You are on page 1of 48

‫الصيرفة اإللكترونية والنظام المصرفي الجزائري‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫تمهيد‪:‬‬
‫تعتبر البنوك أهم الركائز التي يقوم عليها اإلقتصاد الوطني لمختلف الدول ‪ ،‬نتيجة للدور‬
‫الكبير الذي تقوم به في تعبئة المدخرات من الجمهور ووضعها رهن إشارة المشروعات و‬
‫اإلستثمارات للدولة وبالتالي فإن تلقي الودائع ومنح اإلئتمان يشكل النشاط الرئيسي للبنوك‬
‫إال أنه ال يشكل النشاط الوحيد لها ‪ ،‬إذ تقوم كذلك بمجموعة أخرى من الوظائف الهدف منها‬
‫توفير الوسائل المالئمة لتسهيل تعامالتها مع عمالئها ‪ ،‬ومن أجل جذب عدد أكبر منهم‬
‫خاصة في ظل المنافسة الشديدة ‪.‬‬
‫وقد شهدت العقود األخيرة تطورات تكنولوجية كبيرة أحدثت تغيرات كبيرة في قطاعات‬
‫النشاط اإلقتصادي ‪ ،‬ولعل من أبرزها القطاع البنكي ‪ ،‬حيث شرعت مختلف البنوك بتكثيف‬
‫اإلستفادة من أحدث التقنيات الحديثة كتكنولوجيا المعلومات واإلتصال ‪ ،‬والحواسيب اآللية‬
‫وكذلك شبكة اإلنترنت ‪ ،‬وتطويعها بكفاءة عالية بغية إبتكار خدمات مصرفية مستحدثة‬
‫‪،‬وتطوير أساليب تقديمها سعيا منها لمواكبة التطورات الحاصلة في هذا النوع من الصناعة ‪.‬‬
‫وفي هذا الصدد عملت المصارف الجزائرية على عصرنة قطاعها المالي والمصرفي‬
‫وتبني الصيرفة اإللكترونية في السنوات األخيرة من خالل الجهود المبذولة في إدخال‬
‫تكنولوجيا المعلومات واإلتصال في النشاط المصرفي‪.‬‬
‫‪ -‬وإستنادا على ما سبق ذكره سنحاول من خالل هذا الفصل التطرق إلى‪ :‬نشأة ومفهوم‬
‫الصيرفة اإللكترونية ‪ ،‬كما سنحاول التطرق إلى أهم الخدمات البنكية المقدمة من‬
‫طرف الصيرفة اإللكترونية ‪ ،‬كما سنتعرض ألهم أنظمة ووسائل الدفع المستخدمة فيها‬
‫‪ ،‬والمخاطر التي تواجه العمليات المصرفية اإللكترونية ‪ ،‬وكيفية التعامل معها ‪ ،‬كما‬
‫سنتطرق إلى واقع الصيرفة في النظام المصرفي الجزائري ‪ ،‬لذلك إرتئينا أن تكون‬
‫خطة الفصل كالتالي ‪:‬‬

‫‪ ‬المبحث األول ‪ :‬الصيرفة اإللكترونية ‪.‬‬


‫‪ ‬المبحث الثاني‪ :‬أساليب الدفع اإللكتروني ‪.‬‬
‫‪ ‬المبحث الثالث ‪ :‬النظام المصرفي الجزائري والصيرفة اإللكترونية ‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬الصيرفة اإللكترونية‬


‫أدّى اإلنتشار المذهل و المتسارع في شبكة اإلنترنت إلى تغيرات جوهرية في طبيعة‬
‫عمل القطاع المصرفي والمالي‪ ،‬من خالل إمداده بآليات حديثة جعلته أكثر مرونة‬
‫‪39‬‬
‫الصيرفة اإللكترونية والنظام المصرفي الجزائري‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫وديناميكية وسرعة في تقديم خدماته ‪ ،‬فقد ظهرت الصيرفة اإللكترونية التي عملت على‬
‫تحقيق اإلستفادة القصوى من تكنولوجيا المعلومات واإلتصال بغية تطوير نظم ووسائل تقديم‬
‫الخدمات المصرفية ‪ ،‬وإبتكار تطبيقات جديدة للخدمة المصرفية تتسم بالكفاءة والسرعة في‬
‫األداء بما يتناسب والتطور المتسارع في الصناعة المصرفية‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬نشأة و مفهوم الصيرفة اإللكترونية وتطورها عبر التاريخ‬


‫‪ -/1‬نشأة الصيرفة اإللكترونية وتطورها عبر التاريخ‪:‬‬
‫يرجع البعض ظهور الصيرفة اإللكترونية إلى السبعينات من القرن العشرين ‪ ،‬عندما‬
‫بدأت البنوك تعرض خدماتها عبر الهاتف لإلطالع على أرصدة وتحويل األموال‪ ،‬وكذا‬
‫تسديد الفواتير‪.‬‬
‫وفي الثمانينات من نفس القرن ظهرت وسائل متطورة مثل‪ :‬تلفزة الكابل ‪ ،‬والحاسوب‬ ‫‪-‬‬
‫الشخصي يمكن إستخدامها في الصيرفة بالبيت ‪ ،‬وبذلك حلّت مشكلة محدودية األنظمة‬
‫الهاتفية‪.‬‬
‫وبعد ّ‬
‫التطور الكبير الذي عرفته تكنولوجيا المعلومات واإلتصال وشبكة اإلنترنت‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫وجدت البنوك الوسيلة المثلى لعرض العمليات المرتبطة بالحسابات المالية دون تحريك‬
‫السيولة النقدية‪.‬‬
‫وفي سنة ‪ 1995‬أنجزت" ‪ "Netscape‬أول برنامج يسمح بالدخول إلى مواقع الواب‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫وأصبحت الصيرفة عبر الخطوط ممكنة‪ ،‬ويعتبر خط "‪ "SFNB‬أول بنك أمريكي‬
‫‪1‬‬
‫عبر الخط في العالم‪.‬‬
‫وكان ظهور أول بنك إفتراضي في منتصف التسعينات في الواليات المتحدة‬ ‫‪-‬‬
‫األمريكية‪ ،‬ليتالحق بروز مصارف من نفس النمط‪ ،‬وبصورة متسارعة‪ ،‬في مناطق‬
‫أخرى من العالم‪ ،‬خاصة وأن تسيير الزبون االفتراضي )‪ (client virtuel‬أقل تكلفة‬
‫‪2‬‬
‫من تسيير الزبون التقليدي‬
‫‪ -/2‬مفهوم الصيرفة اإللكترونية‬
‫شهد عالم الوساطة المالية تحوالت نوعية غيرت من أهداف وإستراتجيات العمل‬
‫المصرفي ‪ ،‬وذلك بسبب الثورة التكنولوجية في اإلعالم و اإلتصال وعولمة األسواق المالية‬

‫‪ - 1‬تطار محمد منصف‪" ،‬الصيرفة اإللكترونية والجهاز المصرفي الجزائري" ‪ ،‬مجلة الباحث ‪ ،‬العدد (‪ ، )02‬جامعة بسكرة ‪ ، 2002 ،‬ص ‪.07‬‬
‫‪ - 2‬عبد الغني ربوح ‪ ،‬نور الدين غردة ‪ " ،‬تطبيق الصيرفة اإللكترونية في البنوك الجزائرية بين الواقع واآلفاق"‪ ،‬المؤتمر الدولي العلمي حول‬
‫إصالح النظام المصرفي الجزائري في ظل التطورات الراهنة ‪ ،‬جامعة ورقلة ‪، 2008- 12-11،‬ص‪03‬‬

‫‪40‬‬
‫الصيرفة اإللكترونية والنظام المصرفي الجزائري‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫والمصرفية ‪ ،‬والصيرفة اإللكترونية أو البنوك اإللكترونية مفهومان يؤديان نفس المعنى وهو‬
‫تقديم خدمات مصرفية ذات جودة وكفاءة عالية‪.‬‬
‫*من خالل ما سبق ذكره يمكن تعريف الصيرفة اإللكترونية على أنها‪:‬‬
‫‪" -‬كافة األنشطة والعمليات التي يتم عقدها أو تنفيذها أوالترويج لها بواسطة الوسائل‬
‫اإللكترونية مثل الهاتف والحاسوب وأجهزة الصراف اآللي واإلنترنت والتلفزيون الرقمي‬
‫وغيرها ‪ ،‬وذلك من قبل المصارف أو المؤسسات التي تتعاطى التحويالت النقدية‬
‫‪3‬‬
‫إلكترونيا‪".‬‬
‫‪ -‬ويقصد بها كذلك " إجراء العمليات المصرفية بشكل إلكتروني ومن أهم أشكاله شبكة‬
‫اإلنترنت‪ ،‬سواء تعلق األمر بالسحب ‪،‬أو الدفع ‪ ،‬أو اإلئتمان ‪ ،‬أو غير ذلك ‪ ،‬ففي ظل هذا‬
‫النمط من الصيرفة ال يكون العميل مضطرا للذهاب لمقر البنك إذ يمكنه القيام بمختلف‬
‫‪4‬‬
‫معامالته المصرفية من أي مكان أو في أي وقت يريد‪".‬‬
‫‪ -‬وهناك تعريف أخر لصيرفة اإللكترونية على أنها " مختلف المعامالت المالية بين‬
‫المؤسسات المالية ‪ ،‬واألفراد والشركات التجارية والحكومية بطرق حديثة ‪ ،‬مستمدة من‬
‫‪5‬‬
‫تكنولوجيا المعلومات واإلتصال وكذا اإلبتكارات المتواصلة أدوتا لها لتحقيق ذلك "‪.‬‬
‫‪ -‬من خالل التعاريف السابقة نستخلص أن ‪ :‬الصيرفة اإللكترونية تمثل تقديم خدمات‬
‫مصرفية متنوعة‪ ،‬بإستعمال تكنولوجيا المعلومات واإلتصال ‪ ،‬وذلك بإستخدام أدوات‬
‫إلكترونية مختلفة كأجهزة الصراف اآللي والهواتف النقالة والحواسيب الشخصية ‪...‬وغيرها‬
‫‪،‬والتي تمكن العمالء من اإلستفادة منها في أي وقت ومكان وبسرعة فائقة وتكلفة أقل ودون‬
‫أي عناء ‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬خدمات الصيرفة اإللكترونية‬


‫إن ظهور الصيرفة اإللكترونية وتطورها في فترة قصيرة إنجر عنه مجموعة من‬
‫اإلمتيازات ‪،‬ومن أهمها الخدمات التي تقدمها عبر القنوات التوزيعية اإللكترونية المختلفة‬
‫مثل أجهزة الصراف اآللي والهواتف المصرفية وغيرها ‪ ،‬والتي من خاللها تتيح خدمات‬
‫مصرفية للعميل بشكل كامل من بداية إختيار الخدمة من طرف العميل مرورا بإجراءات‬

‫‪ - 3‬ناظم محمد نوري الشمري ‪ ،‬عبد الفتاح زهير العبد الالت ‪" ،‬الصيرفة اإللكترونية (األدوات والتطبيقات ومعيقات التوسع) "‪ ،‬الطبعة األولى ‪،‬‬
‫دار وائل لنشر والتوزيع ‪ ،‬األردن ‪، 2008 ،‬ص‪28‬‬
‫‪ - 4‬عبد الغني ربوح ‪ ،‬نور الدين ‪ ،‬نفس المرجع السابق ‪ ،‬ص‪04‬‬
‫‪ - 5‬مزريف عاشور ‪ ،‬معموري صورية ‪" ،‬عصرنة القطاع المصرفي والمالي وواقع الخدمات البنكية اإللكترونية بالجزائر"‪ ،‬المؤتمر الدولي‬
‫العلمي حول إصالح النظام المصرفي الجزائري في ظل التطورات الراهنة ‪ ، 2008-12-11 ،‬ص‪03‬‬

‫‪41‬‬
‫الصيرفة اإللكترونية والنظام المصرفي الجزائري‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫إتمامها وإنتهاء أدائها بشكل إلكتروني‪ .‬وتتمثل أهم قنوات التوزيع اإللكتروني التي تقدم‬
‫الخدمات المصرفية في‪:‬‬
‫أ‪ -‬جهاز الصراف اآللي‪)A.T.M("Automatic Teller Machine" :‬‬
‫وهو أكثر الخدمات اإللكترونية إنتشار ‪ ،‬وقد ظهرت أجهزة الصراف اآللي في‬
‫الثمانينات كبديل لموظفي الصرافة في الفروع المصرفية وذلك بهدف تقليل‬
‫المعامالت داخل البنك ‪ ،‬فهي تعتمد على وجود أجهزة مخصصة لزبائن من أجل‬
‫قيامهم بمختلف المعامالت المالية آليا دون اللجوء إلى مقر البنك ‪ ،‬وتعتمد هذه‬
‫األجهزة على شبكة من اإلتصاالت تربط فروع البنك الواحد في حالة قيامها بخدمة‬
‫‪6‬‬
‫أي عميل من أي بنك ‪.‬‬
‫‪ -‬ويمكن تعريف آلة الصراف اآللي على أنها " تلك األجهزة التي يمكن نشرها باألماكن‬
‫المختلفة سواءا بالجدار أو بشكل مستقل ‪ ،‬وتكون متصلة بشبكة حاسب المصرف ‪،‬‬
‫ويقوم العميل بإستخدام البطاقات البالستكية أوالبطاقات الذكية للحصول خدمات متنوعة‬
‫‪7‬‬
‫كالسحب النقدي ‪ ،‬واإليداع النقدي وغيرها "‪.‬‬
‫ولقد أصبحت هذه األجهزة ومنذ بدء تشغيلها من المستلزمات اليومية في تنفيذ العمليات‬
‫المصرفية الحديثة لألفراد ‪،‬وتتيح لهم مجموعة من الخدمات كالسحب النقدي؛ إيداع‬
‫النقد ؛ إيداع الشيكات ؛ دفع الفواتير طلب كشف الحساب ‪ ...‬وغيرها من الخدمات ‪.‬‬

‫ب‪ -‬الصيرفة عبر الهاتف المحمول (الصيرفة المحمولة)‪"Mobile Banking " :‬‬
‫إن إنتشار الهواتف النقالة أدى إلى تطور الخدمات التي يمكن أن تقدمها بسرعة فائقة ‪،‬‬
‫خاصة منها المصرفية ‪.‬‬
‫والخدمات المصرفية التي تتاح من خالل الهاتف المحمول وتشبه الخدمات التي تقدم‬
‫عبر الهاتف الثابت ‪ ،‬ولكنها تمتاز عنها بأنها تكون عبر بيانات ونص مكتوب ‪ ،‬فتقوم هذه‬
‫القناة بتزويد الزبون بالخدمة المصرفية في أي مكان وفي أي وقت من خالل إستخدام‬
‫العميل لرقمه السري الذي يتيح له الدخول إلى حسابه واإلستفادة من الخدمات التالية ‪:‬‬

‫‪ - 6‬عبد الرحيم وهيبة ‪" ،‬إحالل وسائل الدفع التقليدية باإللكترونية " ‪ ،‬مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجستير ‪ ،‬قسم علوم التسيير‪ ،‬فرع نقود ومالية ‪،‬‬
‫جامعة الجزائر ‪ ، 2006،‬ص ‪.50‬‬
‫‪ - 7‬ناظم محمد نوري الشمري ‪ " ،‬نفس المرجع السابق "‪ ،‬ص ‪.30‬‬

‫‪42‬‬
‫الصيرفة اإللكترونية والنظام المصرفي الجزائري‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫اإلستعالم عن األرصدة ؛ اإلطالع على عروض المصارف األخرى ؛ اإلستشارات‬


‫والنصائح بشأن القروض والتسهيالت ؛ تحويل األرصدة من حساب إلى أخر؛‬
‫‪8‬‬
‫اإلستعالم عن أسعار العمالت و الفوائد‬
‫* ومنذ إنطالق الخدمات المصرفية عبر الهاتف المحمول جرى تطور مذهل وكبير في‬
‫مجال توظيف وسائط وبرتوكوالت اإلتصال وتبادل المعلومات في البيئة المصرفية ‪.‬‬

‫ت‪ -‬خدمة الهاتف المصرفي‪"Phone Banking " :‬‬


‫تستخدم البنوك خدمة الهاتف المصرفي لتفادي صفوف العمالء في اإلستفسار عن‬
‫حساباتهم و مختلف الخدمات المصرفية األخرى‪ ،‬وتتيح هذه الخدمة للعميل إجراء‬
‫عمليات متعددة منها‪ :‬الخدمات اإلستعالمية ؛ تحويل المبالغ المالية من حساب إلى حساب‬
‫أخر عبر اإلنترنت ؛ طلب كشف الحساب ؛ شراء األوراق المالية؛ متابعة سوق األسهم ‪.‬‬
‫تستمر هذه الخدمة يوميا ولمدة ‪24‬ساعة ‪ ،‬وتعتمد على شبكة تربط فروع البنك‬
‫‪9‬‬
‫الواحد ككل ؛ واإلتصال بفروع البنك يكون برقم موحد بينهما‪.‬‬

‫‪ -‬وقد إستفادة البنوك وكذلك العمالء من هذه الخدمة ‪ ،‬فأصبحت هناك مراكز متخصصة‬
‫لإلتصال لخدمة العمالء ‪ ،‬مما يوفر عليها الكثير من الخدمات التي تستغرق منها ومن‬
‫العميل وقتا كبيرا ‪ ،‬زيادة على اإلقتصاد في التكلفة ؛ وتطورت هذه الخدمات السيما في‬
‫الدول المتقدمة وأصبح العميل يشعر بخصوصيته مع البنك الذي يتعامل معه ‪ ،‬فساعدت‬
‫هذه المراكز على نمو عالقة خاصة بين العميل والمصرف ‪ ،‬وازدادت هذه الخدمات‬
‫تطورا وذلك بإدخال البريد التلقائي لردّ على مكالمات العمالء‪.‬‬
‫ث‪ -‬الصيرفة المنزلية ‪"Home Banking" :‬‬
‫وتمثل تلك الخدمات المصرفية التي تتم من خالل الحاسوب الشخصي المتواجد‬
‫بالمنزل ‪ ،‬أو مقر العمل أو في أي مكان أخر يتواجد به العميل ‪ ،‬ويتصل بحاسوب‬
‫المصرف فيتمكن من خالله العميل الحصول على خدمات تقريبا نفسها التي يحصل عليها‬
‫‪10‬‬
‫من خالل الهاتف المحمول‪.‬‬

‫ج‪ -‬الصيرفة عبر اإلنترنت (بنوك اإلنترنت) ‪"Internet Banks ":‬‬

‫‪ - 8‬رشيد بوعافية ‪ "،‬الصيرفة اإللكت رونية والنظام المصرفي الجزائري" ‪ ،‬مذكرة مقدمة ضمن متطلبات شهادة الماجستير في العلوم اإلقتصادية ‪،‬‬
‫فرع نقود ومالية ‪ ،‬جامعة البليدة ‪ ،2005 ،‬ص‪.73‬‬
‫‪ - 9‬عبد الرحيم وهيبة ‪ ،‬نفس المرجع السابق ‪ ،‬ص‪.27‬‬
‫‪ - 10‬عبد الرحيم الشحات ‪ "،‬المخاطر المالية في نظم المدفوعات في التجارة اإللكترونية "‪ ،‬مجلة الباحث ‪ ،‬العدد (‪ ، )02‬جامعة الملك عبد العزيز‬
‫‪ ، 2007 ،‬ص ‪50‬‬

‫‪43‬‬
‫الصيرفة اإللكترونية والنظام المصرفي الجزائري‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫تعد بنوك اإلنترنت األعم واألشمل واأليسر ‪،‬واألكثر أهمية في مجال قنوات توزيع‬
‫الخدمات المصرفية اإللكترونية ‪ ،‬وذلك بفضل إتساع شبكة اإلنترنت والزيادة اليومية‬
‫‪11‬‬
‫لعدد مستخدميها ‪.‬‬
‫‪ -‬وتقدم بنوك اإلنترنت جميع النشاطات المصرفية التي تقوم بها المصارف التقليدية مثل ‪:‬‬
‫‪12‬‬
‫اإلطالع على الرصيد ؛ تحويل األموال تسديد الفواتير ‪،‬وغيره من النشاطات‬

‫‪ ‬كما تقدم خدمات أخرى متقدمة مثل ‪:‬‬


‫‪ - ‬عمليات الدفع اإللكتروني ؛‬
‫‪ - ‬اإلطالع على صور الشيكات والفواتير؛‬
‫‪ - ‬التأمين على الحياة وعلى الممتلكات الشخصية والتجارية؛‬
‫‪ - ‬تجارة األوراق المالية‪.‬‬
‫ومن خالل ماسبق نرى أن الصيرفة عبر اإلنترنت توفر خدمات حديثة ومتنوعة‬ ‫‪‬‬
‫للعميل ‪،‬وتتيح له الحصول عليها حيثما يريد ومتى يريد ذلك ‪ ،‬وهي بالتالي توفر له‬
‫الراحة واألموال ‪ ،‬كما أن للزبون قدرة أوسع في إختيار البنك والخدمات المناسبة له‬
‫نظرا لتوفر المعلومات ‪،‬وسهولة الحصول عليها‪.‬‬

‫ح‪ -‬خدمات نقاط البيع اإللكترونية‪"Point of sale Services ":‬‬


‫وتشمل أنواع متعددة من الخدمات المالية للدفع اآللي في المحالت التجارية مثل ‪:‬‬
‫ضمان الصكوك والدفع والقيد المباشر عن طريق التحويل اإللكتروني من حساب‬
‫‪13‬‬
‫المشتري إلى حساب التاجر بإستخدام بطاقة العميل والجهاز الموجود لدى التاجر‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬المصارف اإللكترونية "‪"Electronic Banking‬‬

‫تمثلللللل المصلللللارف اإللكترونيلللللة أحلللللد مواضللللليع اإلقتصلللللاد الرقملللللي القلللللائم عللللللى‬


‫اإلسلللتخدام الواسلللع لتكنولوجيلللا اإلعلللالم اإلتصلللال ‪ ،‬فقلللد عرفلللت الصلللناعة البنكيلللة تطبيلللق‬
‫نظلللم ووسلللائل جديلللدة حققلللت السلللرعة فلللي االسلللتفادة القصلللوى لملللا تتيحللله هلللذه التكنولوجيلللا‬
‫الحديثة‪.‬‬
‫فالمصلللارف اإللكترونيلللة ليسلللت مجلللرد فلللرع لمصلللرف يقلللدم خلللدمات ماليلللة بلللل موقلللع‬
‫شللامل للله وجللود مسللتقل علللى الخللط ‪،‬فللإذا عجللز المصللرف عللن أداء خدمللة مللا يلجللأ عللادة‬

‫‪ - 11‬ناظم محمد الشمري ‪ ،‬عبد الفتاح زهير العبد الالت ‪ ،‬نفس المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.32‬‬
‫‪ - 12‬تطار محمد منصف ‪ ،‬نفس المرجع السابق ذكره ‪ ،‬ص‬
‫‪ - 13‬نبيل ذانون حاسم ‪" ،‬معيقات تطبيق الصيرفة اإللكترونية في القطاع المصرفي الحكومي "‪ ،‬العدد (‪ ، )25‬جامعة العراق ‪ ، 2010 ،‬ص ‪.07‬‬

‫‪44‬‬
‫الصيرفة اإللكترونية والنظام المصرفي الجزائري‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫إلللللى المواقللللع المرتبطللللة التللللي يللللتم التعاقللللد معهللللا للقيللللام بخللللدمات عبللللر موقللللع المصللللرف‬
‫نفسه‪.‬‬
‫‪ ‬ملللن خلللالل ماسلللبق ذكلللره سلللنتطرق إللللى معالجلللة المصلللارف اإللكترونيلللة بلللالتركيز‬
‫على النقاط األساسية التالية‪:‬‬
‫‪ -/1‬مفهوم ونشأة البنوك اإللكترونية‪.‬‬
‫‪ -/2‬أصناف البنوك اإللكترونية ‪.‬‬
‫‪ -/3‬خدمات البنوك اإللكترونية‪.‬‬
‫‪ -/4‬مزايا وعيوب البنوك اإللكترونية‪.‬‬

‫‪ -/1‬مفهوم البنوك اإللكترونية وتطورها عبر التاريخ‪:‬‬


‫‪ -1-/1‬نشأة البنوك اإللكترونية‪:‬‬
‫ظهلللللرت البنلللللوك اإللكترونيلللللة كنتيجلللللة لتطلللللور البنلللللوك التقليديلللللة التلللللي كانلللللت‬
‫بلللداياتها هلللذه األخيلللرة عبلللارة علللن محلللالت مخصصلللة يقلللوم بواسلللطتها التجلللار بإيلللداع ملللا‬
‫يملكونللله ملللن معلللادن نفيسلللة (ذهلللب ‪،‬وفضلللة) ‪ ،‬وكلللانوا يسلللتلمون مقابلللل ذللللك صلللكوكا‬
‫تعّبلللر علللن ملكيلللتهم لتللللك المعلللادن وأصلللبحت تللللك الصلللكوك أداة إلنهلللاء معظلللم المعلللامالت‬
‫المالية والتجارية التي وتعبر عن النقود‪.‬‬
‫ومللللن خللللالل التطللللورات والتغيللللرات الحاصلللللة فللللي المجللللال المللللالي والمصللللرفي ‪،‬‬
‫تطلللورت تللللك المحلللالت وأصلللبحت تسلللمى بلللالبنوك ‪ ،‬و التلللي تقلللدم العديلللد ملللن الخلللدمات‬
‫المصللللرفية ‪ ،‬وفللللي ظللللل التطللللور الهائللللل فللللي تقنيللللات الحاسللللوب واالتصللللال التللللي حققللللت‬
‫تبللللادال سللللريعا وشللللامال للمعلومللللات ظهللللرت "البنللللوك اإللكترونيللللة" التللللي تعللللد اتجاهللللا‬
‫حلللديثا ومختللللف علللن البنلللوك التقليديلللة ‪ ،‬فكانلللت فلللي بلللدايتها تقلللدم خلللدمات إللللى زبائنهلللا‬
‫بواسلللطة جهلللاز الصلللراف اآلللللي اللللذي يسلللمح للعميلللل بسلللحب مبلللالغ ملللن رصللليده للللدى‬
‫البنلللك‪ ،‬ثلللم تطلللور األملللر وأصلللبحت أجهلللزة الصلللراف اآلللللي تقلللدم كشلللف حسلللاب للعميلللل‬
‫‪14‬‬
‫برصيده في البنك وإيداع مايريده من أموال في حسابه الخاص‪.‬‬

‫‪ -2-/1‬مفهوم البنوك اإللكترونية‪:‬‬

‫‪ -‬منير الجنبيهي ‪ ،‬ممدوح الجنبيهي ‪ "،‬البنوك اإللكترونية " ‪ ،‬اإلسكندرية ‪ ،‬دار الفكر الجامعي ‪ 2005 ،‬ص‪9‬‬ ‫‪14‬‬

‫‪45‬‬
‫الصيرفة اإللكترونية والنظام المصرفي الجزائري‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ -‬هنلللاك العديلللد ملللن المصلللطلحات التلللي تطللللق عللللى البنلللوك المتطلللورة مثلللل‪ :‬بنلللوك‬
‫‪ ،‬أو البنلللوك اإللكترونيلللة علللن بعلللد ‪Banking‬‬ ‫اإلنترنلللت ‪Banking Internet‬‬
‫‪ ،Remote Electronic‬أوالبنللللك المنزلللللي ‪ ، Home Banking‬أو البنللللك علللللى‬
‫الخلللط ‪ ،Online Banking‬وعللللى إخلللتالف المصلللطلحات فجميعهلللا تشلللير إللللى قيلللام‬
‫العميللللل بللللإدارة حسللللاباته وإنجللللاز جميللللع أعماللللله المتصلللللة بالبنللللك عبللللر شللللبكة اإلنترنللللت‬
‫‪15‬‬
‫سواء كان في المنزل أو المكتب أو في أي مكان أو وقت يرغب فيه‪.‬‬
‫‪ -‬ويقصللللد بهللللا‪ " :‬كللللذلك تلللللك البنللللوك ذات الهياكللللل التنظيميللللة الشللللبكية ‪ ،‬والتللللي تعتمللللد‬
‫عللللى شلللبكات الحاسلللب اآلللللي فلللي اللللربط بلللين فروعهلللا وأنشلللطتها المتنوعلللة والممتلللدة فلللي‬
‫‪16‬‬
‫أكثر من إقليم أو دولة"‪.‬‬
‫‪ -‬و البنللللوك اإللكترونيللللة مللللاهي إال‪ " :‬وسلللليلة إلكترونيللللة لنقللللل المنتجللللات والخللللدمات‬
‫البنكيلللة التقليديلللة والحديثلللة مباشلللرة إللللى العملللالء عبلللر اإلنترنلللت‪ ،‬وهلللي بلللذلك تمكلللنهم‬
‫مللللن الوصللللول لحسللللاباتهم وإجللللراء العمليللللات والحصللللول علللللى المعلومللللات دون الحاجللللة‬
‫‪17‬‬
‫إلى التنقل لفروع البنوك"‪.‬‬
‫* مللن خللالل ماسللبق ذكللره نخلللص إلللى أن أهللم مللا تللوفره الطريقللة الحديثللة فللي اإلسللتفادة‬
‫من الخدمات البنكية هو‪:‬‬
‫‪ ‬اختصار الوقت والجهد والمال بالنسبة للعميل‪.‬‬
‫‪ ‬خفض تكاليف العمل وزيادة أرباح البنك‪.‬‬
‫‪ -‬وقللد أدى ذلللك إلللى إسللتغناء معظللم البنللوك عللن النظللام الللورقي مقابللل اسللتخدامها للنظللام‬
‫اإللكترونللي للتعامللل مللع عمالئهللا ومحاولللة إبتكللار وسللائل دفللع جديللدة تللتالءم مللع التطللور‬
‫التكنولوجي في مجال األعمال اإللكترونية ‪.‬‬

‫‪ -/2‬أصناف البنوك اإللكترونية‪:‬‬


‫للبنللللوك اإللكترونيللللة ثللللالث صللللور أساسللللية علللللى شللللبكة اإلنترنللللت مللللن خاللهللللا‬
‫يلللتمكن العميلللل مللللن الوصلللول إلللللى حسلللاباته وإجلللراء مختلللللف معامالتللله المصللللرفية دون‬
‫‪18‬‬
‫لجوئه لمقر البنك‪ ،‬وتتمثل في‪:‬‬

‫‪ - 15‬يوسف مسعداوي ‪ "،‬البنوك اإللكترونية "‪ ،‬الملتقى الوطني حول "المنظومة الجزائري والتحوالت اإلقتصادية "‪ 15-14 ،‬ديسمبر‬
‫‪،2004‬جامعة الشلف‬
‫‪ - 16‬طارق طه ‪ " ،‬إدارة البنوك في بيئة العولمة واإلنترنت " ‪ ،‬دار الفكر الجامعي ‪ ،‬اإلسكندرية ‪ ، 2007 ،‬ص ‪. 172‬‬
‫‪ - 17‬محمود محمد أبو فروه ‪" ،‬الخدمات البنكية عبر اإلنترنت "‪ ،‬األردن ‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع ‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ، 2009‬ص‪25‬‬
‫‪ - 18‬خبابة عبد هللا ‪" ،‬اإلقتصاد المصرفي(البنوك اإللكترونية‪-‬البنوك التجارية‪-‬السياسة النقدية) "‪ ،‬اإلسكندرية ‪ ،‬مؤسسة شباب الجامعة للنشر ‪،‬‬
‫‪ ،2008‬ص‪95‬‬

‫‪46‬‬
‫الصيرفة اإللكترونية والنظام المصرفي الجزائري‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫*أوال‪ :‬الموقعععععع ألمعلومعععععاتي ‪ :Informational‬ملللللن خلللللالل هلللللذا الموقلللللع يقلللللدم البنلللللك‬


‫معلومات حول خدماته المصرفية ومنتجاته وكذا برامجه الخاصة به‬
‫*ثانيععععا‪ :‬الموقععععع التفععععاعلي أو اإلتصععععالي ‪ : Communicative‬فللللي هللللذا الموقللللع يللللتم‬
‫تبادل المعلومات بين البنك وعمالئه ويتم هذا التبادل عن طريق البريد اإللكتروني‪.‬‬
‫*ثالثععععا‪ :‬الموقععععع التبععععادلي ‪ :Transactional‬يمكللللن القللللول أن البنللللك يمللللار خدماتلللله‬
‫وأنشللللطته فللللي بيئللللة إلكترونيللللة‪ ،‬حيللللث يسللللتطيع العميللللل الوصللللول لحسللللاباته وإدارتهللللا‬
‫وإجلللراء اللللدفعات النقديلللة والوفلللاء بقيملللة الفلللواتير وإجلللراء الحلللواالت بلللين حسلللاباته داخلللل‬
‫البنك أو مع جهات خارجية‪.‬‬
‫‪ -/3‬خدمات البنوك اإللكترونية‪:‬‬
‫تسللللتخدم البنللللوك اإللكترونيللللة البريللللد اإللكترونللللي وبروتكللللول التبللللادل اإللكترونللللي‬
‫للبيانللللات ‪ EDI‬و (‪ ،)www‬والمشللللاركة فللللي المعلومللللات وإرسللللال الرسللللائل الفوريللللة فللللي‬
‫العمليللللات المصللللرفية المختلفللللة مللللن أجللللل تقللللديم خللللدمات مصللللرفية حديثللللة مللللن حيللللث‬
‫السللرعة والسللهولة وهللذا مللا يجعلهللا تسللتقطب عللدد أكبللر مللن العمللالء وبالتللالي تحللل محللل‬
‫‪19‬‬
‫البنوك التقليدية ‪،‬ومن بين الخدمات التي تقدمها هذه البنوك ما يلي‪:‬‬
‫أ‪ -‬توفير المعلومات الفورية للمتعاملين عن طريق قاعدة بيانات دعم المتعاملين ؛‬
‫ب‪ -‬بيع الخدمات المصرفية فوريا يحل محل الخدمات التقليدية بنسبة ‪ %60‬بالبنك؛‬
‫ت‪ -‬توفير مجتمع معلومات يحقق الشفافية والمعرفة ويقضي على الغش والسرقة؛‬
‫ث‪ -‬تللللللوفير معلومللللللات للمسللللللتثمرين وللمقترضللللللين والمللللللودعين لتحسللللللين القللللللرارات‬
‫وترشيدها؛‬
‫ج‪ -‬سهولة تبادل المعرفة المصرفية بين البنوك المحلية والدولية‪.‬‬

‫*ملللن خلللالل ماسلللبق ذكلللره نسلللتخلص أن البنلللوك اإللكترونيلللة إسلللتطاعت أن تحسلللن فلللي‬
‫العمليلللات المصلللرفية اإللكترونيلللة وفلللي الخلللدمات والمنتجلللات المصلللرفية فلللي نفلللس الوقلللت‬
‫‪ ،‬وقد أدى ذلك إلى ‪:‬‬
‫‪ -‬تقليل المخاطر التي تنجر وراء العمليات المصرفية‪.‬‬
‫‪ -‬اإلسراع في عمليات التسويات المالية‪.‬‬
‫‪ -‬تحقيق رقابة مصرفية فعالة‪.‬‬

‫‪ -‬فريد راغب النجّار ‪" ،‬اإلستثمار بالنظم اإللكترونية واالقتصاد الرقمي "‪ ،‬اإلسكندرية ‪ ،‬مؤسسة شباب الجامعة ‪ ، 2004 ،‬ص‪285-284‬‬ ‫‪19‬‬

‫‪47‬‬
‫الصيرفة اإللكترونية والنظام المصرفي الجزائري‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ -/4‬مزايا وعيوب البنوك اإللكترونية‪:‬‬


‫إن ظهللللور المصللللارف اإللكترونيللللة كللللان إسللللتجابة لمتطلبللللات البيئللللة الجديللللدة ‪،‬‬
‫وفلللي ظلللل اإلقتصلللاد الرقملللي ‪ ،‬وإشلللتداد المنافسلللة بلللين المصلللارف ‪ ،‬غيلللر أنللله طلللرح‬
‫عدة مخاطر مختلفة ومتنوعة مما فرض عدة تحديات للمصارف اإللكترونية‪.‬‬
‫أ‪-‬المزايا‪:‬‬
‫يحقلللق إسلللتخدام المصلللارف اإللكترونيلللة مجموعلللة كبيلللرة ملللن المزايلللا والخلللدمات‬
‫‪20‬‬
‫‪ ،‬ويمكن تخليصها كاألتي‪:‬‬
‫‪ - ‬تحسلللين العالقلللة بلللين المصلللرف والمتعلللاملين‪ ،‬حيلللث تكفلللل سلللرعة عمليلللات‬
‫التحويلللللل اإللكترونلللللي وإنخفلللللاض كلفتهلللللا تحقيلللللق رضلللللا العملللللالء وزيلللللادة‬
‫وتطوير ثقتهم في التعامل المصرفي؛‬
‫‪ - ‬إعادة هندسة النظم المصرفية بما يوفر الدقة وتخفيض التكاليف؛‬
‫‪ - ‬تطلللللوير أسلللللاليب الرقابلللللة عللللللى العملللللل المصلللللرفي‪ ،‬ومراجعلللللة عمليلللللات‬
‫معالجللللة البيانللللات لكافللللة مكونللللات نظللللام المعلومللللات اإللكترونللللي‪ ،‬العللللاملين‬
‫واألجهزة والبرامج وقاعدة البيانات؛‬
‫‪ - ‬تحسين المركز التنافسي للمصرف‪.‬‬
‫‪ - ‬تحقيلللق عنصلللر السلللرعة فلللي اإلنجلللاز وتحسلللين التلللدفق النقلللدي ‪،‬وموثوقيلللة‬
‫تلك التدفقات وسرعة تداول النقد في بيئة أساسها السرعة والدقة؛‬
‫‪ - ‬إسللللتخدام نظللللم متطللللورة فللللي مجللللاالت عمللللل المصللللرف وتقليللللل األعمللللال‬
‫الورقيلللة ‪ ،‬ويتمثلللل ذللللك فلللي تقليلللل اإلعتملللاد عللللى النملللاذل الورقيلللة والشللليكات‬
‫التقليدية وغيرها من المعامالت الورقية؛‬
‫‪ - ‬توفير أمن المعلومات وسريتها لألطراف المختلفة‪.‬‬

‫فالمصلللللارف اإللكترونيلللللة ملللللاهي إال عمليلللللة نقلللللل الخلللللدمات واألعملللللال المصلللللرفية‬


‫التقليديللللللة مللللللن أرض الواقللللللع إلللللللى البيئللللللة اإلفتراضللللللية فللللللي اإلنترنللللللت والحواسلللللليب‬
‫والشلللللبكات اإللكترونيلللللة ‪ ،‬وبالتأكيلللللد فلللللإن المصلللللارف اإللكترونيلللللة التعنلللللي أن يتحلللللول‬
‫المصللللرف إلللللى حالللللة مطلقللللة مللللن األعمللللال اإللكترونيللللة ويغلللللق أبوابلللله أمللللام العمللللل‬

‫‪ - 20‬نبيل ذنون جاسم ‪ ،‬مثال مرهون مبارك ‪" ،‬معيقات تطبيق الصيرفة اإللكترونية في القطاع المصرفي الحكومي "‪ ،‬معهد اإلدارة ‪ ،‬بغداد ‪،‬‬
‫‪ ، 2009/2008‬ص ‪. 06‬‬

‫‪48‬‬
‫الصيرفة اإللكترونية والنظام المصرفي الجزائري‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫اإلداري والمصلللللرفي الحقيقلللللي ‪ ،‬ولكلللللن األملللللر يتعللللللق بتحويلللللل الخلللللدمات والعمليلللللات‬


‫المصللللرفية التللللي يجللللد أنهللللا تمكنلللله مللللن اإلسللللتفادة مللللن "وفللللرات العمللللل اإللكترونللللي" ‪،‬‬
‫واالنتقال نحو األداء األفضل والمتميز‪.‬‬

‫‪ ‬الشكل رقم ( ‪)1.2‬إنعكاس العمل اإللكتروني على األداء المصرفي‬

‫الرضا‬

‫الرقابة‬
‫الثقة‬

‫المصرف‬
‫اإللكتروني‬

‫الدقة‬
‫السرع‬
‫ة‬

‫المصدر‪ :‬نبيل ذنون جاسم ‪ ،‬مثالالسهول‬


‫مرهون مبارك ‪ "،‬معيقات تطبيق الصيرفة اإللكترونية‬
‫في القطاع المصرفي الحكومي " ‪ ،‬معهدة اإلدارة ‪ ،‬بغداد ‪ ، 2009/2008 ،‬ص ‪. 06‬‬
‫ب‪ -‬العيوب‪:‬‬
‫رغم كل المزايا المذكورة سابقا ‪ ،‬إال أن للمصارف اإللكترونية بما فيها تكنولوجيا‬
‫المعلومات واإلتصال مخاطر شأنها في ذلك أي تكنولوجيا جديدة البد أن يكون لها مخاطر‬
‫تعتبر بمثابة العيوب والتحديات التي تعيقها‪ ،‬ويمكن إيجازها كالتالي ‪:‬‬
‫‪ - ‬إتساع الهوة بين المصرف والعميل ‪ ،‬مما يترتب عليه من عمليات إقتراض بدون‬
‫ضمانات كافية؛‬
‫‪ - ‬تعّرض المصارف لعمليات النصب واإلحتيال‪ ،‬حيث أن الخدمة المصرفية عبر‬
‫اإلنترنت يكون من الصعب مراقبتها بصورة دقيقة؛‬

‫‪49‬‬
‫الصيرفة اإللكترونية والنظام المصرفي الجزائري‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ - ‬وهناك خطر كبير يهدد المصارف اإللكترونية ‪ ،‬ويمكن أن يؤثر على اإلقتصاد‬
‫القومي ككل ويتعلق بحجم السيولة في اإلقتصاد ‪ ،‬من حيث أن المصارف‬
‫اإللكترونية تمكن العميل من تحويل أمواله وبأي مبالغ يريد وذلك بضغطه على‬
‫الحاسوب أو الهاتف خارل حدود دولته إلى دولة أخرى‪ ،‬أو العكس‪،‬وفي هذه الحالة‬
‫‪21‬‬
‫يجعل دولته عرضة للتأثير بأزمات السيولة بالزيادة أو النقصان‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬أساليب الدفع اإللكتروني‬


‫بناءا على ماسبق ذكره سنحاول التطرق إلى مفهوم النقد اإللكتروني وأهم وسائل‬
‫وأنظمة الدفع المتعامل بها كما سنوضح أهم مخاطر الصيرفة اإللكترونية التي تنجر عن‬
‫إستخدام وسائل وأنظمة الدفع اإللكتروني‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬مفهوم الدفع اإللكتروني‬

‫إن إتساع نطاق المصارف اإللكترونية و التجارة اإللكترونية سمح بتضاؤل دور‬
‫النقود الورقية والدفع التقليدي أمام إزدهار الدفع اإللكتروني ‪ ،‬حيث كانت النقود الوسيلة‬

‫‪ - 21‬رشيد بوعافية ‪ " ،‬الصيرفة اإللكترونية والجهاز المصرفي الجزائري" ‪ ،‬نفس المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.117‬‬

‫‪50‬‬
‫الصيرفة اإللكترونية والنظام المصرفي الجزائري‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الرئيسية لتسوية المعامالت المالية وكان الدفع يتم بصورة سائلة أو بواسطة وسيلة بديلة‬
‫كالشيك وغيرها من وسائل الدفع التقليدية ‪ ،‬لكن تلك الوسائل ال تصلح في تسهيل التعامل‬
‫الذي يتم عن بعد في بيئة رقمية كالعقود اإللكترونية التي تبرم عبر شبكة اإلنترنت حيث‬
‫تتوارى المعامالت الورقية ‪ ،‬ومن هنا تظهر أهمية إبتكار وسائل سداد تتفق مع طبيعة هذه‬
‫البيئة الرقمية ‪ ،‬ولهذا يتم الدفع إلكترونيا‪.‬‬

‫‪ ‬فيعرف الدفع اإللكتروني على أنه " عملية تحويل األموال هي في األسا ثمن سلعة‬
‫أو خدمة بطريقة رقمية ‪ ،‬أي بإستخدام أجهزة الكمبيوتر ‪ ،‬وإرسال البيانات عبر خط‬
‫‪22‬‬
‫هاتفي أو شبكة ما أو بأي طريقة إلكترونية أخرى إلرسال البيانات "‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬وسائل وأنظمة الدفع اإللكتروني‬


‫تعتبر وسائل الدفع الطريقة التي من خاللها يستطيع الفرد دفع أثمان السلع والخدمات‬
‫التي يحصل عليها ‪ ،‬وقد تطورت وسائل الدفع على ّمر الزمان تبعا لتطور الحياة اإلقتصادية‬
‫وظروف السوق ‪ ،‬فقد بدأت أول مرة بنظام المقايضة ثم بعد ذلك ظهرت النقود السلعية مثل‬
‫الذهب والفضة ‪ ،‬وقد أثبت هذا النظام فشله ‪ ،‬وبدأ إستخدام النقود الورقية وتطورت بعد ذلك‬
‫نتيجة التطورات التقنية في مجاالت الحاسب اآللي وثورة المعلومات ‪،‬ونتيجة النمو السريع‬
‫في إستخدام شبكة اإلنترنت الدولية ‪ ،‬فظهرت من خالل هذه التطورات المتالحقة البنوك‬
‫اإللكترونية ومادامت بنوك جديدة وحديثة تعمل وفق طرق إلكترونية فإن التساؤل المطروح ‪:‬‬
‫كيف تسوى المعامالت الناشئة عن هذه البنوك ؟ وهل يكتفي هذا الشكل الجديد من البنوك‬
‫والخدمات المصرفية الجديدة بوسائل دفع تقليدية ‪ ،‬أم يقتضي األمر وجود وسيلة متطورة‬
‫تناسب التطور الذي حدث في هذه الخدمات وتوفر له اآلمان الذي ينشده ؟‪.‬‬
‫‪ ‬بناء على ماسبق ذكره سنتطرق إلى معالجة أهم وسائل الدفع المتمثلة في‪:‬‬
‫‪ -1‬البطاقات البنكية‪:‬‬
‫تعتبر البطاقات البنكية من أهم سمات العصر الرقمي الحديث حيث تحظى بالقبول‬
‫العام والثقة في التداول ‪ ،‬وإتمام المعامالت على المستوى المحلي والدولي ‪ ،‬وقد تعددت‬
‫المنظمات العالمية التي تشرف على إصدارها ‪ ،‬وتعتمد بطاقات الدفع اإللكتروني على نظام‬
‫‪ - 22‬عبد الرحيم وهيبة ‪ "،‬نفس المرجع السابق" ‪ ،‬ص ‪25‬‬

‫‪51‬‬
‫الصيرفة اإللكترونية والنظام المصرفي الجزائري‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫بصفتها تلقى‬ ‫معلومات متكامل ‪،‬وتعد طريقة حديثة في طرق الدفع التي يتعامل بها النا‬
‫قبوال دوليا ‪.‬‬
‫ومن خالل ماسبق سنتناول في هذا المطلب دراسة البطاقات البنكية التي تعد من أهم‬
‫وسائل الدفع اإللكتروني وسنركز على النقاط التالية‪:‬‬
‫أ‪ -‬نشأة وتطور البطاقات البنكية ؛‬
‫ب‪ -‬مفهوم البطاقات البنكية؛‬
‫ت‪ -‬أصناف البطاقات البنكية؛‬
‫ث‪ -‬مزايا وعيوب البطاقات البنكية‪.‬‬

‫أ‪ -‬نشأة وتطور البطاقات البنكية اإللكترونية‪:‬‬


‫شهد تطور األنظمة النقدية والمصرفية منذ بداية القرن العشرين تغيرات متسارعة‬
‫وحاسمة والتي أدّت إلى رسم معالم نظام نقدي دولي جديد ‪ ،‬حيث ظهرت أدوات نقدية‬
‫تدار وفق آليات وقواعد جديدة دعمها التطور الحاصل في مجال اإللكترونيات الدقيقة ‪ ،‬ا‬
‫حيث أستخدم فيها جملة من الخدمات على رأسها بطاقات الدفع اإللكتروني ‪،‬ويعود‬
‫الفضل إلى إستخدام البطاقات البالستكية إلى شركات البترول األمريكية ‪ ،‬وذلك في سنة‬
‫‪ ،1914‬عندما قامت هذه األخيرة بإصدار بطاقات معدنية لعمالئها إلستعمالها في عملية‬
‫‪23‬‬
‫الشراء وتسوية حسابات هذه المشتريات في نهاية كل مدة محددة‪.‬‬

‫‪ -‬وفي سنة ‪ 1949‬تم ميالد بطاقة شركة (داينرزكلوب) وتعني (نادي الطاعمين) ‪،‬‬
‫وكانت هذه البطاقة خطوة جديدة ؛ حيث ال تملك الشركة سلعا تبيعها للمشتركين معها‬
‫‪24‬‬
‫في البطاقة ‪،‬وإنما غرضها األساسي القيام بدور وسيط بين حامل البطاقة والتاجر‪.‬‬

‫‪ -‬وفي عام ‪ 1958‬كان الدخول الحقيقي للبنوك في مجال البطاقات حيث قام بنك ( ‪Bank‬‬
‫‪ )of America‬بإصدار بطاقته "‪ ،"Bank America Card‬وعمم إصدارها لدى‬
‫جميع فروعه المنتشرة على الساحل الغربي في الواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬وفي نفس‬
‫السنة قام بنك (‪ ) Chase Manhattan‬بالسير على نفس المنهج ‪ ،‬وأعقب ذلك‬
‫دخول العديد من بنوك الواليات المتحدة األمريكية في هذا المجال ‪ ،‬إذ كانوا يقدمون‬
‫خدمات إئتمانية مختلفة ‪.‬‬
‫‪ - 23‬جيال لي أحمد مسري ‪"،‬نشأة وتطور النظام المصرفي الجزائري" ‪ ،‬مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجستير في العلوم اإلقتصادية ‪ ،‬جامعة دمشق‬
‫‪ ، 2007،‬ص‪74‬‬
‫‪ - 24‬فتحي شوكت مصطفى عرفات ‪" ،‬بطاقات اإلئتمان البنكية في الفقه اإلسالمي " ‪ ،‬مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجستير في الفقه والتشريع ‪،‬‬
‫جامعة فلسطين ‪ ، 2007 ،‬ص‪.07‬‬

‫‪52‬‬
‫الصيرفة اإللكترونية والنظام المصرفي الجزائري‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ -‬وفي عام ‪ 1965‬كانت هناك موجة عمل كبيرة إلنجاح نظام البطاقات ‪ ،‬وقد لعب بنك‬
‫أمريكا في هذه الموجة الدور الكبير و األهم ‪ ،‬حيث نجح هذه البنك بسرعة في تطوير‬
‫بطاقة " ‪ ، "America Card Bank‬و استخدمها كأسا لطرح بطاقة اإلئتمان‬
‫على المستوى الوطني‪ ،‬وللغرض ذاته أنشأ شركة تابعة له أطلق عليها إسم " ‪Bank‬‬
‫‪ ، "America Service Corporation‬والهدف منها خلق قاعدة عريضة للبنوك‬
‫المصرح لها بإصدار البطاقة على مستوى الواليات المتحدة األمريكية ‪.‬‬
‫‪ -‬أما في سنة ‪ 1967‬أصدرت بطاقة أخرى بواسطة ثمانية بنوك أمريكية بطاقة‬
‫"‪."Master Charge‬‬
‫‪ -‬وفي عام ‪ 1979‬أصبح يطلق على هذه البطاقات شبكتي‪ Master Card :‬و ‪Visa‬‬
‫‪25‬‬
‫‪ Card‬المعروفة حاليا‪.‬‬

‫‪ ‬وبذلك تطورت البطاقات البنكية ‪ ،‬فأصبحت من أهم وسائل الدفع اإللكتروني بحيث‬
‫تمثل أكثر من ‪ %35‬من إجمالي وسائل الدفع الحديثة لما تمنحه من العديد من‬
‫اإليجابيات كالسهولة والسرعة في األداء ‪ ،‬كما أن خدماتها مضمونة بالنسبة للعميل‬
‫‪26‬‬
‫؛ كما أن لها منافع عديدة للبنوك تتمثل في تخفيض المصاريف والتكاليف‪.‬‬

‫ب‪ -‬تعريف البطاقات البنكية‪:‬‬


‫طرحت البطاقات البنكية بإعتبارها ظاهرة حديثة الكثير من التساؤالت التي تتعلق‬
‫بتعريفها وتحديد مفهومها ‪ ،‬ومما يزيد األمر تعقيدا في هذا الشأن هو تعدد التعريفات‬
‫الخاصة بها وإختالفها فيما بينها ‪ ،‬ضيقا ‪،‬وإتساعا أنسجاما مع الجانب الذي يتم تعريفها‬
‫منه ‪.‬‬
‫‪ -‬ويالحظ أن هناك الكثير من المصطلحات التي تطلق على هذه البطاقات ‪ ،‬وأكثرها‬
‫شيوعا هو "بطاقات اإلئتمان "‪ ،‬إال أن البعض يذهب إلى تسميتها بأسماء أخرى عديدة‬
‫طبقا لمجال تخصصه ‪ ،‬ومثال تلك التسميات ‪" ،‬بطاقات الدفع اإللكتروني ‪ ،‬أو البطاقات‬
‫البالستكية ‪ ،‬أو بطاقات اإلئتمان ‪،‬أو بطاقات اإلعتماد"‪.‬‬
‫‪ -‬ويرجع تسميتها ببطاقات اإلئتمان ألنها بجانب كونها وسيلة دفع فإنها تعطي لحاملها‬
‫إئتمانا قصير األجل ‪.‬‬
‫‪ ‬ويمكن تعريف بطاقات اإلئتمان على أنها‪:‬‬

‫‪ - 25‬عذبة سامي حميد الجادر ‪" ،‬العالقات التعاقدية المنبثقة عن إستخدام بطاقة اإلئتمان " ‪ ،‬مذكرة ماجستير في القانون الخاص ‪ ،‬جامعة األردن ‪،‬‬
‫‪ ، 2008‬ص ‪12‬‬
‫‪Eric Taccone ,Optimiser La Réaction Avec Son Banquier ,Editeur Chiron , France , 2007 , P 83. - 26‬‬

‫‪53‬‬
‫الصيرفة اإللكترونية والنظام المصرفي الجزائري‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫" بطاقات خاصة يصدرها المصرف لعميله ‪ ،‬تمكنه من الحصول على السلع والخدمات‬ ‫‪-‬‬
‫من محالت وأماكن معينة عند تقديمها لهذه البطاقة ‪ ،‬ومقابل توقيعه على إيصال بقيمة‬
‫إلتزاماته ‪ ،‬على أن يقوم التاجر بتحصيل القيمة من المصرف المصدر للبطاقة الذي‬
‫‪27‬‬
‫صرح له بقبول البطاقة كوسيلة دفع " ‪.‬‬
‫وهناك تعريف أخر للبطاقات اإلئتمانية على أنها‪ " :‬أداة مصرفية للوفاء باإللتزامات‬ ‫‪-‬‬
‫تحظى بالثقة والقبول الواسع على المستوى المحلى والدولي لدى البنوك والتجار‬
‫والشركات واألفراد ‪ ،‬تقدم كبديل للنقود لدفع قيمة السلع والخدمات التي يحصل عليها‬
‫حامل البطاقة مقابل توقيعه على إيصال بقيمة إلتزامه الناشئ عن مشترياته أوالخدمات‬
‫التي يحصل عليها ‪ ،‬على أن يقوم التاجر بتحصيل القيمة من البنك الذي صرح له بقبول‬
‫البطاقة كوسيلة دفع ‪ ،‬ويطلق على عمليتي التسوية بين المصارف األطراف فيها إسم‬
‫‪28‬‬
‫"نظام الدفع اإللكتروني "‬
‫وفي تعريف أخر‪" :‬هي بطاقة تؤدي وظيفتي الوفاء واإلئتمان تصدرها مؤسسة مالية‬ ‫‪-‬‬
‫‪،‬لشخص (طبيعي ‪،‬أو معنوي) ‪ ،‬فتتيح لحاملها إجراء سحب نقدي من البنوك ‪ ،‬أو‬
‫الحصول على سلع وخدمات فور تقديمها ‪ ،‬مع إلتزامه بالسداد للبنك المصدر بالشروط‬
‫‪29‬‬
‫والقواعد المحددة بالعقد المبرم بينهما "‪.‬‬
‫وكتعريف شامل يمكن إعتبار البطاقات البنكية " تلك البطاقات التي تصدرها‬ ‫‪-‬‬
‫‪30‬‬
‫المصارف لعمالئها إلستخدامها في‪:‬‬
‫*تسوية جميع المستحقات من مشتريات وخدمات‬
‫* الحصول على إئتمان ‪.‬‬
‫من خالل التعاريف السابقة يمكننا أن نصل إلى تحديد أهم الخصائص التي تتميز بها‬ ‫‪‬‬
‫‪31‬‬
‫البطاقة اإلئتمانية ‪،‬وهي كالتالي ‪:‬‬
‫‪ -1‬بطاقة اإلئتمان تقوم على وجود عالقة ثالثية األطراف‪ :‬وهي عالقة المصدر(البنك)‬
‫بحامل البطاقة ‪ ،‬وعالقة حامل البطاقة بالتاجر ‪ ،‬وأخيرا عالقة التاجر‬
‫بالمصدر(البنك) ‪ ،‬إذ أن إستخدام البطاقة اإلئتمانية اليمكن أن يتم من غير وجود‬
‫هؤالء األطراف الثالثة‪.‬‬
‫‪ -2‬بطاقة اإلئتمان تمثل لحاملها المالءة والثقة ‪ :‬فطالما أن بطاقة اإلئتمان تتمتع بالقبول‬
‫على نطاق واسع محليا ودوليا ولدى المتعاملين اإلقتصادين ‪ ،‬فإن هذا يعني أن حاملها‬

‫‪ - 27‬عمر سليمان األشقر ‪" ،‬دراسة شرعية في البطاقات اإلئتمانية " ‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،‬دار النفائس للنشر والتوزيع ‪ ،‬األردن ‪ ،2009 ،‬ص ‪.20‬‬
‫‪ - 28‬نادر إبراهيم السواح ‪" ،‬النقود البالستكية وأثر المعامالت اإللكترونية على المراجعة الداخلية في البنوك " ‪ ،‬الدار الجامعية للنشر والتوزيع ‪،‬‬
‫مصر ‪ ، 2005 ،‬ص ‪. 12‬‬
‫‪ - 29‬نسرين دبة ‪ " ،‬تطوير أنظمة الدفع اإللكتروني في المعامالت البنكية الجزائرية "‪ ،‬مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماستر في العلوم المالية‬
‫والمحاسبية ‪ ،‬تخصص مالية المؤسسة ‪ ،‬جامعة ورقلة ‪ 2010/ 2009،‬ص ‪. 12‬‬
‫‪30‬‬
‫‪- LUC BERNET – ROLANDE, Principes de technique banquier, Edition DUNOD, paris 2002, p 54.‬‬
‫‪31‬‬
‫‪-Guillaume beaure daguées et stéhaine thuilier , PAIEMENT NUMERIQUE SUR INTERNET , Thomson ,‬‬
‫‪France , .1997 ; P 116-117‬‬

‫‪54‬‬
‫الصيرفة اإللكترونية والنظام المصرفي الجزائري‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫يتمتع بمالءة وثقة في مجال المعامالت ‪ ،‬فالبنك يمثل إئتمان للعميل أمام المحالت‬
‫التجارية وأصحاب الخدمات‪.‬‬
‫‪ -3‬تعتبر البطاقة اإلئتمانية أدة وفاء‪ ،‬والسبب أن حاملها يستطيع الوفاء بإلتزماته تجاه‬
‫التاجر أو صاحب الخدمة من خالل تقديمها ‪ ،‬دون الحاجة إلى حمل النقود ‪ ،‬فهي‬
‫وسيلة فعالة للسداد ‪ ،‬ذلك لسهولة حملها وإستخدامها ‪ ،‬وكذا قبولها لدى أصحاب‬
‫المحالت التجارية والخدمات‪.‬‬
‫‪ -4‬تصدر هذه البطاقة مؤسسات مالية ‪ ،‬على خالف وسائل الدفع التقليدية األخرى التي‬
‫تقوم الدولة بإصدارها ‪.‬‬
‫‪ -5‬تعد البطاقة اإلئتمانية من أهم الوسائل التي تدّر إيرادات هائلة للبنوك ‪ :‬وتتمثل هذه‬
‫اإليرادات في رسوم اإلشتركات وتجديد البطاقة ‪ ،‬و العمالت الخاصة بإستخدامها ‪،‬‬
‫كذا العموالت المحصلة ن التجار مقابل خدمة تحصيل اإلشعارات ‪ ،‬باإلضافة إلى‬
‫نسبة الربح الحاصل من فرق العموالت والفوائد التي تترتب في ذمة العمالء‪.‬‬
‫ت‪ -‬أصناف البطاقات البنكية‪:‬‬
‫بدا واضحا أن الغرض األساسي والهدف الرئيسي من بطاقة اإلئتمان عند التطرق‬
‫إلى تعريفها ‪ ،‬هو الوفاء وما يمنحه مصدر البطاقة لحاملها من إئتمان ؛ لذلك سميت‬
‫ببطاقة اإلئتمان ‪ ،‬فهي تستخدم في الوفاء بالديون أو اإللتزامات المالية التي مقابل سلع أو‬
‫خدمات يحصل عليها حامل البطاقة‪.‬‬
‫ومع ذلك فإن لبطاقة اإلئتمان أنواع عديدة تبعا لكيفية التعامل بها أو حسب المزايا‬
‫التي تقدمها ويمكن حصرها في قسمين أساسيين‪:‬‬
‫‪ -/1‬التقسيم األساسي للبطاقات البنكية ‪.‬‬
‫‪ -/2‬التقسيم الفرعي للبطاقات البنكية‪.‬‬
‫‪ -/1‬التقسيم األساسي للبطاقات البنكية ‪.‬‬
‫ويكون ذلك حسب العالقة التعاقدية بين المصدر وحامل البطاقة ‪،‬وتقسم إلى‬
‫نوعين ‪ :‬البطاقات اإلئتمانية ‪،‬والبطاقات غير اإلئتمانية ‪ ،‬والشكل الموالي يوضح هذا‬
‫التقسيم‬

‫‪ ‬الشكل رقم(‪ )2.2‬التقسيم األساسي للبطاقات البنكية‪:‬‬

‫البطاقات البنكية‬

‫‪55‬‬

‫البطاقات غير اإلئتمانية‬ ‫البطاقات اإلئتمانية‬


‫الصيرفة اإللكترونية والنظام المصرفي الجزائري‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫المصدر‪ :‬نادر شعبان إبراهيم السواح ‪ "،‬النقود البالستكية وأثر المعامالت اإللكترونية على‬
‫المراجعة في البنوك التجارية ‪ ،‬الدار الجامعية للنشر والتوزيع ‪ ،‬اإلسكندرية ‪ ،2006 ،‬ص‪،‬‬
‫‪.26‬‬

‫أ‪ -‬البطاقات اإلئتمانية ( القرضية)‪:‬‬


‫وهي البطاقات التي تصدرها المصارف في حدود مبالغ معينة ‪ ،‬وهي التي تتيح‬
‫لحاملها الحصول على إئتمان فعلى ‪،‬ومن أمثلتها ‪ :‬بطاقة الفيزا و الماستر كارد‬
‫‪32‬‬
‫وأمريكان أكسبر ‪.‬‬
‫‪ ‬ويمكن تقسيم هذا النوع من البطاقات إلى قسمين وذلك إستادا حسب أسلوب‬
‫المحاسبة وتسديد الفاتورة إلى بطاقة اإلئتمان المتجددة وأخرى غير متجددة‪.‬‬
‫‪ – )1‬بطاقة اإلئتمان المتجددة ‪"Revolving Credit Card ":‬‬
‫ويعد هذه النوع من البطاقات األكثر إنتشارا في العالم ‪ ،‬كونها أداة قرض ووفاء‬
‫معا وهي "عبارة عن قرض يستطيع المستهلك إستعماله كيفما شاء ‪ ،‬وله أن يؤخر سداد‬

‫‪ - 32‬رأفت رضوان‪" ،‬عالم التجارة اإللكترونية"‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬منشورات المنظمة العربية للتنمية اإلدارية‪ ،‬مصر‪ ،1999 ،‬ص ‪.50‬‬

‫‪56‬‬
‫الصيرفة اإللكترونية والنظام المصرفي الجزائري‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫هذا القرض مقابل الدين الثابت بذمته ‪ ،‬فحامل هذه البطاقة غير مطالب بسداد القرض‬
‫‪33‬‬
‫فورا ‪ ،‬بل خالل أجل معين يكون متفق عليه‪" .‬‬
‫‪ -‬وأشهر األمثلة على هذا النوع من البطاقات ‪ :‬فيزا وماستر كارد‪.‬‬
‫‪ – )2‬بطاقة الخصم الشهري ‪"Charge Card ":‬‬
‫وهي بطاقة تمكن حاملها من إستخدامها في عمليات الشراء المختلفة ‪ ،‬وتلقي‬
‫خدمات في شتى أنحاء العالم ‪ ،‬إضافة إلى عمليات السحب النقدي من خالل األجهزة‬
‫التابعة للبنوك المصدرة في جميع دول العالم‪ ،‬و يستخدم هذا النوع من البطاقات كأداة‬
‫‪34‬‬
‫وفاء وإئتمان في فترة زمنية محددة ومتفق عليها من قبل البنك والعميل‪.‬‬
‫‪ -‬ومن البطاقات المشهورة لهذا النوع ‪ :‬أمريكان إكسبريس ‪ ،‬وديزاينركلوب‪.‬‬

‫البطاقات غير اإلئتمانية‪:‬‬


‫وتستخدم هذه البطاقة كأداة وفاء فقط حيث يحصل حامل البطاقة على إحتياجته‬
‫‪35‬‬
‫من السلع والخدمات والصرف النقدي فور تقديم البطاقة‪.‬‬
‫وتكمن فائدة هذه البطاقة بكونها تمكن صاحبها الحصول على النقود والسلع‬
‫والخدمات بيسر وسهولة‪ ،‬ودون التعرض لمخاطر حمل النقود‪ ،‬ويعد هذا النوع من‬
‫البطاقات األكثر إنتشارا في الدول النامية‪.‬‬
‫‪ -‬وهناك أنواع عديدة من البطاقات غير اإلتمانية نذكر منها‪:‬‬
‫‪ o‬بطاقة الصراف اآللي‪ :‬وهي عبارة عن أداة داخلية مكونة من بطاقة بالستكية تحتوي‬
‫على شريط ممغنط ‪ ،‬يسجل عليها جميع بيانات الحساب الجاري باإلضافة إلى رقم سري‬
‫يستخدم عند التعامل مع جهاز الصراف اآللي ‪ ،‬ومن مميزات هذه البطاقة أنها تصدر فقط‬
‫‪36‬‬
‫لمن له رصيد لدى البنك ‪ ،‬ويتم الخصم فور إستخدامها‪.‬‬

‫‪ - 33‬فتحي شوكت مصطفى عرفات ‪" ،‬بطاقات اإلئتمان البنكية في الفقه اإلسالمي" ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪.22‬‬
‫‪ - 34‬نادر شعبان إبراهيم السواح ‪ ،‬نفس المرجع السابق ‘ ص‪.20‬‬
‫‪ - 35‬نادر شعبان إبراهيم السواح ‪ " ،‬النقود البالستكية " ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪. 20‬‬
‫‪ - 36‬فتحي شوكت مصطفى عرفات ‪ ،‬نفس المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 15‬‬

‫‪57‬‬
‫الصيرفة اإللكترونية والنظام المصرفي الجزائري‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ o‬بطاقة الشيك‪ :‬وتصدر هذه البطاقة إلبرازها مع الشيكات المضمونة التي تصدرها‬
‫البنوك ‪ ،‬ويتم صرفها حال تقديمها مرفقة مع البطاقة ‪ ،‬وتستخدم هذه البطاقة لسحب النقود‬
‫‪37‬‬
‫ولضمان الشيكات المستخدمة بدال من النقود في عملية شراء السلع والخدمات‪.‬‬
‫‪ o‬بطاقة الدفع مقدما‪ :‬هي بطاقة تقوم على أسا تثبيت مبلغ ‪ ،‬كما يمكن الدخول في‬
‫‪38‬‬
‫البطاقة بذلك المبلغ ‪ ،‬ليتم التخفيض التدريجي للمبلغ كلما تم استعمالها ‪.‬‬
‫‪ o‬البطاقات المدينة‪ :‬هي بطاقات تعتمد على وجود أرصدة فعلية للعميل لدى البنك‪ ،‬في‬
‫صورة حسابات جارية لمقابلة المسحوبات المتوقعة لحامل البطاقة ‪ ،‬حيث تسمح له‬
‫‪39‬‬
‫بتسديد مشترياته ويتم السحب في البنك مباشرة على عكس البطاقة اإلئتمانية‪.‬‬

‫‪ -/2‬التقسيم الفرعي للبطاقات اإلئتمانية‪:‬‬


‫ويمكن تبويب التقسيمات الفرعية للبطاقات على حسب‪:‬‬

‫أ‪ -‬التقسيم حسب نوع الضمان المقدم من حامل البطاقة‪ :‬ويحتوي هذا التقسيم على ثالث‬
‫‪40‬‬
‫أنوع‪:‬‬
‫‪ -)1‬بطاقات تصدر بالضمان الشخصي‪:‬‬
‫وهي تلك البطاقات التي تصدر لكبار عمالء البنك ‪ ،‬واألشخاص المعروفين ‪،‬‬
‫والشخصيات العامة ‪ ،‬والعاملين ذوي الدخول المرتفعة مثل‪ :‬البنوك ‪ ،‬شركات البترول ‪،‬‬
‫شركات اإلستثمار ‪،‬شركات الطيران ‪ ،‬حيث أن قبول الضمان يعتمد على ثقة المصدر‬
‫للبطاقة بالعميل ومالءته المالية وتاريخه المالي ‪.‬‬
‫‪ -)2‬بطاقات تصدر بضمان عيني جزئي‪:‬‬
‫وهي تلك البطاقات التي تصدر للعمالء البنك القدامى وعمالء اإلئتمان ‪ ،‬وهذا‬
‫يتطلب أن يقوم العميل بتقديم ضمان يتمثل في صورة حساب جاري أو إستثماري للبنك‬
‫يتم التحفظ عليه لدى البنك المصدر ‪ ،‬ويشترط أن التقل قيمة الضمان في حده األدنى عن‬
‫الحد األعلى للبطاقة‪.‬‬
‫‪ -)3‬بطاقات تصدر بضمان عيني كامل‪:‬‬
‫ويصدر هذا النوع من البطاقات للعمالء الحاليين أو المرتقبين‪ ،‬وغير المعروفين‬
‫بمالءتهم أو غير المدروسين إئتمانيا ‪ ،‬ويتطلب أن يوافق العميل على قيام البنك بالتحفظ‬
‫على جزء من حساباته‪.‬‬

‫‪ - 37‬عذبة سامي حميد الجادر ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪. 36‬‬


‫‪ - 38‬نسرين دبة ‪" ،‬تطوير أنظمة الدفع اإللكتروني في المعامالت البنكية الجزائرية" ‪،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪. 16‬‬
‫‪ - 39‬عذبة سامي حميد الجادر ‪ " ،‬مرجع سابق " ‪ ،‬ص ‪. 37‬‬
‫‪ - 40‬نسرين دبة‪ "،‬مرجع سبق ذكره "‪ ،‬ص ‪.17‬‬

‫‪58‬‬
‫الصيرفة اإللكترونية والنظام المصرفي الجزائري‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫ب‪ -‬التقسيم من حيث المزايا التي يتمتع بها حامل البطاقة‪:‬‬


‫تقوم البنوك بإصدار عدة أنواع من البطاقات تحمل مزايا مختلفة وعديدة يقدمها البنك‬
‫(مصدر البطاقة) للعميل (حامل البطاقة) ‪ ،‬بهدف جذبه و اإلحتفاظ به ‪ ،‬ومن بين هذه‬
‫المزايا ‪ :‬التأمين ضد الحوادث والحصول على تأمين طبي ‪ ،‬أو ضمانات خاصة على‬
‫البضائع المشتراة ‪ ،‬وعادة ما تسمى هذه البطاقات بأسماء المعادن الثمينة مثل‪:‬‬

‫‪ -)1‬البطاقات الفضية ( ‪ :)Classic Cards‬وتسمى كذلك بالبطاقة العادية ‪ ،‬وهي أكثر‬


‫البطاقات إستخداما في العالم ‪ ،‬ألنها تصدر بشروط ميسرة ومصاريف منخفضة تتناسب مع‬
‫أغلب العمالء ‪ ،‬وتعتبر البطاقات الفضية وسيلة دفع وأداة إئتمان ‪ ،‬كما أنها تقدم كافة‬
‫الخدمات المقررة كالسحب النقدي ‪ ،‬وشراء السلع والخدمات ‪ ،‬وخدمات التأمين ضد الحوادث‬
‫‪41‬‬
‫والوفاة ‪.‬‬
‫‪ -)2‬البطاقات الذهبية (‪ :)Cold Cards‬تمنح هذه البطاقة إلى كبار العمالء المليئين الذين‬
‫تكون حدود دخلهم أعلى من معدل الدخل القومي‪ ،‬ويمتازون بدرجة مخاطر منخفضة‪ ،‬وفي‬
‫هذا النوع من البطاقات يتمتع حاملها بسقف إئتماني أعلى من ذلك المتوفر في البطاقات‬
‫العادية فهي تصدر بمبالغ أكبر من المبالغ التي تصدر بها البطاقات العادية ‪ ،‬وكذلك يعطي‬
‫هذا النوع من البطاقات حامله وضع مميز وخدمات إضافية وسرعة إتمام العمليات الخاصة‬
‫‪42‬‬
‫به‪.‬‬
‫‪ -)3‬البطاقات الماسية أو البالتينية (‪ :)Platine Card‬وهي بطاقة تصدر لكبار العمالء‬
‫ذوي القدرات المالية العالية ‪ ،‬وتتميز بعدم وجود حدود إئتمانية وتعطي لحاملها نفس مزايا‬
‫البطاقات الذهبية ‪،‬وتصدر هذه البطاقات عن طريق بعض المؤسسات المالية مثل ‪ :‬أمريكان‬
‫إكسبريس‬
‫‪ -‬وهذا النوع ال يختلف عن النوع السابق إال في اإلشتراك السنوي الذي يتغير تبعا لمستوى‬
‫‪43‬‬
‫البطاقة ‪ ،‬ويتمتع حاملها بإئتمان غير محدد بسقف معين‪.‬‬
‫أ‪ -‬التقسيم على حسب جهة اإلصدار‪:‬‬
‫‪44‬‬
‫ويوجد ثالث أنواع من البطاقات حسب جهة اإلصدار وهي‪:‬‬

‫‪ - 41‬عمر سليمان األشقر ‪" ،‬دراسة شرعية في البطاقات اإلئتمانية" ‪ ،‬مرجع سابق الذكر ‪ ،‬ص‪. 21‬‬
‫‪ - 42‬نسرين دبة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.17‬‬
‫‪ - 43‬نادر شعبان إبراهيم السواح ‪ ،‬نفس المرجع السابق ‪ ،‬ص‪. 23‬‬
‫‪ - 44‬فتحي شوكت مصطفى عرفات ‪ " ،‬بطاقات اإلئتمان البنكية في الفقه اإلسالمي" ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪. 51‬‬

‫‪59‬‬
‫الصيرفة اإللكترونية والنظام المصرفي الجزائري‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ -)1‬البطاقات الصادرة من خالل رعاية المنظمة العالمية‪ :‬وذلك عن طريق التفويض‬


‫للبنوك التجارية بإصدار البطاقة ‪ ،‬ومساعدتها على إدارة خدماتها ومن أمثلة هذه‬
‫البطاقات "الفيزا والماستر كارد"‪.‬‬
‫‪ -)2‬البطاقات الصادرة عن المؤسسات المصرفية العالمية‪ :‬حيث تشرف هذه المؤسسات‬
‫على إصدار البطاقات وتشرف عليها‪ ،‬مع عدم منح التراخيص أو أي تفويضات‬
‫للمؤسسات أو بنوك أخرى ومن أمثلتها بطاقة "األمريكان إكسبريس" ‪.‬‬
‫‪ -)3‬البطاقات الصادرة عن المؤسسات التجارية الكبرى ‪ :‬وهذا النوع من البطاقات‬
‫تصدرها المحالت التجارية أو الفنادق أو المطاعم ‪ ،‬أو محطات البنزين ‪ ،‬من أشهرها‪:‬‬
‫"مارك أند سينتر"و "جون لويز" ‪ ،‬وهي منتشرة في مختلف أنحاء إنجلتر‪.‬‬
‫‪ -‬والشكل التالي يوضح تقسيمات البطاقات اإلئتمانية حسب جهة اإلصدار‪.‬‬

‫‪ ‬الشكل رقم(‪ )3.2‬أنواع البطاقات البالستكية حسب جهة اإلصدار‬

‫مصدري البطاقات البالستكية‬

‫المؤسسات المصرفية العالمية‬ ‫المؤسسات التجارية الكبرى‬ ‫المنظمات العالمية‬

‫ديزاينر كلوب‬ ‫أمريكان إكسبريس‬ ‫جون لويز‬ ‫المارك أند سنتر‬ ‫الماستر كارد‬ ‫الفيزا‬

‫ترخيص‬
‫المصدر‪ :‬نادر شعبان إبراهيم السواح ‪ " ،‬النقود البالستكية وأثر المعامالت اإللكترونية على‬
‫المراجعة في البنوك التجارية ‪ ،‬الدار الجامعية ‪ ،‬اإلسكندرية ‪ ،2006 ،‬ص ‪. 27‬‬
‫المصارف‬
‫‪60‬‬
‫الصيرفة اإللكترونية والنظام المصرفي الجزائري‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫ت‪ -‬التقسيم حسب النظم التكوينية الرئيسية‪ :‬وتضم األنواع الثالثة التالية‪:‬‬
‫‪ -)1‬البطاقات الممغنطة ‪Magnetic Stripe Cards:‬‬
‫وهي بطاقات تسمح لحاملها بشراء السلع والخدمات بالحد األقصى الذي يحدد‬
‫البنك وتسمى بالبطاقة الممغنطة إلحتوائها على شريط ممغنط يحتوي على رقم البطاقة‬
‫والذي يمكن التعرف عليه بواسطة الوحدات الطرفية للحاسب اآللي للبنوك والقنوات‬
‫‪45‬‬
‫التوزيعية اإللكترونية التي تتعامل معها ‪.‬‬
‫‪ -)2‬البطاقات الرقائقية أو البطاقات الذكية‪Chip Cards :‬‬
‫وتعتبر واحد من أخر اإلصدارات في عالم تكنولوجيا المعلومات واإلتصال ‪ ،‬وهي‬
‫تحتوي على شريحة إلكترونية مدمجة في بطاقة شبيهة في حجمها ببطاقة الدفع البالستكية‬
‫الممغنطة‬
‫‪ ‬تحتوي هذه البطاقة على شريحة إلكترونية يمكنها تخزين الكثير من المعلومات مثل‬
‫المعلومات الشخصية لحامل البطاقة (تاريخ الميالد‪ ،‬العنوان ‪ ،‬الحسابات البنكية)‪ ،‬كما‬
‫تعتمد على مجموعة من المعايير التي قد تحتوي على أرقام سرية ‪ ،‬كلمة السر ‪ ،‬مفاتيح‬
‫عامة وخاصة (خوارزميات تشفير معقدة)‪.‬‬
‫– وسميت بالبطاقة الذكية ألنها تحد من عمليات التزوير لما تحتويه من مواصفات‬
‫وبيانات ظاهرة ومخفية‪ ،‬مثال‪ :‬لو تمكن شخص من تعديل بيان من البيانات الظاهرة‪ ،‬فلن‬
‫‪46‬‬
‫يتمكن من تعديل نفس البيان المخزن في الشريحة‪.‬‬
‫‪ -)3‬البطاقات البصرية‪Optical Card :‬‬
‫وتكون البطاقة البصرية إما بطاقة ممغنطة أو بطاقة ذكية ‪ ،‬ولكن تحتوي على‬
‫صورة مجسمة ثالثية األبعاد لحامل البطاقة ‪ ،‬وهذا يزيد عنصر اآلمان وخاصة لدى‬
‫‪47‬‬
‫التجار والبنوك التي التملك آالت التوزيع اإللكترونية ‪.‬‬
‫ث‪ -‬مزايا وعيوب البطاقات البنكية ‪:‬‬
‫بالرغم من توفر العديد من اإليجابيات في البطاقات البنكية وذلك لحدثتها وسهولة التعامل‬
‫بها إال أنها تتميز في نفس الوقت ببعض العيوب تظهر عادة عند إستخدامها‪.‬‬
‫‪ - ‬المزايا‪ :‬تملك البطاقات البنكية العديد من المزايا التي تجعلها مصدر جاذبية ومحط‬
‫إهتمام مختلف المتعاملين اإلقتصاديين‪.‬‬
‫‪ ‬وفيما يلي عرض ألهم مزايا البطاقات البنكية التي تمنح لحامل البطاقة ‪،‬والتاجر وكذا‬
‫‪48‬‬
‫المصرف‪:‬‬

‫‪ - 45‬عبد الجبار الحنيص ‪" ،‬اإلستخدام غير المشروع لبطاقات اإلئتمان الممغنطة من وجهة نظر القانون الجزئي " ‪ ،‬مجلة جامعة دمشق ‪ ،‬العدد‬
‫(‪ ، )01‬جامعة سوريا ‪ ، 2010 ،‬ص ‪. 74‬‬
‫‪ - 46‬نادر شعبان إبراهيم السواح ‪" ،‬مرجع سبق ذكره ‪ "،‬ص ‪. 24‬‬
‫‪ - 47‬عمر سليمان األشقر ‪ "،‬نفس المرجع السابق" ‪ ،‬ص ‪. 22‬‬
‫‪ - 48‬زهير بشنق ‪ "،‬العمليات المالية المصرفية اإللكترونية " ‪ ،‬إتحاد المصارف العربية ‪ ،‬لبنان ‪ ، 2006 ،‬ص‪.224‬‬

‫‪61‬‬
‫الصيرفة اإللكترونية والنظام المصرفي الجزائري‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ -/1‬بالنسبة لحامل البطاقة (العميل)‪:‬‬


‫‪ -‬تعتبر بطاقات اإلئتمان أداة سهلة اإلستخدام لسداد السلع اإلستهالكية والخدمات ‪ ،‬كبديل‬
‫للشيكات والنقود ‪ ،‬إذ يسهل حملها ‪،‬كما أنها أكثر أمانا من النقود أو دفاتر الشيكات ؛‬
‫‪ -‬إمكانية الشراء الفوري والدفع اآلجل ؛‬
‫‪ -‬يستطيع حامل البطاقة أن يسحب مبالغ نقدية من أي فرع من فروع المصارف الكبرى‬
‫في العالم ؛‬
‫‪ -‬أدّى إنتشار إستخدام بطاقات اإلئتمان في مختلف دول العالم إلى التسيير على‬
‫المسافرين الذين يزورون أكثر من دولة من خالل أداة دفع واحدة ‪ ،‬بدال من حمل‬
‫العمالت األجنبية المختلفة ؛‬
‫‪ -‬تجنب حامل البطاقة اإلجراءات المطولة التي تتم عند الشراء اآلجل من التجار أو عند‬
‫اإلحتيال لنقود المصرف ‪.‬‬
‫‪ -/2‬بالنسبة للتاجر‪:‬‬
‫‪ -‬زيادة اإليرادات من بين السلع والخدمات إلى حملة البطاقات الذين يكون لديهم حافز‬
‫للشراء دون إنتظار تواجد النقود معهم ؛‬
‫‪ -‬ضمان التاجر حصوله على ثمن بضاعته وتحويلها إلى حسابه بالمصرف المصدر؛‬
‫‪ -‬اإلستفادة من إدرال إسم المتجر في الدليل الذي يوزعه مصدر البطاقة على حملة‬
‫البطاقات ووضع شعار البطاقة في مكان ظاهر بالمتجر ‪،‬مما يمثل إعالنا مجانيا للتاجر؛‬
‫‪ -‬تعطي البطاقات اإلئتمانية للمتجر الذي يتعامل بها ميزة تنافسية عن غيره من المتاجر‬
‫األخرى التي ال تتعامل بها‪.‬‬
‫‪ -/3‬للبنك المصدر‪:‬‬
‫‪ -‬يمثل إصدار البطاقة اإلئتمانية للمصرف مصدرا جديدا لإليرادات المتأتية عن طريق‬
‫تجديدات اإلشتراك المحصلة من حملة البطاقات ‪ ،‬العموالت المستقطعة من التجار ‪ ،‬فرق‬
‫السعر في حالة السداد بالعملة الصعبة ؛‬
‫‪ -‬إكتساب عمالء جدد للمصرف كالتجار الذين يقومون بفتح حسابات لهم في المصرف لقيد‬
‫مستحقاتهم وكذلك حملة البطاقات الذين يلجؤن لفتح حسابات لدى المصرف وإيداع مبالغ‬
‫الضمان بها‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫الصيرفة اإللكترونية والنظام المصرفي الجزائري‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ - ‬العيوب‪ :‬هناك جونب سلبية عديدة لبطاقات اإلئتمان تختلف بإختالف أطراف البطاقة‬
‫يمكن ترتيبها على النحو التالي‪:‬‬

‫‪ -/1‬بالنسبة لحامل البطاقة العميل ‪:‬‬


‫‪ ‬إرتفاع نسبة الفوائد على القروض الممنوحة من خالل البطاقة وخاصة عند التأخير؛‬
‫‪ ‬إن حامل البطاقة ملزم بسداد قيمة ما إشترى بها حتى لو كانت ضائعة أو مسروقة منه ؛‬
‫‪ ‬يمكن أن يخسر حامل البطاقة قيمة مشتريات إشتراها عبر اإلنترنت بسب عملية نصب‬
‫على موقع إلكتروني لتاجر أو مقدم الخدمة‪.‬‬
‫‪ -/2‬بالنسبة للتاجر‪:‬‬
‫‪ ‬إن عدم تدقيق التاجر والتأكد من صالحية البطاقة ومطابقة توقيعه أو عدم أخذ موافقة‬
‫الجهة المصدرة على تجاوز العميل الحد األقصى المسموح له يوقع العميل في خسارة‬
‫مالية؛‬
‫‪ ‬عجز البنوك عن الوفاء بديون مستخدمي البطاقات ولو لمدة قصيرة سيعرض أهم‬
‫المحالت التجارية التي تقبل البطاقة لإلفال ؛ ذلك أن المحالت التجارية تجري أعمال‬
‫الشراء الخاصة بها وتسيير أمورها بناءا على تسديدات الزبائن التي تصلها من البنوك ‪،‬‬
‫فلو توقفت هذه ولو لمدة قصيرة فإن ذلك سيؤدي لنشوء مشكلة سيولة خطيرة توقف‬
‫كثيرا من المنشآت اإلقتصادية عندها‪.‬‬

‫‪ -/3‬بالنسبة للبنك المصدر‪:‬‬


‫‪ ‬أدّت السياسة المتراخية في إصدار البطاقات إلى زيادة الديون المعدومة التي تغرمها‬
‫الجهات المصدرة للبطاقات كل سنة ‪ ،‬وبما أن حملة البطاقات قد ال يستخدمونها لمدة‬
‫طويلة ؛ فإن ذلك يجعل من البطاقات الراكدة سبب في زيادة تكاليف البنك؛‬
‫‪ ‬يولد التعامل بالبطاقة خطرا على سيولة المصرف نظرا لكبر هذا التعامل ‪ ،‬كما أن‬
‫حجم القروض المأخوذة من قبل حملة البطاقات يدعو المصرف إلى تخفيض إستثمارته‬
‫في المجاالت األخرى ‪ ،‬كذلك قد تسوء صورة المصرف أمام العمالء الذين يعتقدون أن‬
‫إستعمال البطاقات سبب من أسباب الغالء‪.‬‬
‫‪ -2‬النقود اإللكترونية‪:‬‬
‫تعتبر النقود اإللكترونية إحدى منجزات الثورة الرقمية التي نعيشها‪ ،‬فهي من‬
‫أحدث الصناعات التي توصلت إليها أنظمة تسوية المبادالت التجارية‪ ،‬والتي تهدف إلى‬
‫‪63‬‬
‫الصيرفة اإللكترونية والنظام المصرفي الجزائري‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫تسهيل الوسائط النقدية من جهة وتخفيض تكاليف اإلنجاز من جهة ثانية ‪ ،‬وتوفير درجة‬
‫عالية من األمان للحقوق المالية ‪ ،‬وقد حظيت بقبول دولي سواء على مستوى األشخاص‬
‫أو المؤسسات المالية التي تتعامل بها ‪ ،‬باإلضافة إلى تماشيها مع طبيعة المعامالت‬
‫اإللكترونية التي تتم عن بعد دون حضور المتعاقدين‪.‬‬
‫‪ ‬بناءا على ما تقدم وبالنظر للنقود اإللكترونية على أنها إحدى منتجات العصر الرقمي‬
‫سنحاول التطرق إلى‪:‬‬
‫أ‪ -‬تعريف النقود اإللكترونية‪:‬‬
‫يمكن إعتبار النقود اإللكترونية شكال من أشكال النقد الكتابي كونها تمكن حاملها‬
‫الطلب من البنك الذي أصدرها تحويلها إلى نقد إئتماني أو إلى نمط أخرمن النقد الكتابي‬
‫كالشيك مثال ‪.‬‬
‫‪ ‬فيمكن تعريف النقود اإللكترونية على أنها‪ " :‬مجموع األموال المحولة عبر طريق‬
‫إلكتروني (سواء بين البنوك ‪ ،‬أو بين البنوك واألفراد) ؛ أو بتعبير آخر هي وحدات من‬
‫القوة الشرائية تقبل اإلستخدام والتحويل عبر سبل إلكترونية ‪ ،‬فالنقود اإللكترونية يمكن‬
‫النظر إليها كما لو كانت إحالل إلكتروني محل‬

‫‪ ‬النقود المعدنية والورقية للبنوك ؛ فهي تتبلور في شكل مجموعة من التقنيات المعلوماتية‬
‫‪49‬‬
‫والمغناطيسية واإللكترونية التي تسمح بتبادل األموال دون الحاجة لتدخل األوراق "‪.‬‬
‫‪ ‬وهناك تعريف أخر للنقود اإللكترونية على أنها ‪ " :‬وسيلة دفع إفتراضية تستخدم لسداد‬
‫المبالغ أو تحويلها إلكترونيًا ‪ ،‬وهي عبارة عن حامل إلكتروني ‪(Un Support‬‬
‫) ‪ ،électronique‬ينطوي على قيمة تمثل حقًا لصاحبها على ُمصدر هذا النقد ‪ ،‬أي‬
‫أن النقد اإللكتروني قائم على مبدأ "الدفع المسبق" ‪(Le Principe de‬‬
‫) ‪ ، prepayment‬وحتى يكتسب هذا الحامل اإللكتروني صفة النقدية يجب أن‬
‫يحظى بالقبول كوسيلة دفع لدى المؤسسات ‪ ،‬فضال عن أداء وظائف النقد المعروفة‬
‫‪50‬‬
‫"‪.‬‬
‫ب‪ -‬خصائص النقود اإللكترونية ‪:‬‬
‫‪51‬‬
‫تتمتع النقود اإللكترونية بمجموعة من الخصائص يمكن حصرها كالتالي‪:‬‬
‫‪ - 49‬عبد الباسط وفا ‪" ،‬سوق النقود اإللكترونية " ‪ ،‬دار هاني للطباعة والنشر ‪ ،‬حلوان ‪ ، 2004 ،‬ص ‪. 12‬‬
‫‪ - 50‬رحيم حسين ‪ ،‬هواري معرال ‪ " ،‬الصيرفة اإللكترونية كمدخل لعصرنة المصارف الجزائرية "‪ ،‬ملتقى المنظومة المصرفية والتحوالت‬
‫اإلقتصادية ‪ ،‬جامعة الشلف ‪ ، 2004 ،‬ص ‪. 320‬‬
‫‪ - 51‬جيال لي أحمد مسري ‪"،‬نشأة وتطور النظام المصرفي الجزائري" ‪ ،‬نفس المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 97‬‬

‫‪64‬‬
‫الصيرفة اإللكترونية والنظام المصرفي الجزائري‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫تسمح النقود اإللكترونية بتحويل األموال من شخص ألخر عن طريق التحويالت المالية‬ ‫‪-‬‬
‫اإللكترونية ؛‬
‫تحتفظ النقود اإللكترونية بقيمتها المادية في صورة معلومات إلكترونية غير مرتبطة‬ ‫‪-‬‬
‫بأي حساب مصرفي ؛‬
‫يمكن تقسيم النقود اإللكترونية إلى وحدات نقدية صغيرة وذلك لتسهيل إجراء المعامالت‬ ‫‪-‬‬
‫ذات القيم المحدودة ؛‬
‫غالبًا ال تشترط طرف ثالث إلظهار التبادل أو مراجعته أو تأكيده ؛‬ ‫‪-‬‬
‫يعتبر النقد اإللكتروني سهل اإلستخدام مقارنة مع وسائل الدفع األخرى باإلضافة‬ ‫‪-‬‬
‫لسهولة تخزينه وإستخراجه ؛‬
‫تحقق النقود اإللكترونية الثقة في التعامل بحيث يصبح غير ممكنًا للمتعامل بها إنكار‬ ‫‪-‬‬
‫قيامه بالدفع بعد إتمامه‬

‫ت‪ -‬مكونات محفظة النقود اإللكترونية‪:‬‬


‫تتكون محفظة النقود اإللكترونية من الناحية الفنية من بطاقة بالستكية مثبت عليها‬
‫من الخلف كمبيوتر صغير مزود بذاكرة إلكترونية تسمح بتخزين معلومات ووحدات‬
‫إلكترونية تصلح للوفاء بالديون قليلة القيمة سواء عند التاجر أو على شبكة اإلنترنت‪.‬‬
‫وعند الرغبة في إستعمال البطاقة يقوم العميل بتحميل البطاقة بعدد من الوحدات‬
‫اإللكترونية ويكون التحميل أو الشحن من خالل أجهزة الصراف اآللي ‪ ،‬أو أجهزة‬
‫خاصة أُعدت خصيصا لشحن أو تحميل هذه البطاقات ‪ ،‬ويتطلب شحن هذه البطاقات‬
‫إدخال رقم سري خاص بصاحب البطاقة كي تتعرف عليه الجهة المصدرة لهذه البطاقات‬
‫‪.‬‬
‫وبإتمام عملية الشحن أوالتحميل ‪،‬يستطيع صاحب البطاقة أن يمررها في جهاز‬
‫قارئ خاص لدى التاجر مثلما يحدث في بطاقات الوفاء واإلئتمان ‪ ،‬ثم تخصم قيمة السلعة‬
‫أو الخدمة مباشرة ‪ ،‬وتنقل القيمة في صورة وحدات إلكترونية إلى كمبيوتر التاجر دون‬
‫الحاجة إلى توقيع أو تصديق من أحد ‪.‬‬
‫‪ ‬من خالل ماسبق يتضح أن المحفظة اإللكترونية تقوم على أسا ثالث دعائم أساسية ‪:‬‬
‫‪ -1‬البطاقة المزودة بذاكرة إلكترونية تسمح بالتخزين واإلستدعاء عند اإلحتيال ‪.‬‬
‫‪ -2‬الوحدات التي يتم شحنها على البطاقة وتسمى النقود اإللكترونية ‪ ،‬أو الوحدات‬
‫اإللكترونية( ‪.)Electronic Unites‬‬

‫‪65‬‬
‫الصيرفة اإللكترونية والنظام المصرفي الجزائري‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ -3‬شحن الوحدات على البطاقة بشكل مسبق إلستخدامها في عملية الدفع ويسمى الدفع المقدم‬
‫‪52‬‬
‫أو الدفع المسبق ) ‪. (Le Principe de prepayment‬‬

‫ث‪ -‬مشاكل وتحديات النقود اإللكترونية‪:‬‬


‫يترتب عن إستعمال النقود اإللكترونية مشاكل وتحديات متنوعة تحد من إنتشارها‬
‫‪53‬‬
‫وإزدهارها ‪ ،‬نلخصها كالتالي ‪:‬‬
‫أ‪ -‬إرتكاب األخطاء ‪ :‬عدم الدقة جراء بعض األخطاء المرتكبة من قبل الموظفين في‬
‫التعامل مع الفواتير ‪،‬ومع تكرار األخطاء تفقد الثقة بين البنك والعميل ؛‬
‫ب‪ -‬إنقطاع الخدمات ألسباب فنية ‪ :‬تتوقف تعامالت البنوك اإللكترونية في حالة ما تم‬
‫إنقطاع الخدمة ألسباب فنية ‪ ،‬مما يؤدي إلى ضجر العمالء وفقدان الثقة ؛‬
‫ت‪ -‬عدم وجود مستندات مصرفية للمراجعة ‪ :‬يسبب غياب المستندات المصرفية مشاكل‬
‫للمراقبين والمراجعين من أجل التأكد من صحة المعامالت ‪ ،‬بإعتبار أن كل‬
‫المعلومات محفوظة إلكترونيًا ؛‬
‫ث‪ -‬خطر السيولة على البنك ‪ :‬وهذا ألن اإلفراط في إستعمال البطاقة من طرف‬
‫المتعاملين ‪ ،‬فبالتمادي في إستعمالها مقابل قلة اإليداعات ‪ ،‬مع وجود صعوبة في رفع‬
‫السعر الخاص من طرف البنك المركزي ‪ ،‬يصبح الفرق الموجود في العملة غير‬
‫مؤثر ويؤدي ذلك إلى وقوع البنك في مشكلة السيولة ‪ ،‬خاصة في حالة عدم دفع‬
‫المستحقات في وقتها ؛‬
‫ج‪ -‬المنافسة الشديدة الموجودة مابين البنوك والمؤسسات المالية‪ :‬تتنافس البنوك‬
‫العارضة للبطاقات وكذا المواقع التي تعرض خدمات هذه البطاقات مما يؤدي إلى‬
‫مشاكل الفيروسات اإللكترونية ؛‬
‫ح‪ -‬سرقة البطاقات أو ضياعها أو إستعمالها من قبل الغير ؛‬

‫‪ - 52‬شريف محمد غنام ‪ " ،‬محفظة النقود اإللكترونية " ‪ ،‬الدار الجامعية الجديدة للنشر والتوزيع ‪ ،‬اإلسكندرية ‪ ، 2007 ،‬ص ‪. 14‬‬
‫‪ - 53‬جيال لي أحمد مسري ‪"،‬نشأة وتطور النظام المصرفي الجزائري" ‪ ،‬نفس المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 87‬‬

‫‪66‬‬
‫الصيرفة اإللكترونية والنظام المصرفي الجزائري‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫خ‪ -‬إنعدام الوعي اإللكتروني لدى العمالء ‪ :‬إن اإللمام اإللكتروني لدى العمالء يعتبر‬
‫من العوامل التي تحد من التعامل إلكترونيا ‪ ،‬حيث أن جز ًءا ال يستهان به من العمالء‬
‫ليسوا على دراية كافية بهذا المجال ؛‬

‫‪ – 3‬الشيك اإللكتروني ‪"E- Checking":‬‬


‫يعد الشيك اإللكتروني مظهر من مظاهر التطور التكنولوجي والتقني‪ ،‬فهو من أبرز‬
‫أشكال النقود اإللكترونية وأهم وسائل الدفع اإللكتروني التي تتناسب مع الخصائص المميزة‬
‫للمعامالت اإللكترونية ‪ ،‬فهو يحقق السرعة في إنجازها والثقة بين المتعاملين ‪ ،‬كما أنه يتفق‬
‫مع عالميتها ‪،‬حيث يتم تداوله عبر اإلنترنت ‪.‬‬
‫ويعتبر الشيك اإللكتروني مكافئا للشيكات التقليدية الورقية ‪ ،‬وهناك من يتوقع أن تحل‬
‫محلها‪.‬‬
‫‪ ‬من خالل ما تم ذكره سنتطرق إلى دراسة ما يلي‪:‬‬
‫أ‪ -‬تعريف الشيك اإللكتروني‪:‬‬
‫صدر‬‫‪ -‬يمكننا تعريف الشيك اإللكتروني بأنه‪" :‬رسالة إلكترونية موثقة ومؤمنة يرسلها م ّ‬
‫الشيك (حامله) ليعتمده ويقدمه للمصرف الذي يعمل عبر اإلنترنت أو شبكات اإلتصال‬
‫األخرى ‪ ،‬ليقوم المصرف أوال بتحويل قيمة الشيك النقدية إلى حساب الشيك وبعد ذلك‬
‫يقوم بإلغاء الشيك وإعادته إلكترونيًا غلى مستلم الشيك ليكون دليال على أنه تم صرف‬
‫الشيك فعال ‪ ،‬كما يمكن لمستلم الشيك أن يتأكد إلكترونيًا من أنه قدتم بالفعل تحويل المبلغ‬
‫‪54‬‬
‫لحسابه ‪".‬‬
‫‪ -‬و الشيك االلكتروني هو "عبارة عن بيانات يرسلها المشتري إلى البائع عن طريق‬
‫البريد االلكتروني المؤمن‪ ،‬و تتضمن هذه البيانات التي يحتويها الشيك البنكي من تحديد‬
‫مبلغ الشيك و اسم المستفيد و اسم من أصدر الشيك و توقيعه‪ ،‬و يكون هذا التوقيع عن‬
‫‪55‬‬
‫طريق رموز خاصة"‬
‫ب‪ -‬مزايا وعيوب الشيك اإللكتروني‪:‬‬
‫‪-/1‬المزايا‪:‬‬

‫‪ - 54‬حميد فشيت ‪ ،‬حكيم بناولة ‪ " ،‬واقع وسائل الدفع اإللكترونية في الجزائر " ‪ ،‬الملتقى العلمي الدولي حول ‪ :‬عصرنة نظام الدفع في البنوك‬
‫الجزائرية وإشكالية إعتماد التجارة اإللكترونية في الجزائر –عرض تجارب دولية – جامعة خميس مليانة ‪.‬‬
‫‪ - 55‬عبد الرحيم وهيبة ‪" ،‬إحالل وسائل الدفع التقليدية باإللكترونية " ‪ ،‬نفس المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 41‬‬

‫‪67‬‬
‫الصيرفة اإللكترونية والنظام المصرفي الجزائري‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ -‬يعدّ الشيك اإللكتروني وسيلة جديدة لمعالجة الكثير من المنازعات والمخاطر التي تحيط‬
‫باستخدام الشيك المكتوب يدويًا والذي يعدّ أداة وفاء قلت ثقة النا في التعامل به لما‬
‫يصاحبه من إمكانية عدم وجود رصيد لقيمته أو عدم اشتماله ألحد العناصر اإللزامية الذي‬
‫يجب أن يشتمل عليها ذلك الشيك المكتوب ‪ ،‬بينما نجد أن الشيك اإللكتروني وسيلة أكثر‬
‫أمانا ً للقيام بعمليات البيع والشراء عبر شبكة اإلنترنت حيث ال يحتال المستخدم لذلك الشيك‬
‫سوى إلى برنامج تصفح على اإلنترنت ‪ ،‬وحساب بنكي ‪ ،‬وتوفير نماذل بيع ونماذل فواتير‬
‫متوافقة مع خدمة الشيك اإللكتروني؛‬
‫‪ -‬وعلى إعتبار أن الشيكات اإللكترونية أحد أشكال النقود اإللكترونية فهي تتفق مع ما تحتاجه‬
‫المعامالت اإللكترونية من سرعة في اإلنجاز فهي سهلة االستخدام وبسيطة في إجراءاتها ؛‬
‫‪ -‬كما إن العمل بالشيكات اإللكترونية يعزز الثقة بين المتعاملين من خالل تضمين هذه‬
‫الشيكات البيانات األساسية التي تبعث إلى االطمئنان لدى المتعاملين ذلك أن المصرف يقوم‬
‫بالتحقق من البيانات المدونة في الشيك وبعد التأكد منها يقوم بعملية المقاصة (اقتطاع قيمة‬
‫الشيك من حساب عميله إلى حساب المستفيد) ‪.‬‬
‫‪ -/2‬العيوب‪:‬‬
‫‪ -‬إن الشيكات اإللكترونية تتناسب مع التطور الحاصل للنقود بالشكل الذي يواكب التطور الهائل‬
‫‪،‬إنما يواجه العديد من المخاطر لعل من أبرزها ضرورة إيجاد الصيغة المناسبة للتطور‬
‫التكنولوجي والتقني إلمكانية استخدام هذه الشيكات ‪ ،‬ذلك أننا نجد العديد من الدول وباألخص‬
‫الدول النامية تفتقد البنية التحتية المناسبة لمسايرة هذا التطور فاستخدام الشيكات اإللكترونية‬
‫يحتال إلى أنظمة حاسوبية متطورة ذات تقنية عالية وثقافة معلوماتية عالية لدى المتعاملين بها‬
‫وهذا ما ال نجده في العديد من الدول‪.‬‬
‫قد تتعرض هذه الشيكات كأي رسالة بيانات إلى اختراقها والوصول إلى بياناتها األمر الذي‬ ‫‪-‬‬
‫يؤدي إلى فقدان المتعاملين بهذه الشيكات إلى الحماية واألمن ‪.‬‬

‫‪ -4‬المقاصة اإللكترونية والتحويل المالي اإللكتروني‪:‬‬


‫أدّى التعامل المصرفي المالي عبر اإلنترنت والوسائل التقنية الحديثة األخرى‬
‫كالصيرفة عبر المحمول ‪ ،‬أو الصيرفة المنزلية إلى إحداث ثورة تكنولوجية في هذا‬
‫القطاع أسهمت في تحسين التدفق النقدي عبر إنجاز التحويالت المالية إلكترونيا وكذا‬
‫المقاصة اإللكترونية والذي نتج عنه ‪ :‬سرعة تناقل النقد وإلى تقليل األعمال الورقية ‪،‬‬
‫والشيكات التقليدية ‪.‬‬
‫أ‪ -‬المقاصة اإللكترونية‪:‬‬
‫يمكن تعريف المقاصة اإللكترونية على أنها‪ " :‬نظام لتسوية مدفوعات الشيكات‬
‫إلكترونيا بين البنوك بدال من المدفوعات الورقية التي تتم في غرف المقاصة ‪ ،‬وتسجيل‬

‫‪68‬‬
‫الصيرفة اإللكترونية والنظام المصرفي الجزائري‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫المدفوعات اإللكترونية على شريط ممغنط "‪.‬‬


‫‪56‬‬

‫‪57‬‬
‫‪ -‬وتقدم المقاصة اإللكترونية فوائد عديدة نذكر منها ‪:‬‬
‫‪ ‬تقليل مخاطر العمليات بالنسبة للشيكات المفقودة والمعادة أكثر من مرة‪.‬‬
‫‪ ‬إدارة أفضل لألموال ؛‬
‫‪ ‬تعزيز وزيادة الثقة في التعامل بالشيكات ؛‬
‫‪ ‬زيادة الدقة في تحصيل الشيكات ألن معظم بيانات الشيكات وصورها تسجل عن طريق‬
‫قارئ مغناطيسي‪.‬‬
‫ب‪ -‬التحويل المالي اإللكتروني‪:‬‬
‫يعد التحويل المالي اإللكتروني جز ًءا بالغًا األهمية للبنية التحتية ألعمال البنوك‬
‫اإللكترونية التي تعمل عبر اإلنترنت ‪ ،‬ويتيح هذا النظام بطريقة إلكترونية آمنة ‪ ،‬نقل‬
‫التحويالت أو الدفعات النقدية من حساب بنكي ألخر إضافة إلى نقل المعلومات المتعلقة‬
‫بهذه التحويالت‪.‬‬
‫‪ ‬ويمكن تعريف نظام التحويالت المالية اإللكترونية " ‪Electronic Funds ،"EFT‬‬
‫‪ Transfer‬على أنه‪ " :‬عملية منح الصالحية (‪ )Permission‬لبنك ما ‪ ،‬من أجل‬
‫القيام بحركات التحويالت المالية الدائنة والمدينة إلكترونيا من حساب بنكي إلى حساب‬
‫بنكي أخر ؛ أي أن عملية التحويل تتم إلكترونيا عبر الهواتف أو أجهزة الكمبيوتر أو‬
‫أجهزة المودم ( ‪ )Modems‬بدال من إستخدام األوراق ‪ ،‬وتنفذ عمليات التحويل المالي‬
‫عن طريق دار المقاصة اآللية ‪،‬وهي شبكة تعود ملكية تشغيلها إلى البنوك المشتركة‬
‫‪58‬‬
‫بنظام التحويالت المالية اإللكترونية " ‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬المخاطر التي تواجه البنوك في بيئة اإلنترنت‬


‫إن إستعمال األنظمة المعلوماتية في القطاع المصرفي كان نقطة تحول بارزة ساهمت‬
‫في تطوير وتوسيع هذا المجال إال إنها تسببت في ظهور مخاطر عديدة تمخضت عنها‬
‫جرائم عديدة لم نألفها من قبل سميت "بالجرائم المعلوماتية"‪ ،‬وتحتال هذه المخاطر إلى‬
‫أمن معلوماتي لحمايتها ‪ ،‬فمن خالل هذا المطلب سنتعرض ألهم هذه المخاطر وكذا‬
‫متطلبات أمن المعلومات المصرفية في بيئة اإلنترنت‪.‬‬

‫‪ ‬أوال‪ :‬أهم المخاطر المصاحبة للعمل المصرفي عبر اإلنترنت‪.‬‬

‫‪ - 56‬نبيل ذانون حاسم ‪ ،‬مثال مرهون مبارك ‪" ،‬معيقات تطبيق الصيرفة اإللكترونية في القطاع المصرفي الحكومي " ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ص ‪08‬‬
‫‪.‬‬
‫‪ " - 57‬اآلثار اإلقتصادية للمقاصة اإللكترونية " ‪ ،‬ملتقى القاصة اإللكترونية وأبعادها اإلقتصادية والتنموية ‪ ،‬عمان ‪2008 ،‬‬
‫‪ - 58‬زهير بشنق ‪ "،‬العمليات المالية المصرفية اإللكترونية " ‪ ،‬نفس المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.58‬‬

‫‪69‬‬
‫الصيرفة اإللكترونية والنظام المصرفي الجزائري‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ ‬ثانيا‪ :‬متطلبات ومعايير أمن المعلومات المصرفية في بيئة اإلنترنت‬

‫‪ ‬أوال‪ :‬أهم المخاطر المصاحبة للعمل المصرفي عبر اإلنترنت‪.‬‬


‫‪ -/1‬الجرائم المعلوماتية المصرفية‪:‬‬
‫صا بتقنيات‬
‫وتعّرف جرائم اإلنترنت بأنها تلك النوع من الجرائم التي تتطلب إلما ًما خا ً‬
‫الحاسب اآللي ونظم المعلومات ألجل إرتكابيها‪.‬‬

‫‪ ‬ونظرا إلعتماد البنوك بشكل كبيرومباشرعلى تقنيات المعلومات واإلتصاالت المتطورة‬


‫في إدارة أعمالها ‪ ،‬فمن الطبيعي أن تتعرض هذه البنوك لإلعتداءات وجرائم مصدرها‬
‫التقنيات الحديثة المستعملة في ظل قلة التشريعات‪ ،‬ومن بينها ‪:‬‬
‫أ‪ -‬اإلحتيال اإللكتروني‪ :‬وهو سرقة المعلومات الشخصية عن طريق إنتحال شخصية ما ‪،‬‬
‫أو مؤسسة موثوقة مثال‪ :‬تلقي رسالة بالبريد اإللكتروني من موظفي البنك الذي تتعامل‬
‫معه أو شخص مقرب يطلب منك زيارة موقع إلكتروني لتحديث معلوماتك بسرعة ‪،‬‬
‫‪59‬‬
‫وفي األصل هذه الرسالة مرسلة من جهة أخرى ‪.‬‬

‫ب‪ -‬جرائم بطاقات اإلئتمان ‪ :‬وتتمثل في اإلستخدام غير المشروع لبطاقات اإلئتمان‬
‫الممغنطة فقد يتم إستخدام بطاقات مزورة أو مسروقة لإلستالء على أموال أصحاب‬
‫‪60‬‬
‫الحسابات أو إلتقاط أرقامها السرية عند إستعمالها عبر شبكة اإلنترنت ‪.‬‬
‫ت‪ -‬جرائم غسيل األموال‪ :‬شهدت هذه العمليات تطورا كبيرا في فنونها مدفوعة بالتزايد‬
‫الكبير في حجم األموال والمتحصالت الناتجة عن األنشطة غير المشروعة ‪ ،‬إضافة إلى‬
‫التطور الكبير في الوسائل التكنولوجية التي تستخدم في نقل األموال وتحويلها عبر‬
‫الحدود ومع تطور أنظمة التحويل المالي وإستخدام شبكات الحاسوب في الربط بين كافة‬
‫األسواق وسهولة نقل أموال كبيرة ‪ ،‬تزايدت عمليات غسيل األموال إضافة إلى إنتشار‬
‫‪61‬‬
‫التجارة اإللكترونية فقد تزايدت تبعا لذلك ‪.‬‬

‫ث‪ -‬جريمة إتالف برامج كمبيوتر البنك وبياناته‪ :‬تستهدف هذه الجريمة التعرض لسالمة‬
‫وأمن األنظمة المعلوماتية وسرية البيانات والمعلومات التي تتضمنها من خالل التلف‬
‫السريع الذي يلحق بها جراء فيرو رقمي يتغلغل في النظام ويتسبب في إيقافه عن‬

‫تحت عنوان البيئة المعلوماتية اآلمنة‪،‬‬


‫‪ - 59‬محمد زيدان ‪ ،‬محمد حمو ‪ " ،‬متطلبات أمن المعلومات المصرفية في بيئة اإلنترنت "‪ ،‬المؤتمر الساد‬
‫الرياض ‪ 8-7 ،‬أفريل ‪. 2010‬‬
‫‪ - 60‬عبد الجبار الحنيص ‪" ،‬اإلستخدام غير المشروع لبطاقات اإلئتمان الممغنطة من وجهة نظر القانون الجزئي " ‪ ،‬نفس المرجع السابق ‪،‬‬
‫ص‪. 81‬‬
‫‪ - 61‬بسام أحمد الزلمي ‪ " ،‬دور النقود اإللكترونية في عمليات غسيل األموال " ‪ ،‬مجلة دمشق ‪ ،‬العدد (‪ ، )01‬سوريا ‪ ، 2010‬ص ‪. 588 ،‬‬

‫‪70‬‬
‫الصيرفة اإللكترونية والنظام المصرفي الجزائري‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫العمل ‪ ،‬والهدف من وراء هذه الجريمة تكبيد البنوك خسائر ضخمة واإلضرار بسمعتها‬
‫‪62‬‬
‫المهنية من خالل إشاعة جو من الخوف في نفو عمالئها وتعطيل سير أعمالها‪.‬‬
‫‪ -/2‬إنعكاسات الجرائم المعلوماتية على بنية المخاطر في البنوك‪:‬‬
‫أ ّدّت الصيرفة اإللكترونية التي تعتمد اإلنترنت كقناة توزيع جديدة إلى إحداث تغيير‬
‫في بنية مخاطر البنوك ‪ ،‬ونجم عنها تحديات جديدة أمام التحكم في هذه المخاطر وإدارتها ‪،‬‬
‫نظرا للجرائم السابقة الذكر التي تمس نظم معلومات البنوك ‪ ،‬وهو األمر الذي إنعكس على‬
‫بنية المخاطر المصرفية وإستراتجيات إدارتها ‪ ،‬وفيما يلي نورد بعض المخاطر التي‬
‫تعترض عمل البنوك في بيئة اإلنترنت ‪.‬‬
‫أ‪ -‬مخاطر السيولة‪:‬‬
‫وتُعرف بأنها المخاطر التي تؤثر على ربحية ورأسمال البنك جراء عدم المقدرة‬
‫على الوفاء بإلتزماته عند إستحقاقها ‪ ،‬وتشمل مخاطر السيولة‪:‬‬
‫‪ ‬عدم قدرة البنك على إدارة التغيرات الطارئة في تركيبة مصادر األموال؛‬
‫‪ ‬عدم مقدرة البنك على التأقلم مع ظروف السوق وتغيراته المؤثرة على قدرته بتسييل‬
‫بعض موجوداته بأقل خسائر ممكنة وتزيد اإلنترنت (وسيلة اإلتصال بين العميل‬
‫والمصرف) من إحتماالت تغير حجم الودائع لدى البنك بإستمرار‪ ،‬األمر الذي يتطلب من‬
‫المصرف المتعامل عبر اإلنترنت إيجاد نظام مالئم إلدارة الموجودات والمطلوبات‬
‫‪63‬‬
‫والرقابة على وضع السيولة لديه بشكل دائم ‪.‬‬

‫ب‪ -‬المخاطر العلمية اإلستراتجية‪:‬‬


‫إن الصيرفة اإللكترونية التي تعتمد اإلنترنت من أجل توفير المعلومات لعمالئها‬
‫وأيضا تنفيذ العمليات التي يطلبونها معرضة أكثر لمخاطر القرصنة واإلختراقات ‪،‬‬
‫وال شك أن التطورات السريعة في التكنولوجيا وإزدياد حدة المنافسة بين البنوك ذاتها‬
‫وبين المؤسسات غير المصرفية وإختالف طبيعة إستراتجيات المواكبة ‪ ،‬قد تعرض‬
‫البنوك إلى مخاطر كبيرة في حال عدم سالمة عمليات التخطيط والتنفيذ إلستراتجية‬
‫الصيرفة اإللكترونية‪ ،‬ومن حيث الجوهر فإن إدارة البنوك بحاجة إلى در متأن‬
‫لمدى مساهمة إستراتجية اإلنترنت في الحفاظ على تنافسية المؤسسة وربحيتها مع‬
‫‪64‬‬
‫التأكد من عدم حصول زيادة غير مرغوبة بها في بنية المخاطر‪.‬‬
‫ت‪ -‬المخاطر القانونية ‪:‬‬

‫‪ - 62‬محمد زيدان ‪ ،‬محمد حمو ‪ ،‬نفس المرجع السابق‬


‫‪ - 63‬نادر ألفرد قاحوش ‪ " ،‬العمل المصرفي عبر اإلنترنت " ‪ ،‬دار العربية للعلوم ‪ ،‬لبنان ‪ ، 2000 ،‬ص ‪. 115‬‬
‫‪ - 64‬زهير بشنق ‪ ،‬نفس المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 74‬‬

‫‪71‬‬
‫الصيرفة اإللكترونية والنظام المصرفي الجزائري‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫تنشأ المخاطر القانونية عندما ال يحترم البنك القواعد والتشريعات النافذة‬


‫واألعراف المصرفية والتجارية ‪ ،‬أو عندما ال تكون هناك نظم قانونية واضحة ودقيقة‬
‫بخصوص العمليات المصرفية الجديدة ‪ ،‬وينطبق ذلك على األعمال المصرفية‬
‫‪65‬‬
‫اإللكترونية في غياب التشريعات المواكبة‪.‬‬
‫ث‪ -‬مخاطر تتعلق بسمعة البنك‪:‬‬
‫تتعلق هذه المخاطر بالتطورات غير المالئمة التي يمكن أن تتعرض لها البنوك في‬
‫تقديم خدماتها من خالل قنوات التوزيع المصرفية‪ ،‬وهذا في غياب شبكة موثوق بها‬
‫لدعم نشاطاتها وحمايتها في بيئة اإلنترنت‪ ،‬حيث يمكن أن تتعرض سمعة البنوك‬
‫ألضرار في حالة عدم توفير الخدمات المصرفية عبر اإلنترنت وفق معايير األمان‬
‫‪66‬‬
‫والسرية والدقة و اإلستمرارية واإلستجابة الفورية لمتطلبات عمالئها ‪.‬‬

‫‪ ‬ثانيا‪ :‬متطلبات ومعايير أمن المعلومات المصرفية في بيئة اإلنترنت ‪:‬‬


‫يرجع الفضل في ظهور البنوك اإللكترونية وتطورها إلى التقدم التكنولوجي وثورة‬
‫المعلومات ‪ ،‬فقد نشأة وإنتشرت بفضل هذا التقدم ‪ ،‬ولكن هناك حقيقة اليمكن إخفائها وهي‬
‫أن التقدم نفسه قد يكون السبب الرئيسي وراء القضاء على هذه البنوك ‪ ،‬إذ لم توفر‬
‫لعمالئها وسائل الحماية واألمان ما يدفعهم لإلستمرار التعامل معها ‪ ،‬وهو ما يستدعي‬
‫إتخاذ جملة من المتطلبات للحفاظ على اإلستمرارية‪ ،‬وتتمثل متطلبات األمن الرئيسية‬
‫للبنوك في بيئة اإلنترنت في ‪:‬‬
‫‪ -1‬الوعي بمسائل األمن لكافة مستويات األداء الوظيفي‪ ،‬الحماية المادية للتجهيزات‬
‫التقنية‪ ،‬الحماية التقنية الداخلية‪ ،‬الحماية التقنية من المخاطر الخارجية‪.‬‬
‫‪ -2‬األمن الفاعل هو المرتكز على اإلحتياجات المدروسة التي تتضمن المالئمة والموازنة‬
‫بين محل الحماية ومصدر الخطر وأداء النظام والتكلفة ‪.‬‬
‫‪ -3‬تمثل بيانات البنوك أموال رقمية وحقوقا مالية وعناصر رئيسية في اإلئتمان ‪ ،‬ومنه‬
‫فالمطلوب هو وضع إستراتجية شاملة ألمن معلومات تتناول نظام البنك وموقعه‬
‫اإلفتراضي‪.‬‬
‫‪ -4‬الرقابة اإللكترونية والتي ترتكز على األساليب التكنولوجية للرقابة على المخاطر‬
‫وفحص البنوك في بيئة هيكلية تتسم باإلنفتاح‪.‬‬
‫‪ -5‬إن أهم إستراتجيات أمن المعلومات هو توفير الكفاءات التقنية القادرة على كشف‬
‫ومالحقة واإلختراقات وضمان وجود فريق تدخل سريع يدرك ما يقوم به ‪.‬‬
‫‪ -6‬أمن نظام التحويالت المالية اإللكترونية " ‪ ، "EFT‬حيث يوجد وسيلتين أساسيتين‬
‫لتأمين المعامالت المالية والمصرفية اإللكترونية وهما ‪:‬‬
‫‪ - 65‬نادر ألفرد قاحوش ‪ ،‬نفس المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.118‬‬
‫‪ - 66‬زهير بشنق ‪ ،‬المرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪. 60‬‬

‫‪72‬‬
‫الصيرفة اإللكترونية والنظام المصرفي الجزائري‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫أ‪ -‬األمن البرمجي‪ :‬ويعتمد هذا النوع من األمن على تشفير المعلومات البنكية عن‬
‫طريق برنامج خاص يعمل على تشفير المعلومات الخاصة بإتمام عمليات الشراء‬
‫‪ ،‬بحيث ال يمكن قراءتها في حالة التعرض لها ‪ ،‬ومن أمثلة هذه البرامج برتوكول‬
‫الطبقات األمنية ‪ ،‬وهو برتوكول تابع لشركة " ‪Netsca Pecmmuinication‬‬
‫‪ ، "Corp‬ويسمح بمعرفة هوية البائعين ‪ ،‬بل وقد يربك المشتري نفسه الذي‬
‫يتعين عليه إرسال رقم بطاقته للبائع على الخط‪.‬‬
‫ب‪ -‬األمن العتادي‪ :‬ويتم هذا النوع األمن بإستعمال البطاقات الذكية الخاصة‬
‫بالمستهلك هذه البرامج المستخدمة لتحقيق األمن العتادي نجد بروتوكول الحركات‬
‫المالية اآلمنة ‪ ،‬والذي يسمح لشركتي ‪Visa‬و ‪ Master Card‬بمعرفة أطراف‬
‫التبادل من خالل التوقيعات الرقمية‪.‬‬
‫‪ -7‬التوقيع اإللكتروني ‪ :‬وهو شهادة رقمية تستخدم في إرسال أي وثيقة أو عقد تجاري أو‬
‫تعهد أو إقرار‪ ،‬وهو مكون من أحرف أو أرقام أو صور أو صوت أو نظام معالجة‬
‫إلكتروني‪ ،‬ويتم اللجوء إلى التوقيع اإللكتروني لرفع من مستوى األمن وخصوصية‬
‫‪67‬‬
‫المتعاملين عبر شبكة اإلنترنت‪.‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬النظام المصرفي الجزائري والصيرفة اإللكترونية‬


‫منذ أكثر من عشر سنوات شرعت الجزائر‪ ،‬في إطار إصالحات اقتصادية شاملة‪ ،‬في‬
‫إصالح منظومتها المالية والمصرفية‪ ،‬إستعدادا للتحول نحو اقتصاد السوق وتحضيرا‬
‫لالندمال في االقتصاد العالمي‪ .‬وفي هذا المجال تم إصدار العديد من التشريعات أبرزها‬
‫القانون رقم ‪ 06-88‬والقانون رقم ‪ 10-90‬المعدل والمتمم باألمر ‪ ،11/03‬فضال عن‬
‫تعليمات وتنظيمات بنك الجزائر المتعددة ‪.‬‬

‫وخالل الخمس سنوات األخيرة كثر الحديث عن عصرنة المصارف‪ ،‬كجزء من هذه‬
‫اإلصالحات‪ .‬وفي هذا اإلطار تم اقتراح العديد من األفكار والمشاريع‪ ،‬غير أن ما ينتظر منها‬
‫أكثر بكثير مما تحقق فعال‪ .‬ولعل من أهم هذه المشاريع "الصيرفة اإللكترونية"‪.‬‬
‫ومشروع الصيرفة اإللكترونية وإمكانية إعتمادها في النظام المصرفي الجزائري‬
‫يتطلب دراسة واقع مختلف القطاعات ومدى إستعدادها لتدعيم هذا المشروع‪.‬‬
‫‪ - 67‬محمد زيدان ‪ ،‬محمد حمو ‪ " ،‬متطلبات أمن المعلومات المصرفية في بيئة اإلنترنت "‪ ،‬نفس المرجع السابق ‪،‬‬

‫‪73‬‬
‫الصيرفة اإللكترونية والنظام المصرفي الجزائري‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫ومن خالل هذا المبحث سنعالج واقع تكنولوجيا المعلومات واإلتصال ومدى إستخدامها‬
‫في النظام المصرفي الجزائري ‪ ،‬كما سنتطرق إلى النظام النقدي اإللكتروني في الجزائر‪.‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬واقع تكنولوجيا المعلومات واإلتصال في النظام المصرفي الجزائري‬


‫في ظل اإلتجاه الدولي المتسارع نحو نشر تطبيقات الصيرفة اإللكترونية في كافة‬
‫المعامالت المالية والمصرفية عرف قطاع تكنولوجيا المعلومات واإلتصال في الجزائر‬
‫تأخرا كبيرا ‪ ،‬إال أنه في السنوات األخيرة ومع بداية الخصخصة ‪ ،‬والتحرير وعصرنة‬
‫القطاعات بدأ قطاع تكنولوجيا المعلومات واإلتصال يتطور تطورا ملحوظا وبارزا السيما‬
‫في مجال الهاتف النقال وشبكة اإلنترنت‪.‬‬

‫‪ .I‬واقع تكنولوجيا المعلومات واإلتصال في الجزائر‪:‬‬


‫شهد قطاع البريد وتكنولوجيات اإلعالم واالتصال في العقد األخير‪ ،‬نقلة نوعية‬
‫سواء من حيث القوانين واإلجراءات المتخذة أو من جانب األغلفة المالية المخصصة‬
‫للنهوض بالقطاع‪ ،‬ال سيما من خالل تجسيد مشروع الجزائر اإللكترونية وتعميم‬
‫استعمال تكنولوجيات االتصال‪.‬‬
‫‪ – )1‬لمحة عن بنية قطاع اإلتصاالت في الجزائر‪:‬‬
‫كبيرا ‪ ،‬وتعتبر‬
‫تأخرا ً‬
‫ً‬ ‫عرف قطاع البريد وتكنولوجيا المعلومات واإلتصال‬
‫الخطوة األولى للنهوض به في إصدار قانون جديد لقطاع اإلتصاالت وهو القانون‬
‫رقم (‪ )3‬لسنة ‪ ، 2000‬والذي جاء إلنهاء إحتكار الدولة لنشاطات البريد واإلتصاالت‬
‫‪ ،‬ووضع حد فاصل بين نشاطي التنظيم وإستغالل أو إدارة الشبكات ‪ ، 68‬ومع‬
‫صدور هذا القانون تم إنشاء " سلطة الضبط للبريد والمواصالت السلكية‬
‫‪69‬‬
‫والالسلكية"‪ ،‬في إطار تحرير سوق البريد والمواصالت السلكية والالسلكية‬
‫ثم قامت السلطات بإعادة هيكلة قطاع البريد واإلتصاالت سنة ‪ ،‬حيث فصل‬
‫قطاع البريد عن قطاع اإلتصاالت سنة ‪ 2001‬وأصبح هناك كيانين مختلفين هما بريد‬
‫الجزائر" ‪ ، "Poste d’Algérie‬و إتصاالت الجزائر" ‪"Algérie Télécoms‬‬
‫‪ ،‬وفي نفس السنة وتحديدًا في ‪ 2001/07/11‬عرف قطاع الهاتف النقال الجزائري‬
‫دخول أول متعامل أجنبي تحت اإلسم التجاري جيزي "‪، "Dgezzy‬وحصل على‬
‫رخصة الشبكة في سنة ‪ 2002‬ليكون هذا األخير مؤشرا على إنهاء إحتكار الدولة‬
‫على إستغالل شبكة الهاتف النقال‪ ،‬وبعدها تلتها الجزائرية لإلتصاالت بإطالق‬
‫شركتها الحاملة للعالمة التجارية موبيلس "‪ ، "Mobilis‬وذلك في ‪،2003/08/03‬‬
‫‪ - - 68‬جيال لي أحمد مسري ‪"،‬نشأة وتطور النظام المصرفي الجزائري" ‪ ،‬نفس المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 131‬‬
‫‪ "- 69‬سلطة ضبط البريد والمواصالت السلكية والالسلكية " ‪ ، www.arpt.dz‬يوم اإلطالع‪2011/05/27‬‬

‫‪74‬‬
‫الصيرفة اإللكترونية والنظام المصرفي الجزائري‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫وفي نفس السنة وتحديدًا في ‪ 2003/12/20‬منح رخصة جديدة للهاتف النقال‬


‫لمتعامل جديد وال ُمتمثل في الشركة الوطنية الكويتية والتي حملت العالمة التجارية‬
‫‪70‬‬
‫نجمة "‪" Nedgma‬‬

‫‪ ‬الجدول رقم ( ‪ )1.2‬تطور في أرقام أعمال اإلتصاالت السلكية والالسلكية ‪:‬‬

‫‪2009‬‬ ‫‪2008‬‬ ‫‪2007‬‬ ‫‪2006‬‬ ‫‪2005‬‬ ‫‪2004‬‬ ‫‪2003 2002‬‬ ‫رقم‬


‫األعمال‬
‫بالمليارد‪.‬ج‬

‫‪58.0‬‬ ‫‪62.20‬‬ ‫‪64.6‬‬ ‫‪81.8 104.0‬‬ ‫‪78‬‬ ‫‪56‬‬ ‫‪29‬‬ ‫الهاتف‬


‫الثابت‬

‫‪222.1 214.83 191.7 160.5 119.4‬‬ ‫‪76‬‬ ‫‪35‬‬ ‫‪14‬‬


‫الهاتف‬
‫المحمول‬
‫‪280.1‬‬ ‫‪277 256.3 242.3 223.4‬‬ ‫‪154‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪43‬‬
‫المجموع‬
‫‪Source : Rapport Annuel 2009 de L’artpt, Autorité de Régations de la‬‬
‫‪poste et des télécommunications. P 37.‬‬

‫‪ - 70‬قوفي سعاد ‪ "،‬المالمح التنظيمية واإلستراتجيات التنافسية لمتعاملي صناعة الهاتف النقال الجزائري" ‪ ،‬الملتقى الدولي حول المنافسة‬
‫واإلستراتجيات التنافسية للمؤسسات الصناعية خارل قطاع المحروقات في الدول العربية ‪ ،‬جامعة بسكرة ‪ ، 2009 ،‬ص ‪.01‬‬

‫‪75‬‬
‫الصيرفة اإللكترونية والنظام المصرفي الجزائري‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ ‬الشكل رقم (‪ )4.2‬يوضح منحنى تطور في أرقام أعمال اإلتصاالت السلكية والالسلكية‪:‬‬

‫‪Source : Rapport Annuel 2009 de L’artpt, Autorité de Régations de la‬‬


‫‪poste et des télécommunications. P 38.‬‬

‫إذا نظرنا إلى أرقام أعمال الهاتف الثابت في الجزائر نالحظ ارتفاعها من سنة ‪ 2002‬إلى‬
‫غاية ‪ 2004‬مقارنة بأرقام أعمال الهاتف المحمول نظرا لقلة مستخدميه واإلعتماد الكبير‬
‫على شبكة الهاتف الثابت ‪ ،‬وإبتدائا من سنة ‪ 2005‬نالحظ إرتفاعا ملحوظا في رقم أعمال‬
‫الهاتف المحمول إلى غاية ‪ 2009‬ويبقى في إرتفاع مستمر‪ ،‬ويرجع السبب الرئيسي وراء‬
‫ذلك النقلة النوعية في مجال الهاتف المحمول والتطور الذي عرفه عدد مستخدمي هذه‬
‫الشبكات المختلفة التي شهدها قطاع اإلتصاالت في الجزائر‪.‬‬
‫‪76‬‬
‫الصيرفة اإللكترونية والنظام المصرفي الجزائري‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ -‬وأكدت إحصائيات عن سلطة ضبط البريد والمواصالت أن عدد المشتركين في شبكة‬


‫اتصاالت الجزائر ''موبيليس'' قد تراجع لينتقل من (‪ )10.079.500‬مليون مشترك‬
‫سنة ‪ 2009‬إلى (‪ )9.446.774‬مليون في ‪ 2010‬ما يمثل حصة سوق تقدر ب‪28.8‬‬
‫بالمائة‪ ،‬وبلغ عدد المشتركين في شبكة الوطنية " تيليكوم الجزائر" ‪8.245.998‬‬
‫مليون مشترك سنة ‪ 2010،‬مسجال ارتفاعا مقارنة بسنة ‪ )8.032.682( 2009‬أي‬
‫حصة ‪ 25.2‬بالمائة‪ ،‬كما انخفضت نسبة ولول الهاتف النقال سنة ‪ 2010‬ب ‪90.30‬‬
‫مقارنة بسنة ‪ .)%91.68( 2009‬وأوضح السيد مجاهد أنه تم إحصاء أكثر من ‪3‬‬
‫ماليين مشترك في الهاتف الثابت في شهر فيفري ‪ 2011.‬مضيفا أن عدد المشتركين في‬
‫المجمع العمومي ''اتصاالت الجزائر'' الوحيد في السوق الجزائرية بلغ ‪2.537.000‬‬
‫مشترك في الهاتف الثابت السلكي و‪553.300‬في الهاتف الثابت الالسلكي‪.71‬‬

‫أ‪ – -‬اإلنترنت في الجزائر‪:‬‬


‫دخلت خدمة اإلنترنت إلى الجزائر عام ‪ 1993‬عن طريق مركز البحث للمعلومات‬
‫العلمية والتقنية (‪ )Cerist‬وهو مركز لألبحاث تابع للدّولة الجزائرية‪ ،‬في عام ‪ 1998‬صدر‬
‫المرسوم الوزاري رقم (‪ )265‬الذي بموجبه أنهى إحتكار خدمة اإلنترنت من الدولة وسمح‬
‫للشركات الخاصة بتقديم هذه الخدمة‪ ،‬وفي عام ‪ 1998‬ظهرت أولى شركات التزويد‬
‫الخاصة وارتفعت أعداد الشركات التي تزود الزبائن إلى ‪ 18‬شركة بحلول شهر مار عام‬
‫‪ ، 2000‬وتشير اإلحصائيات أن مجموع مستخدمي اإلنترنت في الجزائر بلغ ‪ 1.9‬مليون‬
‫شخص حتى نهاية عام ‪ .2005‬من أبرز شركات التزويد باإلنترنت شركة (إيباد ‪،)Eepad‬‬
‫لكن في ماي ‪ 2008‬بقرار من وزارة البريد وتكنولوجيا اإلتصال واإلعالم خفض سعر‬
‫االشتراك إلي النصف لدى أكبر شركات التزويد باإلنترنت التابعة لدولة الجزائرية وهي‬
‫‪72‬‬
‫اتصاالت الجزائر عرف عدد المشتركين ارتفاعا ملحوظا‪.‬‬

‫‪ ‬وتعرف الجزائر حاليًا فترة من النمو المتسارع في عدد مستخدمي اإلنترنت خاصة مع‬
‫إزدياد الوعي بأهمية تكنولوجيا المعلومات واإلتصال ( ‪ ، )TIC‬وفي هذا الصدد صدر‬
‫مشروع "أسرتك ‪ ،"Ousratic‬الذي يهدف إلى تعميم أجهزة الحواسيب المصغرة‬
‫وخدمة اإلنترنت في المنازل الجزائرية ‪ ،‬العائالت المهتمة بهذا المشروع وذلك من خالل‬
‫إقتناء قرض بنكي إبتداء من‪ 3600‬دينار جزائري للشهر ‪ ،‬من أجل شراء حاسوب مكتبي‬
‫‪ Micro-ordinateur‬وإشتراك إنترنت ‪.* 73 ADSL‬‬

‫‪ - 71‬إحصائيات عن سلطة ضبط البريد والمواصالت ‪ ، http://www.djazairess.com/search‬يوم اإلطالع ‪.2011/05/ 28‬‬


‫‪" -72‬اإلنترنت في الجزائر"‪ ،‬يوم اإلطالع‪ ،2011/05/28 :‬متاحة على الربط ‪http://ar.wikipedia.org/‬‬
‫*‪ :" ADSL-‬كلملة ‪ ADSL‬هلي اختصلار لعبلارة ‪ Asymétrique Digital Subscriber Line‬أو خلط المشلترك الرقملي اللذي يلوفر‬
‫خدمة اإلنترنت فائقة السرعة‪ ،‬وهي خدمة مريحة صممت خصيصا لشلريحة كبيلرة ملن مسلتخدمي الشلبكة التلي تتضلمن مسلتخدمي الشلركات اللذين‬

‫‪77‬‬
‫الصيرفة اإللكترونية والنظام المصرفي الجزائري‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ ‬وحسب أخر اإلحصائيات قّدر عدد مستخدمي اإلنترنت في الجزائر سنة ‪ 2009‬حوالي‪:‬‬
‫‪ 4.5‬مليون جزائري‪ ،‬أي ما يعادل ‪ % 12.8‬من نسبة عدد السكان‪ ،‬وفي سنة ‪2010‬‬
‫وصل عدد المستخدمين إلى ما يقارب ‪ 4.7‬مليون مشترك ويعادلها ‪ % 13.60‬من‬
‫‪74‬‬
‫نسبة عدد السكان‪.‬‬

‫‪ ‬الشكل رقم (‪ )5.2‬يوضح نسبة تردد الجزائريين على االنترنت‪:‬‬

‫" تقرير سنوي عن إستخدام اإلنترنت في الجزائر‪ ،" 2009‬يوم اإلطالع‪ ،2011/05/28 :‬متاحة على الربط‬ ‫المصدر‪:‬‬
‫‪http://www. startimes.com‬‬

‫ب‪ -‬مدى إستخدام تكنولوجيا المعلومات واإلتصال في النظام المصرفي الجزائري‪:‬‬


‫إن واقع إستخدام تكنولوجيا المعلومات واإلتصال في النظام المصرفي الجزائري ال‬
‫كثيرا على ماهو عليه في الجزائر عمو ًما ‪ ،‬إال أنه يجب تناول هذه النقطة ألهميتها‬
‫يختلف ً‬
‫البالغة في إعتماد الصيرفة اإللكترونية داخل الجهاز المصرفي ‪.‬‬

‫يحتاجون إلى اتصال فائق السرعة باإلنترنت على مدار ‪ 24‬الساعة‪ ،‬و ملن خلالل هلذه الخدملة يمكلن اسلتخدام تطبيقلات متعلددة عللى الشلبكة بشلكل‬
‫أيسر‪ ،‬منها البث المرئي المباشر الخدمات الصوتية عبر اإلنترنت‪ ،‬خدمات البريد اإللكتروني ‪ ،‬والعديد من وسائل اإلتصال اآلنية ‪.،‬‬

‫‪ " - 74‬تقرير سنوي عن إستخدام اإلنترنت في الجزائر‪ ،" 2009‬يوم اإلطالع‪ ،2011/05/28 :‬متاحة على الربط‬
‫ا‪http://www. startimes.com‬‬

‫‪78‬‬
‫الصيرفة اإللكترونية والنظام المصرفي الجزائري‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ ‬بالنسبة لشبكة اإلتصاالت‪ :‬فنالحظ غياب شبكات محلية تربط مختلف الهيئات المالية‬
‫وتنسق العمل بينهما ‪ ،‬إن هذه الحالة تفرض إيجاد حلول جديدة من شأنها تقديم خدمات‬
‫أحسن وأسرع ‪ ،‬وفي هذا الصدد باشرت بعض المؤسسات بتطوير شبكات إلكترونية‬
‫للدفع والتسديد ‪،‬منتشرة في نقاط محدودة من التراب الوطني ‪ ،‬لكن عدم القدرة على‬
‫التحكم فيها وتسييرها ‪ ،‬جعل بعضها تتوقف عن تقديم خدماتها ‪ ،‬لكن مع الطلب المتزايد‬
‫على هذه الخدمات مثل التسديد والدفع والمعامالت المالية شجع بعض المؤسسات على‬
‫مواصلة تقديمها ‪ ،‬مثل بطاقة الدفع المقدم لخدمات الهاتف وبطاقة السحب من الصرافات‬
‫اآللية لمؤسسة البريد والمواصالت ‪ ،‬البطاقات البنكية للسحب والدفع ( ‪CPA , ،BDL‬‬
‫‪ ، )BEA, CNEP‬وقد إستعمل بنك الفالحة والتنمية الريفية ‪ BADR‬سنة ‪1991‬‬
‫شبكة سويفت " ‪ ("SWIFT‬وهو نظام إتصال متطور يتميز بالسرعة والدقة والسرية‬
‫واألمان في التحويل اآللي لألموال) ‪ ،‬فيعد بنك ‪ BADR‬من رواد المؤسسات المصرفية‬
‫في الجزائر إلمتالكه شبكة إتصال تغطي تقريبا ج ّل واليات الوطن وهي مخصصة‬
‫للتحويل المالي المباشر بين وكاالتها‪ ،‬تعتبر البطاقات المالية المتوفرة حاليًا في‬
‫المؤسسات والبنوك غير كافية للتعامل على المستوى الدولي ‪ ،‬لذلك بادرت الجزائر‬
‫بإنجاز مشروع شبكة مابين البنوك المتخصصة " ‪ ، "RIS‬وقد جاء كثمرة إتفاق بين‬
‫وزارة المالية ووزارة البريد والمواصالت ‪ ،‬ليسمح بربط جميع البنوك ببعضها البعض‪،‬‬
‫‪75‬‬
‫من أجل إنشاء وسائل دفع جديدة وجعل اإلتصال بين البنوك يتم في زمن حقيقي‪.‬‬

‫‪ ‬أما شبكة اإلنترنت‪ :‬يمكن إعتبار مواقع المصارف الجزائرية في شبكة اإلنترنت أنها ‪:‬‬

‫‪ -1‬بالنسبة لبنك الجزائر‪ :‬لبنك الجزائر موقع إلكتروني على شبكة اإلنترنت ‪ ،‬له مهمة‬
‫إعالمية بحتة ‪ ،‬وهوال يقدم الخدمات المعلوماتية اإللكترونية وال يخضع للتجديد إال‬
‫نادرا ‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ -2‬أما المصارف الجزائرية‪ :‬فجميعها لديها مواقع إلكترونية على شبكة اإلنترنت وهي‬
‫مواقع تعرض مجموعة من المعلومات عن كل مؤسسة مصرفية وال تقدم خدمات‬
‫عبر الشبكة‬
‫‪ -‬وقد قامت مؤسسة بريد الجزائر بوضع شبكة وطنية وربطها باإلنترنت ‪ ،‬فمن خاللها‬
‫يتمكن العمالء الذين يملكون حسابات بريدية جارية "‪ ،"CCP‬بتقديم طلبات بطاقات‬
‫تحمل أرقام سرية و تسمح لهم بالدخول مباشرة إلى حساباتهم انطالقا ً من الموزعات‬
‫أو الشبابيك اآللية األخرى المرتبطة‬ ‫اآللية التابعة لبريد الجزائر أو من الموزعات‬
‫بنظام الشبكة النقدية ما بين البنوك‪ ،‬كما تسمح بإجراء عدد من العمليات البنكية‬

‫‪ - 75‬إبراهيم بختي ‪ " ،‬اإلنترنت في الجزائر " ‪ ،‬مجلة الباحث ‪ ،‬العدد (‪ ، )01‬جامعة ورقلة ‪ ، 2002 ،‬ص ‪. 33‬‬

‫‪79‬‬
‫الصيرفة اإللكترونية والنظام المصرفي الجزائري‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الشيكات‪..‬الخ‬ ‫كالتحويل من حساب إلى آخر‪ ،‬دفع الفواتير أو المشتريات‪ ،‬طلب دفتر‬
‫‪76‬‬
‫‪.‬‬
‫‪ ‬الهاتف المصرفي في البنوك الجزائرية‪ :‬ال تستعمل المصارف الجزائرية الهاتف‬
‫أو هاتف نقال ألداء الخدمات المصرفية ‪ ،‬رغم أن قطاع‬ ‫المصرفي سواء كان ثابت‬
‫تطورا ملحوظا في الجزائر من خالل تحريره ودخول عدة‬ ‫ً‬ ‫الهاتف السيما النقال شهد‬
‫‪77‬‬
‫شركات وطنية وأجنبية لإلستثمار في الجزائر‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬النظام النقدي اإللكتروني في الجزائر‬


‫أ‪ -‬واقع النظام النقدي اإللكتروني في الجزائر‪:‬‬
‫قامت البنوك الجزائرية بتبني فكرة النظام النقدي اإللكتروني تماشيا والمتغيرات‬
‫المستجدة على الساحة المصرفية ‪،‬و ومحاولة منها تدارك التأخر الحاصل في المجال‬
‫المصرفي ‪ ،‬ولهذا السبب قامت بمجموعة من اإلجراءات الضرورية وكان من أهمها إنشاء‬
‫شركة تألية الصفقات البنكية والنقدية المشتركة " ‪، "SATIM‬والتي بدورها قامت بإنشاء‬
‫الشبكة النقدية مابين البنوك " ‪ ، "RMI‬لتسوية المعامالت مابين البنوك ‪ ،‬باإلضافة إلى‬
‫مشروع البطاقة البنكية المشتركة " ‪، "CIB‬والبطاقات البنكية الدولية" ‪ "VISA‬وكذلك‬
‫قامت المصارف الجزائرية بإحداث نظام تسوية المدفوعات "‪ ، "ARTS‬وكذا تفعيل نظام‬
‫للمقاصة المسافية ما بين البنوك "‪"ATCI‬‬

‫‪ ‬وفيما يلي سنستعرض أهم هذه اإلجراءات‪:‬‬


‫‪ -/1‬شركة تألية الصفقات البنكية والنقدية المشتركة " ‪:"SATIM‬‬
‫وهي شركة تابعة لثمانية (‪ )8‬بنوك جزائرية (‪, CPA , BNA, BEA, BDL‬‬
‫)‪ ، AL BARKA, BADR, CNEP, CNMA‬تأسست في ‪25‬مارس ‪1995‬‬
‫على ضوء القانون رقم ‪ ، 95/103‬وهي مسؤولة عن تشغيل نظم المدفوعات بين البنوك‬
‫في الجزائر للبطاقات ‪ ،‬كما تعمل على تطوير البرامج وتحديث المصارف وتعزيزها‬

‫‪ - 76‬عبد الرحيم وهيبة ‪" ،‬إحالل وسائل الدفع التقليدية باإللكترونية " ‪ ،‬نفس المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 97‬‬
‫‪ - 77‬جيال لي أحمد مسري ‪"،‬نشأة وتطور النظام المصرفي الجزائري" ‪ ،‬نفس المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 190‬‬

‫‪80‬‬
‫الصيرفة اإللكترونية والنظام المصرفي الجزائري‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫السيما بوسائل الدفع عن طريق البطاقة ‪ ،‬وتشكل ‪ SATIM‬مع سبع (‪ )7‬بنوك عمومية‬
‫‪ ،‬وتسعة (‪ )9‬خاصة ‪ ،‬وبريد الجزائر شبكة الدفع اإللكتروني‪.78‬‬

‫‪ ‬الشكل رقم (‪ )6.2‬يوضح البنوك المساهمة في رأسمال شركة ‪:SATIM‬‬

‫‪Source : Newal Benkritly , Le Système de Paiement par carte en Algérie‬‬


‫‪, Séminaire de Tunis , rencontre sur la carte bancaire au Maghreb ,‬‬
‫‪08et09 février 2007.‬‬

‫‪ -/2‬الشبكة النقدية مابين البنوك" ‪:"RMI‬‬


‫في سنة ‪ 1996‬قامت شركة ‪** 79 SATIM‬بإحداث مشروع إليجاد ّحل للنقد بين‬
‫البنوك ‪ ، 80*RMI‬وأول مرحلة من هذا المشروع تمثلت في إعداد شبكة نقدية إلكترونية‬
‫بين البنوك في الجزائر والتي تضمنت حضيرة الموزعات اآللية النقدية ‪، 81*** DAB‬‬
‫تتوزع على كامل الشبكات البنكية والبريدية التي تستعمل شبكة اإلتصاالت ‪DZ.PAC‬‬
‫(شبكة إرسال المعطيات)‬

‫‪ - 78‬بن الشيخ سهام ‪ " ،‬التطورات العالمية في العمل المصرفي وأثارها على النظام المصرفي الجزائري " ‪ ،‬مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماستر في‬
‫العلوم المالية والمحاسبية ‪ ،‬تخصص ‪ :‬مالية المؤسسة ‪ ،‬جامعة ورقلة ‪ ، 2010/2009 ،‬ص ‪. 97‬‬
‫‪*- SATIM : Société D'automatisation Des Transaction Interbancaire Et Monétique.‬‬
‫‪** - RMI : Réseau Monétique Interbancaire.‬‬
‫***تجدر اإلشارة بأن الموزعات اآللية للنقود "‪ "DAB‬يسمح بعملية سحب النقود وفق سقف معين‪ ،‬أما الشبابيك اآللية للنقود "‪"GAB‬‬
‫باإلضافة لعملية سحب النقود فهو يسمح بتقديم خدمات أخرى كإمكانية التحويل من حساب إلى آخر‪ ،‬التعرف على الرصيد‪...‬الخ‪.‬‬

‫‪81‬‬
‫الصيرفة اإللكترونية والنظام المصرفي الجزائري‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ -‬وتهدف شركة ‪ SATIM‬من خالل إنشاء الشبكة النقدية اإللكترونية المشتركة‪ ،‬ووضع‬
‫نظام مشترك بين البنوك للسحب بواسطة الموزعات اآللية إلى تحقيق هدفين أساسين ‪:‬‬
‫‪ -‬عمل وتطوير نظام بنكي مشترك للنقديات اإللكترونية ؛‬
‫‪ -‬وحدة المعايير والتنظيمات المتعلقة بالبطاقة ‪.‬‬
‫‪ -/3‬البطاقة المصرفية بين البنوك " ‪:"Carte CIB‬‬
‫تم إنشائها من طرف شركة ‪ SATIM‬سنة ‪ ،1998‬في البداية كانت كبطاقة سحب‬
‫فقط ‪ ،‬وفي ‪ 2005‬أصبحت أداة سحب ودفع ‪ ،‬وهي بطاقة رقمية مزودة بشريحة لتخزين‬
‫المعلومات والتي تتضمن تحويل األموال بأمان ‪ ،‬وتكون هذه البطاقة موصولة بالشبكة النقدية‬
‫مابين ‪ ،‬وهي وسيلة فم ن خاللها يتمكن العميل من تسوية المشتريات والخدمات على أجهزة‬
‫الدفع اإللكتروني ‪ TPE‬المركبة على مستوى المحالت التجارية التي تقبلها ‪ ،‬كما تم ّكن هذه‬
‫البطاقة السحب من أي جهاز صراف ألي متصل بالشبكة اإللكترونية بين البنوك في كامل‬
‫‪82‬‬
‫التراب الوطني ‪ ،‬وهناك نوعين من بطاقة ‪ CIB‬التي تصدرها البنوك الجزائرية ‪:‬‬
‫أ‪ -‬البطاقة الكالسيكية‪ :‬توفّر عملية الدفع والسحب مابين البنوك ‪ ،‬وتمنح للزبائن‬
‫وفق معايير تكون محددة لدى البنك ‪.‬‬
‫ب‪ -‬البطاقة الذهبية ‪ :‬وهي األخرى تمنح وفق معايير تكون محددة لدى البنك‪ ،‬ولكن‬
‫هذه البطاقة باإلضافة إلى العمليات السابقة ‪ ،‬تمنح لحاملها إئتمان أكبر وسقوف‬
‫سحب ‪ ،‬وسرعة في إجراء التحويالت ‪.‬‬
‫وتشير إحصائيات قامت بها سلطة ضبط البريد والمواصالت إلى وجود ما ال يق ّل‬ ‫‪-‬‬
‫عن ‪ 680‬جهاز تصريف آلي عبر المحافظات الجزائرية ال‪ ،48‬بينما تحصى نحو‬
‫ثالثمائة موزع آلي للمصارف تتر ّكز غالبيتها في المدن الجزائرية الكبرى‪ ،‬ويُشار إليها‬
‫بالفتات منيرة على مستوى وكاالت ‪ 17‬بنكا‪ .‬وإذا كانت السلطات تتباهى بتكريسها‬
‫أن الخبير "سمير عودية" يجزم‬ ‫التحويالت اإللكترونية عبر البطاقات المغناطيسية‪ ،‬إالّ ّ‬
‫أن النظام المالي المحلي ال يزال تقليديا‪ ،‬مر ّكزا على األعطال‬‫بعدم صحة ذلك‪ ،‬ويؤكد ّ‬
‫واالختالالت التي تطبع النظام المحلي للتصريف اآللي‪ ،‬وافتقاد عديد األجهزة المتوزعة‬
‫على مراكز البريد والبنوك‪ ،‬للسيولة الالزمة‪.‬‬
‫على طرف نقيض‪ ،‬يشدّد " الحال علوان " المدير العام للشركة الجزائرية لتألية‬
‫أن واقع منظومة التصريف اآللي في الجزائر ليس بالسوء‬ ‫العمليات المصرفية‪ ،‬على ّ‬
‫الذي يحاول البعض التسويق له‪ ،‬كاشفا عن بلوغ وتيرة النشاط النقدي في الجزائر عبر‬
‫هذه األجهزة‪ ،‬معدل ثالثة آالف عملية إلكترونية مالية في اليوم‪ ،‬و يرتفع إلى الضعف في‬
‫أن هناك حاليا نحو ثمانمائة تاجر لهم صالت بالشبكة‬ ‫األعياد والمناسبات‪ .‬ويذكر علوان ّ‬
‫المذكورة‪ ،‬منهم حوالى ‪ 350‬تاجرا متوفرا على جهاز الدفع اإللكتروني‪ ،‬مشيرا إلى‬
‫‪82‬‬
‫‪- Banque De Développement Local, Paiement Electronique, Consulté le: 02/05/2010, à partir de‬‬
‫‪site d'internet : http://www.bdl.dz/carte.html .‬‬

‫‪82‬‬
‫الصيرفة اإللكترونية والنظام المصرفي الجزائري‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫رغبة مؤسسته في تركيب مئات األجهزة اإلضافية لسحب األموال في غضون الفترة‬
‫القادمة‪ ،‬بهدف تكريس الدفع اإللكتروني‪.83‬‬
‫‪ -/4‬البطاقات البنكية الدولية ‪:‬‬
‫يعدٌّ القرض الشعبي الجزائري ‪ CPA‬البنك العمومي الوحيد على المستوى الوطني الذي‬
‫يصدر بطاقة ‪ VISA‬الدولية ‪ ،‬وهي بطاقة للسحب والدفع تُمنح للعمالء ذوي الحسابات‬
‫بالعملة الصعبة ‪ ،‬صالحة على المستويين المحلي والدولي ‪.84‬‬

‫‪ -/5‬النظام الجزائري للتسوية الفورية"‪: "ARTS‬‬


‫ويعّرف على أنه نظام تسوية ما بين البنوك ألوامر الدفع الضخمة عن طريق التحويل‬
‫البنكي أو البريدي ‪ ،‬كما يعّرف كذلك على أنه نظام تسوية المبالغ الضخمة اإلستعجالية‬
‫ويهدف إلى ‪:‬‬
‫‪ -‬تخفيض التكاليف اإلجمالية للمدفوعات ؛‬
‫‪ -‬تقوية العالقات بين المصارف ؛‬
‫‪85‬‬
‫‪ -‬تلبية مختلف إحتياجات العمالء ‪ ،‬وذلك بإستخدام نظام دفع إلكتروني‪.‬‬

‫‪ ‬خالل سنة ‪ 2008‬سجل نظام "‪ 195175 "ARTS‬عملية تسوية سجلت محاسبيا على‬
‫دفاتر بنك الجزائر ( ‪ 176900‬في سنة ‪ ، )2007‬تمثل مبلغ كليا يساوي ‪ 607138‬مليار‬
‫دينار (‪ 313373‬مليار دوالر في ‪ ، )2007‬وفي نفس السنة بلغت تسوية األرصدة‬
‫الصافية متعددة األطراف عن طريق المقاصة اليدوية ‪ %0.11‬فقط مقابل ‪% 0.85‬‬
‫‪86‬‬
‫بالنسبة للمقاصة اإللكترونية ‪.‬‬
‫‪ -/6‬نظام المقاصة اإللكترونية للمدفوعات الخاصة بالجمهور العريض "‪:"ATCI‬‬
‫دخل نظام المقاصة اإللكترونية ‪ ATCI‬في اإلنتال في ماي ‪ ،2006‬ويسمح هذا النظام‬
‫بتبادل كل وسائل الدفع الخاصة بالجمهور العريض (شيكات ‪ ،‬أوراق تجارية ‪ ،‬تحويالت ‪،‬‬

‫‪ - 83‬أجهزة الصراف اآللي في الجزائر ‪ ، http://www.algeriatimes.net/algerianews7410.html‬يوم ‪. 2011/06/09‬‬


‫‪ -84‬سليمان ناصر ‪ " ،‬النظام المصرفي الجزائري وتحديات العولمة " ‪ ،،‬ملتقى المنظومة المصرفية الجزائرية والتحوالت اإلقتصادية – واقع‬
‫وتحديات‪ ، -‬جامعة حسيبة بن بوعلي ‪ ،‬الشلف ‪ ،‬يومي ‪ 14‬و ‪ 15‬ديسمبر ‪ .2004‬ص ‪. 03‬‬

‫‪ -‬التقرير السنوي ‪ "، 2008‬التطور اإلقتصاد والنقدي للجزائر" ‪ ،‬بنك الجزائر ‪،‬ص ‪. 152‬‬ ‫‪85‬‬

‫‪ -‬التقرير السنوي ‪ ،2008‬نفس المرجع السابق ‪،‬ص‪. 153‬‬ ‫‪86‬‬

‫‪83‬‬
‫الصيرفة اإللكترونية والنظام المصرفي الجزائري‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫إقتطاعات آلية ‪ ،‬عمليات على البطاقات ) ‪ ،‬ويسير نظام ‪ ATCI‬من طرف مركز المقاصة‬
‫بين المصارف" ‪ ، "CPI‬ويهدف هذا النظام إلى جعل مختلف عمليات التحويل تتم بشكل‬
‫أوتوماتيكي ‪ ،‬وربح الوقت والتكاليف وذلك باإلنتقال من الصفة المادية إلى غير المادية ‪.‬‬
‫‪ -‬ال يقبل هذا النظام إال التحويالت التي تقل قيمتها اإل سمية عن مليون (‪ )1‬دينار ‪ ،‬ويجب‬
‫أن تنفذ أوامر التحويل التي تفوق أو تساوي هذا المبلغ ضمن نظام التسوية اإلجمالية‬
‫الفورية للمبالغ الكبيرة والدفع المستعجل‪. 87‬‬

‫‪ ‬يعتبر التطور المسجل في سنة ‪ ،2008‬على أسا الحجم والقيمة‪ ،‬هاما‪ ،‬فقد أنجز نظام‬
‫‪ 9.320 ATCI‬مليون عملية دفع مقابل ‪ 6.926‬مليون عملية دفع في ‪ ، 2007‬بمبلغ‬
‫يساوي ‪ 7188.255‬مليار دينار (‪ 5452.188‬مليار دينار في ‪ ، ) 2007‬وهو ما يعادل‬
‫زيادة بالحجم بنسبة ‪ %34.6‬و‪ % 31.18‬على أسا القيمة ‪.88‬‬
‫ب‪ -‬أفاق النظام النقدي اإللكتروني في الجزائر‪:‬‬
‫تتجسد أفاق النظام النقدي اإللكتروني في الجزائر بما يطلق عليه "مشروع‬
‫الجزائر اإللكترونية بحلول ‪،"2013‬‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬أهمية العمل بالصيرفة اإللكترونية في الجزائر‬


‫إن تبني نظام الصيرفة اإللكترونية في الجزائر سيؤدي إلى حدوث العديد من التغيرات‬
‫اإليجابية على اإلقتصاد بصفة عامة و النظام المصرفي الجزائري وذلك من خالل ‪:‬‬
‫أ‪ -‬تأثير الصيرفة اإللكترونية على اإلقتصاد الجزائري‪:‬‬
‫إن مرور اإلقتصاد الجزائري بفترة إنتقالية نحو إقتصاد السوق جعله مستعدا لتبني‬
‫كل الوسائل التي تؤدي به إلى اإلستقرار ‪ ،‬و بصدد الحديث عن الصيرفة اإللكترونية ‪،‬‬
‫فماذا ستضيف هذه الصيرفة اإللكترونية ؟ و هل يمكن أن تكون كمدخل لبناء اإلقتصاد‬
‫الرقمي في الجزائر ؟‬
‫‪ -/1‬بنعععاء اإلقتصعععاد الرقمعععي فعععي الجزائعععر ‪ :‬إن تبنلللي نظلللام الصللليرفة اإللكترونيلللة يكلللون‬
‫القاعللللدة نحللللو اإلنطللللالق فللللي مشللللاريع رقميللللة أخللللرى ‪ ،‬تنقللللل اإلقتصللللاد الللللوطني نحللللو‬
‫إقتصللللاد رقمللللي يقللللوم أساسللللا علللللى التقنيللللة المعلوماتيللللة الرقميللللة ‪ ،‬ويوظللللف المعلومللللات‬
‫والمعرفللللة فللللي إدارتلللله‪ ،‬بوصللللفها المللللورد الجديللللد للثللللورة‪ ،‬ومصللللدر إلهللللام لإلبتكللللارات‬
‫الجديلللدة ‪ ،‬وبلللذلك تسلللاهم الصللليرفة اإللكترونيلللة بشلللكل كبيلللر فلللي تبنلللي هلللذا النلللوع ملللن‬
‫اإلقتصاد‪.‬‬

‫‪ - 87‬المادة الثانية من اآلمر رقم ‪ 06-05‬المتضمن قانون المالية لسنة ‪ "، 2006‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية "‪ ،‬العدد ‪ 23 ، 26‬أفريل‬
‫‪.2006‬‬
‫‪ - 88‬التقرير السنوي ‪ ،2008‬نفس المرجع السابق ‪،‬ص‪. 156‬‬

‫‪84‬‬
‫الصيرفة اإللكترونية والنظام المصرفي الجزائري‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ -/2‬محاربة اإلقتصاد الموازي ‪ :‬لقد فرض تأخر وسائل الدفع في المنظومة المصرفية‬
‫الجزائرية على المتعاملين التجاريين التعامل خارل الدائرة المصرفية ‪ ،‬هذا التعامل قد ساعد‬
‫على تداول النقود خارل هذا اإلطار والذي ساهم في بروز ظاهرة اإلقتصاد الموازي‪ *89‬و‬
‫تفشي ثقافة اإلكتناز‪ ،‬كلها عوامل ساعدت على إرتفاع السوق الموازية ‪ ،‬وهذا األمر أصبح‬
‫يهدد اإلقتصاد الوطني الذي مازال هشا ‪ ،‬و بالتالي فإن إعتماد الصيرفة اإللكترونية و إقامة‬
‫أنظمة دفع إلكترونية سوف يسهل دخول النقود المتداولة في السوق الموازي إلى دائرة‬
‫السوق المصرفية و بالتالي المساهمة في التخفيف من حدة اإلقتصاد غير الرسمي ‪.‬‬

‫‪ -/3‬تطوير التجارة اإللكترونية في الجزائر‪ :‬إن أسا ظهور التجارة اإللكترونية يعود في‬
‫األصل إلى مدى إنتشار إستخدام وسائل الدفع اإللكترونية و الصيرفة اإللكترونية ‪ ،‬و بالتالي‬
‫على الجزائر تدعيم الصيرفة و وسائل الدفع اإللكترونية إليجاد وسط مناسب لهذه التجارة ‪.‬‬

‫ب‪ -‬تأثير الصيرفة اإللكترونية على النظام المصرفي الجزائري ‪:‬‬

‫إن إعتماد الصيرفة اإللكترونية في النظام المصرفي الجزائري سوف يتيح للنظام ‪:‬‬
‫‪ -/1‬مواكبة المصارف الجزائرية للتطورات العالمية‪ :‬خاصة في ميدان الخدمات المصرفية‬
‫اإللكترونية ‪ ،‬عل ًما أنها تستعد لإلندمال في اإلقتصاد العالمي و تبحث عن جلب اإلستثمار‬
‫األجنبي ‪.‬‬
‫‪ -/2‬تخفيض التكاليف‪ :‬من خالل تخفيض النفقات التي تتحملها المصارف في أداء الخدمات‬
‫و إنشاء فروع جديدة في مناطق مختلفة ‪ ،‬خاصة أن الجزائر مساحتها واسعة و التواجد على‬
‫اإلنترنت قادر على التكفل بالوصول إلى عدد كبير من الزبائن و تقديم خدمات جيدة و‬
‫متنوعة و بتكلفة أقل ‪ ،‬إضافة إلى إمكانية تسويق خدماتها المصرفية ‪،‬فضال عن التعامالت‬
‫بين المصارف و المبادالت اإللكترونية ‪.‬‬
‫‪ -/3‬تعزيز الشفافية‪ :‬إن إستخدام االنترنت في المصارف الجزائرية يشكل نافذة إعالمية‬
‫لتعزيز الشفافية و ذلك من خالل التعريف بهذه المصارف و ترويج لخدماتها و اإلعالم عن‬
‫تطورات المؤشرات المالية لوضعها تحت تصرف الباحثين و سائر األطراف األخرى‬
‫المعنية باألمر‪.‬‬
‫‪ -/4‬تفعيل دور بورصة القيم المنقولة بالجزائر‪ :‬من خالل إقامة سوق مالية إلكترونية و‬
‫إقامة أنظمة دفع إلكتروني تساهم في تطور أدائها و ترقيتها ‪.‬‬

‫على هامش اإلقتصاد الرسمي من طرف أفراد و جماعات‬ ‫*‪" -‬اإلقتصاد الموازي " ‪ :‬هو مجموعة من النشاطات غير الشرعية التي ت ُمار‬
‫محترفة‪ ،‬للبحث عن الربح السهل و التهرب من الضرائب و من المراقبة ‪.‬‬

‫‪85‬‬
‫الصيرفة اإللكترونية والنظام المصرفي الجزائري‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫خاتمة الفصل‪:‬‬

‫أدّى النمو المتسارع لوسائل الدفع الحديثة وتكنولوجيا المعلومات واإلتصال إلى آثار‬
‫كبيرة على المصارف ‪ ،‬إما من ناحية أشكال هذه المصارف أو تسويق خدماتها ‪ ،‬لذا‬
‫أصبح من الضروري تطوير األساليب المصرفية لكي ال تبقى المصارف بعيدة عن‬
‫المتغيرات الجديدة في ظل نمو األسواق والمصارف الشاملة والتكتالت اإلقتصادية‪.‬‬

‫وبالتالي وجب على البنوك حتى ال تخرل من المنافسة العالمية ‪،‬مسايرة التطورات‬
‫الحاصلة في مجال المعامالت المالية اإللكترونية ‪ ،‬وذلك بتبنيها الصيرفة اإللكترونية‬
‫التي جاءت بوسائل إلكترونية متطورة كالبطاقات البنكية ‪ ،‬النقود اإللكترونية ‪ ،‬وكذا‬
‫الشيكات اإللكترونية ‪....‬الخ‪.‬‬

‫غير أن وسائل الدفع تختلف من جهاز مصرفي إلى أخر حسب تطور الدول فهناك‬
‫دول تطورت وسائل الدفع فيها ‪ ،‬في حين ال يزال بعضها يتخبط في متاهة التعامالت‬
‫الورقية ‪ ،‬وتعتبر الجزائر من بين الدول السائرة في تحديث جهازها المصرفي وتطويره‪.‬‬

‫و نظرا ألهمية ما قدمته الصيرفة اإللكترونية لإلقتصاد و نظرا لمحاولة الجزائر‬


‫النهوض بإقتصادها من حالة الركود المزرية و تسريع و تنشيط حركته رأت الجزائر‬
‫ضرورة تطوير نظامها المصرفي و مواكبة كل ما هو جديد ‪ ،‬فبادرت بإصالحات عديدة‬
‫لتهيئته إلى هذا الحدث لكن لم يكتب لها النجاح لحد اآلن حيث كل إصالح جاء بأفكار‬
‫معظمها لم ترى النور بسبب التماطل في تطبيق القوانين و إحترامها و بسبب الفساد و سوء‬
‫التسيير‪.‬‬

‫‪86‬‬

You might also like