Professional Documents
Culture Documents
تعد بحوث التسويق من أهم األدوات المستخدمة في مجال التسويق ،لما لها من أهمية كبيرة في تحقيق أهداف
المؤسسة ،فاالهتمام بها ليس بجديد ألتها شغلت اهتمام العديد من المفكرين الغربيين في السنوات األولى من القرن
العشرين ،لكن تعتبر جديدة بالنسبة للدول التي اتبعت النظام اإلشتراكي و هي اآلن تسعى جاهدة لتطبيق النظام
الرأسمالي و الدخول فيما يسمى بإقتصاد السوق ،و الجزائر من ضمن هذه الدول التي تهدف مؤسساتها اإلقتصادية
إلى البقاء و النمو و االستمرارية و ال يتسنى لها ذلك إال إذا أصبحت منتجاتها تنافسية و بالتالي تنتقل بالتدرج إلى
اقتصاديات السوق ،إن المؤسسات الجزائرية تتخبط في عدة مشكالت و حتى تتخلص منها يجب عليها أن تولي
اهتماماتها إلى وظائفها ككل من إنتاج و توزيع و مالية و موارد بشرية و كذا وظائف التسيير المتعلقة بها من تخطيط
و تنظيم و رقابة و من ثم التأكيد على عالقتها بالمحيط والتكيف معه ،ومنه المحيط التسويقي الذي يحتم عليها
بالضرورة االهتمام بوظيفة التسويق ككل وال يتسنى لها ذلك إال بتوفر المعلومات و بالتالي إعطاء دور هام لبحوث
التسويق.
المبحث االول :ماهية بحوث التسويق
-المطلب االول :تعريف بحوث التسويق
ان االهتمام ببحوث التسويق في الوقت الحاضير لدى إدارة التسويق ليس شيئا طارئا ألسباب أنية وينتهي بانتهاء
المسببات المؤدية لهذا االهتمام ،ولكن هذا االهتمام هو عبارة عن نظرة استراتيجية صائبة ومستمرة إلدارة التسويق
لكون بحوث التسويق تقدم معلومات مختلفة تساعد فون واالستانات و الحلول الناس في وضع االستراتيجيات والحلول
المناسبة للمشاكل.
فالهدف األساسي لبحوث التسويق هو تزويد المؤسسة بمختلف المعلومات عن العوامل البيئة المحيطة بها ،وتحديد
الفرص التسويقية في األسواق المختلفة ،وتحديد المشاكل التي قد تواجه المؤسسة في المستقبل بهدف وضع المعالجات
الضرورية الالزمة من خالل اقتراح الحلول المالئمة لها.
فبحوث التسويق حسب كوتلر " "KOTLERوديبوا " "DUBOIsهي :عملية اإلعداد ،الجمع ،التحليل،
واالستغالل للبيانات والمعلومات المتعلقة بحالة تسويقية(.)1
من خالل التعريف نجد أن بحوث التسويق ذقوم على اساس وجود ظاهرة معينة أو مشكلة معينة أو موضوع محدد،
له أهمية معينة ويحتاج إلى قدر من البيانات والمعلومات و الحقائق غير المتوفرة حاليا لدى المؤسسة ،والتي يتم
استغاللها من اجل مواجهة هذه الظاهرة أو حل المشكلة المطروحة هذا من وجهة .و من وجهة أخرى ،ترى الجمعية
األمريكية للتسويق أن بحوث التسويق هي :الوظيفة التي تربط المستهلكين والعمالء والجمهور برجال التسويق ،من
خالل المعلومات التي تستخدم في تحديد وتعريف المشكالت والفرص التسويقية وتساعد على خلق و تقييم التصرفات
واألنشطة التسويقية فضال عن الرقابة ورصيد وتقويم األداء التسويقي و تحقيق و تحسين الفهم الخاص بعمليات
التسويق)2( .
من خالل هذا التعريف بتضح أن بحوث التسويق ،هي الوظيفة التي يتم من خاللها ربط المستهلكين والجمهور بصفة
عامة بالمؤسسة من خالل المعلومات التسويقية التي يتم جمعها ،و المستخدمة في تحديد وتعريف الفرص التسويقية
والمشاكل التي تواجه المؤسسة في تعاملها مع األسواق وتقييم وتعديل تصرفات المؤسسة مما يمكن من رفع كفاءة
األداء التسويقي.
ويمكن توضيح ذلك في الشكل الذي يبرز الدور الذي تقوم به بحوث التسويق في الربط بين المستهلكين والمؤسسة من
خالل المعلومات التي تقوم الدراسات التسويقية باستيفائها من المستهلكين لصالح المؤسسة باستخدام مجموعة من
األساليب العلمية والتي من بينها االستفسارات أو ما يسمي باالستمارات التي توزع على مستهلكي المؤسسة.
_______________________
-المطلب الثاني :أهمية بحوث التسويق
يكتسي البحث التسويقي أهمية بالغة في إدارة أعمال المؤسسات الحديثة ،ال تقل عن أهمية الوظائف األخرى ،
إذ أن البحث التسويقي و ما يأتي به من معلومات يمكن المؤسسة من :
● -تحسين عملية اتخاذ القرارات،عن طريق إلقاء الضوء على كافة البدائل التسويقية المتاحة و عرض
المتغيرات الخاصة بالقرار بطريقة تمكن رجل التسويق من اختيار أفضل البدائل .
● -اعتماده كأساس موضوعي في اتخاذ القرارات اإلدارية وال سيما التسويقية منها.
● -التنبؤ الدقيق لنشاط البيع والشراء الذي يؤدي إلى تخفيض أثر مخاطر السوق إلى أدنى حد ممكن.
● -تخفيض األعباء المالية و تضييق مجال احتمال الخسائر الناتجة عن القرارات الغير سليمة.
● -حصول المؤسسات على القروض و هي متأكدة من إمكانيات تسديدها في اآلجال المحددة.
● -يساعد البحث التسويقي في تحديد أهم السلع التي تتماشى وأذواق المستهلكين و كذا األسعار التي يمكن دفعها.
● -تحديد شريحة المستهلكين المناسبة للمؤسسة لخدمتها وتحقيق رضاها عبر تصميم مزيج تسويقي مناسب لها.
● -ال يهم عدد البحوث بقدر ما تهم دقة المعلومات التي تحتويها تلك البحوث والنتائج المترتبة عنها.
و بعدما أدركت المؤسسات أهمية البحوث التسويقية و تنفيذها ،عملت على تخصيص إدارة مستقلة تعتني ببحوث
التسويق و تجنيد رجال تسويق متخصصين في البحث التسويقي ،و حتى اللجوء إلى خبراء و وكاالت متخصصة في
ذلك مع دوام استخدام المؤسسة لبحوث التسويق في تحديد استراتيجياتها التسويقية .
-المطلب الثالث :أهداف بحوث التسويق
إن بحوث التسويق الخاصة بالشركات او المؤسسات تشكل أهمية كبيرة في كثير من مجاالت األعمال
فهى تساهم في جمع المعلومات الخاصة بسوق العمل أو سوق المنتجات والخدمات التي تقدمها المنشأة ،إضافة إلى
إنها تساعد على تحديد نجاح أو فشل المؤسسة.
ويمكن تلخيص أهداف البحوث التسويقية في النقاط اآلتية :
-1تحديد السوق المتوقعة لسلعة معينة وتدوين المالحظات حول البيع والشراء وسلوك المستهلك.
-2تقييم المنافسة السائدة في السوق ونوعيتها وقوتها.
-3تقدير قوة البيع في مختلف مناطق البيع.
-4تحديد طرق التوزيع بما يتناسب وطبيعة السلعة.
-5بيان ومعرفة حصة الشركة في السوق ،ومعرفة حجم المبيعات.
-6معرفة درجة قبول المستهلك للسلعة المطروحة.
-7دراسة المتطلبات الخاصة بشكل السلعة وهيأتها.
-8معرفة السبب في قبول السلعة عند المستهلكين.
-9تحديد الفرص التسويقية والمشكالت التي تعترض ذلك.
-10تسهيل مهمة اختيار اتخاذ القرار.
و أخيرا ،فإن وجود مؤتمر "ESOMAR "European Society for Opinion and Marketing Research
منذ ،1948و هو عبارة عن إجتماع سنوي تحتضنه دولة أوربية ما ( برلين )2018و بمشاركة ممثلين من عدة دول
إضافة إلى دول أوربا الغربية فهناك من أوربا الشرقية ،أمريكا الجنوبية و آسيا ،لخير دليل لألهمية التي توليها الدول
الغربية لبحوث التسويق .فهذا المؤتمر حدد مهمته في " :تشجيع إستعمال بحوث التسويق و الرأي قصد تحسين إتخاذ
القرار في المؤسسات و في المجتمع و في جل أنحاء العالم" .
____________________
المبحث الثاني :خطوات و أشكال بحوث التسويق
-المطلب االول :خطوات بحوث التسويق
هناك عدة خطوات تمر بها بحوث التسويق مبينة في الشكل و هي :
● -تحديد المشكلة و هدف البحث .
● -تصميم مشروع البحث .
● -مصادر البيانات .
● -تحليل تلك البيانات و تحويلها إلى معلومات .
● -الوصول إلى النتائج و إعطاء التوصيات .
بيانات ثانوية
تصميم عينة البحث تشكيل الفرضيات مصادر البيانات
بيانات أولية
__________________
-المطلب الثاني :أنواع بحوث التسويق
ممكن تقسيمها إلى األنواع التالية :
-من حيث المنهج العام للبحت تنقسم إلى قسمين :
● -البحوث القياسية :تقوم هذه البحوث على أساس استخدام النتائج الكلية (العامة) للوصول إلى نتائج جزئية
(خاصة).
مثال :تعتبر منتجات شركة کوکا كوال كلها ذات جودة عالية وتفكر هذه الشركة في طرح منتج جديد ،إذن يمكن
االستنتاج بأن المنتج الجديد سيكون ذو جودة عالية.
● -البحوث االستقرائية :تقوم هذه البحوث على أساس استخدام النتائج الجزئية (الخاصة) للوصول إلى نتائج كلية
(عامة).
مثال :إدارة بحوث التسويق في شركة بييسی قامت بدراسة عينة من العمالء للتعرف على مدی رضاهم حول سياسة
تسعيرالمنتج مع العلم أن بيبسي تمتلك 10منتجات ،وكانت النتيجة هي وجود رضا من قبل المستهلكين ،بالتالی يمكن
لبيبسي االستنتاج أو االستقراء بوجود رضا عام عن سياستها السعرية( .عن جميع المنتجات)
-من حيث هدف البحث :
تنقسم إلى نوعين هما :
● -البحوث االستكشافية (االستطالعية) :تقوم هذه البحوث بتقديم فهم أولي ومحدود عن مشكلة البحث وكذلك تكوين
الفروض التي قد تفسر الظاهرة موضوع البحث.
● -البحوث االستنتاجية :تقوم هذه البحوث بدراسة مشكلة البحث ووضع واختبار الفروض المتعلقة بها والخروج
بنتائچ و توصيات لمعالجة المشكلة ،حيث تنقسم إلى :
-1البحوث الوصفية :تعتمد هذه البحوث على كل من دراسة الحاالت والطريقة اإلحصائية .
-تقوم بدراسة الحاالت بدراسة متعمقة لعدد محدود من مفردات مجتمع البحث (منتج اوعدد محدود من المنتجات أو
نشاط معين)
-تقوم على أساس دراسة عدد كبير نسبيا من الحاالت وذلك بأخذ عينة من مجتمع البحث وجمع البيانات عنها
باستخدام االستبيان ومعالجتها احصائيا باستخدام األساليب اإلحصائية المعروفة مثل .SPSS
-2البحوث التجريبية :تهدف هذه البحوث إلى قياس أثر متغير معين على متغير أخر أو عدة متغيرات أخرى.
مثال :ما تأثير السعر على مبيعات منتج معين؟
ما تأثير اإلعالن على منتجات المؤس سة؟
-من حيث نوع البيانات تقسم إلى نوعين :
● -البحوث المكتبية :تقوم على أساس جمع البيانات الثانوية من مصادرها المختلفة داخليا وخارجيا.
● -البحوث الميدانية :تقوم على أساس جمع البيانات األولية من خالل االسنبيان والمالحظة والتجارب التسويقية
(هذه البيانات تجمع ألول مرة).
__________________
-المطلب الثالث :مجاالت بحوث التسويق
تتعدد و تتنوع مجاالت بحوث التسويق ،و الشكل الموالي يوضح المجاالت األكثر استخداما :
بحوث السلعة
بحوث السوق
بحوث الترويج
أو المستهلك
مجاالت بحوث
التسويق
_______________________
الخاتمة
من خالل هذا البحث يتضح أن اإلدارة التسويقية تواجه مجموعة من المشاكل أساسها .تحقيق ذلك التوازن بين القوى
الخاضعة لرقابة اإلدارة من جهة ،أي تلك المتغيرات أو العوامل الداخلية مـن :سلعة ونظـام التسعير والبرنـامج
الترويجي والتوزيع و مـوارد المشروع في اإلدارات األخرى ،والقوى غير الخاضعة لرقابة اإلدارة من جهة أخری،
أي العوامـل الخارجـة مـن :منافسة ومحيط تكنولوجي و عوامل قانونيـة واجتماعيـة وطبيعة السوق الذي تعمل فيه
المؤسسة .وحتي تحقق اإلدارة التسويقية أهدافها وبالتالي أهداف المؤسسة ،فإنه عليها أن تتخذ القرارات الالزمة
وتضعها موضع التنفيذ ،أي أنه على مدير التسويق أن يكون قادرا على التعرف علي المشاكل التي تحيط به واقتراح
بعض الحلول البديلة لها .وللمعلومات دور مهم في تمكين مدير التسويق والمؤسسة عمومـا ،من معرفة أهم القوى
الرئيسية المؤثرة في محيطها ،ومن معرفة أراء المستهلكين اتجاه ما تقدم المؤسسة وتفضيالتهم ومحددات اختيارهم.
فتوفر المعلومات يحدد إلى درجة عالية قدرة المؤسسة على الرد واالستجابة لما يجري في السوق من أحداث وتكيفها
معها ،وبالتالي بقائها واستمرارها.