) ليُخبرهم عن النجاحات التى حقّقها الثائرون‪ ،‬ما وجّه إنذارا ً من‬
‫((الشيشكلى)) ب ضرورة (( ُمغادرة البالد قبل الساعة ال ‪ 9‬مسا ًء)) بجانب عودة ((هاشم األتاسى)) إلى منصب ((رئاسة الجمهوريّة))‬
‫الذى ((أإستقال)) منه بعد إنقالب الشيشكلى ال‪2‬‬
‫األول ‪ 1951‬األمر الذى شجّع ((العقيد‪ ،‬عُمر القبانى‪ ،‬قائد حامية حوران ب الجنوب السورى)) إلى اإلنضمام ل الحراك عند‬ ‫فى تشرين ّ‬
‫العصر باإلضافة إلى ((عزل ‪ 10‬آالف ُجندى من أفضل قُ ّوات الشيشكلى فى جبل الدروز)) األمر الذى أدّى إلى ((عزل‪ ،‬دمشق))‬

‫قرروا ‪(( ::‬إتّخاذ القُ ّوات الباقية‬ ‫ُ‬


‫حيث ّ‬ ‫األول مع (( ُمستشاريه المدنيّين ‪ +‬أركان القيادة))‬
‫أ ّما ((الشيشكلى)) فقد أمضى الصباح فى إجتماعه ّ‬
‫تتحرك ل الهجوم ّإال فى حالة تد ُّخل‬ ‫ّ‬ ‫درعات ثقيلة تتمركز فى القابون و قطنا مراكز دفاعيّة ال‬‫تحت إمرتُه و التى تضُم عماد مدفعيّة و ُم ّ‬
‫إسرائيلى ُمسلّح أو من ِقبَل دولة عربيّة ُمجاورة و ّأال تُسحب أيّة قُ ّوات من حدود إسرائيل)) لكن بعد تم إذاعة بيان يُفيد ب ((إنفصال‬
‫حيث أشار عليه ُمعظمرفاقُه ب ((اإلستقالة)) و بالفعل ((قبل النصيحة))‬ ‫ُ‬ ‫حاميات‪ ،‬حوران و حمص و ُحماه)) تم اإلجتماع ثانية فى المساء‬

‫غادر ((الشيشكلى)) بعد أو ((وافق)) اإلنقالبيّين على تمديد فترة ال ُمغادرة‪ ،‬إلى ((بيروت)) الساعة ال ‪ 10‬و من ث ّم إلى ((المنفى))‪ .‬أ ّما‬
‫((راديو دمشق)) فقد ((تو ّقف)) عن البث أثناء إذاعة أخبار منتصف الليل بعد إذاعة الخبر ‪(( +‬ال ُجزء األخير)) من نص ((إستقالة‬
‫النواب)) قبل ُمغادرتُه‪ ،‬صفحة ‪332‬‬‫الشيشكلى)) الذى قدّمه إلى ((مأمون ال ُكزبرى‪ ،‬رئيس مجلس ّ‬

‫األول من بيان ((إستقالة)) الشيشكلى أثناء تالوتُه على ((إذاعة دمشق)) الذى وضّح فيه‬
‫من الجدير ب الذكر أ ّنه تم ((حذف)) الجزء ّ‬
‫الشيشكلى أن ب ((إمكانه سحق الثائرين و لكن على حساب إحداث ((إنشقاق فى الجيش)) و هو من لحمنا و د ّمنا))‪،‬‬
‫صفحة ‪ 332‬و ‪ & 333‬رقم ‪ 16‬صفحة ‪344‬‬

‫‪ )-4‬بال حكومة ‪::‬‬

‫ع ّمت ((الفوضى)) أرجاء ((دمشق)) بعد سفر " الشيشكلى " ال ُمفاجئ إلى ((بيروت)) يوم ‪ 25‬شباط و ما زاد األمر تعقيداً‪(( ،‬عدم وصول‬
‫سلطة العُليا‪ّ .‬أول ما قام به هو زيارة‬
‫اإلنقالبيّين إلى دمشق)) بالتوازى مع إعالن ((شوكت شُقير‪ ،‬رئيس األركان العا ّمة)) إستالمه ل ال ُ‬
‫المزة)) بعد فترة قصيرة من وصول " الشيشكلى " إلى بيروت فى ُمنتصف الليل‬ ‫((الزعماء السياسيّين فى سجن ّ‬
‫ُ‬

‫ضبّاط ال ُمتنفّذين فى ((حامية دمشق)) ما حصل من سقوط ل نظام الشيشكلى‪ ،‬يُدعوا ‪ (( ::‬النقيب عبد الحق شحادة‪ ،‬قائد‬ ‫((رفض)) ‪ 2‬من ال ُ‬
‫درعة محلّيّة)) و هُما أيضا ُ الذين ((عارضا)) بشدّة قرار ((إستقالة)) الشيشكلى خالل‬
‫الشُرطة العسكريّة ‪ +‬النقيب حسين حدّة‪ ،‬قائد وحدة ُم ّ‬
‫إجتماعهم ال ‪ 2‬بعدما وجدوا ((حليفا ً حذراً)) فى الدكتور ((مأمون ال ُكزبرى‪ ،‬رئيس مجلس ّ‬
‫النواب)) الذى دعا ((البرلمان)) لإلنعقاد يوم ‪26‬‬
‫ً‬
‫توليه منصب ((القائم ب أعمال رئيس ال ُجمهوريّة)) ُمستندا إلى البندين ‪ 86‬و ‪ 89‬من‬ ‫شباط و قرأ فيه بيان ((إستقالة)) الشيشكلى مع إعالنه ّ‬
‫النواب ))إلى السيّد ((سعيد إسحق‪ ،‬نائب رئيس المجلس))‪ ،‬رقم ‪ 17‬صفحة ‪344‬‬ ‫الدستور‪ ،‬مع ((التخلّى)) عن صالحيّات ((رئيس مجلس ّ‬
‫رقم ‪ 18‬صفحة ‪345‬‬

‫لكن حدث و أذاع ((راديو دمشق)) فى الساعة ال ‪ 8.15‬مساء ذلك اليوم بينا ً يدعو فيه إلى ((ثورة ُمضادّة)) حين أعلن ((شوكت شُقير‪،‬‬
‫رئيس األركان)) " دعمه " ل ((القائم ب أعمال رئيس ال ُجمهوريّة))‪ .‬و إتّضح بعد ذلك ّ‬
‫أن ((النقيبين‪ ،‬حدّة ‪ +‬شحادة)) هما اللذان أصدرا‬
‫ذلك البيان ب إسم ((شوكت شُقير)) بعد أن قاما ب ((إختطافُه)) ّأوالً‬

‫((ثوار حلب)) يخلدون إلى راحة‪ ،‬غير أنّهم أذاعوا يوم ‪ 26‬شباط بيانين طلبوا فيهما‬ ‫بينما كانت تُحاك ُم ّ‬
‫خططات الثورة ال ُمضادة‪ ،‬كان ّ‬
‫((تناسى الماضى ‪ +‬دعوة األهلين إلى الوقوف فى وجه ُزمرة " الشُقير ‪ +‬ال ُكزبرى " ))‪ .‬ف ((إستجاب)) األهالى إلى هذا النداء بعد أن تم‬
‫درعة ب توريط األ ُ ّمة فى حرب أهليّة))‬ ‫زودة ب منشورات ((تتّهم ُ‬
‫ضبّاط الوحدة ال ُم ّ‬ ‫إرسال طائرات إلى سماء ((دمشق)) ُم ّ‬

‫ط ّالبيّة)) يوم ‪ 27‬شباط شارك فيها ((فيالق)) من ((الدروز ‪ +‬الشيوعيّين ‪ +‬اإلخوان ال ُمتأسلمين)) و قاموا ب ((إقتحام‬ ‫قامت ُمظاهرة (( ُ‬
‫أن ((البرلمان وافق على حل نفسه)) بالتوازى مع قيام‬ ‫البرلمان)) أثناء عقد إجتماعُه و ((لم)) تنسحب ّإال بعد أن أ ّكد ل ُهم ((سعيد إسحق)) ّ‬
‫((الشُقير)) ب إصدار بيان يُعلن فيه ((حل البرلمان ‪ +‬إعطاء الدكتور ال ُكزبرى‪ ،‬صالحيّات تنفيذيّة و تشريعيّة ُمؤقّتة ‪ +‬إيقاف ُكل‬
‫اإلجراءات ال ُمقبلة لإلتّفاق مع ُ‬
‫سلطات البلد))‬

‫قام ((الشُقير)) ب السفر إلى ((حمص)) يوم ‪ 27‬شباط لإلجتماع مع قادة اإلنقالب فى ((دار هاشم األتاسى)) و بعد أن شاور ((السياسيّين))‬
‫الذين أُطلق سراحهم من ((السجن)) تج ُّنبا ً ل اإلصطدام الدموى بعد سماعه ب ُّ‬
‫تحرك األرتال الثارة إلى ((دمشق)) ثُم عاد ((فجراً)) ل‬
‫يُصدر بيانا ً يُعلن فيه ((التو ُّ‬
‫صل إلى إتّفاق مع القادة السياسيّين و الرؤساء الثائرين ل إعادة ال ُ‬
‫سلطة إلى أصحابها الحقيقيّين))‪ .‬األمر الذى‬
‫ُ‬
‫تسبّب فى تفجُّر الوضع األمنى و خروج ُمظاهرات فى أرجاء ((دمشق)) ضد " الشيشكلى " و كل من يُساندُه و الذين إحتموا فى مبنى‬
‫ّ‬
‫المحطة)) من ((الهرب)) تحت حراسه قويّة‪.‬‬ ‫((إذاعة دمشق)) يوم ‪ 28‬شباط قبل أن يتم ّكن ((أحمد عسّة‪ُ ،‬مدير‬

‫مفرا ً سور تقديم ((إستقالتُه)) إلى ((الشُقير))‬


‫الرصاص))‪ " ،‬لم " يجد ((ال ُكزبرى)) ّ‬‫التجول و قنابل الغاز و ُ‬
‫ّ‬ ‫أمام ((فشل)) تطبيق ((حظر‬
‫بينما غادر ((النقيبي‪ ،‬شحادة ‪ +‬حدّة)) إلى ((أوروبّا)) بعد أن تم تعينهم (( ُملحقين عسكريّين فى لندن و باريس))‬

‫دخل ((هاشم األتاسى)) فى صباح يوم ‪ 1‬آذار ‪ 1954‬إلى ((دمشق)) ُمنتصرا ً على رأس موكب من ‪ 400‬سيّارة قبل الذهاب إلى (القصر‬
‫ال ُجمهورى)‬

‫‪ )-5‬الشيشكلى فى المنفى ‪::‬‬

‫قرر أن ((يُغادرها)) عند ((فجر اليوم‬


‫أمضى ((أديب الشيشكلى)) ليلة نفيُه األولى فى ((السفارة السعوديّة فى بيروت)) و التى كان من ال ُم ّ‬
‫صورين الذين تجمهروا ((بال جدوى)) بعدما وصلت له رسالة‬ ‫حيث إنتظره فى ((مطار بيروت)) عدد كبير من الصحفيّين و ال ُم ّ‬ ‫ُ‬ ‫التالى))‬
‫سلطات ((اللبنانيّة)) على حياة الشيشكلى على أراضيها ل علمها ب مدى ((حقد‬ ‫ُ‬
‫من ُمؤيّديه فى ((دمشق)) تسأله ((العودة))‪ .‬خشيت ال ُ‬
‫((زعماء الدروز اللبنانيّين) من أجل ((تصفية))‬‫صل ((السفارة العراقيّة فى بيروت)) مع ُ‬ ‫الدروز)) عليه بجانب وجود معلومات تُفيد ب توا ُ‬
‫أن ((الرئيس اللبنانى‪ ،‬كميل شمعون)) أ ّكد ل ((العراقيّين)) ّ‬
‫أن‬ ‫الشيشكلى على أن يظهر الموضوع كأ ّنه عمليّة ((ثأر لمذبحة الجبل)) غير ّ‬
‫الشيشكلى سوف ((يُغادر)) البالد فى الصباح‬

‫أ ّما ((السعوديّون)) فقد أفهموا الشيشكلى أنّه " ال " يستطيع ُمغادرة ((سفارتهم)) ّإال للتوجُّه إلى ((السعوديّة)) ‪ .‬و بالفعل تم نقل الشيشكلى‬
‫يوم ‪ 27‬شباط إلى ((مطار بيروت)) منه إلى ((الرياض)) على متن طائرة ((ملكيّة)) مصحوبا ً ب (( ُمدير األمن ‪ +‬قائد الشُرطة ‪ +‬رئيس‬
‫األركان العا ّمة))‬

‫يُحسب ل " الشيشكلى " ((تصدّيه)) ل التوسُّع ((العراقى ‪ -‬الهاشمى)) الذى دعّمتُه موارد " العراق البتروليّة " ب ((مليون جنيه إسترلينى‬
‫ُ‬
‫حيث تم تجريد ((سوريّا)) بعد‬ ‫عام ‪ 76 + 1950‬مليون جنيه إسترلينى عام ‪ ))1954‬باإلضافة إلى ((تصدّيه)) إلى تأثير ((مصر الثوريّة))‬
‫سقوطه من عُنصر ((الحماية)) فى المعركة ال ُمقبلة بين ((مصر و العراق)) حول ((حلف بغداد))‬
‫رقم ‪ 20‬صفحة ‪345‬‬

‫*‬
‫((هاشم األتاسي‪ ,‬حياته ‪ -‬وعصره ‪ ،))1960 - 1873‬محمد رضوان‬

‫‪------------------------------‬‬
‫‪------------------------------‬‬
‫‪------------------------------‬‬

‫الفصل الرابع عشر‬

‫البعث و الشيوعيّة‬

‫‪ )-1‬منشأ البعث ‪::‬‬

‫تقابل ‪ 2‬من الشباب السوريّين يُدعوا ‪(( ::‬ميشل عفلق ‪ +‬صالح الدين البيطار)) أثنار دراست ُهما فى ((باريس)) بين عامى ‪ 1929‬و ‪1934‬‬
‫صفحة ‪348‬‬

‫حيث بدؤوا فى التدريس ب إحد ((ثانويّات دمشق)) فقد عمل ((عفلق)) فى تدريس ((التاريخ))‬ ‫ُ‬ ‫ُكرسا نفسيهما ل ((الدراسة)) ُك ّليّا ً‬
‫" لم " ي ّ‬
‫بينما بدأ عمل ((البيطار)) فى تدريس ((الفيزياء)) و قد وجدوا فى ((ال ُ‬
‫ط ّالب)) العناصر األكثر ((وعياً)) من الناحية (السياسيّة)‬

‫تعاونا عام ‪ 1935‬فى تأسيس و تحرير صحيفة " يساريّة‪ ،‬إسبوعيّة " تُدعى ((الطليعة))‬

‫التقرب من الشيوعيّة ‪::‬‬


‫ُّ‬ ‫‪)-2‬‬

‫صل مع ((الحزب الشيوعى المحلّى)) الذى كان ّ‬


‫يتألف من ‪ 2‬أو ‪ 3‬شباب فى السجن ‪ 2 +‬أو ‪ 3‬شباب‬ ‫حاول ((عفلق ‪ +‬صالح)) التوا ُ‬
‫إستمرا على عالقتهما الوثيقة حتّى عام ‪ 1936‬نظرا ً ألنّهم تبنّوا الفكر ((الماركسى)) مع بعض التحفظ‬
‫ُّ‬ ‫ّ‬ ‫هاربين‪ ،‬و‬
‫صبة)) على الرغم من إعجابُه بهم ل كونهم أ ُ‬
‫شدّاء فى مواجهتهم ل ((اإلستعمار األجنبى))‬ ‫كان ((عفلق)) يشُك ب آراء ((الشيوعيّة ال ُمتع ّ‬
‫سلطة لهم‬
‫رغم إضّطهاد ال ُ‬

‫وقف ((الشيوعيّون)) عام ‪ " 1936‬ضد " المطالب التى تدعو ب ((تخفيف)) وطأة اإلنتداب‪ ،‬بعد قيام حكومة ((الجبهه الشعبيّة فى فرنسا))‬
‫حيث رأى " عفلق " إن ((الحزب الشيوعى السورى)) لم‬ ‫ُ‬ ‫تقارب عفلق للشيوعيّين))‬
‫م ّما أحدث صدمة و خيبة أمل كبيرة أدّت إلى ((إنتهاء ُ‬
‫صريّة)) فى ُمواجهه‬‫ُ ُ‬‫ن‬ ‫ع‬ ‫ال‬ ‫و‬ ‫ّة‬ ‫ي‬‫الطائف‬ ‫ّات‬ ‫ي‬ ‫ّ‬
‫((األقل‬ ‫من‬ ‫ه‬‫ء‬‫ُ‬ ‫عضا‬ ‫أ‬ ‫جمع‬ ‫ب‬ ‫قام‬ ‫و‬ ‫الفرنسى))‬ ‫يعُد سوى آداه تنفيذ فى يد أبيه ((الحزب الشيوعى‬
‫((السريّة)) إلى ((العلنيّة))‬
‫ّ‬ ‫محلى)) الذى إنتقل اليوم من‬ ‫ي)) لذا إنتظر " عفلق " الفُرصة ال ُمناسبة ل إيجاد ((حزب ّ‬‫((القوميّة العرب ّ‬

‫مرة عن (( ُمف ّكرين)) زاروا ((روسيا)) تصف حال ((اإلتّحاد السوفيتى))‬ ‫رأى ((عفلق ‪ +‬صالح)) فى ال ُكتُب و المقاالت التى ظهرت ّ‬
‫ألول ّ‬
‫مثل كتاب ((عودة من اإلتّحاد السوفيتى))‪ ،‬صفحة ‪352‬‬

‫‪ )-3‬عمل سياسى ُمتواصل ‪::‬‬

‫بعد عامين من التأ ُّمل‪ ،‬أخذت أفكار ((عفلق)) شكلها ف بدأ هو و ((البيطار))عام ‪ 1940‬ب عقد إجتماعات سياسيّة ل مجموعات صغيرة‬
‫من ((ال ُ‬
‫ط ّالب فى بيتهما)) بعد صاله ال ُجمعة إلى جانب ((التدريس)) فى ((التجهيز ‪ ::‬الثانويّة الحكوميّة الرئيسة فى دمشق))‪ .‬أصدرا ّأول‬
‫ُك ّراسة لُهما فى يناير ‪ 1941‬تبعتها ‪ 6‬أو ‪ 7‬ك ّراسات فى شباط جميعها ُموجّهه ((ضد‪ ،‬الفرنسيّين و الكتلة الوطنيّة))‬
‫ُ‬ ‫ُ‬

‫صه‬
‫القوة الدافعة التى وضعت ((البعث)) فى درب النضال‪ ،‬ل إظهار إخال ُ‬
‫كانت ثورة ((رشيد عالى)) فى ((العراق)) ب آيار ‪ 1941‬بمثابة ّ‬
‫فى القضايا العربيّة ف قاموا ب تأسيس حركة ((نُصرة العراق)) باإلضافة إلى ((جمع األموال ل رشيد عالى))‬

‫ُ‬
‫حيث‬ ‫((ترك)) ُك ّالً من ((عفلق ‪ +‬البيطار)) مهنة ((التدريس)) فى نهاية عام ‪ 1942‬لي ّ‬
‫ُكرسا نفسيهما ل ((العمل السياسى ال ُمتواصل))‬
‫إستمروا فى بناء تنظيم ُهما فى أواخر أعوام الحرب ‪ +‬فترة ما بعد اإلستقالل ُمباشرة‪ .‬إلى جانب ((تجنيد ‪ +‬تدريس‪ ،‬ال ُ‬
‫ط ّالب)) من أجل‬ ‫ّ‬
‫السريّة ‪ +‬تنظيم الشارع و األسواق)) األمر الذى ساهم فى تحويل حركة ((البعث)) إلى‬‫ّ‬ ‫القيام ب ((إضطرابات سياسيّة ‪ +‬توزيع النشرات‬
‫((حزب سياسى شرعى)) ‪ +‬إصدار حريدة ((حزب البعث)) بعد رحيل ((الفرنسيّين)) عام ‪1946‬‬

‫عقد ((البعث)) ّأول إجتماع حزبر عام ‪ 1947‬تبنّى فيه منهاج الحزب باإلضافة إلى تشكيل ّ‬
‫((أول لجنة تنفيذيّة)) ض ّمت فى عُضويّتها ‪::‬‬
‫((ميشيل عفلق ‪ +‬البيطار‪ ،‬أمين عام ‪ +‬جالل السيّد ‪ +‬وهيب الغانم)) ثم جرى فيما بعد إقامة فروع فى ((األُردن ‪ +‬العراق)) كما ظهرت‬
‫تج ُّمعات صغيرة فى ((لبنان ‪ +‬جامعة القاهرة))‬

‫قام ((البعث)) ب حملة ل ُمساعدة ((الحورانى)) فى الوصول إلى ((إنتخابات ُح ّرة)) حتّى تح ّقق ُمرادهم عام ‪ 1947‬فسار بذلك ُمؤيّدوهم‬
‫خطوة ب إتّجاه ((البرلمان))‬

‫((سريّة اإلقتراع)) ذات قيمة عالية ال سيّما فى قُرى ((أواسط سوريّا)) حتّى عام ‪ 1954‬لذا يُحق‬
‫ّ‬ ‫" لم " تنجح الحملة الى قاموا بها من أجل‬
‫ل الحزب أن يتفاخر ب أنّه كان سبّاقا ً إلى ال ُمطالبة ل ((اإلجراءات الدي ُمقراطيّة فى سوريّا))‪ .‬كان الحزب ال يزال يخوض معركة ((ضد‪،‬‬
‫صبرى العسلى‪ ،‬وزير الداخليّة)) فى عامى ‪ 1945 - 1944‬الذى عمل على (( كبت ال ُح ّريّات و الصحافة)) مع إرسال ((البيطار)) إلى‬
‫سه لإلنتخابات التى جرت عامى ‪ 1943‬و ‪1947‬‬ ‫شح ((عفلق)) نف ُ‬‫(( ُمعسكرات اإلعتقال فى تد ُمر)) التى وقف فيها الحزب ((وحيداً))‪ .‬ر ّ‬
‫لكنُّه ((فشل)) فى كلتيهما فى الحصول على ((مقعد)) كما تميّزت اإلنتخابات الثانية ب ((الشدّة)) إذ قام ((ال ُحكم)) ب إستخدام ((الجيش))‬
‫للتأثير على ((الناخبين)) و (إرهاب‪ ،‬ال ُمعارضة)‬

‫شن ((البعث)) هجوما ً حا ّدا ً على ((الشيوعيّين)) فى حزيران ‪ 1944‬من أجل فضح إدّعاءهم فى العمل من أجل ((القوميّة العربيّة))‬
‫ّ‬
‫صفحة ‪ 356‬و ‪ 357‬و ‪358‬‬

‫‪ )-4‬عقيدة البعث ‪::‬‬

‫من صفحة ‪ 358‬إلى صفحة ‪ & 368‬رقم ‪ 11‬صفحة ‪382‬‬

‫أن أهداف الحزب الرئيسة فى بعث ((القوميّة العربيّة اإلشتراكيّة)) " ال " يُمكن أن تتحقّق ّإال عن‬
‫تنُص المادّة ‪ 6‬من دستور ((البعث)) ّ‬
‫((التطور البطئ ‪ +‬اإلكتفاء ب اإلصالح ال ُجزئى)) يُهدّدان‬
‫ّ‬ ‫طريق ((اإلنقالب والنضال)) من أجل إحداث ((تغيير جذرى)) ألن الركون إلى‬
‫هذه األهداف ب ((الفشل و الضياع))‬

‫رأى ((سيلفيا هايم)) فى ((ميشيل عفلق))‪،‬‬

‫عالقة ((اإلسالم)) ب أهداف ((حزب البعث))‪،‬‬


‫((إنتقادات)) النُقّاد فى " عدم " تقديم أى برامج ((إجتماعيّة و إقتصاديّة ُمف ّ‬
‫صلة))‪،‬‬
‫صفحة ‪ 365‬إلى صفحة ‪ & 367‬رقم ‪ 24‬صفحة ‪383‬‬

‫ى ((الشعب‬
‫كان ل حزب ((البعث)) ُمنافسين عقائديّين هُما الحزبان ((الشيوعى ‪ +‬السورى القومى))‪ .‬كما أعلن ((البعث)) الحرب على حزب ّ‬
‫‪ +‬الوطنى)) الذى إعتبرهُما حصون ((الرجعيّة و الركود))‬

‫‪ )-5‬التحالُف مع ال ُحورانى ‪::‬‬

‫إن تاريخ ((إندماج )) ُك ّالً من ‪(( ::‬اإلشتراكيّين العرب‪ ،‬التابعين ل " الحورانى " )) مع ((إشتراك ّ‬
‫ى بعث عفلق)) يعود إلى زمن ((هروبهما‬
‫عبر الجبال)) معا ً من إستبداد‬
‫" الشيشكلى " لكن تم ((اإلندماج)) فعليّا ً فى نوفمبر و شباط ‪1952‬‬

‫تصريح (( ُمراسل التايمز)) عن ((اإلختالف )) فى شخصيّة ((عفلق و الحورانى)) ‪::‬‬


‫صفحة ‪ & 369‬رقم ‪ 26‬صفحة ‪384‬‬

‫‪ )-5‬خالد بكداش و الحزب الشيوعى ‪::‬‬

‫تأسّس ((الحزب الشيوعى السورى ‪ -‬اللبنانى)) بعد تسلُّم ((الجبهه الشعبيّة ال ُحكم فى فرنسا)) عام ‪ 1936‬بعدما كانت نشاطاتُه ((محظورة))‬
‫ُمقتصرة على ((تنظيم ُمظاهرات‪ 1 ،‬آيار و ‪ 7‬نوفمبر))‪ ،‬رقم ‪ 27‬صفحة ‪384‬‬

‫سلطات ((البريطانيّة فى مصر)) ب‬ ‫كان ((فُؤاد الشمالى)) أحد أعضاء الحزب األوائل‪(( ،‬مصرى)) ذو أصول ((لبنانيّة))‪ .‬قامت ال ُ‬
‫((طرده)) بسبب نشاطاتُه ((البلشُفيّة)) ف وصول إلى ((لبنان)) ما بين عامى ‪ 1924 - 1922‬و إستقر فى قرية ((بكفيا)) مع التنظيم‬
‫((إتّحاد ُ‬
‫ع ّمال التبغ))‬

‫كان هُناك شاب ((لبنانى)) يُدعى ((يُوسف يزبك)) يعمل (( ُمترجما ً فى دائرة الهجرة التابعة ل ميناء بيروت)) لفت األنظار بسبب آرا ُءه‬
‫((اإلشتراكيّة)) باألخص حين ((نعى)) الكاتب الفرنسى ((أناتول فرانس)) فى مقال ب صحيفة ((المعرض اللبنانيّة)) يوم ‪- 10 - 19‬‬
‫‪ 1924‬جاء فيه ‪(( ::‬لقد قضى صديق العُ ّمال و ّ‬
‫الفالحين))‬

‫قدم ((يوسف برجر‪ ،‬عضو الحزب الشيوعى فرع فلسطين)) إلى فى الشهر التالى " نوفمبر " إلى ((لبنان)) من أجل ُمقابلة ((يوسف‬
‫يزبك)) بعد أن أحضر معه صورة من المقال و ّ‬
‫خط باللون األحمر على ال ُجملة تلك‬

‫أثناء " اإلجتماعين " ال ُمنعقدين فى ((بكفيا)) ثُم ((بيروت)) فى حضور ((برجر ‪ +‬يزبك ‪ +‬شمالى ‪ +‬آخرون))‪ ،‬إعترف ((برجر)) ب أ ّنه‬
‫جاء ب ((تفويض من الحزب الششيوعى فى فلسطين ‪ +‬توصيه من األُمميّة الشيوعيّة)) من أجل تأسيس فرع ل الحزب ((خارج فلسطين))‪.‬‬
‫األمر الذى دفع الحاضرين ب ((رفض)) مطالب ((برجر)) و التصريح ب رغبتهم فى تأسيس حزب (( ُمستقل)) خاص بهم و هذا ما فعلوا‬
‫بعد إجتماع ‪ 2‬حين تقدّموا يوم ‪ 30‬نيسان ‪ 1925‬بطلب إلى الدولة ل ((ترخيص)) حركتهم التى أس ّموها ((حزب الشعب اللبنانى)) ثُم تال‬
‫سها ((آرتين‬ ‫صل بين ((يزبك ‪ +‬فؤاد الشمالى)) مع جماعة ((الشيوعيّن األرمن)) التى تُدعى ((سبارتاكوس)) يرأ ُ‬
‫تلك الخطوة ُمحاولة توا ُ‬
‫مادويان)) تم ّخض عنها ((إندماج)) بين المجموعتين تحت إسم ((الحزب الشيوعى السورى ‪ -‬اللبنانى)) عام ‪ 1925‬مع تشكيل ((لجنة‬
‫مركزيّة‪ُ ،‬مؤقّتة)) من ‪(( ::‬يوسف يزبك ‪ +‬فُؤاد الشمالى ‪ +‬آرتين مادويان ‪ +‬هيكازون بوياصيان ‪ +‬إلياس أبو نادر))‬

‫سلطات ((اإلنتداب الفرنسى)) عام ‪ 1926‬حتّى تم إطالق‬


‫((تج ّمدت)) نشاطات الحزب بعد إعتقال ((يزبك ‪ +‬آرتين مادويان)) إثر تد ُّخل ُ‬
‫سراحهم عام ‪ 1928‬و فيها ((مدّ)) الحزب نشاطاتُه إلى ((طرابلُس ‪ +‬دمشق ‪ +‬بعض القُرى))‬

‫إنضم ((خالد بكداش)) إلى الحزب عام ‪ 1930‬حين كان مازال طالبا ً فى ُكلّيّة ((حقوق‪ ،‬دمشق)) ب عُمر ‪ 18‬عاما ً قبل أن يُطيح ب ((فُؤاد‬
‫الشمالى‪ 99‬من ((القيادة)) عام ‪ 1932‬فى ظروف غامضة‪ .‬كان أوثق شُركا ُءه عند البدء هُم ‪(( ::‬آرتين مادويان ‪ +‬رفيق رضا)) الذين‬
‫ظلت تلك العصبة من الرجال تقود الحزب حتّى قيام ((الوحدة السوريّا ‪-‬‬ ‫إنضم إليهم فيما بعد ((نقوال شاوى ‪ +‬فرج هللا الحلو)) و قد ّ‬
‫المصريّة)) التى أدّت إلى ((هرب‪ ،‬بكداش ‪ +‬إرتد رضا)) بجانب ((وفاة‪ ،‬الحلو‪ ،‬بسبب التعذيب فى سجن سورى))‬
‫رقم ‪ 28‬و ‪ 29‬صفحة ‪384‬‬

‫ُ‬
‫حيث أمضى فى ُمنتصف‬ ‫قاد ((بكداش)) الوفد السورى إلى ((ال ُمؤتمر ال ‪ 7‬ل األُمميّة الشيوعيّة)) عام ‪ 1935‬الذى عُقد فى ((موسكو))‬
‫الثُالثيّنيّات فترة من ((التدريب))‬

‫بعد تشكيل حكومة ((الجبهه الشعبيّة)) عام ‪ ،1936‬سمح ((بكداش)) ب إصدار صحيفة ل الحزب تُدعى ((صوت الشعب)) رسميّا ً عام‬
‫سه‪(( ،‬وفدا ً سوريّا)) إلى ((فرنسا)) قبل أن يقوم ((نائبان فرنسيّان شيوعيّان)) ب‬
‫‪ 1937‬كما رأس ((بكداش)) فى شهر نوفمبر من العام نف ُ‬
‫رد الزيارة إلى ((دمشق)) فى آيار ‪1938‬‬
‫و قد منحت هذه السنوات ال ‪ 3‬ما بين ‪ 1939 - 1936‬الفُرصة األولى ل ((الحزب الشيوعى السورى)) من أجل القيام ب نشاط ((علنى‪،‬‬
‫ُمعترف به)) عن طريق ((تشكيل الكاردات)) األمر الذى ساهم فى ((تزايد)) األفراد ((الحزبيّون)) إلى ‪ 10‬أضعاف من حوالى ‪ 200‬عُضو‬
‫إلى ‪ 2000‬عُضة فى سوريّا و لبنان‬

‫ُ‬
‫حيث (( ُمنع)) الحزب من ُكل‬ ‫سه وحيدا ً بعد ((إنهيار‪ ،‬الجبهه الشعبيّة ‪ +‬ال ُمعاهدة السوفيتيّة ‪ -‬النازيّة فى آب ‪))1939‬‬
‫لألسف وجد الحزب نف ُ‬
‫نشاط فى أيلول ‪ 1939‬و إعتُبر ((غير شرعى)) باإلضافة إلى ((إعتقال ُزعما ُءه)) قبل أن قيام ((قُ ّوات ال ُحلفاء)) ب إحتالل ((سوريّا)) فى‬
‫آيار ‪ 1941‬و ُمهاجمة ((هتلر)) ل ((اإلتّحاد السوفييت)) بعد شهرين أى فى تموز ‪ 1941‬ف تم إطالق سراح ال ُمعتقلين و إستئناف نشاطهم‬
‫على نطاق واسع‬

‫الفترة ما بين عامى ‪ 1948 - 1942‬تميّزت ب المرحلة ال ‪ 2‬من ((شرعيّة)) الحزب‪ .‬إذ عادت ((صوت الشعب)) إلى الصدور فى‬
‫((بيروت)) بجانب إحياء عدد من ال ُم ّ‬
‫نظمات الجبهويّة أه ّمها ‪(( ::‬عصبة أنطون ثابت ل ُمكافحة الفاشيّة)) فى ((لبنان))‬

‫حصل ((الشيوعيّون)) على وضع (( ُمستقل ُمنفصل فى سوريّا و لبنان)) بعد حصول ((سوريّا)) على ((اإلستقالل) عام ‪1943‬مع إنّهم ظلّوا‬
‫ُمرتبطون ل ((لجنة مركزيّة واحدة)) قبل أن يتم ((تثبيت إستقاللهم)) فى ‪ 23‬تموز ‪ 1944‬ب إيجاد ((لجنتين مركزيتين ُمنفصلتين))‬

‫عالقة ((بكداش)) ب ((ال ُكتلة الوطنيّة))‪ ،‬صفحة ‪ 376‬و ‪377‬‬

‫بلغ " تعا ُ‬


‫طف " ((السوفييت)) ذروتُه حين إعترف ((اإلتّحاد السوفييت)) ب ((إستقالل سوريّا و لبنان)) ‪(( +‬تهريب رئيس الوزراء‬
‫السورى فى سيّارة السفير الروسى ب دمشق إلى خارج البالد عام ‪ ))1945‬لكن و بعد ((جالء الفرنسيّين)) فى ‪ 17‬يسان ‪،1946‬‬
‫صه ل قضيّة اإلستقالل)‬ ‫((ضعف)) مركز الحزب أمام مجموعات سياسيّة أُخرى رغم أ ّنه ظل يُجاهر ب (إخال ُ‬

‫أن ((إبعاد فرنسا)) سيفتح الباب أمام ((البريطانيّن و أعوانهم)) من أجل إقامة ((وحدة الهالل الخصيب)) باإلضافة إلى‬ ‫إعتقد الحزب ّ‬
‫أن ((تحرير الطبقة العاملة فى سوريّا‪ ،‬مرهونا ً ب مصير أقرانها فى فرنسا)) م ّما يُؤ ّكد العالقة الوثيقة‬
‫تصريح الحزب فى أكثر من ُمناسبة ّ‬
‫مع فرنسا‬

‫كان تصويت ((السوفييت)) ل ((صالح)) مشروع قرار ((إقامة دولة يهوديّة فى ‪ 29‬نوفمبر ‪ ))1947‬باإلضافة إلى ((اإلعتراف ب دولة‬
‫إسرائيل فى آيار ‪ ))1948‬بمثابة الضربة القاضية التى تلقّاها الحزب أما الشعب السورى‪ ،‬األمر الذى دفعهُ إلى ((حل نفسه)) فى يناير قبل‬
‫السرى)) فى نشر صحيفتُه ((نضال الجماهير))‬
‫ّ‬ ‫القيام ب ((إنقالب ُحسنى الزعيم فى ‪ ))1949‬و العودة إلى ((العمل‬

‫كانت الجبهه الشعبيّة الرئيسة فى عامى ‪ 1951 - 1950‬تُدعى ((أنصار السالم السوريّون)) تعقد إجتماعاتها فى البالد ُكلّها و أصدرت‬
‫صحيفتها الدوريّة ((السالم)) عام ‪ 1951‬بجانب إثارة ال ُمظاهرات ضد اإلمبرياليّة أثناء زيارة ((سيربريان روبرتسون)) إلى ((دمشق))‬

‫كان الحزب ((الشيوعى)) يعتبر ((الشيشكلى)) " أقل سوءا ً " من حزب ((الشعب)) قبل أن يوجّه كامل طاقتُه فى مواجهه ((الحركات‬
‫الوطنيّة)) و باألخص حزب ((البعث)) ما بين عامى ‪ 1953 - 1948‬ف ((إنقطع تعاونُه)) مع ((العناصر اإلصالحيّة الوطنيّة)) حتّى بعد‬
‫((ستالين)) لكن هذا " ال " ينفى حقيقة إنضمام ((الشيوعيّين)) إلى ((اإلنقالب)) الذى أطاح ب ((الشيشكلى)) فى أواخر ‪ 1953‬كما دعوا‬
‫إلى إقامة ((جبهه وطنيّة)) فى إنتخابات ‪ 1954‬تشمل جميع ((أعداء اإلقطاع و الرجعيّة و اإلمبرياليّة))‬

‫‪------------------------------‬‬
‫‪------------------------------‬‬
‫‪------------------------------‬‬

‫الفصل الخامس عشر‬

‫إنتخابات ُح ّرة ‪1954‬‬

‫" لم " ت ُكن ((عودة ال ُحكم النيابى)) أثر اإلنتخابات التى جرت فى أيلول ‪ 1954‬أى بعد ‪ 7‬شهور على سقوط الشيشكلى‪ ،‬ذو أه ّميّة و خطورة‬
‫((القوة النسبيّة)) ل القوى ال ُمتنافسة على ((المسرح السورى)) ألن األحداث ال ُمه ّمة فى‬
‫ّ‬ ‫ُمقارنة ب الفُرصة التى أتاحتها ل ال ُحكم على‬
‫السنوات ال ‪ 30‬الماضية ب ((العالم العربى)) قد جرت ((بدون‪ ،‬مجالس شرعيّة أو تأسيسيّة)) التى كانت ((ت ُ ّ‬
‫عطل)) ّأوالً‬
‫رقم ‪ 1‬صفحة ‪432‬‬

‫لقت هيمنت على اإلنتخابات قضيّة واحدة فقط ال غير أال و هى ‪(( ::‬هل ستنضم سوريّا إلى ميثاق دفاعى ل الشرق األوسط يرعاه الغرب‬
‫؟!)) ف سقوط الشيشكلى عام ‪ 1954‬و اإلنتخابات التى أشارت إلى ((إشتراك سوريّا فى معركة الدول ال ُكبرى)) أشار إلى ّ‬
‫أن (( ُمنافسات‬
‫الدول ال ُكبرى لم تعُد تجرى فى عالم ُمستسلم عاجز قديم))‪ ،‬رقم ‪ 2‬صفحة ‪432‬‬
‫‪ )-1‬وزارة صبرى العسلى ‪::‬‬

‫كانت ال ُخطوة األولى التى قام بها ُخلفاء الشيشكلى هى ((مسح فترة الشيشكلى)) عن طريق ‪(( ::‬نبذ دستور ‪ 1953‬و إعادة دستور ‪+ 1953‬‬
‫إعادة هاشم األتاسى‪ ،‬رئيسا ً ل ال ُجمهوريّة ‪ +‬إعادة صبرى العسلى‪ ،‬رئيسا ً ل الوزراء بدالً من معروف الدواليبى))‬

‫معلومات عن ((صبرى العسلى))‪ ،‬صفحة ‪ 387‬إلى ‪389‬‬

‫سه ب جميع ((جيران)) سوريّا األقوياء‪ ،‬فقام ب إجراء ((إتّصاالت ّ‬


‫سريّة مع‬ ‫فى سنوات ((الدكتاتوريّة العسكريّة)) القلقة‪ ،‬حرصعلى ربط نف ُ‬
‫العراق مع اإلستمرار فى عالقته الوثيق ب القوتلى ال ُمبعد و ُمسانديه المصريّين و السعوديّين)) كما كان شريكا ً رئيسا ً فى (( ُمؤسّسة‬
‫قانونيّة)) ناجحة كان من بين زبائنها شركات ((أمريكيّة ُكبرى مثل التابالين))‬

‫تحول موقفة من ((الرافض)) إلى ((المؤمن )) ب أيّة ((وحدة إلى‬


‫فى الحقيقة يُعتبر العسلى ((سياسى بال منهج أو مبدأ)) فقد أعلن عن ّ‬
‫العراق)) عام ‪ 1949‬األمر الذى تسبّب فى ((إحتقار حزب الشعب))له ‪ +‬كان أحد أبرز العناصر البارزة فى ((المؤامرة على الشيشكلى))‬
‫حين إستلم ((أمواالً من العراق))‬

‫ش ّكل " العسلى " حكومة ((إئتالفيّة)) فى ‪ 1‬آذار ‪ 1954‬من ((الحزب الوطنى ‪ +‬حزب الشعب)) باإلضافة إلى ((بعض ال ُمستقلّين ‪ ::‬حسن‬
‫األطرش‪ ،‬الدرزى ‪ +‬عبد الرحمن العظم‪ ،‬اإلقطاعى الحموى))‪ .‬كما دعى ((المجلس النيابى)) إلى اإلنعقاد بعد إسبوعين و فى الحقيقة هو‬
‫((ليس)) المجلس الذى إنتُخب أيّام ((الشيشكلى)) بل كان الذى سبقه فى ‪ 15‬نوفمبر ‪ 1949‬يقف ورا ُءه ((حزب الشعب)) و الذى قام "‬
‫الشيشكلى " ب ((حلّه)) فى ‪ 2‬ديسمبر ‪1951‬‬
‫رقم ‪ 3‬صفحة ‪432‬‬

‫كانت أبرز السمات فى وزارة العسالى هى ((إستثناء)) ُك ّالً من ‪(( ::‬الحورانى ‪ +‬البعثيّين)) على الرغم من دورهم البارز فى ((إسقاط‬
‫أن ((الحورانى)) قد طلب إسناد ((وزارة الداخليّة)) إليه لكن تم ((رفض)) طلبه‪ .‬األمر الذى دعاه إلى‬ ‫الشيشكلى)) و قد شاع فى ذلك الوقت ّ‬
‫اإلنضمام ل صفوف ((ال ُمعارضة مع البعث)) ف قاما معا ً ب ((شجب اإلئتالف ‪ +‬اإلعالن ّ‬
‫أن فُقدان الثقة فى اإلنتخابات ستُعقد تحت‬
‫إشراف الحكومة اإلئتالفيّة))‬

‫‪ )-2‬أمانى الهالل الخصيب ‪::‬‬

‫ثارت الشكوك حين ع ّمت ((الفرحة)) أرجاء ((العراق)) بعد سقوط الشيشكلى‪ّ ،‬‬
‫أن مشروع ((وحدة الهالل الخصيب)) قيد التنفيذ حيث كانت‬
‫الظروف (( ُمالئمة)) ‪::‬‬

‫أ‪ )-‬كان ((مح ّمد فاضل الجمالى‪ ،‬الودوى)) فى منصب ((رئاسة وزراء العراق))‬

‫ضبّاط األحرار)) بين‬


‫ب‪ )-‬كانت ((مصر)) ُمنشغلة ب ((ال ُمفاوضات مع بريطانيا)) حول ((قاعدة العراق)) بجانب ((الصراع داخل ال ُ‬
‫((عبد الناصر مع مح ّمد نجيب))‬

‫ج‪(( )-‬وفاة‪ ،‬عبد العزيز آل سعود)) عام ‪ 1953‬و تولّى إبنُه ((سعود‪ ،‬فاقد شخصيّة األب))‬

‫د‪ )-‬تمتُّع ((حزب الشعب)) بفترة ((إنتصار)) ذلك ل سيادتُه (البرلمانيّة و الحقائب الوزاريّة)‬

‫أن ((العرب)) يجب أن ((يتّحدوا)) مع ((العرب فقط)) بعد‬ ‫أن ((جميع الروابط مع األجنبى)) تُعتبر ((خيانة)) و ّ‬
‫شر ّ‬ ‫بدأ ((عبد الناصر)) يُب ّ‬
‫أن السياسيّن ال ُمتنفّذين فى ((سوريّا)) باألخص ((شمال البالد)) رأواد ((الوحدة مع العراق)) من األمور ((الوطنيّة)) على‬
‫أن إستشعر ّ‬
‫الرغم من الوجود ((البريطانى)) هُناك‬

‫كان يُسمح ل المرء ((الدفاع عن وحدة الهالل الخصيب)) قُبيل ((حلف بغداد ‪ +‬صفقة األسلحة التشيكيّة ‪ +‬معركة السويس))‬

‫بسبب ((اإلخفاق)) فى تحقيق ((الوحدة السوريّا ‪ -‬العراقيّة))‪ ،‬صفحة ‪ 392‬إلى صفحة ‪397‬‬

‫كانت ((بغداد)) فى ((ريبة)) قويّة من ((السياسيّين السوريّين)) الذين يتجمهرون ل ((إستالم األموال)) و لكن ((قُلّما يُسلّمون سلعا ً فى ُمقابل‬
‫أن ((الوحدة مع العراق)) سيترتّب عليها ((وقف)) السيل ال ُمتدفّق من ((مصر‪ ،‬سعوديّة‪،‬‬ ‫ما يأ ُخذون))‪ .‬كثير من ((السوريّين)) أدركوا ّ‬
‫العراق‪ ،‬فرنسا‪ ،‬تُركيا))‪ .‬هذا التعليل يُفسّر إلى حد كبير ((كم أفلح العراق على قلب الحكومات السوريّا بدون إغتنام فُرصة ل إغتنام فُرصة‬
‫الوحدة))‬
‫كانت أهداف ((بريطانيا)) " أكثر تواضُعا ً " من ((فرنسا)) ج ّل ما كانت تُريدُه أن تكون ‪(( ::‬سوريّا صديقة‪ ،‬تكفُل مرور الزيت العراقى ب‬
‫أمان إلى البحر ال ُمتوسّط))‬

‫ُ‬
‫حيث وقف ((حزب البعث‬ ‫كانت العالقة ((السوريّا ‪ -‬المصريّة)) " أقل و ّداً " بسبب ((غياب ثقة)) بين ((السوريّين القوميّن و عبد الناصر))‬
‫فى سوريّا ‪ +‬حزب اإلستقالل فى العراق)) بجانب ((مح ّمد نجيب ضد عبد الناصر)) بسبب اإلعتقاد الشائع وقتها ّ‬
‫أن ((عبدالناصر كان‬
‫مشايع ل األمريكان ‪ +‬لين مواقفه فى ُمفاوضاتُه مع بريطانيا حول منطقة السويس ‪ +‬إبرا ُمه ُمعاهدة مع بريطانيا))‬

‫يتعلق ب ((محمود أبى الفتح‪ ،‬الصحفى المصرى الذى هرب إلى دمشق‬ ‫من أثر القضايا التى ((أفسدت)) العالقة بين ((دمشق و القاهرة)) ّ‬
‫فى أواسط آيار ‪ ))1954‬بعد أن ُحكم عليه ب السجن ‪ 15‬عاما ً ‪ُ +‬مصادره أمواله فى ((مصر)) حين ((إنتقد بريطانيا و ال ُحكم الناصرى))‬
‫ُ‬
‫حيث تم من ُحه ((الجنسيّة العراقيّة))‬ ‫حيث تم إستقبالُه فى ((دمشق)) من قِ َبل ((رئيس الوزراء السورى)) قبل أن يُسافر إلى ((بغداد))‬
‫ُ‬
‫رقم ‪ 4‬و ‪ 5‬صفحة ‪432‬‬

‫تم إلقاء القبض على ((ال ُملحق العسكرى المصرى)) و هويقوم ب ((تهريب القُماش ما بين بيروت و دمشق)) ‪ +‬تم ((إلغاء)) زيارة‬
‫((الصاغ‪ ،‬صالح سالم)) إلى ((دمشق)) بعد تصريح ((الحكومة السوريّا)) ّ‬
‫أن الزيارة جاءت ب ُمبادرة من ((القاهرة))‬

‫ط ّالب)) على ((التظاهُر)) ُمطالبين ((الرئيس‪ ،‬هاشم األتاسى)) ب ضرورة ((إقالة‪ ،‬صبرى العسلى))‬ ‫قام ((حزب البعث)) ب تحرض ((ال ُ‬
‫((أال تُلزم البالد ب أى تحالُف طويل األمد قبل اإلنتخابات))‪ .‬قام ((صبرى‬ ‫أن الحكومة تع ّهدت ب ّ‬
‫من منصب ((رئاسة الوزراء)) إال ّ‬
‫((سرى)) قبل سقوط حكومتُه ب ‪ 3‬أيّام فقط فى ُمنتجع ((برمانا اللبنانى)) مع ُك ّالً من ‪ (( ::‬ميخائيل اليان‪ ،‬سياسى‬
‫ّ‬ ‫العسلى)) ب عقد إجتماع‬
‫غنى موال ل العراق ُمنضم ل الحزب الوطنى ‪ +‬الجمالى ‪ +‬بابان)) من أجل بحث إحتمال ((تنفيذ وحدة الهالل الخصيب)) عن طريق‬
‫((هجوم عسكرى عراقى على سوريّا)) طبقا ً ل الشهادة التى قُدّمت بعدئذ فى (( ُمحاكمات العراق التى تلت إنقالب ‪))1958‬‬
‫رقم ‪ 6‬صفحة ‪432‬‬

‫‪ )-3‬سقوط العسلى ‪::‬‬

‫حيث ((تركت)) ال ُمه ّمة األساسيّة التى تتمثّل فى ((إنجاز‬


‫ُ‬ ‫كانت حكومة ((العسلى)) تتميّز ب ((الضعف و التحيُّز و اإلنقسام على ذاتها))‬
‫عمليّة إنتقال دقيقة حسّاسة من الدكتاتوريّة العسكريّة إلى النظام البرلمانى)) خالل فترة ال ‪ 100‬يوم التى حكمت بها و إنشغالها ب قضيّتين‬
‫فقط ال غير‪ .‬األمر الذى تسبّب فى ((سقوطها)) حتّى ((قبل إجراء اإلنتخابات التى تش ّكلت من أجلها)) ‪::‬‬

‫((أنصاره)) يعتبرونُه رمز ل ((النضال ضد فرنسا)) بينما إعتبرهُ ((أعداؤه)) رمز ل‬


‫ُ‬ ‫أ‪ )-‬عودة ((القواتلى)) من ((المنفى)) ‪ ::‬كان‬
‫((الفساد))‬

‫((وجهاء و ُزعماء ُمسلمين ‪ +‬أساقفة الطائفة األرثودوكسيّة)) إلى مدينة ((اإلسكندريّة)) من أجل ((إقناع‬
‫كون من ُ‬ ‫توجّه ((وفد سورى)) ُم ّ‬
‫القواتلى ب العودة))‪ .‬األمر الذى قوبل ب تظاهُرات عارمة شملت أنحاء ((سوريّا)) تُتّهم ((القواتلى)) ب العمل من أجل ‪(( ::‬العودة إلى‬
‫سدّة ال ُحكم ك مندوب سامى ل اإلنتداب " المصرى ‪ -‬السورى " أداه فى يد " األمريكيّين " ))‬

‫ب‪ُ )-‬محاولة إصدار مشروع قانون ((يُرغم أعوان الشيشكلى السابقين ‪ +‬ال ُم ّ‬
‫وظفين المدنيّين‪ ،‬الذين رقّاهم و رفع درجاتهم‪ ،‬على رد الرواتب‬
‫ً‬
‫الحكوميّة التى تقاضوها فى عهدُه))‪ .‬األمر الذى قوبل ب ((إستهجان شديد)) و أدّى ((سلبا)) إلى ((إستجماع ال ُمعارضة ل قواهم ‪ +‬التوعّد‬
‫((زعماء الحركة)) فى بيت ((مأمون ال ُكزبرى‪،‬‬
‫ب إستئناف نشاط حركة ((التحرير العربى)) من أجل خوض اإلنتخابات)) بعد أن تج ّمع ُ‬
‫رئيس المجلس النيابى السابق))‬

‫ص ُحف ‪ +‬الطلب من مالكيها تقديم طلبات‬


‫كان ((السخط)) تجاه الحكومة فى ((تزايد)) ب األخص عندما عزمت على ((سحب ُرخص ال ُ‬
‫للحصول على ُرخص جديدة فى فترة إسبوعين))‪ .‬األمر الذى قوبل ب ب إتّهام الحكومة ب ‪(( ::‬تعيين أفراد من أحزاب اإلئتالف فى‬
‫الوظائف المدنيّة ‪ +‬تعمل على التعدّى على قانون اإلنتخابات كى تكفُل عودتها إلى ال ُ‬
‫سلطة))‬

‫كان هُناك عاملين إضافيّين سبّبا فى ((إسقاط حكومة العسلى)) ‪::‬‬


‫أ‪ )-‬غزلُه ل ((األمرريكان)) فى وقت ((تزايُد‪ ،‬تيّار الحياديّة)) باألخص عندما سرت شائعات تقول أن سبب زيارة ((الجنرال‪ ،‬آرثر‬
‫ترودو)) إلى ((دمشق)) فى ‪ 8‬آيار‪ ،‬ل إجراء (( ُمفاوضات)) حول ((إتّفاقيّة معونات عسكريّة)) ُمشابهه ل تلك التى و ّقعتها ((العراق مع‬
‫أميركا)) فى شهر نيسان‪ .‬األمر الذى قوبل ب ((النفى القاطع)) من قِ َبل الحكوم‬

‫ب‪(( )-‬الصدام)) بين ((قادة الجيش و معروف الدواليبى‪ ،‬وزير الدفاع)) بسبب تأكيدُه الدائم على ضرورة ((عودة الجيش إلى ثكناتُه)) ‪+‬‬
‫وضع ((األركان العا ّمة تحت رقابة مدنيّة))‬

‫‪ )-4‬إجراءات الغزى اإلنتخابيّة‬

‫تش ّكلت حكومة ((سعيد العزى)) الحياديّة‪ ،‬الغير حزبيّة‪ ،‬يوم ‪ 9‬حزيران فى وجهه تهديد جديد ب ((إنقالب يقوم به الجيش))‬
‫رقم ‪ 9‬صفحة ‪433‬‬

‫((العُزى)) يعمل فى (ال ُمحاماه)) من مواليد ((دمشق)) ر ُجل ُمحترم ذو نزعة ((إستقالليّة))‪ ،‬أعلن فورا ً عن ((حياده التام فى القضايا‬
‫الداخليّة ‪ +‬عدم إلزام سورييّا ب أى إرتباطات دوليّة ‪ +‬اإلحتفاظ ب الصالت األخويّة مع الدول العربيّة جميعها ضمن إطار الجامعة‬
‫العربيّة))‪ ،‬رقم ‪ 10‬صفحة ‪433‬‬

‫ّ‬
‫لإلطالع على قانون ((اإلنتخابات)) ‪ +‬اإلجراءات ((اإلنتخابيّة)) الجديدة‪،‬‬
‫صفحة ‪ 401‬إلى صفحة ‪ & 404‬رقم ‪ 11‬صفحة ‪434‬‬

‫وظفين و نقل المسؤولين اإلداريّين)) التى سار بها‬‫بذل الحزبان ((الشعب ‪ +‬الوطنى)) جهودا ً ل ((إعاقة عمليّات تطهير جهاز ال ُم ّ‬
‫((العزى))‪ ،‬ف أعلن حزب ((الشعب)) يوم ‪ 29‬تموز أى قبل موعد اإلنتخابات ال ُمعلن عنه ب ‪ 3‬أسابيع ب (( ُمقاطعتُه ل اإلنتخابات))‬
‫بسبب ((تد ُّخل الجيش فى السياسة)) ال ُمتمثّلة ب ((عودة‪ ،‬شوكت شُقير‪ ،‬رئيسا ً ل األركان ‪ +‬وزيرا ً ل الدفاع))‪ ،‬ث ُم حذا الحزب ((الوطنى))‬
‫حذوه فى (( ُمقاطعة اإلنتخابات)) األمر الذى أرغم الحكومة على ((تأجيل موعد اإلنتخابات)) إلى ‪ 24‬أيلول بدالً من ‪ 20‬آب على أن‬
‫((تشترك جميع األحزاب))‬

‫‪ )-5‬الحملة ‪::‬‬

‫أسماء األحزاب ال ُمشاركة فى اإلنتخابات ‪::‬‬

‫((الشعب ‪ +‬الوطنى ‪ +‬البعث ‪ +‬الشيوعى ‪ +‬اإلخوان ال ُمسلمين ‪ +‬السورى القومى اإلجتماعى ‪ +‬اإلشتراكى التعاونى‪ ،‬فيصل العسالى))‬

‫‪ )-6‬الحزب الوطنى ‪::‬‬

‫أن ((الرئيس السابق‪ ،‬لن‪،‬‬ ‫عاد ((القوتلى)) إلى ((سوريّا)) فى ‪ 7‬آب م ّما ((أنعش معنويّات ُمؤيّديه من الحزب الوطنى)) مع التأكيد على ّ‬
‫ُ‬
‫يكون له دور سابق فى اإلنتخابات ماعدا إصدار التوجيهات العا ّمة)) بعدما دعا " القوتلى " إلى عقد ُمؤتمر يوم ‪ 3‬آيلول فى منزله على أن‬
‫ُ‬
‫حيث أعلن‬ ‫يحضره عددا ً كبيراً من ((الساسة ‪ +‬الصحفيّين ‪ +‬رؤساء النقابات المهنيّة ‪ +‬الغُرف التُجاريّة ‪ +‬عُمداء الجامعات ‪ +‬إلخ ‪))...‬‬
‫((أنّه لم يعود من أجل إنشاء حزب جديد بل العمل على توحيد األحزاب القائمة من أجل تحقيق الوحدة الوطنيّة و إستقرار سوريّا)) لكن ل‬
‫سوء الحظ‪(( ،‬لم)) تلق دعواتُه أى صدى بسبب ((تحفُّظ األحزاب ال ُمشاركة ‪ +‬عدم دعوة ال ُمستقلّون األقوياء أمثال ‪ ::‬خالد العظم)) بجانب‬
‫أن ((القوتلى ‪ +‬أعضاء ال ُكتلة الوطنيّة)) يجب أن يتح ّملوا مسؤوليّة ((القالئل)) التى‬
‫حالة ((عدم ال ُمبااله لدى الرأى العام)) الذى يرى ّ‬
‫شهدتها ((سوريّا)) بعدُه‬

‫كان ((صبرى العسلى)) يشغل منصب ((أمين عام الحزب)) بينما شغل ((عبدالرحمن الكيالى)) منصب ((رئيس فرع الحزب فى حلب))‬
‫بجانب ُمنافسه ((لُطفى الحفّار)) فى منصب ((رئيس فرع الحزب فى دمشق)) باإلضافة إلى عدد من أعضاء الحزب البارزين ‪(( ::‬ميخائيل‬
‫سهيل الخورى ‪ +‬مجد الدين الجابرى)) و كان ل الحزب صحيفتان ‪(( ::‬القبس فى دمشق ‪ +‬الشباب فى حلب))‬‫اليان ‪ُ +‬‬

‫على الرغم من سياسة الحزب التى ((وقفت ضد‪ ،‬التوسّع الهاشمى ‪ +‬الهالل الخصيب)) فى السنوات التى تلت الحرب تحت زعامة‬
‫((التقارب مع حزب الشعب)) على‬
‫ُ‬ ‫أن هذه السياسة قد تغيّرت لدى جناح ((لُطفى الحفّار‪ ،‬الموال ل العراق)) الذى طالب ب‬
‫((القوتلى)) إال ّ‬
‫عكس جناح ((الكيالى‪ ،‬الموال ل السعوديّة و مصر)) حتّى حدث ((اإلنشقاق)) فى عام ‪ 1955‬الذى كشفهُ ((حلف بغداد))‬

‫((تقارب أو إندماج)) بسبب وجود عالقات ((و ّديّة بين الكثير من ُزعماء الحزب‬
‫ُ‬ ‫كانت ((الخالفات)) بين الحزبين ((أعمق)) من أن يحدُث‬
‫الوطنى مع بريطانيا)) مثال ‪ ::‬حين ((دعّم‪ ،‬الجنرال سبيرز‪ُ ،‬زعماء الحزب الوطنى‪ ،‬ضد فرنسا)) بجانب إتّهامهم ب ((تلقّى دعم أميركا ‪+‬‬
‫السعوديّة أثناء اإلنتخابات))‬

‫‪ )-7‬حزب الشعب ‪::‬‬


‫صفحة ‪ 410‬إلى صفحة ‪412‬‬

‫‪ )-8‬حزب البعث ‪::‬‬

‫تحالف ((عفلق)) مع ((الحورانى)) فى ((المنفى)) بعد اإلختفاء الذى دفعهم إليه الشيشكلى‪ ،‬ليُش ّكال ((قيادة)) حزب أُعيد إحياؤُ ه حتّى بلغ‬
‫عدد أعضا ُءه ‪ 6000‬عُضو‪ .‬كان أغلب أتباع ((عفلق ‪ +‬البيطار)) من ((دمشق ‪ +‬جبل الدروز)) بينما كان أتباع ((الحورانى)) من ((ريف‬
‫ُحماه ‪ +‬أصدقاء من الجيش)) الذين ساعدوه فى الوقوف ب وجه ((الحزب السورى القومى‪ ،‬اليمينى ‪ +‬الحزب الشيوعى‪ ،‬اليسارى))‬

‫بذل ((الحورانى)) جهوداً كبيرة فى األش ُهر التى ((سبقت اإلنتخابات)) من أجل ((إثارة ّ‬
‫الفالحين و العُ ّمال على سادتهم التقليديّين)) لذا قام‬
‫أن ل ُهم حقوقاً‪ ،‬بجانب قيام الحوب ب إستأجار‬ ‫ب تأسيس ((الجمعيّات ّ‬
‫الفالحيّة ‪ +‬اإلتّحادات العُ ّماليّة)) ل إقناع العُ ّمال الزراعيّين ّ‬
‫((ال ُمحامين)) من أجل رفع قضايا ضد ((ضرب ال ُم ّالك ل ُمستأجرى األراض و إهانتهم)) فى ظل حكومة ((العزى‪ ،‬الحياديّة)) ل إصدار‬
‫أحكام ((عادلة))‬

‫س ّكان ((الريف)) فى أواسط الخمسينيّات تعيش فى قُرى صغيرة ُمتكاملة تماما ً تربُطها‬
‫كان يُمكن تصنيف ((‪ 3‬أرباع سوريّا)) على أنّهم من ُ‬
‫األُسر القويّة و الضغوط الطائفيّة‪ ،‬ال فى مزارع ُمبعثرة‪.‬‬

‫س ّكان ((ال ُمدُن)) أبقت محل إقامتها ((الرسمى)) فى ((القُرى)) ف تعود إليه ل غايات ((إنتخابيّة))‪.‬‬
‫نسبة مئويّة ُكبرى من ُ‬

‫لقد هاجم ((الحورانى)) هذا البناء ((اإلجتماعى الريفى)) فى أُسسه عن طريق ((إكتراء أعداداً كبيرة من الشاحنات و مألها ب ُمؤيّديه ف‬
‫يطوف القُرى فى حمالت جريئة‪ ،‬يواجه بها عادة رجال ((ال ُم ّالك اإلقطاعيّين)) األمر الذى أخرج ّ‬
‫الفالحين من سكوتهم و جعل‬
‫((اإلقطاعيّين)) يواجهون (صعوبة فى الدخول إلى قُراهم)‬

‫صالً)) حول جميع ((القضايا ال ُكبرى ‪ ::‬سياسيّة‪ ،‬إجتماعيّة‪ ،‬إقتصاديّة))‬


‫يُعتبر الحزبان ((البعث ‪ +‬الشيوعى)) فقط من يمتلكون ((منهجا ً ُمف ّ‬
‫حيث كان ((ضد ‪ ::‬العراق ‪ +‬الهاشميّين ‪ +‬الغرب)) بجانب ((رفض التعاون مع الشيوعيّين فى إقامة جبهه وطنيّة)) رغم نداءات ((خالد‬ ‫ُ‬
‫تكررة‪ .‬إنضم ((البعث)) إلى جانب ((الحزب التقدُّمى اإلشتراكى برئاسة كمال جنبالط ‪ -‬اللبنانى)) فى ُمعسكر ((الحياد)) حين‬ ‫بكداش)) ال ُم ّ‬
‫أعلن ((العراق)) عقدُه ل إتّفاقيّة ((المعونة العسكريّة مع أميركا))‬

‫حدد ((البيطار)) أهداف الحزب خالل مهرجان كبير فى ((حلب)) عُقد يوم ‪ 8‬تموز الذى سيُناضل من أجل تشريعين ‪::‬‬

‫أ‪ )-‬قانون ل العمل ‪ ::‬ل حماية العامل من تعسُّف رب العمل‪.‬‬

‫ب‪ )-‬الئحة تُحدّد عالقة ّ‬


‫الفالحين ب مالكى األرض‪.‬‬

‫كان ل الحزب صحيفتان ‪(( ::‬البعث فى دمشق ‪ +‬التربية فى حلب))‬

‫‪ )-9‬الحزب الشيوعى ‪::‬‬

‫حدث تغيير فى تكتيك الشيوعى تجاه الحركات الوطنيّة فى العالم‪ .‬ف بينما كانت ((موسكو)) تُعلن ((ال ُمعاداه ال ُك ّليّة ل الحركات الوطنيّة))‬
‫سلطات ((السوفيتيّة)) ترى ب وضوح ضرورة ((التعاون)) مع ((الحركات الوطنيّة)) طالما‬ ‫بين عام ‪ 1948‬و أوائل الخمسينيّات‪ ،‬أخذت ال ُ‬
‫تشترك معها فى ُمعسكر ((ال ُمعادى ل اإلستعمار))‬

‫قاد ((خالد بكداش)) هذا الخط حين أعلن عن توجيه دعوة إلى ((جميع أعداء ‪ ::‬اإلقطاع‪ ،‬الرجعيّة‪ ،‬اإلستعمار)) كى ((توحّد)) قُ ّواها و‬
‫تخوض اإلنتخابات فى ((جبهه وطنيّة)) و باألخص ((حزب البعث ‪ +‬ال ُمستقلّين ذوى األفكار التقدُّميّة ‪ ::‬خالد العظم)) لكن فُرص ((نجاح))‬
‫تلك ال ُمبادرة كانت ((ضعيفة)) ج ّدا ً بسبب ‪::‬‬

‫أ‪ " )-‬لم " ي ُكن ((العظم)) ُمهيّئا ً ل ((تحالُف علنى)) على الرغم أنّه كان ينشد ((دعما ً سياسيّا ً فى اليسار))‬

‫ب‪ )-‬كان ((البعث)) فى تلك الفترة (( ُمعاديا ً ل الشيوعيّة))‬

‫سلطات ب ((شرعيّة الحزب سياسيّاً)) لذلك خاض أعضا ُءه اإلنتخابات ك ُمر ّ‬
‫شحى ((وحدة وطنيّة))‬ ‫ج‪(( )-‬عدم)) إعتراف ال ُ‬

‫كان الدعم يأتى ل ((بكداش)) من خالل الفئات ((األكاديميّة المهنيّة ‪ ::‬ال ُمحامين ‪ +‬أساتذة الجامعات ‪ +‬األطبّاء ‪ +‬ال ُمهندسين ‪ +‬إلخ)) و‬
‫تخلفاً))) عن ((البعث)) ضمن المجموعتين الكبيرتين الضاغطتين‬ ‫باألخص أولئك الذين تلقّوا تعليمهم فى ((فرنسا))‪ .‬لكن هذا الجناح كان (( ُم ّ‬
‫ط ّالب)) كما ((لم)) ت ُكن له أيّه نشاطات بارزة فى ((الطبقة ّ‬
‫الفالحيّة))‬ ‫((خارج البرلمان)) و هُما ‪(( ::‬الجيش ‪ +‬ال ُ‬
‫كانت صحيفة ((األخبار)) البيروتيّة اإلسبوعيّة هى التى تُمثّل ((رسميّاً)) خط الحزب‪ ،‬بينما نقلت عدد من (( ُ‬
‫ص ُحف دمشق)) وجهه النظر‬
‫السريّة الدوريّة ‪ +‬الطليعة))‬
‫ّ‬ ‫((الشيوعيّة)) مثل ‪(( ::‬نضال الشعب‪،‬‬

‫‪ )-10‬الحزب القومى اإلجتماعى‬

‫صفحة ‪ 418‬و ‪419‬‬

‫‪ )-11‬اإلخوان ال ُمسلمون ‪::‬‬

‫((لم)) يد ُخل فرع " اإلخوام ال ُمسلمين " فى ((سوريّا)) اإلنتخابات عام ‪ 1954‬ك ((حزب سياسى)) بل قاموا ب دعم من رأوا فيه (( ُمسلما ً‬
‫صالحاً‪ُ ،‬معاد للغرب)) بسبب ((إفتقار فرع الحركة فى سوريّا ل كيفيّة إستخدام التحليل اإلسالمى فى تجميع الشبيبة فى تنظيم شبه عسكرى‬
‫مثل " مصر"))‪ .‬جرى نشر أفكار فرع الجماعة فى سوريّا عن طريق ((صحيفة المنار ‪ +‬إذاعة دمشق ‪ُ +‬خطب ال ُجمعة ‪ +‬إلخ)) باإلضافة‬
‫إلى ُزعماءها ‪ُ (( ::‬مصطفى السباعى ‪ +‬مح ّمد ال ُمبارك ‪ +‬معروف الدواليبى‪ ،‬أحد ُزعماء حزب الشعب))‪.‬‬

‫حيث إجتمع (( ُممثّلون)) عن الحركة‬


‫ُ‬ ‫كان تأثير اإلخوان على ((الرأى العام السورى)) جاء عام ‪(( 1955 - 1954‬ضد‪،‬الثورة المصريّة))‬
‫فى ((العراق ‪ +‬سوريّا ‪ +‬األُردُن ‪ +‬السودان)) فى ُمؤتمر ((ضد ال ُ‬
‫ضبّاط األحرار)) عُقد فى ((دمشق)) بعد أن قام ((عبد الناصر ب طرد‬
‫مح ّمد نجيب فى شباط عام ‪))1954‬‬

‫((تحرروا حديثا ً من دكتاتوريّة الشيشكلى العسكريّة ‪+‬‬


‫ّ‬ ‫((لم)) يشعُر السوريّون ب ((الراحة)) تجاه النظام ((المصرى العسكرى)) أل ّنهم‬
‫القمع ال ُمفرط ل اإلخوان ال ُمسلمين على يد مجلس قيادة الثورة المصرى)) األمر الذى دعى ((مصر)) إلى ((سحب سفيرها من سوريّا فى‬
‫أوائل نوفمبر ‪ +‬إيفاد محمود رياض‪ ،‬مبعوث مصر إلى سوريّا من أجل إمتصاص موجة النقمة هذه))‬

‫‪ )-12‬الحزب التعاونى اإلشتراك‪ ،‬صفحة ‪422‬‬

‫التحرر العربى ‪ ::‬صفحة ‪422‬‬


‫ُّ‬ ‫‪ )-13‬حركة‬

‫‪ )-14‬ال ُمستقلّون ‪::‬‬

‫ُ‬
‫حيث سيطر‬ ‫كان ل ((ال ُمستقلّين)) أكثر من ‪ 2/1‬مقاعد ُكل ُمحافظة رغم كثرة األحزاب السياسيّة السوريّا‪ ،‬ما عدا ((حلب‪ ،‬حمص‪ُ ،‬حماه))‬
‫ّ‬
‫األقليّات ‪ +‬رؤساء العائالت)) قد‬ ‫شحو األحزاب فيها‪ .‬هؤالء الرجال عادة ‪(( ::‬أصحاب األراض ‪ +‬رجال األعمال ‪ُ +‬زعماء القبائل و‬ ‫ُمر ّ‬
‫إستمدّوا ((تأييدهم)) من عوامل ((محلّيّة)) تتمثّل فى الشكل ((التقليدى ل الوالء ‪ +‬ضعف التمثيل الحزبى))‪ ،‬صفحة ‪423‬‬

‫‪ )-15‬اإلنتخابات ‪::‬‬

‫جرت اإلنتخابات خالل الجولتين ((األولى‪ 25 - 24 ،‬أيلول)) و ((الثانية‪5 - 4 ،‬أكتوبر)) فى جو من ((ال ُح ّريّة و النظام‪ ،‬لم يسبق له مثيل))‬
‫ُ‬
‫حيث تم ملء‬ ‫فقد تم ((إغالق الحدود خالل فترة اإلقتراع ‪ +‬إبقاء الجيش فى ثكناتُه ‪ +‬تيسيردوريّات فى ال ُمدُن من الدرك و قُ ّوات الشُرطة))‬
‫‪ 99‬مقعدا ً من أصل ‪ 142‬فى الجولة األولى بينما جرى ملء ‪ 43‬مقعدا ً فى الجولة الثانية‬

‫نتائج اإلنتخابات‪ ،‬صفحة ‪ 424‬و ‪425‬‬

‫سه ل ((ال ُمستقلّين ب زعامة اإلقطاعى‪ ،‬عبد الرحمن العظم‪ ،‬الذى‬ ‫يُعتبر ((نصر الحورانى فى ُحماه)) ب ‪ 5‬مقاعد (( ُم ّ‬
‫حطماً)) قائمة ُمناف ُ‬
‫تمتّع ب دعم جميع العائالت التى تملك األرض))‪ ،‬المحور الرئيسى فى‬
‫((فوز البعث))‪ .‬كان ((الخطأ)) الفادح الذى إرتكبُه ((عبد الرحمن العظم)) و أدّى إلى (( ُخسارتُه)) هو ((الموافقة على إدخال إسم (( ُحسنى‬
‫البرازى)) ضمن قائمتُه اإلنتخابيّة)) و الذى عُرف عنه ((الشدّة و الفساد)) طيلة فترة شغله ل مناصب ((رئاسة الوزراء ‪ُ +‬محافظ حلب))‬

‫قربين ل ((الحورانى)) عن أحداث (( ُحماه))‪ ،‬صفحة ‪ 426‬و ‪426‬‬


‫تعقيب أحد ال ُم ّ‬

‫((الفالحين ‪ +‬الجيش)) نتائج ُمه ّمة تمثّلت فى ((إبعاد ُممثّلى ُكل ما كان عظيما ً و‬
‫ّ‬ ‫كانت ل فوز ((الحورانى)) فى اإلنتخابات ب ُمساعدة‬
‫ُمب ّجالً فى ُحماه)) بجانب ((إنتخاب ‪ ::‬وهيب الغانم فى الالذقيّة)) باإلضافة إلى ((فوز‪ ،‬صالح الدين البيطار على عصام المحايرى‪ ،‬فى‬
‫منصب ‪ ::‬األمين العام ل الحزب السورى القومى اإلجتماعى فى دمشق))‪ ،‬رقم ‪ 19‬صفحة ‪ & 434‬رقم ‪ 20‬صفحة ‪435‬‬
‫مرة أُخرى سيطرتُه على ((حلب ‪ +‬حمص)) ب‬ ‫أن ((حزب الشعب)) أظهر ّ‬‫على الرغم من تمثيله ((الضعيف)) فى اإلنتخابات‪ ،‬إال ّ‬
‫((رشدى الكيخيا و ناظم‬ ‫ُ‬
‫حيث سجّل ((قادة الحزب)) نجاحات شخصيّة و هُم ‪ُ ::‬‬ ‫حصوله على ‪ 22‬مقعدا ً من أصل ‪ 30‬فى هاتين ال ُمحافظتين‬
‫القُدسى و معروف الدواليبى‪ ،‬فى حلب ‪ +‬األتاسيّين فى حمص))‪ ،‬رقم ‪ 21‬صفحة‬

‫ستقلة)) فالعديد من الناخبين وضعوا إس ُمه على ((ورقة اإلنتخابات‬‫حقّق ((خالد العظم)) فوزا ً ساحقا ً فى ((دمشق)) عندما ((رأس قائمة ُم ّ‬
‫بجانب خالد بكداش)) بسبب التفاعُل الشعبى ((ضد)) ما إعتُقد ب أنُّه ((ضغط أميركى على الحكومة السوريّا)) فقد قيل على سبيل المثال ‪::‬‬
‫أن ((أميركا طلبت إبعاد خالد بكداش عن اإلنتخابات ‪ +‬أرادت أميركا بناء مصنه ل الكوكاكوال فى سوريّا ‪ +‬الضغط على سوريّا ل قبول‬
‫السريّة ل إمداد سوريّا ب ال ُمساعدات األمريكيّة الالزمة لبناء‬
‫ّ‬ ‫ال ُمساعدات األمريكيّة فى النُقطة ال‪ + 4‬الضغط على سوريّا ل قبول البنود‬
‫مطار حديث فى دمشق))‪.‬‬

‫الجويّة إلى تحويل ّ‬


‫خطها إلى بيروت ل بناء مطار دولى))‬ ‫ّ‬ ‫كان ((رفض)) سوريّا ل هذه البنود قد أدّى ب شركة ((بان أميركان للخطوط‬

‫إن الرجال الذين أظهرت اإلنتخابات أنّهم ((األقوى)) كانوا جميعا ً من اللذين تع ّهدوا ب ((رفض اإلتّفاقيّات ‪ +‬األحالف ‪ +‬أى شكل من‬
‫الروابط الرسميّة مع الغرب)) هذا اإلنذار تم ((تجاهُله فى لندن و بغداد)) بينما قامت ((القاهرة و موسكو ب ُمالحظتُه)) حين كتبت صحيفة‬
‫((األهرام)) صبيحة اإلنتخابات يوم ‪ 25‬أكتوبر قائلة ‪(( ::‬إن سوريّا ترفُض ُكل األحالف مع الغرب‪ ،‬و عبد الناصر الذى لم ي ُكم قد مضى‬
‫إسبوع على توقيعُه اإلتّفاق البريطانى ‪ -‬المصرى ل الجالء‪ ،‬البُد و إنّه وجد تشجيعا ً و دفعا ً فى نتائج اإلنتخابات فى سوريّا))‬

‫‪------------------------------‬‬
‫‪------------------------------‬‬
‫‪------------------------------‬‬

‫الفصل السادس عشر‬

‫‪ )-1‬حلف بغداد و أعدا ُؤه‬

‫ُوضع ((حلف بغداد)) من أجل غرضين ‪::‬‬

‫أ‪ )-‬سالح عسكرى ضد‬


‫اإلتّحاد السوفييتّى‬

‫القوة البريطانيّة و العراقيّة فى العالم العربى‬


‫ب‪ )-‬أداه سياسيّة ل ّ‬

‫لقد ُولد التحالُف ((مشلوالً)) ُمنذ البداية بسبب ((التناقُضات األمريكيّة ‪ -‬اإلنجليزيّة)) ل ينتهى فيما بعد بسبب ((التناقُضات المصريّة ‪-‬‬
‫العراقيّة))‬

‫‪ )-1‬الخالفات ((اإلنجليزيّة ‪ -‬األمريكيّة)) ‪::‬‬

‫على الرغم من ((التوافق)) فى الرؤى بين ((أميركا و بريطانيا)) على أه ّميّة ((الدفاع عن الشرق األوسط من أجل منع توسُّع ال ُمعسكر‬
‫الشيوعى ال ُمعادى))‪ ،‬إال أنّ ُهما غالبا ً ما ((تختلفان على الطريقة األنسب)) لكى يتم بها ذلك‪.‬‬

‫فضّلت ((بريطانيا)) اللجوء إلى (( ُم ّ‬


‫نظمة دفاعيّة غربيّة مكفولة)) تستطيع بها أن ((تُحافظ على حقوقها ال ُمكتسبة ‪ +‬التسهيالت العسكريّة‬
‫ُّ‬
‫التى كانت تتمتّع بها فى بعض الدول العربيّة)) األمر الذى ((يتعارض)) مع التطلعات ((األمريكيّة)) فى إنشاء ((سد من الدول الغير عربيّة‬
‫على حدود روسيا الجنوبيّة))‬

‫هذا ((التمايُز)) بين الدولتين ((لم)) ي ُكن دائما ً واضحا ً فقد كان بود ((األمريكيّين)) أن ينضم ((العرب)) إلى ((نظام أمن جماعى)) إن كان‬
‫أن ((بريطانيا ‪ +‬فرنسا ‪ +‬تُركيا ‪ +‬أميركا)) قاموا ب‬
‫((الخطة األصليّة التى ُوضعت عام ‪ ))1951 - 1950‬ل وجدنا ّ‬ ‫ّ‬ ‫ُممكناً‪ .‬إذا عُدنا إلى‬
‫ُمحاوالت ((عقيمة)) من أجل ((إستمالة مصر ل تنضم إلى نظام دفاعى تقود العالم العربى إليه))‪.‬‬

‫((لم تتباين)) السياستان ّإال بعد فترة كبيرة‪ ،‬أى ((أثناء ال ُمفاوضات المصريّة ‪ -‬اإلنجليزيّة حول منطقة قناة السويس بين عامى ‪- 1952‬‬
‫‪ .))1954‬فقد إقترح الجانب ((البريطانى)) أن تكون اإلتّفاقيّة مشروطة ب ((موافقة الجنب المصرى على ال ُمساهمة فى التنظيم الدفاعى ل‬
‫ُ‬
‫حيث ((لم)) يرغبوا فى الضغط ل تأييد هذه الفكرة ‪::‬‬ ‫الشرق األوسط)) لكن كان ((األمريكيّن)) رأى ُمغاير‬

‫ّ‬
‫للطالع على رأى ((بايدن)) فى وجهه النظر ((األمريكيّة)) ‪ ::‬صفحة ‪ & 439‬رقم ‪ 2‬صفحة ‪497‬‬
‫برزت ((الخالفات األمريكيّة ‪ -‬البريطانيّة)) عندما قامت ((أميركا)) ب تحويل إهتمامها إلى قضيّة ((الدفاع عن الشرق األوسط)) فى أوائل‬
‫عام ‪ 1952‬عندما قام السيّد ((داالس)) ب رحلة إلى ((الشرق األوسط)) فى شهر آيار كى يستطلع إمكانيّة (( ُمشاركة عربيّة فى نظام أمن‬
‫جماعى))‬

‫ّ‬
‫لإلطالع على رد ((عبد الناصر)) على السيّد ((داالس))‪ ،‬صفحة ‪440‬‬

‫أن إيجاد ُم ّ‬
‫نظمة ((دفاع دفاع الشرق األوسط)) إحتمال ل ((ال ُمستقبل ال الفترة‬ ‫كان رد السيّد ((داالس)) حين عاد إلى ((أميركا)) ب ّ‬
‫ّ‬
‫المحليّة من أن تُف ّكر بالغنضمام إلى دفاع ُمشترك ضد اإلتّحاد السوفييت))‬ ‫أن ((الدول العربيّة أكثر غرقا ً فى نزاعاتها‬ ‫ُ‬
‫حيث ّ‬ ‫الحالية))‬

‫ما شجّع ((أميركا)) على هذا التفكير هو ((نجاحها فى الدول ال ُمتاخمة ل الحدود الشماليّة ل العالم العربى)) قبل زيارة ((داالس إلى الشرق‬
‫األوسط)) ب ‪ 6‬سنوات‬

‫أ‪ )-‬كانت ((تُركيا)) تتلقّى ُمساعدات ((أمريكيّة)) ُمنذ عام ‪ + 1947‬إنتصار ((الحزب الدي ُمقراطى التُركى)) فى آيار ‪ + 1950‬إشتراك‬
‫تُركيا فى الحرب الكوريّة ‪ +‬إنضمام تُركيا إلى الحلف األطلسى فى شباط ‪))1952‬‬

‫ب‪ )-‬إزداد التأثير ((األميركى)) فى ((إيران)) نتيجة ل األزمة ((البتروليّة)) عندما سقط ((مصدق)) آب ‪ 1953‬و ّ‬
‫تولى ((الجنرال زاهدى‪،‬‬
‫الموالى ل الغرب)) الحكومة و تبعهُ سيل عظيم من ال ُمساعدات ((األمريكيّة))‪ .‬و عندما بت فى ((النزاع البترولى)) إكتسبت المصالح‬
‫((األمريكيّة)) مركزا ً متينا ً فى ((الصناعة البتروليّة اإليرانيّة))‬

‫ج‪ )-‬هتف السيّد ((داالس)) فى ((باكستان)) ‪(( ::‬شُحنات كبيرة من القمح األميركى أوقفت مجاعة وشيكة))‬

‫هذه هى إذن بلدان ((الحزام الشمالى)) التى كانت تأمل ((أميركا)) فى ((تقوية‪ ،‬دفاعها ال ُمشترك))‪ .‬كان قد بدء ((التحالُف)) فى تم بين‬
‫((تُركيا و باكستان)) فى (( ُمعاهدة صداقة)) ُوقّعت فى ‪ 26‬تموز ‪ .1951‬و إذ أمكن ضم ((إيران)) إلى هاتين الدولتين‪ ،‬فقد تم إيجاد القاعدة‬
‫((ال ُجغرافيّة)) الضروريّة ل ((الدفاع العسكرى ضد السوفييت))‪ .‬و إذا إنض ّمت ((أميركا)) ب طريقة ما إلى هذه البلدان‪ ،‬أمكن آنئذ ((تزويد‬
‫القاعدة ال ُجغرافيّة ب الوسائل الما ّديّة ال ُمعادية ل روسيا و التى ر ّكز طرفها الغربى عند األطلسى))‬

‫خطط األميركى الذى برز تدريجيّا ً خالل عام‬ ‫ع ّمت ((اإلحتجاجات)) أرجاء (الهند ‪ +‬السوفييت ‪ +‬الصين ‪ +‬أفغانستان)) ر ّدا ً على هذا ال ُم ّ‬
‫أن السيّد ((داالس)) ما كان ل يُحيد عن هدفُه فقام ب توقيع إتفاقيّة ((تركيّا ‪ -‬باكستانيّة)) فى‬
‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫‪ 1953‬و حتّى الشهور األولى من ‪ .1954‬إال ّ‬
‫‪ 2‬نيسان ‪ 1954‬تبعها توقيع إتّفاقيّة ((تعاون عسكرى بين أميركا و باكستان)) فى ‪19‬آيار‪.‬‬

‫ّ‬
‫تتسلم (( ُمساعدات أمريكيّة)) م ّما زاد من اشك فى إنضمامها إلى ((الحلف)) وسط سخط‬ ‫أن ((العراق)) سوف‬ ‫تم التصريح يوم ‪ 25‬نيسان ّ‬
‫ّ‬ ‫عارم من ((بريطانيا)) ال ُمتمثّل ب قيام ((بريطانيا ب نصح العراق ب التم ُّهل فى اإلنضمام ل الحلف)) بعد أن ّ‬
‫صرحت أن ((أميركا)) قامت‬ ‫ُ‬
‫خططات الجارية ب الشرق األوسط‪ ،‬رقم ‪ 9‬صفحة ‪498‬‬ ‫ب ((إبالغها فقط و عدم إستشارتها)) بال ُم ّ‬

‫صة فى ((العراق)) تتعلّق ب مصير (( ُمعاهدة ‪ 1930‬اإلنكليزيّة ‪ -‬العراقيّة)) التى ينتهى أمدها عام ‪ 1957‬و التى‬ ‫كانت هُناك ُمشكلة خا ّ‬
‫نتهت ُمحاوالت ((تجديدها)) عام ‪ 1948‬ب بيانات (( ُمعادية ل اإلنكليز فى بغداد))‪ .‬و إذا نجحت ((أميركا)) فى ((ضم العراق إلى دول‬
‫برر ل ((تجديدها أو إعادة ال ُمفاوضات بشأنها))‪ .‬كما خشيت‬ ‫الطوق)) ف سوف ((تُطوى ال ُمعاهدة تلقائ ّياً)) و ((لن)) يكون هُناك ُم ّ‬
‫أن ((مزيدا ً من إلتصاق العراق ب الحلف التُركى ‪ -‬الباكستانى)) قد يعكس تأثيرا ً ((سلبيّاً)) على ال ُمفاوضات ((المصريّة ‪-‬‬ ‫((بريطانيا)) من ّ‬
‫اإلنجليزيّة)) و تُزيد من ((ضعف)) األمل فى إنضمام ((مصر إلى عُضويّة ُم ّ‬
‫نظكة دفاعيّة ُمستقبالً))‬

‫خطط ((أميركا)) فى إنشاء (( ُم ّ‬


‫نظمة دفاعيّة ل جنوب شرقى آسيا))‪،‬‬ ‫لإلطالع على رأى ((بايدن)) فى ُم ّ‬
‫ّ‬
‫صفحة ‪ 445‬و ‪ & 446‬رقم ‪ 10‬صفحة ‪498‬‬

‫‪ )-2‬فى األوساط الرسميّة ‪::‬‬

‫كانت طريقة السيّد ((داالس)) فى إعالن سياساتُه تقوم على وضع ((ال ُحلفاء)) تحت الضغط ال ُمتمثّل فى ((إ ّما تبنّى سياسة ال يوافقون عليها‬
‫أو الرفض العلنى لإلجراءات التى عرضتها حكومة أميركا)) األمر الذى أدّى إلى شعور (( ُحلفاء أميركا)) ب ((التأ ُّفف)) و ساعد فى‬
‫((تغيير)) موقف ((بريطانيا)) من فكرة إنشاء حلف ((دول الطوق الشمالى))‪.‬‬

‫صل إلى ((اإلتّفاق المصرى ‪ -‬اإلنجليزى)) فى أكتوبر‬ ‫شعرت ((بريطانيا)) أنّها ((إستعادة)) زمام ال ُمبادرة فى الشرق األوسط بعد التو ُّ‬
‫صرح ((نورى السعيد)) فى نهاية عام ‪ 1954‬ب سعيُه فى ((تقوية ميثاق الجامعة العربيّة ب إدخال تُركيا و‬ ‫‪ .1954‬فى ذلك الوقت‪ّ ،‬‬
‫أحس أنّه ((بديالً)) واضحا ً ل ّ‬
‫خطة ((داالس))‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ُمساعدة بريطانيا و أميركا))‪ .‬األمر الذى طرب ((أيدن)) ل سماعُه بعدما‬
‫كان مشروع ((نورى السعيد)) يقوم على (( ُمشاركة عربيّة واسعة من ُكل ال ُموقّعين على ميثاق األمن العربى الجماعى و يُعطى العراق‬
‫األول ك همزة زصل بين هذه الدول العربيّة من جهه و تُركيا ‪ +‬الغرب من جهه أُخرى)) بإشراف و تطبيق ((بريطانى)) و " ليس "‬ ‫الدور ّ‬
‫((أميركى))‪.‬‬

‫كان توقيع ((الميثاق التُركى ‪ -‬العراقى للتعاون ال ُمتبادل)) فى ‪ 24‬شباط ‪ 1955‬فيما عُرف بعد ذلك ب ((حلف بغداد)) بمثابة النواة األولى ل‬
‫هذا المشروع‪ ،‬صفحة ‪448‬‬

‫‪ )-3‬سياسة مصر العربيّة ‪::‬‬

‫صفحة ‪ 449‬إلى صفحة‬

‫عقد ((عبد الناصر)) سلسلة إجتماعات فى أواخر ديسمبر ‪ 1953‬مع ((الفريق المصرى الذى شارك فى ال ُمفاوضات المصريّة ‪ -‬اإلنجليزيّة‬
‫‪ ::‬عبد الحكيم عامر ‪ +‬عبد هللا البغدادى ‪ +‬صالح سالم ‪ +‬محمود فوزى)) ل توضيح خط ((مصر)) السياسى الجديد‪ .‬إنضم إليهم فى أوائل‬
‫إستمرت حتّى أوائل‬
‫ّ‬ ‫سفراء مصر فى ‪ ::‬أميركا ‪ +‬بريطانيا ‪ +‬السوفييت ‪ +‬باكستان ‪ +‬الهند)) بعد تم إستدعائهم ل المشورة و التى‬ ‫يناير (( ُ‬
‫أن ((الحياد يعنى السالم و روسيا ‪+‬‬ ‫شباط مع تأكيد ((الفريق عزيز المصرى‪ ،‬السفير المصرى فى موسكو)) عند وصوله إلى ((القاهرة)) ّ‬
‫الهند تُريدان السالم))‬

‫تم اإلعالن عن ((سياسة مصر الخارجيّة)) فى ‪ 9‬يناير بعد جلسة حاسمة تتل ّخص ب ‪::‬‬

‫أ‪ )-‬إقامة ُكتلة عربيّة ُح ّرة من أى تأثير إستعمارى ل حماية مصالح الشعوب اإلسالميّة و العربيّة و اإلفريقيّة‪.‬‬

‫ب‪ )-‬عقد ُمعاهدة تربُط هذه الشعوب معاً‪.‬‬

‫ج‪ )-‬تأسيس ُكتلة إفريقيّة تضُم جميع البلدان األفريقيّة التى ال تزال ترزح تحت نير اإلستعمار‪.‬‬

‫كان نظام ال ُحكم ((المصرى)) الجديد ال يزال ((مجهول الهويّة)) حتّى عام ‪ 1954‬بالنسبة إلى الدول ((العربيّة)) و العالم الخارجى بسبب‬
‫((غموض الرابح من القوى ال ُمتنافسة داخليّا ً و خارجيّا ً ‪ +‬ال ُمتصارعة للسيطرة على الفورة المصريّة))‬

‫بعد أن تم توقيع إتّفاقيّة ((الجالء عن السويس)) فى ‪ 27‬تموز ((بدون)) الحصول على شرط ((موافقة مصر على اإلنضمام إلى نظام دفاع‬
‫أن ((مصر تُناور من أجل تقوية موقفها أثناء ال ُمفاوضات مع‬
‫جماعى خاضع ل الوصاية الغربيّة))‪ ،‬تم ((دحض)) القول السائد حينئذ ب ّ‬
‫بريطانيا فقط ال غير و أنّه ما أن تنتهى هذه ال ُمفاوضات نهاية ُمرضية ف سوف ترجع إلى الخط الغربى))‬

‫كانت القيادة ((المصريّة)) ُمتأثّرة أشد تأثُّر ب ((الحياد‪ ،‬الهندى)) الذى تجاوز أصوله فى ((ال ُمسالمة)) من أجل العمل على ((التح ُّمل إلى‬
‫قوة دوليّة وسيطة‪ ،‬ترمى ثقلها ب ال تحيُّز إلى جانب السلم من خالل ال ُمفاوضات))‬ ‫تكوين ّ‬
‫رقم ‪ 31‬صفحة ‪ & 499‬رقم ‪ 34‬صفحة ‪500‬‬

‫‪ )-4‬سياسة العراق العربيّة ‪::‬‬

‫((ضارة)) على مصالح‬


‫ّ‬ ‫كان ُح ّكام ((العراق)) ُمتمثّلين فى ((عبدهللا‪ ،‬الوصى ‪ +‬نورى السعي)) يرون ّ‬
‫أن سياسة ((الحياد)) ستكون‬
‫((العراق)) ل ‪ 3‬أسباب ‪::‬‬

‫أ‪ )-‬خطر التوسُّع ((الروسى))‬

‫سة ل الدولة ‪ُ +‬مستشارة لها))‬


‫س ِس َ‬
‫ب‪ )-‬مركز ((بريطانيا)) ال ُمكتسب فى ((العراق)) كل (( ُمؤ ّ‬

‫ج‪ )-‬عالقة ((العراق)) مع جيرانها ((تُركيا‪ ،‬على حدودها الشماليّة ‪ +‬باكستان‪ ،‬على حدودها الشرقيّة)) كانت ((و ّديّة)) فى حين ((لم)) ت ُكن‬
‫ل ((تثق)) ب ((جيوش العرب))‬

‫كان شعور (( ُح ّكام العراق)) يمتاز ب ((الكراهية)) تجاه ((الجامعة العربيّة ‪ +‬ميثاق األمن الجماعى العربى)) اللذان كانا يبدوان لها ُم ّ‬
‫جرد‬
‫عزام‪ ،‬األمين العام ل جامعة الدول العربيّة)) فقد قامت ((مصر))‬‫((وسيلة ل التد ُّخل المصرى فى آسيا العربيّة)) و باألخص ((عبدالرحمن ّ‬
‫ب إستخدام ((الجامعة العربيّة)) طيلة ال ‪ 10‬سنوات من أجل ((منع وحدة الهالل الخصيب))‬
‫((لم)) ي ُكن ((نورى السعيد)) قانعا ً ب فكرة ((ميثاق األمن الجماعى)) فقد كان يرى أنّه ((ليس ب اإلمكان الدفاع عن العراق بدون إشراك‬
‫حيرانها من غير العرب و الغرب)) باإلضافة إلى الحاجة ب عالقات ((و ّديّة)) مع ((إيران ‪ +‬تُركيا)) من أجل ((السيطرة على أكراد‬
‫العراق ل ضمان أمنها الداخلى))‬

‫كانت ((عائدات العراق من النفط)) ب مثابة سالح فى يد ((نورى السعيد)) الذى إستخدمه ل ي ّ‬
‫ُعزز من ((منزلة العراق فى العالم العربى))‬
‫ضبّاط األحرار ب صراعاتهم الداخليّة و ما تبع إستقالة مح ّمد نجيب فى شباط))‬ ‫باألخص بعد ((سقوط الشيشكلى فى سوريّا ‪ +‬إنشغال ال ُ‬
‫للعمل من أجل ((إستخالص زمام ال ُمبادرة فى الشئون العربيّة من يد مصر ل تكون رأس الحربة فى نظام دفاع جماعى)) تستطيع من‬
‫صلة ينتُج عن ذلك ((تأمين الشرق األوسط من الخطر‬ ‫خاللُه اإلستفادة من ((فيض األسلحة ‪ +‬األموال ‪ +‬ال ُمعدّات الغربيّة)) و بال ُمح ّ‬
‫الشيوعى ‪ +‬إجبار مصر على العُزلة أو اللحاق ب الركب ك شريك ثانوى))‪ ،‬صفحة ‪470‬‬

‫‪ُ )-5‬محادثات سرسنك ‪::‬‬

‫حدثت ال ُمجابهه ((المصريّة ‪ -‬العراقيّة)) فى اإلسبوع ال ‪ 3‬من آب ‪ 1954‬فى منطقة ((سرسنك‪ ،‬شمالى العراق)) بُناء على إقتراح‬
‫حيث قابل ُك ّالً من‬
‫ُ‬ ‫حيث سافر الوفد ((المصرى)) ب رئاسة ((صالح سالم)) يُرافقُه (( محمود فيّاض‪ ،‬سفير مصر فى دمشق))‬ ‫ُ‬ ‫((مصرى))‬
‫‪(( ::‬الملك فيصل ‪ +‬عبدهللا الوصى ‪ +‬نورى السعيد ‪ +‬آخرين)) فى إجتماعات ( ُمنفردة ‪ +‬جماعيّة)‬

‫رواية ((صالح سالم)) عن اإلجتماع فى ((العراق))‬


‫صفحة ‪ 470‬إلى صفحة ‪ & 477‬رقم ‪ 35‬صفحة‬

‫كانت مخاوف ((العراق)) تتل ّخص فى ‪::‬‬

‫أ‪ )-‬تهديد عسكرى روسى بسبب حدود العراق مع بالد القوقاز‬

‫ب‪ُ )-‬محاوالت ((تُركيا)) فى سلب ((الموصل)) على غرار ((لواء إسكندرون))‬

‫السرى داخل العراق))‬


‫ّ‬ ‫ج‪ )-‬الخطر الشيوعى من ((إيران ‪ +‬النشاط‬

‫د‪(( )-‬فُقدان)) األمل فى إمكانيّة ((بناء جيش قوى ّإال من خالل اإلنضمام إلى حلف مع الغرب)) على غرار ((الهند ‪ +‬باكستان))‬

‫صل إلى إتّفاق مع ((نورى السعيد))‪ .‬ف عندما قام ((صحفى)) ب توجيه‬ ‫((أهملت)) رواية ((صالح سالم)) ذكر نُقطتين‪ ،‬م ّما ((أفسد)) التو ُّ‬
‫سؤال إلى ((صالح سالم)) ب مؤتمر فى ((بغداد)) إنعقد يوم ‪ 19‬آب حول ((موقف مصر تجاه اإلتّحادات الثُنائيّة بين الدول العربيّة)) و‬
‫كان فى حقيقة األمر يقصد ب سؤاله ((مشروع الهالل الخصيب بين سوريّا و العراق))‪ .‬ف كان رد ((صالح سالم)) كما يلى ‪(( ::‬إن مصر‬
‫إن من ال ُمحتمل أن نتّفق نحن‬ ‫إن مصر لن تُمانع و ّ‬ ‫ال تُعارض أى نوع من الوحدة‪ ،‬ف إذا رغب شعبان أو أكثر من اإلتّحاد بشكل ما ف ّ‬
‫العرب جميعا ً على الدفاع عن بالدنا و ال ُمحافظة على وجودنا))‬

‫صة ب الهالل‬
‫خطة نورى السعيد الخا ّ‬‫إن ((مصر سحبت إعتراضها على ّ‬ ‫إستشف ((الرأى العام العربى)) من رد ((صالح سالم)) ّ‬
‫ّ‬ ‫أ‪)-‬‬
‫الخصيب)) أ ّما ((الملك سعود)) فقد شعر ب ((اإلضطراب)) األمر الذى أرغم ((مصر)) على أن تنشُر ((تكذيب ب أنّها منحق العراق‬
‫موافقة على مشروع ضم سوريّا))‬

‫ب‪(( )-‬لم)) يذ ُكر ((صالح سالم)) أنّه ((وافق على إستشارة بريطانيا و أميركا فى ُكل مرحلة و إن دعمها مطلوب فى تقوية ميثاق األمن‬
‫الجماعى العربى))‪ ،‬صفحة ‪ & 480‬رقم ‪ 37‬صفحة ‪500‬‬

‫فى الحقيقة قام ((صالح سالم)) ب اإلتّصال ((القائمين ب أعمال السفيرين األميركى و البريطانى فى العراق)) ((قُبيل ُمغادرتُه ل العراق))‬
‫ل يُطلع ُهما على نتائج اإلجتماع مع ((نورى السعيد)) و يُعلم ُهما على أنّه سيُجرى إتّصاالت مع ((السفيرين األميركى و البريطانى فى‬
‫القاهرة))‬

‫علم ((نورى السعيد)) أنّه تم حدوث ((إنشقاق فى مجلس قيادة الثورة)) بسبب (( ُمحادثات سرسنك)) فقد تم إستدعاء ((صالح سالم)) من‬
‫أجازتُه بد ُمضى يومين عليها فقط لكن فى ُمحاولة ل ((إخفاء)) األمر قام ((جمال سالم‪ ،‬شقيق صالح سالم)) ب اإلتّصال ب ((نورى‬
‫السعيد)) ل ((ينفى)) الشائعات‬

‫ُ‬
‫حيث قال ((السفير)) ‪(( ::‬نورى السعيد لن‬ ‫إستقبل ((عبد الناصر)) يومى ‪ 7‬و ‪ 9‬من أيلول ((نجيب الراوى‪ ،‬سفير العراق فى مصر))‬
‫يزور مصر كما كان ُمتّفق عليه مع صالح سالم حتّى تُستشار بريطانيا و أميركا فى مسألة تقوية ميثاق األمن الجماعى)) ف رد عليه ((عبد‬
‫الناصر)) ‪(( ::‬فكرة إستشارة بريطانيا و أميركا ال تتّفق مع سياسة مصر ال ُمستقلّة‪ ،‬ف سياسة بريطانيا هى ال ُمشاركة فى الميثاق من أجل‬
‫تقويتُه و أبلغناهُم ب رفضنا ُمنذ ‪ 1953‬و على السيّد نورى السعيد أن يحضر إلى القاهرة فى الموعد من أجل إستئناف ال ُمباحثات))‬
‫‪ )-6‬إجتماع ((عبد الناصر و نورى السعيد)) ‪::‬‬

‫كانت زيارة ((نورى السعيد)) إلى مدينة ((القاهرة)) يوم ‪ 15‬أيلول ((سلبيّة)) األثر على العالقات بين البلدين فيما بعد‪.‬‬

‫بعد أن قام ((عبد الناصر ‪ +‬صالح سالم )) ب إستقبال السيّد ((نورى السعيد)) من ((المطار إلى سميراميس))‪ ،‬طلب ((نورى السعيد)) من‬
‫إستمرت ل ُمدّة ساعة حين قال ‪::‬‬
‫ّ‬ ‫ُ‬
‫حيث دارت ُمناقشات‬ ‫((صالح سالم)) أن يصعد معه إلى ُ‬
‫غرفته‬
‫((إننى ُمتأ ّكد إنّى واقع فى متاعب مع عبد الناصر حول ُمقترحات سرسنك‪ ،‬و إننى ُمستعد أن أُساعدك ضد عبد الناصر))‪ .‬ف ر ّد عليه‬
‫أن عبد الناصر سوف يُعيد ُكل كلمة قُلتُها))‬‫((صالح سالم)) قائالً ‪(( ::‬أُقسم أنّه ال يوجد أى خالف من أى نوع و ّ‬

‫أثناء اإلجتماع مع ((عبد الناصر)) قال السيّد ((نورى السعيد)) ‪(( ::‬ال أستطيع أن أعتمد على جيوش سوريّا‪ ،‬السعوديّة‪ ،‬لبنان فى الدفاع‬
‫عن العراق))‬

‫أن أى ((إتّصال مع‬‫أن ((عبد الناصر)) قد أوضح ّ‬ ‫حسب الرواية الرسميّة المصريّة التى أذاعها ((عبد القادر حاتم)) فى ‪ 20‬أكتوبر‪ّ ،‬‬
‫البريطانيّين سوف يقود إلى ‪ ::‬الوصول إلى إتّفاقيّات ثُنائيّة بين الدول العربيّة و بريطانيا‪ ،‬إدخال بريطانيا و تركيا فى ميثاق األمن الجماعى‬
‫ُ‬
‫أن ((مصر تحتاج إلى عامين بعد الجالء ل تبحث األمر و ت ُ ّ‬
‫قرر السياسة التى ستنتهجها لهذا السبب ال‬ ‫العربى)) ثُم أضاف ((عبد الناصر)) ّ‬
‫أستطيع الموافقة على هذه ال ُمقترحات))‬

‫‪ّ )-7‬‬
‫خطة نورى السعيد البديلة‬

‫صل إلى إتّفاق بين ((القاهرة و العراق))‪ ،‬إستطاع ((نورى السعيد)) أن يرسم مالمح إستراتيج ّيتُه الجديدة بعد أن قام ب‬
‫بعد أن ((فشل)) التو ُّ‬
‫حيث مكث من ‪ 8‬إلى ‪ 19‬أكتوبر)) قام خاللهما ب تقديم ّ‬
‫خطته البديلة عن‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫حيث مكث ‪ 3‬أسابيع)) تالها زيارة إلى ((تُركيا‪،‬‬ ‫زيارة ((لندن‪،‬‬
‫حلف ((دول الحزام الشمالى)) عن طريق العمل على ((تقوية ميثاق األمن الجماعى العربى عن طريق إشراك تُركيا بجانب ُمساعدة‬
‫بريطانيا و أميركا)) و التى تلقّفها ((أيدن)) ب حرارة‬

‫كانت الخطوة األولى ((إبعاد تُركيا عن الحلف التُركى ‪ -‬الباكستانى)) ثم العمل على ((إدخالها فى عالقة أوثق مع الدول العربيّة)) ليست ب‬
‫جديدة فى ذهن ُك ّالً من ((نورى السعيد‪ ،‬رئيس الوزراء العراقى ‪ +‬فؤاد كوبرولو‪ ،‬وزير خارجيّة تُركيا)) بل كانت إستمرارا ً ل جهود‬
‫التقارب بين الدولتين بعد الحرب عندما قام ((نورى السعيد)) عام ‪ 1946‬بالتفاوض مع ((األتراك)) من أجل عقد ُمعاهدة ((صداقة و ُحسن‬ ‫ُ‬
‫جوار)) وقت كان ((خارج الوزارة))‪ .‬و بالفعل تم التصديق على هذه ال ُمعاهدة فى حزيران ‪ 1947‬من ِق َبل ((المجلس النيابى العراقى))‬
‫((تورط العراق رغما ً‬
‫ُّ‬ ‫وسط ((سخط و ُمعارضة)) من ((القوميّين العرب)) الذى أبدوا شكوكهم تجاه النتائج ال ُمترتّبة على تلك ال ُمعاهدة من‬
‫عنها فى صراع مع السوفييت ‪ +‬إعتراف عراقى ب أحقّيّة تُركيا فى ضم لواء إسكندرون))‬
‫رقم ‪ 43‬صفحة ‪501‬‬

‫كان يدور فى عقل ((فؤاد كوبرولو‪ ،‬وزير الخارجيّة التُركى)) أنّه بات ب اإلمكان ((ضم كافّة الدول العربيّة تحت القيادة التُركيّا)) فقد‬
‫األول ل تلك السياسة فى أواخر أكتوبر حين أعلن أ ّنه ((من غير المتوقّع إنضمام العراق اآلن إلى الحلف التُركى الباكستانى‪،‬‬ ‫جرى التلميح ّ‬
‫ف الحكومة التُركيّا تدرس بدالً من ذلك إتّفاقيّات ثُنائيّة مع دول عربيّة ُمنفردة))‬

‫صرح ((سفير‬
‫تتخلف عن الركب باألخص بسبب ((غموص النوايا العراقيّة)) حين ّ‬ ‫ّ‬ ‫بدأت ((مصر)) فى ((التودُّد)) إلى ((تُركيا)) حتّى ال‬
‫مصر ب أنقرة)) يوم ‪ 31‬أكتوبر بما يلى ‪::‬‬
‫((صفحة ‪ 489‬و ‪ ،490‬رقم ‪ 46‬صفحة)) باإلضافة إلى تلميح ((عبدالناصر)) فى ُمقدّمة كتاب مشهور ب عنوان ((سياسة العرب و‬
‫األتراك)) عن ((عُمق)) العالقة بين ((العرب و األتراك)) ‪ ::‬صفحة ‪490‬‬

‫سرعان ما ((ساءت)) العالقات بين ((مصر و تُركيا)) بعد أن شعر ((المصريّين)) إنّهم تم إستعمالهم ك ُ‬
‫طعم من أجل ((جر مصر إلى‬ ‫لكن ُ‬
‫نظام دفاع خاضع للوصايا الغربيّة)) األمر الذى أدّى إلى ((سحب السفير التُركى من مصر))‬
‫رقم ‪ 48‬صفحة ‪501‬‬

‫على الرغم من نداءات ((مصر ال ُمعادية ل الغرب)) لكن ((لم)) تكن تلك النداءات ((حقيقيّة)) بل كان ((موقف مصر)) يشوبه‬
‫((الغموض))‪ .‬فقد ((تحسّنت)) العالقات بعد توقيع ((إتّفايّة الجالء بين مصر ‪ -‬إنجلترا)) و كان ((المبعوثين البريطانيّين)) على عالقات‬
‫((و ّديّة مع مجلس قيادة الثورة))‪ .‬على الرغم أ((مصر)) كانت تُنادى ب ((إستقالل عربى غير مشروط)) إال إنّها بقيت ترنو إلى ((الغرب))‬
‫م ((مصدر ل السالح)) و قد إنعكس هذا ((الغموض)) جليّا ً فى إجتماع ((وزراء الخارجيّة العرب)) الذى عُقد فى يناير ‪:: 1954‬‬

‫كانت القرارات ‪::‬‬

‫أ‪ )-‬ال يجوز اإلنضمام إلى أى حلف خارج مجال ميثاق األمن الجماعى‪.‬‬
‫ب‪ )-‬التعاون مع الغرب ُممكناً‪ ،‬إذا قدّم ّ‬
‫حالً للمشاكل العربيّة و سمح للعرب ببناء ّ‬
‫قوتهم ب مساعدات من األسلحة‬

‫تعليق ((صالح سالم)) على ُمجريات ((اإلجتماع)) ‪ ::‬صفحة ‪ 494‬و ‪495‬‬

‫((التحرر التام من جميع الروابط األجنبيّة ل جميع الدول العربيّة و‬


‫ُّ‬ ‫كان هُناك ((فشل)) فى فهم مضمونات السياسة العربيّة ف ال ُمطالبة ب‬
‫اإلفريقيّة تعنى حتما ً اإلصطدام ب المصالح البريطانيّة))‬

‫قام السيّد ((عدنان مندريس)) ب زيارة ((بغداد)) يوم ‪ 13‬يناير ‪ 1955‬و نشر مع ((نورى السعيد)) بيانا ً ُمشترك عن عقد ((إتّفاقيّة‬
‫ُمشتركة)) " ال " صلة لها ب الحلف ((التُركى ‪ -‬الباكستانى)) و قاموا ب دعوة ((مصر)) إلى اإلنضمام إليه‪ ،‬رقم ‪ 53‬صفحة ‪502‬‬

‫رد ((صالح سالم)) على ُمبادرة ((نورى السعيد)) ‪::‬‬

‫((كان من الواضح أن المعركة بين سياستنا و سياسة العراق سوف تمتد إلى سوريّا‪ ،‬و كانت القضيّة واضحة ب مثل هذه البساطة‪ ،‬إذا‬
‫سوريّا إلى صفّها‪ ،‬ف سوف تتبعها األردن و لبنان و بذلك سوف تنعزل مصر نهائيّاً‪ ،‬لن يكون أمامنا‬
‫إستطاعت تُركيا و العراق أن ت ُجر ُ‬
‫خيار سوى الرضوخ))‪ ،‬صفحة ‪496‬‬

‫‪------------------------------‬‬
‫‪------------------------------‬‬
‫‪------------------------------‬‬

‫الفصل السابع عشر‬

‫‪ )-2‬حلف بغداد و أعدا ُؤه‬

‫((تحول فى مصير الحلف)) ف بما أنّها ((مركز تنافُس بين الدول العربيّة‪،‬‬
‫ّ‬ ‫أظهرت معركة ((حلف بغداد)) وضع ((سوريّا)) و كأنُّه نُقطة‬
‫فقد إستقطبت النشاط الدبلوماسى ل الدول العُظمى)) و أعلنت أنّها إختارت موقفها ((ضد الحلف)) فى األسابيع التى ((سبقت)) توقيعُه‬
‫ُمباشرة فى ‪ 25‬شباط ‪ 1955‬و التى ظهرت جليّا ً ب ((الفوز)) الكاسح ل اإلتّجاه ((الحيادى)) فى إنتخابات أيلول ‪.1954‬‬
‫صفحة ‪504‬‬

‫‪ )-1‬حكومة ((فارس الخورى))‬

‫حدث ((إصطدام)) بين ال ُكتل ال ُمتنافسة أثناء إنتخابات ‪ .1954‬ف وقفت فى ((اليمين ‪ ::‬التج ُّمعات القلقة من الحزب الدي ُمقراطى و الشعب ‪+‬‬
‫أن وضعهم‬ ‫نواب يقودهم ((منير العجالنى)) يُطلقون على أنفسهم " ال ُكتلة ال ُح ّرة " )) و يبلغ عددهم جميعا ً ‪ 60‬نائباً‪ .‬و على الرغم ّ‬ ‫‪ّ 10‬‬
‫أن وضعهم ال ُمكتسب مازال ((قو ّياً)) فقد كانوا يُعتبرون ب ُحكم العادة‬ ‫مزقُه ال ُمنافسات الشخصيّة و الخصومات)) غير ّ‬ ‫((غير ثابت‪ ،‬ت ُ ّ‬
‫حيث كان ((هاشم األتاسى‪ ،‬رئيس ل الجمهوريّة‪ ،‬حامى حزب الشعب ‪ +‬ناظم القُدسى‪ ،‬رئيس مجلس ّ‬
‫النواب‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫((الحزب الحاكم فى سوريّا))‬
‫قطب حزب الشعب))‬

‫يتكون من ‪(( ::‬البعث ب قيادة الحورانى ‪ +‬خالد العظم و جماعتُه‪ ،‬حوالى‬


‫كان التج ُّمع ((اليسارى)) أكثر حماسة و لكن (( ُمتعدّد األجنحة)) ّ‬
‫‪ 30‬نائبا ً يُس ّموا ((ال ُكتلة الديمقراطيّة)) ‪ +‬خالد بكداش و جماعتُه)) يبلغ عددهم من ‪ 50‬إلى ‪ 60‬نائباً))‬

‫نواب ((العشائر ‪ +‬ال ُم ّ‬


‫نظمات اإلسالميّة)) باإلضافة إلى عدد من‬ ‫النواب ((ليس لهم إتّجاه سياسى)) مثل ‪ّ ::‬‬
‫بين ال ُكتلتين يقف عدد من ّ‬
‫(( ُمؤيّدى الشيشكلى))‬

‫قبل ((هاشم األتاسى‪ ،‬رئيس الجمهوريّة)) يوم ‪ 14‬أكتوبر ((إستقالة‪ ،‬سعيد الغزى‪ ،‬الغير حزبى)) من منصب ((رئاسة الوزراء)) قام على‬
‫أثرها ب إستدعاء ((خالد العظم)) من أجل تشكيل الحكومة لكن كان مجموع األصوات التى كسبها ((ضئيلة)) تحت رحمة ((نائب أو ‪))2‬‬
‫ف قام ب تقديم ((إستقالته)) أيضا ً بعد ‪ 10‬أيّام فقط‪ ،‬األمر الذى أجبر ((هاشم األتاسى‪ ،‬رئيس ال ُجمهوريّة)) يقدم على إستدعاء ((فارس‬
‫الخورى)) الذى ((عجز)) عن تشكيل ((حكومة إئتالفيّة)) بعدما ((رفض‪ ،‬البعث ‪ +‬العظم)) اإلشتراك فيها‪ ،‬األمر الذى أجبره لإلعتماد على‬
‫((حزب الشعب ‪ +‬الحزب الوطنى)) حين وضع قائمتُه اإلنتخابيّة يوم ‪ 29‬أكتوبر‪ ،‬رقم ‪ 1‬صفحة ‪557‬‬

‫أن سياسة وزارتُه تقوم على ((رفض أى ُمساعدة أو اإلنضمام إلى ُكل األحالف و ال ُمعاهدات األجنبيّة)) من أجل‬ ‫أعلن ((فارس الخورى)) ّ‬
‫((إمتصاص ال ُمعارضة)) لكن سياسة ((الحياد)) تلك ((لم)) ت ُكن كافية ل إقناع ((خصو ُمه)) الذين كانوا يتربّصون األخطاء ل (إسقا ُ‬
‫طه)‬

‫أن ((البعث ‪ +‬العظم)) " أضعف " من أن يُش ّكلوا حكومة مادام الحزب ((الوطنى ‪ +‬الشعب)) ‪ُ (( +‬منير العجالنى)) "‬ ‫أظهرت التجربة ّ‬
‫يُعارضونها " و " يرفضون " شكل ال ُكتلة الواحدة‬
‫‪ُ )-2‬مؤتمر رؤساء الوزارات العرب ‪::‬‬

‫دعت ((مصر)) فى ‪ 22‬ديمسبر ((رؤساء الوزارات العرب)) ل حضور ((مؤتمر ف القاهرة)) من أجل ُمنقشة ((العراق)) فى عزمه على‬
‫عقد ((تحالُف دفاعى مع تُركيا)) و كان هذا ّ‬
‫((أول)) ُمؤتمر يحضره ((عبدالناصر)) و قد حضر ال ُمؤتمر ُك ّالً من ‪(( ::‬فارس الخورى‪،‬‬
‫سوريّا ‪ +‬سامى الصلح‪ ،‬لبنان ‪ +‬توفيق أبو الهدى‪ ،‬األردن ‪ +‬فيصل‪ ،‬السعوديّة)) باإلضافة إلى ((وزراء الخارجيّة ‪ ::‬مصر ‪ +‬سوريّا ‪+‬‬
‫لبنان ‪ +‬األردن))‬

‫أ ّما ((نورى السعيد)) فقد ((إعتذر)) عن الحضور و أرسل بعد إلحاح شديد ُك ّالً من ‪(( ::‬فاضل الجمالى‪ ،‬رئيس وزراء العراق األسبق ‪+‬‬
‫أحمد مختار بابان‪ ،‬نائب رئيس الوزراء ‪ +‬برهان الدين باش أعيان‪ ،‬مبعوث وزير الخارجيّة)) ف وصل الوفد يوم ‪ 26‬يناير إلى (القاهرة)‬

‫ّ‬
‫لإلطالع على ُمجريات ال ُمؤتمر ‪ +‬موقف ((سوريّا)) حسب تصريحات الصاغ (صالح سالم)‪ ،‬صفحة ‪ 509‬و ‪510‬‬

‫أن أى حلف مع ((تُركيا)) ب‬


‫التقارب)) بين ((مصر و تُركيا)) حين أعلن ((راديو القاهرة)) يوم ‪ 25‬يناير ّ‬
‫ُ‬ ‫شهد ذلك اإلسبوع أيضا ً ((نهاية‬
‫مثابة حلف مع ((إسرائيل))‬

‫لكى يتج ّنب رؤساء الوزراء العرب ((الفشل)) فى مؤتمر القاهرة‪ّ ،‬‬
‫قرروا ((تأخير إجتماعاتهم)) فى ‪ 30‬يناير عدّم أيّام ريثما تزور ((لجنة‬
‫تتألف من ‪(( ::‬الرئيس اللبنانى ‪ +‬الرئيس األُردنى ‪ +‬وزير الخارجيّة ‪ +‬صالح سالم))‬‫ُرباعيّة)) السيّد ((نورى السعيد)) فى ((بغداد)) ّ‬

‫ّ‬
‫لإلطالع على ُمجريات لقاء ((بغداد)) حسب وصف ((صالح سالم))‪ ،‬صفحة ‪ 512‬و ‪513‬‬

‫((إنفض)) المؤتمر فى ‪ 6‬شباط ((بدون)) الوصول إلى ((قرار أو نشر بالغا ً ُمشتركاً))‪،‬‬
‫ّ‬

‫فى اليوم التالى أى فى ‪ 7‬شباط‪ ،‬تم ((إسقاط)) حكومة ((فارس الخورى)) فى ((دمشق)) األمر الذى أظهر ((مصر)) و كأنّها ((ربحت))‬
‫جولة حاسمة‬

‫‪ )-3‬إنشقاق الحزب الوطنى ‪::‬‬

‫تحول فى ((السياسة العربيّة))‪ .‬فقد حدث إتّصاالن خالل األزمة ‪::‬‬


‫يُعتبر ((سقوط)) حكومة ((فارس الخورى)) يوم ‪ 7‬شباط ‪ 1955‬نُقطة ّ‬

‫تقارب (البعث) مع (مصر)‬


‫أ‪ُ )-‬‬

‫تقارب ((البعث)) مع ((الشيوعيّة)) م ّما ((أنعش)) آمال ((السوفييت))‬


‫ب‪ُ )-‬‬

‫((سقطت)) حكومة ((فارس الخورى)) بسبب اإلتّهامات التى ُوجّهت لها ب ((التخلّى عن سياستها ال ُمعادية ل األحالف األجنبيّة)) التى تع ّهد‬
‫بها ((فارس الخورى)) فى بيانُه ((البرلمانى)) ل نيل ثقة حكومتُه ‪ +‬تأكيدها ثانية ((قبل) سفر ((الخورى)) ل حضور مؤتمر ((القاهرة))‬
‫ب قرار من ((لجنة الشؤون الخارجيّة فى البرلمان )) التى كان أعضاءها ((الحورانى‪ ،‬البعثى ‪ +‬خالد بكداش‪ ،‬الشيوعى)) باإلضافة إلى‬
‫((البيطار‪ ،‬منصب سكرتير اللجنة))‬

‫طف مع العراق)) بعد أن ((عاد‪ ،‬فارس الخورى)) إلى ((دمشق)) خالل فترة‬ ‫جاءت تقارير من ((الصحافة المصريّة)) تُشير ب ((التعا ُ‬
‫((تأجيل ال ُمؤتمر)) و أعلن ‪(( ::‬إذا كان ميثاق األمن الجماعى العربى فعّاالً‪ ،‬ف ّ‬
‫إن العراق غير ُمجبرة على البحث عن وسائل ل الدفاع))‬
‫حيث تم إستخدام تلك التصريحات من ِقبَل ((ال ُمعارضة)) ل ((اإلطاحة)) به‬ ‫ُ‬

‫كان ((الحزب الوطنى)) فى مرحلة ((تف ُّكك و إنقسام)) بين جناح ((لُطفى الحفّار‪ ،‬المؤيّد ل العراق)) و جناح ((صبرى العسلى‪ ،‬ال ُمعارض‬
‫ل العراق)) م ّما أعطى فُرصة كبيرة إلى ((خالد العظم ‪ +‬الحورانى))‪ ،‬رقم ‪ 7‬صفحة ‪558‬‬

‫تقرب إلى ((صبرى العسلى ‪ +‬ميخائيل ليان)) ُمقترحا ً إقامة ((إئتالف)) يقوم على أثره ب ((إلغاء إتّفاقُه مع‬
‫كان ((خالد العظم)) ّأول من ّ‬
‫الحورانى)) و بعد أن نجحت الفكرة‪ ،‬طلب ((العظم)) على شريكيه ب أن يقبال ((الحورانى)) من أجل ((إنقاذُه من الشيوعيّين))‪ .‬حين تم‬
‫فضح أمر ((الحلف)) القائم بين ((العسلى مع أليان ‪ +‬الحورانى مع العظم)) قام ُك ًّال من ((لُطفى الحفّار ‪ +‬أعضاء بارزون)) ب‬
‫((اإلنسحاب من الحزب)) باإلضافة إلى ((إنسحاب‪ ،‬وزيران من الحزب الوطنى ‪ ::‬فاخر الكيالى ‪ +‬بدوى الجبل)) وهذا ما أدّى ب دوره‬
‫إلى ((إستقالة‪ ،‬فارس الخورى))‬

‫ذهب ((العظم ‪ +‬الحورانى ‪ +‬العسلى)) يوم ‪ 10‬شباط إلى ((الرئيس‪ ،‬األتاسى)) ُمدّعين أنّهم يُمثّلون ((األكثريّة فى البرلمان و وضعوا كامل‬
‫ثقتهم فى ((صبرى العسلى)) ل تشكيل الحكومة))‪ .‬بالفعل تم تشكيل حكومة ((صبرى العسلى)) يوم ‪ 13‬شباط ُمسندا ً وزارتى ((الدفاع ‪+‬‬
‫الخارجيّة)) إلى ((خالد العظم)) بعد أن ((فشلت)) ُكل ُمحاوالت ((حزب الشعب ‪ُ +‬منير العجالنى ب ال ُمستقلّين)) ب ((التمديد ل حكومة‬
‫فارس الخورى))‪ ،‬رقم ‪ 8‬صفحة ‪558‬‬
‫ّ‬
‫لإلطالع على رأى ((خالد العظم)) فى تشكيل حكومة ((العسلى))‪ ،‬صفحة ‪ 516‬و ‪ 517‬و ‪518‬‬

‫‪ )-4‬دور ((مصر)) ‪::‬‬

‫أعلنت ((مصر)) " تأييدها " ل حكومة ((العظم)) فى ُكل مراحل إستالمها ل ال ُ‬
‫سلطة‪ ،‬و أوكلت أمر ((سوريّا)) إلى ((صالح سالم ‪+‬‬
‫محمود رياض))‬

‫ّ‬
‫لإلطالع على ((هجوم إذاعة راديو القاهرة)) على حكومة ((فارس الخورى)) يوم ‪9‬شباط‪ ،‬صفحة ‪519‬‬

‫ّ‬
‫لإلطالع على دور ((صالح سالم)) فى ((إسقاط‪ ،‬فارس الخورى))‪ ،‬صفحة ‪520‬‬

‫وصل ((محمود رياض)) يوم ‪ 18‬حزيران ‪ 1955‬إلى ((سوريّا)) و أعلن أن هدفه دعوة ((فارس الخورى)) إلى مؤتمر ((الرؤساء)) ثم‬
‫عمل فى منصب ((سفير مصر فى سوريّا)) حتّى إعالن الوحدة عام ‪ 1958‬الذى يُعد و بحق أحد ُمهندسيها‪ .‬كانت أولى مهامه تتل ّخص فى‬
‫((تلطيف الرأى العام السورى تجاه األفكار السلبيّة الشائعة عن عبد الناصر)) ف عمل على دعوة العديد من الوفود إلى ((مصر)) بما فيها‬
‫((ال ُمعارضة ‪ ::‬حزب الشعب ‪ +‬الجمعيّات اإلسالميّة)) ل ترى إنجازات الثورة ثم تال ذلك إتمام صفقة ((األسلحة التشيكيّة))‬

‫ّ‬
‫لإلطلع على ال ُمه ّمة المستعجلة ل ((محمود رياض)) بين يناير و شباط ‪ 1955‬تتل ّخص فى ((إبعاد سوريّا عن حلف بغداد))‬
‫صفحة ‪ 521‬و ‪ 522‬و ‪523‬‬

‫تقدّم ((صبرى العسلى‪ ،‬رئيس الوزراء الجديد)) فى ‪ 22‬شباط ب بيان إلى ((المجلس النيابى)) يُعلن فيه ((شجب جميع األحالف و المواثيق‬
‫قررة مناقشة بيانُه يوم ‪ 24‬شباط‪ .‬لكن حدث و أن وصل ((عدنان مندريس‪ ،‬رئيس وزراء تُركيا)) يوم‬ ‫العسكريّة األجنبيّة)) و كان من ال ُم ّ‬
‫‪ 23‬شباط إلى ((بغداد)) من أجل وضع اللمسات األخيرة ل ((حلف بغداد)) ف أسرعت ((القاهرة)) ب إتّهام ((تُركيا)) ب ((إرسال فرقتين‬
‫إلى الحدود السوريّا)) وسط ((إنكار‪ ،‬تُركى)) لكنّها ((لم)) تذع ذلك اإلنكار ب (اللغة العربيّة)) ّإال باليوم ال ‪(( 2‬بعد)) أن إنتهت ُمناقشة‬
‫حيث فاز " العسلى " ب الثقة فى ليلة ‪ 24‬شباط عندما نالت ‪ 66‬صوتا ً ضد ‪ 53‬و إمتناع ‪ 2‬عن‬ ‫ُ‬ ‫الحكومة السوريّا فى ((البرلمان))‬
‫التصويت‪ .‬و فى مساء ذلك اليوم تم ((التوقيع)) على ((حلف بغداد))‬

‫ّ‬
‫لإلطالع على هجوم ((صوت العرب)) على ((حلف بغداد))‪ ،‬صفحة ‪524‬‬

‫صرح ب ّ‬
‫أن ((لم يعُد ل ميثاق األمن الجماعى العربى أه ّميّة بعد توقيع حلف بغداد‪،‬‬ ‫وصل ((صالح سالم)) يوم ‪ 26‬شباط إلى ((دمشق)) و ّ‬
‫لذا من األفضل إقامة إتّحاد فدرالى بين القُطرين مع توحيد السياسة الخارجيّة و األمور السياسيّة و اإلقتصاديّة بجانب قيادة عسكريّة‬
‫ُمشتركة))‬

‫قدّم ((صالح سالم)) نُسخة من هذه اإلقتراحات إلى ((سوريّا)) لكنُّه قوبل ب شئ من ((الشك)) خا ّ‬
‫صة من ((وزراء الحزب الوطنى ‪+‬‬
‫رئيس الوزراء))‪.‬‬

‫ّ‬
‫((غزة))‪ ،‬صفحة ‪ 525‬و ‪526‬‬ ‫ّ‬
‫لإلطالع على أحداث‬

‫ضبّاط و السياسيّين)) يوم ‪ 1‬آذار فى‬ ‫إجتمع ((شوكت شُقير‪ ،‬رئيس األركان ‪ +‬عدنان المالكى‪ ،‬نائبرئيس األركان)) مع عدد من ((ال ُ‬
‫أن ((سوريّا وافقت على إقامة حلف كامل مع مصر و توحيد الجيشين))‪ .‬فى يوم ‪ 2‬آذار تم توقيع اإلتّفاقيّة بين‬ ‫((دمشق)) حيث تم اإلعالن ّ‬
‫((صبرى العسلى ‪ +‬صالح سالم)) التى تنُص أولى فقراتها ب (( ُمعارضة حلف بغداد))‬

‫األول فى هذه ال ُمفاوضات ل ((خالد العظم)) بالتعاون مع ((شوكت شُقير ‪+‬عدنان المالكى)) و ليس ((العسلى))‬
‫كان الدور ّ‬

‫ع ّمان‪ ،‬فى ‪ 3‬آذار ‪ +‬الرياض‪ ،‬فى ‪ 4‬و ‪ 5‬آذار ‪ +‬بيروت‪ ،‬فى ‪ 6‬آذار)) ليحصلوا على‬
‫قام ((صالح سالم ‪ +‬خالد العظم)) ب زيارة (( ُ‬
‫((موافقة)) الحكومات على الحلف الجديد‪(( .‬تحفّظت)) حكومات ((لبنان ‪ +‬األردن)) على عكس ((الرياض)) التى قامت ب ((التوقيع))‪ .‬و‬
‫بذلك عاد ((صالح سالم)) يوم ‪ 7‬آذار إلى ((القاهرة)) حامالً مشروع حلف ((مصرى ‪ -‬سعودى ‪ -‬سورى))‬

‫لإل ّ‬
‫طالع على تفاصيل حلف ((مصرى ‪ -‬سعودى ‪ -‬سورى))‪ ،‬صفحة ‪ 527‬و ‪ 528‬و ‪529‬‬

‫ّ‬
‫لإلطالع على رأى ((ميشيل عفلق)) عن ّأول إتّصال بين ((البعث و المصريّين)) بين شباط و آذار ‪ 1955‬بخصوص الحلف ((مصرى ‪-‬‬
‫سعودى ‪ -‬سورى))‪ ،‬صفحة ‪ 529‬و ‪530‬‬

‫صرح ب ‪ ::‬صفحة ‪531‬‬


‫كانت نظرة ((عبد الناصر)) إلى ((الوحدة)) على ((خالف)) تام ل تصريحاته إلى ((نيويورك تايمز)) حين ّ‬
‫‪ )-5‬بريطانيا تنضم إلى الحلف ‪:‬‬

‫إنض ّمت ((بريطانيا)) إلى ((حلف بغداد)) فى نيسان ‪ 1955‬وسط (( ُمعارضة‪ ،‬مصريّة)) شديدة بعد إنضمام ((سوريّا)) إلى ال ُمعسكر‬
‫((ال ُمعادى ل الحلف)) ف إنتقل مركز الثقل فى ((السياسة العربيّة)) إلى ((مصر)) م ّما ((أبطل)) فعاليّة الحلف‪ ،‬رقم ‪ 19‬صفحة ‪559‬‬

‫إن ((المسودّة األولى)) ل الحلف خطت فى ((لندن)) خالل زيارة ((نورى السعيد)) فى أيلول ‪ 1954‬لكن تم اإلتّفاق على ((التنفيذ)) " بعد "‬
‫إنجاز اإلتّفاقيّة ((المصريّة ‪ -‬اإلنجليز ّية)) ب شهر واحد‪.‬‬

‫سأل ((أنطونى ناتنغ‪ُ ،‬ممثّل بريطانيا )) فى المراحل النهائيّة من ال ُمفاوضات ((عبد الناصر)) حول موقف ((مصر)) من ((حلف بغداد‬
‫ال ُمقترح)) ف أجابه ((عبد الناصر)) ب أنّه سيبقى (( ُمحايداً)) لكن يبدو أنّه تم فهم مغزى ((عبد الناصر)) ب صورة ((خاطئة))‬

‫حيث أمضى‬‫ُ‬ ‫فى البدء قام ((أيدن)) ب ُمقابلة ((عبد الناصر)) يوم ‪ 21‬شباط ‪ 1955‬فى ((القاهرة)) أى ((قبل)) توقيع الحلف ب ‪ 3‬أيّام‪،‬‬
‫((وزير الخارجيّة ‪ +‬ال فيلد مارشال‪ ،‬جون هاردينغ)) ليلة فى ((القاهرة)) و هو فى طريقه إلى إجتماع حلف ((جنوب شرقى آسيا)) فى‬
‫((بانكوك))‬

‫ّ‬
‫لإلطالع على تفاصيل اإلجتماع حسب رواية ((أيدن))‪ ،‬صفحة ‪ 534‬و ‪535‬‬

‫ّ‬
‫لإلطالع على تفاصيل لقاء ((أيدن)) ب ((نورى السعيد)) فى ((بغداد)) فى طريقه إلى ((لندن))‪ ،‬صفحة ‪ 536‬و ‪537‬‬

‫ّ‬
‫لإلطالع على أه ّميّة ((البترول الخليجى ‪ -‬العراقى)) ‪ +‬النواحى ((العسكريّة ‪::‬موانئ ‪ +‬مطارات)) فى اإلتّفاقيّة ((العراقيّة ‪ -‬البريطانيّة))‪،‬‬
‫صفحة ‪ 537‬و ‪ 538‬و ‪539‬‬

‫حيث شاركت ((العراق))‬ ‫ُ‬ ‫وجدت ((بريطانيا)) نفسها (( ُمجبرة)) على ((التخلّى)) عن سياسة ((الحياد)) تجاه مشروع ((الهالل الخصيب))‬
‫فى ُمؤامراتُه ل ((يستعيد زمام ال ُمبادرة فى سوريّا)) بطريقة ((غير ُمباشرة)) تحت ُمس ّمى ((تقوية حلف بغداد)) عن طريق ((تأمين‬
‫عُضويّة سوريّا فيه‪ ،‬أو‪ ،‬إنقاذ سوريّا من النفوذ المصرى‪ ،‬أو‪ ،‬التد ُّخل الشيوعى)) األمر الذى أدّى إلى ((نشوب نزاع)) على ((واحة‬
‫البريمى)) قُرب حدود ((غير)) ُمحدّدة المعالم فى ((جنوب شرقى الجزيرة العربيّة)) باإلضافة إلى ((إنتهاء الصداقة التقليديّة )) بين‬
‫((بريطانيا و السعوديّة)) مع تولّى ((الملك سعود)) العرش‪ ،‬رقم ‪ 25‬صفحة ‪560‬‬

‫‪ )-6‬المكاسب السوفييت ‪::‬‬

‫كانت فُرص ((نجاح)) حلفى ((بغداد ‪ +‬جنوب شرقى آسيا)) فى ((لجم)) القوى ((الشيوعيّة)) " قليلة " باألخص بعد أن تأ ّكدت ((الصين))‬
‫من شكوكها تجاه حلف ((جنوب شرقى آسيا))‪.‬‬

‫أيقظت خطط ((الغرب الدفاعيّة فى الشرق األوسط)) إهتمام ((السوفييت)) ب المنطقة بين عامى ‪ 1944‬و ‪ .1947‬غير أنّه ((أُجبر)) على‬
‫((الترا ُجع)) عن ((المضايق)) ‪(( +‬شرقى البحر ال ُمتوسّط)) ‪(( +‬الخليج العربى)) بفضل إجراءات حازمة إتّخذها ((بريطانيا)) ّأوالً و‬
‫((أميركا)) ثانياً‪.‬‬

‫((تالشى)) التقسين القديم ل العالم إيى ُمعسكر ((شرقى‪ ،‬إشتراكى)) و آخر ((غربى‪ ،‬رأسمالى)) فى أوائل الخمسينيّات أى ((بعد‪ ،‬الحرب‬
‫الباردة)) و قد قامت دول ((آسيويّة)) ‪(( +‬الهند)) نحو إنشاء ُمعسكر ((عدم اإلنحياز)) فى الوقت الذى قام فيه ((السوفييت)) ب ُمحاولة‬
‫((التقارب)) مع الدول التى ((لم)) تشترك فى ((الحرب الباردة))‬
‫ُ‬ ‫((الخروج من العُزلة الدوليّة)) و‬

‫((التقارب)) عن طريق تفحُّص دور ((البرجوازيّة الوطنيّة فى آسيا و الشرق‬


‫ُ‬ ‫ّ‬
‫لإلطالع على رأى ((أ‪ .‬أبوتخين)) عام ‪ 1949‬حول مسألة‬
‫األوسط و إفريقيا))‪ ،‬صفحة ‪ & 543‬رقم ‪ 27‬صفحة ‪560‬‬

‫عندما ((شجب‪ ،‬الغرب)) فكرة ((الحياد‪ ،‬العربى))‪ ،‬كان ((السوفييت)) ّأول من ((رحب)) ب الفكرة الذين رأؤوا فى ((الحياد)) خطوة كافية‬
‫خططات الغرب)) ف عملوا على ((تشجيع األحزاب الشيوعيّة فى التحالُف مع البرجوازيّة الوطنيّة)) فى تأليف ((جبهات‬ ‫من أجل ((ردع ُم ّ‬
‫وطنيّة)) وقت إنعقاد ((مؤتمر باندونغ)) فى نيسان ‪1955‬‬

‫كانت ((مصر)) من طليعة الدول التى إستفادة من سياسة ((السوفييت)) بعد إتمام صفقة األسلحة ((التشيكيّة)) فى خريف ‪ 1955‬التى‬
‫شجّعت ((روسيا)) ب دعم الوحدة العربيّة)) التى كانت ((تش ُجبها)) سابقا ً ُمنذ ‪ 1947‬ب إعتبارها أداه إستعماريّة باألخص بعد أن تم‬
‫((اإلعتراف)) بها فى ال ُمؤتمر ال ‪ 20‬ل ((الحزب الشيوعى السوفييت)) عام ‪.1957‬‬
‫رقم ‪ 28‬صفحة ‪ & 560‬رقم ‪ 30‬صفحة ‪561‬‬

‫صة شراء ((دبّابات مارك ‪ 4‬األلمانيّة))‪،‬‬ ‫ّ‬


‫لإلطالع على ق ّ‬
‫صفحة ‪ 548‬و ‪ & 549‬رقم ‪ 33‬صفحة ‪561‬‬

‫ّ‬
‫لإلطالع على دور ((السوفييت)) فى ((الدفاع عن سوريّا)) من التهديدات ((العسكريّة ‪ ::‬العراقيّة ‪ -‬التُركيّا))‪ ،‬صفحة ‪ 549‬و ‪550‬‬

‫تُقدّر ُمشتريات ((األسلحة)) التى تعاقدت عليها ((سوريّا)) من ((السوفييت)) بين عامى ‪ 1957 - 1954‬ب ‪ 100‬مليون جنيه إسترلينى‬

‫ّ‬
‫((غزة)) باإلضافة إلى ُمفاوضات شراء‬ ‫ّ‬
‫لإلطالع على مدى ((سوء)) القُدرات ((العسكريّة المصريّة)) وقت العدوان ((اإلسرائيلى)) على‬
‫((السال)) بين ((عبد الناصر)) و ((باندونغ ثُم السوفييت)) حسب رواية ((صالح سالم))‪،‬‬
‫صفحة ‪ 551‬و ‪ 552‬و ‪ 553‬و ‪ 554‬و ‪ & 555‬رقم ‪ 37‬صفحة ‪561‬‬

‫‪------------------------------‬‬
‫‪------------------------------‬‬
‫‪------------------------------‬‬

‫الفصل الثامن عشر‬

‫الجيش و قضيّة المالكى‬

‫عاد ((الوفد السورى)) ُمسرعا ً بعد وقوع ((جريمة سياسيّة)) إلى ((دمشق)) تاركا ً ُمفاجئات ((باندونج)) ال ُمثيرة‪.‬‬

‫‪ )-1‬الجريمة ‪::‬‬

‫إُغتيل ((العقيد‪ ،‬عدنان المالكى‪ ،‬نائب رئيس األركان)) يوم ‪ 22‬نيسان ‪ 1955‬أثناء إنعقاد ُمباراه (( ُكرة قدم)) على يد ((الرقيب‪ ،‬يوسف عبد‬
‫الرحيم)) الذى ((إنتحر)) ُمباشرة عقب التنفيذ‪.‬‬

‫كان ((العقيد‪ ،‬المالكى)) يُعتبر ((أقوى)) رجل ب الجيش على عكس رئيسه ((شوكت شُقير)) الذى كان يُعانى من نُقطة ((ضعف))‬
‫مصدرها ((أصله‪ ،‬الدرزى اللبنانى)) بجانب ((عدم)) تبنّيه األفكار ((القوميّة)) التى تُحفّز ((الضبّاط الصغار))‬

‫سرعان ما‬
‫تم تسريح ((المالكى)) من الجيش أثناء ُحكم ((الشيشكلى)) " قبل " أن يعود إلى صفوفه بعد ((اإلطاحة)) ب " الشيشكلى "‪ .‬و ُ‬
‫غدا ((حليف ل الوحدة العربيّة)) ُمنتمى ل ُمعسكر ((الحياد)) ُمعلنا ً (( ُمعارضتُه ل ‪ ::‬اإلتّحاد مع العراق ‪ +‬خطط الدفاع الغربى ‪+‬‬
‫ال ُمساعدات الغربيّة المشروطة)) و م ّهد الطريق ل توقيع إت ّفاقيّة ((التعاون ال ُمشترك مع مصر فى آذار ‪ .))1955‬إستطاع أن يُزج‬
‫((الجيش)) من جديد فى ((السياسة)) بعد التعاون مع ((العظم ‪ +‬العسلى ‪ +‬الحورانى)) فى ُمحاوالته ل ((إسقاط‪ ،‬فارس الخورى)) ب حجّة‬
‫((إنقاذ سوريّا من حلف بغداد)) أى قبل مصرعه ب شهر‪.‬‬

‫رأى ((البعث)) فى " المالكى " ((الحليف)) الذى يحتاجونه تماما ً باألخص بعد إنضمام ((شقيقُه‪ ،‬رياض المالكى)) إلى ((عُضويّة حزب‬
‫البعث))‪ ،‬رقم ‪ 1‬صفحة ‪582‬‬

‫كان ((الرقيب‪ ،‬يوسف عبد الرحيم)) ينتمى ل الحزب ((السورى القومى اإلجتماعى)) الذى يُسابق ((البعث)) فى ((السيطرة على الجيش))‬
‫المعروف ب ((عداءه‪ ،‬ل الشيوعيّة ‪ +‬القوميّة العربيّة))‬

‫قام ((المالكى)) ب تأليف ((مجلس ثورة)) على غرار ((المجلس المصرى)) من أجل ((إستأصال العناصر العسكريّة الموالية ل ‪ ::‬الحزب‬
‫السورى القومى اإلجتماعى)) فقد كان معروفا ً ((عدا ُءه ل ‪ ::‬ال ُمقدّم‪ ،‬غسّان جديد)) باإلضافة إلى ((جورج عبد المسيح‪ ،‬رئيس الحزب فى‬
‫سوريّا)) الذى سبق و أن هدده " المالكى " ب تسلي ُمه إلى ((لبنان)) التى حكمت عليه ب ((اإلعدام غيابيّاً))‪ ،‬رقم ‪ 2‬صفحة ‪582‬‬

‫قوة ((القومى السورى)) داخل ((الجيش)) تُقدّر ب ((‪ 30‬ضابطا ً ‪ 100 +‬صف ضابط))‪ ،‬رقم ‪ 3‬صفحة ‪582‬‬
‫كانت ّ‬

‫نُشر قرار يوم ‪ 29‬حزيران يتّهم ((‪ 140‬عُضوا ً من الحزب مسؤولين عن إرتكاب ُجنح و جنايات تتعلّق ب مقتل المالكى)) من بينهم ‪30‬‬
‫عُضوا ً ُمتّهمين ب ((القتل ‪ +‬اإلتّصال ب دولة أجنبيّة ‪ +‬حض الجيش على العصيان ‪ +‬تعكير صفو عالقات سوريا ب مصر ‪ +‬إجراء‬
‫إتّصاالت ب الحكومة العراقيّة ‪ +‬إجراء إتّصال ب أميركا ل دعم إنقالب فى سوريّا يُطيح ب أنصار الوحدة مع مصر)) فى طليعه ال ُمتّهمين‬
‫‪(( ::‬جورج عبد المسيح‪ ،‬رئيس الحزب ‪ +‬جولييت المير‪ ،‬أرملة أنطون سعادة ‪ +‬عصام المحايرى‪ ،‬األمين العام ل الحزب ‪ +‬الرقيب غسّان‬
‫جديد ‪ +‬سامى الخورى))‬

‫ّ‬
‫موظفين رسميّين فى ((سفارة أميركا فى‬ ‫تم إتّهام اللجنة التنفيذيّة ل الحزلب إرسال ((عصام المحايرى)) إلى ((أميركا)) ‪ +‬اإلتّصال ب‬
‫أن الحزب قد عمل على ((تزويد‪ ،‬مكتب المعلومات األميركى فى دمشق)) ب‬ ‫دمشق)) بعد أن تم ُمصادرة عدد من ((الوثائق)) كشفت ّ‬
‫تقارير عن نشاطات ((اإلخوان ال ُمسلمين فى سوريّا ‪ +‬الحزب اشيوعى فى سوريّا و لبنان)) ُمنذ عام ‪ 1955‬من ضمنها الرسالة المشهورة‬
‫ل ((هشام شرابى)) عُضو فى الحزب ((القومى السورى)) ُمقيم فى ((أميركا)) طلب فيها ((التعاون مع أميركا))‪.‬‬

‫‪ )-2‬تبعات اإلغتيال و ذيوله ‪::‬‬

‫كانت ((ال ُمحاكمات)) التى أعقبت مقتل ((المالكى)) هى من وحى ((البعث)) وسط تهليل ((الشيوعيّة)) اللذان ((تحالفا)) مع بعضهما‬
‫((ضد)) العدو ال ُمشترك ال ُمتمثّل فى ((السورى القومى))‪ .‬إختلفت التحقيقات القضائيّة فى قضيّة ((المالكى)) عن سابقيها فى التركيز على‬
‫مولين األجانب)) بينما تم التركيز ((قديماً)) على ((الخصوم المحلّيين)) مثال ‪ُ ::‬محاكمات مقتل ((عبد الرحمن الشهبندر)) عام ‪1940‬‬ ‫((ال ُم ّ‬
‫التى ُحصرت فى الحدود ((المحلّيّة))‪.‬‬

‫ُّ‬
‫((التخلص من خصمه األيدلوجى الداعى ل القوميّة السوريّا)) باإلضافة إلى ((الشيوعيّين))‬ ‫تُعتبر ال ُمحاكمات فُرصة ل حزب ((البعث)) فى‬
‫فى ((تمهيد الطريق ل السوفييت و إضعاف مركز الغرب فى سوريّا))‪.‬‬

‫أعلن ((شوكت شُقير)) أثناء حفل ((تأبين المالكى)) الذى حضره ‪ 50‬ألف شخص‪ ،‬أنّه سوف يثأر ل دماء الفقيد‪ .‬و على إثر تصريحاته تم‬
‫إعتبار ((الحزب السورى القومى)) حزبا ً ((غير شرعى)) ف تم ((إعتقال)) عدد كبير من أعضاءه ‪ +‬إغالق مكاتبه ب الشمع األحمر ‪+‬‬
‫تسريح انصاره من الجيش و مؤسسات الدولة ‪ +‬ال ُحكم على أرملة أنطون سعادة ب ‪ 22‬سنة سجن ‪ +‬ال ُحكم غيابيّا ً على ((غسّان جديد ‪+‬‬
‫فرا إلى ((لبنان)) و أعادوا رص الصفوف ب اإلتّصال ب ((السفارات األجنبيّة)) و ((التضخيم من خطر‬ ‫جورج عبد المسيح)) اللذين ّ‬
‫الشيوعيّة)) األمر الذى كان له نتائج ((سلبيّة)) فى (زيادة التحالف بين البعث و الشيوعيّة)‬

‫‪ )-3‬وقع اإلغتيال فى الجيش ‪::‬‬

‫ضبّاط السوريّون)) تحت نفوذ‬ ‫ُ‬


‫حيث وقع ((ال ُ‬ ‫((لم)) ي ُكن ((الجيش الوطنى)) الذى تش ّكل ((بعد اإلستقالل)) عام ‪ 1946‬ذو ((تقليد عسكرى))‬
‫أصدقائهم من ((الغير عسكريّين)) و قد أدّى إغتيال ((المالكى)) إلى ((تفتُّت القيادة)) ب الجيش عندما إندفعت ((األحزاب السياسيّة)) و‬
‫الدول ال ُمجاورة تبحث عن (( ُحلفاء فى الجيش)) عن طريق ((تد ُّفق األموال من ‪ ::‬مصر ‪ +‬العراق ‪ +‬األردن ‪ +‬السعوديّة ‪ +‬الدول‬
‫ضبّاط ل بعثات إلى الخارج)) من أجل إتمام صفقات ((شراء السالح و العتاد)) ف جرت حوادث‬ ‫الكبرى)) باإلضافة إلى ((إرسال ال ُ‬
‫((إختالس)) نتيجة ل ((غياب بيانات بالمصاريف ل وجود ُمؤسّسات األمن ال ُمتزايدة العدد)) م ّما أدّى إلى ((هدر األموال بعيد عن مشاريع‬
‫التنمية اإلقتصاديّة))‬

‫السراج)) الذى كان قياد ّيا ً فى حاشية ((الشيشكلى))‪ .‬تم ((تسريحه)) من الجيش بعد ((سقوط‬
‫ّ‬ ‫برز خالل تلك الفوضى‪(( ،‬عبد الحميد‬
‫الشيشكلى)) لكن ما لبث أن ((عاد)) بناء على تعليمات ((شوكت شقير)) فى منصب ((رئيس ال ُمخابرات العسكريّة)) فى آذار ‪ 1955‬قبل‬
‫شهر من إغتيال المالكى من أجل ((التصدّى إلى ُمؤامرات ‪ ::‬العراق ‪ +‬القومى السورى ‪ +‬الغرب))‬

‫((السراج)) يُعتبر ((حليفاً)) ل حزب ((البعث)) لك ّنه ((ال)) ينتمى إلى الحزب‪ ،‬على عكس عدد من ال ُ‬
‫ضبّاط أمثال ‪ُ (( ::‬مصطفى‬ ‫ّ‬ ‫كان‬
‫حمدون ‪ +‬عبد الغنى قنوت ‪ +‬بشير صادق ‪ +‬حسن حدّة ‪ +‬جمال الصوفى))‪ُ .‬ربّما كان هؤالء من أبرز ((ال ُمؤيّدين)) لكن ((لمع)) من‬
‫عيّن وزيراً ل اإلصالح‬ ‫((أول من نطق ب إسم ثورة حلب ضد الشيشكلى فى شباط ‪ُ ،1954‬‬ ‫ُ‬
‫حيث يُعتبر هو ّ‬ ‫بينهم إسم ((حمدون ))‬
‫الزراعى فترو الحدة عام ‪ ،1958‬كان مسؤوالً عن قانون اإلصالح الزراعى الجائر فى توزيع األراض‪ ،‬الذى إنطوى على شئ من الحقد و‬
‫اإلنتقام من ُم ّالك األراض ب ُحماه ))‬

‫ضبّاط ((ال ُمستقلّين)) الذين يُعرفوا ب إسم ((التحريريّين ‪ ::‬حركة التحرير العربى)) ب قيادة ((أمين النفورى))‬
‫كان يوجد أيضا ً جماعة ال ُ‬
‫ّ‬
‫التى ض ّمت أيضا ُ ((جادو عز الدين ‪ +‬أحمد عبد الكريم ‪ +‬حسين حدّة)) و كانوا يميلون إلى ((السياسيّين ال ُمستقلين)) ب قيادة ((العظم‪ .‬كان‬
‫هُناك مجموعة ‪ 3‬ض ّمت ((طعمة عودة هللا)) الذى شغل منصب وزارى فى عهد ((الوحدة))‪ .‬باإلضافة إلى مجموعة ‪ 4‬تُدعى ب ((جماعة‬
‫دمشق)) ب قيادة ((أكرم الديرى))‪ .‬و أخيرا ً برز الضابط ((عفيف البزرى)) فى منصب ((رئاسة األركان))‬

‫‪------------------------------‬‬
‫‪------------------------------‬‬
‫‪------------------------------‬‬

‫الفصل التاسع عشر‬

‫طريق سوريّا إلى السويس‪ ،‬الهجوم السوفيتّى المصرى‬

‫‪ )-1‬الوضع ‪::‬‬

‫((لم)) ي ُكن ((تأميم القناه)) فى تموز ‪ 1956‬هو السبب الرئيسى ل ((العدوان الثُالثى على مصر))‪.‬‬
‫أ‪ )-‬فرنسا ‪ ::‬إعتقدت أنّها ستستطيع ((قمع الحركة الوطنيّة فى شمالى إفريقيا)) عن طريق ((اإلطاحة ب عبد الناصر)) بسبب دعم‬
‫((الجزائر ب األسلحة ‪ +‬تدريب و ملجأ ل قادة جيش التحرير)) على الرغم من الوعود التى قطعها ((عبد الناصر)) على نفسه ل ((مسيو‪،‬‬
‫بينو)) ب ّ‬
‫((أال)) يتد ّخل ب ((الجزائر)) لدى زيارته فى الربيع إلى ((القاهرة))‪.‬‬

‫ب‪ )-‬إسرائيل ‪ ::‬سعت السياسة اإلسرائيليّة إلى ((إذالل عبد الناصر)) فى ميادين ((الحرب)) من أجل الكشف عن ((زيف إدّعاءاته ب‬
‫القيادة و اإلستقالل))‪ .‬ف ما أن ضمنت ((مصر)) " موافقة " ((بريطانيا)) على ((الجالء من السويس)) حتّى ش ّنت ((إسرائيل)) غارة على‬
‫ّ‬
‫((غزة)) فى شباط ‪.1955‬‬ ‫قطاع‬
‫رقم ‪ 2‬صفحة ‪619‬‬

‫ج‪ )-‬بريطانيا ‪ ::‬عندما بلورت ((مصر)) سياستها العربيّة الجديدة القاشمة على ((عدم اإلنحياز)) فى أوائل ‪ 1954‬أى ((قبل)) عام على‬
‫توقيع ((الحلف)) مع إستمرار ُمطالبة ((مصر)) ب ((التضا ُمن االعربى)) ل ((دعم سياسة اإلستقال الكامل عن الدول ال ُكبرى))‪ .‬يُمكن‬
‫القول أ ّنه بعد أن ((ربحت‪ ،‬مصر‪ ،‬ضم‪ ،‬سوريّا)) بعد إسقاط ((فارس الخورى))‪ ،‬وقع أصدقاء ((بريطانيا)) فى المنطقة ((العراق ‪ +‬األردن‬
‫‪ +‬الخليج)) تحت ((ضغط مصرى ُمباشر))‪ .‬و فى أوائل ‪ 1956‬عندما بدت ((األردن‪ ،‬واجهه العراق)) فى خطر الوقوع تحت سيطرة‬
‫التحرك العسكرى‪ ،‬رقم ‪ 3‬و ‪ 4‬صفحة ‪619‬‬ ‫ُّ‬ ‫((مصر)) كان لزاما ً على ((بريطانيا))‬

‫‪ )-2‬الهجوم السوفيتّى المصرى‬

‫قامت ((روسيا)) ب ّأول عمليّة تد ُّخل لها فى ((الشرق األوسط)) ب إعالنها عزما ً الوقوف بجانب ((سوريّا)) فى وجه التهديدات ((التُركيّا ‪-‬‬
‫العراقيّة)) باإلضافة إلى إغتيال ((المالكى)) فى نيسان ‪ .1955‬و قد فتح قيام ((مصر )) ب شراء ((األسلحة الروسيّة)) عام ‪ 1955‬صفحة‬
‫((التقارب الحثيث)) بين الدولتين‪.‬‬
‫ُ‬ ‫جديدة من تاريخ‬

‫كان والء ((سوريّا)) مازال تابع ل ((فرنسا)) باألخص فى عهد ((الزعيم ‪ +‬الشيشكلى)) قبل أن تخطو ((سوريّا)) أولى خطوات‬
‫((التحرر)) من خيوط التوجُّه ((الغربى)) عندما إنض ّمت ((رسميّاً)) إلى موقف ((مصر‪ ،‬ال ُمحايد)) إثر الحوار الدائر حول ((الدفاع عن‬
‫ُّ‬
‫الشرق األوسط عام ‪))1955 - 1954‬‬

‫تش ّكلت مرحلة جديدة فى تاريخ ((السياسة السوريّا الخارجيّة)) على يد رجال مثل ((خالد العظم ‪ +‬أكرم الحورانى)) م ّما فتح باب فيض‬
‫ال ُمداهنات ((السوفيتيّة ‪ +‬أوروبّا الشرقيّة)) فى عديد من المجاالت ((التجارة و السالح ‪ +‬القروض ‪ +‬الزيارات ال ُمتبادلة)) ُمختلفة األنواع‪.‬‬

‫‪ )-3‬إنتخاب القوتلى ‪::‬‬

‫((رشدى الكيخيا‪ ،‬رئيس الحزب)) فى آب ‪ 1955‬أن يقف ((ضد‪،‬‬ ‫حاول ((العراق)) العمل على ((إعادة سوريّا)) إلى سياستُه‪ .‬ف طلب من ُ‬
‫ّ‬
‫خالد العظم)) فى إنتخابات ((رئاسة الجمهوريّة)) ب العمل على ((التمديد ل‪ ،‬هاشم األتاسى)) فى شهر أيلول إال أن ((الكيخيا)) قد‬
‫((رفض)) ترشيح نفسه أمام ((العظم)) الذى يُعتبر (( ُمهندس التحالف المصرى السورى فى آذار ‪))1955‬‬

‫شح (( ُمعارض)) أمام ((العظم)) سوى ((القوتلى)) الذى كان سجل خدماته األولى ((غير المعا ً بين عامى ‪1943‬‬ ‫((لم)) يتم العثور على ُمر ّ‬
‫ّ‬ ‫ً‬
‫‪ ))1948 -‬باإلضافة إلى كونه ((ليس محبوبا من الجيش)) بسبب تفشى ((الفساد ‪ +‬المحسوبيّة ‪+‬التحيُّز ل أقاربه)) خالل فتة ُحك ُمه بجانب‬
‫(( ُمعارضة أميركا ل ترشيح العظم)) األمر الذى إستدعى ((شوكت شُقير‪ ،‬رئيس األركان العا ّمة)) أن يقوم ب ((سحب تأييد الجيش ل‬
‫العظم))‬

‫نتيجة لذلك‪ ،‬تم إنتخاب ((القوتلى)) فى منصب ((رئاسة ال ُجمهوريّة)) يوم ‪ 18‬آب ‪ 1955‬بعد إقتراع ‪ 2‬بسبب ((عدم)) تم ُّكنه من إحراز‬
‫أغلبيّة ال ‪ 30‬الالزمة عند اإلقتراع ‪ ،1‬رقم ‪ 5‬صفحة ‪619‬‬

‫‪ )-4‬إتّفاقيّة الدفاع ((السوريّا ‪ -‬المصريّة))‬

‫((إنسحب)) حزب ((البعث)) من إئتالف حكومة ((العسلى)) بسبب ((هزيمة‪ ،‬العظم)) األمر الذى أدّى إلى ((إستقالة حكومة العسلى)) يوم‬
‫‪ 6‬أيلول‪ .‬نتيجة ل ذلك‪ ،‬طلب ((القوتلى)) من السيّد ((سعيد الغزى)) أن يقوم ب تشكيل الحكومة‪ ،‬رقم ‪ 6‬صفحة ‪620‬‬

‫إستمر ((سعيد الغزى)) ب المضى فى ((السياسة الخارجيّة)) التى إنتهجها سابقيه على الرغم من إستحواذ ((حزب الشعب)) على ‪4‬‬ ‫ّ‬
‫وزارات منها ((الدفاع ‪ +‬اإلقتصاد)) و أعلن ((الغزى)) فى بيانه الوزارى يوم ‪ 20‬أيلول أنّه ((ال‪ ،‬يرى أيّه فائدة من اإلنضمام إلى الحلف‬
‫التُركى ‪ -‬العراقى‪ ،‬و أنّه بدالً من ذلك سيُتابع ال ُمفاوضات التى بدأتها الحكومة السابقة ل إنشاء حلف ثُالثى مع مصر والسعوديّة))‬

‫وقّعت ((سوريّا)) على إتّفاقيّة ((عسكريّة)) مع ((مصر)) بعد ُمضى شهر واحد على ((إعالن مصر عن صفقة األسلحة التشيكيّة))‬
‫رقم ‪ 7‬صفحة ‪620‬‬
‫و قد أُنشئت ((لجنة عُليا ‪ +‬خيئة ل شؤون الدفاع ‪ +‬قيادة ُمشتركة ب قيادة اللواء المصرى عبد الحكيم عامر)) ب موجب ال ُمعاهدة إال ّ‬
‫أن‬
‫ُمعظم نصوص ال ُمعاهدة ال ُمتعلّقة ب ((التعاون العسكرى)) بقيت ((بال تطبيق)) بسبب ((تردُّد عبد الناصر)) حتّى فى ((الموافقة على أدنى‬
‫تخوفه من اإلنقسام و‬‫((حذره و ّ‬
‫ُ‬ ‫حد من التعاون الالزم ل تجميع قُ ّوات عاملة على الجبهه الفلسطينيّة تحت إمرة قيادة ُموحّدة)) ذلك بسبب‬
‫العصبيّة الحزبيّة فى سوريّا)) فقد كان يُريد فقط (السيطرة على سياسة سوريّا الخارجيّة دون تح ُّمل عبء المسؤوليّات الداخليّة فيها)‬

‫((الزعماء‬‫ُ‬ ‫ستمرة مع‬


‫ّ‬ ‫كان ((محمود رياض‪ ،‬السفير المصرى فى سوريّا)) يحتل مكانا ً ها ّما ً فى الشأن ((السورى)) بسبب إتّصاالته ال ُم‬
‫السياسيّين)) بجانب عالقته الوثيقة ب ((القوتلى)) و ((البعث)) باإلضافة إلى إمتداد نفوذه إلى داخل ُزمرة ((ال ُ‬
‫ضبّاط الوطنيّين التقدُّميّين))‬

‫كما ال نغفل ((الذهب السعودى)) ال ُمتمثّل فى ‪(( ::‬قروض رسميّة‪ ،‬حيث جرى التو ُّ‬
‫صل إلى إتّفاقيّة ل تقديم قرض إلى سوريّا ُ‬
‫قدره ‪10‬‬
‫ماليين دوالر فى نوفمبر ‪ ))1955‬باإلضافة إلى ((سيل من الرشاوى‪ ،‬التى إستهدفت تدمير مركز العراق فى سوريّا ‪ +‬دعم مركز " مصر‬
‫و السعوديّة "))‬

‫ردّت ((إسرائيل)) على إتّفاقيّة (الدفاع المصريّة ‪ -‬السوريّا)) بطريقة ((فذّة)) من أجل إظهار تلك اإلتّفاقيّة ب شكل ((غير فعّال)) عن‬
‫طريق القيام ب هجوم واسع فى ُمنتصف ديسمبر على ((المراكز السوريّا فى بُحيرة طبرية))‬

‫‪ )-5‬مكاسب سوفيتيّة ‪::‬‬

‫ألحق ((السوفييت)) تع ُّهداتهم ب ((دعم سوريّا)) التى قطعوها على أنفسهم عام ‪ 1955‬من أجل (( ُمجابهه ضغط حلف بغداد)) عن طريق‬
‫نواب سوريّين)) بجانب ((موافقة)) الحكومة ((السوريّا)) فى آب على‬ ‫((عروض ُمساعدات إقتصاديّة و فنّيّة ‪ +‬زيارات ل موسكو قام بها ّ‬
‫((تعيين ُملحق عسكرى سوفيتّى فى دمشق)) ‪ +‬رفع درجة التمثيل الدبلوماسى إلى درجة ((سفارة)) فى نوفمبر بجانب توقيع ُمعاهدات‬
‫((تُجاريّة)) مع ((روسيا ‪ +‬الصين)) ‪ +‬عرض ((تشيكوسلوفاكيا)) ل بناء ((مصفاة نفط)) ‪ +‬عرض ((منح دراسيّة مجّانيّة)) ل ((الشباب‬
‫السورى)) فى جامعات ((أوروبّا الشرقيّة)) ‪ +‬منح جائزة ((ستالين ل السالم)) إلى ((الشيخ السورى‪ ،‬مح ّمد األشمر))‬

‫بدأ تدفُّق ((السالح السوفييتّى)) ب ك ّميات كبيرة إلى ((سوريّا)) خالل فترة رئاسة ((يعسد الغزى)) ل الوزارة بين أيلول ‪ 1955‬و حزيران‬
‫ضبّاط سوريّين ل الدراسة و التدريب إلى بلدان الستار الحديدى))‬‫‪ 1956‬مع ((إرسال ُ‬

‫" ضعفت " (( ُمقاومة‪ ،‬البعث)) ل دعوة ((الشيوعيّين)) فى إقامة ((جبهه شعبيّة)) فى عام ‪ 1956‬عندما وجدوا أنفسهم ((يُحاربون نفس‬
‫العدو)) و دلّت حادثة ترشيح ((أحمد الحاج يونس‪ ،‬ال ُمستقل)) فى اإلنتخابات التكميليّة التى جرت عام ‪ 1955‬فى ((حمص))‪ ،‬على مدى‬
‫((تقا ُرب‪ ،‬البعث مع الشيوعيّة))‬

‫على الرغم من ((التعاون ال ُمؤ ّقت)) بين ((البعث و الشيوعيّين)) إال ّ‬


‫أن ((البعث)) كان ((حذراً)) ُمنذ البداية‪،‬‬
‫لإلطالع على رأى ((عفلق)) فى الحركة ((الشيوعيّة السوريّا))‪ ،‬صفحة ‪ 605‬و ‪606‬‬ ‫ّ‬

‫سلطة‬ ‫حيث ّ‬
‫علق قائالً ‪(( ::‬ال ُ‬ ‫ُ‬ ‫أمضى الصحفى األميركى ((جوزيف ألسوب)) قُرابة اإلسبوعين فى ((سوريّا)) خالل شهر آيار ‪1956‬‬
‫الحقيقيّة تك ُمن فى ذلك المزيج الغريب التنسيق و العظيم األثر بين ‪ ::‬الزعامة السياسيّة المصريّة ‪ +‬أموال الرشاوى السعوديّة ‪ +‬الموهبة‬
‫الشيوعيّة فى التنظيم)) وقت كان الضابط الشاب ((عبد الحميد السراج)) دكتاتورا ً عسكريّا ً جديد‬

‫ناشد ((القوتلى)) جميع الفئات ل ((تناسى الخالفات)) مع اإلنضواء فى ((جبهه وطنيّة)) ف تم تشكيل ((لجنة)) تضُم جميع األحزاب بهدف‬
‫يتعلق ب سياستها فى ال ُمستقبل‪ .‬طالب ((اليمين)) بأن يحتوى الميثاق على‬ ‫وضع ((ميثاق وطنى)) يكون ب مثابة ُمرشد ل الحكومات فيما ّ‬
‫العدوان الوحيدان ل العرب))‪ .‬و يجب‬
‫ّ‬ ‫عدواً)) وسط ((إعتراض من اليسار)) الذى إعتبر ((اإلمبرياليّة و الصهيونيّة‪،‬‬
‫بند يعتبر ((الشيوعيّة‪ّ ،‬‬
‫على ((سوريّا)) أن تحذو حذو ((مصر)) فى ((اإلستفادة من النزاع بين الشرق و الغرب)) من أجل ((الخصول على السالح من الجانبين))‬
‫صل إلى ((إتّفاق))‪.‬‬
‫األمر الذى دعا ((القواتلى)) ل السفر إلى ((أسوان)) فى شباك ‪ 1956‬ل ((النقاهة)) ريثما يتم التو ّ‬

‫صل إلى إتّفاق فى شهر آذار حول مشروع ((ميثاق)) وقّعت عليه جميع األحزاب على أساس كونها ((غير ُملزمة)) ّإال ب تطبيق‬ ‫جرى التو ُّ‬
‫((إصالحات دي ُمقراطيّة و سياسيّة ُمحايدة)) على أثره بقيت حكومة ((سعيد الغزى)) " تترنّح " حتّى ‪ 3‬من حزيران باألخص عندما هاجم‬
‫طلبة الجامعات السوريّا ((وزارة اإلقتصاد)) " إحتجاجا ً " على إعادة النظر فى أمر ((منع شحن الحبوب إلى فرنسا ‪ +‬الجزائر)) األمر‬
‫الذى إنتهى ب قيام ((الغزى)) ب تقديم إستقالتُه‪ ،‬رقم ‪ 12‬صفحة ‪621‬‬

‫‪ )-6‬البعث يدخل الحكومة ‪::‬‬

‫بقيت البالد ((بدون)) حكومة ُمدّة ‪ 12‬يوما ً حتّى عاد ((صبرى العسلى)) ل يُش ّكل الحكومة فى ‪ 14‬حزيران التى ض ّمت ((الحزب الوطنى‬
‫ُ‬
‫حيث نال ((حزب الشعب‪ ،‬وزارة الداخليّة)) كما نال‬ ‫‪ +‬حزب الشعب ‪ +‬البعث ‪ُ +‬كتلة خالد العظم ‪ُ +‬كتلة منير العجالنى الدستوريّة))‬
‫((حزب البعث‪ ،‬وزارتى الخارجيّة و اإلقتصاد)) بعد أن ُحشر حشرا ً فى منصب ((وزارة الصحّة)) فى حكومة ((العسلى)) السابقة شباط‬
‫‪1955‬‬
‫رقم ‪ 13‬و ‪ 14‬صفحة ‪621‬‬

‫إشترط ((البعث)) أن تقطع الحكومة عهدا ً على نفسها ب ضرورة ((بدء ال ُمحادثات مع مصر)) من أجل اإلنضمام إلى حكومة ((العسلى))‬
‫الجديدة‪ .‬و بالفعل أعلن ((العسلى)) يوم ‪ 27‬حزيران فى ((المجلس النيابى)) ب العمل على توثيق العالقات مع ((مصر)) من خالل‬
‫ُمحادثات فوريّة تُؤدّى إلى سياسة ُمشتركة بين البلدين‪.‬‬

‫وقّع ‪ 3000‬طالب جامعى سورى فى اليوم التالى على دعوة ((إقامة إتّحاد بين مصر و سوريّا)) ُرفعت إلى ((مجلس ّ‬
‫النواب)) كما أعلن‬
‫((العسلى)) يوم ‪ 5‬تموز ‪ 1956‬عن تشكيل ((لجنة وزاريّة)) من ‪ 3‬أعضاء ُمه ّمتها ((التفاوض مع مصر)) و قد ض ّمت ‪(( ::‬صبرى العسلى‬
‫‪ +‬البيطار‪ ،‬وزير الخارجيّة ‪ +‬أحمد قنبر‪ ،‬وزير الداخليّة عن حزب الشعب))‬

‫فى تلك األثناء‪ ،‬وصل ((وزير خارجيّة السوفييت‪ ،‬ديميترى شبيلوف)) إلى ((دمشق)) يوم ‪ 22‬حزيران بعد ُمضى إسبوع على تسلّم‬
‫((العسلى)) مهام منصبه من أجل ((إقناع السوريّين )) ب اآلتى ‪(( ::‬اإلتّحاد السوفييت صديق ليس له مطامع أو رغبة فى إغتصاب ثروات‬
‫األرض ‪ +‬تقديم قروض تنمية طويلة األمد ب فوائد ُمنخفضة ‪ +‬تمهيد الطريق ل إقامة إتّفاقيّة إقتصاديّة ُكبرى عُقدت فى آب ‪ + 1957‬مد‬
‫سوريّا ب السالح وفق شروط مرنة أكثر تسا ُهالً ُمقارنة ب مصر)) و بالفعل أخذت ((الدبّابات و الطائرات و السيّارات ال ُمص ّفحة)) تتدفّق‬
‫على ((الالذقيّة)) أثناء زيارته‪ .‬نتيجة ل ذلك قامت ((سوريّا)) يوم ‪ 3‬تموز أى بعد إسبوع على ُمغادرته ب ((اإلعتراف ب الصين‬
‫الشيوعيّة))‪.‬‬

‫فى ظروف غامضة‪ " ،‬إستقال " ((شوكت شُقير)) يوم ‪ 7‬تموز من منصب ((رئاسة األركان))‪ ،‬بعد أن رأى كال الطرفين ((اليمين ‪+‬‬
‫اليسار)) فيه ((عقبة)) فى طريق مطامحهم باألخض ((البعث ‪ +‬الشيوعيّين)) اللذان (لن)) يستطيعوا ضمان ((الجيش)) ب إستمراره فى‬
‫منصبه ب ضغط من ((عبد الحميد السراج)) الذى كان يشغل منصب ((رئيس ال ُمخابرات العسكريّة))‪ ،‬باإلضافة إلى أسباب شخصيّة تتعلّق‬
‫ب ((شقير)) نفسه فهو على سبيل المثال ‪(( ::‬لم‪ ،‬يشترك فى ُمناقشات إقامة إتّحاد فدرالى مع مصر)) كما أُشيع أنّه تم ((تنحيته)) بسبب‬
‫كونه ((درزيّا ً من أصل لبنانى)) ‪ُ (( +‬معارضتُه ل إعدام أعضاء الحزب السورى القومى))‪ .‬و تم إستبدالُه ب ((توفيق نظام الدين)) شقيق‬
‫((وزير الصحّة)) فى حكومة ((صبرى العسلى))‪.‬‬

‫‪ )-7‬السويس ‪::‬‬

‫أصدر ((عبد الناصر)) قرارا ً ب ((تأميم قناة السويس)) عقب مرور ‪ 3‬أسابيع على ((سقوط‪ ،‬شوكت شُقير))‪.‬‬
‫صفحة ‪ 614‬و ‪615‬‬

‫قوات‬ ‫عقدت الحكومة ((السوريّا)) إجتماعا ً فى ((ملعب دمشق البلدى)) خالل األيّام العاصفة التى أعقبت قرار ((التأميم)) مع وضع ّ‬
‫((ال ُمقاومة الشعبيّة)) على أهبّة اإلستعداد وسط إنخراط ل ((الشيوعيّين)) بها‪ .‬كما أعلنت ((إذاعة القاهرة)) فى أوائل شهر آب أ ّنه ((فى‬
‫إن ُمساعدة سوريّا سوف تشتمل تخريب أنابيب النفط التى ت ُمر فى سوريّا))‪ .‬و بالفعل عندما وقع الهجوم‬ ‫حال إتّخاذ عمل ضد مصر ف ّ‬
‫صحبة ‪ 3‬وزراء ب السفر إلى ((موسكو)) فى ‪30‬‬ ‫تصرفت ((سوريّا)) على النحو ال ُمتو ّقع عندما قام ((القواتلى)) ب ُ‬
‫ّ‬ ‫على ((مصر))‬
‫أكتوبر ‪(( +‬نسف خط البترول)) التابع ل شركة ((نفط العراق)) فى أوائل نوفمبر‪.‬‬

‫خطط لها ُمسبقا ً ب هدف عقد صفقة ((أسلحة)) جديدة باإلضافة إلى الحصول على ((دعم‬ ‫كانت زيارة ((القواتلى)) إلى ((موسكو)) ُم ّ‬
‫السوفييت عسكرى و سياسى فى حالة هجوم إسرائيل على سوريّا))‪ .‬و بالفعل حصل على ((وعود و تطمينات ب تد ُّفق األسلحة من جديد ‪+‬‬
‫قوات الميليشيا الشعبيّة ب األنياب)) ل يعود على إثرها ((القواتلى)) إلى بلده ُمقتنعا ً أنّه السبب الرئيس وراء ((تهديدات السوفييت ب‬
‫تزويد ّ‬
‫ضرب لندن ب الصواريخ))‬

‫((القوات السوريّا)) للدخول إلى ((إسرائيل)) بعد الهجوم على ((سيناء)) يوم ‪ 29‬أكتوبر فى فجر اليوم التالى قبل أن يُصدر‬
‫ّ‬ ‫تأ ّهبت‬
‫((ال ُمشير‪ ،‬عبد الحكيم عامر)) أوامره ب ((وقف الهجوم)) األمر الذى إستدعى ((وزارة الدفاع السوريّا)) ب طلب توضيح عاجل من‬
‫((مصر)) قبل أن يُرسل ((ال ُمشير‪ ،‬عبد الحكيم عامر)) أوامره ثانية ب ((عدم الهجوم))‬

‫علم ((السوريّيون)) فى اليوم التالى السبب وراء ((إنسحاب مصر)) كان بسبب التد ُّخل ((اإلنجليزى ‪ -‬الفرنسى)) ف لو قامت ّ‬
‫القوات‬
‫((السوريّا ‪ +‬األردنيّة)) ب الدخول إلى ((إسرائيل)) حسب ((الحلف العسكرى‪ ،‬المصرى ‪ -‬السورى ‪ -‬األردنى)) ال ُموقّع يوم ‪ 23‬أكتوبر‪،‬‬
‫لكانت ((سوريّا)) لوحدها من حاربت ((اليهود)) حسب تصريحات ((محمود رياض‪ ،‬سفير مصر فى سوريّا))‬

‫محطة الضخ)) فى أوائل نوفمبر عمالً (( ُم ّ‬


‫ستقالً)) قام به فرد ب ((الجيش و حزب البعث)) و ليس ب أوامر‬ ‫ّ‬ ‫كان ((نسف أنبوب البترول ‪+‬‬
‫السراج‪ُ ،‬مدير ال ُمخابرات العسكريّة))‬
‫ّ‬ ‫من ((الحكومة السوريّا أو عبد الحميد‬

‫‪------------------------------‬‬
‫‪------------------------------‬‬
‫‪------------------------------‬‬
‫الفصل ال ‪(( 20‬هام))‬

‫‪ )-2‬طريق سوريّا إلى السويس‪،‬‬


‫هجوم غربى ‪ -‬عراقى ُمضاد‬

‫خطط ((حلف بغداد)) تحت زعامة ((العراق)) ُمرتبطة ب ((بريطانيا)) مرهون ب السيطرة على ((سوريّا)) باإلضافة إلى ((عزل‪،‬‬ ‫كان ُم ّ‬
‫القوة القديمة فى ((العراق‪ ،‬األردن‪ ،‬الخليج))‪ .‬و قد ج ّعم هذه الفكرة إتّجاه‬
‫ّ‬ ‫مواقع‬ ‫عن‬ ‫الدفاع‬ ‫على‬ ‫العمل‬ ‫مع‬ ‫ّة))‬ ‫ي‬‫العرب‬ ‫آسيا‬ ‫من‬ ‫مصر‬
‫((األردن)) باألخص بعد ((طرد‪ ،‬الجنرال كلوب من الفرقة العربيّة نحو ال ُمعسكر ((المصرى ‪ -‬السورى)) ‪1956‬باإلضافة إلى ((سوء))‬
‫صة ب ((سوريّا)) بعد ((زوال))‬ ‫العالقات بين ((إنجلترا و السعوديّة)) بسبب نزاع ((البريمى)) و فقدت ((فرنسا)) إهتمامها ب حقوقها الخا ّ‬
‫ُمنافستها التقليديّة ((بريطانيا))‬

‫‪ )-1‬تكتيك ((العراق)) و سياستُه ‪::‬‬

‫أ ّكدت مجموعة من ((ال ُمحاكمات الثوريّة)) التى أقامها ((اللواء‪ ،‬قاسم)) بعد ‪ 18‬شهرا ً من إندالع ((إنقالب العراق)) فى ((بغداد)) ضلوع‬
‫النظام ((الملكى العراقى)) ب التخطيط ل (( ُمؤامرة على العراق)) بالتوازى مع الحقائق التى كشفتها ((المحكمة فى دمشق))‬
‫رقم ‪ 1‬و ‪ 2‬صفحة ‪666‬‬

‫كان التد ّخل ((العراقى)) فى ((سوريّا)) " ُمماثل " ل التد ُّخل ((المصرى ‪ 0‬السعودى)) على شكل ((إعانات ماليّة)) إلى ((ال ُ‬
‫ص ُحف ‪+‬‬
‫الساسة السوريّين)) بجانب ((هبات ماليّة)) إلى ((المنفيّين السوريّين فى لبنان)) تُقدّم عن طريق ((ال ُملحق العسكرى العراقى ب دمشق‪ ،‬عبد‬
‫طلب األمين)) و ((السفير السعودى ب دمشق))‬ ‫ال ُم ّ‬

‫إفتتح ((اللواء‪ ،‬غازى الداغستانى‪ ،‬نائب رئيس أركان الجيش العراقى)) دفاعُه أثناء ال ُمحاكمات الثوريّة فى آب ‪ 1958‬ب ((التبرير)) قائالً‬
‫‪(( ::‬سيّدى الرئيس‪ ،‬سادتى أعضاء المحكمة العسكريّة العُليا‪ ،‬لقد جعلت ُمعظم الحكومات العراقيّة من التد ّخل فى الشئون الداخليّة ل سوريّا‬
‫مبدأ ً معموالً به ُمنذ أيّام ُحسنى الزعيم إن لم ي ُكن قبل ذلك))‬

‫أن ((العراق)) قد ترك مسألة ((تخطيط و تنفيذ اإلنقالبات داخل سوريّا)) إلى ((السوريّين أنفسهم)) ُمكتفيا ً ب تزويد أيّاهم‬
‫يجدُر ال ُمالحظة ّ‬
‫ب ((المال ‪ +‬المشورة العسكريّة)) عن طريق ((ال ُملحق العسكرى))‬

‫كان ُزعماء ((العراق السياسيّين)) " ُمنقسمين " فيما بينهم حول قضيّة ((الوحدة مع سوريّا)) بين (( ُمؤيّد)) من أمثال ‪(( ::‬فاضل الجمالى ‪+‬‬
‫توفيق السويدى ‪ +‬صالح جبر)) و (( ُمعارض)) مثل ‪(( ::‬أحمد ُمختار بابان))‬

‫كان مطامح ((العراق)) فى ((سوريّا)) " محدودة " ج ّداً‪ .‬ف ((لم)) ي ُكن يطمح ((العراق)) ّإال‬

‫أ‪ )-‬تأمين خط أنابيب النفط عبر سوريّا‬

‫ب‪ )-‬تأمين مدخالً ل البحر ال ُمتوسّط من أجل تحرير التجارة من اإلعتماد على البصرة‬

‫ج‪ )-‬منع سوريّا من الوقوع تحت سيطرة جولة ُمعادية‬

‫سلح ل سوريّا من العراق)) هو الضمان ل النجاح‪ .‬و بالفعل تم‬ ‫أن ((الغزو ال ُم ّ‬
‫بدأ ((نورى السعيد ‪ +‬عبد هللا الوصى)) ب اإلقتناع ب فكرة ّ‬
‫خطة فى أوائل ‪ 1953‬ل هجوم ((العراق)) من ‪ 3‬جهات على ((سوريّا)) من أجل إحتالل ((دمشق‪ ،‬حلب‪ ،‬حمص))‪ .‬و قد إعترف‬ ‫وضع ّ‬
‫الخطة من ((ال ُملحق العسكرى فى دمشق‪ ،‬عبد هللا األمين)) لكن قُوبلت ل‬ ‫ّ‬ ‫فيما بعد ((اللواء داغستانى)) أثناء ُمحاكمته ب أنّه قد تلقّى هذه‬
‫أن أى صدام بين‬ ‫(( ُمعارضة)) ُك ّالً من ‪(( ::‬اللواء داغستانى‪،‬نائب رئيس األركان ‪ +‬رفيق عارف‪ ،‬رئيس األركان)) فقد كان رأيهما ّ‬
‫الجيشين ((السورى ‪ -‬العراقى)) " لن " يخدم غير ((إسرائيل)) باإلضافة إلى ((الحجج)) الواهية التى قدّمها ((القادة العسكريّين)) هى التى‬
‫((أحجمت)) القيام ب أى عمل ((هجومى)) و كانت تتل ّخص فى ‪(( ::‬نقص ال ُمواصالت ‪ +‬قلّة عدد الطائرات ‪ +‬نقص تدريب الطيّارين ‪+‬‬
‫الحاجة ل إقامة قواعد جويّة))‬

‫هُناك سبب آخر يتل ّخص فى ((إحتجاج‪ ،‬رئيس أركان الجيش العراقى)) ب ((إمكان إسرائيل الوصول إلى دمشق إذا حدث أى إضطراب فى‬
‫سوريّا خالل ‪ 6‬ساعات و لن تنسحب قبل أن تعترف بها الدول العربيّة ‪ +‬إجراء ُمحادثات سالم معها))‬
‫ى حلب ‪ +‬تد ُمر))‪ ،‬جعل ((العراق)) يعود‬‫لكن و مع تزايد الشائعات الواردة إلى ((بغداد)) تُفيد ب ((قيام الروس ب إقامة قواعد جويّة شرق ّ‬
‫ضبّاط روس و تشيكوسلوفاكيّين قد‬‫ل فكرة إستخدام الخيار ((العسكرى)) على الرغم من حقيقة تضخيم تلك الشائعات ف لقد كان هُناك (( ُ‬
‫قاموا ب إستطالع الصحراء السوريّا بين سوريّا و العراق)) بالتوازى مع ((طرد العُمالء الذين أرسلهم العراق ل اإلستقصاء))‬

‫‪ )-2‬المنفيّون السوريّون ‪::‬‬

‫سرحين خار ُجه)) ُمنذ إنقالب ‪ 1949‬حتّى عام ‪.1955‬‬ ‫ضبّاط السوريّين)) العاملين ب الخدمة ((أقل)) عددا ً من ((ال ُ‬
‫ضبّاط ال ُم ّ‬ ‫كان عدد ((ال ُ‬
‫فقد عمل ُكل ((إنقالب)) على ((تضخيم المنفيّين)) فى ((لبنان و عبر الجبال)) الذين رأؤوا فى مؤامرة ‪ 1956‬فُرصة سانحة من أجل‬
‫سلطة))‪ .‬و كان أشدّهم تال ُحما ً‬ ‫((العودة)) إلى ((سوريّا)) عن طريق تشكيل ((تحالُف ُمؤ ّقت)) على الرغم من ((إختالفاتهم و تنافسهم على ال ُ‬
‫على ال ُمستوى ((العسكرى و التنظيمى)) هو ((الحزب السورى القومى اإلجتماعى)) و من أشهر ُزعماءه ‪(( ::‬العقيد‪ ،‬غسّان جديد)) المنفى‬
‫فى ((لبنان)) ‪(( +‬النقيب‪ ،‬صالح الشيشكلى‪ ،‬شقيق أديب الشيشكلى)) المنفى ذو الصالت العائليّة فى (( ُحماه)) ‪(( +‬العقيد‪ ،‬مح ّمد الصفا))‬
‫الذى ش ّكل ((حكومة سوريّا ال ُح ّرة فى العراق بين عامى ‪ ))1954 - 1953‬من أجل (( ُمعارضة‪ ،‬أديب الشيشكلى)) بال فائدة تُذكر ‪+‬‬
‫((ال ُمقدّم‪ ،‬مح ّمد معروف)) الذى كان يعمل ك ((رئيس ل الشُرطة العسكريّة)) خالل فترة ُحكم ((الح ّناوى)) " ال ُمتعاطف " مع ((العراق))‬
‫فى عام ‪.1949‬‬

‫سريّة فى سوريّا عام ‪ ))1956‬بسبب إتّصاالتهم الوثيقة ب‬


‫هؤالء ال ‪ 4‬هم العناصر األساسيّة فى ((لبنان)) الصالحة ل القيام ب ((حملة ّ‬
‫((مهدى السامرائى‪ ،‬ال ُملحق العسكرى العراقى فى بيروت))‬

‫عقد أعضاء الحزب ((السورى القومى اإلجتماعى)) سلسلة من اإلجتماعات فى ((بيروت)) فى شتاء ‪ 1956 - 1955‬حضره ((غسّان جديد‬
‫‪ +‬جورج عبد المسيح ‪ +‬إسكندر شاوى ‪ +‬سعيد تقى الدين)) من أجل وضع بيان يتض ّمن ((وحدة ال ُمعارضة السوريّا)) و هم من إستطاعوا‬
‫طف)) بعد السياسيّين مع قضيّتهم أمثال ((عدنان األتاسى‪ ،‬نجل هاشم‬ ‫جر ((صالح الشيشكلى ‪ +‬مح ّمد معروف)) إلى جلساتهم مع ((تعا ُ‬
‫األتاسى)) و قد دعوا جميعا ً إلى القيام ((ثورة شعبيّة تُطيح ب الدستور السورى ‪ +‬حل البرلمان ‪ +‬إقامة ُحكن جمهورى رئاسى ‪ +‬تشكيل‬
‫حكومة جديدة ‪ +‬إلغاء األحكام الصادرة فى قضيّة المالكى ‪ +‬وحدة الهالل الخصيب)) باإلضافة إلى ((تشكيل لجنة عسكريّة و سياسيّة من‬
‫صلة ل اإلنقالب))‪.‬‬
‫أجل ربط الجنود و المدنيّين فى الحركة و رسم خطط ُمف ّ‬

‫حاول الحزب ((السورى القومى)) اإلستفادة من العالقة القديمة مع ((أديب الشيشكلى)) فى السنوات ((األولى)) من ُحكمه فى ((دمشق)) ف‬
‫قاموا ب إرسال ُك ّالً من ‪(( ::‬صالح الشيشكلى ‪ +‬مح ّمد معروف)) فى نيسان ‪ 1956‬إلى ((باريس)) من أجل لقاء ((أديب الشيشكلى)) الذى‬
‫ُ‬
‫حيث إقترح ((إرسال أحد كبار الرسميّين ل ُمقابلته فى جنيف)) من أجل‬ ‫ّ‬
‫الخطة على العراق ّأوالً))‬ ‫الخطة ب شرط ((عرض‬ ‫ّ‬ ‫شجّعهم على‬
‫ّ‬
‫ُمناقشة الدور الذى يتطلع إليه ((العراق)) فى المؤامرة الواعدة‪.‬‬

‫األول ‪ ::‬نيسان ‪ -‬تموز ‪1956‬‬


‫‪ )-3‬الطور ّ‬

‫‪ )-4‬الطور الثانى ‪ ::‬تموز ‪ -‬نوفمبر ‪1956‬‬

‫لإلطالع على ال ُم ّ‬
‫خطط ((العراقى ‪ -‬األميركى ‪ -‬البريطانى)) بالتعاون مع ((الحزب السورى القومى ‪ +‬المنفيّين)) فى ((بيروت)) من أجل‬ ‫ّ‬
‫((اإلطاحة ب النظام السورى)) بالتزامن مع ((العدوان الثالثى على مصر))‪،‬‬
‫حسب ُمرافعة ((اللواء داغستانى‪ ،‬نائب رئيس األركان العراقى))‪،‬‬

‫صفحة ‪ 640‬إلى صفحة ‪643‬‬


‫صفحة ‪ 644‬إلى صفحة ‪660‬‬

‫رقم ‪ 8 ،7 ،6 ،5‬صفحة ‪667‬‬

‫رقم ‪ 15 ،13 ،10‬صفحة ‪668‬‬


‫رقم ‪ 20 ،17‬صفحة ‪669‬‬
‫رقم ‪ 21‬صفحة ‪670‬‬

‫‪------------------------------‬‬
‫‪------------------------------‬‬
‫‪------------------------------‬‬

‫الفصل الحادى عشر‬


‫األفول‬

‫‪ )-1‬مبدأ أيزنهاور ‪::‬‬

‫الجويّة)) ُمتمركزة فى على ((أهبّة اإلستعداد)) على حدود ((الشرق األوسط)) فى ‪((::‬بُلغاريا ‪ +‬البحر‬
‫كانت القوى ((السوفيتيّة‪ ،‬البحريّة ‪ّ +‬‬
‫األسود ‪ +‬أوكرانيا ‪ +‬القوقاز ‪ +‬آسيا الوسطى))‬

‫ّ‬
‫لإلطالع على رأى السيّد ((داالس)) فى مخاطر المد ((الشيوعى‪ ،‬السوفيتّى)) على منطقة ((الشرق األوسط))‪،‬‬
‫صفحة ‪ & 677‬رقم ‪ 3‬صفحة ‪727‬‬

‫القوات ال ُمسلّحة‬
‫سلطات من ((الكونجرس)) تُتيح له ((إستخدام ّ‬ ‫سعى ((الرئيس األميركى‪ ،‬أيزنهاور)) يوم ‪ 5‬يناير ‪ 1957‬فى للحصول على ُ‬
‫التابعة ل أميركا ل حماية أيّة دولة شرق أوسطيّة تطلُب ال ُمساعدة ل الوقوف ضد العدوان ال ُمسلّح من ِقبَل أيّة دولة تُسيطر عليها الشيوعيّة‬
‫الدوليّة)) باإلضافة إلى ((عرض ُمساعدة تصل إلى ‪ 200‬مليون دوالر ل تقوية األمن الداخلى ل دعم و تشجيع الحكومات ال ُمحافظة على‬
‫النظام‪ ،‬على أن تُسحب هذه ال ُمساعدات من قروض موجودة ب موجب قانون األمن ال ُمتبادل ل كى تُستعمل فى الشهور ال ُمتبقّية من السنة‬
‫الماليّة ل عام ‪ 1957‬التى تنتهى فى ‪ 30‬حزيران ))‬

‫النواب)) على تلك الشروط يوم ‪ 9‬آذار ‪ 1957‬ل يقوم بعدها الرئيس‬ ‫" وافق" ((الكونجرس)) فى قرار ُمشترك ل مجلسى ((الشيوخ ‪ّ +‬‬
‫((أيزنهاور)) ب ‪ 3‬أيّام فقط ب إرسال ((جميس ريتشاردز‪ ،‬مساعد الرئيس األميركى فى شؤون الشرق األوسط ‪ +‬ال ُمدير السابق ل لجنة‬
‫النواب)) فى جولة تشمل أقطار ((الشرق األوسط)) لكى يقوم ب شرح أهداف القرار إلى رؤساء تلك‬ ‫الشؤون الخارجيّة التابعة ل مجلس ّ‬
‫الدول المشمولة ب الزيارة ‪ +‬إعالم الرئيس ((أيزنهاور)) ب أفضل الطرق ل تحقيق و تنفيذ مبدأُه و التى على أثرها أعلنت ((أميركا)) فى‬
‫‪ 23‬آذار أى بعد ‪ 10‬أيّام على الزيارة إنضمامها إلى ((اللجنة العسكريّة ل حلف بغداد))‬

‫طولة عن ((شُحنات كبيرة من‬ ‫صة ((بريطانيا‪ ،‬فرنسا‪ ،‬أميركا‪ ،‬تُركيا‪ ،‬إسرائيل)) تنشر مقاالت ُم ّ‬ ‫ص ُحف فى عدد كبير من الدول خا ّ‬ ‫أخذت ال ُ‬
‫سريّة فى الصحراء))‬ ‫ّ‬ ‫ّة‬ ‫ي‬‫عسكر‬ ‫قواعد‬ ‫إنشاء‬ ‫ل‬ ‫السوفييت‬ ‫يين‬‫ن‬‫ّ‬ ‫الف‬ ‫و‬ ‫ّاط‬ ‫ب‬‫ض‬‫ُ‬ ‫ال‬ ‫من‬ ‫ُفعات‬‫د‬ ‫وصول‬ ‫‪+‬‬ ‫ّا‬ ‫ي‬‫سور‬ ‫إلى‬ ‫ّة‬
‫ي‬ ‫السوفيت‬ ‫ّابات‬ ‫ب‬‫الد‬ ‫و‬ ‫الطائرات‬
‫وسط ((تشكيك)) من قِ َبل العديد من األشخاص مثال ((رسالة‪ُ ،‬مراسل نيويورك تايمز فى دمشق)) ب تاريخ ‪ 9‬ديسمبر و التى تُفيد ((لم يكن‬
‫هناك أى تأكيد على وصول ك ّميات كبيرة من األسلحة السوفيتيّة))‬

‫‪ )-2‬أزمة صيف ‪:: 1957‬‬

‫أصدرت ((الحكومة السوريّا)) بيانا ً شديد اللهجة يوم ‪ 10‬يناير أى بعد إسبوع على رسالة ((أيزنهاور)) تُعلن فيه (( ُمعارضة نظريّة الفراغ‬
‫أن الشيوعيّة تُمثّل خطر على العرب))‬ ‫‪ُ +‬معارضة فكرة المصالح اإلقتصاديّة تُعطى أى دولة حق فى التد ُّخل ‪ُ +‬معارضة ّ‬

‫خططات ((األمريكيّة)) فى العالم العربى باألخص بعد أن سارعت ((أميركا)) فى ((تأييد الملك ُحسين))‬ ‫رأت ((مصر ‪ +‬سوريّا)) خطر ال ُم ّ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫خالل أزمة نيسان فى ((األردن))‪ .‬حيث إستطاع ((الملك ُحسين)) فى ((إقصاء الزعماء السياسيّين الذين يُماثلون فى آرائهم العقائديّة‪،‬‬
‫عناصر مصر و سوريّا)) ب ُمساعدة ((المعونة األمريكيّة)) و دعم ((الملك سعود)) و إستبدالهم ب عناصر تقليديّة فى ((الجيش األردنى‬
‫((القوات السوريّا ال ُمتمركزة ُمنذ أزمة‬
‫ّ‬ ‫‪ +‬ال ُم ّ‬
‫نظمات العشائريّة القديمة فى شرقى األردن))‪ .‬تزا ُمنا ً مع طلب الجانب ((األردنى)) من‬
‫السويس)) ب ((اإلنسحاب من األردن)) األمر الذى أدّى إلى ((فض التحالُف الرباعى بين مصر‪ ،‬شوريّا‪ ،‬السعوديّة‪ ،‬األردن)) الذى رمز‬
‫إليه ((إجتماع رؤساء الدول)) فى شباط ب ((القاهرة))‪.‬‬

‫حيث أعلن كال من ((الرئيس شمعون‬‫ُ‬ ‫كما تلقّى ((عبد الناصر)) صفعة أُخرى بعد أن تم إستقبال ((ريتشاردز)) إستقباالً ّ‬
‫حارا ً فى ((لبنان))‬
‫‪ +‬وزير الخارجيّة‪ ،‬شارل مالك)) ب إلتزامهم ب سياسة ((التعاون الوثيق مع الغرب)) و بذلك تم ((حفظ العالقات مع بريطانيا و فرنسا))‬
‫باإلضافة إلى إعالنهما يوم ‪ 16‬آذار ((القبول ب مبدأ أيزنهاور))‪.‬‬

‫و بهذا تم ((قطع العالقات)) بين ((مصر)) و ((لبنان‪ ،‬األردن‪ ،‬العراق‪ ،‬السعوديّة‪ ،‬أميركا))‬

‫إزداد " قلق " ((أميركا)) من األحداث الجارية فى ((سوريّا)) باألخص بعد إعالن شركة ((تكنو إكسبورت‪ ،‬التشيكيّة)) عقد إقامة صفقة‬
‫((مصفاة البترول)) فى ((سوريّا)) بجانب ((فشل)) ُمحاولة ((إقالة‪ ،‬عبد الحميد سراج)) من منصب ((رئاسة ال ُمخابرات العسكريّة)) من‬
‫قِبَل ((الرئيس‪ ،‬القواتلى ‪ +‬رئيس األركان‪ ،‬نظام الدين)) باإلضافة إلى ((فوز)) الحكومة ب ((اإلنتخابات التكميليّة))‬
‫فى آيار من العام نفسه‪ ،‬رقم ‪ 8‬و ‪ 10‬صفحة ‪728‬‬

‫((رشدى الكيخيا‪ ،‬زعيم حزب الشعب)) أثناء ُمناقشة عاصفة جرت يوم ‪ 1‬حزيران فى ((المجلس النيابى)) إلى التهديد ب ((إستقالة‬ ‫إضطر ُ‬
‫ُمؤيّديه من المجلس بشكل جماعى)) ُمتّهما ً ((خالد بكداش)) ب ُمحاولته فى ((هز الثقة العا ّمة ‪ +‬زرع الفوضى و الفساد فى البالد)) م ّما‬
‫دفعُه إلى ((جمع أوراقه و ُمغادرة المجلس)) األمر الذى دفع ((أحمد قنبر‪ ،‬زعيم من حزب الشعب)) إلى تكرار اإلتّهامات تجاه ((خالد‬
‫((إن ُحكم إرهاب كبير يُهيمن على المجلس‪ ،‬إ ّننى أقف هُنا ُمعارضا ً لهذا اإلرهاب و للحكومة أيضا ً‬
‫ّ‬ ‫بكداش)) و ((أغلبيّة البرلمان)) قائالَ ‪::‬‬
‫و أتحدّاهُما))‬

‫و قد رأى كثير من ((ال ُمراقبين)) فى تلك الخطوات ((الفاشلة)) ُمحاولة ل ((إسقاط حكومة العسلى)) من قِ َبل ((ال ُمعارضة)) التى تُصر على‬
‫((إنكار فضل الحكومة فى ضمان ‪ 4‬شهور من اإلستقرار))‬

‫جاءت ‪ 3‬أحداث ُمتتابعه ب أثر بالغ على ((المصالح أميركا))‪،‬‬

‫أ‪ )-‬توقيع ُمعاهدة ((إقتصاديّة و ف ّنيّة)) بين ((وزير الدفاع السورى‪ ،‬خالد العظم)) و ((السوفييت)) يوم ‪ 6‬آب فى ((موسكو))‬

‫ب‪ )-‬إبعاد ‪ 3‬مسؤولين ((أمريكيّين)) عن ((دمشق)) يوم ‪ 13‬آب ب تهمة ((التآمر على قلب نظام ال ُحكم))‬

‫ج‪ )-‬إستبدال ((ناظم الدين)) ب ((عفيف البزرى)) فى منصب ((رئاسة األركان العا ّمة))‬

‫ّ‬
‫لإلطالع على تفاصيل ال ُمعاهدة ((اإلقتصاديّة‪ ،‬الفنّيّة))‪،‬‬
‫صفحة ‪ 692‬و ‪ 693‬و ‪694‬‬

‫أن ُك ّالً من ‪(( ::‬ال ُملحق العسكرى األميركى فى دمشق‪ ،‬روبرت مالوى ‪ +‬السكرتير ال ‪ ،2‬هوارد‬
‫أعلنت الحكومة ((السوريّا)) فى ‪ 12‬آب ّ‬
‫ستون ‪ +‬نائب القُنصل‪ ،‬فرانسيس جيتون)) أشخاص ((غير مرغوب فيهم)) األمر الذى إستدعى ((واشنطن)) ب الرد عن طريق ((طرد‪،‬‬
‫ّ‬
‫موظفى السفارة‪.‬‬ ‫السفير السورى‪ ،‬فريد زين الدين)) ‪ +‬أحد‬

‫ّ‬
‫لإلطالع على ((ال ُمؤامرة األمريكيّة)) من أجل اإلطاحة ب ال ُحكم ب ُمساعدة ((أديب الشيشكلى)) بجانب ((رئيس شرطته السابق‪ ،‬العقيد‬
‫ضبّاط سوريّين‪ ،‬من أجل ((اإلطاحة)) ب ((العسكريّين‬‫إبراهيم ال ُحسينى)) الذى يعمل (( ُملحق عسكرى سورى فى روما)) باإلضافة إلى ‪ُ 6‬‬
‫السراج ‪ُ +‬مصطفى حمدون ‪ +‬عفيف البزرى ‪ +‬عودة هللا ‪ +‬النفورى ‪ +‬إلخ ‪،))....‬‬ ‫ّ‬ ‫‪ ::‬عبد الحميد‬
‫صفحة ‪ 695‬إلى صفحة ‪ & 697‬رقم ‪ 11‬صفحة ‪729‬‬

‫كان سبب " إقالة " ((اللواء‪ ،‬نظام الدين)) من منصب ((رئاسة األركان)) و تعيين ((عفيف البزرى)) خلفا ً عنه يتل ّخص فى ‪(( ::‬رفض‬
‫ضبّاط ال ُكبار الذين لهم عالقة ب ُمحاولة ((إبراهيم ال ُحسينى)) اإلنقالبيّة)) و ليس صحيح ما‬
‫نظام الدين ل طلب الجيش ب إقصاء عدد من ال ُ‬
‫يُشاع عن إختيار ((عفيف البزرى)) بسبب ميوله ((الشيوعيّة)) أو ب ضغط ((روسى)) أثناء زيارة ((العظم)) إلى ((موسكو))‪،‬‬
‫صفحة ‪698‬‬

‫حيث ((تقدير الموقف ‪ +‬تقرير السياسة أمرا ً منوطا ً ب جيران سوريّا)) حتّى يتم ((عزل سوريّا))‬ ‫ُ‬ ‫تم ((تحريك)) مبدأ ((أيزنهاور)) قليالً‬
‫كما يتّضح من تصريح ((النيويورك تايمز)) فى مقال إفتتاحى يوم ‪ 22‬آب ‪(( ::‬أنّها ل دبلوماسيّة مشروعة ل الواليات ال ُمتّحدة أن تُشجّع‬
‫جميع الدول ال ُمعادية ل الشيوعيّة فى الشرق األوسط لكى تستخدم ُكل ما فى وسعها من الضغط و التأثير ل كبح جماح سوريّا))‪ .‬األمر الذى‬
‫((إن سياسة سوريّا على الرغم من‬‫ّ‬ ‫حيث ر ّد ((خالد العظم)) قائالً ‪::‬‬
‫ُ‬ ‫قوبل فى ((دمشق)) ب نوع من ((الالمبااله ‪ +‬الثقة بالنفس))‬
‫اإلستفزازات األمريكيّة ستظل ُمستندة إلى مبدأ الحياد اإليجابى‪ ،‬إ ّننا على حافّة تلك السياسة ف ال تُجبرونا على الذهاب إلى أبعد منها))‪.‬‬

‫‪ )-3‬بعثة ((لوى هندرسون)) ‪::‬‬

‫غادر مستر ((لوى هندرسون)) الذى يشغل منصب ((نائب وكيل وزارة الخارجيّة األميركى)) مكتبه فى ((واشنطن)) يوم ‪ 24‬آب إلى‬
‫((تُركيا)) من أجل التبا ُحث مع ((مندريس‪ ،‬رئيس الوزراء التركى ‪ +‬عبد هللا الوصى ‪ +‬ملك األردن)) بعدها أن طار إلى ((لبنان)) من‬
‫أجل التبا ُحث مع ((الرئيس‪ ،‬شمعون)) ثُم ما لبث أن عاد إلى ((أنقرة)) من أجل إستكمال ال ُمباحثات مع ((عبدهللا الوصى ‪ +‬رفيق عارف‪،‬‬
‫رئيس األركان العراقى)) غير أ ّنه ((لم)) يذهب إلى ((سوريّا))‪.‬‬

‫يُعتبر مستر ((لوى هندرسون)) هو مهندس إتّفاق ((ترومان)) عام ‪ 1947‬باإلضافة إلى إيجاد حل فى نزاع ((النفط العراقى)) عام ‪.1953‬‬

‫ّ‬
‫لإلطالع على رأى ((أوزغود كاروثرز‪ُ ،‬مراسل النيويورك تايمز فى دمشق)) الذى ((يُبطل)) إدّعاءات السيّد ((داالس‪ ،‬وزير الخارجيّة‬
‫تحول ((سوريّا إلى دولة شيوعيّة))‪،‬‬
‫األميركى)) فى ّ‬
‫صفحة ‪702‬‬

‫عاد السيّد ((هندرسون)) من زيارة ((الشرق أوسطيّة)) إلى ((واشنطن)) و قام ب ((تحذير سوريّا من أن تقوم ب ُمغامرة خارج حدودها))‬
‫ب اإلضافة إلى تصريحه ب ضرورة ((تقوية خطوط الدفاع ل جيران سوريّا من العرب المؤيّدين ل الغرب))‪ .‬على إثرها تم اإلعالن يوم‬
‫‪ 5‬أيلول عن ((شحن أسلحة أمريكيّة إلى األردن فورا ً ب واسطة الجو و غيرها من األسلحة إلى العراق و لبنان))‪.‬‬
‫لإلطالع على إعترافات ((غازى الداغستانى‪ ،‬نائب رئيس األركان العراقى)) أثناء ُماكمته أمام ((المحكمة العسكريّة)) فى ((بغداد)) حول‬ ‫ّ‬
‫ً‬ ‫ّ‬
‫ُمخطط ((إحتالل سوريّا عسكريّا من قِ َبل العراق))‬
‫صفحة ‪ 704‬إلى صفحة ‪ & 708‬رقم ‪ 14‬و ‪ 15‬صفحة‬

‫حرص ((العراقيّين)) على دوام اإلتّصاالت مع عدد من ((السياسيّين السوريّين)) ب واسطة ((ال ُملحق العسكرى العراقى فى بيروت))‬

‫صة ب‬‫كان دور ((تُركيا)) فى نظر ((األمريكيّين)) هو القيام ب ((سد الثغرة بين الناتو و الترتيبات الدفاعيّة اإلقليميّة " األقل " أه ّميّة الخا ّ‬
‫جرد ((جندرمة اإلمبرياليّة األمريكيّة فى الشرق األوسط)) بعد أن‬ ‫الشرق األوسط)) و على أثره أصبحت ((تُركيا)) فى نظر ((العرب)) ُم ّ‬
‫قامت ب ‪(( ::‬اإلعتراف ب إسرائيل‪ ،‬سلخ لواء إسكندرون‪ ،‬إنضمامها ل الناتو))‬

‫كان إسلوب ((تُركيا)) فى فترة الخمسينيّات يتل ّخص فى ((ال ُمناورات العسكريّة)) فقط إرسال ((فرقتين أو ‪ 3‬على الحدود السوريّا ‪-‬‬
‫((التحرك إلى سوريّا إذا‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫حيث ألمحت ((تُركيا)) فى العديد من األوقات أنّها على إستعداد ل‬ ‫التُركيّا)) من أجل ((الضغط على دمشق))‬
‫تحركات ((الجيش السورى ل ُمساعدة الملك ُحسين فى‬ ‫سيطرت حكومة شيوعيّة على دمشق)) إبان أزمة ((السويس)) باإلضافة إلى ُّ‬
‫األردن)) شهرى نيسان و آيار ‪1957‬‬

‫ّ‬
‫لإلطالع على ُمجريات ال ُمناوشات ((السوريّا ‪ -‬التُركيّا))‪ ،‬صفحة ‪ 711‬و ‪712‬‬

‫للمرة ال ‪ 3‬فى ُمذ ّكرة بعث بها إلى ((بريطانيا‪،‬‬


‫إقترح ((اإلتّحاد السوفييت)) يوم ‪ 3‬أيلول والتوازى مع ((عودة هندرسون إلى واشنطن)) ّ‬
‫القوة فى المنطقة)) باإلضافة إلى إقتراحات ُمماثلة فى ‪ 11‬شباط و ‪19‬‬
‫فرنسا‪ ،‬أميركا)) إلى إعالن ((تصريح ُرباعى‪ ،‬يستنكر إستعمال ّ‬
‫نيسان لكن تم ((رفضها))‪.‬‬

‫كشفت صحيفة ((النجم األحمر)) التابعة ل ((الجيش األحمر السوفيتّى)) يوم ‪ 10‬أيلول عن ُم ّ‬
‫خطط ((أميركى شيطانى))‬
‫من ‪ 5‬مراحل ‪::‬‬

‫تحركات عسكريّة إستفزازيّة‪ ،‬على حدودها مه سوريّا‬


‫أ‪ )-‬تقوم ((إسرائيل)) ب ُّ‬

‫ب‪ )-‬تُسارع ((تُركيا)) إلى تجميه ّ‬


‫قواتها على ((الحدود السوريّا الشماليّة)) ُمثيرة إحتمال حدوث ((صدام سورى ‪ -‬إسرائيلى))‬

‫قواها ب حجّة (( ُمساعدة سوريّا))‬


‫ج‪ )-‬تقوم ((العراق)) ب حشد ّ‬

‫د‪ )-‬تقوم ((الطائرات التُركيّا ‪ -‬العراقيّة)) ب غارات على بعض المراكز على الحدود ُمدّعية ّ‬
‫أن ((سوريّا)) قد خرقت الحدود‬

‫ه‪ )-‬تُسارع هاتان الدولتان ب ((الزحف على سوريّا)) و هُما تُناشدان فى الوقت نف ُ‬
‫سه ((أميركا)) ب تقديم معونتها ل ((صد عدوان سوريّا))‬

‫‪ )-4‬الملك سعود ((هاااااااام)) ‪::‬‬

‫صفحة ‪ 715‬إلى صفحة ‪726‬‬

‫‪------------------------------‬‬
‫‪------------------------------‬‬
‫‪------------------------------‬‬

‫الفصل الثانى عشر‬

‫إلى اإلتّحاد ُمباشرة‬

‫‪ )-1‬عبد الناصر و البعث ‪::‬‬

‫((لم)) ي ُكن ل ((القاعدة البعثيّة)) فى ((سوريّا)) أمل فى ((الفوز ب ال ُ‬


‫سلطة فى اإلنتخابات)) ف فى ق ّمة نجاحهم اإلنتخابى عام ‪،1955‬‬
‫سيطر ((البعث)) على ‪ 20‬مقعدا ً من أصل ‪.142‬‬

‫يُعتبر ((البعث)) " ّأول " حركة سياسيّة ((خارج مصر)) تمنح ثقتها ل ((عبدالناصر))‪،‬‬

‫رأى ((ميشيل عفلق)) فى ((الوحدة مع مصر))‪ ،‬صفحة ‪739‬‬


‫رأى ((صالح البيطار)) فى ((الوحدة مع مصر))‪ ،‬صفحة ‪741‬‬

‫ّ‬
‫لإلطالع على األهداف الحقيقيّة ل إنشاء ((الجامعة العربيّة))‪ ،‬صفحة ‪ 742‬و ‪(( 743‬هاااام))‬

‫أ ّكد التاريخ ّ‬
‫أن ((عبد الناصر)) " لم " ي ُكن لديه الرغبة فى ((اإلتّحاد مع سوريّا)) بل يُريد فقط أن تُجر ((سوريّا)) إلى سياسة ((مصر‬
‫الخارجيّة))‪ ،‬حسب تصريح ((محمود رياض‪ ،‬سفير مصر ب دمشق))‪ ،‬صفحة ‪ 747‬و ‪ & 748‬رقم ‪ 3‬صفحة ‪775‬‬

‫‪ )-2‬قوى اليسار ‪::‬‬

‫يُعتبر ((خالد بكداش)) هو السند الرئيسى ل ((خالد العظم)) على الرغم أنّه ((لم)) بشغل أى منصب حكومى لكن تكمن ّ‬
‫قوته فى ال ُمساعدة‬
‫السخيّة التى يُقدّمها ((السوفييت)) إلى ((سوريّا)) عن طريقه باإلضافة إلى تح ّك ُمه فى ((عفيف البزرى‪ ،‬رئيس األركان)) و الذى كان ب‬
‫دوره رئيسا ً صوريّا ً ((لم)) يستطع رأب الصدع بين ال ُكتلتين ال ُمتنافستين ل الجيش ‪(( ::‬البعثيّين )) ‪(( +‬ال ُم ّ‬
‫ستقلين ب قيادة النفورى)) التى‬
‫كانت على إتّصال ب ((خالد العظم))‪.‬‬

‫كانت ((الجبهه التقدُّميّة)) التى تأسّست عام ‪ 1956‬هى التى تح ُكم ((سوريّا)) من خلف ظهر ((الحكومة)) و من قادتها ‪(( ::‬خالد العظم ‪+‬‬
‫سلطة مع ((العسكريّين)) مثل ‪(( ::‬عبد الحميد السراج‪ ،‬التابع ل مصر و البعث ‪+‬‬‫خالد بكداش ‪ +‬الحورانى ‪ +‬البيطار)) الذين تقاسموا ال ُ‬
‫عفيف البزرى‪ ،‬الموالى ل بكداش ‪ +‬النفورى‪ ،‬الموالى ل العظم ‪ُ +‬مصطفى حمدون و عبد الغنى قنوت‪ ،‬الموالى ل الحورانى))‪.‬‬

‫أصبحت أهداف ((البعث)) مكشوفة عندما تم إقتراح قيام ((إنتخابات بلديّة)) فى ‪ 15‬نوفمبر‪ .‬كان ((العظم‪ ،‬ال ُمستقلّين)) ُم ّ‬
‫تشوقين إلى إجراء‬
‫تلك اإلنتخابات على عكس ((البعث)) الذى ((رفض)) أن يكون له دور ((ثانوى)) باإلضافة إلى علمه ((إستحالة طلب التأييد فى أوساط‬
‫أن ((نتائج اإلنتخابات)) سوف تُدرس ب عناية فى ((الغرب)) نظرا ً ل كونها‬ ‫حيث علم ((البعث)) ّ‬‫ُ‬ ‫حزب الشعب و أصدقا ُءه فى الغرب))‬
‫قرر ((البعث)) أن ((يُقاطع)) اإلنتخابات على أمل ((إيقافها))‪.‬‬ ‫قوة التيّارات فى المستوى الوطنى)) و على ذلك ّ‬ ‫تعكس ّ‬
‫ّ‬
‫لإلطالع على ((مشروع الوحدة الفدرالى)) الذى قدّمه ((البعث)) إلى ((مصر)) فى يناير حسب تصريحات ((ميشيل عفلق)) ‪::‬‬
‫صفحة ‪756‬‬

‫عندما أصبحت الدعوة إلى ((إتّحاد سورى ‪ -‬مصرى)) أمرا ً سياسيّا ً محضا ً ُمنذ أزمة ((السويس))‪ ،‬أعرب ((الشيوعيّون)) أيضا ً عن‬
‫أن وجود ((صيغة فدراليّة مائعة)) من ال ُممكن أن ((تمنع اإلتّحاد)) من أن يُصبح‬‫((تأييدهم)) ل فكرة إقامة ((إتّحاد فدرالى)) ُمؤمنين ب ّ‬
‫((فعّاالً)) م ّما سيُتيح لهم ((اإلستمرار فى نشاطهم الحزبى داخل سوريّا))‪.‬‬

‫لكن قاموا ب تغيير تكتيكاتهم عام ‪ 1957‬من أجل أخذ زمام ال ُمبادرة من ((البعث)) عن طريق الدعوة إلى ((دمج كامل بين مصر و‬
‫أن ((عبدالناصر)) الذى مازال ((يتل ّكأ)) ب النسبة ل مشروع ((إتّحاد فدرالى)) سوف ((يرفض الدمج))‬ ‫سوريّا))‪ .‬كانوا واثقين تماما ً ّ‬
‫بالتأكيد‪ .‬و بذلك سوف يتم ((تجميد خطط اإلتّحاد دُفعة واحدة)) بجانب ((تحطيم سمعة عبدالناصر))‪.‬‬
‫األمر الذى دفع ((البعث)) إلى ((التخلّى)) عن فكرة ((الفدراليّة)) و تبنّى فكرة ((الوحدة مع مصر)) حتّى (ال)) يفقد ((زعامة حركة‬
‫اإلتّحاد))‪.‬‬

‫‪ )-2‬الجيش يتد ّخل ‪::‬‬

‫ضبّاط السوريّيون)) ب ُمحاولة ((تمتين العالقات مع مصر)) عن طريق ((القيادة ال ُمشتركة)) التى تأسّست عام ‪ 1955‬بجانب‬ ‫قام ((ال ُ‬
‫اإلتّصاالت ((الغير رسميّة)) عن طريق ((السفير المصرى فى سوريّا‪ ،‬محمود رياض)) فى ُمحاولة ل رأب الصدع بين صفوف ال ُ‬
‫ضبّاط‬
‫أن ((عبد الناصر)) سوف يمنحهم (مجلس قيادة ل‬ ‫حيث بات كثيرا ً منهم يُؤمنون ب ّ‬
‫ُ‬ ‫((ال ُمنقسمين)) باإلضافة إلى تنافُسهم مع ((السياسيّين))‬
‫الثورة)‪.‬‬

‫كما جرت حادثة فى أوائل يناير ‪ 1958‬كان لها األثر الفعلى ل ((اإلندفاع نحو الوحدة)) ‪ ::‬فقد قام ضابطان كبيران ب إشهار سالحهما فى‬
‫قرروا الذهاب إلى ((مصر)) طلبا ً ل تحكيم‬
‫أن ((القادة العسكريّين السوريّين)) ّ‬‫أوجه بعضهم البعض و ((لم)) تُطلق ُرصاصة واحدة‪ ،‬غير ّ‬
‫((عبد الحكيم عامر)) الذى بات يشغل منصب ((القائد األعلى ل القيادة السوريّا ‪ -‬المصريّة ال ُمشتركة))‪.‬‬

‫ضبّاط إلى ((مصر)) ب صورة (( ُمفاجئة)) بسبب شكوكه من‬


‫بالطبع كان ل الزعيم ((صالح الدين البيطار)) يد فى عمليّة إرسال ال ُ‬
‫((السياسيّين)) بجانب تقديم إثبات ل ((عبد الناصر)) أنّه ((لم)) يعُد هُناك ((تصدُّع فاضح فى الجيش السورى))‪.‬‬

‫سه ((عفيف البزرى)) يوم ‪ 12‬يناير ‪ 1958‬تاركين وراءهم فى ((سوريّا)) ُك ّالً من ((أمين النفورى‪،‬‬ ‫كون من ‪ 14‬ضابطا ً يرأ ُ‬ ‫سافر الوفد ال ُم ّ‬
‫ّ‬
‫نائب رئيس األركان ‪ +‬عبد الحميد السراج‪ ،‬مدير ال ُمخابرات العسكريّة)) من أجل إيفاد ((الوزارة)) ب ُمذكرة توضّح طبيعة الزيارة‬
‫ال ُمفاجئة و تذكير ((الحكومة)) ب تع ُّهداتها ب إتّخاذ الخطوات الحاسمة من أجل تحقيق اإلتّحاد مع مصر))‬
‫نشرت صحيفة ((الرأى العام)) بيانا ً صادر عن ((الحزب الشيوعى)) يوم ‪ 2‬يناير يدعو فيه إلى ضرورة ((التفاهُم بين الشيوعيّين و‬
‫البعثيّين)) و العودة إلى تبنّى موقف ((البعث)) األصلى ب قيام ((إتّحاد فدرالى غير وثيق)) وصفته إحدى نشرات الحزب الصادرة يوم ‪13‬‬
‫صة فى كل من البلدين ‪ +‬يُقدّم فُرصا ً ل تعزيز ال ُح ّريّة و الدي ُمقراطيّة))‪.‬‬
‫يناير ب أ ّنه ((يُقيم إعتبارا ً ل الشروط الخا ّ‬
‫رقم ‪ 8‬صفحة ‪775‬‬

‫‪ )-3‬الختام ‪::‬‬

‫ذهب ((وزير الخارجيّة‪ ،‬صالح الدين البيطار)) بناء على تعليمات من ((مجلس الوزراء)) إلى ((مصر)) يوم ‪ 16‬يناير ل اإلجتماع ب‬
‫ضبّاط)) لكن ب صالحيّات ((محدودة)) نتيجة ((رفض‪ ،‬الرئيس القواتلى‬ ‫ّ‬
‫اإلطالع على المدى الذى وصل إليه ((ال ُ‬ ‫((عبد الناصر)) بجانب‬
‫ُ‬ ‫ّ‬
‫‪ +‬خالد العظم)) أن يُلزموا أنفسهم بشئ م ّما أثر على قدرته على ((ال ُمساومة)) بخصوص ((البعث مع الشيوعيّين))‪.‬‬

‫القوة فى سوريّا)) ‪(( ::‬الجيش و األحزاب السياسيّة)) باإلضافة إلى ((حل‬


‫ى ّ‬ ‫كانت شروط ((عبد الناصر)) تتل ّخص فى ((عزل مركز ّ‬
‫البرلمان)) على أن يُقام ((اإلتّحاد القومى)) بديالً عن ((األحزاب السياسيّة))‪.‬‬

‫ُ‬
‫حيث ((رفض‪ ،‬فكرة الدمج الكامل وحل األحزاب السياسيّة مادام فى‬ ‫قوبلت تلك الصيغة ل الوحدة ب (( ُمعارضة)) من قِبَل ((خالد العظم))‬
‫سوريّا إئتالف برلمانى وطنى))‪ .‬و عمل على إيجاد صيغة بديلة ب تشجيع من ((الرئيس‪ ،‬القواتلى ‪ +‬رئيس الوزراء‪ ،‬صبرى العسلى))‬
‫حول مشروع ((إتّحاد فدرالى)) يتولّى نقله السيّد ((صالح الدين البيطار)) يوم ‪ 25‬يناير إلى ((القاهرة)) لكن ما لبث أن عاد ((خائب‬
‫الرجا)) بعد أن ((رفض‪ ،‬عبد الناصر)) اإلقتراح‬

‫نقد ((فارس الخورى)) ل قيام ((الوحدة الطائشة)) بين البلدين‪ ،‬صفحة ‪771‬‬

‫ُ‬
‫حيث قام ((خالد بكداش)) ب السفر إلى ((أوروبّا الشرقيّة)) يوم ‪ 4‬شباط أى بعد ‪3‬‬ ‫كان ل ((الشيوعيين)) بُعد نظر لما آلت إليه ((الوحدة))‬
‫أيّام من إعالن الوحدة‪.‬‬

‫‪---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬
‫‪---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬
‫‪---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫وراثة سورية اختبار بشار بالنار‬


‫األول‬
‫الفصل ّ‬

‫ال ُمفارقة السوريّا‬

‫تصرفات ُمشكلة‬
‫ُّ‬ ‫‪)-4‬‬

‫تُعتبر سوريّا عضوا ً ثابتا ً ال يقبل الحدف من الئحة الحكومة األمريكيّة للدول الراعية لإلرهاب (( بموجب قرار إدارة التصدير لعام ‪1979‬‬
‫الفقرة ‪ 22‬الدستور األميركى‪ ،‬ال ُجزء ‪2656‬ف‪ .‬على أن تقوم وزارة الخارجيّة األمريكيّة بتقديم إقرار سنوى إلى ال ُكونجرس حول الدول‬
‫التى يجب تصنيفها إرهابيّة )) وقت تم وصف سوريّا و ليبيا و العراق بهذا الوصف ُمنذ عام ‪ 1979‬حتّى اآلن‬
‫رقم ‪ 39‬صفحة ‪56‬‬

‫قيام تحالُف يجمع (( الفصائل الفلسطينيّة الوطنيّة العلمانيّة )) تحت ُمس ّمى (( جبهه اإلنقاذ الوطنى )) فى (( دمشق )) عام ‪ّ 1984‬‬
‫يتكون‬
‫من (( الجبهه الشعبيّة لتحرير فلسطين بقيادة جورج حبش ‪ +‬الجبهه الشعبيّة لتحريرفلسطين‪ ،‬القيادة العا ّمة بقيادة أحمد جبريل ‪ُ +‬منشقّى فتح‬
‫بقيادة أبو موسى ‪ +‬الجبهه الديمقراطيّة لتحريرفلسطين بقيادة نايف حواتمة التى إنقسمت عن الجبهه الشعبيّة لتحرير فلسطين عام ‪)) 1969‬‬
‫رقم ‪ 40‬صفحة ‪56‬‬

‫عالقة (( النظام السورى )) ب (( الفصائل اللبنانيّة ال ُمقاومة ))‬


‫حيث كان (( حزب هللا )) مسؤوالً عن تفجير السيّارة أمام (( السفارة األمريكيّة فى بيروت عام ‪ + 1983‬تفجير السيّارة أمام قُ ّوات‬
‫البحريّة األمريكيّة و اما ثكنة المظلّيّين الفرنسيّين فى بيروت عام ‪ + 1983‬تفجير ال ُملحق التابع للسفارة األمريكيّة فى بيروت عام ‪1984‬‬
‫))‪ ،‬رقم ‪ 41‬صفحة ‪56‬‬

‫(( حماس )) هى إختصار ل (( حركة ال ُمقاومة اإلسالميّة )) أسّسها إسالميّون فلسطينيّون باإلشتراك مع (( اإلخوان ال ُمسلمين )) فى ((‬
‫غزة )) و كان لها (( مكتب )) فى (( دمشق )) عام ‪ ،1991‬قامت الحركة بنقل (( مقر اللجنة العسكريّة )) إلى (( دمشق )) عام ‪1995‬‬ ‫ّ‬
‫بسبب توقيع معاهده سالم بين (( إسرائيل و األردن )) عام ‪ 1994‬ثم قامت بنقل (( مكتبها السياسى )) إلى (( دمشق )) عام ‪1999‬‬
‫رقم ‪ 46‬صفحة ‪57‬‬
‫إستخدام (( حافظ األسد )) تكتيكيّا ً ل (( حزب هللا ))‬
‫‪ 52 + 49 + 48‬صفحة ‪58‬‬

‫حول قُدرات سوريّا إلمتالك أسلحة دمار شامل‪ ،‬إيال زيسر‪ (( ،‬سوريّا و قضيّة أسلحة الدمار الشامل ))‪ ،‬صحيفة ميريا ‪ 8‬رقم ‪ (( 3‬أيلول‬
‫‪ + )) 2004‬وزارة الدفاع األمريكيّة ‪ ::‬إنتشار األسلحة ‪ ::‬التهديد و الركود (( يناير ‪)) 2001‬‬
‫صفحة ‪ & 43 – 42‬رقم ‪ 53‬صفحة ‪59‬‬

‫شهادة ويليام ويبستر‪ ،‬عام ‪ 1989‬الذى أصبح الحقا ً مدير ال سى آى آ‪ ،‬حول إنتاج عوامل الحرب الكيميائيّة و الذخائر الحربيّة فى‬
‫الثمانينات‬

‫‪www.fas.org.nuke/guide/syria‬‬
‫رقم ‪ 55‬صفحة ‪59‬‬

‫برنامج الحرب الكيماويّة فى سوريّا‪ ،‬صواريخ سكود‪ ،‬مركز منع إنتشار األسلحة النوويّة‬
‫‪http://cns.miis.edu/research/wmdme/syrscud.htm‬‬
‫رقم ‪ 56‬صفحة ‪59‬‬

‫إقتناء التكنولوجيا ال ُمتعلّقة بأسلحة الدمار الشامل و الذخائر العاديّة ال ُمتقدّمة‪ ،‬الترسانة القاتلة ‪ :‬تتبُّع أسلحة الدمار الشامل‬
‫رقم ‪ 57‬صفحة ‪59‬‬

‫راجع سوريّا ‪ ::‬أسلحة الدمار الشامل‪ - ،‬القدرات و البرامج‬


‫‪http://cns.miis.edu/research/wmdme/syrscud.htm‬‬
‫رقم ‪ 58‬صفحة ‪59‬‬
‫رقم ‪ 61‬صفحة ‪60‬‬

‫‪ )-5‬آجندة ما بعد الحادى عشر من أيلول‪42 ،‬‬

‫إضافة سوريّا على الئحة (( الدول الراعية لإلرهاب )) يؤدّى إلى فرض العقوبات األمريكيّة تلقائ ّيا ً على (( دمشق )) ما عدا القوبات ((‬
‫الشاملة ))‪ ،‬رقم ‪ 67‬صفحة ‪60‬‬

‫الشريرة ))‪ ،‬رقم ‪ 68‬صفحة ‪61‬‬


‫ّ‬ ‫أبقت اإلدارات األميركيّة ال ُمتعاقبة‪ (( ،‬سوريّا )) خارج نطاق بياناتها التصنيفيّة لل (( أنظمة‬

‫بعد هجمات ‪ 11‬أيلول‪ ،‬صنّفت إدارة بوش‪ (( ،‬سوريّا )) دولة إرهابيّة تسعى للحصول على أسلحة (( دمار شامل ))‪ ،‬رقم ‪ 70‬صفحة ‪61‬‬

‫عرضت (( سوريّا )) على إدارة بوش‪ ،‬التعاون اإلستخبارى فى مجال مكافحة إرهاب (( القاعدة )) بعد هجمات ‪ 11‬أيلول‪،‬‬
‫رقم ‪ 72‬صفحة ‪61‬‬

‫حاول (( البيت األبيض )) عرقلة قانون (( ُمحاسبة سوريّا )) بسبب تعاون (( سوريّا )) فى مجال ُمكافحة اإلرهاب حسب تصريحات‬
‫مسؤولين من (( وزارة الخارجيّة األمريكيّة )) عام ‪ ،2000‬رقم ‪ 73‬صفحة ‪61‬‬

‫أميركا تُحذّر سوريّا ‪ ::‬الخطوة القادمة غير أكيدة‪ ،‬رقم ‪ 74‬صفحة ‪61‬‬

‫إستمرت (( سوريّا )) فى النهج ال ُمعادى للرغبات األمريكيّة‪ ،‬بسبب (( إنتهاك العقوبات )) المفروضة على (( صدّام ُحسين )) ‪ +‬نقل ((‬
‫ّ‬
‫لتحركات ال ُمقاتلين األجانب عبر حدودها إلى داخل العراق‬
‫ُّ‬ ‫العتاد العسكرى و المواد ذات اإلستخدام المزدوج إلى العراق و التسهيل السورى‬
‫فى األيّام األولى من الحرب ))‪ ،‬رقم ‪ 75‬صفحة ‪61‬‬

‫أقر الرئيس بوش تنفيذ القرار فى ديسمبر‬


‫فى النهاية‪ ،‬صادق (( الكونجرس )) على قانون (( ُمحاسبة سوريّا )) فى نوفمبر ‪ 2003‬و ّ‬
‫‪ ، 2004‬رقم ‪ 77‬صفحة ‪62‬‬

‫أصدر الرئيس بوش قرارا ً تنفيذيّا ً بفرض عقوبات إقتصاديّة على سوريّا فى أيار ‪ ، 2004‬رقم ‪ 78‬صفحة ‪62‬‬

‫‪ )-6‬شكوك تحليليّة ‪::‬‬

‫أ‪ )-‬ب ّ‬
‫شار اإلصالحى النظرى‬
‫شار مع مرور الوقت سوف يكون قادرا ً على تعزيز سلطته و إستبدال الحرس القديم بمسؤولين أصغر سنّا ً‬ ‫النظرة المتفائلة نسبيّا ً ‪ ::‬إن ب ّ‬
‫يُشاركونه إهتماماتُه فى اإلصالح وقتها ُربّما يستطيع إجراء تغيّرات جوهريّة فى النظام الذى ورثه عن أبيه‪ ،‬رقم ‪ 82‬صفحة ‪63‬‬

‫شار بمثابة (( غورباتشوف سوريّا )) يترأّس نظام مشحون بالتوتُّرات و التناقضات الداخليّة بحيث ال يستطيع‬ ‫النظرة ال ُمتشاءمة نسبيّا ً ‪ ::‬إن ب ّ‬
‫صل إلى إجراء تغييرات جوهريّة دون ال ُمخاطرة إ ّما ب (( التنحية عن منصبه )) أو ب (( إنهيار النظام القائم ))‪،‬‬ ‫السعى للتو ُّ‬
‫رقم ‪ 83‬صفحة ‪63‬‬

‫‪------------------------------‬‬
‫‪------------------------------‬‬
‫‪------------------------------‬‬

‫الفصل الثانى ‪108‬‬

‫تركة حافظ األسد‪ ،‬ميراث ب َّ‬


‫شار‬

‫‪ )-1‬الدولة التى بناها حافظ‬

‫بدءا ً من ‪ 1949‬عانت سوريّا من ‪ 20‬إنقالب عسكرى ب ُمعدّل إنقالب ُكل سنة حتّى وصول األسد إلى سدّة ال ُحكم عام ‪1970‬‬
‫رقم ‪ 2‬صفحة ‪108‬‬

‫‪ )-2‬دعائم اإلستقرار‬

‫براعته ال ُمطلقة و الفائقة تقريبا ً فى السيطرة على وسائل ال ُ‬


‫سلطة ‪ +‬إنشاؤه لقاعدة إجتماعيّة واسعة ‪ +‬إقامة نظام رئاسى مركزى‬

‫إستخدم (( حزب البعث )) ك أداه من أجل (( التعاون الشعبى مع عدد كبير من ال ُم ّ‬


‫نظمات ك إتّحاد ّ‬
‫الفالحين و اإلتّحاد النسائى )) ‪ +‬إضفاء‬
‫صفة البعثيّة على الجيش أو على نحو بديل خلق التكا ُمل بين الجيش و الحزب‪ ،‬رقم ‪ 3‬و ‪ 4‬و ‪ 6‬صفحة ‪108‬‬

‫إستخدام (( مشاريع القطاع العام و وكاالت الدولة )) ك مالذ أخير من أجل (( البرجوازيّة الحديثة ال ُمستقلّة عن الدولة ))‪،‬‬
‫رقم ‪ 5‬صفحة ‪108‬‬

‫سلطة الها ّمة ‪ (( ::‬حزب البعث ‪ +‬القُ ّوات ال ُمسلّحة ‪ +‬جهاز اإلستخبارات ‪ +‬جهاز األمن‬
‫إستخدم موقعه بعد عام ‪ 1970‬لتوجيه عتالت ال ُ‬
‫)) ك أدوات شخصيّة له‪ ،‬رقم ‪ 9‬صفحة ‪109‬‬

‫الوسطى الجديدة )) إلى جانب (( األقلّيّات ال ُمه ّمشة )) لدعم‬


‫تطبيق األجندة اإلقتصاديّة الشعبيّة باإللتزام ب (( اإلشتراكيّة )) لحشد (( الطبقة ُ‬
‫النظام‪ ،‬رقم ‪ 12‬صفحة ‪110‬‬

‫الدمج بين قطع أراض (( صغار المالكين )) مع (( المزارع التعاونيّة التى تُديرها الدولة فى القطاع الزراعى )) من أجل (( إصالح‬
‫الفالحين ))‪ ،‬رقم ‪ 13‬صفحة ‪110‬‬‫األراضى فى المناطق الريفيّة )) م ّما يساهم فى حشد أكبر نسبة ُممكنة من (( قطاع ّ‬

‫سنّيّة )) فى (( سوريّا )) ضد نظام (( األسد العلمانى )) كما يراه‬


‫كانت جماعة (( اإلخوان ال ُمسلمين )) تُحاول حشد (( األغلبيّة ال ُ‬
‫األصوليّون‪ ،‬رقم ‪ 15‬صفحة ‪111‬‬

‫سنّيّة )) من خالل إيماءات علنيّة‪ ،‬رقم ‪ 16‬صفحة ‪111‬‬


‫حاول (( حافظ األسد )) أن يجذب الطائفة (( ال ُ‬

‫سنّيّة )) إلعادة ترسية وضعهم (( اإلقتصادى )) بدون منح ُ‬


‫سلطة جوهريّة لهذه ((‬ ‫سعى (( حافظ األسد )) فى تأمين مجال لل طائفة (( ال ُ‬
‫سنّيّة فى ال ُمدن ))‪،‬رقم ‪ 17‬و ‪ 18‬صفحة ‪111‬‬ ‫النُخبة اإلقتصاديّة‪ ،‬الطبقة ال ُ‬

‫سلطتة المركزيّة إلى أقصى حد بإنشاء حلقة داخليّة ُمؤلّفة من (( عشرات من كبار المسؤولين فى المجال الدبلوماسى و‬ ‫ّ‬
‫عزز األسد ُ‬
‫العسكرى و اإلستخباراتى )) من خالل (( الِمنُح الشخصيّة السخيّة و الفُرص الرابحة من خالل الفساد إ ّما بشكل ُمباشر أو عن طريق أفراد‬
‫العائلة )) و كان أه ُّمهم ‪ 3‬أفراد ‪ُ (( ::‬مصطفى طالس ‪ +‬فاروق الشرع ‪ +‬عبد الحليم خدّام ))‪ ،‬رقم ‪ 21‬و ‪ 22‬و ‪ 23‬و ‪ 25‬صفحة ‪112‬‬

‫‪ )-6‬ديناميّات العائلة ‪::‬‬

‫يُمكن أن يُش ّكل (( رفعت األسد )) تحدّيا ً على الخليفة (( ب َّ‬


‫شار ))‪ ،‬رقم ‪ 31‬صفحة ‪114‬‬

‫تُش ّكل طموحات (( بُشرى و وجها آصف شوكت ‪ +‬ماهر األسد ‪ +‬عائلة مخلوف )) تحدّيا ً واضحا ً على ُ‬
‫سلطة (( ب َّشار ))‬
‫رقم ‪ 32‬صفحة ‪114‬‬

‫‪ )-8‬ركود الدهاء السياسى ‪::‬‬

‫أخبر الرئيس (( ب َّشار األسد )) مؤلّف هذا الكتاب‪ ،‬فى يناير ‪ 2004‬إنّه من الخطأ التفكير أن (( الحرس القديم )) يُمثّل شخصا ً أو إثنان من‬
‫المسؤولين الكبار‪ ،‬فهذا النظام ُمتش ّعب و يمتد إلى قطاع خاص باإلسم فقط و إلى درجة كبيرة ج ّدا ً و هُنالك شرائح ها ّمة م ّما يُس ّمى ((‬
‫صة مع أقسام ُمختلفة من الدولة فى ُمعظم أعمالها‬ ‫القطاع الخاص فى سوريّا )) لطالما إتّكلت على إجراءات خا ّ‬
‫رقم ‪ 33‬و ‪ & 34‬صفحة ‪ 114‬و ‪115‬‬

‫‪ )-9‬الميراث اإلقتصادى ‪::‬‬

‫كان مستوى المعيشة فى سوريّا و األداء اإلقتصادى فى إنحدار شديد م ّما كان له أثر سلبى فى قيام الحركات اإلسالميّة ضد النظام ُمنذ‬
‫سنّة )) الذى ُربّما ساهم فى دعم بعض تلك الحركات ماديّا ً (( حلب ))‬
‫‪ 1976‬حتّى ‪ 1982‬بجانب الثراء ال ُمفرط لل (( تُجّار ال ُ‬
‫رقم ‪ 38‬صفحة ‪115‬‬

‫تلقّى األسد ال ُمساعدة من إحاطته بشبكة إجماعيّة و ّ‬


‫محليّة آمنه كانت تأتيه على األغلب من العائالت و إلى مدى أقل من الكنائس و المساجد‬
‫و الهيئات الدينيّة األُخرى‪ ،‬رقم ‪ 39‬و ‪ 40‬صفحة ‪115‬‬

‫لقاءات (( حافظ األسد )) مع (( مدير البنك الدولى‪ ،‬جيمس وولفنسن )) خالل (( التسعينيّات ))‪ ،‬رقم ‪ 42‬صفحة ‪116‬‬

‫ورث (( ب ّ‬
‫شار األسد )) عن نظام أبيه (( حافظ األسد )) نظام إقتصادى (( إشتراكى‪ ،‬مركزى )) (( لم )) يخضع لإلصالح فى خضم نظام‬
‫العولمة الدولى فى فترة ما بعد الحرب الباردة‬
‫رقم ‪ 43‬صفحة ‪116‬‬

‫ّ‬
‫توظف ما (( يزيد عن نصف القوى العاملة )) علما ً إن (( ‪% 23‬‬ ‫بقى ((القطاع العام )) ضخما ً بمشاريع (( غير فعّالة )) تملُكها الدولة و‬
‫)) من القوة العاملة تعمل فى (( المكاتب الحكوميّة ))‪ ،‬رقم ‪ 44‬صفحة ‪116‬‬

‫على الرغم من إعالن قانون (( اإلستثمار رقم ‪ )) 10‬بقى هُنالك (( إهمال )) لإلستثمارات األجنبيّة بسبب ((الفساد )) بجانب البيئة ((‬
‫البيروقراطيّة غير المضيافة ))‪ ،‬رقم ‪ 45‬صفحة ‪116‬‬

‫س ّكان سوريّا دون ال ‪ 15‬عاماً‪ ،‬و عدم القدرة على توظيف ما ال يقل عن ‪ 200,000‬ألف شاب إلى سوق العمل سنويّاً‪ ،‬بسبب ((‬ ‫نصف ُ‬
‫ّ‬
‫بالموظفين )) م ّما يساهم فى إرتفاع نسبة (( البطالة ))‪ ،‬رقم ‪ 50‬صفحة ‪117‬‬ ‫القطاع الخاص الضعيف ‪ +‬القطاع العام ال ُمثقل‬

‫قدّر ال ُخبراء الدوليّون أن على (( سوريّا )) أن تصل ثُم تُحافظ على نسبة (( ثالثة أضعاف )) النمو الحقيقى فى مجال (( اإلقتصاد ))‬
‫لتحقيق (( التوازن مع تزايد القُوى العاملة ‪ +‬الحد من البطالة ال ُمزمنة ‪ +‬الوظائف الثانويّة ال ُمؤقّتة ))‪ ،‬رقم ‪ 51‬صفحة ‪117‬‬

‫‪ )-10‬السياسة و ال ُمجتمع المدنى‬

‫سنّة فى األرياف )) الذين إستفادوا من (( السياسات اإلقتصاديّة البعثيّة )) مثل ‪::‬‬ ‫حظى (( حافظ األسد )) على التأييد (( السلبى )) من (( ال ُ‬
‫سنّيّة )) من مكانتهم التقليديّة ك (( مالكين ُمتغيّبين لألراضى ))‬
‫جرد (( وجهاء ال ُمدن ال ُ‬‫(( إصالح األراضى فى األرياف )) األمر الذى ّ‬
‫رقم ‪ 53‬صفحة ‪118‬‬

‫لم تتم ّكن حركة (( اإلخوان ال ُمسلمين )) أن تتعافى (( تنظيميّا ً )) بعد الضربة القاسمة التى تلقّتها فى (( ُحماه عام ‪ )) 1982‬بجانب تقدُّم ((‬
‫سنّة الريفيّين )) م ّما خلق ُمحيطا ً من ال ُممكن أن يكون أكثر ُمساعدة على‬ ‫المدينيّة )) م ّما ساهم فى ترجيح كفّة (( ال ُ‬
‫سنّة المدنيّين )) على (( ال ُ‬
‫تمرد إسالمى )) م ّما كان عليه الحال فى (( بداية الثمانينات ))‪ ،‬رقم ‪ 56‬و ‪ 57‬و ‪ 58‬و ‪ 59‬صفحة ‪118‬‬ ‫إحداث (( ُّ‬

‫يقترح ناشطون فى (( ال ُمجتمع المدنى )) من ذوى التوجّه (( الليبرالى‪ ،‬الغير إسالمى )) أن وجود البديل ال ُمتمثّل فى (( الحركة اإلسالميّة‬
‫األول أحمد كفتارو )) أدّى إلى إنتهاك بعض المواقع فى سوريّا التى كانت تاريخ ّيا ً (( معاقل‬ ‫)) التى ت ُ ّ‬
‫قرها الدولة بتأسيس و إدارة (( ال ُمفتى ّ‬
‫صة لإلخوان ال ُمسلمين ))‪ ،‬رقم ‪ 60‬صفحة ‪119‬‬ ‫خا ّ‬

‫فى عهد (( حافظ األسد )) كان هُناك حفنة من (( ال ُمف ّكرين السوريّين )) مثل ‪ (( ::‬صادق العظم ‪ +‬مح ّمد عزيز شُكرى )) تم ّكنوا من أن‬
‫يكونوا من واضعى النظريّات لل (( ُمجتمع المدنى فى الثمانينات )) مع التمتّع بهامش من ال ُح ّر ّية فى نشر آرائهم علنا ً و تطوير بعض‬
‫الروابط خارج المنطقة‪ ،‬رقم ‪ 61‬صفحة ‪119‬‬

‫التحرر الجماليّة (( خصوصا ً فى بداية التسعينيّات )) بشكل واسع فظهر بعض (( الناشطين و بعض‬
‫ُّ‬ ‫عبث النظام ببعض إجراءات‬
‫نظمات الناشئة فى ال ُمجتمع المدنى ))‪ ،‬رقم ‪ 62‬صفحة ‪120‬‬‫ال ُم ّ‬
‫تم (( حظر )) نشوء هيئات سياسيّة ُمستقلّة من خالل إستخدام قانون (( الطوارئ )) لقمع (( ال ُمعارضة ))‪ ،‬رقم ‪ 63‬صفحة ‪120‬‬

‫‪ )-12‬لبنان‬

‫من صفحة ‪ 87‬إلى‬

‫رقم ‪ 73‬صفحة ‪121‬‬


‫رقم ‪ 74‬صفحة ‪121‬‬
‫رقم ‪ 75‬صفحة ‪121‬‬
‫رقم ‪ 76‬صفحة ‪122‬‬
‫رقم ‪ 77‬صفحة ‪122‬‬
‫رقم ‪ 78‬صفحة ‪122‬‬
‫رقم ‪ 79‬صفحة ‪122‬‬
‫رقم ‪ 80‬صفحة ‪122‬‬

‫تم ّكنت (( الدفاعات السوريّة )) من إسقاط (( طائرتين أمريكيتين حربيّتين)) فى يناير ‪1983‬‬
‫رقم ‪ 81‬صفحة ‪123‬‬

‫فى (( ‪ 17‬آيار ‪ )) 1983‬و ّقع (( أمين الجميل‪ ،‬رئيس لبنان )) ‪ُ (( -‬معاهدة السالم‪ ،‬اإلسرائيليّة ‪ -‬اللبنانيّة )) لكن لم يتم التصديق عليها‬
‫القوات (( ُمتعدّدة الجنسيّات )) فى (( شباط ‪)) 1984‬‬ ‫ُمطلقا ً ثُم (( أُلغيت )) اإلتّفاقيّة تماما ً فى (( آذار ‪ )) 1984‬عقب إنسحاب ّ‬
‫رقم ‪ 82‬صفحة ‪ & 123‬رقم ‪ 83‬صفحة ‪123‬‬

‫(( إتّفاقيّة الطائف )) بين األطراف (( اللبنانيّة )) برعاية (( السعوديّة و أميركا ))‪ ،‬رقم ‪ 84‬صفحة ‪123‬‬

‫حد ّد (( حافظ األسد )) المصالح (( السوريّا )) فى (( لبنان )) ‪::‬‬

‫الدفاع عن الحد الغربى ل سوريّا ضد هجوم جانبى من ِق َبل القُ ّوات اإلسرائيليّة ‪ +‬إستخدام الجنوب ك قاعدة للضغط على إسرائيل من أجل‬
‫التفاوض و إعادة ُمرتفعات الجوالن ‪ +‬ال ُمحافظة على السيطرة على السياسة الخارجيّة اللبنانيّة و التيّارات الها ّمة فى الحياه السياسيّة اللبنانيّة‬
‫تطرفين اإلسالميّين و الجماعات الطائفيّة األُخرى فى البالد‪ ،‬رقم ‪ 85‬صفحة ‪123‬‬ ‫‪ +‬مراقبة ال ُم ّ‬

‫طور األسد ‪ 4‬وسائل رئيسة لحماية هذه المصالح فى لبنان و ليورثها إلى ب ّ‬
‫شار ‪::‬‬ ‫ّ‬

‫اإلنتشار العسكرى فى لبنان ليقف س ّدا ً فعليّا ً فى وجه سعى بيروت وراء سياسة ُمستقلّة فيما يتعلّق بالقضايا األمنيّة و الشؤون الخارجيّة و‬
‫منعت الحكومة اللبنانيّة من بسط سيطرتها على مناطق من البالد تُعتبر حيويّة للمصالح السوريّا مثل الجنوب م ّما ساهم فى منع عودة ظهور‬
‫الحرب الطائفيّة فى لبنان‪ ،‬رقم ‪ 86‬و ‪ 87‬صفحة ‪124‬‬

‫إنتشار (( جهاز ال ُمخابرات السوريّا )) فى ُكل أرجاء (( لبنان )) بقيادة (( العميد غازى كنعان‪ ،‬مدير المخابرات السوريّا )) بالتعاون مع ((‬
‫اإلستخبارات اللبنانيّة و هيئات الخدمات األمنيّة )) م ّما أتاح لألسد بسط سيطرته على جميع مجاالت و قطاعات الحياه (( السياسيّة و‬
‫اإلقتصاديّة و اإلجتماعيّة )) فى (( لبنان ))‪ ،‬رقم ‪ 88‬صفحة ‪124‬‬

‫منح دور (( سوريّا )) ك َحكَم سياسى فى (( لبنان )) القاعدة لل (( تالعُب بالفصائل ضد بعضها البعض )) من أجل (( تدبير التوازن على‬
‫ال ُمستوى الوطنى بين الجماعات الطائفيّة ال ُمتنافسة ))‬
‫رقم‪ 90‬صفحة ‪ & 124‬رقم ‪ 91‬و ‪ 92‬صفحة ‪125‬‬

‫تمرد ُمعادية للتواجد (( العسكرى السورى )) فى (( لبنان )) ُمتزامن مع عودة ((‬‫فى عام ‪ 2000‬قادت الطائفة (( المارونيّة )) حركة ُّ‬
‫سنّى‪ ،‬رفيق الحرير )) ُّ‬
‫لتسللم منصب (( رئاسة الوزراء )) بدعم من (( السعوديّة )) فى إعادة إعمار لبنان عقب إتّفاقيّة‬ ‫الملياردير ال ُ‬
‫((الطائف ))‪ ،‬رقم ‪ 93‬و ‪ 94‬صفحة ‪126‬‬

‫‪ )-13‬ميدان الصراع ((العربى ‪ -‬اإلسرائيلى))‬

‫أصر (( حافظ األسد )) أن يكون شكل الوحيد للتفاوض بين العرب و إسرائيل هو عمليّة ُمتعدّدة الجوانب تهدف للوصول إلى (( سالم شامل‬
‫ّ‬
‫)) بحيث يتفاوض (( العرب )) بال (( تنسيق )) فيما بينهم‪ ،‬رقم ‪ 96‬و ‪ 97‬و ‪ & 98‬صفحة ‪126‬‬

‫تالشى حلم (( حافظ األسد )) فى تحقيق (( التوازن اإلستراتيجى )) على ال ُمستوى (( العسكرى )) مع (( إسرائيل )) بعد وصول ((‬
‫إضطره إلى التأكيد على صيغ ال ُمتناسقة‬
‫ُّ‬ ‫غورباتشوف للقيادة السوفييتيّة )) و إنتهاء الحرب الباردة ب (( تف ُّكك اإلتّحاد السوفييتى )) م ّما‬
‫القوة أه ّمها (( تطوير الخيارات العسكريّة الغير عاديّة )) التى ستؤ ّمن ل (( دمشق )) نوعا ً من الردع العسكرى اإلستراتيجى ضد ((‬ ‫من ّ‬
‫إسرائيل )) مع إستخدام ال ُمتزايد للعمليّات اإلنتقاميّة التى تقوم بها حركات ال ُمقاومة ك مصدر للنفوذ التكتيكى فى (( الصراع العربى ‪-‬‬
‫اإلسرائيلى ))‪ ،‬رقم ‪ 99‬صفحة ‪ &126‬رقم ‪ 100‬صفحة ‪127‬‬

‫(( إنكشاف فضيحة المعلومات الزائفة‪ ،‬عميل الموساد جيل قيد ال ُمحاكمة )) عام ‪1996‬‬
‫‪ 23jpost‬يناير ‪1997‬‬
‫رقم ‪ 101‬صفحة ‪127‬‬

‫أصر (( حافظ األسد )) أن تكون المفاوضات (( الثُنائيّة )) بين سوريّا و إسرائيل قائمة على أساس المبادئ ال ُمعترف بها دوليّا ً تنفيذاً‬
‫ّ‬
‫لقرارات مجلس األمن (( ‪ 242‬و ‪ )) 338‬و هى األرض ُمقابل السالم بوساطة أمريكيّة فى مؤتمر مدريد‬
‫رقم ‪ 105 + 104 + 103 + 102‬صفحة ‪127‬‬

‫خالل ‪ 3‬جوالت ُمنفصلة من ال ُمفاوضات (( اإلسرائيليّة ‪ -‬السوريّا )) فى عام ‪ 1996 ،1995 ،1994‬فى مركز المؤتمرات فى (( معهد‬
‫صل إلى إتّفاق يقضى باإلنسحاب اإلسرائيلى (( الكامل )) من الجوالن فيما عُرف ب (( وديعة‬
‫آسبن ‪ -‬نهرواى ))‪ ،‬إستطاع الوفدين التو ّ‬
‫رابين ))‪ ،‬رقم ‪ 106‬و ‪ 107‬صفحة ‪ & 128‬رقم ‪ 147‬صفحة ‪133‬‬

‫بقيت (( وديعة رابين )) هى اإلختبار الفاصل عند (( حافظ األسد )) للنوايا (( اإلسرائيليّة )) و ج ّديّتهم فى اإلتّفاق على السالم مع ((‬
‫الوزراء بنيامين نتنياهو و إيهود باراك ))‪ ،‬رقم ‪ 108‬صفحة ‪128‬‬ ‫رئيسى ُ‬

‫سريّا ً على (( وديعة رابين )) م ّما أدّى إلى فشل ال ُمحادثات باألخص تلك ال ُمناقشات التى‬
‫رفض (( إيهود باراك )) ال ُمصادقة علنيّا ً أو ّ‬
‫توسّطت لها (( أميركا )) فى (( شيفردزتاون‪ ،‬غرب فيرجينيا )) بين الوفد اإلسرائيلى برئاسة (( باراك )) و الوفد السورى برئاسة ((‬
‫فاروق الشرع )) فى يناير ‪2000‬‬
‫رقم ‪ 109‬صفحة ‪128‬‬

‫نقل (( بيل كلينتون )) إلى (( حافظ األسد )) رسالة عبر (( السفير السعودى‪ ،‬بندر بن سلطان )) تُفيد بشكل غير دقيق ب رغبة (( باراك ))‬
‫يتعلق باإلنسحاب من الجوالن‪ ،‬رقم ‪ 110‬صفحة ‪129‬‬ ‫فى تلبية مطالب األسد فيما ّ‬

‫صلة‪ ،‬فشلت إدارة (( كلينتون )) فى الضغط على (( باراك )) باإللتزام ب (( وديعة رابين )) بجانب إقناع (( حافظ األسد ))‬‫فى ال ُمح ّ‬
‫بالقبول باإلنسحاب حسب الشروط (( اإلسرائيليّة )) م ّما أدّى إلى فشل محادثات السالم فى ق ّمة (( كلينتون ‪ -‬األسد )) نيسان ‪ 2000‬حسب‬
‫تعبير أحد أفراد (( فريق السالم ))‪ ،‬رقم ‪ 111‬و ‪ 114‬صفحة ‪129‬‬

‫صل إلى (( إعالن مبدئى للمبادئ )) أو (( إتّفاق مؤ ّقت )) على نمط (( أوسلو )) ك مقياس لبناء‬
‫رفض (( حافظ األسد )) إقتراحات التو ُّ‬
‫صل إلى (( إتّفاق نهائى ))‪ ،‬رقم ‪ 112‬و ‪ 113‬صفحة ‪129‬‬ ‫الثقة على أمل التو ُّ‬

‫ُ‬
‫التوازن اإلقليمى‬ ‫‪)-14‬‬

‫أدرك (( حافظ األسد )) إنّه سوف يحتاج ل (( مصر )) ك دعامة أساسيّة فى (( التوازن اإلقليمى )) بعد وصول (( غورباتشوف لقيادة‬
‫ستغالً الروابط التى تجمعُه بالرئيس المصرى (( ُحسنى ُمبارك )) فى فرض (( نبذ مصر من الطوق‬ ‫اإلتّحاد السوفييت عام ‪ُ )) 1985‬م ّ‬
‫العربى )) فى أوائل الثمانينات‪ ،‬فجاءت الموافقة على قرار (( الجامعة العربيّة عام ‪ )) 1987‬الذى يسمح للدول األعضاء بإعادة عالقت ُهم‬
‫(( الدبلوماسيّة )) مع (( القاهرة )) على أساس صفقة (( مصريّة ‪ -‬سوريّا )) تقوم على ال ُمساندة المصريّة بالحصول على ُمصادقة ُمبارك‬
‫لتعزيز موقف األسد فى الحصول على مطالبه أثناء المفاوضات مع إسرائيل ُمقابل منح مصر موقع ال ُمهيمن بشكل يتعذّر إجتنابُه فى الميدان‬
‫العربى الداخلى‪ُ ،‬منذ إعادة (( العالقات الدبلوماسيّة عام ‪)) 1989‬‬
‫رقم ‪ 116‬و ‪ 117‬و ‪ 118‬صفحة ‪129‬‬

‫توقّفت ال ُمساعدات (( السعوديّة ‪ -‬الخليجيّة )) ل (( سوريّا )) نهائيّا ً عام ‪ 1988‬بسبب دعم (( سوريّا )) ل (( إيران )) فى الحرب ((‬
‫العراقيّة ‪ -‬اإليرانيّة ))‪ ،‬رقم ‪ 119‬صفحة ‪129‬‬

‫لكن بعد غزو (( العراق )) لل (( كويت )) إنتهز (( حافظ األسد )) الفُرصة إلعادة توطيد عالقته مع (( مصر )) بجانب الفوز بالحظوة‬
‫لدى (( السعوديّة و مشايخ النفط )) من أجل إعادة سيل (( ال ُمساعدات الماليّة )) من (( السعوديّة و دول الخليج ))‬
‫رقم ‪ 120‬و ‪ 121‬صفحة ‪ & 129‬رقم ‪ 146‬صفحة ‪133‬‬

‫نقاط (( التوافق و اإلختالف )) فى عالقة (( حافظ األسد )) ب (( إيران )) ُمنذ (( الثمانينات ))‬
‫رقم ‪ 122‬و ‪ 123‬و ‪ 124‬و ‪ 125‬صفحة ‪ 130‬و ‪ 127‬صفحة ‪131‬‬
‫أدرك (( صدّام حسين )) قيمة تحسين العالقات مع (( سوريّا )) على المستوى (( اإلقتصادى و الدبلوماسى )) تحفُّظ (( حافظ األسد ))‬
‫بسبب شكوكه حيال نوايا (( صدّام حسين ))‪ ،‬لكن بعد عقد (( التحالُف اإلسرائيلى ‪ -‬التُركى )) و إنتخاب (( نتنياهو‪ ،‬رئيس وزراء‬
‫إسرائيل عام ‪،))1996‬‬

‫سمح (( األسد )) ب (( عودة التبادُل التجارى السورى ‪ -‬العراقى )) ‪ +‬بدأ التحضيرات ل (( إعادة فتح أنبوب النفظ ما بين حقول نفط‬
‫كركوك فى شمال العراق و مرفأ بانياس السورى )) ‪ +‬شائعات على نحو دورى فى الصحافة اإلقليميّة بين عامى (( ‪ 1998‬و ‪)) 1999‬‬
‫حول إمكانيّة (( التحالُف الدبلوماسى و اإلستراتيجى )) بين البلدين‬
‫رقم ‪ 126‬صفحة ‪ & 130‬رقم ‪ 127‬و ‪ 128‬و ‪ & 129‬صفحة ‪131‬‬

‫‪ )-15‬العالقات مع واشنطن ‪::‬‬

‫قبل (( حافظ األسد )) الوساطة (( األمريكيّة )) إلتّفاقيّة (( فصل القُ ّوات )) فيما بعد الحرب‪ ،‬أثناء الرحالت (( الدبلوماسيّة الم ّكوكيّة ل‬
‫صل إلى إتّفاقيّة (( فصل القُ ّوات فى أيار ‪+ )) 1974‬‬ ‫وزير الخارجيّة األميركى‪ ،‬هنرى كيسنجر )) م ّما ساعد على تمهيد الطريق للتو ُّ‬
‫زيارة الرئيس (( نيكسون ل دمشق عام ‪)) 1974‬‬
‫رقم ‪ 132 + 131‬صفحة ‪132‬‬

‫القوات (( السوريّا )) اإلنخراط فى (( الحرب األهليّة اللبنانيّة )) لصالح (( المارونيين ال ُمحاصرين )) طالما لم تتعدّى (( أقصى‬
‫إستطاعت ّ‬
‫جنوب لبنان )) حسب اإلتّفاق (( الغير ُمباشر )) بين (( سوريّا ‪ -‬إسرائيل )) بوساطة (( أمريكيّة ))‪ ،‬رقم ‪ 133‬صفحة ‪132‬‬

‫حاول (( اإلتّحاد السوفييت )) الضغط على (( سوريّا )) عن طريق (( تأخير وصول شحنة االسلحة السوفيتيّة إلى سوريّا )) إللغاء التقارب‬
‫بين (( سوريّا ‪ -‬أميركا )) فيما ي ُخص الحرب (( األهليّة اللبنانيّة )) لكن لم يكن لل (( إتّحاد السوفييت )) من خيار سوى (( إستئناف إرسال‬
‫األسلحة )) فى حال أراض بنفوذه على (( السياسة الخارجيّة السوريّا ))‪ ،‬رقم ‪ 134‬صفحة ‪132‬‬

‫إتّهم (( حافظ األسد )) (( واشنطن )) علنا ً بإثارة النزاع (( المحلّى فى سوريّا )) عام ‪ 1979‬بدعم ثورات (( اإلخوان ال ُمسلمين فى سوريّا‬
‫‪ +‬المليشيات المسيحيّة فى لبنان )) بجانب توقيع مثعاهدة (( كامب ديفيد مع مصر )) و أخيرا ً بالسماح للقُ ّوات (( اإلسرائيليّة )) بالدخول‬
‫إلى (( جنوب لبنان فى آذار ‪ ،)) 1978‬رقم ‪ 137‬صفحة ‪132‬‬

‫التحركات األمريكيّة ال ُمناهضة بتوقيع (( ُمعاهدة الصداقة و التعاون مع اإلتّحاد السوفييت عام ‪)) 1980‬‬
‫ُّ‬ ‫رد األسد على‬
‫رقم ‪ 138‬صفحة ‪132‬‬

‫إتّسمت سياسة إدارة (( ريغان )) بالحدّة و طالبت ب (( إنسحاب ّ‬


‫القوات األجنبيّة و باألخص السوريّا من لبنان )) مع إعطاء الضوء‬
‫األخضر ل (( إسرائيل )) ل (( إسقاط طائرتين مروحيّتين سوريّتين )) فردّت (( سوريّا )) بتحريك (( مدفعيّات صواريخ أرض ‪ -‬جو إلى‬
‫سهل البقاع فى آيار ‪ ،)) 1981‬رقم ‪ 139‬و ‪ 140‬صفحة ‪132‬‬

‫نظمة (( أبو نضال )) بعد تقديم (( اإلدارة األمريكيّة )) أدلّة دامغة على ُّ‬
‫تورط الجماعة فى (( إختطاف طائرة ))‬ ‫قامت (( سوريّا )) بطرد ُم ّ‬
‫رقم ‪ 142‬صفحة ‪132‬‬

‫الجويّة اإلنتقاميّة التى قامت بها (( إدارة ريغان )) ضد (( ليبيا )) عام ‪ 1985‬و الشجار الدولى بسبب قضيّة (( الهنداوى ))‬
‫لكن الضربة ّ‬
‫أثار إرتياب (( األسد )) حيال نوايا (( أميركا )) ضد (( سوريّا ))‬

‫صل إلى (( إتّفاق الطائف عام ‪ )) 1989‬بعد تولّى (( بوش األب )) للرئاسة‬
‫إستطاعت القوى ال ُمتحاربة فى (( لبنان )) التو ُّ‬
‫رقم ‪ 145‬صفحة ‪133‬‬

‫‪------------------------------‬‬
‫‪------------------------------‬‬
‫‪------------------------------‬‬

‫الفصل الثالث ‪184 - 134‬‬

‫ب َّ‬
‫شار و إمكانيّات اإلصالح الداخلى‬

‫‪ )-1‬إعداد الرئيس ‪::‬‬

‫رقم ‪ 1‬ل ‪ 11‬صفحة ‪ 184‬و ‪185‬‬

‫‪ )-2‬التحضير للرئاسة ‪::‬‬


‫سلطة‪ ،‬رقم ‪ 13‬صفحة ‪185‬‬ ‫تحضيرات (( حافظ األسد )) تمهيدا ً لخالفة إبنُه (( ب َّ‬
‫شار )) لل ُ‬

‫صص (( طبيب فى الجيش )) لكن‬ ‫شار )) قد ترك (( الجيش )) قبل وفاه (( باسل )) ب (( عامين )) حامالً ُرتبة (( نقيب )) تخ ًّ‬ ‫كان (( ب َّ‬
‫فور إعادتُه إلى (( سوريّا )) إتّبع دورة (( قائد كتيبة دبّابات )) و تولّى قيادة الوحدة فى (( نوفمبر ‪ )) 1994‬فتم ترقيتُه إلى ُرتبة (( رائد‬
‫فى يناير ‪ )) 1995‬أى بعد وفاه (( باسل )) ب (( عام واحد )) ثم إتّبع دورة (( قائد فرقة و قائد ُركن فى األكاديميّة العسكريّة العُليا عام‬
‫تخرج منها ب ُرتبه (( شرف فى تموز ‪ )) 1997‬فتم ترقيتُه إلى (( ُمقدّم )) ليتولّى (( قيادة لواء الحرس الجمهورى )) خلفا ً‬ ‫‪ )) 1996‬و ّ‬
‫مرة ثانية فى بداية (( ‪ )) 1999‬إلى ُرتبه (( عقيد ))‪ ،‬رقم ‪ 14‬و ‪ 15‬و ‪ 185 & 16‬صفحة‬ ‫ل أخيه ال ُمتوفّى (( باسل )) ثُم تم ترقيتُه ّ‬

‫خضوع (( ب َّشار )) إلى تدريبات عسكريّة ُمكثّفة على يد (( وزير الدفاع ُمصطفى طالس ‪ +‬نائب رئيس األركان العماد على أصالن ))‬
‫رقم ‪ 17‬صفحة ‪185‬‬

‫شار و ر ّكز على (( الوحدات الضاربة )) ال ُمه ّمة‬


‫سعى (( حافظ األسد )) إلعادة تشكيل (( القيادات العسكريّة )) لضمان والء الجيش ل ب َّ‬
‫لحماية (( النظام ))‪،‬‬

‫فقام ب ‪::‬‬

‫أ‪ (( )-‬إعفاء اللواء على حيدى‪ ،‬قائد القُ ّوات الخا ّ‬


‫صة عام ‪ + 1994‬قبول إستقالة اللواء عدنان مخلوف‪ ،‬قائد الحرس ال ُجمهورى‪ ،‬عام‬
‫‪ 1995‬الذى كان إبن شقيق زوجة األسد )) بعد إعتراضهما على الخالفة الوراثيّة لل ُحكم‪ ،‬رقم ‪ 18‬و ‪ 19‬صفحة ‪185‬‬

‫ب‪ (( )-‬طرد رفعت األسد‪ ،‬فى شباط ‪ 1998‬من منصب نائب الرئيس لشؤون األمن القومى ‪ +‬سمح بتقاعُد العماد حكمت الشهابى‪ ،‬رئيس‬
‫األركان ليُحل محلُّه على أصالن ))‪ ،‬رقم ‪ 20‬و ‪ 21‬و ‪ 186 & 22‬صفحة‬

‫ج‪ (( )-‬إستبدال اللواء بشير نجّار‪ ،‬رئيس ُمديريّة ال ُمخابرات العا ّمة ب اللواء على خورى فى تموز ‪ )) 1998‬ثُم سجن (( نجّار بتُهمة‬
‫الفساد ))‪ ،‬رقم ‪ 23‬و ‪ 24‬صفحة ‪186‬‬

‫شار ‪ (( ::‬العميد بهجت سليمان‪ ،‬مديراً للفرع الداخلى ‪ +‬العميد إياد محمود‪،‬‬
‫د‪ (( )-‬تعيين ضابطين شابّين )) يُعتبر إنُّهما على صلة ب ب َّ‬
‫ُمدير للفرع الخارجى )) ليزداد نفوذهما على (( رئيسهم األسمى‪ ،‬نائب ال ُمدير‪ ،‬اللواء مح ّمد نصيف ))‪ ،‬رقم ‪ 25‬صفحة ‪186‬‬

‫ه‪ (( )-‬تعيين آصف شوكت فى ال ُمخابرات العسكريّة السوريّا و ترقيتُه إلى ُرتبة لواء ليغدو الرجل الثانى فى إدارة الوكالة ))‬
‫رقم ‪ 26‬صفحة ‪186‬‬

‫و‪ (( )-‬وقف اللواء على دوبا‪ ،‬رئيس ال ُمخابرات العسكريّة فى شباط ‪ 2000‬و حل محلُّه اللواء حسين خليل ))‪ ،‬رقم ‪ 27‬صفحة ‪186‬‬

‫ُمبادرة (( ُمكافحة الفساد ))‪ ،‬رقم ‪ 28‬صفحة ‪186‬‬

‫إفتتاح مكاتب فى جميع ال ُمدن السوريّا ال ُكبرى لتلقّى المظالم أو تقدين مساعدة لل ُمتقدّمين‪ ،‬رقم ‪ 29‬صفحة ‪187‬‬

‫صيين فى تكنولوجيا المعلومات‬ ‫ترأّس ب َّ‬


‫شار (( رئاسة الجمعيّة المعلوماتيّة السوريّا فى دمشق )) التى تضُم مجموعة من األكاديميّين و ال ُمخت ّ‬
‫خلفا ً ل أخيه (( باسل )) مع السماح بإدخال (( اإلنترنت إلى سوريّا )) مواجها ً قرارات الوراء السابقين الذين عارضوا الفكرة لخوفهم أن‬
‫يكون اإلنترنت وسيلة فى يد (( دعاية إسرائيل ))‪ ،‬رقم ‪ 30‬صفحة ‪187‬‬

‫شار )) بإقتراح (( التعديل الوزارى فى آذار ‪ )) 2000‬بتقديم قائمة مبدئيّة كنوع من اإلختبار لينظر فيها‬ ‫سماح (( حافظ األسد )) إلبنه (( ب َّ‬
‫صنع القرار اإلقتصادى )) لكن‬‫ُ‬ ‫ب‬ ‫عالقة‬ ‫ذات‬ ‫وزارات‬ ‫ّة‬
‫د‬ ‫ع‬ ‫فى‬ ‫إصالحى‬ ‫فكر‬ ‫ذوى‬ ‫ّين‬ ‫ي‬‫ّ‬ ‫ن‬‫ف‬ ‫توظيف‬ ‫((‬ ‫(( األسد األب )) و كان من ضمنها‬
‫والده رفض أغلب هذه التوصيّات و عيّن هيئة وزاريّة أكثر إنسجاما ً مع الوضع الراهن مع السماح بتغيير حكومة (( محمود الزعبى الذى‬
‫إنتحر قبل تقديمه للمحاكمة بتهمة الفساد )) و إستبدالها ب (( مصطفى ميرو ))‪ ،‬رقم ‪ 33‬و ‪ 34‬صفحة ‪187‬‬
‫‪ )-3‬أصبح رئيسا ً ‪::‬‬

‫شار ل عضو ّية القيادة القُطريّة )) م ّما يجعلُه‬


‫توفّى (( حافظ األسد )) قبل إنعقاد المؤتمر القُطرى لحزل البعث الضى كان ينوى (( ترشيح ب َّ‬
‫شار (( نائب رئيس )) فيسهل نقل الرئاسة إليه مباشرة و بشكل هادئ عقب وفاه (( األسد األب ))‪ ،‬رقم ‪ 35‬صفحة ‪187‬‬ ‫قادر على تعيين ب َّ‬

‫شار )) عن طريق حشد األييد و الدعم الكافى داخل ((‬ ‫تم وضع سيناريو ((لم يتح ّقق )) بإستطاعة (( رفعت األسد )) تنحيه بن أخيه (( ب َّ‬
‫ضبّاط العلويّين )) الذين يشغلون مناصب قياديّة ها ّمة فى القُ ّوات ال ُمسلّحة و الهيئات األمنيّة‪ ،‬بجانب إستقطاب‬
‫الطائفة العلويّة )) و بين (( ال ُ‬
‫(( أفراد الحلقة الداخليّة الضيّقة الرافضين لمبدأ تعاقُب األجيال و التوريث مثل ‪ ::‬على دوبا‪ ،‬مدير المخابرات العسكريّة األسبق ‪ +‬مح ّمد‬
‫الخولى‪ ،‬الرئيس السابق لل ُمخابرات الجويّة السوريّا و قائد القوى الجويّة ‪ +‬على حيدر‪ ،‬قائد القُ ّوات الخا ّ‬
‫صة السابق ))‬
‫رقم ‪ 36‬و ‪ 37‬و ‪ 38‬صفحة ‪187‬‬
‫عكس ُكل التوقُّعات‪ ،‬جاء إنتقال ب َّشار إلى ال ُحكم بشكل هادئ‪ ،‬ففى اليوم التالى لوفاه (( حافظ )) قام (( عبد الحليم خدّام‪ ،‬نائب الرئيس ))‬
‫لرتبه فريق )) و فى غضون إسبوعين‪ ،‬أدلى (( مصطفى طالس‪ ،‬وزير الدفاع‬ ‫تعيين ب َّشار (( قائد عام للجيش و القُوات ال ُم ّ‬
‫سلحة مع ترقيتُه ُ‬
‫شار ك (( قائد جديد )) لها ‪ ،‬رقم ‪ 39‬و ‪ 40‬صفحة ‪187‬‬ ‫)) بعدد من البيانات العا ّمة التى عبّر فيها عن موافقة (( الهيئات األمنيّة )) ل ب َّ‬

‫فى (( ‪ 17‬حزيران ‪ )) 2000‬تم تعيين بشَار (( أمين عام لحزب البعث )) و حصل فى اإلستفتاء الشعبى ال ُمنعقد فى (( ‪ 10‬تموز ‪2000‬‬
‫)) على نسبة ‪ %97.3‬ثُم تولّى الرئاسة بعد إسبوع فى (( ‪ 17‬تموز ))‬

‫كانت موافقة (( الطبقة العُليا فى القيادة )) ضروريّة و ُمه ّمة إستباقا ً من أفراد (( الحلقة الداخليّة )) إلمكانيّة حدوث عدّة خالفات سريعة م ّما‬
‫كان يُمكن أن يؤدّى إلى (( زعزعة اإلستقرار فى سوريّا )) حيث عبّر أحد ال ُمعلّقين عن ذلك بقوله إن (( الحلقة الداخليّة )) قد أدركت بشكل‬
‫واضح أ ّنه إذا لم يُش ّكلوا وحدة ُمتماسكة معا ً فى وقت الخالفة على الرئاسة‪ ،‬فإنّهم ُربّما يُشنقون ُك ّال على حدا ))‪،‬‬
‫رقم ‪ 41‬و ‪ 42‬صفحة ‪187‬‬

‫‪ )-6‬حلقة ب َّ‬
‫شار ‪::‬‬

‫توليّه ال ُحكم‪ ،‬إال أن هذا اإلجراء لم يتأ ّكد بأى شكل‬‫شار من ترتيب إجراء وقائى مع الدعائم الها ّمة لنظام والدُه عند ّ‬‫على الرغم من إستفادة ب َّ‬
‫شار ُمعارضة لإلصالح من ِقبَل مجموعة من ال ُمحتفظين بوظائفهم بعد إنتهاء ُمدّتهم القانونيّة من أفراد (( الحلقة‬ ‫من األشكال‪ ،‬حيث واجه ب َّ‬
‫صنين فى‬‫الداخليّة لألسد األب )) ‪ (( +‬أفراد العائلة الطموحين )) ‪ (( +‬أصحاب المصالح البيروقراطيّة و المهنيّة و ال ُمؤسّساتيّة )) ال ُمح ّ‬
‫سلطة التى ورثها عن والدُه )) حتّى يستخدمها‬ ‫شار (( إجتناب المواجهه )) لحين (( تطوير نظام بديل إلى جانب تكوين ال ُ‬ ‫مناصب ُهم ففضّل ب َّ‬
‫ك (( أساس إلستراتيجيّة طويلة األمد فى إختيار تدريجة لنظام راسخ ))‪ ،‬رقم ‪ 49‬صفحة ‪188‬‬

‫شار شخصيّا ً فى (( خارج‬ ‫هذا (( التكوين البديل )) كان ّ‬


‫يتألف من مجموعة (( غير رسميّة )) من ال ُمستشارين الذين يُقدّمون النصيحة ل ب َّ‬
‫شار فى (( مواقع رسميّة )) ليُساعدوه‬‫التوازن فى نفوذ الحرس القديم ‪ +‬مجموعة أُخرى وضعهم ب َّ‬ ‫ُ‬ ‫إطار الحكومة )) يُساعدوه على تحقيق‬
‫فى التقدُّم ب (( جدول أعمالُه ))‬

‫يقرب من (( ‪ُ 18‬مستشارا ً أكاديميّا ً فى عالم األعمال )) تم إختيارهم على أساس (( مواقعهم فى ال ُمؤسّسات‬
‫إستطاع ب َّشار إستقطاب ما ُ‬
‫السوريّا بسبب خبرتهم فى المجال الدولى و تأييدهم القوى إلصالح السوق و إعادة هيكلتُه و ليس لميلهم نحو التغيير الجوهرى ))‬
‫رقم ‪ 55‬صفحة ‪188‬‬

‫س ّكر )) الذى حصل على (( الدكتوراه فى إدارة األعمال من جامعة إنديانا‬


‫أ‪ )-‬أحد هؤالء ال ُمستشارين ال (( غير رسميّين )) هو (( نبيل ُ‬
‫)) و هو (( إقتصادى )) مؤيّد لإلصالح‪ ،‬عمل لدى (( البنك الدولى على مدى عقد كامل ‪ +‬القطاع المالى فى لندن )) قبل عودتُه إلى سوريّا‬
‫صة‪،‬‬
‫حيث أسّس شركة إستشارات خا ّ‬ ‫ُ‬ ‫فى عام ‪1991‬‬
‫س ّكر )) مازالت (( سوريّا )) ال تملُك إقتصاد وطنى بالمعنى الطبيعى للكلمة‪ ،‬فاإلقتصاد السورى (( دخلى كالسيكى ))‬
‫فمن وجهه نظر (( ُ‬
‫عاش على (( اإلعانات الماليّة من دول الخليج و ال ُمساعدات العسكريّة من السوفييت ال ُمندثر اآلن ))‪ ،‬رقم ‪ 50‬و ‪ 51‬صفحة ‪188‬‬

‫ب‪ (( )-‬ال ُمهندس‪ ،‬أيمن عبد النور )) الذى يعمل فى (( القطاع الخاص )) تم تعيينه (( ُمستشار شخصى للشؤون اإلقتصاديّة )) و قام‬
‫حيث تنشُر يوميّا ً نشرة أخبار إلكترونيّة و تُقدم مقاالت‬
‫ُ‬ ‫بتأسيس خدمة صحفيّة (( أوول فور سيريا )) تعمل بحماية من (( القصر الرئاسى ))‬
‫حول اإلصالح فى سوريّا من عدّة مصادر كما أنّها تؤ ّمن (( ُمنتدى للمقاالت األصليّة و تبادُل المعلومات )) و أغلبيّتها من (( نُقّاد النظام و‬
‫ال ُمناوئين فى سوريّا و خارجها ))‪ ،‬رقم ‪ 53‬و ‪ 54‬صفحة ‪188‬‬

‫ج‪ (( )-‬رياض األبرش )) و هو (( أكاديمى سابق و إقتصادى فى صنودق البنك الدولى ))‪ ،‬رقم ‪ 56‬صفحة ‪188‬‬

‫شار أيضا ً ُمستشارين (( غير رسميّين )) لهم عالقة ب (( مركز األعمال السورى ‪ -‬األوروبّى )) تحت رعاية (( اإلتّحاد‬ ‫د‪ )-‬إستقطب ب َّ‬
‫األوروبّى )) نتج عنه (( عمليّة برشلونة )) التى بدأها (( اإلتّحاد األوروبّى )) عام ‪ 1995‬لزيادة تنافسيّة (( القطاع الخاص السورى توقُّعا ُ‬
‫إلندماج سوريّا فى منطقة التجارة ال ُح ّرة األوروبّيّة ‪ -‬المتوسّطيّة )) مع حلول عام ‪ ،2010‬رقم ‪ 57‬صفحة ‪188‬‬

‫كان (( اإلقتصاديّون السوريُّون )) العاملين ضمن مركز األعمال السورى األوروبّى )) يُقدّمون النصائح اإلقتصاديّة ل (( رجال األعمال‬
‫السوريّين المحلّيّين )) لتطوير أعمالهم‬

‫و‪ (( )-‬سمير سعيفان‪ ،‬يدير شركة إستشارات فى القطاع الخاص فى دمشق )) تم تكليفُه عام ‪ 2000‬من قِبَل ب َّ‬
‫شار إلعداد تقرير يتض ّمن‬
‫توصيّات حول إجراءات (( اإلصالح اإلقتصادى )) م ّما أثار نقاشات ها ّمة فى دوائر القطاعين (( الرسمى و الخاص فى دمشق )) حول‬
‫صة فى سوريّا )) لتأمين (( رأس المال الالزم لتطوير األعمال ))‪ ،‬رقم ‪ 59‬صفحة ‪188‬‬ ‫الحاجة إلى (( البنوك الخا ّ‬

‫ه‪ (( )-‬سامى الخيمى‪ ،‬أكاديميَّاً‪ ،‬يحمل دكتوراه فى الهندسة‪ ،‬أحد ُمؤسّسى الجمعيّة المعلوماتيّة السوريّا‪ ،‬رجل أعمال فى مجال تكنولوجيا‬
‫المعلومات فى سوريّا‪ ،‬سفير سوريّا فى بريطانيا عام ‪ )) 2004‬كان من أبرز ال ُمدافعين عن دخول (( اإلنترنت )) إلى (( سوريّا )) م ّما‬
‫شار قبل أن يستلم األسد الشاب منصب الرئاسة‪ ،‬رقم ‪ 60‬صفحة ‪189‬‬ ‫أوجد له قناه لتطوير عالقته ب ب َّ‬
‫لعب أعضاء (( المركز السورى ‪ -‬األوروبّى )) بما فيهم (( سمير سعيفان‪ ،‬سامى الخيمى )) دورا ً فى ال ُمفاوضات مع (( اإلتّحاد األوروبّى‬
‫)) حول إتّفاقيّة (( الشراكة السوريّا ‪ -‬األوروبّيّة ))‬

‫ّ‬
‫تتألف المجموعة الثانية من (( أكاديميّين و إستشاريّين )) ال (( غير رسميّة )) تم الزج بهم فى (( مناصب حكوميّة )) من أجل تج ُّنب‬
‫إستهالك (( الوقت و التصلُّب )) فى عمليّة (( التوظيف و التأهيل و التطوير )) إلقامة قاعدة (( بيروقراطيّة )) تسعى ل مزيد من ُمبادرات‬
‫(( اإلصالح القويّة فى سوريّا ))‪ ،‬رقم ‪ 63‬و ‪ 64‬صفحة ‪189‬‬

‫أ‪ (( )-‬غسّان رفاعى‪ ،‬دكتوراه فى اإلقتصاد من جامعة سوسكس فى بريطانيا‪ ،‬عمل ‪ 30‬سنة فى البنك الدولى قبل تعيينه وزيرا ً )) تم تعيينُه‬
‫(( وزيرا ً لإلقتصاد و التجارة الخارجيّة فى ديسمبر ‪ )) 2001‬و كان يسعى لعمليّة إصالح (( تدريجيّة )) رافضا ً لعمليّة (( خصخصة‬
‫الدولة )) بطريقة (( واسعة‪ ،‬شاملة ))‪ ،‬رقم ‪ 65‬صفحة ‪189‬‬

‫ب‪ (( )-‬سعد هللا آغا القلعة‪ ،‬إقتصادى‪ ،‬تلقّى تدريبُه فى فرنسا )) ُ‬


‫عيّن (( وزيرا ً للسياحة )) و أوكل ب َّ‬
‫شار إليه ُمه ّمة (( تطوير قطاع السياحة‬
‫تخلف )) و لكنُّه (( يُغلى أرباحا ً ))‪ ،‬رقم ‪ 66‬صفحة ‪189‬‬ ‫ال ُم ّ‬

‫عيّن (( أمين عام لرئاسة‬


‫ج‪ (( )-‬ماهر ال ُمجتهد‪ ،‬دُكتوراه فى إدارة األعمال‪ ،‬عضو سابق فى هيئة ُمدراء الجمعيّة المعلوماتيّة السوريّا )) ُ‬
‫مجلس الوزراء فى أواخر ‪)) 2003‬‬

‫عيّن (( رئيسا ً للمصرف الصناعى‬


‫د‪ (( )-‬على كنعان‪ ،‬أستاذ مادّة اإلقتصاد فى جامعة دمشق‪ ،‬عُضو أساسى فى مجموعة ال ‪ُ )) 18‬‬
‫السورى فى ديسمبر ‪ ،)) 2003‬رقم ‪ 67‬صفحة ‪189‬‬

‫عيّن (( رئيسا ً ل هيئة تخطيط الدولة ثُم مدير الجمعيّة اإلقتصاديّة السوريّا ))‬
‫و‪ (( )-‬عبد هللا الدردرى‪ ،‬دكتوراه فى اإلقتصاد )) ُ‬
‫رقم ‪ 68‬صفحة ‪189‬‬

‫عيّن (( وزير دولة لشؤون التخطيط ثُم وزيرا ً للصناعة ثُم رئيسا ً لهيئة تخطيط الدولة ُمنذ‬
‫ه‪ (( )-‬عصام الزعيم‪ ،‬فنّيّا ً إقتصاديّا ً ُمنافسا ً )) ُ‬
‫‪ ،2004‬ترأّس الوفد الذى فاوض فى إتّفاقيّة شراكة سوريّا مع اإلتحاد األوروبّى))‪ ،‬رقم ‪ 69‬صفحة ‪189‬‬
‫ّ‬

‫لم يُبال ب َّشار بالتوجُّه السياسى لألعضاء ال ُجدد الذين يُش ّكلون شبكتُه و تولّوا مناصب حكوميّة ها ّمة على الرغم أنّهم لم يكونوا أعضاء فى‬
‫حزب البعث‪ ،‬رقم ‪ 70‬صفحة ‪189‬‬

‫إزداد نفوذ (( بهجت سليمان فى ال ُمخابرات العا ّمة )) ‪ (( +‬آصف شوكت فى ال ُمخابرات العسكريّة ))‬

‫رقم ‪ 74‬صفحة ‪190‬‬

‫تم إحضار (( غازى كنعان )) من (( لبنان فى أكتوبر ‪ )) 2002‬بعد ترقيتُه إلى ُرتبة لواء تمهيدا ُ لتعيينُه (( رئيس مديريّة األمن السياسى‬
‫المسؤولة عن كشف النشاطات السياسيّة ال ُم ّ‬
‫نظمة ال ُمعارضة للنظام )) ثُم أخيرا ُ ترقيتُه إلى (( وزيرا ُ للداخليّة فى أكتوبر ‪)) 2004‬‬
‫رقم ‪ 75‬صفحة ‪190‬‬

‫سلحة بجانب حزب البعث‪ ،‬ففى يناير ‪ 2002‬تم إحالة (( على أصالن‪ ،‬رئيس‬‫بدأت أيضا ً حركة التغييرات تجرى فى الجيش و القُ ّوات ال ُم ّ‬
‫ظم نفوذ (( آصف شوكت )) حتّى بات‬‫األركان الجيش )) و إحالل نائبه (( حسن تركمانى )) خلفا ً لهُ بسبب ُمعارضة (( أصالن )) تعا ُ‬
‫اآلمر الناهى على كادر الجيش و تعييناتُه بالنيابة عن الرئيس‪ ،‬رقم ‪ 76‬و ‪ 77‬صفحة ‪190‬‬

‫فى عام ‪ 2002‬تم نقل (( قادة ‪ 3‬فيالق )) م ّمن طالت فترة خدمتهم فى (( الجيش )) و تغاضى (( حافظ األسد )) عن تجاوزهم سن التقاعُد‬
‫من مناصبهم‪ ،‬رقم ‪ 78‬صفحة ‪190‬‬

‫تم إزاحة (( وزير الدفاع‪ ،‬مصطفى طالس )) فى آيار ‪ 2004‬و إحالل (( حسن تركمانى )) خلفا ً لهُ‪ ،‬رقم ‪ 79‬و ‪ 80‬صفحة ‪190‬‬

‫حدثت (( إنتفاضة األكراد )) ال ُمتداخلين مع أكراد شمال العراق و الجنوب الشرقى من تُركيا‪ ،‬فى (( آذار ‪ )) 2004‬بالتامن مع الغزو‬
‫األميركى للعراق م ّما إستدعى رد قوى و حاسم من جانب جهاز األمن السورى‪ ،‬رقم ‪ 82‬صفحة ‪190‬‬

‫المزة ب دمشق فى نيسان ‪ )) 2004‬و الذى‬ ‫حدث هجوم ب (( سيّارة ُمف ّخخة )) على بناء كانت تشغلُه (( األُمم ال ُمتّحدة )) سابقا ً فى (( حى ّ‬
‫إدّعت الجهات األمنيّة إن أصوليّين إسالميّين قد نفّذوه ليؤ ّكد عودة خطر أن تكون (( الطائفة ال ُ‬
‫س ّنيّة )) تح ّد إسالمى ضد النظام من جديد‬
‫رقم ‪ 83‬صفحة ‪190‬‬

‫‪ُ )-7‬مجابهه العقبات التى تقف فى وجه اإلصالح اإلقتصادى‬


‫صة فى سوريّا )) حسب توصيّات (( سمير‬ ‫قام ب َّ‬
‫شار ب (( زيادة رواتب العاملين )) فى (( القطاع العام )) ‪ +‬السماح بإنشاء (( بنوك الخا ّ‬
‫س ّكر ))‪ ،‬رقم ‪ 85‬و ‪ 86‬صفحة ‪191‬‬ ‫سعفان ‪ +‬نبيل ُ‬

‫شار بإصالح السياسات السوريّا التى تح ُكم (( تبادُل العُمالت )) بهدف جعل (( الليرة السوريّا )) قابلة لل (( تحويل ))‬
‫فى يناير ‪ 2001‬بدأ ب َّ‬
‫بسعر (( إستبدال واحد )) حسب توصيّات (( غسّان الرفاعى‪ ،‬وزير اإلقتاد و التجارة ))‪ ،‬رقم ‪ 87‬صفحة ‪191‬‬

‫عهد ب َّ‬
‫شار ل شركة (( إستشارات أمريكيّة )) رائدة لصياغة إقتراح إنشاء مناطق (( التجارة ال ُح ّرة )) فى سوريّا على غرار (( دبى ))‬
‫رقم ‪ 88‬صفحة ‪191‬‬

‫س ّكر )) يتحسّران على (( ضعف )) التقدُّم فى تنفيذ (( إصالحات ج ّديّة )) بسبب (( العجز التنظيمى فى‬
‫كان (( سمير سعيفان و نبيل ُ‬
‫الجهاز ال ُمسيطر فى سوريّا )) ‪ (( +‬الحواجز و العقبات الهيكليّة ال ُمتمثّلة ب الفساد على أعلى ال ُمستويات ))‪ ،‬رقم ‪ 89‬صفحة ‪191‬‬

‫‪ )-8‬عجز القابليّة ‪::‬‬

‫ُطور اإلطار (( القانونى‬‫صة )) فى بداية ‪ ،2001‬إال أن هذا النظام لم ي ّ‬


‫على الرغم من إصدار المراسيم التى تسمح بإنشاء (( مصارف خا ّ‬
‫صة ال ُمر ّخصة و بقى األمر كذلك‬ ‫و التنظيمى )) الالزم لتشغيل (( قطاع مالى خاص )) و نتيجة لذلك‪ ،‬لم يتم إفتتاح حتّى المصارف الخا ّ‬
‫حتّى ُمنتصف ‪ 2002‬حيث تم إنشاء (( لجنة المال و اإلعتماد فى المصرف المركزى )) و التى آل إليها تعريف (( السياسة النقديّة )) بما‬
‫صة تتض ّمن (( سمير سعفان )) لصياغة (( مسودّة قوانين التنفيذ‬ ‫سلطة (( تحديد الفايدة )) و فى عام ‪ 2003‬تم تشكيل لجنة خا ّ‬
‫فى ذلك ُ‬
‫صة ))‪ ،‬رقم ‪ 90‬صفحة ‪191‬‬ ‫لمراسيم الرئاسة )) التى تنُص على (( قانونيّة المصارف الخا ّ‬

‫صين صغيرين ))‪ ،‬رقم ‪ 91‬صفحة ‪191‬‬


‫تم إفتتاح (( مصرفين خا ّ‬

‫أُلغى األثر اإليجابى ل ُمبادرات اإلصالح الها ّمة بسبب (( التأخير )) الناجم عن (( الجمود البيروقراطى )) ‪ (( +‬عدم وجود الكادر المؤ ّهل‬
‫من الفنّيّين )) ضمن المكاتب ال ُمرتبطة بهذا الموضوع ال (( غير قادرين )) على (( صياغة قوانين و تنظيمات الزمة )) إلدارة قطاع مالى‬
‫خاص على النظام العالمى‪ ،‬فتم إعتماد قوانين مصرفيّة راديكاليّة على النمط (( البنانى )) فى الخمسينيّات عفا عليها الزمن‪ ،‬و لقد نبّة لهذه‬
‫دربة للعمل فى القطاع‬ ‫شار الذى أدرك بدوره نقص الكوادر المهنيّة ال ُم ّ‬ ‫ال ُمشكلة ُك ّالً من (( سمير سعفان و نبيل ُ‬
‫س ّكر )) فى بداية والية ب َّ‬
‫المالى الحقيقى بسبب هروب ُكل سورى ذو خبرة إلى خارج سوريّا من قبل‪ ،‬رقم ‪ 92‬و ‪ 93‬صفحة ‪ & 191‬رقم ‪ 95‬صفحة ‪192‬‬

‫التحرك أيضا ً نحو إيجاد (( مناطق إقتصاديّة )) تعرقل بسبب (( نقص القابليّة )) ‪ُ +‬مقاومة (( الفاسدين من داخل النظام )) ضد إنشاء ((‬
‫ُّ‬
‫ُجزر )) يُمكن أن تُنفّر هؤالء العاملين (( خارج مناطق التجارة ال ُح ّرة ))‪ ،‬رقم ‪ 94‬صفحة ‪192‬‬

‫شار إن عمليّة (( اإلصالح اإلقتصادى )) لن تتم بدون القيام بعمليّة (( اإلصالح اإلدارى )) فعيّن (( ماهر ال ُمجتهد‪ ،‬أمينا ً عا ّما ً‬
‫أدرك ب َّ‬
‫لرئاسة مجلس الوزراء فى نهاية ‪2003‬‬
‫رقم ‪ 96‬صفحة ‪192‬‬

‫شار دُفعة جديدة من (( ‪ 14‬ف ّنيّا ً شابّا ً )) و كان عددا ً منهم يحمل الدكتوراه من جامعات (( أمريكيّة‪ ،‬فرنسيّة‪،‬‬
‫و فى ربيع ‪ ،2004‬أحضر ب َّ‬
‫بريطانيّة‪ ،‬أوروبّيّة )) ليُش ّكلوا نواه (( كادر اإلشراف )) المسؤولين عن (( ُمراقبة نشاطات الوزراء و التيقُّن من وجود تنسيق ف ّعال عبر‬
‫الدواوين البيروقراطيّة ))‪ ،‬رقم ‪ 97‬صفحة ‪192‬‬

‫طلب ب َّ‬
‫شار من (( فرنسا )) ال ُمساهمة فى (( تجديد الجهاز اإلدارى للرئاسة السوريّا مع تحسين عمليّة التخطيط للسياسة فى الوزارات ))‬
‫ّ‬
‫للموظفين‬ ‫خطة لإلصالح اإلدارى )) تكون جاهزة للتنفيذ مع بداية عام ‪ 2005‬فقامت (( فرنسا )) بتقديم التدريب الالزم‬ ‫من أجل إيجاد (( ّ‬
‫السوريّين من خالل (( مدرسة تعليم اإلدارة )) ل (( تحسين ُمستوى خبرة الفنّيّين داخل الحكومة السوريّا ))‪ ،‬رقم ‪ 98‬و ‪ 99‬صفحة ‪192‬‬

‫‪ )-9‬الحواجز الهيكليّة ‪::‬‬

‫شار قادرا ً على (( إنهاء اإلحتكارات الت ُجاريّة أو إدخال ال ُمنافسة إلى القطاعات الها ّمة )) بسبب (( الفساد الراسخ )) بين أفراد ((‬
‫لم ي ُكم ب َّ‬
‫شار على المساس بالمصالح الماليّة للشخصيّات القويّة فى النظام م ّما أتاح لرجال‬ ‫الحلقة الداخليّة )) لوالدُه األسد األب الراحل ‪ +‬عدم رغبة ب َّ‬
‫األعمال ذوى الصالت الجيّدة ال ُمحافظة على (( إحتكارهم )) ل (( سوق السيّارات ‪ +‬تجارة التجزئة )) ُمستغلّين حاجة (( ال ُمصنّعين‬
‫األجانب )) إلى (( وكالء محلّيّن ) على الرغم من إصدار المراسيم الرسميّة التى تلغى القيود المفروضة على واردات السيّارات‪،‬‬

‫إستمر (( اإلحتكار )) سياسة (( إنعدام التنافُس )) فى قطاع (( اإلتّصاالت )) بشكل ال ريب فيه على الرغم من ُمبادرات التى تُشجّع على‬
‫ال ُمنافسة‪ ،‬رقم ‪ 100‬صفحة ‪192‬‬
‫يُعتبر مجال (( األغذية و المطاعم )) هو قطاع ُمتميّز بهامش من ال ُمنافسة لكن بسبب إحتكار عائلة (( خدام )) لهذا المجال‪ ،‬ثبطت ه ّمة‬
‫الداخلين ال ُجدد إلى هذا المجال ‪ ،‬رقم ‪ 101‬صفحة ‪192‬‬

‫(( إحتكار )) عائلة (( طالس )) ل قطاع (( اإلعالم و اإلتّصاالت )) ‪ +‬مجال (( الخدمات الدفاعيّة )) من خالل مجموعة (( من أجل‬
‫سوريّا )) التى يترأّسها (( فراس بن طالس ))‪ ،‬رقم ‪ 102‬صفحة ‪192‬‬

‫عائلة (( مخلوف )) التى تملُك (( إمبراطوريّة تُجاريّة )) يتجاوز تقدير قيمتها (( ‪ 3‬مليار دوالر )) تُسيطر على (( المصرف العقارى ))‬
‫الذى يُديره (( الدولة السوريّا )) م ّما يمنح ُهم إمتياز الوصول إلى (( رأس المال الالزم لتمويل مشاريعهم التجاريّة )) ‪ +‬سيطرتهم على ((‬
‫المناطق ال ُح ّرة )) على طول (( الحدود السوريّا ‪ -‬اللبنانيّة )) ‪ (( +‬المتاجر المعفاه من الرسوم فى مطارات سوريّا )) ‪ +‬إمتالك شركة ((‬
‫سيرتيل )) التى تمنحهم موقعا ً ُمهيمنا ً فى قطاع (( اإلتّصاالت فى سوريّا ))‪ ،‬رقم ‪ 103‬و ‪ 104‬و ‪ 105‬صفحة ‪192‬‬

‫التحرر اإلقتصادى )) التى تُتيح المجال لل ُمنافسة فى ((‬


‫ُّ‬ ‫الشخصيّات البارزة فى النظام يُش ّكلون (( إئتالف واهن )) يُقاوم إجراءات ((‬
‫القطاعات اإلقتصاديّة الها ّمة فى سوريّا ))‪ ،‬رقم ‪ 106‬صفحة ‪193‬‬

‫فى ُمحاولة م ّنه ّللف حول هذه العقبات البنيويّة التى تقف فى وجه اإلصالح‪ ،‬هى فى إستخدام (( اإلتّفاقيّات اإلقتصاديّة الدوليّة )) و‬
‫خصوصا ً إتّفاقيّة (( الشراكة مع اإلتّحاد األوروبّى )) كأداة لفرض (( شفافيّة أكبر و همز إصالح السياسات )) ‪ (( +‬التغلُّب على ُمقاومة‬
‫الحرس القديم لسياسة اإلصالح )) و التى بدأت ال ُمفاوضات حولها ُمنذ أواسط التسعينيّات بعد البدء بعمليّة (( برشلونة )) ُمباشرة ً لكن‬
‫سلطة‪ ،‬عمل على إحياء ال ُمحادثات فإستقدم إقتصاديّين‬ ‫شار لل ُ‬‫ال ُمتابعة وهنت فى السنوات األخيرة من عُمر األسد األب‪ ،‬لكن عند إستالم ب َّ‬
‫ذوى فكر إصالحى من خارج الحكومة السوريّا ليكونوا ضمن أعضاء الوفد السورى ال ُمفاوض فى بروكسل‪ ،‬و كانت نتيجة ال ُمفاوضات‬
‫شار إلى بروكسل فى آذار ‪2004‬‬ ‫صا ً نهائيّا ً فتم إعداد الخطط لسفر ب َّ‬
‫صل إلى إتّفاق فى ديسمبر ‪ 2003‬حول ما رأت فيه (( دمشق )) ن ّ‬ ‫التو ُّ‬
‫لتوقيع اإلتّفاق‪ ،‬رقم ‪ 107‬و ‪ 108‬و ‪ 109‬صفحة ‪193‬‬

‫فى بداية ‪ ،2004‬رفض (( المجلس األوروبّى )) التوقيع على النص الذى تم اإلتّفاق عليه بين (( ال ُم ّ‬
‫فوضين األوروبّين و الوفد السورى ))‬
‫بالتخلص من أسلحة (( الدمار الشامل )) مع إصرار‬‫ُّ‬ ‫مع اإلشارة إلى القوانين التى تبنّاها اإلتّحاد األوروبّى فى أكتوبر ‪ 2003‬تُلزم الموقّعين‬
‫(( بريطانيا ‪ +‬ألمانيا ‪ +‬هولندا )) على هذا المطلب فتوقّفت ال ُمفاوضات بين (( بروكسل و دمشق )) فى شباط ‪2004‬‬
‫رقم ‪ 110‬و ‪ 111‬صفحة ‪193‬‬

‫إستُئنفت المفاوضات بين (( بروكسل و دمشق )) بهدف الوصول إلى قرار نهائى حول إتّفاقيّة الشراكة‪ ،‬بعد إعالن (( إدارة بوش )) فى‬
‫آيار ‪ ،2004‬اإلجراءات ال ُمحدّدة لتنفيذ قانون (( ُمحاسبة سوريّا )) حيث أشار (( كريس باتن‪ ،‬مبعوث اإلتّحاد األوروبّى للعالقات الخارجيّة‬
‫)) ‪ (( ::‬أنّه فى حين يشترك اإلتّحاد األوروبّى مع أميركا فى أهداف السياسة األمريكيّة تجاه سوريّا‪ّ ،‬إال أنّنا ال نُشارك ُهم ال ُمقاربة التكتيكيّة‬
‫ذاتها ))‪ ،‬رقم ‪ 112‬صفحة ‪193‬‬

‫بدأت (( البعثة األوروبّيّة مع المسؤولون األوروبّيّون )) بالنص ال ُمنقّح فى أكتوبر ‪ 2004‬الذى يحوى إشارة أقل إلى أسلحة (( الدمار‬
‫ّ‬
‫الشامل )) لكن بسبب وجود خالف (( سورى ‪ -‬فرنسى )) على مسألة (( الهيمنة السوريّا فى لبنان )) ‪ +‬قبول ‪ 10‬أعضاء ُجدد فى اإلتحاد‬
‫تحرك اإلتّحاد األوروبّى للموافقة على المسودّة الجديدة الضروريّة قبل التم ّكن من التوقيع‬ ‫األوروبّى‪ ،‬فأنّه ليس من الواضح ما مدى ُ‬
‫سرعة ُّ‬
‫على إتّفاقيّة الشراكة و جعلها موضع التنفيذ‪ ،‬رقم ‪ 113‬صفحة ‪193‬‬

‫‪ )--10‬اإلجراءات البديلة ال ُمؤقّتة ‪::‬‬

‫شار إليجاد إجراءات بديلة مؤقّته تُم ّكنه من تفادى التدهور الخطير فى آداء اإلقتصاد السورى الذى يصفُه ال ُمراقبين الخارجين باآلداء‬ ‫عمل ب َّ‬
‫تقطع بشكل إجمالى‬‫ال ُمتشنّج‪ ،‬البطئ‪ ،‬ال ُم ّ‬

‫الزيادة الدراماتيكيّة فى التبادُل التُجارى السورى المحظور مع العراق قبل اإلطاحة ب صدّام ُحسين ‪ +‬زيادة إنتاج النفط مع جذب‬
‫اإلستثمارات األجنبيّة الجديدة إلى هذا القطاع من اإلقتصاد السورى على المدى القريب و ال ُمتوسّط ‪ +‬إزدياد هطول األمطار لتحسين األداء‬
‫فى القطاع الزراعى بشكل ملحوظ فى سوريّا عام ‪2003‬‬

‫شار على التبادُل التُجارى السورى المحظور مع العراق فى فترة ما بين تولّيه فى تموز ‪ 2000‬و اإلطاحة ب صدّام حسين فى‬
‫أ‪ )-‬أشرف ب َّ‬
‫آذار ‪2003‬‬

‫ب‪ )-‬إعادة إفتتاح أنبوب النفط (( العراقى ‪ -‬السورى )) الرئيسى فى نوفمبر ‪ 2000‬الذى يمتد من حقول النفط فى شمالى العراق حول‬
‫كركوك إلى مرفأ بانياس السورى مع التخطيط لمد خط أنبوب آخر ذى طاقة ضخمة‬
‫رقم ‪ 114‬صفحة ‪193‬‬

‫يقرب من‬ ‫كان فى هذا العمل توسُّعا ً دراماتيكيّا ً لتد ٌّفق النفط العراقى إلى سوريّا‪ ،‬فخالل عامى ‪ ،2002 - 2001‬إستوردت سوريّا ما ُ‬
‫‪ 200,000‬برميل نفط يوم ّيا ً من العراق‪ (( ،‬خارج إطار برنامج النفط مقابل الغذاء الذى يشرف عليه األمم ال ُمتّحدة ))‪ ،‬كان الكم األكبر‬
‫يمر عبر (( أنبوب النفط الرئيس ما بين كركوك و بانياس )) و البقيّة ت ُمر عبر أنبوب نفط (( ثانوى )) فرع من أنبوب النفط (( العراقى ‪-‬‬
‫التُركى )) إضافة إلى (( النقل ّ‬
‫البرى و الحديدى ))‪،‬‬

‫كان النفط العراقى يُباع لسوريّا بحسم ُمرتفعة و تقوم سوريّا بإعادة بي ُعه دول ّيا ً بأسعار السوق العالميّة فتجنى ربحا ُ وافرا ً من هذه العمليّة م ّما‬
‫ساهم فى تعزيز (( ال ُمدّخرات الصعبة إلى سوريّا بين عامى ‪)) 2004 - 2003‬‬
‫رقم ‪ 115‬و ‪ 117‬صفحة ‪193‬‬

‫ج‪ )-‬سافر (( رئيس الوزراء السورى‪ ،‬مصطفى ميرو )) إلى (( العراق )) فى يناير ‪ 2001‬لتوقيع (( بروتوكول تُجارى )) و هو فعليّا َ ((‬
‫إتّفاقيّة التجارة ال ُح ّرة مع العراق )) و لم تُقدّم سوريّا هذه البروتوكول ل (( لجنة العقوبات التابعة لألُمم ال ُمتّحدة )) للموافقة عليه‬
‫رقم ‪ 116‬صفحة ‪193‬‬

‫جويّة ُمباشرة بين (( دمشق و بغداد )) فى خرق لقرارات (( مجلس األمن التابع لألُمم ال ُمتّحدة ))‬
‫أقرت سوريّا القيام برحالت ّ‬
‫د ‪ّ )-‬‬

‫و فى أُوج (( التبادُل التُجارى المحظور مع العراق فى عهد صدّام ُحسين )) وصلت العائدات الماليّة إلى ما يُقارب ‪ 2‬مليار دوالر سنويّا ً‬
‫تورط أفراد من (( الحرس القديم )) فى جنى أرباح من التبادُل التُجارى المحظور مع العراق م ّما ساعد فى‬ ‫لصالح اإلقتصاد السورى مع ّ‬
‫سلطة ب َّ‬
‫شار فى فى المراحل األولى من ُحك ُمه ))‬ ‫تعاون شخصيّات ها ّمة فى النظام‪ ،‬ل (( تعزيز ُ‬

‫مع بروز إحتمال نضوب إحتياطى النفط فى سوريّا‪ ،‬قامت وزارة النفط فى ديسمبر ‪ 2001‬بعرض إمتيازات الحفر فى ‪ 5‬مناطق‬
‫األول‪ ،‬إستكشافيّة فى عروض رسميّة‪ ،‬و فى يناير ‪ 2003‬بدأت‬ ‫اإلمتيازات لمجموعة من شركات النفط األجنبيّة التى شاركت فى العرض ّ‬
‫دمشق بمنح إمتيازات على المدى العام و النصف التاليين لشركات من كندا و تشيلى و كرواتيا و الهند إلى جانب عدّة شركات أجنبيّة‬
‫باإلضافة إلى شركة شل ذات الوجود الراسخ فى سوريّا و طرحت دمشق عرضا ً إلمتيازات حفر إضافيّة فى ‪ 14‬موقعا ً فى ربيع ‪2004‬‬
‫رقم ‪ 118‬صفحة ‪193‬‬

‫‪ )-12‬إشارات ُمش ّوشة‬

‫صوره من األماكن العا ّمة و‬


‫ُ‬ ‫عمل ب َّ‬
‫شار على الحد من هالة (( تمجيد شخصيّة الرئيس )) التى كانت سائدة أثناء والية والدُه‪ ،‬فأمر بإزالة‬
‫بقوة فى دمشق‪ ،‬رقم ‪ 119‬صفحة ‪193‬‬ ‫الالفتات التى تمدح الرئيس الجديد و قد لوحظ ذلك ّ‬

‫صة بها و بدأت‬


‫ص ُحف خا ّ‬
‫شار فى ديسمبر ‪ 2000‬عن السماح لألحزاب الدائمة المنضوية فى (( الجبهه الوطنيّة التقدُّميّة )) بإصدار ُ‬ ‫أعلن ب َّ‬
‫ستقلة شخصيّة فى سوريّا بُناء على تخويل شخصى من‬ ‫ّأول صحيفة فى الظهور فى يناير ‪ 2001‬تزا ُمنا ً مع إصدار ّأول ترخيص لصحيفة ُم ّ‬
‫شار (( صحيفة الدومرى )) التى بدأت بالنشر فى شباط ‪2001‬‬ ‫ب َّ‬
‫رقم ‪ 120‬صفحة ‪193‬‬

‫شار فى القصر الرئاسى (( عارف دليلة‪ ،‬عميد ُملّيّة اإلقتصاد األسبق فى جامعة دمشق )) و أعاده إلى منصبه مع‬ ‫فى آب ‪ 2000‬إستقبل ب َّ‬
‫جعلُه عُضوا ً فى (( اللجنة ‪ 18‬الغير رسميّة )) مع تخصيص صفحتين فى جريدة الثورة لتحليل إنتقادات دليله لإلقتصاديّات فى أكتوبر‬
‫الزعبى‪ُ ،‬متّهما ً إيّاه بالفساد‬ ‫‪ ،2000‬و كان (( عارف دليلة )) قد ُ‬
‫طرد من منصبُه فى ‪ 1998‬بعد إنتقادُه (( رئيس الوزراء السابق‪ ،‬محمود ُ‬
‫))‪ ،‬رقم ‪ 121‬صفحة ‪193‬‬

‫ّ‬
‫لمنظمة رائدة (( غير حكوميّة )) تم قمعها فى التسعينيّات و سمح لها‬ ‫شار على إعادة إحياء ُم ّ‬
‫نظمات ال ُمجتمع المدنى‪ ،‬فأعاد السماح‬ ‫عمل ب َّ‬
‫بإستئناف نشاطاتها العا ّمة (( لجان الدفاع عن حقوق اإلنسان و ال ُح ّريّات الدي ُمقراطيّة فى سوريّا ))‪ ،‬رقم ‪ 122‬صفحة ‪193‬‬

‫سجن فى‬ ‫بجانب السماح ل ُم ّ‬


‫نظمة جديدة معنيّة ب حقوق اإلنسان (( اللجنة السوريّا لحقوق اإلنسان )) بقيادة (( هيثم المالح )) و قد ُ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫تحرك نظام األسد ل قمع (( ال ُمنظمات المهنيّة ال ُمستقلة ))‪ ،‬رقم ‪ 123‬صفحة ‪194‬‬ ‫الثمانينات عندما ّ‬

‫سجناء السياسيّين )) و منهم أكثر من ‪ 600‬عُضو من جماعة (( اإلخوان ال ُمسلمين ))‬ ‫أطلق ب َّ‬
‫شار سراح مئات من (( ال ُ‬
‫رقم ‪ 124‬و ‪ 125‬صفحة ‪194‬‬

‫المزة )) مع إصدار عفوا ً عا ّما ً عن المسجونين (( الغير سياسيّين ))‪ ،‬رقم ‪ 126‬صفحة ‪194‬‬ ‫نفّذ ب َّ‬
‫شار األسد أمر والدُه ب إغالق (( سجن ّ‬

‫شار أمرا ً بإغالق (( سجن تد ُمر ))‪ ،‬رقم ‪ 127‬صفحة ‪194‬‬


‫أصدر ب َّ‬

‫التحرر فى‬
‫ُّ‬ ‫أظهر (( عبد الحليم خدَّام‪ ،‬زعيم الحرس القديم )) ‪ (( +‬اللواء بهجت سليمان‪ ،‬مدير ال ُمخابرات العا ّمة )) إستيا ُءهما من ((‬
‫التعبير العام ))‪ ،‬رقم ‪ 128‬صفحة ‪194‬‬

‫قرر ب َّشار (( تأجيل تعريف قانون أحزاب سياسيّة جديدة أو السماح ألحزاب جديدة باإلنضمام إلى الجبهه الوطنيّة التقدُّميّة ))‬‫فى آب ‪ّ 2000‬‬
‫بعد عقد إجتماعا ً مع (( أحزاب الستّة التأسيسيّة فى الجبهه الوطنيّة التقدُّميّة ))‪ ،‬رقم ‪ 129‬صفحة ‪194‬‬
‫‪ )-13‬من ربيع دمشق إلى شتاء دمشق‬

‫تميّزت السنتين األولى و الثانية من رئاسة ب َّ‬


‫شار‪ ،‬ظهور ّأول حركة ُمجتمع مدنى حقيقى‪ ،‬رقم ‪ 130‬صفحة ‪194‬‬

‫بيان ال ‪99‬‬

‫رقم ‪ 131‬صفحة ‪ & 194‬رقم ‪ 132‬صفحة ‪195‬‬

‫(( لجان إحياء ال ُمجتمع المدنى ))‪ ،‬رقم ‪ 133‬صفحة ‪195‬‬

‫التطورات ‪ (( ::‬من حقّ ُكم معرفة ماذا يفعل هؤالء الناس و لكن ال‬
‫ّ‬ ‫رد ب َّ‬
‫شار على المسؤولين (( األمنيّين )) حين أعربوا عن قلقهم بشأن هذه‬
‫يُمكن ُكم منعهم عن فعل ذلك ))‪ ،‬رقم ‪ 134‬صفحة ‪195‬‬

‫تطور حركة ال ُمجتمع المدنى‪ ،‬ظهرت ُكتلتين ُمميّزتان‪،‬‬


‫و مع ّ‬

‫أ‪ (( )-‬ال ُمعسكر ال ُمعتدل نسبيّا ً )) و هو يتمثّل فى ال ُموقّعين البارزين ل (( بيان ال ‪ )) 99‬و لقد سعى هؤالء (( ال ُمعتدلون )) للتو ُّ‬
‫صل إلى‬
‫شار و األطراف األُخرى ذو الفكر اإلصالحى )) من أجل (( تغيير النظام الهيكلى تدريجيّا ً و من الداخل ))‬ ‫تحالُف ضمنى مع ب َّ‬
‫رقم ‪ 135‬صفحة ‪195‬‬

‫ب‪ (( )-‬ال ُمعسكر الراديكالى )) الذى إتّخذوا الناشطين فى ال ُمجتمع المدنى فى (( أوروبّا الشرقيّة قبل إنهيار اإلتّحاد السوفييتى )) نموذجا ً‬
‫شار اإلصالحيّة‪ ،‬و تحدّوا دعائم النظام األساسيّة إعتمادا ً على تقديرهُم إن النظام غير قادر على إصالح‬ ‫يُحتذى به‪ ،‬رافضين إختبار ميول ب َّ‬
‫سه و ال بد من مواجهتُه بحركة شعبيّة واسعة‪ ،‬و قد ضم هذا ال ُمعسكر (( رياض سيف‪ ،‬مؤسّس ُمنتدى الحوار الوطنى ‪ +‬أنصار ال ُمجتمع‬ ‫نف ُ‬
‫المدنى فى آب ‪ ،2000‬الذى إستخد ُمه كأساس لإلعالن عن خطط تأسيس حزب سياسى ُمستقل و الذى سيُدعى " حزب السالم اإلجتماعى "‬
‫فى يناير ‪)) 2001‬‬
‫رقم ‪ 136‬صفحة ‪195‬‬

‫بجانب (( عارف دليلة )) الذى نشر إفتتاحيّة فى صحيفة الثورة فى أكتوبر ‪ 2000‬و ناقش فيها فكرة أن (( الحزب الواحد لم يعُد ف ّعاالً و‬
‫أنّه البُد من تغيير ذلك لنجاح اإلصالح اإلقتصادى ))‪ ،‬رقم ‪ 137‬صفحة ‪195‬‬

‫أيضا ً (( مح ّمد ُ‬
‫ص ّوان‪ ،‬عُضو سابق فى أحد األحزاب التأسيسيّة للجبهه الوطنيّة التقدُّميّة )) و هو الذى بدأ (( التج ُّمع من أجل الديمقراطيّة و‬
‫الوحدة فى بداية ‪ ،)) 2001‬رقم ‪ 138‬صفحة ‪195‬‬

‫التحول فى موقف الدولة تجاه (( ربيع دمشق )) مع قيام أعضاء (( ال ُمعسكر الراديكالى )) بنشر ما يُعرف ب (( بيان ال‬ ‫ّ‬ ‫جاءت نُقطة‬
‫تسرب قبل األوان إلى صحيفة لبنانيّة يوميّة قبل التوقيع عليه‬
‫‪ )) 1000‬الذى أثار إنقسام و نزاع كبير فى حراك ال ُمجتمع المدنى و الذى ّ‬
‫بشكل فعلى‪ ،‬تحريضا ً لبداية الهجوم ال ُمضاد ال ُم ّ‬
‫نظم على حركة (( ال ُمجتمع المدنى )) من جانب ال ُمتشدّدين فى النظام إلتّخاذ إجراءات‬
‫صارمة للحد من الدور الذى يقوم بع (( الجناح األكثر راديكاليّة فى ال ُمجتمع المدنى ))‪ ،‬رقم ‪ 139‬و ‪ 140‬و ‪ 141‬صفحة ‪195‬‬

‫تحرريّة أُخرى فى سياق عام ‪2001‬‬


‫نتيجة لذلك‪ ،‬إتّخذ النظام عددا ً من الخطوات ل بتر نشاطات حركة ال ُمجتمع المدنى و صد أى مظاهر ُّ‬
‫و بداية ‪ ،2002‬رقم ‪ 142‬صفحة ‪196‬‬

‫طرد (( محمود سالمة )) من منصبُه (( رئيس تحرير جريدة الثورة )) فى آيار ‪ + 2001‬تم تعليق (( صحيفة الدومرى )) فى يناير‬ ‫ُ‬
‫ّ‬
‫‪ + 2002‬إعتقال (( رياض سيف و مأمون الحمصى و آخرون من ال ُمنشقين عن البرلمان )) فى أيلول ‪ 2001‬مع إصدار أحكام بالسجن‬
‫فى صيف ‪ + 2002‬إعتقال (( عارف دليلة )) فى أيلول ‪ 2001‬و سجنُه عام ‪ 2002‬بسبب دفاعُه عن األحزاب السياسيّة ال ُمستقلّة ‪+‬‬
‫ُمحاكمة و سجن (( رياض التُرك‪ ،‬رئيس المكتب السياسى فى الحزب الشيوعى )) ‪ +‬إعتقال عدّة شخصيّات فى (( لجان الدفاع عن حقوق‬
‫اإلنسان و ال ُح ّريّات الديمقراطيّة )) ‪ +‬إصدار ُمذ ّكرة إعتقال كبار قادة (( اللجنة السوريّا لحقوق اإلنسان )) م ّما أجبر اللجنة على اللجوء إلى‬
‫(( لندن )) ل ُمتابعة عملها‪ ،‬رقم ‪ 143‬و ‪ 144‬و ‪ 145‬و ‪ 146‬و ‪ 147‬و ‪ & 148‬صفحة ‪196‬‬
‫‪ )-14‬تجديد اإلصالح التدريجى‬

‫سه فى ُمنتصف الطيف السياسى السورى ك (( ُمدافع‬ ‫شار النموذج (( الصينى )) حيث األولويّة لإلصالح (( اإلقتصادى )) واضعا ُ نف ُ‬ ‫تبنّى ب َّ‬
‫تطرفين الراغبين فى إستمرار النظام " الحرس القديم " )) و (( دُعاه الحداثة الريداكيليّة فى ال ُمجتمع المدنى ))‬
‫عن التغيير )) ما بين (( ال ُم ّ‬
‫رقم ‪ 149‬صفحة ‪196‬‬
‫رقم ‪ 150‬صفحة ‪197‬‬

‫شار إلعادة توجي ُهه فى المسار الصحيح ال ُمتماشى مع‬ ‫لم يُغلق الباب نهائيّا ً أمام ُم ّ‬
‫نظمات ال ُمجتمع المدنى ب إنتهاء ربيع دمشق‪ ،‬بل سعى ب َّ‬
‫النموذج (( الصينى )) لترقية و تعزيز (( قطاع أعمال خاص و زيادة الجاذبيّة و قبول الهويّة الالطائفيّة و الالعرقيّة )) عن طريق منح‬
‫سلطة ل (( ال ُم ّ‬
‫نظمات الغير حكوميّة فى سوريّا )) التى تُعتبر بمثابة البذور التى يُمكن أن تنمو يوما ً لتُصبح شبكة من (( ال ُمجتمع المدنى‬ ‫ال ُ‬
‫المعنى باإلصالح فى سوريّا ))‬

‫نظمات الغير حكوميّة فى سوريّا )) إال إ ُّنه من اليسير على تلك الجماعات أن ت ُ ّ‬
‫نظم‬ ‫على الرغم من (( غياب قانون تنظيم نشاطات ال ُم ّ‬
‫تنوعة من (( النشاط اإلجتماعى )) تحت عنوان (( قانون األعمال الخيريّة ))‬ ‫مواطنيها بشكل خاص ألشكال ُم ّ‬

‫ظهرت ُمنذ أواسط ‪ 2003‬أكثر من (( ‪ 20‬مجموعة )) من هذا النوع تُر ّكز على مواضيع ُمحدّدة (( حماية البيئة ‪ +‬ال ُمحافظة على الحياه‬
‫البريّة ‪ +‬وضع أُسس قطاع أعمال خاص أكثر نشاطا ُ و فعاليّة ))‪ ،‬رقم ‪ 151‬صفحة ‪197‬‬

‫سه تحت رعاية (( أسماء األسد )) إلدارة برامج ذات (( إعتمادات‬


‫تم إحداث (( صندوق التنمية الريفيّة ال ُمتكاملة ل سوريّا )) الذى تم تأسي ُ‬
‫صغيرة فى مساحات واسعة من الريف السورى ))‪ ،‬رقم ‪ 152‬صفحة ‪197‬‬

‫تم إحداث (( ُم ّ‬
‫نظمة تحديث و تفعيل دور المرأة فى التطوير اإلقتصادى )) برعاية (( أسماء األسد ))‬

‫تم إحداث (( إتّحاد رجال األعمال السوريّين الشباب ))‪ ،‬رقم ‪ 153‬صفحة ‪197‬‬

‫شار على موارد (( مركز األعمال السورى ‪ -‬األوروبّى )) لرعاية (( ال ُم ّ‬


‫نظمات الغير حكوميّة )) التى تُر ّكز على (( تطوير العبين‬ ‫إعتمد ب َّ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫أكثر فعاليّة فى القطاع الخاص )) و كانت (( أسماء األسد )) بطلة نشاطات المركز حيث تؤ ّمن (( صلة الوصل ال ُمباشرة للمركز مع القصر‬
‫الرئاسى ))‪ ،‬رقم ‪ 154‬صفحة ‪197‬‬

‫نظمات الغير حكوميّة ال يُمكن دركها تحت إطار (( قانون األعمال الخيريّة )) ألنّها ُم ّ‬
‫كرسة بعدّة‬ ‫كان هُناك توسُّع فى إحداث عدد من ال ُم ّ‬
‫كرس ل (( تشجيع‬ ‫ط ُرق من أجل (( تحسين الظروف الالزمة لمزيد من السياسة الليبراليّة فى سوريّا ))‪ ،‬مثال ‪ (( ::‬مشروع الثروة )) ال ُم ّ‬ ‫ُ‬
‫األقليّات ))‪ ،‬رقم ‪ 155‬صفحة ‪197‬‬ ‫ّ‬ ‫النقاش الجدّى لمواضيع حقوق‬

‫التحرر اإلجتماعى و السياسى )) أثناء ال ُمفاوضات التى جرت بين (( سوريّا‬


‫ُّ‬ ‫وافقت دمشق على عبارات صريحة تنُص على إلتزامها ب ((‬
‫و اإلتّحاد األوروبّى )) التى أدّت إلى (( مسودّة اإلتّفاقيّة فى ديسمبر ‪ )) 2003‬أمالً فى تسريع ُخطى اإلصالح اإلقتصادى‬
‫رقم ‪ 156‬صفحة ‪197‬‬

‫شار فى إجراء إصالحات ها ّمة فى مجال (( التعليم العالى )) بالعمل من خالل (( رئيس جامعة دمشق‪ ،‬الدكتور اإلصالى ال ُمعتدل‬ ‫سعى ب َّ‬
‫شار على إنشاء (( الجامعة اإلفتراضيّة )) منأجل وصل (( ال ُ‬
‫ط ّالب السوريّين بأساتذة و مناهج الجامعات التى‬ ‫هانى ُمرتضى )) الذى شجّع ب َّ‬
‫يتم تعليمها حول المنطقة و فى أوروبّا و أميركا الشماليّة ))‪ ،‬رقم ‪ 157‬صفحة ‪197‬‬

‫صة )) و كان ّأولها (( جامعة القلمون التى بدأت العمل الفعلى فى عام ‪)) 2003‬‬ ‫كما شجّع ب َّ‬
‫شار على إحداث (( الجامعات الخا ّ‬
‫رقم ‪ 158‬و ‪ 159‬صفحة ‪197‬‬

‫تسائل بعض ال ُمراقبين فيما إذا كان ب َّ‬


‫شار و ال ُمجتمع المدنى قد يواجهان حركة إرتجاعيّة من (( الحرس القديم )) مثل ‪ (( ::‬ال ُمضايقات‬
‫ستمرة لل ُمقاول الفنّى و مالك صالة العرض عيسى توما خالل عام ‪ (( + )) 2004‬إعتقال ال ُمف ّكر و الناقد اإلجتماعى نبيل‬ ‫ّ‬ ‫الرسميّة ال ُم‬
‫فيّاض فى أيلول ‪ )) 2004‬نذيرا ً إلتّخاذ إجراءات صارمة من جانب (( الجهاز األمنى ))‪ ،‬رقم ‪ 160‬صفحة ‪197‬‬

‫يقول ال ُمراقبون‪ ،‬إن تعيين (( غازى كنعان‪ ،‬وزيرا ً للداخليّة )) إنّما هو دليل إضافى على إنتزاع (( الحرس القديم )) اإلعتراف القسرى‬
‫بمكانتهم و مركزهم مع ظهور شائعات فى الصحافة العربيّة و منشورات ال ُمعارضة السوريّا حوث حدوث تغيير وشيك إلعادة تشكيالت‬
‫ضبّاط من الذين يشغلون مناصب رفيعة على‬ ‫خطط (( كنعان )) إلجبار عشرات ال ُ‬ ‫جهازى (( األمن و اإلستخبارات فى سوريّا )) فقد ّ‬
‫التقاعُد ال ُمب ّكر ألنّهم يرفضون اإلزعان لتوحيد الخدمات األمنيّة حول الخط اإلصالحى الجديد ل بشار‪ ،‬رقم ‪ 161‬صفحة ‪198‬‬
‫َّ‬

‫تم ترقية (( آصف شوكت لمنصب نائب مدير اإلستخبارات العسكريّة السوريّا حسن خليل الذى تقاعد فى شباط ‪ُ ،2005‬مم ّهدا ً الطريق‬
‫لتولّى شوكت مكانُه‪ ،‬رقم ‪ 162‬صفحة ‪198‬‬

‫تم تعيين (( مهدى دخل هللا‪ ،‬وزيرا ً لإلعالم )) بعدما كان (( رئيس تحرير جريدة البعث اليوميّة )) و نشر إفتتاحيّات فى عامى ‪ 2003‬و‬
‫شار فى اإلصالح )) ‪ +‬ظهور إفتتاحيّة فى (( جريدة تشرين )) تسخر‬‫‪ 2004‬يُنادى فيها (( لتقليص دور و نفوذ الحزب و نُصرة ُمقاربة ب َّ‬
‫سجناء‪ ،‬رقم ‪ 163‬و ‪ 164‬و ‪ 165‬صفحة ‪198‬‬ ‫من ُمعاملة الخدمات األمنيّة لل ُ‬

‫فى صيف ‪ ،2003‬أعلن (( حزب البعث )) أنّهُ (( لن )) يتد ّخل بعد اآلن فى شؤون (( الحياه اليوميّة للبالد ))‪ ،‬رقم ‪ 166‬صفحة ‪198‬‬

‫فى أكتوبر ‪ ،2004‬تم تعديل (( دستور الجبهه الوطنيّة التقدُّميّة )) بشكل يُتيح ألحزاب جديدة أليفة سياسيّا ً بالدخول تحت مظلّة الجبهه‬
‫رقم ‪ 167‬صفحة ‪198‬‬
‫‪----------------------------‬‬

‫الفصل الرابع ‪ 200‬ل ‪260‬‬

‫منزلة ب َّ‬
‫شار و سوريّا فى النظام اإلقليمى‬

‫‪ )-1‬الصورة و الواقع‬

‫شار ب (( الشئون الخارجيّة و األمن القومى )) مع نهاية ‪ ،1998‬غندما تم تسلي ُمه ُمتابعة ملف (( لبنان ))‬ ‫من ال ُممكن تأريخ بداية إنشغال ب َّ‬
‫بشكل يومى تحت إشراف (( عبد الحليم خدّام )) المعنى بالملف اللبنانى ُمنذ ‪ 20‬عاماً‪ ،‬كان عدد من أهداف حملة ب َّشار ذات روابط قديمة‬
‫مع (( رئيس الوزراء اللبنانى رفيق الحريرى )) و قد إزدادت غنى من خالل تعا ُمله مع السياسى الملياردير‪ ،‬و كان السعى وراء تحقيق‬
‫سلطة هدفا ً سوريّا ً‪ ،‬رقم ‪ 1‬و ‪ 3‬صفحة ‪259‬‬‫أهدافُه (( تحجيم الحريرى )) الذى أصبحت إزاحتُه من ال ُ‬

‫‪ )-2‬ال ُمحيط اإلستراتيجى ال ُمتغيّر ‪::‬‬

‫سحبت (( إسرائيل )) قُ ّواتها من (( جنوب لبنان )) فى آيار ‪ ،2000‬تنفيذا ً لقرار مجلس األمن رقم ‪ 425‬م ّما حجم العُنصر األهم فى ((‬
‫اإلستراتيجيّة السوريّا التقليديّة فى المجال اللبنانى ‪ +‬ميدان الصراع العربى ‪ -‬اإلسرائيلى ))‪ ،‬رقم ‪ 7‬و‪ 8‬صفحة ‪259‬‬

‫إدّعت (( سوريّا و لبنان )) إن اإلنسحاب لم ي ُكن كامالً بسبب إستمرار إحتالل (( إسرائيل )) لمنطقة مساحتُها ‪ 25‬كيلومتر تُدعى (( مزارع‬
‫شبعا )) التى تدّعى (( لبنان )) إنّها ُجزء من أراضيها التاريخيّة‪ ،‬لكن صادق ((مجلس األمن )) على إدّعاء (( إسرائيل )) إن (( مزارع‬
‫حتله تد ُخل ضمن قرار ‪ 242‬و ليس ‪425‬‬ ‫شبعا )) هى أرض (( سوريّا )) ُم ّ‬
‫رقم ‪ 9‬صفحة ‪259‬‬

‫شار فى تطوير شبكة (( إستشاريّة بديلة لشؤون الخارجيّة )) و عدم اإلتّكال التام على (( وزير الخارجيّة‪ ،‬فاروق الشرع )) فى‬
‫سعى ب َّ‬
‫المعلومات و النصيحة‬

‫شار بتعيين (( وليد المعلّم سفير سوريّا األسبق فى أميركا‪ ،‬نائب وزير الخارجيّة عام ‪ )) 1999‬لتخفيف األعباء عن (( فاروق الشرع‬‫قام ب َّ‬
‫الذى أجرى عمليّة توسيع شرايين فى ‪ )) 1999‬بجانب إزاحة (( سليمان حدّاد‪ ،‬نائب وزير الخارجيّة اآلخر )) تمهيداً لزيادة نفوذ (( وليد‬
‫المعلّم )) بعد الحرب على (( العراق )) فى عام ‪ ، 2003‬رقم ‪ 11‬صفحة ‪259‬‬

‫تعيين (( بُثينة شعبان )) فى منصب (( ال ُمستشارة اإلعالميّة لرئاسة الجمهوريّة )) التى أشرفت شخصيّا ً على جهود التوظيف باإلستحقاق و‬
‫ُ‬
‫بحيث يتم إختيار ال ُمميّزين و الموهوبين من طلبة الجامعة و تعيين ُهم فى مواقع وظيفيّة فى قسمها الخاص فى (( وزارة الخارجيّة و‬ ‫الجدارة‬
‫صة ل بُثينة بإسم (( وزارة ال ُمغتربين ))‬
‫الوزراء و مكتب الرئاسة نفسها )) و فى عام ‪ ،2003‬تم إنشاء وزارة حديثة خا ّ‬ ‫مكتب رئيس ُ‬
‫للسفر خارج البالد نيابا ً عن الرئيس بديالُ عن الشرع‪ ،‬رقم ‪ 12‬صفحة ‪259‬‬

‫تم إختيار (( عماد ُمصطفى‪ ،‬دكتور فى علوم ال ُكمبيوترمن جامعة سيرى فى بريطانيا ‪ +‬أُستاذ علوم ال ُكومبيوتر فى جامعة دمشق ‪ +‬عُضو‬
‫فى الهيئة التنفيذيّة للجمعيّة المعلوماتيّة السوريّا )) لتأسيس (( ال ُكلّيّة المعلوماتيّة الجديدة فى دمشق مع تعيينُع عميدا ً لها )) ث ُم تعيينُه (( نائب‬
‫رئيس البعثة السوريّا فى السفارة السوريّا فى واشنطن )) على الرغم من ُمعارضة (( فاروق الشرع )) لكن تم سحب (( السفير السورى‬
‫من أميركا )) مع ترقيه (( مصطفى )) فى منصب (( قائم بأعمال السفارة )) ثُم (( سفيرا ً لسوريّا فى أميركا فى نيسان ‪)) 2004‬‬

‫سفراء ُجدد منهم (( سامى الخيمى‪ ،‬سفيرا ً لسوريّا فى‬ ‫ثُم ّ‬


‫تكرر (( خرق صالحيّات وزير الخراجيّة )) من قِبَل ب َّ‬
‫شار بقيام األخير بتعيين ‪ُ 10‬‬
‫بريطانيا )) عام ‪2004‬‬

‫‪ )-3‬لبنان ‪::‬‬

‫برز تحدّى واضح للتوا ُجد العسكرى السورى فى لبنان من قِ َبل (( الطائفة المارونيّة )) بعد توقيع (( إتّفاق الطائف عام ‪(( + )) 1989‬‬
‫رقم ‪ 13‬و ‪ 14‬و ‪ & 15‬صفحة ‪260‬‬ ‫اإلنسحاب اإلسرائيلى من جنوب لبنان فى آيار ‪،)) 2000‬‬

‫للوزراء فى أُكتوبر ‪ ،)) 2000‬و خالل الفترة األُولى من إستال ُمه منصبُه بدءا ً من عام ‪ 1992‬أصبحت ((‬‫عودة (( رفيق الحريرى‪ ،‬رئيسا ً ُ‬
‫صة مع (( أميركا و الغرب " فرنسا " )) ُمتجاهالً (( وزير الخارجيّة‬‫سه فنوات إتّصال خا ّ‬ ‫دمشق )) أكثر قلقا ً حول إنّه كان ي ّ‬
‫ُطور لنف ُ‬
‫اللبنانى )) و المسؤولين اللبنانيّين الموالين لسوريّا‪ ،‬رقم ‪ 16‬صفحة ‪ & 260‬رقم ‪ 17‬صفحة ‪261‬‬
‫فى عام ‪ ،1998‬خضع الرئيس اللبنانى (( إيميل لحود )) عند إستال ُمه لمنصبُه للضغوط السوريّا بضرورة (( إستقالة الحريرى ))‪ ،‬لكن‬
‫إستطاع (( الحريرى )) إستخدام مكانتُه (( الواقعيّة زعيما ً لل ُمعارضة فى البرلمان اللبنانى )) ‪ +‬إستغالل ثروته الطائلة فى للحدوث ال ُمفاجئ‬
‫فى سعر الصرف عام ‪ 2000‬م ّما ساعد فى تدعيم موقفه سياس ّيا ً مع تردّى الوضع اإلقتصادى فى ظل رئاسة (( لحود ‪ +‬سليم الحص ))‬
‫للوزراء فى إنتخابات آب ‪ -‬أيلول ‪)) 2000‬‬ ‫نتك عن ذلك عودتُه (( رئيسا ً ُ‬

‫‪ )-4‬تدبُّر أمر اإلحتالل ‪::‬‬

‫شار تلطيف و إحتواء المشاعر ال ُمعادية ل سوريّا فى لبنان عن طريق (( منع نشوء أى مركز قُ ّوة ُمستقل بشكل حقيقى فى لبنان ))‬ ‫حاول ب َّ‬
‫‪ (( +‬إنقاص عدد الجنود السوريّين فى لبنان و إعادة إنتشارها‪ ،‬حيث أمر ُمنذ أن أصبح رئيسا ً ب ‪ 6‬إنسحابات ُمنفصلة )) م ّما ساهم فى‬
‫خفض مظاهر الهيمنة السوريّا إلى حدّها األدنى بالنسبة ألغلب اللبنانيّين و باألخص الطائفة (( المارونيّة )) تنفيذا ً ل (( إتّفاق الطائف )) من‬
‫سلطة ذاتيّة أكبر ل اللبنانيّين فى إدارة شؤون بالدهم ))‬
‫أجل (( تعزيز اإلجراءات التى تعكس ُ‬
‫رقم ‪ 18‬و ‪ 19‬و ‪ 20‬و ‪ 21‬و ‪ 22‬صفحة ‪261‬‬

‫حاول ب َّ‬
‫شار تجميل (( الهيمنة السوريّة على لبنان )) بالتركيز على إنجاح (( النُخبة اللبنانيّة ال ُموالية ل سوريّا )) فى (( اإلنتخابات البرلمانيّة‬
‫آب ‪ -‬أيلول ‪ ))2000‬فبدأ بتكثيف ال ُحوار بين (( المسؤولين السوريّين و القادة المارونيّين )) م ّما ساهم فى إعالن (( الهيئة اإلكليركيّة ))‬
‫ُمعارضتها لدعوات (( ال ُمقاطعة المسيحيّة )) لإلنتخابات نتج عنهُ قيام عدد من (( الساسة المارونيّين بال ُمشاركة فى اإلنتخابات عام ‪2000‬‬
‫شار عدد من (( اإلتّفاقيّات السريّة )) التى لم تدُم طويالً‪ ،‬مع عدّة (( ُمعارضين مارونيّين‬ ‫بعد أن تنحّوا عام ‪ 1992‬و ‪ ،)) 1996‬كما عقد ب َّ‬
‫ُمناهضين للهيمنة السوريّا العسكريّة فى لبنان )) بحيث يُتيح ل ُهم (( العودة من المنفى فى فرنسا إلى لبنان ُمقابل إلتزامهم الصمت إزاء‬
‫المسائل السياسيّة ))‪ ،‬رقم ‪ 23‬صفحة ‪261‬‬

‫شار بخصوص الملف اللبنانى يتّضح لنا إن (( نُقصان الهيمنة السوريّا على الشؤون اللبنانيّة )) أمر ظاهريّا ً غير‬ ‫تحركات ب َّ‬
‫بعد التدقيق فى ُّ‬
‫شار بين (( إنقاص عدد القُ ّوات السوريّا و زيادة عدد كادر اإلستخبارات ال ُمتمركز فى لبنان )) الذى إزداد فعليّا ً خالل‬ ‫حقيقى‪ ،‬فقد وازن ب َّ‬
‫تفسيره بمزيد من الوضع (( اإلستبدادى )) من جانب (( الجهاز اإلستخبارى و األمنى اللبنانى )) ب ُمساندة (( سوريّا‬ ‫ُ‬ ‫رئاسة ب َّشار بما يُمكن‬
‫س ّنة اإلسالميّين ))‬
‫واضحة )) مع التركيز على (( المارونيّين الراديكاليّين و ال ُ‬
‫رقم ‪ 24‬صفحة ‪ & 261‬رقم ‪ 25‬و ‪ 26‬صفحة ‪262‬‬

‫‪ )-5‬اللعب بالسياسة ‪::‬‬

‫الوزراء اللبنانى‪ ،‬رفيق الحريرى ))‪ّ ،‬أولها (( تسهيل سطوة حزب هللا )) على‬
‫وظفت الحكومة السوريّا عدّة تكتيكات إلحتواء نفوذ (( رئيس ُ‬ ‫ّ‬
‫المسرح السياسى (( اللبنانى )) ُمقابل الحريرى‪ ،‬خالفا ً ل (( حافظ األسد )) الذى قمع (( المنزلة السياسيّة )) التى حظى بها (( حزب هللا‬
‫فى لبنان عام ‪)) 1996‬‬
‫رقم ‪ 27‬صفحة ‪262‬‬

‫صة به فى (( جنوب لبنان )) بعد (( اإلنسحاب اإلسرائيلى )) لحشد التأييد الشعبى فى أنحاء‬ ‫سمح ب َّ‬
‫شار ل (( حزل هللا )) بإقامة منطقة خا ّ‬
‫(( لبنان )) على أن يكون هُناك تنسيق بين (( الجيش اللبنانى و حزب هللا )) فى حال القيام بأى هجمات ضد (( أهداف إسرائيليّة ))‬
‫رقم ‪ 28‬و ‪ 29‬صفحة ‪262‬‬

‫سلطة فى‬ ‫صرح ب َّ‬


‫شار فى ُمقابلة مع (( الشرق األوسك فى شباط ‪ )) 2001‬إن (( الرئيس اللبنانى إيميل لحود )) ال ُمتربّع على رأس هرم ال ُ‬ ‫ّ‬
‫(( لبنان )) هو الحليف الرسمى الموثوق لدى (( سوريّا ))‬

‫تزرعين ب (( الفساد و‬
‫قامت (( سوريّا )) عن طريق (( الرئيس إيميل لحود )) بتقويض أى ُمبادرة سياسيّة من قِبَل (( رفيق الحريرى )) ُم ّ‬
‫جنى األرباح من القطاع الخاص )) مثل ‪ (( ::‬برنامج إحياء اإلقتصاد اللبنانى )) فى (( مؤتمر باريس الثانى فى نوفمبر ‪ )) 2002‬عن‬
‫طريق (( الخصخصة ))‪ ،‬رقم ‪ 31‬صفحة ‪263‬‬

‫فى بداية ‪ ،2001‬قام ب َّشار بتوجيه دعوة إلى (( رئيس الوزراء اللبنانى‪ ،‬رفيق الحريرى )) إلى (( دمشق )) بعد إعالن األخير عزمة على‬
‫شار تأنيبا ً رسميّا ً ل (( الحريرى )) بطريقة أثارت القلق فى‬
‫(( عودة الرئيس اللبنانى السابق الجميل من منفاه فى فرنسا إلى لبنان ))‪ ،‬وجّه ب َّ‬
‫(( العاصمة دمشق ))‪ ،‬رقم ‪ 32‬صفحة ‪263‬‬

‫قامت (( سوريّا )) بإجبار (( الوزراء اللبنانيّين )) على (( اإلستقالة )) تأكيداً أن (( الهيئة ال ُمقبلة )) ستكون أغلبيّتها (( مواليه ل سوريّا ))‬
‫مع (( تحجيم الحريرى و وضعُه تحت ال ُمراقبة )) عشيّة إنتهاء العمليّة األميركيّة فى العراق ب نيسان ‪2003‬‬
‫رقم ‪ 33‬صفحة ‪263‬‬

‫شار التمديد ل (( إيميل لحود )) ل فترة رئاسيّة ثانية فى تح ّد واضح لل (( دستور اللبنانى )) عندما وصلت المواجهه بين (( سوريّا و‬ ‫دعّم ب َّ‬
‫الحريرى )) ل ُأوجّها فى خريف ‪،2004‬‬
‫شار فى البداية على تعيين رئيس مارونى جديد حسب الدستور اللبنانى بشرط أن يكوم موالى سياسيّا ً للحكومة السوريّا بعد إنتهاء فترة‬ ‫وافق ب َّ‬
‫شار فى نهاية األمر بنصيحة (( الحرس القديم )) بضرورة التمديد للرئيس اللبنانى‬ ‫رئاسة (( إيميل لحود فى نوفمبر ‪ )) 2004‬لكن تشبّث ب َّ‬
‫الحالى (( لحود )) حتّى ال تفقد سوريّا هيمنتها السياسيّة و العسكريّة فى لبنان إثر اإلنتقاد الدولى ال ُمتزايد للهيمنة السورريّا فى لبنان‪ ،‬فتم ((‬
‫سلطات اللبنانيّة )) و بتحريض من (( سوريّا )) فى أيلول ‪ 2004‬لتمديد فترة والية (( لحود )) ل ‪3‬‬ ‫تعديل الدستور اللبنانى )) من قِ َبل (( ال ُ‬
‫سنوات أُخرى‪ ،‬رقم ‪ 34‬و ‪ 35‬صفحة ‪263‬‬

‫بُناء عليه‪ ،‬أصدر (( مجلس األمن )) قرار ‪ 1559‬فى أيلول ‪ ،2004‬الذى يُطالب دمشق بضرورة اإلنسحاب من لبنان مع تجميد ُممتلكات‬
‫(( السوريّين و اللبنانيّين )) فى (( أميركا ))‪ ،‬األمر الذى دفع (( رفيق الحريرى )) بالشعور باإلحباط و تقديم (( إستقالتُه فى أكتوبر‬
‫‪ 2004‬ليُحل محلُّه‪ ،‬عُمر كرامى))‪ ،‬رقم ‪ 36‬صفحة ‪263‬‬

‫أُغتيل (( الحريرى )) فى ‪ 14‬شباط ‪ 2005‬حينما كان على حافّة (( اإلنضمام العلنى إلى تج ُّمع المعارضة ضد سوريّا فى مجلس النُ ّواب‬
‫اللبنانى ))‬

‫فى ‪ 8‬آذار ‪ ،2005‬خرج ‪ 500‬ألف ُمتظاهر من الطائفة (( الشيعيّة )) بأمر من (( نصر هللا )) تأييدا ً للدور السورى فى لبنان‪ ،‬ر ّدا ً على‬
‫التظاهُرات التى ع ّمت (( بيروت )) رافضة للتوا ُجد السورى ُمجبرة ً (( عُمر كرامى على اإلستقالة ))‪ ،‬رقم ‪ 37‬صفحة ‪263‬‬

‫‪ )-6‬ميدان (( الصراع العربى ‪ -‬اإلسرائيلى )) ‪::‬‬

‫فى ظل غياب مسار سورى يحمل أى معنى‪ ،‬قام ب َّ‬


‫شار بإستخدام (( الجماعات ال ُمقاومة )) و (( شبه العسكريّين )) للضغط على (( إسرائيل‬
‫)) ‪ +‬إدارة األمور (( الدبلوماسيّة العربيّة ‪ 0‬اإلسرائيليّة ))‪ ،‬رقم ‪ 39‬صفحة ‪263‬‬

‫‪ )-8‬تطبيق الضغط ‪::‬‬

‫شار فى إيجاد ُ‬
‫ط ُرق يتم ّكن خاللها من ال ُمحافظة على دور (( حزب هللا )) التقليدى فى (( اإلستراتيجيّة السوريّا )) تجاه الضغط على‬ ‫رغب ب َّ‬
‫تدرج للقُ ّوة و اإلنخراط السياسى ب دمشق وفق ظروف يقبلها نظام األسد )) بإظهار الحاجة ب (( تهديد‬ ‫(( إسرائيل )) باإلستخدام (( ال ُم ّ‬
‫الحدود الشماليّة إلسرائيل بواسطة حزب هللا )) بعد اإلنسحاب (( اإلسرائيلى )) من (( لبنان )) مع التأكيد على عدم وجود مصلحة فى ((‬
‫التعجيل )) بإندالع (( حرب كاملة بين سوريّا و إسرائيل )) و التسبُّب فى خسائر غير مقبولة على سوريّا و النظام‬
‫رقم ‪ 40‬صفحة ‪ & 263‬رقم ‪ 47‬صفحة ‪265‬‬

‫شار إليجاد إطار لعمليّات ُمتواصلة يُنفّذها (( حزب هللا )) ضد (( أهداف إسرائيليّة )) فى ُمحيط ما بعد (( اإلنسحاب اإلسرائيلى من‬ ‫سعى ب َّ‬
‫سرعان ما تعلّم (( ب َّ‬
‫شار‬ ‫جنوب لبنان ))‪ ،‬فى المرحلة األولى من تعلُّم ب َّشار كيفيّة إستخدام (( حزب هللا )) للضغط على (( إسرائيل ))‪ ،‬لكن ُ‬
‫و حزب هللا )) مخاطر الردود (( اإلقليميّة و الدوليّة )) خصوصا ً بعد إستالم (( آريل شارون‪ ،‬منصب رئيس ُ‬
‫الوزراء اإلسرائيلى ))‬
‫رقم ‪ 48‬صفحة ‪265‬‬

‫شار إجبار (( إسرائيل )) على العودة إلى (( قواعد اللعبة التقليديّة )) التى ت ُ ّ‬
‫نظم التفاعُالت العسكريّة بين (( إسرائيل و حزب هللا ))‬ ‫حاول ب َّ‬
‫صل إليها فى نيسان ‪ 1996‬بضغط من (( أميركا )) إلحباط خطر التصعيد فى (( الصراع اإلقليمى ))‬ ‫التى تم التو ُّ‬
‫الجويّة اإلسرائيليّة )) على موقع (( الرادار السورى فى لبنان )) فى نيسان ‪2001‬‬ ‫بعدما هاجمت (( القُ ّوات ّ‬
‫رقم ‪ 49‬صفحة ‪ & 265‬رقم ‪ 50‬صفحة ‪266‬‬

‫رد (( حزب هللا )) بإستهداف (( القاعدة الحدوديّة لقُ ّوات الجيش اإلسرائيلى فى منطقة مزارع شبعا )) بالصوايريخ‬
‫فى آيار ‪2001‬‬

‫الجويّة اإلسرائيليّة )) ب ُمهاجمة (( قاعدة رادار سوريّا )) أُخرى فى (( منطقة البقاع ب لبنان )) فى‬
‫فأصدر (( شارون )) أمرا ً لل (( قُ ّوات ّ‬
‫أواخر حزيران و بداية تموز ‪2001‬‬
‫رقم ‪ 51‬صفحة ‪266‬‬

‫إستأنف (( حزب هللا )) القيام ب هجمات (( محدودة )) فى (( مزارع شبعا )) فى أكتوبر ‪ ،2001‬إشارة لزيادة العمليّات العسكريّة ((‬
‫تدريجيّا ً )) ضد (( إسرائيل ))‪ ،‬رقم ‪ 52‬و ‪ 53‬صفحة ‪267‬‬

‫فى بداية آذار ‪ 2002‬و بموافقة (( سوريّا )) بدون شك‪ ،‬قام (( حزب هللا )) بإرسال (( ال ُمقاتلين الفلسطينيّين )) عبر (( الخط األزرق ))‬
‫ل ُمهاجمة (( أهداف إسرائيليّة )) تضا ُمنا ً مع (( اإلنتفاضة )) مع شن هجمات ب (( صواريخ الكاتيوشا )) على (( شمال إسرائيل ))‬

‫س ّكانيّة‬
‫فى ‪ 28‬آذار ‪ 2002‬ردّت (( إسرائيل )) بشن عمليّة (( الدرع الواقى )) بإرسال (( تشكيالت إسرائيليّة )) ل إحتالل جميع المراكزال ُ‬
‫الها ّمة فى أعماق (( الضفّة الغربيّة ))‬

‫نتيجة لذلك‪ ،‬رد (( حزب هللا )) بالقيام ب ‪ 14‬عمليّة عسكريّة (( ُمنفصلة )) فى غضون إسبوعين‬

‫كانت أرجحيّة قيام (( إسرائيل )) بعمليّة عسكريّة فى (( جنوب لبنان )) تزداد بدون شك‪ ،‬رقم ‪ 54‬صفحة ‪267‬‬
‫‪ )-9‬دعم القضيّة الفلسطينيّة ‪::‬‬

‫حاول ب َّ‬
‫شار زيادة نفوذ ((سوريّا )) فى (( اإلنتفاضة الفلسطينيّة )) من أجل (( إضعاف نفوذ ياسر عرفات ))‬
‫رقم ‪ 60‬صفحة ‪268‬‬

‫صرح ‪ (( ::‬عدم السماح للفلسطينيّين بالقتال وحدهُم‬


‫قرر (( حزب هللا )) باإلنخراط فى الشأن (( الفلسطينى )) عند ّما ّ‬
‫و مع بداية ‪ّ ،2001‬‬
‫على اإلطالق ))‪ ،‬رقم ‪ 61‬صفحة ‪268‬‬

‫قبل إندالع (( اإلنتفاضة الفلسطينيّة )) فى أيلول ‪ ،2000‬كان (( حزب هللا )) يُؤ ّمن التدريب الالزم لل (( فلسطينيّين الرافضين إلتّفاق‬
‫حيث إشتمل التعاون مع (( حماس و الجهاد‬ ‫ُ‬ ‫أوسلو )) فى ُمعسكراتُه ب (( لبنان )) مع تزايُد النشاط بشكل واضح ُمنذ أواخر ‪2000‬‬
‫ُ‬
‫حيث حاول‬ ‫اإلسالمى )) الفلسطينيّتين ‪ ،‬بجانب تأمين (( األسلحة و ال ُمعدّات العسكريّة لل ُمقاتلين الفلسطين ّيين داخل األراض الفلسطينيّة ))‬
‫غزة )) على متن الباخرة (( كارين ‪ )) 1000 -‬فى يناير ‪(( + 2002‬‬ ‫تهريب (( ‪ 50‬طن من األسلحة برعاية إيرانيّة )) إلى قطاع (( ّ‬
‫تهريب صواريخ كاتيوشا إلى الضفّة الغربيّة عبر األُردن فى بداية ‪)) 2002‬‬
‫رقم ‪ 62‬و ‪ 63‬و ‪ 268 & 64‬صفحة‬

‫كما قام (( حزب هللا )) بعمليّات تسلُّل (( داخل األراض الفلسطينيّة )) و باألخص داخل (( الضفّة الغربيّة و ّ‬
‫غزة )) ل ُمساعدة (( حماس و‬
‫تطوع من أجل تدريبهم‬
‫صة لل (( تجنيد فى حزب هللا فى داخل فلسطين إلدراج الشباب الفلسطينى ال ُم ّ‬‫الجهاد اإلسالمى )) مع إنشاء شبكة خا ّ‬
‫فى ُمعسكرات التنظيم فى لبنان ))‪ ،‬رقم ‪ 65‬صفحة ‪268‬‬

‫إدّعى بعض ال ُمحلّلون الذين ل ُهم صالت ب (( الجهات األمنيّة اإلسرائيليّة و حلقات اإلستخبارات )) أن حركة (( حزب هللا )) ّ‬
‫نظمت شبكة‬
‫نظمة التحرير الفلسطينيّة فى الضفّة الغربيّة )) ‪ +‬الكشف عن (( خاليا من (( عرب‬‫صة لعناصر (( حركة فتح‪ ،‬الجناح العسكرى ل ُم ّ‬ ‫خا ّ‬
‫إسرائيل )) جنّدهُم (( حزب هللا )) فى ُمه ّمات (( فدائيّة و إستخباراتيّة ))‬
‫رقم ‪ 66‬صفحة ‪ & 268‬رقم ‪ 67‬صفحة ‪269‬‬

‫جويّة )) على (( ُمعسكرات تدريب الفلسطينيّين فى سوريّا )) فى أكتوبر ‪ 2003‬الذى ُربّما كان‬
‫قامت (( إسرائيل )) بشن (( ضربة ّ‬
‫مهجورا ً بعد هجوم إنتحارى ل (( حماس فى حيفا ))‪ ،‬رقم ‪ 68‬صفحة ‪269‬‬

‫فى أيلول ‪ ، 2004‬غادر (( خالد مشعل‪ ،‬رئيس المكتب التنفيذى لحركة حماس فى دمشق )) ‪ (( +‬رمضان شلح‪ ،‬رئيس المكتب التنفيذى‬
‫للجهاد اإلسالمى )) للبحث (( ظاهريّا ً )) عن مكان (( إقامة بديل )) و فى النهاية عاد كالهُما إلى (( سوريّا ))‪ ،‬رقم ‪ 69‬صفحة ‪269‬‬

‫بعد وفاه (( ياسر عرفات )) فى نوفمبر ‪ ،2004‬قام (( محمود عبّاس‪ ،‬رئيس ال ُم ّ‬


‫نظمة الفلسطينيّة الجديد )) بزيارة (( دمشق )) فى ديسمبر‬
‫‪ ،2004‬فى ّأول إجتماع بين النظام السورى و ال ُم ّ‬
‫نظمة ُمنذ ‪ 1983‬للداللة على إمكانيّة إنصهار الجليد فى العالقة بين الطرفين‬
‫رقم ‪ 70‬صفحة ‪269‬‬

‫‪ )-10‬إنشاء قُ ّوة ردع إستراتيجيّة‬

‫زيادة قُدرات (( حزب هللا )) (( الصاروخيّة )) بعد هجمات (( ‪ 11‬أيلول ‪)) 2001‬‬
‫رقم ‪ 71‬و ‪ 72‬و ‪ & 73‬صفحة ‪269‬‬

‫‪ )-12‬األمل بتجديد ال ُمفاوضات‬

‫حينما بدأت إدارة (( بوش )) باإلنخراط الجدّى فى (( القضيّة الفلسطينيّة عام ‪ )) 2002‬خالل البداية الُرباعيّة (( أميركا ‪ +‬روسيا ‪+‬‬
‫بريطانيا ‪ +‬اإلتّحاد األوروبّى ))‪ ،‬جاء تعريف ُمقاربة إدارة بوش للمسائل العربيّة ‪ -‬اإلسرائيليّة فى خطاب الرئيس فى ‪ 24‬حزيران ‪2002‬‬
‫حيث أبقت اإلدارة األمريكيّة (( سوريّا )) جانبا ً‬
‫ُ‬ ‫و رسم خارطة الطريق المبدئيّة للشرق األوسط ‪-‬‬
‫رقم ‪ 81‬و ‪ & 82‬صفحة ‪ 269‬و ‪270‬‬

‫‪ )-13‬الدبلوماسيّة العا ّمة ‪::‬‬

‫ى‪،‬‬
‫شار )) إلدراج على نحو إسبوع ّ‬ ‫إستخدمت (( سوريّا )) مركزها فى (( مجلس األمن )) الذى شغلتُه فى يناير ‪ 2002‬فى ظل قيادة (( ب َّ‬
‫مسودّات إنتقاد ل (( إسرائيل )) مع (( اإلمتناع )) عن التصويت لصالح قرار مجلس األمن رقم ‪ 1397‬فى آذار ‪ 2002‬بسبب ُمطالبتهُ‬
‫مرة على (( حل إقامة دولتين لحل الصراع‬ ‫ألول ّ‬
‫بإنهاء جميع أعمال العُنف على الرغم من المغذى ورا ُءه فى ُمصادقة مجلس األمن ّ‬
‫اإلسرائيلى ‪ -‬الفلسطينى )) بدعم من أميركا‪ ،‬رقم ‪ 88‬صفحة ‪271‬‬

‫إنتقدت (( سوريّا )) جهود إدارة (( بوش )) لتنفيذ خارطة طريق لحل إقامة الدولتين لحل الصراع العربى ‪ -‬اإلسرائيلى فى حزيران‬
‫ُ‬
‫حيث عبّر (( وزير الخارجيّة السورى‪ ،‬فاروق الشرع )) عن عن تقديرهُم بأن إدارة بوش ليست جادّة فى و جهودها الدبلوماسيّة‬ ‫‪،2003‬‬
‫الخطة‪ ،‬أُثبتت صحّة‬
‫ّ‬ ‫الحاليّة محكومة بالفشل‪ ،‬و مع (( ترا ُجع )) إدارة بوش فى نهاية صيف ‪ 2003‬عن ال ُمتابعة الدبلوماسيّة الج ّديّة لتنفيذ‬
‫(( الشكوك السوريّا ))‪ ،‬رقم ‪ 89‬صفحة ‪271‬‬

‫غزة )) بسبب تأكيد إدارة بوش على تبنّى مسائل الوضع النهائى التى طرحها (( آريل‬
‫كما (( إنتقدت سوريا )) بشكل ُمماثل (( ُمبادرة ّ‬
‫شارون ))‪ ،‬رقم ‪ 90‬صفحة ‪271‬‬

‫‪ )-14‬العودة إلى ال ُمفاوضات ‪::‬‬

‫أبدت (( سوريّا )) إستعدادها إلستئناف عمليّة السالم عقب (( خلع صدّام حسين)) من (( العراق )) على أساس (( مؤتمر مدريد ال ُمنعقد فى‬
‫شار بإرسال رسالة غير مثباشرة إلى (( شارون )) عبر المندوب األميركى و عُضو كاليفورنيا الدي ُمقراطى‪ ،‬توم‬ ‫أكتوبر ‪ ،)) 1991‬فقام ب َّ‬
‫ُ‬
‫النتوس )) فرد (( شارون )) بموافقته على إستئناف عمليّة السالم لكن (( دون شروط ُمسبقة )) فى إشارة إلى (( وديعة رابين ))‬
‫رقم ‪ 91‬و ‪ 92‬صفحة ‪271‬‬

‫كما أشترط (( شارون )) قبل إعادة ال ُمفاوضات‪ ،‬أن تتخلّى سوريّا عن (( إيواء ال ُمقاتلين الفلسطينيّين )) ‪ (( +‬إزالة وجود حزب هللا عن‬
‫الحدود اإلسرائيليّة ‪ -‬اللبنانيّة )) ‪ (( +‬تجريد حزب هللا من ترسانة الصواريخ ال ُمتزايدة ))‪ ،‬رقم ‪ 95‬و ‪ 96‬صفحة ‪271‬‬

‫أعلنت حكومة (( شارون )) عزمها على زيادة عدد (( ال ُمستوطنات اإلسرائيليّة )) فى (( ُمرتفعات الجوالن )) على مدى السنوات ال ‪3‬‬
‫القادمة‪ ،‬رقم ‪ 97‬صفحة ‪272‬‬

‫شار األسد بشكل (( علنى )) للقدُم إلى (( القُدس )) للتفاوض ب (( دون‬


‫دعا (( الرئيس اإلسرائيلى‪ ،‬موشيه كاتساف )) الرئيس السورى ب َّ‬
‫شروط ُمسبقة )) لكن ردّت الحكومة (( السوريّة )) برفض تلك الدعوة مع العودة لفرض شرط العودة لل ُمفاوضات من النُقطة التى توقّفت‬
‫عندها ال ُمفاوضات السابقة‪ ،‬رقم ‪ 98‬و ‪ 99‬و ‪ & 100‬صفحة ‪272‬‬

‫كما (( فشلت )) جهود (( رئيس الوزراء التُركى‪ ،‬رجب طيّب أردوغان )) إليجاد صيغة تُعيد (( سوريّا و إسرائيل )) إلى طاولة‬
‫ال ُمفاوضات فى بداية ‪2004‬‬
‫رقم ‪ 101‬صفحة ‪272‬‬

‫أثار موافقة (( القيادة القُطريّة لحزب البعث )) فى أكتوبر ‪ 2004‬على قرار تبنّى خيار السالم مع إسرئيل ‪ +‬تصريحات ب َّ‬
‫شار عب اللقاء‬
‫مع (( ُحسنى ُمبارك ‪+‬مبعوث األُمم ال ُمتّحدة إلى الشرق األوسط‪ ،‬تيرى رود الرسن ))‪ ،‬الجدل و اإلنقسام بين (( أوساط األمن القومى‬
‫اإلسرائيلى )) بين (( ُمؤيّد )) مثل (( مدير ال ُمخابرات العسكريّة ‪ +‬أصحاب المناصب العُليا فى الجيش اإلسرائيلى ))‬
‫و من هو (( رافض )) مثل (( شاروون ))‬
‫رقم ‪ 102‬صفحة ‪ & 272‬رقم ‪ 103‬صفحة ‪273‬‬

‫‪ )-16‬حماية موقف سوريّا من عمليّة السالم ‪::‬‬

‫قامت (( سوريّا )) بجذب الدول الها ّمة قبل إنعقاد ق ّمة الجامعة العربيّة فى (( بيروت )) فى آذار ‪ 2002‬التى تبنّت ُمبادرة السالم اتى قدّمها‬
‫(( ولى العهد السعودى‪ ،‬األمير عبدهللا )) فى شباط ‪ 2002‬التى تتض ّمن (( اإلنسحاب اإلسرائيلى الكامل من جميع األراضى العربيّة‬
‫ال ُمحتلّة )) ُمنذ عام ‪ 1967‬بما فيها (( ُمرتفعات الجوالن )) بجانب (( مزارع شبعا )) مع تلبية المطلب (( السورى )) بضرورة (( تعديل‬
‫رقم ‪ 105‬و ‪ 106‬صفحة ‪263‬‬ ‫إشارة ولى العهد عبدهللا ب (( التطبيع )) إلى (( عالقات طبيعيّة فى سياق سالم شامل )) مع إسرائيل‪،‬‬

‫حاولت (( سوريّا )) عرقلة عمليّة ال ُمصادقة على ال ُمبادرة مع فرض ضغوطا ً على (( الرئيس اللبنانى‪ ،‬إيميل لحود )) ليضع عقبات هائلة‬
‫من أجل (( منع مندوب فلسطين من تقديم خطاب عرفات فى الق ّمة ))‪ ،‬لكن الوفد (( السعودى )) برئاسة (( عبدهللا )) أوضح إ ّنهُ سيتد ّخل‬
‫بشكل حازم لضمان دعم الق ّمة ل (( ُمبادرة السالم السعوديّة )) م ّما إضطر ب َّشار للموافقة فى النهاية على حتميّة إقرار ال ُمبادرة مع التأكيد‬
‫على إحترام (( الخطوط ال ُحمر السوريّا ))‪ ،‬رقم ‪ 107‬صفحة ‪263‬‬

‫شار األسد و ُحسنى ُمبارك )) بيانا ً بعد ق ّمة (( شرم الشيخ )) يدعوان فيه (( اللجنة ُ‬
‫الرباعيّة )) لدفع عمليّة‬ ‫فى تموز ‪ ،2003‬أصدر (( ب َّ‬
‫السالم على المسارين (( السورى ‪ -‬اللبنانى )) و ما بين (( إسرائيل و فلسطين )) بجانب تشجيع جهود (( المبعوث الخاص لإلتّحاد‬
‫الرباعيّة ))‬
‫األوروبّى إلى الشرق األوسط‪ ،‬ميغل موراتينوس )) لتأييد خارطة طريق ُمت ّممة للمسار (( السورى فى سياق ُ‬
‫رقم ‪ 108‬و ‪ 109‬صفحة ‪263‬‬

‫‪ )-17‬العراق و إيران ‪::‬‬

‫أعلنت (( إيران )) تأييدها للحملة العسكريّة (( األمريكيّة )) فى (( أفغانستان )) للقضاء على حركة (( طالبان ))‬
‫كما أيّدت (( إيران )) الحملة العسكريّة (( األمريكيّة )) فى (( العراق )) لخلع (( صدّام حسين )) مع (( إعتراض سورى )) نتج عنه توتُّر‬
‫فى العالقة (( السوريّا ‪ -‬اإليرانيّة ))‪ ،‬رقم ‪ 110‬صفحة ‪263‬‬

‫كان جدال ب َّشار على (( الجبهه الدبلوماسيّة )) خالل عام ‪ 2002‬أن التغيير (( القسرى )) للنظام فى (( العراق )) سوف ين ُجم عنهُ (( موت‬
‫الماليين من العراقيّين و دب الفوضى فى أنحاء العراق و البلدان ال ُمحيطة به‪ ،‬رقم ‪ 117‬صفحة ‪274‬‬

‫دافعت (( سوريّا )) عن مصالح (( بغداد )) طيلة عام ‪ 2002‬خالل مقعدها فى (( مجلس األمن )) حتّى عندما (( وافقت )) على التصويت‬
‫باإلجماع لصالح قرار مجلس األمن رقم ‪ 1441‬الذى يُوجّة إنذارا ً إلى (( العراق )) فى حال إستمر برفض اإلذعان للقرارات السابقة ك‬
‫شكل من أشكال (( ال ُمعارضة للطموحات األمريكيّة العسكريّة فى العراق ))‪ ،‬رقم ‪ 118‬صفحة ‪274‬‬

‫مع إزدياد (( سوء )) عالقات (( إيران )) و (( إدارة بوش ))‪ ،‬بقى المسؤولون و الدبلوماسيُّون (( اإليرانيُّون )) فى حالة شك من نوايا ((‬
‫ُعرض الموقف اإلستراتيجى ل (( إيران )) للخطر‬ ‫صف اإلستراتيجى تجاه (( أميركا )) الذى من شأنُه أن ي ّ‬ ‫ب َّ‬
‫شار )) النهائيّة فى الترا ُ‬
‫رقم ‪ 112‬صفحة ‪274‬‬

‫‪ )-19‬أزمة العراق ‪::‬‬

‫كانت (( سوريّا )) المثال األسوء (( ال ُمنتهك )) لقرارات مجلس األمن المفروضة على (( العراق )) فبجانب (( توسُّع العالقات اإلقتصاديّة‬
‫البرى‬
‫تورط (( سوريّا )) فى (( نقل ال ُمعدّات العسكريّة و المواد ثنائيّة اإلستخدام إلى العراق عن طريق الشحن ّ‬
‫السوريّا ‪ -‬العراقيّة ))‪ ،‬ثبت ُّ‬
‫تحركات من عُرفوا‬
‫األول من القتال بهدف (( تسهيل ُّ‬ ‫)) بجانب إتّخاذ الحكومة (( السوريّا )) فى بداية آذار ‪ 2003‬قراراً خالل اإلسبوع ّ‬
‫الحقا ُ بال ُمقاتلين األجانب إلى داخل العراق ))‬
‫رقم ‪ 113‬صفحة ‪ & 274‬رقم ‪ 120‬صفحة ‪275‬‬

‫شار أثناء زيارتُه ل (( سوريّا )) فى شباط ‪ 2001‬أن يتم وضع خط (( األنابيب‬ ‫طلب (( وزير الخارجيّة األميركى‪ ،‬كولن باول )) من ب َّ‬
‫السورى ‪ -‬العراقى )) تحت إشراف برنامج (( النفط ُمقابل الغذاء )) الذى تُشرف عليه (( األُمم ال ُمتّحدة )) لكن أعضاء (( السلك‬
‫شار وافق على وضع خط األنابيب " الثانوى الذى مازال فى مراحل التخطيط‬ ‫الدبلوماسى األميركى )) الذين حضروا اإلجتماع قالوا أن (( ب َّ‬
‫" تحت إشراف برنامج " النفط ُمقابل الغذاء " ))‪ ،‬رقم ‪ 114‬و ‪ 115‬صفحة ‪274‬‬

‫بدأت اإلدارة (( األمريكيّة )) التخطيط فى إستهداف خط األنابيب (( السورى ‪ -‬العراقى الرئيسى )) بهجوم (( القُ ّوات الخا ّ‬
‫صة )) أو ((‬
‫الجويّة )) لكن تم (( إلغاء )) العمليّة ألنّها ستتسبّب فى قطع تدفُّق النفط العراقى إلى (( تُركيا ‪ -‬األردن )) اللذان فى حلف ((‬
‫الضربات ّ‬
‫أميركا )) ضد (( صدّام ))‬

‫توقّفت (( سوريّا )) عن تسهيل مرور (( ال ُمقاتلين األجانب )) عبر (( الحدود السوريّا ‪ -‬العراقيّة )) حين بدا واضحا ً إن قُ ّوات (( اإلئتالف‬
‫األميركى )) على وشك اإلطاحة ب (( صدّام ُحسين )) بالقُ ّوة بجانب تصريحات (( وزير الدفاع‪ ،‬رامسفيلد )) حيث قال (( سوريّا قد تكون‬
‫الهدف التالى لحملة تقودها أميركا لتغيير النظام بشكل قسرى )) ُمتناقضا ً مع تصريحات (( وزير الخارجيّة‪ ،‬كولن باول ‪ +‬الرئيس‬
‫األميركى بوش اإلبن )) حين أشاروا ب (( ليس لدى أميركا أيّه خطط عسكريّة ضد سوريّا ))‬
‫رقم ‪ 121‬و ‪ 122‬و ‪ 123‬و ‪ 124‬صفحة ‪275‬‬

‫لقد ثبت إن (( ب َّ‬


‫شار )) كان على صواب الرأى فى موقفة ال ُمناهض للحرب األمريكيّة على (( العراق )) ف بالفعل تم قتل و تشريد ماليين‬
‫تحذيره ألميركا بفشلها فى إدراك كيف ستنهى الحرب))‪ ،‬رقم ‪ 125‬صفحة ‪275‬‬ ‫ُ‬ ‫العراقيّين بجانب صواب‬

‫المحليّون )) (( عسكريّين و مدنيّين )) فى صيف و خريف ‪ ،2003‬حول مسألة ربط (( سوريّا )) بقضيّة ((‬ ‫ّ‬ ‫بذل القادة (( األمريكيُّون‬
‫ستمرة فى ُمساعدة ال ُمقاتلين األجانب على العبور إلى داخل‬
‫ّ‬ ‫صرح (( مكتب وزير الدفاع )) أن (( سوريّا مازالت ُم‬
‫حيث ّ‬‫ُ‬ ‫ضبط الحدود ))‬
‫العراق ))‪ ،‬رقم ‪ 127‬صفحة ‪276‬‬

‫صل‬
‫كان (( الجنرال األميركى من الفرة الجويّة ‪ ،101‬دافيد بيتراوس‪ ،‬المسؤول عن ُجزء كبير من شمالى العراق )) يُطالب بضرورة التو ُّ‬
‫سلطات (( السوريّا )) بإستخدام إسلوب (( ال ُمقايضة )) ‪ ::‬عن طريق (( السماح لرجال األعمال‬ ‫إلى إجراءات (( شخصيّة )) مع ال ُ‬
‫ضبّاط الفرقة ‪ 101‬فى‬‫السوريّين بإعادة إقامة الصالت التُجار ّية مع العراق ُمقابل تنسيق الجهود بين المسؤولين السوريّين الحاليّين مع ُ‬
‫ضبط الحدود ‪ +‬تزويد قطاع الفرقة فى شمالى العراق بالكهرباء ))‬
‫رقم ‪ 128‬صفحة ‪276‬‬

‫عارض مكتب وزير الدفاع األميركى طيلة عام ‪ ،2003‬إقتراحات اإلرتباط مع السوريّين فى تنسيق الحدود لضبط المرور عبر الحدود‬
‫العراقيّة ‪ -‬السوريّا ‪ +‬تصريح (( مسؤولين فى واشنطن )) إن (( سوريّا هى مصدر إئتالف ال ُمقاتلين األجانب ))‬
‫رقم ‪ 129‬و ‪ 130‬و ‪ 131‬صفحة ‪276‬‬
‫قام (( رئيس الوزراء العراقى‪ ،‬إياد عالوى )) بزيارة (( دمشق )) فى تموز ‪ُ ،2004‬مقتنعا ً بأنُّه يُمكن أن يُنجز شيئا ً من الجهود الج ّديّة‬
‫شار )) فى مسألة (( األمن الحدودى ))‪ ،‬رقم ‪ 132‬صفحة ‪276‬‬ ‫إلعادة دور (( ب َّ‬

‫مرتين بعد زيارة (( رئيس الوزراء العراقى‪ ،‬إياد عالوى ))‪ ،‬األولى‬‫قامت إدارة (( بوش )) بإرسال وفود رفيعة ال ُمستوى إلى (( سوريّا )) ّ‬
‫قام بها (( ُمساعد وزير الخارجيّة‪ ،‬ويليام بيرنز )) و الثانية قام بها (( ُمساعد وزير الخارجيّة‪ ،‬ويليام بيرنز ‪ُ +‬مساعد وزير الدفاع‪ ،‬بيتر‬
‫رودمان )) من أجل إجراء نقاشات ج ّديّة حول شروط التعاون العسكرى (( السورى ‪ -‬األميركى )) بشأن (( الحدود السوريّا ‪ -‬العراقيّة ))‬

‫أ ّكد (( وزير الخارجيّة السورى‪ ،‬فاروق الشرع )) خالل إجتماع عُقد على هامش (( الجمعيّة العموميّة فى األُمم ال ُمتّحدة فى نيويورك )) ل‬
‫(( وزير الخارجيّة األميركى‪ ،‬كولن باول )) على (( إلتزام سوريّا بضبط الحدود ‪ +‬إتّخاذ اإلجراءات الالزمة لوقف تدفُّق األموال عبر‬
‫التمرد فى العراق ))‪ ،‬رقم ‪ 133‬صفحة ‪276‬‬‫ُّ‬ ‫الحدود بهدف تمويل نشاطات‬

‫ُقرهم على ذلك (( المسؤولون األمريكيّون )) بأن (( تعرقُل التعاون العسكرى على طول الحدود بسبب‬
‫يقول (( المسؤولون السوريُّون )) و ي ّ‬
‫بُطء إستجابة الحكومة العراقيّة ال ُمؤقّته على ُمبادرات مثل " نشر دوريّات خفر ُمشتركة على الحدود ))‬

‫تمردين )) فى (( الفلوجة فى نوفمبر ‪ )) 2004‬قيل أنّهُ تم العثور على (( جهاز‬


‫بعد أن أحكمت (( أميركا )) سيطرتها على معقل (( ال ُم ّ‬
‫إستقبال شارات عالمى من غرب سوريّا فى مصنع للقنابل ))‪ ،‬رقم ‪ 134‬صفحة ‪276‬‬

‫ذهب فريق من (( وزارة الماليّة األمريكيّة )) إلى (( سوريّا )) لل ُمساعدة فى تحديد (( الودائع الماليّة الرسميّة )) التى تم تحويلها إلى ((‬
‫المصارف السوريّا قبل سقوط صدّام )) إال أن (( سوريّا )) لم تعد أيّا ً من ال ُممتلكات التى حدّدها ال ُمحقّقون إلى (( بغداد )) حتّى نهاية‬
‫‪ ،2004‬فى الواقع لقد إستخدمت (( سوريّا )) تلك النقود ل سداد مبالغ إلى (( السوريّين )) كانوا قد أنجزوا أعماالً فى (( العراق قبل‬
‫الحرب )) م ّما سبّب (( فزع للمسؤولين األمريكيّين )) و هدّدوا (( سوريّا )) فى حين لم تعد تلك الودائع إلى (( بغداد )) فى ظرف ‪6‬‬
‫أش ُهر‪ ،‬سيتم إعتبار (( المصرف التُجارى السورى )) مؤسّسة رئيسة ل (( غسيل األموال )) إستنادا ً إلى نص (( القانون الوطنى )) ‪(( +‬‬
‫رقم ‪ 135‬و ‪ 136‬صفحة ‪276‬‬ ‫إلغاء التعا ُمالت الماليّة الدوليّة مع سوريّا )) بشكل فعلى‪،‬‬

‫‪ )-20‬الحرب على اإلرهاب ‪::‬‬

‫سنّيّة ال ُم ّ‬
‫تطرفة ل أميركا )) م ّما ساهم فى إنشاء (( قناه‬ ‫عرضت (( سوريّا )) تقديم معلومات إستخباراتيّة حول (( القاعدة و الجماعات ال ُ‬
‫إستمرت إلى ما قبل حرب العراق‪ ،‬بعد قطيعة طويلة ُمنذ حرب‬ ‫ّ‬ ‫ُمشاركة إستخباراتيّة بين اإلستخبارات السوريّا و اإلستخبارات األمريكيّة ))‬
‫الخليج األولى‪ ،‬رقم ‪ 137‬صفحة ‪276‬‬

‫ذكر (( سيمور هيرمش )) فى (( نيويوركر )) ‪ (( ::‬المعلومات التى تُقدّمها اإلستخبارات العسكريّة السوريّا فاقت تو ُّقعات وكالة‬
‫اإلستخبارات المركزيّة من حيث الك ّميّة و النوعيّة )) التى كانت تُش ّكل دليالُ فعليّا ً لإلستخبارات األمريكيّة ‪ (( ::‬إحباط عمليّات كان من‬
‫شأنها أن تؤدّى إلى موت األمريكيّين ))‪ ،‬رقم ‪ 138‬و ‪ 139‬صفحة ‪276‬‬

‫كان (( ال ُمتشدّدون فى إدارة بوش مثل ال ُمحافظون ال ُجدد فى مكتب وزير الدفاع و مكتب نائب الرئيس )) يُعارضون الموافقة على ال ُمساعدة‬
‫اإلستخباريّة التى تُقدّمها (( سوريّا )) قائلين بأن هذا األمر من شأنُه أن يخلق إحساسا ً ب (( التنازل و اإلحساس ب المديونيّة ل دمشق و‬
‫يُعيق أى رد أميركى ُمالئم على دولة ُمصنّفة ك راعية لإلرهاب ))‪ ،‬رقم ‪ 140‬صفحة ‪277‬‬

‫‪ )-21‬لبنان ك نُقطة بداية ‪::‬‬

‫بعد إصرار (( دمشق )) على التمديد للرئيس اللبنانى (( إيميل لحود )) ضاربين بعرض الحائظ (( إعتراض الرئيس الفرنسى‪ ،‬شاك شيراك‬
‫))‪ ،‬قامت (( إدارة بوش )) بحث (( شيراك )) على كسب الدعم الدولى من أجل إقرار قرار مجلس األمن ‪ 1559‬الذى يقضى ب ((‬
‫رقم ‪ 141‬صفحة ‪277‬‬ ‫إنسحاب سوريّا من لبنان )) وسط (( إمتناع روسيا و الصين و الجزائر عن التصويت ))‪،‬‬

‫‪------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫الفصل الخامس ‪ 278‬إلى ‪303‬‬

‫خيارات و توصيّات للسياسة األمريكيّة‬

‫‪ )-2‬زيادة الضغوط ‪::‬‬

‫تصرفات سوريّا ال ُمعادية لألهداف األمريكيّة فى العراق و المنطقة‪ ،‬تقتصر تنفيذ (( فرض‬
‫ُّ‬ ‫كانت إستراتيجيّة (( إدارة بوش )) تجاه‬
‫العقوبات األحادية )) بدءا ً من آيار ‪2004‬‬

‫رقم ‪ 1‬و ‪ 2‬صفحة ‪303‬‬


‫‪www.whitehouse.gov/news/releases/2004/05/20040511-8.html‬‬

‫إعتراف على (( فشل )) إستخدام ورقة (( العقوبات األحاديّة )) فى تعديل سلوكيّات األنظمة ال ُمناهضة مثل (( سوريّا ))‬
‫رقم ‪ 3‬صفحة ‪303‬‬

‫إن الظف الوحيد الذى يُمكن من خاللُه للعقوبات أن تكون ُمجدية فى تغيير السلوكيّات السلبيّة لنظام ُمشكِل هو حينما يتم (( تطبيق عقوبات‬
‫ُمتعدّدة األطراف )) لكن فى حالة (( سوريّا )) فإن الدول (( األوروبّيّة ‪ +‬روسيا ‪ +‬الصين ‪ +‬اليابان )) ليسوا ُمستعدّين لإلنضمام إلى ((‬
‫أميركا )) فى فرض العقوبات على (( سوريّا )) و ال يعنيهم مسألة (( أسلحة الدمار الشامل ‪ +‬سيطرة سوريّا على لبنان ))‬
‫رقم ‪ 4‬صفحة ‪303‬‬

‫نوه (( ستيفن هادلى‪ ،‬نائب ُمستشار األمن القومى )) إلى أن (( السياسات األمريكيّة و‬
‫فى جلسة تسجيل سؤال و جواب فى أكتوبر ‪ّ ،2004‬‬
‫األوروبّيّة تجاه سوريّا تفتقر إلى الكمال فى التنسيق ))‪ ،‬رقم ‪ 5‬صفحة ‪304‬‬

‫التجرد من‬
‫ُّ‬ ‫طورت حقول نفط لديها فى سوريّا تُدعى (( بيكن إنترناشونال )) على‬ ‫فى عام ‪ 1986‬أُجبرت شركة نفط (( أمريكيّة )) ّ‬
‫ُممتلكاتها فى سوريّا و نقلها إلى شركة (( شل )) التى أنشأت الشركة (( األنجلو ‪ -‬هولنديّة ))‪ ،‬تحت ضغوط إدارة (( ريغان )) بسبب قضيّة‬
‫(( هنداوى ))‬
‫قال أحد (( ال ُمدراء التنفيذيّين فى شركة شل )) أن تجريد أميركا للشركة لم ي ُكن لهُ أثر سلبى على إنتاج النفط السورى أو الضغط على‬
‫إقتصاد سوريّا و كل ما فى األمر أنّها قد قدّمت لشركة غير أمريكيّة‪ ،‬فُرصة عُمر ثبت أنّها تدُر أرباحا ً طائلة‬

‫‪ )-3‬التغيير القسرى للنظام ‪::‬‬

‫إدّعت (( أميركا )) إن إستخدام سياسة (( التغيير القسرى لألنظمة ال ُمناهضة )) فى (( أفغانستان ‪ + 2001‬العراق ‪ )) 2003‬دفع القائد ((‬
‫الليبى‪ُ ،‬مع ّمر القذّافى )) إلى (( التخلّى عن برناج أسلحة الدمار الشامل ))‪ ،‬رقم ‪ 6‬صفحة ‪304‬‬

‫فى عام ‪ ،1996‬نشرت مجموعة من (( ال ُمحافظين ال ُجدد األمريكيّين )) مثل ‪ (( ::‬دوغالس فيث ‪ +‬ريتشارد بيرل )) توصيّات إلى ((‬
‫الوزراء اإلسرائيلى‪ ،‬بنيامين نتنياهو )) فيما يتعلّق بسياسة (( األمن القومى اإلسرائيلى )) و هى تتض ّمن إستخدام (( القُ ّوة لتحقيق‬
‫رئيس ُ‬
‫أهداف إضعاف و إحتواء بل و حتّى صد سوريّا ))‪ ،‬رقم ‪ 7‬و ‪ 8‬صفحة ‪304‬‬

‫خيارم ال ُمفضّل فى إقامة أنظمة سياسيّة إستنادا ً‬


‫ُ‬ ‫أع ّد ُمحلّل السياسة الخارجيّة (( دافيد وورمسر )) فى مسودّة التقرير فى أعمالُه الالحقة ))‬
‫إلى (( سلسة النسب العائليّة و القبليّة بدالً من األنظمة العلمانيّة القويّة فى ُك ُّل من العراق و سوريّا ))‪ ،‬رقم ‪ 9‬صفحة ‪304‬‬

‫فى نيسان ‪ ،2003‬كان (( نائب وزير الدفاع‪ ،‬بول وولفويتز )) أهم مسؤول فى اإلدارة األمريكيّة‪ ،‬يقترح أن تُقدم أميركا على عمل‬
‫عسكرى ضد سوريّا ُمستشهدا ً بتقارير تؤ ّكد أن (( نظام األسد كان يأوى كبار القادة العراقيّين و أسلحة الدمار الشامل بعد البدء بعمليّة‬
‫تحرير العراق لتبرير تصريحاتُه و قال بأنّهُ البُد من التغيير فى سوريّا ))‪ ،‬رقم ‪ 10‬صفحة ‪304‬‬

‫أصبحت القُ ّوات العسكريّة (( األمريكيّة )) من الناحيتين (( اللوجيستيّة و العملياتيّة )) تحت ضغط شديد و ُمتزايد بسبب ال ُمتطلّبات‬
‫ال ُمتواصلة فى (( أفغانستان و العراق ))‪ ،‬رقم ‪ 11‬صفحة ‪304‬‬

‫إن (( البنتاغون )) ليس بقادر على (( إرسال قُ ّوات كافية إلى الميدان إلكمال ال ُمه ّمات على كال المسرحين و تلبية اإللتزامات ال ُمتوجّبة عليه‬
‫تأزمة األُخرى مثل شبه الجزيرة الكوريّا ))‪ ،‬رقم ‪ 12‬صفحة ‪304‬‬ ‫فى المناطق ال ُم ّ‬

‫تصرفها من أجل سلسلة واسعة من الحمالت ل قلب أنظمة‬


‫ُّ‬ ‫إن (( أميركا )) ببساطة (( ال )) تملُك مصادر القُ ّوة العسكريّة الكافية تحت‬
‫ال ُحكم ال ُمشاكسة عبر الشرق األوسط‪ ،‬رقم ‪ 13‬صفحة ‪304‬‬

‫توحى (( التجربة العراقيّة )) بأن أمام (( الحكومة األمريكيّة )) طريق طويلة قبل أن يُعلن (( األمريكيّين )) عن ثقتهم بالقُدرة على ((‬
‫التو ُّقع الصحيح للمصاعب ال ُمحتملة )) فى ُمحيط (( تح ّد )) كهذا و تخطيط بفاعليّة لفرض (( اإلستقرار فى مرحلة ما بعد الحرب ))‬
‫رقم ‪ 16‬صفحة ‪ & 305‬رقم ‪ 17‬صفحة ‪306‬‬

‫تتكون من اإلخوان ال ُمسلمين ‪ +‬العلمانيّين‬ ‫حاولت (( أميركا )) اإلعتماد على (( ال ُمعارضة السوريّا الخارجيّة ال ُمف ّككة و اله ّ‬
‫شة اللتى ّ‬
‫ال ُمناهضين للنظام القائمين فى لندن و باريس و عدد من العواصم األوروبّيّة )) من أجل إكتسح (( نظام األسد )) عن طريق سن (( قانون‬
‫تحرير سوريّا و لبنان )) على غرار (( قانون تحرير العراق ))‪ ،‬و فى عام ‪ 2002‬بدأ (( فريدى غادرى‪ ،‬ناشط سورى ‪ -‬أميركى )) فى‬
‫إنشاء (( حزب اإلصالح فى سوريّا )) ليكون نُواه (( ُمعارضة سوريّا خارجيّة ُمناوئة للنظام السورى ))‪ ،‬رقم ‪ 18‬صفحة ‪306‬‬

‫إنضم (( حزب ياكيتى ال ُكردى )) إلى (( حزب اإلصالح فى سوريّا ))‬


‫‪ )-4‬إعادة البدء بالمسار السورى‬

‫لقد ّألف (( مارتن إنديك )) سيناريوها ً يختار فيه (( شارون )) بعد تنفيذ (( ُمبادرة فصل القُ ّوات فى ّ‬
‫غزة عام ‪ ،2005‬إستئناف ال ُمفاوضات‬
‫غزة ))‬ ‫ُكرر فى الضفّة الغربيّة ما كان قد أنجزهُ فى ّ‬
‫مع سوريّا و ذلك فقط لتزييغ الضغط لكى ي ّ‬
‫رقم ‪ 21‬صفحة ‪306‬‬

‫‪ )-5‬اإلرتباط المشروط ‪::‬‬

‫تجارب (( أميركا )) فى إستخدام إسلوب (( اإلرتباط المشروط )) مع عديد من (( األنظمة )) ‪::‬‬

‫رقم ‪ 22‬صفحة ‪306‬‬ ‫أ‪ )-‬السودان ‪ :‬قبل هجمات (( ‪ 11‬أيلول )) على الرغم من (( نكوص البالد إلى ما حل بإقليم دارفور ))‪،‬‬

‫إستمرت فى فترة (( بوش )) مع دعم (( بريطانى )) و كان ُمفتاح‬ ‫ّ‬ ‫ب‪ )-‬ليبيا‪ ،‬قبل هجمات (( ‪ 11‬أيلول )) خالل فترة (( كلينتون )) و‬
‫جعل (( ليبيا )) تُلبّى إلتزاماتها التى ترتّبت من جراء قضيّة (( لوكربى ‪ -‬بان أميركان ‪ )) 103‬التى حدّدتها قرارات (( مجلس األمن ))‬
‫ّ‬
‫التخلى عن برنامج أسلحة الدمار الشامل )) م ّما أزال العقبة األساسيّة لل (( ُمباحثات األمريكيّة ‪ -‬الليبيّة حول العالقات الثُنائيّة ))‬ ‫بجانب ((‬
‫فى ُمقابل (( رفع العقوبات ُمتعدّدة األطراف ))‪ ،‬رقم ‪ 23‬و ‪ 24‬صفحة ‪306‬‬

‫‪ )-6‬تأليف اإلتّفاقيّة ‪::‬‬

‫يحتاج (( تقييد السيطرة السوريّا فى لبنان )) إلى (( التنفيذ بحذر )) من أجل (( تفادى عودة نشوء صراع طائفى و أعمال عُنف )) بجانب‬
‫(( تهديد األمن اإلسرائيلى )) كما أشارت (( ُمستشارة األمن القومى لرئيس ُوزراء إسرائيل‪ ،‬شارون ))‬
‫رقم ‪ 26‬صفحة ‪306‬‬

‫‪ )-8‬اإلرهاب ‪::‬‬

‫إن (( اإلفتقار )) إلى وجود (( إستراتيجيّة لتعزيز اإلصالح الداخلى )) يصح بخصوص دول مثل (( سوريّا ‪ +‬إيران )) اللتين (( توتّرت‬
‫عالقاتهما مع أميركا ))‬
‫رقم ‪ 27‬صفحة ‪306‬‬

‫قامت اإلدارة (( األمريكيّة )) بإقتراح (( ُمبادرتين )) ‪ُ (( ::‬مبادرة الشراكة مع الشرق األوسط )) ‪ُ (( +‬مبادرة التجارة مع الشرق األوسط‬
‫التحول بين و داخل الدول اإلقليميّة ))‪ ،‬رقم ‪ 28‬صفحة ‪307‬‬ ‫ّ‬ ‫)) بهدف تشجيع ((‬

‫لكن (( ال )) تنطبق تلك ال ُمبادرات على دول مثل (( سوريّا ‪ +‬إيران )) الذان تم (( إستثنا ُءهما عمدا ً )) ألن (( ُمبادرة الشراكة هى أساساً‪،‬‬
‫تجميع لبرامج قائمة أصالً فى مجال تعزيز الديمقراطيّة و اإلصالح اإلجتماعى و ال يُمكن إنفاق مواردها الماليّة فى دولة إشكاليّة )) كما أن‬
‫(( ُمبادرة التجارة‪ ،‬تُعنى بالدول التى يربط بينها شكل ما من التعاون اإلستراتيجى أو على األقل عالقة ثُنائيّة إيجابيّة ))‬
‫رقم ‪ 29‬و ‪ 30‬صفحة ‪307‬‬

‫هُناك تغييران ُمحدّدان بالترتيب‪ ،‬يجب على (( أميركا )) أن تقوم بتعديل ُهما من البنود الحالية ل (( ُمبادرتها الناشئة لتعزيز اإلصالح‬
‫اإلقتصادى و السياسى فى الشرق األوسط الكبير )) إلتاحة فُرصة أكبر لإلرتباط مع (( النظام و ال ُمجتمع المدنى فى سوريّا ))‬

‫أ‪ )-‬يجب أن تتو ّقف (( أميركا (( عن (( إعاقة طلب سوريّا فى الدول إلى ُم ّ‬
‫نظمة التجارة العالميّة )) من أجل (( تنفيذ إتّفاقيّة الشراكة مع‬
‫اإلتّحاد األوروبّى ))‬

‫ب‪ )-‬يجب على أميركا ب (( وصول الموارد الماليّة )) إلى (( ُم ّ‬


‫نظمات ال ُمجتمع الدنى الغير حكوميّة فى سوريّا )) مع إستخدام (( اإلنتقاد‬
‫سلطات ((‬ ‫العلنى أو اإلحتجاج الدبلوماسى الرسمى )) فى حال قيام (( سوريّا بتقييد نشاطات تلك الجماعات )) كما حدث حين إحتجزت ال ُ‬
‫المصريّة )) الناشط (( سعد الدين إبراهيم ‪)) 2002 - 2001‬‬
‫رقم ‪ 31‬صفحة ‪307‬‬

‫‪ )-9‬إكمال حلقة السالم ‪::‬‬

‫هُنالك قضايا (( تُقلق أميركا )) من ال ُمرجّح أن يتم حلّها فقط فى سياق (( تسوية السالم اإلسرائيليّة ‪ -‬السوريّا )) مثل ‪ (( ::‬سعى سوريّا‬
‫إلمتالك أسلحة دمار شامل و اإلحتالل السورى العسكرى ل لبنان ))‬
‫رقم ‪ 32‬صفحة ‪308‬‬

‫بإمكان (( أميركا )) اإلقرار ب (( ُمبادرة السالم )) التى طرحتها (( جامعة الدول عام ‪ )) 2002‬بشكل أكبر م ّما فعلت اآلن‪ ،‬فى حين‬
‫تُشير إلى أن (( الحدود النهائيّة بين إسرائيل و جيرانها من العرب )) تبقى فى النهاية (( خاضعة للتفاوض بين جميع األطراف ))‬
‫رقم ‪ 33‬صفحة ‪308‬‬

‫‪ )-5‬سوريّا‪ ،‬حزب هللا و إسرائيل ‪::‬‬

‫أصر حزب هللا على قرار‬


‫ّ‬ ‫(( رفض )) حزب هللا قرار مجلس األمن الذى تبنّتُه (( إسرائيل )) و أت ّمت وفقُه اإلنسحاب من لبنان‪ ،‬بينما‬
‫ُ‬
‫حيث يُفيد أن مزارع شبعا أراض‬ ‫يتطرق إلى (( األراض التى سيطرت عليها إسرائيل فى لبنان عام ‪1978‬‬ ‫ّ‬ ‫مجلس األمن رقم ‪ 425‬الذى‬
‫لبنانيّة ))‬

‫إستطاع حزب هللا تحرير (( ُمصطفى ديرانى ‪ +‬الشيخ عبد الكريم عبيد )) بجانب عدد من األسرى الفلسطينيّين و اللبنانيّن فى يناير ‪2004‬‬
‫فى صفقة تبادُل ُجثث ‪ 3‬جنود صهاينة و رجل األعمال اإلسرائيلى الحنان تيننباوم تم إختطاف ُهم من مزارع شبعا فى ‪ 7‬أكتوبر ‪2000‬‬
‫عقب إندالع إنتفاضة األقصى‪ ،‬رقم ‪ 86‬و ‪ 87‬صفحة ‪403‬‬

‫سيطرت (( إسرائيل )) على أغلب ُمدُن الضفّة الغربيّة خالل عمليّة (( الطريق الصلب )) التى جاءت عقب عمليّة (( السور الواقى )) ل‬
‫ضرب البنى التحتيّة لل ُمقاومة الفلسطينيّة فى (( الضفّة الغربيّة )) فى آذار ‪،2002‬‬

‫ردّت عناصر ال ُمقاومة (( الفلسطينيّة )) فى ‪ 12‬آذار ‪ 2002‬ب قتل ‪ 6‬إسرائيليّين فى (( ُمستوطنة شلومى )) بينما (( أخفى )) حزب هللا‬
‫مسؤوليتُه أو فرض وصايتُه على (( ال ُمقاومة ))‪ ،‬رقم ‪ 64‬صفحة ‪394‬‬

‫بدأت ُم ّ‬
‫نظمات فلسطينيّة مثل (( الجبهه الشعبيّة القيادة العا ّمة " أحمد جبريل " )) بالعمل من داخل (( لبنان )) بغطاء من (( حزب هللا )) و‬
‫موافقة (( سوريّا )) بينما عمل (( حزب هللا )) بالتعاون مع (( الحكومة اللبنانيّة )) على (( منع عناصر فتح ‪ -‬عرفات )) من العمل ضد‬
‫إسرائيل من داخل (( لبنان ))‪ ،‬رقم ‪ 65‬صفحة ‪394‬‬

‫(( إمتنع )) شارون عن الرد ب توجيه ضربات قاسية ل أهداف (( سوريّا داخل أراض سوريّا و لبنان )) على الرغم من (( ُمصادقة‬
‫بريّة داخل األراض اللبنانيّة‬ ‫ّ‬
‫خخطة الهجوم‪ ،‬خشية من جر إسرائيل إلى (( حرب شاملة )) ب عمليّة ّ‬ ‫حكومة إسرائيل )) على‬
‫رقم ‪ 66‬صفحة ‪395‬‬

‫صرح ب (( دمج )) عناصر (( حزب هللا )) فى تشكيل (( الدفاع السورى )) ُمقابل (( إسرائيل ))‬ ‫أفادت مصادر (( غربيّة )) إن ب َّ‬
‫شار ّ‬
‫رقم ‪ 69‬صفحة ‪396‬‬

‫صفحة ‪ 398‬إلى ‪400‬‬ ‫عمليّة (( عاصفة فى كأس ماء )) فى منطقة (( نبع الوزانى ))‪،‬‬

‫فى تموز ‪ (( 2003‬سحبت )) (( سوريّا )) حوالى ‪ُ 1000‬جندى سورى من المناطق ال ُمحيطة ب (( بيروت ))‬
‫رقم ‪ 82‬صفحة ‪401‬‬

‫سلطة (( الفلسطينيّة )) مثال ‪::‬‬ ‫قام (( حزب هللا )) بتعميق نشا ُ‬


‫طه فى أوساط ال ُ‬

‫أ‪ )-‬تهريب األسلحة فى سفينة (( كارين ايه ))‬

‫سلطات (( األُردُنيّة ))‬


‫ب‪ُ )-‬محاولة تهريب األسلحة عبر (( األُردن )) و التى إكتُشفت من ِقبَل ال ُ‬

‫رقم ‪ 90‬صفحة ‪405‬‬ ‫ج‪ )-‬زيادة النشاط الحزب مع أعضاء (( حركة فتح )) و (( عرب ‪ 48‬داخل إسرائيل ))‪،‬‬

‫‪--------------------------------------------------‬‬
‫اإلقتصاد السورى فى بداية األلفيّة الجديدة‬

‫‪The collapsing of Syrian economy‬‬

‫‪Hafiz al-Asad's Socio-Economic Legcy: The balance of achievements & failures‬‬

‫!? ‪What's behind Syria's current economic problems‬‬

‫‪"Syria", in Bruce Maddy-Weitzmann (ed.) MECS,‬‬

‫‪CR, Syria-2001‬‬
‫‪CP, Syria-2001‬‬
‫‪Robert Olson, Turkey's relations with Iran, syria, Israel & Russia 1991 - 2000, Costa Mesa,‬‬

‫كتاب (( عتبة النزاع )) ل إيتامار رابينوفيتش‬

‫كتاب (( إسرائيل و سوريّا ‪ -‬نهاية النزاع )) ل أورو يهودا‬

‫‪The Israeli - Syrian peace talks, 1991 -1996 & beyond,‬‬


‫‪Helena Cobban‬‬

‫التد ُّخل السورى فى لبنان ( ‪) 1985 - 1975‬‬

‫‪William W. Harris, Faces of Lebanon: Sects, Wars & Global 1986 Extensions, Princeton: Marcus‬‬
‫‪Wiener publishers, 1997‬‬

‫كتاب (( الحرب الخادعة )) ل زئيف شيف و إيهود يعارى‬

‫(( إيهود باراك ‪ -‬حربُه ضد الجن )) ل ران إيديليست‬

‫(( إيهود باراك فى إختبار النتيجة )) ل رافيف دروكر‬

‫‪(( The return of the Hizbballah )), Eyal Zisser, MEQ‬‬

‫‪(( Hizballah at a crossroads )), Eyal Zisser, in Bruce‬‬

‫‪(( Religious radicalism in the Greater Middle East London )), Frank Cass, 1997‬‬

‫(( أسد سوريّا )) ل باتريك سيل‬

‫‪---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬
‫‪---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬
‫‪---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫إيال زيسر ‪ -‬باسم األب‪ ,‬بشار األسد‪..‬السنوات األولى في الحكم‬


‫ال ُمقدّمة‬

‫وصف (( أورى ساغى‪ ،‬رئيس اإلستخبارات العسكريّة اإلسرائيليّة " أمان " )) شخصيّة ب َّشار (( الغامضة مصل اللغز )) بالوصف اآلتى‬
‫‪ (( ::‬عجينا ً غير مخبوز ))‪ ،‬رقم ‪ 2‬صفحة‬

‫التطور التكنولوجى و العملى )) بين (( سوريّا و الغرب )) حين قال ‪ (( ::‬بيل غيتس يعمل فى بيئة‬ ‫ّ‬ ‫شار بوجود (( فجوة هائلة لجهه‬ ‫أقر ب َّ‬
‫ّ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ثقافيّة و تكنولوجيّة بإستطاعتها أن تفسّر إنجازاته و عليه‪ ،‬إذا كان السوريُّون يُريدون التقدُّم فى تلك المجاالت‪ ،‬فإن عليهم أن يخلقوا بيئة‬
‫ُمشابهه فى سوريّا نفسها ))‪ ،‬رقم ‪ 3‬صفحة‬
‫‪------------------------------‬‬

‫تمهيد‬

‫إرث القائد الراحل‬

‫‪ )-1‬حافظ األسد " الرئيس ال ُمحتجب "‬

‫قال (( باتريك سيل )) ‪ (( ::‬إن الرئيس السورى كان بالنسبة لغالبيّة ُوزرا ُءه و ُمستشاريه‪ ،‬صوتا ً بال جسد‪ ،‬و الذى يُسمع عبر س ّماعة‬
‫الهاتف ))‪ ،‬رقم ‪ 5‬صفحة‬

‫تعرض (( حافظ األسد )) ل ُمحاولة (( إغتيال فى ‪ 26‬حزيران ‪ )) 1980‬من ِقبَل عناصر (( اإلخوان ال ُمسلمين )) عن طريق إلقاء (( قُنبلة‬
‫ّ‬
‫سه ُمنقذا ً األسد ))‪ ،‬رقم ‪ 7‬صفحة‬
‫يدويّة )) لكن (( الحارس الشخصى ألقى بنف ُ‬
‫تعرض (( حافظ األسد )) إلى (( نوبة قلبيّة )) فى ‪ 13‬نوفمبر ‪ 1983‬دفعتُه إلى أن (( يُقلّص عدد ساعات عملُه بعد أن كان يُعرف‬
‫حيث كان برنامج عملُه ُمكثّفا ً حتّى ساعات الفجر )) مثال ‪ (( ::‬إضطر جيمس بيكر‪ ،‬وزير الخارجيّة‬
‫ُ‬ ‫بالحيويّة و النشاط فترة الشبعينات‬
‫يخرج خاللها إلى الح ّمام ))‪ ،‬رقم ‪ 8‬و ‪ 9‬صفحة‬
‫ُ‬ ‫لم‬ ‫ضنية‪،‬‬ ‫م‬‫ُ‬ ‫ال‬ ‫فاوضات‬ ‫م‬
‫ُ‬ ‫ال‬ ‫من‬ ‫ساعات‬ ‫‪9‬‬ ‫بعد‬ ‫األميركى‪ ،‬إلى التلويح بمنديلُه األبيض‬

‫‪------------------------------‬‬
‫‪------------------------------‬‬

‫األول‬
‫القسم ّ‬

‫سوريّا بقيادة ب َّ‬


‫شار‬

‫‪-----------------------‬‬

‫األول‬
‫الفصل ّ‬

‫فى الطريق إلى الق ّمة‬

‫‪ )-1‬البدايات األولى‬

‫تخرج من (( جامعة دمشق عام ‪ )) 1988‬بتقدير (( جيّد ج ّدا ً ))‪ ،‬عمل فى (( مشفى تشرين العسكرى بين‬ ‫شار (( طب العيون )) و ّ‬ ‫تعلّم ب َّ‬
‫سفره إلى (( مشفى ويستيرن اى فى لندن عام ‪ )) 1992‬بعد أن طلب ُمساعدة‬ ‫عامى ‪ )) 1992 - 1988‬الواقع فى ضواحى دمشق‪ ،‬قبل ُ‬
‫فواز ب الدكتور شولنبرغ )) هى‬
‫صص فى طب العيون‪ ،‬و كانت معرفة (( الدكتور ّ‬ ‫فواز األخرس )) فى إيجاد مكان لهُ للتخ ُّ‬‫(( الطبيب ّ‬
‫شار ك ُمختص فى مشفى (( ويسترن اى ))‪ ،‬رقم ‪ 25‬صفحة‬ ‫التى أدّت إلى قبول ب َّ‬

‫كانت إقامة ب َّشار فى لندن ستنتهى عام ‪ ،1994‬و كان ينوى العودة إلى سوريّا إلقامة شبكة من (( المشافى الخا ّ‬
‫صة )) ب ُمساعدة (( رجل‬
‫أعمال سعودى‪ ،‬عاكف المغربى ))‪ ،‬رقم ‪ 30‬صفحة‬

‫‪ )-3‬القفز إلى الق ّمة‬

‫ُّ‬
‫التخلص من الحمل الذى أراد والدُه تحميلُه أيَّاه‪ ،‬و لك ُّنه قبل التحدّى و إستجاب لهُ بضغط كبير من جانب‬ ‫هُناك من إدّعى أن ب َّ‬
‫شار أراد ((‬
‫األسد‪ ،‬رقم ‪ 36‬صفحة‬

‫شار يحمل ُرتبة (( ُمالزم ّأول ))‪ ،‬فى تموز ‪1994‬تم‬ ‫شار فى سلّم ُ‬
‫الرتب )) ‪ ،‬فى يناير ‪ 1994‬كان ب َّ‬ ‫صص إهتمام واضح ل (( ترقية ب َّ‬‫ُخ ّ‬
‫الرتبة إلى (( نقيب ))‪ ،‬و فى تموز ‪ 1995‬إلى (( رائد ))‪ ،‬و فى تموز ‪ 1997‬إلى (( ُمقدّم ))‪،‬‬‫رفع ُ‬
‫فى يناير ‪ 1999‬إلى (( عقيد ))‪ ،‬و مع وفاه والدُه ُرفع إلى (( فريق ))‪ ،‬رقم ‪ 41‬و ‪ 42‬صفحة‬

‫أ‪ )-‬تم تعيين (( اللواء‪ ،‬على حسن )) بديالُ عن (( اللواء‪ ،‬عندنان مخلوف )) فى (( قيادة الحرس الرئاسى )) بسبب خالفات بينُه و بين‬
‫ب َّ‬
‫شار‬

‫ب‪ )-‬تعيين (( اللواء على حبيب‪ ،‬قائد اللواء السابع )) بديالً عن (( اللواء على حيدر )) فى (( قيادة القُ ّوات الخا ّ‬
‫صة ))‬

‫ج‪ )-‬تعيين (( إبراهيم صافى )) فى منصب (( قائدا ً للفيلق الثانى )) ‪ +‬تعيين (( شفيق فيّاض )) فى منصب (( قائداً للفيلق الثالث )) قبل ((‬
‫إعتقال اللواء على حيدر فى تموز ‪ ،)) 1994‬رقم ‪ 45‬صفحة‬

‫د‪ )-‬ترقية (( اللواء‪ ،‬على أصالن‪ ،‬نائب رئيس األركان السورى )) إلى منصب (( رئاسة األركان السوريّا )) ُمنذ عام ‪ 1998‬حتّى عام‬
‫‪ ،2002‬مع تعيين (( اللواء حسن تركمانى )) بديالً عنهُ فى منصب (( نائب رئيس األركان ))‬

‫ه‪ )-‬تم ترقية (( اللواء حسن تركمانى )) إلى منصب (( رئاسة األركان )) بديالً عن (( اللواء على أصالن )) عام ‪ ،2002‬مع ترقية ((‬
‫اللواء على حبيب )) إلى منصب (( نائب رئيس األركان السوريّا ))‪ ،‬رقم ‪ 43‬صفحة‬

‫و‪ )-‬إحالة (( اللواء‪ ،‬حكمت الشهابى‪ ،‬رئيس األركان )) إلى (( التقاعُد )) فى ‪ 1‬تموز ‪ 1998‬بعد ‪ 24‬عاما ً من الخدمة وفق القانون الذى‬
‫يُحدّد (( ‪ 67‬عاما ً )) ل (( خروج )) من هُم فى ُرتبة (( عماد )) إلى (( التقاعُد ))‬
‫ز‪ )-‬ت ّمة إحالة (( اللواء مح ّمد الخولى )) إلى التقاعُد فى حزيران ‪ ،1999‬و كان قد تولّى مهام عديدة ‪ (( ::‬رئيس إدارة ال ُمخابرات الجويّة‬
‫طه فى قضيّة هنداوى )) ‪ (( +‬قائد سالح الجو‬ ‫تور ُ‬
‫طوال فترة السبعينات و الثمانينات )) ‪ (( +‬نائبا ً لقائد سالح الجو فى عام ‪ 1987‬بسبب ُّ‬
‫فى عام ‪ ،)) 1994‬رقم ‪ 48‬صفحة‬

‫ح‪ )-‬فى حزيران ‪ ،1999‬تم إحالة (( اللواء‪ ،‬مح ّمد ناصيف خير بك )) إلى (( التقاعُد )) الذى عمل (( نائبا ً لمدير إدارة ال ُمخابرات العا ّمة‬
‫))‪ ،‬رقم ‪ 49‬صفحة‬

‫ط‪ )-‬فى شباط ‪ 2000‬تم إحالة (( اللواء على دوبا‪ ،‬رئيس شُعبة ال ُمخابرات العسكريّة )) إلى (( التقاعُد )) بعد أن وصل إلى سن ال ‪66‬‬
‫عاما ً و تعيين (( نائبُه حسن خليل )) بديالً عنهُ‬

‫ى‪ )-‬تم تعيين (( اللواء آصف شوكت )) فى منصب (( نائب ال ُمخابرات العسكريّة )) بعد ترقيةً (( اللواء حسن خليل ))‬

‫ك‪ )-‬فى حزيران ‪ ،2000‬تم تعيين (( اللواء مح ّمد سعيد بخيتان )) بديالً عن (( اللواء رؤوف الكسم )) فى منصب (( رئيس مكتب األمن‬
‫س ّنيّة )) و فى حقيقة األمر‪ ،‬المكتب مدار الحديث هو عُبارة عن (( هيئة ُمه ّمتها التنسيق بين‬
‫القومى ))‪ ،‬و كان اإلثنان من (( الطائفة ال ُ‬
‫نشاطات ُمختلف جهات األمن الداخلى )) و ال يحظى بأى أه ّميّة تُذكر‪ ،‬رقم ‪ 53‬صفحة‬

‫ملحوظة ‪::‬‬

‫أ‪ )-‬يُعتبر منصب (( مدير إدارة ال ُمخابرات العا ّمة )) منصبا ً (( رمزيّا ً )) عادة ً يشغلُه أبناء الطائفة (( ال ُ‬
‫سنّيّة ))‪ ،‬و كان يشغلهُ (( اللواء‬
‫عيّن بعد ذلك وزيرا ً للداخليّة )) و عمل فى المنصب (( اللواء على خورى‪ ،‬خالل‬ ‫هشام إختيار )) و من قبلُه (( اللواء على حمود‪ ،‬الذى ُ‬
‫فترة ‪ ،2000 - 1998‬من الطائفة اإلسماعيليّة )) و قبلُه (( اللواء بشير النجّار‪ ،‬خالل فترة ‪ 1998 - 1994‬من الطائفة ال ُ‬
‫س ّنيّة‪ ،‬و قد إتُّهم‬
‫بالفساد و الرشوة و أُحيل لل ُمحاكمة فى أكتوبر و ُحكم عليه بالسجن ‪ 12‬عاماً‪ ،‬و فى آب ‪ 2002‬إنتحر فى سجنُه ))‪ ،‬رقم ‪ 50‬صفحة‬

‫ب‪ )-‬و قد تم إخراج (( خولى ‪ +‬خير بك )) إلى (( التقاعُد )) وفق قانون الخدمة العسكريّة الذى يُلزم ب (( خروج ذوى ُرتبة لواء إلى‬
‫التقاعُد فى عُمر ‪ 62‬عاما ً )) على الرقم إنّهُ تم (( التمديد )) فى نهاية عام ‪ 1999‬ل (( اللواء عدنان بدر حسن )) ل ُمدّة ‪ 3‬سنوات أُخر‪،‬‬
‫رغم إنّهُ بلغ ال ‪ 62‬عاما ً و خرج إلى التقاعُد فى نهاية ‪2002‬‬
‫رقم ‪ 51‬صفحة‬

‫ج‪ )-‬فى بداية ‪ ،1999‬تم (( تعديل )) قانون (( الخدمة العسكريّة )) الذى (( رفع سن التقاعُد إلى ‪ 70‬عاما ً )) من أجل إستمرار (( وزير‬
‫الدفاع‪ُ ،‬مصطفى طالس )) ‪ +‬إتاحة الفُرصة ل (( على أصال )) بعد تنحية (( الشهابى )) لإلستمرار فى مناصب ُهم‬

‫د‪ )-‬فى ُمنتصف عام ‪ ،2000‬بعد أن ترك (( اللواء على أصالن )) منصبُه‪ ،‬قام ب َّ‬
‫شار ب (( تمديد سن التقاعُد إلى ‪ )) 72‬من أجل أن يُفسح‬
‫المجال أمام (( ُمصطفى طالس )) أن يستمر فى منصب (( وزيرا ً للدفاع )) عامين آخرين‬
‫رقم ‪ 46‬صفحة‬

‫‪ )-4‬ب َّ‬
‫شار على الصعيدين العربى و الدولى‬

‫شر بزيارة عدد من الدول العربيّة مثل (( األُردن ‪ +‬البحرين ‪ +‬الكويت ‪ +‬اإلمارات )) و فى تموز ‪ 1999‬زار‬ ‫قبل وفاه األسد األب‪ ،‬قام ب َّ‬
‫ُ‬
‫حيث ألتقى (( شاك شيراك ))‬ ‫(( السعوديّة )) و التى أدّى خاللها (( العُمرة )) و فى نوفمبر ‪ 1999‬قام ب َّ‬
‫شار بزيارة (( فرنسا ))‬
‫رقم ‪ 62‬صفحة‬

‫تم تكليف ب َّ‬


‫شار ب ُمتابعة (( الملف اللبنانى عام ‪ )) 1998‬بأمر من والدُه‪ ،‬من أجل مواجهه عدد من (( مراكز القوى فى سوريّا مثل‪ ،‬عبد‬
‫الحليم خدّام ‪ +‬حكمت الشهابى )) المعنيّين بالملف‬

‫‪ )-5‬غسق اآللهه‬

‫حاول (( رفعت األسد )) بعد عودتُه إلى سوريّا فى صيف ‪ 1992‬فى أعقاب وفاه (( والدتُه ناعسة ))‪ ،‬الحفاظ على موقعه ك وريث ُمحتمل‬
‫مع تر ُّكز التوجُّهه الرئيسى لنشاطاتُه فى وسائل اإلعالم التى يمتلكها‪ ،‬و فى ُمقدّمتها " قناة األخبار الفضائيّة " شبطة عرب نيوز بإدارة إبنُه‬
‫سومر " الذى بدأ يُبث من لندن فى أكتوبر ‪ 1997‬لإللتفاف على الرقابة الحكوميّة‪ ،‬بجانب توطيد موقعُه وسط (( الطائفة العلويّة )) فأطلق‬
‫لحيتُه و أكثر من الصاله‪ ،‬رقم ‪ 67‬صفحة‬

‫مرة للقاء أصدقا ُءه القُدامى مثل (( ولى العهد‪ ،‬عبد هللا )) بجانب ال ُمشاركة فى تشييع ((‬
‫قام (( رفعت )) بزيارة (( السعوديّة )) أكثر من ّ‬
‫الحسن ملك المغرب فى تموز ‪ )) 1999‬و التى (( إمتنع حافظ عن ال ُمشاركة بها بسبب ُمشاركة رئيس الوزراء اإلسرائيلى إيهود باراك ))‬
‫كما إلتقى (( رفعت )) ب (( ياسر عرفات )) خالل مراسم التشييع مع توجيه الدعوة إلبنُه (( سومر )) لزيارة (( ال ُ‬
‫سلطة الفلسطينيّة ))‬
‫رقم ‪ 69‬صفحة‬
‫قام (( حافظ األسد )) فى ‪ 8‬شباط ‪ 1998‬بإصدار أمر رئاسى يقضى ب (( تجريد رفعت األسد من المنصب الشرفى نائب الرئيس لشؤون‬
‫األمن القومى الذى ّ‬
‫تواله ُمنذ أواخر ‪)) 1984‬‬

‫تصرفات أخيه (( جميل )) الذى عمل ُمنذ فترة (( السبعينيّات )) ك (( مدير سياسى إلقليم العلويّين )) بعد‬
‫ُّ‬ ‫قام (( حافظ األسد )) بتحديد‬
‫القطيعة التى وقعت بين األخوين بسبب (( عدم ُمسانده جميل ل حافظ وقت الخالف مع رفعت بين عامى ‪)) 1984 - 1983‬‬
‫رقم ‪ 68‬صفحة‬

‫شار )) إثبات لل (( طائفة العلويّة )) إنُّه األجدر بالرئاسة عن ع ّمه (( رفعت األسد )) و العمل على كبح جما ُحه بدون ُمساعدة‬
‫كان على (( ب َّ‬
‫األسد األب‪ ،‬فقام فى نهاية أكتوبر ‪ 1999‬باإلعالن عن موجه (( إعتقاالت فى أوساط ُمؤيّدى عرفات على الشاطئ العلوى ‪ +‬إقتحمت‬
‫عناصر من الجيش و األمن السورى ُمج ّمعا ً سكنيّا ً و ميناء غير شرعى أقا ُمه عرفات على أراضى الدولة سيطر عليها مع مرور السنين‬
‫م ّمى أدّى إلى قتل عدد م ّممن كان ل ُهم عالقة من الطرفين‪ ،‬رقم ‪ 70‬صفحة‬

‫الزعبى )) فى آذار ‪ 2000‬و تعيين (( ُمطفى ميرو )) مع تشكيل حكومى جديد ّ‬


‫يتألف من ‪35‬‬ ‫تم إقالة رئيس الحكومة حكومة (( محمود ُ‬
‫وزيرا ً من ُهم ‪ 22‬وزيرا ً جديداً‪،‬‬
‫الوزراء ال ُجدُد ‪ (( ::‬عدنان عُمران‪ ،‬وزير اإلعالم ‪ +‬مح ّمد ناجى العطرى‪ ،‬نائب رئيس الحكومة لشؤون الخدمات ‪ +‬خالد رعد‪ ،‬نائب‬ ‫ُ‬
‫رئيس الحكومة للشؤون اإلقتصاديّة ‪ +‬عصام الزعيم‪ ،‬وزير الدولة لشؤون التخطيط ))‪،‬‬
‫ستمرين فى وظائفهم ‪ (( ::‬مح ّمد العمادى‪ ،‬وزير اإلقتصاد و التجارة الخارجيّة ‪ +‬مح ّمد خالد المهينى‪ ،‬وزير الماليّة ‪ُ +‬مصطفى‬‫ّ‬ ‫الوزراء ال ُم‬
‫ُ‬
‫طالس‪ ،‬وزير الدفاع ‪ +‬محمد حربه‪ ،‬وزير الداخليّة ‪ +‬فاروق الشرع‪ ،‬وزير الخارجيّة ))‪ ،‬رقم ‪ 71‬صفحة‬

‫طه فى صفقة‬ ‫بتور ُ‬


‫ُّ‬ ‫الزعبى )) على " نشاطات تتعارض مع قيم الحزب و تقاليدُه‬ ‫فى بداية نيسان ‪ 2000‬تم تقديم الئحة إتّهام ض ُّد (( محمود ُ‬
‫طائرات اإليرباص التى وقّعت عليها دمشق مع فرنسا أواسط التسعينيّات‪ " ،‬بجانب الحجز اإلحتياطى على أمال ُكه و أمالك عائلتُه تزا ُمنا ً مع‬
‫الزعبى ))‬ ‫إقالتُه من (( القيادة القُطريّة لحزب البعث )) و (( تعليق عُضويتُه فى الحزب )) و فى آيار ‪ 2000‬تم اإلعالن عن (( إنتحار ُ‬
‫عندما وصل عناصر (( األمن إلعتقالُه ))‪ ،‬رقم ‪ 73‬صفحة‬

‫فى حزيران ‪ 2000‬وصلت الحملة ضد الفساد إلى باب منزل (( رئيس األركان السابق‪ ،‬حكمت الشهابى )) الذى خضع إلى عمليّة ((‬
‫بروستات فى بيروت )) غادر منها إلى (( لوس أنجيلوس )) شريطة ّأال يعود ثانيةّ إلى سوريّا‪ ،‬لكن يبدو أن عالقات الشهابى مع القيادة و‬
‫ماضيه العسكرى قد عملت لصال ُحه و (( عاد إلى دمشق فى تموز ‪ 2000‬بعد وفاه حافظ )) و حتّى أ ّنهُ قابل ب َّ‬
‫شار و أعلن تأيي ُد للرئيس‬
‫الجديد‪ ،‬رقم ‪ 75‬و ‪ 76‬صفحة‬

‫عُقد المؤتمر (( القُطرى لحزب البعث )) فى حزيران ‪ 2000‬بعد إنقطاع دام ‪ 15‬عام ُمنذُ يناير ‪ 1985‬على الرغم أن دستور الحزب‬
‫مرة ُكل ‪ 4‬سنوات من أجل إنتخاب مؤسّسات قيادة الحزب و ال ُمصادقة على نهجها‬
‫ينُص على إنعقاد المؤتمر ّ‬

‫‪------------------------------‬‬

‫الفصل الثانى‬

‫سلطة‬
‫اإلستيالء على ال ُ‬

‫أعلن (( مروان شيخو )) فى الساعة (( ال ‪ )) 6‬مساء يوم (( السبت )) ال ُموافق (( ‪ 10‬حزيران ‪ )) 2000‬نعى (( وفاه حافظ األسد ))‬
‫رقم ‪ 1‬صفحة‬

‫(( إمتنع )) التليفزيون السورى عن بث مقاطع من القُرآن‪ ،‬و نقل فى بث ُمباشر (( جلسة مجلس الشعب )) التى عُقدت بشكل ُم ّ‬
‫تسرع فى‬
‫نفس اليوم من أجل (( تعديل المادّة ‪ 83‬من الدستور )) ل (( خفض سن ال ُمر ّشح للرئاسة من ‪ 40‬إلى ‪)) 34‬‬

‫األول‪ ،‬عبد الحليم خدّام )) مرسوم رقم ‪:: 9‬‬ ‫فى ‪ 11‬حزيران ‪ ،2000‬أصدر (( القائم بأعمال رئيس الجمهوريّة بشكل مؤ ّقت‪ ،‬نائب الرئيس ّ‬
‫شار قائد عام للجيش و القُ ّوات ال ُمسلّحة )) ب ُمباركة (( وزير الدفاع‪،‬‬
‫شار إلى فريق )) ‪ +‬المرسوم رقم ‪ (( :: 10‬تعيين ب َّ‬
‫(( رفع ُرتبة ب َّ‬
‫ُمصطفى طالس ‪ +‬رئيس األركان‪ ،‬على أصالن ))‪ ،‬رقم ‪ 3‬صفحة‬

‫فى ‪ 26‬حزيران ‪ ،2000‬صادق (( مجلس الشعب )) على ترشيح ب َّ‬


‫شار للرئاسة‬

‫فاز ب َّ‬
‫شار األسد بنسبة ‪ %97.29‬فى (( اإلستفتاء الشعبى )) ال ُمنعقد فى ‪ 10‬تموز ‪2000‬‬

‫أدّى ب َّ‬
‫شار (( يمين القسم أمام مجلس الشعب )) فى ‪ 17‬تموز ‪2000‬‬
‫رقم ‪ 10‬و ‪ 11‬صفحة‬

‫‪ )-1‬األصداء األولى ‪::‬‬


‫شار ُم ّ‬
‫ستغالً شبكة آ أن أن التى يمتلكها‬ ‫قام (( رفعت األسد و إبنُه سومر )) المنفىّان فى (( إسبانيا )) بالطعن فى إنتخاب ب َّ‬
‫رقم ‪ 13‬و ‪ 14‬صفحة‬

‫حاول (( رفعت )) اإلتّصال ب (( جماعة اإلخوان ال ُمسلمين فى لندن )) من أجل التحالُف مع (( الحرس القديم )) ل (( تقويض ُحكم ب َّ‬
‫شار‬
‫)) بجانب إتّصالُه ب (( ُممثّلين إسرائيليّين فى أوروبّا )) من أجل ضمان (( تأييدهُم )) فى حال (( عاد إلى سوريّا ))‪ ،‬رقم ‪ 17‬صفحة‬

‫سرعان ما عاد و أعلن (( تأييدُه لألقسام اإليجابيّة فى خطاب القسم )) بعد أن فشلت ُمحاوالتُه فى شحن الشارع السورى‬
‫لكن ُ‬
‫رقم ‪ 15‬صفحة‬

‫حاول (( رفعت )) إستخدام معارفُه فى (( القيادة السعوديّة )) من أجل التوسُّط بينُه و بين ب َّ‬
‫شار و فسح المجال لموطئ قدم لهُ فى سوريّا‬
‫رقم ‪ 18‬صفحة‬

‫رقم ‪ 16‬صفحة‬ ‫صدر قرار (( إعتقال رفعت األسد )) فى حال حاول العودة إلى (( سوريّا ))‪،‬‬
‫ُ‬

‫قام (( رياض التُرك‪ ،‬رئيس الحزب الشيوعى ‪ -‬المكتب السياسى )) بتوجيه (( النقد )) فى مسألة (( تعديل المادّة ‪ 83‬من الدستور )) ‪+‬‬
‫إعالنُه ب (( اإلمتناع عن التصويت فى اإلستفتاء الشعبى ))‪ ،‬رقم ‪ 18‬و ‪ 19‬صفحة‬

‫‪ )-2‬لماذا ب َّ‬
‫شار ؟!‬

‫شار تعوزه " غريزة القاتل " الضروريّة ج ّدا ً ل ُكل من يُريد أن‬
‫شار األسد رئيسا ً ‪ (( ::‬ب َّ‬
‫كان رأى (( باتريك سيل )) الشخصى فى إختيار ب َّ‬
‫يح ُكم هذه البلد ))‪ ،‬رقم ‪ 21‬صفحة‬

‫طر‬‫شح‪ ،‬و لكن ذلك لم يخ ُ‬‫شح أو حتّى أكون انا ال ُمر ّ‬‫قال (( وزير الدفاع‪ُ ،‬مصطفى طالس )) ‪ (( ::‬كان هُناك إحتمال أن يكون خدّام ال ُمر ّ‬
‫عيّن رئيساً‪ ،‬فكان يجب علينا أن نُعيّن رئيسا ً‬‫ببالى ألنّنى على باب السبعين من عُمرى‪ ،‬و نفس الشئ بالنسبة إلى زميلى‪ ،‬و إذا كان أحدنا قد ُ‬
‫ُكل عامين ))‪ ،‬رقم ‪ 26‬صفحة‬

‫‪------------------------------‬‬

‫الفصل الثالث‬

‫ب َّ‬
‫شار األسد ‪ -‬الر ُجل و نظا ُمه‬

‫‪ )-1‬شخصيّة الرئيس الشاب ‪::‬‬

‫ج‪ )-‬التفانى و اإلنفتاح و القُرب من الناس‬

‫عندما (( إنهار سد زيزون‪ ،‬هو سد ركامي منهار‪ ،‬يقع بالقرب من بلدة زيزون في منطقة السقيلبية التابعة لمحافظة حماه‪ ،‬سوريا )) فى‬
‫حزيران ‪2002‬‬
‫م ّما تسبّب فى (( مصرع ‪ 22‬شخصا ً )) ‪ +‬إعتبار (( ‪ 4‬من المفقودين )) بجانب (( تدمير قرى " بشيت و واسط‪ ،‬قاستون و زيارة و‬
‫قرقور )) ‪ (( +‬غمرت المياه ثمانية هكتارات من الحقول الزراعية وقضت على محاصيل القمح والشعير والشمندر من بينهم ‪ 60‬كيلومتر‬
‫من االراضي الزراعية المعدة للحصاد والمزروعة بالقطن ))‬

‫شرد )) تم إيواءهم فى (( ال ُمرتفعات ))‬ ‫قام ب َّ‬


‫شار بزيارة (( ‪ُ 4000‬م ّ‬

‫شار بزيارة (( الحسكة )) فى أيلول ‪ 2002‬فى ظل (( الهجوم األيركى على العراق )) للقاء المواطنين بجانب (( زيارة المصانع و‬‫قام ب َّ‬
‫المؤسّسات التعليميّة و ال ُمنشآت الزراعيّة فى عاصمة ال ُمحافظة و ما حولها ))‪ ،‬رقم ‪ 24‬صفحة‬

‫للمرة الثانية فى نوفمبر ‪ 2000‬بعد أن أصبح رئيسا ً‬ ‫قام ب َّ‬


‫شار بزيارة (( حلب )) ّ‬

‫ّ‬
‫الخطاب فى ُحماه )) و (( مسجد التوحيد فى حلب )) فى أواخر ‪ 2002‬إلقامة صالتى (( يوم ال ُجمعة‬ ‫قام ب َّ‬
‫شار بزيارة (( مسجد عُمر بن‬
‫من شهر رمضان و عيد الفطر ))‪ ،‬رقم ‪ 29‬صفحة‬

‫‪ )-2‬فى عُقدة الهويّة ‪::‬‬


‫قامت سوريّا بمنح ‪ 5‬قياصرة ل (( اإلمبراطوريّة الرومانيّة )) و كذلك أحد (( كبار ُمهندسى العمارة الذين شهدتهم اإلنسانيّة و هو "‬
‫أبولودوروس الدمشقى " ))‪ ،‬رقم ‪ 36‬صفحة‬

‫‪ 3‬من بطاركة الكنيسة الشرقيّة إتّخذوا من دمشق مقاما ُ ل ُهم‪ ،‬و أن ‪ 8‬من أبناء سوريّا جلسوا على ُكرسى البابا فى الفاتيكان‬
‫رقم ‪ 38‬صفحة‬

‫‪ )-3‬بين العلويّة و اإلسالم ‪::‬‬

‫شار ل (( تسريع توجُّه تشييع الطائفة العلويّة )) التى كانت قد بدأت من قبل ُمنذ أيّام والدُه ب ُمساعدة و غطاء إيرانيّين‪،‬‬ ‫يُمكن فهم ُمحاولة ب َّ‬
‫سنّى الذى يُش ّكل الغالبيّة فى سوريّا‬
‫لمنح الطائفة العلويّة والنظام شرعيّة من جانب ال ُمجتمع ال ُ‬
‫رقم ‪ 44‬صفحة‬

‫& ‪Martin Kramar, " Syria's Alawis & Shi'sm ", in Martin Kramar (ed) Shi'sm, Resistance‬‬
‫‪Revolution, Boulder, Colorado :: Wetview Press,‬‬

‫التمرد اإلسالمى )) الذى يتض ّمن ((‬


‫ُّ‬ ‫أصدره فى (( بداية ‪ )) 1982‬فى أعقاب (( كسر‬
‫ُ‬ ‫شار ب (( إلغاء مرسوما ً )) كان (( والدُه )) قد‬
‫قام ب َّ‬
‫حظر على الطالبات فى ُمختلف ال ُمؤسّسات التعليميّة فى أنحاء سوريّا وضع الحجاب ))‪ ،‬رقم ‪ 46‬صفحة‬

‫فى حزيران ‪ 2003‬أى بعد ‪ 3‬سنوات‪ ،‬أصدر ب َّ‬


‫شار (( مرسوم )) يتض ّمن (( السماح للجنود الذين يُؤدّون الخدمة اإللزاميّة بالصاله فى‬
‫ُمعسكرات الجيش‪ ،‬رغم أن العادة ال ُمتّبعة هو إبعاد ُكل من يشتبه بميلُه إلى دين ُمعيّن بعينُه من صفوف الجيش ))‬
‫رقم ‪ 47‬صفحة‬

‫شار مرسوما ً يُم ّكن (( المواطنين ال ُمقيمين بالخارج ُمنذ أكثر من عقد دفع بدل مالى عن الخدمة العسكريّة ))‬
‫فى حزيران ‪ 2000‬أصدر ب َّ‬

‫أوامره ب (( منح ُكل السوريّين ال ُمقيمين بالخارج جوازات سفر ل ُمدّة عام‪ ،‬و ذلك حتّى يتم ّكنوا من العودة‬
‫ُ‬ ‫فى نيسان ‪ 2001‬أصدر ب َّشار‬
‫إلى سوريّا‪ ،‬و تسوية أمورهم مع الجهات القضائيّة )) و مع إن هذه الخطوة جاءت ل (( تشجيع إستثمار األموال فى الدولة ))‪ ،‬إال أنّها‬
‫فُسّرت على أنّها (( بادرة ُحسن نيّة ل " اإلخوان ال ُمسلمين " الذين تم ّكنوا من العودة إلى سوريّا كأفراد‪ ،‬و إتّضح بعد فوات األوان‪ ،‬أن قلّة‬
‫شار إذ أن الكثيرين م ّمن توجّهوا إلى السفارات السوريّا فى ُمختلف أنحاء العالم إصطدموا‬ ‫فقط إستفادت من هذه اإلجراءات التى أدخلها ب َّ‬
‫بعُقدة البيروقراطيّة‪ ،‬و بطلبات الرشاوى‪ ،‬و فى بعض األحيان حتّى ب ُمحاوالت تجنيدهُم فى صفوف ال ُمخابرات السوريّا ُمقابل إعادتهم ))‬
‫رقم ‪ 51‬صفحة‬

‫أصدر (( صدر الدين بيانونى‪ ،‬ال ُمراقب العام لإلخوان ال ُمسلمين فى لندن )) بيانا ً يُعلن فيه (( إستعدادُه لفتح صفحة جديدة مع النظام‪ ،‬ف‬
‫شار ال يتح ّمل مسؤوليّة مع حصل فى الماضى فى ُحماه ))‪ ،‬رقم ‪ 52‬صفحة‬ ‫ب َّ‬

‫‪ )-4‬ر ُجل العائلة ‪::‬‬

‫بادرت (( أسماء األخرس )) بإقامة (( صندوق الفردوس لتطوير القرية السوريّا )) عن طريق (( تشجيع ال ُمبادرات ال ُمنتجة الصغيرة و‬
‫ال ُمتوسّطة الحجم فى القُرى و األرياف ))‪ ،‬رقم ‪ 54‬صفحة‬

‫‪ )-8‬القيادة القريبة (( الجماعة ))‬

‫وقفت إلى جانب (( حافظ )) جماعة ضاربة تُدعى (( النُخبة القياديّة )) كانت تربُطها باألسد األب ‪ 4‬أنواع من صالت القرابة ‪ (( ::‬القرابة‬
‫سنّة )) مثل ((‬‫العائليّة ‪ +‬العالقة العشائريّة أو الطائفيّة ‪ +‬الصداقة الشخصيّة ‪ +‬عالقات العمل )) و كانت األغلبيّة فى تلك الجماعة من (( ال ُ‬
‫عبد الحليم خدّام ‪ُ +‬زهير مشارقة )) و (( وزير الدفاع‪ُ ،‬مصطفى طالس )) ‪ (( +‬وزير الخارجيّة‪ ،‬فاروق الشرع ))‬
‫رقم ‪ 60‬صفحة‬

‫أُذيعت تقارير فى (( إسرائيل )) إن (( اللواء غازى كنعان‪ ،‬ال ُممثّل األعلى السورى فى لبنان )) أعرب عن (( تحفُّظهُ على تصعيد حزب‬
‫هللا لنشاطاتُه ضد إسرائيل فى بداية ‪ ،)) 2002‬رقم ‪ 61‬صفحة‬

‫‪ )-11‬الحكومة السوريّا ‪::‬‬


‫ال ُمه ّمة األساسيّة لل (( حكومات هى إدارة شؤون الدولة))‪ ،‬لكن فى (( الدول العربيّة )) تكون وظيفتها (( إستخدامها كيس ُمالكمة ل‬
‫كوسيلة لحرف اإلنتقاد الجماهيرى عن الرئيس أو الملك ))‬

‫الزعبى )) ب (( ُمصطفى ميرو )) بجانب‬‫شار بتغيير الحكومة فى آذار ‪ 2000‬ب (( إستبدال )) ُك ّالً من (( رئيس الحكومة‪ ،‬محمود ُ‬ ‫قام ب َّ‬
‫تعيين (( عصام الزعيم‪ ،‬وزيرا ً للتخطيط )) مع اإلبقاء على (( وزير الماليّة‪ ،‬مح ّمد العمادى ‪ +‬وزير اإلقتصاد‪ ،‬خالد المهاينى )) ك حل‬
‫شار و (( الحرس القديم )) الذين (( عارضوا )) إحداث تغييرات دراماتيكيّة أكثر من الالزم على (( التشكيل الحكومى ))‬ ‫وسط بين ب َّ‬
‫رقم ‪ 63‬صفحة‬

‫شار بإدخال (( تعديل وزارة فى حكومة ُمصطفى ميرو )) فى ‪ 13‬ديسمبر ‪ 2001‬عن طريق (( إستبدال )) ُك ّال من ‪::‬‬
‫قام ب َّ‬

‫التمرد اإلسالمى )) ب (( اللواء مح ّمد‬


‫ُ‬ ‫أ‪ (( )-‬اللواء على حمود‪ ،‬الذى عمل فى الماضى بمنصب رئيس لل ُمخابرات العا ّمة و شارك فى قمع‬
‫حربة )) فى منصب (( وزير الداخليّة ))‬

‫ب‪ (( )-‬مح ّمد العمادى )) ب (( مح ّمد األطرش‪ ،‬حاصل على شهادة الدكتوراه فى اإلقتصاد من جامعة لندن ‪ +‬عمل فى الماضى ُمستشارا ً‬
‫فى البنك الدولى ‪ +‬وزيرا ً لإلقتصاد فى الثمانينات ّإال إنّهُ إستقال بسبب خالفات مع رئيس الحكومة رؤوف الكسم )) فى منصب (( وزير‬
‫الماليّة ))‬

‫نواب المدير العام للبنك‬


‫ج‪ (( )-‬خالد المهاينى )) ب (( غسان الرفاعى‪ ،‬دكتوراه من جامعة ساسكس ‪ +‬عمل فى الماضى ك واحد من ّ‬
‫الدولى للسياسة اإلقتصاديّة )) فى منصب (( وزير اإلقتصاد ))‬

‫د‪ (( )-‬عصام الزعيم‪ ،‬وزير التخطيط )) فى منصب (( وزير الصناعة ))‬

‫شار على ضم ‪ 3‬من ُمساعديه السابقين فى (( الجمعيّة المعلوماتيّة )) إلى (( الحكومة )) م ّما يشتركون معهُ فى حلم (( ثورة الكمبيوتر‬ ‫أقدم ب َّ‬
‫سلطة (( ُزمال ُءه من الجيش ‪ +‬رفاق نضالُه السياسى ))‬ ‫و اإلنترنت )) خالفا ً ل (( والدُه )) الذى أحضر معه إلى ال ُ‬

‫أ‪ (( )-‬سعد هللا أغا القلعة‪ ،‬من مواليد ‪ ،1950‬حاصل على الدكتوراه من جامعة باريس فى علوم الكمبيوتر )) فى منصب (( المسؤول عن‬
‫اإلعالم فى الجمعيّة العلميّة السوريّا ))‬

‫ب‪ (( )-‬حسن ريشة‪ ،‬من مواليد ‪ ،1945‬حاصل على الدكتوراه فى الهندسة من جامعة البوليتيخنيون من لينينغراد )) فى منصب (( وزير‬
‫التعليم العالى ‪ +‬رئيس للجنة العلميّة فى الجمعيّة المعلوماتيّة ))‬

‫ج‪ (( )-‬مح ّمد بشير المنجد‪ ،‬من مواليد ‪ ،1947‬حاصل على الدكتوراه فى اإللكترونيّات من جامعة باريس )) فى منصب (( نائب الرئيس‬
‫السورى فى الجمعيّة ))‬

‫شار )) فى منصب (( عميد ُكلّيّة علوم الكمبيوتر فى جامعة دمشق ‪+‬‬


‫قرب من ب َّ‬
‫د‪ (( )-‬عماد ُزهير ُمصطفى‪ ،‬سفير سوريّا فى واشنطن‪ ،‬ال ُم ّ‬
‫عضو الجمعيّة العلميّة السوريّا ))‬

‫بعد ثبوت (( فشل حكومة ُمصطفى ميرو )) فى أداء المهام اإلصالحيّة على مدار ‪ 3‬سنوات منذ إستالم وظيفتها‪ ،‬تم إستبدال الحكومة ب ((‬
‫ناجى العطرى )) فى منصب (( رئيس مجلس الوزراء )) فى أيلول ‪،2003‬‬

‫(( ناجى العطرى )) من مواليد ‪ (( ،1944‬عُضو قديم فى حزب البعث )) عمل سابقا ً (( رئيسا ً لبلديّة حلب )) ‪ (( +‬رئيسا ً لرابطة‬
‫ال ُمهندسين السوريّين فى حلب و سوريّا ُكلّها )) ‪ (( +‬نائب رئيس الوزراء فى شؤون الخدمات )) ‪ (( +‬رئيس مجلس الشعب فى آذار‬
‫‪)) 2003‬‬

‫تم (( خفض عدد الوزارات )) من ‪ 35‬إلى ‪ (( 30‬نصفهم )) من (( الوجوه الجديدة )) مع إجراء (( تعديالت وزاريّة ))‬

‫تم تعيين (( أحمد الحسن‪ ،‬سفير سوريّا فى طهران )) فى منصب (( وزير اإلعالم )) بديالً عن (( عدنان عُمران ))‬

‫تم تعيين (( بُثينة شعبان )) فى منصب (( وزيرة شؤون ال ُمغتربين ‪ +‬ال ُمتحدّثة الرسميّة بإسم وزارة الخارجيّة السوريّا ))‬

‫تم تعيين (( هانى ُمرتضى‪ ،‬رئيس جامعة دمشق )) فى منصب (( وزير التعليم العالى ))‬

‫تم تعيين (( على سعد‪ ،‬عميد ُكلّيّة التربية فى جامعة دمشق )) فى منصب (( وزير التربية و التعليم ))‬
‫تورط (( الزعيم ‪+‬‬ ‫تم (( إقالة )) (( عصام الزعيم )) من منصبُه مع (( ُمصادرة أمال ُكه )) بجانب إتّها ُمه بتلقّى (( الرشوة )) بسبب ُّ‬
‫المسؤولين البارزين فى مكتبه بالالذقيّة )) فى (( تخصيص ‪ 19.5‬مليون دوالر إلحتياجات بناء معمل للنسيج فى الالذقيّة )) إال إن المعمل‬
‫صص لم يُذكر أبداً‬
‫لم يقُم أبدا ُ ‪ +‬المال الذى ُخ ّ‬

‫‪ )-12‬مجلس الشعب ‪::‬‬

‫يضُم مجلس الشعب (( ‪ 250‬عُضوا ً )) ُمنتخبا ً فى إنتخابات مناطق ُكل ‪ 4‬سنوات‪ 60% (( ،‬أعضاء الجبهه الوطنيّة التقدُّميّة )) ‪(( +‬‬
‫‪ُ %40‬مستقلّين ))‬

‫شار فى (( ‪ 2‬آذار ‪ )) 2003‬نتج عنها إنتخاب (( ‪ 163‬عُضوا ً فى الجبهه الوطنيّة التقدُّميّة‬


‫جرت ّأول إنتخابات لمجلس الشعب فى عهد ب َّ‬
‫من ُهم ‪ 132‬عُضوا ً فى حزب البعث و ‪ 31‬عُضوا فى األحزاب الدائرة فى فلكها )) و فوز (( مح ّمد ناجى العطرى )) فى آذار ‪ 2003‬فى‬
‫ً‬
‫منصب (( رئيس المجلس )) و يليه (( محمود األبرش )) فى أكتوبر ‪)) 2003‬‬

‫رغم أن ‪ 10,405‬شخصا ً قدّموا طلبات ترشيح لعُضويّة المجلس‪ ،‬إال أن (( اإلنتخابات جرت عمليّا ً بين قوائم ال ُمر ّشحين ال ُم ّ‬
‫سقلين أغلبيّتهم‬
‫من التُجّار و رجال األعمال و أصحاب المهن ال ُح ّرة ))‬

‫‪ )-13‬حزب البعث ‪::‬‬

‫ينُص البند (( السادس )) فى (( الدستور )) إن ‪ (( ::‬حزب البعث هو الحزب القائد فى ال ُمجتمع و الدولة و الذى يقف على رأس الجبهه‬
‫الوطنيّة التقدُّميّة و هو يعمل على توحيد قوى جماهير الشعب و حشدها فى خدمة أهداف األ ُ ّمة العربيّة ))‬

‫تنقسم ُمؤسّسات الحزب إلى ‪ (( ::‬اللجنة المركزيّة التى تضُم ‪ 90‬عُضوا ً )) ‪(( +‬القيادة القُطريّة التى تضُم ‪ 21‬عُضوا ً ))‬

‫شح ثُم عُضو عامل ))‬


‫تمر العُضو ّية فى مجلس الشعب إلى ‪ 3‬أقسام ‪ (( ::‬نصير ثُم عُضو ُمر ّ‬

‫ُ‬
‫حيث‬ ‫جرت فى آيار ‪ 2000‬قُبيل إنعقاد ُمؤتمر الحزب‪ (( ،‬إنتخابات تمهيديّة فى ُكل الفروع و ما دون الفروع و فى ُكل أوساط الحزب ))‬
‫شحا ً على مقاعد المؤتمر ال ‪ ،650‬تجدُر اإلشارة إلى أنّهُ قد (( شارك فى المؤتمر حوالى ‪ 1000‬عُضو بما فيهم‬‫تنافس فيها ‪ُ 24,703‬مر ّ‬
‫ال ‪ 650‬ال ُمنتخبين ‪ 300 +‬عُضو من ال ُمؤسّسات العُليا الغير مطروحة لإلنتخابات ‪ُ 200 +‬ممثّل بصفة ُمراقب )) لكن (( فشل )) خالل‬
‫التنافُس المفتوح عدد من أعضاء الحزب البارزين و من بينهم عدد من (( وزراء الحكومة )) فى تلك الفترة‬

‫تم إنتخاب األعضاء فى (( القيادة القُطريّة ‪ +‬اللجنة المركزيّة )) خالل ُمداوالت ال ُمؤتمر مع (( إستبعاد )) عدد من (( السياسيّين القُدامى و‬
‫الزعبى و إلخ )) مع إدخال ‪11‬‬ ‫ضبّاط )) الذين (( فقدوا مناصبهم )) مثل (( على دوبا ‪ +‬حكمت الشهابى ‪ +‬مح ّمد الخولى ‪ +‬محمود ُ‬ ‫كبار ال ُ‬
‫عُضوا ً جديدا ً فى (( القيادة القُطريّة )) مع تعيين ‪ 62‬عُضوا ً جديدا ً فى (( اللجنة المركزيّة )) من بينهم (( ماهر األسد ‪ +‬مناف طالس ))‬
‫بجانب (( تخفيض تمثيل الجيش فى القيادة القُطريّة من ‪ 4‬إلى ‪ 2‬هُم ‪ُ ::‬مصطفى طالس ‪ +‬على أصالن و تحديد عدد أعضاء الجيش فى‬
‫اللجنة المركزيّة ب ‪)) 20‬‬

‫شار فى بداية ‪ 2004‬مرسوما ً يقضى ب (( تحديد السن اإللزامى لخروج أعضاء الحزب إلى التقاعُد فور بلوغ سن ال ‪ 60‬عاما ً‬ ‫أصدر ب َّ‬
‫من أجل إفساح المجال أمام األعضاء الشباب ))‬

‫فى يوليو ‪ ،2003‬إتّخذت القيادة القُطريّة لحزب البعث القرار رقم ‪ 408‬الذى يقضى ب (( الفصل بين هيئات الحزب و بين ال ُمؤسّسات‬
‫سمعت أصوات فى (( الصحيفة الناطقة بإسم الحزب )) تقول (( الجهاز‬ ‫ُ‬
‫حيث ُ‬ ‫الحكوميّة فى الدولة )) م ّما أثار إستياء فى أوساط الحزب‬
‫السياسى القائم قادر على التجدد و تحريك عمليّات التغيير و التطوير‪ ،‬و عليه فال حاجة إلى تغييره أو إلغا ُءه طالما أنّهُ ال يُزعج عمليّة‬
‫تطوير الدولة ))‪ ،‬رقم ‪ 82‬و ‪ 83‬و ‪ 84‬صفحة‬

‫‪ )-14‬أحزاب الجبهه الوطنيّة التقدُّميّة‬

‫صة (( اليساريّة )) و أُخرى ذات ماض عريق كان سائدا ً فى الخمسينيّات و الستّينيّات ((‬ ‫تم تأسيسها فى ‪ 1972‬تضُم عدد من األحزاب خا ّ‬
‫الفالحين و ال ُم ّ‬
‫نظمات النسائيّة و إلخ‬ ‫ناصرى )) بجانب عدد من ال ُمؤسّسات و ال ُم ّ‬
‫نظمات الشعبيّة مثل (( اإلتّحادات المهنيّة و إتّحاد العُ ّمال و ّ‬
‫)) على أن يترأّسها (( حزب البعث ))‬

‫صة )) التى يجرى التح ُّكم فيها من قِ َبل (( زعين الحزب و أبنا ُءه و عائتلُه ))‬
‫تحولت أحزاب الجبهه إلى (( مزارع خا ّ‬
‫مع مرور السنين‪ّ ،‬‬

‫مثال ‪::‬‬
‫أ‪ (( )-‬الحزب الشيوعى )) صفحة ‪129‬‬

‫ب‪ (( )-‬حركة اإلشتراكيّين العرب )) صفحة ‪129‬‬

‫ج‪ (( )-‬حزب الوحدويّين اإلشتراكيّين )) صفحة ‪130‬‬

‫د‪ (( )-‬حزب اإلتّحاد العربى اإلشتراكى )) صفحة ‪130‬‬

‫عمل النظام السورى على (( تشجيع أحزاب أُخرى إلى اإلنضمام إلى الجبهه الوطنيّة ))‬

‫مثال ‪::‬‬

‫أ‪ (( )-‬الحزب القومى السورى ))‬


‫رقم ‪ 91‬و ‪ 92‬صفحة ‪ & 131‬رقم ‪ 93‬صفحة ‪132‬‬

‫ب‪ (( )-‬التج ُّمع الوطنى الدي ُمقراطى )) تأسّس عام ‪ 1979‬و هو عُبارة عن (( تحالُف يضُم ‪ 5‬أحزاب ُمعارضة )) و هى ‪ (( ::‬اإلتّحاد‬
‫العربى اإلشتراكى الدي ُمقراطى‪ ،‬الذى يتش ّكل من العناصر التى تركت اإلتّحاد اإلشتراكى فى أعقاب إنضما ُمه فى بداية السبعينيّات إلى‬
‫الجبهه الوطنيّة التقدُّميّة‪ ،‬بزعامة حسن عبد العظيم )) ‪(( +‬الحزب الشيوعى ‪ -‬المكتب السياسى )) ‪ (( +‬حزب البعث العربى اإلشتراكى‬
‫الدي ُمقراطى‪ ،‬جناح إنشق عن حزب البعث و ضم ُمؤيّدى صالح جديد ‪ُ +‬مؤيّدى وزير الخارجيّة إبراهيم ماخوس )) ‪ (( +‬حزب‬
‫اإلشتراكيّين العرب‪ ،‬جناح ُمنشق عن الحزب اإلشتراكيّين العرب التابع ل عبد الغنى قنوت‪ ،‬بزعامة عبد الغنى عيّاش )) ‪ (( +‬حزب العُ ّمال‬
‫العربى‪ ،‬أُسّس فى بداية الستّينيّات على يد ياسين الحافظ الذى أُعتبر فى وقتُه واضع األُسس الفكريّة لجناح " البعث الجديد"‪ ،‬بزعامة طارق‬
‫أبو حسن ))‪ ،‬رقم ‪ 94‬صفحة ‪133‬‬

‫إلتقى (( عبد الحليم خدّام )) مع (( رياض التُرك ‪ +‬حسن عبد العظيم )) من أجل دراسة (( إمكانيّة دمج التحالُف الوطنى الدي ُمقراطى فى‬
‫الجبهه الوطنيّة التقدُّميّة ))‬

‫كما بدأ النظام بإجراء حوار مع (( كريم الشيبانى‪ ،‬رئيس الحزب اإلشتراكى العربى الناصرى )) الذى تأسّس فى الثمانينات‪ ،‬و كان فى‬
‫السابق (( عُضوا ً فى حزب الوحداويّين اإلشتراكيّين )) و إنتُخب من قبله (( ُممثّالً عنه فى مجلس الشعب عام ‪ 1986‬إال أ ّنه تر ُكه فى‬
‫الثمانينات ))‪ ،‬رقم ‪ 96‬صفحة‬

‫(( نجح )) النظام فى تحقيق إختراق كبير مع (( حزب التج ُّمع العربى الدي ُمقراطى )) برئاسة (( محمود الصوفى )) الذى عمل (( وزيرا ً‬
‫للدفاع فى عام ‪ )) 1963‬و قالت تقارير فى (( بداية التسعينيّات )) أن النظام هو من شجّع على إقامة هذا الحزب‪ ،‬لذلك من الطبيعى أن يتم‬
‫شحى الحزب فى قائمة الجبهه الوطنيّة التقدُّميّة )) ل (( إنتخابات مجلس الشعب )) التى أُقيمت فى آذار ‪،2003‬‬
‫(( دمج أسماء من ُمر ّ‬

‫كما (( نجح )) النظام فى جذب (( اإلتّحاد الديمقراطى الوحدوى )) إلى جبهتُه‪ ،‬الذى أٌقيم فى يناير ‪ ،2002‬بزعامة (( مح ّمد بن محمود‬
‫صوان )) الذى كان قد (( إنشق عن اإلتّحاد اإلشتراكى ))‪ ،‬رقم ‪ 97‬صفحة ‪134‬‬

‫تجدُر اإلشارة هُنا إلى أن (( العامل ال ُمشترك )) ل ُكل القوى التى أراد النظام تقريبها منُّه كان (( تضا ُمنهم ال ُمطلق مع السياسة الخارجيّة‬
‫للنظام السورى )) مع تصريح ُهم بشكل (( علنى )) بمنح األفضليّة (( للقضايا السياسيّة و األيديلوجيّة )) على اإلنشغال ب (( الصغائر مثل‬
‫الدي ُمقراطيّة و ال ُح ّريّات فى سوريّا ))‬

‫‪------------------------------‬‬
‫‪------------------------------‬‬
‫‪------------------------------‬‬
‫‪------------------------------‬‬

‫القسم الثانى‬

‫أمل لطريق جديد‬

‫‪------------------------------‬‬

‫الفصل الرابع‬

‫ربيع كاذب فى دمشق‬


‫بعد عدّة أيّام على من ُمصادقة مجلس الشعب على إقتراح (( إدخال التعديل على الدستور السورى فى موضوع خفض العُمر األدنى لرئيس‬
‫الدولة‪ ،‬وقف (( ُمنذر الموصلى‪ ،‬عُضو مجلس الشعب عن دمشق‪ ،‬عمل فى فترة ‪ُ 1966 - 1964‬مديرا ُ لمكتب الرئيس السورى فى فترة‬
‫تفرغ بعدها لشؤون الصحافة و اإلعالم‪ ،‬إنتُخب عام ‪ 1998‬عُضو ُمستقل فى مجلس الشعب‪ ،‬بعد ذلك عُضو فى لجنة الشؤون‬ ‫أمين الحافظ‪ّ ،‬‬
‫العربيّة و العالقات الخارجيّة )) ُمعترضا ً على على إجراء التعديل‪ ،‬بحجّة إنّه قرار غير قانونى‪ ،‬فعلى الرغم من تأييدُه ال ُمطلق ل ب َّشار و‬
‫نه ُجه إال أن المادّة ‪ 149‬فى الدستور السورى تقول بأنّه (( عندما يجرى تقديم إقتراح تعديل ألحد بنود الدستور يجب تفصيل البنود‬
‫المطلوب تعديلها‪ ،‬بما فى ذلك األسباب التى تستوجب هذا التعديل )) بُناء عليه‪ ،‬لم تقُم الحكومة السوريّة ببذل ما يكفى من الجهد لتقديم أى‬
‫تفسير ألعضاء مجلس الشعب فى الوقت الذى ُوضعت أمامهم إقتراح التعديل‪ ،‬رقم ‪ 2‬صفحة ‪138‬‬

‫‪ )-1‬ب َّ‬
‫شار يصعد على طريق اإلصالحات‬

‫صحف و ُمدراء أجهزة اإلعالم فى سوريّا )) منها على سبيل المثال‬ ‫حررى ال ُ‬‫فى تموز ‪ -‬آب ‪ 2000‬ت ّمت تغييرات واسعة فى أوساط (( ُم ّ‬
‫صرح ك من يشتكى (( ال توجد‬ ‫تعيين (( عدنان عُمران )) بديال عن (( مح ّمد سلمان )) فى منصب (( وزارة اإلعالم السوريّا )) الذى ّ‬
‫وزع ُكل منها ‪ 60‬ألف نُسخة يوميّاً‪ ،‬يُعاد نصفها‬
‫صحف " تشرين و الثورة و البعث " التى ت ُ ّ‬ ‫عندنا منظومة إعالميّة‪ ،‬إن ُكل ما لدينا هو ‪ُ 3‬‬
‫إ ّما بسبب سوء الطباعة أو إنعدام الطلب عليها ))‪ ،‬رقم ‪ 9‬صفحة ‪144‬‬

‫حررا ً ل‬
‫مع بدء حركة تغيير (( رؤساء التحرير )) تم تعيين (( محمود سالمة‪ ،‬ذو توجُّه إصالحى‪ ،‬ال يُعتبر من أعضاء حزب البعث )) ُم ّ‬
‫صص عدّة صفحات فى (( ال ُملحق )) الخاص بالصحيفة تحت إسم (( قضايا فكريّة ))‬ ‫(( صحيفة الثورة )) الذى خ ّ‬
‫رقم ‪ 10‬صفحة ‪144‬‬

‫أُقيل (( محمود سالمة )) بضغط من (( ُمعارضى اإلصالح فى سوريّا )) فى آيار ‪ 2001‬و بدأ العمل ك (( ُمستشار فى مكتب رئيس‬
‫الحكومة ))‬

‫شار عن إصدار (( مرسوم رئاسى )) على غرار (( حافظ )) و أطلق فى نوفمبر ‪ 2000‬قانون رقم ‪ 17‬ل (( ُمصادقة مجلس‬ ‫(( إمتنع )) ب َّ‬
‫الشعب )) عليه‪ ،‬و الذى ينُص على (( إصدار عفو شامل على سلسلة طويلة من ال ُجنح الجزائيّة و السياسيّة ))‬
‫رقم ‪ 13‬صفحة ‪ & 145‬رقم ‪ 14‬صفحة ‪146‬‬

‫فى أعقاب (( ال ُمصادقة )) على القانون من قِبَل (( مجلس الشعب )) تم إطالق سراح (( ‪ 600‬سجين سياسى )) من بينهم أعضاء (( حزب‬
‫العُ ّمال العربى )) ‪ (( +‬حزب التحرير اإلسالمى الذين أُعتقلوا أواخر ‪ 1999‬على خلفيّة ُمعارضتهم لمسيرة السالم )) ‪ (( +‬حزب البعث‬
‫العربى الدي ُمقراطى ‪ُ -‬مؤيّدى صالح جديد )) ‪ (( +‬حزب البعث ‪ -‬الجناح الموالى للعراق )) ‪ (( +‬لجنة الدفاع عن حقوق اإلنسان ))‬
‫رقم ‪ 15‬صفحة ‪146‬‬

‫تم (( إغالق )) سجن (( ّ‬


‫المزة )) فى نهاية نوفمبر ‪2000‬‬

‫سمح النظام بإصدار صحيفة (( الدومرى )) فى ‪ 20‬شباط ‪ 2001‬و رئيس تحريرها (( على فرزات )) و قد تم بيع ‪ 50,000‬نُسخة من‬
‫األول الذى تض ّمن مقاالت ُمثيرة للضجّة مثل (( النيّة فى إجراء تغيير فى الحكومة )) مع (( اإلمتناع )) عن (( ُمهاجمة النظام‬
‫العدد ّ‬
‫رقم ‪ 18‬و ‪ 19‬صفحة ‪147‬‬ ‫السورى و اإلجتماعى و لو باإليماء ))‪،‬‬

‫سلطات الحكوميّة )) م ّما أدّى إلى (( إغالقها )) بشكل‬


‫عانت (( الدومرى )) من (( قيود ُمختلفة ذات طبيعة تقنيّة )) فرضتها عليها (( ال ُ‬
‫تكرر فى يناير ‪ 2002‬قبل صدور قرار ب (( إغالقها نهائيّا ً )) فى آب ‪2003‬‬ ‫ُم ّ‬
‫رقم ‪ 20‬صفحة ‪147‬‬

‫أ‪ )-‬نقص فى ورق الصحيفة‬

‫ب‪ )-‬أخطاء فى نظام الطباعة فى دار النشر فى صحيفة الثورة‬

‫ج‪ )-‬التعميم الذى أصدرتُه (( وزارة اإلعالم )) فى يناير ‪ 2002‬و الذى ينُص على (( يجب توزيع الصحيفة عبر ال ُمؤسّسة الحكوميّة لنشر‬
‫و توزيع المطبوعات ))‬

‫تم إصدار صحيفة (( أسود ‪ -‬أبيض )) فى تموز ‪ 2002‬ل (( مح ّمد بالل‪ ،‬بن رئيس األركان حسن تركمانى ))‬
‫رقم ‪ 22‬صفحة ‪148‬‬
‫ص ُحف و المالحق )) التى سمح النظام بنشرها هى ‪ ::‬صفحة ‪148‬‬
‫أنواع (( ال ُ‬

‫سلطات السوريّا قانون (( المطبوعات الجديد )) فى أيلول ‪ 2001‬تحت إشراف (( رئيس الحكومة )) بديالً عن قانون عام‬ ‫أصدرت ال ُ‬
‫س ّن أيّام ُحكم (( سامى الحنّاوى ))‬
‫‪ 1949‬الذى ُ‬

‫شار أمرا ً (( يسمح بعمل‬


‫محطة الراديو (( دمشق )) فى منطقة (( دمشق )) فى يناير ‪ 2002‬قبل أن يُصدر ب َّ‬ ‫ّ‬ ‫سلطات على بدء بث‬ ‫سمحت ال ُ‬
‫محليّة أُخرى )) على أن تهتم ب (( اإلعالنات التُجاريّة و الموسيقى و ال تُمس القضايا السياسيّة )) فى ُمحاولة ل (( تجنُّب إعتياد‬
‫محطات ّ‬ ‫ّ‬
‫صة الفضائيّة ))‪ ،‬رقم ‪ 23‬صفحة‬ ‫ّ‬
‫محطات الراديو األجنبيّة و خا ّ‬ ‫السوريّين على‬

‫لقد أراد النظام (( إمتصاص حالة الغليان )) التى سادت فى أوسط (( أحزاب الجبهه الوطنيّة التقدُّميّة )) فقام ب (( السماح ب فتح الفروع‬
‫فى كافّة أرجاء الدولة )) ‪ (( +‬إصدار ال ُ‬
‫ص ُحف ))‬

‫أ‪ )-‬أصدر (( الحزب الشيوعى )) صحيفة (( صوت الشعب ))‬

‫ب‪ )-‬أصدر (( الحزب الشيوعى ‪ -‬جناح يوسف فيصل )) صحيفة (( النور ))‬

‫ج‪ )-‬أصدر (( حزب الوحدويّين اإلشتراكيّين )) صحيفة (( الوحدوى ))‬

‫د‪ )-‬أصدر (( حزب اإلشتراكيّين العرب )) صحيفة (( العربى ))‬

‫ُ‬
‫حيث‬ ‫قام (( دانييل نعمة‪ ،‬عُضو اللجنة المركزيّة للحزب الشيوعى ‪ -‬جناح بكداش )) ب (( إنتقاض )) أداء أحزاب الجبهه الوطنيّة التقدُّميّة‬
‫قال ‪::‬‬

‫(( أحزاب الجبهه الوطنيّة التقدُّميّة مثلها مثل أحصنة ُحبست فى اإلسطبل ل ُمدّة ‪ 30‬عاماً‪ ،‬و هى اآلن عاجزة عن التسابُق فى السباق مثلما‬
‫شار ))‬‫يطلُب منها ب َّ‬

‫ُ‬
‫حيث قال ‪::‬‬ ‫كما (( حذّر )) أيضا ً (( دانييل نعمة )) من ((اإلفراط فى الدي ُمقراطيّة ))‬

‫(( إذا جرت اإلنتخابات لمجلس الشعب على الطريقة اللبنانيّة‪ ،‬أى إنتخابات ُح ّرة تماماً‪ ،‬فإن البرجوازيّة و األوساط األصوليّة ستُسيطر على‬
‫رقم ‪ 25‬صفحة‬ ‫مجلس الشعب ))‪،‬‬

‫‪ُ )-2‬معسكر اإلصالح يشُق طريقُه‬

‫بدأ (( رياض سيف‪ ،‬رجل األعمال الدمشقى‪ ،‬عُضو مجلس الشعب )) فى ‪ 31‬آب ‪ 2000‬ب عقد لقاءات (( إسبوعيّة )) فى منزلُه ب ((‬
‫صيدنايا فى ضواحى دمشق )) أطلق عليها (( ُمنتدى الحوار الوطنى )) ك ُمقدذمة لتحويل ال ُمنتدى إلى (( إطار فكرى ‪ -‬سياسى )) تحت‬
‫إسم (( أصدقاء ال ُمجتمع المدنى )) ك نواه لتأسيس (( حزب سياسى )) يُدعى (( حزب السلم اإلجتماعى ))‪ ،‬رقم ‪ 26‬صفحة‬

‫سلطات السوريّا منه فى تموز ‪ 2000‬ب (( إرسال ُنسخة‬ ‫أعترض (( سفير اإلتّحاد األوروبّى فى سوريّا‪ ،‬مارك فيورينى )) على طلب ال ُ‬
‫حي ر ّد على‬
‫ُ‬ ‫))‬ ‫ّة‬
‫ي‬ ‫ب‬
‫ّ‬ ‫األورو‬ ‫اإلعالم‬ ‫وسائل‬ ‫فى‬ ‫ّا‬ ‫ي‬‫سور‬ ‫صورة‬ ‫مكتوبة من ال ُمحاضرة التى كان ينوى إلقا ُءها فى ندوة ثقافيّة موضوعها "‬
‫ُ‬
‫حيث‬ ‫الطلب بطريقة (( غير دبلوماسيّة )) قائالً ‪ (( ::‬أنا لستُ رياض سيف أو رياض التُرك‪ ،‬بل سفير اإلتّحاد األوروبّى فى سوريّا ))‪،‬‬
‫ظر (( قانون الطوارئ )) عقد أى (( لقاء سياسى بدون موافقة ُمسبقة ))‪ ،‬رقم ‪ 27‬صفحة‬ ‫يح ُ‬

‫وصل عدد ال ُمنتديات فى بداية ‪ 2001‬إلى ‪ُ 21‬منتدى منها (( ‪ُ 5‬منتديات فى مدينة دمشق وحدها )) المعروف بإسم (( ال ُمنتدى الثقافى‬
‫أداره (( ال ُمحامى خليل معتوق‪ُ ،‬منتمى للحزب الشيوعى ))‬
‫سه و ُ‬
‫لحقوق اإلنسان )) الذى أ ّس ُ‬

‫تحول (( نادى البلديّة الثقافى )) المعروف بإسم (( جالدت بدرخان )) فى مدينة (( القامشلى )) إلى (( منبر لل ُمتحدّثين األكراد )) الذين‬
‫ّ‬
‫طالبوا بأن يعترف النظام ب حوالى (( مليونين من األكراد )) الذين يعيشون فى سوريّا ك (( أقلّيّة قوميّة )) و أن يُوقف الضرر ال ُمستمر‬
‫الالحق بحقوقهم‬

‫طرح إقتراح بتأسيس (( مجلس وطنى للحقيقة و العدالة و ال ُمصالحة )) على نمط ذلك الذى أُنشئ فى (( جنوب إفريقيا )) فى أعقاب ((‬ ‫كما ُ‬
‫رقم ‪ 30‬صفحة‬ ‫سقوط نظام التمييز العُنصرى ))‪،‬‬

‫سهير الريّس‪ ،‬عُضوة فى مجلس الشعب ‪ +‬ناشطة فى حزب البعث )) لتُش ّكل ((‬
‫منح النظام السورى (( موافقتُه )) فى يناير ‪ 2001‬ل (( ُ‬
‫ُمنتدى ثقافى )) خاص بها فى (( الالذقيّة ))‬

‫رقم ‪ 32‬صفحة‬ ‫سمح ل (( ال ُمنتدى اإلجتماعى )) ل (( إستئناف نشا ُ‬


‫طه )) الذى تو ّقف فى بداية السبعينيّات‪،‬‬ ‫كما ُ‬
‫حيث ش ّكل منبرا ً ل ((‬
‫ُ‬ ‫كما بسط النظام رعايتُه على (( ُمنتدى الثُالثاء اإلقتصادى )) الذى عقدتُه (( الجمعيّة السوريّا للعلوم اإلقتصاديّة ))‬
‫رقم ‪ 33‬صفحة‬ ‫حوار مفتوح فى مشاكل سوريّا اإلقتصاديّة ))‪،‬‬

‫قرب من النظام السورى‪،‬‬


‫سمح النظام ل (( مركز األبحاث اإلسالميّة )) بإدارة (( مح ّمد الحبش‪ ،‬صهر ُمفتى ال ُجمهوريّة‪ ،‬أحمد كفتارو‪ ،‬ال ُم ّ‬
‫شح ُمستقل فى إنتخابات مجلس الشعب آذار ‪ )) 2003‬فى تموز ‪2001‬‬ ‫و كان خالف عائلى قد نشب بين ُهما بعد أن إنتُخب حبش ك ُمر ّ‬
‫بتأسيس (( ُمنتدى ثقافى )) يعقد لقاءات و ُمحاضرات فى مواضيع (( دينيّة و ثقافيّة )) فقط ال غير‬

‫فى يناير ‪ّ ،2001‬‬


‫نظم حزب (( اإلتّحاد اإلشتراكى العربى الدي ُمقراطى )) ُمنتدى (( سياسيّا ً )) يحمل إسم (( زعي ُمه الراحل‪ ،‬جمال األتاسى‬
‫ُ‬ ‫ّ‬
‫سلطات السوريّا عن العمل (( ضد )) ال ُمنتدى حتى تم إستغالله ل (( توجيه إنتقادات ُمربكة و‬ ‫سهير ))‪ ،‬مع (( إمتنع )) ال ُ‬
‫)) برئاسه (( ُ‬
‫رقم ‪ 34‬صفحة‬ ‫الذعة )) ضد النظام‪،‬‬

‫سلطات السوريّا الطرف عن (( ُمنتدى اليسار )) ال ُمرتبط ب حزب (( العُ ّمال العربى الثورى )) الذى بدأ باإلنعقاد فى‬
‫كما (( غضّت )) ال ُ‬
‫رقم ‪ 35‬صفحة‬ ‫منزل (( منيف ملحم فى جرمانا )) الواقعة فى (( أطراف دمشق ))‪،‬‬

‫قام (( رياض سيف )) فى أواخر عام ‪ 2000‬بتنفيذ هيئة سياسيّة و لو بشكل (( ُجزئى )) عن طريق (( الربط بين ‪ 21‬من أعضاء مجلس‬
‫ُ‬
‫حيث‬ ‫الشعب )) من بينهم (( مأمون الحمصى ‪ +‬مهدى خبر بك من الالذقيّة )) مع (( ُمعارضة رئاسة المجلس )) اإلعتراف بهم ك ُكتلة‪،‬‬
‫رقم ‪ 37‬صفحة‬ ‫أنّهُ (( تح ُ‬
‫ظر إقامة أى تج ُّمع سياسى فى سوريّا خارج إطار الجبهه الوطنيّة التقدُّميّة ))‪،‬‬

‫وجّه (( رياض سيف )) إنتقادا ً الذعا ً إلقتراح (( الميزانيّة لعام ‪ )) 2001‬إلعتقادُه بأن تحقيق اإلزدهار اإلقتصادى ال يتم بدون إصالح‬
‫سياسى يقضى على سياسة (( اإلحتكار ))‪ ،‬م ّما إضطر (( رئيس مجلس الشعب )) بإصدار أمر (( شطب أقول رياض سيف من محضر‬
‫الجلسة ))‪ ،‬فقام (( رياض سيف )) ب (( توزيع نُسخة مطبوعة منها على الصحفيّين األجانب فى دمشق ))‪ ،‬رقم ‪ 38‬صفحة‬

‫كما هاجم (( رياض سيف )) فى أواسط ‪ 2001‬إتّفاق إقامة (( شبكة الهواتف المحمولة )) بين الحكومة السوريّا و شركتى (( سيريتيل‬
‫رقم ‪ 39‬صفحة‬ ‫المصريّة السوريّا )) ‪ (( +‬إنفيست كوم اللبنانيّة ))‪،‬‬

‫إال أن (( مأمون الحمصى )) قد بالغ فى أفعالُه عندما إنتقد نشاطات (( األجهزة األمنيّة )) فى قلب (( مجلس الشعب )) فى نوفمبر ‪2000‬‬
‫رقم ‪ 40‬صفحة‬

‫فى أيلول ‪ ،2000‬و ّقع ‪ُ 99‬معارض سورى (( بيان ال ‪ )) 99‬من بينهم (( صادق جالل العظم ‪ +‬حيدر حيدر ‪ +‬أدونيس ‪ +‬رياض سيف‬
‫‪ +‬عارف دليلة )) و تم نشر البيان فى (( بيروت‪ ،‬لبنان )) ل تفادى مخاطر نشرها فى (( العاصمة‪ ،‬دمشق )) مع صدور قرار ب (( منع‬
‫رقم ‪ 41‬و ‪ 42‬صفحة‬ ‫دخول الصحف اللبنانيّة التى نشرت بيان ال ‪ 99‬من عبور المعابر الحدوديّة بين سوريّا و لبنان ))‪،‬‬

‫صدرت فى سوريّا (( الوثيقة التأسيسيّة للجان إحياء ال ُمجتمع المدنى )) فى يناير ‪ 2002‬و الذى لُقّب ب (( بيان ال ‪)) 1000‬‬

‫و بعد فترة‪ ،‬إجتمع (( ‪ 16‬من ال ُموقّعين على العريضة من بينهم " صادق جالل العظم ‪ +‬عارف دليلة ‪ +‬رياض سيف )) فى (( دمشق ))‬
‫ُمعلنين عن أنفُسهم ب (( إجتماع تأسيسى للجان إحياء ال ُمجتمع المدنى )) و التى تهدف إلى (( زيادة التنسيق و العالقة بين ُكل اللجان و‬
‫ال ُمنتديات التى بدأت بالفعل بالعمل فى أنحاء سوريّا و ذلك بهدف إقامة ُمجتمع مدنى ك ر ّد على مشاكل الدولة ))‬
‫رقم ‪ 45‬صفحة‬

‫نشر أعضاء (( لجنة إحياء ال ُمجتمع المدنى )) فى نيسان ‪ 2001‬وثيقة أُخرى تحت عنوان (( على أبواب ميثاق إجتماعى وطنى فى سوريّا‬
‫سلطات السوريّا )) على الموقّعين على (( بيان ال ‪)) 1000‬‬
‫‪ -‬توافقات وطنيّة شاملة )) ر ّدا ً على (( إتّهامات ال ُ‬

‫نشرت حركة (( اإلخوان ال ُمسلمين )) فى ‪ 3‬آيار ‪ 2001‬مسودّة تُدعى (( ميثاق شرف وطنى للعمل السياسى )) من (( منفاهُم فى لندن ))‬
‫صل بينها و بين حركات ال ُمعارضة الناشئة أو ُربّما النظام الجديد‬
‫فى إطار جهودها ل خلق قاعدة توا ُ‬

‫دعى (( اإلخوان ال ُمسلمين )) فى الفترة بين ‪ 25 - 23‬آب ‪ُ 2002‬كل أطياف (( ال ُمعارضة السوريّا فى الداخل و الخارج )) إلى حضور‬
‫ُ‬
‫حيث (( لم يُشارك سوى‬ ‫إجتماع فى (( لندن )) ل بلورة صيغة ُمتّفق عليها من (( الميثاق الوطنى )) لكن كان الحضور (( ضعيفا ً ))‬
‫رقم ‪ 51‬صفحة‬ ‫اإلخوان ))‪،‬‬

‫فى يناير ‪ 2001‬قامت (( نقابة ال ُمحامين )) بإصدار (( بيان ال ‪ )) 55‬و التى نُشرت فى (( العاصمة‪ ،‬دمشق )) من أجل (( إنهاء محكمة‬
‫شار التى تقضى بإطالق سراح ال ُمتّهمين الذين قُدّمت‬
‫األمن اإلقتصادى و أمن الدولة )) بجانب (( عدم إستجابة وزير العدل لمراسيم ب َّ‬
‫ض ّدهُم دعاوى لمحكمة األمن اإلقتصادى ُمقابل كفالة‪ ،‬و إصرار وزير العدل على عدم إطالق سراح أى سجين قبل أن يتم عدّة أش ُهر فى‬
‫رقم ‪ 52‬صفحة‬ ‫سجناء عن تح ُّملها ))‪،‬‬
‫السجن ‪ +‬تحديد كفالة يعجز غالبيّة ال ُ‬
‫قامت (( وزيرة الثقافة‪ ،‬مها قنوت )) فى بداية ‪ 2001‬بإصدار قرار (( إقالة‪ ،‬أنطوان مقدسى‪ُ ،‬مدير قسم التأليف و الترجمة فى وزارة‬
‫الثقافة السوريّا )) بسبب (( النقد الشديد الذى وجّههُ للنظام ))‬

‫ت ُجدر اإلشارة أن (( وزيرة الثقافة‪ ،‬مها قنوت )) قامت بإصدار قرارات (( إقالة عدد من ال ُموقّعين على العريضة )) ‪ +‬تم كشف أمرها ((‬
‫صت فى مكاتب ال ُم ّ‬
‫وظفين الكبار فى‬ ‫بعد أن نُقلت من منصبها )) فى ديسمبر ‪ 2001‬بأن (( األجهزة األمنيّة )) أمرتها ب (( زرع أجهزة تن ُّ‬
‫وزارة الثقافة ))‪ ،‬رقم ‪ 53‬صفحة‬

‫‪ )-3‬النظام يُشن هجوم ُمضاد ‪::‬‬

‫قال (( الدكتور‪ ،‬أديب كيالى )) ل (( نائب الرئيس‪ ،‬عبد الحليم خدّام )) أثناء ال ُمحاضرة فى جامعة دمشق أن (( الذى يشغل السوريّين حقّا ً‬
‫حيث تُعانى سوريّا من ركود إقتصادى و بطالة و تدهور فى ُمستوى المعيشة ل ‪3‬‬ ‫ُ‬ ‫هو الوضع اإلقتصادى أكثر من الدي ُمقراطيّة فى البلد‪،‬‬
‫أسباب ‪ ::‬اإلنخفاض فى حجم ال ُمساعدات الدوليّة ‪ +‬نقل األموال إلى الخارج ‪ +‬السياسة اإلقتصاديّة السيّئة ))‬

‫صفحة ‪ 172‬و ‪173‬‬ ‫اإلعتداءات (( المجهولة )) على (( ال ُمعارضين بالداخل ))‪،‬‬

‫صفحة ‪ 173‬و ‪174‬‬ ‫(( رفض ترخيص ال ُمنتديات )) بسبب العُقدة البيروقراطيّة‪،‬‬

‫صفحة ‪ 174‬و ‪ 175‬و ‪176‬‬ ‫بدأ عمليّات (( إعتقال ال ُمعارضين )) و نهاية (( ربيع دمشق ))‪،‬‬

‫إستمر عمل ُمنتدى (( جمال األتاسى ‪ +‬عبد الرحمن الكواكبى )) ك (( نادى ثقافى ))‪ ،‬رقم ‪ 77‬صفحة‬
‫ّ‬

‫طالب (( ‪ُ 216‬معارض سورى )) بإطالق سراح ال ُمعتقلين فى أعقاب موجة (( اإلعتقاالت التى بدأت فى صيف ‪ )) 2001‬بجانب طلب‬
‫(( لجان إحياء ال ُمجتمع المدنى )) فى يناير ‪ ، 2002‬رقم ‪ 78‬صفحة‬

‫فى ‪ 10‬ديسمبر ‪ ،2002‬قام نُشطاء من الحزب (( ال ُكردى‪ ،‬يكيتى )) ب ُمظاهرة (( صامتة )) أمام (( مجلس الشعب )) فتم دعوتهم من قِبَل‬
‫(( رئيس مجلس الشعب )) لتقديم عريضة ُموقّعة من ِقبَل آالف األكراد‪ ،‬لكن فى النهاية تم (( إعتقالهم و تقديم ُهم لل ُمحاكمة ))‬
‫رقم ‪ 79‬صفحة‬

‫فى شهر آيار ‪ 2003‬تم نشر عريضة ُموقّعة من ‪ 287‬شخصا ً‬

‫فى شهر آب ‪ 2003‬تم نشر عريضة ُموقّعة من ‪ 538‬شخصا ً‬

‫فى شهر أكتوبر ‪ 2003‬تم نشر عريضة ُموقّعة من ‪ 680‬شخصا ً‬

‫فى شهر شباط ‪ 2004‬تم نشر عريضة ُموقّعة من ‪ 700‬شخصا ً‬

‫التمرد‬
‫ُّ‬ ‫سجناء من بينهم (( ُزعماء إسالميّين كبار )) فى نوفمبر ‪ 2001‬مثل ‪ (( ::‬خالد الشامى‪ ،‬الذى كان من ُزعماء‬
‫أطلق النظام عشرات ال ُ‬
‫سجن ُمنذ ‪ ))1982‬بالتوازى مع (( إعتقال ُمدّعين اإلصالحين ))‬ ‫فى الثمانينات و ُ‬

‫فى نهاية ‪ 2003‬تم اإلعالن عن قيام (( حزب اإلصالح السورى )) برئاسة ر ُجل األعمال (( األميركى السورى األصل‪ ،‬فريد الغادرى ))‬
‫ب ُمبادرة (( أمريكيّة )) و عقد إجتماعا ً لهُ فى (( بروكسل )) فى يناير ‪ ،2004‬من أجل (( لم شمل ُمعارضة الخارج )) مع إمكانيّة إقامة‬
‫تحالُف مع (( التحالُف من أجل الدي ُمقراطيّة )) ذات الغطاء (( األميركى ))‪ ،‬رقم ‪ 96‬صفحة‬

‫‪------------------------------‬‬

‫الفصل الخامس‬

‫ُمجتمع و إقتصاد فى ظل العولمة‬

‫‪ )-1‬توماس ل ‪ .‬فريدمان‪ ،‬الرفاهية و الشجرة الزيتون‬

‫فى بداية نيسان ‪ 2000‬نُشر فى صحيفة (( تشرين )) تقرير صادر عن (( وزارة التخطيط الحكوميّة )) حول (( األجر )) فى (( اإلقتصاد‬
‫السورى ))‬

‫إتّضح أن (( ‪ 40%‬من العاملين )) فى سوريّا تقاضوا (( أقل من األجر ال ُمتوسّط )) فى اإلقتصاد السورى الذى يقف عند ‪ 2400‬ليرة‬
‫سوريّا (( ‪ 44‬دوالرا ً )) بينما يتقاضى (( ‪ 50%‬من ُمختلف المهن‪ ،‬بدءا ً بالعُ ّمال المهنيّين مرورا ً بال ُمعلّمين‪ ،‬إنتها ًء بال ُمهندسين و األطبّاء‬
‫)) مبلغ بين ‪ 3000‬و ‪ 5000‬ليرة سوريّا (( ‪ 100 - 60‬دوالراً )) و فقط (( أقل من ‪ ،%10‬ال ُمدراء و كبار ال ُ‬
‫ضبّاط )) يتقاضوا مبلغ‬
‫‪ 8000‬ليرة سوريّا (( ‪ 160‬دوالراً ))‪ ،‬رقم ‪ 2‬صفحة‬

‫عند نشر التقرير‪ ،‬كان يُقدّر عدد ال ُم ّ‬


‫وظفين فى الحكومة السوريّا ب (( ‪ )) 1,257,000‬يُضاف إليهم (( نصف مليون )) يعملون فى ((‬
‫الجيش و قُ ّوات األمن ))‬

‫من ‪ %30‬إلى ‪ %40‬من ُمجمل القُوى العاملة فى الدولة وصلت إلى ‪ 4.5‬مليون شخص و فى أواخر ‪ 2003‬إلى ‪ 5.5‬مليون شخص‬
‫ع ّمال زراعيّين )) يحصلون على أجر (( أقل من المتوسّط )) فى اإلقتصاد‬ ‫يعتاشون من العمل فى (( الزراعة ك ّ‬
‫فالحين بُسطاء أو ُ‬
‫السورى‪ ،‬بينما نجد ((‪ 20%‬عاطلون عن العمل ))‬

‫يتّضح أن الحكومة السوريّا تُشغّل (( الثُلثين و ُربّما أكثر )) من القوى العاملة التى (( ال تعمل فى الزراعة )) و (( ليست عاطلة عن العمل‬
‫))‪ ،‬رقم ‪ 3‬صفحة‬

‫و حول (( رفع أجور )) العاملين فى الدولة بعد (( إنقطاع ‪ 6‬سنوات )) تقريبا ً ‪::‬‬

‫شار مرسوما ً فى ‪ 25‬آب ‪ 2000‬يقضى بزيادة أجور العاملين ب ‪ %25‬و ُمخ ّ‬


‫صصات ال ُمتقاعدين ب ‪%20‬‬ ‫أ‪ )-‬أصدر ب َّ‬

‫ب‪ )-‬أصدر ب َّشار مرسوما ً فى ‪ 14‬آيار ‪ 2002‬يقضى بزيادة أجور العاملين ب ‪ %20‬و أُخرى و ُمخ ّ‬
‫صصات ال ُمتقاعدين ب ‪%15‬‬

‫و قد أُعلن فى (( دمشق )) أن هدف ال ُ‬


‫سلطات هو (( ُمضاعفة األجور )) بشكل تدريجى حتّى ‪ُ ،2004‬مقارنة ب سنة ‪2000‬‬
‫رقم ‪ 4‬صفحة‬

‫ُ‬
‫حيث كان يُعمل ب ‪ 3‬قيم (( موازنة ل الليرة السوريّا‬ ‫يُعتبر حساب قيمة (( األجور )) فى سوريّا ب (( الدوالر )) عمليّة (( ُمعقّدة )) ج ّدا ً‬
‫)) حتّى عام ‪:: 2001‬‬

‫سذّج فى المطارات و الفنادق‪ ،‬إستيراد‬


‫سيّاح ال ُ‬
‫أ‪ )-‬سعر رسمى ‪ 11,225‬ليرة سوريّا لل دوالر‪ ،‬يُستخدم فقط فى (( تبديل العُمالت لل ُ‬
‫صنّفت " ذات أفضليّة " من ِقبَل الدولة‬ ‫اإلحتياجات المطلوبة من أجل (( إستيراد )) اإلحتياجات التى ُ‬

‫ب‪ 23 )-‬ليرة سوريّا للدوالر‪ ،‬يُستخدم فقط فى (( تمويل غالبيّة عمليّات اإلستيراد للدولة ))‬

‫ج‪ 46,50 )-‬ليرة سوريّا للدوالر‪ ،‬يُستخدم فقط من أجل تشجيع التجارة مع الدول ال ُمجاورة مثل (( لبنان و األردُن )) و التى لُقّبت ب ((‬
‫سعر صرف الدول المجاورة ))‬

‫د‪ 55 )-‬ليرة سوريّا للدوالر‪ ،‬يُستخدم فقط فى " السوق السوداء "‬

‫فى بداية التسعينيّات‪ ،‬تم (( إلغاء بعض من قيم صرف العُمالت )) من أجل حساب سعر (( المداخيل من النفط )) بجانب (( اإلنخفاض‬
‫الحاد )) الذى طرأ على قيمة (( الليرة السوريّا )) من ‪ 3,925‬إلى ‪ 11,5‬ليرة سوريّا للدوالر‬

‫فى بداية ‪ ،1998‬تم (( توحيد غالبيّة قيم صرف العُملة )) من أجل حساب (( الصفقات التُجاريّة الخارجيّة )) و وقفت عند ‪ 46,50‬ليرة‬
‫سوريّا للدوالر‪،‬‬

‫فقط فى ‪ ،2001‬تم (( توحيد غالبيّة قيم صرف العُملة )) من أجل حساب (( الصفقات التُجاريّة الخارجيّة )) و وقفت عند ‪ 48‬ليرة سوريّا‬
‫للدوالر‪ ،‬بدون إلغاء بقيّة أسعار صرف العُملة ب (( شكل رسمى ))‪ ،‬رقم ‪ 7‬صفحة ‪190‬‬

‫فى آيار ‪ ،2002‬نشرت صحيفة (( الثورة السوريّا )) إستطالع لسان حال الحكومة السوريّا‪ ،‬شاركت فيه ‪ 200‬عائلة سوريّا‪ ،‬إن ‪%94‬‬
‫تعيش حياه (( ُمتواضعة )) بينما إشتكى ‪ %48‬من (( ترا ُجع ُمستوى المعيشة ))‪ ،‬و وصفت ‪ %42‬وضعها (( اإلقتصادى )) بأنّهُ ((‬
‫صعب ))‬

‫نشر (( معهد اإلحصاء المركزى فى دمشق )) نتائج بحث فى نوفمبر ‪ ،2002‬أن (( ُمتوسّط مصاريف )) العائلة السوريّا التى تعيش فى ((‬
‫المدينة )) يصل إلى ‪ 13,334‬ليرة سوريّا (( ‪ 266‬دوالرا ً )) ُمقابل (( ُمتوسّط مصاريف )) العائلة التى تعيش فى (( القرية )) يصل إلى‬
‫‪ 11,120‬ليرة سوريّا (( ‪ 222‬دوالرا ً ))‬

‫(( ُمتوسّط المصروف الشهرى )) للفرد فى (( المدينة )) هو ‪ 2,095‬ليرة سوريّا (( ‪ 41‬دوالرا ً )) تنقسم إلى ‪ 1,253 (( ::‬ليرة سوريّا‬
‫لإلحتياجات الغذائيّة ‪ 842 +‬ليرة سوريّا لشراء البضائع و الخدمات ))‬
‫النموذج البارز على (( الفساد )) ال ُمستشرى فى (( بيروقراطيّة )) الدولة و الذى أحدث ضجّة إعالميّة ُمدبّرة من الدولة من أجل (( تقديم‬
‫شار ك ر ُجل إصالحى ُمحارب للفساد ضمن حملتُه اإلنتخابيّة عام ‪ ))200‬كان (( صفقة اإليرباص )) التى تعاقدت عليها فى بداية‬ ‫ب َّ‬
‫التسعينيّات و التى تتض ّمن شراء (( ‪ 6‬طائرات إيرباص ‪ُ 300‬مقابل ‪ 250‬مليون دوالر )) لكن إتّضح فيما بعد ّ‬
‫أن ‪ (( ::‬رئيس الحكومة‪،‬‬
‫الزعبى ‪ +‬نائب رئيس الحكومة للشؤون اإلقتصاديّة‪ ،‬سليم يس ‪ +‬وزير المواصالت‪ُ ،‬مفيد عبد الكريم )) قاموا ب (( تضخيم ))‬ ‫محمود ُ‬
‫تورط (( السيّد ‪ )) %5‬فى القضيّة‬
‫صة إذا أخذنا فى ال ُحسبان ُّ‬
‫الصفقة إلى (( ‪ 374‬مليون دوالر )) خا ّ‬

‫فى عام ‪ ،2004‬كان ال يوجد فى سوريّا جهاز (( بنكى )) حقيقى‪ ،‬بإستثناء (( ‪ 7‬بنوك حكوميّة مع ‪ 268‬فرعا ً فى كا ّفة أرجاء سوريّا ))‬
‫تعمل بشكل أساسى من أجل تقديم (( القروض العاديّة و العقاريّة )) لكن (( ال تخدم المواطن العادى ))‬

‫هربى العُملة الصعبة )) تصل إلى (( السجن ‪ 25‬عاما ً )) ‪ (( +‬السجن من‬


‫يفرض القانون رقم ‪ 24‬من عام ‪ 1986‬عقوبات شديدة على (( ُم ّ‬
‫عام إلى ‪ 5‬أعوام )) فى حالة (( إمتالك عُملة أجنبيّة بدون ترخيص ))‬

‫فى عام ‪ 2000‬أصدرت الحكومة السوريّا قانون رقم ‪ 6‬من أجل (( التخفيف و التليين من أثار القانون رقم ‪ّ )) 24‬إال أنّهُ لم يلغه نهائ ّيا ً من‬
‫كتاب القانون‬

‫فى عام ‪ 2002‬نشرت الحكومة (( تعديالً )) جديدا ً يُتيح لل (( مواطن )) القيام ب (( فتح حساب فى البنك التُجارى السورى بالعُملة‬
‫األجنبيّة بدون ذكر مصدر األموال )) م ّما أنشأ حالة من (( عدم الوضوح )) فى قطاع (( التبادُالت )) وسط ُجمهور (( ال ُمستثمرين و‬
‫التُجّار )) لجهه (( المسموح و الممنوع )) فيما ّ‬
‫يتعلق ب (( العُملة األجنبيّة ))‬

‫سه على ((‬


‫شار األسد المرسوم رقم ‪ 33‬ال ُمختص ب (( تنظيم اإلتجار بالعُملة األجنبيّة )) و الذى يقوم فى أسا ُ‬ ‫فى تموز ‪ ،2003‬أصدر ب ّ‬
‫صت بها فى الماضى‬ ‫نقل ُمعالجة ال ُمخالفات ال ُمتعلّقة بها للمحاكم العاديّة بدالً من محاكم أمن الدولة )) التى إخت ّ‬
‫رقم ‪ 18‬صفحة‬

‫المواطن السورى البسيط يتوجّه إلى (( جامعى األموال )) بسبب النسبة (( العالية )) من (( العائدات على ودائعهم )) التى تصل إلى (( ‪20‬‬
‫‪)) %‬‬

‫فى عام ‪ 1997‬قامت الحكومة ب حملة إعتقال (( كبار جامعى األموال فى سوريّا )) مع التصريح ب قيام ‪ 133‬ألف مواطن سورى قاموا‬
‫رقم ‪ 19‬صفحة ‪196‬‬ ‫ب (( إيداع أموالهم لدى جامعى األموال بمجموع مبلغ ‪ 15‬مليار ليرة سوريّا = ‪ 300‬مليون دوالر ))‪،‬‬

‫الكثر من السوريّين يدّخرون أموالهم فى (( صناديق اإلدّخار )) التى يبلُغ عدد أعضا ُءها العشرات ُربّما المئات و التى تستثمر أموالها فى‬
‫رقم ‪ 20‬صفحة ‪196‬‬ ‫(( نشاطات العقارات " شراء مساكن أومصانع صغيرة " )) على أن ّ‬
‫توزع األرباح على األعضاء‪،‬‬

‫صة األجنبيّة )) ُمحدّدا ً‬ ‫شار‪ ،‬قرارا ً ي ّ‬


‫ُنظم (( عمل البنوك الخا ّ‬ ‫فى ‪ 25‬آيار ‪ 2000‬أصدر (( وزير الماليّة‪ ،‬مح ّمد العمادى )) بضغط من ب َّ‬
‫توا ُجدها فى (( المناطق ال ُح ّرة )) م ّما أتاح الفُرصة ل (( البنك األوروبّى ‪ -‬اللبنانى للشرق األوسط )) للحصول على موافقة (( إفتتاح فرع‬
‫له فى منطقة التجارة ال ُح ّرة بالقُرب من دمشق )) فى أكتوبر ‪2000‬‬

‫صة )) فى سوريّا فى ديسمبر ‪ 2000‬لتشجيع‬ ‫شار بالضغط على (( القيادة القُطريّة لحزب البعث )) للسماح بإنشاء (( بنوك خا ّ‬ ‫قام ب َّ‬
‫ال ُمستثمرين فى (( القطاعين الخاص و العام )) ثُم إقامة (( مجلس المال و اإلئتمان )) فى آذار ‪ 2002‬من أجل (( اإلشراف على إقامة و‬
‫صة فى ُكل‬‫إدارة البنوك )) م ّما ساهم فى سن قانون (( الحصانة البنكيّة )) الذى أعلنت الحكومة فى أعقابُه ب السماح فى إنشاء (( بنواك خا ّ‬
‫أرجاء سوريّا )) فى نيسان ‪،2002‬‬

‫على الرغم من قيام بنوك و شركات من دول الخليج و لبنان بتقجيم ما يفوق ال (( ‪ 30‬طلب )) تج ّمعت فوق طاولة الحكومة‪ّ ،‬إال أنّه لم تتم‬
‫األول فى سوريّا ّإال فى أكتوبر ‪ (( 2003‬بنك سوريّا ‪ -‬المهجر )) و الذى إفتُتح فى يناير‬
‫الموافقة على السماح بإنشاء البنك الخاص ّ‬
‫غرفة تجارة دمشق )) فى منصب (( ُمديرا ُ للبنك ))‬ ‫ّ‬
‫الشالح‪ ،‬مدير ُ‬ ‫‪ ،2004‬مع تعيين (( راتب‬

‫قررت الحكومة إقامة (( بورصة )) فى شباط ‪ ،2001‬بعد القرار الذى إتّخذتُه (( القيادة القُطريّة ل حزب البعث )) فى ديسمبر ‪2000‬‬
‫ّ‬

‫‪ )-1‬اإلقتصاد فى عهد حافظ األسد ‪::‬‬

‫على الرغم من (( إنكار الحكومة السوريّا )) من (( زيادة األ ُ ّميّة )) فى الفترة األخيرة‪ ،‬إال أ ّنهُ تُشير إحصاءات (( اليونيسكو )) إلى وصول‬
‫نسبة األ ُ ّميّة إلى (( ‪ )) 10%‬بجانب إحصاءات (( غير رسميّة )) تصل النسبة إلى (( ‪ )) 30%‬و تتر ّكز بشكل خاص فى (( القرويّين ))‬
‫س ّكان سوريّا‬
‫الذين يُش ّكلون (( ‪ُ )) 2/1‬‬

‫تترواح نسبة من (( ال )) يعرفون (( القراءه و الكتابة )) ‪ 25%‬من (( اإلناث )) و ‪ %5‬من (( الذكور )) الذيت تتراوح أعمارهُم بين ‪15‬‬
‫و ‪ 24‬عاما ً‬
‫اإلقتصاد السورى فى بداية األلفيّة الجديدة‬

‫‪The collapsing of Syrian economy‬‬

‫تراجع الدخل الوطنى للفرد بنسبة الثُلثين من ‪ 1600 - 1400‬دوالر للفرد فى بداية الثمانينات إلى ‪ 1030‬دوالر للفرد فى عام ‪ 1995‬و‬
‫حوالى ‪ 700‬دوالر للفرد فى بداية سنوات األلفين‬

‫‪Hafiz al-Asad's Socio-Economic Legcy: The balance of achievements & failures‬‬

‫‪ )-2‬التسعينيّات ‪ -‬قضيّة حظ ‪::‬‬

‫ُ‬
‫التوازن‬ ‫إنجرف اإلقتصاد السورى فترة (( الثمانينات )) إلى أزمة شديدة فى أعقاب (( زيادة نفقات الجيش )) بسبب قرار األسد بتحقيق ((‬
‫اإلستراتيجى مع إسرائيل )) م ّما أدّى إلى (( ترا ُجع فائض العمليّة األجنبيّة فى سوريّا إلى بضع عشرات من ماليين الدوالرات ‪ +‬ترا ُجع‬
‫‪ %10‬من ُمجمل الناتج المحلّى ‪ +‬تض ُّخم مالى يبلُغ ال ‪)) %60‬‬

‫!? ‪What's behind Syria's current economic problems‬‬

‫لكن بعد إكتشاف حقول (( النفط )) فى (( شرق سوريّا )) و البدأ بشكل ُمنتظم فى اإلنتاج النفطى بداية التسعينيّات‪ ،‬إنتعش اإلقتصاد‬
‫السورى ب (( ‪ 4‬مليار دوالر )) فى خزينة الدولة سنويّا ً‬

‫تراجعت اسعار النفط فى ‪ 1998‬بشكل كبير‪ ،‬م ّما أدّى إلى (( ترا ُجع مداخيل سوريّا من النفط إلى ‪ )) %30‬بجانب فترة (( الجفاف الشديدة‬
‫)) التى ضربت سوريّا عام ‪ُ 1999‬منذ فرة جفاف ‪ 1958‬م ّما أدّى إلى (( ترا ُجع المحاصيل الزراعيّة بنسبة ‪ ،)) %40 - 30‬مثال ‪(( ::‬‬
‫تراجع محصول القمح من ‪ 4.2‬مليون طن إلى ‪ 1.1‬مليون طن ))‬

‫من األسباب الجوهريّة التى أدّت إلى (( إنسحاب سوريّا من الصندوق العربى ال ُموحّد ‪ )) 1961 - 1958‬كان فترة (( الجفاف ال ُمتواصل‬
‫)) التى أدّت إلى (( أزمة إقتصاديّة خانقة )) ساهمت فى ترا ُجع حماس سوريّا فى اإلنضمام إلى اإلتّحاد‬

‫فقرر حافظ األسد تخصيص الدخل (( اإلضافى‬‫جاءت البُشرى للسوريّين حول (( إرتفاع سعر النفط )) إلى (( الضعف )) عام ‪ّ 1999‬‬
‫الغير ُمتو ّقع )) فى شراء وسائل قتاليّة ُم ّ‬
‫تطورة من (( اإلتّحاد السوفييت )) مثلما فعل ب أموال ال ُمساعدات التى حصل عليها فترة حرب‬
‫الخليج )) فى شراء صواريخ أرض ‪ -‬أرض من (( كوريا الشماليّة ))‬

‫‪ )-2‬التحدّى اإلقتصادى أيّام ب ّشار ‪::‬‬

‫أ‪ )-‬التحدّى الدي ُمغرافى‬

‫كانت نسبة (( التكاثُر الطبيعى )) فى سوريّا من (( أعلى )) النسب فى العالم (( ‪ 3.5% - 3.3‬فى العالم )) فى فترة ‪1994 - 1981‬‬

‫س ّكانى )) إلى ‪ %2.7‬فى فترة ‪1999 - 1994‬‬


‫تراجع ُمعدّل (( النمو ال ُ‬

‫مرة أُخرى إلى ‪ %2.5‬فى عام ‪2000‬‬


‫س ّكانى )) ّ‬
‫تراجع ُمعدّل (( النمو ال ُ‬

‫يظل ُمعدّل (( التكاثُر ال ُ‬


‫س ّكانى‪ُ ،‬مرتفعا ً )) فى المناطق (( النائيّة )) بنسبة ‪%5.4‬‬

‫سجّل فى ُمحافظة (( درعا )) بنسبة ‪ُ ،%4.5‬مقابل النسبة (( ال ُمتدنّية )) فى ُمحافظة (( دمشق )) ب ‪ %1.9‬فقط فى العام‬ ‫ُ‬
‫حيث ُ‬

‫كما أُعلن من (( دمشق )) على (( ترا ُجع )) نسبة (( خصوبة المرأة السوريّا )) بحدّة من ‪ 8.5‬مولود بالمتوسّط فى (( السبعينيّات )) إلى‬
‫‪ 6.1‬مولود عام ‪ 1980‬إلى ‪ 4.7‬مولود عام ‪ 1994‬إلى ‪ 2.99‬مولود عام ‪2000‬‬

‫سجّل (( إرتفاع )) ُمتوسّط سن (( الزواج )) لدى (( اإلناث )) من ‪ 21.4‬إلى ‪ 25.1‬بينما (( إرتفع )) عند (( الرجال )) من ‪25.7‬‬
‫كما ُ‬
‫إلى ‪ 28.9‬سنة‬

‫ب‪ )-‬تنظيم األُسرة أقل م ّما يجب و ُمتأ ّخر أكثر من الالزم‬

‫شار خطوات ج ّديّة تفرض تنظيم األُسرة ال تقتصر فقط على اإلرشادات اإلعالميّة عن طريق إصدار قانون فى آيار ‪ 2002‬ي ّ‬
‫ُنظم‬ ‫إتّخذ ب َّ‬
‫األول ‪ 300‬ل‪.‬س فى الشهر‪ 6 ،‬دوالرات )) فيما‬
‫صصات األطفال و إجازة الوالدة‪ ،‬حيث نص القانون على أن يتقاضى (( الولد ّ‬ ‫توزيع ُمخ ّ‬
‫يتقاضى (( الولد الثانى ‪ 200‬ل‪.‬س فى الشهر‪ 4 ،‬دوالرات )) فيما يتقاضى (( الولد الثالث‪ 100 ،‬ل‪.‬س فى الشهر‪ 2 ،‬دوالر ))‪ ،‬بعد ذلك‬
‫يتقاضى ُكل ولد ‪ 25‬ل‪.‬س (( ‪ 50‬سنتا ً )) على (( ّأال )) تنتقل ُمخ ّ‬
‫صصات األطفال من ولد آلخر فى حالة وفاة أحدهُم‪ ،‬بجانب تحديد إجازة‬
‫األول )) تصل إلى ‪ 120‬يوماً‪ ،‬أ ّمل ال (( طفا الثانى )) تصل إلى ‪ 90‬يوما‪ ،‬أ ّما ال (( طفل الثالث )) تصل إلى ‪75‬‬
‫ً‬ ‫الوالدة لل (( طفل ّ‬
‫يوما ً‬

‫ج‪ )-‬نمو سلبى فى اإلقتصاد ‪::‬‬

‫تراجع الناتج المحلّى بنسبة ‪ %2‬بدءا ً من عام ‪ 1999‬إلى أن عاد لإلرتفاع بحوالى ‪ %1.5‬عام ‪ 2002‬و ‪ %3‬عام ‪2003‬‬

‫س ّكانى الذى بلغ ‪ %2.7‬فى العام و أكثر‬


‫بلغ النمو اإلقتصادى نحو ‪ %0.6‬و ‪ %1.7‬فى الفترة ‪ 2001 - 2000‬و فى ُمعادل النمو ال ُ‬

‫يقف حجم التض ُّخم فى اإلقتصاد السورى عند ‪ %3 - %1‬فى العام‬

‫بلغ حجم (( الديون الخارجيّة )) السوريّا حوالى ‪ 22 - 21‬مليار دوالر منها ‪ 12‬مليار دوالر فقط ديون ل (( اإلتّحاد السوفييت السابق ))‬

‫فيما ي ُخص (( التجارة الخارجيّة )) فى عام ‪ 1990‬بلغ حجم (( التصدير ‪ 3.009‬مليار دوالر )) بينما بلغ حجم (( اإلستيراد ‪ 2.080‬مليار‬
‫دوالر ))‬

‫فى عام ‪ 1998‬بلغ حجم (( التصدير ‪ 3.142‬مليار دوالر )) بينما بلغ حجم (( اإلستيراد ‪ 4.201‬مليار دوالر ))‬

‫كان ُممكن ل بدأ (( ترا ُجع )) إستخراج النفط بنسبة ‪ %5‬فى ُكل عام أن يُش ّكل خطورة لوال قيام (( العراق )) بتزويد (( سوريّا )) ب‬
‫حوالى ‪ 200 - 150‬برميل يوميّا ً لإلستخدام المحلّى (( قبل )) إحتالل العراق فى نيسان عام ‪2003‬‬
‫رقم ‪ 48‬صفحة ‪211‬‬

‫د‪ )-‬إنيار البنى التحتيّة‪ ،‬شبكة الخدمات اإلجتماعيّة‬

‫بعد إنهيار (( سد زيزون )) فى منطقة (( سهل الغاب )) ب (( ريف ُحماه )) تم إلقاء القبض على (( وزير الرى‪ ،‬عبد الرحمن المدنى ))‬
‫إال أن تم (( تبرءتُه )) ل عدم توافر األدلّة مع (( إدانة ال ُمتع ّهد الذى بنى السد بإستخدام مواد بناء غير صالحة )) ‪ (( +‬حبس ال ُمهندسين و‬
‫وظفين الصغار بين ‪ 15 - 8‬عاما ً )) باإلضافة إلى (( غرامات ماليّة )) ضخمة‬ ‫ال ُم ّ‬

‫ه‪ )-‬الهجرة ال ُمتسارعة من الريف إلى المدينة‬

‫س ّكانيّة فى (( ال ُمدُن )) من ‪ %37‬عام ‪ 1960‬إلى ‪ %43‬عام ‪ 1970‬إلى ‪ %55‬عام ‪2000‬‬


‫إرتفعت نسبة الزيادة ال ُ‬

‫فى آيار ‪ 2002‬تم نشر بحث يُفيد بزيادة عدد قاطنى (( العاصمة دمشق )) من ‪ 528,862‬مواطن عام ‪ 1960‬إلى ‪ 5.5‬مليون مواطن‬
‫س ّكانيّة‬
‫عام ‪ 2002‬بينما يد ُخل إلى المدينة ‪ 1.1‬مليون مواطن (( ُكل يوم )) لضرورات العمل و قضاء الحاجة‪ ،‬كما وصلت (( الكثافة )) ال ُ‬
‫غرفة داخل أبنية (( غير ُمر ّخصة‬ ‫فى األحياء (( الفقيرة )) إلى حوالى ‪ 70,000‬نسمة فى الكيلومتر ال ُمربّع الواحد‪ ،‬أى ‪ 4 - 3‬شخص فى ُ‬
‫))‬

‫و‪ )-‬البطالة ال ُمستشرية ‪::‬‬

‫نسبة البطالة بلغت ‪ %9‬عام ‪ 1999‬إرتفعت إلى ‪ %9.5‬عام ‪ 2000‬أى ‪ 440000‬عاطل عن العمل‪،‬‬

‫فى صيف ‪ ،2003‬إعترف ُمتحدّثون رسميّون أن عدد العاطلين عن العمل يبلُغ ‪ 800000‬شخص أى حوالى ‪ %20‬من القُوى العاملة فى‬
‫سوريّا‪ ،‬و التى بلغت ‪ 5.5‬مليون شخص بشكل خاص فى منطقة (( العلويّين ‪ +‬الجزيرة ‪ +‬جنوب سوريّا )) مثال ‪ %20,5 (( ::‬فى‬
‫طرطوس ‪ %15,7 +‬فى السويداء )) بينما نسبة البطالة حول (( مراكز ال ُمدُن الكبيرة )) أقل نسب ّيا ً حوالى ‪ %7.5‬فقط‬

‫‪ %70‬من العاطلين هُم من سن ‪ 24 - 15‬عاماً‪ ،‬و أن أغلبيّتهم (( ‪ )) 51%‬يسكنون فى المناطق (( القرويّة )) باألخص أولئك الشباب ((‬
‫تسربين من اإلعداديّة )) ُمقابل (( ‪ %10‬إلى ‪ %15‬من‬ ‫الغير ُمثقّف ‪ %43 ::‬من ال ُم ّ‬
‫تسربين من المدارس اإلبتدائيّة ‪ %23 +‬من ال ُم ّ‬
‫خريجى الجامعات ))‬
‫ّ‬

‫ّ‬
‫الخطة الخمسيّة )) ل ُمكافحة البطالة بمبلغ ‪ 50‬مليار ليرة (( مليار دوالر )) و التى تهدف إلى خلق‬ ‫سلطة تم إقرار ((‬ ‫مع صعود ب َّ‬
‫شار إلى ال ُ‬
‫‪ 432,000‬فُرصة عمل حتّى عام ‪،2005‬‬

‫حسب كتاب الحكومة السنوى‪ ،‬تُوفّر الحكومة من ‪ 50‬إلى ‪ 60‬ألف فُرصة عمل فى الوظائف الحكوميّة الغير ُمنتجة‬

‫هام ‪VII‬‬
‫ز‪ )-‬خطوات ّأوليّة ‪ ::‬صفحة ‪ 216‬إلى صفحة ‪220‬‬

‫ط‪ )-‬اإلنترنت و الكمبيوتر ‪::‬‬

‫عارضت األجهزة (( األمنيّة )) ُمقترح الدبلوماسى (( الغربى )) أثناء لقا ُءه مع (( حافظ األسد )) عام ‪ 1995‬بخصوص‬
‫(( إدخال اإلنترنت إلى سوريّا ))‬

‫على مدى فترة (( الثمانينات ))‪ ،‬قام النظام السورى ب (( منع الشركات )) من إستخدام (( الفاكس )) حتّى و لو لألغراض (( التُجاريّة و‬
‫العا ّمة )) إلى أن إشترى أجهزة (( رصد )) تُتيح لألجهزة (( األمنيّة )) رصد و تعقُّب مضمون الرسائل فقام بالسماح بشراء جهاز الفاكس‬
‫بعد وجد صعوبة فى (( منع تهريبُه من لبنان )) بشرط دفع (( رسم مالى كبير ))‬

‫قام (( بسال األسد )) بإفتتاح (( الجمعيّة المعلوماتيّة السوريّا )) عام ‪ 1991‬و التى حدّدت هدفها ب (( زيادة اإلنفتاح على الكمبيوتر و‬
‫اإلنترنت فى سوريّا ))‪ ،‬صفحة ‪ 224‬إلى صفحة ‪228‬‬

‫ى‪ )-‬الهواتف النقّالة ‪::‬‬

‫وفق تقدير (( اإلتّحاد الدولى لإلتّصاالت )) اليزال فى سوريّا حوالى (( ‪ 3‬ماليين )) شخص ينتظرون تركيب‬
‫(( هاتف عادى فى منازل ُهم ))‪ ،‬رقم ‪ 95‬صفحة ‪229‬‬

‫فى بداية سنوات ال ‪ُ 2000‬وجد كثير من (( السوريّين )) يستخدمون الهواتف النقّالة من إنتاج (( لبنان )) أو من إنتاج (( تُركيا )) فى‬
‫شمال سوريّا‬

‫و قد نُشرت ال ُمناقصات إلقامة شبكات لإلتّصاالت للهواتف النقّالة‪ ،‬فازت فى العطاءات شركتى (( سيرياتيل )) ‪ (( +‬سبيس تيل ))‬

‫شركة (( سيرياتيل )) هى عُبارة عن شراكة بين (( شركة دريكس تيكنولوجى )) التى يملُكها (( رامى مخلوف )) و شركة (( أوراسكوم‬
‫تيلي كوم )) ذات األصل (( المصرى )) قبل أن يتم (( فسخ الشراكة )) و إحالل شركة (( سيلوتيل )) محل الشركة المصريّة مع (( تجميد‬
‫ُكل ُممتلكات أوراسكوم فى سوريّا إستنادا ً إلى أمر المحكمة بدون اللجوء إلى حق النقد مع دفع غرامة ماليّة م ّما أدّى إلى تعكير العالقات بين‬
‫القاهرة و دمشق ))‬

‫الشريك األكبر فى شركة (( سبيس تيل )) هى عائلة (( ميقاتى اللبنانيّة )) التى تملُك شركة (( أونيست كوم )) التى تعمل فى (( لبنان ))‬
‫بجانب عمل (( والد العائلة‪ ،‬نجيب ميقاتى‪ ،‬وزيرا ً لإلتّصاالت فى بيروت ُمنذ عام ‪)) 2000‬‬

‫حدّد قرار وزارة اإلتّصاالت فى شباط ‪ 2001‬ب وجوب دفع ‪ 60,000‬ليرة سوريّا (( ‪ 1200‬دوالر )) ّ‬
‫لمرة واحدة من أجل اإلشتراك فى‬
‫إحد شبكات التليفون النقّال ‪ 2400 +‬ليرة (( ‪ 50‬دوالر )) رسم لإلستخدام الدائم‬

‫وصل عدد (( الصحون الالقطة )) عام ‪ 2002‬إلى مئات اآلالف ُربّما إلى مليون بنسبة (( ‪ )) 90%‬من (( المنازل فى دمشق )) تمتلك‬
‫لواقط كهذه‬

‫حيث أصدر (( وزير الماليّة )) أمرا ً فى تموز ‪ 2002‬بأنّهُ على ُكل من‬
‫ُ‬ ‫قررت الحكومة (( تبيض )) إستخدام (( الصحون الالقطة ))‬ ‫ّ‬
‫سلطات األمنيّة ب مواصفاتُه الفنّيّة ‪ +‬دفع رسوم ‪ 1000‬ليرة سوريّا )) مع عدم غياب‬ ‫يرغب فى تركيب صحن القط أن (( يتقدّم إلى ال ُ‬
‫هرب من لبنان )) يبلُغ ‪ 3000‬ليرة‬ ‫حقيقة أن سعر الستااليت (( ال ُم ّ‬

‫‪----------------------------------------------‬‬
‫‪----------------------------------------------‬‬

‫القسم الثالث‬

‫السياسة الخارجيّة السوريّا فى عهد ب َّشار األسد‬

‫‪------------------------------‬‬

‫الفصل السادس‬

‫ب ّ‬
‫شار على الصعيدين العربى و الدولى‬
‫‪------------------------------‬‬

‫‪ )-2‬سنوات التسعينيّات بين الشرق و الغرب ‪:‬‬

‫إنهارت نظريّة (( األمن القومى السورى )) بعد إنيار اإلتّحاد السوفييت ب ُم ّ‬


‫كونيها ‪::‬‬

‫أ‪ )-‬بذل الجهد للحصول على قُدرة عسكريّة ُمستقلّة فى مواجهه إسرائيل‬

‫ب‪ )-‬اإلعتماد على " المظلّة السوفييتيّة " فى حال ُّ‬


‫تعرض سوريّا للتهديد من قِ َبل إسرائيل أو أميركا‬

‫‪ )-3‬ب َّ‬
‫شار ‪ -‬خطوات ّأوليّة ‪::‬‬

‫إتّضح أنّهُ من بين (( السفارات السوريّا )) البالغ عددها (( ‪ )) 62‬فى كافّة أرجاء العالم‪ ،‬بقى ُ‬
‫سفراء عاملون فى (( ‪ )) 6‬منها فقط وقت‬
‫سلطة‬ ‫صعود ب َّ‬
‫شار إلى ال ُ‬

‫أ‪ )-‬قام ب َّ‬


‫شار بتعيين‬

‫(( تُركى صقر‪ ،‬رئيس تحرير صحيفة البعث )) فى منصب‬


‫(( سفير سوريّا فى طهران ))‬

‫ب‪ )-‬قام ب َّشار بتعيين‬

‫(( مح ّمد خير الوادى‪ ،‬رئيس تحرير صحيفة تشرين ))‬


‫فى منصب (( سفير سوريّا فى بكين ))‬

‫ج‪ )-‬قام ب َّ‬


‫شار بتعيين‬
‫(( صبا ناصر‪ ،‬نائبة وزير الخارجيّة )) فى منصب (( سفيرة سوريّا فى باريس ))‬

‫‪ )-4‬ب َّ‬
‫شار و العالم العربى ‪ :‬من إنتفاضة األقصى إلى الحرب على العراق‬

‫أ‪ )-‬سوريّا و مصر ‪::‬‬

‫تميّزت العالقات (( المصريّة ‪ -‬السوريّا )) دوما ً ب (( التوتُّر ‪ -‬الريبة ‪ -‬عدم الثقة )) بسبب ‪::‬‬
‫(( إنسحاب سوريّا من الجمهوريّة العربيّة ال ُمتّحدة ‪ +‬سلوك سوريّا عشيّة حرب األيّام الستّة و خاللها ‪ +‬خيانة مصر ل سوريّا فى حرب‬
‫الغُفران ‪ +‬توقيع مصر ل ُمعاهدة سالم مع إسرائيل عام ‪)) 1979‬‬

‫إنضم ب َّ‬
‫شار إلى ُمعسكر (( الرفض العربى )) إثر إندالع (( إنتفاضة األقصى )) فى أكتوبر ‪ 2000‬م ّما أدّى إلى (( قطع العالقات المصريّة‬
‫السوريّا ))‬

‫شار إلى ُمعسكر (( الرفض العربى )) إثر ُمحاولة (( الدول العربيّة )) اإلنضمام إلى (( التحالُف األميركى ‪ -‬البريطانى )) من أجل‬
‫إنضم ب َّ‬
‫غزو (( العراق ))‬

‫قام سالح (( الجو اإلسرائيلى )) فى ‪ 5‬أكتوبر ‪ 2003‬بإستهداف (( ُمعسكر التدريب الفلسطينى )) بالقُرب من (( دمشق ))‪،‬‬
‫صفحة ‪ 248‬إلى صفحة ‪255‬‬

‫ب‪ )-‬سوريّا و السعوديّة و الخليج‪ ،‬صفحة ‪ 255‬إلى صفحة ‪257‬‬

‫ج‪ )-‬سوريّا و الفلسطينيّون ‪::‬‬

‫نظمات الرفض منها ‪ (( ::‬الجهاد‬‫إلى جانب (( المكاتب اإلعالميّة ل حركة حماس ))‪ ،‬توجد فى (( العاصمة دمشق )) قيادات عدد من ُم ّ‬
‫اإلسالمى بقيادة رمضان شلّح ‪ +‬الجبهه الشعبيّة لتحرير فلسطين ‪ -‬القيادة العا ّمة بقيادة أحمد جبريل ‪ +‬اإلقامة الدائمة ل نايف حواتمة قائد‬
‫الجبهه الدي ُمقراطيّة لتحرير فلسطين ‪ +‬جورج حبش‪ ،‬األمين العام الشابق للجبهه الشعبيّة لتحرير فلسطين ))‪،‬صفحة ‪ 257‬إلى صفحة‬
‫‪263‬‬

‫شار‪ ،‬الواليات ال ُمتّحدة‪ ،‬و الحرب ضد اإلرهاب و فى العراق‬


‫‪ )-5‬ب َّ‬
‫(( إمتنع )) الرئيس األميركى (( بيل كلينتون )) عن ال ُمشاركة فى تشييع ُجثمان (( حافظ األسد )) حسب رغبة (( ُمساعديه و ُمستشاريه ))‬
‫مع اإلكتفاء بإرسال (( وزيرة الخارجيّة‪ ،‬مادلين أولبرايت )) وفقا ً لتصريحات (( ُمصطفى طالس ))‬

‫فى أعقاب إندالع (( إنتفاضة األقصى )) و إستئناف نشاطات (( حزب هللا )) على الحدود (( السوريّا ‪ -‬اإلسرائيليّة )) فى أكتوبر ‪،2000‬‬
‫شار بنوع من (( عدم اإلكتراث ))‪،‬‬‫تم الرد على الطلب (( األميركى بوجوب التهدئة )) من قِ َبل ب َّ‬

‫شار )) و مسؤولين أمريكيّين (( وزيرة الخارجيّة‪ ،‬مادلين أولبرايت )) فى مدينة ((‬ ‫كان اللقاء الشخصى األ ّول بين مسؤولين سوريّن (( ب َّ‬
‫شار ُمعاملة الوزيرة األمريكيّة ب (( إستخفاف )) مع ((‬ ‫ف بحوار (( الطرشان )) حيث عاود ب َّ‬ ‫ص َ‬
‫الرياض )) بتاريخ أكتوبر ‪ 2000‬قد ُو ِ‬
‫عقِد بعد ((‬
‫رفض طلب واشنطن بضرورة قيام سوريّا بالضغط على حزب هللا من أجل التهدئة على الحدود اللبنانيّة ‪ -‬اإلسرائيليّة )) و الذى ُ‬
‫الق ّمة العربيّة فى القاهرة ))‬

‫(( إمتنعت )) أميركا عن إدانة قصف سالح (( الجو اإلسرائيلى )) ل موقع (( رادار سورى ب لبنان )) فى نيسان و تموز ‪ 2001‬ر ّدا ً‬
‫عل ى هجوم (( حزب هللا )) على مواقع الجيش العبرى فى (( مزارع شبعا‪ ،‬جبل دوف ))‬

‫فى خريف ‪ 2000‬بدأ (( العراقيّون )) ب (( تصدير النفط )) إلى (( سوريّا )) عبر (( خط النفط كركوك ‪ -‬بانياس )) ُمنذ إغالقُه عام‬
‫‪ ،1982‬مع ُمماطلة (( سوريّا )) على طلب (( العراق )) عام ‪ 1997‬بإعادة فتح الخط مع إمكانيّة مد خد أنبوب جديد يُم ّكن من (( زيادة‬
‫ك ّميّة النفط التى يستطيع العراق تصديرها فى ال ُمستقبل عبر سوريّا ))‪ ،‬بحجم تراوح بين ‪ 150,000‬إلى ‪ 200,000‬برميل يوميّاً‪ ،‬الذى‬
‫بيع بسعر (( ُمنخفض )) إلى سوريّا لل (( إستهالك المحلّى ))‪ ،‬األمر الذى م ّكن (( دمشق )) من زيادة ك ّميّة النفط من إنتاجهم و‬
‫شار بتوضيح األمر إلى (( وزير الخارجيّة األميركى‪ ،‬كولن باول )) ثُم إلى (( بوش اإلبن‬ ‫صصة للتصدير‪ ،‬األمر الذى إستدعى قيام ب َّ‬‫ال ُمخ ّ‬
‫)) إن ضخ النفط العراقى يأتى ضمن (( الفحص التقنى لخط النفط الذى أُغلق حوالى عقدين‪ ،‬و أ ّنهُ عندما تنتى عمليّة فحص الخط‪ ،‬سيُصار‬
‫إلى وقف تدفُّق النفط )) حسب (( العقوبات اإلقتصاديّة المفروضة على العراق من قِبَل األُمم ال ُمتّحدة ))‬

‫ى ‪ 11‬سبتمبر‪ ،‬و بالفعل قد وصل إلى (( سوريّا )) فى بداية‬ ‫أعلن ب َّ‬


‫شار إستعدا ُد لتقديم ال ُمساعدة ل إدارة بوش فى جهودها للكشف عن إرهاب ّ‬
‫‪ (( 2002‬عُمالء أمريكيّون )) للتحقيق فى موضوع عناصر (( بن الدن )) الذين أقاموا فى (( سوريّا )) أو الذين كانوا على عالقة ب ((‬
‫سوريّين )) من بينهم ‪ (( ::‬مح ّمد عطا‪ ،‬ترأّس ُمنفّذى العمليّات فى ‪ (( + )) 9/11‬مأمون الدركزلى‪ ،‬من بين الكادر المالى فى القاعدة‪،‬‬
‫سورى األصل أُعتُقل فى ألمانيا )) ‪ (( +‬مح ّمد حيدر زمان‪ ،‬ألمانى من أصل سورى‪ ،‬مسؤول عن تجنيد مح ّمد عطا فى القاعدة ))‬
‫رقم ‪ 64‬صفحة ‪270‬‬

‫رسالة (( بوش اإلبن )) إلى الرئيس السورى (( ب َّ‬


‫شار )) ب ُمناسبة (( عيد األضحى ))‪ ،‬رقم ‪ 65‬صفحة ‪270‬‬

‫أقامت (( نجوى‪ ،‬زوجة بن الدن‪ ،‬ذات األصل السورى )) مع (( عُمر‪ ،‬إبن بن الدن )) و العديد من أبناء العائلة فى مدينة (( الالذقيّة ))‬
‫حتّى سبتمبر ‪2001‬‬

‫كما أُفيد فى تقرير نُشر فى وسائل (( اإلعالم اإلسرائيليّة )) بأن السوريّين سمحوا ل (( ‪ 150‬من نُشطاء التنظيم باإلقامة فى ُمخيّمات‬
‫الالجئين فى لبنان )) بعد سقوط (( أفغانستان )) فى أيد (( األمريكان ))‪ ،‬رقم ‪ 66‬و ‪ 67‬صفحة ‪271‬‬

‫ُمنذ أن سلّم (( ُمساعد وزير الخارجيّة‪ ،‬ويليام بيرنز )) قائمة تتض ّمن (( عماد ُمغنية ‪ 2 +‬من نُشطاء حزب هللا )) إلى ب َّ‬
‫شار األسد‪ ،‬سارع‬
‫السوريّين إلى (( نفى )) أن يكون فى حوزتهم أيّه معلومات عن مكان توا ُجد (( ُمغنية و أصدقا ُءه ))‬

‫صرح (( رئيس لجنة اإلستخبارات فى مجلس الشيوخ األميركى فى واشنطن‪ ،‬بيل غراهام )) الذى زار سوريّا فى شتاء ‪ 2002‬و إلتقى‬ ‫ّ‬
‫شار لدى عودتُه إلى واشنطن ‪ (( ::‬سوريّا قد تعاونت فى ُمكافحة اإلرهاب مع أميركا‪ ،‬إال أ ّنهُ ال يُمكن اإلنكار بأنّها تُش ّكل مصدرا ً لعدد من‬‫ب َّ‬
‫نظمات الفلسطينيّة فى سوريّا و لبنان ))‬ ‫المشاكل فى مجال اإلرهاب التى نواجهها‪ ،‬مع ضرورة ضرب قواعد حزب هللا و ال ُم ّ‬
‫رقم ‪ 69‬صفحة ‪272‬‬

‫القوة ضد سوريّا بسبب‬


‫سمعت تهديدات من ِقبَل (( ُمساعد وزير الخارجيّة‪ ،‬ريتشارد أرميتاج )) حين قال ‪ (( ::‬ال يستبعد إستخدام ّ‬ ‫كما ُ‬
‫رقم ‪ 70‬و ‪ 71‬صفحة ‪272‬‬ ‫دعمها لل ُم ّ‬
‫نظمات الفلسطينيّة ))‪،‬‬

‫بدأ مسؤولين أمريكيّين من (( المحور ال ُمتشدّد )) من ضمنهم (( وزير الدفاع‪ ،‬دونالد رامسفيلد )) ب ُمهاجمة سوريّا بسبب مواصلة تسلُّحها و‬
‫صة السالح (( الكيماوى و البيولوجى ))‪ ،‬رقم ‪ 74‬صفحة ‪273‬‬ ‫تطورة و غير تقليديّة‪ ،‬خا ّ‬
‫تطوير أسلحة ُم ّ‬

‫طرح (( الكونجرس‪ ،‬ذو الخط ال ُمتشدّد )) للنقاش فى صيف ‪ 2002‬بضغط من (( اللوبى اإلسرائيلى فى أميركا‪ ،‬األيباك )) ‪ (( +‬اللوبى‬
‫اللبنانى ال ُمعادى ل سوريّا فى أميركا )) قانون (( ُمحاسبة سوريّا )) الذى شمل ‪ (( ::‬حظر إقامة عالقة أكاديميّة مع مؤسّسات تعليميّة و‬
‫ثقافيّة سوريّا مع الحد من دخول مواطنين سوريّين إلى أميركا حتّى و لو ألغراض الدراسة أو البحث العلمى ))‬
‫و من ال ُمهم اإلشارة إلى أن النقاش فى (( الكونجرس )) دار (( بعد )) حوارا ً سوريّا ً ‪ -‬أمريكيّا ً برئاسة (( إدوارد جريجيان‪ ،‬سفير أميركا‬
‫شار فى آيار ‪ 2002‬ب (( بوسطن )) ثُم‬ ‫األول ب ُمباركة ب َّ‬
‫حيث جرى اللقاء ّ‬ ‫ُ‬ ‫السابق فى سوريّا و رئيس معهد جيمس بيكر فى بوسطن ))‪،‬‬
‫ّ‬
‫عُقد لقاء آخر فى (( دمشق )) بين الحانب السورى ال ُمتمثّل ب (( وليد المعلم‪ ،‬نائب وزير الخارجيّة و سفير سوريّا السابق فى أميركا )) ‪+‬‬
‫شار )) و بين الجانب األميركى ال ُمتمثّل ب (( ويليام بيرنز‪،‬‬ ‫(( ُرستم ُزعبى‪ ،‬سفير سوريّا فى أميركا )) ‪ (( +‬بُثينة شعبان‪ُ ،‬مترجمة ب َّ‬
‫ُمساعد وزير الخارجيّة )) لكن اللقاء على الرغم من (( الصراحة و الحميميّة )) إال أ ّنهُ (( لم يُثمر )) عن شئ‬

‫عارضت (( إدارة بوش )) مشروع اإلقتراح حتّى إن (( بوش )) بعث برسالة إلى عدد من أعضاء (( الكونجرس )) فى صيف ‪،2002‬‬
‫نتصرف بحكمة‪ ،‬و أن نستقصى الخيار األفضل من بين‬
‫ّ‬ ‫تتض ّمن اآلتى ‪ (( ::‬رغم الخالفات الج ّديّة بيننا و بين سوريّا‪ ،‬فإن علينا أن‬
‫رقم ‪ 79‬صفحة ‪274‬‬ ‫ي ))‪،‬‬
‫الخيارات ال ُمتاحة أمامنا لخدمة المصالح األمريك ّ‬

‫لكن فى أعقاب الحرب على (( العراق )) فى صيف ‪ 2003‬بدأت (( إدارة بوش )) بإعطاء الضوء األخضر ل ُمبادرى القانون‪ ،‬حتّى تم ((‬
‫سه‪ ،‬رقم ‪ 80‬صفحة ‪275‬‬ ‫الموافقة )) على القانون فى أكتوبر ‪ ،2003‬و فى ‪ 12‬ديسمبر ‪ 2003‬وقّع عليه (( الرئيس بوش )) بنف ُ‬

‫زارت (( وزارة الخارجيّة األمريكيّة فى واشنطن)) الدكتورة (( بُثينة شعبان )) مع تعيين (( مارغريت سكوبى )) فى منصب (( سفيرة‬
‫أميركا فى سوريّا )) بالتزا ُمن مع توقيع قانون " ُمحاسبة سوريّا "‬

‫فى أكتوبر ‪ 2001‬تم إختيار سوريّا ك (( عُضو غير دائم فى مجلس األمن ل ُمدّة عامين )) ب (( صمت أميركى )) و موافقة ‪ 160‬دولة من‬
‫أصل ‪ 177‬على أمل قيام (( دمشق )) بإظهار خط (( أكثر إعتداالً ))‬

‫(( وافقت )) سوريّا على مشروع قرار أميركى رقم ‪ 1441‬يهدف إلى (( موافقة العراق على السماح بإرسال ُمراقبين دوليّين )) ُمنذ أن‬
‫طرح فى ‪ 8‬نوفمبر ‪ 2002‬على أمل أن يتم (( إحباط أو تأجيل الهجوم األميركى على العراق )) بجانب إثبات بادرة ُحسن نيّة تجاه ((‬ ‫ُ‬
‫سرعان ما إتّضح أن سوريّا تبنّت نهج (( رافضا ً ُجملة و تفصيالً )) الخطوات األمريكيّة حتّى إنّها‬
‫فرنسا ‪ +‬ألمانيا ‪ +‬روسيّا )) و لكن ُ‬
‫نسبت إلى (( واشنطن )) القيام ب (( أجندة خفيّة )) تهدف إلى إقامة نظام أميركى جديد (( يخدم إسرائيل ))‪ ،‬رقم ‪ 84‬صفحة ‪276‬‬

‫إتّهم (( وزير الدفاع األميركى‪ ،‬دونالد رامسفيلد )) سوريّا ب ُمساعدة ال ُجهد (( الحربى العراقى )) عن طريق (( العتاد العسكرى )) بما فى‬
‫ذلك (( المناظير الليليّة )) بجانب إتّهام (( وزير الخارجيّة األميركى‪ ،‬كولن باول )) و ايضا ً (( بوش )) سوريّا ب السماح لل (( ُم ّ‬
‫تطوعين‬
‫الفارين إلى سوريّا )) مع التهديد على إمكانيّة (( ضرب‬
‫ّ‬ ‫العرب ب الوصول إلى العراق )) مع تقديم ال ُمساعدة لل (( مسؤولين العراقيّين‬
‫سوريّا عسكريّا ً فور اإلنتهاء من العراق )) بسبب دعم (( حزب هللا )) و اإلستمرار فى تطوير (( أسلحة كيماويّة و بيولوجيّة ))‬
‫رقم ‪ 100‬و ‪ 101‬صفحة ‪281‬‬

‫إتّهمت مصادر أمريكيّة‪ (( ،‬صدّام حسين )) ب إيداع (( مليارات الدوالرات فى البنوك السوريّا )) قبل إحتالل العراق‪ ،‬األمر الذى دفع‬
‫رقم ‪ 105‬صفحة ‪282‬‬ ‫سوريّا ب (( السماح لل ُمحقّقين األمريكيّين بالقدوم إلى دمشق و التحقيق فى هذا األمر‪،)) ،‬‬

‫بعد قيام ُم ّ‬
‫نظمة (( الجهاد اإلسالمى )) ب ُمهاجمة (( مطعم مكسيم فى حيفا ))‪ ،‬قامت إسرائيل بشن غارات على ُمعسكر تدريب لل ((‬
‫ُ‬
‫فلسطينيّين )) بالقرب من دمشق فى ‪ 6‬أكتوبر ‪ ،2003‬بغطاء و صمت أميركى‬

‫أبدت سوريّا (( موافقتها )) على القرار الذى إتّخذُه (( مجلس األمن )) بُناء على طلب (( أميركى )) فى أواسط أكتوبر ‪ 2003‬فى موضوع‬
‫رقم ‪ 107‬صفحة ‪283‬‬ ‫(( إعادة إعمار العراق ))‪،‬‬

‫شار و دول اإلتّحاد األوروبّى‬


‫‪ )-6‬ب َّ‬

‫(( قاطعت )) سوريّا ُملتقيات الحوار (( األوروبّيّة ‪ -‬ال ُمتوسّطيّة )) التى عُقدت فى (( فالينسيا و برشلونة )) فى عامى ‪ 2000‬و ‪2001‬‬

‫كما (( تعثّر )) توقيع إتّفاقيّة شراكة بشكل نهائى على الرغم من عقد ‪ 11‬جولة حتّى أواخر ‪ 2003‬بسبب تع ُّنت سوريّا فى (( رفض البند‬
‫رقم ‪ 119‬صفحة ‪287‬‬ ‫ال ُمتعلّق بضرورة منع األسلحة الغير تقليديّة ))‪،‬‬

‫كما أن العالقات (( السوريّا ‪ -‬الروسيّة )) لم تتقدّم حتّى بداية ‪ 2005‬على الرغم إستمرار (( روسيّا فى تصدير األسلحة إلى سوريّا ))‬
‫شريطة (( الدفع نقدا ً )) كما قام الرئيس الروسى (( بوتين )) بوعد (( شارون )) وعدا ً قاطعا ً ب (( رفض طلب السوريّين فى شراء‬
‫رقم ‪ 122‬صفحة ‪287‬‬ ‫تطورة من نوع أس ‪ -‬آى ‪ )) 180‬حتّى ال تقع فى أيد (( حزب هللا ))‪،‬‬ ‫صواريخ أرض ‪ -‬جو ُم ّ‬

‫‪ )-7‬سوريّا و محور الشر ‪::‬‬

‫أ‪ )-‬سوريّا و إيران‬

‫قامت (( إيران )) بتقديم ال ُمساعدة ل (( سوريّا )) فى تطوير (( صواريخ أرض ‪ -‬أرض بعيدة المدى )) ‪ (( +‬السالح الكيماوى و‬
‫البيولوجى ))‬
‫ظهر (( خالف )) بين سوريّا و إيران مع إقتراب لحظة الحسم األميركى فى العراق حول الطريقة التى يجب على الدولتين أن تتعامل وفقها‬
‫مع الهجوم‬

‫(( إمتنعت )) إيران عن إدانة الهجوم األميركى بل أظهرت إستعدادها للتعاون مع (( واشنطن )) كما فعلت خالل الغزو األميركى على‬
‫نظان (( طالبان )) فى (( أفغانستان )) بجانب خالف حول قضايا أُخرى مثل ‪ (( ::‬تقسيم العراق إلى ‪ 3‬دويالت ‪ُ ::‬‬
‫س ّنيّة‪ ،‬شيعيّة‪ُ ،‬كرديّة ))‬
‫قررة بتاريخ يناير ‪ 2003‬إلى ‪ 16‬آذار ‪2003‬‬ ‫م ّما أدّى إلى تأجيل زيارة ب َّ‬
‫شار ال ُم ّ‬

‫ب‪ )-‬سوريّا و العراق‬

‫الفارين )) إلى سوريّا فى ُمقدّمتهم ‪ (( ::‬طارق عزيز‪ ،‬نائب الرئيس ‪ّ +‬‬


‫عزت‬ ‫ّ‬ ‫إستقبلت (( دمشق )) العديد من المسؤولين (( العراقيّين )) ((‬
‫رقم ‪ 133‬صفحة ‪292‬‬ ‫نواب الرئيس ))‪،‬‬
‫إبراهيم الدورى و طه يس‪ّ ،‬‬

‫أصدر (( دمشق )) قرارا ً يقضى ب (( منع إصدار ال ُ‬


‫ص ُحف العراقيّة ال ُمعارضة من دمشق ))‪ ،‬رقم ‪ 134‬صفحة ‪292‬‬

‫نُشرت تقارير ب (( إسرائيل )) فى أواخر ‪ 2000‬تُفيد ب (( قيام صدّام بنقل قُ ّوات عسكريّة إلى الحدود السوريّا ‪ -‬العراقيّة‪ ،‬ك خطوة‬
‫تهديديّة ضد إسرائيل بعد زمن قصير من إندالع اإلنتفاضة ))‪ ،‬رقم ‪ 135‬صفحة ‪292‬‬

‫كما نُشرت تقارير ب (( إسرائيل )) فى صيف ‪ 2000‬تُفيد ب (( تعاون عسكرى بين دمشق و بغداد‪ ،‬بما فى ذلك غض الطرف عن‬
‫تهريب أسلحة من أوروبّا الشرقيّة إلى العراق عبر الحدود السوريّا ‪ -‬العراقيّة )) تحت إشراف (( فراس طالس‪ ،‬بن وزير الدفاع السورى‬
‫))‬
‫رقم ‪ 136‬صفحة ‪292‬‬

‫قامت (( إسرائيل )) فى ‪ 2002‬بإتّهام (( دمشق )) ب (( إخفاء أسلحة الدمار الشامل العراقيّة ذات قُدرة التدمير الجماعيّة ))‬
‫رقم ‪ 137‬صفحة ‪293‬‬

‫طغت العالقات (( اإلقتصاديّة )) بين البلدين سواء فى عهد حافظ األسد أو ب َّشار األسد‪ ،‬بفضل (( إزدياد حجم التجارة بين الدولتين‪ ،‬الذى‬
‫وصل فى نهاية عام ‪ 2002‬إلى ‪ 4‬مليارات دوالر فى العام )) بسبب (( التجارة ال ُمباشرة )) باألخص تلك ال ُمنتجات التى تصل إلى العراق‬
‫عبر سوريّا‪ ،‬بجانب إتّفاق إلقامة (( منطقة تجارة ُح ّرة سوريّا ‪ -‬عراقيّة )) ‪ +‬تدشين (( خط طيران بين دمشق و بغداد فى خرق واضح‬
‫للعقوبات المفروضة على العراق )) ‪ +‬إفتتاح (( خط قطار موصل ‪ -‬حلب فى تموز ‪ + )) 2001‬إستئناف ضخ البترول عبر خط أنبوب‬
‫(( كركوك ‪ -‬بانياس ))‪ ،‬رقم ‪ 141‬صفحة ‪294‬‬

‫(( رفضت )) سوريّا إقتراح (( طارق عزيز )) خالل الزيارة التى قام بها إلى )) دمشق )) الذى يُفيد ب (( إعادة ال ُمصادقة على " ميثاق‬
‫سلطة فى تموز‬‫العمل القومى " الذى ُو ّقع بين الدولتين خالل فترة السبعينيّيات )) قبل قيام صدّام ُحسين ب (( إلغا ُءوه )) بعد إستالمه لل ُ‬
‫رقم ‪ 139‬صفحة ‪293‬‬ ‫‪،1979‬‬

‫صة قديمة ‪::‬‬


‫‪ )-8‬صفحة جديدة‪ ،‬ق ّ‬

‫أ‪ )-‬سوريّا و األُردُن‬

‫سلطات األُردُنيّة‪ ،‬بضرورة (( تقييد خطوات الجناح السورى ل ُم ّ‬


‫نظمة اإلخوان ال ُمسلمين ))‬ ‫فى بادرة ُحسن نيّة‪ ،‬أمر الملك ((عبد هللا )) ال ُ‬
‫ُ‬
‫سلطات األردُنيّة بإصدار‬
‫نظمة فى نهاية ‪ )) 2000‬ما قيام ال ُ‬ ‫ع ّمان )) مالذا ً ل ُهم‪ ،‬ثُم صدور قرار ب (( إغالق مكاتب ال ُم ّ‬
‫الذين إختاروا (( ُ‬
‫أمر فى آب ‪ 2001‬يقضى بضرورة (( ُمغادرة ال ُمشرف العام لإلخوان‪ ،‬صدر الدين البيانونى‪ ،‬إلى لندن ))‬

‫ص ُحف األُردُنيّة مثل الرأى و الدستور )) إليها‪ ،‬كما قامت ال ُ‬


‫سلطات (( السوريّا ))‬ ‫سلطات (( السوريّا )) ب السماح بدخول (( ال ُ‬ ‫سمحت ال ُ‬
‫سجناء أُردنيّين )) لديها‬
‫ب إطالق سراح (( ُ‬

‫كما دأبت (( سوريّا )) فى ُكل صيف على (( تزويد األُردُن )) بعدّة ماليين من األمتار ال ُمكعّبة من مياه الشُرب من أجل التخفيف من حدّة‬
‫رقم ‪ 143‬صفحة ‪295‬‬ ‫(( النقص )) فى المياه لدى (( المملكة ))‪،‬‬

‫عملت الدولتين على الدفع من أجل (( تدشين سد الوحدة على نهر اليرموك )) الذى إستغرقت عمليّة إقامتُه ما ُ‬
‫يقرب العقد‬

‫سرعان ما (( توتّرت )) العالقة بين البلدين فى ديمسبر ‪ 2003‬عندما إتّهم (( عبدهللا )) ال ُ‬


‫سلطات السوريّا ب (( ُمساعدة العناصر‬ ‫لكن ُ‬
‫اإلرهابيّة العاملة فى العراق و دعاها إلى إغالق حدودها مع هذه الدولة ))‪ ،‬رقم ‪ 145‬صفحة ‪296‬‬

‫ب‪ )-‬سوريّا و تُركيا‬


‫تم توقيع (( إتّفاقيّة أضنة )) بين البلدين فى ‪ 1998‬التى تقتضى فى المقام ّ‬
‫األول ب (( طرد عبدهللا أوجوالن من سوريّا )) مع تع ُّهد ((‬
‫السريّة ال ُكرديّة بى كا كا ))‬
‫ّ‬ ‫سورى )) ب (( إيقاف دعم ال ُم ّ‬
‫نظمات‬

‫حيث إلتقى مع (( قيادة الجيش التُركى )) و و ّقع‬


‫ُ‬ ‫وصل (( حسن تركمانى‪ ،‬رئيس األركان السورى )) فى حزيران ‪ 2002‬إلى (( أنقرة ))‬
‫الطرفين على سلسلة من (( إتّفاقيّات التعاون العسكرى فى مجال التدريب فى ُكل من الجيشين ))‪ ،‬رقم ‪ 151‬صفحة ‪298‬‬

‫إستمر (( السوريّين )) فى ُمحاوالتهم على (( إفشال ّ‬


‫خطة أنقرة ب إقامة السدود على نهر الفُرات )) حتّى أنّ ُهم هدّدوا ب (( فرض ُمقاطعة‬ ‫ّ‬
‫رقم ‪ 152‬و ‪ 153‬صفحة ‪298‬‬ ‫على الشركات الغربيّة التى تُساهم فى إنشائها ))‪،‬‬

‫‪------------------------------‬‬

‫الفصل السابع‬

‫سوريّا و إسرائيل فى عهد ب َّ‬


‫شار األسد‬

‫صل (( إيهود باراك )) إلى إتّفاق سالم مع‬


‫صرح (( قائد قيادة المنطقة الشماليّة اللواء غابى اشكينازى )) أنّهُ ُربّما من األفضل أن يتو ّ‬
‫ّ‬
‫السوريّين‪ ،‬و يُوفّر بذلك على جيش اإلحتالل اإلسرائيلى‪ ،‬اإلهانة ال ُمرتبطة باإلنسحاب أحادى الجانب من جنوب لبنان‪ ،‬و لو بثمن اإلنسحاب‬
‫إلى حدود ‪)) 1967‬‬

‫صرح (( وزير العدل‪ ،‬يوسى بيلن )) فى ُمقابلة مع (( القناة الثانية اإلسرائيليّة )) بعد إسبوع واحد من موت حافظ األسد‪ ،‬بأنّهُ يعتقد أن‬
‫كما ّ‬
‫(( إقتراح الحل الوسط الذى إقترحهُ باتريك سيل قبل عدّة أش ُهر من ذلك و الذى يقضى بأن تُسلّم إسرائيل ال ُجزء الشمالى ‪ -‬الشرقى من‬
‫بُحيرة طبرية للسوريّين على أن تبقى مفتوحة لإلسرائيليّين على غرار ما هو قائم بين مصر و إسرائيل عند معبر الحدود فى طابا ))‬
‫رقم ‪ 8‬صفحة ‪307‬‬

‫‪ )-1‬السالم الذى أُفلت ‪::‬‬

‫صل إلى (( إتّفاق سالم مع الفلسطينيّين )) عن‬ ‫عمل (( السوريّون )) على (( إفشال )) جهود (( إسرائيل )) فى صيف ‪ 2000‬من أجل التو ُّ‬
‫طريق تبنّى قرارات األطر (( العربيّة واإلسالميّة )) مثل ‪ (( ::‬مؤتمر الدول اإلسالميّة ‪ +‬مؤتمر القُدس )) التى تُقيّد أيد (( الفلسطينيّين ))‬
‫فى ال ُمفاوضات مع إسرائيل و التى تُؤ ّكد على ضرورة (( اإلنسحاب اإلسرائيلى إلى خطوط عام ‪ + 1967‬ضمان حق العودة لالجئين‬
‫التنازل (( اإلنسحاب إلى حدود ‪ )) 1967‬من قِبَل إسرائيل خالل ال ُمفاوضات بين (( سوريّا ‪-‬‬ ‫ُ‬ ‫الفلسطينيّين )) خوفا ً من إستخدام ذلك‬
‫فلسطين ))‬

‫‪ )-2‬مع إندالع إنتفاضة األقصى‬

‫ل ّخص ال ُمحلّل (( عماد فوزى شُعيى )) نهج األسد األب خالل ُمفاوضات السالم ‪ (( ::‬حسب فهمى‪ ،‬فإن الراحل األسد علّق آمالُه على أن‬
‫يصل عدد الفلسطينيّين الذين يعيشون داخل مناطق ‪ (( 1948‬قبل حرب ‪ )) 1967‬خالل وقت قصير حتّى ‪ 2005‬على أبعد تقدير إلى‬
‫حيث يُسيطر على النموذج اإلسرائيلى وضع تاريخى‬ ‫ُ‬ ‫س ّكان فلسطين و هو ما سيضع إسرائيل أمام صورتها الحقيقيّة‪،‬‬ ‫أكثر من ‪ %50‬من ُ‬
‫رقم ‪ 17‬صفحة ‪318‬‬ ‫بقوة العطالة " القصور الذاتى " و ذلك شريطة ّأال يُواجه ب ُمقاومة ُمؤثّرة ))‪،‬‬
‫إستمراريّتُه غير مضمونة ّإال ّ‬

‫قامت إسرائيل بإحتالل (( جنوب لبنان )) حتّى وصلت إلى (( بيروت عام ‪ 1982‬بهدف (( طرد ال ُمقاومة الفلسطينيّة )) من (( الجنوب و‬
‫عمليّا ً من ُكل األراض اللبنانيّة أو على األقل إبعادها فى المرحلة األولى عن شمال فلسطين )) لكن ُمنيت إسرائيل ب الفشل و بدأت ب ((‬
‫اإلنسحاب )) من (( بيروت )) ثُم (( منطقة الجبل‪ ،‬جبل لبنان )) عند وصول (( القُ ّوات ُمتعدّدة الجنسيّات )) حتّى اإلنسحاب اإلسرائيلى‬
‫النهائى فى آيار ‪ 2000‬من لبنان ما عدا (( مزارع شبعا ))‬

‫‪ )-3‬قضيّة فتح جبهه ثانية ضد إسرائيل ‪::‬‬

‫قام (( حزب هللا )) بخطف (( ‪ 3‬جنود صهاينة )) فى ‪ 7‬أُكتوبر ‪ 2000‬بمنطقة (( مزارع شبعا )) قُتلوا خالل العمليّة‬

‫بعد إنتخاب (( شارون )) فى منصب رئيس الوزراء‪ ،‬حدث تغيُّر فى السياسة اإلسرائيليّة‪ ،‬حيث قام (( سالح الجو اإلسرائيلى )) فى ‪16‬‬
‫نيسان ‪ 2001‬بشن غارات أدّت إلى (( تدمير رادارا ً ل سوريّا فى منطقة ظهر البيدر فى جبل لبنان )) أدّت إلى مقتل (( ‪ 4‬جنود سوريّون‬
‫صهيونى بالقُرب من مزارع شبعا‬ ‫)) ر ّدا ً على قيام (( حزب هللا )) ُجندى ُ‬
‫ثُم عاود (( سالح الجو اإلسرائيلى )) بشن غارات أدّت إلى (( تدمير رادارا ً سوريّا ً فى رياق ب البقاع اللبنانى )) فى ‪ 1‬تموز ‪ 2017‬بعد‬
‫أن قام (( حزب هللا )) بالهجوم على موقع لل (( جيش الصهيونى فى مزارع شبعا ))‬

‫سيطر (( حزب هللا )) على (( كامل الحدود اللبنانيّة ‪ --‬اإلسرائيليّة )) عقب إنسحاب إسرائيل فى آيار ‪ 2000‬مع (( منع الجيش و الشُرطة‬
‫اللبنانيّة )) من التوا ُجد فى تلك المنطقة ‪ +‬نصب (( آالف صواريخ الكاتيوشا بجانب صواريخ ُمتقدّمة من إيران " الفجر " التى يصل مداها‬
‫غطى ُكل منطقة شمال إسرائيل وصوالً إلى " الخضيرة " ))‬ ‫إلى ‪ 75‬كيلومتر ت ُ ّ‬

‫صعّد (( حزب هللا )) فى آذار ‪ -‬نيسان ‪ 2002‬عقب قيام (( إسرائيل )) ب عمليّة (( السور الواقى )) فى منطقة (( الضفّة الغربيّة فى‬
‫ّ‬
‫الخطة (( لم تد ُخل حيّذ‬ ‫فلسطين )) نتج عنها (( تخطيط إسرائيل لشن ضربات قاسية ألهداف سوريّا فى لبنان و سوريّا نفسها )) إال أن هذه‬
‫التنفيذ )) فى نهاية المطاف‪ ،‬رقم ‪ 40‬صفحة ‪337‬‬

‫شار قد رأى قيام (( صداّم ُحسين بإرسال قُ ّوات عراقيّة على الحدود السوريّا ‪ -‬العراقيّة )) رسالة (( تهديد ل إسرائيل‬
‫من ال ُمحتمل أن يكون ب َّ‬
‫)) عشيّة إندالع (( اإلنتفاضة )) فى أكتوبر ‪2000‬‬
‫رقم ‪ 42‬صفحة ‪338‬‬

‫عشيّة إندالع (( حرب ‪ )) 1967‬قامت (( سوريّا )) بإرسال عناصر من (( حركة فتح )) بزعامة (( ياسر عرفات )) من أجل القيام‬
‫بعمليّات فدائيّة أُطلقت عليها (( سوريّا )) إسم (( حرب التحرير الشعبيّة ضد إسرائيل ))‬

‫توازن ُرعب )) بينهم و بين إسرائيل بفضل القُدرة (( الغير تقليديّة )) الموجودة فى حوزة عدد من الدول‬
‫ُ‬ ‫تم ّكن العرب من تحقيق ((‬
‫غطى غالبيّة المناطق فى إسرائيل )) باإلضافة إلى السالح‬‫العربيّة‪ ،‬مثال ‪ (( ::‬تمتلك‪ " ،‬سوريّا " صواريخ " أرض ‪ -‬أرض " ت ُ ّ‬
‫(( الكيميائى أو البيولوجى ))‪ ،‬رقم ‪ 43‬و ‪ 44‬صفحة ‪339‬‬

‫شار عن أى رد على الهجمات (( اإلسرائيليّة )) على (( مواقع سوريّا فى لبنان خالل عام ‪ )) 2001‬أو حتّى على (( ُمعسكر‬
‫(( إمتنع )) ب َّ‬
‫التدريب بالقُرب من دمشق عام ‪)) 2003‬‬

‫للوزراء )) فى آذار ‪ 2001‬ب (( إرسال مبعوث إلى دمشق )) ُمقترحا ً البدء ب (( ُمفاوضات ّ‬
‫سريّة‬ ‫قام (( شارون )) بعد إنتخابُه (( رئيسا ً ُ‬
‫ّ‬
‫)) هدفها دفع مسيرة السالم‪ ،‬لكن قام ب َّشار ب إبالغ المبعوث (( رفض سوريّا إلقتراح شارون بدعوى أنهُ يهدف إلى ال ُمناورة بين المسارى‬
‫ال ُمفاوضات السورى و الفلسطينى و أ ّكد أنّهُ يرفُض ُمحاولة إسرائيل ضرب المسار الفلسطينى و أضاف كذلك أن سوريّا لن تُوافق على‬
‫تسوية قضيّة الجوالن قبل أن تتم تسوية المشكلة الفلسطينيّة بما فى ذلك قضيّة القُدس ))‬
‫رقم ‪ 47‬صفحة ‪341‬‬

‫(( إمتنعت اإلدارة األمريكيّة )) عن (( ضم سوريّا )) إلى (( خارطة الطريق )) التى أطلقتها فى حزيران ‪ 2003‬إال أن يتم إختراق فى‬
‫المسار الفلسطينى ‪ -‬اإلسرائيلى بجانب تلبية سوريّا لعدد من مطالب واشنطن‬

‫شار فى الالذقيّة )) فى أواخر ‪ 2003‬بهدف إرسال رسالة ُمفادها (( على ب َّ‬


‫شار‬ ‫قام (( سالح الجو اإلسرائيلى )) بالطيران فوق (( قصر ب َّ‬
‫رقم ‪ 55‬صفحة ‪345‬‬ ‫كبح جماح حزب هللا على طول الحدود اللبنانيّة ‪ -‬اإلسرائيليّة ))‪،‬‬

‫أغار سالح (( الجو اإلسرائيلى )) على (( ُمعسكر تدريب الذى تستخد ُمه عدد من الفصائل الفلسطينيّة فى منطقة عين الصاحب و الذى يبعُد‬
‫عدّة كيلومترات عن دمشق )) ر ّدا ً على (( العمليّة اإلنتخابيّة )) التى قامت بها ُم ّ‬
‫نظمة (( الجهاد اإلسالمى )) فى (( حيفا )) و التى قُتل فيها‬
‫رقم ‪ 56‬صفحة ‪346‬‬ ‫نظمة و يُقيم فيها (( رمضان شلّح ))‪،‬‬
‫‪ 20‬إسرائيليّا ً بجانب إرسال رسالة إلى دمشق التى توجد بها قيادة ال ُم ّ‬

‫رقم ‪ 58‬صفحة ‪346‬‬ ‫(( رفضت )) واشنطن إدانة الهجوم اإلسرائيلى ر ّداً على شكوى سوريّا فى مجلس األمن‪،‬‬

‫شار ل زيارة (( القُدس )) مثل (( العاهر أنور السادات )) لكن الدعوة قُبلت ب (( رفض‬
‫قام (( موشيه كاتساف‪ ،‬رئيس إسرائيل )) بدعوة ب ّ‬
‫سورى ُمطلق )) كما ساد فى أوساط إسرائيليّة أن (( شارون )) ابعد ما يكون عن التل ُّهف فى إستئناف ُمفاوضات السالم مع سوريّا و غير‬
‫رقم ‪ 62‬و ‪ 63‬صفحة ‪348‬‬ ‫قادر على دفع ثمنه البالغ ب اإلنسحاب اإلسرائيلى إلى حدود ‪،1967‬‬

‫‪------------------------------‬‬
‫الفصل الثامن‬

‫ي فى لبنان‪ ،‬هل هى بداية النهاية ؟!‬


‫سور ّ‬

‫طلب (( الرئيس اللبنانى‪ ،‬سليمان فرنجيه )) من (( سوريّا )) التد ُخل فى لبنان من أجل (( وقف الحرب األهليّة )) ب فرض (( وقف إطالق‬
‫النار )) على أمل (( إنقاذ المسيحيّن الذين وقفوا على شفا الهزيمة العسكريّة )) إال أن القُ ّوات (( السوريّا )) إصطدمت ب ُمقاومة عنيفة من‬
‫جانب (( تحالُف يسارى ‪ +‬قُ ّوات ُ‬
‫سنّيّة درزيّة ))‬
‫أدار (( المسيحيّن )) ظهرهم ل (( سوريّا )) و أقاموا إرتباط مع (( إسرائيل ))‪ ،‬األمر الذى إستغرق ‪ 10‬سنوات حتّى نجحت (( القُ ّوات‬
‫السوريّا )) فى بسط سيطرتها على (( كامل لبنان )) و على ُكل القُ ّوات (( ال ُمسلمة و المسيحيّة )) و لم يبق أمامهم سوى الخضوع‬
‫ل (( دمشق ))‪ ،‬رقم ‪ 2‬صفحة ‪357‬‬

‫أدارت (( سوريّا )) صراعا ً مع (( إسرائيل )) فى فترة بين ‪ 1982 - 1977‬للسيطرة على (( لبنان )) فقد أرادت إسرائيل طرد سوريّا من‬
‫بوابة الدخول )) إلى سوريّا و قد وصلت ذروة المواجهه فى (( الغزو اإلسرائيلى ل لبنان )) فى حزيران ‪1982‬‬‫لبنان (( الفناء الخلفى و ّ‬
‫عندما وصلت القُ ّوات اإلسرائيليّة إلى (( طريق دمشق ‪ -‬بيروت ))‬

‫إنتُخب (( بشير الجميل‪ ،‬رئيسا ً ل لبنان )) م ّما ساهم فى إجبار (( م‪.‬ت‪.‬ف و الجيش السورى )) على إخالء (( بيروت الغربيّة )) لكن بعد‬
‫أن نجحت (( سوريّا )) فى إغتيال (( بشير الجميل )) بيد ر ُجل سورى‪ (( ،‬هُدم النظام الجديد الذى أرادت إسرائيل إرسا ُءه فى لبنان )) عن‬
‫طريق (( إفشال إتّفاق السالم بين لبنان و إسرائيل ))‬

‫و مع صعود (( حزب هللا )) فى عام ‪ ،1983‬أنهت (( إسرائيل )) ب (( الخروج من لبنان )) بعد اإلنسحاب إلى (( الحزام األمنى فى‬
‫جنوب لبنان )) فى أيلول ‪ 1985‬الذى سيطرت عليه ب ُمساعدة ُحلفاءها من (( جيش أنطوان لحد )) ثُم إنسحبت منه فى آيار ‪2000‬‬
‫رقم ‪ 3‬صفحة ‪358‬‬

‫أرسلت (( إدارة ريغان )) فى صيف ‪ ،1982‬قُ ّوة دوليّة ُمتعدّدة الجنسيّات تضُم مئات الجنود (( األمريكيّين و الفرنسيّين و اإليطاليّين ))‬
‫سيرا ً على ُخطى (( أيزنهاور )) الى قام بإرسال جنود (( مارينز )) إلى (( بيروت )) فى تموز ‪ُ 1958‬منهيا ً بذلك (( الحرب األهليّة ))‬
‫الدائرة فى ذلك الوقت‬

‫سه فى (( حرم السفارة األمريكيّة فى بيروت )) و بعد ذلك فى (( مقر قيادة‬ ‫ى (( حزب هللا )) نف ُ‬ ‫بتشجيع من (( السوريّين )) فجّر إنتحار ّ‬
‫المارينز فى بيروت )) فى أكتوبر ‪ 1983‬م ّما أدّى إلى وفاه مئات المدنيّين و العسكريّين األمريكيّين‪ ،‬باإلضافة إلى عدّة ضربات أُخرى‬
‫ُموجعة وجّهها (( حزب هللا )) إلى (( أميركا و فرنسا )) أُجبروا خاللها على (( اإلنسحاب من لبنان )) تاركين البالد إلى سيطرة (( سوريّا‬
‫)) خالصة‪ ،‬رقم ‪ 4‬صفحة ‪358‬‬

‫نجحت (( سوريّا )) بنهاية المطاف على دفع ُوجهاء لبنان على توقيع (( إتّفاق الطائف )) فى ‪ 22‬أكتوبر ‪1989‬‬
‫األخوة و التعاون و التنسيق )) بين البلدين فى ‪ 22‬آيار ‪1991‬‬
‫ّ‬ ‫بإشراف (( سورى )) كامل على عمليّة إعادة اإلعمار بعد توقيع إتّفاق ((‬
‫رقم ‪ 6‬صفحة ‪360‬‬ ‫األمر الذى منح (( شرعيّة للتوا ُجد السورى فى لبنان ‪ +‬التد ُّخل السورى فى الشئون اللبنانيّة ))‪،‬‬

‫يُعتبر (( إتّفاق الطائف )) الصيغة ال ُمعدّلة ل (( الميثاق الوطنى من عام ‪ )) 1943‬ينُص على (( تقليص صالحية الرئيس اللبنانى "‬
‫سنّى " )) ‪ (( +‬تعيين رئيس ل مجلس ّ‬
‫النواب " شيعى " )) ‪ُ (( +‬مساواه عدديّة بين عدد‬ ‫المارونى " )) ‪ (( +‬تعيين رئيس للحكومة " ُ‬
‫النواب المسيحىّين و ال ُمسلمين )) ‪ (( +‬تحديد حجم القُ ّوات السوريّا فى لبنان بالتنسيق بين البلدين مع إنسحاب الجيش السورى من بيروت‬
‫ّ‬
‫إلى البقاع خالل عامين من تطبيق اإلصالحات الدستوريّة الشاملة فى لبنان ))‬

‫حيث جرت فى عام‬‫ُ‬ ‫و فى أعقاب توقيع (( إتّفاق الطائف )) تم البدء بإعادة إعمار (( المنظومة السياسيّة و ُمؤسّسات ال ُحكم فى لبنان ))‬
‫‪ 1989‬إنتخابات للرئاسة (( ‪ 1995‬و ‪ )) 1998‬و بعد ذلك إنتخابات برلمانيّة (( ‪ 1992‬و ‪ 1996‬و ‪ )) 2000‬و إنتخابات مجالس‬
‫مرة ُمنذ ‪35‬عاما ً مع إستمرار (( حزب هللا )) فى العمل (( جنوب لبنان )) بترخيص من (( سوريّا ))‬ ‫ألول ّ‬ ‫محلّيّة (( ‪ّ )) 1998‬‬

‫سيطر (( الجيش السورى )) فى ‪ 13‬أكتوبر ‪ 1990‬على الجيب الذى سيطر عليه (( الجنرال ميشيل عون )) فى القسم (( المسيحى من‬
‫فر إلى (( فرنسا )) نتيجة ُمعارضتُه فى تطبيق (( إتّفاق الطائف )) فى المناطق الخاضعة لهُ‬
‫بيروت )) بعد أن ّ‬

‫عيّن نائب الرئيس " أمين الجميل " فى آب ‪ )) 1998‬معروف عنه (( ُمعارضتُه‬
‫(( الجنرال ميشيل عون‪ ،‬قائد الجيش اللبنانى )) قد ُ‬
‫للسوريّين )) حتّى أنّه أعلن فى ‪ 13‬آذار ‪ 1989‬عن (( حرب تحرير )) ضد التواجد (( السورى فى لبنان ))‬

‫‪ )-2‬مكاسب إقتصاديّة ‪::‬‬

‫حقّق (( ال ُ‬
‫ضبّاط و السياسيّين )) مكاسب كبيرة عن طريق (( الخاوة )) التى أخذوها من (( الت ُجّار و اإلقتصاديّين اللبنانيّين )) بجانب ((‬
‫التهريب )) و (( تجارة ال ُمخدّرات ))‬

‫بلغ عدد (( العُ ّمال السوريّين )) الذين يعملون ب (( المهن ال ُح ّرة ال ُمؤقّتة )) فى (( لبنان )) حوالى ‪ 600,000‬عامل حسب أقوال (( رفيق‬
‫الحريرى )) و حوالى ‪ 800,000‬عامل حسب أقوال (( سوريّا )) بينما بالغت (( ال ُمعارضة اللبنانيّة )) فى تقدير حجم العُ ّمال السوريّين ب‬
‫‪ 1,500,000‬عامل و هو ما يُمثّل نسبة كبيرة من القُ ّوة العاملة اللبنانيّة التى تُقدّر بحوالى ‪ 1,260,000‬عامل‬
‫و قد بلغ حجم األموال التى أدخلها العُ ّمال السوريّون فى لبنان من ‪ 3 - 2‬مليار دوالر فى العام م ّما ساهم فى إنعاش اإلقتصاد السورى فى‬
‫وقت بلغت فيه نسبة البطالة فى بداية سنوات األلفين حالى ‪ %20‬بدون إغفال ال ُمعاملة (( ال ُمهينة و اإلحتقار )) الذى قُبل بها العامل‬
‫رقم ‪ 28‬صفحة ‪375‬‬ ‫السورى من ُمشغّله ب لبنان حتّى أن بعض ُهم ّ‬
‫تعرض إلى (( السرقة و القتل ))‪،‬‬

‫هُناك أصوات فى (( دمشق )) إدّعت قيام سوريّا ب تحويل (( لبنان )) إلى (( هونكونك سوريّا )) أى إلى (( منطقة عازلة إقتصاديّة ))‬
‫عرض‬‫تطورات العولمة التى قد ت ُ ّ‬
‫تُس ّهل من عمليّة (( دمج سوريّا )) ب (( اإلقتصاد العالمى )) دون أن تكشف دمشق أمام قوى السوق و ّ‬
‫إقتصادها و النظام السياسى القائم فيها للخطر‬

‫أرسلت (( أميركا )) و أيضا ً (( إسرائيل )) إشارات إلى (( سوريّا )) إ ّنهُ فى حالة التو ُّ‬
‫صل إلى إتّفاق بين (( القُدس و دمشق )) فإنّ ُهم على‬
‫تحول إلى واقع ُمعاش شريطة أن تضمن سوريّا الهدوء و اإلستقرار على‬ ‫إستعداد ب (( اإلعتراف بالدور ال ُمميّز ل سوريّا فى لبنان الذى ّ‬
‫رقم ‪ 11‬صفحة ‪363‬‬ ‫إمتداد حدود إسرائيل الشماليّة ))‪،‬‬

‫‪ )-3‬خروج جيش اإلحتالل اإلسرائيلى من جنوب لبنان ‪::‬‬

‫قُبيل اإلنسحاب اإلسرائيلى من جنوب لبنان فى ‪ 4‬آيار ‪ ،2000‬جاءت تقارير من لبنان تُفيد بقيام (( عناصر فلسطينيّة تابعة ل " الجهاد‬
‫نظمتُه ترى فى جنوب لبنان ُجزءا ً من ميدان المعركة‬ ‫اإلسالمى " )) جاهزة ععمل ضد إسرائيل‪ ،‬حين أعلن (( رمضان شلّح )) أن (( ُم ّ‬
‫ضد إسرائيل ))‬

‫إندمج (( حزب هللا )) فى (( ال ُمؤسّسات اللبنانيّة )) حسب (( إتّفاق الطائف )) الذى (( عارضهُ )) الحزب و بشدّة وقت توقيعُه‪ ،‬حين‬
‫إشترك فى اإلنتخابات (( البرلمانيّة )) و فازت ُكتلتُه ال ُمس ّماه (( ُكتلة الوفاء لل ُمقاومة )) ب ‪ 10‬مقاعد من أصل ‪ 128‬مقعدا ً‬

‫‪ )-4‬سوريّا فى لبنان بعد صعود ب َّ‬


‫شار ‪::‬‬

‫(( فشلت )) ُمحاوالت ب َّ‬


‫شار فى ترك هامش من ال ُح ّريّة ل (( اللبنانيّين )) فى إدارة شؤون ُهم (( الداخليّة )) بدون اللجوء إلى (( التحكيم و‬
‫الحسم فى سوريّا )) نتيجة حالة (( التنافُر بين الرئيس و رئيس الحكومة و رئيس مجلس النُ ّواب و قادة الجيش ))‬

‫شار إلى العمل على (( تقوية عالقاتُه الشخصيّة مع عدد من ُوجهاء لبنان )) مثل ‪::‬‬ ‫ض ُ‬
‫طر ب َّ‬ ‫إ ّ‬

‫أ‪ (( )-‬سليمان طونى سليمان فرنجيه‪ ،‬حفيد الرئيس سليمان فرنجيه ))‪ ،‬كان (( طونى )) الذى قُتل على يد الكتائب فى ‪ُ 1978‬م ّ‬
‫قرب من ((‬
‫شار األسد ))‬‫قرب من (( باسل األسد )) ثُم (( ب َّ‬
‫رفعت األسد )) بينما كان (( سليمان الحفيد )) ُم ّ‬

‫ب‪ (( )-‬طالل أرسالن )) سليل عائلة أرسالن (( الدرزيّة )) و التى دأب (( السوريُّون )) على تقويتها و تعزيز مكانتها ك (( وزن ُمضاد‬
‫ل عائلة جنبالط )) ال ُمنافس التاريخى فى الصراع على (( الطائفة الدرزيّة فى لبنان ))‬

‫سنّيّة من طرابلُس ب لبنان )) التى إزدهرت بعد (( إتّفاق الطائف ))‬


‫ج‪ (( )-‬طه ميقاتى ))‪ ،‬بن عائلة (( تُجّار ُ‬

‫سبب تذ ُّمر (( اللبنانيّن )) و إظهار العداء تجاه (( السوريّين )) تمثّل فى‬

‫ُصوت فيها مئات اآلالف من العُ ّمال السوريّين الموجودين فى لبنان فى‬
‫أ‪ (( )-‬وضع ‪ 26‬صندوق إقتراع فى أنحاء لبنان من أجل أن ي ّ‬
‫اإلستفتاء الشعبى لل ُمصادقة على ترشيح حافظ األسد ل والية خامسة فى آذار ‪ (( + )) 1999‬اإلستفتاء الشعبى لل ُمصادقة على ترشيح ب َّ‬
‫شار‬
‫ُطرس نصر هللا صفير ))‬ ‫حول لبنان إلى ُمحافظة سوريّا حسب إدّعاء (( البطريارك اللبنانى‪ ،‬ب ُ‬
‫للرئاسة فى تموز ‪ )) 2000‬م ّما ّ‬
‫رقم ‪ 24‬صفحة ‪373‬‬

‫ب‪ )-‬قرار (( وزير التعليم العالى اللبنانى‪ ،‬بضغط من سوريّا )) الذى ينُص على تقديم (( تسهيالت لل ُ‬
‫ط ّالب السوريّين الذين يُريدون‬
‫اإلنتساب إلى بعض الجامعات اللبنانيّة )) م ّما سبّب ُمظاهرات عنيفة قام بها (( الطلبة اللبنانيّين ))‪ ،‬رقم ‪ 25‬صفحة ‪373‬‬

‫ج‪ )-‬قرار الحكومة اللبنانيّة بضغط سورى‪ ،‬الذى ينُص على (( تخفيض الجمارك على ال ُمنتجات الزراعيّة السوريّا ال ُمستوردة من لبنان ))‬
‫ط ُرق رئيسة فى الدولة ))‪،‬‬ ‫و التى قد تُلحق بأضرار كبيرة على (( ال ُمزارعين اللبنانيّين )) الذين سارعوا بالرد عن طريق (( إغالق ُ‬
‫رقم ‪ 26‬صفحة ‪374‬‬

‫سلطات (( السوريّا )) باإلفراج عن ‪ 50‬سجين‬


‫سجناء اللبنانيّين )) فى السجون (( السوريّا ))‪ ،‬على الرغم من تصريح ال ُ‬
‫د‪ )-‬قضيّة (( ال ُ‬
‫رقم ‪ 27‬صفحة ‪374‬‬ ‫لبنانى فى نوفمبر ‪، 2000‬‬

‫فى إشارة ل بدء الصراع ضد التوا ُجد السورى فى لبنان ‪::‬‬


‫تخرج‬
‫أ‪ )-‬نشر (( غسّان توينى‪ ،‬رئيس تحرير النهار )) سلسلة من المقاالت أدّعا خاللها أن (( لبنان لن يكون دولة ُح ّرة ذات سيادة طالما لم ُ‬
‫رقم ‪ 30‬صفحة ‪376‬‬ ‫ُكل القُ ّوات األجنبيّة منه ))‪،‬‬

‫ُطرس نصر هللا صفير )) التوا ُجد السورى فى لبنان بعد إنسحاب إسرائيل‪ ،‬فى بيان نُشر فى أيلول‬
‫ب‪ )-‬إنتقد (( البطريارك المارونى‪ ،‬ب ُ‬
‫‪2000‬‬

‫ج‪ُ )-‬مظاهرات واسعة قام بها (( المسيحيّن الموارنة )) ‪ (( +‬نُشطاء أحزاب مارونيّة مثل الليبراليّين و األحرار بزعامة عائلة شمعون و‬
‫رقم ‪ 31‬و ‪ 32‬صفحة ‪376‬‬ ‫ُمؤيّدى عون ))‪،‬‬

‫حيث طالب ب (( إنسحاب الجيش السورى من‬ ‫ُ‬ ‫د‪ )-‬إنضمام (( وليد جنبالط )) إلى صفوف ال ُمعارضة ال ُمنتقدة للتوا ُجد السورى فى لبنان‪،‬‬
‫صوتين الموارنة فى جبال الشوف لهُ )) فى ظل النيّة إلى ((‬ ‫أراض لبنان إلى سهل البقاع حسب إتّفاق الطائف )) من أجل (( حشد تأييد ال ُم ّ‬
‫إعادة رسم خارطة المنطقة اإلنتخابيّة و جعل الشوف منطقة إنتخابيّة واحدة‪ ،‬التى من ال ُمنتظر أن يُش ّكل أبناء الطائفة المارونيّة لسان الميزان‬
‫فيها بين عائلة جنبالط و ُمنافسيها داخل الطائفة الدرزيّة ))‬

‫ورث (( وليد جنبالط )) رئاسة الطائفة الدرزيّة و العائلة فى لبنان عن عُمر ‪ 30‬عاما ً بعد إغتيال (( أبيه‪ ،‬كمال جنبالط )) فى حزيران‬
‫‪ 1976‬الذى عارض (( دخول الجيش السورى إلى لبنان فى آذار ‪ ،)) 1977‬إلتقى (( وليد )) ب (( حافظ األسد )) فى (( دمشق )) بعد‬
‫رقم ‪ 34‬صفحة ‪377‬‬ ‫‪ 40‬يوما ً من وفاه أبيه و أعطاه (( فيال )) فى العاصمة (( دمشق )) تقديراً ل وال ُءه‪،‬‬

‫بعد إندالع (( اإلنتفاضة الفلسطينيّة )) و و عمليّات ‪ ،9/11‬شعر (( جنبالط )) ب ضرورة (( التصالُح مع دمشق )) نتج عنها (( تراجع‬
‫شار فى القصر الرئاسى )) فى لقاء ُمصالحة‪ ،‬رقم ‪ 35‬صفحة ‪378‬‬ ‫عن أقوالُه الناقدة ل سوريّا فى آيار ‪ 2002‬و زيارة ب َّ‬

‫حواجزه على ال ُ‬
‫طرق فى (( لبنان )) ُمنذ حزيران ‪ 2000‬حتّى أنّهُ (( أخلى غالبيّة قُ ّواتُه من بيروت )) و‬ ‫ُ‬ ‫(( قلّص )) الجيش السورى عدد‬
‫أكمل إنسحاب القُ ّوات من ال ُمدُن اللبنانيّة بعد (( عامين )) فى نيسان ‪ ،2002‬ثُم عاود السوريُّون إخالء مزيد من القُ ّوات من شمال لبنان فى‬
‫يناير ‪ 2003‬تطبيقا ً ل (( إت ّفاق الطائف )) حتّى أُعلن فى دمشق أنّهُ ُمقابل ‪ 40‬ألف ُجندى سورى تواجدوا فى لبنان فى بداية عام ‪2000‬‬
‫رقم ‪ 39‬صفحة ‪380‬‬ ‫بقى منهم فى نهاية إعادة اإلنتشار الجديدة ‪ 15 - 10‬ألف ُجندى فقط‪،‬‬

‫إنضم ُكل (( المطارنة المارونيّين )) فى أيلول ‪ 2000‬إلى (( البطريارك صفير )) و نشروا فى نهاية لقاءهم السنوى‪ ،‬بيانا ً هجوميّا ً ال سابق‬
‫لهُ ضد التوا ُجد السورى فى لبنان‬

‫رقم ‪ 42‬صفحة ‪382‬‬ ‫بيان (( المطارنة المارونيّين )) فى ‪ 5‬أيلو ‪ ،2001‬الذى عقدوه فى (( الديمان ))‪،‬‬

‫عقد (( ال ُمعسكر اللبنانى المسيحى ال ُمعارض )) منتدى فى ربيع ‪ 2001‬ب مدينة (( قرنة شهوان )) نسبة للدير المارونى الذى عقدوا فيه‬
‫األول‬
‫إجتماعهم ّ‬

‫قام (( البطريايرك المارونى صفير ) بزيارة تاريخيّة إلى (( منطقة الشوف‪ ،‬جنوب جبل لبنان )) فى بداية آب ‪ ،2001‬حيث تم إستقبالُه فى‬
‫صلح بين الدروز و الموارنة )) الذين ذبح بعضهم بعضا ً فى (( حرب الجبل )) فى الفترة ((‬
‫منزل (( وليد جنبالط )) ك إشارة لل (( ُ‬
‫‪)) 1984 - 1983‬‬

‫قامت (( سوريّا )) بالتعاون مع (( ُحلفاءها اللبنانيّين )) ب هجوم ُمضاد على (( ال ُمعسكر ال ُمعارض )) حيث تم (( إعتقال بضع عشرات‬
‫من القُوى اللبنانيّة )) فى ‪7‬آب ‪ 2001‬بتهمة‬
‫(( العمالة ل إسرائيل )) بأمر من (( الرئيس لحود )) خالل سفر (( رئيس الحكومة‪ ،‬الحريرى ‪ +‬وزير الدفاع‪ ،‬خليل الهراوى )) ال ((‬
‫رقم ‪ 45‬صفحة ‪383‬‬ ‫خارج لبنان ))‪،‬‬

‫عُقد فى (( لوس أنجلوس )) مؤتمر عالمى ل أبناء (( الطائفة المارونيّة )) فى حزيران ‪ 2002‬حيث كان من أبرز الحضور (( ُممثّلى‬
‫البطريارك المارونى )) الذين وجّهوا دعوة إلى سوريّا باإلنسحاب من لبنان‪،‬بجانب إرتباط عناصر (( مواليه للموارنة )) مع (( اللوبى‬
‫رقم ‪ 46‬صفحة ‪383‬‬ ‫اليهودى فى واشنطن‪ ،‬أيباك ))‪،‬‬

‫صفحة ‪ 384‬و ‪385‬‬ ‫خالفات على شغل منصب (( عضو مجلس الشعب )) فى منطقتى (( المتن الشمالى )) ‪ (( +‬بعبدة ‪ -‬عالية ))‪،‬‬

‫(( لم )) يكن (( ال ُمعسكر المسيحى ال ُمعارض )) يوما ً (( ُمتماسكا ً )) بل كان ل ُكل جماعة‪ ،‬أجندتها الخا ّ‬
‫صة بها‪ ،‬لذلك كان العمل (( ضد ))‬
‫سوريّا محدوداً‪،‬‬

‫أ‪ )-‬إنضم (( سليمان فرنجيه )) المعروف ب قُربُه من (( سوريّا )) إلى عدد من إجتماعات (( ُمنتدى قرنة شهوان ال ُمعادية ل سوريّا )) من‬
‫أجل العمل على (( ضرب خصو ُمه المارونيّين )) مع إستمرار وال ُءه ل (( سوريّا ))‬
‫ُ‬
‫حيث‬ ‫معوض )) فى (( ُمنتدى قرنة شهوان ال ُمعادى ل سوريّا )) إال أنّها وجدت طريقها بنهاية األمر فى (( دمشق ))‬
‫ب‪ )-‬شاركت (( نائلة ّ‬
‫عُرف قُرب (( أُختها دانيال )) من (( زوجة عبد الحليم خدّام ))‪ ،‬رقم ‪ 45‬صفحة ‪386‬‬

‫عانت الدولة اللبنانيّة من (( أزمة إقتصاديّة )) حيث بلغت (( الديون ال ُمتراكمة نحو ‪ 28‬مليار دوالر )) باألخص عندما (( فشلت )) جهود‬
‫رئيس الحكومة (( رفيق الحريرى )) من إطالق حملة دوليّة من أجل حشد (( اإلستثمار األجنبى و القروض ل لبنان بدعم فرنسى ))‬
‫رقم ‪ 55‬صفحة ‪388‬‬

‫‪---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬
‫‪---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬
‫‪---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫خالفة داعش‬
‫تقديم‬

‫نظمات األُمم ال ُمتّحدة (( داعش ظاهرة محدودة القُ ّوة و الدعم‪،‬‬


‫عندما تم تقديم ّأول تقرير عن داعش فى ‪ ،2013‬قال له مسؤول فى إحدى ُم ّ‬
‫و من األفضل تتبُّع الجبهه اإلسالميّة و جبهه النُصرة ألن ال ُمستقبل لهما ))‬

‫ضبّاط بعثيّين سابقين فى الجيش العراقى ساعدوا فى فرز األفراد و الجماعات و توظيف إستيراد‬
‫تتكون القيادة العسكريّة ل داعش من ُ‬
‫ّ‬
‫الغُرباء لمشروع الخالفة‬

‫ضبّاط أتراك )) فى قضيّة (( المخطوفين الفرنسيّين))‬


‫تفاوض داعش مع (( ُ‬

‫يُقدّر ضحايا داعش وقت التمدُّد فى العراق ب أكثر من ‪ 10‬آالف ضحيّة عسكريّة‪ ،‬بجانب ‪ 226‬كادرا ً سور ّيا ً قُضوا فى مطار الطبقة بينهم‬
‫‪ 25‬لواء و عميد و عقيد‬

‫‪------------------------------‬‬
‫‪------------------------------‬‬

‫فى عام ‪ ،1980‬صدر قانون رقم ‪ 49‬عن مجلس الشعب السورى الذى يح ُكم على ُكل من ينتسب إلى حركة اإلخوان ال ُمسلمين باإلعدام‪،‬‬
‫تزا ُمنا ً مع صدور قانون فى العراق بإعدام ُكل من ينتسب ل حزب الدعوة اإلسالمى‬

‫‪------------------------------‬‬
‫‪------------------------------‬‬

‫األول‬
‫ال ُجزء ّ‬

‫من هجرات الوهم إلى بُحيرات الدم‬

‫فضيلة داعش‬

‫فى آذار ‪ 2013‬قال أحد ال ُمعارضين السوريّن م ّمن يدّعون الديمقراطيّة إن (( خطف ال ُمطرانيّين )) تم من قِبَل مجموعة (( شيشانيّة ))‬
‫أرسلتها (( ال ُمخابرات الروسيّة )) و تسلّمتها (( ال ُمخابرات الجويّة السوريّة ))‬

‫قام تنظيم داعش بوضع ّ‬


‫خطة تتض ّمن (( التمويل ال ُمتعدّد المصادر )) للحصول على هامش من اإلستقالليّة فى القرار حتّى عن الجماعات‬
‫السلفيّة الخليجيّة التى تضُخ له المال و الرجال‪ ،‬بوقت تحدّث فيه (( روبرت فورد )) عن عالقة (( وحدات حماية الشعب )) ب (( النظام‬
‫السورى ))‬

‫قرر داعش خوض مواجهه مفتوحة مع من س ّماهُم (( الصحوات )) عندما أرادات (( السعوديّة ‪ +‬قطر )) إمتالك مجموعات (( جهاديّة ))‬
‫صة بها‬
‫خا ّ‬

‫كشف (( أبو مح ّمد الجوالنى )) عن هدر (( أكثر من مليار دوالر )) فى (( جبهه النُصرة ))‬

‫الجوى ّ‬
‫غطاها أحمد زيدان )) ‪(( +‬‬ ‫قام داعش بتعرية (( الجزيرة )) ُمنذ ّأول عمليّة ل (( جبهه النُصرة )) (( فى الشمال ضد قاعدة للدفاع ّ‬
‫تقديم هالة القُدسيّة ل أبى مح ّمد الجوالنى مع تيسير علوان ))‬
‫‪------------------------------‬‬

‫البذرة النغل‬

‫حاولت ال ُمخابرات الباكستانيّة إستعادة نفوذها فى أفغانستان بدعم الطالبان البشتون‬

‫لم ينشغل النظام العراقى بإستهداف التيّارات السلفيّة‪ ،‬اإلخوانيّة‪ ،‬لذا ال نستغرب قدوم عدد من قُدماء األفغان العرب للعراق قبل ‪ 2003‬تبعا ً‬
‫لحالة الفوضى التى أوجدها الحاكم األميركى بالعراق (( بول بريمر )) بضرب بنية الدولة العراقيّة ‪ (( +‬حل الجيش العراقى ))‪ ،‬بدون أى‬
‫إعتراض من ِقبَل قُ ّوات االبيشمركة فى كردستان العراق ‪ +‬المجموعات ال ُمسلّحة التى أُعيد تشكيلها ب إيران وقت الحرب العراقيّة ‪-‬‬
‫اإليرانيّة بدعم من األحزاب اإلسالميّة الشيعيّة‬

‫قال سائق شيعى من قرية فى جنوب شرق العراق لوفد التحقيق أثناء زيارته للفقيد سيرجيو دى ميلو فى حزيران ‪ (( 2003‬هذه األُمم‬
‫ال ُمتّحدة شاركت فى قتل أطفال قريتى جوعا ً و مرضاً‪ ،‬فهل تعتقد بأنّها قادرة على التكفير عن جرائمها بحقّنا كشعب ؟! ))‬

‫قام أحد ُمقاتلى جماعة جهاديّة بطلب اللجوء السياسى إلى فرنسا بعد أن قضت جبهه النُصرة على جماعته‬

‫‪------------------------------‬‬
‫‪------------------------------‬‬

‫النشأة‬

‫أبو مصعب الزرقاوى‬

‫إسمه الحقيقى (( أحمد فاضل نزل الخاليلة )) من (( الزرقاء ب األردن )) ُولِد ل عائلة من ‪ 10‬أشخاص فى عام ‪ 1966‬و ترك الدراسة‬
‫بعد موت والدُه و ُحكم عليه فى سن ‪ 19‬عاما ً بتهمة االعتداء الجنسى و حيازة ال ُمخدّرات‬

‫سافر أفغانستان عام ‪ 1989‬وقت إنسحاب السوفييت منها و تتلمذ على يد أول معلّم سلفى جهادى يُدعى (( أبى مح ّمد المقدسى )) ثم رجع‬
‫إلى األُردن عام ‪ 1993‬و أُعتقل مع المقدسى بتهمه حيازة األسلحة و ُمتفجّرات فى منزله‪ُ ،‬حكم عليهما ب ‪ 15‬عاماً‪ ،‬أمضى فقط ‪ 6‬سنوات‬
‫منها قبل صدور العفو الملكى عام ‪ 1999‬ليعود إلى أفغانستان لتأسيس معسكر جهادى قبل العودة ثانية للمنطقة عام ‪2000‬‬

‫أسس تنظيم (( التوحيد و الجهاد )) و ظل يتزعّمة حتّى مقتله فى يونيو ‪ ،2006‬بايع بن الدن سنة ‪ 2004‬ليعلن إسم التنظيم (( قاعدة الجهاد‬
‫فى بالد الرافدين ))‬

‫إستهدف (( رئيس المجلس اإلسالمى األعلى‪ ،‬مح ّمد باقر الحكيم‪ ،‬فى ‪ 29‬آب ‪ 2003‬فى مدينة النجف‪ ،‬قُتل فيها ما ال يقل عن ‪ 80‬ضحيّة ))‬
‫‪ (( +‬تفجيرات ذكرى عاشوراء فى آذار ‪ ،2004‬أدّت إلى مقتل ‪ 281‬و مئات الجرحى ))‬

‫بعد إصابة الزرقاوى و قُبيل مقتلُه‪ ،‬قام بتنصيب (( أبى عبد الرحمن العراقى‪ ،‬نائب أمير التنظيم )) زعيما ً للتنظيم‬

‫حاول تنظيم (( القاعدة فى العراق )) لم شتات الجماعات الجهاديّة من خالل إعالن (( مجلس شورى ال ُمجاهدين فى العراق )) بتاريخ ((‬
‫‪ 15‬يناير ‪ )) 2006‬و تم إختيار (( عبد هللا رشيد البغدادى‪ ،‬إلمارة المجلس )) و ضم الجماعات اآلتية ‪ (( ::‬تنظيم قاعدة الجهاد فى بالد‬
‫الرافدين ‪ +‬جيش الطائفة المنصورة ‪ +‬سرايا أنصار التوحيد ‪ +‬سرايا الجهاد اإلسالمى ‪ +‬سرايا الغُرباء ‪ +‬كتائب األهوال ‪ +‬جيش أهل‬
‫سرعان ما تم حل المجلس فى أكتوبر ‪ 2006‬لصالح (( أبى عُمر‬ ‫سنّة و الجماعة )) إلدارة الصراع ضد ال ُمحتل (( األميركى )) و لكن ُ‬‫ال ُ‬
‫البغدادى ))‬

‫‪------------------------------‬‬

‫أبى عُمر البغدادى‬

‫إسمه (( حامد داوود محمد خليل الزاوى‪ ،‬مواليد قرية الزاوية‪ ،‬التابعة لمدينة حديثة بمحافظة األنبار عام ‪)) 1964‬‬

‫تخرج فى (( ُكلّيّة الشُرطة ب بغداد )) و كانت بداية عهدُه (( ضابطا ً فى الشُرطة العراقيّة ))‪،‬‬
‫ولد و عاش فى (( األنبار ))‪ّ ،‬‬
‫كان نعروف ب تز ُّمته الدينى باألخص بعد حرب (( الخليج الثانية فى بداية التسعينيّات من القرن ال ُمنصرم ))‪،‬‬
‫حتّى تم فصلُه عام ‪ 1993‬بتهمة الوهابيّة على الرغم من ضعف المواجهه بين النظام العراقى و السلفيّين بحجّة ضعف توا ُجدهُم‬
‫عمل فى محل ل (( تصليح األجهزة الكهربيّة )) بالقُرب من منزلُه و كان كثير التردُّد على (( جامع العسّاف )) حتّى صار إماما ً لهُ‬

‫بعد اإلحتالل األميركى للعراق‪ ،‬تواصل مع (( أبو مح ّمد اللبنانى ‪ +‬أبو أنس الشامى )) لينضم بعدها إلى جماعة (( التوحيد و الجهاد))‬

‫دعا بن الدن إلى ُمبايعة (( أبى عُمر الجوالنى )) ك أميراً على (( دولة العراق اإلسالميّة )) فى ‪ 30‬ديسمبر ‪2007‬‬

‫أعلنت القُ ّوات األمريكيّة عن مقتلُه بجانب (( أبو حمزة المصرى )) يوم األثنين الموافق ‪ 2010/4/19‬فى منطقة الثرثار‬

‫يُعتبر إعتبار (( أبو عمر البغدادى )) آخر القيادات الدوليّة ‪ -‬العراقيّة للتنظيم و قد لعبت النقاشات فى سجن (( بوكا )) ‪ +‬اإلنساب فى ((‬
‫األنبار ‪ +‬صالح الدين )) إلى (( عرقنة التنظيم ))‬

‫ضبّاط سابقين فى الجيش العراقى م ّمن ه ّمشت ُهم سياسة (( ترتيب أوضاع البيت الشيعى فى‬ ‫هنا يُمكن الحديث عن جيل قيادة جديد نال فيه ُ‬
‫الدولة )) ليس فقط فى التنظيم و إنّما فى (( مجلس الشورى ))عُرف منهم ‪ (( ::‬العقيد حجّى بكر أو أبو بالل المشهدانى و إسمه الحقيقى‬
‫سمير الخليفاوى ‪ +‬العقيد أبو عبد الرحمن البيالوى أو أبو براء و إس ُمه الحقيقى عدنان إسماعيل نجم ‪ +‬العميد مح ّمد الندى الجبورى ال ُملقّب‬
‫بالراعى ‪ +‬العميد إبراهيم الجنابى ‪ +‬العقيد عدنان لطيف السويداوى ال ُملقّب ب أبو ُمهنّد ‪ +‬العقيد فاضل عبدهللا العفرى ال ُملقّب ب أبو مسلم‬
‫‪ +‬العقيد فاضل العيثاوى ال ُملقّب ب أبو إلياس ‪ +‬العقيد عاصى العُبيدى ‪ +‬العقيد مازن نهير ‪ +‬ال ُمقدّم نبيل العُريبى المعينى ال ُمل ّقب ب أبو‬
‫عفيف ‪ +‬ال ُمقدّم مح ّمد محمود الحيالى ال ُملقّب ب أبو بالل ‪ +‬ال ُمقدّم ميسر على موسى عبدهللا الجبورى ال ُملقّب ب أبو ماريّا القحطانى‪،‬‬
‫شرعى عام جبهه النُصرة ))‬

‫‪------------------------------‬‬

‫مشروع الدولة‬

‫‪ )-1‬أبو بكر البغدادى‬

‫سامراء العراقيّة عام ‪ ،)) 1971‬ينحدر من عائلة‬


‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الجالم من أعمال‬ ‫السامرائى )) ُولد فى ((‬
‫ّ‬ ‫إس ُمه (( إبراهيم بن عواد بن إبراهيم البدرى‬
‫خريج (( الجامعة اإلسالميّة فى بغداد بدرجة بكالوريوس ‪ +‬الماجيستير ‪ +‬دكتوراه فى التجويد‬
‫سلفيّة تتبع عشيرة (( البوبدرى العراقيّة ))‪ّ ،‬‬
‫))‬

‫سامراء ‪ +‬إمام و خطيب جامع القُبيسى فى منطقة (( الطوبجى فى بغداد ‪ +‬خطيب أحد مساجد‬
‫ّ‬ ‫عمل إماما ً ل جامع (( أحمد بن حنبل فى‬
‫الفلوجة عام ‪)) 2003‬‬

‫س ّنيّة ))‬
‫سامراء و باقى المناطق ال ُ‬
‫ّ‬ ‫سنّة و الجماعة )) بعد إحتالل العراق و ن ّشط عمليّات ُه فى (( ديالى ‪ +‬بغداد ‪+‬‬
‫أسّس تنظيم (( جيش أهل ال ُ‬

‫أُعتقل من قِ َبل التحالف األميركى فى ‪ 2004/1/4‬ثم أُطلق سرا ُحه فى ديسمبر ‪2006‬‬

‫إنضم إلى (( مجلس شورى ال ُمجاهدين )) و عمل على إحداث العديد من الهيئات الشرعيّة بداخلُه و أصبح عضوا ً فاعالً فى المجلس‬

‫عيّن والى الواله و ال ُمشرف العام على إدارة العمليّات فى‬


‫كان يُعتبر الذراع اليُمنى ل (( أبى عُمر البغدادى )) و الرجل ال ‪ 3‬فى التنظيم و ُ‬
‫‪2008‬‬

‫سامراء ليمتد عملُه‬


‫ّ‬ ‫عمل بمنصب األمير الشرعى لألنبار ثُم أمير الفلوجة ثُم أمير ديالى ثُم والية بغداد القاطع الشمالى ثُم األمير الشرعى ل‬
‫إلى (( وسط و غرب العراق ))‬

‫صى (( أبى عُمر البغدادى )) بخالفة (( أبى بكر )) لتنظيم (( الدولة اإلسالميّة فى العراق )) من بعده و هذا ما حدث فى ‪ 16‬آيار ‪2010‬‬
‫و ّ‬

‫قُتلت زوجته على يد عشائر الفلوجة من عشائر البوفراج‬

‫‪------------------------------‬‬

‫‪ )-2‬أبو عبد الرحمن البيالوى أو أبو براء‬

‫خريج (( ال ُكلّيّة العسكريّة الدورة ‪ ،77‬إنضم لصفوف الحرس‬


‫إس ُمه الحقيقى (( عدنان إسماعيل )) من مواليد ‪ 1973‬فى األنبار‪ّ ،‬‬
‫ال ُجمهورى حتّى ُرتبة ُمقدّم ))‬
‫كان الساعد األيمن للزرقاوى ل ُمدّة ‪ 3‬سنوات حتّى مقتل األخير بغارة أمريكيّة فى ‪ 7‬حزيران ‪ 2006‬و تر ّكزت مها ُمه فى تحديد مواعيد‬
‫قربا ً من كبار قادة التنظيم فى األنبار‬
‫األخير كما كان ُم ّ‬

‫كان يُعتبر رئيس المجلس العسكرى و عُضو فى مجلس شورى ال ُمجاهدين و تولّى منصب القائد الثانى فى التنظيم بعد مقتل (( حجّى بكر ))‬

‫أُع ّد اإلنتحارى الذى نفّز عمليّة الطارميّة التى إستهدفت قصر العدل ‪ّ +‬‬
‫خطط إلقتحام سجن صالح الدين اإلصالحى و جامعة اإلمام الصادق‬
‫‪ +‬سجن الطوبجى و التاجى و أبو غريب‬

‫يُعتبر ُمهندس عمليّة إقتحام مدينة (( الموصل )) و تم تسمية عمليّة إجتياح المدينة على إس ُمه‬

‫تم إعتقاله فى مدينة (( البصرة‪ ،‬جنوب العراق )) و تم سجنُه فى (( سجن بوكا الذى يُديره الجيش األميركى )) و بعد ‪ 5‬أعوام تم إيداعه فى‬
‫سلطات العراقيّة‬
‫سجن (( أبو غريب ب بغداد )) تحت إشراف ال ُ‬

‫إستطاع الهرب فى تموز ‪ 2013‬بعد هجوم القاعدة على السجن فذهب إلى سوريّا ل ُمحاربة الجيش السورى ثُم ما لبث أن عاد إلى العراق‬
‫بعد قيام القُوات العراقيّة بشن عمليّة عسكريّة ب (( األنبار ))‬

‫عبوة ناسفة إثر ُمداهمة منزله منزله ب حى المزارع بالجانب األيسر من (( الموصل‬
‫فى ‪ 5‬حزيران ‪ ،2014‬أعلن الجيش العراقى مقتله ب ّ‬
‫عاصمة ُمحافظة نينوى‪ ،‬شمال العراق )) و إعتقال سائقه (( بن ع ُّمه ))‬

‫‪------------------------------‬‬

‫‪ )-3‬العقيد حجّى بكر أو أبو بالل المشهدانى‬

‫إس ُمه الحقيقى (( سمير عبد الحمد العُبيدى الدُليمى )) ولد فى (( الخالديّة ب األنبار )) فى مطلع (( الستّينات )) إلتحق بال ُكلّيّة العسكريّة و‬
‫تخرج حتّى ُرتبة (( عقيد )) قُبيل اإلحتالل األميركى‬
‫ّ‬

‫أُودع فى سجن بوكا‪ ،‬و كان يُعتبر اليد اليُمنى ل (( أبى بكر البغدادى )) حتّى مقتله إثر ال ُمواجهه بين تنظيم ّ‬
‫ى (( داعش و النُصرة )) فى‬
‫بلدة (( األتارب ب ريف حلب الشمالى )) شهر (( يناير ‪)) 2014‬‬

‫ُكلّف ب ُمتابعة (( إنتاج الكيماوى و تطوير األسلحة فى تنظيم داعش بالعراق )) ‪ (( +‬تسلّم مسؤوليّة المجلس العسكرى للتنظيم )) ‪(( +‬‬
‫تسلّم وزارة التصنيع العسكرى للتنظيم عام ‪ (( + )) 2012‬إدارة العمليّات و ال ُمعسكرات العسكريّة ببالد الشام ))‬

‫ضبّاط الجيش‬
‫جمع (( حجّى بكر )) بين (( التخطيط العسكرى ‪ +‬التوا ُجد الميدانى )) و كان له دور كبير فى إقناع (( عدد كبير من ُ‬
‫العراقى البعثى )) باإللتحاق بالتنظيم‬

‫و يُمكن القول بأن الهيكل العسكرى الذى أقامه مازال يُش ّكل النُواه الصلبة للتنظيم عسكريّا ً و الذى يتألّف من (( البيالوى ‪ +‬أبو أحمد‬
‫العلوانى ‪ +‬أبو مسلم التركمانى ‪ +‬مح ّمد الندى الجبورى‪ ،‬الراعى ))‬

‫‪------------------------------‬‬

‫‪ )-4‬أبو أيمن العراقى أو أبو ُمهنّد السويداوى‬

‫يُعتبر أهم مسؤول ل داعش فى (( سوريّا ))‬

‫برتبة (( ُمقدّم ))‬


‫ُولد عام ‪ 1965‬و كان ضابط بالجيش (( العراقى )) فى عهد صدّام ُحسين ُ‬

‫كانت ُكنيته فى (( العراق )) ب (( أبو ُمهنّد السويداوى ))‬

‫كان والى األنبار ‪ +‬إدارة قاطع الكره الشمالى‬

‫أُعتقل من قبل التحالف األميركى فى ‪ 2007‬و أُودع بسجن (( بوكا )) حتّى عام ‪2010‬‬

‫تولّى مسؤوليّة األمن داخل التنظيم ‪ (( +‬داعية للبغدادى فى دير الزور ب سوريّا لعام ‪ 2011‬و ‪ + )) 2012‬كان (( المسؤول العسكرى‬
‫األول فى إدلب‪ ،‬جبل الالذقيّة‪ ،‬ريف حلب ))‬
‫ّ‬
‫إستطاع خالل توا ُجده فى سوريّا ب (( تجنيد ‪ُ 1000‬مقاتل لصالح التنظيم‪ ،‬النواه األساسيّة للتنظيم فى سوريّا )) ‪ (( +‬إستقطاب عدد من‬
‫الجماعات الجهاديّة غير السوريّا للتنظيم ))‬

‫أعتبر ُكل من يتعامل مع (( الجيش ال ُحر ‪ +‬اإلئتالف ‪ +‬ال ُمعارضة العلمانيّة ‪ +‬يرفُض ُمبايعة داعش ‪ +‬يتلقّى السالح و التمويل من الغرب‬
‫و اإلقليم )) كافراً‪ ،‬حتّى إنُّه قام بقتل (( أبو بصير بعد إجتماعُه بنائب لبنانى من ُكتلة ال ُمستقبل ))‬

‫أعلن الجيش السورى عن وفاته مع أبى حمزة السعودى و آخرين فى ‪ 2013/10/4‬ثُم أعلن الجيش العراقى عن مقتله جنوبى الرمادى فى‬
‫‪ 2014/4/24‬ثُم أعلنت جبهه النصرة عن مقتله فى الحسكة ثُم أعلن مصدر أمنى عن مقتله فى الموصل فى ‪2014/6/17‬‬

‫‪------------------------------‬‬

‫‪ )-5‬أبو على األنبارى أو أبو جاسم العراقى أو أبو عمر قرداش‬

‫إس ُمه (( عالء قرداش التركمانى )) ولد فى (( تلعفر ألسرة تركمانيّة ))‬

‫درسا ً لل (( فيزياء )) و مسؤول فرقة (( حزبيّة )) أيّام صدّام حسين‬


‫كان ُم ّ‬

‫إلتحق بجماعة (( أنصار اإلسالم )) و ُ‬


‫طرد إلدانتُه بتُهم (( ماليّة و إداريّة ))‬

‫عيّن (( مندوب تنسيق بين المجموعات )) ثُم ع ُّزل فى أقل من عام‬


‫إلتحق بعدها ب (( قاعدة الجهاد )) و بعد ‪ 3‬شهور ُ‬

‫عيّن (( مسؤول شرعى )) ُمتواجد فى (( الر ّقة )) يقوم بإعطاء دروس دين فى صاله (( العشاء و المغرب )) فى جامع‬
‫ألتحق بالتنظيم و ُ‬
‫(( اإلمام النووى ))‬

‫تصرفات (( الجوالنى )) قبل الخالف بين التنظيمين و و حال دون‬


‫ُّ‬ ‫كان يُعتبر عين البغدادى داخل (( جبهه النُصرة )) و ُمراقب حركات و‬
‫قتله على يد (( أبو أيمن العراقى )) بدعوى أن األوضاع ال تحتمل ذلك‬

‫يُنسب له التخطيط ل إغتيال (( البوطى )) ‪ (( +‬رياض األسعد ))‬

‫قاد نقاشات فاشلة مع (( جبهه النُصرة )) بحضور (( أبو فراس السورى ‪ +‬أبو حسن تفتناز ‪ +‬أبو عبيدة التونسى ‪ +‬أبو ه ّمام الشامى ))‬

‫‪------------------------------‬‬

‫ّ‬
‫الخطاب أو أبو صادق الراوى‬ ‫‪ )-6‬أبو مح ّمد العدنانى طه النبشى أو جابر طه ّ‬
‫فالح أو أبو‬

‫صبحى فالحة )) من مواليد (( قرية بنش ب ريف إدلب )) عام ‪1977‬‬


‫إس ُمه الحقيقى (( طه ُ‬

‫بايع الزرقاوى مع ‪ 35‬شخصا ً فى سوريّا ثُم هاجر لل عراق لقتال اإلحتالل األميركى‬

‫دربا ً فى فترة (( الزرقاوى ))‬


‫نشط فى والية (( حديثة )) و عمل ُم ّ‬

‫أُعتقل فى ‪ 31‬أيار ‪ 2005‬فى (( األنبار )) من قِبَل (( التحالف األميركى )) حيث ان يستخدم إسم ُم ّ‬
‫زورا ً (( ياسر خلف حسين نزال الراوى‬
‫)) قبل اإلفراج عنه فى ‪2010‬‬

‫كان الحقوقى (( ُمحارب عبد هللا الجبورى‪ ،‬المولود فى الضلوعيّة عام ‪ )) 1971‬هو (( ال ُمتحدّث اإلعالمى بإسم التنظيم )) و ليس العدنانى‬
‫الذى كان فى السجن وقت قتل الجبورى عام ‪2007‬‬

‫يُعتبر المسؤول عن قتل ما ال يقل عن ‪ 53‬و قرابة ال ‪ 100‬جريح فى الهجوم على كنيسة النجاة ب بغداد ))‬

‫جاء ظهوره اإلعالمى بأشهر بعد قرار (( الجوالنى )) بإرسال مجموعة من ال ُمقاتلين لتشكيل تنظيم فى سوريّا بعد إنطالق فورة ‪ 18‬آذار‬
‫صة الخالف بين‬
‫س ّرى مع (( الظواهرى و القاعدة )) و تقديم قراءة داعش لق ّ‬ ‫‪ )) 2011‬و كان ُم ّ‬
‫كلف عبر ُمداخالته اإلعالميّة بقطع الحبل ال ُ‬
‫الطرفين‬

‫‪------------------------------‬‬
‫‪ )-7‬أبو جمزة ال ُمهاجر أو أبو أيّوب المصرى‬

‫إس ُمه الحقيقى (( عبد المنعم عز الدين على البدوى )) ُولد ب (( سوهاج ب مصر عمن ‪ 1968‬إلى ‪ )) 2010‬إنضم للجماعة الجهاديّة التى‬
‫صص بصناعة ال ُمتفجّرات و اليمن حيث عمل بالتعليم تحت إسم ُمستعار‬ ‫أسّسها (( الظواهرى )) عام ‪ ،1982‬تنقّل بين ( أفغانستان حيث تخ ّ‬
‫ُ‬
‫تزوج من (( يمنيّة عام ‪ )) 1998‬ثُم إنتقل إلى العراق عام ‪ 2002‬مع أسرتُه‪ ،‬و قد شارك فى بناء تنظيم (( القاعدة )) ب (( العراق )) و‬
‫)) ّ‬
‫إلتحق ل (( الزرقاوى ))‬

‫أصبح (( زعيم تنظيم القاعدة )) بعد مقتل (( الزرقاوى فى ‪ )) 2006‬ثُم (( وزير الحرب ب لدولة العراق اإلسالميّة )) ثُم (( نائب ّأول‬
‫ألبى عُمر البغدادى‪ ،‬رئيس دولة العراق اإلسالميّة ))‬

‫رصد برنامج ُمكافئات العدل التابع لوزارة الخارجية األمريكيّة فى ‪ 2006‬مبلغ و قدره ‪ 5‬ماليين دوالر لمن يُدلى بمعلومات تساهم فى إلقاء‬
‫القبض عليه ثم إنخفض المبلغ إلى ‪ 100‬ألف دوالر فقط كمؤ ّ‬
‫شر على إنخفاض األه ّميّة الميدانيّة ل عناصر داعش ال غير عراقيّين‬

‫تم تصفيته فى ‪ 2010/4/19‬فى قصف مروحيات أمريكيّة خالل إجتماع البغدادى و ال ُمهاجر مع جماعة (( جيش أبى بكر السلفى )) لض ّمها‬
‫إلى التنظيم فى بلدة (( الثرثار جنوبى غرب تكريت ))‬

‫‪------------------------------‬‬

‫‪ )-8‬عُمر الشيشانى أو طرخان باترشفيلى‬

‫ولد عام ‪ 1986‬فى قرية بيركيانى فى وادى بنكيسى فى جورجيا‪ ،‬خدم فى (( الجيش الجورجى بالخدمة اإللزاميّة بين عام ‪2007 - 2006‬‬
‫الرماه ))‪ ،‬شارك مع (( الجيش الجورجى )) ضد (( الجيش الروسى عام ‪)) 2008‬‬ ‫)) تعاقد مع الجيش الجورجى لينضم إلى (( كتيبة ُ‬

‫أُصيب بمرض ال ُ‬
‫سل فتم تسريحة من الجيش عام ‪2010‬ثُم تم الفعو عنه بعد إدانته بالسجن ‪ 3‬سنوات بتهمة شراء أسلحة ب أيلول ‪2010‬‬

‫‪------------------------------‬‬

‫ضبّاط الجيش ال ُمنحل‬


‫‪ُ )-9‬‬

‫ضبّاط (( الجيش العراقى ال ُمنحل بقرار من بول بريمر عام ‪ُ )) 2003‬مر ّكب القوى (( العسكريّة و األمنيّة فى تنظيم داعش )) حتّى‬
‫يُش ّكل ُ‬
‫ضبّاط )) تولّوا مسؤوليّات عسكريّة و أمنيّة ُمنذ والدة داعش‪ ،‬قُتل منهم ما‬
‫ُ‬ ‫صف‬ ‫‪+‬‬ ‫ّاط‬ ‫ب‬‫ض‬‫ُ‬ ‫((‬ ‫من‬ ‫عضو‬ ‫‪200‬‬ ‫من‬ ‫أكثر‬ ‫ترميم‬ ‫بعد‬ ‫اليوم‪،‬‬
‫يقرب النصف فى العراق و سوريّا‬

‫‪------------------------------‬‬
‫‪------------------------------‬‬

‫من التجربة السوريّا‬

‫‪ )-1‬أبو لقمان‬

‫الشواخ من مواليد عام ‪ 1973‬من عشيرة العُجيل فخذ ال ُكبيسات‪ ،‬ينحدر من قرية السحل الواقعة غرب الرقّة ))‬
‫إس ُمه (( على الحمود ّ‬

‫تخرجه فى ُكليّه الحقوق ثُم سافر إلى (( العراق )) ل ُمحاربة ال ُمحتل األميركى‬
‫درسا ً بريف الرقة بعد ّ‬
‫عمل ‪ 3‬سنوات ُم ّ‬

‫أستقر فى (( صيدنايا ))‬


‫ّ‬ ‫أُعتقل عام ‪ 2004‬من قِبل أحد األفرع األمنيّة و إنتقل للعديد من السجون إلى أن‬

‫تم اإلفراج عنه فى (( أيار ‪ 2011‬بموجب العفو الرئاسى مع " زهران علّوش‪ ،‬قائد جيش اإلسالم ‪ +‬عيسى الشيخ‪ ،‬قائد صقور الشام ‪+‬‬
‫حسّان عبّود‪ ،‬قائد أحرار الشام " ))‬

‫تسلّم إمارة الر ّقة بعد السيطرة عليها قبل أن يُصبح الرجل ّ‬
‫األول بالتنظيم فى سوريّا‬

‫يعتبر المسؤول عن عمليّات إعدام (( أبو سعد الحضرمى‪ ،‬أمير جبهه النصرة فى الرقّة ))‬

‫أعلن عن مقتله فى ‪ 2014/1/7‬على يد خصومة من النصرة‬


‫‪------------------------------‬‬

‫‪ )-2‬خلف الذياب الحلوس‬

‫من مواليد قرية (( نيطرة‪ ،‬إحدة قُرى بلدة سلوك ))‬

‫له فضل كبير فى قدوم تنظيم داعش إلى (( الرقّة )) حيث إستضافهم فى بيته و‬
‫قررا ً له أن يكون أمير التنظيم بالر ّقة‬
‫ّأول من بايع (( أبو عبدهللا سابقاً‪ ،‬ابو لقمان حاليا ً )) بعد أن كان ُم ّ‬

‫حاول اإلنشقاق عن داعش خلعُه من إمارة تل أبيض و إنشاء أنصار الشريعة‪ ،‬أبو لقمان أرسل له تهديدا ً بالقتل‬

‫‪------------------------------‬‬

‫‪ )-3‬أبو عُمر ال ُمالكم‬

‫صائى تح ّكم و تفجير عن بُعد‪ ،‬هارب من سجن تسفيرات ب تكريت ب العراق‪ ،‬دخل‬ ‫عراقى الجنسيّة‪ ،‬محكوم عليه باإلعدام فى تونس‪ ،‬أخ ّ‬
‫األول على الجبهه آنذاك‪ ،‬علما ً إنّه ُ‬
‫طلب منه البقاء فى العراق فى ‪ 2012 / 12‬بعدها ذهب إلى‬ ‫سوريّا بأمر من البغدادى ليكون ال ُمراقب ّ‬
‫إدلب و حلب و تنقّل بينهما برجله الصناعيّة‬

‫‪------------------------------‬‬

‫‪ )-4‬محمود الخضر‬

‫‪------------------------------‬‬

‫‪ )-5‬أبو عبد الرحمن األمنى‬

‫يُدعى (( على سهو من أبناء قرية الجايف التابعة ل ُمحافظة الرقّة ))‪ (( ،‬طالب بالهندسة الزراعيّة من دير الزور ))‬

‫أعلنت كتائب (( الجيش الكر ‪ +‬النُصرة )) عن مقتله فى مواجهات مع داعش فى ‪2014/4/30‬‬

‫‪------------------------------‬‬

‫‪ )-6‬أبو على الشرعى‬

‫‪------------------------------‬‬
‫‪------------------------------‬‬
‫‪------------------------------‬‬

‫ال ُجزء الثانى‬

‫صناعة التو ُّحش‬

‫بال حدود‬

‫تعويم المفاهيم ينال قيمتُه مع عولمة الوجود المفاهيمى للبشر‪ ،‬أى الهم ال ُمتصاعد إلعطاء صفة العالميّة لعمليّات إعادة الهيكلة و الخصخصة‬
‫و الصرف العائم و تخفيض مصروفات الدولة و إطالق ُح ّريّة فعل السّوق بإعتبارها ال ُمخلّص من الفقر و ال ُ‬
‫ظلم و اإلستبداد و المرض و‬
‫الفساد‬

‫‪------------------------------‬‬

‫فما الفرق ؟!‬


‫كان اإلقتصاد اإلكتفائى يحمى شعوب ال ُمحيط فى اإلمبرياليّة القديمة‪ ،‬أصبح دخول إقتصاد السوق اليوم أصغر قرية فى أقاصى األرض‬
‫شرطا ً واجب الوجوب للهيمنة و السيطرة‪ ،‬و صار تحطيم وسائل الدفاع الذاتى الكالسيكيّة عند اآلخر ُجز ًء من بناء ُم ّ‬
‫قومات األمن القومى‬
‫الذاتى‬

‫لم تأت خالفة داعش من عدم‪ ،‬و كما دفع األوروبّى ‪ 250‬مليون دوالر لتحرير رهائنه فى إفريقيا و العراق و سوريّا‪ ،‬دفع أيضا ً عدد من‬
‫رجال األعمل العراقيّين اإلتاوة الشهريّة للتنظيم من أجل حماية ُمؤسّساتهم من التفجير األعمى‬

‫‪------------------------------‬‬

‫من إعالن ال ُهدنة إلى إعالن الخالفة‬

‫لعب اإلعالم القطرى و السعودى دورا ً كبيرا ً فى الحشد المذهبى الطائفى كما ُ‬
‫عبّر عنه فى مقال عن حلول عهد اإلصالح اآلمن اإلسالمى ‪-‬‬
‫الغربى فى ‪2011/8/10‬‬

‫(( لكى تنتصر الثورة السوريّا‪ ،‬ال يتح ّقق نصرها ّإال ب ثالث ‪::‬‬

‫ّأوالً‪ ،‬طائفيّة الثورة‪ ،‬أى يجب أن تكون ثورة تتبنّى التوجُّه الطائفى ال ُ‬
‫سنّى الشيعى و تتبنّى فكرة القضاء على النفوذ الصفوى النُصيرى و‬
‫تحالُفه‬

‫ثانياً‪ ،‬عسكريّة الثورة‪ ،‬ألن الرسول دعا لإللتحاق ب جيش الشام ثُم سيكون اإلنطالق للقضاء على باقى الصفويّين و الشيعة فى ُكل من لبنان‬
‫و العراق و إيران‬

‫ثالثاً‪ ،‬تحالُف مع الغرب الرومى و تد ُّخله‪ ،‬ألن الرسول أخبر بإنطالق تحالف إسالمى غربى من بالد الشام و تحديدا ُ من سوريّا إلنهاء العدو‬
‫صلح اآلمن اإلسالمى ‪ -‬الغربى‪ ،‬و يجب أن تتهيّأ الساحة و المشاعر من اآلن لقيام‬ ‫ال ُمشترك فى إيران حسب ما حدّدت ُه نظريّة حلول عصر ال ٌ‬
‫ذلك‪ ،‬و عليه نحن نتبنّى التد ُّخل الغربى على غرار التد ُّخل الغربى فى ليبيا على األقل و لكن ندعو إلى تد ُّخل أوسع‬

‫تناقل تلك الورقة (( موقع اإلخوان ال ُمسلمين )) بجانب ‪ 7‬مواقع إسالميّة‬

‫سنّيّة و األقلّيّة الشيعيّة و ستنتهى و لو بعد زمن بإنتصار األغلبيّة العدديّة ))‬
‫قال (( روبرت فورد ‪ ::‬هى حرب بين األغلبيّة ال ُ‬

‫‪------------------------------‬‬
‫‪------------------------------‬‬
‫‪------------------------------‬‬

‫ال ُجزء الثالث‬

‫إضطرابات الرؤيا و غشاوة البصيرة‬

‫تكفير ال ُمختلف‬

‫سه حين قال أمينه العام فى آخر كلمة إعالميّة لهُ (( فى‬ ‫((عزة الدورى )) ُرصاصة الرحمة على نف ُ‬ ‫ّ‬ ‫أطلق حزب البعث العراقى تحت زعامة‬
‫صة ملؤُ ها اإلعتزاز و التقدير و المحبّة )) األمر الذى‬ ‫طليعة هؤالء جميعا ً أبطال و فرسان القاعدة و الدولة اإلسالميّة‪ ،‬فل ُهم منّى حيّة خا ّ‬
‫سنّيّة مع العناصر العلمانيّة ))‬
‫خلق صراع داخلى كبير فى صفوف الحزب‪ ،‬نجم عنه (( إنسحاب أهم الكوادر الحزبيّة الغير ُ‬

‫‪------------------------------‬‬

‫الجيش ال ُحر و داعش‬

‫باشرت داعش حملتها العسكريّة على ((الجيش ال ُحر )) تحت راية (( نفى الخبيث )) بإستهداف معظم كتائبه‬

‫فقامت بإعتقال (( سريّة تابعة ل كتائب الفاروق )) فى مدينة (( حلب )) بسبب مشكالت قديمة عند معركة (( معبر تل أبيض )) ‪ +‬إرسال‬
‫سيّارة ُمف ّخخة إلى مقر جماعة (( أحفاد الرسول )) فى منطقة (( س ّكة القطار فى الرقّة م ّما تسبّب فى مقتل ما ال يقل عن ‪ 40‬عُنصرا ً من ُهم‬
‫)) ‪ +‬تفجير سيّارة ُمف ّخخة فى مركز تابع ل (( لواء هللا أكبر )) فى منطقة (( البوكمال )) ما أدّى لمقتل (( شقيق قائد اللواء )) ‪ +‬المعركة‬
‫مع (( لواء عاصفة الشمال )) فى (( أعزاز )) قبل تفتّتُه و سيطرة داعش على المدينة بعد فشل التهدئة بوساطة (( جبهه النُصرة )) ‪+‬‬
‫إستهداف مخازن السالح للجيش ال ُحر عند معبر (( باب الهوى )) مع (( تُركيا ))‬
‫‪------------------------------‬‬

‫فى مواقف اإلسالميّين‬

‫ى اإلخوان ال ُمسلمين )) دفاعا ً‬


‫وقف العديد من (( قيادات اإلئتالف الوطنى السورى ‪ +‬رئيس المجلس الوطنى السورى‪ ،‬جورج صبرا ‪ +‬قياد ّ‬
‫عن (( جبهه النُصرة )) ضد تصنيف (( أميركا )) لها على الئحة (( اإلرهاب ))‬

‫رأى الكاتب اإلسالمى المصرى ف(( فهمى هويدى )) فى نشأه داعش صفحة ‪91 + 90‬‬

‫‪------------------------------‬‬
‫‪------------------------------‬‬
‫‪------------------------------‬‬

‫الجزء الرابع‬

‫شبكات التمويل و الدعم‬

‫فى بعض المناطق بالعراق‪ ،‬يُعتبر السالح المسروق من مستودعات الجيش و ثكناته و مراكزه من أرخص السلع و أكثرها توفُّرا ً‬

‫و عند سؤال الكاتب لمن دعاه من الحضور لتناول الشاى بمنزله بعد اللقاء مع الحقوقين العراقيين فى ساحة األندلس مع السيدة منى رشاوى‬
‫مساعدة سيرجى ديمييلو‪ ،‬عن سبب توافر عدد من قطع السالح الفرديّة‪ ،‬فأجابه للدفاع عن النفس لكثرة حاالت السرقة و الهجوم على‬
‫المنازل‬

‫كما قام ضباط وصف ضباط الجيش العراقى ال ُمنحل بأمر بول بريمر‪ ،‬ببيع و توزيع سالح قطعته العسكريّة قبل السيطرة الكاملة لل ُمحتل‬
‫األميركى عليها‬

‫‪------------------------------‬‬

‫‪ )-1‬حركة المال غير الرسميّة‬

‫تعتبر أهم مصدر تمويل للجماعات اإلرهابيّة عبر الجمعيّات اإلغاثيّة اإلسالميّة‬

‫و كان هُناك سعى لتشكيل (( المكتب الدولى للجمعيّات اإلنسانيّة و الخيريّة )) لتأسيس الضوابط التى تحمى هذه ال ُم ّ‬
‫نظمات من إجراءات‬
‫لمنظمات ُمسلّحة ُم ّ‬
‫تطرفة‪ ،‬لكن فشلت هذه الجهود و إنهارت ب تغلغل قوى ل‬ ‫ّ‬ ‫تورط جزء منها فى عمليّات تمويل‬
‫تعسُّفيّة ‪ +‬دفع ثمن ّ‬
‫عناصر سلفيّة جهاديّة فى صفوف الهيئات اإلغاثيّة باألخص بعد الضبابية و التشويش ُمنذ عام ‪2011‬‬

‫طه )) يُفيد بقيام عدد من ال ُم ّ‬


‫نظمات اإلغاثيّة ((‬ ‫أصدر (( المكتب الدولى للجمعيّات اإلنسانيّة و الخيريّة )) تقريرا ً أخيرا ً قبل (( تجميد نشا ُ‬
‫بإخفاء أسماء الهيكل التنظيمى لل ُمؤسّسات قدر ال ُمستطاع ))‬

‫فقد إعتمدت (( قطر )) بشكل واضح إلى اإلعتماد على هذه ال ُمؤسّسات كشكل غير ُمباشر لدعمها الحركات ال ُم ّ‬
‫سلحة فى (( ليبيا‪ ،‬سوريّا‪،‬‬
‫العراق‪ ،‬لبنان ))‬

‫و قد إستفاد تنظيم القاعدة بشبكة عالقات ُمباشرة مع (( النصرة ‪ +‬داعش ‪ +‬أحرار الشام )) من هذه ال ُمساعدات التى كانت ت ُمر تحت غطاء‬
‫تمويل و تسليح (( الجماعات ال ُمعتدلة )) قبل إنفجار الصراع بين داعش و باقى التنظيمات ال ُمسلّحة بما فيها الدائرة فى فلك القاعدة‬

‫تورط ُم ّ‬
‫نظمات إغاثيّة (( تُركيّة و قطريّة )) ُمباشرة فى دعم (( النُصرة و داعش )) مثل الشبكات ال ُمب ّكرة فى قضيّة (( القطرى عبد‬ ‫ثبت ُّ‬
‫ّ‬
‫العزيز العطيّة ‪ +‬اللبنانى شادى المولوى ‪ +‬األردنى عبد الملك عبد السالم )) و التى تدخلت (( الخارجيّة القطريّة )) فيها ُمباشرة إلطالق‬
‫سراح (( قريب وزارة الخارجيّة القطرى ))‬

‫و ُمنذ ‪ ،2012‬تظهر أسماء رجال أعمال من جمعيّة (( رجال األعمال التُركيّة اإلسالميّة " إسياد " ))‬

‫‪------------------------------‬‬

‫‪ )-3‬أساليب الضغط و اإلبتزاز القسريّة‬


‫حسب معلومات (( مجلس العالقات الخارجيّة بالواليات ال ُمتّحدة األمريكيّة )) قامت داعش بعد اإلستيالء على (( الموصل )) بفرض‬
‫ضرائب على الشركات المحلّيّة تصل إلى ‪ 8‬مليون دوالر شهريّا ً بجانب عدد من أصحاب المشاريع و السياسيّن و األغنياء‪ُ ،‬مقابل عدم‬
‫التعرض لهم بعمليّات إرهابيّة‬
‫ّ‬

‫‪------------------------------‬‬

‫‪ )-4‬السوق السوداء و تجارة الممنوعات‬

‫مثال ‪ (( ::‬شهادة ُمراسل شبكة "" ديلى بيست " المدعو " جوش روجين " ))‬

‫‪------------------------------‬‬
‫‪------------------------------‬‬

‫ماذا عن ال ُمستقبل‬

‫قومات الدولة الحديثة‬


‫تفكيك ُم ّ‬

‫األول لزواج السفّاح بين ال ُ‬


‫ضبّاط السابقين فى الجيش العراقى و القاعدة ))‬ ‫يُعتبر سجن (( بوكا )) ‪ (( ::‬المصنع ّ‬

‫صعود دور أجهزة (( ال ُمخابرات )) على حساب ( السياسة و المواقف الجيو سياسيّة )) فى المنطقة‪ ،‬مثل (( قاسم سليمانى فى إيران ‪+‬‬
‫بندر بن سلطان فى السعوديّة ‪ +‬حقّان فيدان فى تُركيا ‪ +‬على مملوك و جميل حسن فى سوريّا ‪ +‬إلخ )) هو نتيجة عولمة الصراع فى‬
‫المنطقة‬

‫‪------------------------------‬‬

‫بناء الحاضنة ال ُمجتمعيّة‬

‫يُعتبر قُدماء حركة (( الطليعة ال ُمقاتلة فى سوريّا )) الذين إلتحقوا ب (( القاعدة )) هُم العُنصر األهم فى حركة (( أحرار الشام و النُصرة و‬
‫بدرجة أقل داعش ))‬

‫حضره (( مح ّمد مرسى )) فى ‪ ،2013/6/15‬منها‬ ‫ُ‬ ‫إتّحدت التنظيمات (( السلفيّة ‪ +‬اإلخوانيّة )) فى تنظيم (( مؤتمر نصرة سوريّا )) الذى‬
‫سنّة ‪ +‬المجلس التنسيقى اإلسالمى األعلى ‪ +‬الحملة العالميّة‬‫(( ُمنتدى ال ُمف ّكرين ال ُمسلمين ‪ +‬رابطة عُلماء ال ُمسلمين ‪ +‬الهيئة العا ّمة لل ُ‬
‫ل ُمقاومة العدوان )) و دعوتها المفتوحة للجهاد العالمى فى ((سوريّا ))‬

‫‪---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬
‫‪---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬
‫‪---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫ربيع ال ُمواطنة‪ ،‬هيثم منّاع‬


‫إهداء‬

‫لروح ( معن العودات ) الذى أُغتيل فى ( درعا ) بتاريخ ‪82011/8‬‬

‫‪------------------------------‬‬

‫تقديم‬

‫ظهر (( شبيبة درعا ال ُح ّرة )) ب ُمبادرة محلّيّة‪ ،‬أيّدها و أنخرط فيها حركة غير معروفة صارت تُدعى (( حركة شباب ‪ 17‬نيسان للتغيير‬
‫الديمقراطى )) و ما صار يُعرف ب (( بيان من أجل التغيير )) الذين يتّه ُمهم (( ُرستم غزالى )) بأنّهم من ّ‬
‫نظم األمور (( خلدون األسود‪،‬‬
‫ناصر الغزالى‪ ،‬ماجد حبو‪ ،‬هيثم منّاع‪ ،‬و من أيّدهم ))‬

‫ُوضع خيمتان فى (( ساحة السرايا ب درعا )) ما بات يُعرف اليوم ب (( ساحة الشهيد معن العودات )) لإلعتصام أمام (( الجامع العُمرى‬
‫)) ثُم توجّه الشاب (( معن العودات )) بعد اإلفراج عنه من (( فرع األمن العسكرى )) إلى (( ساحة العُمرى )) ُمباشرة ً‬

‫الثوار على إسقاط النظام و ضرورة تدويل القضيّة السوريّة و التد ُّخل الخارجى العسكرى‬
‫شجّع اإلعالم الخليجى على الترويج لفكرة عجز ّ‬
‫على غرار النموذج الليبى بتشجيع قطرى ال محدود مع رفض و تع ُّنت روسى ‪ -‬صينى لفكرة التدويل تلك‬

‫بعض ال ُمعارضة التى تستند إلى عهد الثمانينات ُمنذ ‪ 1978‬إلى ‪ ،1982‬طالبت بضرورة اإلعتماد على دولة‪ ،‬أطراف خارجيّة‪ ،‬ما ّديّا ً و‬
‫إعالميّاً‪ ،‬على غرار تجربة الطليعة ال ُمقاتلة لإلخوان ال ُمسلمين العسكريّة‪ ،‬و تحالُفها مع النظام العراقى‪ ،‬مع اإلستقواء بالغرب األميركى ُمنذ‬
‫قضيّة إغتيال الحريرى ب لبنان ‪2005‬‬

‫عُقد ُمؤتمر فى باريس يوم ‪ 4‬تموز ‪ 2011‬برعاية برنارد ليفى‪ ،‬يتحدّث عن تد ُّخل عسكرى فى سوريّا على غرار النموذج الليبى مع تنظيم‬
‫جيش من ال ُمنشقّين بدعم من الناتو ليُحارب الجيش السورى‬

‫إقترح (( المجلس الوطنى السورى )) على (( أالن ُجوبيه )) تدويل القضيّة السوريّا تحت (( ُكوريدور الحماية ))‬

‫جرى اإلستخفاف بوسائل حماية السلم األهلى فى األوضاع الثوريّة حتّى ال تقع سوريّا فى حرب أهليّة مع بروز شعور عدم اإلنتماء و‬
‫صة فىما ي ُخص ال ُجوالن و التد ّخل العسكرى الخارجى ))‬
‫إنعدام الوطنيّة لدى بعض أطياف ال ُمعارضة السياسيّة الليبراليّة و الدينيّة (( خا ّ‬
‫تحت الفصل السابع لمجلس األمن بذريعة (( مسؤوليّة الحماية ))‬

‫كان الخوف من ال ُمبالغة و تأثُّر الصورة الميدانيّة برغبات و سياسات (( هيئة التحرير )) يُعيدنا إلى ُكل الجالسين على ُمدرجات ال ُمراقبة‬
‫لتحديد ُمعسكرهم‬

‫‪------------------------------‬‬

‫ثورة الياسمين‬

‫كان الكاتب عُضو فاعل فى (( تج ُّمع التضا ُمن مه أهالى سيدى بوزيد و الشعب التونسى )) الذى تُشارك فيه أحزاب ال ُمعارضة التونسيّة و‬
‫ط ّالبيّة الفرنسيّة و و أحزاب اليسار الفرنسى و اللجنة العربيّة لحقوق اإلنسان و ال ُم ّ‬
‫نظمات التُونسيّة لحقوق‬ ‫النقابات العُ ّماليّة و التعليميّة و ال ُ‬
‫اإلنسان و ال ُح ّريّات‬

‫‪------------------------------‬‬

‫هل بدأت حقبة الثورة العربيّة‬

‫(( ُمصطفى السباعى )) ُمؤسّس حركة (( اإلخوان ال ُمسلمين فى سوريّا ))‬

‫أكياس (( الطحين )) التى وصلت إلى (( سوريّا )) أيّام أزمة القحط‪ ،‬فى عهد (( الوحدة بين مصر و سوريّا )) من (( عبد الناصر ))‪،‬‬
‫كانت باألصل (( ُمساعدات أمريكيّة ))‬

‫بلغ عدد ال ُمعتقلين السياسيّن فى (( سوريّا )) من (( سوريّين ‪ +‬فلسطينيّن ‪ +‬عرب )) نحو ‪ 18‬ألف ُمعتقل عام ‪1987‬‬

‫‪------------------------------‬‬
‫سوريّا و الوضع الثورى العربى‬

‫هُناك منظومة تسلُّطيّة عربيّة لل ُحكم ال ُمشترك فى ُمواصفات رئيسيّة يُمكن تلخيصها كاآلتى ‪:‬‬

‫صة لبطانة‬
‫سلطات التشريعيّة و القضائ ّية و الرابعة ‪ +‬إعتبار المال العام مزرعة خا ّ‬ ‫سلطة التنفيذيّة للفضائين " العام و الخاص " و ال ُ‬
‫تأميم ال ُ‬
‫الحاكم ‪ +‬رفض فكرة و حقوق ال ُمواطنة ‪ +‬ربط الدفاع عن حقوق اإلنسان بالخارج و الغرب و ال ُمؤامرة ‪ +‬التعا ُمل األمنى مع ُكل القضايا‬
‫السياسيّة و األمنيّة ‪ +‬فرض سياسات إقتصاديّة و إجتماعيّة من فوق يتخلّلها مكارم لل ُح ّكام من وقت آلخر ال تستجيب لحاجات التنمية ‪+‬‬
‫سلطة‬ ‫تجهيل ال ُمجتمع ‪ +‬إختزال مفهوم السيادة فى طمئنة القُوى ال ُكبرى بأن مصالحها و مطاليبها فى ق ّمة أجندة ق ّمة ال ُ‬

‫‪------------------------------‬‬

‫ساعة الحقيقة‬

‫فى ‪ 18‬آذار ‪ 2011‬خرج أكثر من ‪ُ 2000‬مواطن و ُمواطنة فى تظاهُرة فى درعا‪ ،‬سقط أربعة من القتلى و دخلت وحدة عسكريّة لشمال‬
‫المدينة و نزول طائرات مروحيّة فى ملعبها الرياضى‬

‫هُناك أكثر من ‪ 30‬ألف سورى منفى قسرا ً ألسباب سياسيّة ُمباشرة يُجاوز عددهم مع عائالتهم ال ‪ 100‬ألف بسبب سنوات العُنف ‪- 1978‬‬
‫سلطة ‪ +‬ضحايا التهميش و اإلضطهاد بحق األكراد‬ ‫‪ 1982‬بين الطليعة ال ُمقاتلة و ال ُ‬

‫تحركتين‪::‬‬
‫سلطات السوريّة فى ‪ 16 - 15‬آذار ‪ 2011‬بإعتقال أكثر من ‪ 30‬شخصيّة مدنيّة و سياسيّة فى ُّ‬ ‫قامت ال ُ‬
‫األول من أجل التغيير الدي ُمقراطى‪ ،‬و الثانى تضا ُمنا ً مع ُمعتقلى الرأى‬
‫ّ‬

‫‪------------------------------‬‬

‫إنتفاضة الكرامة و إنبثاق الجديد‬

‫قام شباب درعا بتنظيم ‪ 3‬لجان ‪ (( ::‬لجنة تنظيم اإلعتصامات و إستقبال الضيوف و ال ُمتضامنين ‪ +‬لجنة تأمين ال ُمؤن و الطعام ‪ +‬لجنة من‬
‫أجل ال ُمساعدة الط ّبيّة ))‬

‫دعت (( حركة شباب ‪ 17‬نيسان للتغيير الديمقراطى )) التى ُولدت قُبيل اإلنتفاضة بإسبوعين‪ ،‬الشباب للنزول يوم ال ُجمعة ال ُموافق ‪ 8‬نيسان‬
‫دعما ً ل ُمعتقلى ُحريّة الرأى تحت ُمس ّمى (( ُجمعة الصمود ))‬

‫المادّة ‪ 101‬من الدستور السورى تُجيز للرئيس إعالن و إلغاء قانون الطوارئ‬

‫‪------------------------------‬‬

‫من أجل إستمرار إنتفاضة الكرامة‬

‫كان ال بد من التقريب بين الحلقات الثالث للتعبير ع ّما يحدُث فى سوريّا (( حلقة العالم اإلفتراضى ‪ +‬حلقة اإلعالم السمعى و البصرى و‬
‫التضارب ُمنذ إنطالق الحراك السورى‬
‫ُ‬ ‫التشوش و‬
‫ّ‬ ‫المكتوب ‪ +‬حلقة الوقائع اليوميّة ال ُمعاشة )) التى كانت ُمتباعدة و غير قادرة على إزالة‬
‫فعليّا ً‬

‫‪------------------------------‬‬

‫و بدأ اإلسبوع الثالث لحصار درعا‬

‫صل األهالى إلى ‪ (( ::‬إحتالل جامع بالل ‪ +‬بيوت " يوسف األبازيد‪ ،‬موسى العبد‪ ،‬أبو أشرف‬ ‫خالل تقييم الخسائر الما ّديّة فى ال ُممتلكات‪ ،‬تو ّ‬
‫السويدان‪ ،‬سليمان األبازيد )) بجانب كنيسة ( شمال الخط ) لتُستخدم ك ( مقار أمنيّة للقُ ّوات الخا ّ‬
‫صة‬

‫خزان المياه الرئيسى ‪ +‬دبّابة عند ُكل مصرف ‪ 6 +‬دبّابات عند المسجد العُمرى ))‬
‫أماكن الدبّابات التى تُرابط فى المدينة ‪ (( ::‬دبّابتان عند ّ‬

‫أوردت (( حركة شباب ‪ 17‬نيسان للتغيير الديمقراطى )) تقريرا ً ُمختصرا ً من مدينة (( بانياس )) ُورد فيه ‪ (( ::‬تكسير جامع الرحمن مع‬
‫اإلعتداء على بين إمام الجامع ذاتُه " أنس عيروط " )) ‪ (( +‬سرقة جمعيّة البر و الخدمات اإلجتماعيّة القريبة من مبنى البلديّة ))‬

‫‪------------------------------‬‬
‫الربيع السورى و الثورة ال ُمضادّة‬

‫قام رجل دين (( شيعى )) يُدعى (( آيه هللا مح ّمد على دستغيب )) بتحريم تزويد النظام السورى ب (( المال ‪ +‬الدعم اللوجيستى )) لقمع‬
‫التظاهُرات‬

‫قد تجلّى ضعف المشروع الديمقراطى فى صفوف قطاع هام من ال ُمعارضة التقليديّة فى ُمؤتمر (( أنطاليا )) الذى حاول (( مسخ )) صيغ‬
‫سلطة التى إستُخدمت فى (( العراق ))‬ ‫التعاون (( الحزبيّة و العشائريّة )) للوصول إلى ال ُ‬

‫بسبب خوف ُمعارضى (( الخارج )) من أن يكونوا خارج أيّة مشاريع داخل الوطن‪ ،‬جعلنا نُشاهد عمليّة (( تعويم لألسماء و اللجان و‬
‫القيادات بشكل مهزلى )) ك إستعادة (( المجلس الوطنى لقيادة الثورة‪ ،‬الذى أُستخدام فى ال ‪ 8‬من آذار ‪ (( + )) 1963‬المجلس اإلنتقالى‪ ،‬و‬
‫هُنا البصمات الليبيّة واضحة ))‬

‫صار ث ّمة من يُحث الناس على اللجوء لبلدان ُمجاورة لكسب الرأى العام‪ ،‬بعد أن كان رفض ُمغادرة البيوت و القُرى و ال ُمدن موقفا ً تُؤ ّكد‬
‫عبره الجموع جريمة إقتحام ال ُمدن من القُ ّوات الخا ّ‬
‫صة‪ ،‬بحجّة (( الضرورة الثوريّة ))‬ ‫ُ‬

‫التشوش األكبر بدأ مع إختيار البعض لتسمية (( ُجمعة العشائر )) و ما رافق ذلك من خطاب علنى يخلط بين (( التسلُّح و التظا ُهر ))‬
‫ّ‬ ‫إال أن‬
‫بإسم (( دفاع العشائر عن نفسها فى وجه الشبّيحة )) بجانب نقاط التشويش التى رافقت قضيّة (( جسر الشغور )) لتُزعزع عدّة ُمسلّمات‬
‫سلطة من الذين تركوا‬ ‫ثوريّة عبر طرح (( الدور التُركى )) علنا ً سواء بالوكالة عبر (( منطقة عازلة تسمح ببناء فيلق عسكرى ُمناهض لل ُ‬
‫ُ‬
‫وظفين ل ‪ 10‬سنين ل تركيا ُمقابل ذلك ))‬ ‫كلف ذلك ‪ %20‬من ُمرتّبات ال ُم ّ‬
‫الجيش و من طرجمسألة حمل السالح )) أو باألصالة (( حتّى لو ّ‬
‫حسب تعبير (( سورى ُمغترب )) إلعطاء شرعيّة التد ُّخل للناتو فى حال وجود عدد كبير من الالجئين كما هو الحال فى تركيا‬
‫ُ‬

‫‪------------------------------‬‬

‫أحرار سوريّا و ال ُكوريدور اإلنسانى‬

‫قام أحد أصدقاء هيثم منّاع الجامعيّين فى أربيل ي كردستان العراق يوم دخول الدبّابات إلى درعا بالقول (( هذه فُرصت ُكم‪ ،‬خروج جماعى‬
‫لألُردن‪ ،‬و يسقُط النظام ))‬

‫ُمنذ إنحازت عدّة أطراف لنظريّة التجميع الك ّمى لل ُمعارضين‪ ،‬وصل األمر للجلوس مع (( برنارد ليفى ‪ +‬إليكسندر غولدفار‪ُ ،‬مساعد وزير‬
‫ستشاره لشئؤون الصناعات األمنيّة و العسكريّة ‪ +‬أندريه غلوكسمان‪ُ ،‬محامى إسرائيل و ال ُمتح ّمس لل ُمحافظين ال ُجدد‬
‫ُ‬ ‫الدفاع اإلسرائيلى و ُم‬
‫تطرف ُمعادى للعرب ‪+‬‬ ‫‪ +‬فريدريك إنسيل‪ ،‬الذى بدأ حياتُه ُمناضالً فى شبيبة البيتار " حركة شباب الليكود فى فرنسا " و هو عُنصرى ُم ّ‬
‫روج للكوريدور اإلنسانى ))‬‫برنار كوشنر‪ ،‬ال ُم ّ‬

‫وصل األمر بقيام رجل أعمال سورى بال ُمشاركة فى تمويل إجتماع (( ُمنتدى اللعبة )) لصاحبُه (( برنارد ليفى )) و يقول (( ما الفرق بين‬
‫الجلوس مع غولدفار و عزمى بشارة ؟‪ 1‬كالهُما عضو سابق فى الكنيست ))‬

‫(( رياض الشقفة‪ ،‬ال ُمراقب العام لإلخوان ال ُمسلمين )) أجاب هيثم م ّناع عند إستفساره حول ُمشاركة مندوب من (( حركة اإلجتماع ))‬
‫باآلتى ‪ (( ::‬أخبرونى أن هُناك إجتماع مع ُمف ّكرين فرنسيّين بينهم واحد يهودى ))‬

‫يوما بعد يوم نجد الفصام بين الداخل السورى و الخارج يتّسع شيئا ً فشيئاً‪ ،‬عند طرح مسأله النزوح الجماعى إلى تُركيا من أجل إقامة منطقة‬
‫عازلة ينطلق منها أفواج الضبّاط األحرار ضد الجيش السورى إلسقاط النظام‪ ،‬مع زيادة التحريض ال ُمسيّيس من ِقبَل الفضائيّات و وسائل‬
‫اإلعالم على النزوح مع فبركة األخبار بإغتصاب الحرائر بالعشرات ‪ +‬قتل الرجال بالمئات لدرجة القول ب هُنالك ‪ 700‬شهيد فى الرستن‪،‬‬
‫فلجأ ‪ 15‬ألف إلى األراضى التُركيّة و نسيهم السياسيّون‪ ،‬فصاروا يتظاهرون بنفس التظاهُرات التى يتظاهر بها أهالى ُحماه من داخل‬
‫مدينتهم‪ ،‬ثُم لم يجدوا سوى اإلضراب عن الطعام للخروج من وضعهم الصعب‬

‫سلطات التُركيّة دخولهم إلى‬‫صل مع أبناء سوريّا فى األراضى التُركيّة‪ ،‬فرفضت ال ُ‬‫طالب هيثم منّاع بوقف مسأله النزوح بجانب التوا ُ‬
‫ال ُمعسكرات‪ ،‬و رفضت أن تكون هُناك جمعيّات غير تُركيّة ل ُمساعدتهم‪ ،‬و رفضت وجود اإلعالم‪ ،‬و رفضت فرز الالجئين على أساس‬
‫غرر به خرج التجييش و التهويش و البد‬ ‫القانون الدولى بين فصيل يوجد خطر على حياته فالبد من إعطاءه حق اللجوء السياسى و فصيل ُم ّ‬
‫صة بالالجئين ال ُمعتمدة يوم ‪ 28‬تموز ‪ 1951‬و التى صدّقت عليها تُركيا ُمنذ ‪ 60‬عاما ً‬ ‫من تأمين عودته إلى بالده سالماً‪ ،‬حسب اإلتّفاقية الخا ّ‬
‫بجانب رفض إستقبال وفد المكتب الدولى للجمعيّات اإلنسانيّة و الخيريّة لتقييم اإلحتياجات‪ ،‬و رفض طلب اللجنة العربيّة لحقوق اإلنسان‬
‫للتحقيق فى أوضاع الالجئين‬

‫‪------------------------------‬‬
‫الثورة السوريّا على ُمفترق ُ‬
‫طرق‬

‫سكن قائد ما يُس ّمى (( الجيش ال ُحر )) فى (( لواء إسكندرون السليب‪ ،‬إقليم هاتاى حاليا ً ))‬

‫إزداد التبايُن فى وجهات النظر بين القُوى السياسيّة ال ُمعارضة حول عدد من القضايا المركزيّة أمام (( تحدّى الوحدة البرنامجيّة ‪ +‬ال ُمؤتمر‬
‫السورى العام )) كالتمثيل ال ُمجتمعى‪ ،‬التد ُّخل العسكرى الخارجى‪ ،‬العالقة مع إسرائيل و ال ُمقاومة‪ ،‬التحالُفات اإلقليميّة‬

‫‪------------------------------‬‬

‫الخيار الثورى المدنى فى سوريّا‬

‫الفقيد (( ُجبران التوينى )) ‪ (( ::‬شيراك يعتقد أن خروج سوريّا من لبنان يعنى سقوط األسد فى أقل من إسبوع‪ ،‬و سندفع نحن و أنتم ثمن‬
‫التصور ال ُمبسّط حتّى السذاجة ))‬
‫ّ‬ ‫هذا‬

‫قام ساركوزى بفتح ملف (( مذابح األرمن )) ألسباب إنتخابيّة داخليّة ‪ +‬قطع الطريق على صفقات إقتصاديّة (( تُركيّا )) فى (( ليبيا )) ‪+‬‬
‫األول فى الملف السورى ‪ +‬صعوبة تسليح ال ُمنشقّين عن الجيش السورى ال ُمتواجدين فى األراض التُركيّة من قِ َبل‬‫إغالق الممر الفرنسى ّ‬
‫وزير الدفاع الفرنسى‬

‫وافقت الحكومة السوريّا بجانب ال ُمعارضة على ّ‬


‫خطة الجامعة العربيّة التى تتض ّمن وصول فريق من ال ُمراقبين تابعين لجامعة الدول العربيّة‬
‫ب نوفمبر ‪2011‬‬

‫وصل ‪ُ 65‬مراقب و ُمراقبة إلى سوريّا مساء ‪2011/12/26‬‬

‫شوشة عند وصول ال ُمراقبين العرب إلى سوريّا من قِ َبل النظام و ال ُمعارضة‪ ،‬هزال ثقافة حقوق‬
‫أظهرت التصريحات ال ُمتناقضة و ال ُم ّ‬
‫اإلنسان عند الطرفين‪ ،‬و وصل األمر لدرجة ُمخيفة من العمالة للنظام السورى و الرضوخ إلمالءات مجلس التعاون الخليجى‬

‫‪------------------------------‬‬

‫اإلتّفاق ال ُمجهض‪ ،‬صفحة ‪126‬‬

‫نص اإلتّفاق بين (( هيئة التنسيق الوطنيّة برئاسة هيثم منّاع مع المجلس الوطنى السورى برئاسة برهان غليون )) ال ُمقدّم لألمانة العا ّمة‬
‫لجامعة الدةل العربيّة كوثيقة سياسيّة ُمشتركة تُقدّم إلى ُمؤتمر ال ُمعارضة السورى المنوى عقده تحت مظلّة جامعة الدول العربيّة فى يناير‬
‫‪2012‬‬

‫‪---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬
‫‪---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬
‫‪---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫داخل سورية ‪ -‬قصة الحرب األهلية وما على العالم أن يتوقع‬


‫‪------------------------------‬‬

‫األول‬
‫الفصل ّ‬

‫الثورة التى ما كان يُفترض أن تحصل‬

‫(( أحمد بقدونس‪ ،‬أحد القادة الناشطين فى لجان التنسيق المحلّيّة ))‬

‫أفتقرت الحركات ال ُمسلّحة فى سوريّا إلى قيادة سياسيّة و عسكريّة ُموحّدة بدليل قيام الشباب الذين ينتمون إلى بلدة أو قرية نفسها بتكون‬
‫هرب أو مسروق من الجيش السورى‬ ‫ميليشيا مؤقّته تحمل سالح فردى ُم ّ‬

‫الثوار رسميّا ً تحت شعار (( سوريّا ما بعد األسد ))‪ ،‬قام الكاتب بزيارة (( مدينة أنطاكيا‪ ،‬أحد مراتع‬
‫بعد توجُّه الدول اإلقليميّة بتسليح ّ‬
‫المؤامرات الدوليّة على الحدود السوريّة ‪ -‬التُركيّا ) فى شهر (( آب ‪ )) 2012‬بشهر رمضان و قام عدد من قياد ّ‬
‫ى و ال ُمنتمين للميليشيات‬
‫ال ُمسلّحة بإطالق اللحى و التظاهُر بالتديّن إلستقطاب التمويل الالزم من دول الخليج التى تنحاز للجهاديّين رافضى العلمانيّة ‪ ،‬بالتزامن مع‬
‫نشر (( المخابرات األمريكيّة )) ل عُمالء و (( جواسيس )) على (( الحدود السوريّة ‪ -‬التُركيّا )) من أجل (( توثيق الميليشيات التى تتلقّى‬
‫األسلحة و الدعم اللوجيستى و التمويل من الخليج ))‬

‫مثال ‪ُ ::‬مقابلة الكاتب فى ‪ 10‬آب ‪ 2012‬مع (( عبدول سليمان‪ ،‬قائد مجموعة من ‪ 150‬فرد تزعم اإلنتماء للجيش ال ُحر‪ُ ،‬متواجد فى‬
‫أنطاكيا ب تركيا ))‬

‫الثوار مع‬
‫الثوار )) على عكس الصقور التى تريد (( تسليح ّ‬
‫الحمائم فى واشنطن تريد (( فرض مزيد من العقوبات اإلقتصاديّة مع تسليح ّ‬
‫جوى ))‬
‫قصف ّ‬

‫مثال آخر ‪ُ ::‬مقابلة الكاتب مع (( عُمر مشوح‪ ،‬القيادى فى اإلخوان المسلمين و مسؤول المكتب اإلعالمى‪ُ ،‬مقيم فى إسطنبول ب تُركيا ))‬
‫يوم ‪ 12‬آب ‪2012‬‬

‫‪-----------------------------‬‬

‫الفصل الثانى‬

‫لورنس السوريّين‬

‫(( الكولونيل توماس إدوارد لورنس )) ُولد عام ‪ ،1888‬إلتحق ب (( جامعة أوكسفورد عام ‪ ،)) 1907‬بدأ حياتُه المهنيّة عام ‪ 1909‬حين‬
‫تخرجه للتنقيب عن اآلثار تحت‬‫قام ب جولة مشيا ً على األقدان فى سوريّا العُثمانيّة ))‪ ،‬قام ب (( رحلتين إضافيّتين ل سوريّا و لبنان بعد ُّ‬
‫إشراف المتحف البريطانى )) ُمستخدما ً تلك الرحالت لل (( تجسُّس لصالح ال ُمخابرات البريطانيّة )) بسبب إهتمام ال ُمخابرات ب الجسور و‬
‫ؤرخين حول إذا بدأ التجسّس (( قبل الحرب‬‫خطوط القطار التى كان يبنيها األلمان للعُثمانيّن و قريبة من مواقع اآلثار)) رغم جدل بعض ال ُم ّ‬
‫العالميّة األولى أم ال ))‬

‫نُقل لورانس إلى (( القاهرة )) بعد إنضما ُمه (( رسميّا ً إلى ال ُمخابرات البريطانيّة )) بعد إندالع (( الحرب العالميّة األولى ))‬

‫عند إندالع (( الثورة العربيّة ال ُكبرى )) ضد (( العُثمانيّين ))‪ ،‬قام (( عبدهللا بن ال ُحسين )) بإخطار لورانس بوجوب (( عدم التواصل مع‬
‫القبائل العربيّة التى تحت إمرتُه )) على الرغم من قيام عبد هللا بإقناع رفاقه بأه ّميّة لورانس العسكريّة‬

‫كان لورانس يُدعّم قيام (( دول عربيّة ُمستقلّة تحت ُحكم عربى )) شريطة التبعيّة إلى (( بريطانيا )) و ُمعارضة (( فرنسا ))‬

‫كانت العالقات بين المسلمين و المسيحيّن و الدروز (( ُمتقلّبة ))‪ ،‬قامت الدولة (( العُثمانيّة )) على تحريض هذه المجموعات ضد بعضها‬
‫البعض من أجل (( الحفاظ على ُحكمها )) بجانب تد ُّخل قُوى اإلستعمار االوروبّيّة لتوسيع نفوذها‪ (( ،‬بريطانيا دعّمت الدروز‪ +‬فرنسا‬
‫دعّمت المسيحيّين ))‬

‫إنضم العُثمانيّون إلى حلف (( ألمانيا ‪ +‬النمسا ‪ -‬هنغاريا )) ضد ُمعسكر (( فرنسا ‪ +‬بريطانيا ‪ +‬روسيا )) فى الحرب (( العالميّة األولى ))‬

‫السير (( هنرى مكماهون ))‬

‫الشريف (( حسين بن على ))‪ (( ،‬أمير م ّكة ))‬

‫سلطان (( مح ّمد الخامس ))‬


‫ال ُ‬

‫(( الشيخ عودة أبو تايه ))‪ (( ،‬زعيم عشيرة الحويطات ال ُمتنقّلة فى الصحارة التى ت ُ ّ‬
‫غطى اآلن األردن و السعوديّة ))‪ ،‬كان شوكة فى‬
‫خاصرة الدولة (( العُثمانيّة )) حين قتل مسؤولين من الحكومة فى شجار يتعلّق ب (( تحصيل الضرائب )) و فشلت الدولة العُثمانيّة فى‬
‫اإلمساك به‬

‫إنضم (( عودة )) إلى (( لورانس فى ّأول حملة عسكريّة ضد األتراك وقت قيام الثورة العربيّة ال ُكبرى بعد إندالع الحرب العالميّة األولى ))‬
‫حيث ساعد فى توحيد (( القبائل العربيّة ضد األتراك )) و ساهم فى اإلستيالء على (( العقبة و دمشق ))‬

‫خدع (( البريطانيّن )) العرب‪ ،‬فأعطوا ُحكم (( العراق و األردن )) إلى (( العائلة الهاشميّة )) بينما إعتمد (( البريطانيّون )) على عائلة ((‬
‫آل يهود )) على الرغم من ال ُحكم الدينى ال ُمتشدّد طالما والءهم ال ُمطلق ل (( بريطانيا )) من بينهم السياسى المشهور (( وينستن تشرشل ))‬

‫قوة بحريّة فى العالم وقتها )) بين عام ‪ 1911‬إلى ‪1915‬‬


‫كان تشرشل (( أمير البحريّة البريطانيّة‪ ،‬أى الوزير المسؤول عن شؤون أكبر ّ‬
‫صل إلى إتفاق مع (( الشاه )) و فى عام ‪ 1911‬رتّب (( تشرشل‬
‫إكتشفت شركة بترول بريطانيّة عام ‪ 1908‬النفط فى (( إيران )) فتم التو ُّ‬
‫لشراء أغلب أس ُهم تلك الشركة التى عُرفت الحقا ُ بإسم )) فضمنت البحريّة ‪BP‬‬
‫النفط لُمدّة ‪ 20‬عاما ً ُمقابل شروط ماليّة ُمالئمة لمصالحها‬

‫قبل الحرب (( العالميّة األولى )) قامت بريطانيا بالتعاون مع (( تُركيا و ألمانيا )) فى إنشاء شركة نفطيّة ُمشتركة تضُخ النفط فيما أصبح‬
‫(( شمال العراق اآلن ))‬

‫القثوات البريطانيّة بإحتالل (( الموصل‪ ،‬شمال العراق ))‬


‫بعد ‪ 4‬أيّام من إنتهاء الحرب (( العالميّة األولى )) يوم ‪ 3‬نوفمبر ‪ ،1918‬قامت ّ‬
‫و قاموا باإلستيالء على حصص (( ألمانيا ‪ +‬تُركيا )) فى تلك الشركة و أنتجوا النفط من ّأول بئر فى أكتوبر ‪ 1927‬فى مدينة (( كركوك‬
‫القريبة من الموصل )) بعد أن قسّموها بين شركات نفط (( بريطانيّة ‪ +‬فرنسيّة ‪ +‬أمريكيّة ))‬

‫بقوة‪ ،‬و فى غايةّ األه ّميّة لبريطانيا من أجل تسهيل وصول‬


‫بينما كان النفط مازال بعيد المنال عام ‪ ،1914‬كانت قناه السويس حاضرة و ّ‬
‫غزة ‪ +‬فلسطين ‪ +‬األردن ))‬ ‫منتجاتها إلى أكبر ُمستورديها بالهند )) لذلك أرادوا السيطرة على (( سيناء‪ّ +‬‬

‫أرادت (( فرنسا )) إنشاء شركة بترول خاص بها غير ُم ّلوثة (( بالمبكيّة األجنبيّة )) فقام عددمن الرأسماليّن الفرنسيّين بتشجيع من ((‬
‫حكومة فرنسا )) بإنشاء شركة (( البترول الفرنسيّة )) التى أصبحت تُعرف فيما بعد ب (( توتال )) و بدأت أعملها باإلنضمام إلى ((‬
‫البريطانيّين )) فى تطوير آبار النفط (( شمال العراق )) ثُم تطوير آبار النفط فى (( فرنسا و الجزائر ))‬

‫سلطان العُثمانى بتعيين (( فرنسا )) ك (( الدولة الحامية للمسيحيّن )) الذين عاشوا فى (( األراضى ال ُمقدّسة )) فقامت‬
‫فى عام ‪ ،1536‬قام ال ُ‬
‫بتعزيز عالقتها مع (( الموارنة )) فى (( لبنان )) كما بنى الفرنسيّون (( شبكة سكك حديد فى سوريّا ‪ +‬شركتى الكهرباء و الغاز فى‬
‫بيروت ))‬

‫إلتقى (( سايكس البريطانى )) مع (( رئيس الوزراء‪ ،‬هربرت آسكويت ‪ +‬وزير الحربيّة )) فى يناير ‪ 1915‬إلقتراح صفقة مع ((‬
‫الفرنسيّين )) فيما يتعلّق بتقسيم (( اإلمبراطوريّة العُثمانيّة )) بعد الحرب‪ُ ،‬مقترحا ً رسم خط يبدأ من (( ّأول ع ّكا شمال فلسطين إلى آخر‬
‫كركوك شمال العراق )) فتحظى (( بريطانيا )) ب (( شمال العراق الغنى بالنفط ‪ +‬فلسطين و األردن )) بينما تنال (( فرنسا )) (( سوريّا‬
‫صل البريطانيّن و الفرنسيّن إلى إتّفاق دام ‪ 10‬أشهر بين سايكس و (( بيكو‪ ،‬العضو فى لجنة آسيا‬ ‫‪ +‬لبنان ‪ +‬لواء إسكندرون )) و تو ّ‬
‫الفرنسيّة التى تدعو إلى توسيع ال ُحكم الفرنسى فى سوريّا ‪ +‬الشرق األوسط ‪ +‬خدم فى السلك الدبلوماسى الفرنسى فى بيروت قبل الحرب‬
‫العالميّة االولى و هو من أشرف على تزويد المسيحيّن فى لبنان ب ‪ 15‬ألف بندقيّة لبدء ثورة ضد العُثمانيّن التى بائت بالفشل حين ترك‬
‫التمرد عشيّة هروبة إلى فرنسا بعد بدأ الحرب ))‬‫ُّ‬ ‫وثائق تحمل أسماء قادة‬

‫سرا ُ فى ‪ 15‬آب ‪ 1915‬فى زيارة إلى (( بريطانيا )) للتشاور مع (( سايكس )) حول تقاسم‬ ‫عبر (( بيكو )) بحر (( المانش )) ّ‬
‫اإلمبراكوريّة العُثمانيّة فيما ي ُخص (( شمال العراق الغنى بالنفط ‪ +‬هل ستكون (( القُدس )) تحت الهيمنة (( البريطانيّة )) أم (( إدارة دوليّة‬
‫)) ؟! ))‬

‫صل الطرفان إلى إتّفاق نهائى فى ‪ 16‬آيار ‪ 1916‬ك حل وسط و كان خط (( سايكس )) هو الغالب مع بعض اإلستثناءات‬
‫تو ّ‬

‫حازت (( فرنسا )) على (( سوريّا ‪ +‬لبنان ‪ +‬جنوب تُركيا ‪ +‬أجزاء من جنوب العراق ))‬
‫بينما حازت (( بريطانيا )) على (( ُمعظم أراض العراق ‪ +‬األردن ‪ +‬فلسطين " ما عدا القُدس " ))‬

‫حيث تنُص على (( يُسمح‬‫ُ‬ ‫تُظهر المادّة (( الثانية )) فى ال ُمعاهدة‪ ،‬النوايا الدفينة فيما ي ُخص سماح الدولتين بإنشاء دولة (( عربيّة ُم ّ‬
‫ستقلة ))‬
‫ً‬
‫ل فرنسا و بريطانيا العُظمى بإنشاء ما ترغبان فيه من أشكال ال ُحكم أو ال ُمراقبة ال ُمباشرة أو غير ال ُمباشرة و ما تريانُه ُمناسبا لترتيبه مع‬
‫الدول العربيّة أو حلف الدول العربيّة ))‬

‫عند قيام الثورة (( الروسيّة )) عام ‪ ،1917‬قام البولشفيّون الشيوعيُّون بنشر عددا ً من الوثائق و ال ُمعاهدات األوروبّيّة السريّة بما فيها ((‬
‫سايكس ‪ -‬بيكو ))‬

‫لعب (( سايكس )) دور الوسيط فى عقد إجتماعات مصيريّة بين (( القائد الصهيوننى‪ ،‬حاييم وايزمان )) مع (( القادة البريطانيّين )) لما لهُ‬
‫من تداعيات سلبيّة على (( سوريّا و سائر منطقة الشرق األوسط ))‬

‫ُولد (( حاييم وايزمان )) عام ‪ 1876‬فى قرية صغيرة ب (( روسيا البيضاء‪،‬بيالروس ))‪ ،‬نال الدكتوراه من (( سويسرا )) ثُم عمل ((‬
‫بروفيسور فى الكيمياء )) ب (( مانشستر )) عام ‪1906‬‬

‫على الرغم من عزوف الطبقة اليهوديّة العاملة عن الفكرة الصهيونيّة‪ ،‬إال أن (( حاييم وايزمان )) إستطاع تكون صداقات مع (( رجال‬
‫حوال متاجر " ماركس آند سبنسر " إلى سلسلة وطنيّة كبيرة ))‬
‫المحليين‪ ،‬سايمون ماركس ‪ +‬إسرائيل سيف‪ ،‬اللذين ّ‬‫ّ‬ ‫األعمال‬
‫إقترحت (( وزارة الخارجيّة البريطانيّة )) عام ‪ 1903‬بإنشاء ُمستوطنة صهيونيّة على إحد ال ُمستعمرات البريطانيّة فى (( شرق أفريقيا ))‬
‫تحت إسم (( مشروع أوغندا )) الذى يُدعى اليوم (( كينيا )) إلنّها تُشرف على (( فلسطين ))‬

‫نظمة الصهيونيّة العالميّة )) فكرة (( مشروع أوغندا )) على الرغم من قيام بعض الصهاينة باإلستقرار فيها و تأسيس ُم ّ‬
‫نظمة‬ ‫رفضت (( ُم ّ‬
‫صهيونيّة جديدة‬

‫إستقروا فى (( فلسطين )) عام ‪ 1907‬حيث ساهم فى إنشاء (( شركة تطوير أراضى‬


‫ّ‬ ‫زار (( حاييم وايزمان )) عدد من اليهود الذين‬
‫فلسطين )) التى بدأت بإنشاء األراضى لإلستيطان اليهودى‬

‫ساعد (( البريطانيّين )) اليهود فى إنشاء ُمستعمرة لهم فى (( الشرق األوسط )) على الرغم من ُكرههم الشديد لبعضهم البعض لعدّة أسباب‬
‫‪ (( ::‬الدفاع عن قناه السويس التى تُسيطر عليها بريطانيا ‪ +‬تشكيل حاجز ضد فرنسا ‪ +‬إستجالب دعم اليهود األمريكيين للضغط على‬
‫الرئيس األميركى وودرو ويلسون ليُشارك فى الحرب العالميّة األولى ))‬

‫كان يربط (( وايزمان )) صداقة وطيدة ب ((آرثر بلفور‪ ،‬عضو فى البرلمان البريطانى من مانسشتر‪ ،‬عميق اإليمان بالصهيونيّة المسيحيّة‬
‫مثل رئيس الوزراء البريطانى ديفيد لويد جورج ))‬

‫فى عام ‪ 1915‬إلتقى (( حاييم وايزمان )) ب (( ديفيد لويد جورج )) الذى كان وقتها (( وزير ماليّة )) لتناول الفطور و ُمناقشة كيفيّة تقديم‬
‫نظمة الصهيونيّة العالم ّية بإنشاء وطن قومى لليهود من ِقبَل بريطانيا العُظمى ُمستغلّين اإليمان بال (( صهيونيّة المسيحيّة )) لكن‬
‫الدعم لل ُم ّ‬
‫فى نهاية المطاف غلبت (( ال ُجغرافيا السياسيّة )) على النقاش‬

‫فى عام ‪ 1917‬إلتقى (( حاييم وايزمان )) ب (( آرثر بلفور )) الذى طلب منه تقديم مسودّة من ال ُم ّ‬
‫نظمة الصهيونيّة العالميّة لبيان الدعم‬
‫صدر فى ( ‪ )) 1917/11/2‬ال يتجاوز ال ‪ 3‬فقرات‬ ‫البريطانى لإلستيطان اليهودى فى فلسطين‪ ،‬الذى ت ُ ّوج ب (( وعد بلفور )) الذى ُ‬

‫(( حاييم وايزمان )) أصبح (( ّأول رئيس ل إسرائيل من سنة‪ 1949‬إلى سنة ‪)) 1952‬‬

‫حاول الجيش (( البريطانى )) بقيادة (( الجنرال ألنبى )) أن يفرض سيطرته على (( المملكة العربيّة )) لكن (( المؤتمر السورى )) حال‬
‫دون ذلك‪ ،‬الذى حكم (( دمشق )) ل ُمدّة (( عامين )) حتّى سلّم (( البريطانيّين )) (( سوريّا )) إلى (( فرنسا )) حسب إتّفاق (( سايكس ‪-‬‬
‫بيكو ))‬

‫ّ‬
‫بموظفين من اإلمبراطوريّة ((‬ ‫تم ّكن (( العرب )) من إعادة توليد الكهرباء و توفير المياه النظيفة و غيرها من الخدمات‪ُ ،‬مستعينيين‬
‫العُثمانيّة )) السابقيين‪ ،‬على الرغم من إندالع الحروب و الثورات بينهم لوقت قصير‬

‫‪-----------------------------‬‬

‫الفصل الثالث‬

‫إتّفاقيّات و ثورات و إستقالل من ‪ 1919‬إلى ‪1946‬‬

‫أُفتُتح (( مؤتمر باريس للسالم )) فى (( ‪ 18‬يناير ‪ )) 1919‬و تم ّخض عنه (( ُمعاهدة فرساى)) بعد عام من ال ُمباحثات‪ ،‬التى فرضت‬
‫ُمعاهدات قاسية على (( ألمانيا )) منها (( تغطية تكلفة الجهود الحربيّة التى قام بها ال ُحلفاء ))‬

‫بعد نهاية الحرب العالميّة األولى‪ ،‬ترأّس (( األمير فيصل بن ال ُحسين‪ ،‬مملكة الحجاز العربيّة )) الموروثة من (( اإلمبراطوريّة العُثمانيّة ))‬
‫و كان (( لورانس )) يقف بجانبه (( ُمترجما ً )) له حين ألقى خطابه الشهير ال ُمطالب ب (( إستقالل العرب ))‬

‫تلقّى (( فيصل )) دعما ً (( شفويّا ً )) من (( بريطانيا ‪ +‬فرنسا )) فى مطالبُه فى (( سوريّا ‪ +‬لبنان )) التى أغضبت (( فرنسا ))‬

‫قبل إنعقاد (( مؤتمر باريس للسالم ))‪ ،‬إصطحب (( لورانس )) األمير (( فيصل )) من (( باريس )) إلى (( لندن ))‪ ،‬حيث توسّط ((‬
‫سرى بين (( فيصل مع حاييم وايزمان )) فى وقت كان (( البريطانيّون )) يُقدّمون ‪ 150‬ألف جنيه‬‫البريطانيّين )) فى ترتيب لقاء ّ‬
‫إستيرلينى إلى (( فيصل )) مع ُمساعدة (( الصهاينة )) فى إرسال (( ُمستوطنين يهود )) إلى (( فلسطين ))‬

‫ُ‬
‫حيث‬ ‫فى (( ‪ 3‬يناير ‪ )) 1919‬إلتقى (( فيصل مع وايزمان )) و إتّفقا على رسم للحدود يضمن وجود بلدين ‪ (( ::‬عربى ‪ +‬يهودى ))‪،‬‬
‫يُسمح لل (( يهود )) بإنشاء دولة (( صهيونيّة )) فى (( فلسطين )) ُمقابل السماح لل (( عرب )) بإنشاء دولت ُهم ال ُمستقلّة بجانب نيل ُمساعدة‬
‫(( الصهاينة )) فى (( التنمية اإلقتصاديّة ))‬

‫صرح فيه بوضوح إن اإلتفاق ساريا ًّ (( فقط )) إذا نال العرب إستقاللهم‬
‫لكن قام األمير (( فيصل )) بإرفاق (‪ُ 0‬ملحق مكتوب بخط يده )) ّ‬
‫ؤرخ فى ‪ 4‬يناير ‪)) 1919‬‬‫كما طلبناه فى تقريرنا ال ُم ّ‬
‫بعد قيام دولة (( إسرائيل )) عام ‪ ،1948‬سمح (( اليهود )) للملك (( عبدهللا بن ال ُحسين )) ب ُحكم (( الضفّة الغربيّة )) على أمل أن يتعاون‬
‫معهم‬

‫إتّفقت (( بريطانيا ‪ +‬فرنسا ‪ +‬أميركا )) على إنشاء لجنة إلستطالع الرأى العام فى الشرق األوسط الذى كان تحت ال ُ‬
‫سلطة العُثمانيّة‪ ،‬لكن‬
‫(( أميركا ))مضت فى المشروع على الرغم من (( إنسحاب )) ُك ّالً من ((بريطانيا ‪ +‬فرنسا )) تحت ُمس ّمى (( لجنة ما بين ال ُحلفاء لمناطق‬
‫اإلنتداب فى تُركيا )) و التى إشتهرت بإسم (( لجنة كينغ ‪ -‬كراين ))‬

‫(( هنرى تشرشل كينج )) عالم (( الهوت )) ُمتأثّرا ً ب (( رجال الدين البروستانت التبشيريّين )) الذين كانوا يُمارسون ضغوط على ((‬
‫أميركا )) للتد ُّخل فى (( الشرق األوسط ))‬

‫عيّن مبعوث أميركا إلى الصين عام ‪ 1909‬ثُم إلى السوفييت بعد ثورة‬ ‫(( تشارلز ر‪ .‬كراين )) كان (( صناعيّا ً ثريّا ً فى مجال السمكرة‪ُ ،‬‬
‫صبا ً (( ضد اليهود )) إلى درجة (( تاييده ل هتلر )) كما قام بتمويل أولى عمليّات إستكشاف (( النفط )) فى (( اليمن و‬ ‫‪ ،1917‬كان ُمتع ّ‬
‫السعوديّة )) فى (( ثالثينيّات القرن الماضى )) و كان يدعو إلى وجوب بناء قرارات السياسة الدوليّة على أساس المصالح و أرباح‬
‫ال ُمؤسّسات التُجاريّة ال ُكبرى‬

‫برا ً )) ‪ 36‬منطقة تشمل أراض (( سوريّا ال ُكبرى )) و قدّم األهالى‬‫وصلت اللجنة إلى الشرق األوسط (( بحرا ً )) إلى (( يافا )) ثُم جابت (( ّ‬
‫ّ‬
‫سنيّة ))‬ ‫ّ‬
‫‪ 1863‬عريضة مطالب تشابهت بشكل ُمريب م ّما يوحى بوجود جهود للتأثير فى قرارات المسح مع (( قلة )) تمثيل الطائفة (( ال ُ‬
‫فى المسح‬

‫فضّل ‪ %73‬اإلستقالل التام ل (( سوريّا و العراق ))‪،‬‬


‫عارض ‪ %72‬إنشاء وطن صهيونى لليهود‪،‬‬
‫أ ّما الذين أُجبروا على اإلختيار بين القُوى اإلستعماريّة فتم إختيار ‪ %60‬لل (( واليات ال ُمتّحدة )) و (( ‪ )) 55%‬إلى (( بريطانيا ))‬

‫قررت اللجنة السماح ل (( أميركا )) بتقديم ال ُمساعدة للدول (( العربيّة )) التى كانت تحت ُحكم (( اإلمبراطوريّة‬
‫نتيجة لهذه النتائج‪ّ ،‬‬
‫العُثمانيّة )) و لم يُنشر للعموم حتّى عام ‪1922‬‬

‫قام األمريكيّن ببدأ سياسة اإلستعمار عام ‪ 1898‬باإلستيالء على (( بورتوريكو ‪ +‬كوبا ‪ +‬الفلبّين )) مع حلم السيطرة اإلستعماريّة على ((‬
‫الشرق األوسط )) لكن فى عام ‪ 1919‬كانت أميركا تفتقر إلى الثقل (( العسكرى ‪ +‬السياسى ‪ +‬اإلقتصادى )) الكافى للسيطرة على المزيد‬
‫من ال ُمستعمرات‪،‬‬

‫كانت مصالح أميركا تتمثّل فقط بالسماح ل الشركات الخا ّ‬


‫صة بها بالوصول إلى النفط ‪ُ +‬ح ّريّة عمل اإلرساليّات التبشيريّة فى المنطقة حيث‬
‫ساند الرئيس األميركى (( وودرو ويلسون )) فكرة (( حق تقرير المصير )) ل شعوب (( الشرق األوسط )) شرط الوالء التام ألميركا كما‬
‫فعلت فى (( أميركا الالتينيّة ))‬

‫فضّل سياسيّون أمريكيّون إتّباع سياسة ُمناهضة لسياسة الرئيس األميركى (( ويلسون )) مثل (( رئيس لجنة العالقات الخارجيّة فى مجلس‬
‫الشيوخ‪ ،‬ال ُجمهورى ال ُمحافظ‪ ،‬هنرى كابوت لودج ))‬
‫الذى كان من أشهر داعمى الحرب (( األمريكيّة ‪ -‬اإلسبانيّة عام ‪ (( + )) 1898‬الحرب العالميّة األولى )) ‪ُ +‬معارضة (( إتّفاقيّة فرساى‬
‫)) ‪ +‬منع مجلس الشيوخ قيام أميركا باإلنضمام إلى عًصبة األُمم فى نوفمبر ‪)) 1919‬‬

‫قرر السيطرة على‬


‫نزل الجنرال (( الفرنسى )) المدعو (( هنرى غورو )) فى (( بيروت )) على رأس جيش (( المشرق الفرنسى )) عندما ّ‬
‫(( سوريّا )) بسرعة‬

‫سلطة فى (( سوريّا و لبنان )) الّلتين كانتا تحت ُحكم ((‬


‫بقواتها م ّما يعنى تسليم ال ُ‬
‫قررت (( بريطانيا )) اإلنسحاب ّ‬ ‫فى بداية عام ‪ّ ،1920‬‬
‫الفيصل)) إلى (( فرنسا )) الذى كان يأمل فى الوصول إلى إتّفاق مع (( جورج كليمنصو )) للبقاء فى ال ُحكم لكن الوطنيّين السوريّين حالوا‬
‫دون ذلك‪ ،‬فقاك (( الفيصل )) ببدأ الحرب ضد اإلستعمار (( الفرنسى )) بمنع (( الفرنسيّين )) باإلنتفاع ب خط سكك حديد (( حلب )) ‪+‬‬
‫تفجير باقى خطوط السكك الحديديّة‬

‫هرب (( الفيصل )) إلى (( فلسطين‪ ،‬الخاضعة لإلنتداب البريطانى )) فى ‪ 25‬تموز ‪ 1920‬يوم غزو القُ ّوات (( الفرنسيّة )) ل مدينة ((‬
‫سه حاكما ً (( سياسيّا ً و عسكريّا ً )) ل ُ‬
‫سلطة (( اإلنتداب الفرنسى ))‬ ‫دمشق )) و تعيين الجنرال (( غورو )) نف ُ‬

‫أقرت ل ((بريطانيا )) ُحكم أغلب األراض العربيّة مع إعطاء (( فرنسا )) ُحكم ((‬
‫جرى توقيع معاهدة (( سيفر )) مع حلول ‪ 1920‬التى ّ‬
‫سوريّا ‪ +‬لبنان ‪ +‬لواء إسكندرون ))‬
‫ضبّاط (( األتراك )) ُمعاهدة (( سيفر )) فقام (( مصطفى كمال أتاتورك )) بحملة عسكريّة التى بموجبها تش ّكلت حدود الدولة ((‬ ‫رفض ال ُ‬
‫التُركيّة الحديثة )) بموجب ُمعاهدة (( لوزان )) فى ‪ 6‬آب ‪ 1924‬محل ُمعاهدة (( سيفر )) بينكا تنازلت (( فرنسا )) عن (( لواء إسكندرون‬
‫)) إلى (( تُركيا )) عام ‪ 1939‬حتّى ال تنضم (( تُركيا )) إلى (( الحرب العالميّة الثانية ))‬

‫ُولد (( سلطان األطرش )) عام ‪ 1891‬ل شيخ قرية درزيّة‪ ،‬إلتحق بالجيش (( العُثمانى )) و هو فى ال (( ‪ )) 20‬من عُمره حيث تعلّم‬
‫القراءة و الكتابة هُناك‪ ،‬شارك مع ((لورانس ‪ +‬أبو تايه )) فى (( الثورة العربيّة ال ُكبرى )) ضد (( العُثمانيّين )) و ساعد فى تحرير ((‬
‫دمشق )) من األتراك عام ‪ 1918‬بعد أن قتلوا (( أباه ‪ 4 +‬شيوخ آخرين )) لموقفهم ال ُمعادى للحكومة (( التُركيّا ))‬

‫بدأت الثورة (( السوريّا )) ال ُكبرى عام ‪ ،1925‬و لم يجد ّ‬


‫الثوار فى بادئ األمر ُمقاومة تُذكر من ال ُمحتل (( الفرنسى )) الذى كان تعداد‬
‫ُمقاتليه (( ال يتجاوز ال ‪ُ )) 7000‬متف ّرقين على سائر (( سوريّا )) ‪ +‬تأييد اليسار (( الفرنسى )) ال ُمتمثّل فى (( الحزب الشيوعى الفرنسى‬
‫للثوار عبر نظام (( البريد الفرنسى الحكومى ))‬
‫)) ّ‬

‫فى (( ‪ 22‬تموز )) أباد ال ُمقاتلين (( الدروز )) ُمعسكرا ً فرنسيّا ً فى (( السويداء )) عن بكره أبيه و تسبّب فى مقتل ُك ّ ً‬
‫ال من كان فيه من‬
‫جنود‬

‫ساند (( المسيحيّين )) ال ُمحتل (( الفرنسى )) فى قمع الثورة ‪ +‬عدم رضى باقى الطوائف فى سوريّا عن قيادة الدروز لنجاح الثورة خشيا ً‬
‫ظم نفوذهم كطائفة صغيرة الحجم‬ ‫من تعا ُ‬

‫من ال ُمحيّر و ال ُمثير لإلهتمام‪ ،‬إن منطقتى (( حى الميدان ب دمشق القديمة )) ‪ (( +‬مدينة ُحماه )) كانوا ّأول من ساند الثورتين عام ‪1925‬‬
‫و ‪ 2011‬حسب زعم (( بشر الليسا‪ ،‬قيادى سورى يعيش بالمنفى ))‬

‫زودين بأحدث األسلحة و الطائرات الحربيّة‬ ‫إنتهت الثورة (( السوريّا )) ال ُكبرى عام ‪ 1927‬بسبب إستقدام العديد من الجنود الفرنسيّن ال ُم ّ‬
‫الثوار )) من الجو لتُسجّل ك إحد الغارات الجويّة األولى على المدنيّن فى التاريخ‪،‬‬ ‫التى قصفت مدينة (( دمشق )) اللواقعة تحت سيطرة (( ّ‬
‫سلطان باشا األطرش )) للهرب إلى (( األردن )) و لم يعُد إلى وطنه حتّى عام (( ‪ )) 1937‬عندما صفح (( الفرنسيّين ))‬ ‫م ّما إضطر (( ُ‬
‫عنه‬

‫قام (( البريطانيّون )) بتنصيب (( فيصل )) ملكا ً على (( العراق )) بعد أن طردهُ (( الفرنسيّين )) من (( سوريّا ))‬

‫فى عام ‪ ،1927‬بدأت حقول النفط (( العراقيّة )) بجانب (( كركوك )) بإنتاج النفط‬

‫و قد ش ّكلت القُوى اإلستعماريّة شركات نفط دوليّة ‪ (( ::‬شركة نفط العراق )) التى كانت ملكيّتها ُم ّ‬
‫وزعة بين (( فرنسا ‪ +‬بريطانيا ‪ +‬أميركا‬
‫))‬

‫إنضم عدد كبير من (( الجنود المصريّين )) إلى (( الجيش البريطانى )) بجانب (( ُمعارضة )) العرب فى (( سوريّا و لبنان )) لحكومة ((‬
‫فيشى )) التى أنشأها (( األلمان بعد إحتالل (( فرنسا )) عام ‪ 1939‬إلدارة شؤون (( اإلمبراطوريّة الفرنسيّة ))‬

‫قامت القُ ّوات (( البريطانيّة )) بإحتالل (( سوريّا ‪ +‬لبنان )) عام ‪ 1941‬بعد موافقة ّ‬
‫قوات (( فرنسا ال ُح ّرة ب الكونغو بقيادة شارل ديغول‬
‫سرعان ما بدّل إداريّة ُمستعمرات (( فيشى )) والءهم إلى (( ديغول )) فور وصول قُ ّوات ((‬ ‫)) على القبول ب (( سوريّا ‪ +‬لبنان )) لكن ُ‬
‫بريطانيا )) إليهم‬

‫عام ‪ ،1943‬عارض (( ديغول )) إجراء (( إنتخابات نيابيّة )) فى مناطق (( اإلنتداب الفرنسى )) بسبب رفضه الشديد لسياسة اإلستقالل‪،‬‬
‫تخوفة من إنضمام (( العرب )) إلى (( هتلر )) لكن قام (( تشرشل )) بإستغالل تواجد (( ديغول‬ ‫م ّما أثار قلق (( بريطانيا )) التى كانت ُم ّ‬
‫)) فى (( لندن )) ليُصدر أوامره بقطع كل اإلتّصاالت الالسيلكيّة بين (( ديغول و قُوات فرنسا ال ُح ّرة )) حول العالم‪ ،‬م ّما إضطر (( ديغول‬
‫)) لتليين موقفه و القبول بإجراء اإلنتخابات النيابيّة فى (( آب ‪)) 1943‬‬

‫قوات الدرك (( الفرنسى )) منزل (( الرئيس اللبنانى بشارة الخورى )) و وضعت ال ُمسدّس على رأس إبنُه‬ ‫فى ‪ 11‬نوفمبر ‪ 1943‬إقحمت ّ‬
‫قبل إعتقالُه مع أعضاء حكومته‪ ،‬ليمضى على وثيقة اإلستسالم‪ ،‬ليُعلن (( مندوب فرنسا السامى‪ ،‬جان هللو )) تعليق العمل بالدستور ال ُمعدّل‬
‫النواب اللبنانى الذى أرسى قواعد إستقالل لبنان‬
‫من مجلس ّ‬

‫فى ‪ 22‬نوفمبر ‪ 1943‬أطلق الفرنسيّن سراح (( الرئيس اللبنانى و أعضاء حكومته )) بعد تهديد ((بريطانيا )) بفرض (( األحكام العُرفيّة‬
‫)) إثر موت و إصابة عدد من ال ُمتظاهرين اللبنانيّين فى شوارع ((بيروت ‪ +‬طرابلس ))‬

‫حاول (( شُكرى القوتلى‪ ،‬زعيم ال ُكتلة الوطنيّة فى سوريّا )) الحصول على اإلستقالل مثل (( لبنان )) بعد الفوز فى (( المجلس النيابى‬
‫السورى )) عام (( ‪ )) 1943‬لكن (( ديغول )) رفض اإلستقالل و طلب منه توقيه ُمعاهدة تضمن بقاء اإلستعمار (( الفرنسى )) على ((‬
‫سوريّا )) فإندلعت تظاهُرات ع ّمت أرجاء (( دمشق )) فى (( آيار ‪ )) 1945‬قُتل فيها ‪ 400‬سورى بسبب القصف الهمجى بالمدفعيّة و‬
‫الطيران م ّما أدّى إلى تهديد (( بريطانيا )) للتد ُّخل على غرار (( لبنان )) فإنض ّمت (( سوريّا و لبنان )) إلى (( األُمم ال ُمتّحدة )) عام‬
‫‪ 1945‬ثُم جالء آخر ُجندى فرنسى عن سوريّا فى ‪ 17‬نيسان ‪1946‬‬

‫‪-----------------------------‬‬

‫الفصل الرابع‬

‫حروب و إنقالبات ‪ -‬ثُم يح ُكم األسد ‪ 1947 ::‬إلى ‪2011‬‬

‫شنّت القُ ّوات اليهوديّة الصهيونيّة على الجيش (( البريطانى )) بجانب (( الجيوش العربيّة )) بعد إعتراض (( العرب )) على إعطاء ((‬
‫اليهود أكثر من ‪ %7‬حسب ملكيّة اراضيهم )) ‪ +‬إعتراض (( الصهاينة )) على قيام (( دولة عربيّة ))‬

‫تفوق (( الصهاينة )) عسكريّاً‪ ،‬م ّما ساهم فى اإلسراع بالقيام ب‬


‫إنسحب (( بريطانيا )) بعد ‪ 3‬شهور من القتال فى آذار ‪ 1949‬بسبب ّ‬
‫إنقالب عسكرى ضد (( شُكرى القوتلى )) فى (( سوريّا ))‬

‫قُدّر عدد الالجئين (( الفلسطينيّن )) الذين يعيشون فى (( سوريّا )) حوالى (( نصف مليون نسمة )) عام ‪2011‬‬

‫حاول (( حافظ األسد )) السيطرة على (( الحركات الثوريّة الفلسطينيّة )) فإحتضن (( سعيد موسى مراغة‪ ،‬الشهير ب " أبو موسى "‪ ،‬أحد‬
‫نظمة التحرير الفلسطينيّة‪ُ ،‬ولد فى فلسطين‪ ،‬إنضم للجيش األردنى‪ ،‬ثم إنشق عنه ليلتحق ب ّ‬
‫منظمة التحرير الفلسطينيّة فى لبنان‪،‬‬ ‫أبرز قادة ُم ّ‬
‫عاب على عرفات القبول بالسفر إلى تونس بدالً من النضال ضد ال ُمحتل فى لبنان لكن هو اآلخر هرب إلى دمشق ليُش ّكل (( فتح اإلنتفاضة‬
‫)) حتّى مات مغمورا ً عام ‪)) 2013‬‬

‫س ّنة‬
‫ُمنذ إستقالل لبنان عام ‪ ،1943‬سيطر (( المسيحيّن الموارنة على ‪ %40‬من أفضل الوظائف فى البلد )) ُمقابل (( ‪ 27%‬لل ُمسلمين ال ُ‬
‫)) ُمقابل (( ‪ 3.3%‬للشيعة ))‬

‫قامت إسرائيل بعمليّة عسكريّة (( فاشلة )) تمثّلت بإحتالل (( جنوب لبنان )) عام ‪ ،1982‬من أجل القضاء على (( ّ‬
‫منظمة التحرير‬
‫الفلسطينيّة )) ‪ (( +‬إخراج الجيش السورى من لبنان ))‪ ،‬فقامت بتدمير ‪ 500‬دبّابة ‪ 100 +‬طائرة سوريّا‬

‫إنسحبت (( أميركا ‪ +‬فرنسا ))من (( لبنان )) بعد قيام (( حزب هللا )) ب ُمساندة (( سوريّا )) بقتل (( ‪ُ 241‬جنديّا ً أمريكيّا ً فى بيروت ‪58 +‬‬
‫ُجندى فرنسى بحادث ُمنفصل فى اليوم نفسه ))‬

‫إنضم (( حافظ األسد )) إلى عمليّة (( عاصفة الصحراء )) ب (( العراق )) عام ‪ 1991‬حين أرسل ‪ُ 14500‬جندى سورى‬

‫فى عام ‪ ، 2002‬قام (( جورج بوش اإلبن)) بترحيل (( ماهر عرار‪ ،‬كندى من أصل سورى )) بعد القبض عليه فى مطار (( كيندى ))‬
‫سلطات السوريّا عنه بعد عام كام لثبوت براءته فأعتذرت له (( كندا و قامت بتعويضه‬ ‫ّ‬
‫المنظمات اإلرهابيّة‪ ،‬أفرجت ال ُ‬ ‫لإلشتباه بإنتماءه إلحد‬
‫ب ‪ 12.5‬مليون دوالر ))‬

‫فى (( نوفمبر ‪ )) 2005‬قام (( ‪ 300‬سورى و لبنانى )) بالتوقيع على (( إعالن بيروت‪-‬دمشق ))‬

‫س ّكريّة )) م ّما تسبّب فى قتل (( ‪6‬‬


‫قامت أميركا بإرسال (( طائرات مروحيّة )) إلى (( داخل سوريّا )) بزعم تتبُّع خليّة إرهابيّة فى (( ال ُ‬
‫ع ّمال بناء و جرح إثنين آخرين )) فى ‪2009/10/22‬‬ ‫ُ‬
‫‪Reese ErliCh &Peter Coyote, " The Murders at Al-Sukariya ", Vanity Fair Online October 22, 2009‬‬

‫‪-----------------------------‬‬

‫الفصل الخامس‬

‫بداية الثورة‬

‫الثوار‪ ،‬صفحة ‪ 85‬و ‪86‬‬


‫إعترافات بتسليح ّ‬

‫رجالً مسيحيّا َ فجّر قُنبلة يدويّة ُمحاوال إغتيال قيصر روسيا عام ‪ّ + 1881‬أول سيّارة ُمف ّخخة فجّرتها‬
‫ُ‬ ‫ّأول إنتحارى فى العصر الحديث كان‬
‫منظمة شتيرن أو ليحى الصهيونيّة ضد اإلحتالل البريطانى فى فلسطين عام ‪ 1948‬بجانب إرسال رسائل ُمف ّخخة إلغتيال وزراء فى‬ ‫ّ‬
‫الحكومة البريطانيّة‬
‫كتب (( آرون لند )) فى منشور لمؤسّسة (( كارنيغى للسالم الدولى )) عن تردُّد جماعة (( اإلخوان )) فى إقحام نفسها بالصراع الدائر فى‬
‫(( سوريّا )) باألخص بعد إصرار النظام على تقديم الثورة بإنّها تحت قيادة إسالميّين‬

‫فى شهر (( آذار ‪ )) 2012‬أصدرت جماعة اإلخوان (( وثيقة عهد و ميثاق النقاط العشر )) حين قال (( مح ّمد فاروق طيفور‪ ،‬نائب‬
‫سلطة فى الساحة السياسيّة‪ ،‬و فى إدارة المرحلة ال ُمقبلة ))‬
‫ال ُمراقب العام لجماعة اإلخوان فى سوريّا ‪ ::‬لن يحتكر اإلخوان ال ُ‬
‫)) ‪Alison Pargeter, the Msulim Brotherhood: From opposition to Power‬‬

‫سمى ب (( هيئة دروع الثورة ))‬


‫فى (( آيار ‪ )) 2012‬أنشأت جماعة (( اإلخوان )) ما ُ‬

‫صصت (( أميركا )) مبلغ ‪ 15‬مليون دوالر لتقديم ُمساعدات (( غير فتّاكة )) إلى (( الجيش السورى ال ُحر )) لكن ُ‬
‫سرعان ما إنكشفت‬ ‫خ ّ‬
‫حقيقة (( غير فتّاكة )) حين نهب مجهولون (( مستودع للجيش ال ُحر فى ديسمبر ‪)) 2013‬‬

‫‪Michael R. Gordon, Mark Landler, & Anne Barnard,‬‬


‫" ‪" US suspends Non-lethal Aid to Syria Rebels‬‬
‫‪NYTiMeS, Dec 11, 2013‬‬

‫غرفة (( تح ُّكم )) فى (( إسطنبول )) ب (( تُركيا )) من أجل (( تنسيق األنشطة العسكريّة و توجيه تدفُّق السالح إلى‬‫أنشأت (( أميركا )) ُ‬
‫المجموعات التى تُفضّلها ))‬

‫فى (( ديسمبر ‪ )) 2012‬أعلن (( الجيش ال ُحر )) عن تشكيل (( مجلس القيادة العسكريّة العُليا )) بقيادة (( اللواء سليم إدريس )) الذى قابله‬
‫صرحا ً ب (( يُشاركنا الجنرال إدريس و ُمقاتلوه الكثير من قيمنا و مصالحنا ))‬ ‫(( السيناتور جون ماكين )) ُم ّ‬
‫‪Senator John McCain, " Statement by sen. John McCain concerning the Grave situation in syria ",‬‬
‫‪June 8, 2013‬‬
‫‪http://www.mccain.senate.gov/public/index.cfm/Press_releases?ID=259635e5 -f898-046e-4c63-‬‬
‫‪3cf88c4c523f.‬‬

‫‪Elizabeth O'Bagy, " The Free Syrian Army", Middle East Security Report 9, March 2013‬‬

‫‪Ghaith Abdul-Ahad, " How to start a Battalion ( in Five Easy Lessons ) ", London Review of‬‬
‫‪Books, February 21, 2013‬‬

‫يتلقّى (( جيش اإلسالم )) ال ُمؤسّس فى (( أيلول ‪ )) 2013‬تمويله من (( السعوديّة ))‬


‫‪Hassan Hassan, " the Army Of Islam is Winning in syria & That's not necessarily a Bad thing ",‬‬
‫‪Foreign Policy,October 1, 2013‬‬

‫فى ‪ 3‬ديسمبر ‪ ،2013‬إتّحد (( جيش اإلسالم )) مع (( جبهه النُصرة )) فى إقتجام (( عدرا الصناعيّة )) و قطع رؤوس مجموعتين من ((‬
‫الدروز و العلويّين ))‬

‫إعترف القيادى (( أبو خالد السورى )) فى حركة (( أحرار الشام )) بإ ّنه كان عُضوا ً فى (( تنظيم القاعدة ))‬

‫تبرؤهُ من (( داعش )) بشكل رسمى‬


‫فى شباط ‪ ،2014‬أعلن (( أيمن الظواهرى )) ُّ‬
‫‪Ben Hubbard, " Al Qaeda cuts ties with Jihadist group in Syria involved in Rebel infighting " - NY‬‬
‫‪Times, February 2014‬‬

‫‪-----------------------------‬‬

‫الفصل السادس‬

‫أسلحة كيميائيّة‪ ،‬ضربات عسكريّة‪ ،‬و طريق مسدود‬

‫فى (( آذار ‪ )) 2013‬سيطر (( الجيش ال ُحر ‪ +‬جبهه النُصرة ‪ +‬أحرار الشام )) على (( مدينة الرقّة )) التى تُعتبر (( عاصمة‪ُ ،‬محافظة‬
‫الرقّة ))‬

‫األب (( باولو دالوليو )) كاهن يسوعى من إيطاليا‪ ،‬عاش فى (( سوريّا )) ‪ 30‬عاماً‪ (( ،‬عارض نظام األسد مع إجتياح الرقّة )) لدرجة قام‬
‫بالدخول يوم (( ‪ 29‬تموز ‪ 2013‬إلى مقر داعش فى الر ّقة )) لمعرفة مكان (( الناشطين و الصحفيّين المخطوفين )) فلم يُستدل على مكانه‬
‫حتّى اآلن‬
‫مقرات (( مجلس القيادة العسكريّة العُليا )) و نهبت (( ُمستودعاتُه )) عن بكرة‬
‫فى (( ‪ 6‬ديسمبر ‪ )) 2013‬إجتاحت (( الجبهه اإلسالميّة )) ّ‬
‫صة عسكريّة ‪ُ +‬معدّات إتّصاالت ‪ +‬دبّابات )) ما إضطر (( اللواء‬ ‫أبيها و التى كانت تشمل (( ‪ 40‬شاحنة و حالفة صغيرة ‪ 50 +‬ألف ح ّ‬
‫سليم إدريس )) للهرب من (( أطمة‪ ،‬على الحدود السوريّا ‪ -‬التُركيّا )) إلى (( داخل تُركيا نفسها ))‬

‫‪US suspends nonlethal aid to Syria rebels, NY TiMeS, Dec 11, 2013‬‬

‫زعم (( اللواء سليم إدريس )) إن هو من طلب مؤازرة (( الجبهه اإلسالميّة )) خشية من هجوم ُمباغت من (( داعش ))‬

‫‪Moderate Syrian rebels try to recover after Islamists take over Headquarters, US changes‬‬
‫‪account of commander fleeing Syria to Turkey during incursion, wall-street journal, Dec 12, 2013‬‬

‫سر ّيا ً )) و ّ‬
‫فرروا (( عزل اللواء سليم إدريس )) و تعيين (( اللواء عبداإلله‬ ‫ضبّاط مجلس القيادة العسكرىّة العُليا )) إجتماعا ً (( ّ‬
‫عقد (( ُ‬
‫البشير )) فى ‪ 16‬شباط ‪2014‬‬

‫‪-----------------------------‬‬

‫الفصل السابع‬

‫من يُؤيّد األسد ؟!‬

‫البلدان األفقر فى الشرق األوسط‬


‫‪Poorist countries in the Middle east, Aneki‬‬

‫كان (( الشبّيحة )) األوائل يعملوا فى مجال (( التهريب )) فى (( ميناء الالذقيّة‪،‬غرب البالد )) فى (( سبعينيّات القرن الماضى ))‬

‫سلطات السوريّة )) ل تهريب (( السالح ‪ +‬ال ُمخدّرات ‪ +‬السلع‬


‫و خالل (( الحرب األهليّة اللبنانيّة )) تحالف (( الشبّيحة )) مع (( ال ُ‬
‫اإلستهالكيّة ))‬

‫‪Hugh Macleod & Annasofie Flamand, " Syria :: Brually violent Shabiha Militia Member tells it like‬‬
‫‪it is ", Global‬‬
‫‪post, June 15, 2012‬‬

‫‪-----------------------------‬‬

‫الفصل الثامن‬

‫لماذا تُدعّم إيران سوريّا ؟!‬

‫‪" The Rise & Fall of Iran in Arab & Muslim Eyes-A New Poll ", March 5, 2013‬‬
‫‪wilsoncenter‬‬

‫‪Mohsen Milani, " Why Tehran won't abandon Assad(ism) ", Dec 1, 2013 (( Wachignton‬‬
‫)) ‪Quarterly‬‬

‫فى عام ‪ 1981‬زار (( حسن نصر هللا )) مع مجموعة من رفاقُه (( إيران )) و كان سنُّه ال يتجاوز ال (( ‪ )) 21‬عاماً‪،‬‬
‫عيّن (( اإلمام ال ُخمينى )) السيّد (( على الخامنئى )) لإلشراف على إنشاء مجموعة جديدة فى (( وادى البقاع )) من قِ َبل (( ُ‬
‫ضبّاط‬
‫منالحرس الثورى اإليرانى )) بعد (( رفض )) حركة (( أمل )) اإلعتراف ب (( والية الفقيه )) و الخضوع عقائديّا ً ل (( إيران ))‬

‫‪" Iran to sign Oil deal with Iraq while friendship pipeline still underway ", Albawaba, July 12, 2013‬‬

‫‪-----------------------------‬‬
‫الفصل التاسع‬

‫هل سينال األكرا ُمرادهُم ؟‪1‬‬

‫سه (( قوميّين و يساريّن أكراد ُمناهضين‬


‫س ُ‬
‫نواب من (( حزب خويبوون " اإلستقالل )) الذى أ ّ‬ ‫فى أواخر ‪ 1931‬و أوائل ‪ ،1932‬أُنتُخب ‪ّ 3‬‬
‫لإلستعمار الفرنسى فى ثالثينيّات القرن الماضى )) فى ّأول إنتخابات نيابيّة جرت وفقا ً لل (( دستور الضى فرضُه الفرنسيّون على سوريّا‬
‫)) ثُم ُح ّل هذا الحزب و إنضم أعضائُه إلى (( الحزب الشيوعى السورى ))‬

‫(( تاريخ األكراد فى إيران ‪ +‬سوريّا ))‪،‬صفحة (( ‪ 180‬إلى ‪)) 191‬‬

‫مضى النظام (( البعثى )) بعد عام ‪ 1963‬إلنشاء (( حزام عربى )) يمتد طوله إلى (( ‪ 300‬كيلومتر و عرضُه ‪ 15‬كيلومتر على الحدود‬
‫التُركيّة العراقيّة )) مع توطين (( القبائل العرب البدويّة ال ُمتنقّلة فى مناطق األكراد داخل سوريّا عام ‪ )) 1973‬فتم إحداث ‪ 41‬قرية فى ذلك‬
‫القطاع بين عامى (( ‪ 1973‬و ‪ )) 1975‬من أجل (( الفصل بين أكراد سوريّا و أكراد تُركيا ))‬

‫توجد فى العراق كما هو الحال فى سوريّا‪ ،‬شركة إلنتاج النفط‪ ،‬و تتفاوض الحكومة (( العراقيّة )) مع (( شركات أجنبيّة )) تدفع لها ُمقابل‬
‫حفر أبار النفط و توزيعُه‪ ،‬م ّما يُقدّم لهذه الشركات ربحا ُ يُعادل (( دوالر واحد ل ُكل برميل )) أ ّما (( حكومة إقليم كردستان )) فتوقّع عقودا ً‬
‫من (( النفط )) تتملّك الشركات بموجبها نسبة من (( اإلنتاج )) ‪ ،‬م ّما يزيد أرباحها إلى ما بين (( ‪ 5 - 3‬دوالرات للبرميل الواحد ))‬

‫‪" Iraqi government &kurdistan at odds over oil production ", NYTiMeS, NoV 14, 2012‬‬

‫‪" EU decision to lift Syrian Oil sanctions boosts Jihadist groups ", Guardian, May 19, 2013‬‬

‫كان المثل األعلى للشباب األكراد فى سوريّا بعد إندالع الفورة عام ‪ 2011‬هو (( مشعل ت ّمو‪ُ ،‬مؤسّس تيّار ال ُمستقبل ال ُكردى السياسى عام‬
‫سجن (( عامين )) قبل إطالق سراحه عام ((‬ ‫‪ 2005‬ك مجموعة وسطيّة تميل إلى اليسار‪ ،‬و تلتزم بحقوق األكرد ضمن الدولة السوريّا )) ُ‬
‫سرعان‬‫‪ )) 2011‬وكان م ّمن يدعو إلى (( بناء نظام برلمانى ‪ +‬دستور جديد ))‪ ،‬إنضم إلى (( المجلس الوطنى السورى فى تُركيا )) لكن ُ‬
‫ما إنسحب منه‪ ،‬تم إغتياله فى ‪ 7‬أكتوبر ‪2011‬‬

‫فى (( تموز ‪ )) 2012‬إلتقت ُكل (( األحزاب ال ُكرديّة السوريّا ‪ +‬حزب اإلتّحاد الديمقراطى ‪ +‬لجنة التنسيق الخاص )) فى (( إربيل ))‬
‫بدعوة من (( البرزانى ))‪ ،‬تم توقيع ما عُرف بإسم (( إتّفاق إربيل )) الذى ش ّكل (( إئتالفا ً سياسيّا و عسكريّا ً ُموحّدا ً ضد األسد )) لكن تم‬
‫قوات الدفاع الشعبى فى‬ ‫اإلنقسام سريعا ً بسبب (( العداوات الداخليّة )) فش ّكل (( حزب اإلتّحاد الديمقراطى )) إئتالفا ً خاصا ً به س ّماه (( ّ‬
‫غرب كردستان )) ثُم تالقى (( اإلئتالفان )) ُمجدّدا ً فى (( أيلول ‪ )) 2012‬داعين إلى (( جبهه موحّدة ضد األسد ))‬

‫قال (( وزير الخارجيّة التُركى ) ) إن بالدُه (( لن تقف فى وجه حصول األكراد السوريّين على اإلدارة الذاتيّة ))‬

‫‪" Davutoglu says Turkey not against Kurdish autonomy in Post- AssadSyria ", Today's Zaman,‬‬
‫‪August 29, 2012‬‬

‫فى (( تموز ‪ )) 2013‬قامت (( تُركيا )) بدعوة (( صالح مسلّم‪ ،‬رئيس حزب اإلتّحاد الديمقراطى )) ل ُمقابلة (( مسؤولين إستخباراتيّين‬
‫أتراك رفيعى ال ُمستوى )) للتأ ّكد على ُمعارضة الحزب لنظام األسد ‪ (( +‬لن يتم إنشاء إقليما ً ذاتيّا ً بإستعمال العنف ))‬

‫‪" Kurdish struggle blurs Syria's Battle lines ", NYTiMeS, August 1, 2013‬‬

‫سه‬
‫فى (( ‪ 21‬يناير ‪ )) 2014‬أعلن (( األكراد )) عن قيام (( اإلدارة الذاتيّة فى ‪ُ 3‬محافظات شمال سوريّا )) بتوقيع (( ‪ 50‬حزب يرأ ُ‬
‫حزب اإلتّحاد الديمقراطى )) قبل إنعقاد (( جنيف ‪)) 2‬‬

‫قال (( مح ّمد إسماعيل )) أحد أعضاء (( الحزب الديمقراطى الكردستانى )) لوكالة (( رويترز )) ‪ (( ::‬ال يزال وزراء الحكومة السوريّا‬
‫ّ‬
‫موظفو الدولة يتلقّون رواتب ُهم‪ ،‬و ال تزال خطوط الهاتف تعمل‪ ،‬كما ال يزال نظام الرعاية‬ ‫يأتون إلى القامشلى فى زيارات‪ ،‬و ال يزال‬
‫الص ّحيّة كما هو‪ ،‬فأين اإلدارة الذاتيّة المحلّيّة التى يتكلمون عنها ؟! ))‬
‫ّ‬

‫يواجه (( حزب اإلتّحاد الديمقراطى )) ُمعارضة قويّة من فصائل ُمسلّحة أصغر حجما ً مثل ‪ (( ::‬الجبهه اإلسالميّة ال ُكرديّة ‪ +‬كتيبة صقور‬
‫البيشمركة ‪ +‬كتيبة شهداء م ّكة )) بالقُرب من (( حلب ))‬

‫تطرفة )) ضد (( حزب اإلتّحاد الديمقراطى ))‬‫وقف (( الجيش الحر )) بجانب (( اإلخوان المسلمين )) و باقى (( التنظيمات ال ُم ّ‬
‫فى (( تموز‪ )) 2013‬حين إختطف تنظيما (( داعش ‪ +‬جبهه النُصرة )) رهائن (( مدنيّين أكراد )) البالغ عددهم (( ‪ )) 250‬م ّما أدّى إلى‬
‫إندالع مواجهات بين تلك التنظيمات و (( حزب اإلتّحاد الديمقراطى ))‬
‫قال (( مساعد وزير الخارجيّة للشؤون األوروبّيّة و اآلسيويّة‪ ،‬فيليب غوردون )) ‪ (( ::‬ال نرى أى منطقة أو إقليم إدارة ذاتيّة ُكرديّة فى‬
‫ُمستقبل سوريّا‪ ،‬نُريد أن تبقى سوريّا ُموحّدة ))‬

‫‪" US warns Kurdish autonomy in syria could be Slippery Slope ", Today's Zaman, July 30, 2012‬‬

‫‪-----------------------------‬‬

‫الفصل العاشر‬

‫قربة من الجيش و المخابرات األردنيّة التى تساعد الثوار السوريين على التدريب‬
‫إسرائيل تساعد الجيش الحر و إستخدمت عالقتها ال ُم ّ‬
‫بإشراف المخابرات االمريكية‬

‫و قال قيادى إنشق عن الجيش الحر لينضم إلى داعش‪ ،‬إن المخابرات اإلسرائيليّة ساعدت على تدريب الجيش الحر فى االردن‬

‫‪" Senior member of the SMC defetcts to isis & details foreign involvmenting the opposition ",‬‬
‫‪brown-moses, Dec 2, 2013‬‬

‫إعترفت إسرائيل إنّها تقوم بتقديم الغذاء و الماء للقرى السوريّا على جانبى الحدود ‪ +‬معالجة الجرحى من الجيش الحر‬

‫‪" Israel sends humanitarian aid to Syria ", NYTiMeS, Dec‬‬


‫‪3, 2013‬‬

‫قالت المخابرات األمريكيّة إن ال ُمستودعات ال ُمستهدفة تحتوى على صواريخ فاتح ‪ 110‬اإليراينيّة التى تعمل بالوقود الصلب و لديها القدرة‬
‫على إصابة تل أبيب إذا أُطلقت من لبنان‬

‫‪" Israel targeted Iranian missiles in Syria attack ", NYTiMeS, May 4, 2013‬‬

‫قامت الطائرات الحربيّة اإلسرائيليّة بضرب أهم المج ّمعات العسكريّة السوريّا فى جبل قاسيون فى دمشق‪ ،‬و مركز جمرايا لألبحاث و‬
‫الدراسات م ّما تسبّب فى قتل أكثر من ‪ 100‬جندى سورى باإلضافة إلى عشرات الجرحى‬

‫" ‪" Syria condemns Israel assalut near damascus‬‬

‫‪---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬
‫‪---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬
‫‪---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫المجال العام االفتراضي في الثورة السورية ‪ -‬الخصائص ‪ -‬االتجاهات ‪ -‬آليات صنع الرأي العام لــ حمزة مصطفى المصطفى‬

‫‪------------------------------‬‬

‫بدأ العمل على نشر المعلوماتيّة فى سوريّا بداية التسعينات من خالل ما أُطلق عليه (( البرنامج الوطنى لنشر المعلوماتيّة ))‬
‫شار إلى الشأن العام فى سوريّا من خالل اإلشراف عليه ُمباشرة ُ‬‫الذى كان المدخل التقنى للرئيس ب ّ‬

‫على الرغم من محدوديّة عدد ال ُمشتركين باإلنترنت فى سوريّا وفق التقارير الرسميّة‪ ،‬فإن إنتشار مقاهى اإلنترنت ‪ +‬دى إس‬
‫أل ‪ 3 +‬جى‪ ،‬ساهمت فى زيادة الشريحة ال ُمستخدمة لإلنترنت إلى ‪ 3.4‬مليون ُمشترك‬

‫تم رفع الحظر عن الفيس بوك فى سوريّا يوم ‪ 8‬شباط ‪ 2011‬ليرتفع عدد ُمستخدميه خالل إسبوعين من تاريخ الحجم إلى ‪400‬‬
‫ألف ُمستخدم بعد (( فشل )) دعوة الناشط ( اإلسالمى الحلبى‪ ،‬مح ّمد غسّان النجّار )) يوم ‪ 3‬شباط ‪ 2011‬لإلعصام فى ساحة (‬
‫سعد هللا الجابرى ) أمام مجلس الشعب يومى ‪ 4‬و ‪ 5‬شباط ‪ ،2011‬صفحة ‪175 ،174 ،173‬‬

‫‪------------------------------‬‬
‫عدد ال ُمهاجرين السوريّين بالخارج حتّى عام ‪ 2007‬بلغ ‪ 2.023‬مليون نسمة ب ُمعدّل زيادة سنويّة يبلُغ ‪ %2.5‬على النحو اآلتى‬
‫‪ (( ::‬مليون سورى يُمثّلون العمالة السوريّة فى دول الخليج العربى )) ‪ 450 (( +‬ألف يُمثّلون العُ ّمال السوريّين فى لبنان )) ‪+‬‬
‫(( بدرجة أقل فى األردن )) ‪ (( +‬دول أوروبّا و أمريكا ))‬

‫عدد ال ُمغتربين السوريّين التقريبى من دون ال ُمهاجرين نحو ‪ 3‬مليون نسمة بالحد األدنى المضبوط أى ما يُقارب ‪ %13.7‬من‬
‫س ّكان سوريّا‬
‫عدد ُ‬

‫‪------------------------------‬‬

‫الفصل الثانى‬

‫الصفحات التعبيريّة و تأثيرها فى الرأى العام ال ُمحتج (( الثورة السوريّا ضد ب ّ‬


‫شار األسد ‪ +‬أوغاريت نيوز ‪ +‬شبكة شام ))‬

‫صفحات فرعيّة (( يوم الغضب السورى ‪ُ +‬كلّنا طل الملوحى ))‬

‫شار األسد ‪ )) 2011‬أُنشئت فى ‪ 18‬يناير ‪ 2011‬من قِبَل ناشطين سوريّين ُم ّ‬


‫تمرسين‬ ‫‪ّ )-1‬أوالً‪ ،‬صفحة (( الثورة السوريّا ضد ب ّ‬
‫صل اإلجتماعى و المواقع اإللكترونيّة شبه التفاعُليّة‬‫بتقانات التوا ُ‬

‫بلغت نسبة األسماء (( الوهميّة )) لل ُمشتركين فى الصفحة إلى ‪ %80‬من أسماء ال ُمشاركين ال ُمسجّلين أغلبيّت ُهم من ال ُمغتربين‬
‫السوريّن ال ُمبعدين سياسيّا ً ب أوروبّا ‪ +‬مجلس التعاون الخليجى‬

‫فى ‪ 17‬شباط ‪ 2011‬وقت إنطالق الفورة الليبيّة‪ ،‬حدثت واقعة (( سوق الحريقة )) فى وقت تج ّمع فيه نُشطاء دُعاه (( إحياء‬
‫نظمة الشباب التابعة لحزب ( اإلتّحاد اإلشتراكى الديمقراطى العربى ال ُمعارض )) أكبر أحزاب‬ ‫ال ُمجتمع المدنى )) و شباب ُم ّ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫(( التج ُّمع الوطنى الديمقراطى ال ُمعارض فى سوريّا )) أمام السفارة الليبيّة فى تقاطع مفصلى بين عدّة طرق مركزيّة فى دمشق‬
‫الر ّمانة )) على بُعد ‪ 500‬متر من (( قصر الروضة ال ُجمهورى ))‬
‫(( شارع ُ‬

‫فى ‪ 18‬آذار ‪ 2011‬بعد ( ُجمعة الغضب ) أطلقت الصفحة سؤال ع ّما إذا كان الشعب يُريد إسقاط النظام‪ ،‬جاء الجواب ‪%65‬‬
‫وزعين على باقى الخيارات المطروحة ر ّدا ً على السؤال ( ُمخالفة توجُّهات النُخب السياسيّة‬
‫رفضوا إسقاط النظام و ‪ُ %35‬م ّ‬
‫ال ُمعارضة فى الخارج )) التى لها تأثير على ال ُجمهور اإلفتراضى فى ال فيس بوك‬

‫صة خالل (( ال ُجمعة العظيمة فى ‪ 22‬نيسان ‪)) 2011‬‬ ‫كان للصفحة دور بارز فى (( تثوير ال ُمدن المليونيّة الخاملة )) خا ّ‬
‫بالتعاون مع (( شبكة شام )) فى تحديد مكان (( التج ُّمع للزحف )) ال ُمرتقب من قِبَل األطراف إلقامة (( ميدان تحرير )) فى ((‬
‫ساحة العبّاسيّين )) القريبة من (( الريف الطرفى )) القريب من (( دمشق اإلداريّة )) مثل ‪ (( ::‬جوبر‪ ،‬عين ترما‪ ،‬كفربطنا‪،‬‬
‫سقبا‪ ،‬حموريّة‪ ،‬دوما ))‬
‫ُ‬
‫و حدّدت المحاور التى نشرت و التزم بها ال ُمحتجُّون و هى (( محور سقبا‪ ،‬عين ترما‪ ،‬كفربطنا‪ ،‬حموريّة )) و التج ُّمع فى ((‬
‫جوبر عبر الزبلطانى إلى ساحة العبّاسيّين )) بجانب (( محور دوما و ريفها مرورا ً بحرستا عبر زملكا و جوبر إلى ساحة‬
‫العبّاسيّين ))‬

‫بعد تجلّى الرغبة فى توحيد الصفحات الناشرة تحت (( هيئات جامعة )) تجلّت ببروز (( إتّحاد تنسيقات الثورة السوريّا ‪ +‬لجان‬
‫التنسيق المحلّيّة ))‬

‫تم إنتاج تنسيق ُمشترك بين الصفحة مع شبكتى (( شام ‪ +‬أوغاريت )) بعد اللقاء الذى عُقد فى (( إسطنبول بتاريخ ‪ 15‬حزيران‬
‫‪)) 2011‬‬

‫تراجع الدور الرايدى للصفحة بعد بروز الجسم التنظيمى للثورة (( الهيئة العا ّمة للثورة السوريّا )) ُمنذ الشهر ال خامس للثورة‬
‫بعد أن وفّرت ُمتحدّثين بإسمها فى ال ُمدن السوريّا كافّة و ُ‬
‫تعاونها فى مجال البث الحى ال ُمباشر للتظاهُرات مع القنوات اإلعالميّة‬
‫ُ‬
‫و إستغناء الفضائيّات عن (( شاهد العيان )) التى حكمت نقل األحداث خالل األش ُهر األولى للفورة السوريّا‬

‫تبنّت الصفحة أدبيّات خطاب سياسى قائم على الدعوة للتد ُّخل الخارجى ُمنذ اإلجتياح األميركى للعراق و إغتيال الحريرى ب‬
‫لبنان‬
‫قامت الصفحة بتبنّى موضوع ال ُمنشقيّين عن الجيش و تضخيم تأثيرهُم و ال ُمبالغة فى حج ُمهم و تنظيم ُهم و لم تُراعى وجود‬
‫صورت ضرب النار فى درعا البلد على إنُّه‬ ‫تطوعين قاموا بالتصدّى للجيش وقت إجتياح درعا‪ ،‬بل ّ‬ ‫ُمسلّحين محلّيّين و ُم ّ‬
‫مواجهات بين الفرقتين الرابعة و الخامسة‬

‫كما ساهمت أيضا ً فى تضليل ال ُمتابعين بتبنّى رواية ال ُمنشق حسين هرموش بصحّة رواية اإلنشقاق الكبير الذى أدّى إلى مقتل‬
‫أفراد مفرزة األمن السياسى فى جسر الشغورالبالغ عددهُم ‪ 120‬شخصا ً‬

‫قامت الصفحة بتبنّى شعار (( هيئة التنسيق ال تُمثّلنا ) بعد أن قامت األخيرة بإعالن موقفها صراحةً ب ‪ 3‬الءات ضد ( العُنف‪،‬‬
‫الطائفيّة‪ ،‬التد ُّخل الخارجى )‬

‫إنتقدت الصفحة ( سلبيّا ً ) آليات العمل العربى التى تبلورت ببدء ُمه ّمة بعثة ال ُمراقبين العرب و تقاريرهُم التى ُرفعت إلى‬
‫ُمؤتمرات ُوزراء خارجيّة العرب‬

‫‪------------------------------‬‬

‫‪ )-2‬ثانياً‪ ،‬شبكة (( شام اإلخباريّة ))‬

‫تم إنشاء الصفحة فى بداية شهر مارس ‪ 2011‬عن طريق (( هُواه‪ ،‬غير ُم ّ‬
‫نظمة‪ ،‬غير ُموجّهه من قِبَل قُوى ال ُمعارضة السياسيّة‬
‫صة فى ( درعا‪ ،‬ريف دمشق ) و كانت المصدر الرئيسى لل ( فيديوهات‬ ‫)) بأغلبيّة مجموعة من النُشطاء على األرض خا ّ‬
‫صورة بكاميرات الهاتف الخلوى ) لقنوات ( الجزيرة‪ ،‬العربيّة‪ ،‬بى بى سى عربيّة ) بجانب صفحة ( الثورة السوريّا ضد‬ ‫ال ُم ّ‬
‫شار األسد ))‬‫ب َّ‬

‫التعرض إلى الرئيس ب َّ‬


‫شار ) و‬ ‫ُّ‬ ‫تتبن الصفحة خطاب سياسى خاص بها‪ ،‬و إبتعدت عن شعارات (( إسقاط النظام )) أو ((‬ ‫لم ّ‬
‫أكتفت بخطاب المطالب اإلصالحيّة التى كان يطر ُحها ال ُمحتجّون فى بداية الفورة‬

‫مثال ‪::‬‬

‫أطلقت شبكة (( شام )) على ُجمعة ‪ 18‬مارس ‪ 2011‬تسمية (( ُجمعة الكرامة )) تضا ُمنا ً مع أهالى درعا الذين ّ‬
‫تعرضوا لل ((‬
‫ذُل و المهانة )) فى لقاء ُوجهاء العشائر فى درعا مع (( رئيس فرع األمن السياسى العميد عاطف نجيب ))‬
‫على العكس من صفحة ( الثورة السوريّا ) التى أطلقت على نفس ال ُجمعة إسم ( ُجمعة الغضب )على غرار فورة مصر‬

‫شهداء )) تضا ُمنا ً مع قتلى درعا نتيجة إشتباكات إقتحام‬


‫أطلقت شبكة (( شام )) على ُجمعة ‪ 25‬آذار ‪ 2011‬إسم (( ُجمعة ال ُ‬
‫ّ‬
‫درعا و الجامع العُمرى على عكس صفحة (( الثورة السوريّا )) التى أطلقت عل نفس ال ُجمعة إسم ( ُجمعة العزة )‬

‫على الرغم من خلفيّة ُمعظم أعضاءها (( اإلسالميّة ))‪ ،‬قامت الصفحة بنقل و دعم تصريحات ال ُمعارضين التقليديّين مثل ((‬
‫برهان غليون‪ ،‬ميشيل كيلو‪ ،‬هيثم منّاع‪ ،‬هيثم المالح‪ ،‬حسن عبد العظيم‪ ،‬عماد الدين الرشيد ))‪ ،‬و إبتعدت عن ُمعارضة الخارج‬
‫و باألخص (( اإلخوان ال ُمسلمين ))‬

‫بدأت الصفحة فى أواخر شهر حزيران ‪ 2011‬باإلفتراق عن ال ُمعارضة التقليديّة ال ُمتمثّلة ب (( هيئة التنسيق الوطنيّة )) بعد‬
‫اللقاء التشاورى يوم ‪ 27‬حزيران ‪ 2011‬و بدأت بتبنّى نهج صفحة (( الثورة السوريّا )) من خالل دعم خطابات ُمعارضة ذات‬
‫لهجة تصعيديّة ال ُمتجلّى ب (( هيثم المالح ‪ +‬ال ُمعارض اإلسالمى عماد الدين الرشيد )) بإستقطاب شخصيّات ُمعارضة لم‬
‫تنضوى تحت أى هيئة أو ُمؤسّسة مثل (( اإلقتصادى عارف دليلة ‪ +‬الناشطة فى مجال حقوق اإلنسان منتهى األطرش ))‬

‫ُمؤتمر اإلنقاذ الوطنى عُقد فى فندق سميراميس بإشراف من (( هيئم المالح ‪ +‬عماد الدين الرشيد )) و تم إرسال الدعوات إلى‬
‫نواف البشير ‪ +‬عارف دليلة ‪ +‬منتهى األطرش )) فقط ال غير‬ ‫(( ّ‬

‫كان هُناك خالفات بين ال ُمشاركين بال ُمؤتمر و ظهر إنقسام واضح بين الداعيين لل ُمؤتمر (( هيثم المالح و اإلسالمى عماد الدين‬
‫الرشيد )) لكن حدث أيضا ً توافُق بين الجهات اإلسالميّة ال ُمعارضة عن طريق تنسيق العمل بين (( التيّار اإلسالمى الدي ُمقراطى‬
‫الذى يُمثّلة عماد الدين الرشيد مع حركة اإلخوان ال ُمسلمين مع مجنوعة العمل الوطنى برئاسة أحمد رمضان مع بعض أعضاء‬
‫إعالن دمشق فى الخارج ))‬

‫قامت بالترويج للخطاب الدينى ال ُمتمثّل ب نشر بيانات (( اإلتّحاد العالمى للعُلماء ال ُمسلمين ‪ُ +‬خطب القرضاوى ‪ +‬على‬
‫الصابونى‪ ،‬رئيس إتّحاد عُلماء ال ُمسلمين فى سوريّا ))‬

‫فى فترة (( أغسطس‪ ،‬أيلول ‪ ) 2011‬قامت الصفحة بالترويج لفكرة (( مجلس وطنى ُموحّد النابعة من التيّار اإلسالمى و‬
‫مجموعة العمل الوطنى التى إتّخذت من إسطنبول ب تُركيا مقرا ً لها يوم ‪ 15‬أيلول ‪ 2011‬على غرار المجلس الوطنى الليبى‬
‫لتهيئة الرأى العام بضرورة التد ُّخل الغربى العسكرى‪ (( ،‬لم )) تنضم إليه جماعة اإلخوان بصورة (( علنيّة ))‬

‫المجلس الوطنى (( يختلف )) عن (( المجلس الوطنى السورى الذى أعلن عنّه بُرهان غليون بتاريخ ‪)) 2011/10/2‬‬

‫‪------------------------------‬‬

‫‪ )-3‬ثالثاً‪ ،‬شبكة (( أُغاريت اإلخباريّة ))‬

‫أُنشئت الصفحة فى آذار ‪ 2011‬من ِق َبل ناشطين بالداخل و الخاريج تهتم ب أخبار (( الساحل السورى )) و باألخص ((‬
‫الالذقيّة و بانياس ))‬

‫إلتزمت الصفحة بنشر الخبر فحسب و لم تتبنّى أى خطاب سياسى و لم تقُم بنشر أى مقال أو وجهات سياسيّة لشخصيّات‬
‫ُمعارضة‬

‫‪------------------------------‬‬

‫الفصل الثالث‬

‫الصفحات التحريضيّة الدينيّة و الظاهرة العرعوريّة‬

‫الغنوشى )) فى (( تونس ))‬


‫ّ‬ ‫(( حركة النهضة )) و كتابات (( راشد‬

‫(( القرضاوى‪ ،‬رئيس اإلتّحاد العالمى لعُلماء ال ُمسلمين )) فى (( مصر‪ ،‬ليبيا‪ ،‬اليمن‪ ،‬سوريّا ))‬

‫(( عبد المجيد الزندانى )) فى (( اليمن ))‬

‫‪------------------------------‬‬

‫‪ّ )-1‬أوالً‪ ،‬الخطاب القرضاوى‬

‫فى ُخطبة ال ُجمعة (( ‪ 25‬آذار ‪ )) 2011‬دعّم القرضاوى الفورة فى سوريّا بنهج ( طائفى )‬

‫‪------------------------------‬‬

‫‪ )-2‬ثانياً‪ ،‬الخطاب ال ُمعقلن أو ال ُمر ّ‬


‫شد‬

‫ّ‬
‫العطار )) ‪ (( +‬محمود الحامد )) ‪ ((+‬عُلماء ال ُمسلمين فى‬ ‫ال ُمتمثّل ب بعض رموز تيّار (( اإلخوان القديمة مثل ‪ (( ::‬عصام‬
‫سوريّا ))‬

‫رفض الطائفيّة و العُنف مع التشديد على سلميّة اإلحتجاجات‬

‫‪------------------------------‬‬
‫‪ )-3‬ثالثاً‪ ،‬الخطاب ال ُمتسلفن (( العرعورى ))‬

‫(( عدنان عرعور )) ُولد فى حى (( الجراجمة ))‪ ،‬أحد أحياء (( ُحماه الطرفيّة )) الذى شهد مواجهه ُمسلّحة بين الجيش‬
‫السورى و الطليعة ال ُمقاتلة مطلع ثمانينات القرن ال ُمنصرم‪ ،‬تلقّى تعلي ُمه على يد (( محمود الحامد ‪ +‬األلبانى )) ثُم سافر إلى ((‬
‫السعوديّة )) فحاول الجمع بين (( السلفيّة الوهابيّة و الفكر اإلخوانى ))‬

‫بدأت الظاهرة العرعوريّة تجد إنتشارها ُمنذ ‪ 2008‬بعد تأسيس قناتى (( الصفا ‪ +‬الوصال ))‬

‫فى عام ‪ 2009‬تم إنشاء ‪ُ 10‬حسينيّات فى منطقة السيّدة زينب بريف دمشق بجانب منطقة السيّدة ُرقيّة و الجامع األُموى مع‬
‫رفض السماح لل ُحجّاج اإليرانيّن و العراقيّين ب ُممارسة الشعائر الشيعيّة‬

‫فى عام ‪ 2010‬برز إتّجاه إسالمى مثّلته قناه (( الصوفيّة )) بإعتماد المديح الغنائى بما يُشبه اللُطيمات‪ ،‬فى مناطق (( حرستا ‪-‬‬
‫سقبا ‪ُ -‬جزء من دوما ))‬

‫قام وزير التعليم العالى (( غياث بركات )) فى ‪ 17‬تموز ‪ 2010‬بمنع ال ُمنتقبات من الدخول إلى حرم الجامعات السوريّة بجانب‬
‫قرار وزير التربية السابق (( على سعد )) بتاريخ ‪ 12‬آب ‪ 2010‬ال ُمنتمى إلى الطائفة (( ال ُمرشديّة )) بفصل ‪ُ 1000‬منتقبة عن‬
‫السلك التربوى‬

‫رفض ّ‬
‫العالمة ( مح ّمد سعيد رمضان البوطى )) تلبية دعوة الدولة فى إقامة صاله إستسقاء بتاريخ ‪2010/12/1‬‬

‫رفض عرعور الدعوات للخروج على النظام بتاريخ شباط ‪2011‬‬

‫بعد إنقسام مدينتى الالذقيّة‪ ،‬بانياس على أساس طائفى‪ ،‬أواخر نيسان ‪ ،2011‬قام عرعور فى ‪ 13‬آيار ‪ 2011‬بإصدار بيان عبر‬
‫قناه (( الوصال )) بعنوان (( بيان إلى األقليّات الدينيّة فى سوريّا ))‬

‫كان ل عرعور برنامج يُتابع األحداث السوريّا بعنوان (( مع سوريّا حتّى النصر )) يُعرض كُل يوم (( ُجمعة )) عبر قناتى ((‬
‫الوصال و صفا )) بجانب صفحة (( شبكة سوريّا المجد ))‬

‫هدّد عرعور جميع أطياف ال ُمعارضة بمن فيهم المجلس الوطنى السورى بقطع لسان كُل من يرفض التد ّخل العسكرى و فى‬
‫مقدّمتهم رئيس المجلس برهان غليون‪ ،‬بتاريخ ‪ 17‬ديسمبر ‪2011‬‬

‫‪------------------------------‬‬

‫الفصل الرابع‬

‫صنع الرأى العام إفتراضيّا ً‬


‫أهم مفاصل ُ‬

‫‪------------------------------‬‬

‫‪ّ )-1‬أوالً‪ ،‬تسمية أيّام ال ُجمعة‬

‫بدأ تطبيق آليه التصويت على تسميات أيّام ال ُجمعة ُمنذ (( ُجمعة التحدّى يوم ‪ 6‬أيار ‪ )) 2011‬بعد أن حدث إختالف فى تسمية‬
‫بحيث يتم طرح ‪ 10‬خيارات يتم إعتماد الخيار الذى يحظى‬ ‫ُ‬ ‫أيّام ال ُجمعة بين صفحة ( الثورة السوريّا ) و ( شام اإلخباريّة )‬
‫بأغلبيّة أصوات ال ُمستطلعين و آرائهم بحيث تتوافق مع مالمح الخطاب السياسى العام داخليّا ً و خارجيّا ً‬
‫أطلقت شبكة (( شام )) على ُجمعة ‪ 18‬مارس ‪ 2011‬تسمية (( ُجمعة الكرامة )) تضا ُمنا ً مع أهالى درعا الذين ّ‬
‫تعرضوا لل ((‬
‫ذُل و المهانة )) فى لقاء ُوجهاء العشائر فى درعا مع (( رئيس فرع األمن السياسى العميد عاطف نجيب ))‬
‫على العكس من صفحة ( الثورة السوريّا ) التى أطلقت على نفس ال ُجمعة إسم ( ُجمعة الغضب )على غرار فورة مصر‬

‫شهداء )) تضا ُمنا ً مع قتلى درعا نتيجة إشتباكات إقتحام‬


‫أطلقت شبكة (( شام )) على ُجمعة ‪ 25‬آذار ‪ 2011‬إسم (( ُجمعة ال ُ‬
‫درعا و الجامع العُمرى على عكس صفحة (( الثورة السوريّا )) التى أطلقت عل نفس ال ُجمعة إسم ( ُجمعة ّ‬
‫العزة )‬

‫بدأت اإلعتراضات تظهر ضمن الحيّز العام على تسمية أيّام ال ُجمعة ُمنذ (( ُجمعة العشائر فى ‪ 10‬حزيران ‪ )) 2011‬من قِبَل‬
‫الفئات الليبراليّة و اليساريّة بسبب التناقض مع األهداف المدنيّة للفورة السوريّا حيث دعى ال ُمعارض (( بُرهان غليون )) تسمية‬
‫هذه ال ُجمعة ب (( ُجمعة بشائر الدولة المدنيّة ))‬

‫تبنّت صفحة (( الثورة السوريّا )) تسمية ُجمعة ‪ 17‬حزيران ‪ 2011‬ب ُجمعة (( الشيخ صالح العلى )) لكن إعترض السلفيّة‬
‫سنّيّة‪ ،‬تأثُّرا ً بخطاب عرعور‪،‬‬
‫شرفاء )) إشارة إلى األقلّيّات و الطوائف الدينيّة الغير ُ‬
‫على اإلسم و قاموا بإطالق إسم (( ُجمعة ال ُ‬
‫م ّما ساعد على إحداث إفتراقات فى الشارع السورى بمدن (( جبلة )) ‪ (( +‬الخالديّة ب حمص )) ‪ُ (( +‬حماه )) ‪ (( +‬ريف‬
‫إدلب ))‬

‫ى بين اإلسالميّين و العلمانيّين فى ُجمعة (( الوحدة الوطنيّة )) و إصرار السلفيّين على تسميتها ب (( أحفاد‬
‫ظهر اإلنقاسم جل ّ‬
‫خالد بن الوليد )) إشارة إلى التضامن مع حى (( الخالديّة ب حمص )) بعد اإلشتباكات الطائفيّة التى حدثت فى حى (( الخالديّة‬
‫‪ -‬الزهرة )) و لتجاوز اإلنقسام تم تسمية ال ُجمعة ب (( أحفاد خالد من أجل الوحدة الوطنيّة )) لكن مع إصرار اإلسالميّين تم‬
‫إقرار إسم (( أحفاد خالد ))‬

‫تراجع إهتمام الحيّز العام ب التصويت على تسمية أيّام ال ُجمعة بعد إصرار صفحة (( الثورة السوريّا )) على اإلنفراد ب‬
‫التسمية بدون التنسيق مع (( الهيئة العا ّمة للثورة السوريّا ‪ +‬إتّحاد تنسيقات الثورة السوريّا ))‬

‫إستنجادا ً بالتد ُّخل الغربى باألخص بعد موت العقيد مع ّمر القذافى فى ليبيا‪ ،‬قامت صفحة (( الثورة السوريّا )) بإستبدال األسماء‬
‫الجوى )) ال ُموافق يوم ‪ 28‬أكتوبر ‪ 2011‬بسبب‬‫ال ُمقترحة يوم ‪ 24‬أكتوبر ‪ 2011‬مثل (( أحفاد ال ُمختار )) ب ُجمعة (( الحظر ّ‬
‫إقتناع الحيّز العام بإن ما يمنع زيادة عدد ال ُمنشقّين عن الجيش هو إستخدام النظام للطيران الحربى حسب تصريحات قنوات ((‬
‫أُورينت‪ ،‬وصال‪ ،‬صفا‪ ،‬العربيّة‪ ،‬سوريّا الشعب )) بعد أن كان الحيّز العام على قناعة بتسمية ال ُجمعة ب (( الوفاء لحمص ))‬

‫قامت مجموعة من ال ُمعارضين بضرب أعضاء من هيئة التنسيق الوطنيّة قبل إجتماعهم مع أمين عام جامعة العهر العربيّة يوم‬
‫‪ 11‬نوفمبر ‪ 2011‬ل تجميد عُضوية سوريّا بالجامعة تم اإلتفاق على تسمية ال ُجمعة ب (( تجميد العُضويّة و هيئة التنسيق ال‬
‫تُمثّلنى )) بعد أن تم اإلستفتاء على تسمية ال ُجمعة بين (( هيئة التنسيق ال تُمثّلنى و تجميد العُضوية )) م ّما ساهم فى شيطنة‬
‫عدد من ال ُمعارضين ضو تاريخ نضالى ضد النظام مثل (( هيثم منّاع ‪ +‬ميشيل كيلو ‪ +‬حسين عبد العظيم )) و تم رفع‬
‫شعارات (( المجلس الوطنى يُمثّلنى )) ‪ (( +‬الجيش ال ُحر يحمينى )) ‪ (( +‬المنطقة العازلة تقينى )) عمالً بأدبيّات (( التيّار‬
‫اإلسالمى ال ُمستقل ‪ +‬اإلخوان ال ُمسلمين ‪ +‬مجموعة العمل الوطنى )) إصرارا ً على إستخدام شعارات (( التدويل و التد ُّخل ))‬
‫خطة العمل العربى لنشر ُمراقبين عرب و تسمية ال ُجمعة ب (( ُجمعة الموت )) و‬ ‫خاصة بعد قيام الصفحة بإستباق تطبيق ّ‬
‫تعبئة الشارع بشعارات ضد الجامعة بدون ُمقاربتها إجرائيّا ً‬

‫سلطات السوريّة باإلفراج عن ‪ُ 3837‬معتقالً وقت وجود ال ُمراقبين فى سوريّا‪ ،‬ما دفع مجموعة من النُشطاء إلى إقتراح‬ ‫قامت ال ُ‬
‫تسمية ال ُجمعة ال ُمقبلة ب (( ُجمعة ُمعتقلى الثورة )) مع إستبدال ُهم لصورهم الشخصيّة بصور ُمعتقليين عُرف من ُهم (( نجاتى‬
‫روج للتصويت على إسم (( التدويل‬ ‫طيّارة ‪ +‬أنس الشغرى ‪ +‬حسين هرموش )) بوقت كانت صفحة (( الثورة السوريّا )) ت ُ ّ‬
‫مطلبنا )) ف تم إقرار إسم ( ُمعتقلى الرأى ) على الرغم من رغبة الصفحة فى إقرار األخير‬

‫لم يرض عدد من النُشطاء عن هذه التسمية نظرا ً إلحتاد المعارك بين (( الجيش السورى مع الجيش ال ُكر )) الذّى مثّل غطاء‬
‫سلطة وفق نمط (( الفلوجة فى العراق ))‬ ‫لتسلُّح األهالى فى مواجهه ال ُ‬

‫يقرب ال ‪ 5‬أيَّام‬ ‫و مع إنسحاب الجيش السورى من عدد من المدن مثل (( الزبدانى )) بعد مواجهات فاشلة للجيش السورى ما ُ‬
‫صة دوما‪ ،‬ثم إلى مناطق (( كفر بطنا‪ ،‬حمورية‪ ،‬عربين )) مع بدأ الجيش للعمليّة العسكريّة‬ ‫و إمتداد ذلك إلى ريف دمشق خا ّ‬
‫فى ‪ 29‬يناير ‪ ،2011‬لذلك فضّل نُشطاء الصفحة تسمية ُجمعة (( ما قبل الجهاد )) على (( ُمعتقلى الثورة )) دعما ُ للتسلُّح و‬
‫الجيش ال ُحر مع ظهور الفتات تأييد فى (( حمورية‪ ،‬ريف دمشق ‪ُ +‬حماه ‪ +‬بعض قُرى إدلب )) ليُصبح شعار ُجمعة ‪ 27‬يناير‬
‫‪ 2011‬هو (( إعالن الجهاد )) فى حين إتّفقت القوى العلمانيّة على تسمية (( الدولة المدنيّة )) و (( الدولة العلمانيّة )) و مع‬
‫رفض عدد من الفنّانيين و الحيّز العام ل عسكرة الفورة‪ ،‬و ظهور صفحة (( الثورة السوريّا البديلة ))‪ ،‬قامت الصفحة األساسيّة‬
‫بإقرار تسمية ( حق الدفاع عن النفس )‬

‫يضُم إئتالف ‪ 15‬آذار ‪ 2011‬لدعم صفحة ( الثورة السوريّا ) نُشطاء فيس بوك من الخارج ‪ +‬ال ُمعارضين المحسوبين على‬
‫القُوى اإلسالميّة التقليديّة (( عُبيدة النحّاس ‪ +‬زياد الريس )) ‪ +‬ال ُمنحدرين من عوائل ال ُمبعدين سياسيا ّ و عُقد ّأول إجتماع فى‬
‫بروكسيل ب حزيران ‪ 2011‬بعد مؤتمر أنطاليا‪ ،‬ثُم تداعت مجموعة من ناشطى الفيس بوك و المسؤولين عن الصفحات‬
‫الناشرة إلى إسطنبول فى ‪ 15‬تموز ‪ 2011‬لتوحيد الخطاب السياسى فى الصفحات ال ُمهت ّمة ب ُمتابعة الفورة السوريّا‬

‫‪------------------------------‬‬

‫‪ )-2‬ثانياً‪ ،‬علم اإلستقالل‬

‫إعتمدت الفورة السوريّة علم اإلستقالل على غرار النموذج الليبى فى إعتماد العلم الملكى ليتميّز و يُعلن اإلستقالل السيادى عن‬
‫النظام الحاكم بعد ُمضى ‪ 9‬أشهر على بداية اإلحتجاجات‬

‫تم إعتماد ّأول علم فى سوريّا بعد نجاح الثوالة العربيّة ال ُكبرى و إعالن حكومة سعيد الجزائرى فى ‪ 27‬أيلول ‪1918‬‬

‫بعد إحتالل فرنسا ل سوريّا عام ‪ 1920‬و تقسيم سوريّا إلى عدّة دول‪ ،‬تم إلغاء العلم العربى و إعتماد علم خاص ب ُكل دولة ((‬
‫دولة دمشق‪ ،‬دولة حلب‪ ،‬دولة العلويّين‪ ،‬دولة الدروز ))‬

‫بعد إعالن دولة سوريّا و إصدار الجمعيّة التأسيسيّة ّأول دستور للبالد عام ‪ ،1928‬تم تبنّى العلم األخضر ذو ال ‪ 3‬نجمات‪ ،‬و‬
‫شكرى القوتلى بعد جالء الفرنسيّين ب ‪17‬نيسان ‪ 1946‬بجانب‬ ‫تم إعتمادُه بعد توقيع إتّفاقيّة اإلستقالل عام ‪ 1936‬ثُم رفعه ُ ُ‬
‫إعتمادُه فى دستور ‪1950‬‬

‫التو ُّجه إلعتماد علم اإلستقالل جاء بعد العمليّة العسكريّة للجيش السورى فى (( دير الزور ‪ُ +‬حماه )) من قِ َبل شخصيّات و‬
‫قُوى سياسيّة تعيش خارج سوريّا تتر ّكز إقامتها فى أوروبّا‪ ،‬و تتبنّى شعار (( سوريّا ّأوالً )) أى تحييد سوريّا عن مركزيّة‬
‫دورها العربى و القومى‬

‫قررت الهيئات التنظيميّة و الصفحات الناشرة إجراء إستفتاء على صفحة (( الثورة السوريّا‬
‫و مع إنتشار رفع علم اإلستقالل‪ّ ،‬‬
‫)) فى ‪ 30‬أكتوبر ‪ ،2011‬و كانت اإلجابة ب ‪ (( %85.7‬نعم ))‬

‫فى ‪ 2‬نوفمبر ‪ 2011‬وجّهت الهيئات التنظيميّة فى الثورة و الصفحات الناشرة إلى إعتمادُه تحت ُمس ّمى (( أربعاء علم‬
‫اإلستقالل ))‬

‫‪------------------------------‬‬

‫‪ )-3‬ثالثاً‪ ،‬الجيش السورى ال ُحر (( الظاهرة ال ُمسلّحة ))‬

‫أدّى تجاهُل نشوء الظواهر ال ُمسلّحة وسط ال ُمحتجّين من قِبَل الصفحات الناشرة ُمنذ األشهر األولى لإلحتجاجات‪ ،‬إلى ّ‬
‫تطورها‬
‫من عمل بدائال فردى إلى إنتقامى جماعى‪ ،‬مثل قتل ‪ 120‬شخصا ً من المفرزة األمنيّة فى جسر الشغور على يد حسين هرموش‬
‫و جماعات ترتدى زيّا ً إسالميّا ً فى حزيران ‪ 2011‬إنتقاما ً على حاالت اإلعدامات الجماعيّة فى الميدان العام بالمدينه ذاتها فى‬
‫ثمانينات القرن ال ُمنصرم وقت أحداث اإلخوان‬

‫بدأت الصفحات الناشرة تُشجّع اإلعالن عن بروز كتائب ُمسلّحة تدّعى إنّها جزء من (( لواء ال ُ‬
‫ضبّاط األحرار )) بقيادة ((‬
‫حسين هرموش )) الذى إتّخذ من (( ُمخيّمات الالجئيين السوريّين على الحدود السوريّا التُركيّا )) قاعدة لهُ‪ ،‬و فى ‪ 29‬تموز‬
‫‪ 2011‬أعلن (( رياض األسعد )) تأسيس (( الجيش ال ُحر )) و طلب من الكتائب ال ُمسلّحة فى كل ال ُمحافظات حمل السالح‬
‫لحماية التظاهُررات السلميّة‬
‫يتكون الجيش ال ُحر من (( ُمسلّحى المناطق الثائرة ‪ +‬عسكريّين أت ّموا الخدمة العسكريّة سابقا ً ‪ % 20 +‬فقط من ال ُمنشقّين حديثا ً‬
‫ّ‬
‫))‬

‫قامت الصفحات الناشرة ب ُمحاكاه النموذج (( الليبى ‪ +‬اليمنى )) ب تضخيم ظاهرة اإلنشقاق إعالميّا ً و حصر ُكل العمليّات‬
‫العسكريّة فقط تحت لوائها‪ ،‬فإنتشرت على الفيس بوك صفحات عدّة للجيش الحر تقوم بنشر العديد من األخبار الكاذبة لدرجة‬
‫ضبّاط ال ُمنشقّين بنفى بعض تلك الروايات و إنتقادها‬
‫قام عدد من ال ُ‬

‫‪------------------------------‬‬

‫الفصل الخامس‬

‫الواقع اإلفتراضى ‪ -‬الميدانى‬


‫و تأثيره فى الثورة السوريّا‬

‫‪ّ )-1‬أوالً‪ ،‬التنسيقات و حقيقة وجودها و ما تُمثّلُه‬

‫طه على اليوتيوب أو على الصفحات الناشرة‪ ،‬نتيجة إستمرار اإلحتجاجات و‬ ‫ظهرت قيادات محلّيّة ت ُ ّ‬
‫نظم الحراك و نقل ُمعتيا ُ‬
‫الوسطى و بعض‬ ‫توسُّعها ُجغرافيّا ً و عدديّاً‪ ،‬كانت عفويّة فى بادئ األمر‪ ،‬لكن ظهرت الحاجة للتنظيم ذاتيّا ً لكون الفئات ُ‬
‫نظمين حزبيّا ً كان لهم الدور الرئيسى فى إنتاج أغلبيّة التج ُّمعات اإلحتجاجيّة عبر المجموعات ال ُمتنقّلة‪ُ ،‬مقسّمة فى كُل حى و‬ ‫ال ُم ّ‬
‫منطقة و بلدة‬

‫قامت هذه المجموعات بإنشاء صفحات لها على االنترنت ك جناح إعالمى لها تحت إسم (( تنسيقات )) حسب إسم الحى‪،‬‬
‫البلدة‪ ،‬ال ُمحافظة‪ ،‬بجانب إنشاء (( المشفيات الميدانيّة )) لسد الثغرة الناجمة إمكان ُمالحقة ال ُمصابين و الجرحى و إعتقالهم من‬
‫قِبَل قُ ّوات األمن على غرار ما حدث فى (( درعا )) بداية األحداث‬

‫إدّعت تلك التنسيقات إنّها ُم ّ‬


‫نظمات غير ُح ُكوميّة ‪NGOs‬تُعنى بال (( ُمجتمع المدنى )) و ليس لها هرميّة كما فى ((‬
‫ال ُمعارضات التقليديّة ))‬

‫هُناك مجموعة من تلك التنسيقات قُد أُنشئت قُبيل إعتماد ال ُمس ّمى و ألّفت نوايات شبه ُم ّ‬
‫ظمة إلدارة الحراك مثل (( حركة ‪17‬‬
‫نيسان للتغيير الديمقراطى )) و (( إئتالف ‪ 15‬آذار لدعم الثورة السوريّة ))‬

‫نتيجة زيادة فرط التنسيقات بكثرة‪ ،‬و غياب الواقع التنظيمى المأمول من الفكرة‪ ،‬حاول ال ُ‬
‫شبّان ُمعالجة هذه الثغرة بإنشاء ما بات‬
‫يُعرف ب (( تنسيقات ال ُمحافظة )) التى ض ّمت أكبر عدد من تنسيقات أجزائها اإلداريّة األدنى‬

‫بعد نجاح هذه الفكرة‪ ،‬تم تعميمها و جمع ُكل تلك (( تنسيقات ال ُمحافظات )) فى برنامج (( التنسيقات األساسيّة )) التى باتت‬
‫التبرعات‪ ،‬فنشأ ما بات يُعرف اآلن ب (( إتّحاد تنسيقات الثورة السوريّا ))‬
‫ُّ‬ ‫تهتم بالتواصل مع منظمات حقوق االنسان‪ ،‬جمع‬

‫‪------------------------------‬‬

‫ثالثاً‪ ،‬إتّحاد تنسيقات الثورة السوريّا‬

‫تم إصدار بيان اإلتّحاد فى ‪ 1‬حزيران ‪ 2011‬على الرغم من تأسيسه فى أيلول ‪ 2011‬يضُم تنسيقات ُمحافظة (( دمشق‪ ،‬ريفها‬
‫‪ +‬درعا ‪ +‬دير الزور ‪ +‬حمص )) على أن يضُم باقى ال ُمحافظات تباعا ً‬

‫بالتفرد فى تمثيل ُمحافظتُه دون اللجوء إلى إنتخابات ‪ +‬إفتقار‬


‫ُّ‬ ‫من أبرز العقبات التى واجهه اإلتحاد‪ ،‬رغبة قائد كل تنسيقة‬
‫الشباب إلى الخبرة السياسيّة ‪ +‬عدم قدرة الشباب على ضبط الحوار داخل اإلتحاد حول عدد من القضايا‬

‫‪ )-1‬آليه و هيكلة عمل اإلتّحاد‬


‫تُعد (( التنسيقيّة األساسيّة )) هى النُواه األساسيّة لإلتّحاد و هى من تختار ُممثّليها ضمنُه‪ ،‬تقوم كل تنسيقة على نقل األخبار إلى‬
‫(( لجان التنسيق )) التى تقوم بتوزيع مهام األعضاء حسب الخبرة و يوجد لها مجموعتان أساسيّتان ‪::‬‬

‫أ‪ُ )-‬منسّقو اإلتّحاد‬

‫لنقاش األمور التنظيميّة‪ ،‬اللوجيستيّة‪ ،‬السياسيّة‪ ،‬البيانات‪ ،‬اإلعالنات‪ ،‬أيّام ال ُجمعة ‪ +‬إختيار لجان التنسيق‬

‫ب‪ )-‬أخبار اإلتّحاد‬

‫و هى أعلى هرم فى التنسيقة‪ ،‬يتم تداول األخبار من ُكل التنسيقات و تحريرها قبل نشرها فى الصفحة األساسيّة كمرجع ل ُكل‬
‫القنوات الفضائيّة‬

‫ضم اإلتّحاد ُمنذ نشأتُه ما يقرب ال ‪ 80‬تنسيقيّة تُقسّم إلى ‪::‬‬


‫‪ %65‬تنسيقات ُمحافظات ‪ %35 +‬صفحات إخباريّة ناشرة‬

‫يُمثّل اإلتّحاد ‪ %80‬من (( الهيئة العا ّمة للثورة السوريا )) عند تأسيسها‬

‫‪------------------------------‬‬

‫‪ - 3‬الهيئة العا ّمة للقورة السوريّا‬

‫تأسّست فى ‪ 18‬آب ‪ 2011‬و تنقسم إلى ‪::‬‬

‫األول‪ ،‬و هى تنسيقات ميدانيّة‪ُ ،‬مه ّمتها ُمتابعة الحراك و تنظي ُمه‬
‫أ‪ )-‬التنسيقات ‪ ::‬ال ُمستوى ّ‬

‫ب‪ُ )-‬ممثّلو التنسيقات ‪ ::‬ال ُمستوى الثانى‪ ،‬يُنسّقون العمل الثورى و يقوموا بإنتخاب (( ُممثّل لهم فى مجالس المناطق ))‬

‫ج‪ )-‬مجالس المناطق ‪ ::‬ال ُمستوى الثالث‪ ،‬يتم إنتخاب أعضائها من التنسيقات ليُؤلّفوا مجالس قيادة المناطق‪ ،‬بإشراف لجنة‬
‫العُضويّة و اإلنضمام‬

‫د‪ )-‬المجلس الثورى ‪ ::‬يتألّف من ‪ 37‬عُضوا ُ من كافّة ال ُمحافظات‪ ،‬يتم إنتخابهم من خالل قيام ُممثّلى التنسيقات بإختيار‬
‫أشخاص يُمثّلونهم على ُمستوى ال ُمحافظات‬

‫‪------------------------------‬‬

‫خاتمة‬

‫كان تموضع فرق عمل الصفحات الناشرة على االنترنت يعيش (( خارج سوريّا )) و ض ّمت التيّارات (( اإلسالميّة )) و‬
‫صب فكريّا ً لخلفيّته السياسيّة و العقائديّة‬
‫عوائل ال ُمبعدين سياسيّا‪ ،‬و هو غريب ميدانيّا ً عن طبيعة اإلحتجاجات‪ ،‬و ُمتع ّ‬

‫تولّت الصفحات الناشرة الترويج لإلنحرافات النابعة من قيادى الخارج لفرض مضمونها على إرادة الحيّز العام اإلفتراضى‬
‫داخل سوريّا‪ ،‬و تبنّى فرضيّة فئة ُمعيّنة من ال ُمعارضين السوريّين و ال سيّما فيما ي ُخص (( التد ُّخل الخارجىو الحماية الدوليّة ))‬
‫م ّما ساهم فى تكريس وعى ُمجتمعى زائف فى مراحل الحقة تتعدّى ظرفها الزمني اآلن‬

‫‪---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬
‫‪---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬
‫‪---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫مسألة أكراد سورية‪ ،‬الواقع‪ ،‬التاريخ‪ ،‬األسطورة‬


‫األول‬
‫القسم ّ‬
‫األمراد فى سوريّا‪ ،‬إطار تاريخى عام‬

‫نشأت المسألة ال ُكرديّة فى األساس بعد تحطيم (( ُمعاهدة سيفر‪ )) 1920/8/10 ،‬و إرغام (( الدول ال ُكبرى )) على إستبدالها ب (( ُمعاهدة‬
‫صت عليهم (( ُمعاهدة سيفر )) و هُما (( مشروع‬ ‫لوزان‪ ،‬سنة ‪ )) 1923‬من قِبَل (( الكماليّين )) التى ّ‬
‫حطمت (( مشروعين أساسيّين )) ن ّ‬
‫ّ‬
‫التحول إلى دولة ُمستقلة ))‬
‫ّ‬ ‫للتطور خالل سنة من إبرام ُمعاهدة فرساى إلى تقرير مصيره و إمكان‬
‫ّ‬ ‫الدولة األرمنيّة ‪ +‬الكيان ال ُكردى القابل‬
‫رقم ‪ 4‬صفحة ‪ 16‬و ‪17‬‬

‫بين عامى (( ‪ 1925‬و ‪ )) 1938‬قام (( األكراد )) ب (( ‪ 17‬ثورة )) ضد (( القوميّة التُركيّا )) بدءا ً ب (( ثورة الشيخ سعيد بيران عام‬
‫‪ )) 1925‬ختاماًب (( ثورة سيّد رضا عام ‪ 1938‬فى درسيم ))‪ ،‬و نتج عن سحق ُكل ثورة ُكرديّة ُمنذ (( ثورة النورسى عام ‪ )) 1925‬إلى‬
‫هجرة ُكرديّة قسريّة من (( تُركيّا )) إلى (( سوريّا )) فى عهد (( اإلنتداب )) ب منطقة (( الجزيرة‪ ،‬الحسكة ))‪ + ،‬هجرة (( األرمن )) من‬
‫مذابح (( األتراك )) فى (( تُركيا )) بجانب هجرة (( األرمن )) عشيّة تسليم (( لواء إسكندرون )) إلى (( تُركيّا )) من (( جبل موسى إلى‬
‫كسب السوريّل )) إلى (( مدن سوريّا الداخليّة )) رقم ‪ 6‬و ‪ 7‬صفحة ‪ 18‬و ‪19‬‬

‫‪------------------------------‬‬

‫‪ )-1‬الهجرة ال ُكبرى األولى (( ‪)) 1939 - 1925‬‬

‫إتّجهت الهجرات ال ُكرديّة بتشجيع من (( اإلنتداب الفرنسى بين عامى ‪ )) 1943 - 1925‬من (( شمال خط الس ّكة الحديد )) إلى (( جنوبها‬
‫مارا ً ب نصبين ))‪ ،‬و كان هذا الخط‬ ‫)) الخاص ب (( (( قطار الشرق السريع )) الذى كان ي ُمر من من أوروبّا إلى إسطنبول ف حلب ّ‬
‫يفصل بين (( الحدود السوريّا ‪ -‬التُركيّا )) و ي ُمر ب (( رأس العين‪ ،‬الدرباسيّة‪ ،‬عامودا‪ ،‬القامشلى‪ ،‬القحطانيّة ))‬

‫كانت منطقة (( الجزيرة ال ُكبرى‪ ،‬الرقّة ‪ +‬دير الزور ‪ +‬الحسكة )) محل مشاريع (( إثنيّة فرنسيّة )) فى (( أواسط الثالثينات )) لتشكيل‬
‫كيانات (( بدو عربيّة ‪ +‬كلدو‪-‬آشوريّة ‪ُ +‬كرديّة )) ل (( تقويض ال ُحكم الوطنى )) الذى إنبثق من (( ال ُمعاهدة الفرنسيّة ‪ -‬السوريّا )) عام‬
‫(( ‪)) 1939 - 1936‬‬

‫يتجول‬
‫ّ‬ ‫س ّكان (( الحضر )) ((ال ُمقيّدين حصرا ً )) فى (( الجزيرة السوريّا )) الذين كانوا قسم كبير منهم (( رعويّا ً ‪ -‬زراعيّاً‪،‬‬ ‫إزداد عدد ال ُ‬
‫الرحّل ‪ +‬المكتومين )) من بضعة آالف نسمة إلى ‪ 105513‬نسمة فى عام ‪ ،1937‬ثُم‬ ‫على طرفى الس ّكة الحديد )) مع ((إستثناء البدو ُ‬
‫قدره (( ‪ 5.6%‬سنويّا ً )) نتيجة سياسة الحكومة (( اإلنتدابيّة ))‬ ‫إرتفع إلى ‪ 146001‬نسمة فى عام ‪ 1943‬ب ُمعدّل ((نمو ُمرتفع )) ُمسجّل ُ‬
‫ال ُمتمثّلة ب (( منح الجنسيّة السوريّا لل ُمهاجرين )) بطرائق شتّى منها ‪ (( ::‬تسجيل المكتومين و فى عدادهم ال ُمهاجرين و البدو )) خالل ((‬
‫‪ )) 1943 - 1925‬لكن (( أقل )) من إستفاد بمسألة (( التجنيس )) هُم (( البدو العرب )) الذين ظ ّل نمطهم (( البدوى و المكتوم )) من‬
‫س ّكانيّة )) يُهيمن عليهم حتّى (( النصف الثانى من األربعينات ))‬‫الناحية (( ال ُ‬

‫‪------------------------------‬‬

‫‪ )-2‬من السياسة (( التوسُّعيّة )) إلى السياسة (( التقييديّة )) ‪::‬‬


‫موجة (( الهجرة ال ُكبرى الثانية ))‪)) 1963 - 1945 (( ،‬‬

‫سلطات الفرنسيّة )) إثر قيام عهد (( دستورى وطنى ))‬ ‫بعد إستالم (( الحكومة السوريّة )) لمصلحة (( النفوس ‪ -‬السجل المدنى )) من (( ال ُ‬
‫المفوضيّة الفرنسيّة السابقة )) عام ‪ ،1943‬تم إعتماد سياسة‬
‫ّ‬ ‫فى إطار تسلُّم حكومتى (( فرنسا ‪ +‬لبنان )) لل (( مصالح ال ُمشتركة )) من ((‬
‫لتخوف الحكومة السوريّا من إستمرار دعم اإلنتداب إلستئناف‬ ‫ّ‬ ‫(( التقييد )) فى مجال (( تسجيل المكتومين )) فى (( الجزيرة السوريّا ))‬
‫المشروع (( اإلنفصالى الكلدو ‪ -‬آشورى ‪ -‬ال ُكردى (( الذى رعته ُمنذ عام ‪ 1937‬إلى ‪ )) 1939‬و ال سيّما (( لم يتم بعد جالء آخر ُجندى‬
‫س ّمى ب عيد الجالء ))‪،‬‬‫فرنسى عن أرض سوريّا حتّى ‪ 17‬نيسان ‪ 1946‬ما ُ‬

‫خالل الفترة (( اإلنتقاليّة )) من (( اإلستقالل )) إلى (( الجالء )) بين عامى (( ‪ )) 1946 - 1943‬حدّت السياسة (( التقييديّة )) من عمليّة‬
‫(( التسجيل )) تلك‪ ،‬حيث إنخفض ُمعدّل الزيادة (( ال ُمسجّلة )) إلى ‪ %1‬فى المرحلة (( اإلنتقاليّة بين اإلستقالل و الجالء بين عامى ‪1943‬‬
‫‪ )) 1947 -‬ليشهد إرتفاعا ً (( أعلى )) نسب ّيا ً ب ُمعدّل ‪ %1.3‬خالل (( الخمس سنوات الالحقة ‪)) 1952 - 1947‬‬
‫لكنّها لم تستطع أن تُحد من (( التد ٌّفق الفعلى الكبير و ال ُمستمر لل ُمهاجرين )) لعدّة أسباب منها ‪ ::‬فرار العديد من شباب (( األكراد )) إلى‬
‫(( سوريّا )) بسبب (( التجنيد اإللزامى التركى )) ‪ +‬إستقرار عدد مهم من (( المكتومين )) فى (( سوريّا )) رافضا ً العودة لقراهم الخربة‬
‫سلطات التُركيّا )) بذلك حتّى نواحى (( إسطنبول و أنقرة )) بسبب ما كانت تشهده (( سوريّا ))‬ ‫فى (( تركيا )) على الرغم من سماح (( ال ُ‬
‫من (( ثورة زراعيّة ‪ +‬إرتفاع ُمعدّل نمو الصناعة ‪ +‬إرتفاع الطلب على األيد العاملة ))‬

‫تقلص )) بسبب السياسات (( التُركيّا )) التى‬ ‫س ّكانى )) على مقدار (( الطلب )) الذى (( ّ‬ ‫كانت والية (( ديار بكر )) تتّسم ب (( فيض ُ‬
‫ّ‬ ‫ُ‬
‫(( ُمكننت الزراعة )) م ّما أدّى إلى (( إنخفاض األيد العاملة الزراعية ال ُكرديّة فى تُركيا )) فأنتهزوا فرصة إنشغل (( الفالحين السوريّين ))‬
‫بالتوجُّه إلى (( الصناعات التحويليّة الرائدة فى سوريّا فترة الخمسينيّات )) بسبب (( الثورة الزراعيّة السوريّا ال ُممكننة )) و هاجروا إلى ((‬
‫الجزيرة السوريّا )) لزراعة محصول (( القُطن )) بعد إزدياد الطلب العالمى عليه فترة الحرب (( الكوريّا )) على نظام (( البستنة ))‪ ،‬أخذ‬
‫رؤساء العشائر يترسمل بوتيرة سريعة عن طريق التحالف مع تجّار ال ُمدن و ال ُمستثمرين الرأسماليين فى الزراعة‪ ،‬قامت عشيرتى (( المل ّية‬
‫‪ +‬الهويركيّة )) ال ُكرديّتين بإنشاء (( إتّحاد العشائر )) لجذب عدد كبير من األكراد فى تُركيا إلى سوريّا م ّما ساهم فى إنشاء مشروع‬
‫إستثمارى ضخم بين شركة (( أصفر و نجّار )) و (( ُزعماء إتّحاد العشائر المليّة )) بشكل تصاعدت فيه (( فُرص العمل ‪ +‬مشاريع الثورة‬
‫الزراعيّة )) فى (( الجزيرة السوريّا ))‬

‫األول من الخمسينيّات )) إلى موئل لنشاط (( الحركة الشيوعيّة السوريّا )) فى مرحلة الصراع على ((‬
‫تحول (( األكراد )) فى )) النصف ّ‬ ‫ّ‬
‫سوريّا )) فى سياق (( الحرب الباردة )) م ّما سبّب (( تشديد السياسات التقييديّة السابقة ُمنذ عامى ‪ ،)) 1944 - 1943‬ما خلق ظاهرة‬
‫زورة التى يجرى الحصول عليها بطرق غير قانونيّة ))‬ ‫إنتشار (( الهويّات الوهميّة أو ال ُم ّ‬

‫س ّكانيّة فى سائر ال ُمحافظات فى سوريّا بين عام ‪- 1952‬‬ ‫صة منطقة الجزيرة )) من الزيادة ال ُ‬
‫ما أثار إرتياب الحكومة السوريّا هو (( ح ّ‬
‫س ّكانى فى العالم ُكلُّه‪ ،‬بينما كان وسطى ُمعدّل ال ُ‬
‫س ّكانى‬ ‫قدره ‪ %6.3‬و هو من أعلى من ُمعدّالت النمو ال ُ‬ ‫‪ ،1963‬ب ُمعدّل نمو غير مسبوق ُ‬
‫قدره ‪ %3.7‬خالل تلك الفترة‬
‫العام ُ‬

‫‪------------------------------‬‬

‫‪ )-3‬اإلحصاء اإلستثنائى ‪ ::‬نشوء ُمشكلة (( أجانب تُركيا )) و برنامج (( إصالح الجزيرة ))‬

‫هاجر عدد كبير من (( األكراد )) من (( تُركيا )) إلى (( سوريّا )) إبان قيام الوحدة بين (( مصر و سوريّا )) بين عامى (( ‪ 1958‬و‬
‫وزعت مؤسّسة اإلصالح الزراعى عام ‪ 1959‬أراضى الدولة )) على ((‬ ‫‪ )) 1961‬لإلنتفاع من قانون (( اإلصالح الزراعى )) حيث ّ‬
‫ُ‬
‫الفالحين األكراد )) الذين يعملون باألرض‪ ،‬بغض النظر عن جنسيّتهم و كان فى عدادها كثير من القرى مثل ‪ (( ::‬تل جمالة ‪ -‬غور قافيق‬ ‫ّ‬
‫‪ -‬غور زيارة )) بسبب قيام تحالف بين (( وزارة داخليّة‪ ،‬الجمهوريّة العربيّة ال ُمتّحدة )) و (( الحزب الديمقراطى ال ُكردى الذى أُسّس فى‬
‫سوريّا عام ‪ )) 1957‬و سجّل إنطالقة الحركة ال ُكرديّة الحديثة فى البالد فى مرحلة ما بعد (( خويبون )) على أساس دعم (( األجهزة ))‬
‫لنشاط (( الحزب )) ُمقابل قيا ُمه ب (( العمل السياسى بين أكراد تُركيا ‪ +‬فتح ُركن ُكردى فى صوت العرب )) على الرغم من تضييق‬
‫الحكومة السوريّة عليهم بتسجيلهم ك (( مكتومين )) و إلزام شباب األكراد باإللتحاق ب (( خدمة العلم )) ل ُمدّة ‪ 3‬سنوات‪ ،‬لكن بعد تفكيك ((‬
‫الحزب الديمقراطى ال ُكردى )) بقرار من (( عبد الناصر )) بسبب مواقفة (( السلبيّة من الوحدة ))‪ ،‬قام (( األمين العام للحزب‪ ،‬نور الدين‬
‫زازا )) أثناء ُمحاكمته بإثارة مشكلة (( رفض الحكومة السوريّة منح الجنسيّة لعدد كبير من االكراد و عدم بت النظر فى ‪ 100‬ألف طلب‬
‫فى األقبية )) ‪ +‬التمييز فى توزيع األراضى بمنطقة (( الرد‪ ،‬بجنوب الحسكة‪ ،‬بين المدينة و تل كوجك )) ضد األكراد‪ ،‬على الرغم من قيام‬
‫الفالحين و منهم (( عرب شمر )) القاطنين تاريخيّا ً بتلك األرض‪،‬‬ ‫الحكومة بنقل حيازة ملكيّة األراضى من الشيوخ ال ُم ّالك إلى ّ‬
‫رقم ‪ 22‬صفحة ‪31‬‬

‫أُلغى (( قانون اإلصالح الزراعى )) ال ُمسن فى مرحلة (( الجمهوريّة العربيّة ال ُمتّحدة )) فى مرحلة (( اإلنفصال السورى ‪1963 - 1961‬‬
‫طبّق فيها القانون‪ ،‬و توزيع أراضى الدولة على ّ‬
‫الفالحين ال ُمنتفعين ))‬ ‫الفالحين ال ُمنتفعين من األراضى التى ُ‬
‫)) و أستُبدِل بسياسة (( إخراج ّ‬
‫س ّكان )) بما يوحى بعزم الحكومة على تغيير التركيبة الديمغرافيّة فى الجزيرة السوريّا‪،‬‬
‫طرحت فى هذا السياق سياسة (( توزيع ال ُ‬ ‫و ُ‬
‫رقم ‪ 23‬صفحة ‪ + 31‬رقم ‪ 24‬صفحة ‪32‬‬

‫تذرعا ً ب (( إلغاء قانون‬


‫بعد قيام (( العقيد عبد الكريم النحالوى‪ ،‬قائد الحركة اإلنفصاليّة األولى )) بإنقالب (( ‪ 28‬آذار ‪ُ )) 1962‬م ّ‬
‫الفالحين و ال ُم ّالك ))‪ ،‬قامت حكومة (( بشير العظمة )) تطبيق قانون اإلصالح معبعض‬
‫اإلصالح الزراعى ‪ +‬إندالع صدامات بين ّ‬
‫التعديالت فيه‬

‫قامت (( السعوديّة )) بضغط شديد على حكومة (( بشير العظمة )) بسبب رفض األخيرة ل (( الرجوع عن قرار تأميم البنك األهلى‬
‫السعودى )) ‪ +‬رفض األخيرة أيضا ً منح شركة (( كونكورد )) حق التنقيب عن النفط بالجزيرة و عرض اإلستثمار على (( ُمزايدة دوليّة‬
‫))‬

‫إستطاع (( خالد العظم الثالث )) ب ُمباركة (( سعوديّة ‪ -‬أمريكيّة )) أن يُجبر حكومة (( العظمة )) على (( اإلستقالة )) من أجل إعادة النظر‬
‫فى قانون (( اإلصالح اإلقتصادى )) ‪ (( +‬بروز أه ّميّة النفط السورى ال ُمكتشف فى الجزيرة و تنافس شركات التنقيب عليه )) ‪ (( +‬تعزيز‬
‫الشرعيّة القوميّة لنظام اإلنفصال تجاه أكراد الجزيرة )) بعد (( ‪ 3‬أسابيع )) من تأليف حكومة (( العظم ))‬

‫سكان الفعليّين )) فى ال ُمحافظة ب ‪ 340‬ألف نسمة بينما عدد ال ُمقيّد ب السجل المدنى يصل إلى ‪305‬‬ ‫قدّرت ُمحافظة (( الحسكة )) عدد (( ال ُ‬
‫س ّكان فى ال ُمحافظة‬
‫ألف نسمة حسب نتائج عمليّة (( اإلحصاء الميدانيّة اإلستثنائى )) لل ُ‬

‫سجالت األحوال المدنيّة السابقة و إجراء إحصاء ميدانى إستثنائى فى ‪ 5‬أكتوبر ‪ 1962‬على‬ ‫ّ‬ ‫قرر وزير الداخليّة وقف و إنهاء العمل ب‬
‫ّ‬
‫إعتبار ُكل من كان ُمقيّدا ً فى فى األحوال المدنيّة قبل عام ‪ 1945‬سوريّا مع التوسُّع فى تقييدهُم يشمل ذلك (( األكراد الذين هاجروا فى‬
‫زورة‬
‫تدف الهجرة الجديدة التى حاز أفرادها على هويّات شخصيّة بطرائق ُم ّ‬ ‫الجزيرة قبل اإلستقالل‪ ،‬تم تحديد سنة ‪ 1945‬عاما ً أساسيّا ً ألن ٌّ‬
‫إستقروا من (( رأس العين إلى المالكيّة )) بدأ عام ‪ 1945‬بسبب سياسة الحكومة (( التقييديّة )) ‪،‬‬
‫ّ‬ ‫ب ُمساعدة أقربائهم الذين‬
‫رقم ‪ 27‬صفحة ‪ + 33‬رقم ‪ 28‬و ‪ 29‬صفحة ‪34‬‬

‫تطرف )) و كان يُشاطر شقيقُه ((‬‫سه فى (( أواسط الخمسينيّات )) ب (( قومى عربى ُم ّ‬ ‫كان (( سعيد السيّد‪ُ ،‬محافظ الحسكة )) يصف نف ُ‬
‫جالل السيّد‪ ،‬أحد ُمؤسّسى حزب البعث و ُممثّل الثيّار القومى التقليدى )) وجهه النظر ذاتها بأن قانون (( اإلصالح الزراعى )) الذى‬
‫أصدره (( عبد الناصر )) عُبارة عن (( سلب أراضى العرب )) فى مناطق (( الجزيرة )) بحجّة (( اإلصالح الزراعى )) م ّما جعل ((‬ ‫ُ‬
‫صة فى الجزيرة ال ُمحاذية للعراق و تُركيا نفوذا ً ل ُهم )) و كان يرى ضرورة بقاء ال ُعنصر (( العربى ))‬
‫النفوذ العربى فى الشمال و خا ّ‬
‫ُمسيطرا ً على األرض ليقف بوجه (( المد الكوردى ))‬
‫رقم ‪ 31‬صفحة ‪ + 35‬رقم ‪ 32‬و ‪ 33‬صفحة ‪36‬‬

‫س ّكان الحسكة البالغ عددهم ‪ 302‬ألف نسمة‬ ‫تم تسجيل (( ‪ 85‬ألف ُمقيم )) فى يوم واحد بصفة (( أجانب أكراد )) أى ما يُعادل ‪ %28‬من ُ‬
‫ضبّاط و السياسيّين )) من (( الجنسيّة السوريّا ))‬
‫فى ضوء نتائج التعداد العام الذى جرى عام ‪ 1960‬مع (( تجريد )) عدد من كبار (( ال ُ‬
‫مثل ‪ (( ::‬عبد الباقى نظام الدين‪ ،‬أحد ال ُممثّلين التاريخيّين لل ُكتلة الوطنيّة فى الجزيرة ُمنذ إنتخابات ‪ 1936‬و رئيس الوفد الوطنى بالجزيرة‬
‫المفوض السامى الفرنسى غابرييل بيو إبان حركة الجزيرة اإلنفصاليّة و النائب فى البرلمان السورى )) ‪ (( +‬رئيس هيئة‬ ‫ّ‬ ‫فى مواجهه‬
‫األركان‪ ،‬اللواء توفيق نظام الدين )) م ّما أفقد عمليّة اإلحصاء أى (( صدقيّة )) و كانت ذو صبغة (( إنتقاميّة ))‬
‫رقم ‪ 34‬و ‪ 35‬صفحة ‪36‬‬

‫إستكملت حكومة (( العظم )) وضع مبادئ (( برنامج إصالح منطقة الجزيرة )) فى أوائل (( نوفمبر ‪ )) 1962‬تحت إشراف (( سعيد‬
‫السيّد‪ُ ،‬محافظ الحسكة ‪ +‬اللواء عزيز عبد الكريم‪ ،‬وزير الداخليّة )) تم ّخض عنه مشروع ب عنوان (( هجرة األكراد األتراك إلى سوريّا‬
‫تزرعين بأن توزيع األراضى‬‫تُش ّكل خطراً كبيرا ً على سالمة سوريّا العربيّة )) مع إعتماد سياسة (( التعريب )) لمنطقة (( الجزيرة )) ُم ّ‬
‫ال ُمصادرة حسب قانون اإلصالح الزراعى ال يجرى ُجزافا ً و إنّما ألبناء المنطفة حصراً‬
‫رقم ‪ 37‬صفحة ‪37‬‬

‫‪------------------------------‬‬

‫‪ )-4‬مشروع الحزام العربى ‪ ::‬شعار و أسطورة‬

‫قررت الحكومة بعد حركة (( ‪ 8‬آذار ‪ )) 1963‬إعادة كافّة ّ‬


‫الفالحين إلى أراضيهم فى ُمهلة ال تتجاوز ال ‪ 3‬أسابيع بما فى ذلك ُمحافظة‬ ‫ّ‬
‫الحسكة بدون التمييز القومى بين عربى و ُكردى‪ ،‬لكن قيادة فرع حزب البعث فى الحسكة اعتمدت دراسة أعدّها (( ال ُمالزم ّأول مح ّمد طلب‬
‫هالل‪ ،‬رئيس الشُعبة السياسيّة فى الحسكة )) تحت عنوان (( دراسة عن ُمحافظة الحسكة‪ ،‬من النواحى القوميّة‪ ،‬اإلجتماعية‪ ،‬السياسيّة ))‬
‫ُمتأثّرا ً بأفكار (( سعيد السيّد )) فى مشروع (( إصالح الجزيرة ))‬
‫صفحة ‪ 38‬و ‪39‬‬

‫األول‪ ،‬لكن تم تعيين (( هالل )) ُمحافظا ً للحسكة عام ‪ 1965‬و‬ ‫رفضت القيادة القُطريّة للحزب‪ ،‬طرح المشروع فى المؤتمر القُطرى ّ‬
‫التركيز على تطبيق فكرة (( الحزام العربى )) الذى يبلغ ‪ 3001911‬دونما ً يمتد من (( المالكيّة‪ ،‬ديريك )) على (( الحدود اإلداريّة بين‬
‫ُمحافظتى الرقة و الحسكة )) و بين قريتى (( تل جليلة و راجان )) على الخط المطرى الذى يتصادف مع خط الحدود السوريّا ‪ -‬التُركيّا‬
‫بعُمق ‪ 10‬كيلومترات‪ ،‬حيث يسكن (( ‪ 25‬ألف نسمة )) من أكراد تلك المنطقة (( ُمسجّلون أجانب ))‬

‫أخذت مياه (( بحيرة األسد )) تغ ُمر إبتداء من عام ‪ 1969‬أراضى (( عشيرة الولدة )) فى (( الفرات األوسط )) حيث يسكن حوالى (( ‪20‬‬
‫ألف عائلة )) بعد أن رفض القرويين ال ُمنتسبين ل (( عشيرتى الولدة ‪ +‬البوشعبان )) ُمغادرة أراضي ُهم تهيدا ً لنقلهم إلى قُرى نموذجيّة بُنيت‬
‫صيصا ً فى (( البليخ و الفرات ))‬
‫لهم خ ّ‬

‫قامت تلك العائالت بمواجهه قرار الحكومة فى بادئ األمر بالتوجّه (( غرب الفرات )) ُمبتعدين عن (( بحيرة األسد )) أى بإتّجاه (( البادية‬
‫)) لكن تلك األراضى كانت أراض بور‪ ،‬صحراء جرداء‪ ،‬ال تصلح للزراعة‪ ،‬م ّما إضطر ُجزء من األهالى فى نهاية األمر لإلنتقال إلى‬
‫مناطق (( الحزام العربى )) بينما ذهب اآلخرين صوب (( الرقّة ))‬

‫بلغ عدد القُرى فى (( الحزام العربى )) ب ‪ 42‬قرية يقطن فيها ‪ 4000‬أُسرة تُمثّل ‪ 24‬ألف نسمة ك حد أقصى حيث يوضع بين ُكل قرية‬
‫ُكرديّة و األُخرى قرية عربيّة و ُمنحوا حيازات على أساس نسبى بقدر الحيازات التى شملها الغمر‬

‫كانت سياسة (( الحزام العربى )) إسميّة فقط محدودة من الناحية (( الديمغرافيّة السياسيّة )) ال ترتقى إلى مرتبة التذويب و الصهر حيث لم‬
‫فالح ُكردى و لو يتجاوز التوطين أكثر من ‪ 4000‬سورى م ّما تبقّى فى (( الحزام العربى )) و لم ينشأ أى من تلك القرى‬ ‫يتم تهجير أى ّ‬
‫محل أى قرية ُكرديّة عامرة‬

‫‪------------------------------‬‬

‫‪ )-5‬ال ُمجتمعات ال ُكرديّة المحلّيّة ‪ ::‬بين (( أكراد الدواخل )) و (( أكراد األطراف ))‬
‫يُعتبر تواجد األكراد الرئيس فى ثالث دول على النحو التالى ‪::‬‬

‫أ‪ )-‬تُركيّا ‪ ::‬ديار بكر ‪ +‬بتليس ‪ +‬جزيرة بن عُمر‬

‫ب‪ )-‬العراق ‪ ::‬السليمانيّة ‪ +‬رواندوز ‪ +‬العماديّة ‪ +‬سنجار‬

‫ج‪ )-‬إيران ‪ ::‬أشنية ‪ +‬أرومية ‪ +‬كرمنشاه‬

‫ش ّكلت األطراف الشماليّة السهبيّة و الجبليّة الواقعة على التخوم الشماليّة ل بالد الجزيرة و كردستان جنوب جبال طوروس‪ ،‬الحد الطبيعى‬
‫الفاصل بين بالد الشام و األناضول ُمنذ القرن السادس عشر‬

‫(( أكراد الدواخل )) ‪::‬‬

‫يُعتبر القرن (( الحادى عشر )) نُقطة إنطالق هجرة األكراد (( األيّوبيّن‪ ،‬نسبة إلى نجم الدين أيّوب )) و إنصهارهم فى المدن الساحليّة‬
‫الداخليّة فى بالد الشام و من أشهرها (( حصن األكراد )) أو ما بات يُعرف ب (( قلعة الحصن )) الذى بُنى عام ‪ 1031‬م فى مواجهه‬
‫الفارين‬
‫ّ‬ ‫تحولت إلى (( ملجأ‬
‫اإلمارات الصليبيّة على الطريق ال ُمه ّمة بين (( ُحماه و المرافئ الشاميّة )) فى (( طرطوس و طرابلس )) التى ّ‬
‫تعربوا بشكل كامل فى ال ُمجتمعات المحلّيّة على الرغم من إنتساب (( جبل األكراد )) إليهم ال ُمختلف عن ((‬‫من األناضول )) و إندمجوا و ّ‬
‫ش ّكل فى عفرين شمال حلب حسب التقسيمات اإلداريّة السوريّا ناحية تابعة لقضاء الحفّة )) و كان إس ُمه حتّى‬
‫جبل األكراد ذالك الذى ُ‬
‫عشرينيّات القرن العشرين (( جبل األكراد ))‬

‫سلطات (( كلّس‪ ،‬فى‬


‫سلطة (( اآلغوات األكراد )) و ُمرتبطا ً ب ُ‬
‫ظل (( جبل األكراد‪ ،‬كرداغ )) فى (( عفرين‪ ،‬شمال حلب )) خاضعا ً ل ُ‬
‫األراضى التُركيّة حاليا ً )) و (( حلب )) معاً‪،‬‬

‫تميّز (( أكراد الدواخل )) بوطنيّتهم من الناحية السياسيّة‪ ،‬و هو ما تجلّى فى التصدّى زحف (( الجنرال غورو )) إبان إحتاللُه ل سوريّا عام‬
‫‪ ،1920‬ثُم اإلنخراط فى (( ثورة الشمال السوريّا )) ثُم إنخراط (( حى األكراد )) فى (( الثورة السوريّا ال ُكبرى بين عامى ‪1927 - 1925‬‬
‫))‬

‫(( أكراد األطراف )) ‪::‬‬

‫ينحدروا من بالد (( الجزيرة و كردستان )) الواقعة على التخوم (( الشماليّة )) الفاصلة بين (( بالد الشام و األناضول )) الذين هاجروا‬
‫قسريّا ً من (( شمال خط الس ّكة الحديد إلى جنوبها )) فى (( النصف الثانى من عشرينيّات القرن العشرين )) بشكل خاص بعد (( رسم‬
‫الحدود السياسيّة الدولتيّة الفاصلة )) بين ما كان ((واحدا ً )) سواء كان (( بشريّاً‪ ،‬إقتصاديّاً‪ ،‬مجاليّا ً ))‬

‫يُعتبر (( حى األكراد )) فى (( مدينة دمشق )) خليطا ً من (( األكراد األيّوبيّن )) و (( عشائر أكراد األطراف‪ ،‬اآلشيتيّة ‪ +‬البارافيّة ‪+‬‬
‫البرازيّة ‪ +‬البنيارليّة ‪ +‬الدقوريّة ‪ +‬الديركيّة ‪ +‬الرشوانيّة ‪ +‬الشيخانيّة ‪ +‬المتينة ‪ +‬المليّة ‪ +‬الزازا ‪ +‬الكيكيّة ‪ +‬الوائليّة ‪ +‬األومريّة ))‬
‫الذى كان فسم كبير منهم ُمترابطا ً من دون إنقطاع مع أكراد (( ديار بكر ‪ +‬ماردين )) بصلة (( التصاهُر ‪ +‬القُربى ‪ +‬التجارة ))‬

‫ش ّكل (( األيّوبيّنن‪ ،‬الذين يتحدّثون العربيّة فقط )) ‪ (( +‬الزازا و الملّيون )) التركيبة الرئيسة فى (( حى األكراد ))‬

‫ستمرين فى صالتهم (( التُجاريّة و العشائريّة الوثيقة ب (( أكراد األطراف )) و ال سيّما تجارة (( الغنم العواس ))‬
‫ّ‬ ‫كان (( أثرياء الحى )) ُم‬
‫حتّى (( ثالثينيّات القرن العشرين )) لذلك ش ّكلت (( التجارة )) حلقة الوصل األساسيّة بين (( أكراد الدواخل ‪ +‬أكراد األطراف ))‬

‫‪------------------------------‬‬

‫‪ )-6‬مرحلة (( خويبون )) و اإلستخدام (( الفرنسى )) للقادة (( ال ُكرد )) فى الحركة (( اإلنفصاليّة )) فى (( الجزيرة ))‬

‫عُقد العديد من اللقاءات بين (( القادة األتراك الذين كانوا يقودون ثورة ُملتهبة فى جبال آغرى )) و (( حزب الطاشناق القومى األرمنى ))‬
‫المفوضيّة الفرنسيّة )) إنبثق عنها تأليف (( جمعيّة خويبون )) فى منطقة (( بحمدون‪ ،‬لبنان )) عام ‪ 1927‬بقيادة العضو ((‬‫ّ‬ ‫برعاية ((‬
‫األرمنى )) الدائم (( هاراج بابازيان‪ُ ،‬ممثّل الطاشناق )) هدفها المركزى تحرير (( كردستان تُركيا )) ُمتّخذة من (( الجزيرة السور ّية ))‬
‫سلطات (( الفرنسيّة )) للضغط على (( األتراك )) فى مشكلة ترسيم الحدود حتّى أواخر الثالثينات فيما‬ ‫قاعدة إنطالق تخضع لتوجيهات ال ُ‬
‫يتعلّق ب (( نصبين ‪ +‬جزيرة بن عمر ))‬

‫مثال ‪::‬‬
‫خطة تفجير جبهه ُمسلّحة تمتد من (( جرابلس )) حتّى (( ديريك )) على طول الحدود الشماليّة السوريّا ‪ -‬التُركيّا‪،‬‬
‫وضعت (( خويبون )) ّ‬
‫ّ‬
‫لتخفيف الضغط (( التُركى )) عن ثورة (( آرارات )) بعد نفى أبرز قادة (( خويبون )) إلى الداخل السورى حسب الخطة (( الفرنسيّة ))‬
‫الموضوعة‬

‫شهدت (( خويبون )) إنقساما ً (( داخليّا ً )) كبيرا ً بين (( قدرى جميل‪ ،‬ال ُمنحدر من ديار بكر )) و (( آل بدرخان ‪ -‬حاجو آغا‪ ،‬زعيم عشائر‬
‫الهويركيّة ال ُمهاجرة حديثا ً من تُركيا إلى سوريّا )) تم ّكن على إثره (( آل جميل )) من فصل (( آل بدرخان )) من قيادة الجبهه بعد أن رعى‬
‫األخير مشروع فرنسى ‪ -‬سورى ينهى اإلنتداب الفرنسى عام ‪ 1932‬يقوم على تقديم مذكرة لفصل الجزيرة السورية بعد تهجير العشائر‬
‫التى تستوطن المناطق ال ُمحاذية للخط الحديدى بترك تُركيا و اإلنضمام إلى أبناء عشائرهم فى الجزيرة و بناء نظام حكم ذاتى إستقاللى‬
‫طرح سابقا ً عام‬‫محلّى بإسم ال ُمسلمين و المسيحيّين الذين ينتمون إلى العرق اآلرى و األ ُ ّمة ال ُكرديّة تحت الوصاية الفرنسيّة إمتدادا ً لمشروع ُ‬
‫‪ 1928‬إلى وزارة الخارجيّة الفرنسيّة بدعم الحركة الصهيونيّة ‪ ،‬رقم ‪ 53‬صفحة ‪ 50‬و ‪51‬‬

‫إندلعت الحركة (( اإلنفصاليّة )) فى منطقة (( الجزيرة )) بين عامى (( ‪ )) 1939 - 1937‬بقيادة جناح (( آل بدرخان )) بتوجيه غير‬
‫مباشر من (( قادة الجيش و المخابرات الفرنسيّة )) حسب األرشيف الفرنسى‬
‫للحيلولة دون إقرار ال ُمعاهدة الفرنسيّة ‪ -‬السوريّة إلنهاء اإلنتداب الفرنسى‬

‫شقّت منطقة الجزيرة من ِق َبل الحركة اإلنفصاليّة حيث رفض (( قدرى جميل )) تلك الحركة م ّما أدّى إلى نفيه بجانب وقوف (( المسيحيّن‬
‫ُ‬
‫األرثدوكس ‪ +‬السريان األرثدوكس‪ ،‬الذين يُش ّكلون أغلبيّة مسيحى الجزيرة )) ضد هذا المشروع بعد وضوح أهدافُه ال ُمتمثّلة ب (( توطين‬
‫س ّكان العرب من منطقة الدولة اليهوديّة فى فلسطين إلى‬ ‫ّ‬
‫الفالحين العرب بدعم من الحركة الصهيونيّة بين عامى ‪ + 1939 - 1934‬نقل ال ُ‬
‫الجزيرة حسب لجنة بيل عام ‪ 1937‬و لهذا الغرض تش ّكلت لجنة ترانسفير فى الوكالة اليهوديّة ‪ +‬توطين الالجئين الفلسطينيّين فى سوريا و‬
‫لبنان حسب سياسة أميركا بين عامى ‪)) 1954 - 1949‬‬

‫‪------------------------------‬‬

‫‪ )-7‬اإلندماج السياسى و الثقافى فى مرحلة اإلستقالل‬

‫بعد رحيل رأس حربة الحركة اإلنفصاليّة (( حاجو آغا )) فى عام ‪ ،1940‬إتّبع إبنه الذى ورثه فى الزعامة (( حسن حاجو )) سياسة ((‬
‫إندماج السياسى ال ُكردى )) فى إطار (( العمل الوطنى السورى )) ُمتّبعا ً خط (( آل جميل )) فى إدماج (( ال ُكرد السوريّين )) فى الضاء‬
‫السياسى العام (( للحركة الوطنيّة )) عن طريق تأسيس (( الحزب الوطنى فى الجزيرة )) الذى سيغدو أبرز قادتُه و أحد أعضاء (( مؤتمره‬
‫التأسيسى ))‬

‫حدثت عمليّة إندماج سياسى واسعة للنُخب ال ُكرديّة‪ ،‬و ال سيّما بمنطقة الجزيرة فى ُمختلف األجهزة (( التشريعيّة و التنفيذيّة العُليا و‬
‫الوسطى )) للدولة السوريّا ال ُمستقلّة الفتية فى فترة اإلستقالل و الجالء (( ‪ )) 1946 - 1943‬مع مشاركة العديد منهم فى عديد الكثير من ((‬
‫متطوع فى فلسطين )) على أساس وصفهم ب (( أكراد‬ ‫ّ‬ ‫السوريّين العرب )) فى أفواج (( جيش اإلنقاذ فى فلسطين‪ ،‬و كان لهم فوج‬
‫تعربين‪ ،‬أكرادا ً‪-‬عربا ً ))‬
‫سوريّين‪ُ ،‬م ّ‬

‫ّأول دستور سورى الذى تم اإلستفتاء عليه فى (( حزيران ‪ )) 1949‬فى فترة حكومة (( حسنى الزعيم‪ ،‬الذى قاد ّأول إنقالب عسكرى فى‬
‫أقر إعتبار سوريّا جمهوريّة (( عربيّة ))‬
‫سوريّا )) الذى ّ‬

‫تعربين )) عن طريق (( اإلنقالبات العسكريّة )) و شغل بعضهم ((‬


‫ضبّاط العسكريّين األكراد أو ال ُم ّ‬
‫سلطة عدد كبير من (( ال ُ‬‫وصل إلى ال ُ‬
‫رئاسة الجمهوريّة‪ ،‬حسنى الزعيم‪ ،‬أديب الشيشكلى‪ ،‬فوزى سلو )) ‪ (( +‬رئاسة األركان السوريّا خالل األعوام ‪ ،1957 - 1955‬اللواء‬
‫توفيق نظام الدين ))‬

‫سياسة تقييد تملُّك األراضى بمنطقة الجزيرة‪ ،‬ظهرت فى عهد (( أديب الشيشكلى )) بسبب قيام العديد من (( األجانب األتراك )) بوضع اليد‬
‫على (( المناطق الحدوديّة )) فى مرحلة توتُّر العالقات (( السوريّا ‪ -‬التُركيا )) بجانب وجود نسبة كبيرة تخدم فى (( الجيش السورى )) ب‬
‫(( أسماء وهميّة )) من أجل (( إخفاء )) هويَّاتهم (( التُركيّا األصليّة من الالجئين و ال ُمندمجين سريعا ً فى موطنهم الجديد )) رقم ‪ 56‬صفحة‬
‫‪57‬‬

‫‪------------------------------‬‬

‫‪ )-8‬إختراع كردستان غربيّة ‪ ::‬بين المفهومين (( ال ُكردى و الكردستانى ))‬

‫تطورها ‪ (( ::‬الحزب الديمقراطى الكردستانى فى العراق )) ‪+‬‬ ‫ّ‬


‫المحليّة )) فى تاريخ ّ‬ ‫هُناك مؤثّرات واجهت ال ُمجتمعات (( ال ُكرديّة السوريّا‬
‫(( حزب العُ ّمال الكردستانى ))‬
‫نشأ ( الحزب الديمقراطى ال ُكردى )) فى (( سوريّا )) عام ‪ 1957‬الذى تشعّبت منه و من إنقسام إنقساماتُه ُمعظم (( األحزاب ال ُكرديّة‬
‫السوريّا )) الالحقة‬

‫كان (( عُثمان صبرى‪ ،‬ال ُمنحدر من أكراد تُركيا قبل أن يصل إلى الجزيرة السوريّا فى أواخر عشرينيّات القرن العشرين و ينخرط فى‬
‫خويبو )) ّأول من طرح فكرة ضم مناطق (( الجزيرة ‪ +‬عين العرب ‪ +‬عفرين )) إلى (( كردستان ال ُكبرى )) خالل ُمحاكمات كوادر‬
‫الحزب الديمقراطى ال ُكردى عام ‪ُ 1962‬متأثّرا ً ب فكرة (( القوميّة ال ُكرديّة )) ال ُمسيطرة على (( أكراد األطراف )) الموالين عقائديّا ً ل ((‬
‫الحزب الديمقراطى الكردستانى فى العراق ))‬
‫رقم ‪ 59‬صفحة ‪ & 60‬رقم ‪ 62 + 61 + 60‬صفحة ‪62 ،61‬‬

‫لم يُدخل (( األمير كاميران عالى بدرخان )) فى ُمحاضرتُه (( ال ُمشكلة ال ُكرديّة )) أمام (( الدمعيّة اآلسيويّة )) عام ‪ 1949‬ب (( لندن )) أى‬
‫ُجزء من (( الجمهوريّة سوريّا )) فى (( كردستان ال ُكبرى )) و قال ب أن (( المنطقة التى ت ُمر بها لحدود التُركيّة ‪ -‬العراقيّة هى قلب‬
‫كردستان‪ ،‬و إذا إعتبرنا ال ُجزء ال ُممتد حتّى بحيرة أرميا التى تُسيطر عليها إيران‪ ،‬فيتّضح جليّا ً المنظر العام لكردستان ال ُمقسّمة بين تُركيا و‬
‫إيران و العراق ))‬
‫رقم ‪ 63‬صفحة ‪ & 62‬رقم ‪ 65‬صفحة ‪63‬‬

‫‪------------------------------‬‬

‫س ّكان و توزيع ال ُمجتمعات المحلّيّة ال ُكرديّة األساسيّة‬


‫‪ )-9‬عدد ال ُ‬

‫مجموعة (( حقوق األقلّيات فى لندن )) إستخدمت سنة ‪ 1985‬ك سنة أساس إلحصاء عدد األكراد القاطنين ب سوريّا البالغ عددهم بتلك‬
‫س ّكان ب ُمعدّل النمو السُّكانى (( األدنى )) ُ‬
‫قدره ‪%2‬‬ ‫السنة ‪ 743000‬من أصل ‪ 9200000‬سورى أى ما نسبتُه ‪ %8‬من العدد اإلجمالى لل ُ‬
‫سكان فى سوريّا بينما يصل عدد األكراد إلى‬‫ّ‬ ‫ليصل تعدادهم عام ‪ 2010‬إلى ‪ 1218970‬نسمة أى ما نسبته ‪ %5.9‬من المجموع ال ُكلّى لل ُ‬
‫س ّكان اإلجمالى‬ ‫‪ 1555677‬نسمة تبعا ً ل ُمعدّل ال ُ‬
‫س ّكانى (( األعلى )) عام ‪ 2010‬البالغ ‪ %7.6‬من عدد ال ُ‬

‫يتر ّكز (( أكراد األطراف )) الذين (( لم )) يهاجروا إلى (( المدن الداخليّة )) فى الشريط الحدودى بين سوريّا و تُركيا فى من منطقة ((‬
‫عين ديوار فى أعلى زاوية حدود منطقة منقار البط‪ ،‬قضاء جبلة سابقا ً وفق التقسيمات اإلداريّة السوريّا )) ‪ +‬فى (( قضاء المالكيّة حاليا ً إلى‬
‫منطقة عفرين شمال مدينة حلب ))‬

‫ّ‬
‫المحليّة على الحدود السوريّا ‪ -‬التُركيّا فى منطقة (( المالكيّة‪ ،‬بفعل كثافة الهجرة المسيحيّة السريانيّة منها إلى خارجها ))‬ ‫تش ّكلت المجتعات‬
‫تكردت بفعل هجرة المسيحيّين السريان القصوارنة منها )) ‪ (( +‬رأس العين‬ ‫‪ (( +‬القحطانيّة‪ ،‬الجواديّة‪ ،‬القامشلى‪ ،‬عامودا‪ ،‬الدرباسيّة‪ ،‬التى ّ‬
‫ّ‬
‫المحليّة ال ُكرديّة و تنحصر نقطة التماس الوحيدة بين (( القامشلى و تحديدا ً‬ ‫و عين العرب )) و ال يوجد أى تواصل ُممتد بين هذه ال ُمجتمعات‬
‫قضاء المالكيّة منها و بين أراضى كردستان فى شمال العراق )) فى نقطة (( قرية فيش خابور )) يذهب عُمقها إلى داخل ُمحافظة (( دهوك‬
‫ال ُكرديّة )) التى تُش ّكل إحدى ُمحافظات إقليم كردستان العراق الثالثة )) فى أسفل خط منطقة (( منقار البط الشرقى‪ ،‬كان التقسيم اإلدارى‬
‫السورى يصفها بمنطقة قضاء دجلة‪ ،‬و حاليا بقضاء المالكيّة )) فيما عدا ذلك ليس هناك أى تماس حدودى بين حدود إقليم (( كردستان و‬
‫سوريّا ))‪ ،‬رقم ‪ 70‬صفحة ‪69‬‬

‫أ ّما التماس البشرى ال ُكردى بين (( القامشلى و تحديدا ً قضاء المالكيّة )) و (( أكراد دهوك )) فتتو ّس ُ‬
‫طه منطقة (( عربيّة مسيحيّة و آشوريّة‬
‫)) تمتد من (( فيش خابور‪ ،‬نقطة التماس الحدوديّة )) حتّى قرية (( آلوكا‪ ،‬داخل األراضى العراقيّة )) حيث يلتقى (( وادى دهوك ب نهر‬
‫دجلة ))‬

‫ثم تد ُخل ُمحافظة (( نينوى )) وفق إنتشار القُرى (( المسيحيّة )) عيّنه ُمشكلة ثقالً (( إثنيّا ً عربيّا ً مسيحيّا ً )) فى (( سهل نينوى )) على‬
‫ّ‬
‫الضفّة (( اليسرى من نهر دجلة )) حيث تنتشر (( الحواضر المسيحيّة )) مثل ‪ (( ::‬تل كيف‪ ،‬القوش‪ ،‬قراقوش‪ ،‬بطنايا‪ ،‬بعشيقة‪ ،‬بار طلة ))‬

‫‪------------------------------‬‬
‫‪------------------------------‬‬
‫‪------------------------------‬‬

‫القسم الثانى‬

‫الحركة السياسيّة ال ُكرديّة فى سوريّا‬

‫يتميّز تاريخ الحركة ال ُكرديّة السوريّة الحديثة ب ‪ 3‬مراحل ‪::‬‬

‫األولى ‪ (( ::‬خويبون ))‬


‫الثانية ‪::‬‬

‫نشوء (( الحزب الديمقراطى الكردى )) فى (( دمشق )) عام ‪ 1957‬إتّسمت بتفاعل المجتمع الكردى السورى مع عودة (( المال عمر‬
‫البارزانى إلى العراق عام ‪ + )) 1959‬فك تحالفُه مه ُخكم (( الزعيم عبد الكريم قاسم عام ‪ + )) 1961‬قيادته القتال فى (( أيلول ‪1961‬‬
‫ضد القُ ّوات العراقيّة ))‪،‬‬

‫بدأ ّأول إتّصال بين (( الحزب الديمقراطى فى سوريّا )) و (( البارزانى عام ‪ )) 1959‬م ّما سيتسبّب فى تشرذم الحزب إلى ما هو أكثر من‬
‫‪ 11‬حزب ز حركة ُمتأثّرا ً سلبا ً ب اإلنقسام الداخلى فى (( الحزب الديمقراطى الكردستانى فى العراق بين األمين العام إبراهيم األحمد و‬
‫صهره جالل الطالبانى و المال مصطفى البارزانى ))‬

‫الثالثة ‪::‬‬
‫ُمرتبطة بعاملين ‪::‬‬
‫نشوء (( كردستانيّين على الحركة ال ُكرديّة السوريّا الحديثة التُركيّا الصاعدة‪ ،‬نسبة إلى عبدهللا أوجالن‪ ،‬زعيم حزب العُ ّمال الكردستانى‪،‬‬
‫شن ّأول عمليّاته فى عام ‪ 11985‬فى تُركيا )) ‪ +‬نشوء حكومة (( إقليم كردستان العراق عام ‪ُ ،1992‬مستفيدة من منطقة الحظر‬ ‫الذى ّ‬
‫الجوى التى فرضتها قُ ّوات ال ُحلفاء على شمال العراق و جنوبه ))‬ ‫ّ‬

‫‪------------------------------‬‬

‫‪ )-1‬لمحة حول نشأة المنظومة الحزبيّة ال ُكرديّة السوريّا الراهنة و إنشقاقاتها‬

‫نشأ حزب (( األكراد الديمقراطيّين السوريّين )) عام ‪ 1957‬و إنتُخب (( األستاذ فى ُكلّيّة التربية نور الدين زازا‪ ،‬ال ُمنحدر من أعيان مادن‬
‫سرعان ما إنض ّمت إليه فى العام نفسه‪ ،‬مجموعة ُكرديّة‬ ‫إستقرت فى سوريّا فى أوائل الثالثينات‪ ،‬أمينا ً عا ّما ً لهُ )) و ُ‬
‫ّ‬ ‫األكراد فى تُركيا و‬
‫ُتحول إس ُمه إلى (( الحزب الديمقراطى ال ُكردى فى سوريّا )) مع إعتبار يوم ‪14‬‬ ‫ّ‬ ‫ي‬ ‫ل‬ ‫))‬ ‫السورى‬ ‫الشيوعى‬ ‫الحزب‬ ‫((‬ ‫صغيرة ُمنشقّة عن‬
‫حزيران ‪ 1957‬عيدا ً رسميّا ً ل تأسيس الحزب‪ ،‬لتندمج مجموعات حزبيّة و حركيّة أُخرى مثل ‪ (( ::‬مجموعة حزب ( أزادى ‪ -‬ال ُح ّريّة )‬
‫الذى أسّسه الشاعر جكر خوين‪ ،‬عضو ( جمعيّة خويبون ) و ( البارتى القديم )‪ ،‬و ال ُمنشقّة عن الحزب الشيوعى السورى )) ‪ (( +‬جمعيّة‬
‫وحدة الشباب الديمقراطيّين ال ُكرد‪ ،‬فى القامشلى )) ليغدو الحزب بمثابة التنظيم ال ُكردى الوحيد فى الساحة السوريّا‬
‫رقم ‪ 1‬صفحة ‪77‬‬

‫تأثّر (( الحزب الديمقراطى الكردى )) بين عامى ‪ 1957‬و ‪ 1965‬باإلنقسام ال ُكردى فى (( شمال العراق )) بسبب الصراعات بين قادته‬
‫على خلفيّة األيدلوجيّة (( اليمين و اليسار )) و على هذا اإليقاع قام الحزب بعقد متمر فى قرية (( جمعاية )) يوم ‪ 1965/8/5‬تم ّخض عنه‬
‫قيام ما سيعرف ب (( الحزب اليسارى ال ُكردى )) فى مواجهه النواه القديمة (( اليمينيّة )) للحزب‪،‬‬

‫فى أواخر أغسطس ‪ ،1966‬عقد (( الحزب اليسارى ال ُكردى )) مؤتمره ّ‬


‫األول و إنتُخب (( عُثمان صبرى‪ ،‬الذى ينحدر من أكراد األطراف‬
‫و وصل من تركيا إلى سوريّا فى أواسط العشرينيّات )) أمينا ً عا ّما ً بدعم من جناح (( البارزانى )) فى (( الحزب الديمقراطى الكردستانى‬
‫بالعراق ))‬

‫األول فى (( حلب )) عام ‪ 1967‬و إنتُخب (( عبد الحميد‬ ‫بينما عقد جناح (( اليمين )) فى (( الحزب الديمقراطى الكردى )) مؤتمره ّ‬
‫درويش )) أمينا ً عا ّما ً للحزب بحضور (( ُممثّل عن الحزب الديمقراطى الكردستانى فى تُركيّا ً )) بدعم من جناح (( الطالبانى بالعراق ))‬

‫تكرست حدّة اإلنقسامات و بدأت سيرورة (( اإلنشقاقات )) بالتوسُّع داخل كال الجناحين ال ُمنقسمين (( اليمين و‬
‫فى بداية (( السبعينيّات )) ّ‬
‫اليسار ))‬

‫تتمثّل اإلنشقاقات داخل جناح (( اليمين )) باآلتى ‪::‬‬

‫أنشق (( دهام ميرو )) عن جناح (( اليمين )) التابع لل (( الحزب الديمقراطى ال ُكردى )) بقيادة (( عبد الحميد درويش )) و أنشأ حزب‬
‫يحمل نفس إسم جناح اليمين م ّما إضطر (( عبد الحميد )) إلى إضافة كلمة (( التقدُّمى )) بجانب إسم حزبه حسب ما تم ّخض عن المؤتمر‬
‫الرابع للجناح اليمينى عام ‪،1977‬‬

‫إنشق (( صالح كلدو )) عن (( حزب اليسار )) بزعامة (( صالح بدر الدين )) و أسّس (( الحزب اإلشتراكى ال ُكردى )) م ّما إضّطر‬
‫األخير لتغيير إسم حزبه إلى (( حزب اإلتّحاد الشعبى ال ُكردى ))‬

‫تتمثّل اإلنشقاقات داخل جناح (( اليسار )) باآلتى ‪::‬‬

‫األول بزعامة يوسف ديبو )) (( و الثانى‬ ‫إنقسم (( الحزب اليسارى ال ُكردى ‪ -‬عُثمان صبرى )) إلى حزبين يحمالن اإلسم نف ُ‬
‫سه ‪ّ (( ::‬‬
‫بزعامة مح ّمد موسى ))‬
‫و بإضافة مؤثّر (( األبوجى )) و (( الكردستانى العراقى )) تم تأسيس عدد من األحزاب ال ُكرديّة مثل ‪ (( ::‬حزب اإلتّحاد الديمقراطى ‪+‬‬
‫حزب الوحدة الديمقراطى ال ُكردى " يكيتى " بزعامة إسماعيل عُمر الذى توفّى عام ‪ 2010‬من دون إنتخاب رئيس له حتّى اآلن ))‬

‫(( األكراد السوريّون الصراع الداخلى غير المرئى )) رستم محمود‪ ،‬الحياه‪2012/8/9 ،‬‬

‫(( من هى ال ُمعارضة ال ُكرديّة فى سوريّا )) صفحة ‪ 22‬و ‪23‬‬

‫‪------------------------------‬‬

‫‪ )-2‬البرامج السياسيّة و العالقة بالحركة الوطنيّة السوريّا‬

‫تطمح األحزال ال ُكرديّة فى سوريّا كا ّفة على الرغم من إختالف برامجها السياسيّة و أيدلوجيّتها‪ ،‬إلى حل المسألة ال ُكرديّة بال ُ‬
‫سبل‬
‫الديمقراطيّة بدون اللجوء إلى النهج ال ُمسلّح فى ال ُمطالبة بحقوقهم على غرار ما يحدُث فى تُركيا و العراق مع تعديل (( الدستور السورى ))‬
‫باإلعتراف باألكراد ك قوميّة ثانية بعد العرب و توفير مناطق ُحكم ذاتى داخل حدود و سيادة الدولة السوريّا ما عدا (( تيّار ال ُمستقبل ))‬
‫الذى يُطالب صراحة بضم (( كردستان سوريّا )) ك (( دولة ُمستقلّة ))‬

‫إلى (( كردستان ال ُكبرى ))‬

‫يغيب عن األحزاب ال ُكرديّة فى سوريّا تعريف و تحديد واضح ل ُمصطلح (( الحقوق ال ُكرديّة )) الثقافيّة و اإلجتماعيّة و السياسيّة التى‬
‫تتجاوز حقوق ال ُح ّريّات الثقافيّة و اللغويّة و المطال المعروفة مثل ‪ (( ::‬إيقاف سياسة الحزام العربى ‪ +‬منح الجنسيّة لمن ُحرم منها من‬
‫األكراد فى عام ‪ + 1962‬إلغاء قانون ‪ 41‬لعام ‪ 2004‬و المرسوم ‪ 49‬لعام ‪ )) 2009‬علما ُ تم إلغاء القانون و المرسوم عام ‪ 2011‬إلحتواء‬
‫ى )) بينما يعتمد‬‫كون من النسيج الوطنى السور ّ‬ ‫األكراد‪ ،‬فيما عدا ذلك يُستثنى (( الحزب القدُّمى الديمقراطى )) الذى يقول (( األكراد هُم ُم ّ‬
‫(( تيّار ال ُمستقبل ال ُكردى )) موقفا ً ُمعاكسا ً عندما يُشير إلى (( أكراد سوريّا هُم ُجزء من الشعب ال ُكردى و أراضيهم ُجزء من كردستان ))‬

‫تختلف البرامج السياسيّة لألحزاب ال ُكرديّة حول تموضع األكراد ضمن الدولة السوريّا على ال ُمستوى السياسى و اإلدارى‪،‬‬

‫(( الحزب الديمقراطى التقدُّمى ال ُكردى )) ‪ (( +‬حزب البارتى‪ ،‬جناح نصر الدين إبراهيم )) وحدهما فى الطيف ال ُكردى اللذان (( ال‬
‫يطرحان مصطلح اإلدارة الذاتيّة ))‬

‫بينما تعتمد أغلبيّة األحزاب األُخرى على مصطلح (( اإلدارة الذاتيّة )) مع غموض و إلتباس و تباين تعريف المصطلح من حزب ل آخر‬
‫بإستثناء حزبين فقط‬

‫ُعرف ُمصطلح (( اإلدارة الذاتيّة )) باآلتى ‪ (( ::‬منطقة ُحكم ذاتى تشمل المناطق ال ُكرديّة ُكلّها‪ ،‬أى إنّه ال يقصد العمل‬ ‫(( حزب يكيتى )) ي ّ‬
‫على قيام ُحكم ذاتى ثقافى على أساس اإلنتماء الشخصى إلى جماعة بعينها‪ ،‬بل يقصد ُحكما ً ذاتيّا ً إقليميّاً‪ ،‬بمعنى إنّه بواسطة ال ُمصطلح ي ّ‬
‫ُمرر‬
‫عمليّة كردنة لألراض السوريّا ))‬

‫يُطالب (( يكيتى )) باإلشتراك مع (( الحزب اليسارى )) و (( تيّار ال ُمستقبل )) بضرورة (( تمثيل األكراد وفقا ً لنسبتهم المئويّة من مجموع‬
‫سكان فى المؤسّسات القضائيّة‪ ،‬التشريعيّة‪ ،‬التنفيذيّة ))‬
‫ال ُ‬

‫بقيت األحزاب ال ُكرديّة تعمل ضمن الوسط ال ُكردى حتّى اإلنضمام إلى (( إعالن دمشق الذى أُسّس بتاريخ ‪ 16‬أكتوبر ‪ )) 2005‬ب ُمبادرة من‬
‫كأول تحالف سياسى ُمعارض يضُم ُمختلف األيدلوجيّات و القوميّات فى‬
‫(( لجان إحياء ال ُمجتمع المدنى ‪ +‬التج ّمع الوطنى الديمقراطى )) ّ‬
‫ذلك الوقت‬
‫رقم ‪ 17‬صفحة ‪88‬‬

‫‪------------------------------‬‬
‫‪------------------------------‬‬
‫‪------------------------------‬‬

‫القسم الثالث‬

‫األكراد فى الثورة السوريّا‬

‫س ّكان فى سوريّا‬
‫ال يعرف ال ُمجتمع السورى معلومات كثيرة عن األكراد سوى إنّهم يُش ّكلون ‪ % 8‬فقط من مجموع ال ُ‬
‫دعّم (( الحزب الديمقراطى ال ُكردى )) توجّهات القادة (( البعثيّين اليساريّين )) الذين قاموا بحركة (( ‪ 23‬شباط ‪ )) 1966‬أمالً فى حل‬
‫المطالب ال ُكرديّة عبر مدخل الحل الطبقى اإلجتماعى خالل األعوام (( ‪)) 1970 - 1966‬‬

‫سلطة البعثيّة و القوى السياسيّة ال ُكرديّة ال ُمختلفة خالل األعوام (( ‪ )) 2004 - 1970‬بسبب اإلنقسام الحاد بين (( البعث‬ ‫ساد التفاهُم بين ال ُ‬
‫السورى و البعث العراقى )) م ّما سمح بمنح تلك القوى هامش من ال ُح ّريّة النسبيّة فى النشاط الفعلى بدون السماح المؤسّسى بتشكيل‬
‫سلطة للقوى ال ُكرديّة فى (( شمال العراق )) م ّما ساهم زيادة التوافق‬
‫األحزاب الذين كان يشمل الجميع و ليس األكراد فقط بجانب دعم ال ُ‬
‫سلطة و القوى ال ُكرديّة‬ ‫بين ال ُ‬

‫أثناء إنعقاد ُمباراه بين نادى (( الفتوة من دير الزور )) و نادى (( الجهاد من الحسكة )) فى ‪ 12‬آذار ‪ ،2004‬قامت عدد من ال ُ‬
‫شبّان العرب‬
‫بتحيّة (( ال ُمقاومة العراقيّة فى الفلوجة ضد اإلحتالل األميركى مع الهتاف ضد األكراد فى إشارة لتواطؤهم مع اإلحتالل األميركى)) فقام‬
‫فتطور األمر إلى صدامات بداخل الملعب ثُم إنتفاضة فى مناطق‬
‫ّ‬ ‫شباب األكراد بهتافات ُمضادّة (( تستهزأ ب صدّام حسين و نظا ُمه ))‬
‫قوات األمن و الجيش فى قمعها عسكريّا ً‬
‫ُكرديّة عدّة‪ ،‬نجحت ّ‬

‫‪------------------------------‬‬

‫‪ )-1‬بداية الثورة ‪ ::‬التنافس على األكراد‬

‫صدر من االمانة العا ّمة للمجلس السياسى ال ُكردى‪ ،‬الذى ّ‬


‫يتكون من ‪ 9‬أحزاب ‪ ::‬منقسمين إلى ‪ 4‬أحزاب رئيسة (( الحزب الديمقراطى‬
‫شار ‪ +‬حزب أزادى ال ُكردى بقيادة خير الدين ُمراد ‪ +‬حزب يكيتى بقيادة إسماعيل حمى ‪ +‬حزب‬ ‫ال ُكردى‪ ،‬البارتى بقيادة عبد الحكيم ب ّ‬
‫اليسار ال ُكردى بقيادة مح ّمد موسى )) بجانب ‪ 5‬أحزاب ثانويّة (( حزب المساواه ال ُكردى ‪ +‬حزب البارتى ال ُكردى ‪ +‬الحزب الوطنى‬
‫ال ُكردى ‪ +‬تيّار ال ُمستقبل ال ُكردى ))‪ ،‬بيانا ً فى يوم ‪ 30‬يناير ‪ 2011‬يدعو فيه النظام السورى بأخذ بعين اإلعتبار ما يحدُث فى مصر و‬
‫تونس الذى سيصيب األنظمة الشموليّة بالمنطقة ))‬

‫يتكون من حزبين ‪ ::‬الحزب الديمقراطى‬‫فى يوم ‪ 2‬شباط ‪ 2011‬عقد (( المجلس العام للتحالف الديمقراطى الكردى فى سوريّا‪ ،‬الذى ّ‬
‫التقدُّمى ال ُكردى بقيادة عبد الحميد درويش ‪ +‬حزب الوحدة الديمقراطى الكردى بقيادة محى الدين شيخ آلى )) إجتماعا ً إستثنائى خرج منه‬
‫ببيان ُمخ ّفف عن البيان السابق لألمانة العا ّمة يدعو فيه النظام السورى بضرورة القيام بإصالحات ‪ (( +‬دعوة األكراد إلى ضرورة التحلّى‬
‫بضبط النفس و اليقظة و عدم اإلنسياق وراء اإلعالم الغير مسؤول ))‬

‫بعد رفض (( قادة األحزاب ال ُكرديّة )) على تعبئة الشباب ضد النظام السورى على أساس أيدلوجى أو إثنى فى (( ذكرى إنتفاضة األكراد‬
‫يوم ‪ 12‬آذار ‪ + 2011‬عيد النيروز يوم ‪ 21‬آذار ‪ ،)) 2011‬قام عدد من النُشطاء السياسيّين مثل (( حركة شباب األكراد )) بتعبئة مئات‬
‫من الشباب ال ُكردى من (( خارج التج ُّمعات الحزبيّة التقليديّة )) يوم ‪ 1‬نيسان ‪ 2011‬فى (( عامودا ‪ +‬عين العرب ))‬

‫سجالت أجانب الحسكة الجنسيّة‬‫ّ‬ ‫شار األسد مرسوم تشريعى رقم ‪49‬يقضى ب (( منح ال ُمسجّلين فى‬ ‫فى ‪ 7‬نيسان ‪ 2011‬أصدر الرئيس ب ّ‬
‫السوريّا )) بجانب تعديل المرسوم التشريعى رقم ‪ 49‬الصادر فى ‪ 10‬أيلول ‪ 2008‬الذى ينص على (( ضرورة الحصول على ترخيص‬
‫مسبق من الهيئات اإلداريّة المسؤولة فى العاصمة دمشق فى حال تغيير الحقوق العينيّة لألراضى الواقعة فى المناطق الحدوديّة )) و‬
‫إستبداله بالمرسوم ‪ 43‬الصادر فى ‪ 26‬آذار ‪ 2011‬الذى ينص على (( نقل صالحيّة منح التراخيص إلى محافظة الحسكة بدالً من دمشق ))‬
‫شار األسد ل عشائر األكراد بعد اإلجتماع بهم يوم ‪ 5‬نيسان ‪2011‬‬‫تنفيذا ً لوعود الرئيس ب ّ‬

‫لم يسقط قتيل من شباب األكراد المشاركين فى التظاهرات محدودة العدد الغير منتمية ألى حزب ُكردى حتّى (( إغتيال مشعل ت ّمو‪ ،‬القيادى‬
‫فى تيّار ال ُمستقبل ال ُكردى )) يوم ‪ 8‬أكتوبر ‪2011‬‬

‫توحّدت األحزاب ال ُكرديّة عند بدء الثورة فى شهر (( آيار ‪ )) 2011‬فى إطار سياسى أُطلق عليه (( الحركة الوطنيّة ال ُكرديّة )) التى ض ّمت‬
‫(( المجلس السياسى ‪ +‬التحالف الوطنى الكردى فى سوريّا ‪ +‬حب اإلتّحاد الديمقراطى ))‬

‫أ‪ُ )-‬جمعة أزادى ‪ ::‬شباب األكراد فى الثورة‬

‫حرص (( ناشطو الفيس بوك ‪ +‬الصفحات ال ُمؤيّدة للثورة ‪ +‬إتّحاد تنسيقات الثورة السوريّا )) على عدم اللجوء إلى آلية التصويت على إسم‬
‫ال ُجمعة بطلب من (( تنسيقيّة شباب ال ُكرد )) من أجل ضمان إنخراط شعبى ُكردى يتجاوز تحفّظات األحزاب بدعم من (( شباب تيّار‬
‫ال ُمستقبل ‪ +‬شباب يكيتى ))‬

‫ؤلفة من ‪ 12‬حزب )) فى منزله للوقوف على موقف ثابت لل (( أحزاب‬ ‫شار األسد بدعوة (( قادة الحركة الوطنيّة ال ُكرديّة ال ُم ّ‬
‫قام الرئيس ب ّ‬
‫ال ُكرديّة )) على دعوات ال ُمظاهرات فى المناطق ال ُكرديّة‪ ،‬و بضغط من (( التنسيقات ال ُكرديّة )) التى إعتبرت اإلستجابة للدعوة بمثابة خيانة‬
‫للثورة و حقوق األكراد‪ ،‬إستجابت األحزاب للمواقف الثوريّة و أصدرت فى ‪ 10‬حزيران ‪ 2011‬بيانا ً للتأكيد رفض عقد اللقاء حتّى تتوفّر‬
‫األجواء ال ُمالءمة لمثل تلك اللقاءات‬

‫إنسحب (( تيّار ال ُمستقبل )) يوم ‪ 28‬آيار ‪ 2011‬من (( الحركة الوطنيّة ال ُكرديّة )) داعيا ً إلى (( إسقاط النظام )) و اإلنخراط صراحة مع‬
‫الثورة السوريّا‬

‫إتّجه (( تيّار ال ُمستقبل )) إلى فتح مسارات للحوار مع (( ال ُمعارضة السوريّا )) فشارك فى (( مؤتمر اإلنقاذ فى إسطنبول بتاريخ ‪ 16‬تموز‬
‫سرعان ما إنسحب منه بعد ((‬ ‫‪ )) 2011‬الذى دعت إليه مجموعة من الشخصيّات الوطنيّة مثل ‪ (( ::‬هيثم المالح و عماد الدين الرشيد )) و ُ‬
‫رفض قوى ال ُمعارضة )) لإلعتراف بمطالب األكراد و إلغاء كلمة (( العربيّة )) من (( الجمهوريّة العربيّة السوريّا ))‬
‫رقم ‪ 27‬صفحة ‪112‬‬

‫ب‪ُ )-‬جمعة الوفاء لإلنتفاضة ال ُكرديّة ‪ ::‬اإلفتراق‬

‫بعد إعالن (( أميركا )) صراحة فى ‪ 15‬آب ‪ 2011‬ب ضرورة تنحّى النظام‪ ،‬إشتدّت نقاشات حزبيّة ُكرديّة أدّت إلى إنسحاب (( حزب‬
‫يكيتى )) من (( هيئة التنسيق الوطنيّة بتاريخ ‪ 16‬آب ‪ )) 2011‬ألنّها ليست واضحة فيما يخص المواقف ال ُكرديّة بما يكفى )) بجانب دعوة‬
‫(( حسن صالح‪ ،‬نائب سكرتير حزب يكيتى )) بإسقاط النظام بعد تحميلُه مسؤوليّة مقتل (( مشعل تمو فى ‪ 7‬أكتوبر ‪ 2011‬و الناشط حسين‬
‫العبد هللا الذى قُتل فى ‪ 8‬أكتوبر ‪)) 2011‬‬

‫سلطات النظام على قتل (( مشعل تمو )) إذ يغمز العديد من الشخصيّات ال ُكرديّة إلى أن (( حزب‬
‫ال تتوافر معلومات دقيقة حول إقدام ُ‬
‫اإلتّحاد الديمقراطى )) هو من قتله بعد قدرة تمو على إستقطاب الشباب بالمغااله فى المطالب ُمتقدّمة على طروحات (( حزب اإلتّحاد‬
‫الديمقراطى ))‬

‫طمح األكراد فى بناء عنوان سياسى قومى لألكراد باإلعالن عن عقد (( المؤتمر الوطنى ال ُكردى )) فى ‪ 27‬أكتوبر ‪ 2011‬نتج عنه دعوة‬
‫مرة بتاريخ ‪ 17‬شباط ‪ 2012‬لل ُمطالبة ب (( الفدراليّة )) فى (( عامودا ‪ +‬القامشلى ‪+‬‬ ‫(( األحزاب ال ُكرديّة )) أنصارها لإلنخراط ّ‬
‫ألول ّ‬
‫رأس العين ‪ +‬الدرباسيّة ))‬

‫حاولت قوى (( ال ُمعارضة السوريّا و الهيئات التنظيميّة فى الفورة السوريّا )) طرح خطاب يستقطب األكراد من جديد عن طريق الدعوة‬
‫إلى إطالق تسمية (( الوفاء لإلنتفاضة ال ُكرديّة )) على يوم (( ال ُجمعة الموافق ‪ 9‬آذار ‪ )) 2012‬بناء على توصية من (( الهيئة العا ّمة للثورة‬
‫شار األسد )) تزامن مع ذكرى اإلنتفاضة‬ ‫)) بدون اللجوء إلى التصويت على اإلسم كالمعتاد من ِق َبل صفحة (( الثورة السوريّا ضد ب ّ‬
‫ال ُكرديّة فى (( ‪ 12‬آذار ‪ )) 2004‬بدون تحقيق الهدف المرجو من تلك الدعوات ال ُمتمثّل ب (( دعم األكراد للحراك اإلجتماعى فى دمشق و‬
‫حلب )) بسبب زيادة الطابع اإلسالمى على تلك الدعوات التى طالب فيها (( عرعور )) بتسميتها (( مليونيّة دعم الجيش ال ُحر )) كما حدث‬
‫فى (( باب هود فى حمص ‪ +‬الضمير فى ريف دمشق ‪ +‬الحميديّة فى ُحماه ‪ +‬مناطق فى إدلب ))‬

‫تعاونت (( األحزاب ال ُكرديّة )) مع (( إقليم شمال العراق )) فى (( تدريب ال ُمجنّدين األكراد ال ُمنشقّين عن الجيش )) تمهيدا ً ل تسلُّم ((‬
‫اإلدارات و الدوائر الحكوميّة )) فى (( الحسكة ‪ +‬القامشلى ‪ +‬عفرين )) تزا ُمنا ً مع سيطرة (( حزب اإلتّحاد الديمقراطى )) على (( المواقع‬
‫األمنيّة فى حلب و عفرين ))‬

‫‪------------------------------‬‬

‫‪ )-2‬خريطة التحالُفات الحزبيّة ال ُكرديّة فى أثناء الثورة‬

‫حاولت جماعة (( اإلخوان ال ُمسلمين )) اإلستفادة من (( اإلنتفاضة ال ُكرديّة فى ‪ 12‬آذار ‪ )) 2004‬بطريقة برغماتيّة للسعى إلى إستقطاب‬
‫األكراد فى تحالف ضد النظام السورى‪ ،‬فقامت الجماعة فى ‪ 17‬آيار ‪ 2005‬بإصدار وثيقة سياسيّة تُعلن فيها دعمها الصريح ل (( حقوق‬
‫األكراد )) مثل ‪ ::‬رقم ‪ 33‬صفحة ‪117‬‬

‫إستطاع األكراد التج ُّمع فى (( إئتالف سياسى )) أُطلق عليه (( الحركة الوطنيّة ال ُكرديّة )) ّ‬
‫تتكون من ‪ (( ::‬المجلس ال ُكردى الذى يضم ‪9‬‬
‫أحزاب ‪ +‬التحالف الديمقراطى الذى يضم حزبان ‪ +‬حزب اإلتّحاد الديمقراطى )) و أصدرت ُمبادرة لحل األزمة الحاصلة فى سوريّا‬
‫بتاريخ ‪ 19‬آيار ‪2011‬‬
‫رقم ‪ 34‬صفحة ‪119‬‬

‫أ‪ )-‬هيئة التنسيق الوطنيّة‬

‫بعد كثرة مشاورات و إتّصاالت و دعوات شملت جميع أطياف ال ُمعارضة‪ (( ،‬التج ّمع الوطنى الديمقراطى ‪ +‬إعالن دمشق ‪ +‬تج ُّمع اليسار‬
‫الماركسى‪ ،‬تيم ‪ +‬الحركة الوطنيّة ال ُكرديّة بما فيها األحزاب ال ُكرديّة المنضوية فى إعالن دمشق ‪ +‬شخصيّات ُمعارضة خارج سوريّا من‬
‫اإلخوان ال ُمسلمين ‪ +‬شخصيّات ُم ّ‬
‫ستقلة داخل سوريّا و خارجها )) تم تأليف ب (( هيئة التنسيق الوطنيّة فى ‪ 30‬حزيران ‪ )) 2011‬و كان‬
‫من ضمن (( اللجنة التنفيذيّة‪ 3 ،‬شخصيّات ُكرديّة (( مح ّمد موسى عن حزب اليسار ‪ +‬صالح مسلّم مح ّمد عن حزب اإلتّحاد الديمقراطى ‪+‬‬
‫جمال شيخ باقى عن الحزب الديمقراطى الكردى السورى )) لكن دون ُمشاركة (( إعالن دمشق ‪ +‬القوى اإلسالميّة )) و إقتصار مشاركة‬
‫األحزاب ال ُكرديّة على ‪ 5‬أحزاب فقط (( يكيتى ‪ +‬حزب اإلتّحاد الديمقراطى ‪ +‬اليسارى الكردى ‪ +‬الديمقراطى الكردى فى سوريّا‪،‬‬
‫البارتى‪ ،‬جناح نصر الدين إبراهيم ‪ +‬الديمقراطى الكردى السورى ))‬

‫بدأت األحزاب ال ُكرديّة تنسحب من الهيئة ألسباب ُملتبسة مثل (( حزب يكيتى فى ‪ 16‬آب ‪ )) 2011‬و (( تيّار ال ُمستقبل )) بسبب رغبتهم ((‬
‫اإلنفصاليّة ‪ +‬إسقاط النظام ))‪ ،‬رقم ‪ 37‬صفحة ‪123‬‬

‫ب‪ )-‬تأسيس المؤتمر الوطنى ال ُكردى ‪ ::‬المشروع الوطنى ال ُكردى‬

‫حاولت أطياف ال ُمعارضة التقليديّة ُمنذ أيلول ‪ 2011‬التوحُّد و تنسيق فيما بينها عبر سلسلة من اللقاءات و ال ُمشاورات عُقدت تارة فى ((‬
‫الدوحة )) و تارة أخرى فى (( إسطنبول )) تم ّخض عنها تأسيس (( المجلس الوطنى السورى فى ‪ 2‬أكتوبر ‪ )) 2011‬الذى ضم أغلبيّة‬
‫ّ‬
‫المحليّة ‪ +‬المجلس األعلى للثورة السوريّا ‪ +‬الهيئة العا ّمة للثورة السوريّا بصفة ُمراقب‬ ‫أطياف ال ُمعارضة التقليديّة بجانب (( لجان التنسيق‬
‫)) مع إستثناء (( هيئة التنسيق الوطنيّة )) التى كانت تُعارض (( العُنف و الطائفيّة و التد ُّخل الخارجى )) و يُعزى ُمشاركة عدد محدود فقط‬
‫من األحزاب ال ُكرديّة لألسباب اآلتية ‪::‬‬

‫‪ )-1‬شعار إسقاط النظام‪،‬‬

‫رفضت أغلبيّة وفود األحزاب ال ُكرديّة إعتماد مبدأ (( إسقاط النظام )) بعد التصويت عليه فى جلسة تأسيس (( المؤتمر الوطنى ال ُكردى فى‬
‫‪ 26‬أكتوبر ‪ )) 2011‬الذى شارك فيه ‪ 257‬شخصيّة ُكرديّة حزبيّة و ُمستقلّة بينما (( قاطعه )) عدد من التيّارات و األحزاب ال ُكرديّة‬
‫ى ‪ +‬التنسيقات‬ ‫األُخرى ‪ (( ::‬تيّار ال ُمستقبل ‪ +‬حزب اإلتّحاد الديمقراطى ‪ +‬الحزب الديمقراطى ال ُكردى‪ ،‬البارتى‪ ،‬جناح عبد الرحمن ألوج ّ‬
‫ال ُكرديّة )) تم ّخض عنه تأسيس (( لجنة تنفيذيّة )) مؤلّفة من ‪ 45‬شخصا ً ّ‬
‫توزعوا على النحو اآلتى ‪ُ 20 (( ::‬ممثّالً عن األحزاب ال ُمشاركة‬
‫‪ +‬عضو من المكتب السياسى ل ُكل حزب ‪ُ 6 +‬ممثّلين للمجموعات الشبابيّة و التنسيقات ‪ +‬شخصيّات سياسيّة ُم ّ‬
‫ستقلة ))‬
‫رقم ‪ 43‬صفحة ‪129‬‬

‫‪ )-2‬الدور التُركى‪،‬‬

‫إزدادت المخاوف ال ُكرديّة من أحداث (( جسر الشغور فى ‪ 4‬إلى ‪ 10‬حزيران ‪ )) 2011‬التى أسفرت عن لجوء (( ‪ 10,000‬الجئ سورى‬
‫إلى ُمخيّمات أقامتها تُركيا على الحدود مع سوريّا )) التى قد تُش ّكل ذريعة ل (( تد ُّخل عسكرى ُكردى فى سوريّا )) إنطالقا ً من رفض بند‬
‫التد ُّخل الخارجة خالفا ً لموقفهم فى (( العراق ))‬

‫‪ )-3‬عسكرة الثورة‪،‬‬

‫رفضت القوى ال ُكرديّة اإلنجرار وراء عسكرة الثورة خشية من رد فعل النظام اإلنتقاميّة كما حدث فى ‪ 2004‬و إقتصرت فقط على ((‬
‫تدريب ُمج ّندين و شباب أكراد فى كردستان العراق ليستلموا إدارة المناطق التى تنسحب منها ّ‬
‫قوات النظام السورى‬

‫ج‪ )-‬إحتواء الحراك الشبابى‪،‬‬

‫بدأت األحزاب ال ُكرديّة تعمل على تحفيز أنصارها فى ال ُمشاركة بتظاهرات تطالب ب (( إسقاط النظام )) و لو بشكل محدود لتتم ّكن من‬
‫إستغاللها (( إعالميّا ً )) و الرغبة فى (( إحتكار التحدُّث بإسم الشارع ال ُكردى ))‬

‫رفضت فى بادئ األمر‪ (( ،‬القوى الشبابيّة )) مشاركة المجموعات الحزبيّة و ظهر اإلنقسام جل ّيا ً فى (( ُجمعة هللا أكبر )) بتاريخ ‪ 4‬نوفمبر‬
‫‪ ،2011‬فى (( عامودا ‪ +‬القامشلى )) حيث ردّد الشباب الكردى شعارات (( ال حزبيّة و ال أحزاب‪ ،‬ثورتنا ثورة شباب )) و (( الشعب يريد‬
‫ستقلة تهدف فقط إلى (( تغيير النظام )) و ليس‬ ‫إسقاط النظام )) بينما قامت (( مجموعات المؤتمر الوطنى الكردى )) بتنظيم تظاهرات ُم ّ‬
‫إسقاطه‬

‫مرة أُخرى فى (( ُجمعة تجميد العضويّة )) بتاريخ ‪ 10‬نوفمبر ‪ 2011‬عندما أطلقت مجموعات المؤتمر شعارات ((‬ ‫كما حدث اإلنقسام ّ‬
‫المؤتمر الوطنى الكردى يُمثّلنى ))‬

‫إستطاعت قوى األحزاب التوحّد مع شباب األكراد بعد تبنّى شعار (( إسقاط النظام )) فى (( ُجمعة طرد ال ُ‬
‫سفراء )) بتاريخ ‪ 18‬نوفمبر‬
‫‪ ،2011‬فى مدينة (( القامشلى )) ثم القيام بمظاهرة مشتركة فى (( عين العرب )) يوم ‪ 19‬نوفمبر ‪ ،2011‬تحت شعار (( المجلس الوطنى‬
‫ال ُكردى يُمثّلنى )) م ّما ساهم فى إنفتاح (( جامعة الدول العربيّة )) فى اللقاء مع قادة (( المؤتمر الوطنى الكردى )) فى ‪ 22‬نوفمبر ‪2011‬‬
‫بين (( نبيل العربى‪ ،‬األمين العام لجامعة الدول العربيّة )) و (( عبد الحميد درويش ))‬

‫د‪ )-‬تد ُّخل كردستان العراق ‪::‬مؤتمر إربيل‬

‫إستغلّت حكومة (( كردستان العراق برئاسة مسعود برزانى )) توحّد األحزاب ال ُكرديّة فى كيان واحد و سعت للتواصل مع (( المؤتمر‬
‫الوطنى الكردى )) فقامت بدعوة (( الجالية السوريّا )) إلى حضور (( مؤتمر أربيل )) فى (( ‪ 29 - 28‬يناير ‪ )) 2012‬من أجل توفير‬
‫الدعم و اإلعتراف ب (( المجلس الوطنى الكردى )) كإطار جاذبا ً للتشكيالت ال ُكرديّةالسوريّا خار ُجه‪ ،‬و اإلعتراف به م (( ُممثّالً إلتّجاهات‬
‫واسعة من الشارع ال ُكردى ))‪ ،‬و خصوصا تنسيقات الشباب ال ُكرديّة و إيجاد تفاهمات مع أحزاب كرديّة (( تمنعها أنظمتها الداخليّة‬
‫ال ُمرتبطة ب حزب العُ ّمال الكردستانى )) من اإلنضمام إلى المجلس‪ ،‬رقم ‪ 48‬صفحة ‪135‬‬

‫بدأت األحزاب ال ُكرديّة تنتدب بعض شبابها إضافة إلى ال ُمجنّدين األكراد ال ُمنش ّقين عن الجيش السورى )) ل (( دورات عسكريّة تدريبيّة ))‬
‫بإشراف من (( البيشمركة )) ل ُمساعدتهم على (( إدارة المناطق ال ُكرديّة سياسيّا و أمنيّا ً )) فى حال ّ‬
‫تطورت األزمة السوريّا إلى سياقات‬
‫ُمسلّحة تفرض على األكراد (( إدارة مناطقهم )) وفق (( النموذج العراقى ))‪ ،‬رقم ‪ 49‬صفحة ‪135‬‬

‫يتحول‬
‫ّ‬ ‫كما تم توقيع (( وثيقة تفاهم )) بين (( حزب اإلتّحاد الديمقراطى )) و (( المجلس الوطنى ال ُكردى )) فى ‪ 16‬شباط ‪ 2012‬بحيث ال‬
‫الخالف األيدلوجى إلى إشتباكات ُمسلّحة عنيفة مع تأليف (( لجان محلّيّة من الطرفين )) للتد ُّخل مباشرة ً فى حال حدوث نزاعات‬
‫رقم ‪ 50‬صفحة ‪136‬‬

‫كما بدأت مجموعة من األحزاب ال ُكرديّة التى تحفّظت فى بادئ األمر عن اإلنضمام إلى المجلس ب (( اللحاق )) به بضغط من (( مسعود‬
‫البارزانى )) مثل ‪ (( ::‬حزب الوفاق الديمقراطى الكردى السورى‪ ،‬ريفكتين فى ‪ 13‬ديسمبر ‪ 3 + )) 2011‬أحزاب ُكرديّة أُخرى ‪(( ::‬‬
‫البارتى الديمقراطى ال ُكردى‪ ،‬جناح عبد الرحمن ألوج ّ‬
‫ى ‪ +‬حزب الوحدة الكردستانى ‪ +‬الديمقراطى التقدُّمى فى ‪ 29‬شباط ‪17 + )) 2012‬‬
‫تنسيقة شبابيّة‪ ،‬مثل ‪ (( ::‬إتّحاد تنسيقات شباب ال ُكرد فى ‪ 7‬آذار ‪ )) 2012‬و لم يبق خارج المجلس سوى إئتالف (( آفاهى ))‬

‫ه‪ )-‬السعى إلى إستمالة المجلس ال ُكردى ‪ ::‬هدنة مرحليّة‬

‫من صفحة ‪ 137‬إلى ‪147‬‬

‫و‪ -‬األكراد و المعارضة تقوييم األداء‬

‫من صفحة ‪ 147‬إلى ‪151‬‬

‫ز‪ )-‬األكراد خارج ال ُمعارضة ‪::‬البارزانى من جديد‬

‫فى يوم ‪ 11‬حزيران ‪ 2012‬تم توقيع إتّفاقا ً فى (( إربيل )) بين (( المجلس الوطنى ال ُكردى )) و (( مجلس الشعب فى غرب كردستان‪،‬‬
‫الذى تم تأسيسه فى ‪ 16‬ديسمبر ‪ )) 2011‬ينُص على تحسين العالقات و العمل على إحتواء التوتُّرات و المواجهات فى المناطق ال ُكرديّة‬
‫نتيجة إختطاف عدد كبير من الناشطين ال ُكرد فى المناطق التى يُسيطر عليها حزب اإلتّحاد الديمقراطى لعدم قيامهم بالتنسيق مع لجان‬
‫الحزب فى نشاطهم السياسى ضد النظام‬

‫لم يص ُمد اإلتّفاق طويالً بسبب إستمرار عمليّات (( الخطف و غياب التنسيق )) م ّما دفع (( مسعود برزانى‪ ،‬رئيس كردستان العراق ))‬
‫لدعوة الطرفين من جديد لتوقيع إتّفاق ُمك ّمل بتاريخ ‪ 11‬تموز ‪ 2012‬إلنهاء التوتُّرات السابقة عن طريق تشكيل (( لجنة ُمشتركة )) تقوم‬
‫بتثبيت األُسس السياسيّة العا ّمة و تتولّى (( الهيئة ال ُكرديّة العُليا )) قيادة الحركة ال ُكرديّة برعاية و وصاية (( مسعود برزانى ))‬
‫رقم ‪ 61‬صفحة ‪ & 153‬رقم ‪ 63‬صفحة ‪153‬‬

‫بدأ إنسحاب الجيش السورى من المناطق ال ُكرديّة فى شمال شرق سوريّا بجانب إنسحاب قوى األمن من مناطق عفرين فى حلب‪ ،‬بدأ من‬
‫آب ‪ 2012‬على تتولّى (( المجالس ال ُكرديّة )) إدارتها‪ ،‬رقم ‪ 64‬صفحة ‪154‬‬

‫‪https://www.enabbaladi.net/archives/178121#ixzz4vgQa0d7Z‬‬

‫‪---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬
‫‪---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬
‫‪---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬
‫ربيع دمشق‪ ،‬قضايا‪ ،‬إتجاهات‪ ،‬نهايات‬
‫‪------------------------------‬‬

‫البعثيين ‪VS‬الشوام ‪VS‬الشامي‬

‫الشوام عملوا انقالب فاشل فى يناير ‪ 1962‬بالتحالف مع االخوان‬

‫الناصريين الوحدويين عملوا انقالب فاشل فى ‪ 18‬تموز ‪ 1963‬بقيادة جاسم علوان‬

‫إنقالب سليم حاطوم الدرزى الفاشل فى يلول ‪1966‬‬

‫تراجعت نسبة الضباط االسماعيليين بالجيش بعد النكسة ّ‬


‫تكللت بإنتحار عبد الكريم الجندى رئيس مكتب األمن القومى بسبب الصراع بين‬
‫صالح جديد و حافظ األسد‬

‫‪------------------------------‬‬

‫تحالف اللواء محمد عمران مع صالح الدين البيطار المنشق عن حزب البعث بعد إنقالب شباط ‪ 1966‬الذى حاول بناء الحركة العربيّة‬
‫الواحدة‬

‫‪------------------------------‬‬

‫يوم ‪ 12‬تشرين الثانى ‪ 1983‬دخل الرئيس حافظ األسد مشفى الشامى دخل بعدها فى غيبوبة طويلة‬

‫عيّن يوم ‪ 11‬آذار ‪ُ - 1984‬زهير مشارقة‪ ،‬التى أحدثت‬ ‫نُ ّواب الرئيس حافظ األسد بعد أزمة ‪ 1983‬هُم ‪ ::‬رفعت األسد ‪ -‬عبد الحليم خدَّام ُ‬
‫صدام بين ُمعسكر ( رفعت األسد‪ ،‬قائد سرايا الدفاع ) و ُمعسكر ُك ّل من ( اللواء على حيدر‪ ،‬قائد القُ َّوات الخا ّ‬
‫صة ) ‪ ( +‬اللواء عدنان‬
‫مخلوف‪ ،‬قائد الحرس ال ُجمهورى ) ‪ ( +‬العماد شفيق فياض‪ ،‬قائد الفرقة الثالثة مدرعات‪ ،‬ومركزها مدينة القطيفة القلمونية في ريف‬
‫دمشقبقي فياض قائدًا للفرقة الثالثة لعقدين من الزمن‪ ،‬وتدرج في الرتب العسكرية حتى أصبح برتبة عماد في أواخر تسعينيات القرن‬
‫الماضي‪ ،‬وعين نائبًا لوزير الدفاع مصطفى طالس آنذاك )‬

‫‪https://www.enabbaladi.net/archives/48163‬‬

‫‪https://www.enabbaladi.net/archives/30971‬‬

‫الحرس القديم ‪ ( ::‬حكمت الشهابى‪ ،‬رئيس األركان‪ ،‬تم تسري ُحه من الجيش عام ‪ 1998‬لينتقل للعيشمع إبنه ال ُمقيم ب لوس أنجيلوس ) ‪( +‬‬
‫الجوى ) ‪ ( +‬بشير النجّار‪ ،‬رئيس جهاز أمن الدولة )‬
‫على دوبا‪ ،‬رئيس المخابرات العسكريّة ) ‪ ( +‬مح ّمد الخولى‪ ،‬قائد السالح ّ‬

‫فى الثالث سنوات األخيرة من ُحكم الرئيس حافظ األسد‪ ،‬قام بأعطاء إبنه هامش من ال ُحريّة يقضى بتصحيح مسار الحركة التصحيحيّة‪،‬‬
‫ظهر جليَّا ً خالل الحملة ال ُمعلنة ضد الفساد المستشرى التى طالت ‪ 300‬مسؤول فى الجهاز اإلدارى و األمنى و ش ّكلت فى نظر القادة‬
‫التحول التدريجى لل ُحكم لصالح األسد األبن و ُرب ّما توقّفت‬
‫ّ‬ ‫شار األسد فى إخضاع مراكز القُوى بالدولة لتتجاوب مع‬
‫الحزبيّين ّأول إختبار لب َّ‬
‫ُمؤقّتا ً بإنتظار التغييرات الهادئة التى ستجرى فى صفوف ال ُحكم لصالح المرحلة ال ُمقبلة‬

‫‪------------------------------‬‬

‫النموذج التركى فى ال ُحكم ‪ ::‬يُعطى الجيش أو مجلس األمن القومى صالحيّات واسعة كونه مركز القرار األخير‪ ،‬إال إ ُّنه يسمح فى الوقت‬
‫ذاتُه و تحت هذا السقف بإنتخابات ُح ّرة‪ ،‬و تبادُل دورى لل ُ‬
‫سلطة بين األحزاب ال ُمختلفة على ُمستوى الحكومة‬

‫النموذج المصرى فى ال ُحكم ‪ ::‬ييُمثّل نُسقا ً دي ُمقراط ّيا ً داخل نظام قوى اإلعتماد على ال ُمؤسّسة الرئاسيّة‪ ،‬يسمح بالتعدُّديّة الحزبيّة‪ ،‬لكنُّه يُحدّد‬
‫الحزب الحاكم و األحزاب ال ُمعارضة و يُرتّب الغالبيّة البرلمانيّة قبل اإلنتخابات عمليَّا ً‬

‫النموذج الصينى ‪ ::‬إنفتاح إقتصادى‪ ،‬إنغالق سياسى‪ ،‬تستطيع الصين اإلعتماد بشكل أساسى على السوق الداخليّة‬

‫‪------------------------------‬‬

‫من يح ُكم سوريّا‪ ،‬صفحة ‪75‬‬


‫سلطة غير الرسميّة لل ُحكم‪ ،‬صفحة ‪76‬‬
‫بناء ال ُ‬

‫الحرس ال ُجمهورى‪ ،‬صفحة ‪77‬‬

‫حلقة ب َّ‬
‫شار الداخليّة‪،‬صفحة ‪78‬‬

‫‪------------------------------‬‬

‫تخرج‬
‫تحول إلى عسكرى‪ ،‬و ّ‬ ‫شار األسد ذو ال ‪ 28‬عاما ً مدنيّاً‪ ،‬فى أقل من سنة ّ‬ ‫فى عام ‪ 1994‬توفّى باسل األسد فى حادث سيّارة‪ ،‬كان ب ّ‬
‫تخرج يكون مالزم ) و خالل شهرين ُرفع الرائد إلى عقيد‬‫من ال ُكلّيّة الحربيّة برتبة نقيب ( على عكس ال ُمتعارف عليه بالقواعد العسكريّة ال ُم ّ‬
‫و فى أقل من ‪ 6‬ساعات ُرفع إلى فريق ّأول و قائد عام للجيش و القُ ّوات ال ُمسلّحة‬

‫اللجان الثالث ال ُمنبثقة من حزب البعث ‪ ::‬اإلقتصاديّة‪ ،‬التنظيميّة بجانب اللجنة السياسيّة التى تش ّكلت فى المؤتمر التاسع ال ُمنعقد بتاريخ ‪17‬‬
‫حزيران ‪ 2000‬إلى ‪ 20‬حزيران ‪ 2000‬بعد ‪ 15‬عام على إنعقاد المؤتمر القُطرى الثامن‬

‫شار األسد‪ ،‬مصطفى طالس‪ ( ،‬عبد الحليم خدّام ‪ +‬مح ّمد ُزهير مشارقة‪ ،‬نائبى الرئيس )‪ ( ،‬سليمان قدّاع ‪ +‬عبدهللا‬‫سداسيّة ‪ ::‬ب ّ‬‫اللجنة ال ُ‬
‫األحمر‪ ،‬األمينيين ال ُمساعدين لحزب البعث )‬

‫اللجنة المركزيّة تضُم ‪ 90‬عُضوا ً بنسبة الثُلث للسكريّين من بينهم ( ماهر األسد‪ ،‬مناف طالس )‬

‫تش ّكلت الجبهه الوطنيّة التقدُّميّة السوريّا‪ ،‬اإلئتالف السياسى الحاكم فى سوريّا ُمنذ آذار ‪1972‬‬

‫قيادة جديدة للجبهه الوطنيّة التقدُّميّة فى سوريّا برئاسة ب َّشار األسد‪ ،‬صفحة ‪237 ،236 ،235‬‬

‫شار عام ‪ 2000‬و إشتبك مع رئيس القلم فتم حملُه إلى فرع‬
‫سعد الدين جودت من قرية بئر عجم أدلى ب ال فى االستفتاء على رئاسة ب ّ‬
‫األمن الجنائى‬

‫‪------------------------------‬‬

‫التقرير االقتصادى للمؤتمر القطرى التاسع يضم ‪ 1.3‬صفحة حيث يعرض التقرير فى البند األول خصائص االقتصاد السورى معتبره إ ّنه‬
‫متنوع نسبيّا ً حيث يساهم ‪::‬‬
‫زراعى صناعى ّ‬

‫القطاع الزراعى = ‪ %29‬وسطيّا ً من الناتج المحلّى‬

‫قطاع الصناعة و التعدين و الطاقة = ‪ %22‬وسطيّا ً من الناتج المحلّى‬

‫قطاع الخدمات الجماعيّة و اإلجتماعيّة و الشخصيّة = ‪ %11‬وسطيّا ً من الناتج المحلّى‬

‫س ّكانى يرتفع ب ُمعدّل ‪%3.3‬‬


‫النمو ال ُ‬

‫التفاصيل صفحة ‪،153 ،152‬‬

‫ال ُمعالجة الج ّديّة للقطاع اإلقتصادى العام‪ ،‬ثانياً‪ ،‬إستقالل ال ُمنشأة صفحة ‪ 161‬و ‪162‬‬

‫سادساً‪ ،‬الفصل بين ملكيّة الدولة و بين إدارة ال ُمنشأة صفحة ‪163‬‬

‫التقرير التنظيمى‪ ،‬عدد أنصار و ُمنتسبين حزب البعث‪ ،‬صفحة ‪167 ،166‬‬

‫‪------------------------------‬‬

‫طالئع البعث‪ ،‬من سن ‪ 6‬إلى ‪ 11‬سنة يُمثّل ‪ %49‬من ُ‬


‫س ّكان سوريّا أقل من ‪ 15‬سنة‬

‫شبيبة الثورة‪ ،‬سن ال ُمراهقة‬

‫‪------------------------------‬‬
‫جزهر اإلصالح السياسى فى سورية‪ ،‬نشأة ّ‬
‫منظمات حقوق اإلنسان بسوريّا‪ ،‬أمثلة باألسماء على اإلعتقاالت و اإلجراءات التعسّفيّة من‬
‫صفحة ‪ 251‬حتّى ‪254‬‬

‫‪------------------------------‬‬

‫جمعيّة " أصدقاء ال ُمجتمع المدنى فى سورية " تأسّست فى ‪ 13‬أيلول ‪ 2000‬بعد تقديم طلب إلى نائب ال ُجمهوريّة عبد الحليم خدّام‬

‫‪------------------------------‬‬

‫رسالة أنطون مقدسى إلى ب َّ‬


‫شار األسد مع بدايات ربيع دمشق فى ‪ 14‬آب ‪ 2000‬بجريدة الحياه‬

‫‪http://www.souriat.com/2015/06/4723.html‬‬

‫مصر و الجمعيّات األهليّة‪ ،‬من صفحة ‪ 271‬إلى ‪273‬‬

‫‪------------------------------‬‬

‫بيان ال ‪ 55‬محامى‪2001/1/13 ،‬‬

‫من صفحة ‪ 449‬إلى ‪455‬‬

‫بيان يُطالب بإلغاء المحاكم اإلستثنائيّة بما فيها محاكم األمن اإلقتصادى بعد صدور مرسوم رقم ‪ 8‬لعام ‪ 2000‬و الذى سمح بإخالء سبيل‬
‫المتهم بكفالة نقدية‪ ،‬مصرفيّة‪ ،‬عقاريّة ‪ +‬قانون رقم ‪ 2000/27‬الهفو العام عن جميع جرائم التهريب باإلستثناءات الواردة فيه و‬
‫المنصوص عليها بالمرسوم ‪ 13‬لعام ‪ 1974‬باإلضافة لبعض الجرائم‬

‫النقد ‪::‬‬

‫وزير العدل ( نبيل الخطيب ) أصدر قرار للمحاكم بعدم اإلفراج عن اى ُمتّهم ّإال بعد قضاء عدّو أشهر ‪ +‬عدم اإلعتراف بالكفالة العقاريّة‬
‫أو المصرفيّة ‪ +‬قيمة الكفالة ال ُمبالغ فيها ‪ +‬حبس من يتم تداول العُملة بمبلغ أقل من ‪ 100‬ألف ليرة على الرغم من صدور مرسوم‬
‫‪ 2000/6‬بالمصادرة أو الغرامة فقط‬

‫أسماء ال ‪ُ 55‬موقّع‪ ،‬صفحة ‪455‬‬

‫‪------------------------------‬‬

‫حركة السلم اإلجتماعى " مبادئ ّأوليّة للحوار "‬

‫نص الورقة التى قدّمها النائب رياض سيف أُلقيت فى منتدى الحوار الوطنى بتاريخ ‪2001/1/30‬‬

‫أعلن رياض سيف خطوته األولى على طريق إنشاء تنظيم سياسى واضح البرنامج فى أمسية فكريّة فى منزلُه‪ ،‬شارك فيها ال ُمف ّكر السورى‬
‫يوسف سالمة الذى ح ّمل الدستور السورى مسؤوليّة اإلستبداد و الفساد فى البالد‬

‫المدعويين إلى ُمنتداه الفكرى على مشاركتُه فى جلسة إستثنائيّة لمناقشة ورقة مبادئ ستكون بعد إقرارها األساس الفكرى لتأسيس‬
‫ّ‬ ‫وحث‬
‫حزب سياسى بإسم " حركة السلم اإلجتماعى " و الذى لن يبدأ عملُه قبل صدور قانون األحزاب‬

‫بعثيُّون سوريُّون يتّهمون ُمؤسّس حركة السلم اإلجتماعى بالتزوير‪ ،‬من صفحة ‪ 471‬إلى ‪ 473‬و من صفحة ‪ 475‬إلى ‪478‬‬

‫أقرت " ال ُكتلة الوطنيّة " التى كانت تُمثّل " إعالن دمشق " ما س ّمتُه " المبادئ األساسيّة " فى " تشرين الثانى ‪ /‬نوفمبر ‪" 1932‬‬
‫ّ‬

‫حرض " أعيان حلب " على تأسيس " حزب الشعب "‬
‫األمر الذى ّ‬

‫‪------------------------------‬‬

‫خط ( كركوك ‪ -‬بانياس ) النفطى يربُط بين ( العراق ) و ( سوريّا )‬


‫فى الخمسينيّات‪ ،‬كان ‪ 17‬نائبا ً لحزب البعث فى إنتخابات ‪ ،1945‬فيما كانت األكثريّة من نُ ّواب (( الحزب الوطنى ))‪ (( ،‬حزب الشعب‬
‫))‪ُ (( ،‬كتلة ال ُمستقلّين و العشائر )) ُمرتبطين ب (( العراق ) و تُريد (( اإلتّحاد مع العراق ))‬

‫طلب السفير األميركى فى دمشق (( رايان كروكر )) ُمقابلة (( رئيس إتّحاد ال ُع ّمال " عز الدين ناصر " )) و قدّم له ُمذ ّكرة يُطالبه فيها ب‬
‫(( التعد ُّديّة النقابيّة ))‬

‫‪------------------------------‬‬

‫بيان حول إغالق " منتدى الحوار الوطنى "‪ ،‬صدر عن العضو بمجلس الشعب " رياض سيف " بتاريخ ‪ ،2001/3/21‬حيث كان ال ُمنتدى‬
‫يُعقد فى منزلُه‪ ،‬صفحة ‪ 519‬و ‪520‬‬

‫سه و وض ُعه المالى‪ ،‬صفحة ‪524‬‬


‫تقرير من ‪ 34‬صفحة ل رياض سيف حول إفال ُ‬

‫السماح لمنتدى األتاسى بالترخيص و العمل شفويّا َ بعد إبالغ الناطق بإسم (( التج ُّمع الدي ُمقراطى ال ُمعارض )) ال ُمعارض و ال ُمحامى ( حسن‬
‫سلطات‪ ،‬صفحة ‪ 525‬و ‪526‬‬ ‫عبد العظيم ) من قِبَل ال ُ‬

‫(( التج ُّمع الدي ُمقراطى ال ُمعارض )) يقود ‪ 5‬أحزاب ُمعارضة من بينها (( الحزب الشيوعى ‪ -‬المكتب السياسى )) برئاسة " رياض التُرك "‬
‫‪ +‬حزب البعث " الديمقراطى " بزعامة " إبراهيم ماخوس " ‪ +‬حركة اإلشتراكيّين العرب بزعامة " عبد الغنى عيّاش " ‪ +‬حزب العُ ّمال‬
‫الثورى بزعامة " طارق أبو الحسن بعد موت ياسين الحافظ‬

‫تعميم القيادة القُطريّة لحزب البعث ضد نشطاء المجتمع المدنى يحمل رقم ‪ 1075‬يقع فى ‪ 7‬صفحات و نُشر فى ّ‬
‫مجلة ( ال ُمناضل ) الداخليّة‬

‫‪------------------------------‬‬

‫مرة كل أسبوعين‪ ،‬صفحة ‪ 631‬و صفحة ‪632‬‬ ‫بيان إستئناف نشاط منتدى الحوار الوطنى فى يوم ‪ّ 2001/9/5‬‬
‫بعد تو ُّقف دام ‪ 5‬شهور ( بدون ترخيص رسمى ) بعد ( رفض ) وزارة الشئون اإلجتماعيةّ طلب الترخيص ( ّ‬
‫مرتين )‬

‫‪------------------------------‬‬

‫بيان لعضو مجلس الشعب المستقل‪ ،‬مح ّمد مأمون الحمصى بتاريخ ‪ 2001/8/7‬من صفحة ‪ 637‬إلى ‪639‬‬

‫أسباب إضراب مأمون عن الطعام فى مكتبه ل ُمدّة إسبوع كامل صفحة ‪642‬‬

‫‪------------------------------‬‬

‫إعتقال رياض سيف يوم ‪ 2001/9/6‬الساعة ‪ 6.15‬مسا ًء من منزلُه بحجّة ُمقابلة وزير الداخليّة‪ ،‬صفحة ‪ 661‬و ‪662‬‬

‫بيان إعتقال أعضاء ُمنتدى الحوار الوطنى " كمال اللبوانى‪ ،‬عارف دليلة‪ ،‬يوم ‪ 2001/9/9‬صفحة ‪ 663‬و ‪664‬‬

‫بيان إعتقال ‪ 5‬ناشطين فى سوريّا بينهم عارف دليلة و طبيبان و هُم (( حبيب الصالح‪ ،‬صاحب منتدى طرطوس )) ‪ (( +‬وليد البنّى )) ‪+‬‬
‫(( كمال اللبوانى )) ‪ (( +‬حسن سعدون )) من صفحة ‪ 665‬إلى ‪667‬‬

‫‪ 6‬من أصل ‪ 14‬عضوا ً فى لجنة منتدى الحوار الوطنى‬

‫فواز تللو )) صفحة ‪669‬‬


‫إستمرار إعتقال النشطاء فى سوريّا (( حبيب عيسى ‪ّ +‬‬

‫‪------------------------------‬‬

‫السجن ‪ 5‬سنوات ل رياض سيف‪ ،‬صفحة ‪673‬‬

‫السجن ‪ 3‬سنوات ل حبيب صالح‪ ،‬صفحة ‪675‬‬

‫إعتقال رياض الترك ل ُمدّة سنتين و نص بدالً من ‪ 5‬سنوات‪ ،‬صفحة ‪ 677‬و ‪678‬‬

‫السجن ‪ 5‬سنوات ل وليد البنّى و ‪ 10‬سنوات ل عارف دليلة‪ ،‬صفحة ‪679‬‬


‫السجن ‪ 5‬سنوات ل حبيب عيسى صفحة ‪681‬‬

‫فواز تللو ُمؤ ّقتا ً ل ُمدة ‪ 5‬سنوات ‪ 3 +‬سنوات على كمال اللبوانى ‪ +‬سنتين على حسن سعدون‪ ،‬صفحة ‪683‬‬
‫إعتقال ّ‬

‫‪------------------------------‬‬

‫سمح بدخول ‪ 85‬نائبا ً ُم ّ‬


‫ستقالً‬ ‫تم وسيع البرلمان السورى عام ‪ 1990‬و ُ‬

‫‪---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬
‫‪---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬
‫‪---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

You might also like