You are on page 1of 12

‫اجمللة اجلزائرية للدراسات التارخيية والقانونيةــــــــــــــــــــــ العدد الرابع ‪ -‬اجلزء الثاني‪ -‬ديسمرب ‪2017‬م‬

‫التطورات السياسية الستقالل السودان‪1953‬ــ‪1956‬م‬

‫(احلكم الذاتي‪ ،‬االنتخابات‪ ،‬االستقالل)‬


‫د‪ .‬غربي احلواس‪/‬أستاذ حماضر – ب‪-‬‬
‫جامعة ‪08‬ماي ‪1945‬م قاملة‬
‫امللخص‪:‬‬
‫مر السودان بفترات وخطوات للحصول على استقالله‪ ،‬فقد كان الصراع على أشده حول تقرير املصري‪ ،‬فاستطاع‬
‫السودان الوصول أو حتقيق استقالال ذاتيا بعد مفاوضات عديدة‪ ،‬كما واجه احلكم الذايت عراقيل منها مسألة السودنة‬
‫وقضية اجلنوب‪ ،‬كما كانت انتخابات‪1953‬م يف السودان اول انتخابات حلكومة احلكم الذايت واالنتقالية ملرحلة‬
‫االستقالل‪ ،‬أدى إىل ظهور خالفات وتباينات شديدة بني دعاة االحتاد مع مصر واالجتاه االستقاليل السوداين‪ ،‬كما‬
‫كان للتدخل الثنائي يف االنتخابات هلدف استمالة و كسب ود احلكومة السودانية اجلديدة‪ ،‬مما خلق مشاكل داخلية‬
‫أبرزها ازمة جنوب السودان‪ ،‬وأخري مت استقالل السودان يف الفاتح جانفي ‪1956‬م‪.‬‬
‫‪Abstract:‬‬
‫‪Sudan has gone through periods and steps to gain independence. The‬‬
‫‪conflict over self-determination was the most intense. Sudan was able to‬‬
‫‪achieve self-government after many negotiations. There were obstacles to‬‬
‫‪self-government, including the Sudan and the South, since the 1953‬‬
‫‪elections in Sudan were the first elections of the self-government and the‬‬
‫‪transitional government. As for the independence phase, it has led to‬‬
‫‪sharp differences between the supporters of the union with Egypt and the‬‬
‫‪Sudanese independence trend, as well as the bilateral intervention in the‬‬
‫‪elections to seduce the new Sudanese government, which has created‬‬
‫‪internal problems, including the crisis in southern Sudan. independence of‬‬
‫‪Sudan in the light of January 1956.‬‬

‫‪- 52 -‬‬
‫اجمللة اجلزائرية للدراسات التارخيية والقانونيةــــــــــــــــــــــ العدد الرابع ‪ -‬اجلزء الثاني‪ -‬ديسمرب ‪2017‬م‬

‫املقدمة‪:‬‬
‫مر السودان يف تارخيه ابتداء من عام‪1821‬م بثالث مراحل متباينة؛ فاملرحلة األوىل خضع السودان فيها للحكمم‬
‫املصري‪ -‬العثماين من عام‪1821‬م إىل غاية‪1881‬م‪ ،‬واملرحلة الثانية خضع خالهلا السودان حلكم الدولة املهدية مما‬
‫بني عام‪1881‬م إىل سنة‪1898‬م؛ مث دخل السودان يف تارخيه يف املرحلة األخرية عندما وقع حتت احلكمم الثنمائي‬
‫املصري‪ -‬الربيطاين يف الفترة ما بني‪1956-1899‬م‪ .‬يف حني عرفت املرحلة االخري او املرحلة االسمتعمارية الم‬
‫واجهتها احلركة الوطنية السودانية منذ ‪1919‬م ال استطاعت الوصول وحتقيق احلكمم المذايت منمذ ‪1953‬م مث‬
‫االستقالل سنة ‪1956‬م‪ ،‬واردنا يف مقا لنا هذا دراسة قضية استقالل السودان من خالل احلكم الذايت واول انتخابات‬
‫سودانية لتشكيل حكومة مستقلة واالستقالل النهائي‪ .‬فكيف مت ذلك؟‬
‫أوال ‪ :‬احلكم الذايت يف السودان‪:‬‬
‫‪ - 1‬ظروف احلكم الذايت للسودان‪:‬‬
‫خططت بريطانيا خللق التوتر والصدام بني السودانيني واملصريني‪ ،‬وهلذا طلب احلاكم العام (روبرت هاو( من‬
‫"ستانلي بيكر" أن يعجل بوضع تقريرا مبا انتهت إليه أعمال اللجنة املكلفة بوضع مسودة دستور احلكم الذايت‪،‬‬
‫وبالفعل مت عرض مسودة الدستور على اجلمعية التشريعية يف‪23‬جانفي‪1952‬م‪ ،‬وبعد تعديلها أقرهتا اجلمعية التشريعية‬
‫يف ‪ 23‬أفريل‪ ،‬مث رفعها يف شهر ماي ألجل املصادقة عليها من طرف احلكومتني املصرية والربيطانية)‪.(1‬‬
‫مل تكن الظروف وتطورات األحداث يف صاحل بريطانيا وال مصر‪ ،‬فقد كان من نتائج ثورة الضباط األحرار‬
‫يف‪23‬جويلية‪1952‬م‪ ،‬أن أهنت فكرة املطالبة املصرية بالسيادة على السودان‪ ،‬ويف نفس الوقت اعتراف حكومة ثورة‬
‫الضباط بم‪:‬‬
‫‪ -‬حق السودان يف تقرير مصريه‪ :‬االستقالل أو االحتاد مع مصر‪.‬‬
‫‪ -‬أن احلكم الذايت أساس مفاوضاهتم مع األحزاب السودانية واحلكومة الربيطانية)‪.(2‬‬
‫وهكذا دخلت حكومة الثورة املصرية يف مفاوضات بشأن مستقبل السودان‪.‬‬
‫‪ - 2‬املفاوضات حول مستقبل السودان (نوفمرب‪ -1952‬فيفري‪1953‬م(‪:‬‬
‫دخلت احلكومة املصرية يف مفاوضات مع بريطانيا بشأن مستقبل السودان السياسي من‪20‬نوفمرب‪1952‬إىل‬
‫‪12‬فيفري‪1953‬م عقدت خالهلا عشر‪ 10‬جلسات‪ ،‬أكد خالهلا الوفد املصري موقفه املساند للسيادة السودانية‬
‫واالستقالل التام للسودانيني)‪. (3‬‬
‫‪- 53 -‬‬
‫اجمللة اجلزائرية للدراسات التارخيية والقانونيةــــــــــــــــــــــ العدد الرابع ‪ -‬اجلزء الثاني‪ -‬ديسمرب ‪2017‬م‬

‫وقبل الدخول يف املفاوضات قدمت احلكومة املصرية إىل بريطانيا‪ ،‬مذكرة يف‪ 2‬نوفمرب‪1952‬م موسومة بمم‪:‬‬
‫)‪(4‬‬
‫"السودان املستقبل" تضمنت ‪ 16‬بندا وملحقني‪ ،‬بشأن احلكم الذايت وتقرير املصري‪ .‬واهم جاء فيها ‪:‬‬
‫‪ -‬حق السودانيني يف تقرير املصري‪.‬‬
‫‪ -‬السيادة من حق السودانيني حىت يتم تقرير املصري‪.‬‬
‫‪ -‬ضرورة وجود فترة انتقالية بني احلكم الذايت وتقرير املصري النهائي‪.‬‬
‫‪ -‬تقرير مصري السودان باالختيار بني االرتباط مبصر على صورة ما‪ ،‬أو االستقالل التام للسودان‪.‬‬
‫أما امللحقان فيتعلق أمرمها بمالتعديالت على مسودة قانون احلكم الذايت‪ ،‬وسلطات احلاكم العام التقديرية‬
‫‪ 3‬ـ ظهور خالفات حول احلكم الذايت‪:‬‬
‫مل تتعدى املفاوضات جلستها األوىل‪ ،‬إال وظهر اخلالف ملا طرحت قضية سلطة احلاكم العام اخلاصة بشأن اجلنوب‬
‫ومسألة السودنة‪.‬‬
‫(‪)5‬‬
‫أ ‪ -‬مسألة السودنة‪:‬‬
‫‪ -‬املوقف الربيطاين‪ :‬االنطالق يف تقرير املصري‪ ،‬دون النظر إىل من يشغل الوظائف وان ال أال يربط تقرير مصري‬
‫السودان بالسودنة‪.‬‬
‫‪ -‬املوقف املصري‪ :‬إشترط أال يبقى بريطاين أو مصري يف وظيفة رئيسية‪ ،‬لكي يتوفر اجلو احملايد لتقرير املصري‪،‬‬
‫وبالتايل اجلانب املصري قراره مناهض للقرار الربيطاين‪.‬‬

‫‪- 54 -‬‬
‫اجمللة اجلزائرية للدراسات التارخيية والقانونيةــــــــــــــــــــــ العدد الرابع ‪ -‬اجلزء الثاني‪ -‬ديسمرب ‪2017‬م‬

‫) ‪(6‬‬
‫ب ‪ -‬مسألة اجلنوب‪:‬‬
‫خالل إجتماعي ‪ 24‬نوفمرب و‪ 9‬ديسمرب‪1952‬م متٌإقتراح‪:‬‬
‫اجلانب الربيطاين أكد من خالل سفريه رالف ستيفنسون على مسؤولية احلاكم العام اخلاصة بشأن اجلنوب‬
‫ضمن سلطاته التقديرية‪ ،‬وهذا لضمان هدفني مها‪:‬‬
‫‪ -‬انضمام اجلنوب إىل باقي السودان يف املرحلة القادمة‬
‫‪ -‬مينح اجلنوب ثقته للشمال أثناء الفترة االنتقالية‪.‬‬
‫أما اجلانب املصري فقد اكد على عدم ذكر كلمة مشال أو جنوب يف مشروع قانون احلكم الذايت‪ ،‬حىت ال‬
‫تكون هناك تفرقة بني أهل السودان‪.‬‬
‫ج ‪ -‬الرد الربيطاين على املذكرة املصرية ‪1952/11/2‬م(السودان املستقبل)‪:‬‬
‫وأخريا ردت بريطانيا على املذكرة املصرية خالل مفاوضات يف‪ 12‬جانفي ‪1953‬م حيث قدم السفري‬
‫) ‪(7‬‬
‫الربيطاين للجانب املصري مشروع اتفاق‪ ،‬جاء فيه‪:‬‬
‫‪ -‬أن احلكومة الربيطانية ال تفكر يف فصل اجلنوب عن بقية السودان‪.‬‬
‫‪ -‬أن سلطات احلاكم العام بشأن اجلنوب لن تتعارض وسياسة الوحدة‪.‬‬
‫‪ -‬اقترحت احلك ومة الربيطانية على أن احلكومة السودانية اجلديدة‪ ،‬هلا احلق والقرار يف حتديد مدة السودنة‬
‫وآجاهلا‪.‬‬
‫‪ – 4‬االتفاق املصري السوداين من مشروع احلكم الذايت‪:‬‬
‫‪ -‬اتفاقية ‪ 10‬فيفري ‪1953‬م‪ :‬تضمنت طريقة التفاوض مع بريطانيا بشأن احلكم الذايت‪ ،‬حيث مت اتفاق‬
‫احلكومة املصرية مع األحزاب السودانية)حزب األمة‪ ،‬احلزب اجلمهوري االشتراكي‪ ،‬احلزب الوطين االحتادي(‬
‫ومت التأكيد على‪:‬‬
‫‪ -‬القوات املسلحة السودانية تتمتع بسلطتها يف احلفاظ على األمن الداخلي للبالد‪ .‬ووالؤها للربملان السوداين‬
‫فقط)‪.(8‬‬
‫‪ -‬سحب القوات العسكرية الربيطانية واملصرية من السودان قبل الشروع يف عمليات تقرير مصري السودان‬
‫)‪ (9‬بسنة على األقل)‪.(10‬‬

‫‪- 52 -‬‬
‫اجمللة اجلزائرية للدراسات التارخيية والقانونيةــــــــــــــــــــــ العدد الرابع ‪ -‬اجلزء الثاني‪ -‬ديسمرب ‪2017‬م‬

‫‪ -‬أن أي قرار يتعارض تشريعه مع الربملان السوداين‪ ،‬حيال إىل دول احلكم الثنائي‪ ،‬وجيب أن يصل رد‬
‫احلكومتني خالل شهر ويكون قرار اللجنة أو التشريع الذي اقره الربملان نافدا‪ ،‬إال إذا اتفقت احلكومتان على‬
‫خالف ذلك‪.‬‬
‫‪ -‬إذا تقرر سودنة وظيفة ال يتوافر هلا سودانيون أكفاء يتم اللجوء إىل عناصر أخرى حمايدة تقررها احلكومة‬
‫السودانية‪.‬‬
‫‪ -‬وأخريا أن مل تصبح هذه النقاط أساسا لدستور احلكم الذايت فقد اكدت األحزاب السودانية على مقاطعة‬
‫االنتخابات)‪.(11‬‬
‫‪ - 5‬االتفاق املصري الربيطاين ششأن احلكم الذايت(‪ 12‬فيفري ‪1953‬م)‪:‬‬
‫) ‪(12‬‬
‫أهم ما جاء فيه‪:‬‬
‫‪ -‬املرحلة االنتقالية تكون بسيادة السودان للسودانيني حىت يتم هلم تقرير املصري‪.‬‬
‫‪ -‬احلياد يف ممارسة تقرير املصري للمجتمع السوداين‪.‬‬
‫‪ -‬السلطة الدستورية العليا داخل السودان خالل املرحلة االنتقالية‪ ،‬يقوم هبا احلاكم العام الربيطاين وجلنته‪.‬‬
‫‪ -‬حتديد الفترة االنتقالية بثالث‪ 03‬سنوات ميارس السودانيون خالهلا احلكم الذايت لتهيئة اجلو احلر احملايد‬
‫لتقرير املصري)‪.(13‬‬
‫‪ -‬أن تقرر اجلمعية التأسيسية مصري السودان باالرتباط مبصر أو االستقالل التام‪.‬‬
‫‪ -‬تعد اجلمعية التأسيسية دستورا للسودان يتوافق مع القرار الذي يتخذ يف هذا الصدد)‪. (14‬‬
‫‪ -‬حتترم احلكومتان املتعاقدتان قرار اجلمعية التأسيسية فيما يتعلق مبستقبل السودان‪ ،‬وتتخذ مجيع االجراءات‬
‫لتنفيذه)‪. (15‬‬
‫فقد كانت رغبة السودانيني يف اول إمجاع هلا يف‪7‬مارس‪1954‬م‪ ،‬أن حيل السودانيون حمل الربيطانيني يف‬
‫وظائف مديري املديريات ومفتشي املراكز قبل هناية سنة‪1954‬م)‪.(16‬‬
‫وهكذا وبناء على هذا االتفاق أعلن يف اخلرطوم يف‪ 21‬مارس ‪1953‬م صدور قانون احلكم الذايت بتوقيع‬
‫احلاكم العام للسودان روبرت هاو‪ ،‬وحبضور وزير الدولة الربيطاين سلوين لويد والرائد صالح سامل عضو‬
‫جملس قيادة الثورة املصرية واملسؤول عن امللف السوداين‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬أول انتخاشات يف تاريخ السودان‪1953‬م وانعكاساهتا‪.‬‬
‫‪ -1‬التحضري لالنتخاشات الربملانية نوفمرب‪1953‬م‪:‬‬

‫‪- 53 -‬‬
‫اجمللة اجلزائرية للدراسات التارخيية والقانونيةــــــــــــــــــــــ العدد الرابع ‪ -‬اجلزء الثاني‪ -‬ديسمرب ‪2017‬م‬

‫كانت أول انتخابات يف تاريخ السودان‪ ،‬حيث بلغ عدد املرشحني فيها‪ 322‬مرشحا‪ ،‬يف حني بلغ عدد‬
‫الناخبني‪1.687.000‬ناخب)‪.(17‬‬
‫وأقيمت االنتخابات الربملانية يف ظل جمريات احلكم الذايت ما بني‪25-15‬نوفمرب‪1953‬م يف دوائر االنتخاب‬
‫املباشر‪ ،‬ومابني‪25-2‬نوفمرب يف دوائر االنتخاب غري املباشر وهذا بالنسبة النتخاب جملس النواب‪ ،‬أما االقتراع‬
‫جمللس الشيوخ فقد اجري يف الفترة من‪26‬نوفمرب إىل‪5‬ديسمرب‪1953‬م)‪.(18‬‬
‫وانطلقت التحضريات لالنتخابات الربملانية ومت تقسيم الدوائر االنتخابية)‪ ،(19‬حيث تقرر أن جترى‬
‫االنتخابات يف‪35‬دائرة من دوائر املديريات الشمالية باالنتخاب املباشر‪ ،‬و‪57‬دائرة من هذه املديريات الشمالية‬
‫واملديريات اجلنوبية باالنتخاب غري املباشر على درجتني كما خصصت ثالث‪03‬دوائر للخرجيني ينتخب‬
‫أعضاءها خرجيو املدارس الثانوية وما فوقها وذلك عن طريق الربيد على جلنة االنتخابات‪ ،‬مث رفعت عدد‬
‫الدوائر ال جترى فيها االنتخابات املباشرة من‪35‬إىل‪78‬دائرة‪ ،‬ورفعت عدد دوائر اخلرجيني من ثالث‪03‬إىل‬
‫مخس‪05‬دوائر)‪ ، (20‬وللخرجيات السودانيات اللوايت أكملن تعليمهن الثانوي كحد أدىن حق االنتخاب يف هذه‬
‫الدوائر‪ ،‬وبلغ عددهن‪ 25‬ناخبة هن خرجيات مدرسة أم درمان الثانوي للبنات ومدرسة االحتاد العليا‬
‫باخلرطوم)‪.(21‬‬
‫‪ - 2‬التدخل املصري والربيطاين يف كسب االنتخاشات‪:‬‬
‫حاولت مصر وبريطانيا بالتأثري على نتائج االنتخابات للحصول على اكرب عدد ممكن من املؤيدين هلذا‬
‫الطرف أو ذاك من خالل دعمهما املادي واملعنوي لألطراف املؤيدة ملواقفهما السياسية داخل السودان)‪.(22‬‬
‫أ ‪ -‬التدخل املصري‪:‬‬
‫قدمت مصر مساعدات مادية ومعنوية لألحزاب املنادية بوحدة وادي النيل األحزاب االحتادية وظلت‬
‫دعايتها متواصلة لدعم وحدة وادي النيل يف حني شنت هجوما على األحزاب االستقاللية من خالل الصحف‬
‫واجملالت وعن طريق اإلذاعة يف القاهرة‪ ،‬وقبل أجراء االنتخابات منحت احلكومة املصرية إجازات لآلالف من‬
‫السودانيني العام لني يف مصر والسماح هلم بالعودة إىل السودان واستخدامهم كنفوذ يف دعايتها االنتخابية‬
‫لصاحل مصر‪ ،‬وبلغت مدة تلك اإلجازات إىل‪ 4‬اشهر مدفوعة األجر‪ ،‬باإلضافة إىل تسخريها لكل املوارد‬
‫واملصاحل املصرية يف السودان للوقوف إىل جانب احلزب الوطين االحتادي‪ ،‬ومت أيضا إرسال أعداد كبرية من‬
‫الطالب املصريني إىل السودان ظاهريا ألغراض تعليمية ويف الواقع هم إضافة يف سبيل الدعاية)‪.(23‬‬

‫‪- 54 -‬‬
‫اجمللة اجلزائرية للدراسات التارخيية والقانونيةــــــــــــــــــــــ العدد الرابع ‪ -‬اجلزء الثاني‪ -‬ديسمرب ‪2017‬م‬

‫وقد تفطنت االحزاب السودانية ملا تقوم به مصر من تدخل يف سري انتخابات فاصدر حزب األمة‬
‫‪30‬نوفمرب‪1953‬م بيانا أكد فيه على أن‪...(:‬التضليل واملال املصري مل يترك ذريعة وال فرصة إال استغلها وأنه‬
‫كان أبعد بكثري مما تصوره حزب األمة‪ ،...‬وأن احلزب سيتخذ اخلطوات العملية احلامسة ال تقتضيها مصلحة‬
‫البالد‪ ، (...‬وسانده يف ذلك التيار االحتادي حيث أصدر بيان مماثل يف‪ 01‬ديسمرب‪1953‬م أعلن فيه استعداده‬
‫للعمل والتعاون مع األحزاب السودانية األخرى (‪.(24‬‬
‫ب ‪ -‬التدخل الربيطاين‪:‬‬
‫وظفت بريطانيا سيطرهتا وموظفيها يف السودان خلدمة العملية االنتخابية لصاحل حزب األمة‪ ،‬الذي اهتم من‬
‫قبل االحتاديني بسعيه لضم السودان إىل دول الكومنولث الربيطاين‪ ،‬وحاولت بريطانيا التقريب بني حزب األمة‬
‫واجلمهوري االشتراكي خلوض االنتخابات ومتثل املوقف الربيطاين يف قوهلم‪... ):‬وإننا نرغب يف أن يفوز‬
‫حزب األمة بكل مقعد يستطيع الفوز به‪ .‬فضال على هذا نريد أن نرى مرشحني آخرين من غري حزب األمة‬
‫)‪(25‬‬
‫قد مت فوزهم‪ ...‬وهبذا يزداد عدد أعضاء الربملان من العناصر االستقاللية على حساب االحتاديني‪.(..‬‬
‫‪ 4‬ـ نتائج االنتخاشات‪:‬‬
‫وأسفرت االنتخابات يف يوم‪29‬نوفمرب‪1953‬م عن فوز احلزب الوطين االحتادي باألغلبية يف الربملان‪-‬‬
‫جملسي النواب والشيوخ‪ ،‬وهذا يرجع للدعاية والدعم من دول احلكم الثنائي‪ ،‬فإن حصول احلزب الوطين‬
‫االحتادي على أغلبية املقاعد يف جملسي الشيوخ والنواب‪ ،‬ويليه حزب األمة)‪.(26‬‬
‫وقد تفوق احلزب الوطين االحتادي برئاسة جملس النواب والشيوخ ضد مرشحي حزب األمة‪ ،‬وعني احلاكم‬
‫العام مبوجب قانون احلكم الذايت‪20‬عضوا يف جملس الشيوخ‪10‬منهم من احلزب الوطين االحتادي‪،‬‬
‫والم‪10‬اآلخرون من باقي األحزاب واملستقلني)‪.(27‬‬
‫‪ -‬تشكيل اول حكومة وطنية‪:‬‬
‫وباشر الربملان السوداين أول جلسة له يف‪1‬جانفي‪1954‬م‪ ،‬واوكل مهمة تشكيل احلكومة الوطنية لم‪:‬‬
‫إمساعيل األزهري رئيس احلزب الوطين االحتادي)‪ ،(28‬بعد فوزه وألقى السيد إمساعيل األزهري خطابا قال فيه‪:‬‬
‫( أعاهد اهلل أمام هذا اجمللس بأال أعمل إال ما أراه حقا متماشيا مع مصلحة الوطن‪.(29)(...‬‬
‫وشكل إمساعيل األزهري يف‪6‬فيفري‪1954‬م أول وزارة لدولة السودان ضمت‪10‬وزراء‪ ،‬وقد بدأت‬
‫الوزارة أعماهلا لتحقيق برناجمها الذي تضمن امل هام األساسية للوزارة وهي تنفيذ اتفاقية احلكم الذايت‪ ،‬منها‬
‫سودنة وظائف الدولة‪ ،‬وأكملت مجيع اإلجراءات يف أوت‪1955‬م)‪.(30‬‬

‫‪- 55 -‬‬
‫اجمللة اجلزائرية للدراسات التارخيية والقانونيةــــــــــــــــــــــ العدد الرابع ‪ -‬اجلزء الثاني‪ -‬ديسمرب ‪2017‬م‬

‫(‪)31‬‬
‫‪ 5‬ـ دور االجنليز يف استقالل السودان‪:‬‬
‫دعت بريطانيا األزهري من أجل ابعاده عن مبدئه االحتادي إىل االستقالل‪ ،‬فكان موقف االزهري كما‬
‫صرح به جلريدة األيام املستقلة عند عودته وتضمن‪:‬‬
‫‪ -‬أن االحتاد املصري السوداين يتمثل يف جملس أعلى سوداين وآخر مصري جيتمعان ملناقشة املسائل املشتركة‬
‫كالدفاع والسياسة اخلارجية ومياه النيل‪.‬‬
‫‪ -‬قرارات اجمللس األعلى ليست مطلقة فاحلق للربملان إلقرارها أو نقضها أو تعديلها‪.‬‬
‫‪ -‬أن يكون السودان مجهورية برئيسها‪ ،‬وجملس وزرائها كما أن مصر مجهورية‪.‬‬
‫) ‪(32‬‬
‫‪ 6‬ـ انعكاسات احلكم الذايت يف السودان ‪:‬‬
‫أن اخلالفات بني أعضاء جملس قيادة الثورة والرئيس حممد جنيب الذي يعده السودانيون"نصف سوداين"‪.‬‬
‫أثر على السودانيني الذين يتعاطفون مع حممد جنيب وهو ما ترك أثرا واضحا يف مستقبل التعاون‪.‬‬
‫أما األزهري فقد تراجع عن موقفه حنو الوحدة مع مصر‪ ،‬واستغلت بريطانيا الفرصة لدعم األزهري للتخلي‬
‫عن فكرة الوحدة والتوجه حنو االستقالل التام‪ ،‬وقد تغريت مواقف االزهري بعد تنحية الرئيس حممد جنيب‪،‬‬
‫فعمل على‪:‬‬
‫‪ -‬توقيف الصحف الداعية إىل االحتاد ومنها جريدتا العلم واالحتاد‪.‬‬
‫‪ -‬رفض املبلغ الذي رصدته مصر)‪700‬ألف جنيه( لدعم املشاريع االجتماعية والصحية والثقافية يف السودان‪.‬‬
‫وقد نتج عن هذه اخلطوات لألزهري‪ ،‬أن حدث انشقاق يف صفوف احلزب الوطين االحتادي‪ ،‬إذ قدم بعض‬
‫الوزراء استقالتهم‪ ،‬و أسسوا حزب االستقالل اجلمهوري يف‪02‬جانفي‪1955‬م(‪.)33‬‬
‫عملت املعارضة الربملانية املنشقة عن احلزب الوطين االحتادي‪ ،‬على اسقاط احلكومة من خالل التصويت‬
‫على الثقة باحلكومة يف ‪10‬نوفمرب‪1955‬م‪ ،‬فكانت نتائجها استقالة األزهري وسقوط حكومته الثانية‪ .‬لكنه‬
‫بعد اربعة أيام رجع وشكل الوزارة مرة ثانية يف‪15‬نوفمرب)‪.(34‬‬
‫) ‪(35‬‬
‫وقد رافق عودة األزهري إىل الرئاسة جمموعة من التطورات امهها‪:‬‬
‫‪ -‬تظاهرات يف شوارع املدن السودانية تنادي حبياة األزهري وباالستقالل‬
‫‪ -‬طلب الربملان السوداين يف‪12‬أوت‪1955‬م من دول احلكم الثنائي الشروع يف اختاذ التدابري لتقرير املصري‬
‫وجالء اجليوش األجنبية‪.‬‬

‫‪- 56 -‬‬
‫اجمللة اجلزائرية للدراسات التارخيية والقانونيةــــــــــــــــــــــ العدد الرابع ‪ -‬اجلزء الثاني‪ -‬ديسمرب ‪2017‬م‬

‫‪ -‬طلب الربملانفي‪ 29‬أوت من دول احلكم الثنائي إجراء تقرير املصري عن طريق االستفتاء الشعيب املباشر بدال‬
‫من اجلمعية التأسيسية‪.‬‬
‫‪ -‬اتفاق قادة األحزاب السياسية على إعالن االستقالل من داخل الربملان‪.‬‬
‫‪ -‬اجتمع الربملان السوداين يف‪19‬ديسمرب‪1955‬م من أجل إعالن االستقالل‪ .‬فعرقل بسبب مشكلة اجلنوب‬
‫وانقسمت األحزاب السياسية السودانية يف موقفها إىل قسمني‪:‬‬
‫‪ -‬أول‪ :‬يرى أن قضية اجلنوب ال حتل إال عرب تعريب وإسالم أهل اجلنوب وأسلمتهم‪.‬‬
‫‪ -‬ثاين‪ :‬يرى ضرورة االعتراف باخلصائص الثقافية والزنوجية ال هي حقيقة من حقائق الواقع اإلثين يف‬
‫السودان‪ ،‬ولقد أصبحت قضية اجلنوب جماال للمساومات السياسية والدعائية‪.‬‬
‫‪ – 6‬حنو استقالل السودان‪:‬‬
‫أمام هذه الظروف واقتراب موعد استقالل السودان ظهر اجتاهان‪:‬‬
‫‪ -‬األول استقاليل يدعو إىل إعالن االستقالل التام للسودان يدعمه حزب األمة‪.‬‬
‫‪-‬الثاين احتادي يسعى إىل إقامة احتاد مع مصر)‪.(36‬‬
‫وإزاء اشتداد الصراع بني االجتاهني قررت قوة دفاع السودان حسم الصراع لصاحل االستقالل التام‪ ،‬ألهنا‬
‫القوة العسكرية الوحيدة يف البالد القادرة على التدخل إلجبار أعضاء الربملان الختاذ قرار االستقالل التام‪،‬‬
‫وبالفعل تقدم عضو الربملان عبد الرمحن حممد إبراهيم باقتراح إىل اجمللس يف دورته الثالثة يف‪19‬‬
‫ديسمرب‪ 1955‬م بإصدار قرار إعالن االستقالل‪ ،‬فتم تأييده واملوافقة عليه‪ .‬ووجه اجمللس إىل احلاكم العام هاو‬
‫البيان اآليت" حنن أعضاء جملس النواب يف الربملان جمتمعا‪ ،‬نعلن باسم شعب السودان أن السودان أصبح دولة‬
‫مستقلة كاملة السيادة‪ ،‬ونرجو من معاليكم أن تطلبوا من دول احلكم الثنائي االعتراف هبذا اإلعالن فورا"‬
‫وبعد إعالن الربملان االستقالل اقر جملس الشيوخ يف‪ 22‬ديسمرب بيان االستقالل‪ ،‬وهو ما اجرب دول احلكم‬
‫الثنائي إىل االعتراف هبذا االستقالل)‪.(37‬‬
‫واحتفلت السودان يف‪1‬جانفي‪ 1956‬م باستقالهلا وقيام النظام اجلمهوري فيها وبادرت مصر وبريطانيا إىل‬
‫االعتراف باجلمهورية املستقلة اجلديدة يف اليوم نفسه‪ ،‬وغدت السودان عضوا يف اجلامعة العربية‬
‫يف‪19‬جانفي‪1956‬م وعضوا يف هيئة األمم يف نوفمرب‪1956‬م)‪.(38‬‬

‫‪- 57 -‬‬
‫اجمللة اجلزائرية للدراسات التارخيية والقانونيةــــــــــــــــــــــ العدد الرابع ‪ -‬اجلزء الثاني‪ -‬ديسمرب ‪2017‬م‬

‫اخلاةمة‪:‬‬
‫ان قضية استقالل السودان تدرجت من احلكم الذايت يف السودان واالنتخابات السودانية كما رافقتها العديد‬
‫من التطورات واملشاكل السياسية الداخلية واخلارجية املتمثلة يف احلكم الثنائي مصر واإلجنليز‪ ،‬فكل طرف‬
‫حياول كسب السودان املستقل ألجل مصاحله ‪ ،‬مما فتح اجملال إىل ظهور خالفات وصراعات داخلية‪ ،‬خاصة‬
‫قضية اجلنوب ال أصبحت قضية عالقة يف تاريخ السودان وخملفات استعمارية‪ ،‬حىت مت انفصال جنوب‬
‫السودان كدولة مستقلة‪.‬‬
‫هكذا انتهت خدمة ومسؤولية احلاكم العام وتوىل أبناء السودان أمرهم يف خمتلف جوانب احلياة السياسية‪،‬‬
‫ومتكنت احلركة الوطنية السودانية وقواها الشعبية من قيادة معركة االستقالل وانتزاعه من أيدي القوات‬
‫الربيطانية بعد كفاح طويل لتصفية الوجود االستعماري وحتقيق السيادة واالستقالل الوطين‪.‬‬

‫‪- 58 -‬‬
‫اجمللة اجلزائرية للدراسات التارخيية والقانونيةــــــــــــــــــــــ العدد الرابع ‪ -‬اجلزء الثاني‪ -‬ديسمرب ‪2017‬م‬

‫اهلوامش‬
‫)‪ )1‬حمسن حممد‪ ،‬مصر والسودان االنفصال شالوثائق السرية الربيطانية واألمريكية‪ ،‬دار الشروق‪ ،‬ط‪ ،1994 ،1‬ص‪.67‬‬
‫)‪ (2‬جوهر موسى النهار مهيدات‪ ،‬السياسة الربيطانية وأثرها يف تكوين مشكلة السودان ‪ ،1956-1899‬إشراف امحد اجلوارنة‪ ،‬رسالة دكتوراه‪،‬‬
‫غري منشورة‪ ،‬كلية اآلداب‪ ،‬قسم التاريخ‪ ،‬جامعة الريموك‪ ،2006،‬ص‪.186،187‬‬
‫)‪ (3‬سرحان غالم حسني العباسي‪ ،‬التطورات السياسية يف السودان‪ ،2009-1953‬دراسة تارخيية وثائقية‪ ،‬مركز دراسات الوحدة العربية‪،‬‬
‫بريوت‪ ،‬ط‪ ،2011،1‬ص‪.69،70‬‬
‫)‪ (4‬فيصل عبد الرمحن علي طه‪ ،‬احلركة السياسية السودانية والصراع املصري الربيطاين ششأن السودان‪1953-1936‬م‪ ،‬دار األمني للطبع والنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬ط‪ ،1998، ،1‬ص‪.617‬‬
‫(‪ )5‬نفسه‪.‬‬

‫)‪ (6‬نفسه‪ ،‬ص‪.619،620‬‬


‫)‪ (7‬نفسه‪ ،‬ص‪.626‬‬
‫)‪ (8‬سرحان غالم حسني العباسي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.71،72‬‬
‫)‪ (9‬نفسه‪ ،‬ص‪.69،70‬‬
‫)‪ (10‬حمسن حممد‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.68‬‬
‫)‪ (11‬نفسه‪ ،‬ص‪..111 ،88‬‬
‫)‪ (12‬سرحان غالم حسني العباسي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.72-71‬‬
‫)‪ (13‬حمسن حممد‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.98-69‬‬
‫)‪ (14‬فيصل عبد الرمحن علي طه‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.631‬‬
‫)‪ (15‬أمحد إبراهيم دياب‪ ،‬مؤةمر اخلرجيني وتطور احلركة الوطنية يف السودان‪) 1953-1938‬دراسة وثائقية(‪ ،‬الدار العربية للنشر والتوزيع‪ ،‬أم‬
‫درمان‪2006 ،‬م‪ ،‬ص‪ .98،99‬أنظر أيضا‪ :‬شوقي اجلمل‪ ،‬تاريخ سودان وادي النيل‪ ،‬حضارته وعالقاته من أقدم العصور إىل الوقت احلاضر‪،‬‬
‫مكتبة اإلجنلو املصرية‪ ،‬القاهرة‪ ،2008،‬ص‪.855‬‬
‫)‪ (16‬حممد علي حممد الطيب‪ " ،‬األثر اإلداري لألتراك العثمانيني يف السودان"‪ ،‬ملتقى دويل بعنوان" السودان يف العهد العثماين"‪-26 ،‬‬
‫‪28‬سبتمرب‪ ،2012‬دار الوثائق القومية‪ ،‬رئاسة جملس الوزراء‪ ،‬اخلرطوم ‪ ،2012،‬ص‪.273‬‬
‫)‪ (17‬بيتر ودوارد‪ ،‬السودان‪ :‬الدولة املضطرشة‪1989-1898‬م‪ ،‬ترمجة حممد علي جادين‪ ،‬اخلرطوم‪2001،‬م‪ ،‬ص‪ .104‬وأنظر‪ :‬ذاكر حمي الدين‬
‫عبد اهلل العراقي‪ "،‬املتغريات السياسية يف السودان من خالل وثائق اخلارجية العراقية)‪ ،"(1956-1946‬جملة جامعة تكريت للعلوم اإلنسانية‪،‬‬
‫بغداد‪ ،‬اجمللد‪ ،20‬العدد‪ ،10‬أكتوبر‪ ،2013‬ص‪.326‬‬
‫)‪ (18‬فيصل عبد الرمحن علي طه‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.650،651‬‬
‫)‪ (19‬جراهم‪ .‬ف‪ .‬توماس‪ ،‬السودان الصراع من أجل البقاء‪ ،1993-1984‬ترمجة‪ ،‬الطيب املنصور‪ ،‬مؤسسة األهرام للنشر والتوزيع‪،‬‬
‫القاهرة‪1998،‬م‪ ،‬ص‪.26‬‬
‫)‪ (20‬سرحان غالم حسني العباسي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.75‬‬
‫)‪ (21‬حممد علي حممد الطيب‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.251‬‬
‫)‪ (22‬ذاكر حمي الدين عبد اهلل العراقي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.328‬‬
‫‪(23) Cab. 129/70, C.(54)255, Note by the Secretary of the Cabinet, the Sudan , Printed for‬‬
‫‪19.،the Cabinet. July 1954.pp18‬‬
‫‪(24) Ibidem.‬‬

‫)‪ (25‬ذاكر حمي الدين عبد اهلل العراقي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.328،329‬‬

‫‪- 59 -‬‬
‫اجمللة اجلزائرية للدراسات التارخيية والقانونيةــــــــــــــــــــــ العدد الرابع ‪ -‬اجلزء الثاني‪ -‬ديسمرب ‪2017‬م‬

‫)‪ (26‬مىن حسني عبيد الشمايل‪ ،‬األحزاب االحتادية يف السودان‪1969-1944‬م‪ ،‬إشراف‪ ،‬نشأت كامل حممد العاين‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬غري‬
‫منشورة‪ ،‬كلية التربية للبنات‪ ،‬جامعة بغداد‪ ،‬جوان‪ ،2004‬ص‪.131،132‬‬
‫)‪ (27‬سرحان غالم حسني العباسي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.76‬‬
‫)‪ (28‬جراهم‪ .‬ف‪ .‬توماس‪ ،‬املصدر السابق‪ ،‬ص‪.26‬‬
‫)‪ (29‬نوال عبد العزيز مهدي راضي‪ ،‬رياح الشمال دارسة يف العالقات املصرية‪ -‬السودانية‪ ،‬املطبعة التجارية‪ ،‬دار املعارف‪ ،‬القاهرة‪1985،‬م ‪،‬‬
‫ص‪.69‬‬
‫)‪ (30‬سرحان غالم حسني العباسي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.78،77‬‬
‫(‪ )31‬نفسه‪.‬‬

‫)‪ (32‬نفسه‪ ،‬ص‪.7،787‬‬


‫)‪ ( 33‬حممد علي حممد الطيب‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.86‬‬
‫)‪ (34‬سرحان غالم حسني العباسي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.79،80‬‬
‫)‪ (35‬نفسه‪ ،‬ص‪.87،88‬‬
‫)‪ (36‬نفسه‪ ،‬ص‪.80،81‬‬
‫)‪ (37‬نفسه‪.‬‬
‫)‪ (38‬إمساعيل أمحد ياغي‪ ،‬تاريخ العلم اإلسالمي احلديث واملعاصر‪2 ،‬ج ‪ ،‬دار املريخ‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪ ،‬الرياض‪1993،‬م‪،.‬ج‪ ،2‬ص‪.66‬‬

‫‪- 60 -‬‬

You might also like