You are on page 1of 15

‫بن شالط‪.

‬م‬ ‫اجمللد الثامن‪ ،‬العدد ‪( 01‬أفريل ‪)2022‬‬

‫واقع الصريفة االلكرتونية و وسائل الدفع يف اجلزائر‬


‫‪The reality of electronic banking and payment methods in Algeria‬‬

‫د‪.‬بن شالط مصطفى*‬


‫جامعة طاهري حممد بشار‪ ،‬اجلزائر‬
‫‪benchellate@yahoo.fr‬‬

‫اتريخ النشر‪2022/04/22 :‬‬ ‫اتريخ القبول‪2022/02/27 :‬‬ ‫اتريخ اإلرسال‪2022/01/03 :‬‬

‫ملخص‪:‬‬
‫يعترب حتديث العمل املصريف من أهم وأعمق القضااي اليت تواجه املؤسسات املالية ‪ ،‬حيث تعاظم االهتمام هبذا املوضوع بعد‬
‫التطور املتسارع يف أنظمة االتصاالت و األجهزة و الربجميات و اليت أدت بدورها إىل حتول نوعي و كمي يف شىت اجملاالت ومنها‬
‫الصناعة املصرفية‪ .‬حيث شهدت الصناعة املصرفية تطورات تكنولوجية يف جمال االتصال و العوملة ‪ ،‬و زايدة عدد الفروع و‬
‫املتعاملني‪ ،‬و حجم معامالت البنوك‪ ،‬األمر الذي أدى إىل ظهور وسائل الدفع اإللكرتوين بديال للوسائل التقليدية‪ ،‬اليت عملت‬
‫على حتسني أداء البنك و كسب ثقة العمالء وزايدة عوائده و رحبيته‪ .‬هتدف هذه الورقة البحثية إىل تسليط الضوء على واقع‬
‫الصريفة االلكرتونية و وسائل الدفع يف اجلزائر‬
‫الكلمات املفتاحية‪ :‬صريفة الكرتونية ‪ ،‬وسائل دفع ‪ ،‬نظام دفع ‪ ،‬جتارة الكرتونية‬
‫‪Abstract :‬‬
‫‪The modernization of banking is one of the most important and deepest issues facing‬‬
‫‪financial institutions, as interest in this topic has grown after the rapid development in‬‬
‫‪communication systems, hardware and software, which in turn led to a qualitative and‬‬
‫‪quantitative transformation in various fields, including the banking industry. Where the‬‬
‫‪banking industry has witnessed technological developments in the field of‬‬
‫‪communication and globalization, and the increase in the number of branches and‬‬
‫‪dealers, and the volume of bank transactions, which led to the emergence of electronic‬‬
‫‪payment methods as an alternative to traditional means, which worked to improve the‬‬
‫‪bank’s performance, gain the trust of customers and increase its returns and‬‬
‫‪profitability. This research paper aims to shed light on the reality of electronic banking‬‬
‫‪and payment methods in Algeria .‬‬
‫‪Key Words: Electronic banking , Payment methods , Payment system , Electronic‬‬
‫‪commerce .‬‬
‫‪JEL Classification: F31, G21‬‬

‫بن شالط مصطفى (‪)benchellate@yahoo.fr‬‬ ‫* مرسل املقال‪:‬‬

‫املقدمة‪:‬‬
‫شههد العهايف يف السهنوات اال ههرية عهدة تتهريات وتطههورات يف تتلها اجملهاالت‪ ،‬اصههة يف جمهال التكنولوجيها واالتصههال‬
‫واملعلوماتية اليت سهلت على الناس عدة تعامالت نظرا ملزاايها من حيث السرعة والتكلفة‪ ،‬حيث أثرت على تتلا‬
‫اجلوانب االقتصادية منها والقانونية واالجتماعية والثقافية‪ ،‬واملصارف واحدة مهن القطاعهات الهيت مسهها ههذا التطهور‬
‫‪92‬‬
‫بن شالط‪.‬م‬ ‫اجمللد الثامن‪ ،‬العدد ‪( 01‬أفريل ‪)2022‬‬

‫فتهريت أسهاليب نشهاطها وابتكهار وسهائل دفهع حديثهة‪ ،‬سهعيا لهزايدة ارابحهها‪ ،‬وتقليهل تكاليفهها وأ طارهها مهن جههة‬
‫أ رى‪.‬‬
‫إذ متثهل البنهوك عصهب النشهاط االقتصهادي‪ ،‬حيهث جله ت اىل االعتمهاد علهى وسهائل ونظهم دفهع حديثهة أثنهاء رسهم‬
‫اسرتاتيجيتها وذلك بفضل ما توفره هذه الوسائل من معلومات دقيقة عن الزابئن‪ ،‬وابلتايل توفري الوقت واجلهد واملال‬
‫املخصص خلدمة الهزابئن‪ ،‬كمها أن البنهوك وجهدت فيهها أجوبهة وحلهوال للمشهاكل الهيت كانهت تواجههها وعلهى رأسهها‬
‫املخهاطر الهيت حتمهل التقنيهة الرقميهة يف طياهتها مهن قرصهنة املعلومهات‪ ،‬واال رتاقهات واالعتهداءات علهى املعلومهات‬
‫الشخصية‪.‬‬
‫ف ه ن تطبيههق أنظمههة الههدفع اإللكههرتوين يف البنههوك التجاريههة يعتههرب مههن الضههما ت األساسههية والالزمههة لنمههوه واسههتمراريته‬
‫وتطوير أدائه‪ ،‬ف ن اخلدمات اإللكرتونية قهد تطهورت بشهكل كبهري وواسهع يف ااونهة األ هرية ولتهرك تقيهيم كفهاءة أداء‬
‫العمههل املصههريف ههالل فههرتة معينههة‪ ،‬ف ه ن ذلههك يعههو ضههرورة اسههتخدام وسههائل الههدفع اإللكرتونيههة ومواكبههة التكنولوجيهها‬
‫لتحديد األهداف اليت تضمن للمصرف وصوله إىل حتقيق غايته يف الرحبية املنشودة‪.‬‬
‫أمها يف اجلزائهر وعلهى وجهه اخلصهو‪ ،،‬ولتطهوير النظهام املصهريف و حتقيهق التحهديث يف كافهة وسهائل الهدفع فيهه سهواء‬
‫كانت التقليدية أو الكرتونية قامت الدولة ابلعديد من اإلصالحات وطرحت عدة مشاريع والهيت مهن شه اا عصهرنة‬
‫العمل املصريف واالرتقهاء بهه إىل أعلهى املسهتوايت الدوليهة ال لشهيء إال لتقهدم أفضهل اخلهدمات العمهالء و تعزيهز امليهزة‬
‫التنافسية للبنك وحتسني أدائه ومنه تعزيز مكانة الدولة اجلزائرية و تدارك الت ر املسجل يف هذا اجملال‪.‬‬
‫اإلشكالية‪ :‬بناءا على ما سبق ف ن اشكالية املوضوع تتمحور حول التساؤل التايل‪:‬‬
‫ما هو واقع الصريفة االلكرتونية و وسائل الدفع يف اجلزائر ؟‬
‫أمهيةةة الدساسةةة‪ :‬تكمههن أةيههة الدراسههة يف الههدور الههذي تلعبههه أنظمههة الههدفع اإللكههرتوين يف البنههوك التجاريههة‪ ،‬وضههرورة‬
‫مسايرة التطور املصريف ف صبح من املهم ا تيار التقنيات و الوسائل و األنظمة اليت حتقق رضا العمالء و راحتهم‪.‬‬
‫أهةةداا الدساسةةة‪ :‬هتههدف هههذه الدراسههة بشههكل أساسههي إىل تسههليط الضههوء علههى تطبيههق أنظمههة الههدفع اإللكههرتوين يف‬
‫البنوك التجارية اجلزائريهة ‪ ،‬و ذلهك مهن أجهل اخلهروي تعطيهات تسهاهم يف رسهم صهورة واضهحة حهول موضهوع الدراسهة‬
‫كمحاولة لتقدم بعض النتائج واالقرتاحات‪.‬‬

‫‪.I‬واقع الصريفة االلكرتونية ووسائل الدفع يف اجلزائر‪:‬‬


‫يواكب العايف تطورا كبريا يف جمال الصناعة املصرفية وأدواهتا حيث حتولت العديد من األجهزة املصرفية يف العايف إىل‬
‫نظم الصريفة االلكرتونية يف التعامل مع األطراف املختلفة من أجل رفع مستوى اخلدمة املصرفية واحلصول على درجة‬
‫عالية من رضا املتعاملني‪ ،‬تعترب وسائل الدفع الطريقة اليت من الهلا يستطيع األفراد تسوية التزاماهتم أو دفع أمثان‬
‫السلع واخلدمات اليت حيصلون عليها وقد تطورت وسائل الدفع على مر الزمان‪ ،‬إذ توجد على أشكال تتلفة تتالءم‬
‫مع طبيعة العمليات والصفقات اإللكرتونية‪.‬‬

‫‪93‬‬
‫بن شالط‪.‬م‬ ‫اجمللد الثامن‪ ،‬العدد ‪( 01‬أفريل ‪)2022‬‬

‫‪.1‬ماهية الصريفة اإللكرتونية ‪:‬‬


‫الصريفة اإللكرتونية أو املصارف اإللكرتونية‪ ،‬مصارف على اخلط‪ ،‬مصارف عن بعد‪ ،‬مصارف االنرتنت‪ ،‬كلها‬
‫اصطالحات هلا نفس املعىن‪ ،‬مع فرق يف درجة "اإللكرتونية" يف أعماهلا‪ ،‬إذ جند مصارف تعمل كلياً على اخلط‪،‬‬
‫فهي ابلتايل مصارف افرتاضية‪ ،‬ومصارف أ رى تقدم دمات ابلطرق اإللكرتونية ابإلضافة إىل عملها ابلطرق‬
‫التقليدية‪ www.arablaw.org/Download/E-Banking.doc ( .‬بال اتريخ) واملقصود ابلصريفة‬
‫االلكرتونية هو إجراء العمليات املصرفية بطرق إلكرتونية‪ ،‬أي ابستخدام تكنولوجيات االعالم واالتصال اجلديدة‬
‫سواء تعلق االمر ابلسحب أو ابلدفع أو ابإلئتمان أو ابلتعامل يف األوراق املالية أو غري ذلك من أعمال املصارف‪.‬‬
‫ويف ظل هذا النمط من الصريفة ال يكون العميل مضطرا للتنقل إىل البنك‪ ،‬إذ ميكنه القيام ببعض العمليات مع‬
‫مصرفه وهو يف منزله أو يف مكتبه‪ ،‬وهو ما يعو جتاوز بعدي املكان والزمان‪( .‬سفر ‪)157 : ، ،2006‬‬
‫‪.1.1‬أهم أنظمة الصريفة اإللكرتونية احلديثة‪:‬‬
‫أ‪ .‬الصراا اآليل‪ :‬هو جهاز يعمل أوتوماتيكيا خلدمة العمالء دون تد ل العنصر البشري ضمن برامج معدة سلفا‬
‫تليب العديد من احلاجات املصرفية لصاحل العمالء على مدار ‪ 24/24‬ساعة وذلك من الل بطاقة الصراف‬
‫اايل وهي بطاقة بالستيكية تواصفات معينة تصدر عن البنك وتوضع حتت تصرف العميل بناءا على طلب منه‬
‫وحتمل هذه البطاقة ابإلضافة إىل معلومات عن العميل وحسابه رقم سري يعرفه وحيدده حاملها فقط‪.‬‬
‫ب‪ .‬نظام خدمة ‪ :E-switch‬هو عبارة عن دمة تتمثل يف الربط بني فروع املصرف الواحد حبيث يتمكن‬
‫العميل من السحب أو االيداع يف حسابه لدى أي فرع من دون وجوب حضوره إىل الفرع الذي فتح حسابه‬
‫وكذلك األمر ابلنسبة إىل الشيكات‪ ،‬كما تتمثل هذه اخلدمة يف الربط بني البنك والبنوك اال رى للتحويل منه و‬
‫إليه وتبادل الرسائل املالية وغري املالية إلكرتونياً عرب نظام مستقر وعلى درجة عالية من االتقان‪.‬‬
‫ج‪ .‬نظام خدمة لزابئن عرب االنرتنت ‪( E-Bankin‬شبكة املعلومات العاملية)‪ :‬يستطيع العمالء من الل‬
‫موقع البنك على االنرتنت على التعامل واالستعالم عن حساابهتم من أجهزهتم الشخصية يف املنازل أو املتاجر أو‬
‫املكاتب وذلك بواسطة رقم سري ا‪ ،‬لكل منهم‪ ،‬حيث يزود املصرف دوراي (كل ساعة مثال) عنوانه على‬
‫االنرتنت نسخاً من البيا ت لديه إذ ميكن للعميل التعامل مع املعلومات اخلاصة به أوال أبول‪ ،‬ومن مثة التصرف‬
‫هبا على أاا أ ر معلومة مع علمه إبمكانية جتدد وتطور هذه املعلومات عند نسخ بيا ت أ رى عند الساعة‬
‫التالية‪ ،‬إمنا كل ذلك مؤمن بدقة‪ ،‬حبيث يستحيل الوصول إىل أي معلومة‪ ،‬أو الد ول إىل حساب أي عميل‪ ،‬إال‬
‫بواسطة كلمة السر اخلاصة به‪ ،‬وهي كلمة يضعها وهو ابستطاعته تتيريها وقت ما يشاء من دون تد ل املصرف‪.‬‬
‫د‪ .‬البنوك اإللكرتونية‪ :‬عرف البنك اإللكرتوين أبنه العمل املصريف الذي تكون فيه االنرتنت وسيلة االتصال بني‬
‫املصرف والعميل‪ ،‬وتساعدة نظم أ رى يصبح عميل املصرف قادراً على االستفادة من اخلدمات واحلصول على‬
‫املنتجات املصرفية املختلفة اليت يقدمها املصرف من الل استخدام جهاز كمبيوتر شخصي موجود لديه‪،‬‬
‫ويسمى "ابملضيا" (‪ )host‬أو من الل استخدام أي مضيا آ ر وكل ذلك عن بعد وبدون احلاجة لالتصال‬

‫‪94‬‬
‫بن شالط‪.‬م‬ ‫اجمللد الثامن‪ ،‬العدد ‪( 01‬أفريل ‪)2022‬‬

‫املباشر بكادر املصرف البشري‪ .‬ميكن التوصل اان إىل مفهوم شامل للبنوك االلكرتونية‪ :‬وهي عبارة عن البنوك‬
‫اليت تقدم اخلدمات املصرفية التقليدية أو املبتكرة واليت حيتاجها العميل من الل شبكة االنرتنت على مدار ‪24‬‬
‫ساعة وسبعة أايم يف االسبوع من الل جهاز احلاسب الشخصي دون أي عوائق وذلك هبدف‪:‬‬
‫‪ -‬إاتحة معلومات عن اخلدمات اليت يؤديها البنك دون تقدم دمات مصرفية على الشبكة أي اإلعالن عن هذه‬
‫اخلدمات فقط‪.‬‬
‫‪ -‬حصول العمالء على دمات حمدودة كالتعرف على معامالهتم‪ ،‬وأرصدة حساابهتم وحتديث بيا هتم وطلب‬
‫احلصول على قروك‪.‬‬
‫‪ -‬طلب العمالء تنفيد عمليات مصرفية‪ ،‬مثل حتويل األموال‪.‬‬
‫ه‪ .‬نظام سويفت ‪ :swift‬لتسهيل عملية االتصال مع البنوك العاملية عمدت معظم البنوك إىل االشرتاك يف شبكة‬
‫سويفت واليت هي عبارة عن شبكة اتصاالت متطورة ومتقدمة جدا تعمل على ربط البنوك ببعضها البعض عرب‬
‫شبكة اتصاالت منظمة وحمكمة توفر لالتصال السهولة والسرعة واألمان وهي ا تصار ل‪:‬‬
‫‪the society forworld wide international bank financial‬‬
‫‪telecommunication‬‬
‫و‪ .‬نظام خدمة اهلاتف املصريف ‪ :Phone Banking‬هي كناية عن آلية اتصال عن طريق اهلاتا يصل‬
‫بواسطتها العميل إىل املعلومات اليت يوفرها الرب مج‪ ،‬كخدمة الرصيد وأسعار العمالت حيث يرد عليهم نظام آليا‬
‫بعد اتصال العميل برقم حمدد‪ ،‬لكنه اليستطيع الوصول إىل البيا ت إلد ال رقمه السري ليتمكن من مث التعامل‬
‫مع حسابه أو اخلدمات اليت يسمح هبا الرب مج‪.‬‬
‫ز‪ .‬نظام خدمة البطاقة الذكية‪ :‬هي تتشابه مع الصراف اايل ‪ ATM‬من حيث أن الصراف عبارة عن آلة توضع‬
‫فيها نقود‪ ،‬لكن البطاقة الذكية يعتمد فيها تدوين مبالغ حمددة‪ ،‬على اعتبار أن حفظ املبالغ يف البطاقة النقدية هو‬
‫حفظ غري نقدي‪ ،‬إذ ميكن العميل أن يستخدم املبالغ احملفوظة يف البطاقة الذكية يف سداد التزاماته عند نقاط البيع‬
‫اليت تتعامل مع هذه البطاقة‪ .‬وعندما حيصل العميل على البطاقة الذكية‪ ،‬ف نه يتذيها ابملبلغ الذي يريده من البنك‬
‫ويتم اخلصم من البطاقة يف نقاط البيع حسب مدفوعات العميل حىت يستفيد من هذه املبالغ‪.‬‬
‫‪.2‬ماهية وسائل الدفع االلكرتونية ‪:‬‬
‫‪.1.2‬تعريف وسائل الدفع االلكرتونية ‪ :‬متثل وسائل الدفع االلكرتونية أهم مكو ت نظام الدفع االلكرتوين تنفذ‬
‫فيه املعامالت بواسطة وسائل الدفع االلكرتونية ومصطلح الكرتوين يعو‪:‬‬
‫يقصد بوسائل الدفع االلكرتوين على أاا جمموعة من األدوات والتحويالت االلكرتونية اليت تصدره املصارف‬
‫واملؤسسات كوسيلة دفع‪ ،‬وتتمثل يف البطاقات البنكية‪ ،‬والنقود االلكرتونية‪ ،‬والشبكات االلكرتونية والبطاقات‬
‫البنكية‪ .‬وتتضمن عملية الدفع االلكرتوين أربعة أطراف‪ :‬املتعامل) الدافع أو املشرتي( ‪ ،‬املصرف الذي أصدر وسيلة‬
‫الدفع‪ ،‬املصرف الذي يتحصل على املبلغ حلساب املستفيد من الدفع) البائع(‪ ،‬شبكة البطاقات‪( .‬الكيالين‬

‫‪95‬‬
‫بن شالط‪.‬م‬ ‫اجمللد الثامن‪ ،‬العدد ‪( 01‬أفريل ‪)2022‬‬

‫‪ .)44 : ، ،2007‬ومصطلح الدفع االلكرتوين مصطلح واسع جيمع يف طياته كل وسائل الدفع اليت تستخدم‬
‫فيها تكنولوجيا متقدمة للوفاء مثل التحويالت االلكرتونية لألموال‪ ،‬الشيك االلكرتوين والدفع ابلنقود االلكرتونية ‪.‬‬
‫(احلجازي‪)25 : ، ،2004 ،‬‬
‫‪.2.2‬نشأة وسائل الدفع االلكرتونية ‪:‬إن ظهور وسائل الدفع االلكرتونية هو نتيجة التجديدات املالية بفعل‬
‫الصريفة االلكرتونية أو مصارف االنرتنت ومهما كانت درجة احلداثة على املستوايت اجلزئية ف ن عايف الوساطة املالية‬
‫عرفت حتوال نوعيا غري من أبعاد وأهداف واسرتاتيجيات املصارف يف السنوات األ رية وكان ذلك نتيجة منطقية‬
‫لثورة التكنولوجيات اجلديدة يف اإلعالم واالتصال وعوملة األسواق املالية واملصرفية ‪(VOLLE 2000 , p .‬‬
‫)‪ .87‬غري أن استخدام البطاقات بدل النقد االئتماين يرجع يف الواقع إىل ظهور بطاقات كرتونية تستخدم يف‬
‫اهلاتا يف فرنسا ويف الوالايت املتحدة االمريكية من الل بطاقات معدنية تستعمل يف تعريا الزبون على مستوى‬
‫الربيد‪ .‬وأصدرت جمموعة مكونة من مثانية مصارف بطاقة‪ ،‬لتتحول بعد مدة إىل شبكة عاملية‪ ،‬كما مت طرح يف نفس‬
‫الفرتة البطاقة الزرقاء من قبل مصارف فرنسية‪ .‬حيث أنه يف ااية السبعينات نتيجة الثورة االلكرتونية مت تزويد‬
‫البطاقات تسارات متناطيسية يف الكثري من الدول الصناعية وما ميزها أاا حتتوي ذاكرة وميكن جتزئة القيمة املخزنة‬
‫فيها إلجراءات عملية الدفع‪ .‬وتعددت أشكال وسائل الدفع العصرية من الل السحب أو الدفع أو ابلتعامل‬
‫ابألوراق املالية أو غري ذلك من أعمال املصارف ويرجع استخدام النقد االلكرتوين لبداية الثمانينات حيث برز‬
‫مفهوم النقد االلكرتوين ومع بداية التسعينات أصبحت كل بطاقات الدفع برغوتية فهي تسمح ابلتعريا على‬
‫سالمة البطاقة وعلى هوية صاحبها وهو ما يعد دعم كبري ألمن وسالمة العمليات‪.‬‬
‫‪.3.2‬خصائص وسائل الدفع االلكرتوين‪:‬تتميز وسائل الدفع ابخلصائص ااتية‪:‬‬
‫أ‪ .‬يتسم الدفع االلكرتوين ابلطبيعة الدولية‪ :‬أي أنه وسيلة مقبولة يف مجيع الدول‪ ،‬حيث يتم استخدامه لتسوية‬
‫احلساب يف املعامالت اليت تتم عرب فضاء إلكرتوين بني املستخدمني يف كل أحناء العايف‪.‬‬
‫ب‪ .‬يتم الدفع من خالل استخدام النقود االلكرتونية‪ :‬وهي قيمة نقدية تتضمنها بطاقة هبا ذاكرة رقمية أو‬
‫الذاكرة الرئيسية للمؤسسة اليت هتيمن على إدارة عملية التبادل‪.‬‬
‫ج‪ .‬يستخدم هذا األسلوب لتسوية املعامالت االلكرتونية عن بعد‪ :‬حيث يتم إبرام العقد بني أطراف متباعدين‬
‫يف املكان‪ ،‬ويتم الدفع عرب شبكة االنرتنت‪ ،‬أي من الل املسافات بتبادل املعلومات االلكرتونية بفضل وسائل‬
‫االتصال الالسلكية‪ ،‬يتم إعطاء أمر الدفع وفقا ملعطيات الكرتونية تسمح ابالتصال املباشر بني طريف العقد‪.‬‬
‫د‪ .‬يتم الدفع االلكرتوين أبحد األسلوبني‪:‬‬
‫د‪.1‬األسلوب األول ‪ :‬من الل نقود تصصة سلفا هلذا الترك )الدفع عرب شركة اإلنرتنت‪ ،‬وذلك بتبادل‬
‫املعلومات االلكرتونية بفضل وسائل االتصال الالسلكية)‪ ،‬ومن مث ف ن الدفع ال يتم إال بعد اخلصم من هذه النقود‪،‬‬
‫وال ميكن تسوية املعامالت األ رى بتري هذه الطريقة‪ ،‬ويشبه ذلك العقود اليت يكون الثمن فيها مدفوعا مقدما‪.‬‬

‫‪96‬‬
‫بن شالط‪.‬م‬ ‫اجمللد الثامن‪ ،‬العدد ‪( 01‬أفريل ‪)2022‬‬

‫د‪.2‬األسلوب الثاين‪ :‬من الل البطاقات البنكية العادية‪ ،‬حيث ال يوجد مبالغ تصصة مسبقا هلذا الترك‪ ،‬بل‬
‫أن املبالغ اليت يتم السحب عليها هبذه البطاقات قابلة للسحب عليها بوسائل أ رى كالشيك لتسوية أي معامالت‬
‫مالية‪.‬‬
‫ه‪ .‬يلزم تواجد نظام مصريف معتمد إلمتام ذلك‪ :‬أي توافر أجهزة تتوىل إدارة هذه العمليات اليت تتم عن بعد‬
‫لتسهيل تعامل األطراف وتوفري الثقة فيما بينهم‪.‬‬
‫و‪ .‬يتم الدفع االلكرتوين من خالل نوعني من الشبكات‪:‬‬
‫و‪.1‬النوع األول ‪ :‬شبكة اصة يقتصر االتصال هبا على أطراف التعاقد‪ ،‬ويفرتك ذلك وجود معامالت وعالقات‬
‫جتارية ومالية مسبقة بينهم‪.‬‬
‫و‪.2‬النوع الثاين ‪ :‬شبكة عامة‪ ،‬حيث يتم التعامل بني العديد من األفراد ال توجد بينهم قبل ذلك روابط معينة ‪.‬‬
‫(بريكة ‪)152 : ، ،2011‬‬
‫‪.4.2‬أمهية وسائل الدفع اإللكرتونية‪ :‬إن اتساع نطاق التجارة االلكرتونية مسح بتضاؤل دور النقود الورقية والدفع‬
‫التقليدي أمام ازدهار الدفع االلكرتوين‪ ،‬حيث كانت النقود الوسيلة الرئيسية لتسوية املعامالت املالية وكان الدفع يتم‬
‫بصورة سائلة أو بواسطة بديل للشيك وغريها من وسائل الدفع التقليدية‪.‬‬
‫لكن تلك الوسائل ال تصلح يف تسهيل التعامل الذي يتم عن بعد يف بيئة غري مادية كالعقود االلكرتونية اليت تتم‬
‫عرب شبكة االنرتنت حيث تتوارى املعامالت الورقية‪ .‬من هنا تظهر أةية ابتكار وسائل سداد تتفق مع طبيعة التجارة‬
‫االلكرتونية هلذا يتم الدفع االلكرتونية‪.‬‬
‫ميكن للعميل الوفاء تقابل السلعة أو اخلدمة بنفس الطرق التقليدية املتبعة يف التعاقد بني غائبني مثل ارساء شيك‬
‫عن طريق الربيد أو من الل الفاكس‪ ،‬أو إرسال البيا ت اخلاصة حبساب بنكي‪ ،‬لكن هذه الوسائل ال تصلح‬
‫و صوصية التجارة االلكرتونية ومقتضيات السرعة فيها‪ ،‬لذا كانت أةية اللجوء اىل الدفع االلكرتوين من الل‬
‫شبكة اتصال ال سلكية موحدة عرب احلاسب‪.‬‬
‫و صوصية التجارة االلكرتونية ومقتضيات السرعة فيها‪ ،‬لذا كانت أةية اللجوء إىل الدفع االلكرتوين من الل‬
‫شبكة اتصال السلكية موحدة عرب احلاسب‪.‬‬
‫‪.3‬أطراا التعامل أبنظمة الدفع االلكرتونية‪:‬‬
‫تشرتك أنظمة الدفع االلكرتوين يف أاا وسيلة النتقال النقود من شخص إىل آ ر‪ ،‬وجمموعة لشخص آ ر أو‬
‫جملموعة أ رى عرب شبكة االنرتنت دون احلاجة للتفاعل وجها لوجه (اجلداية ‪ ،)135 : ، ،2009‬وعلى‬
‫ا تالف هذه النظم جتد أاا حتتوي مجيعها على أربعة عناصر‪( .‬الشورة ‪.)35 : ، ،2008‬‬

‫‪97‬‬
‫بن شالط‪.‬م‬ ‫اجمللد الثامن‪ ،‬العدد ‪( 01‬أفريل ‪)2022‬‬

‫الشكل ‪ :1‬أطراا التعامل ابلبطاقة االئتمانية والعالقة بينهم‬

‫املصدس ‪ :‬من اعداد الباحث بناءا على بياانت‬


‫‪.1.3‬املنظم)املركز العاملي للبطاقة )‪ :‬هي مؤسسة عاملية تقوم بعملية إنشاء البطاقات وتتوىل رعايتها وتصدر‬
‫ترا يص جلميع البنوك املوجودة يف احناء العايف ابملوافقة على د وهلا يف عضوية هذه البطاقات وهي تتوىل تسوية‬
‫العمليات املالية املستحقة جراء استخدامها ويتم ذلك مقابل عمولة ترتاوح عادة ما بني ‪ %1‬و ‪ % 4‬من قيمة‬
‫العملية يدفعها التاجر إضافة لالشرتاك سنوي‪.‬‬
‫‪.2.3‬املصدس )احملرس)‪ :‬هو البنك أو املؤسسة املالية الكربى اليت هلا أدوار عدة‪ ،‬ومنها التعاقد مع املركز العاملي‬
‫للبطاقات من أجل حصوهلا على تر يص يسمح هلا إبصدار البطاقات من الل د وهلا يف عضوية إصدار‬
‫البطاقات والتعاقد مع التجار احملليني من أجل قبول هذه البطاقات من عمالئها لتسوية عملياهتم من شراء أو تقدم‬
‫دمات معينة ابإلضافة إىل التعاقد مع عمالئهم للتعامل تثل هذه البطاقات يف دفع ما يستحق عليهم للتاجر‬
‫مقدم السلعة أو اخلدمة وحصول التاجر على مقابل ما يقدمه إىل عمالئه ابستخدام هذه البطاقة‪.‬‬
‫‪.3.3‬التاجر‪ :‬إن هذا الوصا يطلق على الشركات‪ ،‬أو املؤسسات صاحبة السلع وحمالت البيع ومراكز تقدم‬
‫اخلدمات للجمهور بشكل عام ويربم إتفاق مع مصدر البطاقة لقبول البيع ابلبطاقة ومن مث يرجع إىل مصدر البطاقة‬
‫للحصول على مثن هذه السلعة‪.‬‬
‫‪.4.3‬حامل البطاقة‪ :‬هو الشخص أو األشخا‪ ،‬الذين حصلوا على البطاقة بناء على طلب مت تقدميه للمصدر‬
‫ووافق على منحهم إايها لتمكنهم من الشراء بواسطتها أو احلصول على اخلدمات وكذلك متكنهم من السحب‬
‫النقدي من الصراف اايل ابستخدام البطاقة املمنوحة هلم من املصدر‪.‬‬

‫‪98‬‬
‫بن شالط‪.‬م‬ ‫اجمللد الثامن‪ ،‬العدد ‪( 01‬أفريل ‪)2022‬‬

‫‪.II‬واقع وسائل الدفع االلكرتوين يف اجلزائر ‪:‬‬


‫‪.1‬مشروع تطوير نظام الدفع يف اجلزائر ‪:‬‬
‫يف السنوات األ رية كثر احلديث يف اجلزائر عن عصرنة القطاع املايل والبنكي ويعو مدلول عصرنة إد ال‬
‫تكنولوجيا اإلعالم واالتصال يف النشاط املايل والبنكي وهذا ما يتطلب عصرنة أنظمة الدفع والسحب والتحويالت‬
‫املالية‪ .‬وهلذا بدأت اجلزائر تتبىن مشاريع جديدة تسمح هلا تواكبة العصر‪.‬‬
‫‪.1.1‬برانمج مشروع تطوير نظام الدفع يف اجلزائر‪ :‬ويعترب حتديث وعصرنة أنظمة املعلومات والدفع وعصرنة‬
‫املعامالت املالية واملصرفية وطرق معاجلة املعلومات‪ ،‬جماال ذا أولوية يف املرحلة الراهنة لتدارك الت ر املسجل يف هذا‬
‫اجملال من جهة ومن جهة أ رى الستكمال مسار إلصالحات املصرفية وإرساء أسس منظومة مصرفية وطنية تتميز‬
‫ابحلداثة والعصرنة لتستطيع مواجهة التحدايت والتطورات اليت تشهدها البيئة املصرفية على املستوى العاملي‪( .‬بريش‬
‫‪)197 : ، ،2006/2005‬‬
‫إن ما مييز النظام املصريف يف الوقت الراهن الت ر املسجل يف جمال حتديث وعصرنة نظم املدفوعات واملعلومات‪،‬‬
‫ويعد هذا اجلانب أحد أهم اجلوانب السلبية اليت متيز النظام املصريف وهو األمر الذي أدى ابهليئات املالية الدولية‬
‫وعلى رأسها صندوق النقد الدويل تقييم النظام املصريف اجلزائري تقييماً سلبياً‪ .‬ويعترب أحد املعوقات الرئيسية يف‬
‫جلب االستثمار األجنيب وهذا برغم االصالحات املسجلة يف جانبها التشريعي وتعزيز آليات اإلشراف والرقابة‪،‬‬
‫واليت جتلت من الل تعديالته توجب املرسوم ‪ 11-03‬والصادرة ‪ 26‬أوت ‪ 2003‬حيث يتطلب حتقيق أي‬
‫مشروع جديد ابلنسبة للدولة توفر ثالث مقومات‪:‬‬
‫‪ ‬حتديد اهلدف بوضوح ودقة‪ ،‬وحتديد آجال مضبوطة لالجناز‬
‫‪ ‬صيص املوارد) املالية والبشرية‬
‫‪ ‬توفر بيئة ) قانونية‪ ،‬صناعية‪ ،‬سياسية‪ ،‬جتارية‪...‬اخل ( مالئمة ليس فقط مساعدة ولكنها حمفزة‪.‬‬
‫واملشروع يتمثل يف تطوير نظام الدفع يف اجلزائر وكان أول مشروع لتطوير نظام الدفع يف اجلزائر يف‪2002/2001‬‬
‫لتطوير وحتديث النظام املايل وتبناه بنك اجلزائر‪ ،‬وزارة الربيد وتكنولوجيا اإلعالم واالتصال‪ ،‬واستفادت اجلزائر لتطبيق‬
‫هذا املشروع ب ‪ 16.5‬مليون دوالر أمريكي كمساعدة من البنك العاملي ويف اطار هذا املشروع وضعت بر مج‬
‫أعمال يتكون من أربع جمموعات ‪:‬‬
‫أ‪ .‬جمموعة اهلندسة اإلمجالية‪ :‬تتكفل ابملبادالت بني البنوك ومركز املقاصة اليت تتم بشكل إلكرتوين انطالقا من‬
‫التجريد املايل للشيك وذلك ابستخدام تقنية صورة الشيك وتتكفل بكافة النقاط املتعلقة بتطور الشيك واملقاصة‬
‫اإللكرتونية‪.‬‬
‫ب‪ .‬جمموعة وسائل الدفع‪ :‬تقوم بتحليل نوعي ملختلا وسائل الدفع الكالسيكي ابإلضافة إىل من املوزع االية‬
‫للنقود ‪ GAB/DAB‬والدفع ابلبطاقة وحماولة معرفة إجيابيات وسلبيات هذا النظام من وجهة النظر البنك املركزي‬
‫والبنوك التجارية والعمالء‪.‬‬

‫‪99‬‬
‫بن شالط‪.‬م‬ ‫اجمللد الثامن‪ ،‬العدد ‪( 01‬أفريل ‪)2022‬‬

‫ج‪.‬اجملموعة النقدية‪ :‬يتلخص عملها يف دراسة القواعد الرئيسية لوضع نظام بني البنوك حول الدفع والسحب‬
‫ابلبطاقة البنكية‪.‬‬
‫د‪.‬جمموعة القانون‪ :‬يرتكز عملها على واقع معاجلة حوادث عدم الدفع من وجهة نظر النصو‪ ،‬القانونية وكذلك‬
‫الوضعية احلالية لعمل توحيد تتلا وسائل الدفع اليت ال تتميز بتماثل وطو‪.‬‬
‫يهدف حتديث وعصرنة نظام املعلومات البنكية واملالية ونظام الدفع إىل حتقيق األهداف التالية ‪:‬‬
‫‪ ‬تكييا أنظمة الدفع والتسوايت وكذا التشريعات من احتياجات املتعاملني‪.‬‬
‫‪ ‬املؤسسات‪ ،‬اإلدارات‪ ،‬واألفراد ملتطلبات اقتصاد متطور يعتمد على وسائل اإللكرتونية احلديثة‪.‬‬
‫‪ ‬تقليص آجال التسوايت بني املتعاملني على املستوى الوطو ومع اخلاري‪.‬‬
‫‪ ‬ترشيد وحتسني إجراءات حتصيل الشيكات ووسائل الدفع األ رى وأنظمة التحويالت املالية‪.‬‬
‫‪ ‬تطوير أنظمة الدفع الورقية واستبداهلا ابلدفع اإللكرتوين الفوري‪.‬وكذا حتسني جودة العمليات وتقليص ااجال‬
‫املتعلقة تعاجلة املعلومات‪.‬‬
‫‪ ‬تطوير وسائل الدفع اإللكرتونية كالبطاقات البنكية اخلاصة ابلسحب والدفع وتعميم استعمال بطاقات االئتمان‬
‫لدى اجلمهور الواسع‪.‬‬
‫‪ ‬ختفيض تكاليا ادارة أنظمة الدفع وإدارة السيولة والتحكم أكثر يف ادارة املخاطر املرتبطة هبا‪.‬‬
‫‪.2.1‬املكوانت الرئيسية ملشروع تطوير وحتديث نظام الدفع يف اجلزائر‪ :‬إن نظام الدفع يف اجلزائر بدأ يشهد منذ‬
‫سنة ‪ 2006‬تكافل يف اجلهود الوطنية والدولية تساعدة البنك العاملي من أجل تطوير وحتديث وسائل الدفع‪ ،‬ومن‬
‫أهم ما طرح يف اطار حتديث نظام الدفع يف اجلزائر وجاري العمل به ما يلي‪:‬‬
‫أ‪ .‬نظام التسوية االمجالية الفوسية ‪ :" Real Time Gross Settlemen" RTGS‬يعتمد نظام‬
‫املقاصة االلكرتونية الذي انطلق يف اجلزائر يف ‪ 41‬جانفي ‪ 2001‬ومت حتصيله ابلفعل يف ‪ 29‬نوفمرب ‪ 2001‬على‬
‫بنية نظام جديد وهو نظام التسوية االمجالية الفورية يهدف هذا املشروع يف اطار حتسني اخلدمة املصرفية ال سيما‬
‫من حيث أنظمة الدفع وذلك رغبة يف الوصول إىل املستوى الدويل‪.‬‬
‫أ‪.1‬التعريف ابلنظام ‪ :RTGS‬هو تسوية املبالغ الكبرية يف الوقت احلقيقي ويتم فيه سري التحويالت بصفة‬
‫مستمرة‪ ،‬وبصفة آنية‪ ،‬وتبالغ امجالية‪.‬كما يعرف أيضا على أنه نظام مركزي الكرتوين يعمل على أساس فوري امجايل‬
‫اائي ومستمر‪ ،‬يقوم بتنفيذ أوامر التحويل الدائنة‪ ،‬ويوفر نقطة تسوية ألنظمة التصفية املعمول هبا يف بلد ما‪ ،‬من‬
‫‪.‬‬
‫الل احلساابت املركزية للبنوك‬
‫أ‪ .2‬أهداا النظام ‪:‬يهدف النظام اىل حتقيق ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬تسوية عمليات البطاقة املصرفية يف وقت حقيقي‪ ،‬وكل وسائل الدفع اال رى‪.‬‬
‫‪ -‬تلبية تتلا حاجيات املستعملني ابستخدام نظام دفع الكرتوين‪.‬‬
‫‪ -‬تقليص آجال التسوية وتشجيع استخدام النقود الكتابية‪.‬‬

‫‪100‬‬
‫بن شالط‪.‬م‬ ‫اجمللد الثامن‪ ،‬العدد ‪( 01‬أفريل ‪)2022‬‬

‫‪ -‬جعل نظام الدفع اجلزائري يتمتع ابملقاييس الدولية يف تسيري تاطر السيولة‪.‬‬
‫‪ -‬تقوية العالقة بني املصارف‪ ،‬وتشجيع إقامة املصارف األجنبية‪.‬‬
‫أ‪.3‬هندسة نظام ‪ :RTGS‬إن كل املشاركني يتم ربطهم جبهاز ‪ RTGS‬املتمركز ببنك اجلزائر عن طريق‬
‫مقراهتم ابستعمال قاعدة متكن من إرسال وتلقي أوامر التحويل وكل املعلومات الضرورية املتعلقة ابلعمليات املعاجلة‬
‫بواسطة النظام تكون مؤمنة للتاية وميكن توضيح نظام ‪ RTGS‬يف الشكل التايل‪:‬‬
‫الشكل ‪ : 2‬تسوية املبالغ االمجالية يف الوقت احلقيقي‬

‫املصدس ‪ :‬من اعداد الباحث بناءا على بياانت‬


‫وتتمثل أهم وظائا ‪ RTGS‬فيما يلي ‪:‬‬
‫‪ -‬مراقبة أوامر االنتظار؛‬
‫‪ -‬تسوية األوامر وفق طبيعتها؛‬
‫‪ -‬ختصيص مبالغ املقاصة؛‬
‫‪ -‬املعاجلة تتم يف ااية اليوم؛‬
‫‪ -‬إدارة ومراقبة حساابت العمليات املعاجلة‪.‬‬
‫أ‪ .4‬مبدأ عمل نظام ‪: RTGS‬ميكن شرح مبدأ عمل نظام ‪ RTGS‬من الل املثال التايل‪:‬‬
‫الوكالة) أ (هي ‪ BDL‬يف عني متوشنت والوكالة) ب (هي ‪ BADR‬يف متنراست يتم التعاقد بني شخصني‬
‫شخص من عني متوشنت وشخص من متنراست والصفقة عن طريق الشيك وتكون تبلغ كبري‪.‬‬
‫يذهب الزبون) عني متوشنت ( إىل الوكالة ) أ ( مع الشيك الذي حيمل مبلغ كبري ويعطيه للمكلا بعمليات‬
‫التحويل فيقوم هذا األ ري تسح الشيك عن طريق جهاز املسح الضوئي فتذهب صورة الشيك ابإلضافة إىل‬

‫‪101‬‬
‫بن شالط‪.‬م‬ ‫اجمللد الثامن‪ ،‬العدد ‪( 01‬أفريل ‪)2022‬‬

‫املعلومة حنو البنك املركزي يف اجلزائر العاصمة مث ترسل املعلومة أوتوماتيكيا من املركز الرئيسي لكل الوكاالت أما ما‬
‫يسمى ‪ LA PLATE FORME‬فرتسل املعلومة إىل ‪ BDL‬الرئيسية وهذه األ رية تقوم إبرسال رسالة‬
‫آلية إىل ‪ BADR‬الرئيسية هنا تقوم ال ‪ BADR‬تعاينة املعلومة اخلاصة بزبواا كرقم حسابه ومبلته ورصيده مث‬
‫تقوم بصرف الشيك آليا من ‪ BADR‬متنراست وتقوم برتصيد العملية مث تشعر الوكالة الرئيسية ل ‪ BDL‬أباا‬
‫تستطيع أن تصرف الشيك لصاحل زبواا ) أ ( وتتم هذه العملية يف مدة أقصاها ‪ 72‬ساعة‪.‬‬
‫الشكل ‪" : 3‬كيفية سري الدفع بواسطة البطاقات البنكية يف اجلزائر"‬

‫املصدس ‪ :‬من اعداد الباحث بناءا على بياانت‬


‫ب‪.‬نظام املقاصة عن بعد‪:‬إن عملية عصرنة نظام الدفع عرفت دفعة جديدة إبنشاء نظام مكمل لنظام ‪RTGS‬‬
‫هو نظام ‪( . ACTI‬امساعني ‪)84 : ، ،2014‬‬
‫ب‪.1‬تعريف النظام ‪:‬هذا النظام خيتص ابملعاجلة االية لوسائل الدفع العام‪ ،‬صكوك‪ ،‬حتويل‪ ،‬اقتطاع‪ ،‬عمليات‬
‫السحب والدفع ابلبطاقات البنكية وذلك ابستعمال وسائل متطورة مثل املساحات الضوئية ‪scanners‬‬
‫والربجميات املختلفة‪ ،‬وميثل هذا النظام القسم الثاين من أنظمة الدفع املتطورة ووفق املعايري الدولية هبذا اهلدف‬
‫التحسني النهائي للخدمات املقدمة للزابئن‪.‬‬
‫ب‪.2‬أهداا النظام ‪:‬يهدف هذا النظام إىل ‪:‬‬
‫‪ -‬التسيري احملاسيب اليومي وإعطاء نظرة شاملة وحقيقية من وضعية اخلزينة يف السوق املالية الوطنية‪.‬‬

‫‪102‬‬
‫بن شالط‪.‬م‬ ‫اجمللد الثامن‪ ،‬العدد ‪( 01‬أفريل ‪)2022‬‬

‫‪ -‬تقليص آجال املعاجلة‪ ،‬قبول أو رفض العملية يف أجل أقصاه ‪ 01‬أايم على أن يتم ا تزال هذه املدة إىل ‪03‬‬
‫أايم مث ‪ 48‬ساعة؛ أتمني أنظمة الدفع العام‪ ،‬إعادة الثقة للزابئن يف وسائل الدفع اصة الصكوك و مواجهة‬
‫عملية تبييض األموال يف اجلزائر‪.‬‬
‫‪.2‬مراحل تطبيق الدفع اإللكرتوين يف اجلزائر‬
‫تعترب أول جتربة للبنوك اجلزائرية يف جمال استخدام أدوات الدفع‪ ،‬استعمال بطاقات السحب اخلاصة ابلشباك‬
‫اايل البنكي‪ GAB‬واملوزع اايل البنكي ‪ DAB‬ومت ذلك على مراحل‪:‬‬
‫‪.1.2‬املرحلة األوىل ‪:‬كانت تستعمل بطاقة السحب إال يف الشباك اايل البنكي واملوزع اخلا‪ ،‬ابلبنك املصدر‬
‫للبطاقة تعىن ال يستطيع حامل البطاقة السحب من جهاز بنك آ ر‪.‬‬
‫‪.2.2‬املرحلة الثانية ‪ :‬الل هذه املرحلة مت ربط الشبكة البنكية اجلزائرية من الل استعمال شبكة ‪SATIM‬‬
‫اليت تسمح إبمكانية السحب من أي موزع آيل للنقود سواء كان اتبع ملصدر البطاقة أو لبنك آ ر‪ ،‬وبذلك‬
‫حولت ‪ SATIM‬بطاقة السحب العادية إىل بطاقة سحب ما بني البنوك ‪ CIB‬وعملها يشبه عمل غرفة‬
‫املقاصة ابلبنك املركزي يف تسوية املعامالت املالية بني البنوك‪.‬‬
‫ولقد عملت على إستثمار ‪ 3.6‬مليون أورو سنة ‪ 2003‬ألجل تقليص دوران النقود السائلة وتعميم استعمال‬
‫البطاقة البنكية يف اجلزائر‪ ،‬حيث عملت على زايدة عدد املوزع اايل للنقود‪ ،‬وكذا إقام طرفيات دفع عند التجار‬
‫)‪ .(Terminaux de paiement‬وألجل نفس الترك مت عقد إتفاقية يف شهر أفريل ‪ 2003‬مع مؤسسات‬
‫فرنسية تتصة يف صنع طرفيات البطاقة و ‪ SATIM‬تبلغ ‪ 400.000‬أورو ولقد مول هذا العقد من طرف‬
‫البنوك املساةة يف‪ SATIM‬وهي الصندوق الوطو للتعاون الفالحي ) ‪ ( CNMA‬وبنك الربكة‪ .‬ولقد مت‬
‫ربط كل املوزعات االية للنقود املوجودة يف اجلزائر سنة ‪.2003‬‬
‫‪.III‬العوامل املعرقلة لنجاح وسائل الدفع اإللكرتوين يف اجلزائر والعقبات اليت تواجهها ‪:‬‬
‫‪.1‬العوامل املعرقلة لنجاح وسائل الدفع اإللكرتونية يف اجلزائر كما يلي‪:‬‬
‫‪.1.1‬عدم اعتماد التجاسة اإللكرتونية يف اجلزائر‪:‬رغم األةية البالتة لضرورة اعتماد التجارة اإللكرتونية ك داة‬
‫متطورة يف االقتصاد اجلزائري‪ ،‬إال أن هذه التجارة يف تعتمد إىل غاية يومنا هذا‪ ،‬بل أننا ال نبالغ أن نقول أنه يف يتم‬
‫حىت التفكري يف ضرورة اعتمادها حيث أتكد لنا أنه ليست هناك أي جهود يف إطار ذلك‪ ،‬بل إن اإلحصائيات‬
‫املتعلقة هبذا النوع من التجارة غري متوفرة لدى وزارة التجارة‪.‬‬
‫ابلتايل ف ننا نسجل هنا جمموعة من األسباب‪:‬‬
‫‪ ‬ارتفاع تكلفة استخدام اإلنرتنت يف ظل غياب املنافسة يف قطاع االتصاالت الذي ال تزال الدولة حتتكر اجلزء‬
‫األكرب منه‪.‬‬
‫‪ ‬نقص اهتمام املؤسسات االقتصادية يف البالد هبذه التقنية التجارية احلديثة اليت ميكن أن تفتح هلم آفاقا اقتصادية‬
‫أوسع مما جيعل انتشارها يكون منعدما يف بالد ‪.‬‬

‫‪103‬‬
‫بن شالط‪.‬م‬ ‫اجمللد الثامن‪ ،‬العدد ‪( 01‬أفريل ‪)2022‬‬

‫‪ ‬عدم اهتمام اهليئات اإلدارية العليا ابملوضوع‪ ،‬فال يعقل أن وزارة التجارة يف بالد يف تفكر حىت يف إجراء استقصاء‬
‫ملدى اهتمام هبذا النوع من التجارة‪ ،‬واالستفادة من جتارب الدول التربية يف هذا اجملال‪.‬‬
‫‪ ‬ختلا النظام املصريف اجلزائري من حيث الوسائل وتقنيات الدفع احلديثة‪.‬‬
‫‪ ‬انتشار األمية ابملعىن احلديث أي األمية املعلوماتية‪ ،‬أو يقصد هبا اجلهل أبساليب وسائل تعامل يف جمال املعلوماتية‬
‫حيث أن عدد الذين ميتلكون مستوى تعليمياً مقبوال يصل ‪17.5‬مليون نسمة يف الوقت الذي ال يوفق فيه عدد‬
‫املؤهلني الستعمال هذه التقنية ‪ 13‬مليون جزائري سنة ‪.2004‬‬
‫‪ ‬االنتشار الواسع لألمية يف بالد ‪ ،‬حيث تعترب اجلزائر اليت حتوي نسبة أمية مرتفعة نوعا ما فاإلحصائيات تتحدث‬
‫عما يفوق سبعة ماليني أمي وابلتايل فهؤالء ال يفقهون حىت وجودها‪ ،‬وهذا يعترب عائقا النتشار التجارة اإللكرتونية‪.‬‬
‫‪.2.1‬مشاكل البطاقة االئتمانية ‪:‬يرتتب على البطاقة االئتمانية مشاكل مجة نلخصها كالتايل‪:‬‬
‫‪ ‬عدم الدقة جراء بعض األ طاء املرتكبة من قبل املوظفني يف التعامل مع الفواتري ومع تكرار األ طاء التقنية تفقد‬
‫الثقة بني البنك والعميل‪.‬‬
‫‪ ‬سرقة البطاقة االئتمانية أو ضياعها من طرف التري‪.‬‬
‫‪ ‬التكاليا العالية ابلنسبة للبنك واخلاصة بتوزيع بطاقات وطبعها ومنح قروك دون فائدة يف مدة ‪ 55‬يوم‪.‬‬
‫‪ ‬طر السيولة على البنك يف حالة اإلفراط يف استعمال البطاقة من طرف املتعاملني‪.‬‬
‫‪.2‬العقبات اليت تواجه نظام الدفع اإللكرتوين يف البنوك اجلزائرية‪:‬‬
‫لعل أهم ما مييز العمل املصريف يف عصر العوملة املالية هو تفاقم دور التكنولوجيا املصرفية والسعي احلثيث حنو‬
‫حتقيق االستفادة القصوى من فوائد تكنولوجيا االتصال واملعلومات من أجل ترقية وتطوير وسائل تقدم اخلدمة‬
‫املصرفية تا يتوافق واإليقاع املتسارع للصناعة املصرفية يف القرن الواحد والعشرين‪ .‬وسعيا منها ملواكبة التطورات يف‬
‫الصناعة املصرفية عملت البنوك اجلزائرية على نقل العديد من التقنيات املصرفية إىل السوق الوطنية السيما منذ سنة‬
‫‪ 1997‬حيث شرعت يف إد ال آالت السحب اايل‪ ،‬إذ بلغ عددها سنة ‪ 2002‬حوايل ‪ 250‬جهاز‪ ،‬أما‬
‫ابلنسبة لبطاقات الدفع الفوري "الدفع االلكرتوين" فحسب املدير العام لشركة النقد اايل والعالقات التقنية بني‬
‫البنوك " ساتيم " ف نه مت االنطالق يف إجناز شبكة اصة بنظام التخليص يف امليدان التجاري‪ ،‬وقد انطلقت يف‬
‫بداية سنة ‪ 2002‬بعدما مرت بفرتة جتريبية ابجلزائر العاصمة ملدة ‪ 08‬أشهر وستنفذ العملية على مرحلتني‪ ،‬األوىل‬
‫تكون فيها الشبكة وطنية‪ ،‬والثانية يتم فيها ربط الشبكة مع تتلا البنوك يف العايف وابلرغم من هذه اجملهودات‬
‫املبذولة إال أن الفجوة التكنولوجية بني البنوك اجلزائرية ونظرائها من البنوك العربية والتربية ال تزال كبرية نظرا للعديد‬
‫من املعوقات اليت شكلت حجرة عثرة دون حتقيق القفزة امل مولة لعل من أةها‪:‬‬
‫‪ ‬عدم وضوح البيئة القانونية والتشريعية املتعلقة بتنظيم التجارة االلكرتونية ابإلضافة إىل تعدد املخاطر املرتتبة بتقدم‬
‫اخلدمات املصرفية االلكرتونية‪.‬‬

‫‪104‬‬
‫بن شالط‪.‬م‬ ‫اجمللد الثامن‪ ،‬العدد ‪( 01‬أفريل ‪)2022‬‬

‫‪ ‬مشاكل سوء استعمال وسائل الدفع‪ ،‬فاملؤسسات اجلزائرية واألفراد يفضلون الدفع النقدي على الشيك نتيجة‬
‫لنقص أو غياب الثقافة املصرفية يف جمتمع ال يتعامل ابلشيك املصريف إال قليال‪.‬‬
‫‪ ‬ضعا اإلقبال على استخدام وسائل الدفع االلكرتونية فكيا ملن يرفض الشيك للدفع أن يقبل بطاقة الدفع‪.‬‬
‫فالبنوك اجلزائرية يف تت هل بعد الستخدام النظم االلكرتونية اجلديدة اليت تسري عمليات اإليداع والسحب وتنظم حركة‬
‫التعامل مع العمالء مثل جهاز الصراف اايل‪.‬‬
‫يف ظل هذه املتتريات اجلديدة وجدت البنوك التجارية اجلزائرية نفسها يف وضع ابلغ احلساسية ال سيما مع تطبيق‬
‫اتفاقيات حترير التجارة يف اخلدمات املالية‪ ،‬إذ أصبحت ملزمة بتدعيم قدراهتا التنافسية ملواجهة هذه التحدايت‬
‫املرهونة تدى جناحها يف حتقيق مكاسب تقنية املعلومات ولعل أهم احملاور اليت جيب أ ذها بعني االعتبار لتعظيم‬
‫االستفادة القصوى من ثورة العلم والتكنولوجيا يف العمل املصريف تتمثل يف‪:‬‬
‫‪ ‬زايدة اإلنفاق االستثماري يف جمال تكنولوجيا املعلومات‪.‬‬
‫‪ ‬التوسع يف استخدام االنرتنت لتقدم تشكيلة متنوعة من اخلدمات املصرفية للعمالء بكفاءة أعلى وتكلفة أقل‪.‬‬
‫‪ ‬العمل على لق شبكة مصرفية تكون تثابة حلقة وصل إلكرتونية بني البنوك من جهة وبني الشركات والعمالء‬
‫من جهة أ رى‪.‬‬
‫‪ ‬تفعيل دور شبكة االتصال بني املركز الرئيس لكل بنك وبني ابقي فروعه تا حيقق السرعة يف تداول املعلومات‬
‫اخلاصة ابلعمالء وإجراء التسوايت الالزمة عليها‪ ،‬ابإلضافة إىل االرتباط ابلشبكات االلكرتونية اخلاصة ابلبنوك‬
‫واملؤسسات املالية األ رى‪.‬‬
‫اخلامتة‪:‬‬
‫شهدت الساحة املصرفية الل العشرية األ رية توسعا كبريا يف التكنولوجيا البنكية من أبرز مظاهرها انتشار البنوك‬
‫االلكرتونية اليت تعد إجتاها حديثا وتتلفا عن البنوك التقليدية ملا حتققه من مزااي عديدة ‪ ،‬فالعمل املصريف االلكرتوين‬
‫يتجاوز الوظائا التقليدية ويهدف إىل تطوير وسائل تقدم اخلدمات املصرفية‪ ،‬ورفع كفائة أدائها تا يتماشى‬
‫والتكنولوجيات احلديثة‪.‬‬
‫ومنه نستخلص أن وسيلة الدفع هي تلك الوسيلة املقبولة اجتماعيا من أجل تسهيل املعامالت اخلاصة بتبادل السلع‬
‫واخلدمات‪.‬‬
‫وإن التطور التكنولوجي وظهور شبكة االنرتنت جاء ابحلل البديل للوسائل التقليدية حيث أفرز التطور وسائل دفع‬
‫إلكرتوين كبديل عن تلك التقليدية‪ ،‬حيث مسح ذلك اب تصار الوقت املخصص ملعاجلتها والتقليل من اإلفراط يف‬
‫االستخدام ا لورقي والبشري الذي كان تصصا لذلك كما شجع على قيام دمات مصرفية إلكرتونية ووسع اافاق‬
‫أمام البنوك التجارية والتحسني من أدائهم‪.‬‬
‫ميكن حصر أهم النتائج اليت تسىن لنا اخلروي هبا من هذه الدراسة يف النقاط التالية‪:‬‬

‫‪105‬‬
‫بن شالط‪.‬م‬ ‫اجمللد الثامن‪ ،‬العدد ‪( 01‬أفريل ‪)2022‬‬

‫‪ ‬أدت البيئة اجلديدة للعمل املصريف واملنافسة الشديدة والتطبيقات التقنية ألدوات الدفع االلكرتوين إىل الضتط على‬
‫املؤسسات املالية إلجياد آليات جديدة يف تنويع اخلدمات االلكرتونية للمحافظة على الزابئن وجذب جدد‪.‬‬
‫‪ ‬إن تطبيق وسائل الدفع احلديثة يف املصارف واملؤسسات املالية سيكون له األثر االجيايب الكبري على عملها كما‬
‫سيكون له األثر األكرب على النشاط االقتصادي‪ ،‬لكن التوجه جيب أن يتم بعقالنية‪.‬‬
‫‪ ‬كانت وسائل الدفع اإللكرتوين احلل املثايل للمشاكل املطروحة من الوسائل التقليدية‪ ،‬إذ كانت يف مستوى‬
‫التوقعات‪ ،‬حيث لقت مزااي كسهولة االستعمال ورحبية الوقت وقضاء تتلا اخلدمات بسهولة‪.‬‬
‫على ضوء النتائج املتوصل إليها من الل هذه الدراسة ارأتيت أن أقدم بعض االقرتاحات اليت أراها مناسبة‪:‬‬
‫‪ ‬إجياد آليات ووسائل جديدة واستخدام وتنويع اخلدمات املصرفية االلكرتونية للمحافظة على الزابئن وجذب جدد‪.‬‬
‫‪ ‬على املؤسسة املالية مراعاة توفر الضوابط الالزمة للرقابة على املعلومات لتجنب املخاطر اليت تنجم عن الد ول‬
‫إىل شبكة املعلومات من قبل غري املر صني بذلك‪ ،‬ومراجعة السياسات واإلجراءات املرتبطة هبا بشكل منتظم‪.‬‬
‫‪ ‬البد من توضيح البيئة التشريعية والقانونية املتعلقة بتنظيم نظام الدفع االلكرتوين‪ ،‬وذلك بسن القوانني العقابية اليت‬
‫ختص اجلرائم املرتكبة يف حق وسائل الدفع االلكرتونية وتنفيذها‪.‬‬
‫‪ ‬االرتقاء ابلعنصر البشري وذلك ابالستعانة ببيوت اخلربة واالستشارة الدولية يف تدريب اإلطارات املصرفية على‬
‫استخدام أحدث النظم البنكية وكذلك الرفع من كفاءة العاملني إبعطاء األولوية يف التوظيا خلرجيي اجلامعات‬
‫وألصحاب التخصصات يف العمل املصريف‪.‬‬
‫قائمة املراجع‪:‬‬
‫‪ ‬امحد سفر‪ .‬لعمل املصريف االلكرتوين يف البلدان العربية‪ .‬لبنان‪ :‬املؤسسة احلديثة للكتاب‪.2006 ،‬‬
‫‪ ‬جالل عايد الشورة‪ .‬وسائل الدفع االلكرتونية‪ . ،‬مصر‪ :‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪.2008 ،‬‬
‫‪ ‬سعيد بريكة‪ .‬واقع عمليات الصريفة االلكرتونية وأفاق تطورها يف اجلزائر‪ ،‬مذكرة مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه يف‬
‫العلوم االقتصادية‪ ،‬ختصص بنوك وأتمينات‪ .‬جامعة العريب بن مهيدي‪.2011 ،‬‬
‫‪ ‬عبد الفتاح البيومي احلجازي‪ .،‬مقدمة يف التجارة االلكرتونية العربية‪ .‬االسكندرية‪ ،‬مصر‪ :‬دار الفكر ‪.2004 ،‬‬
‫‪ ‬عبد القادر بريش‪ .‬التحرير املصريف ومتطلبات تطوير اخلدمات املصرفية وزايدة القدرة التنافسية للبنوك اجلزائرية‪،‬‬
‫أطروحة دكتوراه يف العلوم االقتصادية ‪ .‬اجلزائر‪ :‬جامعة اجلزائر‪.2006/2005 ،‬‬
‫‪ ‬حممد نور‪ ،‬صاحل اجلداية‪ .‬سناء جودت ‪ ،‬التجارة االلكرتونية‪،‬ط‪ .1‬عمان‪ ،‬االردن‪ :‬دار احلامد للنشر ‪.2009 ،‬‬
‫‪ ‬حممود الكيالين‪ .‬املوسوعة التجارية واملصرفية اجمللد الثاين التشريعات التجارية وااللكرتونية "دراسة مقارنة"‪ .‬عمان‪،‬‬
‫االردن ط‪ :1‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪.2007 ،‬‬
‫‪ ‬ميادة بلعياش‪،‬حياة بن امساعني‪” .‬مشروع الصريفة االلكرتونية يف اجلزائر‪ ”.‬أحباث اقتصادية اودارية‪ ،‬العدد‬
‫السادس عشر‪.84 :2014 ،،‬‬
‫‪ www.arablaw.org ,2018‬‬

‫‪106‬‬

You might also like